Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: سحر

خلب

(خلب) : والخِلْبُ: وَرَقُ الكَرْم.
(خلب) الشَّيْء وشاه بصور المخالب وطينه
خ ل ب

خلبه بمنطقه خلابة، واختلبه اختلاباً. وامرأة خلاّبة وخلوب. وفلانة قلبت قلبي، وخلبت خلبي؛ وهو حجاب الكبد. وهو خلب نساء.

ومن المجاز: برق خلب: لا غيث معه. قال:

لم يكُ معروفك برقاً خلباً ... إن خير البرق ما الغيث معه

وأنشب فيه خالبه إذا تعلق به.
(خلب)
الشَّيْء خلبا أَخذه بالمخلب والنبات قطعه وَالْجَلد وَنَحْوه خدشه أَو شقَّه بظفره والحية فلَانا عضته وَفُلَانًا خلبا وخلابا وخلابة خدعه وَفتن قلبه فَهُوَ خالب (ج) خلباء وخلبة وَهُوَ أَيْضا خلاب وخلبوت وَهِي خالبة (ج) خوالب وَهِي أَيْضا خلابة وخلوب وخلبوت وخلبة

(خلب) خلبا حمق وخرق فِي عمله فَهُوَ أخلب وَهِي خلباء (ج) خلب
(خلب) - في حديث ابنِ عبَّاس رضي الله عنهما: "وإن كان أَسرعَ من البَرْقِ الخُلَّب".
الخُلَّب: السحاب يُومِضُ حتَّى يُرجَى مَطرُه، ثم يُخلِف وينصَرِف، ولَعلَّه من الخِلابَة، وهي الخِداع بالقَول اللَّطِيف. يقال: "إذا لم تَغْلِب فاخْلُب" .
- في حَديثِ ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما، في شعر:
* في عَينِ ذِي خُلُبٍ وَثأْطٍ حَرْمَدِ * قال: الخُلُب في لُغَتِنا: الطِّينِ.

خلب


خَلَبَ(n. ac.
خَلْب)
a. Scratched, rent, tore.
b.(n. ac. خَلْب
خِلَاْب), Deceived, beguiled.
خَلَّبَخَاْلَبَإِخْتَلَبَa. Deceived, beguiled.

خِلْب
(pl.
أَخْلَاْب)
a. Claw, talon.
b. Diaphragm, midriff.

مِخْلَب
(pl.
مَخَاْلِبُ)
a. Claw, talon.
b. Reaping-hook.

خَاْلِب
(pl.
خَلَبَة)
a. Deceitful; deceiver.

خِلَاْبَةa. Flattery, blandishment.

خَلُوْب
خَلَّاْب
28a. Archdeceiver.

خُلَابِس
a. Flattering, honey-sweet speeches.
b. Falsehood.

خَلَابِيْس
a. Falsehoods.
b. Swindles.
c. Failures.

خَلَنْبُوْس
a. Flint.
خ ل ب : خَلَبَهُ يَخْلِبُهُ مِنْ بَابَيْ قَتَلَ وَضَرَبَ إذَا خَدَعَهُ وَالِاسْمُ الْخِلَابَةُ بِالْكَسْرِ وَالْفَاعِلُ خَلُوبٌ مِثْلُ: رَسُولٍ أَيْ كَثِيرُ الْخِدَاعِ وَخَلَبْتُ النَّبَاتَ خَلْبًا مِنْ بَابِ قَتَلَ قَطَعْتُهُ وَمِنْهُ الْمِخْلَبُ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَهُوَ لِلطَّائِرِ وَالسَّبُعِ
كَالظُّفْرِ لِلْإِنْسَانِ لِأَنَّ الطَّائِرَ يَخْلِبُ بِمِخْلَبِهِ الْجِلْدَ أَيْ يَقْطَعُهُ وَيُمَزِّقُهُ وَالْمِخْلَبُ بِالْكَسْرِ أَيْضًا مِنْجَلٌ لَا أَسْنَانَ لَهُ. 
خ ل ب: (الْخِلَابَةُ) الْخَدِيعَةُ بِاللِّسَانِ وَبَابُهُ كَتَبَ وَ (اخْتَلَبَهُ) أَيْضًا. وَرَجُلٌ (خَلَّابٌ) وَ (خَلَبُوتٌ) أَيْ خَدَّاعٌ كَذَّابٌ. وَالْبَرْقُ (الْخُلَّبُ) وَالسَّحَابُ الْخُلَّبُ الَّذِي لَا مَطَرَ فِيهِ كَأَنَّهُ خَادِعٌ. وَمِنْهُ قِيلَ لِمَنْ يَعِدُ وَلَا يُنْجِزُ: إِنَّمَا أَنْتَ كَبَرْقٍ خُلَّبٍ. وَيُقَالُ أَيْضًا: بَرْقُ خُلَّبٍ بِالْإِضَافَةِ. وَ (الْمِخْلَبُ) بِكَسْرِ الْمِيمِ لِلطَّائِرِ وَالسِّبَاعِ كَالظُّفُرِ لِلْإِنْسَانِ. وَ (خَلَبَ) النَّبَاتَ مِنْ بَابِ نَصَرَ وَ (اسْتَخْلَبَهُ) قَطَعَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «نَسْتَخْلِبُ الْخَبِيرَ» أَيْ نَقْطَعُ النَّبَاتَ وَنَأْكُلُهُ. 
(خ ل ب) : (فِي الْحَدِيثِ) «نَهَى عَنْ كُلِّ ذِي مِخْلَبٍ» أَيْ عَنْ أَكْلِهِ وَالْمِخْلَبُ لِلطَّائِرِ كَالظُّفْرِ لِلْإِنْسَانِ وَالْمُرَادُ بِهِ مِخْلَبٌ هُوَ سِلَاحٌ وَهُوَ مِفْعَلٌ مِنْ الْخَلْبِ وَهُوَ مَزْقُ الْجِلْدِ بِالنَّابِ وَانْتِزَاعُهُ (قَالَ اللَّيْثُ) وَالسَّبُعُ يَخْلِبُ الْفَرِيسَةَ إذَا شَقَّ جِلْدَهَا بِنَابِهِ أَوْ فَعَلَهُ الْجَارِحَةُ بِمِخْلَبِهِ (وَمِنْهُ الْمِخْلَبُ) الْمِنْجَلُ بِلَا أَسْنَانٍ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ هَذَا التَّرْكِيبُ يَدُلُّ عَلَى الْإِمَالَةِ لِأَنَّ الطَّائِرَ يَخْلِبُ بِهِ الشَّيْءَ إلَى نَفْسِهِ ثُمَّ قَالَ وَمِنْ الْبَابِ الْخِلَابَةُ الْخِدَاعُ يُقَالُ خَلَبَهُ بِمَنْطِقِهِ إذَا أَمَالَ قَلْبَهُ بِأَلْطَفِ الْقَوْلِ مِنْ بَابِ طَلَبَ وَالْأَوَّلُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَقِيلَ هُمَا مِنْ كِلَا الْبَابَيْنِ.
خلب: خَلَب: أرخى القوس (فوك).
وخلب: سايف، لعب بالسيف والترس (فوك).
وخلب: جذب، فتن، استمال (فوك).
وخلب: ربط، شدّ، أوثق (ميهرن ص27).
وأخلب وانخلب، ذكرتا في معجم فوك في مادة decipere.
اختلب: خلب، أخذه بالمخلب، وخدش أو شق بظفره (بوشر).
خلبة: حبل من ليف النخل (ميهرن ص27).
خّلوب: كلام خلوب: كلام فّتان. ويقال للرجل الذي يفتن النساء ويأخذ بمجامع قلوبهن بــسحر كلامه: خلوب الكلام (رسالة إلى فليشر ص64).
خُلّب ويجمع على خُلّبات ويستعمل مجازاً بمعنى خديعة، خداع، غرور (معجم اللطائف).
خَلاّبَة: فاتنة، فتانة، جذابة (رسالة إلى فليشر ص63).
وفي المعجم اللاتيني Fallacia: خديعة وخَلاَّبة.
مِخْلب: كُلاّب لتعليق اللحم. ففي الجوبري (ص85 و): ثم أخرج صنارة على مقال مخالب القصّاب ثم علق بها ذيل الصبي.
مخلب العُقاب الأبيض: نبات اسمه العلمي: orobus tuberosus ( ابن البيطار 1: 37). مِخلاب ويجمع على مخاليب: مِخلب، برثن. (بوشر، كليلة ودمنة ص157).
ومِخلاب: صيصة الديك، شوكة الديك وغيره من الطيور (الكالا).
خلب وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَإِنَّمَا سميت محفّلة لِأَن اللَّبن قد حفّل فِي ضرْعهَا وَاجْتمعَ وكل شَيْء كثّرته فقد حفّلته وَمِنْه قيل: قد احتفل الْقَوْم إِذا اجْتَمعُوا كَثُرُوا وَلِهَذَا سمي محفل الْقَوْم وَجمع المحفل محافل. وَقَوله: [لَا -] خِلابة يَعْنِي الخداع يُقَال مِنْهُ: خلبتَه أخلُبه خِلابة إِذا خدعته. وَمِنْه حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَن رجلا كَانَ يُخدع فِي البيع فَقَالَ لَهُ [رَسُول الله - صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم: إِذا بايعتَ فَقل: لَا خِلابة. وَفِي حَدِيث [الْمُصراة والمحفّلة -] أصل لكل من بَاعَ سلْعَة وَقد زينها بِالْبَاطِلِ أَن البيع مَرْدُود إِذا علم بِهِ المُشْتَرِي [لِأَنَّهُ غش وخِداع -] . وَقَوله: ويردّ مَعهَا صَاعا كَأَنَّهُ إِنَّمَا جعله قيمَة لما نَالَ المُشْتَرِي من اللَّبن وَكَانَ أَبُو يُوسُف [يَقُول: إِنَّمَا -] عَلَيْهِ الْقيمَة.
خلب
الخَلْبُ: ضَرْبٌ من مَزْق الجِلْدِ بالناب كفِعْل السَّبُع بالفَرِيْسَة. ولكُل طائرٍ من الجَوارِح مِخْلَبٌ. وعُقَابٌ مُخْلِبَةٌ: حَدِيدة المَخالب.
والمِخْلَبُ: المِنْجَل.
والخُلُبُ: وَرَقُ الكَرْم ونحوِه. وحَبْلٌ صُلْبُ الفَتْل دَقيقٌ من لِيْفٍ. وطِيْنُ الحَمْأة.
والخِلاَبُ: المُخادَعَةُ وهو أنْ تَخْلُبَ المَرْأةُ قَلْبَ الرجُل بألْطَفِ القَول وأخْلَبِه. ويقولون: إِذا لم تَغْلِبْ فاخْلُبْ. وامْرَأَةٌ خَلاّبةٌ وخَلُوبٌ. وخَلَبوت: ذو خَدِيعةٍ وهَزْلٍ. وفلان خِلْبُ نِساءٍ: تُحِبُّه النساءُ.
والخِلْبُ والخِلْمُ: الصدِيق. وهو خِلب به: أي خالٍ به.
والخَلْبَاءُ: الخَرْقاء في عَمَلِها بيَدَيْها، وكذلك الخَلْبَنُ، خَلِبَتِ المَرْأةُ خَلَباً.
والمَرْأةُ المَهْزولة: خَلْبَنٌ، والجميع خَلاَبِنُ.
والبَرْقُ الخلَبُ: الذي يُومض ثم يُخلِف.
والمُخلَب من الثياب: الكثير الوَشْي.
وفلانٌ خلَبٌ قُلَبٌ: أي كَيسٌ.
والخِلْبُ: حِجَابُ القَلْب. وشَيْءٌ في الكَبِدِ مِثْلُ الغُدة.
ويُقال لِهُلْب ذَنَب البعير: خُلْبٌ.
[خلب] وفيه: وقعد على كرسي "خلب" قوائمه من حديد، هو الليف جمع خلبة. ومنه ح: وأما موسى فجعد أدم على جمل مخطوم "بخلبة" وقد يسمى الحبل نفسه خلبة. ومنه ح: بليف "خلبة" على البدل. وفيه: كان له وسادة حشوها "خلب". ك: مخطوم "بخلبة" بضم معجمة وسكون لام وضمها وبموحدة: الليفة، وكل حبل الجيد فتله من ليف أو قنب أو غير ذلك، والوادي وادي مكة. وفيه: يرد إليها إن كان "خلبها" بفتح خاء من الخلابة الخديعة، أي يرد الزوج صداقها إليها إن خدعها. ومنه: لا "خلابة" بكسر معجمة وخفة لام، أي لا يلزمني خديعتك، أو بشرط أن لا يكون فيه خديعة، وجعله صلى الله عليه وسلم منه شرط الخيار، وروى: خيابة، بمعجمة وتحتية وموحدة، وروى بنون، وروى: خذابة، بذال معجمة، وكان الرجل ألثغ يقولها بهذه العبارات. ط: لا "خلابة" خبره محذوف، أي لا خديعة في الدين، فانسه نصيحة، وهو تحريض للعامل على حفظ الأمانة التحرز نصحا له لعدم حذاقته، كانوا في ذلك الزمان أحقاء له. وفيه: نهى عن أكل ذي "مخلب" أي كل طائر يصطاد بمخلبه، شرح شافية المخلب طرف ظفر أصابع الطير والسبع. نه ومنه ح: إن بيع المحفلات "خلابة" وهي ما جمع لبنها. وح: إذا لم تغلب "فاخلب" أي إذا أعياك الأمر مغالبة فاطلبه مخادعة. وفي ح الاستسقاء: اللهم! سقيا غير "خلب" برقها، أي خال عن المطر، الخلب السحاب يومض برقه حتى يرجى مطره ثم يخلف ويتقشع، وكأنه من الخلابة وهي الخداع بالقول اللطيف. ومنه: كان أسرع من البرق "الخلب" وخصه بالسرعة لخفته بخلوه من المطر. وفيه: "نستخلب" الخبير، أي نحصده نقطعه بالمخلب وهو المنجل، والخبير النبات. وفي شعر تبع: فرأى مغار الشمس عند غروبها ... في عين ذي خلب ...
هو الطين والحمأة، واحتج به ابن عباس على صحة قراءة "عين حمئة" لا حامية.
[خلب] الخِلابَةُ: الخديعة باللسان، تقول منه: خَلَبَهُ يَخْلُبُهُ بالضم، واختلبه مِثله. وفي المَثَلِ " إذا لم تغلب فاخلب " أي فاخدع. والخلبة: الخداعة من النساء. قال النمر ابن تولب: أودى الشباب وحب الخالة الخلبه * وقد برئت فما بالجسم من قلبه ويروى بفتح اللام على أنه جمع، وهم الذين يخدعون النساء. وامرأة خالة أي مختالة، وقوم خالة أي مختالون، مثل باعة من البيع. ابن السكيت: رجلٌ خلاّبٌ وخَلَبوتٌ، أي خدَّاعٌ كذابٌ. قال الشاعر:

وشَرُّ الرجالِ الغادرُ الخَلَبوتُ * والبرَقُ الخُلَّبُ: الذي لا غيث فيه، كأنه خادع، ومنه قيل لمن يَعِدُ ولا ينجز: إنما أنت كبرق خلب . والخُلَّبُ أيضاً: السحاب الذي لا مطر فيه يقال برقُ خُلَّبٍ، بالإضافة. والمُخَلَّبُ: الكثير الوَشْيِ من الثياب. قال لبيد: وغيث بد كداك يزين وِهادَهُ * نَباتٌ كوَشي العبقريِّ المُخَلّبِ والخلب، بالكسر: الحجاب الذى بين القلب وسَوادِ البطنِ. يقال للرجل الذي تحبُّه النساء: إنه لخِلْبُ نساءٍ. والخُلْبُ بالضم: الحَمْأَةُ. تقول منه ماءٌ مُخْلِبٌ وقد أخلب. والخلب أيضا: الليف. وقال:

كأن وريداه رشاءا خلب * ويروى " وريديه " على إعمال كأن وترك الاضمار. وكذلك الخُلْبُ بالتسكين. والليفَةُ خُلُبَةٌ وخُلْبَةٌ. والمِخْلَبُ للطائر والسِباعِ بمنزلة الظُفْرِ للإنسان. والمخْلَبُ: المِنْجَلُ الذي لا أسنان له. وخَلَبْتُ النباتَ أَخْلُبُهُ خلبا واستخلبته، إذا قطعته. وفى الحديث: " نستخلب الخَبيرَ "، أي نقطع النبات ونأكله. والخَلْبَنُ: الحمقاءُ، والنون للإلحاق. قال ابن السكيت: وليسَ من الخلابة. قال الراجز يصف النوق: وخلطت كل دلاث علجن تخليط خرقاء اليدين خلبن
خلب
خلَبَ1 يَخلُب، خَلْبًا، فهو خالِب، والمفعول مَخْلوب
• خلَبَ الشَّيءَ:
1 - عمل فيه عمل المخلب.
2 - أخذه بالمخلب.
• خلَبَ الجلدَ: خدشه وشقَّه بظفره أو بغيره "خلبَ القطُّ يدَه- خلَبت الحيَّةُ الرجل: عضَّته".
• خلَب النَّباتَ: قطعه كما يقطع المخلب. 

خلَبَ2 يَخلُب ويَخلِب، خَلْبًا وخِلابًا وخِلابَةً، فهو خالِب، والمفعول مَخْلوب
• خلَبَه حُسنُ حديثها: استماله، سحره وجذب انتباهه "خلَب عقلَه جمالُ الطبيعة" ° خلَب قلبَه/ خلَب لُبَّه: تملّكه بعذب حديثه.
• خلَبته المرأةُ بجمالها: خدعته وفتنت قلبه "جمالها يخلب الألبابَ". 

اختلبَ يختلب، اختلابًا، فهو مختلِب، والمفعول مختلَب
• اختلبته بعذوبة جمالها:
1 - خلَبته، سحرته، جذبت انتباهه، استمالته.
2 - خدعته و فتنت قلبه. 

خالبَ يُخالب، مُخالبةً، فهو مُخالِب، والمفعول مُخالَب
• خالب فلانٌ النِّساءَ: خادعهن بلطيف الكلام، فتن قلوبهنَّ. 

خِلاب [مفرد]: مصدر خلَبَ2. 

خِلابة [مفرد]:
1 - مصدر خلَبَ2.
2 - خديعةٌ برقيق الحديث "إِذَا بَايَعْتَ فَقُلْ لاَ خِلاَبَةَ [حديث] ". 

خَلْب [مفرد]: مصدر خلَبَ1 وخلَبَ2. 

خَلاَّب [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من خلَبَ1 وخلَبَ2: رائع، جذّاب، فاتن، ساحر الجمال "رأيت منظرًا خلاّبًا- موسيقى خلاّبة".
2 - خدّاع كثير الخداع "وعود خلاَّبة- مظهر خَلاّب". 
1660 - 
خُلَّب [جمع]: سحاب لا مطر فيه فكأنه يَخْدَع ° بَرْقٌ خُلَّبٌ/ بَرْقُ خُلَّبٍ: خادع لا يتبعه مطر، يضرب مثلاً لمن يَعِدُ ولا يُنْجِز. 

مِخْلَب [مفرد]: ج مَخَالبُ ومخاليبُ:
1 - بُرْثُن، ظُفْر كُلِّ سَبُع من الحيوان والطَّير "نهشه القِطُّ بمخالبه" ° أنشب فيه مخالِبه: إذا تعلق به- اغتالته مخالب الموت- فلانٌ بين مخالب طائر: بمعنى القلق وعدم الاستقرار- وقَع في مخالب العدوّ: أي تحت قبضته وسيطرته.
2 - كُلاّب لتعليق اللحم.
3 - منجل لا أسنان له. 
الْخَاء وَاللَّام وَالْبَاء

الخِلْب: الظُّفر عامَّة، وَجمعه: أخلاب، لَا يكَسَّر على غير ذَلِك.

وخَلَبه بظُفره يَخْلِبه خَلْبا: جَرحه، وَقيل خدشه.

وخَلبه يَخْلِبه ويخلُبه، خَلْبا: قَطعه وشَقه.

والمِخْلَب: ظُفْر السَّبعُ من الْمَاشِي والطائر. وَقيل: المَخْلَب، لما يَصيد من الطير، والظُّفر، لما لَا يّصيد.

وخَلَب الفريسَة يَخلِبها، ويخلُبها، خَلْبا: أَخذهَا بِمْخلبه.

والمِخْلَب: المِنْجَل الساذَج الَّذِي لَا أَسْنَان لَهُ. وَقيل: المِخلب: المِنْجل عَامَّة.

وخَلَب بِهِ يَخُلبُ: عَمِل وقَطع.

وخلَبَتْه الحيّةُ تَخلِبه خَلْبا: عضّته.

وخَلبه يَخْلُبه خَلْبا وخِلابة: خدعه.

وخالبه: خادعه، قَالَ أَبُو صَخْر:

غُلاماً مَضى يُثْنى وَلَا الشَّيبُ يُشْتَرى فأصْفِقَ عِنْد السَّوْم بَيعَ المُخالِب

وَهِي الخِلِّيبى. وَرجل خالبٌ، وخَلاّب، وخَلَبوتٌ، وخَلْبوتٌ، الْأَخِيرَة عَن كراعَ: خَدَّاع.

وَامْرَأَة خًلبوت، على مِثَال: جًبروت، هَذِه عَن اللِّحيانيّ.

وَفِي الْمثل: إِذا لم تغلب فاخْلِبْ، قيل: مَعْنَاهُ: اخدع. وَحكى عَن الْأَصْمَعِي: فاخلُب، أَي: أخْدعه حَتَّى يذهب بِقَلْبِه.

وخَلب الْمَرْأَة عقلَها يخلُبها خَلْبا: سَلبها إِيَّاه.

وخَلبت هِيَ قلبه تَخْلِبه خَلْبا، واختلبته: أَخَذته وذَهبت بِهِ.

وَامْرَأَة خالبة، وخَلُوب، وخَلابة: خَداعة.

والبرق الخُلَّب: الَّذِي يُومض حَتَّى تطمع بمطره ثمَّ يُخلفك.

وَيُقَال: بَرْقُ الخُلَّب، وبرق خُلّبٍ، فيضافان.

ورجلٌ خِلْبُ نسَاء: يُحبهن للْحَدِيث والفجور ويُحببنه لذَلِك.

وهم أخلاب نسَاء، وخُلباء نسَاء، الْأَخِيرَة نادرة. وَعِنْدِي أَن " خُلباء " جمع: خالب.

والخِلْب: حِجاب الْقلب، وَقيل: هِيَ لُحيمة دقيقة تَصل بَين الأضلاع.

وَقيل: هُوَ حجاب مَا بَين الْقلب والكبد، حَكَاهُ ابْن الاعرابي، وَبِه فسر قَول الشَّاعِر: يَا هندُ هِنْدُ بَين خِلْب وكَبِدْ وَقيل: هُوَ شَيْء أَبيض رَقِيق لازق بالكبد.

وَقيل: الخِلب: زِيَادَة الكبد.

والخِلب: الكبد، فِي بعض اللُّغَات.

والخُلْب: لُب النَّخْلَة، وَقيل: قَلْبُها.

والخُلْب: اللّيف، واحدته: خُلبة.

والخُلْب: حَبل الليف والقطن، إِذا دق وصَلُب.

والخُلب، والخُلُب: الطين الصُّلب اللازب، وَقيل: الْأسود.

وَقيل: هُوَ الطين عَامَّة.

وَمَاء مخلب: ذُو خلب.

وَامْرَأَة خَلباءُ، وخَلْبَنٌ: خرقاء، وَقد خَلِبت. والخَلْبَنُ: المهزولة، مِنْهُ.

وثوب مُخَلَّب: كثير الوشى، قَالَ لبيد:

وغَيثٍ بدَكداكٍ يَزينُ وِهادهَ نباتٌ كَوشى العَبقريّ المُخلَّب

أَي: الْكثير الألوان.

خلب

1 خَلَبَهُ, (A, Mgh, Msb, K,) aor. ـُ (A, Msb,) or ـِ (Mgh,) or خَلِبَ and خَلُبَ, (Mgh, K,) inf. n. خَلْبٌ, (Lth, Mgh, TA,) He wounded him, or scratched him, or cut him, with his nail; (A, K;) as also ↓ استخلبهُ: (K:) he (a beast or bird of prey, TA) seized him, i. e. the prey, with his claw or talon: (K:) or he (a beast of prey) rent his skin with his dog-tooth: (TA:) or he rent it (the skin) with his dog-tooth: (Lth, Mgh, TA:) or he (a bird) cut and rent it (i. e. the skin) بِمِخْلَبِهِ with his talon: (Msb:) he rent it, or slit it. (K.) One says of a woman, قَلَبَتْ قَلْبِى وَ خَلَبَتْ

↓ خِلْتِى [She smote, or overturned, my heart, and rent my midriff, or, more probably, liver, which is regarded as a seat of passion]. (A, TA.) and خَلَبَتْ فُلَانًا She (a woman) smote the ↓ خِلْب [app. here, also, meaning liver] of such a one. (Ham p. 343.) b2: Also It (a venomous or noxious reptile or the like, TA) bit him. (K.) b3: And خَلَبَ النَّبَاتَ, aor. ـُ inf. n. خَلْبٌ, He cut the plants, or herbage; (S, Msb;) as also ↓ استخلبهُ. (S.) b4: And خَلَبَ بِالمِخْلَبِ He worked, and cut, with the reaping-hook. (TA.) b5: The root denotes the making a thing to incline: for الطَّائِرُ يَخْلُِبُ بِمِخْلَبِهِ الشَّىْءَ إِلَى نَفْسِهِ [The bird makes to incline, with its talon, the thing towards himself]. (IF, Mgh.) b6: [Hence,] خَلَبَ فُلَانًا عَقْلَهُ, aor. ـِ and خَلُبَ, He despoiled, or deprived, such a one of his reason: (K:) or خَلَبَ المَرْأَةَ عَقْلَهَا, inf. n. خَلْبٌ, he despoiled, or deprived, the woman of her reason: and خَلَبَتْ عَقْلَهُ, inf. n. as above, she took away his reason; as also ↓ اختلبتهُ. (L.) b7: And [hence,] ↓ خِلَابَةٌ signifies The endeavouring to deceive or beguile (IF, IAth, Mgh) with blandishing speech: (IAth:) or deceiving with the tongue: (S:) or a woman's captivating the heart of a man by the most blandishing and deceiving speech. (Lth.) Yousay, خَلَبَهُ, (S, A, Mgh, Msb, K,) aor. ـُ (S, Mgh, Msb, K,) or ـُ and خَلِبَ (Mgh,) inf. n. خَلْبٌ (Msb, * K) and خِلَابَةٌ, (A, K,) or this is a simple subst., (Msb,) and خِلَابٌ; (K;) and ↓ اختلبهُ; (S, A, K;) and ↓ خالبهُ; (K;) He deceived him (S, Msb, K) with his tongue: (S:) or he despoiled, or deprived, him of his reason, بِمَنْطِقِهِ [by his speech]: (A:) or, followed by بِمَنْطِقِهِ, he made his heart to incline [to him] by the most blandishing speech. (Mgh.) It is said in a prov., إِذَا لَمْ تَغْلِبْ فَاخْلُبْ, (S, TA,) or فَاخْلِبْ; accord. to the former reading, which is that of As, (TA,) When thou dost not overcome, use deceit: (S, IAth, TA:) accord. to the latter reading, [it is said to mean when thou dost not overcome,] grasp little after little; as though it were taken from مِخْلَبٌ signifying “ a claw ” or “ talon. ” (TA.) 3 خَاْلَبَ see 1.8 إِخْتَلَبَ see 1, in two places.10 إِسْتَخْلَبَ see 1, in two places. استخلب also signifies He cut, (S, TA,) with the reaping-hook, (TA in art. خبر,) and craunched (خَضَدَ, TA) and ate, plants, or herbage. (S, TA.) خِلْبٌ i. q. ظُفُرٌ, (K,) used in a general sense [as meaning The nail of a man, and the talon of a bird, and the claw of a beast: see also مِخْلَبٌ]: pl. أَخْلَابٌ only. (TA.) b2: The diaphragm, or midriff; syn. حِجَابُ القَلْبِ; (JK, L;) or حِجَابُ الكَبِدِ; (A, K;) the partition intervening between the heart and the liver; (IAar, S;) the partition between the heart and the belly; (Zj in his “ Khalk el-Insán; ”) or a small and thin piece of flesh forming a connection between the ribs [app. of one side and those of the other]: or the liver [itself]: (K:) or its زِيَادَة [or زَائِدَة]: (A, K:) or a white thin thing adhering to the liver: (K:) or a certain thing in, or upon, the liver, like a غُدَّة: (JK:) or a small bone, resembling a man's nail, adhering to one side of the midriff, next the liver. (TA.) See 1, in two places. b3: A friend; [app. because he cleaves to another;] as also خِلْمٌ. (JK.) b4: [And hence, app.,] خِلْبُ نِسَآءٍ, (S, A, K,) a phrase like حِدْثُ نِسَآءٍ and زِيرُ نِسَآءٍ, (TA,) A man whom women love: (S:) or one who loves women for the sake of discourse, or for the sake of vitious or immoral conduct, or adultery, or fornication, (A, K,) and whom they love (K) in like manner: (TA:) and one who endeavours to deceive, or beguile, women [with blandishing speech: see 1]: (TA:) pl. أَخْلَابُ نِسَآءٍ and نِسَآءٍ ↓ خُلَبَآءُ: (K, TA:) the latter [in the CK خِلْباءُ] extr. [with respect to rule]. (TA.) A2: I. q. وَشْىٌ [app. as meaning A kind of variegated, or figured, cloth or garment]. (TA.) [See also مُخَلَّبٌ.]

A3: The radish. (K, TA.) In a copy of the K, الفَحْلُ is erroneously put for الفِجْلُ. (TA.) b2: The leaves, (K,) or broad leaves, (Lth,) of the grape-vine. (Lth, K.) خَلِبَةٌ: see خَالِبٌ.

خَلْبَآءُ: see خَالِبٌ.

خُلَبَآءُ نِسَآءٍ: see خِلْبٌ.

خَلَبُوبٌ: see خَالِبٌ.

خَلَبُوتٌ: see خَالِبٌ, for each in two places.

خَلُوبٌ: see خَالِبٌ, for each in two places.

خِلَابَةٌ: see 1. [And see also خِلِّيبَى.]

خُلَّبٌ (assumed tropical:) Clouds (سَحَابٌ, S, K, TA) that thunder and lighten, (TA,) containing no rain: (S, K, TA:) or whereof the lightning flashes slightly, so that one hopes for their raining, but which deceive the expectation, and become dispersed: as though derived from خِلَابَةٌ, the “ deceiving with blandishing speech. ” (IAth.) And البَرْقُ الخُلَّبِ and بَرْقُ خُلَّبٍ (S, K) and بَرْقُ الخُلَّبِ (K) and بَرْقٌ خُلَّبٌ (A) (tropical:) Lightning with which is no rain; (S, A;) as though deceiving: (S:) that excites hope [of rain] and breaks its promise. (K.) Hence the saying, to him who promises and does not fulfil his promise, إِنَّمَا أَنْتَ كَبَرْقٍ خُلَّبٍ (assumed tropical:) [Thou art only like lightning with which is no rain] (S.). And فُلَانٌ خُلَّبٌ قُلَّبٌ (assumed tropical:) Such a one is sharp in intellect, clever, ingenious, skilful, knowing, or intelligent. (JK.) خَلَّابٌ and خَلَّابَةٌ: see خَالِبٌ.

خِلِّيبَى Deceit, or guile. (K.) [See also خَلَابَةٌ, in the first paragraph.]

خَالِبٌ, applied to a man, Deceiving: (K:) and in like manner, [but in an intensive sense,] ↓ خَلَّابٌ (ISk, S, K) and ↓ خَلُوبٌ (Kr, Msb, TA) and ↓ خَلَبُوتٌ (ISk, S, K) and ↓ خَلَبُوبٌ (K) Very deceitful (ISk, S, Kr, Msb, K, * TA) and lying: (ISk, S:) and so, applied to a woman, ↓ خَلَّابَةٌ and ↓ خَلُوبٌ (A, K) and ↓ خَلِبَةٌ (S, K) and ↓ خَلَبُوتٌ (K) and ↓ خَلْبَآءُ (TA) very deceitful: (S, A, * K, * TA:) خَلَبَةٌ is a pl. [of خَالِبٌ], and means men who deceive women. (S.) You say also اِمْرَأَةٌ خَالِبَةٌ لِلْفُؤَادِ [meaning A woman who captivates the heart by the most blandishing and deceitful speech]. (TA.) أَخْلَبُ [More, and most, deceiving or deceitful]. You say of a woman, تَخْلُبُ قَلْبَ الرَّجُلِ بِأَلْطَفِ القَوْلِ وَ أَخْلَبِهِ [She captivates the heart of the man by the most blandishing and deceiving speech]. (Lth.) مِخْلَبٌ [The talon, or claw, of a bird or beast of prey; a tearing talon or claw;] the same to the bird (S, Mgh, Msb) and to the beast of prey (S, Msb) as the ظُفُر to man; (S, Mgh, Msb;) because the bird [or beast] cuts and rends with it the skin: (Msb:) the ظُفُر [or nail] (A, K) of any beast or bird of prey: or it is of a bird of prey; and the ظفر is of a bird that does not prey: (K:) pl. مَخَالِبُ. (A.) [See also خِلْبٌ.] Yousay, أَنْشَبَ فِيهِ مَخَالِبَهُ, meaning (tropical:) He clung, or caught, to him, or it. (A.) b2: Also A مِنْجَل [or reaping-hook] (S, Msb, K) in a general sense: or (TA) that has no teeth. (S, Msb, TA.) عُقَابٌ مُخْلِبَةٌ An eagle with sharp talons. (JK.) مُخَلَّبٌ, applied to a garment, or piece of cloth, (S, TA,) means كَثِيرُ الوَشْىِ, (S, K, TA,) i. e. [Much variegated or figured; or] of many colours. (TA.) [See also خِلْبٌ.]

خلب: الخِلْبُ: الظُّفُر عامَّةً، وجَمْعُه أَخْلابٌ، لا يُكَسَّر على

غير ذلك.

وخَلَبَه بظُفُرِه يَخْلِبُه خَلْباً: جَرَحَه، وقيل: خَدَشَه. وخَلَبه يَخْلِبُه، ويَخْلُبه خَلْباً: قَطَعَه وشَقَّه.

والمِخْلَب: ظُفُرُ السَّبُعِ من الـمَاشِي والطَّائِرِ؛ وقيل: المِخْلَب لِـمَا يَصِيدُ من الطَّيْرِ، والظُّفُرُ لِـمَا لا يَصِيدُ. التهذيب: ولِكلِّ طائر من الجَوارِحِ مِخْلَبٌ، ولكُلّ سَبُعٍ مِخْلَبٌ، وهو أَظافِيرهُ. الجوهري: والمِخْلَبُ للطَّائِرِ والسِّباعِ، بمنزلة الظُّفُرِ للإِنْسانِ.

وخَلَب الفَريسَة، يَخْلِبُها ويَخْلُبها خَلْباً: أَخَذَها بِمِخْلَبهِ. الليث: الخَلْبُ مَزْقُ الجِلْدِ بالنَّابِ؛ والسَّبُع يَخْلِبُ الفَريسةَ إِذا شَقَّ جِلْدَها بنابِه، أَو فَعَلَه الجَارِحَةُ بِمِخْلَبِهِ.قال: وسَمِعْتُ أَهْلَ البَحْرَيْنِ يقولون للحديدة الـمُعَقَّفَة، التي لا أُشَرَ لها، ولا أَسْنانَ: المِخْلَب؛ قال وأَنشدني أَعرابي من بني سعد:

دَبَّ لها أَسْودُ كالسِّرْحانْ، * بِمِخْذَمٍ، يَخْتَذِمُ الإِهانْ

والمِخْلَب: المِنْجَلُ السَّاذَجُ الذي لا أَسْنانَ له؛ وقيل: المِخْلَبُ المِنْجَلُ عامَّةً.

وخَلَبَ به يَخْلُب: عَمِلَ وقَطَع. وخَلَبْتُ النَّباتَ، أَخْلُبُه خَلْباً، واسْتَخْلَبْته إِذا قطَعْته.

وفي الحديث: نَسْتَخْلِبُ الخَبِيرَ أَي نْقطَع النَّباتَ، ونَحْصُدُه

ونَأْكُلُه.

وخَلَبَتْه الحَيَّة تَخْلِبُه خَلْباً: عَضَّتْه.

والخِلابَةُ: الـمُخَادَعَة، وقيل: الخَديعَة باللسانِ. وفي حديث النبي،

صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال لرجل كان يُخْدَع في بَيْعِهِ: إِذا

بايَعْتَ، فَقُلْ لا خِلابَة أَي لا خِداعَ؛ وفي رواية لا خيابَة. قال ابن

الأَثير: كأَنها لُثْغَة من الرَّاوِي، أَبدلَ اللامَ ياءً. وفي الحديث: أَنّ

بيعَ المُحَفَّلاتِ خِلابَةٌ، ولا تَحلّ خِلابَة مُسْلم.

والـمُحَفَّلات: التي جُمِعَ لَبَنُها في ضَرْعِها.

وخَلَبَه يَخْلُبُه خَلْباً وخِلابَةً: خَدَعَه.

وخالَبَه واخْتَلَبه: خادَعَه؛ قال أَبو صَخْر:

فلا مَا مَضَى يُثْنَى، ولا الشَّيْبُ يُشْتَرَى، * فأَصْفِقَ، عندَ السَّوْمِ، بَيْعَ الـمُخالِب

وهي الخِلِّيبَى، ورجل خالبٌ وخَلاَّب، وخَلَبُوتٌ،

وخَلَبُوبٌ، الأَخيرة عن كُراع: خَدَّاعٌ كَذَّابٌ؛ قال الشاعر:

مَلَكْتُم، فلما أَنْ مَلَكْتُمْ خَلَبْتُمُ، * وشَرُّ الـمُلوكِ الغادِرُ، الخَلَبُوتُ

جاءَ على فَعَلُوت، مثل رَهَبوتٍ؛ وامرأَة خَلَبُوتٌ، على مثال

جَبَرُوتٍ، هذه عن اللحياني.

وفي المثل: إِذا لَمْ تَغْلِبْ فاخْلِبْ، بالكسر. وحُكي عن الأَصمعي:

فاخْلُب أَي اخْدَعْه حتى تذهَبَ بِقَلْبه؛ من قاله بالضَّمّ، فمعناه:

فاخْدَعْ؛ ومن قال: فاخْلِبْ، فمعناه: فانْتِشْ قليلاً شيئاً يسيراً بعْدَ

شيءٍ، كأَنه أُخِذ من مِخْلَب الجارِحةِ. قال ابن الأَثيرِ: معناهُ إِذا

أَعْياكَ الأَمرُ مُغالَبةً، فاطْلُبْه مُخادعة.

وخَلَب المرأَة عَقْلَها يَخْلِبُها خَلْباً: سَلَبَها إِياهُ، وخَلَبَتْ هي قَلْبَه ، تَخْلِبُه خَلْباً، واخْتَلَبَتْه: أَخَذَتْه. وذَهَبَت به.

الليث: الخِلابَة أَن تَخْلُب المرأَةُ قَلْبَ الرجل، بأَلطفِ القولِ

وأَخْلَبِهِ، وامرأَةٌ خَلاَّبة للفؤادِ، وخَلُوبٌ.

والخَلْباءُ من النساءِ: الخَدُوعُ. وامرأَةٌ خالِبةٌ وخَلُوبٌ وخَلاَّبة: خَدَّاعة، وكذلك الخَلِبَة؛ قال النمر:

أَوْدَى الشَّبابُ، وحُبُّ الخالَةِ الخَلِبَهْ، * وقد بَرِئْتُ، فما بالقَلْبِ مِنْ قَلَبَهْ

ويروى الخَلَبَة، بفتح اللامِ، على أَنه جَمْعٌ، وهم الذين يَخْدعُون

النساءَ.

وفلان خِلْبُ نِساءٍ إِذا كان يُخالِبُهُنَّ أَي يُخَادِعُهُنّ. وفلانٌ حِدْثُ نِساءٍ، وزِيرُ نِساءٍ إِذا كان يُحادِثُهُنّ، ويُزاوِرُهُنَّ.

وامرأَة خالةٌ أَي مُخْتالَةٌ. وقوم خالَةٌ: مُخْتالون، مثل باعَةٍ، من

البَيْع.

والبَرْقُ الخُلَّبُ: الذي لا غَيْثَ فيه، كأَنه خادِعٌ يُومِضُ، حتى

تَطْمعَ بِمَطَرِه، ثم يُخْلِفُك. ويقال: بَرْقُ الخُلَّبِ، وبَرْقُ خُلَّبٍ، فَيُضافانِ؛ ومنه قيل لِمَنْ يَعِدُ ولا يُنْجِزُ وعْدَه: إِنما أَنـْتَ كَبَرْق خُلَّب. ويقال: إِنه كَبَرْقٍ خُلَّبٍ، وبرقِ خُلَّبٍ، وهو السَّحابُ الذي يَبْرُق ويُرْعِدُ، ولا مَطَر مَعَه. والخُلَّبُ أَيضاً: السَّحَابُ الذي لا مَطَر فيه. وفي حديث الاستسقاءِ: اللهمَّ سُقْيَا غيرَ خُلَّبٍ بَرْقُها أَي خالٍ عن الـمَطَر. ابن الأَثير: الخُلَّبُ: السحابُ يُومِضُ بَرْقُه، حتى يُرْجَى مَطَره، ثم يُخْلِفُ ويَتَقَشَّعُ، وكأَنه من الخِلابَةِ، وهي الخِداعُ بالقَولِ اللَّطِيفِ؛ ومنه حديث ابن عباس، رضي اللّه عنهما: كان أَسْرَعَ من بَرْقِ الخُلَّبِ وإِنما خصه بالسُّرْعَة، لخِفَّتِه لِخُلُوّه من الـمَطَر.

وَرَجُلٌ خِلْبُ نِساءٍ: يُحِبُّهُنّ للحديث والفُجُورِ، ويُحْبِبْنَه لذلك. وهم أَخْلابُ نِساءٍ، وخُلَباءُ نِساءٍ الأَخيرةُ نادِرَة. قال ابن سيده: وعندي أَنَّ خُلَباءَ جمعُ خالِبٍ.

والخِلْبُ، بالكسرِ: حِجابُ القَلْبِ، وقيل: هي لُحَيْمةٌ رَقِيقَةٌ، تَصِلُ بينَ الأَضْلاعِ؛ وقيل: هو حِجَاب ما بين القَلْبِ والكَبِدِ، حكاهُ ابن الأَعرابي، وبه فسَّر قَولَ الشاعر:

يا هِنْدُ !هِنْدٌ بينَ خِلْبٍ وكَبِدْ

ومنه قيل للرَّجُل الذي يُحِبُّه النساءُ: إِنه لَخِلْبُ

نِساءٍ أَي يُحِبُّه النساءُ؛ وقيل: الخِلْبُ حِجابٌ بينَ القَلْبِ وسَوادِ البَطْنِ؛ وقيل: هو شيءٌ أَبْيَضُ، رقِيقٌ، لازِقٌ بالكَبِدِ؛ وقيل: الخِلْبُ زِيادَةُ الكَبِدِ، والخِلْبُ الكَبِدُ، في بعضِ اللُّغاتِ؛ وقيل: الخِلْبُ عُظَيْمٌ، مثلُ ظُفُر الإِنْسان، لاصِقٌ بناحِيَة الحِجابِ، مـما يَلِي الكَبِدَ؛ وهي تَلِي الكبِدَ والحِجابَ، والكَبِدُ مُلْتَزِقَةٌ بجانِبِ

الحِجابِ.

والخُلْبُ: لبُّ النَّخْلَةِ، وقيل: قَلْبُها. والخُلُب، مُثَقَّلاً ومُخَفَّفاً: الليفُ، واحدَتُه خُلْبَة. والخُلْبُ: حَبْلُ الليفِ والقُطْنِ إِذا رَّقَ وصَلُبَ. الليث: الخُلْبُ حَبْلٌ دَقيقٌ، صُلْبُ الفَتْلِ، من لِيفٍ أَو قِنَّبٍ، أَو شيءٍ صُلْبٍ؛ قال الشاعر:

كالـمَسَدِ اللَّدْنِ، أُمِرَّ خُلبُه

ابن الأعرابي: الخُلْبة الحَلْقة من الليفِ، والليفَة خُلْبَة وخُلُبَة؛

وقال:

كأَنْ ورِيدَاهُ رِشَاءا خُلْبِ

ويُروى وريدَيْه، على إِعمال كأَنْ، وتَرْكِ الاضْمار. وفي الحديث: أَتاهُ رَجُلٌ وهو يَخْطُب، فنَزلَ إِليه وقَعَد على كُرْسِيِّ خُلْبٍ، قَوائمهُ من حَديدٍ؛ الخُلْب: اللّيفُ؛ ومنه الحديث: وأَما مُوسَى فَجَعْدٌ آدَمُ على جَمَلٍ أَحْمَر، مَخْطُوم بخُلْبة. وقد يُسَمَّى الحَبْل نفسُه: خُلْبة؛ ومنه الحديث: بِليفٍ خُلبْةٍ، على البَدَل؛ وفيه: أَنه كان له وِسادَةٌ حَشْوُها خُلْبٌ. والخُلْبُ والخُلُب: الطِّينُ الصُّلْبُ

اللاَّزِبُ؛ وقيل: الأَسْودُ؛ وقيل: طِينُ الحَمْأَة؛ وقيل: هو الطِّينُ عامَّة.

ابن الأَعرابي: قال رَجلٌ من العرب لطَبَّاخِه: خَلِّبْ مِيفاكَ، حتى

يَنْضَجَ الرَّوْدَقُ؛ قال: خَلِّبْ أَي طَيِّنْ، ويقال للطينِ خُلْبٌ. قال

والميفَى: طَبَقُ التَّنُّور، والرَّوْدَقُ: الشواءُ.

وماءٌ مُخْلِبٌ أَي ذُو خُلُبٍ، وقد أَخْلَب. قال تُبَّع، أَو غيره:

فرَأَى مَغِيب الشمسِ، عندَ مآبِهَا، * في عَيْنِ ذِي خُلُبِ وثأْطٍ حَرْمَدِ

الليث: الخُلْبُ وَرَق الكَرْمِ العريضُ ونحوهُ. وفي حديث ابن عباس، وقد حاجَّه عمر في قوله تعالى: تَغْرُب في عَيْنٍ حَمِئَةٍ، فقال عمر: حامِية، فأَنشد ابن عباس بيتَ تُبَّع:

في عَيْنِ ذِي خُلُبٍ

الخُلُب: الطينُ والحَمْأَة. وامرأَةٌ خَلْباءُ وخَلْبَنٌ: خَرْقاءُ، والنون زائدة للالحاق، وليست بأَصلية. وفي الصحاح: الخَلْبَنُ الحَمْقاءُ؛ قال ابن السكيت: وليس من الخِلابة؛ قال رؤبة يصف النوق:

وخَلَّطَتْ كلُّ دِلاثٍ عَلْجَنِ، * تَخْليطَ خَرْقاءِ اليَدَيْنِ، خَلْبَنِ

ورواه أَبو الهيثم: خَلْباءِ اليَدَيْن، وهي الخَرْقاء، وقد خَلِبَتْ

خَلَباً، والخَلْبَنُ المهزولةُ منه.

والخُلْبُ: الوَشْيُ.

والـمُخَلَّب: الكثيرُ الوشْيِ من الثِّياب. وثَوْبٌ مُخَلَّب: كثير

الوَشْي؛ قال لبيد:

وغَيْثٍ بِدَكْداكٍ، يَزِينُ وِهادَهُ * نَباتٌ، كَوَشْيِ العَبْقَرِيِّ الـمُخَلَّبِ

أَي الكثيرِ الأَلْوانِ. وأَوْرَدَ الجوهري هذا البَيْتَ: وغيثٌ، برفع

الثاءِ؛ قال ابن بري: والصواب خَفْضُها لأَن قبله:

وكائِنْ رَأَيْنا من مُلُوكٍ وسُوقَةٍ، * وصاحَبْتُ من وَفْدٍ كِرامٍ ومَوْكِبِ

قال: الدَّكداك ما انْخَفَضَ من الأَرضِ، وكذلك الوِهادُ، جَمْعُ

وَهْدةٍ؛ شَبَّه زَهر النباتِ بوَشْي العَبْقَرِيِّ.

خلب
: (الخِلْبُ بالكَسْرِ: الظُّفُرُ) عامَّةً، وجَمْعُه: أَخْلاَبٌ، لَا يُكَسَّرُ على غير ذَلِك (خَلَبَهُ بِظُفُرِه يَخْلِبُهُ) بالكَسْرِ خَلْباً (و) خَلَبَهُ (يخْلُبُه) بالضَّمِّ خَلْباً (: جَرَحَه أَو خَدَشَه، أَو) خَلَبَهُ يَخْلبُهُ خَلْباً (: قَطَعَهُ) وخَلَبَ النَّبَاتَ يَخْلُبُهُ خَلْباً: قَطَعَهُ، (كاسْتَخْلَبَه، و) خَلَبَهُ (: شَقَّهُ) واسْتَخْلَبَ النباتَ: قَطَعَهُ وخَضَدَه، وأَكَلَهُ، قَالَ اللَّيْث: الخَلْبُ: مَزْقُ الجِلْدِ بالنَّابِ (و) السَّبُعُ خَلَبَ (الفَرِيسَةَ) يخْلِبُهَا ويَخْلُبُهَا خَلْباً (: أَخَذَهَا بِمِخْلَبِهِ) أَوْ شَقَّ جِلْدَهَا بِنَابِهِ، (و) المَرْأَةُ خَلَبَتْ (فُلاَناً عَقْلَهُ: سلبه إِياهُ) هَكَذا فِي النُّسَخِ، وَالَّذِي فِي (لِسَان الْعَرَب) وخَلَبَ المَرْأَةَ عَقْلَهَا يَخْلُبِهَا خَلْباً سَلَبَهَا إِيَّاهُ، وخَلَبَتْ هِيَ قَلْبَهُ تَخْلُبُه خَلْباً واخْتَلَبَتُهُ: أَخذتْه وذَهبتْ بِهِ (و) خَلَبَهُ الحَنَشُ يَخْلُبُه خَلْباً (: عَضَّهُ) .
(و) خَلَبَه (كَنَصَرَهُ) يَخْلُبه (خَلْباً وخِلاَباً وخِلاَبَةً بكسرِهما: خَدَعَه، كاخْتَلَبَه) اخْتِلاَباً، (وخَالَبَه:) خَادَعَه، قَالَ أَبو صَخْر:
فَلاَ مَا مَضَى يُثْنَى وَلاَ الشَّيْبُ يُشْتَرَى
فأَصْفِقَ عِنْدَ السَّوْمِ بَيْعَ المُخَالِبِ والخِلاَبَةُ: المَخَادَعَةُ، وَقيل: الخَدِيعَةُ باللِّسَانِ، وَفِي حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَنَّه قَالَ (إِذَا بَايَعْتَ فَقُلْ لاَ خِلاَبَةَ) أَي لاَ خِدَاعَ، وَفِي رِوايةٍ (لاَ خِيَابَة) قَالَ ابْن الأَثير: كأَنها لُثْغَةٌ من الرَّاوِي، وَفِي المَثَلِ (إِذا لَمْ تَغْلِبْ فَاخْلِبْ) بالكَسْرِ، وحُكِيَ عَن الأَصمعيّ: فاخْلُبْ، بِالضَّمِّ على الثَّانِي، أَيِ اخْدَعْ، وعَلى الأَوْلِ أَيِ انْتِشْ قَلِيلاً شَيْئاً يَسِيراً بعدَ شَيءٍ، كَأَنَّه أُخِذَ مِنْ مِخْلَبِ الجَارِحَةِ، قَالَ ابْن الأَثير: مَعْنَاهُ: إِذا أَعْيَاكَ الأَمْرُ مُغَالَبَةً فاطْلُبْهُ مُخَادَعَةً (وَهِي) وَفِي نُسْخَة: وَهُوَ (الخِلِّيبي) بالكَسْرِ مُشَدَّداً (كخِلِّيفَى، ورَجُلٌ خَالِبٌ وخَلاَّبٌ وخَلَبُوت، مُحَرَّكَةً، وخَلَبُوبٌ، بِبَاءَيْنِ) معَ التَّحْرِيكِ، وخَلَبوب، الأَخِيرَةُ عَن كرَاع: خَدَّاعٌ كَذَّابٌ قَالَ الشَّاعِر:
مَلَكْتُمْ فَلَمَّا أَنْ مَلَكْتُمْ خَلَبْتُمُ
وشَرُّ المُلُوكِ الغَادِرُ الخَلَبُوتُ
جَاءَ على فَعَلُوتٍ مثلُ رَهَبُوتٍ: وَعَن اللَّيْث: الخِلاَبَةُ: أَنْ تَخْلُبَ المَرْأَةُ قَلْبَ الرَّجُلِ بأَلْطَفِ القَوْلِ وأَخْلَبِهِ، (وامْرَأَةٌ خَالِبَةٌ) لِلْفُؤَادِ (وخَلِبة، كفَرِحَةٍ) قَالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ:
أَوْدَسى الشَّبَابُ وحُبُّ الخَالَةِ الخَلِبَهْ
وقَدْ بَرِئْتُ فَمَا بالقَلْبِ مِنْ قَلَبَهْ
ويُرْوَى بفَتْح اللامِ على أَنه جَمْعٌ (وخَلُوبٌ وخَلاَّبَةٌ) مشدَّداً (وخَلَبُوتٌ) على مِثَالِ جَبَرُوتٍ. وَهَذِه عَن اللِّحيانيّ أَي خَدَّاعَةٌ، والخَلْبَاءُ مِنَ النِّسَاءِ: الخَدُوعُ.
(والمِهْلَبُ: المِنْجَلُ) عامَّةً، وَقيل: المِنْجَلُ السَّاذَجُ الَّذِي لاَ أَسْنَانَ لَهُ، وخَلَبَ بِهِ يَخْلُبُ: عَمِلَ وقَطَعَ.
(و) المِخْلَبُ (ظُفُرُ كُلِّ سَبُع مِنَ المَاشِي والطَّائِرِ، أَو هُوَ لِمَا يَصِيدُ منَ الطَّيْرِ، والظُّفُرُ لِمَا لاَ يَصِيدُ) ، فِي (التَّهْذِيب) ولكُلِّ طائرٍ من الجَوَارِح مِخْلَبٌ، ولِكُلِّ سَبُع مِخْلَبٌ، وَهُوَ أَظَافِرُه، وَقَالَ الجوهريّ: المِهْلَبُ للطَّائِرِ والسِّبَاعِ بمنزلَةِ الظُّفُرِ للإِنسانِ (و) فُلانةُ قَلَبَتْ قَلْبِي وخَلَبَت خِلْبِي (الخِلْبُ بالكَسْرِ: لُحَيْمَةٌ رَقِيقَةٌ تَصِلُ بيْنَ الأَضلاَعِ، أَو) هُوَ (الكَبِدُ) فِي بعض اللغاتِ (أَو زِيَادَتُهَا) أَيِ الكَبِدِ (أَو حِجَابُهَا) كَمَا فِي (الأَساس) ، أَو حِجَابُ القَلبِ، وَبِه صَدَّرَ ابنُ منظورٍ، وقيلَ هُوَ حِجَابُ مَا بَين القلبِ والكبِدِ، حَكَاهُ ابْن الأَعرابيّ، وَبِه فَسَّرَ قَوْلَ الشاعرِ:
يَا هِنْدُ هِنْدٌ بَيْن خِلْبٍ وكَبِدْ
وَقيل: هُوَ حِجَابٌ بَيْنَ القَلْبِ وسَوَادِ البَذْنِ (أَوْ) هُوَ (شَيءٌ أَبْيَضُ رَقِيقٌ لازِقٌ بِهَا) أَي بالكَبِدِ، وقِيلَ هُوَ عُظَيْمٌ مِثْلُ ظُفُرِ الإِنْسَانِ، لاصِقٌ بناحِيَةِ الحِجَابِ مِمَّا يَلِي الكَبِدَ، وَهِي تَلِي الكَبِدَ والحِجعاب، والكَبِدُ مُلْتَزِقَةٌ بجَانِبِ الحِجَابِ.
(و) الخِلْبُ (: الفُجْل) وَفِي نُسْخَة الفَحْل، وَهُوَ خطأٌ.
(و) الخِلْبُ (وَرَقُ الكَرْمَ) العَرِيضُ ونحوُه، حَكَاهُ اللَّيْث.
(و) قولُهم: هُوَ (خِلْبُ نِسَاءٍ) ، إِذا كَانَ يخَالِبُهُنَّ أَي يخادِعهن، وفلانٌ حِدْثُ نِسَاءٍ، وزيرُ نِسَاءٍ إِذا كانَ يُحَادِثُهن ويُزَاوِرُهنَّ، ورَجُلٌ خِلْبُ نِساءٍ (يُحِبُّهُنَّ لِلحَدِيثِ والفُجُورِ ويُحْبِبْنَه) كَذَلِك، (وهُمْ أَخْلاَبُ نِسَاءٍ وخُلَبَاءُ نِساءٍ) الأَخِيرَة نادِرة.
(و) الخُلْبُ (بِالضَّمِّ و) الخُلُبُ (بِضَمَّتَيْنِ: لُبُّ النَّخْلَةِ أَو قَلْبُهَا) مُثقّلة واقْتصَرَ غيرُ واحدٍ على التحفيف (و) الُخْلُبُ بالوَجْهَيْنِ (: اللِّيفُ) وَاحِدَتُهُ خلُْبَةٌ، (و) قِيلَ: هُو (الحَبْلُ مِنْه) ومنَ القُطْنِ إِذَا رَقَّ وصَلُبَ، وَقَالَ اللَّيْث: الخُلْبُ هُوَ الحَبْلُ من اللِّيفِ (الصُلْبُ) الفَتْلِ (الدَّقيقُ) ، وَفِي نُسْخَة بالرَّاءِ، أَو من قِنَّبٍ أَو شيءٍ صُلْبٍ، قَالَ الشَّاعِر:
كالمَسَدِ اللَّدْنِ أُمِرَّ خُلْبُه وَعَن ابْن الأَعرابيّ: الخُلْبَةُ: الحَلْقَةُ من الِّليفِ، والِّيفَةُ: خُلْبَةٌ وخُلُبَةٌ وَقَالَ:
كَأَنْ وَرِيدَاهُ رِشَاءَا خُلْبِ
وَفِي الحَدِيث (أَتَاهُ رَجُلٌ وهُوَ يخطُبُ فَنَزَلَ إِلَيْهِ وقَعَدَ عَلى كُرْسِيِّ خُلْبٍ، قَوَائِمُهُ مِنْ حَدِيدٍ) الخُلْب: اللِّيف، وَمِنْه الحديثُ (وأَمَّا مُوسَى فَجَعْدٌ آدَمُ، عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ مَخْطُوم بِخُلْبَةٍ) وقَدْ يسَمى الحَبْلُ نَفْسُهُ حُلْبَةً، وَمِنْه الحديثُ (بِلِيفٍ خُلْبَةٍ) علَى البَدَلِ، وَفِيه (أَنَّهُ كَانَ لَهُ وِسَادَةٌ حَشْوُهَا خُلْبٌ) .
(و) الخُلْبُ والخُلُبُ (: الطِّينُ) عامَّةً، عَن ابْن الأَعرابيّ، قَالَ رَجُلٌ من العَرَبِ لِطَبَّاخِهِ: (خَلِّبْ مِيفَاكَ حَتَّى يَنْضَجَ الرَّوْدَقُ) خَلِّبْ أَي طَيِّنْ، وَيُقَال للطِّينِ: خُلْب، والمِيفَى: طَبَقُ التَّنُّورِ، والرَّوْدَق: الشِّوَاءُ، (أَو) هُوَ (صُلْبُهُ الَّلازِبُ، أَوْ أَسْوَدُهُ) وَقيل: هُوَ الحمأَةُ، وَفِي حَدِيث ابْن عباسٍ، وَقد حَاجَّهُ عُمَرُ فِي قولِه تَعَالَى: {تَغْرُبُ فِى عَيْنٍ حَمِئَةٍ} (الْكَهْف: 86) فَقَالَ عُمَرُ: حَامِيَة، فأَنشَدَ ابنُ عَبَّاس بَيْتَ تُبَّعٍ:
فَرَأَى مَغِيبَ الشَّمْسِ عٌّ هْدَ مَآبِهَا
فِي عَيْنِ ذِي خُلُبٍ وثَأُطٍ حَرْمَدِ
الخُلُب: الطِّينُ والحَمْأَةُ.
(ومَاءٌ مُخْلِبٌ كمحْسِنٍ ذُو خُلُْبٍ) هُوَ الطِّينُ. وقَدْ أَخْلَبَ.
(و) الخُلَّبُ (كقُبَّرٍ: السَّحابُ) الَّذِي يُرُعِدُ ويُبْرِقُ و (لاَ مَطَرَ فيهِ) وَقَالَ ابْن الأَثير: الخُلَّبُ هُوَ السحَابُ يُومِضُ بَرقُهُ حَتَّى يُرْجَى مَطَرُهُ، ثُمَّ يُخْلِفُ ويَنْقَشِعُ، وكأَنَّه منَ الخِلاَبَةِ، وَهِي الخِدَاعُ بالقَوْلِ اللَّطِيفِ (و) من الْمجَاز قولُهم (البَرْقُ الخُلَّبُ) وَهُوَ الَّذِي لَا غَيْثَ فِيهِ، كأَنَّه خادعٌ يُومِضُ حَتَّى تَطْمَعَ بمَطَرِه ثمَّ يُخْلِفُكَ (و) يُقَال (بَرْقُ الخُلَّبِ وبَرْقُ خُلَّبٍ) فَيُضَافَانِ، وَفِي نسخةٍ بَرْقٌ خُلَّبٌ على الوَصْفِيَّةِ أَيِ (المُطْمِعُ المُخْلِفُ) وَمِنْه قِيلَ لِمَن يَعِدُ وَلاَ يُنْجِزُ وَعْدَه إِنَّمَا أَنْتَ كَبَرْقِ خُلَّبٍ، وَيُقَال: إِنَّهُ كبَرْقٍ خُلَّبٍ وبَرْقِ خُلَّبٍ، وَفِي حَدِيث الاسْتِسْقَاءِ (اللَّهُمَّ سُقْيَا غَيْرَ خُلَّبٍ بَرْقُهَا) أَي خالٍ عنِ المَطَرِ، وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس (كَانَ أَسْرَعَ مِنْ بَرْقِ الخُلَّبِ) وإِنَّمَا وَصَفَهُ بالسُّرْعَةِ لِخِفَّتِه بِخُلُوِّهِ منَ المَطَرِ، (ومِنْهُ حَسَنُ بنُ قَحْطَبَةَ الخُلَّبِيُّ المُحَدِّثُ) نِسْبَةٌ إِلى بَرْقِ الخُلَّبِ، وتَصَحَّفَ على كَثِيرينَ بالحَلَبيّ، حَدَّث عَن أَبي داوودَ الوَرَّاقِ عَن محمدِ بنِ السَّائِبِ الكَلْبِيِّ، ورَوَى عَنهُ عليُّ بنُ محمدِ بنِ الْحَارِث الهَمْدَانِيّ، قَالَ ابنُ ماكولاَ: كَذَا قَالَه ابْن السمعانيّ.
(والخَلْبَاءُ والخَلْبَنُ) والنُّونُ زَائِدَةٌ للإِلْحَاقِ وَلَيْسَت بأَصْلِيَّة. فِي (الصِّحَاح) : الخَلْبَنُ: الحَمْقَاءُ، قَالَ ابنُ السكّيت: ولَيْسَ من الخِلاَبَة، قَالَ رُؤبة يَصِفُ النُّوقَ:
وخَلَّطَتْ كُلُّ دِلاَثٍ عَلْجَنِ
تَخْلِيطَ خَرْقَاءِ اليَدَيْنِ خَلْبَنِ
ورَوَاهُ أَبُو الهَيْثَمِ: خَلْبَاءِ اليَدَيْنِ، وَهِي (الخَرْقَاءُ) ، عَن اللَّيْث، وقدْ (خَلِبَتْ، كَفَرِحَ) خَلَباً: (والخَلْبَنُ: المَهْزُولَةُ، و) الخِلْبُ، بالكَسْرِ: الوَشْيُ.
و (المُخَلَّبُ كَمُعَظَّمٍ: الكَثِيرُ الوَشْيِ) منَ الثِّيَابِ، وثَوْبٌ مُخَلَّبٌ: كَثِيرُ الوَشْيِ، قَالَ لَبيد:
وكَائِنْ رَأَيْنَا مِنْ مُلُوكٍ وسُوقَةٍ
وصَاحَبْتُ مِنْ وَفْدِ كِرَامٍ ومَوْكِبِ
وغَيْثٍ بِدَكْدَاكٍ يَزِينُ وِهَادَهُ
نَبَاتٌ كَوَشْيِ العَبْقَرِيِّ المُخَلَّبِ
أَيِ الكَثِيرِ الأَلْوَانِ، وقيلَ: نُقُوشُه كَمَخَالِبِ الطَّيْرِ.
وَمن الْمجَاز: أَنْشَبَ فيهِ مَخَالِبَهُ: تَعَلَّق بِه، كَذَا فِي (الأَساس) .
باب الخاء واللام والباء معهما خ ل ب، ل ب خ، ب خ ل، خ ب ل مستعملات

خلب: الخَلْبُ: مزق الجلد بالناب. والسبع يخلب الفريسة إذا شق جلدها بنابٍ أو مخلب. ولكلَّ طائرٍ من الجَوارح مِخْلَبٌ، ولكل سَبُعٍ مِخْلَبٌ ... وهو أظافيره. والمِخْلَبُ: المِنْجل، ويقال: هو المِنْجَل الذي لا أسنانَ له لقَطْع سَعَفِ النَّخْل وشِبْهه، قال النابغة الجَعْديّ:

قد أفناهم القتل بعد الوفاة ... كهذ الإشاءةِ بالمِخْلَبِ

والخُلْبُ: ورق الكرم والعرمض ونحوه. والخُلُب: حبل دقيق صُلْبُ الفَتْل من لِيفٍ أو قنب أو شيءٍ صلب، قال:

كالمَسَدِ اللدنِ أمر خلبهْ

والخُلْبُ: الطين والحَمْأةُ، ويقال: الطينُ الصُّلْب نحو: طينٌ لازب خُلْبٌ. وفي بعض الشعر: في ماء مُخلِب أي صار طينه خُلْباً، قال تُبَّعٌ يصف ذا القرنين .

فرأى مَغيبَ الشَّمْس عند مآبها ... في عين ذي خُلُبٍ وثاطٍ حَرْمَدِ

والثَّأْط: الطَّينُ الرَّخْوُ. والخِلابَة: المُخادَعة،

وفي الحديث: إذا تبايَعْتُم فقولوا: لا خِلابَةَ .

والخِلابَةُ: أن تَخْلُبَ المرأة قلب الرجل بألطف القول وأخْلَبِهِ. وامرأةٌ خَلاّبةٌ أي: مذهبة للفؤاد، وكذلك خلوبٌ. ورجلٌ خَلَبوتٌ أي ذو خَديعةٍ اختلاب للشيء، قال: ملكْتُم فلما أن ملكتم خَلَبْتُمو ... وشر الملوك: الخالِبُ الخَلَبُوت

وبَرْقٌ خُلَّبٌ: يومض ويرجع ويرجى أن يمطر ثم يعدل عنك، وكذلك اليلمع. وخَلِبَتِ المرأة خَلَباً فهي خَلْباءُ وخرقاء في عملها بيديها، وكذلك الخَلْبَنْ. ويقال للمرأة المهزولة: خَلْبَنٌ أيضا، ويجمع خلابِنَ، قال رؤبة:

وخَلَّطَتْ كل دلاثٍ عَلْجَنِ ... تَخليط خَرقاء اليَدَيْنِ خَلْبَنِ

والمُخلَّبُ من الثَّياب: الكثير الوشي، قال لبيد :

[وغَيْثٍ بدكداك يزين وهاده ... نبات] كَوَشْي العَبْقَريِّ المُخَلَّبِ

بلخ: البَلَخُ مصدر الأَبْلَخِ، وهو العظيم في نفسه، الجَريءُ على ما أتى من الفجور. وامرأة بَلْخاء، وقال:

تعقل مراتٍ ومراً تَبْلَخُ

وقال:

فقال: سَمَا للجُرْح [جلد، و] أبْلَخٌ ... أخُو نكراتٍ كان للبغي جانيا

والبَلْخاء: التي دخلها الزهو من كرمها . لبخ: اللَّبْخُ: احتيال لأخذ شيء. واللَّبْخ من الضرب والقتل، يقال: لَبَخَه الله بشّرٍ، ولَبَخَه [فلانٌ] بالعصا. واللُّبُوخ: كثرة لحم الجنب . واللَّبيخُ: النعت. وامرأة لُباخِيَّةٌ أي: ضخمة الربلة كثيرة اللَّحْم، قال

عبهرةُ الخَلْق لباخية ... تزينه بالخلق الظاهر

بخل: بَخِلَ بَخَلاً وبُخْلاً فهو بَخيلٌ، بَخَالٌ، مُبَخَّلٌ. والبَخْلةُ: بُخْل مرةٍ واحدةٍ، قال عدي بن زيد:

ولَلْبَخْلةُ الأولى لمن كان باخِلاً ... أعف ومن يَبْخلْ يلم ويلهد

خبل: الخَبْل: جُنُون أو شبهه في القلب، ورجل مخبُولٌ: به خَبْل، وهو مُخَبَّل أي: لا فؤاد له، وقد خَبَلَه الدهر والحزن والشيطان والحب والداء خَبْلا. وقد خَبِلَ: خَبالا، ورجلٌ أخبَلْ. ودَهرٌ خَبِلٌ: مُلْتَوٍ على أهله، لا يَروْنَ فيه سُروراً. والخَبْل: فساد في القوائم حتى لا يدري كيف يمشي، فهو متخبل خبل. ومختبل الدابة فعله، ومُخْتَبلِها: قوائمها، واختبالها: ألا تثبت في مواطئها، قال أبو النجم: لما رأيت الدهر جما خَبَلُه

وبه خَبالٌ أي: مَسٌّ وشَرٌّ، قال الله تعالى: لا يَأْلُونَكُمْ خَبالًا

أي شَرّاً. وهو خَبالٌ على أهله أي: عناء. وطين الخَبالِ: ما ذاب من أجساد أهل النار . والرجل تصيبه السنة فيأتي أخاه فَيْستَخْبِلُه غَنَماً وإبِلاً يَنْتَفِعُ بها ، قال:

هنالك أن يُسْتَخْبَلوا المالَ يُخبِلوا ... وإن يسألوا يعطوا، وإن ييسروا يغلوا

غول

غ ول [غول]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: لا فِيها غَوْلٌ .
قال: يقول ليس فيها نتن ولا كراهية كخمر الدنيا.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت امرأ القيس وهو يقول:
ربّ كأس شربت لا غول فيها ... وسقيت النّديم منها مزاجا 
الغول: المهلك، وكل ما اغتال الشيء فأهلكه فهو غول.
غول: {الغول}: إذهاب الشيء، الخمر غول الحلم، والحرب غول النفوس.
(غول) : الغَوالِين: التي تُشْبه الضُّلُوعَ في السَّفينةِ، الواحِدُ غَوْلان. 
غول
الغَوْلُ: إهلاك الشيء من حيث لا يحسّ به، يقال: غَالَ يَغُولُ غَوْلًا، واغْتَالَهُ اغْتِيَالًا، ومنه سمّي السّعلاة غُولًا. قال في صفة خمر الجنّة: لا فِيها غَوْلٌ [الصافات/ 47] ، نفيا لكلّ ما نبّه عليه بقوله: وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما [البقرة/ 219] ، وبقوله: رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ [المائدة/ 90] .
غول
الغَوْلُ: بُعْدُ المَفازَةِ وذلك أنَّها تَغْتالُ سَيْرَ القَوْم. وغالَهُ المَوْتُ: أهْلَكَه.
والغُوْلُ: المَنِيَّةُ. والسَّعالي، تقول: تَغَوَّلَتْهم الغِيْلانُ والغِوَلَةُ. والغَوْلُ: الصُّدَاعُ.
والغَوْلانُ: نَباتٌ. والمِغْوَلُ: شِبْهُ مِشْمَلٍ إِلاَّ أنَّه أصغَرُ وأدق. والمُغاوَلَةُ: المُبَادَرةُ إلى الشَّيْءِ. وهُوَ في عَيْشٍ أغْوَلَ: أي ناعِمٍ، وغُوَّلٍ كذلك. وفَرَسٌ ذاتُ مِغْوَلٍ: أي ذاتُ سَبْقٍ. والغَوْلانُ: الحَمْضُ نَفْسُه.
غ و ل : غَالَهُ غَوْلًا مِنْ بَابِ قَالَ أَهْلَكَهُ وَاغْتَالَهُ قَتَلَهُ عَلَى غِرَّةٍ وَالِاسْمُ الْغِيلَةُ بِالْكَسْرِ وَالْغَائِلَةُ الْفَسَادُ وَالشَّرُّ وَغَائِلَةُ الْعَبْدِ إبَاقُهُ وَفُجُورُهُ وَنَحْوُ ذَلِكَ وَالْجَمْعُ الْغَوَائِلُ.
وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: الْغَوَائِلُ الدَّوَاهِي وَالْمِغْوَلُ مِثْلُ مِقْوَدٍ سَيْفٌ دَقِيقٌ لَهُ قَفًا كَهَيْئَةِ السِّكِّينِ وَالْغُولُ مِنْ السَّعَالِي وَالْجَمْعُ غِيلَانٌ وَأَغْوَالٌ وَكُلُّ مَا اغْتَالَ الْإِنْسَانَ فَأَهْلَكَهُ فَهُوَ غُولٌ. 

غول


غَالَ (و)(n. ac. غَوْل)
a. Carried off, seized; abducted.
b. Destroyed; slew.

غَوَّلَa. [ coll. ], Ate lilke an ogre.
b. Led astray.

غَاْوَلَa. Hastened. V, Altered, changed ; changed shape.
تَغَاْوَلَa. Hastened; strove together.

إِغْتَوَلَa. see I (a) (b).
c. Overtook.

غَوْلa. Distance, far extent.
b. Tall.

غُوْل
(غِيْلَان [ 34I ] أَغْوَاْل)
a. Demon, ogre, ghoul, goblin, hob-goblin; genie.
b. Calamity, misfortune, catastrophe, disaster;
destruction.

مِغْوَل
(pl.
مَغَاْوِلُ)
a. Knife; stiletto, poniard; sword-stick.

غَاْوِلa. Sudden, unexpected.

غَاْوِلَة
(pl.
غَوَاْوِلُ)
a. see 3 (b)b. Evil, mischief; wickedness.

غَوْلَاْنُa. A plant.

أَتَى غَوْلًا غَائِلَةً
a. He did a cunning, bad action : got himself into
trouble.
(غ و ل) : (غَالَهُ) غَوْلًا أَهْلَكَهُ (وَمِنْهُ) الْمِغْوَلُ وَهُوَ سِكِّينٌ يَكُونُ السَّوْطُ غِلَافه (وَمِنْهُ) فَذَكَرْتُ مِغْوَلًا فِي سَيْفِي أَيْ فِي غِمْدِهِ (وَبِهِ سُمِّيَ) وَالِدُ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ الْبَجَلِيِّ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - (وَالْغِيلَةُ) الْقَتْلُ خُفْيَة (وَقَوْلُهُ) وَاَلَّذِي يُقْتَلُ غِيلَةً بِالْحَنَقِ أَيْ بِالْغَيْظِ وَالصَّوَابُ بِالْخَنِقِ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَكَسْر النُّونِ وَهُوَ عَصْرُ الْحَلْقِ (وَاغْتَالَهُ) قَتَلَهُ غِيلَةً (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ إنْ كَانَ لَا يَزَالُ يَغْتَالُ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ غَوْلهَا فِي (د و) وَلَا غَائِلَةَ فِي ع د.
غول: غال، والمصدر غَوْل. ويقال: غال في فلان بمعنى آذاه، أضر بَّه. ألحق به أذى وضرراً. (معجم البلاذري).
غاول: لا تزال مستعملة عند البربر. ويقولون: مُغاول أي مُسرع، مستعجل، عجلان. (بوشر (بربرية)، دي لابورت ص7).
اغتال: انظر: (لين ومعجم مسلم وديوان الهذليين ص188 البيت 40 مع شرحه).
غال، والجمع غالات: قُفْل. (بوشر (سورية). محيط المحيط).
غُولَة: أنثى الغُول. (ألف ليلة 1: 132) غُولَة: امرأة شريرة (بوشر).
غُولَة: كُلاّب من الحديد متشعب الرأس لسحب الدلو من الحوض. (شيرب).
غالاتيَ: صانع الأقفال وبائعها. (همبرت ص85).
غائِلَة: وسيلة وفرصة لهلاك شخص والقضاء عليه. ويقال: نصب له الغوائل، وارتصد فيه الغوائل (معجم البيان).
غائِلَة: في محيط المحيط: وغائلة الأمر لدَرَكه من كلام العامة. انظره في مادة دَرَك.
مَغَيلَة= غائلة: خبث، رداءة، سوء نية، أذى، أذيّة. (معجم البلاذري).
(غول) - في حَديثِ الفِيلِ: "حِين أُتي به مَكَّة ضَربُوه بالمِغْول في رَأسِه"
وهي حَديدَةٌ دقِيقَة. وقال أبو عُبَيْد: هو سَوْط في جَوفِه سَيفٌ يَشُدُّه الفَاتِكُ على وَسَطه للغَوْلِ .
وقيل: هو سَيفٌ دقِيقٌ ماضٍ له قَفاً شِبْه مِشمَلٍ، نَصْلُه دَقيقٌ ماض.
- في حديث أَبي أَيُّوبَ: "كان لي تَمْرٌ في سَهْوَةٍ ، فكانت الغُولُ تَجِيءُ فتَأْخُذ"
- وفي حديث آخر: "لا غُولَ"  قال الطَّحاوِيُّ: يُحتَمل أن يكون الغُولُ قد كان، ثم رَفَعه الله تَعالَى عن عِبادِه.
- في حديث قَيْسِ بنِ عَاصِم: "كنت أُغاوِلُهم"
: أي أُبادِرُهم بالغَارَةِ والشَرِّ؛ من غَالَه: أي أهلكه، وضعه مَوضِعَ المُغايَله، قال أبو عبيد: أُراهُ المُغَاوَرَة
غ و ل

غالته الغول، وتغولتهم الغيلان: أضلتهم عن المحجة، وتقول: ما شبهتهم إلا بالغيلان، خرجت من بعض الغيران. وفلان يغتال من يمرّ به، وقتله غيلةً، وأخاف غائلته أي عاقبة شرّه. وتقول: طلبه بطوائل وأرصد له غوائل. ومفازة ذات غولٍ وهو البعد. وهون الله عليك غول هذا الطريق. وكنت أغاول حاجةً لي أي أبادر. قال جرير:

عاينت مشعلة الرّعال كأنها ... طير تغاول في شمام وكورا

ومن المجاز:

ناقة غول النّجاء كأنها متوجّس ... باللبنتين مولّع موشوم

وتغولت المرأة: تشبّهت بالغول في تلونّها. وتغولت المفازة. قال ذو الرمة:

إذا ذات أهوال ثكول تغوّلت ... بها الربد فوضى والنعام السّوارح

وتغوّل الأمر: تنكّر. وفرس ذات مغول: سبّاق الغايات كأن له مغولاً يغتال به الخيل فتقصر عن شوطها. قال:

لقد باعني أبناء منقذ مهرة ... سبوح الجراء ذات سوط ومغول

وهذا صقر لا يغتاله الشّبع أي لا يذهب بقوته وشدّة طيرانه، وقيل معناه نفي الشبع. قال زهير يصف صقراً:

من مرقبٍ في ذرى خلقاء راسية ... حجن المخالب لا يغتاله الشّبع
غول وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمار [بن يَاسر -] [رَحمَه الله -] حِين أوجز الصَّلَاة وَقَالَ: إِنِّي كنت أغاول حَاجَة لي. 0 / الف / قَالَ أَبُو عَمْرو: والمغاولة الْمُبَادرَة فِي السّير وَغَيره قَالَ جرير يذكر رجلا أغارت عَلَيْهِ الْخَيل: [الْكَامِل]

عاينتُ مُشعِلةَ الرَّعال كَأَنَّهَا ... طير تُغاول فِي شَمامِ وُكوراً

وَقَالَ معن [بْن أَوْس -] يصف النَّاقة: [الطَّوِيل]

تشجّ بيَ العوجاء كل تَنوفة ... كَأَن لَهَا بوًّا بنهْي تُغاوله

قَالَ أَبُو عبيد: وأصل هَذَا من الغَول وَهُوَ الْبعد يُقَال: هوّن الله عَلَيْك غول هَذَا الطَّرِيق يَعْنِي الْبعد والغول أَيْضا من الشَّيْء يغولك: يذهب بك قَالَ لبيد يصف ثورا: [الطَّوِيل]

ويَبرى عِصيا دونهَا مُتْلَئِبَّة ... يرى دونهَا غَولا من الرمل غائلا

وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْفِقْه التوجيز فِي الصَّلَاة إِذا كَانَ ذَلِك بإتمام الرُّكُوع وَالسُّجُود وَقد رُوِيَ عَنهُ فِي هَذَا حَدِيث آخر أَنه سُئِلَ عَن ذَلِك فَقَالَ: إِنِّي بادرت الوسواس. قَالَ أَبُو عبيد: فَرَأى تَعْجِيل الصَّلَاة مَعَ السَّلامَة أقرب إِلَى الْبر من طولهَا مَعَ الوسوسة وَكَذَلِكَ حَدِيث الزبير أَنه قيل لَهُ: مَا بالكم يَا أَصْحَاب مُحَمَّد أخف النَّاس صَلَاة فَقَالَ: إِنَّا نبادر الوسواس. 
[غول] غاله الشئ واغتاله، إذا أخذَه من حيث لم يُدرِ. والغَوْلُ: التراب الكثير: ومنه قول لبيد يصف ثوراً يحفر رملاً في أصل أرطاةٍ:

يَرى دونها غولا من الرمل غائلا * وأما قوله  * بمنى تأبد غولها فرجامها * فهما موضعان. والغول: بُعْدُ المفازة: لأنه يغتال من يمر به. وقال :

به تمطت غول كل ميله * وقوله تعالى: (لا فيها غَوْلٌ ولا هم عنها يُنْزَفون) أي ليس فيها غائِلَةُ الصُداع: لأنه قال عزَّ وجلَّ في موضع آخر: (لا يُصَدَّعونَ عنها) . وقال أبو عبيدة: الغَوْلُ أن تَغْتالَ عقولهم. وأنشد: وما زالَتِ الكأسُ تَغْتالُنا وتذهب بالأوَّلِ الأوَّلِ والغولُ بالضم من السعالي، والجمع أغْوالٌ وغيلانٌ. وكلُّ ما اغْتالَ الإنسانَ فأهلكه فهو غولٌ. يقال غالَتْهُ غولٌ، إذا وقع في مهلكة. و " الغضب غول الحلم "، لأنه يَغْتالُهُ ويذهب به. يقال: أيَّةُ غولٍ أغْوَلُ من الغضب. وهذه أرضٌ تَغْتالُ المشيَ، أي لا يتسبين فيها المشى، من بُعْدِها وسَعَتها. قال العجاج: وبلدةٍ بعيدةِ النِياطِ مجهولةٍ تَغْتالُ خَطْوَ الخاطي وقول زهير يصف صَقراً:

حُجْنُ المخالبِ لا يَغتالُهُ الشِبَعُ * أي لا يذهب بقوَّته الشِبع. والتَغَوُّلُ: التلوّن. يقال: تَغَوَّلَتِ المرأةُ، إذ تلونت. قال ذو الرمة: إذا ذاتُ أهوالٍ ثَكولٌ تَغَوَّلَتْ بها الرُبْدُ فوضى والنَعامُ السَوارحُ والمُغاوَلَةُ: المُبادأة. قال جريرٌ يذكر رجلا أغارت عليه الخليل: عاينت مشعلة الرعال كأنها طير تغول في شَمامِ وُكورا واغْتالَهُ: قتلَه غيلَةً، والأصل الواو. والمِغْوَلُ: سيفٌ دقيقٌ له قفاً يكون غِمده كالسوط. ومغول: اسم رجل. والغولان بالفتح: نيت من الحمض، عن أبى عبيد.
غول
غالَ يَغُول، غُلْ، غَوْلاً، فهو غائل، والمفعول مَغُول
• غالَ فلانًا: أهلكه، أصابه بشرٍّ من حيث لا يدري "غالته يدُ القدر".
• غالتِ الخمرُ فلانًا: ذهبت بعقله أو بصحّة بدنه " {لاَ
 فِيهَا غَوْلٌ وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ} ". 

غائل [مفرد]: اسم فاعل من غالَ. 

غائلة [مفرد]: ج غائلات وغوَائِلُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل غالَ.
2 - فساد، شرٌّ، داهية، هلكة "يتربَّص به أعداؤه ويبغون له الغوائل- دفع عن الفقراء غائلة الجوع" ° أخاف غائلته: عاقبة شرِّه. 

غَوْل [مفرد]:
1 - مصدر غالَ ° مفازةٌ ذات غولٍ: بعيدة، وإن كانت في مرأى العين قريبةً.
2 - (طب) ما ينشأ عن الخمر من صداع وسُكر " {لاَ فِيهَا غَوْلٌ وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ} ". 

غُول [مفرد]: ج أغوال وغِيلان:
1 - نوع من الشَّياطين تزعم العرب أنَّه يظهر للنَّاس في الفلاة فيتلوّن لهم في صور شتّى ليضلّهم ويهلكهم، حيوان خُرافيّ لا وجودَ له "تغوّلتهم الغيلان: أضلَّتهم- ما شبّهتهم إلاّ بالغيلان" ° يأكل كالغول: بشراهة ونهم.
2 - كلُّ ما أخذ الإنسانَ من حيثُ لا يدري فأهلكه، أو ذهب بعقله.
• غول جبال الهملايا: حيوان أشعر شبيه بالإنسان يقال إنّه يعيش في أعالي جبال الهملايا. 
[غول] نه: فيه: لا "غول" ولا صفر، الغول واحد الغيلان، وهي جنسوتفا، وقيل: هو سوط في جوفه سيف دقيق يشده الفاتك على وسطه ليغتال به الناس. ومنه ح: انتزعت "مغولًا" فوجأت به كبده. وح الفيل: حين أتى مكة فضربوه "بالمغول" على رأسه.
(غ ول)

غاله الشَّيْء غولا، واغتاله: اهلكه.

والغول: الْمنية.

وَقَالُوا: الْغَضَب غول الْحلم: أَي انه يهلكه وَيذْهب بِهِ.

وغالت فلَانا غول: أَي هلكة، وَقيل: لم يدر أَيْن صقع.

والغول: الداهية.

وأتى غولا غائلة: أَي امرا مُنْكرا داهيا.

والغوائل: الدَّوَاهِي.

وغائلة الْحَوْض: مَا انخرق مِنْهُ وانثقب، فَذهب بِالْمَاءِ، قَالَ الفرزدق:

يَا قيس إِنَّكُم وجدْتُم حوضكم ... غال الْقرى بمثلم مفجور

ذهبت غوائله بِمَا افرغتم ... برشاء ضيقَة الْفُرُوع قصير

وتغول الْأَمر: تناكر وتشابه.

والغول: السعلاة وَالْجمع: اغوال، وغيلان.

وتغولت الغول: تَخَيَّلت وتلونت، قَالَ جرير:

فيوما يوافيني الْهوى غير ماضي ... وَيَوْما ترى مِنْهُنَّ غولا تغول

هَكَذَا انشده سِيبَوَيْهٍ، ويروى: " فيوما يجاريني الْهوى "، ويروى: " يوافيني الْهوى دون ماضي ".

وتغولتهم الغول: توهوا.

والغول: الْحَيَّة، وَالْجمع: اغوال، قَالَ: ومسنونة زرق كأنياب اغوال

قَالَ أَبُو حَاتِم: يُرِيد أَن يكبر بذلك ويعظم وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: (كَأَنَّهُ رُءُوس الشَّيَاطِين) وقريش لم تَرَ رَأس شَيْطَان قطّ، إِنَّمَا أَرَادَ تَعْظِيم ذَلِك فِي صُدُورهمْ.

والغول: بعد المغارة.

وَقَالَ اللحياني: غول الأَرْض: أَن تسير فِيهَا فَلَا تَنْقَطِع.

وَأَرْض غيلَة: بعيدَة الغول، عَنهُ أَيْضا والغول: مَا انهبط من الارض، وَبِه فسر قَول لبيد:

بمنى تأبد غولها فرجامها

والغول: الصداع، وَقيل: السكر، وَبِه فسر قَوْله تَعَالَى: (لَا فِيهَا غول وَلَا هم عَنْهَا ينزفون) .

والغول: الْمَشَقَّة.

والمغاولة: الْمُبَادرَة فِي الشَّيْء، واصله من الْبعد.

وَقَول أُميَّة بن أبي عَائِذ يصف حمارا وأتنا:

إِذا غربَة عمهن ارْتَفع ... ن أَرضًا ويغتالها باغتيال

قَالَ السكرِي: يغتال جريها بجري من عِنْده.

والمغول: حَدِيدَة تجْعَل فِي السَّوْط فَيكون لَهَا غلافا.

والمغول: كالمشمل إِلَّا انه أطول مِنْهُ وادق.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: المغول: نصل طَوِيل، قَلِيل الْعرض غليظ الْمَتْن، فوصف الْعرض الَّذِي هُوَ كمية بالقلة الَّتِي لَا يُوصف بهَا إِلَّا الْكَيْفِيَّة.

والغول: جمَاعَة الطلح لَا يُشَارِكهُ شَيْء. والغول: سَاحِرَة الْجِنّ، وَالْجمع: غيلَان.

وَقَالَ أَبُو الْوَفَاء الْأَعرَابِي. الغول: الذّكر من الْجِنّ فَسَأَلته عَن الْأُنْثَى فَقَالَ: هِيَ السعلاة.

والغولان: ضرب من الحمض، قَالَ أَبُو حنيفَة الغولان: حمض كالأشنان شَبيه بالعنظوان إِلَّا أَنه أدق مِنْهُ، وَهُوَ مرعى. قَالَ ذُو الرمة:

حنين اللقَاح الخور حرق ناره ... بغولان حوضى فَوق اكبادها الْعشْر

والغول، وغويل، والغولان، كلهَا: مَوَاضِع

غول

1 غَالَهُ, (S, Mgh, O, Msb, K,) aor. ـُ (Msb, TA,) inf. n. غَوْلٌ, (Mgh, Msb, TA,) He, or it, [accord. to the TA said of a thing,] destroyed him; (Lth, Mgh, Msb, K;) as also ↓ اغتالهُ: (K:) and (K) it (a thing, S, O) took him, seized him, or took him away, unexpectedly, at unawares, or from an unknown quarter; (S, O, K;) and so ↓ اغتالهُ: (S: [see also an ex. of this latter voce خَرُوجٌ:]) and accord. to IAar, غال الشَّىْءُ زَيْدًا signifies The thing took away Zeyd. (TA.) One says, ↓ غَالَتْهُ غُولٌ A [cause of] destruction destroyed him: (K, TA:) or [destroyed him so that it was not known whither he had gone away; for] it is said of one who has fallen into destruction (S, TA) and it is not known whither he has gone away: (TA:) and it also signifies Death or the decree of death [destroyed him, or took him away]. (TA.) One says also when persons have perished in a land, غَالَتْهُمْ تِلْكَ الأَرْضُ [That land caused them, or has caused them, to perish in it]: and الأَرْضُ بِفُلَانٍ ↓ تَغَوَّلَتِ means The land caused such a one to perish; and to pursue a course that led him astray. (TA.) And one says of a land (أَرْض), تَغُولُ السَّابِلَةَ, meaning It casts away the travellers, or wayfarers; causes them to fall, or drop down; and removes them far away. (TA.) b2: غَالَتِ الخَمْرُ فُلَانًا means (assumed tropical:) The wine that he had drunk deprived such a one of his reason: or, of the soundness of his body: (AHeyth, TA:) [or corrupted, or vitiated, him; for] غَالَهُ, aor. ـُ signifies أَفْسَدَهُ; (Ksh and Bd in xxxvii. 46;) as well as أَهْلَكَهُ: (Ksh, ibid:) and a poet, cited by AO, says, وَمَا زَالَتِ الكَأْسُ تَغْتَالُنَا (assumed tropical:) [And the cup of wine caused not to deprive us of our reason]. (S, O.) b3: تَغُولُ الثِّيَابَ فَتَقْصُرُ عَنْهَا is said of a tall woman [app. as meaning She exceeds the measure of the clothes, so that they are too short for her]: such a woman is said to be ↓ ذَاتُ غَوْلٍ. (TA.) b4: And one says, مَا غَالَكَ عَنَّا i. e. What withheld, or debarred, or has withheld or debarred, thee from us? (O.) b5: And غُلْتُهُ, inf. n. غِيَالَةٌ and غِيَالٌ and غُؤُولٌ, signifies I stole it. (O and TA in art. غيل [though belonging to art. غول].) 2 فَلَاةٌ تُغَوِّلُ, inf. n. تَغْوِيلٌ, [A desert, or water-less desert,] of which the roads, or ways, are unapparent, so that it causes the people thereof [who traverse it] to go astray. (TA.) 3 مُغَاوَلَةٌ is syn. with مُبَادَرَةٌ [The hastening, making haste, or striving to be first or beforehand, in doing or attaining or obtaining a thing], (S, O, K, TA,) [or] in journeying, &c. (TA.) Jereer says, (S, O,) or El-Akhtal, (so in the TA,) mentioning a man upon whom horsemen had made a sudden attack, (S, TA,) عَايَنْتُ مُشْعِلَةَ الرِعَالِ كَأَنَّهَا طَيْرٌ تُغَاوِلُ فِى شَمَامٍ وُكُورَا [I saw those that were spreading themselves of the small parties of horsemen, as though they were birds hastening to nests in (the mountain of) Shemám]. (S, O, TA.) And it is related in a trad. of 'Ammár, that he was brief in prayer, and said, كُنْتُ أُغَاوِلُ حَاجَةً لِى [I was hastening to accomplish a want that I had]. (TA.) And in a trad. of Keys Ibn-'Ásim, [it is related that he said,] كُنْتُ أُغَاوِلُهُمْ فِى الجَاهِلِيَّةِ i. e. I used to strive to be beforehand with them (أُبَادِرُهُمْ) in making a sudden attack or incursion, and in doing mischief, [in the Time of Ignorance:] or, as some relate it, it is with ر [i. e. كُنْتُ أُغَاوِرُهُمْ I used to make sudden attacks or incursions upon them]. (TA.) 5 تَغَوُّلٌ is syn. with تَلَوُّنٌ [which primarily signifies The becoming altered in colour; but here, the varying in state or condition, or in form or appearance; or, agreeably with explanations of its verb by Esh-Shereeshee, (cited in Har p.

480,) the becoming altered in state or condition; and the becoming of various sorts or species]. (S, O, K.) One says, تغوّلت المَرْأَةُ, meaning تلوّنت [The woman varied in state or condition, or in form or appearance, &c.]: (S, O, TA:) and in like manner تغوّلت is said of the غُول [q. v.]. (TA.) And The woman made herself to be like the غُول. (TA.) And تَغَوُّلُ الفَلَاةِ means The dubious, and varying, state or condition, of the desert, or waterless desert. (TA.) And one says also, تغوّل الأَمْرُ (tropical:) The affair, or case, became altered so as to be unknown; [for تَنَاكَرَ, in my original, I read تَنَكَّرَ;] and became dubious, or confused. (TA.) b2: And تغوّلت الأَرْضُ بِفُلَانٍ: see 1, former half. b3: And تَغَوَّلَتْهُمُ الغُولُ is said of them who have been made to deviate from, miss, or lose, the right way [by the غُول; i. e. it means The غول made them to deviate &c.]. (TA.) 6 تَغَاوَلُوا i. q. تَبَادَرُوا i. e. They hastened together; vied, or strove, one with another, in hastening; made haste to be, or get, before one another; strove, one with another, to be first, or beforehand, (comp. 3:) expl. by Freytag as meaning “ sese invicem studuerunt capere. ”]8 اغتالهُ: see 1, first sentence, in two places. b2: Also (S) He slew him (S, Mgh, O, Msb) covertly (S, * Mgh, O *) or on an occasion of inadvertence; (S, * O, * Msb;) syn. ↓ قَتَلَهُ غِيلَةً. (S, Mgh, O.) b3: See also 1, latter half. b4: لَا يَغْتَالُهُ الشَّبَعُ, said of a hawk, (S, O, TA,) &c., (TA,) signifies (tropical:) Satiety will not deprive him of his strength, (S, O, TA,) and his vehemence of flight: meaning that he will not become satiated: (TA:) [it is said that] it occurs in a verse of Zuheyr, [but I do not find it in his Deewán,] describing a hawk. (S, O, TA.) b5: هٰذِهِ أَرْضٌ تَغْتَالُ المَشْىَ means (assumed tropical:) This is a land that renders unapparent in it the footing, or marching, [of travellers,] by reason of its far extent and its width: an ex. of the verb [in this sense] occurs in a verse of El-'Ajjáj cited voce نِيَاطٌ, in art. نوط. (S, O.) A2: [And Freytag adds, in art. غيل, the two following significations: the former, or both, from the Deewán of the Hudhalees: He overtook him in running: (compare 3 and 6 in this art.:) A3: and He filled it so that the space became too contracted to take, or hold.]

غَوْلٌ Far extent of a desert, or waterless desert; (S, O, TA;) because it destroys him who passes along in it: (S, TA:) or of a land; because it casts away the travellers, or wayfarers, causes them to fall, or drop down, and removes them far away: and accord. to Lh, it is said of a land when one journeys in it without stopping. (TA.) One says, مَا أَبْعَدَ غَوْلَ هٰذِهِ الأَرْضِ How far is the extent of this land! and إِنَّهَا لَبَعِيدَةُ الغَوْلِ [Verily it is far in extent]. (ISh, TA.) And أَرْضٌ ذَاتُ غَوْلٍ A land far extending, though in the view of the eye of little extent: (IKh, TA:) and غَيِّلٌ applied to land is said to have the same meaning. (TA in art. غيل.) And أَغْوَالُ الأَرْضِ [in which اغوال is app. pl. of غَوْلٌ] signifies The extremities of the land. (TA.) b2: اِمْرَأَةٌ ذَاتُ غَوْلٍ A tall woman. (TA.) See 1, last sentence but two. [And see also غَيِّلَةٌ, voce غَيِّلٌ, in art. غيل.] b3: [ناقة غول النجآء is a phrase mentioned without any indication of the meaning in the TA: perhaps نَاقَةُ غَوْلِ النَّجَآءِ, and signifying A she-camel of an exceeding degree of swiftness.]

A2: In the saying in the Kur [xxxvii. 46], لَا فِيهَا غَوْلٌ, [referring to the wine of Paradise,] it means The evil result of headache; because it is said in another place, [lvi. 19,] لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا: (S, O, TA:) or it [there] means [simply] headache: or intoxication: (K, TA:) thus some expl. it as used in that instance: (TA:) or, as expl. by AO, it there means privation of the intellectual faculties. (S, O, TA.) b2: See also غُولٌ, latter half. b3: Also Distress, trouble, or molestation: (K, TA:) thus expl. by some as used in the Kur ubi suprà. (TA.) b4: And Unfaithfulness; or unfaithful acting. (TA.) b5: ↓ أَتَى غَوْلًا غَائِلَةً means He did a cunning, bad, action. (K.) A3: Also Much earth. (S, O, K.) Hence the phrase غَوْلًا مِنَ الرَّمْلِ, [app. meaning A large quantity of sand,] in a verse of Lebeed. (S, O.) b2: And A collection of [the trees called] طَلْح, (K, TA,) with which nothing participates. (TA.) b3: And A low, or depressed, part of the earth, or of land. (K.) غُولٌ A kind of [goblin,] demon, devil, or jinnee, which, the Arabs assert, appears to men in the desert, assuming various forms, causing them to wander from the way, and destroying them; (JM, and TA * on the authority of IAth;) but this the Prophet denied, saying, لَا غُولَ; by which, however, accord. to some, he did not mean to deny the existence of the غول, but only the assertion of the Arabs respecting its assuming various forms and its being able to cause any one to go astray: (IAth, JM, * TA:) i. q. سِعْلَاةٌ [q. v.]: or a sort of سِعْلَاة: (S, O, Msb:) or a male jinnee; the female being called سِعْلَاة: (Abu-l-Wefee ElAarábee, TA:) pl. [of pauc.] أَغْوَالٌ and [of mult.] غِيلَانٌ (S, O, Msb, K) and غِوَلَةٌ: (O, TA:) and it signifies also an enchantress of the jinn: (K:) and a demon, or devil, that eats men: (En-Nadr, O, K:) or any jinnee, or devil, or animal of prey, that destroys a man: (TA:) or a certain beast, (K, TA,) terrible [in appearance], having tusks, or fangs, (TA,) seen by the Arabs, and known by them; and killed by Taäbbata Sharrà: (K, TA:) and such as varies in form or appearance, of the enchanters and of the jinn; (K, TA;) on his doing which, as is said in a trad., one should hastily utter the call to prayer, to prevent his mischief by the mention of God: (TA:) or anything by reason of which the intellect departs; as also ↓ غَوْلٌ: (K:) and anything that takes a man unexpectedly and destroys him: (S, O, Msb:) [whence] one says, الغَضَبُ غُولُ الحِلْمِ Anger [is that which] destroys, and does away with, forbearance, or clemency. (S, O.) b2: Also Destruction: [or a cause thereof:] and death; or the decree of death. (K.) See 1, second sentence. b3: And A calamity, or misfortune; (K, TA;) as also ↓ غَائِلَةٌ; (TA;) of which latter the pl. in this sense is غَوَائِلُ; (K, * TA;) thus mentioned by Ks. (Msb.) b4: And A serpent: pl. أَغْوَالٌ: (K:) accord. to Az, the Arabs call serpents أَغْوَال; and thus this word is said to mean in the verse of Imra-el-Keys, لِيَقْتُلَنِى وَالمَشْرَفِىُّ مُضَاجِعِى

وَمَسْنُونَةٌ زُرْقٌ كَأَنْيَابِ أَغْوَالِ [To slay me, while the Meshrefee sword was my bedfellow, and so were sharpened, polished arrowheads, like the fangs of serpents]: (O, TA: *) but AHát says that this is meant as an exaggeration: (TA:) and it is said that the poet here means devils. (O, TA.) غِيلَةٌ The slaying covertly, (Mgh,) or on an occasion of inadvertence; a subst. from اِغْتَالَهُ: (Msb:) originally with و [i. e. غِوْلَةٌ]. (S.) See 8: and see also art. غيل.

غَوْلَانٌ A plant of the [kind called] حَمْض, (A'Obeyd, AHn, S, O, K,) like the أُشْنَان [i. e. kali, or glasswort], (K,) or, accord. to AHn, resembling the عُنْظُوَان [which is described as a plant of the حَمْض, or, as some say, the best of the أُشْنَان], except that it is more slender; and it is a pasture. (TA.) A2: Also sing. of غَوَالِينُ, which signifies [The ribs of a ship or boat, i. e.] the things that resemble the ضُلُوع in a ship or boat. (AA, O, TA.) غَائِلٌ [act. part. n. of 1]. b2: [Hence,] أَرْضٌ غَائِلَةُ النِّطَآءِ A land that destroys its inhabitant by reason of its far extent. (TA.) b3: And غَائِلَةٌ [as an epithet applied to a fem. n.] signifies Caused to become absent, or to disappear; hidden, or concealed: or stolen. (ISh, TA.) غَائِلَةٌ [as a subst.] Bad, or corrupt, conduct; and evil, or mischief. (Msb.) See also غَوْلٌ, last quarter. [And see art. غيل.] b2: And [particularly] Wickedness, or disobedience, of a slave; and his running away; (Mgh in art. عدو, and Msb;) and the like thereof: pl. غَوَائِلُ. (Msb.) b3: And [hence, perhaps, (as denoting a cause for reclaiming the price of a slave,) it is said that] it signifies A right which another than the seller has to the possession of a slave, whereby the sale is annulled, and the seller is obliged to return the price to the purchaser. (TA. voce خِبْثَةٌ.) b4: See also غُولٌ, latter half. b5: [Its pl.] غَوَائِلُ also signifies Places of destruction. (TA.) b6: And you say, أَخَافُ غَائِلَتَهُ, meaning I fear the result, and the evil, or mischief, thereof. (TA.) A2: Also A hole, or perforation, of a watering-trough, or tank, (IAar, O, K, * TA,) that causes the water to pass away: (TA:) pl. غَوَائِلُ. (IAar, O, TA.) عَيْشٌ غُوَّلٌ: see أَغْوَلُ.

أَرْضٌ غَيِّلَةٌ A land far extending. (Lh, TA.) [Mentioned also in art. غيل.]

أَغْوَلُ [More, and most, destructive]. One says, أَيَّةُ غُولٍ أَغْوَلُ مِنَ الغَضَبِ [What destroyer is more destructive than anger?]. (S, O: immediately following the explanation of the saying, الغَضَبُ غُولُ الحِلْمِ.) b2: [Hence, perhaps,] عَيْشٌ أَغْوَلُ A soft, or plentiful and easy, life; (Ibn-'Abbád, O, K;) as also ↓ غُوَّلٌ. (K.) مِغْوَلٌ [primarily] An instrument with which a thing is destroyed. (Ham p. 648.) b2: And [hence] used as meaning A knife: and in common acceptation, a knife that is put in the midst of a whip which is as a sheath to it: (Ham ibid.:) a knife to which a whip is a sheath: (Mgh:) or a slender sword, having a flat back (لَهُ قَفًا), (S, O, Msb,) like the knife, (Msb,) the sheath of which is like the whip: (S, O:) or an iron [weapon] that is put within a whip, which thus becomes to it a sheath: (K:) or a whip in the interior of which is a sword: (A'Obeyd, TA:) said to be thus called because its owner destroys with it his enemy unexpectedly: pl. مَغَاوِلُ: (TA:) and a thing like a مِشْمَل [or short and slender sword over which a man covers himself with his garment], except that it is more slender, and longer: (K:) and a long نَصْل [or blade], (AHn, K, TA,) of little breadth, thick in the مَتْن [which generally means the part in the middle of which is the ridge, but may here mean the back]: (AHn, TA:) or a short sword which a man wears inwrapped beneath his clothes: (TA:) or a slender sword, having a flat back (لَهُ قَفًا): (K:) or a slender iron [weapon], having a sharp edge and a flat back (وَقَفًا), which the assassin binds upon his waist in order that he may therewith destroy men. (TA.) b3: [Hence,] فَرَسٌ ذَاتُ مِغْوَلٍ (tropical:) A mare having a quality, or faculty, of outstripping: (O, K, TA:) as though she destroyed the [other] horses so that they fell short of reaching her. (TA.) نَزَلُوا مُغَاوِلِينَ, occurring in a trad. respecting the lie [that was uttered against 'Áïsheh, to which allusion is made in the Kur xxiv. 11], means They alighted [after] going far in the journeying. (TA.)

غول: غاله الشيءُ غَوْلاً واغْتاله: أَهلكه وأَخذه من حيث لم يَدْر. والغُول: المنيّة. واغْتاله: قَتَله غِيلة، والأَصل الواو. الأَصمعي وغيره: قَتل فلان فلاناً غِيلة أَي في اغْتيال وخُفْية، وقيل: هو أَن يخدَع الإِنسان حتى يصير إِلى مكان قد استخفى له فيه مَن يقتله؛ قال ذلك أَبو عبيد. وقال ابن السكيت: يقال غاله يَغُوله إِذا اغْتاله، وكل ما أَهلك الإِنسان فهو غُول، وقالوا: الغضب غُول الحلم أَي أَنه يُهْلكه ويَغْتاله ويذهب به. ويقال: أَيَّةُ غُول أَغْوَل من الغضب. وغالتْ فلاناً غُول أَي هَلَكَةٌ، وقيل: لم يُدْر أَين صَقَع. ابن الأَعرابي: وغال الشيءُ زيداً إِذا ذهب به يَغُوله. والغُول: كل شيء ذهب بالعقل. الليث: غاله الموت أَي أَهلكه؛ وقول الشاعر أَنشده أَبو زيد:

غَنِينَا وأَغْنانا غنانا، وغالَنا

مآكل، عَمَّا عندكم، ومَشاربُ

يقال: غالنا حَبَسنا. يقال: ما غالك عنا أَي ما حبَسك عنا. الأَزهري: أَبو عبيد الدواهي وهي الدَّغاوِل، والغُول الداهية. وأَتَى غُوْلاً غائلة أَي أَمراً منكَراً داهياً. والغَوائل: الدواهي. وغائِلة الحوض: ما انخرق منه وانثقب فذهب بالماء؛ قال الفرزدق:

يا قيسُ، إِنكمُ وجدْتم حَوْضَكم

غالَ القِرَى بمُثَلَّمٍ مَفْجور

ذهبتْ غَوائِلُه بما أَفْرَغْتُمُ،

بِرِشاء ضَيِّقة الفُروع قَصِير

وتَغَوَّل الأَمرُ: تناكر وتَشابه.

والغُول، بالضم: السِّعْلاة، والجمع أَغْوال وغِيلان.

والتَّغَوُّل: التَّلَوُّن، يقال: تَغَوَّلت المرأَة إِذا تلوّنت؛ قال

ذو الرمة:

إِذا ذاتُ أَهْوال ثَكُولٌ تَغَوَّلت

بها الرُّبْدُ فَوْضى، والنَّعام السَّوارِحُ

وتَغَوَّلت الغُول: تخيلت وتلوّنت؛ قال جرير:

فَيَوْماً يُوافِيني الهَوى غير ماضِيٍ،

ويوماً ترى منهنّ غُولاً تَغَوَّلُ

(* قوله «غير ماضيٍ» هكذا في الأصل وفي ديوان جرير: فيوماً بجارين الهوى

غير ماصِباً، وربما كان في الروايتين تحريف).

قال ابن سيده: هكذا أَنشده سيبويه، ويروى: فيوماً يُجارِيني الهَوى،

ويروى: يوافِيني الهوى دون ماضي. وكلّ ما اغتال الإِنسانَ فأَهلكه فهو غُول.

وتَغَوَّلتهم الغُول: تُوِّهوا. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم:

عليكم بالدُّلْجة فإِن الأَرض تطوى بالليل، وإِذا تَغَوَّلت لكم الغِيلان

فبادروا بالأَذان ولا تنزلوا على جوادِّ الطريق ولا تصلّوا عليها فإِنها

مأْوى الحيات والسباع أَي ادفعوا شرّها بذكر الله، وهذا يدل على أَنه لم

يرد بنفيها عدمَها، وفي الحديث: ان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال:

لا عَدْوى ولا هامَة ولا صَفَر ولا غُولَ؛ كانت العرب تقول إِن الغِيلان

في الفَلَوات تَراءَى للناس، فتَغَوَّلُ تَغَوّلاً أَي تلوّن تلوّناً

فتضلهم عن الطريق وتُهلكهم، وقال: هي من مَردة الجن والشياطين، وذكرها في

أَشعارهم فاشٍ فأَبطل النبي، صلى الله عليه وسلم، ما قالوا؛ قال الأَزهري:

والعرب تسمي الحيّات أَغْوالاً؛ قال ابن الأَثير: قوله لا غُولَ ولا

صَفَر، قال: الغُول أَحد الغِيلان وهي جنس من الشياطين والجن، كانت العرب تزعم

أَن الغُول في الفَلاة تتراءَى للناس فتَتَغَوّل تغوّلاً أَي تتلوَّن

تلوّناً في صُوَر شتَّى وتَغُولهم أَي تضلهم عن الطريق وتهلكهم، فنفاه

النبي، صلى الله عليه وسلم، وأَبطله؛ وقيل: قوله لا غُولَ ليس نفياً لعين

الغُول ووُجوده، وإِنما فيه إِبطال زعم العرب في تلوّنه بالصُّوَر المختلفة

واغْتياله، فيكون المعنيّ بقوله لا غُولَ أَنها لا تستطيع أَن تُضل

أَحداً، ويشهد له الحديث الآخر: لا غُولَ ولكن السَّعالي؛ السَّعالي: سحرة

الجن، أَي ولكن في الجن سحرة لهم تلبيس وتخييل. وفي حديث أَبي أَيوب: كان لي

تمرٌ في سَهْوَةٍ فكانت الغُول تجيء فتأْخذ. والغُول: الحيَّة، والجمع

أَغْوال؛ قال امرؤ القيس:

ومَسْنونةٍ زُرقٍ كأَنْياب أَغْوال

قال أَبو حاتم: يريد أَن يكبر بذلك ويعظُم؛ ومنه قوله تعالى: كأَنه رؤوس

الشياطين؛ وقريش لم تَرَ رأْس شيطان قط، إِنما أَراد تعظيم ذلك في

صدورهم، وقيل: أَراد امرؤ القيس بالأَغْوال الشياطين، وقيل: أَراد الحيّات،

والذي هو أَصح في تفسير قوله لا غُول ما قال عمر، رضي الله عنه: إِن أَحداً

لا يستطيع أَن يتحوّل عن صورته التي خلق عليها، ولكن لهم سحرَــة كــسحرتكم،

فإِذا أَنتم رأَيتم ذلك فأَذِّنوا؛ أَراد أَنها تخيّل وذلك سحر منها.

ابن شميل: الغُول شيطان يأْكل الناس. وقال غيره: كل ما اغْتالك من جنّ أَو

شيطان أَو سُبع فهو غُول، وفي الصحاح: كل ما اغْتال الإِنسان فأَهلكه فهو

غُول. وذكرت الغِيلان عند عمر، رضي الله عنه، فقال: إِذا رآها أَحدكن

فليؤذِّن فإِنه لا يتحوّل عن خلقه الذي خلق له. ويقال: غالَتْه غُول إِذا

وقع في مهلكه. والغَوْل: بُعْد المَفازة لأَنه يَغْتال من يمرّ به؛

وقال:به تَمَطَّتْ غَوْلَ كلِّ مِيلَه،

بِنا حَراجِيجُ المَهارى النُّفَّهِ

المِيلَهُ: أَرض تُوَلّه الإِنسان أَي تحيِّره، وقيل: لأَنها تَغْتال

سير القوم. وقال اللحياني: غَوْل الأَرض أَن يسير فيها فلا تنقطع. وأَرض

غَيِلة: بعيدة الغَوْل، عنه أَيضاً. وفلاة تَغَوَّل أَي ليست بيِّنة الطرق

فهي تُضَلِّل أَهلَها، وتَغَوُّلها اشتِباهُها وتلوُّنها. والغَوْل:

بُعْد الأَرض، وأَغْوالها أَطرافُها، وإِنما سمي غَوْلاً لأَنها تَغُول

السَّابِلَة أَي تقذِف بهم وتُسقطهم وتبعِدهم. ابن شميل: يقال ما أَبعد غَوْل

هذه الأَرض أَي ما أَبعد ذَرْعها، وإِنها لبعيدة الغَوْل. وقد تَغَوَّلت

الأَرض بفلان أَي أَهلكته وضلّلته. وقد غالَتْهم تلك الأَرض إِذا هلكوا

فيها؛ قال ذو الرمة:

ورُبّ مَفازةٍ قُذُف جَمُوحٍ،

تَغُول مُنَحِّبَ القَرَبِ اغْتِيالا

وهذه أَرض تَغْتال المَشْيَ أَي لا يَسْتَبين فيها المشي من بُعْدها

وسعتها؛ قال العجاج:

وبَلْدَةٍ بعيدةِ النِّياطِ،

مَجْهولةٍ تَغْتالُ خَطْوَ الخاطي

ابن خالويه: أَرض ذات غَوْل بعيدة وإِن كانت في مَرْأَى العين قريبة.

وامرأَة ذات غَوْل أَي طويلة تَغُول الثياب فتقصُر عنها. والغَوْل: ما

انهبط من الأَرض؛ وبه فسر قول لبيد:

عَفَتِ الديارُ مَحَلّها، فمُقامُها،

بِمِنًى تأَبَّدَ غَوْلُها فَرِجامُها

وقيل: إِن غَوْلها ورِجامها في هذا البيت موضعان. والغَوْل: التُّراب

الكثير؛ ومنه قول لبيد يصف ثوراً يَحْفِر رملاً في أَصل أَرْطاةٍ:

ويَبْري عِصِيّاً دونها مُتْلَئِبَّةً،

يَرى دُونَها غَوْلاً، من الرَّمْلِ، غائِلا

ويقال للصَّقْر وغيره: لا يغتاله الشبع؛ قال زهير يصف صَقْراً:

من مَرْقَبٍ في ذُرى خَلقاء راسِيةٍ،

حُجْن المَخالِبِ لا يَغْتاله الشِّبَعُ

أَي لا يذهب بقُوّته الشبع، أَراد صقراً حُجْناً مخالبُه ثم أَدخل عليه

الأَلف واللام. والغَوْل: الصُّداع، وقيل السُّكر، وبه فسر قوله تعالى:

لا فيها غَوْل ولا هم عنها يُنْزَفون؛ أَي ليس فيها غائلة الصُّداع لأَنه

تعالى قال في موضع آخر: لا يصدَّعون عنها ولا يُنْزِفون. وقال أَبو

عبيدة: الغَوْل أَن تَغْتال عقولَهم؛ وأَنشد:

وما زالت الخمر تَغْتالُنا،

وتذهَبُ بالأَوَّلِ الأَوَّلِ

أَي توصِّل إِلينا شرًّا وتُعْدمنا عقولَنا. التهذيب: معنى الغَوْل يقول

ليس فيها غيلة، وغائلة وغَوْل سواء. وقال محمد بن سلام: لا تَغُول

عقولهم ولا يسكَرون. وقال أَبو الهيثم: غالَتِ الخمر فلاناً إِذا شربها فذهبت

بعقله أَو بصحة بدنه، وسميت الغُول التي تَغُول في الفَلوات غُولاً بما

توصِّله من الشرِّ إِلى الناس، ويقال: سميت غُولاً لتلوُّنها، والله

أَعلم. وقوله في حديث عهدة المَماليك: لا داء ولا خِبْثَةَ ولا غائِلة؛

الغائلة فيه أَن يكون مسروقاً، فإِذا ظهر واستحقه مالكه غال مال مشتريه الذي

أَدَّاه في ثمنه أَي أَتلفه وأَهلكه. يقال: غاله يَغُوله واغْتاله أَي

أَذهبه وأَهلكه، ويروى بالراء، وهو مذكور في موضعه. وفي حديث بن ذي يَزَن:

ويَبْغُون له الغَوائل أَي المهالك، جمع غائلة. والغَوْل: المشقَّة.

والغَوْل: الخيانة. ويروى حديث عهدة المماليك: ولا تَغْيِيب؛ قال ابن شميل:

يكتب الرجل العُهود فيقول أَبيعُك على أَنه ليس لك تَغْيِيب ولا داء ولا

غائلة ولا خِبْثة؛ قال: والتَّغْيِيب أَن لا يَبِيعه ضالَّة ولا لُقَطة ولا

مُزَعْزَعاً، قال: وباعني مُغَيَّباً من المال أَي ما زال يَخْبَؤُه

ويغيِّبه حتى رَماني به أَي باعَنِيه؛ قال: والخِبْثة الضالَّة أَو السَّرقة،

والغائلة المغيَّبة أَو المسروقة، وقال غيره: الداء العَيْب الباطن الذي

لم يُطْلِع البائعُ المشتري عليه، والخِبْثة في الرَّقيق أَن لا يكون

طيِّب الأَصل كأَنه حرُّ الأَصل لا يحل ملكه لأَمانٍ سبق له أَو حرِّية

وجبت له، والغائلة أَن يكون مسروقاً، فإِذا استُحِق غال مال مشتريه الذي

أَدَّاه في ثمنه؛ قال محمد بن المكرم: قوله الخِبْثة في الرَّقيق أَن لا

يكون طيب الأَصل كأَنه حرّ الأَصل فيه تسمُّح في اللفظ، وهو إِذا كان حرّ

الأَصل كان طيِّب الأَصل، وكان له في الكلام متَّسع لو عدَل عن هذا.

والمُغاوَلة: المُبادرة في الشيء. والمُغاوَلة: المُبادَأَة؛ قال جرير

يذكر رجلاً أَغارت عليه الخيل:

عايَنْتُ مُشْعِلةَ الرِّعالِ، كأَنها

طيرٌ تُغاوِلُ في شَمَامَ وُكُورَا

قال ابن بري: البيت للأَخطل لا لجرير. ويقال: كنت أُغاوِل حاجة لي أَي

أُبادِرُها. وفي حديث عَمّار: أَنه أَوْجَز في الصلاة وقال إِني كنت

أُغاوِلُ حاجةً لي. وقال أَبو عمرو: المُغاوَلة المُبادَرة في السير وغيره،

قال: وأَصل هذا من الغَوْل، بالفتح، وهو البعد. يقال: هوَّن الله عليك

غَوْل هذا الطريق. والغَوْل أَيضاً من الشيء يَغُولك: يذهب بك. وفي حديث

الإِفْك: بعدما نزلوا مُغاوِلين أَي مُبْعِدين في السَّير. وفي حديث قيس بن

عاصم: كنت أُغاوِلُهم في الجاهلية أَي أُبادِرهم بالغارة والشرّ، من غاله

إِذا أَهلكه، ويروى بالراء وقد تقدم. وفي حديث طهفة: بأَرض غائِلة

النَّطاة أَي تَغُول ساكنها ببعدها؛ وقول أُمية بن أَبي عائذ يصف حماراً

وأُتُناً:

إِذا غَرْبَة عَمَّهنَّ ارْتَفَعْـ

ـنَ أَرضاً، ويَغْتالُها باغْتِيال

قال السكري: يَغْتال جريَها بِجَريٍ من عنده.

والمِغْوَل: حديدة تجعل في السوط فيكون لها غِلافاً، وقيل: هو سيف دقيق

له قَفاً يكون غمده كالسَّوْط؛ ومنه قول أَبي كبير:

أَخرجت منها سِلْعَة مهزولة،

عَجْفاء يَبْرُق نابُها كالمِغْوَل

أَبو عبيد: المِغْول سوط في جوفه سيف، وقال غيره: سمي مِغْوَلاً لأَن

صاحبه يَغْتال به عدوَّه أَي يهلكه من حيث لا يحتسبه، وجمعه مَغاوِل. وفي

حديث أُم سليم: رآها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وبيدها مِغْوَل فقال:

ما هذا؟ قالت: أَبْعَج به بطون الكفَّار؛ المِغوَل، بالكسر: شبه سيف

قصير يشتمل به الرجل تحت ثيابه، وقيل: هو حديدة دقيقة لها حدٌّ ماضٍ وقَفاً،

وقيل: هو سوط في جوفه سيف دقيق يشدُّه الفاتِك على وسَطه ليَغْتال به

الناس. وفي حديث خَوَّات: انتزعت مِغْولاً فوَجَأْت به كبده. وفي حديث

الفيل حين أَتى مكة: فضربوه بالمِغْوَل على رأْسه. والمِغْوَل: كالمِشْمَل

إِلا أَنه أَطول منه وأَدقّ. وقال أَبو حنيفة: المِغْوَل نَصْل طويل قليل

العَرْض غليظ المَتْن، فوصف العرض الذي هو كمِّية بالقلة التي لا يوصف بها

إِلا الكيفية. والغَوْل: جماعة الطَّلْح لا يشاركه شيء.

والغُولُ: ساحرة الجن، والجمع غِيلان. وقال أَبو الوفاء الأَعرابيُّ:

الغُول الذكَر من الجن، فسئل عن الأُنثى فقال: هي السِّعْلاة. والغَوْلان،

بالفتح: ضرب من الحَمْض. قال أَبو حنيفة: الغَوْلان حَمْض كالأُشنان شبيه

بالعُنْظُوان إِلا أَنه أَدقُّ منه وهو مرعى؛ قال ذو الرمة:

حَنِينُ اللِّقاح الخُور حرَّق ناره

بغَوْلان حَوْضَى، فوق أَكْبادها العِشْر

والغُولُ وغُوَيْلٌ والغَوْلان، كلها: مواضع. ومِغْوَل: اسم رجل.

غول
{غالَهُ الشيءُ} يَغولُهُ {غَوْلاً: أَهلكَه،} كاغتالَهُ. غالَهُ: أَخذَهُ من حيثُ لم يَدرِ. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: {غالَ الشيءُ زَيداً: إِذا ذهبَ بِهِ، يَغولُه. وَقَالَ الليثُ: غالَه المَوتُ: أَي أَهلكَه.} والغَوْلُ: الصُّداعُ، وَقيل: السُّكْرُ، وَبِه فُسِّرَ قولُه تَعَالَى: لَا فِيهَا {غَوْلٌ وَلَا هم عَنْهَا يُنْزَفُونَ أَي لَيْسَ فِيهَا} غائلَةُ الصُّداعِ، لأَنَّه تَعَالَى قَالَ فِي موضِعٍ آخرَ: لَا يُصَدَّعونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفونَ وَقَالَ أَبو عُبيدَة: {الغَوْلُ: أَن} تَغتالَ عُقولَهُم، وأَنشدَ:
(وَمَا زالَتِ الخَمْرُ {تَغتالُنا ... وتَذْهَبُ بالأَوَّلِ الأَوَّلِ)
وَقَالَ مُحَمَّد بنُ سلامٍ: لَا} تَغولُ عُقولَهُم وَلَا يَسكَرونَ، وَقَالَ أَبو الهَيثَمِ: {غالَت الخمْرُ فلَانا: إِذا شَرِبَها فذَهَبَتْ بعَقلِه أَو بِصِحَّةِ بدَنِه، وَقَالَ الرَّاغِبُ: قَالَ الله تَعَالَى فِي صفة خَمرِ الجَنَّةِ: لَا فِيهَا} غَوْلٌ نَفياً لكُلِّ مَا نبَّه عَلَيْهِ بقولِهِ: وإثْمُهُما أَكْبَرُ من نَفعِهِما وَبِقَوْلِهِ عزَّ وجلَّ: رِجْسٌ من عَمَلِ الشَّيْطانِ فاجْتَنِبوهُ الغَوْلُ: بُعْدُ المَفازَةِ، لأَنَّه {يَغتالُ مَنْ يَمُرُّ بِهِ، نَقله الجَوْهَرِيُّ، وأَنشدَ لِرُؤْبَةَ: بِهِ تَمَطَّتْ} غَوْلُ كُلِّ مِيلَهِ بِنَا حراجِيجُ المَهارَى النُّفَّهِ وَقيل: لأَنَّها تغتالُ سَيرَ القَومِ، والمِيلَهْ: أَرضٌ تُوَلِّهُ الإنسانَ، أَي تُحَيِّرُه، وَقَالَ اللِّحيانِيُّ: غَوْلُ الأَرضِ: أَن يسيرَ فِيهَا فَلَا تَنقَطِعَ، وَقَالَ غيرُه: إنَّما سُمِّيَ بُعدُ الأَرضِ {غَولاً لأَنَّها} تَغولُ السَّابِلَةَ، أَي تَقذِفُ بهم وتُسقِطُهُم وتُبعِدُهُم، وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: مَا أَبعدَ غَوْلَ هَذِه الأَرضِ، أَي مَا أَبعدَ ذَرْعَها، وإنَّها لَبَعيدَةُ الغَوْلِ، وَقَالَ ابنُ خالَويْهِ: أَرضٌ ذاتُ غَوْلٍ: بعيدَةٌ وإنْ كَانَت فِي مَرأَى العَيْنِ قريبَةً. الغَوْلُ: المَشَقَّةُ، وَبِه فُسِّرَت الآيةُ أَيضاً. الغَوْلُ: مَا انْهَبَطَ من الأَرضِ، وَبِه فُسِّرَ قولُ لَبيدٍ:
(عَفَتِ الدِّيارُ مَحَلُّها فمُقامُها ... بمِنىً تأَبَّدَ! غَوْلُها فرِجامُها)
الغَوْلُ: جماعَةُ الطَّلْحِ، لَا يُشارِكُه شيءٌ. الغَوْلُ: التُّرابُ الكَثيرُ، وَمِنْه قولُ لَبيدٍ يصِفُ ثَوراً يَحفِرُ رَملاً فِي أَصْلِ أَرْطاةٍ: ويَبري عِصِياً دُونَها مُتْلَئِبَّةًيَرى دونَها {غَوْلاً من الرَّمْلِ غائلا غَوْلٌ، بِلَا لامٍ: ع، فُسِّرَ بِهِ قولُ لَبيدٍ السَّابِقُ. وغَوْلُ الرِّجامِ: ع، آخَر. (و) } الغُولُ، بالضَّمِّ: الهَلَكَةُ،)
وكُلُّ مَا أَهلَكَ الإنسانَ فَهُوَ {غُولٌ، وَقَالُوا: الغَضَبُ} غُولُ الحِلْمِ، أَي أَنَّه يُهْلِكُهُ {ويَغتالُه ويَذهَبُ بِهِ.
الغُولُ: الدَّاهِيَةُ، كالغائلَةِ. الغُولُ: السِّعلاةُ، وهما مُترادِفان، كَمَا حقَّقَه شيخُنا، وَقَالَ أَبو الوفاءِ الأعرابيُّ: الغُولُ: الذَّكَرُ من الجِنِّ، فسُئلَ عَن الأُنثى فَقَالَ: هِيَ السِّعلاةُ، ج:} أَغْوالٌ {وغِيلانٌ، وَفِي الحديثِ: لَا صَفَرَ وَلَا غُولَ، قَالَ ابنُ الأَثيرِ: أَحَدُ} الغِيلانِ، وَهِي جِنْسٌ من الشَّياطينِ والجِنِّ، كَانَت العرَبُ تَزعُمُ أَنَّ الغُولَ يَتراءَى فِي الفلاةِ للنّاسِ {فتَغُولُهُم، أَي تُضِلُّهُم عَن الطَّريقِ، فنفاهُ النَّبيُّ صلّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسلَّم وأَبطلَه، وَقيل: قولُه: لَا غُولَ، ليسَ نَفياً لِعَيْنِ الغُولِ ووجودِه، وإنَّما فِي إبطالُ زَعمِ العَرَبِ فِي تلوُّنِه بالصُّوَرِ المُختلفةِ} واغتيالِه، أَي لَا تستطيعُ أَن تُضِلَّ أَحداً. قَالَ الأَزْهَرِيّ: العرَبُ تُسَمِّي الحَيَّةَ الغُولَ، ج: {أَغوالٌ، وَمِنْه قولُ امرئِ القيسِ: ومَسنونَةٌ زُرْقٌ كأَنيابِ} أَغوالِ قَالَ أَبو حَاتِم: يُريدُ أَن يَكبُرَ ذلكَ ويَعظُمَ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: كأَنَّه رؤُوسُ الشَّياطينِ. وقُرَيشٌ لمْ ترَ رأْسَ شيطانٍ قَطُّ، إنَّما أَرادَ تعظيمَ ذلكَ فِي صُدورِهِم، وَقيل: أَرادَ امرؤُ القيسِ {بالأَغوالِ الشَّياطينَ، وَقيل: أَرادَ الحَيَّاتِ. الغُولُ: ساحِرَةُ الجِنِّ، وَمِنْه الحديثُ: لَا غُولَ ولكنْ سَحَرَــةُ الجِنِّ أَي وَلَكِن فِي الجِنِّ سَحَرَــةٌ لَهُم تَلبيسٌ وتَخييلٌ. الغُول: المَنِيَّةُ، وَمِنْه قولُهم: غالَتْهُ غُولٌ.
غول: ع، وَهُوَ ماءٌ للضَّبابِ بجَوفِ طِخْفَةَ، بِهِ نَخْلٌ يُذْكَرُ مَعَ قادم، وهما وادِيانِ، قَالَه نَصرٌ.
قَالَ النَّضْرُ: الغُولُ: شيطانٌ يأْكُلُ النّاسَ، وَقَالَ غيرُه: كلُّ مَا} اغتالكَ من جِنٍّ وشيطانٍ أَو سَبُعٍ فَهُوَ غُولٌ، أَو هِيَ دابَّةٌ مَهُولَةٌ ذاتُ أَنيابٍ رأَتْها العرَبُ وعرفَتْها وقتلَها تأَبَّطَ شرّاً، جابِرُ بنُ سُفيانَ الشاعِرُ المَشهور. الغُولُ: من يتلَوَّنُ أَلواناً من الــسَّحَرَــةِ والجِنِّ، وَفِي الحَدِيث: إِذا {تَغَوَّلَتْ لكمُ} الغِيلانُ فبادِروا بالأَذانِ أَي ادْفَعوا شرَّها بذِكْرِ الله، وذُكِرَت الغِيلانُ عندَ عُمرَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، فَقَالَ: إِذا رَآهَا أَحدكم فليؤَذِّنْ فإنَّه لَا يَتحَوَّلُ عَن خَلْقِه الَّذِي خُلِقَ لَهُ. الغُولُ: كُلُّ مَا زالَ بِهِ العقلُ، وَقد {غالَ بِهِ} غُولاً، ويُفتَحُ. يُقال: {غالَتْهُ غُولٌ، أَي أَهلَكَتْهُ هَلَكَةٌ، أَو وقعَ فِي مَهلَكَةٍ، أَو لمْ يُدْرَ أَينَ صَقَعَ.} والغَوائلُ: الدَّواهي، جمع {غائلةٍ، وَمِنْه قولُ الشَّاعِر:
(فأَنتَ من} الغَوائلِ حينَ تُرمَى ... ومِنْ ذَمِّ الرِّجالِ بمُنْتَزاحِ) {وغائلةُ الحوضِ: مَا انْخَرَقَ مِنْهُ وانْثَقَبَ فذهبَ بالماءِ، قَالَ الفرزدَقُ:
(يَا قيسُ إنَّكُمُ وَجَدْتُمْ حَوْضَكُمْ ... غالَ القِرى بمُثَلَّمٍ مَفجورِ)

(ذَهَبَتْ} غَوائِلُهُ بِمَا أَفرَغْتُمُ ... برِشاءِ ضَيِّقَةِ الفُروغِ قَصيرِ)
وأَتى غَولاً {غائلَةً: أَي أَمراً داهِياً مُنْكَراً. قَالَ أَبو عَمروٍ:} المُغاوَلَةُ: المُبادرَةُ فِي السَّير وغيرِه، وَفِي حديثِ الإفكِ: بعدَما نزَلوا {مُغاوِلينَ، أَي مُبعِدينَ فِي السَّيرِ، وَفِي حديثِ عَمّارٍ أَنَّه أَوْجَزَ فِي الصّلاةِ وَقَالَ: كُنتُ} أُغاوِلُ حاجَةً لي. وَفِي حَدِيث قيس بنِ عاصِمٍ: كنتُ {أُغاوِلُهُم فِي الجاهِلِيَّةِ، أَي أُبادِرُهُم بالغارَةِ والشَّرِّ، ويُروى بالرّاءِ، وَقَالَ الأَخطلُ يَذكُرُ رَجلاً أَغارَت عَلَيْهِ الخَيلُ:
(عايَنْتُ مُشْعِلَةَ الرِّعالِ كأَنَّها ... طَبرٌ} تُغاوِلُ فِي شَمامَ وُكُورا)
{والمِغْوَلُ، كمِنْبَرٍ: حديدَةٌ تُجعَلُ فِي السَّوطِ فيكونُ لَهَا غِلافاً، وَقَالَ أَبو عُبيدٍ: هُوَ سَوطٌ فِي جَوفِه سَيفٌ، وَقَالَ غيرُه: سُمِّيَ} مِغْوَلاً لأَنَّ صاحِبَهُ {يَغتالُ بِهِ عدُوَّه، أَي يُهلِكُه من حيثُ لَا يَحتسِبُه، وجَمعُه} المَغاوِلُ، قيل: هُوَ شِبْهُ مِشْمَلٍ إلاّ أَنَّه أَدَقُّ وأَطولُ مِنْهُ، وَمِنْه حديثُ الفيلِ: حتّى أَتى مكَّةَ فضربوه {بالمِغْوَلِ على رأْسِه. قَالَ أَبو حنيفَة: هُوَ نَصلٌ طويلٌ قليلُ العرضِ غَليظُ المَتْنِ، فوصَفَ العَرْضَ الَّذِي هُوَ كَمِّيَّةٌ بالقِلَّة الَّتِي لَا يوصَفُ بهَا إلاّ الكَيفية، أَو سيفٌ قصيرٌ يَشْتَمِلُ بِهِ الرَّجُلُ تحتَ ثيابِهِ، وَمِنْه حديثُ أُمُّ سُلَيْمٍ: رَآهَا رَسُول الله صلّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسلَّم وبيدِها} مِغْوَلٌ فَقَالَ: مَا هَذَا فَقَالَت: أَبعَجُ لَهُ بُطونَ الكُفّارِ. وَقيل: هُوَ حَدِيد دقيقٌ لَهُ حَدٌُّ ماضٍ وقَفاً، يَشُدُّه الفاتِكُ على وسَطِهِ {لِيَغتالَ بِهِ النّاسَ، وَفِي حديثِ خَوَّاتٍ: انْتَزَعْتُ} مِغْوَلاً فوَجَأْتُ بِهِ كَبِدَه. (و) {مِغْوَلٌ: اسمُ رَجُلٍ. وأَبو عَبْد اللهِ مالِكُ بنُ مِغْوَلِ بنِ عاصِمِ بنِ مالكٍ البَجَلِيُّ: من ثِقاتِ أَصحابِ الحديثِ.} والغَوْلانُ: حَمْضٌ كالأُشْنانِ، وَفِي الصِّحاحِ عَن أَبي عُبيدٍ: {الغَولانُ: نَبْتٌ من الحَمْضِ، زادَ أَبو حنيفَةَ شَبيهٌ بالعُنْظُوانِ إلاّ أَنَّه أَدَقُّ مِنْهُ، وَهُوَ مَرعىً، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(حَنينَ اللِّقاحِ الخُورِ حَرَّقَ نارَهُ ... } بغَوْلانِ حَوضَى فوقَ أَكبادِها العِشْرُ)
الغَوْلان: ع عَن ابْن دُرَيْدٍ. {والتَّغَوُّل: التَّلَوُّن، يُقَال:} تغَوَّلَت المرأةُ: إِذا تلَوَّنَتْ: قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(إِذا ذاتُ أهوالٍ ثَكُولٌ تغَوَّلَتْ ... بهَا الرُّبْدُ فَوْضَى والنَّعامُ السّوارِحُ)
{وَتَغَوَّلَت الغُولُ: تخَيَّلَتْ وَتَلَوَّنَتْ، قَالَ جَريرٌ:
(فَيَوْماً يُوافيني الهَوى غَيْرَ ماضي ... وَيَوْما ترى منهُنَّ غُولاً} تغَوَّل)
وَعَيْشٌ {أَغْوَلُ،} وغُوَّلٌ، كسُكَّرٍ: أَي ناعمٌ، عَن ابنِ عَبَّادٍ. {وغُوَيْلٌ، كزُبَيْرٍ: ع، عَن ابنُ سِيدَه. منَ المَجاز: فرَسٌ ذاتُ} مِغْوَلٍ، كمِنبَرٍ: أَي ذاتُ سَبْقٍ كأنّها {تَغْتَالُ الخَيلَ فتَقصُرُ عَنْهَا. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:} اغْتالَه: قَتَلَه {غِيلَةً.} وتغَوَّلَ الأمرُ: تَناكَرَ وتَشابَه، وَهُوَ مَجاز. {وتغَوَّلَتْهم الغُولُ:) تُوِّهوا. وأرضٌ} غَيِّلَةٌ، ككَيِّسَةٌ: بعيدةُ! الغَوْلِ، عَن اللِّحْيانيِّ. وفَلاةٌ {تغَوَّلُ} تغَوُّلاً، أَي لَيست بَيِّنةُ الطرُقِ، فَهِيَ تُضَلِّلُ أَهْلَها، {وتغَوُّلُها اشتِباهُها وتلَوُّنُها.} وأَغْوَالُ الأرضِ: أطرافُها. {وتغَوَّلَت الأرضُ بفلانٍ: أهلكَتْه وضلَّلَتْه. وَقد} غالَتْهم تِلْكَ الأرضُ: إِذا هلَكوا فِيهَا. وَهَذِه أرضٌ {تَغْتَالُ المَشيَ: أَي لَا يَسْتَبينُ فِيهَا المَشيُ من بُعدِها وسَعَتِها، قَالَ العَجّاج: وَبَلْدَةٍ بعيدةِ النِّياطِ مَجْهُولةٍ تَغْتَالُ خَطْوَ الخاطي وامرأةٌ ذاتُ} غَوْلٍ: طويلةٌ {تَغُولُ الثيابَ فتَقصُرُ عَنْهَا. وَيُقَال للصَّقرِ وغيرِه: هَذَا صَقرٌ لَا} يَغْتَالُه الشِّبَع، أَي لَا يذهبُ بقُوَّتِه وشِدَّةِ طيَرانِه الشِّبَعُ، أَو مَعْنَاهُ نَفْيُ الشِّبَعِ، وَهُوَ مَجاز، قَالَ زُهَيْرٌ يصفُ صَقْرَاً:
(مِن مَرْقَبٍ فِي ذُرا خَلْقَاءَ راسِيَةٍ ... حُجْنُ المَخالِبِ لَا {يَغْتَالُه الشِّبَعُ)
} والغَوائِلُ: المَهالِك. {والغَوْل: الْخِيَانَة.} والغائِلَة: المُغَيَّبَةُ أَو المسروقة، عَن ابنِ شُمَيْلٍ. وأرضٌ {غائِلَةُ النَّطاة: أَي} تَغُولُ سالِكَها ببُعدِها. وَقَالَ أَبُو عمروٍ: {الغَوالِينُ الَّتِي تُشبهُ الضُّلوعَ فِي السفينةِ، الواحدُ} غَوْلان. ويُجمعُ الغُولُ بالضَّمّ بِمَعْنى السِّعلاةِ أَيْضا على {غِوَلَةٍ، بكسرٍ ففتحٍ.
وناقةٌ} غُولُ النَّجاءِ. وأخافُ {غائِلَتَه: أَي عاقِبَتَه وشَرَّه.} وتغَوَّلَت المرأةُ: تشَبَّهتْ {بالغُول.} والغُول، بالضَّمّ: لقَبُ عبد العزيزِ بنِ يحيى المَكِّيِّ لقُبحِ وَجْهِه، وَكَانَ حَسَنَ المَذهَبِ والسِّيرَة، أَدْرَكه الأصَمُّ وغيرُه، قلتُ: وكأنّه سَرْجُ الغُولِ.
غ و ل: (غَالَهُ) الشَّيْءُ مِنْ بَابِ قَالَ وَ (اغْتَالَهُ) إِذَا أَخَذَهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَدْرِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {لَا فِيهَا غَوْلٌ} [الصافات: 47] أَيْ لَيْسَ فِيهَا (غَائِلَةُ) الصُّدَاعِ. لِأَنَّهُ قَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ {لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا} [الواقعة: 19] . وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: (الْغَوْلُ) أَنْ تَغْتَالَ عُقُولَهُمْ. وَ (الْغُولُ) بِالضَّمِّ مِنَ السَّعَالِي وَالْجَمْعُ (أَغْوَالٌ) وَ (غِيلَانٌ) وَكُلُّ مَا اغْتَالَ الْإِنْسَانَ فَأَهْلَكَهُ فَهُوَ (غُولٌ) . وَالْغَضَبُ غُولُ الْحِلْمِ لِأَنَّهُ يَغْتَالُهُ وَيَذْهَبُ بِهِ يُقَالُ: أَيَّةُ غُولٍ (أَغْوَلُ) مِنَ الْغَضَبِ. وَ (اغْتَالَهُ) قَتَلَهُ غِيلَةً. وَأَصْلُهُ الْوَاوُ. 

علم الخفاء

علم الخفاء
هو علم يتعرف منه كيفية إخفاء الشخص نفسه عن الحاضرين بحيث يراهم ولا يرونه ذكره أبو الخير من فروع علم الــسحر وقال: وله دعوات وعزائم إلا أن الغالب على ظني أن ذلك لا يمكن إلا بالولاية بطريق خرق العادة لا بمباشرة أسباب يترتب عليها ذلك عادة وكثيرا ما نسمع هذا لكن لم نر من فعله إلا أن خوارق العادات لا تنكر سيما من أولياء هذه الأمة. انتهى.
أقول كونه علما من جهة تفرعه على الــسحر لا من جهة الكرامة فلا وجه لغلبة ظنه في عدم إمكانه إذ هو بطريق الــسحر ممكن لا شبهة فيه بل طريق الدعوة والعزائم أيضا كما يدعيه أهله وعدم الرؤية لا يدل على عدم الوقوع ويقال له علم الإخفاء ولذا تقدم في باب الألف.

هدد

هـ د د : هَدَدْتُ الْبِنَاءَ هَدًّا هَدَمْتُهُ بِشِدَّةِ صَوْتٍ فَانْهَدَّ وَهَدَّدَهُ.

وَتَهَدَّدَهُ تَوَعَّدَهُ بِالْعُقُوبَةِ.

وَالْهُدْهُدُ طَائِرٌ مَعْرُوفٌ. 
هـ د د: (هَدَّ) الْبِنَاءَ كَسَرَهُ وَضَعْضَعَهُ وَبَابُهُ رَدَّ. وَ (هَدَّتْهُ) الْمُصِيبَةُ أَوْهَنَتْ رُكْنَهُ. وَالْهَدَّةُ (صَوْتُ) وَقْعِ الْحَائِطِ وَنَحْوِهِ. وَ (التَّهْدِيدُ) وَ (التَّهَدُّدُ) التَّخْوِيفُ. وَ (الْهُدْهُدُ) طَائِرٌ مَعْرُوفٌ وَ (الْهُدَاهِدُ) بِالضَّمِّ مِثْلُهُ وَالْجَمْعُ الْهَدَاهِدُ بِالْفَتْحِ. 
[هدد] نه: فيه: أعوذ بك من "الهد" و"الهدة"، الهد: الهدم، والهدة: الخسف. ومنه ح الاستسقاء: ثم "هدت" ودرت، الهدة: صوت ما يقع من السماء، ويروى: هدأت- أي سكنت. وفيه: إن أبا لهب قال: "لهد" ما سحرم صاحبكم! لهد - كلمة يتعجب بها، يقال: لهد الرجل، أي ما أجلده! ويقال إنه لهد الرجل، أي لنعم الرجل، وذلك إذا أثنى عليه بجلد وشدة، واللام للتأكيد، ويثنى ويجمع ويؤنث نحو هداك وهدوك وهدتك، ومنهم من يجريه مجرى المصادر فلا يؤنث ولا يثني ولا يجمع.
هدد
الهَدُّ: هدم له وقع، وسقوط شيء ثقيل، والهَدَّة: صوت وقعه. قال تعالى: وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا
[مريم/ 90] وهدّدت البقرة: إذا أوقعتها للذّبح، والهِدُّ:
المهدود كالذّبح للمذبوح، ويعبّر به عن الضّعيف والجبان، وقيل: مررت برجل هَدَّكَ من رجل ، كقولك: حسبك، وتحقيقه: يَهُدُّكَ ويزعجك وجود مثله، وهَدَّدْتُ فلانا وتَهَدَّدْتُهُ: إذا زعزعته بالوعيد، والهَدْهَدَة: تحريك الصّبيّ لينام، والهُدْهُدُ: طائر معروف. قال تعالى:
ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ [النمل/ 20] وجمعه:
هَدَاهِد، والهُدَاهِد بالضّمّ واحد، قال الشاعر: كهداهد كسر الرّماة جناحه يدعو بقارعة الطريق هديلا

هدد


هَدَّ(n. ac. هَدّ
هُدُوْد)
a. Broke, crushed; demolished, pulled down; overhelmed (
misfortune ).
b.(n. ac. هَدِيْد), Fell down; crashed.
c.(n. ac. هَدّ), Brayed.
d.
(n. ac.
هَدّ), Was decrepit.
هَدَّدَa. Frightened; threatened, intimidated.

تَهَدَّدَa. see II
إِنْهَدَدَa. Fell down; was demolished.

إِسْتَهْدَدَa. Deemed weak.

هَدّa. Demolition, destruction.
b. Feeble, decrepit.
c. Weakness, decrepitude.
d. Generous.
e. Rough, harsh sound: roar; bray &c.

هَدَّةa. Crash; uproar; thud.

هِدّa. see 1 (b)
هَدَدa. see 1 (e)
أَهْدَدُa. see 22t
مِهْدَدَة
a. [ coll. ], Large hammer
sledgehammer.
هَاْدِدa. Roaring of the sea; rumbling, murmuring.

هَاْدِدَةa. Thunder.

هَدَاْدa. see 22t
هَدَاْدَةa. Timid, cowardly.

هَدِيْدa. Sound, noise, cry.
b. see 1tc. Tall.

هَدُوْدa. Plain.
b. Declivity.

N. Ac.
هَدَّدَتَهَدَّدَa. Threatening, intimidation.

هَدَادَيْك
a. Gently!

مَرَرْتُ بِرَجُلٍ هَدِّكَ مِن
رَجُلٍ
a. I came upon your better.

لَهَدَّ الرَّجُلُ
a. How hardy is the man!
[هدد] هَدَّ البناءَ يَهُدُّهُ هَدًّا: كسره وضعضعه. وهَدَّته المصيبة، أي أوهنت ركنه. الاصمعي: يقال: فلان يُهَدُّ، على ما لم يسمّ فاعله، إذا أُثنيَ عليه بالجَلَد والقوَّة. وتقول: مررتُ برجلٍ هدَّكَ من رَجلٍ. معناه أثْقَلَكَ وصْفُ محاسنِه. وفيه لغتان: منهم مَنْ يُجريه مجرى المصدر فلا يؤنِّثه ولا يثنِّيه ولا يجمعه، ومنهم من يجعله فعلاً فيثنِّي ويجمع. تقول: مررت برجل هَدَّكَ من رجلٍ، وبامرأة هَدَّتْكَ من امرأة، وبرجلين هَدَّاكَ، وبرجالٍ هَدُّوكَ، وبامرأتين هدتاك، وبنسوة هد دنك. وانهد الجبل، أي انكسر. وقولهم: ماهده كذا، أي ما كسره كذا. قال الأصمعيّ: الهَدُّ: الرجل الضعيف. يقول الرجل للرجل إذا أوعدَهُ: إنِّي لَغَيْرُ هَدٍّ، أي غير ضعيف. وقال ابن الأعرابي: الهَدُّ من الرجال: الجواد الكريم، وأمَّا الجبان الضعيف فهو الهد بالكسر. وأنشد : ليسوا بهدين في الحروب إذا تع‍ * - قد فوق الحراقف النطق - والهدة: صوت وقع الحائط ونحوه. تقول منه: هَدَّ يَهِدُّ بالكسر، هَديداً. والهادُّ: صوت يسمعه أهل الساحل يأتيهم من قِبَلِ البحر له دويٌّ في الأرض، وربَّما كانت معه الزلزلة. ودويه: هديده. وهدهدة الحمام: دوى هديره. والفحل يهدهد في هديره هدهدة. وجمع الهَدهَدَةِ هَداهِدُ. قال العجاج:

يتبعن ذا هداهد عجنسا وهدهدت المرأة ابنها، حركته لينام. والتهديد: التخويف، وكذلك التهدد. والهُدْهُدُ طائرٌ، والهُداهِدُ مثله. قال الراعي:

كَهُداهِدٍ كَسَرَ الرُماةُ جناحَهُ * والجمع الهداهد، بالفتح. وهداهد: حى من اليمن.
هـدد
هَدَّ1 هَدَدْتُ، يَهُدّ، اهْدُدْ/ هُدَّ، هَدًّا وهُدُودًا، فهو هادّ، والمفعول مَهْدود
• هدَّ الحائطَ: هدَمه بشدِّةِ صوتٍ "هدَّ البنّاءُ الجدارَ- {وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا} ".
• هدَّه الأمرُ: أوهنه وبلغ منه "هَدَّته الفجيعةُ/ المصيبةُ".
• هدَّ الأرضَ برِجْلَيْه: وطئِها بشدّة. 

هَدَّ2 هَدَدْتُ، يَهِدّ، اهْدِدْ/ هِدَّ، هَدًّا وهديدًا، فهو هِدّ
• هَدَّ الحائطُ ونحوُه: سقط.
• هَدَّ الشَّخصُ: ضعُف وهرِم "ظلَّ يعمل إلى أن هدَّ". 

استهدَّ يستهدّ، استَهْدِدْ/ استَهِدَّ، استهدادًا، فهو مُسْتهِدّ، والمفعول مُستهَدّ
• استهدَّ فلانٌ فلانًا: استضعفه، أي: وجده قليلَ القوَّة "استهدَّه فسلبه حَقَّه". 

انهدَّ ينهدّ، انهَدِدْ/ انهَدَّ، انهدادًا، فهو مُنهَدّ
• انهدَّ الجبلُ/ انهدَّ البيتُ: انهدم "حدث زلزالٌ فانهدّت المباني القديمة". 

تهدَّدَ يتهدَّد، تهدُّدًا، فهو مُتهدِّد، والمفعول مُتهدَّد
• تهدَّده: خوَّفه وتوعَّده بشدَّة "تهدَّد بالسّجن". 

هدَّدَ يهدِّد، تهديدًا، فهو مُهدِّد، والمفعول مُهدَّد
• هدَّد فلانًا: تهدّده؛ خوَّفه وتوعَّده بالعقوبة "هدَّد سلامتَه- هدَّده بالاستقالة- يشكل تهديدًا خطيرًا للسلام- اعترف تحت التَّهديد" ° الابتزاز التَّهديديّ: انتزاع المال من شخص عن طريق التّهديد بكشف عمل إجراميّ أو معلومة ضارّة بالسُّمعة. 

هادّ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من هَدَّ1.
2 - صوت يسمعه أهل السَّواحل يأتيهم من قِبَل البحر له دويٌّ في الأرض. 

هَدادَيْك [كلمة وظيفيَّة]: اسم فعل أمر: مَهْلاً بعد مهل، رفقًا وتأنٍّ "هَدادَيْك فما زال هناك متَّسع من الوقت". 

هَدّ [مفرد]: مصدر هَدَّ1 وهَدَّ2. 

هِدّ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من هَدَّ2. 

هَدَّة [مفرد]:
1 - اسم مرَّة من هَدَّ1 وهَدَّ2.
2 - صوت وقع الحائط والجبل ونحوهما. 

هُدود [مفرد]: مصدر هَدَّ1. 

هديد [مفرد]: مصدر هَدَّ2. 

هدد: الهَدُّ: الهَدْمُ الشديد والكسر كحائِط يُهَدُّ بمرَّة

فَيَنْهَدِم؛ هَدَّه يَهُدُّه هَدًّا وهُدُودا؛ قال كثير عزة:

فَلَوْ كان ما بي بالجِبال لَهَدَّها،

وإِن كان في الدُّنيا شَدِيداً هدُوُدُها

الأَصمعي: هَدَّ البِناءَ يَهُدُّه هَدًّا إِذا كسره وضَعْضَعَه. قال:

وسمعت هادًّا أَي سمعت صوت هَدِّهِ. وانهدَّ الحبَلُ أَي انكسر. وهَدَّني

الأَمرُ وهدَّ رُكْني إِذا بلغ منه وكسَره؛ وقول أَبي ذؤيب:

يَقولوا قَدْ رأَيْنا خَيْرَ طِرْفٍ

بِزَقْيَةَ لا يُهَدُّ ولا يَخِيبُ

قال ابن سيده: هو من هذا. وروي عن بعضهم أَنه قال: ما هَدَّني موتُ أَحد

ما هدَّني موتُ الأَقْران. وقولهم: ما هدَّه كذا أَي ما كَسَره كذا.

وهدَّته المصيبةُ أَي أَوهَنَت رُكْنه.

والهَدّة: صوت شديد تسمعه من سقوط ركن أَو حائط أَو ناحية جبل، تقول

منه: هَدَّ يَهِدُّ، بالكسر، هديداً؛ وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه

وسلم، أَنه كان يقول: اللهم إني أَعوذ بك من الهَدِّ والهِدَّة؛ قال أَحمد

بن غياث المروزي: الهَدُّ الهَدْمُ والهَدءة الخُسوف. وفي حديث

الاستسقاء: ثم هَدّتْ ودَرَّتْ؛ الهَدَّةُ صوت ما يقع من السماء، ويروى: هَدَأَتْ

أَي سكنت. وهَدُّ البعير: هَدِيرُه؛ عن اللحياني. والهَدُّ والهَدَدُ:

الصوت الغليظ، والهادُّ: صوت يسمعه أَهل السواحل يأْتيهم من قِبَلِ البحر

له دَوِيٌّ في الأَرض وربما كانت منه الزَّلْزَلةُ، وهَدِيدُه دَوِيُّه؛

وفي التهذيب: ودَوِيُّه هَدِيدُه؛ وأَنشد:

داعٍ شَدِيدُ الصَّوْتُ ذُو هَدِيدِ

وقد هَدَّ يَهِدُّ. وما سمعنا العامَ هادّةً أَي رَعْداً. والهَدُّ من

الرجال: الضعيف البدن، والجمع هَدُّونَ ولا يُكْسَرُ؛ قال العباس بن عبد

المطلب:

ليسوا بِهَدِّينَ في الحُروبِ، إِذا

تُعْقَدُ فَوْقَ الْحراقِفِ النُّطُقُ

وقد هدَّ يَهَدُّ ويَهِدُّ هَدًّا. والأَهَدُّ: الجبان. ويقول الرجل

للرجل إِذا أَوعده: إِني لغيرُ هَدٍّ أَي غيرُ ضعيف. وقال ابن الأَعرابي:

الهَدُّ من الرجال الجَوادُ الكريم، وأَما الجبان الضعيف، فهو الهِدّ،

بالكسر. ابن الأَعرابي: الهَدّ، بفتح الهاء، الرجل القَويّ، قال: وإِذا أَردت

الذم يالضعف قلت: الهِدُّب بالكسر. وقال الأَصمعي: الهَدُّ من الرجال

الضعيف؛ وأَباها ابن الأَعرابي بالفتح. شمر: يقال رجل هدٌّ وهَدادةٌ وقوم

هَدادٌ أَي جُبناء؛ وأَنشد قول أُمية:

فأَدْخَلَهُم على رَبِذٍ يداهُ

بِفعْلِ الخَيْرِ لَيْسَ من الهَدادِ

والهَدِيدُ والفَدِيدُ: الصوتُ.

واسْتَهْدَدْتُ فلاناً أَي اسْتَضْعَفْتُه؛ وقال عدي بن زيد:

لم أَطْلُبِ الخُطَّةَ النَّبِيلَة بالْـ

ـقُوَّةِ، إن يُسْتَهَدَّ طالِبُها

وقال الأَصمعي: يقال للوعيدِ: من ورَاءُ ورَاءُ الفَدِيدُ والهَدِيدُ.

وأَكَمَةٌ هَدُودٌ: صَعْبَةُ المُنْحَدَر. والهَدُودُ: العَقَبةُ

الشاقَّةُ.

والهَدِيدُ: الرجل الطويلُ.

ومررت برجل هَدَّكَ من رجل أَي حَسْبُك، وهو مدح؛ وقيل: معناه

أَثْقَلَكَ وصْف محاسنِه، وفيه لغتان: منهم مَنْ يُجْرِيه مُجْرى المصدر فلا يؤنثه

ولا يثنيه ولا يجمعه، ومنهم من يجعله فِعْلاً فيثنى ويجمع، فيقال: مررت

برجل هَدّكَ من رجل، وبامرأَة هَدَّتْكَ من امرأَة، كقولك كفَاكَ

وكفَتْك؛ وبرجلين هدّاك وبرجال هَدُّوك، وبامرأَتين هَدَّتاك وبِنسوةٍ

هَدَّتَاك؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

ولي صاحبٌ في الغارِ هَدَّكَ صاحِباً

قال: هَدّك صاحباً أَي ما أَجَلَّه ما أَنْبَلَهُ ما أَعلمه، يَصِفُ

ذِئْباً. وفي الحديث: أَن أَبا لهب قال: لَهَدَّ ما يَحَرَكم صاحِبُكُم؛

قال: لَهَدَّ كلمة يتعجب بها؛ يقال: لَهَدَّ الرجلُ أَي ما أَجْلَدَه. غيره:

وفلان يُهَدُّ، على ما لم يُسمّ فاعله، إِذا أُثْنِيَ عَلَيْه بالجَلَد

والقُوّة. ويقال: إِنه لهَدّ الرَّجلُ أَي لَنِعْمَ الرجلُ وذلك إِذا

أُثني عليه بِجَلَدٍ وشدّة، واللام للتأْكيد. ابن سيده: هَدَّ الرجلُ كما

تقول: نِعمَ الرجل.

ومَهْلاً هَدادَيْك أَي تَمَهَّلْ يَكْفِكَ.

والتَّهَدُّدُ والتهْديدُ والتَّهْدادُ: من الوعيد والتخوف. وهُدَدُ:

اسم لملك من ملوكِ حِمْيَر وهو هُدَدُ بن هَمَّال

(* قوله «هدد بن همال»

الذي اقتصر عليه البخاري في التفسير من صحيحه وصاحب القاموس هدد بن بدد.

راجع القسطلاني تقف على الخلاف في ضبط هدد وبدد).

ويروى أَن سليمان بن داود، عليهما السلام، زَوَّجَه بَلْقَه وهي بلقيس

بنت بَلْبَشْرَح

(* قوله «بنت بلبشرح» كذا في الأصل مضبوطاً والذي في

البيضاوي والخطيب بنت شراحيل ولعل في اسمه خلافاً أو أحدهما لقب.) ؛ وقول

العجاج:

سَيْباً ونُعْمى من إِلهٍ في دِرَرْ،

لا عَصْفَ جارٍ هَدَّ جارُ المُعْتَصَرْ

قوله: لا عَصْف جارٍ أَي ليسَ من كسْب جارٍ إنما الله تعالى، ثم قال:

هَدَّ جارُ المعتَصرْ كقولك هَدَّ الرجلُ جَلُدَ الرجل جارُ المُعْتَصَرِ

أَي نِعْم جارُ الملتَجَإِ.

وفي النوادر: يُهَدْهَدُ إِليَّ كذا ويُهَدَّى إِليَّ كذا ويُسَوَّلُ

إِليَّ كذا ويُهَدى لي كذا ويُهَوَّلُ إِليَّ كذا ولي ويُوَسْوَسُ إِليَّ

كذا ويُخَيَّلُ إِليَّ ولي ويُخالُ لي كذا: تفسيره إِذا شَبَّه الإِنسان

في نفسه بالظن ما لم يُثْبِتْه ولم يَعْقِد عليه إِلا التشبيه. وهَدْهَدَ

الطائرُ: قَرْقَر. وكلُّ ما قَرْقَرَ من الطير: هُدْهُدٌ وهُداهِدٌ؛ قالل

الأَزهري: والهُداهِدُ طائر يشبه الخَمان؛ قال الراعي:

كَهُداهِدٍ كَسَرَ الرُّماةُ جَناحَه،

يَدْعُو بقارِعةِ الطَّريقِ هَدِيلا

والجمع هَداهِدُ، بالفتح، وهَداهِيدُ؛ الأَخيرة عن كراع؛ قال ابن سيده:

ولا أَعرف لها وجهاً إِلا أَن يكون الواحد هَدْهاداً. وقال الأَصمعي:

الهُداهِد يعْني به الفاخِتَةُ أَو الدُّبْسِيُّ أَو الوَرَشانُ أَو

الهُدْهُدُ أَو الدُّخَّلُ أَو الأَيْكُ؛ وقال اللحياني: قال الكسائي: إِنما

أَراد الراعي في شعره بِهُداهِدٍ تصغير هُدْهُد فأَنكر الأَصمعي ذلك، قال:

ولا أَعرفه تصغيراً، قال: وإِنما يقال ذلك في كل ما هَدَلَ وهَدَرَ؛ قال

ابن سيده: وهو الصحيح لأَنه ليس فيه ياء تصغير إِلا أَنَّ من العرب من

يقول دُوابَّة وشُوابَّة في دُوَيْبّة وشُوَيْبّة، قال: فعلى هذا إِنما هو

هُدَيْهِدٌ ثم أَبدل الأَلف مكان الياء على ذلك الحدّ، غير أَن الذين

يقولون دُوابَّة لا يجاوزون بناء المدغم. وقال أَبو حنيفة: الهُدهُدُ

والهُداهِد الكثيرُ الهَديرِ من الحمام. وفَحْلٌ هُداهدٌ: كثير الهَدْهَدَةِ

يَهْدِرُ في الإِبل ولا يَقْرَعُها؛ قال:

فَحَسْبُكَ مِنْ هُداهِدَةٍ وزَغْدِ

جعله اسماً للمصدر وقد يكون على الحذف أَي من هَدِيد هُداهِد أَوْ

هَدْهَدَةِ هُداهِدٍ.

الجوهري: وهَدْهَدَةُ الحَمامِ إِذا سمعت دَوِيَّ هَدِيرِه، والفحل

يُهَدْهِدُ في هَدِيرِه هَدْهَدة، وجمع الهَدْهَدَةِ هَداهِدُ؛ قال

الشاعر:يَتْبَعْنَ ذا هَداهِدٍ عَجَنَّسا

مُواصِلا قُفّاً، ورَمْلا أَدْهَسَا

والهُدْهُدُ: طائر معروف، وهو مما يُقَرْقِرُ، وهَدْهَدَتُه: صوته،

والهُداهِدُ مثله؛ وأَنشد بيت الراعي أَيضاً:

كَهُداهِدٍ كَسَرَ الرُّماةُ جنَاحَه،

يَدْعُو بقارعةِ الطَّرِيقِ هَدِيلا

قال ابن بري: الهَدِيل صوته، وانتصابه على المصدر على تقدير يَهْدِلِ

هَديلاً لأَنَّ يَدْعو يدل عليه، والمُشَيَّهُ بالهدهد الذي كُسِرَ

جَناحُه، هو رجل أَخذ المُصَدِّقُ إِبله بدليل قوله في البيت قبله:

أَخَذوا حَمُولَته فأَصبَحَ قاعِداً،

لا يَسْتَطِيعُ عن الدِّيارِ حَوِيلا

يَدْعُو أَميرَ المؤمِنِينَ، ودونَه

خَرْقٌ تَجُرُّ به الرِّياحُ ذُيُولا

قال ابن سيده: وبيت ابن أَحمر:

ثم اقْتَحَمْتُ مُناجِداً ولَزِمْتُه،

وفؤَادُه زَجِل كعَزْفِ الهُدْهُدِ

يروى: كعَزْفِ الهُدْهُد، وكعَزْف الهَدْهَد، فالهُدهُدُ: ما تقدم،

والهَدْهَدُ قيل في تفسيره: أَصواتُ الجنِّ ولا واحد له.

وهَدْهَدَ الشيءَ مِنْ عُلْوٍ إِلى سُفْلٍ: حَدَرَه. وهَدْهَدَهُ:

حرَّكه كما يُهِدْهَدُ الصبيُّ في المَهْدِ. وهَدْهَدَت المرأَةُ ابنها أَي

حرَّكَتْه لِينام، وهي الهَدْهَدَةُ. وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه

وسلم، أَنه قال: جاء شيطان فَحَمَلَ بلالاً فجعل يُهَدْهِدُه كما

يُهَدْهَدُ الصبيُّ؛ وذلك حين نام عن إَِيقاظه القَوْمَ للصلاة. والهَدْهَدَةُ:

تحريك الأُم ولدها لينام.

وهُداهِد: حي من اليمن. وهَدْهادٌ: اسم. وهَداد: حَيٌّ من اليمن.

هدد
: ( {الهَدُّ: الهَدْمُ الشَّدِيدُ) ، وَهُوَ نَقْضُ البِنَاءِ وإِسْقَاطُه، (و) الهَدُّ (: الكَسْرُ) كحائِطٍ} يُهَدُّ بَمَّرة فيَنْهَدِمُ، (! كالهُدُودِ) ، بالضمّ، وَقد {هَدَّه} هَدًّا {وهُدُوداً، قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ:
فَلَوْ كَانَ مَا بِي بِالجِبَالِ} لَهَدَّهَا
وإِنْ كَانَ فِي الدُّنْيَا شَدِيداً {هُدُودُهَا
وَقَالَ الأَصمعيُّ:} هَدَّ البِنَاءَ {يَهُدُّه} هَدًّا، إِذا كَسَره وضَعْضَعَه، وَقَوْلهمْ: مَا {هَدَّهُ كذَا: مَا كَسَرَه. قلت: هَذَا هُوَ الْمَعْرُوف فِي هاذا البابِ، أَعنِي تَعَدِّيه، وَنقل شيخُنَا عَن أَبي حيَّانَ فِي أَثناءِ تفسيرِ مَريم أَنه يُقَالُ:} هَدَّ الحائطُ {يَهُدُّ، إِذا سَقَطَ، لازِماً، ونقلَه السمينُ وسَلَّمَه.
(و) } الهَدُّ، (الهَرَمُ) ، مُحَرَّكةً، وَهُوَ أَقْصَى الكِبَرِ، (و) قَالَ ابنُ الأَعرابيّ: الهَدُّ (: الرَّجُلُ الكريمُ) الجَوَادُ القَوِيُّ. (و) الهَدُّ (: هَدِيرُ البَعِيرِ) ، عَن اللِّحْيَانِيّ، (و) الهَدُّ (: الصَّوْتُ الغَلِيظُ، {كالهَدَدِ) ، مُحَرَّكَةً (و) الهَدُّ (: الرَّجُلُ الضَّعِيفُ) البَدنِ، قَالَه الأَصمعيّ، ونقَلَ الفتْح عَن ابنِ الأَعرابيّ، (ويُكْسَر) فِي هاذه الأَخيرةِ، يَقُول الرجُلُ للرجُلِ إِذا أَوْعَدَه: إِني لَغَيْرُ} هَدٍّ، أَي غيرُ ضَعِيفِ وَلَا جَبَان، (ج {هَدُّونَ) ، بالفَتْح، (ويُكْسَر) ، قَالَ العبّاس بنُ عَبْد المُطَّلب رَضِي الله عَنهُ:
لَيْسُوا} بِهِدِّين فِي الحُرُوبِ إِذَا
تُعْقَدُ فَوْقَ الحَرَاقِفِ النُّطُقُ
ومنعَ بعضُهم الكَسْرَ، (وَقد {هَدَّ} يَهَدُّ) {ويَهِدُّ، (كيَمَلُّ ويَقِلُّ) ، أَي بالفتْح وَالْكَسْر، (} هَدًّا) ، مَصدَرهما.
( {والهَادُّ: صَوْتٌ) يأْتِي (مِن) قِبَلِ (البَحْرِ) يَسْمعُه أَهلُ السواحِلِ، (فِيهِ) ، وَفِي بعض الأُمهات: لَهُ (دَوِيٌّ) فِي الأَرض، ورُبَّمَا كانَتْ مِنْهُ الزَّلْزَلةُ،} وهَدِيدُهُ: دَوِيه، وَفِي التَّهْذِيب: وَدوِيُّه: {هَدِيدُه، وَقد هَدَّ يَهَدُّ، كمَلَّ يَمَلُّ.
(و) } الهَادَّةُ. (بالهَاءه، الرَّعْدُ) ، تقولُ العَربُ: مَا سَمِعْنَا العَامَ هَادَّةً، أَي رَعْداً.
( {والأَهَدُّ: الجَبانُ) الضعيفُ، (} كالهَدَادَةِ) ، قَالَ شَمِرٌ: يُقَال. رَجُلٌ {هَدٌّ} وهَدَادَةٌ، وَقَوْمٌ! هَدَادٌ: جُبَنَاءُ، وأَنشد قَولَ أُمَيَّةَ بنِ أَبي الصَّلْتِ يَمْدَح عبدَ الله بن جُدْعَانَ:
فَأَدْخَلَهُمْ عَلَى رَبِذٍ يَدَاهُ
بِفِعْلِ الخَيْرِ لَيْسَ مِن {الهَدَادِ
(و) قَوْلهم (مَرَرْتُ بِرَجُلٍ} هَدَّك مِنْ رَجُلٍ، وتكسِرُ الدَّالَ، أَي حَسْبُكَ مِنْ رَجُلٍ) ، وَلَا يَخْفَى أَن قولَه مِن رجُلٍ مرَّةً ثانِيةً تَكْرارٌ مُخِلٌّ للاختصارِ، وَهُوَ مَدْحٌ، قَالَ الزمخشريُّ: يُقَال ذالك إِذا وُصِفَ بِجَلَدٍ وشِدَّةٍ، انْتهى. وَقيل: مَعْنَاه: أَثْقَلَك وَصْفُ مَحاسِنِه، وَفِيه لُغَتَانِ، مِنْهُم من يُجْرِيه مُجْرَى المعصْدَرِ، فحينئذٍ (الوَاحِدُ والجَمْع والأُنْثَى سَواءٌ، و) مِنْهُم مَن يَجْعَله فعْلاً فَيُثَنِّي ويَجْمَع، (يُقَال: مَرَرْتُ) برجلٍ هَدَّكَ مِن رَجُلٍ، و (بامْرَأَةٍ {هَدَّتْكَ مِن امرأَةٍ) ، كقولِك، كَفَاكَ وكَفَتْكَ، (و) فِي التَّثنية: مررْت (برَجلين} هَدَّاكَ. و) فِي الْجمع مَرَرْتُ (بِرجالٍ، {هَدُّوكَ، و) فِي مثنَّى المُؤَنَّث: مَرَرْتُ (بامْرَأَتَيْنِ} هَدَّتَاكَ. و) فِي جمع المُؤنّث مررْتُ (بنساءٍ {هَدَدْنَكَ) ، وأَنشد ابنُ الأَعْرَابِيّ:
ولِي صَاحِبٌ فِي الغَارِ} هَدَّكَ صَاحِباً
قَالَ: أَي مَا أَجَلَّه، مَا أَنْبَلَه، مَا أَعْلَمَه، يَصِفُ ذِئْباً. وَفِي الحَدِيث أَنّ أَبا لَهَبٍ قَالَ: لَهَدَّ مَا سَحَرَــكُم صَاحبكُم. وَهِي كَلِمَة يُتَعَجَّبُ بهَا، يُقَال: لَهَدَّ الرجُلُ، أَي مَا أَجْلَدَه.
( {وهُدَدُ بنُ بُدَدَ، كزُفَرَ) ، فهيما، اسمُ (المَلِك الَّذِي كَانَ يَأْخُذُ كُلَّ سَفينةٍ غَصْباً) ، جاءَ ذالك (عَن) الإِمام أَبي عبد الله مُحَمَّد بن إِسماعيل (البُخَارِيِّ) فِي صحيحهِ، فِي كتاب التَّفْسِير، وَقيل غيرُ ذالك.
(} والهَدُودُ) ، كصَبُورٍ (: الأَرْضُ السَّهْلَة) اللَّيِّنة، (و) {الهَدُودُ (: العَقَبَة الشَّاقَّةُ) ، عَن ابنِ الأَعرابيِّ، وأَكَمَةٌ} هَدودٌ: صَعْبَةُ المُنْحَدَرِ. (و) ! الهَدُودُ (: الحَدُورُ) ، كصَبُورٍ، مكانٌ يُنْحَدَر مِنْهُ، كالأُحْدُورِ.
( {والهَدِيدُ: الرجلُ الطَّوِيلُ) نَقله الصاغانيّ.
(} والهُدْهُدُ) ، كقُنْفُذ، وإِنما تَرَك الضَّبْطَ اعْتِمَادًا على الشُّهْرة (: كُلُّ مَا يُقَرْقِرُ من الطَّيْرِ) ، صَرَّح بِهِ غيرُ واحِدٍ من الأَئمَّة، {وهَدْهَدَ الطائرُ: قَرْقَرَ، (و) قَوْله تَعَالَى: {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَالِيَ لاَ أَرَى} الْهُدْهُدَ} (سُورَة النَّمْل، الْآيَة: 20) قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: وَهُوَ (طائرٌ م) أَي مَعْرُوف ( {كالهُدَهِدِ) } والهُدَاهِدِ (كعُلَبِطٍ وعُلاَبِطٍ، و) قَالَ ابنُ دُرَيْد فِي تَفْسِير الآيةِ: {الهُدْهُد} والهُدَاهِدُ (: الحَمَامُ الكثيرُ {الهَاهَدَةِ) ، أَي الصَّوْتِ، وَقَالَ أَبو حَنيفَة: الهُدْهُد والهُدَاهِد: الكَثيرُ الهَدِيرِ من الحَمَامِ، وَقَالَ الليثُ:} الهُدَاهِدُ: طائِرٌ يُشْبِه الحَمَامَ، قَالَ الراعِي يَصِفُ نفْسَه وحَاله:
{كهُدَاهِدٍ كسَرَ الرُّمَاةُ جناحهُ
يَدْعُو بِقارِعَةِ الطَّرِيقِ هدِيلاَ
وَقَالَ الأَصمعيُّ: يُعْنَى بِهِ الفاخِتَةُ أَو الدُّبْسِيُّ أَو الوَرَشَانُ أَو الهُدْهُدُ أَو الدُّخلُ (أَو الأَيْكُ) وَقَالَ اللِّحْيَانيّ: قَالَ الكِسَائيُّ: إِنما أَرادَ الراعِي فِي شِعْرِه} بِهُدَاهِدٍ تَصْغِيرَ {هُدْهُدٍ، فأَنْكَر الأَصمعيُّ ذالك، قَالَ: وَلَا أَعْرِفه مُصَغَّراً، قَالَ: إِنما يُقَال فِي كُلِّ مَا هَدَلَ وهَدَرَ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَهُوَ الصحيحُ، لأَنه لَيْسَ فِيهِ ياءٌ التصغيرِ. قَالَ الصاغانيُّ: وَقَالَ القُتَيْبِيُّ: لم يُرِد الارعِي} بالهُدَاهِد {الهُدْهُدَ، وإِنما أَرادَ حَمَامَةً ذَكَراً} يُهَدْهِدُ فِي صَوْتِه، وَالَّذِي يَحْتَجُّ للكسائيِّ يَقُول تَصغِير هُدْهُدٍ، قَلَبُوا يَاءَ التصغيرِ أَلِفاً، كَمَا قالُوا دُوَابَّةٌ فِي تَصغير دَابَّةٍ، (جمْع الكلِّ {هَدَاهدُ) ، بِالْفَتْح، (} وهدَاهِيدُ) ، الأَخير عَن كُراع، قَالَ ابنُ سِيدَه، وَلَا أَعْرف لَهَا وَجْهاً إِلاَّ أَن يكون الواحدُ هَدْهَاداً.
(و) ! الهَدْهَد، (بِفَتْحتينِ: أَصواتُ الجِنِّ، بِلَا وَاحِدٍ) ، وأَنشد ابنُ سِيدَه لابنِ أَحمر:
ثمَّ اقْتَحَمْتُ مُنَاجِداً وَلزِمْتُه
وَفُؤَادُه زَجِلٌ كَعَزْفِ {الهَدْهَدِ
(} وهَدَّدَه) تَهديداً (: خَوَّفَه) ، {كالتَّهَدُّدِ} والتَّهْدادِ، وَهُوَ الوَعِيدُ والتَّخَوُّفُ.
( {وهَدْهَدَ) الحمامُ (: هَدَرَ) وهَدَلَ،} وهَدَهَدَةُ الحَمَامِ: دَوِيُّ هَدِيرِه. (و) {هَدْهَدَ (الطَّائرُ: قَرْقَرَ) ،} والهَدْهَدَةُ هِيَ القَرْقَرَةُ.
(و) {هَدْهَدَ (الصَّبِيَّ) فِي مَهْدِه} هَدْهَدَةً (: حَرَّكَه لِينامَ) ، وَفِي الحَدِيث عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَنه قَالَ (جَاءَ شَيْطَانٌ فَحَمَلَ بِلاَلاً فَجَعَلَ {يُهَدْهِدُه كَمَا} يُهَدْهَدُ الصَّبِيُّ) . وذالك حِين نامَ عَن إيقاظِه القَوْمَ للصَّلاةِ.
(و) {هَدْهَدَ (: حَدَرَ الشيْءَ مِنْ عُلْوٍ إِلى سُفْلٍ) } كَدَهْدَهَ.
( {وهُدَاهِدٌ: حَيٌّ) من الْيمن، وَهُوَ بالضمّ، بِدَلِيل مَا بَعْده.
(و) } هَدَاهِدُ، (بالفَتْحِ الرِّفْقُ، و) من ذالك قولُهم: (هَدَادَيْكَ، أَي مَهْلاً) ، يَكْفِكَ.
(و) فِي النَّوَادِر: ( {يُهَدْهَدُ إِليَّ) كَذَا، ويُهَدَّى إِليَّ كَذَا، ويُسَوَّل إِليَّ كَذَا، (أَي يخَيَّلُ) إِليَّ ولِي، ويُخَالُ لِي كَذا. تَفْسِيرُه إِذا شَبَّهَ الإِنسانُ فِي نَفْسِه بالظَّنّ مَا لم يُثْبِتْهُ وَلم يَعْقِد عَلَيْهِ إِلا التَّشْبِيه.
(و) يُقَال (إِنَّه} لَهَدَّ الرَّجُلُ، أَي لِنَعْمَ الرجُلُ) ، وذالك إِذا أُثْنِيَ عَلَيْهِ بِجَلَدٍ وشِدَّةٍ، واللامُ للتأْكيدِ، قَالَ ابْن سهيده: {هَدَّ الرَّجُلُ، كَمَا تَقول: نِعْمَ الرجُلُ.
(وفُلاَنٌ} يُهَدٌّ) ، على مَا لمْ يُسَمَّ فاعِلُه، (إِذا أُثْنِيَ عَلَيْهِ بالجَلَدِ) والقُوَّةِ.
( {وهَدِّ، بكسرِ الدالِ المشدَّدَةِ) أَي مَعَ فَتْح الأَوّل (: كلمةٌ تُقَال عِنْد شُرْبِ الحِمَارِ) ، نقلَه الصاغَانيّ.
(} والهَدَّةُ: ع،) بَين عُسْفَانَ ومَكَّةَ (أَو هِيَ من الطَّائِف) وَفِي مُعْجم ياقوت: بَين مَكَّة والطائِفِ والنسبَةُ إِليه {- هَدَوِيّ، وَهُوَ مَوضع القُرودِ (وَقَدْ يُخَفَّف) وَيُقَال بالتَّخفيف موضِعٌ آخَرُ عِنْد مَرِّ الظَّهْرَانِ، وَهُوَ مَمْدَرَةُ أَهلِ مَكَّة، وَيُقَال لهَا: هَدَةُ زُلَيْفَةَ، وزُلَيْفَةُ بَطْنٌ مِن هُذَيْلٍ، (أَو الصَّوَاب بِالْهَمْز، (وَقد) تَقَدَّمَ) فِي بابِ فراجِعْه، وهاكذا ضَبَطَه أَبو عُبيدٍ البَكريُّ الأَندَلُسِيّ.
(} وهُدَيْدٌ، كزُبَيْرٍ، إِنُ جُمَحَ) بن عَمْرو بن هُصَيْص بن كَعْب بن لُؤيّ بن غالِبٍ، أَخو سَعْدٍ وحُذَافَةَ.
(وهم {يَتَهَادُّونَ) ، أَي (يَتَسَاتَلُون) أَي يَتتابَعُون وَاحِدًا بعدَ واحِدٍ.
(و) يُقَال، (مَا فِي وُدِّهِ} هَدَاهِدُ) بِالْفَتْح أَي (لُطْف) ورِفْق.
( {والهَدْهَادُ) ، بِالْفَتْح: اسمُ رجل، وَهُوَ (صاحِبُ مَسائِل القاضِي) ، عَن ابنِ الأَعرابيّ.
} والهَدْهَاد بنُ شُرَحْبِيل أَبو بِلْقِيس مَلَك بَعْدَ إِفرِيقِش.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
{انْهَدَّ الجَبَلُ، أَي انْكسرَ.
} وهَدَّني الأَمْرُ، {وهَدَّ رُكْنِي، إِذ بَلَغَ مِنْهُ وكَسَرَه. ورُوِيَ عَن بعضِهم أَنه قَالَ: مَا} - هَدَّنِي مَوحتُ أَحَد مَا {- هَدَّني مَوتُ الأَقرانِ.
} وهَدَّتْه المُصيبة: أَي أَوْهَنَتْ رُكْنَه، وهاذا مَجازٌ، كَمَا فِي الأَساس.
{والهَدَّةُ: صَوْتٌ شَدِيدٌ تَسمَعُه مِن سُقُوطِ رُكْنٍ أَو حائطٍ أَو نَاحِيَةِ جَبَلٍ. وَفِي الحَدِيث عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَنه كَانَ يَقُول: (اللهمَّ إِنِّيُ أَعوذُ بِك مِنَ} الهَدِّ {والهَدَّةِ) قَالَ أَحمد بن غِيَاثٍ المَروزيّ: الهَدّ: الهَدْمُ، والهَدَّةُ: الخُسُوف، وَيُقَال: الهَدَّةُ صَوحتُ مَا يَقَعُ من السماءِ.
} والهَدِيدُ: دَوِيُّ الصَّوْتِ، كالفَدِيد.
! واسْتَهْدَدْتُ فُلاَناً، أَي استضْعَفْتُه، وَقَالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ:
لَمْ أَطْلُبِ الخُطَّةَ النَّبِيلَةَ بِال
قُوَّةِ أَنْ {يُسْتَهَدَّ طَالِبُهَا
وَقَالَ الأَصمعيُّ: يقالُ للوَعيد مِنْ وَرَاءُ وَرَاءُ: الفَدِيدُ} والهَدِيدُ.
{وهُدَدُ، مُحَرَّكةً، اسمٌ لِمَلِكٍ مِن مُلُوك حِمْيَر، وَهُوَ} هُدَدُ بن هَمَّال، ويُرْوعى أَنّ سَيِّدنا سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السلامُ زَوّجَه بَلْقَه بنت بَلْبَشْرَح.
وفَحْلٌ هُدَاهِدٌ: كَثِيرُ {الهَدْهَدَةِ يَهْدِر فِي الإِبلِ وَلَا يَقْرَعُها.
وجَمْعُ} الهَدْهَدَةِ {هَدَاهِدُ، قَالَ العجَّاج:
يَتْبَعْنَ ذَا} هَدَاهدٍ عَجَنَّسَا
مُوَاصِلاً قُفًّا ورَمْلاً أَدْهَسَا
هاكذا، أَنشَدَ الجوهريُّ، قَالَ الصاغانيُّ: إِنما هُوَ لِعِلْقَةَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: وأَنشدَه أَبو زِيَادٍ الكلابيُّ فِي نوادِرِه لسِرَاجِ بنِ قُرَّةَ الكِلابِيّ.
{وهَدَادٌ، كسَحَابٍ: حيٌّ من اليَمن، وَيُقَال إِنه ابْن زَيْدِ مَناةَ.
} والهِدَانٌ، بِالْكَسْرِ: الرجل الجافِي الأَحْمق، وتُلَيْلٌ بِالسِّيِّ يُسْتدَلُّ بِهِ (وبآخَرَ مِثْلِه) والهَدَانُ أَيضاً مَوْضِعٌ بِحِمَى ضَرِيَّةَ، عَن أَبي مُوسَى.
(هدد) - قَولُه تَباركَ وتَعالى: {وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا}
قيل: أي سُقُوطاً والهَدُّ: الهَدْمُ الشدِيدُ، والكَسْر، والصَّوتُ الغَلِيظُ.
- في الاسْتِسْقَاءِ: "ثم هَدَّت ودَرَّتْ"
الهَدَّةُ: صَوْت ما يقعُ من السَّماءِ.  - ورُوى: "هَدَأت"
هـ د د

هدّ البيت فانهدّ وهو هدم بشدّة صوت. وسمعت هدّةً: صوت وقع حائط أو صخرة. وسمع أهل الساحل هادّاً من قبل البحر: صوتاً له هديدٌ أي دويّ وربما كانت منه الزلزلة. قال:

داع شديد الصوت ذي هديد

وهد هدّ يهدّ. وهدّده وتهدّده: أوعده. وهدهدت المرأة ولدها: حركته لينام. وهدهد الحمام: صوّت.

