Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: سبب

علم السحر

علم السحر
هو: علم يستفاد منه حصول ملكة نفسانية يقتدر بها على أفعال غريبة بأشياء خفية قاله في كشاف اصطلاحات الفنون.
وفي كشف الظنون: هو ما خفي سببــه وصعب استنابطه لأكثر العقول.
وحقيقته: كل ما سحر العقول وانقادت إليه النفوس بخدعة وتعجب واستحسان فتميل إلى إصغاء الأقوال والأفعال الصادرة عن الساحر.
فعلى هذا التقدير هو: علم باحث عن معرفة الأحوال الفلكية وأوضاع الكواكب وعن ارتباط كل منها مع الأمور الأرضية من المواليد الثلاثة على وجه خاص ليظهر من ذلك الارتباط والامتزاج عللها وأسبابها وتركيب الساحر في أوقات المناسبة من الأوضاع الفلكية والأنظار الكوكبية بعض المواليد ببعض فيظهر ما جل أثره وخفي سببــه من أوضاع عجيبة وأفعال غريبة تحيرت فيها العقول وعجزت عن حل خفاها أفكار الفحول.
أما منفعة هذا: العلم فالاحتراز عن عمله لأنه محرم شرعا إلا أن يكون لدفع ساحر يدعي النبوة فعند ذلك يفترض وجود شخص قادر لدفعه بالعمل ولذلك قال بعض العلماء:
إن تعلم السحر فرض كفاية وإباحة الأكثرون دون عمله إلا إذا تعين لدفع المتنبي.
واختلف الحكماء في طرق السحر:
فطريق الهند: بتصفية النفس وطريق النبط: بعمل العزائم في بعض الأوقات المناسبة.
وطريق اليونان: بتسخير روحانية الأفلاك والكواكب.
وطريق العبرانيين والقبط والعرب: بذكر بعض الأسماء المجهولة المعاني فكأنه قسم من العزائم زعموا أنهم سخروا الملائكة القاهرة للجن. فمن الكتب المؤلفة في هذا الفن: الإيضاح للأندلسي والبساطين لاستخدام الأنس وأرواح الجن والشياطين وبغية الناشد ومطلب القاصد على طريقة العبرانيين والجمهرة أيضا ورسائل أرسطو إلى الإسكندر وغاية الحكيم للمجريطي وكتاب طيماؤس وكتاب الوقوفات للكواكب على طريقة اليونانيين وكتاب سحر النبط لابن وحشية وكتاب العمي على طريقة العبرانيين ومرآة المعاني في إدراك العالم الإنساني على طريقة الهند انتهى ما في كشف الظنون
وفي تاريخ ابن خلدون علم السحر والطلسمات هو: علم بكيفية استعدادات تقتدر النفوس البشرية بها على التأثيرات في عالم العناصر إما بغير معين أو بمعين من الأمور السماوية والأول هو: السحر والثاني: هو الطلسمات.
ولما كانت هذه العلوم مهجورة عند الشرائع لما فيها من الضرر ولما يشترط فيها من الوجهة إلى غير الله من كوكب أو غيره كانت كتبها كالمفقود بين الناس إلا ما وجد في كتب الأمم الأقدمين فيما قبل نبوة موسى عليه السلام مثل: النبط والكلدانيين فإن جميع من تقدمه من الأنبياء لم يشرعوا الشرائع ولا جاؤوا بالأحكام إنما كانت كتبهم مواعظ توحيد الله وتذكير بالجنة والنار وكانت هذه العلوم في أهل بابل من السريانيين والكلدانيين وفي أهل مصر من القبط وغيرهم وكان لهم فيها التأليف والآثار ولم يترجم لنا من كتبهم فيها إلا القليل مثل:
الفلاحة النبطية من أوضاع أهل بابل فأخذ الناس منها هذا العلم وتفننوا فيه ووضعت بعد ذلك الأوضاع مثل: مصاحف الكواكب السبعة وكتاب طمطم الهندي في صور الدرج والكواكب وغيرهم.
ثم ظهر بالمشرق جابر بن حيان كبير السحرة في هذه الملة فتصفح كتب القوم واستخرج الصناعة وغاص على زبدتها واستخرجها ووضع فيها غيرها من التآليف وأكثر الكلام فيها وفي صناعة السيمياء لأنها من توابعها لأن إحالة الأجسام النوعية من صورة إلى أخرى إنما يكون بالقوة النفسية لا بالصناعة العملية فهو من قبيل السحر ثم جاء مسلمة بن أحمد المجريطي إمام أهل الأندلس في التعاليم والسحريات فلخص جميع تلك الكتب وهذبها وجمع طرقها في كتابه الذي سماه غاية الحكيم ولم يكتب أحد في هذا العلم بعده ولنقدم هنا مقدمة يتبين بها حقيقة السحر وذلك أن النفوس البشرية وإن كانت واحدة بالنوع فهي مختلفة بالخواص وهي أصناف كل صنف مختص بخاصية واحدة بالنوع لا توجد في الصنف الآخر وصارت تلك الخواص فطرة وجبلة لصنفها.
فنفوس الأنبياء عليهم السلام لها خاصية تستعد بها للمعرفة الربانية ومخاطبة الملائكة عليهم السلام عن الله - سبحانه وتعالى - كما مر وما يتبع ذلك من التأثير في الأكوان واستجلاب روحانية الكواكب للتصرف فيها والتأثير بقوة نفسانية أو شيطانية.
فأما تأثير الأنبياء فمدد إلهي وخاصية ربانية ونفوس الكهنة لها خاصية الاطلاع على المغيبات بقوى شيطانية وهكذا كل صنف مختص بخاصية لا توجد في الآخر.
والنفوس الساحرة على مراتب ثلاثة يأتي شرحها:
فأولها: المؤثرة بالهمة فقط من غير إله ولا معين وهذا هو الذي تسميه الفلاسفة: السحر.
والثاني: بمعين من مزاج الأفلاك أو العناصر أو خواص الأعداد ويسمونه: الطلسمات وهو أضعف رتبة من الأول. والثالث: تأثير في القوى المتخيلة يعمد صاحب هذا التأثير إلى القوى المتخيلة فيتصرف فيها بنوع من التصرف ويلقي فيها أنواعا من الخيالات والمحاكات وصورا مما يقصده من ذلك ثم ينزلها إلى الحسن من الرائين بقوة نفسه المؤثرة فيه فينظر الراؤون كأنها في الخارج وليس هناك شيء من ذلك كما يحكي عن بعضهم أنه يرى البساتين والأنهار والقصور وليس هناك شيء من ذلك ويسمى هذا عند الفلاسفة: الشعوذة أو الشعبذة هذا تفصيل مراتبه.
ثم هذه الخاصية تكون في الساحرة بالقوة شأن القوى البشرية كلها وإنما تخرج إلى الفعل بالرياضة ورياضة السحر كلها إنما تكون بالتوجه إلى الأفلاك والكواكب والعوالم العلوية والشياطين بأنواع التعظيم والعبادة والخضوع والتذلل فهي لذلك وجهه إلى غير الله وسجود له والوجهة إلى غير الله كفر فلهذا كان السحر كفرا والكفر من مواده وأسبابه كما رأيت ولهذا اختلف الفقهاء في قتل الساحر هل هو لكفره السابق على فعله أو لتصرفه بالإفساد وما ينشأ عنه من الفساد في الأكوان والكل حاصل منه.
ولما كانت المرتبتان الأوليان من السحر لهما حقيقة في الخارج والمرتبة الأخيرة الثالثة لا حقيقة لها اختلف العلماء في السحر هل هو حقيقة أو إنما هو تخييل؟
فالقائلون بأن له حقيقة: نظروا إلى المرتبتين الأوليين.
والقائلون بأن لا حقيقة له: نظروا إلى المرتبة الثالثة الأخيرة فليس بينهم اختلاف في نفس الأمر بل إنما جاء من قبل اشتباه هذه المراتب والله أعلم.
واعلم أن وجود السحر لا مرية فيه بين العقلاء من أجل التأثير الذي ذكرناه وقد نطق به القرآن قال الله تعالى: {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} .
وسحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله وجعل سحره في مشط ومشاقة وجف طلعة ودفن في بئر ذروان فأنزل الله عز وجل عليه في المعوذتين {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} .
قالت عائشة رضي الله عنها: فكان لا يقرأ على عقدة من تلك العقد التي سحر فيها إلا انحلت.
وأما وجود السحر في أهل بابل وهم الكلدانيون من النبط والسريانيون فكثير ونطق به القرآن وجاءت به الأخبار
وكان للسحر في بابل ومصر زمان بعثه موسى عليه السلام أسواق نافقة ولهذا كانت معجزة موسى من جنس ما يدعون ويتناغون فيه وبقي من آثار ذلك في البرابي بصعيد مصر شواهد دالة على ذلك ورأينا بالعيان من يصور صورة الشخص المسحور بخواص أشياء مقابلة لما نواه وحلوله موجودة بالمسحور وأمثال تلك المعاني من أسماء وصفات في التأليف والتفريق
ثم يتكلم على تلك الصورة التي أقامها مقام الشخص المسحور عينا أو معنى ثم ينفث من ريقه بعد اجتماعه في فيه بتكرير مخارج تلك الحروف من الكلام السوء ويعقد على ذلك المعنى في سبب أعده لذلك تفاؤلا بالعقد واللزام وأخذ العهد على من أشرك به من الجن في نفثه في فعله ذلك استشعارا للعزيمة ولتلك البنية والأسماء السيئة روح خبيثة تخرج منه مع النفخ متعلقة بريقه الخارج من فيه بالنفث فتنزل عنها أرواح خبيثة ويقع عن ذلك بالمسحور ما يحاوله الساحر.
وشاهدنا أيضا من المنتحلين للسحر عمله من يشير إلى كساء أو جلد ويتكلم عليه في سره فإذا هو مقطوع مترف ويشير إلى بطون الغنم كذلك في مراعيها بالبعج فإذا أمعاؤها ساقطة من بطونها إلى الأرض.
وسمعنا أن بأرض الهند لهذا العهد من يشير إلى إنسان فيتحتت قلبه ويقع ميتا وينقب عن قلبه فلا يوجد في حشاه ويشير إلى الرمانة وتفتح فلا يوجد من حبوبها شيء.
وكذلك سمعنا أن بأرض السودان وأرض الترك من يسحر السحاب فيمطر الأرض المخصوصة.
وكذلك رأينا من عمل الطلسمات عجائب في الأعداد المتحابة وهي رك رف د أحد العددين مائتان وعشرون والآخر مائتان وأربعة وثمانون.
ومعنى المتحابة: أن أجزاء كل واحد التي فيه من نصف وثلث وربع وسدس وخمس وأمثالها إذا جمع كان مساويا للعدد الآخر صاحبه فيسمى لأجل ذلك: المتحابة.
ونقل أصحاب الطلسمات: أن لتلك الأعداد أثرا في الإلفة بين المتحابين واجتماعهما إذا وضع لهما مثالان أحدهما بطالع الزهرة وهي في بيتها أو شرفها ناظرة إلى القمر نظر مودة وقبول ويجعل طالع الثاني سابع الأول ويضع على أحد التمثالين أحد العددين والآخر على الآخر ويقصد بالأكثر الذي يراد ائتلافه أعني المحبوب ما أدري الأكثر كمية أو الأكثر أجزاء فيكون لذلك من التأليف العظيم بين المتحابين ما لا يكاد ينفك أحدهما عن الآخر قاله صاحب الغاية وغيره من أئمة هذا الشأن وشهدت له التجربة.
وكذا طابع الأسد ويسمى أيضا: طابع الحصى وهو أن يرسم في قالب هذا الطابع صورة أسد شائلا ذنبه عاضا على حصاة قد قسمها بنصفين وبين يديه صورة حية منسابة من رجليه إلى قبالة وجهه فاغرة فاها إلى فيه وعلى ظهره صورة عقرب تدب ويتحين برسمه حلول الشمس بالوجه الأول أو الثالث من الأسد بشرط صلاح النيرين وسلامتهما من النحوس فإذا وجد ذلك وعثر عليه طبع في ذلك الوقت في مقدار المثقال فما دونه من الذهب وغمس بعد في الزعفران محلولا بماء الورد ورفع في خرقة حرير صفراء فإنهم يزعمون أن لممسكه من العز على السلاطين في مباشرتهم وخدمتهم وتسخيرهم له ما لا يعبر عنه وكذلك السلاطين فيه من القوة والعز على من تحت أيديهم ذكر ذلك أيضا أهل هذا الشأن في الغاية وغيرها وشهدت له التجرية.
وكذلك وفق المسدس المختص بالشمس ذكروا أنه يوضع عند حلول الشمس في شرفها وسلامتها من النحوس وسلامة القمر بطالع ملوكي يعتبر فيه نظر صاحب العاشر لصاحب الطالع نظر مودة وقبول ويصلح فيه ما يكون في مواليد الملوك من الأدلة الشريفة ويرفع خرقة حرير صفراء بعد أن يغمس في الطيب فزعموا أنه له أثرا في صحابة الملوك وخدمتهم ومعاشرتهم وأمثال ذلك كثيرة.
وكتاب الغاية لمسلمة بن أحمد المجريطي هو مدون هذه الصناعة وفيه استيفاؤها وكمال مسائلها. وذكر لنا1 أن الإمام الفخر بن الخطيب وضع كتابا في ذلك وسماه: بالسر المكتوم وإنه بالمشرق يتداوله أهله ونحن لم نقف عليه والإمام لم يكن من أئمة هذا الشأن فيما نظن ولعل الأمر بخلاف ذلك وبالمغرب صنف من هؤلاء المنتحلين لهذه الأعمال السحرية يعرفون بالبعاجين وهم الذين ذكرت أولا أنهم يشيرون إلى الكساء أو الجلد فيتخرق ويشيرون إلى بطون الغنم بالبعج فتنبعج ويسمى أحدهم لهذا العهد باسم: البعاج لأن أكثر ما ينتحل من السحر بعج الأنعام يرتب بذلك أهلها ليعطوه من فضلها وهم متسترون بذلك في الغاية خوفا على أنفسهم من الحكام لقيت منهم جماعة وشاهدت من أفعالهم هذه بذلك وأخبروني أن لهم وجهة ورياضة خاصة بدعوات كفرية وإشراك روحانيات الجن والكواكب سطرت فيها صحيفة عندهم تسمى الخزيرية يتدارسونها وإن بهذه الرياضة والوجهة يصلون إلى حصول هذه الأفعال لهم وإن التأثير الذي لهم إنما هو فيما سوى الإنسان الحر من المتاع والحيوان والرقيق يعبرون عن ذلك بقولهم: إنما انفعل فيما تمشي فيه الدراهم أي: ما يملك ويباع ويشترى من سائر الممتلكات هذا ما زعموه وسألت بعضهم فأخبرني به.
وأما أفعالهم فظاهرة موجودة وقفنا على الكثير منها وعاينتها من غير ريبة في ذلك هذا شأن السحر والطلسمات وآثارهما في العالم
فأما الفلاسفة ففرقوا بين السحر والطلسمات بعد أن أثبتوا أنهما جميعا أثر للنفس الإنسانية واستدلوا على وجود الأثر للنفس الإنسانية بأن لها آثارا في بدنها على غير المجرى الطبعي وأسبابه الجسمانية بل آثار عارضة من كيفيات الأرواح تارة كالسخونة الحادثة عن الفرح والسرور من جهة التصورات النفسانية أخرى كالذي يقع من قبل التوهم فإن الماشي على حرف حائط أو على حبل منتصب إذا قوي عنده توهم السقوط سقط بلا شك ولهذا تجد كثيرا من الناس يعودون أنفسهم ذلك حتى يذهب عنهم هذا الوهم فتجدهم يمشون على حرف الحائط والحبل المنتصب ولا يخافون السقوط فثبت أن ذلك من آثار النفس الإنسانية وتصورها للسقوط من أجل الوهم وإذا كان ذلك أثرا للنفس في بدنها من غير الأسباب الجسمانية الطبيعية فجائز أن يكون لها مثل هذا الأثر في غير بدنها إذ نسبتها إلى الأبدان في ذلك النوع من التأثير واحدة لأنها غير حالة في البدن ولا منطبعة فيه فثبت أنها مؤثرة في سائر الأجسام.
وأما التفرقة عندهم بين السحر والطلسمات فهو: أن السحر لا يحتاج الساحر فيه إلى معين وصاحب الطلسمات يستعين بروحانيات الكواكب وأسرار الأعداد وخواص الموجودات وأوضاع الفلك المؤثرة في عالم العناصر كما يقوله المنجمون.
ويقولون: السحر اتحاد روح بروح. والطلسم: اتحاد روح بجسم.
ومعناه عندهم: ربط الطبائع العلوية السماوية بالطبائع السفلية.
والطبائع العلوية هي: روحانيات الكواكب ولذلك يستعين صاحبه في غالب الأمر بالنجامة.
والساحر عندهم: غير مكتسب لسحره بل هو مفطور عندهم على تلك الجبلة المختصة بذلك النوع من التأثير.
والفرق عندهم بين المعجزة والسحر أن المعجزة إلهية تبعث في النفس ذلك التأثير فهو مؤيد بروح الله على فعله ذلك والساحر إنما يفعل ذلك من عند نفسه وبقوته النفسانية وبإمداد الشياطين في بعض الأحوال.
فبينهما الفرق في المعقولية والحقيقة والذات في نفس الأمر وإنما نستدل نحن على التفرقة بالعلامات الظاهرة وهي: وجود المعجزة لصاحب الخير وفي مقاصد الخير وللنفوس المتمحضة للخير والتحدي بها على دعوى النبوة والسحر إنما يوجد لصاحب الشر وفي أفعال الشر في الغالب من التفريق بين الزوجين وضرر الأعداء وأمثال ذلك وللنفوس المتمحضة للشر
هذا هو الفرق بينهما عند الحكماء الإلهيين وقد يوجد لبعض المتصوفة وأصحاب الكرامات تأثير أيضا في أحوال العالم وليس معدودا من جنس السحر وإنما هو بالإمداد الإلهي لأن طريقتهم ونحلتهم من آثار النبوة وتوابعها ولهم في المدد الإلهي حظ على قدر حالهم وإيمانهم وتمسكهم بكلمة الله وإذا اقتدر أحد منهم على أفعال الشر فلا يأتيها لأنه متقيد فيما يأتيه ويذره للأمر الإلهي فما لا يقع لهم فيه الإذن لا يأتونه بوجه ومن أتاه منهم فقد عدل عن طريق الحق وربما سلب حاله.
ولما كانت المعجزة بإمداد روح الله والقوى الإلهية فلذلك لا يعارضها شيء من السحر وانظر شأن سحرة فرعون مع موسى في معجزة العصا كيف تلقفت ما كانوا يأفكون وذهب سحرهم واضمحل كأن لم يكن وكذلك لما أنزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - في المعوذتين {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} قالت عائشة رضي الله عنها: فكان لا يقرؤها على عقدة من العقد التي سحر فيها إلا انحلت فالسحر لا يثبت مع اسم الله وذكره.
وقد نقل المؤرخون أن زركش كاويان وهي راية كسرى كان فيه الوفق المئيني العددي منسوجا بالذهب في أوضاع فلكية رصدت لذلك الوفق ووجدت الراية يوم قتل رستم بالقادسية واقعة على الأرض بعد انهزام أهل فارس وشتاتهم وهو الطلسمات والأوفاق مخصوص بالغلب في الحروب وإن الراية التي يكون فيها أو معها لا تنهزم أصلا إلا أن هذه عارضها المدد الإلهي من إيمان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتمسكهم بكلمة الله فانحل معها كل عقد سحري ولم يثبت وبطل ما كانوا يعملون.
وأما الشريعة فلم تفرق بين السحر والطلسمات وجعلتهما بابا واحدا محظورا لأن الأفعال إنما أباح لنا الشارع منها ما يهمنا في ديننا الذي فيه صلاح آخرتنا أو في معاشنا الذي فيه صلاح دنيانا وما لا يهمنا في شيء منهما فإن كان فيه ضرر ونوع ضرر كالسحر الحاصل ضرره بالوقوع يلحق به الطلسمات لأن أثرهما واحد وكالنجامة التي فيها نوع ضرر باعتقاد التأثير فتفسد العقيدة الإيمانية برد الأمور إلى غير الله تعالى فيكون حينئذ ذلك الفعل محظورا على نسبته في الضرر وإن لم يكن مهما علينا ولا فيه ضرر فلا أقل من أن تركه قربة إلى الله فإن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه فجعلت الشريعة باب السحر والطلسمات والشعوذة بابا واحدا لما فيها من الضرر وخصته بالحظر والتحريم.
وأما الفرق عندهم بين المعجزة والسحر: فالذي ذكره المتكلمون أنه راجع إلى التحدي وهو دعوى وقوعها على وفق ما ادعاه قالوا: والساحر مصروف عن مثل هذا التحدي فلا يقع منه وقوع المعجزة على وفق دعوى الكاذب غير مقدور لأن دلالة المعجزة على الصدق عقلية لأن صفة نفسها التصديق فلو وقعت مع الكذب لاستحال الصادق كاذبا وهو محال فإذا لا تقع المعجزة مع الكاذب بإطلاق.
وأما الحكماء: فالفرق بينهما عندهم كما ذكرناه فرق ما بين الخير والشر في نهاية الطرفين فالساحر لا يصدر منه الخير ولا يستعمل في أسباب الخير وصاحب المعجزة لا يصدر منه الشر ولا يستعمل في أسباب الشر فكأنهما على طرفي النقيض في أصل فطرتهم والله يهدي من يشاء وهو القوي العزيز لا رب سواه.
ومن قبيل هذه التأثيرات النفسانية الإصابة بالعين وهو تأثير من نفس المعيان عندما يستحسن بعينه مدركا من الذوات أو الأحوال ويفرط في استحسانه وينشأ عن ذلك الاستحسان حينئذ أنه يروم معه سلب ذلك الشيء عمن اتصف به فيؤثر فساده وهو جبلة فطرية أعني هذه الإصابة بالعين.
والفرق بينها وبين التأثيرات وإن كان منها ما لا يكتسب أن صدورها راجع إلى اختيار فاعلها والفطري منها قوة صدروها لا نفس صدروها ولهذا قالوا: القاتل بالسحر أو بالكرامة يقتل والقاتل بالعين لا يقتل وما ذلك إلا لأنه ليس مما يريده ويقصده أو يتركه وإنما هو مجبور في صدوره عنه والله أعلم بما في الغيوب ومطلع على ما في السرائر انتهى كلام ابن خلدون ومن عينه نقلت هنا وفي كل موضع من هذا الكتاب والله تعالى الموفق للحق والصواب.

عجب

العجب: هو عبارة عن تصور استحقاق الشخص رتبة لا يكون مستحقًا لها.

العجب: تغير النفس بما خفي سببــه وخرج عن العادة مثله.
عجب
أمْرٌ عَجِيب عجَبٌ، عًجَاب عاجب، فالعَجِيب يكون مثلَه، وأما العُجَابُ فالمُجَاوِزُ حَد العَجَب.
والاسْتِعْجابُ: شدًةُ التَعَجب. وما هو إلا عَجَبَة من العَجَب.
ورَجُلٌ تِعْجَابَةٌ: صاحِبُ أعاجِيْبَ يُعَجبُ بها الناسَ. وفُلان عِجْبُ فلانة، وفلانَةُ عِجْبُه أيضاً، وبعضهم أعْجَابُ بَعْض. وعَجْبُ الذَنَبِ: ما ضَمًتْ عليه الوَرِكَ من أصله.
وعُجُوْبُ الكُثْبانِ: أواخِرها المستَدِقةُ. وناقَة عَجْبَاءُ: بَينَةُ العَجَبِ والعُجْبَة. ولَشَد ما عَجُبَتِ النّاقةُ: إذا دق أعْلى مُؤخرِها وأشرَفَتْ جاعِرَتاها.
ع ج ب: (الْعَجَبُ) وَ (الْعُجَابُ) بِالضَّمِّ الْأَمْرُ الَّذِي يُتَعَجَّبُ مِنْهُ. وَكَذَا (الْعُجَّابُ) بِتَشْدِيدِ الْجِيمِ وَهُوَ أَكْثَرُ. وَكَذَا (الْأُعْجُوبَةُ) . وَ (التَّعَاجِيبُ) الْعَجَائِبُ. وَلَا يُجْمَعُ (عَجَبٌ) وَلَا (عَجِيبٌ) . وَقِيلَ: جَمْعُ عَجِيبٍ (عَجَائِبُ) مِثْلُ أَفِيلٍ وَأَفَائِلَ وَتَبِيعٍ وَتَبَائِعَ. وَقَوْلُهُمْ: (أَعَاجِيبُ) كَأَنَّهُ جَمْعُ (أُعْجُوبَةٍ) مِثْلُ أُحْدُوثَةٍ وَأَحَادِيثَ. وَ (عَجِبَ) مِنْهُ مِنْ بَابِ طَرِبَ وَ (تَعَجَّبَ) وَ (اسْتَعْجَبَ) بِمَعْنًى. وَ (عَجَّبَ) غَيْرَهُ (تَعْجِيبًا) . وَ (أُعْجِبَ) بِنَفْسِهِ وَبِرَأْيِهِ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ فَهُوَ (مُعْجَبٌ) بِفَتْحِ الْجِيمِ وَالِاسْمُ (الْعُجْبُ) . وَ (الْعَجْبُ) بِالْفَتْحِ أَصْلُ الذَّنَبِ. وَهُوَ أَيْضًا وَاحِدُ (الْعُجُوبِ) وَهِيَ آخِرُ الرَّمْلِ. 
[عجب] العجيب: الأمر يُتَعَجَّبُ منه، وكذلك العُجابُ بالضم، والعُجَّابُ بالتشديد أكثر منه. وكذلك الأعجوبة. وقولهم: عجبٌ عاجبٌ، كقولهم ليل: لائل ، يؤكَّد به. والتعاجيب: العجائب، لا واحد لها من لفظها. قال الشاعر: ومن تعاجيب خلق الله غاطية * يعصر منها ملاحى وغربيب ولا يجمع عَجَبٌ ولا عجيب. ويقال جمع عجيب عجائب، مثل أفيل وأفائل، وتبيع وتبائع. وقولهم أعاجيب، كأنهم أرادوا جمع أعجوبة، مثل أحدوثة وأحاديث. وعجبت من كذا وتعجَّبت منه، واستعجبت بمعنًى. وعجّبت غيري تعجيباً. وأعجبني هذا الشئ لحسنه. وقد أعجب فلانٌ بنفسه، فهو مُعْجَبٌ برأيه وبنفسه، والاسم العُجْبُ بالضم. وقولهم: ما أعجبه برأيه، شاذٌّ لا يقاس عليه. والعَجْبُ بالفتح: أصل الذَنَبِ. والعَجْبُ أيضاً: واحد العُجوبِ، وهى أواخر الرمل. قال لبيد: يجتاب أصلاً قالِصاً مُتَنَبِّذاً * بعُجوبِ أنقاءٍ يميل هيامها
ع ج ب : الْعَجْبُ وِزَانُ فَلْسٍ مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ مَا ضُمَّتْ عَلَيْهِ الْوَرِكُ مِنْ أَصْلِ الذَّنَبِ وَهُوَ الْعُصْعُصُ وَعَجِبْتُ مِنْ الشَّيْءِ عَجَبًا مِنْ بَابِ تَعِبَ وَتَعَجَّبْتُ وَاسْتَعْجَبْتُ وَهُوَ شَيْءٌ عَجِيبٌ أَيْ يُعْجَبُ مِنْهُ وَأَعْجَبَنِي حُسْنُهُ.

وَأُعْجِبَ زَيْدٌ بِنَفْسِهِ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ إذَا تَرَفَّعَ وَتَكَبَّرَ وَيُسْتَعْمَلُ التَّعَجُّبُ عَلَى وَجْهَيْنِ أَحَدُهُمَا مَا يَحْمَدُهُ الْفَاعِلُ وَمَعْنَاهُ الِاسْتِحْسَانُ وَالْإِخْبَارُ عَنْ رِضَاهُ بِهِ وَالثَّانِي مَا يَكْرَهُهُ وَمَعْنَاهُ الْإِنْكَارُ وَالذَّمُّ لَهُ فَفِي الِاسْتِحْسَانِ يُقَالُ أَعْجَبَنِي بِالْأَلِفِ وَفِي الذَّمِّ وَالْإِنْكَارِ عَجِبْتُ وِزَانُ تَعِبْتُ.

وَقَالَ بَعْضُ النُّحَاةِ التَّعَجُّبُ انْفِعَالُ النَّفْسِ لِزِيَادَةِ وَصْفٍ فِي الْمُتَعَجَّبُ مِنْهُ نَحْوُ مَا أَشْجَعَهُ قَالَ وَمَا وَرَدَ فِي الْقُرْآنِ مِنْ ذَلِكَ نَحْوُ {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ} [مريم: 38] فَإِنَّمَا هُوَ بِالنَّظَرِ إلَى السَّامِعِ وَالْمَعْنَى لَوْ شَاهَدْتَهُمْ لَقُلْتَ ذَلِكَ مُتَعَجِّبًا مِنْهُمْ. 
عجب: عَجب: مصدره عَجْب: اعجب بمعنى طاب وارضى (فوك هلو).
عَجِب به: افتخر به (فوك).
عَجَّب (بالتشديد): ارضى، سر، أعجب (هلو).
أعجب: أثر تاثيراً بليغاً (بوشر).
أعجب: خاطر بنفسه (الكالا).
أعجب فلاناً: جاراه وجامله، وتقيد بما يرضيه ليسره (بوشر).
أعجب بفلان: سحره وفتنه وخلبه ففي رحلة ابن بطوطة (4: 382) وهذا السهل المترامي الأطراف يسكنه الجن فإذا كان المبعوث وحيداً أعُجبت به واستهوته حتى يضلّ عن قصده فيهلك. وكتابة الكلمة هذه التي ذكرها الناشر في تعليقته موجودة أيضاً في مخطوطة السيد جاينجوس ..
اعتجب: نقلها جان جاك شولتنز من معجمه.
واعتجب من: اعجب به واستحسنه (بوشر).
استعجب: وجد الشيء عجيباً أي رائعاً باهراً (فالتون ص41) عُجْب: كبرياء. وجمعها إعجاب في معجم فوك.
عُجْب: دلال، غنج (ألف ليلة 3: 151).
عَجب: يقول رحالتان هما ليون (ص40).
وريشاردسون (صحارى 1: 371) أن هذه الكلمة تعني تعويذة. تميمة. حجاب. وقد كتباها بالحروف العربية وأرى انهما أساءا سمعاً فأساءا فهماً لان التعويذة بالعربية حجاب.
عَجَب: نيلة. وفي المستعيني: حب النيل. وفي معجم المنصوري: حب النيل هو حب النبات المسمى بالعجب (ابن البيطار 2: 184).
عَجَبيّ: هزلي، مضحك، مزّاح، دعب (هلو).
عَجَاب وجمعها عجائب: أعجوبة (الكالا).
عَجَاب وجمعها عجائب: رقص على الحبل مخاطرة بالنفس (الكالا).
عَجَائبيّ: راقص على الحبل (الكالا).
أعجْب: اسم تفضيل بمعنى أكثر إعجاباً أي إمتاعاً وطرافة ويقال: اعجب إلى فلان (ابن العوام 1: 208). أعجوبَة، وتجمع على اعجوبات (أبو الوليد ص573). (رقم 6، 9، السعدية نشيد) معجباني. متغنج (بوشر).
إستعجابي: ما يدعو إلى الإعجاب والإكبار بوشر
عجب
العَجَبُ والتَّعَجُّبُ: حالةٌ تعرض للإنسان عند الجهل بــسبب الشيء، ولهذا قال بعض الحكماء:
العَجَبُ ما لا يُعرف سببــه، ولهذا قيل: لا يصحّ على الله التَّعَجُّبُ، إذ هو علّام الغيوب لا تخفى عليه خافية. يقال: عَجِبْتُ عَجَباً، ويقال للشيء الذي يُتَعَجَّبُ منه: عَجَبٌ، ولما لم يعهد مثله عَجِيبٌ.
قال تعالى: أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا
[يونس/ 2] ، تنبيها أنهم قد عهدوا مثل ذلك قبله، وقوله: بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ
[ق/ 2] ، وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ
[الرعد/ 5] ، كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً
[الكهف/ 9] ، أي: ليس ذلك في نهاية العَجَبِ بل في أمورنا أعظم وأَعْجَبُ منه. قُرْآناً عَجَباً
[الجن/ 1] ، أي: لم يعهد مثله، ولم يعرف سببــه. ويستعار مرّة للمونق فيقال: أَعْجَبَنِي كذا أي: راقني. قال تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ
[البقرة/ 204] ، وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ
[التوبة/ 85] ، وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ
[التوبة/ 25] ، أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ
[الحديد/ 20] ، وقال: بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ
[الصافات/ 12] ، أي: عَجِبْتَ من إنكارهم للبعث لشدّة تحقّقك معرفته، ويسخرون لجهلهم. وقيل: عَجِبْتَ من إنكارهم الوحيَ، وقرأ بعضهم: بَلْ عَجِبْتَ
بضمّ التاء، وليس ذلك إضافة المُتَعَجِّبِ إلى نفسه في الحقيقة بل معناه: أنه ممّا يقال عنده: عَجِبْتُ، أو يكون عَجِبْتُ مستعارا بمعنى أنكرت، نحو:
أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ
[هود/ 73] ، إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ
[ص/ 5] ، ويقال لمن يروقه نفسه: فلانٌ مُعْجبٌ بنفسه، والعَجْبُ من كلّ دابّة: ما ضَمرَ وَرِكُهُ.
[عجب] نه: "عجب" ربك من قوم يساقون إلى الجنة في السلاسل، أي عظم عنده وكبر لديه، أعلم الله تعالى أنه إنما يتعجب الآدمي مما عظم عنده وخفي سببــه عليه فأخبرهم بما يعرفون ليعلموا موقعها عنده، وقيل: معناه رضي وأثاب مجازًا. ومنه ح: "عجب" ربك من شاب ليست له صبوة. وح: "عجب" ربكم من إلكم وقنوطكم. ك: "قرآنًا "عجبًا" أي بديعًا مبائنًا لسائر الكتب لحسن نظمه وصحة معانيه، مصدر وصف به مبالغة. وح: من "تعاجيب" ربنا، بمثناة فوق فعين، وروى: من أعاجيب، قوله: ألا إنه من بلدة الكفر نجاني،تعظيمه واستحسانه. نه: كل ابن آدم يبلى إلا "عجب" الذنب، هو بالسكون عظم في أسفل الصلب عند العجز وهو العسيب من الدواب. ط: هو بفتح مهملة وسكون جيم أصل الذنب وأمر العجب عجب فإنه آخر ما يخلق وأول ما يخلق؛ المظهري: أراد طول بقائه لا أنه لا يبلى أصلًا لأنه خلاف المحسوس. ن: هو عظم لطيف ويقال له: عجم، وهو أول ما يخلق من الآدمي ويبقى منه ليعاد تركيب الخلق عليه، وخص منه الأنبياء عليهم الصلاة فإنه حرمت أجسادهم على الأرض. ط: إلا عظمًا واحدًا- بالنصب، استثناء من موجب لأن نفي النفي إثبات.
عجب
عجِبَ من يَعجَب، عَجَبًا وعُجْبًا، فهو عاجب وعجيب، والمفعول معجوب منه
• عجِب من الأمر:
1 - أنكره لغرابته، وجده غريبًا غير معتاد "عجِبتُ من تصرُّفك- إذا عُرِف الــسَّببُ بَطَل العجبُ [مثل]- {أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ} ".
2 - استطرفه "عجِبت من ذكائه". 

أعجبَ يُعجب، إعجابًا، فهو مُعجِب، والمفعول مُعجَب
• أعجبه حُسْنُ التَّصرُّف: راقه وسَرَّه، ومال إليه، حمله على العَجَب منه "الشُّجاع يَحظى بإعجاب النَّاس- تعجبني هذه اللَّوحة- {قُلْ لاَ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ} ". 

أُعْجبَ بـ يُعجَب، إعجابًا، والمفعول مُعجَب به
• أُعجب بنفسه: زَها، ترفَّع وتكبَّر "كلُّ فتاةٍ بأبيها مُعجَبة".
• أُعجب بالشَّيء: سُرَّ به ومال إليه "من أُعْجب برأيه زلّ- أُعْجِب بحديث أستاذه". 

استعجبَ من يستعجب، استعجابًا، فهو مُستعجِب، والمفعول مُستعجَب منه
• استعجب من الأمر: عجِب؛ أنكره لغرابته، وجده غريبًا غير معتاد "قرار يثير الاستعجاب". 

تعجَّبَ من يتعجَّب، تَعَجُّبًا، فهو مُتَعجِّب، والمفعول مُتَعجَّب منه
• تعجَّب من تصرُّف صديقه: عجِب منه؛ أنكره لغرابته، وجده غريبًا غير معتاد "تعجَّب من شدَّة ذكائه". 

أُعْجوبة [مفرد]: ج أعاجيبُ: معجزة، شيء خارق غير معتاد يدعو إلى العَجَب "حققنا الأعاجيبَ في حرب أكتوبر المجيدة- نجا بأُعجوبة". 

تعجُّب [مفرد]:
1 - مصدر تعجَّبَ من.
2 - انفعال النَّفس عمَّا خفِي سببُــه، وهو أن ترى الشَّيءَ يعجبك تظنّ أنَّك لم تر مثله.
• التَّعجُّب: (نح) صيغة يراد بها استعظام أمرٍ أو استغرابه وصيغتا التَّعجُّب؛ ما أفعله، وأفعل به، مثل: ما أجمله، وأجمل به.
 • علامة التَّعجُّب: (لغ) علامة تُوضع في نهاية الجملة التَّعجبيَّة وتُرسم هكذا (!) وهي إحدى علامات التَّرقيم. 

تعجُّبيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تعجُّب: "عبارة تعجُّبيَّة- وُجِّهت إليه أسئلة تعجُّبيَّة".
• الصِّيغة الاستفهاميَّة التَّعجُّبيَّة: (بغ) أسلوب إنشائيّ استفهاميّ غرضه التّعجُّب. 

عُجاب [مفرد]: صيغة مبالغة من عجِبَ من: " {ءأَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} " ° عَجَبٌ عُجاب: شديد الغرابة. 

عَجَب [مفرد]:
1 - مصدر عجِبَ من ° أبو العَجَب: البارع الذي يأتي بما لم يُسبق إليه- عَجَب عاجِب/ عَجَب عجيب: شديد الغرابة- لا عَجَبَ: لا غرابة- مِنْ العَجَب أن: من المدهش أن- يا لَلْعَجَب: يا له من أمرٍ غريب.
2 - (نف) انفعال نفسيّ يصيب الإنسانَ عندما يستعظم أمرًا أو يستطرفه أو ينكره لغرابته.
3 - موضع التَّعجُّب (الغرابة والإنكار) " {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ ءَايَاتِنَا عَجَبًا} ". 

عُجْب [مفرد]:
1 - مصدر عجِبَ من.
2 - كِبْر وزهو وغرور، إعجابُ الشَّخصِ بنفسه "خفِّفْ من عُجبك- اللهمَّ نقِّنا من العُجب والرِّياء- ثمرة العُجْب المقت". 

عجيب [مفرد]: ج عجيبون (للعاقل) وعِجاب، مؤ عجيبة، ج مؤ عجيبات وعجائبُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عجِبَ من. 

عجيبة [مفرد]: ج عجائبُ:
1 - مؤنَّث عجيب: "ذاكرةٌ عجيبة: غير عادية".
2 - أُعْجوبة، معجزةٌ، شيءٌ خارقٌ غيرُ معتاد "الأهرام من عجائب الدُّنيا- الشَّرق أرض العجائب والغرائب" ° أَرْض العجائب: عالم خياليّ رائع. 

عجب: العُجْبُ والعَجَبُ: إِنكارُ ما يَرِدُ عليك لقِلَّةِ اعْتِـيادِه؛

وجمعُ العَجَبِ: أَعْجابٌ؛ قال:

يا عَجَباً للدَّهْرِ ذِي الأَعْجابِ، * الأَحْدَبِ البُرْغُوثِ ذِي الأَنْيابِ

وقد عَجِبَ منه يَعْجَبُ عَجَباً، وتَعَجَّبَ، واسْتَعْجَبَ؛ قال:

ومُسْتَعْجِبٍ مما يَرَى من أَناتِنا، * ولو زَبَنَتْهُ الـحَرْبُ لم يَتَرَمْرَمِ

والاسْتِعْجابُ: شِدَّةُ التَّعَجُّبِ.

وفي النوادر: تَعَجَّبنِـي فلانٌ وتَفَتَّنَني أَي تَصَبَّاني؛ والاسم:

العَجِـيبةُ، والأُعْجُوبة.

والتَّعاجِـيبُ: العَجائبُ، لا واحدَ لها من لفظها؛ قال الشاعر:

ومنْ تَعاجِـيبِ خَلْقِ اللّهِ غَاطِـيةٌ، * يُعْصَرُ مِنْها مُلاحِـيٌّ وغِرْبِـيبُ

الغَاطِـيَةُ: الكَرْمُ. وقوله تعالى: بل عَجِـبْت ويَسْخَرُون؛ قرأَها

حمزة والكسائي بضم التاءِ، وكذا قراءة علي بن أَبي طالب وابن عباس؛ وقرأَ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم وأَبو عمرو: بل عَجِـبْتَ، بنصب التاءِ.

الفراءُ: العَجَبُ، وإِن أُسْنِدَ إِلى اللّه، فليس معناه من اللّه، كمعناه من العباد.

قال الزجاج: أَصلُ العَجَبِ في اللغة، أَن الإِنسان إِذا رأَى ما ينكره ويَقِلُّ مِثْلُه، قال: قد عَجِـبْتُ من كذا. وعلى هذا معنى قراءة من قرأَ بضم التاءِ، لأَن الآدمي إِذا فعل ما يُنْكِرُه اللّهُ، جاز أَن يقول فيه عَجِـبْتُ، واللّه، عز وجل، قد علم ما أَنْكَره قبل كونه، ولكن الإِنكارُ والعَجَبُ الذي تَلْزَمُ به

الـحُجَّة عند وقوع الشيءِ. وقال ابن الأَنباري في قوله: بل عَجِـبْتُ؛ أَخْبَر عن نفسه بالعَجَب. وهو يريد: بل جازَيْتُهم على عَجَبِـهم من الـحَقِّ، فَسَمّى فِعْلَه باسمِ فِعْلهم.

وقيل: بل عَجِبْتَ، معناه بل عَظُمَ فِعْلُهم عندك. وقد أَخبر اللّه عنهم في غير موضع بالعَجَب من الـحَقِّ؛ قال: أَكَانَ للناسِ عَجَباً؛ وقال: بل عَجِـبُوا أَنْ جاءهم مُنْذِرٌ منهم؛ وقال الكافرون: إِنَّ هذا لشيءٌ عُجابٌ.

ابن الأَعرابي: العَجَبُ النَّظَرُ إِلى شيءٍ غير مأْلوف ولا مُعتادٍ.

وقوله عز وجل: وإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قولُهم؛ الخطابُ للنبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَي هذا موضعُ عَجَبٍ حيث أَنكروا البعْثَ، وقد تبين لهم مِنْ خَلْقِ السمواتِ والأَرض ما دَلَّهم على البَعْث، والبعثُ أَسهلُ في القُدْرة مما قد تَبَيَّـنُوا. وقوله عز وجل: واتَّخَذَ سبيلَه في البحر عَجَباً؛ قال ابن عباس: أَمْسَكَ اللّه تعالى جرْيَةَ البَحْرِ حتى كان مثلَ الطاقِ فكان سَرَباً، وكان لموسى وصاحبه عَجَباً. وفي الحديث: عَجِبَ رَبُّكَ من قوم يُقادُونَ إِلى الجنةِ في السلاسِل؛ أَي عَظُمَ ذلك عنده وكَبُرَ لديه. أَعلم الّله أَنه إِنما يَتَعَجَّبُ الآدميُّ من الشيءِ إِذا عَظُمَ مَوْقِعُه عنده، وخَفِـيَ عليه سببُــه، فأَخبرهم بما يَعْرِفون، ليعلموا مَوْقعَ هذه الأَشياء عنده. وقيل: معنى عَجِبَ رَبُّكَ أَي رَضِـيَ وأَثابَ؛ فسماه عَجَباً مجازاً، وليس بعَجَبٍ في الحقيقة. والأَولُ الوجه كما قال: ويَمْكُرونَ ويَمْكُرُ اللّهُ؛ معناه ويُجازيهم اللّه على مكرهم. وفي الحديث: عَجِبَ رَبُّكَ من شَابٍّ ليستْ له صَبْوَةٌ؛ هو من ذلك.

وفي الحديث: عَجِبَ رَبُّكُمْ من إِلِّكم وقُنُوطِكم. قال ابن الأَثير:

إِطْلاقُ العَجَب على اللّه تعالى مَجَازٌ، لأَنه لا يخفى عليه أَسبابُ

الأَشياء؛ والتَّعَجُّبُ مما خَفِـيَ سببــه ولم يُعْلَم.

وأَعْجَبَه الأَمْرُ: حَمَلَهُ على العَجَبِ منه؛ وأَنشد ثعلب:

يا رُبَّ بَيْضَاءَ على مُهَشَّمَهْ، * أَعْجَبَها أَكْلُ البَعيرِ اليَنَمَهْ

هذه امرأَةٌ رأَتِ الإِبلَ تأْكل، فأَعْجَبها ذلك أَي كَسَبها عَجَباً؛

وكذلك قولُ ابنِ قَيسِ الرُّقَيَّاتِ:

رَأَتْ في الرأْسِ منِّي شَيْــ * ــبَةً، لَسْتُ أُغَيِّبُها

فقالتْ لي: ابنُ قَيْسٍ ذا! * وبَعْضُ الشَّيْءِ يُعْجِـبُها

أَي يَكْسِـبُها التَّعَجُّبَ.

وأُعْجِبَ به: عَجِبَ.

وعَجَّبَه بالشيءِ تَعْجِـيباً: نَبَّهَهُ على التَّعَجُبِ منه.

وقِصَّةٌ عَجَبٌ، وشيء مُعْجِبٌ إِذا كان حَسَناً معدًّا.

والتَّعَجُّبُ: أَن تَرَى الشيءَ يُعْجِـبُكَ، تَظُنُّ أَنك لم تَرَ مِثلَه. وقولهم: للّه زيدٌ! كأَنه جاءَ به اللّه من أَمْرٍ عَجِـيبٍ، وكذلك قولهم: للّه دَرّهُ ! أَي جاءَ اللّهُ بدَرِّه من أَمْرٍ عَجِـيبٍ لكثرته.

وأَمر عُجَابٌ وعُجَّابٌ وعَجَبٌ وعَجِـيبٌ وعَجَبٌ عاجِبٌ وعُجَّابٌ،

على المبالغة، يؤكد به. وفي التنزيل: إِنَّ هذا لشيءٌ عُجَابٌ؛ قرأَ أَبو عبدالرحمن السُّلَمِـيُّ: ان هذا لشيء عُجَّابٌ، بالتشديد؛ وقال الفراء: هو مِثْلُ قولهم رجل كريم، وكُرامٌ وكُرَّامٌ، وكَبيرٌ وكُبَارٌ

وكُبَّارٌ، وعُجَّاب، بالتشديد، أَكثر من عُجَابٍ. وقال صاحب العين: بين العَجِـيب والعُجَاب فَرْقٌ؛ أَمـَّا العَجِـيبُ، فالعَجَبُ يكون مثلَه، وأَمـَّا العُجَاب فالذي تَجاوَزَ حَدَّ العَجَبِ.

وأَعْجَبَهُ الأَمْرُ: سَرَّه. وأُعْجِبَ به كذلك، على

لفظ ما تَقَدَّم في العَجَبِ.

والعَجِـيبُ: الأَمْرُ يُتَعَجَّبُ منه. وأَمْرٌ عَجِـيبٌ: مُعْجِبٌ.

وقولهم: عَجَبٌ عاجِبٌ، كقولهم: لَيْلٌ لائِلٌ، يؤكد به؛ وقوله أَنشده

ثعلب:

وما البُخْلُ يَنْهاني ولا الجُودُ قادَني، * ولكنَّها ضَرْبٌ إِليَّ عَجيبُ

أَرادَ يَنْهاني ويَقُودُني، أَو نَهاني وقَادَني؛ وإِنما عَلَّقَ عَجِـيبٌ بإِليَّ، لأَنه في معنى حَبِـيب، فكأَنه قال: حَبِـيبٌ إِليَّ. قال

الجوهري: ولا يجمع عَجَبٌ ولا عَجِـيبٌ. ويقال: جمعُ عَجِـيب عَجائبُ، مثل أَفِـيل وأَفائِل، وتَبيع وتَبائعَ. وقولهم: أَعاجِـيبُ كأَنه جمع أُعْجُوبةٍ، مثل أُحْدُوثةٍ وأَحاديثَ.

والعُجْبُ: الزُّهُوُّ. ورجل مُعْجَبٌ: مَزْهُوٌّ بما يكون منه حَسَناً

أَو قَبِـيحاً. وقيل: الـمُعْجَبُ الإِنسانُ الـمُعْجَبُ بنفسه أَو بالشيءِ، وقد أُعْجِبَ فلانٌ بنفسه، فهو مُعْجَبٌ برأْيه وبنفسه؛ والاسم

العُجْبُ، بالضم. وقيل: العُجْب فَضْلَةٌ من الـحُمْق صَرَفْتَها إِلى

العُجْبِ. وقولُهم ما أَعجَبَه برأْيه، شاذّ لا يُقاس عليه. والعُجْب: الذي يُحِبُّ مُحادثةَ النساء ولا يأْتي الريبة. والعُجْبُ والعَجْبُ والعِجْبُ: الذي يُعْجِـبُه القُعُود مع النساءِ. والعَجْبُ والعُجْبُ من كل دابة(1)

(1 قوله «والعجب والعجب من كل دابة الخ» كذا بالأصل وهذه عبارة التهذيب بالحرف وليس فيها ذكر العجب مرتين بل قال والعجب من كل دابة الخ. وضبطه بشكل القلم بفتح فسكون كالصحاح والمحكم وصرح به المجد والفيومي وصاحب المختار لاسيما وأُصول هذه المادة متوفرة عندنا فتكرار العجب في نسخة اللسان ليس إلا من الناسخ اغتر به شارح القاموس فقال عند قول المجد: العجب، بالفتح وبالضم، من كل دابة ما انضم إلى آخر ما هنا ولم يساعده على ذلك أصل صحيح،

ان هذا لشيء عجاب.): ما انْضَمَّ عليه الوَرِكان من أَصل الذَّنَبِ

الـمَغْروز في مؤخر العَجُزِ؛ وقيل: هو أَصلُ الذَّنَبِ كُلُّه. وقال اللحياني: هو أَصْلُ الذَّنَبِ وعَظْمُه، وهو العُصْعُصُ؛ والجمعُ أَعْجابٌ وعُجُوبٌ. وفي الحديث: كُلُّ ابنِ آدمَ يَبْلَى إِلا العَجْبَ؛ وفي رواية: إِلاَّ عَجْبَ الذَّنَب. العَجْبُ، بالسكون: العظم الذي في أَسفل الصُّلْب عند العَجُز، وهو العَسِـيبُ من الدَّوابِّ. وناقة عَجْباءُ: بَيِّنَةُ العَجَبِ، غلِـيظةُ عَجْبِ الذَّنَب، وقد عَجِـبَتْ عَجَباً. ويقال: أَشَدُّ ما عَجُبَتِ الناقةُ إِذا دَقَّ أَعْلى مُؤَخَّرِها، وأَشْرَفَتْ

جاعِرَتاها. والعَجْباءُ أَيضاً: التي دَق أَعلى مُؤَخَّرها، وأَشرَفَتْ

جاعِرَتاها، وهي خلْقَةٌ قبيحة فيمن كانت. وعَجْبُ الكَثِـيبِ: آخِرُه

الـمُسْتَدِقُّ منه، والجمعُ عُجُوب؛ قال لبيد:

يَجْتابُ أَصْلاً قالِصاً مُتَنَبِّذاً * بعُجُوبِ أَنْقاءٍ، يَميلُ هَيامُها

ومعنى يَجتابُ: يَقْطَع؛ ومن روى يَجْتافُ، بالفاءِ، فمعناه يَدْخُلُ؛

يصف مطراً. والقالِصُ: المرتفعُ. والـمُتَنَبِّذُ: الـمُتَنَحِّي ناحيةً.

والـهَيَامُ: الرَّمْل الذي يَنْهار. وقيل: عَجْبُ كلّ شيءٍ مُؤَخَّرُه.

وبَنُو عَجْبٍ: قبيلة؛ وقيل: بَنُو عَجْبٍ بطن. وذكر أَبو زيد خارجةُ

بنُ زيدٍ أَن حَسَّان بنَ ثابتٍ أَنشد قوله:

انْظُرْ خَليلِي ببَطْنِ جِلَّقَ هلْ * تُونِسُ، دونَ البَلْقاءِ، مِن أَحَدِ

فبكى حَسَّان بذِكْرِ ما كان فيه من صِحَّة البصر والشَّبابِ، بعدما

كُفَّ بَصَرُه، وكان ابنه عبدُالرحمن حاضِراً فسُرَّ ببكاءِ أَبيه. قال

خارجةُ: يقول عَجِـبْتُ من سُروره ببكاءِ أَبيه؛ قال ومثله قوله:

فقالتْ لي: ابنُ قَيْسٍ ذا! * وبعضُ الشَّيءِ يُعْجِـبُها

أَي تَتَعَجَّبُ منه. أَرادَ أَابنُ قَيْسٍ، فتَرك الأَلفَ الأُولى.

عجب
: (العَجْبُ، بالفَتْح) وبِالضَّمِّ، مِنْ كُلِّ دَابَّة: مَا انْضَمَّ عَلَيْهِ الوَرِكْ مِنْ (أَصْل الذَّنَبِ) المَغْرُوزِ فِي مُؤَخَّرِ العَجُزِ، وقِيل هُوَ أَصْلُ الذَّنَبِ كُلِّه. وَقَالَ اللِّحْيانِيّ: هُوَ أَصْلُ الذَّنَب وَعَظمهُ؛ وَهُوَ العُصْعُصُ، أَوْ هُوَ رَأْسُ العُصْعُصِ وَفِي الحدِيثِ: (كُلُّ ابْنِ آدَمَ يَبْلَى إِلَّا العَجْبَ) وَفِي رِوَايَةَ (إِلّا عَجْبَ الذَّنَبِ) ، وهُو العَظْمُ الَّذِي فِي أَسْفَلِ الصُّلْبِ عِنْدَ العَجُزِ؛ وَهُوَ العَسِيبُ مِنَ الدَّوَابِّ. ويُقَالُ: هُوَ كَحَبِّ الخَرْدَلِ. وعبارَة الزِّمَخْشَرِيّ فِي الفَائِقِ: أَنَّه عَظْمٌ بَيْن الأَلْيَتَيْنِ. ونَقَل شَيْخُنا عَنْ عِنايَة الخَفَاحِيِّ أَنهُ يُقَالُ فِيهِ: العَجْمُ أَي بِقَلْبِ البَاء مِيماً، ويُثَلَّث، أَي حِينئذٍ، وشَيْخُنَا صَرفَ تَثْلِيثَه حَالَةَ كَوْنهِ بالبَاء، وَلَا قَائِلَ بِهِ. فتَأَمَّل تَرْشُد. قُلت: وكَوْنُ العَجْبِ بالميمِ رَوَاهُ اللِّحْيَانِيّ فِي نَوَادِرِه. (و) قِيلَ: العَجْبُ: (مُؤَخَّر كُلِّ شَيْء) ، وَمِنْه عَجْبُ الكَثِيبِ وَهُوَ آخِره المُسْتَدِقُّ مِنْهُ، والجَمْعُ عُجُوبٌ، بالضَّمِّ، وَهُوَ مَجَزٌ، كَمَا فِي الأَسَاسِ. قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ المَطَرَ:
يَجْتَابُ أَعصْلاً قَالِصاً مُتَنَبِّذاً
بعُجُوبِ أَنْقَاءٍ يَمِيلُ هَيَامُهَا
(و) بَنُو عَبٍ: (قَبِيلَةٌ) فِي قَيْسٍ، وَهُوَ عَجْبُ بْنُ ثَعْلَبَة بْنِ سَعْدِ بْنِ ذُبْيَانَ، منْ ذُرِّيَّتِه قُطْبَةُ بنُ مَالِكِ الصَّحَابِيُّ وابْنُ أَخِيهِ زيَادُ بْنُ عَلَاقَة. ولَقِيطُ بنُ شَيْبَانَ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ جَعْدَةَ بْنِ العَجْلَان بْنِ سَعْدِ بْنِ جَشْوَرَة بْنِ عَجبٍ، هَذَا شَاعِرٌ.
وعَجَبٌ مُحَرَّكَةً: بَطْنٌ آخر فِي جُهَيْنَةَ، وَهُوَ عَجَبُ بْنُ نَصرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَطَفَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ.
وأَعْجَبُ، كَأَفْعَلَ، فِي قُضَاعَةَ، وَهُوَ أَعْجَبُ بْنُ قُدَامَةَ بْنِ جَرْم بن رَبَّان، الثَّلَاثَة ذَكَرَهُم الوَزِيرُ أَبُو القَاسِم المَغْرِبِيّ فِي الإِينَاس، نَقَلَه شَيْخُنا وَلم يَضْبُط الثَّانِيَة.
(و) العُجْبُ (بالضَّمِّ: الزَّهْوُ والكِبْرُ) . ورَجُلٌ مُعْجَبٌ: مَزْهُوٌّ بِمَا يَكُونُ مِنْهُ حَسَناً أَو قَبِيحاً.
وَقيل: المُعْجَبُ، الإِنْسَانُ المُعْجَب بِنَفْسِه أَوْ بِالشَّيْءِ. وَقد أُعْجِبَ فُلَانٌ بِنَفْسِه فَهو مُعْجَبٌ بِرَأْيِهِ وبِنَفْسِه. والاسْمُ العُجْبُ، وَقِيلَ: العُجْبُ: فَضْلَةٌ من الحُمْقِ صَرَفْتَهَا إِلَى العُجْب. ونَقَل شَيْخُنَا عَن الرَّاغِبِ فِي الفَرْقِ بَيْن المُعْجَبِ والتَّائِهِ، فَقَالَ: المُعْجَبُ يُصَدِّقُ نَفْسَه فِيمَا يَظُنُّ بِهَا وَهْماً. والتَّائِهُ يُصَدِّقُها قَطْعاً.
(و) العُجْبُ: (الرَّجُلُ) يُحِب مُحَادَثَةَ النِّسَاءِ وَلَا يَأْتِي البرِّيبَة، وقِيلَ. الذِي (يُعْجِبُه القُعُودُ مَعَ النِّسَاءِ) ومَحَادَثَتُهُن وَلَا يَأْتِي الرِّيبة (أَو تُعْجَبُ النِّسَاءُ بِهِ، ويُثَلَّثُ) ، نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ، لَا اعْتِدَادَ، بِمَا نَقَلَه شَيْخُنا الإِنْكَارَ عَنِ الْبَعْضِ.
(و) العُجْبُ: (إِنْكَارُ مَا يَرِدُ عَلَيْكَ) لِقِلّة اعْتِيَادِه (كالعَجَبِ مُحَرَّكَةً) وعَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ: العُجْبُ: النَّظَرُ إِلَى شَيْءٍ غَيْرِ مَأْلُوفٍ وَلَا مُعْتَاد، (وجَمْعُهَا) ، هَكَذَا فِي نُسْخَتِنَا، ولَعَلَّه المُرَادُ بِهِ جَمْعُ الثَّلَاثَة وَهُوَ عَجْبُ الذَّنَب والعُجْب بلْغَتَيْهِ (أَعْجَابٌ) ، أَو الصَّوَابُ تَذْكِيرُ الضَّمِيرِ، كَمَا فِي غَيْرِ كِتَاب، قَالَ:
يَا عَجَباً للدَّهْرِ ذِي الأَعْجابِ
الأَحْدَبِ البُرْغُوثِ ذِي الأَنْيَابِ
(و) يُقَال (جَمع عَجِيب عَجَائِبُ) مِثْلُ أَفِيلٍ وأَفَائلَ، وتَبِيعٍ وتَبَائعَ. (أَوْ لَا يُجْمَعَانِ) ، قَالَهُ الجَوْهَرِيّ. فَقَوْلُ شَيْخِنا: وَلم يَذْكُر عَدَمَ جَمْعِيَّتِهِ أَي عَجِيبٍ غيرُ المُصَنِّف، غَيْرُ سَدِيدٍ، بل مُعَارَضَة سَمَاع بعقل، والعَجَبُ أَنَّه نَقَلَ كَلَام الجَوْهَرِيِّ فِيمَا بَعْد عِنْدَ مَا رَدَّ عَلَى صَاحِبِ النَّامُوسِ ولَمْ يَتَنَبَّه لَهُ وسَدَّدَ سَهْم المَلَامِ عَلَى المُؤَلِّف وَجَدَلَهُ.
وَقد عَجِبَ منْه يَعْجَبُ عَجَباً (والاسْمُ العَجِيبَةُ والأُعْجُوبَةُ) بالضَّمِّ (وتَعَجَّبْتُ مِنْهُ واسْتَعْجَبْتُ مِنْه كعَجِبْتُ مِنْه) أَي ثُلَاثِيًّا.
فِي لِسَانِ العَرَبِ: التَّعَجُّب مِمّا خَفِيَ سَبَبُــه وَلم يُعْلَم. وقَالَ أَيْضاً: التَّعَجُّب: أَنْ تَرَى الشيءَ يُعْجِبُك تَظُنُّ أَنَّكَ لَمْ تَرَ مِثْلَه. ونَقَل شَيخُنَا مِنْ حَوَاشِي القَامُوسِ القَدِيمَة حَاصِل مَا ذَكَرَه أَهْلُ اللُّغَةِ فِي هَذَا المَعْنَى: أَنَّ التَّعَجُّبَ حَيْرَةٌ تَعْرِض لِلإِنْسَانِ عِنْد سَبَبِ جَهْلِ الشَّيْء، ولَيْسَ هُوَ سَبَبــاً لَه فِي ذَاتِه، بَلْ هُوَ حَالَة بحَسَبِ الإِضَافَة إِلَى مَنْ يَعْرِف الــسَّبَبَ وَمَنْ لَا يَعْرِفُه، ولِهَذَا قَالَ قومٌ: كُلُّ شَيْءٍ عَجَبٌ، قَالَه الرَّاغِبُ: وَبَعْضُهُم خَصَّ التَّعَجُّبَ بالحَسَنِ فَقَط وقَال بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَة: يُقَالُ أُعْجِبَ فلانٌ بنَفْسِه وبِرَأْيه فَهُوَ مُعْجَبٌ بِهِمَا، والاسْمُ العَجَبُ، وَلَا يَكُونُ إِلّا فِي المُسْتَحْسَن، وتَعَجَّبَ مِنْ كَذَا، والاسْمُ العَجَب وَلَا يَكُونُ إِلَّا فِي المُسْتَحْسَنِ. واسْتَعْجَبَ مِنْ كَذَا، والاسْمُ العَجَبُ مُحَرَّكَة وَيَكُونُ فِي الحَسَنِ وغَيْرِه.
قُلْتُ: هَذَا التَّفْصِيلُ حَسَن إِلَّا أَنَّ العُجْبَ بالضَّمِّ الَّذِي فِي الوَجْهِ الأَوّلِ إِنَّمَا هُوَ بمَعْنَى الزَّهْوِ والتَّكَبُّرِ، وَهُوَ غَيْرُ مُسْتَحْسَنِ فِي نَفْسِه، كَمَا عَرّفْنَاه آنِفا. ونَقَلَ شَيْخُنَا أَيضاً عَن بَعْضِ أَئِمَّةِ النُّحَاةِ: التَّعَجُّبِ: انْفِعَالُ النَّفْسِ لزِيَادَة وَصْفٍ فِي المُتَعَجَّبِ مِنْه، نَحْو: مَا أَشْجَعَه. قَالَ: وَمَا وَرَدَ فِي القرآنِ، مِنْ ذَلِك نَحْو {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ} (مَرْيَم: 38) فإِنَّما هُوَ بالنَّظَر إِلَى السَّامِع، والمَعْنَى: لَو شَاهَدْتَهم لَقُلْتَ ذَلِك مُتَعَجِّباً مِنْهم. انْتهى.
(وَعَجَّبْتُه) بالشَّيْءِ (تَعْجِيباً) أَي نَبّهْتُه عَلَى التَّعَجُّبِ مِنْهُ.
والاسْتِعْجَاب: شِدَّةُ التَّعَجُّبِ، كَذَا فِي الأَسَاس ولِسَان العَرَبِ، قَالَ:
ومُسْتَعْجِبٍ مِمَّا يَرَى مِنْ أَنَاتِنَا
وَلَو زَبَنَتْهُ الحَرْبُ لم يَتَرَمْرَمِ
(و) قَوْلهم: (مَا أَعْجَبَه بِرَأْيِه، شَاذٌّ) لَا يُقَاسُ عَلَيْه، أَي لِبِنَائِه مِنَ المَجْهُول كَمَا أَزْهَاهُ وَمَا أَشْغَلَه، والأَصْلُ فِي التَّعَجُّب أَن لَا يُبْنَى إِلَّا مِنَ المَعْلُومِ.
(والتَّعَاجِيبُ: العَجَائِبُ) لَا وَاحِدَ لَهَا من لَفْظِهَا. وَفِي النَّاموس: الأَظْهَرُ أَنَّهَا الأَعَاجِيبُ، وَهَذَا يَدُلُّ على قِلَّة اطَّلاعِه على النَّقْل، وَقد أَسْبَقْنَا فِي المَطَايِب مَا يُفْضِي إِلَى العَجَائِب، وَقد نَبَّه عَلَى ذَلِكَ شَيْخُنَا فِي حَاشِيَته وكَفَانا مَؤونَةَ الرَّدِّ عَليْهِ، عَفَا اللهُ عَنْهُمَا، وأَنْشَدَ فِي الصَّحَاحِ وغَيْره:
وَمِنْ تَعَاجِيب خَلْقِ اللهِ غَاطِيَةٌ
يُعْصَرُ مِنْهَا مُلَاحِيٌّ وغِرْبِيبُ
الغَاطِيَة: الكَرْمُ.
(وأَعْجَبَه) الأَمْرُ: (حَمَلَه عَلَى العَجَبِ مْنُهُ) أَنْشَدَ ثَعْلَب:
يَا رُبَّ بَيْضَاءَ عَلَى مُهَشَّمَهْ
أَعجبهَا أَكْلُ البَعِيرِ اليَنَمَهْ
هَذِه امرأَةٌ رَأَتِ الإِبِلَ تَأْكُلُ فأَعْجَبَهَا ذَلِكَ أَي كَسَبَهَا عَجَباً. وكَذَلِكَ قَوْلُ ابْنِ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ:
رَأَتْ فِي الرَّأْس مِنِّي شَيْ
بَةً لَسْتُ أُغَيِّبُهَا
فَقَالَت لِي ابْنُ قَيْسٍ ذَا
وبَعْضُ الشَّيْب يُعْجِبُها
أَي يَكْسِبُها التَّعَجُّب.
(وأُعْجِبَ بِهِ) ، مَبْنِيًّا للمَفْعُول: (عَجِبَ وسُرَّ) بِالضَّمِّ من السُّرور (كأَعْجَبَه) الأَمْرُ إِذَا سَرَّه. (و) يُقَالُ: (أَمْرٌ عَجَبٌ) ، مُحَرَّكَةً (وعَجِيبٌ) كَأَمِيرٍ (وعُجَابٌ) كغُرَابٍ (وعُجَّابٌ) كرُمَّانٍ، أَي يُتَعَجَّبُ مِنْه، وأَمْرٌ عَجِيبٌ أَي مُعْجِب، وَفِي التَّنْزِيل: {إِنَّ هَاذَا لَشَىْء عُجَابٌ} (صلله: 5) وقَرأَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَن السُّلَمِي (إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَّابٌ) بالتَّشْدِيدِ. قَالَ الفَرَّاءُ: هُوَ مِثْلُ قَوْلِهِم: رَجُلٌ كَرِيمٌ وكُرَامٌ وكُرَّامٌ، وكَبِيرٌ وكُبَارٌ. وعُجَّابٌ بالتَّشْديدِ أَكْثَرُ مِنْ عُجَابٍ.
(و) قَوْلُهُم: (عَجَبٌ عَاجِبٌ) كَليْلٍ لَائِلٍ (و) عَجَبٌ (عُجَابٌ) ، على المُبَالَغَةِ، كلَاهُمَا يُؤَكَّدُ بِهِمَا (أَو العَجِيبُ كالعَجَبِ) أَي يَكُونُ مِثْلَه (و) أَمَّا (العُجَاب) فَإِنَّه (مَا جَاوَزَ) ، كَذَا فِي نُسْخَةِ العَيْنِ، ويُوجَدُ فِي بَعْضِ نُسَخ الكِتَاب، مَا يتَجَاوَزَ (حَدَّ العَجَبِ) ، وهَذَا الفَرْقُ نَصُّ كِتَابِ العَيْنِ.
(والعَجْبَاءُ: الَّتِي يُتَعَجَّبُ مِنْ حُسْنِهَا و) الّتي يُتَعَجَّبُ (من قُبْحِهَا) نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ. قَال شَيْخُنَا: وإِذَا كَانَ مُتَعَلَّقُ التَّعَجُّبِ فِي حالَتَيِ الحُسْنِ والقُبْحِ واحِداً وَهُوَ بُلُوغُ النِّهَايَةِ فِي كِلْتَا الحَالَتَيْنِ فَقَوْلُ المُؤَلِّف وَهُوَ (ضِدٌّ) مَحَلُّ تَأَمُّل. ويَدُلُّ عَلَى العُمُوم مَا نَقَلَه سَابِقاً إِنْكَارُ مَا يَرِدُ عَلَيْكَ، كَمَا هُوَ ظَاهِر.
(و) اقْتَصَر فِي لِسَان الْعَرَب عَلَى أَنَّ العَجْبَاءَ هِيَ (النَّاقَةُ) الَّتِي (دَقَّ) أَعْلَى (مُؤَخَّرِهَا وأَشْرَفَ) ، كَذَا فِي النُّسَخِ وصَوَابُه أَشْرَفَت (جَاعِرَتَاهَا) ، وهِي خِلْقَةٌ قَبِيحَةٌ فِيمَن كَانَت. ويُقَال: لَشَدَّ مَا عَجُبَت النَّاقَةُ، إِذَا كَانَتْ كَذَلكَ وقَد عَحِبَتْ عَجَباً. (و) نَاقَةٌ عَجْبَاءُ: بَيِّنَةُ العَجَبِ أَي (الغَلِيظة) عَجْبِ الذَّنَب (وجَمَلٌ أَعْجَبُ) إِذَا كَانَ غَلِيظاً.
(و) يُقَالُ: (رجُلٌ تعْجَابَة بالكَسْر) أَي (ذُو أَعَاجِيبَ) وَهِيَ جَمْعُ أُعْجُوبَة، وقَدْ تَقَدَّم (و) فِي التَّنْزِيل: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخُرُونَ} (الصافات: 12) قَرَأَ حَمْزَةُ والكِسَائِيُّ بضَمِّ التَّاءِ وَكَذَا قِرَاءَة عَلِيّ بْنِ أَبي طَالب وابْنِ عَبَّاس، وقَرَأَ ابْنُ كَثير ونَافِع وابْنُ عَامر وعاصِم وأَبُو عَمْرو بنَصْب التَّاءِ. والعَجَبُ وإِنْ أُسْندَ إِلَى اللهِ تَعَالَى فلَيْسَ مَعْنَاه منَ اللهِ كمَعْناه مِنَ العبَاد.
وقَال الزَّجَّاجُ: وأَصْلُ العَجَب فِي اللُّغَة أَنَّ الإِنْسَانَ إِذَا رَأَى مَا يُنْكِرهُ ويَقِلُّ مِثْلُه قَالَ: قَد عَجِبْتُ مِنْ كَذَا وعَلى هَذَا (مَعْنَى) قِرَاءَةِ مَنْ قَرَأَ بضَمِّ التَّاءِ، لأَن الآَدَمِيَّ إِذَا فَعَل مَا يُنْكِرُه اللهُ تَعَالَى جَاز أَنْ يَقُولَ فِيهِ: عَجِبْتُ، وَالله عَزَّ وَجَلَّ قدْ عَلِمَ مَا أَنْكَرَه قَبْلَ كَوْنِه، ولكنَّ الإِنْكار والعَجَبَ الَّذِي تلْزَم بِهِ الحُجَّة عِنْدَ وُقُوعِ الشَّيْء. وقَالَ ابْنُ الأَنْبَارِيِّ: أَخْبَرَ عَنْ نَفْسِه بالعَجَب وَهُوَ يُرِيدُ: بل جَازَيْتُهُم على عَجَبِهِم مِنَ الحَقّ، فَسَمَّى فِعْلَه باسْم فِعْلِهم. وَقيل: بَلْ عَجِبْتَ مَعْنَاه بل عَظُم فعْلُهم عنْدَكَ.
وَعَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ} (الرَّعْد: 5) الخِطَابُ للنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم، أَي هَذَا مَوْضِعُ عَجَبٍ حَيْثُ أَنْكَرُوا البَعْثَ، وقَدْ تَبَيَّن لَهُم مِنْ خَلْقِ السَّموَات والأَرْض مَا دَلَّهُم عَلَى البَعْث، والبَعْثُ أَسْهَلُ فِي القُدْرَةِ ممَّا قَدْ تَبَيَّنُوا.
وَفِي النِّهَايَة، وَفي الحَديث: (عَجِبَ رَبُّكَ منْ قَومٍ يُقَادُون إِلَى الجَنَّة فِي السَّلَاسِلِ) أَي عَظُم ذَلِك عنْدَه وكَبُر لَدَيْه، أَعْلَم اللهُ أَنّهُ إِنَّمَا يتَعَجَّبُ الآدَمِيُّ من الشَّيْءِ إِذَا عَظُم مَوْقِعُه عنْدَه وَخفِيَ عَلَيْه سَبَبُــه، فأَخْبَرَهم بِمَا يَعْرِفُون ليَعْلَمُوا مَوْقعَ هَذه الأَشْيَاءِ عنْدَه. وقِيلَ (العَجَبُ من اللهِ: الرِّضَا) فمَعْنَاه أَي عَجِبَ رَبُّك وأَثَابَ، فسَمَّاه عَجَباً مَجَازاً، وَلَيْسَ بِعَجَبٍ فِي الحَقيقَة. والأَوّل الوَجْهُ، كَمَا قَالَ: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ} (الْأَنْفَال: 30) مَعْنَاه ويُجَازِيم اللهُ عَلَى مَكْرِهِم. وَفِي الحَديثِ: (عَجِبَ رَبُّكَ مِنْ شَابَ لَيْسَت لَهُ صَبْوَةٌ) وَفِي آخرَ: (عَجِب رَبُّكم مِنْ إِلِّكم وقُنُوطكم) . قَال ابْنُ الأَثصِير: إِطْلَاقُ العَجَبِ عَلَى اللهِ تَعَالَى مَجَاز، لأَنَّه لَا يَخْفَى عَلَيْه أَسْبَابُ الأَشْيَاءِ. كُلُّ ذلِك فِي لِسَان الْعَرَبِ.
(و) عَجَبٌ، مُحَرَّكة، أَخُو القَاضي شُرَيْح، وَفِيه المَثَل: (أَعْذرْ عَجَبُ) (يَضْرِبُه) المُعْتَذر عندَ وُضُوح عُذْرِه كَذَا فِي المُسْتَقْصَى.
و (أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ البَكْرِيُّ شُهِرَ بابْن عَجَبٍ، وَسَعِيدُ بْنُ عَجَب، مُحَرَّكَتَيْنِ) مُحَدِّثَانِ، هكَذَا فِي سَائِرِ النُّسَخ، ومِثْلُه للصَّاغَانِيّ، وَهُوَ غَلَطٌ قَلَّدَ فِيهِ الصَّاغَانِيّ والصَّوَابُ أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ سَعيد الَّذِي ذَكَرَه وَالِدُه هُوَ سَعِيدُ بْنُ عَجَبٍ الَّذِي تَلَاهُ فيمَا بَعْد. وتَحْقِيقُ المَقَام أَنَّ سَعِيدَ بْنَ عَجَبٍ، مُحَرَّكَة، لَهُ ذِكْرٌ فِي المَغَارِبَة، وابْنُه أَحْمَدُ تَفَقَّه عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ ذَرْب، وابنُه عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَد بْنِ سَعِيد بْنِ عَجَبٍ، ذَكَرَه ابْنُ بَشْكَوَال، فَتَأَمَّل.
(ومُنْيَةُ) بالضَّم (عَجَبٍ) مُحَرَّكَةً: (د بالمَغْرِبِ) الأَقْصَى وَهِي جِهَةٌ بالأَنْدَلُسِ.
(و) فِي النَّوَادِرِ: (تَعَجَّبَنِي) فُلانٌ وَتَفَتَّنَنِي، أَيْ (تَصَبَّانِي) .
(و) عُجَيْبَةُ (كَجُهَيْنَةَ: رَجُلٌ) ، وَهُوَ عُجَيْبَةُ بْنُ عَبْد الحَميد، مِنْ أَهْلِ اليَمَامة. وحَكِيمُ بْنُ عُجَيْبَة، كُوفِيٌّ ضَعِيفٌ غَالٍ فِي التَّشَيُّع، قَالَه العِجْلِيّ. (وأَعْجَبَ جَاهِلاً: لَقَبُ رَجُل) كتَأَبَّطَ شَرًّا. وَهُوَ شَيْءٌ مُعْجبٌ إِذَا كَانَ حَسَناً جِدًّا وَقَوْلُهم: للهِ زَيْدٌ، كأَنَّه جَاءَ بِهِ اللهُ مِنْ أَمْر عَجِيبٍ، وكَذلِكَ قَوْلُهُم: للهِ دَرُّه أَي جَاءَ اللهُ بِدَرِّه مِنْ أَمْرٍ عَجِيبٍ لِكَثْرَتِه.
وَفِي الأَسَاسِ: أَبُو العَجَب: الشَّعْوذِيُّ، وكُلُّ مَنْ يَأْتِي بالأَعَاجِيبِ. وَمَا فُلَانٌ إِلَا عَحَبَةٌ مِنَ العَجَب.
قُلْتُ: وأَبُو العَجَب مِنْ كُنَى الدَّهْرِ، رَاجِعْه فِي شَرْحِ المَقَامَات.
وعَجِبَ إِلَيْهِ: أَحَبَّه. أَنْشَدَ ثَعْلَب:
وَمَا البُخْلُ يَنْهَانِي وَلَا الجُودُقَادَنِي
وَلَكِنَّها ضَرْبٌ إِلَيَّ عَجِيبُ
أَي حَبِيبٌ وأَرَادَ يَنْهَاني وَيقُودُني، كَذَا فِي لِسَان العَرَبِ.
وأَبُو عَجِيبَة: كُنْيَةُ الحَسَنِ بْنِ مُوسَى الحَضْرَمِيّ، رَوَى عَنْه عَبْدُ الوَهَّاب بْنُ سَعِيدِ بْن عُثْمَان الحَمْرَاوِيُّ، كَذَا فِي كِتَابِ النّورِ المَاحِي للِظَّلَام، لأَبِي مُحَمَّد جَبْرِ بْنِ مُحَمَّد بْنِ جَبْرِ بْنِ هِشَامٍ القُرْطُبِيّ، قُدِّسَ سِرُّه، وضَبَطَه الحَافِظُ بالنُّونِ بَدَلَ المُوَحَّدَة وسَيَأْتِي.
وبَنُو عَجِيبٍ كأَمِيرٍ: بَطنٌ مِنَ العَرَبِ.
(عجب) مِنْهُ عجبا وعجبا وعجبا أنكرهُ لقلَّة اعتياده إِيَّاه
ع ج ب

قصة عجب. وأبو العجب: الشعوذيّ وكلّ من يأتي بالأعاجيب. وهو تعجابة كتلعابة: للكثير الأعاجيب. وعن عبض العرب: ما فلان إلا عجبة من العجب. والاستعجاب: فرط التعجب. قال أوس:

ومستعجب مما يرى من أناتنا ... ولو زبنته الحرب لم يترمرم

ومن المستعار: عجب الكثيب: لما استدق من مؤخّره. قال لبيد:

تجتاف أصلاً قالصاً متنبّذاً ... بعجوب أنقاء يميل هيامها

عجب


عَجِبَ(n. ac. عَجَب)
a. [Min
or
La], Wondered, marvelled at; was astonished at.

