Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: زاد

وني

و ن ي : وَنَى فِي الْأَمْرِ وَنًى وَوَنْيًا مِنْ بَابَيْ تَعِبَ وَوَعَدَ ضَعُفَ وَفَتَرَ فَهُوَ وَانٍ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي} [طه: 42] وَتَوَانَى فِي الْأَمْرِ تَوَانِيًا لَمْ يُبَادِرْ إلَى ضَبْطِهِ وَلَمْ يَهْتَمَّ بِهِ فَهُوَ مُتَوَانٍ أَيْ غَيْرُ مُهْتَمٍّ وَلَا مُحْتَفِلٍ. 
و ن ي : (الْوَنَى) الضَّعْفُ وَالْفُتُورُ وَالْكَلَالُ وَالْإِعْيَاءُ، يُقَالُ: (وَنَى) فِي الْأَمْرِ يَنِي بِالْكَسْرِ (وَنًى) وَ (وَنْيًا) أَيْ ضَعُفَ فَهُوَ (وَانٍ) . وَفُلَانٌ لَا (يَنِي) يَفْعَلُ كَذَا أَيْ لَا يَزَالُ يَفْعَلُهُ. وَ (تَوَانَى) فِي حَاجَتِهِ قَصَّرَ. وَ (الْمِينَاءُ) بِالْمَدِّ كَلَّاءُ السُّفُنِ وَمَرْفَؤُهَا وَهُوَ مِفْعالٌ مِنَ الْوَنَى. 
و ن ي

رجل وانٍ: بيّن الونيّ والونا. يقال: دع الونا، وخلّ الهوينا. وقد ونى في الأمر: ضعف وفتر " ولا تنيا في ذكري " وفلان لا يني ولايونّى ولا يتوانى: لا يقصّر. وعمل فونى إذا تعب، وأونيته: أتعبته. وناقة وانية. قال:

ووانية زجرت على حفاها ... قريح الدّفّتين على البطان

ولا يني يفعل: لا يزال. وامرأة وناة: فها فتور.

ومن المجاز: قول ابن مقبل:

مرته الصّبا بالغور غور تهامة ... فما ونت عنه بشعفين أمطرا

وني


وَنِيَ(n. ac. وَنًى [ ])
a. see supra
(a)
وَنَّيَa. Dawdled.

أَوْنَيَa. Enfeebled, enervated; debilitated.

تَوَاْنَيَa. see I (b)
وَنْيa. see 4
وَنْيَة []
a. Delay.
b. Pearl; string of pearls.
c. Sack.

وَنًى [ ]
a. Weariness; languor, dilatoriness; laxity.

وَنَاة []
a. Listless.
b. Pearl.

مِيْنا []
a. Glass; bead.
b. Port; anchorage, roadstead.

وَانٍa. Feeble, weary; listless; lax.

وَانِيَة []
a. fem. of
وَاْنِي
وَنَآء []
a. see 4
وَنِيَّة []
a. see 4t (b)
مِيْنَآء [] (pl.
مَوَانٍ
مَوَانِيّ )
a. see 20 (b)
مُتَوَانٍ [ N.
Ag.
a. VI], Listless; sluggish; perfunctory; dawdler.

تَوَانٍ [ N. Ac.
a. VI], Dilatoriness; delay.
b. Indifference, perfunctoriness.

أَنَاة أَنِيَّة
a. see 4tA (a)
وني: الوَنَى: الفترةُ في العَمَل، ومنه: التّواني، يقال: وَنَى يَني وَنْياً فهو وانٍ. قال العجّاج: 

فما وَنَى محمّدٌ مُذّ أن غَفَرْ ... له الإلهُ ما مَضَى وما غَبَرْ

أن أَظْهَرَ الدّينَ به حتّى ظهر والعرب تقول: لا يني فلان يفعل كذا، أي: لا يزال، قال :

فما يَنُونَ إذا طافوا بحجّهم ... يُهَتِّكُون لبَيْتِ اللَّهِ أستارا

وناقةٌ وانية، أي: طليح. والفِعْل: وَنَتْ وَنْياً، لا يُقالُ إلاّ هكذا، قال:

ووانيةٍ زَجَرْتُ على وَناها ... قريح الدفتين من البطان 
[ون ي] الوَنَى التَّعَبُ والفَتْرَةُ ضِدٌّ يُمدُّ ويُقْصَرُ وقَدْ وَنَى وَنْيًا وَوُنْيًا وَوَنَّى الأخيرةُ عن كُرَاعَ وتَوَانَى وَأَوْنَى غَيْرَه ونَاقَةُ وانِيَةٌ فاتِرةٌ طَلِيْحٌ وامْرَأَةٌ وَنَاةٌ وَأَناةٌ وَأَنِيَّةٌ حَلِيْمَةٌ بطيئَةُ القيامِ الهمزةُ فيه بدلٌ من الواوِ وقال سيبويه لأنَّ المرأَةِ تُجْعَلُ كَسُولاً وقيلَ هِيَ التي فيها فتورٌ عند القيامِ والقُعُود والمشيِ وقولُهُ تعالى {ولا تنيا في ذكري} طه 42 معناه تَفْتُرَا والميْنَا مَرْفأُ السُّفُنِ يُمَدُّ ويُقْصَرُ سُميَ بذلكَ لأنَّ السُّفُنَ تَنِي فيه أي تَفْتُرُ عَن جَرْيِهَا قال كُثَيّرٌ

(تَأَطَّرْنَ بالميناءِ ثمّ جَزَعْنَهُ ... وقد لَجَّ من أحْمَالهنَّ شُجُونُ)

والمِيْنَى جَوْهرُ الزُّجَاجِ والوَنِيَّةُ اللُّؤْلُؤَةُ والجمعُ وَنِيٌّ أنشد ابن الأعرابي

(فَحَطَّتْ كما حَطَّتْ وَنِيَّةُ تَاجرٍ ... وَهَى نَظْمُها فارْفَضَّ منها الطَّوَائفُ)

شَبَّهَها في سُرعَتها بالدُّرةِ الَّتي انحطَّتْ من نظامها ويُرْوى وَهيَّةُ تاجرٍ وقد تقدّم وقيلَ الوَنِيَّةُ العِقْدُ من الدُّرِّ وَقيلَ الوَنِيَّةُ الجُوَالقُ
وني
ونَى/ ونَى عن/ ونَى في ينِي، نِ/ نِهْ، وَنْيًا ووَنًى، فهو وانٍ، والمفعول مَونِيّ
• ونَى الشَّيءَ/ ونَى عن الشَّيءِ: تركه وأهمله.
• ونَى في الأمرِ: ضَعُف وفَتَر، وكَلَّ وأعيا "ونَى في العمل- {وَلاَ تَنِيَا فِي ذِكْرِي} " ° لا يَنِي يفعل كذا: لا يزال، لا ينفك. 

توانى عن/ توانى في يتوانى، تَوانَ، توانيًا، فهو مُتوانٍ، والمفعول مُتوانًى عنه
• توانى عن العمل/ توانى في العمل: قصَّر فيه ولم يهتمّ به ولم يبادر إلى ضبطه "توانى في إنجاز مهمّته". 

تَوانٍ [مفرد]: مصدر توانى عن/ توانى في ° دون توانٍ أو تأخير: بكلِّ سرعة ودقّة. 

مِينا [مفرد]: ج مَوانٍ ومُوَن:
1 - طلاء تغشّى به المعادن وغيرها "مِغطَس مطليٌّ بالمينا".
2 - مرفأ السُّفن.
• مينا السَّاعة: وجهها الذي عليه عقاربها.
• مينا الأسنان: مادّة شبه عظميّة تكسو عاج جذْر الأسنان عند الإنسان والحيوان. 

مِيناء [مفرد]: ج موانِئ:
1 - مينا؛ مَرْفأ السُّفُن "يعمل حمَّالاً في المِيناء" ° ميناء جوّيّ: مطار؛ مكان إقلاع وهبوط الطَّائرات.
2 - مينا؛ طلاء تُغشّى به المعادنُ وغيرها "اشتهر هذا الصائغ بصُنع الأسوار المطليَّة بالميناء".
• ميناء السَّاعة: مينا؛ وجهها الذي عليه عقاربها.
• ميناء الأسنان: مادّة صلبة شبه عظميّة تكسو عاج جذْر الأسنان عند الإنسان والحيوان. 

وانٍ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من ونَى/ ونَى عن/ ونَى في.
2 - ضعيف البَدَن ° نسيم وانٍ: ضعيف الهبوب. 

ونًى [مفرد]: مصدر ونَى/ ونَى عن/ ونَى في. 

وَنْي [مفرد]: مصدر ونَى/ ونَى عن/ ونَى في. 

وني: الوَنا: الفَتْرَةُ في الأَعمال والأُمور. والتَّواني والوَنا:

ضَعْفُ البَدَن. وقال ابن سيده: الوَنا التَّعَبُ والفَتْرةُ، ضِدٌّ، يمدّ

ويقصر. وقد وَنَى يَنِي وَنْياً ووُنِيّاً ووَنًى؛ الأَخيرة عن كراع، فهو

وانٍ، وونَيْتُ أَني كذلك أَي ضَعُفْتُ؛ قال جَحْدَرٌ اليماني:

وظَهْر تَنُوفةٍ للرِّيحِ فيها

نَسِيمٌ، لا يَرُوعُ التُّرْبَ، وانِي

والنَّسِيم الواني: الضَّعِيفُ الهُبُوبِ، وتوانَى وأَونَى غيرَه.

ونَيْتُ في الأَمر: فتَرْتُ، وأَوْنيْتُ غيري. الجوهري: الوَنا الضَّعْفُ

والفُتور والكَلالُ والإِعْياء؛ قال امرؤ القيس:

مِسَحٍّ إذا ما السابحاتُ، على الوَنَى،

أَثَرْنَ غُباراً بالكَدِيد المُرَكَّلِ

وتوَانَى في حاجته: قَصَّر. وفي حديث عائشة تَصِف أَباها، رضي الله

عنهما: سَبَقَ إذ وَنَيْتم أي قَصَّرْتم وفَتَرْتمْ. وفي حديث علي، رضي الله

عنه: لا يَنْقَطِعُ أَسْبابُ الشّفَقة منهم فيَنُوا في جِدِّهم أَي

يَفْتُرُوا في عَزمِهم واجْتِهادهم، وحَذَف نونَ الجمع لجواب النفي بالفاء؛

وقول الأَعشى:

ولا يَدَعُ الحَمْدَ بَل يَشْتَري

بِوْشْكِ الظُّنونِ، ولا بالتَّوَنْ

أَراد بالتَّوانْ، فحذف الأَلف لاجتماع الساكنين لأَن القافية موقوفة؛

قال ابن بري: والذي في شعر الأَعشى:

ولا يدع الحمد ، أَو يشتَرِيه

بوشكِ الفُتُورِ ولا بالتَّوَنْ

أَي لا يَدَعُ مُفَتَّراً فيه ولا مُتَوانِياً، فالجارّ والمجرور في

موضع الحال؛ وأَنشد ابن بري:

إِنَّا على طُولِ الكَلالِ والتَّوَنْ

نَسوقُها سَنًّا، وبَعضُ السُّوْقِ سَنّْ

وناقةٌ وانِيةٌ: فاتِرةٌ طَلِيحٌ، وقيل ناقةٌ وانِيةٌ إِذا أَعْيَتْ؛

وأَنشد:

ووانِيةٍ زَجَرْتُ على وجاها

وأَوْنَيْتُها أَنا: أَتْعَبْتُها وأَضْعَفْتُها. تقول: فلان لا يَني

في أَمره أَي لا يَفْتُرُ ولا يَعْجِزُ، وفلان لا يَني يَفْعَلُ كذا وكذا

بمعنى لا يَزالُ؛ وأَنشده:

فما يَنُونَ إذا طافُوا بحَجِّهِم،

يُهَتِّكُونَ لِبَيْتِ اللهِ أَسْتارا

وافْعَل ذلك بلا وَنْيةٍ أَي بلا نَوانٍ. وامرأَةٌ وَناةٌ وأَناةٌ

وأَنِيَّةٌ: حلِيمةٌ بطِيئةُ القِيامِ، الهمزة فيه بدل من الواو؛ وقال سيبويه:

لأَن المرأَةُ تُجعل كَسُولاً، وقيل: هي التي فيها فُتور عند القِيام،

وقال اللحياني: هي التي فيها فُتور عند القيام والقعود والمشي، وفي

التهذيب: فيها فُتور لنَعْمَتِها؛ وأَنشد الجوهري لأَبي حية النميري:

رَمَتْه أَناةٌ مِن رَبِيعَةِ عامِرٍ،

نَؤُومُ الضحى، في مَأْتَمٍ أَيِّ مَأْتَمِ

قال ابن بري: أُبدلت الواو المفتوحة همزة في أَناة حرف واحد. قال: وحكى

الزاهد أَين أَخْيُهُمْ أَي سَفَرُهم وقَصْدُهم، وأَصله وَخْيُهُمْ، وزاد

أَبو عبيد: كلُّ مالٍ زُكِّيَ ذَهَبت أَبَلَتُه أَي وبَلَتُه وهي شرُّه،

وزاد ابن الأَعرابي: واحد آلاءِ اللهِ أَلىً، وأَصله وَلىٍ، وزاد غيره:

أَزِيرٌ في وَزِيرٍ، وحكى ابن جني: أَجٌّ في وَجٍّ، اسم موضع، وأَجَمٌ في

وَجَمٍ. وقوله عز وجل: ولا تَنيا في ذِكري؛ معناه تَفْتُرا. والمِينا:

مَرْفَأُ السُّفُن، يُمدّ ويقصر، والمد أَكثر، سمي بذلك لأن السفن تَني

فيه أَي تَفْتُرُ عن جَرْيِها؛ قال كثير في المدّ:

فلما اسْتَقَلَّتْ مالمَناخِ جِمالُها،

وأَشْرَفنَ بالأَحْمالِ قلتَ: سَفِينُ،

تَأَطَّرْنَ بالمِيناء ثمَّ جَزَعْنَه،

وقد لَحَّ مِن أَحْمالِهنَّ شُحُونُ

(*قوله «مالمناخ» يريد من المناخ. وقوله «شحون» بالحاء هو الصواب كما

أورده ابن سيده في باب الحاء، ووقع في مادة أطر بالجيم خطأ.)

وقال نصيب في مدّه:

تَيَمَّمْنَ منها ذاهِباتٍ كأَنَّه،

بِدِجْلَة في الميناء ، فُلْكٌ مُقَيَّرُ

قال ابن بري: وجمع المِيناء للكَلاَّءِ مَوانٍ، بالتخفيف ولم يسمع فيه

التشديد. التهذيب: المِينى، مقصور يكتب بالياء، موضع تُرْفأُ إِليه

السُّفن. الجوهري: المِيناء كَلاَّءُ السفن ومَرْفَؤُها، وهو مِفْعال من

الوَنا. وقال ثعلب: المِينا يمد ويقصر، وهو مِفْعَلٌ أَو مِفْعالٌ من الوَنى.

والمِيناء، ممدود: جوهر الزُّجاج الذي يُعمل منه الزجاج. وحكى ابن بري عن

القالي قال: المِيناء لجوهر الزجاج ممدود لا غير، قال: وأَما ابن ولاد

فجعله مقصوراً، وجعل مَرْفأَ السفن ممدوداً، قال: وهذا خلاف ما عليه

الجماعة. وقال أَبو العباس: الوَنى واحدته ونِيَّةٌ وهي اللُّؤْلُؤة؛ قال أَبو

منصور: واحدة الونَى وناةٌ لا وَنِيّةٌ، والوَنِيّةُ الدُّرَّة؛ أَبو

عمرو: هي الوَنِيّةُ والوَناة للدرّة؛ قال ابن الأَعرابي: سميت وَنِيَّةً

لثقبها. وقال غيره: جاريةٌ وناةٌ كأَنها الدُّرَّة، قال: والوَنِيّةُ

اللؤلؤة، والجمع وَنِيٌّ؛ أَنشد ابن الأَعرابي لأوْس بن حَجَر.

فَحَطَّتْ كما حَطَّتْ ونِيَّةُ تاجِرٍ

وهَى نَظْمُها، فارْفَضَّ مِنها الطَّوائِفُ

شبهها في سرعتها بالدُّرَّة التي انْحَطَّتْ من نِظامها، ويروى:

وَهِيَّةُ تاجِرٍ، وهو مذكور في موضعه. والوَنِيّةُ: العِقدُ من الدرّ، وقيل:

الوَنِيَّةُ الجُوالِقُ. التهذيب: الوَنْوةُ الاسْتِرخاء في العقل.

وني
: (ي (} الوَنَى، كفَتًى: التَّعَبُ؛ و) أَيْضاً: (الفَتْرَةُ؛ ضِدٌّ) ، يُقْصَرُ (ويُمَدُّ) ؛ هَذَا نَصُّ المُحْكم.
وَفِي الصِّحاح: الوَنَى: الضَّعْفُ والفُتورُ والكَلالُ والإعْياءُ؛ قالَ امْرؤُ القَيْس:
مِسَحَ إِذا مَا السابحاتُ على الوَنَى
أَثَرْنَ الغُبارَ بالكَدِيد المُرَكَّلِ وأَنْشَدَ القالِي شاهِداً للمَمْدودِ قولَ الشاعرِ:
وصَيْدَح مَا يفترها وناء
وَإِن وَنَتِ الرّكاب جَرَتْ أَماماوقد ( {وَنَى) فِي الأَمْرِ (} يَنِي {وَنْياً) ، بِالْفَتْح، (} ووُنِيًّا) ، كصُلِيَ، على فعولٍ؛ وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ لذِي الرُّمّة:
فأَي مزورٍ أَشْعَثُ الرأْسِ هَاجِعُ
إِلَى دفِّ هوجاءَ {الوُنيّ عِقَالُها (} ووِناءً) ، ككِساءٍ، ( {ووِنْيَةً) ، بِالْكَسْرِ، (} ونِيَةً) ، كعِدَةٍ، ( {ووَنًى) ، كفَتًى؛ وَهَذِه عَن كُراعٍ؛ واقْتَصَرَ الجَوْهري على هَذِه والأُوْلى؛ أَي ضَعُفَ.
وَفِي حديثِ عائِشَةَ تَصِفُ أَبَاهَا، رضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنْهُمَا: (سَبَقَ إِذْ} وَنَيْتم) ، أَي قَصَّرْتُم.
وَفِي حديثِ عليَ رضِي اللهاُ تَعَالَى عَنهُ: (لَا تَنْقَطِعُ أَسْبابُ الشَّفَقة {فيَنُوا فِي جِدِّهم) ، أَي يَفْتُرُونَ فِي عَزْمِهم واجْتِهادِهم، وَحَذَفَ نونَ الجَمْع لجوابِ النَّفْي بالفاءِ.
وقولُه، عزَّ وجلَّ: {وَلَا تَنِيا فِي ذِكْرِي} ، أَي لَا تَفْتُر.
(} وأَوْناهُ) غيرُه: أَتْعَبَه وأَضْعَفَه.
( {وتَوانَى هُوَ) ؛ يقالُ:} تَوانَى فِي حاجَتِه: إِذا قَصَّرَ؛ قَالَ الجَوْهرِي: وقولُ الأعْشى:
وَلَا يَدَعُ الحَمْدَ بَل يَشْتَري
بوَشْكِ الظُّنُونِ وَلَا بالتَّوَنْ أَرادَ {بالتَّوانِي فحذَفَ الألفَ لاجْتِماعِ السَّاكِنَيْن، لأنَّ القافِيَةَ مَوْقوفَةٌ.
قالَ ابنُ برِّي: وَالَّذِي فِي شِعْر الْأَعْشَى:
وَلَا يَدَعُ الحَمْدَ أَو يَشْتَرِيه
بوشكِ الفُتُورِ وَلَا} بالتَّوَنْ أَي لَا يَدَعُ الحَمْدَ مُفَتَّراً فِيهِ وَلَا {مُتَوانياً، فالجارُّ والمَجْرورُ فِي موضِعِ الحالِ؛ وأنْشَدَ ابنُ برِّي لآخر:
إنَّا على طُولِ الكَلالِ} والتَّوَنْ
نَسُوقُها سَنًّا وبَعضُ السَّوْقِ سَنّ (وناقةٌ {وانِيَةٌ: فاتِرَةٌ طَلِيحٌ) ؛ وقيلَ: وانِيَةٌ إِذا أَعْيَتْ،} وأَوْنَيْتها أَنا: أَتْعَبْتها وَضْعَفْتها؛ قالَ:
{ووانيةٍ زَجَرْتُ على دجاها (وامرأَةٌ} وَناةٌ، و) قد تُقْلب الواوُ هَمْزةً فيُقال ( {أَناةٌ) ، نقلَهُ الجَوْهرِي، زادَ ابنُ سِيدَه: (} وإِنِيَّةٌ) ، بِالْكَسْرِ وَفِي بعضِ النسخِ كغَنِيَّةٍ؛ أَي (حَليمةٌ بَطيئةُ القِيامِ) ؛ وَفِي الصِّحاح: فِيهَا فُتورٌ؛ زادَ الأزْهري لنَعْمَتِها.
وَقَالَ اللّحْياني: هِيَ الَّتِي فِيهَا فُتورٌ عنْدَ القِيامِ (والقُعودِ والمَشْي) . وتقدَّمَ شاهِدُ! أَناةٍ فِي أَنِّي.
قَالَ ابنُ برِّي: أُبْدلت الْوَاو المَفْتوحَة هَمْزةً فِي أَناة حَرْف وَاحِد، قالَ: وحكَى الزَّاهد أَين أَخْيُهُمْ أَي سَفَرُهم وقَصْدُهم، وأَصْلُه وَخْيُهُمْ؛ وزادَ أَبو عبيدٍ: كلُّ مالٍ زُكِّي ذَهَبتْ أَبَلَتُه أَي وَبَلَتُه وَهِي شرُّه؛ وزادَ ابنُ الأعْرابي: واحِدُ آلاءِ اللهاِ ألًى، وأَصْلُه وَلًى؛ وزادَ غيرُه: أَزِيزٌ فِي وَزِيز؛ وحكَى ابنُ جنِّي أَجٌّ فِي وَجَ، اسْمُ موضِع، وأَجَمٌ فِي وَجَمٍ. (والمِينا) ، بالكسْرِ مَقْصورٌ: (مَرْفَأُ السَّفينةِ) ، سُمِّي بذلكَ لأنَّ السُّفُن {تَنِي فِيهِ أَي تَفْتُرُ عَن جَرْيها.
وَقَالَ الأَزْهري:} المِينى، مَقْصورٌ يُكْتَب بالياءِ: موضِعٌ تَرْفأُ إِلَيْهِ السُّفُن؛ (ويُمَدُّ) هَكَذَا ذَكَرَه بهما القالِي فِي كتابِه.
وَقَالَ ثَعْلَب: هُوَ مِفْعَلٌ أَو مِفْعالٌ مِن {الوَنَى، والمَدُّ أَكْثَر؛ وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ ابنُ وَلاَّد؛ وَمِنْه قولُ كثيرٍ:
تَأَطَّرْنَ بالمِيناءِ ثمَّ خر عَنهُ
وَقد لَجَّ مِن أَحْمالِهِنَّ شُجُونُوقال نُصَيْب فِي المدِّ أَيْضاً:

تَيَمَّمْنَ مِنْهَا ذاهِباتٍ كأنَّه
بدِجْلَة فِي} المِيناءِ فُلْكٌ مُقَيَّرُ (و {والمِينَى: (جَوْهَرُ الزُّجاجِ) الَّذِي يُعْمَل مِنْهُ الزُّجاج؛ هَكَذَا ذَكَرَه ابنُ وَلاَّد بالقَصْرِ، ويُكْتَب بالياءِ.
وحكَى ابنُ برِّي عَن القالِي قالَ: المِيناءُ جَوْهَرُ الزُّجاجِ، مَمْدودٌ لَا غَيْر؛ قالَ: وأَمَّا ابنُ وَلاَّد فجعَلَه مَقْصوراً، وجَعَلَ مَرْفأَ السُّفُن مَمْدوداً قالَ: وَهَذَا خِلافُ مَا عَلَيْهِ الجماعَةُ.
قُلْتُ: أوْرَدَه القالِي فِي بابِ مَا جاءَ مِن المَمْدودِ على مِثالِ مِفْعال فذَكَر المِيناءَ لجَوْهَر الزُّجاج، وقالَ: هُوَ مَمْدودٌ عَن الفرَّاء، ثمَّ قالَ. فأمَّا،} مِينا البَحْر فيُمَدُّ ويُقْصَر، وَمَا نقلَهُ عَن ابنِ وَلاَّد فصَحِيح، هَكَذَا رأَيْته فِي كِتَابه، وَفِي التكْملةِ: {المِينى جَوْهَر الزُّجاجِ يُكْتَبُ بالياءِ، قالَهُ العَسْكرِي، وَهُوَ ممَّا انْقَلَب على الفرَّاء حَيْثُ قَالَ، إنَّه مَمْدودٌ.
(} والوَنِيَّةُ) ، كغَنِيَّةٍ: (اللُّؤْلُؤَةُ، {كالوَناةِ) ؛ عَن أَبي عَمْرو.
وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: سُمِّيت بذلكَ لثقبها فإنَّ ثقْبَها ممَّا يُضْعفُها.
وحكَى القالِي عَن ثَعْلَب:} الوَنِى واحِدَتُه {وَنِيَّةٌ وَهِي اللُّؤْلُؤَةُ.
وَرَدَّ عَلَيْهِ الأزْهري فقالَ: واحِدَةُ} الوَنَى {وَناةٌ لَا} وَنِيَّةٌ.
ويقالُ جَمْعُ {وَنِيَّةٍ} وَنِيٌّ؛ وأَنْشَدَ ابنُ الْأَعرَابِي لأَوْس بنِ حَجَر:
فحطَّتْ كَمَا حطَّتْ {ونِيَّةُ تاجرٍ
وهَي نَظْمُها فارْفَضَّ مِنْهَا الطَّوائِفُويُرْوَى: وَئِيَّة وَقد تقدَّمَ، ويُرْوَى وَهِيَّة وسَيَأْتي.
(أَو) } الوَنِيَّةُ: (العِقْدُ مِن الدُّرِّ.
(و) قيلَ: هِيَ (الجُوالِقُ) ؛ وبكلِّ ذلكَ فُسِّر البَيْتُ المَذْكورُ.
(و) الوَنِيَّةُ: (ع) ؛ نقلَهُ ياقوتُ، وقالَ: كأنَّه نِسْبَةٌ إِلَى {الوَنى، وَهُوَ تَرْك العجلةِ.
(} ووَنَاهُ القَوْمُ) {وَنًى: (تَرَكُوه.
(و) وَنَى (الكُمَّ) } وَنًيا: (شَمَّرَهُ) إِلَى فَوْق.
( {ووَنَّى} تَوْنِيَةً: إِذا لم يَجِدَّ فِي العَمَلِ) ؛ وَفِي التكملةِ: إِذا لم يُجِد العَمَل.
وممَّا يُسْتدرك عَلَيْهِ: {الوَانِي: الضَّعيفُ البَدَنِ.
(وان:) ونَسِيمٌ وانٍ: ضَعِيفُ الهُبُوبِ؛ وأنْشَدَ الجَوْهرِي لجحدَرٍ اليَمامِي، وكانَ مِن اللُّصُوص:
وظَهْر تَنُوفةٍ للرِّيحَ فِيهَا
نَسِيمٌ لَا يَرُوعُ التُّرْبَ} وانِي وفلانٌ لَا! يَني يَفْعَل كَذَا: أَي لَا يَزالُ؛ وَمِنْه قولُ الشَّاعر: وزَعَمْت أنَّك لَا {تَنِي بالصَّيْفِ تامِر وَقَالَ غيرُه:
فَمَا} يَنُونَ إِذا طافُوا بحَجِّهِم
يُهَتِكُونَ لبَيْتِ اللهاِ أَسْتاراوافْعَل ذلكَ بِلَا {وَنْيةٍ: أَي بِلا تَوانٍ.
وجَمْعُ} مِينا البَحْر: {مَوانٍ، بالتّخْفيفِ، وَلم يُسْمَع فِيهِ التّشْديد؛ نقلَهُ ابنُ برِّي.
وامرأَةٌ} وَنًى، كفَتًى: رَزِينَةٌ؛ عَن ابْن الْقُوطِيَّة.
وَقَالَ غيرُهُ: جارِيَةٌ {وَناةٌ كأنّها الدُّرَّةُ.
} والوَنْوةُ: الاسْتِرْخاءُ فِي العَقْلِ؛ نقلَهُ الأزْهري.
{ووَنَتِ السَّحابَةُ: أَمْطَرَتْ؛ وَهُوَ مجازٌ نقلَهُ الزَّمَخْشري.
} ووَناءٌ، كسَحابٍ، أَو هِيَ وَنَى، بالقَصْر: قَرْيةٌ بمِصْرَ بالصَّعِيدِ الأَدْنى، مِنْهَا: الشمسُ محمدُ بنُ إسْمعيل {الوَنائِيُّ أَحَدُ الأذْكياءِ رَوَى عَن السمي محمدِ بنِ عبدِ الدائِمِ الْبرمَاوِيّ وغيرِهِ تَرْجَمه الحافِظُ السَّخاوي فِي الضَّوْء.
} وأَوْنَتِ الناقَةُ والشاةُ. صارَ بَطْنُهما {كالأوْنَيْن وهُما العِدْلاَن، نقلَهُ ابْن القطَّاع، قالَ: وَكَانَ القِياسُ} آونت ويقالُ! أوّنت. 

المَسْجِدُ الحَرَامُ

المَسْجِدُ الحَرَامُ:
الذي بمكة كان أول من بناه عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، ولم يكن له في زمن النبي، صلّى الله عليه وسلّم، وأبي بكر جدار يحيط به، وذاك أن الناس ضيّقوا على الكعبة وألصقوا دورهم بها فقال عمر: إن الكعبة بيت الله ولا بدّ للبيت من فناء وإنكم دخلتم عليها ولم تدخل عليكم، فاشترى تلك الدور وهدمها وزادها فيه وهدم على قوم من جيران المسجد أبوا أن يبيعوا ووضع لهم الأثمان حتى أخذوها بعد واتخذ للمسجد جدارا دون القامة فكانت المصابيح توضع عليه، ثم كان عثمان فاشترى دورا أخر وأغلى في ثمنها وأخذ منازل أقوام أبوا أن يبيعوها ووضع لهم الأثمان فضجوا عليه عند البيت فقال: إنما جرّأكم عليّ حلمي عنكم وليني لكم، لقد فعل بكم عمر مثل هذا فأقررتم ورضيتم، ثم أمر بهم إلى الحبس حتى كلمه فيهم عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص فخلّى سبيلهم، ويقال: إن عثمان أول من اتخذ الأروقة حين وسع المسجد وزاد في سعة المسجد، فلما كان ابن الزبير زاد في إتقانه لا في سعته وجعل فيه عمدا من الرخام وزاد في أبوابه وحسّنها، فلما كان عبد الملك بن مروان زاد في ارتفاع حائط المسجد وحمل إليه السواري من مصر في البحر إلى جدّة واحتملت من جدّة على العجل إلى مكة، وأمر الحجّاج بن يوسف فكساها الديباج، فلما ولي الوليد بن عبد الملك زاد في حليتها وصرف في
ميزابها وسقفها ما كان في مائدة سليمان بن داود، عليه السلام، من ذهب وفضة وكانت قد حملت على بغل قوي فتفسّخ تحتها فضرب منها الوليد حلية الكعبة، وكانت هذه المائدة قد احتملت إليه من طليطلة بالأندلس لما فتحت تلك البلاد، وكان لها أطواق من ياقوت وزبرجد، فلما ولي المنصور وابنه المهدي زادا أيضا في إتقان المسجد وتحسين هيئته ولم يحدث فيه بعد ذلك عمل إلى الحين، وفي اشتراء عمر وعثمان الدور التي زاداها في المسجد دليل على أن رباع أهل مكة ملك لأهلها يتصرفون فيها بالبيع والشراء والكراء إذا شاءوا، وفيه اختلاف بين الفقهاء.

نزع

ن ز ع: (نَزَعَ) الشَّيْءَ مِنْ مَكَانِهِ قَلَعَهُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ. وَقَوْلُهُمْ: فُلَانٌ فِي (النَّزْعِ) أَيْ فِي قَلْعِ الْحَيَاةِ. وَ (نَزَعَ) إِلَى أَهْلِهِ يَنْزِعُ بِالْكَسْرِ نِزَاعًا. وَنَزَعَ عَنْ كَذَا انْتَهَى عَنْهُ وَبَابُهُ جَلَسَ. وَكَذَا بَابُ نَزَعَ إِلَى أَبِيهِ فِي الشَّبَهِ أَيْ ذَهَبَ. وَرَجُلٌ (أَنْزَعُ) بَيِّنُ (النَّزَعِ) بِفَتْحَتَيْنِ وَهُوَ الَّذِي انْحَسَرَ الشَّعْرُ عَنْ جَانِبَيْ جَبْهَتِهِ وَمَوْضِعُهُ (النَّزَعَةُ) بِفَتْحِ الزَّايِ وَهُمَا النَّزَعَتَانِ. وَ (نَازَعَهُ مُنَازَعَةً) جَاذَبَهُ فِي الْخُصُومَةِ. وَبَيْنَهُمْ (نَزَاعَةٌ) بِالْفَتْحِ أَيْ خُصُومَةٌ فِي حَقٍّ. وَ (التَّنَازُعُ) التَّخَاصُمُ. وَ (نَازَعَتِ) النَّفْسُ إِلَى كَذَا (نِزَاعًا) اشْتَاقَتْ. وَ (انْتَزَعَ) الشَّيْءَ فَانْتَزَعَ أَيِ اقْتَلَعَهُ فَاقْتَلَعَ. 
(ن ز ع) : (النَّزَعُ) وَكَذَلِكَ الِانْتِزَاعُ وَقَدْ جَمَعَ بَيْنَ اللُّغَتَيْنِ فِي قَوْلِهِ نَزَعَ سِنَّ رَجُلٍ فَانْتَزَعَ الْمَنْزُوعَةُ) سِنُّهُ سِنُّ النَّازِعِ وَيَجُوزُ الْمَنْزُوعُ سِنُّهُ (وَالنُّزُوعُ) الْكَفُّ (وَمِنْهُ) فَوَاقَعَ فَنَزَعَ أَيْ كَفَّ وَامْتَنَعَ عَنْ الْجِمَاعِ (وَنَازَعَهُ) فِي كَذَا خَاصَمَهُ مِنْ نَازَعَهُ الْحَبْلَ إذَا جَاذَبَهُ إيَّاهُ وَعَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ الْحَائِطُ الْمُنَازَعُ صَوَابُهُ الْمُنَازَعُ فِيهِ (وَنَزِعَ الرَّجُلُ) نَزَعًا فَهُوَ أَنْزَعُ وَلَا يُقَالُ لِلْمُؤَنَّثِ نَزْعَاءُ بَلْ يُقَالُ زَعْرَاءُ إذَا انْحَسَرَ الشَّعْرُ عَنْ جَانِبَيْ جَبْهَتِهِ وَيُقَالُ لِهَذَيْنِ الْجَانِبَيْنِ النَّزَعَتَانِ نَازَعَهُ الْقُرْآنُ فِي خ ل (نُزِعَ) مِنْهَا النَّصْرُ فِي (ز ر) .
ن ز ع : نَزَعْتُهُ مِنْ مَوْضِعِهِ نَزْعًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ قَلَعْتُهُ وَانْتَزَعْتُهُ مِثْلُهُ وَنَزَعَ السُّلْطَانُ عَامِلَهُ عَزَلَهُ وَنَزَعَ إلَى الشَّيْءِ نِزَاعًا ذَهَبَ إلَيْهِ وَاشْتَاقَ أَيْضًا وَإِلَى أَبِيهِ وَنَحْوِهِ أَشْبَهَهُ وَلَعَلَّ عِرْقًا نَزَعَ أَيْ مَالَ بِالشَّبَهِ.

وَنَزَعَ فِي الْقَوْسِ مَدَّهَا.

وَنَزَعَ الْمَرِيضُ نَزْعًا أَشْرَفَ عَلَى الْمَوْتِ وَالْمَعْنَى فِي قَلْعِ الْحَيَاةِ وَنَزَعَ عَنْ الشَّيْءِ نُزُوعًا كَفَّ وَأَقْلَعَ عَنْهُ وَنَازَعَتْ النَّفْسُ إلَى الشَّيْءِ نُزُوعًا وَنِزَاعًا بِالْكَسْرِ اشْتَاقَتْ وَنَزَعَتْ مِثْلُهُ.

وَنَازَعْتُهُ فِي كَذَا مُنَازَعَةً وَنِزَاعًا خَاصَمْتُهُ وَتَنَازَعَا فِيهِ وَتَنَازَعَ الْقَوْمُ اخْتَلَفُوا وَنَزِعَ نَزْعًا مِنْ بَابِ تَعِبَ انْحَسَرَ الشَّعْرُ عَنْ جَانِبَيْ جَبْهَتِهِ فَالرَّجُلُ أَنْزَعُ وَالْمَرْأَةُ زَعْرَاءُ وَلَا يُقَالُ نَزْعَاءُ مِنْ لَفْظِهِ وَمَوْضِعُ النَّزَعِ نَزَعَةٌ مِثْلُ قَصَبَةٍ وَهُمَا نَزَعَتَانِ. 
نزع
نَزَعْتُه نَزْعاً: قَلَعْتَه، وانْتَزَعْتُه: أسْرَعُ. ونُزِعَ العَامِلُ عن العَمَل: صُرِفَ. وهو يَنْز
ِعُ نَزْعاً: يَسُوْقُ سَوْقاً. ونَزَعْتُ في القَوْس نَزْعاً. ونَزَعْتُ وانْتَزَعْتُ له بِسَهْم، والمِنْزَعُ: السهْم.
وفي المَثَل: " عادَ السًهْمُ إلى النزَعَة ": أي رَجَعَ الحَق إلى أهْلِه.
ونَزَعْتُ إليه نِزَاعاً: حَنَنْتَ. وناقَة نازع ونَزُوع. وقد أنْزَعُوا: أي حَنَّتْ لهم.
ونَزَعُ عنه نُزوْعاً: كَفَفْتَ. ونَزَعَ أخْوَالَه ونَزَعُوْه ونَزَعَ إِليهم: أي أشْبَهَهُم.
ونَزَعَتِ الخَيْلً سَنَناً: جَرَتْ طَلَقاً. ونَزَعَ بِحُجَّتِه: حَضَرَ بها، ومنه: ونَزَعْنا من كُل أمَّةٍ شَهيداً.
والنَّزَعَةُ: الطريْقُ في الجَبَل. وما انْحَسَرَ عَنْه الشعَرُ من أعْلى الجَبِيْن، وقَد نَزِع الرجُلُ، وهو أنْزَعُ. والنزْعَةُ والنَّزَعَةُ - جَميعاً -: نَبْت من البُهمى ليس لها زَهْرَة ولا ثَمَرَةٌ يَقْيَ ألْبَان الإبلإذا رَعَتْه. وغَنَمٌ نُزْعٌ: حَرْمى. والنًزُوْعُ: الجَمَلُ يُنْزَعُ عليه الماءُ من البِئْر وَحْدَه، ويُقال: بئْرٌ نَزُوْعٌ ونَزِيْع - جميعاً -: إذا اسْتُسْقِيَ منها باليَد، وللماء نُزْعٌ ونَزْع: أي هو بَعيدُ المَنْزَع. والمَنْزَعَةُ في البِئر: المَثَابَة.
وهذا شَرابٌ طَيبُ المَنْزَعَة: أي طَيًبُ مَقْطَع الشُّرْب. والنَزِيْعُ: البَعيدُ. والغَرِيب أيضاً. والنَّزَاعُ من الخَيْل والنَساء: التي تُجْلَبُ إلى غير بِلادها ومُنْتَتَجِها. والتنَازعُ: التجَاذُبُ والاخْتِلاف. وخَرَجَ نازعَ يدِه: أي نَزَعَ يده من الطاعَة.
نزع
نَزَعَ الشيء: جَذَبَهُ من مقرِّه كنَزْعِ القَوْس عن كبده، ويُستعمَل ذلك في الأعراض، ومنه:
نَزْعُ العَداوة والمَحبّة من القلب. قال تعالى:
وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍ
[الأعراف/ 43] . وَانْتَزَعْتُ آيةً من القرآن في كذا، ونَزَعَ فلان كذا، أي: سَلَبَ. قال تعالى: تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ
[آل عمران/ 26] ، وقوله:
وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً
[النازعات/ 1] قيل: هي الملائكة التي تَنْزِعُ الأرواح عن الأَشْباح، وقوله:
إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ [القمر/ 19] وقوله: تَنْزِعُ النَّاسَ
[القمر/ 20] قيل: تقلع الناس من مقرّهم لشدَّة هبوبها. وقيل: تنزع أرواحهم من أبدانهم، والتَّنَازُعُ والمُنَازَعَةُ: المُجَاذَبَة، ويُعَبَّرُ بهما عن المُخاصَمة والمُجادَلة، قال: فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ
[النساء/ 59] ، فَتَنازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ
[طه/ 62] ، والنَّزْعُ عن الشيء: الكَفُّ عنه. والنُّزُوعُ: الاشتياق الشّديد، وذلك هو المُعَبَّر عنه بإِمحَال النَّفْس مع الحبيب، ونَازَعَتْنِي نفسي إلى كذا، وأَنْزَعَ القومُ:
نَزَعَتْ إِبِلُهم إلى مَوَاطِنِهِمْ. أي: حَنَّتْ، ورجل أَنْزَعُ : زَالَ عنه شَعَرُ رَأْسِهِ كأنه نُزِعَ عنه ففارَقَ، والنَّزْعَة: المَوْضِعُ من رأسِ الأَنْزَعِ، ويقال:
امرَأَةٌ زَعْرَاء، ولا يقال نَزْعَاء، وبئر نَزُوعٌ: قريبةُ القَعْرِ يُنْزَعُ منها باليد، وشرابٌ طَيِّبُ المَنْزَعَةِ.
أي: المقطَع إذا شُرِبَ كما قال تعالى: خِتامُهُ مِسْكٌ [المطففين/ 26] .
[نزع] نزعت الشئ من مكانه أَنْزِعُهُ نَزْعاً: قلعته. وقولهم: فلانٌ في النَزْعِ، أي في قَلْعِ الحياةِ. ونَزَعَ فلان إلى أهله يَنْزِعُ نِزاعاً، أي اشتاق. وبعيرٌ نازِعٌ وناقةٌ نازِعَةٌ، إذا حَنَّتْ إلى أوطانها ومرعاها. قال جميل: فقلت لهم لا تَعْذِلونِيَ وانْظروا * إلى النازِعِ المَقْصورِ كيف يكونُ * ونَزَعَ عن الأمر نُزوعاً: انتهى عنه. ونَزَعَ إلى أبيه في الشَبَهِ يَنْزِعُ، أي ذهب. ونَزَعَ في القوس: مَدَّها، أي جذب وتَرَها. وفي المثل: " صارَ الأمر إلى النَزَعَةِ "، إذا قام بإصلاحه أهلُ الأناةِ، وهو جمع نازِعٍ. والنَزيعُ: الغريبُ. وغنمٌ نُزَّعٌ: حَرامى، أي تطلب الفحل. والنَزائِعُ من الخيل: التي نَزَعَتْ إلى أعراقٍ، ويقال هي التي انْتُزِعَتْ من قوم آخرين. والنزائع من النساء: اللواتي يُزَوَّجْنَ في غير عشائرهن. وبئرٌ نَزوعٌ ونَزيعٌ، أي قريبةُ القعر يُنْزَعُ منها باليد. ويقال للخيل إذا جرتْ طَلَقاً: لقد نَزَعَتْ. ورجلٌ أنْزَعُ بيِّنُ النَزَعِ، وهو الذي انحسرَ الشعر عن جانبي جبهته. وقد نَزَعَ يَنْزِعُ نَزْعاً. وموضعه النَزَعَةُ، وهما النَزَعَتانِ. ولا يقال امرأةٌ نَزْعاءُ، ولكن يقال امرأةٌ زَعْراءُ. ونازَعْتُهُ مُنازَعَةً ونزاعا، إذا جاذبته في في الخصومة. وبينهم نِزاعَةٌ، أي خصومةٌ في حقٍّ. والتَنازُعُ: التخاصمُ. ونازَعَتِ النفسُ إلى كذا نِزاعاً، أي اشتاقت. وأَنْزَعَ القومُ، إذا نَزَعَتْ إبلهم إلى أوطانها. قال الشاعر:

وقد أهافوا زعموا وأنزعوا * ورأيت فلانا منتزعا إلى كذا، أي متسرِّعاً إليه نازعا. وانتزعت الشئ فانتزع، أي اقتلعته فاقتلع. وثُمامٌ مُنَزَّعٌ، شدِّد للكثرة. والمِنْزَعُ بالكسر: السهمُ، قال أبو ذؤيب: فرمى لينفذ فرها فهوَى له * سهمٌ فأَنْفَذَ طُرَّتَيْهِ المِنْزَعُ * والمَنْزَعَةُ بالفتح: ما يرجع إليه الرجل من أمره ورأيه وتدبيره. قال الكسائي: يقولون: واللهِ لتعلمن أينا أضعف منزعة. قال خشاف الاعرابي: منزعة بكسر الميم، حكاه ابن السكيت في باب مفعلة ومفعلة. وفلان قريبُ المَنْزَعَةِ، أي قريبُ الهمَّة. وشرابٌ طيِّبُ المَنْزَعَةِ، أي طيِّبُ مقطع الشرب.

نزع

1 نَزَعَ إِلَى أَهْلِهِ

, (S, K,) aor. نَزِعَ

, (S,) inf. n. نِزَاعٌ (S, K) and نُزُوعٌ and نَزَاعةٌ; (K:) and ↓ نَازَعَ; (K;) He yearned towards or for, longed for, or desired, his family. (S, * K, * TA, PS). b2: نَزَعْتُ إِلَيْهِ inf. n. نِزَاعٌ, I yearned towards, longed for, or desired, him or it; syn. خَنَنْتُ. CCC (Ham, p. 429.) See an ex. voce خَفْضٌ. b3: Hence. نَزَعَ بِى إِلَيْهِ It (desire) invited me to it. (Har, p. 606.) b4: نَزَعَ إِلَيْهِ He inclined to it. (Har, p. 234.) b5: نَزَعَ إِلَى عِرْقٍ كَرِيمٍ [He inclined to a noble radical, or ancestral, or hereditary quality: and in like manner, لَئِيمٍ]: and نَزَعَ إِلَى أَعْرَاقِهِ and نَزَعَهَا [he inclined to his radical, or ancestral, or hereditary, qualities]: and نَزَعَتْ بِهِ CCC

أَعْرَاقُهُ [his radical, or ancestral, or hereditary, qualities inclined him]. (L, in TA.) b6: نَزَع It inclined by likeness. (Msb.) b7: نَزَعَ إِلَى

أَبِيهِ (S, Msb, K,) فى الشَّبَهَ (S,) and نَزَعَ أَيَاهُ, (K,) He resembled his father: (Msb, K:) or inclined to his father in likeness; syn. ذَهَبَ (S:) or he took after his father; had a natural likeness to him. b8: نُزُوعٌ signifies Yearning; and natural inclining.

A2: نَزَعَ and ↓ اِنْتَزَعَ He pulled, plucked, or drew, out, or up, or off; removed from his or its place; displaced. (S, Msb, K.) b2: نَزَعَ ثَوْبَهُ, (Mgh, in art. خلع,) and نَعْلَهُ, (Mgh and Msb in that art.,) He pulled off his garment, and his sandal. See, however, خَلَعَ. b3: نَزَعَ (Msb, TA,) aor. نَزِعَ

, (TA,) inf. n. نَزْعٌ (Msb, TA,) He was at the point [or in the agony] of death; meaning, of having his soul drawn forth: (Msb:) he gave up his spirit; as also ↓ نَازَعَ, inf. n. نِزَاعٌ. (TA.) b4: نَزَعَ فِى القُوْسِ He drew the bow; (S, Msb, K;) i. e., its string; or he drew, or pulled, the string of the bow with the arrow. (TA.) A3: تَنْزِعُهُ شَعَرَةٌ بَيْضَآءُ, relating to a horse: see أَسْفَى.3 نَازَعَهُ الحَبْلَ He contended with him in pulling the rope; syn. جَاذَبَهُ إِيَّاهُ. Hence, نازعه فى كَذَا (tropical:) He contended, disputed, or litigated, with him, respecting such a thing. (Mgh.) b2: نَازَعَهُ الكَلَامَ (tropical:) He disputed with him in, or respecting, words. (TA.) b3: نَازَعَتْنِى نَفْسِى إِلَى هَواهَا, inf. n. نِزَاعْ, My soul strove with me to incline me to love her. (TA.) See 1.6 تَنَازَعْنَا الحَدِيثَ We discoursed together; one with another. (TA, art. هصر.) b2: تَنَازَعُوا الَّجَزَ بَيْنَهُمْ (K, art. رجز,) They recited verses, or poetry, of the metre termed رَجَز one with another; as also تَعَاطَوْهُ. (TK, art. رجز.) b3: تَنَازَعٌ The contending in altercation, disputing, or litigating, one with another: (K:) or تَنَازَعُوا they disagreed, one with another; held different ways or opinions. (Msb.) 8 إِنْتَزَعَ See 1. b2: اِنْتَزَعَ مِنْهُ حَقَّهُ He wrested from him his right, or due. b3: اِنْتَزَعَ حَدِيثَهُ: see اِقتضب.

نَزَعٌ Baldness on each side of the forehead: see جَلَحٌ; and غَمَمٌ.

نَزْعَةٌ A baldness in the side of the forehead. See صَدْمَةٌ.

بِئْرٌ نَزُوعٌ [A deep well] i. q. جَرْورٌ. (A, voce جَرْورٌ.) نُزَّعٌ is pl. of نَازِعٌ; as is also نُزُعٌ. (TA.) See an ex. in a verse cited بابٌ.

نَزَّاعٌ Dragging much, or forcibly: see Kur, lxx. 16. b2: العرْقُ نَزَّاعٌ (see Freytag's Arab. Prov., ii. 168) is probably similar to العِرْقُ دسَّاسٌ, and means The radical, or ancestral, or hereditary, quality is wont to return to its usual possessor: or it may mean, is wont to draw.

أَنْزَعُ

: see أَجْلَحُ.

مَنْزَعُ بِئْرٍ

[The bottom of a well; the place from which the water is drawn]. (TA, art. متح.)
ن ز ع

نزع الشيء من يده: جذبه وانتزعه. ورجل منزع: شديد النزع. ونزع الدلو من البئر. وقام على منزعته: على مكان نزعه. قال:

قام على منزعة زلحٍ فزل ... يا ليته أصدرها فيها غلل

ولم يدلّ رجله حيث نزل

وماء بعيد المنزع وهو المكان الذي ينزع منه. وبئر نزوع: ينزع منها باليد لقرب مائها. ونازعته على البئر: نزعت معه. وثمام منزّع. ونزّعنا لها العشب بأيدينا. ونازعه الثوب: جاذبه. وانتزع السهم من الكنانة. ورأى الصيد فانتزع له، ونزع في قوسه. وأيدٍ نوازع. وهم ينزعون في القسيّ. ومرهم فلينزعوا فيّ القسي نزعاً، ولينزوا على الخيل نزواً. وحنّت كأنها قوس نازع. والخيل تنزع في أعنّتها. قال النابغة:

والخيل تنزع غرباً في أعنّتها ... كالطير تنجو من الشؤبوب ذي البرد

ونزع عن الأمر نزوعاً: كفّ عنه. ورأيته مكبّاً على الشر فاستنزعته: سألته أن ينزع عنه. ورماه بالمنزع وهو السهم البعيد المرمى. قال يصف حماراً يعدو:

فهو كالمنزع المريش من الشو ... حط مالت به يمين المغالي

ورجل أنزع: برّاق النّزعتين، وقد نزع نزعاً.

ومن المجاز: نزع الأمير العامل من عمله: عزله. ونزع المحتصر، وهو في النّزع. ونزعت نفسه إلى الشيء نزاعاً ونزوعاً، ونازعت إليه. وبعير نازع ونزوع: ينزع إلى أوطانه. وخيل نزائع: غرائب نزعن عن قوم آخرين. ونساء نزائع: تزوّجن في غير غشائرهن. وعنده نزيع ونزيعة: نجيب ونجيبة من غير بلاده. ورياح نزائع: نكباوات تنزع بين ريحين. قال البعيث:

تمطّت إليها هول كلّ تنوفة ... تكلّ الصّبا في عرضها والنزائع

ويقال للمرء إذا أشبه أخواله أو أعمامه: نزعهم ونزعوه ونزع إليهم، ونزعه عرق الخال. قال الفرزدق:

أشبهت أمّك يا جرير فإنها ... نزعتك والأمّ اللئيمة تنزع

ونزعت له آية من القرآن وانتزعت. وفلان ينزع بحجّته: يحضر بها " ونزعنا من كلّ أمّة شهيداً " ونزع يده من الطاعة. وخرج فلان عاصياً نازع يدٍ. قال ابن مقبل:

فأصبحت شيخاً لا جميعاً صبابتي ... ولا نازعاً من كل ما رابني يدا

ونازعه الكلام، ونازعته في كذا: خاصمته منازعة ونزاعاً، وتنازعوا. والفرس ينازع فارسه العنان. ونازعني بنانه: صافحني. قال الراعي:

ينازعنا رخص البنان كأنما ... ينازعنا هدّاب ريط معضد

وتنازعوا الكأس: تعاطوها، ونازعته كأس الكرى. وقال الشمّاخ:

وراحت رواحاً من زرود فنازعت ... زبالة جلباباً من الليل أخضرا

وهو قريب المنزعة إذا لم يكن بعيد الهمّة. " وعاد الأمر إلى النّزعة " إذا رجع الحق إلى أهله، كقولهم: " أعط القوس باريها ". وشراب طيب المنزعة أي المقطع. وفلاة نزوع: بعيدة. قال البعيث:

وقد أعرضت دون الأشاهب وارتمى ... بها بالضحى خرق أمق نزوع
[نزع] نه: فيه: رأيتني "أنزع" على قليب، أي أستقي منه الماء باليد،هو من ينحسر شعر مقدم رأسه مما فوق الجبين، والنزعتان عن جانبي الرأس مما لا شعر عليه. وفي صفة علي: "الأنزع" البطين، كان أنزع الشعر له بطن، وقيل: أي أنزع من الشرك المملوء البطن من العلم والإيمان.
(ن ز ع)

نَزَعَ الشَّيْء ينزِعُه نَزْعا، فَهُوَ مَنْزُوع، ونَزيع، وانتزَعَه: اقتلعه. وَفرق سِيبَوَيْهٍ بَين نَزَع وانتزَع، فَقَالَ: انتزَعَ: اسْتَلَبَ، ونزَع: حول الشَّيْء عَن مَوْضِعه، وَإِن كَانَ على نَحْو الاستلاب. وانتزَع الرمْح: اقتلعه، ثمَّ حمل. وانتزَعَ الشَّيْء: انقلع.

ونَزَع الْأَمِير الْعَامِل عَن عمله: أداله. وَأرَاهُ على الْمثل، لِأَنَّهُ إِذا أداله، فقد اقتلعه وأزاله.

وَقَوله تَعَالَى: (والنَّازِعاتِ غَرْقا، والناشطات نَشْطا) ، قيل فِي التَّفْسِير: يَعْنِي بِهِ الْمَلَائِكَة، تنْزع روح الْكَافِر، وتنشطه، فيشتد عَلَيْهِ أَمر خُرُوج روحه. وَقيل: (النَّازِعات غَرْقا) : القسي. (والنَّاشطات نشطا) : الأوهاق. وَقيل: النازعات والناشطات: النُّجُوم، تنْزع من مَكَان إِلَى مَكَان وتنشط.

والمِنزَعة: خَشَبَة عريضة نَحْو الملعقة، تكون مَعَ مشتار الْعَسَل، ينْزع بهَا النَّحْل اللواصق بالشهد.

ونَزَع عَنهُ يَنزع نُزُوعا: كف.

ونازَعَتْني نَفسِي إِلَى هَواهَا نِزَاعا: غالبتني.

ونَزَعْتُها أَنا: غلبتها. ونَزَع الدَّلْو من الْبِئْر يَنزِعْها نَزْعا، ونَزَعَ بهَا، كِلَاهُمَا: جذبها بِغَيْر قامة. أنْشد ثَعْلَب:

قدْ أنْزِع الدَّلْوَ تَقَطَّى فِي المَرَسْ

تُوزِغُ مِن مَلْءٍ كإيزَاغِ الفَرَسْ

تقطيها: خُرُوجهَا قَلِيلا قَلِيلا بِغَيْر قامة.

وبئر نَزُوع، ونَزِيع: تُنزَع دلاؤها بِالْأَيْدِي لقربها. وَالْجمع: نُزُع. وجمل نَزُوعٌ: يُنزَع عَلَيْهِ المَاء من الْبِئْر وَحده.

والمَنْزَعَة: رَأس الْبِئْر الَّذِي يُنزَع عَلَيْهِ. قَالَ:

يَا عَينُ بَكَّى عامِراً يوْمَ النَّهَلْ

عِنْد العَشاءِ والرّشاءِ والعَمَلْ

قامَ على مَنْزَعَةٍ زَلْجٍ فَزَلّ

قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هِيَ صَخْرَة تكون على رَأس الْبِئْر. والعقابان: من جنبتيها تعضدانها. وَهِي الَّتِي تسمى الْقَبِيلَة. ونَزَع الْإِنْسَان وَالْبَعِير إِلَى وَطنه يَنزِع نِزَاعا ونُزُوعا: حن. وَهُوَ نَزُوع، وَالْجمع: نُزُع، ونازِع، وَالْجمع نُزَّع، ونُزَّاع، ونَزِيع، وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى، وَالْجمع: نُزُع. وناقة نازِع إِلَى وطنها بِغَيْر هَاء. وَالْجمع: نوازع. وَهِي النزائع، واحدتها: نزيعة.

وأنْزَع الْقَوْم: نَزَعت إبلهم إِلَى أوطانهم. قَالَ:

فقد أهافُوا زَعَمُوا وأنْزَعُوا

أهافوا: عطشت إبلهم.

والنّزيع: الْغَرِيب. وَهُوَ أَيْضا: الْبعيد.

ونَزَع إِلَى عرق كرم أَو لؤم، يَنزِع نُزُوعا. ونَزَعَتْ بِهِ أعراقه، ونَزَعَتْهُ، ونَزَعَها، ونَزَع إِلَيْهَا.

والنَّزِيع: الشريف من الْقَوْم، الَّذِي نَزَع إِلَى عرق. والنَّزائع من الْخَيل: الَّتِي نَزَعَتْ إِلَى أعراق. واحدتها: نَزِيعَة. وَقيل: النزائع من الْإِبِل وَالْخَيْل: الَّتِي انتُزعَتْ من أَيدي الغرباء، وجُلبت إِلَى غير بلادها. وَقيل: هِيَ المتنقذة من أَيْديهم. وَهِي من النِّسَاء: الَّتِي تزوج فِي غير عشيرتها فتنقل، وَالْوَاحد من ذَلِك كُله: نَزِيعَة.

ونَزَع فِي الْقوس يَنزِع نَزْعا: مد. وَقيل: جذب الْوتر بِالسَّهْمِ. وَفِي مثل: " عَاد السهْم إِلَى النَّزَعَة ": أَي رَجَعَ الْحق إِلَى أَهله.

وانتَزَع للصَّيْد سَهْما: رَمَاه بِهِ. واسهم السهْم: المِنْزَع.

والمِنْزَع أَيْضا: الَّذِي يَرْمِي بِهِ أبعد مَا يقدر عَلَيْهِ لتقدر بِهِ الغلوة. قَالَ الْأَعْشَى:

فهْوَ كالمِنْزَعِ المَرِيش مِن الشَّوْ ... حَطِ غالَتْ بِهِ يمينُ المُغالِي

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: المِنْزَع: حَدِيدَة لَا سنخ لَهَا، إِنَّمَا هِيَ حَدِيدَة لَا خير فِيهَا. تُؤْخَذ وَتدْخل فِي الرعظ.

وانتزَعَ بِالْآيَةِ وَالشعر: تمثل.

والنُّزاعة، والنِّزاعَة، والمِنزَعَة والمَنزعَة: الْخُصُومَة.

وَقد نازَعتُه مُنازَعَة ونِزَاعا، قَالَ ابْن مقبل: نازَعْتُ ألبابَها لُبِّى بمُقْتَصِرٍ ... مِن الأحاديثِ حَتَّى زِدْدنَيِ لِيَنا

أَرَادَ: نازَع لبّى ألبابهن. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَا يُقَال فِي الْعَاقِبَة: فنزَعْتُه، استغنوا عَنهُ بغلبته.

وتنازَع الْقَوْم: اخْتَصَمُوا ولتعرفنَّ أَيّنَا أَضْعَف مِنزَعة ومَنْزَعة: أَي رَأيا وتدبيرا.

ونَزَعَتِ الْخَيل تَنزَع: جرت طلقا. ونَزَع الْمَرِيض يَنزِع نَزْعا، ونازَع نِزاعا: جاد بِنَفسِهِ.

ومَنْزَعَة الشَّرَاب: طيب مقطعه.

والنزَع: انحسار مقدم شعر الرَّأْس عَن جَانِبي الْجَبْهَة. وَقد نَزِع نَزعا، وَهُوَ أنْزَع، وَامْرَأَة نَزْعاء. وَالِاسْم النَّزَعَة. والنَّزَعَتان: مَا ينحسر عَنهُ الشّعْر من أَعلَى الجبينين، حَتَّى يصعد فِي الرَّأْس.

والنَّزْعاء من الجباه: الَّتِي أَقبلت ناصيتها، وارتفع أَعلَى شعر صدغيها.

نَزَعه بنزِيعةٍ: نخسه، عَن كرَاع.

وغنم نُزَّع: حِرَام.

والنَّزَعة: بقلة كالخضرة. قَالَ أَبُو حنيفَة: النَّزَعة: تكون بالروض، وَلَيْسَ لَهَا زهر وَلَا ثَمَر، تأكلها الْإِبِل إِذا لم تَجِد غَيرهَا. فَإِذا أكلتها امْتنعت أَلْبَانهَا خبثا.
نزع
نزَعَ1/ نزَعَ إلى1 يَنزِع، نَزْعًا، فهو نازِع، والمفعول مَنْزوع (للمتعدِّي)
• نزَع المريضُ أو المحتضرُ: أشرف على الموت.
• نزَع الشّيءَ عن مكانه/ نزَع الشّيءَ من مكانه: قلعه، وجذبه، وحوّله عن موضعه، أزاله "نزع النجّارُ المسمارَ- نزع لوحةً/ إعلانًا/ نبتة/ حذاءه/ ثيابه/ السلاح/ اللِّجام- {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} - {وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ}: سلبناها- {وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا}: أحضرنا" ° مَنْزوع الدَّسم: مفتقر إلى الدُّهون، تمّ إزالة محتويات الدّهن منه- منزوع اللِّجام: مطلق العِنان- مَنطِقة منزوعة السِّلاح: منزوع عنها السِّلاح- نزَع معنًى جديدًا: استخرجه وانتزعه.
• نزَعه عن عمله: عزله عنه "نزعه عن وظيفته- نزع منه القيادَةَ- نزع الأميرُ العاملَ عن عمله".
• نزَع يده من جيبه: أخرجها منه " {وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ} "? نزَع يد: رفع يد جائر عمّا يحوزه بواسطة القضاء- نزَع يده من الطَّاعة: خرج منها، وعصى.

• نزَع الشّيءَ من فلان: سلَبَه إيّاه "نزع منه ثقتَه- صارت الدول غير المنحازة طرفًا في محادثات نزع السّلاح- نزع الأسلحةَ النوويّة من جانب واحد"? نزَع الله الرّحمةَ من قلبه.
• نزَع الولدُ أباه/ نزَع إلى أبيه: أشبهه أو مال إليه بالشَّبه.
• نزَع إلى الشّيء: ذهب إليه واشتاق. 

نزَعَ2/ نزَعَ إلى2/ نزَعَ بـ/ نزَعَ عن يَنزَع وينزِع، نُزوعًا، فهو نازع، والمفعول مَنْزوع إليه
• نزَع الشّخصُ إلى أهله: حنَّ إليهم واشتاق "نزَع إلى وطنه" ° نزَع إلى عِرْق كريم/ نزَع إلى عِرْق لئيم: مال إليه- نزَعه عِرْقٌ: أشبه أصلَه.
• نزَع به إلى كذا: دعاه إليه.
• نزَع الشّخصُ عن الأمر: كفَّ عنه وانتهى "نزَع عن اللّهو/ المقامرة/ متابعة الموضوع". 

انتزعَ ينتزع، انتزاعًا، فهو مُنتزِع، والمفعول مُنتزَع (للمتعدِّي)
• انتزع الشَّيءُ: انقلع "انتزعت الشَّجرةُ من شِدَّة الرِّيح- انتزع البابَ".
• انتزع الشَّيءَ/ انتزع الشَّيءَ عن كذا/ انتزع الشَّيءَ من كذا:
1 - أخذه قهْرًا وعَنْوةً "انتزع منه كيسَ نقوده- انتزع اعترافًا منه- انتزع إعجابَ الجماهير- انتزعه عن منصبه".
2 - اقتلعه "انتزع زهرةً/ مسمارًا- انتزعتُ الأعشابَ الضارّة من الحديقة- ما زلت به حتى انتزعت الحقدَ من قلبه".
• انتزع سهمًا للصَّيد: رماه به. 

تنازعَ/ تنازعَ على/ تنازعَ في يتنازع، تنازُعًا، فهو مُتنازِع، والمفعول مُتنازَع (للمتعدِّي)
• تنازع القومُ: تخاصموا واختلفوا "تنازع الصديقان- لم يصل إلى اتِّفاق حول المسألة المتنازَع عليها- تنازع مع شريكه- {فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى} - {وَأَنَّ السَّاعَةَ لاَ رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ}: يتشاورون ويتناظرون".
• تنازع القومُ الشَّيءَ/ تنازع القومُ على الشَّيء/ تنازع القومُ في الشَّيء: تجاذبوه "تنازعته رغبات متناقضة- تنازعوا الكرَة- إرث متنازَع عليه- {يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لاَ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ} " ° تنازعه الضَّحكُ والغضبُ: كان سريع الانتقال بينهما- شيء متنازَع عليه: حقّ لم يتحقّق أو لم يَؤُل بعْد أو لم يُستطع الحصول عليه بواسطة القضاء. 

نازعَ ينازع، نِزاعًا ومنازعةً، فهو مُنازِع، والمفعول مُنازَع (للمتعدِّي)
• نازَع المريضُ: احتضر، أشرف على الموت.
• نازَع الشّيءُ غيرَه: اتَّصل به "أرضي تُنازع أرضَه".
• نازَع فلانًا الشّيءَ: جاذبه إيّاه "نازعه الثّوبَ/ الحديثَ".
• نازَعت الإنسانَ نَفْسُه إلى أهله: اشتاقت نفسُه إليهم "وطني لو شُغِِلْتُ بالخُلْد عنهُ ... نازعتني إليه في الخلد نفسي" ° نازعته نفسُه إلى الشّيءِ: غالبته ودعته إليه.
• نازَع فلانًا على الأمر/ نازَع فلانًا في الأمر: خاصمه، جادله، غالبه "نازعه في حقّه- نازَع إخوته- نازَعه في/ على ملكية الضّيعة- {فَلاَ يُنَازِعُنَّكَ فِي الأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ} "? بدون منازِع/ بلا منازِع: بلا مِراء- ليس من منازع في كذا: ما من شكّ فيه. 

نزَّعَ ينزِّع، تنزيعًا، فهو مُنزِّع، والمفعول مُنزَّع
• نزَّع الشّيءَ: قلعه بشدّة، نحّاه، جذبه "نزّع النجّارُ المسمارَ- نزّع الورقَ الملصوق على الجدار". 

تنازُع [مفرد]: ج تنازعات (لغير المصدر):
1 - مصدر تنازعَ/ تنازعَ على/ تنازعَ في.
2 - حشْرَجَة الموت "تنازُع المحتضر".
3 - عِراكٌ وخِصام "تنازُعات الأحزاب حول السِّياسة الاقتصاديّة- تنازُع على قطعة أرض" ° تنازُع البقاء/ تنازُع على البقاء: صراع بين كائنات النوع الواحد للحصول على القوت والغذاء من أجل البقاء والوجود وتكون فيه الغَلَبة للأفضل أو للأقوى- تنازُع دوليّ: خلاف بين دولتين أو أكثر على حقوق أو مصالح.
4 - (قن) تعارض يتمُّ بين موقفين لتضادّ المصالح.
5 - (نح) توجُّه عاملين أو

أكثر إلى معمول واحد باختلاف الجهة أو باتّحادها.
• تنازُع الصَّلاحية: (قن) الاختلاف بين محكمتين قضائيّتين حول صلاحيّة أيِّهما للنظر في القضيَّة.
• تنازع الاختصاص: (قن) الاختلاف بين سلطة قضائيّة وأخرى إداريّة. 

مُنازَعة [مفرد]:
1 - مصدر نازعَ.
2 - خصومة، خلاف، جدال "منازعات العمل- فصل في مُنازعة- التسوية السلميّة للمنازعات الدوليّة- ضعُف الحزب بسبب المنازعات الداخليّة" ° منازعات قضائيّة: خصام يؤدّي إلى مُحاكمة أو تحكيم. 

مَنْزَع [مفرد]: ج منازِعُ:
1 - اسم مكان من نزَعَ1/ نزَعَ إلى1: مكان اقتلاع الشّيء "ظلّ مَنزَع المسمار ثُقبًا لم يُسَدّ".
2 - مصدر ميميّ من نزَعَ2/ نزَعَ إلى2/ نزَعَ بـ/ نزَعَ عن: نزوع إلى غاية "سُرَّ والده؛ إذ كان منزعُه إلى هدف نبيل". 

نازِع [مفرد]: ج نازعون ونُزَّاع ونُزَّع ونَزَعة، مؤ نازِعة، ج مؤ نازِعات ونَوازِعُ: اسم فاعل من نزَعَ1/ نزَعَ إلى1 ونزَعَ2/ نزَعَ إلى2/ نزَعَ بـ/ نزَعَ عن.
• النَّازع: الشَّيطان لأنّه ينزع بين القوم، أي: يُفرِّق بينهم. 
5096 - 
نازِعات [جمع]: مف نازِعة
• النَّازعات:
1 - اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 79 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ستٌّ وأربعون آية.
2 - القسيُّ، أو الملائكة التي تنزع الأرواحَ عن الأشباح " {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا} ". 

نِزاع [مفرد]: ج نزاعات (لغير المصدر):
1 - مصدر نازعَ.
2 - حالة المريض المشرف على الموت "حشرجة النِّزاع".
3 - خصومة بين أفراد أو جماعات قد تقتصر على تبادل الشتائم وقد تمتدّ إلى التماسك بالأيدي أو استخدام أداة ما في المشاجرة أو تُفضي إلى الحرب بين الدول "نزاع الخصوم أمام القاضي- وضع حدًّا للنزاعات- أرض عليها نِزاع" ° بلا نزاع: بلا جدال، على نحو لا يقبل الجدل أو لا سبيل إلى الشكّ فيه- لا نزاع في هذا الأمر: لا خلاف فيه.
• تسوية النِّزاع سلميًّا: (سة) مُجمل الوسائل السياسيّة والقانونيّة المستخدمة لحلّ المشاكل دون اللجوء إلى القوّة. 

نَزّاع [مفرد]: صيغة مبالغة من نزَعَ1/ نزَعَ إلى1: " {كَلاَّ إِنَّهَا لَظَى. نَزَّاعَةً لِلشَّوَى}: قلاّعة للأطراف أو جلد الرأس". 

نَزْع [مفرد]:
1 - مصدر نزَعَ1/ نزَعَ إلى1 ° نَزْعُ الأختام: إنهاء وضعها بأمر من المحكمة، إزالة الأختام الرسميّة الموضوعة على باب أو أثاث- نَزْعُ الملكيّة: امتلاك السلطة لما في يد شخص قانونًا للنفع العام لقاء تعويض- نَزْعُ النوى: جذب النوى من الثمار كالمشمش والكرز وتنحيته.
2 - احتضار المريض "في النزع الأخير" ° نَزْعُ الحياة: حالة المريض المشرف على الموت.
• نَزْع السِّلاح: (سة) إجراء تتخذه هيئة دولية بقصد الحدّ من إنتاج السلاح أو امتلاكه أو تخزينه بنسبة معينة بتخفيض الاعتمادات المالية المخصصة لصناعته أو إنتاجه، أو عن طريق تخفيض القوات العاملة في الجيوش، أو تجريد مناطق معينة من العالم من السلاح، أو وقف التجارب التي تجرى لتطوير أنواع معينة من الأسلحة وذلك للحدّ من اللجوء للقوة العسكرية في فض النزاعات الدولية. 

نَزْعة [مفرد]: ج نَزَعات ونَزْعات:
1 - اسم مرَّة من نزَعَ1/ نزَعَ إلى1 ونزَعَ2/ نزَعَ إلى2/ نزَعَ بـ/ نزَعَ عن.
2 - ميْلٌ، واتِّجاهٌ فِطريّ أو نفسيّ إلى شيء "النزعة الرمزيّة في الفن التشكيليّ- النزعة التوسعيّة للدول الكبرى- نزعة جديدة/ أدبيّة/ إلى الخير/ إلى الشكّ- الكفاح العادل ضدّ الاستعمار والنزعات العسكريّة- نزعة المغامرة العسكريّة" ° النَّزعة الاشتراكيّة- نَزْعة إقليميّة: طريقة في النطق أو التعبير خاصّة بجهة مُعيَّنة، أو هي ضيق الأفق الذِّهنيّ الناشئ عن حياة محدودة النِّطاق ذات أسوار لا تتعرَّض للفاعليّة الثقافيّة والعقليّة الإنسانيّة- نَزْعة إنسانيّة: ميل إلى معاملة الناس معاملة إنسانيّة وإلى صنع الخير لهم، محبّة الخير العامّ- نَزْعة سياسيّة- نَزْعة طائفيّة مهنيّة: مذهب اقتصاديّ اجتماعيّ يُنادي بإيجاد مؤسَّسة مهنيّة نقابيّة تُخوَّل سلطات اقتصاديّة واجتماعيّة وسياسيّة- نَزْعة غريزيّة: رغبة تدفع المرء إلى ما يمكن أن يقضي حاجاته ويُرضي غرائزه
 وميوله الطبيعيّة- نزعة قتال: ميل شديد إلى القتال. 

نُزوع [مفرد]:
1 - مصدر نزَعَ2/ نزَعَ إلى2/ نزَعَ بـ/ نزَعَ عن.
2 - (سف) رغبة واعية تسوق الإنسانَ إلى العمل.
3 - (نف) حالة شعوريّة ترمي إلى سلوك معيّن لتحقيق رغبة ما "اشتدّ نزوع الطفل إلى اللعب- بهذا الطفل نزوع إلى الخير- اجتماعيّ النزوع: مُهتمّ بالخِدْمة الاجتماعيّة أو بمصلحة المجتمع وخِدْمته بشكل عام". 
نزع: نزع: في محيط المحيط (السلطان عامله عزله).
نزع يده من الطاعة: ثار وكذلك نزع طاعة فلان: البربرية 1: 310).
نوع: في محيط المحيط (والعامة تقول نزع فلان الشيء أي عطله وأفسده). (بوشر).
نزع: أفسد، عفن؛ منزوع: مفسود (تقال للحم الفاسد) (بوشر).
نزع إلى: توجه. قصد. (اسم المصدر نزوع) (ابن بطوطة 1: 301) (أخبار 67).
نزع إلى: مال إلى شيء أو إلى امرأة (دي ساسي كرست 1: 403، محيط المحيط، البربرية 1: 22 و4321).
ثم دخل معه إلى دار الحرب حين نزع إلى دين النصرانية ورجع عنه قبل أن يأخذ به. (أماري 154): تحنو علي المكرمات نوازعا.
نزع إلى: سلم أمره إلى (معجم البلاذري، معجم الطرائف، أخباره 50: 2، البكري 2: 162، عبد الواحد 234: 22، حياة بسام 3: 3): نزع إليهم كل طريد (بسام 2: 98) نزع ابن عمار إليه (الخطيب 64): اسلم على يدي أحد ملوك بني هود بسرقسطة ونزع إليهم وفيه ثم نزع إلى ملك قشتالة.
نزع إلى دعوة فلان: ثم انضم إلى حزب فلان (البربرية 12: 155) نزع إلى دعوة الأموية وكذلك نزع إلى فلان (كارتاس 364): فلحق باديس واظهر النزوع إليه والتبري من بني العباس (في البربرية 1: 53) فنزعت وغبة إلى الموحدين وانحرفوا عن ابن غانية فرعوا لهم حق نزوعهم وكذلك نزع إلى قول فلان: أحاط علما بآراء فلان (المقدمة 3: 38).
نزع إلى العدو أو نزع وحدها أو نزع للعدو: التحق به (عباد 1883، حيان 88): ونزع إليهم من عسكر السلطان فرسان ورجالة (وفي 89 منه) ونزع لهم خلال ذلك من أصحاب السلطان جماعة ونزع منهم إلى أصحاب السلطان جماعة أيضا.
- (وفي 91 منه) ونزع من أصحابه إلى العسكر ثلاثة عشر طبنجيا. وفي (107) انظر نازع.
نزع إلى خدمة فلان: وضع نفسه في خدمته (البربرية).
نزع إلى: ثابر ولازم (عبد الواحد 75: 2، الخطيب 24) في حديثه عن أحد العلماء: فيما ينزع إليه.
نزع بالسهم: في محيط المحيط (نزع بالسهم رمى به) وفي (البكري 44: 2): وبها قبة لا يلحقها الرامي بأشد أنواع السهام علوا وسموا أي بمعنى نزع عن القوس (محيط المحيط).
نزع بآية من القرآن: ( ... بآية من القرآن محتجا بها) (محيط المحيط).
نزع بفلان إلى كذا: (دعاه إليه) (محيط المحيط).
نزع عن فلان: ترك حزبه أو جماعته (البربرية 1: 37، 38، 42، 89).
نزع عن دين إلى دين: غير دينه (البربرية 1: 468، 4، 7).
نزع من: ابتعد عن، ترك (حيان): فلحق بالمارق عمر بن حفصون. نزع من قرطبة. نزع: انتقل من موضع إلى آخر (بوشر، معجم الجغرافيا). نزع من: في الحديث عن قناة تفرعت من أحد روافدها (معحم البلاذري).
نزع في القوس: وتر قوسا أو وتر قوسا un are tendre ( ابن بطوطة 3: 119) إلا أن نزع في وتر القوس جعل وتر القوس يرن (البربرية 2: 459): والترجمان يترجم عنهم وهم يصدقونه بالنزع في أوتار قسيهم عادة معروفة لهم (ابن بطوطة 4: 408): وتصديقهم أن ينزع أحدهم في وتر قوسه ثم يرسلها كما يفعل إذا رمى (وفي 412): فينزعون في قسيهم شكرا للسلطان.
نزع (بالعين) في موضع نزغ (بالغين): (انظر الكلمة): تقال للذي تحدثه نفسه بالخبائث (البربرية 1: 644): ثم نزع الشيطان في صدره وحدثته نفسه بالاستبداد. أن أصل كلمتي نزع ونزغ قد استعملا دون تفريق، الواحد في موضع الآخر وهذا ما لاحظه دي ساسي كرست (1: 403 و 38: 492) انظر نزغة.
نزع: (بالتشديد) = نزغ: اجتث، قلع (م. المحيط).
نزع: انظرها في (فوك) في مادة modus.
نازع: قضم الحصان لجام الفرس باضراسه، طوح برأسه ذات اليمين وذات الشمال، وانهمك في حركات فجائية وغير منتظمة وذلك وفقا للشرح الذي قدمه ابن العوام (3: 524 وما أعقب ذلك).
نازع: حاول انتزاع شيء من أحد الأشخاص أو خاصمه إياه. على سبيل المثال. نازع فلانا الثوب (م. المحيط) (عبد الواحد 166: 1 صححت في ص 22) (184: 12 بسام 3: 1): بأذماء انفس قد نازعها الموت ارماقها وقد تتعدى إلى المفعول به يعلى ففي (كليلة ودمنة 24: 3): ينازعني على منزلتي وفي (النويري أسبانيا 470): ينازعه في الأمر والصحيح ينازعه الأمر (المترجم).
نازع: نازع إلى: انجذب إلى (الأغاني 59: 3) إن نفسي قد تاقت إلى قول الشعر ونازعتني إليه وكذلك أن نفسي قد تنازعتني اللذات (معجم مسلم).
نازع: اتجه إلى (معجم مسلم).
نازع: نازع على: مال إلى (رياض النفوس 88): نحن ننازع أنفسنا على الخروج منه (اي من المركب).
نازع: اضطرب، قلق (هلو).
نازع: من نازعته حقيقته تقال حين تحيط الشكوك بصحة مبدأ من المبادئ (المقدمة 3: 76).
نازع: أغراه الشر فحاوله (البربرية 1: 540) ونازعه ما كان في نفسه من الاستبداد استسلم لما كانت نفسه تحدثه بالتفرد والاستقلال باتخاذ الرأي الذي يناسبه.
نازعه الكلام أو الحديث: تبادل معه (ديوان الحاضرة).
نازعه الكأس أو به (بمعناه المجازي أو الحقيقي) (قدمه له) (معجم مسلم).
نازع: حشرج، غرغر (بوشر).
نازع: احتضر، ادنف (بوشر، ألف ليلة برسل 3: 88): نازع وتوفى.
انزع: انظرها في (فوك) في مادة remorere؛ بدلا من (نزع) (كارتاس، 153: 13): حتى فتحها وانزعها من يد المرابطين.
تنازع: حاول نزع شيء (عباد 11: 15): أولاد فرديناند الثلاثة تنازعوا الملك (إن تعبير فريتاج L'ineicum sumserunt كان ترجمة غير صحيحة ل: وتناولوا الشيء وتجاذبوه).
تنازع: تنافس مع (عباد 1: 307) وتنازعا الشعر (في الحديث عن شاعرين متنافسين. وفي (كوسج كرست 146: 11) يتنازعون الصواب ففي (الأغاني 6: 4): جاهد كلاهما في الوصول إلى الكمال حسدا لبعضهما بعضا.
تنازعا الكلام: تحدثا في وقت واحد (أبحاث 2: 17)؛ تنازعا الخصومة أي اختصما إلى القضاء (معجم الجغرافيا).
تنازعوا الكأس: تبادلوه كل وفق دوره (دي ساسي).
انتزع: انتزع بيتا من الشعر ليضع آخر موضعه (ابن جبير 36: 3)، انتزع آية من القرآن لكي يتلوها (151: 16،154: 15، 222: 17).
انتزع استشهد (بقول أو بنص ... الخ) (ماكني 1: 375).
انتزع: استعار، استخلص (الثعالبي، لطائف).
انتزعه بزرقة: طعنة بالرمح (انظر زرقة).
انتزع: أفسد (الماء، اللحم)؛ انتزع الماء: أنتنه (بوشر).
نزع: اقتطاع من حيز اكبر (بوشر).
نزع: جزء من قوس فولاذي ذي مقبض (البربرية2: 321): القوس البعيدة النزع العظيمة الهيكل.
نزع: صواب الرأي ودقته (حيان): أبدى أحدهم رأيا فصوبوا (الوزراء) قوله وعجبوا من نزعه.
نزعة والجمع نزاع: وتقابل كلمة modus ( وباللاتينية) (فوك). وجمعها في العادة نزعات وهي الكلمة التي تعني معاني عدة، منها الأسلوب أو الطريقة، ومن ذلك ما ذكره (ماكني 3: 680): شعرة خفاجي النزعة أي على طريقة ابن خفاجة، وفي (2: 83) في حديثه عن أحد المغنين سمعت له نزعات حسنة ونغمات رائقة، وانظر (المقدمة 1: 62): واعلم أن الكلام في هذا الغرض مستحدث الصنعة غريب النزعة غزير الفائدة قد ترجم (دي سلان) هذا القول بما يأتي: أن الأقوال التي يمكن أن نفسر بها هذه الطريقة جعلت من ذلك علما مستحدثا فريدا في أصالته واتساع آفاقه وغزارة فائدته.
نزعة: ميل طبيعي إلى شيء ما (المقدمة 1: 24 و1: 235): نزعة طبيعية في البشر مذ كانوا (أماري 17: 2): نزعاته الشريفة العلوية.
نزعة: محاولة، تجربة 0ماكني 1: 511): لقد جاهد في أن يصلح ذات البيت عند أمراء الأندلس وهم يجلونه في الظاهر ويستثقلونه في باطن ويستبردون نزعته ولم يفد شيئا (المقدمة 1: 288 و2: 175): وقد كانت بالمغرب لهذه العصور القريبة نزعة من الدعاء إلى الحق والقيام بالسنة.
نزعة: حركة، في الحديث عن فتاة (مولر 20: 12) نزعاتها رشيقة.
نزعة: رحلة (مولر 20: 3) وقد شهرته النزعة الحجازية أي شاع ذكره بعد سفره إلى الحجاز.
نزعة: خصام، شجار (هلو).
نزعة: في موضع نزعة (بالغين) سوسة شيطانية (دي ساسي كرست 103 انظر الكلمة) وقد وردت في المخطوطة بالعين (492: 14) وانظر نهاية ما ورد في ص 1.
نزعة: كلمة جارحة، سخرية جارحة (الخطيب 22): وذكر بعض نزعاته ويؤيد صحة الترجمة ما ورد بعد هذا في (مقدمة ابن خلدون 2: 38): فاستخطه ببعض النزعات وخشي على نفسه فلحق بتونس (البربرية 1: 64) ثم اسفه -كذا. المترجم- ببعض النزعات الملوكية (431: 9 و491: 1 و495: 2 و484: 7 و406: 3 و126 و1: 138 و3: 149 [ضع يوسقهم موضع يوسفهم] 211: 5 و219: 9 و278: 2 و335: 2 و539: 2): سيرة ابن خلدون 235: سخط السلطان قاضي المالكية ببغض النزعات فعزله وهي، في الحقيقة، نزغة (بالغين) (وهي كذلك (أي بالغين) في مخطوطتنا 2: 138). إلا أن نزع يمكن أن تستعمل في موضع نزغ (انظر نهاية الصفحة الأولى) وهي الصيغة الاعتيادية المركبة من العين عند المؤلفين المغاربة يؤيد هذا قيام الخطيب في مخطوطته بوضع (عين) صغيرة تحت العين الكبيرة ولذلك كله لا حاجة لتغيير العين وجعلها عينا عند (ماكيني 1: 730) وهي من نزعات بعض الهجائين مثلما فعل (العبدري) إلا أن الناشر المصري دونها بالغين ويؤسفني أن اسمح لنفسي بالقول بأن السيد سلان قد جانب الصواب متحفظا في ترجمة هذه الكلمة. فلقد اعتقد مرة أنها تغني فكاهة غير مستحبة أو مجونا وفي مواضع أخرى عدها ضربا من الأهواء، غرابة، علة، هذيان، هوس، تسرع، خرق، لحظة غضب تتعلق بالقضية .. الخ، التي ترمي بذور الخلاف بين أصحاب السلطان! نزاع الموت: أو نزاع وحدها: سكرات الموت (همبرت 39، بوشر، م. المحيط، برسل، ألف ليلة 3: 262).
نزوع: بئر بعيدة الماء (زيتشر 18: 235).
=نازع: الجمل الذي يريد العودة إلى الموضع الذي يسكن فيه عادة وهي تعني، على نحو عام الرغبة في التوجه إلى (عباد 3: 176).
نزيع: دخيل في قبيلة (الطبري طبعة كوزجارتن 2: 206 واقرأ الشيء نفسه في المقدمة 1: 239).
نزوعي: محرض، مغر (باين سميث 1167).
نزاع: قارص، مؤثر، (القرآن الكريم 70: 16).
نازع والجمع نزاع: النازع هو الجندي الذي يترك قومه ليلتحق بالعدو وكذلك على الذي يترك حزبه (عباد 3: 188 وحيان 103): ووافى نازع فذكر انه قتل اللعين ووصيفان من أترابه وفي (حيان 73) كان هناك واحد من السجلات يدعى ديوان النزاع وفيه: وجيء بالأسرى إلى الأمير عبد الله وديوان النزاع بين يديه فمن ادعى منهم النزوع وألفى اسمه في الديوان عزل ورفع عنه السيف ثم أمر بضرب الفاسقين أجمعين -بأجمعهم أو جميعا. المترجم-.
نازع: نازع فوق ... وعاد الأمر (السهم) إلى النزعة انظر (معجم الطرائف).
تنازع: حشرجة (بوشر).
تنازع: (التنازع مصدر تنازع وعند النحاة توجه عاملين أو أكثر إلى معمول واحد باختلاف الجهة أو باتحادهما نحو قام وضربته زيد) محيط المحيط. وهذا النوع من التنازع بين جزئي الكلام له يد في اختلاف أو اتفاق الكلمة نفسها وهذا ما يدعى تنازع فاعل الفعل أي تنازع في العمل بسبب من تنازع السوابق أو العوامل على مجموع المفاعيل (دي ساسي كرست 2: 246 وانظر محيط المحيط).
منزع: إن كلمة قعر اللاتينية fundus التي ذكرها (جوليوس) هي لقعر البئر لأنها مرت أثناء حديث (الجوهري): البغيغ البئر القريبة المنزع لأنها موضع نزع الدلو في كلمة نزع أي أنه جذبها واستقى بها.
نزع: اسم المصدر لنزع عن، تراجع، ابتعد، انفصل وقد جاء في (فائق) في معجم 0البلاذري 103): وقد نشبوا في قتل عثمان أي وقعوا فيه وقوعا لا منزع لهم عنه.
منزع: اسم مصدر أيضا= النزوع إلى الغاية سعى في الوصول إلى النهاية. نهاية الشوط للحضان، وجاء في (ديوان الحماسة 158):
القارح اليعبوب خير علالة ... من الجذع المزجى وأبعد منزعا
أي أبعد غاية أي أنه أكثر قدرة على القيام بعمله أو مهنته من غيره وفقا لما قاله (التبريزي). أما ترجمة فريتاج لهذه الصيغة ب: Locus guo receditur ليست سوى خطأ فظيع.
منزع: غاية. مركز الهدف. ويقال مجازا عاد السهم إلى منزعه أي عاد السهم إلى النزعة أو عاد الأمر إلى ذويه وأصحاب الشأن فيه وفي إدارته (معجم الطرائف).
منزع: باللاتينية عند (فوك) = modus مثل نزغة وترادف مقصد (ابن جبير) (95: 18): فتأمل هذا المنزع الشريف والمقصد الكريم (ماكني 2: 155): وجعل يصل ما يحتاج من مزاحهم إلى صلة بأحسن منزع وأنبل مقصد أو مذهب (ابن جبير 301: 5) وهذا في الحلم منزع احنفي أو كما هو مذكور في (10: 1) وهذا في الكرم مذهب رشيدي أو جعفري وفي (ص1:16) وهذا في العقد مقصد عمري (المقدمة 1: 241): المتقربون إلى الملوك بمنازعهم ومذاهبهم وفي (414: 2) استبلاغا في منازع الملك وتتميما لمذاهبه.
فالمنزع إذا طريقة للسلوك أو كيفية (ويجرز 49: 2، ابن جبير 170: 10 و1: 308 و346: 13 والمقدمة 254: 1 و410: 3 و2: 47 و59: 2 ماكني 366: 1 ابن طفيل 74: 5 باسم 3: 6): وكان عندهم مشهور المنزع، مضروبا به في برد المقطع) وفي ابن الخطيب 27) وكان أتقن أهل عصره خطا وأجلهم منزعا ما اكتسب قط شيئا من متاع الدنيا (وفي 29): غريب المنزع فذ المأخذ أعجوبة من أعاجيب الفتن. أما ما قاله (ابن الخطيب) هنا فإنه يتعلق بأحد المؤلفين وطريقته وأسلوبه في الكتابة أي نزعته فيها (عباد 3: 32) (ولكن في أبيات الشعر التي جاءت فيها هذه الملاحظة 10: 173 يجب أن تقرأ الكلمة غلب فيه كل منزع جزل وتترجم إلى اللاتينية بما يأتي: ( in guo praeralcut cuiuscunque genaris solide et robuste scribendi modi) .
( ابن بطوطة 345: 3): وأعطى للآداب خطأ جزيلا من نفسه فاستعمل منزعا، أي اتخذ، في الآداب، وجهة نصر خاصة به .. الخ، وفي (ماكني 1؛ 541) (في الشعر): حلو المنازع وفيه أيضا (2: 548):
وأقبل يبدي لي غرائب نطقه ... وما كنت أدري قبله منزع السحر
منزع: الموضع الذي يذهب إليه الناس ترويحا عن النفس أو لجلب السرور (ماكني 1: 442)، وحدائق تهدي الأرج والعرف، ومنازع تبهج النفس وتمتع الطرف.
منزع: انظر ديوان الهذليين (ص77 البيت السابع).
منازع: محتضر (همبرت 39).
منازعة: احتضار (بوشر، همبرت 39).
منتزع: نص، آية مقتبسة من القرآن الكريم. حين قام (ويجرز 30) بشرح كلمة نص التي ترادف كلمة منتزع فقد ذكر هذا المدرس تعبير منزع أصولي إلا أن كلمة منزع لا محل لها هنا ولو قارنا ما ذكرته في معنى كلمة انتزع لوجدنا أن المقصود إنها يجب أن تقرأ منتزع.
نزع
نَزَعَهُ من مَكانِه نَزْعاً: قَلَعَه، فهُوَ مَنْزُوعٌ، ونَزِيعٌ، كانْتَزَعَهُ فانْتَزَعَ، لازِمٌ مُتَعَدٍّ، كَمَا سَيأْتِي لللمُصَنِّفِ.
وفَرَّقَ سِيبَويْهِ بَيْنَ نَزَعَ وانْتَزَعَ، فقالَ: انْتَزَعَ: اسْتَلَبَ، ونَزَعَ: حَوَّلَ الشَّيءَ عنْ مَوْضِعِهِ وَإِن كانَ على نَحْوِ الاسْتِلابِ.
وقوْلُه تعالَى: ونَزَعَ يَدَهُ أَي: أخْرَجَهَا منْ جَيْبِه.
وَمن المَجَازِ: نَزَعَ الغَرِيبُ إِلَى أهْلِه نَزَاعَةً، كسَحَابَةٍ، ونِزَاعاً، بالكَسْرِ، ونُزُوعاً بالضَّمِّ أَي: حَنَّ واشْتاقَ ومِنْهُ حَديثُ بَدءِ الوَحْيِ: قَبْلَ أنْ يَنْزِعَ إِلَى أهْلِه وَقَالُوا: نَزُوعٌ، والجَمْعٌ نُزُعُ، وقالَ الشّاعِرُ:
(لَا يَمْنَعَنَّكَ خَفْضَ العَيْشِ فِي دَعَةٍ ... نُزُوعُ نَفْسٍ إِلَى أهْلٍ وأوْطانِ)

(تَلْقَى بكُلِّ بِلادٍ إنْ حَلَلْتَ بِهَا ... أهْلاً بأهْلٍ وجِيراناً بجِيرانِ)
كنازَعَ يُقَالُ: نَزَعَ إليهِ نِزَاعاً، ونازَعَتْهُ نَفْسُه إليْهِ.
ونَزَعَ عَن الأُمُورِ والصِّبَا نُزُوعاً: انْتَهَى عَنْهَا وكَفَّ، ورُبَّمَا قالُوا: نَزْعاً.
وَمن المَجَازِ: نَزَعَ أباهُ، ونَزَعَ إليْهِ: إِذا أشْبَهَهُ، ويُقَالُ: نَزَعَهُ عِرْقُ الخالِ، وَفِي الأسَاسِ: يُقَالُ)
للمَرْءِ إِذا أشْبَهَ أعْمَامَه أوْ أخْوالَه: نَزَعَهُمْ ونَزَعُوهُ، ونَزَعَ إليْهِم، وَفِي الصِّحاحِ: نَزَعَ إِلَى أبِيه فِي الشَّبَهِ، أَي: ذَهَبَ وَفِي اللِّسَانِ: نَزَعَ إِلَى عِرْقٍ كَرِيمٍ، أوْ لُؤْمٍ، يَنْزِعُ نُزُوعاً: ونَزَعَتْ بهِ أعْرَاقُه، ونَزَعَها، ونَزَعَ إليْهَا، وَفِي حَديثِ القَذْفِ: إنَّمَا هُوَ عِرْقٌ نَزَعَهُ وأنْشَدَ اللَّيْثُ للفَرَزْدَقِ:
(أشْبَهْتَ أمَّكَ يَا جَرِيرُ وإنَّهَا ... نَزَعَتْكَ والأُمُّ اللَّئِيمَةُ تَنْزِعُ)
أَي: اجْتَرَّتْ شَبَهَكَ إلَيْهَا.
ونَزَعَ فِي القَوْسِ يَنْزِعُ نَزْعاً: مَدَّها، كَمَا فِي الصِّحاحِ أَي: بالوَتَرِ، وقِيلَ: جَذَبَ الوَتَرَ بالسَّهْمِ، وَفِي الحَديثِ: لَنْ تَخُورَ قُوىً مَا دامَ صاحِبُهَا يَنْزِعُ ويَنْزُو أَي: يَجْذِبُ قَوْسَه، ويَثِبُ على فَرَسِه.
ونَزَعَ الدَّلْوَ منَ البِئْرِ يَنْزِعُهَا نَزْعاً، ونَزَعَ بِهَا، كِلاهُمَا: جَذَبَهَا بغَيْرِ قامَةٍ وأخْرَجَها، أنْشَدَ ثَعْلَبٌ: قَدْ أنْزِعُ الدَّلْوَ تَقَطَّى بالمَرَسْ تُوزِغُ منْ مَلْءٍ كإيْزاغِ الفَرَسْ تَقَطِّيَها: خُروجُها قَليلاً قَليلاً بغَيْرِ قامَةٍ، وأصْلُ النَّزْعِ: الجَذْبُ والقَلْعُ، وَفِي الحَدِيث: رأيْتُنِي أنْزِعُ على قَليبٍ أَي: رأيْتُنِي فِي المَنَامِ اسْتَقِي بيَدِي، يُقَالُ: نَزَعَ بالدَّلْوِ إِذا اسْتَقَى بهَا وقَدْ عُلِّقَ فيهَا الرِّشاءُ.
ونَزَعَ الفَرَسُ سَنَناً: إِذا جَرَى طَلقاً، قالَ النّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ:
(والخَيْلَ تَنْزِعُ غَرْباً أعِنَّتَها ... كالطَّيْرِ تَنْجو من الشُّؤْبُوبِ ذِي البَرَدِ)
وَمن المَجَازِ: هُوَ فِي النَّزْعِ، أَي: قَلْعِ الحَيَاةِ وَقد نَزَع المُحْتَضَرُ يَنْزِعُ نَزْعاً، ونازَعَ نِزاعاً: جادَ بنَفْسِهِ، ويُقَالُ أيْضاً: هُوَ فِي النَّزَعِ، مُحَرَّكَةً للاسْمِ، كَذَا وُجِدَ لَهُ فِي هامِشِ الصِّحاحِ.
وَمن المَجَازِ: بَعِيرٌ نازِعٌ، وناقَةٌ نازِعٌ: حنَّتْ إِلَى أوْطَانِها ومَرْعَاهَا، قالَهُ الجَوْهَرِيُّ وأنْشَدَ لجَمِيلٍ:
(وقُلْتُ لَهُمْ: لَا تَعْذُلُونِيَ وانْظُرُوا ... إِلَى النّازِعِ المَقْصُورِ كَيْفَ يَكُونُ)
قُلْتُ: والّذِي أنْشَدَه ابنُ فارِسٍ فِي المُجْمَلِ. (يَقُولونَ مَا بَلاَّكَ والمالُ غامِرٌ ... عَلَيْكَ وضاحِي الجِلْدِ مِنْكَ كَنِينُ)

(فقُلتُ لَهُمْ: لَا تسأَلُونِيَ وانْظُروا ... إِلَى النّازِعِ المَقْصُورِ كَيْفَ يَكُونُ)
قَالَ الصّاغَانِيُّ: والرِّوايَةُ الصَّحِيحَةُ: إِلَى الطُّرَّفِ الوُلاّهِ كَيْفَ تكونُ وَفِي المَثَل: صارَ الأمْرُ إِلَى النَّزَعَةِ مُحَرَّكةً، أَي: قامَ بإصْلاحِهِ أهْلُ الأنَاةِ، وهُوَ جَمْعُ نازِعٍ، كَمَا)
فِي الصِّحاحِ وهُمُ الرُّماةُ ويُرْوَى: عادَ السَّهْمُ إِلَى النَّزَعَةِ، أَي: رجَعَ الحَقُّ إِلَى أهْلِه، كَمَا فِي العُبَابِ واللِّسَان، زادَ الأخِيرُ وقامَ بإصْلاحِ الأمْرِ أهْلُ الأناةِ.
قلت: فإذنْ مآلُهُمَا واحِدٌ، وزادَ الزَّمَخْشَرِيُ: هُوَ كقَوْلِه: أعْطِ القَوْسَ بارِيَها وزادَ فِي العُبابِ: ويُرْوَى عادَ الأمْرُ إِلَى الوَزَعَةِ، جَمْع وازِعٍ، يَعْنِي أهْلَ الحِلْمِ، الذينَ يكُفُّونَ أهْلَ الجَهْلِ.
قلتُ: الّذِي فِي التَّهْذِيبِ للأزْهَرِيِّ: عادَ الرَّمْيُ على النَّزَعَةِ، يُضْرَبُ مَثَلاً للّذي يَحِيقُ بهِ مَكْرُه، والعَجَبُ منَ المُصَنِّف كَيْفَ تَرَكَه وكأنَّهُ قَلَّدَ الصّاغَانِيُّ فِيمَا يُورِدُه مُقْتَصِراً عليهِ، وَهُوَ غَرِيبٌ.
وقولُه تَعَالَى: والنّازعاتِ غَرْقاً والنّاشِطَاتِ نَشْطاً، قالَ ابنُ دُرَيدٍ: لَا أقْدِمُ على تَفْسيرِه، إِلَّا أَن ابا عُبَيدٍ ذَكَرَ أنَهَا: النُّجُومُ تَنْزِعُ منْ مَكانٍ إِلَى مَكَانٍ، وتَنْشِطُ أَي: تَطْلُعُ.
أَو النّازِعاتُ: القِسِيُّ، والنّاشِطَاتُ: الأوْهاقُ، وَقَالَ الفَرّاءُ: تَنْزِعُ الأنْفُسَ منَ صُدُورِ الكُفّارِ، كَمَا يُغْرِقُ النّازِعُ فِي القَوْسِ: إِذا جَذَبَ الوَتَر.
وَمن المَجَازِ: النَّزِيعُ، كأمِيرٍ: الغَرِيبُ، كالنّازِعِ، ج: نُزّاعٌ كَرُمّانٍ، قالَ الصّاغَانِيُّ: وأصْلُهُما فِي الإبِلِ، وَفِي الحَدِيثِ: طُوبَى للغُرَباءِ، قيلَ: منْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ قالَ: النُّزّاعُ من القَبَائِل وهُوَ الّذِي نَزَعَ عَن أهْلِهِ وعَشِيرَتِه، أَي: بَعُدَ وغابَ، وقيلَ: لأنَّهُ يَنْزِعُ إِلَى وَطَنِه، أَي: يَنْجَذِبُ ويَمِيلُ، والمُرَادُ الأوَّلُ، أَي: طُوبَى للمُهَاجِرينَ الَّذينَ هَجَرُوا أوْطَانَهُمْ فِي اللهِ تعالَى، وقيلَ: نُزّاعُ القَبَائِلِ: غُرَبَاؤُهُم الّذينَ يُجاوِرُونَ قَبَائِلَ لَيْسُوا منْهُمْ، ويُرْوَى: قيلَ: يَا رسُولَ اللهِ، من الغُرَباءُ قالَ: الّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أفْسَدَ النَّاسَ.
وَمن المَجَازِ: النَّزِيعُ: منْ أمُّه سَبِيَّةٌ ومِنْهُ قَوْلُ المَرّارِ بنِ سَعيدٍ الفَقْعَسِيِّ:
(عَقَلْتُ نِساءَهُم فِينَا حَدِيثاً ... ضنئْنَ المالَ والوَلَدَ النَّزِيعَا)
عَقَلْتُ، أَي: رأيتُ، وضَنِئْنَ المالَ، أَي: أكْثَرْن مِنْهُ.
وَمن المَجَازِ النَّزِيعُ: البَعِيدُ، ومِنْهُ قَوْلُ الطِّرِمّاحِ يَصِفُ حَمَامَةً:
(بَرَتْ لَكَ حَمّاءُ العِلاطِ سَجُوعُ ... ودَاعٍ دَعَا منْ خُلَّتَيْكَ نَزِيعُ)
وقيلَ: النَّزِيعُ هُنا: هُوَ الغَرِيبُ، وكِلاهُمَا صَحِيحٌ، وكذلكَ فِي قَوْلِ الحُطّيْئَةِ: ولَمّا جَرَى فِي القومِ بَيَّنْتُ أنَّهَا أجارِيُّ طِرْفٍ فِي رِباطِ نَزِيعِ والنَّزِيعُ: المَقْطُوفُ المَجْنِيُّ، ومِنْهُ قَوْلُ الشَّمّاخِ يَصِفُ وَكْرَ عُقابٍ:
(تَرَى قِطَعاً منَ الأحْنَاشِ فِيهَا ... جَماجِمُهُنَّ كالخَشْلِ النَّزِيعِ.)

والخَشْلُ: المُقْلُ.
النَّزيعُ: البِئْرُ القَرِيبَةُ القَعْرِ، تُنْزَعُ دِلاؤُهَا بالأيْدِي نَزْعاً، لقُرْبِهَا. كالنَّزُوعِ فَعُولٌ للمَفْعُولِ كالرَّكُوبِ، والجَمْعُ نُزّاعٌ.
وَبلا لامٍ: نَزِيعُ بنُ سُلَيْمَانَ الحَنَفِيُّ الشّاعِرُ ذَكَرَهُ الحافِظُ فِي التَّبْصِيرِ.
وَمن المَجَازِ: النَّزِيعَةُ منَ النَّجَائِبِ: الّتِي تُجْلَبُ إِلَى غَيْرِ بِلادِهَا ومَنْتِجِها من النَّجائِبِ، هَذَا هوَ نَصُّ اللَّيْثِ، ووُجِدَ فِي بَعْضِ النُّسَخِ: إِلَى بِلادِ غَيْرِهَا وهُو غَلَطٌ، ومِنْهُ حَديثُ ظَبْيانَ: إنَّ قَبائِلَ منَ الأزْدِ نَتَّجُوا فيهَا النَّزائع أَي: نَتَجُوا بِها إبِلاً انْتَزعُوهَا منْ أيْدِي النّاسِ، وقيلَ: النَّزائِعُ منَ الخَيْلِ: الّتِي نَزَعَتْ إِلَى أعْرَاقٍ منَ اللِّحَاحِ، وَفِي الأسَاسِ: وَمن المَجَازِ: خَيْلٌ نَزَائِعُ: غَرَائِبُ نُزِعَتْ عنْ قَوْمٍ آخَرِينَ.
وعِنْدَهُ نَزِيعٌ ونَزِيعَةٌ: نَجِيبٌ ونَجِيبَةٌ منْ غَيْرِ بلادِهِ، كَمَا فِي العُبَابِ، وَفِي المُحْكَمِ: منْ أيْدِي الغُرَباءِ، وَفِي التَّهْذِيب: منْ أيْدِي قَوْمٍ آخَرِينَ، ومِثْلُه فِي الصِّحاحِ.
وَمن المَجَازِ: النَّزِيعَةُ المَرْأَةُ الّتِي تتَزَوَّجُ فِي غَيْرِ عَشِيرَتِهَا وبَلَدِهَا فتُنْقَلُ، ج: نَزَائِعُ ومنْهُ حَديثُ عُمَرَ: قالَ لآلِ السّائِبِ: قَدْ أضْوَيْتُمْ فانْكِحُوا فِي النَّزائِعِ أيْ فِي الغَرَائِبِ منْ عَشِيرَتِكُم.
وغَنَمٌ نُزَّعٌ، كرُكَّعٍ: حَرَامَى، تَطْلُبُ الفَحْلَ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
والمِنْزَعُ كمِنْبَرٍ: السَّهْمُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وزادَ الصّاغَانِيُّ: الّذِي يُنْتَزَعُ بهِ، وَفِي اللِّسانِ: الّذِي يُرْمَى بِهِ أبْعَدَ مَا يُقْدَرُ عليهِ، لِتُقَدَّرَ بهِ الغَلْوَةُ، قالَ الأعْشَى:
(فَهْوَ كالمِنْزَعِ المَرِيشِ منض الشَّوْ ... حَطِ غالَتْ بهِ يَمِينُ المُغَالِي) وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ: المِنْزَعُ: حَدِيدَةٌ لَا سِنْخَ لَها، إنَّمَا هِيَ أدْنَى حَديدَة لَا خَيْرَ فِيهَا، تُؤْخَذُ وتُدْخَلُ فِي الرُّعْظِ، وأنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لأبي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ صائِداً غَلبَتْ كِلابُه: فَرَمَى فأنْفَذَ طُرَّتَيْهِ المِنْزَعُ قَالَ ابنُ بَرِّيّ: هَكَذَا وُجِدَ بخَطِّهِ، والصّوابُ:
(فَرَمَى لِيُنْفِذَ فَرَّهَا فهَوَى لَهُ ... سَهْمٌ فأنْفَذَ طُرَّتَيْهِ المِنْزَعُ)
والمَنْزَعَةُ بالفَتْحِ: القَوْسُ الفَجْواءُ عنِ الفَرّاءِ.
وَفِي الصِّحاحِ: المَنْزَعَةُ: مَا يَرْجِعُ إليْهِ الرَّجُلُ منْ رَأيِه وأمْرِه وتَدْبِيرِه، وهوَ مجازٌ، وأنْشَدَ الصّاغَانِيُّ للَبيدٍ رَضِي الله عَنهُ:)
أَنا لَبِيدٌ ثُمَّ هذِي المَنْزَعَهْ يَا رُبَّ هَيْجَا هِي خَيْرٌ منْ دَعَهْ والمَنْزَعَةُ: رَأْسُ البِئْرِ الّتِي يَنْزِعُ عَلَيْهِ، وقالَ الفَرّاءُ: هِيَ الصَّخْرَةُ يَقُومُ عَلَيْهَا السّاقِي، زادَ ابنُ الأعْرَابِيّ: والعُقابانِ منْ جَنْبَتَيْهَا تُعَضِّدانِهَا، وهِيَ الّتِي تُسَمَّى القَبِيلَة.
وَمن المَجَازِ: المَنْزَعَةُ: الهِمَّةُ قالَ الكِسَائِيُّ: يُقَالُ: واللهِ لَتَعْمَلَنَّ أيُّنَا أضْعَفُ مَنْزَعَةً.
ويُكْسَرُ عَن خَشَّافٍ الأعْرابِيِّ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: حَكَاهُ ابنُ السِّكِّيتِ فِي بابِ مِفْعَلَة ومَفْعَلَة، ويُقَالُ: فُلانٌ قَرِيبُ المَِنْزَعَةِ، أَي: قَرِيبُ الهِمَّةِ، هَذَا نَصُّ العُبَابِ والصِّحاحِ واللّسانِ، ووَقَعَ فِي اللِّسَانِ وهُوَ قَرِيبُ المَنْزَعَةِ، أَي: غيرُ ذِي هِمَّةٍ، فتأمَّلْ. والنَّزَعَةُ، مُحَرَّكَةً: ع، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.
والنَّزَعَةُ: نَبْتٌ منْ نَباتِ القَيْظِ مَعْرُوفٌ، قالَهُ ابنُ السِّكِّيتِ، ويُسَكَّنْ، وحَكَى الوَجْهَينِ أَبُو حَنِيفَةَ، قالَ: وهِيَ تَكُونُ بالرَّوْضِ، ولَيْسَ لَهَا زَهْرَةٌ وَلَا ثَمَرَةٌ، تأْكُلُهَا الإبِلُ إِذا لمْ تَجدْ غَيْرَها، فَإِذا أكَلَتْهَا امْتَنَعَتْ ألبانُهَا خُبْثاً، هَكَذَا نَقَله أَبُو عَمْرو عنِ الأعْرَابِ الأوَائلِ.
والنَّزَعَةُ: الطَّرِيقُ فِي الجَبَلِ يُشَبَّهُ بالنَّزَعَةِ وهُوَ: مَوْضِعُ النَّزَعِ منَ الرَّأسِ، وهُوَ انْحِسَارُ الشَّعْرِ منْ جانِبَيِ الجَبْهَةِ، وهُوَ أنْزَعُ بَرّاقُ النَّزَعَتَيْنِ، كأنَّهُ نَزِعَ عَنهُ الشَّعَرُ، ففارَقَ وقدْ نَزِعَ، كفَرِحَ نَزَعاً، وَفِي صِفَةِ عليٍّ رَضِي الله عَنهُ: البَطِينُ الأنْزَعُ والعَرَبُ تُحِبُّ النَّزَعَ، وتَتَيَمَّنُ بالأنْزَعِ وتَذُمُّ الغَمَمَ، وتَتَشَاءَمُ بالأغمِّ، وتَزْعُمُ أنَّ أغَمَّ القَفَا والجَبِينِ لَا يَكُونُ إِلَّا لَئِيماً، ومنْهُ قَوْلُ هُدْبَةَ بنِ خَشْرَمٍ:
(وَلَا تَنْكِحِي إنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنَا ... أغَمَّ القَفَا والوَجْهِ لَيْسَ بأنْزَعَا)
وهِيَ زَعْراءُ، وَلَا تَقُلْ، نَزْعاءُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ والعُبَابِ، وأجَازَهُ بَعْضُهُم.
وأنْزَعَ الرَّجُلُ: ظَهَرَتْ نَزَعَتَاهُ عَن ابنِ الأعْرَابِيِّ.
وأنْزَعَ القَوْمُ: نَزَعَتْ إبِلُهُم إِلَى أوْطانِهَا وَفِي المُفْرِدَاتِ: فِي مَوَاطِنِهم، قالَ الشّاعِرُ: وقَدْ أهافُوا زَعَمُوا وأنْزَعُوا أهافُوا: عَطِشَتْ إبِلُهُم.
وَمن المَجَازِ: شَرَابٌ طَيِّبُ المَنْزَعَةِ، أَي: طَيِّبُ مَقْطَعِ الشُّرْبِ، كَمَا قالَ عَزَّ وجَلَّ: خِتَامُهُ مِسْكٌ أَي: أنَّهُم إِذا شَرِبوا الرَّحِيقَ، ففَنِيَ مَا فِي الكَأْسِ، وانْقَطَعَ الشَّرَابُ، انْخَتَمَ ذلكَ برِيحِ المِسْكِ، كَمَا فِي اللِّسَانِ، وقالَ الأصْبَهَانِيُّ فِي المُفْرَداتِ، فِي تَرْكِيبِ ختم: خِتَامُه مِسْكٌ، مَعناه: مُنْقَطَعُه)
وخاتِمَةُ شُرْبِه، أَي: سُؤْرُهُ فِي الطِّيبِ مِسْكٌ، وقَوْلُ منْ قالَ: يُخْتَمُ بالمِسْكِ، أَي: يُطْبَعُ فلَيْسَ بشَيءٍ، لأنَّ الشَّرَابَ يَجِبُ أنْ يَطِيبَ فِي نَفْسِه، وَلَا يَنْفَعُه بالطِّيبِ فلَيْسَ ممّا يُفِيدُه، وَلَا يَنْفَعُه طِيبُ خاتَمِه مَا لَمْ يَطِبْ فِي نَفْسِه، فتأمَّلْ فإنَّه تَحْقيقٌ حَسَنٌ، وسَيَأتِي إنْ شاءَ اللهُ تَعَالَى.
والنَّزَاعَةُ كسَحَابَةٍ: الخُصُومَةُ وَفِي الصِّحاحِ: بَيْنَهُمَا نَزَاعَةٌ، أَي: خُصُومَةٌ فِي حَقٍّ، هَكَذَا فِي النُّسَخ وَفِي بَعْضِها: بَيْنَهُمَا نِزاعٌ بالكَسْرِ.
وثمَامٌ مُنَزَّعٌ، كمُعَظَّمٍ: مَنْزُوعٌ منَ الأرْضِ، شُدِّدَ مُبَالَغَةً، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وانْتَزَعَ الشَّيْءُ: كَفَّ وامْتَنَعَ قالَ سُوَيْدٌ اليَشْكُرِيُّ:
(فدَعَانِي حُبُّ سَلْمَى بَعْدَمَا ... ذَهَبَ الجِدَّةُ مِنّي وانْتَزَعْ)
ويُرْوَى: مِنِّي والرِّيَعْ أَي: أوَّلُ الشَّبَابِ، فحَرَّكَ الياءَ ضَرُورَةً.
وانْتَزَعَ الشَّيءُ: اقْتَلَعَ وَقد انْتَزَعَهُ لازِمٌ مُتَعَدٍّ، قالَ سُوَيْدٌ اليَشْكُرِيُّ:
(أرَّقَ العَيْنَ خَيالٌ لَمْ يَدَعْ ... منْ سُلَيْمَى، ففؤُادِي مُنْتَزَعْ)
وقالَ القُطَامِيُّ:
(قَوَارِشَ بالرِّماحِ كأنَّ فِيها ... شَواطِنَ يَنْتَزِعْنَ بهَا انْتِزَاعَا)
ونازَعَهُ مُنَازَعَةً، ونِزاعاً: خاصَمَهُ، وقيلَ: جاذَبَهُ فِي الخُصُومَةِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ أَي: مُجَاذَبَة الحُجَجِ فِيمَا يَتَنَازَعُ فيهِ الخَصْمانِ، والأصْلُ فِي المُنَازَعَةِ، المُجَاذَبَةُ، ثمَّ عُبِّرَ بهِ عَن المُخَاصَمَةِ، يُقَالُ: نازَعَهُ الكَلامَ، ونازَعَه فِي كَذَا، وهُوَ مجازٌ، قالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
(نازَعْتُ ألْبَابَها لُبّي بمُقْتَصِرٍ ... منَ الأحادِيثِ حَتَّى زِدْتَنِي لِينَا)
أَي: نازَعَ لُبِّي ألْبَابَهُنَّ.
وَمن المَجَازِ: أرْضِي تُنَازِعُ أرْضَكُمْ، أَي: تتَّصِلُ بِهَا، قالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(لَقَىً بَيْنَ أجْمَادٍ وجَرْعاءَ نازَعَتْ ... حِبَالاً بِهِنَّ الجازِئاتُ الأوَابِدُ)
والتَّنازُعُ فِي الأصْلِ: التَّجاذُبُ، كالمُنَازَعَةِ، ويُعَبَّرُ بهِمَا عَن التَّخَاصُمِ والمُجَادَلَةِ، ومِنْهُ قَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: وَلَا تَنازَعوا فتَفْشَلُوا وقَوْلُه تعالَى: فإنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيءٍ فرُدُّوهُ إِلَى اللهِ.
وَمن المَجَازِ: التَّنَازُعُ: التَّناوُلُ، والتَّعَاطِي، والأصْلُ فيهِ التَّجَاذُبُ، قالَ اللهُ تَعَالَى: يَتَنَازَعُونَ فِيها كَأْساً، أَي: يَتَنَاوَلُونَ.
والتَّنَزُّعُ: التَّسَرُّع، يُقَالُ: رَأيْتُ فُلاناً مُتَنَزّعاً إِلَى كَذَا، ومُتَتَرِّعاً، أَي: مُتَسَرِّعاً إِلَيْهِ نازِعاً.)
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليْهِ: انْتَزَعَ الرُّمْحَ: اقْتَلَعَهُ ثُمَّ حَمَلَ.
ونَزَعَ الأمِيرُ العامِلَ عنْ عَمَلِه، أَي: أزالَهُ وهُوَ مجازٌ، لأنَّه إِذا أزَاله فقَد اقْتَلَعَه، ويُعَبَّرُ عَنهُ بالعَزْلِ.
والمِنْزَعَةُ، كمِكْنَسَةٍ: خَشَبَةٌ عَريضَةٌ نَحْوُ المِلْعَقَةِ، تَكُونُ مَعَ مُشْتارِ العَسَلِ، يَنْزِعُ بهَا النَّحْلَ اللَّواصِقَ بالشَّهْدِ، وتُسَمّى المِحْبَضَة، عَن ابْنِ دُرَيْدٍ.
ونازَعَتْنِي نَفْسي إِلَى هَواهَا، نِزَاعاً: غالبَتْنِي، ونَزَعْتُها أَنا: غالَبْتُها، وقالَ سِيَبَويْهِ: لَا يُقَالُ فِي العاقِبَةِ فَنَزَعْتُه، اسْتَغْنَوْا عنْه بغَلَبْتُه.
وانْتِزاعُ النِّيَّةِ: بُعْدُهَا عَن ابنِ السِّكِّيتِ.
والنَّزِيعُ: الشَّرِيفُ منَ القَوْمِ الّذِي نَزَعَ إِلَى عِرْقٍ كَريمٍ، وكذلكَ فَرَسٌ نَزِيعٌ، وَفِي الحَديثِ: لَقَدْ نَزَعْتَ بمِثْلِ مَا فِي التَّوْرَاةِ، أَي جِئْتَ بِمَا يُشْبِهُها.
والنَّزَعَةُ، مُحَرَّكَةً: الرُّمَاةُ.
وانْتَزَعَ للصَّيْدِ سَهْماً: رَمَاهُ بهِ، يُقَالُ: رَأى الصَّيْدَ فانْتَزَعَ لَهُ.
وأيْدٍ نَوازِعُ.
وانْتَزَعَ بالآيَةِ والشِّعْرِ: تَمَثَّلَ ويُقَالُ للرَّجُلِ إِذا اسْتَنْبَطَ مَعْنَى آيَةٍ: قَد انْتَزَعَ مَعْنىً جَيِّداً، وَهُوَ مجازٌ.
ويُقَالُ: نازَعَنِي فُلانٌ بَنَانَهُ، أَي: صافَحَنِي، والمُنَازَعَةُ: المُصَافَحَةُ: وَهُوَ مَجازٌ، قالَ الرّاعِي:
(يُنَازِعُنَا رَخْصَ البَنانِ كأنَّمَا ... يُنازِعُنَا هُدّابَ رَيْطٍ مُعَضَّدِ)
والمِنْزَعَةُ، بكسرِ الميمِ وفَتْحِهَا: الخُصُومَةُ، كالنِّزاعَةِ بالكَسْرِ.
والنَّزْعاءُ من الجِباهِ: الّتِي أقْبَلَتْ ناصِيَتُهَا، وارْتَفَعَ أعْلَى شَعَرِ صُدْغِهَا.
ونَزَعَهُ بنَزِيعَةٍ: نَخَسَهُ، عَن كُرَاع.
وغَنَمٌ نُزُعٌ، بضَمَّتَيْنِ: لُغَةٌ فِي نُزَّعٍ، كرُكَّعٍ: بهَا نِزاعٌ، وَهُوَ طَلَبُ الفَحْلِ وشاةٌ نازِعٌ. والنَّزائِعُ منَ الرِّياحِ: هِيَ النُّكْبُ، سُمِّيَتْ لاخْتلافِ مَهابِّها، وهُو مجازٌ، وَفِي الأساسِ: بَيْنَ رِيحَيْنِ.
ورَجُلٌ مِنْزَعٌ، كَمِنْبَرٍ: شدِيدُ النَّزْعِ.
وماءٌ بَعيدُ المَنْزِعِ، وهُوَ المَوْضِعُ الّذِي يُنْزَعُ مِنْهُ.
ونازَعْتُه على البِئْرِ: نَزَعْتُ مَعَه.)
ورَآه مُكِبّاً على الشَّرِّ فاسْتَنْزَعَه: سألَه أنْ يَنْزِعَ عَنْهُ.
ويُقَالُ: فُلانٌ يَنْزِعُ بحُجّتهِ: إِذا كانَ يَحْضُرُ بهَا، وَهُوَ مجازٌ، وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: ونَزَعْنَا منْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً.
ويُقَالُ: نَزَعَ يَدَهُ منَ الطّاعَةِ، وخَرجَ عاصِياً نازِعَا يَدٍ، وَهُوَ مَجازٌ، وتَنَازَعُوا.
والخَيْلُ تُنَازِعُ فارِسَهَا العِنَانَ.
والمُنَازَعَةُ: المُنَاوَلَةُ، يُقَالُ: نازَعَهُ كأسَ الكَرَى.
وفَلاةٌ نَزُوعٌ: بَعِيدَةٌ.
ونَزّاعَةُ الشَّوى: مَوْضِعٌ بمَكَّةَ عِنْدَ شِعْبِ الصَّفا، نَقَله الصّاغَانِيُّ وياقُوت.
والنُّزَاعَةُ، كثُمامَةٍ: مَا انْتَزَعْتَه بيَدِكَ، ثُمَّ ألْقَيْتَه.
(نزع)
الْمَرِيض نزعا أشرف على الْمَوْت وَالشَّمْس دنت من الْغُرُوب وَإِلَى أَهله نزوعا حن واشتاق وَعَن الْأَمر كف وانْتهى وَفِي الْقوس مدها وأباه وَإِلَيْهِ أشبهه وَيُقَال نَزعه عرق أشبه أَصله كَمَا يُقَال نزع إِلَى عرق كريم أَو لئيم وَالشَّيْء من مَكَانَهُ نزعا جذبه وقلعه وَيُقَال نزع الْأَمِير عَامله عَن عمله عَزله وَيَده من جيبه أخرجهَا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَنزع يَده فَإِذا هِيَ بَيْضَاء للناظرين} وَيُقَال نزع يَده من الطَّاعَة خرج مِنْهَا وَعصى وَنزع معنى جيدا من الْآيَة وَنَحْوهَا

(نزع) نزعا انحسر شعره عَن جَانِبي جَبهته فَهُوَ أنزع وَهِي نزعاء

نزع


نَزِعَ(n. ac. نَزَع)
a. Was bald over the temples.

نَزَّعَa. see I (a)
نَاْزَعَa. Quarreled with.
b. . Adjoined, bordered upon.
c. see I (a) (g).
e. [ coll. ]
see I (d)
أَنْزَعَa. see (نَزِعَ).

تَنَزَّعَ
a. [Ila], Hastened to.
تَنَاْزَعَa. Quarreled, litigated.
b. Took in turn.

إِنْتَزَعَa. see I (a) (f), (g).
d. [ & pass.], Was displaced &c.
e. [acc. & Bi], Fitted (arrow).
نَزْعa. Death-struggle, deaththroes.

نَزْعَةa. A certain plant.

نَزَعَةa. Bald temples.
b. Mountain-road.
c. see 1t
نُزُعa. Returning home (sheep).
نُزَّعa. Appetent, hot.

أَنْزَعُ
( fem.

زَعْرَآء )
a. Bald.

مَنْزَع
(pl.
مَنَاْزِعُ)
a. Place.

مَنْزَعَةa. Aim, object; design.
b. Care, anxiety.

مَنْزِعَةa. see 17t (b)
مِنْزَعa. Arrow.

نَاْزِع
(pl.
نَزَعَة
4t
نُزَّاْع)
a. Despoiler; destructive.
b. Home-sick, pining.
c. Expert.
d. (pl.
نُزَّاْع)
see 25 (b)
نَاْزِعَة
( pl.
reg. &
نَوَاْزِعُ)
a. fem. of
نَاْزِع
نَزَاْعَةa. see 23 (a)
نِزَاْعa. Quarrel, dispute; law-suit.
b. [ coll. ]
see 1
نَزِيْع
(pl.
نُزَّاْع)
a. Distant; absent.
b. (pl.
نَوَاْزِعُ
نُزَعَآءُ
43), Stranger.
c. Picked (fruit).
d. Shallow (well).
نَزِيْعَة
(pl.
نَزَاْئِعُ)
a. fem. of
نَزِيْعb. Woman having married into another tribe.
c. Excellent.

نَزُوْعa. see 25 (d)
نَزُوْعِيّa. Impulsive. NP. I, Removed, displaced.
b. [ coll. ], Spoilt.
N. P.
نَزَّعَa. Plucked up.

N. Ag.
نَاْزَعَ
a. [ coll. ], Moribund.

مُنَازَعَة [ N.
Ac.
نَاْزَعَ
(نِزْع)]
a. see 23 (a)b. [ coll. ]
see 1
صَارَ اْلأَمْر إِلَى
النَّزَعَة
a. The matter is in the hands of competent people.

عَادَ السَّهْم إِلَى
النَّزَعَة
a. He restored the right to those to whom it
belonged.

نَزَعَ يَدَهُ
a. He rebelled, disobeyed.
(نزع) - في حديث مُعَاذٍ - رضي الله عنه -: "أنه اشتَدَّ به الموتُ.
فَنَزَعِ نزعًا لم يَنزعْ أحَدٌ مِثلَه قَطُّ"
نزْعُ الموت: سِياقُه.
- في حديث طلحة - رضي الله عنه -: "فوجدتُ لى مَنْزعًا وَمخرجًا"
: أي شَيئًا أَنزِعُ إليه، وأَصِيرُ إليه.
- في حديث القرشىّ: "أسَرَني رَجُلٌ أنزَعُ"
قال الأصمَعى: النَّزَعَتان: ما ينحَسِرُ الشّعر عنه؛ مِمَّا فَوْق الجَبين . وَالنَّزَع الاسْم، وهو أنزع، فإذا زادَ قليلًا فهو أجْلحُ، فإذا بلغ النِّصف فهو أَجْلَى، وضِدُّه الغَمَمُ، ورَجُلٌ أغَمُّ؛ إذَا سَالَ الشعرُ في وجْهِه من النَّزَعتَين والجَبْهةِ، ورَجُلٌ أَزعَر وامرأة زَعْرَاء ، ولا يُقالُ نزعَاء. وقد نزِعَ الرجُلُ: صَارَ أنزَعَ.
- وفي صِفَةِ عَلىّ - رضي الله عنه -: "الأَنزَعُ البَطِين"
قيل: معنى الأَنزَع: المَنزُوعُ مِن الشِّرْك، والبَطِين: المملوءُ البطن عِلمًا
- وفي حديث عُمَرَ - رضي الله عنه -: "قال لآلِ السَّائبِ: قد أضْوَيْتُم فانِكحُوا في النَّزائع"
وفي روَاية: "استَغرِبوا"
وقيل: اغْرُبوا لَا تضوُوا.
والنَّزائعُ: اللَّوَاتِي تَزوَّجْن في غَير عَشَائرهنّ.
وكلّ غرِيبٍ: نزِيعٌ، والنَّزائعُ: الخَيْلُ تَنْزِعُ إلى أعراقٍ في أُصُولِهَا، والنزائِعُ: اللَّاتيِ انتُزِعْنَ مِن قومٍ آخرين فَهُنّ ينْزِعن إليهم.
وَالعَرَبُ تقولُ: إذا تَقَارَبَ نَسَبُ الأبَويْن ضَوَى الوَلدُ وَهَزَل. - في الحدِيثِ: "أنا فَرَطُكم على الحوض، فَلأُلْفَيَنَّ ما نُوزِعْتُ في أحدكم، فأقول: هذا مِنّى ، فيقال: إنّك لا تَدرِى ما أحدَثوا بَعدَك"
: أي يُنزَع أَحدُكم مِنِّى ويُؤخَذُ، والنَّزع: القَلْع.

نزع: نَزَعَ الشيءَ يَنْزِعُه نَزْعاً، فهو مَنْزُوعٌ ونزِيعٌ،

وانْتَزَعَه فانْتَزعَ: اقْتَلَعَه فاقْتَلَعَ، وفرّق سيبويه بين نَزَعَ

وانْتَزَعَ فقال: انْتَزَعَ اسْتَلَبَ، ونزَع: حوّل الشيء عن موضعه وإِن كان على

نحو الاسْتِلاب. وانْتَزَعَ الرمحَ: اقْتَلَعَه ثم حَمل. وانتزَع الشيءُ:

انقلَع. ونزَع الأَمِيرُ العامِلَ عن عمله: أَزالَه، وهو على المثَل

لأَنه إِذا أَزالَه فقد اقْتَلَعَه وأَزالَه. وقولهم فلان في النزْعِ أَي في

قَلْعِ الحياةِ. يقال: فلان يَنْزِعُ نَزْعاً إِذا كان في السِّياقِ عند

الموْتِ، وكذلك هو يَسُوقُ سَوْقاً، وقوله تعالى: والنازِعاتِ غَرْقاً

والناشِطاتِ نَشْطاً؛ قال الفراء: تَنْزِعُ الأَنْفُس من صدورِ الكفَّارِ

كما يُغْرِقُ النازِعُ في القوْسِ إِذا جَذَبَ الوَتَرَ، وقيل في

التفسير: يعين به الملائكةَ تَنْزِعُ رُوحَ الكافر وتَنْشِطُه فيَشْتَدُّ عليه

أَمرُ خروجِ رُوحِه، وقيل: النازعاتُ غَرْقاً القِسِيُّ، والناشِطاتُ

نَشْطاً الأَوْهاقُ، وقيل: النازعاتُ والناشطاتُ النجومُ تَنْزِعُ من مكان

إِلى مكان وتَنْشِطُ.

والمِنْزَعةُ، بكسر الميم: خشبة عريضة نحو المِلْعَقةِ تكون مع مُشْتارِ

العَسلِ يَنْزِعُ بها النحْلَ اللَّواصِقَ بالشهْدِ، وتسمى المِحْبَضَ.

ونزَع عن الصبي والأَمر يَنْزِعُ نُزُوعاً: كَفَّ وانْتَهَى، وربما

قالوا نَزْعاً. ونازَعَتْنِي نفسي إِلى هَواها نِزاعاً: غالَبَتْنِي.

ونَزَعْتُها أَنا: غَلَبْتُها. ويقال للإِنسان إِذا هَوِيَ شيئاً ونازَعَتْه

نفسُه إِليه: هو يَنْزِعُ إِليه نِزاعاً. ونزَع الدلْوَ من البئر يَنْزِعُها

نزْعاً ونزَع بها، كلاهما: جَذَبَها بغير قامة وأَخرجها؛ أَنشد ثعلب:

قد أَنْزِعُ الدَّلْوَ تَقَطَّى بالمَرَسْ،

تُوزِغُ من مَلْءٍ كَإِيزاغِ الفَرَسْ

تَقَطِّيها: خروجُها قليلاً قليلاً بغير قامة، وأَصل النزع الجَذْبُ

والقَلْعُ، ومنه نَزْعُ الميتِ رُوحه. ونزَع القوْسَ إِذا جذَبَها. وبئرٌ

نَزُوعٌ ونَزِيعٌ: قريبة القَعْرِ تُنْزَعُ دِلاؤُها بالأَيْدِي نَزْعاً

لقربها، ونَزوعٌ هنا للمفعول مثل رَكُوبٍ، والجمع نِزاعٌ. وفي الحديث:

أَنه،صلى الله عليه وسلم، قال: رأَيْتُنِي أَنْزِعُ على قلِيبٍ؛ معناه

رأَيْتُنِي في المنامِ أَستَقِي بيدِي من قليب، يقال: نزَع بيده إِذا استقى

بدَلْوٍ عُلِّقَ فيها الرِّشاءُ. وجَمل نَزُوعٌ: يُنْزَعُ عليه الماءُ من

البئر وحده. والمَنْزَعةُ: رزْسُ البئر الذي يُنْزَعُ عليه؛ قال:

يا عَيْنُ بَكّي عامراً يومَ النَّهَلْ،

عند العشاءِ والرِّشاءِ والعَمَلْ،

قامَ على مَنْزَعةٍ زَلْجٍ فَزَلْ

وقال ابن الأَعرابي: هي صخرةٌ تكون على رأْسِ البئر يقوم عليها الساقي،

والعُقابانِ من جَنْبَتَيْها تُعَضِّدانِها، وهي التي تُسَمَّى

القِبيلةَ. وفلان قريب المَنْزَعةِ أَي قريب الهِمّةِ. ابن السكيت: وانْتِزاعُ

النّيّةِ بُعْدُها؛ ومنه نَزَعَ الإِنسانُ إِلى أَهله والبعيرُ إِلى وطَنِه

يَنْزِعُ نِزاعاً ونُزُوعاً: حَنَّ واشتاقَ، وهو نَزُوعٌ، والجمع نُزُعٌ،

وناقة نازِعٌ إِلى وطنِها بغير هاء، والجمع نَوازِعُ، وهي النّزائِعُ،

واحدتها نَزِيعةٌ. وجَمل نازِعٌ ونَزُوعٌ ونَزِيعٌ؛ قال جميل:

فقلتُ لَهُمْ: لا تَعْذِلُونِيَ وانْظُرُوا

إِلى النازِعِ المَقْصُورِ كيفَ يكون؟

وأَنْزَعَ القومُ فهم مُنْزِعُون: نَزَعَتْ إِبلهم إِلى أَوطانِها؛ قال:

فقد أَهافُوا زَعَمُوا وأَنْزَعُوا

أَهافُوا: عَطِشَتْ إِبلهم والنَّزِيعُ والنازعُ: الغريب، وهو أَيضاً

البعيد. والنَّزِيعُ: الذي أُمُّه سَبيَّةٌ؛ قال المرّارُ:

عَقَلْت نِساءَهُم فِينا حدِيثاً،

ضَنِينَ المالِ، والوَلَدَ النَّزِيعا

ونُزّاعُ القَبائِلِ: غُرَباؤُهم الذين يُجاوِرُون قَبائِلَ ليسوا منهم،

الواحد نَزِيعٌ ونازعٌ. والنَّزائِعُ والنُّزّاعُ: الغُرَباءُ، وفي

الحديث: طُوبَى للغُرَباء قيل: مَنْ هُم يا رسولَ اللهِ؟ قال: النُّزّاعُ من

القبائِلِ؛ هو الذي نزَع عن أَهله وعشِيرَتِه أَي بَعُدَ وغابَ، وقيل:

لأَنه نزَع إِلى وطنه أَي يَنْجَذِبُ ويميلُ، والمراد الأَوّل أَي طوبى

للمهاجرين الذين هجَروا أَوطانَهم في الله تعالى. ونزَع إِلى عِرْقٍ كريم أَو

لُؤْم يَنْزِعُ نُزُوعاً ونزَعَت به أَعراقُه ونَزَعَتْه ونَزَعها ونزَع

إِليها، قال: ونزَع شَبَهَه عِرْقٌ، وفي حديث القَذْفِ: إِنما هو عِرْقٌ

نزَعَه. والنَّزِيعُ: الشريفُ من القوم الذي نزَع إِلى عِرْق كريم، وكذلك

فرَس نَزِيعٌ. ونزَع فلان إِلى أَبيه يَنْزِعُ في الشَّبَه أَي ذهَب

إِليه وأَشْبهه. وفي الحديث: لقد نَزَعْتَ بمثْلِ ما في التوراةِ أَي جئتَ

بما يُشْبهها.

والنَّزائِعُ من الخيل: التي نَزَعَتْ إِلى أَعْراقٍ، واحدتها نَزِيعةٌ،

وقيل: النَّزائِعُ من الإِبل والخيل التي انْتُزِعَت من أَيْدِي

الغُرباء، وفي التهذيب: من أَيدي قوم آخَرِين، وجُلِبَتْ إِلى غير بلادها، وقيل:

هي المُنْتَقَذةُ من أَيديهم، وهي من النساء التي تُزَوَّجُ في غير

عشيرتها فتنقل، والواحدة من كل ذلك نَزِيعةٌ. وفي حديث ظبيان: أَن قَبائِلَ من

الأَزْد نَتَّجُوا فيها النَّزائِعَ أَي الإِبل الغرائبَ انْتَزَعُوها من

أَيدي الناس. وفي حديث عمر: قال لآلِ السائب: قد أَضْوَيْتُم فانكِحوا

في النَّزائِعِ أَي في النساء الغرائبِ من عشيرتكم.

ويقال: هذه الأَرض تُنازِعُ أَرضَ كذا أَي تَتَّصِلُ بها؛ وقال ذو

الرمة:

لَقًى بين أَجْمادٍ وجَرْعاء نازَعَتْ

حِبالاً، بِهِنًّ الجازِئاتُ الأَوابِدُ

والمَنْزَعةُ: القوْسُ الفَجْواءُ. ونَزَع في القوْسِ يَنْزِعُ نَزْعاً:

مَدَّ بالوتَر، وقيل: جذَبَ الوتر بالسهم: والنّزَعةُ: الرُّماةُ،

واحدُهم نازِعٌ. وفي مثلٍ: عادَ السهمُ إِلى النَّزَعةِ أَي رجع الحقّ إِلى

أَهله وقامَ بأِصْلاحِ الأَمرِ أَهلُ الأَناةِ، وهو جمع نازِعٍ. وفي التهذيب:

وفي المثل عادَ الرَّمْيُ على النَّزَعةِ؛ يُضْرَبُ مثلاً للذي يَحِيقُ

به مَكْرُه. وفي حديث عمر: لَنْ تَخُورَ قُوىً ما دامَ صاحِبُها يَنْزِعُ

ويَنْزُو أَي يَجْذِبُ قوْسَه ويَثِبُ على فرسه.

وانْتَزَعَ للصيْدِ سَهْماً: رماه به، واسمُ السهْمِ المِنْزَعُ؛ ومنه

قول أَبي ذؤيب:

فَرَمَى ليُنْفِذَ فُرَّهاً، فَهَوَى له

سَهْمٌ، فأَنْقَذَ طُرَّتَيْه المِنْزَعُ

فُرَّهاً جمع فاره؛ قال ابن بري: أَنشد الجوهري عجز هذا البيت: ورَمَى

فأَنفَذَ، والصواب ما ذكرناه. والمِنْزَعُ أَيضاً: السهم الذي يُرْمَى به

أَبْعَدَ ما يُقْدَرُ عليه لتُقَدَّر به الغَلْوةُ؛ قال الأَعشى:

فهْو كالمِنْزَعِ المَرِيشِ من الشَّوْ

حَطِ، غالَتْ به يَمِينُ المُغالي

وقال أَبو حنيفة: المِنْزَعُ حديدة لا سِنْخَ لها إِنما هي أَدْنى

حديدةٍ لا خير فيها، تؤخَذ وتُدْخَلُ في الرُّغْظِ.

وانْتَزَعَ بالآية والشّعْرِ: تمثَّلَ. ويقال للرجل إِذا استنبط معنى

آيةٍ من كتاب الله عز وجل: قد انْتَزَعَ معنًى جيِّداً، ونَزَعَه مثله أَي

اسْتَخْرَجَه.

ومُنازَعةُ الكأْس: مُعاطاتُها. قال الله عز وجل: يَتَنازَعون فيها

كأْساً لا لَغْوٌ فيها ولا تأْثِيمٌ؛ أَي يَتَعاطَوْن والأَصل فيه

يتجاذَبُون. ويقال: نازَعني فلانٌ بَنانَه أَي صافحني. والمُنازعةُ: المُصافَحةُ؛

قال الراعي:

يُنازِعْنَنا رَخْصَ البَنانِ، كأَنما

يُنازِعْنَنا هُدَّابَ رَيطٍ مُعَضَّدِ

والمُنازعةُ: المُجاذَبةُ في الأَعْيانِ والمَعاني؛ ومنه الحديث: أَنا

فَرَاطُكم على الحوْضِ فَلأُلْفِيَنَّ ما نُوزِعْتُ في أَحدِكم فأَقولُ

هذا مِني أَي يُجْذَبُ ويؤخَذُ مني.

والنَّزاعةُ والنِّزاعةُ والمِنْزَعةُ والمَنْزَعةُ: الخُصومة.

والمُنازَعةُ في الخُصومةِ: مُجاذَبةُ الحُجَجِ فيما يَتنازَعُ فيه الخَصْمانِ.

وقد نازَعَه مُنازَعةً ونِزاعاً: جاذَبه في الخصومة؛ قال ابن مقبل:

نازَعْتُ أَلْبابَها لُبِّي بمُقْتَصِرٍ

من الأَحاديثِ، حتى زِدْنَنِي لِينَا

أَي نازَعَ لُبِّي أَلْبابَهُنَّ. قال سيبويه: ولا يقال في العاقبة

فَنَزَعْتُه استَغْنَوْا عنه بِغَلَبْتُه.

والتنازُع: التخاصُمُ. وتنازَعَ القومُ: اخْتَصَمُوا. وبينهم نِزاعةٌ

أَي خصومةٌ في حقّ. وفي الحديث: أَنه،صلى الله عليه وسلم، صلَّى يوماً فلما

سلَّم من صلاته قال: ما لي أُنازَعُ القرآنَ أَي أُجاذَبُ في قراءته،

وذلك أَن بعض المأْمومين جَهَرَ خَلْفه فنازَعه قِراءتَه فشغله فنهاه عن

الجهر بالقراءة في الصلاة خلفه.

والمِنْزَعةُ والمَنْزَعةُ: ما يرجِعُ إِليه الرجل من أَمره ورأْيِه

وتدبيرِه. قال الأَصمعي: يقولون والله لَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَضْعَفُ

مِنْزَعةً، بكسر الميم، ومَنْزَعةً، بفتحها، أَي رأْياً وتدبيراً؛ حكى ذلك ابن

السكيت في مِفْعلة ومَفْعلة، وقيل: المنزَعةُ قوّة عزْمِ الرأْي

والهِمّة، ويقال للرجل الجيِّد الرأْي: إِنه لجيِّد المنزعة. ونَزَعَتِ الخيل

تَنْزِعُ: جَرَتْ طِلْقاً؛ وأَنشد:

والخيْلَ تَنْزِعُ قُبًّا في أَعِنَّتِها،

كالطيرِ تَنْجُو من الشُّؤْبوبِ ذي البَرَدِ

ونزَع المريضُ يَنْزِعُ نزْعاً ونازَع نِزاعاً: جادَ بنفسِه. ومَنْزعة

الشرابِ: طِيبُ مَقْطَعِه، يقال: شرابٌ طيِّبُ المنزعةِ أَي طيب مقطع

الشرب. وقيل في قوله تعالى: خِتامُه مِسْك، إِنهم إِذا شربوا الرَّحيقَ

فَفَنِيَ ما في الكأْس وانقطع الشرْب انختم ذلك بريح المسك.

والنَّزَعُ: انْحِسارُ مقدَّم شعَر الرأْسِ عن جانبي الجَبْهةِ،

وموضِعُه النَّزَعةُ، وقد نَزِعَ يَنْزَعُ نَزَعاً، وهو أَنْزَعُ بَيِّنُ

النَّزَعِ، والاسم النَّزَعةُ، وامرأَة نَزْعاءُ؛ وقيل: لا يقال امرأَة نزعاء،

ولكن يقال زَعْراءُ. والنَّزَعتانِ: ما يَنْحَسِرُ عنه الشعر من أَعلى

الجَبينَينِ حتى يُصَعِّدَ في الرأْس. والنَّزْعاءُ من الجِباهِ التي

أَقبلت ناصيتها وارتفع أَعلى شعَرِ صُدْغِها. وفي حديث القرشي: أَسَرني رجل

أَنْزَعُ. وفي صفة علي، رضي الله عنه: البَطِينُ الأَنْزَعُ. والعرب تحبُّ

النزَع وتَتَيَمَّنُ بالأَنْزع وتَذُمُّ الغَمَمَ وتَتَشاءَم بالأَغَمّ،

وتَزْعُمُ أَن الأَغم القفا والجبين لا يكون إِلا لَئِيماً: ومنه وقول

هُدْبةَ بن خَشْرَمٍ:

ولا تَنْكِحي، إِنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنا،

أَغَمَّ القَفا والوَجْهِ لَيْسَ بِأَنْزَعا

وأَنْزَع الرجلُ إِذا ظهرت نَزَعَتاه. ونَزَعَه بنَزِيعةٍ: نَخَسَه؛ عن

كراع. وغنم نُزُعٌ ونُزَّعٌ: حَرامَى تَطْلُبُ الفحْلَ، وبها نِزاعٌ،

وشاة نازِعٌ.

والنزائِعُ من الرِّياحِ: هي النُّكْبُ، سميت نزائِعَ لاختلاف

مَهابِّها.والنَّزَعةُ: بقلة كالخَضِرةِ، وثُمام مُنَزَّعٌ: شُدِّدَ للكثرة. قال

أَبو حنيفة: النَّزَعةُ تكون بالرَّوْضِ وليس لها زَهْرٌ ولا ثَمَرٌ،

تأْكلها الإِبل إِذا لم تجد غيرها، فإِذا أَكلتها امتنعت أَلبانها خُبْثاً.

ورأَيت في التهذيب: النزعةُ نَبت معروف. ورأَيت فلاناً مُتَنَزِّعاً إِلى

كذا أَي مُتَسَرِّعاً نازِعاً إِليه.

عرق

عرق وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه أُتي بعرق من تمر. قَالَ الْأَصْمَعِي: أصل الْعرق السفيفة المنسوجة من الخوص قبل أَن تجْعَل مِنْهَا زبيلا فَسُمي الزبيل عرقا لذَلِك وَيُقَال لَهُ: العرقة أَيْضا وَكَذَلِكَ كل شَيْء مصطف مثل الطير إِذا اصطفت فِي السَّمَاء فَهِيَ عرقة. قَالَ غير الْأَصْمَعِي: وَكَذَلِكَ كل شَيْء مضفور فَهُوَ الْعرق. قَالَ وَقَالَ أَبُو كَبِير الْهُذلِيّ: [الْكَامِل] نَغْدُو فَنَتَرُكُ فِي المزاحِفِ مَن ثَوىَ ... ونُمِرُّ فِي العَرَقات مَن لم يُقْتَلِ

يَعْنِي نأسرهم فنشدهم فِي العرقات وَهِي النسوع.
(عرق) : العِراقُ: حرْفُ الرِّيشِ، قال النَّظارُ:
وكَفَّ أَطْراف العِراقِ الخُرَّجِ
كمثْل خَطِّ الحاجِبِ المُزَجَّجِ
(عرق)
فِي الأَرْض عروقا ذهب فِيهَا والعظم عرقا ومعرقا أكل مَا عَلَيْهِ من اللَّحْم نهشا بِأَسْنَانِهِ وَيُقَال عرقته السنون وعرقته الخطوب نَالَتْ مِنْهُ وَيُقَال أَيْضا فلَان معروق إِذا كَانَ قَلِيل اللَّحْم

(عرق) عرقا رشح جلده فَهُوَ عرقان وَيُقَال عرق الْحَائِط وعرقت الأَرْض فَهُوَ عرق وعرقان
ع ر ق: (الْعَرَقُ) الَّذِي يَرْشَحُ وَقَدْ (عَرِقَ) مِنْ بَابِ طَرِبَ. وَهُوَ أَيْضًا الزِّنْبِيلُ. وَ (عِرْقُ) الشَّجَرَةِ جَمْعُهُ (عُرُوقٌ) . وَفِي الْحَدِيثِ: «مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيِّتَةً فَهِيَ لَهُ وَلَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ» وَ (الْعِرْقُ) الظَّالِمُ أَنْ يَجِيءَ الرَّجُلُ إِلَى أَرْضٍ قَدْ أَحْيَاهَا غَيْرُهُ فَيَغْرِسَ فِيهَا أَوْ يَزْرَعَ لِيَسْتَوْجِبَ بِهِ الْأَرْضَ. وَذَاتُ (عِرْقٍ) مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ. وَ (الْعِرَاقُ) بِلَادٌ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَقِيلَ: هُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. وَ (الْعِرَاقَانِ) الْكُوفَةُ وَالْبَصْرَةُ. وَأَعْرَقَ الرَّجُلُ أَيْ صَارَ إِلَى الْعِرَاقِ. 
عرق وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: من أحيى أَرضًا ميتَة فَهِيَ لَهُ وَلَيْسَ لِعْرقٍ ظَالِم حقٌّ. قَالَ الجُمَحِي: قَالَ هِشَام: العِرق الظَّالِم أَن يَجِيء الرجل إِلَى أَرض قد أَحْيَاهَا رَجُل قبله فيغرس فِيهَا غرسا أَو يُحدث فِيهَا حَدثا ليستوجب بِهِ الأَرْض هَذَا الْكَلَام أَو نَحوه قَالَ أَبُو عُبَيْد فَهَذَا التَّفْسِير فِي الحَدِيث الأول وَمِمَّا يُحَقّق ذَلِك حَدِيث آخر سَمِعت عباد بْن الْعَوام يحدثه مثل هَذَا الحَدِيث قَالَ قَالَ عُرْوَة: فَلَقَد أَخْبرنِي الَّذِي حَدَّثَنِي هَذَا الحَدِيث أَن رجلا غرس فِي أَرض رَجُل من الْأَنْصَار نخلا فاختصما إِلَى رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم فَقضى للْأَنْصَارِيِّ بأرضه وَقضى على الآخر أَن ينْزع نَخْلَة قَالَ: فَلَقَد رَأَيْتهَا يُضرب فِي أُصُولهَا بالفُؤوس وَإِنَّهَا لنخل عَم.
(ع ر ق) : (الْعَرْقُ) بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَسُكُونِ الرَّاءِ الْعَظْمُ الَّذِي عَلَيْهِ لَحْمٌ وَاَلَّذِي لَا لَحْمَ عَلَيْهِ وَقِيلَ الَّذِي أُخِذَ أَكْثَرُ مَا عَلَيْهِ وَبَقِيَ عَلَيْهِ شَيْءٌ يَسِيرٌ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ جَابِرٍ رَأَى عَرْقًا فَأَكَلَ مِنْهُ وَالْجَمْعُ عِرَاقٌ (وَالْعِرْقُ) بِالْكَسْرِ عِرْقُ الشَّجَر (وَقَوْلُهُ) لَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ أَيْ لِذِي عِرْقٍ ظَالِمٍ وَهُوَ الَّذِي يَغْرِسُ فِي الْأَرْضِ غَرْسًا عَلَى وَجْهِ الِاغْتِصَابِ لِيَسْتَوْجِبَهَا وَوَصْفُ الْعِرْقِ بِالظُّلْمِ الَّذِي هُوَ صِفَةُ صَاحِبِهِ عَلَى هَذَا الْوَجْه مِنْ الْمَجَازِ حَسَنٌ وَأَمَّا مَا قَالَ فِيهِ بَعْضُهُمْ فَتَمَحُّلٌ (وَفِي الْوَاقِعَاتِ) رَجُلٌ لَهُ شَجَرٌ تَعَرَّقَتْ فِي مِلْكِ غَيْرِهِ أَيْ سَرَى فِيهِ عِرْقُهَا وَصَوَابُهُ عَرَّقَتْ (وَذَات عِرْقٍ) مِيقَاتُ أَهْلِ الْعِرَاقِ (وَالْعَرَقُ) بِفَتْحَتَيْنِ مِكْتَلٌ عَظِيمٌ يُنْسَجُ مِنْ خُوصِ النَّخْلِ سِعَتُهُ ثَلَاثُونَ صَاعًا وَقِيلَ خَمْسَةَ عَشَرَ.
(خُوَاهَرْ زَادَــهْ) السُّجُود عَلَى الْعِيرْزَالِ قَالُوا هُوَ الْخُوَازَةُ بِالْفَارِسِيَّةِ وَعَنْ الْغُورِيِّ هُوَ مَوْضِعٌ يَتَّخِذُهُ النَّاظِرُ فَوْقَ أَطْرَافِ الشَّجَر يَكُونُ فِيهِ فِرَارًا مِنْ الْأَسَدِ.
ع ر ق

فلان معرق له في الكرم أو اللؤم، وهو عريق فيه. وعرق فيه أعمامه وأخواله وأعرقوا. وتداركته أعراق صدق أو سوء. قال:

جرى طلقاً حتى إذا قيل قد جرى ... تهداركه أعراق سوء فبلّدا

وفلان يعارق صاحبه: يفاخره بعرقه. واستأصل الله تعالى عرقاتهم روي بالفتح والكسر. واعترقت الشجرة واستعرقت: ضربت بعروقها. ويقال: لبن حديث العرق أي لم يتقادم فيمسخ طعمه. وإذا سقايت نديمك فأعرق له أي أقلّ له المزاج. وكأس معرقة. وأنشد ابو عبيدك

رفعت برأسه وكشفت عنه ... بمعرقة ملامة من يلوم

وعرق في الإناء: جعل فيه ماءً قليلاً. قال:

لا تملأ الدلو وعرق فيها ... أما ترى حبار من يسقيها

وجاؤا بثريدة لها حفافان من البضع وجناحان من العراق. وقيل لبنت الخسّ: ما أطيب العراق قالت: عراق الغيث وذلك ما خرج من النبات على أثر الغيث لأن الماشية تحبه فتسمن عليه فيطيب عراقها. وما تركت السنة لهم عظماً إلا تعرّقته. وأنشد سيبويه لجرير:

إذا بعض السنين تعرّقتنا ... كفى الأيتام فقد أبى اليتيم

وفلان معروق العظام أي مهزول. ورجل عرقة: كثير العرق. واتخذت ثوبي هذا معرقاً أي شعاراً ينشف العرق لئلا ينال ثياب الصّينة. واستعرق الرجل في الشمس إذا نام ي المشرفة واستغشى ثيابه ليعرق. وعرقت عليه بخير أي نديت. ويقال للفرس عند الصنعة: احمله على المعراق الأعلى وعلى المعراق الأسفل يعني الشّدّين: الشديد والدون. وملأ الدّلو إلى العراقي. ولقيت نه ذات العراقي. وعرق القربة. وجرى الفرس عرقاً أو عرقين وهو الطلق. ومرت عرفة من الطير.

عرق


عَرَقَ(n. ac. عَرْق
مَعْرَق)
a. Gnawed, picked; scraped (bone).
b. [Fī], Went away, departed to, set out for.
c. Doubled the lining of (bag).
d. [pass.], Was thin, emaciated. _ast;
عَرِقَ(n. ac. عَرَق)
a. Perspired, sweated.

عَرَّقَa. Made to perspire, sweat.
b. Diluted slightly (beverage).
c. [ coll. ], Parboiled (
figs ).
أَعْرَقَa. see II (b)b. Came, journeyed to Irāk.
c. Became firmly-rooted (tree).
تَعَرَّقَa. Gnawed &c. (bone).
إِعْتَرَقَa. see IV (c)
& V.
إِسْتَعْرَقَa. Tried to induce perspiration.

عَرْق
(pl.
عِرَاْق)
a. Bone.
b. Trodden path, beaten track.

عَرْقَةa. Mountain-road.

عِرْق
(pl.
عِرَاْق
عُرُوْق أَعْرَاْق)
a. Vein; artery.
b. (pl.
عُرُوْق), Vein ( of metal ).
c. Root; fibre.
d. Fresh milk.
e. Sandhill.
f. Steep mountain.
g. Salt ground.
h. Drop, bead of; a little ( water & c. ).
عِرْقَة
( pl.
reg. &
عِرَق)
a. Root; fibre.
b. Capital, funds, resources; stock-in-trade.

عَرَق
(pl.
أَعْرَاْق)
a. Sweat, perspiration; moisture, humidity.
b. Milk.
c. Row, layer; series; file, train ( of
animals ); foot-prints, tracks.
d. Fatigue, weariness.
e. Run, race, heat.
f. [ coll. ], Distilled liquor:
brandy; araki.
عَرَقَة
(pl.
عَرَق
& reg. )
a. see 4 (c)
عَرَقِيَّة
a. [ coll. ]
see 23yit
عُرَق
عُرَقَةa. Sweaty.

أَعْرَقُa. see 25 (b)
مِعْرَقa. Flaying-instrument.

عَرَاْقِيَّة
a. [ coll. ]
see 23yit
عِرَاْق
(pl.
عُرْق
عُرُق
أَعْرِقَة
15t)
a. Leather lining.
b. (pl.
عُرُق), Shore, coast; bank; edge.
c. Border, periphery ( of the ear ); hem (
of a cloth ).
d. Irāk, Mesopotamia.

عِرَاْقِيَّة
(pl.
عَرَاقٍ)
a. [ coll. ], Undercap.

عُرَاْقa. Drop of water.
b. Abundant rain, downpour.

عَرِيْقa. Generous, of good birth; thorough-bred (
horse ).
b. Enrooted: innate, inborn, inbred.

عَرْقَاْنُa. Sweating, perspiring.

عَوَاْرِقُa. Molar teeth.
b. Years.

N. P.
عَرڤقَa. Diluted (drink).
N. Ag.
عَرَّقَa. Sudorific.

N. P.
عَرَّقَa. see N. P.
I
N. Ag.
أَعْرَقَa. see 25 (a)
N. P.
أَعْرَقَa. see N. P.
I
عِرْقَاة
a. see 2t (b)
عَرَق الخَِلَال
a. Token of friendship, gift.

العُرُوْق السَّوَاكِن
a. The veins.

العُرُوْق الضَّوَارِب
a. The arteries.

عُرَاق الغَيْث
a. Vegetation that springs up after rain.
ذَات العَرَاقِي
a. Misfortunes.
ع ر ق : عَرِقَ عَرَقًا مِنْ بَابِ تَعِبَ فَهُوَ عَرْقَانُ قَالَ فَارِسٍ وَلَمْ يُسْمَعْ لِلْعَرَقِ جَمْعٌ وَعَرَقْتُ الْعَظْمَ عَرْقًا مِنْ بَابِ قَتَلَ أَكَلْت مَا عَلَيْهِ مِنْ اللَّحْمِ.

وَالْعَرَقُ بِفَتْحَتَيْنِ ضَفِيرَةٌ تُنْسَجُ مِنْ خُوصٍ وَهُوَ الْمِكْتَلُ وَالزَّبِيلُ وَيُقَالُ إنَّهُ يَسَعُ خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا وَالْعَرَقُ أَيْضًا كُلُّ مُصْطَفٍّ مِنْ طَيْرٍ وَخَيْلٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ وَالْجَمْعُ أَعْرَاقٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَجُمِعَ أَيْضًا عَرَقَاتٍ مِثْلُ قَصَبَاتٍ وَالْعِرْق مِنْ الْجَسَدِ جَمْعُهُ عُرُوقٌ وَأَعْرَاقٌ وَعِرْقُ الشَّجَرَةِ يُجْمَعُ أَيْضًا عَلَى عُرُوقٍ وَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «لَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ» قِيلَ مَعْنَاهُ لِذِي عِرْقٍ ظَالِمٍ وَهُوَ الَّذِي يَغْرِسُ فِي الْأَرْضِ عَلَى وَجْهِ الِاغْتِصَابِ أَوْ فِي أَرْضٍ أَحْيَاهَا غَيْرُهُ لِيَسْتَوْجِبَهَا هُوَ لِنَفْسِهِ فَوَصَفَ الْعِرْقَ بِالظُّلْمِ مَجَازًا لِيُعْلَمَ أَنَّهُ لَا حُرْمَةَ لَهُ حَتَّى يَجُوزَ لِلْمَالِكِ الِاجْتِرَاءُ عَلَيْهِ بِالْقَلْعِ مِنْ غَيْرِ إذْنِ صَاحِبِهِ كَمَا يَجُوزُ الِاجْتِرَاءُ عَلَى الرَّجُلِ الظَّالِمِ فَيُرَدُّ وَيُمْنَعُ وَإِنْ كَرِهَ ذَلِكَ.

وَذَاتُ عِرْقٍ مِيقَاتُ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَهُوَ عَنْ مَكَّةَ نَحْوَ مُرْحَلَتَيْنِ وَيُقَالُ هُوَ مِنْ نَجْدِ الْحِجَازِ.