ومن المجاز: هدّني هذا الأمر، هدّ ركني إذا بلغ منك وكسرك. قال النمر:

على فاجع هدّ العشيرة فقده ... به أعلن الناعي الحديث المجمجما

وهذا رجل هدّك من رجل إذا وُصف بجلد وشدّة أي غلبك وكسرك، وهذه امرأة هدّتك من امرأة. وعن أبي عمر الجرميّ: مررت برجل هدّك من رجل وبامرأة هدّك من امرأة بمعنى هادّك وهادّتك والأوّل هو الكثير. وقال يعقوب: لهدّ الرجل هو إذا أُثني عليه بالجلد والشدّة. وأنشد الأصمعيّ لدكين:

ولي صاحب بالقاع هدّك صاحباً ... أخو الجون إلا أنه لا يعلّل

وإن فؤادي منه في طول صحبتي ... وأنسى به في الفينتين لأوجل

هرب من مروان والتجأ إلى عماية فألفه الأسد، والجون: الليل لأنه يصطاد بالليل. وجاءوا متهادّين ومتساتلين أي متتابعين كأن بعضهم يهدّ بعضاً.

ضحا

ضحا وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه كتب لحارثة ابْن قَطَن وَمن بدومة الجندل من كلْب: إِن لنا الضاحية من ال
(ضحا)
ضحوا وضحوا وضحيا برز للشمس وَالطَّرِيق بدا وَظهر وَيُقَال ضحا ظلّ فلَان مَاتَ

(ضحا) ضحوا وضحوا وضحيا أَصَابَهُ حر الشَّمْس
ضحا بن وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث سَلمَة بن الْأَكْوَع قَالَ: غزوت هوَازن مَعَ رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم فَبينا نَحن نتضحى إِذْ أقبل رجل على جمل أَحْمَر قَالَ حدّثنَاهُ أَبُو النَّضر عَن عِكْرِمَة بن عمار عَن إِيَاس بن سَلمَة عَن أَبِيه. قَوْله نَتَضَحّى يُرِيد نَتَغَدَّى وَاسم ذَلِك الْغَدَاء الضَّحَاءُ وَإِنَّمَا سمي بذلك لِأَنَّهُ يُؤْكَل فِي الضحاء وَقَالَ ذُو الرمة: (الطَّوِيل)

تَرَى الثَورَ يَمْشِي رَاجِعاً مِن ضَحائِه ... بهَا مثلَ مَشْيِ الهْبِرِزِيّ المُسَرْولِ

والضَحاء: ارْتِفَاع الشَّمْس الْأَعْلَى وَهُوَ مَمْدُود مُذَكّر والضُّحى مُؤَنّثَة مَقْصُورَة وَهِي حِين تشرق الشَّمْس.

أَحَادِيث مُعَاوِيَة أبي سُفْيَان رَحمَه الله
(ضحا) - في الحديث: "إنَّ عَلَى كُلِّ أَهلِ بيتٍ أَضْحاةً كلَّ عامٍ"
: أي أُضْحِيَّة.
قال الأصمعى: فيها أربعُ لُغاتٍ: أُضْحِيَّة، وإِضْحِيَّة، وضحِيَّة، وأَضْحاةٌ، والجَمْع ضَحَايَا، وأَضَاحىُّ. ونَحْوُه إضْبارة، وضِبَارة، وإضْمامة، وضِمَامة، وطُمَأْنِينَة وأُطْمَأْنِينَة وغَيْر ذلِك، وإنما سُمِّيَت أَضْحاةً لأنها تُذبَح بعد ارتفاع النَّهار. - وفي حديث سَلَمَة، - رضي الله عنه -،: "بينا نحن نَتَضَحَّى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
: أي نَتَغَذَّى، والاسْمُ الضَّحاء. وإنما سُمِّى الغَداءُ ضَحَاءً باسْمِ الوَقْت وهو مفتوحُ الأوّل مَمْدُودٌ، فإذا ضَمَمْت قَصَرْت فقلت: ضُحًى.
- في الحديث : "رأيتهم يتَروَّحُونَ في الضَّحاءِ"
: أي قريبا من نِصْفِ النَّهارِ. والضَّحْوة: ارتِفاعُ النَّهَار، والضُّحَى: فُوَيْق ذلك، والضَّحاء: أَرفعُ منه قَرِيبٌ من النِّصْف، وضَحَوْنا وضَحَيْنا وأَضْحَيْنا: دخَلْنا في الضُّحَى، وضَحَّيت الماشيةَ فتَضَحَّت، وأَضْحَى يَفعَل كذا: إذا فَعلَه من ضَحْوةِ النَّهار، مثل أَصبَح وأَمسى، وأَضْحَى عنه: بَعُد، وضَحَّيت عنه: رَفقْت به.
- في حديث تزويج عائشة، - رضي الله عنها -،: "فلم يَرُعْنِى إلا ورسولُ الله - صَلّى الله عليه وسلم - قد ضَحَا".
: أي ظَهَر، وضَحِى كَذَلِك، قاله عَبدُ الغافر. - في شرح كتاب مُسلِم: "اضْحُوا بصلاة الضُّحَى"
: أي صَلُّوها لوَقْتِها ولا تُؤخِّروها إلى أن ترتَفعَ الضُّحَى
- في حديث عُمَر، - رضي الله عنه -: "أنَّه رأى عَمرَو بن حُرَيْث فقال: إلى أَين؟ قال: إلى الشَّامِ. قال: أَمَا إنَّها ضاحيةُ قَومِك".
: أي ناحِيَتُهم. والضَّاحِيَة: النَّاحِيَة البَارِزَة، ومنه قُرَيْشُ الضَّوَاحى.
- وفي الحديث : "أَخافُ عليكَ من هَذِه الضَّاحِيَة"
: أي النَّاحِيَة البَارِزَة التي لا حَائِلَ دُونَها.
ض ح ا: (ضَحْوَةُ) النَّهَارِ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ ثُمَّ بَعْدَهُ (الضُّحَى) وَهِيَ حِينَ تُشْرِقُ الشَّمْسُ مَقْصُورَةٌ تُؤَنَّثُ وَتُذَكَّرُ. فَمَنْ أَنَّثَ ذَهَبَ إِلَى أَنَّهَا جَمْعُ (ضَحْوَةٍ) وَمَنْ ذَكَّرَ ذَهَبَ إِلَى أَنَّهُ اسْمٌ عَلَى فُعَلٍ كَصُرَدٍ وَنُغَرٍ. وَهُوَ ظَرْفٌ غَيْرُ مُتَمَكِّنٍ مِثْلُ سَحَرٍ تَقُولُ: لَقِيتُهُ (ضُحًى) إِذَا أَرَدْتَ بِهِ ضُحَى يَوْمِكَ لَمْ تُنَوِّنْهُ. ثُمَّ بَعْدَهُ (الضَّحَاءُ) مَفْتُوحٌ مَمْدُودٌ مُذَكَّرٌ وَهُوَ عِنْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ الْأَعْلَى تَقُولُ مِنْهُ: أَقَامَ بِالنَّهَارِ حَتَّى (أَضْحَى) . كَمَا تَقُولُ مِنَ الصَّبَاحِ: أَصْبَحَ. وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا عِبَادَ اللَّهِ (أَضْحُوا) بِصَلَاةِ الضُّحَى يَعْنِي لَا تُصَلُّوهَا إِلَّا إِلَى ارْتِفَاعِ الضُّحَى. وَ (ضَاحِيَةُ) كُلِّ شَيْءٍ نَاحِيَتُهُ الْبَارِزَةُ. يُقَالُ: هُمْ يَنْزِلُونَ (الضَّوَاحِيَ) . وَمَكَانٌ (ضَاحٍ) أَيْ بَارِزٌ. وَ (ضَحِيَ) لِلشَّمْسِ بِالْكَسْرِ (ضَحَاءً) بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ أَيْ بَرَزَ لَهَا. وَ (ضَحَى) يَضْحَى كَسَعَى يَسْعَى (ضَحَاءً) أَيْضًا بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ مِثْلُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَأَى رَجُلًا مُحْرِمًا قَدِ اسْتَظَلَّ فَقَالَ: (أَضْحِ) لِمَنْ أَحْرَمْتَ لَهُ» كَذَا يَرْوِيهِ الْمُحَدِّثُونَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِ الْحَاءِ مِنْ أَضْحَى. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: إِنَّمَا هُوَ (اضْحَ) بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَفَتْحِ الْحَاءِ مِنْ (ضَحِيَ) لِأَنَّهُ إِنَّمَا أَمَرَهُ بِالْبُرُوزِ لِلشَّمْسِ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى} [طه: 119] وَ (أَضْحَى) فُلَانٌ يَفْعَلُ كَذَا كَمَا تَقُولُ: ظَلَّ يَفْعَلُ كَذَا. وَ (ضَحَّى) بِشَاةٍ مِنَ (الْأُضْحِيَّةِ) وَهِيَ شَاةٌ تُذْبَحُ يَوْمَ (الْأَضْحَى) يُقَالُ: (أُضْحِيَّةٌ) بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِهَا وَالْجَمْعُ (أَضَاحِيُّ) وَ (ضَحِيَّةٌ) عَلَى فَعِيلَةٍ وَالْجَمْعُ (ضَحَايَا) وَ (أَضْحَاةٌ) وَالْجَمْعُ (أَضْحًى) ، كَأَرْطَأَةٍ وَأَرْطًى وَبِهَا سُمِيَّ يَوْمُ (الْأَضْحَى) . قَالَ الْفَرَّاءُ: الْأَضْحَى يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ فَمَنْ ذَكَّرَ ذَهَبَ إِلَى الْيَوْمِ. 

ضحا: الضَّحْوُ والضَّحْوَةُ والضَّحِيَّةُ على مثال العَشِيَّة:

ارْتِفاعُ النهار: أَنشد ابن الأَعرابي:

رَقُِود ضَحِيَّاتٍ كأَنَّ لِسانَهُ،

إِذا واجَهَ السُّفّارَ، مِكْحالُ أَرْمَدا

والضُّحى: فُوَيْقَ ذلك أُنْثى وتَصْغيرُها بغَيْر هاءٍ لِئَلاَّ

يَلْتَبِسَ بتَصْغير ضَحْوَةٍ. والضَّحاءُ، ممدودٌ، إِذا امْتَدَّ النهارُ

وكرَبَ أَن يَنْتَصِفَ؛ قال رؤْبة:

هابي العَشِيِّ دَيْسَق ضَحاؤُه

وقال آخر:

عَلَيْهِ مِنْ نَسْجِ الضُّحى شُفوفُ

شَبَّه السَّرابَ بالسُّتور البيض، وقيل: الضُّحى من طلوعِ الشمس إِلى

أَنَ يَرْتَفِعَ النهارُ وتَبْيَضَّ الشمس جدّاً، ثم بعد ذلك الضَّحاءُ

إِلى قَريب من نِصْفِ النهار، قال الله تعالى: والشمسِ وضُحاها؛ قال

الفراء: ضُحاها نَهارُها، وكذلك قوله: والضُّحى واللَّيْلِ إِذا سَجا؛ هو

النهارُ كُلُّه؛ قال الزَّجاج: وضُحاها وضِيائها، وقال في قوله والضُّحى:

والنهارِ، وقيل: ساعةٌ من ساعات النهار. والضُّحى: حينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ

فَيَصْفو ضَوْءُها. والضَّحاء، بالفتح والمدّ، إِذا ارْتَفَعَ النَّهارُ

واشْتَدَّ وَقْعُ الشمس، وقيل: هُو إِذا عَلَتِ الشَّمْسُ إِلى رُبْعِ

السَّماءِ فَما بَعْدَه. والضَّحاء: ارْتِفاعُ الشَّمْس الأَعلى. والضُّحى،

مقصورة مؤَنثة: وذلك حينَ تُشْرِقُ الشَّمْسُ. وفي حديث بلال: فَلَقَدْ

رأَيْتُهم يَتَرَوَّحون في الضَّحاء أَي قريباً من نِصْفِ النهارِ، فأَمّا

الضَّحْوة فهو ارتفاعُ أَول النَّهارِ، والضُّحى، بالضَّمّ والقصر،

فَوْقَه، وبه سُمِّيَتْ صلاة الضُّحى. غيره: ضَحْوَةُ النَّهارِ بعدَ طُلوعِ

الشَّمْس ثم بعده الضُّحى، وهي حينَ تُشْرِقُ الشمسُ؛ قال ابن بري: وقد

يقالُ ضَحْوٌ لغة في الضُّحى؛ قال الشاعر:

طَرِبْتَ وهاجَتْكَ الحَمامُ السَّواجِعُ،

تَميلُ بها ضَحْواً غُصونٌ يَوانِعُ

قال: فعلى هذا يجوز أَن يكون ضُحَيٌّ تصغيرَ ضَحْو. قال الجوهري:

الضُّحى مقصورة تؤَنث وتذكر، فمن أَنث ذهب إِلى أَنها جمع ضَحْوَةٍ، ومن ذكَّر

ذهب إِلى أَنه اسمٌ على فُعَلٍ مثل صُرَدٍ ونُغَرٍ، وهو ظرْف غير متمكن

مثلُ سَحَر، تقول: لقِيتُه ضُحىً وضُحَى، إِذا أَرَدْتَ به ضُحى يَوْمِكَ

لم تُنَوِّنْه؛ قال ابن بري: ضُحىً مصروفٌ على كلِّ حالٍ؛ قال الجوهري:

ثم بعده الضَّحاءُ ممدودٌ مذكَّرٌ وهو عند ارتِفاعِ النهار الأَعلى، تقول

منه: أَقَمْتُ بالمكان حتى أَضْحَيْت كما تقول من الصَّبِاح أَصْبَحْت.

ومنه قول عمر، رضي الله عنه: أَضْحُوا بصَلاةِ الضُّحى أَي صَلُّوها

لِوَقْتهِا ولا تُؤَخِّروها إِلى ارْتِفاعِ الضُّحى. ويقال: أَضْحَيْتُ

بصَلاةِ الضُّحى أَي صَلَّيْتُها في ذلك الوقتِ. والضَّحاءُ أَيضاً: الغَداءُ،

وهو الطَّعامُ الذي يُتَغَدَّى به، سُمِّيَ بذلك لأَنه يُؤْكلُ في

الضَّحاءِ، تقول: هم يَتَضَحَّوْن أَي يَتَغَدَّوْنَ؛ قال ابن بري: ومنه قول

الجعدي:

أَعْجَلَها أَقْدُحي الضَّحاءَ ضُحىً،

وهي تُناصي ذَوائِبَ السَّلَمِ

وقال يزيد بن الحَكم:

بِها الصَّوْنُ: إِلاَّ شَوطَها من غَداتِها

لتَمْرينها، ثُمَّ الصَّبوحُ ضَحاؤُها

وفي حديث سَلَمَة بن الأَكْوَعِ: بَيْنا نحنُ نَتَضَحَّى مع رسول الله،

صلى الله عليه وسلم، أَي نَتَغَدَّى، والأَصلُ فيه أَن العرَبَ كانوا

يَسيرونَ في ظَعْنِهِمْ فإِذا مَرُّوا بِبُقْعَةٍ من الأَرض فيها كَلأٌ

وعُشْبٌ قال قائِلُهم: أَلا ضَحُّوا رُوَيْداً أَي ارْفُقوا بالإِبلِ حتى

تَتَضَحَّى أَي تَنالَ من هذا المَرْعى، ثم وُضِعََتِ التَّضْحِيَة مكانَ

الرِّفْقِ لتَصِلَ الإِبل إِلى المَنْزِل وقد شَبِعَتْ، ثم اتََّسِعَ فيه

حتى قيل لكُلِّ مَنْ أَكَلَ

وقتَ الضُّحى هو يتَضَحَّى أَي يأَكُلُ في هذا الوقْتِ كما يقال

يَتَغَدَّى ويتعشَّى في الغَداء والعَشاء. وضَحَّيْتُ فلاناً أُضَحِّيه

تَضْحِيَةً أَي غَدَّيْتُه؛ وأَنشد لذي الرمة:

تَرى الثَّوْرَ يَمْشي، راجِعاً مِنْ ضَحائِهِ

بها، مِثْلَ مَشْيِ الهِبْرِزِيّ المُسَرْوَلِ

الهِبْرِزِيُّ: الماضي في أَمْرِه؛ من ضَحائِه أَي منْ غَدائِه من

المَرْعى وقتَ الغَداءِ إِذ ارْتَفَع النهارُ. ورجل ضَحْيانٌ إِذا كانَ

يأْكُلُ في الضُّحى. وامرأَةٌ ضَحْيانَةٌ مثل غَدْيانٍ وغَدْيانَةٍ. ويقال: هذا

يُضاحينا ضَحِيَّةَ كلِّ يومٍ إِذا أَتاهُم كلَّ غَداةٍ. وضَحّى الرجلُ:

تَغَدَّى بالضُّحى؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

ضَحَّيْتُ حتى أَظْهَرَتْ بمَلْحوبْ،

وحَكَّتِ السَّاقَ بِبَطْنِ العُرْقوبْ

يقول: ضَحَّيْت لكَثْرَةِ أَكْلِها أَي تغَدَّيْت تلك الساعةَ انتِظاراً

لها، والاسمُ الضَّحاءُ على مِثالِ

الغَداءِ والعَشاء، وهو ممدودٌ مذَكَّر. والضَّاحِيةُ من الإِبلِ

والغَنَمِ: التي تَشْرَبُ ضُحى. وتَضَحَّتِ الإِبلُ: أَكَلَتْ في الضُّحى،

وضَحَّيتُها أَنا. وفي المثل: ضَحِّ ولا تَغْتَرَّ، ولا يقال ذلك للإِنسان؛

هذا قولُ الأَصْمعي وجعله غيرُه في الناسِ

والإِبلِ، وقيل: ضَحَّيْتُها غَذَّيْتُها أَيَّ وقْتٍ كان، والأَعْرَف

أَنه في الضُّحى. وضَحَّى فلان غنَمه أَي رعاها بالضُّحى. قال الفراء:

ويقال ضَحَّتِ الإِبلُ الماءَ ضُحىً إِذا وَردَتْ ضُحىً؛ قال أَبو منصور:

فإِن أَرادوا أَنها رَعَتْ ضُحىً قالوا تَضَحَّت الإِبلُ تَتَضَحَّى

تَضَحِّياً. والمُضَحّي: الذي يُضَحّي إِبله. وقد تُسَمّى الشمسُ ضُحىً

لظُهورِها في ذلك الوَقْتِ. وأَتَيْتُك ضَحْوَةً أَي ضُحىً، لا تُسْتَعْمَل إِلا

ظرفاً إِذا عنَيْتَها من يومِك، وكذلك جميعُ الأَوْقاتِ إِذا عَنَيْتَها

من يومِك أَو لَيْلَتِكَ، فإِن لم تَعْنِ ذلك صَرَّفْتَها بوجوه

الإِعْراب وأَجْرَيْتها مُجْرى سائرِ الأَسْماء. والضَّحِيَّة: لغةٌ في

الضَّحْوَةِ؛ عن ابن الأَعرابي، كما أَنَّ الغَدِيَّة لغةٌ في الغَداةِ، وسيأْتي

ذكرُ الغَدِيَّة. وضاحاهُ: أَتاه ضُحىً. وضاحَيْتُه: أَتيتُه ضَحاءً.

وفلانٌ يُضاحينا ضَحْوَ كل يومٍ أَي يأْتِينا. وضَحَّيْنا بني فلانٍ:

أَتيناهْم ضُحىً مُغيرينَ عليهم؛ وقال:

أَراني، إِذا ناكَبْتُ قوْماً عَداوَةً

فضحَّيْتُهم، اني على الناسِ قادِرُ

وأَضْحَيْنا: صِرْنا في الضُّحى وبلغْناها، وأَضْحى يفعلُ ذلك أَي صار

فاعِلاً له وقتِ الضُّحى كما تقول ظَلَّ، وقيل: إِذا فعل ذلك من أَولِ

النهارِ، وأَضْحى في الغُدُوِّ إِذا أَخَّرَه. وضَحَّى بالشاةِ: ذَبَحها

ضُحى النَّحْر، هذا هو الأَصل، وقد تُسْتَعمَل التَّضْحِيةُ في جميع أَوقات

أَيام النَّحْر. وضَحَّى بشاةٍ من الأُضْحِيةِ وهي شاةٌ تُذْبَحُ يومَ

الأَضْحى. والضَّحيَّة: ما ضَحِّيْت به، وهي الأَضْحاةُ، وجمعها أَضْحىً

يذكَّر ويؤَنَّث، فمن ذكَّر ذهَبَ إِلى اليومِ؛ قال أَبو الغُولِ

الطُّهَوي

(* قوله «أبو الغول الطهوي» قال في التكملة الشعر لابي الغول النهشلي

لا الطهوي، وقوله:

لعك منك أقرب أو جذام

قال في التكملة: هكذا وقع في نوادر أبي زيد، والرواية:

أعك منك أقرب أم جذام

بالهمزة لا باللام).

رَأَيْتُكمُ بني الخَذْواءِ لما

دَنا الأَضْحى وصَلَّلَتِ اللِّحامُ،

تَولَّيْتُم بوِدِّكُمُ وقُلْتُمْ:

لَعَكٌّ منكَ أَقْرَبُ أَو جُذَامُ

وأَضْحىً: جمع أَضْحاةٍ مُنَوَّناً، ومثلُه أَرْطىً جمعُ أَرْطاةٍ؛

وشاهِدُ التأْنيث قول الآخر:

يا قاسِمَ الخَيراتِ يا مَأْوى الكَرَمْ،

قد جاءَتِ الأَضْحى وما لي من غَنَمْ

وقال:

أَلا ليت شِعْري هلْ تَعودَنَّ بعدَها

على الناس أَضْحى تجْمَعُ الناسَ، أَو فِطْرُ

قال يعقوب: يُسَمَّى اليومُ أَضْحىً بجمع الأَضْحاةِ التي هي الشَّاةُ،

والإِضْحِيَّة والأُضْحِيَّة كالضَّحِيَّة. ابن الأَعرابي: الضَّحِية

الشاةُ التي تُذْبَحُ ضَحْوَةً مثل غَدِيَّةٍ وعَشِيَّة، وفي الضَّحِيَّة

أَربعُ لغاتٍ: أُضْحِيَّةٌ وإِضْحِيَّةٌ والجمع أَضاحيُّ، وضَحِيَّةٌ على

فَعِيلة، والجمع ضَحايا، وأَضْحاةٌ، والجمع أَضْحىً كما يقال أَرْطاةٌ

وأَرْطىً، وبها سُمِّيَ يومُ الأَضْحى. وفي الحديث: إِن على كل أَهلِ

بيْتٍ أَضْحاةً كلَّ عامٍ أَي أُضحية؛ وأَما قولُ حَسَّان بن ثابت

يَرْثي عثمانَ، رضي الله عنه:

ضَحَّوْا بأَشْمَطَ، عُنوانُ السُّجودِ به،

يُقَطِّعُ اللَّيلِ تسْبِيحاً وقُرْآنا

فإِنه اسْتَعارَهُ وأَرادَ قِراءةً. وضَحَا الرجل ضَحْواً وضُحُوّاً

وضُحِيّاً: بَرَز للشمس. وضَحا الرجل وضَحِيَ يَضْحى في اللغتين معاً

ضُحُوّاً وضُحِيّاً: أَصابَتْه الشمسُ. وفي التهذيب: قال شمر ضَحِيَ يَضْحى

ضُحِيّاً وضَحا يَضْحُو ضُحُوّاً، وعن الليث ضَحِيَ الرجلُ يَضْحى ضَحاً

إِذا أَصابَهُ حَرُّ الشمس. قال الله تعالى: وأَنك لا تَظْمَأُ فيها ولا

تَضْحى؛ قال: لا يُؤْذِيك حَرُّ الشمس. وقال الفراء: لا تَضْحى لا تُصِيبُك

شمسٌ مؤْذِيَةٌ، قال: وفي بعض التفسير ولا تَضْحى لا تََعْرَق؛ قال

الأَزهري: والأَول أَشْبَهُ بالصواب؛ وأَنشد:

رَأَتْ رَجُلاً، أَمَّا إِذا الشمس عارضَتْ

فيَضْحى، وأَمَّا بالعَشيِّ فَيَخْصَرُ

وضَحِيتُ، بالكسر، ضَحىً: عَرِقتُ. ابن عرفة: يقال لكل من كان بارِزاً

في غيرِ

ما يُظِلُّه ويُكِنه إِنه لضاحٍ؛ ضَحِيتُ للشمس أَي بَرَزْت لها،

وضَحَيْتُ للشمس لغةٌ. وفي الحديث عن عائشة: فلم يَرُعْني إِلا ورسول الله، صلى

الله عليه وسلم، قد ضَحا أَي ظَهَر؛ قال شمر: قال بعضُ الكلابيِّينَ

الضاحي الذي بَرَزَتْ عليه الشمس وغَدا فلانٌ ضَحِياً وغَدا ضاحِياً وذلك

قُرْبَ طُلوعِ الشمس شيئاً، ولا يزالُ يقالُ غَدا ضاحِياً ما لم تكن

قائلةٌ. وقال بعضُهم: الغادي أَن يَغْدُوَ بعد صلاةِ الغَداةِ، والضاحي إِذا

اسْتَعْلَت عليه الشمس. وقال بعض الكِلابيِّينَ: بين الغادي والضاحي قَدْرُ

فُواقِ ناقةٍ؛ وقال القُطامي:

مُسْتَبْطئُوني، وما كانت أَناتُهُمُ

إِلا كما لبثَ الضاحي عن الغادي

(* قوله «مستبطئوني» هكذا في الأصل، وفي التهذيب: مستبطئون).

وضَحَيْتُ للشمس وضَحِيتُ أَضْحى منهما جميعاً. والمَضْحاةُ: الأَرض

البارزةُ التي لا تكادُ الشمس تَغِيبُ عنها، تقول: عليكَ بمَضْحاةِ الجبل.

وضَحا الطريق يَضْحُو ضُحُوّاً: بَدا وظَهَر وبَرَزَ. وضاحِيةُ كلِّ شيء:

ما بَرَزَ منه. وضَحا الشَّيءُ وأَضْحَيْتُه أَنا أَي أَظْهَرْتُه.

وضَواحي الإِنسان: ما بَرَزَ منه للشمس كالمَنْكِبَيْن والكَتِفَيْنِ. ابن

بري: والضَّواحي من الإِنسان كَتِفاهُ ومَتْناه؛ وقيل: إِن الأَصمعي دخل على

سعيد بن سَلْمٍ وكان ولدُ سعيدٍ يَترَدَّدُ إِليه ابن الأَعرابي فقال له

الأَصمعيُّ: أَنشد عمَّك مما رواه أُستاذُكَ، فأَنشد:

رَأَتْ نِضْوَ أَسْفارٍ، أُمَيْمَةُ، قاعِداً

على نِضْوِ أَسفارٍ، فَجُنَّ جُنُونُها

فقالت مِنَ أَيِّ الناسِ أَنتَ، ومن تكنْ؟

فإِنكَ راعي ثَلَّةٍ لا يَزِينُها

فقلتُ لها: ليس الشُّحوبُ على الفَتى

بعارٍ، ولا خَيرُ الرجالِ سَمِينُها

عليكِ براعِي ثَلَّةٍ مُسْلَحِبَّةٍ،

يرُوحُ عليه مَحْضُها وحَقِينُها

(* قوله «محضها» هكذا في بعض الاصول، وفي بعضها: مخضها، بالخاء).

سَمينِ الضَّواحي لم تُؤَرِّقْه ليلةً،

وأَنْعَمَ، أَبْكارُ الهمومِ وعُونُها

الضَّواحي: ما بَدا من جَسَدِه، ومعناه لم تُؤَرِّقْه ليلةً أَبكارُ

الهمومِ وعُونُها، وأَنْعَمَ أَي وزادَ على هذه الصِّفةِ. وضَحِيتُ

للشمس ضَحاءً، ممدودٌ، إِذا بَرَزْت، وضَحَيت، بالفتح، مثلُه،

والمُسْتَقْبَلُِ أَضْحى في اللغتين جميعاً. وفي الحديث: أَن ابن عمر، رضي الله

عنهما، رأَى رجلاً مُحْرِماً قد استَظَلَّ فقال أَضْحِ لمن أَحْرَمْتَ له

أَي اظْهَرْ واعْتَزِلِ الكِنَّ والظِّلَّ؛ هكذا يَرْويه المُحَدِّثون،

بفتح الأَلف وكسر الحاء، من أَضْحَيْت؛ وقال الأَصمعي: إِنما هو اضْحَ

لِمَن أَحْرَمْتَ له، بكسر الهمزة وفتح الحاء، من ضَحِيتُ أَضْحَى، لأَنه

إِنما أَمَرَهُ بالبروز للشمس؛ ومنه قوله تعالى: وأَنك لا تَظْمَأُ فيها ولا

تَضْحَى والضَّحْيانُ من كُلِّ شيءٍ: البارِزُ للشمسِ؛ قال ساعدة بن

جُؤَّيَّة:

ولو أَنَّ الذي تَتْقَى عليه

بضَحْيانٍ أَشَمَّ به الوُعُولُ

قال ابن جني: كان القياس في ضَحْيانٍ ضَحْوانٌ لأَنه من الضَّحْوة، أَلا

تَراهُ بارِزاً ظاهِراً، وهذا هو معنى الضَّحْوةِ إِلا أَنه اسْتُخِفَّ

بالياء، والأُنْثى ضَحْيانَةٌ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

يَكْفيك، جهلَ الأَحْمَقِ المُسْتَجْهَلِ،

ضَحْيانَةٌ من عَقَداتِ السَّلْسَلِ

فسَّره فقال: ضَحْيانَةٌ عَصاً نَبَتَتْ في الشمس حتى طَبَخَتْها

وأَنْضَجَتْها، فهي أَشدُّ ما يكونُ، وهي من الطَّلْحِ، وسَلْسَلٌ: حَبْلٌ من

الدَّهْناءِ، ويقال سَلاسِلٌ وشجَّرُه طَلحٌ، فإِذا كانت ضَحْيانَةً وكانت

من طَلْحٍ ذَهَبَتْ في الشِّدَّةِ كلَّ مذهب؛ وشَدَّ ما ضَحَيْت

وضَحَوْت للشمسِ والريحِ وغيرِهِما، وتميم تَقول: ضَحَوْتُ للشمس أَضْحُو. وفي

حديث الاسْتِسْقاء: اللهم ضَاحَتْ بِلادُنا واغْبَرَّتْ أَرْضُنا أَي

بَرَزَتْ للشمس وظَهَرَت بِعدمِ النَّباتِ فيها، وهي فَاعَلَتْ من ضَحَى مثلُ

رامَتْ من رَمَى، وأَصلُها ضاحَيَتْ؛ المعنى أَنَّ السَّنَة أَحْرَقَت

النباتَ فَبَرَزَت الأَرض للشمس. واسْتَضْحَى للشمس: بَرَزَ لها وقَعَدَ

عندها في الشِّتاءِ خاصَّة. وضَواحِي الرجُلِ: ما ضَحَا منه للشمسِ وبَرَز

كالمَنْكِبَيْنِ والكَتِفَيْنِ. وضَحَا الشيءُ يَضْحُو فهو ضاحٍ أَي

بَرَزَ. والضاحِي من كلِّ شيءٍ: البارِزُ الظاهِرُ الذي لا يَسْتُرُه منك

حائِطٌ ولا غيرُه. وضَواحِي كلِّ شيءٍ: نَواحيهِ البارِزَةُ للشمسِ.

والضَّواحي من النَّخْلِ: ما كان خارِجَ السُّورِ، صِفةٌ غالبة لأَنها تَضْحَى

للشمسِ. وفي كتابِ

النبيِّ، صلى الله عليه وسلم، لأُكَيْدِرِ بنِ عبدِ المَلِكِ: لكُمُ

الضامِنَةُ من النَّخْلِ

ولَنا الضَّاحِيَة من البَعْلِ؛ يعني بالضَّامِنْةِ ما أَطَافَ به سُورُ

المَدينَةِ، والضَّاحِيَة الظاهرة البارِزَة من النَّخيلِ الخارِجَة من

العِمارَةِ التي لا حَائِلَ دونَها، والبَعْل النَّخْل الراسِخُ عُروقُه

في الأَرض، والضامِنَة ما تَضَمَّنها الحدائِقُ والأَمْصار وأُحِيطَ

عليها. وفي الحديث: قال لأَبِي ذَرّ إِنِّي أَخافُ عليكَ من هذه الضَّاحِيَةِ

أَي الناحِيةَ البارِزَة. والضَّواحِي من الشَّجَرِ: القَلِيلةُ الوَرَق

التي تَبْرُزُ عِيدانُها للشمس. قال شمر: كلُّ ما ظَهَر وبَرَزَ فقد

ضَحَا. ويقال: خرج الرجلُ من مَنْزِله فضَحَا لي. والشَّجَرة الضَّاحِيَة:

البارِزَةُ للشمسِ؛ وأَنشد لابن الدُّمَيْنَة يصف القَوْس:

وخُوطٍ من فُروعِ النَّبْعِ ضاحِ،

لَها في كَفِّ أَعْسَرَ كالضُّباحِ

الضَّاحِي: عُودُها الذي نَبَت في غير ظِلٍّ ولا في ماءٍ فيو أَصْلَبُ

له وأَجْوَدُ. ويقال للبادِيَةِ الضاحيَةُ. ويقال: وَلِيَ فُلانٌ على

ضاحيَةِ مِصْرَ، وباعَ فلانٌ ضاحيَةَ أَرْضٍ إذا بَاعَ أَرضاً، ليس عليها

حائِطٌ، وباعَ فلانٌ حائطاً وحَديقةً إذا باعَ أَرضاً عليها حائط. وضَواحِي

الحَوْض: نَوَاحِيه، وهذه الكلمة واويَّة ويائية. وضَواحِي الرُّومِ: ما

ظَهَر من بِلادِهم وبَرَزَ. وضاحيَةُ كلِّ شيءٍ: ناحيتُه البارزَة. يقال:

هم يَنْزِلُون الضَّواحي. ومكانٌ ضاحٍ أَي بارِزٌ، قال: والقُلَّة

الضَّحْيانةُ في قول تأبَّط شرّاً هي البارِزة للشَّمْسِ؛ قال ابن بري: وبيت

تأَبَّط شَرّاً هو قوله:

وقُلَّةٍ، كسِنانِ الرُّمْحِ، بارِزةٍ

ضَحْيانَةٍ في شُهُورِ الصَّيْفِ مِحْرَاقِ

بادَرْتُ قُنَّتَها صَحْبِي، وما كَسِلُوا

حتى نَمَيْتُ إليها بَعْدَ إشراقِ

المحراقُ: الشديدةُ الحرّ: ويقال: فَعَل ذلك الأَمرَ ضاحِيَةً أَي

عَلانِيَة؛ قال الشاعر:

عَمِّي الذي مَنَعَ الدينارَ ضاحِيَةً،

دِينارَ نَخَّةِ كَلْبٍ، وهو مَشْهودُ

وفَعَلْت الأَمْرَ ضاحِيةً أَي ظاهراً بَيّناً؛ وقال النابغة:

فقد جَزَتْكُمْ بَنو ذُبْيانَ ضَاحِيةً

حَقّاً يَقِيناً، ولمَّا يَأْتِنا الصَّدَرُ

وأَما قوله في البيت:

عَمِّي مَنَع الدِّينارَ ضاحِيَةً

فمعناه أَنه مَنعه نهاراً جِهاراً أَي جاهرَ بالمَنْعِ؛ وقال لبيد:

فَهَرَقْنا لَهما في دائِرٍ،

لضَواحِيه نَشِيشٌ بالبَلَلْ

وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه رَأَى عَمْرو ابنَ حُرَيْثٍ فقال إلى

أَيْنَ؟ قال: إلى الشامِ، قال: أَمّا إنَّها ضاحِيَةُ قَوْمِكَ أَي

ناحِيَتُهم. وفي حديث أَبي هريرة: وضاحِيَةُ مُضَرَ مُخالِفونَ لرسول الله،

صلى الله عليه وسلم، أَي أَهلُ البادية منهم، وجمعُ الضاحية ضَواحٍ؛ ومنه

حديث أَنس: قال له البَصْرَةُ إحْدَى المُؤتَفِكاتِ فانْزِلْ في

ضَواحِيها؛ ومنه قيل: قُرَيْشُ الضَّواحِي أَي النازِلونَ بظَواهر مكة.

وليلةٌ ضَحْياءُ وضَحيَا وضَحْيانٌ وضَحيانَةٌ وإضْحيانٌ

وإضْحِيانَةٌ، بالكسر: مضِيئَةٌ

لا غَيْمَ فيها، وقيل: مُقْمِرَة، وخَص بعضُهم به الليلَة التي يكونُ

القَمَر فيها من أَوَّلِها إلى آخِرِها. وفي حديث إسلام أَبي ذَرٍّ: في

ليلةٍ إضْحِيانٍ أَي مُقْمِرَةٍ، والأَلف والنون زائدتان. ويومٌ إضْحِيانٌ:

مُضِيءٌ لا غَيْم فيه، وكذلك قَمَر ضَحْيانٌ؛ قال:

ماذا تُلاقِينَ بسَهْب إنسانْ

من الجَعالاتِ به والعرْفانْ،

من ظُلُماتٍ وسِرَاجٍ ضَحْيانْ

وقَمَرٌ إضْحِيانٌ كضَحْيانٍ. ويومٌ ضَحْيانٌ أَي طَلْقٌ. وسِراجٌ

ضَحْيانٌ: مُضِيءٌ. ومَفازةٌ

ضاحيَة الظِّلالِ: ليس فيها شجرٌ يُسْتَظَلُّ به.

وليس لكلامه ضُحىً أَي بيانٌ وظُهور. وضَحَّى عن الأَمر: بَيَّنه

وأَظهره؛ عن ابن الأَعرابي، وحكى أَيضاً: أَضْح لي عن أَمْرِكَ، بفتح الهمزة،

أَي أَوْضِح وأَظْهِر. وأَضْحى الشيءََ: أَظْهَرَه وأَبْداهُ؛ قال

الراعي:حَفَرْنَ عُرُوقَها حتى أَجَنَّتْ

مَقاتِلَها، وأَضْحَين القُرُونا

والمُضَحِّي: المُبيِّنُ عن الأَمْرِ الخفِيّ؛ يقال: ضَحَّ لي عن

أَمرِكَ وأَضْحِ لي عن أَمرِك. وضَحَّى عن الشيء: رَفَقَ به. وضَحَّ رُوَيْداً

أَي لا تَعْجَلْ؛ وقال زيدُ الخيلِ الطائي:

فلو أَنَّ نَصْراً أَصْلَحَتْ ذاتَ بيْنها،

لضَحَّتْ رُوَيْداً عن مَطالِبِها عَمْرُو

ونصرٌ

وعَمْروٌ: ابْنا قُعَينٍ، وهما بطنان من بني أَسدٍ. وفي كتاب على إلى

ابن عباس، رضي الله عنهم: أَلا ضَحِّ رُوَيداً فقد بلَغْتَ المَدَى أَي

اصبِرْ قليلاً. قال الأَزهري: العربُ قد تَضَع التَّضحِيةَ موضِع الرِّفْقِ

والتَّأَني في الأَمرِ، وأَصلُه أَنهم في البادِية يَسيِرُون يومَ

ظَعْنِهمْ، فإذا مرُّوا بلُمْعَة من الكَلإ قال قائِدُهم: أَلا ضَحُّوا

رُوَيْداً، فيدَعُونَها تُضَحِّي وتَجْتَرُّ، ثم وضَعُوا التَّضْحِية موضِعَ

الرِّفْقِ لِرفْقِهمْ بحَُمولتِهِم ومالِهم في ضَحائِها وما لَها من

الرِّفقِ تَضْحِيتِها وبُلوغها مَثْواها وقد شَبِعتْ؛ وأَما بيت زيد الخيل فقول

ابن الأَعرابي في قوله:

لَضَحَّتْ رُوَيداً عن مَطالِبِها عَمْروُ

بمعنى أَوْضَحتْ وبَيَّنتْ حَسَنٌ. والعربُ

تضَعُ التَّضحِية موْضِعَ الرِّفْقِ والتُّؤَدَةِ لرِفْقِهم بالمالِ في

ضَحائِها كي تُوافيَ المَنْزِلَ وقد شَبِعتْ وضاحٍ: موضِعٌ؛ قال ساعدة بن

جؤية:

أَضَرَّ به ضاحٍ فَنَبْطا أُسَالَةٍ،

فمَرٌّ فأَعْلَى حَوْزِها فخُصورُها

قال: أَضَرَّ به ضاحٍ وإن كان المكان لا يَدْنُو لأَن كلَّ ما دَنا منك

فقد دَنَوْت منه.

والأَضْحى من الخيلِ: الأَشْهَبُ، والأُنثى ضَحْياءُ. قال أَبو عبيدة:

لا يقال للفَرَس إذا كان أَبْيَضَ أَبيضُ، ولكن يقال له أَضْحى، قال:

والضُّحى منه مأْخوذٌ لأَنهم لا يُصَلُّون حتى تَطْلُعَ الشمسُ. أَبو عبيد:

فَرَسٌ

أَضْحى إذا كان أَبْيَضَ، ولا يقال فرسٌ أَبيضُ، وإذا اشْتَدَّ بياضُه

قالوا أَبْيَض

قرْطاسيٌّ. وقال أَبو زيد: أُنْشِدْتُ بيتَ شِعرٍ ليس فيه حَلاوَةٌ

ولا ضَحىً أَي ليس بِضاحٍ، قال أَبو مالك: ولا ضَحَاءٌ.

وبنو ضَحْيانَ: بطنٌ. وعامرٌ

الضَّحْيانُ: معروف؛ الجوهري: وعامرٌ الضَّحْيانُ رجل من النِّمِرِ بنِ

قاسِطٍ، وهو عامرُ بن سعدِ بن الخزرجِ بن تَيْمِ الله ابنِ النَّمِرِ بنِ

قاسِطٍ، سُمِّيَ بذلك لأَنه كان يَقْعُدُ لقومِه في الضَّحاء

يقضي بينهم؛ قال ابن بري: ويجوز عامرُ الضَّحْيانِ، بالإضافة، مِثلَ

ثابتِ قُطْنَة وسَعيدِ كُرْزٍ. وفارسُ الضَّحْياء، ممدودٌ: من فرْسانِهم.

والضَّحْياءُ: فَرَسُ عَمْرِو بنِ عامرِ بن ربيعة بن عامرِ بنِ صَعْصَةَ

وهو فارسُ الضَّحْياء؛ قال خِداشُ بنُ زهير

(* قوله «قال خداش بن زهير» إلى

قوله: «إني فارس الضحياء يوم هبالة»

البيت هكذا في الأصل، قال في التكملة والرواية: فارس الحوّاء، وهي فرس

أبي ذي الرمة، والبيت لذي الرمة. وقوله «والضحياء فرس عمرو بن عامر» صحيح

والشاهد عليها بيت خداش بن زهير:

أبي فارس الضحياء عمرو بن عامر

البيت الثاني). بنِ ربيعةَ بنِ عَمْروِ بن عامرٍ، وعَمْروٌ جدُّه فارسُ

الضَّحْياء:

أَبي فارِسُ الضَّحْياءِ يومَ هُبالَةٍ،

إذِ الخَيلُ، في القَتْلى من القومِ، تَعْثُرُ

وهو القائل أَيضاً:

أَبي فارسُ الضَّحياءِ، عَمْروُ بنُ عامرٍ،

أَبَى الذَّمَّ واخْتارَ الوَفاءِ على الغَدْرِ

وضَحْياءُ: موضعٌ؛ قال أَبو صخر الهُذَلي:

عَفَتْ ذاتُ عِرْقٍ عُصْلُها فَرِثامُها

فضَحْياؤُها وَحْشٌ قد اجْلَى سَوامُها

والضَّواحي: السمواتُ؛ وأَما قول جرير يمدح عبد الملك:

فما شَجَراتُ عِيصِكَ، في قُرَيْشٍ،

بِعَشّاتِ الفُروعِ ولا ضَواحٍ

فإنما أَراد أَنها ليست في نواحٍ؛ قال أَبو منصور: أَراد جريرٌ

بالضَّواحي في بيتِه قُرَيْشَ الظَّواهِرِ، وهم الذين لا يَنْزِلُونَ شِعْبَ مكة

وبَطْحاءها، أَراد جرير أَنَّ عبدَ الملك من قُرَيْش الأَباطِحِ لا مِن

قُرَيْش الظَّواهِرِ، وقُرَيش الأَباطِح أَشْرف وأَكْرَمُ من قُرَيش

الظَّواهِر لأَن البَطْحاوِيِّينَ من قُرَيشٍ حاضِرَةٌ وهُمْ قُطَّانُ

الحَرَمِ، والظِّواهِرُ أَعْرابُ باديةٍ.

وضاحِية كلِّ بَلَدٍ: ناحِيتُها البارِزة. ويقال: هؤلاء ينزِلُون

الباطنةَ، وهؤلاء ينزِلُون الضَّواحِيَ. وقال ابن بري في شرح بيتِ جرير:

العَشَّةُ الدَّقِيقةُ والضَّواحي البادية العِيدانِ لا وَرَقَ عليها.

النهاية في الحديث: ورسول الله، صلى الله عليه وسلم، في الضِّحِّ

والرِّيحِ؛ أَراد كثرة الخَيلِ والجَيْشِ. يقال: جاء فلانٌ

بالضِّحِّ والرِّيحِ، وأَصلُ الضِّحِّ ضِحْيٌ. وفي حديث أَبي بكر: إذا

نَضَبَ عُمْرُه وضَحَا ظِلُّه أَي إذا مات. يقال للرجُل إذا مات وبَطَلَ:

ضَحا ظِلُّه. يقال: ضَحا الظِّلُ إذا صار شَمْساً، وإذا صار ظِلُّ

الإنسان شَمساً فقدْ بَطَلَ صاحِبُه وماتَ. ابن الأَعرابي: يقال للرجل إذا ماتَ

ضَحا ظِلُّه لأَنه إذا مات صار لا ظِلَّ له. وفي الدعاء: لا أَضْحى الله

ظِلَّكَ؛ معناه لا أَماتَكَ اللهُ حتى يَذْهَب ظِلُّ شَخْصِكَ. وشجرةٌ

ضاحِيةُ الظّلِّ أَي لا ظِلِّ لها لأَنها عَشَّةٌ

دقيقةُ الأَغصانِ؛ قال الأَزهري: وبيتُ جَريرٍ معناه جَيِّدٌ، وقد تقدم

تفسيره؛ وقول الشاعر:

وفَخَّمَ سَيْرَنا من قُورِ حِسْمَى

مَرُوتِ الرِّعْي ضاحِيةِ الظِّلالِ

يقول: رِعْيُها مَرُوتٌ

لا نَباتَ فيه، وظِلالُها ضاحيةٌ أَي ليس لها ظِلٌّ لِقِلَّةِ شَجَرِها.

أَبو عبيد: فَرَسٌ

ضاحي العِجانِ يوصفُ به المُحَبَّبُ يُمْدَحُ به، وضاحِيَةُ كلِّ

بَلَدٍ: ناحِيَتُها، والجَوُّ باطِنُها. يقال: هؤلاء ينزلون الباطِنةَ وهؤلاء

ينزلون الضَّواحيَ. وضَواحي الأَرضِ: التي لم يُحِطْ عليها. قال الأَصمعي:

ويُسْتَحبُّ منَ الفرَس أَن يَضْحى عِجانُه أَي يظهرَ.

[ضحا] ضَحْوَةُ النهار بعد طلوع الشمس، ثم بعده الضُحا، وهي حين تشرق الشمس، مقصورة تؤنّث وتذكر، فمن أنث ذهب إلى أنها جمع ضحوة، ومن ذكر ذهب إلى أنه اسم على فعل، مثل صرد وتغر. وهو ظرف غير متمكن مثل سحر ; تقول: لقيته ضحا وضحا، إذا أردت به ضحا يومك لم تنونه. ثم بعده الضحاء ممدود مذكر، وهو عند ارتفاع النهار الاعلى. تقول منه: أقمت بالمكان حتى أضحيت، كما تقول من الصباح: أصبحت. ومنه قول عمر رضي الله عنه: يا عباد الله أضحوا بصلاة الضحا، يعنى لا تصلوها إلا إلى ارتفاع الضحا. والضحاء أيضا: الغداء، وإنما سمِّي بذلك لأنه يؤكل في الضَحاء. قال ذو الرمّة: ترى الثَور يمشي ضاحِياً من ضَحائِهِ * بها مثل مَشْي الهِبْرِزِيِّ المُسَرْوَلِ تقول منه: هم يَتَضَحَّونَ، أي يتغدَّون. وليلةٌ ضَحْياءُ: مضيئةٌ لا غيمَ فيها. وكذلك ليلةٌ إضْحِيانَةٌ بالكسر. والأضحَى من الخيل: الأشهب، والانثى ضحياء. والضحياء: اسم فرس عمرو بن عامر بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة، وهو فارس الضحياء. قال الشاعر: أبى فارس الضحياء يوم هبالة * إذا الخيل في القتلى من القوم تعثر وعامر الضحيان: رجل من النمر بن قاسط ، سمى بذلك لانه كان يقعد لقومه في الضحاء يقضى بينهم. وضاحية كل شئ: ناحيتُه البارزة. ويقال: هم ينزلون الضَواحِيَ. ومكانٌ ضاحٍ، أي بارز. والقلة الضحيانة في قول تأبط شرا ، هي البارزة للشمس. وفى الحديث: " أن لنا الضاحية من البعل ولكم الضامنة من النخل "، وقد فسرناه في باب النون. ويقال: فعل ذلك الأمر ضاحِيَةً، أي علانية. قال: عمى الذي مَنَعَ الدينارَ ضاحِيَةً * دينارَ نخة كلب وهو مشهود والضواحي: السموات. وأما قول جرير: فما شجراتُ عِيصِكَ في قريشٍ * بَعشَّاتِ الفروعِ ولا ضَواحي فإنّما أراد أنّها ليست في نواحٍ. قال الأصمعي: ويستحبّ من الفرس أن يَضْحا عِجانُهُ، أي يظهر. أبو زيد: ضَحا الطريق يَضْحو ضَحْواً، إذا بدا لك وظهر. وضَحيتُ بالكسر ضحًى: عرقت. وضَحيتُ أيضاً للشمس ضَحاءً ممدودٌ، إذا برزْتَ لها. وضَحَيْتُ بالفتح مثله. والمستقبل أضْحى في اللغتين جميعا. وفى الحديث أن ابن عمر رضى الله عنهما رأى رجلا محرما قد استظل فقال: " أضح لمن أحرمت له ". هكذا يرويه المحدثون بفتح الالف وكسر الحاء، من أضحيت. وقال الاصمعي: إنما هو واضح لمن أحرمت له، بكسر الالف وفتح الحاء، من ضحيت أضحى، لانه إنما أمره بالبروز للشمس. ومنه قوله تعالى: (وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى) . وتقول: أضحى فلانُ يفعل كذا، كما تقول: ظل يفعل كذا. وضَحَّى فلانٌ غنمَه، أي رعاها بالضُحا. ويقال أيضاً: ضَحَّى بشاةٍ من الأُضْحِيَّةِ، وهي شاة تذبح يوم الأضحى. قال الأصمعي: وفيها أربع لغات إضْحِيَّةٌ وأضحية والجمع أضاحى، وضحية على فعيلة والجمع ضحايا، وأضحاة والجمع أضحى كما يقال أرطاة وأرطى. وبها سمى يوم الاضحى. قال الفراء: الاضحى تؤنث وتذكر، فمن ذكر ذهب إلى اليوم. وأنشد : رأيتكم بنى الخذواء لما * دنا الاضحى وصللت اللحام توليتم بودكم وقلتم * لعك منك أقرب أو جذام وضحيت عن الشئ: رفقت به. وضح رويدا، أي لا تعجل. وقال زيد الخيل الطائى: ولو أن نصرا أصلحت ذات بينها * لضحت رويدا عن مطالبها عمرو ونصر وعمرو: ابنا قعين، وهما بطنان من بنى أسد.

رعى

(رعى) - في حديث لُقمَان بنِ عَاد: "إذا رَعَى القَومُ غَفَل".
قيل: لم يُرِد رِعْيةَ الغَنَم، وإنما أَرادَ إذا تحافَظَ القَومُ لشيء يَخافُونَه غَفَل ولم يَرْعَهم. ومنه يقال: رَعَاكَ اللهُ.
- وفي حَدِيثِ عُمَر رضي الله عنه: "كَأَنَّه رَاعِى غَنَم".
: أي في الجَفَاء والبَذاذَةِ، والعرب تَضرِب المَثَل بِرَاعِى الغَنَم والِإبل في الجَفَاء.
- في حديث حُنَيْن: "قال دُرَيْد لمالِك بنِ عَوْف: إنما هو راعى ضَأنٍ، ماله وللحَرْب" .
كأنه يَستَجْهِله ويُقَصِّر به عن رُتبةِ مَنْ يَقودُ الجُيوشَ ويَسُوسُها.
رعى وَقَالَ [أَبُو عبيد -] يَقُول: لَعَلَّ الَّذِي عَلَيْهِ الْحق إِذا علم بشهادتك رَجَعَ أَو ارْعَوى عَن رَأْيه. والارعِواء: النَّدَم على الشَّيْء والانصراف عَنهُ وَالتّرْك لَهُ [قَالَ ذُو الرمة: (الطَّوِيل)

إِذا قلتُ عَن طول التنائي قد أرْعَوَى ... أبي حُبُّها إِلَّا بَقَاء على الهَجْرِ
رعى رَعَتِ الإِبِلُ وارْتَعَتْ: واحِدٌ. والمَرْعى: الرَّعْيُ. والكَلأُ. والمَوْضِعُ، جَميعاً. ومن الحُبُوْب: حَبَّةٌ حَمْراءُ طَويلةٌ دَقيْقَة. ورأيْتُ رَعْياً من النّاس: أي عِدَّةً ممَّن يَرْعى. والرَّعْيُ: الحِفْظُ. والرِّعْيُ - بالكَسْر -: الكَلأُ. والرِّعَايَةُ: فِعْلُ الرّاعي، وجَمْعُه: الرِّعَاءُ والرُّعَىةُ والرُّعْيَانُ. وأرْعَتِ الأرْضُ: كَثُرَ رِعْيُها. وأرْعَيْتُ الماشِيَةَ: جَعَلْتَ لها ما تَرْعاه. وراعَيْتُ ما يكونُ منه. وكذلك رَعَيْتُ النُّجُوْمَ: رَقَبْتَها. والإِرْعَاءُ: الإِبْقاء. والاسْتِماعُ أيضاً، يقال: أرْعِني سَمْعَكَ وراعِنِي سَمْعَكَ وأرْعِ إِلَيًَّ. والتُّرْعِيةُ والتِّرْعِيَّةُ - مُشَدَّدَة -: الرَّاعي.
والتَّرْعَايَةُ والتِّرْعَايَةُ والتَّرْعِيَةُ: العَرِيْقُ في الرِّعَايَة. وراعِيَةُ الخَيْلِ: طائرٌ أصْفَرُ يكونُ تَحْتَ بُطُونِ الدَّوابِّ، ويُقال له: رَعَاءةُ الخَيْل والحُمُر أيضاً.
ورَاعِي البُسْتَانِ: جُنْدُبٌ عَظِيمٌ تُسَمِّيْه العامَّةُ جَمَلَ الحمّى وراعِيَةُ الأُتُنِ: ضَرْبٌ آخَرُ لا يَطِيْرُ.
رعى
الرَّعْيُ في الأصل: حفظ الحيوان، إمّا بغذائه الحافظ لحياته، وإمّا بذبّ العدوّ عنه. يقال:
رَعَيْتُهُ، أي: حفظته، وأَرْعَيْتُهُ: جعلت له ما يرْعَى. والرِّعْيُ: ما يرعاه، والْمَرْعَى: موضع الرّعي، قال تعالى: كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ
[طه/ 54] ، أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها
[النازعات/ 31] ، وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى [الأعلى/ 4] ، وجعل الرَّعْيُ والرِّعَاءُ للحفظ والسّياسة. قال تعالى: فَما رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها
[الحديد/ 27] ، أي: ما حافظوا عليها حقّ المحافظة. ويسمّى كلّ سائس لنفسه أو لغيره رَاعِياً، وروي: «كلّكم رَاعٍ، وكلّكم مسئول عن رَعِيَّتِهِ» قال الشاعر:
ولا المرعيّ في الأقوام كالرّاعي
وجمع الرّاعي رِعَاءٌ ورُعَاةٌ. ومُرَاعَاةُ الإنسان للأمر: مراقبته إلى ماذا يصير، وماذا منه يكون، ومنه: رَاعَيْتُ النجوم، قال تعالى: لا تَقُولُوا: راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا
[البقرة/ 104] ، وأَرْعَيْتُهُ سمعي: جعلته راعيا لكلامه، وقيل: أَرْعِنِي سمعَك، ويقال: أَرْعِ على كذا، فيعدّى بعلى أي: أبق عليه، وحقيقته: أَرْعِهِ مطّلعا عليه.
[رعى] الرعى بالكسر: الكلا. وبالفتح المصدر (*) والمرعى: الرعى، والموضع، والمصدر. وفي المثل: " مَرْعىً ولا كالسَعْدانِ ". والراعي جمعه رعاة مثل قاض وقضاة، ورعيان مثل شاب وشبان، ورعاء مثل جائع وجياع. وفلان يرعى على أبيه، أي يَرْعى غَنَمه. والراعي: لقب عبيد بن الحصين النميري الشاعر. قال الفراء: رجلٌ تَرْعِيَّةٌ وتُرْعِيَّةٌ، بكسر التاء وضمها والياء مشددة فيهما، للذي يجيد رِعْيَة الإبل. ويقال أيضاً: رجلٌ تِرْعايَةٌ في معنى ترعية. والرعاوى والرعاوى، بفتح الراء وضمها: الإبل التي تَرْعى حوالي القوم وديارِهم ; لأنّها الإبل التي يعتمل عليها. قالت امرأة من العرب تعاتب زوجها: تمششتنى حتى إذا ما تركتني * كنضو الرعاوى قلت إنى ذاهب وراعيت الامر: نظرت إلى أين يصير. وراعيته: لاحظته. وراعَيتُهُ من مراعاة الحقوق. ويقال: الحمار يُراعي الحُمُرَ، أي يَرْعى معها: قال أبو ذؤيب: مِن وَحْشِ حَوْضي يُراعي الصيدَ منتبذاً * كأنه كوكبٌ في الجوِّ مُنْحَرِدُ واسْتَرْعَيْتُهُ الشئ فرعاه. وفى المثل: من اسْتَرْعى الذئبَ ظَلَم ". والراعي: الوالي. والرَعِيَّةُ: العامّة. يقال: ليس المَرْعِيُّ كالراعي. ورعا يرعو، أي كفَّ عن الأمور. يقال: فلانٌ حسن الرَعْوَةِ والرِعْوَةِ والرُعْوى والارْعِواءِ. وقد ارعوى عن القبيح، وتقديره إفعول، ووزنه افعلل. وإنما لم يدغم لسكون الياء. والاسم الرعيا بالضم والرعوى بالفتح، مثل البقيا والبقوى. وتقول: أرعيت عليه، إذا أبقيتَ عليه وترحّمته . وأَرْعَيْتُهُ سمعي، أي أصغيت إليه. ومنه (*) قوله تعالى: (راعنا) . قال الاخفش: هو فاعلنا من المراعاة على معنى أرعنا سمعك، ولكن الياء ذهبت للامر. ويقال: (راعنا) بالتنوين على إعمال القول فيه، كأنه قال: لا تقولوا حمقا ولا تقولوا هجرا، وهو من الرعونة. ورعى الامير رعيته رِعاية. ورَعَيْتُ الإبلَ أَرْعاها رَعْياً. ورعى البعير الكلا. وارتعى مثله. ورَعَيْتُ النجوم: رَقبْتها. قالت الخنساء: أَرْعى النجومَ وما كُلِّفْتُ رِعْيَتَها * وتارة أتغشى فضل أطماري ابن السكيت: يقال رَعَيْتُ عليه حُرْمَتَهُ رِعَايَةً. وأَرْعى الله الماشيةَ، أي أنبت لها ما تَرْعاهُ. قال الشاعر: كأنَّها ظبيةٌ تَعْطُو إلى فَنَنٍ * تأكل من طيب والله يرعيها
رعى: رعى: يستعمل هذا الفعل أيضاً في الكلام عن النحل ففي ابن البيطار (2: 411): الراعي من النحل أي النحل الذي يجرس الأزهار.
رعى الزَرْعَ: ترك الخيل تأكل القمح (كرتاس ص203).
رعى: أتلف، أحرق، أضنى (انظر ألف ليلة 1: 32) وتستعمل مجازاً بمعنى أضعف وأضنى (بوشر).
رعى شيئاً من: قرض، نخر (بوشر).
رعى: حكّ، يقال مثلاً: يدي ترعاني أي يدي تحكني (بوشر، محيط المحيط).
رعى: قضى الخريف، ولعل صواب ترجمة عبارته اللاتينية هو ك سار بالماشية لترعى في بعض الأماكن في فصل الخريف، أنظره في مادة مرعى.
قد رعيتَ ما يَرْعى الصديقُ من أخيه ك أي حافظت على ما يجب على الصديق أن يحافظ عليه تجاه صديقه (رياض النفوس ص63 و).
ويقال في نفس المعنى: رعى عليه حُرْمةٌ (لين)، كما يقال: رعى له حرمة (دي يونج).
رعى فلاناً: احترمه ورحب به وكرّمه (فوك، قلائد ص56).
رعى له ذلك ورعى منه ذلك: حفظ له ذلك وشكره له (مملوك 1: 2: 134).
رَعَّى (بالتشديد): جعلها ترعى (فوك).
راعى، راعى فلاناً: امتثل له، تنازل له، أذعن له (بوشر).
وراعى فلاناً: باعه الشيء بسعر رخيص، هاوده في البيع (بوشر).
راعى الجميل: اعترف بالجميل، شكر له (بوشر).
راعى خاطِرَه: سامحه (بوشر).
راعى = رعى معه (معجم مسلم).
رِعْيٌ، رعي الإبل: نبات اسمه العلمي Pastinaca sativa ( ابن البيطار 1: 3، 1: 77، 497). رعى الحَمَام: فارسطاريون، الحمامي، ساق الحمام (بوشر وهو يكتبها رَعَى الحمام، ابن البيطار 1: 75، 122، 498، 2: 244).
رعي الحمير: هو في بعض بوادي الأندلس كروكودليوم الذي ذكره ديسقوريدوس في الثالثة (ابن البيطار 2: 253). رَعِيّ: ماشية لأن بوشر يذكر: دخل الرَعي في الزرابي في مادة Paraquer.
رَعِيّة، ويذكر بوشر الجمع رَعَايَا باعتباره مفرداً: وهم من كان في حكم السلطان من غير المسلمين.
رعية: حكاك (محيط المحيط).
رِعَايَة: شرف في معجم فوك، تكريم، تشريف، اعتبار. يقال مثلاً: رعاية لكم أي تكريماً لكم، واحترام.
ورعاية خاطر: مراعاة، اعتبار (بوشر).
رعاية: حكاك (بوشر، محيط المحيط).
رعاية: آكلة، سرطان (بوشر).
راعٍ، راعي الحمام: ارقيطون، بلسكاء، راس الحمامة، عمى خذني معك (نبات) (بوشر)، وانظر قسطوريون عند المستعيني.
مَرْعىً: موضع يباح فيه الرعي لكل أحد، وكل واحد من سكان المنطقة يستطيع أن يرعى فيه ماشيته (ألكالا).
مَرْعىً: موضع يأخذون الماشية إليه في فصل الشتاء لترعى فيه (ألكالا).
مَرْعِيّ: مُلاحَظ، ملتزم به، يقال: معاهدة مرعية، وعهد مرعي (أماري ديب ص231)، غير أن العلوم الأَدَبيَّة المرعية عند المقري (2: 211) تعبير غريب ولا أدري ما معناه. إن كتابة العبارة لاشك فيها، وقد وجدتها في خمس مخطوطات وهي موجودة أيضاً في طبعة بولاق، وربما كان من الصواب ترجمتها بما معناه: ما يستحق التبجيل والاحترام، وانظر المادة التالية.
مرعى الجانب: محمي (معجم الإدريسي). مُراعٍ: فريد، فائق (ألكالا)، ولا أدري كيف أن اسم الفاعل من راعى يمكن أن يدل على هذا المعنى، غير أن ألكالا كتبه murâay فلا يمكن أن يكون غير ذلك، وربما كان يريد مَرْعِى فإن كان ذلك كذلك فإن استعماله الكلمة عند المقري (انظر أعلاه) يمكن تفسيره.
مُرَاعَا (تصحيف مراعاة) يقال: مراعا لِ: لأجل، بسبب، من جَرَّى.
[رعى] نه فيه: "رعاء" يتطاولون في البنيان، هو بالكسر والمد جمع راعي الغنم، ورعاة بالضم مثله. ط: يعني أن أهل البادية وأشباههم من الفقراء يبسط لهم الدنيا. ك: وإذا تطاول "رعاة" الإبل، أي وقت تفاخر أهل البادية بإطالة البنيان وتكاثرهم به باستيلائهم على الأمر وتملكهم بالقهر، وهو عبارة عن ارتفاع الأسافل كالعبيد والسفلة من الحاكة، وإشارة إلى اتساع دين الإسلام لأن بلوغ الأمر غايته منذر بالتراجع، واكتفى بعلامتين اكتفاء، أو على أن أقل الجمع اثنان. نه وفيه: كأنه "راعى" غنم، أي في الجفاء والبذاذة. وفي ح دريد قال لابن عوف: إنما هو راعي ضأن ما له وللحرب، كأنه يستجهله ويقصر به عن رتبة من يقود الجيش ويسوسها. وفيه: نساء قريش خير نساء أحناه على طفل و"أرعاه" على زوج في ذات يده، هو من المراعاة الحفظ والرفق وتخفيف الكلف والأثقال عنه، وذات يده كناية عماي ملك من مال وغيره، ومر أحناه في حرعا يرعو إذا كف عن الأمور، وقد ارعوى عن القبيح، والاسم الرعيا بالفتح والضم، وقيل: الارعواء الندم على الشيء وتركه. ومنه: إذا سئلت عن الشهادة فأخبر بها ولا تقل حتى أتى الأمير لعله يرجع أو "يرعوى". غ: "راعنا" من المراعاة أي تعهدنا، وظاهره أرعنا سمعك، ولكن اليهود يذهبون بها إلى الرعونة والأرعن الأحمق.

[رغبي نه: أفضل العمل منح "الرغاب"، هي الإبل الواسعة الدر الكبيرة النفع، جمع الرغيب وهو الواسع، جوف رغيب. غ: رغيب الجوف أكول. نه ومنه ح: ظعن بهم أبو بكر ظعنة "رغيبة" ثم ظعن بهم عمر كذلك أي ظعنة واسعة كبيرة، قيل لعله: تسيير أبي بكر الناس إلى الشام وفتحه إياها بهم وتسيير عمر إياهم إلى العراق وفتحها بهم. وح: بئس العون على الدين قلب نخيب وبطن "رغيب". وسيف رغيب أي واسع الحدين يأخذ في ضربته كثيرًا من المضروب. وفيه: كيف أنتم إذا مزج الدين وظهرت "الرغبة" أي قلت العفة وكثر السؤال، والرغبة السؤال والطلب. ومنه ح أسماء: أتتني أمي "راغبة" وهي مشركة أي طامعة تسألني شيئًا، ويتم بيانه في راغمة. وفيه: "رغبة" ورهبة إليك، أعمل الرغبة فقط ولو أعملهما لقال: رغبة إليك ورهبة منك ولكنه كقوله:
وزججن الحواجب والعيونا
ويتم في ملجأ. ومنه ح عمر: "راغب" وراهب، حين قالوا عند موته: جزاك الله خيرًا فعلت وفعلت، يعني أن قولكم لي هذا ما قول راغب فيما عندي أو راهب خائف مني، وقيل: أراد أني راغب فيما عند الله وراهب من عذابه فلا تعويل عندي على ما قلتم من الإطراء. ك وقيل: الناس في الخلافة صنفان: راغب فيها فلا أحب تقديمه، وكاره لها فأخشى عجزه عنها. نه وح التلبية: "ارُغبا" إليك والعمل، وروى والرغباء بالمد وهما من الرغبة. ط: يروى بفتح راء ومد وبضمها وقصر يريد الطلب إلى من بيده الخير وهو المقصود بالعمل، وهو معطوف على الرغباء أي العمل منتهى غليك وأنت المقصود فيه. نه: لا تدع ركعتي الفجر فإن فيهما "الرغائب" أي ما يرغب فيه من الثواب العظيم. وبه سميت صلاة الرغائب، جمع رغيبة. ج: وهي ما يرغب فيه. نه: إني "لأرغب" بك عن الأذان، من رغبت بفلان عن أمر إذا كرهته له وزهدت له فيه. وفيه: "الرغب" شؤم أي الشره والحرص في الدنيا، وقيل: سعة الأمل وطلب الكثير. ومنه: وكنت امرأ "بالرغب" والخمر مولعًا، أي بسعة البطن وكثرة الأكل، ويروي بالزاي يعني الجماع، وفيه نظر. ن: ما بي "رغبة" عن دينكما، أي لا أكرهه بل أدخل فيه، وعبد رغب مر في تخيل من خ. غ: الرغائب الذخائر والمرغاب في ميم.

رع

ى1 رَعَتِ المَاشِيَةُ, aor. ـْ (Msb, K,) inf. n. رَعْىٌ (S, * Msb, K) and رِعَايَةٌ (K) and مَرْعًى; (S, * K, * JM;) and ↓ ارتعت, and ↓ ترعّت; (K;) The cattle [pastured, or] pastured by themselves. (Msb.) And رَعَتِ المَاشِيَةُ الكَلَأَ, inf. n. رَعْىٌ (Mgh, TA) and رِعَايَةٌ [and مَرْعًى]; and ↓ ارتعت, and ↓ ترعّت; [The cattle pastured upon, or depastured, the herbage;] all signifying the same: (TA:) and of a camel you say, رَعَى الكَلَأَ بِنَفْسِهِ, inf. n. رَعْىٌ [&c., He pastured upon, or depastured, the herbage by himself]; and in like manner ↓ ارتعى. (S.) b2: The saying of 'Áïsheh فَإِنْ كَانَتْ تَرْعَى مَا هُنَالِكَ is an allusion to the feeling, or touching, of the فَرْج itself. (Mgh.) A2: رَعْىٌ also signifies The keeping, or tending, animals; pasturing, or feeding, them; and defending them from the enemy. (Er-Rághib, TA.) You say, رَعَيْتُ الإِبِلَ, (S,) or المَاشِيَةَ, (Msb, K,) or الغَنَمَ, (MA,) aor. ـْ (S, Msb,) inf. n. رَعْىٌ (S, MA) [and رِعَايَةٌ, as appears from a phrase mentioned below,] and رِعْيَةٌ, (MA,) or this last is a simple subst. from this verb, (K,) I [kept, or tended, or] pastured, (MA, Msb,) or lead to pasture, (MA,) the camels, (S,) or the cattle, (Msb, K,) or the sheep or goats; (MA;) and ↓ ارعاها signifies the same as رَعَاهَا. (K.) and صِنَاعَتُهُ رِعَايَةُ الإِبِلِ [His habitual work, or occupation, is the tending, or pasturing, of camels]. (ISd, K.) And فُلَانٌ يَرْعَى أَبِيهِ [Such a one tends, or pastures, for his father;] i. e. يَرْعَى غَنَمَهُ [tends, or pastures, his father's sheep or goats]. (S.) b2: And hence, as also رِعَايَةٌ, The keeping or guarding [a person or thing]; being mindful or regardful [of him or it]; and managing or ruling or governing [him or it]. (Er-Rághib, TA.) You say, رَعَيْتُهُ I kept, or guarded, him, as a ruler or governor, or a prince or commander, who manages, conducts, orders, or regulates, the affairs of the people: (Msb:) and رَعَى الأَمِيرُ رَعِيَّتَهُ [The prince ruled, or governed, his subjects], inf. n. رِعَايَةٌ. (S.) And رَعْيًا لَكَ [I beg God's keeping, or guarding, for thee]; meaning رَعَاكَ اللّٰهُ May God keep thee, or guard thee. (Har p. 617.) And رَعَى أَمْرَهُ, (K,) inf. n. رَعْىٌ (TA) [and رِعَايَةٌ], He was mindful, or regardful, of his affair, or case; as also امره ↓ راعى, (K, TA,) inf. n. مُرَاعَاةٌ. (TA.) And رِعَآءٌ [app. as an inf. n. of ↓ راعى] signifies The guarding of palm-trees. (TA.) فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا, in the Kur [lvii. 27], means But they did not observe it with its right, or due, observance; were not mindful, watchful, observant, or regardful, of it, in the right, or due, manner of being so. (TA.) You say also, رَعَيْتُ عَلَيْهِ حُرْمَتَهُ, inf. n. رِعَايَةٌ, (ISk, S,) i. e. 1 was mindful, regardful, or observant, of his حرمة [meaning of what was entitled to reverence, respect, honour, or defence, in his character and appertenances]: and in like manner, ↓ مُرَاعَاةٌ الحُقُوقِ, mentioned in the S, means The being mindful, regardful, or observant, of rights, or dues. (PS.) This last phrase is from ↓ رَاعَيْتُهُ, inf. n. مُرَاعَاةٌ, (TA,) which means I regarded him; had regard, or an eye, to him; or paid regard, or consideration, to him; (S, Msb, K, TA;) acting, or behaving, well to him; doing good to him; or conferring a benefit, or benefits, upon him. (K, TA.) [Hence also, فِيهِ كَذَا ↓ رُوعِىَ Regard is had, in it, (the meaning of a word or phrase,) to such a thing, as alluded to therein.] And الأَمْرَ ↓ رَاعَيْتُ, (S, K,) inf. n. مُرَاعَاةٌ, (TA,) signifies also I looked to see what would be the issue, or result, of the affair, or case. (S, Msb, K.) Hence, accord. to Er-Rághib, النُّجُومِ ↓ مُرَاعَاةُ: (TA:) you say, رَعَى النُّجُومَ; (S, K;) and ↓ رَاعَاهَا, (K,) inf. n. مُرَاعَاةٌ; (TA;) He watched the stars, (S, K, TA,) waiting for the time when they would disappear. (K, TA.) El-Khansà says, ↓ أَرْعَى النُّجومَ وَمَا كُلِّفْتُ رِعْيَتَهَا وَتَارَةً أَتَغَشَّى فَضْلَ أَطْمَارِى

[I watch, or I watching, the stars, waiting for the time when they will, or would, disappear, though I am not, or I was not, tasked with the watching of them; and at one time I cover myself, or covering myself, with the redundant parts of my old and worn-out garments]. (S.) b3: رِعَايَةٌ also signifies The being faithful to an engagement, or promise; syn. وَفَآءٌ. (Mgh. [See رَاعٍ, below; last sentence.]) 2 رعّاهُ, inf. n. تَرْعِيَةٌ, He said [of him], رَعَاهُ اللّٰهُ [May God keep him, or guard him: or he said to him, رَعَاكَ اللّٰهُ May God keep thee, or guard thee]. (TA.) 3 راعى الحِمَارُ الحُمُرَ The ass pastured with the [other] asses: (S, K:) and in like manner one says of camels with wild animals. (TA.) b2: راعت الأَرْضُ, a reading required by the context in the K, is wrong; the correct phrase being ارعت الأَرْضُ [q. v.]. (TA.) b3: See also 1, in the latter half of the paragraph, in eight places. b4: المُرَاعَاةُ is also syn. with المُنَاظَرَةُ [app. as meaning The looking towards, or facing, a person or thing: a signification nearly like the last referred to in the sentence here immediately preceding]. (TA.) b5: See also 4, in three places. b6: وَرِّعِ اللِّصَّ وَلَا تُرَاعِهِ, in a trad. of 'Omar, means Restrain thou the thief, or make him to refrain, from taking thy goods, but bear not witness against him: so says Lth: or the meaning is, and do not wait for him. (TA.) 4 ارعى المَاشِيَةَ i. q. رَعَاهَا: see 1, in the former half of the paragraph. Said of God, it means He caused to grow, for the cattle, that upon which they might pasture. (S.) One says also ارعت الأَرْضُ, [as though المَاشِيَةَ or the like were understood] The land abounded [as though it fed abundantly] with herbage: (Zj, K:) راعت الأَرْضُ, in this sense [as stated above, see 3,] is wrong. (TA.) And ارعاهُ المَكَانَ He made the place to be a pasturage for him. (ISd, K.) b2: أَرعَيْتُهُ سَمْعِى means I made my ear, or ears, to be mindful of his speech: (Er-Rághib, TA:) or I gave ear, hearkened, or listened, to him. (S, Msb.) Yousay, أَرْعِنِى سَمْعَكَ, (Msb, K,) and ↓ رَاعِنِى, i. e. Hearken thou, or listen thou, to my speech. (K.) Hence ↓ رَاعِنَا in the Kur [ii. 98 and iv. 48]: Akh says that it is of the form فَاعِلْنَا from المُرَاعَاةُ, and means أَرْعِنَا سَمْعَكَ; the ى having gone away because it is an imperative: he says also that it is read رَاعِنًا, as an objective complement, from الرُّعُونَةُ: (S: [see art. رعن:]) the reading in Ibn-Mes'ood's copy of the Kur-án is رَاعُونَا. (TA.) You say also, هُوَ لَا يُرْعِى إِلَى قَوْلِ أَحَدٍ He will not pay any regard, or attention, to the saying of any one. (TA.) b3: And أَرْعَيْتُ عَلَيْهِ I showed mercy to him [by sparing him, or letting him live, or by pardoning him, or otherwise]; had mercy on him; pitied, or compassionated, him; syn. أَبْقَيْتُ عَلَيْهِ and تَرَحَّمْتُهُ. (S, K.) Aboo-Dahbal says, إِنْ كَانَ هٰذَا الــسِّحْرُ مِنْكِ فَلَا تُرْعِى عَلَىَّ وَجَدِّدِى سِحْرَــا [app. meaning If this enchantment be from thee, then spare me not, but renew enchantment]. (TA. [It seems to be there cited as an instance of the verb's having a second objective complement; (for which I see no reason;) following the assertion that one says, أَرْعَى عَلَيْهِ كَذَا, signifying ابقى; and that the verb is made trans. by means of على as properly meaning ارعاه متطلعا عليه: but I doubt not that the correct reading is أَرْعَاهُ مُطَّلِعًا عَلَيْهِ, i. e. He showed mercy to him, coming to him, or getting sight and knowledge of him.]) ↓ المُرَاعَآةُ, also, [or المُرَاعَاةُ عَلَى الشَّىْءِ,] signifies الإِبْقَآءُ عَلَى الشَّىْءِ. (TA.) 5 تَرَعَّىَ see 1, first and second sentences.8 إِرْتَعَىَ see 1, in three places, first two sentences.10 استرعى [app. signifies He desired cattle to pasture: and hence, he left them to pasture alone]. You say, اِسْتَرْعَيْتُ مَالِىَ القَمَرَ, meaning I left my cattle to pasture without a pastor to take care of them in the night: and [in like manner,] استرعيتهُ الشَّمْسَ, in the day. (TA in art. قمر.) b2: اِسْتَرْعَيْتُهُ الشَّىْءَ (S, K *) I asked him, or desired him, to keep or guard, or be mindful of or regardful of, the thing. (K, * TA.) Hence the prov., مَنِ اسْتَرْعَى الذِّئْبَ فَقَدْ ظَلَمَ [He who asks, or desires, the wolf to keep guard does wrong]; (S, TA;) i. e. he who trusts in one who is treacherous puts trust in a wrong place. (TA.) [And hence also,] اِسْتَرْعَى الأَسْمَاعَ لِخُطْبَتِهِ He asked, or desired, the ears [meaning the hearers] to mind his discourse, or oration. (Har p. 361.) رِعْىٌ and ↓ مَرْعًى Pasture, or herbage; (S, Mgh, K;) the food of beasts: (Msb:) pl. of the former أَرْعَآءٌ [meaning kinds, or sorts, of pasture or herbage]: (K:) and of ↓ the latter مَرَاعٍ. (Msb.) It is said in a prov., وَلَا كَالسَّعْدَانِ ↓ مَرْعًى

[Pasture, but not like the سعدان: see art. سعد]. (S.) b2: رِعْىُ الحَمَامِ وَالإِبِلِ A certain herb, having berries like myrtle-berries, in which is the least degree of sweetness; not injurious to the camels that feed upon it, but poison to [venomous or noxious reptiles or the like, such as are termed]

هَوَامّ: the decoction thereof blackens the hair. (Ibn-Seenà, book ii. p. 252.) رِعْيَةٌ a subst. from 1 in the first of the senses mentioned in this art.; i. e. [The act of cattle's pasturing, or their pasturing alone,] from رَعَتِ المَاشِيَةُ. (K.) b2: [Also The act, or occupation, of keeping or tending, or of pasturing or feeding, animals.] You say [of a man], يُجِيدُ رِعْيَةَ الإِبِلِ [He performs well the act of keeping or tending, or of pasturing or feeding, camels]. (S, K.) b3: [And The act of watching, and waiting for the time of the disappearance, of the stars.] See a verse cited near the end of the first paragraph.

A2: Also Land in which are projecting stones that impede the plough. (K, TA.) رَعْوَى and رُعْوَى: see the next paragraph. b2: [Both seem to be also substs. from أَرْعَيْتُ عَلَيْهِ; and thus to be syn. with بَقْوَى and بُقْوَى; and in like manner, ↓ رُعْيَا is probably syn. with بُقْيَا: the radical ى being changed into و as it is in بقوى.] You say, مَا لِى عَلَيْهِ رَعْوَى وَلَا بَقْوَى [I have no mercy nor pity to bestow upon him]. (JK in art. بقى. [See بُقْيَا.]) See also 1 in art. رعو [from which رَعْوَى in this phrase may also with reason be regarded as derivable].

رُعْيَا a subst. from رَعَى as used in the phrase رَعَى أَمْرَهُ [expl. in the first paragraph; thus signifying Mindfulness, regardfulness, or observance, of an affair, or a case]; as also ↓ رَعْوَى and ↓ رُعْوَى. (K.) b2: See also the next preceding paragraph. And see art. رعو.

رَعِىٌّ Pastured: ruled, or governed: and kept, or guarded: so accord. to Golius, as on the authority of the KL; but not in my copy of that work. It is agreeable with analogy as syn. with مَرْعِىٌّ: and from it is formed the subst. next following.]

رَعِيَّةٌ [with ة affixed لِلنَّقْلِ, i. e., to transfer the word from the category of epithets to that of substantives,] Cattle pasturing, or pasturing by themselves: and cattle kept, tended, or pastured: (K, TA:) pl. رَعَايَا: (TA:) this latter (the pl.) signifies cattle kept, tended, or pastured, for any one; (K, TA;) for the subjects and for the Sultán; (TA;) as also ↓ رَعَاوِيَّةٌ: (K, TA: in some copies of the K رَعَاوِيَة, without teshdeed:) and ↓ أَرْعَاوِيَّةٌ signifies cattle kept, tended, or pastured, for the Sultán, (K, TA,) especially, and upon which are his brands and marks. (TA.) Hence the trad., كُلُّ رَاعٍ مَسْؤُولٌ عِنْ رَعِيَّتِهِ [Every pastor shall be questioned respecting his pastured cattle: or every ruler shall be questioned respecting his subjects; agreeably with what follows]. (TA.) b2: The people ruled or governed; the subjects of a ruler or governor: (Msb, K:) the community; the people in common or in general; or the common people: (S:) [any persons or person, and things or thing, in the keeping, or under the guardianship or rule or government, of a man or woman:] see رَاعٍ, in the latter half of the paragraph: pl. as above. (TA.) رعاءة الخَيْلِ: see رَاعِيَةٌ.

رَعَاوَى and رُعَاوَى Camels that pasture around the people and their dwellings (S, K) because they are those upon which they work [or perform their business]: (S:) but in the Tekmileh it is written ↓ رُعَاوِيَّةٌ, as meaning cattle that pasture around the dwellings of the people. (TA.) رَعَاوِيَّةٌ: see رَعِيَّةٌ.

رُعَاوِيَّةٌ: see رَعَاوَى.

رَاعٍ [act. part. n. of 1]. You say مَاشِيَةٌ رَاعِيَةٌ Cattle [pasturing, or] pasturing by themselves: (Msb:) pl. رَوَاعِى [a mistranscription for رَوَاعٍ]. (TA.) b2: رَاعِى البُسْتَانِ and الأُتُنِ ↓ رَاعِيَةُ are names of Two species of جَنَادِب [or locusts]; (K;) the latter mentioned by ISd: Sgh says that the former is a large جُنْدَب: and the latter is another species, that does not fly. (TA.) b3: رَاعٍ also signifies A keeper, or guarder, (TA,) or pastor, (Msb,) of cattle: (Msb, TA:) an epithet in which the quality of a subst. is predominant: (TA:) pl. رُعَاةٌ, (S, Msb, TA,) but this is said to be mostly used as pl. of رَاعٍ in another sense as will be shown below, (TA,) and رِعَآءٌ [and app. رُعَآءٌ (mentioned below)] and رُعْيَانٌ; (S, Msb, TA;) and رُعَاةٌ has a pl., namely, رُعًى. (TA.) b4: [Hence,] الرَّاعِى is the name of The star [a] that is upon the head of الحَوَّآء [i. e. Ophiuchus]: that which is upon the head of الحاوى [a mistranscription in my MS. for الجَاثِى, i. e. Hercules, the star a,] being called كَلْبُ الرَّاعِى. (Kzw.) Also The star γ] that is upon the left leg of Cepheus: between whose legs is a star [app. K] that is called كَلْبُ الرَّاعِى: (Kzw:) [from their longitudes it seems that these two stars are the same as are meant by what here follows:] الكَلْبُ [or كَلْبُ الرَّاعِى] is a certain star over against الدَّلْو [or Aquarius, which latter is] below; in the path of which is a red [or perhaps another (آخَر instead of أَحْمَر)] star, called الرَّاعِى. (TA in art. كلب.) [and accord. to Freytag, رَاعِى الجَوْزَآءِ is the name of A star otherwise called the Foot of Orion: and رَاعِى النَّعَائِمِ, the name of The star λ in Sagittarius: see Ideler's “ Untersuch. über den Ursprung etc. der Sternnamen,” to which he refers, pp. 213, 226, for the former; and p. 187 for the latter.] b5: [And hence,] رَاعٍ signifies also A ruler, or governor, (S, K,) or prince, or commander, (Msb,) who manages, conducts, orders, or regulates, the affairs of a people: (Msb, K:) and a ruler, or governor, of himself: (TA:) pl. رُعَاةٌ and رُعْيَانٌ, (K,) but it is said that the former is mostly used as meaning rulers, or governors, and the latter as pl. of رَاعٍ in relation to sheep or goats [or the like], (TA,) and رِعَآءٌ and رُعَآءٌ. (K.) It is said in a trad., كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عِنْ

↓ رَعِيَّتِهِ [Every one of you is a ruler, or governor, and every one of you shall be questioned respecting those, or that, of which he is ruler or governor]: such is the man in respect of his family, and in respect of the property of his father; and the servant in respect of the property of his master; and the wife is a رَاعِيَة in respect of the house, or tent, of her husband: and every one of these shall be questioned respecting his, or her, رَعِيَّة. (ElJámi' es-Sagheer of Es-Suyootee.) And one says, كَالرَّاعِى ↓ لَيْسَ المَرْعِىُّ [The ruled, or governed, is not like the ruler, or governor]. (S.) b6: In the saying of El-Karkhee, بَاعَ طَيْرًا عَلَى أَنَّهُ رَاعٍ, relating to [carrier-] pigeons, it is from الرِّعَايَةُ signifying الوَفَآءُ; [the saying meaning He sold birds on the condition of their being such as would be faithful to their charge;] for pigeons in El-'Irák and Syria are bought for high prices, and sent from distant points with letters of informations, and convey them, and bring back replies to them. (Mgh, JM.) رَاعِيَةٌ [fem. of رَاعٍ. b2: Also a subst. formed from the latter word by the affix ة; like رَعِيَّةٌ from رَعِىٌّ]: see راعٍ, third sentence. b3: الرَّاعِيَةُ is the name of A certain bird: (TA:) [and] so is رَاعِيَةُ الخَيْلِ; (TA, and thus in some copies of the K;) thus correctly written, as in the Tekmileh; in [some of] the copies of the K, راعية الجبل; [perhaps the same as the former bird;] a yellow bird, that is found beneath the bellies of horses or similar beasts; thus in the Tekmileh; said by ISh to be a small bird like the sparrow, that alights beneath the bellies of the horses and other beasts, yellow, as though its neck and wings were tinged with saffron, its back having upon it a dinginess, or duskiness, and blackness, its head being yellow, and its زِمِكَّى [or tail] being neither long nor short; accord. to Sgh, also called الخيل ↓ رعاءة. (TA [thus written without any syll. signs: if applying to the species in the manner of a coll. gen. n., perhaps a mistranscription for رُعَاةُ الخَيْلِ].) b4: رَاعِيَةُ الشَّيْبِ, and رَوَاعِى الشَّيْبِ, (tropical:) The commencement of hoariness, (K, TA,) and the first marks thereof. (TA.) أَرْعَى [app. More, and most, merciful or compassionate; from أَرْعَيْتُ عَلَيْهِ, though by rule it should be formed from an unaugmented verb accord. to many of the grammarians: b2: and hence, being nearly syn. with أَرْفَقُ in the primary sense, syn. with this latter, or nearly so, in a secondary sense]. You say, أَمْرُ كَذَا أَرْفَقُ بِى

وَأَرْعَى عَلَىَّ [app. meaning (assumed tropical:) This affair is more, or most, easy and convenient to me]. (TA.) أُرْعُوَّةٌ The yoke that is placed upon the necks of the two bulls employed in ploughing; (AA, Sgh, K, TA;) of the dial. of Azd-Shanoo-ah. (TA.) أَرْعَاوِيَّةٌ: see رَعِيَّةٌ.

تِرْعِىٌّ: see what next follows.

تِرْعِيَّةٌ and تُرْعِيَّةٌ (Fr, S, ISd, K) and تَرْعِيَّةٌ, (ISd, K,) and sometimes without teshdeed, (K,) the first without teshdeed mentioned by Sgh on the authority of Fr, (TA,) and ↓ تِرْعَايَةٌ (S, K) and ↓ تُرْعَايَةٌ (Sgh as from Fr) and ↓ تُرَاعِيَةٌ (Sgh, K) and ↓ تِرَاعِيَةٌ and ↓ تِرْعِىٌّ (K) A man who performs well the act of keeping or tending, or of pasturing or feeding, camels: (S, K:) or whose habitual work, or occupation, or the habitual work, or occupation, of whose fathers, is, or has been, the tending, or pasturing, of camels: (ISd, K:) or who is a good seeker after herbage for the cattle. (ISd, TA.) تُرْعَايَةٌ: see what next precedes.

تُرَاعِيَةٌ: see what next precedes.

مَرْعًى an inf. n. of 1 [q. v.]. (S, K.) b2: and A pasturage, or place of pasture; (S, K;) as also ↓ مَرْعَاةٌ: (Sgh, K:) pl. مَرَاعٍ. (TA.) [Hence,] فَإِنَّ لِكُلٍّ بُغَاةٌ ↓ لَا تَدَعَنَّ فَتَاةً وَلَا مَرْعَاةً [Do not thou leave uncared for a young woman nor a pasturage, for there are persons that seek, or endeavour, to find and get each]: a prov. enjoining the availing oneself of an opportunity, and the setting about an affair with prudence, discretion, precaution, or sound judgment. (Meyd.) b3: See also رِعْىٌ, in three places.

مَرْعَاةٌ: see the next preceding paragraph, in two places.

مَرْعِىٌّ [Kept, or tended; pastured, or fed: kept, guarded, or minded: and] ruled, or governed; as in an ex. above, voce رَاعٍ, last sentence but one. (TA.)

ضحك

(ضحك)
ضحكا وضحكا انفرجت شفتاه وبدت أَسْنَانه من السرُور وَمِنْه وَبِه سخر مِنْهُ وَعجب أَو فزع وطلع النَّخْلَة انْشَقَّ وتفلق والنخلة أخرجت الضحك وَيُقَال ضحِكت الأَرْض عَن النَّبَات أخرجته وَضحك السَّحَاب برق وتلألأ وَضحك الطَّرِيق استبان ووضح فَهُوَ ضَاحِك
ض ح ك : ضَحِكَ مِنْ زَيْدٍ وَضَحِكَ بِهِ يَضْحَكُ ضَحِكًا وَضَحْكًا مِثْلُ كَلِمَ وَكَلْمٍ إذَا سَخِرَ مِنْهُ أَوْ عَجِبَ فَهُوَ ضَاحِكٌ وَضَحَّاكٌ مُبَالَغَةٌ وَبِهِ سُمِّيَ وَمِنْهُ الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ يُقَالُ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ أَرْبَعَ سِنِينَ وَقِيلَ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا وَرَجُلٌ ضُحَكَةٌ وِزَانُ رُطَبَةٍ يُكْثِرُ الضَّحِكَ مِنْ النَّاسِ فَهُوَ صِفَةٌ لَهُ وَضُحْكَةٌ وِزَانُ غُرْفَةٍ يُكْثِرُ النَّاسُ الضَّحِكَ مِنْهُ فَهُوَ مِنْ صِفَاتِ النَّاسِ وَالضَّاحِكُ وَالضَّاحِكَةُ السِّنُّ الَّتِي تَلِي النَّابَ وَالْجَمْعُ ضَوَاحِكُ وَضَحِكَتْ الْمَرْأَةُ وَالْأَرْنَبُ حَاضَتْ. 

ضحك


ضَحِكَ(n. ac. ضَحْك
ضِحْك
ضَحِك
ضِحِك)
a. Laughed.
b. ['Ala
or
Bi
or
Min], Laughed at; derided, ridiculed.
c.(n. ac. ضَحَك), Grinned (ape).
d. Lightened (clouds).
ضَاْحَكَa. Laughed, joked with.

أَضْحَكَa. Made to laugh.

تَضَحَّكَتَضَاْحَكَإِسْتَضْحَكَa. see I (a) (b).
ضَحْكa. laughter.

ضَحْكَةa. Laugh.

ضُحْكَةa. Ridiculous, absurd, laughable; absurdity;
laughingstock, butt.

ضُحَكَةa. see 26
ضَاْحِكa. Laughing, laugher.
b. Lightening, flashing.

ضَاْحِكَة
(pl.
ضَوَاْحِكُ)
a. fem. of
ضَاْحِكb. Front-tooth. —
ضَحُوْك ضَحَّاْك
Laughing, hilarious, merry, jocund, jovial, gleesome;
cheerful; blithe, buoyant; vivacious, sprightly; jaunty.

مِضْحَاْكa. see 26
N. Ag.
أَضْحَكَa. Merry; funny, facetious, jocose, jocular, rollicking;
comical, waggish; wag.

أُضْحُوْكَة (pl.
أَضَاْحِيْكُ)
a. Absurdity; pleasantry; joke.
ضحك
الضِّحْكُ: مَعْرُوفٌ، وهو الضَّحِكُ أيضاً. والضُّحْكَةُ: الشَّيْءُ يُضْحَكُ منه. والضُّحَكَةُ: الرَّجُلُ الكَثيرُ الضَّحِكِ، والضَّحّاكُ مِثْلُه. ورَجُلٌ ضُحُكَّةٌ - على وَزْنِ حُزُقَّةٍ -: ضَحّاكٌ. والضّاحِكَةُ: كُلُّ سِنٍّ من مُقَدَّمِ الأضْرَاسِ ما يبدو عِنْدَ الضِّحْكِ. والضَّحُوْكُ من الطُّرُقِ: ما وَضَحَ واسْتَبَانَ. والضَّحْكُ: الطَّمْثُ، من قَوْلِه تعالى: " فَضَحِكَتْ "، قال الكُمَيْتُ:
وأضْحَكَتِ الضِّبَاعَ سُيُوْفُ سَعْدٍ
قال: والضَّبُعُ إذا وَجَدَتْ قَتِيْلاً قد انْتَفَخَ جُرْدانُه رَكِبَتْه فاسْتَعْمَلَتْه. وقيل: سَرَّتْها وبَشَّرَتها حتّى جَعَلَتْها تَضْحَكُ. والضَّحْكُ: البَلَحُ. وقيل: الشُّهْدُ. والطَّلْعُ. والزُّبْدُ. والعَجَبُ - أيضاً - في قَوْلِ أبي ذُؤَيْبٍ:
هو الضَّحْكُ إلاّ أنَّه عَمَلُ النَّحْلِ
وضَحِكَتْ: عَجِبَتْ.
[ضحك] ضَحِكَ يَضْحَكُ ضَحْكاً وضِحْكاً وضحكا وضحكا. أربع لغات. والضحكة: المرَّة الواحدة. ومنه قول كثيِّر:

غاقت لضحكته رقاب المال * وضحكت به ومنه بمعنًى. وتَضاحَكَ الرجلُ واسْتَضْحَكَ بمعنًى. وأضْحَكَهُ الله. ورجلٌ ضَحَكَةٌ، أي كثير الضَحِكِ. وضُحْكَةٌ بالتسكين: يُضْحَكُ منه. والأُضحوكَةُ: ما يُضْحَكُ منه. وامرأةٌ مِضحاك: كثيرةُ الضحِك. قال ابن الأعرابي: الضاحِكُ من السحاب، مثل العارض، إلا أنه إذا بَرَقَ قيلَ ضَحِكَ. والضاحِكَةُ: السنُّ التي بين الأنياب والأضراس، وهي أربعُ ضواحِكَ. والضَحوكُ: الطريقُ الواسعُ. والضَحْكُ: الطَلْعُ حينَ ينشقّ. قال أبو ذؤيب: فجاء بِمَزْجٍ لم يرَ الناسُ مِثلَه هو الضجك إلا أنه عمل النحلِ قال أبو عمرو: شبّه بياض العسل ببياضه. ويقال القردُ يضحك إذا صوت. 
ض ح ك

افتر عن ضاحكته وضواحكه وهي ما تقدم من أسنانه، وبدت مباسمه ومضاحكه، وضحك ضحكاً، واستضحك وتضاحك وتضحك، وأضحكته وضحكته، وضاحكته، وتضاحكوا، ورجل ضحاك وضحوك وضحكة، وهو ضحكة وأخوه ضحكة: مضحوك منه، وجاء بأضحوكة وبأضاحيك، وتقول: ما أضاحيك، إلا أضاحيك.

ومن المجاز: ضحكت الأرض عن النبات، وضحكت الرياض عن الزهر. وضحك العارض: برق. وسحاب ضاحك. وطريق ضحوك وضحّاك المطالع: واضح، والنور يضاحك الشمس. قال الأعشى:

يضاحك الشمس منها كوكب شرق ... مؤزر بعميم النبت مكتهل

وله رأي ضاحك: ظاهر لا لبس فيه. وإن رأيك ليضاحك المشكلات. وعنده ضحكات القلوب وهي الخيار من الأموال والأولاد التي تفرح القلوب. وأضحك حوضه: ملأه حتى يفيض. وتبسم الطلع وضحك: تلفق. ويقال: ما أكثر ضاحك نخلكم. ومنه: الضحك: الطلع. والغدير يضحك في الروضة: يتلألأ. وضحكت الأرنب: حاضت. وتزعم العرب: أن الجن تمتطي الوحش وتجتنب الأرانب لمكان حيضها ولذلك يستدفعون العين بتعليق كعابها.
باب الحاء والكاف والضاد معهما ض ح ك مستعمل فقط

ضحك: ضحِكَ يَضَحَكُ ضَحِكاً وضِحْكاً، ولو قال: ضَحَكاً لكان قياساً لأنّ مصدر فَعِلَ فَعَل. والضُحْكَةُ: ما يُضحَكُ منه. والضُّحَكَةُ: الكثير الضَحِك يُعابُ به. والضِّحّاك في النَعْت أحسَنُ من الضُّحَكَةِ. والضَّاحكة: كلُّ سِنٍ من مُقَدَّم الأضراس ما يبدُو عند الضَّحِك. والضَّحّاكُ بن عدنان: الذي يقال مَلَكَ الأرض، ويقال له: المُذْهَب، كانَتْ أمّه جنّيَّةً فلحق بالجنِّ وتلبّد بالفِراء . تقولُ العَجمُ إنّه عَمِل بالــسِحْر وأظهَرَ الفساد أُخِذَ فشُدَّ في جَبَل دَنْباوَند. وقوله فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها

يَعني طَمِثَتْ. والضَّحْك: الثَلجْ، ويقال: جَوْف الطَّلْع، وهي من لغة بني الحارث، يقالُ: ضحِكتِ النَّخلة إذا انشَقَّ كافورُها. وقال آخرون: هو الشُهُدُ، ويقالُ: الزُبْد، ويقال: العَسَلُ. وهو بهذَيْن أشبْهُ في قوله:

فجاءَ بمزج لم يَرَ الناسُ مِثلَه ... هو الضَّحْكُ إلا أنّه عملُ النَّخْلِ

والضَحُوك من الطُرُق: ما وَضحَ فاستَبانَ، قال:

على ضَحوكِ النَّقْبِ مجرهد  
ضحك: ضحك: أهنف، ضحك المستهزئ خبثاً أو بلادة (بوشر).
ضحك إلى فلان: ابتسم له (المقري 1: 272، 323) ويقال أيضاً: ضحك له (الثعالبي لطائف ص113) وضحك في وجهه (بوشر) وتعني أيضاً طالعه بوجه ضاحك (المقري 1: 133).
ضحك على بمعنى سخر من وهزئ به مذكورة في محيط المحيط ومعجم بوشر.
ضحك على: لم يهتم به ولم يشغل به (بوشر). ضحك من تحت لتحت: ضحك خفية، ضحك سراً، ضحك من طرف خفي (بوشر).
ضحكت أسنانه: تقال في نفس معنى ضحك ثغره (ألف ليلة 2: 241).
حيث يضحك الماء: تقولها العام لتدل بها على المكان الذي يتكسر به الماء على الصخور (معجم مسلم).
ضَحَّك (بالتشديد): أضحك، جعله يضحك.
(فوك، بوشر، معجم الطرائف).
ضاحك. ضاحك فلاناً: ضحك معه، مازحه وداعبه (معجم الطرائف).
ضاحك: جاء في البيت بدل أضحك أي جعله يضحك واستعملت مجازاً في الكلام عن الضاربة على القيثارة تخرج منها ألحاناً ضاحكة (معجم مسلم).
اضَّحَّك: ضحك (دي ساسي طرائف 2: 54).
اضَّحَّك وتضحَّك على: سخر منه وهزئ به، وجعله هزأة وضُحْكة (بوشر).
تضاحك على: سخر من، هزئ به، وهزل معه، ومزح، ومجن (بوشر).
استضحك فلاناً: أضحكه وضحكّه وجعله يضحك (الكامل ص301، 304، المقري 2: 328).
ويقال مجازاً: استضحك عن: أي كشف وأظهر (معجم مسلم).
ضَحْكةَ: صياح السخرية والاستهزاء (بوشر).
ضحكة على أحد: خداع، مخاتلة (بوشر).
ضَحُوك: كثير الضحك، محب الضحك (بوشر).
ضَحَّاك. الكهف الضحاك بين الصخرتين: الشعب أو المضيق المفتوح بين الصخرتين (دي سلان تاريخ البربر 1: 274).
ضاحك قُوَّة ضاحكة: ملكة الضحك (بوشر).
أُضْحُوكَة: ما يضحك منه وتجمع على أضاحيك. (المقري 3: 24).
مَضْحَك: ذكرت في عبارة في ديوان الهذليين (ص264).
مَضُحَكَة: دُعاية، فكاهة، تهريج (بوشر).
مَضْحكة: سفساف، تفاهة، تّرهة (بوشر).
مَضحكة: غبّي، أبله، أحمق (بوشر).
مضحك: سُخري، مضحك (بوشر).
مُضَاحَكَة: سخرية، تهكم، هزء، مزاح (بوشر).
ضحك
الضَّحِكُ: انبساطُ الوجه وتكشّر الأسنان من سرور النّفس، ولظهور الأسنان عنده سمّيت مقدّمات الأسنان الضَّوَاحِكِ. واستعير الضَّحِكُ للسّخرية، فقيل: ضَحِكْتُ منه، ورجلٌ ضُحَكَةٌ:
يَضْحَكُ من النّاس، وضُحْكةٌ: لمن يُضْحَكُ منه . قال تعالى: وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ
[المؤمنون/ 110] ، إِذا هُمْ مِنْها يَضْحَكُونَ
[الزخرف/ 47] ، تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ [النجم/ 59- 60] ، ويستعمل في السّرور المجرّد نحو: مُسْفِرَةٌ ضاحِكَةٌ
[عبس/ 38- 39] ، فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا
[التوبة/ 82] ، فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً
[النمل/ 19] ، قال الشاعر:
يَضْحَكُ الضّبع لقتلى هذيل وترى الذّئب لها يستهلّ
واستعمل للتّعجّب المجرّد تارة، ومن هذا المعنى قَصَدَ مَن قال: الضَّحِكُ يَختصُّ بالإنسان، وليس يوجد في غيره من الحيوان، قال: ولهذا المعنى قال تعالى: وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى
[النجم/ 43] ، وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ
[هود/ 71] ، وضَحِكُهَا كان للتّعجّب بدلالة قوله: أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ [هود/ 73] ، ويدلّ على ذلك أيضا قوله: أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ إلى قوله: عَجِيبٌ [هود/ 72] ، وقول من قال: حاضت، فليس ذلك تفسيرا لقوله: فَضَحِكَتْ كما تصوّره بعض المفسّرين ، فقال: ضَحِكَتْ بمعنى حاضت، وإنّما ذكر ذلك تنصيصا لحالها، وأنّ الله تعالى جعل ذلك أمارة لما بشّرت به، فحاضت في الوقت ليعلم أنّ حملها ليس بمنكر، إذ كانت المرأة ما دامت تحيض فإنها تحبل، وقول الشاعر في صفة روضة:
يُضَاحِكُ الشمسَ منها كوكب شرِقٌ
فإنّه شبّه تلألؤها بِالضَّحِكِ، ولذلك سمّي البرق العارض ضَاحِكاً، والحجر يبرق ضَاحِكاً، وسمّي البلح حين يتفتَّقُ ضَاحِكاً، وطريقٌ ضَحُوكٌ: واضحٌ، وضَحِكَ الغديرُ: تلألأ من امتلائه، وقد أَضْحَكْتُهُ.
[ضحك] فيه: يبعث الله السحاب "فيضحك" أحسن "الضحك"، جعل انجلاءه عن البرق ضحكًا مجازًا كما يفتر الضاحك عن الثغر، ونحو ضحكت الأرض إذا أخرجت نباتها وزهرتها. وفيه: أما اوضحوا "بضاحكة"، أي ما تبسموا، والضواحك الأسنان التي تظهر عن التبسم. ك: "فضحك" صلى الله عليه وسلم تصديقًا؛ الخطابي: الأصل في إطلاق نحو الأصبع على الرحمن الحرمة ولم يرد في النصين إطلاقه ولم يذكر أكثر الرواة تصديقًا وقد منعنا عن تصديق أهل الكتاب وتكذيبهم، والضحك يحتمل الرضا والإنكار والتعجب، ولو صح يأول بأنه مجاز عن القدرة، يقال للقوي عن العمل إنه يعمله بإصبع؛ اليتمى: هو تكلف إذ ورد: وهو بين اصبعين من أصابع الرحمن. ن: ظاهره تصديق الخبر، وقيل: هو رد له وإنكار من سوء اعتقاده، فأن مذهب اليهود التجسيم، وقوله: تصديقًا له، إنما هو من كلام الراوي على فهمه. وإن الله لهو "أضحك" - يجئ في عولت. ط: "يضحكون" قال: نعم، والإيمان في قلوبهم، أي يضحكون ولكن لا يتجاوزون إلى ما يميت قلوبهم ويزلزل إيمانهم فأن كثرة الضحك يميت القلب. وح: من "ضحك" رب العالمين، هو من الله الرضا وإرادة الخير، ومن النبي صلى الله عليه وسلم استعجاب وسرور برؤية كمال المرحمة من الله، ومن ابن مسعود اقتداء بالسنة. ومنه: "يضحك" الله، أي يبسط ويقبل، أو يضحك ملائكته كقتل السلطان إذا أمر بقتله. و"الضحوك" من أسمائه صلى الله عليه وسلم لأنه كان طيب النفس فكها، ولا يحدث إلا ضحك حتى تبدو نواجذه، وكان لينًا مع الجفاة لطيفًا في النطق معهم كأن وجهه دار القمر. ك: وفي مسارته صلى الله عليه وسلم فاطمة في مرض الوفاة "فضحكت"، جعل علة الضحك هنا الأولية في اللحوق، وفي الأول جعلت علة البكاء، قيل: البكاء مترتب على المركب من حضور الأجل وأولية اللحوق، أو على الجزء الأول. غ: ""فضحكت"، فبشرناها بإسحاق"، أي حاضت أو ضحكت سرورًا بالولد على التقديم والتأخير أي فبشرنا فضحكت. مد: ""فليضحكوا" قليلًا" أي يضحكون قليلًا على فرحهم بتخلفهم في الدنيا ويبكون كثيرًا جزاء في العقبى، وهو خبر في لفظ الأمر ليدل أنه حتم واجب. ك: وح مرضه: ثم تبسم "يضحك"، فرحًا باجتماعهم على الصلاة واتفاق كلمتهم.
ضحك
ضحِكَ/ ضحِكَ على/ ضحِكَ من يَضحَك، ضِحْكًا وضَحِكًا وضَحْكًا، فهو ضاحك، والمفعول مضحوك عليه
• ضحِك الشَّخصُ:
1 - انبسط وجهُه وانفرجت شفتاه وبدت أسنانُه وأحدث أصواتًا مُتقطِّعة تعبيرًا عن سروره، عكسه بكى "ضحِك في سِرِّه- ظلَّ يضحك طويلاً- {وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ} " ° ضحِك السَّحابُ: برق- ضحِك بملء شدقيه/ ضحِك بملء فيه: ضحك ضحكًا شديدًا- ضحِكت الأرضُ: أخرجت نباتَها وزهرَها- ضحِك حتَّى بدت نواجذُه: استغرق في الضّحك- ضحِك في وجهه: هشّ له وأحسن استقبالَه- مَنْ يضحك أخيرًا يضحك كثيرًا- يضحك الغديرُ في الرَّوضة: يتلألأ.
2 - تعجَّب " {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا} ".
• ضحِكتِ المرأةُ: حاضت " {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ} ".
• ضحِك على فلان: خدعه وغشَّه "ضحِك على البُسَطاء" ° ضحِك على ذقنه: خدعه- ضحِك على فتاة: اغتصبها، أو غرّر بها.
• ضحِك من فلانٍ: سخِر منه " {فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآيَاتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ} ". 

أضحكَ يُضحك، إضحاكًا، فهو مُضحِك، والمفعول مُضحَك
• أضحك ولدَه: جعله يشعر بالسّرور والسَّعادة حتى انبسط وجهُه وانفرجت شفتاه وأصدر أصواتًا متقطّعة للتعبير عن سروره، عكْسه: أبكى " {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} " ° شرُّ البَليَّة ما يُضحك [مثل]: يُضرب للشِّدَّة أو المصيبة تأتي في غير حينها وعلى غير وجهها، فيتعجّب منها المبتلى بها ويضحك. 

تضاحكَ يتضاحك، تضاحُكًا، فهو مُتضاحِك
• تضاحك القومُ: تشاركوا في الضّحك، وأضحك بعضُهم بعضًا "تضاحك الأصدقاءُ/ الفائزون/ الأولادُ".
• تضاحك الحَقُودُ: تظاهر بالضَّحك، تكلَّف الضَّحكَ "تضاحك مجاملةً لصديقه- تضاحك ليُظهرَ عكس ما يُبطن". 

ضاحكَ يضاحك، مُضاحَكةً، فهو مُضاحِك، والمفعول مُضاحَك
• ضاحكتِ الأمُّ ولدَها: ضحِكت معه وباسطته "ضاحك المعلِّمُ تلاميذَه- ضاحك الطَّبيبُ المريضَ". 

ضحَّكَ يضحِّك، تضحيكًا، فهو مُضحِّك، والمفعول مُضحَّك
• ضحَّك فلانًا: أضحكه؛ جعله يشعرُ بالسَّعادة حتَّى ينبسط وجهُه وتبدو أسنانُه تعبيرًا عن سروره "ضحَّك ضيوفََه- ضحَّك النَّاسَ عليه: جعلهم يسخرون منه- ضحّكتِ الأمُّ رضيعَها". 

أُضحوكة [مفرد]: ج أُضحوكات وأضاحيكُ:
1 - كلّ ما يُضحَك منه، موضع سخرية "انكشف أمره فأصبح أضحوكة للناس- جاء بأضحوكة".
2 - شخص يسمح لنفسه بأن يُستغَلَّ لمصلحة شخص آخر. 

ضاحِك [مفرد]: ج ضاحكون وضواحكُ، مؤ ضاحكة، ج مؤ ضاحكات وضواحكُ:
1 - اسم فاعل من ضحِكَ/ ضحِكَ على/ ضحِكَ من.
2 - ضرس يلي النَّاب ويسبق الطّاحِنة.
3 - كلّ سِنٍّ تبدو عند الضّحِك وهي ما تقدَّم من الأسنان (مذكّر ولا يؤنّث) ° افترَّ عن أسنانه ضاحكًا: ابتسم- ضاحك السِّنّ: دائم الابتسام، مرِح مبتهج. 

ضَحْك [مفرد]: مصدر ضحِكَ/ ضحِكَ على/ ضحِكَ من. 

ضَحِك [مفرد]:
1 - مصدر ضحِكَ/ ضحِكَ على/ ضحِكَ من ° كثرة الضَّحك تُذهب الهيبةَ.
2 - تعجُّب " {فَتَبَسَّمَ ضَحِكًا مِنْ قَوْلِهَا} [ق] ". 

ضِحْك [مفرد]: مصدر ضحِكَ/ ضحِكَ على/ ضحِكَ من. 

ضَحْكة [مفرد]: ج ضَحَكات وضَحْكات: اسم مرَّة من ضحِكَ/ ضحِكَ على/ ضحِكَ من: "ضحِك ضَحْكةً عالية" ° الضَّحْكة الأخيرة: النجاح أو الظفر النهائيّ بعد فشل أو خسارة. 

ضُحْكة [مفرد]: ج ضُحُكات وضُحْكات: أُضْحوكة؛ من يكثر الناسُ الضَّحِكَ منه "صار ضُحْكةً للناس". 

ضُحَكة [مفرد]: ج ضُحَكات: من يضحك على الناس. 

ضِحْكة [مفرد]: ج ضِحْكات: اسم هيئة من ضحِكَ/ ضحِكَ على/ ضحِكَ من: "ضحك ضِحْكة الشامت" ° الضَّحْكة الأخيرة: النجاح أو الظفر النهائيّ بعد فشل أو خسارة- ضِحْكة صفراء/ ضِحْكة صفراويّة: ضِحْكة تهكميّة ساخرة، أو مصطنعة لإخفاء استياء أو ارتباك. 

ضَحوك [مفرد]: ج ضُحُك: صيغة مبالغة من ضحِكَ/ ضحِكَ على/ ضحِكَ من: كثير الضّحك ° طريق ضحوك المطالع: واضح مستبين ظاهر- وَجْهٌ ضحوك: بشوش دائم الابتسام. 

مُضحِك [مفرد]: اسم فاعل من أضحكَ.
• المُضْحكات: النَّوادر. 

مَضْحَكَة [مفرد]: ج مَضَاحِكُ: أُضْحوكة؛ من يكثر النَّاسُ الضَّحِكَ منه "أصبح مَضْحكة لكلّ من هَبّ ودبّ". 

ضحك: الضَّحِكُ: معروف، ضَحِكَ يَضْحَك ضَحْكاً وضِحْكاً وضَحِكاً أَربع

لغات، قال الأزهري: ولو قيل ضَحَكاً لكان قياساً لأن مصدر فَعِلَ

فَعَلٌ، قال الأزهري: وقد جاءت أَحرف من المصادر على فَعَل، منها ضَحِكَ

ضَحِكاً، وخَنَقَه خَنِقاً، وخَضَفَ خَضِفاً، وضَرطَ ضَرِطاً، وسَرَقَ سَرِقاً.

والضَّحْكَة: المرَّة الواحدة؛ ومنه قول كُثَيِّر:

غَمْر الرِّداء، إذا تبسم ضاحكاً

غَلِقَتْ لضَحْكَتِهِ رقابُ المالِ

وفي الحديث: يبعث الله السحابَ فيَضْحَكُ أَحسنَ الضَّحِكِ؛ جعل انجلاءه

عن البرق ضَحِكاً استعارة ومجازاً كما يفْتَرُّ الضاحِكُ عن الثَّغْر،

وكقولهم ضَحِكَتِ الأرضُ إذا أَخرجت نباتها وزَهْرَتها. وتضَحَّك

وتَضاحَك، فهو ضاحك وضَحَّاك وضَحُوك وضُحَكة: كثير الضَّحِك. وضُحْكة، بالتسكين:

يُضْحَك منه يطَّرد على هذا باب. الليث: الضُّحْكة الشيء الذي يُضْحك

منه. والضُّحَكة: الرجل الكثير الضَّحِك يُعاب عليه. ورجل ضَحَّاك: نعت على

فَعَّال. وضَحِكْتُ به ومنه بمعنىً. وتَضاحك الرجل واسْتَضْحَك بمعنى.

وأَضْحَكه اللهُ عز وجل. والأُضْحُوكة: ما يُضْحك به. وامرأة مِضْحاك:

كثيرة الضَّحِك. قال ابن الأَعرابي: الضَّاحِك من السحاب مثل العارِضِ إلا

أنه إذا بَرَق قيل ضَحِك، والضَّحَّاك مَدْح، والضُّحَكَة دَمٌّ،

والضُّحْكَة أَذَمُّ، وقد أَضْحكني الأَمرُ وهم يَتَضاحكون، وقالوا: ضَحِكَ

الزَّهْرُ على المَثَل لأن الزَّهْر لا يَضْحَك حقيقة. والضَّاحِكَة: كل سِنٍّ

من مُقَدَّمِ الأضراس مما يَنْدُر عند الضحك. والضَّاحِكَة: السُِّّ

التي بين الأَنياب والأَضراس، وهي أَربع ضَواحِكَ. وفي الحديث: ما

أَوْضَحُوا بضاحِكة أَي ما تبسموا. والضَّواحِكُ: الأَسنان التي تظهر عند التبسم.

أَبو زيد: للرجل أَربع ثنايا وأَربع رَباعِيَات وأَربع ضَواحِك، والواحد

ضاحِك وثنتا عشرة رَحًى، وفي كل شِقٍّ ستٌّ: وهي الطَّواحين ثم

النَّواجِذ بعدها، وهي أَقصى الأَضراس. والضَّحِكُ: ظهور الثنايا من الفرح.

والضَّحْكُ: العَجَب وهو قريب مما تقدَّم. والضَّحْك:الثَّغر الأبيض.

والضَّحْك: العسل، شبه بالثَّغْر لشدة بياضه؛ قال أَبو ذؤيب:

فجاء بِمَزْجٍ لم ير الناسُ مِثْلَهُ،

هو الضَّحْك، إلا أَنه عَمَلُ النَّحْلِ

وقيل: الضَّحْك هنا الشَّهْد، وقيل الزُّبْدُ، وقيل الثَّلْج.

والضَّحْكُ أَيضاً: طَلْعُ النَّخْل حين يَنْشَقُّ، وقال ثعلب: هو ما في جوف

الطَّلْعة. وضَحِكَتِ النخلةُ وأَضْحَكَتْ: أَخرجت الضَّحْكَ. أَبوعمرو:

الضَّحْكُ والضَّحَّاك وَلِيعُ الطَّلْعة الذي يؤكل. والضَّحْك: النَّوْرُ.

والضَّحْك: المَحَجَّة. وضَحِكَتِ المرأةُ: حاضت؛ وبه فسر بعضهم قوله

تعالى: فضَحِكَتْ فبشرناها بإسحق؛ وقد فسر على معنى العَجَب أَي عَجِبَتْ من

فزع إبراهيم، عليه السلام. وروى الأزهري عن الفراء في تفسير هذه الآية:

لما قا ل رسول الله عز وجل لعبده ولخليله إبراهيم لا تخف ضَحِكتْ عند ذلك

امرأَته، وكانت قائمة عليهم وهو قاعد، فَضَحِكت فبُشرت بعد الضَّحِك

بإسحق، وإنما ضحكت سروراً بالأمن لأنها خافت كما خاف إبراهيم. وقال بعضهم: هذا

مقدَّم، ومؤخر المعنى فيه عندهم: فبشرناها بإسحق فضحكت بالبشارة؛ قال

الفراء: وهو ما يحتمله الكلام، والله أعلم بصوابه. قال الفراء: وأما قولهم

فضحكت حاضت فلم أسمعه من ثقة. قال أَبو عمرو: وسمعت أبا موسى الحامض يسأل

أبا العباس عن قوله فضحكت أي حاضت، وقال إنه قد جاء في التفسير، فقال:

ليس في كلام العرب والتفسير مسلم لأهل التفسير، فقال له فأنت أنشدتنا:

تَضْحَكُ الضَّبْعُ لقَتْلى هُذَيْلٍ،

وتَرى الذئبَ بها يَسْتَهِلّ

فقال أَبو العباس: تضحك ههنا تَكْشِرُ، وذلك أن الذئب ينازعها على

القتيل فتَكْشِر في وجهه وَعيداً فيتركها مع لحم القتيل ويمرّ؛ قال ابن سيده:

وضَحِكَت الأَرنبُ ضِحْكاً حاضت؛ قال:

وضِحْك الأَرانبِ فَوْقَ الصَّفا،

كمثلِ دَمِ الجَوْفِ يوم اللِّقا

يعني الحيضَ فيمازعم بعضهم؛ قال ابن الأَعرابي في قول تأبط شرّاً:

تضحك الضبع لقتلى هذيل

أَي أَن الضبع إذا أَكلت لحوم الناس أَو شربت دماءهم طَمِثَتْ، وقد

أَضْحكها الدمُ؛ قال الكُمَيْت:

وأَضْحَكَتِ الضِّباعَ سُيوفُ سَعْدٍ،

لقَتْلى ما دُفِنَّ ولا وُدِينا

وكان ابن دريد يردّ هذا ويقول: من شاهد الضِّباعَ عند حيضها فيعلم أَنها

تحيض؟ وإنما أَراد الشاعر أَنها تَكْشِرُ لأَكل اللحوم، وهذا سهو منه

فجعل كَشْرَها ضَحِكاً؛ وقيل: معناه أَنها تستبشر بالقتلى إذا أكلتهم

فيَهِرُّ بعضُها على بعض فجعل هَرِيرها ضَحِكاً لأن الضحك إنما يكون منه

كتسمية العنب خمراً، ويسْتَهِلُّ: يصيح ويَسْتَعْوِي الذئابَ. قال أَبو طالب:

وقال بعضهم في قوله فضحكت حاضت إن أَصله من ضَحَّاك الطَّلْعة

(* قوله

«من ضحاك الطلعة» كذا بالأصل، والإضافة بيانية لأن الضحاك، كشداد: طلع

النخلة إذا انشق عنه كمامه.) إذا انشقت؛ قال: وقال الأَخطل فهي بمعنى

الحيض:تَضْحَكُ الضَّبْعُ من دِماءِ سُلَيْمٍ،

إذ رَأَتْها على الحِداب تَمُورُ

وكان ابن عباس يقول: ضَحِكَتْ عَجِبَت من فزع إبراهيم. وقال أَبو إسحق

في قوله عز وجل: وامْرأَته قائمةٌ فضَحِكَتْ؛ يروي أَنها ضحكت لأَنها كانت

قالت لإبراهيم اضْمُمْ لُوطاً ابن أَخيك إليك فإني أَعلم أنه سينزل

بهؤلاء القوم عذاب، فضحِكَتْ سُروراً لما أَتى الأمر على ما توهمت، قال: فأما

من قال في تفسير ضحكت حاضت فليس بشيء. وأَضْحَكَ حَوْضَه: ملأه حتى فاض،

وكأَنَّ المعنى قريبٌ بعضُه من بعض لأنه شيء يمتلئ ثم يفيض، وكذلك

الحيض. والضَّحُوكُ من الطُّرُق: ما وَضَح واستبان؛ قال:

على ضَحُوكِ النَّقْبِ مُجْرَهِدِّ

أَي مستقيم.والضَّاحِكُ: حجر أبيض يبدو في الجبل. والضَّحُوك: الطريق

الواسع. وطريق ضَحَّاك: مُسْتبين؛ وقال الفرزدق:

إذا هِيَ بالرَّكْبِ العِجالِ تَرَدَّفَتْ

نَحائزَ ضَحَّاكِ المَطالِعِ في نَقْبِ

نحائز الطرق: جَوادُّها. أَبو سعيد: ضَحِكاتُ القلوب من الأموال

والأَولاد خِيارُها تَضْحَك القلوب إليها. وضَحِكاتُ كل شيء: خِيارُه. ورأيٌ

ضاحِكُ ظاهر غير ملتبس. ويقال: إن رأيك ليُضاحِكُ المشكلات أَي تظهر عنده

المشكلات حتى تُعْرف. ويقال: القِرد يَضْحَك إذا صوّت. وبُرْقَةُ ضاحِكٍ:

في ديار تميم. ورَوْضة ضاحِك: بالصَّمَّان معروفة. والضَّحَّاك بن

عَدْنان: زعم ابن دَأبٍ المَدني أنه الذي ملك الأرض وهو الذي يقال له المُذْهَب،

وكانت أمه من الجن فلَحِقَ بالجن وسدا القرا

(* قوله «وسدا القرا» كذا

بالأصل بدون نقط، ولعله محرف عن وبيداء القرى أي ولحق ببيداء القرى)،

وتقول العجم: إنه لما عمل الــسحر وأظهر الفساد أخذ فشُدََّ في جبل

دُنْباوَنْدَ، ويقال: إن الذي شدَّه أفْرِيدون الذي كان مَسَح الدنيا فبلغت أربعة

وعشرين ألف فرسخ؛ قال الأزهري: وهذا كله باطل لا يؤمن بمثله إلا أحمق لا

عقل له.

ضحك

1 ضَحِكَ, (S, MA, O, Msb, K, &c.,) and some say ضِحِكْتُ, with kesr to the ض, (TA, as from the K, [but not in the CK nor in my MS. copy of the K,]) to agree with the vowel of the ح because the latter is a faucial letter, and this is a correct dial. var. of which similar instances are mentioned, and ضَحَكَ also is said to be a well known dial. var. of ضَحِكَ, (TA,) aor. ـَ (S. O,) inf. n. ضَحِكٌ and ضِحْكٌ (S, MA, O, Msb, K, KL) and ضَحْكٌ, (S, MA, O, K, KL,) the first of which is the superior form, (IDrd, O,) [the second and third being contractions thereof,] and ضِحِكٌ, (S, O, K, KL,) and if you said ضَحَكٌ it would be agreeable with analogy, (Az, TA,) He laughed; (MA, KL, PS, TK;) contr. of بَكَى: (TK:) [see also 6:] الضَّحِكُ is well known, as meaning the expanding of the face, and displaying of the teeth, by reason of happiness, joy, or gladness; and التَّبَسُّمُ is the beginning thereof: thus in the Towsheeh and other works: (MF, TA:) and in like manner in the Mufradát [of Er-Rághib]; in which it is added that it is also used as meaning simply the being happy, joyful, or glad: and sometimes as meaning simply the wondering [at a thing]; and this is the meaning intended by him who says that it is peculiar to man: (TA:) [i. e.] ضَحِكَ, said of a man, signifies also he wondered; syn. عَجِبَ; (O, K, TA;) with مِنْ preposed to the object of wonder: (TA:) or he was frightened; or he feared. (K, TA.) You say, ضَحِكَ مِنْهُ and بِهِ, both meaning the same, (S, O, Msb,) i. e. He laughed at him; derided him; or ridiculed him: or he wondered at him. (Msb.) And ضَحِكَ إِلَيْهِ [He behaved laughingly, or cheerfully, towards him]. (IDrd and K in art. بش [See بَشَّ لَهُ.]) b2: Said of an ape, He uttered a cry or cries: (K:) or one says of the ape when he utters a cry or cries, يَضْحَكُ, (S, TA,) meaning he displays his teeth, or grins. (TA.) b3: And ضَحِكَ السَّحَابُ (tropical:) The clouds lightened. (S, O, K, TA.) Hence the usage of the verb in a trad. cited voce تَحَدَّثَ. (O, TA.) b4: And ضَحِكَ الغَدِيرُ i. e. (tropical:) [The pool of water left by a torrent] glistened by reason of its fulness. (TA.) b5: [And ضَحِكَ ثَغْرُهُ (assumed tropical:) His front teeth, or his teeth, glistened by reason of his laughing; meaning he laughed so as to show his front teeth, or his teeth.] b6: And ضَحِكَ الزَّهْرُ (tropical:) The flowers [looked gay, or] were as though they were laughing. (TA.) And ضَحِكَتِ الأَرْضُ (tropical:) The earth, or land, put forth its plants, or herbage, and its flowers. (TA.) And ضَحِكَتِ الرِّيَاضُ عَنِ الأَزْهَارِ (tropical:) The meadows, or gardens, displayed the flowers. (TA.) b7: And ضَحِكَتِ النَّخْلَةُ (tropical:) The palm-tree put forth [or disclosed] its ضَحْك; as also ↓ أَضْحَكَت; (TA;) [i. e.] the spathe of the palm-tree, (Skr, O, TA,) that covered the طَلْع [or spadix], (O,) burst open. (Skr, O, TA.) And ضَحِكَ الطَّلْعُ (tropical:) The طلع [here app. meaning the spathe of the palm-tree] split, or clave, open; and so تَبَسَّمَ. (TA.) b8: And, as some assert, (ISd, TA,) ضَحِكَتْ signifies also (tropical:) She menstruated; said of a hare; (ISd, Z, O, Msb, TA;) accord. to some, from the ضَحَّاك [meaning the interior] of the طَلْعَة [of the palm-tree] when it bursts open; (ISd, TA;) and hence, (K, TA,) said also in this sense of a woman, (O, Msb, K, TA,) accord. to Mujáhid, (O, TA,) and some others, (TA,) in the Kur xi. 74, (O, K, TA,) where some read فَضَحَكَتْ, which is said to be a well-known dial. var.; (TA;) and likewise, accord. to some, said in this sense of the hyena, (O, TA,) when she sees blood, or as IAar says, when she eats the flesh of men and drinks their blood: (TA:) [it is commonly asserted by the Arabs that] the hare menstruates like women: (Kzw:) but with respect to this meaning as assigned to the verb in the Kur xi. 74, Fr says that he had not heard it from any person deserving of confidence; (O, TA; *) and Zj says that it is nought: both say that the meaning there is, she laughed by reason of happiness: (TA:) and some say that there is an inversion in this case, what is meant being فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحٰقَ فَضَحِكَتْ: (Fr, O, TA:) or the meaning is, she wondered; so says I'Ab; and so Er-Rághib, who adds that it is confirmed by her saying, “ shall I bring forth a child when I am an old woman, and this my husband is an old man? verily this is indeed a wonderful thing: ” and that فَحَاضَتْ which is inserted by some of the expositors after فَضَحِكَتْ is not an explanation of this expression, as some of them have imagined it to be, but is the mention of [a fact which was] a sign that the announcement was not that of an event improbable: or the meaning is, she was frightened; so says Fr.: (TA:) and with respect to the meaning of this verb when said of the hyena, mentioned above, it is rejected by AHát and others: (TA:) IDrd says, on the authority of AHát, respecting the following verse of TaäbbataSharrà, تَضْحَكُ الضَّبْعُ لِقَتْلَى هُذَيْلٍ

وَتَرَى الذِّئْبَ لَهَا يَسْتَهِلُّ that the meaning is (assumed tropical:) The hyena displays her teeth, or grins, on account of the slain [of Hudheyl], when she sees them, like as they say of the ass when he plucks out the [plant called] صِلِّيَانَة; (O, TA;) or, as others say, (assumed tropical:) the hyena snarls, displaying her teeth; and sees the wolf raising his voice in calling the [other] wolves to them, i. e. to the slain: (O, TA:*) Abu-l-' Abbás says that the meaning is, (assumed tropical:) the hyena displays her teeth, because the wolf contends with her over the slain: and some say that the poet means, (assumed tropical:) the hyena rejoices because of the slain. (TA.) b9: One says also, ضَحِكَتِ السَّمُرَةُ, meaning (assumed tropical:) The سمرة [or gum-acacia-tree] flowed with its gum: from ضحكت meaning “ she menstruated. ” (Bd in xi. 74.) 3 مُضَاحَكَةٌ [inf. n. of ضاحكهُ] signifies [The contending, or vying, in laughing, with another; or the laughing with another; or] the laughing together. (KL.) b2: [Hence,] one says, النَّوْرُ يُضَاحِكُ الشَّمْسَ (assumed tropical:) [The flowers vie in brightness with the sun]. (TA.) b3: And إِنَّ رَأْيَكَ لَيُضَاحِكُ المُشْكِلَاتِ (tropical:) [Verily thy judgment makes sport with ambiguities]; said to him to whom confused and dubious things are apparent and known. (TA.) 4 اضحكهُ, (S, O, K,) inf. n. إِضْحَاكٌ, (KL,) said of God, (S, O,) or of a man, (K,) He made him, or caused him, to laugh. (S, * O, * K, * KL, PS.) b2: [Hence,] اضحك الضَّبُعَ, said of blood, (TA,) or of the sword, (O, TA,) (assumed tropical:) [It made the hyena to display her teeth; or to snarl, displaying her teeth: or to rejoice: (see 1, latter part:) but explained as meaning] (tropical:) it made the hyena to menstruate. (TA.) b3: And اضحك الحَوْضَ (tropical:) He filled the wateringtrough so that it overflowed: (O, TA:) its glistening being likened to laughing. (TA.) b4: See also 1, near the middle of the paragraph.5 تَضَحَّكَ see the next paragraph.6 تضاحك and ↓ تضحّك [are both mentioned in the K and TA as though syn. with each other and with ضَحِكَ: and accord. to the KL, the former signifies He laughed: but accord. to the TK, the latter signifies he manifested laughing: or] the former is syn. with ↓ استضحك [app. as meaning he affected to laugh, or laughing: or, more exactly, agreeably with analogy, like the contr. تَبَاكَى and اِسْتَبْكَى, the former signifies thus; and the latter, he desired to laugh]. (S.) b2: And you say also, هُمْ يَتَضَاحَكُونَ [meaning They laugh together, one with another]. (K.) 10 إِسْتَضْحَكَ see the next preceding paragraph.

ضَحْكٌ [originally an inf. n., a contraction of ضَحِكٌ,] The appearance, or appearing, of the central incisors [or of the front teeth] by reason of happiness, joy, or gladness. (TA.) b2: and hence, (TA,) Wonder. (K, TA.) A2: [As an epithet,] A man whose teeth are white. (As, O, TA.) A3: [And as a subst., properly so termed,] White front teeth. (As, O, K.) b2: And (assumed tropical:) Honey: (K:) or white honey; (Ibn-Es-Seed, TA;) likened to the front teeth because of its intense whiteness: (AA, O, TA:) or honey in its comb; syn. شَهْدٌ. (K.) b3: And, (O, K,) some say, (O,) (assumed tropical:) Fresh butter. (O, K.) b4: And (assumed tropical:) Snow. (O, K.) b5: and (assumed tropical:) Blossoms, or flowers, or white blossoms or flowers; syn. نَوْرٌ: (O, and so in copies of the K:) or light; syn. نُورٌ. (So in a copy of the K.) b6: And (assumed tropical:) The طَلْع [or spadix] of the palm-tree when its envelope bursts open from it; (S, * O, * K;) in the dial. of Belhárith Ibn-Kaab: (O:) accord. to Th, what is in the interior of the طَلْعَة [here meaning spathe of the palm-tree]: as AA says, the وَلِيعَة, or وَلِيع [thus differently written in two different places in the TA,] of the طَلْع [or spathe of the palm-tree], which is eaten; as also ↓ ضَحَّاكٌ. (TA.) b7: and (assumed tropical:) The middle of a road; (K, TA;) and so, accord. to the K, ↓ ضَحَّاكٌ; but, correctly, this should have been there mentioned as syn. with ضَحْكٌ in the sense next preceding. (TA.) ضَحْكَةٌ A single act of ضَحِك [or laughing; i. e. a laugh]. (S, O.) A2: [The pl.] ضَحْكَاتٌ signifies (tropical:) The best of everything: and ضَحْكَاتُ القُلُوبِ, the best of possessions, or wealth, and of children: so says Aboo-Sa'eed. (TA.) ضُحْكَةٌ A thing, (Lth, TA,) or a man, (S, O. TA,) that is laughed at, or ridiculed; i. e. يُضْحَكُ مِنْهُ: (S, O, K, TA:) an epithet importing more discommendation than ضُحَكَةٌ. (K.) b2: See also مَضْحَكٌ.

ضُحَكَةٌ, (S, O, Msb, K,) an epithet importing discommendation, (K,) and ↓ ضُحُكَّةٌ, (Ibn-'Abbád, O, K,) and ↓ ضَحَّاكٌ, (Msb, K,) an epithet importing commendation, (TA, [but the contr. is implied, or rather plainly indicated, in the K,]) and ↓ ضَحُوكٌ, (K,) and ↓ مِضْحَاكٌ, (S, O, K,) which last is [also] applied to a woman, (S, O,) One who laughs much (كَثِيرُ الضَّحِكِ). (S, O, Msb, K.) ضُحُكَّةٌ: see the next preceding paragraph.

ضَحُوكٌ: see ضُحَكَةٌ. b2: [Also] A man cheerful in countenance. (O.) b3: And (assumed tropical:) A wide road: (S, O:) or (tropical:) a distinct, an apparent, or a conspicuous, road; as also ↓ ضَحَّاكٌ: pl. of the former (in this sense, TA) ضُحْكٌ. (K, TA.) ضَحَّاكٌ: see ضُحَكَةٌ: b2: and see ضَحْكٌ, last two sentences: b3: and ضَحُوكٌ.

ضَاحِكٌ Laughing; [&c.;] (KL;) act. part. n. of ضَحِكَ. (Msb, K.) b2: Also applied to clouds (سَحَاب), meaning (tropical:) Appearing, or extending sideways, in the horizon, and lightening. (S, O, TA.) b3: [And to the tooth (السِّنّ, used as a gen. n.): thus in the phrase ضَاحِكَ السِّنِّ, meaning (assumed tropical:) Laughingly, so as to display the teeth.] b4: See also ضَاحِكَةٌ. b5: Also, [or perhaps حَجَرٌ ضَاحِكٌ,] (tropical:) Very white stone appearing in a mountain (IDrd, O, TA.) of any colour, as though laughing. (IDrd, O, TA.) b6: One says also رَأْىٌ ضَاحِكٌ, meaning (tropical:) Judgment that is plain, or perspicuous, (TA,) not confused or dubious. (O, TA.) b7: And, [using ضاحك as a gen. n.,] مَا أَكْثَرَ ضَاحِكَ نَخْلِكُمْ (tropical:) [How numerous are the bursting spathes of your palm-trees!]. (TA.) b8: [And an instance of ضَاحِكٌ applied to a woman, without ة, meaning (assumed tropical:) Menstruating, is cited by Bd, in xi. 74.]

ضَاحِكَةٌ, (S, O, K,) or ↓ ضَاحِكٌ, (Msb,) or both, (Mgh,) (tropical:) The tooth next behind the نَاب [or canine tooth]; (Mgh, Msb;) [i. e. the anterior bicuspid;] any one of the four teeth that are between the أَنْيَاب and the أَضْرَاس: (S, O, K:) or any one of the teeth that are in front of the أَضْرَاس that appear on the occasion of laughing: (K:) pl. ضَوَاحِكُ. (S, Mgh, O, Msb, K.) أَوضَحُوا بِضَاحِكَةٍ (O, TA,) a phrase occurring in a trad., (O,) means (assumed tropical:) They smiled. (TA.) أُضْحُوكَةٌ [A laughable thing;] a thing at which one laughs: (O, K, TA:) and ↓ مَضْحَكَةٌ signifies [in like manner a cause of laughter;] a thing at which one laughs, or which one ridicules: pl. of the former أَضَاحِيكُ. (TA.) [See also مُضْحِكَاتٌ.]

مَضْحَكٌ lit. A place of laughing: the front teeth; because they appear in laughing; like مَبْسِمٌ: pl. مَضَاحِكُ.] One says, بَدَتْ مَضَاحِكُهُ and ↓ ضُحْكَتُهُ and [in like manner] مَبَاسِمُهُ (assumed tropical:) [His front teeth appeared, by his laughing]. (TA.) مَضْحَكَةٌ: see أُضْحُوكَةٌ.

مُضْحِكَاتٌ [pl. of مُضْحِكَةٌ] i. q. نَوَادِرُ [as meaning Extraordinary things or sayings, particularly such as cause laughter: see also أُضْحُوكَةٌ]. (TA.) مِضْحَاكٌ: see ضُحَكَةٌ.
ضحك
ضَحِكَ، كعَلِمَ، وناسٌ من العَرَبِ يَقُولُونَ: ضِحِكْتُ، بكَسرِ الضّادِ إِتْباعا للحاءِ فإِنّها حَلْقِيّة، وَهِي لْغَة صَحِيحَةٌ، وَلها نَظائرُ سَبَقَت ضَحْكًا بالفتحِ والكَسرِ، وضِحِكًا بكَسرَتَيْنِ كَإِبِلٍ. وضَحِكًا، ككَتِف، أَربع لُغات، قَالَ ابنُ بَريّ: اللُّغَة العالِيَةُ الضَّحِكُ، يَعْنِي الأخِيرَةَ، قَالَ الأَزْهِرَيُّ: وَقد جاءَت أَحْرُفٌ من المَصادِرِ على فَعِلٍ مِنْهَا: ضَحِكَ ضَحِكًا، وخَنَقَه خَنِقًا، وخَضف خَضِفًا، وضَرِطَ ضَرطًا وسَرَقَ سَرِقًا، قَالَ: وَلَو قِيلَ: ضَحَكا، يَعْنِي بفَتْحَتَين لَكَانَ قِياسًا، لأَنَّ مصدرَ فَعِلَ فَعَلٌ، وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ لرُؤْبَةَ: شادِخَةُ الغُرَّةِ غَرّاءُ الضَّحِكْ تَبَلجَ الزَّهْراءِ فِي جِنْحِ الدَّلَكْ والضَّحِكُ مَعْرُوفٌ، وَهُوَ انْبِساطُ الوَجْهِ وبُدُوُّ الأَسنانِ من السرُورِ، والتَّبَسُّمُ مبادِئُ الضَّحِكِ، كَمَا فِي التَّوْشِيحِ، ونَسِيمِ الرياضِ وغَيرِهما، نقَلَه شَيخُنا، وَفِي المُفْرَداتِ: هُوَ انْبِساطُ الوَجْهِ وتَكشُّرُ الأسْنانِ من سُرُورِ النَّفْسِ، ويُستَعْمَلُ فِي السُّرُور المُجَرَّدِ نَحْو قَوْلِهِ تَعالَى: مُسفِرَةٌ ضاحِكَةٌ واسْتُعْمِلَ للتَّعَجبِ المُجَرّدِ تارَةً، وَهَذَا المَعْنَى قَصْدُ من قالَ: إِنَّ الضَّحِكَ مُخْتَصٌّ بالإِنْسانِ، وَلَيْسَ يوجَدُ فِي غَيرِه من الحَيَوانِ. وتَضَحَّكَ الرجلُ وتَضاحَكَ، فَهُوَ ضاحِكٌ وضَحّاكٌ كشَدّاد وضَحُوكٌ كصَبُورٍ ومِضْحاكٌ كمِحْرابٍ وضُحَكَةٌ كهُمَزَةٍ، زادَ ابْن عَبّادٍ. وضُحُكَّة كحُزُقَّة، أَي: كَثِيرُ الضَّحِكِ.
ورَجُلٌ ضُحْكَةٌ بالضّمِّ: إِذا كانَ يُضْحَكُ مِنْهُ يَطَّرِدُ على هَذَا بابٌ. وَقَالَ اللَّيثُ: الضُّحْكَةُ: الشّيءُ الَّذِي يُضْحَكُ مِنْه.
والضّحَكَةُ: الرَّجُلُ الكَثِيرُ الضَّحِكِ. وَقَالَ الرّاغِبُ: رجل ضُحَكَةٌ: يَضْحَكُ من النّاسِ، وضُحْكَةٌ: ضْحَكُ مِنْه، وَهَذَا)
قد تَقَدَّمَ البحثُ فِيهِ فِي تَركِيبِ خَ د ع. والضَّحّاكُ، كشَدّادٍ فَعّالٌ من الضَّحِكِ، وَهُوَ مَدْح. ومِثْلُ هُمَزَة ذَمٌّ، والضُّحْكَةُ بالضمِّ أَذَم. وضَحِكَ بهِ، ومِنْهُ، بمَعْنًى. وأَضْحَكْتُه. وهُم يَتَضاحَكُونَ. وَمن المَجازِ: الضّاحِكَة: كُلُّ سِن من مُقَدَّم الأضْراسِ تَبدُو عِنْدَ الضَّحِكِ والجَمْعُ: الضَّواحِكُ. أَو هِيَ الأَرْبَعُ الَّتِي بَيْنَ الأَنْيابِ والأَضْراسِ نَقَله الجَوْهَريُّ، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: للرَّجُل أَرْبَعُ ثَنايَا وأرْبَعُ رَباعِيَاتٍ، وأَرْبَعُ ضَواحِكَ، وثِنْتا عَشْرَةَ رَحًى، وَفِي كُلِّ شِق سِتّ وَهِي الطَّواحِينُ ثمَّ النَّواجِذُ بَعْدَها، وَهِي أَقْصَى الأَضْراسِ. والأضْحُوكَةُ بالضمِّ مَا يُضْحَكُ مِنْه نقَلَه الجَوْهَرِي، والأَضاحِيكُ جَمْعُه.
وَمن المَجازِ: ضَحِكَت الأَرْنَب كفَرِحَ، أَي حاضَت. قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وتَزْعُم العربُ أَن الجِنَّ تَمْتَطِي الوَحْش وتَجْتَنِبُ الأَرْنَبَ لمكانِ حَيضِها، وَلذَلِك يَستَدْفِعُونَ العَيْنَ بتَعْلِيقِ كِعابِها، وَقد تقَدَّمَ فِي ر س ع قِيلَ: ومِنْهُ أَي: من اسْتِعمالِه فِي مَعْنَى الحَيضِ قولُه تَعالَى: وامْرَأَتُه قائِمَةٌ فضَحِكَتْ فبَشّرناهَا بإِسْحاق وقُرِئَ بفَتْحِ الحاءِ، فقِيلَ هُوَ مُخْتَصٌّ بمَعْنى حاضَ، وقِيلَ: إِنَّها لُغَةٌ مَعْرُوفَةٌ فِي ضَحِكَ بكسرِها، وَهَذَا التَّأْوِيلُ الَّذِي ذَكَرَه هُوَ قَولُ مُجاهِدٍ، وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه:
(وضِحْكُ الأَرانِبِ فَوْقَ الصَّفَا ... كَمِثْلِ دَمِ الجَوْفِ يَوْمَ اللِّقَا)
وَقَالَ: يَعْنِي الحَيضَ فِيمَا زَعَم بَعْضُهُم، قَالَ أَبو طالِب: وقالَ بَعْضُهم فِي قَوْلِه ضَحِكَتْ، أَي: حاضَتْ إِنَّ أَصْلَه من ضَحّاكِ الطَّلْعَةِ إِذا انْشَقَّتْ، قَالَ: وقالَ الأَخْطَلُ فِيهِ بمَعْنَى الحَيضِ:
(تَضْحَكُ الضَّبعُ من دماءِ سُلَيمٍ ... إِذْ رَأَتْها على الحِدابِ تَمُورُ)
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ فِي قَوْلِ تَأَبَّطَ شَرًّا الآتِي ذِكْره أَي: أَنّ الضَّبُعَ إِذا أَكَلَتْ لُحُومَ النّاسِ أَو شَرِبَتْ دِماءهم طَمِثَتْ، وَقد أَضْحَكَها الدَّمُ، وَقَالَ الكُمَيتُ:
(وأَضْحَكَت الضِّباعَ سُيُوفُ سَعْدٍ ... لقَتْلَى مَا دُفِنَّ وَمَا وُدِينَا)
وكانَ ابنُ دُرَيْدٍ يَرُد هَذَا، ويَقُول: مَنْ شاهَدَ الضِّباعَ عِنْدَ حَيضَتِها فيَعْلَم أَنّها تَحِيضُ وإِنّما أرادَ الشّاعِرُ أَنّها تَكْشِرُ لأَكْل اللحُومِ، وَهَذَا سَهْوٌ مِنْهُ، فجَعَل كَشْرَها ضَحِكًا، وقِيلَ: مَعْناهُ أَنها تَستَبشِرُ بالقَتْلَى إِذا أَكَلَتْهُم فيَهِر بعضُها على بَعْض، فجَعَل هَرِيرَها ضَحِكًا، وقِيلَ: أَرادَ أَنّها تُسَر بهِم، فجَعَل الشرُورَ ضَحِكًا، لأَنَّ الضَّحِكَ إِنَّما يكونُ مِنْه، كتَسمِيَةِ العِنَبِ خمرًا، وَكَذَلِكَ أَنْكَرَه الفَرّاءُ وَقَالَ: لم أَسْمَعُه من ثِقَةٍ، وَقَالَ أَبو عَمْرو: وسَمِعْتُ أَبا مُوسَى الحامِضَيَسألُ أَبَا العَبّاسِ عَنْ قَوْلِه فَضَحكت أَي حاضَتْ، وقالَ: إِنَّه قد جاءَ فِي التَّفْسِير، فقالَ ليسَ فِي كَلامِ العَرَبِ، والتَّفْسِيرُ مُسَلَّمٌ لأَهْل التَّفْسِير، فقَال لَه: فأَنت أَنْشَدْتَنَا لتأَبَّطَ شَرًّا:
(تَضْحَكُ الضَّبعُ لِقَتْلَى هُذَيْلٍ ... وتَرَى الذِّئْبَ بِها يَستَهِلّ)
فقالَ أَبُو العَبّاس: تَضْحَكُ هُنَا تَكْشِرُ، وَذَلِكَ أَنِّ الذِّئْبَ يَنازِعُها على القَتِيلِ فتَكْشِرُ فِي وَجْهِه وَعِيدًا، فيتْرُكُها مَعَ لَحْمِ)
القَتِيلِ وَيمُرّ، وَقَوله: يَستَهِلُّ، أَي: يَصِيحُ فيَستَعْوي الذِّئابَ إِلى القَتْلَى، وقالَ ابنُ دُرَيْد: سأَلْتُ أَبا حاتمٍ عَن هَذَا البَيتِ، وقلتُ لَهُ: زَعَمَ قومٌ أَنًّ تَضْحَك: تَحِيضُ، فَقَالَ: مَتَى صَحَّ عندَهُم أَن الضَّبُعَ تَحِيضُ ثمَّ قالَ: يَا بُنَي إِنَّما هِيَ تَكْشِرُ للقَتْلَى إِذا رَأَتْهُم، كَمَا قالُوا: يَضْحَك العِير إِذا انْتَزَع الصِّلِّيانَة وِإنَّما يَكْشِرُ، وتَزْعُم العَرَبُ أَن الضَّبُعَ تَقْعدُ على غَرامِيلِ القَتْلَى إِذا وَرِمتْ، وَهَذَا كالصَّحيحِ عندَهُم. وَقَالَ أَبُو إِسْحاقَ الزَّجّاج: رُوِيَ أنّها ضَحِكَتْ لأنّها لما كَانَت قالَتْ لإِبْراهِيمَ اضْمُمْ لُوطًا ابنَ أَخِيكَ إِلَيْكَ فإنّي أَعْلَمُ أَنّه سَيَنْزِلُ بهؤُلاءِ القَوْمِ عَذابٌ، فضَحِكَتْ سُرُورًا لمّا أَتَى الأَمْر على مَا تَوَهَّمَتْ، قَالَ: فأَمّا من قالَ فِي تفَسِيره: إِنّها حاضَتْ فلَيسَ بشَيءٍ، ورَوَى الأَزْهَرِيُّ عَن الفَرّاءِ مثلَ هَذَا، وقالَ: إِنّما ضَحِكَتْ سُرورًا بالأَمْن لأَنَّها خافَتْ كَمَا خافَ إِبْراهِيمُ، قالَ: وقالَ بَعْضُهُم: إِنَّ فِيهِ تَقْدِيمًا وتَأْخِيرًا، أَي: فبَشَّرناها بإسْحاقَ فضَحِكَتْ بالبِشارَةِ، قَالَ الفَرّاءُ: وَهُوَ مَا يَحْتَمِلُه الكَلامُ، واللَّهُ أَعْلَم بصَوابِه.
وَقيل: هُوَ مِنْ ضَحِكَ الرَّجُلُ: إِذا عَجِبَ والمَعْنَى: أَي عَجِبَتْ مِنْ فَزَعِ إِبْراهِيمَ عَلَيْهِ السلامُ، وَمِنْه قولُ عَبدِ يَغُوثَ الحارِثيِّ:
(وتَضْحَكُ مِنِّي شَيخَةٌ عَبشَمِيَّةٌ ... كأَنْ لَم تَرا قَبلِي أَسِيرًا يَمانِيَا)
وَهُوَ قولُ ابنِ عَبّاسٍ، ونَقَلَه الرّاغِبُ، وأَيَّدَه فَقَالَ: ويَدُلُّ على ذَلِك قَوْله تعالَى: أأَلِدُ وأَنا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلي شَيخًا إِنَّ هَذَا لَشَيءٌ عَجِيبٌ قالَ: وقَولُ مَنْ فَسَّرَه بحاضت فليسَ ذَلِك تَفْسِيراً لقولِه ضَحِكَتْ كَمَا تَصَوَّرَه بعضُ المُفَسِّرِينَ، فقَال: ضَحِكَتْ يَعْنِي حاضَتْ، وإِنّما ذِكْرُه ذَلِك أَمارَةٌ لِما بُشِّرَتْ بِهِ فحاضَتْ فِي الوَقْتِ لتَعْلَمَ أَنَّ حَمْلَها ليسَ بمُنْكَرٍ، إِذْ كَانَت المَرأَةُ مَا دامَتْ تَحِيضُ فإِنَّها تَحْبَلُ. أَو ضَحِكَ: إِذا فزِعَ وَبِه فَسَّرَ الفَرّاءُ الآيَة، كَمَا تَقَدَمَ قَرِيبًا. وَمن المَجاز: ضَحِكَ السَّحابُ: إِذا بَرَقَ قالَ ابنُ الأَعْرابي: الضّاحِكُ من السَّحابِ مِثْلُ العارِضِ إِلا أَنّه إِذا بَرَقَ قِيلَ ضَحِكَ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وَمِنْه الحَدِيثُّ: يَبعَث اللَّهُ السَّحابَ فيًضْحَكُ أَحْسَنَ الضحِكِ، ويَتَحَدَّثُ أَحْسًنَ الحَدِيثِ، فضَحِكُه البًرقُ، وحَدِيثُه الرَّعْدُ جعَلَ انْجِلاَءه عَن البَرقِ ضَحِكاً، فَكَأَنَّهُ إِنّما جَعَلَ لَمْعَ البَرق أَحْسَنَ الضَّحِكِ وقَصْفَ الرَّعْدِ أَحْسَنَ الحَدِيثِ، لأَنّهما آيَتانِ حامِلَتانِ عَلَى التَّسبِيحِ والتَّهْلِيلِ. وضَحِكَ القردُ أَي: صَوَّتَ وَفِي الصِّحاحِ: ويُقالُ: القِردُ يَضْحَكُ إِذا صَوَّتَ، أَي جعلَ كَشْرَ الأَسْنان ضَحِكًا، وِإلا فَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ الضًّحِكَ مُخْتَصٌّ بالإِنْسانِ.
والضَّحْكُ بالفَتْحِ: الثَّلْجُ، وقِيلَ: الزُّبْدُ، وَقيل: العَسَلُ وقَيَّدَه ابنُ السّيد بالأبْيَضِ، قَالَ أَبو عَمْرو: شُبِّه بالثَّغْرٍ لشِدَّةِ بَياضِه أَو الشّهْد. والضَحْكُ: ظهُورُ الثَّنايا من الفَرَع، وَمن ذَلِك سُمِّيَ العَجَبُ ضَحِكا. وقالَ الأَصْمَعيُ: الضَّحْكُ: الثَّغْرُ الأَبْيَضُ شُبِّه بياضُ العَسَل بهِ، يُقال: رَجُلٌ ضَحْكٌ، أَي: أَبْيَضُ الأَسْنانِ، وبكُلِّ ذَلِك مَا عَدَا العَجَبَ فُسِّرَ قولُ أبي ذؤَيْبٍ الهُذَلِيِّ:
(فجَاءَ بمَزْجٍ لم يَرَ النّاسُ مِثْلهِ ... هُوَ الضَّحْكُ إِلاَّ أَنَّه عَمَلُ النَّحْلِ)

وقِيل: الضَّحْكُ: النَّوْرُ وَبِه فُسِّرَ البَيْتُ أَيضًا. والضَّحْكُ: المَحَجَّةُ، وَهِي وَسَط الطَّرِيقِ، كالضَّحّاكِ كشَدّاد. الصّوابُ أَنْ يُذْكَرَ قولُه: كالضَّحَّاكِ بعد قولِه: كِمامُه، كَمَا هُوَ نَصُّ أبي عَمْرو، وأَما الضَّحّاكُ فِي نَعْتِ الطَّرِيقِ فإِنّه سَيأْتِي لَهُ فِيمَا بَعْدُ، فتأَمّلْ ذَلِك. وَقَالَ السَّكّريُّ فِي شَرح قَوْل أَبي ذُؤَيْبٍ: الضَّحْكُ: طَلْعُ النَّخْلَةِ إِذا انْشَقَّ عَنهُ كِمامُه فِي لُغَةِ بَلْحارِثِ بنِ كَعْبٍ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ مَا فِي جَوْفِ الطَّلْعَةِ، وَقَالَ أَبو عَمْرو: هُو وَلِيعَةُ الطَّلع الّذِي يُؤْكَلُ، كالضَّحّاكِ، هَذَا نَصُّ أَبي عَمْرو، فكانَ الأَوْلَى أَنْ يُؤْخِّرَ لَفْظَ كالضّحّاكِ هُنا. والضّحْكُ بالضّمِّ: جمع ضَحُوك للطَّرِيقِ، كصَبُورٍ وصُبر. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الضّاحِكُ: حَجَرٌ شَدِيدُ البَياضِ يَبدُو فِي الجَبَلِ من أَي لون كانَ فَكَأَنَّهُ يَضْحَكُ، وَهُوَ مَجازٌ.
ومِنَ المَجازِ: الضَّحّاكُ كشَدّادٍ: المُستَبِينُ الواسِعُ من الطرُقِ قَالَ الفَرَزْدَقُ:
(إِذا هِيَ بالرَّكْبِ العِجالِ تَرَدَّفَتْ ... نَحائِزَ ضَحّاكِ المَطالِعِ فِي النَّقْبِ)
نحائِزُ الطّريقِ: جَوادُّه. كالضَّحُوكِ كصَبُورٍ، وَهَذِه عَن الجَوْهَرِيِّ، قَالَ: على ضَحُوكِ النَّقْبِ مُجْرَهِدِّ والضّحّاكُ بنُ عَدْنانَ، زَعَم ابنُ دَأْبٍ المَدَنيُّ أَنّه رَجُلٌ مَلَكَ الأَرْضَ، وَهُوَ الَّذِي يُقال لَهُ: المُذْهَبُ، وَفِي المَثَلِ يُقَالُ: أَحْسَنُ مِنَ المُذْهَب وكانتْ أُمه جِنِّيَّةً فلَحِقَ بالجِنِّ وتَقُولُ العَجَمُ: إِنّه لمّا عَمِلَ الــسِّحْرَ وأَظْهَر الفَسادَ أُخِذَ فَشُدَّ فِي جَبَلِ دُنْباوَنْدَ، وَيُقَال: إِنَّ الَّذِي شَدَّه افْرِيدُون الَّذِي كانَ مَسَحَ الدُّنْيا فبلغت أَرْبَعَةً وعِشْرِينَ أَلفْ فَرسَخٍ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: وَهَذَا كُلُّه باطِلٌ لَا يُؤْمِنُ بمِثْلِه إِلاّ أَحْمَقُ لَا عَقْلَ لَهُ. قلتُ: وتَزْعُم الفُرسُ أَنّه ده اك، وَمَعْنَاهُ عَشْرَةُ أَمْراض، والضَّحَّاكُ إِنّما هُوَ تَعْرِيبُه، وَقَالَ ابنُ الجَوّاني النَّسّابَةُ: ونَسَبُوا ذَا القَرنَين، فقالُوا: هُوَ عَبدُ اللَّهِ بنُ الضَّحّاكِ ابنِ مَعَدِّ بنِ عَدْنانَ، والأَوَّلُ أَكْثَرُ، وقِيلَ: الضَّحّاكُ بن مَعَدّ غَيرُ الضَّحّاكِ بنِ عَدْنانَ. والضَّحّاكَةُ بهاءٍ: ماءٌ لبني سُبَيعٍ فَخِذٌ مِنْ حَنْظَلَةَ. وضُوَيْحِكٌ وضاحِكٌ: جَبَلانِ أَسْفَلَ الفَرشِ فِي أَعْراضِ المَدِينَةِ المُشَرَّفةِ بَينَهُما وَاد. وبُرقَةُ ضاحِك: بَدِيارِ بني تَمِيمٍ قالَ الأفْوَهُ الأَوْدِيُ:
(فَسائِلْ حاجِرا عَنّا وعَنْهُم ... ببُرقَةِ ضاحِك يومَ الجَنابِ)
وَقد ذكر فِي ب ر ق. ورَوْضَةُ ضاحِك بالصَّمّانِ قالَ:
(أَلا حَبَّذا حَوْذانُ رَوْضَةِ ضاحِكٍ ... إِذا مَا تَغالَى بالنَّباتِ تَغالِيَا)
وَمِمَّا يُستَدْرَكُ عَلَيْهِ: الضَّحْكَةُ، بالفتحِ: المَرَّةُ من الضَّحِكِ، نقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ لكُثَيرٍ:
(غَمْر الرِّداءِ إِذا تَبَسَّمَ ضاحِكًا ... غَلِقَتْ لضَحْكَتِه رِقابُ المالِ)
وضَحِكَت الأَرْضُ: أَخْرَجْت نَباتَها وزَهْرَتَها، وَهُوَ مَجاز. ويُقالُ: بَدَتْ مَباسِمُه ومَضاحِكُه وضَحْكَتُه. وضَحِكَت)
الرِّياض عَن الأَزْهارِ: إِذا افْتَرَّتْ، وَهُوَ مَجازٌ. ورَجُلٌ ضَحُوكٌ: باشُّ الوَجْهِ. واسْتَضْحَكَ بمَعْنَى تَضاحَكَ، نَقله الجَوْهَرِيُّ. وامرأَةٌ مِضْحاكٌ: كثيرةُ الضَّحِكِ، نَقله الجَوْهَرِيُّ أَيضًا. وضَحِكَ الزَّهْر، على المَثَلِ. والضَّحِك: السُّخْرِيَةُ. ويُقال: مَا أَوْضَحُوا بضاحِكَةٍ: أَي: مَا تَبَسَّمُوا. وضَحِكَت النَّخْلَةُ، وأَضْحَكَتْ: أَخْرَجتْ الضَّحْكَ، وَقَالَ السُّكَّرِيُّ: أَي انْشَقَّ كافُورُها. ويُقال: ضَحِكَ الطَّلْعُ وتَبَسَّمَ: إِذا تَفَلَّقَ، وَمَا أَكْثَرَ ضاحِكَ نَخْلِكُم، وَهُوَ مَجازٌ.والضَّحْكُ: وَلِيعُ الطَّلْعَةِ، عَن أبي عَمْروٍ. وأضْحَكَ حَوْضَه: مَلأَه حَتّى فاضَ. والنَّوْرُ يُضاحِك الشَّمْس، وقالَ الشّاعِرُ يَصِفُ رَوْضَةً: يُضاحِكُ الشَّمْسَ مِنْها كَوْكَبٌ شَرِقٌ شَبّه تَلأْلؤَها بالضَّحِكِ. وَقَالَ أَبو سَعِيد: ضَحِكاتُ القُلُوبِ من الأَمْوالِ والأَوْلادِ: خِيارُها الَّتِي تَضْحَكُ القُلُوبُ إِليها، وضَحِكاتُ كل شَيْء: خِيارُه، وَهُوَ مجَاز. وضَحِكَ الغَدِيرُ: تَلأْلأَ من امْتِلائِه وَهُوَ مَجاز. ورأي ضاحِكٌ: ظاهِرٌ غيرُ مُلْتَبِس. ويُقال: إِن رَأْيَكَ ليُضاحِكُ المُشْكِلاتِ، أَي: تَظْهَرُ عندَه المُشْكِلاتُ حَتّى تُعْرَفَ، وَهُوَ مَجاز.
والمُضْحِكاتُ: النَّوادِرُ، والمُضْحِكَة: مَا يُستَهْزَأ بِهِ. ورَجُلٌ ضَحْكٌ: أَبْيَضُ الأَسْنانِ. وضاحِك: وَاد بناحِيَةِ اليَمامَةِ: وَمَاء ببَطْنِ السِّرّ فِي أَرْضِ بَلْقَيْن من الشّامِ، قَالَه نَصْرٌ. والمُسًمّى بالضَّحّاكِ فِي الصَّحابَةِ أَحَدَ عَشَرَ رَجُلاً، وَفِي ثِقاتِ التّابِعَينَ تِسعَة.
الضحك: كيفية غير راسخة تحصل من حركة الروح إلى الخارج دفعة، بسبب تعجب يحصل للضاحك، وحدُّ الضحك ما يكون مسموعًا له لا لجيرانه.
(ض ح ك) : (الضَّحِكُ) مَصْدَرُ ضَحِكَ مِنْ بَابِ لَبِسَ (وَمِنْهُ) الضَّوَاحِكُ لِمَا يَلِي الْأَنْيَابَ جَمْعُ ضَاحِكٍ وَضَاحِكَةٍ وَالضَّحَّاكُ فَعَّالٌ مِنْهُ (وَبِهِ سُمِّيَ) الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ الَّذِي وُلِدَ لِأَرْبَعِ سِنِينَ وَقِيلَ لِسِتَّةِ عَشَرَ شَهْرًا وَالضَّحَّاكُ بْنُ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيُّ يَرْوِي عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ أَسْلَمَ وَتَحْتَهُ أُخْتُهُ الْحَدِيثَ وَمَنْ قَالَ بِأَنَّ الِابْنَ هُوَ صَاحِبُ الْوَاقِعَةِ فَقَدْ سَهَا.
ض ح ك: (ضَحِكَ) بِالْكَسْرِ (ضِحْكًا) بِوَزْنِ عِلْمٍ وَفَهْمٍ وَلَعِبٍ وَ (ضِحِكًا) أَيْضًا بِكَسْرَتَيْنِ. وَ (الضَّحْكَةُ) الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ. وَ (ضَحِكَ) بِهِ وَمِنْهُ بِمَعْنًى. وَ (تَضَاحَكَ) الرَّجُلُ وَ (اسْتَضْحَكَ) بِمَعْنًى. وَ (أَضْحَكَهُ) اللَّهُ. وَرَجُلٌ (ضُحَكَةٌ) بِفَتْحِ الْحَاءِ كَثِيرُ الضَّحِكِ. وَ (ضُحْكَةٌ) بِسُكُونِهَا يُضْحَكُ مِنْهُ. وَ (الْأُضْحُوكَةُ) مَا يُضْحَكُ مِنْهُ. 

درر

درر: {مدرارا}: دارة أي دائما.
درر
عن العبرية بمعنى حرية وانطلاق، أو العصفور، يستخدم للذكور.
(د ر ر) : (الْفَارِسِيَّةُ الدَّرِّيَّةُ) الْفَصِيحَةُ نُسِبَتْ إلَى در وَهُوَ الْبَابُ بِالْفَارِسِيَّةِ وَتَحْقِيقُهَا فِي الْمُعْرِبِ.
(درر) - في حديث أَبي قِلَابَة: "صَلَّيتُ الظّهر، ثم رَكِبْت حِمارًا دَريرًا، فانتَهَيتُ إلى أَنسَ، رضي الله عنه، وهو يُصلَّى العَصر".
الدَّرِيرُ: السَّرِيع العَدْو من الدَّوابِّ، المُكْتَنِز الخَلْق.
- في الحَدِيث: "نَهَى عن ذَبْح ذواتِ الدَّرِّ".
الدَّرُّ ها هنا اللَّبن، وقد يكون مصدر دَرَّ اللّبن.
- في حديث الاستسقاء "دِيَمًا دِرَرًا" . : أي دَارًّا. كقوله تعالى: {دِينًا قِيَمًا} : أي قَائِماً.
د ر ر

در اللبن، ودرّت الحلوبة درّاً ودروراً، وناقة درور، وغزر درها أي لبنها. وسحابة مدرار ولها درة ودرر. وسماء درر. وعلاه بالدرة وتقول: حرمتني دررك، فاحمني دِررك؛ وكوكب دري، وطلعت الدراري نسبت إلى الدر وهو كبار اللؤلؤ.

ومن المجاز: أدرّ الله لك أخلاف الرزق، واستدرّ نعمة الله بالشكر. وفي بعض الحديث " استدرّوا الهدايا بردّ الظروف " ولله درّك، ولا درّ درّك. وفرس درير: كثير الجري. وفلان مستدرّ في عدوه. وأدررت عليه الضرب: تابعته. ودرّت العروق: امتلأت دماً. وعلى جبينه عرق يدره الغضب. ودرت الدنيا على أهلها إذا كثر خيرها. ودر بما عنده: أخرجه. ودرت حلوبة المسلمين: كثر فيؤهم وخراجهم. وأدرت المرأة المغزل: فتلته فتلاً شديداً.
د ر ر : دَرَّ اللَّبَنُ وَغَيْرُهُ دَرًّا مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ كَثُرَ وَشَاةٌ دَارٌّ بِغَيْرِ هَاءٍ وَدَرُورٌ أَيْضًا وَشِيَاهٌ دُرَّارٌ مِثْلُ: كَافِرٍ وَكُفَّارٍ وَأَدَرَّهُ صَاحِبُهُ اسْتَخْرَجَهُ وَاسْتَدَرَّ الشَّاةَ إذَا حَلَبَهَا وَالدَّرُّ اللَّبَنُ تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ وَمِنْهُ قِيلَ لِلَّهِ دَرَّهُ فَارِسًا.

وَالدَّرَّةُ بِالْفَتْحِ الْمَرَّةُ وَبِالْكَسْرِ هَيْئَةُ الدَّرِّ وَكَثْرَتُهُ وَالدُّرَّةُ بِالضَّمِّ اللُّؤْلُؤَةُ الْعَظِيمَةُ الْكَبِيرَةُ وَالْجَمْعُ دُرٌّ بِحَذْفِ
الْهَاءِ وَدُرَرٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَالدِّرَّةُ السَّوْطُ وَالْجَمْعُ دِرَرٌ مِثْلُ: سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ. 