عَجَّبَa. Astonished, caused to wonder.

أَعْجَبَa. see IIb. [pass.] [Bi], Admired, was astonished at, was struck with; was
infatuated with (himself).
تَعَجَّبَ
Vإِسْتَعْجَبَ
a. [Min]
see I
عَجْب
(pl.
عُجُوْب)
a. Tail-bone.

عَجَب
(pl.
أَعْجَاْب)
a. Wonder, astonishment.
b. see 25 (a)
عُجَاْبa. see 25 (a) (b).
عَجِيْبa. Wonderful, astonishing, marvellous;
extraordinary.
b. Strange, odd, bizarre; eccentric.
c. Loved, beloved.

عَجِيْبَة
(pl.
عَجَاْئِبُ)
a. Wonder, marvel; prodigy; miracle.

عُجَّاْبa. see 25 (a)
N. Ag.
أَعْجَبَa. Admirable; pleasing, charming.

N. P.
أَعْجَبَa. Vain, conceited, selfcomplacent; prig.

N. Ac.
تَعَجَّبَa. Astonishment, wonder; admiration.

أَعْجُوْبَة (pl.
أَعَاْجِيْبُ)
a. see 25t
يَا لِلعَجَب
a. O case of wonder !

عَُجْد
a. Grapes; raisins.
الْعين والجم وَالْبَاء

العُجْب، والعَجَب: إِنْكَار مَا يرد عَلَيْك لقلَّة اعتياده. وَجمع العَجَب أعجاب. قَالَ:

يَا عَجَبا للدَّهْرِ ذِي الأَعْجابِ ... الأحْدَبِ البُرْغوثِ ذِي الأنْيابِ

وَقد عَجِب مِنْهُ عَجَبا، وتعَجَّب، واسْتَعْجَب. قَالَ أَوْس:

ومُسْتَعْجِبٍ ممَّا يُرَى من أناتِنا ... وَلَو زَبَنَتْه الحرْبُ لم يَترَمْرَمِ

وَالِاسْم العَجيبة، والأُعْجوبة.

والتَّعاجيب: العَجائب، لَا وَاحِد لَهَا.

وَأَعْجَبهُ الْأَمر: حمله على العَجَبِ مِنْهُ. أنْشد ثَعْلَب:

يَا رُبَّ بَيْضاءَ على مُهَشَّمَهْ

أعْجَبها أكلُ البَعير اليَنَمَهْ هَذِه امْرَأَة رَأَتْ الْإِبِل تَأْكُل، فأعجبها ذَلِك، أَي كَسَبَها عَجَبا. وَكَذَلِكَ قَول ابْن قيس الرقيات:

رأتْ فِي الرأسِ مِنِّي شَيْ ... بَةً لَسْتُ أُغَيِّبُها

فقالتْ لي ابنُ قَيس ذَا ... وبَعضُ الشَّيْء يُعْجِبها

أَي يكسبها التَّعَجُّب.

وأعْجِب بِهِ: عَجِب وعَجَّبه الشَّيْء: نبَّهه على التعجُّب مِنْهُ.

وَأمر عَجَب، وعَجِيب، وعُجاب، وعُجَّاب، وعَجَبٌ عاجِب وعُجَّاب، على الْمُبَالغَة. وَقَالَ صَاحب الْعين: بَين العجيب والعُجَاب فرق، أما العَجيب فالعَجَب كَون مثله، وَأما العُجاب فَالَّذِي يُجَاوز حدَّ العَجَب.

وَأَعْجَبهُ الْأَمر: سَرَّه. وأُعْجِب بِهِ: كَذَلِك، على لفظ مَا تقدم فِي العَجَب.

وأمْرٌ عَجِيب: مُعْجِب. وَقَوله، أنْشدهُ ثَعْلَب

وَمَا البُخلُ يَنْهانِي وَلَا الجُودُ قادَني ... ولكِنَّها ضَرْبٌ إلىَّ عَجِيبُ

أَرَادَ ينهاني ويقودني، أَو نهاني وقادني. إِنَّمَا علَّق " عَجيب " بإلى، لِأَنَّهُ فِي معنى حبيب، فَكَأَنَّهُ قَالَ: حبيبٌ إليَّ.

والعُجْب: الزهو.

وَرجل مُعْجَب: مزهو بِمَا يكون مِنْهُ، حسنا أَو قبيحا.

والعَجَب والعُجْبُ: مَا انْضَمَّ عَلَيْهِ الورك من الذَّنب. وَقيل: هُوَ أصل الذَّنب كُله. وَقَالَ اللَّحيانيّ: هُوَ أصل الذَّنب وعظمه. وَالْجمع: أعجاب، وعُجُوب.

وناقة عَجْباء: بَيِّنَة العَجَب، غَلِيظَة عَجْبِ الذَّنب. وَقد عَجِبتْ عَجَبا. والعَجْباء أَيْضا: الَّتِي دَقَّ أَعلَى مؤخِّرها، وأشرفت جاعِرَتاها.

وعَجْبُ الْكَثِيب: آخِره المستدق. وَالْجمع: عُجُوب. وَقيل: عَجْب كل شَيْء: مؤخره. وَبَنُو عَجَب: بطن.

عجب

1 عَجِبَ مِنْهُ, (S, O, Msb, K,) [and لَهُ, as shown by what follows,] aor. ـَ inf. n. عَجَبٌ; (Msb, TA;) and منه ↓ تعجّب, and ↓ استعجب منه, (S, O, Msb, K,) which two are syn. each with the other, (S, O, K,) and with the first also; (S, K;) all signify He wondered at it; i. e. he deemed it strange, extraordinary, or improbable, said of a thing occurring, or presenting itself, to him; (K, TA;) on account of his being little accustomed to it: (TA:) or the first signifies [as above, i. e.] he deemed it strange, extraordinary, or improbable: and ↓ تَعَجُّبٌ is of two kinds; one is [the wondering] at a thing which one commends, and it means the accounting (a thing) good or goodly, or approving [it], and expressing one's approval of a thing; and the other is at a thing that one dislikes, and it means the deeming [a thing] strange, extraordinary, or improbable, and discommending [it]: (Msb:) or, accord. to some of the grammarians, it signifies the mind's becoming affected, or acted upon, by some excessive quality in the thing by which it is so affected; [so that it may be rendered the becoming affected with wonder;] as when one says مَا أَشْجَعَهُ [“ how courageous is he! ”] and أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ [“ how clearly shall they hear! and how clearly shall they see! ”]: (Msb, MF, TA:) or it is [the wondering] at a thing of which the cause, or reason, is hidden, and not known: or it is when one sees a thing that pleases him, and thinks that he has not seen the like of it: (L, TA:) [therefore تَعَجَّبَ مِنْهُ may be rendered he wondered at it, and he admired it:] accord. to some, it peculiarly relates to what is deemed good or goodly, or approved; [though this is inconsistent with the application of the grammatical term فِعْلُ التَّعَجُّبِ the verb of wonder;] and the subst. derived from it is ↓ عَجْبٌ: and ↓ استعجب relates to what is good or goodly or approved, and to what is otherwise; and the subst. is ↓ عَجَبٌ [which is also the inf. n. of عَجِبَ]: or accord. to the A and L, ↓ استعجب signifies he wondered at a thing intensely; or became affected with intense wonder. (TA.) b2: [عَجَبًا لِهٰذَا, a phrase of common occurrence, (mentioned in the K voce وَيْبٌ, &c.,) is for أَعْجَبُ عَجَبًا لِهٰذَا I wonder greatly, lit. with wondering, at this. See also an ex. voce عَجَبٌ, last sentence but two.] b3: Of the words in the Kur xxxvii. 12, there are two readings, بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ and بل عَجِبْتُ ويسخرون: accord. to the former, the meaning is, Nay, thou wonderest at their conduct, or deemest it extraordinary, [O Mohammad,] and they mock: respecting the latter reading, [which may be rendered Nay, I wonder, &c.,] it is observed that عَجَبٌ when attributed to God has a meaning different from that which it has when attributed to men: IAth says that, when attributed to God, it is used in a tropical manner, as the causes of things are not hidden from Him: or, accord. to IAmb, the verb here meams I have recompensed them for their wondering at the truth, or their deeming it strange or improbable: and in like manner it is said [in the Kur viii. 30], يَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّٰهُ [lit. “ They plot and God plotteth ”], meaning, “God recompenseth them for their plotting. ” (L, TA.) b4: It is also said that عَجَبٌ when attributed to God [sometimes] means The being well pleased, content, or satisfied. (K, TA.) The saying, in a trad., عَجِبَ رَبُّكَ مِنْ قَوْمٍ يُقَادُونَ

إِلَى الجَنَّة فِى السَّلَاسِلِ means Thy Lord wonders at a people who will be led to Paradise in chains [because of their deeming themselves unworthy thereof]; the verb عجب being here used in a tropical sense: or the meaning is, thy Lord is well pleased with, and will reward, a people &c.: and there are other trads. of the same kind. (L, TA.) b5: عَجِبَ إِلَيْهِ means He loved, or liked, him, or it. (L, TA.) [See a verse cited voce عَجِيبٌ; from which it seems to signify lit. He, or it, was an object of love to him.]

A2: عَجِبَتْ, inf. n. عَجَبٌ; and عَجُبَتْ; said of a she-camel, She was, or became, such as is termed عَجْبَآء (TA.) 2 عجّبهُ, inf. n. تَعْجِيبٌ, He caused him to wonder, (S, O, K, TA,) بِالشَّىْءِ [by the thing]. (TA. [See also 4.]) 4 اعجبهُ It (a thing, or an affair, or event, TA) induced, or excited, him to wonder. (K, TA. [See also 2.]) In the following saying of Ibn-Keys-er-Rukeiyát, رَأَتْ فِى الرَّأْسِ مِنِّى شَيْبَةً لَسْتُ أُغَيِّبُهَا فَقَالَتْ لِى ابْنُ قَيْسٍ ذَا وَبَعْضُ الشَّيْبِ يُعْجِبُهَا the meaning is, [She saw upon my head some hoariness, which I did not hide; and she said to me, “Is this Ibn-Keys? ” somewhat of hoariness] causing her to have wonder. (TA.) b2: And It (a thing, or an affair, or event, TA) induced in him wonder, or admiration, and pleasure, or joy: (K:) or it excited his admiration, or approval: (Msb:) or it pleased, or rejoiced, him. (TA.) You say, أَعْجَبَنِى هٰذَا الشَّىْءُ لِحُسْنِهِ [This thing has excited my admiration, or approval, or has pleased me, for its goodness, or goodliness, or beauty]. (S, O.) And أَعْجَبَنِى حُسْنُهُ [Its goodness, or goodliness, or beauty, excited my admiration, &c.]. (Msb.) b3: And أُعْجِبَ بِهِ He was excited to wonder, or admiration, and pleasure, or joy, by it; he admired it, and was pleased with it, or rejoiced by it. (K.) You say, أُعْجِبَ بِنَفْسِهِ, (S, O, Msb,) inf. n. إِعْجَابٌ, [which is often used as syn. with عُجْبٌ, the corresponding subst.,] (O,) [He admired himself, (lit. was excited to admiration by himself,) was pleased with himself, or was self-conceited, or vain; or] he exalted, and magnified, himself; was haughty, and proud. (Msb.) b4: [مَا أَعْجَبَهُ generally signifies How wonderful is it!] b5: مَا أَعْجَبَهُ بِرَأْيِهِ [How greatly does he admire his opinion or judgment! or how greatly is he pleased with it! or how conceited, or vain, or proud, is he of it!] is anomalous [in two respects], (S, O, K,) not to be taken as an example to be imitated; (S, O;) for the verb here is formed from a passive [and augmented] verb [أُعْجِبَ], like as is the case in مَا أَشْغَلَهُ; whereas it is the primary rule with respect to the verb of wonder that it shall not be formed from any but an active [and unaugmented] verb. (TA.) 5 تَعَجَّبَ see 1, in two places. b2: One says also, تعجّب فِى مِشْيَتِهِ [app. meaning He showed عُجْب, i. e. self-admiration, &c., in his gait]. (TA voce تَفَخَّتَ.) A2: تَعَجَّبَنِى signifies تَصَبَّانِى

[He excited my desire, and invited me, or made me to incline, to ignorant, or foolish, or silly, and youthful, conduct, so that I yearned towards him: or he deceived me, or beguiled me, and captivated my heart]; (O, K, TA;) said of a man: (O, TA:) and تَفَتَّنَنِى [in the O تَفَتَّتَنِى, which I think a mistranscription, though I do not find تَفَتَّنَ elsewhere in the sense here assigned to it,] signifies the same. (TA.) 10 إِسْتَعْجَبَ see 1, in three places.

عَجْبٌ: see عَجَبٌ, in two places: A2: and see also عُجْبٌ.

A3: Also The root, or base, of the tail: (S, O, K:) or the part of the root, or base, of the tail, of any beast, which the haunch encloses, (Msb, TA,) and which is inserted in the hinder part of the rump: (TA:) or the root, or base, and bone, of the tail: (Lh, TA:) also called the عُصْعُص [q. v.]: (Msb, TA:) or it is the head of the عُصْعُص: (TA:) or the upper part of the عُصْعُص: or the external extremity of the spine; and the عُصْعُص is its internal extremity: (Az, L voce قُحْقُحٌ:) it is said in a trad., that every part of a man will become consumed, except the عَجْب, (TA,) or the عَجْب of the tail, (O, TA,) accord. to different relations; (TA;) from which [as a rudiment] he was created, and upon which he will [at the resurrection] be put together: (O:) i. e. the bone at the lower, or lowest, part of the spine, at the rump; which is the عَسِيب of beasts: it is said to be like a grain of mustard-seed: or, as Z says in the “ Fáïk,” it is the bone that is between the buttocks: it is also pronounced ↓ عُجْبٌ; and accord. to MF, ↓ عِجْبٌ, but no one else says this: and, as El-Khafájee says, it is also called عَجْمٌ and عُجْمٌ and عِجْمٌ, in this case with the three vowel-sounds. (TA.) b2: Also (tropical:) The hinder part (S, O, K, TA) of a tract of sand, (S, O,) or of anything: (K, TA:) and hence, عَجْبُ كَثِيبٍ i. e. the thin hinder portion [of a sand-hill, or of an extended and gibbous sand-hill, or of a collection of sand that has poured down]: (TA:) pl. عُجُوبٌ, (S, O,) and perhaps أَعْجَابٌ also in the former sense [and therefore in this likewise]. (TA.) عُجْبٌ: see عَجَبٌ. b2: Also a subst. from the phrase أُعْجِبَ بِنَفْسِهِ, (S,) or from الإِعْجَابُ; (O;) [i. e. it signifies Self-admiration; or selfconceitedness; or] vanity; and pride: (K:) it is said to be [a result, or an offspring, of stupidity, or folly; or] a redundance of stupidity, or folly, which one has turned to what is thus termed. (TA.) [Er-Rághib makes a distinction between عُجْبٌ and تِيهٌ; as will be seen below, voce مُعْجَبٌ.]

A2: Also, and ↓ عَجْبٌ, and ↓ عِجْبٌ, A man who is pleased to sit with women, (O, K,) and to converse with them, without his doing what induces doubt, or suspicion, or evil opinion: (O:) or with whom women are pleased: (K, TA:) the pl. is perhaps أَعْجَابٌ. (TA.) A3: See also عَجْبٌ.

عِجْبٌ: see عُجْبٌ: A2: and see also عَجْبٌ.

عَجَبٌ [originally an int. n.] (S, O, K) and ↓ عُجْبٌ, (accord. to the K,) or ↓ عَجْبٌ, (accord. to the TA,) Wonder; i. e. a deeming strange, extraordinary, or improbable, what occurs, or presents itself, to one, (K, TA,) on account of being little accustomed to it; (TA;) or [the effect, upon the mind, of] the consideration of a thing with which one is not familiar, and to which one is not accustomed: (IAar, TA:) for a distinction between عَجَبٌ and ↓ عَجْبٌ, see 1, in the middle of the paragraph: the pl. of عَجَبٌ [in this sense] is [said to be] أَعْجَابٌ; (K;) or it has no pl.: (S, O, K:) [this statement correctly applies to عَجَبٌ as an epithet; for as such it is app. used as sing. and pl., being originally an inf. n.:] but El-'Ajjáj has pluralized it, [regarding it in the sense expl. above,] saying, ذَكَرْنَ أَشْجَابًا لِمَنْ تَشَجَّبَا وَهِجْنَ أَعْجَابًا لِمَنْ تَعَجَّبَا [They mentioned griefs to him who grieved, and they excited wonder to him who wondered]. (O.) يَا لَلْعَجَبِ [may be rendered O case of wonder! but properly] means O wonder come, for this is thy time: and يَا لِلْعَجَبِ [may also be rendered O case of wonder! but properly] means O [people, or the like, come] to wonder; the noun signifying the invoked being suppressed. (Har p. 27.) A2: It is also an epithet applied to a thing, an affair, an event, or a case; one says أَمْرٌ عَجَبٌ [A wonderful thing or affair &c.]; and so ↓ عَجِيبٌ [which is more common in this sense], and ↓ عُجَابٌ, and ↓ عُجَّابٌ: or ↓ عَجِيبٌ is syn. with عَجَبٌ; but ↓ عُجَابٌ signifies more than عَجَبٌ: (K:) or ↓ عُجَابٌ is syn. with ↓ عَجِيبٌ, (S, O,) which signifies a thing, (S, O, Msb,) or an affair, or event, or a case, (S, O,) wondered at; (S, O, Msb, TA;) or inducing wonder, or admiration, and pleasure, or joy; or pleasing, or rejoicing; syn. ↓ مُعْجِبٌ; (TA;) and ↓ عُجَّابٌ; signifies more than عَجَبٌ: (S, O, TA:) [it is said that] عَجَبٌ has no pl.; [app. meaning when it is used as an epithet, as observed above;] nor has ↓ عَجِيبٌ; (S, O, K;) or the pl. of this is عَجَائِبُ [respecting which see عَجِيبَةٌ]; (S, O, K;) like as أَفَائِلُ is pl. of أَفِيلٌ; and تَبَائِعُ, of تَبِيعٌ. (S, O.) [Being originally an inf. n., it is used alike as masc. and fem.:] one says قِصَّةٌ عَجَبٌ [meaning A wonderful story: and for the same reason, it may, as an epithet, be also used alike as sing. and pl.: like عَدْلٌ &c.]. (O.) b2: [It is also used as a subst. in a pl. sense, signifying Wonders, as meaning wonderful things; like the pl. عَجَائِبُ, &c.; and it may be similarly used in a sing. sense for شَىْءٌ عَجَبٌ or أَمْرٌ عَجَبٌ: but when used as a subst. in the pl. sense expl. above, it seems to be regarded by some as a coll. gen. n., of which ↓ عَجَبَةٌ is the n. un.; for] one says, مَا فُلَانٌ إِلَّا عَجَبَةٌ مِنَ العَجَبِ [Such a one is none other than a wonder of wonders]. (A, TA.) [Hence, also,] أَبُو العَجَبِ [lit. The father of wonders] is a surname of Fortune. (TA.) and it signifies also The practiser of legerdemain, or sleight-of-hand; syn. الشَّعْوَذِىُّ, (A, TA,) or المُشَعْوِذُ: (Eth-Tha'álibee, TA in شعذ:) and any one who does wonderful things. (A, TA.) And a poet says, يَا عَجَبًا لِلدَّهْرِ ذِى الأَعْجَابِ [for يَا أَعْجَبُ عَجَبًا O, I wonder greatly, lit. with wondering, at fortune that is ever attended with wonders]. (TA.) [See also عَجِيبَةٌ.]

A3: Also The quality, in a she-camel, that is denoted by the epithet عَجْبَآءُ [fem. of أَعْجَبُ, q. v.]; and so ↓ عُجْبَةٌ. (O.) عُجْبَةٌ: see the last preceding sentence.

عَجَبَةٌ: see عَجَبٌ, last quarter.

عُجَابٌ: see عَجَبٌ, in three places, near the middle of the paragraph: b2: and see also عَاجِبٌ.

عَجِيبٌ: see عَجَبٌ, in four places, near the middle of the paragraph. b2: Also Loved, beloved, or an object of love: so in the following verse, cited by Th: وَمَا البُخْلُ يَنْهَانِى وَلَا الجُودُ قَادَنِى

وَلٰكِنَّهَا ضَرْبٌ إِلَىَّ عَجِيبٌ [And neither does niggardliness forbid me nor liberality lead me; but she is a sort of person, to me, an object of love]: by قَادَنِى, the poet means يَقُودُنِى. (L, TA.) عَجِيبَةٌ (K) and ↓ أُعْجُوبَةٌ (S, O, K) A wonderful thing; a thing at which one wonders: (S, O, K: *) [the pl. of the former, accord. to modern usage, is عَجَائِبُ, mentioned above as pl. of عَجَبٌ: and]

أَعَاجِيبُ seems to be pl. of أُعْجُوبَةٌ, like as أَحَادِيثُ is pl. of أُحْدُوثَةُ: (S, O:) and ↓ تَعَاجِيبُ signifies wonderful things; syn. عَجَائِبُ; (S, O, K;) and is a word [of a rare form, (see تَبَاشِيرُ,)] having no proper sing., (S, O,) like تَعَاشِيبُ; (O;) erroneously thought by the author of the “ Námoos ”

[on the Kámoos] to be most probably a mistake for أَعَاجِيبُ: (TA:) a poet says, وَمَنْ تَعَاجِيبِ خَلْقِ اللّٰهِ غَاطِيَةٌ يُعْصَرُ مِنْهَا مُلَاحِىٌّ وَغِرْبِيبُ [And of the wonderful things of God's creation is a grape-vine covering the ground (so غَاطِيَةٌ is expl. by IB), whereof grapes of the kinds called ملاحىّ and غربيب are pressed for making wine]. (S, O.) عُجَّابٌ: see عَجَبٌ, near the middle of the paragraph, in two places.

عَجَبٌ عَاجِبٌ [meaning Very wonderful or admirable or pleasing] (S, O, K) is like لَيْلٌ لَائِلٌ, the latter word being a corroborative of the former; (S, O;) and one says also [in like manner] ↓ عَجَبٌ عُجَابٌ. (K.) أَعْجَبُ [More, and most, wonderful or admirable or pleasing]. b2: [And the fem.] عَجْبَآءُ signifies A female wondered at for her beauty: and also, for her ugliness. (O, K.) A2: Also, i. e. the former, A thick, or big, or coarse, camel. (O, K. *) and so the fem. applied to a she-camel: (O, K:) or, so applied, thick in the عَجْب [or root, &c.,] of the tail: (TA:) or whereof the hinder part, (O, K,) or the upper portion of that part, (L, TA,) is narrow, and whereof the جَاعِرَتَانِ [q. v.] are prominent: (O, L, K, TA:) the kind of make thus particularized is ugly. (TA.) أُعْجُوبَةٌ: see عَجِيبَةٌ.

رَجُلٌ تِعْجَابَةٌ A man of (lit. having, possessing, or endowed with,) wonders, or wonderful things. (O, K, TA.) تَعَاجِيبُ, a pl. without a sing.: see عَجِيبَةٌ.

مُعْجَبٌ بِنَفْسِهِ, and بِرَأْيِهِ, [Admiring himself, (lit. excited to admiration by himself,) or pleased with himself, and his opinion, or judgment; selfconceited, and conceited of his opinion or judgment,] (S, O, TA,) [or] vain, or proud, [thereof; for]

مُعْجَبٌ signifies a man vain, or proud, of what proceeds from him, whether good or bad, and of himself, or of a thing [belonging to him, such as his dress or wealth &c.]: but Er-Rághib makes a distinction between مُعْجَبٌ and تَائِهٌ; saying that the معجب believes himself with respect to the opinion or judgment that he forms of himself indecisively from evidence outweighed in probability; [so that it rather denotes conceit than vanity;] whereas the تائه believes himself decisively. (MF, TA.) مُعْجِبٌ [Inducing wonder, or admiration, &c.]: see عَجَبٌ, in the middle of the paragraph: [or] a thing that is very good or goodly or beautiful. (TA.)
(باب العين والجيم والباء معهما) (ع ج ب، ج ع ب، ب ع ج، مستعملات، ع ب ج، ج ب ع، ب ج ع مهملات)

عجب: عَجِبَ عَجَباً، وأمرٌ عجيبٌ عَجَبٌ عُجاب. قال الخليل: بينهما فرق. أما العجيب فالعجب، وأما العُجابُ فالذي جاوز حدّ العجب، مثل الطويل والطُّوال. وتقول: هذا العجب العاجب، أي: العجيب. والاستعجاب: شدّة التعجب، وهو مُسْتَعْجِبٌ ومُتَعَجِّبُ ممّا يرى. وشيء مُعْجِبٌ، أي: حَسَن. وأعجبني وأُعْجِبْتُ به. وفلان مُعْجَبٌ بنفسه إذا دخله العُجْبُ. وعَجَّبْتُه بكذا تعجيباً فعجب منه. والعَجْبُ من كُلَّ دابّة: ما ضُمّتْ عليه الوَرِكان من أصل الذَّنَبِ المغروز في مؤخَّر العَجُزِ. تقول: لشدّ ما عَجُبَتْ وذلك إذا دقَّ مؤخّرها، وأشرفت جاعرتاها، وهي خلقة قبيحة فيمن كانت. وناقة عجباءُ بيّنةُ العَجَبِ والعَجَبَة. وعُجُوبُ الكُثْبانِ أواخرِها المُسْتَدِقَّة. قال لبيد:

بعُجوب كثبانٍ يميلُ هَيامها

جعب: جَعَبْتُ جَعْبَة، أي: اتخذت كنانة. والجِعَابَةُ صنعة الجَعَّاب. والجُعَبَى: ضرب من النّمل أحمر، ويجمع جُعَبَيات. والجُعْبُوبُ: الدّنيء من الرجال. قال:

تأمل للملاح مخضبات ... إذا انجعب البعيث ببطن وادي

أي: مات البعيث الذي عجز عن المرأة. والجعباء: الدُّبُر قال: بشار:

سُهَيْلُ بن عمارٍ يجود ببرّه ... كما جاد بالجعبا سُهيل بن سالم

ويُروى: بالوجعاء.

بعج: بعج فلانٌ بطن فلانٍ بالسِّكِّين، أي: شقَّه وخضخضه فيه، وتَبَعَّجَ السّحابُ إذا انفرج عن الوَدْقِ. قال:  حيث اسَتهلَّ المزنُ [أو] تبعّجا

وبعّج المطر في الأرض تبعيجاً من شدَّة فحصه الحجارة. وبَعَجَهُ [حُبّ] فلان إذا اشتدّ وجده وحزنَ لهُ. ورجل بَعِجٌ كأنّه مبعوج البطن من ضعف مشيه . قال:

ليلة أمشي على مخاطرة ... مشياً رُوَيْداً كمشية البَعِجٍ

باعجة [الوادي حيث يَنْبَعِجُ أي: يتسع] . و [بنو بعجة] بطن.

الكسوف

الكسوف:
[في الانكليزية] Eclipse
[ في الفرنسية] Eclipse
بالسين المهملة (احتجاب الشمس) ويسمّى (احتجاب القمر) خسوفا. قال الجوهري هو أجود الكلام. وقال ابن الأثير إنّ هذا هو الكثير المعروف في اللغة وأنّ ما وقع في الحديث من كسوفهما وخسوفهما فللتغليب. وقيل بالكاف في الابتداء وبالخاء في الانتهاء. وقيل بالكاف لذهاب جميع الضوء وبالخاء لذهاب بعضه.
وقيل بالخاء لذهاب كلّ اللون وبالكاف لتغيّره.
وقالت الفلاسفة الكسوف الذي هو من صفات الشمس هو استتار وجهها المواجه للأرض كلا أو بعضا بــسبب حيلولة القمر بينها وبين وجه الأرض، وهذا شامل للكسف الواقع فوق الأرض وتحتها وللكسوف الكلّي والجزئي، بخلاف ما ذكره العلامة في التحفة من أنّه عدم إضاءة الشمس ما يلينا من كرة البخار في الوقت الذي من شأنها أن تضيء فيه لتوسّط القمر بينها وبين البصر فإنّه لا يشتمل الكسوف الجزئي، إلّا أن يقيّد الإضاءة بالكامل منها، وكذا لا يشتمل الكسوف الواقع تحت الأرض إلّا بتكلّف، والكسوف الذي هو من صفات القمر هو استتار وجه القمر المواجه للأرض كلا أو بعضا بــسبب حيلولة الأرض بينه وبين الشمس، ويسمّى خسوفا أيضا. فما ذكر العلامة من أنّ الخسوف عدم إضاءة القمر ما يلينا من كرة البخار في الوقت الذي من شأنه أن يضيء فيه لوقوعه في ظلّ الأرض ففيه ما مرّ. وقد يعتبر الكسوف بالنسبة إلى الكواكب الأخرى أيضا فإنّ بعض الكواكب يكسف بعضا كذا ذكر عبد العلي البرجندي في حاشية الچغميني.

الْحَقِيقَة

(الْحَقِيقَة) الشَّيْء الثَّابِت يَقِينا و (عِنْد اللغويين) مَا اسْتعْمل فِي مَعْنَاهُ الْأَصْلِيّ وَحَقِيقَة الشَّيْء خالصه وكنهه وَحَقِيقَة الْأَمر يَقِين شَأْنه وَحَقِيقَة الرجل مَا يلْزمه حفظه والدفاع عَنهُ يُقَال فلَان يحمي الْحَقِيقَة والراية (ج) حقائق
الْحَقِيقَة: هِيَ الْقَضِيَّة الْمُنْفَصِلَة الَّتِي حكم فِيهَا بالمنافاة فِي الصدْق وَالْكذب مَعًا أَو بسلبها كَقَوْلِنَا إِمَّا أَن يكون هَذَا الْعدَد زوجا أَو هَذَا الْعدَد فَردا وَقَوْلنَا لَيْسَ إِمَّا أَن يكون هَذَا الْعدَد زوجا أَو منقسما إِلَى المتساويين. الأولى: حَقِيقِيَّة مُوجبَة وَالثَّانيَِة حَقِيقِيَّة سالبة وَإِنَّمَا سميت حَقِيقِيَّة لِأَن التَّنَافِي بَين جزئيها أَشد من التَّنَافِي بَين جزئي مَانِعَة الْجمع ومانعة الْخُلُو لِأَنَّهُ فِي الصدْق وَالْكذب مَعًا فَهِيَ أَحَق باسم الْمُنْفَصِلَة بل هِيَ حَقِيقَة الِانْفِصَال. والحقيقة الْمُقَابلَة للخارجية فِي الْقَضِيَّة الْحَقِيقِيَّة.
الْحَقِيقَة: لَهَا معَان بِحَسب الاستعمالات فَإِنَّهَا. قد تسْتَعْمل فِي مُقَابلَة الِاعْتِبَار فيراد بهَا الذَّات وَالْمرَاد بالاعتبارات الحيثيات اللاحقة للذات. وَقد تطلق فِي مُقَابلَة الْفَرْض وَالوهم وَيُرَاد بهَا حِينَئِذٍ نفس الْأَمر. وَقد تسْتَعْمل فِي مُقَابلَة الْمَفْهُوم كَمَا يُقَال إِن الْبَصَر دَاخل فِي مَفْهُوم الْعَمى لَا فِي حَقِيقَته وَنسبَة تَدْبِير الْبدن دَاخِلَة فِي مَفْهُوم النَّفس لَا فِي حَقِيقَتهَا. وَقد تسْتَعْمل فِي مُقَابلَة الحكم أما سَمِعت أَن اللَّفْظ مَا يتَلَفَّظ بِهِ الْإِنْسَان حَقِيقَة أَو حكما. وَقد تطلق فِي مُقَابلَة الْمجَاز كَمَا يُقَال إِن كلمة الْأسد حَقِيقَة فِي الْحَيَوَان المفترس مجَاز فِي الرجل الشجاع. فالحقيقة هِيَ الْكَلِمَة المستعملة فِيمَا وضعت لَهُ فِي اصْطِلَاح بِهِ التخاطب فَيخرج عَنْهَا الْمجَاز الَّذِي اسْتعْمل فِي غير مَا وضع لَهُ فِي اصْطِلَاح بِهِ التخاطب كَالصَّلَاةِ إِذا استعملها الْمُخَاطب بعرف الشَّرْع فِي الدُّعَاء فَإِنَّهُ يكون مجَازًا لكَون الدُّعَاء غير مَا وضعت هِيَ لَهُ فِي اصْطِلَاح الشَّرْع لِأَنَّهَا فِي اصْطِلَاح الشَّرْع للأركان والأذكار الْمَخْصُوصَة مَعَ أَنَّهَا مَوْضُوعَة للدُّعَاء فِي اصْطِلَاح اللُّغَة والاستعمال شَرط فِي كَونهَا حَقِيقَة كَمَا أَن الِاسْتِعْمَال فِي غير الْمَعْنى الْمَوْضُوع لَهُ شَرط فِي كَونهَا مجَازًا فاللفظ الْمَوْضُوع قبل الِاسْتِعْمَال لَا حَقِيقَة وَلَا مجَاز وَإِنَّمَا سمي ذَلِك اللَّفْظ حَقِيقَة لِأَنَّهَا إِمَّا مَأْخُوذ من حق الْمُتَعَدِّي وَهُوَ الْمُسْتَعْمل فِي الْمَعْنيين يُقَال حق فلَان الْأَمر أَي أثْبته وَيُقَال حَقَّقَهُ إِذا كنت مِنْهُ على يَقِين. فعلى هَذَا الْحَقِيقَة فعيلة بِمَعْنى مفعول سَوَاء كَانَت مَأْخُوذَة من حق الْمُتَعَدِّي بِالْمَعْنَى الأول أَو بِالْمَعْنَى الثَّانِي. وَاللَّفْظ الْمُسْتَعْمل فِي الْمَوْضُوع الْأَصْلِيّ شَيْء مُثبت فِي مقَامه وَمَعْلُوم بِــسَبَب معلومية دلَالَته عَلَيْهِ. وَإِمَّا مَأْخُوذَة من حق اللَّازِم فَهِيَ حِينَئِذٍ بِمَعْنى الثَّابِت. وَلَا شكّ أَن اللَّفْظ الْمُسْتَعْمل فِي الْمَوْضُوع لَهُ الْأَصْلِيّ ثَابت فِي وَإِنَّمَا قُلْنَا إِنَّه مَعْلُوم بِــسَبَب معلومية دلَالَته عَلَيْهِ لِأَن اللَّفْظ الْمَوْضُوع لَا يعلم إِلَّا إِذا كَانَت دلَالَته على الْمَعْنى مَعْلُومَة.
فَإِن قيل إِن الفعيل إِذا كَانَ بِمَعْنى الْمَفْعُول يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذكر والمؤنث وَيكون عَارِيا عَن التَّاء فَلَا بُد أَن تكون الْحَقِيقَة على المأخذ الأول عَارِية عَن التَّاء، قلت: الْوَاجِب على ذَلِك المأخذ التَّأْوِيل فِي لفظ الْحَقِيقَة بِنَاء على الضابطة الْمَذْكُورَة والتأويل فِيهِ بِوَجْهَيْنِ: أَحدهمَا: أَن التَّاء للنَّقْل من الوضعية إِلَى الاسمية فَإِن الفعيل الَّذِي اسْتَوَى فِيهِ الْمُذكر والمؤنث إِذا نقل من الوصفية الَّتِي علامتها العري عَن التَّاء إِلَى الاسمية الْحق بِآخِرهِ التَّاء للدلالة على عدم بَقَاء الْمَعْنى الوصفي. وَثَانِيهمَا: أَن ذَلِك الفعيل إِذا كَانَ جَارِيا على مَوْصُوف مؤنث غير مَذْكُور لَا بُد لَهُ من التَّاء كَمَا فِي قَوْلك مَرَرْت بقتيلة بني فلَان أَي مَرَرْت بِامْرَأَة قتيلة بني فلَان أَي بِامْرَأَة مقتولة قَتلهَا بَنو فلَان فَيجْعَل لفظ الْحَقِيقَة جَارِيا على مَوْصُوف مؤنث غير مَذْكُور وَأما إِذا كَانَت الْحَقِيقَة مَأْخُوذَة من حق اللَّازِم فَلَا يَسْتَوِي فِيهَا الْمُذكر والمؤنث بل تذكر فِي الْمُذكر وتؤنث فِي الْمُؤَنَّث فَلَا إِشْكَال حِينَئِذٍ فِي التَّاء فَيكون لفظ الْحَقِيقَة الْجَارِي على الْمَوْصُوف الْمُؤَنَّث نقل فِي الِاصْطِلَاح إِلَى اللَّفْظ الْمَذْكُور. هَذَا مَا ذكره السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره فِي حَوَاشِيه على شرح الشمسية.
ثمَّ اعْلَم أَن الْحَقِيقَة عِنْد الْحُكَمَاء هِيَ الْمَاهِيّة الْمَوْجُودَة فِي الْأَعْيَان أَي الْمَوْجُودَة فِي الْخَارِج بِوُجُود أُصَلِّي - وَلِهَذَا قَالُوا الْحَقِيقَة هِيَ الْأَمر الثَّابِت المتأصل فِي الْوُجُود خص فِي الِاصْطِلَاح بكنه الشَّيْء المتحقق. وَحَقِيقَة الشَّيْء مَا بِهِ الشَّيْء هُوَ كالحيوان النَّاطِق للْإنْسَان بِخِلَاف مثل الضاحك وَالْكَاتِب مِمَّا يُمكن تصور الْإِنْسَان بِدُونِهِ. وَقد يُقَال إِن مَا بِهِ الشَّيْء هُوَ هُوَ بِاعْتِبَار تحَققه حَقِيقَة وَبِاعْتِبَار تشخصه هوية وَمَعَ قطع النّظر عَن ذَلِك مَاهِيَّة. وَتَحْقِيق مَا بِهِ الشَّيْء هُوَ هُوَ والاعتراضات الْوَارِدَة فِيهِ فِي الْمَاهِيّة إِن شَاءَ الله تَعَالَى والحقيقة والماهية مُتَرَادِفَانِ.

فوز

فوز: {بمفازة}: من الفوز وهو الظفر.
(فوز) الرجل دخل الْمَفَازَة ورحل وَهلك 
[فوز] نه: فيه: "فاز" فاز لم به، من فاز يفوز -إذا مات، وروى بدال -ومر. ومنه ح: واستقبل سفرا بعيدا و "مفازا"، هو البرية القفر وجمعه المفاوز، سميت به لأنها مهلكة، من فوز - إذا مات؛ وقيل: التفاؤل، من الفوز: النجاة. غ: «"بمفازة" من العذاب»، أي ببعد أو بمنجاة، و "فاز" لقي ما يغتبط به ومات. 

فوز


فَازَ (و)(n. ac. فَوْز)
a. [Bi], Seized, took, carried off; gained, won; obtained
acquired.
b. [Bi], Saved (himself); escaped.
c. [Min], Escaped, fled from.
d. see II (a) (b).
فَوَّزَa. Entered, traversed the desert.
b. Went away, departed; ran away, fled; perished
died.
c. Was, became apparent.

أَفْوَزَ
a. [acc. & Bi], Made to obtain, gain, win.
تَفَوَّزَa. see II (a)
فَوْزa. Success; victory.
b. Safety; escape; deliverance, rescue.

فَوْزَة []
a. see 1
فَازَة [] (pl.
فَوْز]
a. Tent with two poles.

مَفَاز []
a. see 17t (b)
مَفَازَة [] ( pl.
reg. &
مَفَاْوِزُ)
a. Place of safety; escape; security.
b. Desert; place of destruction.

فَائِز []
a. Successful; victorious; winner; victor.
ف و ز: (الْفَوْزُ) النَّجَاةُ وَالظَّفَرُ بِالْخَيْرِ. وَهُوَ الْهَلَاكُ أَيْضًا وَبَابُهُمَا قَالَ. وَ (أَفَازَهُ) اللَّهُ بِكَذَا (فَفَازَ) بِهِ أَيْ ذَهَبَ بِهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ} [آل عمران: 188] أَيْ بِمَنْجَاةِ مِنْهُ. وَ (الْمَفَازَةُ) أَيْضًا وَاحِدَةُ (الْمَفَاوِزِ) قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا مَهْلَكَةٌ مِنْ (فَوَّزَ تَفْوِيزًا) أَيْ هَلَكَ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ تَفَاؤُلًا بِالسَّلَامَةِ وَالْفَوْزِ. 
فوز:
فاز: أحرز، نال، حصل على. وهو فعل يتعدى بنفسه لا بالياء فقط ففي رحلة في الصحراء للعبدري (ص46 ق): وأما القوت يتــسبب (فيتــسبب) فيه إذا كان صحيحا وقل ما يفوزه التــسبب لكثرة الخلق.
فاز: نال الخلد، نال الحياة السرمدية. (المقدمة 3: 228).
فاز ب: استفاد، استغل، استثمر. (بوشر).
فاز بالجائزة: ربح الجائزة. (عباد 3: 64 رقم 36).
فوز من: نجا من، تخلص من (فوك).
فوز: فاز بالجائزة، ربح الجائزة. (عباد 3: 64 رقم 36).
فوز: يا فوز من: يا سعادة من (بوشر).
الفوز: الجنة. (فوك).
فوز. تحريف الكلمة العبرية فذ، بمعنى صاف، صريح، خالص، صرف، قح. (السعدية النشيد 19 ص119).
مفاز ومفازة: صحراء. الأولى في ديوان الهذليين (ص200، البيت 29) والجمع مفازات. (أبو الوليد ص607).
مفازي: ساكن المفازة وهي الصحراء. (أبو الوليد ص607).
ف و ز

طوبى لمن فاز بالثواب، وفاز من القعاب؛ أي ظفر ونجا. وهو بمفازة من العذاب أي بمنجاة منه: وضربوا الفازات أي الفساطيط. وتقول: تلك الفازه، فيها المفازه؛ أي المفلحة. ومن المجاز: المفازة للفلاة: سمّيت باسم المنجاة على سبيل التفاؤل. وفوّز المسافر: ركب المفازة ومضى فيها. قال حسّان:

لله درّ رافع أنّى اهتدى ... فوز من قراقر إلى سوى

وفوّز بإبله. وفوّز الرجل: مات فصار في مفازة ما بين الدنيا والآخرة من البرزخ الممدود أو لأن المفازة صارت اسماً للمهلكة فأخذ منها فوّز بمعنى هلك. وفاز سهمه، وخرج له سهم فائز إذا غلب. وفاز بفائزة أي بشيء يسرّه ويصيب به الفوز. وتقول: فاز فلان بفائزة هنيّة، وأجيز بجائزة سنيّه.
فوز
كُلُ مَنْ أصَابَ خَيْراً فقد فازَ به: أي أفْلَحَ. والفَوْزُ: الظَفَرُ. وقَوْلُه: أفلا تَحْسَبَنَّهُم بمَفَازَةٍ من العَذَابِ " أي بمَنْجَى. وفازَ فلانٌ بفائزَةٍ: أي ظَفِرَ بأيَ شَيْءٍ كانَ. والمَفَازَةُ: سُمَيَت لأنَّ الناسَ يُفَوِّزُوْنَ فيها لا يَهْتَدُونَ، من فَوَّزَ الرَّجُلُ: إذا ماتَ. وقيل: سُمِّيَتْ من الفَوْزِ والسَّلاَمَةِ. وفَوَّزَ الرَّجُلُ: رَكِبَ الفَلاَةَ والمَفَازَةَ ومَضى فيها. وفوَزَ الطَرِيْقُ: بَدَا وظَهَرَ. وقيل: انْقَطَعَ. والتفْوِيْزُ: الخُرُوجُ من بَلَدٍ إلى بَلَدٍ. وإذا تَسَاهَمَ القَوْمُ على المَيْسِرِ فكُلَما خَرَجَ قِدْحٌ قِيْلَ: فازَ فَوْزاً. والفازَةُ: من أبْنِيَةِ الخِرَقِ في العَسْكَرِ.
[فوز] الفَوْزُ: النجاة والظفر بالخير. والفَوْزُ أيضاً: الهلاك. تقول منهما: فازَ يَفوزُ. وفَوَّزَ، أي مات. ومنه قول الشاعر : فمَنْ للقوافي شانَها من يَحوكها * إذا ما ثوى كعب وفوز جرول * وقال الكميت: وما ضرها أن كعبا ثوى * وفوز من بعده جرول * وأفازه الله بكذا فَفازَ به، أي ذَهَبَ به. وقوله تعالى: {فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ من العَذابِ} ، أي بمَنْجاةٍ منه. والمَفازَةُ أيضاً: واحدة المفاوِزِ. قال ابن الأعرابي: سمِّيت بذلك لأنها مَهْلَكة، من فَوَّزَ أي هلك. وقال الأصمعيُّ: سمِّيت بذلك تفاؤلا بالسلامة والفوز. ويقال: فَوَّزَ الرجلُ بإبله، إذا ركب بها، المفازة. ومنه قول الراجز :

فوز من قراقر إلى سوى * وهما ماءان لكلب. والفازة: مظلة تمد بعمود، عربي فيما أرى.
فوز
الْفَوْزُ: الظّفر بالخير مع حصول السّلامة.
قال تعالى: ذلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ
[البروج/ 11] ، فازَ فَوْزاً عَظِيماً
[الأحزاب/ 71] ، ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ [الجاثية/ 30] ، وفي أخرى الْعَظِيمُ أُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ
[التوبة/ 20] ، والمَفَازَةُ قيل: سمّيت تفاؤلا لِلْفَوْزِ، وسمّيت بذلك إذا وصل بها إلى الْفَوْزِ، فإنّ الفقر كما يكون سببــا للهلاك فقد يكون سببــا للفوز، فيسمّى بكلّ واحد منهما حسبما يتصوّر منه ويعرض فيه، وقال بعضهم: سمّيت مَفَازَةً من قولهم: فَوَّزَ الرّجل: إذا هلك ، فإن يكن فوّز بمعنى هلك صحيحا فذلك راجع إلى الفوز تصوّرا لمن مات بأنه نجا من حبالة الدّنيا، فالموت- وإن كان من وجه هلكا- فمن وجه فَوْزٌ، ولذلك قيل: ما أحد إلّا والموت خير له ، هذا إذا اعتبر بحال الدّنيا، فأما إذا اعتبر بحال الآخرة فيما يصل إليه من النّعيم فهو الفوز الكبير: فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ
[آل عمران/ 185] ، وقوله: فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ
[آل عمران/ 188] ، فهي مصدر فَازَ، والاسم الفَوْزُ، أي: لا تحسبنّهم يَفُوزُونَ ويتخلّصون من العذاب.
وقوله: إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً
[النبأ/ 31] ، أي: فَوْزاً، أي: مكان فوز، ثم فسّر فقال: حَدائِقَ وَأَعْناباً الآية [النبأ/ 32] ، وقوله: وَلَئِنْ أَصابَكُمْ فَضْلٌ إلى قوله فَوْزاً عَظِيماً أي: يحرصون على أغراض الدنيا، ويعدّون ما ينالونه من الغنيمة فوزا عظيما.
[ف وز] الفَوزُ: النَّجاءُ والظَّفَرُ بالأُمْنِيَّةِ والخَيرِ: فَازَ بِه فَوْزاً ومَفَازاً ومَفازَةً. وقَوْلُه تَعالَى: {إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا} [النبأ: 31 - 32] أنَّما أَرادَ مُوجِبَاتِ مَفازٍ، ولا يَجُوزُ أَنْ يكونَ المَفازُ هُنَا اسْمَ المَوْضِعِ؛ لأَنَّ الحَدائِقَ والأَعْنابَ والكَواعِبَ لَسْنَ مَواضِعَ. وفي التَّنْزيلٍ: {فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب} [آل عمران: 188] . وفَازَ القِدْحُ فَوْزاً: أَصَابَ، وقِيلَ: خَرَجَ قَبلَ صَاحِبِه، قَالَ الطِّرمَّاحُ:

(مِنْ فَوْزِ قِدْحِ مَنْسُوبَةٍ تَلُدُه ... )

والمَفَازَةُ: الَمهْلكَةُ عَلَي التَّطُّيرِ، وكُلُّ قَفْرٍ مَفَازَةٌ، وَقِيلَ: هِيَ من الأَرَضِينَ: ما بَيْنَ الرّبُع من وِرْد الإِبِل والغِبِّ من وِرِدْ غَيِرها. وفَوَّزَ: صار إلي المَفَازِةَ، وَقِيلَ: رَكِبَها، وقِيلَ: فَوَّزَ: خَرَج من أَرضٍ إلى أَرْضٍ كَهَاجَرَ، وتَفوَّزَ كَفَوَّزَ قال النَّابَغَةُ الجَعْدِيُّ:

(ضَلالَ حَوَِيٍّ إِذْ تَفَوَّزَ عَنْ حِمًي ... ليَشْرَبَ غِبّا بالنِّباجِ وثَيْتَلاَ)

وفَازَ الرَّجُلُ، وفَوَّزَ: هَلَكَ. والفَازَةُ: بِناءٌ من خِرَقٍ يُبُنَي في العَسَاكِرِ. والجَمْعُ: فَازٌ، وأَلِفُها مَجْهُولَةُ الانْقِلابِ، ولكِنْ أَحْمِلُها على الواوِ، لأنَّ بَدَلَها مِن الواوِ أكْثَرُ مِنَ اليَاءِ، ولذلك إِذا حَقَّرَ سِيَبوَيه شَيئاً مِن هَذَا النَّحْوِ، أو كَسَّرَه، حَمَلَه على الوَاوِ أَخّذاً بالأَغْلَبِ.
فوز
فازَ بـ/ فازَ على/ فازَ في/ فازَ من يَفوز، فُزْ، فَوْزًا، فهو فائِز، والمفعول مفوزٌ به
• فاز بالجائزة: نالها، ظفِر بها "فاز بجائزة الدولة التقديرية/ التشجيعية- {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}: سعد ونجا ونال غاية مطلوبه- {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ}: مقرّبون، مكرَمون، ناجون من عذاب النّار- {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا} ".
• فاز على خصمه: تغلّب عليه.
• فاز في السِّباق: انتصر، غَلَب، ظفِر "فاز في الحرب/ الانتخابات/ مباراة الأمس- {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا} ".
• فاز من العقاب: نجا منه "فاز من الخطر/ الشر/ الضياع- {فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ} ". 

فائز [مفرد]: اسم فاعل من فازَ بـ/ فازَ على/ فازَ في/ فازَ من. 

فَوْز [مفرد]: مصدر فازَ بـ/ فازَ على/ فازَ في/ فازَ من. 

مَفاز [مفرد]: مصدر ميميّ من فازَ بـ/ فازَ على/ فازَ في/ فازَ من. 

مَفازة [مفرد]: ج مفازات ومفاوزُ:
1 - مصدر ميميّ من فازَ بـ/ فازَ على/ فازَ في/ فازَ من.
2 - صحراء، أرض مقفرة (سميت كذلك تفاؤلاً بالفوز، أي النجاة) "ضلَّت سيَّارة السُّيّاح في المفازة وكادوا يهلكون".
3 - اسم مكان من فازَ بـ/ فازَ على/ فازَ في/ فازَ من: مكان فوز ونجاة " {فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ} ". 

فوز

1 فَازَ, aor. ـُ inf. n. فَوْزٌ (S, A, O, Msb, K) and مَفَازٌ and مَفَازَةٌ, (TA,) He attained, acquired, gained, or won, good, or good fortune, (S, A, O, Msb, * K,) or his wish or desire, or what he desired or sought; (Bd in iii. 182, and TA;) he met with, or experienced, that for which one would be regarded with a wish to be in the like condition, without its being desired that it should pass away from him; he became far from what was disliked, or hated, or evil: (TA:) he succeeded, or was successful: he won, or gained the victory: (Msb:) [he had his arrow drawn, or] his arrow came forth [from the رِبَابَة], in the game called المَيْسِر: and (tropical:) it (an arrow) won; or came forth before its fellow [or fellows in that game]. (O, * TA.) Yousay, فَازَ بِهِ He attained it, acquired it, gained it, or won it; (Kh, A, O, Msb, K;) namely, good, or good fortune; (Kh, O;) or reward: (A:) and he took it away, went away with it. (S, K.) b2: He became safe, or secure; he escaped. (S, A, O, Msb, K.) You say, فَازَ مِنهُ He became safe, or secure, from it; he escaped it; (A, O, K;) namely, evil; (TA;) or punishment. (A, O, TA.) And طُوبَى لِمَنْ فَازَ بِالثَّوَابِ وَفَازَ مِنَ العِقَابِ A happy end is his who gains reward and escapes punishment. (A.) A2: And فَازَ, (S, O, K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. فَوْزٌ, (S, A, K,) (tropical:) He perished: (S, A, K:) he died; and so ↓ فَوَّزٌ: (S, A, O, Msb, K:) thus the former bears two contr. significations: (A, K:) but IB says that, accord. to some, the latter is not used in this sense unless preceded by another phrase such as in the following ex.: فُلَانٌ بَعْدَهُ ↓ مَاتَ فُلَانٌ وَفَوَّزَ [Such a one died and such a one died after him]: and accord. to others, ↓ فوّز signifies (tropical:) he became in the مَفَازَة [or state of temporary safety] which is between the present life and that which is to come. (TA.) [This last signification is given in the A.] b2: See also 2.2 فوّز (assumed tropical:) He went, or his course brought him, to the مَفَازَة: (IAar, TA:) or (tropical:) he went upon the مفازة: (A, TA:) or (assumed tropical:) he went away. (IAar, O, K:) or (tropical:) he went away into the مفازة: (A:) and ↓ فَازَ signifies (assumed tropical:) he traversed the مفازة. (Msb.) You say, فوّز بِإِبِلِهِ (S, A, O, K) (tropical:) He entered upon the مفازة with his camels. (S, O, K.) b2: Also (assumed tropical:) He went forth from one land or country to another: and ↓ تفوّز signifies the same as فوّز. (TA.) b3: See also 1, latter part, in three places.

A2: And, said of a road, It was, or became, apparent: (O, K:) and Sgh adds. [but not in the O,] and it stopped, or came to an end. (TA.) 4 افازهُ بِكَذَا He (God, S, O, K, or a man, Msb) caused him to attain, acquire, gain, or win, such a thing. (S, O, Msb, K.) 5 تَفَوَّزَ see 2.

فَازٌ: see what next follows.

فَازَةٌ A [tent such as is called] مِظَلَّة, (S, K.) with two poles, (K,) or that is extended with a pole: (S; in which is added, “it is in my opinion an Arabic word: ”) pl. [or rather coll. gen. n.]

↓ فَازٌ. (ISd, TA.) فَائِزَةٌ (tropical:) A thing that rejoices one, and by which one attains good or the object of his desire: you say, فَازَ بِفَائِزَةٍ (tropical:) He attained, acquired, gained, or won, a thing that rejoiced him, &c. (A, O, * TA.) مَفَازٌ: see the following paragraph, near the end.

مَفَازَةٌ A place of safety, security, or escape. (S, A, O, K.) So in the Kur [iii. 185], فَلَا تَحْسِبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ العَذَابِ [Do thou by no means reckon them to be in a place of security from punishment]: (S, A, * O:) or, accord. to Fr, the meaning here is, far from punishment. (TA.) b2: A cause, or means, of prosperity, or success, or of the attainment or acquisition of that which one desires or seeks, or of what is good, or of that whereby one becomes in a happy or good state; syn. مَفْلَحَةٌ. (A.) b3: (tropical:) [The state of temporary safety which is between the present life and that which is to come. See 1, last signification.]

A2: (tropical:) A place of perdition, or destruction: (Msb, K: *) or i. q. فَلَاةٌ: (A:) [i. e.] a desert; syn. بَرِّيَّةٌ; any [desert such as is called] قَفْرٌ: (TA:) or a desert in which is no water: (ISh, O, K:) and a desert in which is no water for the space of a journey of two nights or more: when there is none for the space of a journey of a night and a day, it is not thus called. (ISh, O, TA:) or a tract in which two wateringplaces are so far apart that camels are kept from drinking two days, with a portion of the day preceding them and of the day following them, [accord. to that which is generally preferred of the explanations of the term رِبْعٌ which is here employed,] and other animals [that journey quicker] drink on alternate days; as also فَلَاةٌ: or such as is between that in which camels are kept from drinking two days &c. as above, and that in which other animals drink on alternate days; as also فَيْفَاةٌ: (TA:) so called to prognosticate good fortune, and safety. (As, IF, S, A, O, Msb,) as meaning a place of safety, (A,) from فَازَ signifying “ he became safe: ” (Msb:) or from فَوَّزَ, (IAar, S, O, * Msb,) or فَازَ. (AHei, TA.) signifying “ he perished,” (IAar, S, O, * AHei,) or “ he died: ” (Msb, TA:) AHei condemns the former of these assertions; but Az and ISd say that it is the more commonly approved, though the latter is the more agreeable with analogy: (TA:) or it is so called because he who comes forth from it, having traversed it, is safe: (IAar, TA:) the pl. is مَفَاوِزُ: (S:) and ↓ مَفَازٌ signifies the same as مَفَازَةٌ. so in a trad. of Kaab Ibn-Málik; فَاسْتَقْبَلَ سَفَرًا بَعِيدًا وَمَفَازًا [and he saw before him, or looked forward to, a far journey and a desert, or a waterless desert, &c.]. (TA.)

فوز: الفَوْزُ: النَّجاءُ والظَّفَرُ بالأُمْنِيَّة والخيرِ، فازَ به

فَوْزاً ومَفازاً ومَفازَةَ. وقوله عز وجل: إِن للمتقين مَفازاً حَدائِقَ

وأَعْناباً؛ إِنما أَراد مُوجِبات مَفاوِز ولا يجوز أَن يكون المَفازُ هنا

اسْمَ الموضع لأَن الحدائق والأَعناب لسن مواضع. الليث: الفَوْزُ

الظَّفَرُ بالخير والنَّجاةُ من الشر. يقال: فازَ بالخير وفازَ من العذاب

وأَفازَهُ الله بكذا ففازَ به أَي ذهب به. وفي التنزيل العزيز: فلا

تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازةٍ من العذاب؛ قال الفراء: معناه ببعيد من العذاب، وقال

أَبو إِسحق: بمنْجاةٍ من العذاب، قال: وأَصل المَفازَةِ مَهْلَكَةٌ

فتفاءلوا بالسلامة والفَوْزِ. ويقال: فازَ إِذا لَقِيَ ما يُغْتَبَطُ، وتأْويله

التباعد من المكروه. والمَفازَةُ أَيضاً: واحدةُ المفاوِزِ، وسميت بذلك

لأَنها مَهْلَكة من فَوَّزَ أَي هَلَكَ، وقيل: سميت تفاؤلاً من الفَوْزِ

النَّجاةِ. وفازَ القِدْحُ فَوْزاً أَصابَ، وقيل: خرج قبل صاحبه؛ قال

الطرماح:

وابْن سَبِيلٍ قَرَيْتُه أُصُلاً

من فَوْزِ قِدْحٍ مَنْسُوبَةٍ تُلُدُهْ

وإِذا تساهم القوم على المَيْسِرِ فكلما خرج قِدْح رجل قيل: قد فازَ

فَوْزاً.والفَوْزُ أَيضاً: الهلاك. فازَ يَفُوزُ وفَوَّزَ أَي مات؛ ومنه قول

كعب بن زهير:

فَمَنْ للقَوافي شَانَها من يَحُوكُها،

إِذا ما تَوى كَعْبٌ، وفَوَّزَ جَرْوَلُ؟

يقولُ، فلا يَعْيا بشيءٍ يَقُولُه،

ومن قائلِيها من يُسِيءُ ويَعْمَلُ

قوله شانها أَي جاء بها شائنة أَي معيبة. وتوى: مات وكذا فَوَّزَ. قال

ابن بري: وقد قيل إِنه لا يقال فوّز فلان حتى يتقدم الكلامَ كَلامٌ فيقال:

مات فلانٌ وفَوَّزَ فلان بعده، يشبه بالمُصَلِّي من الخيل بعد

المُجَلِّي. وجَرْوَلٌ: يعني به الحُطَيْئَةَ؛ وقال الكميت:

وما ضَرَّها أَنَّ كَعْباً تَوَى،

وفَوَّزَ من بعدِه جَرْوَلُ

قال ابن الأَعرابي: فوَّز الرجل إِذا مات؛ وأَنشد:

(* قوله «فوّز إلخ»

الذي في ياقوت:

لله درّ رافع أنى اهتدى * فوّز من قراقر إلى سوى

خمساً إذا ما سارها الجبس بكى * ما سارها من قبله انس يرى

ورواها في قراقر على غير هذا الترتيب فقدّم وأخر وجعل بدل الجبس الجيش.

ولعله روى بهما اذ المعنى على كل صحيح، ثم ان المؤلف استشهد بالبيت على

أن فوّز بمعنى هلك وعبارة ياقوت: قراقر واد نزله خالد بن الوليد عند قصده

الشام وفيه قيل لله در إلخ ا هـ. ففوّز فيه بمعنى مضى فالانسب ما ذكره

المؤلف بعد وهو الذي اقتصر عليه الجوهري.)

فَوَّزَ من قُراقِر إِلى سُوَى

خَمْساً، إِذا ما ركب الجِبسُ بَكَى

ويقال للرجل إِذا مات: قد فَوَّزَ أَي صار في مَفازَةٍ ما بين الدنيا

والآخرة من البرزخ الممدود؛ وفي حديث سَطِيح:

أَمْ فازَ فازْلَمَّ به شَأْوُ العَنَنْ

أَي مات. قال ابن الأَثير: ويروى بالدال، وقد تقدم. ويقال: فَوَّزَ

الرجل بإِبله إِذا ركب بها المَفَازَةَ؛ ومنه قول الراجز:

فَوَّزَ من قُراقِر إِلى سُوَى

وهما ماءان لكلب. وفي حديث كعب بن مالك: واسْتَقْبَلَ سفراً بعيداً

ومَفازاً؛ المَفازُ والمَفازَةُ: البَرِّيَّةُ القَفْرُ، وتجمع المَفاوِزَ.

ويقال: فاوَزْتُ بين القوم وفارَضْتُ بمعنى واحد. والمَفازَة: المَهْلَكة

على التَّطَيُّر، وكلُّ قَعْرٍ مَفازَةٌ؛ وقيل: المَفازَةُ والفَلاة إِذا

كان بين الماءين رِبْعٌ من وِرْدِ الإِبل وغِبٌّ من سائر الماشية، وقيل:

هي من الأَرضين ما بين الرِّبْع من وِرْدِ الإِبلِ من الغِبِّ من وِردِ

غيرها من سائر الماشية، وهي الفَيفاةُ، ولم يعرف أَبو زيد الفَيْفَ. ابن

الأَعرابي: سميت الصحراء مفازَة لأَن من خرج منها وقطعها فاز. وقال ابن

شميل: المفازة التي لا ماء فيها وإِذا كانت ليلتين لا ماء فيها فهي مَفازة

وما زاد على ذلك كذلك، وأَما الليلة واليوم فلا يعدّ مَفازة. قال ابن

الأَعرابي: سميت المفازة من فَوَّزَ الرجل إِذا مات. ويقال: فَوَّزَ إِذا

مضى. وفَوَّزَ تَفْوِيزاً: صار إِلى المَفازة، وقيل: ركبها ومضى فيها،

وقيل: فَوَّزَ خرج من أَرض إِلى أَرض كهاجَرَ. وتَفَوَّزَ: كَفَوَّزَ؛ قال

النابغة الجعدي:

ضَلال خَوِيّ إِذ تَفَوَّزَ عن حِمًى،

ليَشْرَبَ غِبًّا بالنِّباجِ ونَبْتَلا

(* قوله« بالنباج» ونبتلا» هما اسما موضعين كما في ياقوت.)

وفازَ الرجلُ وفَوَّزَ: هلك؛ وقيل: إِن المَفازة مشتقة من هذا، والأَول

أَشهر وإِن كان الآخر أَقيس.

والفَازَةُ: بناء من خِرَقٍ وغيرها تبنى في العساكر، والجمع فازٌ،

وأَلفها مجهولة الانقلاب؛ قال ابن سيده: ولكن أَحملها على الواو لأَن بدلها من

الواو أَكثر من الياء، وكذلك إِذا حَقَّرَ سيبويه شيئاً من هذا النحو

أَو كَسَّرَه حمله على الواو أَخذاً بالأَغلب. قال الجوهري: والفازَةُ

مِظَلَّةٌ تمدّ بعمود، عَرَبيٌّ فيما أُرى.

فوز
{الفَوْزُ: النَّجاةُ من الشَّرِّ، والظَّفرُ بِالْخَيرِ والأُمنية، يُقَال:} فازَ بِالْخَيرِ، وفازَ من العذابِ. {الفَوْزُ أَيضاً: الهَلاكُ، وَهُوَ ضِدُّ، يُقال:} فازَ {يَفُوزُ: ماتَ وهلَكَ. فازَ بِهِ} فَوْزاً {ومَفازاً} ومَفازَةً: ظَفِرَ، وَيُقَال: فازَ، إِذا لَقِيَ مَا يُغْتَبَطُ، وتأْويلُه التَّباعُد من المَكروه. فازَ مِنْهُ {فَوْزاً} ومَفازاً: نَجا. الفَوْزُ: ة، بحِمْصَ، نَقله الصَّاغانِيّ. {وأَفازَه الله بِكَذَا: أَظْفَرَه، ففازَ بِهِ، أَي ذهبَ بِهِ.} المَفازَةُ: المَنْجاةُ، وَبِه فَسَّرَ أَبو إسحاقَ قولَه تَعَالَى: فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ {بِمَفازَةٍ مِنَ العَذابِ أَي بمَنْجاةٍ مِنْهُ، وَقَالَ الفرَّاءُ: أَي ببعيدٍ مِنْهُ. قيل: أَصْلُ} المَفازَةِ: المَهْلَكَةُ، من {الفَوزِ بِمَعْنى الهَلاكِ. وَقَالَ ابْن الأَعرابيِّ: سُمِّيَتِ المَفازَةُ، من} فوَّزَ الرَّجلُ، إِذا ماتَ، وَقيل: سُمِّيَتْ تَفاؤُلاً بالسَّلامة، من الفَوز: النَّجاة، وَهَذَا قَول الأَصمعيّ حقَّقه ابنُ فَارس فِي المُجمَل وَغَيره، وَقد أَنكرَه أَبو حيَّانَ فِي شرح التَّسهيل حَيْثُ قَالَ: السَّليمُ للَّدِيغ، مِنْ سَلَمَتْه الحَيَّةُ: لدَغَتْه، وَلَا تَنْظُر إِلَى قَول من قَالَ: إنَّه على طَريقَة التَّفاؤُلِ، فقد غَلِطَ فِي ذَلِك جماعةٌ من العلماءِ، كَمَا غَلِطُوا فِي قَولِهم: إنَّ {المَفازَةَ سُمِّيَتْ من الفَوْزِ، على التَّفاؤُل، وإنَّما سُمِّيَتْ من فازَ الإنسانُ فَوْزاً، إِذا هلَك. قَالَ شيخُنا: وَمَا نفاهُ وجعلَه غَلَطاً فقد رواهُ جماعةٌ عَن الأَصمعيِّ، وَقد ذَكَروا فِيهَا أَقوالاً، مِنْهَا مَا ذَكَرناهُ، وَمِنْهَا التَّأْويلُ، وصَحَّحَ أَقْوامٌ مَا ذهب إِلَيْهِ أَبو حَيَّان، وأَنشدوا:
(أَحَبَّ الفالَ حينَ رَأَى كَثيراً ... أَبوهُ عَن اقتناءِ المجْدِ عاجِزْ)
فسَمَّاه لقِلَّته كَثيراً، كتَسْمِيَة المَهالِكِ} بالمَفاوُزِ. قلتُ: والأَقوالُ ذَكرَها ابْن سِيده والأَزْهَرِيُّ وَقَالا: الأَوَّل أَشهَر، وَإِن كَانَ الآخَرُ أَقْيَسُ. المَفازَةُ: البَرِّيَّةُ، وكُلُّ قَفْرٍ مَفازَةٌ. وَقيل: المَفازَةُ: الفَلاةُ الَّتِي لَا ماءَ بهَا، قَالَه ابْن شُمَيْلِ. وَقَالَ بَعضهم: إِذا كَانَت لَيْلَتَيْنِ لَا مَاء فِيهَا فَهِيَ مَفازَةٌ، وَمَا زَاد على ذَلِك كَذَلِك، وأَمّا الليلةُ واليومُ فَلَا يُعَدُّ مَفازَةً. وَقيل: {المَفازَةُ والفَلاةُ، إِذا كَانَ بَين الماءينِ رِبْعٌ من ورودِ الْإِبِل وغِبٌّ من سَائِر الْمَاشِيَة. وَقيل: هِيَ من الأَرَضين: مَا بَين الرِّبْعِ من وُرودِ الْإِبِل وَمَا بَين الغِبِّ من وُرُود غَيرهَا من سَائِر الْمَاشِيَة، وَهِي الفَيْفَاءُ، وَلم يعرف أَبو زيدٍ الفَيْفَ. وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ أَيضاً: سُمِّيَتِ الصَّحراءُ} مَفازَةً لأَنَّ من خرجَ مِنْهَا وقطَعها فَازَ.
{وفوَّزَ الرَّجُلُ: ماتَ، قَالَ كَعْب بن زُهَيْر:
(فَمَن لِلقوافي شَانَها مَن يَحوكُها ... إِذا مَا تَوَى كَعْبٌ} وفَوَّزَ جَرْوَلُ)

(يقولُ فَلَا يَعْيا بشيءٍ يَقولُه ... ومِن قائليها مَنْ يُسيءُ ويَعْمَلُ)

قولُه: شانَها، أَي جَاءَ بهَا شائنةً، أَي مَعيبَةً، وتَوَى: ماتَ. وَكَذَا فوَّزَ. قَالَ ابْن برّيٍّ: وَقد قيل إنَّه لَا يُقالُ فوَّزَ فُلانٌ حتّى يتقدّم الكلامَ كلامٌ، فَيُقَال: مَاتَ فلانٌ، وفَوَّزَ فلانٌ بعده، يشبِّه بالمُصَلِّي من الخَيْلِ بعدَ المُجَلِّي، وجَرْوَلٌ يَعْنِي بِهِ الحُطَيْئَةَ. وَقَالَ الكُمَيْت:
(وَمَا ضَرَّها أَنَّ كَعْبًا تَوَى ... {وفَوَّزَ من بعدِه جَرْوَلُ)
وَقَالَ غيرُه: يُقَال للرجلِ إِذا ماتَ: قد} فَوَّزَ، أَي صارَ فِي مَفازَة مَا بَين الدُّنيا والآخرةِ من البَرْزَخِ المَمْدُود. فَوَّزَ الطَّريق: بَدا وظَهَرَ، نَقله الصَّاغانِيّ، وَزَاد بعدَه: أَو انقطَعَ، وتركَه المُصنّف قُصوراً. قَالَ ابْن الأَعرابيّ: وَيُقَال فَوَّزَ الرجل إِذا صارَ إِلَى المَفازَة. وَقيل: رَكِبَها ومَضى فِيهَا. يُقال: فَوَّزَ الرَّجلُ بإبلِه، إِذا ركِبَ بهَا {المَفازَةَ، وَمِنْه قَول الرَّاجِز:
(فَوَّزَ من قُراقِرٍ إِلَى سُوى ... خِمْساً إِذا مَا سارَها الجِبْسُ بَكى.)
وقُراقِرُ وسُوى: ماءانِ لِكَلْب.} والفازَةُ: مِظَلَّةٌ بعمودين، ونَصُّ الجَوْهَرِيّ: مِظَلَّةٌ تُمَدُّ بعَمُودٍ، عربيٌّ فِيمَا أُرَى. وَقَالَ ابْن سيدَه: أَلِفُها مُنقلبةٌ عَن الْوَاو، والجَمْع فازٌ. {وفازَةُ: ع، بالأَهوابِ من ساحِلِ بَحْرِ اليَمَنِ بِالْقربِ من زَبِيدَ.} والفائزُ: سَيْفُ سعيدِ بنِ زيدِ بن عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ. نَقله الصَّاغانِيّ. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: {فازَ القِدْحُ} فَوْزاً: أَصابَ، وَقيل: خَرَجَ قبل صَاحبه قَالَ الطِّرْماحُ:
(وابنِ سبيلٍ قَرَيْتُه أُصُلاً ... مِنْ {فَوْزِ قِدْحٍ مَنْسُوبَةٍ تُلُدُهْ)
وَإِذا تَساهَمَ القَوْمُ على المَيْسِرِ فكلَّما خرَجَ قِدْحُ رجلٍ قيل: قد} فازَ {فَوْزاً.} والمَفازُ: {المَفازَةُ، وَمِنْه حَدِيث كَعْبِ بنِ مالكٍ: فاسْتقبِلْ سَفَراً بَعيدا} ومَفازاً. {وفَوَّز الرَّجلُ: خرَجَ من أَرْضٍ إِلَى أَرض، كهاجَرَ.} وتَفَوَّزَ {كفَوَّزَ. قَالَ النّابغةُ الجَعْدِيُّ:
(ضَلال خَوِيٍّ إذْ} تَفَوَّزَ عَن حِمىً ... ليَشْرَبَ غِبّاً بالنِّباجِ ونَبْتَلاَ)
وَيُقَال: {فَاوَزْتُ بينَ القَوْمِ وفارَصْتُ بِمَعْنى واحدٍ. وَقد سَمَّوا} فَوْزاً. وخَطَّاب بن عثمانَ {- الفَوْزِيُّ: مُحَدِّثٌ. وفازَ} بفائزَةٍ: أَي بشيءٍ يَسُرُّه ويصيبُ بِهِ الفَوْزَ.
ف و ز : فَازَ يَفُوزُ فَوْزًا ظَفِرَ وَنَجَا وَيُقَالُ لِمَنْ أَخَذَ حَقَّهُ مِنْ غَرِيمِهِ فَازَ بِمَا أَخَذَ أَيْ سَلِمَ لَهُ وَاخْتَصَّ بِهِ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَفَزْتُهُ بِالشَّيْءِ وَفَازَ قَطَعَ الْمَفَازَةَ وَالْمَفَازَةُ الْمَوْضِعُ الْمُهْلِكُ مَأْخُوذَةٌ مِنْ فَوَّزَ بِالتَّشْدِيدِ إذَا مَاتَ لِأَنَّهَا مَظِنَّةُ الْمَوْتِ وَقِيلَ مِنْ فَازَ إذَا نَجَا وَسَلِمَ وَسُمِّيَتْ بِهِ تَفَاؤُلًا بِالسَّلَامَةِ. 