وَالْعِرَاقُ إقْلِيمٌ مَعْرُوفٌ وَيُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ قِيلَ هُوَ مُعَرَّبٌ وَقِيلَ سُمِّيَ عِرَاقًا لِأَنَّهُ سَفَلَ عَنْ نَجْدٍ وَدَنَا مِنْ الْبَحْرِ أَخْذًا مِنْ عِرَاقِ الْقِرْبَةِ وَالْمَــزَادَــةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَهُوَ مَا ثَنَوْهُ ثُمَّ خَرَزُوهُ مَثْنِيًّا وَيُنْسَبُ إلَى الْعِرَاقِ عَلَى لَفْظِهِ فَيُقَالُ عِرَاقِيٌّ وَالِاثْنَانِ عِرَاقِيَّانِ وَلِلشَّافِعِيِّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ تَصْنِيفٌ لَطِيفٌ نَصَبَ الْخِلَافَ فِيهِ مَعَ أَبِي حَنِيفَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَاخْتَارَ مَا رَجَحَ عِنْدَهُ دَلِيلُهُ وَيُسَمَّى اخْتِلَافَ الْعِرَاقِيِّينَ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَنْسُوبٌ إلَى الْعِرَاقِ فَهُمَا عِرَاقِيَّانِ. 
(عرق) - في حَديِث عُمَر - رضي الله عنه - أَنّه قال لِسَلْمان: "أين تَأخُذُ إذا صَدَرْت: أَعَلَى المُعَرِّقَةِ أم على المدينة؟ "
كذا رُوَيت مُشَدَّدة، والصَّوابُ التَّخْفِيف، وهي طَرِيقٌ كانت قريش تَسْلُكُها إذا سَارَت إلى الشَّام، تأخُذُ على السَّاحل، وفيها سَلكَت عِيرُ قُرَيش حين كانت وَقْعَة بَدْر.
- في الحديث: "أَنَّه وقَّت لأَهلِ العِراقِ ذَاتَ عِرْقٍ"
العِراقُ في الّلغة: شَاطِىءُ البَحْر والنَّهر، فقيل للعِراق عِراقٌ لأنه على شاطىء دِجْلَة والفُرَات حِينَ يتَّصِل بالبحر.
وقيل: العراق: الخَرَز الذي في أسفَلِ القِربةِ، فسُمِّى هذا الرِّيفُ عِراقًا لاستِفالِه عن أرضِ نجدٍ، وقيل: لامْتِداده كامْتِداد ذاك الخَرَز. وقيل: لإحاطتِه بأرضِ العَرب كإحاطة ذلك بالقِرْبَة.
وقيل: عِراق تَعْرِيب إيران ، وقيل: سُمِّى به لكَثْرة عُروقِ الشَّجَر فيه، وذَاتُ عِرْق، قيل: سُمِّى به لأن هناك عِرْقاً وهو الجَبَل الصَّغير.
- ومنه حديث جَابِر - رضي الله عنه -: "خَرجُوا يَقُودُون به حتى لَمَّا كان عند العرْقِ من الجَبَل الذي دُونَ الخَنْدق نَكَّبَ" . وسُمِّى عِرْقًا كأَنَّه عِرْقُ جَبَل آخر.
- ومنه حديث ابن عُمَر - رضي الله عنهما -: "أنه كان يُصَلِّى إلى العِرْق الذي في طَرِيقِ مَكَّةَ".
- في الحديث: "إن ماءَ الرَّجل يَجرِى من المَرْأَة إذا واقَعَهَا في كل عِرْقٍ وعَصبٍ"
قيل: العَربُ لا تَكاد تُفَرِّق بين العِرْق والعَصَب، ومن الناس من يَجَعل العِرقَ الأَجوفَ، والعَصَب غَيرَ الأَجوفِ.
- في حديث أبى الدَّرْدَاءِ، رضي الله عنه، "أنّه رأى في المَسْجِد عَرَقَةً فقال غَطُّوها عنّا"
قال الحربى: أَظُنُّها خَشَبَة فيها صُورَة، ويقال: لكُلِّ صَفٍّ من خَيْل أو قَطًا عَرَقَة، والجَمعُ عَرَق.
- في حديث عَطاء: "أَنَّه كَرِه العُروقَ للمُحرِم"
العُروقُ: نَباتٌ أصفَر طَيِّبُ الريح والطَّعْم، يُعمَل في الطَّعامِ، وقيل: هو جمع واحِدُه عِرْقٌ.
- في حديث وائل، بن حُجْر، قال لِمعاوِيةَ، رضي الله عنهما، "تَعرَّق ظِلَّ ناقَتى" كأنه من تَعرَّقْت العَظْمَ إذا أخذتَ ما عليه من اللَّحمِ بأَسْنَانك: أي امْشِ في ظِلِّها وانتفع به قَلِيلاً قَلِيلاً، كما يؤخَذ مِنَ العَظْمِ بالأَسنَانِ.
- ومن رُباعِيِّه: "رَأَيتُ كأَنَ دَلْوًا دُلِّىَ من السَّماءِ، فأخذ أبو بَكْر، رضي الله عنه، بعَرَاقِيها فشَرِب"
العَراقِى: جمع عَرْقُوة مُخَفَّفَتَين؛ وهي الخَشَبة المعروضَة على فَمِ الدَّلو، وهما عَرقوَتان كالصَّلِيب، وهما أيضا الخَشَبَتان اللَّتان تَضُمَّان ما بَيْن واسِطَة الرَّحْل وآخِرَتهِ، وقد عرقَيْتُ الدَّلوَ: ركَّبتُ العَرقُوة فيها ، فهى مُعَرْقَاةٌ ومَعْرُوقة، وجِنْس العَرْقُوَة العَرْقِى بالياء. قال قائِلهُم:
* حتىّ تَقُضىِّ عَرْقِىَ الدُّلِىِّ *
عرق علق وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] حِين خطب النَّاس فَقَالَ: [أَلا -] لَا تُغَالوا فِي صُدُق النِّسَاء فَإِن الرجل يُغالي فِي صدَاق الْمَرْأَة حَتَّى يكون ذَلِك لَهَا فِي قَلْبه عَدَاوَة يَقُول: جَشِمْتُ إِلَيْك عَلَق القِرْبة أَو عَرَقَ القِرْبة. قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَفِي هَذَا الحَدِيث اخْتِلَاف كثير قَالَ الْكسَائي: عَرَقُ القِربة أَن يقولَ: نَصِبْتُ لَك وتَكلَّفتُ حَتَّى عَرِقْتُ كعَرَقِ القِربة وعرقُها سَيَلانُ مَائِهَا وقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: عَرَقُ القِربة أَن يَقُول: تكلفتُ إِلَيْك مالم يَبْلُغْه أحد حَتَّى تجشَّمْتُ مَا لَا يكون لأنّ الْقرْبَة لَا تَعرَق يذهب أَبُو عُبَيْدَة إِلَى مثل قَول النَّاس: حَتَّى يَشِيْبَ الغُراب وَحَتَّى يَبِيضَ الفأر وَمثل قَوْلهم: الأبْلَقَُ العَقُوق والعَقُوق الحامِل وأشباهه مِمَّا قد عُلِم أَنه لَا يكون. قَالَ أَبُو عبيد: وَله فِيهِ وَجه آخر قَالَ: إِذا قَالَ: عَلَق القِربة فَإِن علقها عِصامُها الَّذِي تُعلَّقُ بِهِ فَيَقُول: تكلّفت لَك كل شَيْء حَتَّى عِصامَ الْقرْبَة. قَالَ أَبُو عبيد: وحُكِى [لي -] عَن يُونُس الْبَصْرِيّ أَنه قَالَ: عَرَقُ الْقرْبَة مَنْقَعَتُها يَقُول: جَشِمْتُ إِلَيْك حتّى اْحتَجتُ إِلَى نَقْع الْقرْبَة وَهُوَ مَاؤُهَا يَعْنِي فِي الْأَسْفَار وَأنْشد لرجل أَخذ سَيْفا من رجل فَقَالَ: [الوافر]

سَأجعَلُه مَكَان النُّون مِنِّى ... وَمَا أُعْطِيتُهُ عَلَق الخِلالِ

قَالَ أَبُو عبيد: لم اُعْطَهُ عَن مودّة من المخالة والصَّداقة وَلَكِن أَخَذته قَسْراً. والْحَدِيث فِي شعر بني عبس وَاضح أَنه أسَرَه أَخذ سيفَه [ذَا -] النُّون. وَقَالَ غير هَؤُلَاءِ من الْعلمَاء: عَرَق القِربة بقايا المَاء 98 - / ب فِيهَا واحدتها عرقة. ويروى عَن أبي الْخطاب / الْأَخْفَش أنّه قَالَ: العَرَقة السّفِيفة الَّتِي يَجْعَلهَا الرجل على صَدره إِذا حمل الْقرْبَة سَمَّاهَا عرقةً لِأَنَّهَا منسوجة. قَالَ الْأَصْمَعِي: عرق الْقرْبَة كلمة مَعْنَاهَا الشدَّة قَالَ: وَلَا أَدْرِي مَا أَصْلهَا. قَالَ الْأَصْمَعِي: وَسمعت ابْن أبي طرفَة وَكَانَ من أفْصح من رَأَيْت يَقُول: سَمِعت شِيخانَنا يَقُولُونَ: لَقِيتُ مِن فلانٍ عرق الْقرْبَة يَعْنُون الشدَّة وأنشدني [الْأَصْمَعِي -] لِابْنِ أَحْمَر: [الْكَامِل]

لَيْسَتْ بمَشْتَمةٍ تُعَدُّ وَعَفْوُها ... عَرَق السقاءِ على القَعُود اللاَّغِبِ

قَالَ أَبُو عبيد: أَرَادَ أَنه يسمع الْكَلِمَة تغيظه وَلَيْسَت بشتم فَيَأْخُذ صَاحبهَا بهَا وَقد اُبْلِغَتْ إِلَيْهِ كعرق السقاء على القَعود اللاغب أَرَادَ بالسقاء القربةَ فَقَالَ: عرق السقاء لما لم يُمْكِنْهُ الشّعْر ثمَّ قَالَ: على القَعود اللاغب وَكَأن مَعْنَاهُ أَن يعلق الْقرْبَة على الْقعُود فِي أسفارهم وَهَذَا الْمَعْنى شَبيه بِمَا كَانَ الفرّاء يحكيه. زعم أَنهم كَانُوا فِي المفاوز فِي أسفارهم يتزوّدون المَاء فيعلّقونه على الْإِبِل يتناوبونه فَكَانَ فِي ذَلِك تَعب ومشقة على الظَّهر وَكَانَ الفرّاء يَجْعَل هَذَا التَّفْسِير فِي عَلَق الْقرْبَة بِاللَّامِ.
عرق
لَبَنُ عَرِقٌ: أصابَه عَرَقٌ فَفَسَدَ طَعْمُه. والعَرَقُ: اللبَن. وهذه غَنَمُ عَرَقٍ ث مضاف. وأعْرَقُ لَيْلةٍ في السنة: أكْملها لَبَناً. وعُرُوْقُ كل شي: أصوله المُتَشعبَة.
وَعَرَقَ عُرُوْقاً في الأرْض: اذْهَبَها. واسْتَأصَلَ اللهُ عِرْقَاتهم: أي أصْلَهم؛ وهو على بِناء سِعْلاة، وقيل: واحده عِرقَة، وقد فُتحَت التاء تخفيفاً؛ وهي لغةٌ.
قال الصاحبُ الجليل: الذي أوجبه القياسُ الصحيح كَسرَ التاء من عِرْقاتهم؛ لأنها التاءُ الزائدة، إلا أن الخليلَ قال: تقول: استأصَل اللهُ عَرَقاتهم، كذا قال بنصب العين والراء؛ وينصبون التاءَ روايةً عنهم، ولا يجعلونه كالتاء الزائدة في جمع التأنيث.
فأما الأصمعي وغيره فيروون استأصَلَ اللهُ عرْقاتهم على لفظ الواحد، والعرقاة أصلُ الشيء على وَزْنِ سِعاة. وفي الروايتين جميعاً قد أقيمت اللامُ مقامَ الراء؛ كما تقول العربُ: عِلْقُ مَضِنةٍ وعِرْقُ مَضِنةٍ.
والعِرقُ: الحبل الصغير. ونَبات أصْفَرُ يُصْبغُ به، والجميعُ العُرُوْق.
ولَبَنٌ حَدِيْثُ العِرْقِ: أي حديثُ العَهْد لم يَتغير ْطَعْمُه. وعرْقُ الماءِ: مَنْبَعه.
وماءٌ عَرَق: طيب. والعِرْقُ من الأرْض: ما يُنْبِتُ العِكْرِشَ. وَرَفَعْتُ عَرَقاً من الحائط، والجميع الأعْراق. وهو مُعْرَق له في الكرَم أو اللؤم، ومَعْرُوْق له أيضاً.
وعًرقَ فيه أعْمامُه وأعْرَقوا. وأعْرَقَ فيه أعْراقُ العَبيد: خالَطَه ذلك وتَخلَقَ بأخْلاقِهم. وأعرَقَ الفَرَسُ: صارَ عَريقاً.
وأعْرَقَ الشجَرُ: امتدتْ عُرُوْقُه. وأعرَق: أتى العِراقَ. والعِرَاقُ: شاطئ البَحْر، وبه سميَت العِراق. وعِراق المــزادةِ: الخَرْزُ المَثْنِي في أسْفَلِه، وقيل: به سُمِّيَ العِراق، لإحاطَتِها بأرض العَرَب، وجمعُهُ عُرُقٌ. والعِراقُ: مَنابتُ الشجَر، الواحِدُ عِرْقٌ، وبه سميَ العِراق.
والعراقُ والعِرْقُ: قُطْرُ الجَبَل وحده. ويُقال للفَرَس عندَ اسْتِلال العَرَقِ والصنْعَة: احْمِلْه على العِراقِ الأعْلى والعِراق الأسْفَل، يعني: الشديدَ والدوْنَ. وَعَرقْتُه: أخَذْتَ عَرَقَه. والعَرْقُوَةُ: الخَشَبَة المَعْروضةُ على الدلْو وعلى عَضُد القَتَب، ويُقال عُرْقُوَةٌ أيضاً. ودَلو مًعَرْقاة ومَعْرُوْقَة.
والعَرْقُوَةُ: كل أكَمَةٍ مُنْقادةٍ في الأرض. والجَبَلُ الغليظ لا يُرْتَقى لصُعُوَبتِه وليس بطويل. والعُرَاق: العَظْمُ أخِذَ عنه الفَحْم، وعَرَقْتُه واعْتَرَقْته وتعَرقته.
فإذا كان بلحمِه فهو عَرْقٌ وعَرُوْق. وأعْرَقْتُه: أعطيْتَه عَرْقاً. وعُرَاقُ الغَيْث: نَباتُه في أثَره. وفَرَسٌ أمِيْنُ العُرَاق: أي العَصبَ. وَرَجُل مَعروق ومعترق: مهزول.
وَعَرقْتُ في الدلْو: إذا كان دونَ المَلْء، وأعْرَقْتُ أيضاً. والخمْرُ المُعْرَقَة؛ الصرْف، وقيل: القَليلةُ المِزاج. وَتَعرقْتُها: مَزَجْتَها. وأعْرَقَه الساقي: سقاه مُعْرَقاً.
وذاتُ العَرَاقِي: دَاهِيَةٌ. وإِحْدى العَراقي مثلهُ. وما عَرقَ لنا من ثوابكم شيءٌ: أي ما أتانا. والعَرَقُ والعَرًقة: السَفِيْفَة المَنْسوجة أو المَضْفورة، وسميَ الزبِيْلُ عَرَقاً لذلك. ومن الطيْر وغيرهِ: المُصْطَفَة.
وما أعْرَقْتُه شيئاً: أي ما أعطيْته، ويُقال عَرَقْتُه أيضاً. وعرِقْتُ عليه بخيرٍ: نَدِيْت.
والعَرَقُ: الهِبَةُ بعَيْنها. وخُلوصُ المحبة. والجزاء. ومنه: تَكًلَفْتُ له عَرق القِرْبة: أي كلَّ شيءٍ حتى ثَمَن القِرْبة، وقيل: عَرَقُ القِرْبَة أمْرٌ شديدٌ، وقيل: بقية مائها.
والعُرَاقَةُ: النُّطْفَة. ومَرَرْت على عَرَقَةِ الإبل: أي أثَرِها. وفي المَثَل: هو أكْسى من عَرَقَةِ قَينة: لِشَيْءٍ يُتَّخَذ فوقَ الهَوْدج. والعَرَقَةُ: خَشَبَةٌ تُعْرَضُ على الحائط بين اللبِن، وعلى البئر، وبِئْرٌ مُعْرَقَة.
واسْتَعْرَقَ في الشًمْس: جَلَسَ فيها لِيَعْرَقَ. واسْتَعْرَقَت الشجَرُ: ضَرَبَ عُرُوْقُها في الأرض واسْتَفْرَعَتْ. ولا تُعَرقَن لي: أي انظُرْ ما تريد، أي بينْ أمْرَك.
وما أنتَ بِعِرْق مَضِنًةٍ: بمعنى اللام.
وهو يُعَارِقُ فلاناً: أي يُفاخِرُه. ونَزَلَ بِعَرْقايَ وعَرْقائي: أي ساحَتي.
[عرق] ط: فيه: أتى "بعرق" من تمر، هو زنبيل منسوج من نسائج الخوص، وكل شيء مضفور فهو عرق وعرقة بفتح الراء فيهما. ط: تسع خمسة عشر صاعًا. ج: هو بفتح راء خوص منسوج مضفور يعمل منه الزنبيل فسمى به الزنبيل. وفي ح إحياء الموات: ليس "لعرق" ظالم حق، هو أن يغرس في أرض أحياها رجل غصبًا ليستوجبها به، والعرق أحد عروق الشجرة، وروى بتنوينه بمعنى لذي عرق ظالم، وظالم صفة عرق مجازًا أو صفة ذي حقيقة، وإن روىالإضافة يكون الظالم صاحب العرق والحق للعرق أي مجازًا. ط: روى عرق بالإضافة والوصف أي من غرس في أرض غيره أو زرعها فليس لغرسه وزرعه حق إبقاء بل للمالك أن يقلعه مجانًا، وقيل: من غرس أرضًا أحياه غيره أو زرعها لم يستحق به الأرض، وهو أوفق لما سبق، وظالم إن أضيف إليه فهو الغارس لأنه تصرف في ملك الغير، وإن وصف به فالمغروس سمي به لأنه الظالم. نه: ومنه ح من قدم عليه صلى الله عليه وسلم بابل من صدقات قومه: كأنها "عروق" الأرطى، هو شجر معروف وعروقه طوال حمر ذاهبة في ثرى الرمال الممطورة في الشتاء تراها إذا أثيرت حمراء مكتنزة ترف يقطر منها الماء، شبه بها الإبل في اكتنازها وحمرة لونها. وفيه: إن ماء الرجل يجري من المرأة إذا واقعها في "عرق" وعصب، العرق من الحيوان الأجوف الذي فيه الدم، والعصب غير الأجوف. وفيه: إنه وقت لأهل العراق ذات "عرق"، هو منزل معروف فيه عرق وهو الجبل الصغير، وقيل: الأرض السبخة. و"العراق" لغة شاطئ النهر والبحر وبه سمي الصقع لأنه على شاطئ الفرات ودجلة. ومنه ح: لما كان عند "العرق" من الجبل الذي دون الخندق نكب. ومنه ح ابن عمر: كان يصلي إلى "العرق" الذي في طريق مكة.
عرق
عرِقَ يَعرَق، عَرَقًا، فهو عَرْقانُ/ عَرْقانٌ
• عرِق الإنسانُ/ عرِق الحيوانُ: رشح جلدُه بالعَرَق، رشح العَرَقُ من مَسَامِّ جِلده "كان الجوُّ حارًّا فعَرِق- عَرِق من التَّعب". 

أعرقَ يُعرق، إعراقًا، فهو مُعرِق، والمفعول مُعرَق (للمتعدِّي)
• أعرق الشَّجرُ: امتدّت عروقُه في الأرض "أعرق النَّخْلُ".
• أعرق الشَّخْصُ:
1 - أتى بلاد العراق "أعرقَ الرَّحَّالةُ".
 2 - صار عريقًا في الشّرف "أعرق فلان في الكرم: كان له أصل فيه".
• أعرقه طولُ العَدْو: جعله يَعْرَق "أعرقته التَّمارينُ الجادّة". 

عرَّقَ يعرِّق، تعريقًا، فهو مُعرِّق، والمفعول مُعرَّق
• عرَّقه الحرُّ الشَّديد: جعله يعرق، أي ترشح مسامُّ جلده بالعَرَق "عرَّقه العَدْوُ الطَّويل- تمارينُ مُعرِّقة" ° رَجُل معرِّق: مهزول.
• عرَّق الشَّرابَ: مزجه بماء قليل "عرَّقتُ شرابَ التُّوت لتقلّ كثافته وحلاوته". 

عَراقة [مفرد]: أصالة "عُرِف بعَراقة نَسَبه- في شعره عراقة تذكِّرنا بالبحتريّ". 

عَرَق [مفرد]:
1 - مصدر عرِقَ.
2 - (طب) ماء تذوب فيه موادّ زائدة عن حاجة الجسم، يرشح من مَسَام الجِلْد من غُدَد خَاصَّة تُسمَّى الغُدَد العرقيَّة "كان العَرَقُ يقطر من جبينه- عَرَقُ العافية- مُبلَّلٌ بالعَرَق- شراب مُدِرّ للعَرَق" ° تصبَّب عَرَقًا: خجِل، أو خاف واضطرب- لقيت منه عَرَق الجبين: تعبت في أمره حتَّى عرِق جبيني من الشِّدَّة- نال الشّيءَ بعَرَق جبينه: ناله بكدِّه وكفاحه.
3 - شراب مُسْكِر يُصنع من العنب أو البلح. 

عِرْق [مفرد]: ج أعراق وعُرُوق:
1 - وريد أو شريان، مجرى الدَّم في الجسَد "نفرت عُرُوق يده" ° ما دام فيه عِرْق ينبضُ: ما دام حيًّا.
2 - جنس، سلالة من النّاس يُصنَّفون بناء على التَّاريخ أو الجنسيّة أو التّوزيع الجغرافيّ المشترك "العِرْق القوقازيّ/ الأبيض- له انتماء عِرْقيّ" ° التَّاريخ العِرْقيّ: الدراسة العلميَّة لتطوُّر الإنسانيّة عن طريق تحليل الآثار الجيولوجيَّة لمجموعة عرقيَّة- متعدِّد الأعراق: مؤلَّف من، أو متضمّن أو ممثّل لأعراق عديدة مختلفة.
3 - أساسه، أصل كلّ شيء "فلان طيّب العِرْق: ينزع إلى أصل كريم".
4 - (نت) حزمة من أنسجة الخشب أو اللّحاء في الورقة.
• عِرْق النّبات: أصله وجذره ° عِرْق السُّوس: جذر السُّوس، وهو نبات يُصنع منه شراب.
• عِرْق النَّسَا: (طب) داء في الأعصاب يبتدئ من مفصل الورك ويمتدّ إلى الركبة أو القدم. 

عَرْقانُ/ عَرْقانٌ [مفرد]: مؤ عَرْقَى/ عرقانة: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عرِقَ. 

عِرْقيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى عِرْق.
• التَّطهير العرقيّ: التعدِّي على جنس من الأجناس البشريّة بالقتل والتعذيب بهدف إبادته والقضاء عليه نهائيًّا. 

عَرَقيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى عَرَق.
• الغُدَّة العَرَقيَّة: (طب) غدَّة صغيرة أنبوبيَّة الشَّكل موجودة في جميع أجزاء جلد الإنسان تقريبًا، وهي التي تفرز العَرَق لخارج الجسم من خلال المسامّ للمساعدة في تنظيم درجة حرارة الجسم. 

عِرْقيَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من عِرْق.
2 - (سة) مذهب يرمي إلى تصنيف الجماعات الإنسانيَّة على أساس انتمائها إلى عِرقٍ أو أصلٍ معيَّن، ويُعرَف بالتَّمييز العُنصريّ "عِرْقيَّة النَّازيِّين". 

عَريق [مفرد]: ج عِراق وعُرُق: أصيل، كريم، رفيع النَّسب "نسبٌ عَريق- فَرَسٌ عَريق: نجيب- هو من عائلة عريقة" ° عَريق في القِدم: قديم جدًّا. 
[عرق] العَرَقُ: الذي يرشَح. وقد عرق. ورجل عرقة، مثال همزة، إذا كان كثير العرق. وقولهم: ما أكثر عَرَقَ إبلِه، أي نتاجَها. والعَرَقُ: السطر من الخليل والطير وكل مصطفٍّ. قال طُفيلٌ يصف فرساً: كأنَّه بَعْدَ ما صَدَّرْنَ من عَرَقٍ سيدٌ تَمَطَّرَ جُنْحَ الليلِ مَبْلولُ والعَرَقُ: السفيفةُ المنسوجةُ من الخوص وغيره قبل أن يُجعَلَ منه الزَبيلُ، ومنه قيل للزبيل عَرَقٌ. وعَرَقُ الخِلالِ: ما يرشَحُ لك الرجل به، أي يعطيك للمودَّة. قال الشاعر يصف سيفاً: سأجعلُه مكانَ النونِ منِّي وما أُعطيتُهُ عَرَقَ الخِلالِ يقول: أخذتُ هذا السيف عنوة، ولم أعطله للمودة. قال الأصمعي: يقال: لقيت من فلانٍ عَرَقَ القِربةِ، ومعناه الشدّةُ، ولا أدري ما أصله. وقال غيره: العَرَقُ إنَّما هو للرجُل لا للقِربة. قال: وأصله أن القِرَبَ إنما تحملها الإماءُ الزوافرُ ومن لا مُعين له. وربما افتقر الرجل الكريمُ واحتاج إلى حَمْلها بنفسه فيَعْرَقُ لما يلحقه من المشقةِ والحياءِ من الناس. فيقال: تجشمتُ لك عَرَقَ القربةِ. ويقال: جرى الفرس عَرَقاً أو عَرَقَيْنِ: أي طِلْقاً أو طِلْقين. ولبنٌ عَرِقٌ بكسر الراء، وهو الذي يُجْعَلُ في سقاءٍ ويُشَدُّ على البعير ليس بينَه وبين جنب البعير وقايةٌ، فإذا أصابَه عَرَقُ البعير أفسدَ طعمَه وتغيرت رائحته. والعَرَقَةُ: الطُرَّةُ تُنسَج جوانبَ الفسطاط، وكذلك الخشبة التي توضع معترضةً بين سافيَ الحائط. والعَرَقاتُ: النُسوعُ. والعَرَقَةُ: واحدة العَرَقِ، وهو السَطر من الخيل والطير ونحوه. والعروق: نبات أصفر يُصْبَغُ به. والعُروقُ: عُروقُ الشجر، الواحد عِرْقٌ. وفي الحديث: " من أحيا أرضاً ميّتةً فهي له، وليس لعِرْقٍ ظالمٍ حَقٌّ ". والعِرْقُ الظالم: أن يجئ الرجل إلى أرضٍ قد أحياها غيرُه فيغرِسَ فيها أو يزرَع ليستوجبَ به الأرض. ويقال أيضاً: في الشراب عِرْقٌ من الماء ليس بالكثير. وذات عرق: موضع بالبادية. والعَرْقُ بالفتح: مصدر قولك عَرَقْتُ العظم أعرقة بالضم عرقا ومعرقا، إذا أكلت ما عليه من اللحم. وقال: أكُفُّ لساني عن صديقي فإنْ أُجَأْ إليه فإني عارِقٌ كُلَّ مَعْرَقِ والعَرْقُ أيضاً: العظمُ الذي أُخذَ عنه اللحمُ، والجمع عراق بالضم. قال ابن السكيت: ولم يجئ شئ من الجمع على فعال إلا أحرف منها تؤام جمع توأم، وشاة ربى غنم رباب، وظئر وظؤار، وعرق وعراق، ورخل ورخال، وفرير وفرار، قال: ولا نظير لها. ورجل معرق العظامِ ومُعْتَرَقٌ، أي قليلُ اللحم. وتعرقت العظم، مثل عرقته. والعراق: بلاد، يذكر ويؤنث، ويقال هو فارسي معرب. والعراقان: الكوفة والبصرة. وأعرق الرجل، إذا صار إلى العراق. قال الممزق العبدى: فإن تتهموا أنجد خلافا عليكم وإن تعمنوا مستحقبى الحرب أعرق وقال أبو زيد: إذا كانَ الجلد في أسفل السقاء مَثْنيًّا ثم خُرِزَ عليه فهو العِراقُ، والجمع عرق. وإذا سوى ثم خزر عليه غير مُثَنًّى فهو الطِباب. وقال الأصمعي: العِراقُ: الطِبابَةُ، وهي الجلدةُ التي تغطَّى بها عيونُ الخرز. وأعرق الرجل، أي صار عَريقاً، وهو الذي له عِرْقٌ في الكرم، وكذلك الفرس. فلان معْرِقٌ يقال ذلك في اللؤم والكرم جميعاً. وقد أعْرَقَ فيه أعمامه وأخواله. ويقال: " إن امرأً ليس بينه وبين آدم أبٌ حيٌّ لمُعْرَقٌ له في الموت " كما يقال لَمُعْرَقٌ له في الكرم، أي له عِرْقٌ في ذلك، يموت لا محالة. وأعْرَقَ الشجرُ والنباتُ، إذا امتدتْ عُروقهُ في الأرض. وعَرَقَ فلانٌ في الارض يعرق عروقا، مثال جلس جلوسا، أي ذهب. وعارق: اسم شاعر من طيئ ، سمى بذلك لقوله:

لانتحين للعظم ذو أنا عارقه * وأعرقت الشراب فهو معرق أي فيه عِرْقٌ من الماء ليس بالكثير. وعَرَّقْتُ الشراب تَعْريقاً، إذا مزجتَه من غير أن تبالغَ فيه. ومنه طلاءٌ مُعَرَّقٌ. ويقال أيضاُ رجلٌ مُعَرَّقُ الخَدَّيْنِ، إذا كانَ قليلَ لحمِ الخدّين. ويقال: عَرِّقْ في الإناء، أي اجعل فيه دون الملءِ. وعَرَّقْتُ في الدَلو، إذا استقيتَ فيها دون الملء. قال الراجز: لا تملأ الدَلْوَ وعَرِّقْ فيها ألا ترى حَبارَ مَن يَسْقيها وعَرْقُوَةُ الدلو بفتح العين، ولا تقل عرقوة وإنما تضم فعلوة إذا كان ثانيه نون، مثل عنصوة. والعرقوتان: الخشبتان اللتلان تعرضان على الدلو كالصليب، والجمع العراقى. قال :

خذلت، منها العراقى فانجذم * أراد بقوله " منها " الدلو، وبقوله " انجذم " السجل، لان السجل والدلو واحد. وإن جمعت بحذف الهاء قلت عرق، وأصله عرقو إلا أنه فعل به ما فعل بثلاثة أحق في جمع حقو. وتقول: عرقيت الدلو عرقاة، إذا شددتهما عليها. وذات العَراقيِّ: الداهيةُ. قال عوف بن الأحوص: لَقيتُمْ من تَدَرُّئِكُمْ علينا وقَتْلِ سَراتِنا ذاتَ العَراقي يقال: هي مأخوذة من عَراقي الإكامِ، وهي التي غَلُظَتْ جدًّا لا ترتقى إلا بمشقة. والعرقوتان أيضاً، هما الخشبتان اللتان تَضُمان ما بين واسِطِ الرحلِ والمؤخرة.
عرق: عَرَّق (بالتشديد): في معجم فوك (مادة طبخ) ما عَرَّق اللحم ولا وَرَّق اللَّحْمَ.
لحم مُعَرَّق (ألف ليلة برسل 4: 136) ومعناه اللفظي لجم جعله يعرق أي طبخه بالبخار في أنية مقفلة. (فليشر معجم ص95).
وَعَرَّقَ التين الجاف أغلاه بالماء الحار للحفظ، مولَّدة. (محيط المحيط).
عَرق: أنظرها في مادة تَعْرقَة.
أَعْرَق: انظر ما جاء في معجم لين قولهم لم نُعْرَق في العجم، أي ليس بيننا وبين البربر قرابة أو واشجة رحم.
أعرقَ فيه أعراقُ العبيد: أي فيه صفات العبيد وخصائصهم. (معجم الطرائف).
وفي نص النواوي الذي نقلته: اللئام ليس جمع لُؤم، بل جمع لئيم كما هو معروف.
عَرَّقَ فيه اللئام: تعبير مثل قولهم عرَّق فيه أعمامه.
وفي معجم فوك (مادة شريف ونبيل): مُغْرِقِ في المجد. ولا بد من إبدال الغين بالعين.
وإذا ما كان لين مصيباً فصواب نطق الكلمة مُعْرَق.
عِرْق: نامية، قضيب فتي ناشي على جذر نبات، وساق الشجرة وساق الجَنّبَة. (بوشر).
عرق عرق: غَرْسة إلى جنب غرسة، شتلة إلى جنب شتلة (بوشر).
عرق الانجبار: تورمونتيل (نبات) (بوشر).
عرق الانجيل: ثيل، نجيل، خافور. اغرس. (نبات. (بوشر).
عرق الانسيل: يقول نيبور في (مشاهدات في بلاد العرب ص126) أن دود المدني أو التنيني تسمى في حلب عَرْق الانسيل. ولا ادري إذا كان هذا هو صواب كتابة الكلمة. عرق الحمرة: دم الأخوين، دم الثعبان، دم التنين، صبر سقطري (نبات). (بوشر، وريده حضرموت (ص130).
عرق الذهب: عرق بيكونكيل، عرق صيني مر، طارد الحمَّى، دافع الحمَّى، هاضوم، مساعد المعدة على الهضم. نافع للمعدة (بوشر)، دار الفلفل، (لين عادات 1: 50، سنج) وبخاصة جذر مقيء. (سنج) وفي معجم بوشر: عرق الذهب المطرش مقابل جذر مقيء.
عرق المسهل: حُمَّاض البقر، حماض البر، سلق بري. وهو نبات مسهل (بوشر).
عرق سوس: جذر النبات المسمى سوس.
(جاكسون ص18، تمبكتو ص74، والجمع: عُرُوق سوس (ألكالا) وفيه:- Orocuc ومنه أخذت الكلمة الأسبانية:- Orozous عرق السوس البَلَدي: اسم نبات بالأندلس.
(انظر ابن البيطار 1: 149).
عرق الطيب: ألوة. (سنج) عرق الكافور: اسم يطلقه أهل مكة على الزرنباد، واسمه العلمي: amomum Zerumbeth ( ابن البيطار 1: 523): وقد أساء سونثيمر ترجمته. وانظر (ابن البيطار 2: 189).
عرق اللولو: مرجان متشعب وهو نتاج بحري، بسَّذ، مرجان. عروق دار هرم = عروق السوس. (ابن البيطار 2: 189). وقد أساء سونثيمر ترجمته.
العروق الصفرْ: نبات اسمه العلمي: Chel. idonium Maius ( ابن البيطار 1: 346) ويسمى أيضاً عروق الصبَّاغِين. ابن البيطار (2: 186) (معجم المنصوري). ويسمى عروق فقط (معجم المنصوري).
عِرَق: عصب (ألكالا). وتر، عضلة (هلو).
عُرٌُوق: نبض الشرايين. (هلو).
عرق ضارب: شريان نابض (فوك).
عرق وجمعها عروق: في علم طبقات الارض (جيولوجي) ركيزة المعدن، ركاز (معجم الادريسي).
عرق البدن: عند العامة الاكحل، الوريد المتوسط. (أبو القاسم طبعة شاننج ص460، معجم المنصوري انظر أكحل).
عرق الزور: وداج، وريد في العنق (بوشر).
عرق الماء: بلعوم الحصان. (ابن العوام 2: 673).
عرق النَسَا: العصب الوركي، وهو عصب يمتد من لورك إلى الكعب، عصب في اندماج الفخذ.
(ألكالا، بوشر). وفي معجم المنصوري (مادة نسى): (هذا المصطلح الطبي ليس بالجيد. ولم يذكر في القديم إلا في بيت من الشعر نقله ابن عديس في شرحه للفصيح. ومع ذلك فان الثعالبي يقول إنه الوجع الذي يصيب من جهة النسى فإذا كان هذا كذلك فالمصطلح صحيح) وفي محيط المحيط: وعرق النسا وجع من أوجاع المفاصل يبتدىء من مفصل الورك وينزل إلى خلف على الفخذ ويمتد إلى الركبة وربما بلغ الكعب، والنسا بالفتح والقصر اسم عرق مخصوص، وهو وريد يمتد على الفخذ من الوحشي إلى الكعب. فالقياس أن يقال وجع النسا، ولكن العادة جرت بتسمية وجع النسا بعرق النسا وتقدير الكلام وجع العرق الذي هو النسا، فالإضافة بيانية.
عرق النسا: الأعصاب الوركية. (بوشر).
عرق الأرض: دود الأرض. ففي المستعيني: خراطين هي الديدان التي إذا احتفر الإنسان في الأرض وجدها وهي عروق الأرض. وفي ابن العوام (1: 127): الحيوانات المتولدة في البساتين وغيرها كعروق الأرض والديدان وشبهها (هذا ما ذكر في مخطوطتنا، وفي المطبوع لعروق وهو خطأ) (1: 630). وقد أطلق عليها هذا الاسم لأنها تشبه ركائز الأرض.
عُرْق عند عامة الأندلس واحدته عُرُوقَة. وقد ذكرت في معجم ألكالا بمعنى: اسروع وهي دودة تنخر الكرم، وربما أخذن الكلمة الأسبانية Oruga من هذه الكلمة. ولم أجرأ على ذكرها في معجم الأسبانية لأنها ربما أخذت من الكلمة اللاتينية eruca التي تدل مثل oruga على معنين: على جرجير بري، وعلى أسروع. (انظر دودنيس 1198، ونبريجا) وقد ترجم نبريجا: Oruga gusano بكلمة eruca.
عرق مَدَني: دود مدني، دود غيني تنيني. واسمه العلمي: Filaria Medinensis ( الثعالبي لطائف من 132)، ويرى صاحب معجم المنصوري أن هذه الكلمة مشتقة من كلمة عرق بمعنى وريد لأنه يقول: كأنها عرق يمتدّ شيئاً بعد شيء حتى يفنى. ونفس هذا الاشتقاق في محيط المحيط (وفيه العرق البدني وهو خطأ) ..
وقد ترجمها نيبور في ملاحظات عن بلاد العرب (ص126) ب Vena Medinensis. وفي ريشادسن (صحاري 1: 196): (وقد أراني رجل موضع قرحة على دراعه سماها عرق العبيد. وهي دملة كبيرة بارزة في وسطها ثغرة أو فتحة يخرج منها من وقت إلى آخر دودة رفيعة كمثل خيط الحرير الرفيع وهي أحياناً ليست أغلظ من خيط نسج العنكبوت قصيرة الطول. وقد تبلغ هذه الدودة أحياناً عشرين ياردة تنسرب قطعة قطعة. وهو مرض شائع في السودان يصاب به التجار وينقلونه إلى الصحراء، وإنما يصابون به من شرب ماء هذه البلاد).
وقد أخطأ حين كتب الكلمة عرك بالكاف بدل القاف وما يذكره عن أصل الكلمة في تعليقه عليها خطأ أيضاً. انظر أيضاً: (غدامس ص346 - 347، زيشر 28: 207).
ويقول بارت 3: (3: 305): (مرض يعاني منه السكان ويسمونه مكردم (مجردم) ويسميه العرب عروق أو قرنيتت وهو اسم يطلق على دودة غينية وإن كان يختلف عنها كثيراً فيما يبدو، وسببه دودة في الأصبع الصغيرة من القدم وتتغلغل في المفاصل وتنخر اللحم وتبدو في مظهرها كأنها قد بطت بخيط. وأرىأن هذه الدودة هي نفس الحشرة التي تسمى ماليس الأمريكية أو سوفاجيسي أو ما تسمى عادة بالدودة المتغلغلة، وهي معروفة في أمريكا بأنها حشرة صغيرة سوداء).
عِرْق: فصيلة، شعبة من قبيلة، فرع منها. (دوماس قبيل ص47 - 48).
عِرْق: تلّ غير مرتفع، رابية قليلة الارتفاع، (برتون 2: 66).
عِرْق: ربوة من الرمال، وكثيب متنقل (دوماس صحارى ص188، ديزور ص21).
ويستعمل العرق أيضاً اسماً للجنس وجمعها العروق: ويطلقونه على تلال متتالية وكثيان متنقلة متحركة. (دوماس صحاري ص6، تريسترام ص232، 325، رولفس ص67، بارت 1: 535) وعلى هذا يكون العرق منطقة من كثبان الرمل هي الحدود بين الأراضي. التي تنتقل وترتادها القبائل البدوية في إفريقية. (تاريخ البربر: 67). أو بالأحرى حدود من الكثبان تفصل بين بلاد البربر وبلاد الزنوج (تاريخ البربر 1: 121). أو هي كثبان الرمل التي تفصل منطقة القصور والواحات عن الصحراء. (مجلة الشرق والجزائر السلسة الجديدة 4: 422).
عَرَق. عرق التمر: عصير النخيل ويحصلون عليه بقطع رأس النخلة وحفر رأس الجذع، فالعصير المتجمع في هذه الحفرة ألذ من العسل وأطيب مشروباً، ويكمد لونه بعد وقت قصير فيصبح كثيفاً حرّيفاً حامزاً، فإذا قطَّر صار مشروباً مسكراً.
وهذا هو العَرَق أو العَرَقي. وقد أصبحت هذه الكلمة الاسم الذي يطلقه العرب على كل مشروب شديد الاسكار. (معجم الأسبانية ص196).
عرق الشَجَر: علك، صمغ. (ابن البيطار 2: 189).
عرق البطم: صمغ البطم، تربنتين. (باين سميث 435). عرق يابس: قلفونية (ابن البيطار 2: 189) عرق العروس أو عرق العروسة: طلق (نوع من الحجر) وفي المستعيني حجر الطلق (ابن البيطار 2: 161) واحذف من سونثيمر ابن البيطار 2: 160 فالجملة الأولى وهو موجودة في مخطوطة ي أيضاً تعود إلى مادة طلق (2: 161).
عرق المَوْت: تطلق مجازاً على أكبر كارثة.
(الثعالبي لطائف ص32).
عرق أخضر: هدية تقدم للقاضي رشوة (بوشر).
عَرَقَة: قلق، أنشغال بال، اضطراب فكري، خوف، خشية. (بوشر).
الأرض العُرَقَة: الأرض الندية، الأرض الرطبة. (ابن العَرام 1: 62) وهذا هو صواب قراءتها كما جاء في مخطوطتنا (ص59، 60).
عَرَقي: انظرها في مادة عَرَق.
عرقية: تاج سقف أو قلنسوة على هيئة قالب سكر (الملابس ص298، همبرت ص132، وفيه أرصوصة وهي قلنسوة لها شكل البطيخة).
وفي ألف ليلة (برسل 9: 260): وعلى رأسها خوذة بالذهب مطلية وعرقية بولاد وزردية.
وفي طبعة ماكن (3: 452): بيضة بدل عرقية.
عَرْقِيَّة: طاقية من نسيج الكتان أو القطن توضع تحت الطربوش (الملابس ص298)، (بوشر) وجمعها عراقي، (برجون ص799، همبوت ص21، عواده ص58، دوفانت ص201).
عرقية الراهب: مُضاض أو قلنسوة الراهب، (جنبة، شجيرة) (بوشر).
وعَرْقية التي يذكرها كل من صاحب محيط المحيط روجر وبركهارت وبرجرن يظهر أنها خاصة بسورية. أما بمصر وبلاد البربر فهي عَرَقية.
وأصل هذه الكلمة مشكوك فيه فصاحب محيط المحيط يقول أنها تحريف عِرَاقيَّة نسبة إلى العراق، وقد وجدت بالفعل كلمة عراقية بمعنى طاقيّة (عرق جين) في ألف ليلة (برسل 4: 329) وعند بوسييه. غير أن الذي يعارض هذا أن الثعالبي وهو مؤلف قديم يكتب عرقيات (لطائف ص112) وهو يذكر اسمها بين الأشياء التي تصنع في طبرستان وليس في العراق. أما أصل الكلمة الآخر الذي يذكره (دي يونج وبرجون ولين وهو كلمة عرق (الذي يتشرب العَرَق) فهو يلائم كلمة طاقية (عرق جين) ولا يلائم كلمة تاج اسقف أو قلنسوة أو خوذة.
عِراق: إذا كان الجمع عرائق عند ابن العرام (2: 32) هو جمع عِراق فأرى مع كليمنت- موليه (2: 90 رقم 1) إنه يعني سنفات أو قرون البسلّة والجلبان.
عِراق: لحن موسيقى، صوت (هوست ص258)، صفة مصر 14: 25، سلفادور ص30). عَروق. (مرجان عروق طويل ورقيق). (براكس ص28).
عَروق: كرّاث، ركل، وهو بقل زراعيّ من الفصيلة الزنبقية تطبخ عروقه. (همبرت ص183).
عُرُوقَة: انظرها في مادة عِرْق الأرض.
عُرُوقَة: جرجير بري، حرشاء (نيات) (ألكالا) وهي بهذا المعنى تقابل الكلمة اللاتينية eruce.
عِرَاقِيَّة: نوع من المزامير. (صفة مصر 13: 417).
عِرَاقيَّة: انظرها في مادة عرقية.
عُرَّاقَة: لبدة توضع تحت سرج الخيل. سميت بذلك لأنها تتشرب العرق. (صفة مصر 12: 459) وانظر معجم لين.
أَعْرَق: يمكن أن نضيف إلى ما ذكره لين تعليقة السيد دي يونج على لطائف المعارف للثعالبي (ص3) والمقدمة 2: 314.
تَعْرِيق: قوة الأعصاب. (ألكالا).
تَعْرِيقَة: بذكر بوسييه في مادة عَرَّق أي رسم حلقة الحرف، يقال مثلاً: عَرَّق النون أي رسم حلقة النون. ويذكر في مادة مُعَرَّق: حرف ينتهي بقوس يلتوي إلى اليمين (اقرأ إلى اليسار) يمر تحت الخط الذي يكتبون عليه، وهي حروف ي ن م ل ق ص س. وهكذا يقال تعريقة السين، ففي المقري (3: 135): فما رأيت رجلا أكثر أخباراً ولا أظرف نوادر منه فما حفظته من حديثه أن رجلا من الأدباء مرَّ برجل من الغرباء وقد قام بين ستة أطفال جعل ثلاثة عن يمينه وثلاثة عن شماله وأخذ ينشد.
ما كنت احسب أن أبقى كذا أبداً ... أعيش والدهر في أطرافه حتفُ
ساس بستة أطفال توسطهم ... شخصي كأحرف ساس وسطها ألفُ
قال فتقدَّمت إليه وقلت فأين تعريقة السين؟ فقال طالب وربّ الكعبة ثم قال للآخر من جهة يمينه قم فقام يجرّ رجله كأنه مبطول فقال هذا تمام تعريقة السين.
مَعْرَقَة: طاقية مصنوعة من وبر الجمل (الملابس ص299) أو من القطن (هاملتون ص11).
مَعَرَّق: عصبي، قوي، متين (ألكالا).
مُعَرَّق: لا ادري معنى هذه الكلمة حين يوصف بها نبات ففي ابن البيطار (1: 4) له ساق مستديرة معرّفة وفيه (1: 127) في كلامه عن البردي: وهي خوّارة معرّفة تتشظاً إذا رضت إلى شظايا دقيقة، والتشديد في مخطوطة أ. ويقال دُبّاء أو قَرْع معرّق (ابن العوام 2: 224).
مْعَرَّقِيّ: عصبي (ألكال).
معريق: قرحة في الإصبع. (دومب ص88).
(ع ر ق)

العَرَق: مَا جرى من أصُول الشَّعر من مَاء الْجلد، اسْم للْجِنْس لَا يجمع، هُوَ فِي الْحَيَوَان اصل، وَفِيمَا سواهُ مستعار.

عَرِق عَرَقا، وَرجل عُرَق: كثير العَرَق.

فَأَما فعلة، فبناء مطرد فِي كل فعل ثلاثي كضُحَكَة وهُزَأة، وَرُبمَا غلط بِمثل هَذَا وَلم يشْعر بمَكَان اطراده، فَذكر كَمَا يذكر مَا يطرد، فقد قَالَ بَعضهم: رجل عُرَق وعُرَقة: كثير العَرَق، فسوَّى بَين عُرَق وعُرَقة. وعُرَق غير مُطَّرد، وعُرَقَة مُطَّرد، كَمَا ذَكرْنَاهُ.

وأعرقتُ الْفرس وعَرَّقْته: أجريته ليَعْرَق.

وعَرِق الْحَائِط عَرَقا: ندى، وَكَذَلِكَ الأَرْض الثرية إِذا نتح فِيهَا النَّدى، حَتَّى يلتقي هُوَ وَالثَّرَى.

وعَرَق الزُّجاجة: مَا ينتح من الشَّرَاب وَغَيره مِمَّا فِيهَا، وَلبن عَرِق: فَاسد الطّعْم، وَذَلِكَ من أَن تشد قربَة اللَّبن على جنب الْبَعِير بِلَا وقاية، فيصيبها عَرَقه. وَقيل: هُوَ الْخَبيث الحمض. وَقد عَرِق عَرَقا. والعَرق: الثَّوَاب، وَقَوله:

ويُخْبِرُهُمْ مَكانَ النُّون مِنِّى ... وَمَا أُعْطِيُته عَرقَ الخِلالِ

أَي لم يَعْرَق لي بِهِ عَن مَوَدَّة، إِنَّمَا أَخَذته مِنْهُ غصبا. وَقيل: هُوَ الْقَلِيل من الثَّوَاب، شبه بالعَرَق. ومَعارِق الرمل: العاطه وآباطه، على التَّشْبِيه بمَعارق الْحَيَوَان.

والعَرَق: اللَّبن، سمي بِهِ لِأَنَّهُ عَرَق يتحلب فِي العُروق، حَتَّى يَنْتَهِي إِلَى الضَّرع، قَالَ الشماخ:

تَغْدُو وَقد ضَمِنَتْ ضَرّاتُها عَرَقا ... من طَيِّب الطَّعْم صافٍ غيرِ مجْهودِ

وَالرِّوَايَة الْمَعْرُوفَة: غُرَقا، جمع غُرْقة، وَهِي الْقَلِيل من اللَّبن وَالشرَاب. وَقيل: هُوَ الْقَلِيل من اللَّبن خَاصَّة. وَرَوَاهُ بَعضهم: " تُصْبحُ وَقد ضمنت "، وَذَلِكَ أَن قبله:

إنْ تُمْسِ فِي عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُهُ ... مِنَ الأسالِق عارِي الشَّوكِ مَجْرودِ

" تُصبح وَقد ضَمَنَت " فَهَذَا شَرط وَجَزَاء. وَرَوَاهُ بَعضهم: " تُضْحِ وَقد ضَمِنَت "، على احْتِمَال الطيّ.

وعَرِق السِّقاءُ عَرَقاً: نَتَحَ مِنْهُ اللَّبن.

وَمَا اكثر عَرَقَ إبلك وغنمك، أَي لَبنهَا ونتاجها.

وَلَقِيت مِنْهُ عَرَق الْقرْبَة: أَي شدَّة ومشقة، وَمَعْنَاهُ: أَن الْقرْبَة إِذا عَرِقت وَهِي مدهونة خبث رِيحهَا، قَالَ عَمْرو بن أَحْمَر الْبَاهِلِيّ:

ليْسَتْ بمَشْتَمَةٍ تْعَدُّ وعَفْوُها ... عَرَقُ السقاء على القَعُود اللاَّغِبِ

أَرَادَ عَرَق الْقرْبَة، فَلم يستقم لَهُ الشّعْر، كَمَا قَالَ رؤبة:

كالكَرْمِ إذْ نادَى من الكافُورِ

وَإِنَّمَا يُقَال: صَاحَ الكَرم: إِذا نوَّر، فكره احْتِمَال الطَّيِّ، لِأَن " صَاح مِنَ الْ " مُفْتَعِلُن، فَقَالَ: نَادَى، فَأَتمَّ الْجُزْء على مَوْضُوعه فِي بحره، لِأَن " نَادَى من ال " مُسْتَفْعِلُنْ. وَقيل مَعْنَاهُ: جشمت إِلَيْك النصب والتعب، وَالْغُرْم والمئونة، حَتَّى جشمت عَرَق الْقرْبَة، أَي عِراقها الَّذِي يخرز حولهَا. وَمن قَالَ: " علق الْقرْبَة ": أَرَادَ السّير الَّذِي تعلق بِهِ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: كلفت إِلَيْك عَرَق الْقرْبَة، وعلق الْقرْبَة، فَأَما عَرَقها، فعَرَقك عَنْهَا من جهد حملهَا، وَذَلِكَ لِأَن اشد الْأَعْمَال عِنْدهم السقى. وَأما علقها: فَمَا شدت بِهِ، ثمَّ عُلِّقت. وَقيل: معنى قَوْلهم: لقِيت مِنْهُ عَرَق الْقرْبَة، إِنَّمَا أَرَادوا: علق الْقرْبَة، وَهُوَ مَا علقت بِهِ، فأبدلوا الرَّاء من اللَّام، كَمَا قَالُوا: رَعَمْلِى ولعمري. وَقَالَ أَبُو عبيد: تكلفت إِلَيْك عَرَق الْقرْبَة، مَعْنَاهُ: تكلفت إِلَيْك مَا لم يبلغهُ أحد، حَتَّى تجشمت إِلَيْك مَالا يكون، لِأَن الْقرْبَة لَا تَعْرَق. يذهب إِلَى مثل قَول النَّاس: حَتَّى شيب الْغُرَاب، وَحَتَّى يبيض القار.

وعَرَق التَّمر: دبسه. وناقة دائمة العَرَق: أَي الدرة. وَقيل دائمة اللَّبن. وَفِي غنمه عَرَق: أَي نتاج كثير، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وعِرْق كل شَيْء: أَصله، وَالْجمع أعْراق، وعُروق.

وَرجل مُعْرِق فِي الْحسب وَالْكَرم واللؤم. وَقد عَرّق فِيهِ أَعْمَامه وأخواله، وأعرقوا.

وأعرَقَ فِيهِ أعراقُ العبيد وَالْإِمَاء: إِذا خالطه ذَلِك، وتخلَّق بأخلاقهم، وعَرَّق فِيهِ اللئام. وَيجوز فِي الشّعْر: انه لمْعُروقٌ لَهُ فِي الكَرَم، على توهم حذف الزَّائِد. وتداركه أعراقُ خير، وأعراق شَرّ، قَالَ:

جرَى طَلَقا حَتَّى إِذا قيل سابِقٌ ... تدارَكه أعْراقُ سَوْءٍ فَبَلَّدَا

وَرجل عَريق: كريم. وَكَذَلِكَ الْفرس وَغَيره وَقد أعْرَق.

وعُروق كل شَيْء: أطناب تشعَّب مِنْهُ وَاحِدهَا: عِرْق. اعرق الشّجر وعَرَّق: امتدّت عُروقه.

والعِرقاة: الأَصْل الَّذِي يذهب فِي الأَرْض سفلا، وتشعَّب مِنْهُ العُروق. وَقَالَ بَعضهم: عِرْقة وعِرْقات، فَجمع التَّاء. وعِرقاة كل شَيْء وعَرْقاته: أَصله، وَمَا يقوم عَلَيْهِ، وَيُقَال: استأصل الله عَرْقاَتهم وعِرْقاتِهِم: أَي شأفتهم، فعِرْقاتِهم بِالْكَسْرِ: جمع عِرْق، كَأَنَّهُ عِرْق وعِرْقات، كعرس وعِرْسات، إِلَّا أَن عرسا أُنْثَى، فَيكون هَذَا من الْمُذكر الَّذِي جمع بِالْألف وَالتَّاء، كسجل وسجلات، وحمَّام وحَمَّامات. وَمن قَالَ: عِرْقاتَهُمْ، أجراه مجْرى سعلاة، وَقد يكون عِرْقاَتهم جمع عِرْق وعِرْقة، كَمَا قَالَ بَعضهم: رَأَيْت بناتك، شبهوها بهاء التَّأْنِيث الَّتِي فِي فَتَاتهمْ وقناتهم، لِأَنَّهَا للتأنيث، كَمَا أَن هَذِه لَهُ، وَالَّذِي سمع من الْعَرَب الفصحاء عرقاتهم بِالْكَسْرِ. قَالَ ابْن جني: سَأَلَ أَبُو عَمْرو أَبَا خيرة، عَن قَوْلهم: استأصل الله عِرْقاتِهِم، فنصب أَبُو خيرة التَّاء من عِرْقاتِهِمْ، فَقَالَ أَبُو عَمْرو: هَيْهَات أَبَا خيرة، لَان جِلْدك! وَذَلِكَ أَن أَبَا عَمْرو استضعف النصب بعد مَا كَانَ سَمعهَا مِنْهُ بِالْجَرِّ، قَالَ: ثمَّ رَوَاهَا أَبُو عَمْرو فِيمَا بعد بِالنّصب والجر، فإمَّا أَن يكون سمع النصب من غير أبي خيرة، من ترْضى عربيته، وَإِمَّا أَن يكون قوى فِي نَفسه مَا سَمعه من أبي خيرة، من نصبها. وَيجوز أَيْضا أَن يكون أَقَامَ الضعْف فِي نَفسه، فَحكى النصب على اعْتِقَاده ضعفه، قَالَ: وَذَلِكَ أَن الْأَعرَابِي ينْطق بِالْكَلِمَةِ يعْتَقد أَن غَيرهَا أقوى فِي نَفسه، أَلا ترى أَن أَبَا الْعَبَّاس حكى عَن عمَارَة انه كَانَ يقْرَأ (وَلَا اللَّيلُ سابِقٌ النهارَ) فَقَالَ لَهُ: مَا أردْت؟ فَقَالَ: أردْت سَابق النَّهَار، فَقَالَ لَهُ: فهَّلا قلته؟ فَقَالَ: لَو قلته لَكَانَ أوزن، أَي أقوى.

والعِرْق: نَبَات أصفر يُصبغ بِهِ، وَالْجمع عُروق، عَن كرَاع.

وعُروق الأَرْض: شحمتها. وعُرُوقها أَيْضا: مناتح ثراها. وَقَول امْرِئ الْقَيْس:

إِلَى عِرْقِ الثَّرَى وَشَجَتْ عُرُوقي

قيل: يَعْنِي بعِرْق الثرى: إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم عَلَيْهِمَا السَّلَام.

وَفِيه عِرْق من حموضة وملوحة: أَي شَيْء يسير.

والعِرق: الأَرْض الْملح الَّتِي لَا تنْبت. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: العِرْق: سبخَة تنْبت الشّجر. واسْتَعرَقت إبلُكم: أَتَت ذَلِك الْمَكَان، وإبل عِراقيَّة منسوبة إِلَى العِرْق، على غير قِيَاس.

والعِراق: بقايا الحمض. وإبل عِراقيَّة: ترعى بقايا الحمض.

وَفِيه عِرقْ من مَاء: أَي قَلِيل. والمُعْرَق من الْخمر: الَّذِي يمزج قَلِيلا مثل العِرْق. قَالَ:

ونَدْمانٍ يزيدُ الكأسَ طِيبا ... سَقَيْتُ إِذا تَغَوَّرَتِ النُّجومُ

رَفعتُ برأسهِ وكشَفتُ عنهُ ... بمُعرَقةٍ مَلامةَ مَنْ يَلُومُ وعَرَّقْت فِي السِّقاء والدلو: جعلت فيهمَا مَاء قَلِيلا، قَالَ:

لَا تَمْلأ الدَّلْوَ وعَرَّق فِيها

أَلا تَرى حَبارَ مَنْ يَسْقِيها

حَبار: اسْم نَاقَته. وَقيل: الحبار هُنَا: الْأَثر. وَقيل: الحبار: هَيْئَة الرجل فِي الْحسن والقبح. عَن الَّلحيانيّ. والعُراقة: النُّطْفَة من المَاء، وَالْجمع عُرَاق، وَهِي العَرْقاة. وَعمل رجل عملا، فَقَالَ لَهُ بعض أَصْحَابه: عَرَّقْت وبَرَّقت. فَمَعْنَى بَرَّقت: لوّحت بشي لَا مصداق لَهُ. وَمعنى عَرَّقْت: قللت، وَقد تقدم. وَقيل: عَرَّقتُ الكأس: مزجتها، فَلم يعين بقلة مَاء وَلَا كَثْرَة. وَقَالَ الَّلحيانيّ: أعْرَقْت الكأس: ملأتها. قَالَ: وَقَالَ أَبُو صَفْوَان: الإعْراق والتَّعريق جَمِيعًا، دون الملء. وَبِه فسر قَوْله:

لَا تملأِ الدَّلْوَ وعَرَقّ فِيهَا

وَإنَّهُ لخبيث العِرْق: أَي الْجَسَد، وَكَذَلِكَ السِّقاء.

وَفِي الحَدِيث: " ليسَ لعِرْقٍ ظالمٍ حَقّ ". وَهُوَ الرجل يغْرس فِي أَرض غَيره. قَالَ أَبُو عَليّ: هَذِه عبارَة اللغويين، وَإِنَّمَا العِرْق: المغروس، أَو الْموضع المغروس فِيهِ، وَمَا هُوَ عِنْدِي بعِرق مَضَنَّة: أَي مَاله قدر، وَالْمَعْرُوف: عِلْق مضنَّة. وَأرى عِرْق مَضنة إِنَّمَا تسْتَعْمل فِي الْجحْد وَحده.

والعُراق: الْمَطَر الغزير. والعُراق: الْعظم بِغَيْر لحم، فَإِن كَانَ عَلَيْهِ لحم فَهُوَ عَرْق. وَقيل: العَرْق الَّذِي قد اخذ اكثر لَحْمه. والعَرْق: الفدرة من اللَّحْم. وَجَمعهَا: عُرَاق. وَهُوَ من الْجمع الْعَزِيز وَله نَظَائِر قد أحصيتها فِي الْكتاب الموسوم بالمخصَّص. وَحكى ابْن الْأَعرَابِي فِي جمعه عِراق، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ أَقيس، وَأنْشد:

يَبيِتُ ضَيْفي فِي عُرَاقٍ مُلْسِ

وَفِي شَمُول عُرّضَتْ للنَّحْسِ

أَي مُلسٍ من الشَّحْم. والنحس: الرّيح الَّتِي فِيهَا غبرة.

وعَرَق العظمَ يَعْرُقُه عَرْقا، وتَعَرَّقَهُ واعْترَقَه: أكل مَا عَلَيْهِ. واستعار بَعضهم التَّعَرُّق فِي غير الْجَوَاهِر. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي فِي صفة إبل وَركب:يَتَعَرَّقُونَ خِلاَلُهنَّ ويَنْثَنَي ... مِنها ومِنهُمْ مُقْطَعٌ وجَرِيحُ

يتعَرَّقُون: أَي يستديمون، حَتَّى لَا تبقى قُوَّة وَلَا صَبر، فَذَلِك خلالهن أَي يسْقط مِنْهَا. وَمِنْهُم: أَي من هَذِه الْإِبِل.

وأعْرَقه عَرْقا: أعطَاهُ إِيَّاه. وَرجل مَعْرُوق ومُعْتَرَق ومَعَرَّق: قَلِيل اللَّحْم، وَكَذَلِكَ الخدّ، وَيسْتَحب من الْفرس أَن يكون مَعْرُوق الخدَّين، قَالَ:

قدْ أشْهَدُ الغارَةَ الشَّعْوَاءَ تَحْمِلُنِيجَرْداءُ مَعْروقَةُ اللَّحْييَنٍ سُرْحوبُ

ويروى: مَعْروقة الجنبين.

والعَوارق: الأضراس، صفة غالبة. والعوارق السنون، لِأَنَّهَا تَعْرُق الْإِنْسَان، وَقد عَرَقَتْه تَعْرُقُه، وتَعَرَّقَتْهُ.

أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

إِذا بَعْضُ السِّنينَ تَعَرَّقَتْنا ... كَفى الأيتامَ فقدَ أَبى اليَتيمِ

أنَّث، لأنَ بعض السنين سنُون، كَمَا قَالُوا: ذهبت بعض أَصَابِعه، ومثلهُ كثير.

وعَرَقَتْه الخُطُوبُ تَعْرُقه: أخذت مِنْهُ. قَالَ:

أجارَتنا كلُّ امرِئ ستُصيبُه حوادثُ ... إلاَّ تَبْتَرِ العَظْمَ تَعْرُقِ

وَقَوله، انشده ثَعْلَب:

أيَّامَ أعْرَقَ بِي عامَ المَعاصِيمِ

فسره فَقَالَ: مَعْنَاهُ: ذهب بلحمي. وَقَوله " عامَ المعاصيم " قَالَ: مَعْنَاهُ: بلغ الْوَسخ إِلَى معاصمي. وَهَذَا من الجَدْب. وَلَا أَدْرِي مَا هَذَا التَّفْسِير. وَــزَاد الْيَاء فِي المعاصيم ضَرُورَة.

والعَرَق: كلُّ مضفور مصطف، واحدته: عَرَقة. قَالَ أَبُو كَبِير:

نَغْدُو فنترُك فِي المَزاحِف من ثَوَى ... ونُمِرُّ فِي العَرَقات مَنْ لَمْ يُقْتَلِ ونَقْتُلِ أَيْضا. يَعْنِي تأسرهم، فتشدهم فِي العَرَقات.

والعَرَق: السَّفيفة المنسوجة من الخُوص، قبل أَن تجْعَل زبيلا. والعَرَق والعَرَقَة: الزَّبيل، مُشْتَقّ من ذَلِك. والعَرَق: الطير إِذا صفَّت فِي السَّمَاء. والعَرَق: السطر من الْخَيل. الْوَاحِد مِنْهُمَا: عَرَقة. وَرفعت من الْحَائِط عَرَقا أَو عَرَقين، أَي صفاًّ أَو صفّين. وَالْجمع: أعْراق.

والعَرَقة: طُرّة تنسج وتخاط على طرف الشُّقَّة. وَقيل: هِيَ طُرّة تنسج على جَوَانِب الْفسْطَاط. والعَرَقة: خَشَبَة تعرض على الْحَائِط بَين الَّلبن. والعَرَقة: آثَار اتِّبَاع الْإِبِل بَعْضهَا بَعْضًا. وَالْجمع: عَرَق. قَالَ:

وَقد نَسَجْنَ بالفَلاةِ عَرَقا

والعَرَقة: النَّسعة وعِراق المَــزادة: الخرز الْمثنى فِي أَسْفَلهَا وَقيل هوالذي يَجْعَل على ملتقى طرفِي الْجلد، إِذا خرز فِي اسفل الْقرْبَة، فَإِذا سوى ثمَّ خرز غير مثنى، فَهُوَ طباب. وَقيل: عِراق القِربة: الخرز الَّذِي فِي وَسطهَا. قَالَ:

يَرْبُوعُ ذَا القَنازِع الدّقاقِ

والوَدْع والأحْوية الأخلاقِ

بِي بِيَ أرْياقُك منْ أرْياقِ

وحيثُ خُصْياكَ إِلَى المَرَاقيِ

وعارِضٌ كجانب العِرَاقِ

هَذَا أَعْرَابِي ذكر يُونُس انه رَآهُ يرقص ابْنه، وسَمعه ينشد هَذِه الأبيات. قَوْله " وعارض كجانب العِراق " الْعَارِض: مَا بَين الثنايا والأضراس، وَمِنْه قيل للْمَرْأَة: " مَصْقولٌ عَوارِضها ". وَقَوله " كجانب العِراق ": شبه أَسْنَانه فِي حسن نبتتها واصطاف على نسق وَاحِد، بعراق المــزادة، لِأَن خرزة متسرد مستو. وَمثله قَول الشماخ، وَذكر أتنا وردن وحسسن بالصائد، فنفرن على تتَابع واستقامة، فَقَالَ:

فلمَّا رأيْنَ المَاء قد حالَ دُونَهُ ... ذُعافٌ على جَنْب الشَّريعةِ كارِز شكَكْنَ بأحْساءِ الذِّنابِ على هُدىً ... كَمَا شَكَّ فِي ثِنْى العِنان الخوَارِزُ

وَأنْشد أَبُو عَليّ الْفَارِسِي فِي مثل هَذَا الْمَعْنى:

وشِعْبٍ كشَكّ الثَّوْب شَكْسٍ طرِيقه ... مَدارِجُ صُوحَيْهِ عذابٌ مَخاصرُ

عَنى: فَمَا حسن نبتة الاضراس، متناسقها كتناسق الْخياطَة فِي الثَّوْب، لِأَن الخائط يضع إبرة إِلَى أُخْرَى، شكَّة فِي اثر شكَّة. وَقَوله: " شكْس طريقُهُ ": عني صغره. وَقيل: لصعوبة مرامه، وَلما جعله شعبًا لصغره، وَجعل لَهُ صوحين، وهما جَانِبي الْوَادي، كَمَا تقدم. وَالدَّلِيل على انه عَنى فَمَا قَوْله بعد هَذَا:

تَعَسَّفْتُهُ باللَّيل لم يَهْدِني لهُ ... دليلٌ، وَلم يشْهَدْ لَهُ النَّعت خابرُ

وعِراق السُّفرة: خَرْزُها الْمُحِيط بهَا. وعَرَقْت المــزادة والسفرة: عملت هما عِراقا. وعِراق الظفر: مَا أحَاط بِهِ من اللَّحْم. وعِراق الْأذن: كفافها. وعِراق الرَّكيب: حَاشِيَته، من أدناه إِلَى منتهاه. والرَّكيب: النَّهر الَّذِي يدْخل مِنْهُ المَاء الْحَائِط، وَسَيَأْتِي ذكره. وَالْجمع من كل ذَلِك: أعْرِقه، وعُرُق.

والعِرَاق: شاطئ المَاء. وخصَّ بَعضهم بِهِ شاطئ الْبَحْر، وَالْجمع: كالجمع. والعِراق من بِلَاد فَارس: مذَّكر، سمي بذلك، لِأَنَّهُ على شاطئ دجلة، وَقيل: سمي عِراقا، لِأَنَّهُ استكفَّ أَرض الْعَرَب. وَقيل: سمِّي بِهِ، لتواشج عُروق الشَّجر وَالنَّخْل فِيهِ. كَأَنَّهُ أَرَادَ عِرْقا ثمَّ جُمع على عِراق. وَقيل: سمي بِهِ، لِأَن الْعَجم سمَّته: " إيران شهر " وَمَعْنَاهَا: كَثِيرَة النّخل وَالشَّجر، فعرِّبت، فَقيل: عِراق. وَقيل: سمي بعِراق المــزادة، وَهِي الْجلْدَة الَّتِي تجْعَل على ملتقى طرفِي الْجلد، إِذا خرز فِي أَسْفَلهَا، لِأَن الْعرَاق بَين الرِّيف وَالْبر. والعِراقان: الْكُوفَة وَالْبَصْرَة. وَقَوله:

أزْمانَ سَلْمَى لَا يَرَى مِثلَها الر ... اءون فِي شامٍ وَلَا فِي عِراقْ

إِنَّمَا نُكرِّ، لِأَنَّهُ جعل كلّ جُزْء مِنْهُ عِرَاقا. وأعْرَقَ القوْمُ: أَتَوا العِراق. قَالَ المُمزَّق الْعَبْدي:

فإنْ تُتْهِمُوا أنْجِدْ خِلافا عليكمُ ... وَإِن تُعْمِنُوا مُسْتَحقبِي الحربِ أُعْرِق

وَحكى ثَعْلَب: " اعترَقوا " فِي هَذَا الْمَعْنى. وَأما قَوْله، انشده ابْن الْأَعرَابِي:

إِذا استنصَلَ الهَيْفُ السَّفا بَرَّحَتْ بِهِ ... عِراقيَّةُ الأقْياظِ نُجْدُ المَرَابعِ

نُجْد هَاهُنَا: جمع نجدي كفارسي وَفرس، فسره فَقَالَ: هِيَ منسوبة إِلَى العِراق، الَّذِي هُوَ شاطئ المَاء، وَقيل: هِيَ الَّتِي تطلب المَاء فِي القيظ. وعِراق الدَّار: فنَاء بَابهَا. وَالْجمع: أعرِقة، وعُرُق.

وجَرَى الْفرس عُرَقَاً أَو عَرَقَيْن: أَي طلقا أَو طَلْقَتَيْنِ.

والعَرَق: الزَّبِيب، نَادِر.

والعَرَقة: الدِّرَّة الَّتِي يضْرب بهَا.

والعَرْقُوة: خَشَبَة معروضة على الدُّلو، وَالْجمع عَرْقٍ. واصله: عَرْقُوٌ، إِلَّا انه لَيْسَ فِي الْكَلَام اسْم آخِره وَاو، قبلهَا حرف مضموم، إِنَّمَا تخص بِهَذَا الضَّرْب الْأَفْعَال، نَحْو: سرو، وبهو، ورهو، هَذَا مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ وَغَيره من النَّحْوِيين. فَإِذا أدّى قِيَاس إِلَى مثل هَذَا رفض، فعدلوا إِلَى إِبْدَال الْوَاو يَاء، فكأنهم حولوا عَرْقُواً إِلَى عَرْقيِ، ثمَّ كَرهُوا الكسرة على الْيَاء، فأسكنوها، وَبعدهَا النُّون سَاكِنة، فَالتقى ساكنان، فحذفوا الْيَاء، وَبقيت الكسرة دَالَّة عَلَيْهَا، وَثبتت النُّون، أشعارا بِالصرْفِ، فَإِذا لم يلتق ساكنان، ردُّوا الْيَاء، فَقَالُوا: رَأَيْت عَرْقِيها، كَمَا يَفْعَلُونَ فِي هَذَا الضَّرْب من التصريف. أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

حَتَّى تَفُضِّي عَرْقِيَ الدِّلِيِّ

والعَرْقاة: العَرْقُوَة. قَالَ:

أحْذَرْ على عَينَيكَ والمَشافِرِ

عَرْقاةَ دَلْو كالعُقاب الكاسِرِ

شبهها بالعُقاب فِي ثقلهَا. وَقيل: فِي سرعَة هويِّها. والكاسر: الَّتِي تكسر من جناحها للانقضاض.

وعَرْقَيْتُ الدّلوَ عَرْقاةً: جَعَلتُ لَهَا عَرْقوة، أَو شَدَدْتُها عَلَيْهَا.

وذاتُ العَراقي: الداهية، سميت بذلك لِأَن ذَات العَراقي: هِيَ الدَّلْو، والدلو من أَسمَاء الداهية. قَالَ:

لَقِيُتمْ مِن تَدَرُّئكُمْ عَلَيْنا ... وقَتْلِ سَرَاتِنا ذَاتَ العَراقِي

والعَرْقُوتان من الرَّحل والقتب: خشبتان تضمان مَا بَين الواسط والمؤخَّرة.

والعَرْقُوة: كل أكمة منقادة فِي الأَرْض، كَأَنَّهَا جثوَة قبر مستطيلة. والعَرْقُوة من الْجبَال: الغليظ المنقاد فِي الأَرْض، لَيْسَ يرتقى لصعوبته، وَلَيْسَ بطويل، وَهِي العِرْق أَيْضا. وَقيل: العِرْق جبيل صَغِير مُنْفَرد، وَقيل: العِرْق: الْجَبَل، وَجمعه: عُرُوق.

والعَرَاقِي عِنْد أهل الْيمن: التَّراقي.

وعَرَق فِي الأَرْض يَعْرِق عُروقا: ذهب.

والمَعْرَقة: طَرِيق كَانَت تسلك عَلَيْهِ قُرَيْش إِلَى الشَّام، وَعَلِيهِ سلكت عِيرُها حِين وقْعَة بدر وَمِنْه حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ، انه قَالَ لسلمان: أَيْن تَأْخُذ إِذا صدرت: أَعلَى المَعْرَقة، أم على الْمَدِينَة؟ حَكَاهَا الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

وصارعَه فتَعَرَّقه: وَهُوَ أَن تَأْخُذ رَأسه، فتجعله تَحت إبطك، ثمَّ تصرعَه بعد.

وعِرْقٌ، وَذَات عِرْق، والعِرْقان، والأعراق، وعُرَيق: كلهَا مَوَاضِع.

وعارِق: اسْم شَاعِر.

وَابْن عِرْقان: رجل من الْعَرَب.

عرق: العَرَق: ما جرى من أُصول الشعر من ماء الجلد، اسم للجنس لا يجمع،

هو في الحيوان أَصل وفيما سواه مستعار، عَرِق عَرَقاً. ورجل عُرَقٌ: كثير

العَرَق. فأَما فُعَلَةٌ فبناء مطرد في كل فعل ثلاثي كهُزَأَة، وربما

غُلِّظ بمثل هذا ولم يُشْعَر بمكان اطراده فذكر كما يذكر ما يطرد، فقد قال

بعضهم: رجل عُرَقٌ وعُرَقةٌ كثير العرق، فسوّى بين عُرَقٍ وعُرَقةٍ،

وعُرَقٌ غير مطرد وعُرَقةٌ مطرد كما ذكرنا. وأَعْرَقْتُ الفرس وعَرَّقْتُه:

أَجريته ليعرق. وعَرِقَ الحائطُ عَرَقاً: نَدِيَ، وكذلك الأَرض الثَّرِيّة

إِذا نَتَح فيها الندى حتى يلتقي هو والثرى. وعَرَقُ الزجاجةِ: ما نَتح

به من الشراب وغيره مما فيها. ولَبَنٌ عَرِقٌ، بكسر الراء: فاسدُ الطعم

وهو الذي يُحْقَن في السقاء ويعلَّق على البعير ليس بينه وبين جنب البعير

وقاء، فيَعْرَقُ البعيرُ

ويفسد طعمه عن عَرَقِه فتتغير رائحته، وقيل: هو الخبيث الحمضُ، وقد

عَرِق عَرَقاً. والعرَقُ: الثواب. وعَرَق الخِلال: ما يرشح لك الرجل به أَي

يعطيك للمودة؛ قال الحرث بن زهير العبسي يصف سيفاً:

سأَجْعَلُه مكانَ النُّونِ مِنِّي،

وما أُعْطِيتُه عَرَقَ الخِلالِ

أَي لم يَعْرَق لي بهذا السيف عن مودة إِنما أَخذته منه غضباً، وقيل: هو

القليل من الثواب شبّه بالعرقِ. قال شمر: العرَقُ النفع والثواب، تقول

العرب: اتخذت عنده يداً بيضاء وأُخرى خضراء فما نِلْتُ

منه عَرَقاً أَي ثواباً، وأَنشد بيت الحرث بن زهير وقال: معناه لم

أُعْطَه للمُخالَّة والمودة كما يُعْطي الخليلُ خليلَه، ولكني أَخذته قَسْراً،

والنون اسم سيف مالك بن زهير، وكان حَمَلُ بن بدر أَخذه من مالك يوم

قتَلَه، وأَخذه الحرث من حمل بن بدر يوم قتله، وظاهر بيت الحرث يقضي بأَنه

أَخذ من مالك

(* قوله «من مالك إلخ» كذا بالأصل ولعله من حمل). سيفاً غير

النون، بدلالة قوله: سأَجعله مكان النون أَي سأَجعل هذا السيف الذي

استفدته مكان النون؛ والصحيح في إِنشاده:

ويُخْبِرُهم مكان النون مِّنِي

لأَن قبله:

سيُخْبِرُ قومَه حَنَشُ بن عمرو،

إِذا لاقاهُمُ، وابْنا بِلال

والعَرقُ

في البيت: بمعنى الجزاء: ومَعارِقُ الرمل: أَلعْاطُه وآباطُه على

التشبيه بمَعارِق الحيوان. والعرَق: اللَبنُ، سمي بذلك لأَنه عَرَقٌ يتحلَّب في

العروق حتى ينتهي إِلى الضرع؛ قال الشماخ:

تغدُو وقد ضَمِنَتْ ضَرَّاتها عَرَقاً،

منْ ناصعِ اللونِ حُلْوِ الطعم مجهودِ

والرواية المعروفة غُرَقاً

جمع غُرْقة، وهي القليل من اللبن والشراب، وقيل: هو القليل من اللبن

خاصة؛ ورواه بعضهم: تُصْبح وقد ضمنت، وذلك أَن قبله:

إِن تُمْسِ في عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُه،

من الأَسالِق، عارِي الشَّوْكِ مَجْرودِ

تصبح وقد ضمنت ضَرَّاتها عَرَقاً،

فهذا شرط وجزاء، ورواه بعضهم: تُضْحِ وقد ضمنت، على احتمال الطيّ.

وعَرِقَ السقاءُ عَرَقاً: نتح منه اللبن. ويقال: إِنَّ بغنمك لعِرْقاً

من لبن، قليلاً كان أَو كثيراً؛ ويقال: عَرَقاً من لبن، وهو الصواب. وما

أَكثر عَرَق إِبلك وغنمك أَي لبَنها ونتاجها. وفي حديث عمر:أَلا لا

تُغالوا صُدُقَ

النساء فإِن الرجال تُغالي بصداقها حتى تقول جَشِمْت إِليك عَرَق

القربة؛ قال الكسائي: عَرَقُ القِرْبة أَن يقول نَصِبْت لك وتكلفت وتعبت حتى

عَرِقْت كعَرَقِ القِرْبة، وعَرَقُها سَيَلانُ مائها؛ وقال أَبو عبيدة:

تكلفت إِليك ما لا يبلغه أَحد حتى تجشَّمْت ما لا يكون لأَن القربة لا

تَعْرَق، وهذا مثل قولهم: حتى يَشيبَ الغُرابُ

ويَبيضَ الفأْر، وقيل: أَراد بعَرقِ القربة عَرَقَ حامِلها من ثِقَلها،

وقيل: أَراد إِني قصدتك وسافرت إِليك واحتجت إِلى عَرَق القربة وهو

ماؤها؛ قال الأَصمعي: عَرق القربة معناه الشدة ولا أَدري ما أَصله؛ وأَنشد

لابن أَحمر الباهلي:

لَيْستْ بمَشْتَمةٍ تُعَدُّ، وعَفْوُها

عَرق السِّقاء على القَعود اللاَّغِبَ

قال: أَراد أَنه يسمع الكلمة تَغِيظه وليست بمشتمة فيُؤاخِذ بها صاحَبها

وقد أُبْلَغتْ

إِليه كعَرَق السقاء على القَعُود اللاغب، وأَراد بالسقاء القربة، وقيل:

لَقِيت منه عَرَقَ

القربة أَي شدَّة ومشقة، ومعناه أَن القربة إِذا عَرِقت وهي مدهونة خبُث

ريحها، وأَنشد بيت ابن أَحمر: ليست بمشتمة، وقال: أَراد عَرَقَ القربة

فلم يستقم له الشعر كما قال رؤبة:

كالكَرْم إِذْ نادَى منَ الكافورِ

وإِنما يقال: صاحَ الكرمُ إِذا نوَّر، فكَرِه احتمال الطيّ لأَن قوله

صاح من الـ مفتعلن فقال نادى، فأَتمَّ الجزء على موضوعه في بحره لأَن نادى

من الـ مستفعلن، وقيل: معناه جَشِمْت إِليك النصَبَ والتعب والغُرْمَ

والمؤونة حتى جَشِمْت إِليك عَرَقَ

القربة أَي عِراقها الذي يُخْرَزُ حولها، ومن قال عَلَقَ القربة أَراد

السيور التي تعلَّق بها؛ وقال ابن الأََعرابي: كَلِفْت إِليك عَرَقَ

القربة وعَلَق القربة، فأَما عَرَقُها فعَرَقُك بها عن جَهْد حَمْلِها وذلك

لأَن أَشدّ الأَعمال عندهم السَّقْيُ، وأَما علقها فما شُدَّت به ثم

عُلِّقت؛ وقال ابن الأَعرابي: عَرَقُ القربة وعَلَقُها واحد، وهو مِعْلاق تحمل

به القربة، وأَبدلوا الراء من اللام كما قالوا لعَمْري ورَعَمْلي. قال

الجوهري: لَقيت من فلان عَرَق القربة؛ العَرَقُ إِنما هو للرجل لا للقربة،

وأَصله أَن القِرَبَ إِنما تْحمِلها الإِماءُ

الزوافر ومَنْ لا مُعِين له، وربما افتقر الرجل الكريم واحتاج إِلى

حملها بنفسه فيَعْرَقُ

لما يلحقه من المشقة والحياء من الناس، فيقال: تجشَّمْت لك عَرَقَ

القربة. وعَرَقُ التمر: دِبْسه. وناقة دائمة العَرَقِ

أَي الدِّرَّة، وقيل: دائمة اللبن. وفي غنمه عَرَقٌ أَي نِتاج كثير؛ عن

ابن الأَعرابي.

وعِرْق كل شيء: أَصله، والجمع أَعْراق وعُروق، ورجل مُعْرِقٌ في الحسب

والكرم؛ ومنه قول قُتَيْلة بنت النضر بن الحرث:

أَمُحَمَّدٌ ولأَنْت ضَنْءُ نَجيبةٍ * في قَوْمها، والفَحْلُ فحلٌ مُعْرِق

أَي عريق النسب أَصيل، ويستعمل في اللؤم أَيضاً، والعرب تقول: إِنَّ

فلاناً لَمُعْرَق له في الكرم، وفي اللؤم أَيضاً. وفي حديث عمر بن عبد

العزيز: إِنَّ امْرَأً ليس بينه وبين آدم أَبٌ حيٌّ لَمُعْرَق له في الموت أَي

إِن له فيه عِرْقاً وإِنه أَصيل في الموت. وقد عَرَّقَ فيه أَعمامُه

وأَخواله وأَعْرقوا، وأَعْرق فيه إِعْراق العبيد والإماء إِذا خالطه ذلك

وتخلَّق بأَخلاقهم. وعَرِّق فيه اللئامُ وأَعْرَقوا، ويجوز في الشعر إِنه

لَمعْروقٌ له في الكرم، على توهم حذف الزائد، وتَداركه أعْراقُ

خير وأَعْراق شر؛ قال:

جَرى طَلَقاً، حتى إِذا قيل سابقٌ،

تَدارَكَه أَعْراقُ سَوْءِ فبَلَّدا

قال الجوهري: أَعْرَق الرجل أَي صار عَريقاً، وهو الذي له عُروق في

الكرم، يقال ذلك في الكرم واللؤم جميعاً. ورجل عَريق: كريم، وكذلك الفرس

وغيره، وقد أَعْرَقَ. يقال: أََعْرَق الفرس كِذا صار عَريقاً

كريماً. والعَريق من الخيل: الذي له عِرْقٌ في الكرم. ابن الأَعرابي:

العُرُقُ أَهل الشرف، واحدُهم عَريق وعَرُوق، والعُرُقُ أَهل السلامة في

الدين. وغلام عَريقٌ: نحيف الجسم خفيف الروح. وعُرُوقُ كلِّ شيء: أَطْبَاب

تَشَعَّبُ منه، واحدها عِرْق. وفي الحديث: إِن ماءَ

الرجل يجري من المرأَة إِذا واقعها في كل عِرْقٍ وعَصَبٍ؛ العِرْق من

الحيوان: الأَجْوَف الذي يكون فيه الدم، والعَصَبُ غير الأَجْوَف.

والعُرُوقُ: عُروقُ الشجر، الواحد عِرْق. وأَعْرَقَ الشجرُ

وعَرَّقَ وتَعَرَّقَ: امتدَّتْ عُروقه في الأَرض. وفي المحكم: امتدَّت

عُروقه بغير تقييد.

والعَرْقاة والعِرْقاة: الأَصل الذي يذهب في الأَرض سُفْلاً وتَشَعَّبُ

منه العُروقُ، وقال بعضهم: أَعْرِقَةٌ وعِرْقَات، فجمع بالتاء.

وعِرْقاةُ كل شيء وعَرْقاته: أَصله وما يقوم عليه. ويقال في الدعاء عليه: استأْصل

الله عَرْقاتَهُ، ينصبون التاء لأَنهم يجعلونها واحدة مؤنثة. قال

الأَزهري: والعرب تقول: استأْصل الله عِرْقاتِهم وعِرْقاتَهُمْ أَي شأْفَتهم،

فعِرْقاتِهم. بالكسر، جمع عِرْق كأَنه عِرْقٌ وعِرْقات كعِرْسَ وعِرْسات

لأَن عِرْساً أُنثى فيكون هذا من المذكر الذي جمع بالأَلف والتاء كسِجِلّ

وسِجِلاَّتٍ وحَمّام وحَمّاماتٍ، ومن قال عِرْقاتَهم أَجْراه مجرى

سِعْلاة، وقد يكون عِرْقاتَهُم جمع عِرْق وعِرْقة كما قال بعضهم: رأَيت بناتَك،

شبهوها بهاء التأْنيث التي في قَناتِهِم وفَتاتِهم لأَنها للتأْنيث كما

أَن هذه له، والذي سمع من العرب الفصحاء عِرْقاتِهِم، بالكسر؛ قال الليث:

العِرْقاةُ من الشجر أُرُومُهُ الأَوسط ومنه تَتَشَعَّب العُروق وهو على

تقدير فِعْلاةٍ؛ قال الأَزهري: ومن كسر التاء في موضع النصب وجعلها جمع

عِرْقَةٍ فقد أَخطأَ، قال ابن جني: سأَل أَبو عمرو أَبا خَيْرَةَ عن قولهم

استأْصل الله عِرْقاتِهم فنصب أَبو خيرة التاء من عِرْقاتِهم، فقال له

أَبو عمرو: هَيْهات أَبا خيرة لانَ جِلْدُك وذلك أَن أَبا عمرو استضعف

النصب بعدما كان سَمِعَها منه بالجر، قال: ثم رواها أَبو عمرو فيما بعد

بالجر والنصب، فإِما أَن يكون سمع النصب من غير أَبي خيرة ممن تُرْضى

عربيته، وإِما أَن يكون قوي في نفسه ما سمعه من أَبي خيرة بالنصب، ويجوز أَيضاً

أَن يكون أَقام الضعف في نفسه فحكى النصبَ

على اعتقاده ضعفه، قال: وذلك لأَن الأعرابي يَنْطِقُ بالكلمة يعتقد أَن

غيرها أَقوى في نفسه، أَلا ترى أَن أَبا العباس حكى عن عُمَارة أَنه كان

يقرأُ ولا الليلُ سابقٌ النهارَ؟ فقال له: ما أَرَدْتَ؟ فقال: أَردتُ

سابقُ النهارِ، فقال له: فهلا قُلْتَه؟ فقال: لو قُلْتُه لكان أَوْزَنَ أَي

أَقوى. والعِرْقُ: نبات أَصفر يصبغ به، والجمع عُروقٌ؛ عن كراع. قال

الأَزهري: والعُروقُ

عُروقُ نباتٍ تكون صُفْراً يصبغ بها، ومنها عُروق حمر يصبغ بها. وفي

حديث عطاء: أَنه كره العُروقَ للمُحْرم؛ العُروقُ نبات أَصفر طيب الريح

والطعم يعمل في الطعام، وقيل: هو جمع واحده عِرْقٌ. وعُروقُ الأَرضِ: شحمها،

وعُروقَها أَيضاً: مَناتِح ثَراها. وفي حديث عِكْرَاش ابن ذُؤَيْبٍ:

أَنه قَدِمَ على النبي، صلى الله عليه وسلم، بإِبلٍ من صدقات قومه كأَنه

عُروقُ الأرْطى؛ الأَرطى: شجر معروف واحدته أَرْطاةٌ. قال الأَزهري: عُروقُ

الأَرطى طِوال حمر ذاهبة في ثَرَى الرمال الممطورة في الشتاء، تراها إِذا

انْتُثِرَتْ واستُخْرِجَت من الثّعرَى حُمْراً ريَّانةً مكتَنِزةً

تَرِقَّ يَقطُر منها الماءُ، فشبَّهَ الإِبل في حُمْرةِ أَلوانها وسِمَنها

وحسنها واكتناز لحومها وشحومها بعُرُوقِ

الأَرْطى، وعُرُوق الأَرْطى يقطر منها الماء لانْسِرابها في رِيِّ

الثَّرَى الذي انْسابَتْ فيه، والظباءُ وبقرُ

الوحش تجيءُ إِليها في حَمْراءِ القَيْظِ فتستثيرها من مَسَاربها

وتَتَرَشَّفُ ماءها فتَجْزأُ به عن وِرْدِ الماءِ؛ قال ذو الرمة يصف ثوراً يحفر

أَصل أَرْطاةٍ لِيَكْنِسَ فيه من الحرِّ:

تَوَخَّاهُ بالأَظْلافِ، حتى كأَنَّما

يُثِير الكُبابَ الجَعْد عن مَتْنَ محْمَلِ

وقول امرئ القيس:

إِلى عِرْقِ الثَّرَى وشَجَتْ عَرُوقي

قيل: يعني بِعرْقِ الثَّرَى إِسمعيلَ بن إِبراهيم، عليهما السلام.

ويقال: فيه عِرْقٌ من حُموضةٍ ومُلوحةٍ أَي شيء يسير. والعِرْقُ: الأَرض

المِلْح التي لا تنبت. وقال أَبو حنيفة: العِرْقُ سَبَخَةٌ تنبت الشجر.

واسْتَعْرَقَتْ إِبِلكُم: أَتت ذلك المكان. قال أَبو زيد: اسْتَعَرقت الإِبل

إِذا رعت قُرْب البحر. وكل ما اتصل بالبحر من مَرْعىً فهو عِراقٌ. وإِبل

عِراقيَّة: منسوبة إِلى العِرْقِ، على غير قياس. والعِراقُ: بقايا الحَمْض.

وإِبل عِراقيَّةٌ: ترعى بقايا الحمض. وفيه عِرْقٌ من ماءٍ أَي قليل.

والمُعْرَقُ من الخمر: الذي يمزج ليلاً مثلَ

العِرْقِ كأَنه جُعل فيه عِرْقٌ من الماء؛ قال البُرْجُ بن مُسْهِرٍ:

ونَدْمانٍ يَزيدُ الكَأْسَ طِيباً

سَقَيْتُ، إِذا تَغَوَّرَتِ النجومُ

رفَعْتُ برأْسِه وكشفتُ عنه،

بمُعْرَقة، ملامةَ من يَلومُ

ابن الأَعرابي: أَعْرَقْتُ

الكأْسَ وعَرَّقْتُها إِذا أَقللت ماءها؛ وأَنشد للقطامي:

ومُصَرَّعينَ من الكَلالِ، كأَنَّما

شَرِبوا الغَبُوقَ من الطِّلاءِ المُعْرَق

وعَرَّقْتُ في السِّقاء والدلو وأَعْرَقْتُ: جعلت فيهما ماء قليلاً؛

قال:

لا تَمْلإِ الدَّلْوَ وعَرِّقْ فيها،

أَلا تَرَى حَبَارَ مَنْ يَسْقِيها؟

حَبَار: اسم ناقته، وقيل: الحَبَار هنا الأَثَر، وقيل: الحَبَار هيئة

الرجل في الحسن والقبح؛ عن اللحياني. والعُرَاقَةُ: النَّطْفة من الماء،

والجمع عُرَاق وهي العَرْقَاة. وعمل رجل عملاً فقال له بعض أَصحابه:

عرَّقْت فَبرَّقْتَ؛ فمعنى بَرَّقْت لوَّحْت بشيء لا مصْداق له، ومعنى عَرَّقْت

قلَّلت، وهو مما تقدم، وقيل: عَرَّقْت الكأْسَ مزجتها فلم يعيَّنِ

بقلَّة ماء ولا كثرة. وقال اللحياني: أَعْرَقْتُ الكأْسَ ملأْتها. قال: وقال

أَبو صفوان الإِعْراقُ والتَّعْرِيقُ دون المَلْءِ؛ وبه فسَّر قوله:

لا تَمْلإِ الدَّلْوَ وعَرِّق فيها

وفي النوادر: تركت الحق مُعْرقاً وصادِحاً وسانِحاً أَي لائِحاً

بيِّناً. وإِنه لخبيث العَرْق أَي الجسد، وكذلك السِّقاء. وفي حديث إِحيْاء

المَواتِ: مَن أَحْياء أَرضاً ميتة فهي له، وليس لِعِرْق ظالم حقٌّ؛ العِرْقُ

الظالم: هو أَن يجيء الرجل إِِلى أَرض قد أَحياها رجل قبله فيغرس فيها

غرساً غصباً أَو يزرع أَو يُحْدِثَ فيها شيئاً ليستوجب به الأَرضَ؛ قال

ابن الأَثير: والرواية لعِرْقٍ ، بالتنوين، وهو على حذف المضاف، أَي لذي

عِرْقٍ ظالم، فجعَلَ العِرْقَ نفسه ظالماً والحَقَّ

لصاحبه، أَو يكون الظالم من صفة صاحب العرق، وإِن روي عِرْق بالإِضافة

فيكون الظالمُ صاحبَ العِرْق والحقُّ للعِرْقِ، وهو أَحد عُروق الشجرة؛

قال أَبو علي: هذه عبارة اللغويين وإِنما العِرْقُ المَغْروسُ أَو المَوْضع

المَغْروس فيه. وما هو عندي بَعرْقِ مَضِنَّة أَي ما لَه قَدْر،

والمعروف عِلْقُ مَضِنَّةٍ، وأَرى عِرْقَ

مَضِنَّةٍ إِنما يستعمل في الجحد وحده. ابن الأَعرابي: يقال عِرْقُ

مَضِنَّةٍ وعِلْقُ مَضِنَّةٍ بمعنى واحد، سمي عِلْقاً لأَنه عَلِقَ به لحبِّه

إِياه، يقال ذلك لكل ما أَحبه.

والعُرَاقُ: المطر الغزير: والعُراقُ: العظيم بغير لحم، فإِن كان عليه

لحم فهو عَرْق؛ قال أَبو القاسم الزجاجي: وهذا هو الصحيح؛ وكذلك قال أَبو

زيد في العُرَاقِ واحتج بقول الراجز:

حَمْراءُ تَبْرِي اللحمَ عن عُرَاقِها

أَي تبري اللحم عن العظم. وقيل: العَرْقُ الذي قد أُخِذَ أَكثر لحمه.

وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، دخل على أُم سَلَمة وتناول

عَرْقاً ثم صلى ولم يتوضأْ. وروي عن أُم إِسحق الغنويّة: أَنها دخلت على

النبي، صلى الله عليه وسلم، في بيت حَفْصة وبين يديه ثَرِيدةٌ، قالت

فناولني عَرْقاً؛ العَرْقُ، بالسكون: العظم إِذا أُخذ عنه معظم اللحم وهَبْرُهُ

وبقي عليها لحوم رقيقة طيبة فتكسر وتطبخ وتؤْخذ إِهالَتُها من طُفاحتها،

ويؤكل ما على العظام من لحم دقيق وتُتَمَشَّش العظامُ، ولحمُها من أَطيب

اللُّحْمانِ عندهم؛ وجمعه عُرَاقٌ؛ قال ابن الأَثير: وهو جمع نادر.

يقال: عَرَقْتُ العظمَ وتَعَرَّقْتُه إِذا أَخذتَ اللحم عنه بأَسنانك

نَهْشاً. وعظم مَعْروقٌ إذا أُلقي عنه لحمه؛ وأَنشد أَبو عبيد لبعض الشعراء

يخاطب امرأَته:

ولا تُهْدِي الأَمَرَّ وما يَليهِ،

ولا تُهْدِنَّ مَعْروقَ العِظامِ

قال الجوهري: والعَرْقُ مصدر قولك عَرَقْتُ العظم أَعْرُقُه، بالضم،

عَرْقاً ومَعْرقاً؛ وقال:

أَكُفُّ لساني عن صَديقي، فإِن أُجَأْ

إِليه، فإِنِّي عارقٌ كلَّ مَعْرَقِ

والعَرْق: الفِدْرة من اللحم، وجمعها عُرَاقٌ، وهو من الجمع العزيز. قال

ابن السكيت: ولم يجئ شيء من الجمع على فُعالٍ

إِلا أَحرف منها: تُؤَامٌ جمع تَوْأَمٍ، وشاة رُبَّى وغنم رُبابٌ،

وظِئْرٌ وظُؤَارٌ، وعَرْقٌ وعُرَاقٌ، ورِخْلٌ ورُخالٌ، وفَريرٌ وفُرارٌ، قال:

ولا نظير لها؛ قال ابن بري: وقد ذكر ستة أَحرف أُخَر: وهي رُذَال جمع

رَذْل، ونُذَال جمع نَذْلٍ، وبُسَاط جمع بُسْط للناقة تُخَلَّى مع ولدها لا

تمنع منه، وثُنَاء جمع ثِنْيٍ للشاة تلد في السنة مرتين، وظُهار جمع

ظَهْرٍ للريش على السهم، وبُرَاءٌ جمع بَرِيءٍ، فصارت الجملة اثني عشر حرفاً.

والعُرامُ: مثل العُراقِ، قال: والعِظام إِذا لم يكن عليها شيء من اللحم

تسمى عُرَاقاً، وإِذا جردت من اللحم

(* قوله «جردت من اللحم» يعني من

معظمه.) تسمى عُراقاً. وفي الحديث: لو وجد أَحدُهم عَرْقاً سميناً أَو

مَرْمَاتَيْنِ. وفي حديث الأَطعمة: فصارت عَرْقَهُ، يعني أَن أَضلاع السِّلْق

قامت في الطبيخ مقام قِطَعِ اللحم؛ هكذا جاءَ في رواية، وفي أُخرى

بالغين المعجمة والفاء، يريد المَرَق من الغَرْفِ. أَبو زيد: وقول الناس

ثَريدةٌ كثيرة العُرَاقِ خطأٌ لأَن العُراقَ العظام، ولكن يقال ثريدة كثيرة

الوَذَرِ؛ وأَنشد:

ولا تُهْدِنَّ مَعْرُوقَ العظام

قال: ومَعْروق العظام مثل العُراق، وحكى ابن الأَعرابي في جمعه عِراقٌ،

بالكسر، وهو أَقيس؛ وأَنشد:

يَبِيت ضَيْفي في عِراقٍ مُلْسِ،

وفي شَمولٍ عُرِّضَتْ للنَّحْسِ

أَي مُلْسٍ من الشحم، والنَّحْسُ: الريح التي فيها غَبَرةٌ.

وعَرَقَ العظمَ يَعْرُقُه عَرْقاً وتَعَرَّقَه واعْتَرَقَه: أَكل ما

عليه. والمِعْرَقُ: حديدة يُبْرَى بها العُرَاق من العظام. يقال: عَرَقْتُ

ما عليه من اللحم بِمعْرَقٍ أَي بشَفْرة، واستعار بعضهم التَّعَرُّقَ في

غير الجواهر؛ أَنشد ابن الأَعرابي في صفة إِبل وركب:

يَتَعرَّقون خِلالَهُنَّ، ويَنْثَني

منها ومنهم مُقْطَعٌ وجَرِيحُ

أَي يستديمون حتى لا تبقى قوة ولا صبر فذلك خِلالهن، وينثني أَي يسقط

منها ومنهم أَي من هذه الإِبل. وأَعْرَقَه عَرْقاً: أَعطاه إِياه؛ ورجل

مَعْروقٌ، وفي الصحاح: مَعْروقُ

العظام، ومُعْتَرَقٌ ومُعَرِّقٌ قليل اللحم، وكذلك الخد. وفرس مَعْروقٌ

ومُعْتَرقٌ إِذا لم يكن على قصبه لحم، ويستحب من الفرس أَن يكون

مَعْروقَالخدّين؛ قال:

قد أَشْهَدُ الغارةً الشَّعْواءَ، تَحْمِلُني

جَرْداءُ مَعْروقةُ اللَّحْيَينِ سُرْحوبُ

ويروى: مَعْروقةُ الجنبين، وإِذا عَرِيَ لَحْياها من اللحم فهو من

علامات عِتْقها. وفرس مُعَرَّق إِذا كان مُضَمَّراً يقال: عَرِّقْ

فرسك تَعْريقاً أَي أَجْرِهِ حتى يَعْرَقَ ويَضْمُر ويذهب رَهَلُ لحمه.

والعَوارِقُ: الأَضراس، صفة غالبة. والعَوارِقُ: السنون لأَنها تَعْرُق

الإِنسان، وقد عرَقَتْه تَعْرُقه وتَعَرَّقَته؛ وأَنشد سيبويه:

إِذا بََعْضُ السِّنينَ تَعَرَّقَتْنا،

كَفَى الأَيْتامَ فَقْدُ أَبي ا ليَتيمِ

أَنث لأَن بعض السنين سنون كما قالوا ذهبت بعض أَصابعه، ومثله كثير.

وعَرَقَتْه الخُطوب تَعْرُقه: أَخذت منه؛ قال:

أَجارَتَنا، كلُّ امرئٍ سَتُصِيبُه

حَوادثُ إِلاَّ تَبْتُرِ العظمَ تَعْرُقِ

وقوله أَنشده ثعلب:

أَيام أَعْرَقَ بي عامُ المَعاصيمِ

فسره فقال: معناه ذهب بلحمي، وقوله عام المعاصيم، قال: معناه بلغ الوسخ

إِلى مَعاصِمي وهذا من الجَدْب، قال ابن سيده: ولا أَدري ما هذا التفسير،

وزاد الياء في المَعاصِمِ ضرورةً. والعَرَقُ: كل مضفورٍ مُصْطفّ، واحدته

عَرَقَةٌ؛ قال أَبو كبير:

نَغْدُو فنَتْرك في المَزاحِف من ثَوى،

ونُقِرُّ في العَرَقاتِ من لم يُقْتَلِ

يعني نأْسِرهم فنشدهم في العَرَقاتِ. وفي حديث المظاهر: أَنه أُتِيَ

بعَرَقٍ من تمر؛ قال ابن الأَثير: هو زَبِيلٌ منسوج من نسائج الخُوص.

وكل شيء مضفورٍ فهو عَرَقٌ وعَرَقَة، بفتح الراء فيهما؛ قال الأَزهري: رواه

أَبو عبيد عَرَق وأَصحاب الحديث يخففونه. والعَرَقُ: السَّفِيفةُ

المنسوجة من الخوص قبل أَن تجعل زَبِيلاً. والعَرَقُ والعَرَقةُ: الزَّبيل

مشتق من ذلك، وكذلك كل شيء يَصْطَفّ. والعَرَقُ: الطير إِذا صَفَّتْ في

السماء، وهي عَرَقة أَيضاً. والعَرَقُ: السطر من الخيلِ

والطيرِ، الواحد منها عَرَقة وهو الصف؛ قال طفيل الغنوي يصف الخيل:

كأَنَّهُنَّ وقد صَدَّرْنَ من عَرَقٍ

سِيدٌ، تَمَطَّر جُنْحَ الليل، مَبْلولُ

قال ابن بري: العَرَقُ جمع عَرَقَةٍ وهي السطر من الخيل، وصَدَّرَ

الفرسُ، فهو مُصَدِّر إِذا سبق الخيل بصَدْره؛ قال دكين:

مُصَدِّر لا وَسَط ولا تالْ

وصَدِّرْنَ: أَخرجن صُدُورهن من الصف، ورواه ابن الأَعرابي: صُدِّرْنَ

من عَرَقٍ أَي صَدَرْن بعدما عَرِقْنَ، يذهب إِلى العَرَق الذي يخرج منهن

إِذا أُجرين؛ يقال: فرس مُصَدَّر إِذا كان يعرق صَدْرُه. ورفعتُ

من الحائط عَرَقاً أَو عَرَقَيْنِ

أَي صفّاً أَو صفَّين، والجمع أَعْراقٌ. والعَرَقةُ: طُرَّةٌ تنسج وتخاط

في طرف الشُّقَّة، وقيل: هي طرة تنسج على جوانب الفُسْطاط. والعَرَقةُ:

خشيبة تُعَرَّضُ

على الحائط بين اللَّبِنِ؛ قال الجوهري: وكذلك الخشبة التي توضع

مُعْتَرِضة بين سافَي الحائط. وفي حديث أَبي الرداء: أَنه رأَى في المسجد

عَرَقَةً فقال غَطُّوها عنّا؛ قال الحربي: أَظنها خشبة فيها صورة. والعَرَقةُ:

آثار اتباع الإِبل بعضها بعضاً، والجمع عَرَقٌ؛ قال:

وقد نَسَجْنَ بالفَلاة عَرَقا

والعَرَقةُ: النِّسْعةُ. والعَرَقاتُ: النُّسوع.

قال الأَصمعي: العِراقُ الطِّبابَةُ وهي الجلدة التي تغطى بها عُيون

الخُرَزِ، وعِراقُ المــزادة: الخَرْز المَثْنِيّ في أَسفلها، وقيل: هو الذي

يجعل على ملتقى طرفي الجلد إِذا خُرِزَ في أَسفل القربة، فإِذا سوي ثم

خُرِزَ عليه غير مَثْنِيّ فهو طِباب؛ قال أَبو زيد: إِذا كان الجلد أَسفل

الإداوَةِ مَثْنيّاً ثم خرز عليه فهو عِراقٌ، والجمع عُرُق، وقبل عِراقُ

القربة الخَرْز الذي في وسطها؛ قال:

يَرْبوعُ ذا القَنازِع الدِّقاقِ،

والوَدْع والأَحْوِية الأَخْلاقِ،

بِي بِيَ أَرْياقكَ من أَرياقِ

وحيث خُصيْاكَ إِلى المَآقِ،

وعارِض كجانب العِراقِ

هذا أَعرابي ذكره يونس أَنه رآه يرقص ابنه وسمعه ينشد هذه الأَبيات؛

قوله:

وعارض كجانب العِراقِ

العارض ما بين الثنايا والأَضراس، ومنه قيل للمرأَة مصقولٌ عوارضُها،

وقوله كجانب العِراقِ، شبَّه أَسنانه في حسن نِبْتتها واصطفافها على نَسَقٍ

واحد بِعِراقِ المــزادة لأَن خَرْزَهُ مُتَسَرِّد مُسْتَوٍ؛ ومثله قول

الشماخ وذكر أُتُناً ورَدْنَ وحَسَسْنَ بالصائد فنفَرْن على تتابع واستقامة

فقال:

فلما رأَينَ الماءَ قد حالَ دونَه

ذُعاقٌ، على جَنْبِ الشَّرِيعةِ، كارِزُ

شَكَكْنَ، بأَحْساءَ، الذِّنابَ على هُدًى،

كما شَكَّ في ثِنْي العِنانِ الخَوارزُ

وأَنشد أَبو علي في مثل هذا المعنى:

وشِعْب كَشَكِّ الثوبِ شكْسٍ طَريقُهُ،

مَدارجُ صُوحَيْهِ عِذاب مَخاصِرُ

عنى فَماً

حسن نِبْتَة الأَضراس متناسقَها كتناسق الخياطة في الثوب، لأَن الخائط

يضع إِبرة إِلى أُخرى شَكّعة في إِثْرِ شَكَّةٍ، وقوله شَكْسٍ طريقُه عنى

صغره، وقيل: لصعوبة مرامه، ولما جعله شِعْباً لصغره جعل له صُوحَيْن وهما

جانبا الوادي كما تقدم؛ والدليل على أَنه عنى فَماً قوله بعد هذا:

تَعَسَّفْتُه باللَّيْل لم يَهْدِني له

دليلٌ، ولم يَشْهَدْ له النَّعْتَ جابرُ

أَبو عمرو: العِراقُ

تقارب الخَرْز؛ يضرب مثلاً للأَمر، يقال: لأَمره عِراق إِذا استوى، وليس

له عِراقٌ، وعِراقُ السُّفْرة: خَرْزُها المحيط بها. وعَرَقْت المــزادة

والسفرة، فهي مَعْروقة: عملت لها عِراقاً. وعِراقُ الظفر: ما أَحاط به من

اللحم. وعِراقُ الأُذن: كفافُها وعِراقُ الرَّكِيبِ: حاشيته من أَدناه

إِلى منتهاه، والرَّكيبُ: النهر الذي يدخل منه الماء الحائط، وهو مذكور في

موضعه، والجمع من كل ذلك أَعْرِقَةٌ وعُرُق.

والعِراقُ: شاطئ الماء، وخص بعضهم به شاطئ البحر، والجمع كالجمع.

والعِراقُ: من بلاد فارس، مذكر، سمي بذلك لأَنه على شاطئ دِجْلَةَ، وقيل:

سُمِّيَ عِراقاً لقربه من البحر، وأَهل الحجاز يسمون ما كان قريباً من

البحر عِراقاً، وقيل: سمي عِراقاً لأَنه اسْتَكَفّ أَرض العرب، وقيل: سمي به

لتَواشُج عُروق الشجر والنخل به كأَنه أَراد عِرْقاً ثم جمع على عِراقٍ،

وقيل: سَمَّى به العجمُ، سَمَّتْه إِيرانْ شَهْر، معناه: كثيرة النخل

والشجر، فعربَ

فقيل عِراق؛ قال الأَزهري: قال أَبو الهيثم زعم الأَصمعي أَن تسميتهم

العِراقَ

اسم عجمي معرب إِنما هو إِيرانْ شَهْر، فأَعربته العرب فقالت عِراق،

وإِيران شَهْر موضع الملوك؛ قال أَبو زبيد:

ما نِعِي بابَة العِراقِ من النا

سِ بِجُرْدٍ، تَغْدُو بمثل الأُسُود

ويروى: باحَة العِراقِ، ومعنى بابة العِراقِ ناحيته، والباحة الساحة،

ومنه أَباح دارهم. الجوهري: العِراقُ بلاد تذكر وتؤنث وهو فارسي معرب. قال

ابن بري: وقد جاء العِراقُ اسماً لِفناء الدار؛ وعليه قول الشاعر:

وهل بِلحاظ الدارِ والصَّحْنِ مَعْلَمٌ،

ومن آيِهِا بِينُ العِراقِ تَلُوح؟

واللِّحاظُ هنا: فِناء الدار أَيضاً، وقيل: سمي بعِراقِ المَــزادة وهي

الجلدة التي تجعل على ملتقى طرفي الجلد إِذا خُرِزَ في أَسفلها لأَن

العِراقَ بين الرَّيف والبَرّ، وقيل: العِراقُ

شاطئ النهر أَو البحر على طوله، وقيل لبلد العِراقِ

عِراقٌ لأَنه على شاطئ دِجْلَة والفُراتِ

عِداءً

(* قوله «عداء» أي تتابعاً، يقال: عاديته إذا تابعته؛ كتبه محمد

مرتضى كذا بهامش الأصل). حتى يتصل بالبحر، وقيل: العِراقُ معرب وأَصله

إِيرَاق فعربته العرب فقالوا عِرَاق. والعِرَاقانِ: الكوفة والبصرة؛ وقوله:

أَزْمان سَلْمَى لا يَرَى مِثْلَها الرْ

رَاؤونَ في شَامٍ، ولا في عِرَاقْ

إِنما نكَّره لأَنه جعل كل جزء منه عِراقاً.

وأَعْرَقْنا: أَخذنا في العِرَاقِ. وأَعْرَقَ القومُ: أَتوا العِراقَ؛

قال الممزَّق العبدي:

فإِن تُتْهِمُوا، أُنْجِدْ خلافاً عليكُمُ،

وإِن تُعْمِنُوا مُسْتَحْقِي الحَرْب، أُعْرِقِ

وحكى ثعلب اعْتَرقوا في هذا المعنى، وأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي:

إِذا اسْتَنْصَلَ الهَيْقُ السَّفا، بَرَّحَتْ به

عِرَاقِيَّةُ الأَقْياظِ نُجْدُ المَرابِعِ

نُجْدٌ ههنا: جمع نَجْدِيّ كفارسي وفُرْس، فسره فقال: هي منسوبة إِلى

العِرَاقِ

الذي هو شاطئ الماء، وقيل: هي التي تطلب الماء في القيـظ. والعِرَاقُ:

مياه بني سعد بن مالك وبني مازِن، وقال الأَزهري في هذا المكان: ويقال

هذه إِبل عِرَاقيَّة، ولم يفسر. ويقال: أَعْرَقَ الرجلُ، فهو مُعْرِقٌ إِذا

أَخذ في بلد العِرَاقِ.

قال أَبو سعيد: المُعْرِقةُ طريق كانت قريشٌ تسلكه إِذا سارت إِلى الشام

تأْخذ على ساحل البحر، وفيه سلكت عِيرُ قريشٍ حين كانت وقعة بدر. وفي

حديث عمر: قال لسلمان أَين تأْخذ إِذا صَدَرْتَ؟ أَعَلَى المُعَرِّقةِ أَم

على المدينة؟ ذكره ابن الأَثير المُعَرِّقَة وقال: هكذا روي مشدَّداً

والصواب التخفيف. وعِرَاقُ الدار: فناء بابها، والجمع أَعْرِقَة وعُرُق.

وجرى الفرس عَرَقاً أَو عَرَقَيْن أَي طَلَقاً أَو طَلَقْينِ .

والعَرَقُ: الزبيب، نادر. والعَرَقةُ الدِّرَّةُ التي يضرب بها.

والعَرْقُوَةُ: خشبة معروضة على الدلو، والجمع عَرْقٍ، وأَصله عَرْقُوٌ

إِلا أَنه ليس في الكلام اسم آخره واو قبلها حرف مضموم، إِنما تُخَصُّ

بهذا الضرب الأَفْعال نحو سَرُوَ وبَهُوَ ودَهُوَ؛ هذا مذهب سيبوبه وغيره

من النحويين، فإِذا أَدى قياس إِلى مثل هذا في الأَسماء رفض فعدلوا إِلى

إِبدال الواو ياء، فكأَنهم حولوا عَرْقُواً إِلى عَرْقِي ثم كرهوا الكسرة

على الياء فأَسكنوها وبعدها النون ساكنة، فالتقى ساكنان فحذفوا الياء

وبقيت الكسرة دالة عليها وثبتت النون إشعاراً

بالصرف، فإِذا لم يَلْتَقِ ساكنان ردّوا الياء فقالوا رأَيت عَرْقِيَها

كما يفعلون في هذا الضرب من التصريف؛ أَنشد سيبويه:

حتى تَقُضّي عَرْقِيَ الدُّلِيِّ

والعَرْقاةُ: العَرْقُوَةُ؛ قال:

احْذَرْ على عَيْنَيْكَ والمَشَافِرِ

عَرْقاةَ دَلْوٍ كالعُقابِ الكاسِرِ

شبهها بالعقاب في ثقلها، وقيل: في سرعة هُوِيِّها، والكاسر، التي تكسر

من جناحها للانْقِضاضِ. وعَرْقَيْتُ

الدلو عَرْقاةً: جعلت لها عَرْقُِوَةً وشددتها عليها. الأَصمعي: يقال

للخشبتين اللتين تعترضان على الدلو كالصليب العَرْقُوَتانِ

وهي العَراقي، وإِذا شددتهما على الدلو قلت: قد عَرْقَيْتُ

الدلو عَرْقاةً. قال الجوهري: عَرْقُوَةُ الدلو بفتح العين، ولا تقل

عُرْقُوَة، وإنما يُضَمّ فُعْلُوَةٌ إِذا كان ثانيه نوناً

مثل عُنْصُوَة، والجمع العَراقي؛ قال عديّ بن زيد يصف فرساً:

فَحَمَلْنا فارساً، في كَفِّهِ

راعِبيٌّ في رُدَيْنيٍّ أَصَمُّ

وأَمَرْناه بهِ من بَيْنِها،

بعدما انْصاعَ مُصِرّاًّ أَو كَصَمْ

فهي كالدَّلْوِ بكفّ المُسْتَقِي،

خُذِلَتْ منها العَرَاقي فانْجَذَمْ

أَراد بقوله منها: الدلو، وبقوله انْجَذم: السَّجْلَ لأَن السَّجْلَ

والدلوَ واحِد، وإِن جَمَعْتَ بحذف الهاء قلت عَرْقٍ وأَصله عَرْقُوٌ، إِلا

أَنه فعل به ما فعل بثلاثة أَحْق في جمع حَقْوٍ. وفي الحديث: رأيت كأَن

دَلْواً دُلِّيت من السماء فأَخذ أَبو بكر بعَراقِيها فشرب؛ العَراقي: جمع

عَرْقُوة الدلو. وذاتُ العَراقي: الداهية، سميت بذلك لأَن ذاتَ

العَرَاقي هي الدلو والدلو من أَسماء الداهية. يقال: لقيت منه ذات

العَرَاقي؛ قال عوف بن الأَحوص:

لَقِيتُمْ، من تَدَرُّئِكُمْ علينا

وقَتْلِ سَرَاتِنا، ذاتَ العَراقي

والعَرْقُوَتانِ

من الرَّحْل والقَتَب: خشبتان تضمان ما بين الواسط والمُؤَخَّرةِ.

والعَرْقُوَةُ: كل أَكَمة منقادة في الأَرض كأَنها جَثْوةُ

قبر مستطيلة. ابن شميل: العَرْقُوَة أَكمة تنقاد ليست بطويلة من الأَرض

في السماء وهي على ذلك تشرف على ما حولها، وهو قريب من الأَرض أَو غير

قريب، وهي مختلفة، مكانٌ منها ليّن ومكانٌ منها غليظ، وإِنما هي جانب من

أَرض مستوية مشرف على ما حوله. والعَرَاقي: ما اتصل من الإِكامِ وآضَ كأَنه

جُرْف واحد طويل على وجه الأَرض، وأَما الأَكمة فإِنها تكون مَلْمُومة،

وأَما العَرْقُوَةُ فتطول على وجه الأَرض وظهرها قليلة العرض، لها سَنَد

وقبلها نِجاف وبِرَاق ليس بسَهْل ولا غليظ جداًّ يُنْبِت، فأَما ظهره

فغليظ خَشِنٌ لا يُنْبتُ خَيراً. والعَرْقُوَةُ والعَراقي من الجبال:

الغليظُ المنقاد في الأَرض يمنعك من عُلْوِهِ وليس يُرتَقى لصعوبته وليس بطويل،

وهي العِرْقُ

أَيضاً؛ قال الأَزهري: وبه سمِّيت الداهية ذات العَراقي، وقيل: العِرْق

جُبَيْل صغير منفرد؛ قال الشماخ:

ما إِنْ يَزال لها شَأْوٌ يقَدِّمُها

مُجَرَّبٌ، مثل طُوطِ العِرْقِ، مَجْدول

وقيل: العِرْقُ الجبل وجمعه عُرُوق. والعَراقي عند أَهل اليمن:

التَّراقي.

وعَرَقَ

في الأَرض يَعْرِقُ عَرْقاً وعرُوقاً: ذهب فيها. وفي الحديث: قال ابن

الأَكْوَعِ فخرج رجل على ناقة وَرْقاءَ وأَنا على رَحْلي فاعْتَرَقَها حتى

أَخَذَ بِخطامها، يقال: عَرَقَ

في الأَرض إِذا ذهب فيها. وفي حديث وائل بن حجر أَنه قال لمعاوية وهو

يمشي في ركابه: تَعَرَّقْ في ظل ناقتي أَي امش في ظلها وانتفع به قليلاً

قليلاً. والعَرَقُ: الواحد من أَعْرَاق الحائط، ويقال: عَرِّقْ عَرَقاً أَو

عَرَقين. أَبو عبيد: عَرِقَ إِذا أَكل، وعَرِقَ إِذا كسل. وصارَعَهُ

فتَعَرَّقَهُ: وهو أَن تأْخذ رأْسه فتجعله تحت إِبطك تصرعه بعد.

وعِرْقٌ وذات عِرْق والعِرْقانِ والأَعْراق وعُرَيْقٌ، كلها: مواضع. وفي

الحديث: أَنه وَقَّت لأهل العِراق ذات عِرْقٍ؛ هو منزل معروف من منازل

الحاجِّ يُحْرِمُ أَهل العِراق بالحج منه، سمِّي به لأَن فيه عِرْقاً وهو

الجبل الصغير، وقيل: العِرْقُ من الأَرض سَبَخَة تنبت الطَّرْفاءَ؛ وعلِم

النبي، صلى الله عليه وسلم،أَنهم يُسْلمون ويَحُجُّون فبيَّن ميقاتهم.

قال ابن السكيت: ما دون الرمل إِلى الريف من العِراقِ يقال له عِراقٌ، وما

بين ذاتِ عِرْقٍ إِلى البحر غَوْرٌ وتِهامةُ، وطَرَفُ تِهامةَ

من قِبَل الحجاز مدارج العَرْج، وأَولها من قِبَلِ

نَجْدٍ مدارج ذات عِرْقٍ. قال الجوهري: ذات عِرْقٍ موضع بالبادية. وفي

حديث جابر: خرجوا يَقُودون به حتى لما كان عند العِرْقِ من الجبلِ

الذي دون الخَنْدق نَكَّبَ. وفي حديث ابن عمر: أَنه كان يصلي إِلى

العِرْقِ الذي في طريق مكة. ابن الأَعرابي: عُرَيْقة بلاد باهِلَةَ بِيَذْبُل

والقَعاقِع؛ وعارِقٌ: اسم شاعر من طيِّءٍ؛ سمي بذلك لقوله:

لَئِنْ لم تُغَيِّرْ بعض ما قد صَنَعْتُمُ،

لأَنْتَحِيَنْ للعظمِ ذُو أَنا عارِقُهْ

قال ابن بري: هو لقَيْس بن جِرْوَةَ. وابن عِرْقانَ: رجل من العرب.

عرق
العَرَقُ، مُحرّكة: رشْحُ جِلْدِ الحَيَوان، وقِيلَ: هُوَ مَا جَرَى من أُصولِ الشَّعَرِ من ماءِ الجِلْدِ، اسْم للجِنْس لَا يُجمَع، وَهُوَ فِي الحَيوانِ أصْلٌ ويُسْتعارُ لغَيْرِه قَالَ اللّيثُ: لم أسمَعْ للعَرَقِ جمْعاً، فإنْ جُمِع كَانَ قِياسُه على فَعَلٍ وأفْعالٍ، مثل جدَثٍ وأجْداثٍ. وَفِي حَديثِ أهلِ الجنّة: وإنّما هُوَ عرَقٌ يجْري من أعْراضِهِم وَقد عرِقَ، كفَرِح. ورجُلٌ عُرَقٌ، كصُرَدٍ: كثيرُهُ أَي: العرَق. وَأما عُرَقَة، كهُمَزة فبِناءٌ مطّرِدْ فِي كلِّ فِعْلٍ ثُلاثيّ كضُحَكَة وهُزَأةٍ، وربّما غُلِطَ بمثْلِ هَذَا وَلم يُشعَرْ بمَكَان اطِّرادِه، فذُكِرَ كَمَا يُذْكَرُ مَا يطّرِدُ، فقد قَالَ بعضُهم: رجلٌ عُرَقٌ وعُرَقَة: كثيرُ العرَقِ، فسوّى بينَهُما، وعُرَقٌ غير مطَّرد، وعُرَقَةٌ مطَّرِد، كَمَا ذكَرْنا. والعَرَقُ: نَدَى الحائِط، وَقد عرِقَ عرَقاً: إِذا نَدِي، وَكَذَلِكَ الأرْضُ الثّريّة إِذا نتَحَ فِيهَا النَّدَى حتّى يَلْتَقي هُوَ والثّرَى. وَقَالَ شَمِرٌ: العَرَقُ: هُوَ النّفْعُ والثّوابُ. تقولُ العَربُ: اتّخَذْتُ عندَه يَداً بيْضاءَ، وأخْرَى خضْراءَ، فَمَا نِلْتُ مِنْهُ عرَقاً، أَي: ثَواباً. وأنشَدَ للحارِثِ بنِ زُهَيْرٍ العبْسيِّ يصِفُ سيْفاً:
(سأجْعَلُه مكانَ النّونِ منّي ... وَمَا أعطِيتُه عرَقَ الخِلالِ)
يَقُول: لم أُعْطِه للمُخالَّة والمودَّة كَمَا يُعْطي الخَليلُ خليلَه، ولكنّي أخذْتُه قسْراً، والنّون: اسمُ سيْفِ مالكٍ ابنِ زُهَيْرٍ، وَكَانَ حمَلُ بنُ بدْرٍ أخذَه من مالِكٍ يومَ قتَله، وأخذَه الحارِثُ من حمَل بنِ بدْرٍ يَوْم قتَله، وظاهِرُ بيْت الحارِث يقْضي بأنّه أخَذ منْ مالكٍ سيْفاً غيرَ النّونِ، بدَلالَةِ قولِه: سأجعَلُه مَكانَ النّونِ أَي: سأجْعَل هَذَا السّيْفَ الّذي استَفَدْتُه مَكَان النّونِ. والصّحيحُ فِي إنْشادِه: ويُخْبِرُهم مَكانَ النّونِ منّي لأنّ قبلَه:
(سيُخبِرُ قومَه حنَشُ بنُ عمْرٍ و ... إِذا لاقاهُمُ وابْنا بِلالِ)
والعَرَقُ فِي البَيْت بمَعْنى الجَزاء. وَقَالَ غيرُه: عرَقُ الخِلال: مَا يُرَشِّحُ لكَ الرَّجُلُ بِهِ، أَي: يُعطيكَ للمَودّةِ. ومعْنى الْبَيْت، أَي: لمْ يعْرَقْ لي بهذَا السّيفِ عَن مودَّة، وإنّما أخذْتُه مِنْهُ غصْباً،)
وَفِي بعض النُسَخ والتُّراب وَهُوَ غلَطٌ. أَو العَرَقُ: قَليلُه أَي: القَليلُ من الثّوابِ، شُبّه بالعَرَق.
والعَرَق: اللّبَنُ، سُمِّي بهِ لأنّه عرَقٌ يتحلّب فِي العُروقِ، حَتَّى ينْتَهي الى الضّرْع. قَالَ الشّمّاخُ: (تغْدو وَقد ضمِنَتْ ضَرّاتُها عرَقاً ... من ناصِعِ اللّوْنِ حُلْوِ الطّعْمِ مجْهودِ)
ورَواه بعضُهم: تُصْبِحْ وَقد ضمِنت، وذلِك أنّ قبلَه:
(إنْ تُمْسِ فِي عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُه ... من الأسالِقِ عارِي الشّوْكِ مجْرودِ)
تُصبِح وَقد ضمِنَتْ ...
فَهَذَا شرْطٌ وجَزاءٌ. ورواهُ بعضُهم: تُضْحِ وَقد ضمِنَتْ على احْتِمالِ الطَّيِّ. والرّواية المعروفَةُ غُرَقاً جمْع غُرْقة، وَهِي القَليل من اللّبَن والشّراب. وَقيل هُوَ القَليلُ من اللبَنِ خاصّةً، ويُقال: إنّ بغنَمِك لعِرْقاً من لَبَنٍ، قَليلاً كَانَ أَو كثيرا، ويُقال: عرَقاً من لبَنٍ، وَهُوَ الصّواب. والعَرَقُ: كُلُّ صَفٍّ من اللّبِنِ والآجُرِّ فِي الحائِطِ. ويُقال: قد بَنى الْبَانِي عرَقاً وعرَقَيْن، وعَرَقةً وعرقَتَيْن أَي: صَفّاً وصفّين، والجَمْع أعْراقٌ. والعَرَق: الطُّرُقُ فِي الجِبالِ، كالعَرْقَة بفَتْح فَسُكُون. وَقيل: العَرَق: آثارُ اتّباعِ الإبِلِ بعضِها بعْضاً، واحدتُه عرَقَة. قَالَ: وَقد نسجْنَ بالفَلاةِ عرَقا وعرَقُ التّمْر: دِبْسُه لِأَنَّهُ يتحلّب مِنْهُ. والعَرَق: الزّبيب نادِر. والعَرَق: نِتاجُ الإبِل. يُقال: مَا أكثرَ عرَقَ إبِلِه. وَقَالَ أَبُو زيْد: يُقَال: مَا أكْثَر عرَقَ غنَمِك: إِذا كثُر لبَنُها عندَ نِتاجِها. والعَرَق: النّقْع هَكَذَا هُوَ بالقافِ فِي سائِرِ النُسَخ، والصّواب النَّفْعُ بالفاءِ، وَهُوَ قوْل شَمِر، كَمَا تقدّم عندَ قَوْله والثّواب، وَلَو ذكَرهما فِي محَلٍّ واحدٍ كَانَ أحْسن. والعَرَق: السطْرُ من الخَيْل، وَمن الطّيْر وَهُوَ الصّفُّ، الواحِدَة مِنْهُمَا عرَقَةٌ. قَالَ طُفَيْل الغَنَويُّ يصِف الخَيلَ:
(كأنّهنَّ وَقد صَدَّرْنَ من عَرَقٍ ... سيدٌ تمطَّر جُنْحَ اللّيلِ مبْلولُ)
هَكَذَا أنشدَه الصاغانيّ. وَقَالَ ابنُ بَرّي: صدّرَ الفرسُ فَهُوَ مُصَدِّر: إِذا سبقَ الخيلَ بصَدْرِه.
والعَرَقُ: الصّفُّ من الخَيْل ورَواهُ ابنُ الْأَعرَابِي صُدِّرْنَ من عَرَق أَي: صَدَرْن بعد مَا عرِقْن، يذْهَبُ الى العَرَق الَّذِي يخْرُجُ منْهُن إِذا أُجرينَ، يُقَال: فرسٌ مُصَدَّر: إِذا كَانَ يعْرَق صَدْرُه.
وكُلُّ مضْفورٍ مُصْطَفٍّ عرَقٌ، وعَرَقة. والعَرَقُ: السّفيفَةُ المنْسوجة من الخُوص وغيرِه قبلَ أَن يُجعَلَ مِنْهُ الزِّنْبيل، أَو الزِّنْبيلُ نفسُه. وَمِنْه حَديثُ المُظاهِر: فَأتى بعَرَقٍ فِيهِ تمْرٌ وَفِي رِوَايَة: بعَرَقٍ من تَمْرٍ. قَالَ الأزهريّ: هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عُبَيد بالتّحْريك ويُسَكَّن عَن بعضِ المُحدِّثينَ.)
والعَرَق: الشّوطُ والطّلَق. يُقال: جرَى الفَرَسُ عرَقاً، أَو عرَقَيْن، أَي: شوْطاً أَو شوطَين. وَفِي المثَل: لَقيتُ مِنْهُ عرَق القِرْبَة، وَهُوَ كِنايةٌ عَن الشِّدّةِ. قَالَ الْأَصْمَعِي: وَلَا أَدْرِي مَا أصلُه، وزادَ غيرُه: والمَجْهود والمَشَقّة. قَالَ ابنُ دُرَيْد: أَي لَقيتُ مِنْهُ المَجْهود وَأنْشد لابنِ أحْمر:
(ليستْ بمَشْتَمَةٍ تُعَدُّ وعَفْوُها ... عرَقُ السِّقاءِ على القَعودِ اللاّغِبِ)
أرادَ عرَقَ القِرْبة، فَلم يسْتَقِم لَهُ الشِّعرُ لأنّ القِربَة إِذا عرِقَت خبُثَ ريحُها، أَو لأنّ القِربَةَ مَا لَهَا عرَق، فكأنّه تجشّم مُحالاً قالَه أَبُو عُبَيد، وَبِه فُسِّر حَديثُ عُمَر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: لَا تُغالُوا صُدُقَ النِّساءِ فإنّ الرِّجالَ تُغالي بصَداقِها حَتَّى تَقولَ: جشِمتُ إِلَيْك عرَق القِرْبَةِ، أَو علَق القِرْبة.
وَالْمعْنَى تكلّفْتُ إِلَيْك مَا لَمْ يبْلُغْه أحَدٌ حَتَّى تجشّمْتُ مَا لَا يكون لأنّ القِرْبَة لَا تعْرَق، وَهَذَا مثل قوْلِهم: حَتَّى يَشيبَ الغُرابُ، ويَبيضَ الفأْر. أَو عَرقُ القِربَة: منْقَعَتُها أَي: سَيَلانُ مائِها، كأنّه نصَبَ وتكلّفَ وتجشّم وتعِبَ حَتَّى عرِقَ كعَرَقِ القِرْبةِ، قَالَه الكِسائيُّ. وَقيل: أرادَ بعرَق القِرْبَةِ عرَقَ حامِلِها من ثِقَلِها. وَقيل: أَرَادَ أنّه قصدَه وسافَر إِلَيْهِ حتّى احْتاجَ الى عرَق القِرْبَة، وَهُوَ مَاؤُهَا، يعْني السّفَر إِلَيْهَا. أَو عرَقُ القِربَة: سَفيفَةٌ يجْعَلُها حامِلُ القِربَة على صدْرِه. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: عرَقُ القِربة وعلَقُها وَاحِد، وَهُوَ مِعْلاقٌ تُحْمَل بِهِ القِرْبَة، وأبدَلوا الرّاءَ من اللاّم، كَمَا قَالُوا: لَعَمْري ورَعَمْلي. وَقَالَ أَيْضا: أمّا عرَق القِربة فعَرقُك بهَا عَن جَهْدِ حمْلِها وذلِك لأنّ أشدّ الْأَعْمَال عندَهم السّقْي. وَأما علَقها فَمَا شُدّت بِهِ ثمَّ عُلِّقَت. القَولُ الأول نقَله عَنهُ الصّاغاني، والثّاني صاحِبُ اللِّسَان، فتأمّل. وَقَالَ غَيره: مَعْنَاهُ جشِمْتُ إليكَ النّصَبَ والتّعَب والغُرْمَ والمَؤونَة، حَتَّى جشِمْتُ إلَيْك عرَق القِرْبة أَي: عِراقَها الَّذِي يُخْرَز حوْلَها. وَمن قَالَ: علَق القِرْبة، أرادَ السّيورَ الَّتِي تُعَلَّقُ بهَا. أَو معْناه: تكلَّف مشَقّةً كمشَقّةِ حامِلِ قِرْبَةٍ يعْرَق تحتَها من ثِقَلِها. وَقَالَ الجوهَريّ: العَرَق إنّما هُوَ للرّجلِ لَا للقِرْبةِ، وأصلُه أنّ القِرَب إِنَّمَا تحْمِلُها الإماءُ الزّوافِر، ومَن لَا مُعين لَهُ، وَرُبمَا افْتَقَر الرّجُل الكَريم، واحْتاجَ الى حمْلِها بنَفْسِه، فيعْرَق لِما يلْحَقُه من المشَقّة والحَياءِ من النّاس، فيُقال: تجشّمتُ لَك عَرَقَ القِرْبَة. ولَبَن عَرِقٌ، ككتِف: فسَد طعْمُه عَن عرَق البَعيرِ المُحَمَّل عَلَيْهِ، وَذَلِكَ أَنه يُحْقَن فِي السّقاءِ ويُعَلَّق على البَعير لَيْسَ بيْنه وبيْن جنْب البَعير وِقاء، فيعْرَقُ البَعير، ويَفْسُد طعمُه من عرَقِه، فتتغيّر رائِحَتُه، وَقيل: هُوَ الخَبيثُ الحمْضُ، وَقد عرِق عرَقاً. وعرِق كفرِح عرَقاً: إِذا كسِل. وحِبّانُ بنُ العَرِقَة بِكَسْر الحاءِ والرّاءِ وَقد تُفْتَح الرّاءُ عَن الواقِديّ وَهِي أَي: العَرِقة أمُّه ابنَةُ سَعيد بنِ سهْم، واسمُها) قِلابَةُ والعَرِقة لقَبُها لُقِّبَتْ بِهِ لِطيبِ ريحِها. قَالَ ذَلِك ابنُ الكَلْبيّ وَهُوَ حِبّان بنُ أبي قيْس بنِ علْقَمَة بنِ عبْدِ مَناف بنِ الحارِث بنِ مُنْقِذ بنِ عَمْرو بنِ بَغيضِ بنِ عامِر بن لُؤَيٍّ. وحِبّانُ هُوَ الَّذِي رَمَى سعْدَ بنَ مُعاذٍ رضِي الله تَعَالَى عنْه يومَ الخَنْدَق وَقَالَ: خُذْها وَأَنا ابنُ العَرِقة، كَمَا فِي كُتُب السّير. والعَرَقة، مُحرَّكة: الخشَبَة الَّتِي تُعرَّضُ أَي توضَع معْتَرِضة بَين سافَي الحائِط كَمَا فِي الصّحاح. وَمِنْه حَديثُ أبي الدّرْداءِ رضِي الله عَنهُ: أنّه رأى فِي المسْجِد عرَقَةً، فَقَالَ: غطّوها عنّا قَالَ الحربيُّ: أظنُّها خشَبَةً فِيهَا صورةٌ. والعَرَقة: الدِّرَّة الَّتِي يُضرَب بهَا. والعَرَقة: النِّسْعَة يُشَدُّ بهَا الْأَسير، ج: عرَقٌ، وعرَقات. قَالَ أَبُو كَبير الُذَليّ:
(نَغْدو فنتْرُك فِي المَزاحِف مَنْ ثَوَى ... ونُقِرُّ فِي العَرَقاتِ مَنْ لم يُقْتَلِ)
وعرَقَ العظْمَ يعرِقه عرْقاً، ومعْرَقاً، كمَقْعَد: إِذا أكَلَ مَا علَيْه من اللّحْم نهْشاً بأسْنانِه. قَالَ الشّاعر:
(أكُفُّ لِساني عَن صَديقي فَإِن أُجَأْ ... إِلَيْهِ فإنّي عارِقٌ كُلَّ مَعْرَقِ) كتعرَّقه. وَمِنْه الحَديث: فناولتُه العَضُدَ، فَأكلهَا حَتَّى تعرَّقَها، وَهُوَ مُحْرِم. واستعار بعضُهم التّعرُّقَ فِي غيْر الجَواهِر. أنشدَ ابنُ الأعرابيِّ فِي صِفة إبلٍ وركْب:
(يتعرّقونَ خِلالَهُنّ ويَنْثَني ... مِنْهَا وَمِنْهُم مُقْطَعٌ وجَريحُ)
أَي: يسْتَديمونَ حَتَّى لَا تبْقَى قُوَّة وَلَا صَبر، فذلِك خِلالَهُن، وينثَني، أَي: يسْقُط مِنْهَا، وَمِنْهُم أَي: من هَذِه الإبِل. وعرَقَ فُلانٌ فِي الأرضِ يعرُق عرْقاً وعُروقاً أَي ذهَب. وظاهِرُه أنّه من حَدِّ نصَر كَمَا هُوَ مُقتضى اصْطِلَاحه، وصرّحَ الصاغانيُّ أنّه منْ حدِّ ضرَب، ومثلُه فِي الصِّحَاح، حيثُ قَالَ: عرَقَ فُلانٌ فِي الأرْض يعرِق عُروقاً مِثَال جلَس يجلِسُ جُلوساً. وعرَق المَــزادَــة وَكَذَلِكَ السُّفْرة يعْرِقُها عرْقاً فَهِيَ معْروقة: جعلَ لَهَا عِراقاً بالكَسْر، وَسَيَأْتِي معْناه قَرِيبا.
والعَرْقُ بِالْفَتْح. والعُراقُ كغُراب: العَظْم الَّذِي أُكِل لحْمُه، وَقيل: أُخِذَ معظمُ اللَّحْم وهبْرُه وبَقِي عَلَيْهَا لُحومٌ رَقيقة طيّبة، فتُكْسَر وتُطْبَخ، وتؤخَذُ إهالتُها من طُفاحَتِها، ويُؤْكَل مَا علَى العِظام منْ لحْم رَقِيق وتُتَمَشَّشُ العِظامُ، ولحمُها من أطيب اللُّحْمانِ عنْدهم. وَفِي الحَدِيث: أنّه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخَل على أمِّ سلَمة وتَناوَل عرْقاً، وصلّى وَلم يتوضّأ وروى عَن أمِّ إسْحاق الغَنَويّة: أنّها دخَلت على النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بيْتِ حفْصةَ، وَبَين يدَيْه ثَريدَةٌ، قَالَت: فناوَلَني عَرْقاً وَقيل: العَرْق، الفِدْرَةُ من اللّحْم. ج أَي: جمْع العَرْق عِراقٌ ككِتابٍ، حَكَاهُ ابْن الأعرابيّ)
قَالَ: وَهُوَ أقْيسُ، وأنشَد: يَبيتُ ضَيْفي فِي عِراقٍ مُلْسِ وَفِي شُمولٍ عُرِّضَتْ للنّحْسِ أَي: مُلْسٍ من الشّحم. والنّحْسُ: الرّيحُ الَّتِي فِيهَا غَبَرةٌ. ويُجْمَع العَرْق أَيْضا على عُراق، مثل غُراب وَهُوَ من الجَمْع العَزيز. وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: نادِرٌ. ونقَل الجوهَريُّ عَن ابنِ السِّكّيت: لم يجِئ شيءٌ من الجَمْع على فُعال إِلَّا أحرُف مِنْهَا: تُؤَام جمع تَوْأَم، وشَاة رُبّى وغنم رُبابٌ، وظِئْرٌ وظُؤَار، وعَرْقٌ وعُراقٌ، ورِخْلٌ ورُخالٌ، وفَرير وفُرارٌ. قَالَ: وَلَا نَظِير لَهَا. قَالَ الصّاغانيّ: بلْ لَهَا نظائِر: نذْل ونُذال، ورَذْل ورُذال، وبسْط وبُساطٌ، وثِنْي وثُناءٌ ذكَرَها ابنُ خالَوَيْه فِي كِتاب ليْس. قُلت: وزادَ ابنُ بَرّيّ: وظَهْر وظُهار. وبَريءٌ وبُراء، فصارَت الجُملة اثْنَى عشَر حرْفاً. أَو العَرْق: العظْم بلَحْمِه، فَإِذا أُكِل لحمُه فعُراقٌ. قَالَ أَبُو الْقَاسِم الزّجّاجيّ: وَهَذَا هُوَ الصّحيحُ، وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو زَيْد فِي العُراق، واحتجّ بقولِ أبي زُبَيد: حمْراء تبْري اللّحْمَ عَن عُراقِها أَي: تبْري اللّحْمَ عَن العَظْم أَو كِلاهُما لكِلَيْهِما. والعُراقُ والعُراقَةُ كغُراب وغُرابَة: النُطْفَة كَمَا فِي العُباب، زَاد غيرُه من الماءِ، كالعَرْقاةِ وَفِي اللّسان أنّ العُراقَ جمْع عُراقَة بِهَذَا المَعْنى.
والعُراقَة: المطَرةُ الغَزيرَةُ. وَقَالَ ابنُ عبّاد: عُراقُ الغَيث: نباتُه فِي أثرِه. وَفِي الأساس: هُوَ مَا خرَج من النّبات على أثَر الغيْثِ. وَرجل مُعرَّق العِظام كمُعَظَّمٍ، ومَعروقُها أَي: قَليلُ اللّحْم وَكَذَلِكَ مُعْتَرَقُها، وَسَيَأْتِي للمُصَنِّف قَريباً، واقتصَر الجوهَريُّ على المَعْروقِ والمُعْتَرَق. وَيُقَال: عظْمٌ معْروقٌ: إِذا أُلقِي عَنهُ لحمُه، وَأنْشد أَبُو عُبَيد لبَعْضِهم يُخاطِبُ امرأتَه:
(وَلَا تُهْدي الأمَرَّ وَمَا يَليه ... وَلَا تُهْدِنَّ معْروقَ العِظامِ)
وَقد عُرِق، كعُنِي، عَرْقاً بِالْفَتْح. وَقَالَ ابنُ بَرّي: معْروقُ العِظام، مثل العُراق. والعَرْق بالفَتْح: الطّريقُ يعْرُقه النّاسُ من حدِّ نصَر، أَي: تسْلُكه وتذْهبُ فِيهِ حَتَّى يسْتَوْضِح ويَبين سُمِّي بالمَصْدر. والعِرْق، بالكَسْر للشّجَر معروفٌ، وَهُوَ أطْناب تشْعب مِنْهُ. وعِرْقُ البَدَن من الحَيَوان م وَهُوَ الأجْوَفُ الَّذِي يكون فِيهِ الدّمُ، والعَصَب غير الأجْوف. وَفِي الحَدِيث: إنّ ماءَ الرّجُل يجرِي من المرأةِ إِذا واقَعها فِي كُلِّ عِرْقٍ وعصَبٍ. ج: عُروقٌ، وأعراقٌ، وعِراقٌ، الْأَخِيرَة بالكَسر. يُقال: تداركَه أعراقُ خيرٍ، وأعراقُ شرٍّ. قَالَ الشَّاعِر:)
(جَرَى طَلَقاً حتّى إِذا قيلَ سابِقٌ ... تدارَكَهُ أعْراقُ سَوْءٍ فبلَّدا)
وَفِي الحَديث: من أحْيا أَرضًا ميِّتةً فَهِيَ لَهُ، وليْس لعِرْقٍ ظالمٍ حقّ أَي: لذِي عِرْقٍ ظَالِم حَقّ، وَهُوَ الَّذِي يغرِسُ فِيهَا غَرْساً على وجْهِ الاغْتِصابِ ليَسْتَوْجِبَها بذلك. ويروى: لعِرْق ظالِم بِالْإِضَافَة: قَالَ أَبُو عليّ: هَذِه عِبارةُ اللّغَويّين، وَإِنَّمَا العِرْقُ المَغْروس، أَو المَوْضع المَغْروس فِيهِ، وَفِي حَديث عِكْراش بنِ ذُؤيْبٍ: فقدِمتُ بإبلٍ كأنّها عُروقُ الأرْطَى قَالَ الأزهريّ: عُروقُ الأرْطَى طِوالٌ حُمْر ذاهِبَةٌ فِي ثَرَى الرِّمال المَمْطورة فِي الشِّتاءِ، تَراها إِذا انْتُثِرت واستُخرِجَت من الثّرَى حُمْراً ريّانةً مُكْتنِزة ترِفّ يَقْطُر مِنْهَا الماءُ، فشبَّه الإبلَ فِي حُمْرةِ ألوانِها وسِمَنِها واكْتِنازِ لُحومِها وشُحومِها بعُروقِ الأرْطَى. وَفِي حَدِيث آخر: انظُر فِي أيِّ نِصابٍ تضَعُ ولَدَك، فإنّ العِرْقَ دسّاس. والعِرْق: أصلُ كُلّ شيءٍ وَمَا يقومُ عَلَيْهِ. والعِرْقُ: الأرضُ المِلْحُ الَّتِي لَا تُنبِتُ، وسيأْتي قَريباً مَا يُخالِفه. والعِرْقُ: الجبَل والجَمْع العُروق. وَقيل: هُوَ الجبَل الغَليظ المُنْقادُ فِي الأَرْض يمنَعُك من عُلْوِه وَلَا يُرْتَقَى لصُعوبَتِه وَلَيْسَ بطَويلٍ. وَقيل: الجبَل الصّغير المُنفرِد فَهُوَ ضِدٌّ. قَالَ الشَّمّاخ:
(مَا إنْ تَزالُ لَهَا شأوٌ يقدِّمُها ... مُجرَّبٌ مثلُ طُوطِ العِرْقِ مجْدولُ)
ويُقال: إِنَّه لخَبيثُ العِرْق، أَي: الجسَد وَكَذَلِكَ السِّقاء. والعِرْق: ع على فَراسِخَ من هِيت، كَانَ بِهِ عُيونُ ماءٍ. والعِرْق: اللَّبَن يُقال: ناقةٌ دائِمةُ العِرْق، أَي: الدِّرّة، وقِيل: دائِمةُ اللّبَنِ. والعِرْق أَيْضا: النِّتاجُ الكَثيرُ عَن ابنِ الأعرابيِّ. يُقال: مَا أكْثَر عِرقَ إبِلِكَ وغنَمِك، أَي: لبَنَها ونِتاجَها.
والعِرْقُ: لقَبُ الحُسَيْن. وَفِي التّبْصير: الحسَن بن عبْدِ الجبّارِ حكى عَنهُ قاسِمٌ النّوشَجانِيّ.
والعِرْقُ: السّبَخَة تُنْبِتُ الطّرْفاءَ. ونصُّ أبي حَنيفةَ: تُنْبِت الشّجَر، وَهَذَا مَعَ قولِه آنِفاً: الأرضُ المِلحُ لَا تُنبِت، ضِدٌ، وَكَانَ ينبَغي أَن ينبِّه على ذَلِك. والعِرْقُ: الحبْلُ الرّقيقُ من الرّمْلِ المُسْتَطيلِ مَعَ الأَرْض، أَو: هُوَ المَكانُ المرتَفِع، ج: عُروقٌ. وذاتُ عِرْق: موضِعٌ بالبادِيَة كَانَ يُقالُ لَهُ قبْلَ الْإِسْلَام: عِرْقٌ، وَهُوَ ميقاتُ العِراقِيّين، وَهُوَ الحدُّ بَين نجْد وتِهامةَ. وَمِنْه الحَديثُ: أنّه وقّت لأهْلِ العِراقِ ذاتَ عِرْق وَهُوَ منزِلٌ من مَنازِلِ الحاجِّ، يفحرِم أهلُ العِراق بالحَجِّ مِنْهُ، سُمّي بِهِ لأنّ فِيهِ عِرْقاً، وَهُوَ الجبَلُ الصغيرُ، وعلِمَ النّبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلّم أَنهم يُسلِمون ويحُجّون، فبيّن مِيقاتَهم، قَالَ:
(أَلا يَا نخْلةً من ذاتِ عِرْقٍ ... عليْكِ ورحْمَةُ الله السّلامُ)

وَقَالَ ابنُ السِّكّيت: مَا دونَ الرّمل الى الرّيفِ من العِراق، يُقال لَهُ: عِراقٌ وَمَا بيْن ذاتِ عِرْقٍ الى الْبَحْر: غوْرٌ وتِهامَةُ، وطرَفُ تِهامةَ من قِبَل الحِجاز مدارِجُ العَرْجِ، وأوّلها من قِبَل نجدٍ مَدارجُ ذاتِ عِرْق. وعِرقٌ: وَاد لبَني حنْظَلَة بنِ مالِك بنِ زيْدِ مَناةَ بن تَميم، قَالَ جَرير:
(نهْوَى ثَرَى العِرْق إذْ لمْ نلْقَ بعْدَكُمُ ... كالعِرْقِ عِرْقاً وَلَا السُّلاّنِ سُلاّنا)
السُّلاّنُ: وادٍ لبَني عمْرو بن تَميم. والعِرْقان: موضِعان بالبَصْرَة وهما عِرْق ناهِق، وعِرْق ثادِق. قَالَ شِظاظٌ الضّبّيُّ اللِّصُّ:
(مَنْ مُبلغُ الفِتيانِ عنّي رِسَالَة ... فَلَا يهْلَكوا فَقْراً على عِرْقِ ناهِقِ)
وعِرْقَةُ، بهاء: د، بالشّام، وَهُوَ حِصْنٌ شرقيَّ طرابُلُسَ، وَهِي آخِرُ أَعمال دمشق، وَسَيَأْتِي للمُصنِّفِ أَيْضا قَرِيبا ذَلِك. والعُروق الصُّفْر: نَباتٌ للصّبّاغينَ نقَله الجوْهَريّ فارسيَّته: زَرْدُ جوبَه أَي: الخشَبُ الأصْفر. أَو هوَ الهُرْدُ. أَو هُوَ المامِيران الصّيني. أَو الكُركُم الصّغيرُ وكلُّ ذَلِك مُتقارِب. والعُروقُ البيضُ: نباتٌ آخر مُسمِّنَةٌ للنِّساءِ، وتُسمّى المُستَعْجِلةَ. والعُروقُ الحُمْر: الفوّةُ يُصْبَغُ بهَا. والعُرُق، بضمّتَين: جمْع عِراقٍ بالكَسْرِ لشاطِئِ البحْر على طولِه،نقلَه اللّيثُ، وَهُوَ ككِتاب وكُتُبٍ، قَالَ: وَبِه سُمّي العِراقُ عِراقاً، كَمَا سَيَأْتِي. والعُروق: تِلال حُمْر قُرْبَ سَجا وسَجا بِالْجِيم: ماءٌ بنَجْدٍ فِي دِيارِ بَني كِلاب، قَالَه أَبُو عَمْرو. والعِراقُ ككِتاب: جوْفُ الرّيش.
قَالَ النَّظّار: وكَفَّ أطْرافَ العِراق الخُرَّجِ كمثْلِ خطِّ الحاجِبِ المُزَجَّج وَقَالَ أَيْضا: العِراقُ: مياهٌ لبَني سعْد بن مَالك وَبني مَازِن. والعِراقُ: شاطِئُ الماءِ أَو شاطئُ البحْر خاصّة، زَاد اللَّيْث طولا أَي على طولِ البحْر. والعِراقُ: الخَرْزُ المَثْنيُّ فِي أسفلِ المَــزادَــةِ والرَّاويَةِ، نقلَه الليْث، والجَميعُ: العُرُقُ، والأعرِقَة، وَهُوَ من أوثَقِ خُرَز فِي المَــزادَــة. قَالَ عَمْرو بنُ أحْمَرَ يصِف قَطاةً سقَتْ فرْخَها:
(من ذِي عِراقٍ نِيطَ فِي جوْزِها ... فهْو لَطيفٌ طيُّه مُضْطَمِرْ)
وَقَالَ أَبُو زيْد: إِذا كَانَ الجِلْدُ أسْفَل الإداوَةِ مثْنِيّاً، ثمَّ خُرِزَ عَلَيْهِ، فَهُوَ عِراقٌ، والجمْع عُرُقٌ.
وَقيل: عِراقُ القِرْبة: الخَرْز الَّذِي فِي وسَطِها. وَقَالَ يونُس: رأيتُ أَعْرَابِيًا يُرَقّصُ ابنَه، وَيَقُول: يَرْبوعُ ذَا القَنازِعِ الدِّقاقِ)
والوَدْعِ والأحْويَةِ الأخْلاقِ بِي بيَ أرْياقَكَ من أرياقِ وحيثُ خُصْياكَ الى المآقِ وعارِض كجانِبِ العِراقِ قَالَ: شبّه أسْنانَه فِي حُسْن نِبْتَتِها واصْطِفافِها على نسَقٍ واحِد بعِراقِ المَــزادَــةِ لأنّ خرْزَه متسرِّدٌ مُستَوٍ. وَقَالَ الأصْمَعي: العِراقُ: الطِّبابَةُ، وَهِي الجِلْدةُ الَّتِي تُغطَّى بهَا عُيونُ الخُرَزِ، وقيلَ: هُوَ الَّذِي يُجعَلُ على مُلتَقَى طرَفَي الجِلْدِ إِذا خُرِزَ فِي أسْفَلِ القِرْبة، فَإِذا سُوِّيَ ثمَّ خُرِزَ عَلَيْهِ غيرَ مثْنِيٍّ فَهُوَ طِبابٌ. والعِراقُ: قُطْر الجبَل وحْدَه عَن ابْن عبّاد. والعِراق: بَقايا الحمْض، كالعِرْق بالكَسْر فيهِما أَي: فِي المَعْنَيين وَمِنْه إبِل عِراقيّة ترْعَى بَقايا الحَمْض. وأوردَ الأزهريّ بعد قَوْله: العِراق: مياهُ بَني سعْدِ بنِ مَالك وبَني مازِن ويُقال: هذِه إبِل عِراقيّةٌ وَلم يُفسِّر، وظاهِرُ سِياقه أنّه منْسوبة الى تِلْك المِياهِ، ويَقرُبُ من ذلِك تفْسير قوْلِ الشاعِر، أنشدَه ابنُ الْأَعرَابِي:
(إِذا استنْصَلَ الهيْفُ السَّفا برّحَتْ بِهِ ... عِراقيّةُ الأقْياظِ نُجْدُ المَرابِعِ)
وَهِي الَّتِي تطْلُبُ الماءَ فِي القَيْظِ. وَقيل: هِيَ منسوبة الى العِراق الَّذِي هُوَ شاطِئُ الماءِ، ونُجْدٌ هُنَا جمع نَجْديّ، كفارِسيّ وفُرْس. وَقَالَ أَبُو زيْد: كلُّ مَا اتّصل بالبَحْر من مرْعًى فَهُوَ عِراقٌ.
وإبلٌ عِراقيّة: منسوبة الى العِراقِ، على غيرِ قِياس. والعِراقُ من الظُّفْرِ: مَا أحاطَ بِهِ من اللّحْم.
والعِراقُ من الأُذُنِ: كِفافُها. وقالَ ابنُ بَرّي: العِراقُ من الدّارِ: فِناؤُها، وَمِنْه قولُ الشّاعر:
(وَهل بلِحاظِ الدّارِ والصّحْنِ معْلَمٌ ... وَمن آيِها بِينُ العِراقِ تلوحُ)
اللحاظُ هُنَا: فِناءُ الدّار أَيْضا. والعِراقُ من السُفْرةِ: خرْزُها المُحيطُ بهَا، وَقد عَرقَها فَهِيَ معْروقَة: جعَل لَهَا عِراقاً. والعِراقُ من الرّكيب، أَي: النّهر: الَّذِي يدخُل مِنْهُ الماءُ الحائِطَ، حاشيَتُه من أدْناه الى مُنْتَهاه. والعِراقُ من الحَشا: مَا فوْق السُرّة معْتَرِضاً بالبَطْنِ. جمْعُ الكُلِّ: أعرِقَة، وعُرْقٌ بالضّم وبضمّتَيْن. والعِراقُ: بلادٌ، م معْروفة من فارِس، حدُّها من عبّادان الى المَوصِل طولا، وَمن القادِسيّة الى حُلْوانَ عرْضاً. وَقَالَ الجوهريّ: تُذَكَّر وتؤنَّث. قَالَ ابنُ دُريد: ذكَروا أنّ أَبَا عمْرو بنِ العَلاءِ كَانَ يَقُول: سُمّيَتْ بهَا لتَواشُجِ عِراق هَكَذَا فِي النُسخ، وَصَوَابه عُروق النّخْلِ والشّجَرِ فِيهَا كأنّه أرادَ عِرْقاً ثمَّ جُمِع عِراقاً، أَو لأنّه استكفَّ أرضَ العرَب. قَالَ ابنُ دُرَيْد: زعَموا، وَهَكَذَا يَقُول الأصمعيُّ، أَو سُمّي بعِراقِ المَــزادَــةِ لجِلدَة تُجْعَلُ)
على مُلتَقى طرفَي الجِلْدِ إِذا خُرِزَ فِي أسفَلِها لأنّ العِراقَ بيْن الرّيفِ والبَرّ، أَو لأنّه على عِراقِ دِجْلَة والفُراتِ عِداءً أَي: شاطِئِهما تتابُعاً حَتَّى يتّصِل بالبَحْر، قَالَه اللّيث. أَو هِيَ معرّبة إيران شهْر، وَمَعْنَاهُ كثيرةُ النّخْلِ والشّجَر فعُرِّبت فَقيل عِراق، هَكَذَا نقَلوه. وَعِنْدِي فِي معْناه نظَر.
وَقَالَ الأزهريّ: قَالَ أَبُو الهيثَم: زعَم الْأَصْمَعِي أنّ تسميتَهم العِراقَ اسمٌ أعجمي معرَّب، إِنَّمَا هُوَ إيران شَهْر، فأعرَبتْه العربُ، فَقَالَت: عِراق، وإيران شهْر: موضِع المُلوك. قَالَ أَبُو زُبَيد:
(مانِعي بابةَ العِراقِ من النّا ... سِ بجُرْدٍ تَغْدُو بمِثْلِ الأسودِ)
والعِراقان: الكوفَة والبَصْرَة نقلَه الجوْهَريّ. وعرْقوَةُ الدّلْو بفَتْح العيْن كتَرْقُوَةٍ، وَلَا يُضَمّ أولُه قَالَ الجوهريّ: وَإِنَّمَا تُضَمّ فُعْلُوَة إِذا كَانَ ثَانِيهَا نوناً مثل عُنْصُوَة، وَكَذَا عرْقاتُها بفَتْح فسُكون بمَعْنى واحِد، وَهِي الخشَبة المَعروضة عَلَيْهَا، وشاهِد الْأَخير قولُ الشَّاعِر: احذَرْ على عيْنَيْك والمشافِرِ عرْقاةَ دَلْوٍ كالعُقابِ الكاسِرِ شبّهَها بالعُقاب فِي ثِقَلها. وَقيل: فِي سُرْعة هُوِيِّها. والعَرْقُوَتان: خشَبَتان يُعْرَضان علَيْها أَي: على الدّلْو كالصّليب، نقَلَهُ الْأَصْمَعِي. وَأَيْضًا هما خشَبَتان تضُمّان مَا بَيْن واسِطِ الرّحْل والمُؤْخِرَةِ. وَقَالَ اللّيثُ: للقَتَبِ عَرْقُوَتان، وهما خشَبتان على عضُدَيْه من جانِبَيْه ج: العَراقي.
قَالَ رؤبة: سَجْلُكَ سَجْلٌ مُتْرعُ الأتْآقِ رحْبُ الفُروغِ مُكرَبُ العَراقِي وَقَالَ عَديُّ بنُ زَيْدٍ العِباديُّ يصِف مُهْراً:
(فهْيَ كالدّلْوِ بكَفِّ المُسْتَقِي ... خُذِلَتْ مِنْهَا العَراقِي فانْجذَمْ)
أَرَادَ بقوله: مِنْهَا: الدّلْو، وبقَوْلِه: انجَذَم: السَّجْل لِأَن السَّجْلَ والدّلْو واحِدٌ. وَفِي الحَدِيث: رأيتُ كأنّ دَلْواً دُلِّيَ من السّماءِ فأخذَ أَبُو بكْرٍ بعَراقِيها فشرِب. قَالَ الجوْهَريُّ: وَإِن جمَعْتَ بحَذْفِ الهاءِ قلت: عرْق، وأصلُه عرْقُوٌ، إِلَّا أَنه فُعِلَ بِهِ مَا فُعِلَ بثَلاثَةِ أحْقٍ فِي جمْع حَقْو. وَفِي اللّسان بعدَ قولِه: وأصلُه عَرْقُوٌ، إِلَّا أَنه لَيْسَ فِي الكَلام اسْم آخِرُه واوٌ قبلَها حرْفٌ مضْموم، إنّما تُخَصُّ بِهَذَا الضّرْبِ الأفعالُ، نَحْو: سَرُوَ، وبَهُوَ، ودَهُوَ. هَذَا مذْهَب سيبَوَيْه وغيرِه من النّحْويينَ، فَإِذا أدّى قِياسٌ الى مثلِ هَذَا فِي الأسْماءِ رُفِض، فعدَلوا الى إبْدالِ الواوِ يَاء، فكأنّهم حوّلوا عرْقُواً)
الى عَرْقِي، ثمَّ كرِهوا الكسرة على الياءِ، فأسكنُوها، وبعْدَه النّون ساكِنَة، فالْتَقى ساكِنان، فحذَفوا الياءَ، وبقِيَت الكسرةُ دالّةً عَلَيْهَا وثبتَت النّون إشْعاراً بالصّرْف، فَإِذا لم يلْتَقِ ساكِنان ردّوا الياءَ، فَقَالُوا: رأيتُ عَرْقِيَها، كَمَا يَفْعَلُونَ فِي هَذَا الضّربِ من التّصريف. أنْشد سيبويْه: حَتَّى تَقُضّي عَرْقِيَ الدُلِيّ وَذَات العَراقِي: الدّاهيَة، لِأَن ذَات العَراقي هِيَ الدّلْو، والدّلْوُ من أسماءِ الدّاهِيَة، يُقال: لَقيتُ مِنْهُ ذَات العَراقِي. قَالَ عوْفُ بنُ الأحْوص:
(لَقيتُمْ من تدَرُّئِكُمْ علينا ... وقَتْلِ سَراتِنا ذاتَ العَراقِي)
ويُقال: هِيَ مأخوذَةٌ من عَراقِي الآكام، وَهِي الَّتِي غلُظَتْ جِداً لَا تُرْتَقَى إِلَّا بمشَقّة. وَقَالَ الليْثُ: العَرْقُوة: كُل أكَمَة مُنْقادَةٍ فِي الأرضِ كأنّها جَثْوَةُ قبْرٍ مُستَطيلة. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: العَرْقُوة: أكَمَة تنْقادُ ليسَت بطَويلة من الأرضِ فِي السّماءِ، وَهِي علَى ذلِك تُشرِف على مَا حوْلَها، وَهُوَ قريبٌ من الأرْضِ أَو غيرُ قَريبٍ، وَهِي مُختلِفة مكانٌ مِنْهَا لَيِّنٌ، ومكانٌ مِنْهَا غليظٌ، وإنّما هِيَ جانِبٌ من الأَرْض مسْتَوِية مُشرِفٌ على مَا حوْلَه. وَقَالَ غيرُه: العَراقِي: مَا اتّصَل من الآكامِ وآضَ كأنّه جُرْفٌ واحِدٌ طَويلٌ على وجْهِ الأَرْض. وَأما الأكَمة فإنّها تكونُ مَلْمومةً. والعَرْقاة بالفَتْح ويُكسَر، وكذلِك العِرْقَة، بالكَسْر: الأصْلُ. قَالَ أوسُ بنُ حَجَر:
(تكنَّفَها الأعْداءُ من كُلِّ جانِبٍ ... ليَنْتَزِعوا عَِرْقاتِنا ثمَّ يُرْتِعوا)
أَو: أصْلُ المالِ، أَو: أرومَةُ الشّجَر الَّتِي تتشعّبُ مِنْهَا العُروق، وَهِي الَّتِي تذْهَبُ فِي الأَرْض سُفْلاً من عُروقِ الشّجَرِ فِي الوسَط. وقولُهم: استأصَلَ اللهُ عَِرْقاتَِهم أَي: شأفَتَهم إِن فتَحْتَ أوّلَه فتحْتَ آخِرَه، وَهُوَ الأكثَر، وَإِن كسَرْتَه كسَرْتَه أَي: آخِرَه على أنّه جمْع عِرْقَة بالكَسْر قَالَ اللّيثُ: ينصِبون التاءَ رِوايةً عَنْهُم، وَلَا يجْعَلونه كالتّاءِ الزّائدة فِي جمْع التأنيثِ. وَقَالَ الأزهريّ: عِرْقاتِهم بالكَسْر جمع عِرْق كأنّه عِرْق وعِرْقات، كعِرْسٍ وعِرْسات لأنّ عِرْساً أُنثَى، فَيكون هَذَا من المُذَكَّر الَّذِي جُمِعَ بالألِف والتاءِ، كسِجِلٍّ وسِجِلاّت، وحمّامٍ وحمّامات. وَمن قالَ: عِرْقاتَهم أجراه مُجْرَى سِعْلاة، وَقد يكونُ عِرْقاتُهم جمعَ عِرْقٍ وعِرْقَة، كَمَا قَالَ بعضُهم: رأيتُ بناتَك، شبّهوها بهاءِ التّأنيثِ الَّتِي فِي فَتاتِهم وقَناتِهم لأنّها للتأنِيث، كَمَا أنّ هَذِه لَهُ. وَالَّذِي سُمِع من العَرَبِ الفُصَحاءِ عِرْقاتِهم بالكَسْرِ. قَالَ: وَمن كسَر التّاءَ فِي موضِع النّصْبِ، وجعلَها جمعَ عِرْقَةٍ فقد أخْطأ. قَالَ ابنُ جِنّي: سألُ أَبُو عَمْرو أَبَا خَيْرةَ عَن قولِهم هَذَا، فنصَبَ أَبُو خيرةَ التاءَ)
من عَرْقاتَهم فَقَالَ لَهُ أَبُو عَمْرو: هيْهات أَبَا خَيْرَةَ، لانَ جلدُكَ، وذلِك لأنّ أَبَا عَمْر استَضْعَفَ النّصْبَ بعدَما كَانَ سمِعَها مِنْهُ بالجَرِّ، قَالَ: ثمَّ رَواها أَبُو عمر فِيمَا بعْدُ بالجرِّ والنّصْب، فإمّا أَن يكونَ سمِعَ النّصبَ من غير أبي خيْرَة ممّن تُرْضَى عربيّتُه، وإمّا أَن يكونَ قَويَ فِي نفْسِه مَا سمِعَه من أبي خَيْرَة من النّصْبِ، ويجوزُأنْ يكون أقامَ الضّعْفَ فِي نفْسِه، فحكَى النّصب على اعتِقاده ضَعْفَه. وعُرَيْق كزُبَيْر: ع، بَين البَصرةِ والبَحْرَيْن. قَالَ: يَا رُب بَيْضاءَ لَهَا زوْجٌ حرَضْ حَلاّلة بَين عُرَيْقٍ وحَمَضْ تَرميك بالطّرفِ كَمَا يُرْمَى الغَرَضْ وعِرْقَةُ، بالكَسْر: د، بِالشَّام وَقد تقدّم أنّه شرْقِيَّ طرابُلُسَ، وَأَنه حِصْنٌ، وَفِيه تَكرارٌ، كَمَا أشَرْنا إِلَيْهِ. مِنْهُ عُروَةُ بنُ مَرْوَان العِرْقيّ المُسنِد، رَوى عَن زُهَير بنِ مُعاويةَ، وموسَى بنِ أعْيَن.
وواثِلَةُ بنُ الحسَن عَن كثير بنِ عُبَيد وغيرِه العِرْقِيّان نُسبا الى هَذَا الحصْن. وعبدُ الرّحْمن بنُ عِرْق، بالكَسْر الحِمْصي اليَحْصُبِيّ وابنُه محمّد: تابِعيّان، رَوى محمدٌ عَن عبدِ الله بن بِشْرٍ وَعَن بقيّة وَجَمَاعَة، وُثق. وإبراهيمُ بنُ محمّد بن عِرْق الحِمْصي: مُحدِّثٌ قُلت: ووالِدُه محمدٌ هَذَا هُوَ ابنُ عبْدِ الرَّحْمَن المذْكور، ولكنّ عِبارَةَ المُصَنِّفِ توهِم أنّه رجُلٌ آخر، بل هُوَ حَفيدُ عبد الرّحْمن. وفاتَه مَعَ ذَلِك: أَحْمد بنُ مُحَمَّد بنِ الحارِث بنِ محمّد المَذْكور، رَوى عَن أبيهِ، وعنْه الطَّبَرانيُّ، قَالَه ابنُ الْأَثِير. وأحمَدُ بنُ يعْقوب المُقْرئُ البَغْداديُّ، عُرِف بابْنِ أخي العِرْقِ، رَوى عَن داودَ بنِ رُشَيْدٍ، عَن حفْصِ بنِ غياثٍ، مَاتَ سنة. وعُرَيْقَةُ كجُهَيْنَة: ع، وَله يوْم نقَلهُ الصّاغانيّ. قَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: عُرَيْقَة: بِلادُ باهِلَةَ بيَذْبُلَ والقَعاقِع. وأعْرَقَ الرّجلُ: أَتَى العِراقَ وَفِي الصِّحاح: صارَ الى العِراقِ، وأنشدُ للمُمَزَّق العَبْديّ:
(فَإِن تُتْهِموا أُنْجِدْ خِلافاً علَيْكُمُ ... وإنْ تُعْمِنوا مُستَحْقِبي الحَرْبِ أُعْرِقِ)
وَأنْشد الصّاغاني للأعشى:
(أَبَا مالِكٍ سارَ الَّذِي قد صنَعْتُمُ ... فأنْجَدَ أقْوامٌ بذاكَ وأعْرَقوا)
وأعرَقَ الرّجُلُ: صَار عَريقاً، وَهُوَ الَّذِي لَهُ عِرْق فِي الكَرَم، وكذلِك الفَرَس. يُقال ذلكَ فِي اللّؤْم وَفِي الكَرَم جَميعاً، وَقد عرّقَ فِيهِ أعمامُه وأخوالُه، وَفِي حَديثِ عُمَر بنِ عبدِ العَزيز رَحمَه اللهُ تَعالَى: إنّ امْرأً لَيْسَ بينَه وبيْن آدمَ أبٌ حيٌّ لمُعرَقٌ لَهُ فِي الموْت. أَي: يَصيرُ لَهُ عِرْقٌ فِيهِ،) يَعْني أَنه أصيلٌ، كَمَا يُقال: إِنَّه لمُعْرَقٌ لَهُ فِي الكَرَم، أَي: لَهُ عِرْق فِي ذلِك يموتُ لَا مَحالَة.
قَالَت قُتَيْلَة بِنتُ النّضْرِ بنِ الحارِثِ، وَكَانَ النّبيُّ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وسلّم قتل أَبَاهَا صَبْراً:
(أمُحمّدٌ ولأنتَ ضِنْءُ نَجيبَةٍ ... فِي قومِها والفَحلُ فحْلٌ مُعرِقُ) وأعرَقَ الشّجَرُ: اشتدّت، هكَذا فِي سائِرِ النُسَخ ومثلُه فِي العُباب، والصّواب: امتدّت عُروقُه كَذَا فِي المُحْكَم، وَــزَاد الأزهرِيُّ: فِي الأَرْض. وأعرَقَ الشّرابَ: جعَل فِيهِ عِرْقاً من الماءِ بالكَسْر، أَي: قَليلاً لَيْسَ بالكثير، فهُو طِلاءٌ مُعْرَقٌ ومُعَرَّق كمُعَظَّم ومُكْرَم فِيهِ لفٌّ ونشْرٌ غيرُ مرتّب ومَعْروق مثلُه، وَسَيَأْتِي ذكرُ فِعلِ الثَّانِي، وَلم يذْكُر للثّالثِ فِعْلاً، قَالَ البُرْجُ بنُ مُسْهِرٍ:
(رفعتُ برأسِه وكشَفْتُ عَنهُ ... بمُعْرَقَةِ مَلامةَ مَنْ يَلومُ)
وَأنْشد ابنُ الأعرابيِّ للقُطامِيّ:
(ومُصَرَّعِينَ من الكَلالِ كأنّما ... شرِبوا الغَبوقَ من الطِّلاءِ المُعْرَقِ)
وَقَالَ اللِّحياني: أعرقتُ الكأْسَ: ملأتُها. وأعرَقَ فِي الدّلوِ إعْراقاً: جعلَ الماءَ فِيهَا دونَ المَلْءِ، قالَه أَبُو صفْوان كعرَّقَ فيهِما تعْريقاً أَي: فِي الشّرابِ والدّلْو، قَالَ ابنُ الأعرابيّ: أعرقْتُ الكأسَ وعرّقْتُها: إِذا أقللتَ ماءَها. وعرّقتُ فِي السِّقاءِ والدّلْوِ وأعرَقْت: جعلتُ فيهمَا مَاء قَليلاً، وَأنْشد: لَا تملأ الدّلْوَ وعرِّقْ فيهمَا أَلا ترَى حَبارَ مَنْ يسْقيها حَبار: اسمُ ناقَتِه. وَقَالَ غيرُه: عرّقْتُ الكأسَ: مزَجْتُها، فَلم يُعَيِّن بقِلّةِ ماءٍ وَلَا كَثْرة. والمُعْرِقَةُ، كمُحْسِنَةٍ هَكَذَا ضبَطَه أَبُو سعيد، وضبَطَه أهلُ الحَدِيث مثلَ مُحدِّثَة، وصوّب ابنُ الْأَثِير التّخفيف: طريقٌ الى الشّأْم على ساحِلِ البَحْر كانَتْ قُرَيْشٌ تسلُكُها إِذا سارَتْ الى الشّأْم، وَفِيه سلَكتْ عيرُ قُرَيش حِين كَانَت وَقْعَةُ بدْرٍ، وَمن هَذَا قولُ عُمَر لسَلمانَ رضيَ الله عَنْهُمَا: أينَ تأخُذْ إِذا صدَرْتَ أعلَى المُعرِّقَةِ، أم على المَدينَة. وَرجل مُعْتَرِقٌ ومَعْروقٌ ومُعَرَّق، كمُعظَّم: قَليلُ اللّحْم مَهْزولٌ، وَكَذَلِكَ فرَسٌ مَعْروقٌ ومُعْتَرَق: إِذا لم يكُنْ على قصَبِه لحم، ويُسْتَحَبُّ من الفَرَسِ أَن يكونَ معْروقَ الخَدّيْنِ، قَالَ:
(قد أشهَدُ الغارةَ الشّعْواءَ تحْمِلُني ... جَرداءُ معْروقَةُ اللّحْيَيْنِ سفرْحوبُ)
ويُرْوَى: معْروقَةُ الجَنْبَيْن. وَإِذا عَرِيَ لَحْياها من اللّحْمِ فَهُوَ مِنْ عَلاماتِ عِتْقِها. واستَغْرَقَ: تعرّض للحَرِّ كيْ يعْرَقَ قَالَه ابنُ فَارس: قَالَ الزّمخْشَري: وَذَلِكَ إِذا نامَ فِي المَشرُقَة واستَغْشَى)
ثيابَه. والعَوارِقُ: الأضْراسُ صِفةٌ غالِبةٌ. والعَوارِق: السِّنون، لأنّها تعْرُقُ الإنسانَ، وَقد عرقَتْه تعْرُقُه: أخذَتْ منهُ، قَالَ:
(أجارَتَنا كلُّ امْرئٍ ستُصيبُه ... حَوادِثُ، إِلَّا تَبْتُرِ العظْمَ تعْرُقِ)
وصارَعَه فتعَرَّقَه: إِذا أَخذ رأسَه فجعلَه تحْتَ إبْطِه فصرَعَه بعْدُ. وابنُ عِرْقانَ، بالكَسْرِ: رجُلٌ من العرَب. والعِرْقانِ: ع قَريبٌ من البَصْرة، وَيَنْبَغِي أَن تُكسَر نونُه فَإِنَّهُ مُثنّى عِرْق. وعارِقٌ: لقَبُ قَيْسِ بن جِرْوَةَ الأجَئيّ الطّائيّ، لُقِّبَ بذلك لقَوْله:
(فإنْ لم نُغَيِّر بعضَ مَا قد صنَعْتُمُ ... لأنتَحِيَنَّ العظْمَ ذُو أَنا عارِقُهْ)
ويُرْوَى: فَإِن لم تُغَيِّر بعضَ ويُروَى: لأنتَحِيَنْ للعَظْمِ. وَذُو بمَعْنى الَّذِي فِي لُغَتِهم. والأعراق: ع نَقله صاحِبُ اللّسان وغيرُه، وَقد أهملَه ياقوت فِي مُعجَمِه. وَمِمَّا يُستَدرك عَلَيْهِ: أعْرَقْتُ الْفرس وعرّقْتُه: أجْرَيْتُه ليَعْرَق، وفرسٌ مُعْرَق: إِذا كَانَ مُضَمَّرا يُقال: عرِّقْ فرَسَك تعْريقاً، أَي: أجْرِه حتّى يعْرَق ويضْمُرَ، ويذْهبَ رهَلُ لحْمِه. ومعارِقُ الرّمْلِ: آباطُه على التّشبيه بمعارِقِ الحَيوان. والعرَبُ تَقول: إنّ فُلاناً لمُعْرَقٌ لَهُ فِي الكَرَم، وَقد عرّق فيهِ أعمامُه وأخوالُه، كأعْرَقَ.
وإنّه لمَعروقٌ لَهُ فِي الكَرَم على توهُّم حذْفِ الزائدِ. والعَريقُ من الخَيْلِ: الَّذِي لَهُ عِرْقٌ فِي الكَرَم. وغُلامٌ عَريقٌ: نَحيفُ الجِسْم، خَفيفُ الرّوح. والعُرُق، بضمّتيْنِ: أهلُ السّلامة فِي الدّين، عَن ابنِ الْأَعرَابِي. وعرَّقَ الشّجرُ وتعرَّقَ: امتدّت عُروقُه فِي الأَرْض، كَمَا فِي المُحْكَمِ والعُباب. وَكَذَلِكَ اعْترَق. واستَعْرق: إِذا ضرَبَ بعُروقه فِي الأَرْض، كَمَا فِي الأساس. وعُروقُ الأرضِ: شحْمَتُها، وَأَيْضًا مناتِحُ ثَراها. وقولُ امْرِئ القَيْس: الى عِرْقِ الثّرَى وشجَتْ عُروقِي قيل: يَعْنِي بعِرْقِ الثّرَى إسماعيلَ بنَ إِبْرَاهِيم عليْهِما السّلام. ويُقال فِيهِ: عِرْقٌ من حُموضةٍ ومُلوحَةٍ، أَي: شَيْء يَسير. واستَعْرَقَت إبِلُكم: أتَت العِرْق، وَهِي السَّبَخَة تُنبِتُ الشّجرَ، قَالَه أَبُو حَنيفة. وَقَالَ أَبُو زَيْد: استَعْرَقَت الإبِلُ: إِذا رَعَت قُربَ البَحْرِ. وكلُّ مَا اتّصَل بالبَحْرِ من مَرْعىً فَهُوَ عِراقٌ. وعَمِل رجلٌ عَمَلاً، فَقَالَ لَهُ بعضُ أصْحابِه: عرّقْت فبَرّقْت. فمعنَى برّقْت لوّحْت بشيءٍ لَا مِصْداقَ لَهُ، وَمعنى عرّقْت: قلّلْت. وَفِي النّوادِر: تركت الحَقَّ مُعْرِقاً وصادِحاً وسانِحاً، أَي: لائِحاً بَيِّناً. ويُقال: مَا هُوَ عِنْدي بعِرْق مَضَنَّة، أَي: مَا لَهُ قدْر، والمَعْروفُ عِلْق مضَنَّةٍ، إِنَّمَا يُستَعْمل فِي الجَحْدِ وحدَه. قَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: هما بمَعْنًى واحِد. يُقال ذلِك لكلِّ مَا)
أحبَّه. واعتَرقَ العظْمَ، مثل تعرَّقَه: أكل مَا عَليه. وتعرَّقَتْه الخُطوبُ: أخذَت مِنْهُ، وَأنْشد سيبَوَيْه:
(إِذا بعضُ السّنينَ تعرَّقتْنا ... كَفَى الأيْتامَ فقْدَ أبي اليتيمِ)
أنّثَ لأنّ بعضَ السّنين سِنون، كَمَا قَالُوا: ذهبَتْ بعضُ أصابِعِه. والعَرْقَة، بالفَتْحِ: الفِدْرَةُ من اللّحْم. والمِعْرَقُ، كمِنْبَرٍ: حَديدةٌ يُبْرَى بهَا العُراق من العِظام. يُقال: عرَقْتُ مَا عَلَيْه من اللّحم بمِعْرَقٍ، أَي: بشَفْرة. وأعْرقَه عِرْقاً: أعْطاه إيّاه، ويُقال: مَا أعْرقْته شَيْئا، وَمَا عرّقْتُه، أَي: مَا أعطيْتُه. وأنشَد ثعْلَبٌ: أيّام أعرقَ بِي عامُ المَعاصيمِ فسّرَه فَقَالَ معْناه: ذهَبَ بلَحْمي. قَالَ: وَقَالَ: عامُ المَعاصيم ضَرورَةً. وَقَالَ أَبُو عمْرو: العِراقُ ككِتاب: تقارُب الخَرْزِ، يُضرَبُ مثَلاً للأمْرِ، يُقال: لأمْره عِراقٌ: إِذا اسْتَوى. واعْتَرَقوا: أخَذوا فِي بِلادِ العِراقِ، حَكاهُ ثعْلب. وعرْقَيْتُ الدّلْوَ عرْقاةً: جعَلْتُ لَهُ عَرْقُوَةً، وشدَدْتُها عَلَيْهَا، نَقله الجَوْهَري. واعْتَرَق الناقَة: أخذَها، وزمّ على خِطامِها. ويُقال: تعرّقْ فِي ظِلِّ ناقَتي، أَي: امْشِ فِي ظِلِّها، وانتفِعْ بِهِ قَليلاً قَلِيلا. وَقَالَ ابنُ عبّادٍ، والزّمَخْشَريُّ: يُقال للفَرَس عِنْد اسْتِلالِ الْعرق والصّنْعَةِ: احمِلْه على المِعْراقِ الْأَعْلَى، والمِعْراقِ الأسْفَل، أَي: الشّدَّيْنِ، الشّديدَ والدّونَ.
وعرْقُوة: علَم لحَزيز أسْودَ فِي رأسِه طَميّة. وعُرَيْقِيَة: من مِياهِ بَني العَجْلان. وأعْرَقُ ليْلةٍ فِي السّنَةِ: أكْثَرُها لبَناً. واتّخذْتُ ثوْبي هَذَا مِعْرَقاً، أَي: شِعاراً ينَشِّفُ العَرَق لَئِلاّ ينالَ ثِياب الصِّينَةِ.
وعَرِقْتُ إِلَيْهِ بخَيْر، أَي: نَديتُ. والعَراقِي: التّراقي بلُغةِ اليَمَن، كَمَا فِي اللّسان. والعَرّاقة، مشدّدَةً: مَا يوضَع تحْتَ كِلّةِ السّرْجِ والبَرْذَعَةِ. والعَرَقيّة، مُحرَّكةً: مَا يُلْبَس تحْتَ العِمامةِ والقَلَنْسُوة، مولدة. وابنُ العَريق، كَمَا مرّ هُوَ جعْفَر بنُ محمّد الإسْكَنْدرانيّ، ذكره السِّلَفيّ فِي تعاليقِه، وضبَطَه.
(عرق) أعرق

عرق

1 عَرَقَ العَظْمَ, (S, O, Msb, K,) aor. ـُ (S, O, Msb,) inf. n. عَرْقٌ (S, O, Msb, K) and مَعْرَقٌ; (S, O, K; [see an ex. of the last voce عَارِقٌ;]) and ↓ تعرّقهُ; (S, O, K;) He ate off the flesh from the bone, (S, O, Msb, K, TA,) taking it with his fore teeth: (TA:) and one says also اللَّحْمَ ↓ تعرّق [meaning as above]: (Lh, TA in art. نهس:) and العَظْمَ ↓ اعترق is likewise said to signify as above. (TA.) b2: عَرَقْتُ مَا عَلَى العُرَاقِ مِنَ اللَّحْمِ I pared off what was on the bone, of flesh, with a مِعْرَق, i. e. a large, or broad, knife or blade. (TA.) b3: And [hence,] عَرَقَتْهُ السِّنُونَ, aor. as above, i. e. [The years, or droughts, or years of drought,] took from him [his flesh, or rendered him lean]; namely, a man. (TA.) الخُطُوبُ ↓ تَعَرَّقَتْهُ, also, signifies the like, i. e. [Afflictions, or calamities,] took from him [his flesh, &c.]. (TA.) بِى عَامُ المَعَاصِيمِ ↓ أَيَّامَ أَعْرَقَ cited by Th, he expl. as meaning In the days when the year of the مَعَاصِم took away my flesh: i. e., when the dirt, consequent upon drought, reached my مَعَاصِم [or wrists]; المَعَاصِيمِ being here used by poetic license for المَعَاصِمِ: but ISd says, “I know not what this explanation is. ” (L.) And عُرِقَ, inf. n. عَرْقٌ, signifies He (a man) was, or became, emaciated, or lean. (K.) ↓ التَّعَرُّقُ is also used in relation to other than material objects; as the strength and patience of camels, which are meant by خِلَالَهُنَّ [“ their properties ” or “ qualities,” خِلَال in this case being pl. of خَلَّةٌ,] in the phrase يَتَعَرَّقُونَ خِلَالَهُنّ [They exhaust, or wear out, their properties, or qualities, of strength and patience], in a verse cited by IAar, describing camels and a company of riders. (TA.) b4: [Hence, app.,] طَرِيقٌ يَعْرُقُهُ النَّاسُ (K, TA) A road which men travel [as though they pared it]. (TA.) A2: عَرَقَ فِى الأَرْضِ, (S, O, K,) aor. ـِ (S, O, TA,) not عَرُقَ, as seems to be required by the method of the K, (TA,) inf. n. عُرُوقٌ (S, O, TA) and عَرْقٌ, (TA,) He (a man, S, O, TA) went away into the country, or in the land; syn. ذَهَبَ [which, followed by فى الارض, often means he went into the open country, or out of doors, to satisfy a want of nature]. (S, O, K, TA.) A3: عَرَقَ المَــزَادَــةَ, (K, TA,) and السُّفْرَةَ, aor. ـُ inf. n. عَرْقٌ, (TA,) He made to the مَــزَادَــة [or leathern water-bag], (K, TA,) and to the سُفْرَة [or round piece of skin in which food is put and upon which one eats], (TA,) what is termed an عِرَاق [q. v.]. (K, TA.) A4: عَرِقَ, (S, O, Msb, K,) aor. ـَ inf. n. عَرَقٌ, (Msb,) He sweated. (S, O, K.) b2: and [hence, app.,] عَرِقَ, inf. n. عَرَقٌ, said of a wall, It became moist: [or it exuded moisture:] and in like manner one says of earth, or land, when the dew, or rain, has percolated in it (نَتَحَ فِيهَا) so that it has met the moisture thereof. (TA.) b3: [It is also said in the TA, in the supplement to this art., that عرقت اليه بِخَبَرٍ means ندبت: but I think that the phrase is correctly عَرِقْتُ إِلَيْهِ بِخَيْرٍ; and the explanation, نَدِيتُ: meaning I did to him good: see art. ندو and ندى.] b4: and عَرِقَ, (O, K,) inf. n. عَرَقٌ, (TA,) signifies also He was, or became, heavy, sluggish, lazy, or indolent. (O, K.) A5: عَرُقَ, inf. n. عَرَاقَةٌ, It had root: and he was of generous origin. (MA.) [See also 4, latter half.]2 عَرَّقَ see 4, third sentence. b2: عرّق الشَّرَابَ, (S, O, K,) inf. n. تَعْرِيقٌ, (S, O,) He mixed the wine, [with water,] not doing so immoderately: (S, O:) or he put a little water into it; as also ↓ اعرقهُ; (K;) or the latter signifies he put into it some water, not much: (S:) [but] accord. to Lh, الكَأْسَ ↓ أَعْرَقْتُ signifies I filled the cup of wine: or, accord. to IAar, عَرَّقْتُ الكَأْسَ signifies I put little water to the cup of wine; and so ↓ أَعْرَقْتُهَا: but the former of these two phrases is also expl. as meaning I mixed the cup of wine; whether with little or much water not being specified: (TA:) and الخَمْرَةَ ↓ تَعَرَّقْتُ signifies I mixed [with water the wine, or portion of wine]. (Ham p. 561.) b3: عرّق فِى الدَّلْوِ, (S, O, K, TA,) inf. n. as above; (O, K;) and فِيهَا ↓ اعرق; (O, K, TA;) He put into the bucket less water than what would fill it, (S, O, K,) on the occasion of drawing: (S, O:) or he put little water into the bucket; and so فِى السِّقَآءِ [into the skin]: (TA:) and عَرِّقْ فِى الإِنَآءِ Put thou less than what would fill it into the vessel. (S.) b4: بَرَّقْتَ وَعَرَّقْتَ Thou madest a sign with a thing, that had nothing to verify it, [or madest a false display, or a vain promise,] and didst little. (IAar, TA in this art and in art. برق.) A2: عرّق الفَرَسَ, (O, TA,) inf. n. as above; and ↓ اعرقهُ; (TA;) He made the horse [to sweat, or] to run in order that he might sweat, and become lean, and lose his flabbiness of flesh. (O, * TA.) A3: See also 4, again, in three places.4 أَعْرَقَ see 1, former half.