درر


دَرَّ(n. ac. دَرّ
دُرُوْر)
a. Streamed, flowed, poured, yielded plentifully &
continuously.
b. Was brisk (market).
c. Shone brightly, gave a good light (lamp).
d.(n. ac. دَرَّة
دَرِيْر), Ran swiftly (horse).
e.
(n. ac.
دَرّ), Yielded her milk plentifully. — f Grew
shot up, became luxuriant (plant).
g.
( n. ac.
دَرّ), Filled out again, regained its usual colour (
after an illness: face ).
أَدْرَرَa. Made to flow forth plentifully; drew forth (
milk, rain ).
b. Twirled, turned round rapidly (spindle).

إِسْتَدْرَرَa. Flowed, streamed, poured forth.
b. see IV (a)
دَرّa. Milk.
b. Natural qualities ( of man ).
c. Soul.

دَرَّةa. see 2t (a)
دَرِّيّ
(pl.
دَرَاْرِيّ)
a. Shining brightly, gleaming.

دِرَّة
(pl.
دِرَر)
a. Milk; abundance, flow of milk.
b. Dug, teat.
c. Cowhide whip.

دِرِّيّa. see 1yi
دُرَّة
(pl.
دُرّ
دُرَر
9)
a. Pearl.
b. Parrot.

دُرِّيّa. see 1yi
دَرَرa. Direction ( of the wind ).
b. Right course or direction, direct line.

دَاْرِر
(pl.
دُرَّر
دُرُوْر دُرَّاْر)
a. Flowing, streaming, pouring forth.
b. Having much milk (camel).
دَرَّاْرَةa. Spindle.

مِدْرَاْرa. see 21 (a) & (b)
لِلّٰهِ دُرَّه
a. To God be attributed his deed! — What an excellent
man!
د ر ر: (الدَّرُّ) اللَّبَنُ يُقَالُ فِي الذَّمِّ: لَا دَرَّ دَرُّهُ أَيْ لَا كَثُرَ خَيْرُهُ. وَيُقَالُ فِي الْمَدْحِ: لِلَّهِ تَعَالَى دَرُّهُ أَيْ عَمَلُهُ وَلِلَّهِ دَرُّهُ مِنْ رَجُلٍ. وَ (الدُّرَّةُ) اللُّؤْلُؤَةُ وَالْجَمْعُ (دُرٌّ) وَ (دُرَّاتٌ) وَ (دُرَرٌ) . وَالْكَوْكَبُ (الدُّرِّيُّ) الثَّاقِبُ الْمُضِيءُ نُسِبَ إِلَى الدُّرِّ لِبَيَاضِهِ وَقَدْ تُكْسَرُ الدَّالُ فَيُقَالُ دِرِّيٌّ مِثْلُ سُخْرِيٍّ وَسِخْرِيٍّ وَلُجِّيٍّ وَلِجِّيٍّ. وَ (الدِّرَّةُ) بِالْكَسْرِ الَّتِي يُضْرَبُ بِهَا. وَ (الدِّرَّةُ) أَيْضًا كَثْرَةُ اللَّبَنِ وَسَيَلَانُهُ وَالْجَمْعُ (دِرَرٌ) . وَسَمَاءٌ (مِدْرَارٌ) تَدُرُّ بِالْمَطَرِ. وَ (دَرَّ) الضَّرْعُ بِاللَّبَنِ يَدُرُّ بِالضَّمِّ (دُرُورًا) وَ (أَدَرَّتِ) النَّاقَةُ فَهِيَ (مُدِرٌّ) أَيْ دُرَّ لَبَنُهَا وَالرِّيحُ تُدِرُّ السَّحَابَ وَ (تَسْتَدِرُّهُ) أَيْ تَسْتَحْلِبُهُ. وَ (الدَّرْدَارُ) بِفَتْحِ الدَّالِ ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ. 
[درر] نه فيه: نهى عن ذبح ذوات "الدر" أي اللبن، ويجوز كونه مصدر در اللبن إذا جرى. ومنه: لا يحبس "دركم" أي ذوات الدر أي لا تحشر إلى المصدق ولاتحبس عن المرعى إلى أن تجتمع الماشية ثم تعد لما فيه من الإضرار بها. وفيه: غاضت لها "الدرة" هي اللبن إذا كثر وسال. ك وفيه: يشرب لبن "الدر" المرهون، الدر مصدر بمعنى الدار أي ذات الدارة أي ذات الضرع، ذهب الأكثر إلى أن منفعة الرهن للراهن ونفقته عليه لأن الغنم بالغرم. نه ومنه ح عمر أوصى عماله فقال: "أدروا" لقحة المسلمين، أراد فيئهم وخراجهم فاستعار له اللقحة والدرة. وفي ح الاستسقاء: ديما "دررا" هو جمع درة يقال للسحاب درة أي صب واندفاق، وقيل: الدرر الدار مثل دينا قيما أي قائمًا. وفي ح حجبيه صلى الله عليه وسلم: بينهما عرق "يدره" الغضب، أي يمتليء دمًا إذا غضب كما يمتليء الضرع لبنًا إذا در. وفيه: ركبت حمارًا "دريرا" هو السريع العدو من الدواب المكتنز الخلق. وفي ح عمرو قال لمعاوية: تلافيت أمرك حتى تركته مثل فلكة "المدر" هو بتشديد راء الغزال، ويقال للمغزل نفسه الدرارة والمدرة، ضربه مثلًا لإحكامه أمره بعد استرخائه، القتيبي: أراد بالمدر الجارية إذا فلك ثدياها ودر فيهما الماء، يقول كان أمرك مسترخيًا فأقمته حتى صار كأنه حلمة ثدي قد أدر، والأول الوجه. والكوكب الدري الشديد الإنارة كأنه نسب على الدر تشبيهًا به لصفائه، الفراء: هو عند العرب العظيم المقدار، وقيل: هو أحد الكواكب الخمسة السيارة. ومنه ح الدجال: إحدى عينيه وفيه: فضربه "بالدرة" بكسر دال وشدة راء التي يضرب بها. ط: صبه "مدرارا" كثير الدر نصب على الحال، قوله: حتى يتمنى الأحياء الأموات، برفع الأحياء أي يتمنون حياة الأموات ليشاركوهم في الخير، ومن نصبه ويكسر الهمزة وجعل الأموات فاعله فقد أحال.
[درر] الدَرُّ: اللَبَنُ. يقال في الذمّ: لا دَرّ دَرُّهُ! أي لا كَثُر خيره. ويقال في المَدْحِ: لله دَرُّهُ، أي عمله. ولله دَرُّكَ من رَجُلٍ!. وناقةٌ دَرورٌ، أي كثيرة اللبن، ودارٌّ أيضا. ونوق درار، مثل كافر وكفار. وقال: كان ابنُ أسْماَء يَعْشوهُ ويَصْبَحُهُ * من هَجْمَةٍ كَفَسيلِ النَخْلِ دُرَّارِ - وفَرَسٌ دَريرٌ، أي سريعٌ. قال امرؤ القيس: دَريرٍ كَخُذْروفِ الوَليدِ أَمَرَّهُ * تَتابُعُ كَفَّيْه بِخَيْطٍ مُوَصَّلِ - والدُرَّةُ: اللْؤْلؤَةُ، والجمع دُرٌّ ودُرَّاتٌ. وأنشد أبو زيد للربيع بن ضَبُع الفَزاريّ: كأنَّها دُرَّةٌ مُنَعَّمَةٌ * في نِسْوَةٍ كُنَّ قَبْلَها دُرَرا - والكوكب الدرى: الثاقب المضئ، نسب إلى الدُرِّ لبياضه. وقد تُكْسَرُ الدال فيقال درى، مثل سخرى وسخرى، ولجى ولجى. والدرة: التى يضرب بها. والدِرَّة أيضاً: كثرةُ اللبن وسَيَلانُه. وللساق دِرّة، أي استِدرار للجَرْي. وللسوق دِرَّةٌ، أي نَفاقٌ، عن أبي زيد. وللسحاب دِرَّةٌ: أي صَبٌّ. والجمع دِرَرٌ. قال النمر ابن تولب: سلام الاله ورَيْحانُه * ورحمُتهُ وسَماءٌ دِرَرْ - غَمامٌ ينزِّلُ رِزْقَ العِبادِ * فَأَحْيا البلادَ وطابَ الشَجَر - أي ذات دِرَرٍ. وسَماءٌ مِدْرارٌ، أي تَدُرُّ بالمطر. ويقال: هما على دَرَرٍ واحدٍ بالفتح، أي على قَصْدٍ واحد. ونحن على دَرَرِ الطريق، أي على قَصْدِهِ. ودَرَرُ الريح أيضاً: مهبها. ودرالضرع اللبن يدر دُروراً. ودَرَّت حَلوبَةُ المسلمين أي فَيْئُهُم. وأَدَرَّتِ الناقَةُ، فهي مُدِرٌّ، إذا دَرَّ لَبَنُها والريح تُدِرُّ السَحابَ وتَسْتَدِرُّهُ، أي تَسْتَحْلِبُهُ. وقال الحادرة: بِغرِيضِ سارِيَةٍ أَدَرَّتْهُ الصَبا * من ماءِ أَسْجَرَ طَيِّبِ المُسْتَنْقَعِ - ومنه قولهم: بين عينيه عِرْقٌ يدره العضب. ويقال: يحركه. قال أبو محمد الاموى: استدرت المعزى: أرادت الفحل. ويقال أيضا: استذرت المعزى استذراء، من المعتل بالذال المعجمة. والدردر: مغارز أسنان الصبى. وفي المثل: " أعْيَيْتِني بأُشُرٍ، فكيف بدردر ". والجمع الدرادر. ودر در الصبى البسرة: لا كها. والدردار: ضرب من الشجر. والدُرْدورُ: الماء الذي يَدورُ ويخاف فيه الغرق. وقولهم: " ده درين وسعد القين " من أسماء الكذب والباطل. ويقال: أصله أن سعد القين كان رجلا من العجم يدور في مخاليف اليمن يعمل لهم، فإذا كسد عمله قال بالفارسية: " ده بدرود "، كأنه يودع القرية، أي أنا خارج غدا. إنما يقول ذلك ليستعمل، فعربته العرب وضربوا به المثل في الكذب، وقالوا: " إذا سمعت بسرى القين فإنه مصبح ".
درر
درَّ/ درَّ بـ/ درَّ على دَرَرْتُ، يَدُرّ ويَدِرّ، ادْرُرْ/ دُرَّ وادْرِرْ/ دِرَّ، دَرًّا ودُرورًا، فهو دارّ، والمفعول مَدْرور (للمتعدِّي)
• درَّ الدَّمعُ واللَّبنُ ونحوُهما: فاض، سال بكثرة "دَرَّ البولُ/ العرقُ".
• درَّ الضَّرعُ: امتلأ لبنًا وسال به "دَرَّتِ العروقُ: امتلأت دَمًا، تتابعت ضرباتها".
• درَّ رأسُ المال ربحًا: أتى به، أَثْمَرَ "دَرَّ المشروعُ أرباحًا وفيرة".
• درَّتِ السَّماءُ بالمطرِ: صبّته بغزارة.
• درَّتِ الدُّنيا على أهلها: كثُر خيرُها "درَّ الكريمُ على أقربائه" ° دَرّ بما عنده: جاد به- درَّ دَرُّه: كَثُر خيرُه. 

أدرَّ يُدرّ، أدْرِرْ/ أدِرَّ، إدرارًا، فهو مُدِرّ، والمفعول مُدَرّ (للمتعدِّي)
• أدرَّتِ الشَّاةُ ونحوُها: غزُر لبنُها "أدرَّتِ البقرةُ/ النَّاقةُ".
• أدرَّ الدَّواءُ البولَ واللَّبنَ ونحوَهما: جعلهما يسيلان بغزارة، أزاد إفرازَهما "أدرَّ الغضبُ العرقَ على جبينه".
• أدرَّ الحالِبُ النَّاقةَ: مسحَ ضَرْعَها لتدِرَّ.
• أدرَّ المَشْروعُ مالاً أو ربحًا: أتى به، عاد به.
• أدرَّ العطاءَ: أكثره "أدرّ الله الرزقَ عليه". 

استدرَّ يستدرّ، اسْتَدْرِرْ/ اسْتَدِرَّ، اسْتِدرارًا، فهو مُسْتدِرّ، والمفعول مُسْتَدَرّ (للمتعدِّي)
• استدرَّ الدَّمعُ واللَّبنُ ونحوُهما: دَرَّ؛ سال بكثرة وغزارة "استدرَّ البولُ/ العرقُ".
• استدرَّ النَّاقةَ ونحوَها: حلبَها، طلَب دَرَّها ° استدرَّ عطفَه/ استدرَّ شفَقَتَه: أثارَ عطفَه وشفقَته، جاء بفعل أو قول يجعله يرقّ له ويحنو عليه.
• استدرَّ البولَ: تناولَ ما يُدِرُّه.
• استدرَّ الرَّجلَ: طلب عطاءَه "استدرَّ الأكفَّ: طلب المساعدة، شحذ- استدرَّ نعمةَ الله بالشّكر". 

دَرّ [مفرد]: مصدر درَّ/ درَّ بـ/ درَّ على ° لكلِّ دَرٍّ حالِب [مثل]: يُضرب للدلالة على أن لكلِّ شخص ما جُعل له.
• الدَّرُّ: اللّبَنُ، كثرة اللّبن "هذه البقرة كثر درُّها- لا يردُّ الدرَّ في الضَّرع حالبُه"? درَّ دَرُّه: كَثُر خيرُه- لا دَرَّ دَرُّه: دُعاءٌ بانقطاع الخير، أي لا نما عملُه ولا كَثُر خيرُه- لله دَرُّك: عبارة تعجّب ومدح، أي لله ما بذلت من خيرٍ وما قُمْت به من عملٍ، ما أحسن ما أتيت به من قول أو عمل. 

دُرَّة [مفرد]: ج دُرَّات ودُرّ ودُرَر:
1 - لؤلؤة عظيمة كبيرة "دُرَّة التاج: أبرز وأغلى ما فيه- أنا البحرُ في أحشائه الدُّرُّ كامنٌ ... فهل ساءلوا الغوَّاص عن صَدَفاتي" ° دُرَّةٌ فريدةٌ يتيمة: لا نظيرَ لها- كالدُّرَّة المكنونة: كاللؤلؤة المستورة داخل صدفتها، تُشبَّه بها المرأة التي تصون نفسَها عن التبذُّل.
2 - شيء ثمين أو نفيس. 

دِرَّة [مفرد]: ج دِرّات ودِرَر: سَوْطٌ يُضْرَبُ به "علاهُ بالدِّرَّة". 

دُرِّيّ [مفرد]: ج دَراريُّ: اسم منسوب إلى دُرّ: " {كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ}: مضيء كالدُّر". 

دَرور [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من درَّ/ درَّ بـ/ درَّ على ° حَرْبٌ دَرور: كثيرة الدّم.
2 - (فز) جسمُ دائرُ حول نفسه بسرعة كبيرة حَتَّى يُرَى كأنَّه واقِفٌ من شدَّة دورانه. 

دُرور [مفرد]: مصدر درَّ/ درَّ بـ/ درَّ على. 

مِدْرار [مفرد]: مؤ مِدْرار ومِدْرارة: صيغة مبالغة من درَّ/ درَّ بـ/ درَّ على: "دَمْعٌ/ سَحابٌ/ عينٌ مِدْرارٌ- {يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} ". 
[د ر ر] دَرَّ اللَّبَنُ والدَّمْعُ ونَحوُهما، يَدُرُّ ويَدِرُّدَرأّ ودُرُوراً، واسْتَدَرَّ: كَثُرَ، قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: (إذا نَهضَتْ فيه تَصَعَّدَ نَفْرُها ... كقِتْرِ الغِلاءِ مُسْتَدِرٌّ صِيابُها)

استعارَ الدَّرَّ لِشدَّةِ دَفْعِ السِّهامِ، والاسْمُ الدَّرَّةُ والدِّرَّةُ. ولا آتِيكَ ما اخْتَلَفَتِ الدِّرَّةُ والجِرَّةًُ، واخْتِلافُهما أَنَّ الدِّرَّةُ تَسْفُل، والجِرَّةَ تَعْلُو. والدِّرَّةُ والدَّرَّ: اللَّبَنُ ما كانَ. قال:

(طَوَى أُمَّهات الدَّرِّ حتَّى كأنَّها ... فَلاِفُل هِنْدِيِّ فَهُنَّ لُزُوقُ)

أُمَّهاتُ الدَّرِّ: الأَطْباءُ. وقَالُوا: للِه دَرُّكَ، وأَصْلُه أَنَّ رَجُلاً رَأَى آخَرَ يَحْلُبُ إِبلاً فَتَعَجَّبَ من كَثْرَةِ لَبَنها، فقالَ: للهِ دَرُّكَ، وقِيلَ: أَرادَ للِه صالِحُ عَمَلكَ؛ لأَنَّ الدَّرَّ أَفْضَلُ ما يَحْلَبُ، قَالَ بِعْضُهم: وأَحْسِبُهُم خَصُّوا اللَّبَنَ لأَنَّهم كانوا يَفْصِدُونَ الناقَةَ، فَيَشْرَبونَ دَمَها، ويَفْتَظُّونَها فَيَشْرَبونَ ماءَ كَرِشها، فكانَ اللَّبَنُ أَفْضَلَ ما يَحْتَلِبونَ. وقَوْلُهم: لا دَرَّ دَرُّه، أي: لا زَكَا عَمَلُه، على المَثَلِ. ودَرَّتِ النّاقَةُ بَلَبَنِها، وأَدَرَّتْه. وناقَةٌ دَرُورٌ: كَثِيرةُ الدَّرِّ، وضَرَّةٌ دَرُورٌ كذلك. قَالَ طَرَفَةُ:

(مِنَ الزَّمِراتِ أَسْبَل قادِماها ... وضَرَّتُها مُرَكَّنَة دَرُورُ)

وكَذِلكَ ضَرْعٌ دَرُورٌ. وإِبلٌ دُرُرٌ ودُرَرٌ ودُرَّارٌ، قال:

(كان ابنُ أَسماءَ يَعْشُوها وَيَصبَحُها ... من هَجْمَةٍ كَفَسِيلِ النَّخْلٍ دُرَّارِ)

وعِنْدِي أَنَّ دُرَّاراً جَمْعُ دارَّّةٍ، على طَرْحِ الهاءِ. واسْتَدرَّ الحَلُوبَةَ: طَلَبَ دَرَّها. والاسْتِدرارُ أَيْضاً: أَنْ تَمْسَحَ الضَّرْعَ بِيَدِكَ حَتَّى يَدُرَّ اللَّبَنُ. ودَرَّتْ حَلُوبةُ المُسْلِمينَ: يَعْنِي فَيْئَهم وخَراجَهُم، وأَدَرَّه عُمَّالُه، والاسْمُ من كُلِّ ذلك الدِّرَّةُ. ويُقالُ للِرَّجُلِ إذا طَلَبَ الحاجَةَ فَأَلَحَّ فيها: ((أَدَرَّها وإِنْ أَبَتْ)) أَيْ: عالِجْها حَتَّى تَدُرَّ، يُكْنَى بالدَّرِّ هنا عِنِ التَيَسُّرِ. ودَرَّ العْرَِقُ: سالَ. ودَرَّتِ السّماءُ بالمَطَرِ دَرّا ودُرُوراً، وسَماءٌٌ مِذْرارٌ. ودَرَّتِ السُّوقُ: نَفَقَ مَتاعُها، والاسْمُ الدِّرَّةُ. ودَرَّ الشَّيءُْ: لانَ، أَنْشَدَ ابنُ الأَعرابِيٍّ.

(إِذا اسْتَدبْرَتْنا الشَّمْسُ دَرَّتْ مُتُونُنا ... كأَنَّ عُرُوقَ الجَوْفِ يَنْضَحْنَ عَنْدَما)

وذلك لأَنَّ العَرَبُ تَقُولُ: إنَّ اسْتِدْبارَ الشَّمْسِ مَصَحَّةٌ، وقَوْلُه - أَنْشَدَه ثَعْلَبُ _:

(تَخْبَطُ بالأَخْفِاف والمَناسِمِ ... )

(عن دِرَّةٍ تَخْضِبُ كَفَّ الهاشِمِ ... )

فَسَّرَه فَقالَ: هذه حَرْبٌ شَبَّهَها بالنّاقَةِ، ودِرَّتُها: دَمُها. ودَرَّ النَّباتُ: الْتَفَّ. ودَرَّ الفَرَسُ يَدِرُّ، أي: لا يَثْنِيه شَيءٌ. وفَرَسٌ دَرِيرٌ: مُكْنَنِزُ الخَلْقِ مُقْتَدِرٌ، قَالَ امْرُؤُ القَيْسِ:

(دَريرٍ كخُذْرُوفِ الوَلِيدِ أَمَرَّه ... تَقَلَّبُ كَفَّيْه بخَيْطٍ مُوَصَّلِ)

ويروى: ((يُقَلِّبُ كَفَّيْه)) ، وقِيلَ: هو السَّرِيعُ منها، وقِيلَ: هو السَّرِيعُ من جِميعِ الدَّوابِّ. وأَدَرَّتِ المَرْأَةُ المِغْزَلَ، وهي مُدِرَّةٌ ومُدرٌّ - الأَخِيرةُ على النَّسَبِ _: إذا فَتَلَتْه فَتْلاً شَدِيداً، فَرَأَيتْهَ كأَنَّه واقِفٌ من شِدَّةِ دَوَرِانَه. وفي بَعْضِ نُسْخِ الجَمْهَرِة المَوْثُوقِ بها: إذا رَأَيْتَه وافَقًا لا يَتَحرَّكُ من شدَِّةِ دَوَرَانِه. والدَّرَّارةُ: المِعْزَلُ الذي يَغْزِلُ به الراعِي الصُّوفَ، قَالَ: (جَحَنْفَلٌ يَغْزِلُ بالدَّرَّارَهْ ... )

ودَرَّ السَّهْمُ دُروراً: دارَ دَوَراناً جَيِّداً، وأَدَرَّه صاحبُه، وذلك إذا وَضَعَ السَّهْمَ على ظُفرِ إِبْهامِ اليَدِ اليُسْرَى، ثُمَّ أَدَراَه بإبْهامِ اليَدِ اليُمْنَى وسَبَّابَتِها، حَكَاهُ أبُو حَنِيفَةَ، قَالَ: ولا يكونُ دُرُورُ السَّهْمِ ولا حَنِينُه إلاّ من اكَتِنازِ عُودِه، وحُسْنَ اسْتِقامَتِه، والْتئامِ صَنْعَتِه. والدِّرَّةُ: التي يُضْرَبُ بها، عَرَبّيَةٌ مَعْرُوفَةٌ. والدُّرَّةُ: اللُّؤْلُؤَةُ العَظِيمةُ، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هو ما عَظُمَ من اللُّؤْلُؤِ، والجَمْعُ: دُرٌّ، ودُرَرٌ. وكَوْكَبٌ دُرِّىٌّ، ودِرِّىٌّ، ودَرِّىٌٌّ: مُضِيءٌ. فأَمَّا دُرِّىٌّ: فَمنْسُوبٌ إلى الدُّرِّ، قَالَ الفارِسيُّ: ويجُوزُ أَنْ يكونَ فُعِّيلاً على تَخْفِيفِ الهَمْزِ قَلْباً، لأَنَّ سِيبَويْهِ حَكَى عن أَبِي الخَطَّابِ: دُرِّىءٌ، فِيجُوزُ أن يكونَ هذا مُخَفَّفاً منه. وأَمَّا دِرِّىٌّ، فقد يكونُ على التَّخْفِيفِ أَيْضاً. وأَمَّا دَرِّىٌّ فَعَلَى النِّسْبَةِ إلى الدُّرِّ فيكونُ من المَنْسُوبِ الذي على غَيْرِ قياسٍ، ولا يكونُ على التَّخْفِيفِ الذي تَقَدَّمَ؛ لأنّ فَعِّيلاً لَيْسَ من كَلاَمِهم إلاّ ما حَكاهُ أَبُو زَيْدٍ من قَوْلِهم: سَكيِّنَةٌ، في السِّكَّينَةِ، وقد أَوْضَحْتُ مُشْكِلَ هذه المَسْئَلَةِ في الكِتَابِ المُخَصِّصِ. ودُرِّىُّ السَّيْفِ: تَلأْلُؤُه وإشْراقَه، إمَّا أَن يكونًَ مَنْسُوباً إلى الدُّرِّ لِصَفَائِه ونَقائِه، وإمَّا أَن يكونَ مُشَبَّهاً بالكَوْكَبِ الدُّرِّىَّ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ سَبْرةَ:

(كُلٌّ يَنُوءُ بماضِي الحَد ذِي شُطَبِ ... عَضِبٍ جَلَي القَيْنُ عن دُرِّيه الطَبَعا)

ويُرْوى: عن ((ذَرِّيّه)) يَعْنِي فِرنْدَه، مَنْسُوبٌ إلى الدَّرِّ الذي هو النَّملُ الصِّغارُ، لأَنَّ فِرِنْدَ السَّيْفِ يُشَبَّه بآثارِ الذَّرِّ، وبَيْتُ دُرَيد [بن الصِّمّة] يُرْوَى على الوَجْهَيْنِ جَميعاً:

(وتُخْرِجُ منه ضَرَّةُ القَوْمِ مَصْدَقاً ... وطولُ السُّرَى دُرِّىَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ)

ويروى ((ذَرِّيَّ عَضْبِ)) . ودَرَرُ الطَّرِيقِ: قَصٍْدُه ومَتْنُه. وهو دَرَرَكَ، أي: حِذاءكَ، وقُبالَتَكَ. واستْدرَّتِ المِعْزَى: أَرادَتِ الفَحَلَ. ودَفَعَ اللهُ عن دَرَّه، أي: نَفْسِه، حَكَاه اللِّحيانِيُّ. ودَرّ: اسْمُ مَوْضِعٍ، قَالَتِ الخَنْساءُ:

(أَلاَ يالَهْفَ نَفْسِي بَعْدَ عَيْشٍ ... لنا بِجُنُوبِ دَرَّ فَذِى نَهِيقِ)

والدَّرْدَرَةُ: حِكايةُ صَوْتِ الماءِ إذا تَدافَعَ في بُطونِ الأَوْدِيَةِ. والدُّرْدُور: مَوْضِعٌ في وَسَطٍ البَحر يَجِيشُ ماؤُه، ولا تَكادُ تَسْلَمُ منه السَّفِينةُ. والدُّرْدُرُ: مَنْبِتُ الأَسْنانِ عامَّةً، وقِيلَ: مَنْبِتُها قَبلَ نَباتِها وبعدَ سُقُوطِها. وفي المَثَلِ: ((أَعْيَيتْنِي بأُشُر فكيفَ أَرْجُوكِ بدُرْدُر)) . ودَرْدَرَ البُسْرَةَ: لاكَها بِدُرْدُرِه، ومنه قَوْلُ بَعْضَ العَرَبِ _ وقَدْ جاءه الأَصْمَعِيُّ -: أَتَيتْنَى وأنا أُدَرْدِرُ بُسْرَةً.

درر: دَرَّ اللبنُ والدمع ونحوهما يَدِرُّ ويَدُرُّ دَرّاً ودُرُوراً؛

وكذلك الناقة .ذا حُلِبَتْ فأَقبل منها على الحالب شيء كثير قيل: دَرَّتْ،

وإِذا اجتمع في الضرع من العروق وسائر الجسد قيل: دَرَّ اللبنُ.

والدِّرَّةُ، بالكسر: كثرة اللبن وسيلانه. وفي حديث خزيمة: غاضت لها الدِّرَةُ،

وهي اللبن إِذا كثر وسال؛ واسْتَدَرَّ اللبنُ والدمع ونحوهما: كثر؛ قال

أَبو ذؤيب:

إِذا نَهَضَتْ فيهِ تَصَعَّدَ نَفْرُها،

كَقِتْر الغلاءِ، مُسْتَدِرٌّ صِيابُها

استعار الدَّرَّ لشدة دفع السهام، والاسم الدِّرَّةُ والدَّرَّة؛ ويقال:

لا آتيك ما اخْتَلَفَتِ الدِّرَّةُ والجِرَّةُ، واختلافهما أَن

الدِّرَّةَ تَسْفُلُ والجِرَّةَ تَعْلُو.

والدَّرُّ: اللبن ما كان؛ قال:

طَوَى أُمَّهاتِ الدَّرِّ، حتى كأَنها

فَلافِلُ هِندِيٍّ، فَهُنَّ لُزُوقُ

أُمهاتُ الدَّر: الأَطْباءُ. وفي الحديث: أَنه نهى عن ذبح ذوات الدَّرِّ

أَي ذوات اللبن، ويجوز أَن يكون مصدرَ دَرَّ اللبن إِذا جرى؛ ومنه

الحديث: لا يُحْبَسُ دَرُّكُم؛ أَي ذواتُ الدَّرِّ، أَراد أَنها لا تحشر إِلى

المُصَدِّقِ ولا تُحْبَسُ عن المَرْعَى إِلى أَن تجتمع الماشية ثم تعدّ

لما في ذلك من الإِضرار بها. ابن الأَعرابي: الدَّرُّ العمل من خير أَو

شر؛ ومنه قولهم: لله دَرُّكَ، يكون مدحاً ويكون ذمّاً، كقولهم: قاتله الله

ما أَكفره وما أَشعره. وقالوا: لله دَرُّكَ أَي لله عملك يقال هذا لمن

يمدح ويتعجب من عمله، فإِذا ذم عمله قيل: لا دَرَّ دَرُّهُ وقيل: لله

دَرُّك من رجل معناه لله خيرك وفعالك، وإِذا شتموا قالوا: لا دَرَّ دَرُّه

أَي لا كثر خيره، وقيل: لله دَرُّك أَي لله ما خرج منك من خير. قال ابن

سيده: وأَصله أَن رجلاً رأَى آخر يحلب إِبلاً فتعجب من كثرة لبنها فقال:

لله دَرُّك، وقيل: أَراد لله صالح عملك لأَن الدرّ أَفضل ما يحتلب؛ قال

بعضهم: وأَحسبهم خصوا اللبن لأَنهم كانوا يَقَصِدُون الناقة فيشربون دمها

ويَقْتَطُّونَها فيشربون ماء كرشها فكان اللبنُ أَفضلَ ما يحتلبون،

وقولهم: لا دَرَّ دَرُّه لا زكا عمله، على المثل، وقيل: لا دَرَّ دَرُّه أَي لا

كثر خيره. قال أَبو بكر: وقال أَهل اللغة في قولهم لله دَرُّه؛ الأَصل

فيه أَن الرجل إِذا كثر خيره وعطاؤه وإِنالته الناس قيل: لله درُّه أَي

عطاؤه وما يؤخذ منه، فشبهوا عطاءه بِدَرِّ الناقة ثم كثر استعمالهم حتى

صاروا يقولونه لكل متعجب منه؛ قال الفرّاء: وربما استعملوه من غير أَن

يقولوا لله فيقولون: دَرَّ دَرُّ فلان ولا دَرَّ دَرُّه؛ وأَنشد:

دَرَّ دَرُّ الشَّبابِ والشَّعَرِ الأَسْـ

ودَ . . . . . . . .

وقال آخَر:

لا دَرَّ دَرِّيَ إِن أَطْعَمْتُ نازِلَهُمْ

قِرْفَ الحَتِيِّ، وعندي البُرُّ مَكْنُوزُ

وقال ابن أَحمر:

بانَ الشَّبابُ وأَفْنَى ضِعفَهُ العُمُرُ،

للهِ دَرِّي فَأَيَّ العَيْشِ أَنْتَظِرُ؟

تعجب من نفسه أَيّ عيش منتظر، ودَرَّت الناقة بلبنها وأَدَرَّتْهُ.

ويقال: درَّت الناقة تَدِرُّ وتَدُرُّ دُرُوراً ودَرّاً وأَدَرَّها فَصِيلُها

وأَدَرَّها مارِيها دون الفصيل إِذا مسح ضَرْعَها. وأَدَرَّت الناقة،

فهي مُدِرٌّ إِذا دَرَّ لبنها. وناقة دَرُورٌ: كثيرةُ الدَّرِّ، ودَارٌّ

أَيضاً؛ وضَرَّةٌ دَرُورٌ كذلك؛ قال طرفة:

من الزَّمِرَاتِ أَسبل قادِماها،

وضَرَّتُها مُرَكَّنَةٌ دَرُورُ

وكذلك ضَرْعٌ دَرُورٌ، وإِبل دُرُرٌ ودُرَرٌ ودُرَّارٌ مِثل كافر

وكُفَّارٍ؛ قال:

كانَ ابْنُ أَسْمَاءَ يَعْشُوها ويَصْبَحُها

من هَجْمَةٍ، كَفَسِيلِ النَّخْلِ دُرَّارِ

قال ابن سيده: وعندي أَن دُرَّاراً جمع دَارَّةٍ على طرح الهاء.

واسْتَدَرَّ الحَلُوبَةَ: طلب دَرَّها. والاسْتِدْرَارُ أَيضاً: أَن

تمسح الضَّرْعَ بيدك ثم يَدِرَّ اللبنُ.

ودَرَّ الضرع يَدُرُّ دُروراً، ودَرَّت لِقْحَةُ المسلمين

وحَلُوبَتُهُمْ يعني فَيْئَهم وخَرَاجَهم، وَأَدَرَّهُ عُمَّالُه، والاسم من كل ذلك

الدِّرَّةُ. ودَرَّ الخَرَاجُ يَدِرُّ إِذا كثر. وروي عن عمر، رضي الله

عنه، أَنه أَوصى إِلى عماله حين بعثهم فقال في وصيته لهم: أَدِرُّوا

لِقْحَةَ المسلمين؛ قال الليث: أَراد بذلك فيئهم وخراجهم فاستعار له اللِّقْحَةَ

والدِّرَّةَ. ويقال للرجل إِذا طلب الحاجة فَأَلَحَّ فيها: أَدَرَّها

وإِن أَبَتْ أَي عالجها حتى تَدِرَّ، يكنى بالدَّرِّ هنا عن التيسير.

ودَرَّت العروقُ إِذا امتلأَت دماً أَو لبناً. ودَرَّ العِرْقُ: سال. قال:

ويكون دُرورُ العِرْقِ تتابع ضَرَبانه كتتابع دُرُورِ العَدْوِ؛ ومنه يقال:

فرس دَرِيرٌ. وفي صفة سيدنا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، في ذكر

حاجبيه: بينهما عِرْقٌ يُدِرُّه الغضب؛ يقول: إِذا غضب دَرَّ العِرْقُ الذي

بين الحاجبين، ودروره غلظه وامتلاؤه؛ وفي قولهم: بين عينيه عِرْقٌ

يُدِرُّه الغضب، ويقال يحرّكه، قال ابن الأَثير: معناه أَي يمتلئ دماً إِذا غضب

كما يمتلئ الضرع لبناً إِذا دَرَّ. ودَرَّت السماء بالمطر دَرّاً

ودُرُوراً إِذا كثر مطرها؛ وسماء مِدْرَارٌ وسحابة مِدْرَارٌ. والعرب تقول

للسماء إِذا أَخالت: دُرِّي دُبَس، بضم الدال؛ قاله ابن الأَعرابي، وهو من

دَرَّ يَدُرُّ. والدِّرَّةُ في الأَمطار: أَن يتبع بعضها بعضاً، وجمعها

دِرَرٌ. وللسحاب دِرَّةٌ أَي صَبٌّ، والجمع دِرَرٌ؛ قال النَّمِرُ بن

تَوْلَبٍ:

سَلامُ الإِلهِ ورَيْحانُه،

ورَحْمَتُهُ وسَمَاءٌ دِرَرْ

غَمامٌ يُنَزِّلُ رِزْقَ العِبَادِ،

فَأَحْيَا البِلاَد وطَابَ الشَّجَرْ

سماءٌ دَرَرٌ أَي ذاتُ دِرَرٍ. وفي حديث الاستسقاء: دِيَماً دِرَراً: هو

جمع دِرَّةٍ. يقال للسحاب دِرَّة أَي صَبُّ واندقاق، وقيل: الدِّرَرُ

الدارُّ، كقوله تعالى: دِيناً قِيَماً؛ أَي قائماً. وسماء مِدْرارٌ أَي

تَدِرُّ بالمطر. والريحُ تُدِرُّ السَّحابَ وتَسْتَدِرُّه أَي تَسْتَجْلبه؛

وقال الحادِرَةُ واسمه قُطْبَةُ بن أَوس الغَطَفَانِيُّ:

فَكأَنَّ فاها بَعْدَ أَوَّلِ رَقْدَةٍ

ثَغَبٌ بِرابَِيَةٍ، لَذيذُ المَكْرَعِ

بِغَرِيضِ سارِيَةٍ أَدَرَّتْهُ الصَّبَا،

من ماء أَــسْحَرَ، طَيِّبَ المُسْتَنْقَعِ

والثغب: الغدير في ظل جبل لا تصيبه الشمس، فهو أَبرد له. والغريض: الماء

الطري وقت نزوله من السحاب. وأَــسحرُ: غديرٌ حُرُّ الطِّين؛ قال ابن بري:

سمي هذا الشاعر بالحادرة لقول زَبَّانَ بنَ سَيَّارٍ فيه:

كأَنَّكَ حادِرَةُ المَنْكِبَيْـ

ـنِ، رَصْعَاءُ تُنْقِضُ في حادِرِ

قال: شبهه بِضفْدَعَةٍ تُنْقِضُ في حائر، وإِنقاضها: صوتها. والحائر:

مُجْتَمَعُ الماء في مُنْخَفِضٍ من الأَرض لا يجد مَسْرَباً. والحادرة:

الضخمة المنكبين. والرصعاء والرسحاء: الممسوحة العجيزة. وللسَّاقِ دِرَّةٌ:

اسْتِدْارَارٌ للجري. وللسُّوقِ درَّة أَي نَفَاقٌ. ودَرَّت السُّوقُ:

نَفَقَ متاعها، والاسم الدِّرَّة. ودَرَّ الشيء: لانَ؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:إِذا اسْتَدْبَرَتْنا الشمسُ دَرَّتْ مُتُونُنا،

كأَنَّ عُرُوقَ الجَوفِ يَنْضَحْنَ عَنْدَما

وذلك لأَن العرب تقول: إِن استدبار الشمس مَصَحَّةٌ؛ وقوله أَنشده ثعلب:

تَخْبِطُ بالأَخْفَافِ والمَنَاسِمِ

عن دِرَّةٍ تَخْضِبُ كَفَّ الهاشِمِ

فسره فقال: هذه حرب شبهها بالناقة، ودِرَّتُها: دَمُها. ودَرَّ النباتُ:

الْتَفَّ. ودَرَّ السِّراجُ إِذا أَضاء؛ وسراج دارٌّ ودَرِيرٌ. ودَرَّ

الشيءُ إِذا جُمِعَ، ودَرَّ إِذا عُمِلَ. والإِدْرارُ في الخيل: أَن

يُقِلَّ الفرسُ يَدَهُ حين يَعْتِقُ فيرفعها وقد يضعها. ودَرَّ الفرسُ يَدِرٌ

دَرِيراً ودِرَّةً: عدا عَدْواً شديداً. ومَرَّ على دِرَّتِهِ أَي لا

يثنيه شيء. وفرس دَرِيرٌ: مكتنز الخَلْقِ مُقْتَدِرٌ؛ قال امرؤ القيس:

دَرِيرٌ كَخُذْرُوف الوَليدِ، أَمَرَّهُ

تَتابُعُ كَفَّيهِ بِخَيْطٍ مُوَصَّلِ

ويروي: تَقَلُّبُ كفيه، وقيل: الدَّرِير من الخيل السريع منها، وقيل: هو

السريع من جميع الدواب؛ قال أَبو عبيدة: الإِدْرَارُ في الخيل أَن

يَعْتِقَ فيرفع يداً ويضعها في الخبب؛ وأَنشد أَبو الهيثم:

لما رَأَتْ شيخاً لها دَرْدَرَّى

في مِثلِ خَيطِ العَهِنِ المُعَرَّى

قال: الدردرّى من قولهم فرس دَرِيرٌ، والدليل عليه قوله:

في مثل خيط العهن المعرّى

يريد به الخذروف، والمعرّى جعلت له عروة. وفي حديث أَبي قِلابَةَ: صليت

الظهر ثم ركبت حماراً دَرِيراً؛ الدرير: السريع العدو من الدواب المكتنز

الخلق، وأَصل الدَّرِّ في كلام العرب اللبنُ. ودَرَّ وَجْهُ الرجل

يَدِرُّ إِذا حسن وجهه بعد العلة. الفرّاء: والدِّرْدَرَّى الذي يذهب ويجيء في

غير حاجة.

وأَدَرَّت المرأَةُ المِغْزَلَ، وهي مُدِرَّةٌ ومُدِرٌّ؛ الأَخيرة على

النَّسَب، إِذا فتلته فتلاً شديداً فرأَيته كأَنه واقف من شدة دورانه.

قال: وفي بعض نسخ الجمهرة الموثوق بها: إِذا رأَيته واقفاً لا يتحرك من شدّة

دورانه.

والدَّرَّارَةُ: المِغْزَلُ الذي يَغْزِلُ به الراعي الصوفَ؛ قال:

جَحَنْفَلٌ يَغَزِلُ بالدَّرَّارَة

وفي حديث عمرو بن العاص أَنه قال لمعاوية: أَتيتك وأَمْرُك أَشدُّ

انْفِضاحاً من حُقِّ الكَهُولِ فما زلتُ أَرُمُّه حتى تَرَكْتُه مِثْلَ

فَلْكَةِ المُدِرِّ؛ قال: وذكر القتيبي هذا الحديث فغلط في لفظه ومعناه، وحُقُّ

الكَهُول بيت العنكبوت، وأَما المدرّ، فهو بتشديد الراء، الغَزَّالُ؛

ويقال للمِغزَلِ نفسه الدَّرَّارَةُ والمِدَرَّةُ، وقد أَدرّت الغازلة

دَرَّارَتَها إِذا أَدارتها لتستحكم قوّة ما تغزله من قطن أَو صوف، وضرب فلكة

المدرّ مثلاً لإِحكامه أَمره بعد استرخائه واتساقه بعد اضطرابه، وذلك

لأَن الغَزَّال لا يأْلو إِحكاماً وتثبيتاً لِفَلْكَةِ مِغْزَلِه لأَنه

إِذا قلق لم تَدِرَّ الدَّرَّارَةُ؛ وقال القتيبي: أَراد بالمدرّ الجارية

إِذا فَلَكَ ثدياها ودَرَّ فيهما الماء، يقول: كان أَمرك مسترخياً فأَقمته

حتى صار كأَنه حَلَمَةُ ثَدْيٍ قد أَدَرَّ، قال: والأَول الوجه. ودَرَّ

السهم دُرُوراً: دَارَ دَوَرَاناً جيداً، وأَدَرَّه صاحِبُه، وذلك إِذا

وضع السهم على ظفر إِبهام اليد اليسرى ثم أَداره بإِبهام اليد اليمنى

وسبابتها؛ حكاه أَبو حنيفة، قال: ولا يكون دُرُورُ السهم ولا حنينه إِلا من

اكتناز عُودِه وحسن استقامته والتئام صنعته.

والدِّرَّة، بالكسر: التي يضرب بها، عربية معروفة، وفي التهذيب:

الدِّرَّة دِرَّةُ السلطان التي يضرب بها.

والدُّرَّةُ: اللؤلؤة العظيمة؛ قال ابن دريد: هو ما عظم من اللؤلؤ،

والجمع دُرُّودُرَّاتٌ ودُرَرٌ؛ وأَنشد أَبو زيد للربيع بن ضبع الفزاري:

أَقْفَزَ من مَيَّةَ الجَريبُ إِلى الزُّجْـ

ـجَيْنِ، إِلاَّ الظِّبَاءَ والبَقَرَا

كأَنَّها دُرَّةٌ مُنَعَّمَةٌ،

في نِسْوَةٍ كُنَّ قَبْلَها دُرَرَا

وكَوْكَبٌ دُرِّيُّ ودِرِّيُّ: ثاقِبٌ مُضِيءٌ، فأَما دُرِّيٌّ فمنسوب

إِلى الدُّرِّ، قال الفارسي: ويجوز أَن يكون فُعِّيْلاً على تخفيف الهمزة

قلباً لأَن سيبويه حكي عن ابن الخطاب كوكب دُرِّيءٌ، قال: فيجوز أَن يكون

هذا مخففاً منه، وأَما دِرِّيٌّ فيكون على التضعيف أَيضاً، وأَما

دَرِّيٌّ فعلى النسبة إِلى الدُّرِّ فيكون من المنسوب الذي على غير قياس، ولا

يكون على التخفيف الذي تقدم لأَن فَعِّيْلاً ليس من كلامهم إِلاَّ ما حكاه

أَبو زيد من قولهم سَكِّينةٌ؛ في السِّكِّينَةِ؛ وفي التنزيل: كأَنها

كوكب دُرِّيٌّ؛ قال أَبو إِسحق: من قرأَه بغير همزة نسبه إِلى الدُّر في

صفائه وحسنه وبياضه، وقرئت دِرِّيٌّ، بالكسر، قال الفراء: ومن العرب من

يقول دِرِّيٌّ ينسبه إِلى الدُّرِّ، كما قالوا بحر لُجِّيُّ ولِجِّيٌّ

وسُخْرِيٌّ وسِخْرِيٌّ، وقرئ دُرِّيء، بالهمزة، وقد تقدم ذكره، وجمع الكواكب

دَرَارِيّ. وفي الحديث: كما تَرَوْنَ الكوكب الدُّرِّيَّ في أُفُقِ

السماء؛ أَي الشَّدِيدَ الإِنارَةِ. وقال الفراء: الكوكب الدُّرِّيُّ عند

العرب هو العظيم المقدار، وقيل: هو أَحد الكواكب الخمسة السَّيَّارة. وفي

حديث الدجال: إِحدى عينيه كأَنها كوكب دُرِّيَّ. ودُرِّيٌّ السيف:

تَلأْلُؤُه وإِشراقُه، إِما أَن يكون منسوباً إِلى الدُّرّ بصفائه ونقائه، وإِما

أَن يكون مشبهاً بالكوكب الدريّ؛ قال عبدالله بن سبرة:

كلُّ يَنُوءُ بماضِي الحَدَّ ذي شُطَبٍ

عَضْبٍ، جَلا القَيْنُ عن دُرِّيِّه الطَّبَعَا

ويروي عن ذَرِّيِّه يعني فِرِنْدَهُ منسوب إِلى الذَّرِّ الذي هو النمل

الصغار، لأَن فرند السيف يشبه بآثار الذر؛ وبيت دُرَيْد يروى على الوجهين

جميعاً:

وتُخْرِجُ منه ضَرَّةُ القَوْمِ مَصْدَقاً،

وطُول السُّرَى دُرِّيَّ عَضْب مُهَنَّدِ

وذَرِّيَّ عضب.

ودَرَرُ الطريق: قصده ومتنه، ويقال: هو على دَرَرِ الطريق أَي على

مَدْرَجَتِه، وفي الصحاح: أَي على قصده. ويقال: دَارِي بِدَرَر دَارِك أَي

بحذائها. إِذا تقابلتا، ويقال: هما على دَرَرٍ واحد، بالفتح، أَي على قصد

واحد. ودَرَرُ الريح: مَهَبُّها؛ وهو دَرَرُك أَي حِذاؤك وقُبالَتُكَ.

ويقال:

دَرَرَك أَي قُبالَتَكَ؛ قال ابن أَحمر:

كانَتْ مَنَاجِعَها الدَّهْنَا وجانِبُها،

والقُفُّ مما تراه فَوْقَه دَرَرَا

واسْتَدَرَّتِ المِعْزَى: أَرادت الفحل. الأُمَوِيُّ: يقال للمعزى إِذا

أَرادت الفحل: قد اسْتَدَرَّت اسْتِدْراراً، وللضأْن: قد اسْتوْبَلَتِ

اسِتيبالاً، ويقال أَيضاً: اسْتَذْرَتِ المِعْزَى اسْتِذْرَاءً من المعتل،

بالذال المعجمة.

والدَّرُّ: النَّفْسُ، ودفع الله عن دَرِّه أَي عن نَفْسه؛ حكاه

اللحياني. ودَرُّ: اسم موضع؛ قالت الخنساء:

أَلا يا لَهْفَ نَفْسِي بعدَ عَيْشٍ

لنا، بِجُنُوبِ دَرَّ فَذي نَهِيقِ

والدَّرْدَرَةُ: حكاية صوت الماء إِذا اندفع في بطون الأَودية.

والدُّرْدُورُ: موضع في وسط البحر يجيش ماؤُه لا تكاد تَسْلَمُ منه

السفينة؛ يقال: لَجَّجُوا فوقعوا في الدُّرْدُورِ. الجوهري: الدُّرْدُور

الماء الذي يَدُورُ ويخاف منه الغرق.

والدُّرْدُرُ: مَنْبِتُ الأَسنان عامة، وقيل: منبتها قبل نباتها وبعد

سقوطها، وقيل: هي مغارزها من الصبي، والجمع الدَّرَادِر؛ وفي المثل:

أَعْيَيْتِني بأُشُرٍ فكيف أَرجوك بِدُرْدُرٍ؟ قال أَبو زيد: هذا رجل يخاطب

امرأَته يقول: لم تَقْبَلِي الأَدَبَ وأَنت شابة ذات أُشُرٍ في ثَغْرِكِ،

فكيف الآن وقد أَسْنَنْتِ حتى بَدَتْ دَرَادِرُكِ، وهي مغارز الأَسنان؟.

ودَرِدَ الرجلُ إِذا سقطت أَسنانه وظهرت دَرادِرُها، وجمعه الدُّرُدُ،

ومثله: أَعْيَيْتَني من شُبَّ إِلى دُبَّ أَي من لَدُنْ شَبَبْتَ إِلى أَن

دَبَبْتَ. وفي حديث ذي الثُدَيَّةِ المقتولِ بالنَّهْروان: كانت له

ثُدَيَّةٌ مثل البَضْعَةِ تَدَرْدَرُ أَي تَمَزْمَزُ وتَرَجْرَج تجيء وتذهب،

والأَصل تَتَدَرْدَرُ فحذفت إِحدى التاءين تخفيفاً؛ ويقال للمرأَة إِذا

كانت عظيمة الأَليتين فإِذا مشت رجفتا: هي تدردر؛ وأَنشد:

أُقْسِمُ، إِن لم تأْتِنا تَدَرْدَرُ،

لَيُقْطَعَنَّ من لِسانٍ دُرْدُرُ

قال: والدُّرْدُرُ ههنا طَرف اللسان، ويقال: هو أَصل اللسان، وهو

مَغْرِز السِّنِّ في أَكثر الكلام. ودَرْدَرَ البُسْرَةَ: دلكها بدُرْدُرِه

ولاكَها؛ ومنه قول بعض العرب وقد جاءه الأَصمعي: أَتيتني وأَنا أُدَرْدِرُ

بُسْرَة.

ودَرَّايَةُ: من أَسماء النساء.

والدَّرْدَارُ: ضرب من الشجر

(* قوله: «ضرب من الشجر» ويطلق أَيضاً على

صوت الطبل كما في القاموس) معروف.

وقولهم: دُهْ دُرَّيْنِ وسعدُ القَيْنُ، من أَسماء الكذب والباطل،

ويقال: أَصله أَن سَعْدَ القَيْنَ كان رجلاً من العجم يدور في مخاليف اليمن

يعمل لهم، فإِذا كَسَدَ عَمَلُهُ قال بالفارسية: دُهْ بَدْرُودْ، كأَنه

يودِّع القرية، أَي أَنا خارج غداً، وإِنما يقول ذلك ليُسْتَعْمَلَ، فعرّبته

العرب وضربوا به المثل في الكذب. وقالوا: إِذا سمعتَ بِسُرَى القَيْن

فإِنه مُصَبِّحٌ؛ قال ابن بري: والصحيح في هذا المثل ما رواه الأَصمعي وهو:

دُهْدُرَّيْنِ سَعْدُ القَيْنُ، من غير واو عطف وكون دُهْدُرَّيْنِ

متصلاً غير منفصل، قال أَبو عليّ: هو تثنية دُهْدُرٍّ وهو الباطل، ومثله

الدُّهْدُنُّ في اسم الباطل أَيضاً فجعله عربيّاً، قال: والحقيقة فيه أَنه

اسم لِبَطَلَ كَسَرْعانَ وهَيهاتَ اسم لِسَرُعَ وَبَعُدَ، وسَعْدُ فاعل به

والقَيْنُ نَعْتُه، وحذف التنوين منه لالتقاء الساكنين، ويكون على حذف

مضاف تأْويله بطل قول سَعْدِ القَيْنِ، ويكون المعنى على ما فسره أَبو

عليّ: أَن سَعْدَ القَيْنَ كان من عادته أَن ينزل في الحيّ فيُشِيع أَنه غير

مقيم، وأَنه في هذه الليلة يَسْرِي غَيْرَ مُصَبِّحٍ ليبادر إِليه من

عنده ما يعمله ويصلحه له، فقالت العرب: إِذا سمعتَ بِسُرَى القَيْنِ فإِنه

مُصَبِّح؛ ورواه أَبو عبيدة معمر بن المثنى: دُهْدُرَّينِ سَعْدَ

القَيْنَ، ينصب سعد، وذكر أَن دُهْدُرَّيْنِ منصوب على إِضمار فعل، وظاهر كلامه

يقضي أَن دُهْدْرَّين اسم للباطل تثنية دُهْدُرٍّ ولم يجعله اسماً للفعل

كما جعله أَبو علي، فكأَنه قال: اطرحوا الباطل وسَعْدَ القَيْنَ فليس قوله

بصحيح، قال: وقد رواه قوم كما رواه الجوهري منفصلاً فقالوا دُهْ

دُرَّيْنِ وفسر بأَن دُهْ فعل أَمر من الدَّهاءِ إِلاَّ أَنه قدّمت الواو التي

هي لامه إِلى موضع عينه فصار دُوهْ، ثم حذفت الواو لالتقاء الساكنين فصار

دُهْ كما فعلت في قُلْ، ودُرَّيْنِ من دَرَّ يَدِرُّ إِذا تتابع، ويراد

ههنا بالتثنية التكرار، كما قالوا لَبَّيْك وحَنَانَيْكَ ودَوَالَيْكَ،

ويكون سَعْدُ القَيْنُ منادى مفرداً والقين نعته، فيكون المعنى: بالغْ في

الدَّهاء والكذب يا سَعْدُ القَيْنُ؛ قال ابن بري: وهذا القول حسن إِلاَّ

أَنه كان يجب أَن تفتح الدال من دُرَّين لأَنه جعله من دَرَّ يَدِرُّ

إِذا تتابع، قال: وقد يمكن أَن يقول إِن الدال ضمت للإِتباع إِتباعاً لضمة

الدال من دُهْ، والله تعالى أَعلم.

جشر

جشر


جَشَرَ(n. ac. جَشْر)
a. Drove to pasture.
b. Forsook, neglected.
c.(n. ac. جُشُوْر), Broke (dawn).
جَشَّرَa. see I (a)
جُشْرَةa. Cough, cold.

جَشَرa. Animals at pasture.

أَجْشَرُ
(pl.
جُشْر)
a. Hoarse, having a cold.

جَاْشِر
(pl.
جُشَّر
جُشَّاْر)
a. Herdsman.

جَاْشِرِيَّةa. Morning draught.

جَشَّاْرa. see 21
(ج ش ر) : (زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فَمَا جُشِرَ) يُطْلَبُ نَسْلُهَا يُقَالُ جَشَرْنَا الدَّوَابَّ إذَا أَخْرَجْنَاهَا إلَى الْمَرْعَى فَلَا تَرُوحُ مِنْ بَابِ طَلَبَ جشن (قَوْلُهُ إذَا وَلَدَتْ وَخَرَجَ الْجَوْشَنُ) مِنْ الْوَلَدِ وَهُوَ الصَّدْرُ وَفِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ الدِّرْعُ.
ج ش ر: مَالٌ (جَشَرٌ) بِفَتْحَتَيْنِ يَرْعَى فِي مَكَانِهِ وَلَا يَرْجِعُ إِلَى أَهْلِهِ. وَجَشَرَ دَوَابَّهُ أَخْرَجَهَا إِلَى الرَّعْيِ وَلَا تَرُوحُ وَبَابُهُ نَصَرَ وَخَيْلٌ (مُجَشَّرَةٌ) بِالْحِمَى بِوَزْنِ مُضَمَّرَةٍ أَيْ مَرْعِيَّةٌ. 
[جشر] فيه: لا يغرنكم "جشركم" من صلاتكم، الجشر قوم يخرجون بدوابهم إلى المرعى ويبيتون مكانهم، فنهاهم أن يقصروا الصلاة لأن المقام فيه وإن طال فليس بسفر. ومثله يا معاشر "الجشار" لا تغتروا بصلاتكم، هو جمع جاشر وهو من يكون مع الجشر. ومنه ح: ومنا من هو في "جشره". ن: هو بفتحتين. نه وح: من ترك القرىن شهرين فقد "جشره" أي تباعد عنه. وح الحجاج: كتب إلى عامله: ابعث إلي "بالجشير" اللؤلؤي وهو الجراب.
(جشر) - في حَدِيثِ أبي الدَّرْدَاءِ، رضي الله عنه: "مَنْ تَرَك القُرآنَ شَهْرَين لم يَقْرأه فقد جَشَره".
: أي تَباعَد عنه، وجَشَر الصُّبحُ جُشوراً: انْفَلقَ وانَكَشَف عنه الظَّلام، وأَصبَحَ القَومُ جَشَراً، إذا بَاتُوا مكانَهم لم يَرجِعُوا إلى بُيوتِهم، وجَشّرتُ فُلانًا: تَركْته، وجَشَّر عن أَهلِه: غاب جُشْرةً، والجَشَر والجَشِير : العَزَبُ، وكُلُّ ذَلِك من البُعْد.
(جشر)
الصُّبْح جشورا طلع وانفلق وَالدَّوَاب جشرا أَقَامَت فِي المرعى وَعَن أَهله عزب وَالدَّوَاب أخرجهَا ورعاها قَرِيبا من الْبيُوت وَالشَّيْء تَركه

(جشر) الْإِنَاء جشرا وسخ فَهُوَ جشر والساحل جشرا وجشارة خشن طينه ويبس كالحجر وَالرجل وَالْبَعِير أَصَابَهُ سعال جَاف فخشن صَوته وَيُقَال جشر صَوته فَهُوَ أجشر وَهِي جشراء (ج) جشر

(جشر) أَصَابَهُ سعال جَاف فَهُوَ مجشور
ج ش ر

جشروا دوابهم، وجشروها: رعوها قريباً من البيوت. ومنه حديث ابن مسعود " لا يغرنكم جشركم من صلاتكم فإنّما هي من كوفتكم " ونعم جشر، وهو جشار أنعامنا. وأصبح بنو فلان جشراً إذا باتوا مع النعم لا يروحون إلى بيوتهم. وجشر المال عن أهله: خرج إلى الرعي.

ومن المجاز: جشر الرجل عن أهله إذا سافر. وجشر الصبح: خرج، ولاح أبلق جاشر. واصطبحوا الجاشرية وهي الشربة مع جشور الصبح نسيت إلى الصبح الجاشر. قال:

إذا ما شربنا الجاشرية لم نبل ... أميراً وإن كان الأمير من الأزد
جشر وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عُثْمَان [رَحمَه الله -] أَنه قَالَ: بَلغنِي أَن نَاسا مِنْكُم يخرجُون إِلَى سوادهم إِمَّا فِي تِجَارَة وَإِمَّا فِي جباية وَإِمَّا فِي جشر فيُقصرون الصَّلَاة فَلَا تَفعلُوا فَإِنَّمَا يقصر الصَّلَاة من كَانَ شاخصا أَو يحضرهُ عَدو. قَوْله: الجشر هم الْقَوْم يخرجُون بدوابّهم إِلَى المرعى قَالَ الأخطل يذكر قتل عُمَيْر بن الحُبابِ: [الْبَسِيط]

يسْأَله الصُبْرُ من غسّان إِذْ حَضَرُوا ... والحَزْنُ كَيفَ قَراه الغِلمةُ الجَشَرُ ... يُعَرِّفونك رأسَ ابنِ الحُبابِ وَقد ... أضحَى وللسّيف فِي خَيْشُومه أثرُ ... [ويروى: فسائل الصَّبْر -] قَوْله: الصُّبر قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: هِيَ قبائل من غسّان مَعْلُومَة مُسَمَّاة يُقَال لَهُم الصُبْر قَالَ: وَكَذَلِكَ الْحزن هم قبائل 9 / ب من غَسَّان أَيْضا.
[جشر] جَشَرَ الصبح يَجْشُرُ جُشوراً: انفلق. واصطبَحْنا الجاشريَّة، وهو شربٌ يكون مع الصُبح. ولا يتصرَّف له فِعل. وقال الفرزدق: إذا ما شرِبْنا الجاشِريَّةَ لم نُبَلْ * أميراً وإن كان الأميرُ من الازد وأما الجاشرية التى في شعر الاعشى ، فهى قبيلة من قبائل العرب. قال الاصمعي: يقال أصبح بنو فلان جَشَراً، إذا كانوا يبيتون مكانَهم في الإبل لا يرجعون إلى بيوتهم. قال الاخطل: فسله الصبر من غسان إذ حضروا * والحزن كيف قراه الغلمة الجشر - قال: يقال جَشَرْنا دوابَّنا: أخرجْناها إلى الرعي نجشرها جشرا بالاسكان، وا تروح. وخيل مُجَشَّرةٌ بالحِمى، أي مرعيَّةٌ. ويقال به جُشْرَةٌ بالضم، أي سعال أو خشونةٌ في الصدر. وبعير مجشور: ب سعال حاز. وقد جُشِرَ يُجْشَرُ، على ما لم يسم فاعله. قال الشاعر : رب هم جشمته في هواكم * وبعير منفه مجشور. - والجشير : الجوالق الضضم. والجشير: الوفضة. وجشر الساحل بالكسر يَجْشَرُ جَشَراً، إذا خَشُنَ طينه ويَبِسَ كالحجَر. والجَشَرُ: وسخ الوَطْبِ من اللبن. يقال وَطْبٌ جشر، أي وسخ.
جشر
الجَشَرُ: بُقُولُ الربيع، وجَشَّرُوا الدَّوَابَّ: أرْسَلُوها في الجَشَرِ. وقيل: الجَشَرُ: الرِّعَاءُ. وما يكون في سَوَاحِل البَحْرِ وقَرارِه من الحَصى والأصدافِ. والقَوْمُ الذين يَخْرُجُوْنَ بدَوابِّهم في المَرْعى.
وجَشَرَ الصُّبْحُ: انْكَشَطَ عنه الظَّلامُ.
والجاشِرِيَّةُ: امْرَأةٌ مَنْسُوبةٌ. وشَربةُ نِصْفِ النَّهار. ونِصْفُ النَهَارِ. وقيل: الــسَّحَرُ حين جَشَرَ الصُّبْحُ. ويُقال: لا تكون الجاشِرِيَّةُ إلاّ من ألْبانِ الإِبل. وقيل: هو أنْ يَصْطَبحَ الرجُلُ على غَيْرِ طَعامٍ. والطعامُ أيضاً.
والجُشْرَةُ: سُعَالٌ في الصَّدْرِ وخَبْطَةٌ من الزُّكام، جَشِرَ جَشَراً: والمَجْشُوْرُ: الذي أصابَتْه الجُشْرَةُ، والأجْشَرُ مِثْلُه.
والجَشَرُ: من أدواء الإِبل، جَمَل أجْشَرُ وناقَةٌ جَشْرَاءُ.
وجَشَرَ الفَحْلُ: جَفَرَ من الضِّرَاب.
وجَشَّرْتُ الإِنَاءَ: فَرَّغْته.
وجَشَّرْتُ فلاناً: تَرَكْته.
وجَشَرَ الرجُلُ عن أهله: غابَ عنهم، وهي الجُشَرَةُ.
والجَشَرُ: الرَّجُل العَزَبُ وإنْ كانَ بين إخْوَانِه وأُمَّتِه، وكذلك الجَشِيْرُ. ورَجُلٌ مُجَشِّرٌ: أي مُعَزِّبٌ.
وقد جَشَرَ المالُ، والنَعْتُ جاشِرٌ وجَشِيْر وجَشَرٌ.
وأرْضٌ جَشِرَةٌ: أي خَشْنَاءُ. والجا شِرُ: الغَلِيْظُ.
والجَشِيْرُ: الجَفِيْرُ والكِنَانَةُ.
والمِجْشَرُ: الحَوْضُ الذي لا يُسْقى فِيْهِ.
الْجِيم والشين وَالرَّاء

والجَشَر: بقل الرّبيع.

وجَشَروا الْخَيل، وجَشّروها: أرسلوها فِي الجَشَر. والجَشْر: أَن يبرزوا بخيلهم فيرعوها أَمَام بُيُوتهم.

واصبحوا جَشْراً وجَشَرا: إِذا كَانُوا يبيتُونَ مكانهم لَا يرجعُونَ إِلَى اهليهم.

والجشَّار: صَاحب الجَشَر.

ومالٌ جَشَر: يرْعَى فِي مَكَانَهُ لَا يئوب إِلَى أَهله.

وإبل جُشَّر: تذْهب حَيْثُ شَاءَت.

وَكَذَلِكَ: الحُمُر، قَالَ:

وآخَرون كالحَمير الجُشَّر

وَقوم جَشَر، وجُشَّر: عُزّاب فِي إبلهم.

والجَشْر، والجَشَر: حِجَارَة تنْبت فِي الْبَحْر. قَالَ ابْن دُرَيْد: أحسبها معربة.

والجَشَرة: القشرة السُّفْلى الَّتِي على حَبَّة الْحِنْطَة.

والجَشَر، والجُشْرة: خشونة فِي الصَّدْر وَغلظ فِي الصَّوْت وسعال.

وَقد جَشِر، وَقَالَ اللحياني: جُشِر جُشْرة وَهَذَا نَادِر، وَعِنْدِي: أَن مصدر هَذَا إِنَّمَا هُوَ الجَشَر.

وَرجل مَجْشور، وبعير أجشر، وناقة جشراء: بهما جَشْرة وجُشْر.

والجَشِير: الجُوالق الضخم.

وَالْجمع: أجْشِرة، وجُشُر.

والجَشِير: الوفضة، وَهِي الجعبة من جُلُود تكون مشقوقة فِي جنبها، يفعل ذَلِك بهَا ليدخلها الرّيح فَلَا يأتكل الريش.

وجنب جاشر: منتفخ.

وتجشّر بَطْنه: انتفخ، انشد ثَعْلَب:

فَقَامَ وثّاب نَبِيل مَحْزِمُهْ ... لم يتجشّر من طَعَامه يُبْشِمُهْ وجَشَر الصُّبْح يَجْشُر جُشورا: طلع.

والجاشِريَّة: الرب مَعَ الصُّبْح، ويوصف بِهِ، فَيُقَال: شربة جاشِريَّة، قَالَ:

وندمانٍ يَزِيدُ طِيباً ... سَقَيتُ الجاشِريَّة أَو سقاني

ومُجَشِّر، ومَجَشَّر: اسمان.

جشر

1 جَشَرَ, aor. ـُ (As, A, Mgh,) inf. n. جَشْرٌ; (As, S, K;) and ↓ جشّر, (A,) inf. n. تَجْشِيرٌ; (K;) He took, or sent, forth his beasts to pasture, (As, S, Mgh, K,) not to return in the evening: (As, S Mgh:) [or] he pastured his beast near to the tents or houses: (A:) [or] جَشْرٌ signifies also one's pasturing his horse before his tent or house, after their covering: (K:) or a people's taking forth their horses and pasturing them before their tents or houses. (L.) b2: And جَشْرٌ and ↓ تَجْشِيرٌ also signify The leaving or neglecting [a thing]:(K, TA:) and dismissing [it]. (TA.) جَشَرَ القُرْآنَ, meaning He estranged himself from the Kur-aacute;n, is said of him who has neglected the reading or reciting of it for two months. (L from a trad.) A2: جَشَرَ المَالُ عَنْ أَهْلِهِ The cattle went forth to the places of pasturage from their owners. (A.) b2: جَشَرَ الرَّجُلُ عَنْ أَهْلِهِ (tropical:) The man journeyed away from his family, or wife. (A.) b3: جَشَرَ الصُّبْحُ (aor.

جَشُرَ, S,) inf. n. جُشُورٌ, (S, A, K,) (tropical:) The dawn broke, (S,) or rose, (K,) or came forth. (A.) 2 جَشَّرَ see 1, in two places.

جَشْرٌ: see جَشَرٌ, in three places.

جَشَرٌ Camels or sheep or goats pasturing in their place, not returning to their owners (As, S, K) at night: (K:) or [simply] not returning to their owners. (As, TA.) [See also مُجَشَّرٌ.] b2: (assumed tropical:) A people who pass the night with the camels, (As, S, K,) in their place, not returning to their tents or houses: (As, S:) who go forth with their beasts to the place of pasturage, and remain in their place, not returning to the tents or houses: the doing this is not considered as travelling, and therefore is not a legal reason for shortening the ordinary prayers: (A 'Obeyd, TA:) and ↓ جَشْرٌ signifies the same. (TA, as on the authority of A 'Obeyed. [But perhaps this latter is a mistranscription for جُشَّرٌ: see what follows.]) (tropical:) A man who is away (عَزَبٌ, K, TA) from his family, or wife, with his camels; (TA;) as also ↓ جَشِيرٌ: (K, TA:) and in like manner the former is applied to a company of men; and so جُشَّرٌ [a pl. of ↓ جَاشِرٌ, q. v.] : you say قَوْمٌ جَشَرٌ and جُشَّرٌ. (L, TA.) A2: The herbs, or leguminous plants, of [the season, or rain, called] the رَبِيع; (L, K;) as also ↓ جَشْرٌ. (L.) And جشر [app. جَشَرٌ or ↓ جَشْرٌ] also signifies A pasture-land in which horses feed. (TA.) جَشِيرٌ: see جَشَرٌ

A2: Also A [quiver of the kind called] وَفْضَة; (S, K;) i. e., a كِنَانَة; and so جَفِيرٌ; accord. to ISd, a [quiver of the kind called] جَعْبَة, of skins, slit in the side in order that the wind may enter it and the feathers may therefore not be eaten: (TA:) or, accord. to Z, i. q. جِرَابٌ (IAth, TA.) b2: And A large جُوَالِق [or sack]: (S, K:) pl. [of pauc.] أَجْشِرَةٌ and [of mult.] جُشُرٌ. (TA.) جَشَّارٌ The owner (صَاحِب) of a pasture-land in which horses feed. (K.) You say, "He is the جَشَّار of our camels." (A, TA. [But it seems to be implied in the A that it signifies the same as جَاشِرٌ as explained below.]) جَاشِرٌ One who takes forth horses and camels to the pasture-land, and remains there: [see also جَشَّارٌ:] pl.جُشَّارٌ: (TA:) [and جُشَّرٌ is another pl. of the same:] see جَشَرٌ b2: Also [the pl.] جُشَّرٌ Camels, and asses, going whithersoever they will. (TA.) جَاشِرِيَّةٌ (tropical:) A drink that is taken at daybreak: (S, A, K:) you say, اِصْطَبَحْنَا الجَاشِرِيَّةَ We drank the morning-draught that is taken at daybreak: (S, A:) and it has no verb: (S:) or it is only of camels' milk: (K:) or it is correctly of general application: or is properly of wine; for this is what is most frequently mentioned: and it is also used as an epithet: thus you say شَرْبَةٌ جَاشِرِيَّةٌ (TA.) b2: (assumed tropical:) A certain kind of food: (K, TA:) or a kind of food eaten at daybreak. (TA.) b3: (assumed tropical:) The [last part of the night, called the] سَحَر: (K:) because near to daybreak. (TA.) b4: (assumed tropical:) Midday: (K:) because of the appearance and spreading of its light. (TA.) مُجَشَّرٌ [A beast] made to pass the night in the pasture, away from its owner, not brought back in the evening: (K, * TA: [see also جَشَرٌ:]) or not pastured near the water: (IAar, TA:) or that is pastured near to the water. (El-Mundhiree, TA.) And خَيْلٌ مُجَشَّرَةٌ Horses pastured (S, K) بِالحِمَى [in the place of pasturage that is prohibited to the public]. (S.)
جشر: جَشْر وجمعه أجْشار (البكري 153) تدل على ما تدل عليه كلمة مَجْشَر (أنظر الكلمة). وفي المعجم اللاتيني: ( vicus) Compitum قَرْية وجَشَر.
( possessum) Predium جَشْر ومَجشْر جشار وجمعه جشارات، ويقال جشير أيضاً وليس معناهما القطيع كما يقول فريتاج، كما أن معنى إسطبل كما يقول كاترمير (مملوك 1، 1: 201) بعيد عنها. وهاتان الكلمتان تدلان على ما تدل عليه كلمة جَشَر (انظر لين) لئن معناها الخيل والبقر التي تلازم المرعى ولا ترجع إلى الحضيرة بالليل.
وهذا يستنتج من عدد من النصوص نقلها كاترمير، وبخاصة من نص في حياة صلاح الدين وأشار إليه فريتاج ونقله، ا1 تقرأ فيه (ص 157): قيل له أن طرابلس قد خرجوا جشارهم وخيلهم إلى مرج هناك وأبقارهم ودوابهّم وإنه قد قرَّر مع عسكره قصدهم فخرج على غرة منهم وهجم على جشارهم فأخذ منهم من الخيل أربع مائة رأس ومائة من البقر. وأخيرا فقد يقال دشار أيضاً تسهيلا لنطقها (أنظر: دشار).
جِشَار: جمعها جُشُر بمعنى مَجْشَر (أنظر، مجشر) ويقال لسهولة النطق دِشَار أيضاً (أنظر: دشار).
جشير: أنظر جشار.
مَجْشَر: أن أصل الكلمة يدل على أن معناها المرعى أي المكان ترعى فيه الماشية، غير أنها أصبحت تدل على ضيعة فيها عبيد ودواب وبقر وغنم وغير ذلك أي دوار، دسكرة. وفي معجم فوك mansio: دَوّار، دشار، وهاتان الكلمتان تدل على نفس المعنى الذي أشرت إليه قبل قليل، وجَشار (جمعها جئُشُر) ومَجْشَر. وقد فسرت هذه الكلمة الأخيرة في تعليقه عليها بالمكان الذي يتخذ جشارا. واعتقد أن هذه التعليقة قد أضيفت لتفسر أصل الكلمة وأنها تدل على نفس معاني الكلمات الأخرى.
وفي المعجم اللاتيني يذكر: - Predium (Possessum) ( أي ضيعة) جَشرْ ومَجشَّرْ، و Prediolum ( أي ضيعة صغيرة) Parrociius مُجَيْشَرَّ. (أي ضياع) مَجَاشِير. وفي كرتاس (ص195): عمارة القرى والمجاشر الخالية. وفي مخطوطتين منه تذكر الكلمة المرادفة المداشر.
وفي ابن القوطية (16 ق): ادفع إليه المحشر (المجشر) الذي على وادي شَوْس وما فيه من البقر والغنم والعبيد.
وفي المقري (1: 169): سلم إليه المحشر الذي لنا على وادي شوش بما لنا فيه من العبيد والدواب والبقر وغير ذلك. وصواب الكلمة المجشر كما هي في طبعة بولاق.
وفي كتاب محمد بن الحارث (ص 283): حكم عمرو بن عبد الله علي هاشم بن عبد العزيز في مَجْشَر (كذا) كان في يده بجانب جيان (المقري 3: 132، كرتاس 192، ابن بطوطة 3: 400، 401 وقد ذكرت مرتين، 402، تاريخ البربر 2: 464).
ونجد في وثائق أسبانية تعود إلى القرون الوسطى هذه الكلمة تتردد كثيرا بصورة (مشار)، ففي وثيقة لالفوس العاشر نشرت في المذكرات التاريخية الأسبانية (1: 300) نجد قصر لسيد المشار وكلمة المشار هذه تعني دسكرة أو قرية، وفي وثيقة هبة لنفس الملك إلى مجلس اشبيلية نشرها اسبينوزا سنة 1630 في تاريخ اشبيلية (المجلد 2 الورقة 16 ق) كما نشرت في سنة 1851، وكأنها لم تنشر من قبل، في تاريخ أسبانيا المجلد الأول ص13 وما يليها، نجد ذكرا لعدد من الدساكر والضياع يتألف اسمها من كلمة مشار مضافة إلى اسم شخص بعدها مثل: مشار أكساريفي (ويقال أيضاً أسارافي)، ومشار ابلنومن (أو ابن نومن) أي مجشر ابن النعمان، ومشار ابنلجت أي مجشر ابن الجد وهو اسم أسرة معروفة في اشبيلية. ومشار الهوزن أو مشار الهنزني، والصواب الهَوزَنيّ، وهي أيضاً من أسر اشبيلية الكريمة. ومشار الزُبَيْدي.
وفي سجل ضرائب اشبيلية الذي نشره اسبينوزا في أول الجزء الثاني من كتابه نجد هذه الكلمة تتردد كثيرا، غير أنها قد تحرف أحيانا إلى (مكار) (أنظر المجلد الثاني المجموعة الأولى، والمجلد الرابع المجموعة الثالثة) ففيها: مكار الكرشي ومشار الكرشي أي مجشر القُرشِيّ. وأنظر المجلد الخامس المجموعة 2، 3، 4، والمجلد السادس المجموعة الرابعة حيث يجب أن تبدل (ملها راب كادى) ب (مشار الكادي) أي مجشر القاضي (مجلد 9 مجموعة 4، مجلد 10 مجموعة 1، مجلد 16 مجموعة 2، 3، مجلد 24 مجموعة 4).
وكلمة أجشار تدل على نفس معنى كلمة مجاشر إذ نجد عند البكري (ص153): وهو بلد واسع يسكنه قبائل مصمودة في قصور وأجشار. وكلمة قصر تعني قرية من قرى القبائل يحيط بها سور (انظر معجم الادريسي)، وهذا يقرب مما نجده عند كرتاس (ص192، 195): القرى والمجاشر.
وأخيرا فقد يتساءل المرء إذا ما كانت كلمة masserie ( ما سيرى) التي يستعملها البربر كما يقول بعض الرحالة والتي وجدت إنها نفس الكلمة ما سارى (المعجم الأسباني ص384) في اللغة اللاتينية الاولى، هي كلمة (مجشر) هذه فهي تدل على نفس المعنى، ويعطيها لامبرشت (ص36) نفس معناها الأصلي، فهو يقول إنها تعني (المكان الذي يخرجون إليه لترعى فيه البقر والغنم). ومع ذلك فلا بد من تفسير اللاحقة (ى) ولما كنت لا أستطيع تفسيرها فلست أجرأ على أن اقرر شيئا في هذا الموضوع. وعليك أن تلاحظ أنها تنطق (مداشر) أيضاً بدل مَجاشِر لسهولة النطق. والواحد منها دَشْرة ودِشْرة بفتح الدال وكسرها (أنظر: دشرة).

جشر: الجَشَر: بَقْلُ الربيع.

وجَشَرُوا الخَيْلَ وجَشَّروها: أَرْسَلُوها في الجَشْرِ. والجَشْرُ:

أَن يخرجوا بخيلهم فَيَرْعَوْها أَمام بيوتهم. وأَصبحوا جَشْراً وجَشَراً

إِذا كانوا يَبِيتُون مكانهم لا يرجعون إِلى أَهليهم. والجَشَّار: صاحبُ

الجَشَرِ. وفي حديث عثمان، رضي الله عنه، أَنه قال: لا يغرّنكم جَشَرُكُمْ

من صلاتكم فإِنما يَقْصُرُ الصلاةَ من كان شاخصاً أَو يَحْضُرُهُ عدوّ.

قال أَبو عبيد: الجَشَرُ القومُ يخرجون بدوابهم إِلى المرعى ويبيتون

مكانهم ولا يأْوون إِلى البيوت، وربما رأَوه سفراً فقصروا الصلاة فنهاهم عن

ذلك لأَن المُقَامَ في المرعى وإِن طال فليس بسفر. وفي حديث ابن مسعود: يا

مَعْشَرَ الجُشَّارِ لا تغتروا بصلاتكم؛ الجُشَّار جمع جاشِرٍ.

وفي الحديث: ومنا من هو في جَشْرَةٍ. وفي حديث أَبي الدرداء: من ترك

القرآن شهرين فلم يقرأْه فقد جَشَرَهُ أَي تباعد عنه. يقال: جَشَرَ عن أَهله

أَي غاب عنهم. الأَصمعي: بنو فلان جَشَرٌ إِذا كانوا يبيتون مكانهم لا

يأْوون بيوتهم، وكذلك مال جَشَرٌ لا يأْوي إِلى أَهله. ومال جَشَرٌ: يرعى

في مكانه لا يؤوب إِلى أَهله. وإِبل جُشَّرٌ: تذهب حيث شاءت، وكذلك

الحُمُرُ؛ قال:

وآخرونَ كالحمير الجُشَّرِ

وقوم جُشْرٌ وجُشَّرٌ: عُزَّابٌ في إِبلهم. وجَشَرْنا دوابَّنا:

أَخرجناها إِلى المرعى نَجْشُرُها جَشْراً، بالإِسكان، ولا نَرُوحُ. وخيل

مُجَشَّرةٌ بالحِمَى أَي مَرْعِيَّة. ابن الأَعرابي: المُجَشَّرُ الذي لا يرعى

قُرْبَ الماء؛ والمنذري: الذي يرعى قرب الماء؛ أَنشد ابن الأَعرابي لابن

أَحمر في الجَشْرِ:

إِنَّكَ لو رأَيتَني والقَسْرَا،

مُجَشِّرِينَ قد رَعَينا شَهْرَا

لم تَرَ في الناسِ رِعاءً جَشْرَا،

أَتَمَّ مِنَّا قَصَباً وسَيْرَا

قال الأَزهري: أَنشدنيه المنذري عن ثعلب عنه.

قال الأَصمعي: يقال: أَصبح بنو فلان جَشَراً إِذا كانوا يبيتون في

مكانهم في الإِبل ولا يرجعون إِلى بيوتهم؛ قال الأَخطل:

تَسْأَلُه الصُّبْرُ من غَسَّانَ، إِذْ حَضَرُوا،

والحَزْنُ كَيْفَ قَراهُ الغِلْمَةُ الجَشَرُ

الصُّبْرُ والحَزْنُ: قبيلتان من غسان. قال ابن بري: صواب إِنشاده: كيف

قراك، بالكاف، لأَنه يصف قتل عمير بن الحُبَابِ وكَوْنَ الصُّبْر

والحَزْنِ، وهما بطنان من غسان، يقولون له بعد موته وقد طافوا برأْسه: كيف قَراك

الغِلْمَةُ الجَشَرُ؟ وكان يقول لهم: إِنما أَنتم جَشَرٌ لا أُبالي بكم،

ولهذا يقول فيها مخاطباً لعبد الملك بن مروان:

يُعَرِّفُونَكَ رَأْسَ ابنِ الحُبابِ وقد

أَضْحَى، وللسَّيْفِ في خَيْشُومِهِ أَثَرُ

لا يَسْمَعُ الصَّوْتَ مُسْتَكّاً مسامِعُه،

وليس يَنْطِقُ حتى يَنْطِقَ الحَجَرُ

وهذه القصيدة من غُرَرِ قصائد الأَخطل يخاطب فيها عَبْدَ الملِك بْنَ

مَرْوان يقول فيها:

نَفْسِي فِداءُ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ إِذا

أَبْدَى النَّواجِذَ يَوْمٌ باسِلٌ ذَكَرُ

الخائِضِ الغَمْرِ والمَيْمُونِ طائِرُهُ،

خَلِيفَةِ اللهِ يُسْتَسْقَى بِهِ المَطَرُ

في نَبْعَةٍ مِن قُرَيشٍ يَعْصِبُونَ بها،

ما إِنْ يُوازى بأَعْلَى نَبتِها الشَّجَرُ

حُشْدٌ على الحق عَيَّافو الخَنَا أُنُفٌ،

إِذا أَلَمَّتْ بِهِمْ مَكْرُوهَةٌ صَبَرُوا

شُمْسُ العَداوَةِ حتى يُسْتَقَادَ لهم،

وأَعظمُ الناسِ أَحْلاماً، إِذا قَدَرُوا

منها:

إِنَّ الضَّغِينَةَ تَلْقَاها، وإِن قَدُمَتْ،

كالعُرِّ يَكْمُنُ حِيناً ثم يَنْتَشِرُ

والجَشْرُ والجَشَرُ: حِجَارَةٌ تنبت في البحر. قال ابن دريد: لا

أَحسبها معرّبة. شمر: يقال مكان جَشِر أَي كثير الجَشَر، بتحريك الشين. وقال

الرِّياشي: الجَشَرُ حجارة في البحر خشنة. أَبو نصر: جَشَرَ الساحلُ

يَجْشُرُ جشراً. الليث: الجَشَرُ ما يكون في سواحل البحر وقراره من الحصى

والأَصداف، يَلْزَقُ بعضها ببعض فتصير حجراً تنحت منه الأَرْحِيَةُ بالبصرة لا

تصلح للطحن، ولكنها تُسَوَّى لرؤوس البلاليع. والجَشَرُ: وَسَخُ

الوَطْبِ من اللبن؛ يقال: وَطْبٌ جَشِرٌ أَي وَسِخٌ. والجَشَرَةُ: القِشْرَةُ

السفلى التي على حَبَّةِ الحنطة. والجَشَرُ والجُشْرَةُ: خُشُونة في الصدر

وغِلَظٌ في الصوت وسُعال؛ وفي التهذيب: بَحَحٌ في الصوت. يقال: به

جُشْرَةٌ وقد جَشِرَ

(* قوله «وقد جشر» كفرح وعني كما في القاموس). وقال

اللحياني: جُشِرَ جُشْرَةً؛ قال ابن سيده: وهذا نادر، قال: وعندي أَن مصدر هذا

إِنما هو الجَشَرُ؛ ورجل مجشور. وبعير أَجْشَرُ وناقة جَشْراءُ: بهما

جُشْرَةٌ. الأَصمعي: بعير مَجْشُورٌ به سُعال جافٌّ. غيره: جُشِرَ، فهو

مَجْشُورٌ، وجَشِرَ يَجْشَرُ جَشَراً، وهي الجُشْرَةُ، وقد جُشِرَ يُجْشَرُ

على ما لم يسمَّ فاعله؛ وقال حجر:

رُبَّ هَمٍّ جَشَمْتُهُ في هَواكُمْ،

وبَعِيرٍ مُنَفَّهٍ مَجْشُورِ

ورجلٌ مَجْشُورٌ: به سُعال؛ وأَنشد:

وسَاعِلٍ كَسَعَلِ المَجْشُورِ

والجُشَّةُ والجَشَشُ: انتشار الصوت في بُحَّةٍ. ابن الأَعرابي:

الجُشْرَةُ الزُّكامُ. وجَشِرَ الساحلُ، بالكسر، يَجْشَرُ جَشْراً إِذا خَشُنَ

طينه ويَبِسَ كالحجَر.

والجَشِيرُ: الجُوالِقُ الضخم، والجمع أَجْشِرَةٌ وجُشُرٌ؛ قال الراجز:

يُعْجلُ إِضْجاعَ الجَشِيرِ القَاعِدِ

والجَفِيرُ والجَشِيرُ: الوَفْضَةُ، وهي الكِنانَةُ. ابن سيده:

والجَشِيرُ الوفضة وهي الجَعْبَةُ من جلود تكون مشقوقة في جَنْبها، يفعل ذلك بها

ليدخلها الريح فلا يأْتكل الريش. وجَنْبٌ جاشِرٌ: منتفخ. وتَجَشَّرَ

بطنه: انتفخ؛ أَنشد ثعلب:

فقامَ وَثَّابٌ نَبِيلٌ مَحْزِمُهْ.

لم يَتَجَشَّرْ مِنْ طَعامٍ يُبْشِمُهْ

وجَشَرَ الصُّبْحُ يَجْشُرُ جُشُوراً: طلع وانفلق.

والجاشِرِيَّةُ: الشُّرْبُ مع الصبح، ويوصف به فيقال: شَرْبَةٌ

جاشِرِيَّةٌ؛ قال:

ونَدْمانٍ يَزِيدُ الكأْسَ طِيباً،

سَقَيْتُ الجاشِرِيَّةَ أَو سَقَانِي

ويقال: اصْطَبَحْتُ الجاشِرِيَّةَ، ولا يَتَصَرَّفُ له فِعْلٌ؛ وقال

الفرزدق:

إِذا ما شَرِبْنَا الجاشِرِيَّةَ لَمْ نُبَلْ

أَمِيراً، وإِن كانَ الأَمِيرُ مِنَ الأَزْدِ

والجاشِرِيَّةُ: قبيلة في ربيعة. قال الجوهري: وأَما الجاشرية التي في

شعر الأَعشى فهي قبيلة من قبائل العرب. وفي حديث الحجاج: أَنه كتب إِلى

عامله أَن ابْعَثْ إِليَّ بالجَشِيرِ اللُّؤْلُؤِيّ؛ الجَشِيرُ: الجِرابُ؛

قال ابن الأَثير: قاله الزمخشري.

جشر
: (الجَشْرُ: إِخراجُ الدَّوَابِّ للرَّعْيِ) ، وَقد جَشَرَهَا يَجْشُرُهَا جَشْراً، (كالتَّجْشِير) .
(و) الجَشْرُ: (أَن تَنْزُوَ خَيْلُكَ) : (فتَرعَاهَا أَمامَ بَيتِك) .
(و) الجَشْر: (التَّرْكُ) والإِرسالُ، والتَّبَاعُد، (كالتَّجْشِير) . وَفِي حَدِيث أَبي الدَّرْدَاءِ: (مَن تَرَكَ القرآنَ شَهْرَيْنِ فَلم يَقرأْه فقد جَشَرَه) .
(و) الجعشَر، (بالتَّحْرِيك: المالُ الَّذِي يَرْعى فِي مَكَانَهُ، لَا يَرْجِعُ إِلى أَهلِه باللَّيْل) . مالٌ جَشَرٌ: لَا يَأْوِي إِلى أَهله، قَالَه الأَصمعيُّ (و) كذالك (القَومُ) يَبيتُون مَعَ الإِبل (فِي المَرْعَى، لَا يَأْوُون بُيُوتَهم. وَقد أَصبحوا جَشْراً وجَشَراً. وَفِي حَدِيث عثمانَ رَضِي اللهُ عَنهُ: (لَا يَغْرَّنَّكم جَشَرُكم مِن صَلاتِكم؛ فإِنما يَقْصُرُ الصلاةَ مَن كَانَ شاخِصاً أَو يَحْضُرُه عَدُوٌّ) . قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الجَشَرُ: القومُ يَخْرجُون بدَوابِّهم إِلى المَرْعَى، ويَبِيتُون مَكانَهم، لَا يأْوُونَ البُيُوتَ، ورُبَّما رَأَوْه سَفَراً فَقَصَرُوا الصلاةَ، فنَهَاهم عَن ذالك؛ لأَن المُقَامَ فِي المَرْعَى وإِن طالَ فَلَيْسَ بسفَرٍ، وأَنشدَ ابْن الأَعرابيِّ لِابْنِ أَحْمَرَ فِي الجَشْر:
إِنّكَ لَو رأَيتَنِي والقَسْرَا مُجَشِّرين قد رَعَيْنا شَهْرَا لم تَرَ فِي النَّاس رِعَاءً جَشْرَا أَتَمَّ مِنَّا قَصَباً وسَبْرَا قَالَ الأَزهريّ: أنْشَدَنِيه المُنْذِرِيُّ عَن ثَعْلَبٍ عَنهُ، وَقَالَ الأَخطل:
يسأَلُه الصُّبْرُ مِن غَسّانَ إِذْ حَضَرُوا والحَزْنُ كيفُ قَراكَ الغِلْمَةُ الجَشَرُ الصُّبْرُ والحزْنُ: قَبِيلتانِ من غَسّانَ. قَالَ ابْن بَرِّيّ: وَهُوَ مِن قصيدة طَنّانةِ من غُرَرِ قصائدِ الأَخطلِ يُخاطِبُ فِيهَا عبدَ المَلِكِ بنَ مَرْوانَ:
يُعَرِّفُونكَ رَأْسَ ابنِ الحُبَابِ وَقد أَضْحَى وللسَّيْفِ فِي خَيْشُومِهِ أَثَرُ لَا يَسْمَعُ الصَّوْتَ مُسْتَكًّا مَسامِعُه وَلَيْسَ يَنْطِقُ حَتَّى يَنْطِقَ الحَجَرُ قَالَ يصفُ قَتْلَ عُمَيْرِ بنِ الحُبَابِ، وكَوْنَ الصُّبْرِ والحَزْنِ يَقُولُونَ لَهُ بعدَ موتِه، وَقد طافُوا برأْسِه: كَيفَ قَراكَ الغِلْمَةُ الجَشَرُ؟ وَكَانَ يقولُ لَهُم: إِنما أَنتم جَشَرٌ لَا أُبالِي بكم.
(و) الجَشَرُ: مصدرُ جَشِرَ يَجْشَرُ، كفَرِحَ: (أَن يَخْشُنَ طِينُ السّاحِلِ ويَيْبَسَ كالحَجَرِ) ، قَالَه أَبو نَصْر.
وَقَالَ شَمِرٌ: ومكانٌ جَشِرٌ، ككَتِف، أَي كثيرُ الجَشَرِ. وَقَالَ الرِّياشِيّ: الجَشَرُ: حِجارةٌ فِي البَحْرِ خَشِنَةٌ. وَعَن ابْن دُرَيْدٍ: الجَشْرُ والجَشَرُ: حجارةٌ تَنْبُتُ فِي البَحْر. وَقَالَ اللَّيْث: الجَشَرُ: مَا يكونُ فِي سواحِلِ البحرِ وقَرارِه من الحَصَى والأَصْداف، يَلْزَقُ بعضُه ببعضٍ، فيَصِيرُ حَجَراً تُنْحَتُ مِنْهَا الأَرْحِيَةُ بالبَصْرَة، لَا تَصْلُحُ للطَّحْن، ولاكنها تُسَوَّى لِرُؤُوسِ البَلالِيع.
(و) مِن الْمجَاز: الجَشَرُ: (الرجلُ العَزَبُ) عَن أَهله فِي إِبله، (كالجَشِير) .
وجَشَرَ عَن أَهله: سافَرَ.
وَفِي اللِّسَان: قومٌ جُشْرٌ وجُشَّرٌ: عُزّابٌ فِي إِبلِهم.
(و) الجَشَرُ والجشر: (بُقُولُ الرَّبِيعِ) . وَفِي اللِّسَان: بَقْلُ الرَّبِيع.
(و) الجَشَرُ: (خُشُونَةٌ فِي الصَّدْرِ، وغَلِظٌ فِي الصَّوْت) ، وسُعَالٌ، وَفِي التَّهْذِيب: بَحَحٌ فِي الصَّوت، ((كالجُشْرَةِ) بالضمّ فيهمَا) ، أَي فِي الخُشُونة والغَلِظ، عَن اللِّحيانيّ. (وَقد جَشِرَ كفَرِحَ و) جُشِرَ مثل (عُنِيَ فَهُوَ أَجْشَرُ، وَهِي جَشْرَاءُ) . وَقد خالَفَ هُنَا اصطلاحَه: وَهِي بهاءٍ، لْيُنْظَرْ. وَفِي التَّهْذِيب: يُقَال: بِهِ جُشْرَةٌ، وَقد جَشِرَ.
وَقَالَ اللِّحيانيّ: جُشِرَ جُشْرَةً، قَالَ ابْن سِيدَه: وهاذا نادهٌ، وَقَالَ: وَعِنْدِي أَن مصدرَ هاذا إِنما هُوَ الجَشَرُ.
ورجلٌ مَجْشُورٌ.
وبَعِيرٌ أَجْشَرُ، وناقَةٌ جَشْرَاءُ، بهما جُشْرَةٌ.
(و) قَالَ حُجْر:
رُبَّ هَمَ جَشَمْتُه فِي هَواكُمْ
و (بَعِير) مُنَفَّةٍ (مَجْشُورِ) : (بِهِ سُعالٌ) ، وأَنشدَ:
وساعِلٍ كسَعَلِ المَجْشُورِ
وَعَن ابْن الأَعرابيِّ: الجُشْرَةُ: الزُّكامُ.
وَعَن الأَصمعيّ: بَعِيرٌ مَجْشُورٌ: بِهِ سُعَالٌ (جافٌّ) ، هاكذا بِالْجِيم فِي سَائِر الأُصُول، وَفِي بعض النّسخ بالحاءِ المهملَة.
(و) مِنَ المَجَازِ: (جَشَرَ الصُّبْحُ جُشُوراً) . بالضمّ: (طَلَعَ) وانْفَلَقَ، وَفِي الأَساس: خَرَجَ وَمِنْه: لاحَ أبْرَقُ جاشِرٌ.
(والجاشِريَّةُ: شُرْبٌ يكونُ مَعَ) جُثُورِ (الصُّبْحِ) ، نُسِبَ إِلى الصُّبْح الجاشِر، (أَو لَا يكونُ إِلّا مِن أَلبان الإِبلِ) خاصِّةً، والصَّوابُ العُمُومُ أَو التخصيصُ بالخَمْر؛ لأَنه أَكثرُ مَا فِي كَلَامهم، ويُؤَيِّدُه قولُ الفَرَزْدَقِ:
إِذا مَا شَرِبْنا الجاشِريَّةَ لم نُبَلْ
كَبِيراً وإِن كَانَ الأَمِيرُ مِن الأَزْدِ
وَيُقَال: اصْطَبَحْتُ الجاشِرِيَّةَ، وَلَا يَتَصَرَّفُ لَهُ فِعْلٌ، وَهُوَ مَجَازٌ، ويُوصَفُ بِهِ، فيُقال: شَرْبَةٌ جاشِرِيَّةٌ، وَقَالَ آخَرُ:
ونَدْمانٍ يَزِيدُ الكاسَ طِيباً
سَقَيْتُ الجاشِرِيَّةَ أَو سَقَانِي
(و) الجاشِرِيَّةُ فِي شِعْر الأَعْشَى: (قبيلةٌ مِن) قبائِلِ (العَرَبِ) من رَبِيعَةَ.
(و) الجاشِرِيَّةٌ: (امرأَةٌ) .
(و) الجاشِرِيَّةُ: (نِصْفُ النَّهَارِ) ، لظُهُور نُورِه وانتشارِه. (و) قد يُطلَقُ الجاشِرِيَّةُ ويُرَادُ بِهِ (الــسَّحَرُ) ؛ لقُرْبه من انْفِلاقِ الصُّبْحِ (و) الجاشِرِيَّةُ: (طعامٌ) يُؤْكَلُ فِي الصُّبْح، أَو نوعٌ من الأَطعمة) :، فلْيُنْظَرْ.
(والجَشِيرُ) والجَفِيرُ: (الوَفْضَةُ) ، وَهِي الكِنَانَةُ. وَقَالَ ابْن سِيدَه: وَهِي الجَعْبَةُ من جُلُود تكونُ مَشْقُوقَةً فِي جَنْبها، يُفْعَلُ ذالك بهَا ليَدْخُلَهَا الرِّيحُ فَلَا يَأْتَكِلُ الرِّيشُ. وَفِي حَدِيث الحَجّاج: (أَنه كَتَبَ إِلى عامِلِه: أَن أبْعَثْ إِليَّ بالجَشِير اللُّؤْلُؤِيِّ) . الجَشِيرُ: الجِرَابُ. قَالَ ابْن الأَثر: قالَه الزَّمَخْشَرِيُّ.
(و) الجَشِيرُ: (الجُوَالِقُ الضَّخْمُ) ، والجَمْعُ أَجْشِرَةٌ وجُشُرٌ، قَالَ الرّاجِز:
يُعْجِلُ إِضْجاعَ الجَشِيرِ القَاعِدِ
(والجشّارُ) ككَتّانٍ: (صاحبُ) الجَشَرِ، أَي (مرْجٍ الخَيْلِ) ، وَهُوَ جَشّارُ أَنعامِنا.
(والمُجَشَّر، كمُعَظَّم: المُعزَّبُ) عَن أَهلِه، وَفِي بعض النُّسَخ: المجرب، وَهُوَ خطأٌ وَالَّذِي صحَّ عَن ابْن الأَعرابيّ أَن المُجَشَّرَ: الَّذِي لَا يَرْعَى قُرْبَ الماءِ. وَقَالَ المُنْذِريُّ: هُوَ الَّذِي يَرْعَى قُرْبَ الماءِ.
(وخَيْلٌ مُجَشَّرة) بالحِمَى، أَي (مَرْعِيَّةٌ) .
(و) مُجَشِّرٌ، (كمُحَدِّث؛ وَالدُ سَوارٍ) العِجْلِيِّ هاكذا بِالْوَاو فِي سَائِر النُّسَخ، والصَّوابُ سَرَّار، براءَيْن، كَمَا فِي تَارِيخ البُخَارِيِّ (المُحَدِّثِ) البَصْرِيِّ، عَن ابْن أَبي عَرُوبَةَ، وَيُقَال: هُوَ أَبو عُبَيْدَةَ الغَزِّيُّ.
(وأَبو الجَشْرِ) ، بفتحٍ فَسُكُون، (رَجُلانِ) ، أَحدُه مَا الأَشْجَعِيُّ خالُ بَيْهَسٍ الفَزارِيِّ، ولعلَّه عَنَى بِالثَّانِي أَبا الجَشْرِ مُدْلِجَ بنَ خَالِد، والصَّوابُ أَنه بالحاءِ المهملَة، وَلَيْسَ لَهُم غيرُهما، وسيأْتي.
(و) المِجْشَرَ (كمِنْبَر: حَوْضٌ لَا يُسْقَى فِيهِ) ، كأَنه جَشَرِه، أَي وَسَخِه وقَذَرِه.
(وجَشَّرَ الإِناءَ تَجْشِيراً: فَرَّغَه) كجَفَّرَه.
(وقولُ الجوهَرِيِّ الجَشَرُ: وَسَخُ الوَطْبِ) من اللَّبَن، (و) يُقَال: (وَطْبٌ جشِرٌ) ، ككَتِف، أَي (وَسِخٌ، تصحيفٌ، والصَّوابُ) ، على مَا ذَهَبَ إِليه الصُّغَانيُّ، (بالحاءِ المهملَة) . قَالَ شيخُنا: كأَنَّه قَلَّدَ فِي ذالك حمزةَ الأَصبهانيَّ فِي أَمثاله؛ لأَنه رُوِيَ هاكذا بالحاءِ المهملَة، وَقد تَعَقَّبَه المَيْدَانِيُّ وغيرُه من أَئِمَّةِ اللُّغَة والأَمثال، وَقَالُوا: الصَّوَابُ أَنه بِالْجِيم، كَمَا صَوَّبَه فِي التَّهْذِيب وصَحَّحَ كلَام الصِّحَاح، فَلَا التفاتَ لدَعْوَي المصنِّف أَنه تَصْحِيف.
وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
جَشِرَ البَعِيرُ كفَرِحَ جَشَراً، بالتَّحريك: أَصابَه سُعالٌ.
وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود: (يَا مَعْشَرَ الجُشّارِ، لَا تَغْتَرُّوا بصَلاتِكم) ، وَهُوَ جمعُ جاشِرٍ: الَّذِي يَجْشُرُ الخَيْلَ والأَبلَ إِلى المَرْعَى، فيَأْوِي هُنَاكَ.
وإِبلٌ جُشَّرٌ: تَذهبُ حَيْثُ شاءَتْ، وكذالك الحُمُرُ، قَالَ:
وإخَرُونَ كالحَمِيرِ الجُشَّرِ
وقومٌ جُشَّرٌ: عُزّابٌ فِي إِبلهم.
وجَشَرَ الفَحْلُ، مِثلُ جَفَرَ، وجَسَرَ، وحَسَرَ، وفَدَرَ، بِمَعْنى واحدٍ.
والجَشَرُ، محرَّكَةً: حُثالةُ النّاسِ.
ومكانٌ جَشِرٌ: كثيرُ الجَشَرِ، وَهُوَ مَا يُلْقِيه البَحْرُ من الأَوساخِ والرِّمَمِ.
والجَشَرَةُ: القِشْرَةُ السُّفْلَى الَّتِي على حَبَّةِ الحِنْطَةِ.
ورجلٌ مَجْشُورٌ: أَبَحُّ.
ورجلٌ مَجْشُورٌ: مَزْكُومٌ.
وجَنْبٌ جاشِرٌ: مُنْتَفِخٌ.
وتَجَشَّرَ بَطْنُه: انْتَفَخَ، وأَنشدَ ثعلبٌ:
فقامع وثّابٌ نَبِيلٌ مَحْزِمِ
لم يَتَجَشَّرْ مِن طعامٍ يُبْشِمُهْ
وجشَرٌ، محرَّكةَ: جَبَلٌ فِي ديار بَنِي عامِرٍ، ثمَّ لبَنِي عُقَيْل، من الدِّيار المُجَاوِرَةِ لِبَنِي الحارثِ بنِ كَعْب.
وأَبو مُجَشِّرٍ، كمُحَدِّث: كُنْيَةُ عاصِمٍ الجَحْدَرِيِّ، على الصَّوَاب، كَمَا قالَه ابنُ ناصِر، وشَذّ الدُّولابِيُّ، فَضَبَطَه بالمُهْملَتَيْن، قالَه الحافِظُ.

بكر

(بكر)
بكورا خرج أول النَّهَار قبل طُلُوع الشَّمْس وبادر قَالَ الشَّاعِر
(بكرت تلومك بعد وَهن فِي الندى بسل عَلَيْك ملامتي وعتابي)
وأسرع يُقَال بكر إِلَى الشَّيْء وَعَلِيهِ وَفِيه والشجرة وَنَحْوهَا عجلت بالثمرة

(بكر) بكرا عجل

بكر


بَكَرَ(n. ac. بُكُوْر)
a. Rose betimes, went forth early.
b. [Fī], Did early, in the morning.
c. see II
بَكِرَ(n. ac. بَكَر)
a. [Ila], Went early, hastened to.
بَكَّرَa. Preceded; anticipated; was early, did betimes.

بَاْكَرَa. Hastened to; was early in.

أَبْكَرَa. see II
إِبْتَكَرَa. Obtained the first, the Arrived at, reached
early.

بَكْر
(pl.
أَبْكُر
بُكْرَاْن)
a. Young camel.

بَكْرَة
(pl.
بَكَر
بَكَرَات )
a. Pulley.
b. Water-wheel.
c. Reel.

بِكْر
(pl.
أَبْكَاْر)
a. First-born, eldest.
b. First fruits.
c. Intact; virgin.

بِكْرَةa. Virgin, maid, maiden.

بِكْرِيَّةa. Primogeniture; birth-right.

بُكْرa. see 1
بُكْرَةa. Early morning, daybreak.
b. Tomorrow.
c. [acc.]
see 21
بَكَرa. see 3t
بَاْكِر
a. [acc.], Early, in the morning, betimes.
بَاْكِرَة
(pl.
بَوَاْكِرُ)
a. see 2t
بَكَاْرَةa. Virginity.

بَكُوْرa. The early rain.
b. Early fruit.

بَكُوْرِيَّةa. Birthright.
b. see 22t
N. P.
إِبْتَكَرَa. First-fruits.

بَكِّيْر
a. Early.

بَكْرَج (pl.
بَكَاْرِ4ُ)
a. [ coll. ], Coffee-pot.
(ب ك ر) : (الْبِكْرُ) خِلَافُ الثَّيِّبِ وَيَقَعَانِ عَلَى الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ وَمِنْهُ «الْبِكْرُ بِالْبِكْرِ جَلْدُ مِائَةٍ وَتَغْرِيبُ سَنَةٍ» وَتَقْدِيرُهُ حَدُّ زِنَا الْبِكْرِ كَذَا أَوْ زِنَا الْبِكْرِ بِالْبِكْرِ حَدُّهُ كَذَا وَنَصْبُ جَلْدَ مِائَةٍ ضَعِيفٌ (وَابْتَكَرَ) الْجَارِيَةَ أَخَذَ بَكَارَتَهَا وَهِيَ عُذْرَتُهَا وَأَصْلُهُ مِنْ ابْتِكَارِ الْفَاكِهَةِ وَهُوَ أَكْلُ بَاكُورَتِهَا وَمِنْهُ (ابْتَكَرَ) الْخُطْبَةَ أَدْرَكَ أَوَّلَهَا وَبَكَّرَ بِالصَّلَاةِ صَلَّاهَا فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا (وَالْبَكْرُ) بِالْفَتْحِ الْفَتِيُّ مِنْ الْإِبِلِ وَمِنْهُ اسْتَقْرَضَ (بَكْرًا) وَبِتَصْغِيرِهِ سُمِّيَ بُكَيْر بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَشَجُّ رَوَى عَنْ أَبِي السَّائِبِ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَالْأُنْثَى (بَكْرَةٌ) وَمِنْهَا كَأَنَّهَا بَكْرَةٌ عَيْطَاءُ (وَأَمَّا الْبَكْرَةُ فِي حِلْيَةِ السَّيْفِ) فَهِيَ حَلْقَةٌ صَغِيرَةٌ كَالْخَرَزَةِ وَكَأَنَّهَا مُسْتَعَارَةٌ مِنْ بَكْرَةِ الْبِئْرِ بِكُلِّ (البكالي) فِي (ود) .
بكر البَكْرُ من الإِبل: ما لم يَبْزُلْ بَعْدُ، والأُنثى بَكْرَةٌ.
والبَكْرَةُ: ما يُسْتَقى عليها.
والحَلَقُ التي في حِلْيَةِ السَّيْفِ: هي البَكَراتُ كأنَّها فُتُوْخُ النِّساء.
وجاؤوا على بَكْرَةِ أبيهم: أي بجَماعَتِهم، وقيل: يَصِفُهم بالذلَّةِ والقِلَّة.
والبِكْرُ من النِّساء: التي لم تُمْسَسْ بَعْدُ. وأوَّلُ وَلَدِ الرَّجُل ذَكراً كانَ أو أُنثى. وأوَّلُ كل أمْرٍ. والكَرْمُ الذي حَمَلَ أوَّلَ مَرَّةٍ، وجَمْعُه أبْكارٌ، قال الفرزْدَقُ:
أوْ أبْكارُ كَرْم يُقطَفُ
وعَسَلُ أبْكارٍ: يُعَسِّلُه أبْكارُ النَّحْلِ وأفْتَاؤها وإذا وَلَدَتِ المَرْأةُ واحِداً فهِيَ بِكْرٌ.
والبُكْرَةُ: الغَدَاةُ، والجميع البُكَرُ. والتَّبْكِيْرُ والبُكُوْرُ والابْتِكارُ: المُضِيُّ في ذلك الوَقْت. والإِبْكارُ: اسْمٌ للبُكْرَة.
والباكُوْرُ: المُبَكِّرُ في الإِدْرَاك من كل شَيْءٍ، والأُنثى باكُوْرَةٌ والمُبَكَرُ في أوَّلِ الوَسْمِيِّ، وسَحَابَةٌ بَكُوْرٌ. وأتَيْتُه باكِراً وباكِرَةً.
والبَكُوْرُ من النَخْل: التي تُدْرِكُ في أوَّلِ النَّخْل، وجَمْعُها بُكُرٌ.
والمُبْكِرُ: الذي يَسْقي إبِلَه بُكْرَةً.
وبَنُو بَكْرٍ: قَبيلَتَان بَكْرُ بن عَبْدِ مَنَاةَ، وأخْوَةُ تَغْلِبَ بنْت وائلٍ. وابْتِكارُ المَرْأةِ: أخْذُ عُذْرَتِها.
ب ك ر

بكر المسافر وأبكر وبكر وابتكر وتبكر: خرج في البكرة. قال ذو الرمة:

خوص برى أشرافها التبكر ... قبل انصداع الفجر والتهجر

وباكره: بكر إليه. وتقول: المباكرة مباركة. وأتيته باكراً وبكرة وبكراً.

ومن المجاز: بكر بالصلاة إذا صلاها في أول وقتها. وفي الحديث: " لا يزال الناس بخير ما بكروا بصلاة المغرب " وبكر إلى صلاة الجمعة: خرج إليها في أول وقتها. وابتكر الشيء: أخذ أوله. وابتكر الفاكهة: أكل باكورتها وهي أول ما يدرك منها. وابتكر الجارية: اقتضها. وابتكر الخطبة: سمع أولها. ونخلة باكر وبكور: تبكر بحملها. وغيث باكر وبكور: وقع في أول الوسمي. وسحابة مدلاج بكور. قال:

جرر السيل بها عثنونه ... وتهادتاها مداليج بكر

وضربة بكر: لا تثنى. وكانت ضربات علي أبكاراً. وأشد الناس بكر ابن بكرين. وما هذا الأمر منك ببكر ولا ثني أي بأول ولا ثان. وكرم بكر: حمل أول حمله، وكروم أبكار. وحاجة كبر وهي أول حاجة رفعت. قال ذو الرمة:

وقوف لدى الأبواب طلاب حاجة ... عواناً من الحاجات أو حاجة بكراً

ونار بكر: لم تقتبس من نار. وعسل أبكار: عملته أبكار النحل، وقيل الجواري الأبكار يلينه. وجاءوا على بكرة أبيهم أي جميعاً. والأصل حديث الدهيم.
(بكر) - في الحديث: "جاءت هوازِنُ على بَكْرة أَبِيهم"
هذه الكَلِمة للعَرَب، يُرِيدون بها الكَثرةَ والوُفورَ في العدد.
- في حديث عَلِىًّ، رَضِى الله عنه: "كانت ضَرَبَاته مُبْتَكراتٍ لاعُوناً" .
قال ابنُ الأَنبارىّ : يُرِيد أنَّ ضَربتَه كانت بِكْراً يقتُل بواحدةٍ منها، ولا يَحْتاج أن يُعِيدَ الضَّربةَ ثانيا، وضَرْبَة بِكْرٌ: قاطِعَة لا تُثَنَّى.
وقيل: أَبكارُ الأُمورِ: صِغارُها، وعُونُها: كِبارُها، والعُونُ: حمع عَوَان.
- في حديث الجُمُعة: "مَنْ بَكَّر وابْتَكَر".
قيل مَعنَى بَكَّر: أَدركَ بَاكُورةَ الخُطبَة، وهي أَوّلها. ومعنى ابْتَكر: قَدِم في أول الوَقْتِ. وقال ابن الأَنبارِىّ: مَعنَى بَكَّر: تَصدَّق قبل خُروجِه، يَتأَوَّلُ في ذلك ما رُوِى في الحَدِيث:
"بَاكِروا بالصَّدقَة فإنَّ البَلَاءَ لا يَتَخَطَّاها"
- في الحديث: "استَسْلَف من رجل بَكْراً"
قيل: البَكْرُ من الِإبِل بمَنْزِلة الغُلامِ من الذُّكور، والقَلُوصُ بمنْزِلة الجَارِية من الِإناث.
- في حديث الحَجَّاج: "ابعَثْ إلىّ بعَسَلٍ أبكارٍ، من عَسَلِ خُلَّار، من الدِّسْتِفْشار، الذي لم تَمسَّه النَّار" ، ورُوِى: "من النَّحل الأَبْكار"
: أي الأفْتاء، لأنَّ عَسلَها أطْيبُ، وقيل: أي الذي يَتولَّاه أَبكارُ الجَوارِى، والأَوَّلُ أصحُّ.
وخُلَّار: موضع بفارِسَ، والدّسْتِفشار: فارِسِىّ: أي مِمّا عصَرتْه الأَيدِى وعالجَتْه، ولم تمسّه النَّار.
[بكر] ك فيه: "نبكر" لصلاة الجمعة أي نبادر بصلاتها قبل القيلولة، تمسك به الحنابلة في صحة صلاتها قبل الزوال، وبما روى عن الخلفاء بأنهم صلوها قبله، وعن ابن مسعود أنه صلاها ضحى وقال: خشيت عليكم الحر، وأجيب بأنها لم تثبت، والتبكير الفعل أول الوقت لا قبله. نه: من "بكر" و"ابتكر" بكر أتى الصلاة أول وقتها، وكل من أسرع إلى شيء فقد بكر إليه، وابتكر أي أدرك أول الخطبة، وأول كل شيء باكورته، وابتكر إذا أكل باكورة الفواكه، وقيل هما بمعنى كرر للتأكيد. ومنه ح: ما تزال أمتي على سنتي "ما بكروا" بصلاة المغرب. وح: "بكروا" بالصلاة في يوم الغيم أي حافظوا عليها وقدموها. وفيه: لا تعلموا "أبكار أولادكم" كتب النصارى، أي أحداثكم، وبكر الرجل بالكسر أول ولده. وفيه: استسلف صلى الله عليه وسلم من رجل "بكرا"، أي استقرضه، وهو بالفتح من الإبل بمنزلة الغلام من الناس، والأنثى بكرة، وقد يستعار للناس. ومنه حديث المتعة: كأنها "بكرة" عيطاء أي شابة طويلة العنق في اعتدال. وح: وسقط الأملوج من "البكارة"، البكارة بالكسر جمع بكر بالفتح، يريد أن السمن الذي علا بكارة الإبل بما رعت من هذا الشجر قد سقط عنها، فمساه باسم المرعى إذ كان سبباً له. وفيه: جاءت هوازن على "بكرة أبيهم" يريدون بها الكثرة ومجيء جميعهم، وليس هناك بكرة. ط: على بمعنى مع، وهو مثل أصله أن جمعاً عرض لهم انزعاج فارتحلوا جميعاً حتى أخذوا بكرة أبيهم. ش: "البكرات" جمع بكر بضم كاف جمع بكرة وهي الغدوة. نه وفيه: كانت ضربات على "مبتكرات" لا عوناً أي أن ضربته كانت بكراً، يقتل بواحدة منها لا يحتاج أن يعيد الضربة ثانياً، يقال ضربة بكرة إذا كانت قاطعة لا يثني، والعون جمع عوان وهي الكهلة من النساء، ويريد هنا المثناة. وفي ح الحجاج: ابعث إلى من عسل خلار من النحل "الأبكار" من الدستفشار، الذي لم تمسه النار النحل الأبكار أفراخ النحل لأن عسلها أطيب وأصفى، وخلار موضع بفارس، والدستفشار فارسية بمعنى ما عصرته الأيدي.
ب ك ر: (الْبِكْرُ) الْعَذْرَاءُ، وَالْجَمْعُ (أَبْكَارٌ) وَالْمَصْدَرُ (الْبَكَارَةُ) . وَ (الْبِكْرُ) أَيْضًا الْمَرْأَةُ الَّتِي وَلَدَتْ بَطْنًا وَاحِدًا، وَبِكْرُهَا وَلَدُهَا، وَالذَّكَرُ وَالْأُنْثَى فِيهِ سَوَاءٌ، وَكَذَا الْبِكْرُ مِنَ الْإِبِلِ. وَ (الْبَكْرُ) بِالْفَتْحِ الْفَتِيُّ مِنَ الْإِبِلِ، وَالْأُنْثَى بَكْرَةٌ. وَ (بَكْرَةُ) الْبِئْرِ مَا يُسْتَقَى عَلَيْهَا، وَجَمْعُهَا (بَكَرٌ) وَهُوَ مِنْ شَوَاذِّ الْجَمْعِ لِأَنَّ فَعْلَةً لَا تُجْمَعُ عَلَى فَعَلٍ إِلَّا أَحْرُفًا مِثْلَ حَلْقَةٍ وَحَلَقٍ وَحَمْأَةٍ وَحَمَإٍ وَبَكْرَةٍ وَبَكَرٍ وَتُجْمَعُ عَلَى بَكَرَاتٍ أَيْضًا. وَيُقَالُ: جَاءُوا عَلَى (بَكْرَةِ) أَبِيهِمْ أَيْ جَاءُوا كُلُّهُمْ. وَأَتَيْتُهُ (بُكْرَةً) أَيْ (بَاكِرًا) فَإِنْ أَرَدْتَ بُكْرَةَ يَوْمٍ بِعَيْنِهِ قُلْتَ: أَتَيْتُهُ (بُكْرَةَ) غَيْرَ مَصْرُوفٍ. وَ (بَكَرَ) مِنْ بَابِ دَخَلَ. وَ (بَكَّرَ تَبْكِيرًا) وَ (أَبْكَرَ) وَ (ابْتَكَرَ) وَ (بَاكَرَ) كُلُّهٌ بِمَعْنًى وَلَا يُقَالُ بَكُرَ بِضَمِّ الْكَافِ وَلَا بَكِرَ بِكَسْرِهَا. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: (أَبْكَرَ) الْغَدَاءَ. وَ (بَكَرَ) عَلَى الْحَاجَةِ مِنْ بَابِ دَخَلَ وَ (أَبْكَرَهُ) غَيْرُهُ. وَكُلُّ مَنْ بَادَرَ إِلَى شَيْءٍ فَقَدْ أَبْكَرَ إِلَيْهِ وَبَكَّرَ تَبْكِيرًا أَتَى أَيَّ وَقْتٍ كَأَنْ يُقَالَ: بَكِّرُوا بِصَلَاةِ الْمَغْرِبِ أَيْ صَلُّوهَا عِنْدَ سُقُوطِ الْقُرْصِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ} [آل عمران: 41] جَعَلَ (الْإِبْكَارَ) وَهُوَ فِعْلٌ يَدُلُّ عَلَى الْوَقْتِ وَهُوَ الْبُكْرَةُ كَمَا قَالَ: « {بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} [الأعراف: 205] » جَعَلَ الْغُدُوَّ وَهُوَ مَصْدَرٌ يَدُلُّ عَلَى الْغَدَاةِ. وَ (الْبَاكُورَةُ) أَوَّلُ الْفَاكِهَةِ. وَ (ابْتَكَرَ) الشَّيْءَ اسْتَوْلَى عَلَى (بَاكُورَتِهِ) وَفِي حَدِيثِ الْجُمُعَةِ «مَنْ (بَكَّرَ) وَ (ابْتَكَرَ) » قَالَ بَكَّرَ فُلَانٌ أَسْرَعَ.
وَابْتَكَرَ أَدْرَكَ الْخُطْبَةَ مِنْ أَوَّلِهَا، وَهُوَ مِنَ الْبَاكُورَةِ. وَضَرْبَةٌ (بِكْرٌ) أَيْ قَاطِعَةٌ لَا تُثَنَّى. وَفِي الْحَدِيثِ: «كَانَتْ ضَرَبَاتُ عَلِيٍّ (أَبْكَارًا) إِذَا اعْتَلَى قَدَّ وَإِذَا اعْتَرَضَ قَطَّ» . 
بكر: باكر العدو: هاجمه صباحاً (أماري 335) أبكر الجارية: ابتكرها أي أخذ عذرتها أزال بكارتها (فوك).
تبكر: ذكرها فوك في manicare استبكر الجارية: ابتكرها أي أخذ عذرتها، بكارتها (ألف ليلة، برسل 3: 83، واستبكر بالجارية، برسل 11: 127.
بكر. أبكار: بواكير الفاكهة (بوشر).
والخل البكر الذي ورد ذكره في ألف ليلة (وقد أشرت إلى 4: 321 من طبعة ماكن غير أن هذا خطأ مني) لابد أن يكون معناه الخل الحاذق. فقد جاء في طبعة برسل في نفس المحل: الخل الحادق (يريد الحاذق) بكرة. البكرة الوجيعة: تعذيب بالإلقاء من شاهق. (بوشر).
بُكْرة وتجمع على بُكَر: السفرة غدوة (عباد 1: 163 رقم 534) - وعلى بكرة: غدوة في الصباح الباكر (بوشر) - وبعد بكرة: بعد غد (بوشر).
بكري: مبكراً في بكور النهار. (بوشر) بربرية.
بِكرِىّ: ولد بكر وهو أول ولد للأبوين (بوشر)، وبتولي نسبة إلى بِكر أي عذراء (بوشر).
بِكْرِيّة: بِكر، عذراء (محيط المحيط).
بكار: نوع من الأزهار (ألف ليلة برسل 1: 298).
بِكَار: فوهة مصنع (خزان للماء أو حوض) (ابن العوام 1: 147، 148، 149، 150، 151) وقد قابلها بانكري، وهو مصيب، باللفظة الأسبانية " piquero" ولكن كان عليه أن يقول أن بكار تعريب هذه اللفظة الأسبانية بدل أن يقول إن اللفظة الأسبانية مأخوذة منها.
بكارى: بواكير الفاكهة (بوشر).
بَكوُر: بواكير الفاكهة (همبرت 16) وتين الربيع (هوست 254 وذكرت خطأ في ص304).
بكير، ويجمع على بكار (فوك، الكالا) وفي معجم بوشر يجمع على بكر: بدرى، المعجل الإدراك، باكور (فوك، والكالا) وفيه " higo temrano": تينة بكيرة وجمعه: تين بكارو temprana fruta: بكيرة وجمعها بكار) انظر: همبرت 51، وبوشر، ومحيط المحيط، وابن العوام 2: 146، 147، 151)، وصيفي، نتاج الصيف (الكالا) وعذراء (فوك في القسم الأول منه فقط).
بَكُورة: صنف من السمك، وهو بالأسبانية: albaco?ra ( ليرشندي) وهو اسم سمك بحري يشبه البينيث أو التن.
بُكُورة: بكارة، عذرة، كون الفتاة عذراء (فوك، بوشر) - حجاب البكورية: غشاء المهبل وهو غشاء رقيق في عنق فرج البكر العذراء (بوشر) وبَكّير: بُكور (محيط المحيط) - وبَكِّيرة: ما يولد في أول السنة من الماشية (محيط المحيط).
بكّارة وجمعها بكاكير: بكرة (معجم الأسبانية 60) وآلة لتوتير حبل القذافة) (الكالا).
باكر. صلاة باكر: صلاة الــسحر (بوشر).
باكور: بكيرة، اسم للنخلة التي تدرك أولا (ابن العوام 1: 20) وأول الثمر (همبرت) وباكورة: أول الثمر، وأول كل شيء (بوشر) وأول ثمر التين. ويستعمل مجازاً بمعنى أول ففي كتاب محمد بن الحارث ص349: في حداثة السن وباكورة العمر. وفي تاريخ البربر (1: 143): وهي كانت باكورة الفتح لأول الإسلام.
وباكورة: قضيب منعطف الرأس (محيط المحيط).
أبْكر واحدته أبكرة: شجرة الأجاص وإجاص، انجاص (الكالا وهي فيه Cirueio arbol) و Ciruela fruta صحح ما ذكرته في معجم الادريسي لئن لاتور يذكر أبْكَرَ مقابل ( fruta) Ciruela.
تبكيرة: باكر، غدوة (بوشر).
[بكر] البِكْرُ: العذراءُ، والجمع أَبْكارٌ، والمصدر البَكارَةُ بالفتح. والبِكْرُ: ألمرأةُ التي ولدتْ بطناً واحداً. وبِكْرُها: ولدُها. والذكَر والأنثى فيه سواء. وقال: يا بكر بكرين ويا خلب الكبد * أصبحت منى كذراع من عضد - وكذلك البكر من الابل. قال الهذلى : مَطافيلَ أبكارٍ حديثٍ نَتاجُها * تُشابُ بماء مثل ماء المعاقل - يعنى مياها تجرى في مواضع صلبة بين الجبال. والبكر: الفَتيُّ من الإِبل، والأنثى بِكْرَةٌ، والجمع بكار مثل فرخ وفراخ، وبكارة أيضا مثل فحل وفحالة. قال أبو عبيدة: البكر من الابل بمنزلة الفتى من الناس، والبكرة بمنزلة الفتاة، والقلوص بمنزلة الجارية، والبعير بمنزلة الانسان، والجمل بمنزلة الرجل، والناقة بمنزلة المرأة. ويجمع في القلة على أبكر. وقد صغره الراجز وجمعه بالياء النون فقال: قد شربت إلا $ الدهيدهينا * قليصات وأبيكرينا - وبكر: أبو قبيلة، وهو بكر بن وائل بن قاسط. فإذا نسبت إلى أبى بكر قلت بكرى تحذف منه الاسم الاول، وكذلك في كل كنية. وبكرة البئر: ما يُسْتَقى عليها، وجمعها بكر بالتحريك، وهو من شواذ الجمع، لان فعلة لا تجمع على فعل، إلا أحرفا: مثل حلقة وحلق وحمأة وحمإ، وبكرة وبكر. وبكرات أيضا. قال الراجز:

والبكرات شرهن الصائِمَة * يعني التي لا تدور. ويقال: جاءوا على بَكْرَةِ أبيهم، للجماعة إذا جاءوا معا ولم يتخلف منهم أحد، وليس هناك بكرة في الحقيقة . وتقول: أتيتهُ بُكْرَةً بالضم، أي باكراً. فإن أردت به بُكْرَةَ يوم بعينه قلت: أتيته بكرة غيرَ مصروفٍ، وهي من الظُروف التي لا تتمكن. وسِيرَ على فرسك بُكْرَةً وبَكَراً، كما تقول سَحَراً. وقد بَكَرْتُ أَبْكُرُ بُكوراً، وبَكَّرْتُ تَبْكِيراً، وأَبْكَرْتُ وابْتَكَرْتُ، وباكَرْتُ كله بمعنى. ولا يقال بكر ولا بكر ، إذا بكر. وقال أبو زيد: أَبْكَرْتُ على الوِرْدِ إِبْكاراً وكذلك أَبْكَرْتُ الغَداءَ. قال: وبَكَرْتُ على الحاجة بكورا، وأبكرت غيرى. وأبكر الرجلُ: وَرَدَتْ إِبله بُكْرَةً. وكلُّ من بادر إلى الشئ فقد أَبْكَرَ إليه وبَكَّرَ، أيَّ وقتٍ كانَ. يقال: بَكِّرُوا بصلاة المغرب، أي صلّوها عند سقوط القُرص. وقوله تعالى:

(بالعَشيِّ والإبْكارِ) *، وهو فَعلٌ يدلُّ على الوقت وهو البكرة، كما قال:

(بالغدو والآصال) * جعل الغدو وهو مصدر، يدل على الغداة. ورجل بكر في جاجته وبكر، مثل حذر وحذر ، أي صاحب بكور. والباكورة: أول الفاكهة. وقد ابتكرت الشئ، إذا استوليت على باكورته. وفى حديث الجمعة: " من بكر وابتكر "، قالوا: بكر: أسرع. وابتكر: أدرك الخطبة من أولها. وهو من الباكروة. والبكور من النخل مثل البكيرة، وهو الذي يُدرِكُ أوَّلَ النخل، وجمعُه بُكُرٌ. وضربةٌ بِكْرٌ بالكسر، أي قاطعة لا تثنى. وفى الحديث: " كانت ضربات على رضى الله عنه أبكار، إذا اعتلى قد وإذا اعترض قط ".
ب ك ر : بَكَرَ إلَى الشَّيْءِ بُكُورًا مِنْ بَابِ قَعَدَ أَسْرَعَ أَيَّ وَقْتٍ كَانَ وَأَنْشَدَ أَبُو زَيْدٍ فِي كِتَابِ النَّوَادِرِ
بَكَرَتْ تَلُومُكَ بَعْدَ وَهْنٍ فِي النَّدَى
قَالَ الْفَارِسِيُّ مَعْنَاهُ عَجِلَتْ وَلَمْ يُرِدْ بُكُورَ الْغُدُوِّ وَبَكَّرَ تَبْكِيرًا مِثْلُهُ وَأَبْكَرَ إبْكَارًا فَعَلَ ذَلِكَ بُكْرَةً قَالَهُ ابْنُ فَارِسٍ وَالْبُكْرَةُ مِنْ الْغَدَاةِ جَمْعُهَا بُكَرٌ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَأَبْكَارٌ جَمْعُ الْجَمْعِ مِثْلِ رُطَبٍ وَأَرْطَابٍ وَإِذَا أُرِيدَ بُكْرَةُ يَوْمٍ بِعَيْنِهِ مُنِعَتْ الصَّرْفَ لِلتَّأْنِيثِ وَالْعَلَمِيَّةِ
وَحَكَى الصَّغَانِيّ أَنْ أَبْكَرَ يُسْتَعْمَلُ مُتَعَدِّيًا فَيُقَالُ أَبْكَرْتُهُ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ فِي كِتَابِ الْمَصَادِرِ بَكَرَ بُكُورًا وَغَدَا غُدُوًّا هَذَانِ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ.
وَقَالَ ابْنُ جِنِّي الْأَبْنِيَةُ الثَّلَاثَةُ بِمَعْنَى الْإِسْرَاعِ أَيَّ وَقْتٍ كَانَ وَبَاكَرْتُهُ بِمَعْنَى بَكَرْتُ إلَيْهِ وَأَتَانِي بُكْرَةً وَبَاكِرًا بِمَعْنًى وَبَكِرَ بَكَرًا كَانَ صَاحِبَ بُكُورٍ وَبَكَّرَ بِالصَّلَاةِ صَلَّاهَا لِأَوَّلِ وَقْتِهَا وَابْتَكَرْتُ الشَّيْءَ أَخَذْتُ أَوَّلَهُ وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «مَنْ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ» أَيْ مَنْ أَسْرَعَ قَبْلَ الْأَذَانِ وَسَمِعَ أَوَّلَ الْخُطْبَةِ.

وَبَاكُورَةُ الْفَاكِهَةِ أَوَّلُ مَا يُدْرَكُ مِنْهَا وَابْتَكَرْتُ الْفَاكِهَةَ أَكَلْت بَاكُورَتَهَا قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الْبَاكُورَةُ مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ مَا عَجَّلَ الْإِخْرَاجَ وَالْجَمْعُ الْبَوَاكِيرُ وَالْبَاكُورَاتُ وَنَخْلَةٌ بَاكُورَةٌ وَبَاكُورٌ وَبُكُورٌ وَالْجَمْعُ بُكَرٌ مِثْلُ: رَسُولٍ وَرُسُلٍ.

وَالْبِكْرُ خِلَافُ الثَّيِّبِ رَجُلًا كَانَ أَوْ امْرَأَةً وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَتَزَوَّجْ وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ «الْبِكْرُ بِالْبِكْرِ جَلْدُ مِائَةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ» وَالْمَعْنَى زِنَا الْبِكْرِ بِالْبِكْرِ فِيهِ جَلْدُ مِائَةٍ أَوْ حَدُّهُ جَلْدُ مِائَةٍ وَالْجَمْعُ أَبْكَارٌ مِثْلُ: حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ وَالْبَكَارَةُ بِالْفَتْحِ عُذْرَةُ الْمَرْأَةِ وَمَوْلُودٌ بِكْرٌ إذَا كَانَ أَوَّلَ وَلَدٍ لِأَبَوَيْهِ وَالْبَكْرُ بِالْفَتْحِ الْفَتِيُّ مِنْ الْإِبِلِ وَبِهِ كُنِيَ وَمِنْهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ وَالْجَمْعُ أَبْكُرٌ وَالْبَكْرَةُ الْأُنْثَى وَالْجَمْعُ بِكَارٌ مِثْلُ: كَلْبَةٍ وَكِلَابٍ وَقَدْ يُقَالُ بِكَارَةٌ مِثْلُ: حِجَارَةٍ وَالْبَكَرَةُ الَّتِي يُسْتَقَى عَلَيْهَا بِفَتْحِ الْكَافِ فَتُجْمَعُ عَلَى بَكَرٍ مِثْلُ: قَصَبَةٍ وَقَصَبٍ وَتُسَكَّنُ فَتُجْمَعُ عَلَى بَكْرَاتٍ مِثْلُ: سَجْدَةٍ وَسَجْدَاتٍ وَأَبُو بَكْرَةَ كُنْيَةُ نُفَيْعِ بْنِ الْحَارِثِ الثَّقَفِيِّ وَقِيلَ نُفَيْعُ بْنُ مَسْرُوحٍ وَكُنِيَ بِهَا لِأَنَّهُ تَدَلَّى مِنْ سُورِ الطَّائِفِ عَلَى بَكْرَةٍ. 
بكر
بكَرَ/ بكَرَ إلى/ بكَرَ على/ بكَرَ في يَبكُر، بُكورًا، فهو باكِر، والمفعول مبكور إليه
• بكَر الشَّخصُ: خرج أوّل النَّهار قبل طلوع الشَّمس "البركة في البكور".
• بكَر إلى العمل/ بكَر على العمل/ بكَر في العمل: عَجِلَ وأَسْرَع إليه "بكَر إلى قاعة الاجتماعات". 

بكِرَ إلى يَبكَر، بكَرًا، فهو باكِر، والمفعول مبكور إليه
• بكِر إلى الشَّيء: بكَر، عجِل إليه، تقدّم، أسرع "بكِر إلى عمله". 

أبكرَ/ أبكرَ إلى يُبكر، إبْكارًا، فهو مُبكِر، والمفعول مُبكَر إليه
• أبكر الشَّخصُ: بكَر؛ خرج أوّل النّهار قبل طلوع الشّمس " {وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ} ".
• أبكر إلى العمل: بكَر إليه، عَجِلَ وأَسْرَع إليه، بادر إليه. 

ابتكرَ يبتكر، ابْتِكارًا، فهو مُبتكِر، والمفعول مبتكَر
• ابتكر الجهازَ: اخترعه، ابتدعه واستنبطه غير مسبوق إليه "ابتكر طريقة جديدة" ° عقلٌ مُبتكِر: خلاّق مبدع، مجدِّد ذو موهبة ونبوغ- مُبتكِر أزياء: مُصمِّم أزياء، شخص يبتكر نماذج أزياء جديدة- معنًى مُبتكَر/ فنّ مُبتكَر: جديد، غير مألوف.
• ابتكر الفاكهةَ: أخذ باكورَتها. 

باكرَ يباكر، مباكرةً، فهو مُباكِر، والمفعول مُباكَر
• باكر زميلَه: سابقه في التبكير والخروج أوّل النهار. 

بكَّرَ/ بكَّرَ إلى/ بكَّرَ بـ/ بكَّرَ في يبكِّر، تَبْكيرًا، فهو مُبكِّر، والمفعول مُبكَّر إليه
• بكَّر الشَّخصُ أو الأمرُ: تقدَّم وسبق "نَمْ مبكِّرًا وانهض مبكِّرًا- بكَّر المُصلِّي: أتى الصّلاة من أوّلها".
• بكَّر إلى الأمر/ بكَّر بالأمر/ بكَّر في الأمر: بكَر، بادر، عَجِل وأَسْرع إليه "بكَّر إلى العمل/ الحقل- بكَّرت بالوِلادة: وضعت قبل موعدها- بكَّر في الذَّهاب- بكَّر بالحضور إلى المكتب" ° بكَّر في صلاته: أدّاها في أوّل وقتها، أدّاها لوقتها. 

إبْكار [مفرد]:
1 - مصدر أبكرَ/ أبكرَ إلى.
2 - أوّل النَّهار إلى طلوع الشَّمس، غُدْوة " {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ} ". 

ابْتِكار [مفرد]: ج ابْتِكارات (لغير المصدر):
1 - مصدر ابتكرَ.
2 - إبْداع أو اخْتِراع، ما يُبْتدع أو يُخْترع "فنّ ابتكاريّ- تتوالى الابتكارات العلميّة في هذا العصر" ° خيال ابتكاريّ: مُبْدِع. 

ابتِكاريَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من ابْتِكار: قدرة على الابتكار والإبداع. 

باكِر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من بكِرَ إلى وبكَرَ/ بكَرَ إلى/
 بكَرَ على/ بكَرَ في.
2 - إبكار، غُدْوَة، أوّل النّهار إلى طلوع الشمس "جاء في الصَّباح الباكِر" ° صلاة باكر: صلاة الــسَّحَر.
3 - أوّل الوقت "نَمْ باكرًا واستيقظ باكرًا".
4 - سابِق أوانه، آتٍ قبل الموعد "وصل إلى المؤتمر باكِرًا".
5 - يوم الغد (استعمال حديث) "سأزورك باكرًا".
• الباكران: الصُّبح والعشاء. 

باكورَة [مفرد]: ج باكورات وبَواكيرُ:
1 - أوّل ما يُدْرَك من الثَّمر "أكَل من باكورَة حقله".
2 - أوّل كلّ شيء "هذا الاختراع باكورَة إنتاجه- باكورة أعماله/ تصريحاته". 

بَكارَة [مفرد]: عُذْرَة الفتاة، أي كونها عذراء.
• غِشاء البَكارَة: (شر) نسيج رقيق يُغطِّي الفتحة التناسليّة في الأنثى، يتمزّق عند أوّل اتِّصال جنسيّ، أو بدخول أي جسم يخترقه. 

بَكْر [مفرد]: ج أَبْكُر وبِكار وبُكْران، مؤ بَكْرَة، ج مؤ بِكار: الفَتيّ من الإبل. 

بَكَر [مفرد]: مصدر بكِرَ إلى. 

بِكْر [مفرد]: ج أبْكار:
1 - أوَّل مولود لأبوَيْه يطلق على الذَكَر والأنثى "ولَد/ بنت بِكْر- المولود البِكْر له منزلة خاصَّة".
2 - عَذْراء لم تتزوَّج "فتاة بكر- {فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا. عُرُبًا أَتْرَابًا} " ° أَرْض بِكْر: لم تُسْتغل بعد، لم تُزرع بعد- صبيّ بِكْر: عفيف، لم يعرف بعد الاتِّصالَ الجنسيّ.
3 - أول كلّ شيء "تجربة بِكْر" ° دُرَّةٌ بِكْر: لم تثقب- نار بِكْر: لم تقتبس من نار.
4 - الفتيُّ من الإبل، الصَّغيرة من الإبل التي لم يلقِّحها الفحلُ " {إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} ".
5 - ما لا مثيلَ له أو لم يتقدّمه مثله "طعنة/ ضربة/ فعلة بِكْر". 

بَكْرة1 [مفرد]: ج بِكار: جماعة ° جاءوا على بكرة أبيهم/ جاءوا عن بكرة أبيهم/ جاءوا على بكرتهم/ جاءوا عن بكرتهم: جميعًا لم يتخلّف منهم أحد. 

بَكْرَة2/ بَكَرَة [مفرد]: ج بَكَرات وبَكْرات وبَكَر:
1 - أداة مستديرة، في جوفها محور تدور حوله ° ذات البَكَر: مجموعة من الحبال والبكرات لرفع الأثقال.
2 - أسطوانة مصنوعة من خشب ونحوه يُلفُّ عليها الخيطُ ونحوه.
• بكرة مدوَّرة: بكرة داخلة أو منتظمة في قبضة ذراع تدوير ومتحرِّكة حولها بحيث يتمّ الحكّ في البكرة لا في اليد. 

بُكْرَة [مفرد]: ج بُكُرات وبُكْرات وبُكَر، جج أبْكار:
1 - غُدْوَة، إبْكار، أوّل النّهار إلى طلوع الشّمس " {فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} ".
2 - باكِر، يوم الغَد "سأسافر إلى مكّة بُكْرَة" ° بَعْدَ بُكرة: بعد غد. 

بِكْريَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى بِكْر: "بنت بِكْريّة". 

بُكور [مفرد]: مصدر بكَرَ/ بكَرَ إلى/ بكَرَ على/ بكَرَ في ° البركة في البُكور. 

بَكير [مفرد]: ج بكار وبكر، مؤ بكيرة، ج مؤ بكائر: بدريّ، المُعجَّل الإدراك من كلِّ شيء "ثمرٌ بكير". 

تبكيرة [مفرد]:
1 - اسم مرَّة من بكَّرَ/ بكَّرَ إلى/ بكَّرَ بـ/ بكَّرَ في.
2 - غدوة، باكر. 

مِبْكار [مفرد]: ج مَباكيرُ، مؤ مِبْكار ومِبْكارَة: صيغة مبالغة من بكَرَ/ بكَرَ إلى/ بكَرَ على/ بكَرَ في: كثير التبكير، مَن تعوّد التَّبْكير "عرفته مِبْكارًا في عمله- امرأة مِبْكار/ مِبْكارَة". 
(ب ك ر)

البُكْرة: الغُدْوة.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: من الْعَرَب من يَقُول: أَتَيْتُك بكرَة، نكرةٌ منوَّن. وَهُوَ يُرِيد: يَوْمه أَو فِي غده وَفِي التَّنْزِيل: (ولَهُم رِزْقُهم فِيهَا بكرَة وعَشِيّا) .

والبَكَر: البُكْرة وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: لَا يسْتَعْمل إِلَّا ظرفا.

وَالْإِبْكَار: اسْم البُكْرة، كالإصباح. هَذَا قَول أهل اللُّغَة. وَعِنْدِي: أَنه مصدر أبْكَرَ.

وبَكَر على الشَّيْء، وَإِلَيْهِ، وَفِيه يَبكرُ بُكورا وبَكّر، وابتكر، وأبكر، وباكره: اتاه بُكرة.

وَرجل بَكِرٌ، وبَكْرٌ: صَاحب بكور قويّ على ذَلِك، كِلَاهُمَا على النّسَب، إِذْ لَا فعل لَهُ ثلاثيّا بسيطا.

وبَكَر الرجلُ: بَكَّر.

وَحكى اللحيانيّ عَن الكسائيّ: جيرانُك باكر، وَأنْشد:

يَا عَمْرو جيرانكمُ باكرُ ... فالقلبُ لَا لاهٍ وَلَا صابرُ وأراهم يذهبون فِي ذَلِك إِلَى معنى الْقَوْم وَالْجمع، لِأَن لفظ الْجمع وَاحِد إِلَّا أَن هَذَا إِنَّمَا يسْتَعْمل إِذا كَانَ الْمَوْصُوف معرفَة، لَا يَقُولُونَ: جيران باكر هَذَا قَول أهل اللُّغَة، وَعِنْدِي: أَنه لَا يمْتَنع جيران باكر، كَمَا لَا يمْتَنع جِيرَانكُمْ باكر.

وأبكَرَ الوِرْدَ والغَدَاء: عاجلهما.

وبكرَّه على اصحابه، وأبكره عَلَيْهِم: جعله يَبْكُر عَلَيْهِم.

وبَكِر: عجِل.

وبَكَّر: وتبكرّ، وأبكر: تقدَّم.

والمُبْكِر، والباكور، جَمِيعًا من الْمَطَر: مَا جَاءَ فِي أوّل الوسْمِىّ.

والباكور من كل شَيْء: المعجَّل الْمَجِيء والإدراك وَالْأُنْثَى: باكورة.

وباكورة الثَّمَرَة: مِنْهُ.

وَأَنا آتِيك العشِيَّة فأُبَكِّرُ: أَي أُعَجِّل ذَلِك قَالَ:

بكرت تلومُك بعد وَهْن فِي النَّدَى ... بَسْلٌ عَلَيْك ملامتي وعتابي

فَجعل البكور بعد وَهْن. وَقيل: إِنَّمَا عَنَى أوّل اللَّيْل، فشبهه بالبكور فِي أوّل النَّهَار. وَقَالَ ابْن جنىّ: اصل " ب ك ر " إِنَّمَا هُوَ للتقدّم أيَّ وَقت كَانَ من ليل أَو نَهَار، فَأَما قَول هَذَا الشَّاعِر:

بكرت تلومك بعد وَهن ...

فوجهه أَنه اضطُرَّ فَاسْتعْمل ذَلِك على اصل وَضعه الأوّل فِي اللُّغَة، وَترك مَا ورد بِهِ الِاسْتِعْمَال الْآن من الِاقْتِصَار بِهِ على أول النَّهَار دون آخِره، وَإِنَّمَا يفعل الشَّاعِر ذَلِك تعمدا لَهُ أَو اتّفاقا وبديهة تهجُم على طبعه.

والبَكيرة، والباكورة، والبَكُور من النّخل: الَّتِي تدْرك فِي أول النّخل.

وَجمع البَكوُر: بُكُر، قَالَ المتنخّل الهذليّ:

ذَلِك مَا دينُك إِذْ جُنِّبَت ... أحمالها كالبُكُرِ المُبْتِل

وَصَفَ الْجمع بِالْوَاحِدِ، كَأَنَّهُ أَرَادَ: المُبْتِلة فَحذف لِأَن الْبناء قد انْتهى، وَيجوز أَن يكون المبتل جمع: مُبْتِلة، وَإِن قلَّ نَظِيره. وَلَا يجوز أَن يَعْنِي بالبُكرُ هَاهُنَا: الْوَاحِدَة، لِأَنَّهُ إِنَّمَا نعت حدوجا كَثِيرَة، فشبَّهها بنخيل كَثِيرَة، وَهِي المِبْكار.

وَأَرْض مِبْكار: سريعة الإنبات.

وسحابة مِبْكار وبَكوُر: مِدْلاج من آخر اللَّيْل، وَقَوله:

إِذا ولَدت قرائبُ أمِّ شِبْل ... فَذَاك اللؤم واللّقَحُ البَكوُرُ

أَي إِنَّمَا عجَّلت بحَمْل اللؤم كَمَا تُعجِّلُ النَّخْلَة والسحابة.

وبِكْر كل شَيْء: أوَّله.

وكل فَعْلة لم يتقدَّمها مِثلُها: بِكْر.

وَهَذَا بِكر ابويه: أَي أوّل وَلَد وُلِد لَهما.

وَكَذَلِكَ: الْجَارِيَة بِغَيْر هَاء.

وجمعهما جَمِيعًا: أبكار.

وَقد يكون البِكْر من الْأَوْلَاد فِي غير النَّاس، كَقَوْلِهِم: بِكْر الحَيَّة.

وَقَالُوا: أشدّ النَّاس بِكْر بِكْرَين، قَالَ:

يَا بِكر بِكرين وَيَا خِلْب الكِبدْ ... أصبحتَ منيّ كذراع من عَضُدْ

والبِكر من النِّسَاء: الَّتِي لم يَقْرَبها رجل.

وَمن الرِّجَال الَّذِي لم يَقْرَب امْرَأَة. وَالْجمع: أبكار.

ومَرَة بِكر: حملت بَطنا وَاحِدًا.

والبِكر: النَّاقة الَّتِي وَلَدت بَطنا وَاحِدًا.

وَالْجمع: أبكار، قَالَ أَبُو ذُؤَيب:

وَإِن حَدِيثا منكِ لَو تبذُلينَه ... جَنَى النَّحْل فِي ألبان عُوذٍ مطافِلِ

مطافيلَ أبكارٍ حديثٍ نتاجُها ... تُشاب بماءٍ مثلِ مَاء المفاصل وبِكْرها، أَيْضا: وَلَدهَا. وَالْجمع: أبكار، وبِكَار.

وبقرة بِكْر: لم تحمِل.

وَقيل: هِيَ الفتيَّة، وَفِي التَّنْزِيل: (لَا فارِضٌ وَلَا بِكْر) . وَقَول الفرزدَق:

إِذا هن ساقطن الحَديث كَأَنَّهُ ... جَنَى النحلِ أَو أبكارَ كَرْم تُقَطَّفُ

عَنى: الكَرْم البِكر الَّذِي لم يحمل قبل ذَلِك.

وَكَذَلِكَ عَسَل أبكارٍ: وَهُوَ الَّذِي عملته أبكار النَّحْل.

وسحابة بِكْر: غزيرة، بِمَنْزِلَة البِكْر من النِّسَاء قَالَ ثَعْلَب: لِأَن دَمهَا أَكثر من دم الثيِّب.

وَرُبمَا قيل: سَحَاب بِكْر، أنْشد ثَعْلَب:

وَلَقَد نظرتُ إِلَى أغَرَّ مُشهَّرٍ ... بِكر توسَّنَ فِي الخَمِيلة عُونا

وَقَول أبي ذُؤَيْب:

وبِكرٌ كلما مُسَّت أصاتَتْ ... تَرَنُّمَ نَغْم ذِي الشَّرَع العتيقِ

إِنَّمَا عَنى: قوسا أول مَا يُرْمَى عَنْهَا، شبه تَرنُّمَها بنغم ذِي الشّرَع وَهُوَ العُود الَّذِي عَلَيْهِ أوتار.

والبَكْر: الفَتِىُّ من الْإِبِل.

وَقيل: هُوَ الثَّنِيّ مِنْهَا إِلَى أَن يُجذِع.

وَقيل: هُوَ ابْن المَخَاض إِلَى أَن يُثْنِى.

وَقيل: هُوَ ابْن اللَّبُون والحِقُّ والجَذَعُ.

وَقيل: هُوَ مَا لم يَبْزُل.

وَقيل: البَكْرُ: ولد النَّاقة فَلم يُحَدّ وَلَا وُقِّتَ.

وَقيل: البَكْر بِمَنْزِلَة الفَتَى، والبَكْرة بِمَنْزِلَة الفتاة. وَقد قيل فِي الْأُنْثَى، أَيْضا: بَكْر، بِلَا هَاء، وروى بَيت عَمْرو بن كُلْثُوم:

ذراعي عَيْطل أدماء بَكْر ... غذاها الخَفْضُ لم تحمل جَنينا

وأصحّ الرِّوَايَتَيْنِ: بِكر، بِالْكَسْرِ.

وَالْجمع قَلِيل من كل ذَلِك: أبْكُر، وَقَول الشَّاعِر:

قد شربِت إلاّ دُهيْدهينا ... قُلِّيصات وأُبَيكِرينَا

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: جمع الأبكرُ كَمَا تجمع الجُزُر والطُرُق، فَتَقول: طُرُقات وجُزُرات، وَلكنه أَدخل الْيَاء وَالنُّون، كَمَا ادخلهما فِي الدهيدهين.

وَالْجمع الْكثير: بُكْران وبِكار وبِكَارة. وَالْأُنْثَى: بَكْرة. وَالْجمع: بِكار، بِغَيْر هَاء، كعَبْلة وعِبَال.

وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: البِكارة للذكور خاصّة، والبِكار للاناث بِغَيْر هَاء.

والبَكْرة، والبَكَرة: خَشَبَة مستديرة فِي وَسطهَا مَحَزّ وَفِي جوفها محور تَدور عَلَيْهِ.

وَقيل: هِيَ المحالة السريعة.

والبَكَرات، أَيْضا: الحَلَق الَّتِي فِي حِلية السَّيْف شَبيهَة بفَتَخ النِّسَاء.

وَجَاءُوا على بَكْرة أَبِيهِم: إِذا جَاءُوا على آخِرهم.

وَقيل: على طَريقَة وَاحِدَة.

وَقيل: بَعضهم على اثر بعض، وَلَيْسَ ثمَّ بَكْرة، وَإِنَّمَا أَرَادَ التمثُّل.

وبَكْر: اسْم، وَحكى سِيبَوَيْهٍ فِي جمعه. أبكُر.

وبُكَير، وبكّار، ومبكّر: أَسمَاء.

وَبَنُو بَكْر: حَيّ مِنْهُم، وَقَوله:

إنَّ الذئاب قد اخضرَّت براثنُها ... وَالنَّاس كُلّهمُ بَكْرٌ إِذا شَبِعُوا أَرَادَ: إِذا شبِعوا تعادوا وتغاوروا، لِأَن بكرا كَذَا فِعلُها.

بكر

1 بَكَرَ and غَدَا both [properly] relate to the beginning of the day: (Az, Msb:) the former of these verbs, (T, S, A,) aor. ـُ inf. n. بُكُورٌ; (T, S;) and ↓ بكّر, (T, S, A,) inf. n. تَبْكِيرٌ; (T, S;) and ↓ ابكر, and ↓ ابتكر, (S, A,) and ↓ باكر; (S;) all signify the same; (S;) He (a traveller, A) went forth early in the morning, in the first part of the day; or between the time of the prayer of daybreak and sunrise; syn. خَرَجَ فِى البُكْرَةِ: (T, A:) or ↓ ابكر, inf. n. إِبْكَارٌ, signifies he entered upon that time: (T:) one should not say بَكُرَ nor بَكِرَ in the sense of بكّر [&c.]. (S.) b2: Yousay also, بَكَرَ إِلَيْهِ, and عَلَيْهِ, and فِيهِ, inf. n. as above; and ↓ بكّر, and ↓ ابكر, and ↓ ابتكر; and ↓ باكرهُ; meaning أَتَاهُ بُكْرَةٌ [i. e. He came to him, or it, early in the morning, in the first part of the day; or between the time of the prayer of daybreak and sunrise: and he did it at that time: or بَكَرَ &c. with فِيهِ following may be rendered he occupied himself at that time in doing it]. (K.) b3: And [hence,] بَكَرَ إِلَيْهِ, [and عَلَيْهِ,] aor. and inf. n. as above; (Msb;) and بَكِرَ اليه, aor. ـَ (ISd, K; * [but see a remark respecting this verb above;]) and اليه ↓ بكر, (S, Msb, TA,) and عليه; (TA;) and اليه ↓ ابكر, (S, K,) and عليه; [and ↓ ابكرهُ;] and ↓ باكرهُ; (TA;) signify also (assumed tropical:) He hastened [or betook himself early] to it, or to do it, at any time, (S, Msb, K, TA,) morning or evening. (TA.) You say, بَكَرْتُ عَلَى الحَاجَةِ (assumed tropical:) [I hastened to do, or accomplish, or attain, the thing needed], inf. n. as above: and in like manner, عَلَى الوِرْدِ ↓ أَبْكَرْتُ (assumed tropical:) [I hastened to come to water]: (Az, S:) and الوِرْدَ ↓ ابكر, (TA,) and الغَدَآءَ, (Az, S, TA,) (assumed tropical:) He hastened to come to water, and to take the morning-meal. (TA.) Lebeed says, بَاكَرْتُ جَاجَتَهَا الدَّجَاجَ بِــسُحْرَــةٍ

meaning (assumed tropical:) I hastened to be before the crowing of the cock, at the close of night, in obtaining what was wanted [of it, namely, of wine,] by me: (TA:) حاجتها being for حَاجَتِى إِلَيْهَا, i. e., إِلَى

الخَمْرِ. (EM p. 170: but the first word is there written بَادَرْتُ.) [See also 2, below.] b4: [It is also said that] بكر [app. بَكِرَ,] inf. n. بكر, [app. بَكَرٌ,] signifies (assumed tropical:) He possessed the quality of applying himself early, or of hastening; expl. by كَانَ صَاحِبَ بُكُورٍ. (Msb.) [But see بَكُرٌ.]2 بكّر, inf. n. تَبْكِيرٌ: see 1, in three places: and see 8. You say also, بكّر إِلَى الجُمْعَةِ (tropical:) He went forth to the [prayers of] Friday at the commencement of the time thereof. (A.) And بكّر [alone], inf. n. as above, (tropical:) He came to prayer at the commencement of its time. (K, TA.) and بكّر بِالصَّلَاةِ (tropical:) He performed the prayer at the commencement of its time: (A, Mgh, Msb, TA:) he was regardful of it, and performed it early. (TA.) And بَكِّرُوا بِصَلَاةِ المَغْرِبِ (tropical:) Perform ye the prayer of sunset at the setting of the [sun's] disc. (S.) And بَكَّرَتِ النَّخْلَةُ بِحَمْلِهَا (tropical:) [The palmtree was early with its fruit]. (A.) b2: Also (tropical:) He was, or became, or went, before; preceded; had, or took, precedence; syn. تَقَدَّمَ; and so ↓ ابكر and ↓ تبكّر. (K, TA.) You say, بَكَّرْتُ فِى

كَذَا (tropical:) I was, or became, or went, before, &c., in such a thing; syn. تَقَدَّمْتُ. (IJ, IB, TA.) and بكّر عَلَى أَصْحَابِهِ (assumed tropical:) [He was, or became, or went, before his companions; preceded them; or had, or took, precedence of them]. (M, K.) A2: بكّرهُ عَلَى

أَصْحَابِهِ signifies جَعَلَهُ يُبَكِّرُ عَلَيْهِمْ (assumed tropical:) [He made him to be, or become, or go, before his companions; to precede them; or to have, or take, precedence of them]; and so عَلَيْهِمْ ↓ ابكرهُ. (M, K.) b2: See also 4. b3: بكّر الفَاكِهَةَ: see 8.3 بَاْكَرَ see 1, in four places.4 أَبْكَرَ see 1, in seven places: and see 2 as meaning تَقَدَّمَ. b2: ابكر also signifies He had camels coming to water early in the morning, in the first part of the day; or between the time of the prayer of daybreak and sunrise. (S, K.) A2: It is also trans. of بَكَرَ: (S, Sgh, Msb:) you say, أَبْكَرْتُ غَيْرِى [I made another to go forth early in the morning, in the first part of the day; or between the time of the prayer of daybreak and sunrise: and I made another to go to a person &c. at that time; and to betake himself to an action at that time: and (assumed tropical:) to hasten, or betake himself early, to a thing at any time, morning or evening: and غَيْرِى ↓ بَكَّرْتُ app. signifies the same]. (S.) b2: You say also, ابكرهُ عَلَى أَصْحَابِهِ: see 2.5 تَبَكَّرَ see 2.8 ابتكر: see 1, in two places. b2: Also (tropical:) He arrived [at the mosque on the occasion of the Friday-prayers] in time to hear the first portion of the خُطْبَة: (S, K:) or he heard the first portion of the خُطْبَة; (A, Msb;) [and] ابتكر الخُطْبَةَ has this meaning. (Mgh.) وَابْتَكَرَ ↓ مَنْ بَكَّرَ, occurring in a trad., (S, Msb,) respecting [the prayers of] Friday, (S,) means (tropical:) Whoso hasteneth, (S, Msb,) and arriveth in time to hear the first portion of the خُطْبَة, (S,) or heareth the first portion thereof: (Msb:) or whoso hasteneth, going forth to the mosque early, and performeth the prayer at the first of its time: or, accord. to Aboo-Sa'eed, whoso hasteneth to the Fridayprayers, before the call to prayer, and arriveth at the commencement of their time: or both the verbs signify the same, and the [virtual] repetition is to give intensiveness and strength to the meaning. (TA. [See 2.]) b3: You say also, ابتكرهُ, meaning (tropical:) He took, (A, Msb,) or obtained possession of, (S, TA,) its بَاكُورَة, (S, TA,) i. e., (TA,) the first of it: (A, Msb, TA:) which is the primary signification [of the trans. verb]. (TA.) b4: And ابتكر, K,) or ابتكر الفَاكِهَةَ, (A, Mgh, Msb,) and ↓ بَكَّرَهَا, (TA,) (tropical:) He ate the first that had come to maturity of fruit, or of the fruit. (A, Mgh, Msb, K.) b5: And hence, (Mgh,) ابتكر الجَارِيَةَ (tropical:) He took the girl's virginity: (A, Mgh:) or he did so before she had attained to puberty. (Msb in art. قض, and TA in art. خضر.) b6: And ابتكر عَجِينًا (assumed tropical:) [He took, or made use of, fresh dough for preparing bread]. (K in art. غرض.) A2: And اِبْتَكَرَتْ, (Abu-l-Beydà,) or ابتكرت بِوَلَدِهَا, (AHeyth,) She brought forth her first offspring: (AHeyth, Abu-l-Beydà:) or the former signifies she (a woman) brought forth a male at her first birth. (K.) بَكْرٌ (S, Mgh, Msb, K, &c.) and ↓ بُكْرٌ, (K,) but this latter is hardly to be found in any of the lexicons, (MF,) and ↓ بِكْرٌ, (ISd, TA,) A youthful he-camel; one in a state of youthful vigour: fem. with ة; (S, Mgh, Msb, K;) and also بَكْرٌ, without ة: (TA:) the term بَكْرٌ, applied to a camel, corresponds to فَتًى, applied to a human being; and بَكْرَةٌ, to فَتَاةٌ; and قَلُوصٌ, to جَارِيَةٌ; and بَعِيرٌ, to إِنْسَانٌ; and جَمَلٌ, to رَجُلٌ; and نَاقَةٌ, to مَرْأَةٌ: (AO, S:) or the offspring, or young one, of a she-camel; (K;) thus indefinitely explained: (TA:) or a camel in his sixth year (ثَنِىٌّ) [and] until he becomes a جَذَع: [but it seems that the reverse must be meant; for a جذع, of camels, is one in his fifth year:] or a camel in his second year [and] until he enters his sixth year: or a camel in his second year, or that has entered his third year, or that has completed his second year and entered his third year; syn. اِبْنُ لَبُونٍ: (K:) and a camel that has just entered upon his fourth year: and a camel in his fifth year: (IAar, Az:) or a camel that has not entered his ninth year: (K:) and sometimes it is metaphorically applied to a human being; [meaning (tropical:) a young man;] and بَكْرَةٌ to (tropical:) a young woman: (TA:) the pl. (of pauc., S) is أَبْكُرٌ; (S, K;) and ↓ أُبَيْكِرُونَ occurs as pl. of the dim. of أَبْكُرٌ; (S, TA;) and (pl. of mult., S, TA) بِكَارٌ, (S, Msb,) like as فِرَاخٌ is pl. of فَرْخٌ; (S;) or this is pl. of بَكْرَةٌ; (Msb, K;) and there are other pls. of بَكْرٌ, namely, بُكْرَانٌ (K) and بِكَارَةٌ; (S, Msb, K;) and [quasi-pl. n.]

↓ بَكَارَةٌ. (K.) Hence the well-known prov., (TA,) صَدَقَنِى سِنَّ بَكْرِهِ, and سِنُّ بَكْرِهِ, meaning He hath told me what is in his mind, and what his ribs infold: a saying originating from the following fact: a man bargained with another for a youthful camel (بَكْر), and said, “What is his age (سِنُّهُ)? ” the other answered, “He is in his ninth year: ”

then the young camel took fright and ran away: whereupon his owner said to him, هِدَعْ هِدَعْ; and this is an expression by which are quieted young ones, (K,) of the camel; (TA;) so when the purchaser heard it, he said, صدقنى سنّ بكره [He hath told me truly the age, or as to the age, of his youthful camel: or the age of his youthful camel has spoken truly to me]: if سنّ is in the accus. case, the meaning [of the verb] is عَرَّفَنِى, (K,) and سنّ is in the accus. case as a second objective complement; (TA;) or خَبَرَ سِنِّ is meant; [in the CK, erroneously, خَبَرَ;] or فِى سِنِّ; the prefixed noun [خَبَرَ] or the proposition [فِى] being suppressed [and سنّ being therefore in the accus. case]: but if سنّ is in the nom. case, veracity is attributed to the [animal's] age, by an amplification: (K:) or, as some say, the buyer said to the owner of the camel, “How many years has he? ” and he told him; and he looked at the teeth of the camel, and found him to be as he had said; whereupon he said, صدقنى سِنُّ بكره. (Har p. 95.) بُكْرٌ: see بَكْرٌ.

بِكْرٌ A virgin; (S, K;) and a man who has not yet drawn near to a woman; (TA;) contr. of ثَيِّبٌ, applied to a man as well as to a female: (Mgh, Msb:) pl. أَبْكَارٌ. (S, Msb, K.) b2: and [hence,] (assumed tropical:) A pearl unpierced. (MF.) And (assumed tropical:) A bow when one first shoots with it. (TA.) and (tropical:) A cloud abounding with water: (K, TA:) likened to a virgin, because her blood is more than that of her who is not a virgin: and the phrase سَحَابٌ بِكْرٌ is sometimes used. (TA.) and نَارٌ بِكْرٌ (tropical:) Fire not lighted from another fire. (As, A.) b3: Also She that has not yet brought forth offspring: (AHeyth:) and a cow that has not yet conceived: (K:) or a heifer (K, TA) that has not yet conceived: (TA:) and a woman, (S, K,) and a she-camel, (As, K,) that has brought forth but once: pl. أَبْكَارٌ and بِكَارٌ: (TA:) or a she-camel in her first state or condition. (Ham p. 340.) b4: And [hence,] (tropical:) A grape-vine that has produced fruit but once: (A, K:) pl. أَبْكَارٌ. (A.) b5: Also i. q. بَكْرٌ, q. v. (ISd, TA.) And [hence,] أَبْكَارُ الأَوْلَادِ (assumed tropical:) Young children. (TA, from a trad.) And أَبْكَارُ النَّحْلِ (assumed tropical:) Young bees. (TA.) Whence, عَسَلُ أَبْكَارٍ (tropical:) Honey produced by young bees: or this means honey of which the preparation has been superintended by virgin-girls. (A, * TA.) b6: Also (tropical:) The first-born of his, or her, mother (S, Msb, K) and father; (Msb, K;) applied alike to the male and the female: (S:) and sometimes to that which is not the offspring of human beings; (TA;) the first-born of camels; (S;) and of a serpent: (TA:) pl. أَبْكَارٌ. (TA.) You say, هٰذَا بِكْرُ أَبَوَيْهِ (tropical:) This is the first-born of his parents. (TA.) And أَشَدُّ النَّاسِ بِكْرٌ ابْنُ بِكْرَيْنِ (A) or بِكْرُ بِكْرَيْنِ (M, TA) (tropical:) [The strongest of men is the first-born of a man and woman each a first-born]. b7: (assumed tropical:) The first of anything; (K;) as also ↓ بَاكُورَةٌ: (TA:) and (assumed tropical:) an action that has not been preceded by its like. (K.) You say, مَا هٰذَا الأَمْرُ مِنْكَ بِكْرًا وَ لَا ثَنِيًا (tropical:) This thing, or affair, is not thy first nor thy second. (A, TA.) b8: حَاجَةٌ بِكْرٌ (tropical:) A want, or needful thing, recently sought to be accomplished or attained: (TA:) or that is the first in being referred to him of whom its accomplishment is sought. (A, TA.) b9: ضَرْبَةٌ بِكْرٌ (tropical:) A cutting blow or stroke, (S, K,) that kills (K) at once, (TA,) not requiring to be struck a second time: (S, A:) pl. ضَرَبَاتٌ أَبْكَارٌ; occurring in a trad., in which it is said that such were the blows of 'Alee; (S, TA;) but in that trad., as some recite it, the latter word is ↓ مُبْتَكِرَاتٌ. (TA.) بَكَرٌ: see بُكْرَةٌ, in three places: A2: and see also بَكْرَةٌ.

رَجُلٌ بَكُرٌ فِى حَاجَتِهِ, [in the CK, erroneously, بَكْرٌ,] and ↓بَكِرٌ, (S, K, * TA,) like حَذُرٌ and حَذِرٌ, (S,) and ↓بَكِيرٌ, (TA,) (assumed tropical:) A man possessing the quality of applying himself early, or of hastening, or having strength to apply himself early, or to hasten, (صَاحِبُ بُكُورٌ, S, or قَوِىٌّ عَلَى البُكُورِ, K,) to do, or accomplish, the thing that he needs, or wants: (S:) بَكُرٌ and بَكِرٌ [and بَكِيرٌ] are [said to be] possessive epithets; for they have no simple triliteral verb. (TA.) [But see 1, last sentence.]

بَكِرٌ: see what next precedes.

بَكْرَةٌ (S, Msb, K) and ↓بَكَرَةٌ (Msb, K) The thing upon which [passes the rope wherewith] one draws water (S, Msb, K) from a well [or the like]; (S;) [ i. e. the sheave of a pulley;] a round piece of wood, in the middle [of the circumference] whereof is a groove (K, TA) for the rope, and in the interior [or centre] whereof is an axis upon which it turns: (TA:) or a quick مَحَالَة [or large sheave of a pulley]: (M, K:) [but MF disapproves of this last explanation: sometimes, by a synecdoche, it is used to signify a pulley complete:] the pl. is ↓ بَكَرٌ, (S, Msb, K,) a pl. of the former, anomalous, like حَلَقٌ pl. of حَلْقَةٌ, and حَمَأٌ pl. of حَمْأَةٌ, (S,) or of the latter; (Msb;) or a coll. gen. n., of which بَكَرَةٌ is the n. un.; (MF;) and بَكَرَات, (S, Msb, K,) a pl. of the former [as well as of the latter]. (S, Msb.) b2: Hence, app., the former signifies also (assumed tropical:) A small ring, like a bead, in the ornamental part of a sword: (Mgh:) [and the pl.] بَكَرَاتٌ signifies (assumed tropical:) the rings that are attached to the ornamental part [of the scabbard] of a sword, (K,) resembling the [rings called] قَتَخ [which are worn upon the fingers or toes] of women. (TA.) b3: [And hence, perhaps,] (assumed tropical:) An assembly, a company, or a congregated body. (IAar, K.) b4: جَاؤُوا عَلَى بَكْرَةِ أَبِيهِمْ is a prov., (TA,) meaning (tropical:) They came together, not one remaining behind, (S, TA;) they came all of them, (AA, IJ, A, TA,) without exception: (TA:) or they came in a multitude, and all together, none remaining behind: (TA:) or they came in succession, one after, or at the heels of, another: (AO:) or they came in one way, or manner: (As:) [accord. to some, from بكرة as explained in the next preceding sentence; and, if so, على is used in the sense of مَعَ, or مُشْتَمِلِينَ is understood before it: or it is from بكرة signifying “ a youthful she-camel; ” and thus implies that they were few: (see Freytag's Arab. Prov. i. 312:) or] from بَكَّرْتُ فِى كَذَا meaning “ I was,” or “ became,” or “ went,” “ before in such a thing; ”

so that it signifies that they came from first to last: (IJ:) or from بكرة in the first of the senses explained in this paragraph; though in this case there is no بكرة in reality. (AO, S. *) بُكْرَةٌ and ↓ بَكَرٌ The early morning, or first part of the day; (Bd and Jel in xix. 12 and xxxiii. 41 and xlviii. 9, as relating to the former word; and K; *) between the time of the prayer of daybreak and sunrise; syn. غُدْوَةٌ; and ↓ إِبْكَارٌ is a subst. in the same sense, (K,) accord. to the lexicologists, as Sb says; but he adds that he holds it to be [only] the inf. n. of أَبْكَرَ: (TA: [and the like is said in the S with reference to its occurrence in the Kur iii. 36 and xl. 57:]) pl. [of pauc.] of the first, أَبْكَارٌ, and [of mult.] بُكَرٌ. (T, Msb.) You say, أَتَيْتُهُ بُكْرَةٌ (S, A, Msb) and ↓ بَكَرًا, (A,) meaning ↓ بَاكِرٍا [I came to him early in the morning, &c.]. (S, A, Msb.) But if you mean the بُكْرَةٌ of a particular day, you say, أَتَيْتُهُ بُكْرَةَ, making the noun imperfectly decl.; [meaning I came to him early in the morning, &c., of this day;] and in this case it is not to be used otherwise than as an adv. n. of time. (S.) If you say ↓ بَاكِرًا, using this word as an epithet, you use بَاكِرَة for the fem. (TA.) You say also, سِرْ عَلَى فَرَسِكَ بُكْرَةً and ↓ بَكَرًا [Go thou on thy horse early in the morning, &c.]; like as you say, سَحَرًــا. (S, TA. [But in two copies of the S, for سرْ, I find سِيرَ.]) بَكَرَةٌ: see بَكْرَةٌ.

بَكُورٌ (A, K) and ↓ بَاكُورٌ (K) and ↓ بَاكِرٌ (A) and ↓ مُبْكِرٌ (K) (tropical:) Rain that falls in the first of its season: (A:) or that comes (TA) in the commencement of [the season of] the وَسْمِىّ [q. v.]: (K, TA:) and that comes in the end of the night, or the beginning of the day. (TA.) You say also سَحَابَةٌ مِدْلَاجٌ بَكُورٌ (tropical:) [A cloud that comes in the latter part of the night, in the first of its season, bringing rain]: (A:) and ↓ سَحَابَةٌ مِبْكَارٌ a cloud that comes in the end of the night. (TA.) b2: Also بَكُورٌ (S, A, Msb, K) and ↓ بَكِيرَةٌ (S, K) and ↓ بَاكُورَةٌ (Msb, K) and ↓ بَاكِرٌ (A) and ↓ مِبْكَارٌ (A in art. اخر and K) (tropical:) A palm-tree (نَخْلَةٌ, A) that comes to maturity first, (S, Msb, K,) before the other palm-trees: (S:) or that produces its fruit early; (A;) contr. of مِئْخَارٌ (A in art. اخر:) pl. (of the first, Msb, K) بُكُرٌ; (S, Msb, K; [in the CK بُكْرٌ;]) and [pl. of ↓ بَاكِرٌ or بَاكِرَةٌ] بَوَاكِرُ (K voce تَبَاشِيرُ) ↓ بَاكُورَةٌ is fem. of بَاكُورٌ, (K, TA,) which signifies (assumed tropical:) Anything that hastens its coming (TA) and its attaining to maturity. (K, TA.) You say also أَرْضٌ

↓ مِبْكَارٌ (assumed tropical:) Land that produces plants, or herbage, quickly. (K.) بَكِيرٌ, and its fem., with ة: see بَكُرٌ and بَكٌورٌ بَكَارَةٌ Virginity: (S, K:) the virginity, or maidenhead, of a woman. (Mgh, Msb.) A2: See also بَكْرٌ بَاكِرٌ [part. n. of بَكَرَ]: see بُكْرَةٌ, in two places: A2: and see بَكُورٌ, in three places: b2: and see an ex. of the pl. of its fem. بَاكِرَةٌ, i. e. بَوَاكِرُ, voce بَاصِرٌ b3: Also (assumed tropical:) Fruit when first ripe: pl. بِكَارٌ, like as صِحَابٌ is pl. of صَاحِبٌ. (TA.) بَاكُورٌ, and its fem. بَاكُورَةٌ: see بَكُورٌ, in three places.

بَاكُورَةٌ [as a subst.]: see بِكْرٌ. b2: Also, (S, K,) or بَاكُورَةٌ الفَا كِهَةِ, (A, Msb,) (tropical:) The first of fruit: (S:) or the first that comes to maturity, of fruit: (A, Msb, K:) or fruit that hastens to come forth: (AHát, Msb:) pl. بَوَاكِيرُ and بَاكُورَاتٌ. (Msb.) b3: The pl. بَوَاكِيرُ also signifies (assumed tropical:) Winds that announce [coming] rain. (A in art. بشر) إِبْكَارٌ: see بُكْرَةٌ.

أُبَيْكِرٌ dim. of أَبْكِرٌ, pl. of pauc. of بَكْرٌ: see its pl. أُبَيْكِرُونَ voce بَكْرٌ.

تَبَاكِيرُ (assumed tropical:) The colours of palm-trees when the fruit begins to ripen. (TA voce تَبَاشِيرُ.) مُبْكِرٌ: see بَكُورٌ.

مِبْكَارٌ: see بَكُورٌ, in three places.

ضرَبَاتٌ مُبْتَكِرَاتٌ: see بِكْرٌ. last sentence.

بكر: البُكْرَةُ: الغُدْوَةُ. قال سيبويه: من العرب من يقول أَتيتك

بُكْرَةً؛ نَكِرَةٌ مُنَوَّنٌ، وهو يريد في يومه أَو غده. وفي التنزيل

العزيز: ولهم زرقهم فيها بُكرة وعشيّاً. التهذيب: والبُكْرَةُ من الغد، ويجمع

بُكَراً وأَبْكاراً، وقوله تعالى: وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عذابٌ

مُسْتَقِرّ؛ بُُكْرَةٌ وغُدْوَةٌ إِذا كانتا نكرتين نونتا وصرفتا، وإذا

أَرادوا بهما بكرة يومك وغداة يومك لم تصرفهما، فبكرة ههنا نكرة. والبُكُور

والتَّبْكيرُ: الخروج في ذلك الوقت. والإبْكارُ: الدخول في ذلك الوقت.

الجوهري: وسِيرَ علي فرسك بُكْرَةً وبَكَراً كما تقول سَحَراً. والبَكَرُ:

البُكْرَةُ.

وقال سيبويه: لا يُستعمل الا ظرفاً. والإبْكارُ: اسم البُكْرَةِ

الإصباح، هذا قول أَهل اللغة، وعندي أَنه مصدر أَبْكَرَ.

وبَكَرَ على الشي وإِليه يَبْكُرُ بُكُوراً وبكَّرَ تَبْكِيراً

وابْتَكَرَ وأَبْكَرَ وباكَرَهُ: أَتاهُ بُكْرةً، كله بمعنى.