المغالطة

المغالطة: كسي رادر غلط انداختن - وَفِي الِاصْطِلَاح قِيَاس فَاسد. أما من جِهَة الْمَادَّة. أَو من جِهَة الصُّورَة أَو من جهتهما مَعًا مُفِيد للتصديق الخبري أَو الظني الْغَيْر المطابقين للْوَاقِع. وَالْقِيَاس الْفَاسِد هُوَ الْقيَاس الْمركب من مُقَدمَات شَبيهَة بِالْحَقِّ وَلَا تكون حَقًا وَتسَمى سفسطة. أَو شَبيهَة بالمقدمات الْمَشْهُورَة أَو الْمسلمَة وَتسَمى مشاغبة - وَالْفساد إِمَّا من جِهَة الصُّورَة فبأن لَا يكون على هَيْئَة منتجة لاختلال شَرط بِحَسب الْكَيْفِيَّة أَو الكمية أَو الْجِهَة. كَمَا إِذا كَانَ صغرى الشكل الأول سالبة أَو مُمكنَة أَو كبراه جزئية - وَإِمَّا من جِهَة الْمَادَّة فبأن يكون الْمَطْلُوب وَبَعض مقدماته شَيْئا وَاحِدًا وَهُوَ المصادرة على الْمَطْلُوب كَقَوْلِنَا كل إِنْسَان بشر وكل بشر ضحاك فَكل إِنْسَان ضحاك.
فَإِن قيل النظري بِتَغَيُّر العنوان يصير بديهيا فَإِن الْعَالم حَادث نَظَرِي والعالم متغير بديهي فَلم لَا يجوز أَن يكون كل بشر ضحاك بعنوان البشرية بديهيا وبعنوان الْإِنْسَان نظريا. قُلْنَا الْإِنْسَان والبشر مُتَرَادِفَانِ فَلَا يتَصَوَّر أَن يكون نِسْبَة أَمر إِلَى أَحدهمَا نظريا وَإِلَى الآخر بديهيا. - وَإِن قلت هَذَا عِنْد الْعلم بالمرادفة مُسلم وَأما عِنْد عَدمه فَمَمْنُوع. قُلْنَا تصور الْمَوْضُوع ضَرُورِيّ فالعلم بالمرادفة لَا يَنْفَكّ. أَو بِأَن يكون بعض الْمُقدمَات كَاذِبَة شَبيهَة بالصادقة. إِمَّا من حَيْثُ الصُّورَة أَو من حَيْثُ الْمَعْنى. وَأما من حَيْثُ الصُّورَة فكقولنا لصورة الْفرس المنقوش على الْجِدَار أَنَّهَا فرس وكل فرس صهال ينْتج أَن تِلْكَ الصُّورَة صهالة. وَأما من حَيْثُ الْمَعْنى فلعدم رِعَايَة وجود الْمَوْضُوع فِي الْمُوجبَة كَقَوْلِنَا كل إِنْسَان وَفرس فَهُوَ إِنْسَان وكل إِنْسَان وَفرس فَهُوَ فرس ينْتج أَن بعض الْإِنْسَان فرس -. والغلط فِيهِ أَن مَوْضُوع المقدمتين لَيْسَ بموجود إِذْ لَيْسَ شَيْء مَوْجُود يصدق عَلَيْهِ أَنه إِنْسَان وَفرس - ولوضع الْقَضِيَّة الطبيعية مقَام الْكُلية كَقَوْلِنَا الْإِنْسَان حَيَوَان. وَالْحَيَوَان جنس. ينْتج أَن الْإِنْسَان جنس.
المغالطة:
[في الانكليزية] Sophism ،sophistic syllogism ،eristic
[ في الفرنسية] Sophisme ،syllogisme sophistique ،eristique
هي عند المنطقيين قياس فاسد إمّا من جهة الصورة أو من جهة المادة أو من جهتهما معا، والآتي بها غالط في نفسه مغالط لغيره، ولولا القصور وهو عدم التمييز بين ما هو هو وبين ما هو غيره لما تمّ للمغالط صناعة، فهي صناعة كاذبة تنفع بالغرض، إذ الغرض من معرفتها الاحتراز عن الخطاء، وربّما يمتحن بها من يراد امتحانه في العلم ليعلم به بعدم ذهاب الغلط عليه كماله، وبذهابه عليه قصوره. وبهذا الاعتبار تسمّى قياسا امتحانيا. وقد تستعمل في تبكيت من يوهم العوام أنّه عالم ليظهر لهم عجزه عن الفرق بين الصواب والخطأ فيصدّون عن الاقتداء به، وبهذا الاعتبار تسمّى قياسا عناديا، كذا في شرح المطالع والصادق الحلواني وحاشية الطيبي. قال شارح إشراق الحكمة: مواد المغالطة المشبّهات لفظا أو معنى، ولهذه الصناعة أجزاء ذاتية صناعية وخارجية، والأول ما يتعلّق بالتبكيت المغالطي.
وعلى هذا فنقول إنّ أسباب الغلط على كثرتها ترجع إلى أمر واحد وهو عدم التمييز بين الشيء وأشباهه. ثم إنها تنقسم إلى ما يتعلّق بالألفاظ وإلى ما يتعلّق بالمعاني. والأول ينقسم إلى ما يتعلّق بالألفاظ لا من حيث تركّبها وإلى ما يتعلّق بها من حيث تركّبها. والأول لا يخلو إمّا أن يتعلّق بالألفاظ أنفسها وهو أن يكون مختلفة الدلالة فيقع الاشتباه بين ما هو المراد وبين غيره، ويدخل فيه الاشتراك والتشابه والمجاز والاستعارة وما يجري مجراها، ويسمّى جميعا بالاشتراك اللفظي، وإمّا أن يتعلّق بأحوال الألفاظ وهي إمّا أحوال ذاتية داخلة في صيغ الألفاظ قبل تحصّلها كالاشتباه في لفظ المختار بــسبب التصريف إذا كان بمعنى الفاعل أو المفعول، وإمّا أحوال عارضة لها بعد تحصّلها كالاشتباه بــسبب الإعجام والإعراب. والمتعلقة بالتركيب تنقسم إلى ما يتعلّق الاشتباه فيه بنفس التركيب كما يقال كلّ ما يتصوّره العاقل فهو كما يتصوّره فإنّ لفظ هو يعود تارة إلى المعقول وتارة أخرى إلى العاقل، وإلى ما يتعلّق بوجوده وعدمه أي بوجود التركيب وعدمه، وهذا الآخر ينقسم إلى ما لا يكون التركيب فيه موجودا فيظنّ معدوما ويسمّى تفصيل المركّب وإلى عكسه ويسمّى تركيب المفصل. وأمّا المتعلّقة بالمعاني فلا بد أن تتعلّق بالتأليف بين المعاني إذ الأفراد لا يتصوّر فيها غلط لو لم يقع في تأليفها بنحو ما، ولا يخلو من أن تتعلّق بتأليف يقع بين القضايا أو بتأليف يقع في قضية واحدة، والواقعة بين القضايا إمّا قياسي أو غير قياسي، والمتعلّقة بالتأليف القياسي إمّا أن تقع في القياس نفسه لا بقياسه إلى نتيجته، أو تقع فيه بقياسه إلى نتيجته والواقعة في نفس القياس إمّا أن تتعلّق بمادته أو بصورته. أمّا المادية فكما تكون مثلا بحيث إذا رتبت المعاني فيها على وجه يكون صادقا لم تكن قياسا، وإذا رتبت على وجه يكون قياسا لم يكن صادقا كقولنا كلّ إنسان ناطق من حيث هو ناطق ولا شيء من الناطق من حيث هو ناطق بحيوان، إذ مع إثبات قيد من حيث هو ناطق فيهما تكذب الصغرى ومع حذفه عنهما تكذب الكبرى، وإن حذف من الصغرى وأثبت في الكبرى تنقلب صورة القياس لعدم اشتراك الأوسط. وأما الصورية فكما تكون مثلا على ضرب غير منتج وجميع ذلك يسمّى سوء التأليف باعتبار البرهان وسوء التركيب باعتبار غير البرهان. وأمّا الواقعة في القياس بالقياس إلى النتيجة فتنقسم إلى ما لا يكون النتيجة مغايرة لأحد أجزاء القياس فلا يحصل بالقياس علم زائد على ما في المقدّمات، وتسمّى مصادرة على المطلوب وإلى ما تكون مغايرة لكنها لا تكون ما هي المطلوب من ذلك القياس، ويسمّى وضع ما ليس بعلّة علّة، كمن احتجّ على امتناع كون الفلك بيضيا بأنّه لو كان بيضيا وتحرك على قطره الأقصر لزم الخلاء وهو المحال إذ المحال ما لزم من كونه بيضيا، بل منه مع تحرّكه حول الأقصر إذ لو تحرّك على الأطول لما لزم من ذلك وكقولنا الإنسان وحده ضحّاك، وكلّ ضحّاك حيوان.
وأمّا الواقعة في قضايا ليست بقياس فتسمّى جمع المسائل في مسئلة، كما يقال زيد وحده كاتب فإنّه قضيتان لإفادته أنّه ليس غيره كاتبا.
وأما المتعلّقة بالقضية الواحدة فإمّا أن تقع فيما يتعلّق بجزئي القضية جميعا وذلك يكون بوقوع أحدهما مكان الآخر ويسمّى إيهام العكس، ومنه الحكم على الجنس بحكم نوع منه مندرج تحته، نحو هذا لون، واللون سواد، فهذا سواد. ومنه الحكم على المطلق بحكم المقيّد بحال أو وقت، نحو هذه رقبة والرّقبة مؤمنة. وإمّا أن تقع فيما يتعلّق بجزء واحد منها وتنقسم إلى ما يورد فيه بدل الجزء غيره مما يشبهه كعوارضه أو معروضاته مثلا، ويسمّى أخذ ما بالعرض مكان ما بالذات كمن رأى الإنسان أنّه يلزم له التوهّم والتكليف فظنّ أنّ كلّ متوهّم مكلّف، وإلى ما يورد فيه الجزء نفسه ولكن لا على الوجه الذي ينبغي كما يؤخذ معه ما ليس فيه، نحو زيد الكاتب إنسان، أو لا يؤخذ معه ما هو من الشروط أو القيود كمن يأخذ غير الموجود كتبا غير موجود مطلقا، ويسمّى سوء اعتبار الحمل، فقد حصل من الجميع ثلاثة عشر نوعا، ستة منها لفظية يتعلّق ثلاثة منها بالبسائط هي الاشتراك في جوهر اللفظ وفي أحواله الذاتية وفي أحواله العرضية، وثلاثة منها بالتركيب وهي التي في نفس التركيب، وتفصيل المركّب وتركيب المفصّل وسبعة معنوية، أربعة منها باعتبار القضايا المركّبة وهي سوء التأليف والمصادرة على المطلوب ووضع ما ليس بعلّة علّة وجمع المسائل في مسئلة واحدة، وثلاثة باعتبار القضية الواحدة وهي إيهام العكس وأخذ ما بالعرض مكان ما بالذات وسوء اعتبار الحمل، فهذه هي الأجزاء الذاتية الصناعية لصناعة المغالطة. وأمّا الخارجيات فما يقتضي المغالطة بالعرض كالتشنيع على المخاطب وسوق كلامه إلى الكذب بزيادة أو تأويل وإيراد ما يحيره أو يجبنه من إغلاق العبارة أو المبالغة في أنّ المعنى دقيق أو ما يمنعه من الفهم كالخلط بالحشو والهذيان والتكرار وغير ذلك ممّا اشتمل عليه كتاب الشّفاء وغيره من المطولات، انتهى ما في شرح اشراق الحكمة.
فائدة:
مقدمات المغالطة إمّا شبيهة بالمشهورات وتسمّى شغبا أو بالأوّليات وتسمّى سفسطة، هكذا في تكملة الحاشية الجلالية. قال الصادق الحلواني في حاشية الطيبي المفهوم من شرح المطالع أنّ القياس المركّب من المشبّهات بالقضايا الواجبة القبول يسمّى قياسا سوفسطائيا والمركّب من المشبّهات بالمشهورات يسمّى قياسا مشاغبيا، وإنّ الصناعة الخامسة منحصرة فيهما وإنّ صاحب السوفسطائي في مقابلة الحكيم أي صاحب البرهان وصاحب المشاغبي في مقابلة الجدلي. والمفهوم من شرح الشمسية أنّ الصناعة الخامسة هي السفسطة وهي القياس المركّب من الوهميات والمفهوم من غيرها الصناعة الخامسة هي القياس السفسطي وهو مركّب من الوهميات أو من المشبّهات بالأوليات أو بالمشهورات وقيل المشهور في كتب القوم أنّ الصناعة الخامسة هي المغالطة التي تحتها السفسطي المذكور أعني القياس المفيد للجزم الغير الحق المركّب من الوهميات أو المشبّهات بالأوليات أو بالمشهورات، والشغبي أعني القياس المفيد للتصديق الذي لا يعتبر فيه كونه مقابل عموم الاعتراف، لكن مع فقدان ذلك العموم فهو في مقابلة الجدل. قال أقول الظاهر إنّ المغالطة لا تنحصر فيما ذكر لأنّ المركّب بالمشبّهات بالمسلّمات، والمركّب من المقدّمات اليقينية التي فسدت صورته لم يندرج في شيء من الصناعات ولا بدّ من الاندراج.

همل

(هـ م ل) : (هَمَلَ الْمَاءُ هَمَلَانًا) فَاضَ وَانْصَبَّ مِنْ بَابِ طَلَبَ وَانْهَمَلَ مِثْلُهُ انْهِمَالًا.
(همل) - في حديث عمر - رضي الله عنه -: "في الهَمُولَة الراعِيَةِ كذَا" : وهي التي أُهْمِلَتْ تَرْعَى بأنفُسِها، لا تُرْعَى ولا تُسْتَعْمَلُ، والمُهمَل: المترُوك.
هـ م ل

إبلٌ هملٌ وهوامل، وقد أهملها الراعي فهملت. وما ترك الله عباده هملاً. وأمر مهمل. وهملت عينه هملاناً، وهمل دمعه وانهمل، وجرى في مهمله حيث ينهمل. وفرس هملاج، وهو يهملج براكبه، وخيل هماليج.
هـ م ل: (هَمَلَتْ) عَيْنُهُ أَيْ فَاضَتْ وَبَابُهُ نَصَرَ، وَ (هَمَلَانًا) أَيْضًا بِفَتْحِ الْمِيمِ وَ (انْهَمَلَتْ) مِثْلُهُ. وَ (أَهْمَلَ) الشَّيْءَ خَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ نَفْسِهِ. وَ (الْمُهْمَلُ) مِنَ الْكَلَامِ ضِدُّ الْمُسْتَعْمَلِ. 
همل الهَمَلُ: السُّدى. والابِلُ الهَوَامِلُ: التي لا تُرْعى ولا تُسْتَعْمَلُ، وأمْرٌ مُهْمَلٌ: مَتْرُوكٌ، وفي الَمَثل: " اخْتَلَطَ المَرْعِيُّ بالهَمَل ". والهِمِلُّ: البُرْجُدُ من بَرَاجِدِ الأعراب، والَبْيُت الخَلَقُ من بُيُوت الشَّعر. والثَّوبُ المُرَقًّعُ. والهَمَالِيْلُ: البَقايا من الكَلإ، والضِّعَافُ من المَطَر، وليس له واحِدٌ.
[همل] نه: في ح الحوض: فلا يخلص منهم إلا مثل "همل" النعم، هي ضوال الإبل، جمع هامل، أي الناجي منهم قليل في قلة النعم الضالة. ك: همل - بفتحتين، جمعه، والرجل - مر في ر. نه: ومنه: ولنا نعم "همل"، أي مهملة لا رعاء لها ولا فيها من يصلحها ويهديها فهي كالضالة. ومنه: أتيته يوم حنين فسألته عن "الهمل". ومنه: وعليهم في "الهمولة" الراعية في كل خمسين فاقة، هي التي هملت ترعى بأنفسها ولاتستعمل، فعولة بمعنى مفعولة. ز: "تهملان" من مصر.
هـ م ل : هَمَلَ الدَّمْعُ وَالْمَطَرُ هُمُولًا مِنْ بَابِ قَعَدَ وَهَمَلَانًا جَرَى.

وَهَمَلَتْ الْمَاشِيَةُ سَرَحَتْ بِغَيْرِ رَاعٍ فَهِيَ هَامِلَةٌ وَالْجَمْعُ هَوَامِلُ وَبَعِيرٌ هَامِلٌ وَجَمْعُهُ هَمَلٌ بِفَتْحَتَيْنِ وَهُمَّلٌ مِثْلُ رَاكِعٍ وَرُكَّعٍ وَأَهْمَلْتُهَا أَرْسَلْتُهَا تَرْعَى بِغَيْرِ رَاعٍ وَاسْتُعْمِلَ الْهَمَلُ بِفَتْحَتَيْنِ مَصْدَرًا أَيْضًا يُقَالُ تَرَكْتُهَا هَمَلًا أَيْ سُدًى تَرْعَى بِغَيْرِ رَاعٍ لَيْلًا وَنَهَارًا وَأَهْمَلْتُ الْأَمْرَ تَرَكْتُهُ عَنْ عَمْدٍ أَوْ نِسْيَانٍ. 
[همل] الهَمْلُ، بالتسكين: مصدر قولك: هَمَلَتْ عينهُ تَهْمُلُ وتَهْمِلُ هَمْلاً وهَمَلاناً، أي فاضتْ. وانْهَمَلَتْ مثله. والهَمَلُ، بالتحريك: الإبل التي ترعى بلا راعٍ، مثل النَفَشَ، إلا أن النفش لا يكون إلا ليلاً، والهَمَلُ يكون ليلاً ونهاراً. يقال: إبلٌ هَمَلٌ، وهامِلَةٌ، وهُمَّالٌ، وهَوامِلُ. وتركتُها هَمَلاً، أي سُدًى، إذا أرسلتها ترعى ليلاً ونهاراً بلا راعٍ. وفي المثل: " اختلط المَرْعِيُّ بالهَمَلِ ". والمَرْعِيُّ: الذي له راعٍ. والهَمَلَ أيضاً: الماء الذي لا مانع له. وأهملت الشئ: خليت بينه وبين نفسه. والمهمل من الكلام: خلاف المستعمل.

همل


هَمَلَ(n. ac.
هَمْل
هُمُوْل
هَمَلَاْن)
a. Overflowed with tears (eye).
b. Fell.
c. Rained incessantly.
d.(n. ac. هَمْل), Pastured freely.
e. [ coll. ]
see IV (a)
أَهْمَلَa. Neglected, overlooked; omitted; left unpointed (
letter ).
b. Left at large.

تَهَاْمَلَ
a. [Fī] [ coll. ], Was negligent
over.
إِنْهَمَلَa. see I (a)
هِمْلa. Coarse garment.
b. Hair-tent.

هَمَلa. Roaming cattle.
b. Running water.

هَاْمِل
(pl.
هَمْلَى
هَمَل
هَاْمِلَة
هُمَاْل
هُمُوْلَة
هُمَّاْل
هَوَاْمِلُ
41)
a. Left at large, roaming about.

هُمَّاْلa. Soft, flabby.
b. Uncultivated land.

N. P.
هَمڤلَ
a. [ coll. ]
see N. P.
أَهْمَلَ
(a).
N. P.
أَهْمَلَa. Omitted, overlooked.
b. Obsolete (word).
c. Unpointed.

N. Ac.
تَهَاْمَلَ
a. [ coll. ], Negligence.

هَمَلًا
a. At large, free
(هـ م ل)

الهَمَلُ: السدى الْمَتْرُوك لَيْلًا أَو نَهَارا.

هَمَلَت الْإِبِل تَهْمُل، وبعير هامِلٌ من إبل هَوامِلَ وهُمَّلٍ وهَمَلٍ، وَهُوَ اسْم الْجمع كرائح وروح، لِأَن فَاعِلا لَيْسَ مِمَّا يكسر على فَعَلٍ، وَقد أهملها، وَلَا يكون ذَلِك فِي الْغنم.

وأهمَل أمره: لم يحكمه.

وهَمَلَت عينه تَهْمُل وتَهْمِل هَمْلاً وهُمُولا وهَمَلاناً، وانهَمَلَتْ: سالَتْ.

وهَمَلَت السَّمَاء هَمْلاً وهَمَلاناً وانهَمَلَتْ: دَامَ مطرها مَعَ سُكُون وَضعف.

وثوب هَمالِيلُ: مُخرَّقٌ.

وَكسَاء هِمِلٌّ: خلق.

والهِمِلُّ: الْكَبِير السن.

والهَمَلُ: الليف المنتزع، واحدته همَلَةٌ، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة.

وهُمَيْلٌ، وهَمَّالٌ: اسمان.

همل

1 هَمَلَ

, aor. هَمُلَ

, inf. n. هَمَلاَنٌ; and ↓ اِنْهَمَلَ; It (water) overflowed, and poured forth. (Mgh.) b2: تُهْمَلُ عَلَى رُؤُوسِهَا وَظَهُورِهَا; so in a copy of the K, voce وَسُوطٌ: in other copies of the K, تُحْمَلُ or يُحْمَلُ: if the first be correct, the meaning is probably Camels left without rein and without burden; and this is agreeable with the context.4 أَهْمَلَ المَاشِيَةَ He sent [or left] the cattle to pasture [by themselves,] without a pastor, by night and by day. (Msb.) b2: أَهْمَلَهُ He left it, let it alone, or neglected it, intentionally or from forgetting: (Msb:) or he left it, or let it alone, expl. by خَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ نَفْسِهِ: (S, O, K:) or he left it, or neglected it, and did not make use of it. (K.) b3: أَهْمَلَ عَبْدَهُ (S, K, in art. سبع) He left his slave without work, or occupation: (PS:) he left him to himself, uncontrolled.7 اِنْهَمَلَكَ فِى الأَمْرِ He exerted himself, strove, or laboured, in the affair, (S, Msb,) and persisted, or persevered, in it. (S, Msb, K.) b2: اِنْهَمَلَكَ فِى البَاطِلِ He obstinately persevered in vain or false affairs.

هَمَّالَةٌ Applied to the eye or eyes, Flowing abundantly with tears: see a verse cited voce عَلَفَ.

مُحْمَلٌ Having no government. (TA, art. on the particle فَ.) b2: لَفْظٌ مُحْمَلٌ A word that has no grammatical government; contr. of عَامِلٌ. (IbrD.)
همل:
هملَ: هملت عيناي بالدموع (ألف ليلة 88:1).
هملَ: جال، تشرّء، طاف تكاسلاً وعادةً vagabonder، تاه، تطوّح، تسكع errer.
أنظر: همل وهامل (البربرية 384:2).
الإهمال لنفسه: استسلم للأهواء (عباد 322:1).
أهمل في مكان إليهم: (البربرية 382:1) وقد ترجمها (دي سلان) بقوله: بقي هناك ينتظر الأخبار.
تهامل في: نام، تصرف بإهمال. وفي (محيط المحيط): (والعامة تقول تهامل في الأمر أي تكاسل فيه وتوانى) (بقطر). وهناك، أيضاً، تهامل عن أي أهمل؛ أما اسم المصدر تهامل فالمقصود منه: اللامبالاة وعدم الاهتمام والإهمال واسم الفاعل منه هو المهمل غير المبالي.
انهمل في: استسلم، انهمك s'abandonner, se livrer ( المقدمة 15:408:3): وَدْعنِ في الشرب ننهمل. الفعل هنا للمفرد المتكلم وهو قد ورد شعراً.
المعجم اللاتيني ذكر Lascivia (Fornicatio) انهمال ضمن انهمال في الشهوة: أعتقد أن المعنى قد استقام ولا يوجد ما يستوجب تغيير كلمة انهمال بجعلها انهماك. إن (فوك) الذي ذكر كلمة أهمل إلى جانب انهمل ضمن destituire قد خطر بباله المعنى نفسه ولم يرق له هذا الترادف في المعنى.
همّل والجمع إهمال: المعنى الحقيقي: جعل تائه، ليس له مَنْ يحرسه، وأصبح لذلك وحشياً. أما المعنى المجازي فللتعبير عما يصعب لمسه أو استعماله أو معالجتهُ أو تدبيرهُ أو إدارتهُ. (معجم مسلم).
همل: فوضى (حيان 45): كان سبب اشتعال الفتنة بكورة البيرة أيام الهمل في دولة الأمير عبد الله .. الخ. وفي (24 منه): إلى أن استنزله الخليفة عبد الرحمن الكارّ على همل الفرقة بدولة الجماعة، أي إلى أن قام الخليفة مرة أخرى بإعادة وحدة السلطنة والقضاء على الفوضى التي سبب ذلك التفكك.
هُمُول: تشرّد (بقطر).
هامل: جوّال، متشرد حقيقة ومجازاً: دار هاملاً: جال: دار Vagabonoler؛ هامِلاً: مهملاً، بلا عناية؛ الهمّل المتوحشون (بقطر).
هامل: مستسلم لأهوائه، مهمل، مخذول (بقطر).
هامل: لا يهتم بأي أمر، خامل، خائر العزيمة (بقطر).
مهتمل. مهملون في أديانهم وكفّار مهملون: فجّار، أصحاب سلوك مضاد للدين والمقدسات (معجم أبي الفداء).
أرض مهملة: أرض بور Lande ( ابن العوام 12:1).
مهملاً: متردداً، حائراً indeterminement ( بقطر).
مهمول: هو الذي لا يحضى باحترام أو تقديره ولا يهتم به الآخرون (قرطاس 5:268): (إن هذا الأمير، بعد أن اندحر، فإن السلطان، أباه هِجره لذلك فيقي مهمولاً).

همل: الهَمْل، بالتسكين: مصدر قولك هَمَلتْ عينُه تَهْمُل وتَهْمِل

هَمْلاً وهُمُولاً وهَمَلاناً. وانْهَمَلتْ: فاضت وسالت. وهَمَلتِ السماءُ

هَمْلاً وهَمَلاناً وانْهَمَلَتْ: دام مطرُها مع سكونٍ وضعفٍ، وهَمَل

دمعُه، فهو مُنْهَمِل. والهَمَل: السُّدى المتروك ليلاً أَو نهاراً. وما ترك

الله الناس هَمَلاً أَي سُدىً بلا ثوابٍ ولا عِقاب، وقيل: لم يتركهم سُدى

بلا أَمر ولا نهي ولا بيان لما يحتاجون إِليه، وهَمَلتِ الإِبل تَهْمُل،

وبعيرٌ هامِل من إِبل هَوامِل وهُمَّل وهَمَل، وهو اسم الجمع كرائح

ورَوَح لأَن فاعلاً ليس مما يكسَّر على فَعَلٍ، وقد أَهْمَلها، ولا يكون ذلك

في الغنم. ابن الأَعرابي: إِبِل هَمْلى مُهْمَلة، وإِبِل هَوامِل

مُسَيَّبة لا راعي لها، وأَمر مُهْمَل متروك؛ قال:

إِنَّا وجَدْنا طَرَدَ الهَوامِلِ

خيراً من التَّأْنانِ والمَسائلِ

أَراد: إِنَّا وجدنا طَرَدَ الإِبل المُهْملة وسَوْقَها سلاَّ وسَرِقة

أَهْون علينا من مسألة الناس والتَّباكي إِليهم. وفي حديث الحوض: فلا

يَخْلُص منهم إِلاَّ مثل هَمَل النَّعَم؛ الهَمَل: ضَوالُّ الإِبلِ، واحدها

هامِلٌ، أَي أَنَّ الناجي منهم قليل في قلَّة النَّعَم الضالَّة. وفي حديث

طهفة: ولنا نَعَم هَمَل أَي مهمَلة لا رِعاءَ لها ولا فيها من يُصلحها

ويَهديها فهي كالضَّالة؛ ومنه حديثُ سراقة: أَتيته يوم حُنَين فسأَلته عن

الهَمَل. وفي حديث قَطَن بن حارثة: عليهم في الهَمُولة الراعية في كل

خمسين ناقةٌ؛ هي التي أُهْمِلت ترعى بأَنفسها، ولا يستعمل فَعولة بمعنى

مَفْعولة. وأَهْمَل أَمرَه: لم يُحْكِمْه. والهَمَل، بالتحريك: الإِبلُ بلا

راعٍ، مثل النَّفَش، إِلاَّ أَن الهَمَل بالنهار

(* قوله «الا ان الهمل

بالنهار إلخ» مثله في التهذيب، وعبارة الصحاح: الا أن النفش لا يكون الا

ليلاً والهمل يكون ليلاً ونهاراً اهـ. ويوافقه ما يأتي للمؤلف بعد).

والنَّفَش لا يكون إِلاَّ ليلاً. يقال: إِبِل هَمَل وهامِلة وهُمَّال وهَوامِل،

وتركْتها هَمَلاً أَي سُدىً إِذا أَرسلتها ترعى ليلاً بلا راعٍ. وفي

المثل: اختلطَ المَرْعيُّ بالهَمَل، والمَرْعيُّ: الذي له راعٍ. وفي الحديث:

فسأَلته عن الهَمَل يعني الضَّوالَّ من النَّعَم، واحدها هامِل مثل

حارِس وحَرَس وطالب وَطَلَب. وفي الحديث: في الهَمُولة الراعِية كذا من

الصدَقة؛ يعني التي قد أُهْمِلت ترعى. والهَمَل أَيضاً: الماء الذي لا مانع

له.وأَهْمَلْت الشيء: خلَّيت بينه وبين نفسه. والمُهْمَل من الكلام: خلاف

المستعمَل.

والهَمَلُّ: البيت الصغير؛ عن أَبي عمرو؛ وأَنشد لأَبي حبيب الشيباني:

دخلتُ عليها في الهَمَلّ، فأَسْمَحَتْ

باَّقْمَرَ، في الحِقْوَيْن، جَأْبٍ مُدَوَّرِ

والأَقْمرُ: الأَبيض. وثوب هَمالِيل: مخرَّق. وكِساءٌ هِمِلٌّ: خَلَق.

والهِمِلُّ: الكبير السِّنِّ. والهَمَل: اللِّيف المتنزع، واحدته هَمَلة؛

حكاه أَبو حنيفة.

وهُمَيل وهَمَّال: اسمان. وأَرض هُمَّال بين الناس: قد تَحامَتْها

الحُروب فلا يَعْمُرها أَحد. وشيء هُمَّال: رِخْوٌ.

واهْتَمَل الرجلُ إِذا دَمْدَمَ بكلام لا يُفُهم؛ قال الأَزهري:

والمعروف بهذا المعنى هَتْمَل، وهو رباعي.

هـمل
همَلَ1 يهمُل ويهمِل، هَمْلاً وهَمَلانًا وهُمولاً، فهو هامِل
• همَلَتِ العينُ: فاضت دموعًا وسالت. 

همَلَ2 يهمُل ويهمِل، هَمْلاً وهمَلانًا، فهو هامِل
• همَلَتِ السَّماءُ: دام مطرُها مع سكون وضعْف. 

همَلَ3 يهمُل ويهمِل، هَمْلاً، فهو هامل
• همَلَتِ الإبلُ ونحوُها: سرحت بغير راعٍ وتركت مسيَّبة ليلاً ونهارًا. 

أهملَ يُهمل، إهمالاً، فهو مُهمِل، والمفعول مُهمَل (للمتعدِّي)
• أهملَ الشَّخصُ: قصَّر.
• أهملَ دروسَه ونحوَها: تركها، أغفلها عمْدًا أو نسيانًا "أهمل ترتيب أدواته- إنّ الله يُمهل ولا يُهمل: لا يغفل عن أعمالنا".
• أهملَ الحرفَ: (في الكتابة) لم ينقطه، عكسه أعجمه.
• أهملَ أمرَه: لهوجه، لم يحكمه "أهمَل العاملُ تركيبَ إطار السّيّارة". 

انهملَ ينهمل، انهمالاً، فهو منهمِل
• انهملَتِ العينُ: همَلت، فاضت دموعًا وسالت "انهملت
 عيناه للنّبأ المحزن".
• انهملَتِ السَّماءُ: دام مطرُها مع سكون وضعف. 

إهمال [مفرد]: مصدر أهملَ ° مُتَّسم بالإهمال: لا مبالٍ، قَذِر.
• الإهمال: (قن) الفشل في ممارسة العناية المطلوبة تجاه شخص ما تحت ظرف معيّن، فينتج عنه ضرر غير مقصود للطَّرف الآخر. 

مُهمَل [مفرد]:
1 - اسم مفعول من أهملَ: "الفرص المُهمَلة تذهب سُدًى [مثل أجنبيّ] " ° سَلَّة المهملات: سلَّة تُلقى فيها النُّفايات- كمّيّة مُهْمَلة: ضئيلة لا قيمة لها- وضَع الرِّسالة في سلَّة المُهْمَلات: أغفلها وتركها عمدًا.
2 - متروك من غير عناية به "بستان مُهمَل" ° المهمل من الكلام: غير المستعمل. 

هامِل [مفرد]: ج هَمْلَى وهُمَّال وهُمَّل، مؤ هامِلة، ج مؤ هاملات وهواملُ:
1 - اسم فاعل من همَلَ1 وهمَلَ2 وهمَلَ3.
2 - متسكِّع "شابٌّ هامل". 

همَل [مفرد]:
1 - متروك ليلاً ونهارًا بلا رعاية ولا عناية "لا تصادق الهَمَل من الشباب- إبل هَمَل" ° ما ترك اللهُ النَّاسَ همَلاً: أي سُدًى بلا ثواب ولا عقاب.
2 - ماء سائل لا مانع يحجزه. 

هَمْل [مفرد]: مصدر همَلَ1 وهمَلَ2 وهمَلَ3. 

هَمَلان [مفرد]: مصدر همَلَ1 وهمَلَ2. 

هُمول [مفرد]: مصدر همَلَ1. 
هـمل

(الهَمَلُ، مُحَرَّكةً: السُّدَى المَتْرُوكُ) ، وَمَا تَرَكَ اللَّهِ النّاسَ هَمَلًا، أَي: سُدًى بِلَا ثَوابٍ وَلَا عِقابٍ، وَقِيْلَ: لَمْ يَتْرُكْهُم سُدًى بِلَا أَمْرٍ وَلَا نَهْيٍ وَلَا بَيانٍ لِمَا يَحْتاجونَ إِلَيْه. وَفِي الصِّحاح: المَهَلُ، بِالتَحْرِيك: الإِبِل بِلَا رَاعٍ مِثْل النَّفَش، إِلَّا أَنَّ النَّفَشَ لَا يَكُونُ إِلاَّ لَيْلًا، والهَمَلُ يَكُونُ (لَيْلًا وَنَهارًا) ، وَقَدْ هَمَلَتٍ الإبِلُ تَهْمِلُ) ، بالكَسْرِ، هَمْلًا (فَهِيَ هامِلٌ) ، وَالَّذِي فِي المُحْكَم: هَمَلَت الإِبِل تَهْمِلُ وَبَعِيْرٌ هامِلٌ، (ج: هَوامِلُ وَهَمُولَةٌ وَهامِلَةٌ وَهَمَلٌ، مُحَرَّكَةً) ، وَهُو اسْمُ الجَمْعِ كَرائِحٍ وَرَوَح؛ لِأَنَّ فَاعِلًا لَيْسَ مِمَّا يُكَسَّر عَلى فَعَل، (و) هُمَّل (كَرُكَّعٍ وَرُخالٍ) ، وَضَبَطَهُ الصّاغانِيّ بِالتَّشْدِيد، وَهُو الصَّواب، (وَسَكْرَى) ، الأَخِيرة عَن ابْن الأَعْرابِيّ وَكَذلِكَ الثّانِية، وَقَالَ الشّاعِر:
(إِنَّا وَجَدْنا طَرَدَ الهَوامِل ... )

(خَيْرًا مِنَ التَّأْنان والمَسائِلِ ... )
أَرَادَ إِنَّا وَجَدْنا طَرَدَ الإِبِل المُهْمَلَة وَسَوْقَها سَلًّا وَسَرِقَةً أَهْوَنَ عَلَيْنا مِنْ مَسْئَلة النّاسِ والتَّباكِي إِلَيْهِم. وَفي حَدِيثِ الحَوْض: " فَلا يَخْلُصُ مِنْهُم إِلَّا مِثْل هَمَل النَّعَمِ " وَهِي ضَوالُّ الإِبِلِ. وَفي حَدِيث طِهْفَة: " وَلَنا نَعَمٌ هَمَلٌ " أَي: مُهْمَلَة لَا رِعاءَ لَها وَلَا فِيها مَنْ يُصْلِحُها وَيَهْدِيها، فَهِي كَالضَّالَّة. وَفِي حَدِيثِ قَطَنِ بن حارِثَة: " عَلَيْهم فِي الهَمُولَة الراعِيَة فِي كُلّ خَمْسِينَ، نَاقَةٌ " هِيَ الَّتي أُهْمِلتَ تَرْعَى بِأَنْفسها، وَلَا تُسْتَعْمَلُ فَعُولَة بِمَعْنى مَفْعُولة. وَفِي المَثَل: " اخْتَلَطَ المَرْعِيُّ بالهَمَل ". والمَرْعِيُّ الَّذي لَهُ راعٍ. (و) هَمَلَتْ (عَيْنُهُ تَهْمِلُ وَتَهْمُل) ، مِنْ حَدِّي ضَرَبَ وَنَصَر، (هَمْلًا) ، بِالفَتْح، (وَهَمَلانًا) ، مُحَرّكة، (وَهُمُولًا) ظ، بِالضَّم: (فَاضَتْ) وَسَالَتْ، (كانْهَمَلَت) فَهِي هامِلَةٌ وَمُنْهَمِلَة. (و) هَمَلَت (السَّماءُ) هَمْلًا وَهَمَلَانًا: (دامَ مَطَرُها فِي سُكُونٍ) وَضَعْف. (والهِمْلُ، بِالكَسْرِ: البُرْجُدُ مِنْ بَراجِدِ الأَعْرابِ) كَذا فِي المُحيط. (و) أَيْضًا: (البَيْتُ الخَلَق مِنَ الشَّعَرِ) ، عَنِ المُحيط أَيْضًا. (و) أَيْضًا: (الثَّوْبُ المُرَقَّعُ) ، عَن المُحِيط أَيْضًا. وَفِي اللِّسان: كِساءٌ هِمِلٌّ؛ أَيْ خَلَق. (و) الهَمَلُ، (بِالتَّحْرِيكِ: اللِّيفُ المَنْزُوعُ) ، وَاحِدَتُه هَمَلةٌ، قَالَهُ أَبُو عَمْرو كَما فِي العُباب، وَحَكاهُ أَبُو حَنِيفَة أَيْضًا. (و) الهَمَل: (الماءُ السّائِلُ) الَّذِي (لَا مَانِعَ لَهُ) وَلَم يَذْكُر الجَوْهَرِيُّ السّائِلَ. (وَأَهْمَلَهُ) إِهْمالًا: (خَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ نَفْسِهِ) كَما فِي العُباب والصِّحاح، (أَو تَرَكَهُ وَلَم يَسْتَعْمِلْه) ؛ وَمِنْهُ الكَلَامُ المُهْمَل، وَهُو خِلَافُ المُسْتَعْمَل. (والهُمّالُ كَزُنّارٍ: الرِّخْوُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. و) أَيْضًا: (الأَرْضُ الَّتِي) قَدْ (تَحامَتْها الحُرُوبُ فَلَا يَعْمُرها أَحَدٌ) ، كَذا فِي النَوادِر. (و) هَمَّالٌ (كَشَدّادٍ، اسْم) رَجل، (وَكَزُبَيْرٍ: هُمَيْل بن الدَّمُون) أَخو قَبِيصَةَ: (صَحابِيٌّ) ، وَلِقَبِيْصَةَ صُحْبة أَيْضًا، ذَكَرهما ابْنُ مَاكُولَا، وَقَد أَنْزَلَهُما النَّبِيّ - صَلَّى اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي ثَقِيف. (والهَمالِيْلُ: بَقايا الكَلَإِ، والضِّعاف مِنَ الطَّيْرِ) ، كَذا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ مِنَ المَطَرِ، كَما هُو نَصُّ المُحِيط، (بِلا وَاحِدٍ. و) فِي اللِّسان: الهَمالِيْلُ: (المُخَرَّقُ مِنَ الثِّيابِ) يُقالُ: ثَوْبٌ هَمالِيلُ.
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: انْهَمَلَتِ السَّماءُ: دَامَ مَطَرُها مَع سُكُونٍ وَضَعْفٍ. وَانْهَملَ دَمْعُهُ فَهُو مُنْهَمِلٌ. وَأَهْمَلَ إِبِلَهُ: تَرَكَها بِلَا راعٍ، وَلَا يَكُونُ ذلِكَ فِي الغَنَمِ. والهِمِلُّ كَطِمِرٍّ: البَيْتُ الصَّغير، عَن أَبِي عَمْرٍ ووَأَنْشَدَ لِأَبِي حَبِيبٍ الشَّيْبانِيِّ:
(دَخَلْتُ عَلَيْها فِي الهِمِلِّ فَأَسْمَحَتْ ... بِأَقْمَرَ فِي الَحِقْوَيْن جَأْبٍ مُدَوَّرِ)
والهِمِلُّ أَيْضًا: الكَبِيُر المُسِنُّ. وَاهْتَمَلَ الرَّجُلُ: إِذا دَمْدَمَ بِكَلامٍ لَا يُفْهَم، عَن ابْن الأَعْرابِيّ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: المَعْرُوف بِهذا المَعْنَى: هَتْمَلَ، وَهُو رباعيّ. وعَمْرو بنُ هُمَيْلٍ الهُذَلِيّ كَزُبَيْرٍ، مِنْ شُعَراء هُذَيْل. والأُهْمُولُ، بِالضَّمّ: مِنْ قُرَى اليَمَنِ نَقَلَهُ الصّاغانِيّ. وَاسْتُهْمِلَت النّاقَةُ: أُهْمِلَتْ، قَالَ أَبُو النَّجْم:
(لَمْ يُرْعَ مَأْزُولًا وَلَمْ يُسْتَهْمَلِ ... )
وَجَرَى الدَّمْعُ فِي مَهْمِلِهِ كَمَجْلِسٍ، أَي: حَيْثُ يَنْهَمِل.

أزي

أزي: أَزَى الشّيء يأْزي بَعْضُه إلى بعضٍ، نحو اكْتِناز اللّحْم، وما انْضَمَّ من نحوه، قال :

عضّ السِّقالِ فهو آزٍ زِيَمُهْ
أزي
إزاء [مفرد]: مُقابل وأمام، مُحاذٍ، تجاه "جلس إزاءَه/ بإزائه- بيتُه إزاء بيتي- عاقبه إزَاء هذا التصرف: حذاء" ° هو إزاء الأمر: خبير به، قيّم عليه. 
[أز ي] أَزَيْتُ إليه أَزْياً، وأُزِيّا: انْضَمَمْتُ. وأَزَانِي هو: ضَمَّنِي، قال رُؤْبَةُ:

(نَغْرِفُ من ذِي غَيِّثٍ وَنُوزِي ... ) وأَرَي أَريّا: انْقَبَضَ واجتْمَعَ. وأَرَى الظَّلُّ أُرِياً، قَلَصَ وتَقَبَّضَ. وَهُوَ يَوْمٌ أَرٍ: إذا كانَ يَغُمُّ الأَنْفاسَ ويُضَيقُها بِشِدَّةَ الحَرِّ قال:

(ظَلَّ لَها يَوْمٌ من الشِّعْرَي أَرَى ... )

وأَزَى مَالُه: نَقَضَ. وأَزَى له أَزْياً: أَتَاهُ ليَخْتلَه. وقَعَدَ إزَاءَه، أي: قُبَالَتَه. وآزَاهُ: قَابَلَه. وتآزَي القَوْمُ: دَنَا بعَضْهُم إلَى بَعْضٍ، قَالَ اللِّحيانِيٌّ: وَهْوَ في الجُلُوسِ خَاصَّةً، وأَنْشَدَ:

(لَماَّ تَآزَيْنَا إلى دِفْءِ الكُنُفْ ... )

والإزاءًُ: سَبَبُ العَيْشِ، وقِيلَِ: هو ما سُبِّبَ مِن رَغِده وفَضْلِه. وإنَّه لإزَاءُ مَالٍ: إذا كانَ يُحسِنُ رِعْيتُه، ويَقُومُ عليه، قَالَ ابنُ جِنِّي: هو فِعالٌ من أَزَى الشَّيءُ يَأْزي: إذاَ تَقَبَّضَ واجْتمَعَ، فكَذِلَكَ هَذَا الرَّاعِي يَشُحُّ عَلِيها، ويَمْنَعُ من تَسَرُّبِها، وكَذَلِكَ الأُنْثَى بغَيرِ هَاءٍ، قَالَ حُمَيْدٌ:

(إزَاءُ مَعاشٍ ما تَحُلُّ إزَازَها ... من الكَيْسِ فيها سَوْرَةٌ وَهْي قَاعِدُ)

وإزاءُ الحَرْبِ: مُقِيمُها، قَالَ زُهَيْر:

(تَجِدْهُم عَلَى مَا خَِيَّلْتْ هُمْ إزَاءها ... وإن أَفَسَدَ المالَ الجَماعَاتُ والأَزْلُ)

وإنّه لإزاءُ خَيْرٍ وشَرٍّ، أي: صَاحِبُه. وهَمُ إزَاءٌ لَقَومِهم، أي: يُصْلِحونَ أَمْرَهم، قَالَ الكُمَيْتُ:

(لَقَدْ عَلِمَ الشَّعْبُ أَنَّا لَهم ... إزَاءٌ وأَنَّا لَهُمْ مَعْقِلُ)

وبَنُو فُلاَنٍ إزَاءُ بَنِي فُلاَنِ، أي: أَقْرَانُهُم. وآزَي عَلَى ضَيِعِه: أفْضَلَ، قَالَ رُؤْبَةُ:

(نَغْرَفُ مِن ذِي غِيَّثٍ ونُورِي ... )

هَكذَا رُوِي ((ونُوزِي)) بالتَّخْفيفِ، عَلَى أَنَّ هذا الشِّعْرَ كُلَّه غَيرُ مُرْدَفٍ. والإزاءُ: مَصَبُّ المَاءِ في الخَوْضِ، وقِيلَ: هو جِميعُ ما تبَيْنَ الحَوْضِ إلَى مَهْوَى الرَّكِيَّةِ من الطيِّ، وقِيلَ: هو حَجٌ ر. أَو جُلَّةٌ، أو جلِْدٌ يُوضَعُ عَلَيْهَِ. وأَزَّيْتُه تَأَزَّياً، وتَأزِيَةً، وتَوْزَيةً، الأَخِيرةُ نَادِرَةٌ، وآزَيْتُه كلاِهُما: جَعَلْتُ له إِزَاءَ. وآزَاهُ: صَبَّ المَاءَ مِن إِزَائِه. وآزَي فيِه: صَبَّ على إِزَائِه. وآزَاهُ أَيْضاً: أَصْلَح إزَاءه، عَنِ ابنِ الأَعْرابِيٍّ، وأَنْشَد:

(يَعْجِزُ عن إيزَائِه ومَدْرِه ... )

مَدْرُه: إصْلاَحُه بالمَدَر. ونَاقَةٌ إزَيَةُ، وأَزِيَةٌ، كِلاَهُما عَلَى النَّسَبِ: تَشْرَبُ مِنَ الإزَاءِ.

(الزاي والهمزةَ والواو)
(أزي) أزى تقلص وَالْيَوْم اشْتَدَّ حره

الحبر

(الحبر) الْعَالم (ج) أَحْبَار وحبور وسفر الْأَحْبَار (انْظُر سفر)
(الحبر) الحبر والمداد يكْتب بِهِ (ج) أَحْبَار وحبور
الحبر: بِالْكَسْرِ وَسُكُون الثَّانِي وَالرَّاء الْمُهْملَة هُوَ الْعَالم بتحبير الْكَلَام وتحسينه كَذَا فِي الصِّحَاح. وَفِي شرح المواقف الحبر بِالْكَسْرِ وَالْفَتْح الْعَالم الَّذِي يحبر الْكَلَام ويزينه. قيل إِنَّمَا يُقَال للْعَالم حبرًا لِأَنَّهُ مقلوب الْبَحْر فَكَمَا أَن الْبَحْر مجمع المَاء كَذَلِك الْعَالم مجمع الْعلم وَالْعلم كَالْمَاءِ فَإِن المَاء سَبَب الْحَيَاة الدُّنْيَوِيَّة وَالْعلم سَبَب الْحَيَاة الأبدية أما سَمِعت من صَار بِالْعلمِ حَيا لم يمت.

حسس

حسس: {حسيسها}: صوتها. {أحس}: علم ووجد. {تحسونهم}: تستأصلونهم قتلا. 
(ح س س) : (الْحِسُّ) وَالْحَسِيسُ الصَّوْتُ الْخَفِيُّ.
(حسس) - في حَدِيثِ قَتادَة: "أن المُؤمِن لَيَحِسُّ للمُنافِقِ" .
: أي يَأوِي ويَتوجَّع له.
قاله صاحِبُ التَّتِمَّة: وحَسْحَس: تَوجَّع.
ح س س

أحسست منه مكراً، وأحسست منه بمكر. وما أحسسنا منه خبراً، وهل تحس من فلان بخبر. وتعالى الله أن يدرك بحاسّة من الحواس. ومن أين حسست هذا الخبر. واخرج فتحسس لنا. وضرب فما قال حس. وجيء به من حسك وبسك. وأنشد يصف امرأة ويشكوها:

تركت بيتي من الأشيا ... ء قفراً مثل أمسِ

كلّ شيء كنت قد جم ... عت من حسي وبسي

وصبحوهم فحسوهم: قتلوهم قتلاً ذريعاً " إذ تحسونهم بإذنه ". والنفساء تشتكي حساً في رحمها أي وجعاً.

ومن المجاز: حس البرد الزرع، والبرد محسة للنبات، وأصابتهم حاسة من البرد. وانحس شعره: تساقط، وانحست أسنانه: تحاتت. وحس الدابة بالمحسة: أزال عنها الغبار.
ح س س: (الْحِسُّ) وَ (الْحَسِيسُ) الصَّوْتُ الْخَفِيُّ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا} [الأنبياء: 102] وَحَسُّوهُمُ اسْتَأْصَلُوهُمْ قَتْلًا وَبَابُهُ رَدَّ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} [آل عمران: 152] وَ (حَسَّ) الدَّابَّةَ فَرْجَنَهَا وَبَابُهُ أَيْضًا رَدَّ، وَ (الْمِحَسَّةُ) بِكَسْرِ الْمِيمِ الْفِرْجَوْنُ. وَ (الْحَوَاسُّ) الْمَشَاعِرُ الْخَمْسُ وَهِيَ: السَّمْعُ وَالْبَصَرُ وَالشَّمُّ وَالذَّوْقُ وَاللَّمْسُ. وَ (أَحَسَّ) الشَّيْءَ وَجَدَ حِسَّهُ. قَالَ الْأَخْفَشُ: أَحَسَّ مَعْنَاهُ ظَنَّ وَوَجَدَ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ} [آل عمران: 52] وَ (حَسَّانُ) اسْمُ رَجُلٍ: إِنْ جَعَلْتَهُ فَعْلَانَ مِنَ الْحِسِّ لَمْ
تُجْرِهِ، وَإِنْ جَعَلْتَهُ فَعَّالًا مِنَ الْحُسْنِ أَجْرَيْتَهُ لِأَنَّ النُّونَ حِينَئِذٍ أَصْلِيَّةٌ. 
ح س س : الْحِسُّ وَالْحَسِيسُ الصَّوْتُ الْخَفِيُّ وَحَسَّهُ حَسًّا فَهُوَ حَسِيسٌ مِثْلُ: قَتَلَهُ قَتْلًا فَهُوَ قَتِيلٌ وَزْنًا وَمَعْنًى وَأَحَسَّ الرَّجُلُ الشَّيْءَ إحْسَاسًا عَلِمَ بِهِ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ مَعَ الْأَلِفِ قَالَ تَعَالَى: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ} [آل عمران: 52] وَرُبَّمَا زِيدَتْ الْبَاءُ فَقِيلَ أَحَسَّ بِهِ عَلَى مَعْنَى شَعَرَ بِهِ وَحَسَسْتُ بِهِ مِنْ بَابِ قَتَلَ لُغَةٌ فِيهِ وَالْمَصْدَرُ الْحِسُّ بِالْكَسْرِ تَتَعَدَّى بِالْبَاءِ عَلَى مَعْنَى شَعَرْتُ أَيْضًا وَمِنْهُمْ مَنْ يُخَفِّفُ الْفِعْلَيْنِ بِالْحَذْفِ فَيَقُولُ أَحَسْتُهُ وَحَسْتُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يُخَفِّفُ فِيهِمَا بِإِبْدَالِ السِّينِ يَاءً فَيَقُولُ حَسَيْتُ وَأَحْسَيْتُ وَحَسِسْتُ بِالْخَبَرِ
مِنْ بَابِ تَعِبَ وَيَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ فَيُقَالُ حَسَسْتُ الْخَبَرَ مِنْ بَابِ قَتَلَ فَهُوَ مَحْسُوسٌ وَتَحَسَّسْتُهُ تَطَلَّبْتُهُ وَرَجُلٌ حَسَّاسٌ لِلْأَخْبَارِ كَثِيرُ الْعِلْمِ بِهَا وَأَصْلُ الْإِحْسَاسِ الْإِبْصَارُ.
وَمِنْهُ {هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ} [مريم: 98] أَيْ هَلْ تَرَى ثُمَّ اُسْتُعْمِلَ فِي الْوِجْدَانِ وَالْعِلْمِ بِأَيِّ حَاسَّةٍ كَانَتْ وَحَوَاسُّ الْإِنْسَانِ مَشَاعِرُهُ الْخَمْسُ السَّمْعُ وَالْبَصَرُ وَالشَّمُّ وَالذَّوْقُ وَاللَّمْسُ الْوَاحِدَةُ حَاسَّةٌ مِثْلُ: دَابَّةٍ وَدَوَابَّ وَحَسَّانُ اسْمُ رَجُلٍ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَأْخُوذًا مِنْ الْحِسِّ فَتَكُونُ النُّونُ زَائِدَةً وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ الْحُسْنِ فَتَكُونَ أَصْلِيَّةً وَعَلَى الْمَعْنَيَيْنِ يُبْنَى الصَّرْفُ وَعَدَمُهُ. 
[حسس] فيه: متى "أحسست" أم ملدم، أي متى وجدت مس الحمى، والإحساس العلم بالحواس، وهي مشاعر الإنسان الخمس الظاهرة. ومنه. فسمع "حس" حية، أي حركتها وصوت مشيها. مد: "لا يسمعون حسيسها" أي صوتها. نه ومنه: إن الشيطان "حساس" لحاس، أي شديد الحس والإدراك. وفيه لا "تحسسوا" ولا تجسسوا، تقدم في جيم، وفيه فهل "حستما" من شيء؟ قالا: لا، حسست وأحسست بمعنى فحذف إحدى السينين، وسيبين في آخر الباب. وفي ح السويق: اشربي فإنه يقطع "الحس"، وهو وجع يأخذ المرأة عند الولادة وبعدها. وفيه: "حسوهم" بالسيف "حسا" أي استأصلوهم قتلاً، لقوله تعالى: {إذ تحسونهم بإذنه} وحس البرد الكلأ إذا أهلكه. ومنه ح على: لقد شفى وحاوح صدري "حسبكم" إياهم بالنصال. وح: كما أزالوكم "حسا" بالنصال. ومنه ح الجراد: إذا "حسه" البرد فقتله. وجراد "محسوس" أي قتله البرد، وقيل: مسته النار. وفيه: ادفنوني في ثيابي و"لا تحسوا" عني تراباً، أي لا تنفضوه. ومنه: "حس" الدابة وهو نفض التراب عنها. ومنه ح: "يحس" عن ظهور دواب الغزاة الكلال، أي يذهب عنها التعب بحسها وإسقاط التراب عنها. وفيه: وضع يده في البرمة ليأكل فاحترقت أصابعه فقال "حس" بكسر سين وتشديد، كلمة يقولها الإنسان إذا أصابه ما مضه وأحرقه غفلة كالجمرة والضربة ونحوهما. ومنه: أصاب قدمه قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "حس". وح: قطعت أصابع طلحة يوم أحد فقال: "حس"، فقال: لو قلت: بسم الله، لرفعتك الملائكة، وفيه طلبت نفس ابنة عم لي فقالت: أو تعطيني مائة دينار، فطلبتها من "حسي" وبسي، أي من كل جهة، يقال: جيء به منوبسك، أي من حيث شئت. وفيه: إن المؤمن "ليحس" للمنافق، أي يأوى له ويتوجع، يقال: حسست له، بالفتح والكسر أي رققت. ن: فلما "حس" النبي صلى الله عليه وسلم أنا خلفه، وروى: أحس، وهو الفصيح. وأسقى فرسه و"أحسه" أي أحكه. ج: من "أحس" الفتى الدوسي؟ أي من عرفه وعلم معرفة حس أي أبصره. غ: سنة "حسوس" تأكل كل شيء. و"أحس" أي أبصر ثم وضع موضع العلم. و"المحسة" الفرجون. و"حس" أي أوه.
[حسس] الحِسُّ والحَسيسُ: الصوت الخفي. وقال الله تعالى: {لا يَسْمَعونَ حسيسها} والحس أيضا: وجع يأخذ النَفساء بعد الولادة. ويقال أيضاً: أَلْحِقِ الحِسَّ بالإِسِّ. معناه ألْحِقِ الشئ بالشئ، أي إذا جاءك شئ من ناحية فافعل مثله. والحِسُّ أيضاً: مصدر قولك حَسَّ له، أي رَقَّ له. قال القَطامي: أَخوكَ الذي لا تَملِكُ الحِسَّ نَفْسُهُ * وتَرْفَضُّ عند المُحْفظاتِ الكتائف * والحس أيضا: برد يحرق الكلأ. والحَسُّ بالفتح: مصدر قولك حَسَّ البردُ الكلأ يَحُسُّهُ، بالضم. وحَسَسْناهُمْ، أي استأصلناهم قتلاً. وقال تعالى: {إذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} . وحَسَّ البردُ الجرادَ: قتله. والحَسيسُ: القتيل. قال الأفوه: نَفْسي لهُمْ عند انْكِسارِ القَنا * وقد تَرَدَّى كُلُّ قِرْنٍ حَسيسْ * وحَسَسْتُ الدابَّة أَحُسُّها حَسَّاً، إذا فَرْجَنْتَها. ومنه قول زيد بن صوحانَ حين ارْتُثَّ يومَ الجملِ: " ادْفِنوني في ثيابي ولا تَحُسُّوا عني تُراباً "، أي لا تنفصوه. ويقال: البرد محسة للكلا، أي أنه يحرقه. والمحسة أيضاً: لغة في المَحَشَّةِ، وهي الدبر. والمحسة، بكسر الميم: الفرجون. والحواس: المشاعر الخمس: السمع، والبصر، والشمّ، والذوق، واللمس. ويقال أيضاً: أصابتهم حاسَّةٌ، وذلك إذا أضرَّ البردُ أو غيره بالكلأ. وحَواسُّ الأرض خمسٌ: البَرْدُ، والبَرَدُ، والريح، والجراد، والمواشي. وسنةٌ حَسوسٌ، أي شديدةُ المَحْلِ. وحَسَسْتُ له أَحِسُّ بالكسر، أي رَقَقْتُ له. قال الكميت: هَلْ مَنْ بَكى الدار راج أن تحس له * أو يُبْكيَ الدارَ ماءُ العَبْرَةَ الخَضِلُ * قال أبو الجرّاح العُقَيْليُّ: ما رأيت عُقَيليَّاً إلاَّ حَسَسْتُ له. وحَسِسْتُ له أيضاً بالكسر لغة فيه، حكاها يعقوب. ويقال أيضا: حسست بالخبر وأَحْسَسْتُ به، أي أَيْقَنْتُ به. وربما قالوا حسيت بالخبر وأحسيت به، يبدلون من السين ياء. قال أبو زبيد : خلا أن العتاق من المطايا * حَسينَ به فَهُنَّ إليه شوس * وربما قالوا: أحست منهم أحدا، فألقوا إحدى السينين استثقالا، وهو من شواذ التخفيف. وأبو عبيدة يروى قول أبى زبيد:

أحسن به فهن إليه شوس * وأصله أحسسن. وأحسست الشئ: وجدت حسه. قال الأخفش: أَحْسَسْتُ، معناه ظننت ووجدت، ومنه قوله تعالى: {فلما أحس عيسى منهم الكفر} . والانحساس: الانقلاعُ والتحاتُّ. يقال انْحَسَّتْ أسنانُه. قال الراجز : في معدن الملك الكريم الكرس * ليس بمقلوع ولا منحس * وتحسست من الشئ، أي تخبرت خبره. وحَسَسْتُ اللحم وحَسْحَسْتُهُ بمعنىً، إذا جعلتَه على الجمر. ومنه جراد محسوس، إذا مسته النار أو قتلتْه. وحَسَسْتُ النارَ، إذا رددْتها بالعصا على خُبْزِ المَلَّةِ أو الشِواءِ من نواحيه لينضَج. ومن كلامهم: قالت الخبزة: " لولا الحس ما باليت بالدس ". وربما سموا الرجل الجواد حسحاسا. قال الراجز:

محبة الابرام للحسحاس * وبنوا الحسحاس: قوم من العرب. والحساس: بالضم: الهف، وهو سمك صغار يجفف. وأما قول الراجز: رب شريب لك ذى حساس * شرابه كالحز بالمواسى * فيقال: هو سوء الخلق. وقال الفراء: هو الشؤم. حكاه عنه سلمة. وقولهم ضربه فما قال حَسِّ يا هذا، بفتح أوله وكسر آخره: كلمة يقولها الانسان إذا أصابه غَفْلَةً ما مَضَّهُ وأحرقه، كالجمرة. وقولهم: ائت به من حَسِّكَ وبَسِّكَ، أي من حيث شئت. ويقال: بات فلان بحَسِّهِ سوء، أي بحال سوء. وحسان: اسم رجل، إن جعلته فعلان من الحس لم تجره، وإن جعلته فعالا من الحسن أجريته، لان النون حينئذ أصلية.
حسس
ابن الأعرابي: الحَسُّ: الحِيلة، يقال: لآخُذَنَّ الشيء بِحَسّ أو بِبَسٍّ: أي بِرِفقٍ أو مُشادَة.
وقولهم: ائتِ به من حَسِّك وبَسِّك: أي من حيث شئت. هذا قول الأصمعي، ومنهم من يُنَوِّن.
وكان بعض الصالحين يمدُّ يدهُ إلى شعلة نار؛ فإذا لذعتها قال: حَسِّ حَسِّ؛ كيف صبرُكِ على نار جهنم وتجزَعين من هذه. قال الأصمعي: حَسِّ: مثل أوَّه.
وضُرِبَ فلان فم قال حَسِّ ولا بَسِّ. ولما كان يوم أُحُد أُصيبَت إصبع طلحة - رضي الله عنه - فقال: حَسِّ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلّم -: مَهْ؛ لو قُلْتَ: بسم الله لرأيت بنيانك في الجنة، وأنت في الجنة. وقال ابن دريد: هي كلمة تقال عند الألم، قال العجّاج:
وما أراهم جَزَعا بِحَسِّ ... عَطْفُ البلايا المَسَّ بَعْدَ المَسِّ
والحَسُّ: القتل. ومنه قوله تعالى:) إذْ تَحُسُّوْنَهم بإذْنِه (أي تقتلونهم وتستأصلونهم.
ويقال: البَرْدُ مَحَسَّة للنَبْتِ: أي مُحرِقَةٌ له ذاهِبةٌ به.
وسَنَةٌ حَسُوس: تأكل كل شيء، من قولهم: حَسَّ البَرْدُ الكلأ يَحُسُّه. وحَسَّ البَرْدُ الجَرَادَ: قَتلَه.
والحَسيس: القتيل، فعيل بمعنى مفعول، قال الأفْوَه الأوْديُّ:
نفسِي لهُم عندَ انْكسار القَنا ... وقد تردّى كلُّ قِرْنٍ حَسيسْ
ويروى: حَبيس.
والحَسيس: الكريم.
وقوله تعالى:) لا يَسْمَعُونَ حَسِيْسَها (أي حِسَّها وحركة تَلَهُّبِها.
وقال إبراهيم الحَرْبي - رحمه الله -:الحِسُّ والحَسيسْ: أن يمُرَّ بك قريباً فتسمعه ولا تراه، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم -: أنَّه كان في مسجد الخَيف فَسَمِع حِسَّ حية فقال: اقتلوها.
وحَسَسْتُ الدابة أحُسُّها حَسّا: إذا فَرْجَنْتَها. ومنه حديث زيد بن صوحان العبدي - رضي الله عنه - حين ارْتُثَّ يوم الجمل أنَّه قال: ادفنوني في ثيابي ولا تَحُسُّوا عني تُرابا، أي لا تَنفضوه. ومنه حَسُّ الدابة، إنَّما هو نفضُكَ التراب عنها. والمِحَسَّة: الفِرجَون. ومنه حديث يَحيى بن عبّاد: ما من ليلة إلا وفيها مَلَكٌ يَحُسُّ عن ظُهُور دواب الغزاة الكلال. وجَرَاد مَحْسوس: مَسَّتْهُ النار حتى قتَلتَه، من الحَسِّ وهو القتل. ومنه حديث عمر - رضي الله عنه -: أنَّه أُتِيَ بِجَرادٍ محسوس فأكله. وقال حسَّان بن أنس: كنتُ عند ابنِ أختٍ لعائشة - رضي الله عنها - فَبَعَثَت إليه بِجَرادٍ محسوس.
والحاسوس: الذي يَتَحَسّس الأخبارَ؛ مثل الجاسوس، وقيل: الحاسوس في الخير والجاسوس في الشر.
وقال ابن الأعرابي: الحاسوس: المشؤمُ من الرجال.
ويقال: سَنَةٌ حاسوس وحَسوسٌ: إذا كانت شديدة قليلة الخير، قاله أبو عُبَيدَة وأنشَدَ لرُؤبَةَ:
فَتىً يُجَلّي المَحْلَ والبَئيسا ... بِمُسْفِراتٍ يَكشِفُ النُّحوسا
إذا شَكَونا سَنَةً حَسُوسا ... تأكُلُ بعد الأخضَرِ اليَبيسا
ويروى: تَشَكَّوْا.
والمَحَسَّة والمَحَشَّة: الدُّبُرُ.
والحَوَاسُّ: المشاعِرُ الخَمْسُ؛ وهي السَّمع والبصر والشَّم والذَّوق واللَّمس، الواحدة: حاسَّة.
ويقال - أيضاً -: أصابَتْهم حاسَّة؛ وذلك إذا أضَرَّ البّرْد أو غيره بالكلأ.
وحواسُّ الأرض خَمسٌ: البَرْدُ والبَرَدُ والرِّيح والجَرَاد والمَوَاشي.
وحَسَسْتُ له أحِسُّ - بالكسر -: أي رَقَقْتُ له، قال الكُمَيت:
هل مَنْ بكى الدارَ راجٍ أن تَحِسَّ له ... أو يَبكي الدار ماءُ العَبْرَةِ الخَضِلُ
وقال أبو الجرّاح العُقَيْلي: ما رأيتُ عُقَيلياً إلاّ حَسَسْتُ له، وحَسِسْتُ له - بالكسر - أيضاً، لُغةٌ حكاها يعقوب. ومنه قولهم: إنَّ العامريَّ لَيَحِسُّ للسَّعديِّ؛ لِما يقال بينهما من الرَّحمِ، والمصدر الحِسُّ - بالكسر -، قال القطاميُّ:
أخوكَ الذي لا تَمْلِكُ الحِسَّ نفسُهُ ... وتَرْفَضُّ عند المُحفِظاتِ الكَتاَئفٌ
وقال إبراهيم الحربيّ - رحمه الله - في غريب الحديث من تأليفه: المصدر الحَسُّ، والاسم الحِسُّ.
وحَسَسْتُ الشيء: أي أحسَسْتُه. ومنه الحديث: أنَّ أعرابياً جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلّم - فأعجَبَهُ جَلَدَهُ؛ فقال: متى حَسَسْتَ أُمَّ مِلْدَمِ؟ قال: وأيُّ شيءٍ أُمَّ مِلْدَمِ؟ قال: الحُمّى سَخْنَةٌ تكون بين الجِلْدِ واللَّحمِ، قال: ما لي بها عهد، فقال: من سَرَّهُ أن ينظُرَ إلى رجل من أهل النار فلينظر إليه. وقال عُبَيد بن أيّوب العنبري:
وفِتيَةٌ كالذئابِ الطُّلْسِ قلتُ لهم ... إني أرى شبحاً قد لاح أو حالا
فاهزَوزَعوا ثمَّ حَسُّوه بأعينهم ... ثم اختَتَوهُ وقرنُ الشمسِ قد مالا
اهزَوزَعوا: تحرَّكوا وتنبَّهوا حتى رأوه. واخْتَتَوه: أخذوه، ورواه ابن دريد بالجيم، وهو تَصحيف.
ويقال - أيضاً -: حَسِسْتُ بالخبَرِ - بكسر السين -: أي أيقَنْتُ به. وربما قالوا: حَسِيْتُ به، يُبْدِلونَ من الَّينِ ياءً، قال أبو زُبَيد حرملة بن المنذر الطائيّ يصف الأسد:
خلا أنَّ العِتاقَ من المطايا ... حَسينٌ به فَهُنَّ إليه شُوْسُ
وحَسَسْتُ اللَّحْمَ: إذا جعلته على الجَمْرِ.
وحَسَسْتُ النار: ردَدْتُها بالعصا على خبز المَلَّة أو الشواءِ من نواحيه ليَنْضَج، ومن كلامهم: قالت الخبزةُ: لولا الحَسُّ ما بالَيْتُ بالدَّسِّ.
ويقال: بات فلان بِحَسَّةِ سَوْءٍ: أي بحالة سوء.
وحَسّان: من الأعلام، إن جَعَلْتَه فعلان من الحَسِّ لم تُجْرِه؛ وصَغَّرْتَه حُسَيْسَان، وإن جعلتَهُ فَعّالاً من الحُسْن أجْرَيْتَه؛ وصغَّرْتَه حُسَيْسِيْناً؛ لأن النون حينئذ تكون أصلية.
وحَسّان: قرية بين واسط ودَيْر العاقول، وتُعرَف بقَريَة حَسّان وقريَة أُمُّ حَسّان.
والحَسّانيّات: مياه بالبادية.
والحِسُّ - بالكسر -: الصوت.
والحِسُّ - أيضاً -: وَجَعٌ يأخذ النُّفَساء بعد الولادة. وقال جراد بن طارق: أقبَلْتُ مع عمر - رضي الله عنه - على امرأةٍ قد ولدت، فَدَعا لها بِسَويق فقال: اشربي؛ هذا يقطع الحِسَّ ويُدِرُّ العُرُوقَ.
ويقال: ألْحِق الحِسَّ بالإسِّ: أي الشيءَ بالشيءِ؛ أي إذا جاءك شيء من ناحية فافعل مثله.
والحَسْحاس: السيف المُبِيْرُ.
والحَسْحاس: الرجل الجَواد، قال:
محبَّةُ الأبرامِ للحَسْحاس.
وقال ابن فارس: يقال للذي يَطرد الجوع بسخائه: حَسْحاس، قال:
واذكر حُسَيناً في النَّفيرِ وقبلَه ... حَسَناً وعُتْبَةَ ذا الندى الحَسْحاسا
والحَسْحاس: من الأعلام. وبنو الحَسْحاس: قوم من العرب.
والحُساسُ - بالضم -: الهِفُّ؛ وهو سمك صغار يجفف.
وأمّا قوله:
رُبَّ شريبٍ لك في حُساسِ ... ليس بِريّان ولا مُواس
عطشان يمشي مِشيَةَ النِفاس ... شِرابُهُ كالحَزِّ بالمواسي
ويروى: " أقعَسَ يمشي ": فيقال: هو سوء الخُلُق.
وفَعَلَ ذلك مثل حُساس الأيسار: وهو أن يجعلوا اللحم على الجمرِ.
والحُساس: مثل الجُذاذ من الشيءِ. وكُسارُ الحجر الصِغار: حُساس، قال يصف حجر المنجنيق:
شظيَّةٌ من رَفْضِهِ الحُساسِ ... تَعْصِفُ بالمُسْتَلْئمِ التَّرّاسِ
وقال ابن عبّاد: إذا طلبتَ شيئاً فلم تجده قُلْتَ: حَسَاسِ - مِثال قَطَامِ -.
وأحسَسْتُ به أي أيقنتُ به، وربَّما قالوا: أحَسْتُ به؛ فألقوا إحدى السِّينَيْنِ استثقالاً، وهو من شواذ التخفيف. وكان أبو عبيدة يروي قول أبي زُبَيد الذي أنشدتُه آنفاً: " أحَسْنَ به "؛ وأصلُه أحْسَسْنَ.
وأحسَسْتُ الشيء: وجدْتُ حِسَّه. وقال الأخفش: أحْسَسْتُ: معناه: ظننتُ ووجدتُ، ومنه قوله تعالى:) فَلَمّا أحَسَّ عيسى منهم الكُفْرَ (، وقيل: معناه عَلِمَه، وهو في اللغة أبصَرَه، ثم وُضِعَ موضع العلم والوجود. وقوله تعالى:) هل تُحِسُّ منهم من أحَدٍ (أي هل ترى. ويروى في الحديث الذي قد رَوَينا: متى أحْسَسْتَ أُمُّ مِلْدَمِ: أي متى وجدتَها ومتى أحسَسْتَ مسَّها.
وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم -: لا تَحَسَّسُوا ولا تَجَسَّسُوا. قال إبراهيم الحربي - رحمه الله - في غريب الحديث من تأليفه: التحسُّسُ: الاستماع لحديث القوم، والتَّجسُّس: البحث عن عوراتهم، وهذا من البحث عن الشيء وطلب معرِفَتِه، كما قال الله عزَّ وجل:) يا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا من يُوسُفَ وأخِيه (أي اطلبوا عِلْمَ خَبَرِه بِمِصْرَ. وقال غيره: التَحَسُّس: في الخير، والتَجَسُّس: في الشر. وقال ابن الأنباري: إنَّما نَسَقَ أحدَهُما على الآخر لاختلاف اللفظين، كما قالوا: بُعْداً وسُحْقاً.
والانْحِسَاسُ: الانقلاع والتَّحَاتُّ، يقال: انْحَسَّت أسنانُه، قال العجّاج:
في مَعْدِن المَلْكِ الكريمِ الكِرْسِ ... فُرُوعِهِ وأصْلِهِ المُرَسِّ
ليس بمقلوعٍ ولا مُنْحَسِّ
وحَسْحَسْتُ اللحمَ: إذا جَعَلْتَهُ على الجَمْر؛ مثل حَسَسْتَه.
وحَسْحَسَ: إذا توجَّعَ.
وتحَسْحَسَت أوبار الإبل: سقطت.
وتحَسْحَسَ للقِيام: تحرَّكَ.
والتركيب يدل على غَلَبَةِ الشيء بِقتلٍ أو غيرِه؛ وعلى حكاية صوت عند توجُّع وشِبْهِه.
حسس
حسَّ1 حَسَسْتُ، يَحُسّ ويَحِسّ، احْسُسْ/ حُسَّ واحسِسْ/ حِسّ، حَسًّا، فهو حاسّ، والمفعول مَحْسوس
• حسَّ فلانًا: قتله قتلاً ذريعًا مستأصِلاً رأسَه "حَسَسْتُ اليهوديَّ لما أظهر عداوتَه لله ودينه- {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} ". 

حسَّ2/ حسَّ بـ حَسَسْتُ، يَحُسّ ويَحِسّ، احْسُسُ/ حُسَّ واحسِسْ/ حِسّ، حَسًّا وحَسِيسًا، فهو حاسّ، والمفعول مَحْسوس
• حسَّ الشَّيءَ/ حسَّ بالشَّيءِ: أدركه بإحدى حواسِّه، علمه وشعر به "حسَّ بالقلق- قدّم للقاضي دلائلَ محسوسة على براءته- {هَلْ تَحُسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ} [ق]: وقرئت كذلك بالكسر (تَحِسُّ) " ° تقدُّم محسوس: ملموس واضح- حسَّ في قلبه بالأمر: حدَّثته به نفسه- نتائج محسوسة: ظاهرة. 

حسَّ لـ حَسَسْتُ، يَحِسّ، احْسِسْ/ حِسَّ، حِسًّا وحَسًّا، فهو حاسّ، والمفعول مَحْسوس له
• حسَّ لصديقه: تألَّم لألمه وعطف عليه "حَسَسْتُ لأطفال فلسطين وما يلاقونه". 

أحسَّ/ أحسَّ بـ يُحِسّ، أحْسِسْ/ أحِسَّ، إحْساسًا، فهو مُحِسّ، والمفعول مُحَسّ
• أحسَّ الخبرَ/ أحسَّ بالخبر:
1 - عَلِمَ به، وعرَف منه طرَفًا، شعَر "أحسَّ بما يُدبَّر له- قدّم دلائلَ مُحسَّة على براءته- {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللهِ} ".
2 - أدركه يإحْدى الحواسّ وشعر به "أحسَّ بالجوع والبَرْد- أذُن تُحِسُّ الخطر- {هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ} ". 

تحسَّسَ/ تحسَّسَ لـ/ تحسَّسَ من يتحسَّس، تحسُّسًا، فهو مُتحسِّس، والمفعول مُتحسَّس
• تحسَّس الخبرَ: تتبّعه، تطلَّب معرفتَه وسعى في إدراكه.
• تحسَّس الشَّيءَ: تفحَّصَه أو لمسه للتعرُّف عليه "تحسَّس القماشَ ليعرف نوعَه ودرجةَ جودته- تحسَّس جيَبه بحثًا عن المفتاح- تحسَّس قوَّةَ فلان".
• تحسَّس للقوم: سعى لهم بجمع الأخبار "يتحسّس الجاسوس لقومه بأخبار العدُوّ".
• تحسَّس من فلان: تعرف منه وتتبّع أخبارَه "تحسَّس من القوم- {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ} ". 

حسَّسَ/ حسَّسَ على يحسِّس، تحسيسًا، فهو مُحَسِّس، والمفعول مُحَسَّس
• حسَّس فلانًا بأهمِّيَّة الوقت: حمله على تقديرها والشعُّور الكامل بها "حسَّستِ الصّحافةُ الجماهيرَ بخطورة الموقف- حسَّس ولدَه بالتركيز في مذاكرته".
• حسَّس على جسده: جسَّه، مسَّه، تلمَّسه. 

إحساس [مفرد]: ج إحساسات (لغير المصدر) وأحاسيسُ (لغير المصدر):
1 - مصدر أحسَّ/ أحسَّ بـ ° إحساس داخليّ: نابع من الدّاخل كالجوع والعطش وآلام الرأس وغيرها- إحساس مشترك/ إحساس متبادل: شعور بالانسجام والاتِّفاق والتفاهم- عديم الإحساس/ مجرّد من الإحساس: متبلِّد، ثقيل لا يقدِّر- قلَّة الإحساس: بلادة.
2 - ظاهرة فسيولوجيّة سيكولوجيّة متولَّدة من تأثّر إحدى الحواسّ بمؤثِّرٍ ما "الأدب يعبِّر عن أحاسيس المجتمع واتِّجاهاته- إنّه رقيق الإحساس".
• قياس الإحساس: (نف) فرع من علم النفس البدنيّ يقيس متغيِّرات الإحساس بالنِّسبة إلى متغيِّرات المنبِّهات. 

إحْساسِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى إحساس.
• الطَّائفة الإحساسيَّة: (فن) رسَّامون أو كتَّاب يقولون بالانطباعيَّة، أي يبرزون ما يشعرون به من انطباعات، ويطرحون التَّفاصيل جانبًا. 

تحسُّس [مفرد]: مصدر تحسَّسَ/ تحسَّسَ لـ/ تحسَّسَ من.
• التَّحسُّس الضَّوئيّ: (طب) حساسية البشرة للضوء
 وللإشعاع فوق البنفسجيّ الناتج عن اختلالات أو موادّ كيميائيَّة معيَّنة. 

تحسيس [مفرد]:
1 - مصدر حسَّسَ/ حسَّسَ على.
2 - تنبيه الحِسّ في عضو ما، أو إيجاد الحساسيّة. 

حاسَّة [مفرد]: ج حَواسُّ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل حسَّ لـ وحسَّ1 وحسَّ2/ حسَّ بـ.
2 - قوّة طبيعيّة لها اتِّصال بأجهزة جسميّة بها يدرك الإنسان والحيوان ما يطرأ على جسمه من التَّغيُّرات، ملكة الإحساس "استعاد نشاط حواسّه- ذو حاسّة مرهفة/ حادّة: حسّاس- يفتقر إلى حاسَّة التّمييز السّياسيّ" ° الحاسَّة السَّادسة: الحَدْس- الحواسُّ الخمس: البصر والسَّمع والتذوّق والشَّمّ واللَّمس- حاسّة الشَّمّ: التي تُدرك من خلالها الروائحُ- حواسّ مرهفة: حادّة يمكنها التقاط أدقّ الأشياء وأضعفها- عديم الحاسَّة: جافٍ قاسي القلب- ملك عليه حَواسَّه: شغله وأثَّر فيه. 

حُساس [جمع]: مف حُسَاسة: (حن) سمكٌ صغير يصل طوله إلى عشرة سنتيمترات، يوجد بالبَحْرين يجفَّف حتى لا يبقى فيه شيء من مائه. 

حَسَاسِيَة [مفرد]: (انظر: ح س س - حَسَّاسيَّة). 

حَسَاسِيَّة [مفرد]: (انظر: ح س س - حَسَّاسيَّة). 

حَسّ [مفرد]: مصدر حسَّ لـ وحسَّ1 وحسَّ2/ حسَّ بـ.
• عُضو الحَسّ: عُضو أو بناء مُتَخَصِّص كالعين أو الأذن أو اللِّسان أو الأنف أو البشرة تعمل كعضو استقبال حِسِّيّ. 

حِسّ [مفرد]: ج حُسوس (لغير المصدر):
1 - مصدر حسَّ لـ ° حِسّ مرهف- قليل الحِسّ: عديم التّبصُّر.
2 - إدراك بإحدى الحواسّ "حِسٌّ بالبرد- حِسّ صائب" ° تشّوُّش الحِسّ: إحساس بالحَذَر من غير سبب ظاهر- حِسٌّ باطن: شعور باطن- حِسٌّ باطنيّ: شعور حدسيّ قويّ بأنّ شيئًا سيحدُث- حِسٌّ خُلُقيّ: ضمير يميِّز بين الخير والشَّرِّ- حِسٌّ داخليّ: شعور يجعل المرءَ يتوقَّع ما لا بدّ من حصوله- حِسٌّ علميّ: قدرة على فهم الوقائع- حِسٌّ فَنّيّ: ذوق مرهف، مَلَكة فنيّة- حِسّ متزامن: تداعٍ تلقائيّ يبيِّن إحساساتٍ ذاتَ طبيعة مختلفة- حِسٌّ سياسيّ- صدق الحِسّ: صدق الإدراك- لُطْف الحِسّ: دقَّة الإدراك- ملك عليه حِسَّه: انشغل به.
3 - صوت خفيّ "تلفَّت الرجلُ حوله فلم يبصر شيئًا ولم يسمع حِسًّا" ° لا أسكت الله لك حِسًّا: دعاء له بالحياة، أطال الله بقاءَك.
4 - حديث القلب وشعور داخليّ.
5 - دويّ الصَّوت "حِسّ قصف".
• عُضو الحِسّ: العين أو الأذن أو اللِّسان أو الأنف أو البشرة. 

حَسّاس [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من حسَّ2/ حسَّ بـ: كثير التَّأثّر بالعوارض الخارجيّة "هو حسّاس للبرد" ° أذن حَسّاسة: مرهفة الحِسّ تُحِسّ بالخطر- جهاز حسّاس: شديد التّأثّر بالتّغيّرات- لقطة حسّاسة- مكان حسّاس: أحد أماكن الجسم التي لا يَحسُن التّصريح بها- مَوْضوع حسّاس: لا يمكن مناقشتُه بصراحة أمام الجمهور- ميزان حسّاس: يزن أدقّ الأوزان- ورق حسّاس: ورق للتصوير سريع التَّأثُّر- يَضرب على الوتر الحسّاس: يتكلَّم بما هو أكثر أهميّة وتأثيرًا.
2 - سريع الانفعال "أصبح حسّاسًا غير قادر على تحمُّل المزاح".
3 - مُرْهف الحِسّ "شاعرٌ/ فنّانٌ حسّاس".
• حسَّاس للضَّوء: (فز) وصف للمادّة التي يحدث فيها تغيُّر كيميائيّ أو ينبعث منها الضَّوء نتيجة امتصاصها له. 

حَسّاسَة [جمع]: (نت) جنس نبات مُعَمَّر برّيّ وتزيينيّ، من فصيلة القَرْنيَّات، ساقه وفروعه دقيقة، أوراقه ريشيّة مركَّبة، أزهاره ورديّة أو حمراء اللَّون، يُزرع لغرابته وفرط حساسيّته، تنطبق وريقاتُه بعضُها على بعض من اللَّمس. 

حَسَّاسيَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من حَسّاس: وتخفّف سينها، قوّة الشّعور بالأحوال الانفعاليّة كاللَّذات والآلام "حساسيَّة شعور".
2 - سرعة التَّهيّج "راعى حساسيَّة صديقه".
3 - شعور متعاطف مع الغير "يمتلك الشَّاعر حساسيّة مرهفة".
4 - دقَّة الإحساس "حساسية لوحة تصوير- يستخدم تُجَّار الذَّهب ميزانًا شديد الحساسيّة".
5 - استعداد للتأثُّر بالعوارض الخارجيّة "حساسيَّته للبرد شديدة" ° حَساسيَّة ضوئيّة: استجابة للضوء.
6 - (طب) شدة تأثر جسم الإنسان بموادّ مُعيَّنة مثل غُبار الطَّلع، أو بعض الأطعمة، وعادة ما تــسبِّب العطس والحكَّة والطَّفح الجلدي.

7 - (فز) درجة استجابة لوح أو فيلم للضوء وخاصةً لضوء ذي طول موجيّ معيّن.
• اختبار الحساسيَّة: (طب) اختبار لبيان مدى التَّأثُّر بدواء مُعيّن أو بمرض مُعْدٍ بوضع لزقات على الجلد أو بإحداث خدوش جلديّة وتعريضِها لجرعاتٍ تُــسَبِّبُ المرض أو العدوى.
• مقياس الحساسيَّة: جهاز لقياس حساسية الضَّوء كالفيلم الفوتوغرافي. 

حِسِّيّ [مفرد]: ج حِسِّيّات:
1 - اسم منسوب إلى حِسّ.
2 - محسوس، ما يُدرك بالحواسّ ويقابله المعنويّ "دليل/ شيءٌ حِسِّيّ" ° بُرهان حِسِّيّ: ساطع كأنّك تُحِسّ به.
3 - مُنْغَمِس في الملذَّات الحسّيّة أو الشّهوانيّة.
4 - ما يحرِّك الحواس "حبّ حسيّ".
• المذهب الحسِّيّ: (سف) مذهب القائلين بأنّ المعرفة لا تنشأ إلاّ عن الإحساس.
• عصبيّ حِسِّيّ: متعلِّق أو متضمِّن الأعصاب الحسِّيَّة وخاصَّة التي تؤثِّر على السَّمع.
• الأعضاء الحسِّيَّة: أعضاء الحِسِّ. 

حِسِّيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى حِسّ.
2 - مصدر صناعيّ من حِسّ: شهوانيَّة. 

حسيس [مفرد]:
1 - مصدر حسَّ2/ حسَّ بـ.
2 - حِسّ، صوت خفيّ تسمعه يتحرّك قريبًا منك ولا تراه "سمع حسيسًا- {لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا}: صوت تلهُّب النّار" ° لا حِسَّ ولا حَسيس: هدوء شديد.
3 - قويّ الإحساس. 

مِحَسَّة [مفرد]: ج مَحاسّ: اسم آلة من حسَّ1: آلة مؤلَّفة من صفائح معدنيّة متوازية صغيرة محزَّزة مركَّبة على لوح وفيها مقبض تُستخدم لتنظيف جلد الحيوان. 
حسس
{الحَسُّ: الجَلَبة، هَكَذَا فِي النُّسَخ، وصوابُه الحِيلَة، وَهُوَ عَن ابْن الأَعْرابِيّ، كَمَا نَقَلَه الصَّاغانِيّ وصاحبُ اللِّسان. الحَسُّ: القَتلُ الذَّريعُ والاسْتِئصالُ،} حَسَّهُم {يَحُسُّهم} حَسَّاً: قَتَلَهم قَتْلاً ذَريعاً مُستَأْصِلاً، وقولُه تَعَالَى: إذْ {تَحُسُّونَهم بإذْنِه أَي تَقْتُلونَهم قَتلاً شَدِيدا، والاسمُ} الحُسَاس، عَن ابْن الأَعْرابِيّ، وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: مَعْنَاهُ: تَسْتَأصِلونَهم قَتلاً، وَقَالَ الفَرّاء:! الحَسُّ: القتلُ والإْناءُ هَا هُنَا. منَ المَجاز: الحَسُّ نَفْض ُ التُّرابِ عَن الدابَّةِ {بالمِحَسَّةِ، بالكَسْر، اسمٌ للفِرْجَوْن، وَقد} حَسَّ الدابَّةَ {يَحُسُّها، إِذا نَفَضَ عَنْهَا التُّرَاب، وَذَلِكَ إِذا فَرْجَنَها} بالمِحَسَّة، وَمِنْه قولُ زَيْدِ بنِ صُوحانَ يومَ الجمَل: ادْفِنوني فِي ثِيابي وَلَا {تَحُسُّوا عنِّي تُراباً، أَي لَا تَنْفُضوه.} الحِسُّ، بالكَسْر: الحرَكةُ، وَمِنْه الحَدِيث: أنّه كَانَ فِي مَسْجِدِ الخَيْفِ فسَمِعَ {حِسَّ حَيَّةٍ، أَي حَرَكَتها، وصَوْتَ مَشْيِها، وَيَقُولُونَ: مَا سَمِعَ لَهُ} حِسَّاً وَلَا جَرْسَاً، أَي حَرَكَةً وَلَا صَوْتَاً، وَهُوَ يَصْلُحُ للإنسانِ وغَيرِه، قَالَ عبدُ مَنافِ بنِ رِبْعٍ الهُذَلِيُّ:
(وللقِسِيِّ أزامِيلٌ وغَمْغَمةٌ ... {حِسَّ الجَنوبِ تَسوقُ الماءَ والبَرَدا)
الحِسُّ: أنْ يَمُرَّ بكَ قَرِيبا فَتَسْمَعَه وَلَا ترَاهُ، وَهُوَ عامٌّ فِي الأشياءِ كلِّها،} كالحَسيس، كأميرٍ، عَن إبراهيمَ الحَرْبيِّ، وَمِنْه قَوْله تَعالى: لَا يَسْمَعونَ {حَسيسَها أَي حِسَّها وَحَرَكةَ تَلَهُّبِها، وَقَالَ يصفُ بازاً:
(تَرَى الطَّيْرَ العِتاقَ يَظَلْنَ منهُ ... جُنوحاً إنْ سَمِعْنَ لَهُ} حَسيسا)
{الحِسُّ} والحَسيسُ: الصوتُ الخَفِيُّ. {الحِسُّ: وَجَعٌ يَأْخُذُ النُّفَساءِ بعدَ الوِلادةِ، وَقيل: وَجَعُ الوِلادةِ عِنْدَمَا} تُحِسُّها، ويَشهد للأوّلِ حديثُ سيِّدِنا عمرَ رَضِي الله عَنهُ: أنّه مَرَّ بامرأةٍ قد وَلَدَتْ فَدَعَا لَهَا بشَرْبَةٍ من سَوِيقٍ، وَقَالَ: اشْرَبي هَذَا فإنّه يَقْطَعُ {الحِسَّ. منَ المَجاز: الحِسُّ: بَرْدٌ يُحرِقُ الكَلأَ، وَهُوَ اسمٌ، وَقد} حَسَّه {يَحُسُّه} حَسَّاً، والصادُ لغةٌ فِيهِ، عَن أبي حنيفَة أَي أَحْرَقَه، يُقَال: إنّ البردَ {مَحَسَّةٌ للنباتِ والكَلإِ، أَي} يَحُسُّه ويُحرقُه. يَقُولُونَ: أَلْحِق {الحِسَّ بالإِسّ، أَي الشيءَ بالشيءِ، أَي إِذا جاءكَ شيءٌ من ناحيةٍ فافعلْْ مِثلَه، هَكَذَا فِي الصِّحَاح، وَقد تقدّم فِي أسّ نقلا عَن ابْن الأَعْرابِيّ أنّه رَوَاهُ أَلْحِقوا الحَسَّ بالأَسِّ وَرَوَاهُ بالفَتْح وَقَالَ:} الحَسُّ هُوَ الشرُّ، والأَسُّ: الأصلُ، يَقُول: أَلْصِق الشرَّ بأصولِ من عادَيْت أَو عاداك، ومِثلُه لابنِ دُرَيْدٍ. وَبَات فلانٌ {بحِسَّةِ سَوْءٍ وحِسَّةٍ سيِّئَةٍ، ويُفتَح، والكسرُ أَقْيَس: أَي بحالةِ سَوْءٍ وشِدّةٍ، قَالَه اللَّيْث، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ:)
وَالَّذِي حَفِظْناه من الْعَرَب وأهلِ اللُّغَة: باتَ فلانٌ بجِيئَةِ سَوْءٍ، وتِلَّةِ سَوْءٍ، وبِيئَةِ سَوْءٍ، وَلم أسمعْ بحِسَّةِ سَوْءٍ لغيرِ اللَّيْث.} والحاسوس: الَّذِي يَتَحَسَّسُ الأخبارَ، مثلُ الجاسوس، بِالْجِيم، أَو هُوَ فِي الْخَيْر، وبالجيم فِي الشرِّ وَقد تقدّم فِي جسّ. قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: {الحاسوسُ المَشْؤوم من الرِّجال. الحاسوس: السَّنَةُ الشديدةُ المحلِ، القليلةُ الخَير،} كالحَسُوس، كصَبُورٍ، يُقَال: سَنَةٌ {حَسُوسٌ: تأكلُ كلَّ شيءٍ، قَالَ:
(إِذا شَكَوْنا سنة} حَسُوسا ... تَأْكُلُ بعدَ الخُضرَةِ اليَبِيسا)
{والمَحَسَّة: الدُّبُر، قيل: إنّها لغةٌ فِي المَحَشَّة.} والحَوَاسُّ هِيَ مَشاعرُ الإنسانِ الْخمس: السمعُ والبصَرُ والشمُّ والذَّوْقُ واللمس، جمعُ {حاسَّةٍ، وَهِي الظاهرةُ، وَأما الباطِنةُ فخُمسٌ أَيْضا، كَمَا نَقَلَه الحُكَماء، وَاخْتلفُوا فِي محَلِّها، وَلذَلِك قَالَ الشِّهابُ فِي شَرْحِ الشِّفاء: على أنّهم فِي إثْباتِها فِي مواضِعها فِي حَيْصَ بَيْصَ.} وحَواسُّ الأرضِ خمسٌ: البَرْدُ بالفَتْح، والبَرَدُ، مُحرّكةً، والرِّيحُ، والجَرادُ، والمَواشي، هَكَذَا ذَكرُوهُ. {وحَسَسْتُ لَهُ أَحِسُّ، بالكَسْر، أَي فِي المُضارع: رَقَقْتُ لَهُ، بالقافَيْن، قَالَ ابنُ سِيدَه: ووجدْتُه فِي كتابِ كُراع بالفاءِ وَالْقَاف، والصحيحُ الأوّلُ،} كحَسِسْتُ، بالكَسْر، لُغَة حَكَاهَا يعقوبُ، والفتحُ أَفْصَح، {حَسَّاً، بالفَتْح،} وحِسَّاً، بالكَسْر، وَيُقَال: {الحَسُّ، بالفَتْح، مصدرُ البابَيْن، وبالكَسْر الاسمُ، تقولُ العربُ: إنّ العامرِيَّ} ليَحِسُّ للسَّعدِيِّ، أَي يَرِقُّ لَهُ، وَذَلِكَ لِما بينهُما من الرَّحِم. قَالَ يَعْقُوب: قَالَ أَبُو الجَرّاحِ العُقَيْليُّ: مَا رأيتُ عُقَيْليّاً إلاّ {حَسَسْتُ لَهُ، وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ:} حَسِسْتُ لَهُ، وَذَلِكَ أَن يكونَ بَينهمَا رَحِمٌ فيَرِقَّ لَهُ، وَقَالَ أَبُو مالكٍ: هُوَ أَن يَشْتَكي لَهُ وَيَتَوجَّع، وَقَالَ: أَطَّتْ لَهُ مِنِّي {حاسَّةُ رَحِمٍ.} وحَسَسْتُ الشيءَ أَحُسُّه حَسَّاً {وحِسَّاً} وحَسيساً بِمَعْنى {أَحْسَسْتُه بِمَعْنى: عَلِمْتُه وعَرَفْتُه وشَعَرْتُ بِهِ. حَسَسْتُ اللحمَ أَحُسُّه حَسَّاً: جعلتُه على الجَمرِ، والاسمُ} الحُسَاس بالضَّمّ، وَمِنْه قولُهم: فَعَلَ ذَلِك قبلَ {حُساسِ الأَيْسار، وَيُقَال:} حَسَّ الرأسَ {يحُسُّه} حَسَّاً، إِذا جَعَلَه فِي النَّار، فكلُّ مَا تَشَيَّطَ أَخَذَه بشَفرَةٍ، وَقيل الحُسَاس: أَن يُنضِجَ أَعْلاه ويَتْرُكَ داخِلَه، وَقيل: هُوَ أَن يَقْشِرَ عَنهُ الرَّمادَ بعد أَن يَخْرُجَ من الجَمرِ. {كَحَسْحَسْتُه.
وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: يُقَال:} حَسَسْتُ النَّار وحَشَشْتُ، بِمَعْنى. {حَسَسْتُ النارَ: رَدَدْتُها بالعصا على خُبزِ المَلَّةِ أَو الشِّواءِ ليَنضَج، ومِن كلامِهم: قالتِ الخُبزَةُ: لَوْلَا} الحَسُّ مَا بالَيْتُ بالدَّسِّ.
{وحَسِسْتُ بِهِ، بالكَسْر،} وحَسِيتُ بِهِ! وأَحْسَيتُ، تُبدَلُ السينُ يَاء، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَهَذَا كلُّه من مُحوَّلِ التَّضعيف، والاسمُ من كلِّ ذَلِك الحِسُّ أَي أَيْقَنتُ بِهِ، قَالَ أَبُو زُبَيْدٍ:)
(خَلا أنَّ العِتاقَ من المَطايا ... {حَسِينَ بِهِ فهُنَّ إليهِ شُوسُ)
قَالَ الجَوْهَرِيّ: وَأَبُو عُبَيْدةَ يروي بيتَ أبي زُبَيْدٍ:} أَحْسَنَ بِهِ فهُنَّ إِلَيْهِ شُوسُ وأصلُه {أَحْسَسْنَ.} وحَسّانُ. ككَتّانِ: علَمٌ مُشتَقٌ من أحدِ هَذِه الأشياءِ، قَالَ الجَوْهَرِيّ: إنْ جَعَلْتَه فَعْلان من الحِسِّ لم تُجْرِه، وإنْ جَعَلْتَه فَعّالاً من الحُسْنِ أَجْرَيْتُه لأنّ النونَ حينئذٍ أَصْلِيّةٌ. حَسّان: ة، بَين واسِط ودَيْرِ العاقُول، على شاطئِ دجلَة، وتُعرَفُ بقريةِ حَسّان، وقريةِ أمِّ حَسّان، كَذَا فِي التكملة. حَسّان: ة قربَ مكَّةَ، وتُعرَفُ بأرضِ حَسّانَ. قَالَ الصَّاغانِيّ: {الحَسْحاس: السيفُ المُبير. قَالَ الجَوْهَرِيّ: وربّما سمَّوا الرجلَ الجَوادَ} حَسْحَاساً. وَقَالَ ابنُ فارسٍ: هُوَ الَّذِي يَطْرُدُ الجوعَ بسَخائِه. الحَسْحاس: عَلَمٌ، قَالَ ابنُ سِيدَه: رجلٌ {حَسْحَاسٌ: خفيفُ الحركةِ، وَبِه سُمِّي الرجل. وبَنو الحَسْحاس: قومٌ من الْعَرَب. وعبدُ بَني الحَسْحاس: شاعرٌ معروفٌ اسمُه سُحَيْمٌ.} والحُسَاس، بالضَّمّ: الهِفُّ، وَهُوَ سَمَكٌ صِغارٌ، قَالَه الجَوْهَرِيّ، وزادَ غيرُه يُعرَفُ بالجِرِّيث، يُجَفَّفُ حَتَّى لَا يبْقى فِيهِ شيءٌ من ماءٍ، الواحدةُ حُسَاسَةٌ. الحُسَاس أَيْضا: كُسَارُ الحجرِ الصِّغار، قَالَ يصفُ حَجَرَ المَنْجَنيقِ:
(شظِيَّةٌ مِن رَفْضِه! الحُساسِ ... تَعْصِفُ بالمُسْتَلْئِمِ التَّرّاسِ) {والحُسَاس، كالجُذاذ من الشيءِ، نَقله الأَزْهَرِيّ. وَإِذا طَلَبْتَ شَيْئا فَلم تَجِدْه قلتَ:} حَسَاس، كَقَطَام، عَن ابْن الأَعْرابِيّ. يَقُولُونَ: {أَحْسَسْتُ بالشيءِ} إحْساساً {وأَحْسَيْتُ بِهِ، يُبدِلونَ من السينِ يَاء، أمّا قولُهم:} أَحَسْتُ بالشيءِ، بسينٍ واحدةٍ، فعلى الْحَذف كَراهيةَ التِقاءِ المِثْلَيْن، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَكَذَلِكَ يُفعَلُ فِي كلِّ بناءٍ يُبنى اللامُ من الفِعلِ مِنْهُ على السّكُون، وَلَا تصِلُ إِلَيْهِ الحركةُ، شبَّهوها بأَقمْتُ، وَهُوَ من شَواذِّ التَّخْفِيف، أَي ظَنَنْتُ ووَجَدْتُ وأَبْصَرتُ وعَلِمْتُ، وَيُقَال: أَحَسْتُ بالشيءِ، إِذا عَلِمْتَه وعَرَفْتَه، وَيُقَال: {أَحْسَسْتُ الخَبرَ} وأَحَسْتُه {وحَسَيْتُ} وحَسْتُ، إِذا عَرَفْت مِنْهُ طَرَفَاً، وَتقول: مَا {أَحْسَستُ بالْخبر، وَمَا} أَحْسَسْت، وَمَا {حَسِيتُ، وَمَا} حِسْتُ، أَي لم أَعْرِفْ مِنْهُ شَيْئا.
وقَوْله تَعالى: فلمّا {أحَسَّ عِيسَى منهمُ الكُفرَ أَي رأى، قَالَه اللِّحْيانيُّ، وقَوْله تَعالى: هَل} تُحِسُّ مِنْهُم من أحدٍ مَعْنَاهُ هَل تُبصِر، هَل ترى، وَقَالَ الفرّاء: {الإحْساسُ: الْوُجُود، تَقول فِي الْكَلَام: هَل} أَحْسَسْتَ مِنْهُم من أحدٍ، وَقَالَ الزَّجَّاج: معنى {أحَسَّ: عَلِمَ ووَجَدَ، فِي اللُّغَة، وَيُقَال: هَل} أَحْسَسْت صاحِبَك أَي هَل رَأَيْته، وَهل {أَحْسَسْت الخَبَر أَي هَل عَرَفْتَه وعَلِمْتَه، وَقَالَ ابنُ)
الْأَثِير:} الإحْساس: العِلمُ {بالحَواسِّ.} أَحْسَسْتُ الشيءَ: وَجَدْتُ حِسَّهُ، أَي حَرَكَته، أَو صَوْتَه.
{والتَّحَسُّس: الاسْتِماعُ لحَديثِ القومِ، عَن الحَربيِّ، وَقيل: هُوَ شِبهُ التَّسَمُّع والتَّبَصُّر، قَالَه أَبُو مُعاذٍ. قيل: هُوَ طلبُ خبَرِهم فِي الخَير، وبالجيم فِي الشَّرِّ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ:} تحَسَّسْتُ الخبَرَ، {وَتَحَسَّيْتُه، وَقَالَ شَمِرٌ: تنَدَّسْتُه مثلُه، وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: تبَجَّسْتُ الخبَرَ،} وَتَحَسَّسْتُه بِمَعْنى واحدٍ. {وَتَحَسَّسْتُ من الشيءِ، أَي تخَبَّرْتُ خَبَرَه، وبكلِّ مَا ذُكِرَ فُسِّرَ قَوْله تَعالى: يَا بَنِيَّ اذهَبوا} فَتَحَسَّسوا من يوسُفَ وأخيه. {والانْحِساس: الانْقِلاعُ والتساقُطُ والتَّحاتُّ والتَّكَسُّر، وَهُوَ مَجاز، يُقَال:} انْحَسَّتْ أَسْنَانُه، إِذا انْقَلَعتْ وَتَكَسَّرَت، السينُ لغةٌ فِي التَّاء، كَمَا صرَّحَ بِهِ الأَزْهَرِيّ، قَالَ العَجّاج:
(إنَّ أَبَا العَبّاسِ أَوْلَى نَفْسِ ... بمَعدِنِ المُلكِ الكريمِ الكِرْسِ)

(فُروعِه وأَصلِه المُرَسِّ ... لَيْسَ بمَقْلوعٍ وَلَا مُنْحَسِّ)
أَي لَيْسَ بمُحَوَّلٍ عَنهُ وَلَا مُنقَطِع. {وحَسْحَسَ لَهُ: توَجَّع وَتَشَكَّى.} وتَحْسَحسَ للقِيامِ، إِذا تحرَّكَ.
{وتَحَسْحسَتْ أَوْبَارُ الإبلِ} وَتَحَسَّسَتْ: تَحاتَّتْ وتطايَرَتْ وَتَفَرَّقَت. ولأُخَلِّفَنَّه {بحَسْحَسِه، أَي ذهابِ مالِه حَتَّى لَا يبْقى مِنْهُ شيءٌ، وَهُوَ مثلٌ. يُقَال: ائْتِ بِهِ من} حَسِّك وبَسِّكَ، بفَتحِهما وبكَسرِهما، أَي من حيثُ شِئتَ، وَكَذَا من {حَسِّكِ وعَسِّكَ، كَذَا فِي التَّهْذِيب، وَقيل: مَعْنَاهُ من حيثُ كَانَ وَلم يكن، وَقَالَ الزّجّاج: تَأْوِيلُه: من حيثُ تُدركُه} حاسَّةٌ من {حَواسِّكَ، أَو يُدركُه تصَرُّفٌ من تصَرُّفِك، وَقيل: من كل جِهةٍ.} والحَسَّانِيّات: مياهٌ بالبادية نَقله الصَّاغانِيّ. أمُّ الخَيرِ فاطمةُ بنتُ أحمدَ بنِ عَبْد الله بنِ {حُسَّةَ، بالضَّمّ، الأَصْفَهانيّة: مُحدِّثةٌ، حدَّثَتْ عَن الحسَنِ بنِ عليٍّ البغداديِّ، وعنها سعيدُ بنُ أبي الرَّجاءِ وأبوها حدَّثَ عَن ابنِ مَنْدَه، وَمَات سنة قَالَه الْحَافِظ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:} حِسُّ الحُمَّى! وحِساسُها: رَسُّها، وأَوَّلُها عِنْدَمَا تُحَسُّ، الأَخيرة عَن اللِّحيانيِّ، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: الحِسُّ: مَسُّ الحُمَّى أَوَّل مَا تبدأُ. وَقَالَ القرَّاءُ: تقولُ: من أَينَ حَسَيْتَ هَذَا الخبرَ يُرِيدُونَ من أَيْنَ تخَبَّرْتَه. {وحَسَّ مِنْهُ خَبرا} وأَحَسَّ كِلَاهُمَا: رَأَى. وَقَالَ ابْن الأَعرابيِّ: سمعتُ أَبا الحَسَن يَقُول: {حَسْتُ} وحِسسْتَ، ووَدْتُ ووَدِدْتُ وهَمْتُ وهَمَمْتُ، وَفِي الحَدِيث: هَل {حَسْتُما من شيءٍ.} والحسَاسُ، بِالْفَتْح: الْوُجُود، وَمِنْه المَثَلُ: لَا {حَسَاسَ من ابْنَي مُوقِدِ النّارِ. وَقَالُوا: ذَهَبَ فلانٌ فَلَا حَسَاسَ بِهِ، أَي لَا يُحَسُّ مكانُه. والشَّيطانُ} حسَّاسٌ لَحَّاسٌ، أَي شَدِيد الحِسِّ والإدراكِ.
{والحِسُّ: الرَّنَّة.} وحَسِّ، بِفَتْح الحاءِ وكسْرِ السِّين وتَركِ التَّنوينِ: كلمةٌ تُقالُ عندَ الأَلَمِ. وَقَالَ)
الجَوْهَرِيُّ: قولُهم: ضربَه فَمَا قَالَ حَسِّ يَا هَذَا، بِفَتْح أَوَّله وكَسر آخِره: كلمةٌ يقولُها الْإِنْسَان إِذا أَصابه غَفْلَة مَا مَضَّه وأَحرَقَه، كالجَمْرَة والضَّربة. ويُقالُ: لآخُذَنَّ الشيءَ منكَ {بِحَسٍّ أَو ببَسٍّ: أَي بمُشادَّةٍ أَو رِفْقٍ، ومثلُه: لآخُذَنَّه هَوْناً أَو عَتْرَسَةً. وضُرِبَ فَمَا قَالَ} حَسٍّ وَلَا بَسٍّ. بالجَرِّ والتَّنوين، وَمِنْهُم مَن يَجُرُّ وَلَا يُنَوِّنُ، وَمِنْهُم من يَكسِرُ الحاءَ والباءَ، وَمِنْهُم من يَقُول: {حسّاً وَلَا بسّاً، يَعْنِي لتَّوجُّعَ. ويُقال اقْتُصَّ من فلانٍ فَمَا} تحَسَّسَ، أَي مَا تحَرَّكَ وَمَا تضَرَّرَ. وَقَالَ اللِّحيانيُّ: مَرَّتْ بالقومِ! حَواسُّ، أَي سِنونَ شِدادٌ. {والحَسيسُ، كأَميرٍ: القَتيلُ، قَالَ الأَفْوَهُ الأَوْدِيُّ:
(نَفْسي لَهُم عندَ انكِسارِ القَنا ... وَقد تَرَدَّى كُلُّ قِرْنٍ} حَسِيسْ)
وحسَّه بالنَّصْلِ، لغَةُ فِي حَشِّهُ. {وحَسَّهُم} يَحُسُّهم: وَطِئَهُم وأَهانَهم، قيل: وَمِنْه اشتِقاقُ {حَسَّان.
ويُقال: أَصابَتْهُم} حاسَّةٌ من البَرْدِ: أَي إضْرارٌ، وأَصابت الأَرْضَ {حاسَّةٌ: أَي بَرْدٌ، عَن اللِّحيانيِّ، أَنَّثَه على مَعنى المُبالَغَةِ. وأَرْضٌ} مَحسوسَةٌ: أَصابَها الجَرادُ والبَرْدُ. {وحَسَّ البَرْدُ الجَرادَ: قَتله.
وجَرادٌ} مَحسوسٌ: مسَّتْه النّارُ، أَو قتلَتْه. {والحاسَّةُ: الجَرادُ} يَحُسُّ الأَرضَ: أَي يأْكُلُ نباتَها. وَقَالَ أَبو حنيفَةَ: {الحاسَّةُ: الرِّيحُ} تحس التُّرابَ فِي الغُدُرِ فتمْلَؤُها فيَيْبسُ الثَّرَى. {والحَسُّ} والاحتِساس فِي كلِّ شيءٍ: أَنْ لَا يُترَكَ فِي المَكانِ شيءٌ. {والحُساسُ، بالضَّمِّ: الشُّؤْمُ والتَّكَدر، وَقَالَ الفرَّاءُ: سوءُ الخُلُقِ، حَكَاهُ عَنهُ سَلَمَة، ونقلَه الجَوْهَرِيُّ، وَبِه فُسِّرَ قولُ الرَّاجِز:
(رُبَّ شَرِيبٍ لكَ ذِي حُساسِ ... شِرابُه كالحَزِّ بالمَواسي)
} والمَحسوس: المَشؤُوم، عَن اللِّحيانِيِّ. ورجُلٌ ذُو {حُساسٍ: رديءُ الخُلُقِ.} والحُساس: القَتلُ، عَن ابْن الأَعرابيِّ. {والحَسُّ، بِالْفَتْح: الشَّرُّ.} والحَسيسُ، كأَميرٍِ: الكريمُ. {والحَسْحاسُ: الخَفيفُ الحركَة.} والحَسْحاس: جَدُّ عامِرِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ زيدٍ، الصَّحابِيُّ. وكَريمةُ بنتُ {الحَسْحاسِ، عَن أَبي هُريرة.} والحَسحاسُ بنُ بَكْرِ بنِ عَوفِ بنِ عَمرو بنِ عَدِيّ، لَهُ صحبةٌ، ذكرَه ابنُ ماكُولا.
والمُسَمَّى {بحسَّانَ من الصَّحابة سِتَّةٌ. ومَنزِلَةُ بَني} حَسُّونَ: قَريَةٌ من أَعمال المُرْتاحِيَّة بمِصْرَ.

حسس: الحِسُّ والحَسِيسُ: الصوتُ الخَفِيُّ؛ قال اللَّه تعالى: لا

يَسْمَعُون حَسِيسَها. والحِسُّ، بكسر الحاء: من أَحْسَسْتُ بالشيء. حسَّ

بالشيء يَحُسُّ حَسّاً وحِسّاً وحَسِيساً وأَحَسَّ به وأَحَسَّه: شعر به؛

وأَما قولهم أَحَسْتُ بالشيء فعلى الحَذْفِ كراهية التقاء المثلين؛ قال

سيبويه: وكذلك يفعل في كل بناء يُبْنى اللام من الفعل منه على السكون ولا تصل

إِليه الحركة شبهوها بأَقَمْتُ. الأَزهري: ويقال هل أَحَسْتَ بمعنى

أَحْسَسْتَ، ويقال: حَسْتُ بالشيء إِذا علمته وعرفته، قال: ويقال أَحْسَسْتُ

الخبَرَ وأَحَسْتُه وحَسَيتُ وحَسْتُ إِذا عرفت منه طَرَفاً. وتقول: ما

أَحْسَسْتُ بالخبر وما أَحَسْت وما حَسِيتُ ما حِسْتُ أَي لم أَعرف منه

شيئا ً

(* عبارة المصباح: وأحس الرجل الشيء إحساساً علم به، وربما زيدت

الباء فقيل: أحسّ به على معنى شعر به. وحسست به من باب قتل لغة فيه،

والمصدر الحس، بالكسر، ومنهم من يخفف الفعلين بالحذف يقول: أحسته وحست به،

ومنهم من يخفف فيهما بإبدال السين ياء فيقول: حسيت وأَحسيت وحست بالخبر من

باب تعب ويتعدى بنفسه فيقال: حست الخبر، من باب قتل. اهـ. باختصار.). قال

ابن سيده: وقالوا حَسِسْتُ به وحَسَيْتُه وحَسِيت به وأَحْسَيْتُ، وهذا

كله من محوَّل التضعيف، والاسم من كل ذلك الحِسُّ. قال الفراء: تقول من

أَين حَسَيْتَ هذا الخبر؛ يريدون من أَين تَخَبَرْته. وحَسِسْتُ بالخبر

وأَحْسَسْتُ به أَي أَيقنت به. قال: وربما قالوا حَسِيتُ بالخبر وأَحْسَيْتُ

به، يبدلون من السين ياء؛ قال أَبو زُبَيْدٍ:

خَلا أَنَّ العِتاقَ من المَطايا

حَسِينَ به، فهنّ إِليه شُوسُ

قال الجوهري: وأَبو عبيدة يروي بيت أَبي زبيد:

أَحَسْنَ به فهن إليه شُوسُ

وأَصله أَحْسَسْنَ، وقيل أَحْسَسْتُ؛ معناه ظننت ووجدت.

وحِسُّ الحمَّى وحِساسُها: رَسُّها وأَولها عندما تُحَسُّ؛ الأَخيرة عن

اللحياني. الأَزهري: الحِسُّ مس الحُمَّى أَوّلَ ما تَبْدأُ، وقال

الأَصمعي: أَول ما يجد الإِنسان مَسَّ الحمى قبل أَن تأْخذه وتظهر، فذلك

الرَّسُّ، قال: ويقال وَجَدَ حِسّاً من الحمى. وفي الحديث: أَنه قال لرجل متى

أَحْسَسْتَ أُمَّْ مِلْدَمٍ؟ أَي متى وجدت مَسَّ الحمى.

وقال ابن الأَثير: الإِحْساسُ العلم بالحواسِّ، وهي مَشاعِرُ الإِنسان

كالعين والأُذن والأَنف واللسان واليد، وحَواسُّ الإِنسان: المشاعر الخمس

وهي الطعم والشم والبصر والسمع واللمس. وحَواسُّ الأَرض خمس: البَرْدُ

والبَرَدُ والريح والجراد والمواشي.

والحِسُّ: وجع يصيب المرأَة بعد الولادة، وقيل: وجع الولادة عندما

تُحِسُّها، وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه: أَنه مَرَّ بامرأَة قد ولدت فدعا

لها بشربة من سَوِيقٍ وقال: اشربي هذا فإِنه يقطع الحِسَّ. وتَحَسَّسَ

الخبر: تطلَّبه وتبحَّثه. وفي التنزيل: يا بَنيَّ اذهبوا فَتحَسَّسوا من يوسف

وأَخيه. وقال اللحياني: تَحَسَّسْ فلاناً ومن فلان أَي تَبَحَّثْ،

والجيم لغيره. قال أَبو عبيد: تَحَسَّسْت الخبر وتَحَسَّيته، وقال شمر:

تَنَدَّسْتُه مثله. وقال أَبو معاذ: التَحَسُّسُ شبه التسمع والتبصر؛ قال:

والتَجَسُّسُ، بالجيم، البحث عن العورة، قاله في تفسير قوله تعالى: ولا

تَجَسَّسوا ولا تَحَسَّسُوا. ابن الأَعرابي: تَجَسَّسْتُ الخبر وتَحَسَّسْتُه

بمعنى واحد. وتَحَسَّسْتُ من الشيء أَي تَخَبَّرت خبره. وحَسَّ منه خبراً

وأَحَسَّ، كلاهما: رأَى. وعلى هذا فسر قوله تعالى: فلما أَحسَّ عيسى

منهم الكُفْرَ. وحكى اللحياني: ما أَحسَّ منهم أَحداً أَي ما رأَى. وفي

التنزيل العزيز: هل تُحِسُّ منهم من أَحد، وقيل في قوله تعالى: هل تحس منهم

من أَحد، وقيل في قوله تعالى: هل تحس منهم من أَحد، معناه هل تُبْصِرُ هل

تَرى؟ قال الأَزهري: وسمعت العرب يقول ناشِدُهم لِضَوالِّ الإِبل إِذا

وقف على

(* كذا بياض بالأَصل.) ... أَحوالاً وأَحِسُّوا ناقةً صفتها كذا

وكذا؛ ومعناه هل أَحْسَستُم ناقة، فجاؤوا على لفظ الأَمر؛ وقال الفراء في

قوله تعالى: فلما أَحسَّ عيسى منهم الكفر، وفي قوله: هل تُحِسُّ منهم من

أَحد، معناه: فلما وَجَد عيسى، قال: والإِحْساسُ الوجود، تقول في الكلام:

هل أَحْسَسْتَ منهم من أَحد؟ وقال الزجاج: معنى أَحَسَّ علم ووجد في

اللغة. ويقال: هل أَحسَست صاحبك أَي هل رأَيته؟ وهل أَحْسَسْت الخبر أَي هل

عرفته وعلمته. وقال الليث في قوله تعالى: فلما أَحس عيسى منهم الكفر؛ أَي

رأَى. يقال: أَحْسَسْتُ من فلان ما ساءني أَي رأَيت. قال: وتقول العرب ما

أَحَسْتُ منهم أَحداً، فيحذفون السين الأُولى، وكذلك في قوله تعالى:

وانظر إِلى إِلهك الذي ظَلْتَ عليه عاكفاً، وقال: فَظَلْتُم تَفَكَّهون،

وقرئ: فَظِلْتُم، أُلقيت اللام المتحركة وكانت فَظَلِلْتُم. وقال ابن

الأَعرابي: سمعت أَبا الحسن يقول: حَسْتُ وحَسِسْتُ ووَدْتُ ووَدِدْتُ وهَمْتُ

وهَمَمْتُ. وفي حديث عوف بن مالك: فهجمت على رجلين فلقت هل حَسْتُما من

شيء؟ قالا: لا. وفي خبر أَبي العارِم: فنظرت هل أُحِسُّ سهمي فلم أَرَ

شيئاً أَي نظرت فلم أَجده.

وقال: لا حَساسَ من ابْنَيْ مُوقِدِ النار؛ زعموا أَن رجلين كانا يوقدان

بالطريق ناراً فإِذا مرَّ بهما قوم أَضافاهم، فمرَّ بهما قوم وقد ذهبا،

فقال رجل: لا حَساسَ من ابْنَيْ مُوقِدِ النار، وقيل: لا حَسَاسَ من ابني

موقد النار، لا وجود، وهو أَحسن. وقالوا: ذهب فلان فلا حَساسَ به أَي لا

يُحَسُّ به أَو لا يُحَسُّ مكانه. والحِسُّ والحَسِيسُ: الذي نسمعه مما

يمرّ قريباً منك ولا تراه، وهو عامٌّ في الأَشياء كلها؛ وأَنشد في صفة

بازٍ:

تَرَى الطَّيْرَ العِتاقَ يَظَلْنَ منه

جُنُوحاً، إِن سَمِعْنَ له حَسِيسا

وقوله تعالى: لا يَسْمَعُون حَسِيسَها أَي لا يسمعون حِسَّها وحركة

تَلَهُّبِها. والحَسيسُ والحِسُّ: الحركة. وفي الحديث: أَنه كان في مسجد

الخَيْفِ فسمع حِسَّ حَيَّةٍ؛ أَي حركتها وصوت مشيها؛ ومنه الحديث: إِن

الشيطان حَسَّاس لَحَّاسٌ؛ أَي شديد الحسَّ والإَدراك. وما سمع له حِسّاً ولا

جِرْساً؛ الحِسُّ من الحركة والجِرْس من الصوت، وهو يصلح للإِنسان وغيره؛

قال عَبْدُ مَناف بن رِبْعٍ الهُذَليّ:

وللقِسِيِّ أَزامِيلٌ وغَمْغَمَةٌ،

حِسَّ الجَنُوبِ تَسُوقُ الماءَ والبَرَدا

والحِسُّ: الرَّنَّةُ. وجاءَ بالمال من حِسَّه وبِسِّه وحَسِّه وبَسِّه،

وفي التهذيب: من حَسِّه وعَسِّه أَي من حيث شاءَ. وجئني من حَسِّك

وبَسِّك؛ معنى هذا كله من حيث كان ولم يكن. وقال الزجاج: تأْويله جئ به من

حيث تُدركه حاسَّةٌ من حواسك أَو يُدركه تَصَرُّفٌ من تَصَرٍّفِك. وفي

الحديث أَن رجلاً قال: كانت لي ابنة عم فطلبتُ نَفْسَها، فقالت: أَو تُعْطيني

مائة دينار؟ فطلبتها من حَِسِّي وبَِسِّي؛ أَي من كل جهة. وحَسَّ، بفتح

الحاء وكسر السين وترك التنوين: كلمة تقال عند الأَلم. ويقال: إِني لأَجد

حِسّاً من وَجَعٍ؛ قال العَجَّاجُ:

فما أَراهم جَزَعاً بِحِسِّ،

عَطْفَ البَلايا المَسَّ بعد المَسِّ

وحَرَكاتِ البَأْسِ بعد البَأْسِ،

أَن يَسْمَهِرُّوا لضِراسِ الضَّرْسِ

يسمهرّوا: يشتدوا. والضِّراس: المُعاضَّة. والضَّرْسُ: العَضُّ. ويقال:

لآخُذَنَّ منك الشيء بِحَسٍّ أَو بِبَسٍّ أَي بمُشادَّة أَو رفق، ومثله:

لآخذنه هَوْناً أَو عَتْرَسَةً. والعرب تقول عند لَذْعة النار والوجع

الحادِّ: حَسِّ بَسِّ، وضُرِبَ فما قال حَسٍّ ولا بَسٍّ، بالجر والتنوين،

ومنهم من يجر ولا ينوَّن، ومنهم من يكسر الحاء والباء فيقول: حِسٍّ ولا

بِسٍّ، ومنهم من يقول حَسّاً ولا بَسّاً، يعني التوجع. ويقال: اقْتُصَّ من

فلان فما تَحَسَّسَ أَي ما تَحَرَّك وما تَضَوَّر. الأَزهري: وبلغنا أَن

بعض الصالحين كان يَمُدُّ إِصْبعه إِلى شُعْلَة نار فإِذا لذعته قال:

حَسِّ حَسِّ كيف صَبْرُكَ على نار جهنم وأَنت تَجْزَعُ من هذا؟ قال

الأَصمعي: ضربه فما قال حَسِّ، قال: وهذه كلمة كانت تكره في الجاهلية، وحَسِّ

مثل أَوَّهْ، قال الأَزهري: وهذا صحيح. وفي الحديث: أَنه وضع يده في

البُرْمَة ليأْكل فاحترقت أَصابعه فقال: حَسِّ؛ هي بكسر السين والتشديد، كلمة

يقولها الإِنسان إِذا أَصابه ما مَضَّه وأَحرقه غفلةً كالجَمْرة

والضَّرْبة ونحوها. وفي حديث طلحة، رضي اللَّه عنه: حين قطعت أَصابعه يوم أُحُدٍ

قال: حَسَّ، فقال رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم: لو قلت بسم اللَّه

لرفعتك الملائكة والناس ينظرون. وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللَّه عليه

وسلم، كان ليلة يَسْري في مَسِيره إِلى تَبُوك فسار بجنبه رجل من أَصحابه

ونَعَسا فأَصاب قَدَمُه قَدَمَ رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، فقال:

حَسِّ؛ ومنه قول العجاج، وقد تقدم.

وبات فلانٌ بِحَسَّةٍ سَيِّئة وحَسَّةِ سَوْءٍ أَي بحالة سَوْءٍ وشدّة،

والكسر أَقيس لأَن الأَحوال تأْتي كثيراً على فِعْلَة كالجِيْئَةِ

والتَّلَّةِ والبِيْئَةِ. قال الأَزهري: والذي حفظناه من العرب وأَهل اللغة:

بات فلان بجيئة سوء وتلة سوء وبيئة سوء، قال: ولم أَسمع بحسة سوء لغير

الليث.

وقال اللحياني: مَرَّتْ بالقوم حَواسُّ أَي سِنُونَ شِدادٌ.

والحَسُّ: القتل الذريع. وحَسَسْناهم أَي استَأْصلناهم قَتْلاً.

وحَسَّهم يَحُسُّهم حَسّاً: قتلهم قتلاً ذريعاً مستأْصلاً. وفي التنزيل العزيز:

إِذ تَحُسُّونهم بإِذنه؛ أَي تقتلونهم قتلاً شديداً، والاسم الحُساسُ؛ عن

ابن الأَعرابي؛ وقال أَبو إِسحق: معناه تستأْصلونهم قتلاً. يقال:

حَسَّهم القائد يَحُسُّهم حَسّاً إِذا قتلهم. وقال الفراء: الحَسُّ القتل

والإِفناء ههنا. والحَسِيسُ؛ القتيل؛ قال صَلاءَةُ بن عمرو الأَفْوَهُ:

إِنَّ بَني أَوْدٍ هُمُ ما هُمُ،

للحَرْبِ أَو للجَدْبِ، عامَ الشُّمُوسْ

يَقُونَ في الجَحْرَةِ جِيرانَهُمْ،

بالمالِ والأَنْفُس من كل بُوسْ

نَفْسِي لهم عند انْكسار القَنا،

وقد تَرَدَّى كلُّ قِرْنٍ حَسِيسْ

الجَحْرَة: السنة الشديدة. وقوله: نفْسي لهم أَي نفسي فداء لهم فحذف

الخبر. وفي الحديث: حُسُّوهم بالسيف حَسّاً؛ أَي استأْصلوهم قتلاً. وفي حديث

علي: لقد شَفى وحاوِح صَدْري حَسُّكم إِياهم بالنِّصال. والحديث الآخر:

كما أَزالوكم حَسّاً بالنصال، ويروى بالشين المعجمة. وجراد محسوسٌ: قتلته

النار. وفي الحديث: أَنه أُتِيَ بجراد مَحْسوس. وحَسَّهم يَحُسُّهم:

وَطِئَهم وأَهانهم.

وحَسَّان: اسم مشتق من أَحد هذه الأَشياءِ؛ قال الجوهري: إِن جعلته

فَعْلانَ من الحَسِّ لم تُجْره، وإِن جعلته فَعَّالاً من الحُسْنِ أَجريته

لأَن النون حينئذ أَصلية.

والحَسُّ: الجَلَبَةُ. والحَسُّ: إِضْرار البرد بالأَشياء. ويقال:

أَصابتهم حاسَّة من البرد. والحِسُّ: برد يُحْرِق الكلأَ، وهو اسم، وحَسَّ

البَرْدُ. والكلأَ يَحُسُّه حَسّاً، وقد ذكر أَن الصاد لغة؛ عن أَبي حنيفة.

ويقال: إِن البرد مَحَسَّة للنبات والكلإِ، بفتح الجيم، أَي يَحُسُّه

ويحرقه. وأَصابت الأَرضَ حاسَّةٌ أَي بَرْدٌ؛ عن اللحياني، أَنَّته على معنى

المبالغة أَو الجائحة. وأَصابتهم حاسَّةٌ: وذلك إِذا أَضرَّ البردُ أَو

غيره بالكلإِ؛ وقال أَوْسٌ:

فما جَبُنُوا أَنَّا نَشُدُّ عليهمُ،

ولكن لَقُوا ناراً تَحُسُّ وتَسْفَعُ

قال الأَزهري: هكذا رواه شمر عن ابن الأَعرابي وقال: تَحُسُّ أَي

تُحْرِقُ وتُفْني، من الحاسَّة، وهي الآفة التي تصيب الزرع والكلأَ فتحرقه.

وأَرض مَحْسوسة: أَصابها الجراد والبرد. وحَسَّ البردُ الجرادَ: قتله. وجراد

مَحْسُوس إِذا مسته النار أَو قتلته. وفي الحديث في الجراد: إِذا حَسَّه

البرد فقتله. وفي حديث عائشة: فبعثت إِليه بجراد مَحْسُوس أَي قتله

البرد، وقيل: هو الذي مسته النار. والحاسَّة: الجراد يَحُسُّ الأَرض أَي

يأْكل نباتها. وقال أَبو حنيفة: الحاسَّة الريح تَحْتِي التراب في الغُدُرِ

فتملؤها فيَيْبَسُ الثَّرَى. وسَنَة حَسُوس إِذا كانت شديدة المَحْل قليلة

الخير. وسنة حَسُوس: تأْكل كل شيء؛ قال:

إِذا شَكَوْنا سَنَةً حَسُوسا،

تأْكلُ بَعْدَ الخُضْرَةِ اليَبِيسا

أَراد تأْكل بعد الأَخضر اليابس إِذ الخُضرة واليُبْسُ لا يؤكلان

لأَنهما عَرَضانِ. وحَسَّ الرأْسَ يَحُسُّه حَسّاً إِذا جعله في النار فكلما

شِيطَ أَخذه بشَفْرَةٍ. وتَحَسَّسَتْ أَوبارُ الإِبل: تَطَايَرَتْ وتفرّقت.

وانْحَسَّت أَسنانُه: تساقطت وتَحاتَّتْ وتكسرت؛ وأَنشد للعجاج:

في مَعْدِنِ المُلْك الكَريمِ الكِرْسِ،

ليس بمَقْلوع ولا مُنْحَسِّ

قال ابن بري: وصواب إِنشاد هذا الرجز بمعدن الملك؛ وقبله:

إِن أَبا العباس أَولَى نَفْسِ

وأَبو العباس هو الوليد بن عبد الملك، أَي هو أَولى الناس بالخلافة

وأَولى نفس بها، وقوله:

ليس بمقلوع ولا منحس

أَي ليس بمحوّل عنه ولا مُنْقَطِع.

الأَزهري: والحُساسُ مثل الجُذاذ من الشيء، وكُسارَةُ الحجارة الصغار

حُساسٌ؛ قال الراجز يذكر حجارة المنجنيق:

شَظِيَّة من رَفْضَّةِ الحُساسِ،

تَعْصِفُ بالمُسْتَلْئِم التَّرَّاسِ

والحَسُّ والاحْتِساسُ في كل شيء: أَن لا يترك في المكان شيء. والحُساس:

سمك صِغار بالبحرين يجفف حتى لا يبقى فيه شيء من مائه، الواحدة حُساسَة.

قال الجوهري: والحُساس، بالضم، الهِفُّ، وهو سمك صغار يجفف. والحُساسُ:

الشُّؤْمُ والنَّكَدُ. والمَحْسوس: المشؤوم؛ عن اللحياني. ابن الأَعرابي:

الحاسُوس المشؤوم من الرجال. ورجل ذو حُساسٍ: ردِيء الخُلُقِ؛ قال:

رُبَّ شَريبٍ لك ذي حُساسِ،

شَرابُه كالحَزِّ بالمَواسِي

فالحُساسُ هنا يكون الشُّؤْمَ ويكون رَداءة الخُلُق. وقال ابن الأَعرابي

وحده: الحُساسُ هنا القتل، والشريب هنا الذي يُوارِدُك على الحوض؛ يقول:

انتظارك إِياه قتل لك ولإِبلك.

والحِسُّ: الشر؛ تقول العرب: أَلْحِقِ الحِسَّ بالإِسِّ؛ الإِسُّ هنا

الأَصل، تقول: أَلحق الشر بأَهله؛ وقال ابن دريد: إِنما هو أَلصِقوا

الحِسَّ بالإِسِّ أَي أَلصقوا الشر بأُصول من عاديتم. قال الجوهري: يقال

أَلْحِقِ الحِسَّ بالإِسِّ، معناه أَلحق الشيء بالشيء أَي إِذا جاءَك شيء من

ناحية فافعل مثله. والحِسُّ: الجَلْدُ.

وحَسَّ الدابة يَحُسُّها حَسّاً: نفض عنها التراب، وذلك إِذا فَرْجَنها

بالمِحَسَّة أَي حَسَّها. والمِحَسَّة، بكسر الميم: الفِرْجَوْنُ؛ ومنه

قول زيد بن صُوحانَ حين ارْتُثَّ يوم الجمل: ادفنوني في ثيابي ولا

تَحُسُّوا عني تراباً أَي لا تَنْفُضوه، من حَسَّ الدابة، وهو نَفْضُكَ التراب

عنها. وفي حديث يحيى بن عَبَّاد: ما من ليلة أَو قرية إِلا وفيها مَلَكٌ

يَحُسُّ عن ظهور دواب الغزاة الكَلالَ أَي يُذْهب عنها التَّعَب بَحسِّها

وإِسقاط التراب عنها. قال ابن سيده: والمِحَسَّة، مكسورة، ما يُحَسُّ به

لأَنه مما يعتمل به.

وحَسَسْتُ له أَحِسُّ، بالكسر، وحَسِسْتُ حَِسّاً فيهما: رَقَقْتُ له.

تقول العرب: إِن العامِرِيَّ ليَحِسَّ للسَّعْدِي، بالكسر، أَي يَرِقُّ

له، وذلك لما بينهما من الرَّحِم. قال يعقوب: قال أَبو الجَرَّاحِ

العُقَيْلِيُّ ما رأَيت عُقيليّاً إِلا حَسَسْتُ له؛ وحَسِسْتُ أَيضاً، بالكسر:

لغة فيه؛ حكاها يعقوب، والاسم الحَِسُّ؛ قال القُطامِيُّ:

أَخُوكَ الذي تَملِكُ الحِسَّ نَفْسُه،

وتَرْفَضُّ، عند المُحْفِظاتِ، الكتائِفُ

ويروى: عند المخطفات. قال الأَزهري: هكذا روى أَبو عبيد بكسر الحاء،

ومعنى هذا البيت معنى المثل السائر: الحَفائِظُ تُحَلِّلُ الأَحْقادَ، يقول:

إِذا رأَيتُ قريبي يُضام وأَنا عليه واجدٌ أَخرجت ما في قلبي من

السَّخِيمة له ولم أَدَعْ نُضْرَته ومعونته، قال: والكتائف الأَحقاد، واحدتها

كَتِيفَة. وقال أَبو زيد: حَسَسْتُ له وذلك أَن يكون بينهما رَحِمٌ

فَيَرِقَّ له، وقال أَبو مالك: هو أَن يتشكى له ويتوجع، وقال: أَطَّتْ له مني

حاسَّةُ رَحِم. وحَسَِسْتُ له حَِسّاً: رَفَقْتُ؛ قال ابن سيده: هكذا وجدته

في كتاب كراع، والصحيح رَقَقْتُ، على ما تقدم. الأَزهري: الحَسُّ

العَطْفُ والرِّقَّة، بالفتح؛ وأَنشد للكُمَيْت:

هل مَنْ بكى الدَّارَ راجٍ أَن تَحِسَّ له،

أَو يُبْكِيَ الدَّارَ ماءُ العَبْرَةِ الخَضِلُ؟

وفي حديث قتادة، رضي اللَّه عنه: إِن المؤمن ليَحِسُّ للمنافق أَي يأْوي

له ويتوجع. وحَسِسْتُ له، بالفتح والكسر، أُحِسُّ أَي رَقَقْتُ له.

ومَحَسَّةُ المرأَة: دُبُرُها، وقيل: هي لغة في المَحَشَّة.

والحُساسُ: أَن يضع اللحم على الجَمْرِ، وقيل: هو أَن يُنْضِجَ أَعلاه

ويَتْرُكَ داخِله، وقيل: هو أَن يَقْشِرَ عنه الرماد بعد أَن يخرج من

الجمر. وقد حَسَّه وحَسْحَسَه إِذا جعله على الجمر، وحَسْحَسَتُه صوتُ

نَشِيشِه، وقد حَسْحَسَتْه النار، ابن الأَعرابي: يقال حَسْحَسَتْه النارُ

وحَشْحَشَتْه بمعنى. وحَسَسْتُ النار إِذا رددتها بالعصا على خُبْزَة

المَلَّةِ أَو الشِّواءِ من نواحيه ليَنْضَجَ؛ ومن كلامهم: قالت الخُبْزَةُ لولا

الحَسُّ ما باليت بالدَّسِّ.

ابن سيده: ورجل حَسْحاسٌ خفيف الحركة، وبه سمي الرجل. قال الجوهري:

وربما سَمَّوا الرجلَ الجواد حَسْحاساً؛ قال الراجز:

مُحِبَّة الإِبْرام للحَسْحاسِ

وبنو الحَسْحَاسِ: قوم من العرب.

الحس المشترك: هو القوة التي ترتسم فيها صور الجزئيات المحسوسة، فالحواس الخمسة الظاهرة، كالجواسيس لها، فتطلع عليها النفس من ثمة فتدركها، ومحله مقدم التجويف الأول من الدماغ، كأنها عين تتشعب منها خمسة أنهار. 

حسس


حَسَّ(n. ac. حَسّ)
a. Felt; perceived; knew.
b. Destroyed, annihilated; killed.
c. Curried, rubbed down (animal).
d. Placed upon the embers.
e.(n. ac. حَسّ) [Bi], Was certain, sure of.
حَسَّسَa. Caused to feel.
b. Woke; awoke.

أَحْسَسَ
a. [acc.
or
Bi], Felt; perceived, saw; knew.
تَحَسَّسَa. Listened to; sought to ascertain.
b. [Min], Asked, enquired about.
إِنْحَسَسَa. Was pulled out, extracted (tooth).

حِسّa. Sensation; feeling; sense, perception.
b. Low sound.
حِسَّةa. State, condition.

حِسِّيّa. Sensible, perceptible by the senses; sensuous, relating
to the senses.

مِحْسَسَةa. Curry-comb.

حَاْسِسَة
(pl.
حَوَاسّ [] )
a. Sense; organ of sense.

حَسَاْسa. Perception.

حَسِيْسa. Low sound.

حَاْسُوْسa. Scout.

حَوَاْسِسُ
a. [art.], The senses.
N. P.
حَسڤسَa. see 2yi
حَاسِّيَّة
a. see 21t

أَفعَال المقاربة

أَفعَال المقاربة: أَفعَال وضع كل وَاحِد مِنْهَا لغَرَض الدّلَالَة على قرب حُصُول خَبره لفَاعِله فِي اعْتِقَاد الْمُتَكَلّم. ثمَّ سَبَب اعْتِقَاده ذَلِك الْقرب ومنشأه أحد الْأُمُور الثَّلَاثَة على سَبِيل الِانْفِصَال الْحَقِيقِيّ أَحدهَا رَجَاء الْمُتَكَلّم وطمعه بِحُصُول الْخَبَر للْفَاعِل دون الْجَزْم وَالْيَقِين بذلك الْحُصُول مثل عَسى فِي عَسى زيد يخرج فَإِنَّهُ مَوْضُوع بغرض الدّلَالَة على قرب حُصُول الْخُرُوج لزيد فِي اعْتِقَاد الْمُتَكَلّم بِــسَبَب أَنه يَرْجُو ويطمع حُصُوله لَهُ وَثَانِيها إشراف الْخَبَر على حُصُوله للْفَاعِل يَعْنِي أَن الْمُتَكَلّم لما رأى إشراف الْخَبَر على حُصُوله للْفَاعِل فيعتقد بِقرب حُصُوله لَهُ ويخبر عَنهُ مثل كَاد مُحَمَّد أَن يكون رَسُولا فَإِنَّهُ مَوْضُوع بغرض الدّلَالَة على قرب حُصُول الرسَالَة لَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي اعْتِقَاد الْمُتَكَلّم يَعْنِي أَنه لما رأى قبل الْبعْثَة آثَار النُّبُوَّة والرسالة لامعة على نَبينَا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وإشرافها على حُصُولهَا لَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جزم بِقرب حُصُولهَا لَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. وَثَالِثهَا شُرُوع الْفَاعِل فِي الْأَسْبَاب المفضية إِلَى حُصُول الْخَبَر لَهُ يَعْنِي أَن الْمُتَكَلّم لما رأى أَن الْفَاعِل شرع فِي تِلْكَ الْأَسْبَاب جزم بِقرب حُصُوله لَهُ مثل طفق فِي طفق زيد يخرج فَإِنَّهُ مَوْضُوع للدلالة على قرب حُصُول الْخُرُوج لزيد فِي اعْتِقَاد الْمُتَكَلّم بِــسَبَب شُرُوع زيد فِي مَا يُفْضِي إِلَى الْخُرُوج وَيُسمى الْقرب الَّذِي سَببــه الْأَمر الأول دنو الرَّجَاء وَالثَّانِي دنو الْحُصُول وَالثَّالِث دنو الْأَخْذ من قبيل إِضَافَة الْمُــسَبّب إِلَى الــسَّبَب. وَمِمَّا أوضحنا لَك يَتَّضِح قَوْلهم أَفعَال المقاربة مَا وضع لدنو الْخَبَر رَجَاء أَو حصولا أَو أخذا فِيهِ وَإِنَّمَا سميت هَذِه الْأَفْعَال بِهَذَا الِاسْم لدلالتها على الْقرب.

الفصاحة

(الفصاحة) الْبَيَان وسلامة الْأَلْفَاظ من الْإِبْهَام وَسُوء التَّأْلِيف
الفصاحة: لغة الإبانة والظهور، وهي في المفرد خلوصه من تنافر الحروف والغرابة أو مخالفته للقياس. وفي الكلام خلوصه عن ضعف التأليف وتنافر الكلمات مع فصاحتها. وفي المتكلم ملكة يقدر بها على التعبير عن المقصود، كذا قرره علماء البيان. وقال الأكمل: الفصاحة تتبع خواص تراكيب الكلام إفادة ودلالة وترتيبا.
الفصاحة: فِي اللُّغَة الْإِبَانَة والظهور وخلوص الْكَلَام عَن اللكنة وانطلاق اللِّسَان والجودة والصراحة والوضوح - وَفِي المطول الفصاحة تنبئ عَن الْإِبَانَة والظهور. يُقَال فصح الأعجمي وأفصح إِذا انْطلق لِسَانه وخلصت لغته عَن اللكنة وجادت فَلم يلحن أَي لم يُخطئ وأفصح بِهِ أَي صرح انْتهى - وَلَا يخفى عَلَيْك أَنه يفهم من هَذَا الْكَلَام أَنه لم يثبت عِنْد الْمُحَقق التَّفْتَازَانِيّ رَحمَه الله تَعَالَى أَن الفصاحة مُشْتَركَة فِي الْمعَانِي الْمَذْكُورَة أَو حَقِيقَة أَو مجَاز لِأَنَّهُ قَالَ تنبئ عَن الْإِبَانَة والظهور لوُجُود الظُّهُور فِي جَمِيع مَعَانِيهَا.
والفصاحة يُوصف بهَا الْمُفْرد وَالْكَلَام والمتكلم - أما فصاحة الْمُفْرد فخلوصه من تنافر الْحُرُوف والغرابة وَمُخَالفَة الْقيَاس اللّغَوِيّ - وفصاحة الْكَلَام التَّام كَونه مركبا من الْكَلِمَات الفصيحة وخلوصه من ضعف التَّأْلِيف وَمن تنافر الْكَلِمَات الْحَاصِل من اجتماعها وَمن التعقيد - وَإِنَّمَا قيدنَا الْكَلَام بالتام لعدم اتصاف الْكَلَام النَّاقِص بالفصاحة وَكَذَا بالبلاغة فِي نَفسه هَذَا هُوَ الْحق كَمَا فِي الْحَوَاشِي الحكيمية على المطول. والفصاحة فِي الْمُتَكَلّم ملكة يقتدر بهَا على التَّعْبِير عَن كل مَقْصُود بِلَفْظ فصيح.
وَاعْلَم أَنه كثيرا مَا يُطلق الفصاحة على البلاغة أَي مُطَابقَة الْكَلَام لمقْتَضى الْحَال وَعَلِيهِ مدَار دفع التَّنَاقُض المتوهم من كَلَام الشَّيْخ عبد القاهر رَحمَه الله تَعَالَى فِي دَلَائِل الإعجاز وتفصيله فِي المطول.
الفصاحة:
[في الانكليزية] Eloquence
[ في الفرنسية] Eloquence
بالفتح وتخفيف الصّاد المهملة لغة تنبئ عن الإبانة والظهور. يقال فصح الأعجمي وأفصح إذا انطلق لسانه وخلصت لغته من اللّكنة وجادت فلم يلحن، وأفصح به أي صرّح وعند أهل المعاني تطلق على معان. منها وصف في الكلام به يقع التفاضل ويثبت الإعجاز، وعليه يطلق البراعة والبلاغة والبيان وما شاكل ذلك، هكذا ذكر الشيخ في دلائل الإعجاز، وذلك الوصف هو مطابقة الكلام الفصيح لاعتبار مناسب أي لمقتضى الحال كما يستفاد من الأطول. ومنها فصاحة المفرد وهي خلوصه من تنافر الحروف والغرابة ومخالفة القياس اللغوي. ومنها فصاحة الكلام وهي خلوصه من ضعف التأليف وتنافر الكلمات والتعقيد مع فصاحتها أي فصاحة الكلمات، فهو حال من الضمير في خلوصه أي خلوصه مما ذكر مع فصاحة كلماته. واحترز به عن خلوص نحو زيد أجلل وشعره مستشزر وأنفه مسرج، فإنّه ليس بفصاحة، ولا يجوز أن يكون حالا من الكلمات في تنافر الكلمات لأنّه يستلزم أن يكون الكلام المشتمل على الكلمات الغير الفصيحة متنافرة كانت أم لا فصيحا لأنّه صادق عليه أنّه خالص من تنافر الكلمات حال كونها فصيحة فافهم. وتقييد التنافر بالكلمات للاحتراز عن تنافر المعنى فإنّه لا يخلّ بالفصاحة، وعن تنافر الحروف لأنّ الخلوص عنه مندرج في قيد فصاحة الكلمات، وتفسير كلّ قيد يطلب من موضعه. أمّا المراد من المفرد والكلام هاهنا فقيل المراد بالمفرد ما لا يدل جزؤه على معناه، وبالكلام ما يقابله سواء كان مركّبا تامّا أو غيره لأنّ المركّب الناقص يوصف بالفصاحة فلا بد أن يكون داخلا في الكلام. وقال المحقق التفتازاني: صحّة هذا القول يتوقّف على أن يكون وصف المركّب الناقص بالفصاحة مجازيا من قبيل وصف المركّب بحال أجزائه وإن ثبت منهم إطلاق الكلام الفصيح على هذا المركّب؛ وأنّه لا يكون داخلا في المفرد. وكلّ من الثلاثة ممنوع، بل الحقّ أنّه داخل في المفرد لأنّ المفرد إذا قوبل بالكلام يتعيّن لإرادة ما يشتمل المركّبات الناقصة. ونقح السّيد السّند هذا القول بما يندفع به المنوع الثلاثة وينقلب ما جعله المحقّق التفتازاني حقّا بالباطل، وهو أنّه أراد بتعليل تعميم الكلام بوصف المركّب الناقص بالفصاحة أنّه يوصف بالفصاحة مع أنّه لا يكفي في فصاحة ما ذكر في تعريف فصاحة المفرد، بل لا بدّ معه من الخلوص عن تنافر الكلمات وضعف التأليف والتعقيد، فلا يكفي في فصاحتها فصاحة الأجزاء حتى يكون وصفا بحالها، ولا يتوقّف دخوله في الكلام على ثبوت إطلاق الكلام الفصيح، بل يكفي إطلاق الفصيح لأنّه بمجرد إطلاق الفصيح يعرف أنّه داخل في الكلام إذ لا بدّ بفصاحته مما لا بدّ بفصاحة الكلام، ولا يصحّ دخوله في المفرد لأنّه لا يكفي في فصاحته ما بين في فصاحة المفرد. ومنها فصاحة المتكلّم وهي ملكة يقتدر بها على التعبير عن المقصود بلفظ فصيح، وفي ذكر الملكة إشعار بأنّ الفصاحة من الهيئات الرّاسخة حتى لو عبّر من كلّ مقصود بلفظ فصيح من غير رسوخ ذلك فيه لا يسمّى فصيحا في الاصطلاح. وفي ذكر يقتدر دون يعبّر إشعار بأنّه يسمّى فصيحا حالة النطق بكلّ مقصود بلفظ فصيح وحالة عدم النّطق بكلّ مقصود بأن ينطق ببعض المقاصد ولم ينطق البعض بعد. فلو قيل ملكة يعبّر بها لاختصّ الفصاحة بمن ينطق بمقصوده في الجملة ولم يكن مقصود يرد عليه إلا وقد عبّر عنه بلفظ فصيح. وفي ذكر اللفظ إشعار إلى عمومية المفرد والمركّب لأنّ الكلام في المقصود للاستغراق، أي لك ما وقع عليه قصد المتكلّم وإرادته. فلو قيل بكلام فصيح لوجب في فصاحة المتكلّم أن يقتدر على التعبير عن كلّ مقصود بكلام فصيح وهذا محال، لأنّ من المقاصد ما لا يمكن التعبير عنه إلّا بالمفرد كما إذا أردت أن تلقي على المحاسب أجناسا مختلفة ليرفع حسابها فتقول دار غلام جارية ثوب بساط إلى غير ذلك.
اعلم أنّ إطلاق الفصاحة على تلك المعاني بالاشتراك اللفظي لعدم وجدان مفهوم يشترك بين الكلّ فعلى هذا عموم المفرد والمركّب موقوف على تكلّف استعمال الفصيح في معنييه كما جوّزه البعض، أو استعماله في ما يطلق عليه الفصيح ويقال له عموم الاشتراك فإن قلت هذا التعريف غير مانع لصدقه على الإدراك والحياة ونحوهما مما يتوقّف عليه الاقتدار المذكور. قلنا لا نسلّم أنّ هذه أسباب بل شروط، ولو سلّم فالمراد بالــسبب الــسبب القريب لأنّه الــسبب الحقيقي المتبادر إلى الفهم مما استعمل فيه الباء الــسببــية، وقد بقي هاهنا أبحاث وفوائد تركناها مخافة الإطناب، فمن أراد فليرجع إلى الأطول والمطول وحواشيه.

الوَلاء

الوَلاء: هو ميراث يستحقّه المرء بــسبب عتق شخص في ملك أو بــسبب عقد الموالاة، والوَلاَء في الوضوء: هي المتتابعةُ يعني غسل الأعضاء على سبيل التعاقب بحيث لا يجفَّ العضو الأول، والولاء: بالفتح المِلك والمحبة والقرابة. 

نسى

نسى
نَسِيَ فلان. وإنَه لَنَسِي: كَثِيرُ النِّسْيَانِ، ونَسٍ: كذلك. والنَسْيُ والنِّسْيُ: الشيْءُ المَنْسِي. وسُميَ الإنسانُ اشْتِقاقاً من النِّسْيَانِ، وهو في الأصْلِ: إنْسِيَانٌ، ودَلِيْلُه قَوْلُهم: أنَاسِيُ. وامْرَأةٌ نَسِي: تَنْسى.
وإنْسَان العَيْنِ: جَمْعُه أنَاسِيُّ. والمُنْسِي: الذي يَصُرُ خِلْفَيْنِ أوثَلاثَةً. والنَّسَا: عِرْقٌ في الفَخِذَيْنِ يَسْتَمِرُّ إلى الرجْلِ، وهُما نَسَيَانِ ونَسَوَانِ، والجَميعُ الأنْسَاءُ. وناقَةٌ نَسْيَاءُ وجَمَلٌ أنْسى: وهو الذي يَأْخُذُ في نَسَاهُ داء حَتّى يُقْطِعَ.
والأنْسَى: عِرْقٌ في الساقِ السُفْلى. ونَسَيْتُه: أصَبْتُ نَسَاه.
نسى قَالَ أَبُو عبيد: يُقَال: إِن وَجه هَذَا [الحَدِيث -] إِنَّمَا هُوَ على التارك لتلاوة الْقُرْآن الجافي عَنهُ وَمِمَّا يبين ذَلِك قَوْله: واستذكروا الْقُرْآن وَفِي حَدِيث آخر: تعهدوا الْقُرْآن فَلَيْسَ يُقَال هَذَا إِلَّا للتارك وَكَذَلِكَ حَدِيث الضَّحَّاك بن مُزَاحم: مَا من أحد تعلم الْقُرْآن ثمَّ نَسيَه إِلَّا بذنب يحدثه لِأَن اللَّه تبَارك وَتَعَالَى يَقُول: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِّنْ مُّصِيْبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أيْدِيْكُمْ} وإنّ نِسْيَان الْقُرْآن من أعظم المصائب. [قَالَ أَبُو عبيد -] : إِنَّمَا هَذَا على التّرْك فَأَما الَّذِي هُوَ دائب فِي تِلَاوَته حَرِيص على حفظه إِلَّا أَن النسْيَان يغلبه فَلَيْسَ من ذَلِك فِي شَيْء. وَمِمَّا يُحَقّق ذَلِك أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد كَانَ ينسى الشَّيْء من الْقُرْآن حَتَّى يذكرهُ. وَمن ذَلِك حَدِيث عَائِشَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سمع قِرَاءَة رجل فِي الْمَسْجِد فَقَالَ: مَاله رَحمَه اللَّه لقد أذكرني آياتٍ كنتُ نسيتُها من سُورَة كَذَا وَكَذَا.
نسى
النِّسْيَانُ: تَرْكُ الإنسانِ ضبطَ ما استُودِعَ، إمَّا لضَعْفِ قلبِهِ، وإمَّا عن غفْلةٍ، وإمَّا عن قصْدٍ حتى يَنْحَذِفَ عن القلبِ ذِكْرُهُ، يقال: نَسِيتُهُ نِسْيَاناً.
قال تعالى: وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً
[طه/ 115] ، فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ
[السجدة/ 14] ، فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ
[الكهف/ 63] ، لا تُؤاخِذْنِي بِما نَسِيتُ
[الكهف/ 73] ، فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ
[المائدة/ 14] ، ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ
[الزمر/ 8] ، سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى
[الأعلى/ 6] إِخبارٌ وضَمَانٌ من اللهِ تعالى أنه يجعله بحيث لا يَنْسَى ما يسمعه من الحقّ، وكلّ نسْيانٍ من الإنسان ذَمَّه اللهُ تعالى به فهو ما كان أصلُه عن تعمُّدٍ. وما عُذِرَ فيه نحو ما رُوِيَ عن النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلم: «رُفِعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأُ وَالنِّسْيَانُ» فهو ما لم يكنْ سَبَبُــهُ منه. وقوله تعالى: فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا إِنَّا نَسِيناكُمْ
[السجدة/ 14] هو ما كان سببُــهُ عن تَعَمُّدٍ منهم، وترْكُهُ على طريقِ الإِهَانةِ، وإذا نُسِبَ ذلك إلى الله فهو تَرْكُهُ إيّاهم استِهَانَةً بهم، ومُجازاة لِما تركوه. قال تعالى: فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا
[الأعراف/ 51] ، نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ [التوبة/ 67] وقوله:
وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ [الحشر/ 19] فتنبيه أن الإنسان بمعرفته بنفسه يعرف اللَّهَ، فنسيانُهُ لله هو من نسيانه نَفْسَهُ. وقوله تعالى: وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ
[الكهف/ 24] . قال ابن عباس: إذا قلتَ شيئا ولم تقل إن شاء اللَّه فَقُلْهُ إذا تذكَّرْتَه ، وبهذا أجاز الاستثناءَ بعد مُدَّة، قال عكرمة : معنى «نَسِيتَ» : ارْتَكَبْتَ ذَنْباً، ومعناه، اذْكُرِ اللهَ إذا أردتَ وقصدتَ ارتكابَ ذَنْبٍ يكنْ ذلك دافعاً لك، فالنِّسْيُ أصله ما يُنْسَى كالنِّقْضِ لما يُنْقَض، وصار في التّعارف اسما لما يَقِلُ الاعْتِدَادُ به، ومن هذا تقول العرب: احفظوا أنساءكم . أي: ما من شأنه أن يُنْسَى، قال الشاعر:
كَأَنَّ لَهَا فِي الأَرْضِ نِسْياً تَقُصُّهُ
وقوله تعالى: نَسْياً مَنْسِيًّا
[مريم/ 23] ، أي: جارياً مَجْرَى النَّسْيِ القليلِ الاعْتِدَاد به وإن لم يُنْسَ، ولهذا عقبه بقوله: «مَنْسِيّاً» ، لأنّ النَّسْيَ قد يقال لما يَقِلُّ الاعتِدادُ به وإن لم يُنْسَ، وقرئ: نسيا وهو مصدرٌ موضوعٌ مَوْضِعَ المفعولِ. نحو: عَصَى عِصِيّاً وعِصْيَاناً. وقوله تعالى: ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها
[البقرة/ 106] فَإِنْسَاؤُهَا حَذْفُ ذِكْرِهَا عَنِ القلوبِ بقُوَّةٍ إلهيَّةٍ. والنِّسَاءُ والنِّسْوَان والنِّسْوَة جمعُ المرأةِ من غير لفظها، كالقومِ في جمعِ المَرْءِ، قال تعالى: لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ إلى قوله:
وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ [الحجرات/ 11] ، نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ
[البقرة/ 223] ، يا نِساءَ النَّبِيِّ [الأحزاب/ 32] ، وَقالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ
[يوسف/ 30] ، ما بالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ [يوسف/ 50] والنَّسَا:
عِرْقٌ، وتَثْنِيَتُهُ: نَسيان، وجمعه: أَنْسَاءٌ.