A2: اعرقهُ عَرْقًا He gave him a bone with flesh upon it, or of which the flesh had been eaten. (TA.) b2: And [hence, app.,] مَاأَعْرَقْتُهُ شَيْئًا and ↓ مَا عَرَّقْتُهُ I gave him not anything. (O, TA.) b3: And عرقهُ He gave him to drink pure, or unmixed, wine; or wine with a little mixture [of water]. (Ham p. 561.) b4: See also 2, in four places.

A3: اعرق الفَرَسَ: see 2, last sentence but one.

A4: اعرق الشَّجَرُ, (S, O, K,) and النَّبَاتُ, (S,) The trees, (S, O, K,) and the plants, (S,) extended their roots into the earth; (S, O, K, * TA;) in the K, اِشْتَدَّتْ is erroneously put for اِمْتَدَّتْ, and so [in one place] in the O; (TA;) as also ↓ تعرّق, said of trees, (M, O, TA,) and ↓ عرّق, (M, TA,) and in like manner, ↓ اعترق, and ↓ استعرق, said of trees, i. e., struck their roots into the earth, as in the A: (TA:) [but accord. to Mtr,] in the phrase فِى ↓ رَجُلٌ لَهُ شَجَرَةٌ تَعَرَّقَتْ مِلْكِ غَيْرِهِ, meaning [A man of whom a tree] whereof the root crept along beneath the ground [into the property of another], in [one of the books of which each is entitled] “ the Wáki'át,”

تعرّقت should correctly be ↓ عَرَّقَتْ. (Mgh.) b2: [Hence,] one says, أَعْرَقَ فِيهِ أَعْمَامُهُ وَأَخْوَالُهُ [His paternal uncles and his maternal uncles implanted, or engendered, in him, by natural transmission, a quality, or qualities, possessed by them, or what is termed a strain]; (S, O, TA; [in which the meaning is indicated by the context;]) and so ↓ عرّق. (L, TA.) [See also the saying ضَرَبَتْ فِيهِ فُلَانَةُ بِعِرْقٍ ذِى أَشَبٍ in the second quarter of the first paragraph of art. ضرب.] And أُعْرِقَ, (S, O, [agreeably with the context in both, in like manner as it is with explanations of phrases here preceding,]) or أَعْرَقَ, (K, [but I know nothing that is in favour of this latter except a questionable explanation of مُعْرِقٌ which will be mentioned below, voce عَرِيقٌ,]) said of a man, and likewise of a horse, (S, O,) He was, or became, rooted (عَرِيقًا), (S, O, K,) i. e. one having a radical, or hereditary, share (لَهُ عِرْقٌ), in generousness or nobleness [of origin, which, accord. to the S and O, and common usage, seems to be implied by the verb when used absolutely], (S, O, K,) and also in meanness or ignobleness [thereof; meaning he had a strain of, i. e. an inborn disposition to, generousness or nobleness, and also meanness or ignobleness]. (S, * O, * K.) [See an ex. in a verse cited voce طَابٌ, in art. طيب. And see also the last form of 1 (عَرُقَ) in the present art.]

A5: أَعْرَقَ also signifies He (a man, S, O) went, or came, (صَارَ, S, or أَتَى, K,) or journeyed, (سَارَ, O,) to El-'Irák: (S, O, K:) and ↓ اعترقوا They entered upon, or took their way in or into, the country of El-'Irák. (Th, TA.) 5 تَعَرَّقَ see 1, former half, in four places: A2: and 2, former half: A3: and 4, former half, in two places.

A4: تَعَرَّقْ فِى ظِلِّ نَاقَتِى Walk thou in the shade of my she-camel, and profit by it, little and little. (TA.) A5: صَارَعَهُ فَتَعَرَّقَهُ He wrestled with him, and took his head beneath his armpit and threw him down. (K.) 8 إِعْتَرَقَ see 1, first sentence: A2: and 4, former half: A3: and the same, last sentence.

A4: اعترق النَّاقَةَ He took the she-camel and tied the cord called زِمَام to her خِطَام [or halter, or the like]. (TA.) 10 استعرق He exposed himself to the heat in order that he might sweat: (IF, O, K:) he stood in a place on which the sun shone, and covered himself with his clothes [for that purpose]. (Z, TA.) A2: See also 4, former half.

A3: استعرقت الإِبِلُ The camels pastured near to the sea or a great river, i. e., in a place of pasture such as is termed عِرَاق: so says Az: or, as AHn says, the camels came to a piece, or tract, of land, such as is termed عِرْق, i. e., one exuding water and producing salt and giving growth to trees. (TA.) Q. Q. 1 عَرْقَيْتُ الدَّلْوَ, inf. n. عَرْقَاةٌ, I bound, or tied, upon the leathern bucket the two cross-pieces of wood called the عَرْقُوَتَانِ. (S.) عَرْقٌ (S, O, Msb, K) and ↓ عُرَاقٌ (K) [the latter also a pl.] A bone of which the flesh has been taken: (S, O:) or a bone of which the flesh has been eaten: (Msb, K:) or a bone of which most of the flesh has been taken, some thin and savoury portions of flesh remaining upon it: (TA:) or the former signifies a bone upon which is flesh: and one upon which is no flesh: or, as some say, whereof most of that which was upon it has been taken, some little remaining upon it: (Mgh:) or, as some say, a piece of flesh-meat; as also ↓ عَرْقَةٌ: (TA:) or عَرْقٌ signifies a bone with its flesh: and ↓ عُرَاقٌ, a bone of which the flesh has been eaten: (K:) thus they are correctly expl. accord. to Ez-Zejjájee; and the like is said by Az respecting ↓ عُرَاقٌ: (TA:) but accord. to A'Obeyd, this signifies a piece of flesh-meat; and IAmb says that this is the right explanation, because the Arabs say أَكَلْتُ العُرَاقَ, and they do not say أَكَلْتُ العَظْمَ: (Har p.26:) [or, app., the flesh-meat of a bone: and likewise the portions, of trees, that are cropped by camels: (see عُرَامٌ:)] the pl. (of عَرْقٌ, S, Mgh, O) is ↓ عُرَاقٌ, (S, Mgh, O, K,) which is extr, (IAth, K,) a pl. of a measure of which, as that of a pl., there are few instances, (ISk, S, O,) [see an ex. voce جَنَاحٌ,] and عِرَاقٌ, also, (IAar, K,) which is more agreeable with analogy. (IAar, TA.) b2: Also A road which men travel [as though they pared it] so that it becomes plainly apparent: (K, * TA:) an inf. n. used as a subst. [properly so termed]. (TA.) b3: See also عَرَقٌ, near the end.

عِرْقٌ A certain appertenance of a tree; (S, Mgh, O, Msb, K;) the root thereof; or the part thereof that is beneath the ground; (MA;) or its branching roots [collectively]: (TA:) pl. [of mult.] عُرُوقٌ (S, O, Msb, K) and عِرَاقٌ and [of pauc.] أَعْرَاقٌ. (K.) b2: It is said in a trad., لَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ, (S, Mgh, O, Msb,) i. e. لِذِى عِرْقٍ

ظَالِمٍ, (Mgh, O, Msb,) meaning (tropical:) [There is no right pertaining] to him who plants, (S, Mgh, O, Msb,) or sows, (S,) in land, (Mgh, Msb,) or in land which another has brought into cultivation (S, O, Msb) after it has been waste, (S, O, Msb, *) wrongfully, in order that he may have a claim to that land: (S, Mgh, O, Msb:) the epithet being tropically applied to the عِرْق, (Mgh, Msb,) as it properly applies to the owner thereof: (Mgh:) but some, in relating this trad., say لِعِرْقِ ظَالِمٍ, making the former noun to be a prefix to the latter, governing it in the gen. case. (O.) b3: The roots of the أَرْطَى (عُرُوقُ الأَرْطَى) are long, red, penetrating into the moist earth, succulent, compact, and dripping with water: and to them, in a trad., certain camels are likened in respect of their redness and plumpness and the compactness of their flesh and fat. (TA.) b4: العُرُوقُ also signifies A certain plant with which one dyes: (S, O:) or العُرُوقُ الصُّفْرُ, a certain plant used by the dyers, called in Pers\. زَرْدَچُوبَة [or زَرْدٌ چُوبْ], (K, TA,) i. e. yellow wood: (TA:) or i. q. الهُرْدُ: or المَامِيرَانُ, (K,) or المَامِيرَانُ الصِّينِىُّ: (TA:) or الكُرْكُمُ الصَّغِيرُ: (K:) all which are nearly alike. (TA. [See also بَقْلَةُ الخَطَاطِيفِ, voce بقل.]) b5: And العُرُوقُ الحُمْرُ Madder, (الفُوَّةُ, K, TA,) with which one dyes. (TA.) b6: And العُرُوقُ البِيضُ A certain plant that fattens women; also called المُسْتَعْجِلَةُ. (K.) b7: [عُرُوقٌ seems sometimes to signify Straggling plants or stalks, spreading like roots: see جَنْبَةٌ. b8: And it signifies also Sprouts from the roots of trees: see عُسْلُوجٌ.] b9: And عِرْقٌ signifies also The root, origin, or source, of anything: (K, TA:) and the basis thereof. (TA.) [And particularly The origin of a man, considered as the root from which he springs: hence عِرْقُ الثَّرَى is said to be applied by Imra-el-Keys to Adam, as the root, or source, of mankind; or to Ishmael, as, accord. to some, the root, or source, of all the Arabs: (see “ Le Diwan d'Amro'lkais,” p. 33 of the Ar. text, and p. 103 of the Notes:) and the pl.] أَعْرَاقٌ signifies the ancestors of a man. (Har p. 634.) [And A quality, or disposition, possessed by a parent or by an ancestor or by a collateral of such person, considered as the source of that quality of a disposition in a descendant or in a collateral of a descendant: and such a quality, or disposition, when transmitted; a strain; i. e. a radical, a hereditary, an inborn, or a natural, disposition: and a radical, or hereditary, share in some quality or the like: pl. أَعْرَاقٌ.] One says, تَدَارَكَهُ أَعْرَاقُ خَيْرٍ [Good qualities or dispositions possessed by a parent or by an ancestor or by a collateral of such a person, or strains of a good kind, extended to him]; and أَعْرَاقُ شَرٍّ or سَوْءٍ [evil qualities or dispositions &c., or strains of an evil kind]. (TA.) And العِرْقُ دَسَّاسٌ [The natural disposition is wont to enter; i. e., to be transmitted to succeeding generations]. (TA in art. دس, q. v.) And عرقت فِيهِمْ عِرْقَ سَوْءٍ

[i. e. عَرَّقَتْ, or, accord. to more common usage, أَعْرَقَتْ, meaning She implanted, or engendered, in them, or among them, an evil strain, or radical or hereditary disposition]. (TA in art. ضرب.) And لَهُ عِرْقٌ فِى الكَرَمِ [He has a radical, or hereditary, share in generousness or nobleness of origin]: (S, O:) and in like manner one says of a person between whom and Adam is no living ancestor, لَهُ عِرْقٌ فِى المَوْتِ [He has a radical, or heriditary, share in death]; meaning that he will inevitably die. (O. [See also عَرِيقٌ.]) b10: [Hence, app., A little, or modicum, or small quantity or admixture, of something]. One says, فِيهِ عِرْقٌ مِنْ حُمُوضَةٍ, and مُلُوحَةٍ, i. e. In it is a little, or a modicum, of acidity, and of saltness. (TA.) And فِى الشَّرَابِ عِرْقٌ مِنَ المَآءِ In the wine is a small quantity [or admixture] of water. (S, O, K.) b11: Also A certain appertenance of the body; (O, Msb, K, TA;) i. e. the hollow [canal] in which is the blood; (TA;) [a blood-vessel; a vein, and an artery: also any duct, or canal, in an animal body: and sometimes, though improperly, a nerve: or any one of the appertenances of the body that resemble roots:] pl. [of mult.] عُرُوقٌ (O, Msb, K) and عِرَاقٌ (K) and [of pauc.] أَعْرَاقٌ. (Msb, K.) [Hence it may be applied to A spermatic duct: and hence, app.,] it is said in a trad., عَلَيْكُمْ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ مَحْسَمَةٌ لِلْعِرْقِ, meaning (assumed tropical:) [Keep ye to fasting, for it is] a cause, or means, of stopping venereal intercourse: or an impediment to venery, and a cause of diminishing the seminal fluid, and of stopping venereal intercourse or passion. (T * and TA in art. حسم.) b12: عُرُوقُ الأَرْضِ means The pores through which exudes the moisture of the earth. (TA.) b13: And (i. e. عروق الارض) i. q. شَحْمَةُ الأَرْضِ [the significations of which see in art. شحم]. (TA.) A2: عِرْقٌ also signifies The body. (K, TA.) Thus in the saying, إِنَّهُ لَخَبِيثُ العِرْقِ [Verily he is corrupt, or impure, in respect of the body]. (TA.) b2: And Milk. (K.) One says, نَاقَتُكَ دَائِمَةُ العِرْقِ, meaning Thy she-camel has a constant flow, or abundance, of milk: or has constant milk. (TA.) [See also عَرَقٌ, first quarter.] b3: And Numerous offspring: (IAar, K:) or milk and offspring; as in the saying, مَا أَكْثَرَ عِرْقَ إِبِلِكَ وَغَنَمِكَ [How abundant are the milk and offspring of thy camels and thy sheep or goats!]. (TA.) [See, again, عَرَقٌ, first quarter.]

A3: Also Salt land that gives growth to nothing. (K.) b2: And (K) A piece, or tract, of land exuding water and producing salt, (AHn, K,) that gives growth to trees, (AHn, TA,) or that gives growth to the [species of tamarisk called] طَرْفَآء: (K:) a signification the contr. of that in the next preceding sentence. (TA.) b3: And A mountain that is travelled, or traversed: (TA:) or a mountain that is rugged, and extending upon the earth, (K, * TA,) debarring one by reason of its height, (TA,) and not to be ascended, because of its difficult nature, (K, TA,) but not long. (TA.) and A small mountain (K, TA) apart from others. (TA.) Thus it has two contr. significations. (K.) b4: And A thin حَبْل [or elongated and elevated tract (not جَبَل as in the CK)] of sand extending along the ground: (K, TA:) or an elevated place: pl. عُرُوقٌ. (K.) b5: See also عِرَاقٌ, latter half, in two places.

A4: عِرْقُ مَضَنَّةٍ and عِلْقُ مَضَنَّةٍ (the latter of which is that commonly known, TA) signify A thing of which one is tenacious; (O;) a thing held in high estimation, of which one is tenacious, (S and K and TA in art. ضن,) and for which people vie in desire: (TA in that art.:) but [said to be] used only in a case of negation: one says, مَا هُوَ عِنْدِى بِعِرْقِ مَضَنَّةٍ, meaning It is not, in my estimation, a thing of any value, or worth. (TA.) عَرَقٌ Sweat; i. e. the moisture, or fluid, that exudes (S, * O, * K, TA) from the skin of an animal; (K, TA;) or the water of the skin, that runs from the roots of the hair: a gen. n.; having no pl.; (TA;) or no pl. of it has been heard: (Msb:) Lth says, I have not heard a pl. of العَرَقُ; but if it be pluralized, it should be, accord. to analogy, أَعْرَاقٌ. (O, TA.) b2: It is metaphorically used [in a similar sense] in relation to other things than animals. (K.) [Thus] it signifies The [exuded] moisture of a well: (K:) and in like manner of earth, or land, when the dew, or rain, has percolated in it (نَتَحَ فِيهَا) so that it has met the moisture thereof. (TA.) b3: And The دِبْس [or honey] of dates; (K;) because it flows, or exudes, from them. (TA.) b4: And Milk; because it flows in the ducts (عُرُوق) [thereof] until it comes at the last to the udder: (K:) or milk at the time of bringing forth; as in the saying, مَا أَكْثَرَ عَرَقَ غَنَمِكِ How abundant is the milk of thy sheep, or goats, at the time of their bringing forth! (Az, O.) [See also عِرْقٌ, latter half.] b5: And (K) The offspring of camels: (S, O, K:) so in the saying, مَا أَكْثَرَ عَرَقَ إِبِلِهِ [How numerous are the offspring of his camels!]. (S, O.) [See, again, عِرْقٌ, latter half.] b6: And Advantage, profit, utility, or benefit: (O, K, TA; in [several of] the copies of the second of which, النَّقْعُ is erroneously put for النَّفْعُ: TA:) and a recompense, or reward: (K, TA; in some copies of the former of which, التُّرَابُ is erroneously put for الثَّوَابُ: TA:) or a little thereof; (K, TA;) likened to عَرَق [as meaning “ sweat ”]. (TA.) عَرَقُ الخِلَالِ means A thing that one gives, or yields, for friendship: (S, O, TA:) or a reward for friendship. (TA.) A poet says, namely El-Hárith Ibn-Zuheyr, describing a sword named النُّون, (O, TA,) belonging to Málik Ibn-Zuheyr, which Hamal Ibn-Bedr took from him on the day when he slew him, and which El-Hárith took from Hamal when he slew him, (TA,) وَيُخْبِرُهُمْ مَكَانَ النُّونِ مِنِّى

وَمَا أُعْطِيتُهُ عَرَقَ الخِلَالِ [And he shall tell them the place of En-Noon, from me, and that I was not given it as a reward for friendship]; meaning, that I took this sword by force. (O, TA. [In the S, the former hemistich of this verse is given differently, and, as is said in the TA, erroneously.]) b7: لَقِيتُ مِنْ فُلَانٍ

عَرَقَ القِرْبَةِ (which is a prov., TA) means [I experienced from such a one] hardship, as expl. by As, who says that he knew not the origin thereof, (S, O,) or difficulty, or distress, as expl. by IDrd: (O:) and it is said that the عَرَق [or sweat] is of the man, not of the قِرْبَة [or water-skin]; and the origin of the saying is, that water-skins (قِرَب) are [generally] carried only by female slaves that bear burdens, and by him who has no assistant; but sometimes a man of generous origin becomes poor, and in need of carrying them himself, and he sweats by reason of the trouble that comes upon him, and of shame; (S, O;) wherefore one says, تَجَشَّمْتُ لَكَ عَرَقَ القِرْبَةِ [expl. in art. جشم], (S,) or جَشِمْتُ إِلَيْكَ عَرَقَ القِرْبَةِ [likewise expl. in art. جشم]: accord. to Ks, the meaning is, I have suffered fatigue, and imposed upon myself difficulty, for thee, [or in coming to thee,] so that I have sweated like the sweating of the water-skin: or, accord. to A'Obeyd, I have imposed upon myself, in coming to thee, what no one has attained, and what will not be; because the قربة does not sweat: (O:) عَرَقُ القِرْبَةِ is a metonymical expression for hardship, and difficulty, or distress; because, when the قربة sweats, its odour becomes foul: or because it has no sweat; therefore it is as though one imposed upon himself an impossible thing: or it means the benefit of the قربة; (which is the flowing of its water, TA;) as though one imposed upon himself such a task that he became in need of the water of the قربة, i. e. of journeying to it; or it means a سَفِيفَة [or plaited suspensory] which the carrier of the قربة puts over his chest [when carrying the قربة on his back]: (K:) accord. to IAar, it signifies the suspensory (مِعْلَاق) by means of which the قربة is carried; as also عَلَقُهَا; (O, TA;) the ر being substituted for ل: (TA: see art. ر:]) but he says also that عَرَقُ القِرْبَةِ means one's sweating with the قربة by reason of the difficulty, or trouble, of carrying it; and عَلَقُهَا, that by which it is tied, or bound, and then suspended: (L, TA:) the former is also said to signify the ↓ عِرَاق [q. v.] of the قربة, that is sewed around it: (TA:) or it means that one has imposed upon himself difficulty, or trouble, or fatigue, like that of the carrier of the قربة, who sweats beneath it by reason of its heaviness. (K.) b8: عَرَقٌ also signifies A heat; i. e. a single run, or a run at once, to a goal, or limit. (S, O, K.) One says, جَرَى الفَرَسُ عَرَقًا or عَرَقَيْنِ The horse ran a heat or two heats. (S, O.) A2: Also A row of horses, and of birds, (S, O, Msb, K,) and the like; (S, Msb;) and any things disposed in a row; (S, O, K, TA;) as also ↓ عَرَقَةٌ; (TA;) or this latter is the n. un. [app. signifying one of such as compose a row]: (S:) pl. أَعْرَاقٌ and عَرَقَاتٌ. (Msb.) [See an ex. in a verse of Tufeyl cited in art. صدر, conj. 5; also cited in the present art. in the S and O.] b2: And Any row of bricks, crude and baked, in a wall: one says, بَنَى البَانِى عَرَقًا وَعَرَقَيْنِ and وَعَرَقَتَيْنِ ↓ عَرَقَةً [The builder built a row of bricks and two rows thereof]: (K, TA:) pl. أَعْرَاقٌ. (TA.) b3: And Roads in mountains; as also ↓ عَرْقَةٌ, (K, TA,) with fet-h and then sukoon. (TA.) b4: And Foot-marks of camels following one another: (K, TA:) n. un.

↓ عَرَقَةٌ. (TA.) [See an ex. of the latter voce طَرَقٌ.] A poet says, وَقَدْ نَسَجْنَ بِالفَلَاةِ عَرَقَا [And they had woven in the desert, or waterless desert, foot-marks in their following one another]. (TA.) b5: And A plait of palm-leaves (S, O, Msb, K) &c. (S, O) before a زَبِيل [so in the S and O] or زِنْبِيل [so in the K, both meaning the same, i. e. a basket,] is made therewith: (S, O, K:) or a زِنْبِيل itself: (K:) or hence (S, O) it signifies also (S, O, Msb) a زَبِيل (S, O) or [what is called] a مِكْتَل (Mgh, Msb) and زِنْبِيل, (Msb,) of large size, woven of palm-leaves, (Mgh,) capable of containing fifteen times as much as the measure termed ضاع, as some say, (Mgh, Msb,) or thirty times as much as that measure: (Mgh:) also pronounced ↓ عَرْقٌ. (K.) b6: [And A suspensory of a زَبِيل: see حَتِىٌّ, in art. حتى. (A similar meaning has been mentioned above, in this paragraph.)]

b7: See also عَرَقَةٌ.

A3: And Raisins. (K. [But this is said in the TA to be extr.: and I think it to have been probably taken from some copy of a lexicon in which زِبَيب has been erroneously written for زِبَيل.]) لَبَنٌ عَرِقٌ Milk of which the flavour is corrupted by the sweat of the camel upon which it is borne; (S, O, K;) the skin containing it being bound upon him without any preservative between it and his side. (S, O.) عُرَقٌ: see عُرَقَةٌ.

عُرُقٌ a pl. of عِرَاقٌ [q. v.]. (Lth, Az, S, &c.) A2: It is also expl. by IAar as meaning People of soundness in religion. (TA.) عَرْقَةٌ: see عَرْقٌ: A2: and see also عَرَقٌ, last quarter.

عِرْقَةٌ: see عِرْقَاةٌ, in four places.

عَرَقَةٌ: see عَرَقٌ, last quarter, in three places. b2: Also The piece of wood, or timber, that intervenes between the [or any] two rows of bricks of a wall. (S, O, K, TA. [ساقَى, in this explanation in the CK, is a mistake for سَافَى, with ف.]) b3: and The border (طُرَّة) that is woven in the sides of the [tent called] فُسْطَاط. (S, O.) See also عِرْقَاةٌ, last sentence. b4: And The دِرَّة [or whip], with which one beats, or flogs. (K.) b5: And The plaited thong with which a captive is bound: pl. عَرَقَاتٌ and [coll. gen. n.] ↓ عَرَقٌ: (K:) or عَرَقَاتٌ signifies [simply] plaited thongs (نُسُوع). (S, O.) عُرَقَةٌ, (S, O, K,) which is agreeable with general analogy, and ↓ عُرَقٌ, (K, TA,) which is not so, but which is used by some in the same sense as the former, (TA,) A man who sweats much, (S, O, K, TA.) عَرْقٍ, originally عَرْقُوٌ: see عَرْقُوَةٌ, of which it is a coll. gen. n.

عرقى, said by Reiske to signify The inner and thin skin in the egg of an ostrich, is evidently a mistake for غِرْقِئٌ.]

عَرْقَاةٌ: see عَرْقُوَةٌ: A2: and the paragraph here following, in two places: A3: and see also عُرَاقٌ.

عِرْقَاةٌ (O, K) and ↓ عَرْقَاةٌ and ↓ عِرْقَةٌ (K) A root, race, stock, or source; syn. أَصْلٌ: (O, K:) or a source of wealth or property: or the main portion of the root of a tree. from which the عُرُوق [or minor roots] branch off: (K:) or, as some say, عِرْقَاةٌ has this last meaning; or, as others say, ↓ عِرْقَةٌ. (Ltl., O.) They said, اِسْتَأْصَلَ اللّٰهُ

↓ عَرْقَاتَهُمْ and عِرْقَاتِهِمْ; if they pronounced the first letter with fet-h, they so pronounced the last letter [before the pronoun]; and if they pronounced the former with kesr, they thus pronounced the latter, regarding the word as pl. of ↓ عِرْقَةٌ: (K:) or, accord. to Lth, the Arabs are related to have said, اِسْتَأْصَلَ اللّٰهُ عِرْقَاتَهُمْ, meaning شَأْفَتَهُمْ [i. e. May God utterly destroy their race, stock, or family], pronouncing the ت with nasb because regarding the word as [a sing.] like سِعْلَاةٌ; or holding it to be pl. of ↓ عِرْقَةٌ, but pronouncing the تَ thus like as they do in saying رَأَيْتُ بَنَاتَكَ: it is said, however, that this is a mistake; that only he should pronounce it thus who makes the word to be a sing. like سِعْلَاةٌ. (O.) [The saying is a prov., mentioned by Meyd, who adds another reading, namely, عَرَقَاتهم, holding this to be from ↓ العَرَقَةُ meaning “ the طُرَّة that is woven around the فُسْطَاط: ” and Freytag, in his Lexicon, adds also عَرِقاتَه, with nasb, as on the authority of Meyd; in whose “ Proverbs ” I do not find it.]

عَرْقَان [accord. to general analogy without tenween and having for its fem. عَرْقَى, or accord. to the dial. of the Benoo-Asad with tenween and having for its fem. عَرْقَانَةٌ,] Sweating. (Msb.) عَرْقُوَةُ الدَّلْوِ is thus, (S, O, K,) with fet-h to the ع, (S, O,) like تَرْقُوَة, (K,) and should not be pronounced with damm to the first letter; (S, O, K;) and ↓ عَرْقَاتُهَا signifies the same; (K, TA; [in the CK, erroneously, عَرَقَاتُها; but expressly stated in the TA to be with fet-h and then sukoon;]) i. e. The piece of wood that is put across the دلو [or leathern bucket, from one part of the brim to the opposite part]: (TA:) the عَرْقُوَتَانِ being the two pieces of wood that are put athwart the دلو [to keep it from collapsing and for the purpose of attaching thereto the well-rope], like a cross: (As, S, O, K:) pl. عَرَاقٍ; (S, O, K;) and if you pluralize it by suppressing the ة [of the sing., or rather if you form from it a coll. gen. n.], you say ↓ عَرْقٍ, originally عَرْقُوٌ, (S, O, L,) then عَرْقِىٌ, and then عَرْقٍ. (L.) b2: العَرْقُوَتَانِ also signifies The two pieces of wood that connect the وَاسِط [or fore part] of the [camel's saddle called] رَحْل and the مُؤَخَّرَة [or kinder part thereof]: (S, O, K:) or, accord. to Lth, two pieces of wood which are upon the عَضُدَانِ [q. v.], on the two sides of the [camel's saddle called] قَتَب. (O.) b3: ذَاتُ العَرَاقِى means (assumed tropical:) Calamity, or misfortune: (S, O, K, TA:) for it is [properly] the دَلْو [or leathern bucket]; and الدَّلْوُ is one of the names for calamity: one says, لَقِيتُ مِنْهُ ذَاتَ العَرَاقِى [I experienced from it, or him, calamity]: (TA:) or, as some say, it is from what here follows. (S, O, TA.) b4: عَرَاقِى

الإِكَامِ signifies Such [eminences of the kind called إِكَام (pl. of أَكَمَةٌ or of أَكَمٌ)] as are very rugged, not to be ascended unless with difficulty, or trouble: (S, O, TA:) or عَرْقُوَةٌ signifies any أَكَمَه extending upon the earth, [in form] as though it were the heap over a grave, (Lth, O, K,) elongated: (Lth, O:) an أَكَمَة that extends, not high, but overtopping what is around it, near to the ground or not near, and varying in different parts so that one place thereof is soft and another place thereof rugged; being only a level portion of the earth overtopping what is around it: (ISh, TA:) and العَرَاقِى is also said to signify continuous, or connected, إِكَام, that have become as though they were one long جُرْف [or abrupt, water-worn bank or ridge] upon the face of the earth. (TA.) b5: العَرَاقِى signifies also The collar-bones (التَّرَاقِى), in the dial. of El-Yemen. (L, TA.) عَرَقِيَّةٌ, meaning A thing [i. e. a close-fitting cap, generally of cotton, to imbibe the sweat,] which is worn beneath the turban and the [cap called]

قَلَنْسُوَة, is a post-classical word. (TA.) عُرَاقٌ: see عَرْقٌ, in four places. b2: Also, and ↓ عُرَاقَةٌ, i. q. نُطْفَةٌ (O, K) مِنَ المَآءِ [app. meaning Clear water, whether much or little; or a little water remaining in a bucket or skin]: (K:) or, accord. to the L, the former word is pl. [or rather a coll. gen. n.] of the latter in this sense: (TA:) and ↓ عَرْقَاةٌ signifies the same. (K.) b3: And A copious rain: (K:) or so ↓ عُرَاقَةٌ [only]. (TA.) b4: And عُرَاقُ الغَيْثِ The herbage that has come forth after the rain. (Ibn-'Abbád, A, O, K.) عِرَاقٌ The double suture that is in the lower part of the [leathern water-bag called] مَــزَادَــة and رَاوِيَة; (Lth, O, K;) and this is of the firmest kinds of suture therein: (Lth, O:) or the suture that is in the middle of the قِرْبَة [or water-skin]: (TA:) or the piece [or strip] of skin that is put upon the place where the two extremities, or edges, of the [main] skin meet when it is sewed in, or upon, the lower part of the مــزادة: (K:) or the appertenance of the قربة, and of the مــزادة, &c., which is [a strip of skin] doubled and then sewed [thereon thus] doubled: (Msb:) or, accord. to Az, the [piece of] skin that is doubled, and then sewed upon the lower part of the [water-skin or milk-skin called] سِقَآء: (S:) and, (K,) accord. to As, (S, O,) i. q. طِبَابَةٌ; (S, O, K;) i. e. the piece of skin with which the punctures of the seams are covered: (S, O: see also عَرَقٌ, latter half: [and see طِبَابَةٌ:]) pl. عُرُقٌ (Lth, Az, S, O, K, TA) and عُرْقٌ (TA) and أَعْرِقَةٌ; (Lth, O, TA;) the last a pl. of pauc. (Lth, O.) And عِرَاقُ السُّفْرَةِ signifies The suture surrounding the [round piece of skin called] سُفْرَة [q. v.]. (K.) b2: Also Nearness, together, of the stitch-holes in a skin or hide: [so I render تَقَارُبُ الخرزِ; reading الخُرَزِ: and it seems to mean also uniformity thereof: for it is added,] hence the prov., لِأَمْرِهِ عِرَاقٌ, meaning (assumed tropical:) His affair is uniform, right, or rightly disposed. (TA.) b3: Also The side, or shore, (Lth, O, K,) of water, (K,) or of a sea, or great river, along the whole length thereof. (Lth, O, K. * [It is said in the K that عُرُقٌ is pl. of عِرَاقٌ in this sense: but afterwards, that the pl. of the latter in all its senses is أَعْرِقَةٌ also; to which the TA adds عُرْقٌ.]) and accord. to Az, Any pasturage adjacent to a great river or a sea. (TA.) And عِرَاقُ النَّهْرِ, (K,) or الرَّكِيبِ, (TA,) The border of the rivulet [ for irrigation] (K, TA) by which the water enters a حَائِط [i. e. garden, or garden of palm-trees surrounded by a wall], (TA,) from its nearest to its furthest extremity. (K, TA.) b4: Also The قُطْر [app. meaning side (but see this word)] of a mountain, by itself; [or so, perhaps, عِرَاقُ جَبَلٍ;] and so ↓ عِرْقٌ [or عِرْقُ جَبَلٍ]. (Ibn-'Abbád, O, K.) b5: And, as also ↓ عِرْقٌ, Remains of the [plants, or trees, called] حَمْض. (K.) b6: عِرَاقُ الدَّارِ The court, or yard, in front, or extending from the sides, of the house. (IB, K.) b7: عِرَاقُ الأُذُنِ The circuit, or surrounding edge, of the ear. (K.) b8: عِرَاقُ الظُّفُرِ The flesh surrounding the nail. (K, * TA.) b9: عِرَاقُ الحَشَا The intestines that are above the navel, lying breadthwise, or across, in the belly. (K.) b10: And عِرَاقٌ signifies also The inside of feathers. (AA, K.) b11: The عِرَاقَانِ of the horse's saddle are The two edges of the دَفَّتَانِ, at the fore part of the saddle and its hinder part. (IDrd, TA voce قَرَبُوسٌ, q. v.) A2: [Also A pace, or rate of going.] One says in relation to a horse, on the occasion of drawing forth the sweat, and of careful tending, and fattening, اِحْمِلْهُ عَلَى العِرَاقِ الأَعْلَى وَالعِرَاقِ الأَسْفَلِ, meaning [Urge, or make, thou him to go] the vehement pace and the inferior pace. (Ibn-'Abbád, O, TA.) A3: العِرَاقُ is the name of A certain country, (S, O, Msb, K,) well known, (Msb, K,) extending from 'Abbádán to El-Mow- sil in length and from El-Kádiseeyeh to Hulwán in breadth; (K;) masc. and fem.: (S, O, Msb, K:) said to be so named because upon the عِرَاق, i. e. “ side,” or “ shore,” of the Tigris and Euphrates: (O, * K: [in which, and in other works, several other supposed derivations are mentioned, but such as I think too fanciful to deserve notice:]) accord. to some, it is arabicized, (S, O, Msb, K,) from a Pers\. appellation, (S, O,) i. e. from إِيرَان شَهْر, (As, O, * K, TA,) of which the meaning is [said to be] “ having many palmtrees and [other] trees; ” (K;) but [SM justly says,] in my opinion the meaning requires consideration. (TA.) b2: العِرَاقَانِ is an appellation of El-Basrah and El-Koofeh. (S, O, K.) عَرِيقٌ, (S, O, K,) applied to a man and to a horse, means [Rooted, i. e.] having a radical, or hereditary, share, (لَهُ عِرْق, S, O,) in generousness or nobleness [of origin, which, accord. to the S and O, and common usage, seems to be implied by the epithet when used absolutely], (S, O, K,) and also in meanness or ignobleness [thereof; or having a strain of, i. e. an inborn disposition to, generousness or nobleness, and also meanness or ignobleness]. (S, * O, * K.) And you say also فِى الكَرَمِ ↓ فُلَانٌ مُعْرَقٌ and فِى اللُّؤْمِ [Such a one is rooted, &c., in generousness or nobleness and in meanness or ignobleness]; and لَهُ فِى ↓ إِنَّهُ لَمُعْرَقٌ الكَرَمِ; (S, O;) and لَهُ فِى الكَرَمِ ↓ إِنَّهُ لَمَعْرُوقٌ, [the part. n. being formed] on the supposition of the suppression of the augmentative letter [in its verb, which is أُعْرِقَ]: (TA:) and in like manner, (S, O, TA,) in a trad., (O, TA,) a man of whom there is no living ancestor between him and Adam is said to be لَهُ فِى المَوْتِ ↓ مُعْرَقٌ (S, O, TA) i. e. Made to have a radical, or hereditary, share (عِرْقٌ) in death; (O, TA;) meaning that he will inevitably die. (S, O, TA.) [In the Ham p. 438, ↓ مُعْرِقٌ is expl. as syn. with عَرِيقٌ: but in the verse to which this explanation relates it is evidently employed in the sense of the act. part. n. of أَعْرَقَ as used in the phrase أَعْرَقَ فِيهِ أَعْمَامُهُ وَأَخْوَالُهُ, q. v.] b2: غُلَامٌ عَرِيقٌ means [A boy, or young man,] slender, or spare, and light of spirit. (TA.) عُرَافَةٌ: see عُرَاقٌ, in two places.

عِرَاقِىٌّ Of, or belonging to, the country called العِرَاق. (Msb.) b2: إِبِلٌ عِرَاقِيَّةٌ means Camels that pasture upon what are termed عِرَاق, i. e. remains of the [plants, or trees, called] حَمْض: (K, * TA:) or, app., accord. to Az, camels of, or belonging to, العِرَاق as meaning the waters of Benoo-Saad-Ibn-Málik and Benoo-Mázin: or, as some say, of, or belonging to, the عِرَاق as meaning the side, or shore, of water: and it is also said that the epithet in this phrase is a rel. n. from العرق [thus in my original, without any syll. sign and without explanation]. (TA.) عَرَّاقَةٌ, with teshdeed [to the ر], A thing [app. a cloth for imbibing the sweat] that is put beneath the تكلة [app. meaning pad] of the سَرْج [or horse's saddle] and the بَرْذَعَة [q. v.]. (TA. [The word تكلة, which I have not found anywhere except in this instance, I can only suppose to be an arabicized word from the Pers\. or Turkish تَگَلْتُو, which is commonly pronounced by the Turks تَكَلْتِى, with ك and ى, and which means a pad, or a piece of felt, put beneath the saddle to prevent its galling the beast's back.]) عَارِقٌ [act. part. n. of عَرَقَ]. A poet says, أَكُفُّ لِسَانِى عَنْ صَدِيقِى فَإِنْ أُجَأْ

إِلَيْهِ فَإِنِّى عَارِقٌ كُلَّ مَعْرَقِ [I restrain my tongue from my friend; but if I be compelled to have recourse to him in a case of need, I am one who gnaws to the utmost: مَعْرَق being here an inf. n.]. (S, O: mentioned in both immediately after the explanation of عَرَقْتُ العَظْمَ.) b2: And [the pl.] العَوَارِقُ signifies The أَضْرَاس [i. e. teeth, or lateral teeth, &c.]: (K:) an epithet in which the quality of a subst. predominates. (TA.) b3: And The سِنُون [i. e. years, or droughts, or years of drought]; so called لأَنَّهَا تَعْرُقُ الإِنْسَانَ, (K, TA, in some copies of the K الأَسْنَانَ,) i. e. because they take from the man [his flesh, or render him lean]. (TA.) أَعْرَقُ لَيْلَةٍ فِى السَّنَةِ, The night, in the year, most abundant in milk. (O.) A2: [أَعْرَقُ is also a comparative and superlative epithet signifying More, and most, rooted in a quality or faculty: regularly formed from عَرُقَ, or irregularly from أُعْرِقَ: but perhaps post-classical. (See De Sacy's “ Anthol. Gram. Arabe,” p. 183, lines 1 and 3, of the Ar. text; and p. 441 of the Notes, in which he has expressed his opinion that it signifies “ qui a jeté de plus profondes racines. ”)]

مَعْرَقٌ an inf. n. of 1 in the sense first expl. in this art. (S, O, K.) A2: [And a noun of place, signifying A place of sweat or of sweating of an animal; such as the armpit and the groin: pl. مَعَارِقُ. b2: Hence,] مَعَارِقُ الرَّمْلِ i. q. آبَاطُهُ [i. e. (assumed tropical:) The places where the main body of the sand ends, and where it is thin, not deep]: likened to the مَعَارِق of the animal. (TA.) b3: And معرق [thus in my original; perhaps مَعْرَقٌ, as denoting “ a place of sweat,” like مَمْطَرٌ from المَطَرُ; or ↓ مِعْرَقٌ, as being likened to a utensil, like مِمْطَرٌ, and as being in form agreeable with many words denoting articles of dress;] signifies An innermost garment for imbibing the sweat, lest it should reach to the garments of pride [i. e. the outer garments]. (TA.) مُعْرَقٌ Wine (شَرَاب) having a little water put into it; (S, K;) and so ↓ مُعَرَّقٌ, (S, O, K,) applied to طِلَآء [which likewise signifies wine, or thick wine, &c.]; (S, O;) and ↓ مَعْرُوقٌ, (K,) of which last no verb has been mentioned: (TA:) or مُعْرَقَةٌ signifies wine (خَمْر) pure, or unmixed: or having a little mixture [of water]. (Ham p. 561.) A2: See also عَرِيقٌ, in three places.

مُعْرِقٌ: see عَرِيقٌ.

A2: [Accord. to Reiske, as mentioned by Freytag, it signifies Rain that appears to the people of El-Yemen from the region of El-'Irák.]

A3: تَرَكْتَ الحَقَّ مُعْرِقًا means Thou hast left the truth apparent, or manifest, between us. (TA.) مِعْرَقٌ An iron implement, or a knife, or broad knife, or broad blade, with which one pares a bone with some flesh upon it, removing the flesh. (TA.) A2: See also مَعْرَقٌ.

مُعَرَّقٌ: see مَعْرُوقٌ, in four places: A2: and see مُعْرَقٌ.

مَعْرُوقٌ A bone of which the flesh has been [eaten or] thrown from it. (TA.) b2: And A man having little flesh; (K;) and so مَعْرُوقُ العِظَامِ; (S, O, K;) and ↓ مُعْتَرَقٌ, (S, O, TA, [and probably in correct copies of the K, but in my MS. copy of it and in the CK ↓ مُعْتَرِقٌ, which does not accord. with any of the explanations of its verb,]) and العِظَامِ ↓ مُعْتَرَقُ; (TA;) and ↓ مُعَرَّقٌ, and مُعَرَّقُ العِظَامِ. (K.) And A horse having no flesh upon his قَصَب [meaning bones of the legs]; as also ↓ مُعْتَرَقٌ. (TA.) And مَعْرُوقُ الخَدَّيْنِ, applied to a horse, in which the quality denoted thereby is approved, Having no flesh in the cheeks: (TA:) and الخَدَّيْنِ ↓ مُعَرَّقُ a man having little flesh in the cheeks: (S, O:) and القَدَمَيْنِ ↓ مُعَرَّقُ, (K and TA in art. نهس,) and الكَعْبَيْنِ, a man having little flesh upon the feet, and upon the ankle-bones: (TA in that art.:) and ↓ مُعَرَّقٌ applied to a horse signifies مُضَمَّرٌ [i. e. rendered lean, or light of flesh, probably by being made to sweat, agreeably with an explanation of the latter epithet, and thus radically differing from مَعْرُوقٌ and مُعْتَرَقٌ]. (TA.) A2: See also مُعْرَقٌ.

A3: and see عَرِيقٌ.

مُعْتَرَقٌ and مُعْتَرِقٌ: see مَعْرُوقٌ; the former in two places.

التّعديل

التّعديل:
[في الانكليزية] Rectification ،parallax ،equation
[ في الفرنسية] Rectification ،parallaxe ،equation
في اللغة التّسوية. وتعديل الأركان عند أهل الشرع تسكين الجوارح في الركوع والسجود والقومة والجلسة قدر تسبيحة، ويطلق على كلّ، فإنّه صار كاسم جنس، كذا في جامع الرموز في فصل صفة الصلاة. والتعديل عند الرياضيين يطلق على معان منها ما ذكره بعض المحاسبين كما سيأتي في لفظ الجبر ولفظ الرّد ومنها التعديل الأول ويسمّى بالاختلاف الأول أيضا لأنّه أول تفاوت وجد ويسمّى بالتعديل المفرد أيضا لانفراده عن غيره بخلاف التعديل الثاني فإنّه مخلوط بالأول، هذا عند أهل الهيئة. وأهل العمل منهم أي أصحاب الزيجات يسمّونه بالتعديل الثاني لتأخره بحسب العمل عن التعديل الثالث الذي يسمّونه تعديلا أولا، وهو قوس بين الوسط والتقويم. قال عبد العلي البرجندي في حاشية الچغميني هذا في الشمس والقمر صحيح وأمّا في المتحيّرة فما بين الوسط المعدّل والتقويم هو التعديل الأول، وأمّا ما بين الوسط الغير المعدّل والتقويم فلا يسمّى عندهم باسم.
فالظاهر أنّه أراد المصنّف بالوسط الوسط المعدل أي المعدّل بالتعديل الثالث. وزاوية التعديل وقد تسمّى بالتعديل أيضا كما يستفاد من شرح التذكرة للعلي البرجندي هي الحادثة على مركز العالم بين خطين خارجين منه أحدهما وسطي والآخر تقويمي، وهذا هو قول المحقّقين منهم. ومقدار هذه الزاوية هو قوس التعديل لأنّ مقدار الزاوية قوس فيما بين ضلعيها موترة لها من دائرة مركزها رأس الزاوية وهذا هو الحق.
وقيل القوس الواقعة من فلك البروج بين طرفي الخطين أي الخطّ الخارج عن مركز الخارج والخط الخارج من مركز العالم المارّين بمركز الشمس المنتهيين إلى دائرة البروج هي تعديل الشمس. ولما كان الخطان المذكوران متقاطعين عند مركز الشمس كان هناك زاويتان متقابلتان متساويتان، إحداهما فوق مركز الشمس وتسمّى زاوية تعديلية والأخرى تحت مركز الشمس وتسمّى أيضا بزاوية تعديلية لكونها مساوية للأولى، وهذا القول ليس بصحيح، وإن شئت وجهه فارجع إلى كتب علم الهيئة.
اعلم أنّ الشمس إذا كانت صاعدة أي متوجهة من الحضيض إلى الأوج يــزاد هذا التعديل على وسطها، فالمجموع هو التقويم.
وإذا كانت هابطة أي متوجهة من الأوج إلى الحضيض ينقص هذا التعديل من الوسط، فبالباقي هو التقويم، وليس في الشمس سوى هذا تعديل آخر. وأما الخمسة المتحيّرة فيــزاد فيها التعديل على الوسط إذا كانت هابطة وينقص عنه إذا كانت صاعدة، فالمجموع أو الباقي هو التقويم. والحال في القمر بالعكس.
ودلائل هذه المقدمات تطلب من كتب الهيئة، وغاية هذا التعديل بقدر نصف قطر التدوير.
ومنها التعديل الثاني ويسمّى بالاختلاف الثاني أيضا وهو القوس المذكورة أي التعديل الأول باعتبار اختلافها في الرؤية صغرا وكبرا بحسب بعد مركز التدوير عن مركز العالم وقربه منه، وذلك لأنّ مركز التدوير إذا كان في حضيض الحامل فنصف قطره بسبب قربه من مركز العالم يرى أكبر وإذا كان في أوج الحامل فنصف قطره بسبب بعده عنه يرى أصغر فلذلك تختلف القوس المذكورة وهذا الاختلاف يلحق الاختلاف الأول بقدر ذلك الاختلاف في نصف القطر، فينقص منه إذا كان مركز التدوير أبعد من البعد الأوسط ويــزاد عليه إذا كان أقرب منه، ويكون بعد ذلك أي بعد نقصانه عن الاختلاف الأول أو زيادته عليه تابعا له أي للاختلاف الأول في الزيادة والنقصان على الوسط، وهذا عند من وضع مراكز تداوير المتحيّرة في البعد الأوسط واستخرج الاختلاف الأول منها فيه فإنّ الاختلاف الثاني فيها قد يكون بحسب البعد الأبعد فيكون ناقصا عن الاختلاف الأول وقد يكون بحسب البعد الأقرب فيكون زائدا عليه.
وأما عند من وضع مراكز تداويرها في الأوج واستخرج الاختلاف الأول منها فيه فلا محالة يزيد الاختلاف الثاني دائما على الأول، وهكذا الحال في القمر فإنّ اختلاف الأول للقمر إنما وضع في الأوج الذي هو البعد الأبعد. ثم إنّ ما حصل من زيادة الاختلاف الثاني على الأول أو ما بقي بعد نقصه منه يسمّى تعديلا معدلا.
اعلم أنّ هذا الاختلاف في المتحيّرة يسمّى أيضا اختلاف البعد الأبعد والأقرب لاشتماله عليهما، فهو إمّا على سبيل التغليب وإمّا على أنه اختلاف بعد هو أبعد من البعد الأوسط أو أقرب منه، وهذا بخلاف ما في القمر فإنه يسمّى اختلاف البعد الأقرب فقط، إمّا لتغليب أقرب الأبعاد أعني الحضيضية على سائرها وإمّا لأنه اختلاف بعد هو أقرب من البعد الأوجي. وقيل غاية الاختلاف الثاني اختلاف البعد الأقرب وهو الموافق لما ذهب إليه صاحب المجسطي ومن تبعه من أصحاب الزيجات من تسمية الاختلاف الثاني عند كون مركز التدوير في الحضيض باختلاف البعد الأقرب، وقد يسمونها بالاختلاف المطلق أيضا. هذا وقد قيل إنّ أهل الهيئة يسمّون الاختلاف الثاني مطلقا سواء كان مركز التدوير في الحضيض أو لم يكن اختلاف البعد الأقرب لما دلّ البرهان على وجوده وإن لم يعرفوا مقداره. وأما أهل العمل أي أصحاب الزيجات فيسمّون الاختلاف الثاني عند كون مركز التدوير في الحضيض اختلاف البعد الأقرب لأنه معلوم عندهم موضوع في الجدول. وأمّا في سائر المنازل فهو غير معلوم لهم ولا بموضوع في الجدول لجزء جزء إلّا غايته، فإنها مستخرجة لسهولة تظهر في العمل، فلهذا لم يسمّوه في سائر المنازل باسم، وتوضيح السهولة التي ذكرناها أنهم استخرجوا الاختلافات الثانية لنقطة التماس بحسب كون مركز التدوير في الأبعاد المختلفة ونقلوها إلى أجزاء يكون الاختلاف الثاني لنقطة التماس عند كون مركز التدوير في الحضيض، أعني غاية الاختلاف الثاني لنقطة التماس بتلك الأجزاء ستين دقيقة، وسمّوها دقائق الحضيض، ووضعوها بإزاء أجزاء المركز.
كما أنهم وضعوا الاختلاف الأول وغاية الاختلاف الثاني لأجزاء التدوير معا بإزاء أجزاء الخاصة المعدّلة. وقد تقرّر أنّ نسبة غاية الاختلاف الثاني لنقطة التماس إلى غاية الاختلاف الثاني لجزء مفروض كنسبة الاختلاف الثاني لنقطة التماس عند كون التدوير في بعد غير الحضيض، أعني كنسبة دقائق الحضيض إلى الاختلاف الثاني لذلك الجزء في ذلك البعد، ولمّا كان المقدّم في النسبة الأولى واحدا أعني ستين دقيقة وقسمة المضروب عليه وعدمها سواء فبقاعدة الأربعة المتناسبة إذا ضرب غاية الاختلاف الثاني للجزء المفروض في دقائق الحضيض وهما معلومان من الجدول، ويكون الحاصل الاختلاف الثاني لذلك الجزء بحسب البعد المفروض، فيحصل بهذا العمل الاختلافات الثانية لأجزاء التدوير بحسب كونها في الأبعاد المختلفة من غير أن يحتاج إلى وضع جميعها في الجدول.
فائدة:
قد فسّر صاحب التذكرة وشارحوها الاختلاف الأول والثاني بالزاوية الحاصلة عند مركز العالم لا بالقوس، والأمر في ذلك سهل، فإنّ الزوايا إنما تتقدر بالقسي الموترة لها فيجوز أن يفسّر الاختلاف الأول بقوس بين الوسط والتقويم وأن يفسر بزاوية حادثة على مركز العالم بين خطّين الخ، فإنّ المآل واحد كما لا يخفى.
فائدة:
هذا الاختلاف هو الاختلاف الأول بعينه في الحقيقة سواء كان مركز التدوير في البعد الأبعد أو لم يكن، إلّا أنهم لما أرادوا وضع التعديل في الجدول فرضوا مركز التدوير في بعد معيّن واستخرجوا مقادير زوايا التعديل بحسب ذلك البعد ووضعوها في جدول واستخرجوا أيضا تفاوت التعديلات بحسب وقوع مركز التدوير في أبعاد اخر بقاعدة مذكورة سابقا، ويجمعون هذا التفاوت مع التعديل المذكور أو ينقصونه منه ليحصل التعديل بحسب ما هو الواقع في البعد المفروض، ففرض بطليموس ومن تابعه مركز التدوير القمري ثابتا في الأوج وسمّوا تلك الزوايا عند كونه في الأوج بالاختلاف الأول، والزيادات عليها في سائر المنازل بالاختلافات الثانية. وبعض أصحاب الزيجات فرض مركز تدويره ثابتا في الحضيض واستخرج مقادير الزوايا ويسمّى النقصانات عنها في سائر المنازل بالاختلافات الثانية. وبعضهم فرضه ثابتا في البعد الأوسط ويسمّى الزيادات في النصف الحضيضي والنقصانات في النصف الأوجي بالاختلافات الثانية، ولا مشاحة في الاصطلاحات. والغرض من جميع ذلك تسهيل الأمر على أهل العمل، وإلّا فالاختلاف بحسب الواقع واحد، والأليق بعلم الهيئة إنما هو ذكر هذا الاختلاف. وأمّا تشقيصه إلى الاختلاف الأول والثاني فلائق بكتب العمل أي الزيجات كما لا يخفى، لكن جميع أهل الهيئة ذكروا هذين الاختلافين. هكذا ذكر العلي البرجندي في شرح التذكرة وحاشية الچغميني.
ومنها التعديل الثالث ويسمّى بالاختلاف الثالث أيضا. وأهل العمل يسمّونه بالتعديل الأول سواء كان في القمر أو في غيره لتقدمه على الأولين بحسب العمل، كذا في شرح، التذكرة. وهو يطلق على معنيين: أحدهما تعديل المركز لتعديله به، والثاني تعديل الخاصة لتعديلها به، ويسمّى أيضا فضل ما بين الخاصتين، كذا في شرح التذكرة أيضا. فتعديل المركز هو قوس من الممثل في المتحيّرة ومن المائل في القمر محصورة بين طرف خط وسطي وخط المركز المعدّل أي المخرج من مركز العالم المارّ بمركز التدوير إلى الممثل أو المائل. وتعديل الخاصة هو قوس من منطقة التدوير بين الذروة المرئية والوسطية.
وتوضيح ذلك أنّه إذا أخرج خطان أحدهما من مركز العالم إلى مركز التدوير والآخر من مركز معدل المسير إليه، فبعد إخراجهما يحصل عند مركز التدوير أربع زوايا، اثنتان منها حادّتان متساويتان، فالتي في جانب الفوق يعتبر مقدارها من منطقة التدوير وهو قوس منها ما بين الذروتين من الجانب الأقرب وتسمّى تعديل الخاصة والتي في جانب السفل يعتبر مقدارها من منطقة الممثل، وذلك بأن يخرج من مركز العالم خط مواز للخط الخارج من مركز معدّل المسير إلى مركز التدوير ويخرجان إلى سطح الممثل، فالقوس الواقعة من الممثل بين طرفي هذين الخطين من الجانب الأقرب هي مقدار تلك الزاوية وتسمّى تعديل المركز. فإذا كان مركز التدوير في النصف الهابط كانت الزاوية الحاصلة عند مركز معدّل المسير من الخطين من أحدهما إلى الأوج والآخر إلى مركز التدوير أعظم من الزاوية الحاصلة عند مركز العالم بقدر تعديل المركز، وفي النصف الصاعد الأمر بالعكس، فلذلك ينقص عن المركز، أي عن مركز التدوير في النصف الهابط، ويــزاد عليه في النصف الصاعد ليحصل المركز المعدل. ثم نقول إن تقاطع الخط المارّ بمركز التدوير مع أعلى منطقته كان أقرب إلى الأوج إن كان خارجا عن مركز العالم وأبعد عنه إن كان خارجا عن مركز معدل المسير، فإن كان مركز التدوير هابطا يــزاد عليه تعديل الخاصة على الخاصة الوسطية التي هي معلومة في كل حال، لأن حركات التداوير معلومة لكونها على وتيرة واحدة، وفي النصف الآخر ينقص منها لتحصل الخاصة المعدّلة المسمّاة بالخاصة المرئية، التي بها يعلم التعديل الأول والثاني. ولمّا كان ما بين الذروتين في المتحيّرة مساويا لما بين الخط الوسطي وخط المركز المعدّل لتساوي الزاويتين الحادّتين الحاصلتين عند مركز التدوير من إخراج هذين الخطين كما عرفت، لم يحتج في استخراج تقويمها إلى تعديل أزيد من الثلاثة أي تعديل المركز والتعديل الأول والثاني، وكان تعديل المركز والخاصة فيها واحدا. ولمّا كان خط الوسط وخط المركز المعدل في القمر ينطبق أحدهما على الآخر أبدا لكون حركة تدوير القمر متشابهة حول مركز العالم لم يحتج في القمر إلى تعديل المركز، بل إلى تعديل الخاصة، والتعديلين الأولين. هكذا يستفاد من تصانيف عبد العلي البرجندي. وكأنه لهذا التساوي والانطباق قال صاحب التذكرة في بيان التعديل الثالث للقمر: ويسمّى هذا التعديل تعديل الخاصة. وقال في بيان التعديل الثالث للمتحيّرة: ويسمّى هذا التعديل تعديل المركز والخاصة. وقال شارحه أي العلي البرجندي إنما سمّي بتعديل المركز والخاصة لتعديلهما به.
فائدة:
حال هذا التعديل في القمر في زيادته على الخاصة الوسطية ونقصه منها كحال المتحيّرة لأنّ حركة أعلى تدوير القمر وإنّ كانت مخالفة لحركة أعالي تداوير المتحيّرة لكن مركز معدل المسير في المتحيّرة فوق مركز العالم ونقطة المحاذاة في القمر تحت مركز العالم بالنسبة إلى الأوج. ومنها تعديل النقل وهو التفاوت بين بعد موضعي القمر من منطقتي الممثل والمائل عن العقدتين ويسمّى الاختلاف الرابع أيضا. وأهل العمل يسمّونه التعديل الثالث أيضا، وذلك لأنهم سمّوا الاختلاف الثالث والأول بالتعديل الأول والتعديل الثاني فسمّوا هذا بالتعديل الثالث ويعتبر ذلك التفاوت إذا أريد تحويل موضعه أي موضع القمر من المائل إلى موضعه من الممثل، وقلّما يحتاج إلى عكسه. ولهذا أي لكون الاحتياج إلى عكسه قليلا يسمّى هذا التحويل في كتب العمل نقل القمر من المائل إلى البروج، هكذا ذكر عبد العلي البرجندي في شرح التذكرة. وقال في حاشية الچغميني توضيحه أنّ وسط القمر مأخوذ من منطقة المائل لأنّه إذا أخذ ذلك من منطقة البروج لا يكون متشابها وإن اتّحد مركزاهما لاختلاف منطقتيهما، فإذا مرّت دائرة عرض بمركز التدوير تقاطع منطقة البروج على قوائم فيحدث من قوس العرض ومن القوسين الكائنتين من المائل والممثل اللتين مبدأهما العقدة ومنتهاهما دائرة العرض المذكورة مثلّث زاوية تقاطع العرضية مع الممثل فيه قائمة، وزاوية تقاطعها مع المائل حادّة، فالقوس من المائل التي هي الوسط أعظم من القوس التي هي من الممثل، أعني التقويم، والتفاوت بينهما يسمّى تعديل النقل إذ به ينقل مقدار القوس من المائل إلى القوس من الممثل، فإن كان الوسط من الربع الأول والثالث أعني مؤخرا عن إحدى العقدتين ينقص تعديل النقل منه، وإن كان من الربعين الآخرين يــزاد عليه لتحصل القوس من الممثل. وهذا التفاوت ليس شيئا واحدا دائما بل إذا صار مركز التدوير إلى بعد ثمن من العقدة تقريبا صار هذا التفاوت في الغاية، وبعد ذلك يتناقص إلى أن يبلغ مركز التدوير إلى منتصف ما بين العقدتين، وحينئذ ينعدم التفاوت. وقال في شرح التذكرة: اعلم أنه ذكر المحقّق الشريف تبعا لصاحب التحفة أنّ تعديل النقل هو القوس الواقعة من الممثل بين تقاطعي الممثل مع الدائرتين المارّتين بمركز القمر، إحداهما تمرّ بقطبي الممثل والأخرى بقطبي المائل وهو سهو. ومنها تعديل النهار وهو قوس بين مطالع جزء من أجزاء فلك البروج بخط الإستواء، وبين مطالعه بالبلد، وذلك لأنّ لأجزاء فلك البروج مطالع في خط الاستواء، وكذا لها مطالع في الآفاق المائلة وبين المطالعين تفاوت، وهذا التفاوت يسمّى تعديل النهار، وتعديل نهار نقطة الانقلاب يسمّى بتعديل النهار الكلّي.
اعلم أنّ قوس فضل مطالع الاستواء على مطالع البلد وقوس فضل مغارب البلد على مغارب الاستواء في الآفاق الشمالية متساويتان، فإذا زيدتا على نهار الإستواء حصل نهار البلد وإذا نقصتا عن نهار البلد كان الباقي نهار الاستواء، وكذا الحال في الآفاق الجنوبية، إلّا أنّ الأمر فيها على عكس ذلك في الزيادة والنقصان كما يظهر بأدنى تأمّل. فتعديل النهار في الحقيقة هو مجموع القوسين لا إحداهما التي هي قوس فضل المطالع على المطالع، لكن القوم أطلقوا تعديل النهار عليها إذ بها يعرف التعديل، وتوضيحه يطلب من شرح الملخّص للسيد السند. ومنها تعديل الأيام بلياليها وهو التفاوت بين اليوم الحقيقي واليوم الوسطي كما سيجيء في لفظ اليوم. ومنها اسم عمل مخصوص يعلم به التعديلات وغيرها المجهولة أي غير المسطورة في جداول الزيجات.

ويقول في سراج الاستخراج: إذا كانوا يريدون حصة تعديل عددي من جدول التعديل وليس موجودا في سطر العدد، فيبحثون عن عددين متواليين، بحيث يكون العدد الأول أقلّ من المطلوب والثاني أكثر. فحينئذ يأخذون التفاضل بين الحصتين في العددين المذكورين.
ثم يضربون رقم التفاضل في العدد المفروض ثم يقسمون الحاصل على التفاضل بين كلا العددين، وما يبقى خارج القسمة يضيفونه إلى حصة العدد الأقل حتى يحصلوا على المطلوب.
وهذا العمل يسمّونه التعديل.
وإذا كانت الحصّة معلومة والعدد مجهولا فتطلب حصتين متواليتين إحداهما من عدد معلوم أقلّ والثانية من عدد معلوم أكثر. ثم التفاضل ما بين كلا العددين نضربه بالتفاضل بين الحصّة المقدّمة والحصّة المعلومة. ونقسم الحاصل على التفاضل الموضوع بين كلا الحصتين. ونضيف الخارج على العدد الأقلّ حتى يصير العدد المجهول معلوما، وهذا العمل يقال له التقويس، ذلك لأنه بهذا العمل قوس تلك الحصة يصير معلوما، وهذا الأسلوب في استخراج الطوالع من المطالع ناجح. وقريب من هذا العمل عمل التعديل الذي يعملونه من الأسطرلاب. ومبنى كلا العملين على الأربعة المتناسبة، وتحقيق هذا العمل يجب أن يكون معلوما من باب (العشرين بابا) وشرحه.

بتت

(بتت) فلَانا أعطَاهُ بتاتا وَأَعْطَاهُ بتا
(بتت) - في الحديث : "كان عليه بَتٌّ".
: أي كِساءٌ غَلِيظ مُربَّع. وقيل: طَيْلَسَان من خَزًّ.
- وفي الحديث: "أَبِتُّوا نِكاحَ هذه النِّساء"
: أي أَحكِموه بشَرائِطِه واقطَعُوا الأمرَ فيه، وأعقِدُوه مُطلَقاً على خِلاف شَرْطِ المُتْعَة.

بتت


بَتَّ(n. ac.
بَتّ)
a. Cut, lopped off; severed, separated.
b. Decided, settled.
c. Testified.

بَتَّتَa. see I (a)b. Supplied, provided, furnished.
c. Was certified.

أَبْتَتَa. see I (a)
إِنْبَتَتَa. Pass. of I.
بَتّ
(pl.
بِتَاْت
بُتُوْت)
a. Rough garment.

بَتَّةa. Irrevocable.
b. [art.], Irrevocably; absolutely.
بَاْتِتa. Sharpsword.

بَتَاْت
(pl.
أَبْتِتَة)
a. Provision, supply; furniture.

بَتَّةً
a. see 1t (b)
بَتِّيَّة
a. Barrel, cask.
ب ت ت

بتّ عليه القضاء وبت النية: جزمها. وساق دابته حتى بتها، وبته السفر. وسكران ما يبت، وهذه صدقة بتة بتلة. وخذ بتاتك أي زادك. وأنا على بتات الأمر إذا أشرف عليه. قال أبو محمد الفقعسي:

وحاجة كنت على بتاتها

وسار حتى انبت أي انقطع. وانبت الرجل: انقطع ماؤه من الكبر. قال:

لقد وجدت رثية من الكبر ... عند القيام وانبتاتاً بالسحر
ب ت ت : بَتَّهُ بَتًّا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَقَتَلَ قَطَعَهُ وَفِي الْمُطَاوِعِ فَانْبَتَّ كَمَا يُقَالُ فَانْقَطَعَ وَانْكَسَرَ وَبَتَّ الرَّجُلُ طَلَاقَ امْرَأَتِهِ فَهِيَ مَبْتُوتَةٌ وَالْأَصْلُ مَبْتُوتٌ طَلَاقُهَا وَطَلَّقَهَا طَلْقَةً بَتَّةً وَبَتَّهَا بَتَّةً إذَا قَطَعَهَا عَنْ الرَّجْعَةِ وَأَبَتَّ طَلَاقَهَا بِالْأَلِفِ لُغَةٌ.
قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: وَيُسْتَعْمَلُ الثُّلَاثِيُّ وَالرُّبَاعِيُّ لَازِمَيْنِ وَمُتَعَدِّيَيْنِ فَيُقَالُ بَتَّ طَلَاقَهَا وَأَبَتَّ وَطَلَاقٌ بَاتٌّ وَمُبَتٌّ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَيُقَالُ لِمَا لَا رَجْعَةَ فِيهِ لَا أَفْعَلُهُ بَتَّةً وَبَتَّتْ يَمِينُهُ فِي الْحَلِفِ تَبِتُّ بِالْكَسْرِ لَا غَيْرُ بُتُوتًا صَدَقَتْ وَبَرَّتْ فَهِيَ بَتَّةٌ وَبَاتَّةٌ وَحَلَفَ يَمِينًا بَتَّةً وَبَاتَّةً أَيْ بَارَّةً وَبَتَّ شَهَادَتَهُ وَأَبَتَّهَا بِالْأَلِفِ جَزَمَ بِهَا. 
[بتت] في ح الندوة: اعترض إبليس في صورة شيخ جليل عليه "بت" أي كساء غليظ مربع ويجمع على بتوت. ومنه ح على: "بتتهم أي أعطهم البتوت". ومنه: أين الذين طرحوا الخزوز ولبسوا "البتوت"، والبتات متاع لا يكون للتجارة. ومنه: لا يؤخذ منكم عشر "البتات". وفيه: فإن "المنبت" لا أرضاً قطع، من انبت إذا انقطع في سفر وعطاحلته مطاوع بته وأبته، أي بقي في طريقه عاجزاً عن مقصده لم يقض وطره وقد أعطب ظهره. ومنه: لا صيام لمن "لم يبت الصيام" في رواية أي لم ينوه ويجزمه فيقطعه من وقت لا صوم فيه وهو الليل. وح: "أبتوا" نكاح هذه النساء أي اقطعوا الأمر فيه وأحكموه بشرائطه وهو تعريض بمنع المتعة لأنه غير مبتوت، مقدر بمدة. ومنه: طلقها ثلاثاً "بتة" أي قاطعة، وصدقة "بتة" أي منقطعة عن الأملاك، وفي مسلم أحسبه قال جويرية "أو البتة"، كأنه شك في اسمها، ثم استدرك وقطع بأنه جويرية. ق: وهو بقطع الهمزة بخلاف قياس. ن: أظنه قرأت على مالك "أو البتة" أي أظن أني قرأت فيصلي أو أجزم به. ج: طلق "البتة" أي ثلاثاً. ط: أي منجزة لا معلقة. ك: "فأبت" طلاقها أي قطع قطعاً كلياً بالبينونة الكبرى. نه: لا تبيت "المبتوتة" إلا في بيتها أي المطلقة بائناً.
(ب ت ت) : الْبَتُّ كِسَاءٌ غَلِيظٌ مِنْ وَبَرٍ أَوْ صُوفٍ وَقِيلَ طَيْلَسَانٌ مِنْ خَزٍّ وَجَمْعُهُ بُتُوتٌ وَالْبَتَّاتُ بَائِعُهُ وَالْبَتُّ وَالْإِبْتَاتُ الْقَطْعُ وَمِنْهُ «لَا صِيَامَ لِمَنْ لَمْ يَبُتَّ الصِّيَامَ مِنْ اللَّيْلِ» وَلَمْ يُبِتَّ رُوِيَ بِاللُّغَتَيْنِ أَيْ لَمْ يَقْطَعْهُ عَلَى نَفْسِهِ بِالنِّيَّةِ وَلَمْ يُبِتَّ مِنْ الْإِبَاتَةِ خَطَأٌ وَأَمَّا لَمْ يُبَيِّتْ مِنْ التَّبْيِيتِ فَصَحَّ ذَلِكَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ وَهُوَ «مَنْ لَمْ يُبَيِّتْ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ» مَنْ بَيَّتَ الْأَمْرَ إذَا دَبَّرَهُ لَيْلًا وَيُقَالُ بَتَّ طَلَاقَ الْمَرْأَةِ وَأَبَتَّهُ وَالْمَبْتُوتَةُ الْمَرْأَةُ وَأَصْلُهَا الْمَبْتُوتُ طَلَاقُهَا وَقَوْلُهُمْ طَلَاقٌ بَاتٌّ عَلَى الْإِسْنَادِ الْمَجَازِيِّ أَوْ لِأَنَّهُ يَبُتُّ عِصْمَةَ النِّكَاحِ وَإِنْ صَحَّ مَا ذَكَرَهُ أَبُو زَيْدٍ مِنْ قَوْلِهِمْ تَبَّتْ يَمِينُهُ وَيَمِينٌ بَاتَّةٌ فَقَدْ اسْتَغْنَيْت عَنْ التَّأْوِيلِ وَيُقَالُ طَلَّقَهَا بَتَّةً أَيْ طَلْقَةً مَقْطُوعَةً أَوْ قَاطِعَةً عَلَى الْوَجْهَيْنِ وَالْمُنْبَتُّ الْمُنْقَطِعُ بِهِ يُقَالُ سَارَ حَتَّى انْبَتَّ أَيْ انْقَطَعَ.
ب ت ت: (الْبَتُّ) الْقَطْعُ تَقُولُ (بَتَّهُ) يَبُتُّهُ وَيَبِتُّهُ بِضَمِّ الْبَاءِ وَكَسْرِهَا، وَهُوَ شَاذٌّ لِأَنَّ الْمُضَاعَفَ إِذَا كَانَ مُضَارِعُهُ مَكْسُورًا لَا يَكُونُ مُتَعَدِّيًا إِلَّا هَذَا، وَعَلَّهُ فِي
الشَّرَابِ يَعُلُّهُ وَيَعِلُّهِ وَنَمَّ الْحَدِيثَ يَنُمُّهُ وَيَنِمُّهُ وَشَدَّهُ يَشُدُّهُ وَيَشِدُّهُ وَحَبَّهُ يَحِبُّهُ وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ وَحْدَهَا عَلَى لُغَةٍ وَاحِدَةٍ وَهِيَ الْكَسْرُ، وَإِنَّمَا سَهَّلَ تَعَدِّيَ هَذِهِ الْأَفْعَالِ إِلَى الْمَفْعُولِ اشْتِرَاكُ الضَّمِّ وَالْكَسْرِ فِيهِنَّ. قُلْتُ: وَرَمَّهُ يَرُمُّهُ وَيَرِمُّهُ ذَكَرَهُ فِي [ر م م] فَــزَادَ الْمُسْتَثْنَى عَلَى مَا حَصَرَهُ فِيهِ. قَالَ: وَ (بَتَّتَهُ تَبْتِيتًا) شُدِّدَ لِلْمُبَالَغَةِ وَ (الِانْبِتَاتُ) الِانْقِطَاعُ. وَيُقَالُ لَا أَفْعَلُهُ (بَتَّةً) وَلَا أَفْعَلُهُ (الْبَتَّةَ) لِكُلِّ أَمْرٍ لَا رَجْعَةَ فِيهِ، وَنَصْبُهُ عَلَى الْمَصْدَرِ. وَقَوْلُهُمْ: تَصَدَّقَ فُلَانٌ صَدَقَةً (بَتَاتًا) وَصَدَقَةً (بَتَّةً) بَتْلَةً أَيِ انْقَطَعَتْ عَنْ صَاحِبِهَا وَبَانَتْهُ. قُلْتُ: كَذَا هُوَ فِي النُّسَخِ بِنُونٍ بَعْدَهَا تَاءٌ وَلَا أَعْرِفُ لَهُ وَجْهًا، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مِنْ تَصْحِيفِ النُّسَّاخِ وَكَانَ أَصْلُهُ وَبَاتَتَهُ بِتَاءَيْنِ مُفَاعَلَةٌ مِنَ الْبَتِّ. قَالَ وَكَذَا طَلَّقَهَا ثَلَاثًا (بَتَّةً) وَرَوَى بَعْضُهُمْ قَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَا صِيَامَ لِمَنْ لَمْ يَبُتَّ الصِّيَامَ مِنَ اللَّيْلِ» وَقَالَ: ذَلِكَ مِنَ الْعَزْمِ وَالْقَطْعِ بِالنِّيَّةِ. وَ (الْبَتَاتُ) بِالْفَتْحِ مَتَاعُ الْبَيْتِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «وَلَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ عُشْرُ الْبَتَاتِ» . 
[بتت] البتُّ: الطَّيْلَسانُ من خَزِّ ونحوه. وقال الراجز في كساء من صوف: من كان ذابت فهذا بتى * مقيظ مصيف مشتى * أخذته من نعجات ست * والجمع البتوت. والبتى: الذى يعمله أو يبيعه. والبَتَّاتُ مثله. والبَتُّ: القطع. تقول بَتَّهُ يَبُتُّهُ ويبته، وهذا شاذ لان باب المضاعف إذا كان يفعل منه منه مكسورا لا يجئ متعديا، إلا أحرف معدودة وهى بته يبته ويبته، وعله في الشرب يعله ويعله، ونم الحديث ينمه وينمه، وشده يشده ويشده، وحبه يحبه . وهذه وحدها على لغة واحدة. وإنما سهل تعدى هذه الاحرف إلى المفعول اشتراك الضم والكسر فيهن. وبتته تبتيتا، شدد للمبالغة. والانْبِتاتُ: الانقِطاعُ. ورجل مُنْبَتٌّ، أي منقطع به . ويقال لا أفعله بَتَّةً ولا أفعله البَتَّةَ، لكل أمْرٍ لا رَجْعَةَ فيه، ونصبه على المصدر. وسكران لا يبت، قال الأصمعيّ: لا يقطع أمراً. قال: ولا يقال يُبِتُّ. وقال الفرّاء: هما لُغَتان، يقال أَبْتَتُّ عليه القضاءَ وبَتَتُّهُ، أي قَطْعَتُهُ. وقولهم: تَصَدَّق فلان صَدَقَةً بَتاتاً. وصَدَقَةٌ بَتَّةٌ بَتْلَةٌ، أي انقطعت من صاحبها وبانَتْهُ . وكذلك طَلَّقَها ثلاثا بتة. وروى بعضهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " لا صيام لمن لم يبت الصيام من الليل ". قال: وذلك من العزم والقطع بالنية. ويقال للاحمق والمهزول: هو باتٌ. والبَتاتُ: الــزاد والجِهاز. ومنه قول خوات بن جبير الانصاري:

ورجعتها صفرا بغير بتات * والجمع أَبِتَّةٌ. أبو عبيد: البَتاتُ: متاع البيت. وفي الحديث " لا يُحْظَرُ عليكم النبات، ولا يؤخذ منكم عُشْرُ البَتاتِ ". وفلان على بَتاتِ أمرٍ، إذا أشرف عليه قال الراجز: * وحاجة كنت على بتاتها * وتقول: طَحَنْتُ بالرحى بَتَّا، إذا ابتدأْتَ الإدارة عن يسارك. وقال: ونَطْحَن بالرحى شَزْراً وَبَتَّاً * ولو نعطى المغازل ما عيينا
[ب ت ت] بَتَّ الشَّىْءَ يَبُتُّهُ ويَبِتُّه بَتّا، وأَبَتَّهُ: قَطَعَه قَطْعًا مُسْتَأْصِلاً، قالَ: (فَبتَّ حِبالَ الوَصْلِ بيْنِى وبَيْنَها ... أَزَبُّ ظُهُورِ السّاعِدَيْنِ عَذَوَّرُ)

وبَتَّ هو يَبُتُّ وَيبِتُّ بَتّا، وانْبَتَّ. وَصَدَقَةٌ بَتَّةٌ بَتْلَةٌ: بِائنَةٌ من صاحِبِها. وطلَّقَها ثَلاثًا بَتَّةٌ، وبَتَاتًا: أي قَطْعاً لا عَوْدَ فِيها. ولا أَفْعَلُه البَتَّةَ، كأَنَّه قَطَعَ فِعْلَهُ. قالَ سِيبَوَيْهِ: وقالُوا: قَعَدَ البَتَّةَ مَصْدرٌ مُؤَكِّدٌ، ولا يُسْتَعْملُ إِلا بالألف واللام. وبَتَّ عليهِ القَضاءَ بَتّا، وأَبَتَّهُ: قَطَعَة. وسَكرْانُ ما يَبِتُّ كَلامًا، وما يَبُتُّ، وما يُبِتُّ، أي: ما يَقْطَعُه. وسَكْرانُ باتٌ: مُنقَطِعٌ عن العَقْلِ بالسُّكْرِ، وهذه عن أَبِى حَنيفَةَ. وأَبَتَّ يَمِينَه: أَمْضاها. وبَتَّتْ هي: وَجَبْتْ. وحَلَفَ بَتّا، وبَتَّةً، وبَتَاتًا، وكُلُّ ذلك من القَطْعِ. وأبَتَّ بَعِيرَةُ: قَطَعَة بالسَّيْرِ. والمُنْبَتُّ في الحَدِيثِ: الَّذِى أَتْعَبَ دابَّتَه حَتَّى عَطِبَ ظَهْرُه، فَبِقَى مُنْقَطَعاً بِه. وبَتَّ عليه الشَّهادَةَ، وأَبَتَّها: قَطَعَ عليهِ بِها، وأَلْزَمَهَ إِيّاها. وبَتَّ عليه القضاءَ، وأبتّه: قَطَعَه والباتُّ: المهزولُ يبَتَّ يَبُتُّ بُتُوتاً. وأَحْمَقُ باتٌّ: شَديد الحُمْقِ. والبَتُّ: كِساءٌ غليظٌ مُهَلْهَلٌ مُرَبَّعٌ أَخْضَرُ، وقيل: هو من وبَرٍ وصُوفٍ، والجمع: أَبُتٌّ وبِتَاتٌ. والبَتاتُ: مَتاعُ الَبْيتِ. والبَتَاتُ: الــزَّادُ: قالَ ابنُ مُقْبِلٍ:

(أَشاقَكَ رَكْبٌ ذُو بَتاتٍ ونِسْوَةٌ ... بِكَرْمانَ يُغْبَقْنَ السَّوِيقَ المُقَندَا ... ) وبَتَّتُوه: زَوَّدُوه. وتَبَتَّتَ: تَزَوَّدَ وتَمَتَّع.
(بتت)
(س) فِي حَدِيثِ دَارِ النَّدْوة وتَشَاوُرهم فِي أَمْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «فاعْتَرضَهم إِبْلِيسُ فِي صُورَةِ شَيْخٍ جَلِيلٍ عَلَيْهِ بَتٌّ» أَيْ كِسَاء غَلِيظٌ مربَّع. وَقِيلَ طّيْلّسّان مِنْ خَزّ، ويُجمع عَلَى بُتُوت.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «أَنَّ طَائِفَةً جَاءَتْ إِلَيْهِ فَقَالَ لِقَنْبَر: بَتَّتْهُمْ» أَيْ أَعْطِهِمُ الْبُتُوتَ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ «أَيْنَ الذين طَرحوا الخُزُوز والْحِبَرات، وَلَبِسُوا البُتُوت والنَّمِرات» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ سُفْيَانَ «أَجِدُ قَلْبي بَيْنَ بُتُوت وعَباء» (هـ) وَفِي حَدِيثِ كِتَابِهِ لِحَارِثَةَ بْنِ قَطَن «وَلَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ عُشْر البَتَات» هُوَ الْمَتَاعُ الَّذِي لَيْسَ عَلَيْهِ زَكَاةٌ مِمَّا لَا يَكُونُ لِلتِّجَارَةِ.
(هـ) وَفِيهِ «فَإِنَّ المُنْبَتَّ لَا أَرْضًا قَطَعَ وَلَا ظَهْراً أبْقَى» يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا انْقُطِع بِهِ فِي سَفَرِهِ وعَطِبت راحلتُه: قَدِ انْبَتَّ، مِنَ البَتِّ: القَطْع، وهو مُطاوع بَتَّ يُقال بَتَّهُ وأَبَتَّهُ. يُرِيدُ أَنَّهُ بَقِيَ فِي طَرِيقِهِ عَاجِزًا عَنْ مَقْصِدِهِ لَمْ يَقْض وَطَره: وَقَدْ أعْطَبَ ظَهْرُه.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا صِيَامَ لِمَنْ لَمْ يَبِتَّ الصِّيَامَ» فِي إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ، أَيْ لَمْ يَنْوه ويَجْزمه فيَقْطَعه مِنَ الْوَقْتِ الَّذِي لَا صَوْمَ فِيهِ وَهُوَ اللَّيْلُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَبِتُّوا نِكَاحَ هَذِهِ النِّسَاءِ» أَيِ اقْطَعُوا الْأَمْرَ فِيهِ وأحْكمُوه بِشَرَائِطِهِ. وهو تَعْريض بِالنَّهْيِ عَنْ نِكَاحِ الْمُتْعَةِ، لِأَنَّهُ نِكَاحٌ غَيْرُ مَبْتُوت، مُقَدّرٌ بِمُدَّةٍ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «طَلَّقَهَا ثَلَاثًا بَتَّةً» أَيْ قَاطِعَةً، وصدَقةٌ بّتَّة أَيْ مُنْقَطِعة عَنِ الْإِمْلَاكِ.
يُقَالُ بَتَّة والبَتَّة.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ البَتَّة» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ جُوَيْرِيَةَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ «أَحْسَبُهُ قَالَ جُوَيْرِيَةُ أَوْ الْبَتَّة» كَأَنَّهُ شَكَّ فِي اسْمِهَا فَقَالَ أَحْسَبُهُ قَالَ جُوَيْرِيَةُ، ثُمَّ اسْتَدْرَكَ فَقَالَ: أوْ أَبُتُّ وَأَقْطَعُ أَنَّهُ قَالَ جُوَيْرِيَةُ، لَا أَحْسَبُ وَأَظُنُّ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا تَبِيت المَبْتُوتَة إِلَّا فِي بَيْتها» هِيَ المطلَّقة طَلَاقًا بَائِنًا.
بتت
بتَّ1 بتَتُّ، يَبِتّ، ابتِتْ/ بِتَّ، بُتوتًا، فهو باتّ
• بتَّ الحبلُ وغيرُه: انقطع "بتّ حبلُ المودّة بينهما" ° بيعٌ باتٌّ: لا خيار فيه ولا عود، قاطع.
• بتَّتِ اليمينُ: وَجَبَتْ وبرَّتْ. 

بتَّ2/ بتَّ في بتَتُّ، يَبُتّ ويبِتّ، ابْتُتْ/ بُتَّ وابتِتْ/ بِتَّ، بَتًّا وبَتاتًا، فهو باتّ، والمفعول مَبْتوت
• بتَّ الحبلَ وغيرَه: نزعه من أصله أو جذره "بتَّ الوتدَ: اقتلعه" ° بتَّ حِبال مودّته: قطعها.
• بتَّ الحُكْمَ: أصدره بلا تردُّد.
• بتَّ النيَّةَ ونحوَها: نواها وجزم بها وأمضاها "بتَّ اليمينَ/ الصِّيامَ من اللّيلِ/ الرأيَ في أمر"? بتَّ الوعدَ: أكد إنجازه.
• بتَّ الأمرَ/ بتَّ في الأمر: أنهاه، وصل فيه إلى قرار "بتَّ الخلافَ/ القضيّةَ- قضية مبتوت فيها". 

أبتَّ يُبتّ، أبْتِتْ/ أَبِتَّ، إبتاتًا، فهو مُبِتّ، والمفعول مُبَتّ
• أبتَّ الصِّيامَ: قطعَه. 

انبتَّ/ انبتَّ عن/ انبتَّ في ينبتّ، انبتِتْ/ انبَتَّ، انبتاتًا، فهو مُنْبَتّ، والمفعول مُنْبَتٌ عنه
• انبتَّ الحبلُ وغيرُه: مُطاوع بتَّ1 وبتَّ2/ بتَّ في: انقطع "انبتّت العلاقةُ بين الدولتين- {فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَتًّا} [ق] " ° انبتّ حبلُ المودّة بين الصَّديقين: زاد في شدّته وصرامته.
• انبتَّ الرَّجلُ عن قومه: انفصل عنهم.
• انبتَّ الرَّجلُ في السَّير: جَهَد دابَّته حتى أعيت "إِنَّ المُنْبَتَّ لاَ أَرْضًا قَطَعَ وَلاَ ظَهْرًا أَبْقَى [حديث] ". 

بَتات [مفرد]:
1 - مصدر بتَّ2/ بتَّ في ° بَتاتًا: قطعًا لا رجعة فيه- لا أفعله بتاتًا: بأية حال، بأي شكل من الأشكال، قطعًا- ممنوع بتاتًا: بأية حال، بأي شكل من الأشكال، قطعًا وأبدًا- هو على بتات أمر: مشرف عليه.
2 - أثاث، متاع البيت. 

بَتّ [مفرد]: مصدر بتَّ2/ بتَّ في ° بتًّا: قطعًا. 

بَتَّة [مفرد]: قط، على الإطلاق، بالمرّة، قطعًا، لا رجعة فيه "طَلَّقَهَا ثَلاثًا بَتَّةً [حديث] " ° بتَّة/ البتَّة/ ألبتَّة: قطعًا لا رجعة فيه- لا أفعله بتَّةً/ لا أفعله البتَّة: بأية حال، بأي شكل من الأشكال، قطعًا. 

بُتوت [مفرد]: مصدر بتَّ1. 
بتت قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأعشي يذكر النَّاقة: [الْخَفِيف] تقطع الأمعز المكوكب وخدا ... بنواج سريعة الإيغال

فَأَما الوغول فَإِنَّهُ الدُّخُول فِي الشَّيْء وَإِن لم يبعد فِيهِ وكل دَاخل فَهُوَ واغل يُقَال مِنْهُ: وغلت أغِل وُغولاَ ووَغْلا وَلِهَذَا قيل للداخل عَليّ الشَّرَاب من غير أَن يدعى: واغل ووَغْل. وَأما قَوْله: فَأن المنبت لَا أَرضًا قطع وَلَا ظهرا أبقى فَإِنَّهُ الَّذِي يغذ السّير ويتعب بِلَا فتور حَتَّى تعطب دَابَّته فَيبقى منبتا مُنْقَطِعًا بِهِ لم يقْض سَفَره وَقد أعطب ظَهره فشبهه بالمجتهد فِي الْعِبَادَة حَتَّى يحسر وَمن هَذَا حَدِيث سلمَان رَحمَه الله: وَشر السّير الْحَقْحَقَةُ وَقد قَالَه مطرف بْن الشخير لِابْنِهِ قَالَ فَاه ابْن علية عَن إِسْحَاق بْن سُوَيْد قَالَ: تعبد عَبْد اللَّه بْن مطرف فَقَالَ لَهُ مطرف: يَا عبد اللَّه الْعلم أفضل من الْعَمَل والحسنة بَين السيئتين وَخير الْأُمُور أوساطها وَشر السّير الْحَقْحَقَةُ. وأما قَوْله: الْحَسَنَة بَين السيئتين فَأَرَادَ أَن الغلو فِي الْعلم سَيِّئَة وَالتَّقْصِير عَنْهُ سَيِّئَة والحسنة بَينهمَا وَهُوَ الْقَصْد كَمَا [جَاءَ -] فِي الحَدِيث الآخر فِي فضل قَارِئ الْقُرْآن: غير الغالي فِيهِ وَلَا الجافي عَنهُ فالغلو فِيهِ التعمق والجفا عَنْهُ التَّقْصِير وَكِلَاهُمَا سَيِّئَة وَمِمَّا يبين ذَلِك قَول اللَّه عز وَجل {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُوْلَةً إِلَى عُنُقِكَ ولاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ البَسْطِ} . وَكَذَلِكَ قَوْله {لَمْ يُسْرِفُوْا وَلَمْ يَقْتُرُوْا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} . وَمِمَّا يشبه هَذَا الحَدِيث قَول تَمِيم الدَّارِيّ قَالَ: فَاه عَبْد الله بن الْمُبَارك عَن الْجريرِي عَن أبي الْعَلَاء قَالَ قَالَ تَمِيم الدَّارِيّ: خُذ من دينك لنَفسك وَمن نَفسك لدينك حَتَّى يَسْتَقِيم بك الْأَمر علىعبادة تطيقها وَكَانَ ابْن علية يحدثه عَن الْجريرِي عَن رَجُل عَن تَمِيم وَلَا يذكر أَبَا الْعَلَاء. وَمثل ذَلِك حَدِيث يرْوى عَن بُرَيْدَة الْأَسْلَمِيّ عَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ: من يشاد هَذَا الدَّين يغلبه قَالَ: فَاه يزِيد وَإِسْمَاعِيل جَمِيعًا عَن عُيَيْنَة بْن عَبْد الرَّحْمَن عَن أَبِيهِ عَن بُرَيْدَة قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا ماش فِي طَرِيق 45 / الف إِذْ أَنَا بِرَجُل خَلْفي فَالْتَفت / فَإِذا رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: فَأخذ بيَدي فَانْطَلَقْنَا فَإِذا نَحْنُ بِرَجُل يُصَلِّي يكثر الرُّكُوع وَالسُّجُود قَالَ فَقَالَ لي: يَا بُرَيْدَة أتراه يرائي ثُمَّ أرسل يَده من يَدي ثُمَّ جمع يَدَيْهِ جَمِيعًا وَجعل يَقُول: عَلَيْكُم هَديا قَاصِدا عَلَيْكُم هَديا قَاصِدا إِنَّه من يشاد هَذَا الدَّين يغلبه.

بتت: البَتُّ: القَطْعُ المُسْتَأْصِل.

يقال: بَتَتُّ الحبلَ فانْبَتَّ. ابن سيده: بَتَّ الشيءَ يَبُتُّه،

ويَبِتُّه بَتّاً، وأَبَتَّه: قطَعه قَطْعاً مُسْتَأْصِلاً؛ قال:

فَبَتَّ حِبالَ الوصْلِ، بيني وبَيْنَها،

أَزَبُّ ظَهُورِ السَّاعِدَيْنِ، عَذَوَّرُ

قال الجوهري في قوله: بَتَّه يَبُتُّه قال: وهذا شاذّ لأَنَّ باب

المُضاعف، إِذا كانَ يَفْعِل منه مكسوراً، لا يجيءُ متعدِّياً إِلاَّ أَحرفٌ

معدودة، وهي بَتَّه يَبُتُّه وَيَبِتُّه، وعَلَّه في الشُّرب يَعُلُّه

ويَعِلُّه، ونَمَّ الحديثَ يَنُمُّه ويَنِمُّه، وشَدَّه يَشُدُّه ويَشِدُّه،

وحَبَّه يَحِبُّه؛ قال: وهذه وحدَها على لغةٍ واحدةٍ. قال: وإِنما

سَهَّلَ تَعَدِّيَ هذه الأَحْرُف إِلى المفعول اشتراكُ الضم والكسر فيهنّ؛

وبَتَّتَه تَبْتِيتاً: شُدِّدَ للمبالغة، وبَتَّ هو يَبِتُّ ويَبُتُّ بَتّاً

وأَبَتَّ.

وقولهم: تَصَدَّقَ فلانٌ صَدَقَةً بَتاتاً وبَتَّةً بَتْلَةً إِذا

قَطَعَها المُتَصَدِّقُ بها من ماله، فهي بائنة من صاحبها، وقد انْقَطَعَتْ

منه؛ وفي النهاية: صدقة بَتَّةٌ أَي مُنْقَطِعَةٌ عن الإِمْلاكِ؛ وفي

الحديث: أَدْخَلَه اللَّهُ الجَنَّةَ البَتَّةَ.

الليث: أَبَتَّ فُلانٌ طَلاقَ امرأَتِه أَي طَلَّقَها طَلاقاً باتّاً،

والمُجاوزُ منه الإِبْتاتُ. قال أَبو منصور: قول الليث في الإِبْتاتِ

والبَتِّ موافِقٌ قولَ أَبي زيد، لأَنه جَعَل الإِبْتات مُجاوزاً، وجعل

البَتَّ لازماً، وكلاهما مُتعدِّ؛ ويقال: بَتَّ فلانٌ طَلاقَ امرأَتِه، بغير

أَلف، وأَبَتَّه بالأَلف، وقد طَلَّقها البَتَّةَ.

ويقال: الطَّلْقةُ الواحدة تَبُتُّ وتَبِتُّ أَي تَقطَعُ عِصْمةَ

النكاح، إِذا انْقَضَتِ العدَّة. وطَلَّقَها ثَلاثاً بَتَّةً وبَتاتاً أَي

قَطْعاً لا عَوْدَ فيها؛ وفي الحديث: طلَّقها ثلاثاً بَتَّةً أَي قاطعةً. وفي

الحديث: لا تَبِيتُ المَبْتُوتَةُ إِلاَّ في بيتها، هي المُطَلَّقة

طَلاقاً بائِناً.

ولا أَفْعَلُه البَتَّةَ: كأَنه قَطَعَ فِعْلَهُ. قال سيبويه: وقالوا

قَعَدَ البَتَّةَ مصدر مُؤَكِّد، ولا يُستعمل إِلا بالأَلف واللام. ويقال:

لا أَفْعَلُه بَتَّةً، ولا أَفعلهُ البَتَّةَ، لكل أَمرٍ لا رَجْعة فيه؛

ونَصْبُه على المصدر. قال ابن بري: مذهب سيبويه وأَصحابه أَن البَتَّةَ

لا تكون إِلاَّ معرفة البَتَّةَ لا غَيْرُ، وإِنما أَجازَ تَنْكِيرَه

الفراءُ وَحْدَه، وهو كوفيٌّ.

وقال الخليل بن أَحمد: الأُمورُ على ثلاثة أَنحاءٍ، يعني على ثلاثة

أَوجه: شيءٌ يكون البَتَّةَ، وشيءٌ لا يكونُ البَتَّةَ، وشيءٌ قد يكون وقد لا

يكون. فأَما ما لا يكون، فما مَضَى من الدهر لا يرجع؛ وأَما ما يكون

البَتَّة، فالقيامةُ تكون لا مَحالة؛ وأَما شيءٌ قد يكون وقد لا يكون،

فمِثْل قَدْ يَمْرَضُ وقد يَصِحُّ.

وبَتَّ عليه القضاءَ بَتّاً، وأَبَتَّه: قطعه.

وسكرانُ ما يَبُتُّ كلاماً أَي ما يُبَيِّنُه. وفي المحكم: سَكْرانُ ما

يَبُتُّ كلاماً، وما يَبِتُّ، وما يُبِتُّ أَي ما يقطعه. وسكرانُ باتٌّ:

مُنْقَطِعٌ عن العمل بالسُّكْر؛ هذه عن أَبي حنيفة. الأَصمعي: سكرانُ ما

يَبُتُّ أَي ما يَقْطَعُ أَمْراً؛ وكان ينكر يُبِتُّ؛ وقال الفراءُ: هما

لغتان، يقال بَتَتُّ عليه القضاءَ، وأَبْتَتُّه عليه أَي قَطَعْتُه.

وفي الحديث: لا صِيامَ لمن لم يُبِتَّ الصيامَ من الليل؛ وذلك من

الجَزْم والقَطْع بالنية؛ ومعناه: لا صِيامَ لمن لم يَنْوِه قبل الفجر،

فيَجْزِمْه ويَقْطَعْه من الوقت الذي لا صَوْم فيه، وهو الليل؛ وأَصله من البَتّ

القَطْعِ؛ يقال: بَتَّ الحاكمُ القضاءَ على فلان إِذا قَطَعه وفَصَلَه،

وسُمِّيَتِ النيَّةُ بَتّاً لأَنها تَفْصِلُ بين الفِطْرِ والصوم. وفي

الحديث: أَبِتُّوا نكاحَ هذه النساءِ أَي اقْطَعُوا الأَمْر فيه،

وأَحْكِمُوه بشرائطه، وهو تَعْريضٌ بالنهي عن نكاح المُتْعةِ، لأَِنه نكاحٌ غير

مَبْتُوتٍ، مُقَدَّرٌ بمدّة. وفي حديث جُوَيريةَ، في صحيح مسلم: أَحْسِبُه

قال جُوَيرية أَو البَتَّةُ؛ قال: كأَنه شك في اسمها، فقال: أَحْسِبُه

جُوَيرية، ثم استدرك فقال: أَو أَبُتُّ أَي أَقْطَعُ أَنه قال جُوَيرية، لا

أَحْسِبُ وأَظُنُّ.

وأَبَتَّ يَمينَه: أَمْضاها.

وبَتَّتْ هي: وجَبَتْ، تَبُتُّ بُتُوتاً، وهي يَمين بَاتَّةٌ.

وحَلَفَ على ذلك يميناً بَتاً، وبَتَّةً، وبَتَاتاً: وكلُّ ذلك من

القَطْع؛ ويقال: أَعْطَيْتُه هذه القَطيعَةَ بَتّاً بَتْلاً. والبَتَّةُ

اشتقاقُها من القَطْع، غير أَنه يُستعمل في كل أَمْرٍ يَمضي لا رَجْعَةَ فيه،

ولا الْتِواءَ. وأَبَتَّ الرجلُ بعيرَه من شِدَّة السَّير، ولا تُبِتَّه

حتى يَمْطُوَه السَّيرُ؛ والمَطْوُ: الجِدُّ في السَّير.

والانْبِتاتُ: الانقِطاعُ.

ورجل مُنْبَتٌّ أَي مُنْقَطَعٌ به. وأَبَتَّ بعيرَه: قَطَعَه بالسير.

والمُنْبَتُّ في حديث الذي أَتْعَبَ دابَّتَه حتى عَطِبَ ظَهْرُه، فبَقِي

مُنْقَطَعاً به؛ ويقال للرجل إِذا انْقَطع في سفره، وعَطِبَتْ راحلَتُه:

صار مُنْبَتّاً؛ ومنه قول مُطَرَّفٍ: إِنَّ المُنْبَتَّ لا أَرْضاً قَطَع،

ولا ظَهْراً أَبْقى.

غيره: يقال للرجل إِذا انْقُطِعَ به في سَفَرِه، وعَطِبَتْ راحِلَتُه:

قد انْبَتَّ من البَتِّ القَطْعِ، وهو مُطاوِعُ بَتَّ؛ يقال: بَتَّه

وأَبَتَّه، يريد أَنه بقي في طريقه عاجزاً عن مَقْصِدِهِ، ولم يَقْضِ وَطَرَه،

وقد أَعْطَب ظَهْرَه. الكسائي: انْبَتَّ الرجلُ انْبِتاتاً إِذا

انْقَطَعَ ماءُ ظَهْره؛ وأَنشد:

لقد وَجَدْتُ رَثْيَةً من الكِبَرْ،

عند القيامِ، وانْبِتاتاً في السَّحَرْ

وبَتَّ عليه الشهادةَ، وأَبَتَّها: قَطَع عليه بها، وأَلزمه إِياها.

وفلانٌ على بَتاتِ أَمرٍ إِذا أَشرف عليه؛ قال الراجز:

وحاجةٍ كنتُ على بَتاتِها

والباتُّ: المَهْزُول الذي لا يقدر أَن يقوم. وقد بَتَّ يَبِتُّ

بُتُوتاً. ويقال للأَحْمق المَهْزولِ: هو باتٌّ. وأَحْمَقُ باتٌّ: شَديدُ

الحُمْق. قال الأَزهري: الذي حَفِظْناه عن الثِّقاتِ أَحْمَقُ تابٌّ مِن

التَّبَابِ، وهو الخَسارُ، كما قالوا أَحْمَقُ خاسِرٌ، دابرٌ، دامِرٌ.

وقال الليث: يقال انقطع فلانٌ عن فلانٍ، فانْبَتَّ حَبْلُه عنه أَي

انقطع وِصالُه وانْقَبض؛ وأَنشد:

فَحَلَّ في جُشَمٍ، وانْبَتَّ مُنْقَبِضاً

بحَبْلهِ، من ذَوِي الغُرِّ الغَطاريفِ

ابن سيده: والبَتُّ كِساءٌ غليظٌ، مُهَلْهَلٌ، مُرَبَّع، أَخْضرُ؛ وقيل:

هو من وَبَرٍ وصُوفٍ، والجمع أَبُتٌّ وبِتاتٌ. التهذيب: البَتُّ ضرْبٌ

من الطَّيالِسة، يسمّى السَّاجَ، مُرَبَّعٌ، غليظ، أَخضر، والجمع:

البُتُوتُ. الجوهري: البَتُّ الطَّيْلَسانُ مِن خَزٍّ ونحوه؛ وقال في كِساءٍ من

صُوف:

مَن كان ذا بَتٍّ، فهذا بَتِّي

مُقيِّظٌ، مُصَيِّفٌ، مُشَتِّي،

تَخِذْتُه من نَعَجاتٍ سِتِّ

والبَتِّيُّ الذي يَعْمله أَو يبيعه، والبتَّاتُ مثلُه.

وفي حديث دار النَّدْوة وتَشاوُرِهم في أَمر النبي، صلى اللَّه عليه

وسلم: فاعترضهم إِبليس في صورة شيخ جليل عليه بَتٌّ أَي كساءٌ غليظ

مُرَبَّعٌ، وقيل: طَيْلَسان من خَزٍّ.

وفي حديث عليٍّ، عليه السلام: أَن طائفة جاءَت إِليه، فقال لقَنْبر:

بَتِّتْهمهم أَي أَعْطِهم البُتُوتَ. وفي حديث الحسن، عليه السلام: أَينَ

الذين طَرَحُوا الخُزُوزَ والحِبَراتِ، ولَبِسُوا البُتُوتَ والنِّمَرَاتِ؟

وفي حديث سُفْيان: أَجِدُ قَلْبي بين بُتُوتٍ وعَباءٍ. والبَتَاتُ:

متاعُ البيت. وفي حديث النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، أَنه كَتَبَ لحارثة بنِ

قَطَنٍ ومَن بدُومةِ الجَنْدَل من كَلْب: إِنَّ لنا الضاحِيَةَ من

البَعْلِ، ولكم الضامنةُ من النَّخْلِ، ولا يُحْظَرُ عليكم النَّباتُ، ولا

يؤْخذ منكم عُشْرُ البَتاتِ؛ قال أَبو عبيد: لا يُؤْخَذ منكم عُشْر البَتاتِ،

يعني المتاع ليس عليه زكاة، مما لا يكون للتجارة. والبَتاتُ: الــزادُ

والجِهَازُ، والجمع أَبِتَّةٌ؛ قال ابن مُقبل في البَتاتِ الــزَّادِ:

أَشَاقَكَ رَكْبٌ ذو بَتاتٍ، ونِسْوةٌ

بِكِرْمانَ، يُغْبَقْنَ السَويقَ المُقَنَّدَا

وبَتَّتُوه: زَوَّدُوه. وتَبَتَّتَ: تَزَوَّدَ وتمَنَّعَ. ويقال: ما لَه

بَتاتٌ أَي ما لَه زادٌ؛ وأَنشد:

ويَأْتِيكَ بالأَنْباءِ مَنْ لم تَبِعْ له

بَتاتاً، ولم تَضْرِبْ له وَقْتَ مَوْعِدِ

وهو كقوله:

ويأْتيكَ بالأَخْبارِ مَنْ لم تُزَوِّدِ

أَبو زيد: طَحَنَ بالرَّحَة شَزْراً، وهو الذي يَذْهَبُ بالرَّحَى عن

يمينه، وبَتّاً، ابْتَدَأَ إِدارَتها عن يساره؛ وأَنشد:

ونَطْحَنُ بالرَّحَى شَزْراً وبَتّاً،

ولو نُعْطَى المَغازِلَ، ما عَيينَا

بتت
: (البَتُّ: الطَّيْلَسَانُ من خَزَ ونَحْوِهِ) هاذِه عبارَة الجَوْهَرِيّ. وَفِي المحْكَمِ: هُوَ كِساءٌ غَلِيظ، مُهَلهَلٌ، مُرَبَّعٌ، أَخضرُ. وَقيل: هُوَ من وَبَرٍ وصُوفٍ. وَفِي كِفَايَة المتحفِّظ: هُوَ كِساءٌ غَلِيظٌ، من صُوفٍ أَو وَبَرٍ. وَفِي التَّهْذِيب: {البَتُّ: ضَرْبٌ من الطَّيالِسَةِ، يُسَمَّى السّاجَ، مُرَبَّعٌ، غَليظٌ، أَخضرُ. وَالْجمع} البُتُوتُ. وَفِي الْمُحكم: أَبُتٌّ، {وبِتَاتٌ. وَفِي حديثِ دارِ النَّدْوَةِ: (فاعْتَرَضَهم إِبْلِيسُ فِي صُورَة شَيْخٍ جَليلٍ عَلَيْهِ بَتٌّ) وَفِي حَدِيث عليّ، رَضِي الله عَنهُ: (أَنّ ظائفةً جاءَت إِليه فَقَالَ لِقَنْبَرٍ:} بَتِّتْهُمْ) ، أَي: أَعْطِهِمْ البُتُوتَ. وَفِي حَدِيث الْحسن: (ولَبِسُوا البُتُوتَ والنَّمِراتِ) .
(وبائِعه) ، وزادَ فِي الصّحاح: والَّذي يَعْمَلُه: ( {- بَتِّيٌّ،} وبَتّاتٌ) مِثْلُه، (وَمِنْه عُثْمَانُ) بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ جُرْمُوزٍ (! - البَتِّيُّ) مولى بَنِي زُهْرَةَ، من أَهل الكُوفَة، وانتقل إِلى البَصْرة كَانَ يَبيع البُتُوتَ. رأَى أَنَساً، ورَوَى عَن صالحِ بْنِ أَبي مَرْيَمَ والحَسَنِ وَعنهُ شُعْبةُ والثَّوْرِيُّ. وَقَالَ الدّارَقُطْنِيُّ: هُوَ عُثْمَانُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ. وأَحدُ القَولَيْنِ تَصحيفٌ.
(و) البَتُّ: (فَرَسانِ) .
(و) البَتُّ: (ة) كالمدينة (بالعِرَاقِ قُرْبَ راذَانَ) ، وَكَانَ أَهلُهَا قد تظلَّمُوا قَدِيما إِلى الْوَزير محمّد بْنِ عبد الملك بن الزَّيّات من آفةٍ لَحِقَتْهُم فوَلَّى عَلَيْهِم رَجُلاً ضَعِيفَ البَصرِ، فَقَالَ شاعرٌ مِنْهُم:
أَتَيْتَ أَمْراً يَا أَبا جَعْفَرٍ
لَمْ يَأْتِهِ بَرٌّ وَلَا فاجِرُ
أَغَثْتَ أَهْلَ البَتِّ إِذْ أُهْلِكُوا
بناظِرٍ لَيْسَ لَهُ ناظِرُ
و (مِنْهَا) أَبو الحسنِ (أَحْمَدُ بْنُ عَلِيَ الكاتبُ) البَتِّيُّ، أَديبٌ كَيِّسٌ، لَهُ نَوَادرُ حَسَنةٌ، مَاتَ سنة 405، وَكَانَ كتب للقادِرِ باللَّهِ مُدَّةً. كَذَا فِي المُعْجَم. (وعُثْمَانُ الفَقِيهُ الب 2 صْرِيُّ) ، رَوَى الحديثَ، فسَمِعَهُ مِنْهُ أَبو الْقَاسِم التَّنُّوخِيُّ وغيرُه. وَقَالَ الذَّهَبِيُّ: هُوَ فقيهُ الْبَصْرَة، زمنَ أَبي حَنيفةَ. قلتُ: وَهُوَ بعَينِه الّذِي تَقدَّم ذِكرُهُ، وَقد اضْطربَ هُنا كلامُ أَئمّة الأَنساب وَكَلَام صَاحب المعجم، فَلْيُنْظَر.
(و) البَتُّ: (ة أُخْرَى، بَيْنَ بَعْقُوبا) بالباءِ الموحَّدة فِي أَوّله، وَفِي نُسْخَة: بالمُثنّاة التَّحْتِيّة، (وبُوهِرْزَ) ، بِكَسْر الهاءِ وَسُكُون الرّاءِ وَآخره زَاي، وَهِي قَرْيَة كَبِيرَة.
( {وبَتَّةُ) ، بالهاءِ: (ة بِبَلَنْسِيَةَ) ، بِفَتْح المُوَحَّدة واللاّم وسكونِ النُّون، وَهِي من مُدُن الغَرْب، (مِنْهَا أَبو جَعْفَرٍ) أَحمدُ بْنُ عبد الوَلِيِّ بْنِ أَحمدَ بْنِ عبد الوَلِيّ، الكاتبُ الشّاعرُ (الأَدِيبُ) ، وَمن شعره:
غَصَبْت الثُّرَيّا فِي البِعَادِ مَكَانَها
وأَوْدَعْت فِي عَيْنَيَّ صادِقَ نَوْئِها
وَفِي كُلِّ حالٍ لم تُضِيءْ لي بحِيلَةٍ
فكَيْفَ أَعَرْت الشَّمْسَ حُلَّةَ ضَوْئِها
أَحرقه النّسطورُ بهَا سنةَ ثَمَان وثمانِينَ وأَرْبَعِمَائَة.
(و) البَتُّ: (القَطْعُ) المستأْصِلُ، يُقَال:} بَتَتُّ {فانْبتَت.
وَفِي الْمُحكم: بَتَّ الشَّيْءَ، (} يَبُتُّ) بالضَّمّ، ( {ويَبِتُّ) بِالْكَسْرِ، الأَوّل على القِيَاس؛ لأَنّه الْمَعْرُوف فِي مضارع فَعَل المفتوحِ المتعدِّي، والثّاني على الشُّذُوذ، بَتّاً، (} كالإِبْتَاتِ) : قَطعَه قَطْعاً مُستأْصلاً؛ قَالَ:
فَبَتَّ حِبَالَ الوَصْلِ بَيْنِي وبَيْنَهَا
أَزَبُّ ظُهُورِ السّاعِدَيْنِ عَذَوَّرُ
وَفِي الصّحاح: {يَبُتُّه،} ويَبِتُّه، وَهَذَا شاذٌّ؛ لأَنَّ بَاب المُضَاعَف إِذا كَانَ يَفْعِلُ مِنْهُ مكسوراً، لَا يجيءُ متعدِّياً، إِلاّ أَحرُفٌ معدودةٌ، وَهِي: بَتَّه يَبُتُّه ويَبِتُّه، وعَلَّه فِي الشُّرْب يَعُلُّه ويَعِلُّه، ونَمَّ الحديثَ يَنُمُّه، ويَنِمُّه، وشَدَّه يَشُدُّه وَيَشِدُّه، وحَبَّه يَحِبُّه وهاذِه وَحْدَها على لُغَة واحِدة، وإِنّما سَهَّلَ تَعدِّي هاذه الأَحرفِ إِلى المفعولِ اشتراكُ الضَّمِّ وَالْكَسْر فيهنَّ. {وبَتَّتَه} تَبْتِيتاً، شُدَّدَ للْمُبَالَغَة. انْتهى.
(و) البَتُّ: (الانْقِطَاعُ) ، أَشارَ إِلى أَنّه يُستعملُ لَازِما أَيضاً، ( {كالانْبِتات) مصدر انْبَتَّ، يُقَال: سَار حتّى} انْبَتَّ. وَرجل {مُنْبَتٌّ: أَي مُنْقَطَعٌ بِهِ، وَهُوَ مُطاوِعُ بَتَّ، كَمَا يأْتي، وصرَّحَ النَّوَوِيُّ فِي تَهْذِيب الأَسماءِ واللُّغَات بأَنّ كُلاً مِنْهُمَا يُستعملُ لَازِما ومتعدِّياً، تَقول:} بَتَّهُ {وأَبَتَّهُ، فبَتَّ وأَبَتَّ.
(و) عَن اللَّيْث:} أَبَتَّ فلانٌ طلاقَ امرأَتِه، أَي: طَلَّقَها طَلَاقا {باتّاً. والمجاوِزُ مِنْهُ} الإِبْتاتُ. قَالَ أَبو مَنْصُور قولُ اللَّيْثِ فِي الإِبْتاتِ والبَتِّ موافِقٌ قولَ أَبي زيد، لأَنّه جعل الإِبتاتَ مُجَاوِزاً، وَجعل البَتَّ لازِماً: وَيُقَال: بَتَّ فلانٌ طلاقَ امرأَتِهِ، بِغَيْر أَلِف، وأَبَتَّه بالأَلِف، وَقد طَلَّقها البَتَّةَ، وَيُقَال: الطَّلْقَةُ الواحِدَة {تَبُتُّ وتَبِتُّ، أَي: تَقطعُ عِصْمَةَ النِّكاحِ إِذا انقضتِ العِدَّةُ. و (طَلَّقَها) ثَلَاثًا (} بَتَّةً، {وبَتَاتاً: أَي بَتْلَةً بائِنَةً) يَعْنِي: قَطْعاً لَا عَوْدَ فِيهَا. وَفِي الحَدِيث: (طَلَّقَها ثَلاثاً بَتَّةً) ، أَي: قاطِعَةً. وَفِي الحَدِيث: (لَا تَبِيتُ} المَبْتُوتَةُ إِلاّ فِي بَيْتِها) هِيَ المُطَلَّقةُ طَلَاقا بَائِنا، قَالَ شيخُنا: وقولُه: (بَائِنَة) ، غير جارٍ على قَوَاعِد الفُقَهاءِ؛ فإِنّ البائنة هِيَ الّتي تَمْلِكُ المرأَةُ بهَا نَفْسَها بِحَيْثُ لاَ يَرُدُّهَا إِلا برِضاها، كطلاقِ الخُلْع ونحوهِ. وأَما! البَتَّةُ، فَهِيَ المُنْقَطِعَةُ الّتي لَا رَجْعَةَ فِيهَا إِلاّ بعدَ زَوْجٍ. انْتهى. (وَلَا أَفْعَلُه {أَلْبَتَّةَ) ، بِقطع الْهمزَة، كَمَا فِي نسختنا، وضُبِط فِي الصَّحاح بوصلها، قَالُوا: كأَنَّه قَطَعَ فِعْلَهُ. وَلَا أَفْعَلُهُ (} بَتَّةً) بغيرِ اللاَّم، (لِكُلِّ أَمْرٍ لَا رَجْعَةَ فِيهِ) ، ونَصْبُه على المَصْدر. قَالَ ابْنُ بَرِّيّ: مذهبُ سِيبَوَيْهِ وأَصحابِه أَنّ {البَتَّةَ لَا تكون إِلاّ مَعْرِفَةً: الْبَتَةَ، لَا غيرُ، وإِنّمَا أَجاز تَنْكِيرَه الفَرَّاءُ وَحْدَهُ، وَهُوَ كُوفيٌّ. وَنقل شيخُنا عَن الدَّمامِينيّ فِي شرْحِ التَّسهيل: زَعَم فِي اللُّبَاب أَنّه سُمع فِي البَتَّةِ قطعُ الْهمزَة، وَقَالَ شَارِحه فِي العُبَاب: إِنّه المسموع. قَالَ البَدْرُ: وَلَا أَعرِفُ ذالك من جهةِ غَيرِهِمَا؛ وَبَالغ فِي رَدِّه وتَعقّبه، وتَصدَّى لذالك أَيضاً عبدُ المَلِكِ العِصَامِيُّ فِي حَاشِيَته على شرح القَطْرِ للمصنِّف. وَفِي حديثِ جُوَيْرِيَةَ، فِي صَحِيح مُسْلِم: (أَحْسِبُه قَالَ جُوَيْرِيَة، أَو البَتَّةُ) قَالَ: كأَنّه شَكَّ فِي اسْمها، فَقَالَ: أَحْسِبُهُ جُوَيْرِيَة، ثمّ استدرك فَقَالَ: أَو أَبُتُّ، أَي أَقطَعُ أَنّه قَالَ جُوَيْرِيَة، لَا أَحْسِبُ وأَظُنُّ.
والبَتَّةُ اشتقاقُها من القَطْع، غير أَنه يُستعملُ فِي كلّ أَمرٍ يَمضِي لَا رَجْعةَ فِيهِ وَلَا الْتِواءَ.
(} والبَاتُّ: المَهْزُولُ) الّذِي لَا يَقْدِرُ أَنْ يقوم. (وقَدْ بَتَّ، يَبِتُّ) بِالْكَسْرِ، (بُتُوتاً) بالضَّمّ.
(و) يقالُ ل (لأَحْمَق) المَهْزُول: هُوَ {بَاتٌّ. وأَحمقُ باتٌّ: شديدُ الحُمْق. قَالَ الأَزهريّ: والّذِي حَفِظناه من أَفواهِ الثِّقاتِ: أَحْمَقُ تَابٌّ من التَّبَاب، وَهُوَ الخُسْران، كَمَا قَالُوا: أَحمقُ خاسِرٌ، دابِرٌ دامِرٌ.
(و) } البَاتُّ: (السَّكْرَانُ) يُقَال: سَكْرانُ {باتٌّ: مُنقطِعٌ عَن العَمل بالسُّكْرِ، وَذَا عَن أَبي حَنيفةَ.
(وهُوَ) أَي السَّكْرانُ (لَا} يَبُتُّ) كَلاماً، بالضَّمّ، (وَلَا يَبِتُّ) بِالْكَسْرِ، وهما ثُلاثِيّانِ، (وَلَا! يُبِتُّ) رُبَاعِيّاً، الثّانيةُ أَنكرها الأَصمعيُّ، وأَثْبَتَها الفَرّاءُ: (أَيْ) مَا يُبَيِّنُه. وَفِي المُحْكَم: أَي مَا يَقْطَعُه. وَعَن الأَصمعيّ: سَكْرانُ مَا يَبُتُّ، أَي: صَار (بحَيْثُ لَا يَقْطَعُ أَمراً) ، وَكَانَ يُنْكِرُ يُبِتُّ، أَي بِالْكَسْرِ. وَقَالَ الفَرّاءُ: هما لغتَانِ، وَيُقَال: {أَبْتَتُّ عَلَيْهِ القضاءَ،} وبَتَتُّهُ: أَي قَطَعْتُهُ.
(و) خُذْ {بَتَاتَكَ، (} البَتَاتُ: الــزّادُ) ؛ وأَنشد لطَرَفَةَ:
ويأْتِيكَ بالأَنْبَاءِ مَنْ لَمْ تَبِعْ لَه
{بَتَاتاً ولَمْ تَضْرِبْ لَهُ وَقْتَ مَوْعِدِ
وَقَالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
أَشاقَكَ رَكْبٌ ذُو} بَتاتٍ ونِسْوَةٌ
بِكَرْمانَ يُغْبَقْنَ السَّوِيقَ المُقَنَّدَا
(و) البَتَاتُ: (الجَهَازُ) ، بِالْفَتْح. (و) البَتَاتُ: (مَتَاعُ البَيْتِ) ، والجَمْعُ {أَبِتَّةٌ. وَفِي الحَدِيث: (أَنّه كَتَبَ لحارثةَ بْنِ قَطَنٍ ومَنْ بِدُومَةِ الجَنْدَلِ مِن كَلْبٍ: إِنّ لنا الضّاحيَةَ من البَعْلِ، وَلكم الضّامِنةُ من النَّخْل، وَلَا يُحْظَرُ عليكُم النَّباتُ، وَلَا يُؤْخَذُ مِنْكُم عُشْرُ البَتَاتِ) ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَا يُؤْخَذُ مِنْكُم عُشْرُ البتَاتِ يَعْنِي المَتَاعَ لَيْسَ عَلَيْهِ زَكاةٌ، مِمّا لَا يكونُ للتِّجارة. (ج} أَبِتَّةٌ) .
( {وبَتَّتُوه: زَوَّدُوهُ) وأَعْطَوهُ البُتُوت، وَقد تقدّم فِي كَلَام سيّدنا عليّ رَضِي الله عَنهُ لقَنْبَر.
(} وتَبَتَّتَ) الرَّجُلُ: (تَزَوَّدَ، وتَمَتَّعَ) ، من الــزّاد والمَتَاع.
( {وبَتَّى، كحتَّى) ، ويُكْتَبُ بالأَلف أَيضاً: (ة) من قُرَى النَّهْرَوَانِ من نَواحِي بغْدَادَ، وَقيل: هِيَ قَريةٌ لبني شَيْبَانَ (وَرَاءَ حَوْلاَيَا) ، وَفِي نُسْخَة المُعْجَم: وراءَ حَولي، قَالَ: كَذَا وَجَدْتُه مُقَيَّداً بخطّ أَبي محمّدٍ عبد الله بْنِ الخَشّاب النَّحْويّ، قَالَ عبدُ الله بن قَيْس الرُّقَيّاتِ:
انْزِلاَ بِي فَأَكْرِمانِي} بِبَتَّا
إِنّما يُكْرِمُ الكريمَ كَريمُ
(! وبَتّانُ) ، ككَتّان: (ناحيَةٌ بِحَرّانَ) ، يُنسب إِليها محمَّدُ بْنُ جابِرِ بْن سِنانٍ البَتّانيّ الصّابي صاب الزيجِ قَالَ ياقوت: وذَكَرَهُ ابْنُ الأَكْفانيّ بِكَسْر الباءِ، هلك بعد الثلاَثِمائَة.
وأَمّا {بُتَان، بالضَّمّ فتخفيفِ المُثَنَّاةِ الفَوْقيّة فَهِيَ من قُرَى نَيْسَابُور من أَعمال طُرَيْثِيث ذكرهَا غيرُ واحدٍ.
(و) عَن الكِسائِيِّ: (} انْبَتَّ) الرَّجُلُ، {انْبِتاتاً: إِذا (انْقَطَعَ ماءُ ظَهْرِهِ) ، وَــزَاد فِي الأَساس: من الكِبَرِ؛ وأَنشد الكِسَائيُّ:
لَقَدْ وَجَدْتُ رَثْيَةً من الكِبَرْ
عِنْدَ القِيَامِ} وانْبِتاتاً فِي السَّحَرْ
(و) يُقَال: (هُوَ على {بَتَاتِ أَمْرٍ، أَي: مُشْرِفٌ عَلَيْهِ) ، قَالَ الرّاجِزُ:
وحَاجَةٍ كنتُ على} بَتَاتِها
(وطَحَنَ {بَتّاً: أَي ابتَدَأَ فِي الإِدارة باليَسَارِ) ، قَالَ أَبو زيد: طَحَنْتُ بالرَّحى شَزْراً، وَهُوَ الّذِي يَذْهَبُ بالرَّحَى عَن يَمِينه،} وبَتَّا: أَدارَ بهَا عَن يَساره، وأَنشد:
ونَطْحَنُ بالرَّحَى شَزْراً وبَتَّاً
ولَوْ نُعْطَى المَغَازِلَ مَا عَيِينا
(وَفِي الحَدِيث: فأُتِيَ بثلاثةِ أَقْرِصَة على! بَتِّيٍّ؛ أَي: منْدِيلٍ من صُوفٍ، ونَحْوِهِ) ، أَ (والصَّوابُ بُنِّيَ، بالضَّمّ) ، أَي بِضَم الموحَّدة (وبالنُّون) الْمَكْسُورَة مَعَ تشديدها وآخِرُه ياءٌ مشدَّدة، (أَي: طَبَقٍ، أَو نَبِيَ بِتَقْدِيم النُّونِ) على الموحَّدَة، (أَي: مائدَةٍ من خُوصٍ) . قَالَ شَيخنَا: الّذِي ذكرَهُ أَهلُ الغَرِيب: فوُضِعت على نَبِيَ، كغَنِيّ، وفسَّروه بالأَرْض المرتفعة، وَهُوَ الصَّوَابُ الّذِي عَلَيْهِ أَكثَرُ أَئمّة الغَريب، وَعَلِيهِ اقْتصر ابْنُ الأَثِيرِ وَغَيره. وأَمّا مَا ذكره المصنِّف من الِاحْتِمَالَات، فإِنّها لَيست بثَبتٍ. (وأَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ عبدِ الله بنِ شَاذانَ بْنِ {- البُتَتِيِّ) القَصّار، (كعُرَنِيّ) بالضَّمّ، هَكَذَا فِي نسختنا، ومثلُه فِي أَنساب البُلْبَيْسيّ نقلا عَن الذَّهَبِيّ، وشَذَّ شيخُنا فضبطه كعَرَبِيَ، محرَّكَةً، خلاف العجمِيّ: (مُقْرِىءٌ) مُجِيدٌ (خَتَم فِي نَهَارٍ) واحِد (أَرْبَعَ خَتَمَاتٍ، إِلاَّ ثُمْناً، مَعَ إِفهامِ التِّلاوَةِ) ، ذكره الْحَافِظ الذَّهَبِيُّ، وَلم يُبَيِّنِ النِّسبةَ، وَــزَاد الحافظُ تلميذُ المصنِّف: ذكره ابنُ النَّجّار، وأَن قراءَتَه تِلْكَ كَانَت على أَبي شُجَاعِ بْن المقرون، بمَحْضَرِ جمعٍ من القُرّاءِ، مَاتَ سنة 607 وَقد ضَبطه ابْنُ الصّابُونِيّ بمُثَلَّثَة قبلَ ياءِ النَّسَب. قُلتُ: وهاذا من قبيل طَيِّ الزَّمَان. وهاذِه الغريبة، وإِن لم تتعلَّقْ باللُّغَة، فقد أَوردها فِي بحره الْمُحِيط، لئلاّ يَخْلُوَ عَن النُّكَت والنَّوادِر.
وَمِمَّا يتعلَّقُ بالمادَّةِ:
قولُهُم، تَصَدَّق فلانٌ صَدَقَةً} بَتَاتاً، {وبَتَّةً بَتْلَةً: إِذا قَطَعَها المُتَصدِّقُ بهَا من مَاله، فَهِيَ بائنةٌ من صَاحبهَا، قد انْقَطَعت مِنْهُ. وَفِي النِّهاية: صدَقَةٌ} بَتَّةٌ، أَي: مُنقطِعَةٌ عَن الإِمْلاك. وَفِي الحَدِيث: (لَا صِيَامَ لِمَنْ لم {يَبِتَّ الصِّيامَ من اللَّيْل) وذالك من الجَزم والقَطع بالنِّيَّة، وَمَعْنَاهُ: لَا صيامَ لِمَنْ لم يَنْوِه قبل الْفجْر، فيَجْزمْه ويَقْطَعْهُ من الْوَقْت الَّذِي لَا صومَ فِيهِ، وَهُوَ اللَّيْل. وأَصلُه من} البَتِّ: القَطْعِ، يُقَال: بَتَّ الحاكمُ القَضاءَ على فُلانٍ: إِذا قَطَعَهُ وفَصَلَهُ، وسُمِّيَت النِّيَّةُ {بَتّاً؛ لأَنَّها تَفْصِلُ بينَ الفِطْر والصَّوْم.
وَفِي الحَدِيث: (} أَبِتُّوا نِكاحَ هاذه النّساءِ) ، أَي: اقْطَعُوا الأَمرَ فِيهِ، وأَحكموه بشرائطه، وَهُوَ تَعريضٌ بالنَّهْيِ عَن نِكاحِ المُتْعَة؛ لأَنّه نِكاحٌ غيرُ {مَبتوتٍ، مُقَدَّرٌ بمُدّة.
} وأَبَتَّ يَمِينَهُ: أَمْضاها، {وبَتَّتْ هِيَ: وَجَبَتْ،} بُتُوتاً. وَهِي يَمِينٌ {باتَّةٌ. وحَلَفَ على ذالك يَمِيناً} بَتّاً،! وبَتَّةً، {وبَتَاتاً. وَيُقَال: أَعْطَيْتُهُ هاذه القَطِيعةَ بَتّاً بَتْلاً.
وأَبَتَّ الرَّجُلُ بَعيرَهُ من شِدَّة السَّيْر. وَلَا} تُبِتَّهُ حَتَّى يَمْطُوَهُ السَّيْرُ. والمَطْوُ: الجِدُّ فِي السَّيْر.
وأَبَتَّ بَعيرَهُ: قَطعَه بالسَّيْر.
{والمُنْبَتُّ فِي الحَدِيث: الّذِي أَتْعَبَ دابَّتَهُ حتّى أَعْطَبَ ظهرَه، فبَقِيَ مُنْقَطَعاً بِهِ. وَيُقَال للرَّجُل إِذا انقطعَ فِي سفَرِه، وعَطِبَتْ راحِلَتُه: صَار مُنْبَتّاً؛ وَمِنْه قولُ مُطَرِّفٍ: (إِنَّ المُنْبَتَّ لَا أَرْضاً قَطَعَ وَلَا ظَهْراً أَبْقَى) . وَقَالَ غيرُه: يقالُ: إِذا انْقُطعَ بِهِ فِي سَفَرِه، وعَطِبَتْ راحِلَتُهُ: قد انْبَتَّ، من البَتِّ: القَطْعِ، وَهُوَ مُطاوِعُ بَتَّ، يُقَال: بَتَّهُ، وأَبَتَّهُ؛ يُرِيدُ أَنَّه بَقِيَ فِي طَرِيقه عَاجِزا عَن مَقْصِدِه، وَلم يَقْضِ وَطَرَهُ، وَقد أَعطبَ ظَهرَهُ.
وبَتَّ عَلَيْهِ الشَّهَادَةَ، وأَبَتَّها: قَطَعَ عَلَيْهِ بِها، وأَلزَمَه إِيّاها.
وَقَالَ اللَّيْثُ: يقالُ: انقطعَ فُلانٌ عَن فُلانٍ،} فانْبَتَّ حَبْلُه عَنهُ، أَي: انقطَع وِصالُه، وانقبَضَ؛ وأَنشد:
فَحَلَّ فِي جُشَمٍ! وانْبَتَّ مُنْقَبِضاً
بحَبْلِهِ من ذَوِي الغُرِّ الغَطارِيفِ

حمل

حمل المواطأة: عبارة عن أن يكون الشيء محمولًا على الموضوع بالحقيقة بلا واسطة، كقولنا: الإنسان حيوان ناطق، بخلاف حمل الاشتقاق؛ إذ لا يتحقق في أن يكون المحمول كليًا للموضوع، كما يقال: الإنسان ذو بياض، والبيت ذو سقف.
حمل. وَإِنَّمَا أدخلُوا الْهَاء فِي ذِي الثدية وأصل الثدي ذكر لِأَنَّهُ كَأَنَّهُ أَرَادَ لحْمَة من ثدي أَو قِطْعَة من ثدي فصغر على هَذَا الْمَعْنى فأنث. وَبَعْضهمْ يرويهِ ذَا اليدية بِالْيَاءِ.
(حمل) - في حَدِيثِ ابنِ عُمَر، رَضِى الله عنهما: "أَنَّه كَانَ لا يَرَى بَأْسًا في السَّلَم بالحَمِيل".
الحَمِيل: الكَفِيل، وجَمعُه حُمَلاء، وحَمَلتُ به حَمَالَةً: كَفَلت.
- في حَدِيثِ قَيْس قال: "تَحمَّلْتُ بعَلىٍّ على عُثْمانَ، رَضِى اللهُ عنهما، في أمرٍ".
: أي استَشْفَعتُ به إليه، وكذلك حَمَلتُه على فُلان.
- في الحَدِيث : "حَتَّى استَحْمَل ذَبَحتُه فَتَصَدَّقْت به". : أي حين قَوِى على الحَمْل وأَطاقَه.
- وفي الحديث: قال: "انْطَلق إلى السُّوق فتَحامَل" .
: أي تَكَلَّف الحَمْلَ بالأُجرة، لِيكْتَسِبَ ما يتصدَّق به، وتَحاملتُ: تكلَّفْت الشىءَ على مَشَقَّة، وتَحاملتُ عليه: كَلَّفته ما لا يُطِيق.
- وفي الحَدِيثِ: "إذَا كان الماءُ قُلَّتَيْن لم يَحمِل خَبَثًا" .
: أي لم يُظْهِرْه ولم يَغْلِب الخَبَثُ عليه. من قَولِهم: فَلانٌ يَحمِل غَضَبه: أي لا يُظْهِرُه، وحَمْل الإِثْم إِثْم: أي لم تَصْحَبْه النَّجاسَة ولم يَنْجَس، لأن كلَّ مَنْ حَمَل شَيئًا فقد صَحِبَه ذَلِك الشَّىءُ.
حمل حب وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام فِي قوم يخرجُون من النَّار: فينبتون كَمَا تنْبت الْحبَّة فِي حميل السَّيْل. قَالَ الْأَصْمَعِي: الْحميل مَا حمله السَّيْل من كل شَيْء وكل مَحْمُول فَهُوَ حميل كَمَا يُقَال للمقتول: قَتِيل. وَمِنْه قَول عُمَر فِي الْحميل: لَا يُورث إِلَّا بِبَيِّنَة. سمي حميلًا لِأَنَّهُ يحمل من بِلَاده صَغِيرا ولم يُولد فِي الْإِسْلَام. وَأما الْحبَّة فَكل نبت لَهُ حب فاسم الْحبّ مِنْهُ الْحبَّة. وَقَالَ الْفراء: الْحبَّة: بزور البقل. وقَالَ أَبُو عَمْرو: الْحبَّة نبت ينْبت فِي الْحَشِيش صغَار وَقَالَ الْكسَائي: الْحبَّة حب الرياحين وَوَاحِدَة الْحبّ: حَبَّة. قَالَ: وَأما الْحِنْطَة وَنَحْوهَا فَهُوَ الْحبّ لَا غير. قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَفِي الْحميل تَفْسِير آخر هُوَ أَجود من هَذَا يُقَال: إِنَّمَا سمي الْحميل الَّذِي قَالَ عمر حميلًا لِأَنَّهُ مَحْمُول النّسَب وَهُوَ أَن يَقُول الرجل: هَذَا أخي أَو أَبِي أَو ابْني فَلَا يصدق عَلَيْهِ إِلَّا بِبَيِّنَة لِأَنَّهُ يُرِيد بذلك أَن يدْفع مِيرَاث مَوْلَاهُ الَّذِي أعْتقهُ وَلِهَذَا قيل للدعي: حميل قَالَ الْكُمَيْت يُعَاتب قضاعة فِي تحولهم إِلَى الْيمن: [الوافر]

عَلاَمَ نَزَلْتُمُ من غير فَقْر ... وَلاَ ضَرَّاءَ منزِلَةَ الْحميل
حمل
الحَمَلُ: الخرُوْفُ. وبُرْجٌ في السَّمَاء. ومن الحِمْلِ: حَمَلَ يَحْمِلُ حَمْلاً وحُمْلاناً. والحُمْلانُ: أجْرُ ما يُحْمَلُ، وهو أيضاً: ما يُحْمَلُ عليه من الدَّوابِّ في الهِبَةِ. وحَمَّلْتُه أمْري فما تَحَمَّلَ. وحَمَّلْتُ فلاناً وتَحَمَّلْتُ به عليه: في الشَّفَاعَةِ. وتَحَامَلْتُ في المَشْيِ: تَكَلَّفْتُه على مَشَقَّةٍ وإعْياءٍ، وتَحَامَلْتُ عليه: كَلَّفْتَه ما لا يُطِيْقُ. واسْتَحْمَلْتُ فلاناً نَفْسي: أي حَمَّلْتُه حَوَائجِي وأُمُوري. وحَمَلْتُ عن فلانٍ: إذا حَلُمْتَ عنه، ورَجُلٌ حَمُوْلٌ: صاحِبُ حِلْمٍ. والمَحْمَلُ: الاحْتِمالُ. وأحْمَلَني فلانٌ: أعانَني على ما أحْمِلُ. وا
لحَمْلُ: ما تَحْمِلُ الأناثُ في بُطُونها من الأوْلادِ. والحِمْلُ: ما يُحْمَلُ على الظَّهْرِ. فأما حمْلُ الشَّجَرِ: فمنهم مَنْ يَكْسِرُ منه الحاءَ ويقولون: ما ظَهَرَ فهو حِمْلٌ وما بَطَنَ فهو حَمْلٌ. ويقال: امْرَأَةٌ حامِلَةٌ وحامِلٌ. والحَمِيْلُ: المَنْبُوْذُ يَحْمِلُه قَوْمٌ فَيُرَبُّوْنَه. وحَمِيْلُ السَّيْلِ: ما يَحْمِلُ من الغُثَاءِ.
ويُقال للدَّعِيِّ: حَمِيْلٌ وكذلك الوَلَدُ في بَطْنِ الأمِّ إذا أُخْذَتْ من بِلاد الشِّرْكِ: حَمِيْلاً. وفلانٌ حَمِيْلَةٌ على النّاسِ: أي كَلٌّ عليهم وعِيَالٌ. والحَمٍيْلُ: الكَفِيْلُ، بَيِّنُ الحَمَالَةِ، وجَمْعُه: حُمَلاءُ. والحِمَالَةُ: عِلاَقَةُ السَّيْفِ، وهو المِحْمَلُ، والجَميعُ: الحَمَائلُ والمَحَامِلُ. والمَحْمِلُ: شِقّان على البعيرِ، وما على البَعير مَحْمِلٌ.
والحَمَالَةُ: الدِّيَةُ التي يَحْمِلُها قَوْمٌ على قَوْمٍ، ويقال: حَمَالٌ أيضاً. والحَمْوُلَةُ: الإبِلُ التي تُحْمَلُ عليها الأثْقَالُ. والحُمُوْلُ: الإبِلُ بأثْقالِها. والحَوْمَلُ: السَّحَابُ الأسْوَدُ، وسَحَابٌ ذو حَوْمَلٍ: إذا حَمَلَ الماءَ، وكذلك الإبل السُّوْدُ.
وحَوْمَلُ كلِّ شَيْءٍ: أوَّلُه. والحَوَامِلُ في الذِّراع: عَصَبُها ورَوَاهِشُها، والواحِدَةُ: حامِلَةٌ. وهو في الضُّرُوْعِ: عُرُوْقُ اللَّبَنِ. والمُحْمِلُ المَرْأةُ التي يَنْزِلُ لَبَنُها من غير حَبَلٍ، قد أحْمَلَتْ إحْمالاً. ومثلها من الشّاءِ: التُّحْلُبَةُ.
وحامَلْتُ الرَّجُلَ مُحَامَلَةً: أي كافَأتُ. واحْتُمِلَ الرَّجُلُ: غَضِبَ. واحْتُمِلَ لَوْنُه واْمُتِقَع: واحِدٌ. ورَجُلٌ مَحْمُوْلٌ: مَجْدُوْدٌ من رُكُوْبِ الفُرُهِ.
والحِمَالَةُ: اسْمُ فَرَسٍ. ويقولون: أجْوَعُ من كَلْبَةِ حَوْمَلٍ.
ح م ل

امرأة وشجرة ذات حمل. وعلى ظهره حمل. وامرأة حامل. وحملت الشيء، وحملنيه غيري فاحتملته وتحملته، وهذه حمال محملة. وحامله الشيء. تقول: حاملني هذا العكم، وقد تحاملاه. وأحملني يا فلان: أعني على الحمل. وحمل على قرنه حملة صادقة. ومرت الحمولة وهي الإبل التي يحمل عليها " ومن الأنعام حمولة وفرشاً ". ومرت وعليها حمول وحمولة أي أحمال، والتاء كالتي في الحزونة والسهولة. ومرت الحمول أي الهوادج، كانت فيها نساء أو لم تكن. واحتمل الحي وتحملوا: ارتحلوا. وحمل حمالة، وتحملها وهي الدية، وعليهم حمالات يؤدونها بالفتح. وتقلد يحمل السيف وحمالته بالكسر، وعليهم المحامل والحمالات. وركب في المحمل، وهم في المحامل. وفي حداء المكارين:

يا رب سلمني وسلم جملي ... وسلم الشيخ الذي في محملي

وتقول: هذا محمل، ما عليه محمل. وحمل به حمالة نحو كفل به كفالة، وهو حميل، وهم حملاء. والشيخ يتحامل في مشيه. وتحاملت الشيء: احتملته على مشقة. وتحامل عليّ فلان: لم يعدل. وهو جميل السيل: لغثائه. وفلان حميل: دعي. وأجازه بخلعة وحملان وهو الفرس يحمل عليه. وأعط الحمال حمالته أي جعله، وقلب حملاقيه وحماليقه وهو باطن الجفنين، وقيل ما يغطّي الجفن من بياض المقلة. قال:

قالب حملاقيه قد كاد يجن

وحملق إليّ إذا فتح عينيه بنظر شديد. تقول: كلمته فحملق وحولق، وأظهر الأولق.

ومن المجاز: حملت إدلاله عليّ واحتملته. قال:

أدلت فلم أحمل وقالت فلم أجب ... لعمر أبيها إنني لظلوم

واحتمل ما كان منه ولا تعاتبه. وفلان حليم حمول. وأنا أحمله على أمر فلا يتهحمل عليه. وهذه الآية تحتمل وجهين. والقرآن حمال ذو وجوه. واستحمله الرسالة، وحمله إياها، وتحملها مغلغلة. وحملت فلاناً على صاحبه إذا أرشته عليه. وحمل على نفسه في السير وفي غيره. وحملت الحقد عليه إذا أضمرته. قال:

ولا أحمل الحقد القديم عليهم ... وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا

وفلان حمل على أهله إذا كان ثقيل المرض. قال:

ألا هل أتى أمّ الصبيين أنني ... على نأيها حمل على الحي مقعد

وما عليه محمل أي معتمد ومعول. قال كثير:

يزرن أمير المؤمنين وعنده ... لذي المدح شكر والصنيعة محمل

واستحملت فلاناً نفسي، أي حملته حوائجي. وتحملت بفلان على فلان في الشفاعة. وقلت له كلمة فاحتمل منها أي استفز وغضب. وفلان محتمل وليس بمحتمل. ويقولون للرجل عند كلمة تسوءه: محتملاً لها لا محتملاً منها أي احتملها ولا تستخفنك. واحتمل لونه: تغير.
ح م ل : الْحِمْلُ بِالْكَسْرِ مَا يُحْمَلُ عَلَى الظَّهْرِ وَنَحْوِهِ وَالْجَمْعُ أَحْمَالٌ وَحُمُولٌ وَحَمَلْتُ الْمَتَاعَ حَمْلًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ فَأَنَا حَامِلٌ وَالْأُنْثَى حَامِلَةٌ بِالْهَاءِ لِأَنَّهَا صِفَةٌ مُشْتَرَكَةٌ وَيُقَالُ لِلْمُبَالَغَةِ أَيْضًا حَمَّالٌ وَبِهِ سُمِّيَ وَمِنْهُ أَبْيَضُ بْنُ حَمَّالٍ الْمَأْرِبِيُّ.

وَحَمَلَ بِدَيْنٍ وَدِيَةٍ حَمَالَةً بِالْفَتْحِ وَالْجَمْعُ حَمَالَاتٌ فَهُوَ حَمِيلٌ بِهِ وَحَامِلٌ أَيْضًا وَحَمَلَتْ الْمَرْأَةُ وَلَدَهَا وَيُجْعَلُ حَمَلَتْ بِمَعْنَى عَلِقَتْ فَيَتَعَدَّى بِالْبَاءِ فَيُقَالُ حَمَلَتْ بِهِ فِي لَيْلَةِ كَذَا.
وَفِي مَوْضِعِ كَذَا أَيْ حَبِلَتْ فَهِيَ حَامِلٌ بِغَيْرِ هَاءٍ لِأَنَّهَا صِفَةٌ مُخْتَصَّةٌ وَرُبَّمَا قِيلَ حَامِلَةٌ بِالْهَاءِ قِيلَ أَرَادُوا الْمُطَابَقَةَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمَلَتْ وَقِيلَ أَرَادُوا مَجَازَ الْحَمْلِ إمَّا لِأَنَّهَا كَانَتْ كَذَلِكَ أَوْ سَتَكُونُ فَإِذَا أُرِيدَ الْوَصْفُ الْحَقِيقِيُّ قِيلَ حَامِلٌ بِغَيْرِ هَاءٍ وَحَمَلَتْ الشَّجَرَةُ حَمْلًا أَخْرَجَتْ ثَمَرَتَهَا فَالثَّمَرَةُ حَمْلٌ تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ وَهِيَ حَامِلٌ وَحَامِلَةٌ وَيُعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ حَمَّلْته الشَّيْءَ فَحَمَلَهُ وَاحْتَمَلْتُهُ
عَلَى افْتَعَلْتُ بِمَعْنَى حَمَلْتُهُ وَاحْتَمَلْتُ مَا كَانَ مِنْهُ بِمَعْنَى الْعَفْوِ وَالْإِغْضَاءِ.

وَالِاحْتِمَالُ فِي اصْطِلَاحِ الْفُقَهَاءِ وَالْمُتَكَلِّمِينَ يَجُوزُ اسْتِعْمَالُهُ بِمَعْنَى الْوَهْمِ وَالْجَوَازِ فَيَكُونُ لَازِمًا وَبِمَعْنَى الِاقْتِضَاءِ وَالتَّضَمُّنِ فَيَكُونُ مُتَعَدِّيًا مِثْلُ: احْتَمَلَ أَنْ يَكُونَ كَذَا وَاحْتَمَلَ الْحَالُ وُجُوهًا كَثِيرَةً وَفِي حَدِيثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيِّ «إذَا بَلَغَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ يَحْمِلْ خَبَثًا» مَعْنَاهُ لَمْ يَقْبَلْ حَمْلَ الْخَبَثِ لِأَنَّهُ يُقَالُ فُلَانٌ لَا يَحْمِلُ الضَّيْمَ أَيْ يَأْنَفُهُ وَيَدْفَعُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَيُؤَيِّدُهُ الرِّوَايَةُ الْأُخْرَى لِأَبِي دَاوُد لَمْ يَنْجُسْ وَهَذَا مَحْمُولٌ عَلَى مَا إذَا لَمْ يَتَغَيَّرْ بِالنَّجَاسَةِ وَحَمَلْتُ الرَّجُلَ عَلَى الدَّابَّةِ حَمْلًا وَحَمِيلُ السَّيْلِ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَهُوَ مَا يَحْمِلُ مِنْ غُثَائِهِ وَالْحَمِيلُ الرَّجُلُ الدَّعِيُّ وَالْحَمِيلُ الْمَسْبِيُّ لِأَنَّهُ يُحْمَلُ مِنْ بَلَدٍ إلَى بَلَدٍ وَحِمَالَةُ السَّيْفِ وَغَيْرِهِ بِالْكَسْرِ وَالْجَمْعُ حَمَائِلُ وَيُقَالُ لَهَا مِحْمَلٌ أَيْضًا وِزَانُ مِقْوَدٍ وَالْجَمْعُ مَحَامِلُ وَالْحَمَلُ بِفَتْحَتَيْنِ وَلَدُ الضَّائِنَةِ فِي السَّنَةِ الْأُولَى وَالْجَمْعُ حُمْلَانٌ وَالْمَحْمِلُ وِزَانُ مَجْلِسٍ الْهَوْدَجُ وَيَجُوزُ مِحْمَلٌ وِزَانُ مِقْوَدٍ وَالْحَمُولَةُ بِالْفَتْحِ الْبَعِيرُ يُحْمَلُ عَلَيْهِ وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي الْفَرَسِ وَالْبَغْلِ وَالْحِمَارِ وَقَدْ تُطْلَقُ الْحَمُولَةُ عَلَى جَمَاعَةِ الْإِبِل وَالْحِمْلَاقُ بِالْكَسْرِ بَاطِنُ الْجَفْنِ وَالْجَمْعُ حَمَالِيقُ. 
حمل
الحَمْل معنى واحد اعتبر في أشياء كثيرة، فسوّي بين لفظه في فعل، وفرّق بين كثير منها في مصادرها، فقيل في الأثقال المحمولة في الظاهر كالشيء المحمول على الظّهر: حِمْل.
وفي الأثقال المحمولة في الباطن: حَمْل، كالولد في البطن، والماء في السحاب، والثّمرة في الشجرة تشبيها بحمل المرأة، قال تعالى:
وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ [فاطر/ 18] ، يقال: حَمَلْتُ الثّقل والرّسالة والوزر حَمْلًا، قال الله تعالى:
وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالًا مَعَ أَثْقالِهِمْ [العنكبوت/ 13] ، وقال تعالى: وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ
[العنكبوت/ 12] ، وقال تعالى: وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ: لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ [التوبة/ 92] ، وقال عزّ وجلّ: لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ [النحل/ 25] ، وقوله عزّ وجلّ: مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ
[الجمعة/ 5] ، أي: كلّفوا أن يتحمّلوها، أي: يقوموا بحقها، فلم يحملوها، ويقال: حَمَّلْتُهُ كذا فَتَحَمَّلَهُ، وحَمَّلْتُ عليه كذا فَتَحَمَّلَهُ، واحْتَمَلَه وحَمَلَه، وقال تعالى: فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً [الرعد/ 17] ، حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ [الحاقة/ 11] ، وقوله: فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ [النور/ 54] ، وقال تعالى: رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا، رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ [البقرة/ 286] ، وقال عزّ وجل:
وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ [القمر/ 13] ، ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً [الإسراء/ 3] ، وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ [الحاقة/ 14] . وحَمَلَتِ المرأةُ: حَبِلَتْ، وكذا حملت الشّجرة، يقال: حَمْلٌ وأحمال، قال عزّ وجلّ:
وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ [الطلاق/ 4] ، وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ [فصلت/ 47] ، حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ [الأعراف/ 189] ، حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً [الأحقاف/ 15] ، وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً [الأحقاف/ 15] ، والأصل في ذلك الحِمْل على الظهر، فاستعير للحبل بدلالة قولهم: وسقت الناقة :
إذا حملت. وأصل الوسق: الحمل المحمول على ظهر البعير. وقيل: الحَمُولَة لما يحمل عليه، كالقتوبة والرّكوبة، والحُمُولَة: لما يحمل، والحَمَل: للمحمول، وخصّ الضأن الصغير بذلك لكونه محمولا، لعجزه، أو لقربه من حمل أمّه إياه، وجمعه: أَحْمَال وحُمْلَان ، وبها شبّه السّحاب، فقال عزّ وجل:
فَالْحامِلاتِ وِقْراً
[الذاريات/ 2] ، والحَمِيل: السّحاب الكثير الماء، لكونه حاملا للماء ، والحَمِيل: ما يحمله السيل، والغريب تشبيها بالسيل، والولد في البطن. والحَمِيل:
الكفيل، لكونه حاملا للحق مع من عليه الحق، وميراث الحميل لمن لا يتحقق نسبه ، وحَمَّالَةَ الْحَطَبِ
[المسد/ 4] ، كناية عن النّمام، وقيل: فلان يحمل الحطب الرّطب ، أي: ينمّ.
(ح م ل) : (الْحَمْلُ) بِالْفَتْحِ مَصْدَرُ حَمَلَ الشَّيْءَ (وَمِنْهُ) مَا لَهُ حِمْلٌ وَمَئُونَةٌ يَعْنُونَ مَا لَهُ ثِقَلٌ يُحْتَاجُ فِي حَمْلِهِ إلَى ظَهْرٍ أَوْ أُجْرَةِ حَمَّالٍ وَبَيَانُهُ فِي لَفْظِ الْأَصْلِ مَا لَهُ مَئُونَةٌ فِي الْحَمْلِ (قِيلَ) فِي قَوْله تَعَالَى {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ} [الأحقاف: 15] أُرِيدَ الْحَمْلُ عَلَى الْيَدِ دُونَ الْبَطْنِ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ (وَبِاسْمِ فَاعِلِهِ) عَلَى الْمُبَالَغَةِ سُمِّيَ
وَالِدُ أَبْيَضَ بْنِ حَمَالٍ وَالدَّالُ تَصْحِيفٌ (وَالْحَمْلُ) أَيْضًا مَا كَانَ فِي بَطْنٍ أَوْ عَلَى رَأْسِ شَجَرَةٍ وَامْرَأَةٌ وَنَاقَةٌ حَامِلٌ وَالْجَمْعُ حَوَامِلُ (وَالْحِمْلُ) بِالْكَسْرِ مَا يَحْمِلُهُ عَلَى ظَهْرٍ أَوْ رَأْسٍ وَالْجَمْعُ أَحْمَالٌ وَعَنْ الْكَرْخِيِّ هُوَ ثَلَاثُمِائَةٍ بِالْعِرَاقِيِّ (وَالْحَمَلُ) وَلَدُ الضَّأْنِ فِي السَّنَةِ الْأُولَى (وَبِتَصْغِيرِهِ) سُمِّيَ أَبُو بَصْرَةَ حُمَيْلُ بْنُ بَصْرَةَ الْغِفَارِيُّ (وَالْجَمْعُ) حُمْلَانٌ وَيُقَالُ لِمَا يُحْمَلُ عَلَيْهِ مِنْ الدَّوَابِّ فِي الْهِبَةِ خَاصَّةً حُمْلَانٌ وَيَكُونُ مَصْدَرًا بِمَعْنَى الْحَمْلِ وَاسْمًا لِأُجْرَةِ مَا يُحْمَلُ (وَقَوْلُهُ) لَيْسَ لِلْإِمَامِ أَنْ يُعْطِيَهَا نَفَقَةً وَلَا حُمْلَانًا يَحْتَمِلُ الْوَجْهَيْنِ الدَّابَّةَ الْمَحْمُولَ عَلَيْهَا وَأُجْرَةَ الْحَمْلِ وَكَذَا قَوْلُهُ مَا أُنْفِقَ عَلَيْهَا وَفِي كِسْوَةِ الرَّقِيقِ وَحُمْلَانِهِمْ (وَأَمَّا قَوْلُهُ) فِي بَابِ الِاسْتِئْجَارِ وَلَا أَجْرَ لَهُ فِي حُمْلَانِهِمْ فَالْمُرَادُ بِهِ الْمَصْدَرُ وَكَذَا قَوْلُهُ اسْتَأْجَرَ إبِلًا بِأَعْيَانِهَا فَكَفَلَ لَهُ رَجُلٌ بِالْحُمْلَانِ يَعْنِي بِالْحَمْلِ (وَحُمْلَانُ) الدَّرَاهِمِ فِي اصْطِلَاحِهِمْ مَا يُحْمَلُ عَلَيْهَا مِنْ الْغِشِّ تَسْمِيَةً بِالْمَصْدَرِ (وَالْمَحْمِلُ) بِفَتْحِ الْمِيمِ الْأُولَى وَكَسْرِ الثَّانِيَةِ أَوْ عَلَى الْعَكْسِ الْهَوْدَجُ الْكَبِيرُ الْحَجَّاجِيُّ (وَأَمَّا) تَسْمِيَةُ بَعِيرِ الْمَحْمِلِ بِهِ فَمَجَازٌ وَإِنْ لَمْ نَسْمَعْهُ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ فِي الْإِيضَاحِ فِي اسْتِطَاعَةِ السَّبِيلِ مَا يُكْتَرَى بِهِ شِقُّ مَحْمِلٍ أَيْ نِصْفُهُ أَوْ رَأْسُ زَامِلَةٍ (وَالْحَمُولَةُ) بِالْفَتْحِ مَا يُحْمَلُ عَلَيْهِ مِنْ بَعِيرٍ أَوْ فَرَسٍ أَوْ بَغْلٍ أَوْ حِمَارٍ مِنْهَا وَفَضْلُ الْحَمُولَةِ أَيْ مَا فَضَلَ مِنْ حَاجَتِهِ (وَمِنْهَا) قَوْلُهُ فَيُعْطَى أُجْرَةً لِلذَّهَابِ دُونَ الْحَمُولَةُ وَالرَّجْعَةِ يَعْنِي دُونَ إعْمَالِ الْمَحْمُولَةِ (وَالْحُمُولَةُ) بِالضَّمِّ الْأَحْمَالُ (مِنْهَا) قَوْلُهُ وَقَدْ عَقَرَهَا الرُّكُوبُ وَالْحُمُولَةُ وَلَفْظُ الرِّوَايَةِ أَسْلَمُ وَأَظْهَرُ (وَمِنْهَا) مَا فِي مُخْتَصَرِ الْكَرْخِيِّ وَلَوْ تَقَبَّلَا حُمُولَةً بِأَجْرٍ وَلَمْ يُؤْجَرْ الْبَغْلُ وَالْبَعِيرُ فَحَمَلَا الْحُمُولَةَ عَلَى ذَلِكَ فَالْأَجْرُ بَيْنَهُمَا نِصْفَانِ (وَأَمَّا قَوْلُهُ) فِي إجَارَةِ الْفُسْطَاطِ فَإِنْ خَلَّفَهُ بِالْكُوفَةِ فَالْحُمُولَةُ عَلَى الْمُسْتَأْجِرِ فَمَعْنَاهُ فَمُؤْنَةُ الْحُمُولَةِ أَوْ فَحَمْلُ الْحُمُولَةِ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ (وَالْحَمِيلُ) فِي حَدِيثِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - الَّذِي يُحْمَلُ مِنْ بَلَدِهِ إلَى بِلَادٍ الْإِسْلَامِ وَتَفْسِيرُهُ فِي الْكِتَابِ أَنَّهُ صَبِيٌّ مَعَ امْرَأَةٍ تَحْمِلُهُ وَتَقُولُ هَذَا ابْنِي (وَفِي) كِتَابِ الدَّعْوَى (الْحَمِيلُ) عِنْدَنَا كُلُّ نَسَبٍ
كَانَ فِي أَهْلِ الْحَرْبِ (وَالتَّحَامُلُ) فِي الْمَشْيِ أَنْ يَتَكَلَّفَهُ عَلَى مَشَقَّةٍ وَإِعْيَاءٍ يُقَالُ تَحَامَلْتُ فِي الْمَشْيِ (وَمِنْهُ) رُبَّمَا يَتَحَامَلُ الصَّيْدُ وَيَطِيرُ أَيْ يَتَكَلَّفُ الطَّيَرَانَ (وَالتَّحَامُلُ) أَيْضًا الظُّلْمُ يُقَالُ (تَحَامَلَ عَلَى فُلَانٍ) إذَا لَمْ يَعْدِلْ وَكِلَاهُمَا مِنْ الْحَمْل إلَّا أَنَّ الْأَوَّلَ يَحْمِلُ نَفْسَهُ عَلَى تَكَلُّفِ الْمَشْيِ وَالثَّانِي يَحْمِلُ الظُّلْمَ عَلَى الْآخَرِ.
[حمل] حملت الشئ على ظهرى أَحْمِلُهُ حَمْلاً. ومنه قوله تعالى: {فإنه يحمل يوم القيامة وزرا. خالدينَ فيه وساءَ لهم يومَ القيامة حِمْلاً} ، أي وِزْراً. وحَمَلَتِ المرأة والشجرة حملا. ومنه قوله تعالى: {حَمَلَتْ حَمْلاً خفيفاً} . قال ابن السكيت: الحَمْلُ ما كان في بطنٍ أو على رأس شجرةٍ. والحِمْلُ بالكسر: ما كان على ظهرٍ أو رأسٍ. يقال: امرأة حامِلٌ وحامِلَةٌ، إذا كانت حُبْلى. فمن قال حامِلٌ قال هذا نعتٌ لا يكون إلا للاناث. ومن قال حاملة بناه على حَمَلَتْ فهي حامِلَةٌ. وأنشد الشَيباني لعمرو بن حسَّان: تَمَخَّضَتِ المَنونُ له بيومٍ أنى ولكلِّ حاملة تمام  فإذا حملت شيئا على ظهرها أو على رأسها فهى حاملة لا غير، لان الهاء إنما تلحق للفرق، فأما مالا يكون للمذكر فقد استغنى فيه عن علامة التأنيث، فإن أتى بها فإنما هو على الاصل. هذا قول أهل الكوفة، وأما أهل البصرة فإنهم يقولون هذا غير مستمر، لان العرب تقول رجل أيم وأمرأة أيم، ورجل عانس وامرأة عانس، مع الاشتراك، وقالوا امرأة مصبية وكلبة مجرية، مع غير الاشتراك. قالوا: والصواب أن يقال: قولهم حامل وطالق وحائض وأشباه ذلك من الصفات التى لا علامة فيها للتأنيث فإنما هي أوصاف مذكرة وصف بها الاناث، كما أن الربعة والراوية والخجأة أو صاف مؤنثة وصف بها الذ كران. وذكر ابن دريد أن حَمْلَ الشجر فيه لغتان: الفتحُ والكسر. والحَمَلَةُ بالتحريك: جمع الحامِلِ، يقال هم حملة العرش وحملة القرآن. وحمل عليه في الحرب حَمْلَةً. قال أبو زيد: يقال حَمَلْتُ على بني فلان، إذا أَرَّشْتَ بينهم. وحَمَلَ على نفسه في السير، أي جَهَدَها فيه. وحَمَلْتُ به حَمَالَةً بالفتح، أي كَفَلتُ. وحَمَلْتُ إدلاله واحتمك، بمعنى. قال الشاعر: أَدَلَّتْ فلم أَحْمِلُ وقالت فلم أُجِبْ لَعَمْرُ أبيها إنَّني لَظَلومُ والحَمَلُ: البَرَقُ، والجمع الحُمْلانُ. والحَمَلُ: أول البروج. قال الشاعر : كالسحل البيضِ جَلا لَوْنها. سَحُّ نِجاءِ الحمل الاسول والنجاء: السحاب نشأ في نوء الحمل. وأحملته، أي أغنته على الحَمْلِ. وأَحْمَلَتِ الناقةُ فهي مُحْمِلٌ، إذا نزل لبنُها من غير حَبَلٍ، وكذلك المرأة. واسْتَحْمَلْتُهُ، أي سألته أن يَحْمِلَني. وحَمَّلْتُهُ الرسالة، أي كلّفته حَمْلَها. وتَحَمَّلَ الحَمالَةَ، أي حَمَلَها. وتَحَمَّلوا واحْتَمَلوا بمعنىً، أي ارْتَحَلوا. وتَحَامَلَ عليه، أي مال. وتحاملت على نفسي، إذا تكلفت الشئ على مشقة. والمُتَحامَلُ قد يكون موضعاً ومصدراً. تقول في المكان: هذا مُتَحامَلُنا. وتقول في المصدر: ما في فلان مُتَحامَلٌ، أي تَحامُلٌ. ويقال: ما على فلان محمل، مثال مجلس، أي مُعتَمَدٌ. والمَحْمِلُ أيضاً: واحد مَحَامِلِ الحاج. والمحمل، مثال المرجل: علاقة السيف، وهو السير الذى يقلده المتقلد. وقد سمى ذوالرمة عرق الشجر بذلك، وهو على التشبيه، فقال:

يثرن الكُبابَ الجَعْدَ عن مَتْنِ مِحْمَلِ * والحمالة بالفتح: ما تَتَحَمَّلُهُ عن القوم من الدية أو الغَرامَة. والحِمالَةُ بالكسر: اسم فرس لطليحة الاسدي. وقال يذكرها: عويت لهم صدر الحمالة إنها معاودة قيل الكماة نزال  والحمالة أيضاً: عِلاقة السَيف، مثل المِحْمَلِ، والجمع الحَمائِلُ، هذا قول الخليل. وقال الأصمعي: حَمائِلُ السيف لا واحدَ لها من لفظها، وإنما واحدها مِحْمَلٌ. والحَمولَةُ بالفتح: الإبل التي تَحمِل، وكذلك كل ما احتَمَلَ عليه الحيُّ من حمارٍ أو غيره، سواء كانت عليه الاحمال أو لم تكن. وفعول تدخله الهاء إذا كان بمعنى مفعول به. والحمولة بالضم: الأَحْمالُ. وأما الحُمول بالضم بلاهاء، فهى الابل التى عليها الهوادج كان فيها نساءٌ أو لم يَكُنْ. عن أبي زيد. والاحمال في قول جرير:

أم من يقوم لشدة الاحمال * قوم من بنى يربوع، هم ثعلبة وعمرو والحارث. والحميل: الذى يحمل من بلدِه صغيراً ولم يولَدْ في الإسلام. والحَميلُ: ما حَمَلَهُ السيلُ من الغُثاء. والحَميلُ: الكفيلُ. والحَميلُ: الدَعِيُّ. قال الكميت يعاتب قضاعة في تحولهم إلى اليمن علام نَزَلْتُمُ من غير فَقْرٍ ولا ضراء منزلة الحميل
ح م ل: (حَمَلَ) الشَّيْءَ عَلَى ظَهْرِهِ وَ (حَمَلَتِ) الْمَرْأَةُ وَالشَّجَرَةُ، الْكُلُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ. قُلْتُ: وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا} [طه: 100] لَا اخْتِصَاصَ لَهُ بِالْمَحْمُولِ عَلَى الظَّهْرِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا} [طه: 101] لَا دَلَالَةَ فِيهِ عَلَى الْمَصْدَرِ لِأَنَّهُ اسْمٌ لِمَحْمُولٍ. وَكَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى: {حَمْلًا خَفِيفًا} [الأعراف: 189] لَا دَلَالَةَ فِيهِ عَلَى الْمَصْدَرِ لِأَنَّهُ اسْمٌ لِلْمَحْمُولِ أَيْضًا. فَاسْتِشْهَادُ الْجَوْهَرِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِالْآيَتَيْنِ فِيهِ نَظَرٌ. وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: (حَمَلَ) الشَّيْءَ يَحْمِلُهُ (حَمْلًا) وَ (حُمْلَانًا) . وَ (الْحَمْلُ) مَا تَحْمِلُ الْإِنَاثُ فِي بُطُونِهَا. وَالْحَمْلُ مَا يُحْمَلُ عَلَى الظَّهْرِ. وَأَمَّا حَمْلُ الشَّجَرَةِ فَقِيلَ: مَا ظَهَرَ مِنْهُ فَهُوَ حِمْلٌ، وَمَا بَطَنَ فَهُوَ حَمْلٌ. وَقِيلَ: كُلُّهُ حَمْلٌ لِأَنَّهُ لَازِمٌ غَيْرُ بَائِنٍ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: الْحَمْلُ بِالْفَتْحِ مَا كَانَ فِي بَطْنٍ أَوْ عَلَى رَأْسِ شَجَرَةٍ، وَالْحِمْلُ بِالْكَسْرِ مَا كَانَ عَلَى ظَهْرٍ أَوْ عَلَى رَأْسٍ. قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ وَهُوَ قَوْلُ الْأَصْمَعِيِّ. وَيُقَالُ: امْرَأَةٌ (حَامِلٌ) وَ (حَامِلَةٌ) إِذَا كَانَتْ حُبْلَى فَمَنْ قَالَ: حَامِلٌ، قَالَ: هَذَا نَعْتٌ لَا يَكُونُ إِلَّا لِلْإِنَاثِ، وَمَنْ قَالَ: حَامِلَةٌ بَنَاهُ عَلَى حَمَلَتْ فَهِيَ حَامِلَةٌ وَأَنْشَدَ:

تَمَخَّضَتِ الْمَنُونُ لَهُ بِيَوْمٍ ... أَنَى وَلِكُلِّ حَامِلَةٍ تَمَامُ
فَإِذَا حَمَلَتِ الْمَرْأَةُ شَيْئًا عَلَى ظَهْرِهَا أَوْ عَلَى رَأْسِهَا فَهِيَ حَامِلَةٌ لَا غَيْرُ لِأَنَّ الْهَاءَ إِنَّمَا تَلْحَقُ لِلْفَرْقِ، فَمَا لَا يَكُونُ لِلْمُذَكَّرِ لَا حَاجَةَ فِيهِ إِلَى عَلَامَةِ التَّأْنِيثِ، فَإِنْ أُتِيَ بِهَا فَإِنَّمَا هُوَ عَلَى الْأَصْلِ. هَذَا قَوْلُ أَهْلِ الْكُوفَةِ. وَقَالَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ: هَذَا غَيْرُ مُسْتَمِرٍّ لِأَنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ: رَجُلٌ أَيِّمٌ وَامْرَأَةٌ أَيِّمٌ وَرَجُلٌ عَانِسٌ وَامْرَأَةٌ عَانِسٌ مَعَ الِاشْتِرَاكِ وَقَالُوا: امْرَأَةٌ مُصْبِيَةٌ وَكَلْبَةٌ مُجْرِيَةٌ مَعَ الِاخْتِصَاصِ. قَالُوا: وَالصَّوَابُ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ قَوْلَهُمْ: حَامِلٌ وَطَالِقٌ وَحَائِضٌ وَنَحْوُهَا أَوْصَافٌ مُذَكَّرَةٌ وُصِفَ بِهَا الْإِنَاثُ كَمَا أَنَّ الرَّبْعَةَ وَالرَّاوِيَةَ وَالْخُجَأَةَ أَوْصَافٌ مُؤَنَّثَةٌ وُصِفَ بِهَا الذُّكُورُ. وَذَكَرَ ابْنُ دُرَيْدٍ أَنَّ حَمْلَ الشَّجَرَةِ فِيهِ لُغَتَانِ الْفَتْحُ وَالْكَسْرُ. قُلْتُ: وَكَذَا ذَكَرَ ثَعْلَبٌ فِي الْفَصِيحِ. وَ (الْحَمَلَةُ) بِفَتْحَتَيْنِ جَمْعُ حَامِلٍ يُقَالُ: هُمْ حَمَلَةُ الْعَرْشِ وَحَمَلَةُ الْقُرْآنِ. وَ (حَمَلَ) عَلَيْهِ فِي الْحَرْبِ (حَمْلَةً) . وَ (حَمَلَ) عَلَى نَفْسِهِ فِي السَّيْرِ أَيْ جَهَدَهَا فِيهِ. وَ (حَمَلَ) بِهِ (حَمَالَةً) بِالْفَتْحِ أَيْ كَفَلَ. وَحَمَلَ إِدْلَالَهُ وَ (احْتَمَلَ) بِمَعْنًى. وَ (الْحَمَلُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْخَرُوفُ وَالْجَمْعُ (حُمْلَانٌ) . وَ (الْحَمَلُ) أَيْضًا أَوَّلُ الْبُرُوجِ. وَ (أَحْمَلَهُ) أَعَانَهُ عَلَى الْحَمْلِ وَ (اسْتَحْمَلَهُ) سَأَلَهُ أَنْ يَحْمِلَهُ. وَ (حَمَّلَهُ) الرِّسَالَةَ تَحْمِيلًا كَلَّفَهُ حَمْلَهَا وَ (تَحَمَّلَ) الْحَمَالَةَ
حَمَلَهَا وَ (تَحَمَّلُوا) وَ (احْتَمَلُوا) بِمَعْنًى أَيِ ارْتَحَلُوا. وَ (تَحَامَلَ) عَلَيْهِ مَالَ. وَتَحَامَلَ عَلَى نَفْسِهِ تَكَلَّفَ الشَّيْءَ عَلَى مَشَقَّةٍ. وَ (الْمَحْمِلُ) بِوَزْنِ الْمَجْلِسِ وَاحِدُ (مَحَامِلِ) الْحَاجِّ. وَ (الْمِحْمَلُ) بِوَزْنِ الْمِرْجَلِ عِلَاقَةُ السَّيْفِ وَهُوَ السَّيْرُ الَّذِي تَقَلَّدَهُ الْمُتَقَلِّدُ وَكَذَا (الْحِمَالَةُ) بِالْكَسْرِ وَالْجَمْعُ (الْحَمَائِلُ) بِالْفَتْحِ. هَذَا قَوْلُ الْخَلِيلِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: (حَمَائِلُ) السَّيْفِ لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا، وَإِنَّمَا وَاحِدُهَا (مِحْمَلٌ) بِوَزْنِ مِرْجَلٍ. وَ (الْحَمُولَةُ) بِالْفَتْحِ الْإِبِلُ الَّتِي تَحْمِلُ وَكَذَا كُلُّ مَا احْتَمَلَ عَلَيْهِ الْحَيُّ مِنْ حِمَارٍ وَغَيْرِهِ سَوَاءٌ كَانَتْ عَلَيْهِ الْأَحْمَالُ أَوْ لَمْ تَكُنْ. وَفَعُولٌ تَدْخُلُهُ الْهَاءُ إِذَا كَانَ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ بِهِ. وَالْحُمُولَةُ بِالضَّمِّ الْأَحْمَالُ. وَأَمَّا (الْحُمُولُ) بِالضَّمِّ بِلَا هَاءٍ فَهِيَ الْإِبِلُ الَّتِي عَلَيْهَا الْهَوَادِجُ سَوَاءٌ كَانَ فِيهَا نِسَاءٌ أَوْ لَمْ يَكُنْ. 
[حمل] نه فيه: "الحميل" غارم، أي الكفيل ضامن. ومنه ح ابن عمر: لا يرى بأساً في السلم "بالحميل". وفيه: كما تنبت الحبة في "حميل" السيل، هو ما يجيء به السيل من طين أو غثاء أو غيره بمعنى محموله، فإذا اتفقت فيه حبة واستقرت علىوسلم، بكسر الحاء أي عظم على وثقل واستعظمته لبشاعة لفظه وهمني ذلك ولا يريد الحمل على الظهر. غ "حملوا التوراة ثم لم يحملوها" أي حملوا الإيمان بها فحرفوها. و"أن تحمل عليه" من حملة المقاتل على قرنه، "فابين أن يحملنها" أي أدتها وكل من خان الأمانة فقد حملها، و"حملها الإنسان" يعني الكافر والمنافق. و"فالحملت" يعني السحاب، والحمل في البطن والحمل على الظهر. و"عليه ما حمل" من البلاغ" وعليكم ما حملتم" من الإيمان به. و"حملاً خفيفاً" المنى. ش: الحمل بفتحتين ولد الضائنة في السنة الأولى.
باب الحاء واللام والميم معهما ح م ل، ح ل م، م ل ح، م ح ل، ل ح م كلهن مستعملات

حمل: الحَمَلُ: الخَروف، والجميع الحُمْلانُ . والحَمَلُ: برُجْ ٌمن البُرُوج الاثنَيْ عشر. والفعل حَمَلَ يَحْمِلُ حَمْلاً وحُمْلاناً. ويكون الحُمْلان أجْراً لما يُحْمَل. والحُمْلان: ما يُحْمَلُ عليه من الدَّوابِّ في الهِبَة خاصَّةً. وتقول: إني لأَحمِلُه على أمرٍ فما يَتَحَمَّل، وأُحَمِّله أمراً فما يتحمل، وإنه ليتحمل الصنَّيعةَ والإِحسان، وحَمَّلْتُ فُلاناً فُلاناً، وتَحَمَّلْتُ به عليه في الشَّفاعة والحاجة . وتَحامَلْتُ في الشيء إذا تَكَلَّفْتُه على مَشَقَّةٍ. واستَحْمَلْتُ فلاناً نفسي أي حَمَّلْتُه أُمُوري وحُوائجي، قال:

ومَن لم يَزَلْ يستَحْمِلُ الناسَ نفسه وحَمَلْتُ عنه أي حَلمُتْ ُعنه. والحَمْل: ما في البَطْن، والحِمْل ما على الظَّهْر، وأما حَمْلُ الشَّجَر فيقال: ما ظَهَرَ فهو حِمْل، وما بَطَن فهو حَمْلٌ. وبَعضٌ يقول: حَمِلْ الشَّجَر ويحتَجُّون فيقولون: ما كان لازماً فهو حَمْل، وما كان بائناً فهو حِمْل . والحَميلُ: المَنْبُوذ يُحْمَلُ فيُرَبَّى. وحَميلُ السَّيْل: ما يَحْمِلُ من الغُثاء،

وفي الحديث: فيخرجُون من النّار فيَنبُتُون كما تنبُت الحِبَّةُ في حَميل السَّيْل .