ويقال: باكَرْتُ الشيء إِذا بكَّرُت له؛ قال لبيد:

باكَرْتُ جاجَتَها الدجاجَ بِــسُحْرَــةٍ

معناه بادرت صقيع الديك سحراً إِلى حاجتى. ويقال: أَتيته باكراً، فمن

جعل الباكر نَعْتاً قال للأُنثى باكِرَةٌ، ولا يقال بَكُرَ ولا بَكِرَ إِذا

بَكَّرَ، ويقال: أَتيته بُكرة، بالضم، أَي باكِراً، فإِن أَردت به

بُكْرَةَ يوم بعينه، قلت: أَتيته بُكْرَةَ، غير مصروف، وهي من الظروف التي لا

تتمكن. وكل من بادر إلى شيء، فقد أَبكر عليه وبَكَّرَ أَيَّ وَقْتٍ كانَ.

يقال: بَكِّرُوا بصلاة المغرب أَي صَلُّوها عند سقوط القُرْص. وقوله

تعالى: بالعَشِيِّ والإِبْكارِ؛ جعل الإِبكار وهو فعل يدل على الوقت وهو

البُكْرَةُ، كما قال تعالى: بالغُدوّ والآصال؛ جعل الغدوّ وهو مصدر يدل على

الغداة.

ورجل بَكُرٌ في حاجته وبَكِرٌ، مثل حَذُرٍ وحَذِرٍ، وبَكِيرٌ؛ صاحب

بُكُورٍ قَوِيٍّ على ذلك؛ وبَكِرٌ وبَكِيرٌ: كلاهما على النسب إِذ لا فعل له

ثلاثياً بسيطاً. وبَكَرَ الرجلُ: بَكَّرَ.

وحكى اللحياني عن الكسائي: جِيرانُك باكِرٌ؛ وأَنشد:

يا عَمْرُو جِيرانُكُمُ باكِرُ،

فالقلبُ لا لاهٍ ولا صابِرُ

قال ابن سيده: وأُراهم يذهبون في ذلك إِلى معنى القوم والجمع لأن لفظ

الجمع واحد، إِلاَّ أَن هذا إِنما يستعمل إِذا كان الموصوف معرفة لا يقولون

جِيرانٌ باكِرٌ؛ هذا قول أَهل اللغة؛ قال: وعندي أَنه لا يمتنع جِيرانٌ

باكِرٌ كما لا يمتنع جِيرانُكُمْ باكِرٌ. وأَبْكَرَ الوِرْدَ والغَداءَ

إِبْكاراً: عاجَلَهُما. وبَكَرْتُ على الحاجة بُكُوراً وغَدَوْتُ عليها

غُدُوّاً مثل البُكُورِ، وأَبْكَرْتُ غيري وأَبْكَرْتُ الرجلَ على صاحبه

إِبكاراً حتى بَكَرَ إِليه بُكُوراً. أَبو زيد: أَبْكَرْتُ على الوِرْدِ

إِبْكاراً، وكذلك أَبكرت الغداء. وأَبْكَرَ الرجلُ: وردت إِبله بُكْرَةً.

ابن سيده: وبَكَّرَهُ على أَصحابه وأَبْكَرةً عليهم جعله يَبْكُرُ عليهم.

وبَكِرَ: عَجِلَ. وبَكَّرَ وتَبَكَّرَ وأَبْكَرَ: تقدّم.

والمُبْكِرُ والباكُورُ جميعاً، من المطر: ما جاء في أَوَّل

الوَسْمِيِّ. والباكُورُ من كل شيء: المعَجَّلُ المجيء والإِدراك، والأُنثى باكورة؛

وباكورة الثمرة منه. والباكورة: أَوَّل الفاكهة. وقد ابْتَكَرْتُ الشيءَ

إِذا استوليت على باكورته. وابْتَكَرَ الرجلُ: أَكل باكُورَةَ الفاكهة.

وفي حديث الجمعة: من بَكَّرَ يوم الجمعة وابْتَكَرَ فله كذا وكذا؛ قالوا:

بَكَّرَ أَسرع وخرج إِلى المسجد باكراً وأَتى الصلاة في أَوّل وقتها؛ وكل

من أَسرع إِلى شيء، فقد بَكَّرَ إِليه.

وابْتَكَرَ: أَدرك الخُطْبَةَ من أَوَّلها، وهو من الباكورة. وأَوَّلُ

كُلِّ شيء: باكُورَتُه. وقال أَبو سعيد في تفسير حديث الجمعة: معناه من

بكر إِلى الجمعة قبل الأَذان، وإِن لم يأْتها باكراً، فقد بَكَّرْ؛ وأَما

ابْتِكارُها فأَنْ يُدْرِكَ أَوَّلَ وقتها، وأَصلُه من ابْتِكارِ الجارية

وهو أَخْذُ عُذْرَتها، وقيل: معنى اللفظين واحد مثل فَعَلَ وافْتَعَلَ،

وإِنما كرر للمبالغة والتوكيد كما قالوا: جادٌّ مُجِدُّ. قال: وقوله

غَسَلَ واغْتَسَلَ، غَسَل أَي غسل مواضع الوضوء، كقوله تعالى: فاغسلوا وجوهكم؛

واغتسل أَي غسل البدن. والباكور من كل شيء: هو المُبَكِّرُ السريع

الإِدْراكِ، والأُنثى باكُورَةٌ. وغيث بَكُورٌ: وهو المُبَكِّرُ في أَوَّل

الوَسْمِيّ، ويقال أَيضاً: هو الساري في آخر الليل وأَول النهار؛

وأَنشد:جَرَّرَ السَّيْلُ بها عُثْنُونَهُ،

وتَهادَتْها مَداليجٌ بُكُرْ

وسحابة مِدْلاجٌ بَكُورٌ. وأَما قول الفرزدق: أَو أَبْكارُ كَرْمٍ

تُقْطَفُ؛ قال: واحدها بِكْرٌ وهو الكَرْمُ الذي حمل أَوّل حمله.

وعَسَلٌ أَبْكارٌ: تُعَسِّلُه أَبْكارُ النحل أَي أَفتاؤها ويقال: بل

أَبْكارُ الجواري تلينه. وكتب الحجاج إِلى عامل له: ابعثْ إِلَيَّ بِعَسَلِ

خُلاَّر، من النحل الأَبكار، من الدستفشار، الذي لم تمسه النار؛ يريد

بالأَبكار أَفراخ النحل لأَن عسلها أَطيب وأَصفى، وخلاّر: موضع بفارس،

والدستفشار: كلمة فارسية معناها ما عَصَرَتْهُ الأَيْدِي؛ وقال الأَعشى:

تَنَحَّلَها، مِنْ بَكارِ القِطاف،

أُزَيْرقُ آمِنُ إِكْسَادِهَا

بكار القطاف: جمع باكر كما يقال صاحِبٌ وصِحابٌ، وهو أَول ما يُدْرِك.

الأَصمعي: نار بِكْرٌ لم تقبس من نار، وحاجة بِكْرٌ طُلبت حديثاً.

وأَنا آتيك العَشِيَّةَ فأُبَكِّر أَي أُعجل ذلك؛ قال:

بَكَرَتْ تَلُومُكَ، بَعْدَ وَهْنٍ في النِّدَى؛

بَسْلٌ عَلَيْكِ مَلامَتِي وعِتابي

فجعل البكور بعد وهن؛ وقيل: إِنما عنى أَوَّل الليل فشبهه بالبكور في

أَول النهار. وقال ابن جني: أَصل «ب ك ر» إِنما هو التقدم أَيَّ وقت كان من

ليل أَو نهار، فأَما قول الشاعر: «بكرت تلومك بعد وهن» فوجهه أَنه اضطر

فاستعمل ذلك على أَصل وضعه الأَول في اللغة، وترك ما ورد به الاستعمال

الآن من الاقتصار به على أَول النهار دون آخره، وإِنما يفعل الشاعر ذلك

تعمداً له أَو اتفاقاً وبديهة تهجم على طبعه. وفي الحديث؛ لا يزال الناس

بخير ما بَكَّرُوا بصلاة المغرب؛ معناه ما صلَّوها في أَول وقتها؛ وفي

رواية: ما تزال أُمتي على سُنَّتي ما بَكَّرُوا بصلاة المغرب. وفي حديث آخر:

بَكِّرُوا بالصلاة في يوم الغيم، فإِنه مَن ترك العصر حبط عمله؛ أَي

حافظوا عليها وقدّموها. والبِكِيرَةُ والباكُورَةُ والبَكُورُ من النخل، مثل

البَكِيرَةِ: التي تدرك في أَول النخل، وجمع البَكُورِ بُكُرٌ؛ قال

المتنخل الهذلي:

ذلك ما دِينُك، إِذ جُنِّبَتْ

أَحْمالُها كالبُكُرِ المُبْتِلِ

وصف الجمع بالواحد كأَنه أَراد المُبْتِلَةَ فحذف لأَن البناء قد انتهى،

ويجوز لأَن يكون المُبْتِل جمع مُبْتِلَة، وإِن قلّ نظيره، ولا يجوز أَن

يعني بالبُكُرِ ههنا الواحدة لأَنه إِنما نعت حُدوجاً كثيرة فشبهها

بنخيل كثيرة، وهي المِبْكارُ؛ وأَرْضٌ مِبْكار: سريعة الإِنبات؛ وسحابة

مِبكار وبَكُورٌ: مِدْلاجٌ من آخر الليل؛ وقوله:

إِذا وَلَدَتْ قَرَائبُ أُمِّ نَبْلٍ،

فذاكَ اللُّؤْمُ واللَّقَحُ البَكُورُ (قوله: «نبل» بالنون والباء

الموحدة كذا في الأَصل).

أَي إِنما عجلت بجمع اللؤْم كما تعجل النخلة والسحابة.

وبِكرُ كُلِّ شيء: أَوّله؛ وكُلُّ فَعْلَةٍ لم يتقدمها مثلها، بِكْرٌ.

والبِكْرُ: أَوَّل ولد الرجل، غلاماً كان أَو جارية. وهذا بِكْرُ أَبويه

أَي أَول ولد يولد لهما، وكذلك الجارية بغير هاء؛ وجمعهما جميعاً أَبكار.

وكِبْرَةُ ولد أَبويه: أَكبرهم. وفي الحديث: لا تُعَلِّمُوا أَبْكارَ

أَولادكم كُتُبَ النصارى؛ يعني أَحداثكم. وبِكْرُ الرجل بالكسر: أَوّل ولده،

وقد يكون البِكْرُ من الأَولاد في غير الناس كقولهم بِكْرُ الحَيَّةِ.

وقالوا: أَشدّ الناس بِكْرٌ ابنُ بِكْرَيْن، وفي المحكم: بِكْرُ

بِكْرَيْن؛ قال:

يا بِكْرَ بِكْرَيْنِ، ويا خِلْبَ الكَبِدْ،

أَصبَحتَ مِنِّي كذراع مِنْ عَضُدْ

والبِكْرُ: الجارية التي لم تُفْتَضَّ، وجمعها أَبْكارٌ. والبِكْرُ من

النساء: التي لم يقربها رجل، ومن الرجال: الذي لم يقرب امرأَة بعد؛ والجمع

أَبْكارٌ. ومَرَةٌ بِكْرٌ: حملت بطناً واحداً. والبِكْرُ: العَذْراءُ،

والمصدر البَكارَةُ، بالفتح. والبِكْرُ: المرأَة التي ولدت بطناً واحداً،

وبِكْرُها ولدها، والذكر والأُنثى فيه سواء؛ وكذلك البِكْرُ من الإِبل.

أَبو الهيثم: والعرب تسميى التي ولدت بطناً واحداً بِكْراً بولدها الذي

تَبْتَكْرُ به، ويقال لها أَيضاً بِكْرٌ ما لم تلد، ونحو ذلك قال الأَصمعي:

إِذا كان أَوّل ولد ولدته الناقة فهي بِكْرٌ. وبقرة بِكْرٌ: فَتِيَّةٌ

لم تَحْمِلْ. ويقال: ما هذا الأَمر منك بِكْراً ولا ثِنْياً؛ على معنى ما

هو بأَوّل ولا ثان؛ قال ذو الرمة:

وقُوفاً لَدَى الأَبْوابِ، طُلابَ حاجَةٍ،

عَوانٍ من الحاجاتِ، أَو حاجَةً بِكْرَا

أَبو البيداء: ابْتَكَرَتِ الحاملُ إِذا ولدت بِكْرَها، وأَثنت في

الثاني، وثَلَّثَتْ في الثالث، وربعت وخمست وعشرت. وقال بعضهم: أَسبعت وأَعشرت

وأَثمنت في الثامن والسابع والعاشر. وفي نوادر الأَعراب: ابْتَكَرَتِ

المرأَةُ ولداً إِذا كان أَول ولدها ذكراً، واثْتَنَيَتْ جاءت بولدٍ

ثِنْيٍ، واثْتَنَيْتُ وَلَدَها الثالث، وابْتَكَرْتُ أَنا واثْنَيَلتُ

واثْتَلَثْتُ. والبِكْرُ: النَّاقَةُ التي ولدت بطناً واحداً، والجمع أَبْكارٌ؛

قال أَبو ذؤيب الهذلي:

وإِنَّ حَدِيثاً مِنْكِ لَوْ تَبْذُلِينَهُ،

جَنَى النَّحْلِ في أَلْبانِ عُودٍ مَطافِلِ

مَطافِيلِ أَبْكارٍ حَدِيثٍ نِتَاجُها،

تُشابُ بماءٍ مثلِ ماءِ المَفَاصِلِ

وبِكْرُها أَيضاً: وَلَدُها، والجمع أَبْكارٌ وبِكارٌ. وبقرة بِكْرٌ: لم

تَحْمِلْ، وقيل: هي الفَتِيَّةُ.

وفي التنزيل: لا فارِضٌ ولا بِكْرٌ؛ أَي ليست بكبيرة ولا صغيرة، ومعنى

ذلك: بَيْنَ البِكْرِ والفارِضِ؛ وقول الفرزدق:

إِذا هُنَّ ساقَطْنَ الحَدِيثَ، كَأَنَّهُ

جَنعى النَّحْل أَوْ أَبْكارُ كَرْمٍ تُقَطَّفُ

عني الكَرْمَ البِكْرَ الذي لم يحمل قبل ذلك؛ وكذلك عَمَلُ أَبْكار، وهو

الذي عملته أَبْكار النحل. وسحابة بكْرٌ: غَزيرَةٌ بمنزلة البكْرِ من

النساء؛ قال ثعلب: لأَن دمها أَكثر من دم الثيِّب، وربما قيل: سَحابٌ

بكْرٌ؛ أَنشد ثعلب:

ولَقَدْ نَظَرْتُ إِلى أَغَرَّ مُشَهَّرٍ،

بِكْرٍ تَوَسَّنَ في الخَمِيلَةِ عُونَا

وقول أَبي ذؤيب:

وبِكْرٍ كُلَّمَا مُسَّتْ أَصَاتَتْ،

تَرَنُّمَ نَغْمِ ذي الشُّرُعِ العَتِيقِ

إِنما عنى قوساً أَوَّل ما يرمي عنها، شبه ترنمها بنغم ذي الشُّرُع وهو

العود الذي عليه أَوتار. والبِكْرُ: الفَتِيُّ من الإِبل، وقيل: هو

الثَّنيُّ إِلى أَن يُجْذِعَ، وقيل: هو ابن المخاض إِلى أَن يُثْنِيَ، وقيل:

هو ابن اللَّبُونِ، والحِقُّ والجَذَعُ، فإِذا أَثْنى فهو جَمَلٌ وهي

ناقة، وهو بعير حتى يَبْزُلَ، وليس بعد البازل سِنُّ يُسَمَّى، ولا قبل

الثَّنهيِّ سنّ يسمى؛ قال الأَزهري: هذا قول ابن الأَعرابي وهو صحيح؛ قال:

وعليه شاهدت كلام العرب، وقيل: هو ما لم يَبْزُلْ، والأُنثى بِكْرَةٌ، فإِذا

بَزَلا فجمل وناقة، وقيل: البِكْرُ ولد الناقة فلم يُحَدَّ ولا وُقِّتَ،

وقيل: البِكْرُ من الإِبل بمنزلة الفَتِيِّ من الناس، والبِكْرَةُ

بمنزلة الفتاة، والقَلُوصُ بمنزلة الجارية، والبَعِيرُ بمنزلة الإِنسان،

والجملُ بمنزلةِ الرجلِ، والناقةُ بمنزلةِ المرأَةِ، ويجمع في القلة على

أَبْكُرٍ. قال الجوهري: وقد صغره الراجز وجمعه بالياء والنون فقال:

قَدْ شَرِبَتْ إِلاَّ الدُّهَيْدِهِينَا

قُلَيِّصَاتٍ وأُبَيْكِريِنَا

وقيل في الأُنثى أَيضاً: بِكْرٌ، بلا هاء. وفي الحديث: اسْتَسْلَفَ

رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، من رجل بَكْراً؛ البَكر، بالفتح: الفَتِيُّ

من الإِبل بمنزلة الغلام من الناس، والأُنثى بَكْرَةٌ، وقد يستعار للناس؛

ومنه حديث المتعة: كأَنها بَكْرَةٌ عَيْطاء أَي شابة طويلة العنق في

اعتدال. وفي حديث طهفة: وسقط الأُملوج من البكارة؛ البِكارة، بالكسر: جمع

البَكْرِ، بالفتح؛ يريد أَن السِّمَنَ الذي قد علا بِكَارَةَ الإِبل بما

رعت من هذا الشجر قد سقط عنها فسماه باسم المرعى إِذ كان سبباً به؛ وروى

بيت عمرو بن كلثوم:

ذِراعَيْ عَيْطَلٍ أَدْماءَ بَكْرٍ،

غذاها الخَفْضُ لم تَحْمِلْ جَنِينَا

قال ابن سيده: وأَصح الروايتين بِكر، بالكسر، والجمع القليل من كل ذلك

أَبْكارٌ؛ قال الجوهري: وجمع البَكْرِ بِكارٌ مثل فَرْخٍ وفِرَاخٍ،

وبِكارَةٌ أَيضاً مثل فَحْلٍ وفِحالَةٍ؛ وقال سيبويه في قول الراجز:

قليِّصات وأُبيكرينا

جمعُ الأَبْكُرِ كما تجمع الجُزُرَ والطُّرُقَ، فتقول: طُرُقاتٌ

وجُزُراتٌ، ولكنه أَدخل الياء والنون كما أَدخلهما في الدهيدهين، والجمع الكثير

بُكْرانٌ وبِكارٌ وبَكارَةٌ، والأُنثى بَكْرَةٌ والجمع بِكارٌ، بغير هاء،

كعَيْلَةٍ وعِيالٍ. وقال ابن الأَعرابي: البَكارَةُ للذكور خاصة،

والبَكارُ، بغير هاء للإناث. وبَكْرَةُ البئر: ما يستقى عليها، وجمعها بَكَرٌ

بالتحريك، وهو من شواذ الجمع لأَن فَعْلَةً لا تجمع على فَعَلٍ إِلاَّ

أَحرفاً مثل حَلْقَةٍ وحَلَقٍ وحَمْأَةٍ وحَمَإِ وبَكْرَةٍ وبَكَرٍ وبَكَرات

أَيضاً؛ قال الراجز:

والبَكَرَاتُ شَرُّهُنَّ الصَّائِمَهْ

يعني التي لا تدور. ابن سيده: والبَكْرَةُ والبَكَرَةُ لغتان للتي يستقى

عليها وهي خشبة مستديرة في وسطها مَحْزُّ للحبل وفي جوفها مِحْوَرٌ تدور

عليه؛ وقيل: هي المَحَالَةُ السَّريعة. والبَكَراتُ أَيضاً: الحَلَقُ

التي في حِلْيَةِ السَّيْفِ شبيهة بِفَتَخِ النساء. وجاؤوا على بَكْرَةِ

أَبيهم إِذا جاؤوا جميعاً على آخرهم؛ وقال الأَصمعي: جاؤوا على طريقة

واحدة؛ وقال أَبو عمرو: جاؤوا بأَجمعهم؛ وفي الحديث: جاءت هوازنُ على بَكْرَةِ

أَبيها؛ هذه كلمة للعرب يريدون بها الكثرة وتوفير العدد وأَنهم جاؤوا

جميعاً لم يتخلف منهم أَحد. وقال أَبو عبيدة: معناه جاؤوا بعضهم في إِثر

بعض وليس هناك بَكْرَةٌ في الحقيقة، وهي التي يستقى عليها الماء العذب،

فاستعيرت في هذا الموضع وإِنما هي مثل. قال ابن بري: قال ابن جني: عندي أَن

قولهم جاؤوا على بكرة أَبيهم بمعنى جاؤوا بأَجمعهم، هو من قولهم بَكَرْتُ

في كذا أَي تقدّمت فيه، ومعناه جاؤوا على أَوليتهم أَي لم يبق منهم أَحد

بل جاؤوا من أَولهم إِلى آخرهم.

وضربة بِكْرٌ، بالكسر، أَي قاطعة لا تُثْنَى. وفي الحديث: كانت ضربات

عليّ، عليه السلام، أَبْكاراً إِذا اعْتَلَى قَدَّ وإِذا اعْتَرَضَ قَطَّ؛

وفي رواية: كانت ضربات عليّ، عليه السلام، مبتكرات لا عُوناً أَي أَن

ضربته كانت بِكراً يقتل بواحدة منها لا يحتاج أَن يعيد الضربة ثانياً؛

والعُون: جمع عَوانٍ هي في الأَصل الكهلة من النساء ويريد بها ههنا

المثناة.وبَكْرٌ: اسم، وحكي سيبويه في جمعه أَبْكُرٌ وبُكُورٌ. وبُكَيْرٌ

وبَكَّارٌ ومُبَكِّر: أَسماء. وبَنُو بَكْرٍ: حَيٌّ منهم؛ وقوله:

إِنَّ الذِّئَابَ قَدِ اخْضَرَّتْ بَراثِنُها،

والناسُ كُلُّهُمُ بَكْرٌ إِذا شَبِعُوا

أَراد إِذا شبعوا تعادوا وتغاوروا لأَن بكراً كذا فعلها. التهذيب: وبنو

بكر في العرب قبيلتان: إِحداهما بنو بكر بن عبد مناف بن كنانة، والأُخرى

بكر بن واثل بن قاسط، وإِذا نسب إِليهما قالوا بَكْرِيُّ. وأَما بنو بكر

بن كلاب فالنسبة إِليهم بَكْرْاوِيُّونَ. قال الجوهري: وإِذا نسبت إِلى

أَبي بكر قلت بَكْرِيٌّ، تحذف منه الاسم الأَول، وكذلك في كل كنية.

بكر
: (البُكْرَةُ، بالضَّمِّ: الغُدْوَةُ) ، قَالَ سِيَبْوَيْهِ: مِن الْعَرَب مَن يَقُول: أَتَيْتُكَ بُكْرَةً، نَكِرَةً مُنَوَّناً، وَهُوَ يُرِيدُ فِي يومِه أَو غَدِه. وَفِي التَّهْذِيب: البُكْرَةُ من الغَدِ، ويُجمع بُكَراً وأَبكاراً، وقولُه تَعَالَى: {وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ} (الْقَمَر: 38) بُكْرَةٌ وغُدْوَةٌ إِذا كَانَتَا نَكِرَتَيْن نُوِّنَتَا وصُرِفَتَا، وإِذا أَرادُوا بهَا بُكْرَةَ يَومِكَ وغَداةَ يَومِكَ لم تَصْرِفْهُما، فبُكْرَةٌ هُنَا نَكِرَةٌ، (كالبَكَرَةِ، مُحَرَّكَةً) .
وَفِي الصّحاح: سِيرَ على فَرَسِكَ بُكْرَةً وبَكَراً، كَمَا تَقول: سَحَراً، والبكَرُ، البُكْرَةُ.
(وَاسْمهَا الإِبكارُ) ، كالإِصْباحِ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: هاذا قولُ أَهلِ اللغةِ، وعندِي أَنه مَصْدَرُ أَبْكَرَ.
وَفِي التَّهْذِيب: والبُكُور والتَّبْكِيرُ: الخُرُوج فِي ذالك الوقتِ. الإِبكارُ: الدُّخُول فِي ذالك الوقتِ.
(و) البَكْرَةُ (بالفَتْحٍ) : اسمٌ للّتي يُسْتَقَى عَلَيْهَا، وَهِي (خَشَبَةٌ مُسْتَدِيرةٌ فِي وَسَطِها مَحَزٌّ) للحَبْل، وَفِي جَوْفِها مِحْوَرٌ تَدُورُ عَلَيْهِ، (يُسْتَقَى عَلَيْهَا، أَو) هِيَ (المَحَالَةُ السَّرِيعَةُ، ويُحَرَّكُ) ، وهاذه عَن الصّغانيّ، وهاكذا لِابْنِ سِيدَه فِي المُحكَم، وَهُوَ تابعٌ لَهُ فِي أَكثَرِ السِّيَاقِ، فاعتراضُ شيخِنا عَلَيْهِ هُنَا فِي غير مَحَلِّه.
(ج بَكَرٌ) ، بالتَّحْرِيك، وَهُوَ من شواذّ الجَمْع؛ لأَن فَعْلَةً لَا تُجمَعُ على فَعَلٍ إِلا أَحْرُفاً، مثل: حَلْقَةٍ وحَلَقٍ، وحَمْأَةٍ وحَمَإٍ، وبْرَةٍ وبَكَرٍ، كَمَا فِي الصّحاح، أَو هُوَ اسمُ جِنْسٍ جَمْعِيّ، كشَجَرةٍ وشَجَرٍ، قَالَه شيخُنَا، (وَبكَرَاتٌ) أَيضاً، قَالَ الراجز:
والبَكَراتُ شَرّهُنَّ الصّائِمَهْ
يَعْنِي الَّتِي لَا تَدُور.
(و) البكْرَةُ: (الجَمَاعَةُ) .
(والفَتِيَّةُ من الإِبلِ) .
قَالَ الجوهريُّ: و (ج) البكْرِ (بِكارٌ) كفَرْخٍ وفِرَاخٍ.
(وبَكَرَ عَلَيْهِ وإِليه وَفِيه) يَبْكُرُ (بُكُوراً) ، بالضَّمِّ، (وَبَكَّرَ) تَبْكِيراً، (وابْتَكَرَ، وأَبْكَرَ) إِبكاراً (وباكِرَه: أَتاهُ بُكْرَةً) ، كلُّه بِمَعْنى، أَي باكِراً، فإِن أَردتَ بِهِ بُكْرَةَ يومٍ بعَيْنهِ قلتَ أَتيتُه بُكْرَةَ، غيرَ مصروفٍ، وَهِي من الظرُوف الَّتِي لَا تَتَمَكَّنُ.
(وكلُّ مَن بادَرَ إِلى شَيْءٍ فقد أَبْكَرَ إِليه) وَعَلِيهِ، وبَكَّرَ (فِي أَيِّ وقتٍ) كَانَ بُكْرَةً أَو عَشِيَّةً، يُقَال: بَكِّروا بصلاةِ المَغْرِب، أَي صَلُّوهَا عِنْد سُقُوطِ القُرْصِ.
(و) رَجُلٌ (بَكُرٌ) فِي حَاجته، كنَدُسٍ، (وبَكِرٌ) ، كحَذِرٍ، وبَكِيرٌ، كأَمِيرٍ: (قَوِيٌّ على البُكُورِ) وبَكِرٌ وبَكِيرٌ كِلَاهُمَا على النَّسَب؛ إِذْ لَا فِعْلَ لَهُ ثُلاثِيًّا بَسِيطاً.
(و) فِي المُحكَم: و (بَكَّرَه على أَصحابِه تَبْكِيراً، وأَبْكَرَه) عَلَيْهِم: (جَعَلَهُ يُبَكِّرُ عَلَيْهِم) . وأَبْكَرَ الوِرْدَ والغَداءَ: عاجَلَهما، وَقَالَ أَبو زَيْد: أَبْكَرتُ على الوِرْدِ إِبكاراً، وكدالك أَبْكَرتُ الغَداءَ.
وَقَالَ غيرُه: يُقَال: بكَرْتُ الشَّيْءَ، إِذا بَكَّرْتَ لَهُ، قَالَ لَبِيد:
باكَرْتُ حَاجَتَها الدَّجاجَ بِــسُحْرَــةٍ
مَعْنَاهُ بدَرْتُ صَقِيعَ الدِّيكِ سَحَراً إِلى حاجَتِي.
وَيُقَال: أَتيتُه باكِراً، فمَن جَعَلَ البَاكِرَ نَعْتاً قَالَ للأُنْثَى: باكِرَة، وَلَا يُقَال بكُرَ وَلَا بَكِرَ، إِذا بَكَّرَ.
(وبَكَّرَ) تَبْكِيراً، (وأبْكَرَ، وَتبَكَّر: تَقَدَّمَ) ، وَهُوَ مَجازٌ.
وَفِي حَدِيث الجُمعَةِ: (مَنْ بَكَّرَ يومَ الجُمعَةِ وابْتَكَرَ فَلهُ كَذَا وَكَذَا) ؛ قَالُوا: بَكَّرَ: أَسْرَعَ وخَرَجَ إِلى الْمَسْجِد باكِراً، وأَتى الصّلاةَ فِي أَوّلِ وَقْتِهَا، وَهُوَ مَجازٌ. وَقَالَ أَبو سَعِيد: مَعْنَاهُ مَن بَكَّر إِلى الجُمعَةِ قبلَ الأَذانِ وإِن لم يَأْتِهَا باكِراً فقد بَكَّرَ: وأَمّا ابتكارُهَا فَهُوَ أَنْ يُدْرِكَ أَوَّلَ وَقتِهَا، وَقيل: معنى اللَّفْظَيْنِ واحدٌ، مثل فَعَلَ وافْتَعَل، وإِنما كُرِّر للمبالغَةِ والتَّوكيدِ، كَمَا قَالُوا: جادٌّ مُجِدٌّ.
(و) بَكِرَ إِلى الشَّيْءِ (كفَرِحَ: عَجِلَ) .
قَالَه ابنُ سِيده (و) . من الْمجَاز: غَيْثٌ باكِرٌ وباكُورٌ، (البَاكُورُ) والبَاكِرُ مِن (المَطَرِ) : مَا جاءَ (فِي أَوّلِ الوَسْمِيِّ، كالمُبْكِرِ) ؛ مِن أَبْكَرَ، (والبَكُورِ) ، كصَبُورٍ، وَيُقَال أَيضاً: هُوَ السَّارِي فِي آخِرِ اللَّيْلِ وأَوّلِ النَّهَارِ، وأَنشَدَ:
جَرَّرَ السَّيْلُ بهَا عُثْنُونَه
وتَهادَتْهَا مَدالِيجُ بُكُرْ
وَفِي الأَساس: سحابَةٌ مِدلاجٌ بَكُورٌ.
(و) البَاكُورُ: (المُعَجَّلُ) المَجِيءِ و (الإِدراكِ من كلِّ شيْءٍ، وبهاءٍ الأُنْثَى) ، أَي الباكُورة. (و) باكُورَة (الثَّمَرةِ) مِنْهُ، وَمن الْمجَاز: بتَكَرَ الفاكهةَ: أَكَلَ باكُورَتَهَا، وَهِي أَوّلُ مَا يُدْرِكُ مِنْهَا. وَكَذَا ابتَكَرَ الرجلُ: أكَلَ بكُورَةَ الفَاكِهَةِ.
(و) من الْمجَاز: البَاكُورَةُ: (النَّخْلُ الَّتِي تُدْرِكُ أَوَّلاً، كالبَكِيرَةِ والمِبْكارِ والبَكُورِ) ، كصَبُورٍ.
(جَمْعُه) أَي البَكُورِ (بُكُرٌ) ، بضَمَّتَيْن، قَالَ المُتَنَخِّل الهُذَلِيُّ:
ذالكَ مادِينُك إِذْ جُنِّبَتْ
أَحْمالُها كالبُكُرِ المُبْتِلِ
قَالَ ابْن سِيدَه: وَصَفَ الجَمْعَ بالواحدِ، كأَنَّه أَراد المُبْتِلَةَ فَحَذَف؛ لأَن البناءَ قد انْتهى، ويجوزُ أَن يكونَ المُبْتهلُ جَمْعَ مُبْتِلةٍ، وإِنْ قَلَّ نَظِيرُه، وَلَا يَجُوزُ أَن يَعْنِيَ بالبُكُر هُنَا الوحدةَ؛ لأَنه إنّمَا نَعَتَ حُدُوجاً كَثِيرَة، فشَبَّهَها بنَخِيلٍ كثيرةٍ. وَقَول الشَّاعِر:
إِذا وَلَدَتْ قَرَائِبُ أُمِّ نَبْل
فذاكَ اللُّؤْمُ واللَّقَحُ البَكُورُ
أَي إِنّمَا عَجِلَتْ بجَمْعِ اللُّؤْمِ، كَمَا تَعْجَلُ النَّخْلةُ والسحابةُ.
وَفِي الأَساس: وَمن المَجَاز: نَخْلَةٌ باكِرٌ وبَكُورٌ: تُبكِّرُ بحَمْلِها.
(وأَرْضٌ مِبْكَارٌ: سَرِيعَةُ الإِنْبَاتِ) .
وسَحَابَةٌ مِبْكَارٌ: مِدْلاجٌ مِن آخِرِ اللَّيْلِ.
(والبِكْرُ، بِالْكَسْرِ: العَذْرَاءُ) ، وَهِي الَّتِي لم تُفْتَضَّ. وَمن الرِّجال: الَّذِي لم يَقْرَبِ امرأَةً بَعْدُ. (ج أَبكارٌ، والمصدرُ البَكَارَةُ: بِالْفَتْح) .
(و) البِكْرُ: (المرأَةُ، والنّاقَةُ، إِذا وَلَدَتَا بَطْناً وَاحِدًا) ، والذَّكَرُ والأُنْثَى فيهمَا سَواءٌ، وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: والعَربُ تُسَمِّي الَّتِي وَلَدَتْ بَطْاً وَاحِدًا بِكْراً: بوَلَدِهَا الَّذِي تَبْتَكِرُ بِهِ، وَيُقَال لَهَا أَيضاً: بِكْرٌ مَا لم تَلد، ونحوُ ذالك، قَالَ الأَصمعيُّ: إِذا كَانَ أَوّلُ وَلَدٍ وَلَدَتْه الناقَةُ فَهِيَ بِكْرٌ، والجمعُ أَبكارٌ وبِكَارٌ. قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ الهُذَلِيُّ:
وإِنَّ حَدِيثاً منكِ لَو تَبْذُلِينَه
جَنَى النَّحْلِ فِي أَلْبانه عُوذٍ مَطَافِلِ
مَطافِيلَ أَبْكَارٍ حَدِيثٍ نِتاجُها
تُشابُ بماءٍ مثلِ ماءِ المَفَاصِلِ
(و) البِكْرُ: (أَوْلُ كلِّ شيْءٍ) .
(و) البِكْرُ: (كُلُّ فَعْلَةٍ لم يتَقَدَّمْها مِثلُها.
(و) لبِكْرُ: (بَقَرَةٌ لم تَحْمِلْ، أَو) هِيَ (الفَتِيَّةُ) ، وَكِلَاهُمَا واحدٌ، فَلَو قَالَ: فَتِيَّةٌ لم تَحْمِلْ، لَكَانَ أَوْلَى، كَمَا فِي غَيره من الأُصول، وَفِي التَّنْزِيل: {لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ} (الْبَقَرَة: 68) أَي لَيست بكَبِيرَةٍ وَلَا صَغِيرَةٍ.
(و) من المَجاز: البِكْرُ: (السَّحَابَةُ الغَزِيرَةُ) ، شُبِّهَتْ بالبِكْر مِن النِّساءِ. قلت: قَالَ ثَعلبٌ: لأَنْ دَمَها أَكثرُ من دَمِا لثِّيِّب، ورُبَّما قيل: سَحابٌ بِكْرٌ، أَنشد ثَعْلَب:
وَلَقَد نَظَرْتُ إِلى أَغَر مُشَهَّرٍ
بِكْرٍ تَوَسَّنَ فِي الخَمِيلَةِ عُونَا
(و) البِكْرُ: (أَوَّلُ وَلَدِ الأَبَويْنِ) غُلاماً كَانَ أَو جارِيَةً، وهاذا بِكْرُ أَبَوَيْه، أَي أَوْلُ وَلدٍ يُولَدُ لَهما، وكذالك الجاريةُ بِغَيْر هاءٍ، وجمعُهما جَمِيعًا أَبْكارٌ، وَفِي الحَدِيث: (لَا تُعَلِّموا أَبكارَ أَولادِكم كُتُبَ النَّصارَى؛ (يَعْنِي أَحداثَكُم. وَقد يكون البِكْرُ من الأَولاد فِي غيرِ النّاس، كقولِهِم: بِكْرُ الحَيَّةِ.
وَمن المَجاز قولُهم: أَشَدُّ الناسِ بِكْرٌ ابنُ بِكْرَيْنِ، وَفِي المُحكَم: بِكْرُ بِكْرَيْنِ، قَالَ:
يَا بكْرَ بِكْرَيْنِ وَيَا خِلْبَ الكَبِدْ
أَصْبحْتَ منِّي كذِرَاعٍ مِن عَضُدْ.
(و) مِن المَجَاز: البِكْرُ: (الكَرْمُ) الَّذِي (حَمَلَ أَوَّلَ مَرَّةٍ) ، جمعُه أَبكارٌ، قَالَ الفرزدقُ:
إِذا هُنَّ ساقَطْنَ الحَدِيثَ كأَنَّه
جَنَى النَّلِ أَو أَبْكارُ كَرْمٍ تُقَطَّفُ.
(و) مِنَ المَجَازِ: (الضَّرْبَةُ. البِكْرُ) : هِيَ (القاطِعَةُ القاتِلَةُ) ، وَفِي بعض النُّسَخِ: الفاتِكَة، وضَرْبَةٌ بِكْرٌ: لَا تُثَنَّى، وَفِي الحَدِيث: (كَانَت ضَرَباتُ عليَ كرَّمَ اللهُ وجهَه أَبكاراً، إِذا اعتلَى قَدّ، وإِذا اعترضَ قَطّ) ، وَفِي رِوَايَة: (كانَت ضَرَباتُ عليَ مُبْتَكَرَاتٍ لَا عوناً) ، أَي أَنْ ضَرْبَتَه كَانَت بِكْراً تَقْتُل بواحِدَةٍ مِنْهَا، لَا يحْتَاج أَن يُعِيدَ الضَّرْبَةَ ثَانِيًا، وَالْمرَاد بالعُون المُثنّاة.
(و) البُكْرُ (بالضَّمّ، و) البَكْرُ (بِالْفَتْح: وَلَدُ النّاقَةِ) ، فَلم يُحَدَّ وَلَا وُقِّت، (أَو الفَتِيُّ مِنْهَا) ؛ فمَنْزِلَتُه من الإِبل منزلةُ الفَتِيِّ من النَّاس، والبكْرَةُ بمنزلةِ الفَتَاةِ والقَلُوصُ بمنزلةِ الجارِيَةِ، البَعِيرُ بِمَنْزِلَة الإِنسانِ، والجَمَلُ بمنزلةِ الرجلِ، والناقةُ بمنزلةِ المرأَةِ، (أَو الثَّنِيُّ) مِنْهَا (إِلى أَن يُجْذِعَ، أَو ابنُ المَخَاضِ إِلى أَن يُثْنِيَ، أَو) هُوَ (ابنُ اللَّبُونِ) والحِقُّ والجذَعُ، فإِذا أَثْنَى فَهُوَ جَمَلٌ، وَهُوَ بَعِيرٌ حَتَّى يَبْزُلَ، وَلَيْسَ بعدَ البازِل سِنٌّ يُسَمَّى، وَلَا قَبلَ الثَّنِيِّ سِنٌّ يُسَمَّى. قَالَ الأَزهريُّ: هاذا قولُ ابنِ الأَعْرَابِيِّ وَهُوَ صحِيحٌ، وَعَلِيهِ شاهدتُ كلامَ العربِ. (أَو) هُوَ (الَّذِي لم يبْزُلْ) ، والأُنْثَى بكْرَةٌ، فإِذا بَزَلَا فجَمَلٌ وناقةٌ، وَقيل فِي الأُنثَى أَيضاً: بِكْرٌ، بِلَا هاءٍ.
وَقد يُستعارُ للناسِ، وَمِنْه حديثُ المُتْعَةِ: (كأَنها بَكْرَةٌ عَيْطَاءُ) ، أَي شابَّةٌ طَوِيلَةُ العُنُقِ فِي اعتدالٍ.
قَالَ شيخُنَا: والضَّمُّ الَّذِي ذَكَرَه فِي البِكْر بالمعانِي السَّابِقَة، لَا يكادُ يُعرَفُ فِي شيْءٍ من دَواوِين اللغةِ، وَلَا نقلَه أَحدٌ مِن شُرّاح الفَصِيح، على كَثْرَة مَا فِيهَا من الغَرَائب، وَلَا عَرَّجَ عَلَيْهِ ابنُ سِيدَه، وَلَا القَزّازُ، مَعَ كَثْرَة اطِّلاعِهما، وإِيرادِهما لشواذِّ الكلامِ، فَلَا يُعْتَدُّ بِهَذَا الضَّمِّ.
قلتُ؛ وَقد نُقِلَ الكسرُ عَن ابْن سِيدَه فِي بَيْتِ عَمْرِو بنِ كُلْثُوم، فيكونُ بالتَّثْلِيثِ كَمَا سيَأْتِي قَرِيبا.
(ج) فِي القِلَّة (أَبْكُرٌ) ، قَالَ الجوهريُّ: وَقد صَغَّرَه الراجزُ، وجَمَعَه بالياءِ والنُّونِ فَقَالَ:
قد شَرِبَتْ إِلَّا الدُّهَيْدِ هِينَا
قُلَيِّصاتٍ وأُبَيْكِرِينَا
وَقَالَ سِيبوَيْهِ: هُوَ جمعُ الأَبكُرِ كَمَا تَجمَع الجُمُرَ والطُّرُقَ، فَتَقول: طُرُقَاتٌ وجُزُراتٌ، ولكنَّه أَدْخَلَ الياءَ والنُّونَ، كَمَا أَدخلَها فِي (الدُّهَيْدهِين) .
(و) الجَمْعُ الكثيرُ (بُكْرانٌ) بالضَّمِّ، وبِكارٌ بِالْكَسْرِ، مثل فَرْخ وفِراخ، قالَه الجوهَرِيُّ. (وَبِكَارَةٌ، بالفتحِ والكسرِ) ، مثلُ فَحْلٍ وفِحَالَةٍ، كَذَا فِي الصّحَاح، والأُنْثَى بكْرَةٌ، والجمعُ بِكَارٌ، بِغَيْر هاءٍ، كعَيْلَةٍ وعِيَالٍ، وَقَالَ ابْن الأَعرابيِّ: البِكَارَةُ للذُّكُور خاصّةً، والبِكارُ بِغَيْر هاءٍ للإِناثِ.
وَفِي حَدِيث طَهْفةَ: (وسَقَطَ الأُمْلُوجُ من البِكَارة) ، وَهِي بِالْكَسْرِ جَمْعُ البَكْرِ بِالْفَتْح؛ يُرِيدُ أَن السِّمَن الَّذِي قد عَلَا بِكَارَةَ الإِبلِ بِمَا رَعَتْ من هاذا الشَّجَرِ قد سَقَطَ عَنْهَا، فسَمَّاه باسمِ المَرْعَى؛ إِذْ كَانَ سَبَباً لَهُ، وَقَالَ ابنَ سِيدَه فِي بَيت عَمْرِو بنِ كُلْثُومٍ:
ذِرَاعَيْ عَيْطَلٍ أَدْمَاءَ بَكْرٍ
غَذَاهَا الخَفْضُ لم تَحْمِلْ جَنِينَا
أَصحُّ الرِّوايتَيْن (بِكْر) بِالْكَسْرِ، والجمعُ القَلِيلُ من ذالك أَبكارٌ. قلتُ: فإِذاً هُوَ مُثَلَّثٌ. (و) مِنَ المَجَازِ: (البَكَرَاتُ) مُحَرَّكَةً: (الحَلَقُ) الَّتِي (فِي حِلْيَة السَّيْفِ) ، شبيهةٌ بفَتَخِ النِّسَاءِ.
(و) البَكَراتُ: (جِبالٌ شُمَّخٌ عِنْد ماءٍ لِبَنِي ذُؤَيْب) ، كَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوَابُ لبني ذُؤَيْبَةَ. كَمَا هُوَ نَصُّ الصَّغانيِّ، وهم من الضِّباب، (يُقال لَهُ: البَكْرَةُ) بِفَتْح فَسُكُون.
(و) البَكَرَاتُ: (قارَاتٌ سُودٌ بِرَحْرَحانَ، أَو بطريقِ مَكَّةَ) شَرَّفَها اللهُ تعالَى، قَالَ امْرُؤُ القَيْس:
غَشِيتُ دِيَارَ الحَيِّ بالبَكَرَاتِ
فعارِمَةٍ فبُرْقةِ العِيَرَاتِ
(وَالبَكْرَتانِ: هَضْبتَانِ) حَمْرَاوانِ (لِبَنِي جَعْفَر) بنِ الأَضْبَطِ، (وَفِيهِمَا ماءٌ يُقال لَهُ: البَكْرَةُ أَيضاً) ، نقلَه الصّغانيّ.
(و) بَكّار (ككَتْانٍ: ة قُرْبَ شِيرازَ) ، مِنْهَا: أَبو العَبّاسِ عبدُ اللهِ بنُ محمّدِ بن سليمانَ الشِّيرَازِيّ، حَدَّثَ عَن إِبراهيمَ بنِ صالحٍ الشِّيرَازِيِّ وغيرِه، وتُوُفِّيَ سنةَ 348 هـ.
(و) بَكّارٌ: (اسْم) جماعةٍ من المحدِّثين، مِنْهُم:
القاضِي أَبو بكرٍ بَكّارُ بنُ قُتَيْبَةَ بن أَسَدٍ البَصْرِيّ الحَنَفِيّ، قَاضِي مصرَ.
وبَكَّارٌ: جَدّ أَبي القاسمِ الحُسَيْن بن محمّدِ بن الحُسَيْن الشَّاهِد. وغيرُهم.
(و) بُكُرٌ، (كعُنُقٍ: حِصْنٌ باليَمَنِ) نقلَه الصغانيّ.
(و) بُكَيْرٌ، (كزُبَيْرٍ: إسمُ) جمَاعَة من المحدِّثين، كبُكَيْرِ بنِ عبد الله بنِ الأَشَجِّ المَدَنِيِّ، وبُكَيْرِ بنُ عَطَاءٍ الليْثِيّ.
وَمن الْقَبَائِل: بُكَيْرُ بنُ يالِيلَ بن ناشِبٍ، من كِنَانَةَ، مِنْهُم من الرُّواة: محمّدُ بنُ إِياسِ بنِ البُكَيْرِ، تابِعِيٌّ. وغيرُهُم.
(وأَبو بَكْرَةَ نُفَيْعُ بنُ الحارثِ) بن كَلَدَةَ بنِ عمرِو بنِ عِلَاجٍ الثَّقَفِيّ، (أَو) هُوَ نُفَيْعُ بنُ (مَسْرُوحٍ) ، والحارثُ بنُ كَلَدَةَ مَوْلَاهُ، (الصَّحابِيّ) المشهورُ بالبَصْرَةِ، (تَدَلَّى يومَ الطّائِف من الحِصْنِ بَبكْرَةٍ فكَناه) النَّبيُّ (صلّى الله عليْه وسلّم أَبا بَكْرَةَ) لذالك، ومِن وَلَده أَبو الأَشْهَبِ هَوْذَةُ بنُ خَلِيفَةَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عَبده الرَّحمانِ بنِ أَبي بَحرَةَ. ثَقَفِيٌّ، سَكَنَ بغدَادَ، كَتَبَ عَنهُ أَبُو حاتمٍ.
(والنِّسْبَةُ إِلى أَبِي بَكْرٍ) الصِّدِّيقِ، (وإِلى بَنِي بَكْرِ بنِ عَبْده مَنَاةَ) بنِ كِنَانَةَ بنِ خُزَيْمَةَ، وإِلى بَكْرِ بنِ عَوْفِ بنِ النَّخَعِ، (وإِلى بَحرِ بنِ وائِل) بنِ قاسِط بنِ هِنْبٍ: (بَكْرِيٌّ) .
فمِنَ الأَول: القَاضِي أَبو محمّدٍ عبدُ اللهِ بنُ أَحمدَ بنِ أَفْلَحَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ محمّدِ بنِ عبد اللهِ بنِ عبدِ الرَّحمانِ بنِ أَبي بكرٍ الصِّدِّيقِ، حَدَّث عَن هِلالِ بن العَلاءِ الرَّقِّيّ.
ومِنَ بَكْرِ النَّخَغِ: جُهَيشُ بنُ يَزِيدَ بنِ مالكٍ البَكْرِيّ، وَفَدَ على النّبيِّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم. وعَلْقَمةُ بنُ قيسٍ صاحبُ عليَ وابنِ مَسْعُودٍ.
ومِن بَكْرِ عبدِ مَناةَ: عامرُ بنُ واثِلةَ اللَّيْثِيّ، وغيرُه.
وَمن بَكْرِ بنِوائلٍ: حَسانُ بنُ خَوْطه بن شُعْبَةَ البَكْرِيّ، صَحابِيٌّ، شَهِدَ مَعَ عليَ الجَمَلَ، وَمَعَهُ إبناه الحارثُ وبِشْرٌ.
(و) النِّسْبَةُ (إِلى بَنِي أَبي بَكْرِ بنِ كِلَاب) بنِ رَبِيعَةَ بنِ عامرِ بنِ صَعْصَعَةَ، واسمُه عُبَيْدٌ، ولَقَبُه البَزْريّ. وَكَذَا إِلى بَكْرِ آباذَ، مَحَلةٍ بجُرْجانَ: (بَكْرَاوِيٌّ) .
فَمن الأَول: مُطِيعُ بنُ عامرِ بن عَوْفٍ الصَّحَابِيّ، وأَخُوه ذُو اللِّحْيَةِ شُرَيْحٌ، لِصُحْبَةٌ أَيضاً، والمحَّلق عبدُ العُزَّى بنُ حَنْتَمِ بن شَدّادِ بن رَبِيعَةَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ أَبي بَكْره بن كِلابٍ.
وَمن بَكْرٍ آباذَ: أَبو سَعِيدِ بنِ محمّد البَكْراوِيّ، وأَبو الفَتْح سَهْلُ بنُ عليِّ بن أَحمدَ البَكْراوِيُّ، وأَبو جَعْفَرٍ كُمَيلُ بنُ جَعْفَرِ بنِ كُمَيْلٍ الفَقِيهُ الجُرْجانِيّ الحَنَفِيّ، وغيرُهم.
(وبَكْرٌ: ع ببلادِ طَيِّءٍ) ، وَهُوَ وادٍ عِنْد رَمَّانَ.
(والبَكْرَانُ: ع بناحيَةِ ضَرِيَّةَ) ، نقلَه الصَّغانيّ، (و) البَكْرانُ: (ة) .
(و) قولُهم: ((صَدَقَنِي سِنّ بَكْرِه)) ، من الأَمثال المشهورةِ، وبَسَطَه المَيْدَانِيُّ فِي مَجْمَع الأَمثالِ، وَهُوَ (بِرَفْعِ سِنَ ونَصْبِه، أَي خَبَّرَنِي بِمَا فِي نفْسِه، وَمَا انْطَوتْ عَلَيْهِ ضُلُوعُه؛ وأَصلُه أَن رجلا ساوَمَ فِي بَكْرٍ) بفتحٍ فسكونٍ، (فَقَالَ: مَا سِنّه؟ فَقَالَ: بازِلٌ، ثمَّ نَفَرَ البَكْرُ، فَقَالَ صاحبُه لَهُ: هِدَعْ هِدَعْ) . بكسرٍ ففتحٍ فسكونٍ فهيما، (وهاذه لفظةٌ يُسَكَّنُ بهَا الصِّغار) مِن وَلَدِ النّاقَةِ، (فَلَمَّا سَمِعَه المُشْتَرِي قَالَ: صَدَقَنِي سِنُّ بَكْرِه، ونَصْبُه على معنَى: عَرَّفَنِي) ، فَيكون السِّنُّ مَنْصُوبًا على أَنه مفعولٌ ثانٍ، (أَو إِرادَةِ خَبَرِ سِنّ، أَو فِي سِنّ، فحُذِفَ المُضَافُ أَو الجارُّ) على الوَجْهَيْن، (ورَفْعُه على أَنه جَعَلَ الصِّدْقَ للسِّنِّ تَوسُّعاً.
(و) من المَجاز: (بَكَّرَ تَبْكِيراً: أَتَى الصَّلاةَ لأَوَّلِ وَقْتِهَا) ، وَفِي الحَدِيث؛ (لَا يزالُ الناسُ بخيرٍ مَا بكَّرُوا بصلاةِ المَغْرِبِ) ؛ مَعْنَاهُ: مَا صَلَّوهَا فِي أَوْلِ وَقتِهَا، وَفِي حَدِيث آخَرَ: (بَكِّرُوا بالصَّلاةِ فِي يومِ الغَيْم؛ فإِنه مَنْ تَرَكَ العَصْرَ حَبِطَ عَملُه) ، أَي حافِظُوا عَلَيْهَا وقَدِّمُوهَا.
(و) من الْمجَاز: (ابْتَكَرَ) الرجلُ، إِذا (أَدْرَكَ أَوّلَ الخُطْبَةِ) . وعبارَةُ الأَساس: وابْتَكَرَ الخُطْبَةَ: سَمِعَ أَوّلَهَا؛ وَهُوَ مِن الباكُورة.
(و) من الْمجَاز: ابْتَكَرَ، إِذا (أَكَلَ باكُورَةَ الفاكهةِ) ، وأَصلُ الابتكارِ لاستيلاءُ على باكُورةِ الشَّيْءِ.
وأَوّلُ كلِّ شيْءٍ: بكُورَتُه.
(و) فِي نَوَادِرِ الأَعْرَابِ: ابُتَكَرَتِ (المرأَةُ: وَلَدَتْ ذَكَراً فِي الأَوّل) ، واثْتَنَت: جاءَت بوَلَدٍ ثِنْيٍ، واثْتَلَثَتْ وَلَدَهَا الثّالِثَ، وابْتَكَرْتُ أَنا واثْتَنَيْتُ واثْتَلَثْتُ.
وَقَالَ أَبو البيْداءِ: ابتَكَرَتِ الحامِلُ، إِذا وَلَدَتْ بِكْرَها، وأَثْنَتْ فِي الثَّانِي، وثَلَّثَتْ فِي الثّالث، ورَبَّعَتْ، وخَمَّسَتْ، وعَشَّرَتْ.
وَقَالَ بعضُهُم: أَسْبَعَتْ، وأَعْشَرَتْ، وأَثْمَنَتْ، فِي الثّامن، والعاشر، والسّابع.
(وأَبْكَرَ) فُلانٌ: (وَرَدَتْ إِبلُه بُكْرَةَ) النَّهَارِ.
(وبَكْرُونُ) كحَمْدُونَ: (إسمٌ) . وأَحمدُ بنُ بَكْرُونَ بنِ عبدِ اللهِ العَطَّارُ الدَّسْكَرِيُّ، سَمِعَ أَبا طاهِرٍ المخلصِ، تُوُفِّيَ سنة 434 هـ.
وممّا يُستدرّك عَلَيْهِ:
حَكَى اللِّحْيَانيُّ عَن الكِسَائِيِّ: جِيرانُكَ باكِرٌ، وأَنشدَ:
يَا عَمْرُو جِيرَانُكُمُ باكِرُ
فالقَلْبُ لَا لاهٍ وَلَا صابِرُ
قَالَ ابْنه سِيدَه: وأُراهم يَذْهَبُون فِي ذالك إِلى معنَى القَومِ والجمعِ، لأَن لفظَ الجمْعِ وَاحِد، إِلّا أَنَّ هاذا إِنّمَا يُستَعملُ إِذا كَانَ المَوْصُوفُ معرفَة، لَا يَقُولُونَ: جِيرَانٌ بكِرٌ. هاذا قولُ أَهلِ اللغةِ، قَالَ: وعندِي أَنه لَا يَمْتَنِعُ جِيرانٌ باكِرٌ، كَمَا لَا يمتنعُ جِيرَانُكُم باكِرٌ.
وَمن المَجَاز: عَسَلُ أَبكارٍ؛ أَي تُعَسِّلُه أَبكارُ النَّحْلِ، أَي أَفتاؤُها، وَيُقَال: بل أَبكارُ الجَوَارِي يَلِينَهُ وكَتَبَ الحَجّاجُ إِلى عاملٍ لَهُ: (ابْعَثْ إِليَّ بعَسَلِ خُلّارَ، من النَّحْل الأَبْكار مِن الدَّستَفْشارِ، الَّذِي لم تَمَسَّه النَّار) يُرِيد بالأَبار أَفراخَ النَّحْل؛ لأَنّ عَسَلَها أَطيبُ وأَصْفَى. وخُلّارُ: موضعٌ بفرِسَ، والدَّسْتَفْشارُ: فارسيَّةٌ مَعْنَاهُ مَا عَصَرتْه الأَيْدِي (وعَالَجتْه) وَقَالَ الأَعْشَى:
تَنَخَّلَها مِن بِكَارِ القِطَافِ
أُزَيْرِقُ آمِنُ إِكسادِهَا
بِكَارُ القِطَاف: جمعُ باكِرٍ، كَمَا يُقَال صاحِبٌ وصِحَابٌ، وَهُوَ أَوّلُ مَا يُدرِكُ.
وَمن المَجَاز: عَن الأَصمعيِّ: نارٌ بِكْرٌ: لم تُقْتَبْس مِن نارٍ.
وحاجةٌ بِكْرٌ: طُلِبَتْ حَدِيثاً، وَفِي الأَساس: وَهِي أَوّلُ حاجةٍ رُفِعَتْ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
وُقُوفاً لَدَى الأَبوابِ طُلّابَ حاجَةٍ
عَوانٍ مِن الحاجاتِ أَو حَاجَة بِكْرَا
وَمن المَجاز: يُقَال؛ مَا هاذا الأَمرُ منكَ بِكْراً وَلَا ثِنْياً، على معنَى: مَا هُوَ بأَوَّلٍ وَلَا ثانٍ.
والبِكْرُ: القَوْسُ، قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
وبِكْرٍ كُلَّما مُسَّتْ أَصاتَتْ
تَرَنُّمَ نَغْمِ ذِي الشِّرَعِ العَتِيقِ
أَي القَوْس أَوْلَ مَا يُرْمَى عَنْهَا؛ شَبَّه تَرَنّمَها بنَغَمِ ذِي الشِّرَعِ، وَهُوَ العُودُ الَّذِي عَلَيْهِ أَوتارٌ. والبِكْرُ: الدُّرَّةُ الَّتِي لم تثقب، قَالَ امْرُؤُ القَيْسِ:
كبِكْر مُقَانَاةُ لبَيَاضِ بصُفْرَةٍ
ذَكَرَه شُرّاحُ الدِّيوان كَمَا نقلَه شيخُنَا.
وَمن الأَمثال: (جاءُوا على بَكْرَةِ أَبِيهم) ، إِذا جاءُوا جَمِيعًا على آخِرِهم. وَقَالَ الأَصمعيُّ: جاءُوا على طريقةٍ واحدةٍ، وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: جاءُوا بأَجمعهم، وَفِي الحَدِيث: (جاءَتْ هوازِنُ على بَكْرَةِ أَبِيها) . هاذه كلمةُ العربِ، يُرِيدُونَ بهَا الكَثْرَةَ وتَوْفِيرَ العَدَدِ، وأَنَّهم جاءُوا جَمِيعًا لم يَتخلَّف مِنْهُم أَحدٌ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: مَعْنَاهُ جاءُوا بعضُهم فِي إِثْرِ بعضٍ، وَلَيْسَ هُنَاكَ بَكْرَةٌ حَقِيقَة، وَهِي الَّتِي يُستَقَى عَلَيْهَا الماءُ العَذْبُ، فاسْتُغِيرَتْ فِي هاذا الموضعِ، وإِنْمَا هِيَ مَثَلٌ. قَالَ ابْن بَرِّيَ: قَالَ ابْن جِنِّي: وعندِي أَنَّ قولَهم: جاءُوا على بَكْرَةِ أَبيهم، بمعنَى جاءُوا بأجمعِهم، هُوَ مِن قَوْلك: بَكَرْتُ فِي كَذَا، أَي تَقدَّمتُ فِيهِ، وَمَعْنَاهُ: جاءُوا على أَوَّلِيَّتِهم، أَي لم يَبْقَ مِنْهُم أَحدٌ، بل جاءُوا مِن أَوّلِهم إِلى آخِرهِم.
وبَكْرٌ: إسمٌ، وحَكَى سِيبَوَيْهِ فِي جَمْعِه أَبْكُرٌ وبُكُورٌ. وبُكَيْرٌ وبَكَّارٌ ومُبَكِّرٌ أَسماءٌ.
وأَبو بَكْرَةَ بكّارُ بنُ عبدِ العَزِيز بنِ أَبي بَكْرَةَ البَصْرِيُّ، وبَكْرُ بنُ خَلَفٍ، وبَكْرُ بنُ سَوَادَةَ، وبَكْرُ بن عَمْرٍ والمَعافريّ، وبَكْرُ بنُ عَمْرٍ و، وَبَكْرُ بنُ مُضَر: محدِّثون.
وأَحمدُ بنُ بكْرانَ بنِ شاذَانَ، وأَبو بكْرٍ أَحمدُ بنُ بكْرانَ الزّجَّاجُّ النّحويُّ، حَدَّثَا.
وأَبو العَبّاس أَحمدُ بنُ أَبي بَكِيرٍ، كأَمِير، سَمِعَ أَبا الوَقْتِ، وأَخوه تَمِيمٌ كَانَ معيداً ببغدادَ، وابنُه أَبو بكرٍ سَمعَ من ابنِ كُلَيْبٍ، وأَبو الخَير صُبَيح بن بكّر، بتَشْديد الْكَاف، البَصْرِيُّ، حَدَّث عَن أَبي القاسمِ العَسْكَرِيِّ وأَبي بَكْر بن الزّاغُونِيّ، كَانَ ثِقَةً، ذَكَرَه ابنُ نُقْطَةَ.
(بكر) مُبَالغَة فِي بكر
بكر
أصل الكلمة هي البُكْرَة التي هي أوّل النهار، فاشتق من لفظه لفظ الفعل، فقيل: بَكَرَ فلان بُكُورا: إذا خرج بُكْرَةً، والبَكُور: المبالغ في البكرة، وبَكَّر في حاجته وابْتَكَر وبَاكَرَ مُبَاكَرَةً.
وتصوّر منها معنى التعجيل لتقدمها على سائر أوقات النهار، فقيل لكلّ متعجل في أمر: بِكْر، قال الشاعر:
بكرت تلومك بعد وهن في النّدى بسل عليك ملامتي وعتابي
وسمّي أول الولد بكرا، وكذلك أبواه في ولادته [إيّاه تعظيما له، نحو: بيت الله، وقيل:
أشار إلى ثوابه وما أعدّ لصالحي عباده ممّا لا يلحقه الفناء، وهو المشار إليه بقوله تعالى: وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ] [العنكبوت/ 64] ، قال الشاعر:
يا بكر بكرين ويا خلب الكبد
فبكر في قوله تعالى: لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ
[البقرة/ 68] . هي التي لم تلد، وسمّيت التي لم تفتضّ بكرا اعتبارا بالثيّب، لتقدّمها عليها فيما يراد له النساء، وجمع البكر أبكار. قال تعالى:
إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً [الواقعة/ 35- 36] . والبَكَرَة: المحالة الصغيرة، لتصوّر السرعة فيها.

بصر

بصر: {بصائر}: جمع بصيرة: يقين، {فبصرت به}: رأته.
البصر: هو القوة المودعة في العصبتين المجوفتين اللتين تتلاقيان ثم تفترقان، فيتأديان إلى العين تدرك بها الأضواء والألوان والأشكال.
(بصر) أَتَى الْبَصْرَة والجرو وَنَحْوه فتح عَيْنَيْهِ أول مَا يرى وَالشَّيْء عرفه ووضحه وَفُلَانًا لأمر وَبِه تبصيرا وتبصرة علمه إِيَّاه ووضحه لَهُ

بصر


بَصِرَ(n. ac. بَصَر)
بَصُرَ(n. ac. بَصَاْرَة)
a. Saw, perceived; understood, comprehended
grasped.

بَصَّرَa. Informed, instructed; enlightened; initiated.
b. Stared.

أَبْصَرَ
a. [acc.
or
Bi]
see I
تَبَصَّرَ
a. [Fī], Considered, reflected about, thought over
meditated, mused about.
إِسْتَبْصَرَa. Observed, scrutinized.
b. see V
بَصْرَةa. Look, glance.

بَصَر
(pl.
أَبْصَاْر)
a. Sight, seeing, vision; sight, spectacle.
b. Insight, perspicacity, discernment
penetration.

مَبْصَرa. Proof.

بَاْصِرَة
(pl.
بَوَاْصِرُ)
a. Eye.

بَصَاْرَةa. see 4 (b)
بَصِيْر
(pl.
بُصَرَآءُ)
a. Seeing; sharp-sighted, penetrating, discerning
intelligent.

بَصِيْرَة
(pl.
بَصَاْئِرُ)
a. Look, sight; insight, perception, comprehension
intelligence; circumspection, cautiousness.
b. Proof.

N. Ag.
بَصَّرَa. Sorcerer, diviner; clair-voyant
thought-reader.
(ب ص ر) : (أَبُو بَصْرَةَ الْغِفَارِيُّ) فِي (ج م) (وَبُصْرَى) بِوَزْنِ بُشْرَى وَحُبْلَى مَوْضِعٌ (قَوْلُهُ) وَكُلُّ ذَاهِبِ بَصَرٍ مِنْهُمْ أَوْ مُقْعَدٍ يَعْنِي الْأَعْمَى وَيُرْوَى وَكُلُّ ذَاهِبٍ بَصَرُهُ مِنْهُمْ وَهُوَ صَحِيحٌ أَيْضًا وَأَمَّا ذَاهِبٍ بِصِرْمَتِهِمْ يَعْنِي رَاعِيَ الصِّرْمَةِ فَتَصْحِيفٌ وَأَبْصَرَ الشَّيْءَ رَآهُ (وَتَبَصَّرَهُ) طَلَبَ أَنْ يَرَاهُ يُقَالُ تُبُصِّرَ الْهِلَالُ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ إذَا كَانَتْ السَّمَاءُ مُصْحِيَةً أَيْ لَا غَيْمَ فِيهَا فَتَبَصَّرَهُ جَمَاعَةٌ فَلَمْ يَرَوْهُ (وقَوْله تَعَالَى) {بَلِ الإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} [القيامة: 14] أَيْ شَاهِدٌ عَلَى نَفْسِهِ وَالْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ أَوْ عَلَى مَعْنَى عَيْنٌ بَصِيرَةٌ.
ب ص ر: (الْبَصَرُ) حَاسَّةُ الرُّؤْيَةِ وَ (أَبْصَرَهُ) رَآهُ وَ (الْبَصِيرُ) ضِدُّ الضَّرِيرِ، وَ (بَصُرَ) بِهِ أَيْ عَلِمَ وَبَابُهُ ظَرُفَ وَبُصْرًا أَيْضًا فَهُوَ (بَصِيرٌ) . وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ} [طه: 96] . وَ (التَّبَصُّرُ) التَّأَمُّلُ وَالتَّعَرُّفُ. وَ (التَّبْصِيرُ) التَّعْرِيفُ وَالْإِيضَاحُ. وَ (الْمُبْصِرَةُ) الْمُضِيئَةُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً} [النمل: 13] قَالَ الْأَخْفَشُ: مَعْنَاهُ أَنَّهَا تُبَصِّرُهُمْ أَيْ تَجْعَلُهُمْ (بُصَرَاءَ) . وَ (الْمَبْصَرَةُ) بِوَزْنِ الْمَتْرَبَةِ الْحُجَّةُ وَ (الْبَصْرَةُ) حِجَارَةٌ رِخْوَةٌ إِلَى الْبَيَاضِ مَا هِيَ وَبِهَا سُمِّيَتِ ((الْبَصْرَةُ)) وَ ((الْبَصْرَتَانِ)) الْبَصْرَةُ وَالْكُوفَةُ وَ (بَصَّرَ تَبْصِيرًا) صَارَ إِلَى ((الْبَصْرَةِ)) . وَ (الْبَصِيرَةُ) الْحُجَّةُ وَ (الِاسْتِبْصَارُ) فِي الشَّيْءِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} [القيامة: 14] قَالَ الْأَخْفَشُ: جَعَلَهُ هُوَ (الْبَصِيرَةَ) كَمَا تَقُولُ لِلرَّجُلِ: أَنْتَ حُجَّةٌ عَلَى نَفْسِكَ. وَ (الْبِنْصِرُ) الْإِصْبَعُ الَّتِي تَلِي الْخِنْصَرَ، وَالْجَمْعُ (الْبَنَاصِرُ) . وَ (الْبُصْرُ) بِوَزْنِ الْبُسْرِ جَانِبُ كُلِّ شَيْءٍ وَحَرْفُهُ، وَفِي الْحَدِيثِ «بُصْرُ كُلِّ سَمَاءٍ مَسِيرَةُ كَذَا» يُرِيدُ غِلَظَهَا. وَ (بُصْرَى) مَوْضِعٌ بِالشَّأْمِ تُنْسَبُ إِلَيْهَا السُّيُوفُ، قَالَ الشَّاعِرُ:

صَفَائِحُ بُصْرَى أَخْلَصَتْهَا قُيُونُهَا 
ب ص ر : الْبَصْرَةُ وِزَانُ تَمْرَةٍ الْحِجَارَةُ الرِّخْوَةُ وَقَدْ تُحْذَفُ الْهَاءُ مَعَ فَتْحِ الْبَاءِ وَكَسْرِهَا وَبِهَا سُمِّيَتْ الْبَلْدَةُ الْمَعْرُوفَةُ وَأَنْكَرَ الزَّجَّاجُ فَتْحَ الْبَاءِ مَعَ الْحَذْفِ وَيُقَالُ فِي النِّسْبَةِ بَصْرِيٌ بِالْوَجْهَيْنِ وَهِيَ مُحْدَثَةٌ إسْلَامِيَّةٌ بُنِيَتْ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ مِنْ الْهِجْرَةِ بَعْدَ وَقْفِ السَّوَادِ وَلِهَذَا دَخَلَتْ فِي حَدِّهِ دُونَ حُكْمِهِ وَالْبَصَرُ النُّورُ الَّذِي تُدْرِكُ بِهِ الْجَارِحَةُ الْمُبْصَرَاتِ وَالْجَمْعُ أَبْصَارٌ مِثْلُ: سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ يُقَالُ أَبْصَرْتُهُ بِرُؤْيَةِ الْعَيْنِ إبْصَارًا.

وَبَصُرْتُ بِالشَّيْءِ بِالضَّمِّ وَالْكَسْرُ لُغَةٌ بَصَرًا بِفَتْحَتَيْنِ عَلِمْتُ فَأَنَا بَصِيرٌ بِهِ يَتَعَدَّى بِالْبَاءِ فِي اللُّغَةِ الْفُصْحَى وَقَدْ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ وَهُوَ ذُو بَصَرٍ.

وَبَصِيرَةٍ أَيْ عِلْمٍ وَخِبْرَةٍ وَيَتَعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ إلَى ثَانٍ فَيُقَالُ بَصَّرْته بِهِ تَبْصِيرًا وَالِاسْتِبْصَارُ بِمَعْنَى الْبَصِيرَةِ وَأَبُو بَصِيرٍ مِثَالُ كَرِيمٍ مِنْ أَسْمَاءِ الْكَلْبِ وَبِهِ كُنِيَ الرَّجُلُ وَمِنْهُ أَبُو بَصِيرٍ الَّذِي سَلَّمَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِطَالِبِيهِ عَلَى شَرْطِ الْهُدْنَةِ وَاسْمُهُ عُتْبَةُ بْنُ أَسِيدٍ الثَّقَفِيُّ وَأَسِيدٌ مِثْلُ: كَرِيمٍ.

وَالْبِنْصِرُ بِكَسْرِ الْبَاءِ وَالصَّادِ الْإِصْبَعُ الَّتِي بَيْنَ الْوُسْطَى وَالْخِنْصِرِ وَالْجَمْعُ الْبَنَاصِرُ. 
ب ص ر

أبصر الشيء، وبصر به وقد بصر بعمله إذا صار عالماً به وهو بصير به وذو بصر وبصارة، وهو من البصراء بالتجارة. وبصرته كذا وبصرته به إذا علمته إياه، وتبصر لي فلاناً. قال امرؤ القيس:

تبصر خليلي هل ترى من ظعائن

وهو مستبصر في دينه وعمله. وعمى الأبصار أهون من عمى البصائر. وبصر فلان وكوف. قال ابن أحمر:

أخبر من لاقيت أني مبصر ... وكائن ترى مثلي من الناس بصرا

وما في البصرتين مثله، وهما البصرة والكوفة. وما أثخن بصر هذا الثوب! وهذا ثوب ماله بصر. وبصر كل سماء مسيرة خمسمائة عام وهو الثخن والغلظ.

ومن المجاز: هذه آية مبصرة. وأبصر الطريق: استبان ووضح. ورتبت في بستاني مبصراً أي ناظراً وهو الحافظ. وأريته لمحاً باصراً أي أمراً مفزعاً، وأرأني الزمان لمحاً باصراً. واجعلني بصيرة عليهم أي رقيباً وشاهداً، كقولك: عيناً عليهم. وأما لك بصيرة في هذا أي عيرة. قال قس:

في الذاهبين الأولي ... ن من القرون لنا بصائر

وله فراسة ذات بصيرة وذات بصائر وهي الصادقة. ورأيت عليك ذات البصائر. قال الكميت:

ورأوا عليك ومنك في ال ... مهد النهى ذات البصائر

وأتيته بين سمع الأرض وبصرها أي بأرض خلاء ما يبصرني ولا يسمع بي إلا هي. وبصرته بالسيف: ضربته فبصر بحاله وعرف قدره. قال:

فلما التقينا بصر السيف رأسه ... فأصبح منبوذاً على ظهر صفصف وهو من معنى قوله:

أرجأته عني فأبصر قصده ... وكويته فوق النواظر من عل
بصر
البَصَرُ: العَيْنُ - مُذَكَّرٌ -. ونَفَاذٌ في القَلْب. والبَصَارَةُ: مَصْدَرُ البَصِيرِ، أبْصَرَ يُبْصِرُ، وأبْصَرْتُ الشَّيْءَ، وبَصُرْتُ به وبَصِرْتُ. وأبْصَرَ الطَّرِيْقُ والصُّبْحُ والنَهَارُ: إذا أبْصَرْتَه. وتَبَصرْتُه: أي رَمَقْته.
واسْتَبْصَرَ في أمْرَه ودِيْنِه: إذا كانَ ذا بَصِيْرَةٍ وتَحْقِيْقٍ من أمْرِه. واجْعَلْني بَصِيْرَةً عليهم: أي شَهِيداً.
ورَأَى لَمْحاً باصِراً: أي أمْراً مُفْزِعاً. وإذا فَتَحَ الجِرْوُ عَيْنَه قُلْتَ: بَصَّرَ تَبْصِيراً. وُيقال للفِرَاسَةِ الصّادِقَةِ: ذاتُ البَصائِر وذاتُ البَصِيْرَةِ. والبُصْرُ: القُطْنُ. والقِشْر أيضاً. والتَبَصرُ: العَيْن نَفْسُها في قَوْلِ أبي زُبَيْدٍ:
كالجَمْرَتَيْنِ التَّبَصُّرُ
ويقولون: لَقِيْته بين سَمْعِ الأرْض وبَصرِها: أي بارْضٍ خَلَاءٍ ما بها أَحَدٌ. ويُسَمُّوْنَ اللحْمَ: الباصُوْرَ، أي أنه جَيدٌ للبَصَرِ يَزِيْدُ فيه. والمُبْصِرُ: الذي يُوَشُ بِحِفْظِ الثمارِ. والبَصِيْرَةُ: الدِّرْعُ. وبَصَائرُ الدَّمِ: طَرائقُها على الجَسَدِ. والبَصِيْرَةُ: ما بَيْنَ شَقَّيِ البابِ، وجَمْعُها بَصَائِرُ. وهي العِبْرَةُ - أيضاً - في قوله:
في الذاهِبِينَ الأوَّلي ... ن منَ من القُرُوْنِ لنا بَصَائِرْ
وهي الفِرَاسَةُ أيضاً.
والبُصْرُ: غِلَظُ الشَيْءِ؛ كبُصْرِ الجَبَلِ والسَّمَاء. وهو جِلْدُ كُلِّ شَيْءٍ، وجَمْعُه أبْصارٌ. ويقال: إنَه لَغَلِيْظُ البُصْرِ: أي جِلْد الوَجْهِ. وهو مَغْضُوْبُ البُصْرِ والبِصْرِ.
والبَصْرُ: أنْ يضَمَّ أدِيْمٌ إلى أَدِيْمَيْنِ يُخَاطانِ، يُقال: بَصَرْتُ الأدِيْمَيْنِ أبْصُرُهما.
وبَصَرَه بالسيْفِ: قَطَعَه.
والبَصْرَة: أرْض حِجَارَتُها جص، وهي البَصَرَةُ والبَصِرَةُ أيضاً، وجَمْعُها بِصَار. فإذا حَذَفْتَ الهاءَ قُلْتَ: بِصْر - بالكَسْرِ -؛ وبُصْرٌ: لُغَةٌ فيه. وأرْضُ بني فلانٍ بُصْرَةٌ: إذا كانت طَيبَةً حَمْراءَ. والمبصِرَاتُ: الأرَضُوْنَ ذاتُ البَصْرَةِ. وأرْض بَصِرَة: فيها حِجَارَةٌ بِيْضٌ. وبَصرْتُ وأبْصَرْتُ: أتَيْت البَصْرَةَ. والبَصْرَتانِ: الكُوْفَةُ والبَصْرَةُ. والباصُوْرُ: رَحْلٌ دُوْنَ القِطْع؛ وهي عِيْدَانٌ تُقَابَل شَبِيْهَة بأقْتَابِ البُخْتِ.
والباصِرُ: قَتَب صَغِيْر، ويُجْمَعُ بَوَاصِرَ.
[بصر] فيه: "البصير" تعالى يشاهد الأشياء ظاهرها وخافيها من غير جارحة، والبصر في حقه عبارة عن صفة ينكشف بها كمال نعوت المبصرات. وفيه: فأمر به "فبصر" رأسه أي قطع. وفيه: فرأى فيها أي في الشاة "بصرة" من لبن يريد أثراً قليلاً يبصره الناظر إليه. ومنه: كان يصلي "صلاة البصر" أي المغرب، وقيل: الفجر لأنهما يؤديان وقد اختلط الظلام بالضياء. ك: "ليبصر" مواقع نبله بضم تحتية، واللام للتأكيد، ومواقع نبله حيث يقع. وح: "فبصر" أصحابي بضم صاد. ويبصرهم الناظر أي يحيط بهم نظره لا يخفى عليه منهم شيء لاستواء الأرض. ولو كنت "أبصر" أي لو كنت بصيراً اليوم وكان عمي في آخر عمره. وبصر عيني وسمع أذني هما بلفظ الماضي فهو قول أبي حميد، القاضي: ضبط أكثرهم بسكون صاد وميم وفتح راء وعين مصدرين مضافين فهو مفعول بلغت مقول النبي صلى الله عليه وسلم. ن: بفتح صاد ورفع راء وسكون ميم ورفع عين، وعند بعض بضم صاد وفتح راء وعيناي بألف، وسمع بكسر ميم وأذناي بألف. وفيهم "المستبصر" والمجبور وابن السبيل. المستبصر المستبين لذلك القاصد له عمداً، والمجبور المكره، وابن السبيل سالك الطريق معهم وليس منهم. نه: المستبصر المستبين لشيء يعني أنهم كانوا على بصيرة من ضلالتهم أرادت أن تلك الرفقة قد جمعت الأخيار والأشرار. ن: إني "لأبصر" من ورائي قالوا خلق له إدراكاً في قفاه وقد انخرق له بأكثر من هذا. بي: التزام خلقه في القفا على قول المعتزلة المشترطين المقابلة، وأما على قواعد الأشعري فيجوز أن يبصر بدونها وفي الظلمة، والجمهور على أنه رؤية حقيقة، وأوله بعضهم بالعلم، وآخر بالإبصار بيسير التفات، وكله خلاف ظاهر بلا حاجة. نهاية: أترون قبلتي هنا، هي في الأصل الجهة. ز: يريد كون جهتي قدامى لا تمنع رؤيتي. ن: وفي آخر من بعدي أي ورائي، وقيل: بعد موتي، وليس بشيء. وح: فلا ترى "بصيرة" بفتح موحدة وكسر صاد أي شيئاً من الدم يستدل به على إصابة الرمية. ج: هي الدليل كأن صاحبه يبصر به. ولتختلفن على "بصيرة" أي معرفة من أمركم ويقين وفطنة. ط: "وبصره" عيب الدنيا من البصيرة يريد لما زهد في الدنيا لما حصل له من علم اليقين بعيوبها أورثه الله حق اليقين. غ: "بصائر" من ربكم حجج وبراهين. وبل الإنسان على نفسه "بصيرة" أي عليها شاهد ولو اعتذر بكل عذر أو ألقى ستوره و"المعذار" الستر أو جوارحه "بصيرة" أي شهود عليه، ولو أدلى بكل حجة. و"فبصرك" اليوم حديد علمك بما أنت فيه اليوم نافذ. و"بصرت" علمت بما "لم يبصروا" به، لم يعلموا. و"أبصرت" نظرت. "تبصرة" أي بصائر أو عبراً، والنهار "مبصراً" يبصر فيه كليل نائم. وأية النهار "مبصرة" مضيئة. وثمود الناقة "مبصرة" مضيئة و"مستبصرين" أن عاقبتهم البوار. ج: عظيم "بصري" بضم موحدة: مدينة. نه: "بصر" كل سماء مسيرة خمسمائة عام أي سمكها وغلظها، وهو بضم باء. ومنه: "بصر" جلد الكافر في النار أربعون ذراعاً.
[بصر] البصرة: حاسة الرؤية. وأبصرت الشئ: رأيته. والبصير: خلاف الضرير. وباصَرْتُهُ، إذا أَشْرَفْتَ تنظُر إليه من بعيد. والبَصَرُ: العِلْمُ. وبَصُرْتُ بالشئ: علمته. قال الله تعالى:

(بَصُرْتُ بما لم يَبْصُروا به) *. والبَصيرُ: العالِمُ. وقد بَصُرَ بَصارةً. والتَبَصُّرُ: التأمُّلُ والتَعَرُّف. والتَبْصيرُ: التعريفُ والايضاح. وقول الشاعر: قرنت بحَقْوَيْهِ ثلاثاً فلم يَزُغْ * عن القصد حتى بصرت بدمام - يعنى طلى ريش السهم بالبصيرة، وهى الدم. والمبصرة: المضيئة، ومنه قوله تعالى:

(فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً) *، قال الأخفش: إنها تُبَصِّرُهُمْ، أي تجعلهم بُصَراء. والمَبْصَرةُ، بالفتح الحُجَّةُ. والبَصْرَةُ: حجارةٌ رِخوةٌ إلى البياض ماهى، وبا سميت البصرة. وقال ذوالرمة : تداعين باسم الشيب في مُتَثَلِّمٍ * جَوانِبُهُ من بَصْرَةٍ وسِلامِ - فإذا أسقطت منه الهاء قلت بصر بالكسر. قال عباس بن مرداس: إن كنت جلمود بصر لا أوبسه * أوقد عليه فأحميه فينصدع - والبصرتان: الكوفة والبصرة. وبَصَّرَ القومُ تَبْصيراً، أي صاروا إلى البَصْرَةِ. أبو عمرو: البَصيرَةُ: مابين شقتي البيت، وهى البَصائرُ. والبَصيرَةُ: الحُجَّةُ والاسْتِبصارُ في الشئ. وقوله تعالى:

(بَلِ الإنسانُ على نَفْسِهِ بَصيرَةٌ) *، قال الاخفش: جعله هو البَصيرَةَ كما يقول الرجل للرجل: أنت حُجَّةٌ على نفسك. أبو زيد: البَصيرَةُ من الدم: ماكان على الارض. والجدية: ما لزق بالجسد. وقال الاصمعي: والبصيرة شئ من الدمِ يُسْتَدَلُّ به على الرَمِيَّةِ. وقول الجعفي : راحوا بصائرهم على أكتافهم * وبصيرتي يعدو بها عتد وأى - يقول: إنهم تركوا دم أبيهم وجعلوه خلفهم، أي لم يثأروا به وأنا طلبت ثأري. وكان أبو عبيدة يقول: البصيرة في هذا البيت: الترس أو الدرع. وكان يرويه: " حملوا بصائرهم ". والبصر: أن يضم أديم إلى أديمٍ فَيُخْرَزانِ كما تُخاط حاشيتا الثوبِ فتوضع إحداهما فوقَ الأخرى، وهو خلافُ خياطةِ الثوبِ قبل أن يُكَفَّ. وقولهم: أَرَيْتُهُ لَمْحاً باصِراً، أي نَظَراً بتحديقٍ شديدٍ. ومخرجه مخرج رجل لابن وتامر، أي ذو لبن وتمر. فمعنى باصر، أي ذو بصر. وهو من أبصرت، مثل موت مائت وهو من أمت. أي أريته أمرا شديدا يبصره. والبنصر : إصبع يلى الخنصر، والجمع البناصر. والبُصْرُ بالضم: الجانبُ والحرفُ من كل شئ. وفى الحديث: " بصر كل سماء مسيرة كذا "، يريد غلظها. وبصرى: موضع بالشام. قال الشاعر: ولو أعطيت من ببلاد بصرى * وقنسرين من عرب وعجم - وتنسب إليها السيوف. قال الشاعر : صفائح بصرى أخلصتها قيونها * ومطردا من نسج داود محكما -
ب ص ر

البَصَر حِسُّ العَيْنِ والجمع أبصارٌ بَصُرَ به بَصْراً وبَصَارةً وبِصَارةً وأبْصَره وتبصَّرهُ نظر إليه هل يُبْصِرُه قال سيبَوَيْه بَصُرَ صَار مُبْصِراً وأبْصَرَه إذا أخْبر بالذي وقَعَتْ عينُه عليه وحكى اللحيانيُّ بَصِرَ به بكَسْرِ الصاد أي أبْصَرَه وباصَرَهُ نَظَرَ معه إلى شيءٍ أيُّهما يُبْصِرُه قبل صاحِبِه وباصَرَهُ أيضاً أبْصَرَهُ قال سكينُ بنُ نصْرَةَ البَجَلِيُّ

(فَبِتُّ على رَحْلِي وباتَ مكانَهُ ... أُراقِبُ رِدْفِي تارةً وأُباصِرُه)

وتَبَاصَرَ القَومُ أَبْصَر بَعْضُهُمْ بعضاً ورجُلٌ بَصيرٌ مُبْصِرٌ فعيلٌ بمعنى مُفْعِلٍ وجمعُه بُصَراءُ وحكى اللحيانيُّ إِنه لَبَصِيرٌ بالعَيْنَيْنِ وأَراه لَمْحاً باصِراً أي نَظَراً بتَحْدِيقٍ فإما أن يكونَ على طَرْحِ الزَّائِد وإما أن يكونَ على النَّسَبِ والآخرُ مذهبُ يَعقوبَ ولَقِيَ منه لَمْحاً باصِراً أي أمراً واضِحاً وقولُه تعالى {فلما جاءتهم آياتنا مبصرة} النمل 13 قال الزجَّاجُ معناه واضِحةً قال ويَجوزُ مُبْصِرَةً أي مُتَبَيِّنَةً تُبْصَرُ وتُرَى وبَصَّر الجَرْوُ فَتَحَ عَيْنَيْه ولَقِيَهُ بَصَراً أي حين تباصَرَتِ الأعيانُ ورأى بعضُها بعضاً وقيل هو في أوّلِ الظَّلامِ إذا بَقِيَ من الضّوءِ قَدْرُ ما تَتَبايَنُ به الأشباحُ لا يُسْتعمَلُ إلا ظَرْفاً وبَصَرُ القَلْبِ نَظرهُ وخاطِرُه والبَصيرةُ عَقيدةُ القَلْبِ وقيل البصيرةُ الفِطْنَةُ تقولُ العربُ أعْمَى الله بَصائِرَه أي فِطَنَه عن ابن الأعرابيِّ وفي حديث ابن عباسٍ أنّ معاويةَ لما قال لهم يا بَنِي هاشم تُصابونَ في أبصارِكُم قالوا له وأنتُم يا بَنِي أُمَيَّةَ تصابونَ في بصائِرِكُم وفَعَلَ ذلك على بَصِيرةٍ أي على عَمْدٍ وعلى غير بَصِيرةٍ أي على غير يَقِينٍ وإنه لَذُو بَصَرٍ وبَصِيرةٍ في العبادةِ عن اللحيانيِّ وإنه لَبَصيرٌ بالأشياء أي عالِمٌ بِها عنه أيْضاً ورجُلٌ بَصِيرٌ بالعِلْمِ كذلك وقوله صلى الله عليه وسلم اذهب بنا إلى فلانٍ البَصِيرِ وكان أعْمَى قال أبو عُبيدٍ يريدُ به المُؤْمِنَ وعندي أنه صلى الله عليه وسلم إنَّما ذَهَبَ إلى التَّفاؤُلِ لأن لَفْظَ البَصَرِ أحسنُ من لَفْظِ العَمَى ألا ترى إلى قَولِ معاويةَ والبَصِيرُ خيرٌ من الأَعْمى واسْتَبْصَرَ في رأيِه وتَبَصَّرَ تبيَّن ما يَأْتِيهِ من خيرٍ وشَرّ أي أَتَوْا ماأتوه وَهُمْ قد تَبَيَّنَ لهم أن عاقِبَتَهُ عَذابُهُم وبَصُرَ بَصَارَةً صارَ ذا بَصِيرةً وبَصَّرهُ الأمْرَ تَبْصيراً وتَبْصِرَةً فهَّمَهُ إياهُ والبَصِيرةُ الشاهدُ هذه عن اللحيانيِّ وحكى اجْعَلْنِي بَصِيرةً عليهم بمَنْزِلةِ الشَّهِيد قال وقوله تعالى {بل الإنسان على نفسه بصيرة} القيامة 14 له مَعْنَيَانِ إن شئتَ كان الإِنسانُ هو البَصِيرةُ على نَفْسِه أي الشاهد وإن شئتَ جَعَلْتَ البصيرةَ هنا غَيَرَهُ فَعَنَيْتَ به يَدَيْهِ ورِجْلَيْه ولسانَه لأن كلَّ ذلك شاهدٌ عليه يومَ القيامةِ وقول توبة

(وأُشْرِفُ بالقُورِ اليَفَاعِ لَعَلَّنِي ... أَرَى نَارَ لَيْلَى أو يَرانِي بَصِيرُها)

قيل يَعْنِي كَلْبَها لأن الكَلْبَ من أَحَدِّ الحيوانِ بَصَراً والبُصْرُ الناحِيةُ مقلوبٌ عن الصُّبْرِ وبُصْرُ الكَماةِ وبَصَرُها حُمْرَتُها قال

(ونَفَّضَ الكَمْءَ فأَبْدَى بَصَرَهْ ... )

وبَصْرُ كلِّ شيءٍ غِلَظَه وبُصْرُه وبَصْرُه جِلْدُه حكاه جميعاً اللحيانيُّ عن الكسائيِّ وقد غلب على جِلْدِ الوَجْهِ وثوبٌ جَيِّدُ البَصَرِ قَوِيٌّ وَثِيجٌ قال

(قَرَنْتُ بَحِقْوَيْهِ ثلاثاً فلم تَزُغْ ... عن القَصْدِ حتى بُصِّرَتْ بِدِمَامِ)

يجوز أن يكونَ معناه قُوِّيَتْ أي لما همَّ هذا الرِّيشُ بالزَّوال عن السَّهْمِ لكثرةِ الرَّمِي به أَلْزَقَهُ بالغِراءِ فَثَبَتَ والبَصَرُ أن تُضَمَّ حاشِيَتَا أَدِيمَيْنِ يُخاطان كما يُخاطُ الثَّوبُ والبَصَرُ والبِصْرُ والبُصْر الحجَرُ الغليظُ الشديدُ كل ذلك عن اللحيانيِّ والبِصْر والبَصْرَةُ الحجرُ الأبيضُ الرِّخْوُ وقيل هو الكَذَّانُ فإذا جاءوا بالهاء قالوا بَصْرةٌ لا غير وجمعُها بِصارٌ والبُصْرَةُ الأرض الطَّيِّبة الحمراءُ والبَصْرةُ البَصَرةُ والبَصِرَةُ أرضُ حِجارَتُها جِصٌّ وبه سمِّيت البَصْرَةُ والبَصْرَةُ أعمُّ والبَصِرَةُ كأنها صِفَةٌ والنَّسَبُ إلى البَصْرَةِ بِصْرِيٌّ وبَصْرِيٌّ الأولى شاذَّةٌ قال عُذافِر

(بَصْرِيةٌ تزوَّجَتْ بَصْرِيَّا ... يُطْعِمُها المالِحَ والطَّرِيَّا)

وبَصَّرَ القَوْمُ أَتَوْا البَصْرَةَ قال ابنُ أحْمرَ

(أُخَبِّرُ مَنْ لاَقَيْتُ أنّي مُبَصِّرٌ ... وكائنْ تَرَى قَبْلِي مِنَ الناسِ بَصَّرَا)

والبَصْرَة الطِّينُ العَلِكُ وقال اللحيانيُّ البَصْرُ الطِّينُ العَلِكُ الجيِّدُ الذي فيه حَصىً والبَصِيرةُ التُّرْسُ والبصيرةُ من الدَّمِ ما اسْتدارَ منه فصار على شكلِ التُّرسِ وقيل هو ما اسْتطالَ منه وقيل هو ما لَزِقَ بالأرضِ دون الجَسَد وقيل هو قَدْرُ فِرْسِنِ البَعيرِ منه وقيل هو ما اسْتُدِلَّ به على الرَّمِيَّةِ وقيل البَصِيرةُ من الدَّمِ ما لم يَسِلْ وقيل هو الدَّفْعةُ منه وقيل البَصِيرةُ دَمُ البِكْرِ قال (راحوا بَصَائِرُهُم على أكتافِهِمْ ... وبَصِيرَتِي يَعْدُو بها عَتَدٌ وَأَى)

يقول تركُوا دَمَ أبيهِم خَلْفَهم ولم يَثْأَرُوا به وطَلَبَتْهُ أنا وقولُه أنشده أبو حنيفةَ

(وفي اليَدِ اليُمْنَى لِمُسْتَعِيرِها ... شَهْباءُ تَرْوِي الرِّيشَ مِنْ بَصِيرِها)

يجوز أن يكونَ جَمَعَ البَصِيرةَ من الدَّمِ كشَعِيرةٍ وشَعيرٍ ونحوِها ويجوز أن يكون أراد من بَصِيرَتِها فحذفَ الهاء ضرورةً كما ذهب إليه بعضُهم في قول أبي ذؤيب

(ألاَ ليتَ شِعْرِي هل تَنَظَّر خالدٌ ... عِيادِي عَلَى الهِجْرَانِ أمْ هو يائِسُ)

ويجوز أن يكون البَصِيرُ لغةً في البَصِيرةِ كقولك حُقٌّ وحُقَّةٌ وبياضٌ وبياضَةٌ والبصيرةُ الدِّرعُ وكل ما لُبِس جُنَّةً بَصِيرة والباصِرُ قَتَبٌ صغيرٌ مستديرٌ مَثَّلَ به سيبَوَيْه وفسَّره السيرافيُّ عن ثعلبٍ وأبو بَصِيرٍ الأَعْشَى على التطيُّر وبَصيرٌ اسْمُ رجلٍ وبُصْرَى موضعٌ بالشام والنَّسَبُ إليه بُصْرِيٌّ قال ابن دُرَيْدٍ أَحْسَبُهُ دخيلاً والأباصِيرُ موضعٌ معروفٌ
بصر
بصُرَ/ بصُرَ بـ يَبصُر، بَصَرًا وبَصارَةً، فهو بَصير، والمفعول مبصور به
• بصُر الشَّخصُ:
1 - صار مبُصِرًا، صار ذا بَصَرٍ، رأى بالعين " {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ} ".
2 - صار ذا إدراكٍ وفِطْنةٍ وفَهْمٍ نافذٍ إلى خفايا الأشياء "بصُر الرَّجل بعد أن مرّ بتجاربَ كثيرةٍ في حياته" ° أبصرُ من زرقاء اليمامة: يُطلق على كلّ بصير بالأمور خبير بها، نظّار إلى المستقبل البعيد.
• بصُر بالشَّخص ونحوه: نَظَر إليه ورآهُ " {وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ} ".
• بصُر بالأمر قبل وقوعه: فطنه وعَلِمَ به، تنبَّأ به " {قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ} ". 

بصِرَ/ بصِرَ بـ/ بصِرَ في يَبصَر، بَصَرًا، فهو بصير وبَصِر، والمفعول مبصور (للمتعدِّي)
• بصِر الشَّخصُ: بصُر، صار مُبْصِرًا، صار ذا بَصَرٍ، رأى بالعين "بصِر الأعمى بعد إجراء العمليّة الجراحيّة لعينيه" ° أبْصِرْ به: ما أشدَّ نظرَه.
• بصِر الأمرَ/ بصِر بالأمر/ بصِر في الأمر: بصُر به، فطنه، عَلِمَ به، تنبَّأ به "بصير في الهندسة- {قَالَ بَصِرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصَرُوا بِهِ} [ق] ".
• بصِر بالشَّخص: بصُر به، نَظَر إليه ورآهُ " {فَبَصِرَتْ بِهِ} [ق] ". 

أبصرَ يُبصر، إبْصارًا، فهو مُبصِر، والمفعول مُبصَر

(للمتعدِّي)
• أبصَر الشَّخصُ:
1 - نظر بعينه فرأى، أدرك بحاسّة البصر " {لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا} ".
2 - رأى ببصيرته فاهتدى، علم وأدرك " {فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا} - {إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} ".
• أبصر الطَّريقُ ونحوه: استبان ووضح " {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ ءَايَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ} ".
• أبصَر النَّهارُ: أضاءَ " {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا} ".
• أبصر الهديَّةَ وغيرَها: رآها " {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ ءَايَاتُنَا مُبْصَرَةً} [ق] ".
• أبصر المشكلةَ قبل وقوعها: بصُر بها، علِمها، تنبَّأ بها.
• أبصر قومَه: علَّمهم وأرشدهم " {وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ} ". 

استبصرَ/ استبصرَ في يستبصر، استِبصارًا، فهو مُستبصِر، والمفعول مُستبصَر (للمتعدِّي)
• استبصر الشَّخصُ: أبصر؛ نظر بعينه فرأى.
• استبصرَ الشَّيءَ: تأمَّله، تمكّن من النَّظر إليه "وقف يستبصر المنظر الجميل".
• استبصرَ الأمرَ: استبانَه، استجلاه "استبصر حقيقةَ موقف الحزب من المعارضين".
• استبصر في دينه وعَمَلِه: كان ذا بصيرة فيه وفطنة " {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ}: عقلاء يمكنهم التَّمييز بين الحقّ والباطل بالاستدلال والنَّظر". 

باصرَ يباصر، مباصرةً، فهو مباصِر، والمفعول مباصَر
• باصر صديقَه: باراه في الإبْصار.
• باصر الشَّيءَ: أشرف ينظر إليه من بعيد "وقف على القمّة يباصر بستانه في السَّهْل- باصَر الهلالَ/ غروبَ الشَّمس". 

بصَّرَ يبصِّر، تَبْصيرًا وتَبْصِرةً، فهو مُبصِّر، والمفعول مُبصَّر
• بصَّر النَّاسَ الأمرَ/ بصَّر النَّاسَ بالأمر: علّمهم إيّاه ووضّحه لهم، عرّفهم به "بصّرهم بالخَطَر/ بالحقيقة- يبصّر العاقلُ الجهلاءَ بعواقب أعمالهم- {بَصِّرْنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [ق]- {تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ} - {يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ} ". 

تباصرَ يتباصر، تباصُرًا، فهو متباصِر
• تباصر القومُ: نظر بعضُهم إلى بعضٍ.
• تباصر الشَّخصان: تباريا في من يسبق الآخر نظرًا "كانا يتباصران لرؤية صديق قادم من بعيد". 

تبصَّرَ/ تبصَّرَ في يتبصَّر، تبصُّرًا، فهو مُتبصِّر، والمفعول مُتبصَّر (للمتعدِّي)
• تبصَّر الشَّخصُ: تأمَّل وتعرَّف.
• تبصَّر الكتابَ/ تبصَّر في الكتابِ: استقصى النَّظر فيه.
• تبصَّر الأمْرَ/ تبصَّر في الأمر: تأمَّل وتبيَّن فيه ما يأتيه من خَيرٍ أو شرٍّ "تبصّر في المسألة- إنّه يتبصّر الأمورَ التي تُعرض عليه". 

إبْصار [مفرد]: مصدر أبصرَ.
• إبصارٌ مزدوج: (طب) حالة مرضيّة في البصر يتبدَّى معها الشَّيء الواحد مزدوَجًا، ويُعرف أيضًا بازدواج البَصَر.
• قصير الإبْصار: (طب) شخص إبْصاره غير سويّ، بحيث لا يستطيع قراءة الحروف على مسافة بعيدة إلاّ باستعمال عدسات مقعّرة.
• قِصَر الإبْصار: (طب) حالة تكون فيها عدسة العين شديدة التحدُّب أو المقلة شديدة الطول ممّا ينتج عنه وقوع بؤرة أشعة الضوء الداخل للعين أمام الشبكيّة وهو قِصَر النظر. 

استبصار [مفرد]:
1 - مصدر استبصرَ/ استبصرَ في.
2 - وصول إلى علاقة ذات معنًى بين مختلف أجزاء الموقف، ويعني
 ذلك التوصّل بصورة تلقائيّة إلى فكرة جديدة.
3 - (نف) إدراك المريض لحالته ودوافعها. 

باصِرة [مفرد]: ج باصرات وبواصِرُ: عين، قوّة الإبصار.
• الباصرتان: العينان. 

بَصارَة [مفرد]: مصدر بصُرَ/ بصُرَ بـ. 

بِصارَة [مفرد]: طعام مَطْبوخ يُتَّخذ من حبوب الفول المطحونة وبعض الخُضر كالملوخيّة والنعناع والبقدونس والتَّوابل وغير ذلك. 

بَصَر [مفرد]: ج أبْصار (لغير المصدر):
1 - مصدر بصُرَ/ بصُرَ بـ وبصِرَ/ بصِرَ بـ/ بصِرَ في ° أولو الأبْصار: ذوو الرؤية والإدراك، أصحاب العقول.
2 - عَيْن "لديه بصر ثاقب: بعيد، حادّ- {وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ} - {إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا}: سُدّت ومُنِعت من الإبصار- {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً} " ° أتيته بين سمع الأرض وبصرها: أي بأرض خلاء ما يُبْصرني ولا يسمع بي إلاّ هي- أخَذ بالقلوب والأبصار: شدّها وجذب الانتباه، سحرها- ازدواج البَصَر: اعتلال في الرُّؤيا بحيث تتمُّ رؤية الشيء مزدوَجًا- بين سمع النَّاس وبَصَرهم: جِهارًا- تحت سمعه وبصره: أمامه بحيث يسمعه ويراه، قريب منه- ثاقب البصر: بعيد النَّظر، ذو فراسة- حادّ البصر: نافذه- حسير البصر/ حاسِرُ البصر: قصير- حوَّلَ بصره عنه: تجنّب النَّظر إليه- رشقه ببصره: نظر إليه بحدّة- شخَص ببصره إلى كذا: ارتفع، فتح عينيه دون أن يطرف بهما متأملاً أو منزعجًا- صلاة البَصَر: صلاة المغرب أو الفجر- عاد في لمح البَصَر/ عاد بلمح البَصَر: بِسرعة- على بصره غشاوة: أي لا يرى الأمور بوضوح- غضَّ البَصَر: خفضه- قَصِير البَصَر: لا يرى الأشياء البعيدة- قياس بَصَر: تحديد حدّة الإبصار بواسطة مقياس بصر- مَدَّ بصره إلى كذا: طمِح إليه- مدى البَصَر: مرمى النظر، مدى ما تراه العين- مقياس بصر: آلة لتقدير أو تحديد درجة تِيه البصر- واقية البَصَر: جهاز شفّاف يُوضع على العينين لوقايتهما- وقَع بصرُه عليه: أبصره، رآه.
3 - قوة العقل والإدراك " {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُولِي الأَبْصَارِ} ".
4 - (طب) علّة في العين تمنع أشعة الضَّوء من الالتقاء عند نقطة واحدة.
• حاسَّة البَصَر: إحدى الحواسّ الخمس الظَّاهرة، وهي حاسَّة الرُّؤيَة والنّظر. 

بَصِر [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من بصِرَ/ بصِرَ بـ/ بصِرَ في. 

بَصَريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى بَصَر: ذو علاقة بالعين أو الرؤية ° خِداع بَصَريّ: صورة خادعة أو مُضلِّلة- وسائل بَصَرِيّة: صور وأفلام وخرائط ونحوها تُستخدم لغرض تعليميّ أو توضيحيّ.
• القرص البَصَريّ: (حس) قرص لتخزين البيانات الرقميَّة كنُقَر كهربائيَّة صغيرة محفورة على السَّطح تتمّ قراءتها بالليزر الذي يقوم بمسح السَّطح.
• المِنظار البَصَريّ: أداة لفحص باطن العين، خاصّة الشبكيَّة، مكوّن من مرآة تعمل على عكس الضَّوء داخل العين وثقب مركزيّ يتمّ خلاله فحص العين.
• ظاهرة الخِداع البصريّ: (فز) أن تنظر إلى جسم متحرّك فتخاله ساكنًا أو متحركًا في اتِّجاه مضاد، أو متحركًا وثْبًا بدلاً من تحرّكه في انسياب. وسبب هذا التوهُّم هو رؤية الجسم المتحرِّك في مدد قصيرة بدلاً من رؤيته رؤية مستمرة أو إضاءة الجسم المتحرِّك بسلسلة من الومَضات بدلاً من إضاءته إضاءة مستمرة.
• علم البصَريَّات:
1 - (طب) علم يُعْنى بالعين والبصر والعدسات وغيرها ممّا يتّصل بالبصر ومعالجة عيوبه.
2 - (فز) جُزء من عِلم الفيزياء يبحث في قوانين النُّور والرُّؤية، وقد امتدّ هذا العلم الآن ليسع كل الظواهر المتعلِّقة بالأمواج الكهرومغناطيسية. 

بَصير [مفرد]: ج بصيرون وبُصَراءُ، مؤ بَصيرة، ج مؤ بَصائرُ وبِصَار:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من بصُرَ/ بصُرَ بـ وبصِرَ/ بصِرَ بـ/ بصِرَ في.
2 - مُبصِر، يرى بعينه " {إِنَّا خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} ".
3 - مؤمن " {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ} ".
4 - أعمى،
 يطلَق تفاؤلاً بقوّة بصيرته.
5 - عالم خبير بالأمور "بصير بالهندسة/ في الهندسة: ضليع، خبير فيها- {إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} " ° بصير بالعواقب: الذي يأخذ الاحتياطات متداركًا لما يحدث.
• البصير: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المبصِر، العالم بخفيَّات الأمور. 

بَصيرة [مفرد]: ج بَصائرُ وبِصَار:
1 - عقل وإدراك وفِطْنة ونظر نافِذ إلى خفايا الأشياء "ذو بَصيرة وبُعْد نظر- فلان أعمى البصيرة" ° ضرَب الهوى على بصيرته: أعمى قلبه- فعل ذلك عن بصيرة: فعله عن عقيدة ورأي- كان على بصيرة من أمره: كان مدركًا له- نافذ البصيرة: ذو ذهن وعقل ثاقب، ذكيّ.
2 - عِلْم وخِبْرة ° أهل البصائر: أهل الشَّجاعة والقوّة- أهل البصيرة: ذوو الخبرة.
3 - حُجّة ودليل وشاهد، ما يُستدلّ به " {بَلِ الإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} ".
4 - بيّنة، حقّ ويقين " {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ} ".
5 - عِبْرة، عِظة "لقد كانت لنا بصائر في الأمم السابقة- {قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ} ". 

بصر

1 بَصُرَ, [aor. ـُ (Sb, M, K,) and بَصِرَ, [aor. ـَ (Lh, K, ) inf. n. بَصَرٌ and بَصَارَةٌ and بِصَارَةٌ, (M, K,) [He saw; i. e.] he became seeing; syn.صَارَ مُبْصِرًا; (Sb, M, K;) with بِ prefixed to the noun following. (K.) But see 4, in four places. بَصُرَ is seldom used to signify the sense of sight unless to this meaning is conjoined that of mental perception. (B.) b2: [Hence,] بَصُرَ, [and بَصِرَ.] inf. n. بَصَارَةٌ [and بَصَرٌ], He was, or became, endowed with mental perception; or belief, or firm belief; or knowledge, understanding, intelligence, or skill. (S, * M, TA.) And بَصُرَبِهِ, (S Msb, B,) and بَصِرَبِهِ, and sometimes بَصُرَهُ and بَصِرَهُ, but more chastely with بِ, inf. n. [بَصَارَةٌ and] بَصَرٌ; (Msb;) and * ابصرهُ; (B;) He perceived it mentally; (B;) he knew it [or understood it]. (S, Msb.) بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ, in the Kur [xx. 96], means I knew that which they knew not. (S.) A2: بَصَرَ الأَدِيمَيْنِ, aor. ـُ (T, K,) inf. n. بَصْرٌ, (S, M, K,) He put the two hides together, and sewed them, like as the two edges of a garment, or piece of cloth, are sewed, one being put upon the other; which [mode of sewing] is contrary to, or different from, that in which a garment, or piece of cloth, is sewed before it is sewed the second time: (S:) or he put together the two edges of the two hides, when they were being sewed, (M, K,) like as a garment, or piece of cloth, is sewed. (M.) 2 بصّر He (a whelp) opened his eyes. (M, K.) A2: بصّرهُ, (S, K,) inf. n. تَبْصِيرٌ; (TA;) or * ابصرهُ; (accord. to some copies of the K; [see مُبْصِرٌ, as confirmatory of the latter; but both seem to be correct;]) It [or he] made him [or caused him] to see, or to have sight: or to have mental perception, or knowledge, or skill: syn. جَعَلَهُ بَصِيرًا. (S, K.) b2: And the former, (K,) inf. n. as above, (S, K,) He made him to know. (S, K) You say, بَصَّرْتُهُ بِهِ, (A, Msb,) inf. n. as above, (Msb,) I made him to know it; acquainted him with it. (A, Msb.) And بصّرهُ الأَمْرَ, inf. n. as above and تَبْصِرَةٌ, He made him to understand the affair, or case. (M.) b3: Also He rendered it apparent, or plainly apparent, conspicuous, manifest, or evident. (S, K.) A3: بُصِّرَتْ بِدِمَامٍ, said of the feathers of an arrow, They were besmeared بِالبَصِيرَةِ, i. e. with blood: (S:) or were strengthened and fastened with glue. (M.) A4: Also بصّر, inf. n. تَبْصِيرٌ; (S, K) and ↓ ابصر; (K;) He went, (S,) or came, (M, K,) to the city of El-Basrah (البَصْرَة). (S, M, K.) 3 باصرهُ He looked with at a thing, trying which of them two would see it before the other. (M.) And بَاصَرَا They two looked, trying which of them would see first. (K.) b2: He elevated himself, or rose up, or stood up, so as to be higher than the surrounding objects, (أَشْرَفَ,) looking at him, or towards him, from afar. (S.) b3: See also 4.4 ابصرهُ, (Lh S M, A, &c.,) inf. n. إِبْصَارٌ, (Msb,) He saw him, or it, (Lh, S, A, Mgh, Msb,) بِرُؤْيَةِ العَيْنِ by the sight of the eye; (Msb;) as also بِهِ ↓ بَصُرَ: (A:) or he looked (M, K) at, or towards, him, or it, (M,) trying whether he could see him, or it; (M, K;) as also بِهِ ↓ بَصُرَ, inf. n.بَصَرٌ and بَصَارَةٌ and بِصَارَةٌ; (M;) and به ↓بَصِرَ; (Lh, M;) and ↓ تبّصرهُ; (M, K;) and ↓ باصرهُ: (M:) or, accord. to Sb, ↓ بَصُرَ [is used when no object of sight is mentioned, and] signifies he [saw, or] became seeing: and ابصرهُ is said when one mentions that upon which his eye has fallen. (M.) You say also, أَبْصِرَ إِلَىَّ Look thou at me: or turn thy face towards me. (Ibn-Buzurj, TA.) b2: See also 1.

A2: And see 2.

A3: أَبْصِرْ بِهِ وَ أَسْمِعْ, in the Kur [xviii. 25], means مَا أَبْصَرَهُ وَ مَا أَسْمَعَهُ (Jel) (tropical:) How clear is his sight! and how clear his hearing! the pronoun relating to God; (Bd, Jel;) and thus used, the phrase is tropical; i. e., nothing escapes his sight and hearing. (Jel.) And أَسْمِعْ بِهِمْ وَ أَبْصِرْ, in the same [xix. 39], means مَا أَسْمَعَهُمْ وَ مَا أَبْصَرَهُمْ (S in art. سمع, and Jel) How clearly shall they hear! and how clearly shall they see! (S, Bd, Jel:) or the meaning is, do thou make them to hear, and make them to see, the threats of that day which is afterwards mentioned, and what shall befall them therein. (Bd.) A4: أَبْصَرَ also signifies He relinquished infidelity, and adopted the true belief. (IAar.) A5: See also 10.

A6: He hung upon the door of his dwelling a بَصِيرَة, i. e. an oblong piece of cotton or other cloth. (TA.) A7: See also 2, last sentence.5 تبصّرهُ He looked at it; namely, a thing: or looked long at it: or glanced lightly at it: like رَمَقَهُ: (TA:) or he sought, or endeavoured, to see it: (Mgh:) or i. q. أَبْصَرَهُ, in a sense explained above; see 4. (M.) You say also, تَبَصَّرْ لِى فُلَانًا [Consider thou, or examine thou, for me, such a one, that thou mayest obtain a clear knowledge of him]. (TA.) And تبصّر فِى شَىْءٍ He considered a thing, endeavouring to obtain a clear knowledge of it; he looked into it, considered it, examined it, or studied it, repeatedly, until he knew it: he sought, or sought leisurely, or repeatedly, after the knowledge of it, until he knew it. (S, * K, * TA.) And تبصّر فِى رَأْيِهِ signifies the same as فِيهِ ↓ استبصر, i. e. He sought, or endeavoured, to see, or discover, what would happen to him, of good and evil. (M.) 6 تباصروا They saw one another. (M, K.) b2: [تباصر also signifies He feigned himself seeing, either ocularly or mentally; contr. of تَعَامَى.]10 استبصر [He sought, or endeavoured, to see, or to perceive mentally]. You say, استبصر فِى

رَأْيِهِ: see 5, last sentence. b2: He had, or was endowed with, [mental perception, or] knowledge, (Msb,) [or understanding, intelligence, or skill: as in the phrase,] استبصر فِى شَىْءٍ [He had a mental perception, or knowledge, &c., of, or in relation to, a thing]. (S.) [See مُسْتَبْصِرٌ.]

A2: It (a road, TA) was, or became, plain, clear, manifest, or conspicuous; (K, * TA;) as also ↓ ابصر. (A.) بَصْرٌ: see بَصْرَةٌ, in four places: and see بُصْرَةٌ.

بُصْرٌ The thickness of anything; (M;) as of the heaven, (TA,) or of each heaven [of the seven heavens], (S, A, TA,) and of the earth, [or of each of the seven earths,] and of the skin of a man, (TA,) and of a garment, or piece of cloth. (A.) You say ثَوْبٌ جَيِّدُ البُصْرِ A thick garment or piece of cloth. (M.) صُبْرٌ, formed by transposition, signifies the same. (S in art. صبر.) b2: A side: (S, M, K:) the edge of anything: (S, K:) formed by transposition from صُبْرٌ. (M.) A2: Cotton: (K:) whence بَصِيرَةٌ signifying “an oblong piece of cotton cloth.” (TA.) A3: See also بَصْرَةٌ.

بِصْرٌ: see بَصْرَةٌ, in five places.

بَصَرٌ The sense of sight, (Lth, S,) or of the eye: (M, K:) or the light whereby the organ [of sight] (الجَارِحَة) perceives the things seen (المُبْصَرَات): (Msb:) pl. أَبْصَارٌ. (M, Msb, K.) [Hence,] صَلَاةُ البَصَرِ The prayer of sunset: or, as some say, of daybreak: because performed when the darkness becomes mixed with the light: (TA:) or because performed when the stars are seen: also called صَلَاةُ الشَّاهِدِ: (TA in art. شهد:) or because performed at a time when the eyes see corporeal forms, after the intervention of darkness, or before it. (JM.) And لَقِيَهُ بَصَرًا He met him when eyes saw one another: or at the beginning of darkness, when there remained enough light for objects to be distinguished thereby: [accord. to some,] the noun is used [in the sense which it here bears] only as an adv. n. [of time]. (M.) And رَأَيْتُهُ بَيْنَ سَمْعِ الأَرْضِ وَبَصَرِهَا (tropical:) I saw him in a vacant tract of land, or of the earth, where nothing but it heard or saw me. (A.) [See also سَمْعٌ, in two places.] b2: See also بَصِيرَةٌ, first sentence, in four places. b3: Also The eye; [and so ↓ بَاصِرَةٌ;] syn. عَيْنٌ; but of the masc. gender: (TA:) pl. as above: (Kur ii. 6, &c.:) but the sing. is also used in a pl. sense [like سَمْعٌ]. (TA in art. سمع.) See two exs. voce بَصِيرةٌ.

بَصْرَةٌ Soft stones; (AA, M, Msb;) i. q. كَذَّانُ; (AA, M;) as also ↓ بِصْرٌ (M, Msb) and ↓ بَصْرٌ; or, accord. to Zj, this last is not allowable: (Msb:) or soft stones in which is whiteness: (K:) or in which is some whiteness: (TA:) or soft stones inclining to white; as also ↓ بِصْرٌ, with kesr if without ة: (S:) [i. e. whitish soft stones:] or soft white stone; as also ↓ بِصْرٌ (M) and ↓ بَصْرٌ: (TA:) or glistening stones; as also ↓ بِصْرٌ: (Fr:) pl. بِصَارٌ: (M:) and rugged ground: (K:) or stones of rugged ground; (TA;) as also ↓ بِصْرٌ and ↓ بَصْرٌ and ↓ بُصْرٌ: (Kz, TA:) or these three words, without ة, signify thick, or rough, or rugged, stone: (K:) or the same three, hard, or strong, and thick, or rough, or rugged, stone: (Lh, M:) and بَصْرَةٌ signifies, also, land that is as though it were a mountain of gypsum: (ISh, L:) or land of which the stones are gypsum; (M, TA;) as also ↓ بَصَرَةٌ and ↓ بَصِرَةٌ; (so in a copy of the M, but accord. to the TA ↓ بُصْرَةٌ and ↓ بِصْرَةٌ;) but the last is app. an epithet: (M: [see بَصِرَةٌ, below; and بُصْرَةٌ:]) also tough clay in which is gypsum; (TA;) and ↓ بَصِرَةٌ signifies tough clay: (M, TA:) or بَصْرَةٌ, (M,) or ↓ بَصْرٌ, (TA,) tough and good clay, containing pebbles. (Lh, M, TA.) بُصْرَةٌ [in the TA, as on the authority of ISd, ↓ بَصْرَةٌ,] Good red land. (M, K.) See also بَصْرَةٌ.

بِصْرَةٌ: see بَصْرَةٌ.

بَصَرَةٌ: see بَصْرَةٌ.

أَرْضٌ بَصِرَةٌ Land in which are stones that cut the hoofs of beasts. (TA.) See also بَصْرَةٌ, in two places.

بَصِيرٌ Seeing; i. q. ↓ مُبْصِرٌ; (M, K;) contr. of ضَرِيرٌ: (S:) of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مُفْعِلٌ, (M,) or of the measure فَاعِلٌ [i. e. ↓ بَاصِرٌ] : (TA:) pl. بُصَرَآءُ. (M, K.) One says, إِنَّهُ لَبَصِيرٌ بِالعَيْنَيْنِ Verily he is one who sees with the two eyes. (Lh, M.) [Hence,] البَصِيرُ, as a name of God, The All-seeing; He who sees all things, both what are apparent thereof and what are occult, without any organ [of vision]. (TA.) And The dog; (M;) as also أَبُو بَصِيرٍ: (Msb:) because it is one of the most sharp-sighted of animals. (M.) b2: Endowed with mental perception; (B;) knowing; skilful; possessing understanding, intelligence, or skill: (S, M, A, Msb, K:) pl. as above. (A.) One says, أَنَا بَصِيرٌ بِهِ I am knowing in it, or respecting it. (Msb.) and إِنَّهُ لَبَصِيرٌ بِالأَشْيَآءِ Verily he is knowing, or skilful, in things. (Lh, M.) And رَجُلٌ بَصِيرٌ بِالعِلْمِ A man knowing, or skilful, in science. (M.) and هُوَ مِنَ البُصَرَآءِ بِالِتّجَارَةِ He is of those who are knowing, or skilful, in commerce. (A.) b3: It is also an epithet applied to A blind man; (A'Obeyd, M, B;) and so أَبُو بَصِيرٍ: (TA in art. عور:) so applied as meaning endowed with mental perception; (B;) or as meaning a believer; (A'Obeyd, M;) or as an epithet of good omen: (M:) and أَبُو بَصِيرٍ is used as meaning الأَعْشَى [the weaksighted, &c.,] for this last reason. (M.) A2: See also بَصِيرَةٌ.

بَصِيرَةٌ Mental perception; the perceptive faculty of the mind; as also ↓ بَصَرٌ: (B:) knowledge; (Msb;) as also ↓ بَصَرٌ (S, Msb) and اِسْتِبْصَارٌ: (Msb:) understanding; intelligence; skill: (M, K:) البَصِيرَةُ signifies الاِ سْتِبْصَارُ فِى الشَّىْءِ [which implies all the meanings above: see 10]: (S:) and القَلْبِ ↓ بَصَرُ [in like manner] signifies mental perception or vision or view; idea, or opinion, occurring to the mind: (M, K:) the pl. of بَصِيرَةٌ is بَصَائرُ; (M, B;) and the pl. of ↓ بَصَرٌ, as syn. therewith, أَبْصَارٌ. (B.) [Sometimes it is opposed to بَصَرٌ, as in the first and second of the following exs.] أَهُونُ مِنْ عِمَى البَصَائِرِ ↓ عَمَى الأَبْصَارِ [Blindness of the eyes is a lighter thing than blindness of the perceptive faculties of the mind]. (A.) When Mo'áwiyeh said to Ibn-(??)Abbás, يَابَنِى

↓ هَاشِمٍ تُصَابُونَ فِى أَبْصَارِكُمْ [O sons of Háshim, ye are afflicted in your eyes], the latter replied, وَأَنْتُمْ يَا بَنِى أُمَيَّةَ تُصَابُونَ فِى بَصَائِرِكُمْ [And ye, O sons of Umeiyeh, are afflicted in your perceptive faculties of the mind]. (M.) and the Arabs say, أَعْمَى اللّٰهُ بَصَائِرَةُ May God blind his faculties of understanding! And one says, لَهُ فِرَاسَةٌ ذَاتُ بَصِيرَةٍ, and بَصَائِرَ, (tropical:) He possesses true intuitive perception. (A.) And رَأَيْتُ عَلَيْكَ ذَاتَ البَصَائِرِ (tropical:) [I saw impressed upon thee the signs of perceptive faculties of the mind]. (A.) b2: Also Belief, or firm belief, of the heart, or mind. (M, K.) And عَلَى بَصِيرَةٍ According to, or agreeably with, knowledge and assurance: (TA:) and purposely; intentionally. (M, TA.) And عَلَى غَيْرِ بَصِيرَةٍ

Without certainty. (M, TA.) b3: Constancy, or firmness, in religion. (TA.) b4: An evidence, a testimony, a proof, an argument, or the like; as also ↓ مَبْصَرَةٌ (S, K) and ↓ مَبْصَرٌ. (K.) b5: [and hence,] Blood, (M,) or somewhat thereof, (As, S, K,) by which one is directed to an animal that has been shot, or to the knowledge thereof: (As, AA, S, M, K:) or blood upon the ground; (Az, S;) what sticks upon the ground, not upon the body: (M:) what adheres to the body is termed جَدِيَّةٌ: (Az, S:) or a portion of blood of the size of a dirhem: (TA:) or what is of a round form, like a shield: or what is of an oblong form: or what is of the size of the فِرْسِن [or foot] of the camel: in all these explanations, blood being meant: or blood not flowing: or what flows thereof at one single time: (M:) or a portion of blood that glistens: (B:) and (as some say, M) the blood of a virgin: (M, K:) and blood-revenge: and a fine for homicide: (TA:) pl. بَصَائِرُ, as above: (S, M:) and ↓ بَصِيرٌ, which occurs in a verse cited by AHn, may also be a pl. of بَصِيرَةٌ, applied to blood, [or rather a coll. gen. n., of which بصيرة is the n. un.,] like as شَعِيرٌ is of شَعِيرَةٌ; or it may be for بصيرة, the ة being elided by poetic license; or it may be a dial. var. of بصيرة, like as one says بَيَاضٌ and بَيَاضَةٌ. (M.) ElAs'ar El-Joafee says, رَاحوا بَصَائِرُهُمْ عَلَى أَكْتَافِهِمْ وَبَصِيرَتِى يَعْدُو بِهَا عَتَدٌ وَأَى

[They went with their blood upon their shoulderblades; but my blood, a ready and swift and strong horse runs with it]; meaning, they neglected the blood of their father, and left it behind them; i. e., they did not take revenge for it; but I have sought my blood-revenge: (S, M: *) but see another explanation in what follows. (S. [See also Ham p. 59.]) b6: (tropical:) A witness: (Lh, S, * M, Mgh, K:) an observer and a witness. (A.) بَلِ الإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ, in the Kur [lxxv. 14], means (tropical:) Nay, the man shall be witness against himself: (S, Mgh:) or it means that his arms, or hands, and his legs, or feet, and his tongue, shall be witnesses against him on the day of resurrection: (M:) Akh says that it is like the saying to a man, أَنْتَ حُجَّةٌ عَلَى نَفْسِكَ: (S:) the ة is added because the members are meant thereby; (B;) or to give intensiveness to the signification, (Mgh, B,) as in عَلَّامَةٌ and رَاوِيَةٌ; (B;) or because the meaning is عَيْنٌ بَصِيرَةٌ. (Mgh.) You say also, اِجْعَلْنِى بَصِيرَةً عَلَيْهِمْ (tropical:) Make thou me an observer of them and a witness against them. (Lh, * M, * A.) b2: An example by which one is admonished: (K:) pl. بَصَائِرُ; which is said to be used agreeably with this interpretation in the Kur xxviii. 43. (TA.) You say, أَمَا لَكَ بَصِيرَةٌ فِيهِ (tropical:) Hast thou not an example whereby thou shouldst be admonished in him? (TA.) A2: A shield: (AO, S, M, K:) or a glistening shield: or an oblong shield: (TA:) and a coat of mail: (AO, S, M, K:) and any defensive armour: (M, TA:) and بَصَائِرُ السِّلَاحِ any arms that are worn: and بِصَارٌ, as well as بَصَائِرُ, is a pl. thereof. (TA.) Accord. to AO, the verse of El-Joafee cited above commences thus: حَمَلُوا بَصَائِرَهُمْ عَلَى أَكْتَافِهِمْ and the meaning is, [They bore] their shields [upon their shoulder-blades]; or their coats of mail. (S.) A3: An oblong piece of cloth (K, TA) of cotton or other material. (TA.) [See بُصْرٌ.] Such is hung upon the door of a dwelling. (TA.) And you say, رَأَيْتُ عَلَيْهِ بَصِيرَةً, i. e. شُقَّةً مُلَفَّقَةً

[app. meaning I saw upon him a garment composed of two oblong pieces of cloth joined and sewed together]. (TA.) b2: What is between the two oblong pieces of cloth [i. e. between any two of such pieces] of a بَيْت [or tent]; (S, K;) and what is between the two pieces of a مَزَادَة and the like; what is sewed, thereof, in the manner termed بَصْرٌ [inf. n. of بَصَرَ: see 1, last sentence]: (B:) pl. بَصَائِرُ: (S:) and ↓ بَاصِرٌ signifies [in like manner] what is joined and sewed together (مُلَفَّق) between two oblong pieces of cloth or two pieces of rag. (TA.) بَاصِرٌ: see بَصِيرٌ. b2: لَمْحٌ بَاصِرٌ (tropical:) An intent, or a hard, glance: (M, K:) or a very intent or hard glance. (S.) You say, أَرَيْتُهُ لَمْحًا بَاصِرًا (tropical:) I showed him a very intent or hard glance: (S, M: *) باصرا being here used for the augmented epithet [مُبْصِرًا]; (M;) or it is a possessive epithet, (Yaakoob, M,) like لَابِنٌ and تَامِرٌ, meaning ذُو بَصَرٍ, from أَبْصَرْتُ, like مَوْتٌ مَائِتٌ from

أَمَتُّ; and it means I showed him a severe thing. (S.) And لَقِىَ مِنْهُ لَمْحًا بَاصِرًا (tropical:) He experienced from him a manifest, or an evident, thing. (M. [See also art. لمح.]) And رَأَى فُلَانٌ لَمْحًا بَاصِرًا (tropical:) Such a one beheld a terrible thing. (Lth, TA.) And أَرَانِى الزَّمَانُ لَمْحًا بَاصِرًا (tropical:) Fortune showed me a terrifying thing. (A.) b3: It is said in a prov., خَيْرُ الغَدَآءِ بَوَاكِرُهُ وَخَيْرُ العَشَآءِ بَوَاصِرُهُ, [the word بَوَاصِرُ being pl. of ↓ بَاصِرَةٌ,] meaning [The best kinds of morning-meal are those thereof that are early; and the best kinds of evening-meal are those thereof] in which the food is seen, before the invasion of night. (Meyd. See Freytag's Arab. Prov. i. 442.) b4: بَاصِرَةٌ [as an epithet in which the quality of a subst. predominates]: see بَصَرٌ.

A2: See also بَصَيرَةٌ, last sentence.

بَاصِرَةٌ: see بَصَرٌ: and see بَاصِرٌ.

بَاصُورٌ: see بَاسُورٌ.

بِنْصِرٌ: see art. بنصر.

أَبْصَرُ [More, and most, sharp-sighted or clearsighted: see an ex. voce حَيَّةٌ].

مَبْصَرٌ: see بَصَيرةٌ.

مُبْصَرٌ and its fem. مُبْصَرَةٌ: see the next paragraph, in three places.

مُبْصِرٌ: see بَصِيرٌ. b2: [Hence,] (tropical:) A watcher, or guard, set in a garden. (A.) b3: And المُبْصِرُ (assumed tropical:) The lion, which sees his prey from afar, and pursues it. (K.) A2: [Making, or causing, to see, or to have sight: and hence, giving light; shining; illumining: and conspicuous; manifest; evident; apparent: also making, or causing, to have mental perception, or knowledge, or skill.] وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا, in the Kur [x. 68, &c. (in the CK ↓ والنّهارُ مُبْصَرًا)], means, And the day [causing to see; or] in which one sees; (K;) giving light; shining; or illumining. (TA.) And فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً, also in the Kur [xxvii. 13], (assumed tropical:) And when our signs came to them, making them to have sight, or to have mental perception, or knowledge, or skill; expl. by تَجْعَلُهُمْ بُصَرَآءَ: (Akh, S, K:) or giving light; shining; or illumining: (S:) or being conspicuous, manifest, or evident: or we may read ↓ مُبْصَرَةً, meaning having become manifest, or evident. (Zj, M.) And آتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً, also in the Kur [xvii. 61], (assumed tropical:) And we gave to Thamood the she-camel, by means of which they had sight, or mental perception, or knowledge, or skill: (Akh:) or a sign giving light, shining, or illumining; (Fr, T;) and this is the right explanation: (T:) or a manifest, or an evident, sign: (Zj, L, K:) and some read ↓ مُبْصَرَةً, meaning having become manifest, so as to be seen. (Zj, L.) And جَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً, also in the Kur [xvii. 13], (tropical:) We have made the sign of the day manifest, or apparent. (K, TA.) A3: One who hangs upon his door a بَصِيرَة, i. e. an oblong piece of cloth (K, TA) of cotton or other material. (TA.) مَبْصَرَةٌ: see بَصِيرَةٌ.

مُسْتَبْصِرٌ One who seeks, or endeavours, to see a thing plainly or clearly [either with the eyes or with the mind]. (TA, from a trad.) b2: وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ, in the Kur [xxix. 37], means, and they were endowed with perceptive faculties of the mind, or of knowledge, or of skill: (Jel:) or they clearly perceived, when they did what they did, that the result thereof would be their punishment. (M.) And you say, هُوَ مُسْتَبْصِرٌ فِى دِينِهِ وَعَمَلِهِ He is endowed with mental perception, or knowledge, or understanding, intelligence, or skill, in his religion and his actions. (TA.)

بصر: ابن الأَثير: في أَسماء الله تعالى البَصِيرُ، هو الذي يشاهد

الأَشياء كلها ظاهرها وخافيها بغير جارحة، والبَصَرُ عبارة في حقه عن الصفة

التي ينكشف بها كمالُ نعوت المُبْصَراتِ. الليث: البَصَرُ العَيْنُ إِلاَّ

أَنه مذكر، وقيل: البَصَرُ حاسة الرؤْية. ابن سيده: البَصَرُ حِسُّ

العَين والجمع أَبْصارٌ.

بَصُرَ به بَصَراً وبَصارَةً وبِصارَةً وأَبْصَرَهُ وتَبَصَّرَهُ: نظر

إِليه هل يُبْصِرُه. قال سيبويه: بَصُرَ صار مُبْصِراً، وأَبصره إِذا

أَخبر بالذي وقعت عينه عليه، وحكاه اللحياني بَصِرَ به، بكسر الصاد، أَي

أَبْصَرَهُ. وأَبْصَرْتُ الشيءَ: رأَيته. وباصَرَه: نظر معه إِلى شيء

أَيُّهما يُبْصِرُه قبل صاحبه. وباصَرَه أَيضاً: أَبْصَرَهُ؛ قال سُكَيْنُ بنُ

نَصْرَةَ البَجَلي:

فَبِتُّ عَلى رَحْلِي وباتَ مَكانَه،

أُراقبُ رِدْفِي تارَةً، وأُباصِرُه

الجوهري: باصَرْتُه إِذا أَشْرَفتَ تنظر إِليه من بعيد. وتَباصَرَ

القومُ: أَبْصَرَ بعضهم بعضاً.

ورجل بَصِيرٌ مُبْصِرٌ: خلاف الضرير، فعيل بمعنى فاعل، وجَمْعُه

بُصَراءُ. وحكى اللحياني: إِنه لَبَصِيرٌ بالعينين.

والبَصارَةُ مَصْدَرٌ: كالبَصر، والفعل بَصُرَ يَبْصُرُ، ويقال بَصِرْتُ

وتَبَصَّرْتُ الشيءَ: شِبْهُ رَمَقْتُه. وفي التنزيل العزيز: لا تدركه

الأَبصارُ وهو يدرك الأَبصارَ ؛ قال أَبو إسحق: أَعْلَمَ اللهُ أَنهُ

يُدْرِك الأَبصارَ وفي هذا الإِعلام دليل أَن خلقه لا يدركون الأَبصارَ أَي

لا يعرفون كيف حقيقة البَصَرَ وما الشيء الذي به صار الإِنسان يُبْصِرُ من

عينيه دون أَن يُبْصِرَ من غيرهما من سائر أَعضائه، فَأَعْلَم أَن

خَلْقاً من خلقه لا يُدْرِك المخلوقون كُنْهَهُ ولا يُحيطون بعلمه، فكيف به

تعالى والأَبصار لا تحيط به وهو اللطيف الخبير. فأَمَّا ما جاء من الأَخبار

في الرؤْية، وصح عن رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، فغير مدفوع وليس في

هذه الآية دليل على دفعها، لأَن معنى هذه الآية إِدراك الشيء والإِحاطة

بحقيقته وهذا مذهب أَهل السنَّة والعلم بالحديث. وقوله تعالى: قد جاءَكم

بصائرُ من رَبكم؛ أَي قد جاءَكم القرآن الذي فيه البيان والبصائرُ، فمن

أَبْصَرَ فلنفسه نَفْعُ ذلك، ومن عَمِيَ فَعَلَيْها ضَرَرُ ذلك، لأَن الله

عز وجل غني عن خلقه. ابن الأَعرابي: أَبْصَرَ الرجلُ إِذا خرج من الكفر

إِلى بصيرة الإِيمان؛ وأَنشد:

قَحْطَانُ تَضْرِبُ رَأْسَ كُلِّ مُتَوَّجٍ،

وعلى بَصائِرِها، وإِنْ لَمْ تُبْصِر

قال: بصائرها إسلامها وإِن لم تبصر في كفرها.

ابن سيده: أَراه لَمْحاً باصِراً أَي نظراً بتحديق شديد، قال: فإِما أَن

يكون على طرح الزائد، وإِما أَن يكون على النسب، والآخر مذهب يعقوب.

ولقي منه لَمْحاً باصِراً أَي أَمراً واضحاً. قال: ومَخْرَجُ باصِرٍ من مخرج

قولهم رجل تامِرٌ ولابِنٌ أَي ذو لبن وتمر، فمعنى باصر ذو بَصَرَ، وهو

من أَبصرت، مثل مَوْتٌ مائِتٌ من أَمَتُّ، أَي أَرَيْتُه أَمْراً شديداً

يُبْصِرُه. وقال الليث: رأَى فلان لَمْحاً باصِراً أَي أَمراً مفروغاً

منه. قال الأَزهري: والقول هو الأَوَّل؛ وقوله عز وجل: فلما جاءتهم آياتُنا

مُبْصِرَةً؛ قال الزجاج: معناه واضحةً؛ قال: ويجوز مُبْصَرَةً أَي

مُتَبَيِّنَةً تُبْصَرُ وتُرَى. وقوله تعالى: وآتينا ثمودَ الناقةَ مُبْصِرَةً؛

قال الفراء: جعل الفعل لها، ومعنى مُبْصِرَة مضيئة، كما قال عز من قائل:

والنهارَ مُبْصِراً؛ أَي مضيئاً. وقال أَبو إِسحق: معنى مُبْصِرَة

تُبَصِّرُهم أَي تُبَيِّنُ لهم، ومن قرأَ مُبْصِرَةً فالمعنى بَيِّنَة، ومن

قرأَ مُبْصَرَةً فالمعنى متبينة فَظَلَمُوا بها أَي ظلموا بتكذيبها. وقال

الأَخفش: مُبْصَرَة أَي مُبْصَراً بها؛ قال الأَزهري: والقول ما قال

الفرّاء أَراد آتينا ثمود الناقة آية مُبْصِرَة أَي مضيئة. الجوهري:

المُبْصِرَةُ المضيئة؛ ومنه قوله تعالى: فلما جاءَتهم آياتنا مُبْصِرَةً؛ قال

الأَخفش: إِنها تُبَصِّرهم أَي تجعلهم بُصَراء.

والمَبْصَرَةُ، بالفتح: الحُجَّة. والبَصِيرَةُ: الحجةُ والاستبصار في

الشيء.

وبَصَّرَ الجَرْوُ تبصيراً: فتح عينيه. ولقيه بَصَراً أَي حين تباصرت

الأَعْيانُ ورأَى بعضها بعضاً، وقيل: هو في أَوَّل الظلام إِذا بقي من

الضوء قدر ما تتباين به الأَشباح، لا يُستعمل إِلاَّ ظرفاً. وفي حديث عليّ،

كرم الله وجهه: فأرسلت إِليه شاة فرأَى فيها بُصْرَةً من لَبَنٍ؛ يريد

أَثراً قليلاً يُبْصِرُه الناظرُ إِليه، ومنه الحديث: كان يصلي بنا صلاةَ

البَصَرِ حتى لو أَن إِنساناً رمى بنَبْلَةٍ أَبصرها؛ قيل: هي صلاة المغرب،

وقيل: الفجر لأَنهما تؤَدَّيان وقد اختلط الظلام بالضياء. والبَصَر

ههنا: بمعنى الإِبصار، يقال بَصِرَ به بَصَراً. وفي الحديث: بصر عيني وسمع

أُذني، وقد اختلف في ضبطه فروي بَصُرَ وسَمِعَ وبَصَرُ وسَمْعُ على أَنهما

اسمان.

والبَصَرُ: نَفاذٌ في القلب. وبَصرُ القلب: نَظَرَهُ وخاطره.

والبَصِيرَةُ: عَقِيدَةُ القلب. قال الليث: البَصيرة اسم لما اعتقد في

القلب من الدين وتحقيق الأَمر؛ وقيل: البَصيرة الفطنة، تقول العرب: أَعمى

الله بصائره أَي فِطَنَه؛ عن ابن الأَعرابي: وفي حديث ابن عباس: أَن

معاوية لما قال لهم: يا بني هاشم تُصابون في أَبصاركم، قالوا له: وأَنتم يا

بني أُمية تصابون في بصائركم. وفَعَلَ ذلك على بَصِيرَةٍ أَي على عَمْدٍ.

وعلى غير بَصيرة أَي على غير يقين. وفي حديث عثمان: ولتَخْتَلِفُنَّ على

بَصِيرَةٍ أَي على معرفة من أَمركم ويقين. وفي حديث أُم سلمة: أَليس

الطريقُ يجمع التاجِرَ وابنَ السبيل والمُسْتَبْصِرَ والمَجْبورَ أَي

المُسْتَبِينَ للشيء؛ يعني أَنهم كانوا على بصيرة من ضلالتهم، أَرادت أَن تلك

الرفقة قد جمعت الأَخيار والأَشرار. وإِنه لذو بَصَرٍ وبصيرة في العبادة؛

عن اللحياني. وإِنه لَبَصِيرٌ بالأَشياء أَي عالم بها؛ عنه أَيضاً. ويقال

للفِراسَةِ الصادقة: فِراسَةٌ ذاتُ بَصِيرة. والبصيرة: العِبْرَةُ؛ يقال:

أَمَا لك بَصِيرةٌ في هذا؟ أَي عِبْرَةٌ تعتبر بها؛ وأَنشد:

في الذَّاهِبِين الأَوَّلِيـ

ـنَ مِن القُرُونِ، لَنا بَصائرْ

أَي عِبَرٌ: والبَصَرُ: العلم. وبَصُرْتُ بالشيء: علمته؛ قال عز وجل:

بَصُرْتُ بما لم يَبْصُرُوا به. والبصير: العالم، وقد بَصُرَ بَصارَةً.

والتَّبَصُّر: التَّأَمُّل والتَّعَرُّفُ. والتَّبْصِيرُ: التعريف

والإِيضاح. ورجلٌ بَصِيرٌ بالعلم: عالم به. وقوله، عليه السلام: اذهبْ بنا

إِلى فلانٍ البصيرِ، وكان أَعمى؛ قال أَبو عبيد: يريد به المؤمن. قال ابن

سيده: وعندي أَنه، عليه السلام، إِنما ذهب إِلى التَّفؤل

(* قوله «إِنما

ذهب إلى التفؤل إلخ» كذا بالأصل). إِلى لفظ البصر أَحسن من لفظ العمى، أَلا

ترى إِلى قول معاوية: والبصير خير من الأَعمى؟ وتَبَصَّرَ في رأْيِه

واسْتَبْصَرَ: تبين ما يأْتيه من خير وشر. واستبصر في أَمره ودينه إِذا كان

ذا بَصيرة. والبَصيرة: الثبات في الدين. وفي التنزيل العزيز: وكانوا

مستبصرين: أَي اتوا ما أَتوه وهم قد تبين لهم أَن عاقبته عذابهم، والدليل على

ذلك قوله: وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أَنفسهم يظلمون؛ فلما تبين

لهم عاقبة ما نهاهم عنه كان ما فعل بهم عدلاً وكانوا مستبصرين؛ وقيل أَي

كانوا في دينهم ذوي بصائر، وقيل: كانوا معجبين بضلالتهم. وبَصُرَ

بَصارَةً: صار ذا بصيرة. وبَصَّرَهُ الأَمْرَ تَبْصِيراً وتَبْصِرَةً: فَهَّمَهُ

إِياه. وقال الأَخفش في قوله: بَصُرْتُ بما لم يَبْصُرُوا به؛ أَي علمت

ما لم يعلموا به من البصيرة. وقال اللحياني: بَصُرْتُ أَي أَبصرت، قال:

ولغة أُخرى بَصِرْتُ به أَبْصَرْته. وقال ابن بزرج: أَبْصِرْ إِليَّ أَي

انْظر إِليّ، وقيل: أَبْصِرْ إِليَّ أَي التفتْ إِليَّ. والبصيرة: الشاهدُ؛

عن اللحياني. وحكي: اجْعَلْنِي بصيرةً عليهم؛ بمنزلة الشهيد. قال: وقوله

تعالى: بل الإِنسان على نفسه بَصيرة؛ قال ابن سيده: له معنيان: إِن شئت

كان الإِنسان هو البَصيرة على نفسه أَي الشاهد، وإِن شئت جعلت البصيرة

هنا غيره فعنيت به يديه ورجليه ولسانه لأَن كل ذلك شاهد عليه يوم القيامة؛

وقال الأَخفش: بل الإِنسان على نفسه بصيرة، جعله هو البصيرة كما تقول

للرجل: أَنت حُجة على نفسك؛ وقال ابن عرفة: على نفسه بصيرة، أَي عليها شاهد

بعملها ولو اعتذر بكل عهذر، يقول: جوارحُه بَصيرةٌ عليه أَي شُهُودٌ؛ قال

الأَزهري: يقول بل الإِنسان يوم القيامة على نفسه جوارحُه بَصِيرَةٌ بما

حتى عليها، وهو قوله: يوم تشهد عليهم أَلسنتهم؛ قال: ومعنى قوله بصيرة

عليه بما جنى عليها، ولو أَلْقَى مَعاذِيرَه؛ أَي ولو أَدْلى بكل حجة.

وقيل: ولو أَلقى معاذيره، سُتُورَه. والمِعْذَارُ: السِّتْرُ. وقال الفرّاء:

يقول على الإِنسان من نفسه شهود يشهدون عليه بعمله اليدان والرجلان

والعينان والذكر؛ وأَنشد:

كأَنَّ على ذِي الظَّبْيِ عَيْناً بَصِيرَةً

بِمَقْعَدِهِ، أَو مَنظَرٍ هُوَ ناظِرُهْ

يُحاذِرُ حتى يَحْسَبَ النَّاسَ كُلَّهُمْ،

من الخَوْفِ، لا تَخْفَى عليهم سَرائرُهْ

وقوله:

قَرَنْتُ بِحِقُوَيْهِ ثلاثاً فَلَمْ تَزُغْ

عَنِ القَصْدِ، حَتَّى بُصِّرَتْ بِدِمامِ

قال ابن سيده: يجوز أَن يكون معناه قُوِّيَتْ أَي لما هَمَّ هذا الريش

بالزوال عن السهم لكثرة الرمي به أَلزقه بالغِراء فثبت. والباصِرُ:

المُلَفِّقُ بين شُقَّتين أَو خِرْقَتَين. وقال الجوهري في تفسير البيت: يعني

طَلَى رِيشَ السهم بالبَصِيرَةِ وهي الدَّمُ. والبَصِيرَةُ:

ما بين شُقَّتَي البيتِ وهي البصائر.

والبَصْرُ: أَن تُضَمَّ حاشيتا أَديمين يخاطان كما تخاط حاشيتا الثوب.

ويقال: رأَيت عليه بَصِيرَةً من الفقر أَي شُقَّةً مُلَفَّقَةً. الجوهري:

والبَصْرُ أَن يُضَمَّ أَدِيمٌ إِلى أَديم، فيخرزان كما تخاط حاشيتا

الثوب فتوضع إِحداهما فوق الأُخرى، وهو خلاف خياطة الثوب قبل أَن يُكَفَّ.

والبَصِيرَةُ: الشُّقَّةُ التي تكون على الخباء. وأَبْصَر إِذا عَلَّق على

باب رحله بَصِيرَةً، وهي شُقَّةٌ من قطن أَو غيره؛ وقول توبة:

وأُشْرِفُ بالقُورِ اليَفاعِ لَعَلَّنِي

أَرَى نارَ لَيْلَى، أَو يَراني بَصِيرُها

قال ابن سيده: يعني كلبها لأَن الكلب من أَحَدّ العيونِ بَصَراً.

والبُصْرُ: الناحيةُ مقلوب عن الصُّبْرِ. وبُصْرُ الكَمْأَة وبَصَرُها:

حُمْرَتُها؛ قال:

ونَفَّضَ الكَمْءَ فأَبْدَى بَصَرَهْ

وبُصْرُ السماء وبُصْرُ الأَرض: غِلَظُها، وبُصْرُ كُلّ شيء: غِلَظُهُ.

وبُصْرُه وبَصْرُه: جلده؛ حكاهما اللحياني عن الكسائي، وقد غلب على جلد

الوجه. ويقال: إِن فلاناً لمَعْضُوب البُصْرِ إِذا أَصاب جلدَه عُضابٌ،

وهو داء يخرج به. الجوهري: والبُصْرُ، بالضم، الجانبُ والحَرْفُ من كل شيء.

وفي حديث ابن مسعود: بُصْرُ كل سماء مسيرة خمسمائة عام، يريد غِلَظَها

وسَمْكَها، وهو بضم الباء وفي الحديث أَيضاً: بُصْرُ جِلْد الكافر في

النار أَربعون ذراعاً. وثوبٌ جَيّدُ البُصْرِ: قويٌّ وَثِيجٌ. والبَصْرُ

والبِصْرُ والبَصْرَةُ: الحجر الأَبيض الرِّخْوُ، وقيل: هو الكَذَّانُ فإِذا

جاؤُوا بالهاء قالوا بَصْرَة لا غير، وجمعها بِصار؛ التهذيب: البَصْرُ

الحجارة إِلى البياض فإِذا جاؤُوا بالهاء قالوا البَصْرَةُ. الجوهري:

البصرة حجارة رخوة إِلى البياض ما هي، وبها سميت البصرة؛ وقال ذو الرمة يصف

إِبلاً شربت من ماء:

تَداعَيْن باسم الشَّيبِ في مُتَثَلِّمٍ،

جَوانِبُه مِنْ بَصْرَةٍ وسِلامِ

قال: فإِذا أَسقطت منه الهاء قلت بِصْرٌ، بالكسر. والشِّيب: حكاية صوت

مشافرها عند رشف الماء؛ ومثله قول الراعي:

إِذا ما دَعَتْ شِيباً، بِجَنْبَيْ عُنَيْزَةٍ،

مَشافِرُها في ماءٍ مُزْنٍ وباقِلِ

وأَراد ذو الرمة بالمتثلم حوضاً قد تهدّم أَكثره لقدمه وقلة عهد الناس

به؛ وقال عباس بن مرداس:

إِنْ تَكُ جُلْمُودَ بَصْرٍ لا أُوَبِّسُه،

أُوقِدْ عليه فَأَحْمِيهِ فَيَنْصَدِعُ

أَبو عمور: البَصْرَةُ والكَذَّانُ، كلاهما: الحجارة التي ليست بصُلبة.

وأَرض فلان بُصُرة، بضم الصاد، إِذا كانت حمراء طيبة. وأَرض بَصِرَةٌ

إِذا كانت فيها حجارة تقطع حوافر الدواب. ابن سيده: والبُصْرُ الأَرض الطيبة

الحمراءُ. والبَصْرَةُ والبَصَرَةُ والبَصِرَة: أَرض حجارتها جِصٌّ،

قال: وبها سميت البَصْرَةُ، والبَصْرَةُ أَعم، والبَصِرَةُ كأَنها صفة،

والنسب إِلى البَصْرَةِ بِصْرِيٌّ وبَصْرِيٌّ، الأُولى شاذة؛ قال عذافر:

بَصْرِيَّةٌ تزوَّجَتْ بَصْرِيّا،

يُطْعِمُها المالِحَ والطَّرِيَّا

وبَصَّرَ القومُ تَبْصِيراً: أَتوا البَصْرَة؛ قال ابن أَحمر:

أُخِبِّرُ مَنْ لاقَيْتُ أَنِّي مُبَصِّرٌ،

وكائِنْ تَرَى قَبْلِي مِنَ النَّاسِ بَصَّرَا

وفي البَصْرَةِ ثلاثُ لغات: بَصْرَة وبِصْرَة وبُصْرَة، واللغة العالية

البَصْرَةُ. الفرّاء: البِصْرُ والبَصْرَةُ الحجارة البراقة. وقال ابن

شميل: البَصْرَة أَرْض كأَنها جبل من جِصٍّ وهي التي بنيت بالمِرْبَدِ،

وإِنما سميت البَصْرَةُ بَصْرَةً بها. والبَصْرَتان: الكوفةُ والبصرة.

والبَصْرَةُ: الطِّين العَلِكُ. وقال اللحياني: البَصْرُ الطين العَلِكُ

الجَيِّدُ الذي فيه حَصًى.

والبَصِيرَةُ: التُّرْسُ، وقيل: هو ما استطال منه، وقيل: هو ما لزق

بالأَرض من الجسد، وقيل: هو قَدْرُ فِرْسِنِ البعير منه، وقيل: هو ما استدل

به على الرَّمِيَّةِ. ويقال: هذه بَصِيرَةٌ من دَمٍ، وهي الجَدِيَّةُ منها

على الأَرض. والبَصِيرَةُ: مقدار الدِّرْهَم من الدَّمِ. والبَصِيرَةُ:

الثَّأْرُ. وفي الحديث: فأُمِرَ به فَبُصِرَ رَأْسُه أَي قُطِعَ. يقال:

بَصَرَهُ بسيفه إِذا قطعه، وقيل: البصيرة من الدم ما لم يسل، وقيل: هو

الدُّفْعَةُ منه، وقيل: البَصِيرَةُ دَمُ البِكْرِ؛ قال:

رَاحُوا، بَصائِرُهُمْ على أَكْتَافِهِمْ،

وبَصِيرَتِي يَعْدُو بِها عَتَدٌ وَأَى

يعني بالبصائر دم أَبيهم؛ يقول: تركوا دم أَبيهم خلفهم ولم يَثْأَرُوا

به وطَلَبْتُه أَنا؛ وفي الصحاح: وأَنا طَلَبْتُ ثَأْرِي. وكان أَبو عبيدة

يقول: البَصِيرَةُ في هذا البيت الترْسُ أَو الدرع، وكان يرويه: حملوا

بصائرهم؛ وقال ابن الأَعرابي: راحوا بصائرُهم يعني ثِقْل دمائهم على

أَكتافهم لم يَثْأَرُوا بها. والبَصِيرَة: الدِّيَةُ. والبصائر: الديات في

أَوَّل البيت، قال أَخذوا الديات فصارت عاراً، وبصيرتي أَي ثَأْرِي قد حملته

على فرسي لأُطالب به فبيني وبينهم فرق. أَبو زيد: البَصيرة من الدم ما

كان على الأَرض. والجَدِيَّةُ: ما لَزِقَ بالجسد. وقال الأَصمعي: البَصيرة

شيء من الدم يستدل به على الرَّمِيَّةِ. وفي حديث الخوارج: ويَنْظُر في

النَّصْلِ فلا يرى بَصِيرَةً أَي شيئاً من الدم يستدل به على الرمية

ويستبينها به؛ وقوله أَنشده أَبو حنيفة:

وفي اليَدِ اليُمْنَى لِمُسْتَعِيرها

شَهْبَاءُ، تُرْوِي الرِّيشَ مِنْ بَصِيرِها

يجوز أَن يكون جمع البصيرة من الدم كشَعِيرة وشَعِير ونحوها، ويجوز أَن

يكون أَراد من بصيرتها فحذف الهاء ضرورة، كما ذهب إِليه بعضهم في قول

أَبي ذؤيب:

أَلا لَيْتَ شِعْرِي، هل تَنَظَّرَ خالِدٌ

عِيادِي عَلى الهِجْرانِ، أَمْ هُوَ يائِسُ؟

(* ورد هذا الشعر في كلمة «بشر» وفيه لفظة عنادي بدلاً من عيادي ولعلَّ

ما هنا أَكثر مناسبة للمعنى مما هنالك).

ويجوز أَن يكون البَصِيرُ لغةً في البَصِيرَة، كقولك حُقٌّ وحُقَّةٌ

وبياض وبياضة. والبَصيرَةُ: الدِّرْعُ، وكلُّ ما لُبِسَ جُنَّةً بَصِيرةٌ.

والبَصِيرَةُ: التُّرس، وكل ما لُبِسَ من السلاح فهو بصائر السلاح.

والباصَرُ: قَتَبٌ صغير مستدير مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي عن ثعلب، وهي

البواصر.

وأَبو بَصِير: الأَعْشَى، على التطير. وبَصير: اسم رجل. وبُصْرَى: قرية

بالشام، صانها الله تعالى؛ قال الشاعر:

ولو أُعْطِيتُ مَنْ ببلادِ بُصْرَى

وقِنَّسْرِينَ مِنْ عَرَبٍ وعُجْمِ

وتنسب إِليها السيوف البُصْرِيَّة؛ وقال:

يَفْلُونَ بالقَلَعِ البُصْرِيّ هامَهُمُ

(* في أساس البلاغة: يَعلون بالقَلَع إلخ).

وأَنشد الجوهري للحصين بن الحُمامِ المُرّي:

صَفائح بُصْرَى أَخْلَصَتْها قُيُونُها،

ومُطَّرِداً مِنْ نَسْج دَاودَ مُحْكَمَا

والنسَبُ إِليها بُصْرِيٌّ؛ قال ابن دريد: أَحسبه دخيلاً. والأَباصِرُ:

موضع معروف؛ وفي حديث كعب: تُمسك النار يوم القيامة حتى تَبِصَّ كأَنَّها

مَتْنُ إِهالَةٍ أَي تَبْرُقَ ويتلأْلأَ ضوؤُها.