فعل

[فعل] الفَعْلُ بالفتح: مصدرُ فَعَلَ يَفْعَلُ وقرأ بعضهم: (وأوحينا إليهم فَعْلَ الخيراتِ) والفِعْلُ بالكسر الاسمُ، والجمع الفعال، مثل قدح وقداح، وبئر وبئار. والفعال بالفتح: الكرم. وقال هُدْبة. ضَروبا بلَحْيَيْهِ على عَظْمِ زَوْرِهِ إذا القومُ هَشُّوا للفَعالِ تَقَنَّعا والفعالُ أيضاً، مصدرٌ، مثل ذهب ذهابا. وكانت منه فَعْلَةٌ حَسَنَةٌ أو قبيحةٌ. وافْتَعَلَ كذباً وزوراً، أي اختلق. وفعلت الشئ فانفعل، كقولك: كسرته فانكسر.
الفعل: هو الهيئة العارضة للمؤثر في غيره بــسبب التأثير، أولًا كالهيئة الحاصلة للقاطع بــسبب كونه قاطعًا، وفي اصطلاح النحاة: ما دل على معنى في نفسه مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة، وقيل: الفعل كون الشيء مؤثرًا في غيره، كالقاطع ما دام قاطعًا.

الفعل العلاجي: ما يحتاج حدوثه إلى تحريك عضو، كالضرب، والشتم.

الفعل الغير العلاجي: ما لا يحتاج إليه، كالعلم، والظهر.

الفعل الاصطلاحي: هو لفظ ضرب القائم بالتلفظ، والفعل الحقيقي: هو المصدر، كالضرب مثلًا.
ف ع ل: (الْفَعْلُ) بِالْفَتْحِ مَصْدَرُ (فَعَلَ) يَفْعَلُ وَقَرَأَ بَعْضُهُمْ: «وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فَعْلَ الْخَيْرَاتِ» . وَ (الْفِعْلُ) بِالْكَسْرِ الِاسْمُ وَالْجَمْعُ (الْفِعَالُ) مِثْلُ قِدْحٍ وَقِدَاحٍ. وَ (الْفَعَالُ) بِالْفَتْحِ الْكَرَمُ. وَالْفَعَالُ أَيْضًا مَصْدَرُ (فَعَلَ) كَالذَّهَابِ. وَكَانَتْ مِنْهُ (فَعْلَةٌ) حَسَنَةٌ أَوْ قَبِيحَةٌ. وَ (فَعَلَ) الشَّيْءَ (فَانْفَعَلَ) مِثْلُ كَسَرَهُ فَانْكَسَرَ. 
ف ع ل : فَعَلْتُهُ فَعْلًا بِالْفَتْحِ فَانْفَعَلَ وَالِاسْمُ الْفِعْلُ بِالْكَسْرِ وَجَمْعُهُ فِعَالٌ بِالْكَسْرِ أَيْضًا مِثْلُ قِدْحٍ وَقِدَاحٍ وَبِئْرٍ وَبِئَارٍ وَشِعْبٍ وَشِعَابٍ وَظِلٍّ وَظِلَالٍ وَالْفَعْلَةُ بِالْفَتْحِ الْمَرَّةُ وَالْفَعَالُ مِثْلُ سَلَامٍ وَكَلَامٍ الْوَصْفُ الْحَسَنُ وَالْقَبِيحُ أَيْضًا فَيُقَالُ هُوَ قَبِيحُ الْفَعَالِ كَمَا يُقَالُ هُوَ حَسَنُ الْفَعَالِ وَيَكُونُ مَصْدَرًا أَيْضًا فَيُقَالُ فَعَلَ فَعَالًا مِثْلُ ذَهَبَ ذَهَابًا وَافْتَعَلَ الْكَذِبَ اخْتَلَقَهُ. 
ف ع ل

هذه فعلةٌ من فعلاتك، " وفعلت فعلتك التي فعلت ". وتقول: الرّشى تفعل الأفاعيل، وتنسّي إبراهيم وإسماعيل. وقال الشمّاخ:

إذا استهلاّ بشؤبوب فقد فعلت ... بما أصابا من الأرض الأفاعيل

أي الأعاجيب من وقعهما. وقال ذو الرمة:

فكل ما هبطا في شأو شوطهما ... من الأماكن مفعول به العجب

وفيهم السؤدد والفعال أي الكرم. وهذا كتاب مفتعل أي مختلق مصنوع. ويقال: شعر مفتعل: للمبتدع الذي أغرب فيه قائله، ويقولون: أعذب الشعر ما كان مفتعلاً، وأعذب الأغاني المفتعل. قال ذو الرمة:

وشعر قد أرقت له غريب ... أجنّبه المساند والمحالا

فبت أقيمه وأقدّ منه ... قوافي لا أعدّ لها مثالا

غرائب قد عرفن بكل أفق ... من الآفاق تفتعل افتعالا

أي تبتدع ابتداعاً غير مسبوق إلى مثله. وتسخّر الأمير الفعلة وهم العملة الذين يبنون ويحفرون.
فعل
الفِعْلُ: التأثير من جهة مؤثّر، وهو عامّ لما كان بإجادة أو غير إجادة، ولما كان بعلم أو غير علم، وقصد أو غير قصد، ولما كان من الإنسان والحيوان والجمادات، والعمل مثله، والصّنع أخصّ منهما كما تقدّم ذكرهما ، قال: وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ
[البقرة/ 197] ، وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ عُدْواناً وَظُلْماً
[النساء/ 30] ، يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ
[المائدة/ 67] ، أي: إن لم تبلّغ هذا الأمر فأنت في حكم من لم يبلّغ شيئا بوجه، والذي من جهة الفَاعِلِ يقال له: مَفْعُولٌ ومُنْفَعِلٌ، وقد فصل بعضهم بين المفعول والمنفعل، فقال: المَفْعُولُ يقال إذا اعتبر بفعل الفاعل، والمُنْفَعِلُ إذا اعتبر قبول الفعل في نفسه، قال: فَالْمَفْعُولُ أعمّ من المنفعل، لأنّ المُنْفَعِلُ يقال لما لا يقصد الفَاعِلُ إلى إيجاده وإن تولّد منه، كحمرة اللّون من خجل يعتري من رؤية إنسان، والطّرب الحاصل عن الغناء، وتحرّك العاشق لرؤية معشوقه. وقيل لكلّ فِعْلٍ: انْفِعَالٌ إلّا للإبداع الذي هو من الله تعالى، فذلك هو إيجاد عن عدم لا في عرض وفي جوهر بل ذلك هو إيجاد الجوهر.
[فعل] غ: «وكنا "فاعلين"»، أي قادرين على ما نريده. و «للزكاة "فاعلون"»، أي العمل الصالح. ك: اللهم "افعل" بهذا الشيخ، يدعو عليه ويسبه لأجل أنه ترك صلاته من أجل فرسه. و "افعل" ولا حرج، أي افعله كما فعلته قبل ومتى شئت ولا حرج عليك في ترك الترتيب إذ لا يجب، خلافا لأبي حنيفة ومالك. وح: أكثر الناس فيما "فعل" به، أي فعله عثمان من إهماله حد الشرب. ن: أن كدتم "تفعلون" فعل فارس، أن - مخففة، وفارس - بلا تنوين، وفيه نهي عن قيام الغلمان والتباع على رأس متبوعهم الجلوس لغير ضرورة. وح لا يمنعني الذي "فعل" في محمد بن أبي بكر، قد اختلفوا فيما فعلوه به، قتل في المعركة أو قتل أسيرا بعدها أو وجد في خربة في جوف حمار ميت فأحرقوه. ط: ما "فعل" الستة أو السبة، يجوز رفعه نحو: ما فعل النغير، أي ما فعلت بها؟ أنفقت أم لا؟ ونصبه على أن فعلتِ خطاب لعائشة. وح: فقال: سمع الله لمن حمده، "فعل" مثل ذلك، أي فعل النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما فعل عند التكبير. وح: "فليفعل" ما شاء، أي اعمل ما شئت تذنب ثم تتوب، وهذه العبارة تستعمل في مقام السخط. وفيه: فلا تشاء أن تحمل على فرس من ياقوته إلا "فعلت"، هو إما فعل مجهول أي لا تكون بمطلوبك إلا مسعوفا، أو معروف أي فلا تكون بمطلوبك إلا فائزا، قوله: وإن الله - بكسر همزة وسكون نون شرطية، جوابه: فلا تشاء، قيل: أراد الجنس المعهود مخلوقا من أنفس الجواهر، وقيل: جنسا آخر يغنيه عن المعهود، وعلى الثاني فهو من أسلوب الحكليم، سأل عن المتعارف وأجاب بما استغني عنه.

فعل


فَعَلَ(n. ac. فَعْل
فِعْل
فَعَاْل)
a. Did, performed, executed; made.
b. Acted.
c. [Bi], Influenced; impressed, affected. —( فَعَلَ
is the model root on which, in all other roots, all conjugations & every derived form are founded. ).
إِنْفَعَلَa. Was done, performed, executed; was made.
b. Was influenced, moved, impressed, affected.
c. [ coll. ], Was vexed.

إِفْتَعَلَ
a. ['Ala], Made up, invented about (lie).
b. Composed.

فَعْلَةa. Act, deed, action.

فِعْل
(pl.
فِعَاْل
أَفْعَاْل فَعَاْلِيْ4ُ)
a. Act, deed, action; performance, proceeding;
work.
b. Verb.

فِعْلَةa. see 1t
فِعْلِيّa. Verbal (gram.).
فِعْلِيَّةa. Quality of verb.

فَعِلَةa. Custom, habit, usage, wont, practice; manner.

فَاْعِل
( pl.
reg. &
فَعَلَة)
a. Doing; performing; making.
b. Doer; performer; agent; maker; author.
c. Governing; active.
d. Effective, effectual, efficacious.
e. (pl.
فَعَلَة) [ coll. ], Workman.
فَاْعِلِيَّة
a. [ coll. ], Efficacity
efficaciousness, effectivenes; efficiency.
فَعَاْلa. Deed, action; good deed; generosity.

فِعَاْلa. Deeds, actions ( of several persons ).
b. (pl.
فُعُل), Handle.
فَعَّاْلa. Wont to do.

N. P.
فَعڤلَ
(pl.
مَفَاْعِيْلُ)
a. Done; effected, accomplished, performed, executed;
made.
b. Effect; result; product.
N. Ac.
إِنْفَعَلَa. Impression, effect.
b. [ coll. ], Vexation, annoyance.

N. P.
إِفْتَعَلَa. Falsified, forged spurious (book).

فَعَالِ
a. Do thou!

بِالفِعْل
a. Actually, really, in fact.

مَفْعُوْل بِهِ
a. Object (gram.).
إِسْم الفَاعِل
a. Noun agent; present participle.

إِسْم المَفْعُوْل
a. Noun patient; past participle.

جَآءَ بِالمُفْتَعَل
a. Produced a grievous effect.
(ف ع ل)

الفِعْل: كِنَايَة عَن كل عَمَلٍ مُتَعَدٍّ أَو غير مُتَعَدٍّ. فَعَل يَفْعَل فَعْلاً، وفَعَلَهُ وَبِه، وَالِاسْم الفِعْلُ وَقيل: فَعَلَه يَفْعَلُه فِعْلاً مصدر وَلَا نَظِير لَهُ إِلَّا سَحَرَه يسْحَرُهُ سِحْراً. وَقَوله تَعَالَى فِي قصَّة مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَفرْعَوْن (وفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ) أَرَادَ الْمرة الْوَاحِدَة كَأَنَّهُ قَالَ: قتلت النَّفس قتلتك. وَقَرَأَ الشّعبِيّ: فِعْلَتَك بِكَسْر الْفَاء على معنى وَقتلت القِتلة الَّتِي قد عرفتها، لِأَنَّهُ قَتله بوكزة. هَذَا عَن الزّجاج، قَالَ. وَالْأول أَجود.

والفَعالُ: اسْم للْفِعْل الْحسن.

والفَعَلَةُ: صفة غالبة على عَمَلَةِ الطين والحفر وَنَحْوهمَا لأَنهم يَفْعلون.

وكنى ابْن جني بالتَّفْعِيل عَن تقطيع الْبَيْت لِأَنَّهُ إِنَّمَا يزنه بأجزاء مادتها كلهَا " ف ع ل " كَقَوْلِك فَعُولُنْ مَفاعِيلُنْ، وفاعِلاتُنْ فاعِلُنْ، ومُسْتَفْعِلُنْ فاعِلُنْ، وَغير ذَلِك من ضروب مقطَّعات الشِّعر.

وفاعِلِيَّانْ مِثَال صِيغ بعض ضروب مربع الرمل كَقَوْلِه:

يَا خَلِيَليَّ ارْبَعا فاسْتَنْطِقا رَسماً بِعُسْفانْ

فَقَوله " مَنْبِعُسْفان " فاعِلِيَّان.

وَقَوله تَعَالَى (وَالَّذِينَ هُمْ للزَّكاةِ فاعِلُون) قَالَ الزّجاج: مَعْنَاهُ مؤتون. وفِعالُ الفاسِ والقدوم والمطرقة: نصابها قَالَ ابْن مقبل:

وتَهْوِى إذَ العِيسُ العِتاقُ تَفاضَلَتْ ... هُوِىَّ قَدُومِ القَينِ جالَ فِعَالُها

وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

أتَتْهُ وهْيَ جانِحَةٌ يَدَاها ... جُنُوح الهِبْرِقيّ عَلى الفِعالِ

والفَعِلَةُ: الْعَادة والفَعْلُ: كِنَايَة عَن حَيَاء النَّاقة وَغَيرهَا من الْإِنَاث.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: سُئِلَ الزبيرِي عَن جرحه فَقَالَ: أرَّقني وَجَاء بالمُفْتَعَلِ، أَي جَاءَ بِأَمْر عَظِيم، قيل لَهُ: أتقوله فِي كل شَيْء؟ قَالَ: نعم، أَقُول جَاءَ مَال بني فلَان بالمُفْتَعَلِ وَجَاء بالمُفْتَعَلِ من الْخَطَأ.

فعل: الفِعل: كناية عن كل عمل متعدٍّ أَو غير متعدٍّ، فَعَل يَفْعَل

فَعْلاً وفِعْلاً، فالاسم مكسور والمصدر مفتوح، وفَعَله وبه، والاسم

الفِعْل، والجمع الفِعال مثل قِدْح وقِداح وبِئر وبِئار، وقيل: فَعَله يَفْعَله

فِعْلاً مصدر، ولا نظير له إِلا سَحَره يَسْحَره سِحْراً، وقد جاء خَدَع

يَخْدَع خَدْعاً وخِدْعاً، وصَرَع صَرْعاً وصِرْعاً، والفَعْل بالفتح

مصدر فَعَل يَفْعَل، وقد قرأَ بعضهم: وأَوحينا إِليهم فَعْلَ الخيرات، وقوله

تعالى في قصة موسى، عليه السلام: وفَعَلْتَ فَعْلَتَك التي فَعَلْت؛

أَراد المرة الواحدة كأَنه قال قَتَلْت النفس قَتْلَتَك، وقرأَ الشعبي

فِعْلَتَك، بكسر الفاء، على معنى وقَتَلْت القِتْلة التي قد عرفتها لأَنه

قَتَله بوَكْزة؛ هذا عن الزجاج، قال: والأَول أَجود. والفَعال أَيضاً مصدر

مثل ذَهَب ذَهاباً، والفَعال، بالفتح: الكرم؛ قال هدبة:

ضَرُوب بلَحْيَيْه على عَظْم زَوْرِه،

إِذا القوم هَشُّوا للفَعال تَقَنَّعا

قال الليث: والفَعال اسم للفِعْل الحسن من الجود والكرَم ونحوه. ابن

الأَعرابي: والفَعال فِعْل الواحد خاصة في الخير والشر. يقال: فلان كريم

الفَعال وفلان لئيم الفَعال، قال: والفِعال، بكسر الفاء، إِذا كان الفعل بين

الاثنين؛ قال الأَزهري: وهذا هو الصواب ولا أَدري لمَ قَصَر الليثُ

الفَعال على الحسَن دون القبيح، وقال المبرد: الفَعال يكون في المدْح

والذمِّ، قال: وهو مُخَلَّص لفاعل واحد، فإِذا كان من فاعِلَين فهو فِعال، قال:

وهذا هو الجيد. وكانت منه فَعْلة حسنة أَو قبيحة، والفَعَلة صفة غالِبة

على عَمَلةِ الطين والحفر ونحوهما لأَنهم يَفْعَلون؛ قال ابن الأَعرابي:

والنَّجَّار يقال له فاعل.

قال النحويون: المفعولات على وُجوه في باب النحو: فمفعول به كقولك

أَكرمت زيداً وأَعَنْت عمراً وما أَشبهه، ومفعول له كقولك فَعَلْت ذلك حِذارَ

غضبك، ويسمى هذا مفعولاً من أَجلٍ أَيضاً، ومفعول فيه وهو على وجهين:

أَحدهما الحال، والآخر في الظروف، فأَما الظَّرْف فكقولك نِمْت البيتَ وفي

البيت، وأَما الحال فكقولك ضرب فلان راكباً أَي في حال رُكوبه، ومفعول

عليه كقولك عَلَوْت السطحَ ورَقِيت الدرَجة، ومفعول بلا صِلةٍ وهو المصدر

ويكون ذلك في الفعل اللازم والواقع كقولك حفِظْت حِفْظاً وفَهِمْت

فَهْماً، واللازم كقولك انكسر انكساراً، والعرب تشتقُّ من الفعْل المُثُلَ

للأَبنية التي جاءت عن العرب مثل فُعالة وفَعُولة وأُفْعُول ومِفْعِيل

وفِعْليل وفُعْلول وفِعْوَلّ وفِعَّل وفُعُلّ وفُعْلة ومُفْعَنْلِل وفَعِيل

وفِعْيَل. وكنى ابن جني بالتَّفْعِيل عن تَقْطِيع البيت الشعريِّ لأَنه إِنما

يَزِنه بأَجزاء مادَّتها كلها «فعل» كقولك فَعُولن مَفاعِيلن وفاعِلانن

فاعِلن ومُسْتَفْعِلن فاعِلن وغير ذلك من ضُروب مقطَّعات الشعر؛

وفاعِليَّان: مثال صيغ لبعض ضُروب مربَّعِ الرَّمَل كقوله:

يا خليليَّ ارْبَعا، فاسْـ

ـتَنْطِقا رَسْماً بِعُسْفان

فقوله مَنْ بِعُسْفانْ فاعِليَّان.

ويقال: شعر مُفْتَعَل إِذا ابتَدعه قائله ولم يَحْذُه على مِثالٍ

تَقدَّمه فيه مَنْ قَبْلَه، وكان يقال: أَعذب الأَغاني ما افتُعِل وأَظرَفُ

الشعر ما افتُعِل؛ قال ذو الرمة:

غَرائِبُ قد عُرِفْن بكلِّ أُفْقٍ،

من الآفاق، تُفْتَعَل افْتِعالا

أَي يبتدَع بها غِناء بديع وصوت محدَث. ويقال لكل شيء يسوَّى على غير

مِثال تقدَّمه: مُفْتَعَل؛ ومنه قول لبيد:

فرَمَيْت القوم رَشْقاً صائِباً،

ليس بالعُصْل ولا بالمُفْتَعَل

وقوله تعالى: والذين هم للزكاة فاعِلون؛ قال الزجاج: معناه مُؤتون.

وفِعال الفَأْس والقَدُوم والمِطْرَقة: نِصابها؛ قال ابن مقبل:

وتَهْوِي، إِذا العِيسُ العِتاق تَفاضَلَتْ،

هُوِيَّ قَدُومِ القَيْن حال فِعالها

يعني نِصابَها وهو العَمُود الذي يجعل في خُرْتِها يعمَل به؛ وأَنشد ابن

الأَعرابي:

أَتَتْه، وهي جانِحة يداها

جُنوحَ الهِبْرقِيِّ على الفِعال

قال ابن بري: الفَعال مفتوح أَبداً إِلاَّ الفِعال لخشبة الفأْس فإِنها

مكسورة الفاء، يقال: يا بابوسُ أَوْلِج الفِعال في خُرْت الحَدَثان،

والحَدَثان الفَأْس التي لها رأْس واحدة. والفِعال أَيضاً: مصدر فاعَل.

والفَعِلة: العادة. والفَعْل: كناية عن حَياء الناقة وغيرها من الإِناث.

وقال ابن الأَعرابي: سئل الدُّبَيْريُّ عن جُرْحه فقال أَرَّقَني وجاء

بالمُفْتَعَل أَي جاء بأَمر عظيم، قيل له: أَتَقولُه في كل شيء؟ قال: نعم

أَقول جاء مالُ فلان بالمُفْتَعَل، وجاء بالمُفْتَعَل من الخطإِ، ويقال:

عَذَّبني وجَع أَسْهرَني فجاء بالمُفْتَعَل إِذا عانى منه أَلماً لم

يعهَد مثله فيما مضى له. ابن الأَعرابي: افْتَعل فلان حديثاً إِذا اخْتَرقه؛

وأَنشد:

ذكْر شيءٍ، يا سُلَيْمى، قد مَضى،

وَوُشاة ينطِقون المُفْتَعَل

وافْتَعل عليه كذباً وزُوراً أَي اختلَق. وفَعَلْت الشيء فانْفَعَل:

كقولك كسَرْته فانكسَر. وفَعالِ: قد جاء بمعنى افْعَلْ وجاء بمعنى فاعِلة،

بكسر اللام.

فعل: فعل الدواء: أثر تأثير حسنا. (معجم الإدريسي) فعل ذلك في نفسه: أثر تأثيرا سيئا.
(ابن بطوطة 1: 424).
فعب في. ما فعلت في الثياب؟: ما عملت في الثياب؟ (رياض النفوس ص62 ق).
ما فعل: أين هو؟ وكيف هو؟ (معجم البلاذري معجم الطرائف) وأنظر (طاشر في رياض النفوس). عبد الواحد ص15).
فعل وفعل أو فعل وصنع: عمل وعمل ويقال هذا حين تعرض مساوئه وتعدد جرائمه. ويقال: فعلت وفعلت أو فعلت وصنعت: يجيبه به من يراد توبيخه وتبكيته. (معجم البلاذري، معجم الطرائف، الثعالبي لطائف ص85، ابن خلكان: 1: 32، أخبار ص82، الفخري ص196، 828).
وفي النويري (إفريقية (ص32 و): وقال أبو الفهم وكتامة فعلوا وفعلوا وأغلظ لهما في القول. ومن هذا قيل هذا الفاعل الصانع. أي هو النذل اللئيم الخبيث الخسيس الدنيء (عباد 2: 224) وفي رياض النفوس.
تقول امرأة عن رجل اتهم باللواطة: هذا الفاعل الصانع علي به. أي هذا النذل الدنيء الخسيس علي به. وفي الفخري (ص495): يا فاعل يا صانع. ويقال للمرأة: يا فاعلة يا صانعة، أي يا خبيثة، يا فاجرة. (المقري 2: 636). والفاعل الصانعة: الخبيثة الفاجرة (المقري 1: 108).
فعل به وفعل: أهانه وأذاه ونال منه.
ففي كتاب محمد بن الحارث (ص206): لن أتولى القضاء ولو فعل بي وفعل أي مهما فعلوا بي: مثل فعل الله به: بمعنى لعنه الله. ففي كتاب محمد بن الحارث (ص269): أما والله لولا حفظ هذا الميت لفعلت بك وفعلت.
وفي تاريخ تونس (ص126): وعلم أنها خديعة من أخيه وأسرها لبعض ثقاته وقال أعدمني ابني الأول والثاني فعل الله به وفعل.
ويقال أيضا: فعل به وصنع. (الحماسة ص15، بدرون ص252، الفخري ص362) ويقال: فعل به فقط بهذا المعنى، ففي الفخري (ص137): فقال له مروان لأفعلن بك وتهدده.
فعل به وفعل: يستعل بمعنى ضد المعنى السابق أي أحسن إليه ثم أحسن إليه (أخبار ص121) وكذلك فعل معه وصنع (الفخري ص84، 197).
فعل بامرأة: لامسها، نكحها. جامعها (معجم البيان، معجم الطرائف) وفي كتاب الخطيب (ص22 ق): جاءت امرأة تخاصم ميارا أوصلها من بعض المدن في أمر نشأ بينهما وبيده عقد مقال بعض جيرانه من نصه حاكيا إنه جامعها من موضع كذا إلى كذا ولم يرسم المدَّ على ألف جاء فقال الشيخ للمرأة تعرف إن هذا الميار جامعك في الطريق أي فعل بك فقالت معاذ الله ونفرت من ذلك فقال كذا شهد عليك الفقيه وأشار إلى جاره (ألف ليلة 1: 281، برسل 3: 253، 11: 111). ويقال أيضا فعل مع بهذا المعنى (برسل 3: 272).
والفعل فعل وحده يستعمل بهذا المعنى. ففي ألف ليلة (3: 239): وصار كل واحد منهما يقول أنا أفعل قبلك. برسل 3، 81، 11، 111).
انفعل: تأثر. المقدمة 3: 199 ملر نصوص من ابن الخطيب 1863 2: 4).
انفعل: قارب الموت: (المقدمة 3: 196) مع تعليقة السيد دي سلان.
انفعل له: تأثر به. ففي البكري (ص153): لا ينفعل للسنبادج، أي لا يتأثر به بمعنى أن السنبادج نفسه لا يؤثر فيه. وفي الفخري (ص49): لو لم يحس من نفسه بالانفعال العظيم لحبها. وفي ملر (نصوص من ابن الخطيب 1863، 2: 3) إذا ظهر الطاعون في الجسم انفعل له الروح.
انفعالات الكواكب بعضها ببعض: تأثيرات بعض الكواكب على الكواكب الأخرى (معجم بدرون).
انفعل: تأثر. (فوك) وفيه انفعل مرادف تأثير. وفي رحلة ابن جبير (ص143): ومقامات هؤلاء الأعاجم في رقة الأنفس وتأثيرها وسرعة انفعالها. وفي المقري (1: 378): انفعل لقوله: تأثر بأقواله. وأنظر البيضاوي 2: 48).
المنفعل. صوفي منفعل: صوفي في حالة ذهول ووجد، وشطح (ابن جبير ص286).
غير منفعل: غير متأثر. (فوك).
انفعل: خار، كان له خوار (الكالا).
انفعل: صاحن صوت. (الكالا).
افتعل: زور الكتابة: (محيط المحيط، أخبار ص146، البيروني ص23).
افتعال الفضائل: ممارسة الفضائل (بوشر).
افتعل فيها غصبا: اغتصب امرأة (بوشر).
استفعل: زور الكتابة (المقدمة 2: 293).
استفعل علي: افترى عليه، نم عليه، اغتابه. (فوك).
فعل: تأثير، عمل (بوشر).
فعول: جمعه فعل. (البيان 1: 37) وهو تصحيف فعل.
فعالة، والجمع أفعال: متأثرة، مفخرة، عمل باهر، عمل بطولي. (الكالا) فيه: فعالة جيدة، فعالة مقاربة: عمل شائن (الكالا).
فعال: مبالغة اسم الفاعل، وهو الذي يحسن فعل الشيء، ويفعله بعزم ومضاء. (القرآن الكريم سورة 11، الآية 109، ديوان امرئ القيس ص21 البيت 17) وقد نقل ابن عبدون هذا الشطر من بيت امرئ القيس (هو جفلايت ص104) ولم يشر إليه الناشر. (رايت ص116).
فعال: عامل منشط. (بوشر).
فعال: مؤثر، ناجح، ويقال: دواء فعال، أي دواء ناجع شاف. (بوشر).
العقل الفعال (الجريدة الآسيوية 1853، 1: 272): هو الذي يؤثر في النفس ويعدها للإدراك. (زيشر 10: 536).
فاعل: عند العامة من يستأجر يوميا للعمل في الأرض ونحو ذلك، ومن يعمل في البناء. (بوشر، محيط المحيط، ألف ليلة برسل 6: 232). والجمع فعلة (بوشر، بدرون ص61، الإدريسي. ص162، 165، ماكن 3: 147) وفعلاء. (ماكن 2: 144) وفعول (بوشر، برسل 6: 232).
الفاعل: المذنب، الجاني. (معجم الإدريسي).
الفاعلة: فاجرة، عاهرة. (المقري 1: 118).
ويقال يا ابن الفاعلة أي يا ابن العاهرة (بدرون ص219، عبد الواحد ص13، ألف ليلة برسل 8: 226).
فاعل تاركك: جريء مستهتر (بوسييه).
فاعلة تاركة: امرأة مستهترة (ماكن 2: 541). فيعل، والجمع فياعل: رجل وعمل، رجل نشيط. (المقدمة 3: 382) مع تعليقة السيد دي سلان.
فاعلي. قوة فاعلية: قوة مؤثرة. (بوشر).
علة فاعلية: علة فعالة، علة فاعل، سبب فعال. (بوشر).
فاعلية: قوة فاعلة، تأثير (بوشر).
فاعلية في السابق: مفعول رجعي. (بوشر).
تفعيل: تفعيلة، وهي كلمات وضعت ليوزن عليها الشعر. ففي كتاب ابن عبد الملك (85 ق): فكان تفعيله: مستفعلن فاعل مستفعل مفتعل. صناعة مفتعلة: كثيرة النتاج.
ففي الإدريسي (الباب السادس، الفصل الثاني): مدينة متحضرة بتجارات متحركة وصناعات مفتعلة.

فعل

1 فَعَلَهُ, (S, O, Msb, K, *) aor. ـَ (S, O, K,) inf. n. فَعْلٌ (S, O, Msb, K) and فَعَالٌ, (S, O, Msb,) and ↓ فِعْلٌ is the subst. therefrom, (S, O, Msb, K, *) but, accord. to Ibn-Kemál, it has become commonly used as the inf. n.; MF, however, says that its being thus used requires consideration; and it is said that there is no instance like فَعَلَهُ, aor. ـْ inf. n. فِعْلٌ, except سَحَرَهُ, aor. ـْ inf. n. سِحْرٌ; or, to these may be added as sometimes occurring, خَدَعَ, aor. ـْ inf. n. خَدْعٌ and خِدْعٌ, and صَرَعَ, aor. ـْ inf. n. صَرْعٌ and صِرْعٌ; (TA;) [He did it]; namely, a thing (S, O. [For further explanation see فِعْلٌ below.]) [In the Kur. xxi. 73,] some read وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فَعْلَ الْخَيْرَاتِ [And we suggested to them the doing of good works]; (Lth, S, O;) others reading ↓ فِعْلَ الخيرات. (Lth, O.) b2: And one says also فَعَلَ بِهِ [He did to him something]. (TA.) [فَعَلَ اللّٰهُ بِهِ is a form of imprecation, meaning May God do to him what He will do; i. e. may God punish him: see an ex. voce أَظْلَمُ. b3: And فَعَلَ بِالمَرْأَةِ often occurs in trads. &c. as meaning He compressed the woman.]2 تَفْعِيلٌ [inf. n. of فعّل] is used by IJ as metonymically signifying The scanning of a verse; because the names of the measures of its feet, all of them, have the letters ف and ع and ل for constituents, as when you say فَعُولُنْ and مَفَاعِيلنْ and فَاعِلَاتُنْ and فَاعِلُنْ &c. (TA.) 3 فَاْعَلَ [فَاعَلَا, inf. n. فِعَالٌ, if used, app. signifies They two did a thing together.] See فِعَالٌ below.7 انفعل quasi-pass. of 1: you say, فَعَلْتُهُ فَانْفَعَلَ [I did it, and it was done]; (S, Msb;) like your saying كَسَرْتُهُ فَانْكَسَرَ. (S.) [الاِنْفِعَالُ signifies The suffering, or receiving, the effect of an act, whether the effect is intended by the agent or not: or, accord. to some, particularly when the effect is not intended: for it is implied in a passage in the TA, that it is held by some to be used particularly in cases in which the effects are such as the blushing in consequence of confusion, or shame, affecting one from the seeing a person, and the emotion, or excitement, ensuing from the hearing of singing, and the agitation of the passionate lover at his seeing the object of his love : as a term of logic, it is one of the ten predicaments, i. e. passion, or suffering.] It is said that to every فِعْل there is an اِنْفِعَال, except to the act of creation, which proceeds from God; for this is the bringing into existence from a state of nonexistence, not from matter [already existing to receive the effect of the act]. (TA.) 8 افتعل عَلَيْهِ كَذِبًا (Mgh, * O, Msb, * K) and زُورًا (O) He forged against him a lie. (Mgh, * O, Msb, * K.) b2: Hence the phrase الخُطُوطُ تُفْتَعَلُ i. e. [Handwritings] are forged, or falsified. (Mgh.) b3: And [hence] it used to be said, أَعْذَبُ الأَغَانِى مَا افْتُعِلَ i. e. [The sweetest of songs is] such as has been composed with originality, not in imitation of any model: and أَظْرَفُ الشِّعْرِ مَاافْتُعِلَ [The most eloquent of poetry is such as has been so composed]. (TA.) فَعْلٌ an inf. n. of 1. (S, O, Msb, K.) A2: and The vulva of the she-camel, and of any female. (K.) فِعْلٌ: see 1, in two places: [as a subst. from فَعَلَهُ] it signifies [A deed, or an action: or] a motion (حَرَكَةٌ) of a human being: (K:) or, as Sgh says, the origination of anything, whether it be what is termed عَمَلٌ [which means work or labour or service as well as a deed or an action] or other than it; so that it is more general in application than عَمَِلٌ: (TA:) or it is a metonymical term for any عَمَل [meaning deed or action] that is transitive (M, K, TA) or intransitive (M, TA:) or a mode that is accidental to the producer of an effect upon another [person or thing] by reason of the producing of the effect at the first; as the mode that ensues to the cutter by reason of his being cutting: or, as Er-Rághib says, the production of an effect considered with reference to an agent thereof; and it is common to that which is by his, or its, origination or otherwise, and to that which is with knowledge or otherwise, and to that which is by intention or otherwise, and to what proceeds from the human being or the animal [of any kind] or the inanimate thing; and عَمَلٌ and صُنْعٌ are more particular in application: El-Harállee says that the فِعْل is what has become apparent in consequence of a motive of the efficient, whether from knowledge or otherwise, by reason of premeditation [for لِتَدَيُّن (an obvious mistranscription in my original) I read لِتَدَبُّرٍ] or otherwise: and El-Juweynee says that it is what is within the limits of a small space of time, without repetition, or reiteration, whereas the عَمَل is what has been repeated, or reiterated, and whereof the time has been long; but this is repugned by the trad. [in which occurs the saying], مَا فَعَلَ النُِّغَيْر [expl. in art. نغر]; (TA:) the pl. is فِعَالٌ (S, O, Msb, K) and أَفْعَالٌ [a pl. of pauc.], (O, TA,) [and أَفَاعِيلُ is app. a pl. pl., i. e. pl. of أَفْعَالٌ, like أقَاوِيلُ pl. of أَقْوَالٌ which is pl. of قَوْلٌ, and many other instances]: you say, إِنَّ الرِّشَا تَفْتَلُ الأَفَاعِيلَ وَتُنْسِى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ [Verily bribes do great deeds, and cause the receivers to forget the principles of Ibráheem and Ismá'eel, who are esteemed models of true religion]. (TA. [This saying is written in my original without any vowel-signs, perhaps because well known: and it is there added that الافاعيل may be pl. of افعول (which has been altered by the copyist and is probably a mistranscription for أَفْعُولَةٌ) or of افعال; with other remarks equally doubtful and unimportant.]) [Hence, بِالفِعْلِ meaning Actually; as opposed to بِالقُوَّةِ i. e. potentially, or virtually.] b2: As used by the grammarians, it means [A verb; i. e.] what denotes a meaning in itself together with any one of the three times [past and present and future: but it should be observed that it includes the مَصْدَر, or infinitive noun; and also that there is what is termed فِعْلٌ ناقِصٌ an incomplete, i. e. non-attributive, verb (as كَانَ coordinate to صَارَ, &c.); as well as what is termed فِعْلٌ تَامٌّ a complete, i. e. attributive, verb]. (TA.) فَعْلَةٌ A single فِعْل [i. e. deed or action], (Msb, TA,) with fet-h. (Msb.) Thus in the saying in the Kur [xxvi. 18], وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ ااَّتِى فَعَلْتَ [lit. And thou hast done thy one deed that thou hast done]; as though the speaker said, فَتَلْتَ النَّفْسَ قَتْللَتَكَ: in which Esh-Shaabee read ↓ فِعْلَتَكَ [thy kind of deed], with kesr, as meaning فَتَلْتَ القِتْلَةَ الَّتِى قَدْ عَرَفْتَهَا: so says Zj; but he adds that the former reading is better. (TA.) And [hence also] one says, كَانَتْ مِنْهُ فَعْلَةٌ حَسَنَةٌ or قَبِيحَةٌ [A good single deed proceeded from him or a bad one]. (S, O, TA.) فِعْلَةٌ: see the next preceding paragraph.

فَعِلَةٌ A custom, manner, habit, or wont. (K.) فِعْلِىٌّ Of, or relating to, a verb.]

فِعْلِيَّةٌ The quality of a verb.]

فَعَالٌ, like نَزَالِ, has sometimes occurred as meaning اِفْعَلْ [Do thou]. (O, K. *) فَعَالٌ, (O, K,) accord. to Lth, (O,) is a name for A good doing, such as liberality, or bounty, (O,) and generosity, (O, K, [the only meaning assigned to it in the S,]) and the like of these: (O:) or, (O, K,) accord. to IAar, (O,) the doing of a single person, peculiarly, [as distinguished from فِعَالٌ, q. v.,] (O,) relating to good and to evil; (O, K;) one says, فُلَانٌ كَرِيمُ الفَعَالِ [Such a one is generous in respect of doing or doings], and فُلَانٌ لَئِيمُ الفَعَالِ [Such a one is mean in respect of doing or doings]; (O: [and the like is said in the T and in the Msb;]) and Az says that this is the correct explanation: not that of Lth; and Mbr [likewise] says, it is used in commendation and in discommendation: (O:) and it is used only of a single agent. (O, K.) b2: It is also an inf. n. (S, O, Msb. [See 1, first sentence.]) فِعَالٌ, as distinguished from فَعَالٌ, signifies A doing that is between two [agents]; (IAar, O, K, TA;) and therefore it is an inf. n. of ↓ فَاعَلَ [a verb of which I have not found any ex.]. (TA.) b2: It is also a pl. of فِعْلٌ. (S, O, Msb, K.

A2: Also The handle, (K,) or piece of wood that is inserted into the hole, (IAar, IB, O,) of the axe, or adz, or hoe: (IAar, IB, O, K:) pl. فُعُلٌ. (K.) فُعَالَةُ (with damm, O, TA, [in the CK, erroneously, فَعالَةُ,]) A metonymical appellation substituted for خُزَاعَةُ, (O, K, TA,) the well-known tribe [thus named]. (TA.) فَعَّالٌ [Wont to do]. (Kur xi. 109 and lxxxv.

16. [Thus in the phrase فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ Wont to do what He willeth: relating to God.]) فَاعِلٌ [act. part. n. of 1, Doing: and, used as a subst., a doer: and hence] a carpenter is thus called; accord. to IAar: but it is now peculiarly applied to such as works with clay, [and builds, and plasters,] and digs foundations: (TA:) and [the pl.] فَعَلَةٌ, (Mgh, K, TA,) as an epithet in which the quality of a subst. predominates, is applied to workers in clay and digging and the like; (K, TA;) or such as work with their hands in clay or building or digging; like عَمَلَةٌ [pl. of عَامِلٌ]. (Mgh.) b2: وَكُنَّا فَاعِلِينَ, in the Kur [xxi. 79], means And we were able to do what we willed. (O, TA.) And وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكٰوةِ فَاعِلُونَ, in the same [xxiii. 4], means And who give the ذكوة [or poor-rate]: (Zj, O, TA:) or, as some say, who do that which is good, or righteous. (O, TA.) مُفْتَعَلٌ A writing forged, or falsified. (Mgh.) b2: And Poetry composed with originality, not in imitation of any model. (TA.) b3: جَآءَ بِالْمُفْتَعَلِ, meaning It produced a grievous, or distressing, effect, (K, TA,) is a phrase mentioned by IAar, as used by Ed-Dubeyree when asked respecting a wound that he had received and that rendered him sleepless, and as used by him in respect of anything [unprecedented]: thus one says, عَذَّبَنِى

وَجَعٌ أَسْهَرَنِى فَجَآءَ بِالْمُفْتَعَلِ i. e. [A malady that rendered me sleepless, tormented me,] and produced pain that had not been known before. (TA.)
فعل
الفِعْلُ، بالكَسْر: حَرَكَةُ الْإِنْسَان، وَقَالَ الصَّاغانِيّ: هُوَ إحداثُ كلِّ شيءٍ من عمَلٍ أَو غيرِه، فَهُوَ أَخَصُّ من العمَل. أَو كِنايةٌ عَن كلِّ عمَلٍ، مُتَعَدٍّ أَو غيرِ مُتعَدٍّ، كَمَا فِي المُحكَم، وَقيل: هُوَ الهَيئَةُ العارِضَةُ للمُؤَثِّرِ فِي غيرِه بــسببِ التأثيرِ أوّلاً، كالهَيئَةِ الحاصِلَةِ للقاطِعِ بــسببِ كَوْنِه قاطِعاً، قَالَه ابنُ الكَمالِ. وَقَالَ الراغبُ: الفِعْلُ: التأثيرُ من جهةِ مُؤَثِّرٍ، وَهُوَ عامٌّ لما كَانَ بإيجادِه أَو بغيرِه، ولمَا كَانَ لعِلمٍ أَو بغيرِه، ولِما كَانَ بقَصدٍ أَو غيرِه، وَلما كَانَ من الإنسانِ أَو الحيَوانِ أَو الجَماد، والعمَلُ مِثلُه والصَّنْعُ أخَصُّ مِنْهُمَا، انْتهى. وَقَالَ الحَرَالِّيُّ: الفِعْل: مَا ظَهَرَ عَن داعِيَةٍ من المُوقِع، كَانَ عَن عِلمٍ أَو غيرِ عِلمٍ، لتَدَيُّنٍ كَانَ أَو غيرِه، وَقَالَ الجُوَيْنيُّ: الفِعْل: مَا كَانَ فِي زمَنٍ يَسيرٍ بِلَا تَكْرِيرٍ، والعمَل: مَا تكَرَّرَ وطالَ زمَنُه واستَمَرَّ، ورُدَّ بِحَدِيث: مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ. والفِعلُ عِنْد النُّحاة: مَا دَلَّ على معنى فِي نفسِه مُقتَرِنٍ بأحدِ الأزمنةِ الثلاثةِ، وَقَالَ السَّعْدُ فِي شرحِ التَّصريف: الفِعل: بالكَسْر: اسمٌ لكلمةٍ مَخْصُوصةٍ. وبالفَتْح مصدرُ فَعَلَ، كَمَنَعَ، وفَعَلَ بِهِ يَفْعَلُ فَعْلاً وفِعْلاً، فالاسمُ مَكْسُورٌ والمصدرُ مَفْتُوحٌ، وَقَالَ قومٌ: المَكسورُ هُوَ الاسمُ الحاصِلُ بالمصدرِ، قَالَ ابنُ كَمال: وَلَكِن اشتهرَ بَين الناسِ كسرُ الفاءِ فِي الْمصدر، قَالَ شيخُنا وَفِيه نظَرٌ، وَقيل: لَا نَظيرَ لَهُ لفَعَلَه يَفْعَلُه فِعْلاً إلاّ سَحَرَه يَسْحَره سِحْراً، وَقد جاءَ خَدَعَ يَخْدَعُ خَدْعَاً وخِدْعاً، وصَرَعَ يَصْرَعُ صَرْعَاً وصِرْعاً، وَقَرَأَ بعضُهم: وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِم فِعْلَ الخَيْرات. الفَعْل: كِنايةٌ عَن حَياءِ الناقةِ وَعَن فَرْجِ كلِّ أُنثى. الفَعال، كسَحابٍ: اسمُ الفِعلِ الحسَنِ من الجُودِ والكرَمِ ونحوِه، قَالَه الليثُ. الفَعال: الكرَم، قَالَ هُدْبَةُ:
(ضَرُوباً بلَحْيَيْهِ على عَظْمِ زَوْرِه ... إِذا القومُ هَشُّوا للفَعالِ تقَنَّعا)
أَو يكون الفَعالُ فِعْلُ الواحدِ خاصّةً فِي الخيرِ والشرِّ، يُقَال: فلانٌ كريمُ الفَعال، وفلانٌ لئيمُ الفَعال، قَالَه ابْن الأَعْرابِيّ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب، وَلَا أَدْرِي لم قَصَرَ الليثُ الفَعالَ على الحسَنِ دونَ الْقَبِيح. قَالَ المُبَرِّدُ: الفَعالُ يكونُ فِي المَدحِ والذَّمِّ وَهُوَ مُخَلَّصٌ لفاعِلٍ واحدٍ، وَإِذا كَانَ من فاعِلَيْنِ فَهُوَ فِعالٌ، بالكَسْر، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَهَذَا هُوَ الجيِّد، قلتُ: وَهُوَ إذَن مَصْدَرُ فاعَلَ. وَهُوَ أَيْضا جَمْعُ فِعْلٍ، كقِدْحٍ وقِداحٍ، وبِئْرٍ وبِئارٍ، كَمَا فِي الصِّحاح. الفِعال: نِصابُ الفَأْسِ والقَدُومِ ونحوِه، كالمِطرَقةِ، قَالَ ابنُ بَرِّي: الفَعالُ مفتوحٌ أَبَدَاً إلاّ الفِعالَ لخشبَةِ الفَأْسِ،)
فإنّها مَكْسُورةُ الفاءِ، يُقَال: يَا بابوسُ أَوْلِجِ الفِعالَ فِي خُرْتِ الحَدَثانِ، والحَدَثانِ: الفأسُ الَّتِي لَهَا رأسٌ واحدةٌ، وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: الفِعال: العُودُ الَّذِي فِي خُرْتِ الفأسِ يُعمَلُ بِهِ، وَقَالَ ابنُ مُقْبِلٍ فِي نِصابِ القَدُومِ، وسَمّاه فَعالاً:
(وَتَهْوي إِذا العِيسُ العِتاقُ تَفاضَلَتْ ... هَوِيَّ قَدُومِ القَيْنِ حالَ فَعالُها)
قَالَ ابنُ فارسٍ: لَا أَدْرِي كَيفَ صِحَّتُها، وَأنْشد ابْن الأَعْرابِيّ:
(أَتَتْهُ وَهْيَ جانِحَةٌ يَداها ... جُنوحَ الهِبْرَقِيِّ على الفَعالِ)
ج: فُعُلٌ، ككُتُبٍ. والفَعَلةُ، مُحَرَّكَةً: صفةٌ غالِبةٌ على عمَلَةِ الطِّين والحَفْرِ ونحوِه لأنّهم يَفْعَلون، قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: والنَّجّارُ يُقَال لَهُ: فاعِلٌ. قلتُ: وَقد خُصَّ بِهِ الآنَ من يَعْمَلُ بالطِّينِ ويحفُرُ الأساسَ. الفَعِلَةُ، كفَرِحَةٍ: العادَة. منَ المَجاز: افْتَعلَ عَلَيْهِ كَذِبَاً وزُوراً: أَي اخْتَلقَه، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(غَرائِبُ قد عُرِفْنَ بكلِّ أُفْقٍ ... من الآفاقِ تُفْتَعَلُ افْتِعالا)
وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: افْتَعلَ فلانٌ حَدِيثا: إِذا اخترقَه، وَأنْشد:
(ذِكْر شيءٍ يَا سُلَيْمى قد مضى ... ووُشاةٍ يَنْطِقونَ المُفْتَعَلْ)
قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: سُئِلَ الدُّبَيْريُّ عَن جُرحِه فَقَالَ: أَرَّقَني وجاءَ بالمُفْتَعَل، بالفَتْح، أَي على صِيغةِ اسمِ المَفعول، أَي جاءَ بأمرٍ عَظِيم، قيل لَهُ: أَتقولُه فِي كلِّ شيءٍ قَالَ: نَعَمْ أقولُ جاءَ مالُ فلانٍ بالمُفْتَعَل، وجاءَ بالمُفْتَعَلِ من الخطَأِ. وَيُقَال: عذَّبَني وجَعٌ أَسْهَرني فجاءَ بالمُفْتَعَل: إِذا عانى مِنْهُ أَلَمَاً لم يَعْهَدْ مثلَه فِيمَا مضى لَهُ. وفَعالِ، كقَطامِ قد جاءَ بِمَعْنى افْعَلْ. وفُعالَةُ بالضَّمّ فِي قولِ عَوْفِ بن مالكٍ:
(تَعَرَّضَ ضَيْطَارو فُعالَةَ دُونَنا ... وَمَا خَيْرُ ضَيْطَارٍ يُقَلِّبُ مِسْطَحا)
كِنايةٌ عَن خُزاعَةَ، وَهِي قبيلةٌ معروفةٌ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الفَعال، بالفَتْح: مصدرٌ كَذَهَب ذَهَابًا، نَقله الجَوْهَرِيّ. ويُجمعُ الفِعلُ على أَفْعَالٍ، كقِدْحٍ وأَقْدَاحٍ. وقَوْله تَعالى: وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ أرادَ المرّةَ الواحدةَ، كأنّه قَالَ: قَتَلْتَ النَّفسَ قَتْلَتَكَ، وقرأَ الشَّعْبيُّ: فِعْلَتَكَ بالكَسْر، على معنى وقَتَلْتَ القِتْلَةَ الَّتِي قد عَرَفْتَها لأنّه قَتَلَه بوَكزَةٍ، هَذَا عَن الزَّجَّاج، قَالَ: والأوّلُ أَجْوَدُ. وَكَانَت مِنْهُ فَعْلَةً حَسَنَةً أَو قبيحةً. واشْتَقُّوا من الفَعْلِ المُثُلَ للأبنِيَةِ الَّتِي جاءَتْ عَن العربِ مثل: فُعالَةٍ، وفُعولَةٍ، وأُفْعولَةٍ، ومِفْعِيلٍ، وفِعْليلٍ، وفُعْلولٍ، وفِعْوَلٍّ، وفِعَّلٍ، وفُعُلٍ، وفُعْلَةٍ، ومُفْعَنْلِلٍ،)
وفِعِّيلٍ، وفِعْيَلٍّ. وَكَنَى ابنُ جِنّي بالتَّفْعيلِ عَن تَقْطِيعِ البيتِ الشِّعريِّ لأنّه إنّما بأجزاءٍ مادَّتُها كلُّها فعل كقَولِك: فَعُولُنْ مَفاعِيلُنْ، وفاعِلاتُنْ فاعِلُنْ، وفاعِلاتُنْ مُسْتَفْعِلُن، وَغير ذَلِك من ضُروبِ مُقَطَّعاتِ الشِّعر. وَيُقَال: شِعرٌ مُفْتَعَلٌ: إِذا ابْتَدعَه قائِلُه وَلم يَحْذُه على مثالٍ تقَدَّمَه فِيهِ مَنْ قَبْلَه، وَكَانَ يُقَال: أَعْذَبُ الأغاني مَا افْتُعِلَ، وأَظْرَفُ الشِّعرِ مَا افْتُعِلَ. وقَوْله تَعالى: وكُنّا فاعِلين أَي قادرينَ على مَا نريدُه. وقَوْله تَعالى: وَالَّذين هم للزكاةِ فاعِلون أَي مُؤْتون، قَالَه الزَّجَّاج، وَقيل: مَعْنَاهُ الَّذين هم للعمَلِ الصالحِ فاعِلون. وَتقول: إنّ الرُّشَا تَفْعَلُ الأفاعيلَ، وتُنْسي إبراهيمَ وَإِسْمَاعِيل، الأفاعيل: جَمْعُ أُفْعول أَو إفْعال: صِيغةٌ تَخْتَصُّ بِمَا يُتَعَجَّبُ مِنْهُ، قَالَه السَّعْدُ فِي حَواشي الكَشّاف، وَهُوَ عربيٌّ، وَقيل: مُوَلَّدٌ. وَقَالَ الرَّاغِب: وَالَّذِي من جِهةِ الفاعِلِ يُقَال لَهُ مَفْعُولٌ ومُنْفَعِلٌ، وَقد فَصَلَ بعضُهم بَينهمَا فَقَالَ: المَفْعولُ يُقَال إِذا اعتُبِرَ بفِعْلِ الفاعِل، والمُنْفَعِلُ إِذا اعتُبرَ قَبُولُ الفِعلِ فِي نَفْسِه، فَهُوَ أعَمُّ من المُنْفَعِل لأنّ المُنْفَعِلَ يُقَال لما يقصدُ الفاعِلُ إِلَى إيجادِهِ وإنْ توَلَّدَ مِنْهُ، كحُمرَةِ اللَّونِ من خجَلٍ يَعْتَري من رُؤيةِ إنسانٍ، والطَّرَبِ الحاصلِ من الغناءِ، وتحرُّكِ العاشقِ لرُؤيَةِ مَعْشُوقِه، وَقيل: لكلِّ فِعْلٍ انْفِعالٌ إلاّ للإبْداعِ الَّذِي هُوَ من اللهِ عزَّ وجَلَّ، فَذَلِك هُوَ إيجادٌ من عدَمٍ لَا من مادَّةٍ وَجَوْهَرٍ، بل ذَلِك هُوَ إيجادُ الجَوْهَر.
فعل
فعَلَ يَفعَل، فَعْلاً وفَعَالاً وفَعاليَةً، فهو فاعِل، والمفعول
 مَفْعول
• فعَل الشيءَ: عمِله وصنعه "ماذا تفعل؟ - {إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} - {وَكَانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً}: كائنًا موجودًا واقعًا لا محالة" ° الفاعلان: الزانيان- الفاعلة: الزانية. 

افتعلَ يفتعل، افتعالاً، فهو مُفتعِل، والمفعول مُفتعَل
• افتعل الموضوعَ: اختلقه؛ زوّره، ابتدعه "افتعل القولَ/ حُجةً/ حادثًا- افتعل مشاعر الحزن أمامها- أزمة مُفتعلَة" ° جاء بالمفتعَل: جاء بالأمر العظيم- شِعْر مُفْتعَل: مبتدع أغرب فيه قائله. 

انفعلَ/ انفعلَ بـ/ انفعلَ على ينفعل، انفعالاً، فهو مُنفعِل، والمفعول مُنفعَلٌ به
• انفعل الشَّيءُ: مُطاوع فعَلَ: عُمل وصُنِع.
• انفعل بأمرٍ: اهتاج، تأثَّر به؛ أثار الأمرُ مشاعرَه أو عواطفه "انفعل برؤية مشهد حزين- انفعل بالأحداث الجارية في الأراضي المحتلة".
• انفعل فلانٌ/ انفعل على ابنه: ثار وغضب. 

تفاعلَ يتفاعل، تفاعُلاً، فهو متفاعِل
• تفاعل الشَّيئان: أثَّر كلٌّ منهما في الآخر "تفاعلت مادّتان كيمياويتان".
• تفاعل مع الحدث: تأثَّر به، أثاره الحدثُ فدفعه إلى تصرُّفٍ ما "تفاعل مع الأحداث الأخيرة- تفاعلت الجماهير العربيّة مع الانتفاضة الفلسطينيّة- تفاعل الطّالبُ مع أستاذه". 

فعَّلَ يفعِّل، تفعيلاً، فهو مُفعِّل، والمفعول مُفعَّل
• فعَّل الأمرَ: نشَّطه، قوّاه "فعّل مساعيه/ المؤتمر- أوصى المؤتمر بتفعيل توصياته ومتابعتها- يجب العمل على تفعيل دور التعليم".
• فعَّل البيتَ الشِّعْريّ: (عر) قطَّعه ووزنه عروضيًّا؛ كتب تفعيلاته. 

أفعل [مفرد]
• أفعل التَّفضيل: (نح) صيغة تدل على وصف شيء بزيادة على غيره نحو: هذا أجمل من ذاك. 

أُفْعولة [مفرد]: ج أفاعيلُ: فِعْل؛ عمل غريب مُستنكَر "نُبِذ بــسبب أفاعيله- يفعَل الأفاعيل لكي يصل إلى ما يريد". 

انفعال [مفرد]:
1 - مصدر انفعلَ/ انفعلَ بـ/ انفعلَ على.
2 - (نف) حالة وجدانيّة يثيرها مؤثر ما في الكائن الحي، وتصحبها تغيرات فسيولوجيّة، وتكون الإثارة نتيجة لتعطيل فعل أو سلوك ينزع إليه الفرد أو نتيجة لتحقيق رغبة "سهل الانفعال- سُرعة الانفعال- خفف من شدة انفعالاته".
انفعاليّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى انفعال: ناشئ عن انفعال وتأثير "حركة/ عادة انفعاليّة".
2 - سريع الغَضب أو التأثر؛ شديد الإحساس "رَجُلٌ/ مِزاج انفعاليّ".
3 - دالٌّ على انفعال، مثير للعواطف "جُملة انفعالية- خطاب انفعاليّ". 

انفعاليَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من انفعال: سُرعة الانفعال والتأثر "انفعاليَّة الجماهير".
2 - صفة ما هو قابل للإثارة والتهيُّج "انفعالية الأنسجة الحيّة". 

تفاعُل [مفرد]: مصدر تفاعلَ ° التَّفاعل الثَّقافيّ أو الاجتماعيّ: تأثر الثقافات أو المجتمعات بعضها ببعض.
• تفاعل تبادليّ: (حي) التَّفاعل بين مولِّد المضادّ وبين جسم مُضادّ.
• تفاعُل كِيميائيّ: (كم) تأثير متبادل بين مادتين ينتج منه تغيير في طبيعة الأجسام الكيميائيّة.
• تفاعل نوويّ: (كم) تفاعل كالانشطار يغيِّر طاقة وتركيب وبناء نواة ذرِّيَّة "تفاعُل ذَرِّيّ".
• مذهب التَّفاعل: (نف) إحدى نظريّات علم النفس المفسِّرة لصلة النفس بالجسم، وتقول بالتأثير المتبادل بين النفس والجسم المتحدين في التركيب الإضافيّ. 

تفاعُليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تفاعُل: مُتفاعِل، يُحدث تأثيرًا متبادِلاً "قُوَّة تفاعُليَّة". 

تفعيلة [مفرد]: ج تفعيلات وتفاعيلُ: (عر) كلمات وُضعت ليُوزن عليها الشِّعر مثل: فَعولُن ومفاعيلن ومستفعِلُن. 

فاعل1 [مفرد]:
1 - اسم فاعل من فعَلَ ° فاعِل خير: مُحْسِنٌ، عبارة تُكتب أحيانًا في نهاية بعض الرَّسائل يُخفي بها الشَّخص اسمه بقصد الإخلاص في تبرُّعه أو مساعدته التي يقدِّمها للآخرين.
2 - (نح) اسم مرفوع يدلّ على من قام بالفعل أو اتصَّف به، يتقدَّمه فعل تامّ مبني للمعلوم، يدلّ على زمن حدوث الفعل، مثل ذهب الولدُ.
• اسم فاعل: (نح) كلمة مشتقَّة من الفعل تدل على من قام بالفعل مثل: كاتب، فاتح، معلِّم، مدرّس. 

فاعل2 [مفرد]: ج فاعلون وفَعَلَة، مؤ فاعلة، ج مؤ فاعلات وفواعلُ:
1 - من يقوم بالأعمال التي لا تحتاج إلى مهارة مثل الحراثة ورفع الأحجار "يساعده في أعمال الزراعة خَمْسة فَعَلَة".
2 - قادرٌ ضامِنٌ " {وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} ".
3 - عاملٌ مُنفِّذٌ " {يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ} ". 

فاعِليَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من فاعِل: مقدرة الشيء على التأثير "فاعلية وسيلة/ دواء/ حل".
2 - (نح) كَوْن الاسم فاعلاً "اسم مرفوع على الفاعليَّة".
• فاعليّة المخّ: (نف) النَّشاط الفسيولوجيّ للمخ ومنه العمليّات العقليّة كالتفكير. 

فَعال [مفرد]:
1 - مصدر فعَلَ.
2 - اسم للفعل الحَسَن والكرم "هو حسن الفَعَال". 

فَعاليَة [مفرد]:
1 - مصدر فعَلَ.
2 - تأثير، قدرة على إحداث أثر قوي "يحتاج المريضُ إلى دواء ذي فعاليَة كبيرة". 

فَعاليَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من فَعال: نشاط "فَعَاليَّات اقتصاديّة".
• الفَعَاليَّة الماليَّة: (قص) استخدام ائتمان أو قرض لتحسين قدرة الشَّخص على المضاربة وزيادة نسبة المردود من الاستثمار. 

فَعّال [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من فعَلَ: كثير الفعل، نافِذ، مؤثِّر، مُفيد "سُلطة/ وسيلة فعّالة- إسهام فعّال".
2 - (سف) ما يحدث أثرًا، العلَّة الفاعلة والــسَّبب المحدث للأشياء.
3 - (كم) صفة للمادّة شديدة التفاعل "مادّة فعّالة- دواء فعّال".
• الفعَّال: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الفاعل فعلاً بعد فعل، كلَّما أراد فَعَل، وليس كالمخلوق الذي إن قدِر على فعلٍ عجز عن غيره " {إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} ".
• غير فعَّال: (كم) صفة لمادة لا تتفاعل في يسر مع معظم الموادّ الأخرى في درجات الحرارة المعتادة، ولكنها قد تتفاعل في درجات الحرارة المرتفعة أو مع وجود حافز. 

فعَّاليَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من فَعّال: نشاط وقوة تأثير "فعَّاليّة دواء- فعّاليّات المؤتمر/ المهرجان- للموعظة فعَّاليَّة في النُّفوس". 

فَعْل [مفرد]: مصدر فعَلَ. 

فِعْل [مفرد]: ج أفعال وفِعال، جج أفاعيلُ:
1 - عمل أو حركة أو حدث "تمادى في أفعاله الخاطئة- فِعل أثيم- {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ} " ° بالفعل/ فِعْلاً: حقيقةً- بفِعْل كذا: بتأثيره.
2 - تأثير، قدرة على إحداث أثر قوي "نجح الطَّالب بفِعْل الاجتهاد".
3 - (نح) كلمة دالة على حدث وزمن وله في اللغة العربية ثلاث صيغ: ماضٍ، ومضارع، وأمر.
• الفِعْل التَّامّ: (نح) فعل يتمّ المعنى الأساسيّ بمرفوعه مثل كان بمعنى حصَل ووقع، فإنها تكتفي بالفاعل، أو هو الذي يرفع الفاعل وينصب المفعول به.
• الفِعْل الجامد: (نح) الذي لا يتصرَّف، فلا يُصاغ منه مضارع ولا أمر ولا مشتقَّات مثال: ليس وعسى.
• الفِعْل الصَّحيح: (نح) ما خلت حروفه الأصليّة من أحرف العلّة وأنواعه: سالم، ومهموز، ومضعَّف.
• الفِعْل اللاَّزِم: (نح) ما يكتفي بفاعل ولا يحتاج إلى مفعول به، وهو خلاف الفعل المتعدِّي.
• الفِعْل المَبْنِيّ للمجهول: (نح) الفعل الذي يحذف فاعله لغرض ما ويأتي المفعول به نائبًا عنه، ويضمّ أوّله ويكسر ما قبل آخره إذا كان ماضيًا، أو يضمّ أوّله ويفتح ما قبل آخره إن كان مضارعًا.
• الفِعْل المَبْنِيّ للمعلوم: (نح) الفعل الذي يحتفظ بحركاته

الأصليّة ويصحبه فاعله اسمًا ظاهرًا أو ضميرًا مستترًا، وخلافه المبنيّ للمجهول.
• الفِعْل المُتصرِّف: (نح) ما له مضارع وأمر وتصاغ منه المشتقّات.
• الفِعْل المتعدِّي: (نح) الفعل الذي ينصب مفعولاً به بنفسه من غير وساطة حرف جرّ.
• الفِعْل المجرَّد: (نح) ما كانت جميع حروفه أصليَّة.
• الفِعْل المزيد: (نح) ما زاد فيه على أحرفه الأصليَّة حرف أو حرفان أو ثلاثة أحرف.
• الفِعْل المعتلّ: (نح) ما كان ضمْن أحرفه الأصليّة حرف علّة أو حرفان.
• الفِعْل النَّاقص: (نح) الفعل الذي يرفع المبتدأ اسمًا له وينصب الخبر خبرًا له، وهو كان وأخواتها.
• شبه الفِعْل: (نح) كل ما يعمل عمل الفِعل مُشتملاً على حروفه مثل: اسم الفاعل والمصدر ونحو ذلك.
• الأفعال الخمسة: (نح) كلُّ فعل مضارع اتّصلت به ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة، وتُرفع بثبوت النُّون، وتُنصَب وتُجزَم بحذف النون.
• الفِعْل الفاضِح: فعل مادِّيّ مخلّ بالآداب وخادش للحياء.
• الفِعْل المنعكِس: (حي) حركة يقوم بها عضو حركيّ أو غُدّي ردًّا على تنبيه حسّيّ موضعيّ "أفعال منعكسة".
• ردُّ فعل: قوّة تصاحب تأثير قوّة أصليّة وتساويها مقدارًا وتضادّها اتِّجاهًا، كردّ فعل بندقيّة "تتسم ردود أفعاله بعدم المنطقيَّة".
• فعل كيميائيّ: (كم) تغيّر في التركيب الكيميائيّ لمركَّب ما، تفاعل كيميائيّ. 

فَعْلَة [مفرد]: ج فَعَلات وفَعْلات: اسم مرَّة من فعَلَ: كلمة يُشار بها إلى العمل المستنكَر "فعل فَعْلته وهرب- {وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} ". 

فِعْليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى فِعْل: حقيقيّ، واقعيّ، موجود فِعْلاً "هُدْنة/ مُساعدة فِعليَّة" ° فِعْليًّا: بــسبب جميع الأسباب العمليَّة. 

فِعْلِيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى فِعْل: "جملة فعليَّة". 

فَعُول [مفرد]: صيغة مبالغة من فعَلَ. 

مُتفاعِلات [مفرد]: (كم) موادّ تدخل في التفاعلات الكيميائية وتتغير في تركيبها لتعطي النواتج. 

مُفاعِل [مفرد]: ج مُفَاعِلاَت
• مُفاعِل ذَرّيّ/ مُفاعِل نوويّ: (فز) جهاز تتحوّل فيه المادّة إلى طاقة بانشطار نوى ذرّات عنصر مُشِعّ كاليورانيوم انشطارًا متسلسلاً يستمر تلقائيًّا؛ وتُتخذ فيه الوسائل الكفيلة بوقفه والسيطرة عليه. 
3806 - 
مفعول [مفرد]: ج مفعولات ومفاعيلُ:
1 - اسم مفعول من فعَلَ.
2 - تأثير، قدرة على إحداث أثر قويّ "للدواء مفعول قويّ- مفعول السُّم سريع- للموعظة مفعول قويّ في النُّفوس" ° ساري المفعول: قانونيّ، مُلزِم.
3 - (نح) اسم منصوب تعدّى إليه فعل الفاعل، أنواعه متعددة منها: مفعول به، مفعول له، مفعول معه، مفعول فيه.
• المفعول المطلق: (نح) مصدر منصوب مؤكِّد لفعله أو مُبيِّن لنوعه أو عدده يدلُّ على مُطلق وقوع الحدث من غير تقيُّد، وهو فضلة.
• اسم المفعول: (نح) اسم مُشتق من الفعل يدل على ما أو مَنْ وقع عليه فعل الفاعل. 

مَفْعوليَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من مفعول.
• حالة المفعوليَّة: وقوع الاسم منصوبًا على المفعوليَّة. 

مُنْفَعِل [مفرد]:
1 - اسم فاعل من انفعلَ/ انفعلَ بـ/ انفعلَ على.
2 - (حي) استجابة الكائن الحيّ لمثير خارجيّ، كاستجابة الحيوان لاختبار التدرُّن مثلا. 
فعل
الفَعَالُ: اسْمٌ للفِعْلِ الحَسَن. والفَعَلَةُ: العَمَلَة.
(فعل)
الشَّيْء فعلا وفعالا عمله

فصل

فصل

1 فَصَلَ, (S, M, O, Msb, K,) aor. ـِ inf. n. فَصْلٌ, (M, Msb, K,) He separated, or divided, (S, O, Msb, K,) and put apart, (Msb,) a thing, (S, O, Msb, *) عَنْ غَيْرِهِ [from another thing], (Msb,) and بَعْضَهُ مِنْ بَعْضٍ [or عَنْ بَعْضٍ i. e. part thereof from part]. (M and TA in art. ميز.) And (K,) He made a separation, or partition, (M, K, TA,) بَيْنَهُمَا (M, TA *) i. e. between them two, meaning, two things, making it known that the former had come to an end: so says Er-Rághib: (TA:) and فَصَلَ الحَدُّ بَيْنَ الأَرْضَيْنِ, [aor. and] inf. n. as above, The limit, or boundary, made, or formed, a separation between the two lands: (Msb:) and فَصَلْتُ بَيْنَ القَوْمِ I made a division, or separation, between, or among, the people, or party. (O.) b2: [Hence,] فَصَلَ الرّضِيعَ عَنْ أُمِّهِ, (S, Mgh, O,) or المَوْلُودَ (M, K) عَنِ الرَّضَاعِ, (M,) aor. as above, (M, K,) inf. n. فِصَالٌ, (S, O,) or فَصْلٌ, and the former is a simple subst., (M, K,) or both, (Mgh,) He weaned [the suckling from his mother, or the young infant from sucking the breast]; (S, M, Mgh, O, K;) as also ↓ افتصلهُ: (S, M, O:) or فَصَلَتِ المَرْأَةُ رَضِيعَهَا, inf. n. فَصْلٌ, and فِصَالٌ is the subst., the woman weaned her suckling. (Msb.) b3: Hence also, i. e. from فَصَلَ as first expl. above, فَصْلُ الخُصُومَاتِ The deciding of litigations, altercations, or disputes: like فَصْلُ الخِطَابِ: (Msb:) or this latter means distinct, or plain speech; which he to whom it is addressed distinctly, or plainly, understands; which is not confused, or dubious, to him: (Ksh in explanation of it in the Kur xxxviii. 19, and Mgh:) or such as decides, or distinguishes, between what is true and what is false, (Ksh ibid., Mgh, O, K,) and what is sound and what is corrupt, (Ksh, Mgh,) and what is correct and what is erroneous: (Ksh:) or such as decides the judgment, or judicial sentence: (Er-Rághib, TA:) or the evidence, or proof, that is obligatory [as a condition of his justification] upon the claimant, or plaintiff, and the oath that is obligatory [in like manner] upon him against whom the claim, or plaint, is urged; (Ksh, O, K; [an explanation of which a part is dropped in the CK;]) thus accord. to 'Alee: (Ksh:) or the [using of the] phrase أَمَّا بَعْدُ. (Ksh, O, K. [Respecting this phrase, and for other explanations, see 3 in art خطب.]) كَلِمَةُ الفَصْلِ in the Kur xlii. 20 means The sentence of God's deciding between mankind on the day of resurrection, (O,) which is called يَوْمُ الفَصْلِ. (TA.) And الفَصْلُ [alone] means The deciding judicially between what is true and what is false; (M, O, K;) and, (O, K,) sometimes, (O,) so ↓ الفَيْصَلُ; (S, O, K;) or this latter is [a simple subst, i. e.,] a name for such decision; (TA;) and is also an epithet [expl. below]. (M, O, K.) هٰذَا يَوْمُ الدِّينِ هٰذَا يَوْمُ الْفَصْلِ, in the Kur xxxvii. 20 and 21, means [This is the day of requital:] this is the day wherein a decision, or a distinction, shall be made (يُفْصَلُ فِيهِ) between the doer of good and the doer of evil, and every one shall be requited for his work and with that wherewith God will favour his servant the Muslim. (M.) And إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ, in the Kur xxxii. 25, means [Verily thy Lord] He shall decide [between them], and distinguish what is true from what is false, [on the day of resurrection,] by distinguishing the speaker of what is true from the speaker of what is false, in respect of that wherein they used to disagree, of what concerned religion. (Bd.) And one says also فَصَلَ الحُكْمَ [He decided the judgment, or judicial sentence]. (M.) فَصَلَ النَّظْمَ, in the K, is a mistake: see 2. (TA.) A2: فَصَلَ مِنَ النَّاحِيَةِ, (S, O,) or مِنْ البَلَدِ (K,) or عَنْ بَلَدِكَذَا, aor. ـُ (M,) inf. n. فُصُولٌ, (M, K,) He went forth [from the part of the country, or from the town or country, or from such a town or country]. (S, O, K.) And فَصَلَ العَسْكَرُ عَنِ البَلَدِ [The army went forth from the town or country]: whence the saying of the Prophet respecting Ibn-Rawáhah, كَانَ أَوَّلَنَا فُصُولًا وَآخِرُنَاقُفُولًا i. e. He was the first of us in going away (↓ اِنْفِصَالًا) from his house and his family and the last of us in returning to [it and] them. (Mgh.) And فَصَلَ فُلَانٌ مِنْ عِنْدِى, inf. n. فُصُولٌ, Such a one went forth [from my presence or vicinage, or from me]. (TA.) And فَصَلَ مِنِّى

كِتَابُ إِلَيْهِ [A letter] passed from me to him. (TA.) Thus the verb is intrans, as well as trans.; its inf. n. when it is trans, being فَصْلٌ; when intrans., فُصُولٌ. (TA.) b2: And فَصَلَ الكَرْمُ The vine put forth small grapes, resembling lentils or a grain similar thereto. (M, K.) 2 فصّل النَّظْمَ, (M, TA,) thus correctly, with teshdeed, bat in the K فَصَلَ, like نَصَرَ, (TA,) [inf. n. تَفْصِيلٌ,] He put between every two of the strung beads [or pearls] a bead such as is termed فَاصِلَةٌ [q. v., or what is described voce مُفَصّلٌ as an epithet applied to a necklace]. (M, K, TA.) b2: And فصّلتُ الشّىْءَ inf. n. تَفْصِيلٌ, I made the thing to consist of distinct portions or sections. (Msb.) b3: And فصّل الشّاةَ, (inf. n. as above, TA.) He (a butcher) divided the sheep, or goal, into limbs, or members. (S, O, TA.) b4: [Hence فصّل means also He cut a piece of cloth for a garment: and he cut out a garment: b5: whence تَفْصِيلٌ means The cut of a garment (See also De Sacy's Chrest. Ar., see. ed., i. 86-7.)] b6: and [hence, likewise,] تَفْصِيلٌ also signifies [The dissecting, or analyzing, of speech, or language: the explaining distinctly, or in detail: and] the making distinct, clear, plain, manifest, or perspicuous; i. q. تَبْيِينٌ. (S, O, K.) فَصَّلْنَاهُ in the Kur vii.50 [referring to the book of the Kur an] meansبيّنَّاهُ [Which we have made distinct, &c.]: or, as some say, whereof we have divided the verses by means of the فَوَاصِل [pl. of فَاصِلةٌ, q. v.]. (TA.) 3 فَاْصَلَ فاصل شَرِيكَهُ, (S, K, TA,) inf. n. مُفَاصَلَةٌ, (TA,) He separated himself from his partner, with the latter's concurrence; syn. بَايَنَهُ, (K, TA,) and فَارَزَهُ. (S and O and K in art. فرز.) 7 انفصل It became separated, or divided, (S, M, O, Msb, K,) and put apart (Msb.) b2: [and He went forth, or away; like the intrans. فَصَلَ.] See 1, near the end.8 إِفْتَصَلَ see 1, former half. b2: افتصل النَّخْلَةَ عَنْ مَوْضِعِهَا He transplanted the palm-tree. (AHn, M, K.) A man of Hejer [which is famous for its dates] said that the best of palm-trees is that of which the young one has been removed from its place of growth, which young one is called ↓ فَصْلَةٌ. (TA.) فَصْلٌ inf. n. of the trans. v. فَصَلَ [q. v. passim]. (M, Msb, K, TA.) [As a simple subst., it has various significations here following: and is] sing. of فُصُولٌ. (S, O.) b2: A separation, division, or partition, between two things. (M, K.) b3: The place of the مَفْصِل [i. e. joint, or articulation, and therefore of the division, of two bones] of the body: between every one such and another [that is the next to it] is a وِصْل [or limb, in the CK, erroneously, وَصْل]. (Lth, O, K.) See also مَفْصِلٌ. b4: As used by the Basrees, [in grammar,] it is [A disconnective] like عِمَادٌ as used by the Koofees: (O, K:) thus in the saying in the Kur [viii. 32], إنْ كَانَ هٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ [lit. If this, it, be the truth from Thee], هو is termed فصل and عماد, [more commonly the former,] and الحقّ is in the accus. case as being the predicate of كان. (O.) b5: Also sing. of فُصُول in the phrase فُصُولُ السَّنَةِ [The four divisions of the year: namely autumn, winter, spring, and summer], expl. in art. زمن. (Msb: see زَمَنٌ.) b6: And A division, or section, of a باب [or chapter]; as being divided from others, or as forming a division between itself and others, so that it has the meaning of the measure مَفْعُولٌ or that of the measure فَاعِلٌ. (MF, TA.) b7: And The contr. of أَصْلٌ [as denoting relationship]: there are أُصُول of relationship and فُصُول thereof; [the former meaning the stocks and] the latter meaning the branches. (Msb. [See also other explanations of فَصْلٌ as opposed to أصْلٌ under the latter of these words ;) A2: [It is also used as an epithet;] One say (??) فَصْلٌ A true say or saying: (M, K;) not false: thus in the Kur [lxxxvi. 15]: (M.) or (??) there means distinguishing between what is true and what is false: and relates to the Kur án [itself]. (Ksh, Bd, Jel.) And it is said of the speech of the Prophet that it was فَصَلٌ لَانَزْرٌ وَلَا هَذَرٌ, (O, TA, but in the latter هَذْرٌ [to assimilate it in form to نَزْرٌ],) meaning Distinct, (O, TA,) clear, or plain, distinguishing between what is true and what is false; (TA;) not little are much. (O.) A3: And A general طَاعُون [i. e. plague or pestilence] (TA.) فَصْلَةٌ A transplanted palm-tree; (AHn, M, K;) a young palm-tree removed from its place of growth [meaning from its mother-tree]: pl. فَصَلَاتٌ. (TA.) See 8.