والحَميلُ: الوَلَدُ في بَطْن الأُمِّ إذا أُخِذَتْ من أرض الشِّرْكِ. والحِمالةُ والمِحْمَلُ: عِلاقُة السَّيْف، قال:

........ حتّى بَلَّ دَمْعيَ مِحْمَلي

والمِحْمَل: الشِّقّانِ على البعير يُحْمَلُ فيهما نَفْسان . ورَجُلٌ حَمُولٌ: صاحبُ حِلْمٍ. والحَمالة: الدِّيةُ يحمِلُها قَومٌ عن قومِ، وقد تُحْذَفُ منها الهاء كما قال:

عظيمُ النَّدَى كثيرُ الحَمالِ

وتقول: ما على فلانٍ مَحْمِلٌ من تحميل الحَوائج، وما على البَعير مَحْمِلٌ من ثِقْل الحَمْل. والحَمُولة: الإبِل تُحْمَل عليها الأثقال. والحُمُول: الإبل بأثقالِها. والمُحْمِل من النِّساء: التي يْنزلُ لبَنُها من غير حَبَل، تقول: أَحْمَلَتِ المرأةُ وكذلك الناقة.

محل: أرض مَحْل وأرضٌ مَحُولٌ ، وأَرْضٌ مُحُول على فُعُول ونَعْتُها بالجَمْع يحُمَلُ على المواضِع كما قال: ثَوْبٌ مِزَقٌ، وجمع المَحْل أمحال [ومُحُولٌ] . [قال:

لا يَبْرَمُون إذا ما الأفقُ جَلَّله ... صِرُّ الشتاء من الأَمحال كالأَدَم]

وأمْحَلَتِ الأرض فهي مُمْحِلٌ، وزمان ماحلٌ، قال النابغة:

يُمْرعُ منه الزَّمَنُ الماحِلُ

والمَحْلُ: انقِطاعُ المطَر ويُبْسُ الأرض من الشَّجَر والكَلأَ. والمِحالُ: من المَكِيدة ورَوْم ذلك بالحِيَل، ومنه قولهم: تَمَحَّلْتُ الدَّراهمَ أي طلَبَتْهُا من حيث لا يُعرَف لها أصل. ومَحَلَ فلانٌ بفُلان إذا كادَه بسِعايةٍ إلى السلطان. وقوله تعالى: شَدِيدُ الْمِحالِ أي: الكيد.وفي الحديث: القرآن ماحِلٌ مُصدَّق

: يَمْحَل بصاحبه إذا ضَيَّعَه. ولَبَنٌ مُمَحَّلٌ: مَحَلُوه أي حَقَنُوه ثم لم يَدْعُوه يأخُذُ الطَّعْمَ حتى شَرِبوهُ، قال أبو النجم:

إلاّ من القارص والمُمَحَّلِ»

والمَحالُ: فَقارُ الظَّهْر، والواحدةُ مَحالةٌ. والمَحالةُ: التي يُسْتَقَى عليها، يقال: سُمِّيَتْ بفَقارة البعير على فَعالة، ويقال: بل على مَفْعَلة لتَحُوُّلها في دَوَرانها. وقولهم: لا مَحالةَ أي: لا بُدَّ، على مَفْعَلة، الميم زائدة، والمعنى: لا حيلَة. والمُتَماحِل: الطَّويل.

لمح: لَمَحَ البَرْقُ ولَمَعَ، ولَمَحَ البَصَرُ، ولَمَحَهُ ببَصَرِه. واللَّمْحةُ: النَّظْرة. وأَلْمَحَهُ غيره.

ملح: قد يُقال من المَلاحة مَلُحَ. والمُماَلحة: المُؤاكَلةُ. وإذا وَصَفْتَ الشّيْءَ بما فيه من المُلُوحة قلت: سمك مالح وبقلة مالِحة. والمِلْحُ: معروف [ما يُطَيَّبُ به الطَّعامُ] . والمِلْحُ: خِلافُ العَذْبِ من الماء، يقال: ماءٌ مِلْحٌ، ولا يقال: مالح. ومَلَحْتُ الشَّيْءَ ومَلَّحْتُه فهو مَمْلُوحٌ مَليحٌ ممُلَّحٌ. ومَلَحْتُ القِدْرَ أَمْلَحُها إذا كان مِلْحُها بقَدْر، فإن أَكْثَرْتَه حتى يفسُد قُلْتَ: مَلَّحْتُها تَمليحاً. والمُلاّح من نَباتِ الحَمْض، قال أبو النجم:

يخبطن ملاحا كذاوي القرمل

والمَلاّحَةُ: مَنْبِتُ المِلْح. والمَلاّح: صاحبُ السَّفينة، وصَنْعتُه المِلاحةُ والمُلاّحِيَّةُ [وهو مُتَعَهِّدُ النَّهر ليُصْلِحَ فُوَّهَتَه] ، [وقال الأعشى:

تَكَأْكَأَ مَلاّحها وَسْطَها ... من الخَوْفِ كَوْثَلَها يَلْتَزِمْ]

ويقال: أَمْلَحْتَ يا فلان في مَعْنَيَيْنِ أي جئْتَ بكلمةٍ مَليحةٍ أو أكثَرْتَ مِلْحَ القِدْر. والمُلْحَة: الكلمةُ المليحة. والمَلْحاءُ: وَسَطُ الظَّهْر بين الكاهل والعَجْز، وهي من البعير ما تحتَ السَّنام. [وفي المَلْحاء سِتُّ مَحَالات، وهي سِتُّ فِقَرات والجميع َمْلحاوات] . والمُلْحَةُ في الألوان: بياضٌ يَشْقُهُّ شُعَيْراتٌ سُودٌ، وكذلك كل شَعرٍ وصُوفٍ. وكَبْشٌ أَمْلَحُ: بَيِّنُ المُلْحِة والملح . والمَلَحُ: داء أو عَيْبٌ في رِجْل الدابَّة. والمُلاحِيًّ: ضَرْبٌ من العِنَب في حَبِّه طول. والمِلْح: الرَّضاعُ.

لحم: يقال: لَحْمٌ ولَحَمٌ، يُخَفَّفُ ويُثَقَّل. ورجلٌ لَحيمٌ: كثير لَحْم الجَسَد، وقد لَحُمَ لَحامةً. ورجلٌ لَحِمٌ أي أكُولٌ للَّحْم، وبَيْتٌ لَحِمٌ: يكثُرُ فيه اللَّحْم.

(وجاء في الحديث) : إن الله ليَبْغِضُ البيْتَ اللَّحِمَ وأهْلَه.

وبازيُّ لَحِمٌ ولاحِمٌ: يأكُل اللَّحْمَ، ومُلْحَمٌ: يُطْعَمُ اللحْمَ، [وقال الأعشى:

تَدَلىَّ حثيثا كأن الصوار ... يتْبَعُهُ أَزْرَقيٌّ لَحِمْ]

وأَلْحَمْتُ القَومَ: قَتَلْتُهم حتى صاروا لَحْماً، واللَّحيمُ: القتيل. واستَلْحَمْتُ الطريقَ: اتبَّعْتُه، [قال:

ومن أَرَيناه الطريقَ استَلْحَما

وقال امرؤ القيس:

استلحم الوحش على أكسائها ... أهوج محضير إذا النقع دخن]  والمَلْحَمةُ: الحرب ذاتُ القَتْل. واللَّحْمَةُ: قَرابةُ النَّسَب. واللُّحْمةُ: ما يُسَدَّى بين السَّدْيَيْن من الثوب. واللِّحامُ: ما يُلْحَمُ به صَدْعُ ذَهَبٍ أو حديدٍ حتى يَلْتَحِما ويَلْتَئِما، أو كل شَيْءٍ كانَ متبايناً تَلازَقَ فقد التَحَمَ. وشَجَّة مُتلاحِمة: إذا بَلَغَتِ اللَّحْمَ.

حلم: الحُلُمُ: الرُّؤيا، يقال: حَلَمَ يَحْلُمُ إذا رأَى في المنام.

وفي الحديث: من تَحَلَّمَ ما لم يَحْلُم

أي تكَلَّفَ حُلْماً (لم يَرَه) . والحُلْمُ: الاحتِلامُ، ويُجمَع على الأحلام، والفاعلُ حالِمٌ ومُحْتَلِم. والحِلْمُ: الأَناة، ويُجْمَعُ على الأحلام. والحُلاّم: الجَدْيُ ، قال:

كل قتيل في كليب حُلاّمْ

وأحلام القَوْم: حُلَماؤهم، والواحد حَليم، [وقال الأعشى:

فأمّا إذا جَلَسُوا بالعَشيِّ ... فأحلامُ عادٍ وأيدي هُضُمْ . وقد حَلُمَ الرجلُ يَحْلُمُ فهو حليم، والحليم في صفة الله تعالى معناه الصَّبور. ومن أسماء الرجال مُحَلِّم وهو الذي يُعَلِّمُ غيره الحِلْمَ] . وأَحْلَمَتِ المرأةُ: وَلَدَتِ الحُلَماءَ. [والأحلام: الأجسام] . [والحَلَمَةُ والجميع الحَلَم: ما عَظُم من القراد] وأَدِيمٌ حَلِمٌ: قد أفسَدَه الحَلَمُ قبلَ أن يُسْلَخ، وقد حَلِمَ حَلَماً، [ومنه قول عقبة:

فإنَّكَ والكتابُ إلى عَليٍّ ... كدابغةٍ وقد حَلِمَ الحَليمُ)

والبَعيرُ حَلِمٌ: أفسَدَه الحَلَمُ. وعَناقٌ حَلِمةٌ وتِحْلِمَةٌ: أفسَدَ جِلدَها الحَلَمُ. وحَلَّمْتُ الإبِل: أخَذْتُ عنها الحَلَم. والحَلَمةُ: شَجَرة السَّعْدان، من أفضل المراعي . والحَلَمةُ: رأسُ الثَّدْي في وَسَط السَّعْدانة . ويَوْمُ حَليمةَ: وَقْعة كانت في الجاهلية. ومُحَلِّمٌ: نَهْرٌ باليمامة . 
(ح م ل)

حَمَلَ الشَّيْء يَحْمِلُه حَمْلاً وحُمْلانا، فَهُوَ مَحْمولٌ وحَمِيلٌ، واحتَملَه.

وَقَول النَّابِغَة: فحمَلْتُ بَرَّةَ واحتَملْتَ فَجارِ

عبر عَن الْبر بِالْحملِ، وَعَن الفجرة بِالِاحْتِمَالِ، حمل الْبرة بِالْإِضَافَة إِلَى احْتِمَال الفجرة أَمر يسير ومستصغر. وَمثله قَول الله عز اسْمه: (لَهَا مَا كَسَبتْ، وَعَلَيْهَا مَا اكْتسَبَتْ) وَسَيَأْتِي ذكره. وَقَول أبي ذُؤَيْب:

مَا حُمِّلَ البُخْتيُّ عامَ غِيارِه ... عَلَيْهِ الوسوقُ بُرُّها وشَعيرُها

إِنَّمَا حمل فِي معنى ثقل، وَلذَلِك عداهُ بِالْبَاء، أَلا ترَاهُ قَالَ بعد هَذَا:

بأثقلَ ممَّا كنتُ حَمَّلْتُ خالِداً

وَقَوله تَعَالَى: (وكأيِّنْ من دابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَها) قَالَ، مَعْنَاهُ لَا تدخر رزقها، إِنَّمَا تصبح فيرزقها الله.

والحِمْلُ: مَا حُمْلَ. وَالْجمع أحْمالٌ. وحَمَله على الدَّابَّة يَحْمِله حَمْلاً.

والحُملانُ: مَا يُحمَلُ عَلَيْهِ من الدَّوَابّ فِي الْهِبَة خَاصَّة.

وحَمَله على الْأَمر يَحْمِلُه حَمْلا فانحملَ، أغراه بِهِ.

وحَمَّله الْأَمر تحميلاً وحِمَّالاً، فتَحمَّلَه تَحمُّلاً وتِحمَّالاً، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أَرَادوا فِي الفعال أَن يجيئوا بِهِ على الإفعال، فكسروا أَوله والحقوا الْألف قبل آخر حرف فِيهِ وَلم يُرِيدُوا أَن يبدلوا حرفا مَكَان حرف كَمَا كَانَ ذَلِك فِي أفعل واستفعل.

وَقَوله تَعَالَى: (إِنَّا عَرَضْنا الأمانةَ على السمواتِ والأرضِ والجِبالِ فأبَيْنَ أَن يَحمِلْنها وأشفَقْن مِنْهَا وحمَلَها الإنسانُ) قَالَ الزّجاج: معنى يحملنها، يخنها، وَالْأَمَانَة هُنَا الْفَرَائِض الَّتِي افترضها الله على آدم وَالطَّاعَة وَالْمَعْصِيَة، وَهَكَذَا جَاءَ فِي التَّفْسِير. وَالْإِنْسَان هُنَا: الْكَافِر وَالْمُنَافِق.

وَقَوله تَعَالَى: (فإنَّما عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وعَليكم مَا حُمِّلُتم) فسره ثَعْلَب فَقَالَ: على النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أوحى وكلف أَن يُبينهُ، وَعَلَيْكُم أَنْتُم اتِّبَاعه.

وَاحْتمل الصنيعة، تقلدها وشكرها. وَكله من الحَمْلِ.

وحَمَلَ فلَانا، وتَحمَّل بِهِ وَعَلِيهِ، فِي الشَّفَاعَة وَالْحَاجة: اعْتمد. وتحامَلَ فِي الامر، وَبِه: تكلفه على مشقة وإعياء. وتحامَلَ عَلَيْهِ، كلفه مَا لَا يُطيق.

واستَحمله نَفسه: حَمَّله حَوَائِجه وأموره. قَالَ زُهَيْر:

ومَنْ لَا يزلْ يَستحمِلُ الناسَ نفسَه ... وَلَا يُغْنِها يَوْمًا من الدهْرِ يُسأَمِ

وَقَول يزِيد بن الْأَعْوَر الشني:

مُستَحمِلاً أعْرَفَ قد تبيَّنا

يُرِيد: مُستَحمِلاً سَناماً أعرَفَ عَظِيما.

وَشهر مستحمِلٌ: يَحمِلُ أَهله فِي مشقة، لَا يكون كَمَا يَنْبَغِي أَن يكون، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَقَالَ: الْعَرَب تَقول إِذا نحر هِلَال شمالا كَانَ شهرا مستحمِلاً.

وَمَا عَلَيْهِ مَحْمِلٌ، أَي مَوضِع لتحميل الْحَوَائِج.

وحَمَلَ عَنهُ، حَلُمَ. وَرجل حَمولٌ، صَاحب حِلْمٍ.

والحَمْلُ: مَا يُحمَلُ فِي الْبَطن من الْأَوْلَاد فِي جَمِيع الْحَيَوَان. وَالْجمع حِمالٌ وأحمالٌ. وَفِي التَّنْزِيل: (وأُولاتُ الأْحمالِ) وحَمَلت الْمَرْأَة تحمِلُ حَمْلاً، علقت، قَالَ ابْن جني: حَمَلَتْه وَلَا يُقَال حَمَلَتْ بِهِ، إِلَّا انه كثر " وحَمَلَت المرأةُ بولدِها " وَأنْشد:

حَمَلَت بِهِ فِي ليلةٍ مَزؤودةٍ ... كَرْها وعَقْدُ نِطاقِها لم يُحْلَلِ

وَقد قَالَ الله سُبْحَانَهُ: (حَمَلَتْه أمُّه كَرْها) وَكَأَنَّهُ إِنَّمَا جَازَ " حَمَلَتْ بِهِ " لما كَانَ فِي معنى علقت بِهِ. وَنَظِير قَوْله تَعَالَى: (أُحِلَّ لكم ليلةَ الصّيامِ الرَّفَثُ إِلَى نسائِكم) لما كَانَ فِي معنى الْإِفْضَاء، عدى بإلى.

وَامْرَأَة حامِلٌ وحامِلَةٌ، على النّسَب وعَلى الْفِعْل. وَقَالُوا: حَمَلت الشَّاة والسبعة، وَذَلِكَ فِي أول حَمْلِهما، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَحده.

والحَمْلُ: ثَمَر الشَّجَرَة، وَالْكَسْر فِيهِ لُغَة. وَشَجر حَامِل. وَقَالَ بَعضهم: مَا ظهر من ثَمَر الشَّجَرَة فَهُوَ حِمْلٌ وَمَا بطن فَهُوَ حَمْلٌ. وَقيل: الحَمْلُ، مَا كَانَ فِي بطن أَو على رَأس شَجَرَة، والحِمْلُ مَا حُمِلَ على ظهر أَو رَأس، وَهَذَا هُوَ الْمَعْرُوف فِي اللُّغَة. وَكَذَلِكَ قَالَ بعض اللغويين: مَا كَانَ لَازِما للشَّيْء فَهُوَ حَمْلٌ، وَمَا كَانَ بَائِنا فَهُوَ حِمْلٌ وَجمع الحِمْلِ أحْمالٌ وحُمولٌ، عَن سِيبَوَيْهٍ. وَجمع الحَمْلِ حِمالٌ. وَفِي الحَدِيث: " هَذَا الحِمالُ لَا حِمالُ خَيْبَر "، يَعْنِي ثَمَر الْجنَّة، انه لَا ينْفد.

وشجرة حاملَةٌ: ذَات حَمِلٍ.

والحَمَّالُ: حامِلُ الأحمالِ، وحرفته الحِمالةُ.

وحَميلُ السَّيْل: مَا يَحمِلُ من الغثاء. وَفِي الحَدِيث، فِي وصف قوم: يخرجُون من النَّار فيلقون فِي نهر الْجنَّة فينبتون كَمَا تنْبت الْحبَّة فِي حَميلِ السَّيْل.

والحَوْمَلُ: السَّيْل الصافي، عَن الهجري وَأنْشد:

مُسَلْسَلةُ المَتْنَينِ لَيست بشَيْنَةٍ ... كأنَّ حَبَابَ الحومَلِ الجَوْنِ ريقُها

وحَميلُ الضعة والثمام والوشيج والطريفة والسبط: الدويل الْأسود مِنْهُ، قَالَ أَبُو حنيفَة: الحميلُ بطن السَّيْل، وَهُوَ لَا ينْبت.

والحَميلُ: المنبوذ يَحمِلُه قوم فيربونه

والحَميلُ: الدعي، قَالَ الْكُمَيْت يُعَاتب قضاعة فِي تحولهم إِلَى الْيمن:

عَلامَ نزلتُمُ من غيرِ فقرٍ ... وَلَا ضَرَّاءَ منزلةَ الحَميلِ

والحَميلِ: الْوَلَد فِي بطن أمه إِذا أخذت من أَرض الشّرك. وَقَالَ ثَعْلَب: الحَميلُ، الَّذِي يُحمَلُ من بِلَاد الشّرك إِلَى بِلَاد الْإِسْلَام فَلَا يُورث إِلَّا بِبَيِّنَة.

والحميلُ: الْغَرِيب.

والحِمالَةُ والحَميلةُ: علاقَة السَّيْف، وَهُوَ المحْمَلُ، قَالَ:

على النَّحْرِ حَتَّى بلَّ دمْعيَ محْمَلي

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الحِمالةُ للقوس بمنزلتها للسيف يلقيها المتنكب فِي مَنْكِبه الْأَيْمن وَيخرج يَده الْيُسْرَى مِنْهَا فَتكون الْقوس فِي ظَهره.

والمِحْمَلُ: شقان على الْبَعِير يُحمَلُ فيهمَا العديلان.

والمِحْمَلُ والحاملة: الزبيل الَّذِي يُحمَلُ فِيهِ: الْعِنَب إِلَى الجرين. واحتَمل الْقَوْم وتحمَّلوا، ذَهَبُوا. والحَمولَةُ مَا احتمَلَ عَلَيْهِ الْحَيّ من بعير أَو حمَار أَو غير ذَلِك، كَانَت عَلَيْهَا أثقال أَو لم تكن، وَفِي التَّنْزِيل: (ومن الأنعامِ حَمولَةً وفَرْشا) ، يكون ذَلِك للْوَاحِد فَمَا فَوْقه. والحُمولُ والحُمولُةُ: الَّتِي عَلَيْهَا الأثقال خَاصَّة.

والحُمولُة: الْأَحْمَال بِأَعْيَانِهَا. والحُمولُ، الهوادج كَانَ فِيهَا النِّسَاء أَو لم يكن، وَاحِدهَا حِمْلٌ، وَلَا يُقَال حُمولٌ من الْإِبِل إِلَّا لما عَلَيْهِ الهودج وَقَول أَوْس:

وَكَانَ لَهُ العينُ المُتاحُ حمولةً

فسره ابْن الْأَعرَابِي فَقَالَ: كَأَن إبِله موقرة. من ذَلِك.

وأحمَلَه الحِمْلَ، أَعَانَهُ عَلَيْهِ. وحَمَّله، فعل ذَلِك بِهِ.

وناقة محَمَّلَةٌ: مثقَّلة.

والحَمالةُ: الدِّيَة الَّتِي يحمِلُها قوم عَن قوم، وَقد تطرح مِنْهَا الْهَاء، ويروى بَيت الْأَعْشَى:

عزيزُ النَدى عَظِيم الحَمالْ

والحواملُ: الأرجل.

وحوامِلُ الْقدَم والذراع عصبها، واحدتها حامِلَةٌ.

ومَحَامِلُ الذّكر وحمائله، الْعُرُوق الَّتِي فِي أَصله وَجلده، وَبِه فسر الْهَرَوِيّ قَوْله فِي الحَدِيث: " يضغط الْمُؤمن فِي هَذَا، يُرِيد الْقَبْر، ضغطة تَزُول مِنْهَا حَمائلُه ".

وحَمَلَ بِهِ الدَّابَّة: كفل.

واحتُمِلَ الرجل: غضب.

والمُحمِلُ من النِّسَاء وَالْإِبِل: الَّتِي ينزل لَبنهَا من غير حمل. وَقد أحْملَتْ.

والحَمَلُ: الخروف. وَقيل: هُوَ من ولد الضَّأْن الْجذع فَمَا دونه، وَالْجمع حُمْلانٌ وأحمالٌ، وَبِه سميت الأحْمالُ وَهِي بطُون من بني تَمِيم.

والحَمَلُ: السَّحَاب الْكثير المَاء. والحَمَلُ: برج من بروج السَّمَاء، قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال هَذَا حَمَلٌ طالعا، تحذف مِنْهُ الْألف وَاللَّام وَأَنت تريدها، وَيبقى الِاسْم على تَعْرِيفه، وَكَذَلِكَ جَمِيع أَسمَاء البروج: لَك أَن تثبت فِيهَا الْألف وَاللَّام، وَلَك أَن تحذفها وَأَنت تنويها، فَتبقى الْأَسْمَاء على تَعْرِيفهَا الَّذِي كَانَت عَلَيْهِ.

وَقَول المتنخل الْهُذلِيّ:

كالسُّحُلِ البيضِ جَلا لوَنها ... سَحُّ نِجاءِ الحَمَلِ الأسْوَلِ

فسر بالسحاب الْكثير المَاء، وَفسّر بالبروج.

وحَمَلٌ: مَوضِع بِالشَّام.

وحَوْمَلُ: مَوضِع، قَالَ أُميَّة بن بِي عَائِذ الْهُذلِيّ:

من الطاوِياتِ خلالَ الغَضَى ... بأجمادِ حَوْمَلَ أَو بالمَطالي

وَقَول امْرِئ الْقَيْس:

بَين الدَّخولِ فحومَلِ

إِنَّمَا صرفه ضَرُورَة.

وحومَلُ: اسْم امْرَأَة يضْرب بكلبتها الْمثل، يُقَال: أجوع من كلبة حَوْمَلَ.

والمحمولَةُ: حِنْطَة غبراء كَأَنَّهَا حب الْقطن لَيْسَ فِي الْحِنْطَة اكبر مِنْهَا حبا وَلَا أضخم سنبلا، وَهِي كَثِيرَة الرّيع غير إِنَّهَا لَا تحمد فِي اللَّوْن وَلَا فِي الطّعْم، هَذِه عَن أبي حنيفَة.

وَقد سمت: حَمَلا وحُمَيْلاً.

وَبَنُو حُمَيْلٍ: بطن.

وَقَوْلهمْ: ضَحّ قَلِيلا يُدرِكِ الهيجا حَمَلْ

إِنَّمَا يَعْنِي بِهِ حَمَلُ بن بدر.

والحمالةُ: فرس طليحة بن خويلد الاسدي.
حمل: حملت المرأة: وضعت فرزجة في مهبلها (ابن البيطار 1: 21، 28، وقد ورد هذا في مخطوطة ب فقط) وانظر لين في مادة احتمل التي نجدها في هذا المعنى عند ابن البيطار في آخر ص6 من الجزء الأول. كما نجدها في 15، 88 (مكررة مرتين) ص89، 1: 94).
وحَمَل: أخذ معه، ذهب به، مضى به، (أخبار ص69، ألف ليلة 1: 74).
وحَمَل: نقل، يقال مثلا: قصَّار يحمل ثيابه على حمار (كليلة ودمنة ص213).
ويستعمل الفعل حمل بحذف مفعوله بمعنى نقل البضائع (ابن بطوطة 4: 244، تاريخ البربر 1: 265)، وفيه حمل على أي بواسطة الدابة مثلا. وحمل: احتوى، اشتمل، تضمن، (دي يونج).
وحمل فلانا: لا يعني أعطاه ظهرا يركبه فقط كما يقال حمله على دابة وغيرها (انظر أدناه) بل يعني أيضاً أن الراكب على دابة يسمح لغيره أن يركب معه ففي شرح معلقة امرئ القيس للزوزني (2: 3 طبعة هنجستنبرغ): فقال لعنيزة يا بنت الكرام لابد لك من أن تحمليني وألحت عليها صواحبها أن تحمله على مقدم هودجها فحملته. فعنيزة سمحت لامرئ القيس أن يركب على الجمل الذي كانت تجلس في هودجه.
ويقال أيضاً أن صاحب السفينة يحمل فيها آخر أي يسمح له بركوبها لقطع الطريق (كوسج مختارات ص55 معجم أبي الفداء).
وحَمَل: وضع شيئا على غيره، نضد، ففي معجم البلاذري: كان بناؤها بلِبْن حُمِل بعضه على بعض، من غير ملاط.
وحَمَله النوم: غلبه النوم (كليلة ودمنه ص280).
وحَمَل: اعنت، كدَّر، ففي رحلة ابن جبير (ص306): وكُلُّ ذلك برفق وتُؤدَة دون تعنيف ولا حمل.
وحَمَل: ساعد، عاضد، انجد، ففي كرتاس (ص24): يحمل الطائع على المخالف.
وحَمَل: عامل، تصرف معه بهذه الطريقة. ففي الأخبار (ص123): أريد أن يحملني مَحِمَل عامَّة أهلي، أي أريد أن يعاملني معاملة عامة أهلي. ومحمل هو مصدر حمل. وفي معجم البلاذري حمله على أن. أي عامله وتصرف معه بهذه الطريقة.
وحَمَل: شكر الصنيع، تحمل المنن، ففي ألف ليلة (4: 482) حمل حملته، وقد ترجمها لين بما معناه. كان شاكرا له صنيعه.
وحمل: دفع إليه ضريبة (مونج ص241) ابن الأغلب ص33) وفي حيان (ص62 ق) وخطب إليه (إلى الأمير) ولاية اشبيلية على أن يحمل من فضل جبايتها بعد إقامته لسائر نفقاتها سبعة آلاف دينار. وفي (ص63 و): وفارقه التجيبيُّ على ضريبة من المال يحملها إلى الأمير من جباية البلد كل سنة. وفيه (ص 97 ق): استقام على ما التزمه من حمل مال المفارقة إلى ان هلك.
وحَمَلَ: حرَّض، حضَّ (ألكالا).
وحَمَل: تقبل التهمة (أماري ديب ص193).
وحَمَل: احتمل، رحل، ارتحل، أخذ يسير (ألف ليلة 1: 358، 461) وفي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص47): وهبطوا من البلد صاغرين وحملوا إلى اشبيلية.
وحمل: أتقن علما واحكمه. ويقال: يحمل العلم (النويري ص22) وفيه: العلمُ بضم الميم وهو خطأ. وفي حيان بسام (3: 112 ق): وكان مع ذلك يحمل قطعة وافرة من علم الحديث وأنواع الفنون (انظر حمل في مادة حامل).
وحمل النهر: تعاظم جريه لكثرة الأمطار (محيط المحيط). وحمل منّية: احتمل الصنيع وصار ممنونا. (بوشر).
حمل نَفْسَه: أجهدها (تاريخ البربر1: 69).
حمل الطريق إلى: أدَّى إلى، أوصل إلى (جريجور ص36) ويقال أيضا: حمل الطريق على. ففي أماري (مخطوطات): إلى الزقاق الحامل عليه من البئر المالح إلى فسحة بابا البراح.
وحمل إلى فلان: أرسل إليه كتائب في السفن (أخبار ص7).
وحملت الناقة بفلان: حملته ونقلته (معجم المتفرقات) ويرى دي غويه أن هذا الفعل بسبب رواياته المختلفة يدل على نوع من السير.
وحمل فلان على فلان: في معجم فوك باللاتينية: أساء اليه، وحمل عليه، ثار به (المقدمة 3: 75، تاريخ البربر2: 71).
وحمل على فلان: فرض عليه، ضرب، وهو اختصار: حمل على فلان حملا (الغاني ص52) حيث نجد فيه حمل على فلان حملا شديدا بمعنى فرض عليه ضرائب باهظة ويقال في المبني للمجهول. قد حُمِلَ عليهم فوق طاقتهم أي فرضت عليهم ضرائب تتجاوز قدرتهم (معجم البلاذري).
وحمل على فلان: استلب نقوده (الثعالبي لطائف ص12). وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص24 و): تشكَّى أهل العدوة بعُمَّال عبد السلام من حملهم على الرعية وظلمهم.
وفي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص22): أوقع (الخليفة) بعبد الرحمن بن يحيى المشرف بمدينة فاس لمّا صح عنده من خيانته وحمله على الرعية وإذايته.
وحمل فلانا وحمل على دابة: أهداه دابة يركبها وقد ترجم دي ساسي في مختاراته (2: 41): العبارة حمله على فرسَيْن التي نقلها أهدى إليه فرسين وقال في تعليقه (ص136): إن هذه العبارة قد تكرر ذكرها عند المقريزي، ويظهر أن الخلفاء الفاطميين كانوا يكرمون بعض ضباطهم بجعلهم يقودون خيلا مسرجة ومجهزة بعدتها أمامهم)).
غير أن معنى هذا: أهداه فرسا أو أهداه أفراسا وكذلك نقرأ عند ابن بدرون (ص246): حمله على مركب سريّ أي أهداه فرسا كريما. وفي مختارات من تاريخ العرب (ص9 - 5): حمله على بغل ومركب أي أهدى إليه بغلاً وفرساً. وفيه (ص329): حمله على مراكب أي أهدى إليه أفراسا. وعبارة الثعالبي في اللطائف (ص132) تدل دلالة قاطعة على هذا المعنى، فهي تقول، وحَمَلَنِي على عتاق البادية ونجائب الحجاز وبراذين طخارستان وحمير مصر وبغال بردعة. (ويجب حذف مادة ركب من معجم المختارات (ص32) لأن كلمة مركب في هذه العبارة وفي غيرها من عبارات المختارات لا يراد بها معنى السرج).
وحمل فلانا وحمله على: نسبه إليه، ففي كتاب عبد الواحد (ص: 22) ولو لم يكن من عادته المزاح لحُمِلَ على التصديق في كل ما يأتي به، أي لظن انه كان صادقا في كل ما يقول.
وحمله على: خصه ب: ففي المقدمة (2: 296): قال صلى الله عليه وسلم وقد رأى السِكَّة ببعض دور الأنصار ما دخلت هذه دار قوم إلا دخله الذل وحمله البخاري على الاستكثار منه. أي إن البخاري فهم هذا الحديث أن المقصود منه تجاوز الحد في الانصراف إلى الزراعة (دي سلان) وحمل على: تعرض له، ففي كتاب محمد بن الحارث (281): شاور كاتبه في أمر نفسه وما يحمل عليه في السبب الذي دار عليه.
وحمل على: استند إلى، اتكأ على (معجم البلاذري، معجم المتفرقات).
(حمل على خاطره (بدون ((هَمّاً)) التي تذكر بعدها في بعض الأحيان): اهتم وكان حزينا (ألف ليلة برسل 10: 140) ومثل هذا: حمل على قَلبه (المقري 2: 772).
حمل المال على نفسه: تحمل المال والتزم به وتكلف به (الثاعبي لطائف ص74) وفي رياض النفوس (ص69 ق): ونفد المال الذي خصصَّه ابن الجعد لبناء القصر قبل أين يتم بناؤه فقال له ابن عبادة: النفقة نجزت وقد بقي كذا وكذا فلا تحمل على نفسك وقد يسرع اوام في تمامه.
وحمل الشيء على خير: اعتبره خيرا (بوشر).
وحمل عن فلان: تكفَّل بالدفع عنه (أخبار ص30) وفي حيان (ص34 و): وكان مُلْحَقا في الديوان فكان الغزو يلحقه فيَحمْل القائد أحمد بن محمد بن أبي عبده كُلَّ السفر عنه ويقوم بمئونته ذاهبا وجائيا أي كان من عادته أن يدفع له كل نفقات الحملة.
وحمل عن فلان: تعلم منه، واقتبسه منه، اخذ منه ففي ابن العوام (1: 100): وحمل ذلك على (عن) قوم من الفلاحين، وتستعمل حمل عن خاصة بمعنى: اخذ الحديث ودرس الكتاب على أستاذه الذي أذن له بتعليمه الآخرين. ففي كتاب ابن الخطيب (ص23 و): وكان الخشاب يحمل عن أبي بكر بن ثابت الخطيب وغيره. وفي المقري (3: 183) في كلامه عن كتاب: وأذن له في حمله عنه.
حمل من. يقال مثلا في الكلام عن قناة تأخذ ماءها من نهر بحذف كلمة ماء: نهر يحمل من دجلة أي قناة تأخذ ماءها من دجلة (معجم المتفرقات).
حمل أمامه في الحفر قدر ثلاث مساحي: أي عمل في الحفر بالمسحاة على قدر ثلاث مساحي (ابن العوام 1: 530، وانظر ص531 رقم، 1: 15).
حُمِلَ (المبني للمجهول): محتمل أشبه بالحق. ففي تاريخ البربر (3: 519): أبلغ من ذلك ما حُمِلَ ولم يُحْمَل. أي أضاف من ذلك معلومات بعضها محتمل شبيهة بالحق وبعضها غير محتمل.
مَحْمَل: مصدر ميمي لحمل (معجم البلاذري، أخبار ص123، ابن بطوطة 2: 380).
حَمَّل (بالتشديد) من مصطلحات الموسيقى التي اجهل معناها. ففي ألف ليلة (برسل 7: 78) وحَمَّلَت تحميلة جليلة.
حَمَّله إن: كلفه بحمله، ففي كتاب محمد بن الحارث (ص243) حمَّلني محمد بن بشير أن أسأل له ابن القاسم عن مسائل وحمَّل أيضا ذلك محمد بن خالد. حمَّل، أحبل المرأة (ابن عباد 3: 126 رقم 103) إلا إذا كان الفعل أحمل.
حمَّله: سخَّره وقهره (بوشر).
حمَّله ديونا، أوقره ديونا (بوشر).
حمَّل فلانا على الشيء: حمله واضطره إلى فعل الشيء (فوك، بوشر).
وحَمَّل فلانا على آخر: أثاره عليه وأغراه به (كليلة ودمنه ص115، 240).
وحمَّله وحمَّل منه: جعله يحمل تبعة الشيء (المقدمة 2: 219).
ومصدره له معنى لم يتضح لي في العبارة في مادة حوله).
حامل: حامل فلانا: ارتمى عليه (الطبري 1: 42) طبعة كوسج).
تحمَّل: تجلَّد، واصطبر على (معجم الادريسي) وتحمَّل: حمل معه ونقل. فعند البكري (ص64): وقد تحمَّلوا ما خف من أمتعتهم. مختارات من تاريخ العرب ص185). حيث لا يجب تغيير النص كما أراد الناشر أن يفعل في إضافات وتصحيحات (ص116) وصحح كذلك في معجم الكتاب.
وتحمَّل: التزم أو التزم بالدفع (معجم البلاذري، تاريخ البربر 2: 252).
وتحمَّل: التزم وتكفَّل بتبرئة الشيء. وقد علقت على ما جاء في المقدمة (2: 218) غير أنه لابد من وجود خطا في هذا النص.
وتحمَّل: احتما وتسامح (بوشر).
وتحمَّل: وردت في معجم فوك في مادة ( Compellese) .
تحمَّل الشهادة: صار شاهدا (دي سلان المقدمة 1 ص 74 أ، ب).
تحمَّل منَتَّه: احتمل صنيعه. وصار ممنونا له (عباد 1: 224) وانظر بوشر في مادة حَمَل.
وتحمَّل به: عاش به وتقوت منه. ففي راض النفوس (ص26 ق): وذلك ن أسد (أَسَداً) نفذت نفقته إذ كان يطلب العلم بالمشرق ولم يبق معه ما يتحمل به في انصرافه إلى أفريقية وقد اخبر بذلك شخصا فأجابه: سأكلم الأمير فأرجو ان يَصِلَكَ بما تتحمل به إلى بلدك وتقوى به على ما أنت بسبيله.
تحمَّل عن فلان: بمعنى روى عن فلان أي أخذ الحديث عنه وأذن له بتعليمه الآخرين (المقري 3: 240).
وتحمُّل: مرادف رواية (المقدمة 2: 405، المقري 3: 183، 210، 323).
تحمَّل بفلان على فلان: اعتمد عليه في الشفاعة عنده. يقال مثلا: تحمَّل عليه بأبيه: ولم يدقق لين (ص647) في ذكر معناها (معجم مسلم).
تحامل: توجه، انتقل (مختارات من تاريخ العرب ص181) وفي ابن البيطار (2: 15): ويصيح الرجل بكلبه الذي ربط بهذا الثبات ((فإن إذا جذبه متحاملا نحو صاحبه قلعه)).
وقد أخطأ دي غويه في معجم المختارات حين ذكر أن هذا الفعل يعني أسرع في السير وإنما هذا معنى قولهم تحامل على وجهه. أي أسرع في الهرب. (معجم البيان) وتحامل وحدها تدل على نفس المعنى (معجم المختارات).
وتحامل: تعاون، ففي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص52 ق): ذكر حركة السيد الأعلى أبي حفص إلى أخيه السيد أبي سعيد على معنى التحامل والتصاون والتواصل والتعاون.
وتحامل: تحمل الألم (ابن بطوطة 2: 289) وفي كتاب محمد بن الحارث (ص307) في كلامه عن رجل كان شديد المرض: فلما كان من الغد تحامل وأتى يتهادى بين اثنين حتى خطب بكلمات مختصرة.
تحامل: تعصَّب له، تحزَّب له (المقري 1: 694) ويقال: تحامل إلى فلان: تحزَّب له: (المقري 1: 8) كما يقال تحامل له ففي كتاب محمد بن الحارث (ص229): ما الذي يحملك على أن تتحامل لبعض رعيتك على بعض.
ويقال تحامل عليه: تحزَّب ضده كما في المثال السابق (المقري 2: 15) وفي كتاب ابن القوطية (ص9 و): وأظهر الصُمَيْل التحامل على القحطانية.
تحامل عليه في: اعتمد عليه في، ففي المقري (1: 478): ولما كان شديد البخل فلم يكن يشتري بنفسه حاجاته بل كان يتحامل فيها على أهل معرفته (583).
انحمل: جاء في معجم فوك في مادة حمل.
احتمل، احتمل معه: أخذه معه وذهب به ففي تاريخ بني زيان (ص98 ق): احتمل معه أحد النصارى.
واحتمل: تحمَّل الخراج، ففي معجم البلاذري: صالحه على احتمال الأرض من الخراج.
واحتمل: احتوى، وسع واحتبس (معجم الادريسي).
واحتمل: اقتضى، استلزم (معجم الادريسي ص297 رقم 1).
واحتمل: ملأ. ففي المقري (1: 274) أخباره تحتمل مجلدات أي تملأ مجلدات وفيه (3: 133): وأخبار الأبلي وأسمعتي منه تحتمل كتاباً. وفيه (ص134): وأخبار ابن شاطر عندي تحتمل كراسة. واحتُمِل المبني للمجهول: حُمِل (ابن عباد 1: 61).
احتمالاً أن: كان من الممكن أن (ألف ليلة 1: 17) استحمل: تحمَّل، وقوي على الحمل وأطاقه، وصبر على المكروه. يقال: استحمل البهدلة: تحمل الإهانة (بوشر).
حَمْل: ويجمع على حُمُول: ما يحمل إلى السلطان من حاصلات ولاية. ثم اصبح يراد به المال نفسه الذي يحمل إلى خزانة السلطان (مونج ص240).
حمل الرَّحيِل: انظره في مادة طائِلة.
وحَمل: زبيل، (المقري 1: 315، حيان - بسام 1: 23 و).
وحَمل: جوالق الحبوب، عدل الحبوب (دوماس عادات ص270).
حَمْل: في موكب ختان الطفل يحمل الحَمْل صبي الحلاق، وهي مائدة عليها أطعمة مختلفة تجد وصفها عند لين (عادات 1: 78،79) راجع فيسكيه ص50) وهي ليست غير عنوان محل الحلاق.
وحَمْل: طنفسة، زريبة (بوشر) وجمعها حمول.
وحمل: أن تراب الذهب ومسحوقه يذاب سبائك تسحب منها خيوط تسمى حمل (دوماس صحارى ص301).
حِمْل: معناه الأصلي ما تحمله الدابة على ظهرها (الكالا) ويجمع على حمال أيضا (الملابس ص82 رقم 1) ويقول كل من فريتاج ولين أنه جمع حَمْل، ويستعمل بمعنى مقدار كبير. ففي حيان - بسام (3: 141 و): مع حمل من رصاص وحديد كان جمع من خرابات القصور السلطانية.
حمل مُسَطَّح: حداجة، محمل (تخت روان) انظر وصفها عند لين (عادات 2: 198، برتون 2: 65).
حمل القناديل: ضرب من الشمعدانات الكبيرة ذات ستة شمعات انظر لين (عادات 1: 244).
حَمَل: حمل الله: الحمل أو الخروف الفصحي، وسيدنا يسوع المسيح (بوشر).
والحمال في علم النجوم أحد أسماء كوكبة الغراب (القزويني 1: 41).
حملة: حِمل، حِدج (هلو، ألف ليلة 3: 4) وفي صفة مصر (12: 461، 464): إن الحطب يباع بالحمل الذي يسمة حملة وفي معجم بوشر: حملة الحطب: وسق عجلة من الحطب.
وحملة: أمتعة، ثَقْل (بوشر، هلو) وحملة: سلب، أشياء مسروقة (ألف ليلة برسل 9: 331).
وحملة: محصول، غَلَّة، ففي الأدريسي (كليم 2،قسم 5): ثمارها قحطة وحملتها غير حسنة. وفيه (كليم 4 قسم 5): له ثمار كثيرة حسنة الحملة وافرة الخيرات.
وحملة: ضريبة الأرض المستأجرة أو المساقي عليها (بوشر). وضريبة يفرضها الملتزمون على ما يستهلكه أهالي قراهم (صفة مصر 12: 191).
وحملة: احتقان، تورم قيحي (دومب ص88).
وحملة: عاصفة، زوبعة (المعجم اللاتيني).
حَمَلِيّ: حامل إماء، سقاء، انظر لين (عادات 2: 22).
حَمُول، وتجمع على حمولات: ما يحتمل في الدبر أو القبل (محيط المحيط).
حَمِيل: حبل يوضع على قتب البعير ويحيط بالعدلين ماراً بأسفلهما لكي يربط بعضهما بالآخر (براكس مجلة الشرق والجزائر 5: 221) وأرى الآن أن هذه الكلمة تدل في المقدمة (3: 327) على نفس هذا المعنى. (انظر ملاحظاتي على هذا البيت الذي ذكر في وقَوَّرا (الجريدة الآسيوية 1869، 2: 178) وهو: شَدَاد حميل الحوايا.
حِمَالة: وتجمع على حَمَائِل: بريم يستعمل لحمل كيس يوضع فيه كيس أو تميمة. وتطلق أيضاً على التميمة التي تعلق بالبريم على العنق (معجم الأسبانية ص347).
والجمع حمائل يعني أيضاً: كتفية، وهو ضرب من ثياب الرهبان يلبسونه على الكتفين والظهر وقطعة من ثياب بعض الرهبان وقطعة من النسيج المقدس (بوشر).
ضربوا عنقه حمائل: يطلق هذا في الهند ويعنون به: قطع رأسه مع ذراعه وقسم من صدره (ابن بطوطة 3: 100).
وحمائل: فروع القبيلة (زيشر 22: 115).
حُمُولة: أجر صاحب عجلة الحمل (بوشر).
حمولة المركب: حمل المركب، شحنة المركب (بوشر).
حصان حمولة: حصان حمل (بوشر) ومثله غال الحمولة (الخطيب ص99 و) ومركب حمولة: مركب حمل (بوشر).
وحمولة: قبائل (بركهارت، سوريا ص383).
حَمِيلَة: وتجمع على حَمَائل: حزام يتألف من عدة حبال من الصوف بينها بين مسافة أخرى خيوط من الذهب أو الفضة تتحزم به البدويات (شيرب).
حَمَّال: من يرفع الأثقال بالرافعة (ألكالا).
وحمَّال: من يؤجر إبله أو خيوله أو بغاله لنقل البضائع وأمتعة المسافرين وغير ذلك.
وتطلق مكلمة الحامل في الأندلس على الرجل الذي يؤجر لنقل الأثقال على حصانه، كما تطلق على الحصان نفسه (معجم الأسبانية ص135).
مركب حمَّال والجمع مراكب حمَّالة: سفينة النقل (معجم الادريسي، أماري ص333).
وحمَّال: دعامة، وما يحمل الشيء، وما يحمل عليه، ومسند الرف (بوشر).
حمال أذى: المتأذي من إذاء الناس، الميقَّل والمضيَّق عليه، تيس المغفرة، عُرَكة الذي يحتمل الأذى (بوشر).
وحمَّال: مثمر، مُغِلّ (ابن العوام 1: 182).
وسيل حمَّال: سريع جارف (فوك).
حمِّيل: محتمل الآلام والصبور عليها. ويقال حميل أسا: محتمل الأم المرض (بوشر).
حَمَّالة: سفينة النقل (معجم الادريسي). وحمَّالة: آلة لحمل الثقال، كلاَّب الحمَّال (بوشر).
حمَّالات الكاروصة: سيور أو علائق تثبت جسم العتلة (بوشر).
حامل: حبلى. ويقال كنت حاملة فيك: كنت حبلى بك (بوشر).
كانت حاملاً على لياليها: كانت قد قرب موعد وضعها (كوسج لطائف ص72).
وحامل: دعامة، ما يسند الشيء، وما يحمل عليه (بوشر).
وحامل: الرقيق الذي كان ملكا لمالك من غير رجال السَلَطِيَّة وأبق منه (عواده ص477).
الحامل: جاوشير، حليب البقر (المستعيني، انظر جاوشير). حامل المراكب: صالح لسير السفن (بوشر).
حَمَلَة العِلْم: ويقال: حملة العلم أي العلماء كما يقال حَمَلة القرآن (ابن بدرون ص283، النووي ص22، وحملة الشريعة: الفقهاء) النووي ص237) وانظره في مادة حَمَل.
حَمَلَة الأقلام: كتاب الدواوين (حيان - بسام 1: 172 ق) وقد ذكرت فيه مرتين.
حامل رأس الغول: مجموعة نجوم برسيه (القزويني 1: 33) وفي كتاب الدكتور الفونس العاشر دي كاستيلا (1: 37): حانول (حامل) رأس الغول.
حامل ثقله، يقال حامل ثقلة بمعنى: لكيلا أكون ثقلا عليك، حوابا لمن يسأل: لماذا لا تأتينا؟ (بوشر).
حامُول الكتان: اسم يطلق بمصر على نبات خلطوه مع الكشوت وليس به، وهو نبت يتخلق على الكتان (ابن البيطار 2: 380).
حامُولة: ويجمع على حواميل: الماء المندفق في المسيل عند اشتداد المطر (محيط المحيط).
أََحْمَلُ: اسم تفضيل من حمل: أشد حملاً (معجم المختارات).
تحميلة، تجمع على تحاميل: ما يحتمل في الدبر أو القبل (محيط المحيط).
والتحاميل في اصطلاح أهل الموسيقى: هي ما يضاف إلى الأشغال (أي الأغاني) المختلفة الألحان من أشغال توافق ألحانها كل واحد بحسبه كتحاميل اسق العطاش ونحوه (محيط المحيط) مَحْمَل مصدر ميمي لحمل (انظر حمل في آخر المادة).
ومَحْمَل: المراد، المفهوم. ففي المقري (1: 572) ولهذه الأبيات من الشعر خفّي لا يقصد ظاهره وإنما له محامل تليق به وانظر (1: 582).
محامل اللسان: معاني اللغة (دي سلان، المقدمة 3: 311).
مَحْمِل أو مَحْمَل: عاميته مَحْمَل: زبيل (زنبيل) بالمعنى الخاص الذي ذكره كل من فريتاج ولين فقط بالمعنى العام، مثال ذلك محمل الحمال) (ألف ليلة 1: 212).
ومَحْمِل ومِحْمَل: قمطر، مقرأ (ابن جبير ص159، المقري 1: 104، 2: 219، ابن بطوطة 3: 252) وأصل كلمة ( Discus) في معجم فوك لا بد أن تفهم بهذا المعنى، ولا يمكن أن تفهم بمعنى صحن وصحفة لأن ( Discus cborum) تدل على مادة أخرى (انظر دوكانج والكلمة الإنجليزية ( Desk) .
ومَحْمِل ومِحْمَل: هودج (محيط المحيط).
مَحْمُول: في اصطلاح المنطق: هو الحد الذي يضاف إلى الموضوع في القضية أو يسند إليه. ومحمول عليه: موضوع وهو الحد الأول في القضية الحملية (بوشر).
ومحمول: العمارة نفسها مقابل الأساس الذي تقوم عليه وهو الموضوع (معيار ص23).
محمول السلامة: مع السلامة، تحملك السلامة يقولها من تودعه (بوشر).
محمولات: الحمولات (محيط المحيط).
حمل
حمَلَ1/ حمَلَ بـ/ حمَلَ على1/ حمَلَ عن يَحمِل، حَمْلاً، فهو حامل، والمفعول مَحْمول (للمتعدِّي) وحَمولة (للمتعدِّي) وحميل (للمتعدِّي)
• حمَلتِ المرأةُ: حَبِلَت " {فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا} ".
• حمَلتِ الشَّجرةُ: أثْمَرَت.
• حمَلت المرأةُ جنينَها/ حمَلت المرأةُ بجنينها: علقت به "*لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب*".
• حمَل الودَّ أو الغضبَ أو نحوَهما: أحسّ به في نفسه "ما رأيتُه يحمل غضبًا أو يتأفَّف من أمر- حمَل عِبْءَ تعاسته".
• حمَل القرآنَ ونحوَه:
1 - حفظه "لحامل القرآن آداب خاصَّة" ° حمَل العلمَ: نقله ورواه.
2 - عمل به "حمل مبادئَ الحزب- {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} " ° حمَل الإسلامَ: التزم وعمل به.
• حمَل الشَّخْصَ:
1 - أعطاه ما يركبه " {وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ} ".
2 - أركبه " {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ} ".
• حمَل الشَّيءَ/ حمَل الشَّيءَ على ظهره وغيره/ حمَل الشَّيءَ بيده: رفعه ووضعه عليه، أو بيده "حمَل حقيبةَ

نقود- قدرٌ قليلٌ من اللُّطف يحملك على أجنحة الخيال- {وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً}: رُفعت من مواضعها" ° تحمل الكلمة معنى جديدًا: تعنيه وتؤدِّيه- حمَل إليه رسالة: نَقَلها إليه- حمَل الأمرَ محمل الجدّ: فهمه على نحو جِدّيّ- حمَل شهادة (كالدكتوراه ونحوها): نالها- حمَل لقبًا: ناله وصار يُدعى به- فلانٌ لا يحمل الضَّيمَ: يأنفه ويدفعه عن نفسه.
• حمَل الأمانةَ: قبل تحمُّلَها، رعاها وحفظها " {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ} - {وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ} ".
• حمَل الشَّيءَ على الشَّيء: ألحقه به "لا تحمل الكلام على محمل الهَزْل"? حمَل الشَّيء على الخير: اعتبره خيرًا- حمله على غير محلّه: أساء فهمه.
• حمَل فلانًا على الأمر:
1 - أغراه به "التّسامح يحمل بعضَ النّاس على الاعتقاد بأنّه نتيجة ضعف".
2 - أجبره على فعله "حمله على الوفاء بالوعد".
• حمَل فلانٌ على نفسه: جَهَدها "حمَل على نفسه في السَّير" ° حمَل روحَه على كفّه: غامر، خاطر- حمَل على فلان: أساء إليه.
• حمَل عن فلان:
1 - تعلَّم منه، أخذ عنه.
2 - ضمنه، تكفَّل بالدَّفع عنه "حمَل عنه العبء". 

حمَلَ على2 يَحمِل، حَمْلَةً، فهو حامل، والمفعول محمول عليه
• حمَل فلانٌ على القوم: كرَّ وهاجَم "حمَل على دعاة التخريب حملة كشفت عن أغراضهم الشّرِّيرة- حمَل على العدوّ حملة صادقة- {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ} " ° حمَل عليه في الحرب حملة منكرة: شدّ عليه شدّة منكرة. 

حمَلَ2 يَحمِل، حَمَالةً، فهو حامل، والمفعول مَحْمول
• حمَل عنه دَيْنَه: كفله وضمِنَه. 

أحملَ يُحمل، إحمالاً، فهو مُحمِل، والمفعول مُحمَل
• أحملَ فلانًا الحملَ: أعانه على حَمْله "كان الصُّندوقُ ثقيلاً فأحملته إيّاه". 

احتملَ يحتمل، احتمالاً، فهو مُحتمِل، والمفعول مُحتمَل (للمتعدِّي)
• احتملَ الشَّخصُ: تجلَّد وصبَر.
• احتمل الأمرُ أن يكون كذا: جاز "تأخُّره عن الحضور يحتمل أن يكون لأسباب صحِّيَّة- هذه الآية تحتمل وجهين- من المُحتمَل أن تصدر القرارات بالإجماع- يستعرض مسألة احتمالات التعاون بين البلدين" ° احتمل الشَّكَّ: تقبَّله، جاز فيه الشكُّ.
• احتمل الشَّيءَ والأمرَ: حمَله وصابَر عليه "احتمل تعذيبَ العدُوّ- آلامٌ مُحتَمَلة- {فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} - {فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا} "? احتمل ما كان منه/ احتمل ما صدَر عنه: أغضى عليه وعفا عنه- احتمل ما لا يُطاق: تكلَّف أمرًا فوق طاقته. 

استحملَ يستحمل، استحمالاً، فهو مُستحمِل، والمفعول مُستحمَل (للمتعدِّي)
• استحمل الشَّخصُ: احتمل؛ تجلّد وصبَر.
• استحمل فلانًا الشَّيءَ: سأله أن يحمِلَه ° استحملتُ فلانًا نفسي: حمَّلته حوائجي. 

تحاملَ/ تحاملَ على يتحامل، تحامُلاً، فهو مُتحامِل، والمفعول مُتحامَل
• تحاملَ الرَّجلان الأمرَ: تعاونا على حمله.
• تحامل على فلان:
1 - جارَ ولم يعدِلْ، مال، ظلم "على القاضي ألاّ يتحامل على أحد في حكمه- تحامل النَّاقدُ على الشَّاعر".
2 - كلَّفه ما لا يطيق "تحامَل على خدمه" ° تحامل على نفسه: تكلَّف الشّيء على مشقَّة. 

تحمَّلَ يتحمَّل، تحمُّلاً، فهو مُتحمِّل، والمفعول مُتحمَّل (للمتعدِّي)
• تحمَّل الشَّخصُ: استحمل؛ تجلَّد وصبَر "خير الفلسفات التَّحمُّل والتَّصبُّر [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل

العربيّ: كلّ همٍّ إلى فرج".
• تحمَّل الأمرَ:
1 - حمَله والتزم بأدائه صابرًا عليه "تحمَّل المسئوليّةَ وحدَه- تحمّل الشهادةَ: صار شاهدًا- تحمَّل الأمانةَ: صبَر على قضائها".
2 - احتمله وتكلّفه في مشقّة "تحمّل صعوبات كبيرة في سبيل تأدية رسالته" ° تحمّل الظلم: تمكّن من الصّبر عليه.
3 - قوي على إطاقته "تحمل الخسارةَ/ البردَ/ التَّعبَ".
• تحمَّل شهادةَ فلانٍ: ناب عنه في أدائها. 

حمَّلَ يحمِّل، تحميلاً، فهو مُحمِّل، والمفعول مُحمَّل
• حمَّل فلانًا الشَّيءَ والأمرَ: كلَّفه حَمْلَ ما يثقل عليه "حمَّل خادمَه حقيبةَ السَّفر- حمَّله رسالةً إلى صديق- حمَّله تَبِعةَ أعمالِه- {رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ} " ° حمَّله المسئوليّةَ: جعله مسئولاً عن أداء أمرٍ ما على الوجه الأمثل- لا تحمِّل نفسَك مئونة النّظر: لا تكلّفها عبء النّظر. 

احتمال [مفرد]: ج احتمالات (لغير المصدر):
1 - مصدر احتملَ.
2 - افتراضُ تحقُّق المخاطر بنسبة مئويّة معيّنة حسب دلالة الإحصائيّات "احتمال ضعيف/ مؤكَّد/ وارد/ قويّ" ° بعيد الاحتمال: غير متوقّع الحدوث.
3 - إمكان، جوازٌ، أرجحيّة، عكسه يقين "في أسوأ/ كلِّ الاحتمالات- لا يوجد غير احتمال أو رأي واحد" ° هناك احتمال كبير أن.
4 - (فق) اتِّساع الأمر لقبول عدّة وجوه من التأويل، ومنه قول الفقهاء: الدليل إذا تطرَّق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال.
• حساب الاحتمال: (رض) مجموعة من القواعد الرياضيّة تمكن حساب المصادفات.
• مذهب الاحتمال: (سف) مذهب يقرِّر أنّه من المحال بلوغ اليقين المطلق مع إمكان ترجيح رأي على آخر. 

احتماليَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى احتمال.
2 - مصدر صناعيّ من احتمال: نسبة عدد المرَّات الحقيقيّة لحصول حادثة مُعَيّنة إلى مجموع المرَّات المُحتملة.
3 - (سف) مذهب الاحتمال، وهي نزعة هاجمت نظريّة الفكرة اليقينيَّة.
4 - (فن) إيثار العاديّ أو الممكن وقوعه على البطوليّ أو الأسطوريّ المبالغ في وسائل التعبير الفنّيّ. 

تحمُّليَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من تحمُّل.
2 - (فز) قوّة مقاومة الضَّغط وتحمُّله "تحمُّليّة الطائرة كبيرة- بدل رواد الفضاء ذات تحمُّليّة عالية". 

تحميل [مفرد]:
1 - مصدر حمَّلَ.
2 - (حس) وضع البيانات في الذَّاكِرة أو وضع بكرة الشريط في موضعها أو البطاقات المثقِّبة في الجهاز الخاصّ لقراءتها ... إلخ.
• تحميل أوَّليّ: (قص، جر) الكميّة المقتطعة من الدفعات الأولى المعدّة للخطَّة الشرائيّة للأموال المشتركة التي تغطي نفقات مثل عمولات البيع.
• خطّ التَّحميل: (جو) خطّ من الخطوط الموجودة على متن سفينة نقل تجاريّ، ويدل على العمق الذي تستطيع أن تهبط إليه في الماء بعد تحميلها تحت ظروف مختلفة تبعًا لما هو واجب الاتِّباع. 

تحميلة [مفرد]: ج تحميلات وتَحاميلُ: دواءٌ جامد على شكل أقماع يوضع في الدُّبُر أو القبل فيذوب، ويقال له لَبُوس "قد تتأذّى معدةُ المريض ببعض الأدوية فيأخذها على شكل تحميلة". 

تحميليَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تحميل.
• الطَّاقة التَّحميليَّة/ القُدرة التّحميليَّة: أقصى ما يمكن حَمْله أو نَقْله أو جرُّه من ثِقلٍ أو حمولة "تزيد طاقتها التّحميليَّة على 50 طنًّا- الطّاقة التّحميليَّة للأسطول". 

حامل1 [مفرد]: ج حوامِلُ:
1 - اسم فاعل من حمَلَ1/ حمَلَ بـ/ حمَلَ على1/ حمَلَ عن.
2 - ما يُرفع الشَّيء فوقه "حامل السّبّورة/ المرآة- حاملات مدافع رشاشة خفيفة الحركة".
3 - امرأة حُبلَى "لا تتعاطى الحاملُ دواءً إلاّ بمعرفة الطَّبيب المختصّ".
• حامل كرة الجولف: (رض) وتد صغير بسطح مقعَّر لحمل كرة الجولف للضربة الأوّليّة. 

حامل2 [مفرد]: ج حاملون وحَمَلة، مؤ حاملة، ج مؤ حاملات وحوامِلُ (لغير العاقل): اسم فاعل من حمَلَ على2 وحمَلَ1/ حمَلَ بـ/ حمَلَ على1/ حمَلَ عن وحمَلَ2 ° حامل البريد: ساعي البريد- حامل العَلَم: من يُعهد إليه

حمل العلم- حامل اللِّواء: قائد، ممثّل لحزب سياسيّ- حامل المراكب: صالح لسير السفن- حامل بكالوريوس: من حصل على درجة بكالوريوس من جامعة بعد إكماله الدراسة فيها- حامل شهادة: من نالها- حامل لَقَب: من نال لقبًا ما في الرياضة ونحوها- حَمَلَة الأقلام: الأدباء والمفكِّرون والكُتَّاب- حَمَلَة القرآن: حفظتُه ورواتُه.
• حامل المضارب: (رض) شخص يعمل مساعدًا للاعب الجولف.
• حامل النَّقَّالة: الشّخص الذي يساعد في حمل نقَّالة الجرحى خاصّة وقت الحرب. 

حاملة [مفرد]: ج حاملات: مؤنَّث حامل ° حاملة الزَّهريَّة: منضدة عالية تُتَّخذ لحمل الزَّهْريّة (آنية الزُّهور).
• حاملة بيانات: (حس) وسيلة مثل شريط ممغنط تُسجّل أو تنقل البيانات "يمكن حفظ معلومات كثيرة جدًّا بحاملة البيانات".
• حاملة الطَّائرات: (سك) سفينة حربيَّة تكون مطارًا بحريًّا لطائرات تنطلق منها عند الحاجة.
• الحاملات: سحب تحمل الماءَ مثقلة به " {فَالْحَامِلاَتِ وِقْرًا} ". 

حامول [جمع]: (نت) جنس نباتات طفيليَّة ضارّة، أنواعها عديدة منها الأحمر والأصفر والبنفسجيّ والورديّ والأغبر. 

حَمَالة [مفرد]: مصدر حمَلَ2. 

حُمالة [مفرد]: أجرة الحمَّال الذي يرفع وينقل الأشياء على ظهره أو غيره للناس بأجر "لا تكاد تكفيه الحُمالةُ لقمةَ يومه". 

حِمالة1 [مفرد]: حرفة الحمَّال الذي يرفع وينقل الأشياء على ظهره أو غيره للنّاس بأجر "الحِمالة عمل مرهق وقليل الأجر". 

حِمالة2 [مفرد]: ج حمائِلُ: عِلاقةُ الشّيء، حزام يكون عادة من جلد مُزركش يُلبس كعِلاقة للسيف ونحوه "حِمالة سيف/ بندقيَّة" ° حمالة البنطلون: كناية عن قُدّتي نسيج مجموعتين من جهة الظهر تمسك البنطلون. 

حَمْل [مفرد]: ج أَحمال (لغير المصدر):
1 - مصدر حمَلَ1/ حمَلَ بـ/ حمَلَ على1/ حمَلَ عن ° حَمْل الأثقال: رفعها- عدم الحَمْل: عدم قدرة المرأة على الحمل- فلانٌ حَمْلٌ على أهله: إذا كان ثقيل المرض.
2 - ما كان في بطنٍ أو على شجَر " {وَأُولاَتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ}: الحبالى".
3 - نُطفة " {حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا} ".
4 - (طب) مُدَّة يُحمَل فيها صِغار الثدييَّات في أرحام أمَّهاتها. 

حَمَل [مفرد]: ج أَحمال وحُمْلان: (حن) صغير الضَّأن "لحم الحَمَل طريّ ولذيذ".
• الحَمَل: (فك) أحد أبراج السَّماء، ترتيبه الأوّل يليه الثّور، وزمنه من 21 من مارس إلى 19 من أبريل.
• لِسان الحَمَل: (نت) نبات عشبيّ برّيّ له فوائد طبيّة. 

حِمْل [مفرد]: ج أَحمال وحُمُول:
1 - ما يُرفع على الظّهر ونحوه "حِمْل السَّفينة: البضائع التي تُشحن على ظهرها- ناء بالحِمْل- {قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ} ".
2 - ثقل أو جسم يرفع أو يُجرّ بوساطة الآلات ° حِمْل السِّنين: وزرها وثقلها- حِمْل عربَة: مقدار ما تحمله.
3 - (فز) قدرة مستمدّة من آلة كهربائيّة أو جهاز كهربائيّ. 

حَمْلَة [مفرد]: ج حَمَلات (لغير المصدر) وحَمْلات (لغير المصدر):
1 - مصدر حمَلَ على2.
2 - اسم مرَّة من حمَلَ على2: "شنّت الحكومات حملة ضدّ الرّشوة والفساد- حملة دعائيّة من أجل الانتخابات- حملة صحافيّة/ تأديبيّة/ دبلوماسيّة- حملة تشهير" ° حَمْلَة اعتقالات: حركة اعتقالات- حَمْلَة انتخابيّة: مجموعة من الفعاليّات يقوم بها المرشَّح في سبيل انتخابه.
3 - فئة مجنّدة لأداء مهمّة تكون تحت إمرة قائد واحد "الحملة الفرنسيّة- تعدّدت الحملات الصليبيّة على القدس في العصور الوسطى" ° حَمْلَة استكشافيّة: غارة يشنُّها الجيش للاستطلاع- حَمْلَة مَحْو الأمِّيَّة/ حَمْلَة مكافحة الأمِّيَّة: نشاط منظَّم يهدف إلى نشر
 التَّعليم. 

حَمَّال [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من حمَلَ على2 وحمَلَ1/ حمَلَ بـ/ حمَلَ على1/ حمَلَ عن وحمَلَ2.
2 - مَنْ حرفتُه الحَمْل، الذي يرفع وينقل الأشياءَ على ظهره أو غيره للناس بأجر؛ عتَّال "نادى حمَّالاً في رصيف الميناء- تكثر عربات الحمَّالين في الموانئ- {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ}: كناية عن المشي بالنَّمائم". 

حَمَّالة [مفرد]:
1 - مؤنَّث حَمَّال.
2 - اسم آلة من حمَلَ1/ حمَلَ بـ/ حمَلَ على1/ حمَلَ عن: أداة الحَمْل والرفع ° حمَّالة الجورب: ما يربط به الجورب في الساق- حمَّالة الصَّدر: ما يُشَدُّ به النهد على الصدر. 

حَمول [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من حمَلَ على2 وحمَلَ1/ حمَلَ بـ/ حمَلَ على1/ حمَلَ عن وحمَلَ2.
2 - حليم صبور "ينهض الفلاحَ بعبء الحقول صبورًا حمولاً- أنت حمولٌ للنائبات".
• حمول البحر: ما يخرج فيه من النَّبات. 

حَمولة [مفرد]:
1 - صفة ثابتة للمفعول من حمَلَ1/ حمَلَ بـ/ حمَلَ على1/ حمَلَ عن.
2 - ما يُحمل عليه من الدّواب مثل: الخيل والبغال والحمير " {وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا} ". 

حُمولة [مفرد]:
1 - بضائع منقولة في سفينة أو طائرة أو سيَّارة أو نحوهما (شحنة) "أفرغتِ السَّفينةُ حُمولتَها".
2 - سَعة، مقدار ما يُحمَل ويُنقل من البضائع "حمولة هذه السيّارة خمسة أطنان- {وَمِنَ الأَنْعَامِ حُمُولَةً وَفَرْشًا} [ق] ".
3 - أجرة الحَمْل أو الشَّحن "لم تكن حُمولة البضاعة كبيرة". 

حَميل [مفرد]: ج حُملاءُ، مؤ حميلة، ج مؤ حمائِلُ:
1 - طفل منبوذ يأخذه قومٌ فيربّونه، دعيّ ينتسب إلى غير أهله ° هي حميلة علينا: كَلٌّ وعيال.
2 - صفة ثابتة للمفعول من حمَلَ1/ حمَلَ بـ/ حمَلَ على1/ حمَلَ عن: مسبيّ يُحمل من بلدٍ إلى بلد.
3 - ولد في بطن أمّه "ثقُل عليها حميلُها".
4 - غريب.
5 - ما حمله السيلُ من غثاء وطين. 

مَحمَل [مفرد]: مصدر ميميّ من حمَلَ1/ حمَلَ بـ/ حمَلَ على1/ حمَلَ عن: تأويل وتفسير "حمله محمل الجِدّ- حمله على غير محمله". 

مَحمِل [مفرد]: ج محامِلُ:
1 - ما يُنقل أو يُحمل فيه الشّيء "حمل جريحًا على محمِل- محمِل لنقل الفاكهة" ° ما على فلان مَحْمِل: ليس عليه مُعوَّل.
2 - هودَج. 

محمول [مفرد]:
1 - اسم مفعول من حمَلَ على2 وحمَلَ1/ حمَلَ بـ/ حمَلَ على1/ حمَلَ عن وحمَلَ2.
2 - (سف) حدّ يضاف إلى الموضوع في القضيّة أو يسند إليه مثل: محمّد أمين، محمّد هو الموضوع، وأمين هو المحمول.
3 - حُمولة "محمول السفينة أو الطائرة".
• التِّليفون المحمول/ الهاتف المحمول: الهاتف الذي يحمله الشَّخصُ معه ويُسمَّى أيضًا الهاتف الجوَّال أو الهاتف النَّقّال. 

حمل: حَمَل الشيءَ يَحْمِله حَمْلاً وحُمْلاناً فهو مَحْمول وحَمِيل،

واحْتَمَله؛ وقول النابغة:

فَحَمَلْتُ بَرَّة واحْتَمَلْتَ فَجَارِ

عَبَّر عن البَرَّة بالحَمْل، وعن الفَجْرة بالاحتمال، لأَن حَمْل

البَرَّة بالإِضافة إِلى احتمال الفَجْرَة أَمر يسير ومُسْتَصْغَر؛ ومثله قول

الله عز اسمه: لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت، وهو مذكور في موضعه؛ وقول

أَبي ذؤيب:

ما حُمِّل البُخْتِيُّ عام غِيَاره،

عليه الوسوقُ: بُرُّها وشَعِيرُها

قال ابن سيده: إِنما حُمِّل في معنى ثُقِّل، ولذلك عَدَّاه بالباء؛ أَلا

تراه قال بعد هذا:

بأَثْقَل مما كُنْت حَمَّلت خالدا

وفي الحديث: من حَمَل علينا السِّلاح فليس مِنَّا أَي من حَمَل السلاح

على المسلمين لكونهم مسلمين فليس بمسلم، فإِن لم يحمله عليهم لإِجل كونهم

مسلمين فقد اخْتُلِف فيه، فقيل: معناه ليس منا أَي ليس مثلنا، وقيل: ليس

مُتَخَلِّقاً بأَخلاقنا ولا عاملاً بِسُنَّتِنا، وقوله عز وجل: وكأَيِّن

من دابة لا تَحْمِل رزقَها؛ قال: معناه وكم من دابة لا تَدَّخِر رزقها

إِنما تُصْبح فيرزقها الله. والحِمْل: ما حُمِل، والجمع أَحمال، وحَمَله

على الدابة يَحْمِله حَمْلاً. والحُمْلان: ما يُحْمَل عليه من الدَّواب في

الهِبَة خاصة. الأَزهري: ويكون الحُمْلان أَجْراً لما يُحْمَل. وحَمَلْت

الشيء على ظهري أَحْمِله حَمْلاً. وفي التنزيل العزيز: فإِنه يَحْمِل يوم

القيامة وِزْراً خالدين فيه وساءلهم يوم القيامة حِمْلاً؛ أَي وِزْراً.

وحَمَله على الأَمر يَحْمِله حَمْلاً فانْحمل: أَغْراه به؛ وحَمَّله على

الأَمر تَحْمِيلاً وحِمَّالاً فَتَحَمَّله تَحَمُّلاً وتِحِمَّالاً؛ قال

سيبويه: أَرادوا في الفِعَّال أَن يَجِيئُوا به على الإِفْعال فكسروا

أَوله وأَلحقوا الأَلف قبل آخر حرف فيه، ولم يريدوا أَن يُبْدِلوا حرفاً

مكان حرف كما كان ذلك في أَفْعَل واسْتَفْعَل. وفي حديث عبد الملك في هَدْم

الكعبة وما بنى ابنُ الزُّبَيْر منها: وَدِدت أَني تَرَكْتُه وما

تَحَمَّل من الإِثم في هَدْم الكعبة وبنائها. وقوله عز وجل: إِنا عَرَضْنا

الأَمانة على السموات والأَرض والجبال فأَبَيْن أَن يَحْمِلْنها وأَشْفَقْن

منها وحَمَلها الإِنسان، قال الزجاج: معنى يَحْمِلْنها يَخُنَّها،

والأَمانة هنا: الفرائض التي افترضها الله على آدم والطاعة والمعصية، وكذا جاء في

التفسير والإِنسان هنا الكافر والمنافق، وقال أَبو إِسحق في الآية: إِن

حقيقتها، والله أَعلم، أَن الله تعالى ائْتَمَن بني آدم على ما افترضه

عليهم من طاعته وأْتَمَنَ السموات والأَرض والجبال بقوله: ائْتِيا طَوْعاً

أَو كَرْهاً قالتا أَتَيْنا طائعين؛ فَعَرَّفنا الله تعالى أَن السموات

والأَرض لمَ تَحْمِ الأَمانة أَي أَدَّتْها؛ وكل من خان الأَمانة فقد

حَمَلها، وكذلك كل من أَثم فقد حَمَل الإِثْم؛ ومنه قوله تعالى:

ولَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهم، الآية، فأَعْلم اللهُ تعالى أَن من باء بالإِثْم يسمى

حَامِلاً للإِثم والسمواتُ والأَرض أَبَيْن أَن يَحْمِلْنها، يعني الأَمانة.

وأَدَّيْنَها، وأَداؤها طاعةُ الله فيما أَمرها به والعملُ به وتركُ

المعصية، وحَمَلها الإِنسان، قال الحسن: أَراد الكافر والمنافق حَمَلا

الأَمانة أَي خانا ولم يُطِيعا، قال: فهذا المعنى، والله أَعلم، صحيح ومن

أَطاع الله من الأَنبياء والصِّدِّيقين والمؤمنين فلا يقال كان ظَلُوماً

جَهُولاً، قال: وتصديق ذلك ما يتلو هذا من قوله: ليعذب الله المنافقين

والمنافقات، إِلى آخرها؛ قال أَبو منصور: وما علمت أَحداً شَرَح من تفسير هذه

الآية ماشرحه أَبو إِسحق؛ قال: ومما يؤيد قوله في حَمْل الأَمانة إِنه

خِيَانَتُها وترك أَدائها قول الشاعر:

إِذا أَنت لم تَبْرَح تُؤَدِّي أَمانة،

وتَحْمِل أُخْرَى، أَفْرَحَتْك الودائعُ

أَراد بقوله وتَحْمل أُخرى أَي تَخُونها ولا تؤَدِّيها، يدل على ذلك

قوله أَفْرَحَتْك الودائع أَي أَثْقَلَتْك الأَمانات التي تخونها ولا

تُؤَدِّيها. وقوله تعالى: فإِنَّما عليه ما حُمِّل وعليكم ما حُمِّلْتم؛ فسره

ثعلب فقال: على النبي، صلى الله عليه وسلم، ما أُحيَ إِليه وكُلِّف أَن

يُنَبِّه عليه، وعليكم أَنتم الاتِّباع. وفي حديث عليّ: لا تُنَاظِروهم

بالقرآن فإِن القرآن حَمَّال ذو وُجُوه أَي يُحْمَل عليه كُلُّ تأْويل

فيحْتَمِله، وذو وجوه أَي ذو مَعَانٍ مختلفة. الأَزهري: وسمى الله عز وجل

الإِثْم حِمْلاً فقال: وإِنْ تَدْعُ مُثْقَلةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ منه

شيء ولو كان ذا قُرْبَى؛ يقول: وإِن تَدْعٌ نفس مُثْقَلة بأَوزارها ذا

قَرابة لها إِلى أَن يَحْمِل من أَوزارها شيئاً لم يَحْمِل من أَوزارها

شيئاً. وفي حديث الطهارة: إِذا كان الماء قُلَّتَيْن لم يَحْمِل الخَبَث

أَي لم يظهره ولم يَغْلب الخَبَثُ عليه، من قولهم فلان يَحْمِل غَضَبه

(*

قوله «فلان يحمل غضبه إلخ» هكذا في الأصل ومثله في النهاية، ولعل المناسب

لا يحمل أو يظهر، باسقاط لا) أَي لا يُظْهِره؛ قال ابن الأَثير: والمعنى

أَن الماء لا ينجس بوقوع الخبث فيه إِذا كان قُلَّتَين، وقيل: معنى لم

يَحْمل خبثاً أَنه يدفعه عن نفسه، كما يقال فلان لا يَحْمِل الضَّيْم إِذا

كان يأْباه ويدفعه عن نفسه، وقيل: معناه أَنه إِذا كان قُلَّتَين لم

يَحْتَمِل أَن يقع فيه نجاسة لأَنه ينجس بوقوع الخبث فيه، فيكون على الأَول

قد قصد أَوَّل مقادير المياه التي لا تنجس بوقوع النجاسة فيها، وهو ما بلغ

القُلَّتين فصاعداً، وعلى الثاني قصد آخر المياه التي تنجس بوقوع

النجاسة فيها، وهو ما انتهى في القلَّة إِلى القُلَّتَين، قال: والأَول هو

القول، وبه قال من ذهب إِلى تحديد الماء بالقُلَّتَيْن، فأَما الثاني فلا.

واحْتَمل الصنيعة: تَقَلَّدها وَشَكَرها، وكُلُّه من الحَمْل. وحَمَلَ

فلاناً وتَحَمَّل به وعليه

(* قوله «وتحمل به وعليه» عبارة الأساس: وتحملت

بفلان على فلان أي استشفعت به إِليه) في الشفاعة والحاجة: اعْتَمد.

والمَحْمِل، بفتح الميم: المُعْتَمَد، يقال: ما عليه مَحْمِل، مثل

مَجْلِس، أَي مُعْتَمَد.

وفي حديث قيس: تَحَمَّلْت بعَليّ على عُثْمان في أَمر أَي استشفعت به

إِليه.

وتَحامل في الأَمر وبه: تَكَلَّفه على مشقة وإِعْياءٍ. وتَحامل عليه:

كَلَّفَه ما لا يُطِيق. واسْتَحْمَله نَفْسَه: حَمَّله حوائجه وأُموره؛ قال

زهير:

ومن لا يَزَلْ يَسْتَحْمِلُ الناسَ نَفْسَه،

ولا يُغْنِها يَوْماً من الدَّهْرِ، يُسْأَم

وفي الحديث: كان إِذا أَمَرَنا بالصدقة انطلق أَحَدُنا إِلى السوق

فَتَحامل أَي تَكَلَّف الحَمْل بالأُجْرة ليَكْسِب ما يتصدَّق به. وتَحامَلْت

الشيءَ: تَكَلَّفته على مَشَقَّة. وتَحامَلْت على نفسي إِذا تَكَلَّفت

الشيءَ على مشقة. وفي الحديث الآخر: كُنَّا نُحامِل على ظهورنا أَي نَحْمِل

لمن يَحْمِل لنا، من المُفاعَلَة، أَو هو من التَّحامُل. وفي حديث

الفَرَع والعَتِيرة: إِذا اسْتَحْمَل ذَبَحْته فَتَصَدَّقت به أَي قَوِيَ على

الحَمْل وأَطاقه، وهو اسْتَفْعل من الحَمْل؛ وقول يزيد بن الأَعور

الشَّنِّي:

مُسْتَحْمِلاً أَعْرَفَ قد تَبَنَّى

يريد مُسْتَحْمِلاً سَناماً أَعْرَف عَظِيماً. وشهر مُسْتَحْمِل:

يَحْمِل أَهْلَه في مشقة لا يكون كما ينبغي أَن يكون؛ عن ابن الأَ عرابي؛ قال:

والعرب تقول إِذا نَحَر هِلال شَمالاً

(* قوله «نحر هلال شمالاً» عبارة

الأساس: نحر هلالاً شمال) كان شهراً مُسْتَحْمِلاً. وما عليه مَحْمِل أَي

موضع لتحميل الحوائج. وما على البعير مَحْمِل من ثِقَل الحِمْل.

وحَمَل عنه: حَلُم. ورَجُل حَمُول: صاحِب حِلْم. والحَمْل، بالفتح: ما

يُحْمَل في البطن من الأَولاد في جميع الحيوان، والجمع حِمال وأَحمال. وفي

التنزيل العزيز: وأُولات الأَحمال أَجَلُهن. وحَمَلت المرْأَةُ والشجرةُ

تَحْمِل حَمْلاً: عَلِقَت. وفي التنزيل: حَمَلَت حَمْلاً خَفيفاً؛ قال

ابن جني: حَمَلَتْه ولا يقال حَمَلَتْ به إِلاَّ أَنه كثر حَمَلَتِ

المرأَة بولدها؛ وأَنشد لأَبي كبير الهذلي:

حَمَلَتْ به، في ليلة، مَزْؤُودةً

كَرْهاً، وعَقْدُ نِطاقِها لم يُحْلَل

وفي التنزيل العزيز: حَمَلَته أُمُّه كَرْهاً، وكأَنه إِنما جاز

حَمَلَتْ به لما كان في معنى عَلِقَت به، ونظيره قوله تعالى: أُحِلَّ لكم ليلَة

الصيام الرَّفَثُ إِلى نسائكم، لما كان في معنى الإِفضاء عُدِّي بإِلى.

وامرأَة حامِل وحاملة، على النسب وعلى الفعل. الأَزهري: امرأَة حامِل

وحامِلة إِذا كانت حُبْلى. وفي التهذيب: إِذا كان في بطنها ولد؛ وأَنشد لعمرو

بن حسان ويروى لخالد بن حقّ:

تَمَخَّضَتِ المَنُونُ له بيوم

أَنى، ولِكُلِّ حاملة تَمام

فمن قال حامل، بغير هاء، قال هذا نعت لا يكون إِلا للمؤنث، ومن قال

حاملة بناه على حَمَلَت فهي حاملة، فإِذا حَمَلَت المرأَةُ شيئاً على ظهرها

أَو على رأْسها فهي حاملة لا غير، لأَن الهاء إِنما تلحق للفرق فأَما ما

لا يكون للمذكر فقد اسْتُغني فيه عن علامة التأْنيث، فإِن أُتي بها فإِنما

هو على الأَصل، قال: هذا قول أَهل الكوفة، وأَما أَهل البصرة فإِنهم

يقولون هذا غير مستمرّ لأَن العرب قالت رَجُل أَيِّمٌ وامرأَة أَيّم، ورجل

عانس وامرأَة عانس، على الاشتراك، وقالوا امرأَة مُصْبِيَة وكَلْبة

مُجْرِية، مع غير الاشتراك، قالوا: والصواب أَن يقال قولهم حامل وطالق وحائض

وأَشباه ذلك من الصفات التي لا علامة فيها للتأْنيث، فإِنما هي أَوْصاف

مُذَكَّرة وصف بها الإِناث، كما أَن الرَّبْعَة والرَّاوِية والخُجَأَة

أَوصاف مؤنثة وصف بها الذُّكْران؛ وقالوا: حَمَلت الشاةُ والسَّبُعة وذلك في

أَول حَمْلِها، عن ابن الأَعرابي وحده. والحَمْل: ثمر الشجرة، والكسر فيه

لغة، وشَجَر حامِلٌ، وقال بعضهم: ما ظَهضر من ثمر الشجرة فهو حِمْل، وما

بَطَن فهو حَمْل، وفي التهذيب: ما ظهر، ولم يُقَيِّده بقوله من حَمْل

الشجرة ولا غيره. ابن سيده: وقيل الحَمْل ما كان في بَطْنٍ أَو على رأْس

شجرة، وجمعه أَحمال. والحِمْل بالكسر: ما حُمِل على ظهر أَو رأْس، قال:

وهذا هو المعروف في اللغة، وكذلك قال بعض اللغويين ما كان لازماً للشيء فهو

حَمْل، وما كان بائناً فهو حِمْل؛ قال: وجمع الحِمْل أَحمال وحُمُول؛ عن

سيبويه، وجمع الحَمْلِ حِمال. وفي حديث بناء مسجد المدينة: هذا الحِمال

لا حِمال خَيْبَر، يعني ثمر الجنة أَنه لا يَنْفَد. ابن الأَثير: الحِمال،

بالكسر، من الحَمْل، والذي يُحْمَل من خيبر هو التمر أَي أَن هذا في

الآخرة أَفضل من ذاك وأَحمد عاقبة كأَنه جمع حِمْل أَو حَمْل، ويجوز أَن

يكون مصدر حَمَل أَو حامَلَ؛ ومنه حديث عمر: فأَيْنَ الحِمال؟ يريد منفعة

الحَمْل وكِفايته، وفسره بعضهم بالحَمْل الذي هو الضمان. وشجرة حامِلَة:

ذات حَمْل. التهذيب: حَمْل الشجر وحِمْله. وذكر ابن دريد أَن حَمْل الشجر

فيه لغتان: الفتح والكسر؛ قال ابن بري: أَما حَمْل البَطْن فلا خلاف فيه

أَنه بفتح الحاء، وأَما حَمْل الشجر ففيه خلاف، منهم من يفتحه تشبيهاً

بحَمْل البطن، ومنهم من يكسره يشبهه بما يُحْمل على الرأْس، فكلُّ متصل

حَمْل وكلُّ منفصل حِمْل، فحَمْل الشجرة مُشَبَّه بحَمْل المرأَة لاتصاله،

فلهذا فُتِح، وهو يُشْبه حَمْل الشيء على الرأْس لبُروزه وليس مستبِطناً

كَحَمْل المرأَة، قال: وجمع الحَمْل أَحْمال؛ وذكر ابن الأَعرابي أَنه يجمع

أَيضاً على حِمال مثل كلب وكلاب. والحَمَّال: حامِل الأَحْمال، وحِرْفته

الحِمالة. وأَحْمَلتْه أَي أَعَنْته على الحَمل، والحَمَلة جمع الحامِل،

يقال: هم حَمَلة العرش وحَمَلة القرآن. وحَمِيل السَّيْل: ما يَحْمِل من

الغُثاء والطين. وفي حديث القيامة في وصف قوم يخرجون من النار:

فَيُلْقَون في نَهَرٍ في الجنة فَيَنْبُتُون كما تَنْبُت الحِبَّة في حَمِيل

السَّيْل؛ قال ابن الأَثير: هو ما يجيء به السيل، فَعيل بمعنى مفعول، فإِذا

اتفقت فيه حِبَّة واستقرَّت على شَطِّ مجرَى السيل فإِنها تنبت في يوم

وليلة، فشُبِّه بها سرعة عَوْد أَبدانهم وأَجسامهم إِليهم بعد إِحراق النار

لها؛ وفي حديث آخر: كما تنبت الحِبَّة في حَمائل السيل، وهو جمع حَمِيل.

والحَوْمل: السَّيْل الصافي؛ عن الهَجَري؛ وأَنشد:

مُسَلْسَلة المَتْنَيْن ليست بَشَيْنَة،

كأَنَّ حَباب الحَوْمَل الجَوْن ريقُها

وحَميلُ الضَّعَة والثُّمام والوَشِيج والطَّريفة والسَّبَط: الدَّوِيل

الأَسود منه؛ قال أَبو حنيفة: الحَمِيل بَطْن السيل وهو لا يُنْبِت، وكل

مَحْمول فهو حَمِيل. والحَمِيل: الذي يُحْمَل من بلده صَغِيراً ولم

يُولَد في الإِسلام؛ ومنه قول عمر، رضي الله عنه، في كتابه إِلى شُرَيْح:

الحَمِيل لا يُوَرَّث إِلا بِبَيِّنة؛ سُمِّي حَميلاً لأَنه يُحْمَل صغيراً

من بلاد العدوّ ولم يولد في الإِسلام، ويقال: بل سُمِّي حَمِيلاً لأَنه

محمول النسب، وذلك أَن يقول الرجل لإِنسان: هذا أَخي أَو ابني، لِيَزْوِي

ميراثَه عن مَوالِيه فلا يُصَدَّق إِلاَّ ببيِّنة. قال ابن سيده:

والحَمِيل الولد في بطن أُمه إِذا أُخِذَت من أَرض الشرك إِلى بلاد الإِسلام فلا

يُوَرَّث إِلا بِبيِّنة. والحَمِيل: المنبوذ يحْمِله قوم فيُرَبُّونه.

والحَمِيل: الدَّعِيُّ؛ قال الكُميت يعاتب قُضاعة في تَحوُّلهم إِلى اليمين

بنسبهم:

عَلامَ نَزَلْتُمُ من غير فَقْر،

ولا ضَرَّاءَ، مَنْزِلَة الحَمِيل؟

والحَمِيل: الغَريب.

والحِمالة، بكسر الحاء، والحَمِيلة: عِلاقة السَّيف وهو المِحْمَل مثل

المِرْجَل، قال:

على النحر حتى بَلَّ دَمْعِيَ مِحْمَلي

وهو السَّيْر الذي يُقَلَّده المُتَقَلِّد؛ وقد سماه

(* قوله: سمَّاه؛

هكذا في الأصل، ولعله اراد سمى به عرقَ الشجر) ذو الرمة عِرْق الشَّجَر

فقال:

تَوَخَّاه بالأَظلاف، حتى كأَنَّما

يُثِرْنَ الكُبَاب الجَعْدَ عن متن مِحْمَل

والجمع الحَمائِل. وقال الأَصمعي: حَمائل السيف لا واحد لها من لفظها

وإِنما واحدها مِحْمَل؛ التهذيب: جمع الحِمالة حَمائل، وجمع المِحْمَل

مَحامل؛ قال الشاعر:

دَرَّتْ دُموعُك فوق ظَهْرِ المِحْمَل

وقال أَبو حنيفة: الحِمالة للقوس بمنزلتها للسيف يُلْقيها المُتَنَكِّب

في مَنْكبِه الأَيمن ويخرج يده اليسرى منها فيكون القوس في ظهره.

والمَحْمِل: واحد مَحامل الحَجَّاج

(* قوله «والمحمل واحد محامل الحجاج»

ضبطه في القاموس كمجلس، وقال شارحه: ضبط في نسخ المحكم كمنبر وعليه

علامة الصحة، وعبارة المصباح: والمحمل وزان مجلس الهودج ويجوز محمل وزان

مقود. وقوله «الحجاج» قال شارح القاموس: ابن يوسف الثقفي اول من اتخذها،

وتمام البيت:

أخزاه ربي عاجلاً وآجلا).

قال الراجز:

أَوَّل عَبْد عَمِل المَحامِلا

والمِحْمَل: الذي يركب عليه، بكسر الميم. قال ابن سيده: المِحْمَل

شِقَّانِ على البعير يُحْمَل فيهما العَدِيلانِ. والمِحْمَل والحاملة:

الزَّبِيل الذي يُحْمَل فيه العِنَب إِلى الجَرين.

واحْتَمَل القومُ وتَحَمَّلوا: ذهبوا وارتحلوا. والحَمُولة، بالفتح:

الإِبل التي تَحْمِل. ابن سيده: الحَمُولة كل ما احْتَمَل عليه الحَيُّ من

بعير أَو حمار أَو غير ذلك، سواء كانت عليها أَثقال أَو لم تكن، وفَعُول

تدخله الهاء إِذا كان بمعنى مفعول به. وفي حديث تحريم الحمر الأَهلية،

قيل: لأَنها حَمولة الناس؛ الحَمُولة، بالفتح، ما يَحْتَمِل عليه الناسُ من

الدواب سواء كانت عليها الأَحمال أَو لم تكن كالرَّكُوبة. وفي حديث

قَطَن: والحَمُولة المائرة لهم لاغِية أَي الإِبل التي تَحْمِل المِيرَة. وفي

التنزيل العزيز: ومن الأَنعام حَمُولة وفَرْشاً؛ يكون ذلك للواحد فما

فوقه. والحُمُول والحُمُولة، بالضم: الأَجمال التي عليها الأَثقال خاصة.

والحُمُولة: الأَحمال

(* قوله «والحمولة الاحمال» قال شارح القاموس: ضبطه

الصاغاني والجوهري بالضم ومثله في المحكم، ومقتضى صنيع القاموس انه بالفتح)

بأَعيانها. الأَزهري: الحُمُولة الأَثقال. والحَمُولة: ما أَطاق العَمل

والحَمْل. والفَرْشُ: الصِّغار. أَبو الهيثم: الحَمُولة من الإِبل التي

تَحْمِل الأَحمال على ظهورها، بفتح الحاء، والحُمُولة، بضم الحاء:

الأَحمال التي تُحْمَل عليها، واحدها حِمْل وأَحمال وحُمول وحُمُولة، قال: فأَما

الحُمُر والبِغال فلا تدخل في الحَمُولة. والحُمُول: الإِبل وما عليها.

وفي الحديث: من كانت له حُمولة يأْوي إِلى شِبَع فليَصُمْ رمضان حيث

أَدركه؛ الحُمولة، بالضم: الأَحمال، يعني أَنه يكون صاحب أَحمال يسافر بها.

والحُمُول، بالضم بلا هاء: الهَوادِج كان فيها النساء أَو لم يكن، واحدها

حِمْل، ولا يقال حُمُول من الإِبل إِلاّ لما عليه الهَوادِج، والحُمُولة

والحُمُول واحد؛ وأَنشد:

أَحَرْقاءُ للبَيْنِ اسْتَقَلَّت حُمُولُها

والحُمول أَيضاً: ما يكون على البعير. الليث: الحَمُولة الإِبل التي

تُحْمَل عليها الأَثقال. والحُمول: الإِبل بأَثقالها؛ وأَنشد للنابغة:

أَصاح تَرَى، وأَنتَ إِذاً بَصِيرٌ،

حُمُولَ الحَيِّ يَرْفَعُها الوَجِينُ

وقال أَيضاً:

تَخالُ به راعي الحَمُولة طائرا

قال ابن بري في الحُمُول التي عليها الهوادج كان فيها نساء أَو لم يكن:

الأَصل فيها الأَحمال ثم يُتَّسَع فيها فتُوقَع على الإِبل التي عليها

الهوادج؛ وعليه قول أَبي ذؤيب:

يا هَلْ أُرِيكَ حُمُول الحَيِّ غادِيَةً،

كالنَّخْل زَيَّنَها يَنْعٌ وإِفْضاخُ

شَبَّه الإِبل بما عليها من الهوادج بالنخل الذي أَزهى؛ وقال ذو الرمة

في الأَحمال وجعلها كالحُمُول:

ما اهْتَجْتُ حَتَّى زُلْنَ بالأَحمال،

مِثْلَ صَوادِي النَّخْل والسَّيَال

وقال المتنخل:

ذلك ما دِينُك إِذ جُنِّبَتْ

أَحمالُها، كالبُكُر المُبْتِل

عِيرٌ عليهن كِنانِيَّةٌ،

جارِية كالرَّشَإِ الأَكْحَل

فأَبدل عِيراً من أَحمالها؛ وقال امرؤ القيس في الحُمُول أَيضاً:

وحَدِّثْ بأَن زالت بَلَيْلٍ حُمُولُهم،

كنَخْل من الأَعْراض غَيْرِ مُنَبَّق

قال: وتنطلق الحُمُول أَيضاً على النساء المُتَحَمِّلات كقول مُعَقِّر:

أَمِنْ آل شَعْثاءَ الحُمُولُ البواكِرُ،

مع الصبح، قد زالت بِهِنَّ الأَباعِرُ؟

وقال آخر:

أَنَّى تُرَدُّ ليَ الحُمُول أَراهُم،

ما أَقْرَبَ المَلْسُوع منه الداء

وقول أَوس:

وكان له العَيْنُ المُتاحُ حُمُولة

فسره ابن الأَعرابي فقال: كأَنَّ إِبله مُوقَرَةٌ من ذلك. وأَحْمَله

الحِمْل: أَعانه عليه، وحَمَّله: فَعَل ذلك به. ويجيء الرجلُ إِلى الرجل

إِذا انْقُطِع به في سفر فيقول له: احْمِلْني فقد أُبْدِع بي أَي أَعْطِني

ظَهْراً أَركبه، وإِذا قال الرجل أَحْمِلْني، بقطع الأَلف، فمعناه أَعنَّي

على حَمْل ما أَحْمِله. وناقة مُحَمَّلة: مُثْقَلة.

والحَمَالة، بالفتح: الدِّيَة والغَرامة التي يَحْمِلها قوم عن قوم، وقد

تطرح منها الهاء. وتَحَمَّل الحَمالة أَي حَمَلَها. الأصمعي:

الحَمَالة الغُرْم تَحْمِله عن القوم ونَحْو ذلك قال الليث، ويقال أَيضاً حَمَال؛

قال الأَعشَى:

فَرْع نَبْعٍ يَهْتَزُّ في غُصُنِ المَجْـ

ـدِ، عظيم النَّدَى، كَثِير الحَمَال

ورجل حَمَّال: يَحْمِل الكَلَّ عن الناس.

الأَزهري: الحَمِيل الكَفِيل. وفي الحديث: الحَمِيل غارِمٌ؛ هو الكفيل

أَي الكَفِيل ضامن. وفي حديث ابن عمر: كان لا يَرى بأْساً في السَّلَم

بالحَمِيل أَي الكفيل. الكسائي: حَمَلْت به حَمَالة كَفَلْت به، وفي الحديث:

لا تَحِلُّ المسأَلة إِلا لثلاثة، ذكر منهم رجل تَحَمَّل حَمالة عن قوم؛

هي بالفتح ما يَتَحَمَّله الإِنسان عن غيره من دِيَة أَو غَرامة مثل أَن

تقع حَرْب بين فَرِيقين تُسْفَك فيها الدماء، فيدخل بينهم رجل

يَتَحَمَّل دِياتِ القَتْلى ليُصْلِح ذاتَ البَيْن، والتَّحَمُّل: أَن يَحْمِلها

عنهم على نفسه ويسأَل الناس فيها. وقَتَادَةُ صاحبُ الحَمالة؛ سُمِّي بذلك

لأَنه تَحَمَّل بحَمالات كثيرة فسأَل فيها وأَدَّاها.

والحَوامِل: الأَرجُل. وحَوامِل القَدَم والذراع: عَصَبُها، واحدتها

حاملة.

ومَحامِل الذكر وحَمائله: العروقُ التي في أَصله وجِلْدُه؛ وبه فعسَّر

الهَرَوي قوله في حديث عذاب القبر: يُضْغَط المؤمن في هذا، يريد القبر،

ضَغْطَة تَزُول منها حَمائِلُه؛ وقيل: هي عروق أُنْثَييه، قال: ويحتمل أَن

يراد موضع حَمَائِل السيف أَي عواتقه وأَضلاعه وصدره. وحَمَل به حمالة:

كَفَل. يقال: حَمَل فلان الحِقْدَ على نفسه إِذا أَكنه في نفسه

واضْطَغَنَه. ويقال للرجل إِذا اسْتَخَفَّه الغضبُ: قد احتُمِل وأُقِلَّ؛ قال

الأَصمَعي في الغضب: غَضِب فلان حتى احتُمِل. ويقال للذي يَحْلُم عمن

يَسُبُّه: قد احْتُمِل، فهو مُحْتَمَل؛ وقال الأَزهري في قول الجَعْدي:

كلبابى حس ما مسه،

وأَفانِين فؤاد مُحْتَمَل

(* قوله «كلبابى إلخ» هكذا في الأصل من غير نقط ولا ضبط).

أَي مُسْتَخَفٍّ من النشاط، وقيل غضبان، وأَفانِينُ فؤاد: ضُروبُ نشاطه.

واحْتُمِل الرجل: غَضِب. الأَزهري عن الفراء: احْتُمِل إِذا غضب، ويكون

بمعنى حَلُم. وحَمَلْت به حَمَالة أَي كَفَلْت، وحَمَلْت إِدْلاله

واحْتَمَلْت بمعنىً؛ قال الشاعر:

أَدَلَّتْ فلم أَحْمِل، وقالت فلم أُجِبْ،

لَعَمْرُ أَبيها إِنَّني لَظَلُوم

والمُحامِل: الذي يَقْدِر على جوابك فَيَدَعُه إِبقاء على مَوَدَّتِك،

والمُجامِل: الذي لا يقدر على جوابك فيتركه ويَحْقِد عليك إِلى وقت مّا.

ويقال: فلان لا يَحْمِل أَي يظهر غضبه.

والمُحْمِل من النساء والإِبل: التي يَنْزِل لبُنها من غير حَبَل، وقد

أَحْمَلَت.

والحَمَل: الخَرُوف، وقيل: هو من ولد الضأْن الجَذَع فما دونه، والجمع

حُمْلان وأَحمال، وبه سُمِّيت الأَحمال، وهي بطون من بني تميم. والحَمَل:

السحاب الكثير الماء. والحَمَل: بُرْج من بُروج السماء، هو أَوَّل البروج

أَوَّلُه الشَّرْطانِ وهما قَرْنا الحَمَل، ثم البُطَين ثلاثة كواكب، ثم

الثُّرَيَّا وهي أَلْيَة الحَمَل، هذه النجوم على هذه الصفة تُسَمَّى

حَمَلاً؛ قلت: وهذه المنازل والبروج قد انتقلت، والحَمَل في عصرنا هذا

أَوَّله من أَثناء الفَرْغ المُؤَخَّر، وليس هذا موضع تحرير دَرَجه ودقائقه.

المحكم: قال ابن سيده قال ابن الأَعرابي يقال هذا حَمَلُ طالعاً،

تَحْذِف منه الأَلف واللام وأَنت تريدها، وتُبْقِي الاسم على تعريفه، وكذلك

جميع أَسماء البروج لك أَن تُثْبِت فيها الأَلف واللام ولك أَن تحذفها وأَنت

تَنْويها، فتُبْقِي الأَسماء على تعريفها الذي كانت عليه. والحَمَل:

النَّوْءُ، قال: وهو الطَّلِيُّ. يقال: مُطِرْنا بنَوْء الحَمَل وبِنَوْء

الطَّلِيِّ؛ وقول المتنخِّل الهذلي:

كالسُّحُل البِيضِ، جَلا لَوْنَها

سَحُّ نِجاءِ الحَمَل الأَسْوَل

فُسَّر بالسحاب الكثير الماء، وفُسِّر بالبروج، وقيل في تفسير النِّجاء:

السحاب الذي نَشَأَ في نَوْءِ الحَمَل، قال: وقيل في الحَمَل إِنه المطر

الذي يكون بنَوْءٍ الحَمَل، وقيل: النِّجاء السحاب الذي هَرَاق ماءه،

واحده نَجْوٌ، شَبَّه البقر في بياضها بالسُّحّل، وهي الثياب البيض، واحدها

سَحْل؛ والأَسْوَل: المُسْتَرْخِي أَسفل البطن، شَبَّه السحاب المسترخي

به؛ وقال الأَصمعي: الحَمَل ههنا السحاب الأَسود ويقوّي قوله كونه وصفه

بالأَسول وهو المسترخي، ولا يوصف النَّجْو بذلك، وإِنما أَضاف النِّجَاء

إِلى الحَمَل، والنِّجاءُ: السحابُ لأَنه نوع منه كما تقول حَشَف التمر

لأَن الحَشَف نوع منه. وحَمَل عليه في الحَرْب حَمْلة، وحَمَل عليه حَمْلة

مُنْكَرة، وشَدَّ شَدَّة مُنكَرة، وحَمَلْت على بني فلان إِذا أَرَّشْتَ

بينهم. وحَمَل على نفسه في السَّيْر أَي جَهَدَها فيه. وحَمَّلْته

الرسالة أَي كلَّفته حَمْلَها. واسْتَحْمَلته: سأَلته أَن يَحْمِلني. وفي حديث

تبوك: قال أَبو موسى أَرسلني أَصحابي إِلى النبي، صلى الله عليه وسلم،

أَسْأَله الحُمْلان؛ هو مصدر حَمَل يَحْمِل حُمْلاناً، وذلك أَنهم أَنفذوه

يطلبون شيئاً يركبون عليه، ومنه تمام الحديث: قال، صلى الله عليه وسلم:

ما أَنا حَمَلْتُكم ولكن الله حَمَلكم، أَراد إِفْرادَ الله بالمَنِّ

عليهم، وقيل: أَراد لَمَّا ساق الله إِليه هذه الإِبل وقت حاجتهم كان هو

الحامل لهم عليها، وقيل: كان ناسياً ليمينه أَنه لا يَحْمِلْهم فلما أَمَر

لهم بالإِبل قال: ما أَنا حَمَلْتكم ولكن الله حَمَلَكم، كما قال للصائم

الذي أَفطر ناسياً: الله أَطْعَمَك وسَقاك.

وتَحَامَل عليه أَي مال، والمُتَحامَلُ قد يكون موضعاً ومصدراً، تقول في

المكان هذا مُتَحَامَلُنا، وتقول في المصدر ما في فلان مُتَحامَل أَي

تَحامُل؛ والأَحمالُ في قول جرير:

أَبَنِي قُفَيْرَة، من يُوَرِّعُ وِرْدَنا،

أَم من يَقوم لشَدَّة الأَحْمال؟

قومٌ من بني يَرْبُوع هم ثعلبة وعمرو والحرث. يقال: وَرَّعْت الإِبلَ عن

الماء رَدَدْتها، وقُفَيْرة: جَدَّة الفَرَزْدَق

(* قوله «وقفيرة جدّة

الفرزدق» تقدم في ترجمة قفر أنها أُمه) أُمّ صَعْصَعة بن ناجِية بن

عِقَال. وحَمَلٌ: موضع بالشأْم. الأَزهري: حَمَل اسم جَبَل بعينه؛ ومنه قول

الراجز:

أَشْبِه أَبا أُمِّك أَو أَشْبِه حَمَل

قال: حَمل اسم جبل فيه جَبَلان يقال لهما طِمِرَّان؛ وقال:

كأَنَّها، وقَدْ تَدَلَّى النَّسْرَان،

ضَمَّهُمَا من حَمَلٍ طِمِرَّان،

صَعْبان عن شَمائلٍ وأَيمان

قال الأَزهري: ورأَيت بالبادية حَمَلاً ذَلُولاً اسمه حَمال.

وحَوْمَل: موضع؛ قال أُمَيَّة بن

أَبي عائذ الهذلي:

من الطَّاويات، خِلال الغَضَا،

بأَجْماد حَوْمَلَ أَو بالمَطَالي

وقول امريء القيس:

بين الدَّخُول فَحَوْمَلِ

إِنما صَرَفه ضرورة. وحَوْمَل: اسم امرأَة يُضْرب بكَلْبتها المَثَل،

يقال: أَجْوَع من كَلْبة حَوْمَل.

والمَحْمولة: حِنْطة غَبْراء كأَنها حَبُّ القُطْن ليس في الحِنْطة

أَكبر منها حَبًّا ولا أَضخم سُنْبُلاً، وهي كثيرة الرَّيْع غير أَنها لا

تُحْمَد في اللون ولا في الطَّعْم؛ هذه عن أَبي حنيفة. وقد سَمَّتْ حَمَلاً

وحُمَيلاً. وبنو حُمَيْل: بَطْن؛ وقولهم:

ضَحِّ قَلِيلاً يُدْرِكِ الهَيْجَا حَمَل

إِنما يعني به حَمَل بن بَدْر. والحِمَالة: فَرَس طُلَيْحَة ابن

خُوَيلِد الأَسدي؛ وقال يذكرها:

عَوَيْتُ لهم صَدْرَ الحِمَالة، إِنَّها

مُعاوِدَةٌ قِيلَ الكُمَاةِ نَزَالِ

فَيوْماً تَراها في الجِلال مَصُونَةً،

ويَوْماً تراها غيرَ ذاتِ جِلال

قال ابن بري: يقال لها الحِمالة الصُّغْرَى، وأَما الحِمَالة الكبرى فهي

لبني سُلَيْم؛ وفيها يقول عباس بن

مِرْدَاس:

أَما الحِمَالَة والقُرَيْظُ، فقد

أَنْجَبْنَ مِنْ أُمٍّ ومن فَحْل

حمل

1 حَمَلَهُ, aor. ـِ inf. n. حَمْلٌ (S, Mgh, Msb, K, &c., in some copies of the S حِمْلٌ) and حُمْلَانٌ, (Mgh, K,) He bore it, carried it, took it up and carried it, conveyed it, or carried it off or away, (MA,) عَلَى ظَهْرِهِ (S, MA,) upon his back, or عَلَى رَأْسِهِ upon his head; (MA;) and ↓ احتملهُ signifies the same: (Msb, K:) or the latter is used in relation to an object inconsiderable and small in comparison with that in relation to which the former is used; as in the saying of En-Nábighah, (TA,) إِنَّا اقْتَسَمْنَا خُطَّتَيْنَا بَيْنَنَا فَجَارِ ↓ فَحَمَلْتَ بَرَّةَ وَاحْتَمَلْتُ [Verily we have divided our two qualities between us, and thou hast borne as thy share goodness, and I have borne as my share wickedness]. (TA * in the present art., and S and TA &c. in arts. بر and فجر.) Hence, in the Kur [xx. 100], فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ القِيَامَةِ وِزْرًا [He shall bear, on the day of resurrection, a heavy burden]. (TA.) Hence also, in the Kur [vii. 189], حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا [She bore a light burden]; (S, TA;) i. e., [as some say,] the seminal fluid. (TA.) Hence also, in the Kur [xxix. 60], وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا [And how many a beast is there that does not bear its sustenance !], meaning, (assumed tropical:) does not provide its sustenance, but is sustained by God. (TA.) يَحْمِلُ الحَطَبَ [lit. He carries firewood], (A in art. حطب,) or الحَطَبَ الرَّطْبَ [juicy, or fresh, firewood], (Er-Rághib, TA,) means (tropical:) he goes about with calumny, or slander. (A in art. حطب, and Er-Rághib * and TA. *) b2: حَمَلَهُ عَلَى الدَّابَّة, (Msb, TA,) aor. ـِ (TA,) inf. n. حَمْلٌ, (Msb, TA,) [He carried him, or mounted him, (namely, a man, Msb) upon the beast; as also ↓ احتملهُ.] And حَمَلَهُ [alone] He gave him a beast upon which to ride. (T, TA. [See Kur ix. 93.]) أَحْمَلَهُ is not used in this sense. (T, TA.) b3: See also 4. b4: حَمَلَتِ المَرْأَةُ, aor. ـِ (K,) inf. n. حَمْلٌ, (TA,) (tropical:) The woman became pregnant, or conceived: (K, TA:) and حَمَلَتْ وَلَدَهَا She became pregnant with, or conceived, her child: (Msb:) one should not say, حَمَلَتْ بِهِ; or this is rare; (K;) or one should not say this, but it is frequently said; (IJ, TA;) [for] as حَمَلَتْ is syn. with عَلِقَتْ, (Msb, TA,) and the latter is trans. by means of بِ the former is thus made trans., (TA,) therefore one says, حَمَلَتْ بِهِ فِى لَيْلَةِ كَذَا وَفِى مَوْضِعِ كَذَا, meaning She became pregnant with him, or conceived him, in such a night, and in such a place. (Msb.) حَمَلَتْ is also said of a ewe or she-goat, and of a female beast of prey, [and app. of any female,] accord. to IAar; meaning (assumed tropical:) She was, or became, in the first stage of pregnancy. (TA.) b5: حَمَلَتِ الشَّجَرَةُ, inf. n. حَمْلٌ, (assumed tropical:) The tree [bore, or] produced, or put forth, its fruit. (Msb.) b6: حَمَلَ بِدَيْنٍ, and بِدِيَةٍ, inf. n. حَمَالَةٌ, (assumed tropical:) [He bore, or took upon himself, the responsibility, or he was, or became, responsible, for a debt, and a bloodwit:] (Msb:) [for] حَمَلَ بِهِ, aor. ـِ inf. n. حَمَالَةٌ, signifies كَفَلَ. (S, * K.) And حَمَلَ الحَمَالَةَ and ↓ تحمّلها (assumed tropical:) [He was, or became, responsible for the bloodwit, or debt or the like]: both signify the same: (S, TA:) and بِهِ ↓ تحمّل (assumed tropical:) He took it upon himself, or became responsible, or answerable, for it: (Msb in art. كفل:) and مُعْظَمَهُ ↓ تحمّل (assumed tropical:) He took, or imposed, upon himself, or undertook, the main part of it: (Jel in xxiv. 11:) and الأَمْرَ ↓ احتمل (assumed tropical:) He took, or imposed, upon himself, or undertook, the thing, or affair; he bore, or took upon himself, the burden thereof. (L in art. قلد.) Yousay, حَمَلَ قَوْمٌ عَنْ قَوْمٍ دِيَةً, (K, TA,) or غَرَامَةً, (TA,) (assumed tropical:) [A party bore, or took upon itself, for a party, the responsibility for a bloodwit, or a debt or the like;] as also ↓ تحمّل. (S.) [And حَمَلَ عَنْ فُلَانٍ لِفُلَانٍ كَذَا (assumed tropical:) He bore, or took upon himself, for such a one, the responsibility, to such a one, for such a thing.] And حَمَالَةً بَيْنَ ↓ تحمّل قَوْمٍ (assumed tropical:) He bore, or took upon himself, the responsibility for the bloodwits between people, in order to make peace between them, when war had occurred between them, and men's blood had been shed. (TA, from a trad.) b7: حَمَلَ ظُلْمًا (assumed tropical:) [He made himself chargeable with wrongdoing]. (Kur xx. 110.) b8: [حَمَلَ الأَمَانَةَ: see أَمَانَةٌ: accord. to some, it means (assumed tropical:) He took upon himself, or accepted, the trust: accord. to others, he was unfaithful to it: and ↓ اِحْتَمَلَهَا means the same.]

b9: حَمَلْتُ إِدْلَالَهُ: see 8. b10: حَمَلَ عَنْهُ: see 8. b11: حَمَلَ فُلَانٌ الحِقْدَ عَلَى فُلَانٍ (assumed tropical:) Such a one [bore or] concealed in his mind rancour, malevolence, malice, or spite, against such a one. (TA.) and فُلَانٌ لَا يَحْمِلُ, i. e. يُظْهِرُ غَضَبَهُ [which may be meant as the explanation of لا يحمل, i. e. (assumed tropical:) Such a one shows (or will not conceal) his anger; and thus SM understood it; or as the explanation of يحمل alone, i. e. such a one will not show his anger]: (Az, TA:) [for] حَمَلَ الغَضَبَ, (K,) aor. ـِ inf. n. حَمْلٌ, (TA,) means (tropical:) he showed, or manifested, anger. (K, TA.) And hence, it is said, is the saying, in a trad., إِذَا بَلَغَ المَآءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ يَحْمِلْ خَبَثًا, i. e. (assumed tropical:) [When the water amounts to the quantity of two vessels of the kind called قُلَّة,] impurity does not appear in it: (O, K, * TA:) or the meaning is, (assumed tropical:) it does not admit the bearing of impurity: for one says, فُلَانٌ لَا يَحْمِلُ الضَّيْمَ, i. e. (assumed tropical:) such a one refuses to bear, or submit to, and repels from himself, injury. (Msb.) Yousay also, حَمَلَ مِنْ ذٰلِكَ أَنَفًا (assumed tropical:) He conceived, in consequence of that, disdain, or scorn, arising from indignation and anger. (TA in art. انف, from a trad.) b12: حَمَلَ الحَدِيثَ (assumed tropical:) [He bore in his memory, knowing by heart, the tradition, or narrative, or story; and in like manner, القُرْآنَ the Kur-án]. (Msb in art. روى.) b13: حَمَلَ فُلَانًا, and بِهِ ↓ تحمّل and عَلَيْهِ, (assumed tropical:) He relied upon such a one in intercession, and in a case of need. (TA.) b14: حُمِلَ عَلَى النَّاقَةِ (assumed tropical:) The she-camel was covered by a stallion. (M in art. صمد.) b15: حَمَلَ عَليْهِ [as syn. with حَمَّلَهُ]: see 2, in three places. b16: حَمَلَ عَلَى دَابَّتِهِ فَوْقَ طَاقَتِهَا فِى السَّيْرِ (assumed tropical:) [He tasked his beast beyond its power in journeying, or marching, or in respect of pace]. (S in art. جهد.) and حَمَلَ عَلَى نَفْسِهِ فِى السَّيْرِ (assumed tropical:) He jaded, or fatigued, himself, or tasked himself beyond his power, in journeying, or marching. (S, TA.) [See also 6.]

b17: حَمَلَ عَلَيْهِ فِى الحَرْبِ, inf. n. حَمْلَةٌ [which is properly an inf. n. of un.], (T, S,) (assumed tropical:) He charged, or made an assault or attack, upon him in war, or battle. (TA.) b18: حَمَلْتُ عَلَى بَنِى فُلَانٍ (assumed tropical:) I made mischief, or I excited disorder, disagreement, dissension, or strife, between, or among, the sons of such a one. (Az, S.) b19: حَمَلَهُ عَلَى الأَمْرِ, aor. ـِ (assumed tropical:) He incited, excited, urged, instigated, induced, or made, him to do the thing, or affair. (ISd, K.) b20: [حَمَلَ لَفْظًا عَلَى لَفْظٍ آخَرَ, aor. ـِ inf. n. حَمْلٌ, a phrase often used in lexicology and grammar, (assumed tropical:) He made, or held, a word, or an expression, to accord in form, or in meaning, or syntactically, with another word, or expression. One says, يُحْمَلُ عَلَى الأَكْثَرِ (assumed tropical:) It (a word) is made to accord in form with those words with which it may be compared that constitute the greater number: thus one says of رَحْمَانُ, which is made to accord in form with words of the measure فَعْلَانُ, though it has not a fem. of the measure فَعْلَى, in preference to فَعْلَانٌ, because words of the measure فَعْلَانُ are more numerous than those of the measure فَعْلَانٌ. And يُحْمَلُ عَلَى نَقِيضِهِ (assumed tropical:) It (a word) is made to accord in form with its contrary in meaning: thus عِجَافٌ, an anomalous pl. of أَعْحَفُ, is made to accord. in form with سِمَانٌ, a regular pl. of سَمِينٌ. and يَحمَلُ عَلَى المَعْنَى (assumed tropical:) It (a word) is made to accord syntactically with its meaning: and يُحْمَلُ عَلَى اللَّفْظِ (assumed tropical:) It is made to accord syntactically with its grammatical character: the former is said when, in a sentence, we make a mase. word fem., and the contrary, because the meaning allows us to substitute a fem. syn. for the masc. word, and a masc. syn. for the fem. word: for ex., it is said in the Kur vi. 78, فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هٰذَا رَبِّى “ And when he saw the sun rising, he said, This is my Lord: ” here (by saying بازغة) الشمس is first made to accord syntactically with its grammatical character (تُحْمَلُ عَلَى اللَّفْظِ); and then (by saying هٰذَا instead of هٰذِهِ) it is made to accord syntactically with its meaning (تُحْمَلُ عَلَى المَعْنَى), which is الجِرْم or the like: this is allowable; but the reverse in respect of order is of weak authority; because the meaning is of more importance than the grammatical character of the word. (Collected from the Kull pp. 156 and 157, and other works.)] b21: حَمَلَهُ أَحْسَنَ مَحْيَلٍ (assumed tropical:) [He put the best construction upon it; namely, a saying: محمل being here an inf. n.]. (TA in art. ابو) b22: [حَمَلَهُ عَلَى النَّاسِخِ (assumed tropical:) He attributed it to, or charged it upon, the copyist; namely, a mistake. حُمِلَ علَى النَّاسِخِ, said of a mistake, occurs in the K in art. ربخ b23: عَلَى آخَرَ حَمَلَ شَيْئًا, in logic, means (assumed tropical:) He predicated a thing of another thing.] b24: See also حُمْلَانٌ.2 حمّلهُ الشَّىْءَ, (Msb,) and الرِّسَالَةَ, (S, TA,) inf. n. تَحْمِيلٌ, (TA,) He made him, or constrained him, to bear or carry [the thing, and the message; and in like manner, عَلَيْهِ الشَّىْءَ ↓ حَمَلَ]. (S, Msb, * TA.) [And حمّلهُ, alone, He loaded him; namely, a camel, &c.] You say also, حَمَّلَهُ الأَمْرَ ↓ فَتَحَمَّلَهُ, inf. n. of the former تَحْمِيلٌ and حِمَّالٌ, like كِذَّابٌ, [which is of the dial. of El-Yemen], and of the latter verb تَحَمُّلٌ and تِحِمَّالٌ [like تِكِلَّامٌ &c.], (K,) (assumed tropical:) He imposed upon him the affair, as a task, or in spite of difficulty or trouble or inconvenience, and he undertook it, as a task, &c. (Msb in art. كلف.) And ↓ حَمَّلْتُهُ أَمْرِى فَمَا تَحَمَّلَ (assumed tropical:) [I imposed upon him my affair, as a task, &c., but he did not undertake it]. (TA.) It is said in the Kur [xxiv. 53], فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ (assumed tropical:) [Upon him rests only that which he has had imposed upon him; and upon you, that which ye have had imposed upon you]: i. e., upon the Prophet rests the declaring of that which has been revealed to him; and upon you, the following him as a guide. (TA.) And رَبَّنَا عَلَى الَّذِينَ مِنْ ↓ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ ↓ تَحْمِلٌ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ (assumed tropical:) [O our Lord, and do not Thou impose upon us a burden, like as Thou imposedst it upon those before us: O our Lord, and do not Thou impose upon us that which we have not power to bear]: (Kur ii. last verse:) or, accord. to one reading, تُحَيِّلْ, which has an intensive signification [when followed by على]. (Bd.) b2: [حمّلهُ ذَنْبًا (assumed tropical:) He charged him with a crime, or an offence: see a verse of En-Nábighah cited voce عَرٌّ.]3 حاملهُ [He bore with him a burden]. You say, of a Wezeer, حَامَلَ المَلِكَ أَعْبَآءَ المُلْكِ (assumed tropical:) [He bore with the King the burdens of the regal office]. (A in art. وزر.) [See also 4.] b2: Also (assumed tropical:) He requited him; namely, a man: or, accord. to AA, مُحَامَلَةٌ signifies the requiting with beneficence. (TA.) 4 احملهُ He helped him to bear, or carry, (T, S,) that which he was bearing, or carrying: (T, TA:) or you say, احملهُ الحِيْلَ he helped him to bear, or carry, the load, or burden: and ↓ حَمَلَهُ, i. e. فَعَلَ ذٰلِكَ بِهِ [he did that with him]. (M, O, K.) [See also 3.]

A2: أَحْمَلَتْ She (a woman, S, K, and a camel, S) yielded her milk without being pregnant. (S, K.) 5 تحمّل He took upon himself the bearing, or carrying, of loads, or burdens: this is the primary signification. (Har p. 48.) b2: [Hence, (assumed tropical:) He burdened himself with, or he became, or made himself, chargeable with, or he bore, or took upon himself, the burden of, a sin, or crime, or the like; as also ↓ احتمل:] you say احتمل إِثْمًا meaning تحملّهُ. (Jel in iv. 112 and xxxiii. 58.) And تحمّل غُرْمًا (assumed tropical:) He took, or imposed, upon himself a debt, or fine. (MA.) b3: [And hence, likewise, several other significations:] see 2, in two places: b4: and 8: b5: and 1, in six places. b6: Also He bound the load, or burden, [or the loads, or burdens, on the saddle, or saddles, or on the beast, or beasts;] (Har p. 48;) and ↓ احتيل signifies [the same, or] he put, or placed, the load, or burden, [or the loads, or burdens,] on the saddle, [or saddles, or on the beast, or beasts.] (Har p. 556.) b7: [And hence,] تحمّلوا and ↓ احتملوا (assumed tropical:) They went away, departed, or journeyed. (S, TA.) 6 تحامل عَلَيْهِ [He bore, bore his weight, pressed, or pressed heavily, upon it, or him]. You say, تَحَامَلَ عَلَى رَأْسِ رُمْحِهِ مُعْتَمِدًا عَلَيْهِ لِيَمُوتَ [He bore, bore his weight, pressed, or pressed heavily, upon the head of his spear, leaning upon it, in order that he might die]. (Mgh in art. ركز.) And تَحَامَلْتُ عَلَيْهِ كَالعَاصِرِ [I pressed, or pressed heavily, upon it, like the squeezer of fruit &c.]. (Msb in art. همز.) b2: [Hence,] (assumed tropical:) He wronged him; or treated him wrongfully, or unjustly. (S, Mgh, and Har p. 80.) And it is asserted that one says, تحامل الزَّمَانُ عَنْ فُلَانٍ

meaning (assumed tropical:) Time, or fortune, turned from such a one, and took away his property: and تحامل إِلَيْهِ (assumed tropical:) It became favourable to him. (Har ibid.) b3: [Also] (assumed tropical:) He imposed upon him, or tasked him with, that which he was not able to bear, or to do. (M, O, K.) And تحامل عَلَى نَفْسِهِ, (S, O,) or تحامل فِى الأَمْرِ and بِالأَمْرِ, (M, K,) (assumed tropical:) He imposed upon himself, or tasked himself with, or constrained himself to do, the thing, or affair, notwithstanding difficulty, or trouble, or inconvenience, (S, M, O, K,) and fatigue. (M, TA.) And تَحَامَلْتُ فِى المَشْىِ (assumed tropical:) I constrained myself to walk, notwithstanding difficulty, or trouble, or inconvenience, and fatigue: whence, رُبَّمَا يَتَحَامَلُ الصَّيْدُ وَيَطِيرُ, i. e. (assumed tropical:) Sometimes the game will constrain itself to fly, notwithstanding difficulty, &c., and will fly. (Mgh.) [See also two similar phrases in the first paragraph.] b4: ↓ مُتَحَامَلٌ is used as its inf. n., and also as a noun of place: using it as an inf. n., you say, مَافِى فُلَانٍ مُتَحَامَلٌ i. e. تَحَامُلٌ (assumed tropical:) [There is not, in such a one, wrongdoing, &c.]: and using it of a place, هٰذَا مُتَحَامَلُنَا (assumed tropical:) [This is our place of wrong-doing, or wrongtreatment, &c.]. (S, TA.) 7 انحمل عَلَى الأَمْرِ (assumed tropical:) He was, or became, incited, excited, urged, instigated, induced, or made, to do the thing, or affair. (ISd, K.) 8 احتمل He raised a thing upon his back. (Har p. 41.) b2: See also 1, in five places: and see 5, in three places. b3: (assumed tropical:) He bore, endured, or sustained. (KL.) You say, اِحْتَمَلْتُ مَا كَانَ مِنْهُ (assumed tropical:) [I bore, or endured, what proceeded from him, or what he did or said, or] I forgave what proceeded from him, and feigned myself neglectful of it. (Msb.) And إِدْلَالَهُ ↓ حَمَلْتُ and اِحْتَمَلْتُ (assumed tropical:) [I bore, or endured, his presumptuousness occasioned by his confiding in my love]. (S.) and احتملهُ (assumed tropical:) [He bore with, endured, suffered, or tolerated, him; or] he bore, or endured, his annoyance, or molestation, (احتمل أَذَاهُ,) and feigned himself neglectful of what proceeded from him, and did not reprove him. (Har p. 41.) and احتمل (assumed tropical:) He was forbearing, or clement; he acted with forbearance, or clemency; he treated with forbearance, or clemency, him who reviled him: (TA:) he forgave an offence; as also ↓ تحمّل: (Har p. 637:) and عَنْهُ ↓ حَمَلَ (tropical:) he treated him with forbearance, or clemency. (K, TA.) [and احتمل النِّعْمَة (assumed tropical:) He bore wealth; or he had, or exercised, the quality of doing so; generally meaning, in a becoming, or proper, manner; but also absolutely, as is shown by the phrase] سُوْءُ احْتِمَالِ النِّعْمَةِ (assumed tropical:) [The bearing of wealth ill, or in an evil manner]. (Er-Rághib voce بَطَرٌ.) and احتمل الصَّنِيعَةَ (assumed tropical:) He bore the benefit as a badge, and was thankful, or grateful, for it. (ISd, K.) b4: [In lexicology, said of a word or phrase or sentence, (assumed tropical:) It bore, admitted, or was susceptible of, a meaning, a sense, or an interpretation: and, elliptically, (assumed tropical:) it bore, admitted, or was susceptible of, two, or more, different meanings, senses, or interpretations; it was equivocal.] In the conventional language of the lawyers, and the Muslim theologians [and men of science in general], (Msb,) it is used, (Kull,) or may be used, (Msb,) as importing supposition, and admissibleness, or allowableness; and thus used, it is intrans.: and also as importing necessary implication, and inclusion; and thus used, it is trans.: you say, يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ كَذَا (assumed tropical:) [It is supposable, or admissible, or allowable, that it may be thus; or simply it may be thus; as also يُحْتَمَلُ, which is often used in this sense]: and اِحْتَمَلَ الحَالُ وُجُوهًا كَثِيرَةً (assumed tropical:) [The case necessarily implied, or included, many (possible) modes, or manners of being; or admitted of being put, or explained, or understood, in many ways; or bore many kinds of interpretation]. (Msb, Kull.) b5: احتملهُ الغَضَبُ (assumed tropical:) Anger disquieted, or flurried, him. (Mj, TA.) And اُحْتُمِلَ [alone] (assumed tropical:) He was disquieted, or flurried, by anger: (T, TA:) or, accord. to the Mj and M and O; but accord. to the K, followed by لَوْنُهُ; (TA;) (assumed tropical:) he was angry, and his colour changed. (K, TA.) b6: [اِحْتَمَلَتْ She (a woman) used a drug, or the like, in the manner of a suppository in the ragina: so in the present day: and so in the K, on the words قُنَّبِيطٌ and نِفْطٌ &c.] b7: احتمل He bought what is termed حَمِيل, i. e. a thing [in the CK للسَّبْىِ is put for لِلشَّىْءِ] carried from one country or town to another (K, TA) among a party of captives. (TA.) 10 اِسْتَحْمَلْتُهُ signifies سَأَلْتُهُ أَنْ يَحْمِلَنِى [i. e. I asked him to carry me, or to give me a beast on which to ride]. (S.) b2: استحملهُ نَفْسَهُ (assumed tropical:) He imposed upon him his wants and affairs. (M, K.) R. Q. 1 حَوْمَلَ He carried water. (Ibn-'Abbád, K.) حَمْلٌ [inf. n. of 1, q. v. b2: (tropical:) Gestation: see an ex. voce إِنْىٌ. b3: And hence,] (assumed tropical:) The young that is borne in the womb (M, K) of any animal; (M, TA;) and (assumed tropical:) the fruit of a tree, (IDrd, S, M, Msb, K,) as also ↓ حِمْلٌ: (IDrd, S, M, K:) or the former, (assumed tropical:) the thing that is in a belly, or on the head of a tree: (ISk, S, M, Mgh, K:) and ↓ the latter, a thing borne, or carried, (Msb, K,) on the back; [i. e. a load, or burden;] (Msb;) the thing that is on the back or on the head: (ISk, S, M, Mgh, K:) or the former, (assumed tropical:) a burden that is borne internally; as the young in the belly, and the water in the clouds, and the fruit in the tree as being likened to the حَمْل of the woman: and ↓ the latter, a burden that is borne externally; as the thing that is borne on the back: (Er-Rághib, TA:) or [when applied to fruit] the former signifies a fruit that is internal: and ↓ the latter, a fruit that is external: (M, K:) or the former, fruit of a tree when large, or much: and ↓ the latter, fruit when not large, or when not much and large: (K accord. to different copies:) this is the saying of AO, mentioned in the T, in art. شمل, where, in the copies of the T, is found ما لم يكثر, not مالم يكبر: (TA:) and the former also occurs as meaning a burden that requires, for the carrying it, a beast or the hire of a porter: (Mgh:) the pl. [of pauc.] of the latter (Mgh, Msb, K) and of the former (K) is أَحْمَالٌ (S, Mgh, Msb, K) and [the pl. of mult.] (of the former, K, * TA) حِمَالٌ (K) and (of the latter, Msb) حُمُولٌ (Msb, K) and حُمُولَةٌ. (S, M, Mgh, Sgh.) Hence, (in a trad., TA) هٰذَا الحِمَالُ لَاحِمَالُ خَيْبَرَ (assumed tropical:) [This is the fruit: not the fruit of Kheyber]: meaning that it is the fruit of Paradise; and that it does not fail, or come to an end. (M, K.) b4: See also what next follows.

حِمْلٌ: see حَمْلٌ, in five places. b2: حُمُولٌ, (S, M, K,) as pl. of حِمْلٌ, (M, K,) and of ↓ حَمْلٌ also, (K,) signifies likewise [Vehicles of the kind called] هَوَادِج [pl. of هَوْدَجٌ], (M, K,) whether having in them women or not: (M, TA:) or (assumed tropical:) camels upon which are هوادج, (Az, S, M, O, K,) whether there be in them women or not: (Az, S, O:) it is not applied to camels unless they have upon them هوادج. (M, TA.) b3: See also مَحْمِلٌ, and حَمُولَةٌ.

حَمَلٌ A lamb; i. e. the young one of the ewe in the first year; (Mgh, Msb;) i. q. بَرَقٌ; (S;) or خَرُوفٌ [explained in the K in art. خرف as the male young one of the sheep-kind; or such as has pastured, and become strong]: (K, and S and Msb in art. خرف:) or such as is termed جَذَعٌ, [i. e. a year old, or from six to ten months,] of the young of the sheep-kind; and less than this [in age]: (ISd, K:) accord. to Er-Rághib, it signifies مَحْمُولٌ [borne, or carried]; and the young of the sheep-kind is particularly called thus because borne, or carried, on account of its impotence, and of the nearness of the time when its mother was pregnant with it: (TA:) pl. حُمْلَانٌ (S, M, Mgh, Sgh, Msb, K) and أَحْمَالٌ. (M, K.) b2: [Hence,] الحَمَلُ (assumed tropical:) [The sign Aries;] a certain sign of the zodiac; (K;) the first of the signs of the zodiac; (S;) the constellation comprising, first, the شَرَطَانِ, which are its two horns; then, the بُطَيْن; then, the ثُرَيَّا. (T, TA.) One says, مُطِرْنَا بِنَوْءِ الحَمَلِ and بنوء الطَّلِىِّ (assumed tropical:) [We were, or have been, given rain by the auroral setting of Aries: so the pagan Arabs used to say: see نَوْءٌ; and see مَنَازِلُ القَمَرِ, in art. نزل]. (TA.) One says also, هٰذَا حَمَلٌ طَالِعًا (assumed tropical:) [This is Aries, rising]; suppressing the ال, but making the noun to remain determinate; and thus one does in the case of every name of a sign of the zodiac, preserving the ال or suppressing it. (TA.) b3: حَمَلٌ signifies also (tropical:) Clouds containing much water: (M, K, TA:) or black clouds: (T, TA: [see also حَوْمَلٌ, below:]) or, as some say, the rain [supposed to be given] by the نَوْء [see above] of الحَمَل. (TA.) حَمْلَةٌ (assumed tropical:) A charge, or an assault or attack, in war, or battle. (T, K.) حُمْلَةٌ: see what next follows.

حِمْلَةٌ and ↓ حُمْلَةٌ Carriage from one دار [app. here meaning country, or town, or the like,] to another. (K.) حُمْلَانٌ an inf. n. of حَمَلَ [q. v.]. (Mgh, K.) A2: Also A beast upon which a present is borne. (M, Mgh, O, K.) b2: Hire for that which is borne, or carried. (Lth, Mgh, TA.) b3: And, as a conventional term (Mgh, O, K) of the صَاغَة [or workers in gold and silver], (Sgh, K,) Adulterating alloy (غِشّ) that is added to dirhems, or coin (عَلَى الدَّرَاهِمِ ↓ يُحْمَلُ). (Mgh, Sgh, K.) b4: Also pl. of حَمَلٌ [q. v.]. (S, M, &c.) حَمَالٌ or حِمَالٌ: see حَمَالَةٌ.

حَمُولٌ (assumed tropical:) Forbearing, or clement. (M, K.) حَمِيلٌ i. q. ↓ مَحْمُولٌ [Borne, carried, taken up and carried, conveyed, or carried off or away]. (Msb, K.) b2: Hence, (Msb,) The rubbish, or rotten leaves, and scum, that are borne of a torrent. (S, Msb, K. *) b3: A thing [شَىْء, accord. to copies of the K and the TA, but accord. to the CK سَبْى, agreeably with the next of the explanations here following,] that is carried from one country or town to another (K, TA) among a party of captives. (TA.) b4: A captive; because carried from one country or town to another. (Msb.) b5: One who is carried a child from his country, not born in [the territory of] El-Islám: (S, O:) or one who is carried from his country to the country of El-Islám: or a child with a woman who carries it, and says that it is her son: or any relation, or kinsman, in the territory of the enemy: (Mgh:) or one that is carried from the territory of the unbelievers to that of ElIslám, and who is therefore not allowed to inherit without evidence: (Th, TA:) or a child in the belly of his mother when taken from the land of the unbelievers. (K.) b6: A foundling, or child cast out by his mother, whom persons carry off and rear: (K:) in some copies of the K, فَيَرِثُونَهُ is erroneously put for فَيُرَبُّونَهُ. (TA.) b7: (assumed tropical:) One whose origin, or lineage, is suspected; or who claims for his father one who is not; or who is claimed as a son by one who is not his father; syn. دَعِىٌّ. (S, Msb, K.) b8: (assumed tropical:) A stranger: (K:) as being likened to [the حَمِيل of] the torrent, or to the child in the belly. (Er-Rághib, TA.) b9: (assumed tropical:) One who is responsible, or a surety, (S, Msb, K,) for (بِ) a debt or a bloodwit; as also ↓ حَامِلٌ: (Msb:) because he bears [or is burdened with] the obligation, together with him upon whom the obligation properly rests. (TA.) b10: (assumed tropical:) What is withered and black of the ثُمَام and وَشِيج (K, TA) and ضَعَة and طَرِيفَة. (TA.) b11: (assumed tropical:) The [thong called] شِرَاك [of a sandal]. (O, K.) In one copy of the K, الشريك is put in the place of الشراك. (TA.) حَمَالَةٌ A bloodwit, (S, K, TA,) or a debt, an obligation, or a responsibility, that must be paid, discharged, or performed, taken upon himself by a person, (S, TA,) or taken upon themselves by a party of men, (K, TA,) for others; (S, K, TA;) as also ↓ حَمَالٌ, accord. to the T and M; or ↓ حِمَالٌ, accord. to the K: (TA:) or a responsibility which one takes upon himself for a debt or a bloodwit: pl. حَمَالَاتٌ: (Msb:) the pl. of حمال is حُمُلٌ. (K.) حِمَالَةٌ The occupation, or business, of a porter, or carrier of burdens. (M, K.) b2: Also said to be sing. of حَمَائِلُ, and syn. with مِحْمَلٌ, which see, in two places.

حَمُولَةٌ A camel, or horse, or mule, or an ass, upon which burdens are borne: (Mgh, Msb:) and sometimes applied to a number of camels: (Msb:) camels that bear burdens: and any beast upon which the tribe carries, namely, an ass or other animal; (S;) or a beast upon which people carry, namely, a camel, and an ass, and the like; (K;) whether the loads be thereon or not: (S, K:) or such as are able to bear: (Az, TA:) or particularly applied to such as have on them the loads; as also ↓ حُمُولٌ: (ISd, TA:) accord. to the T, not including asses nor mules: applied to one and to more than one: (TA:) a word of the measure فَعُولٌ receives the affix ة when it has the meaning of a pass. part. n. (S, TA.) b2: Also, accord. to the K, The loads, or burdens, themselves: but this, accord. to the S and M [and Mgh] and Sgh, is [حُمُولَةٌ, a pl. of حِمْلٌ,] with damm [to the ح]. (TA.) حَمِيلَةٌ (assumed tropical:) i. q. كَلٌّ and عِيَالٌ: so in the saying, هُوَ حَمِيلَةٌ عَلَيْنَا (assumed tropical:) [He is a burden upon us; one whom we have to support]. (O, K.) b2: Also said to be sing. of حَمَائِلُ, and syn. with مِحْمَلٌ, q. v.

حَمَائِلُ: see مِحْمَلٌ, in two places.

حَمَّالٌ A porter, or carrier of burdens. (Msb, K.) b2: حَمَّالَةُ الحَطَبِ [is applied in the Kur cxi. 4 to a woman, lit. meaning The female carrier of firewood: and as an intensive epithet is applied to a man, as meaning] (tropical:) The calumniator, or slanderer. (TA.) حَامِلٌ [Bearing, carrying, taking up and carrying, conveying, or carrying off or away;] act. part. n. of 1 having for its object what is borne on the back [&c.]: (Msb:) fem. with ة: (S, Msb:) pl. masc. حَمَلَةٌ: (S, TA:) and pl. fem.

حَامِلَاتٌ. (TA.) Hence, حَمَلَةُ العَرْشِ [The bearers of the عرش, or empyrean, held by the vulgar to be the throne of God]. (S, TA.) and the phrase فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا [in the Kur li. 2, lit. And the bearers of a load, or heavy load:] meaning (assumed tropical:) the clouds. (TA.) b2: Applied to a woman, (tropical:) Pregnant; (S, Mgh, Msb, K, &c.;) as also حَامِلَةٌ: (S, Msb, K:) the former as being an epithet exclusively applied to a female: the latter as conformable to its verb, which is حَمَلَتْ; (S, Msb;) or as being used in a tropical [or doubly tropical] manner, meaning pregnant in past time or in future time; (Msb;) or as a possessive epithet [meaning having a burden in the womb]: (TA:) [see an ex. of the latter in a verse cited in the first paragraph of art. مخص:] accord. to the Koofees, the former, not being applied to a male, has no need of the sign of the fem. gender: but the Basrees say that this [rule] does not uniformly obtain; for the Arabs say رَجُلٌ أَيِّمٌ and اِمْرَأَةٌ أَيِّمٌ, and رَجُلٌ عَانِسٌ and اِمْرَأَةٌ عَانِسٌ; and that, correctly speaking, حَامِلٌ and طَالِقٌ and حَائِضٌ and the like are epithets masc. in form applied to females, like as رَبْعَةٌ and رَاوِيَةٌ and خُجَأَةٌ are epithets fem. in form applied to males. (S.) It is also applied to a she-camel [and app. to any female] in the same sense. (Mgh.) b3: Applied to trees (شَجَرٌ), (assumed tropical:) Bearing fruit: (TA:) fem. with ة. (K.) b4: See also حَمِيلٌ. b5: [Respecting this epithet, and the phrases حَامِلُ الأَمَانَةِ and مُحْتَمِلُ الأَمَانَةِ, see also أَمَانَةٌ, last sentence but one.] b6: حَمَلَةُ القُرَآنِ (assumed tropical:) [Those who bear in their memory the Kur-án, knowing it by heart]. (S, TA.) حَوْمَلٌ Clouds (سَحَابٌ) black by reason of the abundance of their water. (O, K.) [See also حَمَلٌ.] b2: A clear torrent. (K.) b3: The first of anything. (K.) حَامِلَةٌ fem. of حَامِلٌ [q. v.]. (S, Msb.) b2: حَوَامِلُ is its pl.: and signifies The legs; (M, K;) because they bear the man. (TA.) b3: and The sinews, or tendons, of the foot and of the fore arm; (M, K;) and the [veins called the] رَوَاهِش thereof. (M, TA. [See الوَرِيدُ.]) b4: See also مَحْمِلٌ.

مَحْمِلٌ [of which the primary signification is A place of bearing or carrying], (S, Mgh, Msb, K,) or ↓ مِحْمَلٌ [which primarily signifies An instrument for bearing or carrying], (M, Mgh,) or the latter is allowable, (Msb,) The [kind of vehicle called] هَوْدَج; (Msb;) as also ↓ حِمْلٌ: (M, K:) or the large هودج termed حَجَّاجِىٌّ: (Mgh:) or a pair of dorsers, or panniers, or oblong chests, (شِقَّانِ,) upon a camel, in which are borne two equal loads, (K,) [and which, with a small tent over them, compose a هودج;] first made use of by El-Hajjáj Ibn-Yoosuf Eth-Thakafee: (TA:) one of the مَحَامِل of the pilgrims: (S:) مَحَامِلُ being the pl. (K.) Hence, ↓ مَحَامِلِىٌّ A seller of مَحَامِل. (K.) [What is now particularly termed the محمل (vulgarly pronounced مَحْمَل) of the pilgrims is an ornamented هودج, which is borne by a camel, but without a rider, and is regarded as the royal banner of the caravan; such as is described and figured in my work on the Modern Egyptians. (See also مَحَارَةٌ, in art. حور.)] Its application to (tropical:) The camel that bears the محمل is tropical. (Mgh.) [See also حِمْلٌ. The assertion that it signifies also the silk covering that is sent every year for the Kaabeh is erroneous. This covering is sent from Cairo, with the baggage of the chief of the Egyptian pilgrim-caravan.] b2: Also مَحْمِلٌ, (K,) or ↓ مِحْمَلٌ, (M,) A basket (زِنْبِيل) in which grapes are carried to the place where they are to be dried; and so ↓ حَامِلَةٌ. (K.) b3: One says also, مَا عَلَى فُلَانٍ مَحْمِلٌ (assumed tropical:) There is no ground of reliance upon such a one; syn. مُعْتَمَدٌ: (S:) or no relying, or reliance: (MA:) or no ground (lit. place) for imposing upon such a one the accomplishment of one's wants. (M, TA.) And مَا عَلَى البَعِيرِ مَحْمِلٌ مِنْ ثِقَلِ الحِمْلِ (assumed tropical:) [There is no ground of reliance, or no relying, upon the camel, by reason of the heaviness of the load.] (TA.) مُحْمِلٌ A woman, (S, M, K,) and a she-camel, (S, M,) who yields her milk without being pregnant. (S, M, K.) مِحْمَلٌ: see مَحْمِلٌ, in two places. b2: The عِلَاقَة of a sword (S, Msb, * K) &c.; (Msb;) i. e. its suspensory thong [or cord or shoulder-belt], by which the wearer hangs it upon his neck; (S, TA;) as also ↓ حِمَالَةٌ (S, Msb, K) and ↓ حَمِيلَةٌ: (IDrd, K:) and the ↓ حِمَالَة of the bow is similar to that of the sword: the wearer throws it upon his right shoulder, and puts forth his left arm from it, so that the bow is on his back: (AHn, TA:) the pl. of مِحْمَلٌ is مَحَامِلُ: (Az, Msb:) and that of حِمَالَةٌ, (S, Msb,) or of حَمِيلَةٌ, (Kh, TA,) is ↓ حَمَائِلُ; (Kh, S, TA;) or, accord. to As, حَمَائِلُ has no proper sing., its sing. being only مِحْمَلٌ. (S, TA.) b3: Dhu-r-Rummeh applies it to (tropical:) The root of a tree; (S, K;) likening this to the محمل of a sword. (S.) b4: مَحَامِلُ الذَّكَرِ and ↓ حَمَائِلُهُ (assumed tropical:) The veins in the root and skin of the penis. (M, K.) نَاقَةٌ مُحَمَّلَةٌ A she-camel heavily burdened, or overburdened. (TA.) مَحْمُولٌ: see حَمِيلٌ. b2: Also (tropical:) A fortunate man: from the riding of beasts such as are termed فُرَّهٌ, (K, * TA,) i. e. brisk, sharp, and strong. (TA in art. فره.) b3: [In logic, (assumed tropical:) A predicate: and (assumed tropical:) an accident: in each of these senses contr. of مَوْضُوعٌ.]

مَحْمُولَةٌ A dust-coloured wheat, (K, TA,) like the pod of the cotton-plant, (TA,) having many grains, (K, TA,) and large ears, and of much increase, but not approved in colour nor in taste: so in the M. (TA.) مُحَامِلٌ (assumed tropical:) One who is unable to answer thee; and who does it not, to preserve thine affection. (TA.) مَحَامِلِىٌّ: see مَحْمِلٌ.

مُحْتَمِلُ الأَمَانَةِ: see أَمَانَةٌ, last sentence but one.

مُتَحَامَلٌ: see 6, last sentence.