بصر
: (البَصَرُ، محرَّكةٌ) : العَيْنُ، إِلّا أَنه مُذَكَّرٌ، وَقيل: البَصَرُ: حاسَّةُ الرُّؤْيَةِ، قالَه اللَّيْث، ومثلُه فِي الصّحاح. وَفِي المِصباح: البَصَرُ: النُّورُ الَّذِي تُدرِكُ بِهِ الجارِحَةُ المُبْصَرَاتِ. وَفِي المُحكَم: البَصَرُ: (حِسُّ العَيْنِ، ج أَبصارٌ) . (و) البَصَرُ (مِن القَلْبِ: نَظَرُه وخاطِرُه) ، والبَصَرُ: نَفَاذٌ فِي القَلْب، كَمَا فِي اللِّسان، وَبِه فُسِّرت الآيةُ: {فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ} (الْملك: 3) .
وَفِي البَصَائِرِ للمصنِّف: البَصِيرَةُ: قُوَّةُ القَلْبِ المُدرِكَةُ، وَيُقَال: بَصَرٌ أَيضاً، قَالَ اللهُ تعالَى: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} (النَّجْم: 17) .
وجمعُ البَصَرِ أَبْصَارٌ، وجمعُ البَصِيرَةِ بَصائِرُ.
وَلَا يكادُ يُقَال للجارِحَةِ لنّاظرةِ: بَصِيرَةٌ. إِنّما هِيَ بَصَرٌ، وَيُقَال للقُوَّة الَّتِي فِيهَا أَيضاً: بَصَرٌ، وَيُقَال مِنْهُ: أَبْصَرْتُ، وَمن الأَوَّلِ، أَبْصَرْتُه وبَصُرْتُ بِهِ، وقَلَّمَا يُقَال فِي الحاسَّة إِذا لم تُضامُّه رؤيةُ القلبِ: بَصُرْتُ.
(وبَصُرَ بِهِ ككَرُمَ وفَرِحَ) ، الثانيةُ حَكَاهَا اللِّحْيَانِيُّ والفَرّاءُ، (بَصَراً وبَصَارَةً، ويُكْسَرُ) ككِتَابةٍ: (صَار مُبْصِراً) .
(وأَبْصَرَه وَتَبَصَّرَه: نَظَرَ) إِلي: (هَل يُبْصِرُه؟) .
قَالَ سِيبَوَيْهِ: بَصُرَ: صارَ مُبْصِراً، وأَبْصَرَه، إِذا أَخْبَرَ بِالَّذِي وَقَعَتْ عَيْنُه عَلَيْهِ.
(و) عَن اللِّحْيَانِّي: أَبصَرتُ الشيْءَ: رأَيتُه.
و (باصَرَا: نَظَرَا أَيُّهما يُبْصِرُ قَبْلُ) . ونصَّ عبارةِ النَّوَادِرِ: وباصَرَه: نَظَرَ مَعَه إِلى شيْءٍ: أَيُّهما يُبْصِرُه قبلَ صاحِبِه. وباصَرَه أَيضاً: أَبْصَرَه قَالَ سُكَيْنُ بنُ نَضْرَةَ البَجَلِيّ) . فَبِت على رَحْلِي وباتَ مَكانَه
أُراقِبُ رِدْفِي تَارَة وأُبَاصِرُهْ
وَفِي الصّحاح: باصَرْتُه إِذا أَشْرَفْتَ تَنْظُرُ إِليه من بَعِيدٍ.
(وتَباصَرُوا: أَبْصَرَ بعضُهم بَعْضًا) .
(والبَصِيرُ: المُبْصِرُ) ، خِلافُ الضَّرِيرِ، فَعِيلٌ بِمَعْنى فاعلٍ. (ج بُصَراءُ) .
وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: وإِنَّه لَبَصِيرٌ بالعَيْنَيْنِ.
(و) البَصِيرُ: (العالِمُ) ، رجُلٌ بَصِيرٌ بالعِلْمِ: عالِمٌ بِهِ. وَقد بَصُرَ بَصَارةً، وإِنه لَبَصِيرٌ بالأَشياءِ، أَي عالِمٌ بهَا. والبَصَرُ: العِلْم، وبَصُرْتُ بالشَّيْءِ: عَلِمْتُه، قَالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: {بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُواْ بِهِ} (طه: 96) قَالَ الأَخْفشُ: أَي عَلِمْتُ مَا لم يَعْلَمُوا بِهِ، مِن البَصِيرَة. وَقَالَ اللِّحْيَانيُّ: بَصُرْتُ، أَي أَبْصَرْتُ، قَالَ: ولُغَةٌ أُخرَى: بَصِرْتُ بِهِ: أَبْصَرْتُه، كَذَا فِي اللِّسَان وَفِي المِصباح والصّحاح، ونقَلَه الفَخْرُ الرّازِيُّ، وَيُقَال: بَصِيرٌ بِكَذَا وَكَذَا، أَي حاذِقٌ، لَهُ عِلْمٌ دَقيقٌ بِهِ.
وقولُه عَلَيْهِ السَّلامُ: (إذْهَبْ بنَا إِلى فُلانٍ البَصِيرِ) ، كَانَ أَعْمَى. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُرِيدُ بِهِ المؤمِنَ، قَالَ ابْن سِيدَه: وَعِنْدِي أَنه عَلَيْهِ السَّلامُ إِنّمَا ذَهَبَ إِلى التَّفَاؤُل إِلى لَفْظ البَصر أَحسن من لَفْظ الأَعْمَى، أَلا تَرَى إِلى قَول مُعاويةَ: (والبَصِيرُ خَيرٌ مِن الأَعمَى) . وَقَالَ المصنِّف فِي البَصائر: والضَّريرُ يُقَال لَهُ؛ بَصيرٌ، على سَبِيل العَكْسِ، والصَّوابُ أَنِ قيل ذالك لَهُ؛ لِما لَهُ مِن قُوَّةِ بَصِيرَةِ القَلْبِ.
(و) البَصِيرَةُ (بالهاءِ: عَقِيدَةُ القَلْبِ) ، قَالَ اللَّيْث: البَصِيرَةُ: إسمٌ لما اعتُقِدَ فِي القلْب مِن الدِّين وتحقيقِ الأَمرِ. وَفِي البَصَائر: البَصِيرَةُ: هِيَ قُوَّةُ القَلْبِ المُدْرِكَةُ، وقولُه تعالَى: {أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ} (يُوسُف: 108) ، أَي على معرفةٍ وتَحَققٍ.
(و) البَصِيرَةُ: (الفِطْنَةُ) ، تَقول العربُ: أَعْمَى اللهُ بصائِرَه، أَي فِطَنَه، عَن ابْن الأَعرابيِّ. وَفِي حَدِيث ابْن عَبّاس أَنْ معاوِيَةَ لمّا قَالَ لَهُ: (يَا بَنِي هاشِمٍ أَنتم تُصَابُون فِي أَبصارِكم) ، قَالَ لَهُ: (وأَنتم يَا بَنِي أُمَيَّةَ تُصابُون فِي بَصائِرِكم) .
وفَعَلَ ذالك على بَصِيرَةٍ، أَي على عَمْدٍ. وعَلى غيرِ بَصِيرةٍ، أَي على غيرِ يَقِينٍ. وَفِي حَدِيث عُثْمَانَ: (وَلَتَخْتَلِفُنَّ على بَصِيرَةٍ) ، أَي على معرفةٍ من أَمرِكم ويقينٍ. وإِنه لَذُو بَصَرٍ وبَصِيرَةٍ فِي العِبَادَة.
وبَصُرَ بَصَارةً: صَار ذَا بَصِيرَةٍ.
(و) البَصِيرَةُ: (مَا بَيْه شُقَّتَي البَيْتِ) ، وَهِي البَصَائِرُ، وَزَاد المصنِّف فِي البَصائر بعدَ (الْبَيْت) : والمَزَادَةِ ونحوِهَا الَّتِي يُبصَرُ مِنْهُ.
(و) البَصِيرَةُ: (الحُجَّةُ) والاستِبْصارُ فِي الشيْءِ، (كالمَبْصَرِ والمَبْصَرةِ، بفتحهِما.
(و) البَصِيرَةُ: (شيْءٌ من الدَّمِ يُسْتَدَلُّ بِهِ على الرَّمِيَّةِ) ، وَيَسْتَبِينُها بِهِ، قَالَه الأَصمعيُّ. وَفِي حَدِيث الخَوَارِجِ: (ويَنْظُرُ إِلى النَّصْل فَلَا يَرَى بَصِيرَةً) ، أَي شَيْئا من الدَّمِ يَستدِلُّ بِهِ على الرَّمِيَّة. واختُلِفَ فِيمَا أَنشدَه أَبو حنيفةَ:
وَفِي اليَدِ اليُمْنَى لِمُسْتَعِيرِها
شَهْبَاءُ تُرْوِي الرِّيشَ مِن بَصِيرِهَا
فَقيل: إِنّه جَمْعُ البَصِيرَةِ من الدَّمِ، كشَعِيرٍ وشَعِيرَةٍ، وَقيل: إِنه أَراد (من) بَصِيرَتِها، فحَذَف الهاءَ ضرروةً. وَيجوز أَن يكونَ البَصِيرُ لُغَة فِي البَصِيرَة، كقولِكَ: حُقٌّ وحُقَّةٌ، وبَياضٌ وبَيَاضَةٌ.
وَيُقَال: هاذه بَصِيرَةٌ من الدَّمِ، وَهِي الجَدِيَّة مِنْهَا على الأَرض.
والبَصِيرَةُ: مِقْدَارُ الدِّرْهَمِ مِن الدَّمِ.
وَقيل: البَصِيرَةُ من الدَّمِ: مَا لم يَسِلْ. وَقيل: هُوَ الدُّفْعَةُ مِنْهُ.
(و) قيل: البَصِيرَةُ: (دَمُ البِكْرِ) .
وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: البَصِيرَةُ من الدَّمِ: مَا كَانَ على الأَرض.
وَفِي البَصائر للمصنِّف: والبَصِيرَةُ قِطْعَةٌ مِن الدَّمِ تَلْمَعُ.
(و) البَصِيرَةُ: (التُّرْسُ) الّلامِعُ، وَقيل: مَا استطالَ مِنْهُ، وكُلُّ مَا لُبِسَ من السِّلاح فَهُوَ بَصَائِرُ السِّلاحِ.
(و) البَصِيرَةُ: (الدِّرْعُ) ، وكلُّ مَا لُبِس جُنَّةً بَصِيرَةٌ، وَقَالَ:
حَمَلُوا بَصَائِرَهُمْ على أَكْتَافهمْ
وبَصِيرَتِي يَعْدُو بهَا عَتَدٌ وَأَي
هاكذا رَوَاه أَبو عُبَيْد، وفَسَّره فَقَالَ؛ والبَصِيرَةُ: التُّرْسُ أَو الدِّرْعُ، وَرَوَاهُ غيرُه: (راحُوا بَصائِرُهم) ، وسيأْتي فِيمَا بعدُ. ويُجمع أَيضاً على بِصارٍ، ككَرِميَة وكِرَامٍ، وَبِه فَسَّرَ السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْض قولَ كَعْبِ بنِ مالكٍ:
تَصُوبُ بأَبْدَانِ الرِّجالِ وَتارَة
تمُرُّ بأعراض البِصَارِ تُقَعْقِعُ
يَقُول: تشُقُّ أَبْدَانَ الرِّجَال حَتَّى تَبلُغَ البِصَارَ فتُقَعْقِعُ فِيهَا، وَهِي الدِّرعُ أَو التُّرْسُ، وَقيل غيرُ ذالك.
(و) من المَجاز: البَصِيرَةُ: (العِبْرَةُ يُعْتَبَرُ بهَا) ، وخَرَّجُوا عَلَيْهِ قولَه تعالَى: {وَلَقَدْ ءاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَآ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الاْولَى بَصَآئِرَ} (الْقَصَص: 43) ، أَي جعلناها عِبْرَةً لَهُم، كَذَا فِي البَصائر، وقولُهم: أَمالَكَ بَصِيرَةٌ فِيهِ؟ أَي عِبْرَةٌ تَعْتَبِرُ بهَا، وأَنشدَ:
فِي الذّاهِبِينَ الأَوَّلِي
ن (من القُرونِ) لنا بَصائرْ أَي عِبَرٌ.
(و) مِنَ المَجَازِ: البَصِيرَةُ: الشاهِدُ، عَن اللِّحْيَانِيِّ، وحَكَى: اجْعَلْنِي بَصِيرةً عَلَيْهِم، بمَنْزِلَةِ (الشَّهِيدِ) قَالَ: وَقَوله تَعَالَى: {بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} (الْقِيَامَة: 14) قَالَ ابْن سِيدَه: لَهُ مَعْنَيَانِ، إِنْ شِئتَ كَانَ الإِنسانُ هُوَ البَصِيرَةَ على نفسِه، أَي الشاهِدَ، وإِن شِئتَ جعلتَ (البَصِيرَة) هُنَا غيرَه، فعَنَيتَ بِهِ يَدَيْه ورِجْلَيْه ولِسانَه؛ لأَن كلَّ ذالك شاهِدٌ عَلَيْهِ يومَ الْقِيَامَة، وَقَالَ الأَخْفَشُ: {بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} جَعَلَه هُوَ البَصِيرَةَ، كَمَا تقولُ للرَّجل: أَنتَ حُجَّةٌ على نفسِكَ. وَقَالَ ابنُ عَرَفَةَ: {عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} أَي عَلَيْهَا شاهِدٌ بعَمَلِها، وَلَو اعتذَر بكلَ عُذْرٍ، وَيَقُول: جَوارِحُه بَصِيرةٌ عَلَيْهِ، أَي شُهُودٌ. وَقَالَ الفَرّاءُ: يَقُول: على الإِنسان من نفسِه رُقَباءُ يَشْهدُون عَلَيْهِ بعَمَله، اليَدانِ والرِّجْلان والعَيْنَان والذَّكَر، وأَنشدَ:
كَأَنَّ على ذِي الظَّنِّ عَيْناً بَصِيرَةً
بِمَقْعَدِه أَو مَنْظَرٍ هُوَ ناظِرُهْ
يُحاذِرُ حَتَّى يَسَبَ النّاسَ كلَّهم
مِن الخَوْف لَا تَخْفَى عَلَيْهِم سَرائِرُهْ
وَفِي الأَساس: اجْعَلْنِي بَصِيرةً عَلَيْهِم، أَي رَقِيباً وشاهِداً، وَقَالَ المصنِّف فِي البَصائر: وَقَالَ الحَسَن: جعلَه فِي نَفْسِه بَصِيرَةً، كَمَا يُقَال: فلانٌ جُودٌ وكَرَمٌ، فَهُنَا كذالك؛ لأَن الإِنسانَ ببَدِيهةِ عَقْلِه يَعْلَمُ أَنَّ مَا يُقَرِّبُه إِلى الله هُوَ السَّعادةُ، وَمَا يُبعِدُه عَن طاعتِه الشَّقاوَةُ، وتأْنيثُ البَصِيرِ لأَن المُرَاد بالإِنسان هَا هُنَا جَوَارِحُه، وَقيل: الهاءُ للْمُبَالَغَة، كعَلْامةٍ ورَاوِيَةٍ.
(و) من المَجاز: (لَمْحٌ باصِرٌ) ، أَي (ذُو بَصَرٍ وتَحْدِيقٍ) ، على النَّسَب، كقَولهم: رجلٌ تامِ ولابِنٌ، أَي ذُو تَمْرٍ وَذُو لَبَنٍ؛ فَمَعْنَى باصِرٍ ذُو بَصَرٍ، وَهُوَ من أَبْصَرْتُ، مثلُ مَوْتٍ مائِتٍ، من أَمَتُّ، وَفِي المُحْكَم: أَراه لَمْحاً باصِراً، أَي أَمراً وَاضحا. وَقَالَ اللَّيْث: رأَى فلانٌ لَمْحاً باصِراً، أَي أَمراً مَفْرُوغاً عَنهُ.
(والبَصْرَةُ) بفتحٍ فسكونٍ، وَهِي اللُّغَة العاليةُ الفُصْحَى: (بَلَدٌ، م) أَي معروفٌ، وَكَانَت تُسَمَّى فِي الْقَدِيم تَدْمُرَ، والمُؤْتَفِكَةَ؛ لأَنه اائْتَفَكَتْ بأَهْلِهَا أَي انقَلَبَتْ فِي أَولِ الدَّهرِ، قالَه ابْن قَرقُول فِي المَطَالع: وَيُقَال لَهَا: البُصَيْرَةُ، بالتَّصغير، وَقَالَ السّمْعَانِيُّ: يُقَال للبَصْرَةِ: قُبَّةُ الإِسْلامِ، وخِزَانةُ العَربِ، بَناها عُتْبَةُ بنُ غَزْوانَ فِي خلَافَة عُمَر رَضِي الله عَنهُ سنةَ سبعَ عشرَةَ من الهِجْرَة، وسَكَنَهَا النّاسُ سنةَ ثمانِ عشرَةَ، وَلم يُعْبَدِ الصَّنَمُ قَطُّ على ظَهْرِ أَرْضِهَا، كَذَا كَانَ يقولُ أَبو الفضلِ عبدُ الوهّاب بنُ أَحمدَ بنِ مُعَاوِيَةَ، الواعظُ بالبَصْرة، كَمَا تلقّاه مِنْهُ السّمْعَانِيُّ، (ويُكْسَرُ ويُحَرَّكَ ويُكْسَرُ الصّادُ) ، كأَنّها صفَةٌ، فَهِيَ أَربعُ لُغَاتٍ: الأَخِيرتانِ عَن الصّغانِيّ، وَزَاد غيرُه الضَّمِّ فتكونُ مُثَلَّثَةً، والنِّسبةُ إِليها بِصْرِيٌّ بِالْكَسْرِ، وبَصْرِيٌّ، الأُولَى شاذَّةٌ، قَالَ عُذافر:
بَصْرِيَّةٌ تَزَوَّجَتْ بَصْريّا
يُطْعِمُهَا المالِحَ والطَّرِيَّا
وَقَالَ الأُبّيُّ فِي شَرْح مُسْلِمٍ، نَقْلاً عَن النَّوَوِيّ: البَصْرَةٌ مُثَلَّثَة، وَلَيْسَ فِي النَّسَب إِلا الفَتْحُ والكَسْرُ، وَقَالَ غيرُه: البَصْرَةُ مُثَلَّثَة، كَمَا حَكَاه الأَزهريُّ، والمشهورُ الفَتْحُ، كَمَا نَبَّه عَلَيْهِ النَّوَوِيُّ.
وَفِي مَشَارِق القاضِي عِيَاض: البَصْرَةُ: مدينةٌ معروفةٌ، سُمِّيَتْ بالبَصْر مُثَلَّثاً، وَهُوَ الكَذَّانُ، كَانَ بهَا عِنْد اخْتِطاطِها، واحدُهَا بَصْرَةٌ، بِالْفَتْح وَالْكَسْر، وَقيل: البَصْرَةُ: الطِّينُ العَلِكُ إِذا كَانَ فِيهِ جِصٌّ وَكَذَا أَرضُ البصْرَةِ. (أَو مُعَرَّبُ بَسْ راهْ، أَي كَثِيرُ الطُّرُقِ) فَمَعْنَى بَسْ كَثِيرٌ، ومعنَى راهْ طَرِيقٌ، وتعبيرُ المصنِّف بِهِ غيرُ يِّدٍ؛ فإِن الطُّرُقَ جَمْعٌ وراهْ مُفْرَدٌ، إِلّا أَن يُقَال إِنه كَانَ فِي الأَصل بَسْ راهها، فحُذِفَتْ علامةُ الجمعِ، كَمَا هُوَ ظاهِرٌ.
(و) البَصْرَةُ: (د، بالمَغْرِب) الأَقْصَى قُرْبَ السُّوس؛ سُمِّيَتْ بمَنْ نَزَلَهَا واختَطَّها من أَهل البَصْرَةِ، عِنْد فُتُوح تِلْكَ البلادِ، وَقد (خَرِبَتْ بعدَ الأَرْبَعِمِائَةِ) من الهجرةِ، وَلَا تكادُ تُعْرَفُ.
(و) البَصْرَةُ والبَصْرُ: حِجَارَةُ (الأَرض الغَلِيظة) ، نَقَلَه القَزّازُ فِي الْجَامِع. (و) فِي الصّحاح: البَصْرَةُ: (حِجَارَةٌ رِخْوَةٌ فِيهَا بَيَاضٌ) مّا، وَبهَا سُمِّيَتِ البَصْرَةُ، وَقَالَ ذُو الرُّمَّة:
تَداعَيْنَ باسْمِ الشِّيبِ فِي مُتَثَلِّمجَوانِبُه مِنْ بَصْرَةٍ وسِلامِ
المُتَثَلِّمُ: حَوْصٌ تَهَدَّمَ أَكثرُه، لِقِدَمِ العَهْدِ. والشِّيبُ: حكايةُ صَوْتِ مَشافِرها عِنْد رَشْفِ الماءِ.
وَقَالَ ابْن شُمَيْلٍ: البَصْرَةُ: أَرضٌ كأَنَّهَا جَبلٌ من جِصَ، وَهِي الَّتِي بُنِيتْ بالمِرْبَدِ؛ وإِنّما سُمِّيَتِ البَصْرَةُ بَصْرةً بهَا.
وَفِي المِصْباح: البَصْرةُ وِزَانُ كَثْرَةٍ: الحِجَارةُ الرِّخْوةُ، وَقد تُحذَف الهاءُ مَعَ فتحِ الباءِ وكسرِهَا، وَبهَا سُمِّيَتِ البلدَةُ المعروفةُ.
(و) عَن أَبي عَمْرٍ و: البَصْرَةُ والكَذّانُ كِلَاهُمَا الحِجَارَةُ الَّتِي ليستْ بصُلْبة.
والبُصْرَةُ (بالضَّمِّ: الأَرضُ الحَمْرَاءُ الطَّيِّبَةُ) .
وأَرضٌ بَصِرَةٌ، إِذا كَانَت فِيهَا حِجَارَةٌ تَقْطَعُ حَوافِرَ الدّوابِّ.
وَقَالَ ابْن سِيدَه: والبُصْرُ: الأَرضُ الطَّيِّبَةُ الحمراءُ، والبَصْرَةُ مُثَلَّثاً: أَرضٌ حِجارَتُها جِصُّ، قَالَ: وَبهَا سُمِّيَتِ البَصْرَةُ.
(و) البُصْرَةُ: (الأَثَرُ القَلِيلُ مِن اللَّبَنِ) يُبْصِرُه النّاظِرُ إِليه، وَمِنْه حديثُ عليَ رضِيَ اللهُ عَنهُ: (فأَرْسلتُ إِليه شَاة فرأَى فِيهَا بُصْرَةً مِن لَبَنٍ) .
(وبُصْرَى، كحُبْلَى: د، بالشَّام) بَين دِمَشْقَ والمَدِينَةِ، أَولُ بلادِ الشّامِ فُتُوحاً سنةَ ثلاثَ عشرةَ، وحَقَّقَ شُرّاحُ الشِّفَاءِ أَنَّها حَوْرانُ أَو قَيْسَارِيّةُ، قَالَ الشَّاعِر:
وَلَو أُعْطِيتُ مَنْ ببلادِ بُصْرَى
وقِنَّسْرِينَ مِن عَرَبٍ وعُجْمِ
ويُنسَبُ إِليها السُّيوفُ لبُصْرِيَّةُ، وأَنشدَ الجوهريُّ للحُصَين بن الحُمَامِ المُرِّيّ:
صَفَائِحُ بُصْرَى أَخْلَصَتْهَا قُيُونُهَا
ومُطَّرِداً منْ نَسْجِ داوُودَ أُحْكِمَا
والنَّسَبُ إِليها بُصْريٌّ، قَالَ ابْن دُرَيْدٍ: أَحْسَبُه دَخيلاً.
(و) بُصْرَى: (ة ببغدادَ) ذَكَرَهَا ياقوت فِي المُعْجَم، وَهِي (قُرْبَ عُكْبَرَاءَ، مِنْهَا) : أَبو الحَسَن (محمّدُ بنُ محمّد بن محمّد (بن) (خَلَفٍ، الشاعرُ البُصْرَويُّ) ، سَكَنَ بغدادَ، وقَرَأَ الكلامَ على الشَّريف المُرْتَضَى، وَكَانَ مَليحَ العارضَة، سَريعَ الجَوَاب، تُوُفِّيَ سنةَ 443 هـ.
وَمِنْهَا أَيضاً؛ القَاضِي صدرُ الدِّين إِبراهيمُ بنُ أَحمدَ بن عُقْبَةَ بن هِبَةِ اللهَ البُصْرَوِيُّ الحَنفِيُّ، مَاتَ بدمشقَ سنةَ 669 هـ. والعَلَّامة أَبو محمّدٍ رَشِيدُ الدِّينِ سعيدُ بنُ عليِّ بنِ سَعِيدٍ البُصْرَوِيُّ، كَتَبَ عَنهُ ابنُ الخَبازِ والبِرْزالِيّ.
(وبُوصِيرُ: أَربعُ قُرًى بِمصْر) . ويقالُ بزيادةِ الأَلِفِ، بِنَاء على أَنه مركَّبٌ مِن (أَبو) (وصِر) ، وهُنَّ: أَبُو صِير السِّدْر بالجِيزَة، وأَبُو صِير الغَرْبِيَّة، وتذكر مَعَ بَنَا، وَهِي مدينةٌ قديمةٌ عامرةٌ على بحرِ النِّيل، بَينهَا وَبَين سَمنّودَ مسافةٌ يسيرةٌ، وَقد دَخَلتُهَا وسمِعْتُ بجامعها الحديثَ على عالِمها المُعَمَّرِ البُرْهَانِ إِبراهِيمَ بنِ أَحمدَ بنِ عَطَاءِ اللهِ الشافِعِيِّ، رَوَى عَن أَبيه، وَعَن المحدِّث المعمَّر البُرْهَانِ إِبراهِيمَ بن يوسفَ بنِ محمَّدٍ الطَّوِيلِ الخَزْرَجِيِّ الأَبُوصِيرِيِّ، وغيرِهما، وأَبُو صِير: قريةٌ بصَعِيدِ مصرَ، مِنْهَا أَبو حَفْصٍ عُمرُ بنُ أَحمدَ بنِ محمّدِ بنِ عِيسَى الفَقِيهُ المالِكِيُّ، والإِمامُ شَرفُ الدِّينِ أَبو عبد اللهِ محمّدُ بنُ سَعيدِ بنِ حَمّادِ بنِ مُحْسِنِ بنِ عبد الله الصِّنْهَاجِيُّ، قيل أَحَدُ أَبَويّه مِن دَلَاص، والآخَرُ من أَبُو صِير، فركَّب لنفسِه مِنْهَا نِسْبَةً؛ فَقَالَ: الدَّلَاصِيريّ، ولاكنه لم يشْتَهر إلّا بالأَبُوصِيريِّ وَهُوَ صاحبُ البُرْدَةِ الشَّرِيفَةِ، تُوفِّيَ بِالْقَاهِرَةِ سنة 695 هـ. وأَبُو صِير أَيضاً: قريةٌ كبيرةٌ بالفَيُّوم عامرةٌ.
(و) بُوصِيرُ: (نَبْتٌ) يَتَدَاوَى بِهِ، أَجْودُه الذَّهبِيُّ الزَّهْرِ، كَذَا فِي المِنْهَاجِ، وذَكَر لَهُ خواصّ.
(والبَصْرُ) ، بِفَتْح فسكونٍ: (القَطْعُ) . وَقد بصَرْتُه بالسَّيْفِ، وَهُوَ مَجازٌ، وَفِي الحَدِيث: (فأُمِرَ بِهِ فَبُصِرَ رَأْسُه) أَي قُطِعَ، (كالتَّبْصِيرِ) ، يُقَال: بصَره وبَصَّرَه.
(و) البَصْرُ: (أَن تُضَمَّ حاشِيَتَا أَدِيمَيْنِ يُخَاطانِ) كَمَا يُخَاطُ حاشِيتَا الثَّوْبِ. وَيُقَال: رأَيتُ عَلَيْهِ بَصِيرَةً، أَي شُقَّةً مُلَفَّقَةً، وَفِي الصّحاح: والبصْرُ: أَن يُضَمَّ أَدِيمٌ إِلى أَدِيمٍ فيُخْرَزانِ كَمَا يُخاطُ حاشِيتَا الثَّوْبِ، فتُوضَعُ إِحْدَاهما فوقَ الأُخْرَى، وَهُوَ خِلافُ خِياطَةِ الثَّوْبِ قبلَ أَن يُكَفَّ.
(و) البُصْرُ (بالضَّمِّ: الجانبُ) والناحِيَةُ، مقلوبٌ عَن الصُّبْرِ.
(و) البُصْرُ: (حَرْفُ كلِّ شيْءٍ) .
(و) البُصْرُ: (القُطْنُ) ، وَمِنْه البَصيرة لشُقَّةٍ من القُطْنِ (و) البُصْرُ: (القِشْرُ) .
(و) البُصْرُ: (الجِلْدُ) وَقد غَلَبَ على جِلْدِ الوجْهِ، وَيُقَال: إِنّ فلَانا لَمَعْضُوبُ البُصْرِ، إِذا أَصابَ جِلْدَه عُضَابٌ، وَهُوَ داءٌ يَخْرجُ بِهِ. (ويُفْتَحُ) أَي فِي الأَخِير، يُقَال: بُصْرُه وبَصْرُه، أَي جِلْدُه، حَكاهما اللِّحْيَانِيُّ عَن الكِسَائِيِّ.
(و) البُصْرُ: (الحجَرُ الغَلِيظ، ويُثَلَّثُ) ، وَقد سَبَقَ النَّقْلُ عَن صاحبِ الجامِعِ أَنَّ البُصْر مُثَلَّثاً: حجارةُ الأَرضِ الغَلِيظةُ، والتَّثْلِيثُ حَكاه القاضِي فِي المَشَارِق، والفَيُّومِيُّ فِي المِصباح. وَقيل: البَصْرُ ولبِصْرُ والبَصْرَةُ: الحَجَرُ الأَبيضُ الرِّخْوُ وَقيل: هُوَ الكَذّانُ، فإِذا جاءُوا بالهاءِ قالُوا: بَصْرة لَا غَير، وجَمْعُها بِصَارٌ.
وَقَالَ الفَرّاءْ: البِصْرُ والبَصْرَةُ: الحِجارةُ البَرّاقَةُ، وأَنْكَرَ الزَّجّاجُ فَتْحَ الباءِ مَعَ الحذفِ، كَذَا فِي المِصباح.
(و) بُصَرٌ (كصُرَدٍ: ع) ، قَالَ الصَّغَانِيّ: البُصَر: جَرَعَاتٌ مِن أَسْفَلِ أُودَ، بأَعْلَى الشِّيحَةِ مِن بِلَاد الحَزْنِ.
(والبَاصَرُ، بِالْفَتْح) ، أَي بِفَتْح الصّادِ: (القَتَبُ الصَّغِير) المسْتَدِير، مَثَّلَ بِهِ سِيبَوْيهِ، وفَسَّره السِّيرافيُّ عَن ثَعْلَبٍ، وَهِي البَوَاصِرُ.
(والباصُورُ: اللَّحْمُ) ؛ سُمِّيَ بِهِ لأَنه جَيِّدٌ للبَصَرِ يَزِيدُ فِيهِ، نقلَه الصُّغَانِيُّ. (ورَحْلٌ دُونَ القِطْعِ) وَهُوَ عِيدَانٌ تُقَابَلُ شبيهَةٌ بأَقْتَابِ البُخْتِ، نقلَه الصَّغانيّ.
(والمُبْصِرُ) كمُحْسِنٍ: (الوَسَطُ مِن الثَّوْبِ، وَمن المَنْطِقِ، و) مِن (المَشْيِ) .
(و) المُبْصِرُ: (مَن عَلَّقَ على بابِه بَصيرَةً، للشُّقَّةِ) مِن قُطْنٍ وغيرِه. وَيُقَال أَبْصَرَ، إِذا عَلَّقَ على بابِ رَحْلِه بَصِيرَةً. (و) المُبْصِرُ: (الأَسَدُ يُبْصِرُ الفَرِيسَةَ مِن بُعْد فيَقْصِدُها) .
(وأَبْصَرَ) الرجلُ (وبَصَّرَ تَبْصِيراً) ، ككَوَّنَ تَكْوِيناً: (أَتَى البَصْرَةَ) ولكُوفةَ، وهما البَصْرتَانِ، الأُولَى عَن الصّغَانيّ.
(وأَبو بَصْرَةَ) ، بفتحٍ فسكونٍ: (جَمِيلُ بنُ بَصْرَةَ) ، وَقيل: جَمِيلُ بنُ بَصْرَةَ (الغِفَارِيُّ) .
(وأَبو بَصِيرٍ: عُقْبَةُ) ، وَفِي بعض النُّسَخِ: عُتْبَةُ، وَهُوَ الصَّوابُ، وَهُوَ (ابْن أُسَيْدِ) بنِ حارِثَةَ (الثَقَفِيُّ) .
(وأَبو بَصِيرَةَ الأَنْصارِيُّ) ذَكَره سيفٌ. (صَحَابِيُّون) ، وكذالك بَصْرَةُ بنُ أَبي بَصْرَةَ، هُوَ وأَبوه صَحَابِيّانِ نَزَلا مِصْرَ.
وعبدُ الله بنُ أَبي بَصِيرٍ كأَمِير شيخٌ لأَبي إِسحاقَ السَّبِيعيِّ. ومَيْمُونٌ الكُرديُّ، يُكْنَى أَبا بَصِيرٍ. وبَصِيرُ بن صابرٍ البُخَارِيُّ. وأَبو بَصيرً يحيى بنُ القاسِمِ الكُوفِيُّ. من الشِّيعة وأَبو بَصيرٍ أَعْشَى بَنِي قَيْس، واسمُه مَيْمُونٌ. وَقد استوفاهم الأَمِيرُ فراجِعْه.
(والأَباصِرُ: ع) كالأَصافِرِ والأَخامِرِ.
(والتَّبَصَّرُ) فِي الشيْءِ: (التَّأَمُّلُ والتَّعَرُّفُ) . وتقولُ: تَبَصَّرْ لي فلَانا.
(و) مِنَ المَجَازِ: (اسْتَبْصَرَ) الطَّرِيقُ: (استَبَانَ) ووَضَحَ، وَيُقَال: هُوَ مُسْتَبْصِرٌ فِي دِينه وعَمَله، إِذا كَانَ ذَا بَصِيرَةٍ. وَفِي حَدِيث أُمِّ سَلَمَةَ: (أَليسَ الطَّرِيقُ يَجمعُ التّاجِرَ وابنَ السَّبِيلِ والمُسْتَبْصِرَ والمَجْبُورَ) ، أَي المُسْتَبِينَ للشَّيْءِ؛ أَرادت أَنْ تِلْكَ الرُّفْقَةَ قد جَمَعَتِ الأَخيارَ والأَشرارَ.
(وبَصَّره تَبْصِيراً: عَرَّفَه وأَوْضَحه) وبَصَّرتُه بِهِ: عَلَّمتُه إِيّاه.
وتَبَصَّر فِي رأْيه واسْتَبْصَرَ: تَبَيَّنَ مَا يَأْتِيه من خيرٍ وشرَ. وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {لَكُم مّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُواْ مُسْتَبْصِرِينَ} (العنكبوت: 38) أَي أَتَوْا مَا أَتَوْه وهم قد تَبَيَّنَ لَهُم أَن عاقِبَتَه عذابُهم، وَقيل: أَي كَانُوا فِي دِينهم ذَوِي بَصَائِرَ، وَقيل: كَانُوا مُعْجَبِين بضَلالَتِهِم.
(و) بَصَّرَ (اللَّحْمَ) تَبْصِيراً: (قَطَعَ كلَّ مَفصِلٍ وَمَا فِيهِ من اللَّحْم) ، من البصْرِ وَهُوَ القطْعُ.
(و) بَصَّرَ (الجَرْوُ) تَبْصِيراً: (فَتَحَ عَيْنَيْه) ، عَن اللَّيْث.
(و) بَصَّرَ (رَأْسَه) تَبْصِيراً: (قَطَعَه) ، كبَصَرَه.
(و) بِصارٌ (ككِتَاب: جَدُّ) المعمَّرِ (نَصْره بنِ دُهْمَانَ) الأَشْجَعِيِّ، وَهُوَ بِصَارُ بنُ سُبَيْعِ بنِ بكرِ بنِ أَشْجَعَ: بَطْنٌ، ومِن وَلَدِه جارِيَةُ بنُ حُمَيل بنِ نُشْبَةَ بنِ قُرْطِ بنِ مُرَّةَ بنِ نصرِ (بن) دُهْمَانَ بن بِصَارٍ، شَهِدَ بَدْراً. وفِتْيَانُ بنُ سُبَيْعِ بنِ بَكْرٍ بطنٌ.
(و) فِي التَّنْزِيل العزيزِ (قولُه تعالَى: {وَالنَّهَارَ مُبْصِراً} (يُونُس: 67) : أَي) مُضِيئاً (يُبْصَرُ فِيهِ) . وَمن المَجاز قولُه تعالَى: ( {وَجَعَلْنَآ ءايَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً} (الْإِسْرَاء: 12) ، أَي آيَةً واضِحَةً) ، قالَه الزَّجّاجُ. وَقَالَ الفَرّاءُ: جَعَلَ الفِعْلَ لَهَا، ومعنَى مُبْصِرَة مُضِيئَة، وَقَالَ الزَّجّاج: ومَن قَرَأَ (مُبْصِرَةً) فَالْمَعْنى (بَيِّنَةٌ) ، ومَن قَرَأَ (مُبْصَرَةً) فَالْمَعْنى مُبَيَّنَةٌ، وَقَالَ الأَخْفَشُ: (مُبْصَرَة) ، أَي مُبْصَراً بهَا، وَقَالَ الأَزهريُّ: والقَوْلُ مَا قَالَ الفَرّاءُ، أَراد آتَيْنا ثَمُودَ النّاقَةَ آيَةً مُبْصِرَةً، أَي مُضِيئَةً. وَفِي الصّحاح: المُبْصِرةَ: المُضِيئةُ، وَمِنْه قولُه تعالَى: {فَلَمَّا جَآءتْهُمْ ءايَاتُنَا مُبْصِرَةً} (النَّمْل: 13) . قَالَ الأَخْفَشُ: (أَي تُبَصِّرُهم) تَبْصِيراً (أَي تَجْعَلُهم بُصْراءَ) .
وممّا يُسْتَدرَك عَلَيْهِ:
البَصِيرُ، وَهُوَ مِن أَسماءِ اللهِ تعالَى، وَهُوَ الَّذِي يُشَاهِدُ الأَشْيَاءَ كلَّهَا ظاهِرَها وخافِيهَا بغيرِ جارِحَةٍ، والبَصَرُ فِي حَقِّه عبارةٌ عَن الصِّفَةِ الَّتِي يَنْكَشِفُ بهَا كمالُ نُعُوتِ المُبْصَرَاتِ، كَذَا فِي النِّهَايَة.
وأَبصَرَه، إِذا أَخْبَرَ بِالَّذِي وقَعَتْ عَينُه عَلَيْهِ، عَن سِيبَوَيْهِ.
وتَبَصَّرْتُ الشَّيْءَ: شِبْهُ رَمَقْتُه.
وَعَن ابْن الأَعرابِيّ: أَبْصَرَ الرَّجلُ، إِذا خَرَجَ من الكُفْر إِلى بَصِيرَةِ الإِيمانِ، وأَنشدَ:
قَحْطَانُ تَضْرِبُ رَأْسَ كُلِّ مُتَوَّجٍ
وعَلى بَصَائِرِهَا وإِنْ لم تُبْصِرِ
قَالَ: بَصَائِرها: إِسلامُها، وإِن لم تُبْصِر فِي كُفْرها.
ولَقِيَه بَصَراً، محرَّكَةً، أَي حِين تَباصَرَتِ الأَعيانُ، ورأَى بعضُهَا بَعْضًا، وَقيل: هُوَ أَوّلُ الظَّلامِ إِذا بَقِيَ من الضَّوءِ قَدْرُ مَا تَتَبَايَنُ بِهِ الأَشباحُ، لَا يُسْتَعْمل إِلّا ظَرْفاً. وَفِي الحَدِيث: (كَانَ يُصَلِّي بِنَا صلَاةَ البَصَرِ حتَّى لَو أَنَّ إِنساناً رَمَى بِنَبْلِهِ أَبْصَرَهَا) . قيل: هِيَ صلاةُ المَغْرِبِ، وَقيل: الفَجْر، لأَنهما يُؤَدَّيانِ وَقد اختلَط الظَّلامُ بالضِّياءِ.
وَمن المَجَاز: وَيُقَال للفِراسَةِ الصّادِقَةِ: فِرَاسَةٌ ذاتُ بَصِيرَةٍ، ومِن ذالك قولُهم: رأَيتُ عَلَيْك ذاتَ البَصَائِرِ.
والبَصِيرَةُ: الثَّباتُ فِي الدِّين.
وَقَالَ ابْن بُزُرْج: أَبْصِرْ إِليَّ، أَي أنْظُرْ إِليَّ، وَقيل: الْتَفِتْ إِليّ.
وقولُ الشّاعر:
قَرَنْتُ بِحَقْوَيْهِ ثَلاثاً فَلم يَزِغْ
عَن القَصْد حتَّى بُصِّرَتْ بدِمَامِ
قَالَ ابْن سِيدَه: يجوزُ أَن يكونَ مَعْنَاهُ قُوِّيَتْ، أَي لمّا هَمَّ هاذا الرِّيشُ بالزُّوال عَن السَّهْمِ لِكَثْرَةِ الرَّمْيِ بِهِ، أَلْزَقَه بالغِرَاءِ فثَبَتَ. والباصِرُ المُلَفِّقُ بَين شُقَّيْنِ أَو خِرْقَتَيْن.
وَقَالَ الجوهَرِيُّ فِي تَفْسِير البيتِ: يَعنِي طَلَى رِيشَ السَّهْمِ بالبَصِيرَةِ، وَهِي الدَّمُ.
وَقَالَ تَوْبَةُ:
وأُشْرِفُ بالقَوْزِ اليَفَاعِ لَعَلَّنِي
أَرَى نارَ لَيْلَى أَو يَرَانِي بَصيرُهَا
قَالَ ابْن سِيدَه: يَعْنِي كَلْبَهَا، لأَنّ الكَلْبَ مِن أَحَدِّ العُيُونِ بَصَراً.
وبُصْرُ الكَمْأَةِ وَبَصَرُهَا: حُمْرَتُها، قَالَ:
ونَفَّضَ الكَمْءَ فأَبْدَى بَصَرَهْ
وبُصْرُ السَّمَاءِ وبُصْرُ الأَرضِ: غِلَظُهما، وبُصْرُ كلِّ شيْءٍ: غِلَظُه. وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود: (بُصْرُ كلِّ سماءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِمائةِ عامٍ) ، يُرِيدُ غلَظَها وسَمْكَهَا، وَهُوَ بضمِّ الباءِ. وَفِي الحَدِيث أَيضاً: (بُصْرُ جِلْدِ الكافرِ فِي النَّارِ أَربعونَ ذِرَاعاً) .
وثَوْبٌ جَيِّدُ البُصْرِ: قَوِيٌّ وَثِيجٌ.
والبَصْرَةُ: الطِّينُ العَلِكُ، قيل: وَبِه سُمِّيَتِ البَصْرَةُ. قَالَه عِياضٌ فِي المَشارِق. وَقَالَ اللِّحيانِيُّ: البَصْرُ: الطِّينُ المَلِكُ الجَيِّدُ الَّذِي فِيهِ حَصًى.
والبَصِيرَةُ: مَا لَزِقَ بالأَرض مِن الجَسَدِ، وَقيل: هُوَ قَدْرُ فِرْسِنِ البَعِيرِ مِنْهُ.
والبَصِيرَةُ: الثَّأْرُ، وَقَالَ الشّاعر:
راحُوا بَصائِرُهُم على أَكْتَافِهمْ
وَبَصِيرَتِي يَعْدُو بهَا عَتَدٌ وَأَي
يَعْنِي تَرَكُوا دَمَ أَبِيهِم خَلْفَهم، وَلم ثْأَرُوا بِهِ، وطَلَبْتُه أَنا، وَفِي الصّحاح: وأَنا طَلَبْتُ ثَأْرِي، وَقَالَ ابْن الأَعرابيِّ: البَصِيرَةُ: الدِّيَةُ، والبَصَائِرُ: الدِّياتُ، قَالَ: أَخَذُوا الدِّيَاتِ فصارتْ عاراً، وبَصِيرَتِي، أَي ثَأْرِي، قد حَملتُه على فَرَسِي لأُطالِبَ بِهِ، فبيني وَبينهمْ فَرْقٌ. وأَبو بَصِيرٍ: الأَعْشَى، على التَّطَيُّر.
ومِنَ المَجَازِ: ورَتَّبْتُ فِي بُستَانِي مُبْصِراً، أَي ناظِراً، وَهُوَ الحافظُ.
ورأَيْتُ باصِراً، أَي أَمْراً مُفَزِّعاً.
ورأَيتُه بَين سَمْعِ الأَرضِ وبَصَرِها، أَي بأَرضٍ خَلاءٍ، مَا يبْصِرُنِي ويَسْمعُ بِي إِلّا هِيَ.
وَبَصِيرُ الجَيْدُور: مِن نَوَاحِي دِمشقَ.
وبَصِيرٌ: جَدُّ أَبي كاملٍ أَحمد بنِ محمّد بنِ عليِّ بنِ محمّد بنِ بَصِيرٍ البُخَاريّ البَصِيرِيّ.
وبُوصَرا، بالضَّمّ وَفتح الصَّاد: قريةٌ ببغدادَ، مِنْهَا أَبو عليَ الحسنُ بنُ الفَضْلِ بن السَّمْح الزَّعْفَرَانِيُّ البُوصَرِيُّ، رَوَى عَن هـ الباغنديُّ، توفّي سنة 280 هـ.
وبَصْرُ بنُ زمَان بنِ خُزَيمةَ بنِ نَهْد بنِ زيدِ بنِ لَيْثِ بن أَسلم، هاكذا ضَبَطَه أَبو عليَ التَّنُوخيُّ فِي نَسَب تَنُوخَ، قَالَ: وبعضُ النُّسّاب يَقُول: نَصْر، بالنُّونِ وسكونِ الصَّاد المهملَةِ، قَالَ الخطيبُ: ومِن وَلَده أَبو جعفرٍ النُّفَيْلِيُّ المحدِّث، واسمُه عبدُ اللهِ بنُ محمّدِ بنِ عليِّ بنِ نُفَيْلِ بنِ زراعِ بنِ عبد اللهِ بنِ قيسِ بنِ عصمِ بنِ كُوزِ بنِ هلالِ بنِ عصمةَ بنِ بَصْرٍ.
بصر
عن العبرية بمعنى حصن، وقوة وتوسل وتضرع.
(بصر) : تَبْصِيرُ اللَّحْم: أَنْ يُقَطَّعَ كُلُّ مَفْصِلٍ وما فِيه من اللَّحْمِ.
(بصر) : ثَوْبٌ مُبْصِرٌ: أَي وَسَطٌ، وكذلك رَجُلٌ مُبْصِرُ النُّطْق والمِشْيَةِ.
بصر قَالَ أَبُو عبيد: وَأما عبد الله بن عَمْرو فإنّما أَرَادَ بِلَاد الْبَصْرَة نَفسهَا.
(بصر)
بصرا صَار مبصرا وَبِه أبصره وَعلمه

(بصر) بصرا وبصارة صَار بَصيرًا وَصَارَ ذَا بَصِيرَة فَهُوَ بَصِير وبالشيء علم بِهِ وَبِه بصرا أبصره وَنظر إِلَيْهِ هَل يبصره
بصر [وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عبد الله بن عَمْرو يُوشك بَنُو قَنْطُورَاء أَن يخرجوكم من أَرض الْبَصْرَة فَقَالَ لَهُ عبد الرَّحْمَن بن أبي بكرَة: ثمَّ مَه ثمَّ نعود قَالَ: نعم وتكون لكم سلوة من عَيْش. بَنو قنطوراء: التّرْك. وقَوْله: سَلْوَة من عَيْش يَعْنِي النِّعْمَة وَقَالَ أُميَّة بن أبي الصَّلْت: (الْبَسِيط)

يَا سَلْوَةَ العَيْشِ لَوْ دَام النَّعِيْمُ لَنا ... وَمَنْ يَعِشْ يَلْقَ رَوْعَاتٍ واحَزَاناَ

وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الْبَصْرَة فِي غير هَذَا حِجَارَة لَيست بصلبة والكذان مثله.
بصر: بصر: الجملة غير صحيحة في معجم فوك أبصر: درس، تعلم ففي حيان (27و): روى الحديث كثيراً وطالع الرأي وأبصر العلم وتفقه ونظر في السنن.
تبصر: لا يقال تبصر فيه فقط، بل تبصر به أيضاً. ففي الفخري (ص373): ثم تبصر بأسباب الوزارة.
انبصر: رُؤى، شوهد (فوك).
بُصْر: صنف من المحار، (انظر فريتاج، وانظر بروس 1: 209، 330 وفيه، بِصّر bisser.
بُصْرَة: سمك ذو أصداف، ويسمى (زرنبات) حين يجفف (بركهارت سوريا ص532).
البصير: اسم يطلقه أهل الشام على صنف من طيور الجوارح، ويسمونه أيضا ((أبو جرادة)) و ((باذنجان)) (مخطوطة الاسكوريال ص393).
بصيرة: رأى. ويقال: بصيرة في عمل شيء، ففي ابن حيان (ص61و): واستحكمت بصيرته في القتال. وفي (ص62ق) منه: وانه على خلاف رأيهما وبصيرتهما. (المقري 1: 657، أماري 185 حيث عليك أن تقرأ: وبصيرته بدل: ونصرته (وفي المخطوطة: ومصرته من غير نقط) - وراجعوا بصائرهم: راجعوا عقلهم وفطنتهم (تاريخ البربر 1: 27) - وعلى بصيرة: على معرفة ويقين (بوشر) القرآن (12: 108).
ذوو البصائر في التشيع: من يعتقد عقيدة الشيعة (الفخري 286).
أهل البصائر: يظهر أنها أصبحت تدل على أهل الشجاعة والقوة. ففي ابن حيان ص56و: وذمرهم على القتال فثاب إليه أهل البصائر وضربوا وجوه القوم حتى هزموهم. وفيه ص61و: وكاد البلاء بأهلها يعظم لولا أن ثاب أهل البصائر من رجال السلطان والتحمت بينهم وبين الفسقة حرب عظيمة.
وفيه ص 102ق: فانهزموا عنه وثبت هو على قتال الطاغية فيمن بقي معه من أهل البصائر.
وفي رياض النفوس ص 16ق: فلما صار إلى مدينة القيروان أمر أبا كريب بقتالهم فاجتمع إلى أبي كريب أهل البصائر وخرجوا لقتالهم (أماري 452، ابن الأثير 7: 196) باصور: انظر: باسور. بَواصيري: باسوري (بوشر).
مُسْتَبْصِر. المستبصرون في التشيع وعند بعض المؤرخين غلاة الشيعة (معجم المتفرقات).
بصر
البَصَر يقال للجارحة الناظرة، نحو قوله تعالى: كَلَمْحِ الْبَصَرِ [النحل/ 77] ، ووَ إِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ [الأحزاب/ 10] ، وللقوّة التي فيها، ويقال لقوة القلب المدركة:
بَصِيرَة وبَصَر، نحو قوله تعالى: فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ [ق/ 22] ، وقال:
ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى [النجم/ 17] ، وجمع البصر أَبْصَار، وجمع البصيرة بَصَائِر، قال تعالى: فَما أَغْنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصارُهُمْ [الأحقاف/ 26] ، ولا يكاد يقال للجارحة بصيرة، ويقال من الأوّل: أبصرت، ومن الثاني: أبصرته وبصرت به ، وقلّما يقال بصرت في الحاسة إذا لم تضامّه رؤية القلب، وقال تعالى في الأبصار: لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ
[مريم/ 42] ، وقال: رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا [السجدة/ 12] ، وَلَوْ كانُوا لا يُبْصِرُونَ [يونس/ 43] ، وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ [الصافات/ 179] ، بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ [طه/ 96] ومنه: أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي [يوسف/ 108] أي: على معرفة وتحقق. وقوله:
بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ
[القيامة/ 14] أي: تبصره فتشهد له، وعليه من جوارحه بصيرة تبصره فتشهد له وعليه يوم القيامة، كما قال تعالى: تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ [النور/ 24] . والضرير يقال له: بصير على سبيل العكس، والأولى أنّ ذلك يقال لما له من قوة بصيرة القلب لا لما قالوه، ولهذا لا يقال له:
مبصر وباصر، وقوله عزّ وجل: لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ [الأنعام/ 103] حمله كثير من المفسرين على الجارحة، وقيل:
ذلك إشارة إلى ذلك وإلى الأوهام والأفهام، كما قال أمير المؤمنين رضي الله عنه: (التوحيد أن لا تتوهمه) وقال: (كلّ ما أدركته فهو غيره) .
والبَاصِرَة عبارة عن الجارحة الناظرة، يقال:
رأيته لمحا باصرا ، أي: نظرا بتحديق، قال عزّ وجل: فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً
[النمل/ 13] ، وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً [الإسراء/ 12] أي: مضيئة للأبصار وكذلك قوله عزّ وجلّ:
وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً [الإسراء/ 59] ، وقيل: معناه صار أهله بصراء نحو قولهم: رجل مخبث ومضعف، أي: أهله خبثاء وضعفاء، وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ مِنْ بَعْدِ ما أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولى بَصائِرَ لِلنَّاسِ [القصص/ 43] أي: جعلناها عبرة لهم، وقوله: وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ [الصافات/ 179] أي: انظر حتى ترى ويرون، وقوله عزّ وجل: وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ [العنكبوت/ 38] أي: طالبين للبصيرة.
ويصحّ أن يستعار الاسْتِبْصَار للإِبْصَار، نحو استعارة الاستجابة للإجابة، وقوله عزّ وجلّ:
وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ تَبْصِرَةً
[ق/ 7- 8] أي: تبصيرا وتبيانا. يقال: بَصَّرْتُهُ تبصيرا وتبصرة، كما يقال: قدّمته تقديما وتقدمة، وذكّرته تذكيرا وتذكرة، قال تعالى: وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً يُبَصَّرُونَهُمْ [المعارج/ 10- 11] أي:
يجعلون بصراء بآثارهم، يقال: بصَّرَ الجرو:
تعرّض للإبصار لفتحه العين . والبَصْرَة: حجارة رخوة تلمع كأنّها تبصر، أو سمّيت بذلك لأنّ لها ضوءا تبصر به من بعد.
ويقال له بِصْرٌ، والبَصِيرَة: قطعة من الدّم تلمع، والترس اللامع، والبُصْرُ: الناحية، والبَصِيرَةُ ما بين شقتي الثوب، والمزادة ونحوها التي يبصر منها، ثم يقال: بصرتُ الثوب والأديم: إذا خطت ذلك الموضع منه.

بحر

بحر


بَحَرَ(n. ac. بَحْر)
a. Slit, ripped open.

بَحِرَ(n. ac. بَحَر)
a. Was terror-stricken.

أَبْحَرَa. Voyaged, embarked upon the sea.
b. Was salt, briny.
c. Became consumptive.

تَبَحَّرَa. Went deep, plunged into.
c. Had in abundance.
c. Was fluent, copious ( in words ).

إِسْتَبْحَرَa. see V (a)
بَحْر
(pl.
أَبْحُر
بِحَاْر
بُحُوْر
27)
a. Sea.
b. Great river.
c. Generous. —

بَحْرَة
(pl.
بِحَاْر)
a. Pond, reservoir; fish-pond.
b. Country, land.
c. Meadow, park.

بَحْرِيّa. Sailor, mariner.
b. Maritime, marine.

بَحِرa. Consumptive.

بَاْحِرa. Stupid, silly.
b. Officious.

بَحَّاْرa. Sailor.

بَحْرَاْنُa. Delirious.

بُحْرَاْنa. Crisis of an illness; delirium.

بَاْحُوْرa. The Dog days.
b. [art.], The Moon.
بَحْر الخَزَر
a. The Caspian Sea.

بَحْر الرُوْم
a. The Mediterranean Sea.

بَحْر الظُلُمَات
a. The Atlantic.

بَحْر المُحِيْط
a. The Ocean.

بَحْر المُتَوَسِّط
a. The Mediterranean Sea.

البَحْرَيْن
a. The Bahrein Islands.

بُحَيْرَة
a. Lake.
ب ح ر: (الْبَحْرُ) ضِدُّ الْبَرِّ، قِيلَ سُمِّيَ بِهِ لِعُمْقِهِ وَاتِّسَاعِهِ، وَالْجَمْعُ (أَبْحُرٌ) وَ (بِحَارٌ) وَ (بُحُورٌ) وَكُلُّ نَهْرٍ عَظِيمٍ بَحْرٌ، وَيُسَمَّى الْفَرَسُ الْوَاسِعُ الْجَرْيِ (بَحْرًا) وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي مَنْدُوبِ فَرَسِ أَبِي طَلْحَةَ «إِنْ وَجَدْنَاهُ لَبَحْرًا» ، وَمَاءٌ بَحْرٌ أَيْ مِلْحٌ. وَ (أَبْحَرَ) الْمَاءُ مَلُحَ. وَأَبْحَرَ الرَّجُلُ رَكِبَ الْبَحْرَ. وَ (بَحْرَيْنِ) بَلَدٌ وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِ بَحْرَانِيٌّ. وَ (بَحَرَ) أُذُنَ النَّاقَةِ شَقَّهَا وَخَرَقَهَا وَبَابُهُ قَطَعَ وَمِنْهُ (الْبَحِيرَةُ) وَهِيَ ابْنَةُ السَّائِبَةِ وَحُكْمُهَا حُكْمُ أُمِّهَا.
وَ (تَبَحَّرَ) فِي الْعِلْمِ وَغَيْرِهِ تَعَمَّقَ فِيهِ وَتَوَسَّعَ. 
ب ح ر

هو من البحارة، وهم الذين يتبحرون في البحر. وبحر أذن الناقة: شقها طولاً وهي البحيرة.

ومن المجاز: استبحر المكان: اتسع وصار كالبحر في سعته. وتبحر في العلم واستبحر فيه. واستبحر الخطيب: اتسع له القول، وفي مديحك يستبحر الشاعر. قال الطرماح:

بمثل ثنائك يحلو المديح ... وتستبحر الألسن المادحه

و" إن وجدناه لبحراً " وصف بالبحر لسعة جريه. قال العجاج:

بحر الأجاري حنيك مسهل

محتنك قوي. وماء بحر، وصف به لملوحته. وقد أبحر المشرب العذب. قال ذو الرمة:

بأرض هجان الترب وسمية الثرى ... غداة نأت عنها الملوحة والبحر

ودم بحراني: أسود، نسب إلى بحر الرحم وهو عمقه. وامرأة بحرية: عظيمة البطن، شبهت بأهل البحرين وهم مطاحيل عظام البطون. قال الطرماح:

ولم تنتطق بحرية من مجاشع ... عليه ولم يدعم له جانب المهد
(بحر) - في حديث القَسَامَة: "قَتَل رجلًا ببَحْرة الرُّغاءِ"
في مسند أبي داود: "قتل رجلًا من بني نَضْر بن مالك بالقَسامَة بَحرة الرُّغاء".
وقيل: بَحْرة الرُّغاء على شَطِّ لَيَّةَ" البَحرة: البلدة تقول العرب: هذه بَحرتُنا: أي بلدَتُنا. قال الشاعر: كأنَّ بَقاياه ببَحرة مالِكٍ ... بَقِيَّةُ سَحقٍ من رِداء مُحَبَّر
- وفي حديث: "ثمَّ بَحَرها" .
يعني البِئرَ حتى لا تَنزِف: أي شَقَّها ووسَّعَها، ومنه تبَحَّر الرجلُ في العِلم: أي تَوسَّع فيه، وسُمِّى البَحر بَحرًا لِسَعَته.
- وقوله تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ} قيل: العرب تُسَمِّى العَذبَ والمِلحَ جَمِيعًا بَحرًا.
- وفي الحديث: "أنَّه بَعث العَلاءَ إلى البَحرَين"
وهو بَلَد يقال له: البَحْرانُ، بضَمِّ النُّون، وعلى ذلك يقال في النسبة إليه بَحْرانِيٌ.
- وفي حديثَ مازِن: "كان لهم صَنَمٌ يقال له: باحَر".
بفَتْح الحاءِ، ويُروَى بالجِيمِ، وقد تَقدَّم.
(ب ح ر) : (الْبَحْرَانِ) عَلَى لَفْظِ تَثْنِيَةِ الْبَحْرِ مَوْضِعٌ بَيْنَ الْبَصْرَةِ وَعُمَانَ يُقَالُ هَذِهِ الْبَحْرَانِ وَانْتَهَيْنَا إلَى الْبَحْرَيْنِ عَنْ اللَّيْثِ وَالْغُورِيِّ وَغَيْرِهِمَا وَالنِّسْبَةُ إلَيْهِ بَحْرَانِيٌّ وَأَمَّا دَمٌ بَحْرَانِيٌّ وَهُوَ الشَّدِيدُ الْحُمْرَةِ فَمَنْسُوبٌ إلَى بَحْرِ الرَّحِمِ وَهُوَ عُمْقُهَا وَهَذَا مِنْ تَغَيُّرَاتِ النَّسَبِ وَعَنْ الْقُتَبِيِّ هُوَ دَمُ الْحَيْضِ لَا دَمُ الِاسْتِحَاضَةِ (وَبَحِيرَةُ) بِنْتُ هَانِئٍ هِيَ الَّتِي زَوَّجَتْ نَفْسَهَا مِنْ الْقَعْقَاعِ بْنِ شَوْرٍ وَهِيَ مَنْقُولَةٌ مِنْ الْبَحِيرَةِ بِنْتِ السَّائِبَةِ وَهِيَ النَّاقَةُ إذَا تَابَعَتْ بَيْنَ عَشْرِ إنَاثٍ سُيِّبَتْ فَإِذَا نُتِجَتْ بَعْدَ ذَلِكَ أُنْثَى بُحِرَتْ أَيْ شُقَّتْ أُذُنُهَا وَخُلِّيَتْ مَعَ أُمِّهَا وَقِيلَ إذَا نَتَجَتْ خَمْسَةَ أَبْطُنٍ نُظِرَ فَإِنْ كَانَ الْخَامِسُ ذَكَرًا ذَبَحُوهُ فَأَكَلُوهُ وَإِنْ كَانَ أُنْثَى بَتَكُوا أُذُنَهَا أَيْ قَطَعُوهَا وَقِيلَ إنَّ النَّاقَةَ إذَا نَتَجَتْ خَمْسَةَ أَبْطُنٍ وَكَانَ آخِرُهَا أُنْثَى شَقُّوا أُذُنَهَا وَخَلَّوْا عَنْهَا فَالْبَحِيرَةُ فِي الْقَوْلَيْنِ الْبِنْتُ وَفِي الثَّالِثِ الْأُمُّ.
بحر سُمِّيَ البَحْرُ بَحْراً لاسْتِبْحَارِه وانْبِسَاطِه وسَعَتِه. وكذلك التَبَحُّرُ في العِلْمِ والمالِ. وأبْحَرَ القَوْمُ رَكبُوا البَحْرَ. وأبْحَرَ الماءُ صارَ مِلْحاً. والماءُ البَحْرُ هو المِلْحُ، وجَمْعُه بِحَارٌ. والبَحْرَانِ المِلْحُ والعَذْبُ في قَوْلِه عَزَّ وجلَّ " مَرَجَ البَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ ". والبَحْرَةُ الأرْضُ. والبَلْدَةُ. والرَّوْضَةُ أيضاً، وقد أبْحَرَتِ الرَّوْضَةُ. والبَحْرُ الرِّيْفُ. والمَبْحَرُ الكَثيرُ الماءِ. وفي المَثَل " لا أفْعَلُه ما بَلَّ بَحْرٌ صُوْفَهُ ". وبَحَرْتُ النّاقَةَ بَحْراً وهو شَقُّ أُذُنِها، وهي البَحِيْرَةُ. وبَنَاتُ بَحْرٍ ضَرْبٌ من السَّحَابِ. والباحِرُ الأحْمَقُ الذي إِذا كُلِّمَ بَقِيَ وبَحِرَ كالمَبْهُوْتِ. والبَحِرُ الذي أصَابَه انْقِطاعٌ في عَدْوٍ أو فَزَعٌ من بحارٍ. ورَجُلٌ بَحْرَانيٌّ مَنْسُوْبٌ إلى البَحْرَيْنِ بين البَصْرَةِ وعُمَانَ. ورَجُلٌ مُتَبَحِّرٌ يَسْكُنُ البَحْرَيْنِ. والدَّمُ البَحْرَانيُّ الخالِصُ، وباحِرِيٌّ مِثْلُه. وناقَةٌ باحِرَةٌ من نُوْقٍ بُحْرٍ وهي الصَّفايا الغِزَارُ. وبَحِرَ البَعِيرُ بَحَراً إِذا أُوْلِعَ بالماءِ فأصَابَه منه داءٌ، وهو بالجِيمِ أعْرَفُ. والبَحْرُ من الخَيْلِ الذي به بَحَرٌ؛ وهو حَرٌّ يُصِيْبُه فيأخُذه منه الرَّبْوُ. والباحِرَةُ شَجَرَةٌ من شَجَرِ الجِبَالِ شاكَةٌ. والبَحُوْرُ من الخَيْلِ الذي يَجْري فلا يَعْرَقُ ولا يَزِيْدُ على طُوْلِ الجَرْيِ إلا جَوْدَةً، وجَمْعُه بُحُرٌ. ولَقِيْتُه صَحْرَةَ بَحْرَةَ أي عِيَاناً ومُوَاجَهَةً، وقد يُنَوَّنانِ ويُضَمّانِ يَعْني أوَّلَهما. والبَحَرُ انْقِطاعُ الرَّجُلِ في عَدْوِه طالِباً كان أو مَطْلُوباً.
ب ح ر : الْبَحْرُ مَعْرُوفٌ وَالْجَمْعُ بُحُورٌ وَأَبْحُرٌ وَبِحَارٌ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِاتِّسَاعِهِ وَمِنْهُ قِيلَ فَرَسٌ بَحْرٌ إذَا كَانَ وَاسِعَ الْجَرْيِ وَيُقَالُ لِلدَّمِ الْخَالِصِ الشَّدِيدِ الْحُمْرَةِ بَاحِرٌ وَبَحْرَانِيٌّ، وَقِيلَ الدَّمُ الْبَحْرَانِيُّ مَنْسُوبٌ إلَى بَحْرِ الرَّحِمِ وَهُوَ عُمْقُهَا وَهُوَ مِمَّا غُيِّرَ فِي النَّسَبِ لِأَنَّهُ لَوْ قِيلَ بَحْرِيٌّ لَالْتَبَسَ بِالنِّسْبَةِ إلَى الْبَحْرِ وَالْبَحْرَانِ عَلَى لَفْظِ التَّثْنِيَةِ مَوْضِعٌ بَيْنَ الْبَصْرَةِ وَعُمَانَ وَهُوَ مِنْ بِلَادِ نَجْدٍ وَيُعْرَبُ إعْرَابَ الْمُثَنَّى وَيَجُوزُ أَنْ تَجْعَلَ النُّونَ مَحَلَّ الْإِعْرَابِ مَعَ لُزُومِ الْيَاءِ مُطْلَقًا وَهِيَ لُغَةٌ مَشْهُورَةٌ وَاقْتَصَرَ عَلَيْهَا الْأَزْهَرِيُّ لِأَنَّهُ صَارَ عَلَمًا مُفْرَدَ الدَّلَالَةِ فَأَشْبَهَ الْمُفْرَدَاتِ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهِ بَحْرَانِيٌّ.

وَبَحَرْت أُذُنَ النَّاقَةِ بَحْرًا مِنْ بَابِ نَفَعَ شَقَقْتهَا وَالْبَحِيرَةُ اسْمُ مَفْعُولٍ وَهِيَ الْمَشْقُوقَةُ الْأُذُنِ بِنْتُ السَّائِبَةِ الَّتِي
تُخَلَّى مَعَ أُمِّهَا وَهَذَا قَوْلُ مَنْ فَسَّرَهَا بِأَنَّهَا النَّاقَةُ إذَا نُتِجَتْ خَمْسَةَ أَبْطُنٍ فَإِنْ كَانَ الْخَامِسُ ذَكَرًا ذَبَحُوهُ وَأَكَلُوهُ وَإِنْ كَانَ أُنْثَى شَقُّوا أُذُنَهَا وَخَلَّوْهَا مَعَ أُمِّهَا وَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُ الْبَحِيرَةَ هِيَ السَّائِبَةُ وَيَقُولُ كَانَتْ النَّاقَةُ إذَا نُتِجَتْ سَبْعَةَ أَبْطُنٍ شَقُّوا أُذُنَهَا فَلَمْ تُرْكَبْ وَلَمْ يُحْمَلْ عَلَيْهَا وَسُمِّيَتْ الْمَرْأَةُ بَحِيرَةً نَقْلًا مِنْ ذَلِكَ. 
[بحر] البَحْرُ: خلاف البرِّ. يقال: سمِّي بحراً لعُمقه واتساعه. والجمع أَبْحُرٌ وبِحارٌ وبُحورٌ. وكلُّ نهرٍ عظيمٍ بَحْرٌ. قال عديّ: سَرَّهُ مالُهُ وكَثْرَةٌ ما يَمْ‍ * - لِكُ والبَحْرُ مُعْرِضاً والسَديرُ - يعني الفرات. ويسمَّى الفرسُ الواسعُ الجري بَحْراً. ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في مندوب فرس أبى طلحة: " إن وجدناه لبحرا ". وماءٌ بَحْرٌ، أي مِلْحٌ. وأَبْحَرَ الماءُ: مَلُحَ. قال نُصَيبٌ: وقد عادَ ماءُ الأرضِ بَحْراً فَرَدَّني * إلى مَرَضي أَنْ أَبْحَرَ المَشْرَبُ العَذْبُ - ويقال: أَبْحَرَ فلانٌ، إذا ركب البحر، عن يعقوب. والبحر: عمق الرحم ومنه قيل للدم الخالصِ الحُمْرَةِ: باحر وبحراني. والباحر: الاحمق، حكاه أبو عبيد. والبحرين: بلد، والنسبة إليه بحراني. قال اليزيدى: كرهوا أن يقولوا بحرى، فيشبه النسبة إلى البحر. وبنات بَحْرٍ: سحائبُ يجئن قُبُلَ الصَيف منتصباتٍ رقاقاً، بالحاء والخاء جميعاً. والبَحْرَةُ: البلدةُ. يقال: هذه بَحْرَتُنا، أي بلدتنا وأرضنا. ولقيته صَحرةَ بحرةَ ، أي بارزاً ليس بينك وبينه شئ. وبحرت أذن الناقة بحرا: شققتها وخرقتها. ومنه البحيرة. قال الفراء: وهي ابنة السائبة، وحكمها حكم أمِّها. وتَبَحَّرَ في العلم وغيره، أي تعمّق فيه وتوسَّع. قال الأصمعي: بَحِرَ الرجلُ بالكسر يَبْحَرُ بَحَراً، إذا تحيَّر من الفزع، مثل بَطِرَ. ويقال أيضاً: بَحِرَ، إذا اشتدَّ عطشُه فلم يرو من الماء. والبحر أيضا: داء في الابل. وقد بحرت. والاطباء يسمون التغير الذى يحدث للعليل دفعة في الامراض الحادة بحرانا. ويقولون: هذا يوم بحران، بالاضافة. ويوم باحورى على غير قياس، فكأنه منسوب إلى باحور، وباحوراء، مثل عاشور وعاشوراء، وهو شدة الحر في تموز. وجميع ذلك مولد.
[بحر] ك فيه: فاعمل من وراء "البحار" بموحدة ومهملة القرى والمدن يريدعلى رأسه أي يجعلوه ملكاً، وجعل التاج يحتمل الحقيقة والمجاز. وفيه: "البحيرة" كانوا إذا تابعت الناقة عشر إناث سيبوها أي خلوا سبيلها ولم تركب، ولم يجز وبرها، ولم يشرب لبنها إلا ضيف، وهي السائبة فما نتجت بعد من أنثى شقوا أذنها وحرم منها ما حرم من أمها وهي البحيرة. نه: وقيل كانوا إذا ولدت إبلهم سقباً بحروا أذنه أي شقوها وقالوا: اللهم إن عاش ففتى، وإن مات فذكى، فإذا مات أكلوه وسموه البحيرة، وبحر جمع بحيرة. وباحر بفتح حاء صنم.
بحر: بحّر (بالتشديد): أبحر، ركب البحر (فوك) - واصبح في عرض البحر (الكالا) - ورماه في البحر (دوماس 5 أ، 366) - وثقف (شيرب 16) - ونظر وتأمل (زيشر 22: 122، 148).
تبحر: ذكرها فوك في مادة mare ( أي بحر) - ألقى نفسه في خضم البحر (الكالا) - وكثر واتسع (انظر استبحر) ومنه في المقري (1: 81): تبحر العمران وفي تاريخ البربر (2: 84): تبحر عمارتها، وفي المقري (1: 464): كان له شعر يتكلم به متبحراً: أي متسعاً له القول.
استبحر: صار بحراً، غمرته المياه (زيشر 16: 594) وفي تاريخ البربر (1: 50): المرج المستبحر: يمكن تفسيره كما فسره دى سلان بأنه بطيحة أحدثتها مياه البحر.
واستبحر البحر: اتسع (المقدمة 1: 77).
واستبحر النهر: اتسع فصار كالبحر (عباد 2: 250).
واستبحر ب (مجازاً): توفرت له الأسباب (معيار 22) حيث يجب أن تحل ((واستبحر))، ففي تاريخ البربر (1: 153): مصر كبير مستبحر بالعمران البدوي، أي بلد كبير توفر له كل أسباب الحضارة البدوية.
ويقال أيضاً إذا كثر سكان مدينة وتوفرت فيها كل الحضارة: استبحرت في العمران (في العمارة) (تاريخ البربر 1: 221، 2: 73، 80، 81) كما يقال أيضاً: استبحر عمرانها (تاريخ البربر 1: 184، 2: 49، 72) وبلد مستبحر العمران (العمارة) (تاريخ البربر 1: 122، 2: 66، والمقري 1: 340) ويستعمل الفعل استبحر في الكلام عن المدن بمعنى اتسع (تاريخ البربر 1: 125) وكذلك في الكلام عن البساتين (المقري 3: 49) كما إنه يستعمل بهذا المعنى في الكلام عن الأمور الأخرى كالحرب مثلاً، فعند ابن حيان (106و): فوقعت الحرب واستجرت (واستبحرت - واستبر: مختصر استبحر في العلوم: توسع وتعمق، فعند ابن حيان (34و): ولقي جماعة من أهل النظر فاستبحر.
بحر: مؤنث في رحلة العبدري (انظر ما قاله في مادة دكان).
وغدير، مستنقع الماء (عباد 1: 97 رقم 126، 127، معيار 22).
وقاع رملي (غدامس 132).
بحر بلا ماء: صحراء (جاكسون 239).
وبحر بلا ماء أو بحر ملح: مستنقع كبير مليء بملح البارود (نطرون) في قاعة حمأة صلبة. (برتون 2: 73).
البحر الفارغ: جزر البحر (بوشر).
بحر السرج: سافلة السرج وهي ما بين قربوس السرج ومؤخرته (بوشر، كوسج مختار 69، ألف ليلة 1: 368، 3: 285).
والبحر في مصطلح الهندسة المعمارية: ضرب من الأطر المزخرفة بالفسيفساء أو بالتصوير، يكتب في داخلها أو يمثل فيها صور أناسي أو حيوانات أو غير ذلك (الادريسي 113، 210 وانظر معجم الأسبانية ص71).
والبحر: درجة السلم (؟) ففي ألف ليلة، برسل (2: 152): قاعة معلقة عن الأرض سبع أبحر.
بَحْرَة: يطلق أهل دمشق كلمة بحرات على 1: برك تتخذ من المرمر في باحات الدور يجري فيها الماء وتزخرف غالباً بالفسيفساء. 2: برك الماء الموجود في كل الطرقات (زيشر 11: 476).
بَحْرِيّ: ملاح في سفينة شراعية حربية (الكالا) -: حارس الميناء وحارس الشاطئ (بيرون، خليل 5: 541).
وشمالي: وهذه الكلمة لا تستعمل بهذا المعنى في مصر وحدها، بل إنها مستعملة بهذا المعنى في وثيقة صقلية لأن البحر في اقليم بالرمو يقع شماليها. (اماري، مخطوط)، وتستعمل بهذا المعنى في الجزائر أيضاً (دوماس 5 ا، 435) وفي الصحاري يقولون: ريح بحري أي شمالي (ريشاردسون صحاري 2: 407).
-: ونوع من الصقور (معجم الأسبانية 232) وهو أفضل الطيور المائية (مرجرت 176). ولعل هذا المعنى يوضح أصل الكلمة، إن مرجريت يذكر (ص186) نفس الأصل الذي يذكر تماريد والاب كاديكس، فهو يقول: لعل هذا الصقر سمي بهذا الاسم (بحري) لأنه يأتي من الطرف الآخر من البحر. غير أن الكلمة ربما أخذت من كلمة بحر نسبة إليه بمعنى الغدير والمستنقع والبطيحة.
والسلحفاة البحرية، اللجأة، ففي زاد المسافر لابن الجزار: البحري وهو القلبَّق.
بَحْرِيّة: ريح الشمال (ابن جبير 116).
بُحْران: يقول مصنف معجم المنصوري أن هذه الكلمة تعني باليونانية: المناجزة بين المتغالبين.
غارق في البحران: مغمى عليه (بوشر).
بُحَيْر (أو بُحَيْرَة) = بحر بمعناه في مصطلح الهندسة المعمارية (معجم الأسبانية 71) بُحَيْرَة: مجتمع الماء تحيط به الأرض، جمعها بحائر (بوشر).
وبحيرة وجمعها بحائر: بحرة، السهل المنخفض من الأرض. (ريشاردسن مراكش 2: 218) ويقول رينو (ص33) ما ترجمته: ((بحيرة تصغير بحر (صوابه بحرة) وهي لا تطلق إلا على السهل المنبسط، وقد ذكرها مارمول (2: 234) وسماها Bahayra وقال إنها تمتد أربعة عشر ميلاً عرضاً.
ويتحدث بارت في كتابه غرائب البحار (ص241) سهل يسمى بحرة الرمادة. وفي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص22): جاء السلطان إلى مكناس وعيّد عيد الأضحى في بحيرته (بحيرتها) الكبرى - ووصل مدينة فاس - فنزل بالبحيرة وارتاح بها ثلاثة أيام. وفي تاريخ تونس (ص107): فوصل الكاف وحصن بها آله وماله ونزل بحيرة الكاف في نحر الجزيرتين.
والبحيرة: المبقلة، وبستان الفاكهة. (كاترمير جريدة الجنوب، 1847، ص484 في تعليقه على كرتاس 17) وما ينقله كاترمير، عن النويري الذي يقول إن كلمة بحيرة يراد بها بستان كبير في لغة الأفارقة، مذكور أيضاً في تاريخ ابن الأثير (10: 407) (هيلو، رولاند، دلابورت 144) وفي قصة مراكش لجاكسون (ص95): ((بحيرة: حديقة تزرع فيها خضروات الطبخ.)) وفي رحلة تاريخية إلى مراكش (ص612): ما معناه: حديقة تزرع بها خضراوات الطبخ بحيرة Baharrar وفي رياض النفوس (70و): وذكر أن أخاً له اشتكى أرنباً أفسدت عليه بحيرة له بجوار قصر الطوب فدعا عليها. فلم تلبث يسيراً حتى ماتت (أماري 8). والناشر الذي ترجم في الجريدة الأسيوية (1845، 1: 98): بحائر ب" étangs" مستنقعات الماء (المقري 3: 751) قد أخطأ في ذلك.
وقد تحرفت الكلمة في البربرية فصارت ثَبْحْرِثَ: حديقة الخضروات، ففي معجم البربر: " thebhairt" ( عربية): بستان، حديقة، (هوجسن 93).
بحيرة الزيتون: بستان الزيتون (تاريخ البربر 2: 301) وجمعها بحائر الزيتون (ابن بطوطة 4: 376).
بَحّار: بستاني (كاترمير، جريدة الجنوب 1847 ص: 484، رولاند).
بَحّاري: بحار ماهر بادارة المركب (بوشر).
(ب ح ر)

البَحْرُ: المَاء الْكثير، ملحا كَانَ أَو عذبا وَقد غلب على الْملح حَتَّى قل فِي العذب. وَجمعه أبحُرٌ، وبُحُورٌ، وبِحارٌ.

وَمَاء بَحْرٌ: ملح، قل أَو كثر، قَالَ نصيب:

وَقد عادَ ماءُ الأرضِ بحراً فزَادني ... إِلَى مَرَضِى، أَن أبحَرَ المشرَبُ العذْبُ

وأبحَرَ المَاء: صَار ملحا. وَالنّسب إِلَى البحْرِ بَحْرانِيّ، على غير قِيَاس، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: قَالَ الْخَلِيل كَأَنَّهُمْ بنوا الِاسْم على فعلان.

والتَّبَحُّرُ والاستِبْحارُ: الانبساط وَالسعَة. واستَبْحر الرجل فِي الْعلم وَالْمَال، وتبَحَّر: اتَّسع.

وتَبَحَّر الرَّاعِي فِي رعي كثير: اتَّسع. وَكله من الْبَحْر لسعته.

وبَحِرَ الرجل: فزع من البَحْرِ.

وأبحَرَ الْقَوْم: ركبُوا البَحْرَ.

وَيُقَال للبَحْرِ الصَّغِير: بُحَيرٌة، كَأَنَّهُمْ توهموا بَحْرَةً وَإِلَّا فَلَا وَجه للهاء. وَأما البُحَيرَةُ الَّتِي بطبرية فَإِنَّهَا بحرٌ عَظِيم، نَحْو عشرَة أَمْيَال فِي سِتَّة أَمْيَال، وَهِي عَلامَة لخُرُوج الدَّجَّال، تيبس حَتَّى لَا يبْقى فِيهَا قَطْرَة مَاء.

وَقَوله: " يَا هادي اللَّيْل جرت " إِنَّمَا هُوَ البَحْرُ أَو الْفجْر، فسره ثَعْلَب فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ الْهَلَاك أَو ترى الْفجْر، شبه اللَّيْل بالبحر. والبحُر: الرجل الْكَرِيم الْكثير الْمَعْرُوف. وَفرس بَحْرٌ: جواد كثير الْعَدو، على التَّشْبِيه بالبَحْرِ.

والبَحْرُ: الرِّيف، وَبِه فسر أَبُو عَليّ قَوْله تَعَالَى: (ظَهَر الفسادُ فِي البَرّ والبَحرِ) لِأَن الْبَحْر الَّذِي هُوَ المَاء لَا يظْهر فِيهِ فَسَاد وَلَا صَلَاح.

وَقَول بعض الإغفال:

وأدَمَتُ خُبزيَ من صُيَيْرِ

من صِيرِ مِصْرَينَ أَو البُحَيْرِ

يجوز أَن يَعْنِي بالبُحَيرِ البحرَ الَّذِي هُوَ الرِّيف، فصغره للوزن وَإِقَامَة القافية، وَيجوز أَن يكون البُحيرةَ فرخم اضطرارا، وَقَوله:

من صُييرٍ، من صِيرِ مِصْرينَ

يجوز أَن يكون صير بَدَلا من صيير، بِإِعَادَة حرف الْجَرّ، وَيجوز أَن يكون من للتَّبْعِيض، كَأَنَّهُ أَرَادَ: من صيير كَائِن من صير مصرين.

والبحْرَةُ: الفجوة من الأَرْض تتسع وَقَالَ أَبُو حنيفَة: قَالَ أَبُو نصر: الْبحار الواسعة من الأَرْض، الْوَاحِدَة بَحْرَةٌ، وَأنْشد لكثير فِي وصف مطر:

يُغادِرُ صَرْعى من أراكٍ وتَنْضُبِ ... وزُرْقا بأجْوَازِ البحارِ يُغادِرُ

وَقَالَ مرّة: البحرةُ: الْوَادي الصَّغِير يكون فِي الأَرْض الغليظة. والبحرَةُ: الرَّوْضَة الْعَظِيمَة من سَعَة، وَجَمعهَا بُحَرٌ وبِحار، قَالَ النمر بن تولب:

وَكَأَنَّهَا دَقَرَي تَخايَل نبتُها ... أُنُفٌ يغمّ الضَّالَ نَبْتُ بِحارِها

وبَحِرَ الرجل وَالْبَعِير بحرا فَهُوَ بَحِرٌ: إِذا اجْتهد فِي الْعَدو طَالبا أَو مَطْلُوبا فَانْقَطع وَضعف، وَلم يزل بشر حَتَّى أسود وَجهه وَتغَير.

وَرجل بَحِرٌ: مسلول ذَاهِب اللَّحْم، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد: وغِلْمَتِي، مِنْهُم سَحِيرٌ وبَحِرْ

وآبِقٌ من جَذْبِ دَلْوَيها هَجِرْ

وبَحِرَ الرجل: بهت. والباحِرُ: الأحمق الَّذِي إِذا كلم بقى كالمبهوت، وَقيل: هُوَ الَّذِي لَا يَتَمَالَك حمقا.

وتبَحَّر الْخَبَر: تطلبه.

وَدم باحِرِيّ وبَحْرانِيّ: خَالص الْحمرَة من دم الْجوف، وَعم بَعضهم بِهِ فَقَالَ: أَحْمَر باحِريّ وبَحرانِيّ، وَلم يخص بِهِ دم الْجوف وَلَا غَيره.

وبَحَرَ النَّاقة وَالشَّاة يَبْحَرُها بَحْراً: شقّ أذنها بنصفين، وَقيل: بنصفين طولا، وَهِي البَحِيرَةُ، وَكَانَت الْعَرَب تفعل بهما ذَلِك إِذا نتجا عشرَة أبطن، فَلَا ينْتَفع مِنْهُمَا بِلَبن وَلَا ظهر، وتترك البَحيرَةُ ترعى وَترد المَاء، وَيحرم لَحمهَا على النِّسَاء ويحلل للرِّجَال، فَنهى الله تَعَالَى عَن ذَلِك فَقَالَ: (مَا جعل الله من بَحِيرةٍ وَلَا سائبةٍ وَلَا وصيلَةٍ وَلَا حامٍ) وَقيل البَحيرَةُ من الْإِبِل الَّتِي بُحِرَتْ أذنها: أَي شقَّتْ طولا. وَيُقَال: هِيَ الَّتِي خليت بِلَا رَاع، وَهِي أَيْضا الغزيرة. وَجَمعهَا بُحُرٌ، كَأَنَّهُ توهم حذف الْهَاء.

والبَحْرةُ: الأَرْض والبلدة.

ولقيته سحرة بَحْرَة، إِذا لم يكن بَيْنك وَبَينه شَيْء.

والباحُورُ: الْقَمَر، عَن أبي عَليّ فِي البصريات.

والبَحْران: مَوضِع بَين الْبَصْرَة وعمان، النّسَب إِلَيْهِ بَحْرِيّ وبَحْرانِيّ.

وَقد سمت: بَحْرا، وبُحَيراً، وبَحيراً وبَيْحَراً وبَيْحَرةَ.

وَبَنُو بَحْرِيّ: بطن.

وبحْرةُ وبَيْحَرُ: موضعان.

وبحارٌ وَذُو بحارٍ، موضعان. قَالَ الشماخ:

صَبا صَبْوةً من ذِي بحارٍ فجاوزَتْ ... إِلَى آلِ لَيْلى بطْنَ غَوْلٍ فمِنَعَجِ 
بحر
أبحرَ/ أبحرَ إلى يُبحر، إبْحارًا، فهو مُبْحِر، والمفعول مُبحَر إليه
• أبحر الشَّخصُ: ركِب البحرَ، سافر على متن سفينةٍ ونحوها، سافر عن طريق البحر "أبحرنا مُتَّجهين إلى أوربا".
• أبحرتِ السَّفينةُ: أقلعتْ "أبحرتِ السَّفينة من الميناء- أبحر القاربُ نحو الشاطئ".
• أبحرتِ الأرضُ: كثُر تجمّع الماء فيها، تعدّدت مُستنقعاتها.
• أبحر إلى جهة كذا: رَكِبَ البحر متَّجهًا إليها. 

استبحرَ/ استبحرَ في يستبحر، استِبحارًا، فهو مُستبحِر، والمفعول مُستبحَر فيه

• استبحر الخطيبُ أو الشَّاعرُ: اتَّسع له القَوْل وانبسط "استبحر الباحثُ في محاضرته".
• استبحر المكانُ: اتّسَع وانبسَط.
• استبحر الشَّخصُ في العلم وغيرِه: توسّع وتعمَّق فيه "استبحر في علوم الفضاء/ علم الرياضيّات حتى برز فيه". 

تبحَّرَ/ تبحَّرَ في يتبحَّر، تبحُّرًا، فهو مُتبحِّر، والمفعول مُتبحَّر فيه
• تبحَّر المكانُ: استبحر؛ اتَّسع وانبسط "تبحرتْ بلادُ الإسلام في الخلافة الأموية".
• تبحَّر العالمُ في علمه: استبحر؛ تعمّق فيه وتوسَّع "تبحّر د. زويل في علم اللِّيزر". 

بِحارَة [مفرد]: مِهْنةُ البَحَّار. 

بَحَّار [مفرد]: ج بَحَّارون وبَحَّارة:
1 - كثير السَّفر بالبحر، كثير ركوب البحر.
2 - مَلاّح؛ مَن يوجِّه السَّفينة أو يعمَل عليها ° بَحَّارة السَّفينة: طاقمها، مجموع العاملين فيها. 

بَحْر [مفرد]: ج أَبْحُر وبِحار وبُحور:
1 - ضِد البَرّ، يَمّ، وهو مُتَّسع من الأرض أصغر مِن المحيط مغمور بالماء المِلْح أو العَذب "تشغل البحار والمحيطات والأنهار أكثر من ثلثي مساحة الكرة الأرضية- جيفة لا تعكر بحْرًا [مثل]: يُضرب في الأذى الصغير، يصيب الرجل العظيم- {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ} - {وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ} " ° أعالي البحار: المياه المفتوحة البعيدة عن المياه الإقليميّة لبلدٍ ما- اشرب من البحر: مُت غَيْظًا، افعلْ ما تشاء- البحار السَّبعة: كل محيطات العالم- بحر من دم: كميّة كبيرة من سائل أو خلافه- بحر من رمال: مدى، متّسع- دوَّامة البحر: وسطه الذي تدوم عليه الأمواج- ركِب البحر: أَبْحَر- عُباب البحر: موجُه.
2 - مدن وقرى على المياه الجارية " {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} ".
3 - كلّ نهر عظيم "بحر النيل".
4 - عالِم كبيرٌ واسع العِلْم والمعرفة "كان العقادُ بَحْرًا في اللغة والأدب".
5 - (عر) وَزْن شِعريّ "يُكثر الشُّعراء في شعرهم من بحر الطويل".
6 - خلال، أثناء "سيحضر في بحر أسبوع".
• مستوى سطح البَحْر: (جو) متوسط ارتفاع مسطَّح المحيط لعدد كبير من عمليتي المدّ والجَزْر في مُدَدٍ زمنيّة طويلة نسبيًّا، وبه تتعيّن ارتفاعات سطح الأرض.
• نسيم البَحْر: (جو) هواء لطيف يهب من ناحية البَحْر حيث البرودة إلى اليابسة، نتيجة حدوث انخفاض في الضغط بسبب صعود الهواء الساخن المُلامس للأرض إلى أعلى وقت الظهيرة.
• عَقْرب البَحْر: (حن) جنس سمك من فصيلة عقربيّات البَحْر، ذو رأس ضخمة وزعانف ظهريّة كبيرة، يعيش في البحار الاستوائيّة، ومنه أنواع سامّة.
• داء البَحْر: (طب) دُوار البَحْر، دوار يصيب الإنسان عند ركوب البَحْر "أصيب بداء البحر".
• البَحْران:
1 - النَّثر والنَّظم.
2 - مياهُ البحار ومياه الأنهار.
3 - الأرض والسّماء.
4 - العذْب والمِلْح. 

بُحْران [مفرد]
• البُحْران: (طب) تغيّر مفاجئ يحدث لمريض الحُمّى الحادّة، يصحبه عرق غزير وانخفاض سريع في درجة الحرارة. 

بَحْريّ/ بَحَريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى بَحْر: "تيار/ قانونٌ/ سمكٌ/ قنفذٌ بَحْريّ" ° الوجه البَحْرِيّ: إقليم الدّلتا في مصر- جوّيّ بحريّ: خاص بالجوّ والبحر معًا- لباس بحريّ: خاص بالبحَّارة- منشأ بحري/ مناخ بحري: خاضع لتأثير البحر.
2 - ملاّح، بَحّار "يقود السَّفينة ضابط بحريّ".
3 - حارس الشاطئ. 

بَحْريَّة/ بَحَريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى بَحْر: "رحلة/ ملاحة/ قاعدة بحريّة" ° حيوانات بحريّة: تعيش في البحر- معركة بحريّة: حرب تجري في البحر.
2 - مجموعة السّفن التجاريّة أو الحربيّة العاملة في البحار بمن عليها "البحريَّة البريطانيَّة دامت شهرتها في القرن التَّاسع عشر" ° التِّرسانة البحريّة: المكان الذي يتمّ فيه إصلاح أو بناء أو تزويد أو إرساء السّفن.
3 - (سك) أحد الأجنحة العسكريّة الرئيسيّة للجيش، ويختص بحماية حدود الدولة في البحر، ويشمل: السُّفُن والغوَّاصات والمدمّرات وحاملات الطّائرات وغيرها "قامت القوَّات البحريَّة بمُناورة جيِّدة".
 • البَحْريَّة التِّجاريَّة: (قص) مجموعة السُّفن غير المسلَّحة النَّاقلة للبضائع والمسافرين.
• البحريَّات: (حي) كائنات حيَّة تعيش في البحار المفتوحة. 

بَحيرَة [مفرد]: ج بَحائِرُ: ناقة أو شاة مشقوقة الأذن، وكان العرب في الجاهلية، إذا ولدت ناقةٌ أو شاةٌ خمسةَ أبْطن- وقيل عشرة- وكان آخِرها ذكرًا شقّوا أذنَها وأعْفوها من أن تُحلَب أو تُركب، ولم يمنعوها ماءً ولا مرعًى، وقد أبطلها الإسلام " {مَا جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلاَ سَائِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ} ". 

بُحَيْرة [مفرد]: ج بُحيرات وبَحائِرُ: (جغ) مُجتمع ماءٍ مُتّسع تُحيط به اليابسة من كل الجهات "بُحَيْرة ناصر" ° بُحَيْرة شاطئيّة: بُحيرة مالحة تمتدُّ إلى مسافة طويلة وراء لسان أرضيّ متواصل ومستقيم- بُحَيْرة مالحة: بُحيرة ضحلة وعلى الأخصّ إذا كانت قريبةً من البحر- بُحَيْرة مرجانيّة: بُحيرة تقع في وَسَط جزيرة مرجانية حَلْقيَّة- نباتات بُحيريّة/ حيوانات بُحيريّة: تعيش أو تنمو على ضفاف البحيرات أو في مياهها. 

بحر

1 بَحَرَ, (TA,) [aor. ـَ inf. n. بَحْرٌ, (K,) He slit; cut, or divided, lengthwise; split; or clave; (K, TA;) and enlarged, or made wide. (TA.) Hence the term بَحْرٌ [as meaning “ a sea ” or “ great river ”] is said to be derived, because what is so called is cleft, or trenched, in the earth, and the trench is made the bed of its water. (TA.) b2: بَحَرَهَا, (M,) or بَحَرَ أُذُنَهَا, (S, A, Msb,) aor. ـَ (M, Msb,) inf. n. بَحْرٌ, (S, M, Msb, K,) He slit her (a camel's, S, M, A, Msb, and a sheep's or goat's, M) ear, (S, M, A, Msb, K,) in halves, or in halves lengthwise, (M, TA,) widely; (B;) and in like manner, بَحَرَهُ he slit his (a camel's) ear widely: (B:) and ↓ بحّر

آذَانَ الأَنْعَامِ, inf. n. تَبْحِيرٌ, He slit [&c.] the ears of the cattle. (Az, TA in art. بتك.) A2: [بَحُرَ, aor. ـُ inf. n. بَحَارَةٌ, It was, or became, wide, or spacious. The inf. n. is mentioned in the A: see بَحْرٌ: and see also 10.]2 بَحَّرَ see 1.4 ابحر He embarked [or voyaged] upon the sea or a great river. (Yaakoob, S, M, K.) [Opposed to أَبَرَّ.] b2: (tropical:) It (water, K, sweet water S, A) was, or became, salt. (S, A, * K.) b3: أَبْحَرَتِ الأَرْضُ The land abounded with places where water stagnated. (T, K. * [In the latter, مَنَافِعُهَا is put by mistake for مَنَاقِعُهَا. See بَحْرَةٌ.]) A2: (assumed tropical:) He found water to be salt; not easy, or pleasant, to be drunk. (K, TA. [In some copies of the K, for لَمْ يَسُغْ, we find لَمْ يَمْتَنِعْ, which is evidently a mistake.]) A3: He met, or met with, a man unintentionally: (M, K:) from the phrase, لَقِيتُهُ صَحْرَةَ بَحْرَةَ. (TA.) 5 تبحّر: see 10. b2: Also (assumed tropical:) He (a pastor) took a wide range in abundant pasturage. (TA.) b3: تبحّر فِى المَالِ (tropical:) He enlarged himself, or he became, or made himself, ample, or abundant, in wealth, or camels, or the like; (K, * TA;) as also فيه↓استبحر. (TA.) b4: تبحّر فِى العِلْمِ (tropical:) He went deep into science, or knowledge, and enlarged himself, or took a wide range, therein, (S, A, K,) wide as the sea; (TA;) and in like manner one says with respect to other things: (S:) and so فيه ↓استبحر. (A, TA.) 10 استبحر (tropical:) It (a place) became wide, or spacious, like the sea: (A:) it spread wide; became expanded; (K;) as also ↓ تبحّر. (TA.) [See also بَحُرَ.] b2: (tropical:) He (a poet, A, K, and a خَطِيب, [i. e. a speaker, an orator, or the like,] A) expatiated in speech; was, or became, diffuse therein. (M, A, K.) b3: See also 5, in two places.

بَحْرٌ [A sea: and a great river:] a spacious place comprising a large quantity of water; (B;) a large quantity of water, (K, TA,) whether salt or sweet; (TA;) contr. of بَرٌّ; (S, A;) so called because of its depth (S, TA) and large extent; (S, Msb, TA;) from البَحَارَةُ; (A;) or because its bed is trenched in the earth; see 1: (TA:) or a large quantity of salt water, only; (K;) and so called because of its saltness: (El-Umawee, TA: [but accord. to the A, this word as an epithet meaning “ salt ” is tropical:]) or rather this is its general meaning: (TA:) for it signifies also any great river; (S, M, TA;) any river of which the water does not cease to flow; (Zj, T, TA;) such as the Euphrates, for instance; (S;) or such as the Tigris, and the Nile, and other similar great rivers of sweet water; of which the great salt بَحْر is the place of confluence; so called because trenched in the earth: (T, TA:) pl. [of pauc.] أَبْحُرٌ and [of mult.] بِحَارٌ and بُحُورٌ. (S, Msb, K.) The dim. is ↓أُبَيْحِرٌ, (K,) which is anomalous; and ↓بُحَيْرٌ, which is the regular form: accord. to the K, the latter is not used; but this is untrue; for it is sometimes used, though rare. (MF.) b2: Hence its application in the saying of the Arabs, يَا هَادِىَ اللَّيْلِ جُرْتَ إِنَّمَا هُوَ البَحْرُ أَوِ الفَجْرُ, which Th explains by saying that the meaning is, (tropical:) [O guide of the night, thou hast deviated from the right way:] it is only destruction or thou wilt see the daybreak: the night is here likened to the sea [and with the night is associated the idea of destruction]: but accord. to one recital, it is البَجْرُ, instead of البَحْرُ. (TA. [See art. بجر.]) b3: Also (tropical:) Salt; as an epithet, applied to water. (S, A.) b4: (tropical:) A fleet, or swift, and excellent, horse; (As, K;) that runs much; (As, TA;) that takes a wide range in his running; (S, A, Msb, B;) that runs like the sea, or a great river; or like the sea, or a great river, when it rolls wave over wave. (Niftaweyh;, TA.) b5: (tropical:) A generous man; (K, TA;) one who takes a wide range in his beneficence, bounty, or kindness; who abounds therein. (TA.) You say, لَقِيتُ بِزَيْدٍ بَحْرًا (tropical:) [I found, in the place of Zeyd, a man of abundant generosity or beneficence]: ب here denoting substitution. (The Lubáb cited in the TA voce بِ.) And لَقِيتُ مِنْهُ بَحْرًا (tropical:) [I found him to be a man of exceeding generosity]; a phrase expressing an intensive degree of generosity: and رَأَيْتُ مِنْهُ بَحْرًا [signifies the same]. (Mughnee in art. بِ.) b6: (tropical:) A man of extensive knowledge or science; one who takes a wide range in his knowledge or science. (B.) b7: (tropical:) Any person, or thing, that takes a wide range in a thing. (B.) b8: (assumed tropical:) Land of seed-produce and fruitfulness; or a tract, or region, in which are green herbs or leguminous plants, and waters; or the part of a country near to water; syn. رِيفٌ: (Aboo-' Alee, K:) and the dim. ↓ بُحَيْرٌ is used in the same sense; or, by poetic licence, for ↓ بُحَيْرَةٌ. (TA.) So in the Kur [xxx. 40], ظَهَرَ الفَسَادُ فِى البَرِّ وَ البَحْرِ (assumed tropical:) [Corruption hath appeared in the desert, or deserts, and in the land of seed-produce and fruitfulness; &c.]: (Aboo-'Alee, TA:) or the meaning here is, [in the desert, or deserts, and in the towns, or villages, in which is water: (see بَرٌّ:) or in the open country and] in the cities [or towns] upon the rivers; by sterility in the former, and scarcity in the latter: (Zj, TA, and T in art. بر:) or in the land and the sea; i. e., the land has become sterile, or unfruitful, and the supply of the sea has become cut off. (Az, TA.) See also بَحْرَةٌ. b9: Also, البَحْرُ, (S, K,) or بَحْرُ الرَّحِمِ, (A, Mgh,) (assumed tropical:) The bottom (عُمْق, S, A, Mgh, K, or قَعْر, IAth, TA) of the womb; fundus uteri: (S, A, Mgh, K:) whence blood of a pure red colour, (S,) or intensely red, (Mgh,) is termed بَحْرَانِىٌّ (S, Mgh) and بَاحِرٌ. (S.) بَحْرَةٌ A wide tract of land: so accord. to Aboo-Nasr: but in one place he says, a small valley in rugged land: pl. بِحَارٌ. (TA.) b2: A land, country, or territory, belonging to, or inhabited by, a people; syn. بَلْدَةٌ. (S, K.) One says, هٰذِهِ بَحْرَتُنَا This is our land, &c.; syn. أَرْضُنَا. (S.) It occurs also in the dim. form [↓ بُحَيْرَةٌ], as in the Towsheeh of El-Jelál. (TA.) b3: Any town, or village, that has a running river and wholesome water: (K:) and [absolutely] any town, or village: of such the Arabs say, هٰذِهِ بَحْرَتُنَا This is our town, or village: and the pl. بِحَارٌ they apply to cities, as well as towns, or villages. (TA.) b4: Low, or depressed, land: (IAar, K:) occurring also in the dim. form [↓ بُحَيْرَةٌ]. (TA.) b5: A meadow; or a garden; syn. رَوْضَةٌ: (T, TA:) or one that is large, (K,) and wide. (TA.) b6: A place where water stagnates. (Sh, K.) b7: The pl. is ↓ بَحْرٌ, (as in some copies of the K, [or this is a coll. gen. n. of which بَحْرَةٌ is the n. un.,]) or بِحَرٌ, (as in other copies of the K and in the TA,) or بُحْرٌ, (as in the CK,) and بِحَارٌ. (K.) A2: لَقِيتُهُ صَحْرَةَ بَحْرَةَ, (S, K,) and ↓ صُحْرَةَ بُحْرَةَ, as in the Expositions of the Tesheel, &c., (MF,) and صَحْرَةً بَحْرَةً, (K,) and ↓ صُحْرَةً بُحْرَةً, (MF,) I met him out, with nothing intervening between me and him; (S, L;) both of us being exposed to open view; (TA;) without anything concealing, or intervening. (K, TA.) صحرةَ بحرةَ, without tenween, is a compound denotative of state; not, as some say, consisting of two inf. ns.: and sometimes نَحْرَةً is added; in which case each of the three words is with tenween, decl.; and they do not form a compound. (MF. [But see صَحْرَة.)]

صُحْرَةَ بُحْرَةَ and صُحْرَةً بُحْرَةً: see بَحْرَةٌ.

بَحْرِىٌّ Of, or relating to, or belonging to, the sea, or a great river; rel. n. of بَحْرٌ. (S, K.) b2: A seaman; a sailor; (TA;) as also ↓ بَحَّارٌ: (K:) and [↓ بَحْرِيَّةٌ and] ↓ بَحَّارَةٌ seamen; sailors. (K, TA.) b3: [In the dial. of Egypt, North; northern; because the Mediterranean Sea lies on the north of that country: like as, in Hebrew, יָם signifies “ west; ” because that sea lies on the west of Palestine.]

بَحْرِيَّةٌ: see بَحْرِىٌّ.

بُحْرَانٌ, a post-classical word, (S, K,) used by the physicians, signifying The crisis of a disease; the sudden change which happens to a sick person, (S, TA,) and the commencement of convalescence, (TA,) in acute diseases; (S, TA;) at a time fixed by some motion in the heavenly bodies, mostly by a motion of the moon; being a change to health or to the contrary: a word [said to be] of Greek origin. (The Nuzheh of the sheykh Dáwood El-Antákee, cited in the TA.) [Pl. بَحَارِينُ.] They say, هٰذَا يَوْمُ بُحْرَانٍ and يَوْمٌ

↓ بَاحُورِىٌّ [This is the day of a crisis of a disease]: باحورىّ being anomalous: (S, K:) [perhaps from البَاحُورُ signifying “ the moon,” because the crisis of a disease is thought to be mostly fixed by a motion of the moon: or] as though it were a rel. n. of بَاحُورٌ and بَاحُورَآءُ meaning the “ vehemence of heat in [the month of] تَمُّوز. ” (S.) دَمٌ بَحْرَانِىٌّ (assumed tropical:) Blood of the menses; accord. to El-Kutabee: or (assumed tropical:) intensely red blood: (Mgh:) or (assumed tropical:) intensely red, and thick, and abundant, menstrual blood: (IAth:) or (tropical:) black blood: (A:) or, as also ↓ دَمٌ بَاحِرٌ, (S, M, Msb, K,) (assumed tropical:) blood of the womb: (K:) or (assumed tropical:) blood of a pure red colour: (S, M, K:) or (assumed tropical:) such blood from the belly: (M:) or (assumed tropical:) pure blood of an intensely red colour: (Msb:) both from البَحْرُ signifying “ the bottom of the womb: ”: (S:) the former is a rel. n. therefrom, (A, IAth, Msb,) in which the ا and ن are added to give intensiveness to the signification, (IAth,) or to distinguish it from the rel. n. of البَحْرُ [in its most common sense]: (Msb:) or it is a rel. n. of البَحْرُ [in its most common sense], because of its abundance. (IAth.) b2: أَحْمَرُ بَحْرَانِىٌّ, and ↓ بَاحِرٌ, (TA,) and ↓ بَاحِرِىٌّ, (IAar, TA,) (assumed tropical:) Intense red. (TA.) بُحَيْرٌ dim. of بَحْرٌ, which see, in two places.

بَحِيرَةٌ A she-camel having her ear slit: (S, * A, Msb, K *:) [and, as a subst., or an epithet in which the quality of a subst. is predominant,] a she-camel of which the mother was a سَائِبَة; (Fr, S, Mgh, Msb, K;) i. e., of which the mother had brought forth ten females consecutively before her, and of which the ear was slit; (Mgh;) or of which the mother had brought forth five, of which five the last, if a male, was slaughtered and eaten, but if a female, her ear was slit and she was left with her mother; (Mgh, * Msb;) the predicament of which was the same as that of her mother; (Fr, S, K;) i. e., what was unlawful with respect to her mother was unlawful with respect to herself: (TA:) or a she-camel, or ewe, or she-goat, that had brought forth five young ones, and of which the fifth, if a male, was slaughtered, and its flesh was eaten by the men and women; but if a female, her ear was slit, and it was unlawful to the Arabs to eat her flesh and to drink her milk and to ride her; but when she died, her flesh was lawful to the women: (K:) so says Az, on the authority of Ibn-'Arafeh: (TA: [but it appears from the explanation in the Msb, quoted above, that it was the slit-eared young she-camel here mentioned, not the mother, that was thus termed:]) or a she-camel, or ewe, or she-goat, which, having brought forth ten young ones, had her ear slit, (K,) and no use was made of her milk nor of her back, (TA,) and she was left at liberty to pasture, (K,) and to go to water, (TA,) and her flesh, when she died, was made unlawful to the women of the Arabs, but was eaten by the men: (K:) or one that was left at liberty, without a pastor: (K:) or, as some say, syn. with سَائِبَةٌ; i. e., say they, a she-camel which, having brought forth seven young ones, had her ear slit, and was not ridden, nor used for carrying: (Msb:) or a she-camel that had brought forth five young ones, the last of which was a male, in which case her ear was slit, and she was exempted from being ridden and from carrying and from being slaughtered, and not prevented from taking of any water to which she came, nor from any pasturage, nor even ridden by a weary man who, having become unable to proceed in his journey, his means having failed him, or his camel that bore him stopping with him from fatigue or breaking down or perishing, might chance to find her: (Aboo-Is- hák the Grammarian, TA: [and the like, but less fully, is said in the Mgh:]) or, applied specially to a ewe, or she-goat, one that, having brought forth five young ones, had her ear slit: (L, K, TA: [in the CK, for بُحِرَت is put نُحِرَت:]) it also signifies a she-camel (L) abounding in milk: (L, K:) the pl. is بَحَائِرُ and بُحُرٌ; (L, K;) the latter a strange form of pl. of a fem. sing. such as بحيرة; and said to be the only instance of the kind except صُرُمٌ pl. of صَرِيمَةٌ, meaning “ having her ear cut off. ” (TA.) It is said in a trad., that the person who instituted the practices relative to the بحيرة and the حَامِى, and the first who altered the religion of Ishmael, was 'Amr the son of Loheí the son of Kama'ah the son of Jundab; and these practices are forbidden in the Kur v. 102. (TA.) بُحَيْرَةٌ A small sea; a lake: as though they imagined the word بَحْرَةٌ [as syn. with بَحْرٌ]: otherwise there is no reason for the ة. (M, TA.) b2: See also بَحْرٌ: and see بَحْرَةٌ, in two places.

بَحَّارٌ: see بَحْرِىٌّ.

بَحَّارَةٌ: see بَحْرِىٌّ.

بَاحِرٌ: see بَحْرَانِىٌّ, in three places.

بَاحِرِىٌّ: see بَحْرَانِىٌّ, in three places.

بَاحُورٌ and ↓بَاحُورَآءُ The vehemence of heat in [the Syrian month of] تَمُّوز or تَمُوز [corresponding to July, O. S.]: (S, K:) [pl. of the former بَوَاحِيرُ:] both are [said to be] post-classical words: (S:) but they are [classical words,] arabicized; for they occur in verses of the kind called رَجَز of some of the [early] Arabs. (MF.) A2: البَاحُورُ The moon. (Aboo-' Alee, K.) بَاحُورَآءُ: see بَاحُورٌ.

بَاحُورِىٌّ: see بُحْرَانٌ.

أُبَيْحِرٌ: dim. of بَحْرٌ, q. v. (K.)
بحر: {البحيرة}: هي الناقة إذا نتجت خمسة أبطن فإن كان الخامس ذكرا نحروه فأكله الرجال والنساء، أو أنثى بحروا أذنها أي: شقوها، وحرم على النساء لبنها، فإذا ماتت حلت للنساء.
بحر
أصل البَحْر: كل مكان واسع جامع للماء الكثير، هذا هو الأصل، ثم اعتبر تارة سعته المعاينة، فيقال: بَحَرْتُ كذا: أوسعته سعة البحر، تشبيها به، ومنه: بَحرْتُ البعير: شققت أذنه شقا واسعا، ومنه سميت البَحِيرَة. قال تعالى: ما جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ [المائدة/ 103] ، وذلك ما كانوا يجعلونه بالناقة إذا ولدت عشرة أبطن شقوا أذنها فيسيبونها، فلا تركب ولا يحمل عليها، وسموا كلّ متوسّع في شيء بَحْراً، حتى قالوا: فرس بحر، باعتبار سعة جريه، وقال عليه الصلاة والسلام في فرس ركبه: «وجدته بحرا» وللمتوسع في علمه بحر، وقد تَبَحَّرَ أي: توسع في كذا، والتَبَحُّرُ في العلم: التوسع واعتبر من البحر تارة ملوحته فقيل: ماء بَحْرَانِي، أي: ملح، وقد أَبْحَرَ الماء. قال الشاعر:
قد عاد ماء الأرض بحرا فزادني إلى مرضي أن أبحر المشرب العذب
وقال بعضهم: البَحْرُ يقال في الأصل للماء الملح دون العذب ، وقوله تعالى: مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ
[الفرقان/ 53] إنما سمي العذب بحرا لكونه مع الملح، كما يقال للشمس والقمر: قمران، وقيل السحاب الذي كثر ماؤه: بنات بحر .
وقوله تعالى: ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
[الروم/ 41] قيل: أراد في البوادي والأرياف لا فيما بين الماء، وقولهم: لقيته صحرة بحرة، أي: ظاهرا حيث لا بناء يستره.

بحر: البَحْرُ: الماءُ الكثيرُ، مِلْحاً كان أَو عَذْباً، وهو خلاف

البَرِّ، سمي بذلك لعُمقِهِ واتساعه، قد غلب على المِلْح حتى قَلّ في

العَذْبِ، وجمعه أَبْحُرٌ وبُحُورٌ وبِحارٌ. وماءٌ بَحْرٌ: مِلْحٌ، قَلَّ أَو

كثر؛ قال نصيب:

وقد عادَ ماءُ الأَرضِ بَحْراً فَزادَني،

إِلى مَرَضي، أَنْ أَبْحَرَ المَشْرَبُ العَذْبُ

قال ابن بري: هذا القولُ هو قولُ الأُمَوِيّ لأَنه كان يجعل البحر من

الماء الملح فقط. قال: وسمي بَحْراً لملوحته، يقال: ماءٌ بَحْرٌ أَي

مِلْحٌ، وأَما غيره فقال: إِنما سمي البَحْرُ بَحْراً لسعته وانبساطه؛ ومنه

قولهم إِن فلاناً لَبَحْرٌ أَي واسع المعروف؛ قال: فعلى هذا يكون البحرُ

للملْح والعَذْبِ؛ وشاهدُ العذب قولُ ابن مقبل:

ونحنُ مَنَعْنا البحرَ أَنْ يَشْرَبُوا به،

وقد كانَ مِنْكُمْ ماؤه بِمَكَانِ

وقال جرير:

أَعْطَوْا هُنَيْدَةَ تَحْدُوها ثمانِيَةٌ،

ما في عطائِهِمُ مَنٌَّ ولا سَرَفُ

كُوماً مَهارِيسَ مَثلَ الهَضْبِ، لو وَرَدَتْ

ماءَ الفُراتِ، لَكادَ البَحْرُ يَنْتَزِفُ وقال عديّ بن زيد:

وتَذَكَّرْ رَبِّ الخُوَرْنَقِ إِذْ أَشْـ

ـرَفَ يوماً، وللْهُدَى تَذْكِيرُ

سَرَّه مالُهُ وكَثْرَةُ ما يَمْـ

ـلِكُ، والبحرُ مُعْرِضاً والسَّدِيرُ

أَراد بالبحر ههنا الفرات لأَن رب الخورنق كان يشرِفُ على الفرات؛ وقال

الكميت:

أُناسٌ، إِذا وَرَدَتْ بَحْرَهُمْ

صَوادِي العَرائِبِ، لم تُضْرَبِ

وقد أَجمع أَهل اللغة أَن اليَمَّ هو البحر. وجاءَ في الكتاب العزيز:

فَأَلْقِيهِ في اليَمِّ؛ قال أَهل التفسير: هو نيل مصر، حماها الله تعالى.

ابن سيده: وأَبْحَرَ الماءُ صار مِلْحاً؛ قال: والنسب إِلى البحر

بَحْرانيٌّ على غير قياس. قال سيبويه: قال الخليل: كأَنهم بنوا الاسم على

فَعْلان. قال عبدا محمد بن المكرم: شرطي في هذا الكتاب أَن أَذكر ما قاله مصنفو

الكتب الخمسة الذين عينتهم في خطبته، لكن هذه نكتة لم يسعني إِهمالها.

قال السهيلي، رحمه الله تعالى: زعم ابن سيده في كتاب المحكم أَن العرب

تنسب إِلى البحر بَحْرانيّ، على غير قياس، وإِنه من شواذ النسب، ونسب هذا

القول إِلى سيبويه والخليل، رحمهما الله تعالى، وما قاله سيبويه قط، وإِنما

قال في شواذ النسب: تقول في بهراء بهراني وفي صنعاء صنعاني، كما تقول

بحراني في النسب إلى البحرين التي هي مدينة، قال: وعلى هذا تلقَّاه جميع

النحاة وتأَوَّلوه من كلام سيبويه، قال: وإِنما اشتبه على ابن سيده لقول

الخليل في هذه المسأَبة أَعني مسأَلة النسب إِلى البحرين، كأَنهم بنوا

البحر على بحران، وإِنما أَراد لفظ البحرين، أَلا تراه يقول في كتاب العين:

تقول بحراني في النسب إِلى البحرين، ولم يذكر النسب إِلى البحر أَصلاً،

للعلم به وأَنه على قياس جار. قال: وفي الغريب المصنف عن الزيدي أَنه قال:

إِنما قالوا بَحْرانيٌّ في النسب إِلى البَحْرَيْنِ، ولم يقولوا

بَحْرِيٌّ ليفرقوا بينه وبين النسب إلى البحر. قال: ومازال ابن سيده يعثر في هذا

الكتاب وغيره عثرات يَدْمَى منها الأَظَلُّ، ويَدْحَضُ دَحَضَات تخرجه

إِلى سبيل من ضل، أَلاّ تراه قال في هذا الكتاب، وذكر بُحَيْرَة طَبَرَيَّة

فقال: هي من أَعلام خروج الدجال وأَنه يَيْبَسُ ماؤُها عند خروجه،

والحديث إِنما جاء في غَوْرٍ زُغَرَ، وإِنما ذكرت طبرية في حديث يأْجوج

ومأْجوج وأَنهم يشربون ماءها؛ قال: وقال في الجِمَار في غير هذا الكتاب: إِنما

هي التي ترمي بعرفة وهذه هفوة لا تقال، وعثرة لا لَعاً لها؛ قال: وكم له

من هذا إِذا تكلم في النسب وغيره. هذا آخر ما رأَيته منقولاً عن السهيلي.

ابن سيده: وكلُّ نهر عظيم بَحْرٌ. الزجاج: وكل نهر لا ينقطع ماؤُه، فهو

بحر. قال الأَزهري: كل نهر لا ينقطع ماؤه مثل دِجْلَةَ والنِّيل وما

أَشبههما من الأَنهار العذبة الكبار، فهو بَحْرٌ. و أَما البحر الكبير الذي

هو مغيض هذه الأَنهار فلا يكون ماؤُه إِلاَّ ملحاً أُجاجاً، ولا يكون ماؤه

إِلاَّ راكداً؛ وأَما هذه الأَنهار العذبة فماؤُها جار، وسميت هذه

الأَنهار بحاراً لأَنها مشقوقة في الأَرض شقّاً. ويسمى الفرس الواسع الجَرْي

بَحْراً؛ ومنه قول النبي، صلى الله عليه وسلم، في مَنْدُوبٍ فَرَسِ أَبي

طلحة وقد ركبه عُرْياً: إِني وجدته بَحْراً أَي واسع الجَرْي؛ قال أَبو

عبيدة: يقال للفرس الجواد إِنه لَبَحْرٌ لا يُنْكَش حُضْرُه. قال الأَصمعي:

يقال فَرَسٌ بَحْرٌ وفَيضٌ وسَكْبٌ وحَثٌّ إِذا كان جواداً كثيرَ

العَدْوِ وفي الحديث: أَبى ذلك البَحرُ ابنُ عباس؛ سمي بحراً لسعة علمه

وكثرته.والتَّبَحُّرُ والاستِبْحَارُ: الانبساط والسَّعة.

وسمي البَحْرُ بَحْراً لاسْتبحاره، وهو انبساطه وسعته. ويقال: إِنما سمي

البَحْر بَحْراً لأَنه شَقَّ في الأَرض شقّاً وجعل ذلك الشق لمائه

قراراً. والبَحْرُ في كلام العرب: الشَّقُّ. وفي حديث عبد المطلب: وحفر زمزم

ثم بَحَرَها بَحراً أَي شقَّها ووسَّعها حتى لا تُنْزَفَ؛ ومنه قيل للناقة

التي كانوا يشقون في أُذنها شقّاً: بَحِيرَةٌ.

وبَحَرْتُ أُذنَ الناقة بحراً: شققتها وخرقتها. ابن سيده: بَحَرَ

الناقةَ والشاةَ يَبْحَرُها بَحْراً شقَّ أُذنها بِنِصْفَين، وقيل: بنصفين

طولاً، وهي البَحِيرَةُ، وكانت العرب تفعل بهما ذلك إِذا نُتِجَتا عشرةَ

أَبْطن فلا يُنْتَفَع منهما بلبن ولا ظَهْرٍ، وتُترك البَحِيرَةُ ترعى وترد

الماء ويُحَرَّمُ لحمها على النساء، ويُحَلَّلُ للرجال، فنهى الله تعالى

عن ذلك فقال: ما جَعَلَ اللهُ من بَحِيرَةٍ ولا سائبةٍ ولا وصِيلةٍ ولا

حامٍ؛ قال: وقيل البَحِيرَة من الإِبل التي بُحِرَتْ أُذنُها أَي شُقت

طولاً، ويقال: هي التي خُلِّيَتْ بلا راع، وهي أَيضاً الغَزِيرَةُ، وجَمْهُها

بُحُرٌ، كأَنه يوهم حذف الهاء. قال الأَزهري: قال أَبو إِسحق النحوي:

أَثْبَتُ ما روينا عن أَهل اللغة في البَحِيرَة أَنها الناقة كانت إِذا

نُتِجَتْ خَمْسَةَ أَبطن فكان آخرها ذكراً، بَحَرُوا أُذنها أَي شقوها

وأَعْفَوا ظهرها من الركوب والحمل والذبح، ولا تُحلأُ عن ماء ترده ولا تمنع من

مرعى، وإِذا لقيها المُعْيي المُنْقَطَعُ به لم يركبها. وجاء في الحديث:

أَن أَوَّل من بحر البحائرَ وحَمَى الحامِيَ وغَيَّرَ دِين إِسمعيل

عَمْرُو بن لُحَيِّ بن قَمَعَة بنِ جُنْدُبٍ؛ وقيل: البَحِيرَةُ الشاة إِذا

ولدت خمسة أَبطُن فكان آخرها ذكراً بَحَرُوا أُذنها أَي شقوها وتُرِكَت

فلا يَمَسُّها أَحدٌ. قال الأَزهري: والقول هو الأَوَّل لما جاء في حديث

أَبي الأَحوص الجُشَمِيِّ عن أَبيه أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال له:

أَرَبُّ إِبلٍ أَنتَ أَم ربُّ غَنَمٍ؟ فقال: من كلٍّ قد آتاني اللهُ

فأَكْثَرَ، فقال: هل تُنْتَجُ إِبلُك وافيةً آذانُها فَتَشُقُّ فيها وتقول

بُحُرٌ؟ يريد به جمع البَحِيرة. وقال الفرّاء: البَحِيرَةُ هي ابنة

السائبة، وقد فسرت السائبة في مكانها؛ قال الجوهري: وحكمها حكم أُمها. وحكى

الأَزهري عن ابن عرفة: البَحيرة الناقة إِذا نُتِجَتْ خمسة أَبطن والخامس

ذكر نحروه فأَكله الرجال والنساء، وإِن كان الخامس أُنثى بَحَروا أُذنها

أَي شقوها فكانت حراماً على النساء لحمها ولبنها وركوبها، فإِذا ماتت حلت

للنساء؛ ومنه الحديث: فَتَقَطَعُ آذانَها فتقُولُ بُحُرٌ؛ وأَنشد شمر لابن

مقبل:

فيه من الأَخْرَجِ المُرْتَاعِ قَرْقَرَةٌ،

هَدْرَ الدَّيامِيِّ وَسْطَ الهجْمَةِ البُحُرِ

البُحُرُ: الغِزارُ. والأَخرج: المرتاعُ المُكَّاءٌ. وورد ذكر البَحِيرة

في غير موضع: كانوا إِذا ولدت إِبلهم سَقْباً بَحَروا أُذنه أَي شقوها،

وقالوا: اللهم إِن عاش فَقَنِيٌّ، وإِن مات فَذَكيٌّ؛ فإِذا مات أَكلوه

وسموه البحيرة، وكانوا إِذا تابعت الناقة بين عشر إِناث لم يُرْكب ظهرُها،

ولم يُجَزّ وبَرُها، ولم يَشْرَبْ لَبَنَها إِلا ضَيْفٌ، فتركوها

مُسَيَّبَةً لسبيلها وسموَّها السائبة، فما ولدت بعد ذلك من أُنثى شقوا أُذنها

وخلَّوا سبيلها، وحرم منها ما حرم من أُمّها، وسَمّوْها البحِيرَةَ،

وجمعُ البَحِيرَةِ على بُحُرٍ جمعٌ غريبٌ في المؤنث إِلا أَن يكون قد حمله

على المذكر، نحو نَذِيرٍ ونُذُرٍ، على أَن بَحِيرَةً فعيلة بمعنى مفعولة

نحو قتيلة؛ قال: ولم يُسْمَعْ في جمع مثله فُعُلٌ، وحكى الزمَخْشري

بَحِيرَةٌ وبُحُرٌ وصَريمَةٌ وصُرُمٌ، وهي التي صُرِمَتْ أُذنها أَي

قطعت.واسْتَبْحَرَ الرجل في العلم والمال وتَبَحَّرَ: اتسع وكثر ماله.

وتَبَحَّرَ في العلم: اتسع. واسْتَبْحَرَ الشاعرُ إِذا اتَّسَعَ في القولِ؛ قال

الطرماح:

بِمِثْلِ ثَنائِكَ يَحْلُو المديح،

وتَسْتَبْحِرُ الأَلسُنْ المادِحَهْ

وفي حديث مازن: كان لهم صنم يقال له باحَر، بفتح الحاء، ويروى بالجيم.

وتَبَحَّر الراعي في رعْيٍ كثير: اتسع، وكلُّه من البَحْرِ لسعته.

وبَحِرَ الرجلُ إِذا رأَى البحر فَفَرِقَ حتى دَهِشَ، وكذلك بَرِقَ إِذا

رأَى سَنا البَرْقِ فتحير، وبَقِرَ إِذا رأَى البَقَرَ الكثيرَ، ومثله

خَرِقَ وعَقِرَ. ابن سيده: أَبْحَرَ القومُ ركبوا البَحْرَ.

ويقال للبَحْرِ الصغير: بُحَيْرَةٌ كأَنهم توهموا بَحْرَةً وإِلا فلا

وجه للهاء، وأَما البُحَيْرَةُ التي في طبرية وفي الأَزهري التي بالطبرية

فإِنها بَحْرٌ عظيم نحو عشرة أَميال في ستة أَميال وغَوْرُ مائها، وأَنه

(* قوله «وغور مائها وأنه إلخ» كذا بالأَصل المنسوب للمؤلف وهو غير تام).

علامة لخروج الدجال تَيْبَس حتى لا يبقى فيها قطرة ماء، وقد تقدم في هذا

الفصل ما قاله السهيلي في هذا المعنى.

وقوله: يا هادِيَ الليلِ جُرْتَ إِنما هو البَحْرُ أَو الفَجْرُ؛ فسره

ثعلب فقال: إِنما هو الهلاك أَو ترى الفجر، شبه الليل بالبحر. وقد ورد ذلك

في حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: إِنما هو الفَجْرُ أَو البَجْرُ، وقد

تقدم؛ وقال: معناه إِن انتظرت حتى يضيء الفجر أَبصرب الطريق، وإِن خبطت

الظلماء أَفضت بك إِلى المكروه. قال: ويروى البحر، بالحاء، يريد غمرات

الدنيا شبهها بالبحر لتحير أَهلها فيها.

والبَحْرُ: الرجلُ الكريمُ الكثيرُ المعروف. وفَرسٌ بَحْرٌ: كثير

العَدوِ، على التشبيه بالبحر. والبَحْرُ: الرِّيفُ، وبه فسر أَبو عليّ قوله عز

وجل: ظهر الفساد في البَرِّ والبَحْرِ؛ لأَن البحر الذي هو الماء لا يظهر

فيه فساد ولا صلاح؛ وقال الأَزهري: معنى هذه الآية أَجدب البر وانقطعت

مادة البحر بذنوبهم، كان ذلك ليذوقوا الشدَّة بذنوبهم في العاجل؛ وقال

الزجاج: معناه ظهر الجدب في البر والقحط في مدن البحر التي على الأَنهار؛

وقول بعض الأَغفال:

وأَدَمَتْ خُبْزِيَ من صُيَيْرِ،

مِنْ صِيرِ مِصْرَيْنِ، أَو البُحَيْرِ

قال: يجوز أَن يَعْني بالبُحَيْرِ البحر الذي هو الريف فصغره للوزن

وإقامة القافية. قال: ويجوز أَن يكون قصد البُحَيْرَةَ فرخم اضطراراً. وقوله:

من صُيَيْر مِن صِيرِ مِصْرَيْنِ يجوز أَن يكون صير بدلاً من صُيَيْر،

بإِعادة حرف الجر، ويجوز أَن تكون من للتبعيض كأَنه أَراد من صُيَيْر كائن

من صير مصرين، والعرب تقول لكل قرية: هذه بَحْرَتُنا. والبَحْرَةُ:

الأَرض والبلدة؛ يقال: هذه بَحْرَتُنا أَي أَرضنا. وفي حديث القَسَامَةِ:

قَتَلَ رَجُلاً بِبَحْرَةِ الرِّعاءِ على شَطِّ لِيَّةَ، البَحْرَةُ:

البَلْدَةُ. وفي حديث عبدالله بن أُبيّ: اصْطَلَحَ أَهلُ هذه البُحَيْرَةِ أَن

يَعْصِبُوه بالعِصَابَةِ؛ البُحَيْرَةُ: مدينة سيدنا رسولُ الله، صلى

الله عليه وسلم، وهي تصغير البَحْرَةِ، وقد جاء في رواية مكبراً. والعربُ

تسمي المُدُنَ والقرى: البحارَ. وفي الحديث: وكَتَبَ لهم بِبَحْرِهِم؛ أَي

ببلدهم وأَرضهم. وأَما حديث عبدالله ابن أُبيّ فرواه الأَزهري بسنده عن

عُرْوَةَ أَن أُسامة ابن زيد أَخبره: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، ركب

حماراً على إِكافٍ وتحته قَطِيفةٌ فركبه وأَرْدَفَ أُسامةَ، وهو يعود سعد

بن عُبادَةَ، وذلك قبل وَقْعَةِ بَدْرٍ، فلما غشيت المجلسَ عَجاجَةُ

الدابة خَمَّرَ عبدُالله بنُ أُبيّ أَنْفَه ثم قال: لا تُغَبِّرُوا، ثم نزل

النبي، صلى الله عليه وسلم، فوقف ودعاهم إِلى الله وقرأَ القرآنَ، فقال

له عبدُالله: أَيها المَرْءُ إِن كان ما تقول حقّاً فلا تؤذنا في مجلسنا

وارجعْ إِلى رَحْلك، فمن جاءَك منَّا فَقُصَّ عليه؛ ثم ركب دابته حتى دخل

على سعد بن عبادة، فقال له: أَي سَعْدُ أَلم تسمعْ ما قال أَبو حُباب؟

قال كذا، فقال سعدٌ: اعْفُ واصفَحْ فوالله لقد أَعطاك اللهُ الذي أَعطاك،

ولقد اصطلح أَهلُ هذه البُحَيْرةِ على أَن يُتَوِّجُوه، يعني يُمَلِّكُوهُ

فَيُعَصِّبوه بالعصابة، فلما ردَّ الله ذلك بالحق الذي أَعطاكَ شَرِقَ

لذلك فذلك فَعَلَ به ما رأَيْتَ، فعفا عنه النبي، صلى الله عليه وسلم.

والبَحْرَةُ: الفَجْوَةُ من الأَرض تتسع؛ وقال أَبو حنيفة: قال أَبو نصر

البِحارُ الواسعةُ من الأَرض، الواحدة بَحْرَةٌ؛ وأَنشد لكثير في وصف

مطر:يُغادِرْنَ صَرْعَى مِنْ أَراكٍ وتَنْضُبٍ،

وزُرْقاً بأَجوارِ البحارِ تُغادَرُ

وقال مرة: البَحْرَةُ الوادي الصغير يكون في الأَرض الغليظة.

والبَحْرةُ: الرَّوْضَةُ العظيمةُ مع سَعَةٍ، وجَمْعُها بِحَرٌ وبِحارٌ؛ قال النمر

بن تولب:

وكأَنها دَقَرَى تُخايِلُ، نَبْتُها

أُنُفٌ، يَغُمُّ الضَّالَ نَبْتُ بِحارِها

(* قوله «تخايل إلخ» سيأتي للمؤلف في مادّة دقر هذا البيت وفيه تخيل بدل

تخايل وقال أي تلوّن بالنور فتريك رؤيا تخيل إليك أنها لون ثم تراها

لوناً آخر، ثم قطع الكلام الأول فقال نبتها أنف فنبتها مبتدأ إلخ ما

قال).الأَزهري: يقال للرَّوْضَةِ بَحْرَةٌ. وقد أَبْحَرَتِ الأَرْضُ إِذا

كثرت مناقع الماء فيها. وقال شمر: البَحْرَةُ الأُوقَةُ يستنقع فيها الماء.

ابن الأَعرابي: البُحَيْرَةُ المنخفض من الأَرض.

وبَحِرَ الرجلُ والبعيرُ بَحَراً، فهو بَحِرٌ إِذا اجتهد في العدوِ

طالباً أَو مطلوباً، فانقطع وضعف ولم يزل بِشَرٍّ حتى اسودَّ وجهه وتغير. قال

الفراء: البَحَرُ أَن يَلْغَى البعيرُ بالماء فيكثر منه حتى يصيبه منه

داء. يقال: بَحِرَ يَبْحَرُ بَحَراً، فهو بَحِرٌ؛ وأَنشد:

لأُعْلِطَنَّه وَسْماً لا يُفارِقُه،

كما يُجَزُّ بِحُمَّى المِيسَمِ البَحِرُ

قال: وإِذا أَصابه الداءُ كُويَ في مواضع فَيَبْرأُ. قال الأَزهري:

الداء الذي يصيب البعير فلا يَرْوَى من الماء، هو النِّجَرُ، بالنون والجيم،

والبَجَرُ، بالباء والجيم، وأَما البَحَرُ، فهو داء يورث السِّلَّ.

وأَبْحَرَ الرجلُ إِذا أَخذه السِّلُّ. ورجلٌ بَجِيرٌ وبَحِرٌ: مسْلُولٌ ذاهبُ

اللحم؛ عن ابن الأَعرابي وأَنشد:

وغِلْمَتي مِنْهُمْ سَحِيرٌ وبَحِرْ،

وآبقٌ، مِن جَذْبِ دَلْوَيْها، هَجِرْ

أَبو عمرو: البَحِيرُ والبَحِرُ الذي به السِّلُّ، والسَّحِيرُ: الذي

انقطعت رِئَتُه، ويقال: سَحِرٌ. وبَحِرَ الرجلُ. بُهِتَ. وأَبْحَرَ الرجل

إذا اشتدَّتْ حُمرةُ أَنفه. وأَبْحَرَ إِذا صادف إِنساناً على غير اعتمادٍ

وقَصدٍ لرؤيته، وهو من قولهم: لقيته صَحْرَةَ بَحْرَةَ أَي بارزاً ليس

بينك وبينه شيء.

والباحِر، بالحاء: الأَحمق الذي إِذا كُلِّمَ بَحِرَ وبقي كالمبهوت،

وقيل: هو الذي لا يَتَمالكُ حُمْقاً. الأَزهري: الباحِرُ الفُضولي، والباحرُ

الكذاب. وتَبَحَّر الخبرَ: تَطَلَّبه. والباحرُ: الأَحمرُ الشديدُ

الحُمرة. يقال: أَحمر باحرٌ وبَحْرانيٌّ. ابن الأَعرابي: يقال أَحْمَرُ

قانِئٌ وأَحمرُ باحِرِيٌّ وذَرِيحِيٌّ، بمعنى واحد. وسئل ابن عباس عن المرأَة

تستحاض ويستمرّ بها الدم، فقال: تصلي وتتوضأُ لكل صلاة، فإِذا رأَتِ

الدَّمَ البَحْرانيَّ قَعَدَتْ عن الصلاة؛ دَمٌ بَحْرَانيٌّ: شديد الحمرة

كأَنه قد نسب إِلى البَحْرِ، وهو اسم قعر الرحم، منسوب إِلى قَعْرِ الرحم

وعُمْقِها، وزادوه في النسب أَلِفاً ونوناً للمبالغة يريد الدم الغليظ

الواسع؛ وقيل: نسب إِلى البَحْرِ لكثرته وسعته؛ ومن الأَول قول العجاج:

وَرْدٌ من الجَوْفِ وبَحْرانيُّ

أَي عَبِيطٌ خالصٌ. وفي الصحاح: البَحْرُ عُمْقُ الرَّحِمِ، ومنه قيل

للدم الخالص الحمرة: باحِرٌ وبَحْرانيٌّ. ابن سيده: ودَمٌ باحِرٌ

وبَحْرانيٌّ خالص الحمرة من دم الجوف، وعم بعضُهم به فقال: أَحْمَرُ باحِرِيٌّ

وبَحْرَانيٌّ، ولم يخص به دم الجوف ولا غيره. وبَناتُ بَحْرٍ: سحائبُ يجئنَ

قبل الصيف منتصبات رقاقاً، بالحاء والخاء، جميعاً. قال الأَزهري: قال

الليث: بَناتُ بَحْرٍ ضَرْبٌ من السحاب، قال الأَزهري: وهذا تصحيف منكر

والصواب بَناتُ بَخْرٍ. قال أَبو عبيد عن الأَصمعي: يقال لسحائب يأْتين قبل

الصيف منتصبات: بَناتُ بَخْرٍ وبَناتُ مَخْرٍ، بالباء والميم والخاء، ونحو

ذلك قال اللحياني وغيره، وسنذكر كلاًّ منهما في فصله.

الجوهري: بَحِرَ الرجلُ، بالكسر، يَبْحَرُ بَحَراً إِذا تحير من الفزع

مثل بَطِرَ؛ ويقال أَيضاً: بَحِرَ إِذا اشتدَّ عَطَشُه فلم يَرْوَ من

الماء. والبَحَرُ أَيضاً: داءٌ في الإِبل، وقد بَحِرَتْ.

والأَطباء يسمون التغير الذي يحدث للعليل دفعة في الأَمراض الحادة:

بُحْراناً، يقولون: هذا يَوْمُ بُحْرَانٍ بالإِضافة، ويومٌ باحُوريٌّ على غير

قياس، فكأَنه منسوب إِلى باحُورٍ وباحُوراء مثل عاشور وعاشوراء، وهو

شدّة الحر في تموز، وجميع ذلك مولد؛ قال ابن بري عند قول الجوهري: إِنه مولد

وإِنه على غير قياس؛ قال: ونقيض قوله إِن قياسه باحِرِيٌّ وكان حقه أَن

يذكره لأَنه يقال دم باحِرِيٌّ أَي خالص الحمرة؛ ومنه قول المُثَقِّب

العَبْدِي:

باحِريُّ الدَّمِ مُرَّ لَحْمُهُ،

يُبْرئُ الكَلْبَ، إِذا عَضَّ وهَرّ

والباحُورُ: القَمَرُ؛ عن أَبي علي في البصريات له. والبَحْرانِ: موضع

بين البصرة وعُمانَ، النسب إِليه بَحْريٌّ وبَحْرانيٌّ؛ قال اليزيدي:

كرهوا أَن يقولوا بَحْريٌّ فتشبه النسبةَ إِلى البَحْرِ؛ الليث: رجل

بَحْرانيٌّ منسوب إِلى البَحْرَينِ؛ قال: وهو موضع بين البصرة وعُمان؛ ويقال: هذه

البَحْرَينُ وانتهينا إِلى البَحْرَينِ. وروي عن أَبي محمد اليزيدي قال:

سأَلني المهدي وسأَل الكسائي عن النسبة إِلى البحرين وإِلى حِصْنَينِ:

لِمَ قالوا حِصْنِيٌّ وبَحْرانيٌّ؟ فقال الكسائي: كرهوا أَن يقولوا

حِصْنائِيٌّ لاجتماع النونين، قال وقلت أَنا: كرهوا أَن يقولوا بَحْريٌّ فتشبه

النسبة إِلى البحر؛ قال الأَزهري: وإِنما ثنوا البَحْرَ لأَنَّ في ناحية

قراها بُحَيرَةً على باب الأَحساء وقرى هجر، بينها وبين البحر الأَخضر

عشرة فراسخ، وقُدِّرَت البُحَيرَةُ ثلاثةَ أَميال في مثلها ولا يغيض

ماؤُها، وماؤُها راكد زُعاقٌ؛ وقد ذكرها الفرزدق فقال:

كأَنَّ دِياراً بين أَسْنِمَةِ النَّقا

وبينَ هَذالِيلِ البُحَيرَةِ مُصْحَفُ

وكانت أَسماء بنت عُمَيْسٍ يقال لها البَحْرِيَّة لأَنها كانت هاجرت

إِلى بلاد النجاشي فركبت البحر، وكلُّ ما نسب إِلى البَحْرِ، فهو

بَحْريٌّ.وفي الحديث ذِكْرُ بَحْرانَ، وهو بفتح الباء وضمها وسكون الحاء، موضع

بناحية الفُرْعِ من الحجاز، له ذِكْرٌ في سَرِيَّة عبدالله بن جَحْشٍ.

وبَحْرٌ وبَحِيرٌ وبُحَيْرٌ وبَيْحَرٌ وبَيْحَرَةُ: أَسماء.

وبنو بَحْريّ: بَطْنٌ.

وبَحْرَةُ ويَبْحُرُ: موضعان. وبِحارٌ وذو بِحارٍ: موضعان؛ قال الشماخ:

صَبَا صَبْوَةً مِن ذِي بِحارٍ، فَجاوَرَتْ،

إِلى آلِ لَيْلى، بَطْنَ غَوْلٍ فَمَنْعَجِ

بتت

(بتت) فلَانا أعطَاهُ بتاتا وَأَعْطَاهُ بتا
(بتت) - في الحديث : "كان عليه بَتٌّ".
: أي كِساءٌ غَلِيظ مُربَّع. وقيل: طَيْلَسَان من خَزًّ.
- وفي الحديث: "أَبِتُّوا نِكاحَ هذه النِّساء"
: أي أَحكِموه بشَرائِطِه واقطَعُوا الأمرَ فيه، وأعقِدُوه مُطلَقاً على خِلاف شَرْطِ المُتْعَة.

بتت


بَتَّ(n. ac.
بَتّ)
a. Cut, lopped off; severed, separated.
b. Decided, settled.
c. Testified.

بَتَّتَa. see I (a)b. Supplied, provided, furnished.
c. Was certified.

أَبْتَتَa. see I (a)
إِنْبَتَتَa. Pass. of I.
بَتّ
(pl.
بِتَاْت
بُتُوْت)
a. Rough garment.

بَتَّةa. Irrevocable.
b. [art.], Irrevocably; absolutely.
بَاْتِتa. Sharpsword.

بَتَاْت
(pl.
أَبْتِتَة)
a. Provision, supply; furniture.

بَتَّةً
a. see 1t (b)
بَتِّيَّة
a. Barrel, cask.
ب ت ت

بتّ عليه القضاء وبت النية: جزمها. وساق دابته حتى بتها، وبته السفر. وسكران ما يبت، وهذه صدقة بتة بتلة. وخذ بتاتك أي زادك. وأنا على بتات الأمر إذا أشرف عليه. قال أبو محمد الفقعسي:

وحاجة كنت على بتاتها

وسار حتى انبت أي انقطع. وانبت الرجل: انقطع ماؤه من الكبر. قال:

لقد وجدت رثية من الكبر ... عند القيام وانبتاتاً بالــسحر
ب ت ت : بَتَّهُ بَتًّا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَقَتَلَ قَطَعَهُ وَفِي الْمُطَاوِعِ فَانْبَتَّ كَمَا يُقَالُ فَانْقَطَعَ وَانْكَسَرَ وَبَتَّ الرَّجُلُ طَلَاقَ امْرَأَتِهِ فَهِيَ مَبْتُوتَةٌ وَالْأَصْلُ مَبْتُوتٌ طَلَاقُهَا وَطَلَّقَهَا طَلْقَةً بَتَّةً وَبَتَّهَا بَتَّةً إذَا قَطَعَهَا عَنْ الرَّجْعَةِ وَأَبَتَّ طَلَاقَهَا بِالْأَلِفِ لُغَةٌ.
قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: وَيُسْتَعْمَلُ الثُّلَاثِيُّ وَالرُّبَاعِيُّ لَازِمَيْنِ وَمُتَعَدِّيَيْنِ فَيُقَالُ بَتَّ طَلَاقَهَا وَأَبَتَّ وَطَلَاقٌ بَاتٌّ وَمُبَتٌّ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَيُقَالُ لِمَا لَا رَجْعَةَ فِيهِ لَا أَفْعَلُهُ بَتَّةً وَبَتَّتْ يَمِينُهُ فِي الْحَلِفِ تَبِتُّ بِالْكَسْرِ لَا غَيْرُ بُتُوتًا صَدَقَتْ وَبَرَّتْ فَهِيَ بَتَّةٌ وَبَاتَّةٌ وَحَلَفَ يَمِينًا بَتَّةً وَبَاتَّةً أَيْ بَارَّةً وَبَتَّ شَهَادَتَهُ وَأَبَتَّهَا بِالْأَلِفِ جَزَمَ بِهَا. 
[بتت] في ح الندوة: اعترض إبليس في صورة شيخ جليل عليه "بت" أي كساء غليظ مربع ويجمع على بتوت. ومنه ح على: "بتتهم أي أعطهم البتوت". ومنه: أين الذين طرحوا الخزوز ولبسوا "البتوت"، والبتات متاع لا يكون للتجارة. ومنه: لا يؤخذ منكم عشر "البتات". وفيه: فإن "المنبت" لا أرضاً قطع، من انبت إذا انقطع في سفر وعطاحلته مطاوع بته وأبته، أي بقي في طريقه عاجزاً عن مقصده لم يقض وطره وقد أعطب ظهره. ومنه: لا صيام لمن "لم يبت الصيام" في رواية أي لم ينوه ويجزمه فيقطعه من وقت لا صوم فيه وهو الليل. وح: "أبتوا" نكاح هذه النساء أي اقطعوا الأمر فيه وأحكموه بشرائطه وهو تعريض بمنع المتعة لأنه غير مبتوت، مقدر بمدة. ومنه: طلقها ثلاثاً "بتة" أي قاطعة، وصدقة "بتة" أي منقطعة عن الأملاك، وفي مسلم أحسبه قال جويرية "أو البتة"، كأنه شك في اسمها، ثم استدرك وقطع بأنه جويرية. ق: وهو بقطع الهمزة بخلاف قياس. ن: أظنه قرأت على مالك "أو البتة" أي أظن أني قرأت فيصلي أو أجزم به. ج: طلق "البتة" أي ثلاثاً. ط: أي منجزة لا معلقة. ك: "فأبت" طلاقها أي قطع قطعاً كلياً بالبينونة الكبرى. نه: لا تبيت "المبتوتة" إلا في بيتها أي المطلقة بائناً.
(ب ت ت) : الْبَتُّ كِسَاءٌ غَلِيظٌ مِنْ وَبَرٍ أَوْ صُوفٍ وَقِيلَ طَيْلَسَانٌ مِنْ خَزٍّ وَجَمْعُهُ بُتُوتٌ وَالْبَتَّاتُ بَائِعُهُ وَالْبَتُّ وَالْإِبْتَاتُ الْقَطْعُ وَمِنْهُ «لَا صِيَامَ لِمَنْ لَمْ يَبُتَّ الصِّيَامَ مِنْ اللَّيْلِ» وَلَمْ يُبِتَّ رُوِيَ بِاللُّغَتَيْنِ أَيْ لَمْ يَقْطَعْهُ عَلَى نَفْسِهِ بِالنِّيَّةِ وَلَمْ يُبِتَّ مِنْ الْإِبَاتَةِ خَطَأٌ وَأَمَّا لَمْ يُبَيِّتْ مِنْ التَّبْيِيتِ فَصَحَّ ذَلِكَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ وَهُوَ «مَنْ لَمْ يُبَيِّتْ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ» مَنْ بَيَّتَ الْأَمْرَ إذَا دَبَّرَهُ لَيْلًا وَيُقَالُ بَتَّ طَلَاقَ الْمَرْأَةِ وَأَبَتَّهُ وَالْمَبْتُوتَةُ الْمَرْأَةُ وَأَصْلُهَا الْمَبْتُوتُ طَلَاقُهَا وَقَوْلُهُمْ طَلَاقٌ بَاتٌّ عَلَى الْإِسْنَادِ الْمَجَازِيِّ أَوْ لِأَنَّهُ يَبُتُّ عِصْمَةَ النِّكَاحِ وَإِنْ صَحَّ مَا ذَكَرَهُ أَبُو زَيْدٍ مِنْ قَوْلِهِمْ تَبَّتْ يَمِينُهُ وَيَمِينٌ بَاتَّةٌ فَقَدْ اسْتَغْنَيْت عَنْ التَّأْوِيلِ وَيُقَالُ طَلَّقَهَا بَتَّةً أَيْ طَلْقَةً مَقْطُوعَةً أَوْ قَاطِعَةً عَلَى الْوَجْهَيْنِ وَالْمُنْبَتُّ الْمُنْقَطِعُ بِهِ يُقَالُ سَارَ حَتَّى انْبَتَّ أَيْ انْقَطَعَ.
ب ت ت: (الْبَتُّ) الْقَطْعُ تَقُولُ (بَتَّهُ) يَبُتُّهُ وَيَبِتُّهُ بِضَمِّ الْبَاءِ وَكَسْرِهَا، وَهُوَ شَاذٌّ لِأَنَّ الْمُضَاعَفَ إِذَا كَانَ مُضَارِعُهُ مَكْسُورًا لَا يَكُونُ مُتَعَدِّيًا إِلَّا هَذَا، وَعَلَّهُ فِي
الشَّرَابِ يَعُلُّهُ وَيَعِلُّهِ وَنَمَّ الْحَدِيثَ يَنُمُّهُ وَيَنِمُّهُ وَشَدَّهُ يَشُدُّهُ وَيَشِدُّهُ وَحَبَّهُ يَحِبُّهُ وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ وَحْدَهَا عَلَى لُغَةٍ وَاحِدَةٍ وَهِيَ الْكَسْرُ، وَإِنَّمَا سَهَّلَ تَعَدِّيَ هَذِهِ الْأَفْعَالِ إِلَى الْمَفْعُولِ اشْتِرَاكُ الضَّمِّ وَالْكَسْرِ فِيهِنَّ. قُلْتُ: وَرَمَّهُ يَرُمُّهُ وَيَرِمُّهُ ذَكَرَهُ فِي [ر م م] فَزَادَ الْمُسْتَثْنَى عَلَى مَا حَصَرَهُ فِيهِ. قَالَ: وَ (بَتَّتَهُ تَبْتِيتًا) شُدِّدَ لِلْمُبَالَغَةِ وَ (الِانْبِتَاتُ) الِانْقِطَاعُ. وَيُقَالُ لَا أَفْعَلُهُ (بَتَّةً) وَلَا أَفْعَلُهُ (الْبَتَّةَ) لِكُلِّ أَمْرٍ لَا رَجْعَةَ فِيهِ، وَنَصْبُهُ عَلَى الْمَصْدَرِ. وَقَوْلُهُمْ: تَصَدَّقَ فُلَانٌ صَدَقَةً (بَتَاتًا) وَصَدَقَةً (بَتَّةً) بَتْلَةً أَيِ انْقَطَعَتْ عَنْ صَاحِبِهَا وَبَانَتْهُ. قُلْتُ: كَذَا هُوَ فِي النُّسَخِ بِنُونٍ بَعْدَهَا تَاءٌ وَلَا أَعْرِفُ لَهُ وَجْهًا، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مِنْ تَصْحِيفِ النُّسَّاخِ وَكَانَ أَصْلُهُ وَبَاتَتَهُ بِتَاءَيْنِ مُفَاعَلَةٌ مِنَ الْبَتِّ. قَالَ وَكَذَا طَلَّقَهَا ثَلَاثًا (بَتَّةً) وَرَوَى بَعْضُهُمْ قَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَا صِيَامَ لِمَنْ لَمْ يَبُتَّ الصِّيَامَ مِنَ اللَّيْلِ» وَقَالَ: ذَلِكَ مِنَ الْعَزْمِ وَالْقَطْعِ بِالنِّيَّةِ. وَ (الْبَتَاتُ) بِالْفَتْحِ مَتَاعُ الْبَيْتِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «وَلَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ عُشْرُ الْبَتَاتِ» . 
[بتت] البتُّ: الطَّيْلَسانُ من خَزِّ ونحوه. وقال الراجز في كساء من صوف: من كان ذابت فهذا بتى * مقيظ مصيف مشتى * أخذته من نعجات ست * والجمع البتوت. والبتى: الذى يعمله أو يبيعه. والبَتَّاتُ مثله. والبَتُّ: القطع. تقول بَتَّهُ يَبُتُّهُ ويبته، وهذا شاذ لان باب المضاعف إذا كان يفعل منه منه مكسورا لا يجئ متعديا، إلا أحرف معدودة وهى بته يبته ويبته، وعله في الشرب يعله ويعله، ونم الحديث ينمه وينمه، وشده يشده ويشده، وحبه يحبه . وهذه وحدها على لغة واحدة. وإنما سهل تعدى هذه الاحرف إلى المفعول اشتراك الضم والكسر فيهن. وبتته تبتيتا، شدد للمبالغة. والانْبِتاتُ: الانقِطاعُ. ورجل مُنْبَتٌّ، أي منقطع به . ويقال لا أفعله بَتَّةً ولا أفعله البَتَّةَ، لكل أمْرٍ لا رَجْعَةَ فيه، ونصبه على المصدر. وسكران لا يبت، قال الأصمعيّ: لا يقطع أمراً. قال: ولا يقال يُبِتُّ. وقال الفرّاء: هما لُغَتان، يقال أَبْتَتُّ عليه القضاءَ وبَتَتُّهُ، أي قَطْعَتُهُ. وقولهم: تَصَدَّق فلان صَدَقَةً بَتاتاً. وصَدَقَةٌ بَتَّةٌ بَتْلَةٌ، أي انقطعت من صاحبها وبانَتْهُ . وكذلك طَلَّقَها ثلاثا بتة. وروى بعضهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " لا صيام لمن لم يبت الصيام من الليل ". قال: وذلك من العزم والقطع بالنية. ويقال للاحمق والمهزول: هو باتٌ. والبَتاتُ: الزاد والجِهاز. ومنه قول خوات بن جبير الانصاري:

ورجعتها صفرا بغير بتات * والجمع أَبِتَّةٌ. أبو عبيد: البَتاتُ: متاع البيت. وفي الحديث " لا يُحْظَرُ عليكم النبات، ولا يؤخذ منكم عُشْرُ البَتاتِ ". وفلان على بَتاتِ أمرٍ، إذا أشرف عليه قال الراجز: * وحاجة كنت على بتاتها * وتقول: طَحَنْتُ بالرحى بَتَّا، إذا ابتدأْتَ الإدارة عن يسارك. وقال: ونَطْحَن بالرحى شَزْراً وَبَتَّاً * ولو نعطى المغازل ما عيينا
[ب ت ت] بَتَّ الشَّىْءَ يَبُتُّهُ ويَبِتُّه بَتّا، وأَبَتَّهُ: قَطَعَه قَطْعًا مُسْتَأْصِلاً، قالَ: (فَبتَّ حِبالَ الوَصْلِ بيْنِى وبَيْنَها ... أَزَبُّ ظُهُورِ السّاعِدَيْنِ عَذَوَّرُ)

وبَتَّ هو يَبُتُّ وَيبِتُّ بَتّا، وانْبَتَّ. وَصَدَقَةٌ بَتَّةٌ بَتْلَةٌ: بِائنَةٌ من صاحِبِها. وطلَّقَها ثَلاثًا بَتَّةٌ، وبَتَاتًا: أي قَطْعاً لا عَوْدَ فِيها. ولا أَفْعَلُه البَتَّةَ، كأَنَّه قَطَعَ فِعْلَهُ. قالَ سِيبَوَيْهِ: وقالُوا: قَعَدَ البَتَّةَ مَصْدرٌ مُؤَكِّدٌ، ولا يُسْتَعْملُ إِلا بالألف واللام. وبَتَّ عليهِ القَضاءَ بَتّا، وأَبَتَّهُ: قَطَعَة. وسَكرْانُ ما يَبِتُّ كَلامًا، وما يَبُتُّ، وما يُبِتُّ، أي: ما يَقْطَعُه. وسَكْرانُ باتٌ: مُنقَطِعٌ عن العَقْلِ بالسُّكْرِ، وهذه عن أَبِى حَنيفَةَ. وأَبَتَّ يَمِينَه: أَمْضاها. وبَتَّتْ هي: وَجَبْتْ. وحَلَفَ بَتّا، وبَتَّةً، وبَتَاتًا، وكُلُّ ذلك من القَطْعِ. وأبَتَّ بَعِيرَةُ: قَطَعَة بالسَّيْرِ. والمُنْبَتُّ في الحَدِيثِ: الَّذِى أَتْعَبَ دابَّتَه حَتَّى عَطِبَ ظَهْرُه، فَبِقَى مُنْقَطَعاً بِه. وبَتَّ عليه الشَّهادَةَ، وأَبَتَّها: قَطَعَ عليهِ بِها، وأَلْزَمَهَ إِيّاها. وبَتَّ عليه القضاءَ، وأبتّه: قَطَعَه والباتُّ: المهزولُ يبَتَّ يَبُتُّ بُتُوتاً. وأَحْمَقُ باتٌّ: شَديد الحُمْقِ. والبَتُّ: كِساءٌ غليظٌ مُهَلْهَلٌ مُرَبَّعٌ أَخْضَرُ، وقيل: هو من وبَرٍ وصُوفٍ، والجمع: أَبُتٌّ وبِتَاتٌ. والبَتاتُ: مَتاعُ الَبْيتِ. والبَتَاتُ: الزَّادُ: قالَ ابنُ مُقْبِلٍ:

(أَشاقَكَ رَكْبٌ ذُو بَتاتٍ ونِسْوَةٌ ... بِكَرْمانَ يُغْبَقْنَ السَّوِيقَ المُقَندَا ... ) وبَتَّتُوه: زَوَّدُوه. وتَبَتَّتَ: تَزَوَّدَ وتَمَتَّع.
(بتت)
(س) فِي حَدِيثِ دَارِ النَّدْوة وتَشَاوُرهم فِي أَمْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «فاعْتَرضَهم إِبْلِيسُ فِي صُورَةِ شَيْخٍ جَلِيلٍ عَلَيْهِ بَتٌّ» أَيْ كِسَاء غَلِيظٌ مربَّع. وَقِيلَ طّيْلّسّان مِنْ خَزّ، ويُجمع عَلَى بُتُوت.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «أَنَّ طَائِفَةً جَاءَتْ إِلَيْهِ فَقَالَ لِقَنْبَر: بَتَّتْهُمْ» أَيْ أَعْطِهِمُ الْبُتُوتَ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ «أَيْنَ الذين طَرحوا الخُزُوز والْحِبَرات، وَلَبِسُوا البُتُوت والنَّمِرات» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ سُفْيَانَ «أَجِدُ قَلْبي بَيْنَ بُتُوت وعَباء» (هـ) وَفِي حَدِيثِ كِتَابِهِ لِحَارِثَةَ بْنِ قَطَن «وَلَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ عُشْر البَتَات» هُوَ الْمَتَاعُ الَّذِي لَيْسَ عَلَيْهِ زَكَاةٌ مِمَّا لَا يَكُونُ لِلتِّجَارَةِ.
(هـ) وَفِيهِ «فَإِنَّ المُنْبَتَّ لَا أَرْضًا قَطَعَ وَلَا ظَهْراً أبْقَى» يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا انْقُطِع بِهِ فِي سَفَرِهِ وعَطِبت راحلتُه: قَدِ انْبَتَّ، مِنَ البَتِّ: القَطْع، وهو مُطاوع بَتَّ يُقال بَتَّهُ وأَبَتَّهُ. يُرِيدُ أَنَّهُ بَقِيَ فِي طَرِيقِهِ عَاجِزًا عَنْ مَقْصِدِهِ لَمْ يَقْض وَطَره: وَقَدْ أعْطَبَ ظَهْرُه.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا صِيَامَ لِمَنْ لَمْ يَبِتَّ الصِّيَامَ» فِي إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ، أَيْ لَمْ يَنْوه ويَجْزمه فيَقْطَعه مِنَ الْوَقْتِ الَّذِي لَا صَوْمَ فِيهِ وَهُوَ اللَّيْلُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَبِتُّوا نِكَاحَ هَذِهِ النِّسَاءِ» أَيِ اقْطَعُوا الْأَمْرَ فِيهِ وأحْكمُوه بِشَرَائِطِهِ. وهو تَعْريض بِالنَّهْيِ عَنْ نِكَاحِ الْمُتْعَةِ، لِأَنَّهُ نِكَاحٌ غَيْرُ مَبْتُوت، مُقَدّرٌ بِمُدَّةٍ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «طَلَّقَهَا ثَلَاثًا بَتَّةً» أَيْ قَاطِعَةً، وصدَقةٌ بّتَّة أَيْ مُنْقَطِعة عَنِ الْإِمْلَاكِ.
يُقَالُ بَتَّة والبَتَّة.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ البَتَّة» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ جُوَيْرِيَةَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ «أَحْسَبُهُ قَالَ جُوَيْرِيَةُ أَوْ الْبَتَّة» كَأَنَّهُ شَكَّ فِي اسْمِهَا فَقَالَ أَحْسَبُهُ قَالَ جُوَيْرِيَةُ، ثُمَّ اسْتَدْرَكَ فَقَالَ: أوْ أَبُتُّ وَأَقْطَعُ أَنَّهُ قَالَ جُوَيْرِيَةُ، لَا أَحْسَبُ وَأَظُنُّ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا تَبِيت المَبْتُوتَة إِلَّا فِي بَيْتها» هِيَ المطلَّقة طَلَاقًا بَائِنًا.
بتت
بتَّ1 بتَتُّ، يَبِتّ، ابتِتْ/ بِتَّ، بُتوتًا، فهو باتّ
• بتَّ الحبلُ وغيرُه: انقطع "بتّ حبلُ المودّة بينهما" ° بيعٌ باتٌّ: لا خيار فيه ولا عود، قاطع.
• بتَّتِ اليمينُ: وَجَبَتْ وبرَّتْ. 

بتَّ2/ بتَّ في بتَتُّ، يَبُتّ ويبِتّ، ابْتُتْ/ بُتَّ وابتِتْ/ بِتَّ، بَتًّا وبَتاتًا، فهو باتّ، والمفعول مَبْتوت
• بتَّ الحبلَ وغيرَه: نزعه من أصله أو جذره "بتَّ الوتدَ: اقتلعه" ° بتَّ حِبال مودّته: قطعها.
• بتَّ الحُكْمَ: أصدره بلا تردُّد.
• بتَّ النيَّةَ ونحوَها: نواها وجزم بها وأمضاها "بتَّ اليمينَ/ الصِّيامَ من اللّيلِ/ الرأيَ في أمر"? بتَّ الوعدَ: أكد إنجازه.
• بتَّ الأمرَ/ بتَّ في الأمر: أنهاه، وصل فيه إلى قرار "بتَّ الخلافَ/ القضيّةَ- قضية مبتوت فيها". 

أبتَّ يُبتّ، أبْتِتْ/ أَبِتَّ، إبتاتًا، فهو مُبِتّ، والمفعول مُبَتّ
• أبتَّ الصِّيامَ: قطعَه. 

انبتَّ/ انبتَّ عن/ انبتَّ في ينبتّ، انبتِتْ/ انبَتَّ، انبتاتًا، فهو مُنْبَتّ، والمفعول مُنْبَتٌ عنه
• انبتَّ الحبلُ وغيرُه: مُطاوع بتَّ1 وبتَّ2/ بتَّ في: انقطع "انبتّت العلاقةُ بين الدولتين- {فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَتًّا} [ق] " ° انبتّ حبلُ المودّة بين الصَّديقين: زاد في شدّته وصرامته.
• انبتَّ الرَّجلُ عن قومه: انفصل عنهم.
• انبتَّ الرَّجلُ في السَّير: جَهَد دابَّته حتى أعيت "إِنَّ المُنْبَتَّ لاَ أَرْضًا قَطَعَ وَلاَ ظَهْرًا أَبْقَى [حديث] ". 

بَتات [مفرد]:
1 - مصدر بتَّ2/ بتَّ في ° بَتاتًا: قطعًا لا رجعة فيه- لا أفعله بتاتًا: بأية حال، بأي شكل من الأشكال، قطعًا- ممنوع بتاتًا: بأية حال، بأي شكل من الأشكال، قطعًا وأبدًا- هو على بتات أمر: مشرف عليه.
2 - أثاث، متاع البيت. 

بَتّ [مفرد]: مصدر بتَّ2/ بتَّ في ° بتًّا: قطعًا. 

بَتَّة [مفرد]: قط، على الإطلاق، بالمرّة، قطعًا، لا رجعة فيه "طَلَّقَهَا ثَلاثًا بَتَّةً [حديث] " ° بتَّة/ البتَّة/ ألبتَّة: قطعًا لا رجعة فيه- لا أفعله بتَّةً/ لا أفعله البتَّة: بأية حال، بأي شكل من الأشكال، قطعًا. 

بُتوت [مفرد]: مصدر بتَّ1. 
بتت قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأعشي يذكر النَّاقة: [الْخَفِيف] تقطع الأمعز المكوكب وخدا ... بنواج سريعة الإيغال

فَأَما الوغول فَإِنَّهُ الدُّخُول فِي الشَّيْء وَإِن لم يبعد فِيهِ وكل دَاخل فَهُوَ واغل يُقَال مِنْهُ: وغلت أغِل وُغولاَ ووَغْلا وَلِهَذَا قيل للداخل عَليّ الشَّرَاب من غير أَن يدعى: واغل ووَغْل. وَأما قَوْله: فَأن المنبت لَا أَرضًا قطع وَلَا ظهرا أبقى فَإِنَّهُ الَّذِي يغذ السّير ويتعب بِلَا فتور حَتَّى تعطب دَابَّته فَيبقى منبتا مُنْقَطِعًا بِهِ لم يقْض سَفَره وَقد أعطب ظَهره فشبهه بالمجتهد فِي الْعِبَادَة حَتَّى يحسر وَمن هَذَا حَدِيث سلمَان رَحمَه الله: وَشر السّير الْحَقْحَقَةُ وَقد قَالَه مطرف بْن الشخير لِابْنِهِ قَالَ فَاه ابْن علية عَن إِسْحَاق بْن سُوَيْد قَالَ: تعبد عَبْد اللَّه بْن مطرف فَقَالَ لَهُ مطرف: يَا عبد اللَّه الْعلم أفضل من الْعَمَل والحسنة بَين السيئتين وَخير الْأُمُور أوساطها وَشر السّير الْحَقْحَقَةُ. وأما قَوْله: الْحَسَنَة بَين السيئتين فَأَرَادَ أَن الغلو فِي الْعلم سَيِّئَة وَالتَّقْصِير عَنْهُ سَيِّئَة والحسنة بَينهمَا وَهُوَ الْقَصْد كَمَا [جَاءَ -] فِي الحَدِيث الآخر فِي فضل قَارِئ الْقُرْآن: غير الغالي فِيهِ وَلَا الجافي عَنهُ فالغلو فِيهِ التعمق والجفا عَنْهُ التَّقْصِير وَكِلَاهُمَا سَيِّئَة وَمِمَّا يبين ذَلِك قَول اللَّه عز وَجل {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُوْلَةً إِلَى عُنُقِكَ ولاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ البَسْطِ} . وَكَذَلِكَ قَوْله {لَمْ يُسْرِفُوْا وَلَمْ يَقْتُرُوْا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} . وَمِمَّا يشبه هَذَا الحَدِيث قَول تَمِيم الدَّارِيّ قَالَ: فَاه عَبْد الله بن الْمُبَارك عَن الْجريرِي عَن أبي الْعَلَاء قَالَ قَالَ تَمِيم الدَّارِيّ: خُذ من دينك لنَفسك وَمن نَفسك لدينك حَتَّى يَسْتَقِيم بك الْأَمر علىعبادة تطيقها وَكَانَ ابْن علية يحدثه عَن الْجريرِي عَن رَجُل عَن تَمِيم وَلَا يذكر أَبَا الْعَلَاء. وَمثل ذَلِك حَدِيث يرْوى عَن بُرَيْدَة الْأَسْلَمِيّ عَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ: من يشاد هَذَا الدَّين يغلبه قَالَ: فَاه يزِيد وَإِسْمَاعِيل جَمِيعًا عَن عُيَيْنَة بْن عَبْد الرَّحْمَن عَن أَبِيهِ عَن بُرَيْدَة قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا ماش فِي طَرِيق 45 / الف إِذْ أَنَا بِرَجُل خَلْفي فَالْتَفت / فَإِذا رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: فَأخذ بيَدي فَانْطَلَقْنَا فَإِذا نَحْنُ بِرَجُل يُصَلِّي يكثر الرُّكُوع وَالسُّجُود قَالَ فَقَالَ لي: يَا بُرَيْدَة أتراه يرائي ثُمَّ أرسل يَده من يَدي ثُمَّ جمع يَدَيْهِ جَمِيعًا وَجعل يَقُول: عَلَيْكُم هَديا قَاصِدا عَلَيْكُم هَديا قَاصِدا إِنَّه من يشاد هَذَا الدَّين يغلبه.

بتت: البَتُّ: القَطْعُ المُسْتَأْصِل.

يقال: بَتَتُّ الحبلَ فانْبَتَّ. ابن سيده: بَتَّ الشيءَ يَبُتُّه،

ويَبِتُّه بَتّاً، وأَبَتَّه: قطَعه قَطْعاً مُسْتَأْصِلاً؛ قال:

فَبَتَّ حِبالَ الوصْلِ، بيني وبَيْنَها،

أَزَبُّ ظَهُورِ السَّاعِدَيْنِ، عَذَوَّرُ

قال الجوهري في قوله: بَتَّه يَبُتُّه قال: وهذا شاذّ لأَنَّ باب

المُضاعف، إِذا كانَ يَفْعِل منه مكسوراً، لا يجيءُ متعدِّياً إِلاَّ أَحرفٌ

معدودة، وهي بَتَّه يَبُتُّه وَيَبِتُّه، وعَلَّه في الشُّرب يَعُلُّه

ويَعِلُّه، ونَمَّ الحديثَ يَنُمُّه ويَنِمُّه، وشَدَّه يَشُدُّه ويَشِدُّه،

وحَبَّه يَحِبُّه؛ قال: وهذه وحدَها على لغةٍ واحدةٍ. قال: وإِنما

سَهَّلَ تَعَدِّيَ هذه الأَحْرُف إِلى المفعول اشتراكُ الضم والكسر فيهنّ؛

وبَتَّتَه تَبْتِيتاً: شُدِّدَ للمبالغة، وبَتَّ هو يَبِتُّ ويَبُتُّ بَتّاً

وأَبَتَّ.

وقولهم: تَصَدَّقَ فلانٌ صَدَقَةً بَتاتاً وبَتَّةً بَتْلَةً إِذا

قَطَعَها المُتَصَدِّقُ بها من ماله، فهي بائنة من صاحبها، وقد انْقَطَعَتْ

منه؛ وفي النهاية: صدقة بَتَّةٌ أَي مُنْقَطِعَةٌ عن الإِمْلاكِ؛ وفي

الحديث: أَدْخَلَه اللَّهُ الجَنَّةَ البَتَّةَ.

الليث: أَبَتَّ فُلانٌ طَلاقَ امرأَتِه أَي طَلَّقَها طَلاقاً باتّاً،

والمُجاوزُ منه الإِبْتاتُ. قال أَبو منصور: قول الليث في الإِبْتاتِ

والبَتِّ موافِقٌ قولَ أَبي زيد، لأَنه جَعَل الإِبْتات مُجاوزاً، وجعل

البَتَّ لازماً، وكلاهما مُتعدِّ؛ ويقال: بَتَّ فلانٌ طَلاقَ امرأَتِه، بغير

أَلف، وأَبَتَّه بالأَلف، وقد طَلَّقها البَتَّةَ.

ويقال: الطَّلْقةُ الواحدة تَبُتُّ وتَبِتُّ أَي تَقطَعُ عِصْمةَ

النكاح، إِذا انْقَضَتِ العدَّة. وطَلَّقَها ثَلاثاً بَتَّةً وبَتاتاً أَي

قَطْعاً لا عَوْدَ فيها؛ وفي الحديث: طلَّقها ثلاثاً بَتَّةً أَي قاطعةً. وفي

الحديث: لا تَبِيتُ المَبْتُوتَةُ إِلاَّ في بيتها، هي المُطَلَّقة

طَلاقاً بائِناً.

ولا أَفْعَلُه البَتَّةَ: كأَنه قَطَعَ فِعْلَهُ. قال سيبويه: وقالوا

قَعَدَ البَتَّةَ مصدر مُؤَكِّد، ولا يُستعمل إِلا بالأَلف واللام. ويقال:

لا أَفْعَلُه بَتَّةً، ولا أَفعلهُ البَتَّةَ، لكل أَمرٍ لا رَجْعة فيه؛

ونَصْبُه على المصدر. قال ابن بري: مذهب سيبويه وأَصحابه أَن البَتَّةَ

لا تكون إِلاَّ معرفة البَتَّةَ لا غَيْرُ، وإِنما أَجازَ تَنْكِيرَه

الفراءُ وَحْدَه، وهو كوفيٌّ.

وقال الخليل بن أَحمد: الأُمورُ على ثلاثة أَنحاءٍ، يعني على ثلاثة

أَوجه: شيءٌ يكون البَتَّةَ، وشيءٌ لا يكونُ البَتَّةَ، وشيءٌ قد يكون وقد لا

يكون. فأَما ما لا يكون، فما مَضَى من الدهر لا يرجع؛ وأَما ما يكون

البَتَّة، فالقيامةُ تكون لا مَحالة؛ وأَما شيءٌ قد يكون وقد لا يكون،

فمِثْل قَدْ يَمْرَضُ وقد يَصِحُّ.

وبَتَّ عليه القضاءَ بَتّاً، وأَبَتَّه: قطعه.

وسكرانُ ما يَبُتُّ كلاماً أَي ما يُبَيِّنُه. وفي المحكم: سَكْرانُ ما

يَبُتُّ كلاماً، وما يَبِتُّ، وما يُبِتُّ أَي ما يقطعه. وسكرانُ باتٌّ:

مُنْقَطِعٌ عن العمل بالسُّكْر؛ هذه عن أَبي حنيفة. الأَصمعي: سكرانُ ما

يَبُتُّ أَي ما يَقْطَعُ أَمْراً؛ وكان ينكر يُبِتُّ؛ وقال الفراءُ: هما

لغتان، يقال بَتَتُّ عليه القضاءَ، وأَبْتَتُّه عليه أَي قَطَعْتُه.

وفي الحديث: لا صِيامَ لمن لم يُبِتَّ الصيامَ من الليل؛ وذلك من

الجَزْم والقَطْع بالنية؛ ومعناه: لا صِيامَ لمن لم يَنْوِه قبل الفجر،

فيَجْزِمْه ويَقْطَعْه من الوقت الذي لا صَوْم فيه، وهو الليل؛ وأَصله من البَتّ

القَطْعِ؛ يقال: بَتَّ الحاكمُ القضاءَ على فلان إِذا قَطَعه وفَصَلَه،

وسُمِّيَتِ النيَّةُ بَتّاً لأَنها تَفْصِلُ بين الفِطْرِ والصوم. وفي

الحديث: أَبِتُّوا نكاحَ هذه النساءِ أَي اقْطَعُوا الأَمْر فيه،

وأَحْكِمُوه بشرائطه، وهو تَعْريضٌ بالنهي عن نكاح المُتْعةِ، لأَِنه نكاحٌ غير

مَبْتُوتٍ، مُقَدَّرٌ بمدّة. وفي حديث جُوَيريةَ، في صحيح مسلم: أَحْسِبُه

قال جُوَيرية أَو البَتَّةُ؛ قال: كأَنه شك في اسمها، فقال: أَحْسِبُه

جُوَيرية، ثم استدرك فقال: أَو أَبُتُّ أَي أَقْطَعُ أَنه قال جُوَيرية، لا

أَحْسِبُ وأَظُنُّ.

وأَبَتَّ يَمينَه: أَمْضاها.

وبَتَّتْ هي: وجَبَتْ، تَبُتُّ بُتُوتاً، وهي يَمين بَاتَّةٌ.

وحَلَفَ على ذلك يميناً بَتاً، وبَتَّةً، وبَتَاتاً: وكلُّ ذلك من

القَطْع؛ ويقال: أَعْطَيْتُه هذه القَطيعَةَ بَتّاً بَتْلاً. والبَتَّةُ

اشتقاقُها من القَطْع، غير أَنه يُستعمل في كل أَمْرٍ يَمضي لا رَجْعَةَ فيه،

ولا الْتِواءَ. وأَبَتَّ الرجلُ بعيرَه من شِدَّة السَّير، ولا تُبِتَّه

حتى يَمْطُوَه السَّيرُ؛ والمَطْوُ: الجِدُّ في السَّير.

والانْبِتاتُ: الانقِطاعُ.

ورجل مُنْبَتٌّ أَي مُنْقَطَعٌ به. وأَبَتَّ بعيرَه: قَطَعَه بالسير.

والمُنْبَتُّ في حديث الذي أَتْعَبَ دابَّتَه حتى عَطِبَ ظَهْرُه، فبَقِي

مُنْقَطَعاً به؛ ويقال للرجل إِذا انْقَطع في سفره، وعَطِبَتْ راحلَتُه:

صار مُنْبَتّاً؛ ومنه قول مُطَرَّفٍ: إِنَّ المُنْبَتَّ لا أَرْضاً قَطَع،

ولا ظَهْراً أَبْقى.

غيره: يقال للرجل إِذا انْقُطِعَ به في سَفَرِه، وعَطِبَتْ راحِلَتُه:

قد انْبَتَّ من البَتِّ القَطْعِ، وهو مُطاوِعُ بَتَّ؛ يقال: بَتَّه

وأَبَتَّه، يريد أَنه بقي في طريقه عاجزاً عن مَقْصِدِهِ، ولم يَقْضِ وَطَرَه،

وقد أَعْطَب ظَهْرَه. الكسائي: انْبَتَّ الرجلُ انْبِتاتاً إِذا

انْقَطَعَ ماءُ ظَهْره؛ وأَنشد:

لقد وَجَدْتُ رَثْيَةً من الكِبَرْ،

عند القيامِ، وانْبِتاتاً في الــسَّحَرْ

وبَتَّ عليه الشهادةَ، وأَبَتَّها: قَطَع عليه بها، وأَلزمه إِياها.

وفلانٌ على بَتاتِ أَمرٍ إِذا أَشرف عليه؛ قال الراجز:

وحاجةٍ كنتُ على بَتاتِها

والباتُّ: المَهْزُول الذي لا يقدر أَن يقوم. وقد بَتَّ يَبِتُّ

بُتُوتاً. ويقال للأَحْمق المَهْزولِ: هو باتٌّ. وأَحْمَقُ باتٌّ: شَديدُ

الحُمْق. قال الأَزهري: الذي حَفِظْناه عن الثِّقاتِ أَحْمَقُ تابٌّ مِن

التَّبَابِ، وهو الخَسارُ، كما قالوا أَحْمَقُ خاسِرٌ، دابرٌ، دامِرٌ.

وقال الليث: يقال انقطع فلانٌ عن فلانٍ، فانْبَتَّ حَبْلُه عنه أَي

انقطع وِصالُه وانْقَبض؛ وأَنشد:

فَحَلَّ في جُشَمٍ، وانْبَتَّ مُنْقَبِضاً

بحَبْلهِ، من ذَوِي الغُرِّ الغَطاريفِ

ابن سيده: والبَتُّ كِساءٌ غليظٌ، مُهَلْهَلٌ، مُرَبَّع، أَخْضرُ؛ وقيل:

هو من وَبَرٍ وصُوفٍ، والجمع أَبُتٌّ وبِتاتٌ. التهذيب: البَتُّ ضرْبٌ

من الطَّيالِسة، يسمّى السَّاجَ، مُرَبَّعٌ، غليظ، أَخضر، والجمع:

البُتُوتُ. الجوهري: البَتُّ الطَّيْلَسانُ مِن خَزٍّ ونحوه؛ وقال في كِساءٍ من

صُوف:

مَن كان ذا بَتٍّ، فهذا بَتِّي

مُقيِّظٌ، مُصَيِّفٌ، مُشَتِّي،

تَخِذْتُه من نَعَجاتٍ سِتِّ

والبَتِّيُّ الذي يَعْمله أَو يبيعه، والبتَّاتُ مثلُه.

وفي حديث دار النَّدْوة وتَشاوُرِهم في أَمر النبي، صلى اللَّه عليه

وسلم: فاعترضهم إِبليس في صورة شيخ جليل عليه بَتٌّ أَي كساءٌ غليظ

مُرَبَّعٌ، وقيل: طَيْلَسان من خَزٍّ.

وفي حديث عليٍّ، عليه السلام: أَن طائفة جاءَت إِليه، فقال لقَنْبر:

بَتِّتْهمهم أَي أَعْطِهم البُتُوتَ. وفي حديث الحسن، عليه السلام: أَينَ

الذين طَرَحُوا الخُزُوزَ والحِبَراتِ، ولَبِسُوا البُتُوتَ والنِّمَرَاتِ؟

وفي حديث سُفْيان: أَجِدُ قَلْبي بين بُتُوتٍ وعَباءٍ. والبَتَاتُ:

متاعُ البيت. وفي حديث النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، أَنه كَتَبَ لحارثة بنِ

قَطَنٍ ومَن بدُومةِ الجَنْدَل من كَلْب: إِنَّ لنا الضاحِيَةَ من

البَعْلِ، ولكم الضامنةُ من النَّخْلِ، ولا يُحْظَرُ عليكم النَّباتُ، ولا

يؤْخذ منكم عُشْرُ البَتاتِ؛ قال أَبو عبيد: لا يُؤْخَذ منكم عُشْر البَتاتِ،

يعني المتاع ليس عليه زكاة، مما لا يكون للتجارة. والبَتاتُ: الزادُ

والجِهَازُ، والجمع أَبِتَّةٌ؛ قال ابن مُقبل في البَتاتِ الزَّادِ:

أَشَاقَكَ رَكْبٌ ذو بَتاتٍ، ونِسْوةٌ

بِكِرْمانَ، يُغْبَقْنَ السَويقَ المُقَنَّدَا

وبَتَّتُوه: زَوَّدُوه. وتَبَتَّتَ: تَزَوَّدَ وتمَنَّعَ. ويقال: ما لَه

بَتاتٌ أَي ما لَه زادٌ؛ وأَنشد:

ويَأْتِيكَ بالأَنْباءِ مَنْ لم تَبِعْ له

بَتاتاً، ولم تَضْرِبْ له وَقْتَ مَوْعِدِ

وهو كقوله:

ويأْتيكَ بالأَخْبارِ مَنْ لم تُزَوِّدِ

أَبو زيد: طَحَنَ بالرَّحَة شَزْراً، وهو الذي يَذْهَبُ بالرَّحَى عن

يمينه، وبَتّاً، ابْتَدَأَ إِدارَتها عن يساره؛ وأَنشد:

ونَطْحَنُ بالرَّحَى شَزْراً وبَتّاً،

ولو نُعْطَى المَغازِلَ، ما عَيينَا

بتت
: (البَتُّ: الطَّيْلَسَانُ من خَزَ ونَحْوِهِ) هاذِه عبارَة الجَوْهَرِيّ. وَفِي المحْكَمِ: هُوَ كِساءٌ غَلِيظ، مُهَلهَلٌ، مُرَبَّعٌ، أَخضرُ. وَقيل: هُوَ من وَبَرٍ وصُوفٍ. وَفِي كِفَايَة المتحفِّظ: هُوَ كِساءٌ غَلِيظٌ، من صُوفٍ أَو وَبَرٍ. وَفِي التَّهْذِيب: {البَتُّ: ضَرْبٌ من الطَّيالِسَةِ، يُسَمَّى السّاجَ، مُرَبَّعٌ، غَليظٌ، أَخضرُ. وَالْجمع} البُتُوتُ. وَفِي الْمُحكم: أَبُتٌّ، {وبِتَاتٌ. وَفِي حديثِ دارِ النَّدْوَةِ: (فاعْتَرَضَهم إِبْلِيسُ فِي صُورَة شَيْخٍ جَليلٍ عَلَيْهِ بَتٌّ) وَفِي حَدِيث عليّ، رَضِي الله عَنهُ: (أَنّ ظائفةً جاءَت إِليه فَقَالَ لِقَنْبَرٍ:} بَتِّتْهُمْ) ، أَي: أَعْطِهِمْ البُتُوتَ. وَفِي حَدِيث الْحسن: (ولَبِسُوا البُتُوتَ والنَّمِراتِ) .
(وبائِعه) ، وزادَ فِي الصّحاح: والَّذي يَعْمَلُه: ( {- بَتِّيٌّ،} وبَتّاتٌ) مِثْلُه، (وَمِنْه عُثْمَانُ) بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ جُرْمُوزٍ (! - البَتِّيُّ) مولى بَنِي زُهْرَةَ، من أَهل الكُوفَة، وانتقل إِلى البَصْرة كَانَ يَبيع البُتُوتَ. رأَى أَنَساً، ورَوَى عَن صالحِ بْنِ أَبي مَرْيَمَ والحَسَنِ وَعنهُ شُعْبةُ والثَّوْرِيُّ. وَقَالَ الدّارَقُطْنِيُّ: هُوَ عُثْمَانُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ. وأَحدُ القَولَيْنِ تَصحيفٌ.
(و) البَتُّ: (فَرَسانِ) .
(و) البَتُّ: (ة) كالمدينة (بالعِرَاقِ قُرْبَ راذَانَ) ، وَكَانَ أَهلُهَا قد تظلَّمُوا قَدِيما إِلى الْوَزير محمّد بْنِ عبد الملك بن الزَّيّات من آفةٍ لَحِقَتْهُم فوَلَّى عَلَيْهِم رَجُلاً ضَعِيفَ البَصرِ، فَقَالَ شاعرٌ مِنْهُم:
أَتَيْتَ أَمْراً يَا أَبا جَعْفَرٍ
لَمْ يَأْتِهِ بَرٌّ وَلَا فاجِرُ
أَغَثْتَ أَهْلَ البَتِّ إِذْ أُهْلِكُوا
بناظِرٍ لَيْسَ لَهُ ناظِرُ
و (مِنْهَا) أَبو الحسنِ (أَحْمَدُ بْنُ عَلِيَ الكاتبُ) البَتِّيُّ، أَديبٌ كَيِّسٌ، لَهُ نَوَادرُ حَسَنةٌ، مَاتَ سنة 405، وَكَانَ كتب للقادِرِ باللَّهِ مُدَّةً. كَذَا فِي المُعْجَم. (وعُثْمَانُ الفَقِيهُ الب 2 صْرِيُّ) ، رَوَى الحديثَ، فسَمِعَهُ مِنْهُ أَبو الْقَاسِم التَّنُّوخِيُّ وغيرُه. وَقَالَ الذَّهَبِيُّ: هُوَ فقيهُ الْبَصْرَة، زمنَ أَبي حَنيفةَ. قلتُ: وَهُوَ بعَينِه الّذِي تَقدَّم ذِكرُهُ، وَقد اضْطربَ هُنا كلامُ أَئمّة الأَنساب وَكَلَام صَاحب المعجم، فَلْيُنْظَر.
(و) البَتُّ: (ة أُخْرَى، بَيْنَ بَعْقُوبا) بالباءِ الموحَّدة فِي أَوّله، وَفِي نُسْخَة: بالمُثنّاة التَّحْتِيّة، (وبُوهِرْزَ) ، بِكَسْر الهاءِ وَسُكُون الرّاءِ وَآخره زَاي، وَهِي قَرْيَة كَبِيرَة.
( {وبَتَّةُ) ، بالهاءِ: (ة بِبَلَنْسِيَةَ) ، بِفَتْح المُوَحَّدة واللاّم وسكونِ النُّون، وَهِي من مُدُن الغَرْب، (مِنْهَا أَبو جَعْفَرٍ) أَحمدُ بْنُ عبد الوَلِيِّ بْنِ أَحمدَ بْنِ عبد الوَلِيّ، الكاتبُ الشّاعرُ (الأَدِيبُ) ، وَمن شعره:
غَصَبْت الثُّرَيّا فِي البِعَادِ مَكَانَها
وأَوْدَعْت فِي عَيْنَيَّ صادِقَ نَوْئِها
وَفِي كُلِّ حالٍ لم تُضِيءْ لي بحِيلَةٍ
فكَيْفَ أَعَرْت الشَّمْسَ حُلَّةَ ضَوْئِها
أَحرقه النّسطورُ بهَا سنةَ ثَمَان وثمانِينَ وأَرْبَعِمَائَة.
(و) البَتُّ: (القَطْعُ) المستأْصِلُ، يُقَال:} بَتَتُّ {فانْبتَت.
وَفِي الْمُحكم: بَتَّ الشَّيْءَ، (} يَبُتُّ) بالضَّمّ، ( {ويَبِتُّ) بِالْكَسْرِ، الأَوّل على القِيَاس؛ لأَنّه الْمَعْرُوف فِي مضارع فَعَل المفتوحِ المتعدِّي، والثّاني على الشُّذُوذ، بَتّاً، (} كالإِبْتَاتِ) : قَطعَه قَطْعاً مُستأْصلاً؛ قَالَ:
فَبَتَّ حِبَالَ الوَصْلِ بَيْنِي وبَيْنَهَا
أَزَبُّ ظُهُورِ السّاعِدَيْنِ عَذَوَّرُ
وَفِي الصّحاح: {يَبُتُّه،} ويَبِتُّه، وَهَذَا شاذٌّ؛ لأَنَّ بَاب المُضَاعَف إِذا كَانَ يَفْعِلُ مِنْهُ مكسوراً، لَا يجيءُ متعدِّياً، إِلاّ أَحرُفٌ معدودةٌ، وَهِي: بَتَّه يَبُتُّه ويَبِتُّه، وعَلَّه فِي الشُّرْب يَعُلُّه ويَعِلُّه، ونَمَّ الحديثَ يَنُمُّه، ويَنِمُّه، وشَدَّه يَشُدُّه وَيَشِدُّه، وحَبَّه يَحِبُّه وهاذِه وَحْدَها على لُغَة واحِدة، وإِنّما سَهَّلَ تَعدِّي هاذه الأَحرفِ إِلى المفعولِ اشتراكُ الضَّمِّ وَالْكَسْر فيهنَّ. {وبَتَّتَه} تَبْتِيتاً، شُدَّدَ للْمُبَالَغَة. انْتهى.
(و) البَتُّ: (الانْقِطَاعُ) ، أَشارَ إِلى أَنّه يُستعملُ لَازِما أَيضاً، ( {كالانْبِتات) مصدر انْبَتَّ، يُقَال: سَار حتّى} انْبَتَّ. وَرجل {مُنْبَتٌّ: أَي مُنْقَطَعٌ بِهِ، وَهُوَ مُطاوِعُ بَتَّ، كَمَا يأْتي، وصرَّحَ النَّوَوِيُّ فِي تَهْذِيب الأَسماءِ واللُّغَات بأَنّ كُلاً مِنْهُمَا يُستعملُ لَازِما ومتعدِّياً، تَقول:} بَتَّهُ {وأَبَتَّهُ، فبَتَّ وأَبَتَّ.
(و) عَن اللَّيْث:} أَبَتَّ فلانٌ طلاقَ امرأَتِه، أَي: طَلَّقَها طَلَاقا {باتّاً. والمجاوِزُ مِنْهُ} الإِبْتاتُ. قَالَ أَبو مَنْصُور قولُ اللَّيْثِ فِي الإِبْتاتِ والبَتِّ موافِقٌ قولَ أَبي زيد، لأَنّه جعل الإِبتاتَ مُجَاوِزاً، وَجعل البَتَّ لازِماً: وَيُقَال: بَتَّ فلانٌ طلاقَ امرأَتِهِ، بِغَيْر أَلِف، وأَبَتَّه بالأَلِف، وَقد طَلَّقها البَتَّةَ، وَيُقَال: الطَّلْقَةُ الواحِدَة {تَبُتُّ وتَبِتُّ، أَي: تَقطعُ عِصْمَةَ النِّكاحِ إِذا انقضتِ العِدَّةُ. و (طَلَّقَها) ثَلَاثًا (} بَتَّةً، {وبَتَاتاً: أَي بَتْلَةً بائِنَةً) يَعْنِي: قَطْعاً لَا عَوْدَ فِيهَا. وَفِي الحَدِيث: (طَلَّقَها ثَلاثاً بَتَّةً) ، أَي: قاطِعَةً. وَفِي الحَدِيث: (لَا تَبِيتُ} المَبْتُوتَةُ إِلاّ فِي بَيْتِها) هِيَ المُطَلَّقةُ طَلَاقا بَائِنا، قَالَ شيخُنا: وقولُه: (بَائِنَة) ، غير جارٍ على قَوَاعِد الفُقَهاءِ؛ فإِنّ البائنة هِيَ الّتي تَمْلِكُ المرأَةُ بهَا نَفْسَها بِحَيْثُ لاَ يَرُدُّهَا إِلا برِضاها، كطلاقِ الخُلْع ونحوهِ. وأَما! البَتَّةُ، فَهِيَ المُنْقَطِعَةُ الّتي لَا رَجْعَةَ فِيهَا إِلاّ بعدَ زَوْجٍ. انْتهى. (وَلَا أَفْعَلُه {أَلْبَتَّةَ) ، بِقطع الْهمزَة، كَمَا فِي نسختنا، وضُبِط فِي الصَّحاح بوصلها، قَالُوا: كأَنَّه قَطَعَ فِعْلَهُ. وَلَا أَفْعَلُهُ (} بَتَّةً) بغيرِ اللاَّم، (لِكُلِّ أَمْرٍ لَا رَجْعَةَ فِيهِ) ، ونَصْبُه على المَصْدر. قَالَ ابْنُ بَرِّيّ: مذهبُ سِيبَوَيْهِ وأَصحابِه أَنّ {البَتَّةَ لَا تكون إِلاّ مَعْرِفَةً: الْبَتَةَ، لَا غيرُ، وإِنّمَا أَجاز تَنْكِيرَه الفَرَّاءُ وَحْدَهُ، وَهُوَ كُوفيٌّ. وَنقل شيخُنا عَن الدَّمامِينيّ فِي شرْحِ التَّسهيل: زَعَم فِي اللُّبَاب أَنّه سُمع فِي البَتَّةِ قطعُ الْهمزَة، وَقَالَ شَارِحه فِي العُبَاب: إِنّه المسموع. قَالَ البَدْرُ: وَلَا أَعرِفُ ذالك من جهةِ غَيرِهِمَا؛ وَبَالغ فِي رَدِّه وتَعقّبه، وتَصدَّى لذالك أَيضاً عبدُ المَلِكِ العِصَامِيُّ فِي حَاشِيَته على شرح القَطْرِ للمصنِّف. وَفِي حديثِ جُوَيْرِيَةَ، فِي صَحِيح مُسْلِم: (أَحْسِبُه قَالَ جُوَيْرِيَة، أَو البَتَّةُ) قَالَ: كأَنّه شَكَّ فِي اسْمها، فَقَالَ: أَحْسِبُهُ جُوَيْرِيَة، ثمّ استدرك فَقَالَ: أَو أَبُتُّ، أَي أَقطَعُ أَنّه قَالَ جُوَيْرِيَة، لَا أَحْسِبُ وأَظُنُّ.
والبَتَّةُ اشتقاقُها من القَطْع، غير أَنه يُستعملُ فِي كلّ أَمرٍ يَمضِي لَا رَجْعةَ فِيهِ وَلَا الْتِواءَ.
(} والبَاتُّ: المَهْزُولُ) الّذِي لَا يَقْدِرُ أَنْ يقوم. (وقَدْ بَتَّ، يَبِتُّ) بِالْكَسْرِ، (بُتُوتاً) بالضَّمّ.
(و) يقالُ ل (لأَحْمَق) المَهْزُول: هُوَ {بَاتٌّ. وأَحمقُ باتٌّ: شديدُ الحُمْق. قَالَ الأَزهريّ: والّذِي حَفِظناه من أَفواهِ الثِّقاتِ: أَحْمَقُ تَابٌّ من التَّبَاب، وَهُوَ الخُسْران، كَمَا قَالُوا: أَحمقُ خاسِرٌ، دابِرٌ دامِرٌ.
(و) } البَاتُّ: (السَّكْرَانُ) يُقَال: سَكْرانُ {باتٌّ: مُنقطِعٌ عَن العَمل بالسُّكْرِ، وَذَا عَن أَبي حَنيفةَ.
(وهُوَ) أَي السَّكْرانُ (لَا} يَبُتُّ) كَلاماً، بالضَّمّ، (وَلَا يَبِتُّ) بِالْكَسْرِ، وهما ثُلاثِيّانِ، (وَلَا! يُبِتُّ) رُبَاعِيّاً، الثّانيةُ أَنكرها الأَصمعيُّ، وأَثْبَتَها الفَرّاءُ: (أَيْ) مَا يُبَيِّنُه. وَفِي المُحْكَم: أَي مَا يَقْطَعُه. وَعَن الأَصمعيّ: سَكْرانُ مَا يَبُتُّ، أَي: صَار (بحَيْثُ لَا يَقْطَعُ أَمراً) ، وَكَانَ يُنْكِرُ يُبِتُّ، أَي بِالْكَسْرِ. وَقَالَ الفَرّاءُ: هما لغتَانِ، وَيُقَال: {أَبْتَتُّ عَلَيْهِ القضاءَ،} وبَتَتُّهُ: أَي قَطَعْتُهُ.
(و) خُذْ {بَتَاتَكَ، (} البَتَاتُ: الزّادُ) ؛ وأَنشد لطَرَفَةَ:
ويأْتِيكَ بالأَنْبَاءِ مَنْ لَمْ تَبِعْ لَه
{بَتَاتاً ولَمْ تَضْرِبْ لَهُ وَقْتَ مَوْعِدِ
وَقَالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
أَشاقَكَ رَكْبٌ ذُو} بَتاتٍ ونِسْوَةٌ
بِكَرْمانَ يُغْبَقْنَ السَّوِيقَ المُقَنَّدَا
(و) البَتَاتُ: (الجَهَازُ) ، بِالْفَتْح. (و) البَتَاتُ: (مَتَاعُ البَيْتِ) ، والجَمْعُ {أَبِتَّةٌ. وَفِي الحَدِيث: (أَنّه كَتَبَ لحارثةَ بْنِ قَطَنٍ ومَنْ بِدُومَةِ الجَنْدَلِ مِن كَلْبٍ: إِنّ لنا الضّاحيَةَ من البَعْلِ، وَلكم الضّامِنةُ من النَّخْل، وَلَا يُحْظَرُ عليكُم النَّباتُ، وَلَا يُؤْخَذُ مِنْكُم عُشْرُ البَتَاتِ) ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَا يُؤْخَذُ مِنْكُم عُشْرُ البتَاتِ يَعْنِي المَتَاعَ لَيْسَ عَلَيْهِ زَكاةٌ، مِمّا لَا يكونُ للتِّجارة. (ج} أَبِتَّةٌ) .
( {وبَتَّتُوه: زَوَّدُوهُ) وأَعْطَوهُ البُتُوت، وَقد تقدّم فِي كَلَام سيّدنا عليّ رَضِي الله عَنهُ لقَنْبَر.
(} وتَبَتَّتَ) الرَّجُلُ: (تَزَوَّدَ، وتَمَتَّعَ) ، من الزّاد والمَتَاع.
( {وبَتَّى، كحتَّى) ، ويُكْتَبُ بالأَلف أَيضاً: (ة) من قُرَى النَّهْرَوَانِ من نَواحِي بغْدَادَ، وَقيل: هِيَ قَريةٌ لبني شَيْبَانَ (وَرَاءَ حَوْلاَيَا) ، وَفِي نُسْخَة المُعْجَم: وراءَ حَولي، قَالَ: كَذَا وَجَدْتُه مُقَيَّداً بخطّ أَبي محمّدٍ عبد الله بْنِ الخَشّاب النَّحْويّ، قَالَ عبدُ الله بن قَيْس الرُّقَيّاتِ:
انْزِلاَ بِي فَأَكْرِمانِي} بِبَتَّا
إِنّما يُكْرِمُ الكريمَ كَريمُ
(! وبَتّانُ) ، ككَتّان: (ناحيَةٌ بِحَرّانَ) ، يُنسب إِليها محمَّدُ بْنُ جابِرِ بْن سِنانٍ البَتّانيّ الصّابي صاب الزيجِ قَالَ ياقوت: وذَكَرَهُ ابْنُ الأَكْفانيّ بِكَسْر الباءِ، هلك بعد الثلاَثِمائَة.
وأَمّا {بُتَان، بالضَّمّ فتخفيفِ المُثَنَّاةِ الفَوْقيّة فَهِيَ من قُرَى نَيْسَابُور من أَعمال طُرَيْثِيث ذكرهَا غيرُ واحدٍ.
(و) عَن الكِسائِيِّ: (} انْبَتَّ) الرَّجُلُ، {انْبِتاتاً: إِذا (انْقَطَعَ ماءُ ظَهْرِهِ) ، وَزَاد فِي الأَساس: من الكِبَرِ؛ وأَنشد الكِسَائيُّ:
لَقَدْ وَجَدْتُ رَثْيَةً من الكِبَرْ
عِنْدَ القِيَامِ} وانْبِتاتاً فِي الــسَّحَرْ
(و) يُقَال: (هُوَ على {بَتَاتِ أَمْرٍ، أَي: مُشْرِفٌ عَلَيْهِ) ، قَالَ الرّاجِزُ:
وحَاجَةٍ كنتُ على} بَتَاتِها
(وطَحَنَ {بَتّاً: أَي ابتَدَأَ فِي الإِدارة باليَسَارِ) ، قَالَ أَبو زيد: طَحَنْتُ بالرَّحى شَزْراً، وَهُوَ الّذِي يَذْهَبُ بالرَّحَى عَن يَمِينه،} وبَتَّا: أَدارَ بهَا عَن يَساره، وأَنشد:
ونَطْحَنُ بالرَّحَى شَزْراً وبَتَّاً
ولَوْ نُعْطَى المَغَازِلَ مَا عَيِينا
(وَفِي الحَدِيث: فأُتِيَ بثلاثةِ أَقْرِصَة على! بَتِّيٍّ؛ أَي: منْدِيلٍ من صُوفٍ، ونَحْوِهِ) ، أَ (والصَّوابُ بُنِّيَ، بالضَّمّ) ، أَي بِضَم الموحَّدة (وبالنُّون) الْمَكْسُورَة مَعَ تشديدها وآخِرُه ياءٌ مشدَّدة، (أَي: طَبَقٍ، أَو نَبِيَ بِتَقْدِيم النُّونِ) على الموحَّدَة، (أَي: مائدَةٍ من خُوصٍ) . قَالَ شَيخنَا: الّذِي ذكرَهُ أَهلُ الغَرِيب: فوُضِعت على نَبِيَ، كغَنِيّ، وفسَّروه بالأَرْض المرتفعة، وَهُوَ الصَّوَابُ الّذِي عَلَيْهِ أَكثَرُ أَئمّة الغَريب، وَعَلِيهِ اقْتصر ابْنُ الأَثِيرِ وَغَيره. وأَمّا مَا ذكره المصنِّف من الِاحْتِمَالَات، فإِنّها لَيست بثَبتٍ. (وأَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ عبدِ الله بنِ شَاذانَ بْنِ {- البُتَتِيِّ) القَصّار، (كعُرَنِيّ) بالضَّمّ، هَكَذَا فِي نسختنا، ومثلُه فِي أَنساب البُلْبَيْسيّ نقلا عَن الذَّهَبِيّ، وشَذَّ شيخُنا فضبطه كعَرَبِيَ، محرَّكَةً، خلاف العجمِيّ: (مُقْرِىءٌ) مُجِيدٌ (خَتَم فِي نَهَارٍ) واحِد (أَرْبَعَ خَتَمَاتٍ، إِلاَّ ثُمْناً، مَعَ إِفهامِ التِّلاوَةِ) ، ذكره الْحَافِظ الذَّهَبِيُّ، وَلم يُبَيِّنِ النِّسبةَ، وَزَاد الحافظُ تلميذُ المصنِّف: ذكره ابنُ النَّجّار، وأَن قراءَتَه تِلْكَ كَانَت على أَبي شُجَاعِ بْن المقرون، بمَحْضَرِ جمعٍ من القُرّاءِ، مَاتَ سنة 607 وَقد ضَبطه ابْنُ الصّابُونِيّ بمُثَلَّثَة قبلَ ياءِ النَّسَب. قُلتُ: وهاذا من قبيل طَيِّ الزَّمَان. وهاذِه الغريبة، وإِن لم تتعلَّقْ باللُّغَة، فقد أَوردها فِي بحره الْمُحِيط، لئلاّ يَخْلُوَ عَن النُّكَت والنَّوادِر.
وَمِمَّا يتعلَّقُ بالمادَّةِ:
قولُهُم، تَصَدَّق فلانٌ صَدَقَةً} بَتَاتاً، {وبَتَّةً بَتْلَةً: إِذا قَطَعَها المُتَصدِّقُ بهَا من مَاله، فَهِيَ بائنةٌ من صَاحبهَا، قد انْقَطَعت مِنْهُ. وَفِي النِّهاية: صدَقَةٌ} بَتَّةٌ، أَي: مُنقطِعَةٌ عَن الإِمْلاك. وَفِي الحَدِيث: (لَا صِيَامَ لِمَنْ لم {يَبِتَّ الصِّيامَ من اللَّيْل) وذالك من الجَزم والقَطع بالنِّيَّة، وَمَعْنَاهُ: لَا صيامَ لِمَنْ لم يَنْوِه قبل الْفجْر، فيَجْزمْه ويَقْطَعْهُ من الْوَقْت الَّذِي لَا صومَ فِيهِ، وَهُوَ اللَّيْل. وأَصلُه من} البَتِّ: القَطْعِ، يُقَال: بَتَّ الحاكمُ القَضاءَ على فُلانٍ: إِذا قَطَعَهُ وفَصَلَهُ، وسُمِّيَت النِّيَّةُ {بَتّاً؛ لأَنَّها تَفْصِلُ بينَ الفِطْر والصَّوْم.
وَفِي الحَدِيث: (} أَبِتُّوا نِكاحَ هاذه النّساءِ) ، أَي: اقْطَعُوا الأَمرَ فِيهِ، وأَحكموه بشرائطه، وَهُوَ تَعريضٌ بالنَّهْيِ عَن نِكاحِ المُتْعَة؛ لأَنّه نِكاحٌ غيرُ {مَبتوتٍ، مُقَدَّرٌ بمُدّة.
} وأَبَتَّ يَمِينَهُ: أَمْضاها، {وبَتَّتْ هِيَ: وَجَبَتْ،} بُتُوتاً. وَهِي يَمِينٌ {باتَّةٌ. وحَلَفَ على ذالك يَمِيناً} بَتّاً،! وبَتَّةً، {وبَتَاتاً. وَيُقَال: أَعْطَيْتُهُ هاذه القَطِيعةَ بَتّاً بَتْلاً.
وأَبَتَّ الرَّجُلُ بَعيرَهُ من شِدَّة السَّيْر. وَلَا} تُبِتَّهُ حَتَّى يَمْطُوَهُ السَّيْرُ. والمَطْوُ: الجِدُّ فِي السَّيْر.
وأَبَتَّ بَعيرَهُ: قَطعَه بالسَّيْر.
{والمُنْبَتُّ فِي الحَدِيث: الّذِي أَتْعَبَ دابَّتَهُ حتّى أَعْطَبَ ظهرَه، فبَقِيَ مُنْقَطَعاً بِهِ. وَيُقَال للرَّجُل إِذا انقطعَ فِي سفَرِه، وعَطِبَتْ راحِلَتُه: صَار مُنْبَتّاً؛ وَمِنْه قولُ مُطَرِّفٍ: (إِنَّ المُنْبَتَّ لَا أَرْضاً قَطَعَ وَلَا ظَهْراً أَبْقَى) . وَقَالَ غيرُه: يقالُ: إِذا انْقُطعَ بِهِ فِي سَفَرِه، وعَطِبَتْ راحِلَتُهُ: قد انْبَتَّ، من البَتِّ: القَطْعِ، وَهُوَ مُطاوِعُ بَتَّ، يُقَال: بَتَّهُ، وأَبَتَّهُ؛ يُرِيدُ أَنَّه بَقِيَ فِي طَرِيقه عَاجِزا عَن مَقْصِدِه، وَلم يَقْضِ وَطَرَهُ، وَقد أَعطبَ ظَهرَهُ.
وبَتَّ عَلَيْهِ الشَّهَادَةَ، وأَبَتَّها: قَطَعَ عَلَيْهِ بِها، وأَلزَمَه إِيّاها.
وَقَالَ اللَّيْثُ: يقالُ: انقطعَ فُلانٌ عَن فُلانٍ،} فانْبَتَّ حَبْلُه عَنهُ، أَي: انقطَع وِصالُه، وانقبَضَ؛ وأَنشد:
فَحَلَّ فِي جُشَمٍ! وانْبَتَّ مُنْقَبِضاً
بحَبْلِهِ من ذَوِي الغُرِّ الغَطارِيفِ

بوب

(بوب) الْبَاب عمله وَالْكتاب وَنَحْوه جعله أبوابا

بوب

1 بَابَ لَهُ, aor. ـُ (M, K,) quasi-inf. n., if there be such a verb, بِوَابَةٌ, with the و not changed into ى because it is not an inf. n. properly speaking, but a subst., (Lth, T,) He was, or became, a door-keeper, or gate-keeper, to him; (M, K;) namely, a Sultán (M) [or other person].2 بوّب [app., (assumed tropical:) He practised what are termed أَبْوَابُ الحَرْبِ, meaning the expedients, tricks, or stratagems, of war, battle, or fight. b2: And hence,] (assumed tropical:) He charged upon, attacked, or assaulted, the enemy. (AA, T.) A2: بَوَّبْتُ الأَشْيَآءَ (assumed tropical:) I made the things to be divided into distinct أَبْوَاب [meaning kinds, or sorts; or I disposed, arranged, distributed, or classified, the things under distinct heads]. (Msb.) And بوّب الأَبْوَابَ (assumed tropical:) [He disposed, arranged, distributed, classified, or set in order, the kinds, sorts, classes, chapters, heads, or the like]. (TA voce أَصَّلَ, q. v.) And بوّب المُؤَلِّفُ كِتَابَهُ (assumed tropical:) [The author disposed, or divided, his book in, or into, distinct chapters]. (A.) [See بَابٌ.]5 تبوّب, (A,) or تبوّب بَوَّابًا, (S, M, K,) He took for himself a door-keeper, or gate-keeper. (S, M, A, K.) بَابٌ, originally بَوَبٌ, (M, Msb,) A door; a gate; a place of entrance: and the thing with which a place of entrance, such as a door or gate, is closed; of wood &c.: (MF, TA:) pl. أَبْوَابٌ (S, M, Msb, K) and بِيبَانٌ (M, K) and أَبْوِبَةٌ, (S, M, K,) [a pl. of pauc., said to be] only used for conformity with another word mentioned therewith, as in the saying (of Ibn-Mukbil, so in a copy of the S), هَتَّاكُ أَخْبِيَةٍ وَ لَّاجُ أَبْوِبَةٍ

[A frequent render of tents, a frequent enterer of doors], (S, M,) not being allowable when occurring alone; (S;) but IAar and Lh assert that it is a pl. of باب without its being used for conformity with another word; (M;) and this is extr.; (M, K;) for باب is of the measure فَعَلٌ, and a word of this measure has not a pl. of the measure أَفْعِلَةٌ [by rule]. (M.) You say, بَابٌ الدَّارِ [The door of the house]; and بَابُ البَيْتِ [the door of the house, and of the chamber, and of the tent]; (Msb;) and بَابُ البَلَدِ [the gate of the town or city]. (The Lexicons &c. passim.) and Bishr Ibn-Abee-Házim assigns a باب to a grave; calling the latter a بَيْت. (M.) It is also applied to an opening, or a channel, made for water, to irrigate seed-produce: pl. أَبْوَابٌ. (Mgh.) [and in Egypt, it is applied also to A sepulchral chamber, grotto, or cave, hewn in a mountain; from the Coptic βηβ: pl. بِيبَانٌ only.] b2: Hence, i. e. in a secondary application, the primary signification being “ a place of entrance,” it is used as meaning (tropical:) A means of access, or of attainment, to a thing: (B, Kull, TK:) as in the saying, هٰذَا العِلْمُ بَابٌ إِلَى عِلْمِ كَذَا (tropical:) This science is a means of attainment to such a science. (B, TK.) b3: [And hence, (assumed tropical:) An expedient, a trick, a stratagem, or a process, by which something is to be effected pl. أَبْوَابٌ: as in أَبْوَابُ الحَرْبِ the expedients. &c. of war, battle, or fight; and بَابٌ مِنَ النُّجُومِ a process of the science of the stars, meaning astrology or astronomy; and بَابٌ مِنَ الــسِّحْرِ a process of enchantment; see an ex. voce سِحْرٌ. Compare Matt. xvi. 18, πύλαι ᾅδου οὐ κατισχύσουσιν αύτης, probably meaning “ the stratagems of Hell shall not prevail against it. ”] b4: [Also (assumed tropical:) A mode, kind, sort, class, or category.] Suweyd Ibn-Kuráa uses metaphorically the pl. أَبْوَاب in relation to rhymes; saying, أَتَيْتُ بِأَبْوَابِ القَوَافِى كَأَنَّمَا

أَذُودُ بِهَا سِرْبًا مِنَ الوَحْشِ نُزَّعَا (tropical:) [I gave utterance to the various kinds of rhymes as though I were driving with them a herd of wild animals desirous of the males, or of their wonted places of pasture]. (M, L.) [You say also, هُوَ مِنْ هٰذَا البَابِ (assumed tropical:) It is of this mode, kind, sort, class, or category: a phrase of frequent occurrence in lexicons &c. See also بَابَةٌ.] b5: [Also (assumed tropical:) A chapter; and sometimes a section, or subdivision, of a chapter; of a book or writing;] conventionally, (assumed tropical:) a piece consisting of words relating to matters of one kind; and sometimes, to matters of one species: (Kull:) pl. أَبْوَابٌ. (A.) See also بَابَةٌ. b6: [Also (assumed tropical:) A head, or class of items or articles, in an account, or a reckoning; as in the saying,] بَيَّنْتُ لَهُ حِسَابَهُ بَابًا بَابًا (assumed tropical:) [I explained, or made clear, to him his account, or reckoning, head by head, or each class of items or articles by itself]; a phrase mentioned by Sb: (M:) [or, sometimes,] بَابٌ (M, K) and ↓ بَابَةٌ (T, M, K) are used in relation to حُدُود [which here means the punishments so termed], and to an account, or a reckoning, (T, M, K,) and the like, (T, M,) as signifying the extreme term or limit; syn. غَايَةٌ; (M, K;) but IDrd hesitated respecting this, and therefore it is not mentioned in the S. (TA.) بَابَةٌ (assumed tropical:) A mode, or manner; syn. وَجْهٌ: (ISk, K:) pl. بَابَاتٌ. (K.) [See also بَابٌ, which has a similar, and perhaps the same, signification.] Hence, هٰذَا مِنْ بَابَتِى means (assumed tropical:) This is of the mode, or manner, that I desire; (TA;) this is suitable to me: (IAmb, TA:) and هٰذَا شَىْءٌ مِنْ بَابَتِكَ, (S,) or هٰذَا بَابَتُكَ, (A,) (assumed tropical:) this is a thing suitable to thee: (S, A:) and هٰذَا بَابَتُهُ (assumed tropical:) this is suitable to him. (K.) Accord. to most of the critics, it is tropical. (TA.) You say also, فُلَانٌ

أَهْوَنُ بَابَاتِهِ الكَذِبُ (assumed tropical:) Such a one, the lightest of the kinds (أَنْوَاع) of his wickedness is lying. (A.) b2: (assumed tropical:) A habit: a property; a quality; nature; natural disposition: or a practice; or an action: syn. خَصْلَةٌ. (Abu-l-'Omeythil, TA.) [Hence, perhaps, the last of the exs. cited above from the A.] b3: (assumed tropical:) A condition; syn. شَرْطٌ: as in the saying, هذَا بَابَةُ هٰذَا (assumed tropical:) [This is the condition of this]. (M, K. *) b4: بَابَاتُ الكِتَابِ (assumed tropical:) The lines of the book or writing: (M, A, K:) or it may mean its ↓ أَبْوَاب [i. e. chapters, or sections of chapters]: (M:) this has no sing.: (A, K:) [ISd says,] I have not heard any sing. of it. (M.) b5: See also بَابٌ; last signification.