فِصَالٌ an inf. n., (S, Mgh, O,) or a simple subst., (M, Msb, K,) The weaning of a sucking infant. (S, M, Mgh, O, Msb, K.) It is said in the Kur [xlvi. 14], وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا, (O, TA,) meaning And the period of the bearing of him in the womb and thenceforward to the end of the time of the weaning of him is thirty months. (TA.) And one says, هٰذَا زَمَنُ فِصَالِهِ This is the time of the weaning of him. (Msb.) فصِيلٌ A young camel when weaned from his mother: (S, M, Mgh, * O, K, TA:) and some times such a young one of the bovine kind: (TA:) [and by a proleptic application,] a young camel [in a general sense], because he is, or will be, weaned from his mother: (Msb:) [in the T, voce حُوَارٌ, and in other lexicons &c., it is applied to a young, newly-born, camel: and in the L, voce سُخْدٌ, to a fœtus in a she-camel's belly: see an ex. of its meaning a young sucking camel (one of many such exs.) in the first paragraph of art. رجل; and a strange similar usage of the first of the following pls. in a verse cited voce خَسْفٌ:] the pl. is فُصْلَانٌ, (Sb, S, M, Mgh, O, Msb, K,) agreeably with rule, (Sb, M,) and فِصْلَانٌ, (Sb, Fr, M, Msb, K,) formed by likening the sing. to غُرَابٌ, of which غِرْبَانٌ is a pl., (Sb, M,) and فِصَالٌ, (Sb, S, M, Msb, K,) as though it were an epithet, (Sb, M, Msb,) like كَرِيمٌ, of which كِرَامٌ, is a pl.: (Msb:) and the female is termed فَصِيلَةٌ. (M, K.) b2: Also A حَائِط [or wall of enclosure], (M, O, K,) having little height, (O, K,) before, or in front of, a fortress; (M, K;) or (K) before, or in front of, the [main] wall of a city or town. (O, K.) One says, وَثَّقُوا سُورَ المَدِينَةِ بِكِبَاشٍ

وَفَصِيلٍ [They strengthened the wall of the city by means of buttresses and a low wall in front of it]. (TA.) b3: And A piece of stone; of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ. (TA.) فَصِيلَةٌ A piece of the flesh of the فَخِذ [or thigh]: (Hr, IAth, O, K, TA:) or, accord. to Th, (O, in the K “ and ”) a piece of the limbs, or members, of the body. (O, K, TA.) b2: and A man's nearer, or nearest, رَهْط (S, M, O, K) and عَشِيرَة (M, K) [i. e. kinsfolk, or sub-tribe, &c.]: or [some] of the nearest of the عَشِيرَة of a man: from the first of the significations mentioned in this paragraph: (IAth, TA:) it signifies less than the فَخِذ: (Mgh, Msb:) or less than the قَبِيلَة: (TA:) [see شَعْبٌ in two places:] or the nearest to him of the آبَآء [meaning male ancestors and including paternal uncles] of a man: (Th, M, K, TA:) [or any one of such persons; for] El-'Abbás [one of Mohammad's paternal uncles] was called فَصِيلَةُ النَّبِيِّ: the term is like the مَفْصِل in relation to the human foot. (TA.) جَاؤُوا بِفَصِيلَتِهِمْ means They came, all of them, or all together. (S, O.) فَصَّالٌ and epithet applied to a man, (O,) Who praises men much in order that they may bestow upon him: an adventitious, not indigenous, word: (O, K:) [and] loquacious in every place. (MA.) فَاصِلٌ [as an act. part. n.] Separating; dividing; or making a separation, or partition. (Msb.) b2: It is said in a trad., مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فَاصِلَةً

فِى سَبِيل اللّٰهِ فَهِىَ بِسَبْعِمِائَة ضِعَفٍ, (S, * O, K, *) meaning [Whoso expends expense] such as distinguishes between his belief and his unbelief [i. e. such as distinguishes him as a believer, it shall be rewarded with seven hundred fold]: (S, O, K, TA:) or, as some say, such as he cuts off from his property. (TA.) And one says كَلَامٌ فَاصِلٌ (K and TA in art. فرز) and ↓ فَيْصَلٌ (A ibid.) i. q. فَارِزٌ (O and K, and TA ibid.) i. e. Discriminating language. (TA ibid.) And حُكْمٌ فَاصِلٌ and ↓ فَيْصَلٌ [A judgment, or judicial sentence, that is decisive, and therefore meaning,] that has effect; and in like manner, ↓ حُكُومَةٌ فَيْصَلٌ: and ↓ طَعْنَةٌ فَيْصَلٌ [An act of piercing or thrusting with a spear or the like] that decides between the two antagonists. (M, K, TA.) As an epithet applied to God, الفَاصِلُ means The Decider between the خَلْق [i. e. the human race, or these and other created beings,] on the day of resurrection. (Zj, TA.) فَيْصَلٌ: see 1, near the middle. It also signifies A cut, or severance, (O, TA,) such as is complete, (TA,) between two persons. (O, TA.) b2: and it is also an epithet: see فَاصِلٌ, in four places. b3: And [hence] it signifies (assumed tropical:) A judge, one who decides judicially, an arbiter, or arbitrator; (S, O, K;) and so ↓ فَيْصَلِىٌّ: (Ibn-'Abbád, O, K:) in the Expos. of the “ Miftáh ” [of Es-Sekkákee] by the seyyid [El-Jurjánee] it is implied that it is in this sense a tropical intensive appellation. (TA.) فَاصِلَةٌ A bead [or a bead of gold or a gem] that forms a separation, or division, between the pair of [other] beads [i. e. between every two other beads] in a string thereof. (M, K. [See also مُفَصَّلٌ.]) b2: And [hence] فَوَاصِلُ, of which it is the sing., (assumed tropical:) The final words of the verses of the Kur-án, (O, K,) and of the clauses of rhyming prose [in general], (Msb and K and TA in art. سجع,) that are like the rhymes of verses; (O and K in the present art., and Msb and TA in art. سجع;) and [the final words] of verses. (TA in art. سجع.) فَيْصَلِىٌّ: see فَيْصَلٌ.

مَفْصِلٌ Any place of meeting [or juncture, as being a place of separation,] of two bones of the body and limbs or members; as also ↓ فَصْلٌ: (M, K:) a single one of the مَفَاصِل of the limbs or members: (S, O, Msb, K:) [a joint such as the elbow and knee and knuckle: and sometimes a joint as meaning a bone having an articulation at each end, or at one end, together with the flesh that is upon it:] in a trad. in which it is said that the mulct for any مَفْصِل of a human being is the third of the mulct for the [whole] finger, it means the مَفْصِل of any of the fingers or toes; i. e. the portion between any أَنْمَلَتَانِ [here meaning two knuckles; but this is a loose and an imperfect explanation; for to it should be added, and also the ungual portion, or portion in which is the nail; for the word is here applied to denote any of the phalanges with the flesh that is upon it: in the T &c., in art. نمل, one of the explanations of الأَنْمَلَةُ is “ the مَفْصِل in which is the nail ”]. (TA.) b2: And [hence] one says, يَأْتِيكَ بِالأَمْرِ مِنْ مَفْصِلِهِ (assumed tropical:) [He will tell thee the thing, or affair, tracing it from the point on which it turns, or hinges; (like as one says, مِنْ فَصِّهِ, q. v.;) or], from its utmost point or particular, i. e., مُنْتَهَاهُ. (Msb.) [This saying may be originally a hemistich, thus: وَيَأْتِيكَ بِالأَمْرِ مِنْ مَفْصِلِهْ like the similar saying ending with فَصِّهِ.] b3: In the following saying of Aboo-Dhu-eyb, [the former half of which I give from art. طفل in the S, the latter half only being cited in the present art. in the S and M and O,] وَإِنَّ حَدِيثًا مِنْكِ لَوْ تَبْذُلِينَهُ جَنَى النَّحْلِ فِى أَلْبَانِ عُوذٍ مَطَافِلِ مَطَافِيلَ أَبْكَارٍ حَدِيثٍ نِتَاجُهَا تُشَابُ بِمَآءٍ مِثْلِ مَآءِ المَفَاصِلِ [And verily discourse from thee, if thou wouldst bestow it, would be (like) gathered honey of bees in the milk (lit. milks) of camels such as have recently brought forth, having young ones with them, such as have young ones with them [and] that have brought forth but once, whose bringing forth has been recent, such milk being mixed with water like the water of the مفاصل], المَفَاصِل (which is pl. of مَفْصِلٌ, S, O) signifies (accord. to As, S, O) the place of separation (↓ مُنْفَصَل) of the mountain from the tract of sand, these two having between them crushed and small pebbles, so that the water thereof is clear, (S, M, O,) and glistens, (وَيَبْرُقُ, S, O,) or and is shallow; (وَيَرِقُّ;) the poet meaning to describe the clearness of the water because of its descending from the mountain and not passing by dust nor earth: (M:) or it signifies hard stones (M, K) compactly disposed, or heaped up: (M, K: in the former, مُتَرَاصِفَة: in the latter, مُتَرَاكِمَة:) and (M, K) it is said to signify (M) what is between two mountains, (M, K,) consisting of sand and crushed pebbles, the water whereof is clear: (K:) or, accord. to AO, the water-courses of a valley: (O:) accord. to Abu-l-'Omeythil, the clefts in mountains, from which water flows; and only said of what are between two mountains: in the T, the مَفْصِل is said to be any place, in a mountain, upon which the sun does not rise: (TA:) and it is said that مَآءُ المَفَاصِلِ means what flows from between the two joints (مِنْ بَيْنِ المَفْصِلَيْنِ) when one of them is cut from the other; like clear water; and the sing. is مَفْصِلٌ: (M:) AA says that the مفاصل in the verse are the مفاصل of the bones; and that it likens that water to the مآء of the flesh: (O, TA:) and IAar says the like thereof. (TA.) المِفْصَلٌ (assumed tropical:) The tongue; (S, M, O, Msb, K;) as being likened to an instrument. (Msb.) عِقْدٌ مُفَصَّلٌ A necklace between every two pearls [or other beads] of which is put a bead [of another kind], (S, O, TA,) or a شَذْرَة [or bead of gold, &c.], or a gem, to form a division between every two of the same colour, or sort. (TA.) b2: آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ, in the Kur [vii. 130] means [Signs, or miracles,] between every two whereof was made a separation by a period of delay: or which were made distinct, plain, or manifest. (TA.) b3: And المُفَصَّلُ is an appellation of The portion of the Kur-án from [the chapter entitled] الحُجُرَات [i. e. ch. xlix.] to the end; accord. to the most correct opinion: or from الجَاثِيَة [ch. xlv.]: or from القِتَال [ch. xlvii.]: or from قَاف [ch. l.]: or from الصَّافَّات [ch. xxxvii.]: or from الصَّفّ [ch. lxi.]: or from تَبَارَكَ [ch. lxvii.]: or from إِنَّا فَتَحْنَا [ch. xlviii.]: or from سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ [ch. lxxxvii.]: or from الضُّحَى [ch. xciii.]: (K:) this portion is thus called because of its many divisions between its chapters: (Msb, K:) or because of the few abrogations therein: (K:) accord. to the A, it is the portion next after that called المَثَانِى. (TA.) مُنْفَصَلٌ: see مَفْصِلٌ, latter half.
فصل
فصَلَ1 يفَصُل، فُصولاً، فهو فاصِل
• فصَل الشَّيءُ أو الشَّخصُ: فارق، خرَج ومضى " {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ} - {وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ} ". 

فصَلَ2/ فصَلَ في يَفصِل، فَصْلاً وفصولاً، فهو فاصل، والمفعول مَفْصول (للمتعدِّي)
• فصَل بينهما:
1 - فرّق، ميَّز "فصَل بين قضِيّتين/ زَوْجين- فصَل بين الضروريّ وغير الضروريّ".
2 - قضى وحكم "فصل بين الخصمين- {إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} - {يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ} ".
• فصَل بين الكلمتين أو الجملتين: حذف الروابط بينهما لوجود صلة.
• فصَل الشَّخصُ: خرَج وفارق " {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ} ".
• فصَل الشَّيءَ: قطعه، قسَّمه إلى أجزاء "فصل التيَّار الكهربائيّ عن القرية".
• فصَل الشَّيءَ عن غيره/ فصَل الشَّيءَ من غيره: أبعده، انتزعه، أزاله "فصَل السَّيْفُ رأسَه عن جَسَدِه- فصَل الغلافَ عن الكتاب".
• فصَل الشَّخصَ من وظيفته ونحوِها: طرده منها، عزله، سرَّحه "فصله من الخدمة/ منصبه- فصل بعضَ الجنود".
• فصَل الخطيبُ القولَ: أحكمه.
• فصَل في الأمر: حكم "فصَل في نزاعهما/ خلافاتهم". 

فصَلَ3 يَفصِل، فِصالاً وفَصْلاً، فهو فاصل، والمفعول مَفْصول
• فصَلَ الرَّضيعَ عن أمِّه: فطمه، أبعده عنها " {وَحَمْلُهُ وَفَصْلُهُ ثَلاَثُونَ شَهْرًا} [ق]- {فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا} - {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ} ". 

انفصلَ/ انفصلَ عن ينفصل، انفصالاً، فهو مُنفصِل، والمفعول مُنفصَلٌ عنه
• انفصل الشَّيءُ/ انفصل الشَّيءُ عن غيره:
1 - مُطاوع فصَلَ1 وفصَلَ2/ فصَلَ في: انقطع، ابتعد، استقلَّ، عكسه اتَّصَل "انفصلت الزوجة عن زوجها: طُلِّقت- انفصل عن حزبه- انفصل الإقليم عن الاتحاد وأعلن استقلاله- انفصل القوم عن المكان: فارقوه".
2 - خرج وفارق " {وَلَمَّا انْفَصَلَ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ} [ق] ". 

تفاصلَ يتفاصل، تفاصُلاً، فهو مُتَفاصِل
• تفاصلت الأشياءُ: تفرَّقت، وتباعد بعضها عن بعض. 

فاصلَ يفاصل، مُفاصَلةً وفِصالاً، فهو مفاصِل، والمفعول مُفاصَل
• فاصل شريكَه: فضّ ما بينهما من شركة.
• فاصل البائعَ في الثمن: ساومه "فاصله في ثمن السِّلعة- يكره الفِصالَ في سعر البضاعة". 

فصَّلَ يفصِّل، تفصيلاً، فهو مُفصِّل، والمفعول مُفصَّل (للمتعدِّي)
• فصَّل بين المتخاصمين: حكم وقضى.
• فصَّلَ الأمرَ: بيّنه، أوضحه، عكسه أجمله "فصّل ظروف الحادث: - فصَّل الكلامَ: بسطه، شرحه بالتفصيل- فصّل مقالاً/ حوارًا/ حسابًا- نشرة أخبار مفصَّلة- {كِتَابٌ فُصِّلَتْ ءَايَاتُهُ}: بُيِّنت بيانًا شافيًا- {وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ}: ذكر تفاصيلَه- {يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ} - {أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً}: موضَّحًا به الحقّ والباطل" ° بالتَّفصيل: كليًّا، آخذًا كلَّ التّفاصيل باهتمام، بعمق.
• فصَّل الثوبَ: قطّعه على قدِّ صاحبه بقصد خياطته "فصَّل قميصًا/ جِلبابًا/ بِنْطالاً".
• فصَّل الكتابَ: جعله فصولاً متمايزة.
• فُصِّلَتْ: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 41 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها أربعٌ وخمسون آية. 

انفصال [مفرد]:
1 - مصدر انفصلَ/ انفصلَ عن ° حَرْبُ الانفصال: اسم أطلق على الحرب الأهلية التي نشبت في الولايات المتحدة عام 1861 م.
2 - هجر دون طلاق "قرّر الانفصال عن زوجته- انفصال زوجين".
3 - (قن) نص قضائي يُنهي علاقة الزواج.
4 - (طب) قطع وتر من موضع انغراسه في العظم.
• انفصال الشَّبكيَّة: (طب) حالة مرضية تنفصل فيها الطبقات الداخلية للشبكية عن الطبقة المصبوغة في قاع العين. 

انفصاليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى انفصال: مُنشقّ، من يميل أو يهدف إلى الانفصال عن جماعته أو الانشقاق عن دولته "شنّ هجومًا على الانفصاليين- قاوم الانفصاليون هجمات الجيش". 

انفصاليَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من انفصال: مَيْل إلى الانفصال "انتشرت الانفصاليّة في الدول الفقيرة".
2 - حالة الانفصاليّ.
• الحركات الانفصاليَّة: (سة) نزعة سكّان منطقة ما إلى الاستقلال عن الدَّولة التي تنتسب إليها هذه المنطقة "ظهرت بعض الحركات الانفصاليّة في دول البلقان". 

تفاصيلُ [جمع]: مف تفصيل
• تفاصيل الأخبار ونحوها: معلومات موسَّعة عن كلِّ خبر "دخل في تفاصيل الموضوع- روى أدق التفاصيل عن الحادث- عرض قضيته بدون تفصيل" ° بالتَّفصيل/ على وجه التَّفصيل/ جُمْلةً وتفصيلاً: بذكر جزئيات الأمور ودقائقها، بالإسهاب والبسط والشَّرح والتَّحليل. 

تفصيلة [مفرد]: ج تفصيلات وتفاصيل:
1 - اسم مرَّة من فصَّلَ.
2 - جزئيَّة أو مسألة صغيرة لا يُنتبه إليها غالبًا "لا يترك تفصيلة خارج الإطار- لم ينتبه إلى بعض التفصيلات خلال عرض القضية".
3 - حدّ وبيان "رسم تفصيلة كلِّ شارع". 

فاصِل [مفرد]: ج فَواصِلُ (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من فصَلَ1 وفصَلَ2/ فصَلَ في وفصَلَ3 ° حدّ فاصل: نقطة تحوُّل.
2 - قاطعٌ، نهائيّ "معركة فاصلة- حكم فاصل" ° مباراة فاصلة: مباراة نهائيّة وحاسمة تُقام لتحديد الفائز الأوَّل.
3 - استراحة "فاصل قصير ثم نعود مرة أخرى".
4 - حاجز، ما يفصل بين شيئين "خط فاصل- فاصل زمنيّ/ غنائيّ- بلا فاصِل" ° فاصِل موسيقيّ: اللحن الإضافي الذي يُعزف بين أجزاء مسرحية أو مشهد.
5 - (فك) خطّ أو حدَّ فاصل بين منطقتي النهار والليل على القمر أو الكواكب ويبيِّن موقع شروق الشمس أو غروبها. 

فاصِلة [مفرد]: ج فَواصِلُ:
1 - فَصْلة؛ علامة من علامات الترقيم تُرسم هكذا (،)، وتُوضع بين الجمل المتعاطفة، وبين أنواع الشيء وأقسامه وبعد لفظة المنادى، خرزة تفصل بين الخرزتين في العقد ° فاصلة منقوطة: علامة ترقيم تُرسم هكذا (؛) وتوضع بين الجمل الطويلة وبين جملتين تكون الثانية منهما سببًــا من الأولى.
2 - (جب) علامة عشريّة توضع بين الكسر والعدد مثل (3.5).
3 - رأس آية ينتهي بصوت يتكرَّر في رءوس آيات أخرى تالية أو سابقة.
• الفاصلة الصُّغرى: (عر) ثلاثة أحرف متحرِّكة يليها ساكن نحو (ضَرَبَتْ).
• الفاصلة الكُبرى: (عر) أربعة أحرف متحرِّكة يليها ساكن نحو (ضَرَبَكم).
• الفاصلة المائلة: إشارة مائلة (/) تستخدم لفصل البدائل مثلاً: و/ أو، وتستخدم أيضًا للإشارة إلى نهايات سطور الشِّعر.
• الفاصلة من السَّجع: بمنزلة القافية من الشِّعر، ومن هذا القبيل فواصل آيات القرآن الكريم لأنّها تفصل بين الآيات. 

فِصال [مفرد]: مصدر فاصلَ وفصَلَ3. 

فَصْل [مفرد]: ج فُصول (لغير المصدر):
1 - مصدر فصَلَ2/ فصَلَ في وفصَلَ3 ° ساعة الفَصْل: لحظة يحدث فيها شيء خطير، وقت يُحسم فيه أمرٌ من الأمور- فَصْل السُّلطات: استقلال الهيئات التشريعيّة والتنفيذية والقضائية بعضها عن بعض- قوْل فَصْل: قول حقّ ليس بباطل.
2 - أحد أجزاء الكتاب مما يندرج تحت الباب "يحتوي الكتاب على خمسة فصول- أهمّ ما في الكتاب فَصْلُه الأوّل".
3 - صَفّ في مدرسة أو أحد أقسامها "كنتُ معه في فَصل واحد".
4 - حلقة، دَوْر "فُصول متتابعة".
5 - فرع، عكسه أصل "لا يُعرف أصله من فصله- للنَّسب أصول وفصول".
6 - (جغ) أحد فصول السنة الأربعة التي تحددها مدارات الشمس، وهي الربيع والصيف والخريف والشتاء "فصل الربيع من أجمل فصول السنة".
7 - (دب، فن) أحد أقسام المسرحيّة وهو يمثِّل مرحلة هامّة في تطوّر أحداثها "شاهدت الفصل الأول من المسرحية".
8 - (سف) صفة ذاتيّة تميّز نوعًا ما من بقية الأنواع الأخرى الداخلة تحت جنس واحد.
• الفَصْل الدِّراسيّ: أحد القسمين في سنة دراسيّة يتراوح بين 15: 18 أسبوعًا.
• فَصْل الخِطاب: بيان وقول شافٍ قاطع " {وَءَاتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ} ".
• يوم الفَصْل: يوم القيامة " {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ} ".
• كلمة الفَصْل: قضاء الله بأن الجزاء يوم القيامة " {وَلَوْلاَ كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ} ".
• فَصْل تشريعيّ: (قن) مدَّة انعقاد المجلس النيابيّ في موسم أو سنة، دورة تشريعيَّة. 

فَصْلة1 [مفرد]: ج فَصَلات وفَصْلات: (نت) جزء من أجزاء الكأس في الزَّهرة، وتكون تارة منفصلة، كما هي الحال في الوردة، وطورًا مُتَّحدة، كما هي الحال في القرنفل. 

فَصْلة2 [مفرد]: ج فَصَلات وفَصْلات وفِصَل:
1 - بحث أو مقال مُنتزَع من مجلّة.
2 - فاصلة؛ علامة من علامات الترقيم، تُرسم هكذا (،) وتُوضع بين الجمل المتعاطفة، وبين أنواع الشَّيء وأقسامه وبعد لفظة المنادى ° فَصْلة منقوطة: فاصلة منقوطة؛ علامة ترقيم تُرسَم هكذا (؛) وتوضع بين الجمل الطويلة، وبين جملتين تكون الثانية منهما سببًــا في الأولى.
3 - فاصلة؛ علامة عشرية تُوضع بين الكسر والعدد مثل (3.5).
4 - نخلة منقولة من موضعها. 

فَصْليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى فَصْل: مَوسميّ، عائد لفصل أو زمن مُعيَّن من السنة "مُنتجات/ نباتات فصليّة". 

فُصول [مفرد]: مصدر فصَلَ1 وفصَلَ2/ فصَلَ في. 

فَصيل [مفرد]: ج فِصال وفُصْلان وفِصْلان: ولد الناقة أو البقرة بعد فِطامه. 

فَصيلة [جمع]: جج فصائلُ:
1 - أهل الشَّخص وعشيرته " {وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ} ".
2 - فِرقة من الجيش وهي جماعة صغيرة من الجُنْد "اجتمع الرئيس بقادة الفصائل".
3 - (حي) قسم من أقسام السلم التصنيفيّ يرتَّب من الأعلى إلى الأدنى بعد الرتبة وقبل القبيلة، كفصيلة الضفادع في الحيوان والفصيلة النجيليّة في النبات "الفُسْتق من الفصيلة البطميّة- فصيلة الورديّات".
• فصيلة الدَّم: (طب) واحدة من أربع فصائل يُصنَّف إليها دم الإنسان حسب خصائص كيميائيّة معيَّنة، ويرمز لها بالرموز ( O) ° (AB) ? (B) ? (A) " أجرى فحصًا ليعرف فصيلة دمه". 

فَيْصل [مفرد]: ج فَياصِلُ:
1 - سيف قاطع.
2 - ما يفصل بين الأمور "حكومة فَيْصل: قاطعة".
3 - حاكم؛ يُختار للتَّحكيم أو البتّ في شأنٍ ما.
4 - قاضٍ. 

مُفصَّل [مفرد]:
1 - اسم مفعول من فصَّلَ ° مُفصَّلاً: بالتفصيل.
2 - السُّبع الأخير من القرآن الكريم لكثرة الفصول بين سوره. 

مُفصَّلة [مفرد]: ج مُفَصَّلات: مِفْصَلة، مُفَصِّلة، أداة من حديد ونحوه يتحرّك عليها الباب، ذات جزأين، يثبّت أحدهما في مصراع الباب والثاني في عِضاته "مُفَصَّلة باب/ نافذة". 

مُفصِّلة [مفرد]: ج مُفَصِّلات: مِفْصَلة، مُفَصَّلة، أداة من حديد ونحوه يتحرّك عليها الباب، ذات جزأين، يثبّت أحدهما في مصراع الباب والثاني في عِضاته "مُفَصِّلة باب/ نافذة". 

مَفْصِل/ مِفْصَل [مفرد]: ج مَفاصِلُ:
1 - موضع ارتباط عظمين في الجسد أو أكثر، وتتمّ الحركة عادة به "مفصل الرُّكبة/ الفخذ/ الكتف- أحسَّ بألم في مفاصله".
2 - أداة تصل بين عدة قطع متحركة ومركّبة.
• داء المفاصل: (طب) الرُّوماتيزم، ألم يحدث في مفاصل الجسم. 

مِفْصَلة [مفرد]: ج مِفْصلات: مُفَصِّلة، مُفصَّلة، أداة من حديد ونحوه يتحرّك عليها الباب، ذات جزأين، يثبّت أحدهما في مصراع الباب والثاني في عِضاته "مِفْصَلة باب/ نافذة". 

مَفْصِليّ/ مِفْصَليّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى مَفْصِل/ مِفْصَل.
2 - أساسيُّ، مهم "المفاوضات السّورية- الإسرائيلية محور مفصليّ في عملية السّلام".
3 - مترابط "تهدف الدول العربية إلى نظام اقتصاديّ مفصليّ". 

مَفْصِليَّات [جمع]: (حن) شعبة من الحيوانات اللافقاريّة ذات أرجل مفصليّة كالعناكب والعقارب. 
فصل: {وفصاله}: فطامه. {فصل الخطاب}: أما بعد. وقيل: البينة على الطالب واليمين على المطلوب. {وفصيلته}: عشيرته الأدنين. 
(فصل)
الْكَرم فصولا خرج حبه صَغِيرا وَالْقَوْم عَن الْبَلَد خَرجُوا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَلَمَّا فصل طالوت بالجنود} وَبَين الشَّيْئَيْنِ فصلا وفصولا فرق وَالْحَاكِم بَين الْخَصْمَيْنِ قضى وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِن الله يفصل بَينهم يَوْم الْقِيَامَة} وَالشَّيْء عَن غَيره فصلا أبعده وَالشَّيْء قطعه والخطيب وَنَحْوه القَوْل أحكمه والمولود عَن الرَّضَاع فصلا فطمه وَيُقَال فصل الفصيل عَن أمه أبعده
ف ص ل

تقول كانوا حكّاماً فياصل، يحزو في الحكم المفاصل؛ جمع: فيصل وهو الفاصل بين الحق والباطل. وهذا الأمر فيصل أي مقطع للخصومات. " وهو أصفى من ماء المفاصل " وهو الماء الذي يقطر من بين العظمين إذا فصلا، وقيل: الذي يوجد في فصل ما بين الجبلين. وتقول: ربّ كلامٍ بالمفصل، أشدّ من كلامٍ بالمفصل. وكأن منطقه خرزات يتحدّرن من وشاح مفصّل. وفلان من فصيلة أصيلة. وافتصلنا فصلاتٍ فما عتم منها شيء أي حلنا تالاً فعلق كلّها، الواحدة: فصلة. ووثقوا سور المدينة بكباشٍ وفصيلٍ. وفصل العسكر من البلد فصولاً. وقد فصل مني إليك غير كتاب. وفصّل الشاة تفصيلاً: قطعها عضواً عضواً. وفصّل لي هذا الثوب. وفلان قرأ المفصّل وهو ما يلي المثاني من قصار السور، الطّولُ ثم المثاني، ثمّ المفصّل.
الفصل: كلي يحمل على الشيء في جواب أي شيء هو في جوهره، كالناطق والحساس، فالكلي جنس يشمل سائر الكليات، وبقولنا: "يحمل على الشيء في جواب أي شيء هو" يُخرِج النوع والجنس والعرض العام؛ لأن النوع والجنس يقالان في جواب ما هو، لا في جواب أي شيء هو? والعرض العام لا يقال في الجواب أصلًا، وبقولنا: "في جوهره" يُخرِج الخاصة؛ لأنها وإن كانت مميزة لكن لا في جوهره وذاته، وهو قريب إن ميز الشيء عن مشاركاته في الجنس القريب، كالناطق للإنسان، أو بعيد، إن ميزه عن مشاركاته في الجنس البعيد، كالحساس للإنسان، والفصل في اصطلاح أهل المعاني: ترك عطف بعض الجمل على بعض بحروفه، والفصل: قطعة من الباب مستقلة بنفسها منفصلة عما سواها.

الفصل المقوم: عبارة عن جزء داخل في الماهية، كالناطق مثلًا، فإنه داخل في ماهية الإنسان، ومقوم لها؛ إذ لا وجود للإنسان، في الخارج، والذهن بدونه.
(ف ص ل) : (فُصِلَ الرَّضِيعَ عَنْ أُمِّهِ فَصْلًا وَفِصَالًا) (وَمِنْهُ) الْفَصِيلُ لِوَاحِدِ الْفَصْلَانِ وَفَصَلَ الْعَسْكَرُ عَنْ الْبَلَدِ وَمِنْهُ قَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - فِي ابْنِ رَوَاحَةَ كَانَ أَوَّلَنَا فُصُولًا وَآخِرَنَا قُفُولًا أَيْ انْفِصَالًا مِنْ دَارِهِ وَأَهْله وَرُجُوعًا إلَيْهِمْ (وَالْفَصِيلَةُ) دُون الْفَخِذِ {وَفَصْلَ الْخِطَابِ} الْكَلَامُ الْبَيِّنُ الْمُلَخَّص الَّذِي يَتَبَيَّنهُ مِنْ يُخَاطَبُ بِهِ وَلَا يَلْتَبِسُ عَلَيْهِ وَالْفَاصِلُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ وَالصَّحِيحِ وَالْفَاسِد (وَالْمُفَصَّلُ) هُوَ السُّبْعُ السَّابِعُ مِنْ الْقُرْآنِ سُمِّيَ بِهِ لِكَثْرَةِ فُصُولِهِ وَهُوَ مِنْ سُورَةِ مُحَمَّدٍ (- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -) وَقِيلَ مِنْ سُورَةِ الْفَتْحِ وَقِيلَ مِنْ سُورَةِ قَافٍ إلَى آخِرِ الْقُرْآنِ.
فصل
الفَصْلُ: بَوْنُ ما بَيْنَ الشَيْئيْنِ والجَبَلَيْنِ، وهو المَفْصِلُ. ويقولون: " أصْفى من ماءِ المَفاصلِ " وهو ما يَجْري على الحِجَارَةِ في أذْنابِ المَسَائلِ، وقيل: هو الذي يَقْطُرُ من بَيْنِ العَظْمَيْنِ إذا فُصِلا. ونَظْم مُفَصلٌ ووِشَاحٌ مُفصل: إذا جُعِلَ بَيْنَ كَبِيْرَتَيْنِ صَغِيرة أو بَيْنَ لُؤْلُؤَتَيْنِ شَذْرَة.
والفصل: مَوْضِعُ المَفْصِلِ من الجَسَد. والقَضَاءُ بَيْنَ الحَقِّ والباطِلِ، واسْمُ القَضَاءِ: الفَيْصَل والفَيْصَلِي والفاصِل.
والانْفِصَالُ: مُطَاوَعَةُ فَصَلَ. والفِصَال: الفِطَامُ. والفَصِيْلَة: فَخِذُ الرَّجُلِ من قَوْمِه الذي هو منهم. والفَصِيْلُ: من أولاد الإبِلِ، وجَمْعُه فصْلان. وحائطٌ قَصِيْرٌ دُوْنَ سُوْرِ المَدِيْنَةِ.
والفَصْلَة: الفَسِيْلَةُ تُحَوَّل إلى مَوْضِعٍ آخَرَ. والافْتِصَال: تَحْوِيْلُها.
(فصل) - في الحديث: "مَنْ أَنفَق نَفَقةً فاصِلَةً في سَبِيل الله - عَزّ وجَلَّ - فَبِسَبْعِمائة"
الفَصْل: القَطْع: أي يَقطعُها من مَالِه، ويَفْصِل بينها وبين مَالِ نَفسِه.
- ومنه قَولُه تعالى: {هَذا يَوْمُ الفَصْل}
: أي يُفصَل بين الإيمانِ والكُفْرِ وأَصْحابِهِما.
- ومنه الحديث: "مَنْ فَصَلَ في سَبيل الله تَعالَى فماتَ أو قُتِل فهو شَهِيد"
: أي من خرجَ مِنْ بَلدِه ومَنْزِله.
- وفي حديث إبراهيم : "في كل مَفْصِل من الإِنسانِ ثُلثُ دِيَةِ الإِصْبَع" : يُرِيدُ مَفْصِلَ الأَصابع؛ وهو ما بَيْن كُلِّ أُنْمُلَتَيْن.
- في حديث رَبِيعَة في أَنَس: "كان على بَطنِه فَصِيلٌ من حَجَر": كأنه يُرِيد قِطعةً منه، فَعِيل بمعنى مَفْعُول.
- كقوله تَعالَى: {وَفَصِيلَتِهِ}
: أي التي فُصِلَت منه، أو فُصِلَ منها. وقيل: الفَصِيلَة: قِطْعَة من لَحْمِ الفَخِذِ وهي أَيضًا من هَذَا.
ف ص ل: (الْفَصْلُ) وَاحِدُ (الْفُصُولِ) . وَ (فَصَلَ) الشَّيْءَ (فَانْفَصَلَ) أَيْ قَطَعَهُ فَانْقَطَعَ وَبَابُهُ ضَرَبَ. وَ (فَصَلَ) مِنَ النَّاحِيَةِ خَرَجَ وَبَابُهُ جَلَسَ. وَفَصَلَ الرَّضِيعَ عَنْ أُمِّهِ يَفْصِلُهُ بِالْكَسْرِ (فِصَالًا) وَ (افْتَصَلَهُ) أَيْ فَطَمَهُ. وَ (فَاصَلَ) شَرِيكَهُ. وَ (الْمَفْصِلُ) بِوَزْنِ الْمَجْلِسِ وَاحِدُ (مَفَاصِلِ) الْأَعْضَاءِ. وَ (الْمِفْصَلُ) بِوَزْنِ الْمِبْضَعِ اللِّسَانُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فَاصِلَةً فَلَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَذَا» فَتَفْسِيرُهُ أَنَّهَا الَّتِي فَصَلَتْ بَيْنَ إِيمَانِهِ وَكُفْرِهِ. وَ (الْفَصِيلُ) وَلَدُ النَّاقَةِ إِذَا فُصِلَ عَنْ أُمِّهِ وَالْجَمْعُ (فُصْلَانٌ) وَ (فِصَالٌ) . وَ (فَصِيلَةُ) الرَّجُلِ رَهْطُهُ الْأَدْنَوْنَ. يُقَالُ: جَاءُوا بِفَصِيلَتِهِمْ أَيْ بِأَجْمَعِهِمْ. وَعِقْدٌ (مُفَصَّلٌ) أَيْ جُعِلَ بَيْنَ كُلِّ لُؤْلُؤَتَيْنِ خَرَزَةٌ. وَ (التَّفْصِيلُ) أَيْضًا التَّبْيِينُ. وَ (فَصَّلَ) الْقَصَّابُ الشَّاةَ (تَفْصِيلًا) أَيْ عَضَّاهَا. وَ (الْفَيْصَلُ) الْحَاكِمُ وَقِيلَ: الْقَضَاءُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ. 
[فصل] الفَصْلُ: واحد الفُصول. وفَصَلْتُ الشئ فانفصل، أي قطعته فانقطع. وفَصَلَ من الناحية، أي خرجَ. وفَصَلْتُ الرضيعَ عن أمّه فِصالاً وافْتَصَلْتُهُ، إذا فطمته. وفاصَلتُ شريكي. والمَفْصِلُ: واحد مفاصِلِ الأعضاء. وأمَّا الذي في شعر أبي ذؤيب:

تُشابُ بماءٍ مثل ماء المَفاصِلِ * فهو جمع المَفْصِلِ. قال الأصمعيّ: هي من فصل الحبل من الرملة، يكون بينهما رَضْراضٌ وحصًى صغارٌ يصفو ماؤه ويبرُقُ. والمِفْصَلُ بالكسر: اللسانُ. والفاصلَةُ في العَروضِ: الصغرى والكبرى. فالصغرى: ثلاث متحرِّكات بعدها ساكنٌ نحو ضَرَبَتْ. والكبرى: أربع متحرِّكات بعدها ساكنٌ نحو ضَرَبَتَا. والفاصِلَةُ التي في الحديث: " مَنْ أنفق نفقة فاصلة فله من الاجر كذا " فتفسيره في الحديث أنَّها التي فَصَلَتْ بين إيمانه وكفره. والفَصيلُ: حائطٌ قصير دون سور المدينة والحِصْن. والفَصيلُ: ولد الناقة إذا فُصِلَ عن أمّه، والجمع فُصْلانٌ وفِصالٌ. وفَصيلَةُ الرجل: رهطُه الادنون. يقال: جاؤا بفصيلتهم، أي بأجمعهم. وعِقْدٌ مُفَصَّلٌ، أي جُعِلَ بين كلِّ لؤلؤتين خَرَزَةٌ. والتَفْصيلُ أيضا: التبيين. وفصل القصاب الشاة، أي عضَّاها. والفَيْصَلُ: الحاكمُ، ويقال: القضاء بين الحق والباطل. 
ف ص ل : فَصَلْتُهُ عَنْ غَيْرِهِ فَصْلًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ نَحَّيْتُهُ أَوْ قَطَعْتُهُ فَانْفَصَلَ وَمِنْهُ فَصْلُ الْخُصُومَاتِ وَهُوَ الْحُكْمُ بِقَطْعِهَا وَذَلِكَ فَصْلُ الْخِطَابِ.

وَفَصَلَتْ الْمَرْأَةُ رَضِيعَهَا فَصْلًا أَيْضًا فَطَمَتْهُ وَالِاسْمُ الْفِصَالُ بِالْكَسْرِ وَهَذَا زَمَانُ فِصَالِهِ كَمَا يُقَالُ زَمَانُ فِطَامِهِ وَمِنْهُ الْفَصِيلُ لِوَلَدِ النَّاقَةِ لِأَنَّهُ يُفْصَلُ عَنْ أُمِّهِ فَهُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَالْجَمْعُ فُصْلَانٌ بِضَمِّ الْفَاءِ وَكَسْرِهَا وَقَدْ يُجْمَعُ عَلَى فِصَالٍ بِالْكَسْرِ كَأَنَّهُمْ تَوَهَّمُوا فِيهِ الصِّفَةَ مِثْلُ كَرِيمٍ وَكِرَامٍ.

وَالْفَصْلُ مِنْ السَّنَةِ تَقَدَّمَ فِي زَمَنٍ وَجَمْعُهُ فُصُولٌ وَالْفَصْلُ خِلَافُ الْأَصْلِ وَلِلنَّسَبِ أُصُولٌ وَفُصُولٌ فَالْفُصُولُ هِيَ الْفُرُوعُ وَفَصَّلْتُ الشَّيْءَ تَفْصِيلًا جَعَلْتُهُ فُصُولًا مُتَمَايِزَةً وَمِنْهُ جُزْءُ الْمُفَصَّلِ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِكَثْرَةِ فُصُولِهِ وَهِيَ السُّوَرُ.

وَفَصَلَ الْحَدُّ بَيْنَ الْأَرْضَيْنِ فَصْلًا أَيْضًا فَرَقَ بَيْنَهُمَا فَهُوَ فَاصِلٌ.

وَالْفَصِيلَةُ دُونَ الْفَخِذِ وَالْمَفْصِلُ وِزَانُ مَسْجِدٍ أَحَدُ مَفَاصِلِ الْأَعْضَاءِ وَيَأْتِيكَ بِالْأَمْرِ مِنْ
مَفْصِلِهِ أَيْ مِنْ مُنْتَهَاهُ وَالْمِفْصَلُ وِزَانُ مِقْوَدٍ اللِّسَانُ وَإِنَّمَا كُسِرَتْ الْمِيمُ عَلَى التَّشْبِيهِ بِاسْمِ الْآلَةِ. 
فصل
الفَصْلُ: إبانة أحد الشّيئين من الآخر: حتى يكون بينهما فرجة، ومنه قيل: المَفَاصِلُ، الواحد مَفْصِلٌ، وفَصَلْتُ الشاة: قطعت مفاصلها، وفَصَلَ القوم عن مكان كذا، وانْفَصَلُوا: فارقوه.
قال تعالى: وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قالَ أَبُوهُمْ
[يوسف/ 94] ، ويستعمل ذلك في الأفعال والأقوال نحو قوله: إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ
[الدخان/ 40] ، هذا يَوْمُ الْفَصْلِ [الصافات/ 21] ، أي: اليوم يبيّن الحقّ من الباطل، ويَفْصِلُ بين الناس بالحكم، وعلى ذلك قوله: يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ [الحج/ 17] ، وَهُوَ خَيْرُ الْفاصِلِينَ
[الأنعام/ 57] .
وفَصْلُ الخطاب: ما فيه قطع الحكم، وحكم فَيْصَلٌ، ولسان مِفْصَلٌ. قال: وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْناهُ تَفْصِيلًا
[الإسراء/ 12] ، الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ [هود/ 1] ، إشارة إلى ما قال: تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً [النحل/ 89] . وفَصِيلَةُ الرّجل: عشيرته الْمُنْفَصِلَةُ عنه، قال: وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ [المعارج/ 13] ، والفِصالُ:
التّفريق بين الصّبيّ والرّضاع، قال: فَإِنْ أَرادا فِصالًا عَنْ تَراضٍ مِنْهُما [البقرة/ 233] ، وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ [لقمان/ 14] ، ومنه:
الفَصِيلُ، لكن اختصّ بالحُوَارِ، والمُفَصَّلُ من القرآن، السّبع الأخير ، وذلك للفصل بين القصص بالسّور القصار، والفَوَاصِلُ: أواخر الآي، وفَوَاصِلُ القلادة: شذر يفصل به بينها، وقيل: الفَصِيلُ: حائط دون سور المدينة ، وفي الحديث: «من أنفق نفقة فَاصِلَةً فله من الأجر كذا» أي: نفقة تَفْصِلُ بين الكفر والإيمان.

فصل


فَصَلَ(n. ac. فَصْل)
a. [acc. & 'An], Cut off, divided, separated, detached from;
distinguished from.
b. [Bain], Made, formed a separation, a division between.
c. Settled, decided.
d.(n. ac. فِصَاْل) [acc. & 'An], Weaned from ( the mother ).
e.(n. ac. فُصُوْل) [Min
or
'An], Went forth from, left, quitted.
f. Knotted (vine).
g. [ coll. ], Fixed the price of.

فَصَّلَa. Cut up, divided; separated.
b. Cut out (garment).
c. Explained or related in detail; made clear
distinct.
d. Intercalated (beads).
e. Analyzed (speech).
فَاْصَلَa. Broke off with, became estranged from.
b. [acc. & 'Ala] [ coll. ], Settled, fixed
agreed upon....with (price).
أَفْصَلَa. Was of an age to be weaned (child).
b. [ coll. ], Died.
إِنْفَصَلَa. Was separated, divided.
b. Was decided, settled.
c. ['An]
see I (e)
إِفْتَصَلَa. see I (d)b. Transplanted.

فَصْل
(pl.
فُصُوْل)
a. Separation; division; distinction.
b. Joint.
c. Section; paragraph; chapter.
d. Decision, sentence.
e. Season.
f. Disconnective ( in grammar ).
g. Branch.
h. Distinct, clear, true; true saying.
i. Plague.

فَصْلَة
( pl.

فَصَلَات )
a. Transplanted palmtree; shoot, sucker.

مَفْصِل
(pl.
مَفَاْصِلُ)
a. Joint.
b. Division; cleft.

مِفْصَلa. Tongue.

فَاْصِلa. Separating; dividing; discerning
discriminating.
b. Decisive, final (sentence).
فَاْصِلَة
(pl.
فَوَاْصِلُ)
a. fem. of
فَاْصِلb. Intercalated bead or jewel.

فِصَاْلa. Weaning.

فَصِيْل
(pl.
فِصَاْل
فِصْلَاْن
فُصْلَاْن
35)
a. Weanling; young camel.
b. Low wall; stockade, breast-work; parapct.

فَصِيْلَة
(pl.
فَصَاْئِلُ)
a. fem. of
فَصِيْل
(a).
b. One's family, kinsfolk.
c. Piece of flesh.

فَصَّاْلa. Flatterer, fawner, sycophant.
b. Sharp, keen (sword).
N. P.
فَصڤلَa. see N. P.
II (a)
N. P.
فَصَّلَa. Separated, severed, divided, disjointed; separate
distinct.
b. Detailed, circumstantial, minute.
c. Intercalated with pearls &c. ( necklace).
d. [ coll. ], Cut out (
clothing ).
N. Ac.
فَصَّلَa. Detailed, circumstantial narrative.
b. [ coll. ], Cut ( of
clothes ).
N. Ag.
إِنْفَصَلَa. see N. P.
II (a)
N. Ac.
إِنْفَصَلَa. Separation, division.

مُفَصَّلَة (
pl.
reg. )
a. [ coll. ], Hinge; pivot.

تَفْصِيْلَة (pl.
تَفَاْصِيْل)
a. [ coll. ], Piece, cutting
strip; cut ( of cloth ).
فَيْصَل (pl.
فَيَاصِل)
a. Sentence, decision, judgment.
b. Judge, arbiter, arbitrator.
c. Sharp, keen (sword); vigorous (
stroke ).
فَيْصَلِي
a. see فَيْصَل
(b).
بِالتَّفْصِيْل
a. In detail.

يَوْم الفَصْل
a. The Day of Judgment.

خَطّ فَاصِل
a. Line of demarcation.

دَآء المَفَاصِل
a. Gout; rheumatism.

آيَات مُفْصَّلَات
a. Signs, miracles.

جَاؤُوا بِفَصِيْلَتِهِم
a. They came all of them.

فَصْل الخِطَاب
a. The clear, distinct part, the substance of a speech or writing which is introduced by

أَمَّا بَعْدُ
[فصل] في كلامه صلى الله عليه وسلم: "فصل" لا نزر ولا هذر، أي بين ظاهر يفصل بين الحق والباطل، ومنه {إنه لقول "فصل"} أي فاصل قاطع. وح: فمرنا بأمر "فصل"، أي لا رجعة فيه ولا مرد له. قس: هما بالتنوين على الوصفية، قوله: نخبر به- بالرفع نعتًا والجزم جوابًا، أي نخبر به قومنا الذين خلفناهم في بلادنا، وندخل- بالرفع والجزم، وروي بلا واو فبالرفع، وسألوه عن أشربة- أي عن ظروفها، أو عن أشربة تكون في أوان مختلفة. ن: بأمر- هو بمعنى الشأن أو واحد الأوامر، فصل- أي فاصل بين الحق والباطل، أو مفصل- أي بيّن مكشوف. ط: وفي صفة القرآن: هو "الفصل"، أي الفاصل بين الحق والباطل، قوله: من جبار- بيان لضمير تركه، وهو في صفة العبد يطلق للذم، والقصم: كسر الشيء، وأضله الله- يحتمل الدعاء والخبر، من قال به- أي أخبر به. وح: "فصل" ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحور، هو بالفتح للمرة، أي السحور((ولولا كلمة "الفصل")) أي وعد الله أنه يفصل بينهم يوم القيامة. ش: هم أصلي و"فصلي"، الأصل الحسب والفصل اللسان.
ف ص ل

الفَصْل الحاجزُ بين الشيئين فصَل بينَهُما يَفْصِل فصْلاً فانْفَصل والفَصْلُ والمَفْصِلُ كل مُلْتَقَى عظْميْن من الجَسَدِ والفاصِلةُ الخَرَزَةُ التي تَفْصلِ بين الخَرَزَتَيْنِ في النِّظامِ وقد فَصَّل النَّظْمَ والفَصْلُ القضاءُ بين الحَقِّ والباطلِ وقوله تعالى {هذا يوم الفصل} المرسلات 38 أي هذا يومٌ يُفْصل فيه بين المُحْسِنِ والمُسْيء ويُجازَى كلٌّ بعَملِه وبما يَتَفَضَّل اللهُ به على عَبْدِه المُسْلِم وقولٌ فَصْلٌ حقٌ ليس بباطلٍ وفي التنزيل {إنه لقول فصل} الطارق 13 وقد فَصَلَ الحُكْمُ وحُكْمٌ فاصِلٌ وفَيْصَلٌ ماضٍ وحكومة فَيْصَلٌ كذلك وطَعْنَةٌ فَيْصَلٌ تَفْصِل بين القِرْنَيْن وفَصَلَ المولود كذلك وطَعْنةٌ فَيْصلٌ تَفْصِلُ بين القِرْنَيْن وفَصَلَ الموْلُودَ عن الرَّضَاعِ يَفْصِلُه فصْلاً وافْتَصَلَه فَطَمَه والاسْمُ الفِصالُ وقال اللحيانيُّ فَصَلَتْه أمُّه لم يَخُصَّ نَوْعاً والفَصِيلُ وَلَدُ الناقةِ إذا فُصِلَ عَنْ أُمِّه والجمعُ فُصْلانٌ وفِصَالٌ فمن قال فُصْلانٌ فعلى التَّسْميةِ كما قالوا حارِثٌ وعبّاسٌ قال سيبَوَيْه وقالوا فِصَلانٌ شبَّهُوهُ بغُرابٍ وغِربانٍ يَعْنِي أن حُكْمَ فَعِيلٍ أن يُكْسَّرَ على فُعلانٍ بالضَّمِّ وحُكْمَ فُعالٍ أن يُكَسَّر على فُعلانٍ لكنهم قد أدخلُوا عليه فَعِيلاً لمُساواتِهِ له في العِدَّة وحروفِ اللِّينِ ومن قال فِصالٌ فَعَلَى الصَّفةِ كقَوْلِهم الحارثُ والعَّباسُ والأُنْثَى فَصِيلةٌ وفَصِيلَةُ الرَّجُلِ عَشِيرتُه ورَهْطُه الأدْنُونَ وقيل اقْربُ آبائِه إليه عن ثعلبٍ وفَصَل عن بَلدِ كذا يَفْصِلُ فُصُولاً قال أبو ذُؤَيبٍ

(وَشِيكُ الفُصُولِ بَعِيدُ الغُفولِ ... إلا مُشَاحاً به أو مُشِيحَا)

ويُرْوَى وَشِيكُ الفُضُولِ والفَصِيلُ حائطٌ دون الحِصْنِ وفَصَلَ الكَرْمُ ظَهَرَ حَبُّهُ صَغيراً أَمثالَ البُلْسُنِ والفَصْلَةُ النَّخْلةُ المنقولةُ المُحَوَّلةُ وقد افْتصَلَها عن موْضِعها هذه عن أبي حنيفةَ والمفَاصِلُ الحجارةُ الصُّلْبَةُ المُتراصِفَةُ وقيل المَفَاصِلُ ما بين الجَبَلَيْنِ من الرَّملةِ يكونُ بينهما رَضْواضٌ وحَصىً صِغارٌ فَيَصْفُو ماؤُه ويَرِقُّ قال أبو ذُؤَيبٍ

(مطافِلُ أبْكارِ حديث نِتاجها ... تُشَابُ بماءٍ مِثْلَ ماءِ المَفَاصِلِ)

أراد صَفَاءَ الماءِ لانْحدارِه من الجَبَلِ لا يَمُرُّ بِتُراب ولا عظمٍ وقيل ماءُ المفاصلِ شيءٌ يَسِيلُ من بين المَفْصِليْنِ إذا قُطِعَ أحدُهما من الآخَرِ شَبِيةٌ بالماء الصَّافي واحدُها مَفْصِلٌ والمَفْصَل اللّسان قال حسَّان

(كِلْتاهُما عَرَقُ الزُّجاجةِ فاسْقِنِي ... بِزُجاجةٍ أرْخَاهما للمَفْصَلِ)

ويُرْوَى للمُفْصَِل والفاصِل كلُّ عَروضِ بُنِيَتْ على ما يكون في الحَشْوِ إمَّا صِحّةٌ وإما إعْلالٌ كمَفاعِلن في الطَّويلِ فإِنها فَصْلٌ لأنّها قد لَزِمَها ما لا يَلْزمُ الحَشْوَ لأن أصْلَها إنَّما هو مَفَاعيلُنْ ومَفاعِيلن في الحَشْوِ على ثلاثة أَوْجُهٍ مفاعِيلُنْ ومَفاعِلُنْ ومفاعِيلُ والعَرُوضُ قد لَزِمَها مفاعِلُنْ فهي فَصْل وكذلك كل ما لَزِمَه جِنْسٌ واحدٌ لا يَلْزَمُ الحَشْوَ وكذلك فَعِلُنْ في البَسِيطِ فَصْلٌ أيضاً قال أبو إسحاقَ وما أقلَّ غيرَ الفُصُولِ في الأَعارِيض وزَعَمَ الخليلُ أن مُسْتَفْعِلُنْ في عَرُوضِ المُنْسَرِحِ فَصْلٌ وكذلك زَعَمَ الأخفشْ قال الزجَّاجُ وهو كما قالا لأن مُسْتَفْعِلُنْ هنا لا يجوز فيها فَعَلْتُنْ فهي فصْلٌ إذا لَزِمَها ما لا يَلْزَمُ الحَشْوَ وإنّما سُمّي فَصْلاً لأنه النِّصْفُ من البَيْتِ والفاصِلةُ الصُّغْرَى من أجزاءِ البَيْتِ هي الــسَّبَبــانِ المَقْرونانِ نحو مُتَفَا مِنْ مُتَفَاعِلُنْ وعَلَتُنْ مِنْ مُفاعَلَتُنْ فإذا كانت أرْبَعَ حركاتٍ كَفَعَلْتُنْ فهي الفاصلةُ الكُبْرَى وإنَّما بدأْنا بالصُّغْرَى لأنها أبْسطُ من الكُبْرَى وفَصيلةٌ اسْمٌ
فصل: فصل: أنهى، أنجز. (بوشر).
فصل دعوى: قضى، أصدر حكما في قضية، بت في الدعوى، فض خلافا، أزال الشقاق بين الخصوم، ويقال: فصل دعوة أي قضى واصدر حكمه في الدعوى. (بوشر).
فصل: قضى، حكم. (فوك) وفي رحلة ابن بطوطة (1: 35): وقعد للفصل بين الناس (2: 190). وعند ملر (2: 1): فصل الخطة.
وفي طرائف دي ساسي (2: 66): فصل أرباب الديون من غرمائهم، أي قضى بين الدائنين والمدينين.
فصل: نقل فسيلة من النخيل. والمصدر منه فصيل. (تقويم ص22).
فصل الثمن: ساوم. وعين الثمن (بوشر). وفي محيط المحيط: والعامة تقول فصل البضاعة بكذا، أي عين به ثمنها.
فصل: اشترى ففي ألف ليلة (3: 433): فقالت أن زوجي يبيع الرقيق فأعطاني خمس مماليك أبيعهم وهو مسافر فقابلني الوالي ففصلهم مني بألف دينار ومائتين لي. فصل (بالتشديد): حلل، (بوشر).
فصل (الشاة): جزأها وفرق أعضاءها (بوشر).
فصل القماش: قطعه بقصد خياطته ثوبا. (بوشر).
فصل في العريض: تستعمل مجازا بمعنى أحرز نجاحا كبيرا. (بوشر).
فصل: نحت المرجان. (معجم الإدريسي).
فصل الدعوى قضي وبث في الدعوى (بوشر).
صور التفصيل (المقري 1: 364): لم يتبين لي معناها. وفي مخطوطة أربعة منه: التفضيل بالضاد المعجمة.
فاصل: ساوم، عامل وفاوض ليبيع أو يشتري أو يؤجر. (بوشر، محيط المحيط).
افصل: فرق، ميز. (الكالا).
افصل المولود: حان له أن يفصل أي يفطم (محيط المحيط).
افصل المريض: مات (محيط المحيط).
تفصل: تقسم، تجزأ، تفرق. (فوك).
تفصل: صرح بفكره، أفهم رأيه ووضحه وأوضحه. (رولاند).
انفصل: بمعنى فارق المكان وتركه، لا تتعدى بعين فقط فيقال انفصل عن، بل تتعدى بمن أيضا فيقال انفصل من (عباد 1: 167 رقم 548، ابن جبير ص274).
انفصل عن فلان: افترق عنه، هجره، قطع صلته به، قطع علاقته به. (بوشر).
انفصل عن: لم يوافق على، لم يتفق على ففي المقري (3: 439): اعترض عليه ابن الصباغ أربع عشرة مسألة لم ينفصل عن واحدة منها بل اقر بالخطأ فيها.
انفصل: انتهى يقال: وانفصل الأمر على ذلك (دي ساسي طرائف 1: 163).
على أيش ينفصل الحال: كيف سينتهي الأمر؟ (بوشر).
انفصل: لم يتبين لي معنى هذا الفعل في عبارة المقري (2: 521): وكان يرى أن الطلاق لا يكون إلا مرتين مرة بالاستبراء ومرة للانفصال ولا يقال بالثلاث وهو خلاف الإجماع.
افتصل. افتصل من فلان: يظهر أن معناها انتصف منه، أخذ بحقه منهن انتقم منه.
ففي ألف ليلة (1: 2939) ولما اختصم نور الدين مع الوزير أشار إليه التجار كأنهم يقولون له: افتصل منه، فقام نور الدين وألقى الوزير أرضا الخ.
وفي طبعة يرسلاو (3: 106): افتصل منك إليه.
فصل، فصل من الكتاب قطعة منه مستقلة منفصلة عن غيرها، والجمع فصول. (بوشر، محيط المحيط).
فصل: نقطة، علامة للفرق بين الجمل. (الكالا).
فصل: تعبير عن فكرة، تعبير عن معنى. ففي المقري (450:2): مبرز في كل معنى وفصل (99:2هـ) وفي القلائد (59ص):اعتذر بعذر مختل المعاني والفصول.
فصل: مرادف قول: ففي المقري (543:1): (فان من المنقول الذي اشتهر وراق فصله: وبهر قوله) (وهذا صواب العبارة كما يقرأها السيد فليشر). وفي البيان (2: 60): كان فصيحا بليغا حسن التوقيع جيد الفصول.
فصل: تستعمل وصفا بمعنى حق صريح أو ما كان قصدا ليس فيه اختصار مخل ولا إشباع ممل ففي القرآن الكريم: فصل الخطاب (انظر ما جاء في البيضاوي تفسير الآية 19 من سورة 39). قول فصل: (دي يونج، المقري 1: 375). وفي كتاب محمد بن الحارث (ص282): ألقي إليه كلاما فصلا قليل اللفظ كثير المعاني عجيب الحكم.
ومؤنث فصل: فصلة (البيان 2: 111).
فصل: مناسب، ملائم، موافق، في أوانه (الكالا).
فصل: رأس المزمار (صفة مصر 13: 399).
فصل البهائم: سواف البهائم، وباء الحيوان موتان البهائم (بوشر).
فصل الغنم: جدري الغنم، نبج. وهو مرض معد يصيب الغنم. (بوشر).
فصل الفلاليس، والجمع فصول (الكالا) وقد ترجم فكتور المعنى الذي ذكره الكالا باللاتينية بقوله غذاء الدجاج، طعام الدجاج، وفراخ الدجاج وترجمها فونيز بقوله: ما تحضنه الدجاجة من بيض.
فصلة: قطعة قماش. (هلو، ابن بطوطة 4: 3 (وهذا هو الصواب بدل فضلة).
فصول: تفصيل، صنع. (هلو).
فصيل: مقدم الجدار، والجمع فصل (انظر ما يلي) وفصول. (معجم الطرائف، السعدية النشيد 48).
فصيل: في المعجم اللاتيني- العربي ترجمة mansiungula ( مقدم الجدار).
فصيل: رواق، دهليز الدار، مجاز. وفي المعجم اللاتيني العربي vestibulum: مدخل وفصيل. وفي معجم فوك: Porticus أي رواق ممر مكشوف، مجاز. والجمع فصيلات وفصلان. وفي حيان (ص55 ق): وضبط بنفسه باب الفصيل الذي يتوصل منه إلى مجلس الولد واصعد غلمانه وغلمان الولد على سقف الفصيل وفي المقري (1: 251) في الكلام عن إخوة الحكم الثاني الذين استقدمهم الحكم إلى قصر الزهراء ليبايعوه حين ترك الحكم. فوافى جميعهم الزهراء في الليل فنزلوا في مراتبهم بفصلان دار الملك.
وانظر (1: 12: 18) منه حيث تجد الجمع فصل.
فصيل القصر عند ابن عباد (2: 119) يظهر إنه يدل على نفس المعنى.
فصيلة، والجمع فصائل (الكامل ص536): قطع منتجات، مختارات (المقدمة 2: 324، 325).
فصال. سيف فصال: قاطع (محيط المحيط).
فاصل: قاض. حاكم. (فوك).
فاصل، والجمع فواصل: ما يفصل بين شيئين (فوك).
فاصلة: حائط فاصل، حائط بين أرضين أو حجرتين. (أماري ص5).
فيصل: لابد لها معنى لا أعرفه في المقري (1: 405) وكذلك في طبعة بولاق.
تفصيل، والجمع تفاصيل: بيان، شرح، تبيين، (بوشر، معجم الفدا).
بالتفصيل: تفصيلا، مفصلا، بشرح كل ما يتصل به، بإسهاب، بإطناب. (بوشر).
تفصيلة: قطعة قماش. (فريتاج) وفي النويري (مصر، مخطوطة رقم 2، ص204 و): تفصيلتين حرير. (ألف ليلة 3: 501، 4: 246).
تفصيلة: تفصيل ثوب. (بوشر).
تفصيلي: تحليلي (بوشر).
مفصل: نبض، ضربات الشرايين من انقباضات القلب، (ألف ليلة يرسل 2: 17) وفي طبعة ماكن نجد الجمع مفاصل الذي نجده أيضا في هذه الطبعة (2: 45).
مفصل الساق: ربلة الساق. وفي المعجم اللاتيني- العربي ( sura مفصل الساق وبضاعته).
مفصل: مثل وصل (انظر وصل): قطع صغيرة للوصل تستعمل في منقوشات التلبيس والترصيع. ففي المقري (1: 403): وله مفاصل تجتمع إليها أجزاؤه وتلتئم. وفيه (1: 404): (وصنع له محمل- ذو مفاصل ينبو عن دقتها الإدراك، ويشتد بها الارتباط بين المفصلين ويصح الاشتراك).
مفصل: موضح، مبين، مذكور بجميع أحواله وظروفه وأجزائه. (بوشر).
مفصل: مصمم، مقرر. مقضي. (بوشر).
انفصالي: فاصل، مفرق، حرف الانفصال (بوشر).
منفصل: مركب من عدة قطع يتصل بعضها ببعض (ابن بطوطة 3: 233، 234).
قضية منفصلة: قسم من القضية الشرطية كقولك العدد إنما زوج وإنما فرد. (بوشر، محيط المحيط).
منفصلة أو متصلة: قضية شرطية. (فوك)

فصل: الليث: الفَصْل بَوْنُ ما بين الشيئين. والفَصْل من الجسد: موضع

المَفْصِل، وبين كل فَصْلَيْن وَصْل؛ وأَنشد:

وَصْلاً وفَصْلاً وتَجْميعاً ومُفْتَرقاً،

فَتْقاً ورَتْقاً وتأْلِيفاً لإِنسان ابن سيده: الفَصْل الحاجِز بين

الشيئين، فَصَل بينهما يفصِل فَصْلاً فانفصَل، وفَصَلْت الشيء فانصَل أَي

قطعته فانقطع.

والمَفْصِل: واحد مَفاصِل الأَعضاء. والانْفصال: مطاوِع فصَل.

والمَفْصِل: كل ملتقى عظمين من الجسد. وفي حديث النخعي: في كل مَفْصِل من الإِنسان

ثلُث دِيَة الإِصبع؛ يريد مَفْصِل الأَصابع وهو ما بين كل أَنْمُلَتين.

والفاصِلة: الخَرزة التي تفصِل بين الخَرزتين في النِّظام، وقد فَصَّلَ

النَّظْمَ. وعِقْد مفصَّل أَي جعل بين كل لؤلؤتين خرزة. والفَصْل: القضاء

بين الحق والباطل، واسم ذلك القَضاء الذي يَفْصِل بينهما فَيْصَل، وهو

قضاء فَيْصَل وفاصِل. وذكر الزجاج: أَن الفاصِل صفة من صفات الله عز وجل

يفصِل القضاء بين الخلق.

وقوله عز وجل: هذا يوم الفَصْل؛ أَي هذا يوم يفصَل فيه بين المحسن

والمسيء ويجازي كل بعمله وبما يتفضل الله به على عبده المسلم. ويوم الفَصْل:

هو يوم القيامة، قال الله عز وجل: وما أَدراك ما يومُ الفَصْل. وقَوْل

فَصْل: حقٌّ ليس بباطل. وفي التنزيل العزيز: إِنَّه لقَوْل فَصْل. وفي صفة

كلام سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: فَصْل لا نَزْر ولا هَذْر أَي

بيِّن ظاهر يفصِل بين الحق والباطل؛ ومنه قوله تعالى: إِنه لقول فَصْل؛

أَي فاصِل قاطِع، ومنه يقال: فَصَل بين الخَصْمين، والنَّزْر القليل،

والهَذْر الكثير. وقوله عز وجل: وفَصْل الخطاب؛ قيل: هو البيّنة على المدَّعى

واليمين على المدَّعي عليه، وقيل: هو أَن يفصِل بين الحق والباطل؛ ومنه

قوله: إِنه لقول فَصْل؛ أَي يفصِل بين الحق والباطل، ولولا كلمة الفَصْل

لقضي بينهم. وفي حديث وَفْدِ عبد القيس: فمُرْنا بأَمر فَصْل أَي لا رجعة

فيه ولا مردَّ له.

وفَصَل من الناحية أَي خرج. وفي الحديث: من فَصَل في سبيل الله فمات أَو

قتِل فهو شهيد أَي خرج من منزله وبلده. وفاصَلْت شريكي.

والتفصيل: التبيين. وفَصَّل القَصَّاب الشاةَ أَي عَضَّاها.

والفَيْصَل: الحاكم، ويقال القضاء بين الحق والباطل، وقد فَصَل الحكم.

وحكم فاصِل وفَيْصَل: ماض، وحكومة فَيْصَل كذلك. وطعنة فَيْصَل: تفصِل بين

القِرْنَيْن. وفي حديث ابن عمر: كانت الفَيْصَل بيني وبينه أَي القطيعة

التامة، والياء زائدة. وفي حديث ابن جبير: فلو علم بها لكانت الفَيْصَل

بيني وبينه.

والفِصال: الفِطام؛ قال الله تعالى: وحَملُه وفِصالُه ثلاثون شهراً؛

المعنى ومَدى حَمْلِ المرأَة إِلى منتهى الوقت الذي يُفْصَل فيه الولد عن

رَضاعها ثلاثون شهراً؛ وفَصَلت المرأَة ولدها أَي فطمَتْه. وفَصَل المولودَ

عن الرضاع يَفْصِله فَصْلاً وفِصالاً وافْتَصَلَه: فَطَمه، والاسم

الفِصال، وقال اللحياني: فَصَلته أُمُّه، ولم يخص نوعاً. وفي الحديث: لا رَضاع

بعد فِصال، قال ابن الأَثير: أَي بعد أَن يُفْصَل الولد عن أُمِّه، وبه

سمي الفَصِيل من أَولاد الإِبل، فَعِيل بمعنى مَفْعول، وأَكثر ما يطلق في

الإِبل، قال: وقد يقال في البقر؛ ومنه حديث أَصحاب الغار: فاشتريت به

فَصِيلاً من البقر، وفي رواية: فَصِيلةً، وهو ما فُصِل عن اللبن من أَولاد

البقر. والفَصِيل: ولد الناقة إِذا فُصِل عن أُمه، والجمع فُصْلان

وفِصال، فمن قال فُصْلان فعلى التسمية كما قالوا حرث وعبَّاس، قال سيبويه:

وقالوا فِصْلان شبهوه بغُراب وغِرْبان، يعني أَن حكْم فَعِيل أَن يكسَّر على

فُعْلان، بالضم، وحكم فُعال أَن يكسَّر على فِعْلان، لكنهم قد أَدخلوا

عليه فَعِيلاً لمساواته في العدَّة وحروف اللين، ومنْ قال فِصال فعلى الصفة

كقولهم الحرث والعبَّاس، والأُنثى فَصِيلة.

ثعلب: الفَصِيلة القطعة من أَعضاء الجسد وهي دون القَبيلة. وفَصِيلة

الرجل: عَشِيرته ورَهْطه الأَدْنَوْن، وقيل: أَقرب آبائه إِليه؛ عن ثعلب،

وكان يقال لعباس فَصِيلة النبي، صلى الله عليه وسلم؛ قال ابن الأَثير:

الفَصِيلة من أَقرب عَشِيرة الإِنسان، وأَصل الفَصِيلة قطعة من لحم الفخِذ؛

حكاه عن الهروي. وفي التنزيل العزيز: وفَصِيلته التي تُؤْوِيِه. وقال

الليث: الفَصِيلة فخذ الرجل من قومه الذين هو منهم، يقال: جاؤوا بفَصِيلَتهم

أَي بأَجمعهم.

والفَصْل: واحد الفُصول.

والفاصِلة التي في الحديث: من أَنفق نفقة فاصلة في سبيل الله فبسبعمائة،

وفي رواية فله من الأَجْر كذا، تفسيرها في الحديث أَنها التي فَصَلَتْ

بين إِيمانه وكفره، وقيل: يقطعها من ماله ويَفْصِل بينها وبين مال نفسه.

وفَصَلَ عن بلد كذا يَفْصِلُ فُصُولاً؛ قال أَبو ذؤَيب:

وَشِيكُ الفُصُول، بعيدُ الغُفُو

ل، إِلاَّ مُشاحاً به أَو مُشِيحا

ويروى: وَشِيك الفُضُول. ويقال: فَصَل فلان من عندي فُصُولاً إِذا خرج،

وفَصَل مني إِليه كتاب إِذا نفذ؛ قال الله عز وجل: ولما فَصَلَتِ

العِيرُ؛ أَي خرجت، فَفَصَلَ يكون لازماً وواقعاً، وإِذا كان واقعاً فمصدره

الفَصْل، وإِذا كان لازماً فمصدره الفصُول. والفَصِيل: حائط دون الحِصْن، وفي

التهذيب: حائط قصير دون سُورِ المدينة والحِصْن. وفَصَل الكَرْمُ: ظهر

حبُّه صغيراً أَمثال البُلْسُنِ.

والفَصْلة: النخلة المَنْقولة المحوَّلة وقد افْتَصَلَها عن موضعها؛ هذه

عن أَبي حنيفة. وقال هجري: خير النخل ما حوِّل فسيله عن منبته،

والفَسِيلة المحوَّلة تسمى الفَصْلة، وهي الفَصْلات، وقد افتصلنا فَصْلات كثيرة

في هذه السنة أَي حوَّلناها.

ويقال: فَصَّلْت الوِشاح إِذا كان نظمه مفصّلاً بأَن يجعل بين كل

لؤلؤتين مَرْجانة أَو شَذْرة أَو جوهرة تفصل بين كل اثنتين من لون واحد.

وتَفْصيل الجَزور: تَعْضِيَتُه، وكذلك الشاة تفصَّل أَعضاء.

والمفاصِل: الحجارة الصُّلْبة المُتَراصِفة، وقيل: المَفاصِل ما بين

الجَبلين، وقيل: هي منفصَل الجبل من الرمْلة يكون بينها رَضْراض وحصى صِغار

فيَصْفو ماؤه ويَرِقُّ؛ قال أَبو ذؤيب:

مَطافِيلَ أَبكار حديثٍ نِتاجُها،

يُشاب بماء مثل ماء المفاصِل

هو جمع المَفْصِل، وأَراد صفاء الماء لانحداره من الجبال لا يمرُّ بتراب

ولا بطين، وقيل: ماء المَفاصِل هنا شيء يسيل من بين المَفْصِلين إِذا

قطع أَحدهما من الآخر شبيه بالماء الصافي، واحدها مَفْصِل. التهذيب:

المَفْصِل كل مكان في الجبل لا تطلع عليه الشمس، وأَنشد بيت الهذلي، وقال أَبو

عمرو: المَفْصِل مَفْرق ما بين الجبل والسَّهْل، قال: وكل موضعٍ مَّا بين

جبلين يجري فيه الماء فهو مَفْصِل. وقال أَبو العميثل: المَفاصِل صُدوع

في الجبال يسيل منها الماء، وإِنما يقال لما بين الجبلين الشِّعب. وفي

حديث أَنس: كان على بطنه فَصِيل من حجر أَي قطعة منه، فَعِيل بمعنى مفعول.

والمَفْصِل، بفتح الميم: اللسان؛ قال حسان:

كِلْتاهما عَرق الزُّجاجة، فاسْقِني

بزُجاجة أَرْخاهما للمَفْصِل

ويروى المِفْصَل، وفي الصحاح: والمِفْصَل، بالكسر، اللسان؛ وأَنشد ابن

بري بيت حسان:

كلتاهما حَلَب العَصِير، فعاطِني

بزُجاجة أَرخاهما للمِفْصَل

والفَصْل: كلُّ عَرُوض بُنِيت على ما لا يكون في الحَشْو إِمَّا صحة

وإِمَّا إِعلال كمَفاعِلن في الطويل، فإِنها فَصْل لأَنها قد لزمها ما لا

يلزم الحَشْو لأَن أَصلها إِنما هو مَفاعيلن، ومفاعيلن في الحَشْو على

ثلاثة أَوجه: مفاعيلن ومَفاعِلن ومفاعيلُ، والعَروض قد لزمها مَفاعِلن فهي

فَصْل، وكذلك كل ما لزمه جنس واحد لا يلزم الحَشْو، وكذلك فَعِلن في البسيط

فَصْل أَيضاً؛ قال أَبو إِسحق: وما أَقلّ غير الفُصُول في الأَعارِيض،

وزعم الخليل أَن مُسْتَفْعِلُن في عَروض المُنْسَرِح فَصْل، وكذلك زعم

الأَخفش؛ قال الزجاج: وهو كما قال لأَن مستفعلن هنا لا يجوز فيها فعلتن فهي

فَصْل إِذ لزمها ما لا يلزم الحَشْو، وإِنما سمي فَصْلاً لأَنه النصف من

البيت.