شَهْرٌ مُسْتَحْمِلٌ A month that brings people into difficulty, or distress; (K, TA;) that is not as it should be. (TA.) Such is said by the Arabs to be the case إِذَا نَحَرَ هِلَالٌ شِمَالًا [app. meaning when a new moon faces a north-east wind]. (TA.)
حمل
حَمَلَهُ على ظَهْرِه يَحْمِلُه حَمْلاً وحُمْلاناً بالضمّ فَهُوَ مَحْمُولٌ وحَمِيلٌ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ القِيَامَة وِزْراً وقولُه تَعَالَى: فَالْحَامِلاَتِ وِقْراً يَعْنِي السَّحابَ، وقولُه تَعَالَى: وَكَأيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لاَ تَحْمِلُ رِزْقَهَا أَي لَا تَدَّخِر رِزقَها، إِنَّمَا تُصْبح فيرزقُها اللَّهُ تَعَالَى. واحْتَمَلَه كَذَلِك.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَاحْتَمَلَ السَّيلُ زَبَداً رَابِياً. وقولُ النابِغة: فحَمَلْتُ بَرَّةَ واحْتَمَلْتَ فَجارِ عَبّر عَن البَرَّة بالحَمْل، وَعَن الفَجْرَة بالاحتِمال لِأَن حَمْلَ البَرَّةِ بِالْإِضَافَة إِلَى احتِمال الفَجْرَةِ أمرٌ يسيرٌ ومُستَصْغَرٌ، وَمثله: لَهَا مَا كَسَبَتْ وعَلَيها مَا اكْتَسَبَتْ. وَقَالَ الراغِبُ: الحَمْلُ مَعْنًى واحِدٌ اعتُبِر فِي أشياءَ كثيرةٍ، فسُوِّيَ بَين لفظِه فِي فَعَلَ، وفُرِق بَين كثيرٍ مِنْهَا فِي مصادِرِها، فقِيل فِي الأثقال المحمولَةِ فِي الظاهرِ، كالشيء المَحمولِ على الظَّهر: حَمْلٌ، وَفِي الأثقال المحمولةِ فِي الباطِن: حَمْلٌ، كالوَلَدِ فِي البَطْن، والماءِ فِي السَّحاب، والثَّمَرةِ فِي الشَّجَرةِ، تَشْبِيها بحَمْلِ المرأَةِ. والحِمْل، بِالْكَسْرِ: مَا حُمِلَ، ج: أَحمالٌ وحَمَلَه على الدابَّة يَحْمِلُه حَملاً. والحُمْلانُ، بالضمّ: مَا يُحْمَلُ عَلَيْهِ من الدوابِّ، فِي الهِبَةِ خاصَّةً كَذَا فِي المُحكَم والعُباب. قَالَ اللَّيث: وَيكون الحُمْلانُ أَجْراً لما يُحْمَلُ. زَاد الصاغانيُّ: حُملَانُ الدَّراهِمِ فِي اصطِلاح الصاغَةِ جَمع صائغٍ: مَا يُحْمَلُ على الدَّراهِمِ من الغِش تَسْمِيَة بالمَصدَر، وَهُوَ مَجاز. وحَمَلَهُ على الأمرِ يَحْمِلُه فانْحَمَلَ: أَغْراهُ بِهِ عَن ابْن سِيدَه. والحَمْلَةُ: الكَرَّةُ فِي الحَربِ يُقَال: حَمَلَ عَلَيْهِ حَملَةً مُنْكَرةً، وشَدَّ شَدَّةً مُنكَرة، نَقله الأزهريُّ. الحُمْلَةُ، بالكسرِ والضّمّ: الاحتِمالُ مِن دارٍ إِلَى دارٍ.
وحَمَّلَهُ الأمرَ تَحْمِيلاً وحِمَّالاً، ككِذّابٍ، فتَحَمَّلَه تَحَمُّلاً وتِحْمالاً على تِفْعالٍ، كَمَا هُوَ مضبوطٌ فِي)
المُحكَم، وَفِي نُسَخ الْقَامُوس: بكسرتين مَعَ تَشْدِيد الْمِيم. وقولُه تَعَالَى: فَإِنَّمَا عَلَيهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيكُم مَا حُمِّلْتُم أَي علر النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا أُوحِىَ إِلَيْهِ وكُلِّف أَن يُبَيِّنَه، وَعَلَيْكُم أَنْتُم الاتِّباعُ. وقولُه تَعَالَى: فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْها وحَمَلَها الإِنْسَانُ: أَي يَخُنَّها، وخانَها الإنسانُ ونَصُّ الأزهريُّ: عَرَّفَنا تَعَالَى أَنَّهَا لم تَحْمِلْها: أَي أَدَّتْها، وكُلُّ مَن خَان الأمانةَ فقد حَمَلها، وكل مَن حَمَل الإثمَ فقد أَثِمَ، وَمِنْه: وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وأَثْقَالاً مَعَ أثْقالِهِم فأَعْلَمَ تَعَالَى أنّ مَن بَاءَ بالإثم سُمِّيَ حَامِلا لَهُ، والسمواتُ والأرضُ أَبَيْنَ حَمْلَ الأمانةِ، وَأَدَّيْنَها، وأداؤُها طاعةُ اللَّهِ فِيمَا أَمرَها بِهِ، والعملُ بِهِ وتركُ المَعصية. قَالَ الحسنُ: الإنسانُ هُنَا: الكافِر والمُنافِقُ أَي خَانا وَلم يُطِيعا، وَهَكَذَا نَص العُباب بعَينِه، وعَزاه إِلَى الزَّجَّاج. فقولُ شيخِنا: هُوَ مُخالِفٌ لما فِي التفاسير، غيرُ وَجِيهٍ، فتأمَّلْ. واحْتَمَل الصَّنِيعةَ: تَقلَّدها وشَكَرَها وكُلُّه من الحَمْل، قَالَه ابنُ سِيدَه. قَالَ: وتَحامَلَ فِي الأمْرِ، تَحامَلَ بِهِ: تَكَلَّفَه على مَشَقَّةٍ وإعياءٍ، كَمَا فِي المُحكَم، ومِثل ذَلِك: تَحَامَلْتُ على نَفْسِي، كَمَا فِي العُباب. تَحامَل عَلَيْهِ: كَلَّفَه مَا لَا يُطِيقُ كَمَا فِي المُحكَم والعُباب. واسْتَحْمَلَه نَفْسَه: حَمَّلَه حَوائِجَه وأُمُورَه كَمَا فِي المُحكَم والمُحِيط، قَالَ زهَير:
(ومَن لَا يَزَلْ يَستَحمِلُ الناسَ نَفْسَهُ ... وَلَا يُغْنِها يَوْمًا مِن الدَّهْرِ يُسأَمِ)
وقولُ يَزِيدَ بنِ الأعْوَر: مُستَحْمِلاً أَعْرَفَ قد تَبَنَّى يُرِيد: مُسْتَحمِلاً سَناماً أَعرَفَ عَظِيماً. مِن المَجاز: شَهْرٌ مُستَحْمِل: يَحْمِلُ أهلَه فِي مَشقَّةٍ لَا يكون كَمَا يَنْبَغِي أَن يكون، تَقول الْعَرَب: إِذا نَحَر هلالٌ شَمالاً كَانَ شَهْراً مُستَحْمِلاً. مِن المَجاز: حَمَلَ عَنْهُ: أَي حَلُمَ، فَهُوَ حَمُولٌ كصَبُورٍ ذُو حِلْمٍ كَمَا فِي المُحكَم. قَالَ: والحَمْلُ: مَا يُحْمَلُ فِي البَطْنِ مِن الوَلَدِ وَفِي المحكَم: من الْأَوْلَاد فِي جَميع الحَيوان. ج: حِمالٌ بِالْكَسْرِ وأَحْمالٌ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: وَأُولَاتُ الأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ حَمْل بِلَا لامٍ: ة باليَمَنِ.
وحُمْلانُ كعُثْمانَ: قريةٌ أُخْرى بهَا. وحَمَلَت المرأةُ تَحْمِلُ حَملاً: عَلِقَتْ. قَالَ الراغِبُ: والأصلُ فِي ذَلِك: الحَمْل على الظَّهْر، فاستُعير للحَبَلِ، بدَلالة قولِهم: وَسَقَت الناقةُ: إِذا حَمَلَتْ، وأصلُ الوَسْقِ: الحَمْلُ المَحْمولُ على ظَهْر البَعِير. وَلَا يُقال: حَمَلَت بِهِ، أَو قَلِيلٌ قَالَ ابنُ جِنِّى: حَمَلَتْه، وَلَا يُقَال: حَمَلَتْ بِهِ، إلاّ أَنه كَثُر: حَمَلَت المرأةُ بوَلَدِها، وَأنْشد:
(حَمَلَتْ بِهِ فِي لَيلَةٍ مَزْؤُودَةٍ ... كَرهاً وعَقْدُ نطاقِها لم يُحْلَلِ)

وَقد قَالَ عَزَّ مِن قَائِل: حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرهاً وَكَأَنَّهُ إِنَّمَا جَازَ: حَمَلَتْ بِهِ، لَمّا كَانَ فِي معنى عَلِقَتْ بِهِ، ونَظيرُه: أُحِلَّ لَكُم لَيلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَث إِلَى نِسَائِكُم لَمّا كَانَ فِي معنى الإفضاءِ عُدِّيَ بإلى.
وَهِي حامِلٌ وحامِلَةٌ على النَّسَب وعَلى الفِعْل إِذا كَانَت حُبلَى. وَفِي العُباب والتهذيب: مَن قَالَ: حامِلٌ، قَالَ: هَذَا نَعْتٌ، لَا يكون إلّا للإناث، ومَن قَالَ: حامِلَةٌ، بناها على حَمَلَتْ، فَهِيَ حامِلَةٌ، وَأنْشد المَززُبانيُّ:
(تَمَخَّضَتِ المَنُونُ لَها بيَوْم ... أَنَى ولُكِلِّ حامِلَةٍ تِمام)
فَإِذا حَمَلَتْ شَيْئا على ظَهْرِها أَو على رَأسهَا، فَهِيَ حامِلَةٌ لَا غير، لِأَن الهاءَ إِنَّمَا تَلْحَقُ للفَرق، فأمّا مَا لَا يكون للمُذَكَّر فقد استُغْنىَ فِيهِ عَن عَلامَة التَّأْنِيث، فَإِن أَتَى بهَا، فَإِنَّمَا هُوَ الأَصْل. هَذَا قَول أهلِ الْكُوفَة، وَأما أهلُ الْبَصْرَة، فَإِنَّهُم يَقُولُونَ: هَذَا غيرُ مُستَمِر، لِأَن العربَ تَقول: رجُلٌ أَيِّمٌ، وَامْرَأَة أَيِّمٌ، ورجُلٌ عانِسٌ وامرأةٌ عانِسٌ، مَعَوشَجَرةٌ حامِلَةٌ: ذاتُ حَمْلٍ. الحَمَّالُ كشَدّادٍ: حامِلُ الأحْمَالِ، الحِمالَةُ ككِتابةٍ: حِرفَتُه كَمَا فِي المُحكَم. الحَمِيلُ كأمِيرٍ: الدَّعِيُّ، أَيْضا الغَرِيبُ تَشْبِيها)
بالسَّيل وبالوَلَدِ فِي البَطْن، قَالَه الراغِبُ، وَبِهِمَا فُسِّر قولُ الكُمَيت، يعاتِبُ قضاعَةَ فِي تحوُّلِهم إِلَى اليَمن:
(عَلامَ نَزلْتُمُ مِن غَيرِ فَقْرٍ ... وَلَا ضَرَّاءَ مَنْزِلَةَ الحَمِيلِ)
الحَمِيلُ: الشِّراك وَفِي نُسخةٍ: الشَّرِيكُ والأولَى مُوافقةٌ لنَصِّ العبُاب. الحَمِيلُ: الكَفِيلُ لكونِه حامِلاً للحقِّ معَ مَن عَلَيْهِ الحَقّ، وَمِنْه الحَدِيث الحَمِيلُ غارِمٌ. الحَمِيلُ: الوَلَدُ فِي بَطْنِ أُمِّه إِذا أُخِذَتْ مِن أرضِ الشِّرك وَقَالَ ثَعْلب: هُوَ الَّذِي يُحْمَلُ مِن بِلادِ الشِّرك إِلَى بِلَاد الإِسلام، فَلَا يُوَرَّثُ إلّا ببَيِّنة. الحَمِيلُ مِن السَّيل: مَا حَمَلَه مِن الغُثاءِ وَمِنْه الحَدِيث: فيَنْبُتُون كَمَا تَنْبُتُ الحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيلِ. الحَمِيلُ: المَنْبُوذُ يَحْمِلُه قومٌ فيُربونَه وَفِي بعض النُّسَخ: فيَرِثُونه وَهُوَ غَلَطٌ.
وَفِي العُباب: هُوَ الَّذِي يُحْمَلُ مِن بَلَدِ صَغِيرا، وَلم يُولَدْ فِي الإِسلام. الحَمِيلُ: مِن الثُّمامِ والوَشِيجِ والضَّعَةُ والطَّرِيفَةُ: الذَّابِل وَفِي المُحكَم: الدَّوِيلُ الأَسْوَدُ مِنْهُ. والمَحْمِلُ، كمَجْلِس وضُبِط فِي نُسَخ المحكَم: كمِنْبَرٍ، وَعَلِيهِ علامةُ الصِّحَّة: شِقَّانِ على البَعِيرِ يُحْمَلُ فيهمَا العَدِيلان، ج: مَحامِلُ وأوَّلُ مَن اتَّخذها الحَجّاجُ بن يوسُف الثَّقَفِي، وَفِيه يَقُول الشاعِر: أوَّل مَنْ إتَّخَذَ المَحامِلا أَخْزاه رَبِّي عاجِلاً وآجِلا كَذَا فِي المعارِف لِابْنِ قُتَيبةَ. وَإِلَى بَيعِها نُسِب الإِمامُ المُحدِّث أَبُو الْحسن أحمدُ بن مُحَمَّد بنِ أحمدَ ابنِ أبي عُبَيد الْقَاسِم بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن سعيد بن أبان الضَّبّي المَحامِلِيُّ وُلِد سنةَ، تفقَّه على أبي حامدٍ الإِسْفَرايني. وجَدُّه أَبُو الْحسن أحمدُ، سَمِع من أَبِيه، وَعنهُ ابنُه الْحُسَيْن، وابنُ صاعِدٍ، وَابْن مَنِيعٍ، مَاتَ سنةَ، وَأَبُو عبد الله الحُسين بن إِسْمَاعِيل، حَدَّث. وهم بَيتُ عِلْمٍ ورِياسة. مَاتَ أَبُو الْحسن هَذَا فِي سنة. وَمِنْهُم القَاضِي أَبُو عَبد الله الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد، رَوى عَن البُخارِىّ، وَكَانَ يحضُرُ مجلسَ إملائِه عشرةُ آلافِ رجُلٍ، قَضى بِالْكُوفَةِ سِتّين سنة، وَمَات سنةَ. ووَلدُه محمدٌ، وَيحيى حَفِيدُه، وَأَخُوهُ أَبُو الْقَاسِم الحُسَين. المَحْمِلُ أَيْضا، ضُبِط فِي المُحكَم: كمِنْبَرٍ وصَحَّح عَلَيْهِ: الزِّنْبِيلُ الَّذِي يُحْمَلُ فِيهِ العِنَبُ إِلَى الجَرِين، كالحامِلَةِ. المِحْمَلُ كمِنْبَرٍ: عِلاقَةُ السَّيفِ وَهُوَ السَّيرُ الَّذِي يُقَلَّدُه المُتَقَلِّد، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
(ففاضَت دُموعُ العَيْنِ مِنِّي صَبابَةً ... علَى النَّحْرِ حتّى بَلَّ دَمْعِيَ مِحْمَلِي)

كالحَمِلَةِ وَهَذِه عَن ابنِ درَيد والحِمالَةِ، بِالْكَسْرِ. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الحِمالَةُ للقَوْسِ: بمَنْزِلَتها للسَّيف، يُلْقيها المُتَنَكِّبُ فِي مَنْكِبه الْأَيْمن، ويُخْرِج يدَه اليُسرى مِنْهَا، فيكونُ القَوسُ فِي ظَهره.
قَالَ الخَلِيل: جَمْعُ حَمِيلَةٍ: حَمائِلُ. زَاد الأزهريُّ: وجَمْعُ مِحْمَلٍ: مَحامِلُ. وَقَالَ الأصمَعي: لَا واحِدَ لحَمائِلَ مِن لَفظهَا، وَإِنَّمَا واحِدُها: مِحْمَلٌ. المِحْمَلُ أَيْضا: عِزقُ الشَّجَرِ على التَّشْبِيه بعِلاقَة السَّيف، هَكَذَا سَمّاه ذُو الرُمة فِي قولِه:
(تَوخَّاهُ بالأَظْلافِ حتَّى كأَنما ... يُثيرُ الكُبابَ الجَعْدَ عَن مَتن مِحْمَلِ)
والحَمُولَةُ مِن الإِبِل: الَّتِي تَحْمِلُ، وَكَذَلِكَ كلُّ مَا احْتَمَلَ عَلَيْهِ القَومُ وَفِي المُحكَم: الحَيُّ مِن بَعِيرٍ وحِمارٍ ونحوِه. وَفِي المُحكَم: من بَعِيرٍ أَو حمارٍ أَو غيرِ ذَلِك كانَت عَلَيْهِ وَفِي المحكَم: عَلَيْهَا أَثْقالٌ أَو لم تَكُنْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرشاً يكون ذَلِك للواحدِ فَمَا فوقَه، وفَعُولٌ تدخُله الهاءُ، إِذا كَانَ بِمَعْنى مَفْعولٍ بهَا. وَقَالَ الراغِبُ: الحَمولَةُ لِما يُحْمَلُ عَلَيْهِ، كالقَتُوبَةِ والرَّكُوبةِ. وَقَالَ الأزهريُّ: الحَمُولَةُ: مَا أطاقَت الحَمْلَ. الحَمُولَة أَيْضا: الأَحْمالُ بعَينِها وظاهِره أَنه بِالْفَتْح، وضبَطه الصاغانيُّ والجوهريّ بالضمّ، ومِثْله فِي المحكَم، ونَصُّه: الأَحْمالُ بأعيانِها. والحُمُولُ، بالضّمّ: الهَوادِجُ كَانَ فِيهَا النِّساءُ أَو لم يكُنَّ، كَمَا فِي المُحكَم. أَو الإِبِلُ الَّتِي علَيها الهَوادِجُ كَانَ فِيهَا النِّساء أم لَا، كَمَا فِي الصِّحاح والعُباب. قَالَ ابنُ سِيدَه: الواحِدُ: حِمْلٌ بالكَسر زَاد غيرُه ويُفْتَح. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا يُقال: حُمُولٌ مِن الإِبل إلّا لِما عَلَيْهَا الهَوادِجُ. قَالَ: والحُمُولُ والحُمُولَةُ الَّتِي عَلَيْهَا الأَثقالُ خاصَّةً. وَفِي التَّهْذِيب: فأمّا الحُمُرُ والبِغالُ فَلَا تَدخُل فِي الحُمُولَة. وأَحْمَلَهُ الحِمْلَ: أعانَهُ عَلَيْهِ، وحَمَلَهُ: فَعَلَ ذَلِك بِهِ كَمَا فِي المُحكَم والعُباب. وَفِي التَّهْذِيب: وَيَجِيء مَن انقُطِعَ بِهِ فِي سَفَرٍ أبي رجُلٍ فَيَقُول: احْمِلْني: أَي أعْطِني ظَهْراً أركَبُه، وَإِذا قَالَ الرجُلُ: أَحْمِلْني، بِقطع الْألف، فَمَعْنَاه: أَعِنِّي على حَمْلِ مَا أَحْمِلُه. الحَمالَةُ كسَحابةٍ: الدِّيَةُ أَو الغَرامَةُ الَّتِي يَحْمِلُها قَومٌ عَن قَوْمٍ وَمِنْه الحَدِيث: لَا تَحِل المَسألةُ إلّا لثلاثةٍ ... ورجُلٍ تَحَمَّلَ حَمالَةً بينَ قَوْمٍ وَهُوَ أَن تقَعَ حربٌ بينَ قومٍ وتُسْفَكَ دِماءٌ، فيتحَمَّلَ رجل الدِّياتِ ليُصْلِحَ بينَهم. كالحِمالِ بِالْكَسْرِ. ج: حُمُلٌ ككُتُبٍ وظاهرُ سِياقِ المحكَم والتهذيب، يدُلُّ على أَنه بِالْفَتْح، فَإِنَّهُ بعدَ مَا ذكر الحَمالَة، قَالَ: وَقد تُطْرَح مِنْهَا الهاءُ. الحِمالَةُ ككِتابَةٍ أَفْراسٌ مِنْهَا فَرَسٌ كَانَ لبَني سُلَيمٍ قَالَ العَبّاسُ بنُ مِرداس السُّلَمِيُّ، رَضِي الله عَنهُ: بَين الحِمالَةِ والقُرَيْظِ فَقَدْ أَنْجَبَتْ مِن أُمًّ ومِن فَحْلِ والقُرَيْظُ أَيْضا لبَني سُلَيم، وَهِي غير الَّتِي فِي كِنْدَةَ، وَقد تقدَّم. أَيْضا: فَرَسٌ العامِرِ)
بن الطُّفَيل كَانَت فِي الأَصْل للطُّفَيل بن مالِك، وَفِيه يَقُول سَلمَة بن عَوْف النَّصْرِيّ: نَجَوْتَ بنَصْلِ السَّيفِ لَا غِمْدَ فَوقَهُ وَسْرجٍ عَليّ ظَهْرِ الحِمالَةِ قاتِرِ أَيْضا: فَرَسٌ لِمُطَيرِ بنِ الأَشْيَم، أَيْضا: لِعَبايَةَ بنِ شَكْسٍ. الحَمَّالُ كشَدَّادٍ: فَرسُ أَوْفى بنِ مَطَرٍ المازِنيّ. أَيْضا: لَقَبُ رافِعِ بنِ نَصْرٍ الفَقيه. حُمَيلٌ كزُبَيرٍ: اسمٌ مِنْهُم: جَرْو بنُ حُمَيلٍ، روى عَن أَبِيه، عَن عُمر، وَعنهُ زيدُ بن جُبَير. وحمَيلُ بنُ شَبِيب القُضاعِيّ وَابْنه سعيد، كَانَ من خدّام مُعاوِيَةَ. وجارِيةُ بنُ حُمَيلِ بن نُشْبَة الأشْجَعِيُّ، لَهُ صُحْبةٌ. وَعزّةُ بنت حُمَيل الغِفارِيَّة، صاحِبَةُ كثَيِّر. وخمَيل بنُ حَسَّانَ، جَدُّ المُسَيّب بن زُهَير الضَّبّيّ. حُمَيلٌ أَيْضا: لَقَبُ أبي نَضْرَةَ هَكَذَا فِي النُّسَخ، وَفِي أُخرى: أبي نصر وَكِلَاهُمَا غَلَطٌ، صَوَابه أبي بَصْرةَ بالمُوحّدة وَالصَّاد الْمُهْملَة، كَمَا قَيّده الحافظُ. وَهُوَ حُمَيل بنُ بَصْرَةَ بنِ وَقّاص بن غِفار الغِفارِيّ فحُمَيلٌ اسمُه لَا لَقَبُه، وَهُوَ صحابيٌ، روى عَنهُ أَبُو تَمِيم الجَيشانيُّ، ومَرثَدٌ أَبُو الْخَيْر، كَذَا فِي الكاشِف للذَّهَبى والكُنَى للبِرزالِيّ، والعُباب للصاغاني. زَاد ابنُ فَهْد: وَيُقَال: حَمِيلٌ بِالْفَتْح، وَيُقَال بِالْجِيم أَيْضا. فَفِي كلامِ المصنِّف نَظَرٌ مِن وجوهٍ، فتأَمَّل. حُمَيل: فَرَسٌ لبَني عِجْلٍ، مِن نَسلِ الحَرُونِ وَفِيه يَقُول العِجْليُّ: أَغَرّ مِن خَيلِ بَنِى مَيمُونِ بَين الحُمَيلِيَّاتِ والحَرُونِ قَالَه ابنُ الكَلْبيّ فِي أَنْسَاب الْخَيل.
وَقَالَ الحافِظُ: نُسِبَت أبي حُمَيل بن شَبِيب بن إساف القُضاعِيّ، كَذَا قَالَه ابنُ السَّمْعانيّ.
والحَوامِلُ: الأَرجُلُ لِأَنَّهَا تَحْمِلُ الإِنسانَ. الحَوامِلُ مِن القَدَم والذِّراع: عَصَبُها ورَواهِشُها الواحِدَةُ: حامِلَةٌ. ومَحامِلُ الذَّكَر وحَمائِلُه: عُرُوقٌ فِي أصلِه، وجِلْدُه كل ذَلِك فِي المُحكَم. وحَمَل بِهِ يَحْمِل حَمالة: كفَل فَهُوَ حَمِيلٌ: أَي كَفِيلٌ. حَمَل الغَضَبَ: أَظْهَره يَحْمِلُه حَمْلاً، وَهُوَ مَجازٌ. قِيل: وَمِنْه الحديثُ: إِذا بَلَغَ الماءُ قُلَّتَيْنِ لم يَحْمل خَبثاً أَي لم يظهَر فِيهِ الخَبَثُ كَذَا فِي العُباب.
وَهَذَا عَليّ مَا اخْتَارَهُ الإِمامُ الشافعيُّ رَضِي الله عَنهُ، ومَن تَبِعَه، أَي فَلَا يَنْجُس. وَقَالَ الإِمام أَبُو حنيفَة وغيرُه مِن أهل الْعرَاق: لضَعْفِه يَنْجُس. قَالَ شيخُنا: ورَجَّح الجَلالُ فِي شرح بَدِيعِيَّته مَذهبَه، وللأصوليِّين فِيهِ كلامٌ، واستعملوه فِي قَلْبِ الدَّلِيل. واحتُمِلَ لَونُه مبنيّاً للمَفْعُول: أَي تَغيَّر، وَذَلِكَ إِذا غَضِبَ، ومثلُه امْتُقِعَ لونُه، وَلَيْسَ فِي الْمُحكم والعُباب والمُجْمَل لَوْنُه وَإِنَّمَا فِيهَا: واحتُمِلَ: غَضِبَ قَالَ ابنُ فَارس: هَذَا قِياسٌ صَحِيح، لأَنهم يَقُولُونَ: احْتَمَلَه الغَضَبُ، وأَقلَّه)
الغَضَبُ، وَذَلِكَ إِذا أَزْعَجَه. وَقَالَ ابنُ السِّكَيت فِي قولِ الْأَعْشَى:
(لَا أَعْرِفَنَّكَ إِنْ جَدَّتْ عَداوتُنا ... والتُمِسَ النَّصْرُ مِنكُم عَوْضَ واحتُمِلُوا)
إنَّ الاحتِمَالَ الغَضَبُ. وَفِي التَّهْذِيب: يُقَال لمَن استَخفَّه الغَضَبُ: قد احْتُمِلَ وأقِلَّ، وَقَالَ الأصمَعِيُّ: غَضِب فُلانٌ حَتَّى احتُمِلَ. المُحْمِلُ كمُحْسِنٍ: المرأةُ يَنْزِلُ لَبنُها مِن غيرِ حَبَلٍ وَكَذَلِكَ مِن الإِبِل، كَمَا فِي المُحكَم. وَقد أَحْمَلَتْ ومِثلُه فِي العُباب. والحَمَلُ، مُحَّركةً: الخَروفُ وَفِي الصِّحاح: البَرَقُ. أَو هُوَ الجَذَعُ مِن أولادِ الضَّأن فَمَا دُونَه نقلَه ابنُ سِيدَه. وَقَالَ الراغِبُ: الحَمَلُ: المَحْمُولُ، وخُصَّ الضَّأنُ الصَّغيرُ بذلك، لكَونه مَحمولاً لعَجْزِه ولقُربِه مِن حَمْلِ أمِّه إِيَّاه. ج: حُملانٌ بالضمّ، وَعَلِيهِ اقْتصر الجوهريّ والصاغانيًّ، زَاد ابنُ سِيدَه: وأَحْمالٌ قَالَ: وَبِه سُمِّيت الأَحْمالُ مِن بَني تَمِيمٍ، كَمَا سَيَأْتِي. مِن المَجاز: الحَمَلُ: السَّحاب الكَثيرُ الماءِ كَمَا فِي المُحكَم. وَفِي التَّهْذِيب: هُوَ السَّحابُ الأسودُ، وَقيل: إِنَّه المَطَرُ بنَوْءِ الحَمَلِ، يُقَال: مُطِرنا بنَوْءِ الحَمَلِ، وبنَوْءِ الطَّلِيّ. الحَمَلُ: بُرجٌ فِي السَّماء يُقَال: هَذَا حَمَل طالِعاً، تَحذِفُ مِنْهُ الألفَ واللامَ وَأَنت تُريدُها، وتُبقِي الاسمَ على تَعْرِيفه، وَكَذَا جَمِيع أَسمَاء البُروج، لَك أَن تُثْبِتَ فِيهَا الألفَ وَاللَّام، وَلَك أَن تَحذِفَها وَأَنت تَنْوِيها، فتُبقي الأسماءَ على تَعْرِيفهَا الَّتِي كَانَت عَلَيْهِ. وَفِي التَّهْذِيب: الحَمَلُ أَوله الشَّرَطانُ، وهما قَرناهُ، ثمَّ البُطَينْ، ثمَّ الثُّرَيَّا، وَهِي أَلْيَةُ الحَمَلِ، هَذِه النّجُوم على هَذِه الصَّفَة تُسمَّى حَمَلاً، وَقَول المُتَنَخِّل الهُذَلِيّ:
(كالسُّحُلِ البيضِ جَلا لَوْنَها ... سَحُّ نِجاءِ الحَمَلِ الأَسْوَلِ)
فُسِّر بالسَّحاب وبالبُرُوج. حَمَلٌ: ع بالشامِ كَذَا فِي المُحكَم. وَقَالَ نَصْرٌ: هُوَ جَبَلٌ يُذكَر مَعَ أَعْفَر وهما فِي أَرض بَلْقَيْنِ من أَعمال الشَّام وَأنْشد الصاغانيُّ لامرئ القَيس:
(تَذَكَّرتُ أهلِي الصَّالِحِينَ وقَدْ أَتَتْ ... عَليّ حَمَلٍ بِنا الركابُ وأعْفَرَا)
ورَوى الأصمَعِيُّ: على خَمَلَى خُوصُ الرِّكابِ. حَمَلٌ: جَبَلٌ قُربَ مكَّةَ عندَ الزَّيمَةِ وسَوْلَةَ. وَقَالَ نَصْرٌ: عندَ نَخْلَةَ اليَمانِيَةِ، ومثلُه فِي العُباب. حَمَلُ بنُ سَعْدانَةَ بنِ حارِثة ابْن مَعْقِل بن كَعْب بن عُلَيم العُلَيمِي الصَّحابِي رَضِي الله عَنهُ، لَهُ وِفادَةٌ، عُقِدَ لَهُ لِواءٌ وشَهِد مَعَ خالدِ بن الوَلِيد رَضِي الله عَنهُ مَشاهِدَه كُلَّها، وَهُوَ الْقَائِل: لَبِّثْ قَلِيلاً يَلْحَقِ الهَيْجَا حَمَلْ مَا أحْسَنَ الموتَ إِذا حانَ الأَجَلْ)
كَذَا فِي العُباب، ومثلُه فِي مُعجَم ابْن فَهْد. وَهَذَا البيتُ تَمثَّل بِهِ سعدُ بنُ مُعاذٍ يومَ الخَنْدَق. وشَهِد حَمَلٌ أَيْضا صِفِّينَ مَعَ مُعاوِيةَ. وَفِي المُحكَم: إِنَّمَا يَعْنى بِهِ حَمَلَ بنَ بَدْر. قلت: وَفِيه نَظَرٌ. حَمَلُ بنُ مَالك بنِ النابِغَةِ بن جابِر الهُذَلِي، رَضِي الله عَنهُ، لَهُ صُحبةٌ أَيْضا، نَزل البصرةَ، يُكْنَى أَبَا نَضْلَةَ، قيل: رَوى عَنهُ ابنُ عَبَّاس، كَذَا فِي الكاشِف للذهبي، ومُعجَم ابْن فَهْد، فَفِي كَلَام المصنِّف قُصورٌ. حَمَلُ بنُ بِشْرٍ وَفِي التبصير: بَشِير الأسْلَمِي شيخٌ لِسَلْمِ بن قُتَيبةَ. وَفِي الثِّقات لابنِ حِبّان: حَمَلُ بن بَشِير بن أبي حَدْرَدٍ الأسْلَمِي، يَرْوِى عَن عمِّه، عَن أبي حَدْرَد، وَعنهُ سَلْمُ بنُ قتَيبةَ. وعَدامُ بنُ حَمَلٍ رَوى عَنهُ شُعَيبُ بن أبي حَمْزَةَ. وَعلي بنُ السَّرِيّ بن الصَّقْر بنِ حَمَلٍ شيخٌ لعبد الغَنِي بن سَعِيد: مُحَدِّثُون. وفاتَهُ: حَمَلٌ، جَدُّ مؤلة بن كُثَيف الصّحابِي، وسعيدُ بن حَمَلٍ، عَن عِكْرَمةَ. حَمَلٌ: نَقاً مِن أَنْقاءِ رَمْلِ عالِجٍ نَقله نصرٌ والصاغانيُّ. حَمَلٌ: جَبَلٌ آخَرُ، فِيهِ جَبَلان يُقال لَهما: طِمِرّان وَمِنْه قولُ الشَّاعِر: كأَنَّها وقَدْ تَدَلَّى النَّسرانْ وضَمَّها مِن حَمَلٍ طِمِرَّانْ صَعْبانِ عَن شَمائِلٍ وأيمانْ والحَؤمَلُ: السَّيْل الصافي قَالَ:
(مُسَلْسَلَة المَتْنَيْنِ ليسَتْ بشَينَةٍ ... كأنَّ حَبابَ الحَومَلِ الجَوْن رِيقُها)
الحَوْمَلُ مِن كُلِّ شَيْء: أَوَّلُه. أَيْضا: السَّحابُ الأسْودُ مِن كَثْرةِ مائِه كَمَا فِي العُباب. حَوْمَلُ بِلَا لامٍ: فَرَسُ حارِثَةَ بنِ أَوْس بنِ عَبدِ وُدّ بنِ كِنانةَ بن عَوف بن عُذْرَةَ بن زَيد اللاتِ بن رُفَيدةَ الكَلْبي، وَلها يقولُ يومَ هَزمَت بَنو يَربُوع بَني عبدِ وُدّ بن كَلْب:
(ولَوْلا جَرْىُ حَوْمَلَ يومَ غُدْرٍ ... لَخَرَّقَنِي وإيَّاها السِّلاحُ)

(يُثِيبُ إثابَةَ اليَعْفُورِ لَمّا ... تَناوَلَ رَبَّها الشعُثُّ الشِّحاحُ)
ذكره ابنُ الكَلْبي فِي أَنْسَاب الخَيل، والصاغانيُّ فِي الْعباب. حَوْمَلُ أَيْضا: اسمُ امْرَأَة كَانَت لَهَا كَلْبَةٌ تُجِيعُها بالنَّهار وَهِي تَحرُسُها باللَّيل، حَتَّى أَكَلَتْ ذَنَبها جُوعاً، فقِيل: أَجوَعُ مِن كَلْبَةِ حَومَل وضُرِب بهَا المَثَلُ. حَوْمَل: ع قَالَ أُمَيَّةُ بن أبي عائذٍ الهُذَلي: (مِن الطَّاوِياتِ خِلالَ الغَضَى ... بأَجْمادِ حَوْمَلَ أَو بالمَطالي)
قَالَ ابنُ سَيّده: وأمّا قولُ امْرِئَ القَيسِ.)
بينَ الدَّخُولِ فحَوْمَل إنّما صَرَفَه ضَرُورةً. والأَحمالُ: بُطُونٌ مِن تَمِيمٍ وَفِي العُباب: قَومٌ من بني يَربُوع، وهم: سَلِيطٌ، وعَمرو، وصُبَيرة، وثَعْلَبة. وَفِي الصِّحاح: هم ثَعْلَبة، وعَمرو، والْحَارث، وَبِه فُسِّر قولُ جَرِير:
(أَبَنِي قُفَيرةَ مَن يُوَرِّعُ وِرْدَنا ... أم من يَقُومُ لِشِدَّةِ الأَحْمالِ)
والمَحْمُولَةُ: حِنْطَةٌ غَبراءُ كَأَنَّهَا حَبُّ القُطْن كَثِيرةُ الحَبِّ ضَخْمةُ السُّنْبل، كثيرةُ الرَّيْع، غيرَ أَنَّهَا لَا تُحْمَد فِي اللَّون وَلَا فِي الطَّعْم، كَمَا فِي المُحكم. وبَنُو حَمِيلٍ، كأَمِيرٍ: بَطْنٌ من الْعَرَب، عَن ابْن دُرَيد، وَهَكَذَا ضَبَطه، وَفِي المُحكَم: كزُبَيرٍ. قَالَ ابنُ عَبّاد: رجُلٌ مَحْمُولٌ: أَي مَجْدُودٌ مِنْ رُكوبِ الفرَّهِ جَمع فارِهٍ مِن الدَّوابّ، وَهُوَ مَجاز. والحُمَيلِيَةُ، بِالضَّمِّ: ة مِن نَهْرِ المَلِك كَمَا فِي العُباب. وَفِي بعض النُّسَخ: والحُمَيلَة. وَمِنْهَا: مَنصورُ بنُ أحمدَ الحُمَيلِي، عَن دَعوانَ بن عليٍّ، مَاتَ سنةَ. مِن المَجاز: هُوَ حَمِيلَةٌ علَينا: أَي كَلٌّ وعِيالٌ كَمَا فِي العُباب. قَالَ الفَرّاء: احْتَمَلَ الرجُلُ: اشْتَرى الحَمِيلَ، للشَّيْء المَحمُولِ مِن بَلَدٍ إِلَى بَلَد فِي السَّبي. قَالَ ابنُ عَبّاد: حَوْمَلَ: إِذا حَمَل الماءَ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الحَمَلَةُ، مُحركةً: جَمْع حامِلٍ، يُقَال: حَمَلَةُ العَرشِ، وحَمَلَةُ الْقُرْآن. وعليّ بن أبي حَمَلَةَ، شيخٌ لضَمْرةَ ابنِ رَبِيعةَ الفِلَسطيني. وقولُه تَعَالَى: حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً أَي المَنَيَّ. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: حَمَلْتُ على بَني فُلانٍ: إِذا أَرَّشْتَ بينهَم. وحَمَلَ على نَفْسِه فِي السَّير: أَي جَهَدها فِيهِ.
وحَمَلْتُ إدْلالَه: أَي احْتمَلتُ، قَالَ:
(أَدَلَّتْ فَلم أَحْمِلْ وَقَالَت فَلم أُجِبْ ... لَعَمْرُ أَبِيها إِنَّنِي لَظَلُومُ)
وأَبْيَضُ بن حَمَالٍ المَأرِبي، كسَحابٍ، وضَبطه الحافِظُ بالتثقيل، صحابِيٌّ رَضِي الله عَنهُ، روَى عَنهُ شُمَير. ويُرْوَى قولُ قَيسِ بن عاصِمٍ المِنْقَرِيّ رَضِي الله عَنهُ: أشْبِهْ أَبَا أَبِيكِ أَو أشْبِهْ حَمَلْ وَلَا تَكُونَنَّ كهِلَّوْفٍ وَكَلْ بِالْحَاء وبالعين. حَمَلَى، كجَمَزَى: موضعٌ بِالشَّام، وَبِه رُوي قولُ امْرِئ الْقَيْس: على حَمَلَى خُوصُ الرِّكابِ وأعْفَرا)
وَهِي رِوايةُ الأصمَعِي، وتقدَّمت. وَيُقَال: مَا على فُلانٍ مَحْمِلٌ، كمَجْلِسٍ: أَي مُعتَمَدٌ، نَقله الجوهريّ. وَفِي المُحكَم: أَي مَوْضِعٌ لتَحميلِ الحَوائج. والحِمالَةُ، بِالْكَسْرِ: فَرَسُ طُلَيحةَ بنِ خُوَيْلد الأَسَدِيّ، وفيهَا يَقُول: (نَصَبتُ لَهُم صَدْرَ الحِمَالَةِ إنَّها ... مُعَوَّدَةٌ قِيلَ الكُماةِ: نَزالِ)
وَقَالَ الأصمَعِي: عَمرو بنُ حَمِيلٍ، كأمِيرٍ، أحُد بَنِي مُضِّرس، صَاحب الأُرجوزة الذالية الَّتِي أَولهَا: هَل تَعْرِفُ الدارَ بذِي أجراذِ وَقَالَ غيرُه: حُمَيلٌ، مصغَّراً. وأحمدُ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن حَمِيلٍ الكَرخي، كأمِيرٍ، سَمِع مِن أَصْحَاب البَغَويّ، وَعنهُ ابنُ مَاكُولَا.
وحَمَّلتُه الرِّسالةَ تَحْمِيلاً: كلَّفتُه حَمْلَها، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنا مَا لاَطاقَةَ لَنا بِهِ.
وتحمَّلَ الحَمَالَةَ: أَي حَملَها. وتَحَمَّلُوا: ارتَحَلُوا، قَالَ لَبيدٌ رَضِي الله عَنهُ:
(شاقَتْكَ ظُعْنُ الحَيِّ يومَ تَحَمَّلُوا ... فَتَكنَّسُوا قُطُناً تَصِرُّ خِيامُها)
وَيُقَال: حَمَّلتُه أَمْرِي فَمَا تَحَمَّل. وتَحامَلَ عَلَيْهِ: أَي مالَ. والمُتَحامَلُ، بِالْفَتْح: قد يكون موضعا ومصدراً، تَقول فِي المَوضع: هَذَا مُتحامَلُنا، وَتقول فِي الْمصدر: مَا فِي فُلانٍ مُتحامَلٌ: أَي تَحامُلٌ. واستحملته: سألتُه أَن يَحمِلَني. وحامَلْتُ الرجُلَ: أَي كافَأْتُ، وَقَالَ أَبُو عَمرٍ و: المُحامَلَةُ والمُرامَلَةُ: المُكافَأةُ بالمَعْروف. واحتَمَل القومُ: أَي تَحَمَّلُوا وذَهَبُوا. وحَمَل فُلاناً، وتَحمَّلَ بِهِ، وَعَلِيهِ فِي الشَّفاعة والحاجَةِ: اعْتَمَدَ. وَقَالُوا: حَمَلت الشاةُ والسَّبُعَةُ، وَذَلِكَ فِي أَوَّل حَملِها، عَن ابنِ الأعرابيّ وحدَه. وناقَةٌ مُحَمَّلَةٌ: أَي مُثْقَلَةٌ. والمُحَامِلُ: الَّذِي يَقْدِرُ على جَوابِك فيَدَعُه إبْقَاء على مَودَّتِك. والمُجامِلُ بِالْجِيم، مَرَّ مَعْنَاهُ فِي مَوضِعه. وفُلانٌ لَا يَحْمِلُ: أَي يَظْهَرُ غَضبُه، نَقله الأزهريُّ، وَفِيه نَوعُ مُخالَفةٍ لما تَقدَّم للمصنِّف، فتأمَّلْ. وَمَا على البَعِيرِ مَحْمِلٌ: مِن ثِقَل الحِمْل.
وقَتادَةُ يُعرَفُ بصاحِبِ الحَمالَة، لِأَنَّهُ تَحَمَّلَ بحَمالاتٍ كَثِيرَة. وحَمَل فُلانٌ الحِقْدَ على فُلان: أَي أَكنَّه فِي نفسِه واضْطَغَنه. ويُقال لمَن يَحْلُم عمَّن يَسُبّه: قد احْتَمَل. وسَمَّى اللَّهُ تَعَالَى الإِثْمَ حِمْلاً، فَقَالَ: وَإنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِها لَا يُحْمَلْ مِنْه شَيْء ولَو كانَ ذَا قُرْبَى. وَيكون احْتَمَل بِمَعْنى حَلُم، فَهُوَ مَعَ قولِهم: غَضِبَ، ضِدٌّ. وحَمّالَةُ الحَطَبِ: كِنايةٌ عَن النَّمّام، وَقيل: فلانٌ يَحْمِلُ الحًطَبَ الرَّطْبَ، قَالَه الراغِبُ. وَهَارُون بن عبد الله الحَمَّالُ، كشَدَّاد، مُحَدِّثٌ. وحَمَلَةُ بن محمّد،) مُحَرَّكةً، شيخٌ للطَّبَرانيّ. وعبدُ الرَّحْمَن بن عمر بن حُمَيلَةَ، المُجَلِّد، كجُهَينَةَ، سَمِع ابنَ مَلَّةَ.
ونَصْر بن يحيى بن حُمَيْلَةَ، رَاوِي المُسنِد، عَن ابْن الحُصَين. وَيحيى بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن حُمَيلَةَ الأَوانيّ المُقْري الضَرِير، ذكره ابنُ نُقْطَةَ. وحَمَلُ بن عبد الله الخَثْعَمِي، أميرُ خَثْعَم، شَهِد صِفِّين مَعَ مُعاويةَ.
حمل: {حمولة}: إبل وخيل وبغال وحمير.
(حمل) : المُحامَلَةُ والمُرامَلَةُ: المُكافَأَةُ بالمَعْروف.

حمل


حَمَلَ(n. ac. حَمْل
حُمْلَاْن)
a. Bore, carried; supported.
c. Knew by heart.
d. Made ( charge, attack ).
e.(n. ac. حَمْل), Was, became pregnant, conceived.
f. Bore, produced fruit.
g. Swelled, overflowed (river).
h. Mounted, provided with a beast.
i.(n. ac. حَمَاْلَة) [Bi], Made himself responsible for, guaranteed.
j. [acc. & 'Ala], Urged on, instigated.
حَمَّلَa. Made to bear, loaded, burdened with; imposed, laid
upon.

حَاْمَلَأَحْمَلَa. Helped to bear, or carry.

تَحَمَّلَa. Bore, carried, supported; took upon himself, made
himself chargeable with.
b. Laded ( the beasts ) & departed.

تَحَاْمَلَ
a. ['Ala], Bore, or pressed heavily upon.
b. ['Ala], Was prejudiced, biased against.
c. ['Ala & Bi
or
Fī], Charged, burdened (himself) with.

إِنْحَمَلَ
a. ['Ala], Was urged, induced, impelled to.
إِحْتَمَلَa. Carried, bore; supported, tolerated, endured; was
forbearing with.
b. Was possible, admissible; admitted of.
c. Carried away.

إِسْتَحْمَلَa. Asked to carry; charged with, thrust upon.

حَمْل
(pl.
حِمَاْل
أَحْمَاْل)
a. Carriage, porterage.
b. Pregnancy.
c. Fœtus.
d. Fruit.

حَمْلَةa. Charge, attack (cavalry).
حِمْل
(pl.
حُمُوْلَة
أَحْمَاْل)
a. Load, burden.

حِمْلَة
حُمْلَةa. Carriage, porterage.

حَمَل
(pl.
حُمْلَاْن
أَحْمَاْل)
a. Lamb, young ram.
b. [art.], Aries, The Ram, ( sign of the zodiac ).

مَحْمِل
(pl.
مَحَاْمِلُ)
a. Pannier, dorser; basket.
b. Stretcher; bier.

حَاْمِل
(pl.
حَمَلَة)
a. Bearing, carrying; bearer, carrier.
b. Pregnant.
c. Laden with fruit.
d. Swollen, overflowing.

حَاْمِلَة
(pl.
حَوَاْمِلُ)
a. Basket ( for grapes ).
حَمَاْل
(pl.
حُمُل)
a. Tax, taxation.

حَمَاْلَةa. Bloodwit.

حِمَاْلَةa. Occupation of a porter.
b. see 25t
حَمِيْلa. Borne, carried; transported; conveyed;
imported.
b. Stranger, foreigner; captive.
c. Rubbish, refuse.
d. Surety.

حَمِيْلَة
(pl.
حَمَاْئِلُ)
a. Sword-belt.

حَمُوْلa. Gentle, patient.

حَمُوْلَةa. Beast of burden.

حَمَّاْل
حَمَّاْلَةa. Porter, street-porter, carrier.

حَوَاْمِلُa. Sinews, tendons of the arms or legs.
b. Legs.

مُحْتَمَل
a. Possible, probable.

ب

ب alphabetical letter ب

The second letter of the alphabet: called بَآءٌ and بَا; (TA in باب الالف الليّنة;) the latter of which forms is used in spelling; like as are its analogues, as تا [and ثا] and حا [and خا and را] and طا [and ظا and فا and ها] and يا; because in this case they are not generally regarded as nouns, but as mere sounds: (Sb, M:) [these are generally pronounced with imáleh, i. e. bé, té, &c., with the exception of حا, خا, طا, and ظا; and when they are regarded as nouns, their duals are بَيَانِ, تَيَانِ, &c.:] the pl. of بَآءٌ is بَآءَاتٌ; and that of بَا is أَبْوَآءٌ (TA ubi suprà.) It is one of the letters termed مَجْهُورَه [or vocal, i. e. pronounced with the voice, and not with the breath only]; and of those termed شَفَهِيَّة [or labial]; and of those termed ذُلْق [or pronounced with the extremity of the tongue or the lips]: Kh says that the letters of the second and third classes above mentioned [the latter of which comprises the former] are those composing the words رُبَّ مَنْ لَفَّ; and on account of their easiness of utterance, they abound in the composition of words, so that no perfect quinqueliteral-radical word is without one or more of them, unless it is of the class termed مُوَلَّد, not of the classical language of the Arabs. (TA at the commencement of باب البآء.)

b2: In the dial. of Mázin, it is changed into م; (TA ubi suprà;) as in بَكَّةُ, which thus becomes مَكَّةُ [the town of Mekkeh]. (TA in باب الالف الليّنة.)

A2: بِ is a preposition, or particle governing the gen. case; (S, Mughnee, K;) having kesr for its invariable termination because it is impossible to begin with a letter after which one makes a pause; (S;) or, correctly speaking, having a vowel for its invariable termination because it is impossible to begin with a quiescent letter; and having kesr, not fet-h, to make it accord with its government [of the gen. case], and to distinguish between it and that which is both a noun and a particle. (IB.) It is used to denote adhesion (Sb, T, S, M, Mughnee, K) of the verb to its objective complement, (S,) or of a noun or verb to that to which it is itself prefixed; (TA;) and adjunction, or association: (Sb, T:) and some say that its meaning of denoting adhesion is inseparable from it; and therefore Sb restricted himself to the mention of this meaning: (Mughnee:) or Sb says that its primary meaning is that of denoting adhesion and mixture. (Ibn-Es-Sáïgh, quoted in a marginal note in a copy of the Mughnee.) It denotes adhesion [&c.] in the proper sense; (Mughnee, K;) as in أَمْسَكْتُ بِزَيْدٍ, (M, Mughnee, K,) meaning I laid hold upon, or seized, [Zeyd, or] somewhat of the body of Zeyd, or what might detain him, as an arm or a hand, or a garment, and the like; whereas أَمْسَكْتُهُ may mean I withheld him, or restrained him, from acting according to his own free will: (Mughnee:) and it denotes the same in a tropical sense; (Mughnee, K;) as in مَرَرْتُ بِزَيْدٍ [I passed by Zeyd]; (S, Mughnee, K;) as though meaning I made my passing to adhere to Zeyd; (S;) or I made my passing to adhere to a place near to Zeyd: accord. to Akh, it is for مَرَرْتُ عَلَىِ زَيْدٍ; but مَرَرْتُ بِهِ is more common than مَرَرْتُ عَلَيْهِ, and is therefore more properly regarded as the original form of expression: (Mughnee:) accord. to F, the vowel of this preposition is kesr [when it is prefixed to a noun or a pronoun]; or, as some say, it is fet-h when it is with a noun properly so called; as in مَرَّ بَزَيْدٍ: so in the K; this being the reverse of what they have prescribed in the case of [the preposition]

ل: but in the case of ب, no vowel but kesr is known. (MF.) It denotes the same in the saying بِهِ دَآءٌ [In him is a disease; i. e. a disease is cleaving to him]: and so [accord. to some] in أَقْسَمْتُ باللّٰهِ [I swore, or, emphatically, I swear, by God; and similar phrases, respecting which see a later division of this paragraph]. (L.) So, too, in أَشْرَكَ باللّٰهِ, because meaning He associated another with God: and in وَكَّلْتُ بِفُلَانٍ, meaning I associated a وَكِيل [or factor &c.] with such a one. (T.) [And so in other phrases here following.] عَلَيْكَ بِزَيْدٍ Keep thou to Zeyd: or take thou Zeyd. (TA voce عَلَى.) عَلَيْكَ بِكَذَا Keep thou to such a thing: (El-Munáwee:) or take thou such a thing. (Ham p. 216.) فَبَهَا وَنَعْمَتْ Keep thou to it, فبها meaning فَعَلَيْكَ بِهَا, (Mgh in art. نعم,) [or let him keep to it, i. e. فَعَلَيْهِ بِهَا,] or thou hast taken to, or adopted and followed, or adhered to, the established way, or the way established by the Prophet, i. e. فَبِالسُّنَّةِ أَخَذَتَ, (Mgh,) or he hath taken to, &c., i. e. فَبِالسُّنَّةِ أَخَذَ, (IAth, TA in art. نعم,) or by this practice, or action, is excellence attained, or he will attain excellence, i. e. فَبِهٰذِهِ الخَصْلَةِ أَوِ الفَعْلَةِ يُنَالُ الفَضْلُ, or يَنَالُ الفَضْلَ; (IAth ubi suprà;) and excellent is the practise, the established way, or the way established by the Prophet, ونعمت meaning وَنِعْمَتِ الخَصْلَةُ السُّنَّةُ, (Mgh,) or and excellent is the practice, or the action, i. e. وَنِعْمَتِ الخَصْلَةُ, (S and K in art. نعم,) or وَنِعْمَتِ الخَصْلَةُ أُوِ الفَعْلَةُ: (IAth ubi suprà:) and it also occurs in a trad., where the meaning is [He who hath done such a thing hath adhered to the ordinance of indulgence; and excellent is the practice, or action, &c.: for here فبها is meant to imply] فَبِالرَّخْصَةِ أَخَذَ. (TA in the present art. See also art. نعم.)

b2: It is also used to render a verb transitive; (Mughnee, K;) having the same effect as hemzeh [prefixed], in causing [what would otherwise be] the agent to become an objective complement; as in ذَهَبْتُ بِزَيْدٍ syn. with أَذْهَبْتُهُ [I made Zeyd to go away; or I took him away]; (Mughnee;) and hence, [in the Kur ii. 16,] ذَهَبَ اللّٰهُ بِنُورِهِمْ

[God taketh away their light]; (Mughnee, K;)

which refutes the assertion of Mbr and Suh, that ذَهَبْتُ بِزَيْدٍ means [I went away with Zeyd; i. e.] I accompanied Zeyd in going away. (Mughnee.) J says that any verb that is not trans. you may render so by means of بِ and ا [prefixed] and reduplication [of the medial radical letter]: you say, طَارَ بِهِ and أَطَارَهُ and طَيَّرَهُ [as meaning He made him to fly, or to fly away]: but IB says that this is not correct as of common application; for some verbs are rendered trans. by means of hemzeh, but not by reduplication; and some by reduplication, but not by hemzeh; and some by ب, but not by hemzeh nor by reduplication: you say, دَفَعْتُ زَيْدًا بِعَمْرٍو [as meaning I made ' Amr to repel Zeyd, lit. I repelled Zeyd by ' Amr], but not أَدْفَعْتُهُ nor دَفَّعْتُهُ. (TA.)

b3: It also denotes the employing a thing as an aid or instrument; (S, M, * Mughnee, K; *) as in كَتَبْتُ بِالقَلَمِ [I wrote with the reed-pen]; (S, Mughnee, K;) and نَجَرْتُ بِالقَدُومِ [I worked as a carpenter with the adz]; (Mughnee, K;) and ضَرَبْتُ بالسَّيْفِ [I struck with the sword]. (M.) And hence the بِ in بِسْمِ اللّٰهِ, (Mughnee, K,) accord. to some, because the action [before which it is pronounced] is not practicable in the most perfect manner but by means of it: (Mughnee:) but others disallow this, because the name of God should not be regarded as an instrument: (MF, TA:) and some say that the ب here is to denote beginning, as though one said, أَبْتَدَأُ بِسْمِ اللّٰهِ [I begin with the name of God]. (TA.)

b4: It also denotes a cause; as in إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ [Verily ye have wronged yourselves by, i. e. because of, your taking to yourselves the calf as a god (Kur ii. 51)]; and in فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ [And every one of these we have punished for, i. e. because of, his sin (Kur xxix. 39)]; (Mughnee, K) and in لَنْ يَدْخُلَ أَحَدَكُمُ الجَنَّةَ بِعَمَلِهِ [Not any of you shall enter Paradise by, or for, or because of, his works]. (TA from a trad.) And so in لَقَيتُ بِزَيْدٍ الأَسَدَ I met, or found, by reason of my meeting, or finding, Zeyd, the lion: (Mughnee:) or the ب in this instance denotes comparison; [i. e. I met, or found, in Zeyd the like of the lion;] as also in رَأَيْتُ بِفُلَانٍ القَمَرَ [I saw in such a one the like of the moon]. (TA.) Another ex. of the same usage is the saying [of a poet], قَدْ سُقِيَتْ آبَالُهُمْ بِالنَّارِ وَالنَّارُ قَدْ تَشْفِى مِنَ الأُوَارِ

[Their camels had been watered because of the brand that they bore: for fire, or the brand, sometimes cures of the heat of thirst]; i. e., because of their being branded with the names [or marks] of their owners, they had free access left them to the water. (Mughnee. See also another reading of this verse voce نَارٌ.) [In like manner] it is used in the sense of مِنْ أَجْلِ [which means بِسَبَبِ (Msb in art. اجل)] in the saying of Lebeed, غُلْبٌ تَشَذَّرَ بِالذُّحُولِ كَأَنَّهَا جِنُّ البَدِىِّ رَوَاسِياً أَقْدَامُهَا 

(S) Thick-necked men, like lions, who threatened one another because of rancorous feelings, as though they were the Jinn of the valley El-Bedee, [or of the desert, (TA in art. بدو,)] their feet standing firm in contention and obstinate altercation. (EM pp. 174 and 175.) It is also used to denote a cause when prefixed to أَنَّ and to مَا as in ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّٰهِ [That was because they used to disbelieve in the signs of God]; and in ذٰلِكَ بِمَا عَصَوْا [That was because they disobeyed]: both instances in the Kur ii. 58. (Bd.)

b5: It is also used to denote concomitance, as syn. with مَعَ; (Mughnee, K;) as in اِشْتَرَيْتُ الفَرَسَ بِلِجَامِهِ وَسَرْجِهِ [I bought the horse with his bit and bridle and his saddle]; (TA;) and in لَمَّا رَآنِى بِالسَّلَاحِ هَرَبَ, i. e. When he saw me advancing with the weapon, [he fled;] or when he saw me possessor of a weapon; (Sh, T;) and in اِهْبِطْ بِسَلَامٍ [Descend thou with security, or with greeting (Kur xi. 50)]; and in وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ

[They having entered with unbelief (Kur v. 66)]; (Mughnee, K;) بالكفر being a denotative of state. (Bd.) Authors differ respecting the ب in the saying, فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ, in the Kur [xv. 98 and ex. 3]; some saying that it denotes concomitance, and that حمد is prefixed to the objective complement, so that the meaning is, سَبِّحْهٌ حَامِدًا لَهُ

[Declare thou his (thy Lord's) freedom from everything derogatory from his glory, praising Him], i. e. declare thou his freedom from that which is not suitable to Him, and ascribe to Him that which is suitable to Him; but others say that it denotes the employing a thing as an aid or instrument, and that حمد is prefixed to the agent, so that the meaning is, سَبِّحْهُ بِمَا حَمِدَ بِهِ نَفْسَهُ

[declare thou his (thy Lord's) freedom from everything derogatory from his glory by means of ascribing to Him that wherewith He hath praised himself]: and so, too, respecting the saying, سُبْحَانَكَ اللّٰهُمَّ وَبِحَمْدِكَ; some asserting that it is one proposition, the, being redundant; but others saying, it is two propositions, the و being a conjunction, and the verb upon which the ب is dependent being suppressed, so that the meaning is, [I declare thy freedom from everything derogatory from thy glory, 0 God,] وَبِحَمْدِكَ سَبَّحْتُكَ

[and with the praising of Thee, or by means of the praise that belongeth to Thee, I declare thy freedom &c.]. (Mughnee. [Other explanations of these two phrases have been proposed; but those given above are the most approved.]) Youalso say, عَلَىَّ بِهِ, meaning Bring thou him, [i. e.] come with him, to me. (Har p. 109.) ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ, in the Kur ix. 119, means بِرُحْبِهَا

[i. e. The earth became strait to them, with, meaning notwithstanding, its amplitude, or spaciousness]. (Bd.) Sometimes the negative لا intervenes between بِ [denoting concomitance] and the noun governed by it in the gen. case; [so that بِلَا signifies Without;] as in جِئْتُ بِلَا زَادٍ [I came without travelling-provision]. (Mughnee and K in art. لا.)

b6: It is also syn. with فِى before a noun signifying a place or a time; (Mughnee, * K, * TA;) as in جَلَسْتُ بِالمَسْجِدِ [I sat in the mosque]; (TA;) and وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّٰهُ بِبَدْرٍ [and verily God aided you against your enemies at Bedr (Kur iii. 119)]; and نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ [We saved them a little before daybreak (Kur liv. 34)]: (Mughnee, K, TA:) and so in بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (T, K,) in the Kur [lxviii. 6], (TA,) accord. to some, (T, Mughnee,) i. e. In which of you is madness; or in which of the two parties of you is the mad: (Bd:) or the ب is here redundant; (Sb, Bd, Mughnee;) the meaning being which of you is he who is afflicted with madness. (Bd. [See also a later division of this paragraph.])

b7: It also denotes substitution; [meaning Instead of, or in place of;] as in the saying [of the Hamásee (Mughnee)], فَلَيْتَ لِى بِهِمُ قَوْمًا إِذَا رَكِبُوا شَنَّوا الإِغَارَةَ فُرْسَانًا وَرُكْبَانَا

[Then would that I had, instead of them, a people who, when they mounted their beasts, poured the sudden attack, they being horsemen and camel-riders]; (Ham p. 8, Mughnee, K;) i. e., بَدَلًا بِهِمْ (TA:) but some read شَدُّوا الإِغَارَةَ, [and so it is in some, app., the most correct, of the copies of the Mughnee,] for شَدُّوا لِلْإِغَارِةِ [hastened for the making a sudden attack]. (Ham, Mughnee.)

So, too, in the saying, اِعْتَضْتُ بِهٰذِا الثَّوْبِ خَيْرًا مِنْهُ

[I received, in the place of this garment, or piece of cloth, one better than it]; and لَقِيتُ بِزَيْدٍ بَحْرًا

[I found, in the place of Zeyd, a man of abundant generosity or beneficence]; and هٰذَا بِذَاكِ [This is instead, or in the place, of that; but see another explanation of this last phrase in what follows]. (The Lubáb, TA.)

b8: It also denotes requital; or the giving, or doing, in return; (Mughnee, K;) and in this case is prefixed to the word signifying the substitute, or thing given or done in exchange [or return; or to the word signifying that for which a substitute is given, or for which a thing is given or done in exchange or return]; (Mughnee;) as in the saying, اِشْتَرَيْتُهُ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ [I purchased it for a thousand dirhems]; (Mughnee, K; *) [and in the saying in the Kur ix. 112, إِنَّ اللّٰهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ Verily God hath purchased of the believers their souls and their possessions for the price of their having Paradise;] and كَافَأْتُ إِحْسَانَهُ بِضِعْفٍ

[I requited his beneficence with a like beneficence, or with double, or more], (Mughnee,) or كَافأْتُهُ بِضِعْفِ إِحْسَانِهِ [I requited him with the like, or with double the amount, or with more than double the amount, of his beneficence], (K,) but the former is preferable; (TA;) [and خَدَمَ بِطَعَامِ بِطْنِهِ (S and A &c. in art. وغد) He served for, meaning in return for, the food of his belly;] and هٰذَا بِذَاكَ وَلَا عَتْبٌ عَلَى الزَّمَنِ

[This is in return for that, (an explanation somewhat differing from one in the next preceding division of this paragraph,) and no blame is imputable to fortune]: and hence, اُدْخُلُوا الجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [Enter ye Paradise in return for that which ye wrought (Kur xvi. 34)]; for the ب here is not that which denotes a cause, as the Moatezileh assert it to be, and as all [of the Sunnees] hold it to be in the saying of the Prophet, لَنْ يَدْخُلَ أَحَدُكُمُ الجَنَّةَ بِعَمَلِهِ [before cited and explained]; because what is given instead of something is sometimes given gratuitously; and it is evident that there is no mutual opposition between the trad. and the verse of the Kurn. (Mughnee.)

b9: It is also syn. with عَنْ; and is said to be peculiar to interrogation; as in فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا

[And ask thou respecting Him, or it, one possessing knowledge (Kur xxv. 60)]; (Mughnee, K;) and accord. to IAar in the Kur lxx. 1; (T;) and in the saying of ' Alkameh, فَإِنْ تَسْأَلُونِى بِالنِّسَآءِ فَإِنَّنِي بَصِيرٌ بِأَدْوَآءِ النِّسَآءِ خَبِيرُ

[And if ye ask me respecting the diseases of women, verily I am knowing in the diseases of women, skilful]: (A' Obeyd, TA:) or it is not peculiar to interrogation; as in وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَآءُ بِالْغَمَامِ [And the day when the heavens shall be rent asunder from the clouds (Kur xxv. 27)]; (Mughnee, K) and مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ (K) i. e. What hath beguiled thee from thy Lord, and from believing in him? in the Kur lxxxii. 6; and so in the same, lvii. 13: (TA: [but see art. غر:]) 

or, accord. to Z, the ب in بالغمام means by, as by an instrument; (Mughnee;) or it means because of, or by means of, the rising of the clouds therefrom: (Bd:) and in like manner the Basrees explain it as occurring in فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا, as denoting the cause; and they assert that it is never syn. with عَنْ; but their explanation is improbable. (Mughnee.)

b10: It is also syn. with عَلَىِ; as in إِنْ تِأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ (Mughnee, K *) or بِدِينَارٍ (S) [If thou give him charge over a hundredweight or over a deenár (Kur iii. 68)]; like as عَلَى is sometimes put in the place of بِ as after the verb رَضِىَ: (S, TA:) and so in لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ [That the ground were made even over them], in the Kur [iv. 45], (TA,) i. e. that they were buried; (Bd) and in مَرَرْتُ بِزَيْدٍ

[I passed by Zeyd], accord. to Akh, as before mentioned; (Mughnee, in the first division of the art. on this preposition;) and in زَيْدٌ بِالسَّطْحِ [Zeyd is on the roof]; (TA;) and in a verse cited in this Lex. voce ثَعْلَبٌ. (Mughnee.)

b11: It also denotes part of a whole; (Msb in art. بعض

Mughnee, K;) so accord. to As and AAF and others; (Msb, Mughnee;) as syn. with مِنْ (Msb, TA:) IKt says; the Arabs say, شَرِبْتُ بِمَآءِ

كَذَا, meaning مِنْهُ [I drank of such a water]; and Az mentions, as a saying of the Arabs, سَقَاكَ اللّٰهُ مِنْ مَآءِ كَذَا, meaning بِهِ [May God give thee to drink of such a water], thus making the two prepositions syn.: (Msb: [in which five similar instances are cited from poets; and two of these are cited also in the Mughnee:]) and thus it signifies in عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللّٰهِ [A fountain from which the servants of God shall drink, in the Kur lxxvi. 6; and the like occurs in lxxxiii. 28]; (Msb, Mughnee, K;) accord. to the authorities mentioned above; (Mughnee;) or the meaning is, with which the servants of God shall satisfy their thirst (يَرْوَى بِهَا); (T, Mughnee;) or, accord. to Z, with which the servants of God shall drink wine: (Mughnee:) if the ب were redundant, [as some assert it to be, (Bd,)] the meaning would be, that they shall drink the whole of it; which is not right: (Msb:) thus, also, it is used in وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ [in the Kur v. 8], (Msb, Mughnee, K,) accord. to some; (Mughnee;) i. e. [and wipe ye] a part of your heads; and this explanation has been given as on the authority of EshSháfi'ee; but he is said to have disapproved it, and to have held that the ب here denotes adhesion: (TA:) this latter is its apparent meaning in this and the other instances: or, as some say, in this last instance it is used to denote the employing a thing as an aid or instrument, and there is an ellipsis in the phrase, and an inversion; the meaning being, اِمْسَحُوا رُؤُسَكُمْ بِالمَآءِ [wipe ye your heads with water]. (Mughnee.)

b12: It is also used to denote swearing; (Mughnee, K;) and is the primary one of the particles used for this purpose; therefore it is peculiarly distinguished by its being allowable to mention the verb with it, (Mughnee,) as أُقْسِمُ بِاللّٰهِ لَأَفْعَلَنَّ [I swear by God I will assuredly do such a thing]; (Mughnee, K) and by its being prefixed to a pronoun, as in بِكَ لَأَفْعَلَنَّ [By thee I will assuredly do such a thing]; and by its being used in adjuring, or conjuring, for the purpose of inducing one to incline to that which is desired of him, as in باللّٰهِ هَلْ قَامَ زَيْدٌ, meaning I adjure thee, or conjure thee, by God, to tell me, did Zeyd stand? (Mughnee.) [See also the first explanation of this particle, where it is said, on the authority of the L, that, when thus used, it denotes adhesion.]



b13: It is also syn. with إِلَي as denoting the end of an extent or interval; as in أَحْسَنَ بِى, meaning He did good, or acted well, to me: (Mughnee, K:) but some say that the verb here imports the meaning of لَطَفَ [which is trans. by means of ب, i. e. he acted graciously, or courteously, with me]. (Mughnee.)

b14: It is also redundant, (S, Mughnee, K,) to denote corroboration: (Mughnee, K:) and is prefixed to the agent: (Mughnee:) first, necessarily; as in أَحْسِنْ بِزَيْدٍ; (Mughnee, K;) accord. to general opinion (Mughnee) originally أَحْسَنَ زَيْدٌ, i. e. صَارَ ذَا حُسْنٍ [Zeyd became possessed of goodness, or goodliness, or beauty]; (Mughnee, K; *) or the correct meaning is حَسُنَ

زَيْدٌ [Good, or goodly, or beautiful, or very good &c., is Zeyd! or how good, or goodly, or beautiful, is Zeyd!], as in the B: (TA:) secondly, in most instances; and this is in the case of the agent of كَفَى; as in كَفَى بِاللّٰهِ شَهِيدًا [God sufficeth, being witness, or as a witness (Kur xiii., last verse; &c.)]; (Mughnee, K [and a similar ex. is given in the S, from the Kur xxv. 33;]) the ب here denoting emphatic praise; but you may drop it, saying, كَفَى اللّٰهُ شَهِيدًا: (Fr, TA:) thirdly, in a case of necessity, by poetic licence; as in the saying, أَلَمْ يَأْتِيكَ وَالأَنْبَآءُ تَنْمِى بِمَا لَاقَتْ لَبُونُ بَنِى زِيَادِ

[Did not what the milch camel of the sons of Ziyád experienced come to thee (يَأْتِيكَ being in like manner put for يَأْتِكَ) when the tidings were increasing?]. (Mughnee, K.) It is also redundantly prefixed to the objective complement of a verb; as in وَلَا تُلْقُوا بِأَيْديكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ

[And cast ye not yourselves (بأيديكم meaning بِأَنْفُسِكُمْ) to perdition (Kur ii. 191)]; and in وَهُزِّى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ [And shake thou towards thee the trunk of the palm-tree (Kur xix. 25)]: but some say that the former means and cast ye not yourselves (أَنْفُسَكُمْ being understood) with your hands to perdition; or that the meaning is, by means, or because, of your hands: (Mughnee:) and ISd says that هُزِّى, in the latter, is made trans. by means of ب because it is used in the sense of جُزِّى: (TA in art هز:) so, too, in the saying, نَضْرِبُ بِالسَّيْفِ وَ نَرجُو بِالفَرَجْ

[We smite with the sword, and we hope for the removal of grief]: (S, Mughnee:) and in the trad., كَفَي بِالمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ

[It suffices the man in respect of lying that he relate all that he has heard]. (Mughnee.) It is also redundantly prefixed to the inchoative; as in بِحَسْبِكَ [when you say, بِحَسْبِكَ دِرْهَمٌ, meaning A thing sufficing thee is a dirhem; a phrase which may be used in two ways; as predicating of what is sufficient, that it is a dirhem; and as predicating of a dirhem, that it is sufficient; in which latter case, بحسبك is an enunciative put before its inchoative, so that the meaning is, a dirhem is a thing sufficing thee, i. e. a dirhem is sufficient for thee; as is shown in a marginal note in my copy of the Mughnee: in the latter way is used the saying, mentioned in the S, بِحَسْبِكَ قَوْلُ السَّوْءِ A thing sufficing thee is the saying what is evil: and so, app., each of the following sayings, mentioned in the TA on the authority of Fr; حَسْبُكَ بِصَدِيقِنَا A person sufficing thee is our friend; and نَاهِيكَ بِأَخِينَا

A person sufficing thee is our brother: the ب is added, as Fr says, to denote emphatic praise]: so too in خَرَجْتُ فَإِذِا بِزَيْدٍ [I went forth, and lo, there, or then, was Zeyd]; and in كَيْفَ بِكَ إِذَا كَانَ كَذَا [How art thou, or how wilt thou be, when it is thus, or when such a thing is the case?]; and so, accord. to Sb, in بِأيِّكُمُ الْمَفْتُونُ

[mentioned before, in explanation of بِ as syn. with فِى]; but Abu-l-Hasan says that بأيّكم is dependent upon اِسْتِقْرَار suppressed, denoting the predicate of اَلمفتون; and some say that this is an inf. n. in the sense of فِنْنَةٌ; [so that the meaning may be, بأَيِّكُمُ المَفْتُونُ مُسْتَقِرٌّ In which of you is madness residing?]; or, as some say, بِ is here syn. with فِى [as I have before mentioned], (Mughnee.) A strange case is that of its being added before that which is originally an inchoative, namely, the noun, or subject, of لَيْسَ, on the condition of its being transferred to the later place which is properly that of the enunciative; as in the reading of some, xxx لَّيْسَ الْبِرَّ بِأَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ xxx

[Your turning your faces towards the east and the west is not obedience (Kur ii. 172)]; with البرّ in the accus. case. (Mughnee.) It is also redundantly prefixed to the enunciative; and this is in two kinds of cases: first, when the phrase is not affirmative; and cases of this kind may be followed as exs.; as لَيْسَ زَيْدٌ بِقَائِمٍ [Zeyd is not standing]; and وَمَا اللّٰهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [And God is not heedless of that which ye do (Kur ii. 69, &c.)]: secondly, when the phrase is affirmative; and in cases of this kind, one limits himself to what has been heard [from the Arabs]: so say Akh and his followers; and they hold to be an instance of this kind the phrase, جَزَآءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا [The recompense of an evil action is the like thereof (Kur x. 28)]; and the saying of the Hamásee, وَمَنْعُكَهَا بِشَىْءٍ يُسْتَطَاعُ

[And the preventing thee from having her (referring to a mare) is a thing that is possible]: but it is more proper to make بمثلها dependent upon اِسْتِقْرَار suppressed, as the enunciative; [the meaning being, جَزَآءُ سَيَّئَةٍ مُسْتَقِرٌّ بِمِثْلِهَا, or يَسْتَقِرُّ بِمِثْلِهَا, i. e. the recompense of an evil action is a thing consisting in the like thereof]; and to make بشىء dependent upon منعكها; the meaning being, وَ مَنْعُكَهَا بِشَىْءٍ مَّا يُسْتَطَاعُ [i. e. and the preventing thee from having her, by something, is possible: see Ham p. 102 ]: Ibn-Málik also

[holds, like Akh and his followers, that بِ may be redundant when prefixed to the enunciative in an affirmative proposition; for he] says, respecting بِحَسْبِكَ زَيْدٌ, that زيد is an inchoative placed after its enunciative, [so that the meaning is, Zeyd is a person sufficing thee,] because زَيْدٌ is determinate and حَسْبُكَ is indeterminate. (Mughnee. [See also what has been said above respecting the phrase بِحَسْبِكَ دِرْهَمٌ, in treating of بِ as added before the inchoative.]) It is also redundantly prefixed to the denotative of state of which the governing word is made negative; as in فَمَا رَجَعَتْ بِخَائِبَةٍ رِكَابٌ حَكِيمُ بْنُ المُسَيَّبِ مُنْتَهَاهَا

[And travelling-camels (meaning their riders) returned not disappointed, whose goal, or ultimate object, was Hakeem the son of El-Museiyab]; and in فَمَا انْبَعَثْتَ بِمَزْؤُدٍ وَ لَا وَكَلِ

[And thou didst not, being sent, or roused, go away frightened, nor impotent, committing thine affair to another]: so says Ibn-Málik: but AHei disagrees with him, explaining these two exs. as elliptical; the meaning implied in the former being, بِحَاجَةٍ خَائِبَةٍ [with an object of want disappointed, or frustrated]; and in the second, بِشَخْصٍ مَزْؤُودٍ, i. e. مَذْعُورٍ [with a person frightened]; the poet meaning, by the مزؤود, himself, after the manner of the saying, رَأَيْتُ مِنْهُ أَسَدًا; and this is plain with respect to the former ex., but not with respect to the second; for the negation of attributes of dispraise denoted as intensive in degree does not involve the negation of what is simply essential in those attributes; and one does not say, لَقِيتُ مِنْهُ أَسَدًا, or بَحْرًا, [or رَأَيْتُ مِنْهُ أَسَدًا, as above, or بَحْرًا,] but when meaning to express an intensive degree of boldness, or of generosity. (Mughnee.) It is also redundantly prefixed to the corroborative نَفْسٌ and عَيْنٌ: and some hold it to be so in يَتَرَبَّنَ بِأَنْفُسِهِنَّ [as meaning Shall themselves wait (Kur ii. 228 and 234)]: but this presents matter for consideration; because the affixed pronoun in the nom. case, [whether expressed, as in this instance, in which it is the final syllable نَ, or implied in the verb,] when corroborated by نَفْس, should properly be corroborated first by the separate [pronoun], as in قُمْتُمْ أَنْتُمْ أَنْفُسُكُمْ [Ye stood, ye, yourselves]; and because the corroboration in this instance is lost, since it cannot be imagined that any others are here meant than those who are commanded to wait: [the preferable rendering is, shall wait to see what may take place with themselves:] بأنفسهنّ is added only for rousing them the more to wait, by making known that their minds should not be directed towards the men. (Mughnee.) Accord. to some, it is also redundantly prefixed to a noun governed in the gen. case [by another preposition]; as in فأَصْبَحْنَ لَا يَسْأَلْنَهُ عَنْ بِأَبِهِ

And they became in a condition in which they asked him not respecting his father; which may perhaps be regarded by some as similar to the saying, يَضْحَكْنَ عَنْ كَالبَرَدِ المُنْهَمِّ

but in this instance, كَ is generally held to be a noun, syn. with مِثْل]. (The Lubáb, TA.)

b15: Sometimes it is understood; as in اللّٰه لافعلنّ

[i. e. اللّٰهِ لَأَفْعَلَنَّ and اللّٰهَ لَأَفْعَلَنَّ By God, I will assuredly do such a thing; in the latter as well as the former, for a noun is often put in the accus.

case because of a preposition understood; or, accord. to Bd, in ii. 1, a verb significant of swearing is understood]: and in خَيْرٍ [for بِخَيْرٍ

In a good state], addressed to him who says, كَيْفَ أَصْبَحْتَ [How hast thou entered upon the time of morning? or How hast thou become?]. (TA.)

b16: [It occurs also in several elliptical phrases; one of which (فَبِهَا وَ نِعْمَتْ) has been mentioned among the exs. of its primary meaning: some are mentioned in other arts.; as بِأَبِى and بِنَفْسِى, in arts. ابو and نفس: and there are many others, of which exs. here follow.] Mohammad is related, in a trad., to have said, after hitting a butt with an arrow, أَنَا بهَا أَنَا بهَا, meaning أَنَا صَاحِبُهَا [I am the doer of it! I am the doer of it!]. (Sh, T.) And in another trad., Mohammad is related to have said to one who told him of a man's having committed an unlawful action, لَعَلَّكَ بِذٰلِكِ, meaning لَعَلَّكَ صَاحِبُ الأَمْرِ [May-be thou art the doer of that thing]. (T.) And in another, he is related to have said to a woman brought to him for having committed adultery or fornication, مَنْ بِكِ, meaning مَنْ صَاحِبُكِ [Who was thine accomplice?]: (T:) or مَنِ الفَاعِلُ بِكِ

[Who was the agent with thee?]. (TA.) أَنَا بِكَ وَلَكَ, occurring in a form of prayer, means I seek, or take, refuge in Thee; or by thy right disposal and facilitation I worship; and to Thee, not to any other, I humble myself. (Mgh in art. بوا.)

One says also, مَنْ لِى بِكَذَا, meaning Who will be responsible, answerable, amenable, or surety, to me for such a thing? (Har p. 126: and the like is said in p. 191.) And similar to this is the saying, كَأَنِّى بِكَ, meaning كَأَنِّي أَبْصُرُ بِكَ

[It is as though I saw thee]; i. e. I know from what I witness of thy condition to-day how thy condition will be to-morrow; so that it is as though I saw thee in that condition. (Idem p. 126.) [You also say, كَأَنَّكَ بِهِ, meaning Thou art so near to him that it is as though thou sawest him: or it is as though thou wert with him: i. e. thou art almost in his presence.]

b17: The Basrees hold that prepositions do not supply the places of other prepositions regularly; but are imagined to do so when they admit of being differently rendered; or it is because a word is sometimes used in the sense of another word, as in شَرِبْنَ بِمَآءِ البَحْرِ meaning رَوِينَ, and in أَحْسَنَ بِى meaning لَطَفَ; or else because they do so anomalously. (Mughnee.)

A3: [As a numeral, ب denotes Two.]
باب الباء

قال أبو عبد الرّحمن: الباء بمنزلة الفاء. ولم يبق للباء شيءٌ من التّأليف لا في الثّنائيّ، ولا في الثلاثيّ ولا في الرّباعيّ ولا في الخماسيّ، وبقي منه اللفيف، وأحرف من المعتلّ معربة مثل: البوم ولميبة، وهي فارسيّة، وبَم العود. ويَبَنْيَم وهو موضع.
(ب) تَقْيِيد الشّرطِيَّة بالزمن الْمَاضِي وَبِهَذَا الْوَجْه فَارَقت إِن فَإِن هَذِه لعقد السَّبَبِيَّة والمسببية فِي الْمُسْتَقْبل وَلِهَذَا قَالُوا الشَّرْط بإن سَابق على الشَّرْط بلو وَذَلِكَ لِأَن الزَّمن الْمُسْتَقْبل سَابق على الزَّمن الْمَاضِي أَلا ترى انك تَقول إِن جئتني غَدا أكرمتك فَإِذا انْقَضى الْغَد وَلم يجِئ قلت لَو جئتني أمس لأكرمتك

ب


ب
a. Ba the second letter of the alphabet. Its numerical value is Two, (2).

ب (a. prep. governing the gen. case; always prefixed ) In
at; by, with; for; about, concerning; during.
بَاب
a. see بَوَبَ

بَابَا (pl.
بَابَاوَات)
a. Papa.
b. Pope.

بَابَاوِيّ
a. Papal.

بَابَارِيّ
a. Black pepper.

بَابِل
a. Babel; Babylon.
b. [], Babylonian; sorcery, magic.
بَابَُوْج
P. (pl.
بَوَاْ2ِيْ3ُ)
a. Slipper.

بَابُوْنَج
P.
a. Camomile.

بُؤْبُو
a. Source, origin, root.
b. Pupil ( of the eye ).
c. Baby.
وَهِي من الْحُرُوف المَجْهُورَةِ، وَمن الْحُرُوف الشَّفوِيَّةِ، وسُمِّيَتْ بهَا لأَن مَخْرجَهَا من بَين الشفتين، لَا تعْمل الشفتانِ فِي شَيْء من الْحُرُوف إِلَّا فِيهَا، وَفِي الْفَاء وَالْمِيم، وَقَالَ الْخَلِيل بن أَحمد: الحُرُوفُ الذُّلْقُ والشفوية: سِتَّةٌ: يَجْمَعُهَا قَوْلك: (رُبَّ مَنْ لَفَّ) ولسُهُولَتِهَا فِي المَنْطِق كَثُرَت فِي أَبْنِيَة الكَلاَم، فَلَيْسَ شَيْء من بِنَاء الخُمَاسِيّ التامِّ يَعْرَى مِنْهَا، أَو من بَعْضهَا، فإِذا ورد عَلَيْك خُمَاسيٌّ مُعْرًى من الْحُرُوف الذُّلْقِ والشفويّة فَاعْلَم أَنه مُوَلَّدٌ، وَلَيْسَ من صَحِيحِ كَلاَمِ العربِ، وَقَالَ شَيخنَا: إِنها تقلب مِيماً فِي لُغَة مَازِنٍ، كَمَا قَالَه أَهل الْعَرَبيَّة.
(ب) - قَولُه تَعالى: {فَسَبِّح بحَمْدِ رَبِّك} .
الباء في "بِحمد رَبِّك" تُشْبِه باءَ التّعدِية، كا يُقال: اذْهَب به: أي اجمَعْه مَعَك في الذِّهاب، كأنه قال: سَبِّح رَبَّك مع حَمدك إيَّاه.
يَدُلّ عليه حَدِيثُ عَائِشةَ: "أَنَّ النبىّ - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: سبْحانَك اللَّهُمَّ وبِحمدِك، اللَّهُمّ اغْفِر لِى".
يَتَأَوَّل القُرآنُ.
- وقوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} .
كأنه يُشبَّه بالبَاءِ التي في قَوله تَعالَى: {بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ} وقَولِه تَعالى: {تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ} في أَحَدِ الأَقوال. - في حديث ابنِ عُمَر: "أَنا بِهَا" .
: أي أنا جِئْت بها، وفَعَلْتُها.
- ومنه الحَدِيث الآخر: "سُبْحانَ الله وبِحَمْدِه".
: أي وبِحَمدِه سَبَّحت.
وقد تَكرَّر ذِكْر البَاءِ المُفردةِ على تَقْدِير عَاملٍ مَحْذُوف، واللهُ تَعالَى أَعْلَمُ.
 

الباءُ: من الحُروف الـمَجْهُورة ومن الحروف الشَّفَوِيَّةِ،

وسُمِّيت شَفَوِيَّةً لأَن مَخْرَجَها من بينِ الشَّفَتَيْنِ، لا تَعْمَلُ الشَّفتانِ في شيءٍ من الحروف إِلاّ فيها وفي الفاء والميم. قال الخليل بن

أَحمد: الحروف الذُّلْقُ والشَّفَوِيَّةُ ستة: الراءُ واللام والنون والفاءُ

والباءُ والميم، يجمعها قولك: رُبَّ مَنْ لَفَّ، وسُمِّيت الحروف الذُّلْقُ ذُلْقاً لأَن الذَّلاقة في الـمَنْطِق إِنما هي بطَرف أَسَلةِ اللِّسان، وذَلَقُ اللسان كذَلَقِ السِّنان. ولـمَّا ذَلِقَتِ الحُروفُ الستةُ وبُذِلَ بهنَّ اللِّسانُ وسَهُلت في الـمَنْطِقِ كَثُرَت في أَبْنِية الكلام، فليس شيءٌ من بناءِ الخُماسيّ التامِّ يَعْرَى منها أَو مِن بَعْضِها، فإِذا ورد عليك خُماسيٌّ مُعْرًى من الحُروف الذُّلْقِ والشَّفَوِيَّة، فاعلم أَنه مُولَّد، وليس من صحيح كلام العرب. وأَما بناءُ الرُّباعي الـمنْبَسِط فإِن الجُمهور الأَكثرَ منه لا يَعْرى من بَعض الحُروف الذُّلْقِ إِلا كَلِماتٌ نَحوٌ من عَشْر، ومَهْما جاءَ من اسْمٍ رُباعيّ مُنْبَسِطٍ مُعْرًى من الحروف الذلق والشفوية، فإِنه لا يُعْرَى من أَحَد طَرَفَي الطَّلاقةِ، أَو كليهما، ومن السين والدال أَو احداهما، ولا يضره ما خالَطه من سائر الحُروف الصُّتْمِ.

الباءُ: حَرْفُ جَرٍّ للإِلْصاقِ حَقيقيًّا: أمْسَكْتُ بِزَيْدٍ، ومَجازِيًّا: مَرَرْتُ به، وللتَّعْدِيَةِ: {ذَهَبَ اللهُ بنُورِهِم} وللاسْتِعانَةِ: كَتَبْتُ بالقَلَمِ، ونَجَرت بالقَدُومِ، ومنه باءُ البَسْمَلةِ، وللسَّبَبِيَّةِ: {فَكُلاًّ أخَذْنا بذَنْبِهِ} ، {إنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أنْفُسَكُمْ باتِّخاذِكُمُ العِجْلَ} وللمُصاحَبَةِ: {اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا} أي: معه، {وقد دَخَلُوا بالكُفْرِ} ، وللظَّرْفِيَّةِ: {ولقد نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ} ، و {نَجَّيْناهُم بسَحَرٍ} و {بأَيِّكُمُ المَفْتُونُ} ، وللبَدَلِ:
فَليْتَ لِي بِهِمُ قَوْماً إذا ركِبُوا ... شَنُّوا الإِغارَةَ رُكْباناً وفُرْسانَا
وللمُقابَلَةِ: اشْتَرَيْتُهُ بألْفٍ، وكافَيْتُه بضِعفِ إحْسانِهِ، وللمُجاوَزَةِ كعَنْ، وقيل: تَخْتَصُّ بالسُّؤالِ: {فاسْأَلْ به خَبِيراً} ، أو لا تَخْتَصُّ نحوُ: {ويوَمَ تَشَقَّقُ السماءُ بالغَمامِ} ، و {ما غَرَّكَ برَبِّكَ الكَريمِ} ، وللاسْتِعْلاءِ: {مَنْ إنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ} ، وللتَّبْعِيضِ: {عَيْناً يَشْرَبُ بها عِبادُ اللهِ} {وامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ} ، وللقَسَمِ: أُقْسِمُ باللهِ، وللغايةِ: {أحْسَنَ بي} ، أي: أحْسَنَ إلَيَّ، وللتَّوْكيدِ: وهي الزائدَةُ، وتكونُ زِيادةً واجِبةً: كأَحْسِنْ بِزَيْدٍ، أَي: أَحْسَنَ زَيْدٌ، أي: صارَ ذا حُسْنٍ، وغالِبَةً: وهي في فاعِلِ كَفَى: كَـ {كَفَى باللهِ شهِيداً} ، وضرورةً، كقولِهِ:
ألم يأتِيكَ والأَنْباءُ تَنْمِي ... بما لاقَتْ لَبُونُ بَني زِيادِ
وحَرَكَتُها الكَسْرُ، وقيلَ: الفتحُ مع الظاهِرِ، نحوُ: مُرَّ بزَيْدٍ.
(ب)
أَكْثَرُ مَا تردُ البَاء بِمَعْنَى الْإِلْصَاقِ لِمَا ذُكر قَبْلَهَا مِن اسْمٍ أَوْ فِعْلٍ بِمَا انْضَمَّت إِلَيْهِ، وَقَدْ تَرد بمعْنى الْمُلَابَسَةِ وَالْمُخَالَطَةِ، وَبِمَعْنَى مِن أجْل، وَبِمَعْنَى فِي وَمِنْ وَعَنْ وَمَعَ، وَبِمَعْنَى الْحَالِ، والعِوَض، وَزَائِدَةً، وَكُلُّ هَذِهِ الْأَقْسَامِ قَدْ جَاءَتْ فِي الْحَدِيثِ. وتُعرف بسِياق اللَّفْظِ الْوَارِدَةِ فِيهِ.
(هـ) فِي حَدِيثِ صَخْرٍ «أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ رجُلا ظاهَر مِنِ امْرَأَتِهِ ثُمَّ وَقَع عَلَيْهَا فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لعَلَّك بِذَلِكَ يَا أَبَا سَلَمة، فَقَالَ: نَعم أنَا بِذَلك» أَيْ لعَلَّك صاحبُ الوَاقعة، والباءُ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ لعلَّك المُبْتَلَى بِذَلِكَ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أَنَّهُ أُتِيَ بِامْرَأَةٍ قَدْ فَجَرَتْ، فَقَالَ مَنْ بِكِ» أَيْ مَن الفاعل بك. (س هـ) وَحَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «أَنَّهُ كَانَ يَشْتَدُّ بيْن هَدفَيْن فَإِذَا أَصَابَ خصْلة قَالَ أنَا بِهَا» يَعْنِي إِذَا أَصَابَ الهدَف قَالَ أَنَا صاحبُها.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْجُمُعَةِ «مَنْ تَوَضَّأ لِلْجُمُعَةِ فَبِها ونِعْمَت» أَيْ فبالرُّخْصَة أخَذ، لأنَّ السُّنة فِي الْجُمُعَةِ الغُسْل، فأضْمر، تَقْديره: ونِعْمَت الخَصْلة هِي، فحذِف المخْصُوص بِالْمَدْحِ. وَقِيلَ مَعْنَاهُ فبالسُّنَّة أخَذَ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى.
(س) وَفِيهِ «فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ» البَاءُ هَاهُنا للالْتِبَاس والمخالَطة، كَقَوْلِهِ تَعَالَى تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ أَيْ مُخْتَلطة ومُلْتَبْسة بِهِ، وَمَعْنَاهُ اجْعل تَسْبيح اللَّهِ مُخْتَلِطاً ومُلْتبِسا بِحَمْدِهِ. وَقِيلَ الْبَاءُ للتَّعدية، كَمَا يُقَالُ اذْهَب بِهِ: أَيْ خُذْه مَعَكَ فِي الذِّهَابِ، كَأَنَّهُ قَالَ: سَبِّحْ ربَّك مَعَ حَمْدِكَ إيَّاه.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ» أَيْ وبِحَمْده سَبَّحت. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الْبَاءِ الْمُفْرَدَةِ عَلَى تَقْدِيرِ عَامِلٍ مَحْذُوفٍ. وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. 
الباءُ: حَرْفُ) هِجاءٍ مِن حُروفِ المُعْجم ومُخْرجُها مِنَ انْطِباقِ الشَّفَتَيْن قُرْبَ مَخْرج الفاءِ تُمَدُّ وتُقْصر، وتُسَمَّى حَرْف (جَرَ) لكَوْنِها مِن حُروفِ الإضافَةِ، لأنَّ وضْعَها على أَن تُضِيفَ مَعانِيَ الأفْعالِ إِلَى الأسْماء. ومَعانِيها مُخْتلفَةٌ وأَكْثَر مَا تَرِدُ.
(للإلْصاقِ) لمَا ذُكِر قَبْلها مِن اسمٍ أَو فِعْلٍ بِمَا انْضَمَّت إليهِ.
قالَ الجَوْهرِي: هِيَ مِن عوامِلِ الجرِّ وتَخْتصُّ بالدُّخولِ على الأسْماءِ، وَهِي لإلْصاقِ الفِعْلِ بالمَفْعولِ بِهِ إمَّا (حَقِيقيًّا) كَقَوْلِك: (أَمْسَكْتُ بزَيْدٍ؛ و) إمَّا (مَجازِيًّا) نَحْو: (مَرَرْتُ بِهِ) ، كأنَّك أَلْصَقْتَ المُرورَ بِهِ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ غيرُهُ: التَصَقَ مُرورِي بمَكانٍ يقرب مِنْهُ ذلكَ الرَّجُل.
وَفِي اللّبابِ: الباءُ للإلْصاقِ إمَّا مُكَمِّلة للفِعْل نَحْو مَرَرْتُ بزَيْدٍ وَبِه دعاءٌ، وَمِنْه: أَقْسَمْت باللهاِ وبحيَاتِكَ قسما واسْتِعْطافاً، وَلَا يكونُ مُسْتقرّاً إلاَّ أنْ يكونَ الكَلامُ خَبَراً، انتَهَى.
ودَخَلَتِ الباءُ فِي قولِه تَعَالَى: {أَشْرَكُوا بااِ} لأنَّ مَعْنى أَشْرَكَ باللهاِ قَرَنَ بِهِ غَيره، وَفِيه إضْمارٌ. والباءُ للإلْصاقِ والقِرانِ، ومَعْنى قَوْلهم: وَكَّلْت بفلانٍ، قَرَنْتُ بِهِ وَكِيلاً.
(وللتَّعْدِيَةِ) نَحْو قولهِ تَعَالَى: {ذَهَبَ ااُ بنُورِهِم} {وَلَو شاءَ ااُ لذَهَبَ يسَمْعِهم وأَبْصارهِم} ، أَي جعلَ اللاَّزمَ مُتَعدِّياً بتَضَمُّنِه مَعْنى التَّصْيير، فإنَّ مَعْنى ذَهَبَ زَيْدٌ، صَدَرَ الذَّهابُ مِنْهُ، ومَعْنَى ذَهَبْتُ بزَيْدٍ وصَيَّرته ذاهِباً، والتَّعْدِيَةُ بِهَذَا المَعْنى مُخْتصَّة بالباءِ، وأَمَّا التّعْدِيَة بمعْنَى إلْصاقِ مَعْنى الفِعْل إِلَى مَعْمولِه بالواسِطَةِ، فالحُروفُ الجارَّةُ كُلُّها فِيهَا سَواءٌ بِلَا اخْتِصاص بالحَرْفِ دُونَ الحَرْف. وَفِي اللّبابِ: وَلَا يكونُ مستقرّاً على مَا ذُكِر يُوضِح ذلكَ قولهُ:
دِيارُ الَّتِي كادَتْ ونَحْن على منى
تحلُّ بِنا لَوْلا نجاء الرَّكائِبِوقال الجَوْهرِي: وكلُّ فِعْل لَا يَتَعَدَّى فلَكَ أَن تُعدِّيه بالباءِ والألِفِ والتَّشْديدِ تقولُ: طارَ بِهِ، وأَطارَهُ، وطَيَّره.
قَالَ ابنُ برِّي: لَا يصحُّ هَذَا الإطْلاقُ على العُمومِ لأنَّ مِن الأفْعالِ مَا يُعدَّى بالهَمْزةِ وَلَا يُعدَّى بالتِّضْعيفِ نَحْو: عادَ الشيءُ وأَعَدْتَه، وَلَا تَقُلْ عَوَّدْتَه، وَمِنْهَا مَا يُعدَّى بالتَّضْعيفِ وَلَا يُعدَّى بالهَمْزةِ نَحْو: عَرَفَ وعَرَّفْتُه، وَلَا يقالُ أعْرَفْتُه، وَمِنْهَا مَا يُعدَّى بالباءِ وَلَا يُعَدَّى بالهَمْزةِ وَلَا بالتَّضْعيفِ نَحْو دَفَعَ زَيْدٌ عَمْراً ودَفَعْتُه بعَمْرِو، وَلَا يقالُ أَدْفَعْتُه وَلَا دَفَّعْتُه.
(وللاسْتِعانَةِ) ، نَحْو: (كتَبْتُ بالقَلَم ونَجَرْتُ بالقَدُومِ) وضَرَبْتُ بالسَّيْفِ، (وَمِنْه باءُ البَسْمَلَةِ) ، على المُخْتارِ عنْدَ قَوْمٍ، ورَدَّه آخَرُونَ وتَعَقّبُوه لمَا فِي ظاهِرِه مِن مُخالَفَةِ الأدَبِ، لأنَّ باءَ الاسْتِعانَةِ إنَّما تَدْخُلُ على الآلاتِ الَّتِي تُمْتَهَنُ ويُعْمَل بهَا، واسْمُ اللهاِ تَعَالَى يَتَنَزَّه عَن ذلكَ؛ نقلَهُ شيْخُنا.
وَقَالَ آخَرُون: الباءُ فِيهَا بمعْنَى الابْتِداءِ كأنَّه قَالَ أَبْتَدِىءُ باسْمِ اللهاِ.
(وللسَّبَبِيَّةِ) ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {فكُلاًّ أَخَذْنا بذَنْبهِ} ، أَي بسَبَبِ ذَنْبِهِ؛ وكَذلكَ قَوْله تَعَالَى: {إنَّكُم ظَلَمْتُم أَنْفُسَكُم باتِّخاذِكُم العِجْلَ} ، أَي بسَبَبِ اتِّخاذِكُم؛ وَمِنْه الحديثُ: (لنْ يَدْخُلَ أَحَدُكُم الجنَّةَ بعَمَلِه) . (وللمُصاحَبَةِ) ، نَحْو قَوْله تَعَالَى: {اهْبِطْ بسَلامٍ مِنَّا} ، (أَي: مَعَه) ؛ وَقد مَرَّ لَهُ فِي مَعانِي فِي أنَّها بمعْنَى المُصاحَبَة، ثمَّ بمعْنَى مَعَ، وتقدَّمَ الكَلامُ هُنَاكَ؛ وَمِنْه أَيْضاً قَوْله تَعَالَى: {وَقد دَخَلُوا بالكُفْر} ، أَي مَعَه؛ وَقَوله تَعَالَى: {فسَبِّحْ بحَمْدِ رَبِّك} ، وسُبْحانَك وبحَمْدِك. ويقالُ: الباءُ فِي {فسَبِّحْ بحَمْدِ رَبِّك} للالْتِباسِ والمُخالَطَةِ كَقَوْلِه تَعَالَى: {تَنْبُتُ بالدُّهْن} ، أَي مُخْتَلِطَةً ومُلْتَبِسَةً بِهِ، والمَعْنى اجْعَلْ تَسْبِيحَ اللهاِ مُخْتلِطاً ومُلْتَبِساً بحَمْدِه. واشْتَرَيْتُ الفَرَسَ بِلجامِه وسرْجِه.
(وَفِي اللُّباب: وللمُصاحَبَةِ فِي نَحْو: رَجَعَ بخُفَيِّ حُنَيْن، ويُسَمَّى الحَال، قَالُوا: وَلَا يكونُ إلاَّ مُسْتقرَّة وَلَا صَادّ عَن الإلْغاءِ عِنْدِي.
(وللظَّرْفِيَّةِ) بمعْنَى فِي، نَحْو قَوْله تَعَالَى: {وَلَقَد نَصَرَكُمُ ااُ ببَدْرٍ} ، أَي فِي بَدْرٍ؛ {ونَجَّيْناهُم بسَحَرٍ} ، أَي فِي سَحَرٍ؛ وفلانٌ بالبَلَدِ، أَي فِيهِ؛ وجَلَسْتُ بالمسْجِدِ، أَي فِيهِ؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
ويستخرج اليربوع من نافقائه
وَمن حُجرِه بالشيحة اليتقصعأي فِي الشّيحةِ) (و) مِنْهُ أَيْضاً قَوْله تَعَالَى: {بأيِّكُمُ المَفْتُونُ} ، وَقيل: هِيَ هُنَا زائِدَةٌ كَمَا فِي المُغْني وشُرُوحِه، والأوَّل اخْتارَه قَوْمٌ.
(وللبَدَلِ) ، وَمِنْه قولُ الشَّاعر:
(فَلَيْتَ لي بِهمُ قَوْماً إِذا ركِبُوا (شَنُّوا الإغارَة رُكْباناً وفُرْساناً أَي بَدَلاً بهم.
وَفِي اللُّباب: وللبَدَل، والتَّجْريدِ، نَحْو: اعْتضْتُ بِهَذَا الثَّوْبِ خَيْراً مِنْهُ، وَهَذَا بذاكَ، ولَقِيتُ بزَيْدٍ بَحْراً.
(وللمُقابَلَةِ) ، كَقَوْلِهِم: (اشْتَرَيْتُه بألْفٍ وكافَيْتُه بضِعْفِ إحْسانِه) ؛ الأَوْلى أنْ يقولَ: كافَيْتُ إحْسانَه بضِعْفٍ؛ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {ادْخُلوا الجنَّة بِمَا كُنْتُم تَعْمَلُون} ؛ قالَ البَدْرُ الْقَرَافِيّ فِي حاشِيَتِه: وليسَتْ للسَّببية كَمَا قالَتْهُ المُعْتزلَةُ لأنَّ المُسَبّبَ لَا يُوجَدُ بِلا سَبَبِه، وَمَا يُعْطَى بمُقابَلَةٍ وعوضٍ قد يُعْطى بغَيْرِه مجَّانا تَفَضُّلاً وإحْساناً فَلَا تَعارض بينَ الآيَةِ والحديثِ الَّذِي تقدَّمَ فِي السَّبَبِيَّةِ جَمْعاً بينَ الأدِلَّةِ، فالباءُ فِي الحديثِ سَبَبِيَّةٌ، وَفِي الآيَةِ للمُقابَلَةِ؛ ونقلَهُ شيْخُنا أيْضاً هَكَذَا.
(وللمُجاوَزَةِ كعَنْ، وقيلَ تَخْتَصُّ بالسُّؤالِ) كَقَوْلِه تَعَالَى: {فاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً} ، أَي عَنهُ يُخْبرْكَ؛ وَقَوله تَعَالَى: {سَأَلَ سائِلٌ بعَذابٍ واقِعٍ} ، أَي عَن عَذَابٍ، قالَهُ ابنُ الأعْرابي، وَمِنْه قولُ عَلْقَمة: فإنْ تَسْأَلُوني بالنِّساءِ فإنَّني
بَصِيرٌ بأَدْواءِ النِّساءِ طَبِيبُأَي عَن النِّساءِ؛ قالَهُ أَبو عبيدٍ. (أَو لَا تَخْتَصُّ) بِهِ، (نحوُ) قَوْله تَعَالَى: {ويومَ تَشَقَّقَ السماءُ بالغَمامِ} ، أَي عَن الغَمَامِ، وَكَذَا قَوْله تَعَالَى: {السَّماءُ مُنْفطرٌ بِهِ} ، أَي عَنهُ؛ (و) قَوْله تَعَالَى: {مَا غَرَّكَ برَبِّكَ الكَريمِ} ، أَي مَا خَدَعَكَ عَن رَبِّك والإيمانِ بِهِ؛ وكَذلكَ قَوْله تَعَالَى: {وغَرَّكُم بااِ الغُرورَ} ، أَي خَدَعَكُم عَن اللهاِ تَعَالَى والإيمانِ بِهِ والطْاعَةِ لَهُ الشَّيْطَان.
(وللاسْتِعلاءِ) ، بمعْنَى على، كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَمِنْهُم (مَنْ إنْ تَأْمَنْهُ بقِنْطارٍ} ،) أَي على قِنْطارٍ، كَمَا تُوضَعُ على مَوْضِعَ الباءِ فِي قولِ الشَّاعرِ:
إِذا رَضِيَتْ عليَّ بنُو قُشَيْرٍ
لَعَمْرُ اللهاِ أَعْجَبَني رِضاهاأَي رَضِيَتْ بِي؛ قالَهُ الجَوْهري.
وكَذلكَ قَوْله تَعَالَى: {وَإِذا مَرّوا بهم يَتَغَامَزُونَ} ، بدَليلِ قَوْله: {وإنَّكُم لتَمرّونَ عَلَيْهِم} ؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
أربٌّ يبولُ الثّعْلبان برأْسِه
لقد ذلَّ مَنْ بالَتْ عَلَيْهِ الثَّعالِبُ وكَذلكَ قَوْلهم: زَيْدٌ بالسَّطْح، أَي عَلَيْهِ؛ وَقَوله تَعَالَى: {وتُسَوَّى بهم الأرْض} ، أَي عَلَيْهِم.
(وللتَّبْعيضِ) ، بمعْنَى مِنْ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {عَيْناً يَشْرَبُ بهَا عِبادُ ااِ} ، أَي مِنْهَا؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
شربْنَ بماءِ البَحْرِ ثمَّ تَرَفَّعَتْ وقولُ الآخرِ:
فلَثَمْتُ فَاها آخِذاً بقُرونِها
شرْبَ الشَّرِيبِ ببَرْدِ ماءِ الحَشْرَجِوقيل فِي قَوْله تَعَالَى: {يَشْرَبُ بهَا عِبادُ ااِ} : ذهَبَ بالباءِ إِلَى المَعْنى، لأنَّ يَرْوَى بهَا عِبادُ اللهاِ، وَعَلِيهِ حَمَلَ الشافِعِيُّ قولَه تَعَالَى: {وامْسَحُوا برُؤُوسِكُم} ، أَي ببعضِ رُؤُوسِكُم. وَقَالَ ابنُ جنِّي: وأمَّا مَا يَحْكِيه أَصْحابُ الشَّافِعي مِن أنَّ الباءَ للتَّبْعيضِ فشيءٌ لَا يَعْرفُه أَصْحابُنا، وَلَا وَرَدَ بِهِ ثبتٌ.
قُلْتُ: وَهَكَذَا نسَبَ هَذَا القَوْلَ للشَّافِعِي ابنُ هِشامٍ فِي شرْحِ قَصِيدَةِ كَعْبِ. وقالَ شيْخُ مشايخِ مشايِخنا عبْدُ القادِرِ بنُ عُمَر البَغْدَادِي فِي حاشِيَتِه عَلَيْهِ الَّذِي حَقَّقه السَّيوطي: إنَّ الباءَ فِي الآيةِ عنْدَ الشَّافِعِي للإلْصاقِ، وأَنْكَر أنْ تكونَ عنْدَه للتَّبْعيضِ، وقالَ هِيَ للإلْصاقِ، أَي أَلْصقُوا المَسْحَ برُؤُوسِكُم، وَهُوَ يصدقُ ببعضِ شعرةٍ وَبِه تَمسَّكَ الشافِعِيُّ ونقلَ عِبارَةَ الأمّ وَقَالَ فِي آخرِها: وليسَ فِيهِ أنَّ الباءَ للتَّبْعيضِ كَمَا ظنَّ كثيرٌ مِن الناسِ، قالَ البَغْدَادِي: وَلم يَنْسِبْ ابنُ هِشَام هَذَا القَوْلَ فِي المُغْني إِلَى الشافِعِي وإنَّما قالَ فِيهِ: وَمِنْه، أَي مِن التَّبْعيضِ {وامْسَحُوا برُؤُوسِكُم} ، والظاهِرُ أنَّ الباءَ للإلْصاقِ أَو للاسْتِعانَةِ، فِي الكَلامِ، حذْفاً وقَلْباً، فإنْ مَسَحَ يَتَعَدَّى إِلَى المُزَالِ عَنهُ بنَفْسِه وَإِلَى المُزِيلِ بالباءِ، والأصْلُ امْسَحُوا رُؤوسِكُم بالماءِ، فقلبَ مَعْمول مَسَحَ، انتَهَى قالَ البَغْدادِي. ومَعْنى الإلْصاقِ المَسْح بالرأْس وَهَذَا صادِقٌ على جَمِيعِ الرأْسِ على بعضِهِ، فمَنْ أَوْجَبَ الاسْتِيعابَ كمالِكٍ أَخَذَ بالاحْتِياطِ، وأَخَذَ أَبو حنيفَةَ بالبَيانِ وَهُوَ مَا رُوِي أَنّه مَسَحَ ناصِيَتَه، وقُدِّرَتِ النَاصِيَةُ برُبْعِ الرأْسِ.
(وللقَسَم) ، وَهِي الأصْلُ فِي حُروفِ القَسَم وأَعَمّ اسْتِعْمالاً مِن الواوِ والتاءِ، لأنَّ الباءَ تُسْتَعْمل مَعَ الفِعْلِ وحذْفِه، وَمَعَ السُّؤالِ وغيرِه، وَمَعَ المُظْهَرِ والمُضْمَرِ بخِلافِ الواوِ والتاءِ؛ قالَهُ محمدُ بنُ عبدِ الرحيمِ الميلاني فِي شرْح المُغْني للجاربردي.
وَفِي شرْحِ الأُنْموذَجِ للزَّمَخْشري: الأصْل فِي القَسَم الباءُ، والواوُ تُبْدَلُ فَمِنْهَا عنْدَ حَذْفِ الفِعْل، فقوَلُنا وَالله فِي المَعْنى أَقْسَمْتُ باللهاِ، والتاءُ تُبْدَلُ مِن الواوِ فِي تاللهاِ خاصَّةً، والباءُ لأصالَتِها تَدْخَلُ على المُظْهَرِ والمُضْمَر نَحْو: باللهاِ وبكَ لأَفْعَلَنَّ كَذَا؛ وَالْوَاو لَا تَدْخُلُ إلاَّ على المُظْهَرِ لنُقْصانِها عَن الباءِ فَلَا يقالُ: وبكَ لأفْعَلَنَّ كَذَا، والتاءُ لَا تَدْخُل مِن المُظْهَرِ إلاَّ على لَفْظةِ اللهاِ لنُقْصانِها عَن الواوِ، انتَهَى.
قُلْت: وشاهِدُ المُضْمَر قولُ غوية بن سلمى:
أَلا نادَتْ أُمامةُ باحْتِمالي
لتَحْزُنَني فَلا يَكُ مَا أُباليوقد أَلْغز فِيهَا الحرِيرِي فِي المَقامَةِ الرَّابِعَة والعِشْرِين فقالَ: وَمَا العامِلُ الَّذِي نائِبُه أَرْحَبُ مِنْهُ وكراً وأَعْظَمُ مَكْراً وأَكْثَر للهِ تَعَالَى ذِكْراً، قالَ فِي شرْحِه: هُوَ باءُ القَسَمِ، وَهِي الأصْلُ بدَلالَةِ اسْتِعْمالِها مَعَ ظُهورِ فِعْلِ القَسَمِ فِي قولِكَ: (أُقْسِمُ باللهاِ) ، ولدُخولِها أَيْضاً على المُضْمَر كقولِكَ: بكَ لأَفْعَلَنَّ، ثمَّ أُبْدِلَتِ الواوُ مِنْهَا فِي القَسَمِ لأنَّهما جَمِيعاً مِن حُروفِ الشَّفَةِ ثمَّ لتَناسُبِ مَعْنَييهما لأنَّ الواوَ تُفيدُ الجَمْع والباءُ تُفِيدُ الإلْصاقَ وكِلاهُما مُتَّفِقٌ والمَعْنيانِ مُتَقارِبانِ، ثمَّ صارَتِ الواوُ المُبْدلَة مِنْهَا أَدْوَرُ فِي الكَلام وأَعْلَق بالأقسامِ وَلِهَذَا أَلْغز بأَنَّها أَكْثَرُ لله ذِكْراً، ثمَّ إنَّ الواوَ أَكْثَرُ مَوْطِناً، لأنَّ الباءَ لَا تَدْخلُ إلاَّ على الاسْمِ وَلَا تَعْملُ غَيْر الجَرِّ، والواوُ تَدْخُلُ على الاسْمِ والفِعْلِ والحَرْفِ وتجرُّ تارَةً بالقَسَمِ وتارَةً بإضْمارِ رُبَّ وتَنْتَظِم أَيْضاً مَعَ نَواصِبِ الفِعْل وأَدوَاتِ العَطْفِ، فَلهَذَا وَصَفَها برحبِ الوكر وَعظم المَكْر.
(وللغَايَةِ) ، بمعْنَى إِلَى، نَحْو قَوْله تَعَالَى: {وَقد (أَحْسَنَ بِي} ، أَي أَحْسَنَ إليَّ.
(وللتَّوْكِيدِ: وَهِي الزائِدَةُ وتكونُ زِيادَةً واجِبَةً: كأَحْسِنْ بزَيْدٍ، أَي أَحْسَنَ زَيْدٌ؛) كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ حَسُنَ زَيْدٌ، (أَي صارَ ذَا حُسْنٍ؛ وغالبَةً: وَهِي فِي فاعِلِ كَفَى: ك {كَفَى بااِ شَهِيداً} ؛ و) تُــزَادُ (ضَرُورةً كَقَوْلِه:
(أَلم يأْتِيكَ والأَنباءُ تَنْمِي (بِمَا لاقَتْ لَبُونُ بَني زِيادِ) وَفِي اللُّبابِ: وتكونُ مَزِيدَةً فِي الرَّفْعِ نَحْو: كَفَى باللهاِ؛ والنَّصْبِ فِي: ليسَ زَيْد بقائِم؛ والجَرِّ عنْدَ بعضِهم نَحْو: فأَصْبَحْن لَا يَسْأَلْنه عَن بِمَا بِهِ انتَهَى.
وَقد أَخَلَّ المصنِّفُ فِي سِياقِه هُنَا وأَشْبَعه بَيَانا فِي كتابِه البَصائِر فقالَ: العِشْرُون الباءُ الزائِدَةُ وَهِي المُؤَكّدَةُ، وتُــزادُ فِي الفاعِلِ: {كَفَى بااِ شَهِيداً} ، أَحْسَنْ بزَيْدٍ أَصْلُه حَسُنَ زَيْدٌ؛ وقالَ الشاعرُ:
كفى ثُعَلاً فخراً بأنَّك منهمُ
ودَهْراً لأنْ أَمْسَيْتَ فِي أَهْلِه أَهْلُوفي الحديثِ: (كَفَى بالمَرْءِ كذبا أَن يحدِّثَ بكلِّ مَا سَمِعَ) ؛ وتــزادُ ضَرُورَةً كقولِه:
بمَا لاقَتْ لَبُونُ بَني زِيادِ وَقَوله:
مهما لي الليْلَة مهما لِيَهْ
أَوْدى بنَعْلِي وسِرْ بالِيَهوتــزادُ فِي المَفْعولِ نَحْو: {لَا تلْقوا بأَيْدِيكُم إِلَى التّهْلكَةِ} ؛ {وهزي إلَيْك بجذْعِ النَّخْلَةِ} ؛ وقولُ الراجزِ: نحنُ بَنُو جَعْدَة أَصْحابُ الفَلَجْ
نَضْرِبُ بالسَّيْفِ ونرْجُو بالفَرَجْوقولُ الشاعرِ:
سودُ المَحاجِرِ لَا يقْرَأْنَ بالسُّورِ وقُلْتُ فِي مَفْعولٍ لَا يتعدَّى إِلَى اثْنَيْن كقولِه:
تَبَلَّتْ فُؤَادكَ فِي المَنامِ خريدَةٌ
تَسْقِي الضَّجِيعَ بباردٍ بسَّامِوتــزادُ فِي المُبْتدأ: بأَيِّكُمُ المَفْتُونُ، بحسبِك دِرْهم، خَرَجْتُ فَإِذا بزَيْدٍ؛ وتــزادُ فِي الخَبَر: {مَا ابغَافِل} {جَزاءُ سَيِّئَة بمِثْلها} ؛ وقولُ الشاعرِ:
ومنعكها بشيءٍ يُسْتطَاع وتــزادُ فِي الحالِ المَنْفي عَامِلها كقولهِ:
فَمَا رجعتْ بجانِبِه ركابٌ
حكيمُ بن المسيَّبِ مُنْتَهَاهَا وكقولهِ:
وليسَ بذِي سَيْفٍ وليسَ بنبَّالِ وتُــزادُ فِي تَوْكيدِ النَّفْسِ والعَيْن: {يَتَرَبَّصْنَ بأَنْفُسِهِنَّ} . انتَهَى.
وَقَالَ الفرَّاء فِي قولهِ تَعَالَى: {وكَفَى بااِ شَهِيداً} . دَخَلَتِ الْبَاء للمُبالَغَةِ فِي المَدْحِ؛ وكَذلكَ قَوْلهم: ناهِيكَ بأَخِينا؛ وحَسْبُك بصَدِيقِنا، أَدْخَلُوا الباءَ لهَذَا المَعْنى، قالَ: وَلَو أَسْقَطت الباءَ لقُلْتَ كَفَى اللهاُ شَهِيداً، قالَ: ومَوْضِعُ الباءِ رَفْعٌ؛ وَقَالَ أَبُو بكْرٍ: انْتِصابُ قولهِ شَهِيداً على الحَالِ مِن اللهاِ أَو على القَطْعِ، ويجوزُ أَن يكونَ مَنْصوباً على التَّفْسيرِ، مَعْناهُ كَفَى باللهاِ مِن الشَّاهِدين فيَجْرِي فِي بابِ المَنْصوباتِ مَجْرى الدِّرْهَم فِي قولهِ: عنْدِي عِشْرونَ دِرْهماً.
(وحَرَكَتُها الكَسْرُ) ؛ ونَصُّ الجَوْهري: الباءُ حَرْفٌ مِن حُروفِ الشَّفَةِ بُنِيَتْ على الكَسْرِ لاسْتِحالَةِ الابْتِداءِ بالمَوْقُوفِ.
قَالَ ابنُ برِّي: صوابُهُ بُنِيَتْ على حَرَكَةٍ لاسْتِحالَةِ الابْتِداءِ بالسَّاكِنِ، وخَصَّه بالكَسْر دونَ الفَتْح تَشَبهاً بعَمَلِها وفرقاً بَينهَا وبينَ مَا يكونُ اسْماً وحَرْفاً.
(وقيلَ: الفتحُ مَعَ الظَّاهِرِ، ونحوُ مُرَّ بزَيدٍ) ؛ قَالَ شيْخُنا: هَذَا لَا يكادُ يُعْرَفُ وكأنَّه اغْتَرَّ بِمَا قَالُوهُ فِي بِالْفَضْلِ ذُو فَضلكُمْ الله بِهِ فِي بِهِ الثَّانِيَة المَنْقُولَة من بهَا وَهِي نقلوا فِيهَا فَتْحَة هاءِ التَّأْنيثِ على مَا عرفَ بل الكَسْرة لازِمَة للباءِ المُناسِبَة عَمَلها وَعكس تَفْصِيلَه ذَكَرُوه فِي اللامِ، وَهُوَ مَشْهورٌ، أَمَّا الْبَاء فَلَا يُعْرَفُ فِيهِ إلاَّ الكَسْر، انتَهَى.
قُلْتُ: هَذَا نقلَهُ شَمِرٌ قالَ: قَالَ الفرَّاء: سَمِعْتُ أَعْرابيًّا يقولُ: بالفَضْل ذُو فَضلكُمْ الله بِهِ والكرامة ذَات أَكْرَمَكُم اللهاُ بهَا، وليسَ فِيهِ مَا اسْتَدَلَّ بِهِ شيْخُنا، فتأَمَّل.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الباءُ تُمَدُّ وتُقْصَرُ، والنِّسْبَةُ باوِيٌّ وبائِيٌّ، وقصيِدة بَيوِيَّة: رَوِيّها الباءُ.
وبَيّيْتَ بَاء حَسَناً وحَسَنَةً.
وجَمْعُ المقصورِ: أبواءٌ؛ وجَمْعُ المَمْدودِ: باآتٌ.
والباءُ النِّكاحُ.
وأَيْضاً: الرَّجُلُ الشَّبِقُ.
وتأْتي الباءُ للعوضِ، كقولِ الشاعرِ: وَلَا يُؤَاتِيكَ فيمَا نابَ من حَدَثٍ
إلاَّ أَخُو ثِقَةٍ فانْظُر بمَنْ تَثِقأَرادَ: مَنْ تَثِقُ بِهِ.
وتَدْخلُ على الاسْمِ لإرادَةِ التَّشْبيهِ كقولِهم: لقِيت بزَيْدٍ الأَسَد؛ ورأَيْتُ بفلانٍ القَمَرَ.
وللتَّقْليلِ: كقولِ الشاعرِ:
فلئن صرتَ لَا تحير جَوَابا
أَبمَا قد تَرَى وأَنْتَ خَطِيبُوللتَّعْبيرِ، وتَتَضَمَّن زِيادَةَ العِلْم، كَقَوْلِه تَعَالَى: {قُلْ أَتْعَلَمون ابدِينِكُم} .
وبمعْنَى مِن أجْل، كقولِ لبيدٍ:
غُلْبٌ تَشَذَّرَ بالذُّحُولِ كأَنَّهم
جِنُّ البَدِيِّ رَواسِياً أَقْدامُهاأَي مِن أَجْلِ الذّحُول؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
قد أُضْمِرَتْ فِي: الله لأَفْعَلَنَّ، وَفِي قولِ رُؤْبَة: خَيْر لمَنْ قالَ لَهُ كيفَ أَصْبَحْت.
وَفِي الحديثِ: (أَنابها أَنابها) ، أَي أَنا صاحِبُها. وَفِي آخر: (لَعلَّكَ بذلكَ) ، أَي المُبْتَلى بذلك. وَفِي آخر: (مَنْ بِكِ؟) أَي مَنْ الفاعِلُ بِكَ. وَفِي آخر: (فِيهَا ونِعْمَتْ) ، أَي فبالرُّخْصةِ أَخَذَ.
وَقد، تُبْدَلُ مِيماً كبَكَّة ومَكَّة ولازِبٌ ولازِمٌ.
ب:
[في الانكليزية] B
[ في الفرنسية] B
أعني الباء المفردة هي حرف من حروف التهجّي، ويراد بها في حساب أبجد الاثنان.
وفي اصطلاح المنطقيين المحمول، فإنهم يعبّرون عن الموضوع بج وعن المحمول بب للاختصار والعموم. وفي اصطلاح السالكين أوّل الموجودات الممكنة وهو المرتبة الثانية من الوجود. قال الشاعر:
التمس الألف في الأول والباء في الثاني اقرأ كليهما واحدا وكلا الاثنين قل.
وفي الفارسية يقال له در.
وفي اصطلاح الشطّاريين علامة البرزخ، كذا في كشف اللغات.
ب
1 [كلمة وظيفيَّة]: الحرف الثَّاني من حروف الهجاء، وهو صوتٌ شفويّ، مجهور، ساكن انفجاريّ (شديد)، مُرقَّق. 

ب2 [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف جرّ يفيد الإلصاق حقيقة أو مجازًا "أمسكت بالقلم- أخذت برأيك".
2 - حرف جرّ يفيد الاستعانة "كتبت بالقلم- {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ".
3 - حرف جرّ يفيد الظرفية زمانًا ومكانًا بمعنى (في) "يعمل بالليل- أقام بالبيت- {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍٍ} ".
4 - حرف جرّ يفيد التَّعْدِية " {ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ}: أذهبه".
5 - حرف جرّ بمعنى (إلى) " {وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ} ".
6 - حرف جرّ يفيد السببيّة "أصبحت العربية بفضل الإسلام لغة حضارة كبرى- أُقيم الاحتفال بمناسبة كذا- {ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ} " ° بما أنّ: بالنظر إلى أنَّ- بما في: للدلالة على الاحتواء أو التضمين.
7 - حرف جرّ يفيد المقابلة أو العوض، ويدخل غالبًا على المتروك "باع الدنيا بالآخرة- {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ} ".
8 - حرف جرّ يفيد القسم "بالله عليك- {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} ".
9 - حرف جرّ يفيد المجاوزة بمعنى (عن) " {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} - {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} ".
10 - حرف جرّ يفيد التبعيض " {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ} ".
11 - حرف جرّ يفيد المصاحبة والمعيَّة " {ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ ءَامِنِينَ} ".
12 - حرف جرّ بمعنى (على) " {مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍٍ} ".
13 - حرف جرّ يفيد التوكيد " {حَقِيقٌ بِأَنْ لاَ أَقُولَ عَلَى اللهِ إلاَّ الْحَقَّ} [ق] ".
14 - حرف جرّ زائد في فاعل كفى يفيد التوكيد " {وَكَفَى بِاللهِ شَهِيدًا} ".
15 - حرف جرّ زائد في فاعل فعل التعجب بصيغة الأمر "أكرم بخالدٍ- {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ} ".
16 - حرف جرّ زائد في المبتدأ إذا كان لفظ حَسْبُ "بحسبك درهم".
17 - حرف جرّ زائد في خبر (ليس) "ليس عامرٌ بكاذب- {أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} ".
18 - حرف جرّ زائد في التوكيد بالنفس والعين "جاء خالد بنفسه/ بعينه".
19 - حرف جرّ زائد في المبتدأ الذي يأتي بعد (إذا) الفجائية "نظرت فإذا بالشمس قد طلعت".
20 - حرف جرّ زائد في المفعول به " {وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} ".
21 - حرف جرّ زائد في الحال المنفيّ عاملها "*فما رجَعَت بخائبة ركاب*".
22 - حرف جرّ زائد في خبر (ما) النافية " {وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ} ".
23 - حرف جرّ زائد في خبر كان المنفي "ما كان الرسول بكاذب".
24 - حرف جرّ زائد بعد اسم الفعل (عليك) "وعليك بالحجّاج لا تعدل به ... أحدًا إذا نزلت عليك أمورُ".
25 - حرف جرّ زائد بعد كلمة (ناهيك) كثيرًا "ناهيك بالزمن مؤدِّبا". 

ضرس

(ضرس) : الضَّرِيُس: التَّمْرُ، والبُسْرُ، والكَعْكُ، تقولُ: أَضْرسْنا من ضَرِيِسِكَ هذا.
(ض ر س) : (الْأَضْرَاسُ) مَا سِوَى الثَّنَايَا مِنْ الْأَسْنَانِ الْوَاحِدُ (ضِرْسٌ) وَهُوَ مُذَكَّرٌ وَقَدْ يُؤَنَّثُ.
(ضرس)
الشَّيْء ضرسا عضه بأضراسه يُقَال ضرس الْعود وَيُقَال ضرس الزَّمَان فلَانا اشْتَدَّ عَلَيْهِ والبئر بناها بِالْحِجَارَةِ وَالدَّابَّة قطع أنفها ثمَّ وضع عَلَيْهِ وترا أَو سيرا لتذليلها
ض ر س: (الضِّرْسُ) السِّنُّ وَهُوَ مُذَكَّرٌ مَا دَامَ لَهُ هَذَا الِاسْمُ لِأَنَّ الْأَسْنَانَ كُلَّهَا إِنَاثٌ إِلَّا الْأَضْرَاسَ
وَالْأَنْيَابَ. وَرُبَّمَا جُمِعَ عَلَى (ضُرُوسٍ) قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ قُرَادًا:

وَمَا ذَكَرٌ فَإِنْ يَكْبَرْ فَأُنْثَى شَدِيدُ ... الْأَزْمِ لَيْسَ لَهُ ضُرُوسُ
لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ صَغِيرًا كَانَ قُرَادًا فَإِذَا كَبِرَ سُمِّيَ حَلَمَةً. وَ (الضَّرَسُ) بِفَتْحَتَيْنِ كَلَالٌ فِي الْأَسْنَانِ وَبَابُهُ طَرِبَ. 

ضرس


ضَرِسَ(n. ac. ضَرَس)
a. Was set on edge (tooth).
ضَرَّسَa. Bit; dented.
b. Trained to fight, inured to hardships ( war).
c. see I (b)
أَضْرَسَa. Set his teeth on edge; disturbed, disquieted.
b. [acc. & Bi], Silenced by ( his words ).
ضِرْس
(pl.
ضُرُوْس
أَضْرَاْس
38)
a. Molar, doubletooth; grinder.
b. (pl.
ضُرُوْس), Steep hill; peak.
ضَرِسa. Tart, crabby, snappish; irritable; intractable.

ضُرَاْسa. Tooth-ache.

ضَرِيْس
(pl.
ضَرَاْسَى)
a. Well ( cased with stone ).
b. Vertebræ of the back.
c. Famished.
d. Biscuit; date &c.

ضَرُوْسa. Refractory; mordacious (animal).
b. Devouring (war).
N. P.
a. It
see 25 (a)b. Stony; full of stones.

N. P.
ضَرَّسَa. Indented; serrated; notched, jagged; quilted (
garment ).
N. Ac.
ضَرَّسَa. Indentation, serration.

ضِرْسَامَة
a. Torpid, stupid; ignoble.

ضرْضَم
a. Lion; wild beast.
ض ر س

ضرسه وضرّسه: عضه عضاً شديداً. وضرس السبع فريسته إذا مضغ لحمها ولم يبتلعه. وضرس قدحه: أثر فيه بأضراسه، وقدح مضروس. وضرست أسنانه من الحموضة، وأضرستها، وبي ضرس. وناقة ضروس: تعض حالبها.

ومن المجاز: وقعت في الأرض ضروس من مطر، وأصابهم ضرس من الوسمي وضروس: للقليل المتفرق. وضرسهم الزمان وضرسهم: عضهم. ورجل مجرس مضرس: مجرب، وقد ضرسته الخطوب والحروب، كما تقول: منجذٌ: من الناجذ. وحرب ضروس: من الناقة الضروس كما يقال: زبون، وقد ضرس نابها. وبفلان ضرس وضرم وهو غضب الجوع، وإنه لضرس من الجوع. وفلان ضرس شرس: صعب الخلق. واتق الناقة بجنّ ضراسها: بحدثان نتاجها وسوء خلقها على من يدنو منها لولوعها بولدها. وفي الياقوتة تضريس وهو تحزيز. وتضارس البناء إذا لم يستو ولم يتسق.
ض ر س : الضِّرْسُ مُذَكَّرٌ مَا دَامَ لَهُ هَذَا الِاسْمُ فَإِنْ قِيلَ فِيهِ سِنٌّ فَهُوَ مُؤَنَّثٌ فَالتَّذْكِيرُ وَالتَّأْنِيثُ بِاعْتِبَارِ لَفْظَيْنِ وَتَذْكِيرُ الْأَسْمَاءِ وَتَأْنِيثُهَا سَمَاعِيٌّ قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ عَنْ سَلَمَةَ عَنْ الْفَرَّاءِ أَنَّهُ قَالَ الْأَنْيَابُ وَالْأَضْرَاسُ كُلُّهَا ذُكْرَانٌ وَقَالَ الزَّجَّاجُ الضِّرْسُ بِعَيْنِهِ مُذَكَّرٌ لَا يَجُوزُ تَأْنِيثُهُ فَإِنْ رَأَيْتَهُ فِي شِعْرٍ مُؤَنَّثًا فَإِنَّمَا يُعْنَى بِهِ السِّنُّ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الضِّرْسُ مُذَكَّرٌ وَرُبَّمَا أَنَّثُوهُ عَلَى مَعْنَى السِّنِّ وَأَنْكَرَ الْأَصْمَعِيُّ التَّأْنِيثَ وَجَمْعُهُ أَضْرَاسٌ وَرُبَّمَا قِيلَ ضُرُوسٌ مِثْلُ حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ وَحُمُولٍ. 
[ضرس] نه: فيه اشترى فرسًا اسمه "الضرس" فسماه السكب، هو الصعب السيء الخلق. ومنه ح: ضبس "ضرس" يقال: رجل ضرس وضريس. ومنه في على غ: كان تلعابة. نه: فإذا فزع فزع إلى "ضرس" حديد، أي صعب العريكة قوي، ومن رواه بكسر ضاد وسكون راء فهو إحدى الضروس وهي الأكام الخشنة أي إلى جبل من حديد، قوله: فزع، أي فزع إليه والنجى. فحذف الجار واستتر الضمير. وح: كان ما نشاء من "ضرس" قاطع، أي ماض في الأمور نافذ العزيمة، فلان ضرس من الأضراس أي داهية، وأصله أحد الأسنان فاستعير له. وح: لا يعض في العلم "بضرس" قاطع، أي لم يتقنه ولم يحكم الأمور. وفيه: كره "الضرس"، وهو صمت يوم إلى الليل، وأصله العض بالأضراس. وفيه: إن ولد زنا في بني إسرائيل قرب قربانًا فلم يقبل فقال: يارب! يأكل أبواي الحمض "وأضرس" أنا! أنت أكرم من ذلك، فقبل قربانه، هو من مراعي الإبل إذا رعته ضرست أسنانها، والضرس بالحركة ما يعرض للأسنان من أكل الحامض، أي بذنب أبواي وأؤاخذ أنا. ط: الأضراس الأسنان الثنايا الأربعة. وفيه: ذات ظلف ولا "ضرس"، ذات ضرس السباع، وغلام أضرس أي عظيم الضرس، أقله منفعة أي أقل غلام منفعة، لا ينام قلبه أي لا ينقطع أفكاره الفاسدة بالنوم.
(ضرس) - في حديث وَهْبِ بنِ مُنَبِّه: "أنّ وَلَدَ زِنىً في بنى إسرائِيل قَرَّبَ قُرباناً، فَرُدَّ عليه فقال: يا رَبِّ، يَأكُل أَبَواى الحَمْضَ وأَضرَسُ أنا، أَنْتَ أَكرمُ من ذلك، فقُبِل قُرْبَانُه".
الحَمْضُ: ما كان مِلْحاً من النَّبات. وأَحمضَ الرجلُ: رَعَت إبلُه الحَمْضَ، فهى حامِضَة، وإذا رعَتْها ضَرِسَت أَسنانُها.
والضَّرَس: خَوَرٌ في الضِّرس من أَكلِ الشيءِ الحامضِ، وأَضْرسَه أَكْلُ الحامِضِ، وضَرَّسَه، وضَرَّسَتْه الحَربُ: عَضَّته. وضرَّسَتْه الأُّمورُ: جَرَّبها. ومعناه: يُذْنِب أَبَواى وأُؤاخَذُ أَنَا بِجِنَايَتهِما.
- في حديث عَبدِ الله بن عَيَّاش بن أبي رَبَيعة في صِفَة عَلىٍّ - رضي الله عنه -: "كان مَا نَشَاءُ من ضِرْسٍ قاطعٍ ".
قال محمد بن حُمَيْد الرَّازِى: يعنى السِّطَةَ في النَّسَب.
وقال غَيرُه: يقال: هو ضِرْسٌ من الأَضْراس: أي دَاهِية. - والأَضْراس عِشْرون تَلِى الأَنيابَ من كل جَانبٍ من الفَمِ خَمْسةٌ من أَعْلَا، وخَمْسَةٌ من أسفَل، وربما تُذَكَّر وتُؤَنث
ضرس: الضِّرْسُ: يُذَكَّرُ ويُونَّثُ. والضَّرْسُ: العّضُّ الشَّدِيدُ بالضِّرْسِ. والضَّرَسُ: خَوَرٌ فيه، وهو أيضاً من قَوْلِكَ: ضَرَّستْه الحَرْبُ. وناقَةٌ ضرُوْسٌ: تَعَضُّ حالِبَها. والحامِضُ يُضْرِسُ أضْرَاساً؛ ويُضَرِّسُ. والمُضَرَّسُ: المُجَرَّبُ من الرِّجَالِ الذي ضَرِّسَتْه الأُمُوْرُ. والضِّرْسُ: ما خَشُنَ من الإِكام، والجَميعُ الضُّرُوْسُ. وبِئْرٌ مَضْرُوْسَةٌ: تُطْوى بضِرْسٍ. وأصابَتِ النّاقَةُ ضُرُوْسٌ من مَطَرٍ. وَكذلك إذا أخْطَأَ قَوْماً وأصابَ قَوْماً، واحِدُهم ضِرْسٌ. وضُرُوْسُ الوسْمِيِّ: أمْطارُها المُتَفَرِّقَةُ، يُقال: ضُرِّسْنا. والتَّضْرِيْسُ: تَحْزِيْزٌ في خَشَبَةٍ أو لُؤْلُؤةٍ. وقِدْحٌ مُضْرَّسٌ: ليس بأمْلَسَ. وثَوْبٌ مُضَرَّسٌ: مَوْشِيٌّ. والتَّضْرِيْسُ: طّيُّ الثَّوْبِ مُرَبَّعاً. والضَّرْسُ: أنْ يُضَرَّسَ على خَرْقِ البُرْقُعِ أي يُخَاطُ على وَصْوَصَتِه شَيْءٌ كهَيْئَةِ المَكْفُوْفِ. وأضْرَشَه: إذا رَمَاه بالكلام حَتّى يُسْكَِه. وكذلك إذا أقْلَقَه. ورَجُلٌ ضَرِسٌ شَرِسٌ: أي صَعُبَ الخُلُقِ. واتَّقِ التّاقَةَ بِجِنِّ ضِرَاسِها: أي بِحِدْثَانِ نِتَاجِها وسُوْءِ خُلُقِها. والضَّرْسُ في جَرِيْرِ البَعِيرِ: أنْ تَلْوِيَ عليه وَتَراً أو قِدّاً ثمَّ تَقْفِرَ أنْفَ البَعِيرِ عِنْدَ الرِّيَاضَة. والضَّرْسَةُ: وَتَرَةٌ تُلْوَى على الجَرِيْرِ وتُضَرَسُ في قَوْلِ العَبّاسِ بن مِرْدَاسٍ: أي تُفْذَعُ.
[ضرس] الضَرْسُ: السِنُّ، وهو مذكَّر ما دام له هذا الاسم، لأنَّ الأسنان كلَّها إناثٌ إلا الأضراس والأنياب. وربَّما جمع على ضروس. وقال الشاعر يصف قرادا: وما ذكر فإن يكبر فأنثى * شديد الازم ليس له ضروس *لانه إذا كان صغيرا كان قرادا، فإذا كبر سمى حلمة. والضرس أيضا: أكمة خشنة. والضِرْسُ أيضاً: المَطْرة القليلة، والجمع ضروس. قال الاصمعي: يقال وقعت في الارض ضروس من مطر، إذا وقعت فيها قطع متفرقة. والضرس بالفتح: العض الشديد بالأضراس. يقال: ضَرَسْتُ السهمَ، إذا عجمته. قال دريد ابن الصمة: وأسمر من قداح النَبْع فَرعٍ * به عَلمانِ من عقب وضرس * وضَرَسَهُمُ الزمان: اشتدَّ عليهم. وناقةٌ ضَروسٌ: سيِّئة الخلق تعضُّ حالبها. ومنه قولهم: " هي بجن ضراسها "، أي بحدثان نتاجها. وإذا كانت كذلك حامت عن ولدها. قال بشر : عَطفْنا لهم عَطْفَ الضروسِ من المَلا * بشهْباَء لا يمشي الضراء رقيبها * والضروس بضم الضاد: الحجارة التى طويت بها البئر. قال الراجز  أما يزال قائل أبن أبن دلوك عن حد الضروس واللبن * وبئر مضروسة وضريس، أي مطويَّة بالحجارة. وأضْرَسَهُ أمرُ كذا: أقلقه. وضَرَّستْهُ الحروب تَضْريساً، أي جرَّبتْهُ وأحكمتْه. والرجل مُضَرَّسٌ. وقال أبو عمرو: المضرس الذي جرب الامور. وتقول أيضا: ربط مضرس، لضربٍ من الوَشي. وحَرَّةٌ مضَرَّسَة ومَضْروسَةٌ: فيها حجارةٌ كأضراس الكلاب، عن أبى عبيد. وتَضارَسَ البِناءُ، إذا لم يَستوِ. ورجلٌ أخرسُ أضْرَسُ، إتباعٌ له. والضَرَسُ بالتحريك: كلالٌ في السنِّ من تناول شئ حامض. وقد ضَرِست أسنانهُ بالكسر. ورجلٌ ضَرِسٌ شرس، أي صعب الخلق. عن اليزيدى.
ضرس: ضرّس، وضرَّس الأسنان: أضرس، كلَّت عن تناول الحامض (ألكالا، بوشر، همبرت ص18).
ضرَّس: شحذ، سنّ، أصلع أسنان المنجل. (فوك).
ضرَّس مثل أضرس: أسكت (فوك).
ضرَّست لثة الشيخ: تصلّبت بعد ذهاب أضراسه فصارت كالأضراس. وهي من كلام العامة (محيط المحيط).
تضرَّس: كلّت أسنانه من تناول الحامض (ألكالا).
تضرَّس: سكت (فوك).
ضِرْس: سنّ. وهو بكسر الضاد في معجم فوك.
وضَرْس بفتح الضاد في معجم ألكالا. ويجمع أيضاً على ضِراس (ياقوت 3: 468) وأضاريس: صيغة منتهى الجموع لأضراس (ألكالا، أبو الوليد ص788).
ضِرْس: سنان من حديد مثل الذي يوضع في طرف العصا، أو مثل الذي يكون في قلادة الكلب (ألكالا) ضِرْس: سكين المحراث (ألكالا).
ضِرْس: ومعناه سن كبير هو الاسم الذي يطلقه العرب على حجر التبليط (براكس مجلة الشرق والجزائر 6: 295).
ضِرْس من ثوم: راس ثوم (ألكالا).
ضِرس: نبات اسمه العلمي: Arum arisarum ( ابن البيطار 2: 447) هذا في مخطوطة هك.
وفي مخطوطة بى: صرصى وفي مخطوطة ل: صرصر.
ضرس العجوز: حسن السعدان (ابن البيطار 2: 146). ضرسة العجوز أو العجوزة: هو في الجزائر خس بري، هند بابري، طرخشقون (كاشف الرموز لعبد الرزاق الجزيري ص293). ونبات اسمه العلمي hyoseris radiata ( براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 279).
ضرس (أو أضراس) الكلب: بسفايج (بوشر، المستعيني مادة بسبايج، ابن البيطار 1: 55) (كاشف الرموز لعبد الرزاق الجزيري ص292).
ضَرِس: ذو أسنان صغيرة (كالمنشار). (البكري ص153).
ناب ضروس: ذكر في ديوان الهذليين (ص155) وانظر (ص25).
ضُرَّيْس: اسم طير، ذكره القزويني (2: 135).
ويقول ابن البيطار (2: 165) أن عامتنا بالاندلس تطلق هذا الاسم على الطيهوج أي الدُراج. غير أن مؤلف معجم المنصوري يقول أن هذا ليس صحيحاً ففيه: وزعم ابن سمجون إنه (الطيهوج) الضُرَيس ولم يصح. وفي رأي الدميري (فيما نقل فريتاج (3: 49) وعليك أن تقرأ فيه طرغلوديس) إنه طائر اسمه العلمي: Motacilla: Troglodydes وحسب شيرب هو النُقاد جنس طير من فصيلة الشرشوريات. وحسب باجني (مخطوطات) هو الزرزور. وحسب لاتور (وهو يكتبه دُرّيس) فهو طائر صغير يوجد في مزرعة القمح. وهو - ( pajarillo ; Triguaro) .
أما كتابة الكلمة فقد اعتمدت فيها على ما جاء عند ابن البيطار وقد ايدها كل من شيرب وباجني.
غير ان صاحب محيط المحيط يقول إنها ضِرْيس، ففيه: والضِرْيَس طائر يقال له الطيهوج ومن أمثال المولدين هو اكسل من الضِرْيَس لأنه يلقي رجيعه على أولاده.
إضراس: ضرس، سن (فوك) ونجد فيه أيضاً إضْرَسَيْن (كذا).
مِضْراس: ذو أضراس، ذو أسنان (فوك).
ضرس
ضرَسَ يَضرِس، ضَرْسًا، فهو ضارِس، والمفعول مَضْروس
• ضرَس الطَّعامَ ونحوَه: عضَّه بأضراسه ° ضرَسه الزَّمانُ: اشتدّ عليه. 

ضرِسَ يَضرَس، ضَرَسًا، فهو ضَرِس
• ضرِست أسنانُه: كلَّت من تناول الحامض.
• ضرِس فلانٌ: صار شَرِسًا، صعُب خُلُقه "ضَرِس من شدّة ما عانى من مصائب". 

أضرسَ يُضرس، إضراسًا، فهو مُضرِس، والمفعول مُضرَس
• أضرس الحامضُ أسنانَه: جعلها تَضرَس، أكلّها. 

تضرَّسَ يتضرَّس، تضرُّسًا، فهو مُتضرِّس
• تضرَّس البِناءُ ونحوُه: تعرَّج، لم يَسْتَوِ ولم يتَّسق، فبدا فيه ما يشبه الأضراس "صفحة خدِّه عريضة مُتضرِّسة- أخذ في حسبانه تضرُّس المنطقة وقلّة المواصلات". 

ضارسَ يضارس، مُضارسةً وضِراسًا، فهو مُضارِس، والمفعول مُضارَس
• ضارس الأمورَ: جرَّبها وعرَفها. 

ضرَّسَ يضرِّس، تضريسًا، فهو مُضرِّس، والمفعول مُضرَّس (للمتعدِّي)
• ضرَّستِ الأسنانُ: ألَمَّ بها وجعٌ مُؤقَّت.
• ضرَّس الطَّعامَ: بالغ في عضِّه بأضراسه.
• ضرَّس الشَّيءَ: جعل فيه تضاريس "ضرَّسَ المُجسَّمَ المصنوعَ من الجِصّ".
• ضرَّسته الأحداثُ: قوَّته، حنَّكته وأكسبته الخبرةَ "ضرّسته الحروبُ/ الخطوبُ/ المحنُ". 

تضاريسُ [جمع]: مف تضريس: ما على الشّيء من تحزيزات ونتوءات وبُروز تشبه الضِّرْس "تضاريس الوجه: تجاعيده أو ملامحه".
• تضاريس الأرض: (جغ) ما على سطح الأرض من مرتفعات ومنخفضات "خريطة تضاريس السطح" ° تضاريس جوِّيَّة: ما يلحق بدرجات الحرارة والرطوبة وغيرها من صعود وهبوط. 

تضاريسيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تضاريس: "خريطة تضاريسيَّة: ذات أشكال مجسَّمة وخطوط". 

ضَرْس [مفرد]: مصدر ضرَسَ. 

ضَرَس [مفرد]: مصدر ضرِسَ. 

ضَرِس [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ضرِسَ: مَنْ كلّت أسنانُه من تناول الحامض، أو صار شرسًا صعب الخُلُق. 

ضِرْس [مفرد]: ج أضراس وضُروس: إحدى الأسنان الكبيرة الجانبيَّة التي تطحن الطّعامَ، وهو لفظ مذكَّر وقد يستعمل مُؤنَّثًا على معنى السِّنّ "نبتت أضراسُ الصبيّ- شعر بألمٍ في ضُروسِه" ° رَجُلٌ ضِرْس: خَشِن، قاسٍ- لا يَعَضُّ في العلم بضِرْسٍ قاطع: لا يتقنه ولا يُحكم أمرَه.
• ضِرْس العقل: (شر) واحد من أربعة تخرج في أقصى الفم بعد استكمال الأسنان، اثنان على كلّ جانب للفكّين. 

ضَرُوس [مفرد]: صيغة مبالغة من ضرَسَ: قويّ الأضراس "كلبٌ ضروس" ° أَرْض ضروس: وَعِرة كثيرة الحجارة- حَرْبٌ ضروس: شديدة مُهلِكة، ضارية- ناقة ضروس: سيِّئة الخُلُق تعضُّ حالبَها أو من يقرب من ولدها. 
باب الثلاثي الصحيح الضاد والسين والراء ض ر س

الضِّرْسُ يُذكّر ويُؤنّث وأنكر الأصمعيُّ تأنيثَه وأنشدَ قولَ دُكَيْنٍ

(فَفَقْئَتْ عينٌ وطَنَّتْ ضِرسُ ... )

فقال إنما هو وَطَنَّ الضِّرسُ فلم يَفْهَمْه الذي سَمِعَه وأنشد أبو زَيْدٍ في أُحْجِيَّةٍ

(وسِرْبٍ ملاحٍ قد رأيْنا وجُوهَهُ ... إناثاً أدانِيهِ ذكوراً أواخِرُهُ)

السِّرْبُ الجماعةُ فأراد الأسنانَ لأنّ أَدانِيها الثَّنِيَّة والرَّباعيَّة وهما مؤنَّثَان وباقي الأسنانِ مذكَّر مثل الناجِذِ والضِّرْس والنابِ والجمع أضراسٌ وأضْرُسٌ وضُرُوسٌ وقولُ الشاعرِ

(وقافِيَةٍ بَيْنَ الثَّنِيَّة والضِّرْسِ ... )

زعمُوا أنه يعني الشِّينَ لأنّ مَخْرَجها إنما هو من هنالك وقال أبو الحسن الأخفش ولا أُراهُ عناها ولكنه أراد شِدَّة البَيْت وأكْثَر الحروفِ تكون من بين الثَّنِية والضِّرسِ وإنما يجاوز الثَّنِيَّةَ من الحروفِ أقَلُّها وقيل إنما يعني بها السِّين وقيل إنما يعني بها الضّاد والجمع أضراسٌ وأَضْرُسٌ وضُرُوسٌ وضَرِيسٌ الأخيرة اسمٌ للجَمْعِ وأضراسُ العَقْلِ وأضراسُ الحُلُمِ أَرْبعةُ أَضراسٍ تَخْرُجْن بَعْدَما يَسْتَحْكِمُ الإِنسانُ والضَّرَسُ خَوَرٌ يُصِيبُ الضِّرسَ عند أكْلِ الشيء الحامضِ ضَرِسَ ضَرَساً فهو ضَرِسٌ وأَضْرَسَهُ ما أكَلَه وضَرَسه يضْرِسُه ضَرْساً عضَّهُ والضَّرْسُ أن تُعَلِّمِ قِدْحَكَ بأن تعضَّه بأضراسِكَ فتُؤَثِّرَ فيه قال دُرَيْدُ بنُ الصِّمِة (وأصْفَر من قِداحِ النَّبْعِ فَرْعٍ ... به عَلَمانِ من عَقَبٍ وضَرْسٍ)

وقِدْحٌ مُضَرَّسٌ غير أمْلَسٍ لأن فيه كالأَضراسِ والضَّرْسُ صمتُ يومٍ إلى اللَّيلِ وفي حديث ابن عباس رضي الله عنه أنه كره الضَّرْسَ وأصْلُه من العَضِّ كأنه عضَّ على لِسانِه فَصَمَت والتَّضريسُ في الياقوتة واللُّؤْلُؤة حزٌّ فيها ونَبْرٌ كالأَضراسِ وثَوْبٌ مُضَرَّسٌ مُوَشىً به أثر الطَّيِّ قال أبو قُلاَبَةَ الهُذَليُّ

(رَدْعُ الخَلُوقِ بجِلْدِها فكأنَّهُ ... رَيْطٌ عِتَاقٌ في الصِّوانِ مُضَرَُّ)

حَمَله مَرَةً على اللَّفْظِ فقال مُضَرَّسٌ ومَرَّةً على المَعْنَى فقال عِتاقٌ وتضَرَّس البناءُ لم يَسْتَو فصار فيه كأضْراسٍ وضَرَّسَتْهُ الحربُ تَضْرِسُه ضَرْساً عَضَّتْه وحربٌ ضَرُوسٌ أكولٌ عَضُوضٌ وناقة ضَرُوسٌ عَضُوض سَيِّئةُ الخُلُق وقيل هي العَضُوضُ لتَذُبَّ عن وَلَدِها وضَرَسَ السَّبُعُ فَرِيستَه مَضَغَها ولم يَبْتَلِعْها وضَرَّسَتْهُ الخُطُوبُ ضَرْساً عَجَمَتْه على المَثَل قال الأخطلُ

(كَلَمْحِ أَيْدِي مَثَاكيلٍ مُسَلِّيَةٍ ... يَنْدُبْنَ ضَرْسَ بَنَاتِ الدَّهْرِ والخُطُبِ)

أراد الخُطُوبَ فحذَفَ الواوَ وقد يكون من باب رَهْن ورُهُن والمُضَرَّسُ من الرِّجالِ الذي قد أصابَتْه البلايا عن اللِّحيانِيِّ كأنها أصابَتْه بأَضْراسِها وقيل المُضَرَّسُ المجرَّب كما قالوا المُنَجَّذُ وكذلك الضَّرْسُ والضِّرْسُ والجمع أَضْراسٌ وكله من الضَّرْسِ والضَّرَسُ غَضَبُ الجُوعِ ورجُلُ ضَرْسٌ غَضبْانُ لأن ذلك يُحدِّدُ الأَضْراسَ وتضارَسَ القومُ تعَادوْا وتَحاربُوا وهو من ذلك والضِّرْسُ الأكَمَةُ الخَشِنة التي كأنها مُضَرَّسةٌ فيها كأَضراسِ الكلابِ من الحجارةِ والضَّرِيسُ الحجارة التي هي كالأَضْراسِ وبِئرٌ مَضْروسَةٌ وضَرِيسٌ إذا طُوِيتْ بالضِرَّيسِ وهي الحجارة وقد ضَرَسْتُها أضْرسُها وأضْرِسُها ضَرْساً وقيل هو أن تَسُدَّ ما بين خَصاصِ طيِّها بِحَجَرٍ وكذلك جميع البِناءِ والضَّرْسُ أن يُلْوَى على الجَرِيرِ قدٌّ أو وَتَرٌ ورَيْطٌ مُضَرَّسٌ فيه كَصُورٍ الأضْراسِ وقال أبو رياشٍ إذا أرادوا أن يُذَلّلُوا الجَمَلَ الصَّعْبَ لاثُوا على ما يَقَعُ على خَطْمِهِ قِداً فإذا يَبِس حَزُّوا على خَطْمِ الجَمَلِ حَزاً ليَقَع ذلك القِدُّ عليه إذا يَبِس فيُؤْلِمَهُ فَيَذِلَّ فذلك القِدُّ هو الضِّرْسُ وقد ضَرَسْتُه وضَرّسْتُه وجَرِيرٌ ضَرِسٌ ذو ضَرْسٍ وَوَقَعَتْ في الأرضِ ضُرُوسٌ من مطرٍ وهي الأمطارُ المُتفرِّقة وقيل هي الجَوْدُ عن ابن الأعرابيِّ واحدها ضِرْسٌ وناقةٌ ضَرُوسٌ لدرَّتِها صَوْتٌ عن كُراع
ضرس
الضَّرس: العض الشديد بالأضراس، يقال: ضَرَسْتُ السَّهْمَ أضْرِسهُ - بالكسر -: إذا عَجَمْتَه، قال دريد بن الصِّمَّة:
وأصْفَرَ من قِداحِ النَّبع فَرْعٍ ... به عَلَمانِ من عَقْبٍ وضَرْسِ
وضَرَسَهُم الزمان يَضْرِسُهم - أيضاً -: أي اشتدَّ عليهم.
وناقةٌ ضَرُوس: سيئة الخُلُق تَعَضُّ حالِبَها. ومنه قولهم: هي بِجِنِّ ضِرَاسِها: أي بِحِدْثانِ نِتاجِها، وإذا كانت كذلك حامت عن ولدِها، قال بِشْر بن أبي خازِمٍ:
عَطَفْنا لهم عَطْفَ الضَّروسِ من المَلا ... بشَهباءَ لا يمشي الضَّرَاءَ رَقيبَتُها
وقال أبو زُبَيد حرملة بن المنذر الطائي يصف الأسد:
بِثِنْي القَرْيَتَيْنِ له عِيَالٌ ... بَنُوْهُ ومُلْمِعٌ نَصَفٌ ضَروسُ
القريتان: الكوفة والبصرة.
وبِئرٌ مَضروسَة وضَريس: أي مَطْوِيَّة بالحِجارة، وقد ضَرَسْتُها أضْرِسُها ضَرْساً.
والضَّريس في قول عبد الله بن سُلَيم - وقيل: ابنِ سَلَمَة، وقيل: ابنِ سَليمة، والأوّل أصَحُّ -:
ولقد غَدَوْتُ على القَنيصِ بشَيْظَمٍ ... كالجِذْعِ وَسْطَ الجنّةِ المَغروسِ
مُتقارِب الثَّفِناتِ ضَيْقٍ زَوْرُهُ ... رَحْبِ اللّضبَانِ شَديدَ طَيِّ ضَرِيْسِ
الفقار.
والضَّريس: التمر والبُسْر والكعك. وقال أبو زيد: الضَّرْسُ: أن يُفْقَرَ أنفُ البعير بمَرْوَةٍ ثُمَّ يوضع عليه وَتَرٌ أو قِدٌّ لُوِيَ على الجَرير يُذَلَّلُ به، فيقال: جَمَلٌ مَضْروسُ الجرير، وأنشد:
تَبِعْتُكُم يا حَمْدَ حتى كأنَّني ... بِحُبِّكِ مَضْرُوْسُ الجَريرِ قَؤُوْدُ
والضَّرْسُ: صَمْتُ يومٍ إلى الليل. وفي حديث ابن عبّاس - رضي الله عنهما -: أنَّه كَرِهَ الضَّرْسَ.
والضَّرْسُ: الأرض التي نباتها هاهُنا وهاهُنا.
والضِّرْسُ - بالكسر -: السِّن، وهو مُذَكَّرٌ ما دامَ له هذا الاسم، لأنَّ الأسنان كلَّها إناث إلاّ الأضْراس والأنياب، ورُبَّما جُمِعَ على ضُرُوْس، قال يصف قُرَاداً:
وما ذَكَرَ فإن يَكْبَرْ فأُنثى ... شَديدُ الأزْمِ ليس له ضُرُوْسُ
لأنّه إذا كان صغيراً كانَ قُراداً، فإذا كَبِرَ سُمِّيَ حَلَمَةً.
والضِّرس - أيضاً -: أكَمَة خَشِنة.
والضِّرس: المَطْرة القليلة، والجمع: ضُروس. قال الأصمعي: يُقال: وَقَعَت في الأرض ضُرُوسٍ من مَطَر: إذا وَقَعَتْ فيها قِطَعٌ متفرقة.
والضُّرُوس: الحِجارة التي تُطوى بها البِئر، قال سالم بن دارَةَ الغَطَفانيّ:
أمَا يَزَالُ قائلٌ أبِنْ أبِنْ ... دَلْوَكَ عن حَدِّ الضُّرُوْسِ واللَّبِنْ
وقال ابن الأعرابي: الضَّرْسُ: كَفُّ عَيْنِ البُرْقُعِ.
والضَّرْسُ: طول القيام في الصلاة.
وضُراسٌ - بالضم -: جبل عند مُكَلإَّ عدن أبْيَنَ.
وضِراس - بالكسر -: قرية من قرى جبال اليمن.
وذو ضُرُوس: سيفُ ذي كَنْعَنٍ الحَمْيريِّ، مَدْبُوْرٌ فيه: أنا ذو ضُرُوسٍ، قاتلتُ عاداً وثمودَ، باسْتِ مَنْ كنتُ معه لم ينتصر.
وضِرس العَير: سيف عَلْقَمَة بن ذي قَيْفان الحِمْيريّ، قال زيد بن مَرْبٍ الهَمْدانيّ حينَ قَتَلَ ذا فَيْفَانَ:
ضَرَبْتُ بضرْسِ العَيْرِ مَفْرِقَ رأسِهِ ... فَخَرَّ ولم يَصْبِر بحَقِّكَ باطِلُه
وحَرَّةٌ مَضْروسة: فيها حِجارة كأضراس الكلاب، عن أبي عُبَيد.
ورجل أخْرَس أضْرَس: إتْبَاعٌ له.
وضُرَيْسٌ - مصغَّراً -: من الأعلام.
وقال المُفَضَّل: الضِّرْسُ: الشِّيْحُ والرِّمْثُ ونحوهما إذا أُكِلَتْ جُذُوْلُهما، وأنشد:
رَعَت ضِرْساً بِصَحْراءِ التَّناهي ... فأضْحَتْ لا تُقِيْمُ على الجُدُوْبِ
والضَّرَسُ - بالتحريك -: كَلالٌ في السِّنِّ من تناول شيءٍ حامِضٍ، وقد ضَرِسَتْ أسنانُه بالكَسْر.
وقال أبو زيد: الضَّرِس: الذي يَغْضَب من الجوع.
وقال اليَزِيْديّ: رَجُلٌ ضَرِس شَرِس: أي صعب الخُلُق، وقد مَرَّت الحُجَّة من حديث عمر - رضي الله عنه - على ذلك في تركيب ض ب س.
وضَرِسَ بَنو فلان بالحَرْب: إذا لم يَنْتَهوا حتى يقاتِلوا.
ويقال: أصبَحَ القَوْمُ ضَرَاسى: إذا أصبَحوا جِياعاً لا يأتيهِم شَيءٌ إلاّ أكَلوه من جوع، ومثل ضَرَاسى: قومٌ حَزَانى لجماعة الحزين، وواحِدُ الضَّرَاسى: ضَرِيْس.
وقال ابن عبّاد: أضْرَسَه الحامِض: أرادَ: أكَلَّ أسنانه.
وأضْرَسَه بالكلام: إذا رماه به حتى يُسْكِتَه، وكذلك إذا أقْلَقَه.
ويقال: أضْرِسْنا من ضَرِيْسِكَ: أي التمر والبُسر والكعك.
وضَرَّسَتْه الحروب تَضْريساً: أي جَرَّبَتْه وأحْكَمَته. وقال أبو عمرو: المُضَرَّس: الذي جرَّبَ الأمور.
ويقال: رَيْطٌ مُضَرَّسٌ: لِضَرْبٍ من الوَشْيِ، قال ابن فارِس: كأنَّه سُمِّيَ بذلك لأنَّ فيه صُوَراً كأنَّها أضراس.
وحَرَّة مُضَرَّسَة: فيها حِجارة كأضراس الكِلاب؛ مِثْلُ مَضْرُوْسَة، عن أبي عُبَيد.
ومُضَرِّس بن رِبْعِيِّ بن لقيط بن خالِد بن نَضْلَة بن الأشتر بن جَحْوان بن فَقْعَسٍ الأسَديُّ: شاعِر.
ومُضَرِّس بن سفيان بن خَفاجَة - رضي الله عنه -: له صحبة.
والمُضَرِّس - أيضاً -: الأسد الذي يمضغ لَحْمَ فريسَتِه ولا يَبْتَلِعُه، وقد ضَرَّسَ فريسَتَه: إذا فعل بها ذلك.
وتَضَارَسَ البناء: إذا لم يَسْتَوِ.
وضارَسَ القوم: إذا تعادَوا أو تحَارَبوا.
والتركيب يدل على قوّة وخُشونَة، وممّا شَذَّ عنه وقد يُمكن أنْ يُتَمَحَّلَ له قياس: الضِّرْس: المَطْرَة القَليلة.

ضرس

1 ضَرَسَهُ, (A, TA,) aor. ـِ (TA,) inf. n. ضَرْسٌ, (S, A, K,) He bit it: (TA:) or he bit it vehemently with the أَضْرَاس [pl. of ضِرْسٌ, q. v.]; (S, A, K;) as also ↓ ضرّسهُ: (A:) or with the ضَرْس. (T, TA.) b2: He (a beast of prey) chewed his flesh, (i. e., the flesh of his prey,) without swallowing it; (A;) as also ↓ ضرّسهُ. (A, TA.) b3: He bit it (namely an arrow) to try it; to know if it were hard or weak: (S:) he marked it (namely an arrow) by biting it with his أَضْرَاس, (M, A,) or with his teeth. (Az, TA.) b4: (assumed tropical:) He tried him with respect to his claims to knowledge or courage. (IAar.) b5: ضَرَسَتْهُ الخُطُوبُ, inf. n. ضَرْسٌ, (tropical:) Things or affairs, or calamities, tried, or tested, him; as also ↓ ضرّستهُ. (TA.) b6: ضَرَسَتْهُ الحُرُوبُ, inf. n. ضَرْسٌ, (tropical:) Wars tried, or proved, him, and rendered him expert, or strong; (TA;) as also ↓ ضرّستهُ, (S, A, K,) inf. n. تَضْرِيسٌ. (S, K.) b7: ضَرَسَهُمُ الزَّمَانُ, (S, A, K,) inf. n. ضَرْسٌ, (K,) (tropical:) Fortune became severe, rigorous, afflictive, or adverse, to them; (S, A, K; *) as also ↓ ضرّسهم. (A, TA.) b8: ضَرَسَ نَابُهَا (tropical:) She was evil in disposition: (TA:) and ضَرْسٌ [alone] the being evil in disposition. (IAar.) b9: ضَرْسٌ also signifies (assumed tropical:) The biting of blame, or reprehension. (IAar.) b10: And (tropical:) The keeping silence during a day, until the night: (O, K, TA:) as though biting one's tongue. (TA.) b11: And ضَرَسَ البِئْرَ, aor. ـِ (O, K, TA) and ضَرُسَ, (TA,) inf. n. ضَرْسٌ, (O, TA,) (assumed tropical:) He cased the well with stones: (O, K, TA:) or, as some say, he closed up the interstices of its casing with stones: and in like manner one says of any building. (TA.) A2: ضَرِسَتْ أَسْنَانُهُ, (S, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. ضَرَسٌ, (S,) His teeth were set on edge (كَلَّتْ) by eating or drinking what was acid, or sour. (S, A, * K.) And ضَرِسَ الرَّجُلُ The man's teeth were set on edge. (TA.) It is said in a trad. of Wahb Ibn-Munebbih, that a certain bastard, of the Children of Israel, offered an offering, and it was rejected; whereupon he said, يَا رَبِّ يَأْكُلُ

أَبَوَاىَ الحَمْضَ وَأَضْرَسُ أَنَا أَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ ذٰلِكَ [O my Lord, my two parents eat sour herbage, and are my teeth set on edge? Thou art more gracious than to suffer that]: and his offering was accepted. (O in art. حمض.) [See Jer., xxxi. 29; and Ezek., xviii. 2.] b2: Also ضَرِسَ, inf. n. ضَرَسٌ, (tropical:) He was angry by reason of hunger: because hunger sharpens the أَضْرَاس. (TA.) b3: And ضَرِسُوا بِالحَرْبِ (assumed tropical:) They persisted in war until they fought one another. (T, O, TA.) 2 ضرّسهُ inf. n. تَضْرِيسٌ: see ضَرَسَهُ, in five places. b2: تَضْرِيسٌ also signifies (tropical:) An indentation, or serration, (Az, TA,) like أَضْرَاس, (TA,) in a sapphire (يَاقُوتَة) and a pearl, or in wood. (Az, TA.) 3 ضَارَسْتُ الأُمُورَ (tropical:) I became experienced in affairs, and knew them. (T, TS.) A2: ضارسوا, (K,) inf. n. مُضَارَسَةٌ and ضِرَاسٌ; so in the Tekmileh; but in the M, ↓ تضارسوا; (TA;) (tropical:) They warred, or fought, one against another, and treated one another with enmity, or hostility: (K, TA:) from ضَرَسٌ, [inf. n. of ضَرِسَ,] signifying the “ being angry by reason of hunger. ” (TA.) 4 اضرسهُ It (acid, or sour, food, or drink,) set his teeth on edge; (Ibn-'Abbád, K; *) syn. أَكَلَّ أَسْنَانَهُ. (Ibn-'Abbád.) [And so, app., اضرس أَسْنَانَهُ.] b2: Also (tropical:) He, or it, (an affair, or event, S,) disquieted him. (Ibn-'Abbád, S, O, K, TA.) b3: And اضرسهُ بِالكَلَامِ (assumed tropical:) He silenced him by speech. (Ibn-'Abbád, O, K.) 5 تَضَرَّسَ see what next follows.6 تضارس, (S, A, K,) in the M ↓ تضرّس, (TA,) (tropical:) It (a building) was, or became, uneven, (S, M, A, K,) and irregular, (A,) having in it what resembled أَضْرَاس. (M.) A2: تضارسوا: see 3.

ضَرْسٌ (assumed tropical:) Land of which the herbage is here and there (IAar, T, O, K, TA) and on which rain has fallen here and there: (IAar, T, TA:) and a portion of land upon which rain has fallen a day or part of a day. (TA.) b2: See also ضِرْسٌ.

ضِرْسٌ A tooth: (S, K:) pl. أَضْرَاسٌ, and (sometimes, S, Msb) ضُرُوسٌ (S, Msb, K) and أَضْرُسٌ [which is a pl. of pauc., as is also, properly, the first of the pls. here mentioned]; and quasi-pl. n.

ضرس [written in the TA without any syll. signs, so that it may be ضَرْسٌ, or ضِرْسٌ (like the sing.), or ضَرَسٌ]; so in the M [of which I am unable to consult the portion containing this art.]: (TA:) or [a lateral tooth; for] the اضراس are the teeth, except the central incisors: (Mgh:) or [this explanation, which I find only in the Mgh, is incomplete, and the word sometimes means the teeth absolutely, but properly] the molar teeth, or grinders, which are twenty in number, [including the bicuspids,] next behind the canine teeth: (Zj, in his “ Khalk el-Insán: ”) or i. q. أَرْحَآءٌ: (S and Msb and K, art. رحى: [see سِنٌّ: and see also رَبَاعِيَةٌ:] ضِرْسٌ is masc.; (Mgh, K;) and sometimes fem.: (Mgh:) or what is thus called is masc. when thus called; (S, Msb;) but if called سِنٌّ, it is fem.: (Msb:) or it is properly masc.; and if found in poetry made fem., سِنٌّ is meant thereby: (Zj, Msb:) but As denies its being made fem.; (Msb, TA;) and as to the saying ascribed to Dukeyn, فَفُقِئَتْ عَيْنٌ وَطَنَّتْ ضِرْسُ [And an eye was put out, and a tooth, or grinder, sounded], he says that the right reading is وَطَنَّ الضِّرْسُ [and the tooth, or grinder, sounded], and that he who heard these words understood them not. (TA.) What are called أَضْرَاسُ العَقْلِ and أَضْرَاسُ الحُلُم [The wisdom-teeth, and the teeth of puberty] are four: they come forth after the [other] teeth have become strong. (TA. [See نَاجِذٌ.]) b2: [Hence,] sing. of ضُرُوسٌ (K) which signifies (assumed tropical:) The stones with which a well is cased. (S, O, K.) b3: And (assumed tropical:) A فِنْد [app. as meaning a peak, or the like,] in a mountain. (TA.) b4: and (assumed tropical:) A rough [hill, or eminence, or elevated place, such as is termed] أَكَمَة (T, O, K, TA) and [such as is termed] أَخْشَب: (T, TA:) or rough ground; written by Sgh ↓ ضَرْسٌ: (IAar, TA:) or a portion of a [tract such as is termed] قُفّ, somewhat elevated, very rugged, rough to the tread, consisting of a single piece of stone [or rock], unmixed with clay, or soil, and not giving growth to anything: pl. ضُرُوسٌ. (TA.) b5: Also (tropical:) Light rain: (IAar, TA:) or a rain little in quantity: (S, O:) or a light rain: pl. ضُرُوسٌ: (K:) or ضُرُوسٌ مِنْ مَطَرٍ means scattered rains: (As, TA:) or scattered showers of rain: (S, O:) and some say, i. q. جُدُر [app. a mistranscription, probably for خَدَرٌ, which signifies rain; or clouds, or mist, and rain]: and [it is. said that] ضِرْسٌ signifies also a raining cloud that has not [much] width. (TA.) A2: See also مُضَرَّسٌ, last sentence.

ضَرِسٌ A man having his teeth set on edge. (TA.) b2: And (tropical:) A man angry by reason of hunger; (Az, K, TA;) because hunger sharpens the أَضْرَاس: (TA:) and ↓ ضَرِيسٌ signifies (assumed tropical:) very hungry; (K, TA;) so that there is nothing that comes to him but he eats it, by reason of hunger: (TA:) pl. of the latter ضَرَاسَى, like as حَزَانَى is a pl. of حَزِينٌ. (K.) b3: And (tropical:) A man (S, A, O) refractory, untractable, perverse, stubborn, or obstinate, in disposition: (Yz, S, A, O, K:) evil in disposition, or illnatured, and very perverse or cross or repugnant and averse; syn. شَرِسٌ. (K.) You say رَجُلٌ ضَرِسٌ شَرِسٌ. (Yz, S, A, O.) [See ضَرُوسٌ.] b4: See also مُضَرَّسٌ, last sentence.

ضِرْسَةٌ Ruggedness, and roughness. (TA.) ضُرَاسٌ Toothache. (MA.) ضِرَاسٌ [seems to signify, properly, A disposition to bite]. b2: [Hence,] النَّاقَةُ بِجِنِّ ضِرَاسِهَا means (assumed tropical:) The she-camel is in the case of the recentness of her bringing forth, when she defends her young one; from the epithet ضَرُوسٌ; (S, Meyd, O; but in the S and O, هِىَ, referring to the she-camel, is put in the place of الناقة;) and is a prov., applied to the man whose nature is evil on the occasion of his defending. (Meyd.) And one says, اِتَّقِ النَّاقَةَ بِجِنِّ ضِرَاسِهَا, meaning (tropical:) Beware thou of the she-camel in the case of the recentness of her bringing forth, and of her evil disposition towards him who approaches her, by reason of her attachment to her young one. (A, TA.) [In the TA, in art. جن, this saying is mentioned with ضِرَامِهَا in the place of ضِرَاسِهَا: the former may perhaps be another reading; but I rather think that it is a mistranscription for the latter. And in the present art. in the TA, it is added that Sgh has mentioned (app. in the TS, for he has not done so in the O,) El-Báhilee's having explained الضِّرَاسُ as meaning سِيْمٌ لهم; and that it is likewise explained in the T as meaning سِيْمٌ: but I know no such word as سِيْمٌ; nor do I know any word of which it is likely to be a mistranscription, though I have diligently searched for such. This word سِيْمٌ has been altered by the copyist in each instance in the TA; so that it seems to have been indistinctly written by the author.] b3: [Hence also] ضِرَاسُ الحَرْبِ (assumed tropical:) The biting of war. (Ham p. 532.) ضَرُوسٌ A she-camel of evil disposition, (S, K,) that bites her milker: (S, A, K:) or that has a habit of biting to defend her young one. (TA.) b2: [Hence,] حَرْبٌ ضَرُوسٌ (tropical:) Devouring, biting, war: (TA:) or vehement war. (Ham p. 87.) A2: and A she-camel whose flow, or stream, of milk does not make any sound to be heard. (TA.) ضَرِيسٌ (assumed tropical:) Stones resembling أَضْرَاس [i. e. teeth or lateral teeth or molar teeth]: with such, a well is cased. (TA.) b2: And (assumed tropical:) The vertebræ of the back. (O, K.) A2: Also, and ↓ مَضْرُوسَةٌ, (assumed tropical:) A well (بِئْرٌ) cased with stones. (S, K.) b2: See also ضَرِسٌ.

أَضْرَسُ an imitative sequent to أَخْرَسُ as an epithet applied to a man. (S, K.) مُضَرَّسٌ (assumed tropical:) A sort of figured cloth or garment, (S, O, K,) having upon it forms resembling أَضْرَاس [i. e. teeth or lateral teeth or molar teeth], (K,) or thought by IF to be thus called because having upon it such forms: (O:) or, applied as an epithet to [the kind of garments called]

رَيْط, as meaning figured with the marks of folding: or meaning folded in a square form: or, as some say, مُضَرَّسَةٌ signifies a sort of cloths, or garments, upon which are lines and ornamental borders. (TA.) b2: And (assumed tropical:) An arrow that is not smooth, or even; because it has in it what resemble أَضْرَاس. (TA.) b3: And حرَّةٌ مُضَرَّسَةٌ and ↓ مَضْرُوسَةٌ (assumed tropical:) [A stony tract] in which are stones like the أَضْرَاس of dogs. (A'Obeyd, S, K.) A2: Also (tropical:) A man who has been tried, or proved, or tried and strengthened, by experience; (A, TA;) whom trials have befallen, as though he had been bitten thereby: (TA:) who has been tried, or proved, and rendered expert, or strong, by wars, (S, A,) and by affairs, or calamities: (A:) like مُنَجَّذٌ from نَاجِذٌ: (A, TA:) or who has become experienced in affairs: (AA, S:) one who has travelled, and become experienced in affairs, and fought; as also ↓ ضِرْسٌ and ↓ ضَرِسٌ. (TA.) المُضَرِّسُ The lion, that chews the flesh of his prey without swallowing it: (O, K:) or the lion; so called because he does thus. (TA.) مَضْرُوسَةٌ: see ضَرِيسٌ: and also مُضَرَّسٌ.

ضرس: الضِّرْسُ: السِّنُّ، وهو مذكر ما دام له هذا الاسم لأَن الأَسنان

كلها إِناث إِلا الأَضْراسَ والأَنيابَ. وقال ابن سيده: الضِّرْسُ السن،

يذكر ويؤَنث، وأَنكر الأَصمعي تأْنيثه؛ وأَنشد قولَ دُكَيْنٍ:

فَفُقِئَتْ عينٌ وطَنَّتْ ضِرسُ

فقال: إِنما هو وطَنَّ الضِّرْسُ فلم يفهمه الذي سمعه؛ وأَنشد أَبو زيد

في أُحْجِيَّةٍ:

وسِرْبِ سِلاحٍ قد رأَينا وُجُوهَهُ

إِناثاً أَدانيه، ذُكُوراً أَواخِرُه

السرب: الجماعة، فأَراد الأَسنان لأَن أَدانيها الثَّنيَّة والرباعيَة،

وهما مؤنثان، وباقي الأَسنان مذكر مثل الناجِذِ والضِّرْسِ والنَّابِ؛

وقال الشاعر:

وقافية بَيْنَ الثَّنِيَّةِ والضِّرْسِ

زعموا أَنه يعني الشين لأَن مخرجها إِنما هو من ذلك؛ قال أَبو الحسن

الأَخفش: ولا أُراه عناها ولكنه أَراد شدّة البيت، وأَكثر الحروف يكون من

بين الثنية والضرس، وإِنما يجاوز الثنية من الحروف أَقلها، وقبل: إِنما

يعني بها السين، وقيل: إِنما يعني بها الضاد. والجمع أَضْراسٌ وأَضْرُسُ

وضُرُوسٌ وضَرِيسٌ؛ الأَخيرة اسم للجمع؛ قال الشاعر يصف قُراداً:

وما ذَكَرٌ فإِن يَكْبُرْ فأُنْثَى،

شَدِيدُ الأَزْم، ليس له ضُرُوسُ؟

لأَنه إِذا كان صغيراً كان قُراداً، فإِذا كَبُرَ سُمِّي حَلَمَةً. قال

ابن بري: صواب إِنشاده: ليس بذي ضُرُوسِ، قال: وكذا أَنشده أَبو علي

الفارسي، وهو لغة في القُراد، وهو مذكر، فإِذا كَبُرَ سمي حَلَمة والحلمة

مؤنثة لوجود تاء التأْنيث فيها؛ وبعده أَبيات لغز في الشطرنج وهي:

وخَيْلٍ في الوَغَى بإِزاءِ خَيْلٍ،

لُهامٍ جَحْفَلٍ لَجِبِ الخَمِيسِ

وليسُوا باليهود ولا النَّصارَى،

ولا العَرَبِ الصُّراحِ ولا المَجُوسِ

إِذا اقْتَتَلوا رأَيتَ هناكَ قَتْلى،

بلا ضَرْبِ الرِّقابِ ولا الرُّؤوس

وأَضْراس العَقْلِ وأَضْراسُ الحُلُم أَربعة أَضراس يَخْرُجْنَ بعدما

يستحكم الإِنسان.

والضَّرْسُ: العَضُّ الشديد بالضِّرْسِ. وقد ضَرَسْتُ الرجلَ إِذا

عَضَضْتَه بأَضْراسِك. والضَّرْسُ: أَن يَضْرَسَ الإِنسان من شيء حامض.

ابن سيده: والضَّرَسُ، بالتحريك، خَوَرٌ وكلالٌ يصيب الضِّرْسَ أَو

السِّنَّ عند أَكل الشيء الحامض، ضَرِسَ ضَرَساً، فهو ضَرِسٌ، وأَضْرَسَه ما

أَكله وضَرِسَتْ أَسنانُه، بالكسر. وفي حديث وَهْبٍ: أَن وَلَدَ زِناً في

بني إِسرائيل قَرَّبَ قُرْباناً فلم يُقْبَلْ فقال: يا رب يأْكل أَبوايَ

الحَمْضَ وأَضْرَسُ أَنا؟ أَنت أَكرم من ذلك. فقبل قُرْبانه؛ الحَمْضُ:

من مراعي الإِبل إِذا رعته ضَرِسَتْ أَسنانها؛ والضَّرَسُ، بالتحريك: ما

يعرض للإِنسان من أَكل الشيء الحامض؛ المعنى يُذْنِبُ أَبواي وأُؤاخذ

أَنا بذنبهما.