بَوْبَاةٌ A desert; or a desert in which is no water; syn. فَلَاةٌ: (T, IJ, M, K:) as also مَوْمَاةٌ; (T, MF;) the ب being changed into م, as is often the case. (MF.) [It is mentioned in the S, and again in the K, in art. بو, as syn. with مَفَازَةٌ.]

بِوَابَةٌ The office, or occupation, of a door-keeper, or gate-keeper. (M, K.) [See 1.]

بَوَّابٌ A door-keeper, or gate-keeper. (S, * M, Msb, K, TA.) أَبْوَابٌ مُبَوَّبَةٌ (assumed tropical:) [Kinds, sorts, classes, chapters, heads, or the like, disposed, arranged, distributed, classified, or set in order,] is a phrase similar to أَصْنَافٌ مُصَنَّفَةٌ. (S.) You say also كِتَابٌ مُبَوَّبٌ (assumed tropical:) [A book disposed in, or divided into, distinct chapters]. (A.) Quasi بوج بَاجٌ; pl. أَبْوَاجٌ: see art. بأج. Az mentions it as without ء: ISk, as with ء. (ISd, TA.)
بوب
عن الفارسية بمعنى بساط فاخر.
(ب و ب) : (الْأَبْوَابُ) فِي الْمُزَارَعَةِ مَفَاتِحُ الْمَاءِ جَمْعُ بَابٍ عَلَى الِاسْتِعَارَةِ.
ب و ب: (تَبَوَّبَ بَوَّابًا) اتَّخَذَهُ وَهَذَا مِنْ (بَابَتِكَ) أَيْ يَصْلُحُ لَكَ. 
[بوب] ك فيه: وأجد بلالاً قائماً بين "البابين" أي مصراعي الباب، وأجد حكاية ماض. ط: حتى يأتون به باب الأرض أي باب سماء الأرض لحديث: ثم يعرج بها إلى السماء، أو باب الأرض فيرده إلى أسفل السافلين. مدارك: "فكانت أبواباً" أي صارت ذات أبواب، وطرق، وفروج، وما لها اليوم من فروج.
[بوب] البابُ يُجْمَعُ أبواباً، وقد قالوا أَبْوِبَة، للازدواج. قال ابن مُقْبِلٍ الشاعر : هَتَّاكِ أَخْبِيَةٍ وَلاَّجِ أَبْوِبَةٍ * يَخْلِطُ بالبِرِّ منه الجِدَّ واللِّينا ولو أفْرَدَهُ لم يَجُزْ. وتَبَوَّبْتُ بَوَّاباً: اتخذته. وأبْوابٌ مُبَوَّبَةٌ، كما يقال أصنافٌ مُصَنَّفَةٌ. وهذا شئ من بابتك، أي يصلح لك.
ب و ب

يقال: هذا ليس من بابتك أي مما يصلح لك. وفلان من أهون باباته الكذب وهي أنواع خبثه. قال ابن مقبل:

بني عامر ما تأمرون بشاعر ... تخير بابات الكتاب هجائياً

أي اختار من وجوه الكتاب هجائي. وتبوب فلان: اتخذ بواباً. وبوب المصف كتابه وكتاب مبوب، وتراجم أبواب سيبويه عظيمة النفع.

بوب


بَاب (و)(n. ac. بَوْب)
a. [La], Was doorkeeper to.
بَوَّبَa. Classified; divided into chapters.
b. Directed.

تَبَوَّبَa. Took, engaged a door-keeper.

بَوَّاْبa. Door-keeper, gate-keeper, hall-porter.

بَوَّاْبَةa. Gate.

بَاب (pl.
أَبْوَاب [] )
a. Door, gate, entrance; port.
b. Chapter; category; article.

بَابَة []
a. Point, extremity.
b. Manner, mode; conduct; kind; species.

بُؤَبُو
a. Source, origin; pupil ( of the eye ).
b. Baby.

بُوْتَقَة
P.
a. Crucible, melting-pot.
ب و ب : الْبَابُ فِي تَقْدِيرِ فَعَلَ بِفَتْحَتَيْنِ وَلِهَذَا قُلِبَتْ الْوَاوُ أَلِفًا وَيُجْمَعُ عَلَى أَبْوَابٍ مِثْلُ: سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَيُضَافُ لِلتَّخْصِيصِ فَيُقَالُ بَابُ الدَّارِ وَبَابُ الْبَيْتِ وَيُقَالُ لِمَحَلَّةٍ بِبَغْدَادَ بَابُ الشَّامِ وَإِذَا نَسَبْتَ إلَى الْمُتَضَايِفَيْنِ وَلَمْ يَتَعَرَّفْ الْأَوَّلُ بِالثَّانِي جَازَ إلَى الْأَوَّلِ فَقَطْ فَتَقُولُ الْبَابِيُّ وَإِلَيْهِمَا مَعًا فَيُقَالُ الْبَابِيُّ الشَّامِيُّ وَإِلَى الْأَخِيرِ فَيُقَالُ الشَّامِيُّ وَقَدْ رُكِّبَ الِاسْمَانِ وَجُعِلَا اسْمًا وَاحِدًا وَنُسِبَ إلَيْهِمَا فَقِيلَ الْبَابْشَامِيُّ كَمَا قِيلَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَهِيَ نِسْبَةٌ لِبَعْضِ أَصْحَابِنَا وَالْبَوَّابُ حَافِظُ الْبَابِ وَهُوَ الْحَاجِبُ وَبَوَّبْتُ الْأَشْيَاءَ تَبْوِيبًا جَعَلْتُهَا أَبْوَابًا مُتَمَيِّزَةً. 
بوب: البابُ: معروف.. والفعلُ منه، التّبويب. والبابةُ في الحُدودِ والحِساب ونحوه: الغاية. والبابة: ثغر من ثغور الروم. وباب الأبواب: من ثغور الخزر. والبواب: الحاجب. ولو اشتقّ منه فِعلٌ على فِعالة لقيل: بِوابة، بإِظهار الواو، ولا يُقلَبُ ياءً، لأنّه ليس بمصدرٍ مَحْض، إنّما هو اسمٌ. وأهْلُ البَصْرةِ في أَسْواقهم يُسَمُّون السّاقي الذّي يَطُوفٌ عليهم بالماءِ: بيّاباً. [والبأببة: هديرُ الفَحْل، في ترجيعه تكرار له، قال رؤبة:

بغبغة مرا ومرا بأببا  

وبيبةُ: اسمٌ، قال:

نَدَسْنا أبا مندوسة القين بالقنا ... ومارَ دمٌ من جارِ بيبةَ ناقع

وبالبحرين موضعٌ يُعْرَفُ ب (بابين) ، وفيه يقول قائلُهم:

إنّ ابن بُورٍ بين بابين وجَمّ

والبَوْباة: الفَلاة، وهي: المَوْماةُ] .
[ب وب] البَوْبَاةُ الفَلاةُ عن ابنِ جِنّيٍّ وقالَ أَبُو حَنيفةَ البَوْبَاةُ عَقَبَةٌ كَئُودٌ على طريقِ من أَنجَدَ مِن حَاجِّ اليَمَنِ والبَابُ معروفٌ والجمعُ أَبْوَابٌ وبِيْبَانٌ فأَمَّا قولُهُ

(هتَّاكُ أَخْبِيَةٍ ولاجُ أَبْوِيَةٍ ... يخْلِطُ بالجِدِّ منهُ البِرَّ واللِّيْنَا)

فإنّما قالَ أَبْوِيَةٍ لمكَانِ أَخْبِيَةٍ وزَعمَ ابنُ الأعرابي واللحيانيُّ أَنَّ أَبْوِيَةً جَمْعُ بَابٍ مِن غَير أَنْ يكونَ إِتْبَاعًا وهذا نادِرٌ لأنَّ بَابًا فَعَلٌ وفَعَلٌ لا يُكَسَّرُعلى أَفْعِلَةٍ واستَعارَ سُوَيدُ بن كُرَاعَ الأَبْوَابَ للقوافي فقالَ

(أَبِيْتُ بِأَبْوَابِ القوافي كَأَنَّما ... أَذُودُ بها سَرْبًا مِنَ الوَحْش نُزَّعَا)

ورَجُلٌ بَوَّابٌ لازمٌ للبابِ وحِرفَتُهُ البِوَابَةُ وبَابَ للسُّلْطَانِ يَبُوبُ صَارَ لَهُ بَوَّابًا وتَبَوَّبَ بَوَّابًا اتَّخَذَهُ وقال بِشْرُ بن أَبي خازِمٍ

(فَمَن يَكُ سائِلاً عن بَيْتِ بِشْرٍ ... فَإِنَّ له بجَنْبِ الرَّدْهِ بَابَا)

إِنّما عَنَى بالبَيْتِ القَبْرَ ولما جَعَلَهُ بَيْتًا وكانت البُيُوتُ ذَوَات أَبَوابٍ استَجازَ أَنْ يَجْعَلَ لَهُ بابًا والبابَةُ والبابُ في الحُدُودِ والحِسَابِ ونَحْوِه الغايَةُ وحكى سيبويه بَيَّبْتُ لَهُ حِسَابَهُ بَابًا وبَابَاتُ الكتابِ سُطُورُهُ ولم أَسمعْ لها بوَاحدٍ قال تَميمُ بنُ مُقْبِلٍ

(بَنى عامرٍ مَا تأْمُرُونَ بشاعرٍ ... تَخَيَّرَ بَابَاتِ الكتابِ هِجَائِيَا)

ويَجُوزُ أَنْ يريد بَبَابَاتِ الكتابِ أبوابَهُ وهذا بَابَهُ هذا أَي شَرْطُهُ والبَابِيَّةُ الأُعْجُوبَةُ قال النابغةُ

(فَذَرْ ذا ولَكِنَّ بَابِيَّةً ... وعِيْدُ قُشَيْرٍ وأَقْوَالُهَا)

وبَابٌ مَوضِعٌ عن ابن الأعرابي وَأَنْشَدَ

(وإِنَّ ابن مُوسَى بَائعَ البَقْلِ بالنَّوى ... له بين بَابٍ والجَريبِ حِظِيرُ)

والبُوَيبُ مَوْضِعٌ تلقاءَ مِصْرَ إذا بَرَقَ البَرْقُ من قِبَلهِ لم يَكَدْ يُخْلِفُ قالَ أَنشدنيه أَبو العلاءِ

(ألا إِنَّما كانَ البُوَيبُ وَأَهْلُهُ ... ذُنُوبًا جَرَتْ مني وهذا عِقَابُهَا)

والبَابَةُ ثَغْرٌ مِنْ ثِغُورِ الرّومِ والأَبوابُ مِنْ ثُغُور الخَزَر
بوب
بوَّبَ يبوِّب، تبويبًا، فهو مُبوِّب، والمفعول مُبوَّب
• بوَّبَ الكتابَ ونحوَه: جعله أبوابًا يندرج تحت كلٍّ منها فصول "تبويب علوم".
• بوَّب الدَّارَ: جعل لها بابًا. 

باب [مفرد]: ج أبواب وبِيبان:
1 - مدخل ومخرج البيت ونحوه "وجد رجلاً يقف عند/ على/ لدى الباب- {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ} - {وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ} " ° أتَى البيوت من أبوابها: توصَّل إلى الأمور من مدخلها الطبيعيّ، ذهب مباشرة إلى الهدف- أغلق باب الاجتهاد: وضع حدًّا له- أغلق باب المفاوضات: ليس لديه استعداد للتوصّل إلى حلّ- الباب العالي: الحكومة العثمانية، السَّلطنة- الحرب على الأبواب: مُحدِقة، وشيكة- العدوّ على الأبواب: قريب جدًّا- باب الآخرة: الموت- باب الرِّزق: حرفة، مرتزق- باب الانتصار/ باب النصر: قوس النصر- باب الخِدْمة: الباب الذي يمرّ منه الخَدَمُ والباعة- باب سرّ/ باب سرّيّ: باب خفية، ومخرج سرّيّ- باب طوارئ: باب يستعمل في حالات الضرورة أو الخطر- ترَكَ البابَ مفتوحًا: أتاح فرصة، ترك الأمر معلّقًا دون اتخاذ قرار نهائيّ بشأنه- دخَل من الباب الصغير: بلغ مركزًا بدون استحقاق- دخَل من الباب الكبير: نال مركزًا عن جدارة واستحقاق- سُدَّت في وجهه الأبواب: فشِل في بلوغ غرضه- سياسَةُ الباب المفتوح: سياسة تعتمد على إلغاء القيود، أسلوب سياسيّ يقوم على الحوار وعدم المواجهة- طرق كلّ الأبواب: حاول بكلّ السّبل، استعمل كل وسيلة- على الأبواب: قريب- على باب الكريم: على فضل الله ونعمه- فتَح بابًا جديدًا: أتَى بشيءٍ جديد- فتَح باب الاجتهاد: عاد إليه وسمح به- فتَح باب النِّقاش: بدأ عرض القضايا موضوع النقاش- فتَح له بابًا حسنًا: أتاح له فرصةً حسنةً للنجاح في العمل- فريد في بابه: فريد في نوعه، لا مثيل له- في هذا الباب: في هذا الموضوع، في هذا الغرض- قرَع بابَ فلان: طلب معروفَه، سأله الإحسانَ- قفل باب الشَّيء: منع الدخول فيه- لم يترك بابًا إلاّ طرقه: استخدم كلّ طاقاته، استعان بكلّ الوسائل المتوفرة- مِنْ باب أولى: بالأحرى، بالأجدر- مِنْ باب الصُّدفة: صدفةً- مِنْ باب الضرورة: ينبغي/ يجب أن- مِنْ باب الفضل: تفضُّلاً منه- مِنْ باب الكرم: تفضُّلا وتبرُّعًا- مِنْ باب المستحيل: من المستحيل- وراء أبواب مغلقة: سِرِّيّ.
2 - بلاط، مقرّ السلطان.
3 - ما يُسَدُّ به المدخل من خشب ونحوه.
4 - نوعٌ، قسم، صنف "سأعُدّ كلامَك من باب المزاح".
5 - منزل " {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ} ".
• الباب من الكتاب: القسم الذي يشمل موضوعات من جنس واحد "قسَّم المؤلِّف كتابه إلى ثلاثة أبواب".
• باب المندب: (جغ) مضيق مائي عند مدخل البحر الأحمر الجنوبيّ، يتراوح عرْضه بين 24، 32 كم.
• البابان: الدُّنيا والآخرة. 

بابيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى باب.
• الوريد البابيّ: (شر) وريد كبير يتجمَّع فيه الدَّم من أنحاء القناة الهضميَّة ويدخل في الكبد ويتفرَّع فيها. 

بِوَابة [مفرد]:
1 - حرفة البوّاب.
2 - ما يأخذه البوَّاب أجرةً على حفظ الباب "كانت بِوابته بضعة جنيهات لا تسدّ رمقه". 

بَوَّاب [مفرد]: ج بوّابون وبوّابات (لغير العاقل):
1 - حارس الباب.
2 - (طب) فتحة عضليّة تصل المعدة بالاثنا عَشَرِيّ، بانقباضها وارتخائها يدفع الطعام من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة. 

بَوّابة [مفرد]:
1 - مؤنَّث بَوّاب.
2 - بابٌ كبير كمدخل العمائر ونحوها "بوَّابة أثريّة". 

تبويب [مفرد]: مصدر بوَّبَ.
• تبويب الموازنة العامَّة: (قص) طريقة تصنّف بها النفقات العامة والإيرادات في جداول الموازنة. 

مُبوَّب [مفرد]: اسم مفعول من بوَّبَ.
 • إعلانات مُبوَّبة: إعلانات قصيرة في صحيفة أو مجلَّة تكون تحت رءوس موضوعات، وتتضمن الموضوع المعلن عنه وعنوان العمل. 

بوب: البَوْباةُ: الفَلاةُ، عن ابن جني، وهي الـمَوْماةُ. وقال أَبو

حنيفة: البَوْباةُ عَقَبةٌ كَؤُودٌ على طريقِ مَنْ أَنْجَدَ من حاجِّ اليَمَن، والبابُ معروف، والفِعْلُ منه التَّبْوِيبُ، والجمعُ أَبْوابٌ وبِيبانٌ. فأَما قولُ القُلاخِ بن حُبابةَ، وقيل لابن مُقْبِل:

هَتَّاكِ أَخْبِيةٍ، وَلاَّجِ أَبْوِبةٍ، * يَخْلِطُ بالبِرِّ منه الجِدَّ واللِّينا(1)

(1 قوله «هتاك إلخ» ضبط بالجر في نسخة من المحكم وبالرفع في التكملة وقال فيها والقافية مضمومة والرواية: ملء الثواية فيه الجدّ واللين)

فإِنما قال أَبْوِبةٍ للازدواج لمكان أَخْبِيةٍ. قال: ولو أَفرده لم يجز.

وزعم ابن الأَعرابي واللحياني أَنَّ أَبْوِبةً جمع باب من غير أَن يكون إِتباعاً، وهذا نادر، لأَن باباً فَعَلٌ، وفَعَلٌ لا يكسّر على

أَفْعِلةٍ. وقد كان الوزيرُ ابن الـمَغْربِي يَسْأَلُ عن هذه اللفظة على سبيلِ الامْتِحان، فيقول: هل تعرف لَفظَةً تُجْمع على أَفْعِلةٍ على غير قياس جَمْعِها المشهور طَلَباً للازدواج. يعني هذه اللفظةَ، وهي أَبْوِبةٌ. قال: وهذا في صناعةِ الشعر ضَرْبٌ من البَدِيع يسمى التَّرْصِيعَ. قال: ومـما يُسْتَحْسَنُ منه قولُ أَبي صَخْرٍ الهُذلِي في صِفَة مَحْبُوبَتِه:

عَذْبٌ مُقَبَّلُها، خَدْل مُخَلْخَلُها، * كالدِّعْصِ أَسْفَلُها، مَخْصُورة القَدَمِ

سُودٌ ذَوائبُها، بِيض تَرائبُها، * مَحْض ضَرائبُها، صِيغَتْ على الكَرَمِ

عَبْلٌ مُقَيَّدُها، حالٍ مُقَلَّدُها، * بَضّ مُجَرَّدُها، لَفَّاءُ في عَمَمِ

سَمْحٌ خَلائقُها، دُرْم مَرافِقُها، * يَرْوَى مُعانِقُها من بارِدٍ شَبِمِ

واسْتَعار سُوَيْد بن كراع الأَبْوابَ للقوافِي فقال:

أَبِيتُ بأَبْوابِ القَوافِي، كأَنَّما * أَذُودُ بها سِرْباً، مِنَ الوَحْشِ، نُزَّعا

والبَوَّابُ: الحاجِبُ، ولو اشْتُقَّ منه فِعْلٌ على فِعالةٍ لقيل بِوابةٌ باظهار الواو، ولا تُقْلَبُ ياءً، لأَنه ليس بمصدر مَحْضٍ، إِنما هو

اسم. قال: وأَهلُ البصرة في أَسْواقِهم يُسَمُّون السَّاقِي الذي يَطُوف عليهم بالماءِ بَيَّاباً. ورجلٌ بَوّابٌ: لازم للْباب، وحِرْفَتُه

البِوابةُ. وبابَ للسلطان يَبُوبُ: صار له بَوَّاباً.

وتَبَوَّبَ بَوَّاباً: اتخذه. وقال بِشْرُ بن أبي خازم:

فَمَنْ يَكُ سائلاً عن بَيْتِ بِشْرٍ، * فإِنَّ له، بجَنْبِ الرَّدْهِ، بابا

<ص:224>

إِنما عنى بالبَيْتِ القَبْرَ، ولما جَعَله بيتاً، وكانت البُيوتُ ذواتِ

أَبْوابٍ، اسْتَجازَ أَن يَجْعل له باباً.

وبَوَّبَ الرَّجلُ إِذا حَمَلَ على العدُوّ.

والبابُ والبابةُ، في الحُدودِ والحِساب ونحوه: الغايةُ، وحكى سيبويه: بيَّنْتُ له حِسابَه باباً باباً.

وباباتُ الكِتابِ: سطورهُ، ولم يُسمع ما بواحدٍ، وقيل: هي وجوهُه وطُرُقُه. قال تَمِيم بن مُقْبِلٍ:

بَنِي عامرٍ! ما تأْمُرون بشاعِرٍ، * تَخَيَّرَ باباتِ الكتابِ هِجائيا

وأَبوابٌ مُبَوَّبةٌ، كما يقال أَصْنافٌ مُصَنَّفَةٌ. ويقال هذا شيءٌ

منْ بابَتِك أَي يَصْلُحُ لك. ابن الأَنباري في قولهم هذا مِن بابَتي. قال ابن السكيت وغيره: البابةُ عند العَرَب الوجْهُ، والباباتُ الوُجوه.

وأَنشد بيت تميم بن مقبل:

تَخَيَّرَ باباتِ الكِتابِ هِجائِيا

قال معناه: تَخَيَّرَ هِجائي مِن وُجوه الكتاب؛ فإِذا قال: الناسُ مِن

بابَتِي، فمعناه من الوجْهِ الذي أُريدُه ويَصْلُحُ لي.

أَبو العميثل: البابةُ: الخَصْلةُ. والبابِيَّةُ: الأُعْجوبةُ. قال النابغة الجعدي:

فَذَرْ ذَا، ولكِنَّ بابِيَّةً * وَعِيدُ قُشَيْرٍ، وأَقْوالُها

وهذا البيت في التهذيب:

ولكِنَّ بابِيَّةً، فاعْجَبوا، * وَعِيدُ قُشَيْرٍ، وأَقْوالُها

بابِيَّةٌ: عَجِيبةٌ. وأَتانا فلان بِبابيَّةٍ أَي بأُعْجوبةٍ. وقال الليث: البابِيَّةُ هَدِيرُ الفَحْل في تَرْجِيعه (1)

(1 قوله «الليث: البابية هدير الفحل إلخ» الذي في التكملة وتبعه المجد البأببة أي بثلاث باءات كما ترى هدير الفحل. قال رؤبة:

إِذا المصاعيب ارتجسن قبقبا * بخبخة مراً ومراً بأببا

ا هـ فقد أورده كل منهما في مادة ب ب ب لا ب و ب وسلم المجد من التصحيف. والرجز الذي أورده الصاغاني يقضي بان المصحف غير المجد فلا تغتر بمن سوّد الصحائف.) ، تَكْرار له. وقال رؤْبة:

بَغْبَغَةَ مَرّاً ومرّاً بابِيا

وقال أيضاً:

يَسُوقُها أَعْيَسُ، هَدّارٌ، بَبِبْ، * إِذا دَعاها أَقْبَلَتْ، لا تَتَّئِبْ (2)

(2 وقوله «يسوقها أعيس إلخ» أورده الصاغاني أيضاً في ب ب ب.)

وهذا بابةُ هذا أَي شَرْطُه.

وبابٌ: موضع، عن ابن الأَعرابي. وأَنشد:

وإِنَّ ابنَ مُوسى بائعُ البَقْلِ بالنَّوَى، * له، بَيْن بابٍ والجَرِيبِ، حَظِيرُ

والبُوَيْبُ: موضع تِلْقاء مِصْرَ إِذا بَرَقَ البَرْقُ من قِبَله لم يَكَدْ يُخْلِفُ. أَنشد أَبو العَلاءِ:

أَلا إِنّما كان البُوَيْبُ وأَهلُه * ذُنُوباً جَرَتْ مِنِّي، وهذا عِقابُها

والبابةُ: ثَغْرٌ من ثُغُورِ الرُّومِ. والأَبوابُ: ثَغْرٌ من ثُغُور

الخَزَرِ. وبالبحرين موضع يُعرف ببابَيْنِ، وفيه يقول قائلهم:

إِنَّ ابنَ بُورٍ بَيْنَ بابَيْنِ وجَمْ، * والخَيْلُ تَنْحاهُ إِلى قُطْرِ الأَجَمْ

وضَبَّةُ الدُّغْمانُ في رُوسِ الأَكَمْ، * مُخْضَرَّةً أَعيُنُها مِثْلُ الرَّخَمْ

بوب: بَوَّب. بَوَّبَ الدار: جعل لها باباً (معجم البلاذري، دى يونج) وباب مبوب من خشب: باب مصنوع من خشب (معجم البلاذري).
وبَوّب الكتاب وغيره جعله أقساماً مرتبة كل قسم منها باب (انظر لين). ويقال: وذكرت الأسماء على الحروف المبوبة، أي ذكرت أسماء الأعلام مرتبة على حروف الهجاء وجعلت كلاً منها باباً (ابن الخطيب ص 4ق) ويقال: بَوّب عليه ففي المقدمة (2: 396): بَوّبوا على كل واحد منها أي صنفوا الأحاديث ورتبوها على أبواب. وفي ابن عباد 1: 202): وربما أجريت ذكر أحدهم غير مبوب عليه، أي ربما ذكرت اسم أحدهم من غير ن أجعل له باباً خاصاً.
وبَوّب: قدّر، خَمَّن، افترض (فوك).
وتَبَوَّب: تقسم إلى أبواب (فوك).
ومطاوع بَوّب بمعنى قدر، خمن، افترض (فوك).
باب: في تاريخ البربر (1: 269): عقد لأبي الحسين على حجابته وفوض إليه فيما وراء بابه: أي اتخذه حاجباً وفوض إليه إدارة قصره (وانظر ص542) - وشعب، ممر ضيق بين جبلين (معجم المتفوقات، وانظر عدة سفرات إلى بلاد البربر رقم 32) وممر ضيق (دوماس صحارى 154) وحصن في الشعب (معجم المتفرقات).
باب من الــسحر: نوع من أنواع الــسحر (لين) وفي ألف ليلة (1: 97): وحفظت منه (من الــسحر) مائة وسبعين باباً من أبوابه. ويقال: فتح عليه باباً أي حاول ان يــسحره بنوع من أنواع الــسحر. ففي ألف ليلة (1: 100): وكلما افتح عليه باباً يفتح علي باباً إلى أن فتح علي باب النار.
ويستعمل الفعل ((فتح عليه)) أيضاً حين يتصل الأمر بأبواب الحرب وهي طرق الحرب وحيلها. يقال فتح عليه باباً (لين، معجم البيان، ألف ليلة 2: 111، ملر آخر أيام غرناطة 35، 27).
وباب: صنف، نوع (لين) ومن بابه: من صنفه من نوعه (بوشر) وباب: موضوع من العلم، ومسائل من العلم من صنف واحد ففي ابن الخطيب (ص31، 2: رأيت في ذلك الرق أوهاماً تدل على عدم شعوره بهذا الباب.
وفي هذا الباب: في هذا الموضوع، في هذا الغرض (بوشر). في باب فرط القسوة أي في باب القسوة تقريباً (ابن عباد 1: 242). وباب: قسم، صنف (انظر لين) وبهذا المعنى جاء في القلائد ص54 في كلامه عن ملك: ومن ورث العلى باباً فباباً.
ويقال مجازاً: واستدت في وجهي الأبواب، يريد سدت في وجهي الأبواب، أي لم استطع عمل شيء. ولهذا فان هذه الجملة تعني نفس معنى الجملة التي تقدمتها وهي: وقد غاب عني الصواب (كوسج مختار 73).
وباب: وسيلة، مدخل إلى أمر، يقال: فتح له باب: هيأ له وسيلة (بوشر) ورتبة، منزلة اجتماعية، يقال: فتش على باب، أي عن رتبة أو منزلة.
وباب: انظره في باب السعر.
وبابَ لكذا: خصه به وفتح باء بابَ يدل على أن الكالا كان يريد نفس الكلمة حين ترجم " Conveniente" ب" biba".
والباب: البلاط، مقر السلطان وحاشيته (معجم المتفرقات).
والبابان: الدنيا والآخرة (المقدمة 2: 136).
والأبواب: الباب العالي، بلاط سلطان الترك (تاريخ تونس ص104).
الباب الأعلى: البلاط (بوشر).
باب انتصار أو نصر: قوس النصر (بوشر) باب الرزق: مرتزق، حرفة (بوشر).
باب سر: باب خفية ومخرج سري (بوشر).
باب السعر: يقول المنادي حين يعرض جارية للبيع في المزاد: من يفتح باب السعر في هذه الجارية؟ أي من يعرض أول ثمن لها (ألف ليلة 2: 217) وفي ألف ليلة (3: 78) جاء التجار وفتحوا باب سعره وتزايدوا فيه.
ويقال في نفس المعنى: فتح الباب (ألف ليلة 2: 217، 1: 291) أو فتح بابها ففي ألف ليلة (1: 291) ففتح بابها المنادي أربعة آلاف دينار وخمسمائة.
ويذكر بوشر في معجمه هذه الجملة ويترجمها بما معناه: ان المنادي فتح المزاد بإعلان أربعمائة دينار وخمسمائة ثمناً لها.
ويقال حين تنقطع المزايدة على أعلى ثمن يقدمه مزايد: وقف الباب على عتبة. ففي ألف ليلة (برسل 10: 262): بلغني أن التجار تزايدوا في الجارية إلى أن بلغ ثمنها 950 دينارً ووقف الباب على عتبة. وفي طبعة ماكن: وتوقف البيع على الإيجاب والقبول.
باب السلطان: البلاط (معجم المتفرقات).
باب كبير: دار ذات حشم وخدم (بوشر).
باب كاذب: باب زائف (بوشر).
باب الكم: فتحة الكم (المعجم اللاتيني وانظر دو كانج) ففي كتاب محمد بن الحارث (ص22): فقُوِّمت هكذا (وأشار ابن لُبانة فجمع باب كمه على كوعه) ولم يكشف لها ذراع.
وباب: است، شرج، باب البدن (فوك).
باب نصر، انظر: باب انتصار.
على باب الله أو على باب الكريم: على فضل الله ونعمه (بلا زاد ولا نقد) (ديسكايراك 450) بلا قصد ولا تبصر. وقد أخبرني السيد أماري ان هذه العبارة قد دخلت في اللغة الإيطالية ففيها: " alla baballa" أو " alla babballa" ومعناها: بلا قصد ولا تبصر ولا حذر.
وفي الباب: في بدء العمل، في طريق الثروة (بوشر).
وفتح له باباً حسناً: أتاح له فرصة حسنة للنجاح في العمل (بوشر).
من باب أولى: بالأحرى، وبالأجدر (بوشر).
من باب الثقة: ثقة به وبفطنته وإدراكه ونزاهته (بوشر).
من باب الكرم: تفضلاً وتبرعاً (بوشر).
بابة، كباب: صنف، طبقة (المقري 1: 559 وانظر: إضافات وتصحيحات) وفي المقري: لست من بابة أهل البلد. أي لست من صنف أهل البلد وطبقتهم.
وبابة (أسبانية): لعاب، روال (فوك، الكالا). وهي في الأسبانية bava.
وبابة (أسبانية): حلزون، قوقع، بزاق (الكالا). وهي bavaza و limaza و bavoza.
بابا وبابي: خادم (مملوك 1، 2: 194 - 195، ألف ليلة برسل 2: 187).
بُوَيْبَة: باب صغير في الباب الكبير، خوخة (بوشر). وبويبة خفية في قلعة: باب السر للنجاة تكون في قلعة أو حصن (بوشر).
بُوَبيات: تجربة أولى (بوشر).
بياب: صحراء (كرتاس 251، 252).
بَوّاب. بوّابون: حرس الباي الذين يلازمون سرادقه لحراسته (ريشاردسون مراكش 2: 216).
عنق البواب: قولون، الثاني من المعى الغليظ (بوشر).
بَوّابة: باب سري وهو باب صغير لا يمر منه في الحالات الاعتيادية (ملر، آخر أيام غرناطة 121).
وبَوّابة: جزء من الباب وهي حسب ما يقول كاترمير (مملوك 2، 2: 138) مأطورة الباب وهي ألواحه التي يحيط بها أطاره، وهذا خطأ. فقد أثبت ملر (1: 1) إنه واجهة البناء الذي يحيط بالباب الكبير وفيه الزخارف التي تحيط به - وبوابة: باب المدينة أو الزقاق (ملر 1: 1، بوشر).
وبَوّابات المدينة: أبوابها الكبيرة (بوشر).
مُبَوَّب (انظر بابة): لَعِب، الذي يسيل لعابه، مُرَوّل (الكالا).
بوب
: (} البَوْبَاةُ: الفَلاَةُ) : عَن ابْنِ جِنّى، وَهِي المَوْمَاة، أَيْ قُلِبَتِ البَاءُ مِيماً، لأَنَّهَا من الشَّفَةِ، ومثلُ ذلكَ كَثِير، قالَه شَيْخُنَا (و) قالَ أَبُو حَنِيفَةَ: البَوْبَاةُ: (عَقَبَةٌ كَؤُود بِطَرِيقِ) مَنْ أَنْجَدَ مِنْ حَاجِّ (اليَمَنِ) ، وَفِي المَرَاصِدِ: هيَ صَحْرَاءُ بأَرْضِ تِهَامَة، إِذَا خَرجْتَ منْ أَعالِي وَادِي النَّخْلَةِ اليَمَانِيَةِ، وَهِي بِلادُ بنهي سَعْدِ بنِ بَكْرِ بنِ هَوَازِنَ، وقِيلَ: ثَنِيَّةٌ فِي طَرِيقِ نَجْد عَلَى قَرْنٍ، يَنْحَدِرُ مِنْهَا صاحِبُهَا إِلى العِراقِ، وقِيلَ غيرُ ذَلِك، قَالَهُ شيخُنَا.
( {والبَابُ م) أَيْ بمَعْنَى المَدْخَلِ والطَّاقِ الذِي يُدْخَلُ مِنْهُ وبِمَعْنى مَا يُغْلَقُ بِهِ ذَلِك المَدْخَلُ من الخَشَبِ وغيرِهِ، قَالَه شيخُنَا (ج} أَبْوَابٌ) نَقَلَ شيخنَا عَن شَيْخه ابنِ المسنَاوِيِّ مَا نَصُّه: اسْتَدَلَّ بِهِ أَئِمَّةُ العَرَبِيَّةِ على أَنَّ وَزْنَه فَعَلٌ، مُحَرَّكَة، لأَنَّه الَّذِي يُجْمَعُ على أَفْعالٍ قِيَاساً، تَحَرَّكَتِ الواوُ وانْفَتَح مَا قَبْلَهَا فَصَار بَاب: ( {وبِيبَانٌ) كتَاج وتِيجَانٍ. وَهُوَ عِنْد الأَكْثَرِ مَقِيسٌ، (} وأَبْوِبَةٌ) فِي قَوْلِ القُلاَح بنِ حبَابَةَ، قالَه ابنُ بَرِّيّ، وَفِي الصَّحَاح لابنِ مُقْبِل:
هَتَّاكُ أَخْبِيَةٍ وَلاَّج! أَبْوبَةٍ

يَخْلِطُ بِالبِرِّ مِنْهُ الجِدَّ واللِّينَا قَالَ: (أَبْوِبَةٍ) لِلازْدِوَاج، لِمَكَانِ أَخْبِيَة قالَ: ولَوْ أَفْرَدَهُ لَمْ يَجُزْ، وزَعَمَ ابنُ الأَعْرَابيّ أَنَّ أَبْوِبَة جمعُ {بَابٍ من غيرِ أَنْ يكونَ إِتْبَاعاً، وهذَا (نَادرٌ) لاِءَنَّ} بَاباً: فَعَلٌ، وفَعَلٌ لَا يُكَسَّرُ عَلَى أَفْعِلَةِ، قَالَ ابنُ مَنْظُورٍ وتَبِعَه شَيْخُنَا فِي شَرْحهِ: وقَدْ كَانَ الوَزِيرُ ابنُ المَغُرِبِيّ يَسْأَلُ عَن هَذه اللَّفْظَةِ علَى سَبِيلِ الامْتِحَانِ فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُ لَفْظَةً جُمِعَتْ عَلَى غَيْرِ قِيَاسِ جَمْعِهَا المَشْهُورِ طَلَباً لِلازْدِوَاجِ، يَعْنِي هذِه اللَّفْظَةَ، وهِي أَبْوِبَة، قَالَ: وَهَذَا فِي صناعَةِ الشِّعْرِ ضَرْبٌ مِنَ البَدِيعِ يَسَمى التَّرْصِيعَ.
قُلْتُ: وأَنْشَدَ هَذَا البَيْتَ أَيْضاً الإِمامُ البَلَوِيُّ فِي كِتَابِه أَلف بَاء واسْتَشْهَدَ بِهِ فِي أَنَّ بَاباً يُجْمَعُ عَلَى أَبْوِبَةِ، وَلم يَتَعَرِّضْ لِلإِتْبَاع وَعَدَمِه.
وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : واسْتَعَارَ سُوَيْدُ بنُ كُرَاع الأَبوَابَ لِلْقَوَافِي فَقَالَ:
أَبِيتُ {بأَبْوَابِ القَوَافِي كَأَنَّمَا
أَذُودُ بِهَا سِرْباً مِنَ الوَحْشِ نُزَّعَا
(} والبَوَّابُ لاَزِمُهُ) وحَافِظُهُ، وَهُوَ الحَاجِبُ، وَلَو اشْتُقَّ مِنْهُ فِعْلٌ عَلَى فِعَالَة لقيل: بِوَابَةٌ، بإِظْهَارِ الوَاوِ، وَلاَ تُقْلَبُ يَاءً لأَنَّه ليْسَ بمَصْدَر مَحْضِ، إِنما هُوَ اسْم، (وحِرْفَتُهُ {البِوَابَةُ) ، كَكِتَابَة، قَالَ الصاغانيّ: لاَ تُقْلَبُ يَاءً لأَنَّه لَيْسَ بمَصْدَرٍ مَحْض، إِنَّمَا هُوَ اسْمٌ، وأَمَّا قوْلُ بِشْرِ بنِ (أَبي) خَازِم:
فَمَنْ يَكُ سَائِلاً عَنْ بَيْتِ بِشْرٍ
فَأَنَّ لَهُ بِجَنْبِ الرَّدْهِ بَابَا
فعَنَى بالبَيْتِ القَبْرَ، كَمَا سيأْتي، ولمَّا جَعَلَه بَيْتاً، وكَانَتِ البُيُوتُ ذَوَاتِ أَبْوَابٍ اسْتَجَازَ أَنْ يَجْعَلَ لَهُ بَاباً.
(و) } البَوَّابُ: (: فَرَسُ زِيَادِ ابْنِ أَبِيهِ) مِنْ نَسْلِ الحَرُونِ، وهُوَ أَخُو الذَّائِدِ بنِ البطِينِ بنِ البِطَانِ بنِ الحَرُونِ.
( {وبَابَ لهُ) أَيْ لِلْسُّلْطَانِ (} يَبُوبُ) كقَالَ يَقُولُ، قَالَ شَيْخُنَا: وذِكْرُ المُضَارِع مُسْتَدْرَكٌ، فَإِنَّ قَاعِدَتَه أَنْ لاَ يَذْكُرَ المُضَارِعَ مِنْ بَابِ نَصَرَ (صَارَ بوَّاباً لَهُ، {وتَبَوَّبَ} بَوَّاباً: اتَّخَذَهُ) . وأَبْوَابٌ مُبَوَّبَةٌ، كَمَا يُقَالُ: أَصْنَافٌ مُصَنَّفَةٌ.
( {والبَابُ} والبابَةُ) ، تَوَقَّفَ فِيهِ ابنُ دُرَيْدٍ، ولذَا لَمْ يَذُكُرْه الجوهريُّ، (فِي الحِسَابِ والحُدُودِ) ونَحْوِهِ (: الغَايَةُ) وحَكَى سِيبَوَيْهِ بَيَّنْتُ لَهُ حِسَابَهُ بَاباً بَابا، ( {وبَاباتُ الكِتَابِ: سُطُورُهُ، لاَ وَاحِدَ لَهَا) أَيْ لَمْ يُسْمَعْ (و: يُقَالُ (هاذَا} بَابَتُهُ، أَيْ يَصْلُحُ لَهُ) وهَذَا شَيْءُ مِنْ {بَابَتِكَ، أَيْ يَصْلُحُ لَكَ، وقَالَ ابنُ الأَنْبَارِيِّ فِي قَوْلِهِمْ: هَذَا مِنْ} - بابَتِي: أَيْ يَصْلُحُ لِي.
(والبَابُ: د) ، فِي المَرَاصِد: بُلَيْدَةٌ فِي طَرِيقِ وَادِي بُطْنَانَ (بِحَلَبَ) أَيْ مِنْ أَعْمَالِهَا، بَيْنَهَا وبَيْنَ بُزَاعَا نحوُ مِيلَيْنِ وإِلى حَلَب عَشَرَةُ أَمْيال.
قُلْت: وَهِي بَابُ بُزَاعَا كَمَا حَقَّقَهُ ابنُ العَدِيمِ فِي تَارِيخ حَلَبَ، قَالَ: والنِّسْبَةُ إِلَيْهَا: {- البَابِيُّ، مِنْهُم: حَمْدَانُ بنُ يُوسُفَ بنِ مُحَمَّدٍ البَابِيُّ الضَّرِيرُ الشَاعِرُ المُجِيدُ، ومنَ المُتَأَخِّرِينَ مَنْ نُسِبَ إِليها مِنَ المُحَدِّثِينَ كَثِيرُونَ، تَرُجَمَهُمُ السَّخَاوِيُّ فِي الضِّوْء.
(و) بَابٌ، بِلاَ لاَم، (: جَبَلٌ) ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخ: بَلَدٌ (قُرْبَ هَجَرَ) مِنْ أَرْضِ البَحْرَيْنِ.
وبَابٌ أَيْضاً: قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى بُخَارى، واسْتَدْرَكَه شيخُنَا.
قُلْتُ: هِيَ} بَابَةُ، كَمَا نَقَلَه الصَّاغَانيّ وَقد ذَكَرَها المُصَنِّفُ قَرِيباً.
وبَابٌ أَيْضاً، مَوْضِعٌ عَن ابْن الأَعْرَابيّ، وأَنشد:
وإِنَّ ابنَ مُوسَى بَائعَ البَقْلِ بِالنَّوَى
لَهُ بَيْنَ بَابٍ والجَرِيبِ حَظِيرُ
كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
( {والبَابَةُ، ثَغْرٌ بالرُّومِ) مِنْ ثُغُورَ المُسْلِمِينَ، ذَكَره يَاقُوت، (و) بِلاَ لامٍ: (ة بِبُخَارَاءَ) ، كَذَا فِي المَرَاصِدِ (مِنْهَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ) المُحَدِّثُ البَابِيُّ.
(و) البَابَةُ عِنْدَ العَرَبِ (: الوَجْهُ) قَالَهُ ابنُ السِّكّيت، (ج بَابَاتٌ) فإِذَا قالَ: الناسُ مِنْ} - بَابَتِي، فَمَعْنَاهُ مِنَ الوَجْهِ الذِي أُرِيدُه ويَصْلُحُ لِي، وَهُوَ مِنَ المَجَازِ عِنْدَ أَكْثَرِ المُحَقِّقِينَ وأَنشد ابنُ السكِّيتِ لِابْنِ مُقْبِلٍ:
بَنِي عَامِرٍ مَا تَأْمُرُونَ بِشَاعِرٍ
تَخَيَّرَ {بَابَاتِ الكِتَابِ هِجَائِيَا
قَالَ: مَعْنَاهُ: تَخَيَّرَ هِجَائِيَ مِنْ وُجُوهِ الكِتَابِ.
(و) البَابَةُ: الشَّرْطُ، يقالُ: (هذَا بَابَتُهُ، أَي شَرْطُهُ) ، وَلَيْسَ بتكرار، كَمَا زَعمه شَيخنَا.
(} والبُوَيْبُ، كَزْبيْر: ع قُرْبَ) ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : تلْقَاءَ (مِصْرَ) إِذَا بَرَقَ البَرْقُ مِنْ قِبَلِهِ لمْ يَكَدْ يُخْلِفُ، أَنْشَد أَبُو العَلاَءِ.
أَلا إِنَّما كَانَ البُوَيْبُ وأَهْلُه
ذُنُوباً جَرَتْ مِنِّي وهذَا عقَابُهَا
وَفِي المراصِد: نَقْبٌ بَيْنَ جَبَلَينِ، وقيلَ: مدْخَلُ أَهْلِ الحِجَازِ إِلَى مِصْرَ.
قُلْت: والعَامّةُ يَقُولُونَ البُويْبَاتُ، ثمَّ قَالَ: ونَهْرٌ أَيْضاً كانَ بالعرَاق مَوضِعَ الكُوفة يَأْخُذُ منَ الفُراتِ.
(و) {بُوَيْبٌ (جَدُّ عِيسَى بنِ خَلاَّدٍ) العِجْلِيِّ (المُحَدِّثِ) عَنْ بَقِيَّةَ، وعَنْهُ أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ.
(} والبُوبُ بالضِّمّ: ة بِمِصْرَ) مِنْ حَوْفهَا، كَذَا فِي المُشْرِقِ، وَفِي المَرصِدِ، وَيُقَال لَهَا: بُلْقينَةُ أَيْضاً، وَهِي بِإِقْلِيمِ الغَرْبِيَّةِ من أَعْمَال بنَا.
(وبَابُ! الأَبْوابِ) ، قَالَ فِي المراصد: وَيُقَال: (البابُ) غَيْرَ مُضَاف، وَالَّذِي فِي (لِسَان الْعَرَب) : الأَبْوَابُ: (ثَغْرٌ بِالخَزَرِ) وَهُوَ مدِينَةٌ على بَحْر طَبَرِسْتَانَ، وَهُوَ بحْرُ الخَزَرِ، ورُبَّما أَصَاب البَحْرُ حَائطَهَا، وَفِي وَسعطِهَا مَرْسَى السُّفُنِ، قَد بُنِيَ على حَافَتَيِ البَحْرِ سَدَّيْنِ، وجُعِلَ المَدْخَلُ مُلْتَوِياً، وعَلى هَذَا الفَمِ سِلْسِلَةٌ، فَلَا تَخْرُجُ السَّفِينَةُ وَلَا تَدْخُلُ إِلاّ بِأَمْرٍ، وَهِي فُرْضَةٌ لِذالك البَحْرِ، وإِنَّمَا سُمِّيَتْ (بابَ الأَبْوَابِ) لاِءَنَّهَا أَفْوَاهُ شِعَابٍ فِي جَبَلٍ، فِيهَا حُصُونٌ كَثِيرَةٌ، وَفِي المُعْجَم: لأَنَّهَا بُنِيَتْ على طَرَفٍ فِي الجَبَلِ، وَهُوَ حَائِطٌ بَنَاهُ أَنُو شِرْوانَ بِالصَّخْرِ والرَّصَاصِ، وعَلاَّه ثَلَاثمِائَة ذِرَاعٍ، وجَعلَ علَيْهِ أَبْوَاباً منْ حَدِيدٍ، لأَنَّ الخزَرَ كَانَتْ تُغيرُ فِي سُلْطَانِ فَارِسَ حتَّى تَبْلُغَ هَمَذَانَ والمَوْصِلَ، فبَنَاهُ لِيَمْنَعَهُمُ الخُرُوجَ وجَعَلَ عَلَيْهِ حَفَظَة، كَذَا نقلَه شيخُنَا من التواريخ، ورأَيت فِي (الأَرْبَعِينَ البُلْدَانِيَّة) للحافظِ أَبِي طَاهِرٍ السِّلفيّ مَا نصُّه: بَابُ الأَبواب المعروفُ بدَرْبَنْدَ، وإِليها نُسِبَ أَبُو القَاسِمِ مَيْمُونُ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّد البَابِيُّ، مُحَدِّثُ، اه.
قُلْتُ: وهُوَ شَيْخُ السِّلَفِيّ، وأَبُو القَاسِم يُوسُفُ بنُ إِبْرَاهِيمَ بنِ نَصْرٍ البَابِيُّ، حَدَّثَ ببغْدَادَ.
وممَّا بَقِيَ علَى المُؤَلِّفِ مِمَّا اسْتَدْرَكَ عليهِ شيخُنَا وغيرُه:
بَابُ الشَّامِ ذَكَره ابنُ الأَثيرِ، والنَّسْبَةُ إِليه:! البَابشَامِيُّ، وهِيَ مَحَلَّةٌ ببَغْدَادَ.
وبَابُ البَرِيدِ، كَأَمِيرٍ، بدِمَشْق.
وبَابُ التِّبْنِ، لِمَأْكُولِ الدَّوَابِّ: مَحَلَّةٌ كَبِيرَةٌ مُجَاوِرَة لمَشْهَدِ مُوسَى بنِ جَعْفَر، بهَا قَبْرُ عبْد الله بنِ الإِمام أَحْمَد.
وبَابُ تُوما، بالضَّمِّ، بدِمَشق.
وبَابُ الجِنَانِ: أَحَدُ أَبْوَابِ الرَّقَّة وأَحدُ أَبْوَابِ حلَبَ.
وبَابُ زُوَيلَةَ بِمِصْرَ.
وبابُ الحُجْرَةِ: مَحَلَّةُ الخُلَفَاءِ ببغدادَ.
وبابُ الشَّعير: مَحَلَّة بهَا أَيضاً.
وبابُ الطَّاقِ: مَحَلَّةٌ أُخْرى كَبِيرَة بالجانب الشرقيّ ببغدادِ، نُسب إِليها جَمَاعَةٌ من المحَدِّثينَ والأَشْرافِ.
وبَنُو حَاجِبِ البَابِ: بَطْنٌ من بَنِي الحُسَيْنِ، كَانَ جَدُّهُم حاجباً لِبَابِ الْبونِي.
وبَابُ العَرُوسِ: أَحَدُ أَبْوَابِ فَاس.
والبابُ: بَاب كِسْرَى، وإِليه نُسِب لِسانُ الفُرْس.
وأَبوَاب شكى وأَبواب الدودانية فِي مَدِينَة إِرَان من بِنَاءِ شِرْوَانَ. وَبَابُ فَيْرُوزَ، أَي ابنِ قُبَاذَ: قَصْرٌ فِي بِلَاد جرزانَ مِمَّا يَلِي الرُّومَ.
وبَابُ اللاّن.
وبابُ سمجن مِنْ مُدُنِ أَرْمِينِيةَ وَقد ذَكَرَ المُصَنِّفُ بَعْضاً مِنْهَا فِي مَحَالِّهَا، كَمَا سيأْتي:
(وبَاب {وبُوبَةُ وبُوَيْبٌ أَسْمَاءٌ) تقدَّمَ مِنْهَا جَدُّ عِيسى بنُ خَلاَّدٍ، وبابُ بنُ عُمَيرٍ الحَنَفِيُّ مِنْ أَهْلِ اليَمَامَةِ، تَابِعِيٌّ.
(وبَابَا: مَوْلًى لِلْعَبَّاسِ) بن عبْدِ المُطَّلبِ الهاشِمِيِّ.
(و) بَابا أَيْضاً (موْلًى لعائِشَةَ) الصِّدِّيقَةِ رَضِيَ اللَّهُ عنهُمَا. (وعبْدُ الرَّحْمَن بْنُ بَابَا أَو} بأْبَاهُ بزِيادة لهاءَ (وعبْدُ اللَّهِ بنُ بَابَا أَو بابَى) بإِمالَةِ الباءِ إِلى الياءِ (أَو) هُوَ ( {بَابَيْه) بالهاءِ (تَابِعيُّون) .
(} وبابُويةُ جَدُّ) أَبِي الحسَن (عليِّ بنِ مُحَمَّدِ بْنِ الأَسْوَارِيِّ) ، بالفَتْحِ ويُضَمُّ، إِلى أَسْوَارِيَّةَ: قَرْيةٍ من أَصْبهَانَ، أَحدُ الأَغْنِيَاءِ ذُو وَرَعٍ ودينٍ، روَى عنِ ابنِ عِمْرَانَ مُوسَى بن بَيان، وَعنهُ أَحْمَدُ الكَرَجِيُّ قَالَهُ يَحْيَى، كَذَا فِي المُعْجم لياقوت.
وأَبو عَبْدِ الله عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ بن أَحْمَدَ بنِ {بابَوَيْه الأَرْدِسْتَانِيّ نَزِيل نَيْسَابُورَ، مُحَدّث توفّي سنة 409 والإِمامُ أَبو الْحسن عليّ بن الْحُسَيْن بن بابَوَيْه الرازيّ، مُحدِّث، وَهُوَ صَاحب الأَربعين، ذكره أَبو حامدٍ المحْموديّ.
(و) بَابويَةُ أَيضاً (جَدُّ والِدِ أَحْمَد بْنِ الحُسَيْنِ بنِ علِيَ الحِنَّائِيِّ) الدِّمَشْقِيّ، وَقد تقدم ذكره فِي ح ن أَ. (وإِبْرَاهِيمُ بْنُ} بُوبَةَ، بالضَّمِّ) عَن عبد الْوَهَّاب بن عطاءٍ، و (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَد بْنِ بُوبَةَ) العَطَّار شيخٌ للعُقَيْلِيّ، (و) أَبُو علِيَ (الحَسنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن بُوبةَ) الأَصْبَهَانِيُّ، شيخٌ لأَحمد بن مُسلم الخُتَّلِيّ، وَولده مُحَمَّد بن الحَسن، روى عَن مُحَمَّد بن عِيسى الأَصْبَهَانيّ المُقْرِىء، وَعنهُ ابنُه الحسنُ (مُحَدِّثُونَ) .
(وبَابَ) الرَّجلُ (: حفر كُوَّةً) ، نَقله الصاغانيُّ عَن الفَرَّاءِ، وسيأْتي أَنَّ مَحلَّه ب ي ب عَلَى الأَفصح.
(والبَابِيَّةُ) بتَشْديدِ الياءِ (: الأُعْجُوبَةُ) قالَهُ أَبُو مَالِك: وأَنْشَدَ قَوْلَ النَّابِغَةِ الجَعْدِيِّ:
فَذَرْ ذَا وَلاكِنَّ بَابِيَّةً
حديثُ قُشَيْرٍ وأَقْوَالُهَا
يُقَالَ: أَتَى فُلاَنٌ بِبابِيَّة أَيْ بأُعْجُوبَة، كَذَا نَقَلَه الصَّاغانيّ، ورَوَاهُ الأَزْهَرِيّ عَن أَبِي العميْثَلِ.
(وبَابَيُنِ مُثنًّى: ع بالبحْرَينِ) وحَالُهُ فِي الإِعْرابِ كحَالِ (البَحْرَينِ) ، وَفِيه يقُولُ قائلُهُم:
إِنَّ انْنَ بُورٍ بَيْنَ بَابَيْنِ وجَمّ
والخَيْلُ تَنْحَاهُ إِلى قُطْرِ الأَجَمْ
وضَبَّةُ الدَّغْمَاءُ فِي فَيْءِ الأَكَمْ
مُخْضَرَّةٌ أَعْيُنُهَا مِثْلُ الرَّخَمْ
وَفِي شِعْرٍ آخرَ: مِنْ نَحْوِ بَابَيْنِ.
( {وبَابَانُ مَحَلَّةٌ بِمرْوَ) مِنْهَا أَبُو سَعِيدٍ عَبَدة بنُ عَبْدِ الرَّحِيم المَرْوَزِيُّ مِن شُيُوخِ النَّسَائِيِّ، مَشْهُورٌ.

ب

ب alphabetical letter ب

The second letter of the alphabet: called بَآءٌ and بَا; (TA in باب الالف الليّنة;) the latter of which forms is used in spelling; like as are its analogues, as تا [and ثا] and حا [and خا and را] and طا [and ظا and فا and ها] and يا; because in this case they are not generally regarded as nouns, but as mere sounds: (Sb, M:) [these are generally pronounced with imáleh, i. e. bé, té, &c., with the exception of حا, خا, طا, and ظا; and when they are regarded as nouns, their duals are بَيَانِ, تَيَانِ, &c.:] the pl. of بَآءٌ is بَآءَاتٌ; and that of بَا is أَبْوَآءٌ (TA ubi suprà.) It is one of the letters termed مَجْهُورَه [or vocal, i. e. pronounced with the voice, and not with the breath only]; and of those termed شَفَهِيَّة [or labial]; and of those termed ذُلْق [or pronounced with the extremity of the tongue or the lips]: Kh says that the letters of the second and third classes above mentioned [the latter of which comprises the former] are those composing the words رُبَّ مَنْ لَفَّ; and on account of their easiness of utterance, they abound in the composition of words, so that no perfect quinqueliteral-radical word is without one or more of them, unless it is of the class termed مُوَلَّد, not of the classical language of the Arabs. (TA at the commencement of باب البآء.)

b2: In the dial. of Mázin, it is changed into م; (TA ubi suprà;) as in بَكَّةُ, which thus becomes مَكَّةُ [the town of Mekkeh]. (TA in باب الالف الليّنة.)

A2: بِ is a preposition, or particle governing the gen. case; (S, Mughnee, K;) having kesr for its invariable termination because it is impossible to begin with a letter after which one makes a pause; (S;) or, correctly speaking, having a vowel for its invariable termination because it is impossible to begin with a quiescent letter; and having kesr, not fet-h, to make it accord with its government [of the gen. case], and to distinguish between it and that which is both a noun and a particle. (IB.) It is used to denote adhesion (Sb, T, S, M, Mughnee, K) of the verb to its objective complement, (S,) or of a noun or verb to that to which it is itself prefixed; (TA;) and adjunction, or association: (Sb, T:) and some say that its meaning of denoting adhesion is inseparable from it; and therefore Sb restricted himself to the mention of this meaning: (Mughnee:) or Sb says that its primary meaning is that of denoting adhesion and mixture. (Ibn-Es-Sáïgh, quoted in a marginal note in a copy of the Mughnee.) It denotes adhesion [&c.] in the proper sense; (Mughnee, K;) as in أَمْسَكْتُ بِزَيْدٍ, (M, Mughnee, K,) meaning I laid hold upon, or seized, [Zeyd, or] somewhat of the body of Zeyd, or what might detain him, as an arm or a hand, or a garment, and the like; whereas أَمْسَكْتُهُ may mean I withheld him, or restrained him, from acting according to his own free will: (Mughnee:) and it denotes the same in a tropical sense; (Mughnee, K;) as in مَرَرْتُ بِزَيْدٍ [I passed by Zeyd]; (S, Mughnee, K;) as though meaning I made my passing to adhere to Zeyd; (S;) or I made my passing to adhere to a place near to Zeyd: accord. to Akh, it is for مَرَرْتُ عَلَىِ زَيْدٍ; but مَرَرْتُ بِهِ is more common than مَرَرْتُ عَلَيْهِ, and is therefore more properly regarded as the original form of expression: (Mughnee:) accord. to F, the vowel of this preposition is kesr [when it is prefixed to a noun or a pronoun]; or, as some say, it is fet-h when it is with a noun properly so called; as in مَرَّ بَزَيْدٍ: so in the K; this being the reverse of what they have prescribed in the case of [the preposition]

ل: but in the case of ب, no vowel but kesr is known. (MF.) It denotes the same in the saying بِهِ دَآءٌ [In him is a disease; i. e. a disease is cleaving to him]: and so [accord. to some] in أَقْسَمْتُ باللّٰهِ [I swore, or, emphatically, I swear, by God; and similar phrases, respecting which see a later division of this paragraph]. (L.) So, too, in أَشْرَكَ باللّٰهِ, because meaning He associated another with God: and in وَكَّلْتُ بِفُلَانٍ, meaning I associated a وَكِيل [or factor &c.] with such a one. (T.) [And so in other phrases here following.] عَلَيْكَ بِزَيْدٍ Keep thou to Zeyd: or take thou Zeyd. (TA voce عَلَى.) عَلَيْكَ بِكَذَا Keep thou to such a thing: (El-Munáwee:) or take thou such a thing. (Ham p. 216.) فَبَهَا وَنَعْمَتْ Keep thou to it, فبها meaning فَعَلَيْكَ بِهَا, (Mgh in art. نعم,) [or let him keep to it, i. e. فَعَلَيْهِ بِهَا,] or thou hast taken to, or adopted and followed, or adhered to, the established way, or the way established by the Prophet, i. e. فَبِالسُّنَّةِ أَخَذَتَ, (Mgh,) or he hath taken to, &c., i. e. فَبِالسُّنَّةِ أَخَذَ, (IAth, TA in art. نعم,) or by this practice, or action, is excellence attained, or he will attain excellence, i. e. فَبِهٰذِهِ الخَصْلَةِ أَوِ الفَعْلَةِ يُنَالُ الفَضْلُ, or يَنَالُ الفَضْلَ; (IAth ubi suprà;) and excellent is the practise, the established way, or the way established by the Prophet, ونعمت meaning وَنِعْمَتِ الخَصْلَةُ السُّنَّةُ, (Mgh,) or and excellent is the practice, or the action, i. e. وَنِعْمَتِ الخَصْلَةُ, (S and K in art. نعم,) or وَنِعْمَتِ الخَصْلَةُ أُوِ الفَعْلَةُ: (IAth ubi suprà:) and it also occurs in a trad., where the meaning is [He who hath done such a thing hath adhered to the ordinance of indulgence; and excellent is the practice, or action, &c.: for here فبها is meant to imply] فَبِالرَّخْصَةِ أَخَذَ. (TA in the present art. See also art. نعم.)

b2: It is also used to render a verb transitive; (Mughnee, K;) having the same effect as hemzeh [prefixed], in causing [what would otherwise be] the agent to become an objective complement; as in ذَهَبْتُ بِزَيْدٍ syn. with أَذْهَبْتُهُ [I made Zeyd to go away; or I took him away]; (Mughnee;) and hence, [in the Kur ii. 16,] ذَهَبَ اللّٰهُ بِنُورِهِمْ

[God taketh away their light]; (Mughnee, K;)

which refutes the assertion of Mbr and Suh, that ذَهَبْتُ بِزَيْدٍ means [I went away with Zeyd; i. e.] I accompanied Zeyd in going away. (Mughnee.) J says that any verb that is not trans. you may render so by means of بِ and ا [prefixed] and reduplication [of the medial radical letter]: you say, طَارَ بِهِ and أَطَارَهُ and طَيَّرَهُ [as meaning He made him to fly, or to fly away]: but IB says that this is not correct as of common application; for some verbs are rendered trans. by means of hemzeh, but not by reduplication; and some by reduplication, but not by hemzeh; and some by ب, but not by hemzeh nor by reduplication: you say, دَفَعْتُ زَيْدًا بِعَمْرٍو [as meaning I made ' Amr to repel Zeyd, lit. I repelled Zeyd by ' Amr], but not أَدْفَعْتُهُ nor دَفَّعْتُهُ. (TA.)

b3: It also denotes the employing a thing as an aid or instrument; (S, M, * Mughnee, K; *) as in كَتَبْتُ بِالقَلَمِ [I wrote with the reed-pen]; (S, Mughnee, K;) and نَجَرْتُ بِالقَدُومِ [I worked as a carpenter with the adz]; (Mughnee, K;) and ضَرَبْتُ بالسَّيْفِ [I struck with the sword]. (M.) And hence the بِ in بِسْمِ اللّٰهِ, (Mughnee, K,) accord. to some, because the action [before which it is pronounced] is not practicable in the most perfect manner but by means of it: (Mughnee:) but others disallow this, because the name of God should not be regarded as an instrument: (MF, TA:) and some say that the ب here is to denote beginning, as though one said, أَبْتَدَأُ بِسْمِ اللّٰهِ [I begin with the name of God]. (TA.)

b4: It also denotes a cause; as in إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ [Verily ye have wronged yourselves by, i. e. because of, your taking to yourselves the calf as a god (Kur ii. 51)]; and in فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ [And every one of these we have punished for, i. e. because of, his sin (Kur xxix. 39)]; (Mughnee, K) and in لَنْ يَدْخُلَ أَحَدَكُمُ الجَنَّةَ بِعَمَلِهِ [Not any of you shall enter Paradise by, or for, or because of, his works]. (TA from a trad.) And so in لَقَيتُ بِزَيْدٍ الأَسَدَ I met, or found, by reason of my meeting, or finding, Zeyd, the lion: (Mughnee:) or the ب in this instance denotes comparison; [i. e. I met, or found, in Zeyd the like of the lion;] as also in رَأَيْتُ بِفُلَانٍ القَمَرَ [I saw in such a one the like of the moon]. (TA.) Another ex. of the same usage is the saying [of a poet], قَدْ سُقِيَتْ آبَالُهُمْ بِالنَّارِ وَالنَّارُ قَدْ تَشْفِى مِنَ الأُوَارِ

[Their camels had been watered because of the brand that they bore: for fire, or the brand, sometimes cures of the heat of thirst]; i. e., because of their being branded with the names [or marks] of their owners, they had free access left them to the water. (Mughnee. See also another reading of this verse voce نَارٌ.) [In like manner] it is used in the sense of مِنْ أَجْلِ [which means بِسَبَبِ (Msb in art. اجل)] in the saying of Lebeed, غُلْبٌ تَشَذَّرَ بِالذُّحُولِ كَأَنَّهَا جِنُّ البَدِىِّ رَوَاسِياً أَقْدَامُهَا 

(S) Thick-necked men, like lions, who threatened one another because of rancorous feelings, as though they were the Jinn of the valley El-Bedee, [or of the desert, (TA in art. بدو,)] their feet standing firm in contention and obstinate altercation. (EM pp. 174 and 175.) It is also used to denote a cause when prefixed to أَنَّ and to مَا as in ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّٰهِ [That was because they used to disbelieve in the signs of God]; and in ذٰلِكَ بِمَا عَصَوْا [That was because they disobeyed]: both instances in the Kur ii. 58. (Bd.)

b5: It is also used to denote concomitance, as syn. with مَعَ; (Mughnee, K;) as in اِشْتَرَيْتُ الفَرَسَ بِلِجَامِهِ وَسَرْجِهِ [I bought the horse with his bit and bridle and his saddle]; (TA;) and in لَمَّا رَآنِى بِالسَّلَاحِ هَرَبَ, i. e. When he saw me advancing with the weapon, [he fled;] or when he saw me possessor of a weapon; (Sh, T;) and in اِهْبِطْ بِسَلَامٍ [Descend thou with security, or with greeting (Kur xi. 50)]; and in وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ

[They having entered with unbelief (Kur v. 66)]; (Mughnee, K;) بالكفر being a denotative of state. (Bd.) Authors differ respecting the ب in the saying, فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ, in the Kur [xv. 98 and ex. 3]; some saying that it denotes concomitance, and that حمد is prefixed to the objective complement, so that the meaning is, سَبِّحْهٌ حَامِدًا لَهُ

[Declare thou his (thy Lord's) freedom from everything derogatory from his glory, praising Him], i. e. declare thou his freedom from that which is not suitable to Him, and ascribe to Him that which is suitable to Him; but others say that it denotes the employing a thing as an aid or instrument, and that حمد is prefixed to the agent, so that the meaning is, سَبِّحْهُ بِمَا حَمِدَ بِهِ نَفْسَهُ

[declare thou his (thy Lord's) freedom from everything derogatory from his glory by means of ascribing to Him that wherewith He hath praised himself]: and so, too, respecting the saying, سُبْحَانَكَ اللّٰهُمَّ وَبِحَمْدِكَ; some asserting that it is one proposition, the, being redundant; but others saying, it is two propositions, the و being a conjunction, and the verb upon which the ب is dependent being suppressed, so that the meaning is, [I declare thy freedom from everything derogatory from thy glory, 0 God,] وَبِحَمْدِكَ سَبَّحْتُكَ

[and with the praising of Thee, or by means of the praise that belongeth to Thee, I declare thy freedom &c.]. (Mughnee. [Other explanations of these two phrases have been proposed; but those given above are the most approved.]) Youalso say, عَلَىَّ بِهِ, meaning Bring thou him, [i. e.] come with him, to me. (Har p. 109.) ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ, in the Kur ix. 119, means بِرُحْبِهَا

[i. e. The earth became strait to them, with, meaning notwithstanding, its amplitude, or spaciousness]. (Bd.) Sometimes the negative لا intervenes between بِ [denoting concomitance] and the noun governed by it in the gen. case; [so that بِلَا signifies Without;] as in جِئْتُ بِلَا زَادٍ [I came without travelling-provision]. (Mughnee and K in art. لا.)

b6: It is also syn. with فِى before a noun signifying a place or a time; (Mughnee, * K, * TA;) as in جَلَسْتُ بِالمَسْجِدِ [I sat in the mosque]; (TA;) and وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّٰهُ بِبَدْرٍ [and verily God aided you against your enemies at Bedr (Kur iii. 119)]; and نَجَّيْنَاهُمْ بِــسَحَرٍ [We saved them a little before daybreak (Kur liv. 34)]: (Mughnee, K, TA:) and so in بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (T, K,) in the Kur [lxviii. 6], (TA,) accord. to some, (T, Mughnee,) i. e. In which of you is madness; or in which of the two parties of you is the mad: (Bd:) or the ب is here redundant; (Sb, Bd, Mughnee;) the meaning being which of you is he who is afflicted with madness. (Bd. [See also a later division of this paragraph.])

b7: It also denotes substitution; [meaning Instead of, or in place of;] as in the saying [of the Hamásee (Mughnee)], فَلَيْتَ لِى بِهِمُ قَوْمًا إِذَا رَكِبُوا شَنَّوا الإِغَارَةَ فُرْسَانًا وَرُكْبَانَا

[Then would that I had, instead of them, a people who, when they mounted their beasts, poured the sudden attack, they being horsemen and camel-riders]; (Ham p. 8, Mughnee, K;) i. e., بَدَلًا بِهِمْ (TA:) but some read شَدُّوا الإِغَارَةَ, [and so it is in some, app., the most correct, of the copies of the Mughnee,] for شَدُّوا لِلْإِغَارِةِ [hastened for the making a sudden attack]. (Ham, Mughnee.)

So, too, in the saying, اِعْتَضْتُ بِهٰذِا الثَّوْبِ خَيْرًا مِنْهُ

[I received, in the place of this garment, or piece of cloth, one better than it]; and لَقِيتُ بِزَيْدٍ بَحْرًا

[I found, in the place of Zeyd, a man of abundant generosity or beneficence]; and هٰذَا بِذَاكِ [This is instead, or in the place, of that; but see another explanation of this last phrase in what follows]. (The Lubáb, TA.)

b8: It also denotes requital; or the giving, or doing, in return; (Mughnee, K;) and in this case is prefixed to the word signifying the substitute, or thing given or done in exchange [or return; or to the word signifying that for which a substitute is given, or for which a thing is given or done in exchange or return]; (Mughnee;) as in the saying, اِشْتَرَيْتُهُ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ [I purchased it for a thousand dirhems]; (Mughnee, K; *) [and in the saying in the Kur ix. 112, إِنَّ اللّٰهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ Verily God hath purchased of the believers their souls and their possessions for the price of their having Paradise;] and كَافَأْتُ إِحْسَانَهُ بِضِعْفٍ

[I requited his beneficence with a like beneficence, or with double, or more], (Mughnee,) or كَافأْتُهُ بِضِعْفِ إِحْسَانِهِ [I requited him with the like, or with double the amount, or with more than double the amount, of his beneficence], (K,) but the former is preferable; (TA;) [and خَدَمَ بِطَعَامِ بِطْنِهِ (S and A &c. in art. وغد) He served for, meaning in return for, the food of his belly;] and هٰذَا بِذَاكَ وَلَا عَتْبٌ عَلَى الزَّمَنِ

[This is in return for that, (an explanation somewhat differing from one in the next preceding division of this paragraph,) and no blame is imputable to fortune]: and hence, اُدْخُلُوا الجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [Enter ye Paradise in return for that which ye wrought (Kur xvi. 34)]; for the ب here is not that which denotes a cause, as the Moatezileh assert it to be, and as all [of the Sunnees] hold it to be in the saying of the Prophet, لَنْ يَدْخُلَ أَحَدُكُمُ الجَنَّةَ بِعَمَلِهِ [before cited and explained]; because what is given instead of something is sometimes given gratuitously; and it is evident that there is no mutual opposition between the trad. and the verse of the Kurn. (Mughnee.)

b9: It is also syn. with عَنْ; and is said to be peculiar to interrogation; as in فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا

[And ask thou respecting Him, or it, one possessing knowledge (Kur xxv. 60)]; (Mughnee, K;) and accord. to IAar in the Kur lxx. 1; (T;) and in the saying of ' Alkameh, فَإِنْ تَسْأَلُونِى بِالنِّسَآءِ فَإِنَّنِي بَصِيرٌ بِأَدْوَآءِ النِّسَآءِ خَبِيرُ

[And if ye ask me respecting the diseases of women, verily I am knowing in the diseases of women, skilful]: (A' Obeyd, TA:) or it is not peculiar to interrogation; as in وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَآءُ بِالْغَمَامِ [And the day when the heavens shall be rent asunder from the clouds (Kur xxv. 27)]; (Mughnee, K) and مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ (K) i. e. What hath beguiled thee from thy Lord, and from believing in him? in the Kur lxxxii. 6; and so in the same, lvii. 13: (TA: [but see art. غر:]) 

or, accord. to Z, the ب in بالغمام means by, as by an instrument; (Mughnee;) or it means because of, or by means of, the rising of the clouds therefrom: (Bd:) and in like manner the Basrees explain it as occurring in فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا, as denoting the cause; and they assert that it is never syn. with عَنْ; but their explanation is improbable. (Mughnee.)

b10: It is also syn. with عَلَىِ; as in إِنْ تِأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ (Mughnee, K *) or بِدِينَارٍ (S) [If thou give him charge over a hundredweight or over a deenár (Kur iii. 68)]; like as عَلَى is sometimes put in the place of بِ as after the verb رَضِىَ: (S, TA:) and so in لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ [That the ground were made even over them], in the Kur [iv. 45], (TA,) i. e. that they were buried; (Bd) and in مَرَرْتُ بِزَيْدٍ

[I passed by Zeyd], accord. to Akh, as before mentioned; (Mughnee, in the first division of the art. on this preposition;) and in زَيْدٌ بِالسَّطْحِ [Zeyd is on the roof]; (TA;) and in a verse cited in this Lex. voce ثَعْلَبٌ. (Mughnee.)

b11: It also denotes part of a whole; (Msb in art. بعض

Mughnee, K;) so accord. to As and AAF and others; (Msb, Mughnee;) as syn. with مِنْ (Msb, TA:) IKt says; the Arabs say, شَرِبْتُ بِمَآءِ

كَذَا, meaning مِنْهُ [I drank of such a water]; and Az mentions, as a saying of the Arabs, سَقَاكَ اللّٰهُ مِنْ مَآءِ كَذَا, meaning بِهِ [May God give thee to drink of such a water], thus making the two prepositions syn.: (Msb: [in which five similar instances are cited from poets; and two of these are cited also in the Mughnee:]) and thus it signifies in عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللّٰهِ [A fountain from which the servants of God shall drink, in the Kur lxxvi. 6; and the like occurs in lxxxiii. 28]; (Msb, Mughnee, K;) accord. to the authorities mentioned above; (Mughnee;) or the meaning is, with which the servants of God shall satisfy their thirst (يَرْوَى بِهَا); (T, Mughnee;) or, accord. to Z, with which the servants of God shall drink wine: (Mughnee:) if the ب were redundant, [as some assert it to be, (Bd,)] the meaning would be, that they shall drink the whole of it; which is not right: (Msb:) thus, also, it is used in وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ [in the Kur v. 8], (Msb, Mughnee, K,) accord. to some; (Mughnee;) i. e. [and wipe ye] a part of your heads; and this explanation has been given as on the authority of EshSháfi'ee; but he is said to have disapproved it, and to have held that the ب here denotes adhesion: (TA:) this latter is its apparent meaning in this and the other instances: or, as some say, in this last instance it is used to denote the employing a thing as an aid or instrument, and there is an ellipsis in the phrase, and an inversion; the meaning being, اِمْسَحُوا رُؤُسَكُمْ بِالمَآءِ [wipe ye your heads with water]. (Mughnee.)

b12: It is also used to denote swearing; (Mughnee, K;) and is the primary one of the particles used for this purpose; therefore it is peculiarly distinguished by its being allowable to mention the verb with it, (Mughnee,) as أُقْسِمُ بِاللّٰهِ لَأَفْعَلَنَّ [I swear by God I will assuredly do such a thing]; (Mughnee, K) and by its being prefixed to a pronoun, as in بِكَ لَأَفْعَلَنَّ [By thee I will assuredly do such a thing]; and by its being used in adjuring, or conjuring, for the purpose of inducing one to incline to that which is desired of him, as in باللّٰهِ هَلْ قَامَ زَيْدٌ, meaning I adjure thee, or conjure thee, by God, to tell me, did Zeyd stand? (Mughnee.) [See also the first explanation of this particle, where it is said, on the authority of the L, that, when thus used, it denotes adhesion.]



b13: It is also syn. with إِلَي as denoting the end of an extent or interval; as in أَحْسَنَ بِى, meaning He did good, or acted well, to me: (Mughnee, K:) but some say that the verb here imports the meaning of لَطَفَ [which is trans. by means of ب, i. e. he acted graciously, or courteously, with me]. (Mughnee.)

b14: It is also redundant, (S, Mughnee, K,) to denote corroboration: (Mughnee, K:) and is prefixed to the agent: (Mughnee:) first, necessarily; as in أَحْسِنْ بِزَيْدٍ; (Mughnee, K;) accord. to general opinion (Mughnee) originally أَحْسَنَ زَيْدٌ, i. e. صَارَ ذَا حُسْنٍ [Zeyd became possessed of goodness, or goodliness, or beauty]; (Mughnee, K; *) or the correct meaning is حَسُنَ

زَيْدٌ [Good, or goodly, or beautiful, or very good &c., is Zeyd! or how good, or goodly, or beautiful, is Zeyd!], as in the B: (TA:) secondly, in most instances; and this is in the case of the agent of كَفَى; as in كَفَى بِاللّٰهِ شَهِيدًا [God sufficeth, being witness, or as a witness (Kur xiii., last verse; &c.)]; (Mughnee, K [and a similar ex. is given in the S, from the Kur xxv. 33;]) the ب here denoting emphatic praise; but you may drop it, saying, كَفَى اللّٰهُ شَهِيدًا: (Fr, TA:) thirdly, in a case of necessity, by poetic licence; as in the saying, أَلَمْ يَأْتِيكَ وَالأَنْبَآءُ تَنْمِى بِمَا لَاقَتْ لَبُونُ بَنِى زِيَادِ

[Did not what the milch camel of the sons of Ziyád experienced come to thee (يَأْتِيكَ being in like manner put for يَأْتِكَ) when the tidings were increasing?]. (Mughnee, K.) It is also redundantly prefixed to the objective complement of a verb; as in وَلَا تُلْقُوا بِأَيْديكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ

[And cast ye not yourselves (بأيديكم meaning بِأَنْفُسِكُمْ) to perdition (Kur ii. 191)]; and in وَهُزِّى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ [And shake thou towards thee the trunk of the palm-tree (Kur xix. 25)]: but some say that the former means and cast ye not yourselves (أَنْفُسَكُمْ being understood) with your hands to perdition; or that the meaning is, by means, or because, of your hands: (Mughnee:) and ISd says that هُزِّى, in the latter, is made trans. by means of ب because it is used in the sense of جُزِّى: (TA in art هز:) so, too, in the saying, نَضْرِبُ بِالسَّيْفِ وَ نَرجُو بِالفَرَجْ

[We smite with the sword, and we hope for the removal of grief]: (S, Mughnee:) and in the trad., كَفَي بِالمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ

[It suffices the man in respect of lying that he relate all that he has heard]. (Mughnee.) It is also redundantly prefixed to the inchoative; as in بِحَسْبِكَ [when you say, بِحَسْبِكَ دِرْهَمٌ, meaning A thing sufficing thee is a dirhem; a phrase which may be used in two ways; as predicating of what is sufficient, that it is a dirhem; and as predicating of a dirhem, that it is sufficient; in which latter case, بحسبك is an enunciative put before its inchoative, so that the meaning is, a dirhem is a thing sufficing thee, i. e. a dirhem is sufficient for thee; as is shown in a marginal note in my copy of the Mughnee: in the latter way is used the saying, mentioned in the S, بِحَسْبِكَ قَوْلُ السَّوْءِ A thing sufficing thee is the saying what is evil: and so, app., each of the following sayings, mentioned in the TA on the authority of Fr; حَسْبُكَ بِصَدِيقِنَا A person sufficing thee is our friend; and نَاهِيكَ بِأَخِينَا

A person sufficing thee is our brother: the ب is added, as Fr says, to denote emphatic praise]: so too in خَرَجْتُ فَإِذِا بِزَيْدٍ [I went forth, and lo, there, or then, was Zeyd]; and in كَيْفَ بِكَ إِذَا كَانَ كَذَا [How art thou, or how wilt thou be, when it is thus, or when such a thing is the case?]; and so, accord. to Sb, in بِأيِّكُمُ الْمَفْتُونُ

[mentioned before, in explanation of بِ as syn. with فِى]; but Abu-l-Hasan says that بأيّكم is dependent upon اِسْتِقْرَار suppressed, denoting the predicate of اَلمفتون; and some say that this is an inf. n. in the sense of فِنْنَةٌ; [so that the meaning may be, بأَيِّكُمُ المَفْتُونُ مُسْتَقِرٌّ In which of you is madness residing?]; or, as some say, بِ is here syn. with فِى [as I have before mentioned], (Mughnee.) A strange case is that of its being added before that which is originally an inchoative, namely, the noun, or subject, of لَيْسَ, on the condition of its being transferred to the later place which is properly that of the enunciative; as in the reading of some, xxx لَّيْسَ الْبِرَّ بِأَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ xxx

[Your turning your faces towards the east and the west is not obedience (Kur ii. 172)]; with البرّ in the accus. case. (Mughnee.) It is also redundantly prefixed to the enunciative; and this is in two kinds of cases: first, when the phrase is not affirmative; and cases of this kind may be followed as exs.; as لَيْسَ زَيْدٌ بِقَائِمٍ [Zeyd is not standing]; and وَمَا اللّٰهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [And God is not heedless of that which ye do (Kur ii. 69, &c.)]: secondly, when the phrase is affirmative; and in cases of this kind, one limits himself to what has been heard [from the Arabs]: so say Akh and his followers; and they hold to be an instance of this kind the phrase, جَزَآءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا [The recompense of an evil action is the like thereof (Kur x. 28)]; and the saying of the Hamásee, وَمَنْعُكَهَا بِشَىْءٍ يُسْتَطَاعُ

[And the preventing thee from having her (referring to a mare) is a thing that is possible]: but it is more proper to make بمثلها dependent upon اِسْتِقْرَار suppressed, as the enunciative; [the meaning being, جَزَآءُ سَيَّئَةٍ مُسْتَقِرٌّ بِمِثْلِهَا, or يَسْتَقِرُّ بِمِثْلِهَا, i. e. the recompense of an evil action is a thing consisting in the like thereof]; and to make بشىء dependent upon منعكها; the meaning being, وَ مَنْعُكَهَا بِشَىْءٍ مَّا يُسْتَطَاعُ [i. e. and the preventing thee from having her, by something, is possible: see Ham p. 102 ]: Ibn-Málik also

[holds, like Akh and his followers, that بِ may be redundant when prefixed to the enunciative in an affirmative proposition; for he] says, respecting بِحَسْبِكَ زَيْدٌ, that زيد is an inchoative placed after its enunciative, [so that the meaning is, Zeyd is a person sufficing thee,] because زَيْدٌ is determinate and حَسْبُكَ is indeterminate. (Mughnee. [See also what has been said above respecting the phrase بِحَسْبِكَ دِرْهَمٌ, in treating of بِ as added before the inchoative.]) It is also redundantly prefixed to the denotative of state of which the governing word is made negative; as in فَمَا رَجَعَتْ بِخَائِبَةٍ رِكَابٌ حَكِيمُ بْنُ المُسَيَّبِ مُنْتَهَاهَا

[And travelling-camels (meaning their riders) returned not disappointed, whose goal, or ultimate object, was Hakeem the son of El-Museiyab]; and in فَمَا انْبَعَثْتَ بِمَزْؤُدٍ وَ لَا وَكَلِ

[And thou didst not, being sent, or roused, go away frightened, nor impotent, committing thine affair to another]: so says Ibn-Málik: but AHei disagrees with him, explaining these two exs. as elliptical; the meaning implied in the former being, بِحَاجَةٍ خَائِبَةٍ [with an object of want disappointed, or frustrated]; and in the second, بِشَخْصٍ مَزْؤُودٍ, i. e. مَذْعُورٍ [with a person frightened]; the poet meaning, by the مزؤود, himself, after the manner of the saying, رَأَيْتُ مِنْهُ أَسَدًا; and this is plain with respect to the former ex., but not with respect to the second; for the negation of attributes of dispraise denoted as intensive in degree does not involve the negation of what is simply essential in those attributes; and one does not say, لَقِيتُ مِنْهُ أَسَدًا, or بَحْرًا, [or رَأَيْتُ مِنْهُ أَسَدًا, as above, or بَحْرًا,] but when meaning to express an intensive degree of boldness, or of generosity. (Mughnee.) It is also redundantly prefixed to the corroborative نَفْسٌ and عَيْنٌ: and some hold it to be so in يَتَرَبَّنَ بِأَنْفُسِهِنَّ [as meaning Shall themselves wait (Kur ii. 228 and 234)]: but this presents matter for consideration; because the affixed pronoun in the nom. case, [whether expressed, as in this instance, in which it is the final syllable نَ, or implied in the verb,] when corroborated by نَفْس, should properly be corroborated first by the separate [pronoun], as in قُمْتُمْ أَنْتُمْ أَنْفُسُكُمْ [Ye stood, ye, yourselves]; and because the corroboration in this instance is lost, since it cannot be imagined that any others are here meant than those who are commanded to wait: [the preferable rendering is, shall wait to see what may take place with themselves:] بأنفسهنّ is added only for rousing them the more to wait, by making known that their minds should not be directed towards the men. (Mughnee.) Accord. to some, it is also redundantly prefixed to a noun governed in the gen. case [by another preposition]; as in فأَصْبَحْنَ لَا يَسْأَلْنَهُ عَنْ بِأَبِهِ

And they became in a condition in which they asked him not respecting his father; which may perhaps be regarded by some as similar to the saying, يَضْحَكْنَ عَنْ كَالبَرَدِ المُنْهَمِّ

but in this instance, كَ is generally held to be a noun, syn. with مِثْل]. (The Lubáb, TA.)

b15: Sometimes it is understood; as in اللّٰه لافعلنّ

[i. e. اللّٰهِ لَأَفْعَلَنَّ and اللّٰهَ لَأَفْعَلَنَّ By God, I will assuredly do such a thing; in the latter as well as the former, for a noun is often put in the accus.

case because of a preposition understood; or, accord. to Bd, in ii. 1, a verb significant of swearing is understood]: and in خَيْرٍ [for بِخَيْرٍ

In a good state], addressed to him who says, كَيْفَ أَصْبَحْتَ [How hast thou entered upon the time of morning? or How hast thou become?]. (TA.)

b16: [It occurs also in several elliptical phrases; one of which (فَبِهَا وَ نِعْمَتْ) has been mentioned among the exs. of its primary meaning: some are mentioned in other arts.; as بِأَبِى and بِنَفْسِى, in arts. ابو and نفس: and there are many others, of which exs. here follow.] Mohammad is related, in a trad., to have said, after hitting a butt with an arrow, أَنَا بهَا أَنَا بهَا, meaning أَنَا صَاحِبُهَا [I am the doer of it! I am the doer of it!]. (Sh, T.) And in another trad., Mohammad is related to have said to one who told him of a man's having committed an unlawful action, لَعَلَّكَ بِذٰلِكِ, meaning لَعَلَّكَ صَاحِبُ الأَمْرِ [May-be thou art the doer of that thing]. (T.) And in another, he is related to have said to a woman brought to him for having committed adultery or fornication, مَنْ بِكِ, meaning مَنْ صَاحِبُكِ [Who was thine accomplice?]: (T:) or مَنِ الفَاعِلُ بِكِ

[Who was the agent with thee?]. (TA.) أَنَا بِكَ وَلَكَ, occurring in a form of prayer, means I seek, or take, refuge in Thee; or by thy right disposal and facilitation I worship; and to Thee, not to any other, I humble myself. (Mgh in art. بوا.)

One says also, مَنْ لِى بِكَذَا, meaning Who will be responsible, answerable, amenable, or surety, to me for such a thing? (Har p. 126: and the like is said in p. 191.) And similar to this is the saying, كَأَنِّى بِكَ, meaning كَأَنِّي أَبْصُرُ بِكَ

[It is as though I saw thee]; i. e. I know from what I witness of thy condition to-day how thy condition will be to-morrow; so that it is as though I saw thee in that condition. (Idem p. 126.) [You also say, كَأَنَّكَ بِهِ, meaning Thou art so near to him that it is as though thou sawest him: or it is as though thou wert with him: i. e. thou art almost in his presence.]

b17: The Basrees hold that prepositions do not supply the places of other prepositions regularly; but are imagined to do so when they admit of being differently rendered; or it is because a word is sometimes used in the sense of another word, as in شَرِبْنَ بِمَآءِ البَحْرِ meaning رَوِينَ, and in أَحْسَنَ بِى meaning لَطَفَ; or else because they do so anomalously. (Mughnee.)

A3: [As a numeral, ب denotes Two.]
باب الباء

قال أبو عبد الرّحمن: الباء بمنزلة الفاء. ولم يبق للباء شيءٌ من التّأليف لا في الثّنائيّ، ولا في الثلاثيّ ولا في الرّباعيّ ولا في الخماسيّ، وبقي منه اللفيف، وأحرف من المعتلّ معربة مثل: البوم ولميبة، وهي فارسيّة، وبَم العود. ويَبَنْيَم وهو موضع.
(ب) تَقْيِيد الشّرطِيَّة بالزمن الْمَاضِي وَبِهَذَا الْوَجْه فَارَقت إِن فَإِن هَذِه لعقد السَّبَبِيَّة والمسببية فِي الْمُسْتَقْبل وَلِهَذَا قَالُوا الشَّرْط بإن سَابق على الشَّرْط بلو وَذَلِكَ لِأَن الزَّمن الْمُسْتَقْبل سَابق على الزَّمن الْمَاضِي أَلا ترى انك تَقول إِن جئتني غَدا أكرمتك فَإِذا انْقَضى الْغَد وَلم يجِئ قلت لَو جئتني أمس لأكرمتك

ب


ب
a. Ba the second letter of the alphabet. Its numerical value is Two, (2).

ب (a. prep. governing the gen. case; always prefixed ) In
at; by, with; for; about, concerning; during.
بَاب
a. see بَوَبَ

بَابَا (pl.
بَابَاوَات)
a. Papa.
b. Pope.

بَابَاوِيّ
a. Papal.

بَابَارِيّ
a. Black pepper.

بَابِل
a. Babel; Babylon.
b. [], Babylonian; sorcery, magic.
بَابَُوْج
P. (pl.
بَوَاْ2ِيْ3ُ)
a. Slipper.

بَابُوْنَج
P.
a. Camomile.

بُؤْبُو
a. Source, origin, root.
b. Pupil ( of the eye ).
c. Baby.
وَهِي من الْحُرُوف المَجْهُورَةِ، وَمن الْحُرُوف الشَّفوِيَّةِ، وسُمِّيَتْ بهَا لأَن مَخْرجَهَا من بَين الشفتين، لَا تعْمل الشفتانِ فِي شَيْء من الْحُرُوف إِلَّا فِيهَا، وَفِي الْفَاء وَالْمِيم، وَقَالَ الْخَلِيل بن أَحمد: الحُرُوفُ الذُّلْقُ والشفوية: سِتَّةٌ: يَجْمَعُهَا قَوْلك: (رُبَّ مَنْ لَفَّ) ولسُهُولَتِهَا فِي المَنْطِق كَثُرَت فِي أَبْنِيَة الكَلاَم، فَلَيْسَ شَيْء من بِنَاء الخُمَاسِيّ التامِّ يَعْرَى مِنْهَا، أَو من بَعْضهَا، فإِذا ورد عَلَيْك خُمَاسيٌّ مُعْرًى من الْحُرُوف الذُّلْقِ والشفويّة فَاعْلَم أَنه مُوَلَّدٌ، وَلَيْسَ من صَحِيحِ كَلاَمِ العربِ، وَقَالَ شَيخنَا: إِنها تقلب مِيماً فِي لُغَة مَازِنٍ، كَمَا قَالَه أَهل الْعَرَبيَّة.
(ب) - قَولُه تَعالى: {فَسَبِّح بحَمْدِ رَبِّك} .
الباء في "بِحمد رَبِّك" تُشْبِه باءَ التّعدِية، كا يُقال: اذْهَب به: أي اجمَعْه مَعَك في الذِّهاب، كأنه قال: سَبِّح رَبَّك مع حَمدك إيَّاه.
يَدُلّ عليه حَدِيثُ عَائِشةَ: "أَنَّ النبىّ - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: سبْحانَك اللَّهُمَّ وبِحمدِك، اللَّهُمّ اغْفِر لِى".
يَتَأَوَّل القُرآنُ.
- وقوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} .
كأنه يُشبَّه بالبَاءِ التي في قَوله تَعالَى: {بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ} وقَولِه تَعالى: {تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ} في أَحَدِ الأَقوال. - في حديث ابنِ عُمَر: "أَنا بِهَا" .
: أي أنا جِئْت بها، وفَعَلْتُها.
- ومنه الحَدِيث الآخر: "سُبْحانَ الله وبِحَمْدِه".
: أي وبِحَمدِه سَبَّحت.
وقد تَكرَّر ذِكْر البَاءِ المُفردةِ على تَقْدِير عَاملٍ مَحْذُوف، واللهُ تَعالَى أَعْلَمُ.
 

الباءُ: من الحُروف الـمَجْهُورة ومن الحروف الشَّفَوِيَّةِ،

وسُمِّيت شَفَوِيَّةً لأَن مَخْرَجَها من بينِ الشَّفَتَيْنِ، لا تَعْمَلُ الشَّفتانِ في شيءٍ من الحروف إِلاّ فيها وفي الفاء والميم. قال الخليل بن

أَحمد: الحروف الذُّلْقُ والشَّفَوِيَّةُ ستة: الراءُ واللام والنون والفاءُ

والباءُ والميم، يجمعها قولك: رُبَّ مَنْ لَفَّ، وسُمِّيت الحروف الذُّلْقُ ذُلْقاً لأَن الذَّلاقة في الـمَنْطِق إِنما هي بطَرف أَسَلةِ اللِّسان، وذَلَقُ اللسان كذَلَقِ السِّنان. ولـمَّا ذَلِقَتِ الحُروفُ الستةُ وبُذِلَ بهنَّ اللِّسانُ وسَهُلت في الـمَنْطِقِ كَثُرَت في أَبْنِية الكلام، فليس شيءٌ من بناءِ الخُماسيّ التامِّ يَعْرَى منها أَو مِن بَعْضِها، فإِذا ورد عليك خُماسيٌّ مُعْرًى من الحُروف الذُّلْقِ والشَّفَوِيَّة، فاعلم أَنه مُولَّد، وليس من صحيح كلام العرب. وأَما بناءُ الرُّباعي الـمنْبَسِط فإِن الجُمهور الأَكثرَ منه لا يَعْرى من بَعض الحُروف الذُّلْقِ إِلا كَلِماتٌ نَحوٌ من عَشْر، ومَهْما جاءَ من اسْمٍ رُباعيّ مُنْبَسِطٍ مُعْرًى من الحروف الذلق والشفوية، فإِنه لا يُعْرَى من أَحَد طَرَفَي الطَّلاقةِ، أَو كليهما، ومن السين والدال أَو احداهما، ولا يضره ما خالَطه من سائر الحُروف الصُّتْمِ.

الباءُ: حَرْفُ جَرٍّ للإِلْصاقِ حَقيقيًّا: أمْسَكْتُ بِزَيْدٍ، ومَجازِيًّا: مَرَرْتُ به، وللتَّعْدِيَةِ: {ذَهَبَ اللهُ بنُورِهِم} وللاسْتِعانَةِ: كَتَبْتُ بالقَلَمِ، ونَجَرت بالقَدُومِ، ومنه باءُ البَسْمَلةِ، وللسَّبَبِيَّةِ: {فَكُلاًّ أخَذْنا بذَنْبِهِ} ، {إنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أنْفُسَكُمْ باتِّخاذِكُمُ العِجْلَ} وللمُصاحَبَةِ: {اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا} أي: معه، {وقد دَخَلُوا بالكُفْرِ} ، وللظَّرْفِيَّةِ: {ولقد نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ} ، و {نَجَّيْناهُم بــسَحَرٍ} و {بأَيِّكُمُ المَفْتُونُ} ، وللبَدَلِ:
فَليْتَ لِي بِهِمُ قَوْماً إذا ركِبُوا ... شَنُّوا الإِغارَةَ رُكْباناً وفُرْسانَا
وللمُقابَلَةِ: اشْتَرَيْتُهُ بألْفٍ، وكافَيْتُه بضِعفِ إحْسانِهِ، وللمُجاوَزَةِ كعَنْ، وقيل: تَخْتَصُّ بالسُّؤالِ: {فاسْأَلْ به خَبِيراً} ، أو لا تَخْتَصُّ نحوُ: {ويوَمَ تَشَقَّقُ السماءُ بالغَمامِ} ، و {ما غَرَّكَ برَبِّكَ الكَريمِ} ، وللاسْتِعْلاءِ: {مَنْ إنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ} ، وللتَّبْعِيضِ: {عَيْناً يَشْرَبُ بها عِبادُ اللهِ} {وامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ} ، وللقَسَمِ: أُقْسِمُ باللهِ، وللغايةِ: {أحْسَنَ بي} ، أي: أحْسَنَ إلَيَّ، وللتَّوْكيدِ: وهي الزائدَةُ، وتكونُ زِيادةً واجِبةً: كأَحْسِنْ بِزَيْدٍ، أَي: أَحْسَنَ زَيْدٌ، أي: صارَ ذا حُسْنٍ، وغالِبَةً: وهي في فاعِلِ كَفَى: كَـ {كَفَى باللهِ شهِيداً} ، وضرورةً، كقولِهِ:
ألم يأتِيكَ والأَنْباءُ تَنْمِي ... بما لاقَتْ لَبُونُ بَني زِيادِ
وحَرَكَتُها الكَسْرُ، وقيلَ: الفتحُ مع الظاهِرِ، نحوُ: مُرَّ بزَيْدٍ.
(ب)
أَكْثَرُ مَا تردُ البَاء بِمَعْنَى الْإِلْصَاقِ لِمَا ذُكر قَبْلَهَا مِن اسْمٍ أَوْ فِعْلٍ بِمَا انْضَمَّت إِلَيْهِ، وَقَدْ تَرد بمعْنى الْمُلَابَسَةِ وَالْمُخَالَطَةِ، وَبِمَعْنَى مِن أجْل، وَبِمَعْنَى فِي وَمِنْ وَعَنْ وَمَعَ، وَبِمَعْنَى الْحَالِ، والعِوَض، وَزَائِدَةً، وَكُلُّ هَذِهِ الْأَقْسَامِ قَدْ جَاءَتْ فِي الْحَدِيثِ. وتُعرف بسِياق اللَّفْظِ الْوَارِدَةِ فِيهِ.
(هـ) فِي حَدِيثِ صَخْرٍ «أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ رجُلا ظاهَر مِنِ امْرَأَتِهِ ثُمَّ وَقَع عَلَيْهَا فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لعَلَّك بِذَلِكَ يَا أَبَا سَلَمة، فَقَالَ: نَعم أنَا بِذَلك» أَيْ لعَلَّك صاحبُ الوَاقعة، والباءُ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ لعلَّك المُبْتَلَى بِذَلِكَ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أَنَّهُ أُتِيَ بِامْرَأَةٍ قَدْ فَجَرَتْ، فَقَالَ مَنْ بِكِ» أَيْ مَن الفاعل بك. (س هـ) وَحَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «أَنَّهُ كَانَ يَشْتَدُّ بيْن هَدفَيْن فَإِذَا أَصَابَ خصْلة قَالَ أنَا بِهَا» يَعْنِي إِذَا أَصَابَ الهدَف قَالَ أَنَا صاحبُها.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْجُمُعَةِ «مَنْ تَوَضَّأ لِلْجُمُعَةِ فَبِها ونِعْمَت» أَيْ فبالرُّخْصَة أخَذ، لأنَّ السُّنة فِي الْجُمُعَةِ الغُسْل، فأضْمر، تَقْديره: ونِعْمَت الخَصْلة هِي، فحذِف المخْصُوص بِالْمَدْحِ. وَقِيلَ مَعْنَاهُ فبالسُّنَّة أخَذَ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى.
(س) وَفِيهِ «فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ» البَاءُ هَاهُنا للالْتِبَاس والمخالَطة، كَقَوْلِهِ تَعَالَى تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ أَيْ مُخْتَلطة ومُلْتَبْسة بِهِ، وَمَعْنَاهُ اجْعل تَسْبيح اللَّهِ مُخْتَلِطاً ومُلْتبِسا بِحَمْدِهِ. وَقِيلَ الْبَاءُ للتَّعدية، كَمَا يُقَالُ اذْهَب بِهِ: أَيْ خُذْه مَعَكَ فِي الذِّهَابِ، كَأَنَّهُ قَالَ: سَبِّحْ ربَّك مَعَ حَمْدِكَ إيَّاه.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ» أَيْ وبِحَمْده سَبَّحت. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الْبَاءِ الْمُفْرَدَةِ عَلَى تَقْدِيرِ عَامِلٍ مَحْذُوفٍ. وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. 
الباءُ: حَرْفُ) هِجاءٍ مِن حُروفِ المُعْجم ومُخْرجُها مِنَ انْطِباقِ الشَّفَتَيْن قُرْبَ مَخْرج الفاءِ تُمَدُّ وتُقْصر، وتُسَمَّى حَرْف (جَرَ) لكَوْنِها مِن حُروفِ الإضافَةِ، لأنَّ وضْعَها على أَن تُضِيفَ مَعانِيَ الأفْعالِ إِلَى الأسْماء. ومَعانِيها مُخْتلفَةٌ وأَكْثَر مَا تَرِدُ.
(للإلْصاقِ) لمَا ذُكِر قَبْلها مِن اسمٍ أَو فِعْلٍ بِمَا انْضَمَّت إليهِ.
قالَ الجَوْهرِي: هِيَ مِن عوامِلِ الجرِّ وتَخْتصُّ بالدُّخولِ على الأسْماءِ، وَهِي لإلْصاقِ الفِعْلِ بالمَفْعولِ بِهِ إمَّا (حَقِيقيًّا) كَقَوْلِك: (أَمْسَكْتُ بزَيْدٍ؛ و) إمَّا (مَجازِيًّا) نَحْو: (مَرَرْتُ بِهِ) ، كأنَّك أَلْصَقْتَ المُرورَ بِهِ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ غيرُهُ: التَصَقَ مُرورِي بمَكانٍ يقرب مِنْهُ ذلكَ الرَّجُل.
وَفِي اللّبابِ: الباءُ للإلْصاقِ إمَّا مُكَمِّلة للفِعْل نَحْو مَرَرْتُ بزَيْدٍ وَبِه دعاءٌ، وَمِنْه: أَقْسَمْت باللهاِ وبحيَاتِكَ قسما واسْتِعْطافاً، وَلَا يكونُ مُسْتقرّاً إلاَّ أنْ يكونَ الكَلامُ خَبَراً، انتَهَى.
ودَخَلَتِ الباءُ فِي قولِه تَعَالَى: {أَشْرَكُوا بااِ} لأنَّ مَعْنى أَشْرَكَ باللهاِ قَرَنَ بِهِ غَيره، وَفِيه إضْمارٌ. والباءُ للإلْصاقِ والقِرانِ، ومَعْنى قَوْلهم: وَكَّلْت بفلانٍ، قَرَنْتُ بِهِ وَكِيلاً.
(وللتَّعْدِيَةِ) نَحْو قولهِ تَعَالَى: {ذَهَبَ ااُ بنُورِهِم} {وَلَو شاءَ ااُ لذَهَبَ يسَمْعِهم وأَبْصارهِم} ، أَي جعلَ اللاَّزمَ مُتَعدِّياً بتَضَمُّنِه مَعْنى التَّصْيير، فإنَّ مَعْنى ذَهَبَ زَيْدٌ، صَدَرَ الذَّهابُ مِنْهُ، ومَعْنَى ذَهَبْتُ بزَيْدٍ وصَيَّرته ذاهِباً، والتَّعْدِيَةُ بِهَذَا المَعْنى مُخْتصَّة بالباءِ، وأَمَّا التّعْدِيَة بمعْنَى إلْصاقِ مَعْنى الفِعْل إِلَى مَعْمولِه بالواسِطَةِ، فالحُروفُ الجارَّةُ كُلُّها فِيهَا سَواءٌ بِلَا اخْتِصاص بالحَرْفِ دُونَ الحَرْف. وَفِي اللّبابِ: وَلَا يكونُ مستقرّاً على مَا ذُكِر يُوضِح ذلكَ قولهُ:
دِيارُ الَّتِي كادَتْ ونَحْن على منى
تحلُّ بِنا لَوْلا نجاء الرَّكائِبِوقال الجَوْهرِي: وكلُّ فِعْل لَا يَتَعَدَّى فلَكَ أَن تُعدِّيه بالباءِ والألِفِ والتَّشْديدِ تقولُ: طارَ بِهِ، وأَطارَهُ، وطَيَّره.
قَالَ ابنُ برِّي: لَا يصحُّ هَذَا الإطْلاقُ على العُمومِ لأنَّ مِن الأفْعالِ مَا يُعدَّى بالهَمْزةِ وَلَا يُعدَّى بالتِّضْعيفِ نَحْو: عادَ الشيءُ وأَعَدْتَه، وَلَا تَقُلْ عَوَّدْتَه، وَمِنْهَا مَا يُعدَّى بالتَّضْعيفِ وَلَا يُعدَّى بالهَمْزةِ نَحْو: عَرَفَ وعَرَّفْتُه، وَلَا يقالُ أعْرَفْتُه، وَمِنْهَا مَا يُعدَّى بالباءِ وَلَا يُعَدَّى بالهَمْزةِ وَلَا بالتَّضْعيفِ نَحْو دَفَعَ زَيْدٌ عَمْراً ودَفَعْتُه بعَمْرِو، وَلَا يقالُ أَدْفَعْتُه وَلَا دَفَّعْتُه.
(وللاسْتِعانَةِ) ، نَحْو: (كتَبْتُ بالقَلَم ونَجَرْتُ بالقَدُومِ) وضَرَبْتُ بالسَّيْفِ، (وَمِنْه باءُ البَسْمَلَةِ) ، على المُخْتارِ عنْدَ قَوْمٍ، ورَدَّه آخَرُونَ وتَعَقّبُوه لمَا فِي ظاهِرِه مِن مُخالَفَةِ الأدَبِ، لأنَّ باءَ الاسْتِعانَةِ إنَّما تَدْخُلُ على الآلاتِ الَّتِي تُمْتَهَنُ ويُعْمَل بهَا، واسْمُ اللهاِ تَعَالَى يَتَنَزَّه عَن ذلكَ؛ نقلَهُ شيْخُنا.
وَقَالَ آخَرُون: الباءُ فِيهَا بمعْنَى الابْتِداءِ كأنَّه قَالَ أَبْتَدِىءُ باسْمِ اللهاِ.
(وللسَّبَبِيَّةِ) ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {فكُلاًّ أَخَذْنا بذَنْبهِ} ، أَي بسَبَبِ ذَنْبِهِ؛ وكَذلكَ قَوْله تَعَالَى: {إنَّكُم ظَلَمْتُم أَنْفُسَكُم باتِّخاذِكُم العِجْلَ} ، أَي بسَبَبِ اتِّخاذِكُم؛ وَمِنْه الحديثُ: (لنْ يَدْخُلَ أَحَدُكُم الجنَّةَ بعَمَلِه) . (وللمُصاحَبَةِ) ، نَحْو قَوْله تَعَالَى: {اهْبِطْ بسَلامٍ مِنَّا} ، (أَي: مَعَه) ؛ وَقد مَرَّ لَهُ فِي مَعانِي فِي أنَّها بمعْنَى المُصاحَبَة، ثمَّ بمعْنَى مَعَ، وتقدَّمَ الكَلامُ هُنَاكَ؛ وَمِنْه أَيْضاً قَوْله تَعَالَى: {وَقد دَخَلُوا بالكُفْر} ، أَي مَعَه؛ وَقَوله تَعَالَى: {فسَبِّحْ بحَمْدِ رَبِّك} ، وسُبْحانَك وبحَمْدِك. ويقالُ: الباءُ فِي {فسَبِّحْ بحَمْدِ رَبِّك} للالْتِباسِ والمُخالَطَةِ كَقَوْلِه تَعَالَى: {تَنْبُتُ بالدُّهْن} ، أَي مُخْتَلِطَةً ومُلْتَبِسَةً بِهِ، والمَعْنى اجْعَلْ تَسْبِيحَ اللهاِ مُخْتلِطاً ومُلْتَبِساً بحَمْدِه. واشْتَرَيْتُ الفَرَسَ بِلجامِه وسرْجِه.
(وَفِي اللُّباب: وللمُصاحَبَةِ فِي نَحْو: رَجَعَ بخُفَيِّ حُنَيْن، ويُسَمَّى الحَال، قَالُوا: وَلَا يكونُ إلاَّ مُسْتقرَّة وَلَا صَادّ عَن الإلْغاءِ عِنْدِي.
(وللظَّرْفِيَّةِ) بمعْنَى فِي، نَحْو قَوْله تَعَالَى: {وَلَقَد نَصَرَكُمُ ااُ ببَدْرٍ} ، أَي فِي بَدْرٍ؛ {ونَجَّيْناهُم بــسَحَرٍ} ، أَي فِي سَحَرٍ؛ وفلانٌ بالبَلَدِ، أَي فِيهِ؛ وجَلَسْتُ بالمسْجِدِ، أَي فِيهِ؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
ويستخرج اليربوع من نافقائه
وَمن حُجرِه بالشيحة اليتقصعأي فِي الشّيحةِ) (و) مِنْهُ أَيْضاً قَوْله تَعَالَى: {بأيِّكُمُ المَفْتُونُ} ، وَقيل: هِيَ هُنَا زائِدَةٌ كَمَا فِي المُغْني وشُرُوحِه، والأوَّل اخْتارَه قَوْمٌ.
(وللبَدَلِ) ، وَمِنْه قولُ الشَّاعر:
(فَلَيْتَ لي بِهمُ قَوْماً إِذا ركِبُوا (شَنُّوا الإغارَة رُكْباناً وفُرْساناً أَي بَدَلاً بهم.
وَفِي اللُّباب: وللبَدَل، والتَّجْريدِ، نَحْو: اعْتضْتُ بِهَذَا الثَّوْبِ خَيْراً مِنْهُ، وَهَذَا بذاكَ، ولَقِيتُ بزَيْدٍ بَحْراً.
(وللمُقابَلَةِ) ، كَقَوْلِهِم: (اشْتَرَيْتُه بألْفٍ وكافَيْتُه بضِعْفِ إحْسانِه) ؛ الأَوْلى أنْ يقولَ: كافَيْتُ إحْسانَه بضِعْفٍ؛ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {ادْخُلوا الجنَّة بِمَا كُنْتُم تَعْمَلُون} ؛ قالَ البَدْرُ الْقَرَافِيّ فِي حاشِيَتِه: وليسَتْ للسَّببية كَمَا قالَتْهُ المُعْتزلَةُ لأنَّ المُسَبّبَ لَا يُوجَدُ بِلا سَبَبِه، وَمَا يُعْطَى بمُقابَلَةٍ وعوضٍ قد يُعْطى بغَيْرِه مجَّانا تَفَضُّلاً وإحْساناً فَلَا تَعارض بينَ الآيَةِ والحديثِ الَّذِي تقدَّمَ فِي السَّبَبِيَّةِ جَمْعاً بينَ الأدِلَّةِ، فالباءُ فِي الحديثِ سَبَبِيَّةٌ، وَفِي الآيَةِ للمُقابَلَةِ؛ ونقلَهُ شيْخُنا أيْضاً هَكَذَا.
(وللمُجاوَزَةِ كعَنْ، وقيلَ تَخْتَصُّ بالسُّؤالِ) كَقَوْلِه تَعَالَى: {فاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً} ، أَي عَنهُ يُخْبرْكَ؛ وَقَوله تَعَالَى: {سَأَلَ سائِلٌ بعَذابٍ واقِعٍ} ، أَي عَن عَذَابٍ، قالَهُ ابنُ الأعْرابي، وَمِنْه قولُ عَلْقَمة: فإنْ تَسْأَلُوني بالنِّساءِ فإنَّني
بَصِيرٌ بأَدْواءِ النِّساءِ طَبِيبُأَي عَن النِّساءِ؛ قالَهُ أَبو عبيدٍ. (أَو لَا تَخْتَصُّ) بِهِ، (نحوُ) قَوْله تَعَالَى: {ويومَ تَشَقَّقَ السماءُ بالغَمامِ} ، أَي عَن الغَمَامِ، وَكَذَا قَوْله تَعَالَى: {السَّماءُ مُنْفطرٌ بِهِ} ، أَي عَنهُ؛ (و) قَوْله تَعَالَى: {مَا غَرَّكَ برَبِّكَ الكَريمِ} ، أَي مَا خَدَعَكَ عَن رَبِّك والإيمانِ بِهِ؛ وكَذلكَ قَوْله تَعَالَى: {وغَرَّكُم بااِ الغُرورَ} ، أَي خَدَعَكُم عَن اللهاِ تَعَالَى والإيمانِ بِهِ والطْاعَةِ لَهُ الشَّيْطَان.
(وللاسْتِعلاءِ) ، بمعْنَى على، كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَمِنْهُم (مَنْ إنْ تَأْمَنْهُ بقِنْطارٍ} ،) أَي على قِنْطارٍ، كَمَا تُوضَعُ على مَوْضِعَ الباءِ فِي قولِ الشَّاعرِ:
إِذا رَضِيَتْ عليَّ بنُو قُشَيْرٍ
لَعَمْرُ اللهاِ أَعْجَبَني رِضاهاأَي رَضِيَتْ بِي؛ قالَهُ الجَوْهري.
وكَذلكَ قَوْله تَعَالَى: {وَإِذا مَرّوا بهم يَتَغَامَزُونَ} ، بدَليلِ قَوْله: {وإنَّكُم لتَمرّونَ عَلَيْهِم} ؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
أربٌّ يبولُ الثّعْلبان برأْسِه
لقد ذلَّ مَنْ بالَتْ عَلَيْهِ الثَّعالِبُ وكَذلكَ قَوْلهم: زَيْدٌ بالسَّطْح، أَي عَلَيْهِ؛ وَقَوله تَعَالَى: {وتُسَوَّى بهم الأرْض} ، أَي عَلَيْهِم.
(وللتَّبْعيضِ) ، بمعْنَى مِنْ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {عَيْناً يَشْرَبُ بهَا عِبادُ ااِ} ، أَي مِنْهَا؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
شربْنَ بماءِ البَحْرِ ثمَّ تَرَفَّعَتْ وقولُ الآخرِ:
فلَثَمْتُ فَاها آخِذاً بقُرونِها
شرْبَ الشَّرِيبِ ببَرْدِ ماءِ الحَشْرَجِوقيل فِي قَوْله تَعَالَى: {يَشْرَبُ بهَا عِبادُ ااِ} : ذهَبَ بالباءِ إِلَى المَعْنى، لأنَّ يَرْوَى بهَا عِبادُ اللهاِ، وَعَلِيهِ حَمَلَ الشافِعِيُّ قولَه تَعَالَى: {وامْسَحُوا برُؤُوسِكُم} ، أَي ببعضِ رُؤُوسِكُم. وَقَالَ ابنُ جنِّي: وأمَّا مَا يَحْكِيه أَصْحابُ الشَّافِعي مِن أنَّ الباءَ للتَّبْعيضِ فشيءٌ لَا يَعْرفُه أَصْحابُنا، وَلَا وَرَدَ بِهِ ثبتٌ.
قُلْتُ: وَهَكَذَا نسَبَ هَذَا القَوْلَ للشَّافِعِي ابنُ هِشامٍ فِي شرْحِ قَصِيدَةِ كَعْبِ. وقالَ شيْخُ مشايخِ مشايِخنا عبْدُ القادِرِ بنُ عُمَر البَغْدَادِي فِي حاشِيَتِه عَلَيْهِ الَّذِي حَقَّقه السَّيوطي: إنَّ الباءَ فِي الآيةِ عنْدَ الشَّافِعِي للإلْصاقِ، وأَنْكَر أنْ تكونَ عنْدَه للتَّبْعيضِ، وقالَ هِيَ للإلْصاقِ، أَي أَلْصقُوا المَسْحَ برُؤُوسِكُم، وَهُوَ يصدقُ ببعضِ شعرةٍ وَبِه تَمسَّكَ الشافِعِيُّ ونقلَ عِبارَةَ الأمّ وَقَالَ فِي آخرِها: وليسَ فِيهِ أنَّ الباءَ للتَّبْعيضِ كَمَا ظنَّ كثيرٌ مِن الناسِ، قالَ البَغْدَادِي: وَلم يَنْسِبْ ابنُ هِشَام هَذَا القَوْلَ فِي المُغْني إِلَى الشافِعِي وإنَّما قالَ فِيهِ: وَمِنْه، أَي مِن التَّبْعيضِ {وامْسَحُوا برُؤُوسِكُم} ، والظاهِرُ أنَّ الباءَ للإلْصاقِ أَو للاسْتِعانَةِ، فِي الكَلامِ، حذْفاً وقَلْباً، فإنْ مَسَحَ يَتَعَدَّى إِلَى المُزَالِ عَنهُ بنَفْسِه وَإِلَى المُزِيلِ بالباءِ، والأصْلُ امْسَحُوا رُؤوسِكُم بالماءِ، فقلبَ مَعْمول مَسَحَ، انتَهَى قالَ البَغْدادِي. ومَعْنى الإلْصاقِ المَسْح بالرأْس وَهَذَا صادِقٌ على جَمِيعِ الرأْسِ على بعضِهِ، فمَنْ أَوْجَبَ الاسْتِيعابَ كمالِكٍ أَخَذَ بالاحْتِياطِ، وأَخَذَ أَبو حنيفَةَ بالبَيانِ وَهُوَ مَا رُوِي أَنّه مَسَحَ ناصِيَتَه، وقُدِّرَتِ النَاصِيَةُ برُبْعِ الرأْسِ.
(وللقَسَم) ، وَهِي الأصْلُ فِي حُروفِ القَسَم وأَعَمّ اسْتِعْمالاً مِن الواوِ والتاءِ، لأنَّ الباءَ تُسْتَعْمل مَعَ الفِعْلِ وحذْفِه، وَمَعَ السُّؤالِ وغيرِه، وَمَعَ المُظْهَرِ والمُضْمَرِ بخِلافِ الواوِ والتاءِ؛ قالَهُ محمدُ بنُ عبدِ الرحيمِ الميلاني فِي شرْح المُغْني للجاربردي.
وَفِي شرْحِ الأُنْموذَجِ للزَّمَخْشري: الأصْل فِي القَسَم الباءُ، والواوُ تُبْدَلُ فَمِنْهَا عنْدَ حَذْفِ الفِعْل، فقوَلُنا وَالله فِي المَعْنى أَقْسَمْتُ باللهاِ، والتاءُ تُبْدَلُ مِن الواوِ فِي تاللهاِ خاصَّةً، والباءُ لأصالَتِها تَدْخَلُ على المُظْهَرِ والمُضْمَر نَحْو: باللهاِ وبكَ لأَفْعَلَنَّ كَذَا؛ وَالْوَاو لَا تَدْخُلُ إلاَّ على المُظْهَرِ لنُقْصانِها عَن الباءِ فَلَا يقالُ: وبكَ لأفْعَلَنَّ كَذَا، والتاءُ لَا تَدْخُل مِن المُظْهَرِ إلاَّ على لَفْظةِ اللهاِ لنُقْصانِها عَن الواوِ، انتَهَى.
قُلْت: وشاهِدُ المُضْمَر قولُ غوية بن سلمى:
أَلا نادَتْ أُمامةُ باحْتِمالي
لتَحْزُنَني فَلا يَكُ مَا أُباليوقد أَلْغز فِيهَا الحرِيرِي فِي المَقامَةِ الرَّابِعَة والعِشْرِين فقالَ: وَمَا العامِلُ الَّذِي نائِبُه أَرْحَبُ مِنْهُ وكراً وأَعْظَمُ مَكْراً وأَكْثَر للهِ تَعَالَى ذِكْراً، قالَ فِي شرْحِه: هُوَ باءُ القَسَمِ، وَهِي الأصْلُ بدَلالَةِ اسْتِعْمالِها مَعَ ظُهورِ فِعْلِ القَسَمِ فِي قولِكَ: (أُقْسِمُ باللهاِ) ، ولدُخولِها أَيْضاً على المُضْمَر كقولِكَ: بكَ لأَفْعَلَنَّ، ثمَّ أُبْدِلَتِ الواوُ مِنْهَا فِي القَسَمِ لأنَّهما جَمِيعاً مِن حُروفِ الشَّفَةِ ثمَّ لتَناسُبِ مَعْنَييهما لأنَّ الواوَ تُفيدُ الجَمْع والباءُ تُفِيدُ الإلْصاقَ وكِلاهُما مُتَّفِقٌ والمَعْنيانِ مُتَقارِبانِ، ثمَّ صارَتِ الواوُ المُبْدلَة مِنْهَا أَدْوَرُ فِي الكَلام وأَعْلَق بالأقسامِ وَلِهَذَا أَلْغز بأَنَّها أَكْثَرُ لله ذِكْراً، ثمَّ إنَّ الواوَ أَكْثَرُ مَوْطِناً، لأنَّ الباءَ لَا تَدْخلُ إلاَّ على الاسْمِ وَلَا تَعْملُ غَيْر الجَرِّ، والواوُ تَدْخُلُ على الاسْمِ والفِعْلِ والحَرْفِ وتجرُّ تارَةً بالقَسَمِ وتارَةً بإضْمارِ رُبَّ وتَنْتَظِم أَيْضاً مَعَ نَواصِبِ الفِعْل وأَدوَاتِ العَطْفِ، فَلهَذَا وَصَفَها برحبِ الوكر وَعظم المَكْر.
(وللغَايَةِ) ، بمعْنَى إِلَى، نَحْو قَوْله تَعَالَى: {وَقد (أَحْسَنَ بِي} ، أَي أَحْسَنَ إليَّ.
(وللتَّوْكِيدِ: وَهِي الزائِدَةُ وتكونُ زِيادَةً واجِبَةً: كأَحْسِنْ بزَيْدٍ، أَي أَحْسَنَ زَيْدٌ؛) كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ حَسُنَ زَيْدٌ، (أَي صارَ ذَا حُسْنٍ؛ وغالبَةً: وَهِي فِي فاعِلِ كَفَى: ك {كَفَى بااِ شَهِيداً} ؛ و) تُزَادُ (ضَرُورةً كَقَوْلِه:
(أَلم يأْتِيكَ والأَنباءُ تَنْمِي (بِمَا لاقَتْ لَبُونُ بَني زِيادِ) وَفِي اللُّبابِ: وتكونُ مَزِيدَةً فِي الرَّفْعِ نَحْو: كَفَى باللهاِ؛ والنَّصْبِ فِي: ليسَ زَيْد بقائِم؛ والجَرِّ عنْدَ بعضِهم نَحْو: فأَصْبَحْن لَا يَسْأَلْنه عَن بِمَا بِهِ انتَهَى.
وَقد أَخَلَّ المصنِّفُ فِي سِياقِه هُنَا وأَشْبَعه بَيَانا فِي كتابِه البَصائِر فقالَ: العِشْرُون الباءُ الزائِدَةُ وَهِي المُؤَكّدَةُ، وتُزادُ فِي الفاعِلِ: {كَفَى بااِ شَهِيداً} ، أَحْسَنْ بزَيْدٍ أَصْلُه حَسُنَ زَيْدٌ؛ وقالَ الشاعرُ:
كفى ثُعَلاً فخراً بأنَّك منهمُ
ودَهْراً لأنْ أَمْسَيْتَ فِي أَهْلِه أَهْلُوفي الحديثِ: (كَفَى بالمَرْءِ كذبا أَن يحدِّثَ بكلِّ مَا سَمِعَ) ؛ وتزادُ ضَرُورَةً كقولِه:
بمَا لاقَتْ لَبُونُ بَني زِيادِ وَقَوله:
مهما لي الليْلَة مهما لِيَهْ
أَوْدى بنَعْلِي وسِرْ بالِيَهوتزادُ فِي المَفْعولِ نَحْو: {لَا تلْقوا بأَيْدِيكُم إِلَى التّهْلكَةِ} ؛ {وهزي إلَيْك بجذْعِ النَّخْلَةِ} ؛ وقولُ الراجزِ: نحنُ بَنُو جَعْدَة أَصْحابُ الفَلَجْ
نَضْرِبُ بالسَّيْفِ ونرْجُو بالفَرَجْوقولُ الشاعرِ:
سودُ المَحاجِرِ لَا يقْرَأْنَ بالسُّورِ وقُلْتُ فِي مَفْعولٍ لَا يتعدَّى إِلَى اثْنَيْن كقولِه:
تَبَلَّتْ فُؤَادكَ فِي المَنامِ خريدَةٌ
تَسْقِي الضَّجِيعَ بباردٍ بسَّامِوتزادُ فِي المُبْتدأ: بأَيِّكُمُ المَفْتُونُ، بحسبِك دِرْهم، خَرَجْتُ فَإِذا بزَيْدٍ؛ وتزادُ فِي الخَبَر: {مَا ابغَافِل} {جَزاءُ سَيِّئَة بمِثْلها} ؛ وقولُ الشاعرِ:
ومنعكها بشيءٍ يُسْتطَاع وتزادُ فِي الحالِ المَنْفي عَامِلها كقولهِ:
فَمَا رجعتْ بجانِبِه ركابٌ
حكيمُ بن المسيَّبِ مُنْتَهَاهَا وكقولهِ:
وليسَ بذِي سَيْفٍ وليسَ بنبَّالِ وتُزادُ فِي تَوْكيدِ النَّفْسِ والعَيْن: {يَتَرَبَّصْنَ بأَنْفُسِهِنَّ} . انتَهَى.
وَقَالَ الفرَّاء فِي قولهِ تَعَالَى: {وكَفَى بااِ شَهِيداً} . دَخَلَتِ الْبَاء للمُبالَغَةِ فِي المَدْحِ؛ وكَذلكَ قَوْلهم: ناهِيكَ بأَخِينا؛ وحَسْبُك بصَدِيقِنا، أَدْخَلُوا الباءَ لهَذَا المَعْنى، قالَ: وَلَو أَسْقَطت الباءَ لقُلْتَ كَفَى اللهاُ شَهِيداً، قالَ: ومَوْضِعُ الباءِ رَفْعٌ؛ وَقَالَ أَبُو بكْرٍ: انْتِصابُ قولهِ شَهِيداً على الحَالِ مِن اللهاِ أَو على القَطْعِ، ويجوزُ أَن يكونَ مَنْصوباً على التَّفْسيرِ، مَعْناهُ كَفَى باللهاِ مِن الشَّاهِدين فيَجْرِي فِي بابِ المَنْصوباتِ مَجْرى الدِّرْهَم فِي قولهِ: عنْدِي عِشْرونَ دِرْهماً.
(وحَرَكَتُها الكَسْرُ) ؛ ونَصُّ الجَوْهري: الباءُ حَرْفٌ مِن حُروفِ الشَّفَةِ بُنِيَتْ على الكَسْرِ لاسْتِحالَةِ الابْتِداءِ بالمَوْقُوفِ.
قَالَ ابنُ برِّي: صوابُهُ بُنِيَتْ على حَرَكَةٍ لاسْتِحالَةِ الابْتِداءِ بالسَّاكِنِ، وخَصَّه بالكَسْر دونَ الفَتْح تَشَبهاً بعَمَلِها وفرقاً بَينهَا وبينَ مَا يكونُ اسْماً وحَرْفاً.
(وقيلَ: الفتحُ مَعَ الظَّاهِرِ، ونحوُ مُرَّ بزَيدٍ) ؛ قَالَ شيْخُنا: هَذَا لَا يكادُ يُعْرَفُ وكأنَّه اغْتَرَّ بِمَا قَالُوهُ فِي بِالْفَضْلِ ذُو فَضلكُمْ الله بِهِ فِي بِهِ الثَّانِيَة المَنْقُولَة من بهَا وَهِي نقلوا فِيهَا فَتْحَة هاءِ التَّأْنيثِ على مَا عرفَ بل الكَسْرة لازِمَة للباءِ المُناسِبَة عَمَلها وَعكس تَفْصِيلَه ذَكَرُوه فِي اللامِ، وَهُوَ مَشْهورٌ، أَمَّا الْبَاء فَلَا يُعْرَفُ فِيهِ إلاَّ الكَسْر، انتَهَى.
قُلْتُ: هَذَا نقلَهُ شَمِرٌ قالَ: قَالَ الفرَّاء: سَمِعْتُ أَعْرابيًّا يقولُ: بالفَضْل ذُو فَضلكُمْ الله بِهِ والكرامة ذَات أَكْرَمَكُم اللهاُ بهَا، وليسَ فِيهِ مَا اسْتَدَلَّ بِهِ شيْخُنا، فتأَمَّل.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الباءُ تُمَدُّ وتُقْصَرُ، والنِّسْبَةُ باوِيٌّ وبائِيٌّ، وقصيِدة بَيوِيَّة: رَوِيّها الباءُ.
وبَيّيْتَ بَاء حَسَناً وحَسَنَةً.
وجَمْعُ المقصورِ: أبواءٌ؛ وجَمْعُ المَمْدودِ: باآتٌ.
والباءُ النِّكاحُ.
وأَيْضاً: الرَّجُلُ الشَّبِقُ.
وتأْتي الباءُ للعوضِ، كقولِ الشاعرِ: وَلَا يُؤَاتِيكَ فيمَا نابَ من حَدَثٍ
إلاَّ أَخُو ثِقَةٍ فانْظُر بمَنْ تَثِقأَرادَ: مَنْ تَثِقُ بِهِ.
وتَدْخلُ على الاسْمِ لإرادَةِ التَّشْبيهِ كقولِهم: لقِيت بزَيْدٍ الأَسَد؛ ورأَيْتُ بفلانٍ القَمَرَ.
وللتَّقْليلِ: كقولِ الشاعرِ:
فلئن صرتَ لَا تحير جَوَابا
أَبمَا قد تَرَى وأَنْتَ خَطِيبُوللتَّعْبيرِ، وتَتَضَمَّن زِيادَةَ العِلْم، كَقَوْلِه تَعَالَى: {قُلْ أَتْعَلَمون ابدِينِكُم} .
وبمعْنَى مِن أجْل، كقولِ لبيدٍ:
غُلْبٌ تَشَذَّرَ بالذُّحُولِ كأَنَّهم
جِنُّ البَدِيِّ رَواسِياً أَقْدامُهاأَي مِن أَجْلِ الذّحُول؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
قد أُضْمِرَتْ فِي: الله لأَفْعَلَنَّ، وَفِي قولِ رُؤْبَة: خَيْر لمَنْ قالَ لَهُ كيفَ أَصْبَحْت.
وَفِي الحديثِ: (أَنابها أَنابها) ، أَي أَنا صاحِبُها. وَفِي آخر: (لَعلَّكَ بذلكَ) ، أَي المُبْتَلى بذلك. وَفِي آخر: (مَنْ بِكِ؟) أَي مَنْ الفاعِلُ بِكَ. وَفِي آخر: (فِيهَا ونِعْمَتْ) ، أَي فبالرُّخْصةِ أَخَذَ.
وَقد، تُبْدَلُ مِيماً كبَكَّة ومَكَّة ولازِبٌ ولازِمٌ.
ب:
[في الانكليزية] B
[ في الفرنسية] B
أعني الباء المفردة هي حرف من حروف التهجّي، ويراد بها في حساب أبجد الاثنان.
وفي اصطلاح المنطقيين المحمول، فإنهم يعبّرون عن الموضوع بج وعن المحمول بب للاختصار والعموم. وفي اصطلاح السالكين أوّل الموجودات الممكنة وهو المرتبة الثانية من الوجود. قال الشاعر:
التمس الألف في الأول والباء في الثاني اقرأ كليهما واحدا وكلا الاثنين قل.
وفي الفارسية يقال له در.
وفي اصطلاح الشطّاريين علامة البرزخ، كذا في كشف اللغات.
ب
1 [كلمة وظيفيَّة]: الحرف الثَّاني من حروف الهجاء، وهو صوتٌ شفويّ، مجهور، ساكن انفجاريّ (شديد)، مُرقَّق. 

ب2 [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف جرّ يفيد الإلصاق حقيقة أو مجازًا "أمسكت بالقلم- أخذت برأيك".
2 - حرف جرّ يفيد الاستعانة "كتبت بالقلم- {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ".
3 - حرف جرّ يفيد الظرفية زمانًا ومكانًا بمعنى (في) "يعمل بالليل- أقام بالبيت- {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍٍ} ".
4 - حرف جرّ يفيد التَّعْدِية " {ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ}: أذهبه".
5 - حرف جرّ بمعنى (إلى) " {وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ} ".
6 - حرف جرّ يفيد السببيّة "أصبحت العربية بفضل الإسلام لغة حضارة كبرى- أُقيم الاحتفال بمناسبة كذا- {ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ} " ° بما أنّ: بالنظر إلى أنَّ- بما في: للدلالة على الاحتواء أو التضمين.
7 - حرف جرّ يفيد المقابلة أو العوض، ويدخل غالبًا على المتروك "باع الدنيا بالآخرة- {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ} ".
8 - حرف جرّ يفيد القسم "بالله عليك- {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} ".
9 - حرف جرّ يفيد المجاوزة بمعنى (عن) " {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} - {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} ".
10 - حرف جرّ يفيد التبعيض " {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ} ".
11 - حرف جرّ يفيد المصاحبة والمعيَّة " {ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ ءَامِنِينَ} ".
12 - حرف جرّ بمعنى (على) " {مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍٍ} ".
13 - حرف جرّ يفيد التوكيد " {حَقِيقٌ بِأَنْ لاَ أَقُولَ عَلَى اللهِ إلاَّ الْحَقَّ} [ق] ".
14 - حرف جرّ زائد في فاعل كفى يفيد التوكيد " {وَكَفَى بِاللهِ شَهِيدًا} ".
15 - حرف جرّ زائد في فاعل فعل التعجب بصيغة الأمر "أكرم بخالدٍ- {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ} ".
16 - حرف جرّ زائد في المبتدأ إذا كان لفظ حَسْبُ "بحسبك درهم".
17 - حرف جرّ زائد في خبر (ليس) "ليس عامرٌ بكاذب- {أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} ".
18 - حرف جرّ زائد في التوكيد بالنفس والعين "جاء خالد بنفسه/ بعينه".
19 - حرف جرّ زائد في المبتدأ الذي يأتي بعد (إذا) الفجائية "نظرت فإذا بالشمس قد طلعت".
20 - حرف جرّ زائد في المفعول به " {وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} ".
21 - حرف جرّ زائد في الحال المنفيّ عاملها "*فما رجَعَت بخائبة ركاب*".
22 - حرف جرّ زائد في خبر (ما) النافية " {وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ} ".
23 - حرف جرّ زائد في خبر كان المنفي "ما كان الرسول بكاذب".
24 - حرف جرّ زائد بعد اسم الفعل (عليك) "وعليك بالحجّاج لا تعدل به ... أحدًا إذا نزلت عليك أمورُ".
25 - حرف جرّ زائد بعد كلمة (ناهيك) كثيرًا "ناهيك بالزمن مؤدِّبا". 

جرد

(ج ر د) : (جَرِيدُ) النَّخْلِ فِي (س ع) .
(جرد) جردا خلا جِسْمه من الشّعْر فَهُوَ أجرد (ج) جرد وَفِي حَدِيث أهل الْجنَّة (جرد مرد متكحلون) وَالْمَكَان خلا من النَّبَات فَهُوَ أجرد وجرد وجرد وَأَرْض جردة وجرداء وَيُقَال سَمَاء جرداء لَا غيم فِيهَا وَشعر الْفرس كَانَ قَصِيرا رَقِيقا فَهُوَ أجرد وَالرجل شري جلده من أكله الْجَرَاد فَهُوَ جرد وَالثَّوْب أخلق والشهر أَو الْيَوْم تمّ فَهُوَ أجرد وجريد

(جرد) اشْتَكَى بَطْنه من أكل الْجَرَاد وَالزَّرْع أَصَابَهُ الْجَرَاد فَهُوَ مجرود وَيُقَال أَرض مجرودة كَثِيرَة الْجَرَاد
جرد
الجَرَاد معروف، قال تعالى: فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ وَالْجَرادَ وَالْقُمَّلَ [الأعراف/ 133] ، وقال: كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ [القمر/ 7] ، فيجوز أن يجعل أصلا فيشتق من فعله: جَرَدَ الأرض، ويصح أن يقال: إنما سمّي ذلك لجرده الأرض من النبات، يقال: أرض مَجْرُودَة، أي:
أكل ما عليها حتى تجرّدت. وفرس أَجْرَد:
منحسر الشعر، وثوب جَرْدٌ: خلق، وذلك لزوال وبره وقوّته، وتَجَرَّدَ عن الثوب، وجَرَّدْتُهُ عنه، وامرأة حسنة المتجرد. وروي: «جرّدوا القرآن» أي: لا تلبسوه شيئا آخر ينافيه، وانْجَرَدَ بنا السير ، وجَرِدَ الإنسان : شري جلده من أكل الجراد.
ج ر د: (الْجَرِيدُ) الَّذِي يُجْرَدُ عَنْهُ الْخُوصُ الْوَاحِدَةُ (جَرِيدَةٌ) وَلَا يُسَمَّى جَرِيدًا مَا دَامَ عَلَيْهِ الْخُوصُ وَإِنَّمَا يُسَمَّى سَعَفًا. وَ (الْجُرَادَةُ) بِالضَّمِّ مَا قُشِرَ عَنِ الشَّيْءِ. وَ (التَّجْرِيدُ) التَّعْرِيَةُ مِنَ الثِّيَابِ وَ (التَّجَرُّدُ) التَّعَرِّي. وَ (تَجَرَّدَ) لِلْأَمْرِ أَيْ جَدَّ فِيهِ. وَ (انْجَرَدَ) الثَّوْبُ أَيِ انْسَحَقَ وَلَانَ. وَ (الْجَرَادُ) مَعْرُوفٌ وَهُوَ اسْمُ جِنْسٍ وَالْوَاحِدَةُ (جَرَادَةٌ) الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى فِيهِ سَوَاءٌ وَنَظِيرُهُ الْبَقَرَةُ وَالْحَمَامَةُ.
ج ر د : جَرَدْتُ الشَّيْءَ جَرْدًا مِنْ بَابِ قَتَلَ أَزَلْتُ مَا عَلَيْهِ وَجَرَّدْتُهُ مِنْ ثِيَابِهِ بِالتَّثْقِيلِ
نَزَعْتُهَا عَنْهُ وَتَجَرَّدَ هُوَ مِنْهَا.

وَالْجَرَادُ مَعْرُوفٌ الْوَاحِدَةُ جَرَادَةٌ تَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى كَالْحَمَامَةِ وَقَدْ تَدْخُلُ التَّاءُ لِتَحْقِيقِ التَّأْنِيثِ وَمِنْ كَلَامِهِمْ رَأَيْتُ جَرَادًا عَلَى جَرَادَةٍ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ يَجْرُدُ الْأَرْضَ أَيْ يَأْكُلُ مَا عَلَيْهَا وَجُرِدَتْ الْأَرْضُ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فَهِيَ مَجْرُودَةٌ إذَا أَصَابَهَا الْجَرَادُ.

وَالْجَرِيدُ سَعَفُ النَّخْلِ الْوَاحِدَةُ جَرِيدَةٌ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ وَإِنَّمَا تُسَمَّى جَرِيدَةً إذَا جُرِدَ عَنْهَا خُوصهَا. 

جرد


جَرَدَ(n. ac. جَرْد)
a. Stripped, laid bare; devastated.
b. Peeled, pared, shaved off.
c. Unsheathed (sword).
جَرِدَ(n. ac. جَرَد)
a. Was naked, bare, nude; was threadbare, worn. — (
b, ), Had little or no hair.
جَرَّدَa. see I (a) (b), (c).
d. Separated; detached; isolated; made
abstract.
تَجَرَّدَa. Was stripped, bared; stripped himself.
b. ['An], Detached himself, withdrew from.
c. [La], Applied himself to.
d. Was abstract.

إِنْجَرَدَa. Pass. of I.
جَرْدa. Worn, threadbare; smooth.
b. Shield.

جُرْدa. High, bare mountains.

جُرْدَةa. Nakedness, nudeness.

جَرَد
جَرِدa. Barren place, waste.

أَجْرَدُ
(pl.
جُرْد)
a. Beardless; bald.
b. Whole, entire ( day, year ).
مِجْرَد
(pl.
مَجَاْرِدُ)
a. Toothbrush.

جَرَاْدَة
(pl.
جَرَاْد)
a. Locust.

جَرِيْدa. Leafless palm-branch.
b. Twelvemonth.
c. Blunted javelin.

جَرِيْدَة
(pl.
جَرَاْئِدُ)
a. Detachment; squadron.
b. Roll, scroll; tally, register; catalogue.
c. Gazette, journal, newspaper.

جُرُوْدa. Old clothes.

N. Ac.
جَرَّدَa. Abstraction.
b. Isolation.

N. P.
جَرَّدَa. Abstract.

مُجَرَّدًا
a. Solely.

تَجَرُّد
a. see n. ac.
II
أَجْرُوْدِيّ
a. see 14 (a)
بِمُجَرَّدِ مَا
a. Inasmuch as.

جَرْدَبَ
a. Ate greedily; was gluttonous.

جَُرْدَُبَان مُجَرْدِب
a. Glutton; sponger, parasite.

جَرْدَبِيّ جَرْدَبِيْل
a. see supra.

جَرْدَمَ
a. Devoured, ate up.
b. Gabbled.

جِرْدَوْن
a. Rat. جُرَذ
ج ر د

جرده من ثيابه، فمتجرد، وانجرد، وهي بضة المتجرد، والمجرد أيضاً، وفلانة حسنة الجردة.

ومن المجاز: جرد السيف من غمده، وسيف مجرد، كقولهمسيف عريان. ورجل أجرد: لا شعر على جسده. " وأهل الجنة جرد مرد مكحلون " وفرس أجرد، وخيل جرد. ومكان أجرد، وأرض جرداء: منجردة عن النبات، وقد جردت جرداً، ونزلنا في جرد: في فضاء بلا نبات، وهي تسمية بالمصدر، وجردنا القحط. وناقة جرود: أكول، ورجل جارود: يجرد الخير بشؤمه، وجردهم اعلجارود، وجردتهم الجارودة أي العام أو السنة. وجرد الجراد الأرض، وبه سمي الجراد. وقيل للجرادة: اللحاسة. ومضى عليهم عام أجرد وجريد، وسنة جرداء: كاملة منجردة من النقصان. وما رأيته منذ أجردان، وجريدان أي نهاران كاملان. وتجرد لأمر كذا، وتجرد للعبادة، وجرد للقيام بكذا. وتجدرت السنبلة من لفائفها: خرجت. وانجرد بنا السير: امتد بنا من غير ليٍّ على شيء. وما أنت بمنجرد السلك أي لست بمشهور. ولبن أجرد: لا رغوة عليه. وضربه بجريدة أي سعفة جردت من الخوص. وجاءت جريدة من الخيل وهي التي جردت من معظم الخيل لوجه، وقيل: الخالية من الرجالة والسقاط. وياقل: تنق إبلاً جريدة أي خياراً. وما عليه إلا بردة جرد، وقد جردت، لأنها إذا خلقت انتقض زئبرها واملاست. قال:

وجعلت أسعد للرماح دريئة ... هبلتك أمسك أي جرد ترقع

وفي مثل " ما أدري أي الجراد عاره " أي أيّ شيء ذهب به. وأشأم من جرادة وهي قينة كانت بمكة.
(جرد) - في الحديث : "لَقد سُرَّ تَحتَ سَرحَةٍ سَبْعُون نَبِيًّا لا تُسرف ولا تُعبَلُ ولا تُجْرَد".
: أي لا تُصِيبُها آفةٌ تَهلِك ثَمرَها، ولا وَرقَها، وجُرِدَت الأَرضُ، فهي مَجْرُودة: أَكلَها الجَرادُ، وإنما سُمِّي الجَرادُ جَرادًا، لأَنّه يَجرُد الأَرضَ بالأَكل: أي يَقْشِر، وكُلُّ شىءٍ قَشرتَه فقد جَردْتَه، والمَقْشُورُ: مَجْرُودٌ، والجَردَ من الأرض: فَضاءٌ لا نبَتَ فيه: وأَرضٌ جَردَاء، ومكان أَجردُ، وقد جَردَت الأَرضُ، وجَردَها القَحْطُ.
- في الحَدِيث: "أَهلُ الجَنَّة جُردٌ مُرْدٌ".
الأَجردُ من النَّاس: الذي لا شَعَر على جَسَدِه، ومن الخَيْلِ والدَّوابِّ: القَصِيرُ الشَّعَر. - في حَدِيثِ الحَجَّاج: "أنَّه قَالَ لأَنَس، رَضِى الله عنه: لأُجَرِّدَنَّك كما يُجَرَّد الضَّبُّ.
: أي لأَسلُخَنَّك سَلْخ الضَّبِّ، لأنَّ الضَّبَّ إذا شُوِي جُرِّد من جِلدِه.
ورُوِي: "لأُجَرِّدَنَّك". والجَرْدُ: أَخذُكَ الشَّيء عن الشَّيء جَرْفاً وعَسْفًا، ومنه سُمِّيَ الجَارُود ، كَأنَّه يهَلِك النَّاسَ ويَجْرُدُهم. والمُجردُ: الذي ذَهَب مَالُه.
- في حَديثِ أبِي بَكْر، رضي الله عنه: "لَيسَ عِندنَا من مَالِ المُسلِمين إلَّا جَردُ هَذِه القَطِيفَة".
: أي التي انْجَرَد خَمْلُها وخلَقَ ، يقال: ثَوبٌ جَرْد ومُنْجرد: أي خَلَق.
- ومنه: "أَخرجَ إلينا أَنسٌ، رضي الله عنه، نَعْلَيْن جَرْدَاوَيْن، فقال: هَاتَان نَعْلَا رَسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ".
: أي خَلَقَيْن.
- ومنه حَدِيثُ عَائِشةَ، رضي الله عنها : "قالت لها امرأَةٌ: رأَيتُ أُمِّي في المَنامِ، وفي يَدِها شَحْمَة، وعلى فَرجِها جُرَيْدة كانت تَصدَّقَت بِهِما".
جُرَيْدَة: تَصْغِير جَرْدَة؛ وهي الخِرقَةُ البَالِيَة.
- في الحَدِيثِ : "فرمَيتُه على جُرَيْداءِ مَتْنِه".
جُرَيْدَاء المَتْن: وَسَطُه؛ وهو مَوْضِع القَفَا المُتَجَرِّد عن الَّلحْم، تَصغِير الجَرْدَاءِ.
ويُقال أَيضًا: رُمِي على جَردِه وأَجرَدِه: أي على ظَهْرِه.
- من قِصَّة أَبِي رِغَالٍ : "فغَنَّته الجَرَادَتَان".
: هما قَيْنَتَان مُغَنِّيتَان مَشْهُورَتان بحُسْنِ الصَّوتِ والغِناء، كانَتَا في العَرَب في قَدِيمِ الدَّهْرِ. 
[جرد] الجَرَدُ: فضاء لا نبات فيه. قال أبو ذؤيبٍ يصف حمار وحش وأنَّه يأتي الماء ليلاً فيشرب: يَقْضي لُبانَتَهُ بالليلِ ثم إذا * أَضْحَى تَيَمَّمَ حَزْماً حوله جرد - والجرد في قول الراجز : يا ريها اليوم على مبين * على مبين جرد القصيم - اسم موضع ببلاد بنى تميم. وأرض جردة وفضاء أَجْرَدُ: لا نبات فيه، والجمع الاجارد. وأجارد بالضم: موضع. ورجل أجرد بين الجرد: لا شعر عليه. وفرسٌ أَجْرَدُ، وذلك إذا رَقَّتْ شَعْرَتُهُ وقصُرَتْ، وهو مدح. وقول أبى ذؤيب: تَدَلَّى عليها بين سِبٍّ وخيطة * بجرداء مثل الوكف يكبوا غرابها - يعنى صخرة ملساء. والجريد: الذى يجرد عنه الخوصُ. ولا يسمَّى جَريداً مادام عليه الخوص، وإنما يسمى سعفا، الواحدة جريدة. وكل شئ قشرته عن شئ فقد جَرَدْتَهُ عنه. والمقشور مَجرودٌ. وما قُشِرَ عنه جُرادَةٌ. ورجلٌ جارودٌ، أي مشئومٌ. وسنةٌ جارودٌ، أي شديدة المحل. والجارود العبدى: رجل من الصحابة، واسمه بشر بن عمرو بن عبد القيس. وسمى الجارود لانه فر بإبله إلى أخواله بنى شيبان وبها داء، ففشا ذلك الداء في إبل أخواله فأهلكها. وفيه قال الشاعر:

كما جرد الجارود بكر بن وائل * والجارودية: فرقة من الزيدية نسبوا إلى أبى الجارود زياد بن أبى زياد. ويقال: جريدة من خيلٍ، لجماعة جُرِدَتْ من سائرها لوجه. وعام جريد، أي تام. وقال الكسائي: ما رأيته مذ أَجْرَدانِ ومُذْ جَريدانِ، يعني يومين أو شهرين. والجردة بالضم مستوية منجردة . ويقال أيضا: فلان حسنُ الجُرْدَةِ والمُجَرَّدِ والمُتَجَرِّدِ، كقولك: حسنُ العُرْيَةِ والمُعَرَّى، وهما بمعنىً. والجَرْدةُ بالفتح: البُردةُ المُنْجَرِدَةُ الخَلَقُ. قال أبو ذؤيب: وأَشْعَثَ بَوْشِيٍّ شَفَيْنا أُحاحَهُ * غداتئذ ذى جردة متماحل - بوشى: كثير العيال. متماحل: طويل. شفينا أحاحه، أي قتلناه. والمتجردة: اسم امرأة النعمان بن المنذر ملك الحيرة. والتجريد: التعرية من الثياب. وتجريد السيفِ: انتضاؤه. والتَجريدُ: التشذيبُ. والتَّجَرُّدُ: التعرِّي. وتَجَرَّد للأمر، أي جَدَّ فيه. وانجرد بنا اسير، أي امتدَّ وطال. وانْجَرَدَ الثوبُ، أي انسحق ولان. والجردان بالضم: قضيب الفرسِ وغيره. والجَرادُ معروفٌ، الواحدة جرادة، يقع على الذكر والاثنى. وليس الجَرادُ بذكرٍ للجرادة، وإنَّما هو اسم جنسٍ، كالبقر والبَقَرَةِ، والتمر والتمرة، والحمام والحمامة، وما أشبه ذلك، فحق مذكره أن لا يكون مؤنثه من لفظه، لئلا يلتبس الواحد المذكر بالجمع. وقولهم: ما أدري أيُّ جَرادٍ عارَهُ، أيْ أيُّ الناس ذهَبَ به. والجرادتان: اسم فينتين كانتا بمكة في الزمن الاول. وجردت الارض فهى مجرودة، إذا أكل الجَرادُ نبتَها. ويقال أيضاً: جُرِدَ الإنسان، إذا أكل الجَرادَ فاشتكى بطنَه، فهو مَجْرودٌ. وجَرِدَ الرجلُ بالكسر جَرَداً، إذا شَريَ جلدُه من أكل الجراد.
جرد [قَالَ أَبُو عبيد و -] قد اخْتلف النَّاس فِي تَفْسِير قَوْله: جرِّدوا الْقُرْآن فَكَانَ إِبْرَاهِيم يذهب بِهِ إِلَى نقط الْمَصَاحِف وَيَقُول: جردوا الْقُرْآن وَلَا تخلّطوا بِهِ غَيره قَالَ أَبُو عبيد: وَإِنَّمَا نرى [أَن -] إِبْرَاهِيم كره هَذَا مَخَافَة أَن ينشأ نشوء يدركون الْمَصَاحِف منقوطة فَيرى أَن النقط من الْقُرْآن وَلِهَذَا [الْمَعْنى -] كره من كره الفواتح والعواشر وَقد ذهب بِهِ كثير من النَّاس إِلَى أَن يتَعَلَّم وَحده وَيتْرك الْأَحَادِيث / قَالَ أَبُو عبيد: وَلَيْسَ لهَذَا عِنْدِي وَجه وَكَيف يكون عبد الله أَرَادَ 0 / ب هَذَا وَهُوَ يحدث عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدِيث كثير وَلكنه عِنْدِي مَا ذهب إِلَيْهِ إِبْرَاهِيم وَمَا ذهب إِلَيْهِ عبد الله نَفسه وَفِيه وَجه آخر وَهُوَ عني من أبين هَذِه الْوُجُوه أَنه أَرَادَ بقوله: جردوا الْقُرْآن أَنه حثهم على أَن لَا يتَعَلَّم شَيْء من كتب الله غَيره لِأَن مَا خلا الْقُرْآن من كتب الله إِنَّمَا يُؤْخَذ عَن الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَلَيْسوا بمأمونين عَلَيْهَا وَذَلِكَ بَين فِي حَدِيث [آخر -] عَن عبد الله نَفسه عَن عبد الرَّحْمَن ابْن الْأسود عَن أَبِيه قَالَ: أصبت أَنا وعلقمة صحيفَة فَانْطَلَقْنَا إِلَى عبد الله فَقُلْنَا: هَذِه صحيفَة فِيهَا حَدِيث حسن قَالَ: فَجعل عبد الله يمحوها بِيَدِهِ وَيَقُول: {نَحْنُ نَقْصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القَصَصِ} ثمَّ قَالَ: إِن هَذِه الْقُلُوب أوعية فاشغلوها بِالْقُرْآنِ وَلَا تشغلوها بِغَيْرِهِ وَكَذَلِكَ حَدِيثه الآخر: لَا تسألوا أهل الْكتاب عَن شَيْء فَعَسَى أَن يحدثوكم بِحَق فتكذبوا بِهِ أَو بباطل فتصدقوا بِهِ وَكَيف يهدونكم وَقد أَضَلُّوا أنفسهم وَمِنْه حَدِيث النَّبِيّ صلي الله عَلَيْهِ وَسلم حِين أَتَاهُ عمر بِصَحِيفَة أَخذهَا من بعض أهل الْكتب فَغَضب فَقَالَ: أمتهوِّكون فِيهَا يَا ابْن الْخطاب والْحَدِيث فِي كَرَاهَة هَذَا كثير فَأَما مَذْهَب من ذهب إِلَى ترك أَحَادِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فَهَذَا بَاطِل لِأَن فِيهِ إبِْطَال السّنَن وَمِمَّا يبين ذَلِك حَدِيث عُمَر حِين وَجه النَّاس إِلَى الْعرَاق فَقَالَ: جردوا الْقُرْآن وأقلوا الرِّوَايَة عَن رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا شريككم فَفِي قَوْله: أقلوا الرِّوَايَة عَن رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم مَا يبين لَك أَنه لم يرد بتجريد الْقُرْآن ترك الرِّوَايَة عَن رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم وَقد رخص فِي الْقَلِيل مِنْهُ وَهَذَا يبين لَك أَنه لم يَأْمر بترك حَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلكنه أَرَادَ عندنَا علم أهل الْكتب للْحَدِيث الَّذِي سمع من النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِيهِ حِين قَالَ: أمتهوّكون فِيهَا يَا ابْن الْخطاب وَمَعَ هَذَا فَإِنَّهُ كَانَ يحدث عَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام بِحَدِيث كثير. وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عبد الله [رَحمَه الله -] لَا يكونَنَّ أحدكُم إمَّعَة قيل: وَمَا الإمعة قَالَ: الَذي يَقُول: أَنا مَعَ النَّاس.
[جرد] نه في صفته صلى الله عليه وسلم: كان أنور "المتجرد" أي ما جرد عنه الثياب من جسده وكشف، يريد أنه كان مشرق الجسد. ش: هو بجيم وراء مشددة مفتوحتين أي إذا تجرد من ثيابه كان أنور ملأ العين. نه وفيها: أنه "أجرد" ذو مسربة. الأجرد من ليس على بدنه شعر، ولم يكن كذلك، وإنما أراد أن الشعر كان في أماكن من بدنه كالمسربة والساعدين والساقين، فإن ضد الأجرد الأشعر وهو من على جميع بدنه شعر. وفيه: قلب "أجرد" فيه السراج يزهر أي ليس فيه غل ولا غش فهو على أصل الفطرة، فنور الإيمان فيه يزهر. وفيه: "تجردوا" بالحج وإن لم تحرموا أي تشبهوا بالحاج وإن لم تكونوا حجاجاً، وقيل يقال: تجرد فلان بالحج، إذا أفرده ولم يقرن. وفي ح ابن مسعود: "جردوا" القرآن ليربو فيه صغيركم"أجارد" أمسكت الماء أي مواضع متجردة من النبات، مكان أجرد وأرض جرداء ومر في الهمزة. ومنه ح: تفتح الأرياف فيخرج إليها الناس ثم يبعثون إلى أهاليهم أنكم في أرض "جردية"، قيل هي منسوبة إلى الجرد بالتحريك وهو كل أرض لا نبات بها. وفيه: فرميته على "جريداء" متنه أي وسطه، وهو موضع القفا المتجرد عن اللحم مصغر الجرداء. وفيه: فغنته "الجرادتان" هما مغنيتان كانتا بمكة مشهورتان بحسن الصوت.
جرد
جرَدَ يَجرُد، جَرْدًا، فهو جارِد، والمفعول مَجْرود
• جرَد ما في المخزن ونحوه: أحصى ما فيه من البضائع مع ضبط قيمتها "تمّ إجراء الجرد السنويّ".
• جرَد البطاطسَ وغيرَها: قشرها وأزال ما عليها.
• جرَدَ الجِلْدَ: كشَطه، أزال الشَّعر عنه.
• جرَد الأرضَ: صيّرها جَرْداء "جرَد الجرادُ الأرضَ: أكل ما عليها من نبات".
• جرَده من ثوبه: عرَّاه منه. 

جرِدَ يَجرَد، جَرَدًا، فهو أجردُ
• جرِد الشَّخْصُ: خلا جسمُه من الشَّعر "شابٌّ أجردُ".
• جرِد المكانُ: خلا من النَّبات "جردتِ الأرضُ- صحراء جرداء".
• جرِد الثَّوبُ: بلِيَ ورثّ من الاستعمال. 

تجرَّدَ عن/ تجرَّدَ لـ/ تجرَّدَ من يتجرَّد، تجرُّدًا، فهو مُتجرِّد، والمفعول مُتَجرَّد عنه
• تجرَّد عن ثيابه/ تجرَّد من ثيابه: تعرَّى، نزعها عن بدنه "تجرَّد عن الملذَّات الدُّنيويّة- تجرّد من سلاحه- تجرَّد عن/ من الأهواء" ° التَّجرُّد والحياديّة: عدم الخضوع للميول والعواطف- تجرَّد عن الأباطيل: لم يتعلّق بها- تجرَّد عن الخدمة: ترك العمل في خدمة الحكومة، واعتزل الخدمة- تجرَّد عن الدُّنيا: انصرف عنها للعبادة، وزهد فيها- تجرَّد من عواطفه/ تجرَّد من ميوله/ تجرَّد من مصالحه: حرَّر نفسه منها ولم يخضع لتأثيرها- تجرَّد من ماله: تبرَّع به وتنازل عنه، أفلس.
• تجرَّد للأمر: جدَّ فيه أو كرَّس نفسه له، انقطع له "تجرّد للعبادة"? قاضٍ مُتجرِّد: نزيه مترفِّع، غير مُتحيِّز. 

جرَّدَ يجرِّد، تجريدًا، فهو مُجرِّد، والمفعول مُجرَّد
• جرَّد الشَّيءَ: جرَده، قشره وأزال ماعليه "جرَّد الشجرةَ".
• جرَّده الثَّوبَ/ جرَّده من الثَّوب: عرَّاه، نزعه عنه "جرَّد اللصوص المصرفَ من النقود- منطقة مجرَّدة من السلاح- جرّد العظم من اللحم- جرَّد الخبرَ من التفاصيل الزائدة: أزالها" ° جرَّدتُ له عن ساعدي: تهيّأت- جرَّدته الحكومة من حقوق المواطنة أو الجنسيّة: حرمته منها- جرَّده من السِّلاح: نزعه عنه وجعله أعزل- جرَّده من المال: سلبه كلَّ ماله- جرَّده من رتبته العسكريّة: سحبها منه على سبيل العقوبة.
• جرَّد السَّيْفَ من غمده: سلَّه "فجرِّدْ حُسَامَك من غمدِه ... فليس له بعدُ أنْ يُغمدا"? جرَّد قلمَه: استخدمه في خدمة قضيّة ما.
• جرَّد الأمرَ أو الشَّيءَ: (سف) انتزع عنصرًا من عناصره والتفت إليه وحده دون غيره أو استخرج ذهنيًّا الماهيّة بقطع النَّظر عن تشخُّصها الخارجيّ.
• جرَّد الكتابَ: عرّاه عن الضبط.
• جرَّد الجِلْدَ: كشطه، أزال الشعر عنه. 

أجردُ [مفرد]: ج جُرْد، مؤ جرداءُ، ج مؤ جرداوات وجُرْد: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جرِدَ ° أَرْض جَرْداءُ/ صحراء جَرْداءُ: قاحلة، لا زرع فيها، ولا نبات- سماء جَرْداءُ: لا غَيْمَ فيها- صخرة جرداء: ملساء- فرسٌ أجردُ: قصير الشعر. 

تجريد [مفرد]:
1 - مصدر جرَّدَ.
2 - (بغ) أن ينتزع الإنسانُ من نفسه شخصًا يُخاطبه "اللغة تنزع إلى التجريد- تيّار التجريد في الشعر المعاصر مثقل بالخبرات الثقافيّة المجردة".
 3 - (سف) عزل صفة أو علاقة عزلاً ذهنيًّا وقصر الاعتبار عليها أو ما يترتب على ذلك.
4 - (نح) تعرية الكلمة من العوامل والزوائد. 

تجريديّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى تجريد: "فلسفة تجريديّة".
2 - (فن) مذهب فنِّي يقول بقدرة الخطوط والألوان على التعبير عن مختلف العواطف والمعاني بغضّ النظر عن واقعيّة الموضوع المصوَّر "رسَّام تجريديّ- لوحة تجريديّة".
• فن تجريديّ: فنّ يعتمد على أشكال مجرَّدة لا تمثل الطبيعة والواقع. 

تجريديَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من تجريد: اتِّجاه حديث يقوم على تصوير فكرة الفنّان أو شعوره تصويرًا لا يعتمد على محاكاة لموضوع معيَّن مع استخدام الألوان والأشكال الهندسيّة أو الأنغام الموسيقيّة ° التَّعبيريّة التَّجريديّة: مدرسة للرسم، ازدهرت بعد الحرب العالميّة الثانية حتى بداية الستينيَّات، تميّزت باعتبار الفن تجريديًّا مرتجلاً.
2 - (سف) مذهب فلسفيّ يميل إلى المساواة من حيث القيمة بين المجرّدات والمحسوسات.
• التَّجريديَّة: (فن) فنّ التعبير عن فكرة أو شعور دون الرجوع مباشرة إلى العالم المحسوس مع استخدام المادة والألوان والخطوط من أجل ذاتها. 

جَراد [جمع]: مف جَرادة (للمذكّر والمؤنَّث): (حن) فصيلة من الحشرات المستقيمات الأجنحة تتحرّك بالقفز وأنواعها كثيرة، يُضرب بها المثلُ في الكثرة، وهي ضارّة جدًّا بالزروع "كالجراد لا يُبقي ولا يذر- ما أدري أيّ الجَرَاد أعاره [مثل]: يُضرب على ذهاب الشّيء ولا يعثر عليه- أُحِلَّتْ لَنَا مَيْتَتَانِ الْحُوتُ وَالْجَرَادُ [حديث]- {يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ} ".
• جَرَاد البحر: (حن) حيوان بحريّ يؤكل، وهو من القشريّات العشريّات الأرجل، وهو نوع من سرطان البحر يختلف عنه في شيء واحد، هو فقدانه الكلاّبتين الأماميّتين، ويشبه الجمبري في تركيبه الخارجيّ.
• قَرْنَا الجرادة: شعرتان في رأسها. 

جُرادة [مفرد]: ما يتساقط من العُود عند قَشْره "يستخدم البعض جُرَادة العيدان وقودًا". 

جَرْد [مفرد]: مصدر جرَدَ ° قائمة الجَرْد: بيان مفصّل بالموجودات أو الأملاك. 

جَرَد [مفرد]: مصدر جرِدَ. 

جَريد [جمع]: مف جريدة: سعف النَّخل أو قُضبانه المجرَّد من خوصه، وهو طويل رطبٌ أو يابس "صنع لحجرته سقفًا من الجريد". 

جَريدة [مفرد]: ج جرائدُ: صحيفة تصدر يوميًّا أو دوريًّا وتنقل إلى قُرَّائها الأخبار وما يجدّ في العالم من تطوّرات سياسيّة وأنباء اجتماعيّة ورياضيّة وعلميّة وغيرها من الموادّ "نُشِر له مقال في جريدة الأهرام- لقد صحّ ما قالته الجرائد" ° جريدة رسميَّة: تصدرها الحكومة وتنشر فيها القوانين- جريدة صباحيَّة: تصدر في الصَّباح- جريدة مسائيَّة: تصدر في المساء- جريدة ناطقة/ جريدة سينمائيَّة: تبثُّها الإذاعة أو السِّينما أو التَّلفزة، فيلم إخباريّ قصير- جريدة يوميَّة.
• جريدة الضَّبط: (قن) مجموعة الأوراق التي يضبط فيها كاتب المحكمة وقائع الدعوى. 

مُجرَّد [مفرد]:
1 - اسم مفعول من جرَّدَ ° الحقيقة المجرَّدة- العين المجرّدة/ بالعين المجرّدة: وحدها من غير استعمال أدوات أخرى كالمنظار- مجرَّد من الغرض والغاية: غير مُنحاز، لا مصلحة شخصيّة له- مجرَّدًا: بلا قيد ولا شرط- مَنطِقة مجرَّدة من السِّلاح: منزوع عنها السِّلاح.
2 - ما يُدرَك بالذِّهن دون الحواس "سياق/ رمز مُجرَّد" ° في المجرَّد: من دون الرجوع إلى الواقع الحسِّيّ.
3 - محض، صفة الشَّيء بصرف النظر عن المسند إليه "مجرَّد كلام/ صدفة/ هذيان- لاحقة لفظيّة مجرّدة" ° بمجرَّد أن/ بمجرَّد ما: حال أن، حالما.
• الاسم المجرَّد: (سف) صفة لما يُدرك بالذِّهن دون الحواسّ مثل إيمان، قوَّة، شباب.
• الفِعْل المجرَّد: (نح) ما كانت جميع حروفه أصليّة.
• الاستعارة المجرَّدة: (بغ) الاستعارة التي ذُكر فيها ما يلائم المشبّه بعد استيفاء القرينة. 
(ج ر د)

جَرَد الشَّيْء يجردُه جَرْدا، وجَرّده: قشره، قَالَ:

كأنّ فَدَاءها إذْ جرَّدوه ... وطافوا حوله سُلَك يتيمُ

ويروى: " حَرّدوه " بِالْحَاء، وَقد تقدم.

وَاسم مَا جَرَد مِنْهُ: الجُرَادة.

وجَرَد الجِلْدَ يَجْرُده جَرْداً: نزع عَنهُ الشّعْر.

وَكَذَلِكَ: جَرَّده، قَالَ طرفَة:

كسِبْت الْيَمَانِيّ قِدُّه لم يجرَّدِ وثوب جَرْد: خلق قد سقط زئبره.

وَقيل: هُوَ الَّذِي بَين الْجَدِيد والخلق.

وأثواب جُرُود، قَالَ كثير عزة:

فَلَا تبعدن تَحت الضَّرِيحة أعظمٌ ... رَميم وأثواب هُنَاكَ جُرودُ

وشملة جَرْدة: كَذَلِك، قَالَ الْهُذلِيّ:

وأشعثَ

بَوْشِىّ

أُحاحَه ... غداةَ إذٍ فِي جَرْدة متماحِل

وَقد جَرِد، وانجرد.

والجَرَد من الأَرْض: مَا لَا ينْبت.

وَمَكَان جَرْد، وأجردُ، وجَرِد: لَا نَبَات بِهِ.

وَأَرْض جرداء. وجَرِدة: كَذَلِك.

وَقد جرِدت جَرَدا.

وجَرَدها الْقَحْط.

وَسنة جارود: مقحطة.

وَرجل جارود: مشئوم، مِنْهُ كَأَنَّهُ يقشر قومه.

وجَرَدَ الرجل الْقَوْم يَجْرُدهم جَرْدا: سَأَلَهُمْ فمنعوه أَو اعطوه كارهين. وَقَوله:

لقد جَرَدَ الجارودُ بكرَ بن وَائِل

قيل: مَعْنَاهُ: شُئم عَلَيْهِم.

وَقيل: استأصل مَا عِنْدهم.

وَيَعْنِي بالجارود هُنَا: الجارودَ الْعَبْدي، وَله حَدِيث. وَقد صحب النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقتل بِفَارِس فِي عقبَة الطين. وَأَرْض جرداء: فضاء وَاسِعَة مَعَ قلَّة نبت.

وَرجل اجرد: لَا شعر عَلَيْهِ، وَفِي حَدِيث صفة أهل الْجنَّة: " جُرْد مُرْد مكحَّلون ".

وخد أجرد: كَذَلِك.

وَفرس أجرد: قصير الشّعْر.

وَقد جَرِد، وانجرد.

وَكَذَلِكَ: غَيره من الدَّوَابّ، وَذَلِكَ من عَلَامَات اعْتِقْ وَالْكَرم، وَقَوْلهمْ: أجرد القوائم إِنَّمَا يُرِيدُونَ اجرد شعر القوائم، قَالَ:

كَانَ قُتُودِي والفِتَان هوت بِهِ ... من الحُقْب جَرْداءُ الْيَدَيْنِ وثيق

وَقيل: الأجرد: الَّذِي رق شعره وَقصر، وَهُوَ مدح.

وتجرّد من ثَوْبه، وانجرد: تعرى.

سِيبَوَيْهٍ: انجرد لَيست للمطاوعة، إِنَّمَا هِيَ كفعلت. كَمَا أَن افْتقر كضعف.

وَقد جرّده من ثَوْبه.

وَحكى الْفَارِسِي عَن ثَعْلَب: جَرَّده من ثَوْبه، وجَرَّده إِيَّاه.

وَامْرَأَة بضَّة الجُرْدة، والمتجرِّد، والمتجرَّد، وَالْفَتْح أَكثر: أَي بضة عِنْد التجرُّد. فالمتجرَّد على هَذَا مصدر مثل هَذَا فلَان رجل حَرْب: أَي عِنْد الْحَرْب. وَمن قَالَ: بضة المتجردِ بِالْكَسْرِ أَرَادَ: الْجِسْم.

وجَرَّد السَّيْف من غمده: سَله.

وتجرَّدت السنبلة، وانجردت: خرجت من لفائفها.

وَكَذَلِكَ: النُّور عَن كمامه.

وانجردت الْإِبِل من اوبارها: إِذا سَقَطت عَنْهَا.

وجَرَّد الْكتاب والمحف: عراه من الضَّبْط والزيادات والفواتح، وَمِنْه قَول عبد الله بن مَسْعُود وَقد قَرَأَ عِنْده رجل فَقَالَ: " استعيذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم فَقَالَ: جرِّدوا الْقُرْآن ".

وتجرّد الْحمار: تقدم الأتن فَخرج عَنْهَا. وتجرّد الْفرس، وانجرد: تقدم الحلبة فَخرج مِنْهَا، وَلذَلِك قيل، نضا الفس الْخَيل: إِذا تقدمها، كَأَنَّهُ القاها عَن نَفسه كَمَا ينضو الْإِنْسَان ثَوْبه عَنهُ.

والأجرد: الَّذِي يسْبق الْخَيل وينجرد عَنْهَا لسرعته، عَن ابْن جني.

وَرجل مُجْرَد، بتَخْفِيف الرَّاء: اخْرُج من مَاله، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وتجرَّد الْعصير: سكن غليانه.

وخمر جَرْداء: متجرّدة من خثاراتها وأثفالها، عَن أبي حنيفَة، وانشد للطرماح:

فلمّا فُتَّ عَنْهَا الطّيِنُ فاحت ... وصَرَّح أجرد الحَجَرات صافِي

وتجرَّد للامر: جَدّ فِيهِ.

وَكَذَلِكَ: تجرّد فِي سيره، وانجرد، وَلذَلِك قَالُوا: شمر فِي سيره.

وانجرد بِهِ السّير: امْتَدَّ وَطَالَ.

والجَرَاد: مَعْرُوف، قَالَ أَبُو عبيد: قيل: هُوَ سروة ثمَّ دباً ثمَّ غوغاء ثمَّ خيفان ثمَّ كتفان ثمَّ جَراد.

وَقيل: الْجَرَاد: الذّكر، والجرادة: الْأُنْثَى، وَمن كَلَامهم: " رَأَيْت جَرَادًا على جَرَادَة " كَقَوْلِهِم: " رَأَيْت نعاما على نعَامَة " قَالَ الْفَارِسِي: وَذَلِكَ مَوْضُوع على مَا يُحَافِظُونَ عَلَيْهِ، ويتركون غَيره بالغالب إِلَيْهِ من إِلْزَام الْمُؤَنَّث الْعَلامَة المشعرة بالتانيث وَإِن كَانَ أَيْضا غير ذَلِك من كَلَامهم وَاسِعًا كثيرا، يَعْنِي الْمُؤَنَّث الَّذِي لَا عَلامَة فِيهِ، كَالْعَيْنِ وَالْقدر والعناق، والمذكر الَّذِي فِيهِ عَلامَة التَّأْنِيث كالحمامة والحية.

قَالَ أَبُو حنيفَة: قَالَ الْأَصْمَعِي: إِذا اصْفَرَّتْ الذُّكُور واسودت الْإِنَاث ذهب عَنهُ الْأَسْمَاء إِلَّا الْجَرَاد يَعْنِي أَنَّهَا اسْم لَا يفارقها.

وَذهب أَبُو عبيد فِي الْجَرَاد إِلَى انه آخر اسمائه كَمَا تقدم.

وجَرَدَ الجرادُ الأَرْض يَجْرُدها جَرْدا: احتنك مَا عَلَيْهَا من النَّبَات فَلم يبْق مِنْهُ شَيْئا. وَقيل: إِنَّمَا سمي جَرَادًا بذلك.

فَأَما مَا حَكَاهُ أَبُو عبيد من قَوْلهم: أر مجرودة: من الْجَرَاد، فَالْوَجْه عِنْدِي: أَن تكون " مفعولة " من جردها الْجَرَاد، كَمَا تقدم. وَالْآخر: أَن يَعْنِي بهَا كَثْرَة الْجَرَاد: كَمَا قَالُوا: أَرض موحوشة: كَثِيرَة الْوَحْش، فَيكون على صِيغَة " مفعول " من غير فعل إِلَّا بِحَسب التَّوَهُّم؛ كَأَنَّهُ جردت الأَرْض: أَي حدث فِيهَا الْجَرَاد أَو كَأَنَّهَا رميت بذلك.

فَأَما الجرادة: اسْم فرس عبد الله بن شُرَحْبِيل فَإِنَّمَا سميت بِوَاحِد الْجَرَاد على التَّشْبِيه لَهَا بهَا، كَمَا سَمَّاهَا بَعضهم خَيْفانة.

وجَرِد الرجل جَرَدا، فَهُوَ جَرِد شرى جلده عَن أكل الْجَرَاد.

وجُرِد، بِصِيغَة مَا لم يسم فَاعله: شكا بَطْنه عَن أكل الْجَرَاد.

وجُرِد الزَّرْع: أَصَابَهُ الْجَرَاد.

وَمَا ادري أَي الْجَرَاد عاره: أيْ أيُّ النَّاس ذهب بِهِ.

وجرادة: اسْم امْرَأَة ذكرُوا أَنَّهَا غنت رجَالًا بَعثهمْ عَاد إِلَى الْبَيْت يستسقون فألهتهم عَن ذَلِك، وَإِيَّاهَا عَنى ابْن مقبل بقوله:

سِحْرا كَمَا سَحَرت جَرَادةُ شَرْبها ... بغرور أَيَّام وَلَهو ليالِ

والجرادتان: مغنيتان للنعمان.

وخيل جَرِيدة: لَا رجالة فِيهَا.

والجَرِيدة: سعفة طَوِيلَة رطبَة، قَالَ الْفَارِسِي: هِيَ رطبَة سعفة ويابسة جَرِيدَة.

وَقيل: الجَرِيدة للنخلة كالقضيب للشجرة.

وَذهب بَعضهم إِلَى اشتقاق الجريدة، فَقَالَ: هِيَ السعفة الَّتِي تقشر من خوصها كَمَا يقشر الْقَضِيب من ورقه.

وَالْجمع: جَرِيد، وجرائد.

وَقيل: الجريدة: السعفة مَا كَانَت. بلغَة أهل الْحجاز.

وَقيل: الجريد اسْم وَاحِد كالقضيب.

وَالصَّحِيح: أَن الجريد جمع: جَرِيدَة كشعير وشعيرة.

وَيَوْم جَرِيد، وأجرد: تَامّ، وَكَذَلِكَ: الشَّهْر عَن ثَعْلَب.

وَمَا رَأَيْته مذ أجْردان، وجَرِيدان يُرِيد: يَوْمَيْنِ أَو شَهْرَيْن.

والمجرَّد، والجُرْدان: الْقَضِيب من ذَوَات الْحَافِر.

وَقيل: هُوَ الذّكر معموما بِهِ.

وَقيل: هُوَ فِي الْإِنْسَان أصل، وَفِيمَا سواهُ مستعار، قَالَ جرير: إِذا روِين على الْخِنْزِير من سَكَرٍ ... نادين يَا أعظم القِسّين جُرْدانا

وَالْجمع: جرادين.

والجَرَد فِي الدَّوَابّ: عيب مَعْرُوف، وَقد حكيت بِالذَّالِ.

وَالْفِعْل مِنْهُ: جَرِد جَرَدا.

والإجْرِد نبت يدل على الكمأة، واحدته: إجْرِدة، قَالَ:

جنيتها من مُجتَنًى عويصٍ

من منبِت الإجرِدِّ والقَصِيصِ

وجُرَاد، وجَرَاد، وجُرَادي: أَسمَاء مَوَاضِع، وَمِنْه قَول بعض الْعَرَب: تركت جُرَادا كَأَنَّهَا نعَامَة باركة.

والجُرَاد، والجُرَادة: اسْم رَملَة باعلى الْبَادِيَة.

والجارد، وأُجارد: موضعان أَيْضا.

وجارود، والجارود، والمُجَرَّد: أَسمَاء رجال.

ودراب جِرْد: مَوضِع، فَأَما قَول سِيبَوَيْهٍ: فدراب جرد كدجاجة، ودراب حردين كدجاجتين فَإِنَّهُ لم يرد أَن هُنَالك دراب جِرْدَينِ، وَإِنَّمَا يُرِيد أَن جِرْد بِمَنْزِلَة الْهَاء فِي دجَاجَة، فَكَمَا تَجِيء بِعلم التَّثْنِيَة بعد الْهَاء فِي قَوْلك: دجاجتين كَذَلِك تَجِيء بِعلم التَّثْنِيَة بعد جرد، وَإِنَّمَا هُوَ تَمْثِيل من سِيبَوَيْهٍ لَا أَن دراب جِرْدَين مَعْرُوف.

جرد: جَرَدَ الشيءَ يجرُدُهُ جَرْداً وجَرَّدَهُ: قشَره؛ قال:

كأَنَّ فداءَها، إِذْ جَرَّدُوهُ

وطافوا حَوْله، سُلَكٌ يَتِيمُ

ويروى حَرَّدُوهُ، بالحاء المهملة وسيأْتي ذكره. واسمُ ما جُرِدَ منه:

الجُرادَةُ. وجَرَدَ الجِلْدَ يَجْرُدُه جَرْداً: نزع عنه الشعر، وكذلك

جَرَّدَه؛ قال طَرَفَةُ:

كسِبْتِ اليماني قِدُّهُ لم يُجَرَّدِ

ويقال: رجل أَجْرَدُ لا شعر عليه.

وثَوْبٌ جَرْدٌ: خَلَقٌ قد سَقَطَ زِئْبِرُهُ، وقيل: هو الذي بين الجديد

والخَلَق؛ قال الشاعر:

أَجَعَلْتَ أَسْعَدَ للرِّماحِ دَرِيئَةً؟

هَبِلَتْكَ أُمُّكَ أَيَّ جَرْدٍ تَرْقَعُ؟

أَي لا تَرْقَع الأَخْلاق وتَتركْ أَسعدَ قد خَرَّقته الرماح فأَيُّ...

تُصِلحُ

(* قوله «فأيِّ تصلح» كذا بنسخة الأصل المنسوبة إلى المؤلف ببياض

بين أيّ وتصلح ولعل المراد فأي أمر أو شأن أو شعب أو نحو ذلك.)

بَعْدَهُ. والجَرْدُ: الخَلَقُ من الثياب، وأَثْوابٌ جُرُودٌ؛ قال كُثَيِّرُ

عزة:فلا تَبْعَدَنْ تَحْتَ الضَّريحةِ أَعْظُمٌ

رَميمٌ، وأَثوابٌ هُناكَ جُرودُ

وشَمْلَةٌ جَرْدَةٌ كذلك؛ قال الهذلي:

وأَشْعَثَ بَوْشِيٍّ، شَفَيْنا أُحاحَهُ

غَدَاتَئِذٍ، في جَرْدَةٍ، مُتَماحِلِ

بَوْشِيٌّ: كثير العيال. متماحِلٌ: طويل: شفينا أُحاحَهُ أَي قَتَلْناه.

والجَرْدَةُ، بالفتح: البُرْدَةُ المُنْجَرِدَةُ الخَلَقُ.

وانْجَرَدَ الثوبُ أَي انسَحَق ولانَ، وقد جَرِدَ وانْجَرَدَ؛ وفي حديث

أَبي بكر، رضي الله عنه: ليس عندنا من مال المسلمين إِلاَّ جَرْدُ هذه

القَطِيفَةِ أَي التي انجَرَدَ خَمَلُها وخَلَقَتْ. وفي حديث عائشة، رضوان

الله عليها: قالت لها امرأَة: رأَيتُ أُمي في المنام وفي يدها شَحْمَةٌ

وعلى فَرْجِها جُرَيْدَةٌ، تصغير جَرْدَة، وهي الخِرْقة البالية.

والجَرَدُ من الأَرض: ما لا يُنْبِتُ، والجمع الأَجاردُ. والجَرَدُ: فضاءٌ لا

نَبْتَ فيه، وهذا الاسم للفضاء؛ قال أَبو ذؤيب يصف حمار وحش وأَنه يأْتي

الماء ليلاً فيشرب:

يَقْضِي لُبَانَتَهُ بالليلِ، ثم إِذا

أَضْحَى، تَيَمَّمَ حَزْماً حَوْلهُ جَرَدُ

والجُرْدَةُ، بالضم: أَرض مسْتوية متجرِّدة. ومكانٌ جَرْدٌ وأَجْرَدُ

وجَرِدٌ، لا نبات به، وفضاءٌ أَجْرَدُ. وأَرض جَرْداءُ وجَرِدَةٌ، كذلك،

وقد جَرِدَتْ جَرَداً وجَرَّدَها القحطُ تَجْريداً. والسماءُ جَرْداءُ إِذا

لم يكن فيها غَيْم من صَلَع. وفي حديث أَبي موسى: وكانت فيها أَجارِدُ

أَمْسَكَتِ الماءَ أَي مواضعُ منْجَرِدَة من النبات؛ ومنه الحديث:

تُفْتَتحُ الأَريافُ فيخرج إِليها الناسُ، ثم يَبْعَثُون إِلى أَهاليهم إِنكم في

أَرض جَرَديَّة؛ قيل: هي منسوبة إِلى الجَرَدِ، بالتحريك، وهي كل أَرض

لا نبات بها. وفي حديث أَبي حَدْرَدٍ: فرميته على جُرَيداءِ مَتْنِهِ أَي

وسطه، وهو موضع القفا المنْجَرِد عن اللحم تصغيرُ الجَرْداء.

وسنة جارودٌ: مُقْحِطَةٌ شديدة المَحْلِ. ورجلٌ جارُودٌ: مَشْو ومٌ،

منه، كأَنه يَقْشِر قَوْمَهُ. وجَرَدَ القومَ يجرُدُهُم جَرْداً: سأَلهم

فمنعوه أَو أَعطَوْه كارهين. والجَرْدُ، مخفف: أَخذُك الشيءَ عن الشيءِ

حَرْقاً وسَحْفاً، ولذلك سمي المشؤوم جاروداً، والجارودُ العَبْدِيُّ: رجلٌ

من الصحابة واسمه بِشْرُ بنُ عمرو من عبد القيس، وسمي الجارودَ لأَنه

فَرَّ بِإِبِلِه إِلى أَخواله من بني شيبان وبإِبله داء، ففشا ذلك الداء في

إِبل أَخواله فأَهلكها؛ وفيه يقول الشاعر:

لقد جَرَدَ الجارودُ بكرَ بنَ وائِلِ

ومعناه: شُئِمَ عليهم، وقيل: استأْصل ما عندهم. وللجارود حديث، وقد صحب

النبي، صلى الله عليه وسلم، وقتل بفارس في عقبة الطين. وأَرض جَرْداءُ:

فضاء واسعة مع قلة نبت. ورجل أَجْرَدُ: لا شعر على جسده. وفي صفته، صلى

الله عليه وسلم: أَنه أَجرَدُ ذو مَسْرَبةٍ؛ قال ابن الأَثير: الأَجرد الذي

ليس على بدنه شعر ولم يكن، صلى الله عليه وسلم، كذلك وإِنما أَراد به

أَن الشعر كان في أَماكن من بدنه كالمسربة والساعدين والساقين، فإِن ضدَّ

الأَجْرَد الأَشعرُ، وهو الذي على جميع بدنه شعر. وفي حديث صفة أَهل

الجنة: جُرْذ مُرْدٌ مُتَكَحِّلون، وخَدٌّ أَجْرَدُ، كذلك. وفي حديث أَنس:

أَنه أَخرج نعلين جَرْداوَيْن فقال: هاتان نعلا رسول الله، صلى الله عليه

وسلم، أَي لا شعر عليهما. والأَجْرَدُ من الخيلِ والدوابِّ كلِّها: القصيرُ

الشعرِ حتى يقال إِنه لأَجْرَدُ القوائم. وفرس أَجْرَدُ: قصير الشعر،

وقد جَرِدَ وانْجَرَدَ، وكذلك غيره من الدواب وذلك من علامات العِتْق

والكَرَم؛ وقولهم: أَجردُ القوائم إِنما يريدون أَجردُ شعر القوائم؛

قال:كأَنَّ قتودِي، والقِيانُ هَوَتْ به

من الحَقْبِ، جَردَاءُ اليدين وثيقُ

وقيل: الأَجردُ الذي رقَّ شعره وقصر، وهو مدح. وتَجَرَّد من ثوبه

وانجَرَدَ: تَعرَّى. سيبويه: انجرد ليست للمطاوعة إِنما هي كَفَعَلْتُ كما

أَنَّ افتَقَرَ كضَعُفَ، وقد جَرَّده من ثوبه؛ وحكى الفارسيُّ عن ثعلب:

جَرَّدهُ من ثوبه وجرَّده إِياه. ويقال أَيضاً: فلان حسنُ الجُرْدةِ

والمجرَّدِ والمتجرَّدِ كقولك حَسَنُ العُريةِ والمعَرّى، وهما بمعنى.

والتجريدُ: التعرية من الثياب. وتجريدُ السيف: انتضاؤه. والتجريدُ:

التشذيبُ. والتجرُّدُ: التعرِّي. وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: أَنه كان

أَنورَ المتجرِّدِ أَي ما جُرِّدَ عنه الثياب من جسده وكُشِف؛ يريد أَنه كان

مشرق الجسد. وامرأَة بَضَّةُ الجُرْدةِ والمتجرَّدِ والمتجرَّدِ، والفتح

أَكثر، أَي بَضَّةٌ عند التجرُّدِ، فالمتجرَّدِ على هذا مصدر؛ ومثل هذا

فلان رجلُ حرب أَي عند الحرب، ومن قال بضة المتجرِّد، بالكسر، أَراد

الجسمَ. التهذيب: امرأَةٌ بَضَّةُ المتجرَّدِ إِذا كانت بَضَّةَ البَشَرَةِ

إِذا جُرِّدَتْ من ثوبها.

أَبو زيد: يقال للرجل إِذا كان مُسْتَحْيياً ولم يكن بالمنبسِطِ في

الظهور: ما أَنتَ بمنجَرِدِ السِّلْكِ.

والمتجرِّدةُ: اسم امرأَةِ النعمانِ بن المنذِر ملك الحَيرةِ. وفي حديث

الشُّراةِ: فإِذا ظهروا بين النَّهْرَينِ لم يُطاقوا ثم يَقِلُّون حتى

يكون آخرهُم لُصوصاً جرَّادين أَي يُعْرُون الناسَ ثيابهم ويَنْهَبونها؛

ومنه حديث الحجاج؛ قال الأَنس: لأُجَرِّدَنَّك كما يُجَرِّدُ الضبُّ أَي

لأَسْلُخَنَّك سلخَ الضبِّ، لأَنه إِذا شوي جُرَّدَ من جلده، ويروى:

لأَجْرُدَنَّك، بتخفيف الراء.

والجَرْدُ: أَخذ الشيء عن الشيء عَسْفاً وجَرْفاً؛ ومنه سمي الجارودُ

وهي السنة الشديدة المَحْل كأَنها تهلك الناس؛ ومنه الحديث: وبها سَرْحةٌ

سُرَّ تحتَها سبعون نبيّاً لم تُقْتَلْ ولم تُجَرَّدْ أَي لم تصبها آفة

تهلك ثَمرها ولا ورقها؛ وقيل: هو من قولهم جُرِدَتِ الأَرضُ، فهي مجرودة

إِذا أَكلها الجرادُ.

وجَرَّدَ السيفَ من غِمْدِهِ: سَلَّهُ. وتجرَّدَتِ السنبلة وانجَرَدَتْ:

خرجت من لفائفها، وكذلك النَّورُ عن كِمامِهِ. وانجردت الإِبِلُ من

أَوبارها إِذا سقطت عنها. وجَرَّدَ الكتابَ والمصحفَ: عَرَّاه من الضبط

والزيادات والفواتح؛ ومنه قول عبدالله بن مسعود وقد قرأَ عنده رجل فقال

أَستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، فقال: جَرِّدوا القرآنَ لِيَرْبُوَ فيه

صغيركم ولا يَنْأَى عنه كبيركم، ولا تَلبِسوا به شيئاً ليس منه؛ قال ابن

عيينة: معناه لا تقرنوا به شيئاً من الأَحاديث التي يرويها أَهل الكتاب ليكون

وحده مفرداً، كأَنه حثَّهم على أَن لا يتعلم أَحد منهم شيئاً من كتب الله

غيره، لأَن ما خلا القرآن من كتب الله تعالى إِنما يؤخذ عن اليهود

والنصارى وهم غير مأْمونين عليها؛ وكان إِبراهيم يقول: أَراد بقوله جَرِّدوا

القرآنَ من النَّقْط والإِعراب والتعجيم وما أَشبهها، واللام في ليَرْبُوَ

من صلة جَرِّدوا، والمعنى اجعلوا القرآن لهذا وخُصُّوه به واقْصُروه

عليه، دون النسيان والإِعراض عنه لينشأَ على تعليمه صغاركم ولا يبعد عن

تلاوته وتدبره كباركم.

وتجرَّدَ الحِمارُ: تقدَّمَ الأُتُنَ فخرج عنها. وتجَرَّدَ الفرسُ

وانجرَدَ: تقدَّم الحَلْبَةَ فخرج منها ولذلك قيل: نَضَا الفرسُ الخيلَ إِذا

تقدّمها، كأَنه أَلقاها عن نفسه كما ينضو الإِنسانُ ثوبَه عنه.

والأَجْرَدُ: الذي يسبق الخيلَ ويَنْجَرِدُ عنها لسرعته؛ عن ابن جني. ورجلٌ

مُجْرَد، بتخفيف الراء: أُخْرِجَ من ماله؛ عن ابن الأَعرابي. وتجَرَّدَ العصير:

سكن غَلَيانُه. وخمرٌ جَرداءُ: منجردةٌ من خُثاراتها وأَثفالها؛ عن أَبي

حنيفة؛ وأَنشد للطرماح:

فلما فُتَّ عنها الطينُ فاحَتْ،

وصَرَّح أَجْرَدُ الحَجَراتِ صافي

وتجَرَّدَ للأَمر: جَدَّ فيه، وكذلك تجَرَّد في سيره وانجَرَدَ، ولذلك

قالوا: شَمَّرَ في سيره. وانجرَدَ به السيرُ: امتَدَّ وطال؛ وإِذا جَدَّ

الرجل في سيره فمضى يقال: انجرَدَ فذهب، وإِذا أَجَدَّ في القيام بأَمر

قيل: تجَرَّد لأَمر كذا، وتجَردَّ للعبادة؛ وروي عن عمر: تجرَّدُوا بالحج

وإِن لم تُحرِموا. قال إِسحق بن منصور: قلت لأَحمد ما قوله تجَرَّدوا

بالحج؟ قال: تَشَبَّهوا بالحاج وإِن لم تكونوا حُجَّاجاً، وقال إِسحق بن

إِبراهيم كما قال؛ وقال ابن شميل: جَرَّدَ فُلانٌ الحَجَّ وتجَرَّدَ بالحج

إِذا أَفرده ولم يُقْرِنْ.

والجرادُ: معروف، الواحدةُ جَرادة تقع على الذكر والأُنثى. قال الجوهري:

وليس الجرادُ بذكر للجرادة وإِنما هو اسم للجنس كالبقر والبقرة والتمر

والتمرة والحمام والحمامة وما أَشبه ذلك، فحقُّ مذكره أَن لا يكون مؤنثُه

من لفظه لئلا يلتبس الواحدُ المذكرُ بالجمع؛ قال أَبو عبيد: قيل هو

سِرْوَةٌ ثم دبى ثم غَوْغاءُ ثم خَيْفانٌ ثم كُتْفانُ ثم جَراد، وقيل: الجراد

الذكر والجرادة الأُنثى؛ ومن كلامهم: رأَيت جَراداً على جَرادةٍ كقولهم:

رأَيت نعاماً على نعامة؛ قال الفارسي: وذلك موضوعٌ على ما يحافظون عليه،

ويتركون غيرَه بالغالب إِليه من إِلزام المؤَنث العلامةَ المشعرةَ

بالتأْنيث، وإِن كان أَيضاً غير ذلك من كلامهم واسعاً كثيراً، يعني المؤَنث

الذي لا علامة فيه كالعين والقدْر والعَناق والمذكر الذي فيه علامةُ

التأْنيث كالحمامة والحَيَّة؛ قال أَبو حنيفة: قال الأَصمعي إِذا اصفَرَّت

الذكورُ واسودت الإِناثُ ذهب عنه الأَسماء إِلا الجرادَ يعني أَنه اسم لا

يفارقها؛ وذهب أَبو عبيد في الجراد إِلى أَنه آخر أَسمائه كما تقدم. وقال

أَعرابي: تركت جراداً كأَنه نعامة جاثمة.

وجُردت الأَرضُ، فهي مجرودةٌ إِذا أَكل الجرادُ نَبْتَها. وجَرَدَ

الجرادُ الأَرضَ يَجْرُدُها جَرْداً: احْتَنَكَ ما عليها من النبات فلم يُبق

منه شيئاً؛ وقيل: إِنما سمي جَراداً بذلك؛ قال ابن سيده: فأَما ما حكاه

أَبو عبيد من قولهم أَرضٌ مجرودةٌ، من الجراد، فالوجه عندي أَن يكون

مفعولةً من جَرَدَها الجرادُ كما تقدم، وللآخر أَن يعني بها كثرةَ الجراد، كما

قالوا أَرضٌ موحوشةٌ كثيرةُ الوحش، فيكون على صيغة مفعول من غير فعل إِلا

بحسب التوهم كأَنه جُردت الأَرض أَي حدث فيها الجراد، أَو كأَنها

رُميَتْ بذلك، فأَما الجرادةُ اسم فرس عبدالله بن شُرَحْبيل، فإِنما سميت بواحد

الجراد على التشبيه لها بها، كما سماها بعضهم خَيْفانَةً. وجَرادةُ

العَيَّار: اسم فرس كان في الجاهلية. والجَرَدُ: أَن يَشْرَى جِلْدُ الإِنسان

من أَكْلِ الجَرادِ. وجُردَ الإِنسانُ، بصيغة ما لم يُسَمَّ فاعلهُ،

إِذا أَكل الجرادَ فاشتكى بطنَه، فهو مجرودٌ. وجَرِدَ الرجلُ، بالكسر،

جَرَداً، فهو جَرِدٌ: شَرِيَ جِلْدُه من أَكل الجرادِ. وجُرِدَ الزرعُ: أَصابه

الجرادُ. وما أَدري أَيُّ الجرادِ عارَه أَي أَيُّ الناس ذهب به. وفي

الصحاح: ما أَدري أَيُّ جَرادٍ عارَه.

وجَرادَةُ: اسمُ امرأَةٍ ذكروا أَنها غَنَّتْ رجالاً بعثهم عاد إِلى

البيت يستسقون فأَلهتهم عن ذلك؛ وإِياها عنى ابن مقبل بقوله:

سِحْراً كما سَحَرَــتْ جَرادَةُ شَرْبَها،

بِغُرورِ أَيامٍ ولَهْوِ ليالِ

والجَرادَتان: مغنيتان للنعمان؛ وفي قصة أَبي رغال: فغنته الجرادَتان.

التهذيب: وكان بمكة في الجاهلية قينتان يقال هما الجرادتان مشهورتان بحسن

الصوت والغناء.

وخيلٌ جريدة: لا رَجَّالَةَ فيها؛ ويقال: نَدَبَ القائدُ جَريدَةً من

الخيل إِذا لم يُنْهِضْ معهم راجلاً؛ قال ذو الرمة يصف عَيْراً

وأُتُنَه:يُقَلِّبُ بالصَّمَّانِ قُوداً جَريدةً،

تَرامَى به قِيعانُهُ وأَخاشِبُه

قال الأَصمعي: الجَريدةُ التي قد جَرَدَها من الصِّغار؛ ويقال: تَنَقَّ

إِبلاً جريدة أَي خياراً شداداً. أَبو مالك: الجَريدةُ الجماعة من

الخيل.والجاروديَّةُ: فرقة من الزيدية نسبوا إِلى الجارود زياد بن أَبي

زياد.ويقال: جَريدة من الخيل للجماعة جردت من سائرها لوجه. والجَريدة: سَعفة

طويلة رطبة؛ قال الفارسي: هي رطبةً سفعةٌ ويابسةً جريدةٌ؛ وقيل: الجريدة

للنخلة كالقضيب للشجرة، وذهب بعضهم إِلى اشتقاق الجريدة فقال: هي السعفة

التي تقشر من خوصها كما يقشر القضيب من ورقه، والجمع جَريدٌ وجَرائدُ؛

وقيل: الجريدة السعَفة ما كانت، بلغة أَهل الحجاز؛ وقيل: الجريد اسم واحد

كالقضيب؛ قال ابن سيده: والصحيح أَن الجريد جمع جريدة كشعير وشعيرة، وفي

حديث عمر: ائْتني بجريدة. وفي الحديث: كتب القرآن في جَرائدَ، جمع جريدة؛

الأَصمعي: هو الجَريد عند أَهل الحجاز، واحدته جريدة، وهو الخوص

والجردان. الجوهري: الجريد الذي يُجْرَدُ عنه الخوص ولا يسمى جريداً ما دام عليه

الخوص، وإِنما يسمى سَعَفاً.

وكل شيء قشرته عن شيء، فقد جردته عنه، والمقشور: مجرود، وما قشر عنه:

جُرادة.

وفي الحديث: القلوب أَربعة: قلب أَجرَدُ فيه مثلُ السراج يُزْهِرُ أَي

ليس فيه غِلٌّ ولا غِشٌّ، فهو على أَصل الفطرة فنور الإِيمان فيه يُزهر.

ويومٌ جَريد وأَجْرَدُ: تامّ، وكذلك الشهر؛ عن ثعلب. وعامٌ جَريد أَي

تامّ. وما رأَيته مُذْ أَجْرَدانِ وجَريدانِ ومُذْ أَبيضان: يريدُ يومين

أَو شهرين تامين.

والمُجَرَّدُ والجُردانُ، بالضم: القضيب من ذوات الحافر؛ وقيل: هو الذكر

معموماً به، وقيل هو في الإِنسان أَصل وفيما سواه مستعار؛ قال جرير:

إِذا رَوِينَ على الخِنْزِير من سَكَرٍ،

نادَيْنَ: يا أَعظَمَ القِسَّين جُرْدانا

الجمع جَرادين.

والجَرَدُ في الدواب: عيب معروف، وقد حكيت بالذال المعجمة، والفعل منه

جَرِدَ جَرَداً. قال ابن شميل: الجَرَدُ ورم في مؤَخر عرقوب الفرس يعظم

حتى يمنعَه المشيَ والسعيَ؛ قال أَبو منصور: ولم أَسمعه لغيره وهو ثقة

مأْمون.

والإِجْرِدُّ: نبت يدل على الكمأَة، واحدته إِجْرِدَّةٌ؛ قال:

جَنَيْتُها من مُجْتَنىً عَويصِ،

من مَنْبِتِ الإِجْرِدِّ والقَصيصِ

النضر: الإِجْرِدُّ بقل يقال له حب كأَنه الفلفل، قال: ومنهم من يقول

إِجْرِدٌ، بتخفيف الدال، مثل إِثمد، ومن ثقل، فهو مثل الإِكْبِرِّ، يقال:

هو إِكْبِرُّ قومه.

وجُرادُ: اسم رملة في البادية. وجُراد وجَراد وجُرادَى: أَسماء مواضع؛

ومنه قول بعض العرب: تركت جَراداً كأَنها نعامة باركة. والجُراد

والجُرادة: اسم رملة بأَعلى البادية. والجارد وأُجارد، بالضم: موضعان أَيضاً،

ومثله أُباتر. والجُراد: موضع في ديار تميم. يقال: جَرَدُ القَصِيم والجارود

والمجرد وجارود أَسماء رجال. ودَرابُ جِرْد: موضع. فأَما قول سيبويه:

فدراب جرد كدجاجة ودراب جردين كدجاجتين فإِنه لم يرد أَن هنالك دراب

جِرْدين، وإِنما يريد أَن جِرْد بمنزلة الهاء في دجاجة، فكما تجيء بعلم التثنية

بعد الهاء في قولك دجاجتين كذلك تجيء بعلم التثنية بعد جرد، وإِنما هو

تمثيل من سيبويه لا أَن دراب جردين معروف؛ وقول أَبي ذؤيب:

تدلَّى عليها بين سِبٍّ وخَيْطَةٍ

بِجَرْداءَ، مِثْلِ الوَكْفِ يَكْبُو عُرابُها

يعني صخرة ملساء؛ قال ابن بري يصف مشتاراً للعسل تدلى على بيوت النحل.

والسبّ: الحبل. والخيطة: الوتد. والهاء في قوله عليها تعود على النحل.

وقوله: بجرداء يريد به صخرة ملساء كما ذكر. والوكف: النطع شبهها به

لملاستها، ولذلك قال: يكبو غرابها أَي يزلق الغراب إِذا مشى عليها؛ التهذيب: قال

الرياشي أَنشدني الأَصمعي في النون مع الميم:

أَلا لها الوَيْلُ على مُبين،

على مبين جَرَدِ القَصِيم

قال ابن بري: البيت لحنظلة بن مصبح، وأَنشد صدره:

يا رِيَّها اليومَ على مُبين

مبين: اسم بئر، وفي الصحاح: اسم موضع ببلاد تميم.

والقَصِيم: نبت.

والأَجاردة من الأَرض: ما لا يُنْبِتُ؛ وأَنشد في مثل ذلك:

يطعُنُها بخَنْجَرٍ من لحم،

تحت الذُّنابى في مكانٍ سُخْن

وقيل: القَصيم موضع بعينه معروف في الرمال المتصلة بجبال الدعناء. ولبن

أَجْرَدُ: لا رغوة له؛ قال الأَعشى:

ضَمِنَتْ لنا أَعجازَه أَرماحُنا،

مِلءَ المراجِلِ، والصريحَ الأَجْرَدا

جرد
: (الجَرَدُ، محرّكَةً: فَضَاءٌ لَا نباتَ فِيهِ) . قَالَ أَبو ذُؤَيب يَصف حِماراً وأَنّه يأْتِي الماءَ ويَشرَبُ لَيْلاً:
يَقْضِي لُبَانَتَه باللَّيْل ثُمَّ إِذَا
أَضْحَى تَيَمَّمَ حَزْماً حَوْلَه جَرَدُ
وَمن المَجاز (مَكَانٌ جَرْدٌ) ، تَسمية بِالْمَصْدَرِ، (وأَجْرَدُ وجَرِدٌ) ، ككتِفَ: لَا نَبَاتَ بِهِ. جَرِدَ الفَضاءُ (كفَرِحَ) جَرَداً. (وأَرْضٌ جَرْدَاءُ وجَرِدَةٌ، كفَرِحَة) كذالك. وَقد جَرِدَت جَرَداً. وجمْع الأَجْردِ الأَجارِدُ، وَقد جاءَ ذِكْره فِي الحَدِيث. (و) قد (جَرَدَهَا القَحْطُ) جَرْداً، هاكذا ضبطَ فِي سَائِر النُّسخ، وَالصَّوَاب جَرّدَها تجريداً، كَمَا فِي (اللِّسَان) وَغَيره.
(وسَنَةٌ جَارُودٌ) : مُقْحِطة شديدةُ المَحْلِ، كأَنَّهَا تُهلِك النّاسَ، وَهُوَ مَجَازٌ. وكذالك الجارودَة.
(وجَرَدَه) ، أَي الشيْءَ يَجرُده جَرْداً (وجَرَّدَه) تَجريداً (: قَشَرَه) . قَالَ:
كأَنّ فَدَاءَها إِذْ جَرَّدُوهُ
وطَافُوا حَولَهُ سُلَكٌ يَتيمُ
ويروى (حَرَّدوه) ، بالحاءِ الْمُهْملَة وسيأْتي.
(و) جَرَدَ (الجِلْدَ) يَجْرُدُه جَرْداً: (نَزَعَ) عَنهُ (شَعَرَه) ، وكذالك جَرَّده تَجريداً. قَالَ طَرفةُ:
كسِبْتِ اليَمَانِي شَعْرُه لم يُجَرَّدِ
(و) جَرَدَ (القَومَ) يَجْرُدهم جَرْداً (سَأَلَهُمْ فمَنَعُوه، أَو أَعْطَوْه كارِهينَ. و) جَرَدَ (زَيْداً من ثَوْبهِ: عَرَّاه) ، كجَرّده تجريداً. وحكَى الفارسيّ عَن ثَعْلَب: جَرَّده من ثَوبه وجَرّده إِيّاه، (فتجَرَّدَ وانْجَرَدَ) لَيست للمطاوَعة إِنَّمَا هِيَ كفَعَلْتُ.
(و) جَرَدَ القُطْنَ: حَلَجَه) ، نَقله الصاغانيّ.
(و) من الْمجَاز: (ثَوْبٌ جَرْدٌ) ، أَي (خَلَقٌ) قد سقَط زِئْبِرُه، وَقيل هُوَ الَّذِي بَين الجَدِيد والخَلَق.
(و) من الْمجَاز: (رجُلٌ أَجْرَدُ: لَا شَعرَ عَلَيْهِ) ، أَي على جَسَدِه. وَفِي صِفته صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَنه (أَجْرَدُ ذُو مَسْرَبة) قَالَ ابْن الأَثير: الأَجرَدُ الّذي لَيْسَ على بَدَنِه شَعرٌ، وَلم يكن صلى الله عَلَيْهِ وسلمكذالك وإِنَّمَا أَراد بِهِ أَنَّ الشَّعرَ كمان فِي أَماكنَ من بَدَنِه كالمَسْرَبة والسَّاعدينِ والسَّاقَين، فإِنَّ ضِدَّ الأَجردِ الأَشعرُ، وَهُوَ الّذي على جَمِيع بَدَنِه شَعرٌ. وَفِي حَدِيث صِفة أَهل الجَنّة (جُرْدٌ مُرْدٌ متكَحِّلون) . (و) من المَجاز: (فَرَسٌ أَجْرَدُ) وكذالك غَيره من الدّوابّ: (قَصيرِ الشَّعرِ) ، وَزَاد بعضُهم: (رَقِيقُه) . وَقد (جَرِدَ، كفَرِحَ، وانجَرَدَ) . وذالك من علاماتِ العِتْق والكرَمِ. وقَولهم أَجْرَدُ القوائِمِ، وإِنَّمَا يُريدونَ أَجْرَدَ شَعرِ القوائمِ، قَالَ:
كأَنّ قُتُودي والقِيانُ هَوَتْ بهِ
من الحَقْبِ جَرداءُ اليَديْن وَثِيقُ
(و) تَجرَّدَ الفَرسُ وانجَردَ: تَقدَّمَ الحَلْبةَ فخرَجَ مِنْهَا، ولذالك قيل نَضَا الفَرسُ الخَيلَ، إِذا تقدّمَها، كأَنّه أَلقاها عَن نَفْسِه كَمَا يَنضُو الإِنسانُ ثَوْبَهُ عَنهُ.
و (الأَجْرَدُ: السَّبَّاقِ) ، أَي الّذي يَسبِق الخَيلَ ويَنجردُ عَنْهَا لسُرْعَته، عَن ابْن جنّي، وَهُوَ مَجاز.
(و) من المَجَاز أَيضاً (جَرَدَ السَّيْفَ) من غَمده كنَصَرَ، وجَرّده تجريداً: (سَلَّه) . وسَيْفٌ مُجَرَّد: عُريانُ. (و) . جرَّدَ (الكِتَابَ) والمُصحفَ تَجريداً: (لم يَضْبِطْه) ، أَي عَرّاه من الضَّبط والزِّيادات والفَواتِح. وَمِنْه قَولُ عبد الله بن مسعودٍ وَقد قرأَ عِنْده رَجلٌ فَقَالَ: أَستعيذ بِاللَّه من الشَّيطان الرَّجِيم، فَقَالَ: (جَرِّدُوا القُرْآنَ ليَرْبُوَ فِيهِ صَغَيرُكم، وَلَا يَنأَى عَنهُ كَبيرُكُم وَلَا تُلْبِسُوا بِهِ شَيْئا ليسَ مِنْهُ) وَكَانَ إِبراهِيم يَقُول: أَراد بقوله جَرِّدُوا القرآنَ من النّقْط والإِعراب والتعجيم وَمَا أَشبهَهَا. وَقَالَ أَبو عبيد أَراد لَا تَقْرِنُوا بِهِ شَيْئا من الأَحاديث الّتي يَرْويها أَهلُ الكِتَاب، ليَكُون وحدَه مُفرداً.
(و) عَن ابْن شُميل: جَرَّدَ فُلانٌ (الحَجَّ) تَجريداً، إِذا (أَفْردَه وَلم يَقْرِنْ) ، وَكَذَا تَجَرَّدَ بالحَجّ. قَالَ السُّيُوطي: لم يَحْكِ ابنُ الجَوزيّ والزَّمخشريّ سواهُ كَمَا نَقله شَيخنَا.
(و) جَرَّدَ الرَّجلُ تجرِيداً: (لَبِسَ الجُرُودَ) ، بالضّمّ، اسمٌ (للخُلْقَانِ) من الثِّياب، يُقَال: أَثوابٌ جُرُودٌ. قَالَ كُثَيّر عزَّةَ:
فَلَا تَبْعَدَنْ تَحتَ الضَّرِيحةِ أَعظُمٌ
رَمِيمٌ وأَثْوَابٌ هُناك جُرُودُ
(و) التَجَرُّد: التَّعَرِّي. وَيُقَال (امرأَةٌ بضَّةُ الجخرْدَة) بضمّ الْجِيم، (والمُجرَّدِ) ، كمعظَّم (والمُتجرِ دِ) ، بِفَتْح الرَّاء المشدّدة وَكسرهَا، وَالْفَتْح أَكثرُ، (أَي بَضّةٌ عِنْد التّجرُّد) . وَفِي صفته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنّه كَانَ أَنْوَرَ المتَجَرَّدِ) أَي مَا جخرِّدَ عَنهُ الثِّيابُ من جَسَده وكُشِفَ، يُرِيد أَنّه كَانَ مُشْرِقَ الجَسَدِ. (والمُتَجرَّدُ) على هاذا (مَصدرٌ) . ومثْل هاذا رَجُلُ حَرْبٍ أَي عِنْد الحَرْب، (فإِنْ كَسَرْتَ الرّاءَ أَردْتَ الجِسْمَ) ، وَفِي (التَّهْذِيب) : امرأَة بَضّةُ المُتجرَّدِ، إِذا كانَت بَضَّةَ البَشَرَةِ إِذَا جُرِّدَت من ثَوبِها.
(وتَجَرَّد العَصِيرُ: سَكَنَ غَلَيَانُه. و) تَجَرَّدتِ (السُّنْبُلَةُ) وانجَرَدَتْ (خَرَجَتْ من لَفَائِفِها) ، وكذالك النَّوْرُ عَن كِمَامه.
(و) من المَجاز: تجرّدَ (زيدٌ لأَمْره) ، إِذا (جَدَّ فِيهِ) ، وَمِنْه تَجَرَّدَ للعِبادة. وجَرَّدَ للقِيَام بِكَذَا. وكذالك تجرَّدَ فِي سَيْرِه وانجَرَدَ، وكذالك قَالُوا: شَمَّرَ فِي سَيْرهِ.
(و) تَجرَّدَ (بالحَجّ: تَشَبّهَ بالحاجّ) ، مأْخُوذٌ ذالك من حَدِيث عُمَرَ (تجرَّدُوا بالحجّ وإِنْ لم تُحْرِموا) . قَالَ إِسحاق بن مَنْصُور: قلْت لأَحمدَ: مَا قَوْلُه تَجرَّدوا بالحجّ؟ قَالَ: تَشبَّهُوا بالحاجّ وإِن لم تَكُونُوا حُجّاجاً.
(و) من الْمجَاز (خَمْرٌ جَرْدَاءُ: صافِيَةٌ) ، منجرِدَةٌ عَن خُثاراتِها وأَثفَالِهَا، عَن أَبِي حنيفةَ. وأَنشد لطِّرِمّاح:
فلمّا فُتَّ عَنْهَا الطِّينُ فاحَتْ
وصَرَّحَ أَجْرَدُ الحَجَرَاتِ صَافِي
(وانْجَرَدَ بِهِ السَّيْلُ) ، هاكذا باللاّم فِي سائِر النُّسخ، والصَّواب على مَا فِي (الأَساس) و (اللّسّان) وَغَيرهمَا من كُتب الْغَرِيب: انجَرَدَ بِهِ السَّيْر (: امْتَدَّ وطالَ) من غير لَيَ على شَيْءٍ. وقالُوا: إِذا جَدَّ الرَّجُلُ فِي سَيْرِه فمضَى يُقَال: انجَرَدَ فذَهَبَ، وإِذا جدَّ فِي القِيام بأَمْرٍ قيل: تَجرَّدَ.
(و) انجَرَدَ (الثَّوْبُ: انسَحَق) ولاَنَ كجَرَدَ. وَفِي حَدِيث أَبي بكرٍ (ليسَ عِندَنَا من مالِ المُسْلِمين إِلاّ جَرْدُ هاذه القَطيفةِ) أَي الّتي انجَرَدَ خَمْلُهَا وخَلَقَتْ.
(والجَرْدُ) ، بِفَتْح فَسُكُون: (الفَرْجُ) ، للذّكر والأُنثَى. وَفِي بعضِ النُّسخ (الفرخ) ، بالخَاءِ الْمُعْجَمَة، وَهُوَ تَحْرِيف (والذَّكَر) . قَالَ شيخُنا: من عطْف الخاصّ على العامّ. (و) الجَرْد: (التُّرْسُ، والبَقِيَّةُ مِنَ المَال) .
(و) فِي (التَّهْذِيب) : قَالَ الرّياشيّ: أَنشدني الأَصمعيُّ فِي النُّون مَعَ الْمِيم:
أَلاَ لَها الوَيْلُ علَى مُبِينِ
على مُبِينِ جَرَدِ القَصِيمِ
الجَرَد، (بالتَّحْرِيك: د) ، هاكذا فِي سَائِر النُّسخ. وَفِي (الصّحاح) : اسْم مَوضعٍ (بلادِ تَمِيمٍ) ، والقَصِيمُ نَبْتٌ، وَقيل مَوضعٌ بعَينه مَعروف فِي الرِّمال المتَّصلة بجِبالِ الدَّهْنَاءِ.
(و) الجَرَدُ، محرّكَةً (: عَيْبٌ، م) ، أَي مَعْرُوف (فِي الدَّوَابِّ، أَو هُوَ بالذَّال) الْمُعْجَمَة، وَقد حكى ذالك. والفِعل مِنْهُ جَرِدَجَرَداً. قَالَ ابْن شُميل: الجَرَدُ: وَرَمٌ فِي مُؤَخَّر عُرْقُوبِ الفَرَسِ يَعْظُم حتّى يَمنَعَهُ المَشْيَ والسَّعْيَ. وَقَالَ أَبو مَنْصُور: وَلم أَسمعْه لغيره، وَهُوَ ثِقَةٌ مأْمونٌ.
(والجَارُودُ: المشئومُ) ، بِالْهَمْزَةِ، وَفِي بعض النّسخ (المشتوم) من الشَّتْم. وَهُوَ مَجَاز، كأَنّه يَجْرُد الخَيْرَ لشُؤْمه.
وَفِي (اللِّسان) : الجَرْدُ أَخْذِكَ الشيْءَ عَن الشَّيْءِ حَرْقاً وسَحْقاً، ولذالك سُمِّيَ المشئومُ جاروداً. (و) الجارُودُ (لَقَبُ بِشْرِ بن عَمرو) بن حَنَش بن المُعَلَّى، من بني عبد الْقَيْس (العَبْديِّ الصحابيّ) رَضِي الله عَنهُ، كُنْيته أَبو المُنْذرِ، وَقيل أَبو غِياث وَهُوَ أَصحُّ، وضبطَه عبد الغَنيّ، أَبو عَتّابٍ، وذكرهما أَبو أَحمدَ الحَاكم، لَهُ حَدِيث، وقُتِلَ بفارِسَ، فِي عقَبَةِ الطِّينِ سنةَ إِحدى وعِشرِين، وقلي بنَهاوَنْدَ مَعَ النُّعمَانِ بن المُقرِّن، سُمِّيَ بِهِ (لأَنَّه فَرَّ بإِبلِهِ الجُرْدِ) ، أَي الّتي أَصابَهَا الجَرَدُ (إِلى أَخوالِهِ) من بني شَيبانَ (ففَشَا) ذالك (الدَّارُ فِي إِبلِهِمْ فأَهْلَكَهَا) . وَفِيه يَقُول الشَّاعِر:
لقَدْ جَرَدَ الجارُودُ بَكْرَ بن وَائِلِ
ومعناهُ شُئِمَ عَلَيْهِم، وَقيل: استأْصل مَا عندَهم.
(والجَارُودِيَّة: فِرْقةٌ من الزَّيْديَّة) من الشِّيعَة (نُسِبَتْ إِلى أَبي الجارودِ زيادِ بن أَبي زِيادٍ) ، وَفِي بعض النُّسخ (ابْن أَبي زِياد) . وأَبو الْجَارُود هُوَ الّذي سمَّاه الإِمَامُ الباقرُ سُرحُوباً وفَسَّره بأَنّه شيطانٌ يَسكْن البَحْرَ. مِن مَذهَبِهِم النصُّ من النّبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمعلى إِمامة عليَ وأَولاده، وأَنَّه وَصَفَهم وإِنّ لم يُسمِّهم، وأَنَّ الصحابَةَ رَضِي الله عَنهُ وحَماهم كَفَروا بمخالَفَتِه وتَرْكِهم الاقتداءَ بعليَ رَضِي الله عَنهُ بعد النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والإِمامةُ بعد الحَسن والحُسين شوُرَى فِي أَولادهما، فمَن خَرَجَ مِنْهُم بالسَّيْف وَهُوَ عالمٌ شُجاعٌ فَهُوَ إِمامٌ. نَقله شيخُنَا فِي شرْحه.
(و) من المَجاز: ضرَبَهُ بجريدةٍ. (الجَريدَةُ) هِيَ (سَعَفةٌ طَوِيلَةٌ رَطْبَةٌ) ، قَالَ الفارسيّ: (أَو يابِسَة) وَقيل الجَريدةُ للنّخلةِ كالقَضِيب للشَّجرة، (أَو) الجَريدةُ هِيَ (الَّتِي تُقَشَّرُ من حُوصِها) كَمَا يُقَشَّر القَضيبُ من وَرَقِه، والجمعُ جَريدٌ وجرائدُ، وَقيل هِيَ السَّعَفَة مَا كانتْ، بلُغةِ أَهْل الحِجاز. وَفِي (الصّحاح) : الجَريد: الَّذِي يُجْرَد عَنهُ الخُوصُ، وَلَا يُسمَّى جَريداً مَا دَامَ عَلَيْهِ الخُوصُ وإِنَّمَا يُسَمَّى سَعَفاً.
(و) من المَجاز: الجَرِيدَةُ: (خَيْلٌ لَا رَجَّالَةَ فِيهَا) وَلَا سُقّاط. وَيُقَال: نَدَبَ القائدُ جَرِيدَةً من الخَيل، إِذا لم يُنْهَضْ مَعَهم رَاجِلا. قَالَ ذُو الرُّمَّة يَصفُ عَيْراً:
يُقَلِّب بالصَّمَّانِ قُوداً جَرِيدةً
تَرَامَى بهِ قِيعَانُه وأَخَاشِبُهْ
وَيُقَال جَريدةٌ من الخَيْل للجَماعةِ جُردَت من سائرها لوَجْهٍ، (كالجُرْدِ) بالضّمّ.
(و) الجَرِيدة: (البَقيَّةُ من المَال) .
(و) من المَجاز: (أَشأَمُ من جَرَادَةَ) (الجَرَادَةُ امرأَةٌ) ، وَهِي قَيْنَةٌ كَانَت بمكّة، ذكَرُوا أَنها غَنَّتْ رِجالاً بعَثَهُم عادٌ إِلى البَيت يَستسقون، فأَلْهتهم عَن ذالك، وإِيّاها عنَى ابنُ مُقْبِلٍ بقوله:
سِحْراً كَمَا سَحَرتْ جَرَادَةُ شَرْبَها
بغُرُورِ أَيّامٍ ولَهْوِ لَيالِي
(و) الحَرَادَةُ: اسمُ (فَرس عَبدِ الله بنِ شُرَحْبِيلَ) ، سُمِّيَت بواحِدِ الجَرَادِ، على التَّشْبِيه لَهَا بهَا، كَمَا سمّاهَا بَعضهم خَيْفَانَة. (و) الجَرَادَة أَيضاً فَرسٌ (لأَبِي قَتَادَةَ الحَارثِ بن رِبْعِيَ) السُّلَميّ الصّحَابِيّ، تُوفِّيَ، سنة أَربع وَخمسين. (و) فرسٌ آخَرُ (لسَلاَمَةَ بن نَهَارِ بن أَبي الأَسْود) بن حُمْرانَ بن عَمْرو بن الْحَارِث بن سَدوس. (و) آخَرُ (لعامرِ بن الطُّفَيْل) سيِّد بني عَامر فِي الجاهليّة، (وأَخَذَهَا) بعْدُ (سَرْحُ بنُ مالكٍ) الأَرْحَبِيّ كَمَا نقلَه الصاغانيّ، كلُّ ذالك على التَّشبيه.
(وجَرَادَةُ العَيَّارِ: فرَسٌ) ، وأَنكرَه بعضُهم. وَقَالَ فِي قَول ابْن أَدهَمَ النّعاميّ الكَلبيّ:
ولقدْ لَقِيت فَوَارساً من رَهْطِنَا
غَنَظَوك غَنظَ جَرَادَةِ العَيّارِ
مَا ذكَره المصنّف، وَقَوله: (أَو العَيّارُ) اسمُ رَجلٍ (أَثْرَم أَخَذَ جَرادةً ليأْكلَها فخَرَجَتْ من مَوضِعَ الثَّرَمِ بَعدَ مُكابَدَةِ العَنَاءِ) فَصَارَ مَثلاً قَالَ الصّاغانيّ: وَهُوَ الصّواب.
(و) فِي قِصّة أَبي رِغالٍ: فغَنَّتْه (الجَرَادَتانِ) ، وهما (مُغنِّيتَانِ كَانَتَا بمكّةَ) فِي الجاهليّة مشهورتان بحُسْن الصَّوْتِ والغنَاءِ، (أَو) أَنّهما كَانَتَا (للنُّعْمَانِ) بن المُنْذر.
(و) من المَجاز: (يَومٌ جَريدٌ وأَجْردُ) ، أَي (تامٌّ) ، وَكَذَلِكَ الشَّهر، عَن ثَعْلَب وَفِي (الأَساس) : وَيُقَال مَضَى عَلَيْهِ عامٌ أَجْرَدُ وجَرِيدٌ، وَسنة جَرَدَاءُ كَامِلَة متجرِّدة من النّقص.
(والمجرَّدُ) كمعظَّم (والجُرْدانُ بالضّمّ، والأَجْرَدُ: قَضِيبُ ذَوَاتِ الحافرِ، أَو) هُوَ (عامٌّ) ، وَقيل هُوَ فِي الإِنسان أَصْلٌ وَفِيمَا سواهُ مُستعارٌ. (ج) أَي جمْع الجُردَانِ (جَرَادينُ) .
(و) من المَجاز: (مَا رأَيْتُه مُذْ أَجْردَانِ وجَرِيدَانِ) و (مُذْ) أَبْيضانِ، يُرِيد (يَوْمَينِ أَو شَهْرينِ) تامَّيْن.
(والجَرَّاد) ، ككَتّان: (جَلاَّءُ آنِيَةِ الصُّفْر) .
(والإِجْرِدُّ، بِالْكَسْرِ كإِكْبِرَ) ، أَي مشدَّدة الراءِ، (وَقد يُخفّف) فَيكون (كإِثْمِدٍ: نَبتٌ يَدلُّ على الكَمْأَةِ) . قَالَ:
جَنَيْتُها من مُجْتَنًى عَوِيصِ
من مِنْبِتِ الإِجردِّ والقصيصِ
وَقَالَ النَّضر: الإِجرِدُّ: بَقلٌ لَهُ حَبٌّ كأَنّه الفُلْفُل.
(والجَرَاد) ، بِالْفَتْح، (م) أَي مَعْرُوف، الْوَاحِدَة جَرَادةٌ، (للذَّكر والأُنثَى) . قَالَ الجوهريّ: وَلَيْسَ الجَرَادُ بذَكَرٍ للجَرَادة، وإِنَّمَا اسمٌ للجِنْس، كالبَقر والبَقرة، والتَّمْرِ والتَّمرة، والحَمَام والحَمَامة، وَمَا أَشبه ذالك، فحَقُّ مُذكَّرِه أَن لَا يكون مُؤَنّثُه من لفْظه، لئلاَّ يَلتَبِس الواحدُ المذكَّر بالجمْع. قَالَ أَبو عُبيد: قيل: هُوَ سِرْوَةٌ، ثمَّ دَبًى، ثمّ غَوْغَاءُ، ثمّ خَيفَانٌ، ثمّ كُتْفَانٌ، ثمّ جَرَادٌ. وقِيل: الجَرادُ الذَكرُ، والجرادَة الأُنثَى. وَمن كَلَامهم: رأَيْتُ جَرَاداً على جَرَادةٍ. كقَولهم: رأَيْت نَعَاماً على نَعامة. قَالَ الفارسيّ: وذالك موضوعٌ على مَا يُحافِظون عَلَيْهِ ويَتركون غَيرَه الغالبَ إِليه من إِلزام المؤنَّث العلاَمَةَ، المُشعِرة بالتأْنيث، وإِن كَانَ أَيضاً غيرُ ذالك من كَلَامهم وَاسِعًا كثيرا، يعنِي المُؤنّث الّذي لَا علامةَ فِيهِ، كالعَيْن والقِدْر، والمذكَّر الَّذِي فِيهِ عَلامَة التأْنيث كالحَمَامَة والحَيّة. قَالَ أَبو حنيفَة: قَالَ الأَصمعيّ: إِذا اصْفَرَّت الذُّكُور واسْودّت الإِناثُ ذَهَبَ عَنْهَا الأَسماءُ، إِلاَّ الجَرَادَ، يَعْنِي أَنَّه اسمٌ لَا يُفارِقها. وذَهَبَ أَبو عُبيدٍ فِي الجَرَاد إِلى أَنه آخِرُ أَسمائِه.
(و) جَرَادٌ: (ع، وجَبَلٌ) ، قيل: سُمِّيَ الموضِع بالجَبَل، وَقيل بِالْعَكْسِ، وَقيل هما مُتباعدانِ، وَمِنْه قَول بعض الْعَرَب: (تَركْت جَرَاداً كأَنّهَا نَعامَةٌ باركة) أَي كثيرَ العُشْب، هاكذَا أَورده الميدانيّ وَغَيره.
(و) جُرِدَت الأَرضُ فَهِيَ مجرودة، إِذا أَكلَ الجَرادُ نَبْتَها. وجَرَدَ الجَرَادُ الأَرضَ يَجْرُدها جرْداً: احْتَنَكَ مَا عَلَيْهَا من النَّبَات فَلم يُبْقِ مِنْهُ، شَيْئا، وَقيل: إِنَّما سُمّيَ جَرَاداً بذالك. قَالَ ابْن سَيّده: فأَمّا مَا حَكَاهُ أَبو عُبيدة من قَولهم: (أَرْضٌ مَجرودَةٌ) فالوَجْه عِنْدِي أَن يكون مَفعولة، من جَرَدَهَا الجَرادُ. والآخَرُ أَن يُعْنَى بهَا (كَثِيرَتُه) ، أَي الجَرَادِ، كَمَا قَالُوا أَرْضٌ مَوحوشَة: كثيرةُ الوَحْشِ، فَيكون على صِيغة مفعول من غير فِعْلٍ إِلاّ بِحُسَب التَّوَهُّمِ، كأَنّه جُرِدَت الأَرْضُ، أَي حَدَثَ فِيهَا الجَرَادُ، أَو كأَنَّهَا رُمِيَتْ بذالك.
(و) جَرِدَ الرّجُلُ، (كَفَرِحَ) ، جَرَداً، إِذا (شَرِيَ جِلْدُه مِنْ أَكْلِهِ) ، أَي الجَرَادِ، فَهُوَ جَرِدٌ. كَذَا وَقَعَ فِي (الصّحاح) و (اللِّسان) : وَغَيرهمَا، وَفِي بعض النُّسخ (عَن أَكْله) .
(و) جُرِدَ الإِنسانُ: (كعُنِيَ) ، أَي مَبنيًّا للْمَجْهُول، إِذا أَكلَ الجَرَادَ (فشَكَا بَطْنَه عَنْ أَكْله) ، فَهُوَ مجرود. (و) جُرِدَ (الزَّرْعُ: أَصابَهُ) الجَرادُ.
(و) من المَجاز قولُهم: (مَا أَدرِي أَي جَرَادٍ) ، هاكذا فِي (الصّحاح) . وَفِي (الأَساس) و (اللِّسَان) : أَيُّ الجَراد (عَارَه، أَيْ أَيُّ النّاسِ ذَهَبَ بِهِ) .
(والجُرَادِيّ، كغُرَابيّ: ة بصَنْعاء) اليَمَنِ، نَقله الصاغانيّ.
(والجُرَادَة، بالضّمّ) : اسْم (رَمْلَة) بأَعلَى البادِيَةِ بينَ البَصرة واليَمامة.
(وجُرَادٌ) ، كغُرَابٍ: (ماءٌ) أَو مَوضعٌ (بديارِ بني تَميم) ، بَين حَائِل والمَرُّوت. وَيُقَال هُوَ جَرَدُ القَصيمِ، وَقيل: أَرضٌ بَين عُلْيَا تَميمٍ وسُفْلَى قَيسٍ.
(و) يُقَال: (رُمِيَ) فُلانٌ (على جَرَدِهِ، محرّكةً، وأَجْرَدِهِ، أَي) ، على (ظَهْرِهِ) .
(ودَرَابُ) كسَحَاب (جِرْدَ) ، بِكَسْر فَسُكُون: (مَوْضِعَانِ) ، هاكذا فِي سَائِر النُّسخ، والّذي فِي (اللِّسَان) وَغَيره (مَوضع) ، بالإِفراد. قَالَ: فأَمّا قَول سِيبَوَيْهٍ: فدَرَاب جِرْد كدَجَاجَة، ودَرَاب جِرْدَين كدَجاجتين فإِنَّه لم يُرِد أَنَّ هُناك دَرَاب جِرْدَين، وإِنّما يُريد أَن جِرْد بمنزلةِ الهاءِ فِي دَجاجة، فَكَمَا تجيءُ بعَلَم التثْنيةِ بعد الهاءِ فِي قَوْلك دَجاجَتَيْنِ كذالك تَجِيء بعَلَمِ التَّثْنِيَةِ بعد جِرْد، وإِنَّمَا هُوَ تَمثيلٌ من سِيبَوَيْهٍ، لَا أَنَّ دَرَاب جِرْدَين معروفٌ.
(وابنُ جَرْدَةَ) ، بِالْفَتْح، (كَانَ من مُتمَوِّلِي بَغْدَادَ) ، وإِليه نُسبتْ خَرَابَةُ ابنِ جَرْدَةَ ببغدادَ، نَقله الصاغانيّ.
(وجُرَادَى، كفُعَالَى) ، وَفِي بعض النُّسخ (كفُرَادَى) (ع) ، عَن ابْن دُريد.
(وجُرْدَانُ) ، كعُثْمَانَ: (وادٍ بينَ عَمْقَيْنِ) ووَادي حَبَّانَ من اليَمن، كَمَا هُوَ نَصُّ التكملة، وسياقُ المصنّف لَا يَخْلُو عَن قُصور.
(والمتَجَرِّدةُ: اسمُ امرأَةِ النُّعْمَانِ بنِ المُنْذِر) مَلِكِ الحِيرَة.
(وجَرُودٌ) كصَبُورٍ: (ع بدِمَشْقَ) من شَرْقيِّهَا بالغُوطة.
(وأُجارِدُ بالضّمّ) ، كأُباتر، وَهِي من الأَلفاظ التِّسْعَة الَّتِي وَرَدَت على أُفاعِل، بالضّمّ، على مَا قَالَه ابْن القَطّاع، (وجارِدٌ) ، هاكذا فِي سَائِر النُّسخ الَّتِي بَين أَيدينا، وَمثله فِي (اللِّسَان) وَغَيره: (مَوضِعَانِ) ، وَقد شَذّ شَيخنَا حَيْثُ جعلَه أَجارِد، بِزِيَادَة الْهمزَة الْمَفْتُوحَة فِي أَوّله.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الجُرَادة، بالضمّ: اسمٌ لما جُرِدَ من الشيْءِ أَي قُشِرَ.
والجَرْدَة، بِالْفَتْح: البُرْدة المُنْجرِدة الخَلَقَة، وَهُوَ مَجاز. وَفِي (الأَساس) ، أَي لأَنّهَا إِذا أَخلَقَتْ انتفضَ زِئبرُها واملاسَّتْ. وَفِي الحَدِيث: (وَفِي يَدِهَا شَحْمَةٌ وعَلى فَرْجِهَا جُرَيْدَةٌ) ، تَصْغِير جَرْدَة، وَهِي الخِرْقَة البالية.
والسَّمَاءُ جَرْدَاءُ إِذا لم يكنْ فِيهَا غَيْم.
وَفِي الحَدِيث: (إِنَّكمْ فِي أَرضٍ جَرَدِيَّة) قيل: هِيَ منسوبة إِلى الجَرَدِ، محرّكةً، وَهِي كلُّ أَرض لَا نَبَاتَ بهَا.
وَفِي حَدِيث أَبي حَدْرَدٍ: (فَرَمَيْتُه على جُرَيْدَاءِ بَطْنِه) أَي وَسَطِه، وَهُوَ مَوضِع القَفا المنجردِ عَن اللَّحْم، تَصْغِير الجَرْدَاءِ.
وَمن المَجاز: خَدٌّ أَجْرَدُ: لَا نَبَاتَ بِهِ.
وَكَانَ للنّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمنَعْلانِ جَردَاوَانِ، أَي لَا شعرَ عَليهما.
والتّجريد: التّشذيب.
وَعَن أَبي زيد: يُقَال للرجل إِذا كَانَ مُستحيِياً وَلم يكن بالمنبسِط فِي الظُّهُور: مَا أَنت بمنْجرِد السِّلْك، وَهُوَ مَجَاز، والَّذي فِي (الأَساس) : (مَا أَنت بمنْجرِد السِّلْك) أَي لست بِمَشْهُور.
وانجرَدَت الإِبلُ من أَوْبَارِهَا، إِذا سقَطَتْ عَنْهَا.
وتَجَرَّدَ الحِمَارُ: تَقدّمَ الأُتُنَ فخَرَجَ عَنْهَا.
ورَجلٌ مُجْرَدٌ، كمُكْرَم: أُخرِجَ من مَاله، عَن ابْن الأَعرابيّ.
وَيُقَال: تَنَقَّ إِبلاً جَرِيدةً، أَي خِياراً شِدَاداً.
والمجرود: المقشور، وَمَا قُشِرَ عَنهُ: جُرَادَةٌ.
وَمن المَجازِ: قَلْبٌ أَجردُ، أَي لَيْسَ فِيهِ غِلٌّ وَلَا غِشّ.
والجَرْداءُ: الصَّخرةُ الملساءُ. وَمن المَجاز: لَبنٌ أَجرَدُ: لَا رغْوَةَ لَهُ، قَالَ الأَعشى:
ضَمِنَتْ لنا أَعْجازَه أَرْمَاحُنا
مِلْءَ المَرَاجلِ والصَّريحَ الأَجْرَدَا
وناقَةٌ جَرْداءُ: أَكولٌ.
وأَبو جَرَادةَ: عامرُ بن رَبيعةَ بن خُوْيَلد بن عَوْف بن عامرِ، أَخي عُبَادةَ وعُمَر. وَوَالد خَفاجةَ بن عقيل أَخي قُشَيرٍ وجَعْدةَ والحَريشِ أَولادِ كَعْبٍ أَخي كِلاب ابْني ربيعَةَ بن عَامر بن صَعْصعة، صاحِب عليّ رَضِي الله عَنهُ، وَهُوَ جَدّ بني جَرَادَةَ بحَلَب.
وقرأْت فِي (مُعْجم شُيُوخ) الْحَافِظ الدِّمياطيّ قَالَ: عيسَى بن عبد الله بن أَبي جَرادةَ، نقل من الْبَصْرَة مَعَ أَبيه سنة إِحدى وَخمسين، فِي طاعونِ الجارف إِلى حَرّانَ ثمَّ إِلى حَلَب، فولَد بهَا مُوسَى وولدَ مُوسَى هارُونَ وعبدَ الله، فهارُونُ جَدّ بني العَدِيم، وعبدُ الله جَدّ بني أَبي جَرَادَة. انْتهى.
وجردو: قَريَة بالفيّوم.
وجَرَدُ القَصِيم من القَريتين على مَرْحَلَةٍ، وهما دون رَامَةَ بِمرْحَلةٍ، ثمَّ إِمَّرَة الحِمَى ثمَّ طِخْفَة ثمَّ ضَرِيّة.
والمِجْرَد كمِنْبَر: مِحْلَجُ القُطْنِ. وكمُعَظَّم: الذَّكَرُ، كالأَجْرد.
والجَرَدَةُ، محرّكَةً، من نواحِي اليَمامَة، وبالفتح نَهرٌ بِمصْر مخرجُه من النّيل.
والجَرْدَاءُ: فرسُ أَبي عَديّ بن عَامر بن عُقَيْل.
والمجرود: مَن جَرَدَه السَّفَرُ أَو العَمَلُ.
والجَرْدَة والتَّجْرِيدة: الجَرِيدة من الخَيْل.
وتَجرِيدةُ عامرٍ: قَرْيةٌ بشرقيّةِ مصرَ.
وخُسْرُوجِرْد: قَرْيَة من ناحيةِ بَيْهقَ.
وبقِيَ من الأَمثال قَولهم (أَحْمَى من مُجِير الجَرادِ) وَهُوَ مُدْلِجُ بن سُوَيْدٍ الطائيّ.
وأَجَارِدُ، بِفَتْح الْهمزَة: اسْم مَوضع، كَذَا عَن ابْن القطّاع.
والجارُود بن المُنذر صحابيّ، وَهُوَ غير الّذِي ذكرَه المصنّف، روى عَنهُ ابنِ سِيرين والحَسنُ شَيْئا يَسيراً. وجَرادٌ أَبو عبد الله العقيليّ، وجَرَاد بن عَبْسٍ من أَعْراب البَصرة، صحابِيَّانِ. وأَبو عاصمٍ الجَرَادِيُّ الزاهِدُ، كَانَ فِي عصْرِ مالِكِ بن دينارٍ، نُسِبَ إِلى جَدَ لَهُ.
وجُرَادَةُ، بالضمّ: ماءٌ فِي دِيار بني تَميم.
وجَرْدَانُ، كسَحْبَانَ: بلدٌ قُرْبَ زَابُلِسْتانَ بَين غَزْنَة وكابُلَ، بِهِ يَصيف أَهْلُ أَلبَانَ.
والجِرَادُ، كَكِتَاب: بادية بَين الْكُوفَة وَالشَّام.
جرد: جَرَد القوم: ساقهم عن اخرهم (محيط المحيط) جَرَّد (بالتضعيف) خلع حذاءه، وكذلك جَرّد السياط (ألكالا).
جرَّد السلاح: ألقى السلاح ونزعه (الكالا) وجَرد: نهب، سلب (فوك، الكالا).
ويجرّد العشب عنه: يزال ويقلع (ابن العوام 1: 311).
وجرَّد: فصل الأشياء لغرض معين (بوشر) وجرّد: جمع الكتائب (همبرت 137) ويقال: جرّد لفلان: جمع الكتائب لحربه (متفرقات، تاريخ العرب 243)، ويمكن أن يترجم هذا النص بما معناه: أرسل جريدة من الخيل لحربه، لانا نجد في معجم فريتاج جرَد لفلان بهذا المعنى. وأرى أن شرحه له بقوله (سل عليه السيف) خطأ.
وجرَد: انتزع صورة ذهنية (بوشر)، وفي المقدمة (2: 364): يجرد منها صورا أخرى أي ينتزع منها صورا ذهنية أخرى (دي سلان).
وجرّد كتابا من كتاب آخر: استخلص كتابا، واقتبس، ولخص، واختصر (ميرسنج 22).
وجرّد: خصص، كرّس، أخلص، ففي المقري (1: 156) إن الخليفة عمر الثاني انتزع من عامل أفريقية حق تولية عامل الأندلس (وجرّد إليها عاملا من قبله).
وتعبير (جرّد القرآن) قد أشار إليه لين. ويقال: علمت القرآن تجردة (أماري 180، 331) (أنظر تعليقات ونقد) ويظهر أن معناه: حفظت القرآن ولم أقرن وبه أحاديث اليهود والنصارى.
والفعل جرد وحده يستعمل بهذا المعنى، ففي ألف ليلة (3: 170 يرسل) في الكلام عن طفل في الكتاب: (ختم وجرّد وقرأ في العلم والنحو والفقه وسائر العلوم).
وجرّد الفرس: دربه ومرّنه (بوشر) وجرّد (مشتق من جريدة، أنظر الكلمة): أحصى، وضع بيانا (قائمة) (شيرب رديال 206).
وجَردت له عن ساعدي: تهيأت له (فوك) وأنظر: تجريد ومُجَرَّد.
تجرّد: تجرَّد في عساكره: سار في تجريدة من عساكره (ابن بطوطة 3: 257)، كما يقال: سار تجريدة (دي ساسي مختارات 2: 55).
وتجرّد عن الشيء ومن الشيء: تخلى عنه وتركه وانصرف عنه. ففي ألف ليلة (1: 730): في الكلام عن ناسكين: يتغذيان بلحم الغنم ولبنها (متجردين عن المال والبنين) أي تاركين المال وأطايب الطعام (راجعها في مادة بنين).
وتجرّد عن الخدمة: ترك العمل في خدمة الحكومة. واعتزل الخدمة (بوشر) ويقال أيضاً تجرد من الخدمة.
وتجرد عن الدنيا: انصرف عن الدنيا إلى العبادة (لين، المقري 3: 109) تخلى عن الدنيا وزهد فيها ففي ابن بطوطة (3: 159): تجرد عن الدنيا جميعا ونبذها. وفي رياض النفوس (19و) كان متجردا من الدنيا زاهدا فيها. وفي (19ق) منه: تخلى زاهدا فيها. وفي (19ق) منه: تخلى من الدنيا وتجرَّد منها.
وتجرَّد وحدها تدل على نفس هذا المعنى (المقري 1: 583). والتجَرد حسب ما جاء في كلام (المقري 3: 164) هو التخلي عن كل شيء إلا عن الله تعالى الذي يرى فيه خليله الوحيد. ويقال: توجد أربعة دلائل على حب الله تعالى، أولها الإفلاس وهو التجرد إلا عنه كالخليل، وحين لا يحمل الرجل معه في سفره شيئا فهذا شاهد على إنه متجرد حقيقة (المقري 1: 939) فكلمة التجرّد تعني إذا (الإفلاس) وذلك لا يكون إلا إذا كان الرجل عابدا تقيا قد تخلى راضيا عن أموال الدنيا وزهد فيها. ففي المقري (1: 911) مثلا: خرج من الأندلس على طريقة الفقر والتجرد، وفي السطر الذي بعد: وأظهر الزهد والعبادة. وهي أيضاً مرادفة لكلمة (فقر) عند المقري (1: 583)، وفيه أيضاً وكذلك في رحلة ابن بطوطة (1: 107، 176): الفقراء المتجردون.
والمتجرد يقضي حياته عزبا، حتى ان هذه الكلمة يمكن أن تترجم في بعض النصوص بكلمة (عزب) فابن بطوطة في كلامه عن فقراء بعض الزوايا (2: 40) يقول: منهم المتزوجون ومنهم الاعزاب المتجردون. وفيه (ص 261، 4: 319): وكان متجردا عزبا لا زوجة له (راجع ديفريمري مذكرات 151).
ويطلق على الصوفي لقب (متجرد) في أغلب الأحيان (المقري 1: 5، 583) وفي حياة ابن خلدون (202و): العالم الصوفي المتجرد أبو عبد الله، وهذا يعني عادة من تخلى عن الدنيا. غير أنها تعني أحياناً من عرى نفسه من قيود الجسد، لئن هذا هو معنى تجرَّد عند الصوفية (المقدمة 1: 206).
وأخيرا يقال أيضاً: كان قائما على قَدَم التجرد بمعنى تجرَّد، أو كان متجردا (ابن بطوطة 4: 23). وتجرَّد عنه: تركه وأهمله، يقال ذلك مثلا عن قائد الجيش يترك عدوه فلا يوقع به (أخبار 97).
انجرد: مطاوع جَرَد، بمعنى: كشط وملس أو بمعنى انكشط وتملس (فوك).
وانجرد: أنفصل، برز ففي معجم المنصوري: خراطة هو ما ينجرد من المعي عند الاسترسال.
وانجرد الفرس: أسرع وامتد به السير (بوشر).
جَرْد: اسم يطلق في بنغازي على بركان (هاملتون 12 وفيه وصف مطول له).
وجَرْد: حُكاكة، قشارة، نحاتة (ألكالا) وجَرْد: أرض مرتفعة بعيدة عن البحر (محيط المحيط).
وجاء القوم جردا أو جَرد العصَا أي جميعا من غير أن يتخلف منهم أحد (محيط المحيط) والجمع جُرود: جماعات العسكر (محيط المحيط).
وخصوة الجرد: إفراز القندس وهو سائل يستخرج من القندس.
جَرْدة: جُرادة كُشاطة، نحاتة (ألكالا) جَرادَ: ضرب من الجنادب، وهو: جراد أحمر، وجراد مُكْن، وجراد خَيْفان (عند لين أيضاً) وجراد سمان، وجراد عصفور (نيبور ب 162). جراد نجديات
أو طيار، وجراد زحّاف (بركهار تسورية 238، برجون 703)، وجراد البقل (كازيري 1: 320).
وللجراد سلطان يسمى سلطان الجراد (جاكسون 250).
جراد البحر: في الإسبانية يطلق اسم " Langosta de la tierra" على الجراد جراد الأرض، واسم " Langosta de la mar" على الجراد البحري، كركند، فجراد البحر يعني كركند، سرطان البحر (ألكالا، وفيه Langosta de langosta pescado' la mar de la mar) بوشر، ابن البيطار 1: 246). وجراد البحر: السمك الطيار (نيبور بلاد العرب 167، برتون 1: 213).
جراد إبليس: هو في الحجاز أصغر أنواع الجراد (برتون 2: 116).
وجراد البحر: صفن (كيس الخصية) (همبرت 103).
جريد: عصا، نوع من الرماح لا سنان له (بوشر) ومزراق، رمح قصير (هلو) في طرابلس الغرب ومرزوق: بركان، ضرب من البرود وهو أرقها نوعا (الملابس 120).
جُرَادة: مبِشر، مِكشط، محك، (آلة لبشر الجلد (ألكالا).
جَرِيدة: عصا ورمح بغير سنان (بوشر، محيط المحيط).
وجريدة: (انظر لين مادة جريد) قطعة خشب يسجل عليها البائع بالحزوز ما يبيعه دينا لزبائنه أو يستلمه منهم (بوشر)، يقال: يبيع بضاعته بالجريدة أو في الجريدة أي دينا (شرح هابشت للجزء الثاني من طبعته لألف ليلة وليلة).
وجريدة: قائمة، بيان، كشف، صحيفة يكتب عليها، سجل، تعريفة (بيان الأسعار) (محيط المحيط)، شيرب ديال 82، 204، مارتن 136، هيلو، المقدمة 1: 325، 2: 326، زيشر 20: 494) وفي رحلة إلى غدامس ص19: الجريدة الملصقة بهذه الشروط أي الصحيفة المربوطة بها.
وقد وجد فريتاج قولهم (جرائد معروضة) في قطعة من الشعر نشرها دي ساسي (مختار 1: 381) وقد ترجمها دي ساسي بما معناه الصحف المعروضة للمجرمين.
وجريدة العسكر: سجل الجيش (الفخري 165) وجريدة الخراج: سجل الخراج (ألف ليلة 2: 397).
رجال الجرائد: وردت في وثيقة صقلية نشرها نوئيل دي فرجير في الجريدة الآسيوية (1845، 2: 218)، يقول الناشر (ص334): (بقي علينا أيضاً أن نحدد طبقة من الناس أطلق عليهم في هذه الوثيقة اسم رجال الجرائد أي رجال العقود لان كلمة جريدة تدل على معنى (عقد، وثيقة) في كل المصادر العربية التي أملكها. أفلا يمكن أن نفترض أن المراد بها هنا متعاقد: Cartularii يقول دوكانج ما معناه إنه العبد والرقيق في الأرض الزراعية ويقول أماري (مخطوطات) أن دي فرجير قد وهم فأن رجال (أهل) الجرائد تعني villani أي عبيد الأراضي الزراعية.
وأخيرا فأن جريدة في وثائق صقلية العربية تعني أيضاً platea des villani أي قطيعة عبيد الأراضي الزراعية، كما تعني وصف حدود هذه القطيعة (دوكانج).
وجريدة: متجردا من المتاع والخدم والحشم، ففي ابن الأثير (7: 350): فأتاه كتاب أبيه إبراهيم يأمره بالعودة إلى أفريقية فرجع إليها جريدة في خمس شواني (في النص يأمر بدل يأمره، وقد صححته وفقا لما رآه أماري الذي نشر هذه العبارة) وفي (9: 10) من ابن الأثير: فجرد الإفرنجي عسكره من أثقالهم وسار جريدة. وفي مختارات فريتاج ص98: وصل جريدة ويخلف عنهم الغلمان والحشد (صوابه وتخلّف) (أنظر ص117، 120، 126، 136).
بدّه يرمي جريدة قدامك: يريد أن يفعل فعلة حسنة لك (بوشر) وفي محيط المحيط: ومن كلام المولدين ضرب فلان قدام فلان جريدة، أي فعل له فعلة حسنة.
جرادي: جنس من الطير (ياقوت 1: 885) جُرُيِّدات (جمع): صغار الجراد (أبو الوليد 677).
جَرَّاد: غريب يأتي إلى البلد أجرودي: عامية أجرد وهو الذي لا شعر عليه (محيط المحيط).
تَجْرِيد= تَجَرَد: التخلي عن الدنيا والانصراف إلى العبادة، ففي مخطوطتين لابن بطوطة (4: 23، وأنظر ص453 من التعليقات): كان قائما على قدم التجريد.
وفي مخطوطات أخرى: التجرد ونجد نفس الكلمة التجريد عند كرتاس ص98 من الترجمة. وفي المقري (1: 50) ورضت النفس بالتجريد زهدا. وفي الخطيب (78ق): وانقطع إلى تُربة الشيخ أبي مدْيَن بعباد تلمسان مؤثرا للخمول- ذاهبا مذهب التجلة (؟) من التجريد والعكوف بباب الله.
ويمكن أحيانا ترجمتها بمعنى معناه عزوبة (انظر تجريد في مادة جرد) (ديفر يمري مذكرات 151).
وفي نصوص أخرى وخاصة حين يتصل الكلام بالصوفية يراد بالتجريد عندهم التخلي عن مشاعرهم الفردية، وهو في طريقتهم ضروري لإمكان الاتحاد مع الإله (أنظر تعليق دي سلان في ترجمة ابن خلكان 2: 155 رقم 4، والنص في 1: 417 منه.
ويترجم دي سلان النص الذي جاء في المقدمة (3: 144) بما معناه: التخلي عن المشاعر الدنيوية التي تشغل النفس.
ولهذه الكلمة معنى آخر غير هذا المعنى في المقري (1: 693) إذ تقرأ فيه أن الفقير في القاهرة يمكنه أن يفعل ما يشاء (من رقص في وسط السوق أو تجريد أو سكر من حشيشة أو صحبة مردان) وواضح أنها تعني هنا انشراح وتسلية ولهو.
علم تجريد الوجود: علم المجردات أو الوجدانيات، انطولوجيا (بوشر).
تَجْرِيدَة، تجريدة عساكر: كتيبة، جماعة من الجند (بوشر) وسار تجريدة: سار في كتيبة من الجند (دي ساسي مختار 2: 55) وتجريدة: جيش (همبرت 137) وحملة عسكرية أثناء السنة (بوشر).
وتجريدة: زحار، اسهال (محيط المحيط).
تَجْرِيدِي: معبر عن مجردات (بوشر).
مِجْرَد: مسِحج، مِكشط (ألكالا) ومُشط (أداة مسننة تجر فوق الأرض المحروثة لتفتيت المدر وطمر الحبوب المزروعة)، مِسلفة (ابن العوام 1: 32، 2: 389، 457 في الآخر وما يليه، مع صورته 459).
مُجرَّد، فيلسوف مُجَرد: فيلسوف هندي (ألكالا)، والنبيذ المجرد هو الذي جَرد عن ثفله وأدرك (معجم المنصوري في مادة نبيذ).
ومجرّد بمعنى متجرّد وهو المنقطع عن الدنيا ففي المقري (1: 621): وكان زاهدا متورعا حسن الطريقة متدينا كثير العبادة فقيها مجردا متعففا.
ومجرّد: فقير، ولا يراد به الذي اختار الفقر برغبته (أنظر جرد) بل الذي اضطر إليه (المقري 1: 693).
ويقال: بمجرد النظر إليه أي بالنظرة البسيطة، من غير تحديق، بالنظر فقط (بوشر).
لا يصح لهم من اسم اليهودية إلا مجرد الانتماء فقط: أي أن اسم اليهود لا يصح لهم إلا لئن أصلهم من اليهود (دي ساسي مختار 1: 106، وأنظر 1: 154، الحماسة 20 المقدمة 1: 8،9، 248، كرتاس 364 في التعليقات، الفخري 376).
بمجرد ما: حالما، على اثر ما (بوشر).
مجردا: تجريديا، ميتافيزيكيا (بوشر) فقط مجردا: بلا قيد ولا شرط (بوشر).
مِجْرَدة وجمعها مّجَارِد: مِجْرَد، مشط، مسلفة، وهي أداة مسننة تجر فوق الأرض المحروثة لتفتيت المدر وطمر الحبوب المزروعة (فوك).
مَجروُد: فرس مجرود: امتد به السير وطال من غير أن يلوي على شيء (بوشر). ومجرود على السفر: متعود عليه (محيط المحيط).
وآلة من الحديد تحمل النار عليها المحيط).

جرد

1 جَرَدَ, aor. ـُ inf. n. جَرْدٌ: see 2, in nine places. b2: جَرَدَ الجَرَادُ الأَرْضَ, (A, L, Msb,) aor. and inf. n. as above, (L,) (tropical:) The locusts stripped the land of all its herbage; (A, * L;) ate what was upon the land. (Msb.) b3: جَرَدَهُمُ الجَارُودُ (tropical:) [The year of drought destroyed them]. (A.) A2: جُرِدَتِ الأَرْضُ (assumed tropical:) The land had its herbage eaten by locusts; (S;) was smitten by locusts. (Msb.) b2: جُرِدَ said of seed-produce, (assumed tropical:) It was smitten [or eaten] by locusts. (K.) b3: And said of a man, (S,) (assumed tropical:) He had a complaint of his belly from having eaten locusts. (S, K.) A3: جَرِدَ, aor. ـَ (K,) inf. n. جَرَدٌ, (TA,) (tropical:) It (a place) was, or became, destitute of herbage. (K, TA.) b2: (assumed tropical:) He (a man) had no hair upon him [i. e. upon his body, or, except in certain parts: see أَجْرَدُ]. (S: but only the inf. n. is there mentioned.) b3: (tropical:) He (a horse, K, TA, or similar beast, TA) had short hair: (TA:) or had short and fine hair: as also ↓ انجرد. (K, TA.) [See أَجْرَدُ.] b4: See also 7. b5: Also, (S, K,) inf. n. as above, (S,) (assumed tropical:) He (a man, S) became affected with the cutaneous eruption termed شَرًى, from having eaten locusts. (S, K.) 2 جرّد, (A, L,) inf. n. تَجْرِيدٌ, (S, A, L,) He stripped, divested, bared, or denuded, of garments, or clothes. (S, A, L.) You say, جرّدهُ مِنْ ثِيَابِهِ, (A,) or من ثَوْبِهِ, (Th, L, K,) as also ↓ جَرَدَهُ, (K,) and جرّدهُ ثَوْبَهُ, (Th, L,) He stripped, divested, or denuded, him of his garments, or of his garment: (Th, A, L, K:) [this is the only signification of the verb given in the A as proper; its other significations given in that lexicon being there said to be tropical:] or جَرَّدْتُهُ مِنْ ثِيَابِهِ signifies I pulled off from him his garments: and الشَّىْءَ ↓ جَرَدْتُ, aor. ـُ inf. n. جَرْدٌ, (assumed tropical:) I removed from the thing that which was upon it. (Msb.) b2: (assumed tropical:) He peeled, or pared, a thing; divested it of its peel, bark, coat, covering, or the like; as also ↓ جَرَدَ, (L, K,) aor. and inf. n. as above: (L:) and ↓ the latter, (assumed tropical:) he peeled off anything, عَنْ شَىْءٍ from a thing. (S, L.) b3: (assumed tropical:) He stripped skin of its hair; as also ↓ جَرَدَ. (L, K.) b4: (tropical:) It (drought) rendered the earth, or land, bare of herbage: so in the L and other lexicons: in the K, ↓ جَرَدَ: but the former is the right. (TA.) b5: (assumed tropical:) I. q. شذّب [generally signifying He pruned a tree or plant]. (S, TA.) b6: (tropical:) [He bared a sword;] he drew forth a sword (S, A, K) from its scabbard; (A;) as also ↓ جَرَدَ (TA, and so in some copies of the K in the place of the former verb,) aor. as above. (TA.) b7: [(assumed tropical:) He detached a company from an army: see جَرِيدَةٌ.] b8: [(assumed tropical:) He divested a thing of every accessory, adjunct, appendage, or adventitious thing; rendered it bare, shere, or mere.] b9: (assumed tropical:) He made the writing, or book, (L, K,) and the copy of the Kur-án, (L,) free from syllabical signs, (L, K,) and from additions and prefaces: (L:) he divested the Kur-án of the diacritical points, and of the vowel-signs of desinential syntax, and the like: (Ibrá-heem [En-Nakha'ee]:) or he wrote it, or read it, or recited it, without connecting with it any of the stories, or traditions, related by the Jews or Christians. (Ibn'Oyeyneh, accord. to the L; or A'Obeyd, accord. to the TA.) b10: جرّد القُطْنَ, and ↓ جَرَدَهُ, (assumed tropical:) He separated the cotton from its seeds, with a مِحْلَاج: or separated and loosened it by means of a bow and a kind of wooden mallet, by striking the string of the bow with the mallet: syn. حَلَجَهُ. (K.) b11: جرّد الحَجَّ, (ISb, K,) and بِالحَجِّ ↓ تجرّد, (TA,) which latter alone is mentioned by Z and Ibn-El-Jowzee, (MF,) (assumed tropical:) He performed the rites and ceremonies of the pilgrimage (الحَجّ) separately from those of العُمْرَة [q. v.]: (ISh, Z, Ibn-El-Jowzee, K:) or the former signifies he made the performance of the pilgrimage to be free from the vitiations of worldly desires and objects. (Har p. 392.) [See also 5.] b12: جُرِّدَ لِلْقِيَامِ بِكَذَا: see 5. b13: جرّد القَوْمَ; (K;) and ↓ جَرَدَهُمْ, (L, K,) aor. and inf. n. as above; (L;) (assumed tropical:) He asked, or begged, of the people, or company of men, and they refused him, or gave him against their will. (L, K.) A2: Also, (K,) inf. n. as above, (TA,) (assumed tropical:) He wore, or put on, جُرُود, i. e., old and wornout garments. (K.) 5 تجرّد He was, or became, stripped, divested, bared, or denuded, (S, A, L, Msb, K,) [and he stripped, divested, bared, or denuded, himself,] مِنْ ثِيَابِهِ of his clothes or garments, (A, * Msb,) or من ثَوْبِهِ of his garment; (L, K; *) as also ↓ انجرد, (A, L, K,) which latter, accord. to Sb, is not a quasi-pass. verb, (L,) [but it seems that he did not know جَرَدَ, in a sense explained above, (see 2, second sentence,) of which it is the quasipass, like as تجرّد is of جرّد.] b2: (tropical:) It (an ear of corn, A, K, and a flower, TA) came forth from its envelope, or calyx. (A, K, TA.) b3: (assumed tropical:) It (expressed juice) ceased to boil, or estuate, (K,) [and so became divested of its froth, or foam.] b4: (assumed tropical:) He (a man) was, or became, alone, by himself, apart from others; as though detached from the rest of men. (Har p. 430.) b5: (tropical:) He (a horse) outstripped the other horses in a race; as also ↓ انجرد, and انجرد عَنِ الخَيْلِ; like نَضَا الخَيْلَ; as though he threw off the others from himself as a man throws off his garment. (TA.) and (assumed tropical:) He (an ass) went forward from among the she-asses. (L.) b6: تجرّد لِلْأَمْرِ (tropical:) [He devoted himself to the affair, as though throwing aside all other things; he applied himself exclusively and diligently to it;] he strove or laboured, exerted himself or his power or efforts or endeavours or ability, employed himself vigorously or diligently or with energy, or took pains or extraordinary pains, in the affair, (S, A, K, and Har p. 430,) not diverted therefrom by any other thing. (Har ib.) And تجرّد لِلْعِبَادَةِ (tropical:) [He devoted himself TO, applied himself exclusively and diligently to, or strove &c. in, religious service, or worship]. (A.) And لِلْقِيَامِ بِكَذَا ↓ جُرِّدَ (tropical:) [He devoted himself to, applied himself exclusively and diligently to, or strove &c. in, the performance of such a thing]. (A.) And تجرّد فِى السَّيْرِ, and ↓ انجرد, (tropical:) He strove or laboured, exerted himself or his power or efforts or endeavours or ability, in pace, or going; he hastened therein; like شَمَّرَ فِى سَيْرِهِ. (L, TA.) b7: تجرّد بِالحَجِّ: see 2. Accord. to Ahmad, as related by Is-hák Ibn-Mansoor, (TA,) (assumed tropical:) He affected to be like, or he imitated, the pilgrim of Mekkeh, or the man performing the pilgrimage of Mekkeh. (K, TA.) 7 انجرد: see 5, first sentence. [Hence,] انجردتِ الإِبِلُ مِنْ أَوْبَارِهَا (assumed tropical:) The camels cast, or let fall, their fur, or soft hair. (L.) b2: See also 1. b3: (assumed tropical:) It (a garment, or piece of cloth,) became threadbare, or napless, (S, L, K,) and smooth; (S, L;) as also ↓ جَرِدَ. (L.) b4: Said of a horse in a race: see 5. b5: انجرد فِى السَّيْرِ: see 5. b6: انجرد بِنَا السَّيْرُ, (S, A, L,) in the K, erroneously, انجرد بِهِ السَّيْلُ, (TA,) (tropical:) The journey, or march, (S, A, L,) became extended, (S, A, L, K,) and of long duration, [with us,] (S, L, K,) without our pausing or waiting for anything. (A.) 8 اجتراد (assumed tropical:) The attacking one another with [drawn] swords. (KL.) [You say, اجتردوا (assumed tropical:) They so attacked one another; like as you say, اضطربوا.]

جَرْدٌ (tropical:) A garment old and worn out, (L, K, TA,) of which the nap has fallen off: or one between that which is new and that which is old and worn out: pl. جُرُودٌ. (L, TA.) You say بُرْدَةٌ جَرْدٌ, (A,) and ↓ جَرْدَةٌ [alone], (S, L, TA,) (tropical:) A [garment of the kind called] بردة worn so that it has become smooth. (S, A, L, TA. *) And [the pl.]

جُرُودٌ, (K, TA, in the CK جَرُود,) as a subst., (TA,) (assumed tropical:) Old and worn-out garments. (K.) It is said in a trad. of Aboo-Bekr, لَيْسَ عِنْدَنَا مِنْ مَالِ المُسْلِمِينَ إِلَّا جَرْدُ هٰذِهِ القَطِيفَةِ, meaning (assumed tropical:) There is not in our possession, of the property of the Muslims, save this threadbare and worn-out قطيفة. (TA.) A2: (assumed tropical:) The pudendum, or pudenda; [app. because usually shaven, or depilated;] syn. فَرْجٌ, (K,) i. e. عَوْرَةٌ. (TA.) b2: And (assumed tropical:) The penis. (K.) A3: (assumed tropical:) A shield. (K.) A4: (assumed tropical:) A remnant of property, or of cattle. (K.) A5: See also جَرِيدَةٌ.

جُرْدٌ: see جَرِيدَةٌ.

جَرَدٌ (assumed tropical:) A wide, or spacious, tract of land in which is no herbage: (S, A, K:) an inf. n. used as an appellative subst. (A.) b2: رُمِىَ عَلَى جَرَدِهِ and ↓ أَجْرَدِهِ (assumed tropical:) He (a man, TA) was shot, or struck with a missile, on his back. (K.) A2: See also what next follows.

جَرِدٌ, (K,) fem. with ة; (S, K;) and ↓ أَجْرَدُ, (S, A, K,) fem. جَرْدَآءُ; (A, K;) and ↓ جَرَدٌ, (TA, as from the K,) which last is an inf. n. used as an epithet; (TA;) (tropical:) A place (A, K) destitute of herbage: (S, A, K:) you say أَرْضٌ جَرِدَةٌ (S, K) and ↓ جَرْدَآءُ (A, K) and ↓ جَرَدِيَّةٌ, (TA,) and فَضَآءٌ

↓ أَجْرَدُ: of which last the pl. is [جُرْدٌ and] أَجَارِدُ. (S.) b2: Also, the first, (assumed tropical:) A man affected with the cutaneous eruption termed شَرًى, from having eaten locusts. (TA.) جَرْدَةٌ: see جَرْدٌ. b2: . Also (assumed tropical:) An old worn piece of rag: dim. ↓ جُرَيْدَةٌ. (TA from a trad.) جُرْدَةٌ [The denuded, or unclad, part, or parts, of the body]. You say اِمْرَأَةٌ بَضَّةُ الجُرْدَةِ (A, * K) and ↓ المُجَرَّدِ (A, K) and ↓ المُتَجَرَّدِ, (T, A, K,) [A woman thin-skinned, or fine-skinned, and plump, in respect of the denuded, or unclad, part, or parts of the body: or] when divested of clothing: (T, A, * K:) the last of these words is here an inf. n.: if you say ↓ المُتَجَرِّدِ, with kesr, you mean, [in] the [denuded] body: (K:) [and so when you say الجُرْدَةِ, and المُجَرَّدِ; or this last may be regarded as an inf. n.:] المتجرَّد is more common than المتجرِّد. (TA.) [In like manner,] you say, فُلَانٌ حَسَنُ الجُرْدَةِ and ↓ المُجَرَّدِ and ↓ المُتَجَرَّد; like as you say, حَسَنُ العُرْيَةِ and المُعَرَّى, which signify the same. (S.) It is said of Mohammad, ↓ كَانَ أَنْوَرَ المُتَجَرَّدِ, i. e. He was bright in respect of what was unclad of his body, or person. (TA.) b2: Also (assumed tropical:) Plain, or level, and bare, land. (S.) الجُرْدَانُ (S, K) and ↓ المُجَرَّدُ and ↓ الأَجْرَدُ (K) (assumed tropical:) The yard of a horse &c.: (S:) or of a solidhoofed animal: or it is of general application: (K:) or originally of a man; and metaphorically of any other animal: (TA:) pl. (of the first, TA) جَرَادِينُ. (K.) جَرَدِيَّةٌ: see جَرِدٌ.

جَرَادٌ [a coll. gen. n., (tropical:) Locusts; the locust; a kind of insect] well known: (S, Msb, K:) so called from stripping the ground, (A, Msb,) i. e., eating what is upon it: (Msb:) n. un. with جراد: (S, Msb:) applied alike to the male and the female: (S, Msb, K:) جرادة is not the masc. of بَقَرٌ, but is a [coll.] gen. n.; these two words being like بَقَرٌ and بَقَرَةٌ, andتَمْرٌ and تَمْرَةٌ, and حَمَامٌ and حَمَامَةٌ, &c.: it is therefore necessary that the masc. should be [in my copies of the S, “should not be,” but this is corrected in the margin of one of those copies,] of the same form as the fem., lest it should be confounded with the pl. [or rather the collective form]: (S:) but some say that جراد is the masc.; and جرادة, the fem.; and the saying رَأَيَتُ جَرَادًا عَلَى جَرَادَةٍ [as meaning I saw a male locust upon a female locust], like رَأَيْتُ نَعَامًا عَلَى نَعَامَةٍ, is cited: (TA:) it is first called سِرْوَةٌ; then, دَبًى; then, غَوْغَآءُ; then, خَيْفَانٌ; then, كُِتْفَانٌ; and then, جراد: (A 'Obeyd, TA:) As says that when the males become yellow and the females become black, they cease to have any name but جراد. (AHn, TA.) [Hence,] اِبْنُ الجَرَادِ, (T in art. بنى) or ابن الجَرَادَةِ (TA in that art.,) (assumed tropical:) The egg of the locust. (T and TA ubi suprà.) b2: مَا أَدْرِى أَىُّ جَرَادٍ عَارَهُ, (S, K,) or أَىُّ الجَرَادِ, (A, L,) (tropical:) I know not what man, (S, K,) or what thing, (A,) took him, or it, away. (S, A, K.) جَرِيدٌ [a coll. gen. n.], n. un. ↓ جَرِيدَةٌ: (S, Msb:) the latter is of the measure فَعِلَيةٌ in the sense of the measure مَفْعُولَةٌ; (Msb;) signifying (tropical:) A palm-branch stripped of its leaves; (S, A, Msb, K;) as long as it has the leaves on it, it is not called thus, but is called سَعَفَةٌ: (S:) or a palm-branch in whatever state it be; in the dial. of El-Hijáz: (TA:) or a dry palm-branch: (AAF, K:) or a long fresh palm-branch: (K:) pl. جَرَائِدُ. (TA.) b2: [Also, ↓ جَرِيدَةٌ, (assumed tropical:) A tally, by which to keep accounts; because a palm-stick is used for this purpose; notches being cut in it. b3: And hence, حِسَابٍ ↓ جَرِيدَةُ (assumed tropical:) An accountbook: and الخَرَاجِ ↓ جَرِيدَةُ (assumed tropical:) The register of the taxes, or of the land-tax.]

A2: إِبِلٌ جَرِيدَةٌ (tropical:) Choice, or excellent, (A, L,) and strong, (L,) camels. (A, L.) b2: See also أَجْرَدُ, in two places.

جُرَادَةٌ (assumed tropical:) Anything that is peeled off, or pared, from another thing. (S.) جَرِيدَةٌ n. un. of جَرِيدٌ as a coll. gen. n.: see the latter in four places. b2: Also fem. of the latter as an epithet. b3: Also (tropical:) A detachment of horsemen; a company of horsemen detached (جُرِّدَتْ, S, A) from the rest of the force, (S,) or from the main body of the horsemen, (A,) in some direction, or for same object: (S, A:) or a company of horsemen among whom are no footsoldiers, nor any of the baser sort, or of those of whom no account is made: (A:) or horsemen among whom are no foot-soldiers; (K;) as also ↓ جُرْدٌ [as though pl. of أَجْرَدٌ], (K, TA,) with damm, (TA,) or ↓ جَرْدٌ. (So in the CK.) [See an ex. under the word بَيْتٌ, last sentence.]

جُرَيْدَةٌ dim. of جَرْدَةٌ, q. v.

جُرَيْدَآءُ dim. of جَرْدَآءُ [fem. of أَجْرَدُ]: so in the phrase جُرَيْدَآءُ المَتْنِ (assumed tropical:) The middle of the back of the neck, which is free from flesh. (L.) جَرَّادٌ (assumed tropical:) One who polishes brazen vessels. (K.) جَارُودٌ (tropical:) An unlucky man; (S, K;) one who strips off prosperity by his ill luck; (A;) or as though he stripped off prosperity by his ill luck. (TA.) b2: Also, and ↓ جَارُودَةٌ, (A,) or سَنَةٌ جَارُودٌ, (S, K,) (tropical:) A year of drought: (A, K:) or a year of severe drought and dryness of the earth; (S;) as though it destroyed men. (TA.) جَارُودَةٌ: see what next precedes.

الجَارُودِيَّةٌ A sect of the Zeydeeyeh, (of the Shee'ah, TA,) so called in relation to Abu-lJárood Ziyád the son of Aboo-Ziyád: (S, K:) Abu-l-Járood being he who was named by the Imám El-Bákir “Surhoob,” explained by him as a devil inhabiting the sea: they held that Mo-hammad appointed 'Alee and his descendants to the office of Imám, describing them, though not naming them; and that the Companions were guilty of infidelity in not following the example of 'Alee, after the Prophet: also that the appointment to the office of Imám, after El-Hasan and El-Hoseyn, was to be determined by a council of their descendants; and that he among them who proved himself learned and courageous [above others] was Imám. (MF.) أَجْرَدُ (tropical:) A man having no hair upon him; (S, A, L, K;) i. e., upon his body; or except in certain parts, as the line along the middle of the bosom and downwards to the belly, and the arms from the elbows downwards, and the legs from the knees downwards; contr. of أَشْعَرُ, which signifies “having hair upon the whole of the body:” (IAth, L:) [fem. جَرْدَآءُ: and] pl. جُرْدٌ. (A, TA.) The people of Paradise are said (in a trad., TA) to be جُرْدٌ مُرْدٌ (tropical:) [Having no hair upon their bodies, and beardless]. (A, TA.) b2: Also applied to a horse, (S, A, K,) and any similar beast, (TA,) meaning (tropical:) Having short hair: (TA:) or having short and fine hair. (S, K.) This is approved, (S,) and is one of the signs of an excellent and a generous origin. (TA.) Pl. as above. (A.) In like manner, أَجْرَدُ القَوَائِمِ means (tropical:) Having short, or short and fine, hair upon the legs. (TA.) b3: Also (tropical:) A check upon which no hair has grown. (TA.) And (assumed tropical:) A sandal upon which is no hair. (L from a trad.) b4: Applied also to a place; and the fem., جَرْدَآءُ, to land: see جَرِدٌ, in three places. b5: Also (tropical:) Milk free from froth. (A.) And the fem., (assumed tropical:) Wine that is clear, (AHn, K,) free from dregs. (AHn, TA.) And (assumed tropical:) A sky free from clouds. (L.) b6: (assumed tropical:) Smooth. (Ham p. 413.) b7: (assumed tropical:) A heart free from concealed hatred, and from deceit, dishonesty, or dissimulation. (L.) b8: (tropical:) Complete; (A, K;) free from deficiency; (A, TA;) as also ↓ جَرِيدٌ; (S, A, K;) applied to a year (عَامٌ), (S, A,) and to a month, (Th, TA,) and to a day: (K:) fem. as above, applied to a year (سَنَةٌ). (A.) Accord. to Ks, (S,) you say, مَا رَأَيْتُهُ مُذْ

أَجْرَدَانِ and ↓ مذ جَرِيدَانِ, meaning (tropical:) [I have not seen him, or it, for, or during,] two days, (S, A, K,) or two months, (S, K,) [or two years,] complete. (A, TA.) b9: (tropical:) A horse wont to outstrip others; (K;) that outstrips others, and becomes separate from them by his swiftness. (IJ, TA.) b10: And the fem., (tropical:) A voracious she-camel. (A.) A2: It is also used as a subst.: see جَرَدٌ: b2: and see الجُرْدَانُ. b3: Also (assumed tropical:) The sea. (AAF, M in art. جرب.) b4: And the fem., (assumed tropical:) A smooth rock. (S, TA.) إِجْرِدٌّ, and sometimes without teshdeed, إِجْرِدٌ, A certain plant which indicates the places where truffles (كَمْأَة) are to be found: a certain herb, or leguminous plant, said to have grains like pepper. (En-Nadr, TA.) مُجْرَدٌ (assumed tropical:) A man ejected from his property. (IAar, TA.) مُجَرَّدٌ: see جُرْدَةٌ, in two places. b2: (tropical:) A bare, or naked, [or drawn,] sword. (A.) b3: [ (assumed tropical:) Divested of every accessory, adjunct, appendage, or adventitious thing; rendered bare, shere, or mere; abstract. b4: In philosophy, Bodiless; incorporeal; as though divested of body.]

A2: See also الجُرْدَانُ.

مَجْرُودٌ (assumed tropical:) Peeled, or pared; divested of its peel, bark, coat, covering, or the like. (S, L.) b2: أَرْضٌ مَجْرُودَةٌ (assumed tropical:) Land of which the herbage has been eaten by locusts: (S:) or land smitten by locusts: (Msb:) or land abounding with locusts; (A'Obeyd, ISd, K;) a phrase similar to أَرْضٌ مَوْحُوشَةٌ; the epithet having the form of a pass. part. n. without a verb unless it be one that is imaginary. (ISd, TA.) b3: رَجُلٌ مَجْرُودٌ (assumed tropical:) A man having a complaint of his belly from having eaten locusts. (S.) مُتَجَرَّدٌ and مُتَجَرِّدٌ: see جُرْدَةٌ, in four places: b2: and see what follows.

مُنْجَرِدٌ (assumed tropical:) A horse having short, and little, hair: (EM pp. 39 and 40:) or sharp, or vigorous, in pace, [and] having little hair. (Har p. 455.) b2: مَا أَنْتَ بِمْنْجَرِدِ السِّلْكِ, (Az, A, TA,) or ↓ بِمْتَجّرِّدِ السِّلْكِ, (so in a copy of the A,) said to one who is shy, or bashful, [meaning (assumed tropical:) Thou art] not free from shyness in appearing [before others]: (Az, TA:) or (tropical:) thou art not celebrated, or well-known. (A, TA.)

رعث

ر ع ث

في أذنيه رعثان: قرطان، ولها رعث ورعاث، وما تذبذب من قرط أو قلادة فهو رعثة ورعثة. وصبيّ مرعث مقرّط. قال رؤبة:


رقراقة كالرشأ المرعّث

ومن المجاز: صاح ذو الرعثات أي الديك، ورعثتاه النائستان تحت منقاره. قال الأخطل:

ماذا يؤرّقني قدما ويسهرني ... من صوت ذي رعثات ساكن الدار

وزين الهوادج بالرعث وهي الذباب من العهن. وتفتح رعث الرمان وهو زهره الذي يسمى الجلنار. وشاة رعثاء: لها تحت أذنيها زنمتان.
رعث: رَعْثَة: تجمع على رُعُث (الكامل) وقد نشيت رقم الصفحة (رايت).
[رعث] فيه قالت أم زينب: كنت أنا وأختاي في حجره صلى الله عليه وسلم فكان يحلينا "رعاثا" من ذهب ولؤلؤ، هي القرطة من حلى الأذن جمع رعثة. وفي ح سحره ودفن تحت "راعوثة" البتر، والمشهور بالفاء بمعناه ويجيء.

رعث


رَعَثَ(n. ac. رَعْث)
رَعِثَ(n. ac. رَعَث)
a. Had white caruncles or excrescences beneath the
ears.

تَرَعَّثَإِرْتَعَثَa. Wore ear-drops, ear-rings.

رَعْثَة
رَعَثَة
(pl.
رِعَاْث)
a. White caruncle; wattle; gill.
b. Eardrop, ear-ring, pendant.
c. Woollen tassel.
d. ( pl.

رَعَثَات )
a. Cup, goblet.
رعث
الرَّعَثُ: تَلْتَلَةٌ تُتَّخّذُ من جُفِّ الطَّلْع، يُشْرَبُ بها. والجُلَّنَارُ. والرِّعَاثُ: كُلُّ مِعْلاَقٍ من قُرْطٍ أو قِلادةٍ أو غيرِها، والواحِدَةُ: رَعْثَةُ، يُقال: صَبيٌّ مُرَعَّثٌ. ورَعْثَةُ الدِّيْكِ: عُثْنُوْنُه. ورَعْثَتا الشّاةِ: زَنَمَتاها، ورُبَّما عُلِقَ من الهَوْدَج رُعْثٌ من الصُّوْف. ورَعَثَتِ العَنْزُ رِعَاثاً: ابْيَضَّتْ أطْرافُ زَنَماتِها. والرَّعْثَاءُ: عِنَبٌ له حَبٌّ طِوال. ورَعَثَتْه الحَيَّةُ رَعْثاً: قَرَمَتْه ونالت منه قَليلاً.
[رعث] الرعاثُ: القِرَطَةُ، واحدتها رَعْثَهٌ ورَعَثَةٌ بالتحريك. وتَرَعَّثَتِ المرأةُ، أي تقرطت. وكان بشار بن برد الشاعر يلقب بالمرعث لرعثة كانت له في صغره. ورعثة الديك: عثنونه، يقال ديك مُرَعَّثٌ. قال الأخطل: ماذا يُؤَرِّقُني والنَوْمُ يُعْجِبُني * من صَوْتِ ذي رَعَثاتٍ ساكِنِ الدَّارِ وشاةٌ رَعْثاءُ، إذا كان لها تحت الاذن زنمتان. والرعث: العهن من الصوف يُعَلَّقُ من الهودج، عن أبى عبيد.
رعث وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام عَن زَيْنَب ابْنَة نبيط عَن أمهَا قَالَتْ: كنت أَنَا وأختاي فِي حجر النَّبِيّ صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم فَكَانَ يحلينا قَالَ ابْن جَعْفَر: رعاثًا من ذهب ولؤلؤ -[و -] قَالَ صَفْوَان: يحلينا التبر واللؤلؤ. قَالَ أَبُو عَمْرو: وَاحِد الرعاث رعثة ورعثة وَهُوَ القرط [قَالَ -] والرعث أَيْضا فِي غير هَذَا: العهن من الصُّوف وَأنْشد للكميت يصف النعامة: [الوافر]

كَأَن الْقَيْظَ رعثها بِودْعٍ ... مَعَ التوشيح أَو قطع الوذيل

والواحدة: رعثة ورعثة عَن أبي عَمْرو وَيُقَال للْمَرْأَة إِذا علقته عَلَيْهَا: قد ارتعثت قَالَ النَّابِغَة الدبياني: [الطَّوِيل] إِذا ارتعثت خَافَ الجبان رعاثها ... وَمن يتَعَلَّق حَيْثُ علق يفرق

يصف طول عُنُقهَا.
(ر ع ث)

الرَّعْثَةُ: التَّلْتَلةُ من جف الطّلع يشرب بهَا.

ورَعَثْةَ الديك: عثنونه ولحيته. قَالَ:

ماذَا يُؤَرّقُنِي والنَّوْمُ يُعْجِبُني ... مِنْ صَوْتِ ذِي رَعَثاثٍ سَاكن دَاري

ورَعَثَتا الشَّاة: زنمتاها.

ورَعِثَتِ العنز رَعَثاً، ورَعَثَتْ رَعْثاً: ابْيَضَّتْ أَطْرَاف زنمتيها. والرَّعْثُ والرَّعْثَةُ: مَا علق بالأذن من قرط وَنَحْوه. وَالْجمع رِعَثَةٌ ورِعثاتٌ. قَالَ النمر:

وكُلُّ خَلِيلٍ عَلَيْهِ الرِّعاثُ ... والحُبُلاتُ كَذُوبٌ مَلِق

وَصبي مُرَعَّثٌ: مقرط. قَالَ رؤبة:

رَقْراقَةٌ كالرَّشأ المرَعَّثِ

وارتَعَثَت الْمَرْأَة: تحلَّت بالرِّعاث، عَن ابْن جني.

والرَّعْثَةُ: درة تعلق فِي القرط.

والرَّعْثَةُ: العهنة الْمُعَلقَة من الهودج وَنَحْوه.

وَقيل: كل مُعَلّق رَعْثٌ ورَعْثَةٌ ورُعْثَة بِالضَّمِّ، عَن كرَاع، وَخص بَعضهم بِهِ القرط والقلادة وَنَحْوهمَا. وَالْجمع رَعْثٌ ورِعاث ورُعُثٌ، الْأَخِيرَة جمع الْجمع.

والرَّعَثُ: العِهْنُ عَامَّة.

رعث: الرَّعْثة: التَّلْتَلَة، تُتَّخَذ من جُفِّ الطَّلْع، يُشْرَبُ

بها. ورَعْثةُ الدِّيك: عُثْنونُه ولِحيتُه. يقال: دِيكٌ مُرَعَّثٌ؛ قال

الأَخْطَلُ يصف ديكاً:

ماذا يُؤَرِّقُني، والنَّوْمُ يُعْجِبُني،

من صَوْتِ ذي رَعَثاثٍ ساكِنِ الدارِ

ورَعَثَتا الشاة: زَنَمَتاها تحت الأُذُنين؛ وشاة رَعْثاءُ، من ذلك.

ورَعِثَتِ العَنْزُ رَعَثاً، ورَعَثَتْ رَعْثاً: ابْيَضَّتْ أَطراف

زَنَمَتَيْها. والرَّعْثُ والرَّعْثة: ما عُلِّقَ بالأُذُن من قُرْط ونحوه،

والجمع: رِعَثةٌ ورِعاثٌ؛ قال النمر:

وكلُّ خَليلٍ، عليه الرِّعا

ثُ والحُبُلاتُ، كَذوبٌ مَلِقْ

وتَرَعَّثَتِ المرأشة أَي تَقَرَّطَتْ.

وصبيٌّ مُرَعَّثٌ: مُقَرَّط؛ قال رؤْبة:

رَقْراقةٌ كالرَّشَإِ المُرَعَّثِ

وكان بَشَّارُ بنُ بُرْدٍ يُلَقَّبُ بالمُرَعَّثِ، سمي بذلك لرِعاثٍ

كانت له في صغَره في أُذُنه.

وارْتَعَثَتِ المرأَةُ: تَحَلَّتْ بالرِّعاثِ؛ عن ابن جني. وفي الحديث:

قالت أُمُّ زينَبَ بنت نُبَيطٍ كنتُ أَنا وأُخْتايَ في حَجْرِ رسول الله،

صلى الله عليه وسلم، فكان يُحَلِّينا رِعاثاً من ذَهَبٍ ولُؤْلؤ.

الرِّعاثُ: القِرَطةُ، وهي من حُليِّ الأُذُن، واحدتُها: رَعْثة، ورَعَثة

أَيضاً، بالتحريك، وهو القُرْطُ، وجِنْسُها: الرَّعْثُ والرَّعَثُ. ابن

الأَعرابي: الرَّعْثة في أَسفل الأُذن، والشَّنْفُ في أَعْلى الأُذن،

والرَّعْثة دُرَّة تُعَلَّقُ في القُرْط.

والرَّعَثةُ: العِهْنةُ المُعَلَّقة من الهَوْدَج ونحوه، زِينةً لها

كالذَّباذِبِ؛ وقيل: كلُّ مُعَلَّقٍ رَعَثٌ، ورَعَثة، ورُعْثةٌ، بالضم، عن

كراع. وخَصَّ بعضهم به القُرْطَ والقِلادَة ونحوَهما؛ قال الأَزهري: وكلُّ

مِعْلاق كالقُرْطِ ونحوه يُعَلَّقُ من أُذنٍ أَو قِلادةٍ، فهو رِعاثٌ،

والجمع رعْثٌ ورِعاثٌ ورُعُثٌ، الأَخيرة جمع الجمع.

والرَّعَثُ: العِهْنُ عامَّة. وحكي عن بعضهم: يقال لراعُوفةِ البئر

(*

قوله «يقال لراعوفة البئر إلخ» قال في التكملة وهي صخرة تترك في أسفل البئر

إِذا احتفرت تكون هناك، ويقال هي حجر يكون على رأْس البئر يقوم عليها

المستقي.): راعُوثة. قال: وهي الأُرْعُوفة والأُرْعوثةُ، وتفسيره في العين

والراءِ. وفي حديث سحر النبي، صلى الله عليه وسلم: ودُفِنَ تحتَ راعوثةِ

البئر؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاءَ في رواية، والمشهور بالفاءِ، وهي هي،

وسيُذكر في موضعه.

رعث

1 رَعِثَتْ, aor. ـَ inf. n. رَعَثٌ; and رَعَثَتْ, aor. ـَ inf. n. رَعْثٌ; (tropical:) She (a goat, K, TA, and a sheep, شَاة, TA) had white extremities to her زَنَمَتَانِ [or two wattles] (K, TA) beneath the two ears. (TA.) 5 ترعّثت She (a woman) adorned herself with the [kind of ear-ring, or ear-drop, called] قُرْط (S, K, TA) and رِعَاثٌ; (TA;) as also ↓ ارتعثت. (IJ, K, TA.) 8 إِرْتَعَثَ see what next precedes.

رَعْثٌ: see what next follows, in two places.

رَعَثٌ and ↓ رَعَثَةٌ and ↓ رُعْثَةٌ are said to be applied to Anything suspended: or, accord. to some, only to the [kind of ear-ring, or ear-drop, called]

قُرْط, and the [necklace called] قِلَادَة, and the like: or, accord. to Az, ↓ رِعَاثٌ signifies anything suspended, such as the قُرْط, and the like, suspended from the ear; or the [necklace called] قِلَادَة: and the pl. is ↓ رَعْثٌ [or rather this is a quasi-pl. n.] and ↓ رِعَاثٌ [like the sing.] and رُعْثٌ, which last is a pl. pl.: (TA:) or ↓ رَعْثَةٌ and ↓ رَعَثَةٌ signify the [kind of ear-ring, or ear-drop, called]

قُرْط; (S, A, K, TA;) and any similar pendant to the ear: (TA:) or the رعثة is in the lower part of the ear; and the شَنْف, in the upper part thereof; and the رعثة is a pearl, or large pearl, (دُرَّةٌ,) attacked to the قُرْط: (IAar, TA:) and the pl. of رَعْثَةٌ and رَعَثَةٌ is رِعَاثٌ (S, K, TA) and رِعَثَةٌ. (TA.) b2: [Hence,] رَعَثٌ signifies [also] (tropical:) Wool, or wool died of various colours, (عِهْنٌ,) in a general sense: [a coll. gen. n.:] n. un. رَعَثَةٌ: (TA:) or, (S, A, K,) as also ↓ رَعْثٌ and ↓ رُعْثَةٌ, (K,) such wool (عِهْنٌ) suspended to the [kind of women's camel-vehicle called] هَوْدَج, (A'Obeyd, S, K, TA,) and the like, for ornament; like what are termed ذَبَاذِب: (TA:) or [pendant] ornaments of the هَوْدَج, of the kind called ذَبَاذِب, consisting of such wool. (A.) b3: And (tropical:) The blossoms of the pomegranate-tree. (A.) رَعْثَةٌ: see the next preceding paragraph. b2: [Hence,] (tropical:) The عُثْنُون [or wattle] of the cock, (S, K, TA,) that grows forth beneath the bill; i. e. its beard, or barb; (TA;) as also ↓ رَعَثَةٌ: (K:) each of the two things that grow forth beneath the bill of the cock. (A.) You say, صَاحَ ذُوالرَّعْثَتَانِ (tropical:) [The owner of the two wattles cried]; meaning the cock. (A.) And a poet says, (S,) namely, El-Akhtal, (TA,) مَا ذَا يُؤَرّقُنِى وَالنَّوْمُ يُعْجِبُنِى

مِنْ صَوْتِ ذِىرَعَثَاتٍ سَاكِنِ الدَّارِ [What is this that renders me wakeful, when sleep pleases me, of the voice of an owner of wattles, an inhabitant of the mansion?]. (S, TA. [Another reading, as well as the foregoing, of this verse is given in the Ham, p. 823.]) b3: Also, (Ham ubi suprà,) or ↓ رَعَثَةٌ, (L,) (assumed tropical:) The زَنَمَة [or wattle], (Ham,) [i. e.] each of the زَنَمَتَانِ [or two wattles], (L,) of a sheep or goat (شَاة) [or, accord. to some, of a goat only (see رَنَمَةٌ)]. (Ham, L.) b4: And (assumed tropical:) A drinking-vessel, such as is called تَلْتَلَةٌ, made of the spathe of a palm-tree; (T, M, L, K, TA;) as also ↓ رَعَثَةٌ. (K.) رُعْثَةٌ: see رَعَثٌ, in two places.

رَعَثَةٌ: see رَعَثٌ, in two places: b2: and رَعْثَةٌ, in three places.

شَاةٌ رَعْثَآءُ (tropical:) A sheep, or goat, [or, accord. to some, a goat only (see زَنَمَةٌ),] having two wattles (زَنَمَتَانِ), beneath her two ears. (S, A, K.) b2: And الرَّعْثَآءُ (tropical:) A species of grape, having long berries; (K, TA;) likened to the زَنَمَتَانِ [or two wattles of a sheep or goat]. (TA.) رِعَاثٌ: see رَعَثٌ, in two places.

مُرَعَّثٌ A boy adorned with the [kind of earring, or ear-drop, called] رَعْثَةٌ (S) or قُرْطٌ. (TA.) b2: And [hence,] (tropical:) A cock having a رَعْثَة [or wattle]. (S, TA.)
رعث
: (الرَّعْثَةُ، ويُحَرَّكُ) : مَا عُلِّقَ بالأُذُنِ من (القُرْط) ونَحْوِه، و (ج، رِعَاثٌ) كرَقَبَة ورِقَابٍ، ورِعَثَةٌ، بِكَسْر فَفتح، قَالَ النَّمِر:
وكلُّ خَلِيلٍ عَلَيْهِ الرِّعا
ثُ والحُبُلاتُ كَذُوبٌ مَلِقْ
(و) من الْمجَاز: الرَّعْثَةُ (: عُثْنُونُ الدِّيكِ) الناتِىءُ تحتَ مِنْقَارِه، وَهُوَ لِحْيَتُه، يُقَال صاحَ ذُو الرَّعَثَاتِ، ودِيكٌ مُرَعَثٌ، قَالَ الأَخْطَلُ يَصفُ دِيكاً:
مَاذَا يُؤَرِّقُنهي والنَّوْمُ يُعْجِبُنِي
من صَوْتِ ذِي رَعَثَاتٍ ساكِنِ الدّارِ
(و) الرَّعْثَة بِفَتْح فَسُكُون كَمَا قبله (التَّلْتَلَهُ) هاكذا فِي سائِر أُمِّهات اللُّغَة، كالتَّهْذِيب، والمُحْكَم واللّسان فَلَا عِبْرَةَ بقَوْل شيخِنا: فِيهِ إِغرابٌ (تُتَّخَذُ من جُفِّ الطَّلْعَةِ يُشْرَبُ بِها) .
(وتَرَعَّثَتِ المَرْأَةُ) أَي (تَقَرَّطَتْ) .
وصَبِيٌّ مُرَعَّثٌ: مُقَرَّطٌ، قَالَ رؤبةُ:
رَقْراقَةٌ كالرَّشَإِ المُرَعَّثِ
(كارْتَعَثَتْ) : إِذا تَحَلَّتْ بالرِّعاثِ، وهاذا عَن ابْن جِنِّى، وَفِي الحَدِيث (قَالَت أُمُّ زَيْنَبَ بنتُ نُبَيْطٍ: كنتُ أَنا وأُخْتَايَ فِي حَجْرِ رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فكانَ يُحَلِّينَا رِعَاثاً من ذَهَبٍ ولُؤْلُؤٍ) .
وَعَن ابْن الأَعْرَابِيّ: الرَّعْثَةُ فِي أَسْفَلِ الأُذُنِ، والشَّنْفُ فِي أَعْلَى الأُذُنِ، والرَّعْثَةُ: دُرصَّةٌ تُعَلَّقُ فِي القُرْطِ.
(و) من الْمجَاز: (الرَّعَثُ محرَّكة ويسكّن: ابْيضَاضُ أَطْرَافِ زَنَمَتِي العَنْزِ) والشَّاةِ، وهُمَا تَحت الأُذُنَيْنه.
(وَقد رَعِثَتْ، كفَرِحَ) رَعَثاً (و) رَثَتْ، مثل (مَنَعَ) رَعْثاً، وشاةٌ رَعْثَاءُ: لهَا تَحْتَ أُذُنَيْهَا رَنَمَتانِ.
(و) من الْمجَاز: الرَّعَثُ (: العِهْنُ) عامَّةً، واحدُه رَعَثَةٌ، وَقيل: هُوَ العِهْنُ (يُعَلَّقُ مِنَ الهَوْدَجِ) وَنَحْوه؛ زِينَةً لَهَا، كالذَّبَاذِبِ.
وَقيل: هُوَ كُلُّ مُعَلَّقٍ رَعَثٌ ورَعَثَةٌ (كالرُّعْثَةِ، بالضّمّ) ، عَن كخراع، وخصَّ بعضُهم بِهِ القُرحطَ والقِلادَةَ ونحوَهما.
قَالَ الأَزهريّ: وكلُّ مِعْلاقٍ كالقُرْطِ ونحوهِ يُعَلَّقُ من أُذُن، أَو قلادةٍ، فَهُوَ رِعَاثٌ، وَالْجمع رَعْثٌ ورِعَاثٌ ورُعُثٌ، الأَخِيرَةُ جمعُ الجَمْعِ.
(والرَّاعُوثَةُ: حَجَرٌ) فِي أَعْلَى البِئرِ (يقُومُ عَلَيْهِ المُسْتَقِي) ، وَفِي بعض مُصَنَّفَاتِ الغَرِيبِ: حَجَرٌ يُتْرَكُ فِي أَسْفَل البِئرِ إِذا حُفِرَتْ، يَجْلِسُ عَلَيْهِ من يريدُ تَنْقِيَتَهَا، وَهُوَ الرَّاعُوفةُ، بالفَاءِ، حُكِيَ ذَلِك عَن بَعضهم (كالأُرْعُوثَةِ) بالضّمّ، مثل الأُرْعُوفَةِ، وَفِي حَدِيث سِحْر النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (ودُفِنَ تَحْتع رَاعُوثةِ البِئرِ) قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: هاكذا جاءَ فِي روية، والمشهورُ بالفَاءه، وَهِي هِيَ، وسيُذْكعر فِي مَوْضِعه.
(و) من الْمجَاز: (الرَّعْثَاءُ: عِنَبٌ لَهُ حَبٌّ طِوالٌ) ، على التَّشْبِيهِ بالزَّنَمَتَيْنِ.
(و: شَاةٌ تحتَ أُذُنَيْهَا زَنَمَتانِ) ، وَقد تَقَدَّمَ.
(وَرَعَثَتْه الحَيَّةُ، كمَنَعَه: قَرَمَتَهُ ونَالَتْ مِنْه قَليلاً) ، نقلَه الصاغَانيّ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: المُرَعَّثُ، كمُعَظَّمٍ: لَقَبُ بَشَّارِ بنِ بُرْدٍ، سُمّيَ بذلك لِرِعاثٍ كَانَت (لَهُ) فِي صِغَرِه فِي أُذُنِه.
وتَفَتَّحَ رَعْثُ الرُّمّانِ: زَهْرُه، وَهُوَ جُلَّنَارُه، وَهُوَ مجَاز.
والرَّعُوثُ: كُلّ مُرْضِعَةٍ، كالمُرْعِثِ، كَذَا فِي الأَسَاس. قلت: ولعَلّه لُغَةٌ فِي الغَيْن، كَمَا سيأْتي، أَو هُوَ تَصْحِيفٌ.

جفف

(جفف) الشَّيْء تجفيفا وتجفافا يبسه وَالْإِنْسَان أَو الْفرس وضع عَلَيْهِ التجفاف
ج ف ف

جفف أهل الحرب: صنعوا التجافيف.

ومن المجاز: فلان لا يجف لبده إذا لم يفتر عن سعيه. والبس للفقر تجفافاً أي استعدّ له.

جفف


جَفَّ(n. ac. جَفَاْف
جُفُوْف)
a. Was, became dry; dried up.
b.(n. ac. جَفّ), Gathered up, took away.
جَفَّفَa. Dried; rendered dry.

تَجَفَّفَa. see I (a)
جَفّ
جَفَّةa. Company, band; cavalcade.

جُفّ
(pl.
جُفُوْف)
a. Spathe or envelope of the palm-tree.
b. Bucket.

جُفَّةa. see 1b. Large bucket. —
جَاْفِف جَفِيْف
Dry, dried; dried up, shrivelled.
ج ف ف: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: «لَا نَفَلَ فِي غَنِيمَةٍ حَتَّى تُقْسَمَ (جُفَّةً) » أَيْ كُلُّهَا وَ (جَفَّ) الثَّوْبُ وَغَيْرُهُ يَجِفُّ بِالْكَسْرِ (جَفَافًا) وَ (جُفُوفًا) أَيْضًا، وَيَجَفُّ بِالْفَتْحِ لُغَةٌ فِيهِ حَكَاهَا أَبُو زَيْدٍ وَرَدَّهَا الْكِسَائِيُّ، وَ (جَفَّفَهُ) غَيْرُهُ تَجْفِيفًا. 
ج ف ف : جَفَّ الثَّوْبُ يَجِفُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَفِي لُغَةٍ لِبَنِي أَسَدٍ مِنْ بَابِ تَعِبَ جَفَافًا وَجُفُوفًا يَبِسَ وَجَفَّفْتُهُ تَجْفِيفًا وَجَفَّ الرَّجُلُ جُفُوفًا سَكَتَ وَلَمْ يَتَكَلَّمْ فَقَوْلُهُمْ جَفَّ النَّهْرُ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ وَالتَّقْدِيرُ جَفَّ مَاءُ النَّهْرِ وَالتِّجْفَافُ تِفْعَالُ بِالْكَسْرِ شَيْءٌ تُلْبَسُهُ الْفَرَسُ عِنْدَ الْحَرْبِ كَأَنَّهُ دِرْعٌ وَالْجَمْعُ تَجَافِيفُ قِيلَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِمَا فِيهِ مِنْ الصَّلَابَةِ وَالْيُبُوسَةِ وَقَالَ ابْنُ الْجَوَالِيقِيُّ التِّجْفَافُ مُعَرَّبٌ وَمَعْنَاهُ ثَوْبُ الْبَدَنِ وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى فِي عَصْرِنَا بركصطوان. 
(جفف) - وفي حديثِ ابنِ عباس، رضي الله عنهما: "لا نَفَل حتَّى تُقْسَم جُفَّةً" ويروى: "جُفَّه" .
فَمَن قال: جُفَّه بالِإضافة: أي عَلَى جُفِّه، والجُفُّ والجُفَّةُ: الجَماعَة الكَثِيرة من النَّاسِ: أي لا نَفَل حتَّى يُقَسَّم على جَماعَةِ الجَيْش أولا.
- ومنه الحديث: "الجَفاءُ في هَذَين الجُفَّيْن: رَبيعَة ومُضَرَ".
: أي القَبِيلَتَين والجَماعَتَين. ومن رَوَاه جُفَّةً: أَى كُلَّها.
- في حَديثِ أبي العَالِيَة : "قُلتُ لأَبِي سَعِيدٍ، رضي الله عنه، النَّبِيذُ في الجُفِّ؟ قال: أَخبَثُ وأَخبَثُ".
الجُفُّ: وِعاءٌ من جُلُود لا تُوَكأُ. وقيل: هو نِصفُ قِربةٍ تُقطعَ من أَسفَلِها وتُتَّخذُ دَلْوًا، وقيل: هو ضَرْب من الدِّلاء، وقيل: شَيءٌ يُنْقَر من جُذوعِ النَّخْلِ.
- في حديث أبِي موسى، رضي الله عنه: "أَنَّه كان عَلَى تَجافِيفِه الدِّيبَاجُ".
هو: جَمْع تَجْفَاف؛ وهو سِلاحٌ يَلبَسه المُحارِب يَتَوقَّى به.
[جفف] ك فيه: في "جف" طلعة، بالإضافة بضم جيم وشدة فاء وعاء طلع النخل وهو الغشاء الذي عليه، ويطلق على الذكر والأنثى ولذا قيده بالذكر، وروى: جب، بموحدة بمعناه. وح: "جف" القلم بما أنت لاق، عبارة عن عدم تغير حكمه به، يريد ما كتب في اللوح من الكائنات والفراغ منها. وفيه: الجفاء في هذين "الجفين": ربيعة ومضر. الجف والجفة بالفتح العدد الكثير والجماعة من الناس. ومنه ح عمر: كيف يصلح أمر بلد جل أهله هذان "الجفان". وح عثمان: ما كنت لأدع المسلمين بين "جفين" يضرب بعضهم رقاب بعض. ومنه: "الجفان" لبكر وتميم. وح: لا نقل في غنيمة حتى تقسم جفة أي كلها، ويروى: حتى تقسم على جفته، أي على جماعة الجيش أولاً. وفيه: النبيذ في "الجف" هو وعاء من جلود لا يوكأ أي يشد، وقيل: نصف قربة يقطع من أسفلها ويتخذ دلواً. وفيه: فجاء على فرس "مجفف" أي عليه تجفاف وهو شيء من سلاح يترك على الفرس يقيه الأذى، وقد يلبسه الإنسان، وجمعه تجفايف. ومنه ح: فأعد للفقر "تجفافا" هو بكسر تاء وسكون جيم شيء يلبس الفرس في الحرب يقيه الأذى، قوله: انظر ماذا تقول، إشارة إلى تفخيم شأن دعوى المحبة، أي إن كنت صادقاً فيها فهيئ له تجفافاً. ن: مجفف بفتح جيم وفتح فاء أولى مشددة، والتجفاف بكسر تاء ثوب كالجل.
(ج ف ف) : (جَفَّ) الشَّيْءُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ جُفُوفًا وَجَفَافًا إذَا يَبِسَ (وَمِنْهُ) مَنْ احْتَلَمَ ثُمَّ أَصْبَحَ عَلَى جَفَافٍ أَيْ أَصْبَحَ وَقَدْ جَفَّ مَا عَلَى ثَوْبِهِ مِنْ الْمَنِيِّ (وَالتِّجْفَافُ) شَيْءٌ يُلْبَسُ عَلَى الْخَيْلِ عِنْدَ الْحَرْبِ كَأَنَّهُ دِرْعٌ تِفْعَالٌ مِنْ جَفَّ لِمَا فِيهِ مِنْ الصَّلَابَةِ وَالْيُبُوسَةِ وَأَمَّا قَوْلُهُ مَنْ تَقَدَّمَ (مُتَجَفِّفًا) أَيْ ذَا تِجْفَافٍ عَلَى فَرَسِهِ فَقِيَاسٌ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - «لَا نَفْلَ فِي غَنِيمَةٍ حَتَّى تُقْسَمَ» (جَفَّةً) أَيْ حَتَّى تُقْسَمَ كُلُّهَا وَجُمْلَتُهَا فِي مُخْتَصَرِ الْكَرْخِيِّ جفل (فِي حَدِيثِ) عَدِيٍّ إنِّي آتِي الْبَحْرَ وَقَدْ (أَجْفَلَ) سَمَكًا كَثِيرًا فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - كُلْ مَا حَسَرَ عَنْهُ وَدَعْ مَا طَفَا عَلَيْهِ الصَّوَابُ جَفَلَ مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَيْ أَلْقَاهُ عَلَى السَّاحِلِ عَنْ اللَّيْثِ وَكَذَا حَكَاهُ الْأَزْهَرِيُّ قَالَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَكَأَنَّهُ مِنْ قَوْلِهِمْ الرِّيحُ (تَجْفِلُ الْجَهَامَ) أَيْ تَذْهَبُ بِهِ وَطَعَنَهُ (فَجَفَلَهُ) أَيْ قَلَعَهُ مِنْ الْأَصْلِ وَصَرَعَهُ وَقَوْلُهُ مَا حُسِرَ عَنْهُ أَيْ مَا نَضَبَ عَنْهُ الْمَاءُ وَانْكَشَفَ وَالْمَعْنَى أَنَّ مَا مَاتَ بِسَبَبِ نُضُوبِ الْمَاءِ فَهُوَ حَلَالٌ فَكُلْهُ وَمَا مَاتَ حَتْفَ أَنْفِهِ فَطَفَا فَوْق الْمَاءِ وَارْتَفَعَ فَلَا.
[جفف] الجَفَّةُ بالفتح : جماعة الناس. يقال دُعيتُ في جَفَّةِ الناس. وجاء القوم جَفَّةً واحدة. قال ابن عباس رضي الله عنه: " لا نَفَلَ في غنيمةٍ حتى تُقسَمَ جَفَّةً " أي كلُّها. وكذلك الجف بالضم. قال النابغة يخاطب عمرو بن هند الملك: من مبلغ عمرو بن هند آية ومن النصيحة كثرة الانذار لا أعرفنك عارضا لرماحنا في جف تغلب واردى الامرار يعنى جماعتهم. وكان أبو عبيد يرويه: " في جف ثعلب " قال: يريد ثعلبة بن عوف ابن سعد بن ذبيان. والجف أيضا: وعاء الطلع. والجف أيضا: الشن البالى تُقْطَعُ من نصفها فتُجْعَلُ كالدَلو. قال الراجز: رب عجوز رأسها كالكفة تحمل جفا معها هرشفه وربَّما كان الجُفُّ من أصل نخل ينقر. والجفان: بكر وتميم: قال حُمَيد بن ثورَ الهلالي ما فتئت مراق أهل المصرين سقط عمان ولصوص الجفين وقال أبو ميمون العجلى: قدنا إلى الشأم جياد المصرين من قيس عيلان وخيل الجفين والجفافة: ما ينتثر من الحشيش والقت. وجفاف الطير: موضع. قال جرير: فما أبصر النار التى وضحت له وراء جفاف الطير إلا تماريا والجفيف: ما يبس من النبت. قال الاصمعي: يقال: الابل فيما شاءت من جفيف وقفيف. قال: والجفجف: الارض المرتفعة، وليست بالغليظة. وجف الثوب وغيره يجف بالكسر جفافا وجفوفا، ويجف بالفتح لغة فيه، حكاها أبو زيد، وردها الكسائي. وتجفجف الثوب، إذا ابتل ثم جَفَّ وفيه ندىً، فإن يبِس كلَّ اليبس قيل قد قف، وأصلها تجفف، فأبدلوا مكان الفاء الوسطى فاء الفعل، كما قالوا تبشبش، أصلها تبنشش. وأنشد يعقوب : فقام على قوائم لينات فبيل تجفجف الوبر الرطيبوجففته أنا تَجْفِيفاً. وتَجْفيفُ الفرس أيضاً: أن تُلبسه التجْفافَ . والجمع التَجافيفُ. قال أبو على النحوي: التاء زائدة.
جفف هرشف رعف وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام حِين سحر أَنه جعل سحره فِي جف طلعة وَدفن تَحت راعوفة الْبِئْر. قَوْله: جف طلعة يَعْنِي طلع النّخل وجفه وعاؤه الَّذِي يكون فِيهِ [و -] الجف [أَيْضا -] فِي غير هَذَا يُقَال: هُوَ شَيْء من جُلُود [كالإناء -] يُؤْخَذ فِيهِ مَاء السَّمَاء إِذا جَاءَ الْمَطَر [يسع نصف قِربة أَو نَحوه -] وَمِنْه قَول الراجز: [الرجز]

كل عَجُوز رَأسهَا كالكُفَّةْ ... تحمل جُفَّا مَعهَا هرشَفَّه.

[فالجف هَهُنَا مَا أعلمتك و -] الهرشفة: خرقَة أَو غَيرهَا تحمل بهَا المَاء مَاء السَّمَاء إِذا كَانَ قَلِيلا ثمَّ تصب فِي الْإِنَاء وَقَالَ غَيره. الهِرشَفَةُ خرقَة أَو قِطْعَة كسَاء أَو نَحوه ينشفُ بهَا المَاء من الأَرْض ثمَّ تعصر فِي الجفة وَذَلِكَ فِي قلَّة المَاء وَبَعْضهمْ يَقُول: الهِرشفة من نعت الْعَجُوز وَهِي الْكَبِيرَة والجف أَيْضا فِي غير هذَيْن: جمَاعَة النَّاس وَمن ذَلِك قَول النَّابِغَة: [الْكَامِل]

فِي جُف تغلب واردي الأمرارِ ... يُرِيد [بجف تغلب -] جَمَاعَتهمْ وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة يرويهِ: فِي جُف ثَعْلَب يُرِيد ثَعْلَبَة بْن سعد والجفة مثل الجف الْجَمَاعَة. وَمِنْه حَدِيث عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: لَا نَفَل فِي غنيمَة حَتَّى تُقسم جفة أَي كلهَا. صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأما [قَوْله -] : راعوفة الْبِئْر فَإِنَّهَا صَخْرَة تتْرك فِي أَسْفَل الْبِئْر إِذا احتفرت تكون ثَابِتَة هُنَاكَ فَإِذا أَرَادوا تنقية الْبِئْر جلس المنقي عَلَيْهَا وَيُقَال: بل هُوَ حجر ناتئ فِي بعض الْبِئْر يكون صُلبا لَا يُمكنهُم حفره فَيتْرك على حَاله وَيُقَال: هُوَ حجر يكون على رَأس الْبِئْر يقوم عَلَيْهِ المستقي. وَقد روى بعض الْمُحدثين هَذَا الحَدِيث أَنه جعل سحره فِي جُب طلعة وَلَا أعرف الْجب إِلَّا الْبِئْر الَّتِي لَيست بمطوية وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَهُوَ قَول الله [تبَارك و -] تَعَالَى [فِي كِتَابه -] {فِيْ غَيَابَةِ الْجُبِّ} وَلَا أرى الْمَحْفُوظ فِي الحَدِيث إِلَّا الجف بِالْفَاءِ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ [يُقَال -] : أرُعُوفة الْبِئْر وراعُوفه. 
جفف
جَفَّ جَفَفْتُ، يَجِفّ، اجْفِفْ/جِفَّ، جَفافًا وجُفوفًا، فهو جافّ
• جفَّ النَّبْعُ: يَبِس، نَشِف، زالت رطوبتُه "جفّت الأرضُ/ الملابسُ المبتلَّة- عندما تجفّ البئر نعرف قيمة الماء [مثل]- رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ [حديث]: انتهى الأمرُ" ° جفّت السَّماءُ: لم تمطر- جفَّ كلامُه: بدا خشنًا يفتقر إلى حرارة العاطفة- لا يَجِفُّ له ريقٌ: يتكلَّم كثيرًا، لا يكاد يتوقّف عن الكلام. 

تجفَّفَ يتجفَّف، تجفُّفًا، فهو مُتجفِّف
• تجفَّف الثَّوبُ وغيرُه: مُطاوع جفَّفَ: يَبِس، نَشِف "تجفَّف ريقُه من الخوف".
• تجفَّف الطَّائرُ: انتفش "عندما خرج البجعُ من الماء أخذ يتجفَّف متبخترًا". 

جفَّفَ يجفِّف، تجفيفًا، فهو مُجفِّف، والمفعول مُجفَّف
• جفَّف الملابسَ: أزال الرُّطوبةَ منها، يَبَّسها، نشَّفها "جفَّف دموعَه/ وجهَه- جفَّف اللَّحْمَ/ الفاكهةَ: حفظها". 

تجفيف [مفرد]:
1 - مصدر جفَّفَ.
2 - تسخين الشَّيء لإزالة الرطوبة منه طبيعيًّا بالشّمس أو صناعيًّا بالآلات الحراريَّة "تجفيف بالنَّار" ° آلة تجفيف: خاصّة بتجفيف الشَّعر ونحوه.
3 - (رع) صرف المياه الزَّائدة كمياه السِّباخ والبحيرات. 

جافّ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من جَفَّ ° بطَّاريّة جافّة: بطّارية كهربائيّة مصنوعة من خلايا جافّة متّصلة- قلم حبرٍ جافّ: نوع من الأقلام مزوَّد بحبر يجفّ بمجرد الكتابة به- مُناخ جافّ: عديم الرطوبة، أو قليلها- مَوْضوع جافّ: خالٍ من المتعة والتشويق.
2 - فظّ، غليظ، قاسي القلب ° استقبال جافّ: خشِن، خالٍ من حرارة العاطفة- حديث جافّ: خَشِن.
3 - بليد، أحمق، ثقيل الظلّ والرّوح ° عقلٌ جافّ: مُفتقِر إلى الخيال، لايُنتج شيئًا.
 • شبه جافّ: (جغ) متميز بمعدّل سقوط مطر سنوي منخفض. 

جَفاف [مفرد]:
1 - مصدر جَفَّ ° عامله بجَفاف: بخشونة- كلّمه بجَفاف/ كلّمه في جَفاف: ببرودة أو بأسلوب يفتقر إلى الحرارة والعاطفة.
2 - معاناة منطقة من نفاد مياهها: إما بسبب قلَّة المطر، أو القصور في عمليَّة الرَّيّ، وإما بسبب تغيُّرات في الظروف المناخيّة "ألحق الجَفاف هذا العام أضرارًا بالزِّراعة" ° جَفاف الجوّ: خلوّه من الرطوبة- جَفاف المشاعر: افتقار في العاطفة، تبلُّد عاطفيّ- فصل الجَفاف. 

جُفوف [مفرد]: مصدر جَفَّ. 

مُجفِّف [مفرد]:
1 - اسم فاعل من جفَّفَ.
2 - آلة تجفيف "مُجفِّف الشَّعْر".
3 - (كم) مادّة كيميائيّة لها القدرة على امتصاص الرطوبة أو الماء. 

مُجفَّفات [جمع]: مف مُجفَّف ومجفَّفة
• المجفَّفات: أطعمة مجفَّفة بطريقة اصطناعيَّة. 
جفف
الجف والجفة - بالفتح فيهما -: جماعة الناس، وكذلك الجفة - بالضم -؛ وهي قليلة، والجف. يقال: دعيت في جفة الناس، وجاء القوم جفة واحدة، ومنه حديث أبن عباس - رضي الله عنهما -: لا نفل في غنيمة حتى تقسم جفة كلها. أي جملة وجميعاً.
وجف القوم أموال بني فلان جفاً: أي جمعوها وذهبوا بها.
وقول النابغة الذبياني يخاطب عمرو بن هند الملك:
مَنْ مُبْلِغٌ عمرو بنَ هندٍ آيَةً ... ومن النَّصِيْحَةِ كثرةُ الإنْذارِ
لا أعْرفَنَّكَ عارِضاً لِرِماحِنا ... في جُفِّ تَغْلِبَ وارِدَ الأمْرارِ
ويروى: " مُعْرِضاً لِرِماحِنا "، ويروي: " وأردي "، وكان أبو عبيده يرويه: " في جُفِّ ثَعْلَبَ " قال: يريد ثعلبة بن عوف بن سعد بن ذبيان.
والجف: وعاء الطلع، ومنه الحديث: أن سحر النبي - صلى اله عليه وسلم - جعل في جف طلعة ذكر. وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ط ب ب.
والجف - أيضاً -: الشن البالي يقتطع من نصفه فيجعل كالدلو، قال:
رُبَّ عَجُوْزٍ رَأْسُها كالكِفَّهْ ... تَحْملُ جُفّاً مَعَها هِرْشَفَّهْ
وربما كان الجف من أصل نخلة ينقر.
وقال الليث: الجف: قيقاءة الطلع؛ وهو الغشاء الذي يكون مع الوليع، قال:
وتَبْسِمُ عن نَيِّرٍ كالوَلِيْع ... شَقَّق عنه الرُّقاةُ الجُفوفا
وسال أبو العلانية مسلم أبا سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبيذ في الجف قال: أخبث وأخبث.
والجفان: بكر وتميم. وفي حديث عثمان - رضي الله عنه - لما حوصر أشار عليه طلحة - رضي الله عنه - أن يلحق بجنده من أهل الشام فيمنعوه فقال: ما كنت لأدع المسلمين بين جفين يضرب بعضهم رقاب بعض. قيل الجفان - هاهنا -: إجماعتان، وقيل: أراد بين مثل جفين بكر وتميم في كثرة العدد. قال حميد الأرقط:
ما فَتِئَتْ مُرّاقُ أهْلِ المِصْرَيْنْ ... سِقْطى عُمَانَ ولُصُوْصَ الجُفَّيْنْ
وقال أبو ميمون العجلي:
قُدْنا إلى الشَّأمِ جِيَادَ المصْرَيْنْ ... من قَيْسِ عَيْلانَ وخَيْلِ الجُفَّيْنْ
وقال أبن عباد: الجف: الشيخ الكبير، والسد الذي تراه بينك وبين القبلة، وكل شيء خاو ليس في جوفه شيء نحو الجوزة والمغدة.
ويقال: فلان جف مال: أي مصلحه.
والإخشيذ محمد بن طغج بن جف: أمير مصر.
والجفافة: ما ينتشر من الحشيش وألقت.
وجفاف الطير: موضع، وقال السكري: جفاف الطير أرض لأسد وحنظلة واسعة فيها أماكن يكون فيها الطير، قال جرير:
فلما أبْصَرَ النّارَ التي وَضَحَتْ له ... وَراء جُفَافِ الطَّيْرِ إلا تَمَارِيا
وكان عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير يقول: " وَرَاءَ حِفَافِ الطَّيْرِ " بكَسر الحاء المهملة، قال: هذه أماكن تسمى الأحفة؛ فاختار منها مكاناً فسماه حفافاً.
والجفاف: ما جف من الشيء الذي تجففه، تقول: اعزل جفافه عن رطبه.
والجفيف: مايس من النبت، قال الأصمعي: يقال: الإبل فيما شاءت من جفيف وقفيف.
وجففت يا ثوب تجف - مثال دببت تدب - جفافاً وجفوفاً، وتجف - مثال تعض أيضاً عن أبي زيد، وردها الكسائي -، وجففت تجف - مثال بششت تب -. والجفجف: الأرض المرتفعة وليست بالغليظة، والريح الشديدة، والقاع المستدير الواسع، والوهدة من الأرض. قال العجاج:
في مَهْمَهٍ يُنْبي مَطضاهُ العُسَّفا ... مَعْقِ المَطالي جَفْجَفاً فَجَفْجَفا
وجَفَاجِفُ الرَّجل: هيئة ولباسه.
وقال أبن عباد: الجفيف: المهذار.
والتجفاف: من آلات الحرب. وجففت الفرس تجفيفاً: أي ألبسته التجفاف.
وجففت الشيء: يبسته.
وقال الليث: التجفاف: التجفيف.
وتجفجف الثوب: إذا ابتل ثم جف وفيه ندى، فإن يبس كل اليبس قيل: قد جف، والأصل تجفف فأبدلوا مكان الفاء الوسطى فاء الفعل كما قالوا تبشبش؛ وأصله تبشش، قال رجل من كلب بن وبرة ثم من بني عليم يقال له هردان بن عمرو:
فقامَ على قَوَائمَ لضيِّناتٍ ... قُبَيْلَ تَجَفْجُفِ الوَبضرِ الرَّطيبِ
وتجفجف الطائر: انتفش.
وأما قول تميم بن أبي مقبل:
كَبَيْضَةِ أُدْحيٍ تَجَفْجَفَ فَوْقَها ... هِجَفُّ حَدَاهُ القَطْرُ واللَّيلُ كانِعُ
فقيل: معناه تحرك فوقها وألبسها جناحيه.
وقال أبن دريد: سمعت جفجفة الموكب: إذا سمعت حفيفهم في السير.
وجفجف القوم: حبسهم.
وجفجف: إذا رد بالعجلة مخافة الغارة.
وجفجفت الشيء: إذا جمعته إليك.
وقال أبن عبادٍ: اجتف ما في الإناء: أتى عليه.

جفف: جَفَّ الشيءُِ يَجِفُّ ويَجَفُّ، بالفتح، جُفوفاً وجَفافاً:

يَبِسَ، وتَجَفْجَفَ: جَفَّ وفيه بعضُ النَّداوةِ، وجَفَّفْتُه أَنا

تَجْفِيفاً؛ وأَنشد أَبو الوفاء الأَعرابي:

لـمَلَّ بُكَيْرَةً لَقِحَتْ عِراضاً،

لِقَرْعِ هَجَنَّعٍ ناجٍ نَجِيبِ

فَكَبَّرَ راعِياها حين سَلَّى

طَوِيلَ السَّمْكِ، صَحَّ من العُيُوبِ

فقامَ على قَوائِمَ لَيِّناتٍ،

قُبَيْلَ تَجَفْجُفِ الوَبَرِ الرَّطِيبِ

والجَفافُ: ما جَفَّ من الشيء الذي تُجَفِّفُه. تقول: اعْزِل جَفافَه عن

رَطْبِه.

التهذيب: جَفِفْتَ تجَفُّ وجَفَفْتَ تَجِفُّ وكلهم يختار تَجِفُّ على

تَجَفّ.

والجَفِيفُ: ما يَبِسَ من أَحرار البقول، وقيل: هو ما ضَمَّت منه الريح.

وقد جَفَّ الثوبُ وغيره يَجِفُّ، بالكسرِ، ويجَفُّ، بالفتح: لغة فيه

حكاها ابن دريد

(* قوله «ابن دريد» بهامش الأصل صوابه: أبو زيد.) وردَّها

الكسائي. وفي الحديث: جَفَّتِ الأَقلامُ وطُوِيَتِ الصُّحُف؛ يريد ما كتب

في اللَّوْحِ المحفوظ من الـمَقادير والكائنات والفَراغِ منها، تشبيهاً

بفَراغ الكاتب من كتابته ويُبْسِ قَلَمِه.

وتَجَفْجَفَ الثوبُ إذا ابْتَلَّ ثم جَفَّ وفيه ندًى فإن يَبِسَ كلَّ

اليُبْسِ قيل قد قَفَّ، وأَصلها تجفَّفَ فأَبدلوا مكان الفاء الوُسْطى فاء

الفعل كما قالوا تَبَشْبَشَ. الجوهري: الجَفِيفُ ما يَبِس من النبت. قال

الأَصمعي: يقال الإبل فيما شاءت من جَفِيفٍ وقَفِيفٍ؛ وأنشد ابن بري

لراجز:

يُثْري به القَرْمَلَ والجَفِيفا،

وعَنْكَثاً مُلْتَبِساً مَصْيُوفا

والجُفافةُ: ما يَنْتَثِر من القَتِّ والحَشِيشِ ونحوه.

والجُفّ: غشاء الطَّلْع إذا جَفَّ، وعمَّ به بعضهم فقال: هو وِعاء

الطَّلع، وقيل: الجُفُّ قِيقاءة الطّلع وهو الغِشاء الذي على الوَلِيعِ؛

وأَنشد الليث في صفة ثَغْر امرأَة:

وتَبْسِمُ عن نَيِّرٍ كالوَلِيـ

ـعِ، شَقَّقَ عنه الرُّقاةُ الجُفُوفا

الوَلِيعُ: الطَّلْعُ، والرُّقاةُ: الذين يَرْقَوْنَ على النخل: أَبو

عمرو: جُفٌّ وجُبٌّ لوِعاء الطلع. وفي حديث سِحْر النبي، صلى اللّه عليه

وسلم: طُبَّ النبي، صلى اللّه عليه وسلم، فجعل سِحْره في جُفِّ طَلْعَةِ

ذكرٍ ودُفِنَ تحتَ راعُوفةِ البئر؛ رواه ابن دريد بإضافة طلعة إلى ذكر أَو

نحوه؛ قال أَبو عبيد: جُفُّ الطلعةِ وِعاؤها الذي تكون فيه، والجمع

الجُفوفُ، ويروى في جُّبّ، بالباء. قال ابن دريد: الجُفُّ نِصْفُ قِرْبة تُقطع

من أَسْفلِها فتجعل دَلْواً؛ قال:

رُّبَّ عَجُوزٍ رأْسُها كالقُفَّهْ،

تَحْمِلُ جُفّاً معها هِرْشَفّهْ

الهِرْشَفَّةُ: خِرْقةٌ ينشَّف بها الماء من الأَرض.

والجُفُّ: شيء من جُلود الإبل كالإناء أَو كالدَّلْو يؤخذ فيه ماء

السماء يسَعُ نِصْفَ قِرْبة أَو نحوه. الليث: الجُفَّةُ ضرب من الدِّلاء يقال

هو الذي يكون مع السَّقَّائِينَ يملؤون به المزايدَ. القُتَيْبي: الجُفُّ

قِرْبة تُقْطع عند يديها ويُنْبَذ فيها. والجُفُّ: الشنُّ البالي يقطع

من نصفه فيجعل كالدلو، قال: وربما كان الجُفّ من أَصل نخل يُنْقَر. قال

أَبو عبيد: الجفّ شيء ينقر من جذوع النخَل. وفي حديث أَبي سعيد: قيل له

النَّبيذُ في الجُفّ، فقال: أَخْبَثُ وأَخْبَثُ؛ الجُفّ: وعاء من جلود لا

يُوكأُ أَي لا يُشَدّ، وقيل: هو نصف قربة تقطع من أَسفلها وتتخذ دلواً.

والجُفُّ: الوطْبُ الخَلَقُ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

إبْلُ أَبي الحَبْحابِ إبْلٌ تُعْرَفُ،

يَزِينُها مُجَفَّفٌ مُوَقَّفُ

إنما عنى بالـمُجفَّفِ الضَّرْعَ الذي كالجُفِّ وهو الوطْبُ الخَلَقُ.

والـمُوَقَّفُ: الذي به آثار الصِّرار.

والجُفُّ: الشيخ الكبير على التشبيه بها؛ عن الهجري. وجُفُّ الشيء:

شَخْصُه. والجُفُّ والجُفَّةُ والجَفَّة، بالفتح: جماعة الناس. وفي الحديث عن

ابن عباس: لا نَفَلَ في غنِيمةٍ حتى تُقْسَمَ جُفَّةً أَي كلّها، ويروى:

حتى تقسم على جُفَّتِه أَي على جماعة الجيش أَولاً. ويقال: دُعِيتُ في

جَفَّة الناس، وجاء القوم جَفّةً واحدة. الكسائي: الجَفَّةُ والضّفَّة

والقِمَّةُ جماعة القوم؛ وأَنشد الجوهري على الجُفّ، بالضم، الجماعة قول

النابغة يُخاطِبُ عَمْرو بن هندٍ الملك:

مَنْ مُبْلِغٌ عَمْرو بنَ هِنْدٍ آيةً،

ومِنَ النَّصيحةٍ كَثْرَةُ الإنْذارِ:

لا أَعْرِفَنَّكَ عارِضاً لِرِماحِنا

في جُفِّ تَغْلِبَ وارِدِي الأَمـْرارِ

يعني جَماعَتَهم. قال: وكان أَبو عبيدة يرويه في جُفِّ ثَعْلَبَ، قال:

يريد ثَعْلَبَةَ بنَ عَوف بن سعد ابن ذُبْيانَ. وقال ابن سيده: الجفّ

الجمع الكثير من الناس، واستشهد بقوله: في جفّ ثَعْلَب، قال: ورواه الكوفيون

في جوف تغلب، قال: وقال ابن دريد هذا خطأ. وفي الحديث: الجَفاء في هذين

الجُفَّيْن: رَبيعةَ ومُضَر؛ هو العدد الكثير والجماعة من الناس؛ ومنه قيل

لبكر وتميم الجُفّانِ؛ قال حميد بن ثور الهلالي:

ما فَتِئَتْ مُرَّاقُ أَهلِ المِصْرَيْنْ:

سَقْطَ عُمانَ، ولُصُوصَ الجُفَّيْنْ

وقال ابن بري: الرَّجز لحُميد الأَرْقط؛ وقال أَبو ميمون العجلي:

قُدْنا إلى الشامِ جِيادَ المِصْرَيْنْ:

مِنْ قَيْس عَيْلانَ وخَيْلِ الجُفَّيْنْ

وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: كيف يَصْلُح أَمرُ بلد جُلُّ أَهلِه هذانِ

الجُفّان؟ وفي حديث عثمان، رضي اللّه عنه: ما كنتُ لأَدَعَ المسلمين بين

جُفَّيْن يضرب بعضُهم رِقابَ بعضٍ.

وجُفافُ الطير: موضع؛ قال جرير:

فما أَبصَرَ النارَ التي وضَحَتْ له،

وراءَ جُفافِ الطَّيْرِ، إلاّ تَمارِيا

وجَفّةُ الـمَوْكِبِ وجَفْجَفَتُه: هَزِيزُه.

والتِّجْفافُ والتَّجْفافُ: الذي يُوضَعُ على الخيل من حديدٍ أَو غيره

في الحرب، ذهَبُوا فيه إلى معنى الصلابة والجُفُوفِ؛ قال ابن سيده: ولولا

ذلك لوجب القضاء على تائها بأَنها أَصلُ لأَنها بإزاءِ قاف قِرطاس. قال

ابن جني: سأَلت أَبا عليّ عن تِجْفافِ أَتاؤُه للإلحاق بباب قرطاس؟ فقال:

نعم، واحتج في ذلك بما انضاف إليها من زيادة الأَلف معها، وجمعه

التَّجافِيفُ. والتَّجفاف، بفتح التاء: مثل التَّجْفِيف جَفَّفْتُه تَجْفِيفاً.

وفي الحديث: أَعِدَّ للفَقْرِ تِجْفافاً؛ التِّجْفافُ: ما جُلِّلَ به

الفرس من سِلاحٍ وآلة تقيه الجِراحَ. وفرس مُجَفَّفٌ: عليه تجفاف، والتاء

زائدة. وتجفيف الفرس: أَن تُلبسه التجفاف. وفي حديث الحديبية: فجاء يقوده

إلى رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، على فرس مُجَفَّفٍ أَي عليه تِجفافٌ،

قال: وقد يلبَسُه الإنسان أَيضاً. وفي حديث أَبي موسى: أَنه كان على

تجافِيفه الديباجُ؛ وقول الشاعر:

كبَيْضَةِ أُدْحِيٍّ تَجَفَّفَ فَوقَها

هِجَفٌّ حَداه القَطْرُ، والليلُ كانِعُ

أَي تحرَّك فوقها وأَلبسها جناحيه.

والجَفْجَفَةُ: صوت الثوب الجديد وحركة القرطاس، وكذلك الخَفْخَفَةُ،

قال: ولا تكون الخفخفةُ إلا بعد الجَفْجَفةِ.

والجَفَفُ: الغَلِيظُ اليابِسُ من الأَرض. والجَفْجَفُ: الغَلِيظُ من

الأَرض، وقال ابن دريد: هو الغِلَظُ من الأَرض فجعله اسماً للعَرَضِ إلا

أَن يعني بالغِلَظِ الغلِيظَ، وهو أَيضاً القاعُ المستوي الواسِعُ.

والجَفْجَفُ: القاعُ المستدير؛ وأَنشد:

يَطْوِي الفِيافي جَفْجَفاً فَجَفْجَفا

الأَصمعي: الجُفُّ الأَرض المرتفعة وليست بالغَليظة ولا الليِّنة، وهو

في الصحاح الجَفْجَفُ؛ وأَنشد ابن بري لمُتَمِّمِ بن نُوَيْرَة:

وحَلّوا جَفْجَفاً غيرَ طائِل

التهذيب في ترجمة جعع: قال إسحق بن الفرج سمعت أَبا الربيع البكري يقول:

الجَعْجَعُ والجَفْجَفُ من الأَرض الـمُتَطامِنُ، وذلك أَن الماء

يَتَجَفْجَفُ فيه فيقوم أَي يدوم، قال: وأَرَدْتُه على يَتَجَعْجَع فلم يقلها

في الماء. وجَعْجَعَ بالماشِيةِ وجَفْجَفَها إذا حبسها. ابن الأَعرابي:

الضَّفَفُ القِلَّةُ، والجَفَفُ الحاجةُ. الأَصمعي: أَصابهم من العيش

ضَفَفٌ وجَفَفٌ وشَظَفٌ، كل هذا من شِدَّةِ العيش. وما رُؤيَ عليه ضَفَفٌ ولا

جَفَفٌ أَي أَثر حاجة، ووُلِدَ للإنسان على جَفَفٍ أَي على حاجة إليه.

والجَفْجَفَةُ: جمع الأَباعِر بعضِها إلى بعض.

وجُفافٌ: اسم وادٍ معروفٍ.