والفاصِلة الصغرى من أَجزاء البيت: هي الــسببــان المقرونان، وهو ثلاث

متحركات بعدها ساكن نحو مُتَفا من مُتَفاعِلُن وعلتن من مفاعلتن، فإِذا كانت

أَربع حركات بعدها ساكن مثل فَعَلتن فهي الفاصِلة الكُبْرى، قال: وإِنما

بدأْنا بالصغرى لأَنها أَبسط من الكُبْرى؛ الخليل: الفاصِلة في العَروض

أَن يجتمع ثلاثة أَحرف متحركة والرابع ساكن مثل فَعَلَت، قال: فإِن اجتمعت

أَربعة أَحرف متحركة فهي الفاضِلة، بالضاد المعجمة، مثل فعَلتن.

قال: والفَصل عند البصريين بمنزلة العِماد عند الكوفيين، كقوله عز وجل:

إِن كان هذا هو الحقَّ من عندك؛ فقوله هو فَصْل وعِماد، ونُصِب الحق

لأَنه خبر كان ودخلتْ هو للفَصْل، وأَواخر الآيات في كتاب الله فَواصِل

بمنزلة قَوافي الشعر، جلَّ كتاب الله عز وجل، واحدتها فاصِلة.

وقوله عز وجل: كتاب فصَّلناه، له معنيان: أَحدهما تَفْصِيل آياتِه

بالفواصِل، والمعنى الثاني في فَصَّلناه بيَّنَّاه. وقوله عز وجل: آيات

مفصَّلات، بين كل آيتين فَصْل تمضي هذه وتأْتي هذه، بين كل آيتين مهلة، وقيل:

مفصَّلات مبيَّنات، والله أَعلم، وسمي المُفَصَّل مَفصَّلاً لقِصَر أَعداد

سُوَرِه من الآي. وفُصَيْلة: اسم.

فصل
الْفَصْل: الحاجِزُ بينَ الشيئينِ، كَمَا فِي المُحكَمِ، والمُصَنِّفونَ يُتَرجِمونَ بِهِ أَثناءَ الأَبوابِ، إمّا لأَنَّه نوعٌ من المسائلِ مَفصولٌ عَن غَيرِه، أَو لأَنَّه ترجَمَةٌ فاصلَةٌ بينَه وبينَ غَيره، فَهُوَ بِمَعْنى مَفعولٍ أَو فاعِلٍ، قَالَه شيخُنا. الفَصْلُ: كُلُّ مُلْتَقى عَظْمَيْنِ من الجَسَدِ، كالمَفْصِلِ، كمَجلِس.
الفَصْلُ: الحَقُّ من القَولِ، وَبِه فُسِّرَ قولُه تَعَالَى: إنَّه لَقولٌ فَصْلٌ أَي حَقٌّ، وَقيل: فاصِلٌ قاطِعٌ.
قَالَ الليثُ: الفَصْلُ، من الجَسَدِ: مَوضِعُ المَفصِلِ، وبينَ كلِّ فصلَينِ وصْلٌ، وأَنشدَ: (وَصْلاً وفَصْلاً وتَجميعاً ومُفترقاً ... فَتقاً ورَتْقاً وتأْلِيفاً لإنسانِ)
الفَصْلُ عِنْد البَصرِيّينَ كالعِمادِ عندَ الكُوفِيّينَ، كَقَوْلِه تَعَالَى: إنْ كانَ هَذَا هُوَ الحَقَّ من عِندِكَ فقولُهُ: هُوَ، فَصْلٌ وعِمادٌ، ونصَبَ الحَقَّ، لأَنَّه خبرُ كانَ، ودخلَت هُوَ للفصْلِ. الفصلُ: القضاءُ بينَ الحَقِّ والباطِلِ، كالفَيْصَلِ، كحَيدَرٍ، هَذَا هُوَ الأَصلُ، وَقيل: الفيصَلُ: اسمُ ذَلِك القضاءِ.
الفَصْلُ: فَطْمُ المَولودِ، كالافْتِصالِ، يُقال: فصَلَ المَولودَ عَن الرَّضاعِ، وافْتَصَلَه: إِذا فطَمَه.
والاسمُ، الفِصالُ، ككِتابٍ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: وحَمْلُهُ وفِصالُه ثلاثونَ شَهراً المَعنى: ومَدى حَمْلِ المَرأَةِ إِلَى مُنْتَهى الوَقْتِ الَّذِي يُفصَلُ فِيهِ الولَدُ عَن رَضاعِها ثلاثونَ شَهراً. الفَصْلُ: الحَجْزُ بَين الشَّيئينِ إشْعاراً بانتهاءِ مَا قبلَه، قَالَه الراغبُ، وَفِي بعض النُّسخ الحَجْرُ بالرّاءِ.)
الفصْلُ: القَطْعُ، وإبانَةُ أَحَدِ الشَّيْئَيْنِ عَن الآخَر، وَقَالَ الحَرالِّي: هُوَ اقتِطاعُ بعضٍ من كُلٍّ. فَصَلَ بَينهمَا يَفصِلُ، بالكَسرِ، فَصلاً، فِي الكُلِّ، ممّا ذُكِر. والفاصِلَةُ: الخَرَزَةُ الَّتِي تفصِلُ بينَ الخَرَزَتينِ فِي النِّظامِ، وَقد فصَلَ النَّظْمَ، ظاهرُه أَنَّه من حَدِّ نَصَرَ، وَالصَّحِيح وَقد فصَّلَ بالتَّشديدِ، فإنَّ الجَوْهَرِيّ قَالَ بعدَه: وعِقدٌ مُفَصَّلٌ، أَي جُعِلَ بينَ كُلِّ لؤلُؤَتينِ خَرَزَةٌ، وَفِي التَّهذيبِ: فَصَّلْتُ الوِشاحَ: إِذا كانَ نَظمُه مُفَصَّلاً، بأَن يُجعَلَ بينَ كلِّ لؤلؤَتَيْنِ مَرجانَةٌ أَو شَذَرَةٌ من لونٍ واحِدٍ. وأواخِرُ آياتِ التَّنزيلِ العزيزِ فواصِلُ، بمَنزِلَةِ قوافي الشِّعْرِ، جَلَّ كِتابُ الله عزَّ وجَلَّ، الواحِدَةُ فاصِلَةٌ. وحُكْمٌ فاصِلٌ، وفَيْصَلٌ: أَي ماضٍ، وحُكومَةٌ فَيْصَلٌ كَذَلِك. وطَعنَةٌ فَيْصَلٌ: تَفصِلُ بينَ القِرنَينِ، أَي تُفَرِّقُ بينَهُما. والفَصيلُ، كأَميرٍ: حائطٌ قصيرٌ دونَ الحِصْنِ، أَو دونَ سورِ البلَدِ. يُقَال: وَثَّقوا سورَ المدينَةِ بكِباشٍ وفَصيلٍ. الفَصيلُ: ولَدُ النّاقَةِ إِذا فُصِلَ عَن أُمِّه، وَقد يُقال فِي الْبَقر أَيضاً، وَمِنْه حديثُ أَصحابِ الغارِ: فاشترَيْتُ بِهِ فَصيلاً من البقَرِ، ج: فُصْلانٌ، بالضَّمِّ والكَسْرِ، وَهَذِه عَن الفرَّاءِ، شبَّهوهُ بغُرابٍِ وغِرْبانٍ، يَعْنِي أَنَّ حُكمَ فَعيلٍ أَنْ يُكَسَّرَ على فُعلانَ بالضَّمِّ، وحُكمُ فُعالٍ أَن يُكَسَّرَ على فِعْلانٍ، لكنَّهُم قد أَدخَلوا عَلَيْهِ فَعيلاً لمُساواتِه فِي العِدَّةِ وحُروفِ اللِّينِ. مَنْ قَالَ: فِصالٌ، ككِتابٍ، فعلى الصِّفَةِ، كقولِهِم: الحارِثُ والعَبّاسُ. والفَصيلَةُ: أُنثاه. والفَصيلَةٌ، من الرَّجُلِ: عَشيرَتُه ورَهطُه الأَدْنَونَ، وَبِه فُسِّرَ قولُه تَعَالَى: وفَصيلَتِه الّتي تؤْوِيهِ، أَو أَقرَبُ آبَائِهِ إِلَيْهِ، عَن ثعلَبٍ، وَكَانَ يُقال للعَبّاس رَضِي الله عَنهُ فَصيلَةُ النَّبيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم وَهِي بمَنزلَةِ المَفصِلِ من القَدَمِ. قَالَ ابنُ الأَثير: الفَصيلَةُ من أَقرَبِ عَشيرَةِ الإنسانِ، وأَصلُها القِطْعَةُ من لَحْمِ الفَخِذِ، حَكَاهُ عَن الهرَوِيّ. قَالَ ثعلَبٌ: الفَصيلَةُ: القِطْعَةُ من أَعضاءِ الجَسَدِ، وَهِي دونَ القبيلةِ. وفَصَلَ من البلَدِ فُصولاً: خرجَ مِنْهُ، قَالَ أَبو ذؤَيبٍ:
(وَشِيكَ الفُصولِ بعيدَ الغُفُو ... لِ إلاّ مُشاحاً بِهِ أَو مُشيحا)
ويُقال: فصَلَ فُلانٌ من عِنْدِي فُصولاً: إِذا خرَجَ. وفَصَل منّي إِلَيْهِ كِتابٌ: إِذا نَفَذَ، قَالَ الله عزّ وجَلَّ: ولَمّا فَصَلَتِ العِيرُ أَي خرجَت، ففصلَ يكونُ لازِماً ووَاقِعاً، وَإِذا كانَ واقِعاً فمَصدرُهُ الفَصل، وَإِذا كانَ لازِماً فمَصدرُه الفُصول. فَصَلَ، الكَرْمُ: خَرَجَ حَبُّه صَغيراً، أَمثالَ البُلْسُنِ.
والفَصْلَةُ: النَّخْلَةُ المَنقولَةُ، المُحوَّلَةُ، وَقد افْتَصَلَها عَن مَوضِعها، وَهَذِه عَن أَبي حنيفةَ. وَقَالَ هَجَرِيٌّ: خَيرُ النَّخْلِ مَا حُوِّلَ فَسيلُه عَن مَنبِتِه، والفَسيلَةُ المُحَوَّلَةُ تُسَمّى الفَصْلَةُ، وَهِي)
الفَصَلاتُ. والمَفاصِلُ: مَفاصِلُ الأَعضاءِ، الواحدُ مَفْصِلٌ، كمَنزِلٍ، وَهُوَ كلُّ مُلتَقى عظمَينِ من الجَسَدِ، وَفِي حَدِيث النَّخْعِيِّ: فِي كلِّ مَفصِلٍ من الإنسانِ ثُلُثُ دِيَةِ الإصبَعِ، يُريدُ مَفصِلَ الأَصابِعِ، وَهُوَ مَا بينَ كُلِّ أُنْمُلَتَينِ. والمَفاصِل: الحِجارَةُ الصُّلْبَةُ المُتراكِمَةُ، المُتراصِفَةُ. قيل: المَفاصِلُ: مَا بينَ الجَبَلَينِ، وَقيل: هِيَ مُنْفَصَلُ الجَبَلِ يكونُ بَينهمَا، من رَملٍ ورَضراضٍ، وحَصىً صِغارٍ، فيَرِقّ ويَصفو ماؤُه، وَبِه فَسَّرَ الأَصمعِيُّ قولَ أَبي ذُؤَيْبٍ:
(مَطافِيلُ أَبْكارٍ حَديثٍ نِتاجُها ... يُشابُ بماءٍ مثلِ ماءِ المَفاصِلِ)
وأَرادَ صفاءَ المَاء لانحِدارِه من الجِبالِ لَا يَمُرُّ بتَرابٍ وَلَا بطينٍ، وَقَالَ أَبو عُبيدَةَ: مَفاصِلُ الْوَادي: المَسايِلُ، وَقَالَ أَبو عَمروٍ: المَفاصِلُ فِي البيتِ: مَفاصِلُ العظامِ، شبَّهَ ذلكَ الماءَ بماءِ اللَّحمِ، كَذَا فِي العبابِ، ونقلَ السُّكَّريُّ عَن ابْن الأَعرابّيِّ مَا يقرب من ذَلِك، قَالَ: هُوَ ماءُ اللَّحمِ الَّذِي يَقطُرُ مِنْهُ، فشَبَّهَ حُمرَةَ الخَمْرِ بذلك، وَفِي التَّهذيب: المَفصِلُ: كلُّ مكانٍ فِي الجَبلِ لَا تَطلُعُ عَلَيْهِ الشَّمسُ، وأَنشدَ بيتَ الهُذَلِيِّ، وقالَ أَبو العَمَيْثَل: المفاصِلُ: صُدوعٌ فِي الجِبالِ يَسيلُ مِنْهَا الماءُ، وإنَّما يُقال لما بينَ الجبلَيْنِ الشِّعْبُ. والمِفْصَل، كمِنبَرٍ: اللِّسانُ، قَالَ حسّانُ رَضِي الله عَنهُ:
(كِلتاهُما حَلَبُ العَصيرِ فعاطِني ... بزُجاجَةٍ أَرْخاهُما للمِفْصَلِ)
والفَيْصَلُ، كحَيدرٍ، والفَيْصَلِيُّ، بِزِيَادَة الياءِ، وَهَذِه عَن ابنِ عَبّّادٍ: الحاكِمُ، لِفَصْلِه بينَ الحَقِّ والباطِلِ، قَالَ شيخُنا: وَفِي شرحِ المِفتاحِ للسيِّدِ مَا يَقتضي أَنَّه أُطْلِقَ عَلَيْهِ مَجازاً مُبالَغَةً، وأَصلُه القَضاءُ الفاصِلُ بَين الحقِّ والباطِلِ. رَجُلٌ فَصَّالٌ، كشَدّادٍ: مَدّاحُ النّاسِ لِيَصِلوهُ، وَهُوَ دَخيلٌ كَمَا فِي العُبابِ. وسَمَّوا فَصْلاً، مِنْهُم فَصلُ بنُ القاسِمِ، عَن سفيانَ عَن زُبيدٍ عَن مُرَّةَ، وَعنهُ يَعقوبُ بنُ يَعْقُوب. وفَصيلاً، كأَميرٍ، وسيأْتي فِي آخِرِ الحَرْفِ مَن تَسَمَّى كَذَلِك. وأَبو الفَصْلِ البَهرانِيُّ: شاعِرٌ لَهُ ذِكْرٌ، كَمَا فِي الْعباب والتَّبصيرِ. الفُصَلُ، كزُفَرَ: واحِدٌ، أَي فَرْدٌ فِي الأَسماء، والصَّوابُ أَنَّه بالقافِ إِجْمَاعًا، وبالفاءِ غلَطٌ صريحٌ، وَمَا أَدري مَن ضبطَه بالفاءِ، وَهُوَ رَجُلٌ من جُهَيْنَةَ، ابنُ عَمِّ عُمير بن جُندُبٍ، لَهُ خبرٌ وذِكْرٌ فِي كتابِ من عاشَ بعدَ المَوتِ، كَمَا سيأْتي ذَلِك للمصنِّف فِي قصل، روَينا بالسَّنَدِ المُتَّصِلِ عَن إسماعيلَ بنِ أَبي خالدٍ الكوفِيِّ الحفِظِ الطَّحانِ المُتوَفّى سنة، روى عَن ابنِ أَبي أَوْفَى وأَبي جُحَيْفَةَ وقَيْسٍ، وَعنهُ شُعبَةُ وعُبيدُ الله وخَلْقٌ، كَذَا فِي الكاشِفِ للذَّهَبيِّ،أَو من إنَّا فتَحْنا، عَن أَحْمد بن كُشاشِبٍ الفقيهِ الشَّافعِيِّ الدِّزْمارِيِّ، أَو من سَبِّح اسمَ رَبِّكَ، عَن الفِرْكاحِ فَقِيه الشّامِ، أَو من الضُّحى عَن الإمامِ أَبي سُليمانَ الخطّابيِّ رَحِمهم الله تَعَالَى، وسُمِّيَ مُفَصّلاً لكثرَة الفصولِ بينَ سُوَرِهِ، أَو لكثرةِ الفصْلِ بَين سُوَرِهِ بالبَسْمَلَةِ، وَقيل: لِقِصَرِ أَعدادِ سُوَرِه من الآيِ، أَو لِقِلَّةِ المَنسوخِ فِيهِ، وَقيل غيرُ ذَلِك، وَفِي الأَساسِ: المُفَصَّلُ: مَا يَلِي المَثانيَ من قِصار السُّوَرِ، الطِّوالِ ثمَّ المَثاني، ثمَّ المُفَصَّل، قَالَ شيخُنا: وَقد بسطَه الجَلالُ فِي الإتقانِ فِي الفنِّ الثّامِنَ عشَرَ مِنْهُ. وفَصلُ الخِطابِ فِي كَلَام الله عزّ وجلَّ، قِيلَ: هُوَ كلمةُ أَمّا بعدُ، لأَنَّها تفصِلُ بينَ الكلامَينِ، أَو هُوَ البَيِّنَةُ على المُدَّعي واليمينُ على المُدَّعَى عَلَيْهِ، أَو هُوَ أَنْ يُفصَلَ بينَ الحَقِّ والباطِلِ، أَو هُوَ مَا فِيهِ قطْعُ الحُكْمِ، قَالَه الرَّاغِبُ. والتَّفصيلُ: التَّبيينُ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: آياتٍ مُفَصّلاتٍ وقولُه تَعَالَى: وكُلَّ شيءٍ فَصَّلناهُ تَفصيلاً، وَقَوله تَعَالَى: أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثمَّ فُصِّلَتْ، وَقيل فِي قَوْله تَعَالَى آياتٍ مفَصَّلاتٍ، أَي بَين كلِّ اثنتينِ فَصْلٌ، تمْضِي هَذِه وتأْتي هَذِه، بينَ كلِّ اثنتينِ مُهْلَةٌ، وقولُه تَعَالَى:) بكِتابٍ فَصَّلْناهُ أَي بيَّنَّاهُ، وَقيل: فصَّلْنا آياتِه بالفواصِل. وفاصَلَ شريكَه مُفاصَلَةً: بايَنَهُ.
والفاصِلَةُ الصُّغرى فِي العَروضِ، هِيَ الــسَّببــانِ المقرونانِ، وَهُوَ ثلاثُ مُتَحرِّكاتٍ قبلَ ساكِنٍ نَحْو ضرَبَتْ، ومُتَفا من مُتفاعِلُنْ، وعَلَتُنْ من مُفاعَلَتُنْ. والفاصلَةُ الكُبرى أَربَعُ حركاتٍ بعدَها ساكنٌ نَحْو ضرَبَتا، وفَعَلَتُنْ، وَقَالَ الخليلُ: الفاصِلَةُ فِي العروضِ: أَن تجتمعَ ثلاثةُ أَحرُفٍ متحَرِّكة والرّابع ساكنٌ، قَالَ: فَإِن اجْتَمَعَتْ أَربعةُ أَحرُفٍ متحرِّكة فَهِيَ الفاضِلَةُ بالضَّادِ مُعجَمَةً، وسيأْتي فِي فضل. والنَّفَقَةُ الفاصِلَةُ: الَّتِي جَاءَ ذِكرُها فِي الحديثِ أَنَّها بسبعِمائةِ ضِعفٍ، وَهُوَ قَوْله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: مَن أَنفَقَ نفقَةً فاصِلَةً فِي سَبِيل الله فبسبعِمائةٍ وَفِي رِوَايَة: فلَهُ من الأَجْرِ كّذا، تفسيرُه فِي الحديثِ: هِيَ الَّتِي تفصلُ بينَ إيمَانه وكُفْرِه، وَقيل: يَقطَعُها من مالِه ويَفْصِلُ بينَها وبينَ مالِ نفسِه. والفصْلُ فِي القوافي: كُلُّ تغييرٍ اخْتَصَّ بالعَروضِ ولمْ يَجُزْ مثلُه فِي حَشْوِ البيتِ، وَهَذَا إنَّما يكونُ بإسقاطِ حَرْفٍ مُتَحَرِّكٍ فصاعِداً، فَإِذا كَانَ كذلكَ سُمِّيَ فَصْلاً، وَإِذا وجَبَ مثلُ هَذَا فِي العَروضِ لَمْ يَجُزْ أَنْ يقَعَ مَعهَا فِي القصيدَةِ عَروضٌ يُخالِفُها، ويَجِبُ أَن يكونَ عَروضُ أَبياتِ القصيدَةِ كلِّها على ذلكَ المِثالِ، وبيانُ هَذَا أَنَّ كُلَّ عَروضٍ تَثْبُتُ أَصْلاً أَو اعْتِلالاً على مَا يكونُ فِي الحَشْوِ، نَحْو مَفاعِلُنْ عَروضِ الطَّويلِ، لأَنَّها تلزَمُ فِي الحَشْوِ، وفاعِلُنْ فِي عَروضِ المَديدِ، وفَعِلُنْ فِي عَروضِ البسيطِ، فكلُّ عَروضٍ جازَ أَنْ يَدْخُلَها هَذَا التَّغييرُ سُمِّيَت باسم ذلكَ التَّغيير، وَهُوَ الفصلُ، وَمَتى لمْ يَدْخُلْها ذلكَ التَّغييرُ سُمِّيَتْ صحيحَةً، كَمَا فِي العُبابِ. والحَكَمُ بنُ فَصيلٍ، كأَميرٍ، عَن خالدٍ الحَذَّاءِ، وابنُه محمَّد بنُ الحَكَمِ يرْوى عَن خالدٍ الطَّحانِ، كَذَا فِي الإكمالِ. وعَدِيُّ بنُ الفصيلِ عَن عُمَرَ بنِ عبد العزيزِ، وَعنهُ الأَصمعِيُّ، ثِقَةٌ.
وبُحَيْرُ بنُ الفَصيلِ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ والصّوابُ يَحيى بنُ الفَصيلِ، وهما رَجُلانِ، أَحدُهما: العَنَزِيُّ البَصْرِيُّ الرّاوي عَن أَبي عَمرو بنِ العَلاءِ، وعنهُ أَبو عُبيدَةَ مَعْمَرُ بنُ المُثَنَّى اللُّغَوِيُّ، والثّاني كُوفِيٌّ روى عَن الحٍ سنّ بنِ صالِحِ بنِ حَيِّ، وَعنهُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ الأَحْمَسِيُّ، ذكرَهُ ابنُ ماكُولا، مُحَدِّثون. وفاتَهُ: هَيّاجُ بنُ عِمرانَ بنِ الفَصيلِ البُرْجُمِيُّ، بَصرِيٌّ حَدَّث. ومِمّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ: الانْفِصالُ: الانْقِطاعُ، وهوَ مُطاوِعُ فصَلَه. وذكَرَ الزّجّاجُ أَنَّ الفاصِلَ صِفَةٌ من صِفاتِ اللهِ عزَّ وجَلَّ، يَفصِلُ القَضاءَ بينَ الخَلْقِ. ويَوْمُ الفَصْلِ: يَوْمُ القِيامَةِ. وَفِي صفةِ كلامِه صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: فصلٌ لَا نَزْرٌ وَلَا هَذْرٌ، أَي بيِّنٌ ظاهِرٌ يَفصِلُ بينَ الحَقِّ والباطِل. وفَصَّلَ القَصَّابُ الشّاةَ تَفصيلاً: عَضّاها. والفيصَلُ: القطيعَةُ التّامَّةُ، وَمِنْه حديثُ ابنِ عُمَرَ: كَانَت)
الفيصلَ بيني وَبَينه. وجاءُوا بفَصيلَتِهِم، أَي بأَجْمَعِهِمْ. وفَصيلٌ من حَجَرٍ: أَي قِطْعَةٌ مِنْهُ، فَعيلٌ بِمَعْنى مَفعولٍ. وفُصَيْلَةُ، كجُهَيْنَةَ: اسْمٌ. والفَصْل: الطّاعونُ العامّ. والفُصولُ: واحِدُ الفَصْلِ: ربيعِيَّة، وخريفِيَّة، وصيفِيَّة، وشتْويَّة.
فصل
في أجزاء الأحاديث من مرويات الحفاظ أوردتها على ترتيب الحروف.
(فصل) الشَّيْء جعله فصولا متميزة مُسْتَقلَّة وَالْأَمر بَينه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {قد فصلنا الْآيَات لقوم يعلمُونَ} والقصاب الشَّاة جزأها وَفرق أعضاءها وَيُقَال فصل الْخياط الثَّوْب قطعه على قد صَاحبه وَالْعقد جعل بَين حباته حبات أُخْرَى مُغَايرَة فَهُوَ مفصل

ودج

(ودج)
الذَّبِيحَة (يدجها) ودجا ووداجا قطع ودجها وَبَين الْقَوْم ودجا أصلح وَقطع الشَّرّ وأماته
و د ج: (الْوَدَجُ) بِفَتْحَتَيْنِ وَالْوِدَاجُ بِالْكَسْرِ عِرْقٌ فِي الْعُنُقِ وَهُمَا وَدَجَانِ. 

ودج


وَدَجَ
a. [ يَدِجُ] (n. ac.
وَدْج), Cut the jugular vein of.
b. [Bain], Reconciled.
وَدَّجَa. see I (a)
وَدَج
(pl.
أَوْدَاْج)
a. Jugular vein.
b. Cause, reason; instrumentality.
c. Affinity.

وِدَاْجa. see 4 (a)
وَدَجَانِ
a. Two brothers.
[ودج] نه: في ح الشهداء: و"أوداجهم" تشخب دما، هي ما أحاط بالعنق من عروق يقطعها الذابح، جمع ودج- بالحركة، وقيل: هما عرقان غليظان عن جانبي نقرة النحر. ومنه: فانتفخت "أوداجه". ط: الودج- بفتح دال.
(و د ج) : (وَدَجَ الدَّابَّةَ وَدْجًا) قَطَعَ أَوْدَاجَهَا وَهِيَ عُرُوقُ الْحَلْقِ فِي الْمَذْبَحِ الْوَاحِدُ وَدَجٌ وَوَدَّجَهَا تَوْدِيجًا وَمِنْهُ قَالَ لِلْبَيْطَارِ (تُوَدِّجُ لِي دَابَّةً) وَتَأْخُذُ مِنْ مَعْرَفَتِهَا بِدَانِقٍ.
[ودج] الوَدَج والوِداج: عِرقٌ في العُنُق، وهما وَدَجانِ. يقال: دِج دابَّتكَ، أي اقْطَعْ وَدَجَها. وهو لها كالفَصْدِ للإنسان. والوَدَجان: الأَخَوانِ. ويقال: بِئْسَ وَدَجا حَربٍ هما. ووَدَجْتُ بين القوم ودْجاً، أي أصلحت.
ودج: الوَدَجُ: 'َرْقُ مُتَّصِلٌ كأنّه عَظْمٌ من الرَّأسِ إلى السَّحْرِ، والجمِيعُ الأوْدَاجُ. وإذا فُصِدَ قيل: وُدِجَ. وِدْجُ دابَتَكَ في الآمْرِ. ووَدَجْتُ بَيْنَ القوْمِ أَدِج ودْجاً: أصْلَحْت بينهم وفلان ودجي إلى فلان: أي سيبي. وفلانٌ للأَخَوَيْنِ: هُمَا ودَجانِ.
(ودج) - في الحديث : "أَوْدَاجُهُم تنفُخ أو تَشْخُبُ دَمًا"
الأَوداجِ: جَمْع الوَدَج؛ وهو ما أحَاط بالعُنُقِ مِن العُرُوقِ التي يَقطعُها الذَّابح، وقيل: الوَدَجانِ: عِرْقان غَلِيظان عَريضَان عن يمين ثُغْرَة النَّحْرِ ويَسارِهَا. وقيل: مُسْتبطِنَان في العُنُقِ، وقيل: في الأَخدَعِ.
- وفي الحديث : "كلّ ما أفْرَى الأَوْدَاجَ"
ودج
وَدَج [مفرد]: ج أوداج:
1 - (شر) عِرْقٌ في العُنُق ينتفخ عند الغضب، وهو عِرْق الأخدع الذي يقطعه الذَّابح فلا تبقى معه حياة، وهما ودَجَان ° انتفخت أوداجُه: غضب.
2 - (شر) واحد من أربعة أوردة رئيسيّة في الرقبة، يعيد الدّمَ من الرأس إلى القلب. 
ودج:
ودج واسم المصدر وداج (3:149، عدد آ) (الكامل للمبرد).
تودج: تدمّى، تفصّد (فوك).
وَدَج: عرق الأخدع ويطلق على الوريد أيضاً veine jugulaire؛ بقطر). والجمع أوداج (في المعجم اللاتينية fauces حَلق وأوداج وحنجرة) (فوك) ( bestie vena) ( بقطر، معجم التنبيه) ولا يقتصر استعمال هذه الكلمة على الحيوان بل الإنسان، ففي (الأغاني 1:34:5): انتفخت أوداجه (أخبار 8:106) ثم طعن في أوداجه بالخنجر. وفي (ابن البيطار 216:1): نقي أوداج البدن من الرأس وسائر البدن أيضاً. وفي المخطوطة ب: نفع أوداج .. الخ.
(ود ج)

الوَدَجَانِ: عِرْقان من الرَّأْس إِلَى السَّحْر.

وَالْجمع: أوداج.

وَقيل: الأَوْداج: مَا أحَاط بالحَلْق من الْعُرُوق.

وَقيل: هِيَ عُرُوق فِي أصُول الْأُذُنَيْنِ يخرج مِنْهُ الدَّم.

وودَجَه وَدْجاً، ووِدّاجاً، ووَدَّجه: قطع وَدَجه. قَالَ عبد الرَّحْمَن بن حسان:

فأمَّا قولُكَ الخُلَفاء منا ... فهم منعُوا وريدك من وِدَاج

ووَدَج بَينهم وَدْجاً: أصلح.

وَفُلَان ودَجِى إِلَى فلَان: أَي وَسِيلتي.

ووَدَج: مَوضِع.
و د ج

قطع الودجين وهما الوريدان. وودج الذبيحة يدجها، ودج ذبيحتك. ومن المجاز: حزّ على الفائت الودج إذا اشتدّ تلهفه عليه. قال عبد الله بن الزبير بفتح الزاي الأسديّ الشاعر:

لا أحسب الشرذ جاراً لا يفارقني ... ولا أحُزّ على ما فاتني الودجا

وكان فلان ودجي إلى كذا أي سببــي إليه ووصلتي. ويقال للمتواصلين: هما ودجان: شبّها بالعرقين في تصاحبهما. وقال زيد الخيل:

فقبّحتما من وافدين اصطفيتما ... ومن ودجي حرب تلقّح حائل

أي من أخوي حربٍ أو تحيا بكما الحرب كما يحيا الحيوان بودجيه. وودجت بين القوم: أصلحت وقطعت الشرّ وأمتّه. ووادجه موادجة: سالمه. قال الكميت:

الصّادعون صفا من لا يوادجهم ... والمرأبون بإذن الله ما شعبوا
و د ج : الْوَدَجُ بِفَتْحِ الدَّالِ وَالْكَسْرُ لُغَةٌ عِرْقُ الْأَخْدَعِ الَّذِي يَقْطَعُهُ الذَّابِحُ فَلَا يَبْقَى مَعَهُ حَيَاةٌ وَيُقَالُ فِي الْجَسَدِ عِرْقٌ وَاحِدٌ حَيْثُمَا قُطِعَ مَاتَ صَاحِبُهُ وَلَهُ فِي كُلِّ عُضْوٍ اسْمٌ فَهُوَ فِي الْعُنُقِ الْوَدَجُ وَالْوَرِيدُ أَيْضًا وَفِي الظَّهْرِ النِّيَاطُ وَهُوَ عِرْقٌ مُمْتَدٌّ فِيهِ وَالْأَبْهَرُ وَهُوَ عِرْقٌ مُسْتَبْطِنُ الصُّلْبِ وَالْقَلْبُ مُتَّصِلٌ بِهِ وَالْوَتِينُ فِي الْبَطْنِ وَالنَّسَا فِي الْفَخِذِ وَالْأَبْجَلُ فِي الرِّجْلِ وَالْأَكْحَلُ فِي الْيَدِ وَالصَّافِنُ فِي السَّاقِ.
وَقَالَ فِي الْمُجَرَّدِ أَيْضًا الْوَدِيدُ عِرْقٌ كَبِيرٌ يَدُورُ فِي الْبَدَنَ وَذَكَرَ مَعْنَى مَا تَقَدَّمَ لَكِنَّهُ خَالَفَ فِي بَعْضِهِ ثُمَّ قَالَ وَالْوَدَجَانِ عِرْقَانِ غَلِيظَانِ يَكْتَنِفَانِ ثُغْرَةَ النَّحْرِ يَمِينًا وَيَسَارًا وَالْجَمْعُ أَوْدَاجٌ مِثْلُ
سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَوَدَجْتُ الدَّابَّةَ وَدْجًا مِنْ بَابِ وَعَدَ قَطَعْتُ وَدَجَهَا وَوَدَّجْتُهَا بِالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ وَهُوَ لَهَا كَالْفَصْدِ لِلْإِنْسَانِ لِأَنَّهُ يُقَالُ وَدَجْتُ الْمَالَ إذَا أَصْلَحْتَهُ وَوَدَجْتُ بَيْنَ الْقَوْمِ أَصْلَحْتُ. 

ودج

1 وَدَجَ, (S, K,) aor. ـِ (S,) inf. n. وَدْجٌ (L, K) and وِدَاجٌ; (L;) and ↓ ودّج, inf. n. تَوْدِيجٌ; (K;) but the latter has an intensive signification; (Msb;) He cut the vein called الوَدَج: (K:) he bled a beast by cutting the vein so called; ودج with reference to a beast, as the object of the act, being the same as فَصَدَ with reference to a man. (S.) b2: وَدَجَ, inf. n. وَدْجٌ (tropical:) He put to rights; put into a right or proper state; adjusted. (S, K.) وَدَجَ المَالَ He put the property into a right or proper state. (Msb.) وَدَجَ بَيْنَ القَوْمِ He adjusted differences between the people, (S, Msb,) and put an end to evil. (TA.) 2 وَدَّجَ see 1.3 وادجهُ, inf. n. مُوَادَجَةٌ, (tropical:) He acted towards him with gentleness and good nature. (ISh, A.) وَدَجٌ, (S, K,) also written with kesreh, [app. وِدْجٌ, but perhaps وَدِجٌ,] (Msb,) and وِدَاجٌ, (S, K,) [A name given to each of the external jugular veins;] a certain vein in the neck; (S, K;) one of two veins, which are called the وَدَجَانِ: (T, S, &c.:) these are two veins extending from the head to the lungs; and the pl. is أَوْدَاجٌ: (M:) or two great veins on the right and left of the pit between the clavicles: (Msb, TA:) they are by the side of the وَرِيدَانِ, [here app. meaning the two carotid arteries,] and are of the number of the veins in which the blood [merely] runs, whereas the وريدان are for pulsation and for [the diffusion of] the soul, النفس [i. e النَّفْس, not النَّفَس; for, accord. to the Arabs, the animal soul (الرُّوحُ الحَيْوَانِىُّ, as is said in the KT,) diffuses itself throughout the body, from the heart, by means of the pulsing veins, or arteries]: (T, Msb, TA:) accord. to some, the ودج and وريد are the same; [meaning, that each of these names is applied to the external jugular vein:] (Msb:) or the اوداج are the veins which surround the windpipe: (TA:) or the ودج is the vein called the أَخْدَع, [elsewhere said to be a branch from the وريد, in the place where one is cupped,] which the slaughterer [of an animal] cuts through, thereby putting an end to life. (Msb.) b2: وَدَجَانِ (tropical:) Two brothers: (S, K:) two persons mutually attached; likened to the two veins so called. (A.) بِئْسَ وَدَجَا حَرْبٍ هُمَا Two evil brothers of war are they two. (S.) A2: وَدَجٌ (tropical:) A cause; a means whereby one attains to a thing; syn. سَبَبٌ and وَسِيلَةٌ; (K;) or, as in some lexicons, وُصْلَةٌ. (TA.) Ex. كَانَ فُلَانٌ وَدَجِى إِلَى كَذَا Such a one was my means of attaining to such a thing. (TA.)

ودج: الوَدَجُ: عِرْقٌ متصل

(* قوله «الودج عرق متصل» عبارة المصباح

الودج، بفتح الدال والكسر لغة: عرق الأخدع الذي يقطعه الذابح فلا يبقى معه

حياة. ويقال في الجسد عرق واحد حيثما قطع مات صاحبه، وله في كل عضو اسم،

فهو في العنق الودج والوريد أيضاً، وفي الظهر النياط وهو عرق ممتد فيه،

والأبهر وهو عرق مستبطن الصلب والقلب متصل به، والوتين في البطن، والنسا في

الفخذ، والأبجل في الرجل، والأكحل في اليد، والصافن في الساق.).

الجوهري: الوَدَجُ والوِدَاجُ عِرْقٌ في العُنق، وهما وَدَجانِ، وفي المحكم:

الوَدَجانِ عرقان متصلان من الرأْس إِلى السَّحْرِ، والجمع أَوْداج؛ غيره:

وهي عروق تكتنف الحُلْقُوم فإِذا فُصِدَ وُدِّجَ، وقيل: الأَوداجُ ما

أَحاط بالحلق من العروق، وقيل: هي عروق في أَصل الأُذنين يخرج منها الدم،

وقيل: الوَدَجان عرقان غليظان عريضان عن يمين ثُغْرَةِ النحر ويسارها،

والوَريدانِ بجنب الوَدَجَيْن، فالودجان من الجداول التي تجري فيها الدماء،

والوريدان النَّبْضُ والنَّفَس. وفي حديث الشهداء: أَوْداجُهم تَشْخُبُ

دماً، قيل: هي ما أَحاط بالعنق من العروق التي يقطعها الذابح؛ وفي الحديث:

كل ما أَفْرَى الأَودَاجَ؛ والحديث الآخر: فانتفخت أَوْداجُه.

والتَّوْدِيجُ في الدواب كالفصد في الناس. ويقال: دِجْ دابَّتَك أَي

اقطع وَدَجَها، وهُوَ لَها كالفصد للإِنسان.

ووَدَجَه وَدْجاً ووِدَاجاً ووَدَّجَه: قطع وَدَجَه؛ قال عبد الرحمن بن

حسان:

فأَمَّا قولُكَ: الخُلَفاءُ مِنَّا،

فهمْ مَنَعُوا وَرِيدَكَ مِن وِداجِ

ووَدَجَ بين القوم وَدْجاً: أَصلح. وفلانٌ وَدَجِي إِلى فلان أَي وسيلتي

وسبي. والوَدَجَانِ: الأَخَوان، ويقال للأَخوين: هما وَدَجانِ؛ قال زيدُ

الخيل:

فقُبِّحْتُمُ من وَافِدَيْنِ اصْطَفَيْتُما،

ومن وَدَجَيْ حَرْبٍ، تَلَقَّحُ، حائِلِ

(* قوله «فقبحتم إلخ» هو هكذا في الأصل.)

أَراد بوَدَجَيْ حَرْبٍ أَخَوَيْ حَرْب، ويقال: بئس وَدَجَا حَرْب هما

ابن شميل: المُوَادَجَةُ المُسَاهَلَةُ والمُلايَنةُ وحُسن الخلُق ولين

الجانب.

وَوَدَجٌ: موضع.

ودج
: ( {الوَدَجُ، محرَّكةً: عِرْقٌ فِي العُنُقِ) ، وهما} وَدَجانِ، ( {كالوِدَاجِ، بِالْكَسْرِ) . وَفِي (الْمُحكم) : الوَدَجانِ: عِرْقانِ متَّصلانِ من الرَّأْس إِلى السَّحْر، والجَمْعُ} أَوْداجٌ، وَقَالَ غَيره: {الأَوداجُ: مَا أَحاطَ بالحُلْقومِ من العُرُوقِ. وَقيل:} الوَدَجَانِ: عِرْقانِ عظيمانِ عَن يَمينِ ثُغْرَةِ النَّحْرِ ويَسارِها. والوَريدانِ بجَنْبِ {الوَدَجَيْنِ.} فالوَدَجَانِ من الجَداوِلِ الَّتِي تَجْرِي فِيهَا الدِّمَاءُ. والوَرِدانِ: النَّبْضُ والنَّفَسُ.
(و) من الْمجَاز: كَانَ فُلانٌ! - وَدَجِي إِلى كَذَا، أَي (الــسَّبَب والوَسِيلَة) . وَفِي بعض الأُمّهات تَقْدِيم الْوَسِيلَة على الــسَّبب. وَفِي بَعْضهَا: الوُصْلَة، بالصَّاد، بدل الوَسيلة، ومثلُه فِي (الأَساس) . (و) من الْمجَاز (الوَدَجَانِ: الأَخَوانِ) ، قَالَ زَيدُ الخَيْلِ:
فقُبِّحتُما مِن وافِدَيْنِ اصطُفِيتُما
وَمن وَدَجَيْ حَرْبٍ تَلَقَّحُ حائلِ
أَراد {- بِوَدَجَيْ حَرْبٍ: أَخَوَيْ حَرْبٍ. وَيُقَال: بِئْس} وَدَجَا حَرْبٍ هما. وَفِي الأَساس: يُقَال للمُتَواصِلَيْنِ: هما وَدَجَانِ: شُبِّها بالعِرْقَيْنِ فِي تصاحُبِهما.
( {والوَدْجُ: قَطْعُ الوَدَجِ،} كالتَّوْدَيج) ، وَهُوَ فِي الدَّوابّ كالفَصْدِ فِي الإِنسان. وَيُقَال: {دِجْ دَابَّتَك: أَي اقْطَعْ} وَدَجَها. {ووَدَجَه} وَدْجاً {ووِدَاجاً} ووَدَّجَه {تَوْديجاً. قَالَ عبد الرّحمان بن حَسّان:
فأَمّا قَوْلُكَ الخُلَفاءُ مِنّا
فهُمْ مَنَعُوا وَرِيدَكَ مِن} وِدَاجِ
(و) من الْمجَاز: {الوَدْجُ: (الإِصلاحُ) ، يُقَال:} وَدَجْتُ بينَهم {وَدْجاً: أَصْلَحْتُ وقَطَعْتُ الشَّرَّ.
(} وتَوْدِيجُ، د. قُرْب تِرْمِذَ) بناحِيَةِ رُوذْبَارَ، وراءَ سَيْحُونَ، مِنْهَا أَبو حامدٍ أَحمدُ بْن حَمْرةَ بنِ محمَّدِ بن إِسحاقَ المُطَّوِّعي، نَزيلُ سَمَرْقَنْدَ، عَن أَبيه، وَعنهُ أَبو حفصٍ عُمَرُ بن محمَّدٍ النَّسَفيّ الْحَافِظ، وتُوفِّيَ سنةَ 526. وَضَبطه أَهلُ الأَنساب بضَمِّ الأَوّل وإِعجام الدَّال؛ فليُنْظَر.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
عَن ابْن شُمَيل: {المُوَادَجَة: المُسَاهَلَة والمُلايَنَة وحُسْنُ الخُلُقِ ولِينُ الجَانِبِ. قلت: وَجعله الزَّمخشريُّ من المَجَاز.
(} ووَدجٌ) : اسْم موضعٍ. وَضَبطه فِي المعجم بِالتَّحْرِيكِ.
(ودج) الذَّبِيحَة ودجها

سوأ

سوأ: ساء. كان على أصحاب المعاجم أن يذكروا ساء ظَنُّهُ وهو كثير الورود، كما في كتاب عبد الواحد (ص205) مثلاً.
أساء. أساء إلى فلان: ألحق به ما يشينه ويقبحه. وأضرّبه واعتدى عليه (بوشر).
سُوء: المرأة السُّوء: الشرّيرة (محيط المحيط).
سُوَّة: عامية سَوْءَة: أست (فوك، ألكالا).
سوه: شعر العانة (بوشر).
سُوَّه: عامية سَوْءَة: ضرر، أذى (المقدمة 3: 378) وهذا عند دي سلان وطبعة بولاق. وفي مخطوطتنا رقم (1350): سَوْءَة.
سَوْءَةً: في هذه الكلمة كان على فريتاج أن يذكر واسَوْءَتاه أي يا للعار التي ذكرت في كليلة ودمنة (ص212)
(سوأ) - في الحديث: "قال رجل يا رسول الله: رأَيتُ كأن مِيزاناً دُلِّى من السماء، فوُزِنت أنتَ وأَبوَ بكْر إلى أن قال: فاستَاءَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم" .
استَاءَ: هو افْتَعل من السُّوء، على زِنة اسْتَاكَ، يعني سَاءَته وأَصابَه سُوءٌ، بمَنزِلة اهْتَمَّ من الهَمّ.
- في حديث عَبدِ الملك بنِ عُمَير: "السَّوْآءُ بنتُ السَّيِّد أَحبُّ إلىّ من الحَسْناءِ بِنتِ الظَّنُونِ".
يقال: رجلٌ أَسْوأُ وامرأة سَوْآء على وَزْن حَسْناء: أي قَبِيحان.
سوأ
ساءَ1 يَسوء، سُؤْ، سَوْءًا وسُوءًا وسواءً، فهو سيِّئ، والمفعول مَسُوء (للمتعدِّي)
• ساء الشَّيءُ:
1 - قبُح، ردؤ "ساءت أحوالُه/ معاملاتُه- طبعٌ/ عملٌ/ خلُقٌ سيّئ- {يَاأُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا} ".
2 - ضعُف، وهَن "ساءت صحّته".
• ساءَه فشلُ صديقه: ضرّه، آلمه، أحزنه "ساءه ما سمعَه من توبيخ ولوم- {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ} " ° ساء به ظنًّا: شكّ فيه، ارتاب. 

ساءَ2 يسوء، سُؤْ، سُوءًا وسَوْءًا، فهو سَيِّئ، والمفعول مَسُوء
• ساء فلانًا: فعل به ما يكره. 

أساءَ/ أساءَ إلى يُسيء، أسِئْ، إساءةً، فهو مُسيء، والمفعول مُساء (للمتعدِّي)

• أساء الشَّخصُ: أتى بالقبيح من قولٍ أو فعلٍ " {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا} ".
• أساء الشَّيءَ: أفسده، لم يُحسن عمله "أساء استعمالَ السِّكِّين فجُرح- أساء معاملةَ الأطفال- أساء تقديرَ/ تقييمَ النَّتائج- أساء سمعًا فأساء إجابة [مثل] " ° أساء التَّصرُّفَ/ أساء التَّعبيرَ/ أساء الفهمَ: أخطأه ولم يُحسِنْه- أساء الظَّن فيه/ أساء الظَّن به: شكّ فيه.
• أساءه الخبرُ: ساءَه؛ ضايقه.
• أساء إليه: ألحق به أذىً أو ضررًا أو إهانةً، سبَّب له عدم الرِّضا، خدش مشاعرَه "أساء إلى من أحسن إليه- أساء إلى جاره- غفَر لمن أساء إليه". 

استاءَ من يستاء، استَأْ، اسْتِياءً، فهو مُستاء، والمفعول مُستاءٌ منه
• استاء منه: تألّم، تضايَق بــسببــه، تأثَّر، تكدَّر، اغتاظ "استاء من سلوكه الطَّائش- مستاءٌ من تصرُّفِك". 

سوَّأَ يسوِّئ، تسويئًا وتَسْوئةً، فهو مُسَوِّئ، والمفعول مُسوَّأ
• سوَّأه: أفسده، قبَّحه، أضرّه "سوَّأ سمعته/ أفعاله: ألحق به ما يَشينه" ° سَوِّ ولا تُسوِّئْ: أصلِح ولا تُفسد.
• سوَّأ عليه فعلَه: عابه عليه، قال له: أسأتَ "سوّأ عليه تصرُّفه". 

إساءَة [مفرد]: مصدر أساءَ/ أساءَ إلى. 

استياء [مفرد]: مصدر استاءَ من. 

تسْوِئة [مفرد]: مصدر سوَّأَ. 

ساءَ3 [كلمة وظيفيَّة]: فعل ماض جامد للذمّ بمعنى (بئس) " {سَاءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا} - {سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ} ". 

سَوْء [مفرد]: ج أسْواء (لغير المصدر):
1 - مصدر ساءَ1 وساءَ2.
2 - قبح "رجل سَوْء- عمل سَوْء". 

سُوء [مفرد]: ج أسواء (لغير المصدر):
1 - مصدر ساءَ1 وساءَ2.
2 - شرّ، فساد، قُبْح، نقص، عيْب، كلّ ما يَسوء، وقد تجمع على مساوئ على غير قياس "سُوء طَبْع/ خُلُق/ استعمال/ حَظّ/ إدارة/ فَهْم/ نيَّة- الحديث السُّوء سريع الانتشار [مثل أجنبيّ]- {إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} " ° سُوء الإدارة: إدارة سيِّئة أو استعمال سيِّئ أو معاملة سيِّئة- سُوء الائتمان: إقدام المرء عن قصد على خيانة الثِّقة التي كانت سبب ائتمانه- سُوء السّلوك: التعامل الخاطئ مع الآخرين- سُوء الظَّنّ: الشَّكّ والارتياب- سُوء العاقبة: كارثة- سُوء الفَهْم: عدم فهمه على الوجه الصحيح- سُوء النِّيَّة: معرفة الإنسان ما ينطوي عليه عمله القانونيّ من عيوب وإجرام- سُوء حالة: وضع سيِّئ- قول السُّوء: القول القبيح- لسوء الحظّ/ لسوء الطَّالع: لعدم التَّوفيق لأسباب أقوى من الإرادة- مسَّه بسُوء: ألحق به ضررًا.
3 - لفظ يُكنى به عن البَرَص " {وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ} ".
• سوء هضم: (طب) توعُّك مؤقَّت بــسبب تعسُّر الهضم.
• سوء التَّغذية: (طب) حالة مرضيَّة سببــها نقْص في إحدى المواد الأساسيَّة في الطعام أو بعضها، مثل: الأملاح المعدنيَّة، والفيتامينات والبروتينات، وينتج عن ذلك العديد من الأمراض، مثل: فقر الدّم (الأنيميا)، ولين العظام (الكساح)، والضعف العام ونقص الوزن، وعدم النمو في الأطفال. 

سَوْءَة [مفرد]: ج سَوْءات وسَوَءات:
1 - عَوْرة، سُمِّيت بذلك لأنّ انكشافها للنَّاس يسوء صاحبَها "بدت سوءتُه- {قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ} ".
2 - فاحشة، كل عمل وأمر شائن "اجتنبْ السَّوْءة من القول والفعل".
• السَّوْءتان: القُبُل والدُّبُر من الرَّجل والمرأة. 

سُوأَى [مفرد]:
1 - اسم تفضيل من ساءَ1: مؤنّثًا: أكثر قُبحًا.
2 - نار جهنَّم " {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى} ". 

سَواء [مفرد]: مصدر ساءَ1. 

سَوّ [مفرد]: سَوْء؛ شرّ وانتقام وعذاب " {وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوِّ} [ق] ". 

سَوَّة [مفرد]: ج سَوَّات: سَوْءَة؛ عَوْرة " {لِبَاسًا يُوَارِي سَوَّتَهُما} [ق] ". 

سَيِّئ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ساءَ1 وساءَ2 ° سَيِّئ الحظ: غير محظوظ- سَيِّئ الخُلُق/ سَيّئ الطَّبع: صاحب خلق رديء منحطّ- سَيِّئ الظَّنِّ: لا يحسن الظَّن في أحد- مِنْ سيِّئ إلى أسوأ: يَزْداد سوءًا. 

سَيِّئة [مفرد]:
1 - مؤنَّث سَيِّئ: "حالة سيِّئة".
2 - ذنب، خطيئة، عكس حسنة "عُوقب على سيئاته- {مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلاَ يُجْزَى إلاَّ مِثْلَهَا} - {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} ".
3 - عَيْب، نقص، مصيبة " {وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا} ". 

مساوِئُ [جمع]: مف مَسَاءَة وسُوء (على غير قياس): معايب، نقائص، ما يُلحق سوءًا، أو ضررًا، أو إجحافًا، مضارّ، وقد تخفّف الهمزة فتصير: (مساوي) "مساوئ الحُكم الدِّكتاتوريّ كثيرة- *ولكن عين السّخط تبدي المساويا*". 
(س و أ) : (السَّوْأَةُ) الْعَوْرَةُ.
سوأ وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَن رجلا قصّ عَلَيْهِ رُؤْيا فَقَالَ: فاستاء لَهَا ثمَّ قَالَ: خلَافَة نبوّةٍ ثمَّ يُؤْتِي اللَّه الْملك من يَشَاء. قَوْله: استاء لَهَا إِنَّمَا هُوَ من المساءة [أَي أَن الرُّؤْيَا ساءته فاستاء لَهَا -] إِنَّمَا هُوَ افتعل مِنْهَا كَمَا تَقول من الْهم: اهتم لذَلِك وَمن الْغم اغتم [لذَلِك -] وكَذَلِك [تَقول -] من المساءة استاء [لَهَا -] . قَالَ أَبُو عبيد: إِنَّمَا نرى مساءته كَانَت لما ذكر مِمَّا يكون من الْملك بعد الْخلَافَة [قَالَ أَبُو عبيد -] وَبَعْضهمْ يرويهِ: فاستآلها فَمن رَوَاهُ هَذِه الرِّوَايَة فمعناها التأول وَإِنَّمَا هُوَ استفعل من ذَلِك وَهُوَ وَجه حسن غير مَدْفُوع.
س و أ

فعل سيء، وأفعال سيئة، وأتى بالسيئة وبالسيئات، وفلان يحبط الحسنى بالسوءى، وقد ساء عمله، وساءت سيرته، ولساء ما وجد منه، وساء به ظناً، وساءني أمرك، وهذا مما ساءك وناءك ومما يسوءك وينوءك. وقال الجاحظ: هو من السوء: البرص. وسؤت وجه فلان. ووقاك الله من السوء ومن الأسواء وهو اسم جامع لك آفة وداء. وسؤته فاستاء. وقصت على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم رؤيا فاستاء لها. وهو رجل سوء، وسوأة لك، ووقعت في السوءة السوآء. قال أبو زبيد:

لم يهب حرمة النديم وحقت ... يا لقومي للسوءة السوآء

و" سوآء ولود خير من حسناء عقيم ". وسوّأت على فلان ما صنع إذا قلت له أسأت، ويقال: سو ولا تسويء. أصلح ولا تفسد.

ومن الكناية: بدت سوءته، و" بدت لهما سوآتهما " " تخرج بيضاء من غير سوء " من غير برص.
س و أ: (سَاءَهُ) ضِدُّ سَرَّهُ مِنْ بَابِ قَالَ وَ (مَسَاءَةً) بِالْمَدِّ وَ (مَسَائِيَةً) بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَالِاسْمُ (السُّوءُ) بِالضَّمِّ. وَقُرِئَ: «عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السُّوءِ» بِالضَّمِّ أَيِ الْهَزِيمَةُ وَالشَّرُّ وَقُرِئَ بِالْفَتْحِ مِنَ (الْمَسَاءَةِ) . وَتَقُولُ: هُوَ رَجُلُ سَوْءٍ بِالْإِضَافَةِ وَرَجُلُ (السَّوْءِ) وَلَا تَقُولُ: الرَّجُلُ السَّوْءُ. وَتَقُولُ: الْحَقُّ الْيَقِينُ وَحَقُّ الْيَقِينِ لِأَنَّ السَّوْءَ غَيْرُ الرَّجُلِ وَالْيَقِينَ هُوَ الْحَقُّ، وَلَا يُقَالُ: رَجُلُ السُّوءِ بِالضَّمِّ. وَ (السُّوءَى) ضِدُّ الْحُسْنَى وَهِيَ فِي الْآيَةِ النَّارُ. وَ (السَّيِّئَةُ) أَصْلُهَا سَيْوِئَةٌ فَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً وَأُدْغِمَتْ. وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {مِنْ غَيْرِ سُوءٍ} [طه: 22] مِنْ غَيْرِ بَرَصٍ. 
[سوأ] ساءه يسُوءه سوْءاً، بالفتح، وَمَساءَةً وَمَسائِيَةً: نقيضُ سَرَّهُ، والاسم السوء، بالضم، وقرئ (عليهم دائرة السُوءِ) ، يَعْني الهزيمَةَ والشَّرَّ. ومن فتح، فهو من المساءة. وتقول هذا رَجُلُ سَوْءٍ بالإضافة، ثم تُدْخِلُ عليه الألفَ واللامَ، فتقول: هذا رَجُلُ السَوْءِ، قال الشاعر : وكنتُ كذئب السَوْءِ لما رأى دَماً * بصاحبه يوما أحال على الدم قال الاخفش: ولا يقال: الرجل السوء، ويقال: الحق اليقين، وحق اليقين جميعا، لان السوء ليس بالرجل واليقين هو الحق، قال: ولا يقال: هذا رجل السوء بالضم. وأساء إليه: نقيض أحسن إليه. والسُوآى نقيضُ الحُسْنى، وفي القرآن: (ثم كان عاقِبَةَ الذين أساؤُا السُوآى) يَعْني النَّارَ. والسَيِّئَةُ أصلها سَيْوِئَةٌ، فقلبت الواو ياءً وأُدْغِمَتْ. ويقال: فلان سيِّئُ الاختيار، وقد يخفف، مثل: هين، وهين، ولين ولين. قال الطهوى : ولا يجزون من حسن بسئ * ولا يجزون من غِلَظٍ بِلَيْنِ وامرأة سَوْآءُ: قبيحةٌ. ويقال: له عندي ما ساءَهُ وناءَهُ، وما يسُوءُهُ ويَنُوءُهُ. ابن السكيت: سُؤْتُ به ظَنَّاً، وأسأت به الظن. قال: يثبتون الالف إذا جاءوا بالالف واللام. وقولهم ما أُنْكِرُكَ من سُوءٍ، أي لم يكن إنكاري إيَّاك من سُوءٍ رأيتُهُ بك، إنما هو لِقِلَّةِ المعرفة بك. وقيل في قوله تعالى: (تخرج بيضاء من غير سوءٍ) أي من غير بَرصٍ. والسَوْأَةُ: العَوْرَةُ، والفاحشةُ. والسوأَةُ السَوآءُ: الخَلَّةُ القبيحةُ. وسَوَّأْتُ عليه ما صنع تسوئةً وتسويئاً، إذا عِبْتَهُ عليه، وقلتَ له: أَسَأْتَ. يقال: إنْ أَسَأْتُ فَسَوِّئْ عَلَيَّ. قال: وسُؤْتُ الرجُلَ سَوايَةً ومَسايَةً، مخفَّفان، أي ساءه ما رآه مني، قال سيبويه: سألته - يعنى الخليل - عن سؤته سوائية، فقال: هي فعاليه، بمنزلة علانية، والذين قالوا: سواية حذفوا الهمزة، وأصله الهمز. قال: وسألته عن مسائية، فقال: مقلوبة، وأصلها مساوئة فكرهوا الواو مع الهمزة: والذين قالوا: مساية حذفوا الهمزة تخفيفا. وقولهم: " الخيلُ تَجْري علي مَساويها " أي إنها وإنْ كانت بها أو صاب وعيوب، فإن كرمها يحملها على الجَرْي. وتقول من السُوءِ، استاء الرجل، مثل استاع، كما تقول من الغم: اغتم.
سوأ: والسّوء نعت لكلّ شيء رديء. ساء يَسُوءُ، لازمٌ ومجاوزٌ.. وساء الشّيء: قَبُح فهو سيىء. والسُّوء: اسم جامعٌ للآفات والدّاء. وسُؤْت وَجْهَ فلان وأنا أَسُوءُهُ، مَساءةً ومَساية لغة، تقول: أردت مساءتك ومسايتك، وأسأت إليه في الصُّنْع. واستاء من السوء بمنزلة اهتم من الهمّ. وأساء فلان خياطة هذا الثّوب، وسُؤت فلانا، وسُؤت له وجهه، وتقول: [ساء ما فعل فلان صنيعاً يسوء، أي: قبح صنيعُة صنيعاً] . والسَّيَّىء والسَّيِّئة: عملان قبيحان، يصير السّيِّيء نعتاً للذَّكَر من الأعمال، والسَّيِّئة للأنثَى، قال:

والله يعفو عن السيئات والزلل  

والسَّيّئة: اسم كالخطيئة. والسُّوءَى، بوزن فُعلَى: اسم للفَعْلة السَّيِّئة، بمنزلة الحُسْنَى للحَسَنة، محمولة على جهة النَّعْت في حدّ أّفعل وفُعْلَى كالأَسْوَأ والسُّوءَى، رجلٌ أَسوَأ، وامرأة سُوءَى، أي: قبيحة. سوأة: اسم أبي حيّ من قيس بن عامر. والسَّوْأةُ: فرج الرَّجُل والمراة، قال الله عز وجل: فَبَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما ، والعرب إذا أرادوا شيئين من شيئين هما من خِلْقةٍ في نفس الشّيء، نحو القلب واليد، قالوا: قلوبهما وايديهما ونحو ذلك. والسَّوْأةُ: كلُّ عمل وأمر شائن.. ويُقال: سَوْأَةً لفُلانٍ، نصبٌ، لأنه ليس بخبر إنّما هو شَتْم ودعاء. والسّوأة السَّوءاء: المرأة المخالفة. وتقول في النَّكرة: رجلُ سَوْءٍ، وإذا عرّفت، قلت: هذا الرجل السَّوْءُ، ولم تُضِفْ.. وتقول: هذا عَمَلُ سَوْء، ولم تقل [العمل] السّوء، لأنّ السَّوْءَ يكون نعتاً للرجل، ولا يكون السَّوْء نعتاً للعمل لأن الفعل من الرّجل وليس الفعل من السَّوْء، كما تقول: [قول صِدْقٍ، والقولُ الصِّدْق، ورجل صِدْق، ولا تقول] : الرّجلُ الصِّدْق لأنّ الرّجل ليس من الصدق. وأمّا السُّوءُ فكلّ ما ذكر بسيىء فهو السُّوء. ويكنّى بالسُّوء عن البرص، قال [جلّ وعزّ] : تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ*

، أي: برص. ويقال: لا خير في قول السُّوء، فإِذا فتحت السِّين فهو على ما وصفنا. وإذا ضممت السّين فمعناه: لا تقل سُوءاً. وتقول: استاء فلانٌ من السُّوء، [وهو] بمنزلة اهْتَمّ من الهَمّ،

وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه و [على] اله وسلم: أنّ رجلاً قص عليه رؤيا فاستاء لها 

، أي: الرؤيا ساءته فاستاء لها إنّما هو افتعل منه.
س وأ

ساءَهُ سَوْءاً ومَسَائِيَةً فَعَل به ما يكره قال سيبيوه سألتُ الخليل عن سَوَائِيَة فقال هي فَعَالِيَةٌ بمنزلة عَلاَنِية قال والذين قالوا سَوايةً حذفُوا الهمزة كما حَذَفوا همزة هارٍ ولاثٍ كا اجتمع أكثرهم على تَرْك الهمز في مَلَك وأَصْلُه مَلأَكٌ وقال وسألته عن مَسَائِيةً هي مَقْلُوبة وإنما كان حدّها مَسَاوِئَةٌ فكَرِهُوا الواو مع الهمزة لأنهما حرفان مُسْتَثْقَلان واسْتاءَ هو اهْتَمَّ وسُؤْتُ له وَجْهَه قَبَّحْتُهُ وساء الشيء سَوْءاً قَبُحَ ورَجُلٌ أَسْوَءُ قَبِيحٌ والأُنْثى سَوْآء وقيل هي فَعْلاء لا أفعَل لها وفي الحديث سَوْآءُ وَلُودٌ خَيْرٌ من حَسْنَاء عقيمٌ وكل كلمة قبيحة أو فَعْلَة قبيحة سَوْآء قال أبو زُبَيْد في رَجٌ لٍ من طَيِّئ نزل به رَجُلٌ من شَيْبان فأَضافَه الطائِي وأحسن إليه وسقاه فلما أسرع الشراب في الطائي افتخر ومد يده فوثب عليه الشيباني فقطع يده فقال أبو زُبَيْد

(ظَلَّ ضَيْفاً أَخُوكُمُ لأَخِينَا ... في شَرابٍ ونَعْمة وشِواءِ ... لَمْ يَهَبْ حُرْمَةَ النَّدِيمِ وحُقَّتْ ... يَا لَقَوْمِي للسَّوْأةِ السَّوْآءِ) وخَزْيانُ سَوْآنُ من القُبْح والسُّوأى بوزن فُعْلَى خلافُ الحُسْنَى وقوله تعالى {ثم كان عاقِبَةَ الَّذِينَ أساءُوا السُّوأَى} الذين أَساءُوا هنا الذين أَشْرَكُوا وأسَاءَ خلافُ أَحْسَن وأَسَاءَ الشيءَ أَفْسَدَه ولم يُحْسِن عَمَلَه وفي المثل أساءَ كارِهاً ما عَمِل وذلك أن رجلاً أكرهه آخَرُ على عَمَلٍ فأساءَ عَمَلَه يضرب هذا للرجل يطلب الحاجة فلا يبالغ فيها والسَّيِّئَةُ الخَطِيئَةُ وقَوْلٌ سَيِّئٌ يَسُوءُ وفي التنزيل {اسْتِكْباراً في الأرض ومَكْرَ السَّيِّئ} الروم 10 فأضاف وفيه {ولا يَحِيقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بأَهْلِه} فاطر 43 والمعنى مَكْرُ الشِّرْك وقرأ ابن مسعود ومَكْراً سَيِّئاً على النَّعْتِ وقوله

(أَنَّى جَزَوْا عامِراً سَيْأَ بفِعْلِهم ... أم كَيْفَ يَجْزُونَنِي السُّوأَى مِنَ الحَسَنِ)

فإنه أراد سَيِّئاً فخفف كَلَيْنٍ من لَيِّن وهَيْنٍ من هَيِّن وأراد من الحُسْنَى فوضع الحَسَن مكانه لأنه لا يمكنه أكثر من ذلك وسَوَّأَ عَلَيْه قال أَسَأْتُ والسَّوْءَةُ الفَرْجُ ورَجُلُ سَوْءٍ يَعْمَلُ عَمَل سَوْءٍ وإذا عَرَّفْتَه وَصَفْت به وإن اللَّيلَ طَوِيلٌ ولا يَسُوءُ بالُهُ أي لا يَسُوؤني بالُه عن اللحيانيِّ قال ومعناه الدُّعاء والسُّوءُ اسم جامعٌ للآفات وقوله تعالى {وما مسني السوء} الأعراف 188 قيل معناه ما بي من جُنُونٍ لأنهم نَسَبُوا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الجُنُون وقوله تعالى {كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء} يوسف 24 قال الزجاج السُّوء خيانة صاحبه والفحشاء رُكُوب الفاحشة وقوله {أُولئكَ لهم سُوءُ الحِسَابِ} الرعد 18 قال الزجاج سُوء الحساب أن تقبل منهم حسنة ولا يتجاوز عن سيئة لأن كُفْرَهُم أحبط أَعْمَالَهُم كما قال {الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم} محمد 1 وقيل سوءُ الحِسابِ أن يُسْتَقْصَى عليه حسابُه ولا يُتَجاوز له عن شيءٍ من سَيَّئاتِه وكلاهما فيه عطب ألا تراهم قالوا مَنْ نُوقِشَ الحساب هلك والسُّوءُ البَرَصُ وبنُو سُوءَةَ حَيٌّ من قَيْس
سوأ
السُّوءُ: كلّ ما يغمّ الإنسان من الأمور الدّنيويّة، والأخروية، ومن الأحوال النّفسيّة، والبدنيّة، والخارجة، من فوات مال، وجاه، وفقد حميم، وقوله: بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ
[طه/ 22] ، أي: من غير آفة بها، وفسّر بالبرص، وذلك بعض الآفات التي تعرض لليد. وقال:
إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ [النحل/ 27] ، وعبّر عن كلّ ما يقبح بِالسَّوْأَى، ولذلك قوبل بالحسنى، قال: ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى
[الروم/ 10] ، كما قال:
لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى [يونس/ 26] ، والسَّيِّئَةُ: الفعلة القبيحة، وهي ضدّ الحسنة، قال: بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً [البقرة/ 81] ، قال: لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ [النمل/ 46] ، يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ [هود/ 114] ، ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ [النساء/ 79] ، فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا [النحل/ 34] ، ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ [المؤمنون/ 96] ، وقال عليه الصلاة والسلام: «يا أنس أتبع السّيّئة الحسنة تمحها» ، والحسنة والسّيئة ضربان: أحدهما بحسب اعتبار العقل والشرع، نحو المذكور في قوله: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها، وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها [الأنعام/ 160] ، وحسنة وسيّئة بحسب اعتبار الطّبع، وذلك ما يستخفّه الطّبع وما يستثقله، نحو قوله:
فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قالُوا لَنا هذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسى وَمَنْ مَعَهُ [الأعراف/ 131] ، وقوله: ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ [الأعراف/ 95] ، وقوله تعالى: إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ
[النحل/ 27] ، ويقال: سَاءَنِي كذا، وسُؤْتَنِي، وأَسَأْتَ إلى فلان، قال: سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا
[الملك/ 27] ، وقال: لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ
[الإسراء/ 7] ، مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ [النساء/ 123] ، أي: قبيحا، وكذا قوله:
زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمالِهِمْ [التوبة/ 37] ، عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ
[الفتح/ 6] ، أي: ما يسوءهم في العاقبة، وكذا قوله: وَساءَتْ مَصِيراً [النساء/ 97] ، وساءَتْ مُسْتَقَرًّا [الفرقان/ 66] ، وأما قوله تعالى: فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ [الصافات/ 177] ، وساءَ ما يَعْمَلُونَ [المائدة/ 66] ، ساءَ مَثَلًا
[الأعراف/ 177] ، فساء هاهنا تجري مجرى بئس، وقال: وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ [الممتحنة/ 2] ، وقوله: سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا
[الملك/ 27] ، نسب ذلك إلى الوجه من حيث إنه يبدو في الوجه أثر السّرور والغمّ، وقال:
سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً
[هود/ 77] :
حلّ بهم ما يسوءهم، وقال: سُوءُ الْحِسابِ [الرعد/ 21] ، وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ [الرعد/ 25] ، وكنّي عن الْفَرْجِ بِالسَّوْأَةِ . قال: كَيْفَ يُوارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ
[المائدة/ 31] ، فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي [المائدة/ 31] ، يُوارِي سَوْآتِكُمْ [الأعراف/ 26] ، بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما [الأعراف/ 22] ، لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما
[الأعراف/ 20].
سوأ
ساءه يَسُوْؤه سَوْءً - بالفتح - ومَسَاءَةً ومَسَائيَةً: نقيض سَرَّه، والاسم السُّوء - بالضم -، وقرأ عبد الله ابن كثير وأبو عمرو:) دائرةُ السُّوْء (يعني الهزيمة والشر، وقرأ الباقون بالفتح وهو من المَسَاءَة. وقوله تعالى:) تَخْرُجْ بيضاءَ من غيرِ سُوْء (أي من غير بَرَص. وقوله جل ذكره:) لَنَصْرفَ عنه السُّوءَ (أي خيانة صاحبة العزيز. و) سُوْءُ الحِساب (: هو ألاَّ تُقْبَلَ منهم حَسنة ولا تُغفر لهم سيِّئة.
وقولهم: ما أنْكِركَ من سوء: أي لم يكن إنكاري إيّاك من سوء رأيته وإنما هو لقلة المعرفة.
والسُّوْءى: نقيض الحسنى، قال أبو الغول النَّهْشَلِيّث وليس لأبي الغول الطُّهوي:
ولا يَجْزُوْنَ من حَسَنٍ بسُوْءى ... ولا يَجْزُوْنَ من غِلَظٍ بِلِيْنِ
ويروى: " بسوءٍ " و " بِسَيءٍ ".
والسُّوْءى في قوله تعالى:) ثُم كان عاقِبَةَ الذين أساءُوا السُّوْءى (أي عاقبة الذين أشركوت النار.
وتقول: هذا رجل سَوْءٍ - بالإضافة - ثم تُدخل عليه الألف واللام فتقول: هذا رجل السَّوْء؛ ويقال: الحق اليقين وحق اليقين جميعاً، لأن السَّوْءَ ليس بالرجل؛ واليقين هو الحق، قال: ولا يقال: رجل السُّوءٍ - بالضم -.
والسَّيِّئةُ: أصلها سَيْوٍءئَةٌ؛ فقُلِبت الواو ياء وأدغمت. وقوله تعالى) ثمَّ بدَّلنا مكان السَّيئَةِ الحَسَنةَ (أي مكان الجَدْب والسَّنةِ الخِصْبَ والحيا. وقوله جل وعز:) ويَسْتَعْجِلُوْنَكَ بالسَّيِّئة قبلَ الحَسَنَةِ (أي يطلبون العذاب. وقوله:) وما أصابَكَ من سيئة فمن نفسِك (أي من أمْرٍ يَسُوْؤكَ.
ويقال: فلان سيئ الاختيار، وقد يُخفَّف فيقال: سيئ؛ مثل هيِّنٍ وهَيْنٍ ولَيِّنٍ ولَيْنٍ، وقد سبق الاستدلال ببيت أبي الغول.
ورجل أسوأ وامرأة سَوْءآءُ، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: سَوْآءُ وَلُوْدٌ خير من حسناء عقيم، وكذلك كل خَصْلَةٍ أو فَعْلَةٍ قبيحة، قال أبو زبيد حَرْملة بن المنذر الطائي:
لم يَهَبْ حُرْمَةَ النَّديم وحُقَّتْ ... يا لَقَوْمٍ للسَّوْءَةِ السَّوْءآءِ
والسَّوْءَةُ: العورة والفاحشة. ويقال: له عندي ما ساءه وناءه وما يسوْؤه ويَنُوْؤه.
ابن السكِّيت: سُؤْتُ به ظنّا وأسَأْتُ به الظن قال: يُثْبِتُونَ الألف إذا جاؤوا بالألف واللام. وسُؤْتُ الرجل سَوايةً ومسايةً - مُخَفَّفَتان -: أي ساءه ما رآه مني. وزاد أبو زيد: سَوَاءَةً - بالهمز -. وقال سيبويه: سألته - يعني الخليل - عن سُؤْتُه سَوَائيَةً فقال: هي فَعَاليةُ بمنزلة علانية؛ والذين قالوا سواية حذفوا الهمزة وأصلها الهمز، قال: وسألته عن مسائية فقال: مقوبة وأصلها مساوئة فكرهوا الواو مع الهمزة؛ والذين قالوا مسايةً حذفوا الهمز تخفيفاً.
وقولُهم: الخَيل تجريعلى مَساوئها: أي إنَّها وإِن كانت بها أوصابٌ وعُيوبٌ فانَّ كَرَمَها يحمِلُها على الجَري.
وسُواءَةُ - بالضمِّ والمَدِّ -: من الأعلام.
وأساءَ: نقيضُ أحسنَ. وسَوَّأتُ عليه ما صَنَعَ تَسوئةً وتَسويئاً: إذا عِبتَه عليه وقُلتَ له: أسَأتَ، يقال: اِن أسَأتُ فَسَوّيء عَلَيَّ. وفي الحديث: أنَّ رجلاً قال: يا رسولَ الله لو أني لَقيتُ أبي في المشركين فَسمِعتُ منه مَقالةً قبيحةً لك فما صَبَرتُ أن طَعَنتُه بالرُّمح فَقتَلتُه فما سَوَّأ ذلكم عليه.
واستاءَ الرجل من السُّوء: افتَعَل؛ منه، كما تقول من الغَمِّ: اغتَمَّ، على وَزنِ اسطاعَ. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - " 41 - أ ": أنَّ رجلاً قَصَّ عليه رؤيا فاستاءَ لها؛ ثمَّ قال: خِلافَةُ نُبوَّةٍ ثم يؤتس الله المُلكَ مَن يشاء، ويُروى: فاستاءَ لها: أي طَلب تأويلَها بالتَأمُّل والنَّظر.

سوأ: ساءَهُ يَسُوءُه سَوْءًا وسُوءًا وسَواءً وسَواءة وسَوايةً

وسَوائِيَةً ومَساءة ومَسايةً ومَساءً ومَسائِيةً: فعل به ما يكره، نقيض سَرَّه. والاسم: السُّوءُ بالضم. وسُؤْتُ الرجلَ سَوايةً ومَسايةً، يخففان، أَي ساءَهُ ما رآه مِنّي.

قال سيبويه: سأَلت الخليل عن سَوائِيَة، فقال: هي فَعالِيةٌ بمنزلة

عَلانِيَةٍ. قال: والذين قالوا سَوايةً حذفوا الهمزة، كما حذفوا همزة هارٍ ولاثٍ، كما اجتمع أَكثرهم على ترك الهمز في مَلَك، وأَصله مَلأَكٌ. قال:

وسأَلته عن مسائية، فقال: هي مقلوبة، وإِنما حَدُّها مَساوِئَةٌ، فكرهوا الواو مع الهمزِ لأَنهما حرفان <ص:96> مُسْتَثْقَلانِ. والذين قالوا: مَسايةً، حذفوا الهمز تخفيفاً. وقولهم: الخَيْلُ تجري على مَساوِيها أَي إِنها وإِن كانت بها أَوْصابٌ وعُيُوبٌ، فإِنَّ كَرَمها يَحْمِلُها على الجَرْي.

وتقول من السُّوءِ: اسْتاءَ فلان في الصَّنِيعِ مثل اسْتاعَ، كما تقول من الغَمِّ اغْتَمَّ، واسْتاءَ هو: اهْتَمَّ. وفي حديث النبي صلى اللّه

عليه وسلم: أَنّ رجلاً قَصَّ عليه رُؤْيا فاسْتاءَ لها، ثم قال: خِلافةُ

نُبُوَّةٍ، ثم يُؤْتِي اللّهُ الـمُلْكَ مَن يشاء. قال أَبو عبيد: أَراد

أَنَّ الرُّؤْيا ساءَتْه فاسْتاءَ لها، افْتَعل من الـمَساءة. ويقال:

اسْتاءَ فلان بمكاني أَي ساءَه ذلك. ويروى: فاسْتَآلَها أَي طلَب تأْويلَها بالنَّظَر والتَّأَمُّل.

ويقال: ساءَ ما فَعَلَ فُلان صَنِيعاً يَسُوءُ أَي قَبُحَ صَنِيعُه صَنِيعاً.