وضَرَسَه يَضْرِسُه ضَرْساً: عَضَّه. والضَّرْسُ: تعليم القِدْح، وهو

أَن تُعَلِّمَ قِدْحَك بأَن تَعَضَّه بأَضراسك فيؤثر فيه. ويقال: ضَرَسْتُ

السَّهْمَ إِذا عَجَمْتَه؛ قال دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ:

وأَصْفَرَ من قِداحِ النَّبْعِ فَرْعٍ،

به عَلَمانِ من عَقَبٍ وضَرْسِ

وهذا البيت أَورده الجوهري:

وأَسْمَرَ من قِداحِ النَّبْعِ فَرْعٍ

وأَورده غيره كما أَوردناه؛ قال ابن بري وصواب إِنشاده:

وأَصْفَرَ من قِداحِ النَّبْعِ صُلْب

قال: وكذا في شعره لأَن سهام الميسر توصف بالصفرة والصلابة؛ وقال طرفة

يصف سهماً من سهام الميسر:

وأَصْفَرَ مَضْبُوحٍ نَظَرْتُ حِوارَه

على النار، واسْتَوْدَعْتُه كَفَّ مُجْمِدِ

فوصفه بالصفرة. والمَضْبُوحُ: المُقَوِّمُ على النار، وحِوارُه:

رُجُوعُه. والمُجْمِدُ: المُفيضُ، ويقال للداخل في جُمادى وكان جُمادى في ذلك

الوقت من شهور البرد. والعَقْبُ: مصدر عَقَبْتُ السَّهم إِذا لَوَيتَ عليه

شيئاً، وصف نفسه بضرب قِداحِ المَيْسِر في زمن البرد وذلك يدل على كرمه.

وأَما الضَّرْسُ فالصبح فيه أَنه الحز الذي في وسط السهم. وقِدْحٌ

مُضَرِّسٌ: غير أَملس لأَن فيه كالأَضراس.

الليث: التَّضْريسُ تحزيز ونَبْرٌ يكون في ياقوته أَو لؤْلؤَة أَو خشبة

يكون كالضِّرس؛ وقول أَبي الأَسود الدُّؤلي أَنشده الأَصمعي:

أَتانيَّ في الضَّبْعاء أَوْسُ بنُ عامِرٍ،

يُخادِعُني فيها بِجِنِّ ضِراسِها

فقال الباهلي: الضِّراسُ مِيسِمٌ لهم والجِنُّ حِدْثان ذلك، وقيل: أَراد

بِحِدثانِ نتاجها، ومن هذا قيل: ناقة ضَرُوسٌ وهي التي تَعَضُّ

حالِبَها. ورجل أَخْرَسُ أَضْرَسُ: إِتباعٌ له. والضَّرْسُ: صَمْتُ يوم إِلى

الليل. وفي حديث ابن عباس، رضي اللَّه عنهما: أَنه كره الضَّرْسَ، وأَصله من

العَضِّ، كأَنه عَضَّ على لسانه فصَمَتَ.

وثوبٌ مُضَرَّسٌ: مُوَشَّى به أَثَرُ الطَّيِّ؛ قال أَبو قِلابَةَ

الهُذَليّ:

رَدْعُ الخَلُوقِ بِجِلْدِها فكأَنَّه

رَيْطٌ عِتاقٌ، في الصَّوانِ، مُضَّرَّسُ

أَي مُوَشًّى، حمله مَرَّةً على اللفظ فقال مُضَرَّسٌ، ومَرّةً على

المعنى فقال عتاق. ويقال: رَيْطٌ مُضَرَّسٌ لضرب من الوَشْيِ.

وتَضارَسَ البِناءُ إِذا لم يِسْتَوِ، وفي المحكم: تَضَرَّسَ البناءُ

إِذا لم يستو فصار كالأَضْراسِ.

وضَرَسَهم الزمانُ: اشتدّ عليهم. وأَضْرَسَه أَمر كذا: أَقلقه.

وضَرَّسَتْه الحُروبُ تَضْريساً أَي جَرَّبَتْه وأَحكمته. والرجلُ مُضَرَّس أَي

قد جَرَّبَ الأُمورَ. شمر: رجل مُضَرَِّسٌ إِذا كان قد سافر وجَرَّب

وقاتَلَ. وضارَسْتُ الأُمورَ: جَرَّبْتُها وعَرَفْتُها. وضَرِسَ بنو فلان

بالحرب إِذا لم ينتهوا حتى يقاتلوا.

ويقال: أَصبح القومُ ضَراسى إِذا أَصبحوا جياعاً لا يأْتيهم شيء إِلا

أَكلوه من الجوع، ومثلُ ضَراسى قوم حَزانى لجماعة الحَزين، وواحدُ

الضَّراسى ضَريس وضَرَسَتْه الحُروبُ تَضْرِسُه ضَرْساً: عَضَتْه. وحَرْبٌ

ضَرُوسٌ: أَكول، عَضُوضٌ. وناقة ضَرُوسٌ: عَضُوشضٌ سيئة الخُلُق، وقيل: هي

العَضُوض لتَذُبَّ عن ولدها، ومنه قولهم في الحَرْب: قد ضَرِسَ نابُها أَي

ساء خُلُقها، وقيل: هي التي تَعَضُّ حالبها؛ ومنه قولهم: هي بِجِنِّ

ضِراسِها أَي بِحِدْثانِ نَتاجِها وإِذا كان كذلك حامَتْ عن ولدها؛ وقال

بِشْرٌ:عَطَفْنا لهم عَطْفَ الضَّروسِ من المَلا

بشَهْباءَ، لا يَمْشي الضَّراءَ رَقِيبُها

وضَرَسَ السَّبُعُ فَريسَته: مَضَغَها ولم يبتلعها. وضَرَسَتْه الخُطُوب

ضَرْساً: عَجَمَتْه، على المَثَل؛ قال الأَخطل:

كَلَمْحِ أَيْدي متَاكِيلٍ مُسَلِّبَةٍ،

يَنْدُبْنَ ضَرْسَ بَناتِ الدهرِ والخُطُبِ

أَراد الخُطُوبَ فحذف الواو، وقد يكون من باب رَهْن ورُهُنٍ.

والمُضَرَّس من الرجال: الذي قد أَصابته البلايا؛ عن اللحياني، كأَنها

أَصابته بأَضراسِها، وقيل: المُضَرَّسُ المُجَرَّبُ كما قالوا

المُنَجَّذُ، وكذلك الضِّرسُ والضَّرِسُ، والجمع أَضْراسٌ، وكلُّه من الضَّرْسِ.

والضِّرسُ: الرجل الخَشِنُ. والضَّرْسُ، كفُّ عينِ البُرْقُع. والضَّرْسُ:

طول القيام في الصلاة. والضَّرُسُ: عَضُّ العِدْلِ، والضِّرْسُ: الفِنْدُ

في الجَبَلِ. والضَّرْسُ: سُوء الخُلُق. والضِِّرْسُ: الأَرض الخَشِنَة.

والضَّرْسُ: امتحان الرجل فيما يدّعيه من علم أَو شجاعة. والضِّرْسُ:

الشِّيحُ والرِّمْث ونحوه إِذا أُكلت جُذُولُهُ؛ وأَنشد:

رَعَتْ ضِرساً بصحراءِ التَّناهِي،

فأَضْحَتْ لا تُقِيمُ على الجُدُوبِ

أَبو زيد: الضَّرِسُ والضَّرِمُ الذي يغضب من الجوع. والضَّرَسُ: غَضَبُ

الجُوعِ. ورجل ضَرِسٌ: غضبان لأَن ذلك يُحَدِّدُ الأَضراس. وفلان ضَرِسٌ

شَرِسٌ أَي صَعْب الخُلُق. وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللَّه عليه

وسلم، اشترى من رجل فرساً كان اسمه الضَّرِسَ فسماه السَكْبَ، وأَوّل ما غزا

عليه أُحُداً؛ الضَّرِس: الصَّعْبُ السيء الخُلُق. وفي حديث عمر، رضي

اللَّه عنه، في الزبير: هو ضَبِسٌ ضَرِسٌ. ورجل ضَرِسٌ وضَرِيسٌ. ومنه

الحديث في صفة عَليٍّ، رضي اللَّه عنه: فإِذا فُزِعَ فُزِعَ إِلى ضَرِسٍ حديد

أَي صَعْب العَريكة قَوِيٍّ، ومن رواه بكسر الضاد وسكون الراء، فهو أَحد

الضروس، وهي الآكام الخشنة، أَي إِلى جبل من حديد، ومعنى قوله إِذا فُزع

أَي فزع إِليه والتُجئَ فحذف الجار واستتر الضمير، ومنه حديثه الآخر:

كان ما نشاء من ضِرْس قاطع أَي ماضٍ في الأُمور نافذ العَزِيمة. يقال: فلان

ضِرْسٌ من الأَضْراس أَي داهية، وهو في الأَصل أَحد الأَسنان فاستعاره

لذلك؛ ومنه حديثه الآخر: لا يَعَضُّ في العِلم بِضِرْسٍ قاطع أَي لم

يُتْقِنه ولم يُحْكِم الأُمور. وتَضارَسَ القومُ: تَعادَوْا وتَحارَبوا، وهو

من ذلك. والضِّرْسُ: الأَكمَةُ الخشنة الغليظة التي كأَنها مُضَرَّسَةٌ،

وقيل: الضِّرْسُ قطعة من القُفِّ مُشْرِفَةٌ شيئاً غليظةٌ جدّاً خشنة

الوَطء، إِنما هي حَجَر واحد لا يخالطه طين ولا ينبت، وهي الضُّروس، وإِنما

ضَرَسُه غِلْظَةٌ وخُشُونة. وحَرَّةٌ مُضَرَّسَة ومَضْروسَة: فيها

كأَضْراسِ الكلاب من الحجارة. والضَّرِيسُ: الحجارة التي هي كالأَضراس. التهذيب:

الضِّرْسُ ما خَشُنَ من الآكام والأَخاشب، والضَّرْس طَيُّ البئر

بالحجارة. الجوهري: والضُّرُوس، بضم الضاد، الحجارة التي طُوِيَتْ بها البئر؛

قال ابن مَيَّادَةَ:

إِما يَزالُ قائلٌ أَبِنْ، أَبِنْ

دَلْوَكَ عن حدِّ الضُّرُوسِ واللَّبِنْ

وبئر مَضْروسَةٌ وضَرِيسٌ إِذا كُوِيَتْ بالضَّرُِيس، وهي الحجارة، وقد

ضَرَسْتُها أَضْرُسُها وأَضْرِسُها ضَرْساً، وقيل: أَن تسدَّ ما بين

خَصاصِ طَيِّها بحَجَر وكذا جميع البناء.

والضَّرْسُ: أَن يُلْوَى على الجَرِير قِدٌّ أَو وَتَرٌ. ورَيْط

مُضَرَّس: فيه ضَرْبٌ من الوَشْي، وفي المحكم: فيه كَصُورِ الأَضراس. قال أَبو

رِياش: إِذا أَرادوا أَن يُذَلِّلُوا الجمل الصعب لاثُوا على ما يقع على

خَطْمِه قِدًّا فإِذا يَبِسَ حَزُّوا على خَطْمِ الجمل حَزًّا ليقع ذلك

القِدُّ عليه إِذا يَبِسَ فيُؤْلِمَه فَيَذِلَّ، فذلك هو الضَّرْسُ، وقد

ضَرَسْتُه وضَرَّسْتُه. وجَرِيرٌ ضَرِسٌ: ذو ضِرْسٍ. والضَّرْسُ: أَن

يُفْقَرَ أَنفُ البعير بِمَرْوَةٍ ثم يُوضَع عليه وَتَرٌ أَو قِدٌّ لُوِيَ على

الجرير ليُذَلَّلل به. فيقال: جمل مَضْرُوسُ الجَرير.

والضِّرْسُ: المطرة القليلة. والضِّرْسُ: المطر الخفيف. ووقعت في الأَرض

ضُرُوسٌ من مطر إِذا وقع فيها قِطَعٌ متفرِّقة، وقيل: هي الأَمطار

المتفرّقة، وقيل: هي الجَوْدُ؛ عن ابن الأَعرابي، واحدها ضِرْسٌ. والضِّرسُ:

السحابةُ تُمْطِرُ لا عَرضَ لها. والضِّرْسُ: المَطَرُ ههنا وههنا. قال

الفراء: مررنا بضِرْسٍ من الأَرض، وهو الموضع يصيبه المطر يوماً أَو قَدْرَ

يوم.

وناقةٌ ضَرُوسٌ: لا يُسْمَعُ لدِرَّتِها صَوْت، واللَّه أَعلم.

ضرس
الضَّرْسُ، كالضَّرْبِ، العَضُّ الشَّديدُ بالأَضْرَاسِ، وَفِي التَّهْذِيب: بالضِّرْس، وضَرَسَه يَضْرِسُه ضَرْساً: عَضَّهُ. والضَّرْسُ: اشْتِدَادُ الزَّمَانِ وعَضُّه، يُقَال: ضَرَسَهُم الزَّمَانُ وضَرَّسهم، وَهُوَ مَجَازٌ، كَمَا فِي الأَساسِ. ومِن المَجَازِ: الضَّرْسُ: صَمْتُ يَوْمٍ إِلى اللَّيْلِ، وَمِنْه حَدِيثُ ابنِ عَبّاسٍ، رضى الله عَنْهُمَا أَنَّهُ كَرِهَ الضَّرْسَ وأَصْلُه من العَضِّ، كأَنَّهُ عَضَّ على لِسَانِه فصَمَتَ. وَعَن أَبِي زَيْدٍ: الضَّرْسُ: أَن يُفْقَرَ أَنْفُ البَعِيرِ بِمَرْوَةٍ ثمّ يُوضَعَ عَلَيْهِ وَتَرٌ أَو قِدٌّ لُوِيَ على الجَرِيرِ لِيُذَلَّلَ بِه، يُقَال: جَمَلٌ مَضْرُوسُ الجَرِيرِ، وأَنْشَدَ:
(تَبِعْتُكُمُ يَا حَمْدَ حتَّى كأَنَّنِي ... بِحُبِّكِ مَضْرُوسُ الجَرِيرِ قَؤُودُ)
وَفِي المُحْكَم: الضَّرْسُ: أَنْ يُلْوَى على الجَرِيرِ قِدٌّ أَو وَتَرٌ ويُرْبَطَ على خَطْمِه حَزّاً لِيَقَعَ ذلِكَ القِدُّ عَلَيْهِ إِذا تَيَبَّس فيُؤْلِمَه فيَذِلَّ، فَذَلِك القِدُّ هُوَ الضَّرْسُ، وَقد ضَرَسَه وضَرَّسه. وَفِي التَّهْذِيبِ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ: الضَّرْسُ: الأَرْضُ الَّتِي نَبَاتُهَا هَا هُنَا وَهَا هُنَا، والمَطَرُ هَا هُنَا وَهَا هُنَا: وَيُقَال: مَرَرْنَا بضَرْسٍ من الأَرْضِ، وَهُوَ المَوْضِعُ يُصِيبُه المَطَرُ يَوْمًا أَو بعضَ يومٍ. والضِّرْسُ، بالكَسْر: السِّنُ، مُذَكَّر ويؤنَّثُ، وأَنْكَرَ الأَصْمَعيُّ تَأَنِيثَه، وأَنْشَدَ قولَ دُكَيْنٍ: فَفُقِئَتْ عَيْنٌ وطَنَّتْ ضِرْسُ فقالَ: إِنَّمَا هُوَ وَطَنَّ الضِّرْسُ فَلم يَفْهَمْه الَّذِي سَمِعَه، وأَنشَدَ أَبُو زَيْدٍ فِي أُحْجِيَّةٍ:
(وسِرْبِ سِلاحٍ قَدْ رَأَيْنَا وُجُوهَهُ ... إِناثاً أَدَانِيهِ ذُكُوراً أَواخِرُهْ)
السِّرْب: الْجَمَاعَة، فأَراد الأَسْنَانَ، لأَن أَدَانِيَها الثَّنِيَّةُ والرَّبَاعِيَةُ وهما مؤنَّثان، وباقِي الأَسْنَانِ مذَكَّرٌ، مثلُ الناجِذِ والضِّرْسِ والنّابِ. ج ضُرُوسٌ وأَضْرَاسٌ وأَضْرُسٌ وضُرُسٌ، الأَخِيرُ اسمُ جَمْعٍ، كَذَا فِي المُحْكَم. والضِّرْسُ: الأَكَمَةُ الخَشِنَةُ الَّتِي كأَنَّهَا مُضَرَّسَةٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: الضِّرْسُ: مَا خَشُنَ من الآكَامِ والأَخَاشِبِ، وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الضِّرْسُ: الأَرْضُ الخَشِنَةُ، وضبَطه الصّاغَانِيُّ بالفَتْح، وقِيلَ: الضِّرْس: قِطْعَةٌ من القُفِّ مُشْرِفةٌ شَيْئا، غَلِيظَةٌ جِدّاً خَشِنَةُ الوَطْءِ، إِنّمَا هِيَ حَجَرٌ وَاحِدٌ لَا يُخَالِطُه طِينٌ وَلَا يُنْبِتُ، وَهِي الضَّرُوس، وإِنَّمَا ضَرَسُه غِلْظَةٌ وخُشُونةٌ.
وَمن المَجَازِ: الضِّرْسُ: المَطْرَةُ الخَفِيفَةُ، وَفِي الصّحاح: القليلة، ونَصُّ ابنِ الأَعْرَابِيِّ: المَطَرُ الخَفيفُ، ج ضُرُوسٌ، قَالَ: وَقَعَتْ فِي الأَرْضِ ضُرَوسٌ من مَطَر، وَهِي الأَمْطَارُ المُتَفرِّقةُ، عَن)
الأَصْمَعِيِّ، وَفِي التَّهْذِيب: أَي قِطَعٌ مُتفرِّقةٌ، وقيلَ: هِيَ الجُدُرُ. والضَّرْسُ: طُولُ القِيَامِ فِي الصَّلاةِ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ، وضَبَطه الصاغانِيُّ بالفَتْحِ. والضِّرْسُ: كَفُّ عَيْنِ البُرْقُعِ عَن ابْن الأَعْرَابِيِّ، وضَبَطه الصّاغَانِيُّ بالفَتْحِ. وَقَالَ المُفَضَّل: الضَّرْسُ: الشِّيحُ والرِّمْثُ ونَحْوهُمَا إِذا أُكِلَتْ جُذُلُهُما، وأَنْشَدَ:
(رَعَتْ ضِرْساً بِصَحَرَاءِ التَّنَاهِي ... فأَضْحَتْ لَا تُقِيمُ علَى الجُدُوبِ)
والضَّرْسُ: الحَجَرُ تُطْوَى بِهِ البِئرُ، ج، ضرُوسٌ يُقَال: بِئْرٌ مَضْرُوسةٌ، إِذا بُنِيَتْ بالحِجَارة، وَقد ضَرَسْتُهَا أَضْرُسُهَا ضَرْساً، من حَدِّ ضَرَب ونَصَر، وَقيل: ضَرْسُها: أَن تَسُدَّ مَا بَيْنَ خَصَاصِ طَيِّهَا بحَجَرٍ، وَكَذَا جَمِيع البِنَاءِ. وضِرْسُ العَيْرِ، وَفِي بعض النُّسخ: البَعِير، وَهُوَ خَطأٌ: سَيْفُ عَلْقَمَةَ ابنِ ذِي قَيْفَانَ الحِمْيَرِيّ، قَالَ زَيْدُ بنُ مَرْبٍ الهَمْدَانِيُّ حِين قَتَلَ ذَا قَيْفَانَ:
(ضَرَبْتُ بضِرْسِ العَيْرِ مَفْرقَ رأْسِهِ ... فَخَرَّ وَلم يَصْبِرْ بحَقِّكَ باطِلُهْ)
وذُو ضُرُوسٍ: سَيْفُ ذِي كَنْعَانَ الحِمْيَرِيّ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ، يُقَال: إِنّه مَزْبُورٌ فِيهِ، أَي مكتوبٌ، مَا نَصَّه: أَنَا ذُو ضُرُوسٍ، قاتلتُ عاداً وثَمُوداً، بِاسْتِ مَنْ كُنْتُ مَعَه وَلم يَنْتَصِرْ.
وضِرَاسُ، ككتَابٍ: ة بِجَبالِ اليَمَنِ، هَكَذَا ضَبَطَهُ ابنُ السَّمْعَانِيِّ بالكَسْرِ، وإِليَها نُسِبَ أَبُو طاهِرٍ إِبراهِيمُ بنُ نَصْرِ بنِ مَنْصُورٍ الفارِقِيُّ الضِّرَاسِيُّ، سَمِع مِنْهُ هِبَةُ اللهِ الشِّيرازِيُّ. قَالَ الحافِظُ ابنُ حَجَرٍ: والذِي سَمِعتُه: ضَرَاس، بالضّمّ: جَبَلٌ بعَدَنَ مَعْرُوفٌ، زَاد الصّاغَانِيُّ: عِنْد مُكَلإ عَدَنِ أَبْيَنَ، فتأَمَّلْ. ويُقَالُ: حَرَّةٌ مَضْرُوسَةٌ، وَفِي المُحْكَم: مُضَرَّسَةٌ، وجَمَعَ بينَهما فِي الصّحاح: فِيهَا حِجَارَةٌ كأَضْراسِ الكِلاَبِ، عَن أَبِي عُبَيْدٍ. وضَرِسَتْ أَسْنَانُه، كفَرِحَ، تَضْرَسُ ضَرَساً: كَلَّتْ مِن تَنَاوُلِ حامِضٍ، وَقد ضَرِسَ الرَّجُلُ الرَّجُلُ فَهُوَ ضَرِسٌ. وأَضْرَسَهُ الحامِضُ: أَكَلَّ أَسْنَانَه، عَن ابنِ عَبّادٍ. وَفِي حَدِيث وَهْبِ بن مُنَبِّه أَنَّ وَلَدَ زِناً من بَنِي إِسْرائِيلَ قَرَّبَ قُرْبَانُه فرُدَّ قَرْبَانُه، فَقَالَ: يَا رَبِّ، يَأْكُلُ أَبَوايَ الحَمْضَ وأَضْرَسُ أَنا، أَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ ذلِكَ، قالَ: فقُبِلَ قَرْبَانُه كَذَا فِي العُبَابِ فِي ح م ض. وَمن المَجَازِ: الضَّرِسُ، ككَتِفٍ: مَنْ يَغْضَبُ مِن الجُوعِ، قالَهُ أَبُو زَيْدٍ، لأَنَّ ذلِك يُحَدِّدُ الأَضْرَاسَ، وَكَذَلِكَ الضَّرِمُ، وَقد ضَرِسَ ضَرَساً. والضَّرِسُ: الصَّعْبُ الخُلُقِ، كالشَّرِسِ، قالَهُ اليَزِيدِيُّ. والضَّرِسُ: اسمُ فَرَسٍ اشْتَرَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وسَلَّمَ من الفَزَارِيّ، وغَيَّرَ اسمَه بالسَّكْبِ، تَفَاؤُلاً، وَقد ذًكِرَ ذلِكَ فِي مَوْضعِه. والضَّرُوسُ، كصَبُورٍ: الناقةُ السِّيِّئةُ الخُلُقِ، وقيلَ: ناقَةٌ ضَرُوسٌ هِيَ الَّتِي تَعَضُّ حالِبَها وقِيلَ: هِيَ العَضُوضُ لِتَذُبَّ عَن) وَلَدِهَا، قَالَ الجُوْهَرِيُّ: وَمِنْه هِيَ بِجِنِّ ضِرَاسِها، أَي بِحِدْثانِ نِتَاجِهَا، وإِذا كَانَ كذلِكَ حامَتْ عَنْ وَلَدِها، قَالَ بِشْر:
(عَطَفْنا لهُمْ عَطْفَ الضَّرُوسِ مِن المَلاَ ... بِشَهْبَاءَ لَا يَمْشِي الضَّرَاءَ رَقِيبُهَا) والضَّرِيسُ، كأَمِيرٍ: الْبِئْرُ المَطْوِيَّةُ بالحِجَارَةِ، كالمَضْرُوسَةِ، وَقد ضَرَسَها يَضْرِسُهَا، من حَدِّ ضَرَبَ، ويَضْرُسُها أَيضاً بالضَّمِّ، ضَرْساً، كَمَا ضَبَطه الأُمَوِيُّ. والضَّرِيسُ: فِقَارُ الظَّهْرِ، وَبِه فُسِّر قولُ عبدِ اللهِ بن سُليْمٍ:
(ولقدْ غدَوْتُ على القَنِيصِ بشَيْظَمٍ ... كالجِذْعِ وَسْطَ الجَنَّةِ المَغْرُوِس)

(مُتقارِبِ الثَّفِنَاتِ ضَيْقٍ زَوْرُهُ ... رَحْبِ اللَّبَانِ شدِيدِ طَيِّ ضَرِيسِ)
والضَّرِيسُ: الجَائِعُ جِدّاً، ج، ضَرَاسَى، يُقَال: أَصْبَح القَوْمُ ضَرَاسَى، إِذا أَصْبَحُوا جِيَاعاً لَا يَأْتِيهِمْ شْيءٌ إِلاَّ أَكَلُوه من الجُوعِ، كحَزينٍ وحَزَانَى. وَمن المَجَازِ: يُقال: أَضْرِسْنا مِنْ ضَرِيسِكَ، أَي التَّمْرِ والبُسْرِ الكَعْكِ، كَذَا فِي العُبَاب. وضُرَيْسٌ، كزُبَيْرٍ: عَلَمٌ. وَمن المَجَازِ: أَضْرَسَهُ: أَقْلَقَه.
وأَضْرَسَه بالكَلامِ: أَسْكَتَه، كأَنَّه ضَرِسَ بِهِ، عَن ابنِ عَبّادٍ. وَمن المَجَازِ: ضَرَسَتْه ضَرْساً: جَرَّبَتْهُ وأَحْكَمَتْه، وضَرَّسَتْه الخُطُوبُ: عَجَمَتْهُ، وَمِنْه يُقَال: حَرْبٌ ضَرُوسٌ، أَي أَكُولٌ عَضُوضٌ، وَقد ضَرِسَ نابُهَا، أَي ساءَ خُلُقُها. ورَجلٌ مُجَرَّسٌ مُضَرَّسٌ، أَي مُجَرِّبٌ، وَهُوَ الَّذِي أَصابَتْه البَلايَا كأَنَّها أَصابَتْه بأَضْرَاسِها، وكذلِك المُنَجَّذُ، من الناجِذِ، وَقد ذُكِرَ فِي مَوْضِعِه. والمُضَرِّسُ، كمُحَدِّثٍ: الأَسَدُ، نَقَلَه الصَّاغانِيُّ، وَقيل: سُمِّيَ بِهِ لأَنَّه يَمْضُغُ لَحْمَ فَرِيسَتِه وَلَا يَبْتلِعُه، وَقد ضَرَّسه تَضْرِيساً. ومُضَرِّسُ بنُ سُفْيَانَ بنِ خَفَاجَةَ الهَوَازِنِيُّ البَصْرِيُّ: صَحَابِيٌّ شَهِدَ حُنَيْناً. ذكَرَهُ ابنُ سَعْدٍ. وفَاتَهُ: مُضَرِّسُ بنُ مُعَاوِيَةَ، فإِنَّه صحابِيٌّ أَيضاً، وشَهدَ حُنَيْناً، ذكَرَه الكَلْبِيُّ. وفَاته أَيضاً: عُرْوَةُ بنُ مُضّرِّسِ بنِ أَوْسِ بنِ حَارِثَةَ بن لأْمٍ الطائِيُّ، كَانَ سَيِّداً فِي قومِه، صَحابِيٌّ أَيضاً، يَرْوِي عَنهُ الشَّعْبِيُّ. ومُضَرِّسُ بنُ رِبْعِيّ بن لَقِيطِ ابنِ خالِدِ بنِ نَضْلَةَ بنِ الأَشْتَرِ بنِ جَحْوَان بن فَقْعَس الأَسَدِيُّ، شاعِرٌ، كَذَا فِي العُباب. والمُضَرَّسُ، كمُعَظَّمٍ: نَوعٌ من الوَشْيِ، قالَ ابنُ فارسٍ: فِيهِ صُوَرٌ كأَنَّهَا أَضْرَاسٌ، يُقَال: رَيْطٌ مُضَرَّسٌ، أَي مُوَشَّى بِهِ أَثَرُ الطَّيِّ، قَالَ أَبو قِلاَبةَ الهُذَليُّ:
(رَدْعُ الخَلُوقِ بجِلْدِهَا فَكَأَنَّهُ ... رَيْطٌ عِتَاقٌ فِي الصَّوَانِ مُضَرَّسُ)
ويُرْوَى: فِي المَصَانِ. وَهُوَ كُلُّ مَكَانٍ صُنْتَ فيهِ ثَوْباً. وَفِي شَرْحِ ديوانِ هُذَيْل: المُضَرَّسُ: الذِي) طُوِيَ مُرَبَّعاً. وقيلَ: المُضَرَّسَةُ: ضَرْبٌ منَ الثِّيَابِ فِيهَا خُطوطٌ وأَعْلامٌ. وَمن المَجَاز: تَضَارَسَ البِنَاءُ ومثلُه فِي الأَسَاسِ، والَّذِي فِي المُحْكَم تَضَرَّسَ البِنَاءُ: لم يَسْتَوِ، زَاد الزَّمَخْشَرِيُّ: وَلم يَتَّسِقْ، وَــزَاد ابنُ سِيدَه: فصارَ فيهِكالأَضْرَاسِ. وَمن المَجَازِ: ضَارَسُوا مُضَارَسةً وضِرَاساً، كَذَا فِي التَّكْمِلَةِ، وَفِي المُحْكَم: تَضَارَسُوا: تَحارَبُوا وتَعَادَوُا، وَهُوَ من الضَّرَسِ، وَهُوَ غَضَبُ الجُوعِ. ورَجُلٌ أَخْرَسُ أَضْرَسُ، إِتْبَاعٌ لَهُ. ورَجُلٌ ضَرِسٌ شَرِسٌ: بمَعْنى صَعْبِ الخُلُقِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، عَن اليَزِيدِيِّ. قالَ الصّاغَانِيُّ: والتَّرْكِيبُ يَدلُّ على قُوَّةٍ وخُشُونَةٍ. ومِمَّا شَذَّ عَنهُ الضَّرْس: المَطْرَةُ القَلِيلةُ، فقد يُمْكِن أَن يُتَمَحَّلَ لَهُ قِياسٌ. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: أَضْراسُ العَقْلِ والحُلُمِ أَرْبَعَةٌ بَخْرُجْنَ بعدَ اسْتِحْكامِ الأَسْنَانِ. والضَّرْسُ، بِالْفَتْح: أَن تَعَلِّمَ قِدْحَكَ بأَنْ تَعَضَّه بأَضْرَاسِكَ، كَذَا فِي المُحْكَمِ، وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: بأَسْنَانِكَ، وَــزَاد ابنُ سِيدَه: فتُؤثِّرَ فِيهِ، قَالَ دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ:
(وأَصْفَرَ مِنْ قِدَاحِ النَّبْعِ فَرْعٍ ... بِه عَلَمَانِ مِنْ عَقَبٍ وضَرْسِ)
وقِدْحٌ مُضَرَّسٌ، كمُعَظَّمٍ: غيرُ أَمْلَسَ، لأَنَّ فِيهِ كالأضْراسِ. والتَّضْرِيسُ فِي اليَاقُوتَةِ والُّلؤْلُؤَةِ: حَزٌّ فِيها ونَبْرٌ كالأَضْرَاسِ، وَهُوَ مَجَازٌ، وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: هُوَ تَحْزِيزٌ ونَبْرٌ يكونُ فِي ياقُوتةٍ أَو لُؤْلُؤةٍ أَو خَشَبَةٍ. وضَرَسَتْهُ الخُطُوبُ ضَرْساً: عَجَمَتْه، على المَثَلِ، قَالَ الأَخْطَل:
(كلَمْحِ أَيْدِي مَثاكِيلٍ مُسَلِّبَةٍ ... يَنْدُبْنَ ضَرْسَ بَنَاتِ الدَّهْرِ والخُطُبِ)
أَرادَ الخُطُوبَ، فحَذَف الواوَ، وَقد يكونُ من بَاب رَهْنٍ ورُهُنٍ كَذَا فِي المُحْكَم. ورجُلٌ ضِرْسٌ، بالكَسْر، وضَرِسٌ، ككَتِف: مُضَرَّسٌ، إِذا كانَ قد سَافَرَ وجَرَّبَ وقاتَلَ. والضَّرِيسُ، كأَمِيرٍ: الحِجَارَةُ الَّتِي كألأَضْرَاسِ، وَمِنْه: ضَرِيسٌ طُوِيَتْ بالضَّرِيسِ. والضِّرْسُ، بالكَسْر: القِدُّ، وجَرِيرٌ ضَرِسٌ: ذُو ضِرْسٍ، وناقَةٌ ضَرُوسٌ: لَا يُسْمَع لِدِرَّتهَا صوتٌ. والضِّرْسُ، بالكَسْر: السَّحابَةُ تُمْطِرُ لَا عَرْضَ لَهَا. والضَّرْسُ، بِالْفَتْح: عَضُّ العَذْل، وسُوءُ الخُلُقِ، وامتِحَانُ الرجُلِ فِيمَا يَدَّعِيهِ من عِلْمٍ أَو شَجَاعَةٍ، الثلاثَةُ عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ. والضَّرْسُ، بالكَسْر: الفِنْدُ فِي الجَبَلِ.
وضارَسْتُ الأُمُورَ: جَرَّبْتُهَا وعرَفتُهَا، كذَا فِي التَّهْذِيبِ والتَّكْمِلَةِ، وضَرِسَ بَنو فُلانٍ بالحَرْبِ، كفَرِحَ، إِذا لَمْ يَنْتَهُوا حَتَّى يُقَاتِلُوا، قالَه الأَزْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ. وَفِي الأَسَاسِ: وَمن المَجَازِ: اتَّقِ النّاقَةِ بجنِّ ضِرَاسِهَا. قلت: نَقَلَ الصّاغَانِيُّ عَن الباهِليِّ: الضِّرَاسُ بالكَسْرِ: مِيسَمٌ لَهُم وَفِي التَّهْذِيبِ: لأَبِي الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ أَتانِيَ فِي الصّبْعَاءِ أَوْسُ بنُ عامِرٍ يُخَادِعُنِي فِيهَا بِجِنِّ ضِرَاسِهَا.)
قَالَ: الضِّرَاسُ: مِيسَمٌ، والجِنُّ: حِدْثَانُ ذاكَ، وَقيل: أَرادَ: بحِدْثان نِتَاجِهَا. قلتُ: وَهَكَذَا فَسَّره الزَّمَخْشَريُّ، فإِنَّه قَالَ: أَي بِحِدْثانِ نِتَاجِهَا وسُوءِ خُلُقِهَا على مَنْ يَدْنُو مِنْهَا لِوَلُوعِهَا بوَلَدِهَا.
قلتُ: وَمن هَذَا قِيلَ: ناقَةٌ ضَرُوسٌ، وَهِي الَّتِي تَعَضُّ حالِبَها، وَقد تقدَّم فِي كلامِ المُصَنِّف. 

وسع

وسع
{وَسِعَهُ الشَّيءُ، بالكَسْرِ يَسَعُه، كيَضَعُه،} سَعَةً، كدَعَةٍ وزِنَةٍ، وعَلى الأوَّلِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ وقَرَأَ زَيْدُ بنُ عليّ: ولمْ يُؤْتَ {سِعَةً بالكَسْرِ.
ويُقَالُ: إنَّهُ} - يَسَعُنِي مَا {يَسَعُكَ، وَلَا يَسَعُنِي شَيءٌ ويَضِيقُ عَنْكَ، وَلَا يَسَعُكَ أنْ تَفْعَلَ كَذَا كَمَا فِي الأساسِ، زادَ الجَوْهَرِيُّ أَي: وأنْ يَضِيقَ عَنْكَ، بلْ مَتى} - وَسِعَنِي شَيءٌ وَسِعَكَ.
ويُقَالُ: مَا {أسَعُ ذلكَ، أَي: مَا أُطِيقُه. وهَلْ} تَسَعُ هَذَا أَي: هَلْ تُطِيقُه، وهُوَ مجازٌ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: إنَّمَا سَقَطَتِ الواوُ منْهُ فِي المُسْتَقْبَلِ لما ذكَرْنَاهُ فِي بابِ الهَمْزَةِ فِي وَطِيءَ يَطَأُ.
وَفِي النَّوادِرِ: اللهمَّ {سَعْ عَلَيْنَا أَي:} وسِّعْ.
ويُقَالُ: {لِيَسَعْكَ بَيْتُكَ: أمْرٌ بالقرارِ فيهِ، وقدْ} وَسِعَهُ بَيْتُه.
ويُقَالُ: هَذَا الإناءُ {يَسَعُ عِشْرِينَ كَيْلاً، أَي:} يَتَّسِعُ لعِشْرِينَ، وَهَذَا {يَسَعُه عِشْرُونَ كَيْلاً، أَي يَتَّسِعُ فيهِ عِشْرُونَ، على مِثَالِ قَوْلكَ: أَنا} أسَعُ هَذَا الأمْرَ، وَهَذَا الأمْرُ {- يَسَعُنِي، قالَ أَبُو زُبَيْدٍ الطائِيُّ:
(حَمّالُ أثْقَالِ أهْلِ الوُدِّ آوِنَةً ... أُعْطِيِهُم الجَهْدَ مِنِّي بَلْهَ مَا أسَعُ)
والأصْلُ فِي هَذَا أنْ تَدْخُلَ فِي وعي، واللامُ لأنَّ قَوْلَكَ: هَذَا الوِعَاءُ} يَسَعُ عِشْرِينَ كَيْلاً، مَعْنَاه: يَسَعُ لعِشْرِينَ كَيْلاً، أَي: {يَتَّسِعُ لذلكَ، ومِثْلُه: هَذَا الخُفُّ يَسَعُ رِجْلِي أَي: يَتَّسِعُ لَهَا، وتَقُول: هَذَا الوِعاءُ يَسَعُهُ عِشْرُونَ كَيْلاً، مَعْناه: يَسَعُ فيهِ عِشْرُونَ كَيْلاً، أَي يَتَّسِعُ فيهِ عِشْرُونَ كَيْلاً، والأصْلُ فِي هَذِه المسألَةِ أنْ يَكُونَ بصِفَةٍ، غَيْرَ أنَّهُمْ يَنْتَزِعُونَ الصِّفاتِ منْ أشْيَاءَ كَثِيرَةٍ، حَتَّى يَتَّصِلَ الفِعْلُ إِلَى مَا يَلِيه، ويُفْضِي إليْه، كأنَّهُ مَفْعُولٌ بهِ، كقَوْلِكَ: كِلْتُكَ ووَزَنْتُكَ واسْتَجَبْتُكَ ومَكّنْتُكَ أَي: كِلْتُ لَك، ووزَنْتُ لَك واسْتَجَبْتُ لكَ، ومَكَّنْتُ لكَ.
ويُقَالُ:} وَسِعَتْ رَحْمَةُ اللهِ كُلَّ شَيءٍ، ولكُلِّ شَيءٍ، وعَلى كُلِّ شَيءٍ، وقوْلُه تَعَالَى: {وَسِعَ كُرْسِيُّه السَّمواتِ والأرْضِ، أَي:} اتَّسَعَ، وَفِي الحديثِ: إنَّكُمْ لنْ {تَسَعُوا النّاسَ بأمْوَالِكُمْ،} فلْيَسَعْهُمْ مِنْكُمْ بَسْطُ وَجْهٍ، وحُسْنُ خُلُقٍ، وهُوَ مجازٌ.
{والواسِعُ: ضِدُّ الضَّيِّقِ،} كالوَسيعِ، وقدْ {وَسِعَهُ ولمْ يَضِقْ عَنهُ.
(و) } الواسعُ: فِي الأسْمَاءِ الحُسْنَى اخْتُلِفَ فيهِ، فقيلَ: هُوَ الكَثِيرُ العَطَاءِ الّذِي {يَسَعُ لما يُسْألُ قالَ ابنُ الأنْبَارِيِّ: وَهَذَا قَوْلُ أبي عُبَيْدَةَ، أَو هُوَ المُحِيطُ بكُلِّ شَيءٍ، من قَوْلِه:} وَسعَ كُلَّ شَيءٍ عِلْماً، أَو هُوَ الّذِي! وَسِعَ رِزْقُه جَمِيعَ خَلْقه، و {وَسِعَتْ رَحْمَتُه كُلَّ شَيءٍ، ولكُلِّ شَيءٍ وعَلى كُلِّ شَيءٍ.
} وواسِعُ بنُ حَبّانَ الأنْصَارِيُّ بفَتْحِ الحاءِ فِي صُحْبَتِهِ خِلافٌ، قُتِلَ يَوْمَ الحَرَّةِ، وأخُوه: يَحْيَى بنُ حَبّانَ رَوَى عَن ابنِ عُمَرَ، وابْنِ عَبّاسٍ، وعنْهُ ابنْهُ مُحَمَّدٌ، ومُحَمَّدٌ هَذَا منْ شُيُوخِ مالِكٍ، وحَبّان بنُ واسِعِ بنِ حَبّانَ، عنْ أبيهِ، وعنْ عَمِّهِ، وعَنْهُ ابنُ لَهِيعَةَ، وَقد تقَدَّمَ ذِكْرُه فِي حبب.
{والوَُسِعُ، مُثَلَّثَةً: الجِدَةُ، والغِنَى، والرَّفاهِيَةُ، على المَثَلِ، والطَّاقَةُ} كالسَّعَةِ بالفَتْحِ، وقيلَ: هُوَ قَدْرُ جِدَةِ الرَّجُلِ، وقُدْرَةُ ذاتِ اليَدِ، والهاءُ فِي {السَّعَةِ عِوَضٌ عَن الواوِ، كَمَا مَرَّ فِي عِدَةٍ وسَيَأْتِي فِي زِنَةٍ كذلكَ.
وقالَ اللَّيْثُ:} الوَسَاعُ كسَحَابٍ: النَّدْبُ {لِسَعَةِ خُلُقِه، وقدْ مَرَّ لهُ أنَّ النَّدْبَ يُطْلَقُ على الخَفِيفِ فِي الحاجَةِ، والسَّرِيعِ الظَّرِيفِ النَّجِيبِ، ومنْهُ قَوْلُهُم: أراكَ نَدْباً فِي الحَوَائِجِ.
والوَسَاعُ منَ الخَيْلِ: الجَوَادُ، أَو الواسِعُ الخَطْوِ والذَّرْعِ يُقَالُ: فَرَسٌ} وَسَاعٌ، قالَ المُسَيَّبُ بنُ عَلَسٍ:
(فتَسَلَّ حاجَتَها إِذا هِيَ أعْرَضَتْ ... بخَمِيصَةٍ سُرُحِ اليَدَيْنِ {وَساعِ)
} كالوَسِيعُ، وقدْ وَسُعَ، ككَرُمَ، {وساعَةً،} وسَعَةً: {اتَّسَعَ فِي السَّيْرِ.
} ووَسيعٌ: ماءٌ وَفِي الصِّحاحِ: ووَسِيعٌ ودُحْرُضٌ: ماءَانِ بَيْنَ بَنِي سَعْدٍ وبَنِي قُشَيْرٍ، وهُمَا الدُّحْرُضانِ اللَّذانِ فِي شِعْرِ عَنْتَرَةَ:
(شَرِبَتْ بماءِ الدُّحْرُضَيْنِ فأصْبَحَتْ ... زَوْراءَ تَنْفِرُ عنْ حِياضِ الدَّيْلَمِ)
وقالَ الأزْهَرِيُّ: وَسيعٌ: ماءٌ لبَني سَعْدٍ، وأنْشَدَ الصّاغَانِيُّ قَوْلَ الشّاعِرِ: (مُقِيمٌ على بَنْبانَ يَمْنَعُ ماءَهُ ... وماءُ وَسِيعٍ ماءُ عَطْشَانَ مُرْمِلِ)
{ويَسَعُ، كيَضَعُ: اسْم نَبِيٍّ منَ الأنْبِيَاءِ منْ ولَدِ هارُونَ عليهِ السّلامُ، وهُوَ اسمٌ أعْجَمِيُّ أُدْخِلَ عليهِ ال، وَلَا يَدْخُلُ على نَظَائِرِه كيَزيدَ، ويَعْمَرَ، كَمَا فِي الصِّحاحِ وقُرِئَ واللَّيْسَعَ بلامَيْنِ، وَهِي قِرَاءَةُ حَمْزَةَ والكِسَائِيِّ وخَلَفٍ، والباقُونَ بلامٍ واحِدَةٍ.)
} وأوْسَعَ الرَّجُلُ: صارَ ذَا {سَعَةٍ وغِنىً، وَهُوَ مجازٌ: ومنْهُ قَولهُ تَعَالَى: على} المُوسِعِ قَدَرُهُ وعَلى المُقْتِرِ قَدَرُهُ.
ويُقَالُ: {أوْسَعَ اللهُ تَعَالَى عليهِ، أَي: أغْنَاهُ كَمَا فِي الصِّحاحِ} كوَسَّعَ عليهِ {تَوْسِيعاً، وهُوَ مجازٌ، وقَوْلُه تَعَالَى: والسَّماءَ بنَيْنَاهَا بأيْدٍ وإنَّا} لمُوسِعُونَ أَي: أغْنِيَاءَ قادِرُونَ من أوْسَعَ: صارَ ذَا {سَعَةٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
} وتَوَسَّعُوا فِي المَجْلِسِ أَي: تَفَسَّحُوا كَمَا فِي العُبابِ والصِّحاحِ.
{ووسَّعَهُ} تَوْسِيعاً: ضِدُّ ضَيَّقَه كَمَا فِي الصِّحاحِ {فاتَّسَعَ،} واسْتَوْسَعَ: صارَ {واسِعاً، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وممّا يستدْرَكُ عليهِ:} التَّوْسِعَةُ: {السَّعَةُ، وَبِه سَمَّى ابنُ السِّكِّيتِ كِتابَهُ، وَقد مَرَّ ذِكْرُه.
} ووَسِعَه {يَسِعُه، كوَرِثَ يَرِثَ، لُغَةٌ قَلِيلَةٌ.} ووَسُعَ الشّيءُ، ككَرُمَ، فهُوَ {وَسِيعُ} ووَسِعَ كفَرِحَ.
{واتَّسَعَ} كوَسِعَ وسَمِعَ الكِسَائِيُّ: الطَّرِيق ياتَسِعُ، أرادُوا: يَوْتَسِعُ، فأبْدَلُوا الواوَ ألِفاً طَلَباً للخِفَّةِ، كَمَا قالُوا: ياجَلُ ونَحْوُه، ويَتَّسِعُ أكْثَرُ وأقْيَسُ.
{واسْتَوْسَعَ الشَّيءَ: وجَدَهُ} واسِعاً، وطَلَبه {واسِعاً.
} وأوْسَعَه صَيَّرَهُ {واسِعاً، وقيلَ فِي قَوْلِه تَعَالَى: وإنّا} لمُوسِعُونَ أَي جَعَلْنا بَيْنَها وبَيْنَ الأرْضِ سَعَةً، جَعَلَ {أوْسَعَ بمَعْنَى وَسَّعَ.
} ووَسَعَ عليهِ {يَسَعُ} سَعَةً {ووَسَّعَ، كِلاهُمَا: رَفَّهَهُ وأغْنَاهُ.
ورَجُلٌ} مُوَسَّعٌ عليهِ الدُّنْيَا: {مُتَّسعٌ لَهُ فِيهَا.
} وأوْسَعَهُ الشَّيءُ: جَعَلَهُ يَسَعَهُ، قالَ: امْرُؤُ القيسِ:
( {فتُوسِعُ أهْلَهَا أقِطاً وسَمْناً ... وحَسْبُكَ منْ غِنىً شِبَعٌ ورِيُّ)
وَفِي الدُّعاءِ: اللَّهُمَّ} أوْسِعْنا رَحْمَتَكَ أَي: اجْعَلْها تَسَعُنا.
وَقَالَ ثَعْلَبٌ: قيلَ لامْرَأَةٍ: أيُّ النِّسَاءِ أبْغَضُ إليْكِ فقالَتْ: الّتِي تأْكُلُ لمّاً، وتُوسِعُ الحَيَّ ذَمّاً.
وناقَةٌ {وَساعٌ: واسِعَةٌ الخَلْقِ، أنْشَدَ ابنُ الأعْرَابِيّ:
(عَيْشُها العِلْهِزُ المُطَحَّنُ بالق ... تِّ وإيضاعُهَا القَعُودَ} الوَساعَا)
وَفِي حديثِ جابِرٍ: رَضِي الله عنهُ: فانْطَلَقَ أوْسَعَ جَمَلٍ رَكِبْتُه قَطُّ أَي: أعْجَلَ جَمَلٍ سَيْراً، يُقَالُ: جَمَلٌ {وَسَاعٌ أَي: واسِعُ الخَطْوِ، سَرِيعُ السَّيْرِ.)
ونَاقَةٌ} مِيساعٌ: {واسِعَةُ الخَطْوِ.
وسَيْرٌ} وَسِيعٌ {ووَساعٌ:} مُتَّسِعٌ.
{واتَّسَعَ النَّهارُ وغَيْرُه: امْتَدَّ وطالَ.
ومالِي عنْ ذاكَ} مُتَّسَعٌ أَي مَصْرِفٌ.
{وسَعْ: زَجْرٌ للإبِلِ، كأنَّهُم قَالُوا:} سَعْ يَا جَمَلُ، فِي مَعْنَى {اتَّسِعْ فِي خَطْوِكَ ومَشْيِكَ.
وقالَ الزّجّاجُ:} وَسَعَ اللهُ على الرَّجُلِ، بالتَّخْفيفِ أَي:! أوْسَعَ عليْهِ. {ووَساعٌ، كسَحَابٍ: وادٍ منْ أوْدِيَةِ اليَمَنِ.
وسع: {وسعها}: طاقتها. {على الموسع}: على المكثر.
(وسع) الشَّيْء توسيعا وتوسعة صيره وَاسِعًا وَالله عَلَيْهِ وَعَلِيهِ رزقه وَفِي رزقه أوسع
(وسع) الشَّيْء (يُوسع) وَسَاعَة وسع فَهُوَ وسيع وأسيع وَالدَّابَّة وَسَاعَة وسعة اتسعت فِي السّير فَهِيَ وساع ووسيعة وَهُوَ وساع
وسع
وَسُعَ الشَّيْءُ سَعَةً ووَسَاعَةً، فهو وَسَاعٌ. وسَيْرٌ وَسِيْعٌ ووَسَاعٌ. وأوْسَعَ: صارَ ذا سَعَةٍ في المال. وأوْسَعْتَ فَابْنِ: أي وَجَدْتَ مَكاناً واسِعاً. واسْتَوْسَعَ: صارَ ذا سَعَةٍ في عَيْشِه.
واتَّسَعَ الشَّيْءُ واسْتَوْسَعَ: واحِدٌ. ولا أسَعُه: أي لا أُطيقُه، من الوُسْع. ولا يَسَعُكَ: لَسْتَ منه في سَعَةٍ. ووَسِيْعٌ: اسْمُ ماءٍ يُقال له ولآخَرَ يُسَمّى دُحْرُضاً: الدُّحْرُضانِ.
(وسع)
الله عَلَيْهِ رزقه وَفِي رزقه (يُوسع) وسعا بَسطه وكثره وأغناه

(وسع) الشَّيْء (يسع) سَعَة لم يضق وَالشَّيْء لم يضق عَنهُ وَالله عَلَيْهِ رفهه وأغناه ورحمه الله كل شَيْء وَلكُل شَيْء وعَلى كل شَيْء لم تضق عَنهُ وَالْمَال الدّين كثر حَتَّى وقى بِجَمِيعِهِ فَهُوَ وَاسع وَيُقَال لَا يسعك أَن تفعل كَذَا لَا يجوز لِأَن الْجَائِز موسع غير مضيق وَمَا أوسع ذَلِك الْأَمر وَلَا يسعنى ذَلِك الْأَمر مَا أُطِيقهُ وَهَذَا الْإِنَاء يسع عشْرين كَيْلا ويسعه عشرُون كَيْلا
(وسع) - قوله تبارك وتعالى: {عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ}
: أي الغَنِىّ المُكْثر؛ وقد أَوسَع الرجلُ: صَارَ ذَا سَعَةٍ مِن المالَ، والوُسْعُ: الجِدَةُ والطَّاقَةُ.
- في الحديث: "إنّكُمَ لن تَسَعُوا النَّاسَ بأمْوَالِكُم، فسَعُوهُم بأَخْلاقِكم"
: أي لا تَتَّسِعُ أَمْوَالُكُم لإعطائِهم، فلتتَّسِع أَخلاقُكم لِصُحْبَتهم، وتَحسِينِ الخُلُق معهم، ويُقال: لا أَسَعُه: أي لا أُطِيقُه، ولَسْتُ منه في سَعَةٍ.
- في حديث هِشام في صفَةِ ناقَةٍ: "إنَّها لَمِيسَاعٌ"
: أي واسِعَة الخَطْوِ.
(و س ع) : (قَوْلُهُ) نِيَّةُ الْعَدُوِّ (لَا تَسَعُ) فِي هَذَا الصَّوَابُ طَرْحُ فِي وَكَذَا قَوْلُهُمْ إذَا اجْتَمَعُوا فِي أَكْبَرِ مَسَاجِدِهِمْ لَمْ يَسَعُوا فِيهِ صَوَابُهُ لَمْ يَسَعُوهُ أَوْ لَمْ يَسَعْهُمْ لِأَنَّهُ يُقَالُ (وَسِعَ الشَّيْءُ) الْمَكَانَ وَلَا يُقَالُ فِي الْمَكَانِ وَفِي مَعْنَاهُ (وَسِعَهُ) الْمَكَانُ وَذَلِكَ إذَا لَمْ يَضِقْ عَنْهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ لَا يَسَعُكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا أَيْ لَا يَجُوزُ لِأَنَّ الْجَائِزَ مُوسَعٌ غَيْرُ مُضَيَّقٍ وَمِنْهُ (لَا يَسَعُ) امْرَأَتَيْهِ أَنْ تُقِيمَا مَعَهُ أَيْ لَا يَجُوزُ لَهُمَا الْإِقَامَةُ وَمِثْلُهُ (لَا يَسَعُ) الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَأْبَوْا عَلَى أَهْلِ الْحِصْنِ.
[وسع] نه: فيه "الواسع" تعالى، وسع غناه كل فقير ورحمته كل شيء، وسعه الشيء يسعه فهو واسع، وسع - بالضم - وساعة هو وسيع، والوسع والسعة: الجدة والطاقة. ش: و"سعة" المنزل، بفتح سين. نه: ومنه: إنكم "لن تسعوا" الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم، أي لا تتسع أموالكم لعطائهم فوسعوا أخلاقكم لصحبتهم. ومنه: فضرب صلى الله عليه وسلم عجز جملى وكان فيه قطاف فانطلق "أوسع" جمل ركبته، أي أعجل جمل سيرًا، من جمل وساع - بالفتح، أي واسع الخطو سريع السير. ومنه: إنها "لميساع" - بكسر ميم، أي واسعة الخطو. ك: "وسعت" سمعه الأصوات، أي أدركت لأن السعة والضيق إنما يتصوران في الأجسام. ط: أن تأكلوا فوق ثلاثة لكي "تسعكم"، أي اللحوم، أي نهيتكم عن أكلها ليتسع عليكم فتؤتوها المحتاجين، وأن يأكلوها - بدل من لحومها.
و س ع: (وَسِعَهُ) الشَّيْءُ بِالْكَسْرِ يَسَعُهُ (سَعَةً) بِالْفَتْحِ. وَ (الْوُسْعُ) وَ (السَّعَةُ) بِالْفَتْحِ الْجَدَّةُ وَالطَّاقَةُ: « {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ} [الطلاق: 7] » أَيْ عَلَى قَدْرِ سَعَتِهِ. وَ (أَوْسَعَ) الرَّجُلُ صَارَ ذَا سَعَةٍ وَغِنًى. وَمِنْهُ قَوْلُهُ - تَعَالَى -: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} [الذاريات: 47] أَيْ أَغْنِيَاءُ قَادِرُونَ، وَيُقَالُ: (أَوْسَعَ) اللَّهُ عَلَيْكَ أَيْ أَغْنَاكَ. وَ (التَّوْسِيعُ) خِلَافُ التَّضْيِيقِ تَقُولُ: (وَسَّعَ) الشَّيْءَ (فَاتَّسَعَ) . وَ (اسْتَوْسَعَ) أَيْ صَارَ (وَاسِعًا) . وَ (تَوَسَّعُوا) فِي الْمَجْلِسِ تَفَسَّحُوا. وَ (يَسَعُ) اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ الْعَجَمِ وَقَدْ أُدْخِلَ عَلَيْهِ الْأَلِفُ وَاللَّامُ وَهُمَا لَا يَدْخُلَانِ عَلَى نَظَائِرِهِ نَحْوُ يَعْمُرَ وَيَزِيدَ وَيَشْكُرَ إِلَّا فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ. وَقُرِئَ: وَالْيَسَعُ واللَّيْسَعُ بِلَامَيْنِ. 
[وسع] وسعه الشئ بالكسر يسعه سعة. يقال: لا يسعنى شئ ويضيق عنك، أي وإن يضيق عنك، أي بل متى وَسِعَني شئ وسعك. وإنما سقطت الواو منه في المستقبل لما ذكرناه في باب الهمز في وطئ يطأ. والوسع والسعة: الجدة والطاقةُ. قال تعالى: {لِيُنْفِقَ ذو سَعَةٍ من سَعَتِهِ} ، أي على قدر غِناه وسَعَتِهِ، والهاء عوض من الواو. وأوْسَعَ الرجل ; إذا صار ذا سَعَةٍ وغِنًى، ومنه قوله تعالى: {والسماء بَنَيْناها بأَيْدٍ وإنَّا لَموسِعونَ} ، أي أغنياء قادرون. ويقال: أوْسَعَ الله عليك، أي أغناك. والتَوْسيعُ: خلاف التضييق. تقول: وسعت الشئ فاتسع واستوسع، أي صار واسِعاً. وتَوَسَّعوا في المجلس، أي تفسَّحوا. وفرسٌ وَسَّاعٌ بالفتح، أي واسِعُ الخطو. وقد وَسُعَ بالضم وساعة. ووسيع ودحرض: ماءان بين سعد وبنى قشير، وهما الدحرضان، الذى في شعر عنترة . ويسع: اسم من أسماء العجم، وقد أدخل عليه الالف واللام، وهما لا يدخلان على نظائره، نحو يعمر ويزيد ويشكر إلا في ضرورة الشعر. وأنشد الفراء : وجدنا الوليد بن اليزيد مباركا * شديدا بأعباء الخلافة كاهله * وقرئ " واليسع " و " الليسع " بلامين.

وسع


وَسِعَ
a. [ يَسِعُ] (n. ac.
سَِعَة), Was wide, spacious, vast.
b. Held, contained.
c. [acc.
or
'Ala
or
La], Comprised, included; embraced, extended to.
d. Was capable of; was allowed to do.
c. ['Ala], Empowered.
وَسُعَ(n. ac. وَسَاْعَة
&
a. سَعَة ), Was energetic; went well (
horse ).
وَسَّعَa. Widened, enlarged, amplified, expanded.
b. Authorized, permitted, empowered; enabled.
c. ['Ala], Enriched.
d. [acc. & La], Gave much to.
أَوْسَعَa. see II (a) (b), (c).
d. Multiplied, added to (expenses).
e. Was rich.
f. [Fī], Went far into.
تَوَسَّعَ
a. [Fī], Was comfortable in.
b. [Fī]
see IV (d)c. [Fī], Used in a wider sense (word).

إِوْتَسَعَ
(ت)
a. see I (a)b. Spread, expanded; stretched; was extended
&c.
c. [Fī]
see I (b)
إِسْتَوْسَعَa. see I (a)
& VIII (b).
وَسْع
وِسْعa. see 3
وُسْعa. Width, capacity, extent; wideness, ampleness. (b), Faculty, ability; capacity.
c. Opulence.

وُسْعَةa. Wideness, ampleness; extension; roominess
spaciousness; vastness.

وَسَعَةa. see 3
أَوْسَعُa. Wider, larger; vaster.

وَاْسِعa. Embracing, inclusive, comprehensive.
b. The Infinite One : God.
c. see 25 (a)
وَسَاْعa. Good goer (horse).
b. Active (boy).
c. Space.

وَسِيْعa. Wide, broad, ample; extensive; roomy, spacious;
vast.
b. Able, capable.
c. see 22 (a)
وَسَّاْعa. see 22 (a)
N. Ag.
أَوْسَعَa. Wealthy, opulent.

مُتَّسِع [ N.
Ag.
a. VIII]
see 25 (a) (b).
إِتَّسَاع [ N.
Ac.
a. VIII]
see 3t (a)b. Comprehensiveness (rhetoric).

سَعَة
a. see 3 & 3t
مَا أَسَعُ ذٰلِكَ
a. I cannot do that.

أَللَّهُمَّ سَعْ عَلَيْنَا
a. O God! be gracious to us!

لِيَسَعْكَ بَيْتُكَ
a. Remain in thy house.
و س ع : وَسِعَ الْإِنَاءُ الْمَتَاعَ يَسَعُهُ سَعَةً بِفَتْحِ السِّينِ وَقَرَأَ بِهِ السَّبْعَةُ فِي قَوْلِهِ {وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ} [البقرة: 247] وَكَسْرُهَا لُغَةٌ وَقَرَأَ بِهِ بَعْضُ التَّابِعِينَ قِيلَ الْأَصْلُ فِي الْمُضَارِعِ الْكَسْرُ وَلِهَذَا حُذِفَتْ الْوَاوُ لِوُقُوعِهَا بَيْنَ يَاءٍ مَفْتُوحَةٍ وَكَسْرَةٍ ثُمَّ فُتِحَتْ بَعْدَ الْحَذْفِ لِمَكَانِ حَرْفِ الْحَلْقِ وَمِثْلُهُ يَهَبُ وَيَقَعُ وَيَدَعُ وَيَلَغُ وَيَطَأُ وَيَضَعُ وَيَلَعُ وَيَزَعُ الْجَيْشَ أَيْ يَحْبِسُهُ وَالْحَذْفُ فِي يَسَعُ وَيَطَأُ مِمَّا مَاضِيهِ مَكْسُورٌ شَاذٌّ لِأَنَّهُمْ قَالُوا فَعِلَ بِالْكَسْرِ مُضَارِعُهُ يَفْعَلُ بِالْفَتْحِ وَاسْتَثْنَوْا أَفْعَالًا تَأْتِي فِي الْخَاتِمَةِ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى لَيْسَتْ هَذِهِ مِنْهَا وَوَسِعَ الْمَكَانُ الْقَوْمَ وَوَسِعَ الْمَكَانُ أَيْ اتَّسَعَ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى قَالَ النَّابِغَةُ
تَسَعُ الْبِلَادُ إذَا أَتَيْتُكَ زَائِرًا ... وَإِذَا هَجَرْتُكَ ضَاقَ عَنِّي مَقْعَدِي
وَوَسُعَ الْمَكَانُ بِالضَّمِّ بِمَعْنَى اتَّسَعَ أَيْضًا فَهُوَ وَاسِعٌ مِنْ الْأُولَى وَوَسِيعٌ مِنْ الثَّانِيَةِ وَهُوَ فِي سَعَةٍ مِنْ الْعَيْشِ وَفِي الْمَوْضِعِ سَعَةٌ وَاتِّسَاعٌ.

وَفِي وُسْعِهِ بِضَمِّ الْوَاوِ أَيْ فِي طَاقَتِهِ وَقُوَّتِهِ وَبِهِ قَرَأَ السَّبْعَةُ فِي قَوْلِهِ {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا} [البقرة: 286] وَالْفَتْحُ لُغَةٌ وَقَرَأَ بِهِ ابْنُ أَبِي عَبْلَةَ وَالْكَسْرُ لُغَةٌ وَبِهِ قَرَأَ عِكْرِمَةُ وَيُقَالُ عَلَى الِاسْتِعَارَةِ وَسِعَ الْمَالُ الدَّيْنَ إذَا كَثُرَ حَتَّى، وَفَى بِجَمِيعِهِ.
وَوَسَعَ اللَّهُ عَلَيْهِ رِزْقَهُ يَوْسَعُ بِالتَّصْحِيحِ وَسْعًا مِنْ بَابِ نَفَعَ بَسَطَهُ وَكَثَّرَهُ وَأَوْسَعَهُ وَوَسَّعَهُ بِالْأَلِفِ وَالتَّشْدِيدِ مِثْلُهُ وَلَا يَسَعُكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا أَيْ لَا يَجُوزُ لِأَنَّ الْجَائِزَ مُوَسَّعٌ غَيْرُ مُضَيَّقٍ.

وَأَوْسَعَ الرَّجُلُ بِالْأَلِفِ صَارَ ذَا سَعَةٍ وَغِنًى وَوَسَّعْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ خِلَافُ ضَيَّقْتُهُ وَتَجِبُ الصَّلَاةُ بِأَوَّلِ الْوَقْتِ وُجُوبًا مُوَسَّعًا فَلَهُ أَنْ يَفْعَلهَا فِي أَيِّ جُزْءٍ كَانَ مِنْ أَجْزَاءِ الْوَقْتِ الْمَحْدُودِ شَرْعًا حَتَّى إذَا بَقِيَ مِنْ الْوَقْتِ مِقْدَارٌ يَسَعُهَا فَالْوُجُوبُ مُضَيَّقٌ حِينَئِذٍ وَلَا يَجُوزُ التَّأْخِيرُ. 
(وس ع)

السَّعَةُ: نقيض الضّيق، وَقد وَسِعَه يَسَعُه ويَسِعُه سَعَةً، وَهِي قَليلَة أَعنِي فَعِل يَفْعِل، وَإِنَّمَا فتحهَا حرف الْحلق وَلَو كَانَت يَفْعَلُ ثبتَتْ الْوَاو وصحَّت إِلَّا بِحَسب ياجل.

وَشَيْء وَسِيعٌ وأسِيعٌ: واسعٌ.

وَقَوله تَعَالَى (للَّذِينَ أحْسَنُوا فِي هَذِه الدُّنْيا حَسَنةٌ وأرْضُ الله وَاسِعَةٌ) قَالَ الزّجاج: إِنَّمَا ذكرت سَعَةُ الأَرْض هَاهُنَا لمن كَانَ مَعَ من يعبد الْأَصْنَام فَأمر بِالْهِجْرَةِ عَن الْبَلَد الَّذِي يكره فِيهِ عبادتها كَمَا قَالَ تَعَالَى (ألمْ تَكُنْ أرْضُ الله وَاسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيهَا) وَقد جرى ذكر الْأَوْثَان فِي قَوْله تَعَالَى (وجَعَلَ لله أنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبيله) .

واتَّسَعَ كَوَسِع. وسَمِعَ الْكسَائي: الطَّرِيق يَاتَسِعُ، أَرَادوا يَوْتَسِع فأبدلوا الْوَاو ألفا طلبا للخفة كَمَا قَالُوا يَاجَل وَنَحْوه، ويَتَّسع أَكثر وأقيس.

واسَتَوْسَع الشَّيْء: وجده واسِعا وَطَلَبه وَاسِعا.

وأوْسعه ووَسَّعَهُ: صيره وَاسِعًا. وَقَوله تَعَالَى (والسَّماءَ بَنَيْناها بِأيْدٍ وإنَّا لمُوسِعون) أَرَادَ: جعلنَا بَينهَا وَبَين الأَرْض سَعَةً.

والسَّعَةُ: الْغنى والرفاهية، على الْمثل.

ووَسِعَ عَلَيْهِ يَسَعُ سَعَةً ووَسَّع، كِلَاهُمَا رفَّهه وأغناه.

وَرجل مُوسَّعٌ عَلَيْهِ الدُّنْيَا: مُتَّسَعٌ لَهُ فِيهَا.

وأوْسَعَهُ الشَّيْء: جعله يَسَعهُ قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

فَتُوسِعُ أهْلَها أقِطا وسَمْنا ... وحَسْبكَ منْ غِنىً شِبَعٌ وَرِىُّ

وَقَالَ ثَعْلَب: قيل لامْرَأَة: أَي النِّسَاء أبْغض إِلَيْك؟ فَقَالَت: الَّتِي تَأْكُل لماًّ وتُوسعُ الْحَيّ ذماًّ.

وَفِي الدُّعَاء. اللَّهمُّ أوْسعْنا رَحمتكَ أَي اجْعَلْهَا تَسَعنا.

والوُسْعُ والوَسْعُ: قدر جده الرجل، وَقد أوْسَعَ. وَفِي التَّنْزِيل (عَلى المُوسعِ قَدَرُه وعَلى المُقتِرِ قَدَرُه) . ووَسِعَ الشيءُ الشيءَ: لم يضق عَنهُ.

ووَسُعَ الْفرس سَعَةً ووَساعَةً، وَهُوَ وَساعٌ: اتَّسَع فِي السّير.

وناقة وَساعُ: وَاسِعَة الْخلق، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

عَيْشُها العِلْهِزُ المُطَحَّن بالقَتّ ... وإيضاعُها القَعُودَ الوَساعا

الْقعُود من الْإِبِل: مَا اقتعد فَركب.

وسير وَسِيعٌ ووَساعٌ: مُتَّسِعٌ.

واتَّسع النَّهَار وَغَيره: امْتَدَّ وَطَالَ.

والوَساعُ: النّدب، لسعة خلقه.

وَمَالِي عَن ذَاك مُتَّسَعُ، أَي مصرف.

وَسَعْ: زجر لِلْإِبِلِ كَأَنَّهُمْ قَالُوا: سَعْ يَا جمل فِي معنى اتَّسِعْ فِي خطوك ومشيك.

واليَسَعُ: اسْم نَبِي، هَذَا إِن كَانَ عَرَبيا، فَإِن كَانَ أعجميا فقد تقدم.
وسع:
وسع يسع: كان من السعة بحيث أصبح كافياً ل .. (فريتاج - الكلمة وردت عنده بغير تنقيط). وعلى سبيل المثال ما ورد في (محيط المحيط): (وسع الإناء المتاع ضد ضاق عليه أو هذا الإناء يسع عشرين كيلاً أي يتسع لعشرين) (معجم الإدريسي 2:212 والعبدري 66. فإن قبره في بيت لا يسع غيره؛ وفي (محيط المحيط) أيضاً (وسع المال الدين) أي كان كافياً لتسديد الدين. وفي (كليلة ودمنة 2:246): قد أذنبت الذنب العظيم - فوسعه حلمُه وكرم طبعهُ أي إن طيبته وكرمه - الملك - كانا كبيرين فعفا عني (معجم الجغرافيا).
وسع: في (محيط المحيط): (هذا الإناء يسعه عشرون كيلاً أي يتسع فيه عشرون). وذلك في الحديث عن مقدار ما يحتويه الشيء. وكذلك واصدق فأن الصدق واسعنا أي قٌل الحقيقة لأننا نستطيع أن نصغي إليها ونتحملها مهما كانت قاسية (الأغاني 1:66). وهناك أيضاً صيغة وسع في: احتوى: tenir وعلى سبيل المثال ما ورد في (ابن بطوطة 257:4): ولم يسع لحمها في برمة واحدة، أي أن الدجاجة كانت كبيرة لم يتسع لها قدر واحد وكان لزاماً علينا أن نستخدم قدرين. وفي (217:3): ولا يسع ذلك في عقل كثير من الناس، أي أن هذا لا يسمح به في ذهن كثير من الناس. إن (المقريزي) قدم المزيد من الأمثلة في استعمالات هذه الكلمة إلا انه استنكرها ولاحظ وجوب عدم قبول (إذا اجتمعوا في أكبر مساجدهم لم يسعوا فيه بل لم يسموه أو بالأحرى لم يسعهم. الواقع إن وسع في هذه الأمثلة تستعمل بدلاً من اتسع التي تصاغ مع حرف الجر في (معجم الطرائف).
يسع فلاناً: اتسّع حتى .. وعلى سبيل المثال يسعنا ما يسع الناس من عدلك (عدالتك التي ينتفع منها كل الناس يجب أن تتسع لنا أيضاً). وفي مفهوم المخالفة، أي حين نعكس المعنى تصح معنى جملة، لا يسع الفيلة غير السلطان التي وردت في (معجم الطرائف) (لا يسع أحداً، التصرفُ في الفيلة سوى السلطان).
يسع فلاناً: يسمح، وعلى سبيل المثال، لا يسعك أن تفعل كذا أي لا يسمح لك بفعل ذلك (معجم الطرائف)؛ إذا وسعني الحال: إذا سمح لي الوقت، إذا سمحت لي الظروف (بوسويه).
لم يسعني عذراً: لم يقبل عذري (ابن بطوطة 241:1).
وسع على: استطاع أن يفعل الشيء الفلاني (ابن جبير 9:116).
وسع: قد تتعدى بنفسها إلى مفعولين، وكذلك على فلان، أو يكون مضارعها يَوْسَعْ الذي = يوسّع (بالتشديد) (معجم مسلم).
وسع: في (محيط المحيط): يقال اللهم سع علينا أي وسّع رحمتك.
يسع: يعادل، يقارن ب، من أقوال الرسول (صلى الله عليه وسلم) التي وردت في (سعدي جلستان، طبعة 58): لي مع الله وقت لا يسعني بين ملك مقرب ولا نبي مرسل.
وسع: انسحب (هلو)، هل هي وسّع؟ وَسَع مضارع يَوسَعُ واسم المصدر وساعة ضد ضاق. وفي (محيط المحيط): (ووسع المكان بوسع وساعةَ ضد ضاق فهو وسيع).
وسّع شجرةً: évasser un arbre ( بقطر).
وسّع اللغة: أثراها، وأضاف إليها تعابير جديدة (بقطر).
وسّع: أجزل donner implement: وسّع ل ووسع من، ووسع في، ووسّع على (معجم البلاذري) ووسّع ب (ابن الخطيب 72): يعظم باب الانتفاع في باب التوسعة بالسلف والمداينة. انظر عند (بوسويه): سلف إحسان وتوسعة (قروض دون مقابل لغرض مساعدة الآخرين).
وسع البحر أو وسع وحدها: اندفع إلى عرض البحر pousser au large ( همبرت 130).
وسّع: أي: لجّجَ Prendre le large ومجازاً هرب (بقطر). وسّع له طريقاً: أفسح له الطريق، هيأه له ليجتازه، وضعه إلى جانبه (بقطر، بدرون 7:254): توسع له صدر المجلس وكذلك وسّع السكة: تنحّى لكي يهيئ مكاناً (بقطر).
وسّع على الحصن: lever le siege ( عبّاد 10:203:2): رأى التوسعة على الحصن والتأهب للقاء العدو. وفي المخطوطتين عن.
أوسع: كثّر يقال أوسعهم شراً أي أحدث فيهم المزيد من الشّر (م. الطرائف).
أوسع من المرعى: ارتعى بغزارة، شبع من الكات (عنتر 4:1:3): مرأوا ألف ناقة ترعى، وقد أوسعت في المرعى) أسنامها وقد مالت على أجنابها من كثرة العشب والكلأ.
أوسع في مشيه: أوسع الخطأ (2:1:3 عنتر) فمدّت النياق خطأها وأوسعت في مشيها.
أوسع له: افسخ له مكاناً (م. البلاذري 3:88، رياض النفوس 30): فقمت من بين يديه فأوسع لي رجل فجلست.
توسع: واسم المصدر توسعاً ضد تضيق (بقطر).
توسّع: استدار، تكوّر، اغْتنى (بقطر).
توسّع في البلاد: حال واحتل مدناً كثيرة (أخبار 5:25): وكان من وصفنا من الولاة يجاهدون العدو ويتوسعون في البلاد حتى بلغوا إفرنجة وحتى اقتحمت عامة الأندلس.
توسع في النكاح: زاد في التسرّي واتخاذ المحظيات (عبّاد 245:1).
توسع: عاش في رفاهة vine dans l'abondance أي في بذخ ورتع (محمد بن الحارث 227): رزقتني رزقاً واسعاً
وتوسعتُ به (به هنا تعني بواسطته)؛ وهناك أيضاً توسع في (أخبار 122): وقال أد بالعقد عن نفسك وعن قومك وتوسع في الباقي أي تفسح فيها وأكثرها. واسم المصدر: توسعاً أي بذخاً (معجم الجغرافيا).
توسع على: أجزل العطاء عليه، بما هو يحتاجه (البيان 178:1).
توسع في: اظهر نفسه أقل تشدداً في nontrer peu exigeant surse ( المقدمة 16:405:2 و 17).
اتسع: اشغل فضاء كبيراً، ضد تضيّق (معجم البلاذري).
اتسع: كان في خفض العيش (معجم البلاذري ومعجم مسلم): اتسع في: كان لديه ما يكفي من المال للدفع (معجم الطرائف): فيتسع أمير المؤمنين في نفقة البناء أي إن اسم المصدر هنا يفيد الرخاء والسعة (ابن جبير 18:209 و 2:288).
اتسع: أثرى، ازداد، نما (معجم الطرائف، النويري مصر م مخطوط 19 B: 24) .
اتسعت أمواله؛ وفي (المقري 16:25:2): يا أبا بكر لتعلم أنّا اليوم في خمول وضيق لا يتسع لنا معها .. ) وينبغي أن تفهم من هذه الجملة أن هناك كلمة ضمنية هي الحال أو الأمر.
اتسع: حسّن، زيّن (اللغة) (بقطر).
اتسع ب وفي: امتلك بوفرة (معجم الجغرافيا) (معجم الطرائف): اتسعوا في الــزاد والعلوقة (ابن جبير 1:329): لأنهم متسعون في الملابس الفاخرة والمراكب الفارهة.
اتسع ل: كان كافياً ل (معجم الجغرافيا).
اتسع ل: كان ممكناً (هذا ما جاء عند - فريتاج - في 1 و2) (محمد بن الحارث 271): لا أعرف لذلك وجهاً من الوجوه يتسع لهم فيه القول ويقوم لهم به العذر إلا وجهاً واحداً.
استوسع الناس في غراسه: أكثروا من إنباته (المقري 14:305:1) استوسع في اتخاذهن (أي اتخذ كثيراً من النساء) (عباد 8:245:1).
وَسُِع: بالضمة والكسرة أيضاً سعة؛ من وسع: بُرحِب، بسَعة (بقطر).
وسع: مسافة الموضع وفق خط الاستواء بالدرجات ومجازاً الامتداد والسعة واصطلاحاً: فسحة Liberté d'action ( بقطر).
وسع: سعة، حَمل، نقلهُ ومقدارهُ (بقطر).
وسع: اتساع (بقطر).
وسع: مال رأس مال، ومجازاً: وفرة (بقطر).
وسع لغة: مقدار ما فيها من غنى وتنوع (بقطر).
استنفد وسعه: بذل ما في مستطاعه (النويري أسبانيا 452): وبذل كل من الطائفتين جهده واستنفد وسعه (عبد الواحد 3:110).
وسع: باحة المنزل (ألف ليلة 3:224:3): ثم نزل به في وسع بيت أمه. أما في نسخة (برسل) فالكلمة كانت: وسعة.
وُسْعة = اتساع (محيط المحيط).
وسع: سهولة commodite ( بقطر).
وسعة: سهل، أرض منبسطة Place إذا وردت الكلمة بالضم (بقطر، همبرت 170).
وسعة: ساحة، محل عام محاط بالأبنية (إذا وردت الكلمة بالفتحة) (بقطر وصف مصر 18: القسم الثاني 137).
وسعة: باحة منزل (ألف ليلة برسل 373:9). وقد وردت الكلمة في (ماكني): وسع.
سَِعَة هي سَعة: في (بقطر) في مادة ampleur.
أنت في سعة أن: أنت حرّ في، وعلى سبيل المثال، أن تتزوجي مَنْ شئت أي (مَنْ يتراءى
لك مناسباً) (دي ساس كرست 4:365، محمد بن الحارث 239): لم أجدني في سعة من قبول شهادتك (لم أجد نفسي حراً في قبول شهادتك). سعة حلمه: سماحه ورحمته (كليلة ودمنة 4:264) سعة علمه: حكمته البالغة (4:265).
سعة صدر: شهامة، مروءة magnanimité ( بقطر).
سعة لغة: كثرة كلمات لغة سعتهُا واتساعها وغناها richesse d'une Langue ( بقطر).
سعة: سهولة في اتخاذ الأساليب والتعّود عليها (بقطر).
له في الأدب باعٌ وساعٌ: أي ضليع وذو اطلاع كبير (عبّاد 7:63:2).
وسيع المال: غني (بقطر).
وكل ذلك واسع: (وكل ذلك مفوض لرأي كل واحد) (ابن جبير 14:179) (= ابن بطوطة 400:1).
واسع: غزير، يستطيع أن يرفد المزيد من المواضيع والمواد؛ وكذلك غنى وخصب الأفكار والآراء .. الخ؛ لغة واسعة أي غنية (بقطر).
واسع الصدر: شهم، كريم النفس magnanime ( بقطر).
يد واسعة: رخاء، خصب، وفرة abandance ( معجم الجغرافيا). وفيه تجد صيغة أفعل التفضيل: أطيب البلدان ما كان اليد فيه أوسع.
أوسع: أرحب، أطرافها أكثر بُعداً (دي ساسي كرست): أوسع أهل زمانه شراً، وأوسعهم خديعة ومكراً.
أوسع: أنظر واسع.
توسَّع: أنظر توسَّعَ.
موسَّع: براحة، على مهل (بوسويه، الحلل 47): للدخول إلى هذه المدينة ليس هناك سوى طريقتين؛ فطريق أوسع ما فيه أن يمشي الفارس عليه وحده موسعاً وأضيقه أن ينزل عن فرسه خوفاً من سقوطه (الكلمة التي وردت في المخطوطة كانت موشعاً وهذا خطأ ظاهر).
موسعة: قضيب بي حمالين، يحمل كل واحدٍ طرفاً على كتفه (المقري 18:626:2 و20).
اتساع: في (محيط المحيط): ( .. وعند الأطباء أن تتسع العصبة المجوفة مع سعة الحدقة وقيل فيه غير ذلك).
اتساع: في (محيط المحيط): (الاتساع في الظرف أن يقدّر معه في فينَصبَ نصب المفعول به أو يضاف إليه إضافة بمعنى اللام كما في مالك يوم الدين).
وسع
وسَعَ/ وسَعَ في يوسَع، وَسْعًا، فهو واسع، والمفعول موسوع
• وسَعَ اللهُ عليه رِزقَه/ وسَعَ اللهُ في رزقه: بَسَطه وكثّره وأغناه "وسَع اللهُ عليه العقلَ والعافيةَ". 

وسُعَ يوسُع، وَساعةً، فهو وَسيع
• وَسُعَ المكانُ: رَحُب، عكسه ضاق "وَسُع البيتُ/ عقلُه". 

وسِعَ/ وسِعَ على/ وسِعَ لـ يَسَع، سَعْ، سَعَةً وسِعَةً، فهو واسع، والمفعول مَوْسوع (للمتعدِّي)
• وسِعَ الشَّيءُ ونحوُه: وسُع، رحُب، عكسه ضاق "وَسِع المكانُ لكلِّ المتفرِّجين- لا تكاد الدُّنيا تَسعُه من الفرح".
• وسِعَت الحُجْرَةُ الزَّائرين/ وسِعَت الحُجْرَةُ للزَّائرين: احتوتهم بلا ضيق، اتسعت لهم "يَسَعُ الملعب الرِّياضيّ ثلاثين ألف مقعد- {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ} ".
• وسِعَت رحمةُ الله كلَّ شيءٍ/ وَسِعَت رحمةُ الله على كلّ شيءٍ/ وَسِعت رحمةُ الله لكل شيء: احتوت، أحاطت به ولم تَضِقْ عنه " {وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا} - {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} ".
• وسِعَهُ أن يفعل كذا: أمكنه "لا يَسَعُني إلاّ أن أنوِّه بمركزه العلميّ" ° لا يَسَعُني ذلك الأمر: ما أطيقه- ما أسع ذلك/ لا أسع ذلك: أي ما أطيقه.
• وَسِعَ المالُ الدَّينَ: كَثُر حتّى وَفَى بجميعه. 

أوسعَ/ أوسعَ في يُوسع، إيساعًا، فهو مُوسِع، والمفعول مُوسَع (للمتعدِّي)
• أوسع فلانٌ: كَثُر مالُه وصار ذا يُسرٍ وغنًى " {وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ} ".
• أوسع فلانٌ الشَّيءَ:
1 - صيَّره واسعًا "أوسعت الحكومةُ شوارعَ العاصمة".
2 - جعله يَسَعهُ "اللّهم أوسعنا رحمتَك: اجعلها تَسَعُنا- موسَع ضَرْبًا: مُشبَع" ° أوسع خُطاه: زاد من سُرعة سيره، عجّل، أسرع فيه- أوسعه شتمًا: انهال عليه بالكلام القبيح، أمطره وابلاً من الشَّتائم والسِّباب- أوسعه ضربًا: ضربه ضربًا كثيرًا مُبرِّحًا.
• أوسع اللهُ عليه رزقَه/ أوسع اللهُ في رزقه: وسَعه، أغناه، بَسَطَهُ وكثّرهُ. 

اتَّسعَ/ اتَّسعَ لـ يتَّسع، اتِّساعًا، فهو مُتَّسِع، والمفعول مُتَّسَع له
• اتَّسع الشَّيءُ: مُطاوع وسَّعَ/ وسَّعَ على/ وسَّعَ في/ وسَّعَ لـ: رَحُب وامتدّ وطال، ضدّ ضاق "اتَّسع الميدانُ: ازدادت مساحته- اتَّسع صدرُه للنّقاش والحوار" ° لم يجد متَّسعًا من الوقت: لم يجد الوقت الكافي- ما لي من ذلك متَّسع: مندوحة ومذهب.
• اتَّسع الشَّيءُ لكذا:
1 - وَسِع، كان واسعًا بما فيه الكفاية واللُّزوم "بكل ما تتَّسع له الكلمة من معنى".
2 - كان صالحًا لإقامة مؤقّتة أو للسّكن "مدرسة تتَّسع لخمسين تلميذًا- اتَّسعت القاعةُ لألف متفرِّج".
3 - استوعب حُمولةً "سفينة تتَّسع لألف برميل زيت". 

استوسعَ يستوسع، استيساعًا، فهو مُستوسِع، والمفعول

مُستوسَع (للمتعدِّي)
• استوسع الشَّيءُ: مُطاوع وسَّعَ/ وسَّعَ على/ وسَّعَ في/ وسَّعَ لـ: صار واسعًا.
• استوسع الرَّجلُ: اتَّسعت حاله.
• استوسع الشَّيءَ: وَجَده واسعًا، طلبه واسِعًا. 

توسَّعَ/ توسَّعَ في يتوسَّع، توسُّعًا، فهو مُتوسِّع، والمفعول مُتوسَّع فيه
• توسَّع الشَّيءُ: اتّسع وامتدّ، كان واسعًا "يحظر القانون الدَّوليّ توسّع بلد على حساب بلد آخر".
• توسَّع القومُ في المجلس: تفسَّحوا فيه.
• توسَّع الشَّخصُ في العطاء: أكثر منه "فلان يتوسَّع في التَّبرّع للفقراء والمحتاجين".
• توسَّعَ في البحث: تعمَّق، أسهب فيه وعرضه بصورة مفصَّلة "توسَّع الباحثُ في موضوعه- توسَّع في عمله". 

وسَّعَ/ وسَّعَ على/ وسَّعَ في/ وسَّعَ لـ يوسِّع، توسيعًا وتوسِعَةً، فهو مُوسِّع، والمفعول مُوسَّع (للمتعدِّي)
• وسَّع بين أشجار: باعد بينها.
• وسَّع الشَّيءَ:
1 - صيَّرهُ واسعًا، كبَّرهُ، خلاف ضيَّقه "وسَّع بيتَهُ- وسَّعت الحكومةُ الطَّريقَ: عرّضته" ° وسَّع دائرة معارفه: زادها وأنماها.
2 - أطاله، بَسَطه، مَدّه، أفاضه "وَسَّع حُدودًا/ أراضيه- وسَّع ثروته: زادها- بيان مُوَسَّع: مُفَصَّل" ° وسَّع صلاحيته: زاد في مداها، مَدَّ، بَسَط.
• وسَّع اللهُ عليه رزقَه/ وسَّع اللهُ عليه/ وسَّع اللهُ في رزقه/ وسَّع اللهُ له في رزقه: أوسع؛ أغناه، بسَطه وكثّره "اللهمَّ اغفر لي ذنبي ووسِّع لي في داري وبارك لي في رزْقي". 

اتّساع [مفرد]:
1 - مصدر اتَّسعَ/ اتَّسعَ لـ ° اتّساع الأمر لأكثر من وجه: احتماله عدَّة تأويلات.
2 - سَعَة "اتّساع إناء".
3 - انتشار، ازدهار ونموّ "أخذت التِّجارة في الاتساع".
4 - تضخُّم، تمدُّد، زيادة حجم ناتجة من مرض "اتّساع القلب/ المعدة". 

توسُّع [مفرد]: ج توسُّعات (لغير المصدر):
1 - مصدر توسَّعَ/ توسَّعَ في.
2 - اتِّساع، نموّ وازدهار "أخذت التجارة في التّوسُّع- توسُّع حربيّ/ معماريّ".
3 - نزعة إلى مَدّ النفوذ والسَّيطرة على مجالات أوسع "سياسة التوسُّع في الإنتاج- توسُّعات استعماريَّة".
4 - استعمال اللَّفظ للدَّلالة على أكثر مما وُضع له.
5 - (طب) انفتاح، امتداد جزء من الجسم كعضو أو قناة فوق حجمها السَّوِيّ "توسُّع القصبات الهوائيَّة". 

تُوسُّعيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى تَوَسُّع.
2 - ما يهدف إلى التوسُّع ومَدّ النفوذ والسّيطرة "سياسة توسُّعيَّة".
3 - ما يَشْمل دلالة أوسع مِمّا وضع له "معنى توسُّعيّ". 

توسُّعيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تَوَسُّع: "أعمال/ سياسة توسُّعيَّة".
2 - مصدر صناعيّ من تَوَسُّع: نزعة تهدف إلى مدّ النّفوذ والسّيطرة على مناطق أو مجالاتٍ أوسع وأرحب "التوسُّعيَّة الإسرائيليَّة/ الشّيوعيَّة- توسُّعيَّة استيطانيَّة". 

تَوْسِعَة [مفرد]: ج تَوْسِعات (لغير المصدر):
1 - مصدر وسَّعَ/ وسَّعَ على/ وسَّعَ في/ وسَّعَ لـ.
2 - جعل الشَّيء واسعًا فسيحًا "قام بتوسِعَة المكان".
3 - مُهْلة "منَحه توسِعة لأداء دَيْنه".
4 - عكس تقتير. 

توسيع [مفرد]:
1 - مصدر وسَّعَ/ وسَّعَ على/ وسَّعَ في/ وسَّعَ لـ.
2 - (طب) عمليّة كحت الرَّحِم. 

سَعَة/ سِعَة [مفرد]:
1 - مصدر وسِعَ/ وسِعَ على/ وسِعَ لـ.
2 - غِنًى ورفاهية "هو في سَعَة من العيش- {وَلَمْ يُؤْتَ سِعَةً مِنَ الْمَالِ} [ق]- {وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ}: كثرة ووفرة".
3 - طاقة وقُدْرة وقوة "ذاكر على قدر سَعَته- سعة الموجة في الإذاعة- سعة الذبذبة" ° سَعَة الصَّدر: التّسامح والحِلْم- على الرَّحْب والسَّعَة: أهلاً وسهلاً، بكلِّ التِّرحاب والارتياح.
4 - كمِّيَّة يستوعبها وعاء "سِعة الإناء".
5 - حُمُولة، حجم "سِعة المركب/ السَّفينة".
• السَّعة الكهربائيَّة: (فز) معدَّل الشُّحنات الكهربائيَّة إلى الشُّحنات الكامنة في موصِّل معزول.
• سَعَة أسطوانة: سعة تكعيبيّة لأسطوانات محرِّك انفجاريّ. 

مُتَّسَع [مفرد]:
1 - اسم مفعول من اتَّسعَ/ اتَّسعَ لـ.
2 - فسحة، فضاء واسع "أمام داره مُتَّسع من الأرض".
3 - مكان "ليس لديه متّسع من الوقت" ° ما لي عن ذلك مُتَّسع: مصرف. 

مَوْسوعة [مفرد]: دائرة معارف؛ كتاب يجمع معلومات في كلّ ميادين المعرفة والفنون، أو فى ميدان منها، تُعرض المواد فيه مرتَّبة ترتيبًا هجائيًّا أو بحسب الموضوعات "المَوْسوعة الإسلاميَّة/ الفلسطينيّة/ الطِّبِّيَّة". 

مَوْسوعيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى مَوْسوعة: "معلومات موسوعيَّة".
2 - عالم جليل ذو معارف واسعة "الجاحظ مؤلِّف موسوعيّ- عقله موسوعيّ". 

واسع [مفرد]: اسم فاعل من وسِعَ/ وسِعَ على/ وسِعَ لـ ووسَعَ/ وسَعَ في ° تدخُّل واسع النِّطاق: كبير- واسع الأرجاء: فسيح- واسع الأفق: رحب الأفق، كثير الاطلاع والمعرفة، متحرر، منفتح الذهن- واسع الباع: كريم، سَخيّ، جواد- واسع الحيلة: خبيث، بارع في الخروج من المآزق، ماهر في تدبُّر أموره- واسع الذِّراع: مقتدر- واسع الصَّدر: صبور، جلود- واسع الضَّمير: غير شريف، يحلِّل ضميريًّا ما لا ينبغي تحليله، ليس عنده حرص وجدانيّ- واسع الكفّ: كريم- واسع المعرفة: له معرفة نظاميّة واسعة- واسع النِّطاق/ على نطاق واسع: منتشر.
• الواسع: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي وسِع وجودُه جميعَ الأوقات، ووسِع علمُه جميعَ المعلومات، ووسِعت قدرتُه جميعَ المقدورات، ووسِع سمعُه جميعَ المسموعات، ووسع رزقُه جميعَ خلقه " {وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} ". 

وَساعة [مفرد]: مصدر وسُعَ. 

وَسْع [مفرد]: مصدر وسَعَ/ وسَعَ في. 

وُسْع/ وِسْع [مفرد]:
1 - طاقة، قُدْرة، قوَّة "في وسْعِه أن يساعد صديقَه- {لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إلاَّ وِسْعَهَا} [ق]- {لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إلاَّ وُسْعَهَا} " ° بذَل ما في وُسْعَه: ما في طاقته وقدرته- لا يدَّخر وُسْعًا: يفعل أقصى ما يقدر عليه.
2 - (فز) كمِّيَّة كهربائيَّة لازمة لرفع جُهْد موصِّل أو مكثِّف كهربيّ بمقدار الوَحْدَة.
• الوُسْع الحيويّ: (طب) حجم الهواء الممكن زَفْره بعد شهيق كامل. 

وَسيع [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من وسُعَ.
• الوسيع من السَّير: المتّسِع. 
و س ع

وسع المكان وغيره سعةً واتسع وتوسع واستوسع. قال النابغة:

تسع البلاد إذا أتيتك زائراً ... وإذا هجرتك ضاق عنّي مقعدي

ولي في هذا المكان متّسع. وأوسعت الموضع: وجدته واسعاً. يقال: " أوسعت فابنِ ". وفرس وساعٌ ووسيعٌ: واسع الخطو، وقد وسع وساعة. ووسع الرجل المكان، ووسعه المكان.

ومن المجاز: إنه ليسعني ما يسعك، ولا يسعني شيء ويضيق عنك، ولا يسعك أن تفعل كذا. ووسّع الله عليه العيش وأوسعه. وأوسع الرجل واستوسع: اتسعت حاله. وهو في عيش واسع " والله واسع "، ووسعت رحمته كل شيء، ولا تكلف نفسٌ إلا ما تسع. قال الأخطل:

ولا تكلّف نفسٌ فوق ما تسع

ووسع القوم عطاء فلان.

وسع

1 وَسِعَ الإِنَآءُ المَتَاعَ [The vessel was sufficient in its capacity or dimensions, or sufficiently capacious, or large, for the goods]; and المَكَانُ القَوْمَ [the place for the company of men]. (Msb.) لَا يَسَعُكَ ان تَفْعَلَ كَذَا It is not in thy power, or proper for thee, (MA,) or allowable for thee, (Mgh, Msb,) to do such a thing. (MA, Mgh, Msb.) b2: وَسَعَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ, aor. ـْ and ↓ أَوْسَعَهُ, and ↓ وَسَّعَهُ; He (God) made his means of subsistence ample and abundant. (Msb.) 2 وَسَّعَ He made wide, broad, spacious, roomy, or ample. b2: وَسَّعَ لَهُ فِى المَجْلِسِ He made room, or ample space, for him in the sitting-place. (S, art. فسح.) b3: [And so] فِى المَجْلِسِ ↓ تَوَاسَّعُوا They made room, or ample space, [one for another,] in the sitting-place. (S, art. فسح.) b4: وَسَّعَ عَلَيْهِ, for وَسَّعَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ, He (God) amplified, enlarged, or made ample or plentiful, his means of subsistence; contr. of ضَيَّقَ. b5: See 1, and 4.4 أَوْسَعَهُ الشَّىْءَ [He made, or rendered, the thing ample, or free from straitness, to him;] he made the thing sufficient for him; syn. جَعَلَهُ يَسَعُهُ: (TA:) [he gave him sufficiently of the thing; or largely thereof.] b2: اَللّٰهُمَّ أَوْسِعْنَا رَحْمَتَكَ O God, make thy mercy sufficient for us; syn. اِجْعَلْهَا تَسَعُنَا. (TA.) b3: أَوْسَعَهُ أَمْرَهُ [He made, or rendered, his state, or case, or affair, ample, or free from straitness, to him]. (S, art. فرش.) See فَرَشَهُ. b4: أَوْسَعُوا لِلرَّجُلِ They made room, or ample space, for the man, in a place of standing or of sitting. (Msb, voce فَرَجَ.) b5: أَوْسَعَ عَلَيْهِ, (S, K.) and ↓ وَسَّعَ, (K,) He (God) enriched him; or rendered him free from want. (S, K.) b6: See 1.5 تَوَسَّعَ [He became, or made himself, ample, or abundant, in his circumstances; or in his means of subsistence; for توسّع فِى عَيْشِهِ;] i. q. تَرَفَّغَ. (S, in art. رفغ.) b2: تَوَسَّعَ He took a wide, an ample, or a large, range, فِى أَمْرٍ, in an affair. b3: تَوَسَّعَ فِى السَّخَآءِ (assumed tropical:) [He took a wide, or an ample range, or was profuse, in bounty, or munificence]. (S, K, in art. خرق.) b4: It expanded itself, spread out, dilated, widened. b5: He expatiated. One says, توسّع فِى الدَّارِ, and لَهُ سَاحَةٌ يتوسّع فِيهَا. (TA, voce تركّح.) b6: He strode, in walking. b7: تَوَسَّعُوا فِيهِ حَتَّى أَطْلَقُوهُ عَلَى كَذَا They extended its (a word's) signification, or amplified in respect of it, or rather, took an extended range in using it, so that they applied it to such a thing. (The lexicons, &c., passim.) b8: تَوَسَّعَ: see تَبَقَّرَ.8 اِتَّسَعَ It (a man's state, or condition, &c.) became free from straitness, or unstraitened. b2: اِتَّسَعَ عَيْشُهُ [His means, or circumstances, of life became ample, or plentiful]. (Msb, art. نعم.) b3: اِتَّسَعَ It widened, became wide, dilated, or expanded. b4: اِتَّسَعَ بَطْنُهُ His belly became wide, or distended. b5: اِتَّسَعَ لِأَمْرٍ He was capable of doing a thing. An instance occurs in the TA, voce أَوْهَبَ. b6: اِتِّسَاعُ البِئْرِ i. q.

جِرَابُهَا [The interior of the well]. (K, art. جرب.) See also 5, in art. عقد. b7: اِتَّسَعَ الخَرْقُ عَلَى الرَّاقِعِ The hole was wide to the pitcher: see خَرْقٌ. b8: اِتِّسَاعٌ Extension of the signification of a word or phrase: an amplification. (The lexicons, &c., passim.) سَعَةٌ Width; breadth; extent, or space, from side to side. See سَدِيلٌ. b2: سَعَةٌ العَيْشِ Ampleness of the means, or circumstances, of life; an unstraitened, or a plentiful, state of life. b3: سَعَةٌ [Ample scope for action, &c.: and a state in which is ample scope for action, &c.: see نَفَسٌ, and مِعْرَاضٌ:] richness, or wealthiness, or competence: and capacity, or power, or ability: (S, K:) and plentifulness and [consequently] easiness of life. (TA.) b4: سَعَةُ الصَّدْرِ i. q.

سَعَةُ الخُلُقِ. (Har, p. 194.) b5: لَكَ عَنْهُ سَعَةٌ: see رُدْحَةٌ. b6: يَجُوزُ فِى السَّعَةِ It is allowable absolutely, in other cases than those of poetical necessity. (IbrD.) وَسَاعٌ A horse wide in step: (S, K:) or i. q. جَوَادٌ. (K.) وَسِيعٌ

, pl. وِسَاعٌ: see أَرِيضء in art. أرض.

عَيْشٌ وَاسِعٌ A life ample in its means or circumstances; unstraitened, or plentiful. b2: وَاسِعٌ Having power, or ability: (Bd, iv. 129:) or rather, having ample power or ability; powerful. See Ham, p. 609. b3: نَفْسٌ وَاسِعٌ: see رَابِطٌ. b4: خُلُقٌ وَاسِعٌ (assumed tropical:) A large, or liberal, disposition: see بَارِجٌ. b5: وَاسِعُ الخُلُقِ (tropical:) Large, or liberal, in disposition. b6: وَاسِعُ الصَّدْرِ: see مَجَمٌّ. b7: وَاسِعُ الجَرْىِ (S voce سَهْبٌ, applied to a horse,) Widestepping [in running]. (So expl. in the PS.) أَوْسَعُ Wider, or widest: see 3 in art. خلط.

مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ Amply, or abundantly, provided with the means of subsistence.

مُتَّسَعٌ Width; extent; ampleness of space, and of quantity: properly a place of width, or spaciousness. See نُفْسَةٌ and مَبْسَطٌ.

وسع: في أَسْمائِه سبحانه وتعالى الواسِعُ: هو الذي وَسِعَ رِزْقُه جميعَ

خَلْقِه ووَسِعتْ رحمتُه كل شيء وغِناه كل فَقْرٍ. وقال ابن الأَنباري:

الواسع من أَسماءِ الله الكثيرُ العطاءِ الذي يَسَعُ لما يُسْأَلُ، قال:

وهذا قول أَبي عبيدة. ويقال: الواسِعُ المُحِيطُ بكل شيء من قوله وَسِعَ كل

شيءٍ عِلْماً؛ وقال:

أُعْطِيهِمُ الجَهْدَ مِني بَلْهَ ما أَسَعُ

معناه فَدَعْ ما أُحِيطُ به وأَقْدِر عليه، المعنى أُعطيهم ما لا أَجده

إِلاَّ بالجَهْدِ فَدَعْ ما أُحيطُ به. وقال أَبو إِسحق في قوله تعالى:

فأَينما تُوَلُّوا فَثَمَّ وجهُ الله إِنّ الله واسِع عليم؛ يقول: أَينما

تولوا فاقصدوا وجه الله تَيَمُّمكم القِبْلة، إِن الله واسع عليم، يدل على

أَنه تَوْسِعةٌ على الناسِ في شيء رَخَّصَ لهم؛ قال الأَزهري: أَراد

التحري عند إِشْكالِ القبلة.

والسعة: نقبض الضِّيق، وقد وَسِعَه يَسَعُه ويَسِعُه سَعةً، وهي قليلة،

أَعني فَعِيلَ يَفْعِلُ وإِنما فتحها حرف الحلق، ولو كانت يَفْعَلُ ثبتت

الواو وصحت إِلاَّ بحسَب ياجَلُ. ووسُع، بالضم، وساعةً، فهو وَسِيعٌ.

وشيءٌ وَسِيعٌ وأَسِيعٌ: واسِعٌ. وقوله تعالى: للذين أَحسنوا في هذه الدنيا

حسَنةٌ وأَرْضُ اللهِ واسعةٌ؛ قال الزجاج: إِنما ذُكِرَتْ سَعةُ الأَرضِ

ههنا لمن كان مع من يعبد الأَصنام فأَمِرَ بالهجرة عن البلَد الذي يُكره

فيه على عِبادَتِها كما قال تعالى: أَلم تكن أَرضُ اللهِ واسِعةً

فتُهاجِرُوا فيها؛ وقد جرى ذِكْرُ الأَوْثانِ في قوله: وجعل لله أَنداداً ليُضِلَّ

عن سبيلِه. واتَّسَعَ: كَوَسِعَ. وسمع الكسائي: الطريق ياتَسِعُ،

أَرادوا يَوْتَسِعُ فأَبدلوا الواو أَلفاً طلباً للخفة كما قالوا ياجَلُ ونحوه،

ويَتَّسِعُ أَكثرُ وأَقْيَسُ. واسْتَوْسَعَ الشيءَ: وجده واسِعاً وطلبَه

واسِعاً، وأَوْسَعَه ووَسَّعَه: صيَّره واسعاً. وقوله تعالى: والسماءَ

بنيناها بأَيد وإِنا لَمُوسِعُون؛ أَراد جعلنا بينها وبين الأَرض سَعةً،

جعل أَوْسَعَ بمعنى وَسَّعَ، وقيل: أَوْسَعَ الرجلُ صار ذا سَعةٍ وغِنًى،

وقوله: وإنا لموسعون أَي أَغنِياءُ قادِرون. ويقال: أَوْسَعَ الله عليك

أَي أَغناكَ. ورجل مُوسِعٌ: وهو المَلِيءُ. وتَوَسَّعُوا في المجلس أَي

تَفَسَّحُوا. والسَّعةُ: الغِنى والرفاهِيةُ، على المثل. ووَسِعَ ع عليه

يَسَعُ سَعةً ووَسَّعَ، كلاهما: رَفَّهَه وأَغناه. وفي النوادر: اللهم سَعْ

عليه أَي وسِّعْ عليه. ورجل مُوَسَّعٌ عليه الدنيا: مُتَّسعُ له فيها.

وأَوْسَعَه الشيءَ: جعله يَسَعُه؛ قال امرؤ القيس:

فَتُوسِعُ أَهْلَها أَقِطاً وسَمْناً،

وحَسْبُك من غِنًى شِبَعٌ ورِيُّ

وقال ثعلب: قيل لامرأَة أَيُّ النساءِ أَبْغَضُ إِليْكِ؟ فقالت: التي

تأْكل لَمّاً،وتُوسِعُ الحيَّ ذمّاً. وفي الدعاء: اللهم أَوْسِعْنا

رَحْمَتَكَ أَي اجعلها تَسَعُنا. ويقال: ما أَسَعُ ذلك أَي ما أُطِيقُه، ولا

يَسَعُني هذا الأَمر مثله. ويقال: هل تَسَعُ ذلك أَي هل تُطِيقُه؟ والوُسْعُ

والوُسْعُ والسَّعةُ: الجِدةُ والطاقةُ، وقيل: هو قَدْرُ جِدةِ الرجل

وقَدْرُه ذاتُ اليد. وفي الحديث: إِنكم لن تَسَعُوا الناسَ بأَموالكم

فَسَعُوهم بأَخْلاقِكم، أَي لا تَتَّسِعُ أَمْوالُكم لعَطائِهم فوَسِّعُوا

أَخْلاقَكم لِصُحْبتهم. وفي حديث آخر قاله، صلى الله عليه وسلم: إِنكم لا

تَسَعُونَ الناسَ بأَموالِكم فلْيَسَعْهم منكم بَسْطُ الوجه. وقد أَوْسَعَ

الرجلُ: كثُرَ مالُه. وفي التنزيل: على المُوسِعِ قَدَرُه وعلى المُقْتِرِ

قَدَرُه. وقال تعالى: ليُنفِقْ ذُو سَعةٍ من سَعَتِه؛ أَي على قدر سعته،

والهاء عوض من الواو. ويقال: إِنه لفي سَعةٍ من عَيْشِه. والسَّعةُ:

أَصلها وُسْعة فحذفت الواو ونقصت. ويقال: لِيَسَعْكَ بيتُك، معناه القَرارُ.

ويقال: هذا الكَيْلُ يَسَعُ ثلاثةَ أَمْناء، وهذا الوِعاءُ يَسَعُ عشرين

كيْلاً، وهذا الوعاء يسعه عشرون كيلاً، على مثال قولك: أَنا أَسعُ هذا

الأَمْرَ، وهذا الأَمْرُ يَسَعُني، والأَصل في هذا أَن تدخل في وعلى ولام

لأَنَّ قولك هذا الوعاء يَسَعُ عشرين كيلاً أَي يتسع لذلك، ومثله: هذا

الخُفُّ يَسَعُ رجلي أَي يَسَعُ لرجلي أَي يَتَّسِعُ لها وعليها. وتقول: هذا

الوِعاءُ يَسَعُه عشرون كيلاً، معناه يسع فيه عشرون كيلاً أَي يَتَّسِعُ

فيه عشرون كيلاً، والأَصل في هذه المسأَلة أَن يكون بِصفة، غير أَنهم

يَنْزِعُون الصفات من أَشياءَ كثيرة حتى يتصل الفعل إِلى ما يليه ويُفْضِيَ

إِليه كأَنه مَفْعول به، كقولك: كِلْتُكَ واسْتَجَبْتك ومَكَّنْتُكَ أَي

كِلْتُ لك واستجبت لك ومكنت لك. ويقال: وسِعَتْ رحْمتُهُ كلَّ شيء ولكلِّ شيء

وعلى كلِّ شيء؛ قال الله عز وجل: وَسِعَ كُرْسِيُّه السمواتِ والأَرضَ،

أَي اتَّسَعَ لها. ووَسِعَ الشيءَ الشيءَ: لم يَضِقْ عنه. ويقال: لا

يَسَعُني شيء ويَضِيقَ عنك أَي وأَن يَضِيقَ عنك؛ يقول: متى وَسِعَني شيءٌ

وَسِعَكَ. ويقال: إِنه لَيَسَعُني ما وَسِعَك. والتوْسِيعُ: خلاف

التضْيِيقِ. ووسَّعْتُ البيتَ وغيره فاتَّسَعَ واسْتَوْسَعَ.

ووَسُعَ الفرسُ، بالضم، سَعةً ووَساعةً، وهو وَساعٌ: اتَّسَعَ في السير.

وفرس وَساعٌ إِذا كان جَواداً ذا سَعةٍ في خَطْوِه وذَرْعِه. وناقةٌ

وَساعٌ: واسِعةُ الخَلْق؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

عَيْشُها العِلْهِزُ المُطَحَّنُ بالقَتْـ

ـتِ، وإِيضاعُها القَعُودَ الوَساعا

القَعُودُ من الإِبل: ما اقْتُعِد فَرُكِبَ. وفي حديث جابر: فضرب رسولُ

الله، صلى الله عليه وسلم، عَجُزَ جَملي وكان فيه قِطافٌ فانطلق أَوْسَعَ

جملٍ رَكِبْتُه قَطُّ أَي أَعْجَلَ جمَلٍ سَيْراً. يقال: جمل وَساعٌ،

بالفتح، أَي واسع الخَطْو سَرِيعُ السيْر. وفي حديث هشام يصف ناقة: إِنها

لمِيساعٌ أَي واسعة الخَطْو، وهو مِفْعالٌ، بالكسر، منه. وسَيْرٌ وَسِيعٌ

ووَساعٌ: مُتَّسِعٌ. واتَّسَعَ النهارُ وغيره: امْتَدَّ وطالَ. والوَساعُ:

الندْبُ لِسَعةِ خلقه.

وما لي عن ذاك مُتَّسَعٌ أَي مَصْرِفٌ.

وسَعْ: زجْرٌ للإِبل كأَنهم قالوا: سَعْ يا جملُ في معنى اتَّسِعْ في

خَطْوكَ ومشيك.

واليَسَعُ: اسم نبيّ هذا إِن كان عربيّاً، قال الجوهري: يَسَعُ اسم من

أَسماءِ العجم وقد أُدخل عليه الأَلف واللام، وهما لا يدخلان على نظائره

نحو يَعْمَرَ ويَزيدَ ويَشْكُرَ إِلاَّ في ضرورة الشعر؛ وأَنشد الفرَّاءُ

لجرير:

وجَدْنا الوَلِيدَ بنَ اليَزِيدِ مُبارَكاً،

شدِيداً بأَعْباءِ الخِلافةِ كاهِلُهْ

وقرئَ: والْيَسَع واللَّيْسَع أَيضاً، بلامين. قال الأَزهري: ووَسِيعٌ

ماءٌ لبني سعْدٍ؛ وقال غيره: وَسِيعٌ ودُحْرُضٌ ماءَانِ بين سَعْدٍ وبني

قُشَيْرٍ، وهما الدُّحْرُضانِ اللذان في شعر عَنْتَرةَ إِذ يقول:

شَرِبَتْ بماءِ الدُّحْرُضَيْنِ فأَصْبَحَتْ

زَوْراءَ، تَنْفِرُ عن حِياضِ الدَّيْلَمِ

وسع
السَّعَةُ تقال في الأمكنة، وفي الحال، وفي الفعل كالقدرة والجود ونحو ذلك. ففي المكان نحو قوله: إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ
[العنكبوت/ 56] ، أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةً [النساء/ 97] ، وَأَرْضُ اللَّهِ واسِعَةٌ [الزمر/ 10] وفي الحال قوله تعالى: لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ
[الطلاق/ 7] وقوله: وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ
[البقرة/ 236] والوُسْعُ من القدرة: ما يفضل عن قدر المكلّف. قال تعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها
[البقرة/ 286] تنبيها أنه يكلّف عبده دوين ما ينوء به قدرته، وقيل: معناه يكلّفه ما يثمر له السَّعَة. أي: جنّة عرضها السّموات والأرض كما قال: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [البقرة/ 185] وقوله: وَسِعَ رَبُّنا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً
[الأعراف/ 89] فوصف له نحو: أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً [الطلاق/ 12] وقوله: وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ
[البقرة/ 268] ، وَكانَ اللَّهُ واسِعاً حَكِيماً
[النساء/ 130] فعبارة عن سَعَةِ قدرته وعلمه ورحمته وإفضاله كقوله: وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً
[الأنعام/ 80] وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ
[الأعراف/ 156] ، وقوله: وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ
[الذاريات/ 47] فإشارة إلى نحو قوله: الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى [طه/ 50] ووَسِعَ الشّيءُ: اتَّسَعَ. والوُسْعُ:
الجدةُ والطّاقةُ، ويقال: ينفق على قدر وُسْعِهِ.
وأَوْسَعَ فلانٌ: إذا كان له الغنى، وصار ذا سَعَةٍ، وفرس وَسَاعُ الخطوِ: شديد العدو.

شيع

شيع: {شيعا}: فرقا. {من شيعته}: أعوانه مأخوذ من الشياع وهو الحطب الصغار الذي تشتعل به النار.
(شيع) شاع وَفُلَان كَانَ شيعَة لغيرة وَانْتَحَلَ مَذْهَب الشِّيعَة والزامر نفخ فِي مزماره وردد صَوته وَفُلَانًا نَفسه على كَذَا سايرته ورغبته وَالنَّار فِي الْحَطب نشرها فِيهِ وقواها وَالْغَضَب فلَانا استخفه وضرمه وَفُلَانًا خرج مَعَه ليودعه ويبلغه منزله وَيُقَال شيع الْجِنَازَة
(ش ي ع) : (الْمُشَيَّعَةُ) الشَّاةُ الَّتِي لَا تَتْبَعُ الْغَنَمَ لِضَعْفِهَا وَعَجَفِهَا بَلْ تَحْتَاجُ إلَى مُشَيِّعٍ وَسَائِقٍ مِنْ شَيَّعَ الرَّاعِي إبِلَهُ إذَا صَاحَ فِيهَا فَتَنْسَاقُ وَيُشَايِعُ بَعْضُهَا بَعْضًا وَفِي الْفَائِقِ بِكَسْرِ الْيَاءِ وَهِيَ الَّتِي لَا تَزَالُ تَتْبَعُ الْغَنَمَ وَلَا تَلْحَقُهَا لِهُزَالِهَا مِنْ شَيَّعَ الضَّيْفَ إذَا تَبِعَهُ.
شيع
الشِّيَاعُ: الانتشار والتّقوية. يقال: شاع الخبر، أي: كثر وقوي، وشَاعَ القوم: انتشروا وكثروا، وشَيَّعْتُ النّار بالحطب: قوّيتها، والشِّيعَةُ: من يتقوّى بهم الإنسان وينتشرون عنه، ومنه قيل للشّجاع: مَشِيعٌ، يقال: شِيعَةٌ وشِيَعٌ وأَشْيَاعٌ، قال تعالى: وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ
[الصافات/ 83] ، هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ [القصص/ 15] ، وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً [القصص/ 4] ، فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ [الحجر/ 10] ، وقال تعالى: وَلَقَدْ أَهْلَكْنا أَشْياعَكُمْ [القمر/ 51] .
ش ي ع: (شَاعَ) الْخَبَرُ يَشِيعُ (شَيْعُوعَةً) ذَاعَ. وَسَهْمٌ (مُشَاعٌ) وَ (شَائِعٌ) أَيْ غَيْرُ مَقْسُومٍ. وَ (أَشَاعَ) الْخَبَرَ أَذَاعَهُ. وَ (شَيَّعَهُ) عِنْدَ رَحِيلِهِ (تَشْيِيعًا) . وَ (شِيعَةُ) الرَّجُلُ أَتْبَاعُهُ وَأَنْصَارُهُ. وَ (تَشَيَّعَ) الرَّجُلُ ادَّعَى دَعْوَى الشِّيعَةِ. وَكُلُّ قَوْمٍ أَمْرُهُمْ وَاحِدٌ يَتْبَعُ بَعْضُهُمْ رَأْيَ بَعْضٍ فَهُمْ (شِيَعٌ) . وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ} [سبأ: 54] أَيْ بِأَمْثَالِهِمْ مِنَ الشِّيَعِ الْمَاضِيَةِ. 
شيع: شيَّع (بالتشديد). شيَّع جنازة: سار خلف نعش الميت إلى موضع دفنه (ابن بطوطة 2: 43 فريتاج، طرائف ص62).
شَيَّع: ارسل واتبع (لين تاج العروس، فوك، الكالا، بركهارت أمثال رقم 194).
شايع: تابع. صاحب مودعاً، رافق (بوشر).
تشيَّع: صار من شيعة فلان أي من حزبه (عباد 1: 301). وتشيع على فلان ففي المقري (2: 114): تشيَّع على الشافعي.
تشيَّع: مطاوع شيَّع بمعنى أرسل (فوك).
شيعَة: قائد (فوك).
شيّاع: شيوع (هلو).
شُوَيْعيّ: يطلق احتقاراً بمعنى الأمير الشيعي البائس. ففي رياض النفوس (ص101 ق) يقول الحكم الثاني: ليس اشتهى من دولة الشويعي إلا أربعة.
شائع: مشترك، غير منقسم (بوشر).
شائع: عند البربر شائع العاشور هو شهر صفر، وشائع المولود شهر ربيع الثاني (دومب ص57، رولاند، بوشر).
إشاعة: شيوع، على الإشاعة: علمه الشيوع (بوسييه) وفي العقود الغرناطية: في الإشاعة.
تَشْييعَة: رسول. موفد (الكالا) مُشاع. في المشَاع: مشترك مبهم لم يحدد (فوك).
جزءاً مشاعاً: جزء مشتركاً لم يقسم (فاندنبرج ص39).

شيع


شَاعَ (ي)(n. ac. شَيْع
مَشْيَع
شُيُوْع
شَيَعَاْن)
a. Became public, was published, divulged; was reported
rumoured.
b.(n. ac. شِيَاْع), Followed; accompanied, escorted.
c.(n. ac. شَيْع) [Bi], Made public; published, divulged.
d. ['An], Was reported, rumoured of.
e. Filled.

شَيَّعَa. Accompanied, escorted; saw off.
b. Cheered on, encouraged.
c. [acc. & Bi], Burned up, consumed by (fire).
d. [Bi], Called to ( the camels ).
شَاْيَعَa. see II (a)b. Was a follower, disciple, adherent, partizan
of.
c. see II (d)
. IV [acc.
or
Bi]
see I (c)b. see II (d)
تَشَيَّعَa. Held the tenets of the Shiites.

تَشَاْيَعَإِشْتَيَعَa. Formed a sect, party; separated themselves.

شَيْعa. Quantity, amount.
b. Space.
c. Follower, companion; partizan, adherent.

شَاعa. see 21
شَاعَة []
a. News; report, rumour.

شِيْعَة [] (pl.
شِيَع [ 7 ]
أَشْيَاع [] )
a. Party, sect.
b. The Shiites or partizans of 'Ali.

مَشَاع []
a. Published, divulged.
b. Public; common.
شَائِع [] (pl.
شَاعَة [] )
a. Public; notorious; renowned. celebrated
famous.
b. see 17 (b)
شِيَاعa. Shepherd's pipe. reed-pipe; piping.
b. Firewood.

شَيِّع [] (pl.
شُيَعَآء [] )
a. Partner; sharer.

مِشْيَاع []
a. Babbler, tattler.

مُشَيَّع [ N. P.
a. II], Courageous, daring.

مُشَاع [ N. P.
a. IV]
see 17 (a)
شَاعَكُم السَّلَام
أَشَاعَكُم اللّٰهُ
السَّلَام
a. May peace, safety, accompany you ! Peace be with you
!

شَاعَكُم اللّٰهُ
بِالسَّلَام
أَشَاعَكُم اللّٰهُ
بِالسَّلَام
a. see supra.
ش ي ع

شيعته يوم رحيله. وشايعتك على كذا: تابعتك عليه. وتشايعوا على الأمر، وهم شيعته وشيعه وأشياعه. وهذا الغلام شيع أخيه: ولد بعده. وآتيك غداً أو شيعه. قال:

قال الخليط غداً تصدعنا ... أو شيعه أفلا تشيعنا

وأقمت عنده شهراً أو شيع شهر. وكان معه مائة رجل أو شيع ذلك. ونزلوا موضع كذا أو شيعه. وشاع الحديث والسر، وأشاعه صاحبه. ورجل مشياع مذياع. وقطرت قطرة من اللبن في الماء فتشيع فيه: تفرق. وأشاعت الناقة بولها وأشاعت به. وجاءت الخيل شوائع: متفرقة. وتشايعت الإبل. وله سهم في الدار شائع ومشاع. وشيع بالإبل وشايع بها: صاح بها، ومنه قيل لمنفاخ الراعي: الشياع. وشايع بهم الدليل فأبصروا الهدى: نادى بهم.

ومن المجاز: شيعنا شهر رمضان بصوم الستة. وشيعت النار بالحطب. وأعطني شياعاً كما تقول: شباباً: لما تشيع به وتشب. وشيع هذا بهذا: قوّه به. قال الراعي:

إليك يقطع أجواز الفلاة بنا ... نص تشيعه الصهب المراسيل

ورجل مشيع القلب: للشجاع، وقد شيع قلبه بما يركب كل هول. وشاع في رأسه الشيب. وشاعكم الله تعالى بالسلام، وشاعكم السلام. قال:

ألا يا نخلة في ذات عرق ... برود الظل شاعكم السلام

وقال لبيد:

فشاعهم حمد وزانت قبورهم ... أسرة ريحان بقاع منور

وقد شيعه الغضب: استخفه وضرمه كما تشيع النار. ورجل مشيع: عجول.
شيع
حَيّاكُمُ اللَّهُ وأشَاعَكُمُ السَّلاَمَ - وشَاعَكُمُ السَّلاَمُ: لُغَةٌ - شَيْعاً: أي ألْبَسَكُم السَّلاَمَةَ - ومَلأَّكُم. ويُقال: شَاعَكُم بالسَّلام أيضاً. وشَاعَكَ صَبْرٌ شَيَاعَةً وشَيَاعاً: صَحِبَكَ، ومنه: هي شَاعَتُه: أي امْرَأْتُه، والأصْلُ شائعَتُه. والشَّيَاعُ: الوَدَاعُ. وشَيَّعْتُه: خَرَجْتَ معه للتَّوْديع. وشَاعَ الخَبَرُ شَيْعُوْعَةً: ظَهَرَ وانْتَشَرَ، وأشَعْتُه أنا، وشِعْتُ به؛ وهو مِشْيَاعٌ: أي مِذْيَاعٌ.
والمُشَايعُ: اللاّحِقُ. والمُتابعُ. والشِّيْعَةُ: الأصْحَاب. وشَايَعَ بالإبِل: أهَابَ بها، ومنه قيل للدَّليل: المُشَايِعُ، لأنه يُنادي للطَّريق إِذا هَدَى.
وهذا الغُلاَمُ شَيْعُ هذا: أي وُلِدَ بَعْدَه. وآتِيْكَ غَداً أو شَيْعَه: أي اليَوْمَ الذي بَعْدَه، والجَميعُ أشْياعٌ: ونَزَلَ مَوْضِعَ كذا أو شَيْعَه: أي ناحِيتَه. وأقَمْتُ شَهْراً أو شَيْعَه: أي مِقْدَاره. والشَّيْعُ: من أوْلادِ الأسَد. فأمّا قَوْلُ الهُذْليِّ: فَكُلَّكُمُ مِن ذلك الماءِ شَايعُ.
أراد: آخِذٌ ما يَكْفيه. وأعْطِني شِيَاعاً للنار - وفَتْحُ الشِّيْن فيه لُغَةٌ -: أي ما تُشَيَّعُ به: أي تُوْقَدُ. وشَيَّعَه بالنار: أحْرَقَه. والمُشَيَّعُ: العَجُوْلُ. والشُّجَاعُ. وشِيْعَةُ البَقَرِ: نَبَاتٌ تَأْلَفُه النَّحْلُ. وانْشَاعَتِ الخَيْلُ عليهم: أنْصَبَّتْ. وشَاعَ الشَّيْءُ: تَفَرَّقَ، مَشَاعاً وشَيْعُوْعَةً. ومنه: جاءتِ الخيْلُ شَوَائعَ وشَوَاعيَ: أي مُتَفَرِّقَةٍ. وأشَاعَتِ النّاقَةُ بِبَوْلِها: رَمَتْ به مُقَطَّعاً. وهو بَوْلٌ شَاعٌ. وله في الدّارِ سَهْمٌ شَاعٌ وشائعٌ: أي مُشَاعٌ. وشَاعَ فيه الشَّيْبُ شَيْعاً وشَيَعَاناً: كَثُرَ فيه. والشِّيَاعُ: صَوْتُ قَصَبَةٍ يَنْفُخُ فيها الراعي، وقد شَيَّعَ فيها.
[شيع] نه: فيه: القدرية "شيعة" الدجال، أي أولياؤه وأنصار، وأصله الفرقة من الناس، ويقع على الواحد وغيره بلفظ واحد، وغلب على كل من تولى عليا وأهل بيته حى أختص به، وجمعه شيع، من المشايعة: المتابعة والمطاوعة. ومنه ح: أرى موضع الشهادة لو "تشايعني" نفسى، أى تتابعني. وح: لما نزلت (أن يليسكم "شيعًا" ويذيق بعضكم باس بعض) قال صلى الله عليه وسلم" هاتان أهون وأيسر، الشيع الفرق، أي يجعلكم فرقا مختلفين. ط: أي يخلطكم فرقًا مختلفين على أهواه شتى، كل فرقة منكم سابق لإمام وينشب القتال. ن: نهينًا أن نقول فى هاتين "الشيعتين" شيئا، أراد الفرقتين اللتين جرت بينهما تلك الحروب. غ: كل من عاون إنسانا وتحزب له فهو "شيعة" له. نه: وفى ح الضحية: فهي عن "المشيعة"، هي بالكسر التي لا تزال تتبع الغنم عجفا، أى لا تلحقها فهى أبدا تشيعها أى تمشي وراءها، وإن فتحت الياء فلأنها تحتاج إلى من يشيعها أى يمشي وراءها يسوقها لتأخرها عن الغنم. وفى ح خالد: إنه كان "مشيعا" أي شجاعًا، لأن قلبه لا يخذله كأنه يشيعه أو كأنه يشيعه أو كأنه بشيع بغيره. ومنه ح: وإن حكة كان رجلا "مشيعا" أراد به العجول، من شعيت النار إذا ألقيت عليها حطبأ تشعلها به. وفى دعاء مريم عليها السلام للجراد: اللهم! أعشه بغير رضاع وتابع بينه بغير "شياع"، هو بالكسر الدعاء بالإبل لتنساق وتجتمع، وقيل لصوت الزمارة: شياع، لأن الراعي يجمع إبله بها، أى تابع بينه من غير أن يصاح به. ومنه: أمرنا بكسر الكوبة والكنارة و"الشياع". وفيه: "الشياع" حرام، كذا روى وفسر بالمفاخرة بكثرة الجماع. وقيل: أنه مصحف وهو بسين مهملة وبموحدة وقد مر، وإن صح فلعله من تسمية الزوجة شاعة. وفيه: أيما رجل "أشاع" على رجل عورة، أي أظهر عليه ما يعيبه، شاع الحديث ظهر وأشاعه اظهره. ومنه: هل لك من "شاعة" أي زوجة لأنها تشايعه أي تتابعه. وح: ألك "شاعة" أي زوجة. وفيه: بعد بدر بشهر أو "شيعه". أي أو نحو من شهر ومقداره.
(شيع) - في الحديث: "أَيَّما رجل أَشاعَ على رجُلٍ عَوْرَةً لِيَشِينَه بها
: أي أظهر عليه ما يَشِينُه وَيعِيبُه به. يقال: شاع الحديثُ شَيْعُوعَةً وشَيَعاناً وشِياعاً، وأَشعْتُه، وشِعْتُ به، والرجل مِشْيَاعٌ.
- في حديث صَفْوان: "إني لأَرَى مَوضِعَ الشَّهادة لو تُشايِعُنى نَفسِى".
: أي تُتابِعُني وتُطاوِعُني.
- في الحديث: "الشِّياعِ حَرامٌ".
كذا رواه بعضُهم، وفسَّره بالمُفاخَرة بكَثْرة الجماعٍ، فإن حُفِظ نَقلُه، فلعَلَّه من تَسْمِيَتهم امرأةَ الرجلَ شاعَة. وشَايَعَتْه: صاحَبَتْه، والمُشايع: المُتابع. والشِّيعَة: الَأعوانُ والأَحزاب. ذكر بعَضُهم أنه سأل أَباَ عُمَر عنه فقال: هو تصحيف، إنّما هو بالسِّين المهملة والبَاءِ المنقوطة بواحدة.
- في حديث عائشة رضي الله عنها: "بعد بَدْر بشَهْر أو شَيْعه".
: أي قَدْر شَهْر أو نحْوه. يقال: أقمتُ به شَهْراً أو شَيْعَ شَهْر: أي مِقداره أو قَريبًا منه، وأنشد:
قال الخَلِيطُ غَدًا تصَدُّعُنَا
أو شَيْعَه أفلا تُودِّعُنَا
: أي غَدًا أو بَعدَه. والشَّيْعُ: المِقدار. ويقال: آتِيك غَدًا أَو شَيْعَه
: أي بعده، ونزل بموضع كذا أو شَيْعهِ: أي ناحيته.
- في حديث عقبة رضي الله عنه في الأُضْحِيَة: "نهى عن المُشَّيِعة".
وهي التي لا تَسِير مع الغنم ضَعْفًا وهُزَالًا كأنهِا تُشَيِّع الغَنَم، إن رويتَها بكَسْر الياء، وإن رَوَيتَها بالفَتْح، فَلأنَّها تَحتاج إلى مَنْ يُشَيِّعها لتأخُّرِها عن الغَنَم وانْفرادِها.
- في الحديث : "كان خالدٌ مُشَيَّعاً"
: أي شُجاعًا لأن قلبَه لا يَخْذُلُه كأنه يُشَيِّعه أو شُيِّع بغَيْره. - في حديث الجراد: "تابعْ بَينَه بغير شِياعٍ".
: أي صِيَاح، وشَاعَ بإِبلهِ وشَيَّع: صَاحَ.
[شيع] شاعَ الخبرُ يَشِيعُ شَيْعوعَةً، أي ذاع. وسهمٌ مُشاعٌ وسهمٌ شائِعٌ، أي غير مقسومٍ، وسهمٌ شاع أيضا، كما يقال سائر الشئ وساره. وأشاع الخبر، أي أذاعه فهو رجلٌ مِشْياعٌ، أي مِذياعٌ. وقولهم: حيَّاكم الله وأَشاعَكُمُ السلامَ، أي جعله الله صاحباً لكم وتابعاً. وشاعَكُمُ السلامُ، كما تقول عليكم السلام. وهذا إنّما يقوله الرجل لأصحابه إذا أراد أن يفارقهم، كما قال قيس ابن زهير لما اصطلح القوم: " يا بنى عبس شاعكم السلام، فلا نظرت في وجه ذبيانية قتلت أباها أو أخاها " وصار إلى ناحية عمان، وهناك اليوم عقبه وولده. وأشاعت الناقة ببولها، إذا رمتْ به وقَطَّعَتْهُ، مثل أوزعتْ ببولها. والشَيْعُ: المِقدارُ ; يقال: أقام فلانٌ شهراً أو شَيْعَهُ. وقولهم: آتيك غداً أو شَيْعَهُ، أي بعده. وينشد  قال الخليط غدا تصدعنا * أو شيعه أفلا تودعنا * والشيع أيضا: ولد الأسد. وشَيَّعْتُهُ عند رحيله. والمُشَيَّعُ: الشجاعُ. وشيعَةُ الرجلِ: أتباعُه وأنصارُه. يقال: شايَعَهُ، كما يقال والاهُ من الوليِّ. والمُشايِعُ أيضاً: اللاحقُ. وشَيَّعْتُهُ بالنار، أي أحرقته. قال ابن السكيت: شَيَّعْتُ النارَ، إذا ألقيتَ عليها حطباً تُذكيها به. وتَشَيَّعَ الرجل، أي ادَّعى دعوى الشيعَةِ. وتَشايَعَ القومُ، من الشيعَةِ. وكلُّ قومٍ أمرهم واحدٌ يتبع بعضُهم رأيَ بعض فهم شِيَعٌ. وقوله تعالى: {كما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ} ، أي بأمثالهم من الشِيَعِ الماضية. قال ذو الرمة: أستحدثَ الركبُ عن أَشْياعِهِمْ خَبَراً * أم راجَعَ القلبَ من أَطْرابِهِ طَرَبُ * يعني عن أصحابهم. وشاعَهُ شِياعاً، أي تَبِعَهُ. وشايَعَ الراعي بإبله مُشايَعَةً وشِياعاً، أي صاح بها ودعاها إذا استأخر بعضها. قال لبيد فيمضون أرسالا ونخلف بعدهم * كما ضَمَّ أخرى التالياتِ المشايع * والشياع: دق الحطب تشيع به النار، كما يقال شِبابٌ للنار، وجِلاءٌ للعين. والشِياعُ: صوت مزمار الراعي، ومنه قول الشاعر:

حنين النيب تطرب للشياع
(ش ي ع)

الشَّيْعُ: مِقْدَار من الْعدَد. كَقَوْلِهِم أَقمت عِنْده شهرا أَو شَيْعَ شهر. وَكَانَ مَعَه مائَة رجل أَو شَيْعُ ذَلِك، كَذَلِك.

وآتيك غَدا أَو شَيْعَه أَي بعده قَالَ عمر بن أبي ربيعَة:

قَالَ الخليط: غَداً تَصَدُّعُنا ... أوْ شَيْعَهُ أفَلا تُشَيِّعُنا

والشَّيْعُ: ولد الْأسد إِذا أدْرك أَن يفرس.

والشِّيَعُة: الْقَوْم يَجْتَمعُونَ على الْأَمر. والشِّيَعُة: أَتبَاع الرجل وأنصاره وَجَمعهَا شِيَعٌ وأشْياعٌ جمع الْجمع. وَحكى فِي تَفْسِيره قَول الْأَعْشَى:

يُشَوِّعُ عُوناً ويَجْتالُها

يُشَوِّعُ: يجمع: وَمِنْه شِيَعُة الرجل. فَإِن صَحَّ هَذَا التَّفْسِير فعين الشِّيَعِة وَاو. وَسَيَأْتِي فِي بَابه.

والأشْياعُ أَيْضا: الْأَمْثَال. وَفِي التَّنْزِيل (كَمَا فُعِلَ بأشْياعِهمْ مِنْ قَبْلُ) أَي بأمثالهم من الْأُمَم الْمَاضِيَة وَمن كَانَ مذْهبه مَذْهَبهم والشِّيَعُة: الْفرْقَة. وَبِه فسر الزّجاج قَوْله تَعَالَى (وَلَقَدْ أرْسَلْنا من قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأوَّلِينَ) .

والشِّيَعُة: قوم يرَوْنَ رَأْي غَيرهم.

وشايَعَ الْقَوْم: صَارُوا شِيَعا.

وشايَعَهُ وشَيَّعَهُ: تَابعه.

وشَيَّعَتْهُ نَفسه على ذَلِك وشايَعْتُهُ، كِلَاهُمَا: تَبعته وشجعته، قَالَ عنترة:

ذُلُلٌ رِكابي حَيْثُ شِئْتُ مُشايعي ... لُبىّ وأحْفِزُهُ بِرَأْي مُبْرَمِ

وشيَّعَه على رَأْيه وشايَعَه، كِلَاهُمَا: تَابعه وقوَّاه.

وشَيَّعَهُ وشايَعَه، كِلَاهُمَا: خرج مَعَه ليودعه ويبلغه منزله. وَقيل: هُوَ أَن يخرج مَعَه يُرِيد صحبته وإيناسه إِلَى مَوضِع مَا.

وشَيَّعَ شهر رَمَضَان بِسِتَّة أَيَّام: حَافظ على سيرته فِيهَا، على الْمثل.

وَفُلَان شِيعُ نسَاء: يشيعهن ويخالطهن.

وتَشَيَّعَ فِي الشَّيْء: اسْتهْلك فِي هَوَاهُ.

وشَيَّعَ النَّار فِي الْحَطب: أضرمها. قَالَ رؤبة:

شَداًّ كَمَا يُشَيَّعُ التَّضْرِيمُ

والشَّيُوعُ والشِّيَاعُ: مَا أوقدت بِهِ النَّار.

وشَيَّع الرجل بالنَّار: أحرقه. وَقيل: كل مَا أُحرق فقد شُيِّعَ.

والشِّيَاعُ: صَوت قَصَبَة ينْفخ فِيهَا الرَّاعِي قَالَ:

حَنِينَ النِّيبِ تَطْرَبُ للشِّيَاعِ

وشَيَّعَ الرَّاعِي فِي اليراع: ردد صَوته فِيهِ وأشاعَ بِالْإِبِلِ وشايَعَ بهَا وشايَعَها مُشايَعَة وشِياعا: دَعَاهَا.

وشَيَّعَ بهَا وأشاع بهَا: زجرها، عَن ابْن الْأَعرَابِي. وشَاعَ الشيب شَيْعا وشَيَاعا وشَيَعَانا وشُيُوعا وشَيْعُوعَةً ومِشيعَا: ظهر وتفرَّق.

وشاعَ فِيهِ الشيب - والمصدر مثل مَا تقدم - وتشيَّعه كِلَاهُمَا: استطار.

وشاعَ الْخَبَر فِي النَّاس: انْتَشَر وافترق.

وأشاعَهُ: وأشاعَ ذكر الشَّيْء: أطاره وأظهره.

ولي فِي هَذَا الدَّار سهم شائعٌ وشاعٍ - مقلوب عَنهُ - أَي مشهر منتشر.

وَرجل مِشْياعٌ: لَا يكتم شَيْئا.

وَفِي الدُّعَاء، حيَّاكم الله وشاعَكُمُ السَّلَام وأشاعَكُمُ السَّلَام: أَي عمكم. وَقَالَ ثَعْلَب: معنى شاعَكُمُ السَّلَام صحبكم وشَيَّعكم وَأنْشد:

أَلا يَا نَخْلَةً منْ ذاتِ عِرْقٍ ... بَرُودَ الظِّلِّ شاعَكُمُ السَّلامُ

أَي: تبعكم السَّلَام. قَالَ: وَمعنى أشاعكمُ الله السَّلَام أصحَبَكم إِيَّاه. وَلَيْسَ ذَلِك بِقَوي.

ونصيبه فِي الشَّيْء شائعٌ وشاعٍ وشاعٌ على الْقلب والحذف ومُشاعٌ كل ذَلِك غير مَعْزُول.

وشاعَ الصدع فِي الزجاجة: استطار وافترق، عَن ثَعْلَب.

وَجَاءَت الْخَيل شَوَائعَ وشواعِيَ - على الْقلب: مُتَفَرِّقَة قَالَ الأجدع بن مَالك وَهُوَ وَالِد مَسْرُوق:

وكأنَّ صَرْعاها كَعَابُ مُقامِرٍ ... ضُرِبَتْ على شَزَنٍ فَهُنَّ شوَاعِي

وشاعَتِ القطرة من اللَّبن فِي المَاء وتَشَيَّعَتْ: تَفَرَّقت.

وأشاعَ ببوله إشاعَةً: حذف بِهِ وفرقه.

وأشاعَتِ النَّاقة ببولها واشْتاعَتْ: أَرْسلتهُ مُتَفَرقًا وأشاعَتْ، أَيْضا: خدجت. وَلَا تكون الإشاعَةُ إِلَّا فِي الْإِبِل.

وشاعَةُ الرجل: امْرَأَته.

والمُشَايِعُ: اللَّاحِق، قَالَ لبيد: فيَمْضُونَ أرْسالاً ويَلْحَقُ بَعْدَهُم ... كَمَا ضَمَّ أُخْرى التَّالِياتِ المُشَايعُ

هَذَا قَول أبي عبيد. وَعِنْدِي أنَّه من قَوْلك شايَعْتُ بِالْإِبِلِ: دعوتها.

والمِشْيَعَةُ: قُفَّةٌ تضع فِيهَا الْمَرْأَة قطنها والشَّيْعَةُ: شَجَرَة لَهَا نور أَصْغَر من الياسمين أَحْمَر طيب تعبق بِهِ الثِّيَاب. عَن أبي حنيفَة، كَذَلِك وَجَدْنَاهُ تعبق بِضَم التَّاء وَتَخْفِيف الْبَاء فِي نُسْخَة موثوق بهَا. وَفِي بعض النّسخ تعبق بتَشْديد الْبَاء.

وشَيْعُ الله: اسْم كتيم الله.

وَبَنَات مُشَيَّعَ: قُرىً مَعْرُوفَة، قَالَ الْأَعْشَى:

مِنْ خَمْرِ بابِلَ أُعْرِقَتْ بمِزَاجِها ... أوْ خَمْرِ عانَةَ أوْ بَناتِ مُشَيَّعَا
شيع
شاعَ يَشيع، شِعْ، شُيوعًا وشَيَعانًا ومَشاعًا، فهو شائع
• شاع الحديثُ: ذاع، فشا وانتشر بين الناس وأصبح معلومًا للجميع "شاع السِّرٌّ- شاع المرضُ في القرية- شاع ذكرُه في الناس- شاع الشّيبُ في رأسِه- {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ ءَامَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} " ° الشّائع أنَّ: الذّائع والمعروف والمُتعارف عليه أنَّ.
• شاع العقارُ: كان مُشترَك الملكيَّة، غيرَ مقسَّم "شاعتِ التّركةُ- بيتٌ شائع". 

أشاعَ يُشيع، أَشِعْ، إشاعةً، فهو مُشيع، والمفعول مُشاع
• أشاع العَقارَ: جعله مُشتركًا بين أكثر من مالك "لك في هذه الدار سَهْم مُشاع".
• أشاع الخبرَ: نشرَه وأذاعه، أعلنه وأفشاه "أشاع الفوضى/ السِّرَّ/ القصَّةَ". 

تشايعَ/ تشايعَ على/ تشايعَ في يتشايع، تشايُعًا، فهو مُتشايِع، والمفعول مُتشايَع عليه
• تشايع القومُ:
1 - أيّد وشايع بعضُهم بعضًا.
2 - افترقوا شِيعًا.
• تشايع الرَّجلان على أمر: تَوافَقا عليه.
• تشايع الرَّجلان في قطعة أرض: تشاركا فيها مِن غير قِسْمة. 

تشيَّعَ/ تشيَّعَ لـ يتشيَّع، تشيُّعًا، فهو مُتشيِّع، والمفعول مُتشيَّع له
• تشيَّع الرَّجلُ: انتحل مذهبَ الشِّيعة.
• تشيَّع لكذا: وافق عليه ودافع عنه "تشيَّع لفكر الشباب". 

شايعَ يشايع، مُشايعةً وشِيَاعًا، فهو مُشايِع، والمفعول مُشايَع
• شايع فلانًا:
1 - تابعه وأيَّده "شايعه في رأيه/ حملته الانتخابيّة".
2 - صحبه مودِّعًا "شايع مسافِرًا". 

شيَّعَ يشيِّع، تشييعًا، فهو مُشَيِّع، والمفعول مُشيَّع
• شيَّعَ فلانًا/ شيَّعَ فلانًا إلى باب منزله: ودّعه، أو رافقه تكريمًا له.
• شيَّع جنازَةَ فلان: سار خلفها، ودَّعها "شيّعه إلى مثواه الأخير".
 • شيَّع النَّارَ في الحَطب: أشعلها فيه.
• شَيَّعَ رمضانَ بستّة من شوّال: أتبعه بها. 

إشاعة [مفرد]:
1 - مصدر أشاعَ.
2 - خَبر مكذوب، غير موثوق فيه، وغير مُؤكَّد، ينتشر بين الناس "لا تصدِّق الإشاعات". 

إشاعيَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من إشاعة.
2 - (سة) مبدأ اشتراكيّ قائل بسيطرة الدّولة أو الشَّعب على جميع وسائل الإنتاج أو النَّشاطات الاقتصاديَّة. 

شائع [مفرد]: اسم فاعل من شاعَ. 

شائِعة [مفرد]: ج شائعات وشوائِعُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل شاعَ.
2 - إشاعة، خبر مكذوب غير موثوق فيه وغير مؤكَّد، ينتشر بين النَّاس "حرب الشائعات". 

شَيَعان [مفرد]: مصدر شاعَ. 

شِيعَة [جمع]: جج شِيَع وأشْياع:
1 - فرقة، جماعة، طائفة " {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا} ".
2 - أتباع وأنصار " {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ} ".
• الشِّيعة: (سف) فرقة كبيرة من المسلمين اجتمعوا على حبّ على بن أبي طالب رضي الله عنه وآله، وعلى أنّه كان أحقَّ بالخلافة من أبي بكر رضي الله عنه، وأنّ الخلافة يجب أن تكون في أولاده من بعده. 

شيعيّ [مفرد]: ج شِيعَة:
1 - اسم منسوب إلى شِيعَة: "مذهب شيعيّ".
2 - واحد الشِّيعة. 

شُيُوع [مفرد]:
1 - مصدر شاعَ.
2 - (قن) حالة قانونيّة تنشأ حين يكون هنالك حقّ مشترك بين اثنين أو أكثر. 

شُيوعيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى شُيوعيَّة: "حكم شُيوعيّ: يطبِّق المذهبَ الشّيوعيّ".
2 - مَنْ يعتنق المذهبَ الشّيوعيَّ ° شيوعيّ متطرِّف: شيوعيّ يدعو إلى الاستيلاء على السُّلطة بالوسائل الثوريّة. 

شُيوعيَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من شُيُوع.
2 - (سة، قص) مذهب كارل ماركس، وهو نظام اجتماعيّ وسياسيّ واقتصاديّ يقوم على الإنتاج الجماعيّ وإشاعة الملكيَّة وإزالة الطبقات الاجتماعيَّة، وأن يعمل الفرد على قدر طاقته ويأخذ على قدر حاجته. 

مَشاع [مفرد]:
1 - مصدر ميميّ من شاعَ.
2 - مُشترك الملكيَّة من غير تقسيم "باعوا عقارهم على المشاع". 

مُشيع [مفرد]: اسم فاعل من أشاعَ. 

شيع: الشَّيْعُ: مِقدارٌ من العَدَد كقولهم: أَقمت عنده شهراً أَو

شَيْعَ شَهْرٍ. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: بَعْدَ بَدْرٍ بِشهر أَو

شَيْعِه أَي أَو نحو من شهرٍ. يقال: أَقمت به شهراً أَو شَيْعَ شهر أَي

مِقْدارَه أَو قريباً منه. ويقال: كان معه مائةُ رجل أَو شَيْعُ ذلك، كذلك.

وآتِيكَ غَداً أَو شَيْعَه أَي بعده، وقيل اليوم الذي يتبعه؛ قال عمر بن

أَبي ربيعة:

قال الخَلِيطُ: غَداً تَصَدُّعُنا

أَو شَيْعَه، أَفلا تُشَيِّعُنا؟

وتقول: لم أَره منذ شهر وشَيْعِه أَي ونحوه. والشَّيْعُ: ولد الأَسدِ

إِذا أَدْرَكَ أَنْ يَفْرِسَ.

والشِّيعةُ: القوم الذين يَجْتَمِعون على الأَمر. وكلُّ قوم اجتَمَعوا

على أَمْر، فهم شِيعةٌ. وكلُّ قوم أَمرُهم واحد يَتْبَعُ بعضُهم رأْي بعض،

فهم شِيَعٌ. قال الأَزهري: ومعنى الشيعة الذين يتبع بعضهم بعضاً وليس

كلهم متفقين، قال الله عز وجل: الذين فرَّقوا دِينَهم وكانوا شِيَعاً؛ كلُّ

فِرْقةٍ تكفِّر الفرقة المخالفة لها، يعني به اليهود والنصارى لأَنّ

النصارى بعضُهُم بكفراً بعضاً، وكذلك اليهود، والنصارى تكفِّرُ اليهود

واليهودُ تكفرهم وكانوا أُمروا بشيء واحد. وفي حديث جابر لما نزلت: أَو

يُلْبِسَكُمْ شِيَعاً ويُذيقَ بعضَكم بأْس بعض، قال رسول الله، صلى الله عليه

وسلم: هاتان أَهْوَنُ وأَيْسَرُ؛ الشِّيَعُ الفِرَقُ، أَي يَجْعَلَكُم

فرقاً مختلفين. وأَما قوله تعالى: وإِنَّ من شيعته لإِبراهيم، فإِن ابن

الأَعرابي قال: الهاءُ لمحمد، صلى الله عليه وسلم، أَي إِبراهيم خَبَرَ

نَخْبَره، فاتَّبَعَه ودَعا له، وكذلك قال الفراء: يقول هو على مِناجه ودِينه

وإِن كَان ابراهيم سابقاً له، وقيل: معناه أَي من شِيعة نوح ومن أَهل

مِلَّتِه، قال الأَزهري: وهذا القول أَقرب لأَنه معطوف على قصة نوح، وهو قول

الزجاج. والشِّيعةُ: أَتباع الرجل وأَنْصارُه، وجمعها شِيَعٌ، وأَشْياعٌ

جمع الجمع. ويقال: شايَعَه كما يقال والاهُ من الوَلْيِ؛ وحكي في تفسير

قول الأَعشى:

يُشَوِّعُ عُوناً ويَجْتابُها

يُشَوِّعُ: يَجْمَعُ، ومنه شيعة الرجل، فإِن صح هذا التفسير فعين

الشِّيعة واو، وهو مذكور في بابه. وفي الحديث: القَدَرِيَّةُ شِيعةُ

الدَّجَّالِ أَي أَولِياؤُه وأَنْصارُه، وأَصلُ الشِّيعة الفِرقة من الناس، ويقع

على الواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث بلفظ واحد ومعنى واحد، وقد

غلَب هذا الاسم على من يَتَوالى عَلِيًّا وأَهلَ بيته، رضوان الله عليهم

أَجمعين، حتى صار لهم اسماً خاصّاً فإِذا قيل: فلان من الشِّيعة عُرِف أَنه

منهم. وفي مذهب الشيعة كذا أَي عندهم. وأَصل ذلك من المُشايَعةِ، وهي

المُتابَعة والمُطاوَعة؛ قال الأَزهري: والشِّيعةُ قوم يَهْوَوْنَ هَوى

عِتْرةِ النبي، صلى الله عليه وسلم، ويُوالونهم. والأَشْياعُ أَيضاً:

الأَمثالُ. وفي التنزيل: كما فُعِلَ بأَشْياعِهم من قبل؛ أَي بأَمْثالهم من

الأُمم الماضية ومن كان مذهبُه مذهبهم؛ قال ذو الرمة:

أَسْتَحْدَثَ الرَّكْبُ عن أَشْياعِهِم خَبَراً،

أَمْ راجَعَ القَلْبَ من أَطْرابِه طَرَبُ؟

يعني عن أَصحابهم. يقال: هذا شَيْعُ هذا أَي مِثْله. والشِّيعةُ:

الفِرْقةُ، وبه فسر الزجاج قوله تعالى: ولقد أَرسلنا من قبلك في شِيَعِ

الأَوّلينَ. والشِّيعةُ: قوم يَرَوْنَ رأْيَ غيرهم. وتَشايَعَ القومُ: صاروا

شِيَعاً. وشيَّعَ الرجلُ إِذا ادَّعى دَعْوى الشِّيعةِ. وشايَعَه شِياعاً

وشَيَّعَه: تابَعه. والمُشَيَّعُ: الشُّجاعُ؛ ومنهم من خَصَّ فقال: من

الرجال. وفي حديث خالد: أَنه كان رجُلاً مُشَيَّعاً؛ المُشَيَّع: الشُّجاع

لأَنَّ قَلْبَه لا يَخْذُلُه فكأَنَّه يُشَيِّعُه أَو كأَنَّه يُشَيَّعُ

بغيره. وشَيَّعَتْه نفْسُه على ذلك وشايَعَتْه، كلاهما: تَبِعَتْه

وشجَّعَتْه؛ قال عنترة:

ذُلُلٌ رِكابي حَيْثُ كُنْتُ مُشايِعي

لُبِّي، وأَحْفِزُهُ بِرأْيٍ مُبْرَمٍ

(* في معلقة عنترة :

ذلُلٌ جِمالي حيث شِئتُ مشايعي)

قال أَبو إِسحق: معنى شَيَّعْتُ فلاناً في اللغة اتَّبَعْتُ. وشَيَّعه

على رأْيه وشايَعه، كلاهما: تابَعَه وقَوَّاه؛ ومنه حديث صَفْوانَ: إِني

أَرى مَوضِعَ الشَّهادةِ لو تُشايِعُني نفْسي أَي تُتابِعُني.

ويقال: شاعَك الخَيرُ أَي لا فارقك؛ قال لبيد:

فَشاعَهُمُ حَمْدٌ، وزانَتْ قُبورَهُم

أَسِرَّةُ رَيْحانٍ بِقاعٍ مُنَوَّرِ

ويقال: فلان يُشَيِّعُه على ذلك أَي يُقَوِّيه؛ ومنه تَشْيِيعُ النار

بإِلقاء الحطب عليها يُقَوِّيها. وشَيَّعَه وشايَعَه، كلاهما: خرج معه عند

رحيله ليُوَدِّعَه ويُبَلِّغَه مَنْزِله، وقيل: هو أَن يخرج معه يريد

صُحْبته وإِيناسَه إِلى موضع مّا. وشَيَّعَ شَهْرَ رمضان بستة أَيّامٍ من

شَوَّال أَي أَتبَعَه بها، وقيل: حافظ على سِيرتِهِ فيها على المثل. وفلان

شِيعُ نِساء: يُشَيِّعُهُنَّ ويُخالِطُهُنَّ. وفي حديث الضَّحايا: لا

يُضَحَّى بالمُشَيِّعةِ من الغَنم؛ هي التي لا تزال تَتبَعُ الغنم عَجَفاً،

أَي لا تَلْحَقُها فهي أَبداً تُشَيِّعُها أَي تمشي وراءها، هذا إِن كسرت

الياء، وإِن فتحتها فهي التي تحتاج إِلى من يُشَيِّعُها أَي يَسُوقُها

لتأَخّرها عن الغنم حتى يُتْبِعَها لأَنها لا تَقْدِرُ على ذلك. ويقال: ما

تُشايِعُني رِجْلي ولا ساقي أَي لا تَتبَعُني ولا تُعِينُني على

المَشْيِ؛ وأَنشد شمر:

وأَدْماءَ تَحْبُو ما يُشايِعُ ساقُها،

لدى مِزْهَرٍ ضارٍ أَجَشَّ ومَأْتَمِ

الضارِي: الذي قد ضَرِيَ من الضَّرْب به؛ يقول: قد عُقِرَتْ فهي تحبو لا

تمشي؛ قال كثير:

وأَعْرَض مِنْ رَضْوى مَعَ الليْلِ، دونَهُم

هِضابٌ تَرُدُّ الطَّرْفَ مِمَّنْ يُشَيِّعُ

أَي ممن يُتبعُه طَرْفَه ناظراً.

ابن الأَعرابي: سَمِع أَبا المكارِمِ يَذُمُّ رجلاً فقال: هو ضَبٌّ

مَشِيعٌ؛ أَراد أَنه مثل الضَّبِّ الحقود لا ينتفع به. والمَشِيعُ: من قولك

شِعْتُه أَشِيعُه شَيْعاً إِذا مَلأتَه. وتَشَيَّعَ في الشيء: اسْتَهلك في

هَواه. وشَيَّعَ النارَ في الحطبِ: أَضْرَمَها؛ قال رؤبة:

شَداً كما يُشَيَّعُ التَّضْريمُ

(* قوله «شداً كذا بالأصل.)

والشَّيُوعُ والشِّياعُ: ما أُوقِدَتْ به النار، وقيل: هو دِقُّ الحطب

تُشَيَّعُ به النار كما يقال شِبابٌ للنار وجِلاءٌ للعين. وشَيَّعَ الرجلَ

بالنار: أَحْرَقَه، وقيل: كلُّ ما أُحْرِقَ فقد شُيِّعَ. يقال:

شَيَّعْتُ النار إِذا أَلْقَيْتَ عليها حطباً تُذْكيها به، ومنه حديث الأَحنف:

وإِن حَسَكى

(* قوله «حسكى كذا بالأصل، وفي نسخة من النهاية مضبوطة بسكون

السين وبهاء تأْنيث ولعله سمي بواحدة الحسك محركة.) كان رجلاً

مُشَيَّعاً؛ قال ابن الأَثير: أَراد به ههنا العَجولَ من قولك شَيَّعْتُ النارَ

إِذا أَلقيت عليها حَطباً تُشْعِلُها به. والشِّياعُ: صوت قَصَبةٍ ينفخ فيها

الراعي؛ قال:

حَنِين النِّيبِ تَطْرَبُ للشِّياعِ

وشَيَّعَ الراعي في الشِّياعِ: رَدَّدَ صَوْتَه فيها. والشاعةُ:

الإِهابةُ بالإِبل. وأَشاعَ بالإِبل وشايَع بها وشايَعَها مُشايَعةً وأَهابَ

بمعنى واحد: صاح بها ودَعاها إِذا استأْخَرَ بعضُها؛ قال لبيد:

تَبكِّي على إِثْرِ الشَّبابِ الذي مَضَى،

أَلا إِنَّ إِخإوانَ الشّبابِ الرَّعارِعُ

(* في قصيدة لبيد: أخدان مكان إخوان.)

أَتَجْزَعُ مما أَحْدَثَ الدَّهْرُ بالفَتَى؟

وأَيُّ كرِيمٍ لم تُصِبْه القَوارِعُ؟

فَيَمْضُونَ أَرْسالاً ونَخْلُفُ بَعْدَهُم،

كما ضَمَّ أُخْرَى التالياتِ المُشايِعُ

(* قوله «فيمضون إلخ في شرح القاموس قبله:

وما المال والأَهلون إلا وديعة * ولا بد يوماً أن ترد

الودائع)

وقيل: شايَعْتُ بها إِذا دَعَوْتَ لها لتَجْتَمِعَ وتَنْساقَ؛ قال جرير

يخاطب الراعي:

فأَلْقِ اسْتَكَ الهَلْباءَ فَوْقَ قَعودِها،

وشايِعْ بها، واضْمُمْ إِليك التَّوالِيا

يقول: صوّت بها ليلحَق أُخْراها أُولاها؛ قال الطرمّاح:

إِذا لم تَجِدْ بالسَّهْلِ رِعْياً، تَطَوَّقَتْ

شمارِيخَ لم يَنْعِقْ بِهِنَّ مُشَيِّعُ

وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: إِنَّ مَرْيم ابنة

عِمْرانَ سأَلت ربها أَنْ يُطْعِمَها لحماً لا دم فيه فأَطْعَمها الجراد،

فقالت: اللهم أَعِشْه بغير رَضاع وتابِعْ بينه بغير شِياعٍ؛ الشِّياعُ،

بالكسر: الدعاء بالإِبل لتَنْساق وتجتمع؛ المعنى يُتابِعُ بينه في الطيران

حتى يَتَتابع من غير أَنْ يُشايَع كما يُشايِعُ الراعي بإِبله لتجتمع ولا

تتفرق عليه؛ قال ابن بري: بغير شِياعٍ أَي بغير صوت، وقيل لصوت

الزَّمّارة شِياعٌ لأَن الراعي يجمع إِبله بها؛ ومنه حديث عليّ: أُمِرْنا بكسر

الكُوبةِ والكِنّارةِ والشِّياعِ؛ قال ابن الأَعرابي: الشِّياعُ زَمّارةُ

الراعي، ومنه قول مريم: اللهم سُقْه بلا شِياعٍ أَي بلا زَمّارة راع.

وشاعَ الشيْبُ شَيْعاً وشِياعاً وشَيَعاناً وشُيُوعاً وشَيْعُوعةً

ومَشِيعاً: ظهَرَ وتفرَّقَ، وشاعَ فيه الشيبُ، والمصدر ما تقدّم، وتَشَيَّعه،

كلاهما: استطار. وشاعَ الخبَرُ في الناس يَشِيعُ شَيْعاً وشيَعاناً

ومَشاعاً وشَيْعُوعةً، فهو شائِعٌ: انتشر وافترَقَ وذاعَ وظهَر. وأََشاعَه هو

وأَشاعَ ذِكرَ الشيءِ: أَطارَه وأَظهره. وقولهم: هذا خبَر شائع وقد شاعَ

في الناس، معناه قد اتَّصَلَ بكل أَحد فاستوى علم الناس به ولم يكن علمه

عند بعضهم دون بعض. والشاعةُ: الأَخْبار المُنتشرةُ. وفي الحديث: أَيُّما

رجلٍ أَشاع على رجل عَوْرة ليَشِينَه بها أَي أَظهر عليه ما يُعِيبُه.

وأَشَعْتُ المال بين القوم والقِدْرَ في الحَيّ إِذا فرقته فيهم؛ وأَنشد

أَبو عبيد:

فقُلْتُ: أَشِيعَا مَشِّرا القِدْرَ حَوْلَنا،

وأَيُّ زمانٍ قِدْرُنا لم تُمَشَّرِ؟

وأَشَعْتُ السِّرّ وشِعْتُ به إِذا أَذعْتَ به. ويقال: نَصِيبُ فلان

شائِعٌ في جميع هذه الدار ومُشاعٌ فيها أَي ليس بمَقْسُوم ولا مَعْزول؛ قال

الأَزهري: إِذا كان في جميع الدار فاتصل كل جزء منه بكل جزء منها، قال:

وأَصل هذا من الناقة إِذا قَطَّعت بولها، قيل: أَوزَغَتْ به إِيزاغاً،

وإِذا أَرسلته إِرسالاً متصلاً قيل: أَشاعت. وسهم شائِعٌ أَي غير مقسوم،

وشاعٌ أَيضاً كما يقال سائِرُ اليوم وسارُه؛ قال ابن بري: شاهده قول ربيعة

بن مَقْروم:

له وهَجٌ من التَّقْرِيبِ شاعُ

أَي شائعٌ؛ ومثله:

خَفَضُوا أَسِنَّتَهُمْ فكلٌّ ناعُ

أَي نائِعٌ. وما في هذه الدار سهم شائِعٌ وشاعٍ مقلوب عنه أَي

مُشْتَهِرٌ مُنْتَشِرٌ.

ورجل مِشْياعٌ أَي مِذْياعٌ لا يكتم سِرّاً. وفي الدعاء: حَيّاكم اللهُ

وشاعَكم السلامُ وأَشاعَكم السلامَ أَي عَمَّكم وجعله صاحِباً لكم

وتابِعاً، وقال ثعلب: شاعَكم السلامُ صَحِبَكُم وشَيَّعَكم؛ وأَنشد:

أَلا يا نَخْلةً مِن ذاتِ عِرْقٍ

بَرُودِ الظِّلِّ، شاعَكُمُ السلامُ

أَي تَبِعكم السلامُ وشَيَّعَكم. قال: ومعنى أَشاعكم السلامَ أَصحبكم

إِيَّاه، وليس ذلك بقويّ. وشاعَكم السلامُ كما تقول عليكم السلامُ، وهذا

إِنما بقوله الرجل لأَصحابه إِذا أَراد أَن يفارقهم كما قال قيس بن زهير

لما اصطلح القوم: يا بني عبس شاعكم السلامُ فلا نظرْتُ في وجهِ ذُبْيانية

قَتَلْتُ أَباها وأَخاها، وسار إِلى ناحية عُمان وهناك اليوم عقِبُه

وولده؛ قال يونس: شاعَكم السلامُ يَشاعُكم شَيْعاً أَي مَلأَكم. وقد أَشاعكم

اللهُ بالسلام يُشِيعُكم إِشاعةً. ونصِيبُه في الشيء شائِعٌ وشاعٍ على

القلب والحذف ومُشاعٌ، كل ذلك: غير معزول. أَبو سعيد: هما مُتشايِعانِ

ومُشتاعانِ في دار أَو أَرض إِذا كانا شريكين فيها، وهم شُيَعاءُ فيها، وكل

واحد منهم شَيِّعٌ لصاحبه. وهذه الدار شَيِّعةٌ بينهم أَي مُشاعةٌ. وكلُّ

شيء يكون به تَمامُ الشيء أَو زيادتُه، فهو شِياعٌ له. وشاعَ الصَّدْعُ في

الزُّجاجة: استطارَ وافترق؛ عن ثعلب.

وجاءت الخيلُ شَوائِعَ وشَواعِيَ على القلب أَي مُتَفَرِّقة. قال

الأَجْدَعُ بن مالك بن مسروق بن الأَجدع:

وكأَنَّ صَرْعاها قِداحُ مُقامِرٍ

ضُرِبَتْ على شَرَنٍ، فَهُنّ شَواعِي

ويروى: كِعابُ مُقامِرٍ. وشاعتِ القطرةُ من اللبن في الماء

وتَشَيَّعَتْ: تَفَرَّقَت. تقول: تقطر قطرة من لبن في الماء

(* قوله «تقول تقطر قطرة

من لبن في الماء كذا بالأصل ولعله سقط بعده من قلم الناسخ من مسودة

المؤلف فتشيع أو تتشيع فيه أي تتفرق.). وشَيّع فيه أَي تفرَّق فيه. وأَشاعَ

ببوله إِشاعةً: حذف به وفَرَّقه. وأَشاعت الناقة ببولها واشتاعَتْ

وأَوْزَغَتْ وأَزْغَلَتْ، كل هذا: أَرْسَلَتْه متفَرِّقاً ورَمَتْه رَمْياً

وقَطَّعَتْه ولا يكون ذلك إِلا إِذا ضَرَبَها الفحل. قال الأَصمعي: يقال لما

انتشر من أَبوال الإِبل إِذا ضرَبَها الفحل فأَشاعَتْ ببولها: شاعٌ؛

وأَنشد:

يُقَطِّعْنَ لإِبْساسِ شاعاً كأَنّه

جَدايا، على الأَنْساءِ منها بَصائِر

قال: والجمل أَيضاً يُقَطِّعُ ببوله إِذا هاج، وبوله شاعٌ؛ وأَنشد:

ولقد رَمَى بالشّاعِ عِنْدَ مُناخِه،

ورَغا وهَدَّرَ أَيَّما تَهْدِيرِ

وأَشاعَتْ أَيضاً: خَدَجَتْ، ولا تكون الإِشاعةُ إِلا في الإِبل. وفي

التهذيب في ترجمة شعع: شاعَ الشيءُ يَشِيعُ وشَعَّ يَشِعُّ شَعّاً وشَعاعاً

كلاهما إِذا تفرَّقَ.

وشاعةُ الرجلِ: امرأَتُه؛ ومنه حديث سيف بن ذي يَزَن قال لعبد المطلب:

هل لك من شاعةٍ؟ أَي زوجة لأَنها تُشايِعُه أَي تُتابِعُه. والمُشايِعُ:

اللاحِقُ؛ وينشد بيت لبيد أَيضاً:

فيَمْضُون أَرْسالاً ونَلْحَقُ بَعْدَهُم،

كما ضَمَّ أُخْرَى التالِياتِ المُشايِعُ

(* روي هذا البيت في سابقاً في هذه المادة وفيه: نخلف بعدهم؛ وهو هكذا

في قصيدة لبيد.)

هذا قول أَبي عبيد، وعندي أَنه من قولك شايَعَ بالإِبل دعاها.

والمِشْيَعة: قُفَةٌ تضَعُ فيها المرأة قطنها.

والمِشْيَعةُ: شجرة لها نَوْر أَصغرُ من الياسمين أَحمر طيب تُعْبَقُ به

الثياب؛ عن أَبي حنيفة كذلك وجدناه تُعْبَق، بضم التاء وتخفيف الباء، في

نسخة موثوق بها، وفي بعض النسخ تُعَبَّقُ، بتشديد الباء. وشَيْعُ اللهِ:

اسم كتَيْمِ الله.

وفي الحديث: الشِّياعُ حرامٌ؛ قال ابن الأَثير: كذا رواه بعضهم وفسره

بالمُفاخَرةِ بكثرة الجماع، وقال أَبو عمرو: إِنه تصحيف، وهو بالسين

المهملة والباء الموحدة، وقد تقدم، قال: وإِن كان محفوظاً فلعله من تسمية

الزوجة شاعةً.

وبَناتُ مُشيّع: قُرًى معروفة؛ قال الأَعشى:

من خَمْرِ بابِلَ أُعْرِقَتْ بمِزاجِها،

أَو خَمْرِ عانةَ أَو بنات مُشَيّعا

شيع

1 شَاعَ, aor. ـِ (S, O, Msb, K,) inf. n. شُيُوعٌ (O, Msb, K) and شَيْعُوعَةٌ (S, O, K) and شَيْعٌ (K) and شَيَعَانٌ and مَشَاعٌ, (O, K, the last, in the CK, مَشَاعَة,) said of information, an announcement, a piece of news, or a narrative, or story, (TA,) or of a thing, (O, Msb,) It became spread, published, divulged, revealed, made known, or disclosed; (S, O, K, TA;) or it became apparent, or manifest; (Msb, TA;) فِى النَّاسِ [among the people]; so as to reach every one, becoming equally known by the people, not known by some exclusively of others. (TA.) b2: [Hence, app.,] شاع, aor. as above, said of a thing, signifies also (assumed tropical:) It became scattered, or dispersed; like شَعَّ. (TA in art. شع.) You say, شاع اللَّبَنُ فِى المَآءِ, (Msb,) or شاعت قَطْرَةٌ مِنَ اللَّبَنِ فِى المَآءِ, and ↓ تشيّعت, (TA,) (assumed tropical:) The milk, (Msb,) or the drop of milk, (TA,) became dispersed in the water, (Msb, TA,) and mixed: (Msb:) and فِيهِ ↓ شَيَّعَ likewise signifies it became dispersed in it. (TA.) And شاع الشَّيْبُ, inf. n. شَيْعٌ and شِيَاعٌ and شَيَعَانٌ and شُيُوعٌ and شُيُوعَةٌ and مَشِيعٌ, (tropical:) Whiteness of the hair, or hoariness, appeared, and became scattered: and شاع فِيهِ الشَّيْبُ, inf. n. as above, (tropical:) Whiteness of the hair, or hoariness, spread upon him; as also ↓ تشيّعهُ [or تشيّع فِيهِ, agreeably with what has been said above]. (TA.) And شاع الصَّدْعُ فِى الزُّجَاجَةِ (assumed tropical:) The crack spread, and became dispersed, in the glass, or glass vessel. (Th, TA.) And الإِبِلُ ↓ تشايعت (assumed tropical:) The camels became scattered, or dispersed; or they scattered, or dispersed, themselves. (TA.) A2: As trans. by means of بِ: see 4, in two places.