جفف
) {الْجَفُّ} والْجَفَّةُ، بفَتْحِهِما، ويُضَمَّانِ، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ علَى {الجَفَّةِ، بالفَتْحِ،} والجُفِّ بِالضَّمِّ، وَقَالَ الصَّاغَانِيُّ: {الجٌفَّة، بِالضَّمِّ: قليلةٌ: جَمَاعَةُ النَّاسِ، أَو العَدَدُ الْكَثِيرُ مِنْهُم، يُقَال: دُعِيتُ فِي} جَفَّةِ الناسِ، وجَاءُوا جَفَّةً واحِدَةً، أَي جٌمْلَةً وجَمِيعاً، قَالَ الكِسَائِيُّ: الجَفَّةُ، والضَّفَّةُ، والقَمَّةُ: جماعةُ القومِ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ شَاهدا على {الجُفِّ، بِالضَّمِّ، قَوْلَ النَّابِغَةِ يُخَاطِب عمرَو بنَ هِنْدٍ المَلِكَ:
(مَنْ مُبْلِغٌ عَمْرَو بنَ هِنْدٍ آيَةً ... ومِنَ النَّصِيحَةِ كَثْرَةُ الإِنْذَارِ)

(لاَ أَعْرِفَنَّكَ عَارِضاً لِرِمَاحِنَا ... فِي} جُفِّ تَغْلِبَ وَارِدِي الأَمْرَارِ)
يَعْنِي: جَمَاعَتَهم: قَالَ: وَكَانَ أَبو عُبَيْدَةَ يَرْوِيهِ) فِي جٌ فِّ ثَعْلَبَ (قَالَ: يُرِيدُ ثَعْلَبَةَ بنَ عَوْفِ بن سَعْدِ بن ذُبْيَانَ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَرَوَاهُ الكوفيُّون:) فِي جَوْفِ ثَعْلَبَ (، قَالَ: وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هَذَا خَطَأٌ.
{وجَفُّوا أَمْوَالَهُمْ، أَي جَمَعُوهَا، وذَهَبُوا بهَا، نَقَلَهُ الصَّاغَانيُّ، والمرادُ بالأَمْوَالِ الأَبَاعِر.
} وجَفَّةُ الْمَوْكِبِ: هَزِيزُهُ، {كجَفْجَفَتِه كَمَا فِي اللِّسَانِ، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: سَمِعْتُ} جَفْجَفَةَ المَوْكِبِ: إِذا سَمِعْتَ حَفِيفَهم فِي السَّيْرِ.
وبِالضَّمِّ الدَّلْوُ الْعَظِيمَةُ) وَلَا نَفَلَ فِي غَنِيمَةٍ حَتَّى تُقَسَّمَ {جُفَّةً (: أَي كُلُّهَا، ويُرْوَي:) على} جُفَّتِهِ (أَي على جَماعةِ الجَيْشِ أَوَّلاً.
{والجُفُّ، بِالضَّمِّ: وَعَاءُ الطَّلْعِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وخَصَّ بعضُهم، فَقَالَ: هُوَ غِشَاءُ الطَّلْع إِذا} جَفَّ، أَو هُوَ قِيقاءَتُهُ، قَالَ اللِّيْثُ: وَهُوَ الْغِشَاءُ الَّذِي يكُونُ من الْوَلِيعِ، وأَنْشَدَ فِي صِفَةِ ثَغْرِ امّرَأَةٍ:
(وتَبْسِمُ عَنْ نَيِّرٍ كَالْوَلِي ... عِ شَقَّقَ عَنْه الرُّقَاةُ {الْجُفُوفَا)
الوَلِيعُ: الطَّلْعُ، والرُّقَاةُ: الَّذين يَرْقَوْنَ إِلَى النَّخْلِ.
وَقَالَ أَبو عمروٍ:} جُفٌّ وجُبٌّ لِوِعَاءِ الطَّلْعِ، وَفِي الحَدِيثِ:) جُعِلَ سِحْرُــهُ فِي جُفِّ طَلْعَةِ ذَكَرٍ، ودُفِنَ تَحْتَ رَاعُوفَةِ الْبِئْرِ (رَوَاهُ ابنُ دُرَيْدٍ بإِضَافَةٍ طَلْعَةِ إِلَى ذَكَرٍ ونَحْوِهِ.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: جُفُّ الطَّلْعَةِ: وِعَاؤُهَا الَّذِي تكون فِيهِ، والجَمْعُ {الجُفُوفُ، ويُرْوَي) فِي جُبِّ (بالبَاءِ، وَقد ذُكِر هُنَاكَ، وَفِي) طبب (.
(و) } الجُفُّ: الوِعاء مِن الْجُلُودِ لَا يُوكَي، أَي لَا يُشَدُّ، وَبِه فُسِّرَ حديثُ أَبِي سِعِيدٍ، وَقد سُئِل عَن النَّبِيذِ)
فِي الْجُفِّ، فقَال: أَخْبَثُ وأَخْبَثُ. (و) ! جُفُّ: جَدُّ الإِخْشِيدِ مُحَمَّدِ بنِ طُلُغجَ الفَرْغَانِيِّ، أَمِيرِ مِصْرَ، أَوْرَدَه هُنَا تَبَعاً للصَّاغَانِيِّ، قَالَ شيخُنَا: ذكَر هَذَا اللَّفْظ، أَي طُغُجَ، هُنَا اسْتِطْرَاداً، وَلم يذْكُرْهُ فِي الجِيمِ، وضَبَطَه البُخَارِيُّ فِي تَارِيخ الْمَدِينَة، بضَمَّ الغَيْنِ المُعْجَمَة وإسْكَانِهَا انْظُر تَمَامَهُ، انْتهى.
قلتُ: وَكَذَا فِي الإِخْشِيدُ، فإِنَّهُ لم يتَعَرَّض لَهُ أَيضاً، وَهُوَ لَقَبُ محمدٍ المذكورِ، وَقد ضُبِطَ بالكَسْرِ والذَّال مُعْجَمَةٌ، وغليه نُسِبَ كَافُورٌ الإِخْشِيدِيٌّ، مَمْدُوحُ المُتَنَبِيِّ، أَحَدُ أُمَرَاءِ مِصرَ، مشهُورٌ كسَيِّدهِ، رَوَىَ الإِخْشِيدُ عَن عَمَّه بَدْرِ بنِ جُفّ، وأَمَّا طُغُجُّ، فقد ضَبَطَه أَهلُ المَعْرِفَةِ بضَمِّ الغَيْنِ والطّاء وتَشْدِيدِ الجِيمِ، وَهِي كلمةٌ تُرْكِيَّةٌ.
الجُفُّ: الشَّنُّ الْبَالِي يُقْطَعُ مِن نِصْفِهِ، كذَا نَصُّ العَيْنِ، وَفِي الصِّحاح: مِن نِصْفِهَا فيٌ جْعَلُ كالدَّلْوِ، قَالَ اللَّيْثُ: وَرُبمَا كَانَ الجُفٌّ مِن أَصْل النَّخْلَةِ يُنْقَرُ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الجُفُّ شيءٌ يُنْقَرُ مِنْ جُذُوعِ النَّخْلِ، وَقَالَ ابنُ الأعْرَابِيِّ: الجُفُّ: الوَطْبُ الخَلَقُ، وَقَالَ القُتَيْبِيُّ: الجُفُّ: قِرْبَةٌ تُقْطَعُ عندَ يَدَيْها ويُنْبَذُ فِيهَا، وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الجُفُّ: نِصْفُ قِرْبَةٍ، تُقْطَعُ مِن أَسْفَلِعا فتُجْعَلُ دَلْواً، قَالَ الرَّاجِزُ: رُبَّ عَجُوزٍ رَأْسُهَا كَالقُفَّهْ تَحْمِلُ! جُفاً مَعَهَا هِرْشَفَّهْ الهِرشْفَّةُ: خرْقَةٌ يُنَشَّفُ بهَا الماءُ مِن الأَرْضِ. وَقَالَ غيرُه: الجُفُّ: شيءٌ من جُلودِ الإِبلِ، كالإِنَاءِ أَو كالدَّلوِ، يُؤْخَذُ فِيهِ ماءُ السًّماءِ، يَسَعُ نِصْفَ قِرْبَةٍ، أَو نحوَه، الجُفُّ أَيضاً: الشَّيْخُ الْكَبِيرُ، عَلى التَّشْبِيهِ بِالشَّنِّ البَالِي، عَن الهَجَرِيّ، كَمَا فِي اللِّسَانِ، ونَقَلَهُ الصَّاغَانيُّ عَن ابنِ عَبَّادٍ. قَالَ ابْن عَبَّادٍ: الجُفُّ أَيضاً: السُّدُّ الَّذِي تَرَاهُ بَيْنَكَ وَبَين الْقِبْلَةِ قَالَ وكُلُّ شيءٍ خَاوٍ مَا فِي جَوْفِهِ شَيْءٌ كالْجَوْزَةِ والْمَغْدَةِ: {جُفٌّ.
قَالَ: يُقَال: هُوَ جُفُّ مَالٍ: أَي مُصْلِحُهُ، أَي عَارِفٌ برَعْيَتِه، يَجْمَعُه فِي وَقْتِهِ علَى المَرْعَى.
فِي الصِّحاح:} الْجُفَّانِ: بَكْرٌ وتَمِيمٌ قَالَ حُمَيْدُ بن ثَوْرٍ الهْلالِيُّ: مَا فِتئَتْ مُرّاق أَهْلِ الْمِصْرَيْنْ سَقْطَ عُمَانَ ولُصُوصَ {الْجُفَّيْنْ)
وَقَالَ ابنُ بَرِّيٍّ والصَّاغَانِيُّ: الرَّجَزُ لحُمَيدٍ الأَرْقَطِ، والرِّوَايَةُ) سَقْطَى عُمَانَ (وَقَالَ أَبو مَيْمُونٍ العِجْلِيُّ: قُدْنَا إِلَى الشَّأْم جِيَادَ الْمِصْرَيْنْ مِنْ قَيْسِ عَيْلاَنَ وخَيْلِ الْجُفَّيْنْ وَفِي حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْه:) كَيفَ يَصْلُحُ أَمْرُ بَلَدٍ جُلُّ أَهْلِهِ هذانِ الجُفَّانِ (وَفِي حديثِ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنهُ:) مَا كُنْتُ لأَدَعَ المُسْلِمِينَ بَيْنَ} جُفَّيْنِ، يَضْرِبُ بعضُهُم رِقَابِ بَعْضٍ (وَفِي حديثٍ آخَرَ) الْجَفَاءُ فِي هذَيْنِ الْجُفَّيْنِ: رَبِيعَةَ، ومُضَرَ (وأَصْلُ معنَى الجُفِّ: العَدَدُ الكثيرُ، والجماعةُ مِن الناسِ، كَمَا سَبَقَ.
{وجُفَافُ الطَّيْرِ، كُغَرابٍ: ع لأسَدٍ، وحَنْظَلَةَ، وَاسِعَةٌ فِيهَا أَماكنُ كَثِيرَةُ الطَّيْرِ، هَكَذَا فِي سائرِ النُّسَخِ، وصَوَابُه بعدَ قولهِ مَوْضِع: وأَرْضٌ لأسَدٍ، إِلَى آخِرِه، كَمَا فِي العُبَابِ وغَيْرِهِ، ونَصُّهُ:} جُفَافُ الطَّيْرِ: مَوْضِعٌ، وَقَالَ السُّكَّرِي: أَرْضٌ لأَسَدٍ وحَنْظَلَةَ، فِيهَا أَماكِنُ يكونُ فِيهَا الطَّيْرُ، وأَنشد السُّكَّرِي لجَرِيرٍ:
(فَمَا أَبْصَرَ النَّارَ الَّتِي وضَحَتَ لَهْ ... وَرَاءَ جُفَافِ الطَّيْرِ إِلاَّ تَمَارِيَا) ويُقَال بالْحَاءِ المُهْمَلَةِ المَكْسُورَةِ، قَالَ الصَّاغَانِيُّ: وهكَذَا كَانَ يَرْويهِ عُمَارَةُ بنُ عَقِيل بنِ بِلالِ بنِ جَرِيرٍ، وَيَقُول: هَذِه أَمَاكِنُ تُسَمَّى {الأَجِفَّةَ، فاخْتارَ مِنْهَا مَكاناً، فسَمّاه} جُفَافاً.
قلتُ: وقرأْتُ فِي مُخْتَصَر المُعْجَمِ: جُفَافٌ بضَمِّ الجِيمِ: صُقْعٌ مِن بِلادِ بني أَسَدٍ، والثَّعْلَبِيَّةُ مِنْهُ، وماءٌ أَيضاً لبَنِي جَعْفَرِ ابْن كِلابٍ فِي ديَارِهِم.
{والْجُفَافُ أَيضاً: مَا} جَفَّ مِن الشَّيْءِ الذِي {تُجَفِّفُهُ، تَقُولُ: اعْزِلْ} جُفَافَهُ مِن رَطْبِهِ.
(و) {الجُفَافَةُ بِهَاءٍ: مَا ينْتَثِرُ مِن الْحَشِيشِ والْقَتِّ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، زَاد غيرُه: ونَحْوِه.
(و) } الجَفِيفُ، كأَمِيرٍ: مَا يَبِسَ مِن النَّبْتِ، قَالَ الأَصْمَعِيُّ: يُقَال: الإِبِلُ فِيمَا شاءَتْ مِن {جَفِيفٍ وَقَفِيفٍ، كَذَا فِي الصِّحاحِ، وَقَالَ غيرُه: الجَفِيفُ مَا يَبِسَ مِن أَحْرَارِ البُقُولِ، وَقيل: هُوَ مَا ضَمَّتْ مِنْهُ الرَّيحُ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لِلرَّاجِزِ: يُثْرِي بِهِ الْقَرْمَلَ} والْجَفِيفَا وعَنْكَثاً مُلْتَبِساً مَصْيُوفَا {وجَفَفْتَ ياثَوْبُ، كدَبَبْتَ،} تَجِفُّ كتَدِبُّ بالكَسْرَةِ، {تَجَفُّ، مثل تَعَضُّ أَي: بالفَتْحِ، لُغَةٌ فِي الكَسْرِ)
حكاهَا أَبو زيْدٍ، وَرَدَّهَا الكِسَائِيُ، كَمَا فِي الصحاحِ والعُبَابِ.
قلتُ: الَّذِي فِي نَوادِرِ أَبِي زَيْدٍ: جَفَفْتُ الشَّيءَ إِلَىَّ} أجُفُّهُ {جَفًّا: جَمَعْتُهُ انْتَهَى، فتَأَمَّلْ.
(و) } جَفِفْتَ! تَجَفُّ، كبَشِشْتَ تَبَشُّ، أَي: بِكَسْرِ العَيْنِ فِي الْمَاضِي وفَتْحِهَا فِي الْمُضَارع، نَقَلَهُ الصَّاغَانيُّ {جُفُوفاً،} وجَفَافاً، كسَحَابٍ، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ، وَقد عكَسَ المُصَنَّفُ قَاعِدَتَه حيثُ ضَبَطَ مَا هُو مَضْبوطٌ حُكْماً وأَطْلَقَ مَا يحْتَاج إِليه فِي الضَبْطِ، فَلَو قَالَ: {جَفافاً} وجُفُوفاً بِالضَّمِّ، لأَصَابَ، ثمَّ إِنَّ الجَوْهَرِيُّ، والصَّاغَانيُّ، ذكَرا المَصْدَرَيْنِ المذكورَيْنِ {لِجَفَّ} يَجفٌّ، كدَبَّ يَدِبُّ، والمُصَنِّف جَعلهمَا لِلْبَابَيْنِ، وتَقَدَّم عَن نَصِّ النَّوَادِرِ لأَبِي زَيْدٍ، أَنْ مصدرَ جَفَّ يَجِفُّ عندَه: {الجَفُّ، لَا غير، فَفِي كلامِ المُصَنِّفِ نَظَرٌ لَا يَخْفَى.
} والْجَفْجَفُ: الأَرْضُ المُرْتَفِعَةُ ليْسَتْ بالْغَلِيظَةِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عَن الأَصْمِعِّي هَكَذَا، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لِمُتَمِّمِ بنِ نُوَيْرَةَ: وحَلُّو {جَفْجَفاً غَيْرَ طَائِلِ وَالَّذِي رُوِىَ عَن الأَصْمَعِيِّ مَا نَصُّه:} الجُفُّ: الأَرْضُ المُرْتَفِعَةُ، وليسَتء بالْغَلِيظَةِ وَلَا اللَّيِّنَةِ، فتَأَمَّلْ ذلِك. {الجَفْجَفُ: الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ تُيْبِسَ كل مَا مَرَّتْ عَلَيْهِ.
والجَفْجَفُ: الْقَاعُ المُسْتَدِيرُ الْوَاسِعُ، وأَنْشَدَ فِي اللِّسَانِ: يَطْوِي الْفَيَافِي جَفْجَفاً} فَجَفْجَفَا قلت: الرَّجَزُ للعَجَّاجِ، والرِّوايَةُ: فِي مَهْمَهٍ يُبْنِي نَطَاهُ العُسَّفَا مَعْقِ المَطَالِي جَفْجَفاً فجَفْجَفَا الجَفْجَفُ: الْوَهْدَةُ مِن الأَرْضِ، وَفِي التَّهْذِيبِ فِي تَرْجَمةِ) ج ع ع (، قَالَ إِسحاقُ بنُ الفَرَجِ: سَمِعْتُ أَبا الرَّبِيعِ البَكْرِيَّ يَقُول: العَجْعَجُ، والجَفْجَفُ مِن الأَرْضِ: المُتْطَامِنُ، وذلِك أَنَّ الماءَ! يتَجَفْجَفُ فِيهِ فيقومُ، أَي: يدومُ، قَالَ: وأَرَدْتُه علَى يتَجْعْجَعُ، فَلم يقُلْها فِي الماءِ.
قلتُ: وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الجَفْجَفُ هُوَ: الغِلَُ من الأَرْضِ، جَعَلَهُ اسْماً لِلْعَرضِ. إِلا أَنْ يَعْنِيَ بالغِلَظِ الغَلِيظَ، كَمَا فسره غيرُه، فَهُوَ ضِدٌّ.
قَالَ ابْن عَبّادٍ: الجَفْجَفُ: المِهْذَارُ.
قَالَ غيرهُ: {جَفَاجِفُكَ: هَيْئَتُكَ ولِبَاسُكَ.)
} والتِّجْفَافُ، بالكَسْرِ: آلَةٌ لِلْحَرْبِ مِن حَدِيد وغَيْرِه، يُلْبَسُهُ الْفَرَسُ وَعَلِيهِ اقْتصر الجَوْهَرِيُّ، قد يَلْبَسُهُ الإِنْسَانُ أَيضاً لِيَقِيَهُ فِي الْحَرْبِ، وَالْجمع {التجَافِيفُ، وَمِنْه حديثُ أَبِي مُوسَى:) كانَ علَى} تَجَافِيفِهِ الديِّبَاجُ (ذَهَبُوا فِيهِ إِلَى معنَى {الجُفُوفِ والصَّلابِة، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا لَا ذَلِك لَوَجَبَ القضاءُ على تَائِهَا بأَنَّهَا أَصْلٌ، لأَنَّهَا بإِزاءِ قافِ قِرْطَاس، ِ قَالَ ابنُ جِنِّي: سأَلتُ أَبا عليٍّ عَن} تِجْفَافٍ، أَتاؤُهُ لْلإِلْحاقِ ببابِ قِرْطَاسٍ فَقَالَ نعم، واحٍ تَجَّ فِي ذَلِك بِمَا انْضَافَ إِليها مِن زِيادةِ الأَلِفِ مَعهَا انْتهى.
وَفِي الحديثِ:) أَعِدَّ لِلْفَقْرِ {تِجْفَافاً (قَالَ ابنُ الأَثِيرِ:} التَّجْفَافُ مَا جُلِّلَ بِهِ الفَرَسُ مِنْ سِلاَحٍ وآلَة تَقِيهِ الْجِرَاحَ.
{وجَفَّفَ الْفَرَسَ: أَلْبَسَهُ إِيّاهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَمِنْه حديثُ الحُدَيْبِيَةِ: جاءَ يَقودَه إِلَى رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم علَى فَرَسٍ مُجَفَّفٍ، أَي: عَلَيْهِ تِجْفَافٌ.
قَالَ اللَّيْثُ:} التَّجْفَافُ، بالفَتْحِ: التَّبْيِسُ، {كالتَّجْفِيفِ وَقد} جَفَّفْتُه {تَجْفِيفاً.
} وتَجَفْجَفَ الطَّائِرُ: انْتَفَشَ، أَو {تَجَفْجَفَ: تَحَرَّكَ فَوْقَ الْبَيْضَةِ، وأَلْبَسَهَا جَنَاحَيْهِ وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ ابنِ مُقْبِلٍ:
(كَبَيْضَةِ أُدْحِيٍّ تَجَفْجَفَ فَوْقَهَا ... هِجَفٌّ حَدَاهُ الْقَطْرُ واللَّيْلُ كَانِعُ)
كَذَا فِي العُبَابِ، وَفِي اللِّسَان:) } تَجَفَّفَ فَوْقَهَا (و) {تَجَفْجَفَ الثَّوْبُ: إِذا ابْتَلَّ، ثُمَّ} جَفَّ وَفِيه نَدَّىً، فإِن يَبِسَ كُلِّ الْيُبْس، قيل: قد قَفَّ، قَالَ اللَّيْثُ: والأَصلُ {تَجَفَّفَ، فَأَبْدَلُوا مكانَ الْفَاءِ الوُسْطَي فاءَ الفِعْلِ كَمَا قَالُوا: تَبَشْبَشَ أَصلُهَا تَبَشَّشَ، كَذَا فِي الصِّحاحِ، وأَنْشَدَ يَعْقُوبُ:
(فَقَامَ علَى قَوَائِمَ لَيِّنَاتٍ ... قُبَيْلَ} تَجَفْجُفِ الْوَبَرِ الرَّطِيبِ)
قلتُ: هُوَ لرجلٍ من كَلْبِ بن وَبَرَةَ، ثمَّ من بني عُلَيْم، يُقَال لَهُ: هُرْدانُ بن عمروٍ، وأَولُهى مَا أَنْشَدَه أَبو الوَفَاءِ الأَعْرَابِيِّ: لَمَلَّ بُكَيْرَةً لقِحَت عِرَاضاً لِقَرْعِ هَجَنَّع نَاجٍ نَجِيبٍ
(فَكَبَّرَ رَاعَيَاهَا حِينَ سَلَّى ... طَوِيلَ السَّمْكِ صَحَّ مِنَ الْعُيُوبِ)
فَقَامَ عَلَى قَوَائِمَ. . إِلَى آخِرِه.
قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: سَمِعْتُ {جَفْجَفَة الْمَوكِبِ: إِذا سَمِعْتَ حَفِيفهُمْ فِي السَّيْرِ، وَهَذَا قد تقدَّم للمُصَنِّفِ فِي) أَوَّلِ المادَّةِ، وفَسَّرَه بالهَزِيزِ، وَهُوَ والحَفِيفُ، واحِدٌ، فَهُوَ تَكْرَارٌ.
} وجَفْجَفَ: حَبَسَ، فِي العُبَابِ: {جَفْجَفَ القومَ: حَبَسَهم، وَالَّذِي فِي التَّهْذِيبِ: جَعْجَعَ بالْمَاشِيَةِ،} وجَفْجَفَهَا: إِذا حَبَسَهَا. جَفْجَفَ الشَّيْءِ إِليه: جَمَعَ كَمَا فِي العُبَاب، وَفِي اللِّسَانِ: {الجَفْجَفَةُ: جَمْعُ الأَباعِر بَعْضهَا إِلَى بَعْضِ. جَفْجَفَ: رَدَّ إِبِلَهُ بِالْعَجَلَةِ، مَخَافَةَ الْغَارَةِ، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: جَفْجَفَ النَّعَمَ: سَاقَهُ بعُنْفٍ حَتَّى رَكِبَ بَعْضُهُ بَعْضاً، وَهُوَ بعَيْنِه الَّذِي قَالَه ابنُ دُرَيْدٍ، فإِنَّ المَآلَ واحدٌ فَفِيهِ إِطَالَةٌ مِن غيرِ فائِدَة، فتَأَمَّلْ.
قَالَ ابنُ عَبَّادٍ:} اجْتَفَّ مَا فِي الإِناءِ: أَي أتَي عَلَيْهِ، أَي: شَرِبَهُ كُلَّه، وكذلِك اشْتَفَّ.
ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: {المُجَفَّفُ، كمُعَظَّمٍ: الضَّرْعُ الَّذِي} كالْجُفِّ، أَنْشَدَ ابنِ الأعْرَابِيِّ: إِبْلُ أَبِي الْحَبْحَابِ إِبْل تُعْرَفُ يَزِينُهَا {مُجَفَّفٌ مُوَقَّفُ والمُوَقَّفُ: الَّذِي بِهِ آثارُ الصِّرارِ.} وجُفُّ الشَّيْءِ، بِالضَّمِّ: شَخْصُهُ.
{والجَفْجَفَةُ: صوتُ الثَّوْبِ الجَدِيدِ، وحَرَكةُ القِرْطَاسِ، وكذلِكَ الخفْخَفةُ، وَلَا تكون الخَفْخَفَةُ إلاَّ بعدَ الجَفْجَفَةِ.
} والْجَفَفُ، مُحَرَّكةً: الغَلِيظ اليابِسُ مِن الأَرْضِ.
{والْجُفُّ مِن الأَرْضِ: مثلُ القُفِّ. وَقَالَ ابنْ الأعْرَابِيِّ الضَّفَفُ: القِلَّةُ،} والْجَفَفُ: الحاجةُ، وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: أَصابَهم من العَيْشِ ضَفَفٌ {وجَفَفٌ وشَظَفٌ، كلُّ هَذَا مِن شِدَّةِ العَيْشِ، وَمَا رُثِيَ عَلَيْهِ ضَفَفٌ، وَلَا} جَفَف: أَي أَثَرُ حاجَةٍ. ووُلِدَ لِلإِنْسَانِ عَلَى جَفَفٍ: أَي علَى حاجةِ إِليه.
ومِن المَجَازِ: فلانٌ لَا {يَجِفُّ لِبْدُه: إِذا لم يَفْتُرْ عَن سَعْيِهِ.
ويُقاَل: الْبَسْ لِلْفَقْرِ} تِجْفَافاً: أَي اسْتَعِدَّ لَهُ.

فحم

فحم
عن العبرية بمعنى فحم نباتي، أو بمعنى حاكم.
[فحم] نه: فيه" كان صلى الله عليه وسلم "فحمًا مفخمًا"، أي عظيمًا معظمًا في الصدور والعيون، ولم تكن خلقته في جسمه الضخامة، وقيل: الفخامة في وجهه نبله وامتلاؤه مع الجمال والمهابة. شم: فخمًا-بفتح فاء وسكون خاء، ومفخمًا -بمفعول التفخيم.
ف ح م : الْفَحْمُ مَعْرُوفٌ وَقَدْ تُفْتَحُ الْحَاءُ وَفَحَّمْتُ وَجْهَهُ بِالتَّثْقِيلِ سَوَّدْتُهُ بِالْفَحْمِ وَفَحْمَةُ اللَّيْلِ سَوَادُهُ وَفَحَمَ الصَّبِيُّ يَفْحَمُ بِفَتْحَتَيْنِ فُحُومًا وَفُحَامًا بِالضَّمِّ بَكَى حَتَّى انْقَطَعَ صَوْتُهُ وَمِنْهُ قِيلَ أَفْحَمْتُ الْخَصْمَ إفْحَامًا إذَا أَسْكَتُّهُ بِالْحُجَّةِ. 
[فحم] فيه: اكفتوا صبيانكم حتى تذهب "فحمة" العشاء، هي إقباله وأول سواده، يقال لظلمةٍ بين صلاتي العشاء: فحمة، والتي بين العتمة والغداة: عسعسة. ط: هي بفتح فاء وسكون حاء. ج: هي شدة سواد الليل في أوله حتى إذا سكن فورة قلت بظهور النجوم وبسط نورها، ولأن العين إذا نظرت إلى الظلمة ابتداءً لا تكاد ترى شيئًا. نه: وفيه: فلم ألبث أن "أفحمتها"، أي أسكتها.
ف ح م

كأنهما فحمة في رأسها نار وهيسوداء بخمار أحمر. وأتيته قبل فحمة العشاء وهي ظلمته، وأفحمنا: دخلنا فيها كأعتمنا. وفحّموا عنكم من الليل وأفحموا اي لا تسيروا في أوّله حتى تذهب الفحمة. وشعر فاحم. وفحّموا وجهه: سخّموه. وبكى الصبيّ حتى فحم أي انقطع نفسه واربدّ وجهه، وأفحمه البكاء، ومنه: خاصمني فأفحمته. وفلان مفحم. وتقول: هذا كلام مسدًى ملحم، كل فصيح به مفحم. وهاجيناكم، فما أفحمناكم؛ أي ما وجدناكم مفحمين.
فحم
الفَحْمُ: الجَمْرُ الطّافئُ، الواحِدَةُ: فَحْمَةٌ. وشَعَرٌ فاحِمٌ، وقد فَحُمَ فُحُوماً وفَحَامَةً: أي أسْوَدُ حَسَنٌ. وفَحِمَ الصَّبِيُّ يَفْحَمُ فَحَماً: إذا طالَ بُكاؤه حتّى انْقَطَعَ نَفَسُه.
وكَلَّمَني فَأَفْحَمْتُه: إذا لم يُطِقْ جَوابَكَ. والفَحْمُ: الشَّرْبَةُ في فَحْمَةِ العِشَاءِ وهي شِدَّةُ الظُّلْمَةِ، والافْتِحَامُ: شُرْبُ اللَّيْلِ. وفَحِّمُوا من اللَّيْلِ: أي لا تَسِيْروا أوَّلَ اللَّيْلِ حتّى تَذْهَبَ فَحْمَتُه. وأفْحِمُوا أيضاً.
ف ح م: (الْفَحْمُ) مَعْرُوفٌ الْوَاحِدَةُ (فَحْمَةٌ) وَقَدْ يُحَرَّكُ مِثْلُ نَهْرٍ وَنَهَرٍ. قَالَ:

قَدْ قَاتَلُوا لَوْ يَنْفُخُونَ فِي فَحَمْ
وَ (الْفَحِيمُ) أَيْضًا الْفَحْمُ. وَ (فَحْمَةُ) الْعَشَاءِ ظُلْمَتُهُ. وَشَعْرٌ (فَاحِمٌ) أَيْ أَسْوَدُ. وَ (فَحَّمَ) وَجْهَهُ (تَفْحِيمًا) سَوَّدَهُ. وَ (أَفْحَمَهُ) أَسْكَتَهُ فِي خُصُومَةٍ أَوْ غَيْرِهَا. 
باب الحاء والفاء والميم معهما ف ح م يستعمل فقط

فحم: الفَحْمُ: الجَمْرُ الطّافي. الواحدةُ: فَحْمة. وفحم الصبيّ يفحم إذا طال بكاؤه حتى ينقطع نَفَسُه، فلا يُطيقُ البكاء، وأفحمت فلاناً إذا لم يُطْقْ جوابك. وشَعْرٌ فاحمٌ قد فحم فحوماً أيضاً، وهو الحسَنُ الأسود. قال:

لها مقلتا ريم وأسود فاحمٌ

وفَحْمةُ العِشاء: شدّة سوادِ الليل وظلمته.
فحم: فحم (بالتشديد): فحم الخشب: جعله فحماً (فوك) فحم: أفحم، منع النشاط، بلد، ففي المعجم اللاتيني العربي: obduro أبلد وأفحم. أنفحم: أفحم، أسكت بالحجة. وانقطع عن الكلام أو قول الشعر. (فوك).
فحم وفحم، فحم حجر (في محيط المحيط فحم الحجر).
وفحم أرضي: فحم حجري (بوشر).
سن فحم حجر: فحم مسحون يستعمل في الألعاب النارية. (بوشر).
فحم: تصحيف فحوم أو مفحم (رأيت) وهو ينقل بيت الأخطل.
فحمي: ما لونه لون الفحم (محيط المحيط)، ألف ليلة 472:4).
فحامة: مفحمة، مكان التفحيم أي عمل الفحم في الغابات. (بوشر).
فحَّام: صانع الفحم وبائعه والمشتغل به. (دويب ص103) أو من يحمل الفحم (بوشر). مفحمة. مكان التفحيم، معمل الفحم في الغابات. (همبرت ص196).
[فحم] الفَحْمُ معروف، الواحدة فَحْمَةٌ، وقد يحرّك مثل نَهْرٍ ونَهَرٍ. وقال :

قد قاتلوا لو ينفخون في فحم * ويقال للفحم فحيم. وأنشد أبو عبيدة : وإذ هي سوداء مثل الفحيم تغشى المطانب والمنكبا وفحمة العشاء أيضاً: ظُلْمَتُهُ. يقال: أفْحِموا من الليل، أي لا تسيروا في أول فَحْمَتِهِ، وهي أشدُّ الليل سواداً. والتَفْحيمُ مثله. وشعرٌ فاحِمٌ، أي أسود. وفَحَّمَ وَجْهَهُ تَفْحيماً: سوَّده. الكسائي: فَحَمَ الصبيُّ بالفتح يَفْحَمُ فُحوماً وفُحاماً، إذا بكى حتَّى ينقطع صوته. وكلّمته حتَّى أفْحَمْتُهُ، إذا أسْكتَّه في خصومةٍ أو غيرها. وأفْحَمْتُهُ أي وجدته مُفْحَماً لا يقول الشعر. يقال: هاجينا كم فما أفحمناكم. وثغا الكبس حتَّى فَحَمَ، أي صارت في صوته بحوحة.

فحم


فَحَمَ(n. ac. فُحُوْم)
a. Dried up, ceased to flow (spring).
b.(n. ac. فَحْم
فُحَاْم
فُحُوْم) [& pass.], Cried himself hoarse, stopped crying (
child ).
فَحِمَ(n. ac. فَحَم)
a. see supra
(b)
. _ast;
فَحُمَ(n. ac. فُحُوْم
فُحُوْمَة)
a. Was black, coal-black.

فَحَّمَa. Blackened.
b. see IV (c)
أَفْحَمَa. Silenced.
b. Choked, stifled; troubled, distressed.
c. ['An & Min], Avoided (darkness).
d. [pass.]
see I (b)
إِفْتَحَمَa. Embraced.

فَحْمa. Charcoal; carbon; coal.
b. Draught, drink.

فَحْمَة
( pl.

فَحَمَات &
فِحَاْم)
a. see 1 (a)b. Darkness ( of the night ).
فَحْمِيّa. Coal-black.

فَحَمa. see 1 (a)
فَحِمa. Crying.

فَاْحِمa. Black.
b. Still, stagnant (water).
c. see 5
فَحِيْمa. see 1 (a) & 21
(a).
فَحُوْمa. Silent.

فُحُوْمَةa. Darkness, blackness.

فَحَّاْم
(pl.
فَحَّاْمَة)
a. Coal-merchant.

N. P.
فَحَّمَa. Carbonized.

N. Ag.
أَفْحَمَa. Crushing (reply).
N. P.
أَفْحَمَa. Confused, confounded; speechless.
الْفَاء والحاء وَالْمِيم

الفَحْمُ والفَحَمُ: الْجَمْر الطافيء. وَفِي الْمثل: " لَو كنت أنفخ فِي فَحمٍ " أَي لَو كنت أعمل فِي عَائِدَة، قَالَ الْأَغْلَب:

قد قَاتلُوا لَو يَنفُخون فِي فَحَمْ

واحدته فَحْمةٌ وفَحَمةٌ.

والفحيمُ كالفحمِ، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

وَإِذ هِيَ سوداءُ مِثلُ الفَحيمِ ... تُغَشّى المطانِبَ والمَنْكِبا وَقد يجوز أَن يكون الفَحيمُ جمع فَحمٍ، كَعبد وَعبيد، وَإِن قل ذَلِك فِي الْأَجْنَاس.

وفَحمةُ اللَّيْل أَوله، وَقيل: أَشد سَواد فِي أَوله، وَقيل: أشده سوادا، وَقيل: فَحْمتُه، مَا بَين غرُوب الشَّمْس إِلَى نوم النَّاس، سميت بذلك لحرها، لِأَن أول اللَّيْل أحر من آخِره. وَلَا تكون الفَحْمَةُ فِي الشتَاء. وَجَمعهَا فِحامٌ وفُحومٌ، مثل مانة ومؤون، قَالَ كثير:

تُنازِعُ أشرافَ الإكامِ مَطِيَّتي ... من اللَّيلِ شَيْحاناً شَدِيدا فُحومُها

وَيجوز أم يكون فُحومُها سوادها، كَأَنَّهُ مصدر فَحُمَ.

والفَحْمَةُ: الشَّرَاب فِي جَمِيع هَذِه الْأَوْقَات الْمَذْكُورَة.

وأفْحِموا عَنْكُم من اللَّيْل وفَحَّموا، أَي لَا تسيروا حَتَّى تذْهب فَحمتُه.

وانطلقنا فَحْمةَ الــسحر، أَي حِينه.

وجاءنا فَحمةَ ابْن جمير: إِذا جَاءَ نصف اللَّيْل، أنْشد ابْن الْكَلْبِيّ:

عِندَ ديجورِ فحمةِ ابنِ جُمَيرٍ ... طَرقَتْنا واللَّيْلُ داجٍ بَهيمُ

والفاحِمُ من كل شَيْء: الْأسود بيِّن الفُحومة، ويبالغ فِيهِ فَيُقَال: أسود فَاحم.

وَشعر فَحيمٌ: أسود. وَقد فَحُمَ فُحوماً.

والمُفْحَمُ: العييُّ.

والمُفحَمُ: الَّذِي لَا يَقُول الشّعْر.

وأفْحَمه الهمُّ أَو غَيره: مَنعه من قَول الشّعْر.

وهاجاه فأفحَمَهَ، صادفه مُفْحَماً. وكلَّمه فَفَحَم، لم يطق جَوَابا.

وَقَول الأخطل:

وانزِعْ إليكَ فإنَّني لَا جاهِلٌ ... بَكِمٌ وَلَا أَنا إِن نَطقْتُ فَحومُ

قيل فِي تَفْسِيره: فَحومٌ، مُفْحَمٌ، وَلَا أَدْرِي مَا هَذَا إِلَّا أَن يكون توهم الزِّيَادَة فَجعله كركوب وحلوب، أَو يكون أَرَادَ بِهِ فَاعِلا من فَحَمَ إِذا لم يطق جَوَابا.

وفَحَم الصَّبِي يَفْحَمُ، وفَحِمَ فحْماً وفُحاماً وفُحوماً، وفُحِمَ وأُفْحِمَ، كل ذَلِك إِذا بَكَى حَتَّى يَنْقَطِع نَفسه. وفَحَمَ الْكَبْش وفَحِمَ فَهُوَ فاحِمٌ وفَحِمٌ: صَاح.

فحم

1 فَحُمَ, aor. ـُ inf. n. فُحُومٌ (K, TA) and فُحُومَةٌ, (K, * TA,) said of anything, (TA,) It was, or became, black [app. like فَحْم i. e. charcoal]. (K, TA.) [See also فَاحِمٌ.] b2: See also فَحْمٌ, last sentence.

A2: فَحَمَ, (Ks, S, Msb, K,) aor. ـَ (Ks, S, Msb, TA,) accord. to the K فَحُمَ, which is wrong; (TA;) and فَحِمَ; and فُحِمَ; (K;) He (a boy, or child,) wept until his voice became stopped; (Ks, S, Msb;) or until his breath became stopped; as also ↓ أُفْحِمَ. (K.) b2: And, said of a ram, (K,) or thus فَحَمَ and فَحِمَ, like مَنَعَ and عَلِمَ, (TA,) He uttered a cry, or cries. (K, TA.) And (TA) one says of a ram, ثَغَا حَتَّى فَحَمَ He bleated until he became hoarse. (S, TA.) b3: فَحَمَ, aor. ـَ said of a man, He was unable to answer, (K, TA,) when one had spoken to him. (TA.) b4: and فَحَمَتِ القَلِيبُ, aor. ـُ inf. n. فُحُومٌ, (tropical:) [The well, or old well,] ceased to have a flow of water. (K, TA.) 2 فحّمهُ, (S, A, Msb, K,) inf. n. تَفْحِيمٌ, (S, A, K,) He blackened it, (S, A, Msb, K,) namely, another's face, (S, A, Msb,) with فَحْم [i. e. charcoal]. (Msb.) A2: See also the next paragraph.4 افحم He (a man) entered upon the time called فَحْمَةُ العِشَآءِ [q. v.]: like أَعْتَمَ. (TA.) b2: And one says, أَفْحِمُوا, (S,) or أَفْحِمُوا عَنْكُمْ, (K,) مِنَ اللَّيْلِ, meaning Abstain ye from journeying in the فَحْمَة (i. e. the most intense blackness, S) of the night; (S, K;) as also ↓ فَحِّمْوا, (S, * K,) inf. n. تَفْحِيمٌ. (S.) A2: افحمهُ is said of weeping [as meaning It stopped his voice, or his breath]: (TA:) see 1. And He silenced him, (S, Msb, TA,) namely, his adversary (Msb) in a dispute or the like, (S, Msb, TA,) by an argument or evidence, (Msb,) or in some other case. (S, TA.) And, said of anxiety, or disquietude of mind, It prevented him, or withheld him, from uttering poetry, or verse. (K.) b2: And He found him to be مُفْحَم, (S, K,) not uttering poetry, or verse. (S.) One says هَاجَاهُ فَأَفْحَمَهُ, meaning [He contended with him in satirizing] and he found him to be مُفْحَم, accord. to the K: (TA:) and هَاجَيْنَاكُمْ فَمَا

أَفْحَمْنَاكُمْ (S [in which it is implied that the meaning is We contended with you in satirizing and found you not to be مُفْحَمُون]): or, accord. to IB, this means, and we caused you not to hold the tongue from answering, or replying; because المُهَاجَاةُ is between two persons: but you [may] say هَجَوْتُهُ فَأَفْحَمْتُهُ meaning [I satirized him] and I found him to be مُفْحَم. (TA.) 8 إِفْتَحَمَ [الاِفْتِحَامُ is expl. in some copies of the K as signifying الاِغْتِبَاقُ; in some, الاِعْتِنَاقُ; and app. in the copy used by Golius, الاِعْتِيَاقُ: the first, which is that followed in the TK, is evidently, I think, the right; meaning The drinking an evening draught; such as is termed a غَبُوق. See also the next paragraph, second and last sentences.]

فَحْمٌ and ↓ فَحَمٌ, (S, Msb, K,) the latter sometimes occurring, (S, Msb,) like نَهْرٌ and نَهَرٌ, (S,) [Charcoal; this is what is meant by its being said to signify] extinct coal; (M, K;) a thing well known; (S, Msb;) as also ↓ فَحِيمٌ; (S, K;) or, accord. to ISd, this may be a pl. of فَحْمٌ, [or a quasi-pl. n.,] like as عَبِيدٌ is of عَبْدٌ, and مَعِيزٌ of مَعْزٌ, &c.: (TA:) the n. un. [meaning a piece of charcoal] is ↓ فَحْمَةٌ, (S, K, TA,) but not فَحَمَةٌ. (TA.) A2: And فَحْمٌ signifies also The draught that is drunk in [any one of] the times denoted by the word فَحْمَةٌ [q. v.]: (K, TA:) like the غَبُوق and صَبُوح and جَاشِرِيَّة and قَيْل: but it is disapproved by Az. (TA.) b2: [Accord. to the TK, it is an inf. n. of which the verb is ↓ فَحَمَ, aor. ـَ signifying He (a man) drank in the فَحْمَة of the عِشَآء: but of this I find not any confirmation.]

فَحَمٌ: see the next preceding paragraph.

فَحِمٌ: see فَاحِمٌ.

فَحْمَةٌ n. un. of فَحْمٌ, q. v. [Hence] one says of a black woman with a red خِمَار [or muffler], كَأَنَّهَا فَحْمَةٌ فِى رَأْسِهَا نَارٌ [As though she were a piece of charcoal with fire upon its head]. (TA.) b2: [And hence,] فَحْمَةُ اللَّيْلِ The first part of the night: (K:) or the blackness of the night: (Msb:) or the most intense blackness of the night: (K:) or the blackness of the first part of the night: (TA:) or the most intensely black part of the night: (S, TA:) or the part from the setting of the sun to [the time of] the sleeping of mankind: (K:) so called because of its heat [as well as its darkness]; for the first part of the night is hotter than its last part: (TA:) it is peculiarly in the صَيْف [meaning summer]; (K, TA;) not in the winter: (TA:) and فَحْمَةُ العِشَآءِ signifies the darkness of the عشاء [i. e. of the nightfall]: (S:) or the intenseness of the blackness of the night, and its darkness; which is in its first part: or the time next after the عشاء: (TA:) the pl. is فِحَامٌ and فُحُومٌ: (K, TA:) or the latter of these may mean darkness; as though it were an inf. n. of فَحُمَ. (TA.) فَحْمَةُ الــسَّحَرِ means The time of the سَحَر [or last part of the night]. (K.) And فَحْمَةُ بْنُ جُمَيْرٍ is [a proper name of] The middle of the night. (K.) فَحُومٌ One who will not utter a reply, or an answer. (TA.) فَحِيمٌ: see فَحْمٌ: b2: and see also فَاحِمٌ.

فَحَّامٌ A seller of فَحْم [i. e. charcoal]. (TA.) فَاحِمٌ Black; (S, K, TA;) applied to hair, (S,) and to anything; (TA;) as also ↓ فَحِيمٌ; (K, TA;) applied to hair and to anything. (TA.) and Black that is beautiful or comely. (TA.) b2: and one says أَسْوَدُ فَاحِمٌ meaning Black in an intense degree. (TA.) A2: Also A ram uttering a cry, or cries; and so ↓ فَحِمٌ. (K. [But see 1.]) b2: and One who does not speak at all. (TA.) b3: And, applied to water, (tropical:) Still; not flowing or running. (K, TA.) مُفْحَمٌ [pass. part. n. of 4, q. v.]: i. q. عَيِىٌّ [app. as meaning Unable to express what he would say]; (K, TA;) because his face becomes black from anger, like فَحْم [i. e. charcoal]. (TA.) One unable to utter verse, or poetry. (S, * K.) and A poet who will not [or cannot] answer, or reply to, him who contends with him in satirizing. (TA.) مُفْحِمٌ And answer, or a reply, [&c.,] that silences. (TA.)

فحم: الفَحْم والفَحَم، معروف مثل نَهْر ونَهَر: الجمر الطافئ. وفي

المثل: لو كنت أنْفُخ في فَحَم أي لو كنت أعمل في عائدة؛ قال الأغلب

العجلي:هل غَيْرُ غارٍ هَدَّ غاراً فانْهَدَمْ؟

قد قاتَلُوا لو يَنْفُخُون في فَحَمْ،

وصَبَروا لو صَبَرُوا على أَمَمْ

يقول: لو كان قتالهم يغني شيئاً ولكنه لا يغني، فكان كالذي ينفخ نارً

ولا فحم ولا حطب فلا تتقد النار؛ يضرب هذا المثل للرجل يمارس أمراً لا

يُجدي عليه، واحدته فَحْمة وفَحَمة. والفَحِيم: كالفَحْم؛ قال امرؤ

القيس:وإذْ هِيَ سَوْداءُ مثل الفَحِيم،

تُغَشِّي المَطانِبَ والمَنْكِبا

وقد يجوز أن يكون الفَحِيم جمع فَحْم كعبْد وعَبِيد، وإن قلّ ذلك في

الأجناس، ونظير مَعْز ومَعِيز وضَأْن وضَئِين.

وفَحْمة الليل: أوّله، وقيل: أشدّ سواد في أوّله، وقيل: أشدّه سواداً،

وقيل: فحمته ما بين غروب الشمس إلى نوم الناس، سميت بذلك لحرّها لأن أوّل

الليل أَحرّ من آخره ولا تكون الفحمة في الشتاء، وجمعها فِحام وفُحوم مثل

مَأْنة ومُؤون؛ قال كثيِّر:

تُنازِعُ أشْرافَ الإكامِ مَطِيَّتي،

مِن الليل، شَيحاناً شَدِيداً فُحومُها

ويجوز أن يكون فُحومها سوادها كأنه مصدر فَحُم. والفَحْمة: الشراب في

جميع هذه الأوقات المذكورة. الأزهري: ولا يقال للشراب فحمة كما يقال

لِلجاشِرِيَّةِ والصَّبُوح والغَبُوق والقَيْل. وأَفْحِمُوا عنكم من الليل

وفَحِّمُوا أي لا تسيروا حتى تذهب فَحمته، والتفحيم مثله. وانطلقنا فَحْمةَ

الــسَّحَر أي حينه. وفي الحديث: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: ضُموا

فَواشِيَكم حتى تذهب فحمة الشتاء؛ والفَواشي: ما انتشر من المال والإبل

والغنم وغيرها. وفَحْمة العِشاء: شدة سواد الليل وظلمتِه، وإنما يكون ذلك

في أوّله حتى إذا سكن فَوْرُه قَلَّت ظُلمته. قال ابن بري: حكى حمزة بن

الحسن الأصبهاني أن أبا المفضل قال: أخبرنا أبو معمر عبد الوارث قال كنا

بباب بكر بن حبيب فقال عيسى بن عمر في عرض كلام له قَحْمة العِشاء، فقلنا:

لعله فحمة العشاء، فقال: هي قحمة، بالقاف، لا يختلف فيها، فدخلنا على

بكر بن حبيب فحكيناها له فقال: هي فحمة العشاء، بالفاء لا غير، أي فَورته.

وفي الحديث: اكْفِتوا صبيانكم حتى تذهب فحمة العشاء؛ هي إقباله وأول

سواده، قال: ويقال للظُّلمة التي بين صلاتي العشاء الفحمة، والتي بين العتمة

والغداة العَسْعَسَةُ.

ويقال: فَحِّموا عن العشاء؛ يقول: لا تَسِيروا في أوله حين تَفُور

الظُّلمة ولكن امْهَلوا حتى تَسْكن وتَعتدل الظلمة ثم سيروا؛ وقال

لَبيد:واضْبِطِ الليلَ، إذا طالَ السُّرى

وتَدَجَّى بَعْدَ فَوْرٍ، واعْتَدَلْ

وجاءنا فَحْمةَ ابن جُمَيْرٍ إذا جاء نصف الليل؛ أَنشد ابن الكلبي:

عِنْدَ دَيْجورِ فَحْمةِ ابن جُمَيْرٍ

طَرَقَتْنا، والليلُ داجٍ بَهِيمُ

والفاحِمُ من كل شيء: الأَسود بَيِّن الفُحومة، ويُبالَغ فيه فيقال:

أَسود فاحم. وشَعر فَحِيم: أَسود، وقد فَحُم فُحوماً. وشعر فاحِم وقد فَحُم

فُحُومة: وهو الأَسود الحسن؛ وأَنشد:

مُبَتَّلة هَيْفاء رُؤْد شَبابُها،

لَها مُقْلَتا رِيمٍ وأَسْودُ فاحِمُ

وفَحَّم وجهه تفحيماً: سوَّده.

والمُفْحَم: العَييُّ. والمفْحَم: الذي لا يقول الشعر. وأفْحَمه الهمُّ

أو غيره: منعه من قول الشعر. وهاجاه فأَفْحَمه: صادفه مُفْحَماً. وكلَّمه

فَفَحَم: لم يُطق جواباً. وكلمته حتى أَفْحَمْته إذا أَسكتَّه في خصومة

أو غيرها. وأَفْحَمْته أي وجدته مُفْحَماً لا يقول الشعر. يقال:

هاجَيْناكم فما أَفْحَمْناكم. قال ابن بري: يقال هاجيته فأَفْحَمْته بمعنى

أََسكتُّه، قال: ويجيء أَفحمته بمعنى صادفته مُفحَماً، تقول: هَجَوته فأَفحمته

أي صادفته مفحماً، قال: ولا يجوز في هذا هاجيته لأن المهاجاة تكون من

اثنين، وإذا صادفه مُفْحَماً لم يكن منه هجاء، فإذا قلت فما أَفحمناكم بمعنى

ما أَسكتناكم جاز كقول عمرو بن معد يكرب: وهاجيناكم فما أفحمناكم أي فما

أَسكتناكم عن الجواب. وفي حديث عائشة مع زينب بنت جحش: فلم أَلبث أن

أَفْحَمْتها أي أَسكتُّها. وشاعر مُفْحَم: لا يجيب مُهاجِيه؛ وقول

الأخطل:وانزِعْ إلَيْكَ، فإنَّني لا جاهلٌ

بَكِمٌ، ولا أنا، إنْ نَطَقْتُ، فَحُوم

قال ابن سيده: قيل في تفسيره فَحُوم مُفْحَم، قال: ولا أدري ما هذا إلاّ

أن يكون توهّم حذف الزيادة فجعله كرَكُوب وحَلُوب، أو يكون أراد به

فاعلاً من فَحَم إذا لم يُطق جواباً، قال: ويقال للذي لا يتكلم أصلاً فاحِم.

وفَحَم الصبيُّ، بالفتح، يَفْحَم، وفَحِمَ فَحْماً وفُحاماً وفُحوماً

وفُحِمَ وأُفْحِمَ كل ذلك إذا بكى حتى ينقطع نفَسُه وصوته. الليث: كلمني

فلان فأَفْحَمته إذا لم يُطق جوابك؛ قال أبو منصور: كأَنه شبه بالذي يبكي

حتى ينقطع نفَسه. وفَحَم الكبشُ وفَحِمَ، فهو فاحِم وفَحِمٌ: صاح. وثَغا

الكبْشُ حتى فَحِمَ أي صار في صوته بحُوحة.

فحم
فحَمَ يَفحَم، فَحْمًا وفُحَامًا وفُحومًا، فهو فاحِم
• فحَم فلانٌ: سكت عجزًا عن الجواب "فحَم أمام حُجج محدِّثيه".
• فحَم الطفلُ: انقطع نَفَسُه وصوته من شدة البكاء "تركت المرضعةُ الطفل يبكي حتى فحَم". 

فحُمَ يَفحُم، فُحُومًا وفُحُومةً، فهو فاحِم وفَحيم
• فحُمَ الشَّيءُ: اسودّ، اشتدّ سواده "فحُم وجهُهُ- شَعر/ ليل فاحِم". 

فحِمَ يَفحَم، فُحومًا وفُحامًا وفَحْمًا، فهو فاحم
• فحِم الصَّبيُّ: فحَم؛ بكى حتَّى انقطع صوته. 

فُحِمَ يُفحَم، فَحْمًا، والمفعول مَفْحوم
• فُحِم الصَّبيُّ: انقطع صوتُه من شِدَّة البكاء. 

أفحمَ يُفحم، إفحامًا، فهو مُفحِم، والمفعول مُفحَم
• أفحم خَصْمَه: أسكته بالحُجَّة القاطعة؛ أعجزه عن الجواب "أفحم مناظره بحججه القوية- أفحم القاضي المتهمَ- أفحم المعارضة".
• أفحمه البكاءُ: قطع نَفَسه وصوْتَه. 

تفحَّمَ يتفحَّم، تفحُّمًا، فهو متفحِّم
• تفحَّم الجسمُ: تحوّل إلى فحم "تفحَّمت العظامُ/ فتيلةُ القنديل- تفحَّم الخشبُ- تركت الطعامَ على النار حتى تفحَّم". 

فحَّمَ يُفحِّم، تفحيمًا، فهو مُفحِّم، والمفعول مُفحَّم
• فحَّم الخشبَ: أحرقه حتَّى صار فحْمًا، جعله فحمًا "فحّم العظام".
• فحَّم الشَّيءَ: سوَّده بالفَحْم "فحَّم رسمًا/ لوحة- فحَّم وجهه: سوّده". 

تفحُّم [مفرد]:
1 - مصدر تفحَّمَ.
2 - (كم) إحراق مادة نباتيّة أو تسخينها حتى تتحول إلى ما يشبه الفحم. 

تفحيم [مفرد]:
1 - مصدر فحَّمَ.
2 - (كم) مَزْج الهواء بالوقود لتكوين مزيج مُتفجِّر.
3 - (كم) تفحُّم؛ إحراق مادّة نباتيّة أو تسخينها حتَّى تتحوَّل إلى ما يشبه الفحم. 

فُحام [مفرد]: مصدر فحَمَ وفحِمَ. 

فِحامة [مفرد]: حرفة بائِع الفحم أو المشتغل به. 

فحّام [مفرد]: بائِع الفحم أو صانعه، المشتغل به "عمِل فحّامًا- كان والدهم فحّامًا فنُسبوا إليه". 

فحْم1 [مفرد]: مصدر فُحِمَ وفحَمَ وفحِمَ. 

فحْم2 [جمع]: جج فِحام وفُحُوم، مف فَحْمَة:
1 - مادّة سوداء ذات مسامّ تتخلّف من إحراق الخشب والعظام وغيرهما إحراقًا جزئيًّا بمعزل عن الهواء، لها أنواع عديدة منها: الفحم النباتيّ والفحم الحجريّ وفحم العظام، تُستعمل وقودًا.
2 - (كم) مادّة سوداء كربونيّة تنفذ إليها السَّوائل، تُنْتَج بواسطة التّقطير الهدّام للخشب حيث تُستخدم وقودًا ومُصفِّيا وماصًّا.
• الفَحْم الوقَّاد: (كم) الفحم الحجريّ السريع الاحتراق بدخان كثيف.
• الفَحْم النَّباتيّ: (كم) فحم ينتج من حرق الخشب حرقًا غير كامل في حرارة كافية بمعزل عن الهواء.
• الفَحْم الحَجَريّ: (كم) معدن كربونيّ أسود برّاق، تكوَّن من أخشاب الأشجار التي طُمرت في جوف الأرض خلال عصور طويلة ° فحم نباتيّ: ما تخلَّف من إحراق النباتات خاصة.
• فحْم العِظام: (كم) سماد فسفوريّ ينتج من حرق العظام في وعاء مسدود بمعزل عن الهواء.
• فحْم منشِّط: (كم) نوع من الكربون قادر على امتصاص الغازات وقتل الجراثيم.
• فحم الكُوك: (كم) فحم يتبقَّى بعد التقطير الجزئيّ للفحم الحجريّ، ويستخدم كوقود، كما يستخدم في صناعة الفولاذ.
• غاز الفحم: (كم) خليط من الغازات ينتج عن التّقطير الإتلافيّ للفحم، ويستعمل في المواقد للإضاءة. 

فحْمات [مفرد]: (كم) ملح الحامض الفَحْميّ.
• فحْمات البوتاسيوم: (كم) ملح أبيض سريع الذوبان في الماء يستعمل كسماد بوتاسيّ. 

فحْمَة [مفرد]: ج فَحَمات وفَحْمات وفِحام وفُحُوم:
1 - قطعة من الفحْم.
2 - قطعة خشب مشتعلة أو متفحِّمة.
• فحمة الليل: سواده وظُلْمته "أطفأ جذوة يومه وأحرق فحمة ليله في العمل". 

فَحْميّ [مفرد]: اسم منسوب إلى فَحْم: خاصّ بصناعة الفحم أو تجارته "مرض/ لون فحميّ- صناعة فحميّة".
• العصر الفَحْميّ: (جو) العصر الذي تكوّن خلاله الفَحْم.
• غاز فحميّ: (كم) حمض لا مائيّ يحصل من اتحاد الفحم بالأكسجين.
• صورة فحميَّة: (فن) مرسومة بقلم فحميّ. 

فُحوم [مفرد]: مصدر فحَمَ وفحُمَ وفحِمَ. 

فُحومة [مفرد]: مصدر فحُمَ. 

فَحيم [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من فحُمَ: شديد السواد. 

مُفَحَّم [مفرد]: اسم مفعول من فحَّمَ.
• الورق المُفحَّم: كربون، ورق يُوضع بين طبقتين من الورق لنقل ما هو مكتوب من الورقة العليا إلى السُّفلى. 

مُفَحِّم [مفرد]:
1 - اسم فاعل من فحَّمَ.
2 - (كم) جهاز لمزج الهواء بالوقود لإحداث مزيج متفجِّر. 

مَفْحَمَة [مفرد]: ج مفاحِمُ:
1 - اسم مكان من فحَمَ: أرض يكثر فيها الفحم الحجريّ.
2 - اسم مكان من فحَمَ: مكان صُنع الفحم في الغابات. 
فحم

(الفَحْمُ، مُحَرَّكَةً، وبالفَتْحِ) لُغَتان، كَنَهرٍ، ونَهْرٍ، وذَكَرَهُمَا الجَوْهَرِيُّ، ولَكِنَّه قَدَّمَ لُغَة الفَتْحِ. وَلَو قَالَ: بالفَتْح ويُحَرَّكُ كَانَ أَوْفَقَ لِمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الجَوْهَرِيُّ، وشاهِدُ التَّحْرِيكِ قَولُ الأَغْلَب العِجْلِيِّ:
(قَدْ قَاتَلُوا لَوْ يَنْفُخُون فِي فَحَمْ ... )

(وصَبَرُوا لَوْ صَبَرُوا عَلَى أَمَمْ ... )
يَقولُ: لَوْ كَانَ قِتَالُهُمْ يُجْدِي شَيْئًا ولكنَّهُ لَا يُغْنِي، فَكانَ كَالذِي يَنفُخ نَارًا وَلَا فَحْمَ وَلَا حَطَبَ، فَلَا تَتَّقِدُ النَّارُ؛ يُضْرَب هَذَا المَثَل للرَّجُلِ يُمارِسُ أَمْرًا لَا يُجْدِي عَلَيه، قَالَ الجَوْهَرِيُّ، (و) يُقالُ: لِفَحْمٍ: فَحِيمٌ، (كَأَمِيرٍ) ، وأنشَدَ أَبُو عُبَيْدَةَ لامرئِ القَيْسِ:
(وإِذْ هِيَ سَوْداءُ مِثْلُ الفَحِيمِ ... تُغَشِّي المَطَانِبَ والمَنْكِبَا)

قَالَ ابنُ سِيدَه: وَقد يَجوزُ أَنْ يَكُونَ الفَحِيمُ جَمْعَ: فَحْمٍ، كَعَبْدٍ وعَبِيدٍ، وإِنْ قَلَّ ذَلِكَ فِي الأَجْنَاسِ، ونَظِيرُه: مَعْزٌ ومَعِيزٌ، وضَأْنٌ وضَئِينٌ: (الجَمْرُ الطَّافِئُ) كذَا فِي المُحْكَمِ.
(والفَحْمَةُ واحِدَتُه) أَيْ: بِالفَتْحِ لَا بِالتَّحْرِيكِ.
(و) الفَحْمَةُ (مِنَ اللَّيْلِ: أَوَّلُهُ أَوْ أَشَدُّ سَوَادِهِ) أَيْ: سَوادُ أَوَّلِه، أَو أَشَدُّه سَوادًا، (أَوْ مَا بَيْنَ غُروبِ الشَّمْسِ إِلَى نَوْمِ النَّاسِ) ، سُمِّيّتْ بِذَلكَ لِحَرَّهَا؛ لأَنَّ أَوَّلَ اللَّيْلِ أَحَرُّ مِنْ آخِرِه، وَمِنْه الحَدِيث: " ضُمُّوا فَوَاشِيَكُم حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُالعِشاءِ " أَي: شِدَّةُ سَوَادِ اللَّيْلِ وظُلْمَتِه، وإِنَّمَا يَكونُ ذَلِكَ فِي أَوَّلِه، وَالَّتِي بَيْنَ العَتَمَةِ والغَدَاةِ: العَسْعَسَةُ، قَالَ ابنُ بَرِّيّ: حَكَى حَمْزَةُ بنُ الحَسَنِ الأَصْبَهَانِيُّ أَنَّ أَبَا المُفَضَّلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْمَرٍ عَبدُ الوَارِثِ قَالَ: كُنَّا بِبابِ بَكْرِ بنِ حَبيبٍ، فَقَالَ عِيسَى بنُ عُمَرَ فِي عَرْضِ كَلامٍ لَهُ: قَحْمَةُ العِشاءِ، فَقُلْنَا: لعلَّهَا فَحْمَةُ العِشَاءِ، فَقَالَ: هِيَ قَحْمَةٌ بِالقَافِ لَا يُخْتَلَفُ فِيها، فدخَلْنا على بَكْرِ بنِ حَبِيبٍ فَحَكَيناها لَهُ فَقالَ: هِيَ بالفَاءِ لَا غَيْرُ؛ أَي: فَوْرَتُه، (خَاصٌّ بِالصَّيْفِ) وَلَا يَكُونُ بِالشِّتاءِ (ج: فِحامٌ) بِالكَسْرِ (وفُحُومٌ) ، بِالضَّمِّ، كَمَأْنَةٍ ومُؤُونٍ قَالَ كُثَيِّر:
(تُنَازِعُ أَشْرافَ الإِكَام مَطِيَّتي ... مِنَ اللَّيْلِ شَيْحَانًا شَدِيدًا فُحُومُها)

ويَجُوزُ أَنْ يَكونَ فُحُومُها سَوادَها؛ كَأَنَّه مَصْدَرُ فَحُم.
(والفَحْمُ، كَالمَنْعِ: الشَّرْبَةُ فِي هذِه الأَوْقاتِ) المَذْكُورَةِ كالجَاشِرِيَّةِ والصَّبُوحِ والغَبُوقِ والقَيْل، وأَنْكَرَهُ الأَزْهَرِيُّ.
(وأَفْحِمُوا عَنْكُمْ مِنَ اللَّيْلِ وفَحِّمُوا) أَي: (لَا تَسِيرُوا فِي فَحْمَتِه) حتَّى تَذْهَب، وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: أَيْ فِي أَوَّل فَحْمَتِه، وَهُوَ أشَدُّ اللَّيْلِ سَوادًا.
(و) انْطَلَقْنَا (فَحْمَةَ الــسَّحَرِ) أَي: (حِينه) .
(و) جَاءَنا (فَحْمَةُ ابنُ جُمَيْرِ) إِذا جَاءَ (نِصْفُ اللَّيْلِ) أنشَدَ ابنُ الكَلْبِيّ:
(عِنْدَ دَيْجُورِ فَحْمَةِ ابنِ جُمَيْرٍ ... طَرَقَتْنَا واللَّيْلُ داجٍ بَهِيمُ)

(والفَاحِمُ: الأَسْوَدُ) من كُلِّ شَيءٍ (بَيِّنُ الفُحُومَةِ، كالفَحِيمِ) ، ويُبَالَغُ فِيهِ فَيُقالُ: أَسْوَدُ فَاحِمٌ، وشَعْرٌ وشَعْرٌ فَحِيمٌ: أسودُ، (وَقد فَحُمَ كَكَرُمَ فُحُومًا) ، بِالضَّمِّ وفُحُومَةً وَهُوَ الأَسْوَدُ الحَسَنُ قَالَ:
(مُبَتَّلَةٌ هَيْفاءُ رُؤْدٌ شَبَابُها ... لَهَا مُقْلَتا رِيمٍ وأَسْوَدُ فَاحِمُ)

(والمُفْحَمُ، كَمُكْرَمٍ: العَيِيُّ) ؛ لأنَّ وَجْهَهُ يَسْوَدُّ مِنَ الغَضَبِ فَيَصِيرُ كالفَحْمِ. (و) أيْضًا: (مَنْ لَا يَقْدِرُ يَقُولُ شِعْرًا) .
(وأَفْحَمَهُ الهَمُّ) أَوْ غَيْرُه: (مَنَعَه) من (قَوْلِ الشِّعْرِ) .
(و) يُقالُ: (هَاجَاهُ فَأَفْحَمَهُ) : أَيْ: (صَادَفَهُ مُفْحَمَا) لَا يَقولُ الشِّعْرَ. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: يُقَال: هاجَيْتُه فأفْحَمْتُه بِمَعْنَى: أَسْكَتُّه. قَالَ: ويَجِيءُ أَفْحَمْتُه بِمَعْنَى: صَادَفْتُه مُفْحَمًا، تَقولُ: هَجَوْتُه فَأَفْحَمْتُه أَيْ صَادَفْتُه مُفْحَمًا. قَالَ: وَلَا يَجوزُ فِي هَذَا هَاجَيْتُه؛ لِأَن المُهَاجَاة تَكُونُ من اثْنَيْن، وإِذا صَادَفَه مُفْحَمًا لَمْ يَكُنْ مِنْهُ هِجَاءٌ، فَإِذَا قُلْتَ: فَمَا أَفْحَمْنَاكُمْ؛ بِمَعْنَى: مَا أَسْكَتْنَاكُمْ، جازَ كَقَولِ عَمْرِو بنِ مَعْدِ يكَرِبَ: ((وهَاجَيْنَاكُمْ فَمَا أَفْحَمْنَاكُمْ)) ، أَيْ: فَمَا أَسْكَتْنَاكُمْ عَنِ الجَوابِ. اه. وَهُوَ ظَاهِرٌ لَا مِرْيَةَ فِيهِ.
(وفَحَمَ الصَّبِيُّ، كَنَصَرَ) هَكَذا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: كَمَنَعَ، كَمَا هُوَ مَضْبُوطٌ فِي نُسَخِ الصِّحَاح، ونَقَلَهُ عَن الكِسَائِيِّ (و) فَحِمَ مِثْلُ: (عَلِمَ، وعُنِيَ فَحْمًا) ، بالفَتْحِ (وفُحَامًا، وفُحُومًا بِضَمِّهِمَا وأُفْحِمَ، بِالضَّمِّ) : كُلُّ ذَلِك (بَكَى حَتَّى انْقَطَعَ نَفَسُه) وصَوتُه، واربَدَّ وَجْهُهُ، واقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ على الأَوَّلِ والأَخِير، وَكَذَا على المَصْدَرَيْنِ الأخِيرَين.
(و) فَحِمَ (الكَبْشُ) ، كَمَنَع، وعَلِمَ: (صَاحَ فَهُو فَاحِمٌ وفَحِمٌ، كَكَتِفٍ) ، وَيُقَال: ثَغَا الكَبشُ حَتَّى فَحَمَ أَيْ: صَارَ فِي صَوْتِهِ بُحُوحَةٍ.
(والفاحِمُ: المَاءُ السَّاكِنُ) الَّذي (لَا يَجْرِي) ، وَهُوَ مَجَازٌ.
(وَقد فَحَمَتِ القَلِيبُ، كَنَصَر فُحُومًا) بِالضَّمِّ، إذَا سَكَنَ ماؤُها.
(وفَحَم الرَّجُلُ، كَمَنَعَ: لَمْ يُطِقْ جَوابًا) يُقالُ كَلَّمتُه فَفَحَم.
(والافْتِحامُ: الاعْتِناقُ) .
(وفَحَّمَهُ تَفْحِيمًا) وَفِي الأسَاسِ: فَحَّم وَجْهَهُ تَفْحِيمًا (سَوَّدَهُ) وسَخَّمَهُ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ. أفحَمَهُ البُكاءُ، وأفحَمَه: أَسْكَتَه فِي خُصومَةٍ وغَيْرِها.
وجوابٌ مُفْحَمٌ: مُسْكِتٌ.
وشاعِرٌ مُفْحِمٌ: لَا يُجيبُ مُهَاجِيه.
والفَحُومُ: الَّذي لَا يَنْطِقُ جَوَابًا، قَالَ الأخطَلُ:
(وانْزِعْ إلَيْكَ فإنَّنِي لَا جَاهِلٌ ... بَكِمٌ وَلَا أَنَا إِنْ نَطَقْتُ فَحُومُ)

ويُقالُ للَّذِي لَا يَتَكَلَّم أَصْلاً: فاحِمٌ.
ويُقالُ:
(كأَنَّها فَحْمَةٌ فِي رَأْسِها نَارٌ ... )

هِيَ سَوْدَاءُ بِخِمارٍ أَحْمَرَ.
وأفحَمَ الرَّجُلُ: دَخَل فِي فَحْمَةِ العِشاء كَأعْتَمَ.
وسُوقُ الفَحَّامِينَ بِمصْرَ.
والفَحَّامُ، كَشَدَّادٍ: مَنْ يَبِيعُ الفَحْمَ، ونُسِبَ هَكَذا حَاتِمُ بنُ راشدٍ البَصْرِيُّ، عَن ابنِ سِيرِين، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ يوسُفَ بنِ يَعْقوبَ الفَحَّامُ الأُسْوَانِيُّ، ثِقَةٌ عَن يونُسَ بنِ عَبدِ الأعْلَى، والرَّبِيعِ بنِ سُلَيْمانَ المُرَادِيِّ.
[فحم] الفسحم بالضم: الواسع الصدر، والميم زائدة.

سكر

السكر: هو الذي من ماء التمر، أي الرطب، إذا غُلِي واشتد وقذف بالزبد، فهو كالباذق في أحكامه.

السكر: غفلة تعرض بغلبة السرور على العقل، بمباشرة ما يوجبها من الأكل والشرب، وعند أهل الحق: السكر هو غيبة بواردٍ قوي، وهو يعطي الطرب والالتذاذ، وهو أقوى من الغيبة وأتم منها، والسكر من الخمر، عند أبي حنيفة: ألا يعلم الأرض من السماء، وعند أبي يوسف، ومحمد، والشافعي: هو أن يختلط كلامه، وعند بعضهم: أن يختلط في مشيته إذا تحرك.
(س ك ر) : (سَكَرَ) النَّهْرَ سَدَّهُ سَكْرًا (وَالسِّكْرُ) بِالْكَسْرِ الِاسْمُ وَقَدْ جَاءَ فِيهِ الْفَتْحُ عَلَى تَسْمِيَتِهِ بِالْمَصْدَرِ وَقَوْلُهُ لِأَنَّ فِي السِّكْرِ قَطْعَ مَنْفَعَةِ الْمَاءِ يَحْتَمِلُ الْأَمْرَيْنِ (وَالسَّكَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ عَصِيرُ الرُّطَبِ إذَا اشْتَدَّ وَهُوَ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرُ سَكِرَ مِنْ الشَّرَاب سُكْرًا وَسَكَرًا وَهُوَ سَكْرَانُ وَهِيَ سَكْرَى كِلَاهُمَا بِغَيْرِ تَنْوِينٍ وَبِهِ سَكْرَةٌ شَدِيدَةٌ (وَمِنْهَا) سَكَرَاتُ الْمَوْتِ لِشَدَائِدِهِ (وَالسُّكَّرُ) بِالتَّشْدِيدِ ضَرْبٌ مِنْ الرُّطَبِ مُشَبَّةٌ بِالسُّكَّرِ الْمَعْرُوفِ فِي الْحَلَاوَةِ (وَمِنْهُ) بُسْرُ السُّكَّرِ وَمَنْ فَسَّرَهُ بِالْغَضِّ مِنْ قَصَبِ السُّكَّرِ فَقَدْ تَرَكَ الْمَنْصُوصَ عَلَيْهِ.
(سكر) - في حديث أُمِّ حَبِيبةَ في المُسْتَحاضَة: "اسكُرِيه"
: أي سُدَّيه بعِصابةٍ من السَّكْر.
سكر: {سكرت}: سدت، من سكرت النهر: سددته، وقيل: من سكر الشراب. {سكرة الموت}: اختلاط العقل. {سكرا}: طعما، وقيل: خمرا، ونسخ.
(سكر)
سكورا وسكرانا فتر وَسكن يُقَال سكرت الرّيح وسكر الْحر وعينه سكنت عَن النّظر والإناء وَنَحْوه سكرا ملأَهُ وَالنّهر وَنَحْوه سَده وحبسه

(سكر) الْحَوْض وَنَحْوه سكرا امْتَلَأَ وَيُقَال سكر من الْغَضَب اشْتَدَّ غَضَبه أَو امْتَلَأَ غيظا وَفُلَان من الشَّرَاب سكرا وسكرا وسكرانا غَابَ عقله وإدراكه فَهُوَ سكر وسكران وَهِي سكرة وسكرى وسكرانة أَيْضا

(سكر) الْبَحْر وَنَحْوه ركد وبصره حبس عَن النّظر
سكر
السُّكَرُ: مَعْروفٌ. وهو - أيضاً -: ضَرْبُ من التَّمْرِ. وسَكْرَةُ المَوْتِ: غَشْيَتُه. والسَّكَرُ: الغَضَبُ، سَكِرَ سَكَراً. والسَكَرُ: شَرابٌ يُتَخَذُ من التَّمْرِ والكُشُوْثِ. ورَجُلٌ سَكْرَان، وامْرَأة سَكْرى، وقَوْمٌ سُكارى وسَكْرى. وسِكيْرٌ: لا يَزَالُ سكْرانَ. وسَكَرْتُه تَسْكِيراً: وهو الغَتُّ في الخَنْق حتّى يُغْشى عليه. وهو من التًّسْكِيْرِ الذي هو التَضيِيْقُ، من قَوْله عَزَّ وجلَّ: " لَقالُوا إنَّما سُكرَتْ أبصارُنا " أي سُدَّتْ. والسَكْرُ: سَدُّكَ بَثْقَ الماء ومُنْفَجَرَه. والسكْرُ: السَّدَادُ. وماءٌ ساكِر: بمعنى ساكِن لا يَجْري. والسكُرْكَةُ: شَرَابٌ يُعْمَلُ من الذُّرَةِ.
سكر
السُّكْرُ: حالة تعرض بيت المرء وعقله، وأكثر ما يستعمل ذلك في الشّراب، وقد يعتري من الغضب والعشق، ولذلك قال الشاعر:
سكران: سكر هوى، وسكر مدامة
ومنه: سَكَرَاتُ الموت، قال تعالى:
وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ
[ق/ 19] ، والسَّكَرُ:
اسم لما يكون منه السّكر. قال تعالى: تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً
[النحل/ 67] ، والسَّكْرُ: حبس الماء، وذلك باعتبار ما يعرض من السّدّ بين المرء وعقله، والسِّكْرُ: الموضع المسدود، وقوله تعالى: إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا
[الحجر/ 15] ، قيل: هو من السَّكْرِ، وقيل: هو من السُّكْرِ، وليلة سَاكِرَةٌ، أي: ساكنة اعتبارا بالسّكون العارض من السّكر.

سكر


سَكَرَ(n. ac. سَكْر)
a. Filled.
b. Stopped up; dammed up (river).
c.(n. ac. سُكُوْر
سَكَرَاْن), Became still; dropped, fell (wind).

سَكِرَ(n. ac. سَكَر)
a. Was, became full.
b. ['Ala], Was enraged at, with.
c.(n. ac. سَكْر
سُكْر
سَكَر
سِكَر
سُكُر
سَكَرَاْن) [Min], Was intoxicated, inebriated, drunk with;
intoxicated himself with.
سَكَّرَa. Choked, throttled.
b. [ coll. ], Bolted (
door ).
c. [ coll. ], Was sugared
sweetened.
أَسْكَرَa. Intoxicated, inebriated.

تَسَاْكَرَa. Feigned drunkenness.

سِكْر
(pl.
سُكُوْر)
a. Dam, dyke.
b. Canal; stream.

سُكْرa. Drunkenness, intoxication.

سَكَرa. Intoxicating drink, stimulant; wine.

سَكِرa. see 33
سُكَّر
P.
a. Sugar.

سُكَّرِيّa. Sugary, saccharine.
b. Cake containing sugar with almonds &c.

سَكُوْر
سِكِّيْر
30a. Addicted to drink; drunkard, tippler, toper.

سَكْرَاْنُ
(pl.
سَكْرَى
سَكَاْر a. yaسُكَاْرَى), Drunken, intoxicated; drunkard.
مِسْكِيْر
a. see 26
سُكُرَُّجَة سُكُرْجَة
P.
a. Saucer.
[سكر] فيه: حرمت الخمر بعينها و"السكر" من كل شراب، هو بفتحتين الخمر المعتصر من العنب، وقد يروى بضم سين وسكون كاف، يريد حالة السكران فيجعلون التحريم للسكر لا لنفس المسكر فيبيحون قليله الذي لا يسكر، وقيل: السكر بالحركة الطعام وأنكروه. ومنه ح: من أصابه الصفر فنعت له "السكر" فقال: لم يجعل شفاءكم في حرام. وفيه قال للمستحاضة: "اسكريه" أي سديه بخرقة وشديه بعصابة، شبه بسكر الماء. ك: (("سكرًا" ورزقًا حسنًا)) السكر ما حرم شربه من ثمرتها والرزق ما أحل. وفيه: كل "مسكر" حرام، دخل فيه قليله وكثيره، فيبطل قول من زعم: الإسكار للشربة الأخيرة أو إلى جزء يظهر به السكر، لأنه لا يختص بجزء دون جزء وإنما يوجد على سبيل التعاون كالشبع بالمأكول. و"سكرات" الموت شدته وهمه وغمه التى تغلبه وتغير فهمه وعقله كالسكر من الشراب. وفيه: باب "سكر" الأنهار، هو بفتح فسكون من سكرت النهر إذا سددته. غ: ((تتخذون منه "سكرًا")) أي مسكرًا، وكان هذا قبل تحريم الخمر. و (("سكرت" ابصارنا)) سدت ومنعت النظر، أو لحقها ما لحق شارب المسكر. ش: ((لفي "سكرتهم" يعمهون)) أي ضلالهم من ترك البنات يتحيرون.
س ك ر: (السَّكْرَانُ) ضِدُّ الصَّاحِي وَالْجَمْعُ (سَكْرَى)
وَ (سَكَارَى) بِفَتْحِ السِّينِ وَضَمِّهَا وَالْمَرْأَةُ (سَكْرَى) وَلُغَةٌ فِي بَنِي أَسَدٍ (سَكْرَانَةٌ) . وَ (سَكِرَ) مِنْ بَابِ طَرِبَ وَالِاسْمُ (السُّكْرُ) بِالضَّمِّ وَ (أَسْكَرَهُ) الشَّرَابُ. وَ (الْمِسْكِيرُ) كَثِيرُ السُّكْرِ وَ (السِّكِّيرُ) بِالتَّشْدِيدِ الدَّائِمُ السُّكْرِ. وَ (التَّسَاكُرُ) أَنْ يُرِيَ مِنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ وَلَيْسَ بِهِ. وَ (السَّكَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ نَبِيذُ التَّمْرِ وَفِي التَّنْزِيلِ: {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا} [النحل: 67] وَ (سَكْرَةُ) الْمَوْتِ شِدَّتُهُ. وَ (سَكَرَ) النَّهْرَ سَدَّهُ وَبَابُهُ نَصَرَ. وَ (السِّكْرُ) بِالْكَسْرِ الْعَرِمُ وَهُوَ الْمُسَنَّاةُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا} [الحجر: 15] أَيْ حُبِسَتْ عَنِ النَّظَرِ وَحُيِّرَتْ: وَقِيلَ غُطِّيَتْ وَغُشِّيَتْ وَقَرَأَهَا الْحَسَنُ مُخَفَّفَةً وَفَسَّرَهَا سُحِرَــتْ. وَ (السُّكَّرُ) فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ وَاحِدَتُهُ سُكَّرَةٌ. 
[سكر] السَكْرانُ: خلافُ الصاحي، والجمع سَكْرى وَسَكارى . والمرأةُ سَكْرى. ولغةٌ في بني أسد سَكْرانَةٌ. وقد سكر يسكر سكرا، مثل بطر يبطر بطرا. والاسم السكر بالضم. وأَسْكَرَهُ الشرابُ. والمِسْكيرُ: الكثير السُكْرِ. والسِكِّيرُ : الدائم السُكْرِ. والتَساكُرُ: أن يُرِيَ من نفسه ذلك وليس به سُكْرٌ. والسَكَرُ بالفتح: نبيذُ التمر. وفي التنزيل:

(تَتَّخِذون منه سَكَراً) *. والسَكَّارُ: النَبَّاذُ. وسَكْرَةُ الموتِ: شِدَّته. والسَكْرُ: مصدرُ سَكَرْتُ النهرَ أَسْكُرُهُ سَكْراً، إذا سَدَدْته. والسِكْرُ بالكسر: العَرِمُ. وسَكَرَتِ الريحُ تَسْكُرُ سُكوراً. سكنتْ بعد الهبوب. وليلةٌ ساكِرَةٌ، أي ساكنةٌ. قال أوس ابن حجر: تزاد ليالى في طولِها * ولَيْسَتْ بِطَلْقٍ ولا ساكِرَهْ - وسَكَّرَهُ تَسْكيراً: خَنَقَهُ. والبعيرُ يُسَكِّرُ آخر بذراعه حتى يكاد يقتُله. والمُسَكَّرُ: المخمورُ. قال الشاعر الفرزدق: أَبا حاضِرٍ مِنْ يَزْنِ يُعْرَفْ زناؤُهُ * ومَنْ يَشْرَبِ الخُرطومَ يُصْبِحْ مُسَكَّرا - وقوله تعالى:

(سُكِّرَتْ أَبْصَارُنا) *، أي حُبِسَتْ عن النظَر وحُيِّرَتْ. وقال أبو عمرو بن العلاء: معناها غُطِّيَتْ وغُشِّيَتْ. وقرأها الحسن مخففة. وفسرها سحرت. والسكر فارسي معرب، الواحدة سكرة.
س ك ر

سكر من الشراب سكراً وسكرا بوه سكرة شديدة، وأسكره الشراب، وتساكر. أنشد سيبويه:

أسكران كان ابن المراغة إذا هجا ... تميماً بجوف الشأم أم متساكر

ورجل سكران وسكر وسكير، وقوم سكرى وسكارى وامرأة سكرى، وشرب السكر وهو النبيذ. وقيل: شراب يتخذ من التمر والكسب والآس وهو أمر شراب في الدنيا. وفلان يشرب السكر والسكركة وهي نبيذ الحبش. وبثقوا الماء وسكروه: فجروه وسدوه، والبثق والسكر: ما يبثق ويسكر.

ومن المجاز: غشيته سكرة الموت. وران به سكر النعاس. قال الطرماح:

وركب قد بعثت إلى رذايا ... طلائح مثل أخلاق الجفون

مخافة أن يرين النوم فيهم ... بسكر سناته كل الريون

وقال عمر بن أبي ربيعة:

بينما أنظرها في مجلس ... إذ رماني الليل منه بسكر

لم يرعني بعد أخذي هجمة ... غير ريح المسك منها والقطر منه من الليل. وسكر عليّ فلان، وله عليّ سكر: غضب شديد. قال:

فجاءونا لهم سكر علينا ... فأجلى اليوم والسكران صاحي

وسكر الحر: فتر، وكذلك الطعام والماء الحارّ إذا سكنت فورته. تقول: اصبر حتى يسكر. قال:

جاء الشتاء واجتال القبر ... وساتخفت الأفعى وكانت تظهر

وجعلت عين الحرور تسكر

وسكرت الريح وسكرت: سكنت، وريح ساكرة، وليلة ساكرة: ساكنة الريح. وماء ساكر: دائم لا يجري. قال:

أأن غرّدت يوماً بواد حمامة ... بكيت ولم يعذرك بالجهل عاذر

تغنى الضحى والعصر في مرجحنة ... نياف الأعالي تحتها الماء ساكر

وسكرت أبصارهم وسكرت: حبست من النظر
س ك ر : سَكَرْتُ النَّهْرَ سَكْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ سَدَدْتُهُ وَالسِّكْرُ بِالْكَسْرِ مَا يُسَدُّ بِهِ وَالسُّكَّرُ مَعْرُوفٌ قَالَ بَعْضُهُمْ وَأَوَّلُ مَا عُمِلَ بِطَبَرْزَذَ وَلِهَذَا يُقَالُ سُكَّرٌ طَبَرْزَذِيٌّ وَالسُّكَّرُ أَيْضًا نَوْعٌ مِنْ الرُّطَبِ شَدِيدُ الْحَلَاوَةِ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ فِي كِتَابِ النَّخْلَةِ نَخْلُ السُّكَّرِ الْوَاحِدَةُ سُكَّرَةٌ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ فِي بَابِ الْعَيْنِ الْعَمْرُ نَخْلُ السُّكَّرِ وَهُوَ مَعْرُوفٌ عِنْدَ أَهْلِ الْبَحْرَيْنِ.

وَالسَّكَرُ بِفَتْحَتَيْنِ يُقَالُ هُوَ عَصِيرُ الرُّطَبِ إذَا اشْتَدَّ وَسَكِرَ سَكَرًا مِنْ بَابِ تَعِبَ وَكَسْرُ السِّينِ فِي الْمَصْدَرِ لُغَةٌ فَيَبْقَى مِثْلُ: عِنَبٍ فَهُوَ سَكْرَانُ وَكَذَلِكَ فِي أَمْثَالِهَا وَامْرَأَةٌ سَكْرَى وَالْجَمْعُ سُكَارَى بِضَمِّ
السِّينِ وَفَتْحُهَا لُغَةٌ.
وَفِي لُغَةِ بَنِي أَسَدٍ يُقَالُ فِي الْمَرْأَةِ سَكْرَانَةٌ وَالسُّكْرُ اسْمٌ مِنْهُ وَأَسْكَرَهُ الشَّرَابُ أَزَالَ عَقْلَهُ وَيُرْوَى «مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ» وَنُقِلَ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّهُ أَعَادَ الضَّمِيرِ عَلَى كَثِيرُهُ فَيَبْقَى الْمَعْنَى عَلَى قَوْلِهِ فَقَلِيلُ الْكَثِيرِ حَرَامٌ حَتَّى لَوْ شَرِبَ قَدَحَيْنِ مِنْ النَّبِيذِ مَثَلًا وَلَمْ يَسْكَرْ بِهِمَا وَكَانَ يَسْكَرُ بِالثَّالِثِ فَالثَّالِثُ كَثِيرٌ فَقَلِيلُ الثَّالِثِ وَهُوَ الْكَثِيرُ حَرَامٌ دُونَ الْأَوَّلَيْنِ وَهَذَا كَلَامٌ مُنْحَرِفٌ عَنْ اللِّسَانِ الْعَرَبِيِّ لِأَنَّهُ إخْبَارٌ عَنْ الصِّلَةِ دُونَ الْمَوْصُولِ وَهُوَ مَمْنُوعٌ بِاتِّفَاقِ النُّحَاةِ وَقَدْ اتَّفَقُوا عَلَى إعَادَةِ الضَّمِيرِ مِنْ الْجُمْلَةِ عَلَى الْمُبْتَدَإِ لِيُرْبَطَ بِهِ الْخَبَرُ فَيَصِيرُ الْمَعْنَى الَّذِي يُسْكِرُ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُ ذَلِكَ الَّذِي يُسْكِرُ كَثِيرُهُ حَرَامٌ وَقَدْ صَرَّحَ بِهِ فِي الْحَدِيث فَقَالَ «كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ» «وَمَا أَسْكَرَ الْفَرَقُ مِنْهُ فَمِلْءُ الْكَفِّ مِنْهُ حَرَامٌ» وَلِأَنَّ الْفَاءَ جَوَابٌ لِمَا فِي الْمُبْتَدَإِ مِنْ مَعْنَى الشَّرْطِ وَالتَّقْدِيرُ مَهْمَا يَكُنْ مِنْ شَيْءٍ يُسْكِرُ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُ ذَلِكَ الشَّيْءِ حَرَامٌ وَنَظِيرُهُ الَّذِي يَقُومُ غُلَامُهُ فَلَهُ دِرْهَمٌ وَالْمَعْنَى فَلِذَلِكَ الَّذِي يَقُومُ غُلَامُهُ وَلَوْ أُعِيدَ الضَّمِيرُ عَلَى الْغُلَامِ بَقِيَ التَّقْدِيرُ الَّذِي يَقُومُ غُلَامُهُ فَلِلْغُلَامِ دِرْهَمٌ فَيَكُونُ إخْبَارًا عَنْ الصِّلَةِ دُونَ الْمَوْصُولِ فَيَبْقَى الْمُبْتَدَأُ بِلَا رَابِطٍ فَتَأَمَّلْهُ وَفِيهِ فَسَادٌ مِنْ جِهَةِ الْمَعْنَى أَيْضًا لِأَنَّهُ إذَا أُرِيدَ فَقَلِيلُ الْكَثِيرِ حَرَامٌ يَبْقَى مَفْهُومُهُ فَقَلِيلُ الْقَلِيلِ غَيْرُ حَرَامٍ فَيُؤَدِّي إلَى إبَاحَةِ مَا لَا يُسْكِرُ مِنْ الْخَمْرِ وَهُوَ مُخَالِفٌ لِلْإِجْمَاعِ. 
سكر: سكر: شرب الخمر. ففي ألف ليلة (يرسل 9: 238): فأكلوا وسكروا = (ص239) أكل وشرب مداماً.
سكر: رشف، مص، مصمص (هلو).
سكر (بالتشديد): سدَّ (لين تاج العروس برجون، بوشر، شمبرت ص192، محيط المحيط، ألف ليلة يرسل 4: 331) وقد صفحت الكلمة في معجم الكالا فصارت سَرَّك (انظر الكلمة) وانظر المصدر تسكير.
سَكّر الشيء: صار كالسكّر (محيط المحيط) - سكَّر: تبلور السكّر (بوشر).
أسكر. أسكر الباب: سكَرّها وسدّها (باين سميث 1502).
تسُكّر: سَدّ (بوشر).
تسكَّر: سُدَّ (بوشر) ففي حكاية باسم الحداد (ص58): فقال له الرشيد كنت رُحُتَ إلى حمام الخليفة فقال أول ما تسكَّر هي قال له كنت سُرت إلى حمام الست زبيدة قال والآخرة أيضاً سُكرّت.
سُكْر: دهش الصوفية (المقري 1: 569، 580، 582).
سُكْر: قوة مسكرة. ففي المستعيني: داذي: يُدَقُّ ويُلْقَى في نبيذ التمر ببغداد فيقوى سُكْره ويطيب رائحته (وضبط الكلمات في مخطوطة ن).
سَكْرَة: إغماء، فقدان الحس (ألف ليلة 1: 803) سَكْرَة: جرعة خمر. ففي ألف ليلة (يرسل 9: 238): فقالت لهم اقصدوا جبري في لقمة وسكرة فأدخلتهم فأكلوا وسكروا. وفيها أيضاً عليك أن تقرأ سَكْرَة طبقاً للمخطوطة (انظر ص35).
وفي لطائف الثعالبي (ص36): وسكْرةٍ من نبيذ دِبْسٍ والناشر الذي لا يعرف هذا المعنى لكلمة سكرة قد أبدلها بكلمة زُكْرة التي وجدها في نسخة أخرى من هذه القصيدة. (كول ص89) وهي تدل أيضاً على معنى جيد، غير إنه ليس من الضروري الابتعاد عن مخطوطة اللطائف. وأخيراً فمن الممكن أن تنطقها سُكْرة، وهي إذا بمعنى زُكرة. (انظر المادة التالية).
سُكْرَة = زُكْرَة: زقّ (باين سميث 1147) وانظر المادة السابقة.
سُكْرِيّ: سكران، ثمل (بوشر).
خام سكري: النوع الرقيق من القماش القطني الذي يصنع في مدينة كليكوت في مالطة (اسبينا مجلة الشرق والجزائر 13: 152) وفيها: سُكْري.
سكران: من أصابه الدهش الصوفي (المقري 1: 580).
خَمِيس السُكارَى: خميس المرفع، وهو الخميس الذي يسبق الأحد الواقع قبل أربعاء الرماد أي الخميس قبل الصوم الكبير. (بوشر).
سِكْران وجمعها سَكارِين: تصحيف سَكْران (ألكالا).
سَكَران: سُكْر صوفي، دهش صوفي (المقري 1: 582).
سَكِير: سكران، ثمل (المعجم اللاتيني - العربي سُكَّر. سكر العُشَر (انظر فريتاج في مادة غشَر): اسمه العلمي: calotropis gigantea وهو صمغ قليل الحلاوة يؤخذ من شجرة العُشَر (ابن البيطار 2: 36، 524، الجريدة الآسيوية 1853، 1: 164) وقد وصفه بلون (ص334).
سكر مُمَسَّك: ماء حلى بالسكر ووضع فيه مسك (ألف ليلة 1: 84). سَكاكر: جمع سكّر: حلويات (بوشر).
سُكَّرة: مغلاق من خشب (همبرت ص193، محيط المحيط).
سُكَّري. كمثري سكري: كمثرى حلو كأنه حلى بالسكر (ابن العوام 1: 441 وموز سكرى كذلك (ألادريسى ج1، فصل7).
سُكَّريَّة: مصنع السكر، معمل السكر (بوشر).
سُكَّرَيَّة: وعاء السكر (بوشر).
سَكَّار: سِكِيّر (ألكالا، هلو).
سَكَّار: عامل يشتغل في السدود (معجم الماوردي).
سككري: قفّال، حداد يصنع الأقفال (همبرت ص85).
سَكاكِريّ: عطار، عقاقيري، يقّال (هلو، مجلة الشرق والجزائر 2: 265، دوماس عادات ص259).
سيكران: نبات اسمه العلمي: Hyosciamus albus L وهو بنج تفعل أوراقه فعل الأفيون. (براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 347، غراس ص332، دوماس عادات ص383، ابن البيطار 1: 175، 2: 74).
سيكران الحوت: نبات اسمه العلمي: Verbascum ( ابن البيطار 2: 74) وفي 1: 118) منه، زهر سيكران الحوت. وفي (1: 184): وعامتنا بالأندلس تسمّيه بالبرباشكة (بالبرباشكوه في مخطوطة ب) باللطينية وهو عندهم سيكران الحوت أيضاً (2: 460، 527).
سَيْكَران الدَّور (هذا الضبط في مخطوطتنا): اسم تطلقه العامة على البنج أو Hyociamus albus L ( معجم المنصوري مادة بنج). تَسْكِير. التسكير والحبس المديد في الدير: النذر بعدم الخروج من الدير (بوشر).
مُسْكِر: تقابل العبرية شكر: سَكَر. كل شراب يسكر (جسنيوس 1410، السعدية النشيد 69 البيت 13، أبو الوليد ص432 رقم8) مسكرة: في طرابلس الشام: مسطار، سلاف، عصير العنب (باين سميث 1635) مسكرة، في اليمن: مرض الحبوب، وربما كان داء القمح وهو يشبه الصدأ، شَقِران (نيبور رحلة ص34 وفيه مُسْكُرَه. مُسَكَّرات: حلويات (ألف ليلة يرسل 1: 149) مَسْكُور وجمعها مسكورية: من يقوم بالتأمين على البضائع (بوشر) وهو يذكر سكورتا أي تأمين، وهي الكلمة الإيطالية sicurta. وكلمة مسكور من نفس هذا الأصل.
(س ك ر)

السكر: نقيض الصحو.

وَمِنْه: سكر الشَّبَاب، وسكر المَال، وسكر السُّلْطَان.

وسكر سكرا، وسكراً، وسكراً، وسكراً وسكراناً.

فَهُوَ سكر، عَن سِيبَوَيْهٍ، وسكران.

وَالْأُنْثَى: سكرة، وسكرى، وسكرانة، الْأَخِيرَة عَن أبي عَليّ فِي التَّذْكِرَة، قَالَ: وَمن قَالَ هَذَا وَجب عَلَيْهِ أَن يصرف " سَكرَان " فِي النكرَة.

وَالْجمع: سكارى، وسكارى، وسكرى، وَقَوله تَعَالَى: (لَا تقربُوا الصَّلَاة وَأَنْتُم سكارى) قَالَ ثَعْلَب: إِنَّمَا قيل هَذَا قبل أَن ينزل تَحْرِيم الْخمر، وَقَالَ غَيره: إِنَّمَا عَنى هُنَا سكر النّوم، يَقُول: لَا تقربُوا الصَّلَاة وَأَنْتُم روبى.

وَرجل سكير، ومسكير، وسكر، وسكور: كثير السكر، الْأَخِيرَة عَن ابْن الْأَعرَابِي، وانشد لعَمْرو بن قميئة:

يَا رب من أسفاه أحلامه ... أَن قيل يَوْمًا إِن عمرا سكور

وَجمع السكر: سكارى، كجمع سَكرَان لاعتقاب " فعل " و" فعلان " كثيرا على الْكَلِمَة الْوَاحِدَة.

وَقد اسكره الشَّرَاب. وتساكر الرجل: أظهر السكر وَاسْتَعْملهُ، قَالَ الفرزدق:

أسَكرَان كَانَ ابْن المراغة إِذْ هجا ... تميما بجوف الشَّام أم متساكرا

تَقْدِيره: أكَانَ سَكرَان ابْن المراغة؟؟.

فَحذف الْفِعْل الرافع، وَفَسرهُ بِالثَّانِي، فَقَالَ: كَانَ ابْن المراغة، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: فَهَذَا إنشاد بَعضهم، واكثرهم ينصب السَّكْرَان وَيرْفَع الآخر، على قطع وَابْتِدَاء، يُرِيد أَن بعض الْعَرَب يَجْعَل اسْم كَانَ: " سَكرَان " و" متساكر " وخبرها: ابْن المراغة وَقَوله: وَأَكْثَرهم ينصب السَّكْرَان وَيرْفَع الآخر على قطع وَابْتِدَاء، يُرِيد: أَن " سَكرَان " خبر كَانَ مضمرة، تفسرها هَذِه المظهرة، كَأَنَّهُ قَالَ: أكَانَ سَكرَان ابْن المراغة كَانَ سَكرَان، وَيرْفَع " متساكر " على أَنه خبر ابْتِدَاء مُضْمر كَأَنَّهُ قَالَ: أم هُوَ متساكر؟؟ وَقَوْلهمْ: ذهب بَين الصحوة والسكرة: إِنَّمَا هُوَ بَين أَن يعقل وَلَا يعقل.

وَالسكر: الْخمر نَفسهَا.

وَالسكر: شراب يتَّخذ من التَّمْر والكشوث والآس، وَهُوَ محرم كتحريم الْخمر.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: السكر: يتَّخذ من التَّمْر والكشوث، يطرحان سافاً سافاً، وَيصب عَلَيْهِ المَاء، قَالَ: وَزعم زاعم أمه رُبمَا خلط بِهِ الآس فزاده شدَّة.

وَقَالَ الْمُفَسِّرُونَ فِي السكر، الَّذِي فِي التَّنْزِيل: إِنَّه الْخلّ، وَهَذَا شَيْء لَا يعرفهُ أهل اللُّغَة.

وسكرة الْمَوْت: غَشيته، وَكَذَلِكَ: سكرة الْهم وَالنَّوْم وَنَحْوهمَا، وَقَوله:

فجاءونا بهم سكر علينا ... فَأجلى الْيَوْم والسكران صاحي

أَرَادَ: " سكر " فأتبع الضمُّ الضمَّ ليسلم الْجُزْء من العصب.

وَرِوَايَة يَعْقُوب: " سكر " وَقَالَ اللحياني: وَمن قَالَ " سكر علينا " فَمَعْنَاه: غيظ وَغَضب.

وسكر بَصَره: غشي عَلَيْهِ وَفِي التَّنْزِيل: (لقالوا إِنَّمَا سكرت ابصارنا) والتسكير للْحَاجة: اخْتِلَاط الرَّأْي فِيهَا قبل أَن يعزم عَلَيْهَا، فَإِذا عزم عَلَيْهَا ذهب اسْم التسكير.

وَقد سكر.

وسكر النَّهر يسكره سكرا: سد فَاه. وكل شقّ سد: فقد سكر.

وَالسكر: مَا سد بِهِ.

وَالسكر: العرم.

وَالسكر، أَيْضا: المسناة.

والجميع: سكور.

وسكرت الرّيح تسكر سكورا، وسكرانا: سكنت بعد الهبوب.

وَلَيْلَة ساكرة: سَاكِنة، قَالَ أَوْس بن حجر:

تزاد ليَالِي فِي طولهَا ... فَلَيْسَتْ بطلق وَلَا ساكره

وسكر الْبَحْر: ركد. انشد ابْن الْأَعرَابِي فِي صفة بَحر:

يقيء زعب لحر حِين يسكر

كَذَا انشده: " يسكر " على صِيغَة فعل الْمَفْعُول، وَفَسرهُ بيركد، على صِيغَة فعل الْفَاعِل.

وَالسكر من الْحَلْوَى: فَارسي مُعرب. قَالَ:

يكون بعد الحسو والتمزر ... فِي فَمه مثل عصير السكر

إِنَّمَا أَرَادَ: مثل السكر فِي الْحَلَاوَة.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: وَالسكر: عِنَب يُصِيبهُ المرق فينتثر فَلَا يبْقى فِي العنقود إِلَّا أَقَله، وعناقيده أوساط وَهُوَ أَبيض رطب صَادِق الْحَلَاوَة عذبٌ، من طرائف الْعِنَب ويزبب أَيْضا.

وَالسكر: بقلة من الْأَحْرَار، عَن أبي حنيفَة. قَالَ وَلم يبلغنِي لَهَا حلية.

والسكرة: المريراء الَّتِي تكون فِي الْحِنْطَة.

والسكران: مَوضِع، قَالَ كثير يصف سحابا: وعرس بالسكران يَوْمَيْنِ وارتكي ... يجر كَمَا جر المكيث الْمُسَافِر

والسيكران: نبت، قَالَ:

وشفشف حر الشَّمْس كل بَقِيَّة ... من النبت إِلَّا سيكراناً وحلبا

قَالَ أَبُو حنيفَة: السيكران مِمَّا تدوم خضرته القيظ كُله، قَالَ: وَسَأَلت شَيخا من أَعْرَاب الشَّام عَن السيكران، فَقَالَ: السخر، وَنحن ناكله رطبا، أَي أكل، قَالَ: وَله حب أَخْضَر كحب الرازيانج.
سكر
سكَرَ يسكُر، سُكورًا وسَكَرانًا، فهو ساكر
• سكَر البصرُ: سكن وفتر " {لَقَالُوا إِنَّمَا سَكَرَتْ أَبْصَارُنَا} [ق] ". 

سكِرَ/ سكِرَ من يَسكَر، سَكْرًا وسُكْرًا، فهو سَكْرانُ/ سَكْرانٌ وسَكِر، والمفعول مَسكور منه
• سكِر بصرُه: سُدّ وغُطّي " {لَقَالُوا إِنَّمَا سَكِرَتْ أَبْصَارُنَا} [ق] ".
• سكِر الشَّخصُ من الشَّراب: غاب عقلُه وإدراكُه، نقيض صحا "شرب الخمرَ حتى سِكر". 

أسكرَ يُسكِر، إسكارًا، فهو مُسْكِر، والمفعول مُسْكَر
• أسكَره الخمرُ: جعَله يسكَر، أذهب عنه وعيَه ° أسكرته الفرحةُ: جعلته كالفاقِد وعيَه- أسكره النَّصرُ: أثار نشوتَه وحماسَه.
• أسكره زميلُه: أعطاه ما يُسْكِره، سقاه خمرًا حتى سَكِر "أسكره أصحابَه ليضحكوا عليه- إدمان المسْكرات: مداومة
 شُرب الكحول". 

تساكرَ يتساكر، تساكُرًا، فهو مُتساكِر
• تساكر الشَّخصُ: أظهر السُّكْرَ وليس بسكران "تساكر مع أصدقائه في معرض الدُّعابَة". 

سكَّرَ يُسكِّر، تسكيرًا، فهو مُسَكِّر، والمفعول مُسَكَّر
• سكَّر فلانًا: بالغ في إسكارِه، جعله يَسْكَر.
• سكَّر الشَّيءَ: أغلقه "سكَّر الحنفيّةَ/ البابَ".
• سكَّر الماءَ ونحوَه: حلاّه بالسُّكّر "سكّر قهوتَه".
• سكَّر بصرَه: حيَّره، حبسه عن النظر " {لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا} ". 

سَكارِين [مفرد]: (كم) سَكَرين، سُكّرِين؛ من نواتج قطران الفحم، بيضاء اللّون، بلّوريّة، تزيد حلاوته حوالي 400 مرّة على حلاوة السكر المعروف؛ لذا يستعمل لتحلية الطعام للممنوعين من تناول السكر وهم مرضى البول السكّريّ. 

سَكْر [مفرد]: مصدر سكِرَ/ سكِرَ من. 

سَكَر [مفرد]:
1 - كلّ ما يُسْكِر من خَمْرٍ وشراب.
2 - نقيع التّمر الذي لم تمسّه النار، ما لا يُسكر من الأنبذة " {وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا} ". 

سَكِر [مفرد]: مؤ سَكِرَة وسَكْرَى: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من سكِرَ/ سكِرَ من. 

سُكْر [مفرد]:
1 - مصدر سكِرَ/ سكِرَ من.
2 - غيبوبة العقل واختلاطه من الشّراب المسكر "أغرق همّه في السُّكْر- {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سُكْرِهِمْ يَعْمَهُونَ} [ق] ".
3 - ما يعتري الإنسانَ من نشوة "سُكْر الظفر/ العِشْق". 

سَكْرانُ/ سَكْرانٌ [مفرد]: ج سَكارَى/ سكرانون وسُكارَى/ سكرانون وسَكْرَى/ سكرانون، مؤ سَكْرَى/ سَكْرانة، ج مؤ سَكارَى/ سكرانات وسُكارَى/ سكرانات:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من سكِرَ/ سكِرَ من: مخمور، غائب العقل ذاهب الوعي من شرب الخمر.
2 - ثمل نشوان، مأخوذ بهوًى عاطفيّ أو شعور انفعاليّ "سكران من الفرح/ الكبرياء". 

سَكَران1 [مفرد]: مصدر سكَرَ. 
2557 - 
سَكَران2 [جمع]: (نت) جنس نبات مُعَمَّر من الفصيلة الباذنجانيّة، ينبت في الصحاري المصريّة والهند وله أغصان كثيرة تخرج من أصل واحد، أوراقه عصيريّة، وأزهاره بنفسجيّة، يستعمل في الطبّ. 

سَكْرَة [مفرد]: ج سَكَرات وسَكْرات:
1 - اسم مرَّة من سكِرَ/ سكِرَ من: جهل، غفلة، ضلال "غشيته سكرةُ الموت- {إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} " ° ذهَب بين الصَّحوة والسَّكْرة: بين أن يعقل ولا يعقل.
2 - غمرة وشدّة " {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ} ". 

سَكرين [مفرد]: (كم) سكارين، سُكَّرِين؛ من نواتج قطران الفحم، بيضاء اللّون، بلّوريّة، تزيد حلاوته حوالي 400 مرّة على حلاوة السكر المعروف؛ لذا يستعمل لتحلية الطعام للممنوعين من تناول السكر وهم مرضى البول السكّريّ. 

سُكَّر [مفرد]:
1 - مادّة حلوة تُستخرج غالبًا من عصير القصب أو البنجر، وتستعمل لتحلية بعض أنواع الطعام والشراب "احتكار السُّكّر- سُكّر خام/ النبات- معمل تكرير السكر" ° سكَّر الدَّم: سكّر على شكل جلوكوز في الدم- سكَّر نبات: حلوى شفّافة تصنع بغلي السكر مع إضافة خلاصة الشعير.
2 - (طب) مرض يظهر فيه السُّكّر في الدم أو البول نتيجة اضطراب وظائفي وأسبابه متعدِّدة أهمها نقص هرمون الأنسولين ويعرف أيضًا بالسّكّريّ.
• سُكَّر الشَّعير: (كم) نوع من السُّكّر يمكن الحصول عليه من النّشا، وهو أقل حلاوة من سكَّر القصب.
• سُكَّر العنب: (كم) سكر بلوريّ عديم اللّون حلو المذاق يذوب في الماء، ويوجد في العنب والفواكه وعسل النحل.
• سُكَّر الفاكهة: (كم) سكر بلوريّ أبيض حلو الطّعم، يوجد في الفاكهة الناضجة ورحيق الأزهار وعسل النحل.
• قصب السُّكَّر: (نت) جنس نبات مُعَمَّر من فصيلة النجيليّات، مهده البلاد الآسيويّة الحارّة، أزهاره صغيرة الحجم، سُوقه منتصبة مصقولة يُستخرج منها السُّكَّر، وتُعطى أوراقه علفًا للماشية.
 • سكَّر الرَّصاص: (كم) خلاَّت الرصاص، مادة بيضاء بالغة السُّمِّيَّة، متبلورة، ذات طعم حلو، تستخدم كمادة مثبِّتة في صبغ المنسوجات. 

سُكَّروز [مفرد]: (انظر: س ك ك ر و ز - سُكَّروز). 

سُكَّرِين [مفرد]: سكارين، سَكَرين؛ أحد نواتج قطران الفحم أبيض اللّون بلوريّ تزيد حلاوته حوالي 400 مرّة على حلاوة السكر المعروف؛ لذا يستعمل لتحلية الطعام للممنوعين من تناول السكر وهم مرضى البول السكّريّ. 

سُكَّرِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى سُكَّر: "محلول سُكَّريّ".
• البوْل السُّكَّريّ/ الدَّاء السُّكَّريّ: (طب) مرض يظهر فيه سكَّر العنب في البول وأهمّ أسبابه نقص هرمون الأنسولين الذي ينظِّم احتراق السُّكَّر في خلايا الجسم، يسبِّب إفرازًا مفرطا للبول، واستمراريَّة الإحساس بالعطش. 

سُكَّرِيَّة [مفرد]: وعاء يوضع فيه السُّكّر "وضع السُّكَّريّة بجوار الفنجان". 

سِكِّير [مفرد]: صيغة مبالغة من سكِرَ/ سكِرَ من: مدمن، غائب الوعي لا يكاد يفيق، منغمس في شراب الكحول والخمر. 

سُكور [مفرد]: مصدر سكَرَ. 

مُسْكِرات [جمع]: مف مُسكِر
• المُسْكِرات: الخمور، المشروبات الرُّوحيّة. 

سكر

1 سَكِرَ, aor. ـَ inf. n. سَكَرٌ (S, Mgh, Msb, K) and سُكْرٌ, (A, Mgh, K,) or this is a simple subst., (S, Msb,) and سُكُرٌ and سَكْرٌ (K) and سِكَرٌ (Msb) and سَكَرَانٌ, (K,) He was, or became, intoxicated, inebriated, or drunken; (MA, KL, &c.;) contr. of صَحَا. (S, A, K.) [See also سُكْرٌ, below.] b2: [Hence,] سَكِرَ عَلَىَّفُلَانٌ, (A,) inf. n. سَكَرٌ, (K,) (tropical:) Such a one was, or became, violently angry with me: (A:) or angry; or enraged. (K.) and لَهُ عَلَىَّ سَكَرٌ (tropical:) He has violent anger against me. (A.) b3: And سَكِرَتْ أَبْصَارُنَا; and سَكِرَت أَبْصَارُ القَوْمِ; and سَكِرَتْ عَيْنُهُ: see 2. b4: Also سَكِرَ, aor. ـَ (TK,) inf. n. سَكَرٌ, (IAar, K,) It (a wateringtrough, or tank, TK) was, or became, full. (IAar, K, TK.) b5: And سَكِرَتِ الرِّيحُ, (A, and so in my MS. copy of the K,) or سَكَرَت, (S, O, and so in the CK,) aor. ـُ (S, O,) or, as some relate a verse of Jendel Ibn-El-Muthennà Et-Tuhawee, in which it occurs, سَكَرَ, (O,) [indicating that the pret. is سَكِرَت or that the aor. is irreg.,] inf. n. سُكُورٌ (S, O, K) and سَكَرَانٌ, (K,) (tropical:) The wind became still, (S, A, O, K,) after blowing. (S.) And سَكَرَ, [or سَكِرَ,] inf. n. سُكُورٌ, (tropical:) It (water) became still, ceasing to run: so says Az: and (tropical:) it (the sea) became calm, or motionless: so says IAar. (TA.) And سَكِرَ, (A,) or سَكَرَ, aor. ـُ (TA,) (tropical:) It (food [in a cooking-pot], or hot water, A, or a hot thing, TA) ceased to boil, or estuate, (A, TA,) or to burn, or be hot: (TA:) and (assumed tropical:) it (heat) became allayed, or it subsided. (TA.) A2: سَكَرَهُ: see 4. b2: Also, (IAar, TA,) aor. ـُ (TK,) inf. n. سَكْرٌ, (K,) He filled it. (IAar, K, * TA.) b3: Also, (S, Mgh, Msb,) aor. as above, (S, Msb,) and so the inf. n.; (S, Mgh, Msb, K;) and ↓ سكّرهُ, inf. n. تَسْكِيرٌ; (MF;) He stopped it up, or dammed it; namely, a river, or rivulet. (S, Mgh, Msb, K, MF.) And hence, سَكَرَ البَابَ, and ↓ سكّرهُ, (assumed tropical:) He closed, or stopped up, the door. (TA.) b4: سُكِرَتْ أَبْصَارُنَا: see 2.2 سكّرهُ: see 4. b2: And see also 1, last two explanations. b3: سُكِرَتْ أَبْصَارُنَا, in the Kur [xv. 15], means (tropical:) Our eyes have been prevented from seeing, and dazzled: (S, K:) or have been covered over: (Aboo-' Amr Ibn-El-' Alà, S, K:) and ↓ سُكِرَتْ, without teshdeed, have been prevented from seeing: (Fr, K: *) or this latter, which is the reading of El-Hasan, means, accord. to him, have been enchanted: (S:) or both mean, have been covered and closed by enchantment, so that we imagined ourselves to behold things which we did not really see: (T, TA:) Mujáhid explains the latter reading as meaning, have been stopped up; i. e., have been covered by that which prevented their seeing, like as water is prevented from flowing by a سِكْر [or dam]: (A 'Obeyd:) and another reading is ↓ سَكِرَتْ, meaning, have become dazzled, like those of the intoxicated: (Ksh, Bd: *) AO says that أَبْصَارُ القَوْمِ ↓ سَكِرَتْ means (tropical:) The people became affected by a giddiness; and an affection like cloudiness of the eye, or weakness of the sight, came over them, so that they did not see; and Aboo-'Amr Ibn-El-'Alà says that this signification is derived from سُكْرٌ; as though their eyes were intoxicated: Zj says that عَيْنُهُ ↓ سَكِرَتْ means (assumed tropical:) his eye became dazzled, and ceased to see. (TA.) b4: سُكِّرَ لِلْحَاجَةِ, meaning (assumed tropical:) His judgment, or opinion, was confused respecting the object of want, is said of a man only before he has determined upon the thing alluded to. (TA.) b5: سكّرهُ, inf. n. تَسْكِيرٌ, also signifies He squeezed his throat, or throttled him. (S, K.) One says, البَعِيرُ يُسَكِّرُ آخَرَ بِذِرَاعِهِ حَتَّى يَكَادُ يَقْتُلُهُ [The camel throttles another with his arm so that he almost kills him]. (S.) 4 اسكرهُ It (wine, or beverage,) intoxicated, or inebriated, him; (S, A;) or deprived him of his reason; (Msb;) as also, accord. to some, ↓ سَكَرَهُ; (MF, TA;) but the former is that which commonly obtains; (TA;) [and ↓ سكّرهُ has the same signification; or its inf. n.] تَسْكِيرٌ signifies the causing, or making, to be affected with the remains of intoxication. (KL. [See the pass. part. n. of this last, below.]) The first is also said of قريض [app. a mistranscription for قريص, which may be syn. with قَارِصٌ, meaning “ sour milk,” for this has an effect like intoxication when too much of it has been drunk]; and thus applied it is tropical. (TA.) 6 تساكر He feigned intoxication, or a state of drunkenness. (S, A. *) 8 استكر الضَّرْعُ The udder became full of milk. (MA.) b2: And استكرت السَّمَآءُ The sky rained vehemently. (MA.) سَكْرٌ: see سَكْرَانُ: A2: and سِكْرٌ.

A3: Also A certain herb, or leguminous plant, (بَقْلَةٌ,) of such as are termed أَحْرَار [pl. of حُرٌّ], (Aboo-Nasr, K,) which is of the best of بُقُول: (TA as from the K: [but not in my MS. copy of the K nor in the CK:]) AHn says that no description of its general attributes or qualities had come to his knowledge. (TA.) سُكْرٌ an inf. n., (A, Mgh, K,) or a simple subst., signifying Intoxication, inebriation, or drunkenness; i. e. the state thereof; (S, Msb;) a state that intervenes as an obstruction between a man and his intellect; mostly used in relation to intoxicating drinks: but sometimes as meaning (assumed tropical:) such a state arising from anger, or from the passion of love: a poet says, سُكْرَانِ سُكْرُ هَوًى وَسُكْرُ مُدَامَةٍ

أَنَّى يُفِيقُ فَتًى بِهِ سُكْرَانِ [Two intoxications, the intoxication of love and the intoxication of wine: how shall a youth recover his senses in whom are two intoxications?]. (Er-Rághib, TA.) سِكْرٌ a subst. from السَّكْرُ (Mgh, K) as meaning “ the stopping up, or damming,” of the river, or rivulet; (K;) i. e. A dam; a thing with which a river, or rivulet, is stopped up; (S, * Msb, K, TA;) and ↓ سَكْرٌ, originally an inf. n., occurs in the same sense: (Mgh:) the pl. of the former is سُكُورٌ. (K.) سَكَرٌ Wine: (K:) so, accord. to Fr and others in the Kur [xvi. 69], تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا, meaning, ye obtain therefrom wine, and raisins and dried dates and the like; this being said before wine was prohibited: (TA:) and the [beverage called] نَبِيذ (S, A) prepared from dried dates: (S:) so in the Kur, ubi suprà: (S:) or the expressed juice of fresh ripe dates when it has become strong; (Mgh, Msb;) originally an inf. n.: (Mgh:) or an infusion of dried dates, untouched by fire: (A 'Obeyd:) a beverage, (A,) or نَبِيذ, (K,) made from dried dates and from كَشُوث [a species of cuscuta, or dodder] (A, K) and myrtle, آس, (A,) which is the most bitter beverage in the world, (A,) and forbidden like wine; (TA;) or made from dried dates and كشوث, disposed layer upon layer, upon which water is poured; and some assert that sometimes myrtle (آس) is mixed with it, and this increases its strength: (AHn:) also anything that intoxicates: (K:) and what is forbidden [that is obtained] from fruit (I'Ab, T, K) [of the palm-tree and grape vine], meaning wine, before its being forbidden; and الرِّزْقُ الحَسَنُ is what is lawful [that is obtained] from grapes and dates: (I 'Ab, T, TA:) and vinegar; (K;) accord. to some of the expositors of the Kur, ubi suprà; but this is a meaning unknown to the leading lexicologists: (B, TA:) and food: (K:) so accord. to AO alone; as in the following saying of a poet; جَعَلْتَ أَعْرَاضَ الكِرَامِ سَكَرَا [Thou hast made the reputations of the generous to be food: or] thou hast made the vituperation of the generous to be food to thee: but the leading lexicologists disallow this; and Zj says that the more probable meaning here is wine. (TA.) سَكِرٌ: see سَكْرَانُ: b2: and سِكِيرٌ.

سَكْرَةٌ A fit of intoxication: (A, Mgh:) pl. سَكَرَاتٌ. (Mgh.) You say, ذَهَبَ بَيْنَ الصَّحْوَةِ وَالسَّكْرَةِ He went away in state between that of sensibility and insensibility, or mental perception and inability thereof. (TA.) b2: and (tropical:) A fit of anger. (TA.) b3: And (tropical:) An overpowering sensation of delight, affecting youth. (TA.) b4: سَكْرَةُ المَوْتِ (tropical:) [The intoxication of death; meaning] the confusion of the intellect by reason of the severity of the agony of death: (B, TA:) the oppressive sensation attendant upon death, which deprives the sufferer of reason: (Bd in 1. 18:) the oppressive sensation, (S, A, * Mgh, K,) and disturbance of the mind, and insensibility, (K,) attendant upon death. (S, * A, Mgh, K.) And in like manner, سَكْرَةُ الهَمِ, (K,) and النَّوْمِ, (TA,) (tropical:) The oppressive sensation, &c., attendant upon anxiety, (K,) and upon sleep. (TA.) سَكَرَةٌ I. q. شَيْلَمٌ; (K;) [or resembling the شَيْلَم; (see زُؤَانٌ;) a certain plant, app. called by the former name because a decoction thereof is used as an anæsthetic; said to be] the same that is called مُرَيْرَآءُ, that is [often found] in wheat. (TA.) سَكْرَانُ (S, A, Mgh, Msb, K) and سَكْرَانٌ, (TA,) which latter is seldom used, and is of the dial. of the Benoo-Asad, as is said in the S and Msb of its fem., (TA,) and ↓ سَكْرٌ; (K; [in the TA ↓ سَكِرٌ, but this is afterwards mentioned in the K as an intensive epithet;]) fem. [of the first,] سَكْرَى; (S, Mgh, Msb, K;) and [of the second,] سَكْرَانَةٌ; (S, Msb, K;) and [of the third,] سَكْرَةٌ; (K; [in the TA سَكِرَهٌ;]) Intoxicated; inebriated; drunken: (S, Msb, K:) [see سُكْرٌ:] pl. سُكَارَى [which is said in the TA to be also pl. of سَكِرٌ] and سَكَارَى, (S, Msb, K:) of which the former is the more common, or, as some say, the latter, and the former of which is said to be the only instance of the kind, except كُسَالَى and عُجَالَى and غُيَارَى, (TA,) [to which should be added حُيَارَى, and probably some other instances,] and سَكْرَى; (S, K;) or this is a fem. sing. applied as an epithet to a pl. n.; (Fr;) and in the Kur iv. 46, ElAamash read سُكْرَى, with damm, which is very strange, since no pl. of the measure فُعْلَى is known. (TA.) Th says that the words of the Kur [iv. 46] لَا تَقْرَبُواالصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى [Engage ye not in prayer when ye are intoxicated] was said before the prohibition of wine was revealed: others say that the meaning is, when ye are intoxicated with sleep. (TA.) سُكُرْكَةٌ, written by Sh سُكْرُكَةٌ: see art. سكرك. (TA.) سَكُورٌ: see سِكِيرٌ.

سُكَّرٌ [Sugar;] a certain sweet substance, (TA,) well known: (Msb, TA:) a Pers\. word, (S,) arabicized, (S, K,) from شَكَرْ: (K:) n. un. with ة [signifying a piece of sugar]: (S, K:) it is hot and moist, accord. to the most correct opinion; but some say, cold: and the best sort of it is the transparent, called طَبَرْزَذٌ; and the old is more delicate than the new: it is injurious to the stomach, engendering yellow bile; but the juice of the لَيْمُون and نَارَنْج counteract its noxiousness: it is said to be a word recently introduced; but some say that it occurs in one trad. (TA.) b2: Also Like سُكَّر [or sugar] in sweetness: so used by Aboo-Ziyád El-Kilábee. (TA.) b3: Also A certain kind of sweet fresh ripe dates; (K;) a sort of fresh ripe dates, likened to sugar in sweetness: (Mgh:) or a kind of very sweet dates; (AHát, T, Msb;) known to the people of ElBahreyn, (T,) and in Sijilmáseh and Dar'ah, and, as some say, in El-Medeeneh, where, how-ever, they require to be dried artificially. (MF.) b4: A kind of grapes, which, being affected by what is termed مَرَق, fall off, (K,) for the most part: their bunches are of middling size; and they are white, juicy, and very sweet, (TA,) of the best kinds of grapes; (K;) and are made into raisins. (TA.) سُكَّرِىٌّ [Sugary; saccharine. b2: And] Cake containing sugar, or barley-sugar, with almonds, or pistachio-nuts. (MA.) سَكَّارٌ One who makes, or sells, the beverage called نَبِيذ; syn. نَبَّاذٌ. (S, K.) سِكِّيرٌ One who intoxicates himself much, or often; a drunkard; a tippler; (K;) as also ↓ مِسْكِيرٌ (S, K) and ↓ سَكُورٌ (IAar, K) and ↓ سَكِرٌ: (K:) or constantly intoxicated: (S:) the pl. of سَكِرٌ is سُكَارَى, which is also pl. of سَكْرَانُ. (TA.) رِيحٌ سَاكِرَةٌ (tropical:) Wind becoming still. (A.) and لَيْلَةٌ سَاكِرَةٌ (tropical:) A still night; a night in which the wind is still; (S, * A;) a night in which there is no wind. (TA.) And مَآءٌ سَاكِرٌ (tropical:) Still, not running, water. (Az, TA.) سَيْكُرَانٌ A certain plant, always green, the grain whereof is eaten: (K: [but this description seems to be an incorrect abstract of what here follows:]) Ed-Deenawaree [i. e. AHn] says, it is of the plants that continue green throughout the whole of the summer: I asked a sheykh of the Arabs of Syria, and he said, it is the سُخَر, [correctly سُخَّر,] and we eat it in its fresh state, with what an eating! and, he said, it has green grains, like the grain of the رَازِيَانَج [or fennel], except that they are round: (O:) [in the present day, it is applied to henbane, or a species thereof: accord. to Forskål, (Flora Aegypt. Arab., p. lxiii.,) hyoscyamus datora. See also شَيْكُرَانٌ.]

مُسَكَّرٌ Affected with the remains of intoxication. (S, K.) مِسْكِيرٌ: see سِكِيرٌ.

سكر: السَّكْرَانُ: خلاف الصاحي. والسُّكْرُ: نقيض الصَّحْوِ.

والسُّكْرُ ثلاثة: سُكْرُ الشَّبابِ وسُكْرُ المالِ وسُكْرُ السُّلطانِ؛ سَكِرَ

يَسْكَرُ سُكْراً وسُكُراً وسَكْراً وسَكَراً وسَكَرَاناً، فهو سَكِرٌ؛ عن

سيبويه، وسَكْرانُ، والأُنثى سَكِرَةٌ وسَكْرَى وسَكْرَانَةٌ؛ الأَخيرة

عن أَبي علي في التذكرة. قال: ومن قال هذا وجب عليه أَن يصرف سَكْرَانَ في

النكرة. الجوهري: لغةُ بني أَسد سَكْرَانَةٌ، والاسم السُّكْرُ، بالضم،

وأَسْكَرَهُ الشَّرَابُ، والجمع سُكَارَى وسَكَارَى وسَكْرَى، وقوله

تعالى: وترى الناسَ سُكَارَى وما هم بِسُكَارَى؛ وقرئ: سَكْرَى وما هم

بِسَكْرَى؛ التفسير أَنك تراهم سُكَارَى من العذاب والخوف وما هم بِسُكَارَى

من الشراب، يدل عليه قوله تعالى: ولكنَّ عذاب الله شديد، ولم يقرأْ أَحد

من القراء سَكَارَى، بفتح السين، وهي لغة ولا تجوز القراءة بها لأَن

القراءة سنَّة. قال أَبو الهيثم: النعت الذي على فَعْلاَنَ يجمع على فُعَالى

وفَعَالى مثل أَشْرَان وأُشَارى وأَشَارى، وغَيْرَانَ وقوم غُيَارَى

وغَيَارَى، وإِنما قالوا سَكْرَى وفَعْلى أَكثر ما تجيء جمعاً لفَعِيل بمعنى

مفعول مثل قتيل وقَتْلى وجريح وجَرْحَى وصريع وصَرْعَى، لأَنه شبه

بالنَّوْكَى والحَمْقَى والهَلْكَى لزوال عقل السَّكْرَانِ، وأَما النَّشْوَانُ

فلا يقال في جمعه غير النَّشَاوَى، وقال الفرّاء: لو قيل سَكْرَى على أَن

الجمع يقع عليه التأْنيث فيكون كالواحدة كان وجهاً؛ وأَنشد بعضهم:

أَضْحَتْ بنو عامرٍ غَضْبَى أُنُوفُهُمُ،

إِنِّي عَفَوْتُ، فَلا عارٌ ولا باسُ

وقوله تعالى: لا تَقْرَبُوا الصلاة وأَنتم سُكارَى؛ قال ثعلب: إِنما قيل

هذا قبل أَن ينزل تحريم الخمر، وقال غيره: إِنما عنى هنا سُكْرَ

النَّوْمِ، يقول: لا تقربوا الصلاة رَوْبَى. ورَجُلٌ سِكِّيرٌ: دائم السُّكر.

ومِسْكِيرٌ وسَكِرٌ وسَكُورٌ: كثير السُّكْرِ؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي،

وأَنشد لعمرو ابن قميئة:

يا رُبَّ مَنْ أَسْفاهُ أَحلامُه

أَن قِيلَ يوماً: إِنَّ عَمْراً سَكُورْ

وجمع السَّكِر سُكَارَى كجمع سَكرْان لاعتقاب فَعِلٍ وفَعْلان كثيراً

على الكلمة الواحدة. ورجل سِكِّيرٌ: لا يزال سكرانَ، وقد أَسكره الشراب.

وتساكَرَ الرجلُ: أَظهر السُّكْرَ واستعمله؛ قال الفرزدق:

أَسَكْرَان كانَ ابن المَرَاغَةِ إِذا هجا

تَمِيماً، بِجَوْفِ الشَّامِ،أَم مُتَساكِرُ؟

تقديره: أَكان سكران ابن المراغة فحذف الفعل الرافع وفسره بالثاني فقال:

كان ابن المراغة؛ قال سيبويه: فهذا إِنشاد بعضهم وأَكثرهم ينصب السكران

ويرفع الآخر على قطع وابتداء، يريد أَن بعض العرب يجعل اسم كان سكران

ومتساكر وخبرها ابن المراغة؛ وقوله: وأَكثرهم ينصب السكران ويرفع الآخر على

قطع وابتداء يريد أَن سكران خبر كان مضمرة تفسيرها هذه المظهرة، كأَنه

قال: أَكان سكران ابن المراغة، كان سكران ويرفع متساكر على أَنه خبر ابتداء

مضمر، كأَنه قال: أَم هو متساكر.

وقولهم: ذهب بين الصَّحْوَة والسَّكْرَةِ إِنما هو بين أَن يعقل ولا

يعقل.

والمُسَكَّرُ: المخمور؛ قال الفرزدق:

أَبا حاضِرٍ، مَنْ يَزْنِ يُعْرَفْ زِناؤُهُ،

ومَنْ يَشرَبِ الخُرْطُومَ، يُصْبِحْ مُسَكَّرا

وسَكْرَةُ الموت: شِدَّتُهُ. وقوله تعالى: وجاءت سَكْرَةُ الموت بالحق؛

سكرة الميت غَشْيَتُه التي تدل الإِنسان على أَنه ميت. وقوله بالحق أَي

بالموت الحق. قال ابن الأَعرابي: السَّكْرَةُ الغَضْبَةُ.

والسَّكْرَةُ: غلبة اللذة على الشباب.

والسَّكَرُ: الخمر نفسها. والسَّكَرُ: شراب يتخذ من التمر والكَشُوثِ

والآسِ، وهو محرّم كتحريم الخمر. وقال أَبو حنيفة: السَّكَرُ يتخذ من التمر

والكُشُوث يطرحان سافاً سافاً ويصب عليه الماء. قال: وزعم زاعم أَنه

ربما خلط به الآس فزاده شدّة. وقال المفسرون في السَّكَرِ الذي في التنزيل:

إِنه الخَلُّ وهذا شيء لا يعرفه أَهل اللغة. الفراء في قوله: تتخذون منه

سَكَراً ورزقاً حسناً، قال: هو الخمر قبل أَن يحرم والرزق الحسن الزبيب

والتمر وما أَشبهها. وقال أَبو عبيد: السَّكَرُ نقيع التمر الذي لم تمسه

النار، وكان إِبراهيم والشعبي وأَبو رزين يقولون: السَّكَرُ خَمْرٌ. وروي

عن ابن عمر أَنه قال: السَّكَرُ من التمر، وقال أَبو عبيدة وحده:

السَّكَرُ الطعام؛ يقول الشاعر:

جَعَلْتَ أَعْرَاضَ الكِرامِ سَكَرا

أَي جعلتَ ذَمَّهم طُعْماً لك. وقال الزجاج: هذا بالخمر أَشبه منه

بالطعام؛ المعنى: جعلت تتخمر بأَعراض الكرام، وهو أَبين مما يقال للذي

يَبْتَرِكُ في أَعراض الناس. وروى الأَزهري عن ابن عباس في هذه الآية قال:

السَّكَرُ ما حُرِّمَ من ثَمَرَتها، والرزق ما أُحِلَّ من ثمرتها. ابن

الأَعرابي: السَّكَرُ الغَضَبُ؛ والسَّكَرُ الامتلاء، والسَّكَرُ الخمر،

والسَّكَرُ النبيذ؛ وقال جرير:

إِذا رَوِينَ على الخِنْزِيرِ مِن سَكَرٍ

نادَيْنَ: يا أَعْظَمَ القِسِّينَ جُرْدَانَا

وفي الحديث: حرمت الخمرُ بعينها والسَّكَرُ من كل شراب؛ السَّكَر، بفتح

السين والكاف: الخمر المُعْتَصَرُ من العنب؛ قال ابن الأَثير: هكذا رواه

الأَثبات، ومنهم من يرويه بضم السين وسكون الكاف، يريد حالة السَّكْرَانِ

فيجعلون التحريم للسُّكْرِ لا لنفس المُسْكِرِ فيبيحون قليله الذي لا

يسكر، والمشهور الأَول، وقيل: السكر، بالتحريك، الطعام؛ وأَنكر أَهل اللغة

هذا والعرب لا تعرفه. وفي حديث أَبي وائل: أَن رجلاً أَصابه الصَّقَرُ

فَبُعِثَ له السَّكَرُ فقال: إِن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم.

والسَّكَّار: النَّبَّاذُ. وسَكْرَةُ الموت: غَشْيَتُه، وكذلك سَكْرَةُ

الهَمِّ والنوم ونحوهما؛ وقوله:

فجاؤونا بِهِمْ، سُكُرٌ علينا،

فَأَجْلَى اليومُ، والسَّكْرَانُ صاحي

أَراد سُكْرٌ فأَتبع الضم الضم ليسلم الجزء من العصب، ورواه يعقوب

سَكَرٌ. وقال اللحياني: ومن قال سَكَرٌ علينا فمعناه غيظ وغضب. ابن الأَعرابي:

سَكِرَ من الشراب يَسْكَرُ سُكْراً، وسَكِرَ من الغضب يَسْكَرُ سَكَراً

إِذا غضب، وأَنشد البيت. وسُكِّرَ بَصَرُه: غُشِيَ عليه. وفي التنزيل

العزيز: لقالوا إِنما سُكِّرَتْ أَبصارُنا؛ أَي حُبِسَتْ عن النظر

وحُيِّرَتْ. وقال أَبو عمرو بن العلاء: معناها غُطِّيَتْ وغُشِّيَتْ، وقرأَها

الحسن مخففة وفسرها: سُحِرَــتْ. التهذيب: قرئ سُكِرت وسُكِّرت، بالتخفيف

والتشديد، ومعناهما أُغشيت وسُدّت بالــسِّحْرِ فيتخايل بأَبصارنا غير ما نرى.

وقال مجاهد: سُكِّرَتْ أَبصارنا أَي سُدَّت؛ قال أَبو عبيد: يذهب مجاهد

إِلى أَن الأَبصار غشيها ما منعها من النظر كما يمنع السَّكْرُ الماء من

الجري، فقال أَبو عبيدة: سُكِّرَتْ أَبصار القوم إِذا دِيرَ بِهِم

وغَشِيَهُم كالسَّمادِيرِ فلم يُبْصِرُوا؛ وقال أَبو عمرو بن العلاء: سُكِّرَتْ

أَبصارُنا مأْخوذ من سُكْرِ الشراب كأَن العين لحقها ما يلحق شارب

المُسكِرِ إِذا سكِرَ؛ وقال الفراء: معناه حبست ومنعت من النظر. الزجاج: يقال

سَكَرَتْ عَيْنُه تَسْكُرُ إِذا تحيرت وسَكنت عن النظر، وسكَرَ الحَرُّ

يَسْكُرُ؛ وأَنشد:

جاء الشِّتاءُ واجْثَأَلَّ القُبَّرُ،

وجَعَلَتْ عينُ الحَرُورِ تَسْكُرُ

قال أَبو بكر: اجْثَأَلَّ معناه اجتمع وتقبَّض. والتَّسْكِيرُ للحاجة:

اختلاط الرأْي فيها قبل أَن يعزم عليها فإِذا عزم عليها ذهب اسم التكسير،

وقد سُكِرَ.

وسَكِرَ النَّهْرَ يَسْكُرُه سَكْراً: سَدَّفاه. وكُلُّ شَقٍّ سُدَّ،

فقد سُكِرَ، والسِّكْرُ ما سُدَّ بِهِ. والسَّكْرُ: سَدُّ الشق ومُنْفَجِرِ

الماء، والسِّكْرُ: اسم ذلك السِّدادِ الذي يجعل سَدّاً للشق ونحوه. وفي

الحديث أَنه قال للمستحاضة لما شكت إليه كثرة الدم: اسْكُرِيه، أَي

سُدِّيه بخرقة وشُدِّيه بعضابة، تشبيهاً بِسَكْر الماء، والسَّكْرُ المصدر.

ابن الأَعرابي: سَمَرْتُه ملأته. والسِّكْرُ، بالكسر: العَرِمُ.

والسِّكْرُ أَيضاً: المُسَنَّاةُ، والجمع سُكُورٌ. وسَكَرَتِ الريحُ تَسْكُرُ

سُكُوراً وسَكَراناً: سكنت بعد الهُبوب. وليلةٌ ساكِرَةٌ: ساكنة لا ريح فيها؛

قال أَوْسُ بن حَجَرٍ:

تُزَادْ لَياليَّ في طُولِها،

فَلَيْسَتُ بِطَلْقٍ ولا ساكِرَهْ

وفي التهذيب قال أَوس:

جَذَلْتُ على ليلة ساهِرَهْ،

فَلَيْسَتْ بِطَلْقٍ ولا ساكرهْ

أَبو زيد: الماء السَّاكِرُ السَّاكِنُ الذي لا يجري؛ وقد سَكَر

سُكُوراً. وسُكِرَ البَحْرُ: رَكَدَ؛ أَنشد ابن الأَعرابي في صفة بحر:

يَقِيءُ زَعْبَ الحَرِّ حِينَ يُسْكَرُ

كذا أَنشده يسكر على صيغة فعل المفعول، وفسره بيركد على صيغة فعل

الفاعل.والسُّكَّرُ من الحَلْوَاءِ: فارسي معرَّب؛ قال:

يكونُ بَعْدَ الحَسْوِ والتَّمَزُّرِ

في فَمِهِ، مِثْلَ عصير السُّكَّرِ

والسُّكَّرَةُ: الواحدة من السُّكَّرِ. وقول أَبي زياد الكلابي في صفة

العُشَرِ: وهو مُرُّ لا يأْكله شيء ومَغافِيرهِ سُكَّرٌ؛ إِنما أَراد مثل

السُّكَّرِ في الحلاوةِ. وقال أَبو حنيفة: والسُّكَّرُ عِنَبٌ يصيبه

المَرَقُ فينتثر فلا يبقى في العُنْقُودِ إِلاَّ أَقله، وعناقِيدُه أَوْساطٌ،

هو أَبيض رَطْبٌ صادق الحلاوة عَذْبٌ من طرائف العنب، ويُزَبَّبُ

أَيضاً. والسَّكْرُ: بَقْلَةٌ من الأَحرار؛ عن أَبي حنيفة. قال: ولم

يَبْلُغْنِي لها حِلْيَةٌ.

والسَّكَرَةُ: المُرَيْرَاءُ التي تكون في الحنطة.

والسَّكْرَانُ: موضع؛ قال كُثيِّر يصف سحاباً:

وعَرَّسَ بالسَّكْرَانِ يَوْمَيْنِ، وارْتَكَى

يجرُّ كما جَرَّ المَكِيثَ المُسافِرُ

والسَّيْكَرَانُ: نَبْتٌ؛ قال:

وشَفْشَفَ حَرُّ الشَّمْسِ كُلَّ بَقِيَّةٍ

من النَّبْتِ، إِلاَّ سَيْكَراناً وحُلَّبَا

قال أَبو حنيفة: السَّيْكَرانُ مما تدوم خُضْرَتُه القَيْظَ كُلَّهُ

قال: وسأَلت شيخاً من الأَعراب عن السَّيْكَرانِ فقال: هو السُّخَّرُ ونحن

نأْكله رَطْباً أَيَّ أَكْلٍ، قال: وله حَبٌّ أَخْضَرُ كحب الرازيانج.

ويقال للشيء الحارّ إِذا خَبَا حَرُّه وسَكَنَ فَوْرُه: قد سَكَرَ يَسْكُرُ.

وسَكَّرَهُ تَسْكِيراً: خَنَقَه؛ والبعيرُ يُسَكِّرُ آخر بذراعه حتى

يكاد يقتله. التهذيب: روي عن أَبي موسى الأَشعري أَنه قال: السُّكُرْكَةُ

خمر الحبشة؛ قال أَبو عبيد: وهي من الذرة؛ قال الأَزهري: وليست بعربية،

وقيده شمر بخطه: السُّكْرُكَةُ، الجزم على الكاف والراء مضمومة. وفي الحديث:

أَنه سئل عن الغُبَيْراء فقال: لا خير فيها، ونهى عنها؛ قال مالك:

فسأَلت زيد بن أَسلم: ما الغبيراء؟ فقال: هي السكركة، بضم السين والكاف وسكون

الراء، نوع من الخمور تتخذ من الذرة، وهي لفظة حبشية قد عرّبت، وقيل:

السُّقُرْقَع. وفي الحديث: لا آكل في سُكُرُّجَة؛ هي، بضم السين والكاف

والراء والتشديد، إِناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الأُدْمِ، وهي فارسية،

وأَكثر ما يوضع فيها الكوامخ ونحوها.

سكر
: (سَكِرَ، كفَرِحَ، سُكْراً) ، بالضمّ، (وسُكُراً) ، بِضَمَّتَيْنِ، (وسَكْراً) ، بِالْفَتْح، (وسَكَراً) ، محَرَّكَةً، وَهُوَ الْمَنْصُوص عَلَيْهِ فِي الأُمّهات، (وسَكَراناً) ، بالتَّحْرِيك أَيضاً: (نَقِيضُ صَحَا) ، ومله فِي الصّحاحِ والأَساسِ والمِصباح.
وَالَّذِي فِي الْمُفْردَات للراغب، وَتَبعهُ المُصَنِّف فِي البَصَائِرِ: أَن السُّكْرَ: حالَةٌ تَعْتَرِضُ بَين الْمرءِ وعَقْلِه، وأَكثَرُ مَا يُسْتَعْمَلُ ذالك فِي الشّراب المُسْكِرِ، وَقد يكونُ من غَضَب وعِشْقٍ، ولذالك قَالَ الشّاعر:
سُكْرانِ سُكْرُ هُوًى وسُكْرُ مُدَامَةٍ
أَنَّى يُفِيقُ فَتًى بِهِ سُكْرَانِ
(فهُوَ سَكِرٌ) ، ككَتِفٍ، (وسَكْرانُ) بِفَتْح فسُكُون، وَهُوَ الأَكثر.
(وَهِي سَكِرَةٌ) ، كفَرِحَة، (وسَكْرَى) ، بالأَلف المَقحصُورَة، كصَرْعَى وجَرْحَى.
قَالَ ابنُ جِنِّي، فِي المُحْتَسِب: وذالك لأَنَّ السُّكْرَ عِلَّةٌ لَحِقَتْ عُقُولَهُم، كَمَا أَنّ الصَّرَعَ والجُرْحَ عِلَّة لَحقَتْ أَجسامَهم، وفَعْلَى فِي التَّكْسِيرِ مِمَّا يَخْتَصُّ بِهِ المُبْتَلَوْنَ.
(وسَكْرَانَةٌ) ، وهاذِه عَن أَبي عليّ الهَجَرِيّ فِي التَّذْكِرَة، قَالَ: وَمن قَالَ هاذا وَجَبَ عَلَيْهِ أَن يَصْرِفَ سَكْرَان فِي النَّكِرَة، وعَزَاهَا الجَوْهَرِيّ والفَيُّومِيّ لبَنِي أَسَدَ، وَهِي قَلِيلَةٌ كَمَا صَرَّح بِهِ غَيرُهُما، وَزَاد المُصَنِّف فِي البَصَائِر فِي النُّعوتِ بعد سَكْرَانَ سِكِّيراً، كسِكِّيت.
وَقَالَ شيخُنَا عِنْد قَوْله: وَهِي سَكِرَة: خالَفَ قاعِدَتَه، وَلم يَقُلْ وَهِي بهاءٍ، فوجَّه أَن سَكْرَى فِي صِفَاتِها وَلَو قَالَ: (وَهُوَ سَكِرٌ وسَكْرَان، وَهِي بهاءٍ فيهِمَا وسَكْرَى، لجَرَى على قاعِدَتِه، وَكَانَ أَخْصَرَ) .
(ج سُكَارَى) ، بالضَّمّ، وَهُوَ الأَكْثَرُ، (وسَكَارَى) ، بالفَتْحِ، لُغَةٌ للبَعْضِ، كَمَا فِي المِصْباحِ.
وَقَالَ بعضُهُمْ: المَشْهُورُ فِي هاذه البِنْيَةِ هُوَ الفَتْحُ، والضَّمّ لُغَةٌ لكثيرٍ من العَرَبِ، قَالُوا: وَلم يَرِدْ مِنْهُ إِلاّ أَرْبَعَةُ أَلْفاظٍ: سَكَارَى وكَسَالَى وعَجَالَى وغَيَارَى، كَذَا فِي شرحِ شيخِنَا.
وَفِي اللّسَانِ قولُه تَعَالَى: {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى} (الْحَج: 2) ، لم يَقْرَأُ أَحَدٌ من القُرَّاءِ سَكارَى، بِفَتْح السِّين، وَهِي لُغَة، وَلَا تجوزُ القرَاءَةُ بهَا؛ لأَنّ القراءَةَ سُنَّة.
(و) قُرِىءَ (سَكْرَى) وَمَا هُم بسَكْرَى، وَهِي قراءَةُ حَمْزَةَ والكِسائِيّ، وخَلَف الْعَاشِر، والأَعْمَش الرَّابِع عشر، كَذَا فِي إِتْحَافِ البَشَرِ تَبَعاً للقَباقِبِيّ فِي مِفْتَاحه، كَذَا أَفَادَهُ لنا بعضُ المُتْقِنِينَ، ثمَّ رأَيت فِي المُحْتَسِب لِابْنِ جِنِّي قد عَزا هاذه القراءَةَ إِلى الأَعْرَج والحَسَن بِخِلَاف.
قَالَ شيخُنَا: وَحكى الزَّمَخْشَرِيّ عَن الأَعْمَش أَنه قُرِىءَ: سُكْرَى، بالضّمّ، قَالُوا: وَهُوَ عريب جِدّاً؛ إِذ لَا يُعْرَف جمْعٌ على فُعْلَى بالضمّ، انْتهى.
قلْت: ويَعْنِي بِهِ فِي سُورَة النساءِ: {12. 005 لَا تقربُوا الصَّلَاة وَأَنْتُم سكرى} (النِّسَاء: 43) ، وَهُوَ رِوَايَة عَن المطوّعيّ عَن الأَعمش، صرَّح بذالك ابنُ الجَزَرِيّ فِي النّهَاية، وَتَابعه الشيخُ سُلْطَان فِي رسائِلِه، وظاهِرُ كلامِ شيخِنَا يَقْتَضِي أَنه رِوَايَة عَن الأَعْمَش فِي سُورَةِ الحَجّ، وَلَيْسَ كذالك وَلذَا نَبَّهْتُ عَلَيْهِ، فتأَمَّل.
ثمَّ رأَيت فِي المُحْتَسِب لِابْنِ جِنِّي قَالَ: ورَوَيْنَا عَن أَبي زُرْعَة أَنه قَرَأَها يَعْنِي فِي سُورَة الحَجّ سُكْرى، بضمّ السِّين، وَالْكَاف سَاكِنة، كَمَا رَوَاهُ ابنُ مُجَاهِد عَن الأَعْرَجِ والحَسَن بِخِلَاف.
وَقَالَ أَبُو الهَيْثَم: النَّعْتُ الَّذِي على فَعْلان يُجْمَع على فَعَالَى وفُعالَى مثل أَشْران وأَشارَى وأُشارَى، وغَيْرَان وقومٌ غَيارَى وغُيَارى.
وإِنما قَالُوا: سَكْرَى، وفَعْلَى أَكْثَرُ مَا تجيءُ جَمْعاً لفَعِيلٍ بِمَعْنى مَفْعُول، مثل: قَتِيل وقَتْلَى وجَرِيح وجَرْحَى وصَرِيع وَصَرْعَى؛ لأَنه شُبّه بالنَوْكَى والحَمْقَى والهَلْكَى؛ لزوالِ عَقْلِ السَّكْرَان، وأَما النَّشْوَانُ فَلَا يُقَال فِي جَمْعِه غير النِّشاوَى.
وَقَالَ الفرَّاءُ: لَو قِيلَ: سَكْرَى، على أَنَّ الجَمْعَ يقعُ عليهِ التَّأْنِيثُ، فَيكون كالواحِدَةِ، كَانَ وَجْهاً، وأَنشد بعضُهم:
أَضْحَتْ بَنُو عامِرٍ غَضْبَى أُنُوفُهمُ
إِني عَفَوْتُ فَلَا عارٌ وَلَا بَاسُ وَقَالَ ابنُ جِنِّي فِي المُحْتَسِب: أَمّا السَّكَارَى بِفَتْح السِّين فتَكْسِيرٌ لَا مَحَالَة، وكأَنّه مُنْحَرَفٌ بِهِ عَن سَكَارِينَ، كَمَا قَالُوا: نَدْمَانُ ونَدَامَى، وكأَنَّ أَصْلَه نَدَامِين، كَمَا قَالُوا فِي الِاسْم: حَوْمانَة وحَوامِين، ثمَّ إِنَّهُم أَبدَلُوا النّون يَاء، فَصَارَ فِي التَّقْدِيرِ سَكَارِيّ، كَمَا قَالُوا: إِنْسَانٌ وأَناسِيّ، وأَصلُها أَناسِينُ، فأَبْدَلُوا النونَ يَاء، وأَدْغَمُوا فِيهَا يَاء فَعاليل، فَلَمَّا صَار سَكَارِيّ حَذَفُوا إِحدَى الياءَيْن تَخْفِيفًا، فَصَارَ سَكارِي، ثمَّ أَبدلوا من الكسرةِ فَتْحَةً، وَمن الياءِ أَلفاً، فَصَارَ سَكَارَى، كَمَا قَالُوا فِي مدارٍ وصحارٍ ومعايٍ مدارَا وصَحارَا ومَعايَا.
قَالَ: وأَما سُكارَى بالضّم، فظاهرُه أَن يكون اسْما مُفْرَداً غير مُكَسَّرٍ، كحُمَادَى وسُمَانَى وسُلامى، وَقد يجوزُ أَن يكون مُكَسَّراً، ومِمّا جاءَ على فُعال، كالظُّؤارِ والعُرَاقِ والرُّخالِ، إِلاّ أَنَّه أُنِّثَ بالأَلِف، كَمَا أُنِّثَ بالهاءِ فِي قَوْلهم: النُّقاوَة. قَالَ أَبو عليّ: هُوَ جمع نَقْوَة، وأُنِّث كَمَا أُنِّثَ فِعَالٌ، فِي نَحْو حِجَارَة وذِكَارَةٍ وعِبَارَة، قَالَ: وأَمّا سُكْرَى، بضمّ السِّين فاسمٌ مُفْرَدٌ على فُعْلَى، كالحُبْلَى والبُشْرَى، بهاذا أَفتانِي أَبو عليّ وَقد سأَلْتُه عَن هاذا. انْتهى.
وَقَوله تَعَالَى: {لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلَواةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى} (النِّسَاء: 43) . قَالَ ثَعْلَب: إِنَّمَا قِيلَ هاذا قَبْلَ أَن يَنْزِل تَحْرِيمُ الخَمْرِ. وَقَالَ غَيره: إِنَّمَا عَنَى هُنَا سُكْرَ النَّوْم، يَقُول: لَا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ رَوْبَى.
(والسِّكِّيرُ) ، كسِكِّيت، (والمِسْكِيرُ) ، كمِنْطِيقٍ، (والسَّكِرُ) ، ككَتِف، (والسَّكُورُ) ، كصَبُورٍ، الأَخِيرَةُ عَن ابْن الأَعرابيّ: (الكَثِيرُ السُّكْرِ) .
وَقيل: رَجُلٌ سِكِّيرٌ، مثل سِكِّيتٍ: دائِمُ السُّكْرِ، وأَنشدَ ابنُ الأَعرابِيّ لعَمْرِو بنِ قَميئَةَ:
يَا رُبَّ من أَسْفَاهُ أَحْلامُه
أَنْ قِيلَ يَوْماً إِنَّ عَمْراً سَكُورْ وأَنشدَ أَبو عَمْرٍ وَله أَيضاً:
إِن أَكُ مِسْكِيراً فَلَا أَشرَبُ الوَغْ
لَ وَلَا يَسْلَمُ منِّي البَعِيرْ
وجَمْعُ السَّكِر، ككَتِفٍ، سُكَارَى، كجمْع سَكْرَان؛ لاعْتِقابِ فَعِل وفَعْلان كَثِيراً على الْكَلِمَة الْوَاحِدَة.
(و) فِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا} (النَّحْل: 67) .
قَالَ الفَرّاءُ: (السَّكَرخ، مُحَرَّكَةً: الخَمْرُ) نفسُها قبل أَن تُحَرَّم، الرِّزْقُ الحَسَنُ: الزَّبِيبُ والتَّمْرُ وَمَا أَشبَهَهُمَا، وَهُوَ قولُ إِبراهِيم، والشَّعْبِيّ وأَبي رُزَيْن.
(و) قَولهم: شَرِبْتُ السَّكَرَ: هُوَ (نَبِيذُ) التَّمْرِ، وَقَالَ أَبو عُبَيْد: هُوَ نَقِيعُ التَّمْرِ الَّذِي لم تَمَسّه النّارُ، ورُوِيَ عَن ابْن عُمَر، أَنّه قَالَ: السَّكَرُ من التَّمْر، وَقيل: السَّكَرُ شرابٌ (يُتَّخَذُ من التَّمْرِ والكَشُوثِ) والآسِ، وَهُوَ مُحَرَّم، كتَحْرِيمِ الخَمْر.
وَقَالَ أَبو حنيفَة: السَّكَرُ يُتَّخَذُ من التَّمْر والكَشُوثِ، يُطْرَجَان سافاً سافاً، ويُصَبُّ عَلَيْهِ الماءُ، قَالَ: وزعمَ زاعمٌ أَنه رُبَّمَا خُلِطَ بِهِ الآسُ فزادَهُ شِدَّةً. وَقَالَ الزَّمَحْشَرِيّ فِي الأَساس: وَهُوَ أَمَرُّ شرابٍ فِي الدُّنْيَا.
(و) يُقَال: السَّكَرُ: (كُلّ مَا يُسْكِرُ) وَمِنْه قَول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (حُرِّمَت الخَمْرُ بعَينِها والسَّكَرُ من كُلِّ شَرَابٍ) ، رَوَاهُ أَحمد، كَذَا فِي البصائر للمُصَنّف، وقالابنُ الأَثِيرِ: هاكذا رَوَاهُ الأَثْباتُ، وَمِنْهُم من يَرْوِيه بضَمّ السِّين وَسُكُون الْكَاف؛ يريدُ حالةَ السَّكْرَان، فيجعلون التَّحْرِيم للسُّكْرِ لَا لنفْس المُسْكِر، فيُبِيحُون قليلَه الَّذِي لَا يُسْكِرُ، وَالْمَشْهُور الأَوّل.
(و) رُوِيَ عَن ابنِ عبّاس فِي هاذه الْآيَة: السَّكَر: (مَا حُرِّمَ من ثَمَرَةٍ) قَبْلَ أَنْ تُحَرَّم، وَهُوَ الخَمْرُ، والرِّزْقُ الحَسَن: مَا أُحِلَّ من ثَمَرَةٍ، من الأَعْنَابِ والتُّمُورِ، هاكذا أَورده المصنِّف فِي البصائر. ونصّ الأَزهريّ فِي التَّهْذِيب عَن ابنِ عَبّاس: السَّكَرُ: مَا حُرِّمَ من ثَمَرَتِهَا، والرِّزْقُ: مَا أُحِلّ من ثَمَرَتِها. (و) قَالَ بعضُ المُفَسِّرينَ: إِنَّ السَّكَرَ الَّذِي فِي التَّنْزِيل، هُوَ: (الخَلُّ) ، وهاذا شَيْءٌ لَا يَعْرفُه أَهلُ اللُّغة، قَالَه المُصَنّف فِي البصائر.
(و) قَالَ أَبو عُبَيْدَة وَحده: السَّكَرُ: (الطَّعَامُ) ، يَقُول الشّاعر:
جَعَلْتَ أَعْرَاضَ الكِرَامِ سَكَرَا
أَي: جَعَلْتَ ذَمَّهُمْ طُعْماً لَك، وأَنْكَره أَئِمَّةُ اللُّغَة.
وَقَالَ الزَّجَّاج: هاذا بالخَمْرِ أَشْبَهُ مِنْهُ بالطَّعَام، والمَعْنَى: تَتَخَمَّرُ بأَعْرَاضِ الكِرَامِ. وَهُوَ أَبْيَنُ مِمَّا يُقال للَّذي يَبْتَرِك فِي أَعْرَاضِ النّاسِ.
(و) عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ: السَّكَرُ: (الامْتِلاءُ والغَضَبُ والغَيْظُ) ، يُقَال: لَهُم عليَّ سَكَرٌ، أَي غَضَبٌ شَدِيدٌ، وَهُوَ مَجَاز، وأَنْشَدَ اللِّحْيَانِيّ، وابنُ السِّكِّيتِ:
فجَاؤُونَا بِهمْ سَكَرٌ عَلَيْنَا
فأَجْلَى اليَوْمُ والسَّكْرَانُ صاحِي
(و) السَّكَرَةُ، (بهاءٍ: الشَّيْلَمُ) ، وَهِي المُرَيْرَاءُ الَّتِي تكونُ فِي الحِنْطَة.
(والسَّكْرُ) ، بِفَتْح فَسُكُون: (المَلْءُ) ، قَالَ ابنُ الأَعرابيّ، يُقَال: سَكَرْتُهُ: مَلأْتُه.
(و) السَّكْرُ: (بَقْلَةٌ مِنَ الأَحْرَارِ) ، عَن أَبي نَصْر، (وهُوَ مِنْ أَحْسَنِ البُقُولِ) ، قَالَ أَبو حنيفَة: وَلم تبْلُغْنِي لَهَا حِلْيَةٌ.
(و) السَّكْرُ: (سَدُّ النَّهْرِ) ، وَقد سَكَرَه يَسْكُرُه، إِذا سَدَّ فاهُ، وكلُّ بَثْق سُدَّ فقدْ سُكِرَ.
(و) السِّكْرُ، (بالكَسْرِ: الاسْمُ مِنْهُ) ، وَهُوَ العَرِمُ، (و) كلّ (مَا سُدَّ بِهِ النَّهْرُ) والبَثْقُ ومُنْفَجَرُ الماءِ، فَهُوَ سِكْرٌ، وَهُوَ السِّدَادُ، وَفِي الحَدِيث: (أَنه قَالَ للمُسْتَحاضَةِ لمّا شَكَتْ إِليه كَثْرَةَ الدَّمِ: اسْكُرِيه) أَي سُدِّيهِ بِخِرْقَةٍ، وشُدِّيهِ بعِصابَةٍ، تشْبِيهاً بسَكْرِ الماءِ.
(و) السِّكْرُ أَيضاً: (المُسَنَّاةُ، ج: سُكُورٌ) ، بالضمّ.
(و) من المَجاز: (سَكعرَتِ الرّيحُ) تَسْكُرُ (سُكُوراً) ، بالضمّ، (وسَكَراناً) ، بالتَّحْرِيك: (سَكَنَتْ) بعد الهُبُوبِ، ورِيحٌ ساكِرَةٌ، (وليلَةٌ ساكِرَةٌ: ساكِنَةٌ) لَا رِيحَ فِيهَا، قَالَ أَوسُ بنُ حَجَر:
تُزَادُ لَيالِيّ فِي طُولِهَا
فلَيْسَتْ بطَلْقٍ وَلَا ساكِرَهْ
(والسَّكْرَانُ: وادٍ بمَشَارِف الشَّام) من نَجْد، وَقيل: وادٍ أَسْفَلَ من أَمَج عَن يَسَارِ الذَّاهِب إِلى المَدِينَة، وَقيل: جَبَلٌ بالمدِينَة أَو بالجَزِيرَةِ، قَالَ كُثَيِّر يصفُ سَحاباً:
وعَرّسَ بالسَّكْرَانِ يَوْمَيْنِ وارْتَكَى
يَجُرّ كَمَا جَرّ المَكِيثَ المُسَافِرُ
(والسَّيْكَرانُ) ، كضَيْمَران: نَبْتٌ. قَالَ ابنُ الرِّقاعِ:
وشَفْشَفَ حَرُّ الشَّمْسِ كُلَّ بَقِيَّةٍ
من النَّبْتِ إِلاّ سَيْكَرَاناً وحُلَّبَا
قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ (دائِمُ الخُضْرَةِ) القَيْظَ كُلَّه، (يُؤْكَلُ) رَطْباً، و (حَبُّه) أَخْضَرُ، كحَبِّ الرّازِيانَج إِلا أَنّه مُسْتَدِيرٌ، وَهُوَ السُّخَّرُ أَيضاً.
(و) السَّيْكَرَانُ: (ع) .
(و) سكر (كزُفَر: ع، على يَوْمَيْنِ من مِصْر) من عَملِ الصَّعِيدِ، قيل: إِنّ عبدَ العَزِيزِ بنَ مَرْوانَ هَلَكَ بِهَا. قلت: ولعلّه أَسْكَرُ العَدَوِيَّة، من عملِ إِطْفِيح، وَبِه مَسْجِدُ موسَى عَلَيْهِ السّلام، قَالَ الشَّريشي فِي شرح المقامات: وَبهَا وُلِد.
(والسُّكَّر، بالضمّ وشَدّ الكافِ) ، من الحَلْوَى، مَعْرُوف، (مُعَرّبُ شَكَرَ) ، بِفتْحَتَيْنِ، قَالَ:
يَكُونُ بعدَ الحَسْوِ والتَّمَزُّرِ
فِي فَمِه مِثْلَ عَصيرِ السُّكَّرِ
(واحِدَتُه بهاءٍ) وقولُ أَبِي زِيَاد الكِلابيّ فِي صفة العُشَرِ: وَهُوَ مُرٌّ لَا يأْكُلُه شيْءٌ، ومَغَافِيرُه سُكَّرٌ، إِنّمَا أَرادَ مثلَ السُّكَّرِ فِي الحَلاوَة.
ونقلَ شيخُنا عَن بعضِ الحُفّاظ أَنّه جاءَ فِي بعض أَلفاظِ السُّنّةِ الصَّحِيحة، فِي وَصْف حَوْضِه الشَّرِيفِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (ماؤُه أَحْلَى من السُّكَّرِ) قَالَ ابْن القَيِّمِ وَغَيره: وَلَا أَعْرِفُ السُّكَّر جاءَ فِي الحَدِيث إِلاّ فِي هاذا المَوْضِع، وَهُوَ حادِثٌ لم يَتَكَلَّمْ بِهِ مُتَقَدِّمُوا الأَطِبّاءِ وَلَا كَانُوا يَعْرِفُونَه، وَهُوَ حارٌّ رَطْبٌ فِي الأَصَحّ، وَقيل: بارِدٌ، وأَجودُه الشَّفّاف (الطَّبَرْزَدْ) وَعَتِيقُه أَلْطَفُ من جَدِيدِه، وَهُوَ يَضُرّ المَعِدَةَ الَّتِي تَتَولَّدُ مِنْهَا الصَّفْرَاءُ؛ لاستِحَالَتِه إِليها، ويَدْفَعُ ضَرَرَهُ ماءُ اللِّيمِ أَو النّارَنْجِ.
(و) السُّكَّرُ: (رُطَبٌ طَيِّبٌ) ، نَوْع مِنْهُ شَدِيدُ الحَلاَوَةِ، ذَكَرَه أَبو حَاتِم فِي كِتَابِ النَّخْلَة، والأَزْهَرِيّ فِي التَّهْذِيبِ، وَزَاد الأَخِيرُ: وَهُوَ مَعْرُوفٌ عِنْد أَهْلِ البَحْرَيْنِ، قَالَ شيخُنا: وَفِي سّهلْمَاسَة ودَرْعَة، قَالَ: وأَخبرَنا الثِّقَاتُ أَنّه كثيرٌ بِمَدِينَة الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلاّ أَنّه رُطَبٌ لَا يُتْمِرُ إِلاّ بالعِلاَجِ.
(و) السُّكَّرُ: (عِنَبٌ يُصِيبُه المَرَقُ فيَنْتَثِرُ) فَلَا يَبْقَى فِي العُنْقُودِ إِلا أَقَلّه، وعَنَاقِيدُه أَوْسَاطٌ، وَهُوَ أَبْيَضُ رَطْبٌ صادِقُ الحَلاوَةِ عَذْبٌ، (وهُوَ من أَحْسَنِ العِنَبِ) وأَظْرَفِه، ويُزَبَّبُ أَيضاً، والمَرَقُ، بالتَّحْرِيك: آفَةٌ تُصِيبُ الزَّرْعَ.
(والسُّكَّرَةُ: ماءَةٌ بالقَادِسِيَّةِ) ، لحَلاَوَةِ مائِها.
(وابْنُ سُكَّرَةَ: مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللَّهِ) ابنِ مُحَمَّد، أَبو الحَسَن (الشَّاعِرُ) المُفْلِقُ (الهَاشِمِيُّ الزَّاهِدُ المَعْرُوفُ) بَغْدَادِيٌّ، من ذُرِّيَّةِ المَنْصُورِ، كَان خَلِيعاً مَشْهُورا بالمُجُون، تُوِفِّيَ سنة 385.
(و) أَبو جَعْفَر (عبدُ اللَّهِ بنُ المُبَارَكِ بنِ الصَّبّاغِ، يُعْرَفُ بابْنِ سُكَّرَةَ) ، رَوَى عَن قاضِي المَرِسْتَان.
(والقَاضِي أَبو عَلِيَ) الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ فُهَيْرَةَ بنِ حَيُّونَ السَّرَقُسْطِيّ الأَنْدَلُسِيُّ الحافِظ (ابْن سُكَّرَةَ) ، وَهُوَ الَّذِي يُعَبِّر عَنهُ القاضِي عِياضٌ فِي الشِّفَا بالشَّهِيد، وبالصَّدَفِيّ، (إِمامٌ) جليلٌ وَاسع الرِّحْلَةِ والحِفْظِ والرِّوَايَةِ والدِّراية والكِتَابة والجِدّ، دَخَل الحَرَمَيْن وبَغْدَادَ والشّام، ورَجَعَ إِلى الأَنْدَلُس بعِلْم لَا يُحْصَر، وَله ترْجَمَةٌ وَاسِعَة فِي شُروحِ الشِّفَاءِ.
(وسُكَّرٌ) ، بِلَا لَام وهاءٍ: (لَقَبُ أَحْمَدَ بنِ سُلَيْمَانَ) ، وَفِي بعض النُّسخ: أَحْمَد بن سَلْمَانَ (الحَرْبِيّ) المُحَدّث، مَاتَ بعد السِّتِّمَائَة. (و) أَبُو الحَسَنِ (عليُّ بنُ الحَسَنِ) ، وَيُقَال: الحُسَيْن (بنِ طَاوُوسِ بنِ سُكَّرِ) بنِ عبدِ الله، الدَّيرُ عاقُولِيّ (مُحَدِّثٌ) واعظٌ، نزيلُ دِمَشْق، رَوَى بهَا عَن أَبي القاسِمِ بنِ بِشْرَانَ وغيرِه، وَمَات بِصُور سنة 484.
وفَاتَهُ:
عليُّ بنُ محمَّدِ بنِ عُبَيْد بن سُكَّر القارِىء المِصْرِيّ، كتب عَنهُ السِّلَفِيّ.
وأَمَةُ العَزِيز سُكَّرُ بنْتُ سَهْلِ بنِ بِشْرٍ، رَوَى عَنْهَا ابنُ عَسَاكِر.
ومحمَّدُ بنُ عليِّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بن ضِرْغَام، عُرِفَ بِابْن سُكَّرٍ الْمِصْرِيّ نَزِيلُ مكّة، سمعَ الكَثِيرَ، وقرأَ القِرَاءَات، وكتبَ شَيْئا كثيرا.
وأَخوه أَحْمَدُ بنُ عَلِيّ بن سُكَّر الغَضَائِرِيّ، حَدَّث عَن ابنِ المِصْرِيّ وَغَيره.
قلْت: وَقد رَوَى الحافظُ بنُ حَجَر عَن الأَخِيرَيْنِ.
قلْت: وأَبُو عَلِيَ الحَسَنُ بنُ علِيَ بن حَيْدَرَةَ بنِ مُحَمّدِ بنِ القاسِمِ بن مَيْمُونِ بنِ حَمْزَةَ العَلَوِيّ، عُرِفَ بِابْن سُكَّر، من بيتِ الرِّياسَةِ والنُّبْلِ، حَدَّثَ، تَرْجَمَه المُنْذِرِيّ. وعَمّ جَدِّه، أَبو إِبراهيمَ أَحمَدُ بنُ القَاسِم الحافِظ المُكْثِرُ.
(وككَتِفٍ، سَكِرٌ الواعِظُ، ذَكَرَهُ البُخَارِيّ فِي تَارِيخِه) ، هاكذا فِي سائِرِ النُّسَخ الَّتِي بأَيْدِينا، وَقد راجَعْتُ فِي تارِيخِ البُخَارِيّ فَلم أَجِدْهخ، فرأَيْتُ الحافِظَ بنَ حَجَر ذَكَرَهُ فِي التَّبْصِيرِ أَنه ذَكَرَهُ ابنُ النّجّار فِي تَارِيخه، وأَنه سمِعَ مِنْهُ عُبَيْدُالله بن السَّمَرْقَنْدِيّ. فظهَرَ لي أَنّ الَّذِي فِي النُّسَخِ كلِّهَا تَصْحِيفٌ.
(والسَّكَّارُ) ، ككَتّانٍ: (النَّبّاذُ) والخَمّارُ.
(و) من المَجَاز: (سَكْرَةُ المَوْتِ والهَمِّ) والنَّوْمِ: (شِدَّتُه وهَمُّه وغَشْيَتُه) الَّتِي تَدُلّ الإِنسانَ على أَنَّه مَيَّتٌ. وَفِي البصائر فِي سَكْرَةِ المَوْتِ قَالَ: هُوَ اخْتِلاطُ العَقْلِ؛ لشِدَّةِ النَّزْعِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقّ} (قلله: 19) ، وَقد صَحّ عَن رَسُول اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ وَفاتِه يُدْخِلُ يَدَيْهِ فِي الماءِ، فيَمْسَحُ بهما وَجْهَهُ، يقولُ: لَا إِلاه إِلاّ الله، إِنّ للمَوْتِ سَكَرَاتٍ، ثمَّ نَصَبَ يَدَهُ، فجَعَلَ يقولُ: الرَّفِيق الأَعْلَى، حتَّى قُبِضَ، ومالَتْ يَدُه) .
(وسَكَّرَه تَسْكِيراً: خَنَقَه) ، والبَعِيرُ يُسَكِّرُ آخَرَ بذِراعِه حتّى يكَاد يَقْتُلُه.
(و) من المَجَاز: سُكِرَتْ أَبْصَارُهُم وسُكِّرَتْ، وسُكِّرَ بَصَرُهُ: غُشِيَ عَلَيْه، و (قَوْله تَعَالَى) :: {لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكّرَتْ أَبْصَارُنَا} (الْحجر: 15) ، أَي حُبِسَتْ عَنِ النَّظَرِ، وحُيِّرَتْ، أَو) معناهَا (غُطِّيَتْ وغُشِّيَتْ) ، قَالَه أَبو عَمْرِو بن العَلاءِ، (و) قرأَها الحَسَن (سُكِرَتْ، بالتَّخْفِيفِ) ، أَي سُحرَــتْ، وَقَالَ الفَرّاءُ: (أَي حُبِسَتْ) ومُنِعَتْ من النَّظَرِ.
وَفِي التَّهْذِيب: قُرِىءَ سُكِرَتْ وسُكِّرَتْ، بِالتَّخْفِيفِ والتشيد، ومعناهما: أُغْشِيَتْ وسُدَّتْ بالــسِّحْر، فيتَخَايَلُ بأَبْصَارِنَا غَيْرُ مَا نَرَى.
وَقَالَ مُجاهد: {سُكّرَتْ أَبْصَارُنَا} أَي سُدَّتْ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَذْهَبُ مُجَاهِدٌ إِلى أَنَّ الأَبْصارَ غَشِيَهَا مَا مَنَعَها من النَّظَر، كَمَا يَمْنَع السّكْرُ الماءَ من الجَرْيِ.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: سُكِّرَتْ أَبصارُ القَوْمِ، إِذا دِيرَ بِهِمْ، وغَشِيَهُم كالسَّمادِيرِ، فَلم يُبْصِرُوا.
وَقَالَ أَبو عَمْرو بن العَلاءِ: مأْخُوذٌ من سُكْرِ الشَّرَابِ، كأَنّ العينَ لَحِقَهَا مَا يَلْحَقُ شارِبَ المُسْكِرِ إِذا سَكِرَ.
وَقَالَ الزَّجّاج: يُقَال: سَكَرَتْ عينُه تَسْكُر، إِذا تَحَيَّرَتْ وسَكَنَتْ عَن النَّظَرِ.
(و) المُسَكَّرُ، (كمُعَظَّم: المَخْمُورُ) ، قَالَ الفَرَزْدَقُ:
أَبَا حَاضِرٍ مَنْ يَزِنِ يُعْرَفْ زِنَاؤُه
وَمن يَشْرَبِ الخُرْطُومَ يُصْبِحْ مُسَكَّرَا
وممّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
أَسْكَرَه الشّرَابُ، وأَسْكَرَه القريصُ وَهُوَ مَجاز.
وَنقل شَيخنَا عَن بعضٍ تَعْدِيَتَه بنفْسه، أَي من غير الْهمزَة، وَلَكِن الْمَشْهُور الأَوَّل.
وتَساكَرَ الرَّجُلُ: أَظْهَرَ السُّكْرَ واسْتَعْمَلَه، قَالَ الفَرَزْدَقُ:
أَسَكْرَانَ كانَ ابنُ المَراغَةِ إِذ هَجَا
تَمِيماً بجَوْفِ الشَّأْمِ أُم مُتَساكِرُ
وقولُهم: ذَهَبَ بينَ الصَّحْوَةِ والسَّكْرَة إِنّمَا هُوَ بَيْنَ أَن يَعْقِلَ وَلَا يَعْقِل.
والسَّكْرَةُ: الغَضْبَةُ.
والسَّكْرَةُ: غَلَبَةُ اللَّذَّةِ على الشّبَابِ. وسَكِرَ من الغَضَبِ يَسْكَرُ، من حَدّ فَرِحَ، إِذا غَضِبَ.
وسَكَرَ الحَرُّ: سَكَنَ، قَالَ:
جاءَ الشِّتَاءُ واجْثَأَلَّ القُبَّرُ
وجَعَلَتْ عَيْنُ الحَرُورِ تَسْكُرُ
والتَّسْكِيرُ للحَاجَةِ: اخْتِلاطُ الرَّأْيِ فِيهَا قَبْلَ أَن يعزم عَلَيْهَا، فإِذا عزمَ عَلَيْهَا ذَهَب اسْم التَّسْكِير، وَقد سُكِرَ.
وَقَالَ أَبو زَيْد: الماءُ السّاكِرُ: السَّاكِن الَّذِي لَا يَجْرِي، وَقد سَكَرَ سُكُوراً، وَهُوَ مَجاز. وسُكِرَ البحرُ: رَكَدَ، قَالَه ابنُ الأَعرابيّ، وَهُوَ مَجاز.
وسُكَيْرُ العَبّاسِ، كزُبَيْرٍ: قريةٌ على شاطىءِ الخابُورِ، وَله يومٌ ذَكَرَه البلاذُرِيّ.
ويُقَال للشَّيْءِ الحَارِّ إِذا خَبَا حَرُّه وسَكَنَ فَوْرُه: قد سَكَرَ يَسْكُرُ.
وَيُقَال: سَكَرَ البابَ وسَكَّرَهُ، إِذا سَدَّه، تَشْبيهاً بسَدِّ النَّهْرِ، وَهِي لُغَة مَشْهُورَةٌ، جاءَ ذِكرُها فِي بعضِ كُتُب الأَفعالِ، قَالَ شَيخنَا: وَهِي فاشِيَةٌ فِي بَوَادِي إِفْرِيقِيَّةَ، ولعلَّهُمْ أَخذوها من تَسْكِيرِ الأَنْهَارِ.
وَزَاد هُنَا صاحِبُ اللِّسَانِ، وَغَيره:
السُّكْرُكَةُ، وَهِي: خَمْرُ الحَبَشَةِ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هِيَ من الذُّرَةِ.
وَقَالَ الأَزهريّ: لَيست بعربيّة، وقيَّدَه شَمِرٌ بضَمّ فسُكونٍ، والراءُ مضمومةٌ، وَغَيره بِضَم السِّين والكافِ وسكونِ الرّاءِ، ويُعَرّب السُّقُرْقَع، وسيأْتي للمصنّف فِي الْكَاف، وتُذكر هُنَاكَ، إِن شاءَ الله تَعَالَى.
وأَسْكُوران: من قُرَى أَصْفَهَان، مِنْهَا مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ محمّدِ بنِ إِبراهِيمَ الأَسْكُورانِيّ، توفِّي سنة 493.
وأَسْكَرُ العَدَوِيّة: قَرْيَةٌ من الصَّعِيدِ، وَبهَا وُلِد سيدُنا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام، كَمَا فِي الرَّوْضِ، وَقد تقدّمت الإِشارة إِليه.
والسُّكَّرِيّة: قريةٌ من أَعمالِ المُنُوفِيّة.
وَبَنُو سُكَيْكِر: قَومٌ.
والسَّكْرَانُ: لقبُ مُحَمَّدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ القاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ الحَسَنِ الأَفْطس الحَسَهيّ؛ لِكَثْرَة صَلاتِه باللّيل. وعَقِبُه بمِصْرَ وحَلَبَ.
وَهُوَ أَيضاً: لقبُ الشَّرِيفِ أَبي بَكْرِ بنِ عبد الرّحْمانِ بنِ محمَّدِ بنِ عليّ الحُسَيْنِيّ، باعلوي، أَخِي عُمَرَ المِحْضَار، ووالدِ الشَّرِيفِ عبدِ اللَّهِ العَيْدَرُوس توفِّي سنة 831.
وَبَنُو سَكْرَةَ، بِفَتْح فَسُكُون: قومٌ من الهاشِمِيِّين، قَالَه الأَميرُ. والسَّكرانُ بنُ عَمْرِو بنِ عبدِ شَمْسِ بنِ عَبْدِ وُدَ، أَخُو سَهْلِ بن عَمْرٍ والعامِرِيّ، من مُهاجِرَةِ الحَبَشةِ.
وأَبو الحَسَن عليُّ بنُ عبد العَزِيزِ الخَطِيب، عِمَاد الدِّين السُّكَّرِيّ، حدَّثَ، وتوفِّيَ بِمصْر سنة 713.
(سكر) : السَّكَرَةُ الشَّيْلمُ.
صَفوانَ أَبي صُهْبانَ المُدْلِجيِّ 
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.