والسُّوءُ: الفُجُورُ والـمُنْكَر.

ويقال: فلان سيِّىءُ الاخْتِيار، وقد يخفف مثل هَيِّنٍ وهَيْنٍ، ولَيِّنٍ

ولَيْنٍ. قال الطُّهَوِيُّ:

ولا يَجْزُونَ مِنْ حَسَنٍ بِسَيْءٍ، * ولا يَجْزُونَ مِن غِلَظٍ بِليْنِ

ويقال: عندي ما ساءَه وناءَه وما يَسُوءُه ويَنُوءُه. ابن السكيت:

وسُؤْتُ به ظَنّاً، وأَسَأْتُ به الظَّنَّ، قال: يثبتون الأَلف إِذا جاؤُوا

بالأَلف واللام. قال ابن بري: إِنما نكَّر ظنّاً في قوله سُؤْت به ظنّاً لأَن ظَنّاً مُنْتَصِب على التمييز، وأَما أَسَأْت به الظَّنَّ، فالظَّنُّ

مفعول به، ولهذا أَتى به مَعْرِفةً لأَن أَسَأْت متَعدٍّ. ويقال أَسَأْت به

وإِليه وعليه وله، وكذلك أَحْسَنْت. قال كثير:

أَسِيئِي بِنا، أَوْ أَحْسِنِي، لا مَلُولةٌ * لَدَيْنا، ولا مَقْلِيَّةٌ إِنْ تَقَلَّتِ

وقال سبحانه: وقد أَحْسَنَ بِي. وقال عز مِن قائل: إِنْ أَحْسَنْتُم

أَحْسَنْتُم لأَنفسِكم وإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها. وقال: ومَن أَساءَ فعليها.

وقال عزَّ وجل: وأَحْسِنْ كما أَحْسَنَ اللّهُ إِليكَ.

وسُؤْتُ له وجهَه: قَبَّحته.

الليث: ساءَ يَسُوءُ: فعل لازم ومُجاوِز، تقول: ساءَ الشيءُ يَسُوءُ

سَوْءاً، فهو سيِّىءٌ، إِذا قَبُحَ، ورجل أَسْوَأ: قبيح، والأُنثى سَوْآءُ:

قَبِيحةٌ، وقيل هي فَعْلاءُ لا أَفْعَلَ لها. وفي الحديث عن النبي صلى اللّه عليه وسلم: سَوْآءُ ولُودٌ خيرٌ مِن حَسْناءَ عقِيمٍ. قال الأُموي:

السَّوْآءُ القبيحةُ، يقال للرجل من ذلك: أَسْوأُ، مهموز مقصور، والأُنثى سَوْآءُ. قال ابن الأَثير: أَخرجه الأَزهري حديثاً عن النبي صلى اللّه عليه وسلم وأَخرجه غيره حديثاً عن عمر رضي اللّه عنه. ومنه حديث عبدالملك بن عمير: السَّوْآءُ بنتُ السيِّدِ أَحَبُّ إِليَّ من الحَسْناءِ بنتِ الظَّنُونِ. وقيل في قوله تعالى: ثم كان عاقبةَ الذين أَساؤُوا السُّوأَى، قال: هي جهنمُ أَعاذنا اللّهُ منها.

والسَّوْأَةُ السَّوْآءُ: المرأَةُ الـمُخالِفة. والسَّوْأَةُ السَّوْآءُ: الخَلّةُ القَبِيحةُ. وكلُّ كلمة قبيحة أَو فَعْلة قبيحةٍ فهي سَوْآءُ.

قال أَبو زُبَيْد في رجل من طَيِّىءٍ نزَل به رجل من بني شَيْبانَ، فأَضافه الطائي وأَحْسَنَ إليه وسَقاه، فلما أَسرَعَ الشرابُ في الطائي افتخر ومدَّ يدَه، فوثب عليه الشيباني فقَطَع يدَه، فقال أَبو زُبَيْدٍ:

ظَلَّ ضَيْفاً أَخُوكُمُ لأَخِينا، * في شَرابٍ، ونَعْمةٍ، وشِواءِ

لَمْ يَهَبْ حُرْمةَ النَّدِيمِ، وحُقَّتْ، * يا لَقَوْمِي، للسَّوْأَةِ السَّوْآءِ

ويقال: سُؤْتُ وجه فلان، وأَنا أَسُوءُه مَساءة ومَسائِيَةً،

والـمَسايةُ لغة في الـمَساءة، تقول: أَردت مَساءَتك ومَسايَتَكَ. ويقال:

أَسَأْتُ إِليه في الصَّنِيعِ. وخَزْيانُ سَوْآنُ: من القُبْح. والسُّوأَى، بوزن فُعْلى: اسم للفَعْلة السَّيِّئَة بمنزلة الحُسْنَى للحَسَنة، محمولةٌ على جهةِ النَّعْت في حَدِّ أَفْعَل وفُعْلى كالأَسْوإِ والسُّوأَى.

والسُّوأَى: خلاف الحُسْنَى. وقوله عزَّ وجل: ثُمَّ كان عاقبةَ الذين أَساؤُوا السُّوأَى؛ الذين أَساؤُوا هنا الذين أَشْرَكُوا. والسُّوأَى: النارُ.

وأَساءَ الرجلُ إِساءة: خلافُ أَحسَن. وأَساءَ إِليه: نَقِيضُ أَحْسَن إِليه.

وفي حديث مُطَرِّف، قال لابنه لما اجْتَهد في العِبادة: خَيْرُ الأُمورِ أَوساطُها، والحَسَنةُ بين السَّيِّئَتَيْن أَي الغُلُوُّ سَيِّئةٌ

والتقصيرُ سَيِّئةٌ والاقتِصادُ بينهما حَسَنةٌ. وقد كثر ذكر السَّيِّئة في

الحديث، وهي والحَسَنةُ من الصفاتِ الغالبة. يقال: كلمة حَسَنةٌ وكلمة سَيِّئةٌ، وفَعْلة حَسَنة وفَعْلةٌ سيِّئة.

وأَساءَ الشيءَ: أَفْسَدَه ولم يُحْسِنْ عَمَلَه. وأَساءَ فلانٌ

الخِياطةَ والعَمَلَ. وفي المثل أَساءَ كارِهٌ ما عَمِلَ. وذلك أَنَّ رجلاً

أَكْرَهَه آخَر على عمل فأَساءَ عَمَله. يُضْرَب هذا للرجل يَطْلُب الحاجةَ(1)

(1 قوله «يطلب الحاجة» كذا في النسخ وشرح القاموس والذي في شرح الميداني: يطلب إليه الحاجة.) فلا يُبالِغُ فيها.

والسَّيِّئةُ: الخَطِيئةُ، أَصلها سَيْوئِةٌ، فقُلبت الواو ياءً

وأُدْغِمت. وقولٌ سَيِّىءٌ: يَسُوء. والسَّيىِّءُ والسَّيِّئةُ: عَمَلانِ

قَبِيحانِ، يصير السَّيِّىءُ نعتاً للذكر من الأَعمالِ والسَّيِّئةُ الأُنثى.

واللّه يَعْفو عن السَّيِّئاتِ. وفي التنزيل العزيز: ومَكْرَ السَّيىِّءِ،

فأَضافَ.

وفيه: ولا يَحِيقُ الـمَكْرُ السَّيِّىءُ إلا بأَهلِه، والمعنى مَكْرُ

الشِّرْك.وقرأَ ابن مسعود: ومَكْراً سَيِّئاً على النعت. وقوله:

أَنَّى جَزَوْا عامِراً سَيْئاً بِفِعِلهِم، * أَمْ كَيْفَ يَجْزُونَني السُّوأَى مِنَ الحَسَنِ؟

فإنه أَراد سَيِّئاً، فخفَّف كهَيْنٍ من هَيِّنٍ. وأَراد من الحُسْنَى

فوضع الحَسَن مكانه لأَنه لم يمكنه أَكثر من ذلك. وسَوَّأْتُ عليه فِعْلَه وما صنَع تَسْوِئةً وتَسْوِئياً إِذا عِبْتَه عليه، وقلتَ له: أَسَأْتَ.

ويقال: إنْ أَخْطَأْتُ فَخطِّئْني، وإنْ أَسَأْتُ فَسَوٍّئْ عَليَّ أَي قَبِّحْ عَليَّ إساءَتي. وفي الحديث: فما سَوَّأَ عليه ذلك، أَي ما قال

له أَسأْتَ.

قال أَبو بكر في قوله ضرب فلانٌ على فلانٍ سايةً: فيه قولان: أَحدُهما السايةُ، الفَعْلة من السَّوْء، فتُرك همزُها، والمعنى: فَعَل به ما يؤَدِّي إِلى مكروه والإِساءة بِه. وقيل: ضرب فلان على فلان سايةً معناه: جَعل لما يُريد أَن يفعله به طريقاً. فالسايةُ فَعْلةٌ مِن سَوَيْتُ، كان في الأَصل سَوْية فلما اجتمعت الواو والياء، والسابق ساكن، جعلوها ياءً مشدَّدة، ثم استثقلوا التشديد، فأَتْبَعُوهما ما قبله، فقالوا سايةٌ كما قالوا دِينارٌ ودِيوانٌ وقِيراطٌ، والأَصل دِوَّانٌ، فاستثقلوا التشديد، فأَتْبَعُوه الكسرة التي قبله.

والسَّوْأَة: العَوْرة والفاحشة. والسَّوْأَة: الفَرْجُ. الليث:

السَّوْأَةُ: فَرْج الرَّجل والمرأَة. قال اللّه تعالى: بَدَتْ لهما سَوْآتُهما.

قال: فالسَّوْأَةُ كلُّ عَمَلٍ وأَمْرٍ شائن. يقال: سَوْأَةً لفلان، نَصْبٌ لأَنه شَتْم ودُعاء. وفي حديث الحُدَيْبِيةِ والـمُغِيرة: وهل غَسَلْتَ سَوْأَتَكَ إلاَّ أَمْسِ؟ قال ابن الأَثير: السَّوْأَةُ في الأَصل الفَرْجُ ثم نُقِل إِلى كل ما يُسْتَحْيا منه إِذا ظهر من قول

<ص:98> وفعل، وهذا القول إِشارة إِلى غَدْرٍ كان الـمُغِيرةُ فَعَله مع قوم صَحِبوهُ في الجاهلية، فقَتَلهم وأَخَذَ أَمْوالَهم. وفي حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما في قوله تعالى: وطَفِقا يَخْصِفان عليهما مِنْ وَرَقِ الجَنَّة؛ قال:

يَجْعلانِه على سَوْآتِهما أَي على فُرُوجِهما.

ورَجُلُ سَوْءٍ: يَعملُ عَمَل سَوْءٍ، وإِذا عرَّفتَه وصَفْت به وتقول:

هذا رجلُ سَوْءٍ، بالإِضافة، وتُدخِلُ عليه الأَلفَ واللام فتقول: هذا

رَجُلُ السَّوْء. قال الفرزدق:

وكنتُ كَذِئبِ السَّوْءِ لَمَّا رأَى دَماً * بِصاحِبه، يوْماً، أَحالَ على الدَّمِ

قال الأَخفش: ولا يقال الرجُلُ السَّوْءُ، ويقال الحقُّ اليَقِينُ،

وحَقُّ اليَّقِينِ، جميعاً، لأَنَّ السَّوْءَ ليس بالرجُل، واليَقِينُ هُو

الحَقُّ. قال: ولا يقال هذا رجلُ السُّوءِ، بالضم. قال ابن بري: وقد أَجاز الأَخفش أَن يقال: رَجُلُ السَّوْءِ ورَجُلُ سَوْءٍ، بفتح السين فيهما، ولم يُجوِّزْ رجل سُوء، بضم السين، لأَن السُّوء اسم للضر وسُوء الحال، وإِنما يُضاف إِلى الـمَصْدر الذي هو فِعْلُه كما يقال رجلُ الضَّرْبِ والطَّعْنِ فيَقوم مَقام قولك رجلٌ ضَرَّابٌ وطَعَّانٌ، فلهذا جاز أَن يقال: رجل السَّوْءِ، بالفتح، ولم يَجُز أَن يقال: هذا رجلُ السُّوءِ، بالضم.

قال ابن هانئ: المصدر السَّوْءُ، واسم الفِعْل السُّوءُ، وقال:

السَّوْءُ مصدر سُؤْته أَسُوءُه سَوْءاً، وأَما السُّوء فاسْم الفِعْل. قال

اللّه تعالى: وظَنَنْتُم ظَنَّ السَّوْءِ، وكنتُمْ قَوْماً بُوراً. وتقول في

النكرة: رجل سَوْءٍ، وإِذا عَرَّفت قلت: هذا الرَّجلُ السَّوْءُ، ولم

تُضِفْ، وتقول: هذا عَمَلُ سَوْءٍ، ولا تقل السَّوْءِ، لأَن السَّوْءَ يكون نعتاً للرجل، ولا يكون السَّوْء نعتاً للعمل، لأَن الفِعل من الرجل وليس الفِعل من السَّوْءِ، كما تقول: قَوْلُ صِدْقٍ، والقَوْلُ الصِّدْقُ، ورَجلٌ صِدْقٌ، ولا تقول: رجلُ الصِّدْقِ، لأَن الرجل ليس من الصِّدْقِ.

الفرّاء في قوله عز وجل: عليهم دائرةُ السَّوْءِ؛ مثل قولك: رجلُ السَّوْءِ.

قال: ودائرةُ السَّوْءِ: العذابُ. السَّوْء، بالفتح، أَفْشَى في القراءة

وأَكثر، وقلما تقول العرب: دائرةُ السُّوءِ، برفع السين. وقال الزجاج في قوله تعالى: الظانِّينَ باللّه ظَنَّ السَّوْءِ عليهم دائرةُ السَّوْءِ.

كانوا ظَنُّوا أَنْ لَنْ يَعُودَ الرسولُ والـمُؤْمِنون إِلى أَهليهم،

فَجَعل اللّهُ دائرةَ السَّوْءِ عليهم. قال: ومن قرأَ ظَنَّ السُّوء، فهو

جائز. قال: ولا أَعلم أَحداً قرأَ بها إِلاَّ أَنها قد رُوِيت. وزعم الخليل وسيبويه: أَن معنى السَّوْءِ ههنا الفَساد، يعني الظانِّينَ باللّه ظَنَّ الفَسادِ، وهو ما ظَنُّوا أَنَّ الرسولَ ومَن معَه لا يَرجِعون.

قال اللّه تعالى: عليهم دائرةُ السَّوْءِ، أَي الفَسادُ والهلاكُ يَقَعُ

بهم. قال الأَزهريّ: قوله لا أَعلم أَحداً قرأَ ظنّ السُّوءِ، بضم السين مـمدودة، صحيح، وقد قرأَ ابن كثير وأَبو عمرو: دائرة السُّوءِ، بضم السين ممدودة، في سورة براءة وسورة الفتح، وقرأَ سائر القرّاءِ السَّوْء، بفتح السين في السورتين. وقال الفرّاءُ في سورة براءة في قوله تعالى:

ويَتَرَبَّصُ بكم الدَّوائر عليهم دائرةُ السَّوْءِ؛ قال: قرأَ القُرَّاءُ بنصب السين، وأَراد بالسَّوْءِ المصدر من سُؤْتُه سَوْءاً ومَساءة

ومَسائِيةً وسَوائِيةً، فهذه مصادر، ومَن رَفع السين جَعَله اسماً كقولك: عليهم دائرةُ البَلاءِ والعَذاب. قال: ولا يجوز ضم السين في قوله تعالى: ما كان أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ؛ ولا في قوله: وظَنَنْتُم ظَنَّ السَّوْءِ؛ لأَنه ضِدٌّ لقولهم: هذا رجلُ صِدْقٍ، وثوبُ صِدْقٍ، وليس للسَّوءِ ههنا معنى في بَلاءٍ ولا عَذاب، فيضم. وقرئَ قوله تعالى: عليهم

<ص:99>

دائرةُ السُّوءِ، يعني الهزِيمةَ والشرَّ، ومَن فَتَح، فهو من الـمَساءة. وقوله عز وجل:

كذلك لِنَصْرِفَ عنه السُّوءَ والفَحْشاءَ؛ قال الزجاج: السُّوءُ: خِيانةُ

صاحِبه، والفَحْشاءُ: رُكُوبُ الفاحشة. وإِنَّ الليلَ طَوِيلٌ ولا يَسوءُ بالهُ أَي يَسُوءُنِي بالُه، عن اللحياني. قال: ومعناه الدُّعاءُ. والسُّوءُ:

اسم جامع للآفات والداءِ. وقوله عز وجل: وما مَسَّنِي السُّوءُ، قيل معناه: ما بِي من جُنون، لأَنهم نَسَبوا النبيَّ، صلى اللّه عليه وسلم، إِلى الجُنون.

وقوله عز وجل: أُولئك لهم سُوءُ الحِسابِ؛ قال الزجاج: سُوءُ الحسابِ أَن لا يُقْبَلَ منهم حسَنةٌ، ولا يُتجاوَز عن سيئة، لأَنَّ كُفرَهم أَحْبَط أَعْمالَهم، كما قال تعالى: الذين كَفَرُوا وصَدُّوا عن سبيل اللّه أَضلَّ أَعمالَهم. وقيل: سُوءُ الحساب: أَن يُسْتَقْصَى عليه حِسابُهُ، ولا يُتَجاوَز له عن شيءٍ من سَيّئاتِه، وكلاهما فيه. أَلا تَراهم قالوا(1)

(1 قوله «قالوا من إلخ» كذا في النسخ بواو الجمع والمعروف قال أي النبي خطاباً للسيدة عائشة كما في صحيح البخاري.): مَن نُوقِشَ الحِسابَ عُذِّبَ.

وقولهم: لا أُّنْكِرُك من سُوءٍ، وما أُنْكِرُك من سُوءٍ أَي لم يكن إِنْكارِي إِيَّاكَ من سُوءٍ رأَيتُه بك، إِنما هو لقلَّةِ المعرفة. ويقال: إِنَّ السُّوءَ البَرَصُ. ومنه قوله تعالى: تَخرُج بَيْضاءَ من غير سُوءٍ، أَي من غير بَرَصٍ. وقال الليث: أَمَّا السُّوءُ، فما ذكر بسَيِّىءٍ، فهو السُّوءُ.

قال: ويكنى بالسُّوءِ عن اسم البرَص، ويقال: لا خير في قول السُّوءِ، فإِذا فتَحتَ السين، فهو على ما وصَفْنا، وإِذا ضممت السين، فمعناه لا تقل سُوءاً.

وبنو سُوءة: حَيٌّ من قَيْسِ بن عَلي.

سو

أ1 سَآءَ, (Lth, M, Msb, K,) aor. ـُ (Lth, Msb,) inf. n. سَوْءٌ, (Lth, M,) or سَوَآءٌ, like سَحَابٌ, (K,) [but the former is that which is commonly known,] It (a thing, Lth, M) was, or became, evil, bad, abominable, foul, unseemly, unsightly, or ugly. (Lth, M, Msb, K.) It is used in this sense, (IKt, TA,) or [rather] is like بِئْسَ, (Bd, Jel,) in the Kur [xvii. 34], where it is said, سَآءَ سَبِيلًا [Evil, &c., is it as a way of acting]: (IKt, Bd, Jel, TA:) which is like the saying, سَآءَ هٰذَا مَذْهَبًا [Evil, &c., is this as a way of acting or believing, &c.]: the noun being in the accus. case as a specificative. (IKt, TA.) And so in the saying, سَآءَ مَا فَعَلَ فُلَانٌ صَنِيعًا [Evil, &c., as an action, is that which such a one has done]. (TA.) b2: One says also, سُؤْتُ بِهِ ظَنًّا, and أَسَأْتُ ↓ بِهِ الظَّنَّ , [lit. I was evil in opinion respecting him, or it, and I made the opinion respecting him, or it, to be evil, each virtually meaning I held, or formed, an evil opinion respecting him, or it,] the noun being determinate, with the article ال, in the latter case, (ISk, S, Msb, TA,) because it is an objective complement, for the verb is trans., (IB, TA,) and the noun being indeterminate in the former case, (IB, Msb, TA,) because it is in the accus. case as a specificative; (IB, TA;) but some allow it to be indeterminate after ↓ أَسَأْتُ, which is here the contr. of أَحْسَنْتُ. (Msb.) A2: It is also trans.: (Lth, TA:) you say, سَآءَهُ, (S, M, K,) aor. ـُ (S,) inf. n. سَوْءٌ (S, M, K) and (??), with damm also, (TA, [and said to be an (??)n. in the Ksh and by Bd in ii. 46, but as it is (??) entioned as an inf. n. in the S nor in the M (??) the K, but is expressly said in all these to (??)st., I think that is should be rejected, or (??) as a quasi-inf. n. like كَلَامٌ and ثَوَابٌ (??) سَوَآةٌ (K) and سَوَآءَةٌ (Az, M, K) and (??), K,) of the measure فَعَالِيَةٌ, like (??) M,) and سَوَايَةٌ, (S, M, K,) which is a contraction of that next preceding, (Kh, S, M,) and مَسَآءٌ (M, K) and مَسَآءَةٌ, (S, M, K,) originally مَسْوَأَةٌ, (Har p. 81,) and مَسَائِيَةٌ, which is originally مَسَاوِئَةٌ, (Kh, S, M, K,) and مَسَايَةٌ, (S, M, K,) which is a contraction of that next preceding, (Kh, S,) and مَسَائِيَّةٌ, (M, K,) this last written in the L with two ى s, [i. e. مَسَاييِةٌ,] (TA,) [He did evil to him;] he did to him that which he disliked, or hated; (M, K;) he displeased, grieved, or vexed, him; contr. of سَرَّهُ. (S.) One says, سُؤْتُ الرَّجُلَ, meaning I displeased, grieved, or vexed, the man by what he saw [or experienced] from me. (S.) And أَرَدْتُ مَسَآءَتَكَ and مَسَائِيَتَكَ [I desired to displease, grieve, or vex, thee]. (Lth, TA.) And إِنَّ اللَّيْلَ طَوِيلٌ وَلَا يَسُؤْ بَالُهُ [Verily the night is long, and may the state thereof not displease, grieve, or vex, me]: meaning لَا يَسُؤْنِى بَالُهُ; and expressing a prayer. (Lh, M. [In the TA, in the place of بَالُهُ is put ما له; as though meaning مَا لَهُ مِنَ الحَوَادِثِ or the like, i. e. its events, or accidents, &c.]) And لَهُ عِنْدِي مَا سَآءَهُ وَنَآءَهُ [I have, belonging to him, or I owe him, what grieved him, and oppressed him by its weight], and مَا يَسُوْؤُهُ وَيَنُوْؤُهُ [what does, or will, grieve him, &c.]. (S.) تَرَكَ مَا يَسُوْؤُهُ وَيَنُوْؤُهُ [He left, or has left, what will grieve him, and oppress him by its weight, on the day of judgment, by the responsibility that it has imposed upon him,] is a prov., said of him who has left his property to his heirs. (Meyd, TA.) It is said that El-Mahboobee was possessed of riches; and when death visited him, he desired to make a testament; so it was said to him, “What wilt thou write? ” and he answered, “Write ye, 'Such a one,' meaning himself, 'has left what will grieve him, and oppress him by its weight:' ” i. e., property which his heirs will devour, while the burden thereof will remain upon him. (Meyd, TA.) [See also 4.] b2: One says also, سُؤْتُ وَجْهَ فُلَانٍ, aor. ـُ inf. n. مَسَآءَةٌ and مَسَائِيَةٌ, (Lth, TA,) i. q. قَبَحْتُهُ [i. e. I said, May God remove the person (lit. the face) of such a one far from good, or prosperity, &c.]. (TA. [It is said in a copy of the M, that سُؤْتُ لَهُ وَجْهَهُ means قَبَّحْتُهُ: but I think that the right explanation is قَبَحْتُهُ, without tesh-deed, meaning I said to him, قَبَحَ اللّٰهُ وَجْهَكَ: see art. قبح.]) 2 سوّأ [He corrupted, or marred]. You say, سَوِّ وَلَا تُسَوِّئْ Rectify thou, and do not corrupt, or mar. (A, TA.) [See also 4.] b2: سوّأ عَلَيْهِ He said to him أَسَأْتُ [Thou hast done ill]. (M.) You say, سَوَّأْتُ عَلَيْهِ مَا صَنَعَ, (S,) or صَنِيعَهُ, (K,) i. e. فِعْلَهُ, (TA,) inf. n. تَسْوِئَةٌ and تَسْوِىْءٌ, I discommended to him what he had done, or his deed; and said to him أَسَأْتَ [Thou hast done ill]. (S, K.) And إِنْ أَسَأْتُ فَسَوِّئْ عَلَىَّ [If I do ill, say thou to me, Thou hast done ill]. (S.) 4 أَسَآءَ, [inf. n. إِسَآءَةٌ,] He did evil, or ill; or acted ill; contr. of أَحْسَنَ: (S, M, K:) [and so]

اسِآء فِى فِعْلِهِ. (Msb.) You say, اسآء إِلَيْهِ (S, K) and لَهُ and عَلَيهِ and بِهِ (TA) He did evil or ill, or acted ill, to him. (S, K, TA.) b2: [See also أَسْوَى, in several senses, in art. سوي.]

A2: اسآءهُ He corrupted it, or marred it; (M, K;) [did it ill;] did it not well; namely, a thing. (M.) It is said in a prov., أَسَآءَ كَارِهٌ مَا عَمِلَ [An unwilling person did ill what he did]; relating to a man who was compelled against his will, by another, to do a thing, and marred it, or did it not well: it is applied to the man who seeks an object of want and does not take pains to accomplish it. (M, Meyd. *) See also 1, in two places, in the former half of the paragraph. [And see 2.]8 استآء He experienced evil, or that which he disliked or hated, (S, * K, TA,) or displeasure, (TA,) or grief, or anxiety. (M, TA.) اِسْتَآءَ لَهَا occurs in a trad. as meaning He (the Prophet) became displeased, or grieved, or anxious, on account of it; i. e., on account of a dream that had been related to him: or, accord. to one relation, the right reading is اِسْتَآلَهَا, meaning “ he sought the interpretation of it, by consideration. ” (TA.) سَوْءٌ is an inf. n. of سَآءَ, (Lth, S, M, K,) intrans., (Lth, M,) and trans.: (S, M, K:) and is also used as an epithet, applied to a man, (M, Msb, and Ham p. 712,) and to an action. (Msb.) Yousay رَجُلُ سَوْءٍ (S, M, Msb, K) [A man of evil nature or doings; or] a man who does what is evil, displeasing, grievous, or vexatious: (M, TA:) and رَجُلُ السَّوْءِ [the man of evil nature or doings &c.]: (S, K:) and ذِئْبُ السَّوْءِ [the wolf of evil nature &c.], as in a verse cited voce أَحَالَ, in art. حول: (S:) and عَمَلُ سَوْءٍ [a deed of evil nature]: (M, Msb:) and عَمَلُ السَّوْءِ [the deed of evil nature]: (Ham p. 498:) and نَعْتُ سَوْءٍ [an epithet of evil nature]: (O and K in art. سحق:) and سَعْفُ سَوْءٍ a bad commodity: (O and TA in art. سعف:) and if you make the former word determinate [by means of the article ال], you use the latter as an epithet [also], (M, * Msb, and Ham, p. 712, *) and you say الرَّجُلُ السَّوْءُ [the evil man, or the man who does what is evil &c.]: (Msb, and Ham p. 712:) and العَمَلُ السَّوْءُ [the evil deed]: (Msb:) [this last phrase I hold to be correct, regarding السَّوْءُ in this case as originally an inf. n. of the intrans. verb سَآءَ, and therefore capable of being used as an epithet applied to anything; though] IB says that السَّوْءُ used as an epithet is applied to a man but not to a deed: (TA:) [in what here follows from the S, denying the correctness of another phrase mentioned above on the authority of lexicologists of high repute, there is, in my opinion, an obvious mistranscription, twice occurring, السَّوْءُ for السُّوْءُ, which I suppose to have passed from an early copy of that work into most other copies thereof, for I find it alike in all to which I have had access:] Akh says, one should not say الرَّجُلُ السَّوْءُ, though one says الحَقُّ اليَقِينُ as well as حَقُّ اليَقِينِ; for السَّوْءُ is not the same as الرَّجُلُ, but اليَقِينُ is the same as الحَقُّ: he says, also, nor should one say, هٰذَا رَجُلُ السُّوْءِ with damm: (S:) [here the expres-sion “ with damm ” may perhaps be meant to refer to السوء in all of the three instances above; not in the last only:] IB says, [in remarking on this passage of the S, in which he appears to have read السُّوْء, with damm, in all of the three instances,] Akh allows one's saying رَجُلُ السَّوْءِ and رَجُلُ سَوْءٍ, with fet-h to the س in both; but not رَجُلُ السُّوْءِ, with damm to the س, because السُّوْءُ is a subst., meaning “ harm, injury, hurt, mischief, or damage,” and “ evilness of state or condition; ” and رَجُل is prefixed, as governing a gen. case, only to the inf. n.: and he adds that one says, هٰذَا الرَّجُلُ السَّوْءُ, not prefixing [the former noun to the latter, but using the latter as an epithet]. (TA.) b2: See also the next paragraph, in six places.

سُوْءٌ is the subst. from سَآءَهُ; (S, M, * K;) [so, app., accord. to the generality of the lexicologists;] or inf. n. (Ksh and Bd in ii. 46) of سَيِّئٌ, (Ksh ibid.,) or of سَآءَ, aor. ـُ (Bd ibid.,) or of سَآءَهُ [q. v.]; (TA;) signifying Evilness, badness, abominableness, foulness, or unseemliness; [and displeasingness, grievousness, or vexatiousness;] as, for instance, of natural disposition, and of doings: (Ksh ubi suprà:) vitious, immoral, unrighteous, sinful, or wicked, conduct: [hence, رَمَاهُ بِسُوْءٍ: see art. رمي:] anything disapproved, or disallowed; or regarded as evil, bad, abominable, foul, or unseemly: (S, TA:) [an evil action or event:] evilness of state or condition: harm, injury, hurt, mischief, or damage: (IB, TA:) anything that is mentioned as being سَيِّئ [i. e. evil, &c.]: (Lth, TA:) any evil, evil affection, cause of mischief or harm or injury, noxious or destructive thing, calamity, disease, or malady: (M, K, TA:) [pl. أَسْوَآءٌ, accord. to a general rule.] The saying مَا أُنْكِرُكَ مِنْ سُوْءٍ means I do not disacknowledge thee in consequence of سُوْء [i. e. evilness, &c.,] that I have seen in thee, but only in consequence of my little knowledge of thee. (S.) لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوْءَ وَالفَحْشَآءَ, in the Kur [xii. 24], is said by Zj to mean, [In order that we might turn away from him] unfaithfulness to his master, and adultery. (M, TA.) And سُوْءُ الحِسَابِ, in the Kur [xiii. 18, i. e. The evilness of the reckoning], is expl. by him as meaning a reckoning in which no good work will be accepted, and no evil work passed over; because infidelity will have made the former to be of no avail: or, as some say, it means a reckoning pursued to the utmost extent, in which no evil work will be passed over. (M, TA.) لَا خَيْرَ فِى قَوْلِ السُّوْءِ means There is no good in thy saying سُوْء [i. e. a thing that is evil; قول being here used in its original sense of an inf. n.]: but if you say ↓ السَّوْء, [you use قول in the sense of مَقُول, and] the meaning is, in evil speech. (TA as from the K, but not in the CK nor in my MS. copy of the K.) سُوْءٌ accord. to one reading, and ↓ سَوْءٌ accord. to another, (K, TA, [but all that is given in this sentence as from the K is so given only on the authority of the TA, not being in the CK nor in my MS. copy of the K]) the latter of which readings is the more common, (TA,) in the phrase دَائِرَةُ السّوء, (K, TA,) in the Kur [ix. 99 and xlviii. 6], (TA,) mean Defeat, and evil; (K, TA;) and trial, or affliction, and torment; (TA;) and perdition, and destruction, or corruption: (K, TA:) and in like manner in the saying, أُمْطِرَتْ مَطَرَ السّوءِ, (K, TA,) in the Kur [xxv. 42]: (TA:) or السُّوْء means harm, injury, hurt, mischief, or damage; and evilness of state or condition; [as expl. before;] and ↓ السَّوْء, corruption, or destruction, or perdition: (K, * TA:) or السُّوْء in the phrase دَائِرَةُ السُّوْءِ means defeat and evil; and the reading ↓ السَّوْء is from [i. e. syn. with] المَسَآءَة [as inf. n.]. (S. [See also دَائِرَةٌ, in art. دور.]) Accord. to Zj, in the saying in the Kur [xlviii. 6], ↓ الظَّانِّينَ بِاللّٰهِ ظَنَّ السَّوْءِ, (TA,) meaning ظَنَّ الأَمْرِ السَّوْءِ [i. e. Who opine, of God, the opining of the evil thing], (Bd,) it is allowable to read ظَنَّ السُّوْءِ; (T, TA;) and thus some read in this instance: (Jel:) but AM says, in the saying in the Kur [xlviii. 12], ↓ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ [And ye opined the evil opining], it is read only with fet-h, and damm to the س is not allowable in this instance, for there is in it no meaning of trial, or affliction, and torment: (TA:) [for this distinction, however, I see no reason; and it is not correct; for] السوء is with fet-h and with damm to the س in the three sentences [whereof this last is one] in which it occurs in this chapter. (Jel.) b2: In the Kur vii. 188, it is said to mean (assumed tropical:) Diabolical possession; or insanity, or madness. (M, TA.) b3: (tropical:) Leprosy, syn. بَرَصٌ, (Lth, S, M, K, TA,) is said to be its meaning in the Kur xx. 23 and xxvii. 12 and xxviii. 32. (S, TA.) b4: (assumed tropical:) The fire: so in the Kur xxx. 9, accord. to the reading السُّوْءَ: (K, TA:) said to mean there Hell: but the reading commonly known is ↓ السُّوْءَى. (TA.) b5: And (assumed tropical:) Weakness in the eye. (K. [Thus, i. e. with damm to the س, in the CK and TK: in the TA said to be بالفتح; but this is evidently a mistake for بالضمّ.]) سَىْءٌ: see سَيِّئٌ.

سَوْءَةٌ The عَوْرَة [or pudendum], (S, Mgh, Msb,) i. e. (Msb) the فَرْج [which means the same, or the external portion of the organs of generation], (Lth, M, IAth, Msb, K,) of a man, and of a woman: (Lth, Msb, TA:) and the anus: (Az and TA in art. سوى:) dual سَوْءَتَانِ: and pl. سَوْآتٌ: so called because its becoming exposed to men displease [or shames] the owner thereof; (Msb;) or because of its unseemliness. (Ham p. 510.) In the Kur vii. 19, for سَوْآتِهِمَا, some read سَوَاتِهِمَا; and some, سَوَّاتِهِمَا. (Bd.) b2: In the Kur v. 34, it means The dead body, or corpse; (Bd, Jel;) because it is deemed unseemly to be seen. (Bd.) b3: Accord. to IAth, the former is the primary signification: and hence it is transferred to denote Any saying, or action, of which one is ashamed when it appears: (TA:) any evil, bad, abominable, foul, or unseemly, saying or action; (S, K, TA;) as also ↓ سَوْآءُ: (M:) any disgracing action or thing: (Lth, TA:) an evil, abominable, or unseemly, property, quality, custom, or practics; (K, TA;) as also ↓ سَوْآءُ, or ↓ سَوْءَى; (accord. to different copies of the K; [the latter perhaps fem. of ↓ أَسْوَأُ like the former, of the same class as دَفْأَى and دَنْأَى, or fem. of ↓ سَوْآنُ, like عَطْشَى fem. of عَطْشَانُ;]) or so both of these; (TA;) or so ↓ سَوْءَةٌ سَوْآءُ: (S:) [or this last means a property, &c., that is very evil &c.] One says, سَوْءَةً لِفُلَانٍ May a disgracing action or thing befall such a one; [or disgrace, or shame, to such a one;] using the accus. case because it is an expression of reviling and imprecation. (Lth, TA.) [See also سَيِّئَةٌ and سُوْءَى.] b4: ↓ السَّوْءَةُ السَّوْءَى [or ↓ السَّوْءَةُ السَّوْآءُ] also means The contrarious wife or woman. (TA.) سَايَةٌ as used in the saying ضَرَبَ فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ

سَايَةً is held by some to be originally with ء, and of the measure فَعْلَةٌ, from السَّوْءُ; so that the saying means Such a one did to such a one a thing that caused displeasure to him; and did evil to him: others hold that the saying means such a one made a way to do what he desired to such a one; in which case, ساية is of the measure فَعْلَةٌ from سَوَّيْتُ; originally سَوْيَةٌ, which is changed into سَيَّةٌ, and then into سَايَةٌ, in like manner as دِوَّانٌ is changed into دِيوَانٌ. (Aboo-Bekr, TA.) [See the same word in art. سوى.]

سَوْءَى: see سَوْءَةٌ, in two places.

سُوْءَى is [fem. of ↓ أَسْوَأُ, q. v., as meaning More, and most, evil, bad, abominable, foul, unseemly, unsightly, or ugly: and is also] a subst. signifying an evil, a bad, an abominable, a foul, or an unseemly, action; (Msb, TA;) i. q. فَعْلَةٌ سَيِّئَةٌ [and سَيِّئَةٌ alone]: in this sense, [as well as in the former,] (TA,) contr. of حُسْنَى. (S, M, K, TA.) b2: In the Kur xxx. 9, (S, TA,) accord. to the reading commonly known, (TA,) [as contr. of الحُسْنَى,] السُّوْءَى means (assumed tropical:) The fire (S, K, TA) of Hell. (TA.) See also سُوْءٌ, last explanation but one.

سَوْآءُ: see أَسْوَأُ (of which it is said by some to be fem.) in two places: b2: and see also سَوْءَةٌ, in four places.

خَزْيَانُ سَوْآنُ is [app. an instance of the alteration of the latter of two epithets to assimilate it to the former, originally خَزْيَانُ أَسْوَأُ, meaning Ashamed, or base, or vile, or ignominious, and evil, bad, &c.,] from القُبْحُ. (M, TA.) b2: See also سَوْءَةٌ.

سَيِّئٌ, [originally سَيْوِئٌ (as will be shown below, voce سَيِّئَةٌ), then سَيْيِئٌ, and then سَيِّئٌ,] applied to a thing [of any kind], (Lth, TA,) Evil, bad, abominable, foul, unseemly, unsightly, or ugly; (Lth, Msb, TA;) contr. of حَسَنٌ: (Msb:) sometimes contracted into ↓ سَىْءٌ, like as هَيِّنٌ is contracted in هَيْنٌ, and لَيّنٌ into لَيْنٌ; as in the saying of Et-Tuhawee, وَلَا يَجْزُونَ مِنْ حَسَنٍ مِسَىْءٍ

وَلَا يَجْزُونَ مِنْ غِلَظٍ بِلِينِ [And they will not requite good with evil, nor will they requite roughness with gentleness]. (S.) You say قَوْلٌ سَيِّئٌ [An evil saying; or] a saying that displeases. (M, TA.) And فَعْلَةٌ سَيِّئَةٌ [An evil action or deed]. (TA.) And it is said in the Kur [xxxv. 41], وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئٌ

إِلَّا بِأَهْلِهِ [And in the plotting of that which is evil; but the evil plotting shall not beset any save the authors thereof]. (M, TA.) One says also, فُلَانٌ سَيِّئُ الاِخْتِيَارِ [Such a one is evil in respect of choice, or preference]. (S.) [See also the next paragraph.]

سَيِّئَةٌ [fem. of سَيِّئٌ, q. v.: and also a subst., being transferred from the category of epithets to that of substs. by the affix ة], originally سَيْوِئَةٌ, (S,) An evil act or action; contr. of حَسَنَةٌ; (Msb;) a fault, an offence, or an act of disobedience; or such as is intentional; a sin, a crime, or an act of disobedience for which one deserves punishment; syn. خَطِيْئَةٌ: (M, K:) pl. سَيِّئَاتٌ. (TA.) It is said in a trad., الحَسَنَةُ بَيْنَ السَّيِّئَتَيْنِ [The good act is between the two evil acts]; meaning that the exceeding of the just bounds is a سَيِّئَة, and the falling short thereof is a سَيِّئَة, and the pursuing a middle course between these two is a حَسَنَة. (TA.) [See also سَوْءَةٌ and سُوْءَى.] b2: Also; tropically, (tropical:) The recompense of a سَيِّئَة properly so termed [i. e. as expl. above]. (Msb in art. مكر.) b3: An evil, or evil accident; a calamity; a misfortune; (Ksh in iv. 81;) a trial, or an affliction; opposed to حَسَنَةٌ; (Ksh and Bd in iv. 80;) scarcity of herbage, or of the goods, conveniences, and comforts, of life; straitness of circumstances; and unsuccessfulness; thus [likewise] opposed to حَسَنَةٌ in the Kur iv. 80. (Er- Rághib, TA in art. حسن.) أَسْوَأُ; fem. سُوْءَى: see the latter word. One says, هُوَ أَسْوَأُ القَوْمِ He is the most evil, &c., of the people, or party; syn. أَقْبَحُهُمْ: and هِىَ السُّوْءَى

She is the most evil, &c. (Msb.) And the [common] people say أَسْوَأُ الأَحْوَالِ, meaning The [worst, or] most scanty, and weakest, of states or conditions. (Msb.) A2: [Also,] applied as an epithet to a man, (El-Umawee, M, TA,) Evil, bad, abominable, foul, unseemly, unsightly, or ugly: (ElUmawee, M, K, TA:) fem. ↓ سَوْآءُ, (El-Umawee, M, K,) which is thus applied to a woman; (ElUmawee, S, M;) or this is an instance of the measure فَععلَآءُ having no [masc. of the measure]

أَفَعَلُ. (M, TA.) See also سَوْءَةٌ, in four places. It is said in a trad. (M, TA) of the Prophet, or of 'Omar, (TA,) وَلُودٌ خَيْرٌ مِنْ حَسْنَآءَ عَقِيمٍ ↓ سَوْآءُ [An ugly prolific woman is better than a beautiful barren one]. (M, TA.) مَسَآءَةٌ an inf. n. of سَآءَهُ: (S, M, K:) and [also a subst. signifying An evil, as being] a cause of grief or vexation; contr. of مَسَرَّةٌ: originally مَسْوَأَةٌ: and therefore the pl. is ↓ مَسَاوٍ, for مَسَاوِئُ; (Msb;) signifying also vices, faults, defects, or imperfections; (S, Msb, K, TA;) and diseases; (S, TA;) and acts of disobedience: (Msb:) so in the saying, بَدَتْ مَسَاوِيهِ His acts of disobedience, and vices, faults, &c., appeared: (Msb:) and الخَيْلُ تَجْرِى عَلَى مَسَاوِيهَا Horses run, notwithstanding their vices, or faults, &c., (S, Meyd, K,) and diseases; (S, Meyd;) for their generousness impels them to do so: (S, Meyd, K: but omitted in the CK:) and in like manner, the ingenuous generous man bears difficulties, and defends, or protects, what he is bound to defend or protect, or to regard as sacred, or inviolable, though he be weak, and practises generosity in all circumstances: (Meyd, TA:) or it is applied in relation to the protection and defence of what should be sacred, or inviolable, or of wives, or women under covert, and the members of one's household, notwithstanding harm, or injury, and fear: or it means that one may seek to defend himself by means of a man though there be in him qualities disapproved: (MF, TA:) but accord. to Lh, المَسَاوِى has no proper sing., like المَحَاسِنُ: (Meyd, TA: *) accord. to some of the writers on inflection, it is the contr. of المَحَاسِنُ, and an anomalous pl. of السُّوْءُ, being originally with ء. (TA.) مَسَاوٍ: see the next preceding paragraph.
سوأ
: (} ساءَه) {يَسوءُه} سُوءًا بِالضَّمِّ و ( {سَوْءًا) بِالْفَتْح (} وَسَوَاءً) كسحاب ( {وسَوَاءَةً) كسَحَابةٍ وَهَذَا عَن أَبي زيد (} وَسَوَايَةً) كعَبَابَةِ ( {وَسَوَائِيَةً) قَالَ سِيبَوَيْهٍ: سأَلْتُ الخليلَ عَن} سُؤْتُه سَوَائِيَةً فَقَالَ: هِيَ فَعَالِيَة بمنزِلَة عَلاَنِيَةٍ ( {ومَسَاءَةً} ومَسَائِيَةً مَقْلُوباً) كَمَا قَالَه سِيبَوَيْهٍ، نقلا عَن الْخَلِيل (وَأَصْلُه) وحْدَه ( {مَسَاوِئَة) كَرهوا الْوَاو مَعَ الْهمزَة، لأَنهما حرفانِ مُستَثْقَلانِ (و) سُؤْتُ الرجلَ سَوَايَةً و (} مَسَايَةً) يُخَفَّفان، أَي حذفوا الْهمزَة تَخْفِيفًا كَمَا حَذفوا همزَة هَارٍ وَلاَثٍ كَمَا أَجمع أَكثرُهم على تركِ الْهَمْز فِي مَلَكٍ وأَصلُه مَلأَكٌ (! ومَسَاءً {وَمَسَائِيَّةً) هَكَذَا بِالْهَمْز فِي النّسخ الْمَوْجُودَة، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) بالياءَين: (: فَعَلَ بِهِ مَا يَكْرَهُ) نقيض سَرَّه، (فاسْتَاءَ هُوَ) فِي الصَّنِيع مثل اسْتَاعَ، كَمَا تَقول من الغَمُّ اغْتَمَّ، وَيُقَال: ساءَ مَا فَعَل فلانٌ صَنِيعاً يَسُوءُ أَي قَبْحَ صَنيِعاً، وَفِي تَفسير الغَرِيب لِابْنِ قُتَيْبَة قَوْله تَعَالَى.
{} وَسَاء سَبِيلاً} (الْإِسْرَاء: 32) أَي قَبُحَ هَذَا الفعلُ فعْلاً وطَرِيقاً، كَمَا تَقول: ساءَ هَذَا مَذْهَباً، وَهُوَ مَنْصُوب على التَّمْيِيز، كَمَا قَالَ {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً} (النِّسَاء: 69) {واستاءَ هُوَ اسْتَهَمَّ وَفِي حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَن رجلا قصَّ عليهِ رُؤيا فاستاءَ لَهَا ثمَّ قَالَ: (خِلافَةُ نُبُؤّة ثمَّ يُوحتي اللَّهُ المُلكَ مَنْ يَشاء) : قَالَ أَبو عبيدٍ: أَراد أَن الرؤْيَا} ساءَتْه فاستاءَ لَهَا، افتعلَ من {المَسَاءَة، وَيُقَال: استاءَ فلانٌ بمكاني، أَي ساءَهُ ذَلِك، ويروى: (فاستآلَها) أَي طلب تَأْوِيلَها بالنَّظرِ والتأْمُّلِ، (والسُّوءُ، بِالضَّمِّ، الاسْمُ مِنْهُ) وَقَوله عز وَجل {1. 019 وَمَا مسنى السوء} (الْأَعْرَاف: 188) قيل: مَعْنَاهُ مَا بِي من جُنونٍ، لأَنهم نَسبوا النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمإِلى الجُنون، والسُّوءُ أَيضاً بِمَعْنى الفُجور والمُنكر، وَقَوْلهمْ: لَا أُنْكِرُك من سُوءٍ، أَي لم يكن إِنكاري إِيَّاك من سُوءٍ رأَيتُه بك، إِنما هُوَ لِقِلَّة المَعرفة (و) يُقَال إِن السُّوءَ (البَرَصُ) وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {تَخْرُجْ بَيْضَآء مِنْ غَيْرِ سُوء} (طه: 2) أَي من غير بَرَصٍ، قَالَ اللَّيْث: أَما السُّوءُ فَمَا ذُكر} بِسَيِّىءٍ فَهُوَ السُّوءُ، قَالَ: ويُكْنَى بالسُّوءِ عَن اسْمِ البَرَصِ، قلت: فَيكون من بَاب الْمجَاز.
(و) ! السُّوءُ (كُلُّ آفَةٍ) ومَرضٍ، أَي اسمٌ جامِعٌ للآفات والأَمراض، وَقَوله تَعَالَى {كَذالِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوء وَالْفَحْشَآء} قَالَ الزّجاج: السُّوءُ:ضِدٌّ لقَولهم: هَذَا رَجُلُ صِدْقٍ، وثَوحبُ صِدْقٍ، وَلَيْسَ للسَّوْءِ هُنَا معنى فِي بَلاءٍ وَلَا عَذابٍ فَيُضَمّ، وقُرِىءَ قولُه تَعَالَى {عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْء} (أَي الهُزيمة والشَّرِّ) والبلاءِ وَالْعَذَاب (والرَّدَي والفَسَاد وكَذَا) فِي قَوْله تَعَالَى {أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْء} (الْفرْقَان: 40) بِالْوَجْهَيْنِ (أَو) أَن (المضموم) هُوَ (الضَّرَرُ) وسُوءُ الْحَال (و) السَّوْءُ (المفتوحُ) من المَسَاءَة مثل (الفَسَاد) والرَّدي (والنَّار، وَمِنْه) قَوْله تَعَالَى: ( {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءواْ السُّوءى} (الرّوم: 10)) قيل هِيَ جَهَنَّم أَعاذَنا اللَّهُ مِنْهَا (فِي قِراءَة) أَي عِنْد بعض القُرَّاءِ، وَالْمَشْهُور السُّوأَى كَمَا يأْتِي (ورَجُلُ سَوْءٍ) بِالْفَتْح، أَي يَعملُ عمَلَ سَوْءِ (و) إِذا عَرَّفْتَه وصَفْتَ (بِهِ) تَقول: هَذَا رَجُلُ سَوْءِ بالإِضافة وتُدْخِل عَلَيْهِ الأَلف وَاللَّام فَتَقول هَذَا (رَجُلُ السَّوْءِ) قَالَ الفرزدق:
وكُنْتَ كَذِئْبِ السَّوْءِ لمَّا رَأَى دَماً
بِصَاحِبِهِ يَوْماً أَحَالَ عَلَى الدَّمِ
(بالفَتحِ والإِضافة) لَفٌّ ونَشْرٌ مُرتَّب، قَالَ الأَخفش: وَلَا يُقَال الرَّجُلُ السَّوْءُ، وَيُقَال الحَقُّ اليَقِينُ وحَقُّ اليَقِينِ، جَميعاً، لأَنّ السَّوْءَ لَيْسَ بِالرجلِ، واليَقينُ هُوَ الحَقُّ، قَالَ: وَلَا يُقَال هَذَا رَجُلُ السُّوءِ، بالضمّ، قَالَ ابنُ بَرِّيّ. وَقد أَجازَ الأَخفَشُ أَن يُقال رَجُلُ السَّوْءِ وَرَجَلُ سَوْءٍ، بِفَتْح الين فيهمَا، وَلم يُجِزْ رَجُل السُّوءِ بِضَم السِّين، لأَن السُّوءَ اسمٌ للضُّرِّ وسُوءِ الحالِ، وإِنما يُضاف إِلى الْمصدر الَّذِي هُوَ فِعْلُه، كَمَا يُقَال: رَجُلُ الضَّرْبِ والطَّعْنِ، فَيقومُ مَقَامَ قَوْلِك: رجلٌ ضَرَّابٌ وطَعَّانٌ، فَلهَذَا جَازَ أَن يُقال رَجُلُ السَّوْءِ بِالْفَتْح، وَلم يَجُزْ أَن يُقَال هَذَا رَجُلُ السُّوءِ، بالضمّ. وَتقول فِي النّكِرة رَجُلُ سَوْءٍ، وإِذا عرَّفتَ قلت: هَذَا الرَّجُلُ السَّوْءُ وَلم تُضِفْ، وَتقول هَذَا عَمَلُ سَوْءٍ، وَلَا تقل السَّوْءِ، لأَن السَّوْءَ يكون نَعْتاً للرجل، وَلَا يكون السَّوْءُ نَعْتاً للعَمل، لأَن الفِعل من الرجُل وَلَيْسَ الفِعل من السَّوْءِ، كَمَا تَقول: قوْلُ صِدْق والقَوْلُ الصِّدْقُ ورجُلُ صدْق وَلَا تَقول رجُلُ الصِّدْق، لأَن الرجل لَيْسَ من الصدقِ.
(و) السَّوْءُ بِالْفَتْح أَيضاً: (الضَّعْف فِي العيْنِ) .
( {والسُّوأَى) بِوَزْن فُعْلَى اسمُ الفَعْلَةِ} السَّيِّئَةِ بمنزِلة الحُسْنَى للحَسنة محمولَةٌ على جِهةِ النعْتِ فِي حدِّ أَفْعل وفُعْلَى {كالأَسْوَإِ} والسُّوأَى، وَهِي (ضِد الحُسْنَى) قَالَ أَبو الغُول الطُّهَوِيُّ وَقيل: هُوَ النَّهشَلِيُّ، وَهُوَ الصَّوابُ:
وَلاَ يَجْزُونَ مِنْ حَسَنٍ بِسُوأَى
وَلاَ يَجْزُونَ مِنْ غِلَظ بِلِينِ
(و) قَوْله تَعَالَى {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ {أَسَاءوا} السُّوأى} (الرّوم: 10) أَي عَاقِبَة الَّذين أَشركوا (النَّارُ) أَي نَار جهنّم أَعاذَنا الله مِنْهَا.
( {وأَساءَه: أَفْسده) وَلم يُحْسن عَمله، وأَساءَ فُلانٌ الخِياطَةَ وَالْعَمَل، وَفِي الْمثل (أَساءَ كارهٌ مَا عمِل) وَذَلِكَ أَن رجُلاً أَكْرهَه آخرُ على عملٍ فأَساءَ عملَه، يُضرب هَذَا للرجُل يُطْلَبُ (إِليه) الحاجةُ فَلَا يُبالغُ فِيهَا.
(و) يُقَال أَساءَ بِهِ، وأَساءَ (إِليه) ، وأَساءَ عَلَيْهِ، وأَساءَ لَهُ (ضِدٌّ أَحْسنَ) ، معنى واستعمالاً، قَالَ كُثَيِّر:
} أَسِيئي بِنَا أَوْ أَحْسِنِى لاَ ملُولَةٌ
لَديْنَا ولاَ مَقْلِيَّةٌ إِنْ تَقَلَّتِ
وَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَقَدْ أَحْسَنَ بَى} (يُوسُف: 100) وَقَالَ عزَّ مِن قائلٍ {إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لاِنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} (الْإِسْرَاء: 7) وَقَالَ تَعَالَى {وَمَنْ أَسَآء فَعَلَيْهَا} (فصلت: 46) وَقَالَ جلَّ وعزَّ {وَأَحْسِن كَمَآ أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ} (الْقَصَص: 77) .
( {والسَّوْأَةُ: الفَرْجُ) قَالَ اللَّيْث: يُطلق على فَرْجِ الرجُل والمرأَةِ، قَالَ الله تَعَالَى {بَدَتْ لَهُمَا} سَوْآتُهُمَا} (الْأَعْرَاف: 22) قَالَ:! فالسَّوْأَةُ: كلُّ عَمَلٍ وأَمْرٍ شائِنٍ، يُقَال: سَوْأَةً لفلانٍ، نَصْبٌ لأَنه شَتْمٌ ودُعَاءٌ. (والفاحِشَةُ) والعَوْرَةُ، قَالَ ابنُ الأَثير: السَّوْأَةُ فِي الأَصل: الفَرْجُ، ثمَّ نُقِل إِلى كُلِّ مَا يُسْتَحْيَا مِنْهُ إِذا ظهَرَ من قولٍ وفِعْل، فَفِي حَديث الحُدَيْبِيَة والمُغِيرة: وهَلْ غَسَلْتَ {سَوْأَتَكَ إِلاَّ الأَمْسَ أَشار فِيهِ إِلى غَدْرٍ كَانَ المُغِيرةُ فَعلَه مَعَ قَوْمٍ صَحبوه فِي الجاهِلِيَّة فقتَلَهم وأَخَذ أَموالَهم، وَفِي حَدِيث ابْن عبّاس فِي قَوْله جلّ وعزّ {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ} (الْأَعْرَاف: 22) قَالَ: يَجعلانِه على} سَوْآتِهما، أَي على فُروجهما.
(وَ) السَّوْأَةُ: (الخَلَّةُ القَبِيحَةُ) أَي الخَصلَة الرَّديئة ( {كالسَّوْآءِ) وكُلُّ خَصْلَة أَو فعلة قبيحةٍ سَوْآءُ،} والسَّوْآءُ السَّوْآءُ: المرأَةُ المُخالِفة، قَالَ أَبو زُبيْدٍ فِي رجُل من طيِّيءٍ نَزَل بِهِ رجلٌ من بني شَيْبانَ فَأَضافَه الطائِيُّ وأَحسن إِليه وسقاه، فَلَمَّا أَسرع الشرابُ فِي الطائِيِّ افتخر ومدَّ يَده، فوثَب الشيبانيُّ فقطَع يَده، فَقَالَ أَبو زُبيْدِ:
ظَلَّ ضَيْفاً أَخُوكُمُ لأَخِينَا
فِي شَرابٍ ونَعْمةٍ وشواءِ
لَمْ يهَبْ حُرْمةَ النَّدِيمِ وحُقَّتْ
يَا لَقَوْمٍ للسَّوْأَةِ السَّوْآءِ
( {والسَّيِّئَةُ: الخَطهيئَةُ) أَصلُها سَيْوِئَة، قُلِبت الْوَاو يَاء وأُدْغِمت. فِي حدِيث مُطَرِّف قَالَ لابنِه لما اجتهدَ فِي العِبادةِ: خَيْرُ الأُمورِ أَوْسَاطُها، والحَسَنةُ بَين} السَّيِّئَتيْنِ، أَي الغُلُوُّ سيِّئَةٌ والتَّقصير {سيِّئَةٌ، والاقتصادُ بَينهمَا حسنةٌ، وَيُقَال: كلمةٌ حسنةٌ، وَكلمَة سَيِّئَةٌ، وفَعْلةٌ حسنةٌ، وفَعْلة سَيِّئَة، وَهِي} والسَّيِّىءُ عَملانِ قَبِيحانِ، وقَوْلٌ {سيِّىءٌ:} يسُوءُ، وَهُوَ نَعْتٌ للذَّكر من الأَعمال، وَهِي للأُنثى، واللَّهُ يعفُو عَن {السَّيِّئاتِ، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {1. 020 35 ومكر} السيِّىء} (فاطر: 43) فأَضافه، وَكَذَا قولُه تَعَالَى {1. 020 وَلَا يَحِيق الْمَكْر السيىء إِلَّا بأَهْله} (فاطر: 43) وَالْمعْنَى مكْر الشِّرْكِ. وقرأَ ابنُ مَسْعُود ومَكْراً {سَيِّئاً، على النْعتِ، وقولُه:
أَنَّي جَزَوْا عامِراً} سَيْئًا بِفِعْلِهِمُ
أَمْ كَيْفَ يَجْزُونَنِي {السُّوأَى من الحَسَنِ
فإِنه أَراد} سَيِّئًا فَخفَّفَ، كَهيْن وهَيِّنٍ، وأَراد: من الحُسْنَى، فوضَع الحَسَن مَكَانَهُ، لأَنه لم يُمْكِنه أَكثَرُ من ذَلِك، وَيُقَال: فُلانٌ {سَيِّىءُ الاخْتِيارِ، وَقد يُخَفَّف، قَالَ الطُّهَوِيُّ:
ولاَ يَجْزُونَ مِنْ حَسَنٍ بِسَيْءٍ
ولاَ يَجْزُونَ مِنْ غِلِظٍ بلِينِ
(و) قَالَ اللَّيْث: (} ساءَ) الشيءُ يسُوءُ ( {سَواءً كسَحَاب) (فعْلٌ) لازِمٌ ومُجاوِزٌ، كَذَا هُوَ مضبوط، لكنه فِي قوْلِ اللَّيْث:} سَوْأً بِالْفَتْح بدل سَوَاءٍ، فَهُوَ سَيِّىءٌ إِذا (قَبْحُ، والنَّعْتُ) مِنْهُ على وزن أَفْعَل، تَقول رجُلٌ ( {أَسْوَأُ) أَي أَقْبَحُ (و) هِيَ (} سَوْآءُ) : قَبِيحةٌ، وَقيل هِيَ فَعْلاَءُ لَا أَفْعَلَ لَهَا، وَفِي الحَدِيث عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (سَوْآءُ ولُودٌ خَيْرٌ مِنْ حسْنَاءَ عَقِيمٍ) قَالَ الأُمويُّ: السَّوْآءُ: القبيحة، يُقَال للرجل من ذَلِك أَسْوأُ، مهموزٌ مقصورٌ، والأُنثى سَوْآءُ، قَالَ ابنُ الأَثيرِ: أَخرجه الأَزهريُّ حدِيثاً عَن النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأَخرجه غيرُه حَدِيثا عَن عُمر رَضِي الله عَنهُ، وَمِنْه حدِيثُ عبدِ الملكِ بن عُميْرٍ: السَّوْآءُ بنتُ السَّيِّدِ أَحبُّ إِليَّ مِن الحسْنَاء بِنْتِ الظَّنُونِ. وَيُقَال: ساءَ مَا فَعَلَ فُلانٌ صنيعاً يسُوءُ، أَي قَبْحَ صَنيِعُه صَنيعاً ( {وسَوَّأَ عَلَيْهِ صَنيِعهُ) أَي فِعْلَه (} تَسْوِئَةً {وتَسوِيئًا: عَابَهُ عَلَيْهِ) فِيمَا صَنعَه (وَقَالَ لَهُ} أَسأْتَ) يُقَال: إِنْ أَخْطَاستُ فَخَطِّئْنِي، وإِنْ أَسَأْتُ {فَسَوِّيءْ عَليَّ، كَذَا فِي الأَساس، أَي قَبِّحْ عَليّ} إِساءَتي، وَفِي الحَدِيث: فَما {سَوَّأَ عَلَيْهِ ذَلِك، أَي مَا قَالَ لَهُ أَسَأْتَ.
وَمِمَّا أَغفله المُصَنّف:
مَا فِي (الْمُحكم) : وَذَا مِمَّا} ساءَك وناءَك وَيُقَال: عِنْدِي مَا {ساءَهُ وناءَه، وَمَا} يَسُوءُه ويَنُوءَهُ.
وَفِي (الأَمثال) للميداني: (تَركَ مَا يَسُوءُهُ ويَنُوءُهُ) يُضرب لمن تَرك مالَه للْوَرَثَة، قيل: كَانَ المحبوبي ذَا يسارٍ، فَلَمَّا حضرتْه الوفَاةُ أَراد أَن يُوصِيع، فَقيل لَهُ: مَا نَكْتُب؟ فَقَالَ: اكتبوا: تَركَ فُلاَنٌ يعْني نَفْسه مَا يَسُوءُه ويَنُوءُه. أَي مَالا تأْكُلُه وَرَثَتُه ويَبْقَى عَلَيْهِ وِزْرَه.
وَقَالَ ابْن السّكيت: {وسُؤْتُ بِهِ ظَنًّا وأَسأْتُ بِهِ الظَّنَّ، قَالَ: يُثيتون الأَلف إِذا جاءُوا بالأَلف وَاللَّام، قَالَ ابْن برِّيّ: إِنما نَكَّر ظنًّا فِي قَوْله سُؤْت بِهِ ظنًّا لأَن ظَنًّا مُنتصب على التَّمْيِيز، وأَما} أَسأْت بِهِ الظَّنَّ، فالظَّنُّ مفعولٌ بِهِ، وَلِهَذَا أَتى بِهِ معرفَة، لأَن أَسأْتُ متعَدَ، وَقد تقدّمت الإِشارة إِليه.
وسُؤْتُ لَهُ وجْهَ فلانٍ: قَبَّحْتُه، قَالَ اللَّيْث: ساءَ يسوءُ فِعْلٌ لازِمٌ ومُجاوِزٌ.
وَيُقَال سُؤْتُ وجْهَ فُلانِ وأَنا {أَسُوءُه مَساءَةً ومَسائِيَة،} والمَسايَةُ لغةٌ فِي المساءَةِ تَقول: أَردت مَساءَتك {ومَسايَتَك وَيُقَال أَسأْتُ إِليه فِي الصُّنْع، وخَزْيَانُ} سَوْآنُ من القُبْحِ.
وَقَالَ أَبو بكر فِي قَوْله: ضَربَ فلانٌ على فلانٍ سَايةً: فِيهِ قَولَانِ: أَحدهما السَّايَةُ: الفَعْلَةُ من السَّوْءِ فتُرِك همزُها، وَالْمعْنَى فَعَل بِهِ مَا يُؤَدِّي إِلى مكروهه والإِساءَةِ بِهِ، وَقيل: مَعْنَاهُ: جَعَل لما يُرِيد أَن يَفعله بِهِ طَرِيقا، فالسَّايَةُ فَعْلَةٌ من سَوَيْتُ، كَانَ فِي الأَصل سَوْيَة، فَلَمَّا اجْتمعت الواوُ والياءُ والسابقُ ساكِنٌ، جعلوها يَاء مُشدَّدَةً، ثمَّ استثقلوا التَّشْدِيد فأَتْبَعُوهما مَا قبله، فَقَالُوا: سَايَةٌ، كَمَا قَالُوا دِينَار ودِيوَان وقِيراط، والأَصل دِوَّان فاستَثْقلوا التشديدَ فأَتبعوه الكسرةَ الَّتِي قبله.
وَيُقَال إِن الليلَ طَوِيلٌ وَلَا يَسُوءُ بالُه، أَي! يسوءُني بالُه، عَن اللِّحيانيِّ، قَالَ وَمَعْنَاهُ الدعاءُ. وَقَالَ تَعَالَى {أُوْلَئِكَ لَهُمْ سُوء الْحِسَابِ} (الرَّعْد: 18) قَالَ الزجّاج: سُوءُ الحِساب: لَا يُقبل مِنْهُم حسنةٌ وَلَا يُتَجاوز عَن سَيِّئة لأَن كُفْرَهم أَحبط أَعمالَهم، كَمَا قَالَ تَعَالَى {الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} (مُحَمَّد: 1) وَقيل: سُوءُ الْحساب أَن يُسْتَقْصَي عَلَيْهِ حِسابُه وَلَا يُتَجاوز لَهُ (عَن) شيءٍ من {سَيِّآتِه، وكِلاهما فِيهِ، أَلاَ تراهم قَالُوا: من نُوقِشَ الحِساب عُذِّب.
وَفِي الأَساس: تَقول: سَوِّ ولاَ} تُسوِّىءْ، أَي أَصْلِح وَلَا تُفْسِدْ.
(وبنُو {سُوأَةَ بِالضَّمِّ: حيٌّ) من قيس ابْن عليَ كَذَا لِابْنِ سَيّده.
(} وسُوَاءَةُ كَخُرافَة: اسمٌ) وَفِي (العُباب) : من الأَعلام، كَذَا فِي النّسخ الْمَوْجُودَة بتكرير سُوَاءَةَ فِي محلَّين، وَفِي نُسْخَة أُخرى بَنو أُسْوَة كَعُرْوَة، هَكَذَا مضبوط فَلَا أَدري هُوَ غلط أَم تحريفٌ، وَذكر القَلْقَشَنْدِيّ فِي (نِهاية الأَرب) بَنو سُوَاءَةَ ابنِ عامرِ بن صَعْصَة، بطْنٌ من هَوَازِن من العَدْنانية، كَانَ لَهُ ولدان حَبِيبٌ وحُرْثان قَالَ فِي (العِبَر) : وشعوبهم فِي بني حُجَير بن سُواءَة.
قلت: وَمِنْهُم أَبو جُحَيْفة وَهْب بن عبد الله المُلَقَّب بالخَيْر! السُّوائِيّ، رَضِي الله عَنهُ، روى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ، قَالَ ابْن سعد: ذكرُوا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمتُوُفِّي وَلم يبلغ أَبو جُحيفَة الحُلُم، وَقَالَ: تُوفِّي فِي ولَايَة بِشْر بن مَرْوان، يَعْنِي بالكُوفة، وَقَالَ غَيره: مَاتَ سنة 74 فِي ولَايَة بِشْر، وعَوْنُ بنُ جُحَيْفَة سَمِع أَباه عِنْدهمَا، والمنذريّ حرر عِنْد مُسلم، كلّ ذَلِك فِي (رجال الصَّحِيحَيْنِ) لأَبي طَاهِر المَقْدِسي.
وَفِي أَشجع بَنو سُوَاءَة بن سُلَيم، وَقَالَ الْوَزير أَبو الْقَاسِم المغربي: وَفِي أَسد سُوَاءَة بن الْحَارِث بن سعد بن ثَعْلَبة بن دُودَان بن أَسَدَ، وسُوَاءَة بن سَعْد بن مَالك بن ثَعْلبة بن دُودَان بن أَسد، وَفِي خَثْعَم سُوَاءَة بن مَنَاة بن نَاهِس بن عِفْرِس بن خَلَف بن خَثْعم.
(و) قَوْلهم: (الخَيْلُ تَجرِي عَلَى مَسَاوِيها، أَي) أَنها (وإِن كَانَت بهَا عُيُوبٌ) وأَوْصابٌ (فإِنَّ كَرَمَها) مَعَ ذَلِك (يَحْمِلُهَا على) الإِقدام و (الجَرْيِ) . وَهَذَا الْمثل أَورده الميدانيّ والزمخشريّ، قَالَ الميدانيّ بعد هَذَا: فَكَذَلِك الحُرُّ الكريمُ يَحتمِل المُؤَنَ، ويحْمِي الذِّمار وإِن كَانَ ضَعِيفا، ويستعمِل الكَرَمَ على كلِّ حَال، وَقَالَ اليوسي فِي زهرا لأكم: إِنه يُضْرب فِي حِمَاية الحَرِيم والدَّفع عَنهُ مَعَ الضَّرَر وَالْخَوْف، وَقيل: إِن المُرَاد بِالْمثلِ، أَن الرجلَ يُستمتَع بِهِ وَفِيه الخِصالُ الْمَكْرُوهَة، قَالَه شيخُنا، {- والمَساوِي هِيَ العُيوبُ، وَقد اخْتلفُوا فِي مُفردِها، قَالَ بعضُ الصرفيين، هِيَ ضدّ المحاسِن، جمع سُوءٍ، على غير قِيَاس، وأَصله الْهَمْز، وَيُقَال: إِنه لَا وَاحِد لَهَا كالمحاسن.

الخاصيّة

الخاصيّة:
[في الانكليزية] Characteristic ،property
[ في الفرنسية] Caracteristique ،propriete
بإلحاق الياء تستعمل في الموضع الذي يكون الــسبب فيه مخفيا كقول الأطباء هذا الدواء يعمل بالخاصية. فقد عبّروا بها عن الــسبب المجهول للأثر المعلوم بخلاف الخاصة، فإنّها في العرف تطلق على الأثر أعمّ من أن يكون سبب وجوده معلوما أو مجهولا. يقال ما خاصّة ذلك الشيء أي ما أثره الناشئ منه. والخواص اسم جمع الخاصّة لا جمع الخاصّية لأنّ جمعها خاصيات. ومطلق الخاصة إمّا أن يكون لها تعلّق بالاستدلال أو لا يكون، وعلى التقديرين إمّا أن تكون هي لازمة لذلك التركيب لما هو هو أو تكون كاللازمة له، والأول هو الخواص الاستدلالية اللازمة لما هو هو كعكوس القضايا ونتائج الأقيسة. والثاني هو الخواص الاستدلالية الجارية مجرى اللازم كلوازم التمثيلات والاستقراءات من التراكيب لا بمجرد الوضع والمزايا. والكيفيات عبارة عن الخصوصيات المفيدة لتلك الخواص.
وأرباب البلاغة يعبّرون عن لطائف علم المعاني بالخاصّة الجامعة لها، وعن لطائف علم البيان بالمزية وخواص التراكيب كالخواص التي يفيدها الخبر المستعمل في معنى الإنشاء وبالعكس مجازا فإنّه لا بد في بيانها من بيان المعاني المجازية التي تترتّب عليها تلك الخواص. وأمّا المتولّدات من أبواب الطلب فليست من جنس الخواص بل هي معان جزئية والخواص وراءها، وذلك أنّ الاستفهام مثلا يتولّد منه الاستبطاء وهو معنى مجازي له ويلزمه الطلب، وهو خاصّة يقصدها البليغ في مقام يقتضيه. وقس على هذا سائر المتولّدات.
وحقيقة المزية المذكورة في كتب البلاغة هي خصوصية لها فضل على سائر الخصوصيات من جنسها، سواء كانت تلك الخصوصية في ترتيب معاني النحو المعبّر عنه بالنظم أو في دلالة المعاني الأول على المعاني الثواني، فهي متنوّعة إلى نوعين: أحدهما ما في النظم وحقّه أن يبحث عنه في علم المعاني. وثانيها ما في الدلالة وحقّه أن يبحث عنه في علم البيان، والفرق بين الخواص والمزايا التي تتعلّق بعلم المعاني هو أنّ تلك المزايا تثبت في نظم التراكيب، فتترتّب عليها خواصها المعتبرة عند البلغاء. فالمزايا المذكورة منشأ لتلك الخواص، وكذا المزايا التي تتعلّق بعلم البيان فإنّها تثبت في دلالة المعاني الثواني، فتترتّب عليها الخواص المقصودة بتلك الدلالة، وهي الأغراض المترتّبة على المجاز المرسل والاستعارة والكناية كذا في كليات أبي البقاء.

اللَّفْظ

(اللَّفْظ) اللفاظ وَمَا يلفظ بِهِ من الْكَلِمَات وَلَا يُقَال لفظ الله بل كلمة الله (ج) أَلْفَاظ
اللَّفْظ: فِي اللُّغَة الرَّمْي مُطلقًا وَرمي شَيْء من الْفَم سَوَاء كَانَ المرمي حرفا اَوْ غَيره. وَفِي الِاصْطِلَاح مَا يتَلَفَّظ بِهِ الْإِنْسَان حَقِيقَة أَو حكما مهملا كَانَ أَو مَوْضُوعا مُفردا كَانَ أَو مركبا وَتَحْقِيق هَذَا بِمَا لَا مزِيد عَلَيْهِ فِي كتَابنَا جَامع الغموض.
وَاعْلَم أَنه قد يذكر اللَّفْظ فِي مُقَابل الْحَرْف وَيُرَاد بِهِ مَا يكون مركبا من حُرُوف التهجي كَمَا مر تَحْقِيقه فِي الْحَرْف وَقد يذكر اللَّفْظ وَيُرَاد بِهِ الْمعَانِي الأول مجَازًا كَمَا قَالَ الْعَلامَة التَّفْتَازَانِيّ نَاقِلا عَن الشَّيْخ عبد القاهر أَنهم إِذا وصفوا بِمَا يدل على تفخيمه مثل لفظ فصيح بليغ عَظِيم الشَّأْن لم يُرِيدُوا اللَّفْظ الْمَنْطُوق وَلَكِن أَرَادوا معنى اللَّفْظ الَّذِي دلّ بِهِ على الْمعَانِي الثانوية أَي الْمعَانِي اللُّغَوِيَّة - وَالــسَّبَب أَي فِي ارْتِكَاب التَّجَوُّز الخ وَقَالَ الْفَاضِل الجلبي قَوْله وَالــسَّبَب أَنهم لَو جعلوها يَعْنِي أَن الــسَّبَب فِي ارْتِكَاب التَّجَوُّز أَنهم لَو جعلُوا الفصاحة والبلاغة والبراعة وَمَا شاكل ذَلِك أوصافا للمعاني لم يفهم أَنَّهَا صِفَات للمعاني الأول لاحْتِمَال أَن يُرَاد الْمعَانِي الثواني فجعلوها نعوتا للألفاظ وَأَرَادُوا بهَا الْمعَانِي الأول وَاعْترض عَلَيْهِ بِأَن الْمعَانِي كَمَا تحْتَمل الثواني عِنْد إِطْلَاقهَا كَذَلِك الْأَلْفَاظ تحْتَمل عِنْد إِطْلَاقهَا الْأَلْفَاظ بل أولى فَلَا بُد من بَيَان سَبَب التَّرْجِيح. لَا يُقَال الْمعَانِي مُشْتَركَة بَين الْمعَانِي الأول والثواني وَاللَّفْظ مجَاز فِي الْمَعْنى الأول وَقد تقرر أَن الْمجَاز حِين الِاشْتِرَاك أولى فَظهر فَائِدَة الْعُدُول لأَنا نقُول معنى ذَلِك أَن اللَّفْظ الْمُسْتَعْمل فِي معنى إِذا كَانَ دائرا بَين كَونه مُشْتَركا فِي ذَلِك الْمَعْنى وَغَيره وَكَونه مجَازًا فِي ذَلِك حَقِيقَة فِي غَيره كَانَ الْحمل على كَونه مجَازًا فِيهِ أولى لِأَن التَّعْبِير عَن معنى بِلَفْظ يدل عَلَيْهِ مجَازًا أولى من التَّعْبِير بِلَفْظ يدل عَلَيْهِ بالاشتراك بعد قيام الْقَرِينَة الْمعينَة للمراد فِي كلا الاستعمالين وَيُمكن أَن يُقَال مُرَاد الشَّيْخ أَنهم لَو جعلوها صفاتا للمعاني لم يفهم انفهاما ظَاهرا أَنَّهَا صِفَات الْمعَانِي الأول لِأَن للمعاني الثواني دخلا تَاما فِي البلاغة حَتَّى أَن الْكَلَام الَّذِي لَيْسَ لَهُ معنى ثَان سَاقِط عَن دَرَجَة الِاعْتِبَار عِنْد البلغاء لما سبق فتردد الذِّهْن بَين الْمعَانِي الأول والثواني بِخِلَاف مَا إِذا جعلوها صِفَات اللَّفْظ إِذْ عدم كَون اللَّفْظ الْمَنْطُوق منشأ للفضيلة أظهر فتبادر الذِّهْن إِلَى أَن لَيْسَ المُرَاد اللَّفْظ نَفسه وَلما كَانَت العلاقة بَين اللَّفْظ والمعاني الأول دون مَا يحدث فِيهَا أقوى وَأظْهر يتَبَادَر الذِّهْن إِلَيْهَا - وَهَذَا الْقدر كَاف للترجيح انْتهى.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.