A3: [It is also trans. by itself.] شَاعَكُمُ السَّلَامُ is like the saying عَلَيْكُمُ السَّلَامُ [Safety, or peace, &c., be, or light and abide, on you]; (S, O, K;) but is only said by a man to his companions when he desires to quit them: (S, O:) or it means [may safety, &c.,] follow you: (O, K:) or, not quit you: (K:) whence, (TA,) one says also شَاعَكَ الخَيْرُ may prosperity not quit thee; and in like manner Lebeed says of praise (حَمْدٌ): (O, TA:) [and J says that] شاعهُ, inf. n. شِيَاعٌ, signifies he, or it, followed him: (S:) or شاعكم السلام, (Yoo, O, K,) aor. ـَ inf. n. شَيْعٌ, (Yoo, O,) means [may safety, &c.,] fill you: (Yoo, O, K:) [app. from what next follows.] b2: One says also شِعْتُ الإِنَآءَ, (K, TA,) aor. ـِ inf. n. شَيْعٌ, (TA,) I filled the vessel. (K, TA.) 2 شيّع فِيهِ: see 1.

A2: شيّع said of a pastor, He blew in the reed-pipe [called شِيَاع, by means of which the camels are called together]. (Lth, K, TA.) b2: شيّع بِالإِبِلِ He (a pastor) called to the camels, whereupon they followed one another; (Msb;) in [some of] the copies of the K, i. q. اشاء بها, [in the CK اَشابَها,] but correctly بِهَا ↓ أَشَاعَ, (TA,) which means he called to the camels, (K in another part of the art., and TA,) when some of them remained, or lagged, behind: (TA:) and [in like manner] شايع ↓ بِإِبِلِهِ , (S, K,) inf. n. مُشَايَعَةٌ and شِيَاعٌ, (S,) he (a pastor, S) shouted and called to his camels, (S, K,) when some of them remained, or lagged, behind: (S:) or شيّع إِبِلَهُ he (a pastor) called out among his camels, whereupon they went along, following one another: (Mgh:) and شيّع الغَنَمَ he urged on the sheep, or goats, (K, * TA,) because of their lagging behind, (TA,) in order that they might follow the others. (K, TA.) [The last two phrases are app. from the second of the explanations here following.] b3: شيّعهُ, inf. n. تَشْيِيعٌ, also signifies He sent, or sent on, him, or it. (TA.) b4: And He made him, or it, to follow. (TA.) b5: [And He made it to be followed by another thing.] One says, شَيَّعْتُ رَمَضَانَ بِسِتٍّ مِنْ شَوَّالٍ [or rather بِسِتَّةٍ] (assumed tropical:) I made [the fasting of] Ramadán to be followed by [the fasting of] six [days] of Showwál expl. by أَتْبَعْتُهُ بِهَا [a well-known phrase, of frequent occurrence, but one which I have not found in any of the lexicons, except in explanations; the approved phrase used in its stead being أَتْبَعْتُهُ إِيَّاهَا, lit. meaning “ I made them to follow it; ” this being virtually the same as “ I made it to be followed by them ”]: (Msb:) [and in like manner, the elliptical phrase] شيّع رَمَضَانَ, (K,) or شيّع شَهْرَ رَمَضَانَ, (O, TA,) means He fasted after Rama-dán, or the month of Ramadán, six days; (O, K, TA;) i. e. أَتْبَعَهُ بِهَا. (TA.) b6: شَيَّعْتُهُ عِنْدَ رَحِيلِهِ (Lth, * S, O, Msb, K *) I went forth with him (Lth, O, Msb, K) on the occasion of his departure, (O, Msb,) namely, a guest, (Msb,) in order to bid him farewell, and to conduct him to his place of alighting, [app. meaning, to his first place of alighting,] (Lth, O, K,) or to show honour, or courtesy, to him; and I bade him farewell: (Msb:) or شيّع الضَّيْفَ signifies he followed the guest [app. on the occasion of his departure, in order to bid him farewell, &c.]: (Mgh:) or شيّعهُ عِنْدَ رَحِيلِهِ he went forth with him on the occasion of his departure, desiring to cheer him by his company to some place: and ↓ شايعهُ signifies the same. (TA.) b7: [شيّعهُ sometimes signifies He followed him, not coming up with him, but always going behind him]. See المُشَيِّعَةُ, voce مُشَيَّعٌ. b8: [And He followed, or imitated, him; conformed, agreed, or complied, with him; like شَايَعَهُ]. See 3, in three places. b9: شيّع فُلَانًا (tropical:) He encouraged such a one, and emboldened him, (O, K, TA,) and strengthened him. (TA.) One says, فُلَانٌ يُشَيِّعُهُ عَلَى ذٰلِكَ (tropical:) Such a one strengthens him to do that. (TA.) And شَيَّعَ هٰذَا بِهٰذَا (assumed tropical:) He strengthened this with this. (TA.) b10: شيّعهُ النَّارَ (tropical:) He threw, or put, firewood upon the fire to make it blaze or flame, burn up, or burn brightly or fiercely. (ISk, S, K, TA.) b11: And شيّعهُ بِالنَّارِ (assumed tropical:) He burned him, or it, with fire. (S, K, TA.) Of anything that has been burned, one says, شُيِّعَ. (TA.) 3 مُشَايَعَةٌ primarily signifies The following another, or conforming with him, in, or as to, an affair, and an opinion; as also شِيَاعٌ; [an inf. n. of شايعهُ, like the former;] and so too signifies ↓ تَشَيُّعٌ [if not a mistranscription for ↓ تَشْيِيعٌ, which I rather think it to be, agreeably with what follows]: and the agreeing, or complying, with him, or obeying him. (TA.) You say, شايعهُ عَلَى أَمْرٍ, (Lth, O, Msb, K,) inf. n. مُشَايَعَةٌ (Msb) [and شِيَاعٌ], He followed him, or conformed with him, [&c.,] in, or as to, an affair: (Lth, O, Msb:) or he did so, and strengthened him; and likewise على رَأْىٍ in, or as to, an opinion; as also عَلَيْهِ ↓ شيّعهُ, referring to an opinion [and an affair]. (TA.) And مَا تُشَايِعُنِى رِجْلِى وَلَا سَاقِى

My leg does not conform with [my wish] nor aid me to walk, nor does my shank. (TA.) and شَايَعَتْهُ نَفْسُهُ عَلَى ذٰلِكَ His soul conformed [or complied] with him, [i. e. with his wish,] and encouraged him, to do that; as also ↓ شَيَّعَتْهُ. (L, TA.) b2: Also (O, K) He befriended him, or was friendly to him; syn. وَالَاهُ, (S, O, K,) from الوَلِىُّ. (S.) b3: شايعهُ عِنْدَ رَحِيلِهِ: see 2, in the latter part of the paragraph. b4: شايع بِإِبِلِهِ: see 2, near the beginning. [Hence, app.,] one says also, شَايَعَ بِهِمُ الدَّلِيلُ فَأَبْصَرُوا الهُدَى The guide called to them [and they saw the right direction]. (TA.) A2: الشِّيَاعُ occurs in a trad., as some relate it, and is expl. as there meaning المُفَاخَرَةُ بِكَثْرَةِ الجِمَاعِ: but AA says that it is a mistranscription for السِّبَاعُ, with س and ب; or that it may be from شَاعَةٌ signifying “ a wife. ” (IAth, TA.) 4 اشاع الخَبَرَ, (S, O,) or الشَّىْءَ, (Msb, K,) or rather السِّرَّ, as in the L; (TA;) and اشاع بِهِ; (O, * K;) as also بِهِ ↓ شاع, first Pers\. شِعْتُ به; (Msb, K;) He spread, published, divulged, revealed, made known, or disclosed, (S, O, K,) and (K) made apparent or manifest, (Msb, K,) the information, announcement, news, narrative, or story, (S, O,) or the thing, (Msb, K,) or the secret. (L, TA.) And اشاع ذِكْرَ الشَّىْءِ He made the mention, or fame, of the thing to fly [abroad, or to spread]. (TA.) b2: أَشَعْتُ المَالَ بَيْنَ القَوْمِ (assumed tropical:) I dispersed, or distributed, the property among the people, or party; and القِدْرَ فِى الحَىِّ the [contents of] the cooking-pot among the tribe. (A 'Obeyd, TA.) [See also its pass. part. n.] b3: اشاعت بِبَوْلِهَا (assumed tropical:) She (a camel) ejected her urine, (S, K,) scattering it, (K,) and stopped it; (S, K; expl. in the K in two places;) but this is only when the stallion has leaped her, and is only said in relation to camels; and ببولها ↓ اشتاعت signifies the same: and in like manner اشاع is said of a he-camel. (TA.) b4: أَشَاعَكُمُ اللّٰهُ السَّلَامَ, (S, O,) or بِالسَّلَامِ, (K,) or both, (TA,) as also ↓ شَاعَكُمُ اللّٰهُ بِالسَّلَامِ , (K,) May God make safety, or peace, &c., [to light and abide upon you, or] to accompany and follow you. (S, O, K. [See also 1, latter half.]) b5: اشاع بِالإِبِلِ: see 2. b6: [اشاعت is also expl. in the TA as meaning خرجت: but I suspect a mistranscription or an omission in this case.]5 تَشَيَّعَ see 1, in two places. b2: تشيّع said of a man, (S, O,) He asserted himself to hold the tenets of the شِيعَة [q. v.]: (S, O, K, KL, TA:) or he became a شِيَعِىّ: a verb similar to تَحَنَّفَ and تَشَفَّعَ. (TA.) A2: [Accord. to Golius, it is expl. in the KL as meaning He left a portion of a thing undistributed: but this explanation is not in my copy of that work.] b2: تشيّع فِى الشَّىْءِ He strove, or laboured, or he distressed himself, or he courted death, (اِسْتَهْلَكَ,) in his love of the thing. (TA.) A3: تشيّعهُ الغَضَبُ Anger excited him to lightness, levity, or unsteadiness; or flurried, or disquieted, him. (TA.) b2: See also 3, first sentence.6 تشايعت الإِبِلُ: see 1. b2: تشايعوا is from الشِّيعَةُ, (S, O,) and signifies They became شِيَع [i. e. separate parties, &c., pl. of شِيعَةٌ, q. v.]. (TA.) b3: And They went, or went along, together. (KL.) b4: [See also the part. n., voce شَيِّعٌ.]8 اشتاعت بِبَوْلِهَا, said of a she-camel: see 4. b2: [See also the part. n., voce شَيِّعٌ.]

شَاعٌ, originally شَائِعٌ: see the latter word. b2: Also The urine of the she-camel, that becomes scattered when the stallion leaps her. (As, O, K.) And, (As, O, [accord. to the K “ or,”] The urine of the he-camel when he is excited by lust. (As, O, K.) شَيْعٌ A space [of time]. (S, O, K.) One says, أَقَامَ فُلَانٌ شَهْرًا أَوْ شَيْعَهُ (S, O) i. e. Such a one remained, or stayed, a month or the space thereof: or nearly the space thereof. (TA.) b2: One says also, آتِيكَ غَدًا أَوْ شَيْعَهُ I will come to thee to-morrow or after it: (S, O, K:) or to-morrow or the day after it. (L, TA.) b3: And هٰذَا شَيْعُ هٰذَا This is he that was born next after this; like شَوْعُهُ: (S, O, K, all in art. شوع:) or this is the like of this. (A 'Obeyd, O and K in the present art.) b4: شَيْعٌ signifies also A follower: and a friend, or a comrade, or an assistant. (KL.) b5: And A lion's whelp: (Lth, IDrd, S, O, K:) or when he has attained to taking prey; so in the L: and some say the lion [himself]. (TA.) A2: See also شَائِعٌ.

شِيعُ نِسَآءٍ One who follows after women, and mixes, associates, or converses, with them. (K, * TA.) شَاعَةٌ A wife: because she follows, or conforms with, [the wishes of] her husband. (Sh, O, K, TA.) A2: See also شَائِعٌ.

شَيْعَةٌ A certain tree, (O, K,) below the stature of a man, having knotted, or jointed, rods, and small, dark-red blossoms, smaller than the jasmine: (O:) the bees feed upon it; (O, K;) and men eat its tender extremities, being rendered healthy, or sound, thereby; (يَتَصَحَّحُونَ بِهِ;) and it has a hot quality in the mouth; and is sweet in odour: (O:) clothes become sweet-scented by adhering to it, (O, K, * TA,) i. e. to its blossom, agreeably with what is said in the “ Book of Plants,” not to the tree, to which the pronoun refers in the O and K; (TA;) and its honey is clear, (O, K,) very clear, and is well known: it is a pasture; and grows in the plains, and near to seed-produce. (O.) شِيعَةٌ A separate, or distinct, party, or sect, (O, K, TA,) of men: this is the primary signification: so called from their agreeing together, and following one another: or, accord. to some, the ى is originally و, and it is from شُوَّعَ قَوْمَهُ, which means “ he collected his people or party: ” (TA:) the followers and assistants (S, O, Msb, K) of a man: (S, O, K:) any people that have combined in, or for, an affair: (Msb, TA:) accord. to Az, persons who follow, or conform with, one another, [though] not all of them agreeing together: (TA:) and any assistant and partisan of a man: (O, TA:) [for] the word is applied to one and to two and to a pl. number and to the male and to the female, (K, TA,) without variation: (TA:) the pl. is شِيَعٌ and أَشْيَاعٌ, (S, * O, Msb, K,) the latter a pl. pl.; (Msb;) and the former is applied to any people, or party, whose affair, or case, is one, who follow one another's opinion. (S.) The saying, in the Kur [xxxiv. last verse], كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ means As was done with the likes of them, of the same persuasion as they, of the peoples that have gone before: (S, * TA:) and similar to this is the saying in the Kur liv. 51. (TA.) b2: Afterwards, الشِّيعَةُ became a name of A particular party [or sect]; (Msb, K;) being predominantly applied to all who took as their friends, or lords, 'Alee and the people of his house: (K:) those who followed 'Alee, saying that he was the [rightful] Imám after the Apostle of God, and believing that the office of Imám should not depart from him and his descendants: (KT:) they are an innumerable people, who are innovators; the extravagant zealots among them are the Imámeeyek, who revile the Two Sheykhs [Aboo-Bekr and 'Omar]; and the most extravagant of them call the Two Sheykhs disbelievers: some of them rise to the pitch of [that misbelief which is termed] الزَّنْدَقَة [q. v.]. (TA.) [It is also applied to A single person of this party, or sect; agreeably with what has been said above; and such a person is likewise called ↓ شِيَعِىٌّ: see 5.]

شِيَعِىٌّ: see the next preceding sentence.

شِيَعِيَّةٌ and شِيْعِيَّةٌ The way of doctrine and practice, or the system of tenets, of the sect called الشِّيعَةُ.]

شَيَاعٌ: see the next paragraph.

شِيَاعٌ The reed-pipe of the pastor; (IAar, O, K;) the instrument with which the pastor blows; so named because he calls together the camels with it: (A, TA:) or the sound of the pastor's reed-pipe. (S, O, K.) b2: And Callers, or summoners; syn. دُعَاةٌ, (O, K,) pl. of دَاعٍ: (K:) in the Tekmileh, دُعَآء [a call, or calling, &c.]. (TA.) A2: Also, (S, O, K,) and ↓ شَيَاعٌ, (O, K,) but the former is the more chaste, (O, [and the same is implied in the K,]) (tropical:) Slender firewood, with which a fire is made to blaze or flame, burn up, or burn brightly or fiercely: (S, O, K, TA:) and ↓ شَيُوعٌ signifies [the same, i. e.] slender firewood (AHn, O, K) that is quickly kindled by a weak fire, so that it prevails over the thick, or large, firewood. (AHn, O.) شَيُوعٌ: see next preceding sentence.

شَيِّعٌ A sharer, or partner: (TA:) pl. شُيَعَآءُ. (O, K, TA.) One says, هُمْ شُيَعَآءُ فِيهَا [They are sharers, or partners, in it, i. e. a house (دَار) or land;] i. e. every one of them is a شَيِّع to his fellow [or fellows]. (O, K.) And ↓ هُمَا مُتَشَايِعَانِ فِى دَارٍ, (O, K,) or أَرْضٍ; (O;) and ↓ مُشْتَاعَانِ, (O, TA,) in the copies of the K, erroneously, مُتَشَاعَانِ; (TA;) They two are sharers, or partners, in a house, (O, K,) or land. (O.) b2: and الدَّارُ شَيِّعَةٌ بَيْنَهُمْ The house is undivided [i. e. shared] among them; syn. ↓ مُشَاعَةٌ. (O, K. [See also شَائِعٌ.]) شَائِعٌ Information, an announcement, a piece of news, a narrative, or a story, spreading; or becoming spread, published, divulged, revealed, made known, disclosed, apparent, or manifest; فِى النَّاسِ [among the people]; so as to reach every one, becoming equally known by the people, not known by some exclusively of others: (TA:) and ↓ شَاعَةٌ [is app. a pl. thereof, like as بَاعَةٌ is of بَائِعٌ, signifying, or so أَخْبَارٌ شَاعَةٌ,] news, or tidings, &c., spreading, or becoming spread. (IAar, O, K.) b2: [(assumed tropical:) A thing scattered, or dispersed, or in a state of dispersion: fem. with ة: pl. of the latter شَوَائِعُ; which may also be pl. of the former applied to a rational being, like فَوَارِسُ pl. of فَارِسٌ.] One says, جَآءَتِ الخَيْلُ شَوَائِعَ (assumed tropical:) The horsemen came scattered, or dispersed, or in a state of dispersion; as also شَوَاعِىَ, formed by transposition. (TA. [But the latter is also mentioned as belonging to art. شعو.]) b3: Also A lot, share, or portion, (سَهْمٌ, S O, Msb, K, and نَصِيبٌ, TA,) undivided; and so ↓ شَاعٌ, (S, O, K, TA,) like as one says سَائِرُ الشَّىْءِ and سَارُهُ; (S, O;) and ↓ مُشَاعٌ; (S, K;) [i. e. shared in common; as though] spread; (TA;) so called because mixed, not being separated: (Msb:) [and it seems, from the usage of a phrase in art. خلط of the K, (المُشَارِكُ فِى الشُيُوعِ,) that ↓ شَيْعٌ, as sing. of شُيُوعٌ, signifies an undivided portion.] b4: Also Anything that is a supplement to a thing: or an addition, or augment, thereto. (TA.) مُشَاعٌ; and its fem., with ة: see شَائِعٌ and شَيِّعٌ.

مَشِيعٌ Filled; (O, K;) applied to a vessel. (K.) b2: [Hence,] (assumed tropical:) Very rancorous, malevolent, malicious, or spiteful; filled with baseness, meanness, or sordidness. (K, TA. [In the CK, erroneously said to be, in this sense, مِشْيَع, like مَكْيَل; instead of مَشِيع, like مَكِيل.]) Hence also, هُوَ ضَبٌّ مَشِيعٌ (assumed tropical:) He is [like a lizard of the kind called ضبّ that is] very rancorous, &c. (TA.) IAar says, I heard Abu-l-Mekárim revile a man, saying, هُوَ خَبٌّ مَشِيعٌ, [perhaps correctly ضَبٌّ, but see this word, which is used as a syn. sequent to خَبٌّ,] meaning He is like a ضَبّ that is very rancorous, &c., and unprofitable; (O, TA;) مَشِيعٌ, here, being with fet-h to the م; (O;) from شِعْتُهُ “ I filled it. ” (O, TA.) مِشْيَعَةٌ A قُفَّة [or kind of basket, of palmleaves,] in which a woman puts her cotton and other things: (IDrd, O, L, K:) so called because it accompanies and follows her. (TA.) مِشْيَاعٌ One who will not keep, or conceal, a secret; or one who is unable to conceal his information, news, or tidings; [a babbler of secrets &c.;] syn. مِذْيَاعٌ. (S, O, K.) مُشَيَّعٌ (tropical:) Courageous: (S, O, K, TA:) as though he were encouraged and emboldened and strengthened by another, or encouraged and emboldened by the strength of his heart: (O, K:) or whose heart is encouraged and emboldened by every formidable affair in which he has embarked. (A, TA.) b2: And (tropical:) Very quick or speedy or hasty. (Ibn-'Abbád, Z, O, K.) b3: المُشَيَّعَةُ, in a trad. relating to sheep or goats to be slaughtered as victims on the day of sacrifice, in which trad. such are forbidden, (O, Msb, K,) means the sheep or goat (Mgh) that requires one to urge it on after the [other] sheep or goats, (Mgh, O, Msb, K,) because of its weakness (Mgh, K) and leanness, (Mgh,) or because of its lack of strength to follow them: (O:) or, as some relate it, the word is ↓ المُشَيِّعَةُ, (Mgh, O, Msb, K,) meaning that ceases not to follow the [other] sheep or goats, (الغَنَمَ ↓ لَا تَزَالُ تُشَيِّعُ, O, K, * i. e. تَتْبَعُهَا, Mgh, O, K,) or that ceases not to lag behind the [other] sheep or goats, (Msb,) not coming up with them, (Mgh, TA,) but always going behind them, (TA,) because of its leanness; (Mgh, Msb, K;) from شَيَّعَ الضَّيْفَ [expl. above (see 2)]; (Mgh;) or as though urging on the [other] sheep or goats. (Msb.) المُشَيِّعَةُ: see what next precedes.

مُشَايِعٌ Overtaking, or coming up with another or others; or one that overtakes, &c.: (S, K, TA:) as in the saying of Lebeed, كَمَا ضَمَّ أُخْرَى التَّالِيَاتِ المُشَايِعُ [Like as he that overtakes collects together the last of those cattle that go behind the others]. (TA.) مُشْتَاعٌ: see the dual of each, voce شَيِّعٌ.

مُتَشَايِعٌ: see the dual of each, voce شَيِّعٌ.
شيع
} شاعَ الخبَرُ فِي النّاسِ {يَشيعُ} شَيْعاً، بِالْفَتْح، {وشُيوعاً، بالضَّمِّ،} ومَشاعاً، بِالْفَتْح، {وشَيْعوعَةً، كدَيْمومَةٍ،} وشَيَعاناً، مُحَرَّكَةً، اقْتصر الجَوْهَرِيّ مِنْهَا على الرَّابعِ، فَهُوَ {شائعٌ: ذاعَ وفَشا وظَهَرَ وانْتَشَرَ، وقولُهم: هَذَا خَبَرُ شائعٌ، وَقد} شاع فِي النَّاسِ، مَعْنَاهُ: قد اتَّصَلَ بكُلِّ أَحَدٍ، فَاسْتَوَى عِلْمُ النّاس بِهِ، وَلم يكن علمُه عِنْد بعضِهِم دونَ بعضٍ. وَسَهْمٌ {شائعٌ} وشاعٍ،! ومُشاعٌ: غيرُ مَقسوم، الثَّانِي مَقلوبٌ كَمَا يُقالُ: سائرُ الشيءِ، وسارُهُ، قَالَه الجَوْهَرِيُّ، قَالَ ابْن برّيّ: وَشَاهده قولُ ربيعةَ بنِ مَقروم: لَهُ رَهَجٌ منَ التَّقريبِ شاعٌ أَي شائعٌ، ومثلُه: خَفَضوا أَسِنَّتَهُم فكُلٌّ ناعْ أَي نائعٌ. ويُقال: مَا فِي هَذِه الدَّارِ سَهْمٌ شائعٌ، أَي مُشتهِرٌ ومُنْتَشِرٌ، ونصيبُ فلانٍ فِي جميعِ هَذِه الدَّارِ شائعٌ ومُشاعٌ، أَي لَيْسَ بمَقسومٍ وَلَا بمَعزولٍ. يُقال: هَذَا {شَيْعُ هَذَا، أَي} شَوْعُهُ، أَو مِثلُه، الأَخير قولُ أَبي عُبَيدٍ. {والشَّيْعُ: المِقدارُ، يُقَال: أَقامَ فلانٌ شَهراً أَو} شَيْعَهُ. نَقله الجَوْهَرِيُّ، أَي) مِقدارَه أَو قَرِيبا مِنْهُ. (و) {الشَّيْعُ: ولَدُ الأَسَد، كَمَا فِي بعضِ نُسَخ الصِّحاحِ، وزادَ صاحِبُ اللسانِ: إِذا أَدرَكَ أَنْ يَفرِسَ، وَفِي بَعْضهَا: الأَسَدُ، والأَوَّل قَول اللَّيْث وَابْن دُريد. وآتيكَ غَدا أَو} شَيْعَهُ، أَي بعدَه، كَمَا فِي الصحاحِ، وزادَ فِي اللِّسَان: وقِيلَ: اليومُ الَّذِي يتبعُه، قَالَ عمرُ بنُ رَبيعةَ:
(قَالَ الخليطُ غَدا تَصَدُّعُنا ... أَو شَيْعَهُ، أَفلا {تُشَيِّعُنا)
وَفِي الصِّحاح: أَفلا تُوَدِّعُنا.} وشَيْعُ اللهِ: اسمٌ، كتَيْمِ اللهِ، وَهُوَ شَيْعُ الله بن أَسَدِ بن وَبْرَة، نَقله الْحَافِظ. {وشَيْعانُ: ع، باليَمَنِ، من مِخلاف سِنْحانَ.} وشِيعَةُ الرَّجُلِ، بالكسْرِ: أَتباعُه وأَنصارُه، وكُلُّ قومٍ اجْتَمعُوا على أَمْرٍ فهُم {شِيعَةٌ، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: مَعنى} الشِّيعَةِ: الَّذين يتبعُ بعضُهُم بَعضاً وَلَيْسَ كلُّهُم مُتَّفقينَ. وَفِي الحديثِ: القَدَرِيَّةُ شِيعَةُ الدَّجَّالِ، أَي أَولِياؤُه. أصلُ الشِّيعَةِ: الفِرْقَةُ من النّاسِ على حِدَةٍ، وكلُّ مَن عاوَنَ إنْسَانا وتَحَزَّبَ لَهُ فَهُوَ لَهُ شيعةٌ، قَالَ الكُمَيْتُ: (وَمَا لِيَ إلاّ آلَ أَحْمَدَ شِيعَةٌ ... وَمَا ليَ إلاّ مَشْعَبَ الحَقِّ مَشْعَبُ)
ويقعُ على الواحدِ، والاثنينِ، والجَمعِ، والمُذَكَّرِ، والمؤنَّثِ، بلفظٍ واحِدٍ، وَمعنى واحِدٍ. وَقد غلَبَ هَذَا الاسمُ على كلِّ مَن يَتولَّى عَلِيّاً وأَهل بيتِه، رَضِي الله عَنْهُم أَجمعينَ، حتّى صارَ اسْما لهُم خاصّاً، فَإِذا قيلَ: فلانٌ من الشِّيعَةِ عُرِفَ أَنَّه مِنْهُم، وَفِي مَذهب الشيعَةِ كَذَا، أَي عندَهم، أَصلُ ذلكَ من {المُشايَعَةِ، وَهِي المُطاوَعَةُ والمُتابَعَةُ. وَقيل: عَيْنُ الشِّيعَةِ واوٌ، مِن شَوَّعَ قومَهُ، إِذا جمعَهُم، وَقد تقدَّمت الإشارَةُ إِلَيْهِ قَرِيبا، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: الشِّيعَة: قَوْمٌ يَهْوَوْنَ هَوَى عِتْرَةِ النَّبيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم، ويُوالونَهُم. قَالَ الحافظُ: وهم أُمَّةٌ لَا يُحْصَوْنَ، مُبتدِعَةٌ، وغُلاتُهم الإماميَّةُ المُنتظِرِيَّةُ، يَسُبُّونَ الشَّيخَينِ، وغُلاةُ غُلاتِهِم ضُلاّلٌ يُكَفِّرونَ الشَّيخين، وَمِنْهُم من يرتَقي إِلَى الزَّندَقَةِ، أَعاذَنا الله مِنْهَا. ج:} أَشياعُ {وشِيَعٌ، كعِنَبٍ، قَالَ الله تَعَالَى: كَمَا فُعِلَ} بأَشياعِهِم وقولُه تَعَالَى: ولَقَد أَهلَكْنا {أَشْياعَكُمْ قيل: المُراد} بالأَشياعِ أَمثالُهُم مِمَّن الأُمَمِ الماضيَةِ، ومَن كانَ مَذهبه مَذْهَبهم، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(أَسْتَحْدَثَ الرَّكْبُ عَن {أَشياعِهِم خَبرا ... أَم راجَعَ القلبَ من أَطرابِه طَرَبُ)
وَقَالَ تَعَالَى: إنَّ الّذينَ فرَّقوا دينَهُمْ وَكَانُوا} شِيَعاً أَي فِرَقاً مُختلِفينَ، كلُّ فرقةٍ تُكَفِّرُ الفرقةَ المُخالفةَ لَهَا، يَعْنِي بِهِ اليهودَ والنَّصارى.! وشِعْتُ بالشَّيءِ، كبِعْتُ: أّذَعْتُهُ وأَظْهَرْتُه، هَكَذَا فِي النُّسَخِ: بالشَّيءِ، ومثلُه فِي العُبابِ، والأَولَى بالسِّرِّ، كَمَا فِي اللِّسَان، {كأَشَعْتُه،} وأَشَعْتُ بِهِ، قَالَ الطِّرْمّاح:)
(جَرى صَبَباً أَدَّى الأَمانةَ بَعدَما ... {أَشاعَ بلَوماهُ عَلَيَّ} مُشيعُ)
(و) {شِعْتُ الإناءَ} شَيْعاً: ملأْتُهُ، فَهُوَ {مَشيعٌ، كمَبيعٍ، وَمِنْه: هُوَ ضَبٌّ مَشيعٌ، للْحَقودِ، كَمَا سيأْتي. منَ المَجاز: فِي الدُّعاءِ: حَيَّاكُمُ اللهُ،} وشاعَكُمُ السَّلامُ، كمالَ عليكُمُ السّلامُ، هَكَذَا فِي النُّسَخ، وَفِيه سَقْطٌ، والصَّوابُ: كَمَا يُقال: عليكُم السّلام، قَالَ الشّاعِرُ:
(أَلا يَا نَخْلَةً مِنْ ذاتِ عِرْقٍ ... بَرودَ الظِّلِّ شاعَكُمُ السّلامُ)
وَهَذَا إنَّما يقولُه الرَّجُلُ لأَصحابه إِذا أرادَ أَن يُفارِقَهُم، كَمَا قَالَ قيسُ بنُ زُهيرٍ لَما اصْطَلَحَ القَومُ: يَا بني عَبْسٍ، شاعَكُم السَّلامُ، فَلَا نظرتُ فِي وجْهِ ذُبيانِيَّةٍ قتلْتُ أَباها أَو أَخاها، وسارَ إِلَى نَاحيَة عُمانَ، وهناكَ عَقِبُه ووَلَدُه، كَمَا فِي الصِّحاح والعُبابِ. شاعَكُم السَّلام: تَبِعَكُم، نَقله الصَّاغانِيّ، أَو شاعَكُم: لَا فارَقَكُم، وَهُوَ قريبٌ من قَول ثَعلَبٍ: أَي صَحِبَكُم {وشَيَّعَكُم. وَمِنْه قولُهم:} شاعَكَ الخيرُ، أَي لَا فارقَكَ، قَالَ لُبيدُ رَضِي الله عَنهُ:
( {فَشاعَهُمُ حَمْدٌ وزانَتْ قبورَهُمْ ... أَسِرَّةُ رَيْحانٍ بقاعٍ مُنَوِّرِ)
شاعَكُم: ملأَكُمُ السَّلامُ،} يَشاعُكُم {شَيْعاً، وَهَذَا نَقله يونُسُ. يُقال: شاعَكُمُ اللهُ بالسَّلامِ، كَمَا فِي الأَساس. وَالْمعْنَى واحدٌ، ويُقال:} أَشاعَكُمُ السَّلام وأَشاعَكُم بِهِ: أَتبعَكُم، أَي عَمَّكُم وَجعله صاحِباً لكم وتابِعاً. وَقَالَ ثعلَبٌ: معنى أَشاعَكُم السَّلامَ: أَصحَبَكم إيّاه، وَلَيْسَ ذلكَ بقَويٍّ. {والشّاعُ: بَوْلُ الجَمَلِ الهائجِ، فَهُوَ يُقطِّعُه إِذا هاجَ، نَقله الأَصمعيُّ، وأَنشدَ:
(وَلَقَد رَمى} بالشّاعِ عندَ مُناخِهِ ... ورَغا وهَدَّرَ أَيَّما تَهديرِ)
أَو المُنتشِرُ من بولِ النّاقة إِذا ضربَها الفَحْلُ {شاعٌ أَيضاً، نَقله الأَصمعيُّ كَذَلِك، وأَنشدَ:
(يُقَطِّعْنَ للإبساسِ} شاعاً كأَنَّه ... جَدايا على الأَنْساءِ مِنْهَا بَصائرُ)
قد {أَشاعَتْ بِهِ} إشاعَةً، إِذا رمَتْهُ رَمياً، وأَرسلَتْهُ مُتَفَرِّقاً وقطَّعَتْهُ، مثل أَوزَغَتْ ببَولِها، وأَزْغَلَتْ، وَلَا يكونُ ذلكَ إلاّ إِذا ضربَها الفَحْلُ، وَلَا تكونُ {الإشاعةُ إلاّ فِي الإبلِ.} والشَّاعَةُ: الزَّوجَةُ، {لِمُشايَعَتِها الزَّوجَ ومتابَعَتها، قَالَه شَمِرٌ، وَمِنْه الحَدِيث: أَنَّه قَالَ لِعَكَّافِ بنِ وَداعَةَ الهِلالِيِّ رَضِي الله عَنهُ: أَلَكَ} شاعَةٌ كَمَا فِي العُبابِ. قلتُ: ووَرَدَ أَيضاً أَنَّ سيفَ بنِ ذِي يَزَن قالَ لعبد المُطَّلِب: هلْ لكَ من شاعَةٍ أَي زَوجَةٍ. (و) {الشَّاعَةُ: الأَخبارُ المُنتشرَةُ، عَن ابْن الأَعرابيِّ.
} والشِّياع، ككِتابِ، هَكَذَا فِي نُسَخ الصِّحاح، ووُجِدَ بخَطِّ أَبي زَكريّا: {المِشياعُ كمِحراب: دِقُّ الحَطَبِ} تُشَيَّع بِهِ النّار، أَي توقَدُ، وَقد يُفتَحُ، والكَسْرُ أَفصَح، كَمَا يُقال: شِبابٌ لِلنّار، وجِلاءٌ) لِلعَينِ، وَعَلِيهِ اقتصَرَ الجَوْهَرِيُّ، وَهُوَ مَجاز. فِي حَدِيث عليٍّ رَضِي الله عَنهُ: أُمِرْنا بكَسْرِ الكُوبَةِ والكِنّارَةِ والشِّياعِ، قَالَ ابنُ الأَعرابيِّ:! الشِّياعُ: مِزمارُ الرَّاعي، وَمِنْه قولُ مَريَمَ عَلَيْهَا السّلامُ: اللهمَّ سُقْهُ بِلَا{شِياعاً وشِباباً، كَمَا قالَهُ الزَّمخشريُّ، وَلَو ذكرَهُ عندَ} الشِّياع كَانَ أَولَى وأَجمَعَ، وأَجرى على قاعِدَتِه. قَالَ أَبو حنيفَة: {الشَّيْعَة: بِالْفَتْح، وإنَّما ضبطَه لئلاّ يُظَنَّ أَنَّه بتَشْديد التَّحتِيَّةِ، فليسَ قَوْله: بِالْفَتْح مُستَدْرَكاً: شجَرَةٌ دونَ القامَةِ، لَهَا قضبانٌ فِيهَا عُقَدٌ ونورٌ أَحْمَرُ مُظلِمٌ صَغيرٌ، أَصغر من الياسمينة، تَجرُسُها النَّحْلُ، ويأْكُلُ النّاسُ قدّاحَها، يتَصَحَّحُون بِهِ، وَله حرارةٌ فِي الْفَم، وعسلُها طَيِّبُ الرَّائحةِ صافٍ شَدِيد الصَّفاءِ، هَكَذَا فِي العبابِ، زَاد فِي التَّكملة فتَطيبُ، والضَّميرُ إِلَى الشَّجرَةِ، ونَصُّ كتاب النَّباتِ: بِهِ، أَي بنورِها، وَهُوَ الصَّوابُ، قَالَ صاحبُ اللسانِ: وجدنَا فِي نُسخَةٍ من كتابِ النَّباتِ مَوثوقٍ بهَا: تُعبَقُ، بضَمِّ التّاءِ وَتَخْفِيف الباءِ، وَفِي نُسخَةٍ أُخرى: تُعَبَّقُ، بتَشْديد الباءِ. زادَ فِي العُبابِ: وَهِي مَرعىً، ومَنابِتُها القِيعانُ، وقُرْبَ الزَّرْعِ.} وأَشاعَ بالإبلِ: أَهابَ بهَا، أَي صاحَ بهَا، ودعاها إِذا)
استأْخَرَ بعضُها. قَالَ الزَّمخشريُّ: وَمِنْه سُمِّيَ مِنفاخُ الرَّاعي {شِياعاً، وَقَالَ الطِّرِمّاحُ يصِفُ النَّحْلَ:
(إِذا لمْ تَجِدْ بالسَّهْلِ رِعياً تَطَرَّقَتْ ... شَماريخَ لم يَنعِقْ بهِنَّ} مُشيعُ)
أَي لمْ يُصَوِّتْ بهِنَّ مُصَوِّتٌ. (و) {أشاعَتِ النّاقةُ ببَولِها، وَكَذَا} شاعَتْ، كَمَا فِي الأَساسِ: رَمَتْ بِهِ مُتَفَرِّقاً وقَطَّعَتْه، وَهَذَا قد تقدَّمَ للمصنِّف قَرِيبا، فَهُوَ تَكرارٌ، وكذلكَ: أَشاعَ الجَمَلُ، فَفِي عبارَة المُصنِّفِ مَعَ التّكْرَار قُصورٌ لَا يَخفى، وَقد سبَقَ أَنَّ الإشاعَةَ لَا تكونُ إلاّ للإبِلِ. ورَجُلٌ {مِشياعٌ، كمِذياعٍ زِنَةً ومَعنىً، أَي يُذيعُ السِّرَّ،} ويُشيعُه وَلَا يَكتُمُه. {وشَيَّعَ بالإبلِ: أَشاءَ بهَا، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ، ومثلُه فِي نُسَخ العُباب، وصوابُه: أَشاعَ بهَا، أَي صاحَ بهَا، كَمَا فِي الأَساس واللسانِ. (و) } شَيَّعَ فلَانا عندَ رَحيلِه: خرجَ مَعَه، لِيُوَدِّعَه ويُبَلِّغَه مَنزِلَه، قَالَه الليثُ، وَقيل: هُوَ أَن يخرُجَ مَعَه يُريدُ صُحبَتَه وإيناسَه إِلَى مَوضِعٍ مَا. منَ المَجاز: شَيَّعَ شَهرَ رَمضانَ، إِذا صامَ بعدَهُ سِتَّةَ أَيّامٍ من شوَّالَ، أَي أَتبعَهُ بهَا. (و) {شيَّعَه بالنّارِ: أَحرقَه، وَقيل: كلُّ مَا أُحرِقَ فقد} شُيِّعَ. منَ المَجاز: شَيَّعَ فلَانا، إِذا شجَّعَهُ وجَرَّأَهُ، يُقَال: فلانٌ {يَشَيِّعُه على ذلكَ، أَي يُقَوِّيهِ، وَمِنْه} تَشييعُ النّارِ بإلقاءِ الحَطَبِ عَلَيْهَا يُقَوِّيها، قَالَ كُثَيِّرٌ:
(فيا قلبُ كُنْ عَنها صَبوراً فإنَّها ... {يُشَيِّعُها بالصَّبْرِ قَلْبٌ مُشَيَّعُ)
شَيَّعَ الرَّاعي، إِذا نفَخَ فِي اليراعِ، وَهِي القصبَةُ، قَالَه اللَّيْث. قَالَ ابنُ السِّكِّيتِ: شَيَّعَ النّارَ: أَلقى عَلَيْهَا حَطَباً يُذْكِيها بِهِ، نَقله الجَوْهَرِيُّ، قَالَ كُثيِّرٌ:
(وأَعرَضَ مِنْ رَضْوى مَعَ الليلِ دونَها ... هِضابٌ تَرُدُّ العَيْنَ عَمَّنْ} يُشَيِّعُ)
منَ المَجاز:! المَشَيَّعُ، كمُعَظَّمٍ: الشُّجاعُ، نَقله الجَوْهَرِيّ وَمِنْهُم من خَصَّ فَقَالَ: من الرِّجالِ، سُمِّيَ بِهِ لأَنَّ قلبَهُ لَا يَخْذُلُه، كأَنَّه يُشَيِّعُه، أَو كأَنَّه شُيِّعَ بغيرِه، أَو بقُوَّةِ قلبِه، وَفِي الأَساس: وَقد شُيِّعَ قلبُه بِمَا يَركَبُ بِهِ كُلَّ هَولٍ. وَفِي اللِّسَان: قد {شَيَّعَتْهُ نفسُه على ذلكَ،} وشايَعتْهُ وشَجَّعَتْه، قَالَ رُؤْبَةُ:
(وَقد أَشُجُّ الصَّحْصَحانَ البَلْقَعا ... فأَذْعَرُ الوَحْشَ وأَطوي المَسْبَعا)
فِي الوَفد مَعْروفَ السَّنا {مُشَيَّعا منَ المَجاز: المُشَيَّعُ: العَجولُ، نَقله الزَّمخشَرِيُّ وابنُ عَبّادٍ. فِي الحَدِيث: نَهى صلّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسلَّم عَن} المُشَيَّعَةِ فِي الأَضاحي، تُروَى بِالْفَتْح، أَي الَّتِي تحتاجُ إِلَى مَن يُشَيِّعُها أَي) يَسوقُها، لِتأَخُّرِها عَن الغَنَمِ، حتّى يُتبِعَها الغَنَمَ، لِضَعْفِها وعَجَفِها، فَهِيَ لَا تقدرُ على اللُّحوقِ بهم إلاّ بالسَّوْقِ، تُروَى بالكَسرِ أَيضاً، وَهِي الَّتِي لَا تزالُ {تُشَيِّعُ الغَنَمَ، أَي تتْبَعُها، لِعَجَفِها، أَي لَا تَلْحَقُها، فَهِيَ أَبداً تمشي وراءَها. يُقال:} شايَعَهُ، كَمَا يُقال: والاهُ، منَ الوَلْيِ. كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) {شايَعَ بإبِلِهِ: صاحَ ودَعاها إِذا اسْتأْخَرَ بعضُها. شايَعَ فُلاناً، إِذا تابعَه على أَمْرٍ أَو رأْيٍ وقَوَّاهُ، وَمِنْه حديثُ صَفوانَ: أَرى مَوضِعَ الشَّهادةِ لَو تُشايِعُني نَفسي، أَي تُتابِعُني، وأَصلُ} المُشايَعَةِ: المُتابعةُ والمُطاوَعَةُ.! والمُشايِعُ: اللاّحِقُ، نَقله الجَوْهَرِيُّ، قَالَ لَبيدٌ رَضِي الله عَنهُ:
(تُبَكِّي على إثْرِ الشَّبابِ الّذي مَضى ... أَلا إنَّ إخوانَ الشَّبابِ الرَّعارِعُ) (أَتجزَعُ ممّا أَحدَثَ الدَّهْرُ بالفتى ... وأَيُّ كريمٍ لمْ تُصِبْهُ القَوارِعُ)

(وَمَا المالُ والأَهلونَ إلاّ وَديعَةٌ ... وَلَا بُدَّ يَوْمًا أَنْ تُرَدَّ الوَدائعُ)

(فيَمضونَ أَرْسالاً ونَخْلُفُ بعدَهُم ... كَمَا ضَمَّ أُخرى التّالياتِ المُشايِعُ)
هَكَذَا فَسَّرَه أَبو عُبيدٍ. {وتَشَيَّعَ الرَّجُلُ: إِذا ادَّعَى دَعوى الشِّيعَةِ، كَمَا فِي الصِّحَاح والعباب، أَو صارَ} شِيعِيَّاً، كَمَا يُقَال: تَحَنَّفَ، وتَشَفَّعَ. قَالَ أَبو سعيدٍ: هما {مُتشايِعانِ فِي دارٍ أَو أَرضٍ} ومُتشاعانِ، هَكَذَا فِي النُّسَخ، وصوابُه: {مُشتاعانِ، أَي شَريكان فِيهَا، وهم} شُيَعاءُ فِيهَا، وكلُّ واحدٍ مِنْهُم {شَيِّعٌ لصاحِبِه، وَقد تقدَّم. أَبو بَكْرٍ محمّد بنُ مَنصورٍ} - الشِّيعِيُّ، بالكَسر، من شيعَةِ المَنصورِ، مُحَدِّثٌ روى عَن نَصرِ بنِ عليٍّ الجَهْضَمِيِّ، وَعنهُ أَبو حَفصٍ الكَتّانِيُّ. يُقَال: هُوَ {شِيعُ نِساءٍ، بالكَسر، أَي} يُشَيِّعُهُنَّ، أَي يَتْبَعُهُنَّ ويُخالِطُهُنَّ. وَمِمَّا يستدرَك عَلَيْهِ: {وتَشايَع القومُ: صَارُوا شِيَعاً،} والشِّياعُ، بالكَسر: المُتابَعَةُ، {كالتَّشَيُّعِ.} وشَيَّعَه على رأْيِه، {وشايعَه كِلَاهُمَا: تابعَه وقَوَّاه،} وشَيَّعَتْهُ نفسُه على ذلكَ {وشايَعَتْه كِلَاهُمَا: تَبِعَتْهُ وشَجَّعَتْه، قَالَ عنترةُ:
(ذُلُلٌ رِكابي حيثُ كنتُ} - مُشايِعي ... لُبِّي، وأَحْفِزُه برَأْيٍ مُبرَمِ)
وشايَعَه عندَ الرَّحيلِ: شيَّعَه. ويُقال: مَا! - تُشايِعُني رِجْلي وَلَا ساقي، أَي لَا تَتبَعُني وَلَا تُعينُني على المَشيِ، وأَنشدَ شَمِرٌ:
(وأَدماءَ تَحبو مَا {يُشايِعُ ساقُها ... لدَى مِزْهَرٍ ضارٍ أَجَشَّ ومأْتَمِ)
يَقُول: قد عُقِرَتْ، فَهِيَ تَحبو لَا تمشي، والضَّاري الَّذِي قد ضَرِيَ من الضَّرْبِ بِهِ.} وتَشَيَّعَ فِي الشَّيءِ: استهلَكَ فِي هواهُ. {وشاعَ الشَّيْبُ} شَيْعاً {وشِياعاً} وشَيَعاناً {وشُيوعاً} وشَيْعُوعَةً {ومَشِيعاً: ظهرَ وتفرَّقَ. وشاع فِيهِ الشَّيْبُ، والمَصدَرُ مَا تقدَّم، وتَشَيَّعَه، كِلَاهُمَا: استطارَ، وَهُوَ مَجازٌ. وأَشاعَ) ذِكرَ الشَّيءِ: أَطارَهُ. وأَشَعْتُ المالَ بينَ القومِ، والقِدْرَ فِي الحَيِّ، إِذا فرَّقْتَه فيهم، نَقله أَبو عُبيدٍ.
وكُلُّ شيءٍ يكونُ بِهِ تمامُ الشيءِ أَو زيادَتُهُ فَهُوَ شائعٌ لَهُ.} وشَيَّعَهُ {تَشيِيعاً: أَرسلَه وأَتبعَه. وشاعَ الصَّدعُ فِي الزُّجاجَةِ: استطارَ وافترَقَ، عَن ثعلَبٍ. وَجَاءَت الخيلُ} شَوائعَ، {- وشَواعِيَ، على القلبِ، أَي مُتَفَرِّقَةً، قَالَ الأَجدَعُ بنُ مالِكِ بنِ مَسروقِ بنِ الأَجدَعِ:
(وكأَنَّ صَرعاها قِداحُ مَقامِرٍ ... ضُرِبَتْ على شَزَنٍ فهُنَّ} - شَواعي)
{وشاعت القطرَةُ من اللَّبَن فِي الماءِ، وتشَيَّعَتْ: تَفَرَّقَتْ، وَكَذَا} شَيَّعَ فِيهِ، أَي: تفرَّقَ فِيهِ. {واشتاعَت النّاقَةُ ببَولِها،} كأَشاعَتْ، {وأَشاعَتْ: خَدَجَتْ وَفِي الحَديث:} الشِّياعُ حَرامٌ قَالَ ابنُ الأَثيرِ: كَذَا رَوَاهُ بعضُهُم، وفسَّرَه بالمُفاخَرَةِ بكَثرَةِ الجِماعِ، وَقَالَ أَبو عَمروٍ: إنَّه تصحيفٌ، وَهُوَ بالسِّينِ المُهملَةِ والباءِ المُوَحَّدَةِ، كَمَا تقدَّمَ، قَالَ: وَإِن كانَ مَحفوظاً فلعلَّه من تسميةِ الزَّوجَةِ شاعَةً.
وبناتُ {مُشَيِّعٍ: قرى مَعروفَةٌ، قَالَ الأَعشى:
(من خَمرِ بابلَ أُعرِقَتْ بمِزاجِها ... أَو خَمرِ عانَةَ أَو بناتِ} مُشَيِّعا)
وَيُقَال: هَذَا {شَيْعُ هَذَا: لِلَّذي وُلِدَ بعدَه وَلم يُولَد بينَهُما، نَقله الجَوْهَرِيُّ فِي شوع، وقلَّدَه المصنِّفُ، وَمَا يُغني عَن ذكره هُنَا.} وتشايَعَتِ الإبِلُ: تَفَرَّقَتْ. {وشايَعَ بهم الدَّليلُ، فأَبصروا الهُدَى، أَي نادَى بهم،} وشيَّع هَذَا بِهَذَا: قوّاهُ بِهِ. {وتَشَيَّعَه الغضَبُ: استخفَّه وضَرَّمَه، كَمَا تُشَيَّعُ النّارُ، وَهُوَ مَجازٌ. والحَسَنُ بنُ عَمروٍ المَرْوَزِيُّ، وإسماعيلُ بنُ يونُسَ} الشِّيعِيَّانِ، بالكَسر، إِلَى شيعةِ المَنصورِ، الأَوّلُ روى عَن مُسلمِ بنِ مُقاتِلٍ المَكِّيُّ، والثّاني شيخٌ للدّارَقَطْنِيّ. ومحمَّدُ بنُ عِيسَى الشِّيعِيُّ، بِفَتْح الياءِ: شَيْخٌ للحاكِمِ.
ش ي ع : شَاعَ الشَّيْءُ يَشِيعُ شُيُوعًا ظَهَرَ وَيَتَعَدَّى بِالْحَرْفِ وَبِالْأَلْفِ فَيُقَالُ شِعْتُ بِهِ وَأَشَعْتُهُ.

وَالشِّيعَةُ الْأَتْبَاعُ وَالْأَنْصَارُ وَكُلُّ قَوْمٍ اجْتَمَعُوا عَلَى أَمْرٍ فَهُمْ شِيعَةٌ ثُمَّ صَارَتْ الشِّيعَةُ نَبْزًا لِجَمَاعَةٍ مَخْصُوصَةٍ وَالْجَمْعُ شِيَعٌ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَالْأَشْيَاعُ جَمْعُ الْجَمْعِ

وَشَيَّعْتُ رَمَضَانَ بِسِتٍّ مِنْ شَوَّالٍ أَتْبَعْتُهُ بِهَا وَشَيَّعْتُ الضَّيْفَ خَرَجْتُ مَعَهُ عِنْدَ رَحِيلِهِ إكْرَامًا لَهُ وَهُوَ التَّوْدِيعُ.

وَشَيَّعَ الرَّاعِي بِالْإِبِلِ صَاحَ بِهَا فَتَبِعَ بَعْضُهَا بَعْضًا وَنُهِيَ عَنْ الْمُشَيِّعَةِ فِي الْأَضَاحِيِّ يُرْوَى بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ أَمَّا الْكَسْرُ فَعَلَى مَعْنَى الْفَاعِلِيَّةِ مَجَازًا لِأَنَّهَا لَا تَزَالُ مُتَأَخِّرَةً عَنْ الْغَنَمِ لِهُزَالِهَا فَكَأَنَّهَا تَسُوقُ الْغَنَمَ وَأَمَّا الْفَتْحُ فَعَلَى مَعْنَى الْمَفْعُولِيَّةِ لِأَنَّهَا تَحْتَاجُ إلَى مَنْ يَسُوقُهَا حَتَّى تَتْبَعَ الْغَنَمَ.

وَشَاعَ اللَّبَنُ فِي الْمَاءِ إذَا تَفَرَّقَ وَامْتَزَجَ بِهِ وَمِنْهُ قِيلَ سَهْمٌ شَائِعٌ كَأَنَّهُ مُمْتَزِجٌ لِعَدَمِ تَمَيُّزِهِ.

وَشَايَعْتُهُ عَلَى الْأَمْرِ مُشَايَعَةً مِثْلُ تَابَعْتُهُ مُتَابَعَةً وَزْنًا وَمَعْنًى. 

وين

وين:
وين (عامية أين) (محيط المحيط).
[وين] الوَيْنُ: العنبُ الأسوَد، الواحدة وينة.
[وي ن] الوَيْنُ العَيْبُ عن كُرَاعَ وقد حكى ابنُ الأَعرابي أَنَّه العِنَبُ الأَسودُ فهوَ على قولِ كُرَاعَ عَرَضٌ وعلى قول ابن الأعرابي جَوْهَرٌ والوَانَةُ المرأَةُ القصيرةُ وكذلكَ الرجلُ وإنَّما قَضَيْنَا على ألفِ الوانَة أَنَّها ياءٌ وإن كانت عينًا لوُجُودِ الوَيْن وعَدَمَ الوَوْنِ انقضى الثلاثي بتمام حرف النون 

وين: الوَيْنُ العَيْب؛ عن كراع، وقد حكى ابن الأَعرابي أَنه العنب

الأَسود، فهو على قول كراع عرض، وعلى قول ابن الأَعرابي جوهر.

والوانةُ: المرأَة القصيرة، وكذلك الرجل، وأَلفه ياء لوجود الوَيْنِ

وعدم الوَوْن.

قال ابن بري: الوَيْن العِنب الأَبيض؛ عن ثعلب عن ابن الأَعرابي؛

وأَنشد:كأَنَّه الوَيْنُ إذا يُجْنَى الوَيْن

وقال ابن خالويه: الْوَيْنَةُ الزبيب الأَسود، وقال في موضع آخر:

الْوَيْنُ العِنب الأَسود، والطاهر والطهار العنَب الرَّازِقِيُّ

(* قوله

«والطاهر والطهار العنب إلخ» لم نجده فيما بأيدينا من الكتب لا بالطاء ولا

بالظاء). وهو الأَبيض، وكذلك المُلاَّحِيُّ، والله أَعلم.

وين
: ( {الوَيْنُ، بالفتْحِ) :
(أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ، وذِكْرُ الفتْحِ مُسْتدركٌ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: هُوَ (العِنَبُ الأسْوَدُ) .
(زادَ ابنُ خَالَوَيْه: والطاهر والطهار العِنَبُ الرَّازِقيُّ، وَهُوَ الأبْيَض، وكَذلِكَ المُلاّحِيُّ.
(} ووَيْنَى، كسَكْرَى: ع) ، عَن ياقوت.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الوَيْنُ: العَيْبُ؛ عَن كُراعٍ، فَهُوَ عَرْضٌ، وعَلى قوْلِ ابنِ الأعْرابيِّ جَوْهَر.
{والوانَةُ: المرأَةُ القصيرَةُ.
قالَ ابنُ سِيدَه: أَلِفُه يَاء لوُجُودِ الوَيْنِ وعَدَم الوُوْن.
وقالَ ابنُ بَرِّي: الوَيْنُ: العِنَبُ الأبْيضُ؛ عَن ثَعْلَب عَن ابنِ الأَعْرابيِّ، فَهُوَ ضِدٌّ.
وقالَ ابنُ خَالَوَيْهِ:} الوَيْنَةُ الزَّبيبُ الأسْوَدُ.
{ووان: قَلْعَةٌ بَين خلاطَ وتَفْلِيس مِن أَعْمالِ قاليقلا يُعْمَلُ فِيهَا البسطُ، عَن ياقوت؛ وَمِنْهَا: محمدٌ الوَانيُّ الَّذِي تَرْجَمَ الصِّحاحَ باللّغَةِ التركيةِ، وَعَلِيهِ مَدارُ عَمَلِهم فِي المُراجَعَةِ وَهُوَ فِي مجلدٍ حافِلٍ، طالَعْتُه، وَقد أَخْطَأَ فِي بعضِ مَواضِع، وزادَ بعضَ أَشْياءٍ.
وقالَ نَصْر: وان: مَوْضِعٌ أَظُنُّه يَمانِيًّا.

وهرندزن:) وهرندازان: قَرْيةٌ على بابِ مَدينَةِ الرَّيِّ، ذُكِرَ فِي الفُتوحِ عَن ياقوت، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى.
((وين: (الوَيْنُ، بالفتْحِ) :
(أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ، وذِكْرُ الفتْحِ مُسْتدركٌ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: هُوَ (العِنَبُ الأسْوَدُ) .
(زادَ ابنُ خَالَوَيْه: والطاهر والطهار العِنَبُ الرَّازِقيُّ، وَهُوَ الأبْيَض، وكَذلِكَ المُلاّحِيُّ.
(ووَيْنَى، كسَكْرَى: ع) ، عَن ياقوت.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الوَيْنُ: العَيْبُ؛ عَن كُراعٍ، فَهُوَ عَرْضٌ، وعَلى قوْلِ ابنِ الأعْرابيِّ جَوْهَر.
والوانَةُ: المرأَةُ القصيرَةُ.
قالَ ابنُ سِيدَه: أَلِفُه يَاء لوُجُودِ الوَيْنِ وعَدَم الوُوْن.
وقالَ ابنُ بَرِّي: الوَيْنُ: العِنَبُ الأبْيضُ؛ عَن ثَعْلَب عَن ابنِ الأَعْرابيِّ، فَهُوَ ضِدٌّ.
وقالَ ابنُ خَالَوَيْهِ: الوَيْنَةُ الزَّبيبُ الأسْوَدُ.
ووان: قَلْعَةٌ بَين خلاطَ وتَفْلِيس مِن أَعْمالِ قاليقلا يُعْمَلُ فِيهَا البسطُ، عَن ياقوت؛ وَمِنْهَا: محمدٌ الوَانيُّ الَّذِي تَرْجَمَ الصِّحاحَ باللّغَةِ التركيةِ، وَعَلِيهِ مَدارُ عَمَلِهم فِي المُراجَعَةِ وَهُوَ فِي مجلدٍ حافِلٍ، طالَعْتُه، وَقد أَخْطَأَ فِي بعضِ مَواضِع، وزادَ بعضَ أَشْياءٍ.
وقالَ نَصْر: وان: مَوْضِعٌ أَظُنُّه يَمانِيًّا.

ضعف

ض ع ف

فيه ضعف وضعف وهو ضعيف وقوم ضعاف وضعفاء وضعفى، وأضعفه المرض وضعفه، واستضعفته وتضعفته: وجدته ضعيفاً فركبته بسوء، وفلان ضعيف متضعف، وأخوه قوي مضعف، الأول: ذو ضعف في ماله وأهله، والثاني: ذو ضعف وكثرة في ذلك، يقال: أضعف القوم إذا ضوعف لهم. " فأولئك هم المضعفون " ورجل مضعوف: ضعيف الرأي، وقد ضعف ضعفاً. وشيء مضعوف: مضاعف. قال لبيد:

وعالين مضعوفاً وفرداً سموطه ... جمان ومرجان يشك المفاصلا

وضعفتهم بقومي: كثرتهم لأنهم أضعافهم. وأضعف له العطاء وضعفه وضاعفه. ودرع مضاعفة: منسوجة حلقتين حلقتين. وأعطاه ضعف ما أخذ وضعفيه وأضعافه.

ومن المجاز: هو في أضعاف الكتاب وتضاعيفه: في أثنائه وأوساطه، وكان يونس في أضعاف الحوت. وقال رؤبة:

والله بين القلب والأضعاف

يريد بواطن الإنسان وأحشاءه.
ض ع ف : ضِعْفُ الشَّيْءِ مِثْلُهُ وَضِعْفَاهُ مِثْلَاهُ وَأَضْعَافُهُ أَمْثَالُهُ وَقَالَ الْخَلِيلُ التَّضْعِيفُ أَنْ يُــزَادَ عَلَى أَصْلِ الشَّيْءِ فَيُجْعَلَ مِثْلَيْهِ وَأَكْثَرَ وَكَذَلِكَ الْإِضْعَافُ وَالْمُضَاعَفَةُ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ الضِّعْفُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الْمِثْلُ هَذَا هُوَ الْأَصْلُ ثُمَّ اُسْتُعْمِلَ الضِّعْفُ فِي الْمِثْلِ وَمَا زَادَ وَلَيْسَ لِلزِّيَادَةِ حَدٌّ يُقَالُ هَذَا ضِعْفُ هَذَا أَيْ مِثْلُهُ وَهَذَانِ ضِعْفَاهُ أَيْ مِثْلَاهُ قَالَ وَجَازَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ أَنْ
يُقَالَ هَذَا ضِعْفُهُ أَيْ مِثْلَاهُ وَثَلَاثَةُ أَمْثَالِهِ لِأَنَّ الضِّعْفَ زِيَادَةٌ غَيْرُ مَحْصُورَةٍ فَلَوْ قَالَ فِي الْوَصِيَّةِ أَعْطُوهُ ضِعْفَ نَصِيبِ وَلَدِي أُعْطِيَ مِثْلَيْهِ وَلَوْ قَالَ ضِعْفَيْهِ أُعْطِيَ ثَلَاثَةَ أَمْثَالِهِ حَتَّى لَوْ حَصَلَ لِلِابْنِ مِائَةٌ أُعْطِيَ مِائَتَيْنِ فِي الضِّعْفِ وَثَلَثَمِائَةٍ فِي الضِّعْفَيْنِ وَعَلَى هَذَا جَرَى عُرْفَ النَّاسِ وَاصْطِلَاحُهُمْ وَالْوَصِيَّةُ تُحْمَلُ عَلَى الْعُرْفِ لَا عَلَى دَقَائِقِ اللُّغَةِ وَأَضْعَفْتُ الثَّوَابَ لِلْقَوْمِ وَأَضْعَفُوا هُمْ حَصَلَ لَهُمْ وَالتَّضْعِيفُ وَالضَّعْفُ بِفَتْحِ الضَّادِ فِي لُغَةِ تَمِيمٍ وَبِضَمِّهَا فِي لُغَةِ قُرَيْشٍ خِلَافُ الْقُوَّةِ وَالصِّحَّةِ فَالْمَضْمُومُ مَصْدَرُ ضَعُفَ مِثَالُ قَرُبَ قُرْبًا وَالْمَفْتُوحُ مَصْدَرُ ضَعَفَ ضَعْفًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُ الْمَفْتُوحَ فِي الرَّأْيِ وَالْمَضْمُومَ فِي الْجَسَدِ وَهُوَ ضَعِيفٌ وَالْجَمْعُ ضُعَفَاءُ وَضِعَافٌ أَيْضًا وَجَاءَ ضَعَفَةٌ وَضَعْفَى لِأَنَّ فَعِيلًا إذَا كَانَ صِفَةً وَهُوَ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ جُمِعَ عَلَى فَعْلَى مِثْلُ قَتِيلٍ وَقَتْلَى وَجَرِيحٍ وَجَرْحَى قَالَ الْخَلِيلُ قَالُوا هَلْكَى وَمَوْتَى ذَهَابًا إلَى أَنَّ الْمَعْنَى مَعْنَى مَفْعُولٍ وَقَالُوا أَحْمَقُ وَحَمْقَى وَأَنْوَكُ وَنَوْكَى لِأَنَّهُ عَيْبٌ أُصِيبُوا بِهِ فَكَانَ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَشَذَّ مِنْ ذَلِكَ سَقِيمٌ فَجُمِعَ عَلَى سِقَامٍ بِالْكَسْرِ لَا عَلَى سَقْمَى ذَهَابًا إلَى أَنَّ الْمَعْنَى مَعْنَى فَاعِلٍ وَلُوحِظَ فِي ضَعِيفٍ مَعْنَى فَاعِلٍ فَجُمِعَ عَلَى ضِعَافٍ وَضَعَفَةٍ مِثْلُ كَافِرٍ وَكَفَرَةٍ

وَأَضْعَفَهُ اللَّهُ فَضَعُفَ فَهُوَ ضَعِيفٌ وَضَعُفَ عَنْ الشَّيْءِ عَجَزَ عَنْ احْتِمَالِهِ فَهُوَ ضَعِيفٌ وَاسْتَضْعَفْتُهُ رَأَيْتُهُ ضَعِيفًا أَوْ جَعَلْتُهُ كَذَلِكَ. 
(ضعف) : ضَعَف الرَّجُل: لغةٌ في ضَعُفَ.
ضعف: {ضعف الحياة}: عذاب الحياة. {وضعف الممات}: عذاب الآخرة.
(ضعف)
الشَّيْء ضعفا جعله ضعفين وَالْقَوْم كثر عَددهمْ

(ضعف) ضعفا هزل أَو مرض وَذَهَبت قوته أَو صِحَّته وَالشَّيْء زَاد وَفِي الحَدِيث (تضعف صَلَاة الْجَمَاعَة على صَلَاة الْفَذ خمْسا وَعشْرين دَرَجَة)
ضعف
ضَعُفَ - بِضَمٌ العَيْن وفَتْحِها - ضَعْفاً وضُعْفاً. وقيل: الضعْفُ في العَقْل والرأي، والضُّعْفُ في الجَسَد. وأضْعَفْتُه فهو مَضْعُوف مِثل أحْبَبْتُه فهو محبوب. وأضْعَفْتُ الشَيْءَ وضَعَّفْتُه وضَاعَفْتُه: جَعَلْتَه مِثْلَيْن وْأكْثَرَ، ويُقال في هذا أيضاً: مَضْعُوْف، قال:
وعالَيْن مَضْعُوفاً وفَرْداً سُموطُه ... جُمانٌ ومَرْجانٌ يَشُكُّ المَفاصِلا
وضَعَفْتُ القَوْمَ ضَعْفاً: كَثَرْتَهم فَصَارَ لكَ ولأصْحابِك الضِّعْفُ عليهم.
ورَجُلٌ مُضْعِفٌ: ضَعيفُ الدابةِ والإبِل. وإذا فَشَتْ ضَيْعَتُه وكَثُرَتْ، وأرْض مُضَعفَةٌ: أصَابَها مَطَرٌ ضَعيف.
والأضْعَافُ: الجَوْفُ. وكُلُّ ما كانَ أطْبَاقاً بَعْضُه فوق بعض. وقيل: أضعَافُ الجَسَدِ: عِظَامُه.
والضعَفُ: الثيابُ المُضَعفَةُ كالنفَض. ويُسَمّى حُمْلاَنُ الكِيْمِياءِ: التضْعِيْفَ.

ضعف


ضَعَفَ(n. ac. ضَعْف
ضُعْف)
a. Was weak, feeble.
b.(n. ac. ضَعْف), Had double as much as.
ضَعُفَ(n. ac. ضَعَاْفَة)
a. see supra
(a)
ضَعَّفَa. Esteemed, considered weak, feeble.
b. see III
ضَاْعَفَa. Doubled, redoubled.

أَضْعَفَa. Rendered weak, feeble, enfeebled, weakened.
b. Was badly mounted (rider).
c. see IIId. [pass.], Received the double.
تَضَعَّفَa. see II (a)
تَضَاْعَفَa. Was doubled, increased two-fold.

إِسْتَضْعَفَa. see II (a)
ضَعْفa. Weakness of mind.
b. Bad construction ( of a sentence ).

ضِعْف
(pl.
أَضْعَاْف)
a. The double; double increase.
b. Interspace, space between the lines ( of a book & c. ).
ضُعْفa. Weakness, feebleness; infirmity, debility;
atony.

ضَعِيْف
(pl.
ضَعْفَى
ضَعَفَة
ضِعَاْف
ضُعَفَآءُ
43)
a. Weak, feeble; infirm.
b. Blind.
c. Thin.

ضَعُوْفa. see 25 (a)
ضَعْفَاْنُ
(pl.
ضَعَاْفَى)
a. see 25 (a)
N. P.
ضَعَّفَa. Doubled, folded twice.

N. Ac.
ضَعَّفَa. Doubling.

N. P.
ضَاْعَفَa. Double, doubled; reduplicated.

N. Ag.
أَضْعَفَa. Multiplying, doubling.
(ضعف) - في الحديث : "أَهلُ الجَنَّة كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعَّف"
: أي مُسْتَضْعَف. يقال: تَضعَّفتُه، واستَضْعَفْته، كما يُقالُ: تَخَبَّر واستَخْبَر، وتَنَجَّز واستَنْجَزَ، وتَيقَّن واستَيْقَن.
- في الحديث: "تَضْعُفُ صَلاةُ الجَماعَةِ على صَلاةِ الفَذِّ كَذا وكَذَا"
: أي تُــزَادُ. ويقال: ضَعَّفتُه وأضْعَفْته وضاعَفْته: إذا زِدْتَ عليه مثلَه أو أَكثَر. وقيل: إنَّه من الضَّعْف، من باب السَّلْب، لأن الضَّعيِفَ إذا ضاعَفْته بغَيره قَوِى وزال ضَعفُه.
وروى: تُفَضَّل وتُضَعَّف. والضَّعْف بالفَتْح في الرَّأى والعَقْل، والضُّعْفُ بالضَّم. في البَدَن. وقيل: غَيرُ ذلك. والضِّعْف: المِثْل. وقيل: المِثْلان.
- في الحديث: "اتَّقُوا الله في الضَّعِيفَين"
: يعَنِى المَرْأَةَ والمَمْلُوكَ.
[ضعف] الضَعْفُ والضُعْفُ: خلاف القوَّة. وقد ضَعُفَ فهو ضعيفٌ، وأضْعَفَهُ غيره. وقومٌ ضِعافٌ وضُعَفاءُ وضَعَفَةٌ. واسْتَضْعَفَهُ، أي عدَّه ضَعيفاً. وذكر الخليل أن التَضْعيفَ أن يــزاد على أصل الشئ فيجعل مثلين أو أكثر. وكذلك الإضعافُ والمُضاعَفَةُ. يقال ضعفت الشئ وأضعفته وضاعفته، بمعنى. وضعف الشئ: مثله. وضعفاه: مثلاه. وأضْعافُهُ: أمثاله. وقوله تعالى: {إذاً لأذقناك ضِعْفَ الحياةِ وضِعْفَ المماتِ} أي ضِعْفَ العذاب حيًّا وميّتا. يقول: أضْعَفْنا لك العذابَ في الدنيا والآخرة. وقولهم: وقَّع فلان في أضْعافِ كتابه، يراد به توقيعه في أثناء السطور أو الحاشية. وأُضْعِفَ القومُ، أي ضوعف لهم. وأضعفت الشئ فهو مضعوف على غير قياس ، عن أبى عمرو. قال لبيد: وعالَيْنَ مَضعوفاً وفَرْداً سُموطُهُ جُمانٌ ومَرْجانٌ يَشُكُّ المفاصِلا وأضْعَفَ الرجلُ: ضَعُفَتْ دابته، يقال: هو ضعيف مضعف. فالضعيف في بدنه، والمضعف في دابته. كما يقال قوى مقو. وضعفه السير، أي أضْعَفَهُ. والتَضْعيفُ أيضاً: أن تنسبه إلى الضَعْفِ. والمُضاعفَةُ: الدرعُ التى نسجت حلقتين حلقتين.
باب العين والضاد والفاء معهما (ض ع ف، ض ف ع، ف ض ع مستعملات ع ض ف، ع ف ض، ف ع ض مهملات)

ضعف: ضَعُفَ يضعُفُ ضَعْفاً وضُعْفاً. والضُّعْفْ: خلاف القوّة. ويقال: الضَّعْفُ في العقل والرأي، والضُّعْفُ في الجسد. ويقال: هما لغتان جائزتان في كلّ وجه. ويقال: كلّما فتحت بالكلام فتحت بالضَّعْف. تقول: رأيت به ضَعْفاً. وأنَّ به ضَعْفاً، فإذا رفعت أو خفضت فالضم أحسن، تقول: به ضُعْفٌ شديدٌ. وفَعَلَ ذاك من ضُعْفٍ شديد. رجل ضعيفٌ، وقوم ضُعَفاءُ ونسوة ضعيفات، وضعائف. أنشد عرّام:

أيا نفسُ قد فرّطْتِ وهي قريبة ... وأبليت ما تبلى النفوس الضعائف

ويجمع الرجال أيضاً على ضَعْفَى، كما يقال حِمْقَى. ويقال: رجالٌ ضِعافٌ، كما يقال خِفافٌ. وتقول أضعفته إضعافاً، أي: صيرته ضعيفاً. واستضعفته: وجدته ضعيفاً فركبته بسوء. وفي معنى آخر : أضعفت الشيء إضعافاً، وضاعفته مضاعفة، وضعّفته تضعيفاً، وهو إذا زاد على أصله فجعله مثلين أو أكثر. وضَعَفْتُ القومَ أَضْعُفُهُمْ ضَعْفاً إذا كَثَرْتُهُمْ، فصار لك ولأصحابك الضِّعْفُ عليهم.

ضفع- فضع: ضَفَعَ الإنسان يَضْفَعُ ضَفْعاً، إذا جَعَس. وفَضَعَ ... لغتان، مثل جذب وجبذ مقلوباً. 
(ض ع ف) : (فِي مُخْتَصَرِ الْكَرْخِيِّ) عَنْ أَبِي يُوسُفَ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - لِفُلَانٍ عَلَيَّ دَرَاهِمُ (مُضَاعَفَةٌ) فَعَلَيْهِ سِتَّةُ دَرَاهِمَ فَإِنْ قَالَ أَضْعَافٌ مُضَاعَفَةٌ فَعَلَيْهِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ لِأَنَّ ضِعْفَ الثَّلَاثَةِ ثَلَاثَةُ ثَلَاثٍ ثُمَّ أَضْعَفْنَاهَا مَرَّةً أُخْرَى لِقَوْلِهِ مُضَاعَفَةٌ (وَعَنْ) الشَّافِعِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فِي رَجُلٍ أَوْصَى فَقَالَ أَعْطُوا فُلَانًا ضِعْفَ مَا يُصِيبُ وَلَدِي قَالَ يُعْطَى مِثْلَهُ مَرَّتَيْنِ وَلَوْ قَالَ ضِعْفَيْ مَا يُصِيبُ وَلَدِي نَظَرْتَ فَإِنْ أَصَابَهُ مِائَةٌ أَعْطَيْتَ ثَلَاثَمِائَةٍ وَنَظِيرُهُ مَا رَوَى أَبُو عَمْرٍو وَعَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ فِي قَوْله تَعَالَى {يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ} [الأحزاب: 30] قَالَ مَعْنَاهُ يُجْعَلُ الْوَاحِدُ ثَلَاثَةً أَيْ تُعَذَّبْ ثَلَاثَةَ أَعْذِبَةٍ وَأَنْكَرَهُ الْأَزْهَرِيُّ وَقَالَ هَذَا الَّذِي اسْتَعْمَلَهُ النَّاسُ فِي مَجَازِ كَلَامِهِمْ وَتَعَارُفِهِمْ وَإِنَّمَا الَّذِي قَالَ حُذَّاقُ النَّحْوِيِّينَ إنَّهَا تُعَذَّبُ مِثْلَيْ عَذَابِ غَيْرِهَا لِأَنَّ الضِّعْفَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الْمِثْلُ إلَى مَا زَادَ وَلَيْسَتْ تِلْكَ الزِّيَادَةُ بِمَقْصُورَةٍ عَلَى مِثْلَيْنِ فَيَكُونُ مَا قَالَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ صَوَابًا (وَبِهَذَا) عُلِمَ أَنَّ مَا قَالَهُ الْفُقَهَاءُ عُرْفٌ عَامِّيٌّ عَلَى (مَضْعَفِهِمْ) فِي (ك ف) فَعَرَّقْتُهَا ضَعِيفًا فِي (ن ف) .
ضعف: ضعف: مرض، تمّرض (ألف ليلة 2: 212).
ضعف: نحل، هزل، ضمر (فوك، ألكالا).
ضعف راوي الحديث كان ضعيفاً غير ثقة (المقدمة 2: 154).
ضعف شربه: لا يستطيع ان يشرب كثيراً ففي حيان - بسام (1: 30 ر): وكان عيسى لا يحضر مجلس شراب عبد الملك إلا في الندرة أو الدعوة (لِدعوة) تقع استعفاه من ذلك لضعف شربه.
ضَعَّف (بالتشديد): أنحل، أنحف، أهزل.
(فوك، الكالا، بوشر).
طاعة مُضعنَّة: طاعة قليلة الإخلاص (تاريخ البربر 1: 534).
أضعف: أنحل، أهزل، أضمر (فوك، بوشر) تضعَّف: صار أضعافاً (فوك).
تضاعف: حكم عليه بالضعْف. ففي حيان (ص46 و): وذلك أن أهل البيرة لما استقلّوا من نكبتهم في هذه الوقعة تضاعفوا جَعْدا.
تضاعف: تظاهر بالضعف. ففي ألف ليلة (1: 134) تضاعفي روحَك مريضة أي تظاهري أنك مريضة. وفي طبعة بولاق: اعملي نفسك مريضة.
ضُعْف: عند العامة بمعنى المرض (محيط المحيط، ألف ليلة 1: 892).
ضُعْف: نحول، هزال. (ألكالا).
ضُعْف: فقر. (ألكالا).
لضعْفيِ: واهاً! واحسرتاه! (همبرت ص229).
ضَعَف: مرض في استعمال العامة (محيط المحيط).
ضَعْفَة: مرض (ألف ليلة برسل 7: 262).
ضُعَاف: بؤس، شقاء (ألكالا).
ضَعِيف (ألكالا) بوشر، ألف ليلة 1: 396، 892).
ضَعِيف: نحيف، هزيل (فوك، بوشر).
ضَعِيف: فقير، معوز، محتاج (فوك، ألكالا، محمد بن الحارث ص258، المقري 1: 621، 874، 2: 711، العبدري في الجريدة الأسيوية 1844، 1: 394، مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية ص77، الخطيب ص100 و، ألف ليلة 2: 539، 541) وفي كتاب العقود (ص3) صدق بثُلث ماله على من يستحقه من فقراء المسلمين وضعفائهم.
الرمان الضعيف: الرمان الرقيق العذب. (دي سلان البكري ص41) بيضة ضعيفة: عقيمة غير مخصبة (ابن العوام 2: 709).
ضعيف؛ عند الصرفيين مضاعف (عباد 1: 187 رقم68.
تَضْعِيف: عند الصرفيين أن يــزاد على الحرف حرف من جنسه فيدغم الأصل في الزائد كما في قدَّم واحمرّ (محيط المحيط، ويجرز ص36) ولم يفهم الناشر (ص124) هذه الكلمة، وهي في الصحاح: لا نجد تضعيف سجق ..
فكّ التضعيف: حذف الشدّة من الحرف ورده إلى حرفين مفردين، يقال مثلاً رَكَك بدل رَكّ. ففي ياقوت (2: 810): رَكّ هو رَكَك فك تضعيفه فاظهر. وهو ما يسمى أيضاً أظهر التضعيف وذلك إذا قيل: لم يُحْلَل بدل لم يُحَلَّ (الحماسة ص38) مَضْعَف: زنبق الوادي (بوشر، محيط المحيط).
مُضَعَّفَة: زرد، درع (فوك).
مُضَاعَف. السِرّ المضاعف: كبريتات البوتاس. (بوشر).
مُضَاعَفَة: ورد، درع (فوك).
مُسْتَضعف: لا أهمية له (المقدمة 1: 86، 2: 47).
[ضعف] فيه: من كان "مضعفًا" فليرجع، أي من كانت دابته ضعيفة، من أضعف إذا ضعفت دابته. ومنه ح: "الضعف" أمير على أصحابه، يعني في السفر أي أنهم يسيرون بسيره. وفيه: "الضعيف" أمير الركب. وفي ح: أهل الجنة كل ضعيف "متضعف"، يقال: تضعفته واستضعفته بمعنى، أي من يتضعفه الناس ويتجبرون عليه في الدنيا للفقر والرثاثة. ومنه ح: ما لي لا يدخلني إلا "الضعفاء"، قيل: هم الذين يبرئون أنفسهم من الحول والقوة. ك: كل "متضعف"- بفتح عين على المشهور، أي من يستضعفه الناس ويحتفرونه، وبكسرها أي خامل متذلل، وقيل: رقيق القلب ولينها للإيمان، والمراد أغلب أهل الجنة هؤلاء وأغلب أهل النار هؤلاء. وفي ح هرقل: بل "ضعفاؤهم" هو على الغالب، فإن الشيخين أسلما قبل هذا، وقيل: الشرف هنا هو التكبر والنخوة، وتعقب بأن الشيخين وحمزة كانوا كذلك. نه: أراد الأغلب في الجانبين لا الاستيعاب في الطرفين. مد: "لا تقاتلون في سبيل الله و"المستضعفين"، أي في خلاصهم، وهم من أسلموا بمكة وصدهم المشركون عن الهجرة فبقوا بينهم مستذلين يلقون منهم الأذى الشديد. نه: ومنه ح: اتقوا الله في "الضعيفين"، أي المرأة والمملوك. وفيه: "فتضعفت" رجلًا، أي استضعفته. ك: أي نظرت إلى ضعيف منهم فسألته. ن: لأن الضعيف قليلة الغائلة، ولابن ماهان: فتضيفت- بالياء، ولا وجه له. نه: ومنه ح عمر: غلبني أهل كوفة أستعمل عليهم المؤمن "فيضعف" وأستعمل عليهم القوى فيفجر. وفيه: إلا رجاء "الضعف" في المعاد، أي مثلى الأجر، يقال: إن أعطيتني درهمًا فلك ضعفه، أي درهمان، وربما قالوا: فلك ضعفاه، وقيل: ضعف الشيء مثله وضعفاه مثلاه؛ الأزهري: الضعف المثل فما زاد وليس بمقصور على مثلين، فأقل الضعف محصور في الواحد وأكثره غيرصلى الله عليه وسلم في الخطاب نقص ولا جد وعيد ولكن ذكره الله تعالى منته بالتثبيت بالنبوة. و"المضعف" ذو أضعاف في الحسنات. "وخلق الإنسان "ضعيفًا""، أي يستميله هواه. و"خلقكم من "ضعف""، أي من المنى. و"لهم جزاء "الضعف""، أي المضاعفة، والضعف يتكلم مثنى ومفردًا بمعنى أعطني درهمًا فلك ضعفاه أو ضعفه أي مثلاه، والتثنية أحسن. و""يضعف" لها العذاب ضعفين"، أي يجعل العذاب ثلاثة أعذبة ومجاز يضاعف يجعل إلى الشيء شيئان حتى يصير ثلاثة، الأزهري: الضعف زيادة غير محصورة لقوله "لهم جزاء "الضعف""، وقوله: "فله عشر أمثالها".
ضعف
الضَّعْفُ والضُّعْفُ: خْلافُ القوة، وقد ضَعُفَ وضَعَفَ - والفتح عن يونس - فهو ضَعِيْفٌ، وقومٌ ضِعَافٌ وضُعَفَاءُ وضَعَفَةٌ. وفرق بعضهم بين الضَّعْفِ والضُّعْفِ فقال: الضَّعْفُ - بالفتح - في العقل والرأي، والضُّعْفُ - بالضم - في الجسد. ورجل ضَعُوْفٌ: أي ضَعِيْفٌ، وكذلك ضَعُوْفٌ.
وضَعِيْفَةُ: اسم امرأة، قال أمرؤ القيس:
فأُسْقي به أُختي ضَعِيْفَةَ إذ نأت ... وإذ بَعُدَ المَزَارُ غير القرِيْضِ
وقوله تعالى:) خَلَقَكُم من ضُعْفٍ (أي من مَنِيٍّ.
وقوله تعالى:) وخُلِقَ الإنسان ضَعِيْفاً (أي يستميله هواه.
وقال ابن عرفة: ذهب أبو عبيدة إلى أن الضِّعْفَيْنِ اثنان، قال: وهذا قول لا أحبه لأنه قال الله تعالى:) يُضَاعَفْ لها العذاب ضِعْفَيْنِ (، وقال في آيةٍ أخرى:) نؤتها أجرها مرتينِ (فأعلم أن لها من هذا حظين ومن هذا حظين. وقوله تعالى:) إذاً لأذقناك ضِعْفَ الحياة وضِعْفَ الممات (أي لو ركنْتَ إليهم فيما استدعوه منك لأذقناك ضِعْفَ عذاب الحياة وضِعْفَ عذاب الممات لأنك نبي يضُاعَفُ لكَ العذاب على غيرك، وليس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نقصٌ في هذا الخِطَابِ ولا وَعِيْدٌ، ولكن ذكره الله تعالى منَّتَه بالتثبيت بالنبوة.
وقوله تعالى:) فأولئك لهم جزاءُ الضِّعْفِ بما عملوا (قال أبو بكر: أراد المُضَاعَفَةَ؛ فألزم الضِّعْفَ التوحيد، لأن المصادر ليس سبيلها التثنية والجمع، قال: والعرب تتكلم بالضِّعْفِ مثنى فيقولون: إن أعطيتني درهماً فلكَ ضِعْفُه؛ يريدون مِثْلَيْهِ، قال: وإفراده لا بأس به إلا أن التثنية أحسن. وقال أبو عبيدة: ضِعْفُ الشيء: مثله؛ وضِعْفاه: مثلاه، وقال في قوله تعالى:) يُضَاعَفْ لها العذاب ضِعْفَيْنِ (يجعل العذاب ثلاثة أعْذِبَةً، قال: ومجاز يُضَاعَفُ يجعل إلى الشيء شيئان حتى يصير ثلاثة. وقال الأزهري: الضِّعْفُ في كلام العرب: المثل إلى ما زاد؛ وليس بمقصورٍ على المثلين فيكون ما قال أبو عبيدة صواباً، بل جائز في كلام العرب أن تقول: هذا ضِعْفُه أي مِثلاه وثلاثة أمثاله، لأن الضِّعْفَ في الأصل زيادة غير محصورة، ألا ترى إلى قوله عز وجل:) فأولئك لهم جزاء الضِّعْفِ بما عملوا (لم يُرِدْ مثلا ولا مِثْلَيْنِ ولكنه أراد بالضِّعْفِ الأضْعَافَ، قال: وأولى الأشياء فيه أن يجعل عشرة أمثاله، لقوله تعالى:) من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها (الآية، فأقل الضِّعْفِ محصور وهو المِثْلُ، وأكثره غير محصور.
وقولهم: وقع فلان في أضْعَافِ كتابه: يراد به توقيعه في أثناء السطور أو الحاشية.
وقال أبو عمرو: رجل مَضْعُوْفٌ، على غير قياسٍ، والقياس مُضْعَفٌ، قال لبيد - رضي الله عنه -:
وعالينَ مَضْعُوْفاً وفَرْداً سُمُوْطُهُ ... جُمَانٌ ومرجان يشك المَفاصِلا
وقال ابن دريد: بقرة ضاعِفٌ: إذا كان في بطنها حَمْلٌ: قال: وليست باللغة العالية.
وقال الليث: ضَعَفْتُ القوم فأنا أضْعَفُهُم ضَعْفَاً: إذا كثرتهم فصار لكَ ولأصحابك الضِّعْفُ عليهم.
وقال ابن عبّاد: الضَّعَفُ - بالتحريك -: الثياب المُضَعَّفَةُ كالنَّفَضِ.
وقال غيره: حِمير تُسمى المَكْفُوْفَ ضَعِيْفاً، وقيل في قوله تعالى:) لَنَراكَ فين ضَعِيْفاً (أي ضريراً.
وأضْعَافُ الجسد: أعضاؤه.
وأضْعَفَ الرجل: جعله ضَعِيْفاً.
وأضْعَفَ الشيء: جعله ضعْفَيْنِ.
وقال ابن عبّاد: رجل مُضْعِفٌ: إذا فَشَتْ ضَيْعَتُه وكثرت..
وأُضْعِفَ القوم: أي ضُوْغِفَ لهم.
وأضْعَفَ الرجل: ضَعْفَتْ دابته، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في غزوة خيبر: من كان مُضْعِفاً أو مُصْعِباً فليرجع: أي ضَعيفَ البعير أو صَعْبَه. وقال عمر - رضي الله عنه -: المُضْعِفُ أمير على أصحابه: يعني في السفر لأنهم يسيرون بسيره.
وضَعَّفَه تَضْعيفاً: أي عدة ضَعيفاً.
وذكر الخليل أن التَّضْعيفَ أن يــزاد على أصل الشيء فيجعل مثلين أو اكثر.
وضَعَّفْتُ الرجل أو الحديث: نسبته إلى الضَّعْفِ.
وقال ابن عبّاد: أرض مُضَعَّفَةٌ: أصابها مطر ضَعيفٌ.
وقال الليث: يُسمى حُمْلان الكيمياء: التَّضْعِفَ.
واسْتَضْعَفَه؛ عده ضَعيفاً، قال الله تعالى:) إلا المُسْتَضْعَفِين (. وكذلك تَضَعَّفَه. ومنه حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم - لأبي هريرة؟ رضي الله عنه -: ألا أنبئكَ بأهل الجنة؟ قلت: بلى، قال: كل ضَعِيفٍ مُتَضَعَّفٍ ذي طِمْرَيْن لا يُوْبَهُ له ل أقسم على الله لأبره. وفي حديث إسلام أبي ذرٍ - رضي الله عنه - أنه قال: فانطلقت فَتَضَعَّفْتُ رجلاً من أهل مكة فقلت: أين هذا الذي تدعونه الصابئ؟ فمال علي أهل الوادي بكل مَدَرَةٍ وعَظْمٍ وحجر.
وضاعَفَه: أي أضْعَفَه؛ من الضِّعْفِ، قال الله تعالى:) فَيُضَاعِفَهُ له أضْعَافاً كثيرة (.
والدرع المُضَاعَفَةُ: التي نُسِجَتْ حلقتين حلقتين.
وتَضَاعَفَ الشيء: أي صار ضِعْفَ ما كان.
والتركيب يدل على خِلافِ القوة وعلى أن يــزاد على الشيء مثله.
ضعف
الضَّعْفُ: خلافُ القوّة، وقد ضَعُفَ فهو ضَعِيفٌ. قال عزّ وجلّ: ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ [الحج/ 73] ، والضَّعْفُ قد يكون في النّفس، وفي البدن، وفي الحال، وقيل:
الضَّعْفُ والضُّعْفُ لغتان . قال تعالى: وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً
[الأنفال/ 66] ، قال: وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا
[القصص/ 5] ، قال الخليل رحمه الله: الضُّعْفُ بالضم في البدن، والضَّعْفُ في العقل والرّأي ، ومنه قوله تعالى: فَإِنْ كانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً
[البقرة/ 282] ، وجمع الضَّعِيفِ:
ضِعَافٌ، وضُعَفَاءُ. قال تعالى: لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ
[التوبة/ 91] ، واسْتَضْعَفْتُهُ: وجدتُهُ ضَعِيفاً، قال وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ
[النساء/ 75] ، قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ
[النساء/ 97] ، إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي
[الأعراف/ 150] ، وقوبل بالاستكبار في قوله:
قالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا
[سبأ/ 33] ، وقوله: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ
ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً
[الروم/ 54] . والثاني غير الأوّل، وكذا الثالث فإن قوله: خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ
[الروم/ 54] ، أي: من نطفة، أو من تراب، والثاني هو الضَّعْفُ الموجودُ في الجنين والطّفل. الثالث: الذي بعد الشّيخوخة، وهو المشار إليه بأرذل العمر. والقوّتان الأولى هي التي تجعل للطّفل من التّحرّك، وهدايته واستدعاء اللّبن، ودفع الأذى عن نفسه بالبكاء، والقوّة الثانية هي التي بعد البلوغ، ويدلّ على أنّ كلّ واحد من قوله: (ضَعْفٍ) إشارةٌ إلى حالة غير الحالة الأولى ذكره منكّرا، والمنكّر متى أعيد ذكره وأريد به ما تقدّم عرّف ، كقولك: رأيت رجلا، فقال لي الرّجل: كذا. ومتى ذكر ثانيا منكّرا أريد به غير الأوّل، ولذلك قال ابن عباس في قوله:
فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً [الشرح/ 5- 6] ، لن يغلب عسر يسرين ، وقوله: وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً
[النساء/ 28] ، فَضَعْفُهُ: كثرةُ حاجاته التي يستغني عنها الملأ الأعلى، وقوله: إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً [النساء/ 76] ، فَضَعْفُ كيدِهِ إنما هو مع من صار من عباد الله المذكورين في قوله:
إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ [الإسراء/ 65] ، والضِّعْفُ هو من الألفاظ المتضايفة التي يقتضي وجود أحدهما وجود الآخر، كالنّصف والزّوج، وهو تركّب قدرين متساويين، ويختصّ بالعدد، فإذا قيل: أَضْعَفْتُ الشيءَ، وضَعَّفْتُهُ، وضَاعَفْتُهُ: ضممت إليه مثله فصاعدا. قال بعضهم: ضَاعَفْتُ أبلغ من ضَعَّفْتُ ، ولهذا قرأ أكثرهم: يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ
[الأحزاب/ 30] ، وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها
[النساء/ 40] ، وقال: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها [الأنعام/ 160] ، والمُضَاعَفَةُ على قضيّة هذا القول تقتضي أن يكون عشر أمثالها، وقيل: ضَعَفْتُهُ بالتّخفيف ضَعْفاً، فهو مَضْعُوفٌ، فَالضَّعْفُ مصدرٌ، والضِّعْفُ اسمٌ، كالثَّنْيِ والثِّنْيِ ، فَضِعْفُ الشيءِ هو الّذي يُثَنِّيهِ، ومتى أضيف إلى عدد اقتضى ذلك العدد ومثله، نحو أن يقال: ضِعْفُ العشرةِ، وضِعْفُ المائةِ، فذلك عشرون ومائتان بلا خلاف، وعلى هذا قول الشاعر:
جزيتك ضِعْفَ الوِدِّ لمّا اشتكيته وما إن جزاك الضِّعف من أحد قبلي
وإذا قيل: أعطه ضِعْفَيْ واحدٍ، فإنّ ذلك اقتضى الواحد ومثليه، وذلك ثلاثة، لأن معناه الواحد واللّذان يزاوجانه وذلك ثلاثة، هذا إذا كان الضِّعْفُ مضافا، فأمّا إذا لم يكن مضافا فقلت: الضِّعْفَيْنِ فإنّ ذلك يجري مجرى الزّوجين في أنّ كلّ واحد منهما يزاوج الآخر، فيقتضي ذلك اثنين، لأنّ كلّ واحد منهما يُضَاعِفُ الآخرَ، فلا يخرجان عن الاثنين بخلاف ما إذا أضيف الضِّعْفَانِ إلى واحد فيثلّثهما، نحو:
ضِعْفَيِ الواحدِ، وقوله: فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ [سبأ/ 37] ، وقوله: لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً
[آل عمران/ 130] ، فقد قيل:
أتى باللّفظين على التأكيد، وقيل: بل المُضَاعَفَةُ من الضَّعْفِ لا من الضِّعْفِ، والمعنى: ما يعدّونه ضِعْفاً فهو ضَعْفٌ، أي: نقص، كقوله: وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ [الروم/ 39] ، وكقوله: يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ [البقرة/ 276] ، وهذا المعنى أخذه الشاعر فقال:
زيادة شيب وهي نقص زيادتي
وقوله: فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ
[الأعراف/ 38] ، فإنهم سألوه أن يعذّبهم عذابا بضلالهم، وعذابا بإضلالهم كما أشار إليه بقوله:
لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ [النحل/ 25] ، وقوله:

لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلكِنْ لا تَعْلَمُونَ
[الأعراف/ 38] ، أي: لكلّ منهم ضِعْفُ ما لكم من العذاب، وقيل: أي: لكلّ منهم ومنكم ضِعْفُ ما يرى الآخر، فإنّ من العذاب ظاهرا وباطنا، وكلّ يدرك من الآخر الظاهر دون الباطن فيقدّر أن ليس له العذاب الباطن.
ضعف
ضعُفَ/ ضعُفَ عن يَضعُف، ضَعْفًا وضُعْفًا، فهو ضعيف، والمفعول مَضْعوف عنه
• ضعُف الرَّجلُ:
1 - هُزِل، مرِض وذهبت قوّتُه أو صحّتُه، عكسه قوِي "ضعُف سمعُه/ بَصرُه- ضعُفت ساقاه/ ذاكرتُه/ معنويّاتُه/ مناعته- {وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا} ".
2 - عجز

" {ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} ".
• ضعُف نفوذُه: قلَّ.
• ضعُفَ الشَّيءُ: زاد "تضعُف صلاة الجماعة على صلاة الفرد سبعًا وعشرين درجة".
• ضعُف عن الشَّيء: عجز عن احتماله. 

أضعفَ يُضعف، إضعافًا، فهو مُضعِف، والمفعول مُضعَف (للمتعدِّي)
• أضعفَ الرَّجلُ: نما مالُه واتَّسَع "أضعف الرجلُ بعد نجاح تجارته".
• أضعفَه المرضُ: جعله ضعيفًا، أعياه وأذهب صحَّتَه وقُواه "الاختلاف يُضعف الأمَّة- كثرة الضَّحك تُضعف القلبَ- أضعفته الشيخوخةُ".
• أضعفَ له العطاءَ: ضاعفه له، زاده " {إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضْعِفْهُ لَكُمْ} [ق]- {فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ} ". 

استضعفَ يستضعف، استضعافًا، فهو مُستضعِف، والمفعول مُستضعَف
• استضعف فلانًا:
1 - عدّه ضعيفًا " {إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي} ".
2 - قهَره واستذلّه " {وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ} - {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا} ". 

تضاعفَ يتضاعف، تضاعُفًا، فهو مُتضاعِف
• تضاعف العددُ: صار ضعفين (مثلين) "تضاعفتِ الأسعارُ- تضاعف الألَمُ: اشتدَّ وزادت حدَّتُه".
• تضاعف الشَّخصُ: تظاهر بالضّعْف. 

ضاعفَ/ ضاعفَ من يضاعف، مُضاعَفةً، فهو مُضاعِف، والمفعول مُضاعَف
• ضاعف العددَ: جعله ضعفين (مثلين) أو أكثر "ضاعف ثروتَه/ الفائدةَ/ مخاوفَ خَصْمِه- {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ} - {لاَ تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً}: أمثالاً متعدِّدة" ° إنكار الخطيئة يضاعفها مرّتين- ضاعف الحَيْطةَ: زاد في اتِّخاذه الاحتياطات والاحتراس.
• ضاعف من سرعته: زادها. 

ضعَّفَ يضعِّف، تضعيفًا، فهو مُضعِّف، والمفعول مُضعَّف
• ضعَّفَه المرضُ: أضعفه، جعله ضعيفًا هزيلاً.
• ضعَّف الحديثَ أو الرأيَ: نسبه إلى الضّعْف.
• ضعَّف الكمِّيَّة: زادها، جعلها ضِعْفَيْن (مثلين) "ضعَّف أجرَ العُمَّال- {يَانِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَعَّفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ} [ق] ".
• ضعَّف الشَّيءَ: أطبق بعضَه على بعض وثناه فصار كأنَه ضِعف.
• ضعَّف الحرفَ: شدَّده أو زاد عليه حرفًا من جنسه وأدغم الأصليّ في الزائد. 

تضاعيفُ [جمع]: ثنايا، تقاطيع "تضاعيف البشرة/ السَّجَّاد/ السَّتائر" ° تضاعيف الكتاب ونحوه: حواشيه وما بين سطوره. 

تضعيف [مفرد]: ج تضاعيفُ (لغير المصدر): مصدر ضعَّفَ.
• التَّضعيف:
1 - (لغ) تشديد الحرف أو الصّوت، أي زيادة مُجانِس وإدغام الأصل فيه، مثل: شدَّ.
2 - (لغ) تكرار مقطع أصليّ في الكلمة، مثل: زلزل. 

ضَعْف/ ضُعْف [مفرد]:
1 - مصدر ضعُفَ/ ضعُفَ عن.
2 - هُزال، وَهَن، فَقْد القدرة على النَّشاط، ضِدُّ القوّة "ضُعْف الصِّحَّة/ النظر/ الرَّأي/ الحُجَّة/ الإرادة" ° الضَّعْفُ العقليّ: نقصٌ أو وهنٌ ظاهرٌ في العقل لا يبلغ بصاحبه مبلغ الجنون- ضَعْف القلب: وهنُه- نُقْطة الضَّعْف/ موطن الضَّعْف: موطنه، عيب شخصي بسيط.
3 - عَجْز " {اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ} ". 

ضِعْف [مفرد]: ج أضعاف
• ضِعْفُ الشَّيءِ:
1 - مِثْله الذي يُضعِّفه " {إِذًا لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ} ".
2 - مِثْلاه "ضِعْف الواحد اثنان".
3 - أمثاله
 " {فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا}: لم يُرَدْ بالضِّعف هنا المثل أو المثلين وإنّما أراد به الأضعاف- {فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ}: مُضاعفًا".
4 - تضاعيفه، أوساطه وثناياه ° أضعاف الكِتاب: حواشيه وما بين سطوره. 

ضَعْفان [مفرد]: ج ضَعافَى: شديد الضَّعْف "رجل ضَعْفان". 

ضَعوف [مفرد]: ج ضُعُف: شديد الضَّعف. 

ضعيف [مفرد]: ج ضِعاف وضَعافَى وضُعَفاءُ وضَعْفَى وضَعَفَة، مؤ ضعيفة، ج مؤ ضعيفات وضَعائفُ وضِعاف:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ضعُفَ/ ضعُفَ عن: هزيل، خلاف قويّ " {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا} - {وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ} " ° الضِّعاف لا نصيب لهم- الظَّفَر بالضَّعيف هزيمة: تَنبيه إلى عدم المفاخرة بالانتصار على الضَّعيف.
2 - عاجز واهن " {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} " ° ضعيف الذاكرة: لا يكاد يحفظ شيئًا، كثير النِّسيان.
3 - ذليل حقير " {وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا} ".
• الضَّعيف من الكلام: ما انحطَّ عن درجة الفصيح.
• الحديث الضَّعيف: (حد) كلّ حديث فقد شرطا أو أكثر من شروط القبول؛ وهي الاتِّصال، وعدالة الرّواة، وضبطهم، وعدم الشُّذوذ، وعدم العلّة، ووجود العاضد عند الحاجة إليه.
• الضَّعيفان: المرأة واليتيم. 

مُضاعَف [مفرد]: ج مُضاعَفات: اسم مفعول من ضاعفَ/ ضاعفَ من.
• المُضاعَف: (جب) عدد يقبل القسمة على عددين أو أكثر.
• المضاعَف البَسيط: (جب) أصغر عدد يقبل القسمة على عددين أو أكثر.
• مُضاعَف مُشترَك أصغر: (جب) أصغر عدد يقسم عددين أو أكثر دون باق؛ فالأعداد 2، 3، 5 مضاعفها المشترك الأصغر 30.
• كسر العظام المُضاعَف: (طب) نوع من الكسور تُمزِّق فيه أشلاءُ العظم النسيجَ الناعم وتنتأ من خلال جرح مفتوح في الجلد.
• مُضاعَف الثُّلاثِيّ: (نح) ما كانت عينه ولامه من جنس واحد، مثل: مَدّ.
• مُضاعَف الرُّباعيّ: (نح) ما تماثل أوّله وثالثه، وثانيه ورابعه، مثل زلزل. 

مُضاعَفة [مفرد]: ج مُضاعَفات:
1 - مصدر ضاعفَ/ ضاعفَ من.
2 - (طب) عِلَّة أو حالة ثانويَّة تنشأ أثناء مرض ما فتزيد من خطورته "لمرض السُّكَّر مضاعفات كثيرة". 

مُضعَّف [مفرد]: اسم مفعول من ضعَّفَ.
• مُضعَّف الثُّلاثيّ: (نح) مضاعف الثلاثيّ؛ وهو ما كانت عينه ولامه من جنس واحد، مثل: ردّ.
• مُضعَّف الرُّباعيّ: (نح) مضاعف الرباعيّ، وهو ما تماثل أوّله وثالثه، وثانيه ورابعه مثل: زلزل. 

ضعف: الضَّعْفُ والضُّعْفُ: خِلافُ القُوّةِ، وقيل: الضُّعْفُ، بالضم،

في الجسد؛ والضَّعف، بالفتح، في الرَّأْي والعَقْلِ، وقيل: هما معاً

جائزان في كل وجه، وخصّ الأَزهريُّ بذلك أَهل البصرة فقال: هما عند أَهل

البصرة سِيّانِ يُسْتعملان معاً في ضعف البدن وضعف الرَّأْي. وفي التنزيل:

اللّه الذي خَلَقَكم من ضُعفٍ ثم جَعَل من بعد ضُعْفٍ قُوَّةً ثم جعل من بعد

قوَّةٍ ضُعْفاً؛ قال قتادة: خلقكم من ضعف قال من النُّطْفَةِ أَي من

المنِيّ ثم جعل من بعد قوة ضعفاً، قال: الهَرَمَ؛ وروي عن ابن عمر أَنه قال:

قرأْت على النبي، صلى اللّه عليه وسلم: اللّه الذي خلقكم من ضَعف؛

فأَقرأَني من ضُعْف، بالضم، وقرأَ عاصم وحمزة: وعَلِمَ أَن فيكم ضَعفاً،

بالفتح، وقرأَ ابن كثير وأَبو عمرو ونافع وابن عامر والكسائي بالضم، وقوله

تعالى: وخُلِق الإنسانُ ضَعِيفاً؛ أَي يَسْتَمِيلُه هَواه. والضَّعَفُ: لغة

في الضَّعْفِ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

ومَنْ يَلْقَ خَيراً يَغْمِزِ الدَّهْر عَظْمَه،

على ضَعَفٍ من حالهِ وفُتُورِ

فهذا في الجسم؛ وأَنشد في الرَّأْي والعقل:

ولا أُشارِكُ في رَأْيٍ أَخا ضَعَفٍ،

ولا أَلِينُ لِمَنْ لا يَبْتَغِي لِينِي

وقد ضَعُفَ يَضْعُفُ ضَعْفاً وضُعْفاً وضَعَفَ؛ الفتح عن اللحياني، فهو

ضَعِيفٌ، والجمع ضُعَفاء وضَعْفى وضِعافٌ وضَعَفةٌ وضَعافَى؛ الأَخيرة عن

ابن جني؛ وأَنشد:

تَرَى الشُّيُوخَ الضَّعافَى حَوْلَ جَفْنَتِه،

وتَحْتَهُم من محاني دَرْدَقٍ شَرَعَهْ

ونسوة ضَعِيفاتٌ وضَعائفُ وضِعافٌ؛ قال:

لقد زادَ الحياةَ إليَّ حُبّاً

بَناتي، إنَّهُنَّ من الضِّعافِ

وأَضْعَفَه وضَعَّفَه: صيَّره ضعيفاً. واسْتَضْعَفَه وتَضَعَّفَه: وجده

ضعيفاً فركبه بسُوء؛ الأَخيرة عن ثعلب؛ وأَنشد:

عليكم بِرِبْعِيِّ الطِّعانِ، فإنه

أَشَقُّ على ذِي الرَّثْيَةِ المُتَضَعِّفِ

رِبْعِيُّ الطِّعانِ: أَوَّله وأَحَدُّه. وفي إِسلام أَبي ذَّرّ:

لَتَضَعَّفْتُ

(* قوله «لتضعفت» هكذا في الأصل، وفي النهاية: فتضعفت.) رجلاً

أَي اسْتَضْعَفْتُه؛ قال القتيبي: قد تدخل اسْتَفْعَلْتُ في بعض حروف

تَفَعَّلْت نحو تَعَظَّم واسْتَعْظَم وتكبّر واسْتكبر وتَيَقَّن واسْتَيْقَنَ

وتَثَبَّتَ واسْتَثْبَتَ. وفي الحديث: أَهْلُ الجَنّة كلّ ضَعِيفٍ

مُتَضَعَّفٍ؛ قال ابن الأثير: يقال تَضَعَّفْتُه واسْتَضْعَفْتُه بمعنى للذي

يَتَضَعَّفُه الناس ويَتَجَبَّرُون عليه في الدنيا للفقر ورَثاثَةِ الحال.

وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: غَلَبني أَهل الكوفة، أَسْتَعْمِلُ عليهم

المؤمنَ فيُضَعَّفُ، وأَستعمل عليهم القَوِيَّ فيُفَجَّر. وأَما الذي ورد

في الحديث حديث الجنة: ما لي لا يدخُلني إلا الضُّعَفاء؟ قيل: هم الذين

يُبَرِّئُون أَنْفُسَهم من الحَوْل والقوة؛ والذي في الحديث: اتقوا اللّه

في الضعيفين: يعني المرأَة والمملوك.

والضَّعْفةُ: ضَعْفُ الفؤاد وقِلَّةُ الفِطْنةِ. ورجل مَضْعُوفٌ: به

ضَعْفةٌ. ابن الأَعرابي: رجل مَضْعُوفٌ ومَبْهُوتٌ إذا كان في عقله ضَعْفٌ.

ابن بزرج: رجل مَضْعُوفٌ وضَعُوفٌ وضَعِيفٌ، ورجل مَغْلُوبٌ وغَلُوبٌ،

وبعير مَعْجوفٌ وعَجُوفٌ وعَجِيفٌ وأَعْجَفُ، وناقة عَجوفٌ وعَجِيفٌ، وكذلك

امرأَة ضَعُوفٌ، ويقال للرجل الضرير البصر ضَعِيفٌ.

والمُضَعَّفُ: أَحد قِداح الميْسِر التي لا أَنْصباء لها كأَنه ضَعُفَ

عن أَن يكون له نصيبٌ. وقال ابن سيده أَيضاً: المُضَعَّفُ الثاني من

القِداحِ الغُفْل التي لا فُرُوضَ لها ولا غُرْم عليها، إنما تُثَقَّل بها

القِداحُ كَراهِيةَ التُهَمَةِ؛ هذه عن اللحياني، واشْتَقَّه قوم من

الضَّعْفِ وهو الأَوْلى.

وشِعر ضَعِيف: عَليل، استعمله الأَخفش في كتاب القَوافي فقال: وإن كانوا

قد يُلزمون حرف اللين الشِّعْرَ الضعيفَ العليلَ ليكون أَتَمَّ له

وأَحسن.

وضِعْفُ الشيء: مِثْلاه، وقال الزجاج: ضِعْفُ الشيء مِثْلُه الذي

يُضَعِّفُه، وأَضْعافُه أَمثالُه. وقوله تعالى: إذاً لأَذَقْناك ضِعْفَ

الحَياةِ وضِعْفَ المَماتِ؛ أَي ضِعف العذاب حيّاً وميّتاً، يقول: أَضْعفنا لك

العذاب في الدنيا والآخرة؛ وقال الأَصمعي في قول أَبي ذؤيب:

جَزَيْتُكَ ضِعْفَ الوِدِّ، لما اسْتَبَنْتُه،

وما إنْ جَزاكَ الضِّعْفَ من أَحَدٍ قَبْلي

معناه أَضعفت لك الود وكان ينبغي أَن يقول ضِعْفَي الوِدِّ. وقوله عز

وجل: فآتِهِم عذاباً ضِعْفاً من النار؛ أَي عذاباً مُضاعَفاً لأَن

الضِّعْفَ في كلام العرب على ضربين: أَحدهما المِثل، والآخر أَن يكون في معنى

تضعيف الشيء. قال تعالى: لكلِّ ضِعْف أَي للتابع والمتبوع لأَنهم قد دخلوا

في الكفر جميعاً أَي لكلٍّ عذاب مُضاعَفٌ. وقوله تعالى: فأولئك لهم جزاء

الضِّعف بما عملوا؛ قال الزجاج: جزاء الضعف ههنا عشر حسنات، تأْويله:

فأُولئك لهم جزاء الضعف الذي قد أَعلمناكم مِقْداره، وهو قوله: من جاء

بالحسنة فله عشر أَمثالها؛ قال: ويجوز فأُولئك لهم جزاء الضعف أَي أَن نجازيهم

الضعف، والجمع أَضْعاف، لا يكسَّر على غير ذلك.

وأَضعفَ الشيءَ وضعَّفه وضاعَفه: زاد على أَصل الشيء وجعله مثليه أَو

أَكثر، وهو التضعيف والإضْعافُ، والعرب تقول: ضاعفت الشيء وضَعَّفْته بمعنى

واحد؛ ومثله امرأَة مُناعَمةٌ ومُنَعَّمةٌ، وصاعَر المُتَكَبِّر خَدَّه

وصعّره، وعاقَدْت وعقّدْت. وعاقَبْتُ وعَقَّبْتُ. ويقال: ضعَّف اللّه

تَضْعِيفاً أَي جعله ضِعْفاً. وقوله تعالى: وما آتَيْتُم من زكاة تُريدون

وجهَ اللّه فأُولئك هم المُضْعِفُون؛ أَي يُضاعَفُ لهم الثواب؛ قال

الأَزهري: معناه الداخلون في التَّضْعِيف أَي يُثابُون الضِّعْف الذي قال اللّه

تعالى: أُولئك لهم جزاء الضِّعْفِ بما عَمِلوا؛ يعني من تَصدَّق يريد وجه

اللّه جُوزيَ بها صاحِبُها عشرة أَضْعافها، وحقيقته ذوو الأَضْعافِ.

وتضاعِيفُ الشيء: ما ضُعِّفَ منه وليس له واحد، ونظيره في أَنه لا واحد له

تَباشِيرُ الصُّبْحِ لمقدمات ضِيائه، وتَعاشِيبُ الأَرض لما يظهر من

أَعْشابِها أَوَّلاً، وتَعاجِيبُ الدَّهْرِ لما يأْتي من عَجائِبه.

وأَضْعَفْتُ الشيءَ، فهو مَضْعُوفٌ، والمَضْعُوفُ: ما أُضْعِفَ من شيء، جاء على غير

قِياس؛ قال لبيد:

وعالَيْنَ مَضْعُوفاً ودُرّاً، سُمُوطُه

جُمانٌ ومَرْجانٌ يَشُكُّ المَفاصِلا

(* قوله «ودراً» كذا بالأصل، والذي في الصحاح وشرح القاموس: وفرداً.)

قال ابن سيده: وإنما هو عندي على طرح الزائد كأَنهم جاؤوا به على

ضُعِفَ. وضَعَّفَ الشيءَ: أَطْبَقَ بعضَه على بعض وثَناه فصار كأَنه ضِعْفٌ،

وقد فسر بيت لبيد بذلك أَيضاً. وعَذابٌ ضِعْفٌ: كأَنه ضُوعِفَ بعضُه على

بعض. وفي التنزيل: يا نساء النبيّ من يأْتِ مِنْكُنَّ بفاحِشةٍ مُبَيِّنَةٍ

يُضاعَفْ لها العَذابُ ضِعْفَيْنِ، وقرأَ أَبو عمرو: يُضَعَّف؛ قال أَبو

عبيد: معناه يجعل الواحد ثلاثة أَي تُعَذَّبْ ثلاثةَ أَعْذِبَةٍ، وقال:

كان عليها أَن نُعَذَّبَ مرة فإذا ضُوعِفَ ضِعْفَيْن صار العذابُ ثلاثة

أَعْذِبةٍ؛ قال الأَزهري: هذا الذي قاله أَبو عبيد هو ما تستعمله الناس في

مَجازِ كلامهم وما يَتَعارَفونه في خِطابهم، قال: وقد قال الشافعي ما

يُقارِبُ قوله في رجل أَوْصى فقال: أَعْطُوا فلاناً ضِعْفَ ما يُصِيبُ

ولدي، قال: يُعْطى مثله مرتين، قال: ولو قال ضِعْفَيْ ما يُصيبُ ولدي نظرتَ،

فإن أَصابه مائة أَعطيته ثلثمائة، قال: وقال الفراء شبيهاً بقولهما في

قوله تعالى: يَرَوْنَهم مِثْلَيْهِم رأْيَ العين، قال: والوصايا يستعمل

فيها العُرْفُ الذي يَتَعارَفُه المُخاطِبُ والمُخاطَبُ وما يسبق إلى

أَفْهام من شاهَدَ المُوصي فيما ذهب وهْمُه إليه، قال: كذلك روي عن ابن عباس

وغيره، فأَما كتاب اللّه، عز وجل، فهو عري مبين يُرَدُّ تفسيره إلى موضوع

كلام العرب الذي هو صيغة أَلسِنتها، ولا يستعمل فيه العرف إذا خالفته

اللغة؛ والضِّعْفُ في كلام العرب: أَصله المِثْلُ إلى ما زاد، وليس بمقصور

على مثلين، فيكون ما قاله أَبو عبيد صواباً، يقال: هذا ضِعف هذا أَي مثله،

وهذا ضِعْفاه أَي مثلاه، وجائز في كلام العرب أَن تقول هذه ضعفه أَي

مثلاه وثلاثة أَمثاله لأَن الضِّعف في الأَصل زيادة غير محصورة، أَلا ترى

قوله تعالى: فأُولئك لهم جزاء الضِّعف بما عملوا؟ لم يرد به مثلاً ولا مثلين

وإنما أَراد بالضعف الأَضْعافَ وأَوْلى الأَشياء به أَن نَجْعَلَه عشرةَ

أَمثاله لقوله سبحانه: من جاء بالحسنة فله عشر أَمثالها ومن جاء بالسيئة

فلا يُجزي إلا مثلها؛ فأَقل الضِّعْفِ محصور وهو المثل، وأَكثره غيرُ

محصور. وفي الحديث: تَضْعُفُ صلاةُ الجماعةِ على صلاة الفَذِّ خَمساً

وعشرين درجة أَي تزيد عليها. يقال: ضَعُفَ الشيءُ يَضْعُفُ إذا زاد

وضَعَّفْتُه وأَضعَفْتُه وضاعَفْتُه بمعنًى. وقال أَبو بكر: أُولئك لهم جزاء

الضِّعْفِ؛ المُضاعَفةِ، فأَلْزَمَ الضِّعْفَ التوحيدَ لأَنَّ المصادِرَ ليس

سبيلُها التثنية والجمع؛ وفي حديث أَبي الدَّحْداح وشعره:

إلا رَجاء الضِّعْفِ في المَعادِ

أَي مِثْلَيِ الأَجر؛ فأَما قوله تعالى: يُضاعَفْ لها العذابُ ضعفين،

فإن سِياق الآية والآيةِ التي بعدها دلَّ على أَن المرادَ من قوله ضِعفين

مرّتان، أَلا تراه يقول بعد ذكر العذاب: ومن يَقْنُت منكنَّ للّه ورسوله

وتعمل صالحاً نُؤتِها أَجْرَها مرتين؟ فإذا جعل اللّه تعالى لأُمهات

المؤمنين من الأَجْر مِثْلَيْ ما لغيرهن تفضيلاً لهنَّ على سائر نساء الأُمة

فكذلك إذا أَتَتْ إحداهنَّ بفاحشة عذبت مثلي ما يعذب غيرها، ولا يجوز أَن

تُعْطى على الطاعة أَجرين وتُعَذَّب على المعصِية ثلاثة أَعذبة؛ قال

الأَزهري: وهذا قولُ حذاق النحويين وقول أَهلِ التفسير، والعرب تتكلم

بالضِّعف مثنى فيقولون: إن أَعطيتني دِرهماً فلك ضِعفاه أي مثلاه، يريدون فلك

درهمان عوضاً منه؛ قال: وربما أَفردوا الضعف وهم يريدون معنى الضعفين

فقالوا: إن أَعطيتني درهماً فلك ضعفه، يريدون مثله، وإفراده لا بأْس به إلا

أَن التثنية أَحسن. ورجل مُضْعِفٌ: ذو أَضْعافٍ في الحسنات. وضَعَفَ القومَ

يَضْعَفُهُم: كَثَرَهم فصار له ولأَصحابه الضِّعْفُ عليهم. وأَضْعَفَ

الرَّجلُ: فَشَتْ ضَيْعَتُه وكثُرت، فهو مُضعِف. وبقرة ضاعِفٌ: في بطنها

حَمْل كأَنَّها صارت بولدها مُضاعَفَةً.

والأَضْعافُ: العِظامُ فوقها لحم؛ قال رؤبة:

واللّه بَينَ القَلْبِ والأَضْعافِ

قال أَبو عمرو: أَضعاف الجسد عِظامه، الواحد ضِعْفٌ، ويقال: أَضْعافُ

الجَسد أَعْضاؤه. وقولهم: وقَّع فلان في أَضْعافِ كتابه؛ يراد به توقِيعُه

في أَثناء السُّطور أَو الحاشية. وأُضْعِفَ القومُ أَي ضُوعِفَ لهم.

وأَضْعَفَ الرَّجلُ: ضَعُفَتْ دابّتُه. يقال هو ضَعِيفٌ مُضْعِفٌ،

فالضَّعِيفُ في بدنه، والمُضعِفُ الذي دابته ضعيفة كما يقال قَويٌّ مُقْوٍ،

فالقويّ في بدنه والمُقْوي الذي دابته قَوِيَّة. وفي الحديث في غَزْوة

خَيْبَر: من كان مُضْعِفاً فَلْيَرْجع أَي من كانت دابّتُه ضَعِيفةً. وفي

حديث عمر، رضي اللّه عنه: المُضْعِفُ أَميرٌ على أَصحابه يعني في السفر يريد

أَنهم يَسيرُون بسيره. وفي حديث آخر: الضَّعِيفُ أَمير الركْب.

وضَعَّفَه السير أَي أَضْعَفَه. والتضْعِيف: أَن تَنْسُبَه إلى الضَّعْفِ:

والمُضاعَفةُ: الدِّرْع التي ضُوعِفَ حَلَقُها ونُسِجَتْ حَلْقَتَيْن

حلقتين.

ضعف
الضَّعْفُ بالفتحِ ويُضَمُّ وهما لُغَتان، والضمُّ أَقْوَى ويُحَرَّكُ وَهَذِه عَن ابنِ الأَعْرابيِّ، وأَنشَدَ:
(ومَنْ يَلْقَ خَيْراً يَغْمِزِ الدَّهْرُ عَظْمَه ... عَلَى ضَعَفٍ من حالِهِ وفُتُورِ)
وَمعنى الكُلِّ: ضِدُّ القُوَّةِ وهُما بالفَتْح والضَّمِّ مَعًا جائِزانِ فِي كُلِّ وَجْهٍ، وخَصَّ الأَزْهرِيُّ بذلك أَهْلَ البَصْرَةِ، فقالَ: هُما عندَ أَهْلِ البَصْرَةِ سِيّانِ، يُسْتَعْمَلان مَعًا فِي ضَعْفِ البَدَنِ، وضَعْفِ الرَّأْي، وقَرَأَ عاصِم وحَمْزَةُ وعَلِمَ ابنُ كَثِيرٍ وأَبو عَمْروٍ ونافِعٌ وابنُ عامِرٍ والكِسائِيُّ بالضمِّ.
وأَما الضَّعَفُ محركةً فقد سبَقَ شاهدُه فِي الجِسْمِ، وأَما فِي الرأَيِ والعَقْلِ فشاهِدُه أَنْشَدَه ابنُ الأَعرابيِّ أَيضاً:
(وَلَا أُشارِكُ فِي رَأْيٍ أَخا ضَعَفٍ ... وَلَا أَلِينُ لِمَنْ لَا يَبْتَغِي لِينِي)
وَقد ضَعُفَ ككَرُمَ ونَصَرَ الأَخيرةُ عَن اللِّحْيانِيِّ، كَمَا فِي اللِّسانِ، وعَزاهُ فِي العُبابِ إِلى يُونُسَ ضَعْفاً وضُعْفاً بِالْفَتْح والضمِّ وضَعافَةً ككَرامةً، كلُّ ذلِك مَصادِرُ ضَعُفَ بِالضَّمِّ، وَكَذَا ضَعَافِيَةً كَكَراهِيَةٍ فَهُوَ ضَعِيفٌ، وضَعُوفٌ، وضَعْفانٌ الثانيةُ عَن ابنِ بُزُرْجَ، قَالَ: وَكَذَلِكَ ناقَةٌ عَجُوفٌ وعَجِيفٌ، ج: ضِعافٌ بالكسرِ وضُعَفاءُ ككُرَماءَ وضَعَفَةٌ مُحَركةً كخَبِيثٍ وخَبَثَةٍ، وَلَا ثالِثَ لَهما، كَمَا فِي المِصْباحِ، قَالَ شيخُنا: ولعلَّه فِي الصَّحيحِ، وإِلاّ وَرَدَ سَرِيٌّ وسَراةٌ، فتأَمل، وَهِي) ضَعِيفَةٌ، وضَعُوفٌ الثانِيةُ عَن ابنِ بُزُرْجَ، ونِسْوَةٌ ضَعِيفاتٌ، وضَعائِفُ، وضِعافٌ، وَقَالَ: (لقَدْ زادَ الحَياةَ إِليَّ حُبّاً ... بَناتِي إِنَّهُنّ من الضِّعافِ)
وقولُه تَعَالَى: اللهُ الّذي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ قالَ قَتادَةُ: من النُّطْفَةِ، أَي: مِنْ مَنِيٍّ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً، ثمَّ جَعَلَ من بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً قالَ: الهَرَمُ، ورُوِيَ عَن ابنِ عُمَرَ أَنَّه قَالَ: قَرَأْتُ على النَّبِيِّ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ من ضَعْفٍ فأَقْرَأَنِي من ضُعْفٍ، بالضمِّ.
وقولُه تَعالى: وخُلِقَ الإِنْسانُ ضَعِيفاً: أَي يَسْتَمِيلُه هَواهُ كَمَا فِي العُبابِ واللِّسانِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: ضِعْفُ الشَّيْءِ، بالكَسْرِ: مِثْلُهُ زادَ الزّجّاجُ: الَّذِي يُضَعِّفُه وضِعْفاهُ: مِثْلاهُ وأَضْعافُه: أَمْثالُه. أَو الضِّعْفُ: المِثْلُ إِلى مَا زادَ وَلَيْسَ بمَقْصُورٍ عَلَى المِثْلَيْنِ، نَقله الأَزْهَرِيُّ، وقالَ: هَذَا كلامُ العربِ، قالَ الصاغانيُّ: فيكونُ مَا قالَه أَبُو عُبَيْدَةَ صَواباً، وَكَذَلِكَ رُوِيَ عَن ابنِ عبّاسٍ، فأَمَا كتابُ اللهِ عزَّ وجَلَّ فَهُوَ عَرَبيٌّ مُبِينٌ، يُرَدُّ تفسيرُه إِلى مَوْضُوعِ كلامِ العَرَبِ، الَّذِي هُوَ صِيغَةُ أَلْسِنَتِها، وَلَا يُسْتَعْمَلُ فِيهِ العُرْفُ إِذا خالَفَتْه اللُّغَةُ وقالَ: بل جائِزٌ فِي كَلامِ العَرَبِ أَنْ يُقال: لكَ ضِعْفُه، يَرِيدُونَ مِثْلَيْهِ وثَلاثَةَ أَمْثالِهِ لأَنَّه أَي: الضِّعْف فِي الأَصْلِ زِيادَةٌ غيرُ مَحْصُورةٍ أَلا تَرَى إِلى قَولِه عزَّ وجلَّ: فأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَلم يُرِدْ مِثْلاً وَلَا مِثْلَيْنِ، ولكِنّه أَرادَ بالضِّعْفِ الأَضْعافَ، قالَ: وأَوْلَى الأَشياءِ فِيهِ أَنْ يُجْعَلَ عَشْرَةَ أَمْثالِهِ لقولِه تَعالَى: مَنْ جَاءَ بالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها الْآيَة. فأَقَلُّ الضِّعْفِ مَحْصُورٌ، وَهُوَ المِثْلُ، وأَكْثَرُه غيرُ مَحْصُورٍ، قالَ الزَّجّاجُ: والعَرَبُ تَتَكَلَّمُ بالضِّعْفِ مُثَنّىً، فيقولُون: إِنْ أَعْطَيْتَنِي دِرْهَماً فلَكَ ضِعْفاهُ يُرِيدُونَ مِثْلَيْه، قالَ: وإِفْرادُه لَا بَأْسَ بِهِ، إِلاّ أَنّ التَّثْنِيَةَ أَحْسَنُ. وَفِي قولِه تَعَالَى: فأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا قالَ: أَرادَ المُضاعَفَةَ، فأَلزَمَ الضِّعْفَ التّوْحِيدَ لأَنَّ المَصادِرَ ليسَ سَبِيلُها التَّثْنيةَ والجَمْعَ. وقولُ اللهِ تعالَى: يَا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بفاحِشَةٍ مُبَيَّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا العَذابُ ضِعْفِيْنِ وقَرَأَ أَبو عَمرٍ و: يُضَعَّفْ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَي يُجْعَل العَذابُ ثَلاثَةَ أَعْذِبَةٍ وقالَ: كانَ عَلَيْهَا أَنْ تُعَذَّبَ مرّةً، فَإِذا ضُوعِفَ ضِعْفَيْنِ صارَ الواحدُ ثَلاثَةً، قالَ: ومَجازُ يُضاعَفُ، أَي: يُجْعَلُ إِلى الشِّيءِ شَيْآنِ، حَتّى يصِيرَ ثَلاثَةً والجَمْعُ أَضْعافٌ، لَا يُكَسَّر على غَيرِ ذلِك. وَمن المَجاز: أَضْعافُ الكِتابِ، أَي: أَثْناءُ سُطُورِه وحَواشِيهِ وَمِنْه قَوْلُهم: وَقَّعَ فلانٌ فِي أَضْعافِ كتابِه، يُرادُ بِهِ تَوْقِيعُه فِيها. نَقَلَه الجوهريُّ والزَّمَخْشَرِيُّ. ويُقال: الأَضْعافُ من الجَسَدِ: أَعْضاؤُه، أَو عِظامُه وَهَذَا قولُ أَبي عَمْرٍ ووقالَ غيرُه: الأَضْعافُ: العِظامُ فَوْقَها لَحْمٌ،)
وَمِنْه قولُ رُؤْبَةَ: واللهِ بينَ القَلْبِ والأَضْعافِ الواحِدَةُ ضِعْفٌ، بالكَسْرِ. وضَعَفَهُم، كمَنَعَ يَضْعَفُهُم: كَثَرَهُمْ، فَصارَ لَهُ ولأَصْحابِهِ الضِّعْفُ عَلَيْهِمْ قالَه اللَّيْثُ. وقالَ ابنُ عَبّادٍ: الضَّعَف مُحَرّكَةً: الثِّيابُ المُضَعَّفَةُ كالنَّفَضِ. والضَّعِيفُ كأَمِيرٍ: الأَعْمَى لُغَةٌ حِمْيَرِيَّةٌ، قِيل: ومِنْهُ قولُه تَعالَى:: وإِنَّا لَنَراكَ فِينَا ضَعِيفاً: أَي ضَرِيراً، نَقَلَه الصّاغانِيُّ فِي العُبابِ، وَقد رَدَّه الشِّهابُ فِي العِنايَةِ، فانْظُرْه. وأَضْعَفَهُ المَرَضُ: جَعَلَه ضَعِيفاً نقَلَه الجَوْهرِيُّ وَهُوَ مَضْعُوفٌ على غيرِ قِياسٍ، قالَ أَبو عَمْرٍ و: والقِياسُ مُضْعَفٌ قَالَ لَبِيدٌ رضيَ الله عَنهُ:
(وعالَيْنَ مَضْعُوفاً وَفَرْداً سُمُوطُه ... جُمانٌ ومَرْجانٌ يَشُكُّ المَفاصِلاَ)
قَالَ ابنُ سِيدَه: وإِنَّما هُوَ عِنْدِي على طَرْحِ الزّائِدِ، كأَنَّهُمْ جاءُوا بِهِ على ضَعَفَ. وأَضْعَفَ الشيءَ: جَعَلَه ضِعْفَيْنِ، كضَعَّفَه تَضْعِيفاً، قَالَ الخَلِيلُ: التَّضْعِيفُ: أَنْ يُــزادَ على أَصْلِ الشَّيْءِ، فيُجْعَلَ مِثْلَيْنِ أَو أَكْثَرَ. وضَاعَفَه مُضاعَفَةً: أَي أَضْعَفَه من الضَّعْفِ، قالَ اللهُ تَعالى: فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً وَفِي اللِّسانِ: يُقال: ضعَفَ الشيْءُ: إِذا زادَ، وأَضْعَفْتُه وضَعَّفْتُه وضَاعَفْتُه بِمَعْنى واحدٍ، وَهُوَ: جَعْلُ الشَّيْءِ مِثْلَيْه أَو أَكْثَر، ومثلُه امرأَةٌ مُناعَمَةٌ ومُنَعَّمَةٌ، وصاعَرَ المُتَكَبِّر خَدَّه وصَعَّرَه، وعاقَدْتُ وعَقَّدْتُ. ويُقال: ضَعَّفَه اللهُ تَضْعِيفاً: أَي جَعَله ضِعْفاً، وقولُه تَعَالَى: فأُولئِكَ هُمُ المُضْعِفُونَ أَي: يُضاعَفُ لَهُم الثَّوابُ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: مَعْنَاهُ الدَّاخِلون فِي التَّضْعِيفِ، أَي: يُثابُونَ الضِّعْفَ المَذْكورَ فِي آيَة: فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ. وأَضْعَفَ فُلانٌ: ضَعُفَتْ دابَّتُهُ يُقال: هُوَ ضَعِيفٌ مُضْعِفٌ، فالضَّعِيفُ فِي بَدَنِه، والمُضْعِفُ فِي دابَّتِهِ، كَمَا يُقال: قَوِيٌّ مُقْوٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ وَمِنْه الحَدِيثُ أَنّه قالَ فِي عَزْوَةِ خَيْبَرَ: مَنْ كانَ مُضْعِفاً أَو مُصْعِباً فليَرْجِعْ أَي: ضَعِيفَ البَعِيرِ، أَو صَعْبَه وقَوْلُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنهُ: المُضْعِفُ أَمِيرٌ عَلَى أَصْحابِه يعنِي فِي السَّفَرِ أَرادَ أَنَّهُمْ يَسِيرُونَ بسَيْرِه ومثلُه الحَدِيثُ الآخر: المُضْعِفُ أَمِيرُ الرَّكْبِ. والمُضْعِفُ، كمُحْسِنٍ: مَن فَشَتْ ضَيْعَتُه وكَثُرَتْ كَمَا فِي اللِّسانِ والمُحيطِ. وأُضْعِفَ القَوْمُ، بالضّمِّ أَي: ضُوعِفَ لَهُم نَقله الجوهريُّ. وضَعَّفَهُ تَضْعِيفاً: عَدَّهُ وَفِي اللِّسان صَيَّرَه ضَعِيفاً وَكَذَلِكَ أَضْعَفَه كاسْتَضْعَفَهُ: وَجَدَه ضَعِيفاً، فرَكِبَه بسُوءٍ، قَالَه ثَعْلَب وتَضَعَّفَهُ وَفِي إِسلامِ أَبِي ذَرٍّ: فَتَضَعَّفْتُ رجُلاً: أَي اسْتَضْعَفْتُهُ، قَالَ القُتَيْبِيُّ: قد يَدْخُل اسْتَفْعَلْتُ فِي بعضِ حُرُوفِ) تَفَعَّلْتُ، نَحْو تَعَظَّمَ واسْتَعْظَمَ، وتَكَبَّرَ واسْتَكْبَرَ، وتَيَقَّنَ واسْتَيْقَنَ، وَقَالَ اللهُ تعالَى إِلا المُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَفِي الحَديثِ: أَهْلُ الجَنَّةِ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعَّفٍ قَالَ ابنُ الأَثير: يُقال: تَضَعَّفْتُه واسْتَضْعَفْتُهُ بمَعْنَى الَّذِي يَتَضَعَّفُهُ النّاسُ، ويَتَجَبَّرُونَ عليهِ فِي الدُّنْيا للفَقْرِ، ورَثاثَةِ الحالِ، وَفِي حَديثِ عُمَرَ رَضِي اللهُ عَنهُ: غَلَبَنِي أَهْلُ الكُوفَةِ، أَسْتَعْمِلُ عَلَيْهِم المُؤْمِنَ فيُضَعَّفُ، وأَسْتَعْمِلُ عَلَيْهِم القَوِيَّ فيُفَجَّرُ. وضَعَّفَ الحَدِيثَ تَضْعِيفاً: نَسَبَه إِلى الضَّعْفِ وَهُوَ مَجازٌ، نقَلَه الجوهريُّ، وَلم يَخُصَّه بالحَدِيثِ. وأَرْضٌ مُضْعَفَةٌ بالبِناءِ للمَفْعُولِ أَي: أَصابَها مَطَرٌ ضَعِيفٌ قَالَه ابنُ عَبّادٍ.
وتَضاعَفَ الشيءُ: صارَ ضعِيْفَ مَا كانَ كَمَا فِي العُباب. والدِّرْعُ المُضاعَفَةُ: الَّتِي ضُوعِفَ حَلَقُها، ونُسِجَتْ حَلَقَتَيْنِ حَلَقَتَيْنِ نَقله الجَوهَرِيُّ. والتَّضْعِيفُ: حُمْلانُ الكِيمِياءِ نقلهُ اللَّيْثُ. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الضَّعِيفانِ: المَرْأَةُ والمَمْلُوكُ، وَمِنْه الحَدِيثُ: اتَقُوا اللهَ فِي الضَّعِيفَيْنِ. والضَّعْفَةُ، بِالْفَتْح: ضَعْفُ الفُؤادِ، وقِلَّةُ الفِطْنَةِ. ورَجُلٌ مَضْعُوفٌ: بِهِ ضَعْفَةٌ، وَقَالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: رَجُلٌ مَضْعُوفٌ، ومَبْهُوتٌ: إِذا كانَ فِي عَقْلِه ضَعْفٌ. والمُضَعَّفُ، كمُعَظَّمٍ: أَحَدُ قِداحِ المَيْسِرِ الَّتِي لَا أَنْصِباءَ لَها، كأَنَّه ضَعُفَ عَن أَنْ يكونَ لَهُ نَصِيبٌ، وَقَالَ ابنُ سِيدَه: المُضَعَّفُ: الثانِي من القِداحِ الغُفْلِ الَّتِي لَا فُروضَ لَها، وَلَا غُرْمَ عَلَيْهَا، وإِنما تُثَقَّلُ بهَا القِداحُ كَراهِيَةَ التُّهْمَةِ، هَذِه عَن اللَّحْيانِيِّ، واشْتَقَّهُ قومٌ من الضَّعْفِ، وَهُوَ الأَوْلَى. وشِعْرٌ ضَعِيفٌ: عَلِيلٌ، استَعْمَلَهُ الأَخْفَشُ فِي كتابِ القَوافِي. والضِّعْفُ، بِالْكَسْرِ: المُضاعَفُ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً من النارِ.
وتَضاعِيفُ الشَّيءِ: مَا ضُعِّفَ مِنْهُ، وليسَ لَهُ واحِدٌ، ونَظِيرُه تَباشِيرُ الصُّبْحِ لِمُقَدِّماتِ ضِيائِه، وتَعاشِيبُ الأَرْضِ لِما يَظْهَرُ من أَعْشابِها أَوّلاً، وتَعاجِيبُ الدَّهْرِ لِما يَأْتِي من عَجائِبِه. وضَعَّفَ الشيءَ: أَطْبَقَ بَعْضه على بَعْضٍ وثَناهُ، فَصَارَ كأَنَّه ضَعْفٌ، وَبِه فُسِّرَ أَيضاً قولُ لَبِيدٍ السابقُ.
وعذابٌ ضِعْفٌ: كأَنَّهُ ضُوعِفَ بَعْضُه على بَعْضٍ. ورَجُلٌ مُضْعِفٌ: ذُو أَضْعافٍ فِي الحَسَناتِ.
وبَقَرَةٌ ضاعِفٌ: فِي بَطْنِها حَمْلٌ، كأَنَّها صارَتْ بولَدِها مُضاعَفَةً، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وَلَيْسَت باللُّغَةِ العالِيَةِ. والمُضاعَفُ، فِي اصْطِلاحِ الصَّرْفِيِّينَ: مَا ضُوعِفَ فِيهِ الحَرْفُ. وضَعِيفَةُ: اسمُ امرأَةٍ، قالَ امرُؤُ القَيْسِ:
(فأُسْقِي بِهِ أُخْتِي ضَعِيفَةَ إِذْ نَأَتْ ... وإِذْ بَعُدَ المَزارُ غَيْرَ القَرِيضِ) وتَضاعِيفُ الكِتابِ: أَضْعافُه. وكانَ يُونُسُ عَلَيْهِ السلامُ فِي أَضْعافِ الحُوتِ، وَهُوَ مَجازٌ.
والضُّعَيْفُ، مُصَغَّراً: لقَبُ رَجُلٍ. والضَّعَفَةُ، مُحَرَّكَةً: شِرْذِمَةٌ من العَرَبِ. والمُضَعَّفُ، كمُعَظَّمٍ:)
القَدَحُ الثانِي من القِداحِ الغُفْلِ، لَيْسَ لَهُ فَرْضٌ، وَلَا عَلَيْهِ غُرْمٌ، قَالَه اللِّحْيانِيُّ.

ضعف

1 ضَعُفَ, (S, O, Msb, K,) and ضَعَفَ, (O, Msb, K,) the latter on the authority of Yoo, (O,) or of Lh, (L,) aor. of each ـُ (Msb, K,) inf. n. ضُعْفٌ and ضَعْفٌ (S, * O, * Msb, K) [and app. ضَعَفٌ (q. v. infrà) or this is a simple subst.] and ضَعَافَةٌ and ضَعَافِيَةٌ, (K,) all of which are inf. ns. of the former verb, (TA,) or the first, which is of the dial. of Kureysh, is of the former verb, and the second, which is of the dial. of Temeem, is of the latter verb, (Msb,) He, or it, was, or became, weak, feeble, faint, frail, infirm, or unsound; ضُعْفٌ and ضَعْفٌ being the contr. of قُوَّةٌ, (S, O, Msb, K,) and of صِحَّةٌ; (Msb;) and both of them may be used alike, in every relation; or, accord. to the people of El-Basrah, both are so used; so says Az; (TA;) but some say that the former is used in relation to the body, and the latter in relation to the judgment or opinion. (O, Msb, K: but this is omitted in my copy of the TA.) b2: ضَعُفَ عَنِ الشَّىْءِ means He lacked strength, or power, or ability, to do or accomplish, or to bear, the thing; [he was weak so as to be disabled, or incapacitated, from doing, or accomplishing, or from bearing, the thing;] syn. عَجَزَ عَنْهُ, (Msb in art. عجز,) or عَجَزَ عَنِ احْتِمَالِهِ. (Msb in the present art.) b3: [See also ضَعْفٌ below.]

A2: ضَعُفَ also signifies It (a thing) exceeded; syn. زَادَ. (L, TA.) b2: And you say, ضَعَفْتُ القَوْمَ (Lth, O, K, *) aor. ـُ (O,) or ـَ (K, TA,) inf. n. ضَعْفٌ; (O;) [and app. ضَعُفْتُ عَلَيْهِمْ, like as you say زِدْتُ عَلَيْهِمْ;] I exceeded the people, or party, in number, so that I and my companions had double, or several-fold, the number that they had. (Lth, O, K. *) b3: See also 3.2 ضعّفهُ, inf. n. تَضْعِيفٌ: see 4: and see also المُضَعَّفُ. b2: Also He reckoned, or esteemed, him ضَعِيف [i. e. weak, &c.]; (O, K;) and so ↓ استضعفهُ, (S, O, Msb, K,) and ↓ تضعّفهُ: (O, K:) or ↓ استضعفهُ signifies he found him to be so; (TA;) or he asserted him to be (جَعَلَهُ) so; (Msb;) or, as also ↓ تضعّفهُ, he [esteemed him to be so, and therefore] behaved proudly, haughtily, or insolently, towards him, in respect of worldly things, because of [his] poverty, and meanness of condition. (IAth, TA.) غَلَبَنِى أَهْلُ الكُوفَةِ أَسْتَعْمِلُ عَلَيْهِمُ المُؤْمِنَ فَيُضَعَّفُ وَأَسْتَعْمِلُ عَلَيْهِمُ القَوِىَّ فَيُفَجَّرُ, [The people of El-Koofeh have overcome me: I employ as governor over them the believer, and he is esteemed weak; and I employ as governor over them the strong, and he is charged with unrighteousness:] is a saying mentioned in a trad. of 'Omar. (TA.) b3: And He attributed, or ascribed, (O, K,) to him, i. e. a man, (O,) or (tropical:) to it, i. e. a tradition, [&c.,] ضَعْف [meaning weakness, app., in the case of a man, of judgment, and in the case of a tradition &c., of authority]. (O, K, TA.) A2: and He doubled it, or made it double, covering one part of it with another part. (TA.) b2: See also the next paragraph, in two places.3 ضاعفهُ, (S, O, K,) inf. n. مُضَاعَفَةٌ; (S, Msb;) and ↓ ضعّفهُ, (S K,) inf. n. تَضْعِيفٌ; (S, O, Msb;) and ↓ اضعفهُ, (S, O, K,) inf. n. إِضْعَافٌ; (S, Msb;) all signify the same; (S, K;) i. e. He doubled it, or made it double, or two-fold; (O, K;) [and trebled it, or made it treble, or three-fold; and redoubled it, or made it several-fold, or manyfold; i. e. multiplied it; for] Kh says, التَّضْعِيفُ signifies the adding to a thing so as to make it double, or two-fold; or more [i. e. treble, or threefold; and several-fold, or many-fold]; (S, O, Msb;) and so الإِضْعَافُ, and المُضَاعَفَةُ; (S, Msb;) and ↓ ضَعَفَهُ, without teshdeed, signifies the same as ضاعفهُ. (Ham p. 257.) The saying, in the Kur [xxxiii. 30], يُضَاعَفْ لَهَا العَذَابُ ضِعْفَيْنِ, (Mgh, O, K,) in which AA read ↓ يُضَعَّفْ, (TA,) accord. to AO, (Mgh, O,) means, The punishment shall be made to her three punishments; (Mgh, O, K;) for, he says, she is to be punished once; and when the punishment is doubled twofold, [or is repeated twice,] the one becomes three: (TA:) he adds, (O,) and the tropical meaning of يُضَاعَفْ (مَجَازُ يُضَاعَفْ [for which مَجازٌ يُضَاعَفُ is erroneously put in the CK]) is two things' being added to a thing so that it becomes three: (O, K:) but Az disapproves this, saying that it is peculiar to the tropical and the common conventional speech, whereas the skilled grammarians state the meaning to be, she shall be punished with twice the like of the punishment of another; (Mgh;) [so that it may be rendered the punishment shall be doubled to her, made two-fold; and in like manner] Ibn-'Arafeh explains it as meaning she shall have two shares of punishment. (O.) فَيُضَاعِفُهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً [And He will multiply it to him many-fold, or, as some read, فَيُضَاعِفَهُ that He may multiply it,] is another phrase occurring in the Kur [ii. 246]. (O, TA.) and one says, الثَّوَابَ لِلْقَوْمِ ↓ أَضْعَفْتُ [I doubled, or multiplied, the recompense to the people, or party]. (Msb.) And القَوْمُ ↓ أُضْعِفَ The people, or party, had a doubling, or multiplying, [of their recompense, &c.,] made to them; (Msb;) [and so, app., أَضْعَفُوا; (see مُضْعِفٌ;)] i. q. ضُوعِفَ لَهُمْ. (S, O, K.) 4 اضعفهُ He, (God, Msb, or another, S,) or it, (disease, TA,) rendered him ضَعِيف [i. e. weak, &c.]; (S, O, Msb, K;) as also ↓ ضعّفهُ. (L, TA.) A2: And أَضْعَفَ, said of a man, He became one whose beast was weak. (S, O, K.) A3: See also 3, first sentence, and last two sentences.5 تَضَعَّفَ see 2, in two places.

A2: [تضعّف app. signifies also He manifested weakness: see تضوّر.]6 تضاعف signifies صَارَ ضِعْفَ مَا كَانَ [i. e. It became double, or two-fold; and treble, or threefold; and several-fold, or many-fold]. (O, K.) 10 إِسْتَضْعَفَ see 2, in two places.

ضَعْفٌ an inf. n. of 1, like ↓ ضُعْفٌ, (S, * O, * Msb, K,) [both, when used as simple substs., signifying Weakness, feebleness, &c.,] but some say that the former is in the judgment or opinion, and the latter in the body; (O, Msb, K;) and ↓ ضَعَفٌ signifies the same, (IAar, K, TA,) and is in the body and also in the judgment or opinion and the intellect. (TA.) b2: ضَعْفُ التَّأْلِيفِ [Weakness of construction, in language,] is such a construction of the members of a sentence as is contrary to the [generally approved] rules of syntax; as when a pronoun is introduced before its noun with respect to the actual order of the words and the order of the sense [in a case in which the pronoun is affixed to the agent in a verbal proposition]; for instance, in the phrase, ضَرَبَ غُلَامُهُ زَيْدًا [“ His,” i. e. Zeyd's, “young man beat Zeyd ”]. (KT.) When the pronoun is affixed to the objective complement, as in خَافَ رَبَّهُ عُمَرُ [“ 'Omar feared his Lord ”] such introduction of it is common: (I'Ak p. 128:) and it is [universally] allowable when the pronoun is of the kind called ضَمِيرُ الشَّأْنِ, as in إِنَّهُ زَيْدٌ قَائِمٌ; or ضَمِيرُ رُبَّ, as in رُبَّهُ رَجُلًا لَقِيتُهُ; or ضَمِيرُ نِعْمَ, as in نِعْمَهُ رَجُلًا زَيْدٌ. (Kull p. 56.) b3: [In the CK, a signification belonging to ضُعْف is assigned to ضَعْف.]

ضُعْفٌ: see ضَعْفٌ. b2: مِنْ ضُعْفٍ in the Kur xxx. 53 means Of sperm. (O, K, TA.) AA, reciting before the Prophet, said مِنْ ضَعْفٍ; and was told by the latter to say من ضُعْفٍ, [i. e.] with damm. (TA.) ضِعْفُ الشَّىْءِ signifies The like of the thing, (AO, Zj, S, O, Msb, K, TA,) that doubles it (يُضْعِفُهُ); (Zj, TA;) and ضِعْفَاهُ, twice the like of it; (AO, S, O, Msb, K;) and أَضْعَافُهُ, the likes of it: (S, Msb:) الضِّعْفُ in the [proper] language of the Arabs means the like: this is the original signification: (Az, Msb:) and (K, TA, but in CK “ or,”) then, by a later [and conventional] usage, (Az, Msb,) the like and more, the addition being unlimited: (Az, Msb, K:) one says, هٰذَا ضِعْفُ هٰذَا i. e. This is the like of this: and هٰذَانِ ضِعْفَاهُ i. e. These two are twice the like of it: and it is allowable in the language of the Arabs to say, هٰذَا ضِعْفُهُ meaning This is twice the like [i. e. the double] of it, and thrice the like [i. e. the treble] of it, [and more,] because the ضِعْف is an unlimited addition: (Az, Msb: [and the like is said in the O, on the authority of Az:]) and one says, لَكَ ضِعْفُهُ meaning Thou shalt have twice the like of it, (Zj, O, K,) using the sing. form, though the dual form is better, (Zj, O,) and meaning also thrice the like of it, and more without limit: (K:) and الاِثْنَانِ ضِعْفُ الوَاحِدِ [i. e. الاثنان is the double of الواحد]: (M and K in art. ثنى:) and if one say in his will, أَعْطُوهُ ضِعْفَ نَصِيبِ وَلَدِى, twice the like of the share of his child is given to him; and if he say ضِعْفَيْهِ, thrice the like thereof is given to him; so that if the share of the son be a hundred, he [the legatee] is given two hundred in the former case, and three hundred in the latter case; for the will is made to accord with the common conventional language, not with the niceties of the [proper] language: (Az, Msb: [and the like is said, but less fully, in the Mgh:]) the pl. is أَضْعَافٌ only. (TA.) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الحَيَاةِ وَضِعْفَ المَمَاتِ, in the Kur [xvii. 77], means ضِعْفَ العَذَابِ حَيًّا وَمَيِّتًا, (S,) or ضِعْفَ عَذَابِ الحَيَاةِ وَضِعْفَ عَذَابِ المُمَاتِ, (O, Jel,) i. e. [In that case we would assuredly have made thee to taste] the like [or, as some explain it, the double] of the punishment of others in the present world and [the like or the double thereof] in the world to come: (Jel:) [Sgh adds, app. on the authority of Ibn-'Arafeh,] the meaning is, the punishment of others should be made two-fold, or more, (يُضَاعَف,) to thee, because thou art a prophet. (O.) In the saying, فَأُولَائِكَ لَهُمْ جَزَآءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا, in the Kur [xxxiv. 36], by الضِّعْفِ is meant الأضْعَافِ [i. e. For these shall be the recompense of the likes for what they have done]; and it is most properly held to denote ten of the likes thereof, because of the saying in the Kur [vi. 161], “Whoso doth that which is good, for him shall be ten of the likes thereof. ” (O.) In the saying, فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا, in the Kur [vii. 36], by ضِعْفًا is meant مُضَاعَفًا [i. e. Therefore do Thou recompense them with a doubled, or a double, punishment]: عَذَابٌ ضِعْفٌ meaning a punishment as though doubled, one part of it upon another. (TA.) b2: أَضْعَافُ الكِتَابِ means (tropical:) The interspaces of the lines, (S, O, K, TA,) or of the margin, (S, O,) or and of the margins, (K, TA,) of the writing, or book: (S, O, K, TA:) so in the saying, وَقَّعَ فُلَانٌ فِى أَضْعَافِ كِتَابِهِ (tropical:) [Such a one made an entry of a note or postil or the like, or entries of notes &c., in the interspaces of the lines, &c., of his writing, or book]: (S, O, TA:) and ↓ تَضَاعِيفُ الكِتَابِ signifies the same as أَضْعَافُهُ. (TA.) b3: And أَضْعَافُ الجَسَدِ (assumed tropical:) The limbs, members, or organs, (أَعْضَآء,) of the body: (O, K:) or the bones thereof: (AA, K:) or the bones thereof having flesh upon them: (TA:) sing. ضِعْفٌ. (K.) Hence the saying of Ru-beh, وَاللّٰهُ بَيْنَ القَلْبِ وَالأَضْعَافِ (assumed tropical:) [And God is between the heart and the limbs, &c.]. (TA.) And it is said of Yoonus, [the prophet Jonah,] كَانَ فِى أَضْعَافِ الحُوتِ (tropical:) [He was amid the members of the fish]. (TA.) ضَعَفٌ: see ضَعْفٌ.

A2: Also Garments, or pieces of cloth, made double (↓ مُضَعًّفَةٌ). (Ibn-'Abbád, O, K.) ضَعْفَةٌ Weakness of heart, and littleness of intel-ligence. (TA.) ضَعَفَةٌ A party, or company, or small company, (شِرْذِمَةٌ,) of the Arabs. (TA.) b2: Also a pl. of ضَعِيفٌ [q. v.]. (S &c.) ضَعْفَانُ: see ضَعِيفٌ.

ضَعُوفٌ: see the next paragraph, in two places.

ضَعِيفٌ (S, O, Msb, K) and [in an intensive sense] ↓ ضَعُوفٌ (Ibn-Buzurj, O, K) and ↓ ضَعْفَانُ (K) Weak, feeble, faint, frail, infirm, or unsound: (S, * O, * Msb, K: *) pl. (of the first, S, O, Msb) ضِعَافٌ and ضُعَفَآءُ and ضَعَفَةٌ, (S, O, Msb, K,) which last is [said to be] the only instance of its kind except خَبَثَةٌ pl. of خَبِيثٌ [q. v.], (TA,) and ضَعْفَى, like جَرْحَى pl. of جَرِيحٌ: (Msb:) fem. ↓ ضَعُوفٌ (Ibn-Burzurj, O, K) and ضَعِيفَةٌ; pl., applied to women, ضَعِيفَاتٌ (K) and ضَعَائِفُ and ضِعَافٌ. (TA.) وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (in the Kur [iv. 32], O) means [For man was created weak, or] subject to be inclined by his desire. (O, L, K.) and الضَّعِيفَانِ [The two weak ones] means the woman and the slave: hence the trad., اِتَّقُوا اللّٰهَ فِى

الضَّعِيفَيْنِ [Fear ye God in respect of the woman and the slave]. (TA.) b2: In the dial. of Himyer, Blind: and [it is said that] thus it signifies in the phrase لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا [Verily we see thee to be, among us, blind], (O, K,) in the Kur [xi. 93]: (O:) but Esh-Shiháb rejects this, in the 'Inayeh. (TA.) b3: [As a conventional term] in lexicology, applied to a word, [Of weak authority;] inferior to what is termed فَصِيحٌ, but superior to what is termed مُنْكَرٌ. (Mz, 10th نوع.) b4: Applied to verse, or poetry, [Weak;] unsound, or infirm; syn. عَلِيلٌ: thus used by Kh. (TA.) b5: The saying of a man who had found a thing dropped on the ground (وَجَدَ لُقَطَةً), فَعَرَّفْتُهَا ضَعِيفًا, means And I made it known in a suppressed, or low, [or weak,] voice. (Mgh in art. نفر.) ضَاعِفٌ A cow having a young one in her belly; (IDrd, O;) as though she were made double thereby: (TA:) but IDrd says that this is not of high authority. (O.) تَضْعِيفٌ inf. n. of 2. (S &c.) b2: تَضَاعِيفُ الشَّىْءِ means The doubles, or trebles, or multiples, of the thing; (مَا ضُعِّفَ مِنْهُ;) in this sense, تضاعيف has no sing., like تَبَاشِيرُ &c. (TA.) b3: تَضَاعِيفُ الكِتَابِ: see ضِعْف, near the end. b4: As expl. by Lth, (O,) التَّضْعِيفُ signifies حُمْلَانُ الكِيمِيَآءِ [i. e. What is used as an alloy in chemistry or alchymy]. (O, K.) مُضْعِفٌ A man whose beast, (S, K, and Mgh in art. كفأ,) or whose camel, (O,) is weak, (S, Mgh, O, K,) or untractable. (O.) Hence the saying of ' Omar, المُضْعِفُ أَمِيرٌ عَلَى أَصْحَابِهِ [He whose beast is weak, or untractable, is ruler over his companions]; (O, K;) i. e. in journeying; (O;) because they go his pace. (O, K.) And the saying, in a trad., يَرُدُّ مُشِدُّهُمْ عَلَى مُضْعِفِهِمْ [expl. in art. شد]. (Mgh in art. كفأ.) A2: فَأُولَائِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ, in the Kur [xxx. 38], means These are they who shall have their recompense doubled, or multiplied: (Az, Bd, TA:) or those who double, or multiply, their recompense (Bd, Jel) and their possessions, (Bd,) by the blessing of their almsgiving: (Bd, Jel: *) but some read المُضْعَفُونَ. (Bd.) b2: المُضْعِفُ also signifies مَنْ فَشَتْ ضَيْعَتُهُ وَكَثُرَتْ [He whose property has become wide-spread and abundant]. (Ibn-' Abbád, O, L, K.) أَرْضٌ مُضَعَّفَةٌ Land upon which a weak rain has fallen: (Ibn-'Abbád, O, K:) and [in like manner] ↓ مَضْعُوفٌ signifies a place upon which has fallen only a little, or weak, rain. (O in art. رك.) b2: المُضَعَّفُ One of the arrows used in the game of المُيْسِر, that has no share, or portion, allotted to it; as though it were disabled from having a share (عَنْ أَنْ يَكُونَ لَهُ نَصِيبٌ ↓ كَأَنَّهُ ضُعِّفَ): (TA:) the second of the arrows termed الغُفْلُ, that have no notches, and to which is assigned [no portion and] no fine: these being added only to give additional weight to the collection of arrows from fear of occasioning suspicion [of foul play]. (Lh, M.) [See السَّفِيحُ.]

A2: See also ضَعَفٌ.

مُضَعِّفٌ A man having manifold good deeds. (TA.) مَضْعُوفٌ, applied to a thing, (S,) or to a man, (O,) Rendered ضَعِيف [i. e. weak, &c.]: (AA, S, O, K:) by rule it should be مُضْعَفٌ. (O, K.) A man weak in intellect: (IAar, TA:) or weakhearted and having little intellect. (TA.) b2: See also أَرْضٌ مُضَعَّفَةٌ, above.

دِرْعٌ مُضَاعَفَةٌ A coat of mail composed of double rings. (S, O, K.) b2: مُضَاعَفٌ as a conventional term used by those who treat of inflection, Having a [radical] letter doubled. (TA.) أَهْلُ الجَنَّةِ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعَّفٍ [The meet for Paradise is every weak person who is esteemed weak]. (K, * TA. [In the CK, erroneously, مُتَضَعِّفٌ: and in the K, اهل الجنّة is omitted.])
ض ع ف: (الضَّعْفُ) بِفَتْحِ الضَّادِ وَضَمِّهَا ضِدُّ الْقُوَّةِ وَقَدْ (ضَعُفَ) فَهُوَ (ضَعِيفٌ) وَ (أَضْعَفَهُ) غَيْرُهُ وَقَوْمٌ (ضِعَافٌ) وَ (ضُعَفَاءُ) وَ (ضَعَفَةٌ) أَيْضًا بِفَتْحَتَيْنِ مُخَفَّفًا. وَاسْتَضْعَفَهُ عَدَّهُ ضَعِيفًا. وَذَكَرَ الْخَلِيلُ أَنَّ التَّضْعِيفَ أَنْ يُــزَادَ عَلَى أَصْلِ الشَّيْءِ فَيُجْعَلُ مِثْلَيْنِ أَوْ أَكْثَرَ وَكَذَلِكَ (الْإِضْعَافُ) وَ (الْمُضَاعَفَةُ) يُقَالُ: (ضَعَّفَ) الشَّيْءَ (تَضْعِيفًا) وَ (أَضْعَفَهُ) وَ (ضَاعَفَهُ) بِمَعْنًى. وَ (ضِعْفُ) الشَّيْءِ مِثْلُهُ وَ (ضِعْفَاهُ) مِثْلَاهُ وَ (أَضْعَافُهُ) أَمْثَالُهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ} [الإسراء: 75] أَيْ ضِعْفَ الْعَذَابِ حَيًّا وَمَيِّتًا يَقُولُ: (أَضْعَفْنَا) لَكَ الْعَذَابَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. وَقَوْلُهُمْ: وَقَعَ فُلَانٌ فِي (أَضْعَافِ) كِتَابِهِ يُرَادُ بِهِ تَوْقِيعُهُ فِي أَثْنَاءِ السُّطُورِ أَوِ الْحَاشِيَةِ. وَ (أُضْعِفَ) الْقَوْمُ أَيْ ضُوعِفَ لَهُمْ. وَ (أَضْعَفْتُ) الشَّيْءَ فَهُوَ (مَضْعُوفٌ) عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. 

جرع

جرع


جَرَعَ(n. ac. جَرْع)
a. Sipped, swallowed, gulped down.

جَرِعَ(n. ac. جَرَع)
a. Took courage.

جَرَّعَa. Made to swallow.
b. Encouraged.

تَجَرَّعَa. Swallowed down, drank.

جَرْعَة
جُرْعَةa. Draught, drink; gulp, mouthful.

جَرَاْعَةa. Boldness, courage.
(جرع)
المَاء وَنَحْوه جرعا بلعه

(جرع) الْحَبل جرعا التوت إِحْدَى قواه فظهرت على سَائِر القوى فَهُوَ جرع وَالْمَاء وَنَحْوه جرعا جرعه وَيُقَال جرع الغيظ كظمه
جرع: في معجم فوك ما معناه. بلع مرارة اللجام.
تجرع: تجرأ (محيط المحيط).
اتجرع: ذكرها فوك في مادة Libera هـ جرعة عسل= ظريف في الغاية (محيط المحيط).
جرعا أو جرعى = جرعاء، موضع، أرض (المقري 2: 447، وأنظر إضافات وتصحيحات) وسهل (دي سلان المقدمة 3: 371، وأنظر تصحيح الشعر الذي وردت فيه هذه الكلمة في الترجمة).
ج ر ع

جرعت الماء، واجترعته بمرة، وتجرعته شيئاً بعد شيء، وما سقاني إلا جرعة، وجريعة، وجرعاً. وبتنا بالأجرع، وبالجرعاء، ونزلوا بالأجارع وهي أرضون حزنة يعلوها رمل.

ومن المجاز: تجرع الغيظ. وقال:

والحرب يكفيك من أنفاسها جرع

و" أفلت بجريعة الذقن ".
جرع
جَرِعَ الماء يَجْرَعُ، وقيل: جَرَعَ ، وتَجَرَّعَهُ: إذا تكلّف جرعه. قال عزّ وجلّ: يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ [إبراهيم/ 17] ، والجُرْعَة: قدر ما يتجرّع، وأفلت بجُرَيْعَة الذّقن ، بقدر جرعة من النفس. ونوق مَجَارِيع: لم يبق في ضروعها من اللبن إلا جرع، والجَرَعُ والجَرْعَاء: رمل لا ينبت شيئا كأنّه يتجرع البذر.
ج ر ع: (جَرِعَ) الْمَاءَ مِنْ بَابِ فَهِمَ وَجَرَعَ مِنْ بَابِ قَطَعَ لُغَةٌ فِيهِ أَنْكَرَهَا الْأَصْمَعِيُّ. وَ (الْجَرْعَاءُ) بِوَزْنِ الْحَمْرَاءِ رَمَلَةٌ مُسْتَوِيَةٌ لَا تُنْبِتُ شَيْئًا وَ (الْجُرْعَةُ) مِنَ الْمَاءِ بِالضَّمِّ حُسْوَةٌ مِنْهُ وَ (جَرَّعَهُ) غُصَصَ الْغَيْظِ (تَجْرِيعًا فَتَجَرَّعَهُ) أَيْ كَظَمَهُ. 
ج ر ع : جَرَعْتُ الْمَاءَ جَرْعًا مِنْ بَابِ نَفَعَ وَجَرِعْتُ أَجْرَعُ مِنْ بَابِ تَعِبَ لُغَةٌ وَهُوَ الِابْتِلَاعُ وَالْجُرْعَةُ مِنْ الْمَاءِ كَاللُّقْمَةِ مِنْ الطَّعَامِ وَهُوَ مَا يُجْرَعُ مَرَّةً وَاحِدَةً وَالْجَمْعُ جُرَعٌ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَاجْتَرَعْتُهُ مِثْلُ: جَرَعْتُهُ وَتَجَرَّعَ الْغُصَصَ مُسْتَعَارٌ مِنْ ذَلِكَ مِثْلُ قَوْله تَعَالَى {فَذُوقُوا الْعَذَابَ} [آل عمران: 106] كِنَايَةٌ عَنْ النُّزُولِ بِهِ وَالْإِحَاطَةِ. 
[جرع] جَرِعْتُ الماء أجْرَعُهُ جَرْعاً، وجَرَعْتُ بالفتح لغةٌ أنكرها الأصمعيّ. والجَرَعَةُ بالتحريك: واحدة الجَرَعِ، وهي رملة مستوية لا تنبت شيئاً. وكذلك الجرعاء. والجرع أيضا: التواء في قوَّةٍ من قُوى الحبل ظاهرةٌ على سائر القوى. والجَُِرْعَةُ من الماء: حسوة منه. وبتصغيره جاء المثل: " أفلت فلان بجريعة الذقن "، إذا أشرف على التلف ثم نجا. قال الفراء: هو آخر ما يخرج من النَفَس. ونوقٌ مَجاريعُ: قليلاتُ اللبن، كأنَّه ليس في ضرعها إلا جُرَعٌ، وجَرَّعَهُ غُصَصَ الغيظ فتجرعه، أي كظمه.
جرع
كُلُ شيءٍ يَبْلَعُه الحَلْقُ فهو اجْتِراع، حَتى الغَيْظ يُتَجَرَّعُ. فإذا جَرِعَ بِمَرةٍ قيل: اجْتَرَعَ، وإذا تَابَعَ مرَّةً بعد مَرةٍ قيل: تَجَرَّعَ.
والجَرْعَاءُ من الأرض: ذاتُ الحُزُوْنَةِ وتَسْفي عليها الرِّيْحُ رَمْلاً فتغشيها، فإنْ كانتْ صغيرةً فهي جَرْعَةٌ؛ والجَميعُ الجِرَاعُ، وان كانتْ واسِعَةً جداً سُمِّيَ المكانُ كُلّه أجْرَعَ؛ والجَميعُ الأجَارعُ. وقد قيل: ليْسَت الجَرْعاءُ بِحُزُوْنَةٍ ولكنَها تُشْبِه الرَّمْلَ سُهُولة إلا أنَّها أكْثَرُ نَباتاً. وحَبْلٌ جَرِعٌ: في مواضِعَ منه نُتُوْءٌ. والمُجَرع من الأوْتارِ: الذي لم يُحْسَنْ إغَارَتُه فَظَهَرَ بعضُ قُواه على بعضً. وناقَةٌ مُجْرِعٌ - والجَمْيعُ مَجَارِيْعُ -: ليس فيها ما يُرْوي ولكنْ فيها جُرَعٌ، قال: ولا مَجَارِيْعُ غَداةَ الخِمْس
وما لَهُ به جُراعَةٌ، ولا يُقال: ما ذَاقَ جُراعَةً ولكِنْ يُقالُ،: جُرَيْعَة. وأفْلَتَ بِجُرَيْعَةِ الذقَن وجُرَيْعَةَ الريْق: إذا سَبَقَ فابْتَلَعْت الريْقَ غيْظا عليه. واجترَعَ عوداً: اكتسر.
[جرع] فيه: ما به حاجة إلى هذه "الجرعة" تروى بالضم والفتح، فالضم الاسم من الشرب اليسير، والفتح للمرة، والضم أشبه هنا، ويروى بالزاي ويجيء. ن: من جرعت بكسر راء. نه وفي ح الحسن وقيل له في يوم حار: "تجرع" فقال: إنما "يتجرع" أهل النار، التجرع شرب في عجلة، وقيل: الشرب قليلاً قليلاً، أشار به إلى قوله تعالى {يتجرعه ولا يكاد يسيغه}. وقال عطاء للوليد قال عمر: وددت أني نجوت كفافا، فقال: كذبت، فقلت: أو كذبت، فأفلت منه "بجريعة" الذقن، هو مصغر الجرعة وهو آخر ما يخرج من النفس عند الموت يعني أفلت بعد ما أشرفت على الهلاك أي أنه كان قريباً من الهلاك كقرب الجرعة من لاذقن. وفي شعر:
وكرى على المهر "بالأجرع"
هو المكان الواسع الذي فيه حزونة وخشونة. وفي ح قس: بين صدور "جرعان" بكسر جيم جمع جرعة بفتحتين الرملة التي لا تنبت شيئاً ولا تمسك ماء. ومنه ح حذيفة: جئت يوم "الجرعة" فإذا رجل جالس، أراد بها موضعاً بالكوفة كان به فتنة في زمن عثمان. ن: هو بفتح جيم وراء وسكونها. ج: موضع نزله أهلا لكوفة لقتال سعيد بن العاص لما بعثه عثمان أميراً عليها.
(ج ر ع)

جَرِع المَاء وجَرَعَه، يَجْرَعَهُ جَرْعا، واجْتَرَعَه، وتَجَرَّعه: بلعه. وَالِاسْم: الجُرْعة والجَرْعَة. وَقيل: الجَرْعَة: الْمرة لوَاحِدَة. والجُرْعة: مَا اجترعت. الْأَخِيرَة للمهلة على مَا أرَاهُ سِيبَوَيْهٍ فِي هَذَا النَّحْو.

وجَرِع الغيظ: كظمه، على مثل بذلك.

وأفلت بجُرَيْعَةِ الذَّقن، وجُرَيْعَة الذقن، بِغَيْر حرف: أَي وَقرب الْمَوْت مِنْهُ كقرب الجُرَيْعَة من الذقن. وَقيل: مَعْنَاهُ: أفلت جريضا، قَالَ مهلهل:

مِلْنا على وائلٍ وأفْلتَنَا ... يَوْماً عَدِىٌّ جُرَيْعَةَ الذَّقَنِ.

والجَرَع، والجَرَعة، والجَرْعَة، والأجْرَع، والجَرْعاء: الأَرْض ذَات الحزونة، تشاكل الرمل. وَقيل: هِيَ الرملة السهلة. وَقيل: هِيَ الدعص لَا ينْبت. وَقيل: الأجرع: كثيب، جَانب مِنْهُ رمل، وجانب حِجَارَة. وَجمع الجَرَع: أجْراع وجِراع. وَجمع الجَرْعَة جِراع، وَجمع الجَرَعَة: جَرَع. وَجمع الجَرْعاء: جَرْعاوَات. وَجمع الأجْرَع: أجارِع.

وَحكى سِيبَوَيْهٍ مَكَان جَرِع كأجْرع.

والجَرَع: التواء فِي قُوَّة من قوى الْحَبل أَو الْوتر، تظهر على سَائِر القوى.

وأجْرَعَ الْحَبل وَالْوتر: اغلظ بعض قواه.

وحبل جَرِع، ووتر جَرِع، كِلَاهُمَا: مُسْتَقِيم، إِلَّا أَن فِي مَوضِع مِنْهُ نتوءاً، فيمسح ويمشق بِقِطْعَة كسَاء، حَتَّى يذهب ذَلِك النتوء. 
جرع
جرَعَ يَجرَع، جَرْعًا، فهو جارِع، والمفعول مَجْروع
• جرَع الماءَ ونحوَه: بَلَعه "جرَع الدّواءَ مرَّة واحدة- جَرْعُ المرّ ولا طعم الألم". 

جرِعَ يَجرَع، جَرَعًا، فهو جارِع، والمفعول مَجْروع
• جرِعَ الماءَ: جَرَعه، بلعه ° جرِع الغَيْظَ: كظمه. 

اجترعَ يجترع، اجتراعًا، فهو مُجترِع، والمفعول مُجترَع
• اجترع الدَّواءَ: بلعه أو تابع بَلْعه كارهًا. 

تجرَّعَ يتجرَّع، تجرُّعًا، فهو مُتجرِّع، والمفعول مُتجرَّع
• تجرَّع الماءَ ونحوَه: مُطاوع جرَّعَ: بَلَعه وشربه شيئًا فشيئًا "تجرَّع الدواء/ كأسَ الهزيمة/ خمرًا- {يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ} " ° تجرَّع غُصَصَ الغيظ: كظم غيظَه. 

جرَّعَ يجرِّع، تجريعًا، فهو مُجرِّع، والمفعول مُجرَّع
• جرَّعه الماءَ أو الدَّواءَ ونحوَهما: سقاه إيّاه، جُرْعة بعد جُرْعة "جرَّعه العذابَ" ° جرَّعه الغيظَ: غاظه مرَّة بعد أخرى فكظم الغيظَ. 

تجريع [مفرد]:
1 - مصدر جرَّعَ.
2 - (طب) تقدير الجَرْعات أو إعطاؤها. 

جَرْع [مفرد]: مصدر جرَعَ. 

جَرَع [مفرد]: مصدر جرِعَ. 

جَرْعَة [مفرد]: ج جَرَعات وجَرْعات:
1 - اسم مرَّة من جرَعَ: "شرِب الماء جَرْعة واحدة".
2 - مقدار من الدَّواء يُعطى للمريض "تناولْ من هذا الدَّواء جَرْعَة واحدةً يوميًّا". 

جُرْعَة [مفرد]: ج جُرُعات وجُرْعَات وجُرَع: جَرْعَة، مقدار ما يملأ الفم من الماء ونحوه "جُرْعَةُ ماء- جُرْعَة دواء: كميَّة تؤخذ مرّةً بقدر ملء الملعقة- كان شفاؤه في جُرعاتٍ من العسل- ما من جُرْعةٍ أَعظمُ أجرًا عَنْد اللهِ من جُرْعةِ غيظٍ تكظِمُها [حديث] ". 

جرع: جَرِعَ الماءَ وجَرَعه يَجْرَعُه جَرْعاً، وأَنكر الأَصمعي

جَرَعْت، بالفتح، واجْتَرَعَه وتَجَرَّعَه: بَلِعَه. وقيل: إِذا تابع الجَرْع

مرة بعد أُخرى كالمُتكارِه قيل: تَجَرَّعَه، قال الله عزَّ وجل: يَتجرَّعُه

ولا يَكادُ يُسِيغُه؛ وفي حديث الحسن بن علي، رضي الله عنهما، وقيل له

في يوم حارٍّ: تَجرَّعْ، فقال: إِنما يَتجرَّعُ أَهلُ النار؛ قال ابن

الأَثير: التجرُّعُ شُرْبٌ في عَجَلةٍ، وقيل: هو الشرب قليلاً قليلاً، أَشار

به إِلى قوله تعالى: يتجرَّعُه ولا يَكاد يُسِيغُه، والاسم الجُرْعة

والجَرْعةُ وهي حُسْوة منه، وقيل: الجَرْعة المرة الواحدة، والجُرْعة ما

اجْتَرَعْته، الأَخيرة للمُهْلة على ما أَراه سيبويه في هذا النحو.

والجُرْعةُ: مِلءُ الفم يَبْتَلِعُه، وجمع الجُرْعة جُرَعٌ. وفي حديث المقدار: ما

به حاجةٌ إِلى هذه الجُرْعة؛ قال ابن الأَثير: تروى بالفتح والضم، فالفتح

المرة الواحدة منه، والضم الاسم من الشرب اليسير، وهو أَشبه بالحديث،

ويروى بالزاي وسيأْتي ذكره. وجَرِعَ الغيظَ: كظَمَه على المثل بذلك.

وجَرَّعه غُصَصَ الغيْظِ فتجَرَّعه أَي كظَمَه. ويقال: ما من جُرْعةٍ أَحمدَ

عُقْباناً من جُرْعةِ غيْظٍ تَكْظِمُها. وبتصغير الجُرْعة جاءَ المثل وهو

قولهم: أَفْلَتَ بجُرَيْعةِ الذَّقَنِ وجُرَيعةَ الذقن، بغير حرف، أَي

وقُرْبُ الموتِ منه كقُرْب الجُرَيْعةِ من الذَّقَن، وذلك إِذا أَشْرَفَ على

التلَف ثم نجا؛ قال الفراء: هو

آخر ما يَخرج من النفْس يريدون أَنَّ نَفْسه صارت في فِيه فكاد يَهْلِكُ

فأَفْلَتَ وتخلَّص. قال أَبو زيد: ومن أَمثالهم في إِفْلاتِ الجَبان:

أَفْلَتَني جُرَيْعَةَ الذَّقَن إِذا كان قريباً منه كقُرْبِ الجُرْعة من

الذقن ثم أَفْلَتَه، وقيل: معناه أَفْلَتَ جَرِيضاً؛ قال مُهَلْهل:

منَّا على وائلٍ، وأَفْلَتَنا

يَوْماً عَدِيٌّ، جُرَيْعةَ الذَّقَنِ

قال أَبو زيد: ويقال أَفلَتني جَرِيضاً إِذا أَفْلَتَك ولم يَكَدْ.

وأَفلتني جُريعةَ الرِّيق إِذا سبَقَك فابْتَلَعْتَ رِيقَك عليه غيظاً. وفي

حديث عطاء قال: قلت للوليد قال عُمر: وَدِدْت أَنِّي نَجَوْتُ كَفافاً،

فقال: كذبْتَ فقلت: أَو كُذِّبْتُ فأُفْلِتُّ منه

(* قوله «فأفلت منه» هذا

الضبط في النهاية ضبط القلم.) بجُرَيْعةِ الذَّقَنِ، يعني أُفْلِتُّ

بعدما أَشرفْت على الهلاك.

والجَرَعةُ والجَرْعةُ والجَرَعُ والأَجْرَعُ والجَرْعاءُ: الأَرضُ ذاتُ

الحُزُونة تُشاكل الرملَ، وقيل: هي الرملةُ السَّهلة المستوية، وقيل: هي

الدِّعْص لا تُنبِت شيئاً. والجَرْعةُ عندهم: الرَّملة العَذاة

الطَّيِّبةُ المَنْبِتُ التي لا وُعُوثة فيها. وقيل: الأَجرع كَثِيب جانبٌ منه

رَمْل وجانب حجارة، وجمع الجَرَعِ أَجْراع وجِراع، وجمع الجَرْعةِ جِراعٌ،

وجمع الجَرَعة جَرَعٌ، وجمع الجَرْعاء جَرْعاواتٌ، وجمع الأَجْرَعِ

أَجارِعُ. وحكى سيبويه: مكان جَرِعٌ كأَجْرع. والجَرْعاء والأَجْرع: أَكبر من

الجَرْعة؛ قال ذو الرمة في الأَجْرع فجعله ينبت النبات:

بأَجْرَعَ مِرْباعٍ مَرَبٍّ مُحَلَّلِ

ولا يكون مَرَبّاً مُحَلَّلاً إِلاَّ وهو يُنبِت النَّباتَ؛ وفي قصة

العباس بن مِرْداس وشعره:

وكَرِّي على المُهْر بالأَجْرَعِ

قال ابن الأَثير: الأَجْرَعُ المكانُ الواسع الذي فيه حُزونةٌ وخُشونةٌ.

وفي حديث قُسّ: بين صُدورِ جِرْعانٍ؛ هو بكسر الجيم جمع جَرَعة، بفتح

الجيم والراء، وهي الرملة التي لا تُنْبِت شيئاً ولا تُمسِك ماء.

والجَرَعُ: التواء في قوَّة من قُوى الحَبْل أَو الوَترِ تَظْهر على سائر القُوَى.

وأَجْرَع الحبْلَ والوَترَ: أَغْلظَ بعضَ قُواه. وحبْلٌ جَرِعٌ ووتر

مجَرَّعٌ وجَرِعٌ، كلاهما: مستقيم إِلا أَن في موضع منه نُتُوءاً فيُمْسَحُ

ويُمْشَقُ بقطعة كساء حتى يذهب ذلك النُّتوء.

وفي الأَوتار المُجَرَّع: وهو الذي اختلف فَتْلُه وفيه عُجَر لم يُجَد

فَتْلُه ولا إِغارَتُه، فظهر بعضُ قُواه على بعض، وهو المُعَجَّر، وكذلك

المُعَرَّد، وهو الحَصِدُ من الأَوتار الذي يَظهر بعضُ قُواه على بعض.

ونوق مَجارِيعُ ومَجارِعُ: قَليلاتُ اللبن كأَنه ليس في ضروعها إِلا

جُرع.

وفي حديث حذيفة: جئتُ يوم الجَرَعةِ فإِذا رجل جالِسٌ؛ أَراد بها ههنا

اسم موضع بالكوفة كان فيه فِتْنةٌ في زمن عثمانَ بن عفان، رضي الله عنه.

جرع

1 جَرِعَ المَآءَ, aor. ـَ (S, Msb, K,) inf. n. جَرْعٌ, (S, K, *) or حَرَعٌ; (Msb;) and جَرَعَهُ, aor. ـَ inf. n. جَرْعٌ; (S, Msb, K;) but the latter is disallowed by As; (S;) He swallowed the water; (Msb, K;) as also ↓ اجترعهُ: (Msb:) or the latter signifies he swallowed it at once. (Sgh, K.) b2: See also 5.2 جَرَّعَ [جرّعهُ المَآءَ He made him to swallow the water.] تَجْرِيعٌ is The pouring beverage into the throat against one's will: but sometimes it is used of that which is not against one's will. (Har p. 115.) And جرّعهُ signifies He gave him to drink gulp after gulp, or sup after sup, or sip after sip. (Har p. 350.) b2: [And hence,] جرّعهُ الغُصَصَ, (K,) or جرّعهُ غُصَصَ الغَيْظِ, (S,) inf. n. تَجْرِيعٌ, (K,) (tropical:) He made him to repress, or restrain, choking wrath, or rage. (S, TA.) 4 اجرعهُ He made it (a rope or a bow-string) to have one or more of its strands thick [or rather thicker than the others]. (TA.) 5 تجرّع He swallowed in consecutive portions, one time after another, like him who acts against his own will: or, as IAth says, he drank in haste: or, accord. to some, he drank by little and little. (TA.) b2: [And hence,] تجرّع (S, Msb, K *) (tropical:) He repressed, or restrained, choking wrath, or rage; (S;) as though he swallowed it: (Msb:) and [in like manner] you say also, ↓ جَرِعَ الغَيْظَ (tropical:) he repressed, or restrained, wrath, or rage. (TA.) 8 إِجْتَرَعَ see 1.

جَرَعٌ A twisting in one of the strands of a rope, (S, K,) or of a bow-string, (K,) so that it appears above the other strands. (S, K.) [It is app. an inf. n., of which the verb, if it have one, is جَرِعَ.]

A2: See also جَرَعَةٌ.

جَرِعٌ A rope, (K,) or a bow-string, (TA,) having the twisting termed جَرَعٌ in one of its strands; as also ↓ مُجَرَّعٌ: (K:) or, accord. to IAar, a bow-string that is even, except that there is a prominence in one part of it, wherefore it is rubbed and pulled with a piece of a كِسَآء [q. v.] until that prominence disappears: and ↓ the latter, accord. to ISh, a bow-string not uniformly nor well twisted, having in it prominences, so that one of its strands appears above the others, or some appear above others. (TA.) جَرْعَةٌ: see what next follows, in three places: A2: and see جَرَعَةٌ, in two places.

جُرْعَةٌ A gulp, or as much as is swallowed at once, of water; a جُرْعَة of water being like a لُقْمَة of food: (Msb:) or a sup, or sip; or as much as is supped, or sipped, at once; or a mouthful of what is supped, or sipped; (syn. حُسْوَةٌ;) of water; (S, K;) as also ↓ جَرْعَةٌ and ↓ جِرْعَةٌ: or جُرْعَةٌ and ↓ جَرْعَةٌ are substs. [signifying the act of swallowing water] from جَرِعَ المَآءَ “ he swallowed the water: ” (K:) or ↓ جَرْعَةٌ signifies a single act of swallowing water: (IAth, L:) and جُرْعَةٌ, what one swallows: (L, K:) or a mouthful which one swallows: (TA:) or a small draught: (IAth:) and its pl. is جُرَعٌ. (Msb, TA.) The dim. is ↓ جُرَيْعَةٌ. (S, K.) And hence the prov., أَفْلَتَ فُلَانٌ جُرَيْعَةَ الذَّقَنِ, (Sgh, K,) the verb being intrans., and جريعة being in the accus. case as a denotative of state, as though the speaker said, أَفْلَتَ قَاذِفًا جُرَيْعَةَ الذَّقَنِ; (Sgh;) or بِجُرَيْعَةِ الذَّقَنِ; (S, K;) or ↓ بِجُرَيْعَآئِهَا; (K;) Such a one escaped [from destruction] when his spirit, or the remains thereof, had become in his mouth; (L, K;) or near thereto, (K,) as a sup [or little sup] of water to the chin [of a person drinking]; (TA;) or when death was as near to him as a little sup of water to the chin; (L;) or when at his last gasp: (Fr, S:) applied to one who has been at the point of destruction, and then escaped: (S:) or, accord. to Az, it is thus; أَفْلَتَنِى جُرَيْعَةَ الذَّقَنِ, which may mean he made me to escape &c., or he escaped from me &c.; in the latter case, افلتنى being for أَفْلَتَ مِنِّى; and [it is said that] جريعة is prefixed to الذقن because the motion of the chin indicates the nearness of the departure of the soul: or the meaning of the words related by Az may be, he made me, i. e. the remains of my soul, to escape; the last two words being a substitute for the pronoun affixed to the verb. (Sgh.) One says also, أَفْلَتَنَىِ جُرَيْعَةَ الرِّيقِ, meaning He outwent me, [or escaped me,] and I swallowed my spittle in wrath, or rage, against him. (TA.) And مَا مِنْ جُرْعَةٍ أَحْمَدُ عُقْبَانًا مِنْ جُرْعَةِ غَيْظٍ نَكْظِمُهَا (tropical:) [There is nothing that is swallowed more praiseworthy in its result than what is swallowed of wrath, or rage, which we repress, or restrain]. (TA.) جِرْعَةٌ: see جُرْعَةٌ.

جَرَعَةٌ (S, K) and ↓ جَرْعَةٌ (K) and ↓ جَرْعَآءُ (S, K) and ↓ أَجْرَعُ (K) An even piece, (S,) or a round piece, or hill, or hillock, (K,) of sand, that produces no plants, or herbage; (S, K;) and, as some add, that retains no water: (TA:) or a piece, or tract, of sand, good for producing plants, or herbage, in which is no softness, or looseness: (Sgh, L, K:) or land in which is ruggedness, resembling sand: (L, K:) or a hill of which one side consists of sand, and one side of stones: (K:) or what is termed ↓ جرعاء and ↓ اجرع is larger than what is termed جَرَعَةٌ: ↓ جرعاء is also explained as signifying sand of which the middle is elevated, and of which the sides are thin: and, accord. to IAth, ↓ اجرع signifies a wide place, in which is ruggedness: (TA:) or this last, a plain, or soft, place, intermixed with sand: (Ham p. 574:) جَرَعَةٌ is sing., or n. un., of ↓ جَرَعٌ: (S, K: *) or, accord. to some, this last word is a sing., like اجرع; and its pl. [of pauc.] is أَجْرَاعٌ and [of mult.] جِرَاعٌ: the pl. of جَرَعَةٌ is جِرْعَانٌ: and the pl. of ↓ جَرْعَةٌ is جِرَاعٌ: and the pl. of ↓ جِرِعاء is جَرْعَاوَاتٌ: and the pl. of ↓ اجرع is أَجَارِعُ. (TA.) جَرْعَآءُ: see جَرَعَةٌ, in four places.

جُرَيْعَةٌ dim. of جُرْعَةٌ, q. v.

جُرَيْعَآءُ: see جُرْعَةٌ.

أَجْرَعُ: see جَرَعَةٌ, in four places.

مُجْرِعٌ A she-camel in which is not as much [milk] as will satisfy thirst, but only some sups: (K:) pl. مَجَارِيعُ (L, K) and مَجَارِعُ: (L:) J explains the former pl. as signifying she-camels having little milk; as though there were not in their udders more than some sups; and the sing. he does not mention. (TA.) مُجَرَّعٌ: see جَرِعٌ, in two places.
جرع
الجَرْعَةُ، بالفَتْحِ، ويُحَرَّكُ: الرَّمْلَةُ العَذَاةُ الطَّيِّبَةُ المُنْبِتِ، الَّتِي لَا وُعُوثَةَ فيهَا، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ. أَوْ هِيَ الأَرْضُ ذَاتُ الحُزُونَةِ تُشَاكِلُ الرَّمْلَ، كَما فِي اللِّسان. وقِيلَ: هِيَ الرَّمْلَةُ السَّهْلَةُ المُسْتَوِيَةُ، أَو الدِّعْصُ لَا يُنْبِتُ شَيْئاً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، واقْتَصَرَ عَلَى التَّحْرِيكِ، وزادَ غَيْرُه: وَلَا تُمْسِكُ مَاءً. قُلْتُ: وَهِي مُشَبَّهَةٌ بِجَرْعَةِ الماءِ، وذلِكَ لأَنَّ الشُّرْب لَا يَنْفَعُهَا، فكأَنَّهَا لَمْ تَرْوَ. أَو الكَثِيبُ جانِبُ مِنْهُ وحْلٌ، وَجانِبٌ حِجَارَةٌ، كالأَجْرَعِ، والجَرْعَاءِ، فِي الكُلِّ. نَقَلَ الجَوْهَرِيّ مِنْهَا الجَرَعَةُ مُحَرَّكَةً والجَرْعَاءُ. وقِيلَ: الجَرْعَاءُ والأَجْرَعُ أَكْبَرُ مِن الجَرْعَةِ. وقَالَ ذُو الرُّمَّةِ فِي الأَجْرَعِ، فجَعَله يُنْبِتُ النَّبَاتَ:
(ومَا يَوْمُ حُزْوَى إِنْ بَكَيْتُ صَبَابَةً ... لعِرْفانِ رَبْعٍ أَو لعِرْفَانِ مَنْزِلِ)

(بأَوَّلَ مَا هَاجَتْ لَكَ الشَّوْقَ دِمْنَةٌ ... بأَجْرَعَ مِقْفَارٍ مَرَبٍّ مُحَلَّلِ)
ويُرْوَى: مِرْبَاعٍ، وَلَا يَكُونُ مَرَبّاً مُحَلَّلاً، إِلاَّ وَهُوَ يُنْبِتُ النّبَات. وَقَالَ أَيْضاً:
(أَمَا اسْتَحْلَبَتْ عَيْنَيْكَ إِلاَّ مَحَلَّةٌ ... بجُمْهُورِ حُزْوَى، أَوْ بَجْراءِ مَالِكِ)
وقَالَ أَيْضاً يُخَاطِبُ رَسْمَ الدارِ:
(ولَمْ تَمْشِ مَشْيَ الأُدْمِ فِي رَوْنَقِ الضُّحَى ... بِجَرعَائكِ البِيضُ الحِسَانُ الخَرَائدُ)
وقالَ أَيْضاً:
(أَلا يَا اسْلَمِي، يَا دارَ مَيَّ، عَلَى البِلَى ... وَلَا زَالَ مُنْهَلاًّ بجَرْعَائكِ القَطْرُ) وقِيلَ: الجَرْعاءُ: رَمْلٌ يَرْتَفِعُ وَسَطُهُ، وتَرِقُّ نَوَاحِيهِ. وقالَ ابْنُ الأَثِيرِ: الأَجْرَعُ: المَكَانُ الوَاسِعُ الَّذِي فِيهِ حُزُونَةٌ وخُشُونَةٌ. والجَرَعُ، مُحَرَّكَةً: الجَمْعُ، أَيْ جَمْعُ جَرَعَةٍ، بحَذْفِ الهاءِ، وقِيلَ الجَرَعُ مُفْرَدٌ مِثْلُ الأَجْرَعِ، وجَمْعُهُ أَجْرَاعٌ وجِرَاعٌ. وجَمْعُ الجَرْعَةِ، بالفَتْحِ، جِرَاعٌ، بالكَسْرِ.
وجَمْعُ الجَرْعَاءِ جَرْعَاوَاتٌ. وجَمْعُ الأَجْرَعِ أَجَارِعُ. وجَمْعِ الجَرَعَةِ، مُحَرَّكَة، جِرْعَانٌ، بالكَسْرِ.
ومِنْهُ حَدِيثُ قُسٍّ: بَيْنَ صُدُروِ جِرْعَانٍ، كَمَا ضَبَطَه ابنُ الأَثِيرِ، وكُلُّ ذلِكَ قَدْ أَغْفَلَهُ المُصَنِّفُ.
والجَرَعُ أَيْضاً: الْتِوَاءٌ فِي قُوَّةٍ مِن قُوَى الحَبْلِ، كَمَا فِي الصّحاح، زَادَ غَيْرُهُ: أَو الوَتَرِ. قالَ الجَوْهَرِيُّ: ظَاهِرَةٍ عَلَى سَائِرِ القُوَى، وذلِكَ الحَبْلُ أَوِ الوَتَرُ مُجَرَّعٌ، كمُعَظَّمٍ، وجَرِعٌ كَكَتِفٍ، يُقَالُ: وَتَرٌ جَرِعٌ، أَي مُسْتَقِيمٌ، إِلاَّ أَنَّ فِي مَوْضِعٍ مِنْهُ نُتُوءاً فيُمْسَحُ ويُمْشَقُ بقِطْعَةِ كِسَاءٍ حَتّى يَذْهَبَ ذلِكَ النُّتُوءُ، عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ.)
وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: من الأَوْتَارِ: المُجَرَّعُ: وَهُوَ الَّذِي اخْتَلَفَ فَتْلُهُ، وَفِيه عُجَرٌ، ولَمْ يُجَدْ فَتْلُهُ، وَلَا إِغَارَتُهُ، فظَهَرَ بَعْضُ قُوَاهُ علَى بَعْضٍ، يُقَالُ: وَتَرٌ مُجَرَّعٌ ومُعَجَّرٌ، وكَذلِكَ المُعَرَّدُ.
وذُو جَرَعٍ، مُحَرَّكةً: رَجُلٌ من أَلْهَانَ بنِ مالِك بنِ زَيْدِ بن أَوْسَلَةَ أَخِي هَمْدَانَ بنِ مالِكٍ قَبِيلَتَانِ فِي اليَمَنِ. والجَرَعَةُ، بِهاءٍ: ع، قُرْبَ الكُوفَةِ، كانَتْ فِيه فِتْنَةٌ. ومِنْهُ حَدِيثُ حُذَيْفَةَ: جِئْتُ يَوْمَ الجَرَعَة فإِذَا رَجُلٌ جالِسٌ: يُقَالُ خَرَجَ فِيهِ أَهْلُ الكُوفَةِ إِلَى سَعِيدِ بْنِ العَاصِ رَضِيَ الله عَنْهُ، وَكَانَ قَدْ قَدِمَ والِياً عليهِمْ مِن قِبَلِ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنهُ فَرَدُّوهُ ووَلَّوْا أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وسَأَلُوا عُثْمَان، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فأَقَرَّه علَيْهِم.
والجرْعَةُ، مُثَلَّثَةً، من الماءِ: حَسْوَةٌ مِنْهُ، أَوْ هُوَ بالضَّمِّ، والفَتْح: الاسْمُ مِن جَرِعَ الماءَ يَجْرَعُ جَرْعاً، كسَمِعَ وَمَنَعَ، الأَخِيرَةُ لُغَةٌ، وأَنْكَرَهَا الأَصْمَعِيُّ، كَمَا فِي الصّحاح، أَيْ بَلِعَهُ.
والجُرْعَةُ، بالضَّمِّ: مَا اجْتَرَعْتَ وَفِي اللِّسَانِ: قِيلَ: الجَرْعَةُ، بالفَتْحِ، المَرَّةُ الوَاحِدَةُ. وبالضَّمّ، مَا اجْتَرَعْتَهُ، الأَخِيرَةُ للمُهْلَةِ، على مَا أَراهُ سِيبَوَيْه فِي هَذَا النَّحْو، والجُرْعَةُ: مِلْءُ الفَمِ يَبْتَلِعُهُ.
وجَمْعُ الجُرْعَةِ جُرَعٌ. وَفِي حَدِيثِ المِقْدَادِ: مَا بِهِ حَاجَةٌ إِلى هذِه الجُرْعَةِ قالَ ابنُ الأَثِيرِ: تُرْوَى بالفَتْحِ والضَّمِّ، فالفَتْحُ: المَرَّةُ الوَاحِدَةُ مِنْهُ، والضَّمُّ: الاسْمُ مِن الشُّرْبِ اليَسِيرِ، وَهُوَ أَشْبَهُ بالحَدِيثِ، ويُرْوَى بالزَّايِ، كَمَا سَيَأْتِي.
وبتَصْغِيرهَا جَاءَ المَثَلُ أَفْلَتَ فُلانٌ جُرَيْعَةَ الذَّقِنِ مِن غَيْرِ حَرْفٍ، أَوْ بحُرَيْعَةِ الذَّقَنِ، أَوْ بِجُرَيْعَائِهَا قَالَ الصّاغَانِيّ: أَفْلَتَ هُنَا لازمٌ، ونَصَبَ جُرَيْعَةَ علَى الحَالِ، كَأَنَّهُ قالَ: أَفْلَتَ قاذِفاً جُرَيْعَةَ الذَّقَنِ، وَهِي كِنَايَةٌ عَمّا بَقِيَ مِن رُوحِهِ، أَيْ نَفْسُهُ صَارَتْ فِي فِيهِ، وقَرِيباً مِنْهُ، قُرْبَ الجُرْعَةِ مِن الذَّقَنِ. وَفِي اللِّسَان: أَي وقُرْبُ المَوْتِ مِنْهُ كقُرْبِ الجُرَيْعَةِ من الذَّقَنِ. واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ علَى الرِّوَايَةِ الثّانِيَةِ، وقالَ: إِذا أَشْرَف علَى التَّلَفِ ثُمَّ نَجَا. قالَ الفَرّاءُ: هُوَ آخِرُ مَا يَخْرُجُ مِنَ النَّفْسِ، انْتَهَى. زادَ فِي اللِّسَانِ: يُرِيدُونَ أَنَّ نَفْسَهُ صارَت فِي فِيهِ، فَكَادَ يَهْلِكُ، فَأَفْلَتَ وتَخَلَّصَ. وَفِي رِوَايَةِ أَبِي زَيْدٍ: أَفْلَتَنِي جُرَيْعَةَ الَّذَّقَنِ. قَالَ الصّاغَانِيّ: وأَفْلَتَ علَى هذِهِ الرِّوَايَةِ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُتَعَدِّياً، ومَعْنَاهُ: خَلَّصَنِي ونَجّانِي، ويَجُوزُ أَنْ يَكُونَ لازِماً، ومَعْنَاه تَخَلَّصَ ونَجَا مِنِّي، وأَرادَ بأَفْلَتَنِي أَفْلَتَ مِنّي، فحَذَفَ وَوَصَلَ الفِعْلَ، كقَوْلِ امْرِئِ القَيْسِ:
(وأَفْلَتَهُنَّ عِلْبَاءٌ جَرِيضاً ... ولَوْ أَدْرَكْنَهُ صَفِرَ الوِطابُ)
أَرادَ أَفْلَتَ مِنَ الخَيْل. وجَرِيضاً حالٌ من عِلْبَاء. وتَصْغِيرُ جُرَيْعَة تَصْغِيرُ تَحْقِير وتَقْلِيل،)
وأَضافَها إِلَى الذَّقَنِ لأَنَّ حَرَكَةَ الذَّقَنِ تَدُلُّ عَلَى قُرْبِ زُهُوقِ الرُّوحِ، والتَّقْدِيرُ أَفْلَتَنِي مُشْرِفاً عَلَى الهَلاكِ، ويَجُوزُ أَنْ يَكُونَ جُرَيْعَة بَدَلاً مِنَ الضَّمِيرِ فِي أَفْلَتَنِي، أَيْ أَفْلَتَ جُرَيْعةَ ذَقَنِي، أَي باقِي رُوحِي، وتَكُونُ الأَلِفُ واللاّمُ فِي الذَّقَنِ بَدَلاً مِن الإِضَافَةِ، كقَوْلِهُ تَعَالَى ونَهَى النَّفْسَ عَنِ الهَوَى، أَيْ عَنْ هَوَاهَا، ومَنْ رَوَى: بجُرَيْعَةِ الذَّقَنِ، كَما يُقَالُ: اشْتَرَى الدّارَ بآلاتِهَا، أَيْ مَعَ آلاَتِهَا، وقَدْ تَقَدَّمَ شَيْءُ من ذلِكَ فِي ج ر ص، وَفِي ف ل ت. وناقَةٌ مُجْرِعٌ، كمُحْسِنٍ: لَيْس فِيهَا مَا يُرْوِى، وإِنَّمَا فِيهَا جُرَعٌ، ج: مَجارِيعُ، نَقَلَهُ ابْنُ عَبّادٍ، وأَنْشَد: وَلَا مَجَارِيعَ غَدَاةَ الخِمْسِ وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: نُوقٌ مَجَارِيعُ: قَلِيلاتُ اللَّبَنِ، كأَنَّهُ لَيْسَ فِي ضُرُوعِهَا إِلاَّ جُرَعٌ، فلَمْ يَذْكُرِ المُفْرَدَ، وزادَ فِي اللِّسَانِ: ونُوقٌ مَجَارِعُ كذلِكَ. واجْتَرَعَهُ: بَلَعَهُ، كجَرَعَهُ، وقِيلَ: جَرَعَهُ بمَرَّةٍ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ. وقالَ ابنُ عَبَّادٍ: اجْتَرَع العُودَ، أَي اكْتَسَرَهُ، لُغَةٌ فِي اجْتَزَعَهُ.
ومِنَ المَجَازِ: جَرَّعَهُ الغُصَصَ، أَيْ غُصَصَ الغَيْظِ، كَمَا فِي الصّحاح، تَجْرِيعاً فَتَجَرّع هُوَ، أَي كَظَمَ. ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: التَّجَرُّعُ: مُتابَعَةُ الجَرْع مَرَّةً بَعْدَ أُخْرىَ كالمُتَكَارِهِ، قالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: التَّجَرُّعُ: شُرْبٌ فِي عَجَلّةٍ. وقِيلَ: هُوَ الشُّرْبَ قَلِيلاً قَليلاً. وجَرِعَ الغَيْظَ، كعَلِمَ: كَظَمَه، وَهُوَ مَجَازٌ. ويُقَالُ: مَا مِن جُرْعَةٍ أَحْمَدَ عُقْبَاناً مِنْ جُرْعَةِ غَيْظٍ تَكْظِمُهَا، وهُوَ مِنْ ذلِكَ. وأَجْرَعَ الحَبْلَ، أَو الوَتَرَ، إِذا أَغْلَظَ بَعْضَ قُوَاهُ.
والجَرَعُ، مُحَرَّكّةً: مَوْضِعٌ، قَالَ لَقِيطٌ الإِيادِيُّ:
(يَا دَارَ عَمْرَةَ مِنْ مُحْتَلِّهَا الجَرَعَا ... هاجَتْ لِيَ الهَمَّ والأَحْزَانَ والجَزَعا)
ويُرْوَى: يَا دارَ عَبْلَةَ، وقَدْ هِجْتِ لِي. ويُقَالَ: أَفْلَتَنِي جُرَيْعَةَ الرِّيقِ، إِذا سَبَقَكَ فابْتَلَعْتَ رِيقَكَ عَلَيْهِ غَيْظاً. وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: يُقَالُ: مالَهُ بِهِ جُرَّاعَةٌ، بالضَّمِ مُشَدَّداً، وَلَا يُقَالُ: مَا ذَاقَ جُرَّاعَةً ولكِنْ جُرَيْعَة، كمَا فِي العُبَابِ. وهِجْرَعٌ، كدِرْهَمٍ، هِفْعلٌ مِنَ الجَرْعِ عَلَى قَوْلِ مَنْ قالَ بِزِيادَةِ الهاءِ، وسَيَأْتِي للْمُصَنِّف فِي الَّتِي تَلِيهَا الهِجْزَعُ، هِفْعَلٌ من الجَزَع، فَهَذِهِ مِثْلُ تِلْكَ.
(جرع) - في حَدِيثِ الحَسَن بن على، رضي الله عنهما: وقِيلَ له في يوم حَارٍّ: تَجَرَّع. فقال: إنَّما يَتجَرَّع أَهلُ النَّار".
الجَرْعُ والتَّجَرُّع: شُربٌ في عَجَلَة. يقال منه: جَرِعَ وجَرَع مَعًا، وأَشارَ بله إلى قَولِ الله تعالى: {يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ} ويقال: هو الشُّربُ قَلِيلًا قَلِيلًا.
- في قِصَّةِ العَبَّاس بنِ مِردَاس، رضي الله عنه:
* وكَرِّي على المُهْر بالأَجْرَعِ *
الأَجْرعُ: المَكانُ الوَاسِع الذي فيه حُزونَة، فإن كان صَغِيراً فهو: جَرَعٌ وجَرَعة، مَنْ أَنّث أراد البُقعةَ، ومن ذَكَّر أراد المكانَ.
وقال ابنُ السِّكِّيت: هو ما لا يُنبِت شيئاً، والصَّحيحِ الأَولُ، وأرض جَرعاءُ: ذَاتُ حُزونَة.

كري

(ك ر ي) : (وَالْكَرَوْيَا) تَابِلٌ مَعْرُوفٌ.
(ك ر ي) : (كَرَيْتُ) النَّهْرَ كَرْيًا حَفَرْتُهُ.
(كري) الرجل كرى نَام فَهُوَ كرّ وَكري وكريان يُقَال أصبح فلَان كريان الْغَدَاة وَهِي كريه

كري


كَرِيَ(n. ac. كَرًى [ ])
a. Dozed, took a nap, slumbered.
b. Was spindle-legged, bow-legged.

كَاْرَيَa. Let, let out to ( house & c.).
b. Was a muleteer, a donkeydriver.
أَكْرَيَa. see III (a)b. Increased; grew.
c. Decreased, diminished, lessened.
d. Delayed.
e. Prolonged, lengthened.

تَكَرَّيَa. Slept.

تَكَاْرَيَإِكْتَرَيَإِسْتَكْرَيَa. Hired; rented (house).
كَرْوa. Letting out; hire; renting-

كَرْوَة []
a. see 1
كِرْوَة []
a. see 23
كُرْوa. see 1
كَرٍ (كَرِي ) []
a. Dozing, napping, slumbering; drowsy, sleepy.

أَكْرَى []
a. Thin (leg).
b. Spindlelegged; bow-legged.

كِرَآء []
a. Hire; rent ( of a house ).
b. Wages, salary.
c. [ coll. ], Mule's load.

كَرِيّ [] (pl.
أَكْرِيَآء [] )
a. Hirer-out, muleteer &c.
b. see 5
كَرْيَان []
a. see 5
كَرَوَان [] (pl.
كِرْيَاْن
&
a. كَرَاوُيْن ), A species of
partridge.
كَرَوَانَة []
a. fem. of
كَرْيَاْنُ
مُكَرٍّ [ N. Ag.
a. II], Slow (camel).
مُكَارٍ [ N. Ag.
a. III ], (pl.
مُكَارُوْن

مُكَارِيَّة )
a. see 25 (a)
مُكْرٍ [ N. Ag.
a. IV], Hirer-out.

مُكْرًى [ N. P.
a. IV], Hired; rented.

إِكْرَآء [ N.
Ac.
a. IV], Hire.

إِكْتِرَآء [ N.
Ac.
a. VIII]
see N. Ac.
IV
كُرَة (pl.
كُرَات
كُرًى )
a. Ball, globe; sphere.

كُرَة الكَوَاكِب
a. Celestial sphere.

كُرَة الأَرْض
a. Terrestrial globe.

كُرِيّ كُرَوِيّ
a. Spherical.

كَرَوْيَا كَرَاوِيَآء
a. Caraway (plant);
كِرْيَاس
a. see under
كَرَسَ
ك ر ي : الْكِرَاءُ بِالْمَدِّ الْأُجْرَةُ وَهُوَ مَصْدَرٌ فِي الْأَصْلِ مِنْ كَارَيْتُهُ مِنْ بَابِ قَاتَلَ وَالْفَاعِلُ مُكَارٍ عَلَى النَّقْصِ وَالْجَمْعُ مُكَارُونَ وَمُكَارِينَ مِثْلُ قَاضُونَ وَقَاضِينَ وَمُكَارِيُّونَ بِالتَّشْدِيدِ خَطَأٌ وَأَكْرَيْتُهُ الدَّارَ وَغَيْرَهَا إكْرَاءً فَاكْتَرَاهُ بِمَعْنَى آجَرْتُهُ فَاسْتَأْجَرَ وَالْفَاعِلُ مُكْتَرٍ وَمُكْرٍ بِالنَّقْصِ أَيْضًا وَجَمْعُهُمَا كَجَمْعِ الْمَنْقُوصِ وَالْكَرِيُّ عَلَى فَعِيلٍ مُكْرِي الدَّوَابِّ.

وَالْكَرَوَانُ بِفَتْحِ الْكَافِ وَالرَّاءِ طَائِرٌ طَوِيلٌ الرِّجْلَيْنِ أَغْبَرُ نَحْوُ الْحَمَامَةِ وَلَهُ صَوْتٌ حَسَنٌ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ فِي كِتَابِ الطَّيْرِ الْكَرَوَانُ الْقَبَجُ وَجَمْعُهُ كِرْوَانٌ بِالْكَسْرِ وَمِثْلُهُ وَرَشَانٌ يُجْمَعُ عَلَى وِرْشَانٍ وَقِيلَ الْكَرَوَانُ الْحُبَارَى وَيُقَالَ هُوَ الْكُرْكِيُّ وَالْكُرَةُ مَحْذُوفَةُ اللَّامِ وَعُوِّضَ عَنْهَا الْهَاءُ وَالْجَمْعُ كُرَاتٌ يُقَالُ كَرَوْتُ بِالْكُرَةِ كَرْوًا إذَا ضَرَبْتُهَا لِتَرْتَفِعَ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهَا كُرَيٌّ وَكُرَيَّةٌ عَلَى لَفْظِهَا.

وَالْكَرَا مِثَالُ عَصَا النُّعَاسُ وَكَرَيْتُ النَّهْرَ كَرْيًا مِنْ بَابِ رَمَى حَفَرْتُ فِيهِ حُفْرَةً جَدِيدَةً. 
ك ر ي

أكراني داره أو دابّته، وهو يكري الدوابّ ويكاريها، وهو كريٌّ من الأكرياء، ومكارٍ من المكارين، ويقال: كريّ الإبل ومكاري الدواب. واكتريت منه داراً أو دابة واستكريت. وكريت النّهر: حفرته. وأمر الأمير بطيّ الآبار، وكري الأنهار. وكروت بالكرة: لعبت بها، والغلام يكرو، وكأنها كرات غلام وكرو غلام. والظلّ يكري: ينقص. قال ابن أحمر:

فتواهقت أخفافها طبقاً ... والظلّ لم يفضل ولم يكر

وأكرى الــزّاد، وأكراه صاحبه. قال لبيد:

كذي زادٍ متى ما يكرِ منه ... فليس وراءه ثقةٌ بــزاد

وهو يحتمل الأمرين. وأكرى الأمر: أخّره. قال الحطيئة:

وأكريت العشاء إلى سهيل ... أو الشّعرى فطال بي الأناء

وفي الحديث " من أراد النّساء ولا نساء فليكر العشاء وليباكر الغداء " وكرّى الرجل وتكرّى: نام. قال جندل:

ظلّت على فراشها تكرّى ... لم يحطها النّيّ ولا المهرّى

فهي لكلّ سوأة تحرّى

وتمضمض الكرى في عينيه. ويقال للكروان: " أطرق كرى، إنّك لن ترى " فإذا سمعها لبد بالأرض فيلقى عليه ثوبٌ فيصاد.

ومن المجاز: فلان طويل الكرى أي غافل، وتقول للغافللا: يا كرى، إنك لطويل الكرى.
(ك ر ي)

الكَرَي: النُّعاس.

وَالْجمع: أكراء، قَالَ:

هاتكتُه حَتَّى انجلَتْ أكراؤه كَرِىَ كَرًي، فَهُوَ كّرٍ، وكَرِىّ، وكَرْيان.

وكَرَى النَّهر كَرْيا: استحدَث حَفْره.

وكَرَى الرجل كَرْيا: عَدَا عَدْوا شَدِيدا، قَالَ ابْن دُرَيْد: وَلَيْسَ باللغة الْعَالِيَة.

واكرى الشَّيْء: أخّره.

وَالِاسْم: الكَرَاء، قَالَ الحطيئة:

وأكريتُ العَشَاء إِلَى سُهَيل ... أَو الشِّعْرى فطال بِيَ الكَرَاءُ

واكرى الشَّيْء: زَاد، وَنقص، ضدّ، قَالَ ابْن احمر:

وتواهقت أخفافُها طَبَقاً ... والظِّلّ لم يَفْضُل وَلم يُكْرِ

وأكرى الرجل: قلَّ مالُه أَو نَفِد زَاده.

والمُكَرِّي من الْإِبِل: الَّذِي يعدو.

وَقيل: هُوَ الليّن البطيء. قَالَ الْقطَامِي:

مِنْهَا المكرِّي وَمِنْهَا الليّن السّادي

وكَرَت النَّاقة برجليها: قلبتهما فِي العَدْو.

وَكَذَلِكَ كَرَى الرجل بقدميه، وَإِنَّمَا حملنَا هَذِه الْكَلِمَات، اعني من أكرى الشَّيْء: أَخّرهُ إِلَى كرى الرجل بقدميه، على الْبَاء لِأَنَّهَا لَام، وانقلاب الْألف لاما عَن الْيَاء أَكثر من انقلابها عَن الْوَاو.

والكِريَّة: شَجَرَة تنْبت فِي الرمل بِنَجْد ظَاهِرَة على نبتة الجعدة.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الكرِىّ، بِغَيْر الْهَاء: عشبة من المرعى لم أجد من يصفها، قَالَ: وَقد ذكرهَا العجاج فِي وصف ثَوْر وَحش فَقَالَ: حِين غَدا واقتادَه الكَرِىُّ

والكَرَوْيا: من البِزْر، وَزنهَا " فَعَوْلَل " ألِفها منقلبة عَن يَاء، وَلَا تكون " فَعَوْلَى " وَلَا " فَعَلْياً " لِأَنَّهُمَا بناءان لم يثبتا فِي الْكَلَام، إِلَّا انه قد يجوز أَن يكون " فَعَوْلَي " فِي قَول من ثَبت عِنْده قَهَوْباة.

وَحكى أَبُو حنيفَة: كَرَوْياء، بالمدّ، وَقَالَ مرّة أُخْرَى: لَا أَدْرِي أيمدّ الكَرَوْيا أم لَا؟؟ فَإِن مد فَهِيَ أُنْثَى. قَالَ: وَلَيْسَت الكَرَوْيا بعربية.
كري
كرِيَ يَكرَى، اكرَ، كرًى، فهو كرٍ وكَرِيّ وكَرْيانُ/ كَرْيانٌ
• كرِيَ الرَّجلُ: نامَ "غلبه الكرى وهو في مجلس القوم". 

استكرى يستكري، اسْتَكْرِ، استكراءً، فهو مُستكرٍ، والمفعول مُستكرًى
• استكرى خادمًا: اكتراه؛ استأجره "استكرى الدّارَ". 

اكترى يكتري، اكْتَرِ، اكتِراءً، فهو مُكترٍ، والمفعول مُكترًى
• اكترى خادمًا: استكراه؛ استأجره "اكترى الدارَ/ سيّارةً". 

تكارى يتكارى، تَكارَ، تَكاريًا، فهو مُتكارٍ، والمفعول متكارًى
• تكارى الدَّارَ وغيرَها: اكتراها، استأجرها. 

كارى يكاري، كارِ، كِراءً ومكاراةً، فهو مُكارٍ، والمفعول مُكارًى
• كاراه خادمًا: آجره إيّاه "كاراه الدارَ أو الدّابّةَ/ السّيارةَ". 

استكراء [مفرد]: مصدر استكرى. 

اكتراء [مفرد]: مصدر اكترى. 

كَرٍ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كرِيَ: نائم. 

كِراء [مفرد]:
1 - مصدر كارى.
2 - أجرة، ما يعطي مقابل شيء "قيمة كِراء المنزل- أخذ الأجيرُ كِراءه". 

كَرًى [مفرد]: ج أكراء (لغير المصدر):
1 - مصدر كرِيَ.
2 - نُعاس ° ران الكرى في عينيه: إذا غلبه النُّعاسُ.
3 - نوم. 

كَرْيانُ/ كَرْيانٌ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كرِيَ: نائم. 

كَرِيّ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كرِيَ: نائم. 

مُكارٍ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من كارى.
2 - من يكري الدوابَّ، ويغلب على البغّال والحمّار "يعمل مُكاريًا في القرية". 
كري
: (ي ( {كَرِيَ) الَّرجُلُ، (كرَضِيَ) } يَكْرَى ( {كَرًى) :) نامَ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي لجميلٍ:
لَا تُسْتَمَلُّ وَلَا} يَكْرَى مُجالِسُها
وَلَا يَمَلُّ من النَّجْوى مُناجيهاوقال القالِي: {الكَرَى، مَقْصورٌ، النَّوْمُ؛ يُكْتَب بالياءِ؛ وأَنْشَدَ الأصْمعي:
وأَطْرَقَ إطْراقَ الكَرَى مَن أُحارِبُهْ وقالَ: لَهُ مَذْهبانِ يَجوزُ أَن يكونَ المَصْدَر، ويَجوزُ أَن يكونَ الاسْمَ، أَي كَمَا يَطْرِقُ النَّوْمُ بصاحِبِهِ؛ وقالَ الحُطَيْئة:
أَلا هَبَّتْ أمامَةُ بَعْدَ هدءٍ
على لَوْمي وَمَا قَضَّتْ} كَرَاها وقالَ بِشْرٌ:
فَلاةٌ قد سَرَيْتُ بِها هُدُوا
إِذا مَا العَيْنُ طافَ بهَا {كَراها (فَهُوَ} كرٍ) ، مَنْ قصوصٌ، ( {وكَرْيانٌ} وكَرِيٌّ) ، كغَنِيَ: يقالُ: أَصْبَحَ فلانٌ {كَرْيانَ الغَداةِ: أَي ناعِساً؛ وَقَالَ الشاعرُ:
مَتى تَبِتْ ببَطْنِ وادٍ أَو تَقِلْ
تَتْرُكْ بِهِ مِثْلَ} الكَرِيِّ المُنْجَدِلْ أَي مَتى تَبِتْ هَذِه الإِبلُ فِي مكانٍ أَو تَقِل بِهِ نَهَارا تَتْرُك بِهِ زقًّا مَمْلوءً لَبَناً كأَنَّه رجلٌ نَائِمٌ يَصِفُ إِبِلاً بكَثْرةِ الحَلْبِ.
(وَهِي {كَرِيَةٌ، مُخَفَّفَةً) ، أَي على فَعِلَةٍ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
(نَعِسَ) تَفْسِيرٌ} لكَرِيَ.
(و) {كَرِيَ الرَّجُلُ: (عَدا) عَدْواً (شَدِيداً) ، صَرِيحُه أنَّه كرَضِيَ وليسَ كذلكَ بل هُوَ من حَدِّ رَمَى. قالَ ابنُ دُرَيْدٍ فِي الجَمْهرةِ:} كَرَى {كَرْياً؛ قالَ: وليسَ باللغَةِ العالِيَةِ.
(و) } كَرَى (النَّهْرَ) {كَرْياً، وَهَذَا أيْضاً مِن حَدِّ رَمَى: (اسْتَحْدَثَ حَفْرَهُ) .
(وَفِي الصِّحاح:} كَرَيْت النَّهْرَ، بالفَتْح، {كَرْياً: حَفَرْته.
(و) } كَرَتِ (النَّاقَةُ بِرِجْلَيْها) {كَرْياً: (قَلَبَتْهُما فِي العَدْوِ) ؛) وكَذلِكَ} كَرَى الرَّجلُ بقَدَمَيْه، وَهَذَا أَيْضاً من حَدِّ رَمَى.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَهَذِه الكلِماتُ يائِيَّةٌ لأنَّ ياءَها لامٌ، وانْقِلاب الألِفِ يَاء عَن اللامِ أَكْثَرِ مِن انْقِلابِها عَن الواوِ.
(! وأَكْرَى) الشَّيءُ: (زادَ ونَقَصَ؛ ضِدٌّ) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرابي للبيدٍ:
كذِي زادٍ مَتى مَا يُكْرِمنه
وليسَ وَراءَه ثِقَةٌ بــزادِ يقالُ: أَكْرَى زادُــه: أَي نَقَصَ؛ وقالَ ابنُ أَحْمَر:
وتَواهَقَتْ أَخْفافُها طَبَقاً
والظِّلُّ لم يقلصْ وَلم {يُكْرِ أَي لم يَنْقصْ، وذلكَ عنْدَ انْتِصافِ النّهارِ، ويُرْوَى: لم يَفْضُلْ وَلم} يُكْرِ.
وقالَ آخِرُ يصِفُ قِدْراً:
يُقَسِّمُ مَا فِيهَا فإنْ هِيَ قَسَّمَتْ
فَذاكَ وإنْ أَكْرَتْ فَعَن أَهْلِها {تُكْرِي أَي إِن نَقَصَتْ فَعَن أَهْلِها تَنْقُص.
(و) } أَكْرَى: (سَهِرَ فِي طاعَةِ اللَّهِ) ، عَزَّ وَجَلَّ؛ عَن ابنِ الأعْرابي.
(و) {أَكْرَى (العَشاءَ: أَخَّرَهُ) ؛) وكَذلكَ غَيْر العَشاءِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي للحُطَيْئة:
} وَأَكْرَيْتُ العَشاءَ إِلَى سُهَيْلٍ
أَو الشِّعْرَى فطالَ بِي الأَناءُقيلَ: هُوَ يَطْلُع سَحَراً وَمَا أُكِلَ بَعْده فليسَ بعَشاءٍ؛ يقولُ: انْتَظَرْت مَعْروفَكَ حَتَّى أَيِسْت؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
وَقَالَ فَقِيهُ العَرَبِ: مَنْ سَرَّه البَقاءُ وَلَا بَقاء {فليُكْرِ العَشاءَ وليُبَاكِر الغَداءَ وليُخَفِّفِ الرِّداءَ وليُقِلَّ غِشْيانَ النِّساءِ.
(و) } أَكْرَى (الحديثَ) اللَّيْلةَ: (أَطالَهُ) ؛) وَمِنْه حديثُ ابنِ مَسْعودٍ: (كنّا عنْدَ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {فَأَكْرَيْنا فِي الحديثِ) ، أَي أَطَلْناهُ وأَخَّرناهُ.
(و) } الكَرِيُّ؛ (كغَنِيَ:! المُكارِي) ، وَهُوَ الَّذِي {يُكْرِيكَ دابَّتَه، فَعِيلٌ بمعْنَى مُفْعِلٍ؛ قالَ عُذافِرُ الكِنْدِي:
وَلَا أَعودُ بعْدهَا} كَرِيّاً
أُمارِسُ الكَهْلَةَ والصَّبِيّا (و) {الكَرِيُّ: (نَبْتٌ) .
(قَالَ أَبو حنيفَةَ: عُشْبَةٌ من المَرْعَى، وَلم أَجِدْ مَن يَصِفها، وَقد ذَكَرها العجَّاجُ فِي وصْفِ ثوْرِ وَحْشٍ فقالَ:
حَتَّى غَدا واقْتادَه الكَرِيُّوسَرْسَرٌ وقَسْوَرٌ بصريّوهذه نُبوتٌ غَضَّة، وقوْلُه: اقْتادَه أَي دَعاهُ.
(واحِدَتُه بهاءٍ) .) ويقالُ:} الكَرِيَّةُ غَيْر {الكَرِيِّ؛} الكَرِيَّةُ على فَعِيلَةٍ: شَجَرةٌ تَنْبتُ فِي الرَّمْلِ فِي الخَصبِ بنَجْدٍ.
(و) {الكَرِيُّ: (الكثيرُ من الشَّيءِ) .) يقالُ:} كَرِيٌّ من بُرَ أَي كثيرٌ مِنْهُ.
( {والكَرَوْيَا، ويُمَدُّ: بِزْرٌ م) مَعْروفٌ، (وَزْنُهُ فَعَوْلَلٌ) ، أَلِفُها مُنْقَلِبَة عَن ياءٍ، وَلَا يكونُ فَعَوْلَى وَلَا فَعْلَيا لأنَّهما بِناآنِ لم يثبُتا فِي الكَلامِ، إلاَّ أَنه قد يَجُوزُ أَنْ يكُونَ فعولى فِي قوْلِ من ثَبَتَ عَنهُ قَهَوْباة؛ والمدُّ حكَاهْ أَبُو حنيفَةَ. وقالَ مرَّةُ: لَا أَدْرِي أَيمُدُّ الكَرَوْيا أَمْ لَا، فَإِن مدَّ فَهِيَ أُنْثَى؛ قالَ: وليسَتِ} الكَرَوْيا بعَرَبِيَّة.
قُلْت: وَهُوَ الَّذِي تقولُ العامّة الكَراويا بزِيادَةِ الألِفِ.
وقالَ ابنُ برِّي: الكَرَوْيا مِن هَذَا الفَصْل؛ قالَ: وذَكَرَه الجَوْهرِي فِي قردم مَقْصوراً على وَزْنِ زَكَرِيَّا، قالَ: ورأَيْتها أَيْضاً {الكَرْوِياء بسكونِ الراءِ وتخْفيفِ الياءِ مَمْدودة، قالَ: ورأَيتها فِي النسخةِ المقْروءَةِ على ابنِ الجواليقي} الكَرَوْياء بسكونِ الْوَاو وتخْفيفِ الياءِ مَمْدودةً، قالَ: وَكَذَا رأَيْتها فِي كتابٍ ليسَ لابنِ خالَوَيْه {كَرَوْيا، كَمَا رأَيْتها فِي التكْمِلَةِ لابنِ الجَوالِيقِي، وكانَ يجبُ على هَذَا أَنْ تَنْقلبَ الواوُ يَاء لاجْتِماعِ الواوِ والياءِ وكَوْن الأوَّل مِنْهُمَا ساكِناً إلاَّ أنْ يكونَ ممَّا شَدَّ نَحْو ضَيْونُ وحَيْوةٍ وصَيْوانٍ وغَوْية، فَتكون هَذِه لَفْظَة خامِسَةٌ.
(} والكِرْوَةُ {والكِرَاءُ، بكسْرِهِما: أُجْرَةُ المُسْتَأْجَرِ) ، الأخيرُ مَمْدودٌ لأنَّه مَصْدرُ، (} كارَاهُ {مُكاراةً} وكِراءً) ، والدَّليلُ على ذلكَ أنَّكَ تقولُ: رجُلٌ {مُكَارٍ، ومُفاعِلٌ إنَّما هُوَ مِن فاعَلْت، وَهُوَ مِن ذواتِ الواوِ. فذِكْرُ المصنِّف إيَّاهُ هُنا} كالكَرِيِّ وَهْمٌ.
(و) يقالُ: {كارَاهُ و (} اكْتَراهُ وأكْرانِي دابَّتَه) ودارَهُ، فَهِيَ {مُكْراةٌ، والبَيْتُ} مُكْرًى، (والاسْمُ: {الكَرْوَةُ} والكَرْوُ) بفَتْحِهما، الأخيرَةُ عَن اللِّحْياني، (ويُضَمُّ) أَي الأخيرُ؛ وَالَّذِي يَظْهَرُ من سِياقِ المُحْكم أنَّ الكَرْوَةَ تُثَلَّثُ. ويقالُ: أَعْطِ الكَرِيَّ {كِرْوَتَه، حَكَاها أَبُو زيْدٍ بالكسْرِ، أَي كِراءَهُ. (وجَمْعُ} المُكارِي: {أَكْرِياءُ} ومُكارُونَ) ؛) هَكَذَا فِي النُّسخِ وَهُوَ غَلَطٌ، والصَّوابُ أنَّ {الأَكْرياءَ إنَّما هُوَ جَمْعُ} كَرِيَ على فَعِيلٍ، يقالُ: هُوَ {كَرِيٌّ مِن} الأكْرِياءِ، صَرَّحَ بِهِ ابنُ سِيدَه والأزْهرِي والزَّمَخْشري؛ كأنَّه سَقَطَ من العِبارَةِ: وَجَمْعُ {الكَرِيِّ والمُكارِي} أَكْرِياءُ {ومُكارُونَ؛ كَمَا هُوَ نَصُّ ابنُ سِيدَه.
قالَ الجَوْهَرِي: جَمْعُ} المُكارِي {مُكارُونَ، سَقَطَتِ الياءُ لاجْتِماعِ الساكِنَيْن، تقولُ: هؤلاءُ} المُكارُونَ، وَذَهَبْتُ إِلَى المُكارِينَ، وَلَا تَقُل المُكَارِيِّين، بالتَّشْدِيدِ، وَإِذا أَضَفْتَ! المُكارِي إِلَى نَفْسِك قُلْتَ: هَذَا {مُكارِيَّ، بياءٍ مَفْتوحَةٍ مُشَدَّدَةٍ، وكذلكَ الجَمْع تقولُ: هؤلاءُ مُكارِيَّ، سَقَطَتْ نونُ الجَمْع للإضافَةِ وقَلبْتَ الواوَ يَاء وفَتَحْت ياءَكَ وأَدْغَمْت لأنَّ قَبْلَها ساكِناً، وهذانِ} مُكارِيايَ تَفْتَح ياءَكَ، وكذلكَ القَوْل فِي قاضِيَّ ورامِيَّ وَنَحْوهمَا، انتَهَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الكَرِيُّ، كغَنِيَ: الَّذِي} أَكْرَيْته بَعِيرِكَ، والجَمْعُ كالجَمْعِ لَا يكسَّر على غيرِ ذلكَ، وأَنا {كَرِيُّكَ وأَنتَ} كَرِيّي؛ قَالَ الراجزُ:
{كَرِيَّة مَا تُطْعِم} الكَرِيَّا
بالليلِ إلاَّ جِرْجِراً مَقْلِيَّا {واكْتَرَيْت مِنْهُ دابَّةً} واسْتَكْرَيْتها بمعْنًى. ويقالُ: {اسْتَكْرَى} وتَكَارَى بمعْنًى.
{والمُكارِي: الَّذِي} يَكْرُو بيدِهِ فِي مَشْيِه، وَبِه فُسِّر قولُ جريرٍ:
لَحِقْتُ وأَصْحابي على كُلِّ جسِرةٍ
مَرُوحٍ تُبارِي الأحْبَشِيَّ {المُكارِيا وفُسِّر الأحْبَشِيّ بظِلِّ الناقَةِ، ويُرْوَى: الأحْمَسِيّ مَنْسوبٌ إِلَى أَحْمَس رجُلٌ مِن بَجِيلَةَ،} والمُكارِي على هَذَا الحادِي؛ نقلَهُ ابنُ برِّي.
{وأَكْراهُ: أَطالَهُ؛ وأَيْضاً قَصرَهُ؛ ضِدٌّ: عَن ابنِ القطَّاع.
} وأَكْرَى: طالَ؛ وأَيْضاً: لازِمٌ متعدَ.
! وأَكْرَى الــزَّادَ: نَقصَه صاحِبُه؛ نقلَهُ الزَّمَخْشري. {وأَكْرَى الكَأسَ: أَبْطَأَ بهَا.
} وأكْرَتِ الكأسُ: أَبْطَأَتْ؛ عَن ابنِ القطَّاع.
{وأَكْرَى الرَّجلُ: ذَهَبَ مالُه؛ عَن ابْن القطَّاع.
} والمُكَرِّي مِن الإبِلِ، كمُحدِّثٍ: اللَّيِّنُ السَّيرِ البَطِيءُ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ وأَنْشَدَ للقطامي:
وكلُّ ذلكَ مِنْهَا كُلَّما دَفَعَتْ
مِنْها {المُكَرِّي ومِنها اللَّيِّن السَّادِيويُرْوَى: كلَّما رَفَعَتْ أَي فِي سَيْرِها.
ونَصّ أبي عبيدٍ: المُكَرِّي السَّيْرُ الليِّنُ البَطِيءُ.
وَقَالَ الأصْمعي: هَذِه دابَّةٌ} تُكَرِّي {تَكْرِيَةً إِذا كانَ كأنَّه يَتَلقَّفُ بيدِه إِذا مَشَى.
} والأَكْراءُ: جَمْعُ {كَرًى للنَّوْم؛ قالَه الراجزُ:
مَا تَكْتُه حَتَّى انْجَلَتْ} أَكْراؤُه ويقالُ للغافلِ: هُوَ طَويلُ {الكَرَى.} والكَرْيُ: كالرَّمْي: فِناءُ الــزَّادِ؛ عَن ابنِ خَالَوَيْه.
{وأَكْرَى مَنْهَلٌ على طرِيقِ حاجِّ مِصْر، ماؤُهُ أُجاجٌ بَيْنه وبَيْنَ الوَجْه ثَلاثُ مَراحِلَ، الأُولى وادِي عَرْجاء، والثانِيَة وادِي الأراكِ.

سفع

س ف ع: (سَفَعَ) بِنَاصِيَتِهِ أَيْ أَخَذَ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ} [العلق: 15] وَ (سَفَعَتْهُ) النَّارُ وَالسَّمُومُ إِذَا لَفَحَتْهُ لَفْحًا يَسِيرًا فَغَيَّرَتْ لَوْنَ الْبَشَرَةِ وَبَابُهُمَا قَطَعَ. 
س ف ع : السُّفْعَةُ وِزَانُ غُرْفَةٍ سَوَادٌ مُشْرَبٌ بِحُمْرَةٍ وَسَفِعَ الشَّيْءُ مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا كَانَ لَوْنُهُ كَذَلِكَ فَالذَّكَرُ أَسْفَعُ وَالْأُنْثَى سَفْعَاءُ مِثْلُ: أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ وَسُمِّيَ بِاسْمِ الْفَاعِلِ مُصَغَّرًا وَمِنْهُ الْأُسَيْفِعُ فِي حَدِيثِ عُمَرَ. 

سفع


سَفَعَ(n. ac. سَفْع)
a. Slapped, smacked, buffeted; beat, struck
smote.
b. [Bi], Seized, grasped.
سَفَّعَa. see I (a)
سَاْفَعَa. see I (a)
تَسَفَّعَ
a. [Bi], Warmed himself at ( the fire ).
b. [Bi], Was burned, scorched by.
سَفْع
(pl.
سُفُوْع)
a. Garment.

سُفْعَة
(pl.
سُفَع)
a. Blackness; lividness.
سَفَعa. see 3t
أَسْفَعُ
(pl.
سُفْع)
a. Black.
b. Wild bull.
c. Hawk; falcon.

N. P.
سَفڤعَa. Smitten by the evil eye.
سفع
السَّفْعُ: الأخذ بِسُفْعَةِ الفرس، أي: سواد ناصيته، قال الله تعالى: لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ
[العلق/ 15] ، وباعتبار السّواد قيل للأثافي:
سُفْعٌ، وبه سُفْعَةُ غضب، اعتبارا بما يعلو من اللّون الدّخانيّ وجه من اشتدّ به الغضب، وقيل للصّقر: أَسْفَعُ، لما به من لمع السّواد، وامرأة سَفْعَاءُ اللّون.
سفعة فَقَالَ: إنّ بهَا نظرةً فاسترقوا لَهَا.

سفع [قَالَ أَبُو عبيد -] : قَوْله: سفعة يَعْنِي أنّ الشَّيْطَان أَصَابَهَا وَهُوَ من قَول اللَّه [تبَارك وَتَعَالَى -] {كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ} وَحَدِيث ابْن مَسْعُود أنّه رأى رجلا فَقَالَ: إنّ بِهَذَا سفعة من الشَّيْطَان هُوَ من هَذَا.
(سفع)
بعضو من أَعْضَائِهِ سفعا قبض عَلَيْهِ وجذبه بِشدَّة يُقَال سفع بناصيته وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {كلا لَئِن لم ينْتَه لنسفعا بالناصية} وَيُقَال سفع بناصية الْفرس ليركبه والسموم وَالنَّار وَالشَّمْس وَجهه لفحته لفحا يَسِيرا فغيرت لون بَشرته وسودته وَالشَّيْء أعلمهُ ووسمه

(سفع) سفعا وسفعة كَانَ لَونه أسود مشربا حمرَة فَهُوَ أسفع وَهِي سفعاء (ج) سفع
سفع
سفَعَ/ سفَعَ بـ يَسفَع، سَفْعًا، فهو سافِع، والمفعول مَسْفوع
• سفَعتِ الشَّمسُ وجهَه: لفحته لفحًا يسيرًا فغيَّرت لونَ بشرته وأصابته بالاسمرار "سفَعتِ النارُ وجهَه".
 • سفَع ابنَه: ضربه ولطمه.
• سفَع بناصِيَتِه: قبض عليها وجذبها بشدَّة "سفع بيده- {كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ} ". 

سَفْع [مفرد]: مصدر سفَعَ/ سفَعَ بـ. 

سُفْعة [مفرد]: ج سُفْعات: سواد مشرب بحمرة. 
سفع وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عبد الله [رَحمَه الله -] أَن رجلا أَتَاهُ فَقَالَ عبد الله حِين رَآهُ: إنّ بِهَذَا سفعة من الشَّيْطَان فَقَالَ لَهُ الرجل: لم أسمع مَا قلتَ ثمَّ قَالَ لَهُ عبد الله: نشدتك بِاللَّه هَل ترى أحدا خيرا مِنْك قَالَ: لَا قَالَ عبد الله: فَلهَذَا قلتُ مَا قلتُ. قَوْله: سَفْعة من الشَّيْطَان أصل السفع الْأَخْذ بالناصية قَالَ الله تبَارك [و -] تَعَالَى {كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ نَاصِيَة} فَالَّذِي أَرَادَ عبد الله أَن الشَّيْطَان قد استحوذ على هَذَا وَأخذ بناصيته فَهُوَ يذهب من العُجب كل مَذْهَب حَتَّى لَا يرى أَن أحدا خيرا مِنْهُ. [قَالَ أَبُو عبيد -] [وَهَذَا مثل حَدِيث النَّبِيّ صلي الله عَلَيْهِ وَسلم: أنّه رأى فِي بَيت أم سَلمَة جَارِيَة وَرَأى بهَا سفعة فَقَالَ: إنّ بهَا نظرةً فاْستَرقوا لَهَا يَعْنِي بقوله: سفعة أَن الشَّيْطَان قد أَصَابَهَا -] .
[سفع] سَفَعْتُ بناصيته، أي أخذتُ. قال الشاعر : قومٌ إذا فَزِعوا الصَريخَ رَأَيْتَهُمْ * من بين مُلْجِمِ مُهْرِهِ أو سافِعِ * ومنه قوله تعالى: {لَنَسْفَعاً بالناصِيَةِ} . ويقال: به سَفْعَةٌ من الشَيطان، أي مَسٌّ، كأنَّه أخذ بناصيته . وسَفَعَتْهُ النارُ والسمومُ، إذا لفحته لفحاً يسيراً فغيَّرتْ لونَ البشرة. والسَوافِعُ: لوافحُ السَمومِ. والسُفْعةُ بالضم: سَوادٌ مُشْربٌ حُمرةً. والرجلُ أَسْفَعُ. ومنه قيل للأثافي: سُفْعٌ . والسُفْعَةُ أيضاً في آثار الدار: ما خالف من سوادها سائرَ لون الأرض. والسُفْعَةُ في الوجه: سوادٌ في خدَّي المرأة الشاحبة، ويقال للحمامة سَفْعاءُ، لما في عنقها من السُفْعَةِ. قال حميد بن ثور: من الورق سفعاء العلاطين باكرت * فروع أشاء مطلع الشمس أسحما * والصُقورُ كلُّها سُفْعٌ. وسَفَعَ الطائرَ: لطمَه بجناحيه. والمُسافَعَةُ، كالمطاردة. قال الأعشى : يُسافِعُ وَرْقاَء جُونِيَّةٌ * ليدركَها في حمام ثكن
سفع
سَفَعَتْه النارُ والسمُوْمُ سَفْعاً: لَفَحَتْه.
والسفْعُ: السُّودُ، وبه سُفيَ الأثافي: سُفْعاً.
والسفَعُ: سُفْعَة سَوادٍ في الخَديْن من المَرْأة الشاحِبَة. وكُل صَقْرٍ أسْفعُ، وكذلك كُلُّ ثَوْرٍ وَحْشِي. والسفْعَاءُ من الحَمَام: التي صارَتْ سُفْعَتُها في مَوْضِع العِلاَطَيْن فُويقَ الطوْق.
والسُّفْعَةً في دمْنَة الدار: ما تَلبدَ من زِبْل أو رَمَادٍ فَتَراه مُخالِفاً لِلَون الأرْض.
وسَفَعَ الطائرُ ضرِيْبَتَه: لَطَمَه، وكذلك: سَفَعْتُ وَجْهَه بيَدي ورَأْسَه بالعَصا.
وسَفَعْتُ ناصِيَتَها: اجْتَذَبْتَها. واسْفَعْ بِيدِه: أي خُذْ بيدِه وأقِمْه. وسَافَعَها: مِثْلُ سافَحَها.
والسفَاعُ والمُسَافَعَةُ: الاعْتِناق في الحَرْب. وسَفَعَ به: صَرَعَه. ورَجُل مَسْفوْعٌ: أصَابَتْه سَفْعَةٌ: أي عَيْنٌ. وهو مَسْفُوْعُ العَيْن: أي غائرُها. والاسْتِفَاعُ: مِثْلُ التَّهَبُّج. وتَسَفعَ: اصْطَلىِ.
والسفْعُ: ضرْب من الثيَاب، والجَميعُ: سُفُوع.
والسُّفْعُ: حَب الحَنْظَل لِسَوادها، الواحِدَةُ: سُفْعَة. ويُقال: أشْل اليكَ أسْفَعَ: وهو اسْمٌ للعَنْز إذا دُعِيَتْ إلى الحَلب.
(س ف ع) : (عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -) أَلَا إنَّ الْأُسَيْفِعَ أُسَيْفِعُ جُهَيْنَةَ قَدْ رَضِيَ مِنْ دِينِهِ وَأَمَانَتِهِ بِأَنْ يُقَالَ سَبَقَ الْحَاجَّ فَادَّانَ مُعْرِضًا فَأَصْبَحَ قَدْ رِينَ بِهِ الْحَدِيثَ الْأُسَيْفِعُ تَصْغِيرُ الْأَسْفَعِ صِفَةً أَوْ عَلَمًا مِنْ السُّفْعَةِ وَهِيَ السَّوَادُ وَتَأْنِيثه السَّفْعَاءُ وَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - «أَنَا وَسَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ الْحَانِيَةُ عَلَى وَلَدِهَا كَهَاتَيْنِ» أَرَادَ شُحُوبَهَا وَتَغَيُّرَ لَوْنِهَا مِمَّا تُقَاسِي مِنْ الْمَشَاقِّ وَجُهَيْنَةُ بَطْنٌ مِنْ قُضَاعَةَ (وَادَّانَ) بِمَعْنَى اسْتَدَانَ افْتَعَلَ مِنْ الدَّيْنِ (وَمُعْرِضًا) مِنْ قَوْلِهِمْ طَأْ مُعْرِضًا أَيْ ضَعْ رِجْلَيْكَ حَيْثُ وَقَعَتْ وَلَا تَتَّقِ شَيْئًا (وَرِينَ بِهِ) غُلِبَ فُعِلَ مِنْ رَانَ الذَّنْبُ عَلَى قَلْبِهِ وَعَنْ أَبِي عُبَيْدٍ كُلُّ مَا غَلَبَكَ فَقَدْ رَانَ بِكَ وَرَانَكَ وَرَانَ عَلَيْكَ وَعَنْ أَبِي زَيْدٍ يُقَالُ رِينَ بِالرَّجُلِ إذَا وَقَعَ فِيمَا لَا يَسْتَطِيعُ الْخُرُوجَ مِنْهُ (وَالْمَعْنَى) أَنَّهُ اسْتَدَانَ مَا وَجَدَ مِمَّنْ وَجَدَ غَيْرَ مُبَالٍ بِذَلِكَ حَتَّى أَحَاطَ الدَّيْنُ بِمَالِهِ فَلَا يَدْرِي مَاذَا يَصْنَعُ.
[سفع] فيه: أنا و"سفعاء" الخدين الحانية على ولدها كهاتين، السفعة نوع من السواد ليس بالكثير، وقيل: هو سواد مع لون آخر، أراد أنها بذلت نفسها وتركت الزينة والترفه حتى شحب لونها واسود إقامة على ولدها بعد وفاة زوجها. ط: أي متغيرة لونها لما يكابدها من المشقة والضنك، وامرأة أمت بدل تفسير، وأمت أي صارت بلا زوج حتى بانوا أي استقلوا بأمرهم وانفصلوا عنها، وسفعاء نصب ورفع على المدح، ولم يرد أنها كانت سفعاء من أصل الخلقة لقوله: ذات منصب وجمال. نه: رأيت يا رسول الله في طريقى هذا في النوم أتانا تركتها في الحى ولدت جديا "أسفع" أحوى، فقال: هل لك من أمة تركتها مسرة حملا؟ قال: نعم، قال: فقد ولدت لك غلاما وهو ابنك، قال: فما له "اسفع" أحوى؟ قال: ادن، فدنا منه، قال: هل بك من برص تكتمه؟ قال: نعم، قال: هو ذا. ومنه: أرى في وجهك "سفعة" من غضب، أي تغيرا إلى السواد. وفيه: ليصيبن أقواما "سفع" من النار، أي علامة تغير ألوانهم، من سفعته إذا جعلت عليه علامة، يريد أثرا من النار. ك: هو بفتح مهملة أي لفح من النار. ط: "تسفعه" من النار، أي تحرقه فغيرت لون بشرته، وقيل: أعلمته علامة أهل النار، قوله: هذه، أي أسألك هذه، وربه يعذره أي يجعله معذورا - ويتم في يصرينى. نه: رأي جارية بها "سفعة" فقال: إن بها نظرة فاسترقوا لها، أي علامة من الشيطان، وقيل: ضربة واحدة منه، وهى مرة من السفع الأخذ، من سفع بناصية الفرس ليركبه، يعنى أن السفعة أدركتها من قبل النظرة فاطلبوا لها الرقية، وقيل: السفعة العين والنظرة الإصابة بالعين. ك: سفعة بفتح سين وضمها أي سواد، أراد مسة من الجن، ويقال: عيون اجن أنفذ من أسنة الرماح، والرقية المأمور بها ما يكون بقوارع القرآن وبذكر الله على ألسن الأبرار من النفوس الطاهرة وهو الطب الروحإني، فلما عز وجوده مال الناس إلى الطب الجسمإني، والرقية المنهى عنها هي رقية الغراميين ومن يدعى تسخير الجن وإليه ينحو أكثر من يرق الحية بأسماء الشيطان، ويقال: إن الحى لما بينها وبين الإنسان من العداوة يؤالف الشيطان فإذا عزم على الحية بأسماء الشيطان أجابت وخرجت منه مكانها. نه: ومنه ح ابن مسعود قال لرجل: إن بهذا "سفعة" من الشيطان، فقال الرجل: لم أسمع ما قلت، فقال: نشدتك هل ترى أحدا خيرا منك؟ قال: لا، قال: فلهذا قات ما قلت، جعل ما به من العجب مسا من الجنون. ومنه ح: إذا بعث المؤمن من قبره كان عند رأسه ملك فاذا خرج "سفع" بيده وقال: أنا قرينك في الدنيا، أي أخذ بيده. ج: "سفعة" من غضب، أي سواد أي تغير لون من الغضب. ن: هو بفتح سين وضمها.
(س ف ع)

السُّفْعة والسَّفَع: السوَاد والشحوب. وَقيل: هُوَ السوَاد المشرب حمرَة. الذّكر أسْفَعُ وَالْأُنْثَى: سَفْعاءُ.

وحمامة سَفْعاء: سُفْعَتُها فويق الطوق. ونعجة سَفْعاء: أسود خداها وسائرها أَبيض وسُفَع الثور: نقط سود فِي وَجهه. ثَوْر أسْفَعُ ومُسَفَّع. وكل صقر أسْفَع.

وظليم أسْفَع: أَرْبَد.

وسَفَعَتْه النَّار وَالشَّمْس والسموم، تَسْفَعُه سَفْعا، فتَسَفَّع: لفحته لفحا يَسِيرا، فغيرت لون بَشرته. وَمِنْه قَول تِلْكَ البدوية لعمر بن عبد الْوَهَّاب الريَاحي: ائْتِنِي فِي غَدَاة قّرَّة، وَأَنا أتَسَفَّعُ بالنَّار.

والسُّفْعَة: مَا من دمنة الدَّار من زبل، أَو رماد، أَو قمام ملتبد، ترَاهُ مُخَالفا للون الأَرْض. قَالَ ذُو الرمة:

أمْ دِمْنَةٌ نَسَفَتْ عَنْهَا الصَّبا سُفَعا ... كمَا تُنَشَّرُ بعد الطِّيَّةِ الكُتُبُ

ويروى: من دمنة.

وسَفَع الطَّائِر ضريبته، وسافَعَها: لطمها. قَالَ الْأَعْشَى يصف الصَّقْر:

يُسافِعُ وَرْقاءَ غَوْرِيَّةً ... لِيُدْرِكَها فِي حَمامٍ تُكَنْ وسَفَعَ وَجهه بِيَدِهِ سَفْعا: لطمه. وسَفَعَ عُنُقهَا: ضربهَا بكفه مبسوطة. وَقد تقدم ذَلِك فِي الصَّاد. وسَفَعَه بالعصا: ضربه.

وسافَعَ قرنه مُسافَعَة وسِفاعا: قَاتله. قَالَ جُنَادَة بن عَامر:

كأنَّ مُحَرَّبا من أُسْد تَرْجٍ ... يُسافِع فارِسَيْ عَبْدٍ سِفاعا

وسَفَع بناصيته، وَيَده، وَرجله، يَسْفَع سَفْعا: جذب وَقبض. وَفِي التَّنْزِيل: (لنَسْفَعاً بالنَّاصِية) . وَحكى ابْن الْأَعرَابِي: اسْفَعْ بِيَدِهِ: أَي خُذ بِيَدِهِ.

والسَّفْعةُ: الْعين.

ومراة مَسْفُوعة: بهَا سَفْعة: أَي إِصَابَة عين. وَرَوَاهَا أَبُو عبيد: شُفْعَة، ومرأة مشفوعة، وَالصَّحِيح مَا قُلْنَا. وَفِي الحَدِيث: " أَن رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رأى فِي بَيت أم سَلمَة جَارِيَة لَهَا سَفْعَة، فَقَالَ: إِن بهَا نَظْرَةً، فاسْتَرْقُوا لَها ". وَقَوله: " سَفْعَة " يَعْنِي: أَن الشَّيْطَان أَصَابَهَا.

والسَّفْعُ: الثَّوْب. وَجمعه: سُفُوع. قَالَ الطرماح:

كَمَا بَلَّ مَتْنَيْ طُغْيَةٍ نَضْحُ عائطٍ ... يُزَيَّنُها كِنٌّ لَها وسُفُوعُ

واسْتَفَع الرجل: لبس ثَوْبه.

وَبَنُو السَّفْعاء: قَبيلَة.

وسافِع، وسُفَيْع، ومُسافع: أَسمَاء

سفع: السُّفْعةُ والسَّفَعُ: السَّوادُ والشُّحُوبُ، وقيل: نَوْع من

السَّواد ليس بالكثير، وقيل: السواد مع لون آخر، وقيل: السواد المُشْرَبُ

حُمْرة، الذكر أَسْفَعُ والأُنثى سَفْعاءُ؛ ومنه قيل للأَثافي سُفْعٌ، وهي

التي أُوقِدَ بينها النار فسَوَّدَت صِفاحَها التي تلي النار؛ قال زهير:

أَثافيَّ سُفْعاً في مُعَرَّسِ مِرْجَل

وفي الحديث: أَنا وسَفْعاءُ الخدَّيْنِ الحانِيةُ على ولدها يومَ

القيامة كَهاتَيْنِ، وضَمَّ إِصْبَعَيْه؛ أَراد بسَفْعاءِ الخدَّيْنِ امرأَة

سوداء عاطفة على ولدها، أَراد أَنها بذلت نفسها وتركت الزينة والترَفُّه

حتى شحِبَ لونها واسودَّ إِقامة على ولدها بعد وفاة زوجها، وفي حديث أَبي

عمرو النخعي: لما قدم عليه فقال: يا رسول الله إِني رأَيت في طريقي هذا

رؤْيا، رأَيت أَتاناً تركتها في الحيّ ولدت جَدْياً أَسْفَعَ أَحْوَى، فقال

له: هل لك من أَمة تركتها مُسِرَّةً حَمْلاً؟ قال: نعم، قال: فقد ولدت

لك غلاماً وهو ابنك. قال: فما له أَسْفَعَ أَحْوى؟ قال: ادْنُ مِنِّي،

فدنا منه، قال: هل بك من بَرَص تكتمه؟ قال: نعم، والذي بعثك بالحق ما رآه

مخلوق ولا علم به قال: هو ذاك ومنه حديث أَبي اليَسَر: أَرَى في وجهك

سُفْعةً من غضَب أَي تغيراً إِلى السواد. ويقال: للحَمامة المُطَوَّقة

سَفْعاءُ لسواد عِلاطَيْها في عُنُقها. وحَمامة سفعاء: سُفْعَتُها فوق

الطَّوْقِ؛ وقال حميد بن ثور:

منَ الْوُرْقِ سَفْعاء العِلاطَيْنِ باكَرَتْ

فُرُوعَ أَشاءٍ، مَطْلَع الشَّمْسِ، أَسْحَما

ونَعْجة سَفْعاءُ: اسوَدّ خَدّاها وسائرها أَبيض. والسُّفْعةُ في الوجه:

سواد في خَدَّي المرأَة الشاحِبةِ. وسُفَعُ الثوْرِ: نُقَط سُود في

وجهه، ثَوْرٌ أَسْفَع ومُسَفَّعٌ. والأَسْفَعُ: الثوْرُ الوحْشِيُّ الذي في

خدّيه سواد يضرب إِلى الحُمرة قليلاً؛ قال الشاعر يصف ثَوْراً وحشيّاً

شبَّه ناقته في السرعة به:

كأَنها أَسْفَعُ ذُو حِدّةٍ،

يَمْسُدُه البَقْلُ ولَيْلٌ سَدِي

كأَنما يَنْظُرُ مِن بُرْقُع،

مِنْ تَحْتِ رَوْقٍ سَلِبٍ مِذْوَدِ

شبَّه السُّفْعةَ في وجه الثور بِبُرْقُع أَسْودَ، ولا تكون السُّفْعةُ

إِلا سواداً مُشْرَباً وُرْقةً، وكل صَقْرٍ أَسْفَعُ، والصُّقُورُ كلها

سُفْعٌ. وظَلِيمٌ أَسْفَعُ: أَرْبَدُ.

وسَفَعَتْهُ النارُ والشمسُ والسَّمُومُ تَسْفَعُه سَفْعاً فَتَسَفَّعَ:

لَفَحَتْه لَفْحاً يسيراً فغيرت لون بشَرته وسَوَّدَتْه. والسَّوافِعُ:

لَوافِحُ السَّمُوم؛ ومنه قول تلك البَدوِيّةِ لعمر بن عبد الوهاب

الرياحي: ائْتِني في غداةٍ قَرَّةٍ وأَنا أَتَسَفَّعُ بالنار.

والسُّفْعةُ: ما في دِمْنةِ الدار من زِبْل أَو رَمْل أَو رَمادٍ أَو

قُمامٍ مُلْتبد تراه مخالفاً للون الأَرض، وقيل: السفعة في آثار الدار ما

خالف من سوادِها سائر لَوْنِ الأَرض؛ قال ذو الرمة:

أَمْ دِمْنة نَسَفَتْ عنها الصِّبا سُفَعاً،

كما يُنَشَّرُ بَعْدَ الطِّيّةِ الكُتُبُ

ويروى: من دِمْنة، ويروى: أَو دِمْنة؛ أَراد سواد الدّمن أَنّ الريح

هَبَّتْ به فنسفته وأَلبَسَتْه بياض الرمل؛ وهو قوله:

بجانِبِ الزرْق أَغْشَتْه معارِفَها

وسَفَعَ الطائِرُ ضَرِيبَتَه وسافعَها: لَطَمَها بجناحه. والمُسافَعةُ:

المُضارَبةُ كالمُطارَدةِ؛ ومنه قول الأَعشى:

يُسافِعُ وَرْقاءَ غَوْرِيّةً،

لِيُدْرِكُها في حَمامٍ ثُكَنْ

أَي يُضارِبُ، وثُكَنٌ: جماعاتٌ. وسَفَعَ وجهَه بيده سَفْعاً: لَطَمَه.

وسَفَع عُنُقَه: ضربها بكفه مبسوطة، وهو مذكور في حرف الصاد. وسَفَعَه

بالعَصا: ضَربه. وسافَعَ قِرْنه مُسافَعةً وسِفاعاً: قاتَلَه؛ قال خالد بن

عامر

(* قوله «خالد بن عامر» بهامش الأصل وشرح القاموس: جنادة ابن عامر

ويروى لأبي ذؤيب.):

كأَنَّ مُجَرَّباً مِنْ أُسْدِ تَرْج

يُسافِعُ فارِسَيْ عَبْدٍ سِفاعا

وسَفَعَ بناصِيته ورجله يَسْفَعُ سَفْعاً: جذَب وأَخَذ وقَبض. وفي

التنزيل: لَنَسْفَعنْ بالناصية ناصية كاذبة؛ ناصِيَتُه: مقدَّم رأْسِه، أَي

لَنَصْهَرَنَّها ولنأْخُذَنَّ بها أَي لنُقْمِئَنَّه ولَنُذِلَّنَّه؛

ويقال: لنأْخُذنْ بالناصية إِلى النار كما قال: فيؤخذ بالنواصي والأَقدام.

ويقال: معنى لنسفعنْ لنسوّدنْ وجهه فكَفَتِ الناصيةُ لأَنها في مقدّم الوجه؛

قال الأَزهري: فأَما من قال لنسفعنْ بالناصية أَي لنأْخُذنْ بها إِلى

النار فحجته قول الشاعر:

قَومٌ، إِذا سَمِعُوا الصَّرِيخَ رأَيْتَهُم

مِنْ بَيْنِ مُلْجِمِ مُهْرِهِ، أَو سافِعِ

أَراد وآخِذٍ بناصيته. وحكى ابن الأَعرابي: اسْفَعْ بيده أَي خُذْ بيده.

ويقال: سَفَعَ بناصية الفرس ليركبه؛ ومنه حديث عباس الجشمي: إِذا بُعِثَ

المؤمن من قبره كان عند رأْسه ملَك فإِذا خرج سفَع بيده وقال: أَنا

قرينُك في الدنيا، أَي أَخذ بيده، ومن قال: لنسفعنْ لنسوّدنْ وجهه فمعناه

لنَسِمنْ موضع الناصية بالسواد، اكتفى بها من سائر الوجه لأَنه مُقدَّم

الوجه؛ والحجة له قوله:

وكنتُ، إِذا نَفْسُ الغَوِيّ نَزَتْ به،

سَفَعْتُ على العِرْنِين منه بمِيسَمِ

أَراد وَسَمْتُه على عِرْنِينِه، وهو مثل قوله تعالى: سَنَسِمُه على

الخُرْطوم. وفي الحديث: ليصيبن أَقواماً سَفْعٌ من النار أَي علامة تغير

أَلوانهم. يقال: سَفَعْتُ الشيءَ إِذا جعلت عليه علامة، يريد أَثراً من

النار. والسَّفْعةُ: العين. ومرأَة مَسْفُوعةٌ: بها سَفعة أَي إِصابة عين،

ورواها أَبو عبيد: شَفْعةٌ، ومرأَة مشفوعة، والصحيح ما قلناه.

ويقال: به سَفْعة من الشيطان أَي مَسٌّ كأَنه أَخذ بناصيته. وفي حديث

أُم سلمة، رضي الله عنها، أَنه، صلى الله عليه وسلم، دخل عليها وعندها

جارية بها سَفْعةٌ، فقال: إِنّ بها نَظْرةً فاسْتَرْقُوا لها أَي علامة من

الشيطان، وقيل: ضَربة واحدة منه يعني أَنّ الشيطان أَصابها، وهي المرة من

السَّفْعِ الأَخذِ، المعنى أَن السَّفْعَة أَدْرَكَتْها من قِبَلِ النظرة

فاطلبوا لها الرُّقْيةَ، وقيل: السَّفْعةُ العين، والنَّظْرة الإِصابةُ

بالعين؛ ومنه حديث ابن مسعود: قال لرجل رآه: إِنَّ بهذا سَفعة من الشيطان،

فقال له الرجل: لم أَسمع ما قلت، فقال: نشدتك بالله هل ترى أَحداً خيراً

منك؟ قال: لا، قال: فلهذا قُلْتُ ما قُلْتُ، جعل ما به من العُجْب بنفسه

مَسّاً من الجنون. والسُّفْعةُ والشُّفْعةُ، بالسين والشين: الجنون.

ورجل مَسْفوع ومشفوع أَي مجنون.

والسَّفْعُ: الثوب، وجمعه سُفُوع؛ قال الطرماح:

كما بَلَّ مَتْنَيْ طُفْيةٍ نَضْحُ عائطٍ،

يُزَيِّنُها كِنٌّ لها وسُفُوعُ

أَراد بالعائط جارية لم تَحْمِلْ. وسُفُوعها: ثيابها.

واسْتَفَعَ الرجلُ: لَبِسَ ثوبه. واستفعت المرأَة ثيابها إِذا لبستها،

وأَكثر ما يقال ذلك في الثياب المصبوغة.

وبنو السَّفْعاء: قبيلة. وسافِعٌ وسُفَيْعٌ ومُسافِعٌ: أَسماء.

سفع

1 سَفَعَتْهُ السَّمُومُ, (S,) or سَفَعَ السَّمُومُ وَجْهَهُ, (K,) and النَّارُ, (S,) and الشَّمْسُ, (TA,) aor. ـَ (K,) inf. n. سَفْعٌ, (TK,) The hot wind, (S, K,) and the fire, (S,) and the sun, (TA,) smote, or burned, (S, K,) him, (S,) or his face, (K,) slightly, (S, K,) so that it altered the colour of the external skin, (S,) and, as some add, blackened it; (TA;) as also ↓ سفّعهُ, (K,) inf. n. تَسْفِيعٌ. (TA.) [It is app. from سُفْعَةٌ signifying “ blackness tinged with redness. ”] b2: [And hence,] سَفَعَهُ, aor. as above, (K,) and so the inf. n., (TA,) He made a mark upon it: and he made a mark upon it with a hot iron, or with fire. (K, * TA.) b3: Also, aor. as above, (L, K,) and so the inf. n., (L,) (assumed tropical:) He slapped (L, K) it, a man's face, (L,) or him, a man, (K,) with his hand. (L.) And (assumed tropical:) He struck it (a man's neck) with his expanded hand: in which sense it is also written with ص. (TA.) And (assumed tropical:) He struck him, or beat him, (K,) with a staff, or stick. (TA.) And (assumed tropical:) He (a bird) slapped it, (S, [in which only the inf. n. is mentioned,] and K,) namely, the object struck by him, (K,) with his wing, (S,) or with his wings. (K: and so [as is implied in the TA] in some copies of the S.) b4: سَفَعَ بِنَاصِيَتهِ, (Lth, S, K,) aor. and inf. n. as above, (TA,) He laid hold upon, or seized, (Lth, S, K,) and dragged, (Lth, K,) his ناصية, (Lth, S, K,) i. e. the fore part of his head (TA) [or his forelock or the hair over his forehead]: or سَفْعٌ signifies the laying hold upon, or seizing, the سُفْعَة of the head, i. e. the black part of its ناصية. (ElMufradát, TA.) You say, سَفَعَ بِنَاصِيَةِ الفَرَسِ لِيَرْكَبَهُ [He laid hold upon, or seized, the forelock of the horse, to mount him]. (TA.) And سَفَعَ بِرِجْلِهِ He laid hold upon, or seized, and dragged, his foot. (TA.) And سَفَعَ بِيَدِهِ He laid hold upon his hand: (IAar:) or he laid hold upon his hand and raised him: often used in this sense by 'Obeyd-Allah Ibn-Al-Hasan, Kádee of El-Bas- rah. (Sgh.) It is said in the Kur [xcvi. 15], لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ; (S, K, &c.;) [or لَنَسْفَعَا; (see أَلِفُ النُّونِ الخَفِيفَةِ in art. ا;)] the Arabs [sometimes] substituting ا for the quiescent ن [in a case of this kind]; (Sgh;) i. e. We will assuredly take by the ناصية (Az, S, TA) to the fire [of hell]: (Az, TA:) or we will assuredly lay hold upon his ناصية and drag him thereby with violence to the fire: (Bd:) or we will assuredly drag him thereby to the fire: (O, K:) or we will assuredly blacken his face; the ناصية being put for the face because it is the fore part thereof: (Fr, Az, K:) or we will assuredly mark him with the mark of the people of the fire, (O, K,) making his face black, and his eyes blue: (O:) or we will assuredly abase him: or, render him despicable: (O, K:) or we will assuredly abase him and make him to stand: so in the L and other lexicons; for these, instead of أولَنُقْمِئَنَّهُ in the O and K, have وَلَنُقِيمَنَّهُ, and this is shown to be the right reading by the last explanation in the sentence next preceding. (TA.) A2: سَفِعَ, aor. ـَ inf. n. سَفَعٌ, It (a thing) was, or became, of the colour termed سُفْعَة, i. e. black tinged, or intermixed, with red. (Msb.) 2 سَفَّعَ see 1; first sentence.3 سافعهُ, inf. n. مُسَافَعَةٌ, (S, TA,) (tropical:) He slapped him, being slapped by him: he struck him, or beat him, being struck, or beaten, by him: and he fought with him; namely his adversary: (TA:) [or he charged upon, or assaulted, or attacked, him, the latter doing the same; for] مُسَافَعَةٌ is like مُطَارَدَةٌ. (S.) b2: (assumed tropical:) He embraced him, being embraced by him. (TA.) 5 تسفّع He warmed himself, (K, TA,) بِالنَّارِ with the fire. (TA.) 8 اُسْتُفِعَ لَوْنُهُ His colour became altered by reason of fear, or the like, (K, TA,) as, for instance, disease. (TA.) b2: [اِسْتَفَعَ He, or it, became swollen, or affected with a tumour; for]

اِسْتِفَاعٌ is like تَهَبُّجٌ, (K, TA,) with ب before the ج. (TA: [in the CK تَهَيُّج.]) A2: اِسْتَفَعَ [from سَفْعٌ] He (a man) put on, or clad himself with, his garment: and اِسْتَفَعَتْ She (a woman) put on her garments. (TA.) سَفْعٌ مِنَ النَّارِ A mark, from fire, altering the colour of a man. (TA.) A2: سَفْعٌ also signifies A garment of any kind: (K:) but mostly such as is dyed: pl. سُفُوعٌ. (TA.) b2: [And hence, perhaps,] The spathe, or spadix, (طَلْع,) of a tree called ظِمْخٌ. (AA, T in art. ظمخ.) سُفْعٌ: see أَسْفَعُ, of which it is pl., though sometimes used as a subst.

سَفَعٌ: see سُفْعَةٌ.

سَفْعَةٌ (assumed tropical:) A stroke from a devil: (TA:) or a touch of madness or diabolical possession, in a person, as though a devil had laid hold upon his نَاصِيَة: (S, TA:) [see سَفَعَ بَنَاصِيَتِهِ:] or a stroke with the evil eye: (TA:) or a stroke of an [evil] eye by which one is affected from the jinn's looking at him; as also نَظْرَةٌ: (T in art. نظر:) or an evil eye. (K, TA: [in the CK, for سَفْعَةٌأىْ عَيْنٌ, is put سَفْعَةٌ أَوْ عَيْنٌ.]) One says, بَهِ سَفْعَةٌ In him is a touch of madness, &c. (S.) and أَصَابَتْهُ سَفْعَةٌ An evil eye smote him. (K, TA.) سُفْعَةٌ Blackness tinged, or intermixed, with redness: (Lth, S, Msb, K:) or blackness that is not much: or blackness with another colour: or blackness with blueness; or, with yellowness; accord. to the Towsheeh: but Lth says that, as meaning a colour, it has the first of all these meanings only: (TA:) or [simply] blackness. (Mgh.) In the face, it is A blackness in the cheeks of a wan, or haggard, woman: (S:) and ↓ سَفَعٌ [which is properly the inf. n. of سَفِعَ, q. v.,] a blackness tinged with redness in the cheeks of a wan, or haggard, woman, (O, K,) and of a sheep, or goat. (O.) One says also, أَرَىفِى وَجْهِهِ سُفْعَةً

مِنْ غَضَبٍ (tropical:) I see in his face a change to blackness in consequence of anger. (TA.) The سُفْعَة of the head is The blackness of its نَاصِيَة [i. e. fore part, or forelock, or hair over the forehead]. (El-Mufradát, TA.) And سُفَعٌ [which is the pl.] signifies Black spots, or specks, on the face of a bull. (TA.) b2: Also A spot of ground, in the traces of a house, differing, in its blackness, from the rest of the colour of the ground: (S, TA:) [i. e. a black, or dark, patch of ground where a house has stood:] or dung of beasts, (K, TA,) or sand, (TA,) or ashes, or sweepings commingled and compacted together, in the traces left by the inhabitants of a house, differing in colour from the ground [around]; (K, TA;) so says Lth. (TA.) سَافِعٌ [act. part. n. of سَفَعَ,] A man laying hold upon, or seizing, the نَاصِيَة [or forelock] of his horse [to mount him]. (S, * and Ham p. 7.) A2: سَوَافِعُ [pl. of سَافِعَةٌ,] Burning blasts of the [wind called] سَمُوم. (S, K.) أًسْفَعُ Of a black colour tinged, or intermixed, with redness: (S, Msb:) or black: (Mgh:) applied to a man: (S:) fem سَفْعَآءُ: (Mgh, Msb:) and سُفْعٌ [is the pl., and] signifies blacks inclining to redness. (K.) Applied to an ostrich, i. q. أَرْبَدُ [which is variously explained, as signifying Of a colour inclining to blackness, or of the colour of dust, &c.]. (TA.) And the fem., applied to a ewe, Having black cheeks, the rest of her being white. (TA.) The masc. also signifies A wild bull: (K:) or, applied to a wild bull, it signifies having in his cheeks a blackness inclining a little to redness. (TA.) And The hawk; (K;) because it has spots of black: (Er-Rághib:) all hawks are سُفْعٌ: (S:) and the fem., A pigeon (حَمَامَةٌ); because of the سُفْعَة upon its neck: (S:) or, applied to a pigeon, it signifies of which the سُفْعَة is upon its neck, (K, TA,) exclusively of the head, (TA,) in the part on each side of the neck above the ring. (K, * TA.) It is also a name for Sheep, or goats; used when they are called to be milked: (K:) so in the O: but in some copies, and in the TS, for the she-goat: (TA:) thus in the phrase, أَشْلِ إِلَيْكَ الأَسْفَعَ [Call thou to thee the sheep, or goats, or the she-goat, to be milked]: (O, TS, K:) mentioned by Ibn-'Abbád. (TA.) b2: Applied to a garment, or piece of cloth, Black. (K.) b3: ↓ The pl. is also applied to The أَثَافِىّ, (Lth, S, K,) or three stones upon which the cooking-pot is set up; (TA;) because of their blackness: (Lth, Er-Rághib:) [see حَاضِنٌ:] and a single one thereof is called سَفْعَآءُ: (K:) or an iron أُثْفِيَّة [meaning trivet], (K, TA,) upon which the cooking-pot is set up; and this is said to be the primary application. (TA.) b4: سُفْعٌ also signifies The seeds, or grain, of the colocynth; (Ibn-'Abbád, K;) because of their blackness: (TA:) n. un. with ة. (K.) مُسَفَّعٌ applied to a man clad in armour, Black from the rust of the iron. (TA.) Applied to a bull, Having black spots, or specks, on his face. (TA.) مَسْفُوعٌ A man (I'Ab) smitten by an evil eye. (I 'Ab, K.) b2: مَسْفُوعُ العَيْنِ A man whose eye is sunk, or depressed, in his head. (I 'Ab, K.) b3: [See also مَشْفُوعٌ.]

مُسَافِعٌ (assumed tropical:) Striking, or beating, another, being struck, or beaten, by him. (K.) (assumed tropical:) Charging upon, or assaulting, or attacking, another who is doing the same. (K.) b2: [And hence,] (assumed tropical:) The lion (K, TA) that prostrates his prey. (TA.) b3: (assumed tropical:) Embracing. (K.) b4: (tropical:) I. q. مُسَافِحٌ; (Ibn-'Abbád, K;) i. e. having sexual intercourse without marriage. (TA.)
سفع
سَفَعَ الطائرُ ضَريبَتَه، كَمَنَعَ: لَطَمَها بجَناحَيْه، وَفِي بعضِ نسخ الصِّحَاح: بجناحِه. سَفَعَ فلانٌ فلَانا وَجْهُ بيَدِه سَفْعَاً: لَطَمَه، وسَفَعَه بالعَصا: ضَرَبَه. وَيُقَال: سَفَعَ عنُقَه: ضَرَبَها بكَفِّه مَبْسوطَةً، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي حرفِ الصَّاد. سَفَعَ الشيءَ سَفْعَاً: أَعْلَمه، أَي جَعَلَ عَلَيْهِ عَلامَة وَوَسَمه، يريدُ أَثَرَاً من النارِ، وَفِي الحديثِ: ليُصيبَنَّ أَقْوَاماً سَفَعٌ من النَّار أَي علامَة تُغَيِّرُ أَلْوَانَهم، وَال الشاعرُ:
(وكنتُ إِذا نَفْسُ الغَوِيِّ نَزَتْ بهِ ... سَفَعْتُ على العِرْنِينِ مِنْهُ بمِيسَمِ)
سَفَعَ السَّمُومُ وَجْهَه، زادَ الجَوْهَرِيّ: والنارُ، وزادَ غَيْرُه: والشمسُ: لَفَحَه لَفْحَاً يَسيراً. هَكَذَا فِي النّسخ، وصوابُه: لَفَحَتْه، كَمَا فِي العُباب، قَالَ الجَوْهَرِيّ فغَيَّرَتْ لَوْنَ البَشَرَة، زادَ غَيْرُه: وسَوَّدَتْه، كسَفَّعَه تَسْفِيعاً، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(أذاكَ أمْ نَمِشٌ بالوَشْمِ أَكْرُعُه ... مُسَفَّعُ الخَدِّ غادٍ ناشِطٌ شَبَبُ)
سَفَعَ بناصِيَتِه وبرِجلِه يَسْفَعُ سَفْعَاً: قَبَضَ عَلَيْهَا فاجْتَذَبها، قَالَه الليثُ. وَفِي المُفرَدات: السَّفْع: الأخذُ بسُفْعَةِ الفرَسِ، أَي سَوادِ ناصِيَتِه وَمِنْه قَوْله تَعالى: لَنَسْفَعاً بالنّاصِيَةِ، ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ ناصِيَتُه: مُقَدَّمُ رَأْسِه، أَي لنَجُرَّنَه بهَا كَمَا فِي العُباب. وَفِي اللِّسان: لَنَصْهَرَنَّها، وَلَنَأخُذَنَّ بهَا إِلَى النَّار، كَمَا قَالَ تَعَالَى: فيُؤْخَذُ بالنَّواصي والأَقْدامِ أَو الْمَعْنى: لنُسَوِّدَنَّ وَجْهَه. وإنّما اكْتفى بالناصِيَةِ لأنّها مُقَدَّمُه، أَي فِي مُقَدَّمِ الوَجهِ، نَقَلَه الأَزْهَرِيّ عَن الفَرّاء، قَالَ الصَّاغانِيّ: والعربُ تجعلُ النونَ الساكنةَ أَلِفَاً، قَالَ:
(وقُمَيْرٌ بَدا ابنَ خَمْسٍ وعِشْري ... نَ فقالَتْ لَهُ الفَتاتانِ قُوما)
أَي قُوما بالتَّنْوين، أَو الْمَعْنى لنُعْلِمَنَّه عَلامةَ أَهْلِ النارِ، فنُسَوِّد وَجْهَه ونُزَرِّق عَيْنَيْه. كَمَا فِي العُباب. وَلَا يخفى أنّه داخلٌ تَحْتَ قَوْله: لنُسَوِّدَن وَجْهَه كَمَا هُوَ صَنيعُ الأَزْهَرِيّ، قَالَ: وَهَذَا مِثلُ قَوْله تَعالى: سَنَسِمُه على الخُرْطوم أَو الْمَعْنى: لنُذِلَّنَّه أَو لنُقْمِئَنَّه، من أَقْمَأَه، إِذا أَذَلَّه. كَمَا فِي العُباب، وَفِي بعضِ النّسخ: أَو لنُذِلَّنَّه ولنُقْمِئَنَّه ومثلُه فِي اللِّسان وغيرِه من أمَّهاتِ اللُّغَة، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَمن قَالَ: مَعْنَاهُ لَنَأْخُذَنَّ بهَا إِلَى النارِ، فحَجَّتُه قولُ الشاعرِ:
(قَوْمٌ إِذا سَمِعوا الصَّريخَ رَأَيْتَهم ... مِن بَيْنِ مُلْجِمِ مُهرِه أَو سافِعِ)
أرادَ: وآخِذٍ بناصِيَتِه، وَحكى ابْن الأَعْرابِيّ: واسْفَعْ بيَدِه، أَي خُذْه، وَيُقَال: سَفَعَ بناصيةِ الفرَسِ)
ليرْكَبَه، وَمِنْه حديثُ عبّاسٍ الجُشَمِيُّ: إِذا بُعِثَ المُؤمنُ من قَبْرِه كَانَ عندَ رَأْسِه مَلَكٌ، فَإِذا خَرَجَ سَفَعَ بيَدِه، وَقَالَ: أَنا قَرينُكَ فِي الدُّنْيَا. أَي أَخَذَ بيَدِه، قَالَ الصَّاغانِيّ: وَكَانَ عُبَيْد اللهِ بنُ الحسَنِ قَاضِي البَصرةِ مُولَعاً بِأَن يَقُول: اسْفَعا بيَدِه. أَي خُذا بيدِه، فأَقيماه. قلتُ: وَهَذَا يدُلُّ على أنّ الصوابَ فِي النسخةِ أَو لنُقِيمَنَّه من أقاَمه يُقيمُه. ورجُلٌ مَسْفُوعُ العَين، أَي: غائرُها، عَن ابنِ عَبّادٍ. قَالَ: رجلٌ مَسْفُوعٌ، أَي مَعْيُونٌ، أصابَتْه سَفْعَةٌ، أَي عَيْنٌ، والشينُ المُعجَمةُ لغةٌ فِيهِ، عَن أبي عُبَيْدٍ. وَيُقَال: بِهِ سَفْعَةٌ من الشَّيْطَان أَي مَسٌّ، كأنّه أَخَذَ بناصِيَته. وَفِي حديثِ أمِّ سَلَمَةَ: أنّه دَخَلَ عَلَيْهَا وعِندَها جارِيَةٌ بهَا سَفْعَةٌ، فَقَالَ: إنَّ بهَا نَظْرَةً، فاسْتَرْقُوا لَهَا. أَي عَلامةً من الشَّيْطَان، وَقيل: ضَرْبَةً وَاحِدَة مِنْهُ، يَعْنِي أنّ الشيطانَ أصابَها، وَهِي المَرَّةُ من السَّفْعِ، الأَخْذ.
الْمَعْنى: أنّ السَّفْعَةَ أَدْرَكَتْها من قِبَلِ النَّظْرَةِ، فاطْلُبوا لَهَا الرُّقْيَةَ، وَقيل: السَّفْعَة: العَين، والنَّظْرَة: الإصابَةُ بالعَين. والسَّوافِع: لَوافِحُ السَّمُوم، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وَفِي بعضِ النّسخ لَوائِحُ، والأُولى الصَّوَاب. والسَّفْع: الثَّوبُ أيَّ ثَوْبٍ كَانَ وأَكْثَرُ مَا يُقَال فِي الثِّيابِ المَصبوغةِ، جَمْعُه سُفوع، قَالَ الطِّرْماحُ:
(كَمَا بَلَّ مَتْنَيْ طُفْيَةٍ نَضْحُ عائِطٍ ... يُزَيِّنُها كِنٌّ لَهَا وسُفوعُ)
أرادَ بالعائطِ: جارِيَةً لم تَحْمِلْ، وسُفوعُها: ثِيابُها، أَي تَبُلُّ الخُوصَ لتَعْمَلَه. السُّفْع، بالضَّمّ: حَبُّ الحَنظَلِ لسَوادِها، الواحدةُ بهاءٍ، نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ. السُّفْع: أُثْفِيَّةٌ من حديدٍ تُوضَعُ عَلَيْهَا القِدرُ، قَالَ: هَكَذَا أصلُ عرَبِيَّتِه. أَو السُّفْعُ هِيَ الأَثافيُّ، واحدَتُها سَفْعَاء، وإنّما سُمِّيَت لسَوادِها، نَقَلَه الليثُ عَن بَعْضِهم، والراغبُ فِي المُفرَدات. قلتُ: وَهُوَ قولُ أبي لَيْلَى، وَهِي الَّتِي أُوقِدَ بَيْنَها النارُ فسَوَّدَتْ صِفاحَها الَّتِي تَلي النارَ، ثمّ شبَّهَه الشُّعَراءُ بِهِ فسَمَّوْا ثلاثةَ أَحْجَارٍ تُنصَبُ عَلَيْهَا القِدرُ سُفْعاً، قَالَ النابغةُ الذُّبْيانيُّ: (فَلَمْ يَبْقَ إلاّ آلُ خَيْمٍ مُنَصَّبٍ ... وسُفْعٌ على أُسٍّ ونُؤْيٌ مُعَثْلَبُ)
وَقَالَ زُهَيْرُ بنُ أبي سُلْمى:
(أثافيَّ سُعْفاً فِي مُعَرَّسٍ مِرْجَلٍ ... ونُؤْياً كجِذْمِ الحَوْضِ لم يَتَثَلَّمِ)
السُّفْع: السُّودُ تَضْرِبُ إِلَى الحُمرَة، قيل لَهَا: السُّفْعُ لأنّ النارَ سَفَعَتْها. السَّفَعُ، بِالتَّحْرِيكِ: سُفْعَةُ سَوادٍ وشُحوبٍ فِي الخدَّيْنِ من المرأةِ الشاحِبَةِ، وَلَو قَالَ: فِي خَدَّيِ المرأةِ الشاحبةِ كَانَ أَخْصَر، وزادَ فِي العُباب: بعد المرأةِ: والشاةِ وَمِنْه الحديثُ: أَنا وسَفْعَاءُ الخَدَّيْنِ الحانِيَةُ على ولَدِها)
يومَ القيامةِ كهاتَيْن. وضَمَّ إصْبَعَيْهِ أرادَ بسَفْعاءِ الخَدَّيْن امْرَأَة سَوْدَاءَ عاطِفَةً على ولَدِها، أرادَ أنّها بَذَلَتْ نَفْسَها، وَتَرَكتْ الزِّينةَ والتَّرَفُّه حَتَّى شَحَبَ لَوْنُها واسْوَدَّ إقامَةً على ولَدِها بعدَ وفاةِ زَوْجِها. والسُّفْعَةُ، بالضَّمّ: مَا فِي دِمنَةِ الدارِ من زِبْلٍ أَو رملٍ أَو رَمادٍ أَو قُمامٍ مُتَلَبِّدٍ، فتراهُ مُخالِفاً للونِ الأرضِ، نَقله اللَّيْث. وَقيل: السُّفْعَةُ فِي آثارِ الدارِ: مَا خالَفَ مِن سَوادِها سائرَ لونِ الأرضِ، قَالَ ذُو الرُّمّة:
(أمْ دِمْنَةٌ نَسَفَتْ عَنْهَا الصَّبا سُفَعا ... كَمَا يُنَشَّرُ بَعْدَ الطِّيَّةِ الكُتُبُ)
ويُروى: مِن دِمنَةِ، ويُروى: أَو دِمنَة. أرادَ سَوادَ الدِّمَن، وأنَّ الريحَ هبَّتْ بِهِ فَنَسَفتْه، وأَلْبَسَتْه بَياضَ الرملِ. السُّفْعَةُ من اللَّوْن: سَوادٌ لَيْسَ بالكثير وَقيل: سَوادٌ مَعَ لونٍ آخَر وَقيل: سَوادٌ مَعَ زُرقَةٍ أَو صُفرَةٍ، كَمَا فِي التوشيح وَقيل: سَوادٌ أُشرِبَ حُمرَةً، قَالَ الليثُ: وَلَا تكونُ السُّفْعَةُ فِي اللونِ إلاّ سَواداً أُشرِبَ حُمرَةً. والأَسْفَع: الصَّقْر، لِما بِهِ من لُمَعِ السَّوادِ، كَمَا قَالَه الراغبُ، والصُّقورُ كلُّها سُفْعٌ. الأَسْفَع: الثورُ الوَحشيُّ الَّذِي فِي خدَّيْه سَوادٌ يَضْرِبُ إِلَى الحُمرَةِ قَلِيلا.
قَالَ الشَّاعِر يصفُ ثَوْرَاً وَحْشِيّاً شبَّهَ ناقتَه فِي السُّرْعَة بِهِ:
(كأنَّها أَسْفَعُ ذُو حِدَّةٍ ... يَمْسُدُه القَفْرُ ولَيْلٌ سَدِي)

(كأنَّما يَنْظُرُ مِن بُرْقُعٍ ... مِن تحتِ رَوْقٍ سَلِبٍ مِذْوَدِ)
شبَّهَ السُّفْعَةَ فِي وَجْهِ الثورِ ببُرْقُعٍ أَسْوَدَ. الأَسْفَعُ من الثِّياب: الأَسْوَد. قَالَ رُؤْبَةُ:
(كأنَّ تَحْتِي ناشِطاً مُوَلَّعا ... بالشامِ حَتَّى خِلْتُه مُبَرْقَعا)
بَنيقَةً مِن مَرْجَليٍّ أَسْفَعا قَالَ ابنُ عَبّادٍ: يُقَال: أَشْلِ إليكَ أَسْفَعَ، وَهُوَ اسمٌ للغنَمِ إِذا دُعِيَتْ للحَلْب، هَكَذَا نَصُّ العُباب. وَفِي بعضِ النّسخ: اسمٌ للعَنْز، ومثلُه فِي التكملة. والسَّفْعاء: حَمامةٌ صارتْ سُفْعَتُها فِي عنُقِها دون الرأسِ فِي مَوْضِع العِلاطَيْنِ فوقَ الطَّوْقِ، قَالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ رَضِيَ الله عَنهُ:
(مِن الوُرْقِ سَفْعَاءُ العِلاطَيْنِ باكَرَتْ ... فُروعَ أَشاءٍ مَطْلِعَ الشمسِ أَسْحَما)
قَالَ ابْن دُرَيْدٍ: بَنو السَّفْعاء: بَطنٌ من الْعَرَب. والمُسافِع: المُسافِح، عَن ابنِ عَبّادٍ. أَي الناكِحُ بِلَا تَزْوِيجٍ، كَمَا فسَّرَه الزَّمَخْشَرِيّ، قَالَ: وَهُوَ مَجاز. المُسافِع: المُطارِد، وَمِنْه قولُ الْأَعْشَى:
(يُسافِعُ وَرْقَاءَ غَوْرِيَّةً ... ليُدْرِكَها فِي حَمَامٍ ثُكَنْ)
أَي يُطارد. وثُكَنٌ: جماعات. المُسافِع: الأسَدُ الَّذِي يَصْرَعُ فَريستَه. المُسافِع: المُعانِق، وَقيل:)
المُضارِب، وَبِهِمَا فُسِّرَ قَوْلُ جُنادَة بنِ عامرٍ الهُذَليّ، ويروى لأبي ذُؤَيْبٍ:
(كأنَّ مُحَرَّباً من أُسْدِ تَرْجٍ ... يُسافِعُ فارِسَيْ عَبْدٍ سِفاعا)
قَالَ أَبُو عمروٍ: يُسافِع، أَي يُعانِق، وَقيل: يُضارِب. وعَبدٌ: هُوَ عبدُ ابنُ مَناةَ بنِ كِنانةَ بنِ خُزَيْمةَ. والاسْتِفاع، كالتَّهَبُّج، بالباءِ المُوَحَّدة قبلَ الْجِيم. واسْتُفِعَ لَوْنُه مَبْنِيّاً للمَفعول أَي تغَيَّرَ من خوفٍ أَو نَحْوِه كالمرَض. وَتَسَفَّعَ: اصْطَلى، وَمِنْه قولُ تلكَ البدَوِيّةِ لعُمرَ بنِ عبدِ الوَهّابِ الرِّيَاحيِّ: ائتِني فِي غَداةِ قَرَّةٍ وَأَنا أَتَسَفَّعُ بالنَّار. وأُسَيْفِع: مُصَغَّرُ أَسْفَع صفة عَلَمَاً: اسمٌ، قَالَ السَّبْكيُّ فِي الطَّبقات: كَذَا ضَبَطَه ابنُ باطيشَ بكسرِ الْفَاء، وَقَالَ الدارَ قُطْنيُّ فِي المُؤْتَلِف والمُختَلِف: الأُسَيْفِع: أُسَيْفعُ جُهَيْنة، مَشْهُورٌ، وَمِنْه قولُ عمرَ رَضِيَ الله عَنهُ: أَلا إنّ الأُسَيْفِعَ أُسَيْفِعُ جُهَيْنةَ، رَضِيَ من دِينِه وأمانتِه بِأَن يُقَال: سابِقُ الحاجِّ، أَو قَالَ: سَبَقَ الحاجَّ، فادّانَ مُعرِضاً، فأصبحَ قد رِينَ بِهِ، فَمَنْ كَانَ لَهُ عَلَيْهِ دَيْنٌ فليَغْدُ بالغَداة، فلنَقسِمْ مالَه بَيْنَهم بالحِصَصِ، هَذَا الحديثُ الَّذِي أشارَ بِهِ فِي تركيب عرض وأحالَه على هَذَا التَّرْكِيب. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: أرى فِي وَجْهِه سُفْعَةً من غضَبٍ، وَهُوَ تَمَعُّرُ لَوْنِه إِذا غَضِبَ، وَهُوَ تغيُّرٌ إِلَى السَّواد، وَهُوَ مَجاز. ونَعجَةٌ سَفْعَاء: اسْوَدَّ خَدّاها وسائرُها أَبْيَض. وسُفَعُ الثورِ: نُقَطٌ سودٌ فِي وَجْهِه، وَهُوَ مُسَفّعٌ، كمُعَظّمٍ. وظَليمٌ أَسْفَع: أَرْبَد. والمُسافَعة: المُلاطَمة، وَمِنْه سُمِّي مُسافِع، وَهُوَ مَجاز.
وسافَعَ قِرْنَه مُسافَعةً، وسِفاعاً: قاتَله. واسْتَفعَ الرجلُ: لَبِسَ ثَوْبَه، واسْتَفَعَت المرأةُ: لَبِسَتْ ثيابَها وَقد سمَّوْا أَسْفَعَ، وسُفَيْعاً، مُصغّراً، ومُسافِعاً. والأَسْفَعُ البَكْريُّ: صَحابيٌّ لَهُ حَدِيث رَوَاهُ عَنهُ مَولاه عمرُ بنُ عَطاء، رَوَاهُ الطَّبَرانيُّ فِي مُعجَمِه. ويَزيدُ بنُ ثُمامةَ بنِ الأَسْفَع، وأخَواه: سرجٌ وعَبْد الله، فِي الجاهليّة. وَفِي هَمْدَان: الأَسْفَعُ بنُ الأَدْبَر، والأَسْفَعُ بنُ الأَدْرَع، ومُسافِعُ بن عِيَاضِ بنِ صخرٍ القُرَيشيُّ التَّميميُّ، قَالَ أَبُو عمر: لَهُ صُحبةٌ، وَكَانَ شَاعِرًا. ومُسافِعُ الدِّيليُّ، قَالَ البُخاريُّ: لَهُ صُحبةٌ، روى عَنهُ ابنُه عُبَيْدةُ. وكَمِيٌّ مُسَفَّع، كمُعَظّم: اسوَدَّ من صَدإِ الْحَدِيد، قَالَ تأبَّطَ شرَّاً:
(قليلُ غِرَارِ العَينِ أَكْبَرُ هَمِّهِ ... دَمُ الثَّأْرِ أَو يَلْقَى كَمِيّاً مُسَفَّعا)
وسَفْعَةُ بنُ عبدِ العُزّى الغافِقيّ، بالفَتْح: صحابيٌّ، قَالَه ابنُ يونُس.
(سفع) : اسْتُفِعَ لونُه: تَغَيَّر.

ربض

(ربض) الرَّاعِي الْغنم وَغَيرهَا من الدَّوَابّ أربضها وَفُلَانًا بِالْمَكَانِ ثبته
ربض: رَبَضٌ: خَوْرَنية، قرية يخدمها كاهن أو خوري (فوك).
ربض القحاب: المحلة التي يسكنها القحاب أي البغايا (ألكالا).
رَبْضَة: ما سفل من الأرض (محيط المحيط).
رَبُوض: حصان إذا ركبه الفارس تمدَّد على أرض أو في الماء حسب ما فسره ابن العوام (2: 549).
ر ب ض : الرَّبَضُ بِفَتْحَتَيْنِ وَالْمَرْبِضُ وِزَانُ مَجْلِسٍ لِلْغَنَمِ مَأْوَاهَا لَيْلًا وَالرَّبَضُ لِلْمَدِينَةِ مَا حَوْلَهَا قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَالرَّبَضُ أَيْضًا كُلُّ مَا أَوَيْتَ إلَيْهِ مِنْ أُخْتٍ أَوْ امْرَأَةٍ أَوْ قَرَابَةٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ وَرَبَضَتْ الدَّابَّةُ رَبْضًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَرُبُوضًا وَهُوَ مِثْلُ: بُرُوكِ الْإِبِلِ. 
(ر ب ض) : (الرُّبُوضُ) لِلشَّاةِ كَالْجُلُوسِ لِلْإِنْسَانِ وَالْمِرْبَضُ مَوْضِعُهُ (وَالرَّبْضُ) مَا حَوْلَ الْمَدِينَةِ مِنْ بُيُوتٍ وَمَسَاكِنَ وَيُقَالُ لِحَرِيمِ الْمَسْجِدِ رَبَضٌ أَيْضًا وَأَصْلُهُ الْمَرْبِضُ وَجَمْعُهَا الْمَرَابِضُ وَالْأَرْبَاضُ وَأَمَّا مَا رُوِيَ عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى وُجِدَ قَتِيلٌ فِي دَرْبٍ مِنْ دُرُوبِ الْأَرْبَاضِ فَقَدْ قَالَ الْكَرْخِيُّ هِيَ الْمَحَالُّ وَفِي الْأَجْنَاسِ أَنْشَدَ ابْنُ جِنِّي
جَاءَ الشِّتَاءُ وَلَمَّا أَتَّخِذْ رَبَضًا ... يَا وَيْحَ كَفَّيَّ مِنْ حَفْرِ الْقَرَامِيصِ
أَيْ مَأْوًى (وَالْقُرْمُوص) حُفْرَةٌ يَحْفِرُهَا الرَّجُلُ يَقْعُدُ فِيهَا مِنْ الْبَرْدِ.
ر ب ض: (رَبَضُ) الْمَدِينَةِ بِفَتْحَتَيْنِ مَا حَوْلَهَا. وَ (رُبُوضُ) الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالْفَرَسِ وَالْكَلْبِ مِثْلُ بُرُوكِ الْإِبِلِ وَجُثُومِ الطَّيْرِ وَبَابُهُ جَلَسَ وَ (أَرْبَضَهَا) غَيْرُهَا وَ (الْمَرَابِضُ) لِلْغَنَمِ كَالْمَعَاطِنِ لِلْإِبِلِ وَاحِدُهَا (مَرْبِضٌ) بِوَزْنِ مَجْلِسٍ. وَ (الرُّوَيْبِضَةُ) الَّذِي فِي الْحَدِيثِ الرَّجُلُ التَّافِهُ الْحَقِيرُ. وَ (الرَّابِضَةُ) بَقِيَّةُ حَمَلَةِ الْحُجَّةِ لَا تَخْلُو مِنْهُمُ الْأَرْضُ وَهُوَ فِي الْحَدِيثِ. قُلْتُ: لَمْ أَجِدِ الرَّابِضَةَ فِي التَّهْذِيبِ وَلَا فِي شَرْحِ الْغَرِيبَيْنِ بِهَذَا الْمَعْنَى. 
[ربض] الرَبَضُ بالتحريك: واحد الأرباضِ، وهي حبالُ الرَحْلِ، وأمعاءُ البطن. ورَبَضُ المدينةِ أيضاً: ما حولها. وربض الغنم أيضا: مأواها. قال العجاج يصف الثور الوحشى:

واعتاد أرباضا لها آرى * وربض الرجلِ: امرأتُهُ وكلُّ ما يأوي إليه من بيت ونحوه. وقال: جاء الشتاء ولما أتخذ ربضا * يا ويح كفى من حفر القراميص * ومنه قيل لقُوتِ الإنسان الذي يقيمه ويَكفيه من اللبن رَبَضٌ. وفي المثل: " مِنْكَ رَبَضُكَ وإنْ كانَ سَماراً "، أي منك أَهْلُكَ وخَدَمُكَ ومن تأوي إليه وإن كانوا مقصِّرين. وهذا كقولهم: " أنفُك منك وإن كانَ أجدعَ ". قال الكسائي: الربض بالضم: وسط الشئ. والربض بالتحريك: نواحيه. ورُبوضُ الغنم والبقر والفرس، مثل بروكِ الإبلِ، وجثومِ الطيرِ. تقول منه: رَبَضَتِ الغنمُ تَرْبِضُ بالكسر رُبوضاً، وأَرْبَضْتُها أنا. وأَرْبَضَتِ الشمسُ: اشتدَّ حرُّها حتَّى يَرْبِضَ الظبيُ والشاةُ. وقولهم: دَعا بإناءٍ يُرْبِضُ الرهطَ، أي يُرويهم حتى يثقلوا فيربضوا. ومن قال يريض الرهط، فهو من أراض الوادي. وربض الكبش عن الغنم رُبوضاً، أي حَسَرَ وترك الضِرابَ وعدل عنه. ولا يقال فيه جَفَرَ. والمَرابَضُ للغنم كالمعاطن للابل، واحدها مربض مثال مجلس. والربيض: الغنمُ برُعاتِها المجتمعة في مَرْبَضِها. يقال: هذا رَبيضُ بني فلان. وشجرةٌ رَبوضٌ، أي عظيمةٌ غليظةٌ. ومنه قول ذى الرمة: تجوف كل أرطاة ربوض * من الدهناء مربعة الخبالا * وكذلك سلسلةٌ رَبوضٌ، أي ضخمةٌ. وأنشد الأصمعي: وقالوا رَبوضٌ ضَخْمَةٌ في جِرانِهِ * وأَسْمَرُ من جِلْدِ الذِراعَيْنِ مُقْفَلُ * أي يابس . ابن السكيت: يقال: فلان ما تقوم رابِضَتُهُ إذا كان يَرمي فيقتُلُ أو يَعينُ فيقتُل، أي يصيبُ بالعين. قال: وأكثر ما يقال في العين. قال: والرويبضة الذى في الحديث : الرجل التافه الحقير. والرابضة: بقية حملة الحجّة، لا تخلو منهم الأرض. وهو في الحديث .
ربض
ربَضَ/ ربَضَ بـ/ ربَضَ على/ ربَضَ في يَربِض، رَبْضًا ورُبوضًا، فهو رابض، والمفعول مربوضٌ به
• ربَضت الشَّاةُ ونحوُها من الدَّوابّ: طوَت قوائِمَها ولصِقت بالأرض وأقامت (مثل البروك للإبل) "ربض الكلبُ/ الظبيُ/ الكبشُ- كلب جَوَّال خير من أسد رابض".
• ربَض الشَّخصُ بالمكان/ ربَض الشَّخصُ في المكان: أقام مُلازِمًا له.
• ربَض الأسدُ على فريسته: وقَع عليها وبرك فوقها، تمكَّن منها. 

أربضَ يُربض، إرباضًا، فهو مُربِض، والمفعول مُربَض (للمتعدِّي)
• أربضتِ الشَّمسُ: اشتدَّ حرُّها.
• أربض الدَّابَّةَ: جعلها تربض؛ أي تطوي قوائمَها وتلتصق بالأرض وتقيم. 

رَبْض [مفرد]: مصدر ربَضَ/ ربَضَ بـ/ ربَضَ على/ ربَضَ في. 

رَبَض [مفرد]: ج أرباض:
1 - ما حول المدينة أو القصر من مساكن ومحلات "أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا [حديث] ".
2 - مأوى الغنم وغيرها من الدوابّ.
3 - كلُّ ما تأوي إليه وتستريح لديه من أمٍّ أو زوجٍ أو بنتٍ أو قرابة أو بيت أو غيره "الأمُّ نِعْمَ الرّبض- ما أكثر أرباض هذا الرّجل". 

رُبوض [مفرد]: ج رُبُض (لغير المصدر): مصدر ربَضَ/ ربَضَ بـ/ ربَضَ على/ ربَضَ في. 

مَرْبِض [مفرد]: ج مَرابِضُ: اسم مكان من ربَضَ/ ربَضَ بـ/ ربَضَ على/ ربَضَ في: مكان تطوي فيه الدَّابّة قوائمها وتلصق بالأرض كما يبرُك الجملُ والنّاقةُ "مَرْبضُ الفرسِ/ الكلب- مرابِضُ الأغنام". 
ر ب ض

ربض الظبي والشاة والكلب، وكل ما لا يبرك على أربع ربوضاً. وفي مثل " كلب عسٍ خير من كلب ربضٍ " وهذه ربيض فلان: شاؤه يرعاها مجتمعة في مربضها، والغنم في ربضها: في مأواها، وفي أرباضها. وأتانا بثريد كأنه ربضة أرنب، وربضة خروف، كما يقال: مثل بركة البعير أي مثل جثته وهو رابض أو بارك.

ومن المجاز: ربض الليل. قال:

والليل بين قنوين رابض

وشربوا حتى أربضهم الشراب: أثقلهم من الرّي حتى ربضوا. وإناء مربض. وفي حديث أم معبد " دعا بإناء يربض الرهط " وأربضت الشمس: اشتدّ حرها حتى تركت الوحش روابض. ويقال للأفطس: أرنبته رابضة على وجهه. وفي الحديث " فانبعث له واحد من الرابضة " وهم ملائكة أهبطوا مع آدم عليه وعليهم السلام يهدون الضلال تسمى إقامتهم في الأرض لذلك ربوضاً. وفي الحديث " وأن ينطق الرويبضة " وهو التافه من الرجال القاعد عن المساعي الكريمة. وربض الكبش عن الغنم: ترك ضرابها. ويقال للنعجة إذا حملت: قد ربض عنها. وأقامت امرأة العنّين عنده ربضتها بالضم أي قدر ما عليها أن تربض عنده وهي سنة. وإنه لربض عن الحاجات والأسفار بوزن جنب لا ينهض فيها. وقربة ربوض: كبيرة لا تكاد تقلّ فهي رابضة أو يربض من يريد إقلالها، ثم قالوا: قرية ربوض، وشجرة ربوض. قال يصف ثوراً:

تجوّف بين أرطاة ربوض ... من الدّهنا تفرّعت الحبالا

وقال يصف رجلاً مسجوناً:

تراه ربوض ضخمة في جرانه ... وأسمر من جلد الذراعين مقفل

يريد السلسلة. ويقال: صدت أرنبا ربوضاً: ضخمة ولبست درعاً ربوضاً: ضخمةً ولبست درعاً ربوضاً. ولفلان ربض وربض يأوي إليه وهو كل ما سكن إليه من امرأة أو قرابة أو بيت. قال:

جاء الشتاء ولما اتخذ ربضاً ... يا وريح كفى من حفر القراميص

وفي مثل " منك ربضك وإن كان سمارا " وماله ربض يرببضه. وما ربض امرأ مثل أخت أي كان ربضاً له وسكنا، كما تقول: أبوته وأممته كنت له أباً وأماً. ورمى الجزار بالحشوة والربض وهو ما تحوى من مصارينه. وشد الرحل بأرباضه وهي حباله الواحد ربض. ونزلوا في ربض المدينة والقصر وهو ما حولهما من مساكن الجند وغيرهم. والزموا ربضكم وهو مسكن القوم على حياله والجمع أرباض.
ربض
رَبَضُ البَطْنِ: ما وَلِيَ الأرْضَ من البَعِيرِ وغيرِه، والجميع الأرْباضُ، وقيل هو ما تَحَوّى من مَصَارِيْنِه، وقيل: هو الذي يُجْعَلُ مِثْلَ البِطَان في حَقْوَيِ الناقَةِ. والمَرْبِضُ مِثْلُه؛ وهو الذي فيه الثَّرْبُ. وقد رَبَّضْتُه: نَزَعْتَ مَرْبِضَه. ومَسْكَنُ كُلِّ قَوْمٍ على حِيَالِهم: رَبَضٌ. وهو - أيضاً -: ما حَوْلَ مَدِيْنَةٍ أو قَصْرٍ من المَساكِنِ، والجَميعُ الأرْبَاضُ. والرِّبْضَةُ: مَقْتَلُ قَوْمٍ قُتِلُوا في بُقْعَةٍ واحِدَةٍ. والرَّبَضُ: طَرَف النِّسْعِ. والربِيْضُ: شاءٌ برِعائها اجْتَمَعَتْ في مَرْبَضِها. والرُّبوْضُ: مَصْدَرُ الشَّيْءِ الرابِضِ. ورَبَضُ البَقَرِ: حَيْثُ يَرْبِضُ. وأتَاني بتَمْرٍ قَدْرَ رِبْضَةِ الخَرُوْفِ: أي قَدْر الخَروفِ وهو رابِضٌ. وأرْنَبَةٌ رابِضَةٌ على الوَجْهِ: مُلْتَزِقَةٌ. والرُبُضُ: الأرْطاةُ الضَخْمةُ. وإنَه لَرُبُضٌ عن الحاجات والأسْفَارِ: أي لا يَخْرُجُ فيها. وقِرْبَةٌ رَبُوْضٌ: واسِعَةٌ. وفي الحَديث: حُلِبَ من اللَّبَنِ " ما يُرْبِضُ الرًهْطَ " أي ما يَسَعُهم وُيُرْبِضُهم. ودِرْعٌ رَبُوضٌ. وشَجَرَةٌ رَبُوْضٌ. وهي من الأرَانبِ: الضَّخْمَةُ. وفي الحديث: " الرّابِضَةُ ملائكةٌ أُهْبِطُوا مَعَ آدَمَ - عليه السَّلام - ".
والرويبِضَةُ - أيضاً - في الحَدِيث: الفُويسِقُ في أمْرِ العامَّة. ويَقُولُونَ: لِفُلانٍ عَلَيَّ رَبِيْضَان: يُقال ذلك في الغَيْظِ. والرَّبَضُ: كُلُ ما اسْتَرَحْتَ إليه؛ مِثْلُ الأُمِّ والخَالَةِ والأخْتِ. وخُذْها بِرَبَضِها: أي بمَتاعِها وجَمِيعِ مالِها. وهو - أيضاً -: مَنْ يَرْبِضُه لِيَخْدُمَه. ويُقال: رُبْضٌ ورَبَضٌ؛ كسُقْمٍ وسَقَمٍ. وفلانٌ يُرْبِضُ أصْحَابَه: إذا قامَ بنَفَقَتِهم. والرَّبَضُ: القَيِّمُ، ومنه المَثَل: " منك رَبَضُك وإنْ كانَ سَمَاراً " أي قَيِّمُكَ وإنْ كانَ قَيِّمَ سَوْءٍ، وُيقالُ: رَبْضُكَ. وقيل: هو ما يُقِيْمُ الإنسانَ من القُوْتِ وُيرْبِضُه: أي يَكْفِيْه ويَكُفُّه. ويقولونَ - أيضاً - للرَّجُلِ إذا كانَ لا يَأْخُذُ شَيْئاً إلّا قَهَرَه: " ما يَنْهَضُ رابِضَتُه " أي رَمِيَّتُه، و " ما تَقُوْمُ رابِضَتُه " وذلك إذا كانَ يَرْمي فيَقْتُل أو يَعِيْنُ فَيَقْتُل. ويُقال للنَّعْجَةِ إذا قَضَتْ وحَمَلَتْ: رُبِضَ عنها. ورَبَضَ الكَبْشُ عن الغَنَمِ: تَرَكَ سِفَادَها. والرَّبَضُ: المَرْأةُ. وقيل: العَشِيْرَة. وأَرْبِضِ السِّقَاءَ بالماء: أي اجْعَلْ فيه ما يَغْمُرُ قَعْرَه.
(ربض) - في الحَدِيث: "أنا زَعِيمٌ بِبَيْت في رَبَض الجَنَّة لمَنْ تَرَكَ المِراءَ" رَبَض الجَنَّة: ما حَوْلَها، وما حَوْلَ المَدِينَةِ والمِصْرِ من المَسَاكِن أرباضٌ.
- في حَديثِ نَجَبَةَ ، وقد زَوَّج ابنتَه من رَجُل وجَهَّزَها، وقال: "لا يَبِيت عَزَبًا وله عندنا رَبَض". قال ابنُ الأَعرابِىّ: رَبَضُ الرَّجُل: هي المَرْأة تَقُومُ بشَأنِه وعَشِيرَتِه أيضًا.
وقِيل: الرَّبَض: كُلّ ما استَرحْت إليه كالأُمِّ، والأُختِ، والخَالَة، والبِنْت، والأَرض، والقَيِّم، وما يُقِيمُ الِإنسانَ من القُوت. ويُربِضه: أي يَكْفِيه ويَكُفُّه. وقيل: لا يقال ذَلِكْ إلَّا في التَّأْنيث.
- في حَديثِ مُعاوِيَة, رَضِى اللهُ عنه: "لا تبعَثُوا الرَّابِضَيْن: التُّركَ والحَبَشة".
: أي المُقِيمَيْن السَّاكِنَيْن. ورَبَض رُبوضاً للحيوان، كجَلَسَ جُلوساً للإِنسان. والمَرْبِضُ: حيث يَرْبِض: أي لا تُهَيِّجُوهم عَليْكم ما دَامُوا لا يَقْصِدُونَكم.
- ومنه حَدِيثُ عُمَر، رَضِى الله عنه: "فإذا عُلِّيَّةٌ فَفَتَح البَابَ فإذا شِبْه الفَصِيل الرَّابِضِ" .
يقال: رَبَض البَعِيرُ: أَقامَ.
- ومنه في رُؤْيا عَوْف، رضىِ الله عنه: "أَنَّه رأَى قُبَّةً حولَها غَنَم رُبوُض". جَمْع رَابضٍ أيضًا. - وفي الحَدِيثِ: "الرَّابِضَة ملائِكَةٌ أهبِطوا مع آدم، عليه السلام، يَهْدُون الضُّلَّالَ".
ولَعلَّه من الِإقامةِ أيضًا.
- في صفَة القُرَّاء يَومَ الجَماجِم: "كانوا رِبْضَةً".
الرِّبْضَة: مَقْتَل قومٍ قُتِلُوا في بُقعَة وَاحِدة. ويقال: جَاءَنا بثَرِيدٍ كرِبْضَةِ أرنَب بالكَسْر.
فأَمَّا الرُّبْضَة: فالقِطْعَة من الثَّريد، وجاء بثَمَر مِثْل رُبضَةِ الخَرُوف: أي بقَدْر الخَرُوف في حال رُبُوضِه.
- في حَدِيث ابنِ الزُّبَيْر، رضي الله عنه: "أَنَّ ابنَ مُطِيع أَخذَ العَتَلةَ من شِقِّ الرُّبض الذي يَلى دَارَ بني حُمَيْد".
الرُّبْضُ: أَساسُ البِناء والرَّبَض: ما حَوْله، والرَّبَضُ: الأَرطاةُ الضَّخْمَة. يقال: رُبْضٌ ورَبَض، كَسُقْم وسَقَم.
قال سُلَيْمانُ بنُ عَيَّاشٍ في عَينِ الرُّبْضِ. إنَّما سُمِّى به؛ لأن مَنْبِتَ الأراكِ في الرَّملِ يُسَمَّى الأَرباض. 
[ربض] فيه: فدعا بإناء "يربض" الرهط، أي يرويهم ويثقلهم حتى يناموا على الأرض، من ربض في المكان يربض إذا لصق به وأقام ملازمًا له، وأربضت الشم سإذا اشتد حرها حتى تربض الوحش في كناسها أي تجعلها تربض فيه، ويروي بالياء وسيجيء. ومنه: إذا اتيتهم "فاربض" في دارهم ظبيًا، أي أقم فيها أمنا لا تبرح حتى كأنك بي في كناسه قد أمن حيث لا يرى انسيا، وقيل أمره أن يأتيهم كالمتوحش لأنه بين ظهراني الكفرة فمتى رابه منهم ريب نفر عنهم شاردًا كما ينفر الظبي. وفيه: ففتح الباب فإذا شبه الفصيل "الرابض" الجالس المقيم. ومنه ح: "كربضة" العنز، ويروى بكسر الراء أي حبثتها إذا بركت. ن: هي بفتح راء وحكى كسرها أي كمبركها أو كقدرها وهي رابضة. نه وخ: رأى قبة حولها غنم "ربوض" جمع رابض. وح: وحولي بقر "ربوض". وح: لا تبعثوا "الرابضين" الترك والحبشة، أي المقيمين الساكنين أي لا تهيجوهم ما داموا لا يقصدونكم. وح: "الرابضة" ملائكة اهبطوا مع أدم يهدون الضلال، ولعله من الإقامة أيضًا. الجوهري: الرابضة بقية حملة الحجة لا يخلو منهم الأرض وهو في الحديث. وفيه: مثل المنافق مثل الشاة بين "الربضين"، وروى: الربيضين، الربيض الغسنم والربض موضعها، أي مذبذب كالشاة الواحدة بين قطيعين من الغنم أو بين مربضيهما. ومنه ح على: والناس حولي "كربيضة" الغنم أي كالغنم، الربض. وفيه: أنا زعيم ببيت في "ربض" الجنة، هو بفتح باء ما حولها خارجًا عنها تشبيهًا بأبنية حول المدن وتحت القلاع. ط: ومنه من ترك الكذب وهو باطل بنى له في "ربض" الجنة، وتقييده بالباطل تأكيد، وقيل احتراز عما فيه إصلاح ذات البين، وعن المعاريض، وعن الكذب في الحرب، ومن ترك الراء أي الجدال وهو محق فيه كسرًا لنفسه كيلا يرفع نفسه على خصمه بظهور فضله. و"مرابض" الغنم جمع مربض بفتح ميم وكسر باء موضع ربض الغنم وهو كالجلوس للإنسان وقيل كالاضطجاع له. نه وفيه: فأخذ العتلة من شق "الربض" هو بضم راء وسكون باء أساس البناء، وقيل وسطه، وقيل هو والربض سواء كسقم وسقم. وفيه: لا يبيت عزبًا وله عندنا "ربض" ربض الرجل زوجته التي تقوم بشأنه، وقيل: هو كل من استرحت إليه كالأم والبنت والأخت وكالقيم والمعيشة والقوت. وفي ح أشراط الساعة: وأن تنطق "الروبيضة" في أمر العامة، وفسره بالرجل التافه وهو مصغر الرابضة وهو العاجز الذي ربض عن معالي الأمور وقعد عن طلبها وتاؤه للمبالغة والتافه الخسيس الحقير. وفي ح أبي لبابة: أنه ارتبط بسلسلة "ربوض" إلى أن تاب الله عليه، أي ضخمة ثقيلة لازفة بصاحبها، وفعول للمبالغة. وفي ح قتل القراء: كانوا "ربضة" الربضة مقتل قوم قتلوا في بقعة واحدة.
ر ب ض

رَبَضَتِ الدّابّةُ والشاةُ والخروفُ تَرْبِضُ رَبْضاً ورُبُوضاً ورِبْضَةً حَسَنةً وهو كالبُرُوكِ للإِبِلِ وأَرْبَضَها هو ورَبَّضَها ورَبَضَ الأسَدُ على فَرِيسَته والقِرْنُ على قِرنِه وأسدٌ رابضٌ ورَبَّاضٌ قال

(لَيْثٌ على أَقْرانِه ربَّاضُ ... )

ورَجُلٌ رابِضٌ مُرَبَّضٌ وهو من ذلك والرَّبِيضُ الغَنَمُ في مرَابِضِها كأنها اسمٌ للجَمْعِ قال امْرُؤُ القَيْسِ

(ذَعَرْتُ به سِرْباً نَقِيّا جُلُودُهُ ... كما ذَعَرَ السِّرْحَانُ جَنْبَ الرَّبِيضِ)

والرَّبيضُ والرِّبْضَةُ شاةٌ بِرُعَاتِها اجْتمعتْ في مَرْبِضٍ واحدٍ وفيها رِبْضَة من الناسِ والأصلُ للغَنَمِ والرَّبْضُ مرابِضُ البَقَر وقوله صلى الله عليه وسلم للضَّحّاك بن سُفيان حين بَعَثَه إلى قَوْمِه إِذَا أَتَيْتَهم فارِبْضْ في دارِهْم ظَبْياً قيل في تفسيرِه قولان أحدهُما وهو قولُ ابن قُتيبةَ عن ابن الأعرابيِّ أنه أراد أقِمْ في دارِهم آمِناً لا تَبْرَحْ كما يُقِيم الظَّبيُ الآمن في كِنَاسِه والآخرُ وهو قولُ الأَزْهَريِّ أنه صلى الله عليه وسلم أَمَرَه أن يَأتَيِهُم مُسْتَوفِزاً مُتَوحِّشاً لأنهم كَفرةٌ لا يأُمَنُهم فإذا رابَهُ منهم رَيْبٌ نَفَرَ عنهم شارِداً وظَبْياً في القولين مُنْتَصِبٌ على الحالِ وأَوْقَعَ الاسْمَ موقعَ اسم الفاعلِ كأنه قَدَّرَهُ مُتَظَبّياً حكاه الهرويُّ في الغريبين ورَجُلٌ رُبْضَةٌ ومُتَرَبِّضٌ مقيمٌ عاجزٌ وَرَبَضَ الكَبْشُ عَجَزَ عن الضِّرَابِ وهو من ذلك وأَرْنَبةٌ رَابِضَةٌ مُلْتَزِقَةٌ بالوَجْهِ ورَبَضَ اللَّيْلُ ألقى بِنَفْسِه وهذا على المَثَلِ قال

(كأنَّها وقد بَدَا عَوَارِضُ ... )

(واللَّيْلُ بين قَنَوَيْنِ رابِضُ ... )

(بِجَهْلَةِ الوادِي قَطاً رَوَابِضُ ... )

وقيل هو الدُّوَارَةُ من بَطْن الشاءِ ورَبَضُ الناقةِ بَطْنُها أراه إنّما سُمِّي بذلك لأن حُشِوْتَهَا في بَطْنِها والجمعُ أَرْباضٌ ورَبَّضْتُه بالمكان ثَبَّتُّه والرَّبَضُ والرُّبُضُ والرُّبَضُ امرأةُ الرَّجُلِ لأنها تُرَبِّضُهُ أي تُثَبِّتُه فلا يَبْرَحُ والرُّبُضُ جماعةُ الشَّجرِ المُلْتَفِّ ودَوْحَةٌ رَبُوضٌ عظيمة واسعةٌ قال ذو الرُّمّةِ

(تَجَوَّفَ كلَّ أَرْطاةٍ رَبُوضٍ ... مِنَ الدَّهْنَا تَفَرعَتِ الحِبالا)

والجمع رُبُضٌ وقريةٌ رَبُوضٌ عظيمةٌ مجتمِعةٌ وفي الحديث أنَّ قَوماً من بني إسرائيل ماتُوا بقَرْيةٍ رَبُوضٍ ودِرْعٌ ربوضٌ واسعةٌ وقِرْبَةٌ رَبُوضٌ واسعةٌ وحَلَبَ من اللَّبنِ ما يُرْبِضُ الرَّهْطَ أي يَسَعُهُم والرَّبْضُ ما وَلِيَ الأرضَ من بَطْنِ البعيرِ وغيرِه والرَّبَضُ من مَصارينِ البَطْنِ أسْفلُ من السُّرّةِ والمَرْبِضُ تَحْتَ السُّرّةِ وفوقَ العانَةِ والرَّبَضُ كلُّ امرأةٍ قَيِّمَةِ بَيْتٍ ورَبَضَ الرَّجُلُ كلَّ شيءٍ أَوَى إليه من امرأةٍ أو غيرها قال

(جَاءَ الشَّتَاءُ ولَمَّا أتَّخِذْ رَبَضاً ... يَا وَيْحَ كَفَّيَّ من حَفْرِ القَرَامِيصِ)

ورُبْضهُ كَرَبَضِهِ ورَبَضَتْه تَرْبِضُه قامت في أُمورِه وآوَتَهْ وقال ابنُ الأعرابيِّ تُرْبِضُه ثم رَجَعَ عن ذلك والرُّبْضُ قَيِّم البَيْتِ وفي المثل رُبْضُك منك وإن كان سَماراً السَّمارُ الكثيرُ الماءِ يقول فقَيِّمُك منك لأنه مُهْتَمٌّ بك وإن لم يكُنْ حسنَ القِيامِ عليك وذلك أن السَّمَارَ هو اللَّبَنُ المخلوطُ بالماءِ والصَّرِيحُ لا محالةَ أفضلُ منه والجمعُ أَرْبَاضٌ والرَّبْضُ ما حول المَدِينة وقيل هو الفضاءُ حول المَدِينة قال بعضُهم الرَّبْضُ والرُّبْضُ وسَطُ الشيءِ والرَّبَضُ نَواحِيه وجمعُها أَرْبَاضٌ والأَرباضُ حِبالُ الرَّحْلِ قال ذُو الرُّمَّة

(إذا غَرَّقَتْ أَرْبَاضُها ثِنْيَ بَكْرَةٍ ... بِتَيْماءَ لَمْ تُصْبِحْ رَءُوماً سَلُوبُها)

وعَمَّ أبو حنيفةَ بالأَرْبَاضِ الحِبالَ فأما قولُه

(إذا مَطَوْنَا حِبالَ الهيْشِ مُصْعِدةً ... يَسْلُكْنَ أَخْراتَ أَرْباضِ المَدَارِيجِ)

فإنّ أَبَا عُبَيْدٍ فسَّر الأَرباضَ بأنها حِبِالُ الرَّحْل وفسَّرها ابنُ الأعرابيِّ بأنها بُطُونُ الإِبِلِ والواحدُ من ذلك رَبَضٌ وفُلانٌ ما تَقُومُ رابِضَتُه وما تقوم له رَابِضَةٌ أي أنه إذا رَمَى فأصاب أو نَظَرَ فَعَانَ قَتَلَ مكانَه والرِّبْضَة مَقْتَلُ قَوْمٍ قُتِلُوا في بُقْعَةٍ واحدةٍ والرُّبْضُ جماعة الطَّلْحِ والسَّمُرِ والرَّابِضَةُ ملائكةٌ أُهْبِطُوا مع آدمَ عليه السلام يَهْدُونَ الضُّلالَ وفي حديثٍ في الفتَنِ قال ويتكلَّم فيه الرُّوَيْبِضَة قال قلت وما الرُّوَيْبِضَة الفُوَيْسق في أمْرِ العامّة والرُّبْضَة القطعةُ العظيمةُ من الثَّرِيد وجاء بِثَرِيدٍ كانه رُبْضَةُ أَرْنَبٍ أي جُثَّتُها ولم أسْمعْ به إلا في هذا الموضعِ وصَبَّ اللهُ عليه حُمَّى رَبِيضاً أي مَنْ يَهزَأ به ورَبَاضٌ ومُرَبِّضٌ ورَبَّاض أسماءٌ

ربض: رَبَضَتِ الدابَّةُ والشاة والخَرُوفُ تَرْبِضُ رَبْضاً ورُبُوضاً

وربْضةً حَسَنَة، وهو كالبُروك للإِبل، وأَرْبَضَها هو وربَّضَها. ويقال

للدابة: هي ضَخْمَةُ الرِّبْضةِ أَي ضَخْمَةُ آثارِ المرْبض؛ ورَبَضَ

الأَسَد على فَرِيسته والقِرْنُ على قِرْنِه، وأَسَدٌ رابِضٌ ورَبّاضٌ؛

قال:لَيْثٍ على أَقْرانِه رَبّاضِ

ورجلٌ رابِضٌ: مَرِيضٌ، وهو من ذلك.

والرَّبِيضُ: الغنم في مرابِضِها كأَنه اسم للجمع؛ قال امرؤ القيس:

ذَعَرْتُ به سِرْباً نَقِيّاً جُلودُه،

كما ذَعَرَ السِّرْحانُ جَنْبَ الرَّبِيضِ

والرَّبِيضُ: الغنم برُعاتها المجتمعة في مَرْبِضها. يقال: هذا رَبِيضُ

بني فلان. وفي حديث معاوية: لا تبعثوا الرابِضَينِ التُّركَ والحبَشةَ

أَي المِقيمَيْن الساكِنَينِ، يريد لا تُهَيِّجوهم عليكم ما داموا لا

يَقْصِدُونكم. والرَّبِيضُ والرِّبْضةُ: شاء بِرُعاتِها اجتمعت في مَرْبِضٍ

واحد.

والرِّبْضةُ: الجماعة من الغنم والناس وفيها رِبْضَةٌ من الناس، والأَصل

للغنم.

والرَّبَضُ: مَرابِض البقر. ورَبَضُ الغنم: مأْواها؛ قال العجاج يصف

الثور الوحشيّ:

واعْتادَ أَرْباضاً لها آرِيُّ،

مِنْ مَعْدِنِ الصِّيرانِ، عُدْمُلِيُّ

العُدْمُلِيُّ: القديم. وأَراد بالأَرْباض جمع رَبَض، شبَّه كِناسَ

الثور بمأْوَى الغنم.

والرُّبوضُ: مصدر الشيء الرابِضِ. وقوله، صلّى اللّه عليه وسلّم، للضحاك

بن سفيان حين بعثه إِلى قومه: إِذا أَتيتَهُم فارْبِضْ في دارِهم

ظَبْياً؛ قال ابن سيده: قيل في تفسيره قولان: أَحدهما، وهو قول ابن قتيبة عن

ابن الأَعرابي، أَنه أَراد أَقِمْ في دارهم آمِناً لا تَبْرَحْ كما يُقِيم

الظَّبْي الآمِنُ في كِناسِه قد أَمِنَ حيث لا يرى أَنيساً، والآخر، وهو

قول الأَزهري: أَنه، صلّى اللّه عليه وسلّم، أَمره أَن يأْتيهم

مُسْتَوْفِزاً مُسْتَوْحِشاً لأَنهم كفَرةٌ لا يَأْمَنُهم، فإِذا رابَه منهم

رَيْبٌ نَفَرَ عنهم شارِداً كما يَنْفِرُ الظبي، وظَبْياً في القولين منتصب

على الحال، وأَوقع الاسم موقع اسم الفاعل كأَنه قدّره متظبياً؛ قال: حكاه

الهرويّ في الغريبين. وفي الحديث: أَن النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، قال:

مثَلُ المنافِقِ مثلُ الشاة بين الرَّبَضَينِ إِذا أَتتْ هذه

نَطَحَتْها، ورواه بعضهم: بين الرَّبِيضَينِ، فمن قال بين الرَّبَضَينِ أَراد

مَرْبِضَيْ غَنَمَين، إِذا أَتتْ مَرْبِضَ هذه الغنم نطحها غنمه، ومن رواه بين

الرَّبِيضَينِ فالربِيضُ الغنم نفسها، والرَّبَضُ موضِعها الذي تَرْبِضُ

فيه، أَراد أَنه مُذَبْذَبٌ كالشاة الواحدة بين قطيعين من الغنم أَو بين

مَرْبِضَيْهِما؛ ومنه قوله:

عَنَتاً باطِلاً وظُلْماً، كما يُعْـ

ـتَرُ عن حَجْرَةِ الرَّبِيضِ الظِّباءُ

وأَراد النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، بهذا المثل قول اللّه عزّ وجلّ:

مذبذبين بين ذلك لا إِلى هؤُلاء ولا إِلى هؤُلاء. قالوا: رَبَضُ الغنم

مأْواها، سُمِّيَ رَبَضاً لأَنها تَرْبِضُ فيه، وكذلك رَبَضُ الوَحْش

مأْواهُ وكِناسُه.

ورجل رُبْضَة ومُتَرَبِّضٌ: مُقِيمٌ عاجز. ورَبَضَ الكبشُ: عَجز عن

الضِّرابِ، وهو من ذلك؛ غيره: رَبَضَ الكبشُ رُبُوضاً أَي حَسَرَ وتَرَكَ

الضِّرابَ وعَدَلَ عنه ولا يقال فيه جَفَرَ. وأَرْنَبةٌ رابِضةٌ: ملتزقة

بالوجه. وربض الليل: أَلقى بنفسه، وهذا على المثل؛ قال:

كأَنَّها، وقد بَدَا عُوارِضُ،

والليلُ بَينَ قَنَوَيْنِ رابِضُ،

بِجَلْهَةِ الوادِي، قَطاً رَوابِضُ

وقيل: هو الدُّوّارةُ من بطن الشاء. ورَبَضُ الناقة: بطنها، أُراه إِنما

سمي بذلك لأَن حِشْوَتَها في بطنها، والجمع أَرْباض. قال أَبو حاتم:

الذي يكون في بطون البهائم مُتَثَنِّياً المَرْبِضُ، والذي أَكبر منها

الأَمْغالُ، واحدها مُغْل

(* قوله «الامغال واحدها مغل» كذا بالأصل مضبوطاً.)

، والذي مثل الأَثْناء حَفِثٌ وفَحِثٌ، والجمع أَحفاثٌ وأَفحاثٌ.

وربَّضْتُه بالمكان: ثَبَّتُّه. اللحياني: يقال إِنه لرُبُضٌ عن الحاجات وعن

الأَسفار على فُعُل أَي لا يخرج فيها.

والرَّبَضُ والرُّبُضُ والرُّبَضُ: امرأَة الرجل لأَنها تُرَبِّضُه أَي

تُثَبِّتُه فلا يبرح. ورَبَضُ الرجل ورُبْضُه: امرأَته. وفي حديث

نَجَبةَ: زوَّج ابنتَه من رجل وجَهَّزَها وقال لا يَبِيتُ عَزَباً وله عندنا

رَبَضٌ؛ رَبَضُ الرجل: امرأَتُه التي تقوم بشأْنه، وقيل: هو كل من

اسْتَرَحْتَ إِليه كالأُمّ والبنت والأُخت وكالغنم والمَعيشةِ والقُوت. ابن

الأَعرابي: الرَّبْضُ والرُّبْضُ والرَّبَضُ الزوجة أَو الأُم أَو الأُخت

تُعَزّبُ ذا قَرابَتِها. ويقال: ما رَبَضَ امْرأً مِثْلُ أُخْت.

والرُّبُضُ: جماعة الشجر المُلْتَفّ. ودَوْحَةٌ رَبُوضٌ: عظيمة واحدة.

والرَّبُوضُ: الشجرة العظيمة. الجوهري: شجرة رَبُوضٌ أَي عظيمة غليظة؛ قال

ذو الرمة:

تَجَوَّفَ كلَّ أَرْطاةٍ رَبُوضٍ،

من الدَّهْنا تَفَرَّعَتِ الحِبالا

رَبُوضٌ: ضَخْمة، والحِبالُ: جمع حبل وهو رمل مستطيل، وفي تَفَرَّعت

ضمير يعود على الأَرْطاة، وتَجَوَّفَ: دخل جَوْفها، والجمع من رَبُوض

رُبُضٌ؛ ومنه قول الشاعر:

وقالوا: رَبُوضٌ ضَخْمةٌ في جِرانِه،

وأَسْمَرُ مِنْ جِلْدِ الذِّراعَينِ مُقْفَلُ

أَراد بالرَّبُوضِ سِلْسلةً رَبُوضاً أُوثِقَ بها، جعلها ضخمة ثقيلة،

وأَراد بالأَسْمَرِ قِدّاً غُلَّ به فَيَبِسَ عليه. وفي حديث أَبي لُبابة:

أَنه ارْتَبَط بسلسلة رَبُوض إِلى أَن تاب اللّه عليه، وهي الضخمة

الثقيلة اللاَّزِقة بصاحبها. وفَعُولٌ من أَبنية المبالغة يستوي فيه المذكر

والمؤنث. وقَرْيَةٌ رَبُوضٌ: عظيمة مجتمعة. وفي الحديث: أَن قوماً من بني

إِسرائيل باتوا بقَرْيةٍ رَبوضٍ. ودِرْعٌ رَبُوضٌ: واسِعَة. وقِرْبةٌ

رَبُوضٌ: واسعة.

وحَلَبَ من اللبنِ ما يُرْبِضُ القوم أَي يسَعُهم. وفي حديث أُمّ

مَعْبد: أَن النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، لما قال عندها دعا بإِناءٍ يُرْبِضُ

الرَّهْطَ؛ قال أَبو عبيد: معناه أَنه يُرْوِيهم حتى يُثْقِلَهم

فَيَرْبِضُوا فينانُوا لكثرة اللبن الذي شربوه ويمتدُّوا على الأَرض، من رَبَضَ

بالمكان يَرْبِضُ إِذا لَصِقَ به وأَقامَ مُلازماً له، ومن قال يُريضُ

الرهط فهو من أَراض الوادي.

والرَّبَضُ: ما وَلِيَ الأَرض من بطن البعير وغيره. والرَّبَضُ: ما

تحَوَّى من مَصارِين البطن. الليث: الرَّبَضُ ما وَلِيَ الأَرض من البعير

إِذا بَرَك، والجمع الأَرْباضُ؛ وأَنشد:

أَسْلَمَتْها مَعاقِدُ الأَرْباضِ

قال أَبو منصور: غلط الليث في الرَّبَضِ وفيما احتج به له، فأَما

الرَّبَضُ فهو ما تحَوَّى من مَصارِين البطن، كذلك قال أَبو عبيد، قال: وأَما

مَعاقِدُ الأَرْباض فالأَرْباضُ الحبال؛ ومنه قول ذي الرمة:

إِذا مَطَوْنا نُسُوعَ الرَّحْلِ مُصْعِدةً،

يَسْلُكْنَ أَخْراتَ أَرْباضِ المَدارِيج

فالأَخْراتُ: خَلَقُ الحِبال، وقد فسر أَبو عبيدة الأَرْباضَ بأَنها

جِبال الرحْل. ابن الأَعرابي: الرَّبَضُ والمَرْبَضُ والمَرْبِضُ

والرَّبِيضُ مجتَمَعُ الحَوايا. والرَّبَضُ: أَسفلُ من السرّة. والمَرْبض: تحت

السرة وفوق العانة. والرَّبَضُ: كل امرأَة قيِّمةِ بيت. ورَبَضُ الرجل: كل

شيءٍ أَوَى إِليه من امرأَة أَو غيرها؛ قال:

جاءَ الشِّتاءُ، ولَمّا أَتَّخِذْ رَبَضاً،

يا وَيْحَ كَفِّي من خَفْرِ القَرامِيصِ

ورُبْضُه كَرَبَضِه. ورَبَضَتْه تَرْبِضُه: قامت بأُموره وآوَتْه. وقال

ابن الأَعرابي: تُرْبِضُه، ثم رجع عن ذلك؛ ومنه قيل لقُوت الإِنسان الذي

يُقِيمُه ويَكْفِيه من اللبن: رَبَضٌ. والرَّبَضُ: قَيِّمُ البيت.

الرِّياشي: أَرْبَضَتِ الشمس إِذا اشتدَّ حَرُّها حتى تَرْبِضَ الشاةُ

والظبْيُ من شدَّة الرمضاء.

وفي المثل: رَبَضُك منك وإِن كان سَماراً؛ السَّمار: الكثير الماء،

يقول: قيِّمُكَ منك لأَنه مُهْتَمٌّ بك وإِن لم يكن حسَنَ القِيام عليك، وذلك

أَن السَّمارَ هو اللبن المخلوط بالماء، والصَّرِيحُ لا مَحالة أَفضلُ

منه، والجمع أَرباضٌ؛ وفي الصحاح: معنى المثل أَي منك أَهلك وخَدَمُك ومن

تأْوِي إِليه وإِن كانوا مُقَصِّرِين؛ قال: وهذا كقولهم أَنْفُك منك وإِن

كان أَجْدَعَ. والرَّبَضُ: ما حول المدينة، وقيل: هو الفَضاءُ حَوْلَ

المدينة؛ قال بعضهم: الرّبضُ والرُّبْضُ، بالضم

(* قوله «والربض بالضم إلخ»

لم يعلم ضبط ما قبله فيحتمل أَن يكون بضمتين أو بضم ففتح أو بغير ذلك.)،

وسَط الشيء، والرَّبَضُ، بالتحريك، نواحيه، وجمعها أَرْباضٌ، والرَّبَضُ

حَرِيم المسجد. قال ابن خالويه: رُبُض المدينة، بضم الراء والباء،

أَساسها، وبفتحهما: ما حولها. وفي الحديث: أَنا زَعِيمٌ يبيت في رَبَضِ الجنة؛

هو بفتح الباء، ما حولها خارجاً عنها تشبيهاً بالأَبنية التي تكون حول

المدن وتحت القِلاع؛ ومنه حديث ابن الزبير وبناء الكعبة: فأَخذ ابن

مُطِيعٍ العَتَلةَ من شقِّ الرُّبْضِ الذي يلي دارَ بني حُمَيد؛ الرُّبْض، بضم

الراء وسكون الباء: أَساسُ البناء، وقيل وسطه، وقيل هو والرَّبَضُ سواءٌ

كسُقْم وسَقَم.

والأَرْباضُ: أَمعاء البطن وحِبال الرَّحْل؛ قال ذو الرمة:

إِذا غَرَّقَتْ أَرباضُها ثِنْيَ بَكْرةٍ

بِتَيْماءَ، لم تُصْبحْ رَؤُوماً سَلُوبُها

وعمّ ابن حنيفة بالأَرْباض الحِبال، وفسر ابن الأَعرابي قول ذي الرمة:

يَسْلُكْنَ أَخْراتَ أَرْباضِ المَداريجِ

بأَنها بطون الإِبل، والواحد من كل ذلك رَبَضٌ. أَبو زيد: الرَّبَضُ

سَفِيفٌ يُجْعَلُ مِثْلَ النِّطاقِ فيجعل في حَقْوَي الناقةِ حتى يُجاوِزَ

الوَرِكَينِ من الناحيتين جميعاً، وفي طرفيه حلقتان يعقد فيهما الأَنْساع

ثم يشد به الرحل، وجمعه أَرْباض. التهذيب: أَنكر شمر أَن يكون الرُّبْضُ

وسَط الشيء، قال: والرُّبْضُ ما مَسَّ الأَرض، وقال ابن شميل: رُبْض

الأَرض، بتسكين الباء، ما مَسَّ الأَرض منه. والرُّبْضُ، فيما قال بعضهم:

أَساسُ المدينة والبناء، والرَّبَضُ: ما حَوْله من خارج، وقال بعضهم: هما

لغتان.

وفلان ما تقوم رابِضَتُه وما تقوم له رابضة أَي أَنه إِذا رمى فأَصابَ

أَو نظر فعانَ قَتَلَ مكانَه

(* قتل مكانه: هكذا في الأصل، ولعله أراد أنه

قتل المصاب أو المعين في مكانه.). ومن أَمثالهم في الرجل الذي يتعين

الأَشياء فيصيبها بعينه قولهم: لا تقومُ لفلان رابضةٌ، وذلك إِذا قتل كل

شيءٍ يصيبه بعينه، قال: وأَكثر ما يقال في العين.

وفي الحديث: أَنه رأَى قُبَّةً حولها غنم رُيُوضٌ، جمع رابض. ومنه حديث

عائشة: رأَيت كأَني على ضَرْبٍ وحَوْلي بقر رُبُوضٌ. وكل شيءٍ يبرك على

أَربعة، فقد رَبَضَ رُبُوضاً.

ويقال: رَبَضَتِ الغنم، وبركت الإِبل، وجَثَمَتِ الطير، والثور الوحشي

يَرْبِضُ في كِناسِه. الجوهري: ورُبُوضُ البَقَرِ والغَنمِ والفَرسِ

والكلب مثلُ بُروكِ الإِبل وجُثُومِ الطير، تقول منه: رَبَضَتِ الغنمُ

تَرْبِضُ، بالكسر، رُبُوضاً. والمَرابِضُ للغنم: كالمَعاطِنِ للإِبل، واحدها

مَرْبِض مثال مَجْلِس. والرِّبْضةُ: مَقْتَلُ قوم قُتِلُوا في بُقْعَةٍ

واحدة. والرُّبْضُ: جماعة الطَّلْحِ والسَّمُرِ. وفي الحديث: الرَّابِضةُ

ملائكة أُهْبِطُوا مع آدم، عليه السلام، يَهْدُونَ الضُّلاَّلَ؛ قال: ولعله

من الإِقامة. قال الجوهري: الرابِضةُ بَقِيَّةُ حَمَلَةِ الحجة لا تخلو

منهم الأَرضُ، وهو في الحديث.

وفي حديث في الفتن: روي عن النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم: أَنه ذكرَ من

أَشراط الساعة أَنْ تَنْطقَ الرُّوَيْبِضَةُ في أَمْرِ العامّةِ، قيل:

وما الرويبضة يا رسول اللّه؟ قال: الرجل التافه الحقير ينطق في أَمْرِ

العامّةِ؛ قال أَبو عبيد: ومما يثبت حديث الرُّوَيْبِضَة الحديثُ الآخرُ: من

أَشراطِ الساعة أَن تُرَى رعاءُ الشاءِ رُؤوسَ الناسِ. قال أَبو منصور:

الرُّبَيْضةُ تصغير رابضةٍ وهو الذي يرعى الغنم، وقيل: هو العاجز الذي

رَبَضَ عن معَالي الأُمور وقَعَد عن طَلبها، وزيادة الهاء للمبالغة في وصفه،

جعل الرابِضَة راعِيَ الرَّبِيض كما يقال داهية، قال: والغالب أَنه قيل

للتافه من الناس رابضة ورويبضة لربوضه في بيته وقلة انبعاثه في الأُمور

الجسيمة، قال: ومنه يقال رجل رُبُضٌ عن الحاجات والأَسْفار إِذا كان لا

يَنْهَضُ فيها.

والرُّبْضةُ: القِطْعةُ العظيمة من الثَّريدِ. وجاء بثريد كأَنه رُبْضةُ

أَرْنب أَي جُثَّتُها؛ قال ابن سيده: ولم أَسمع به إِلا في هذا الموضع.

ويقال: أَتانا بتمر مثل رُبْضةِ الخَرُوفِ أَي قدر الخروف الرابض. وفي

حديث عمر: ففتح الباب فإِذا شبه الفَصِيل الرابض أَي الجالس المقيم؛ ومنه

الحديث: كَرُبْضةِ العَنْزِ، ويروى بكسر الراء، أَي جثتها إِذا بركت. وفي

حديث علي، رضي اللّه عنه: والناسُ حَوْلي كَرَبِيضةِ الغنم أَي كالغنم

الرُّبَّضِ. وفي حديث القُرّاءِ الذين قُتِلُوا يومَ الجماجِم: كانوا

رِبْضة؛ الرِّبْضةُ: مَقْتَلُ قوم قتلوا في بقعة واحدة. وصبّ اللّه عليه

حُمَّى رَبِيضاً أَي من يَهْزَأُ به.

ورِباضٌ ومُرَبِّضٌ ورَبَّاضٌ: أَسماءٌ.

ربض

1 رَبَضَ, (S, A, Msb, K,) aor. ـِ (S, Msb, K,) inf. n. رُبُوضٌ (S, A, Mgh, Msb, K) and رَبْضٌ (Msb, K) and رَبْضَةٌ, (K,) [the last an inf. n. of un.,] said of the sheep and goat, (S, A, Mgh, K,) and of the gazelle, (S, A,) and of the ox-kind, and the horse, (S,) or beast, (Msb,) and of the dog, (S, A,) [signifying He lay down, or laid himself down, upon his breast,] is like بَرَكَ said of a camel, (S, Msb, K,) and جَثَمَ said of a bird, (S, TA,) or جَلَسَ said of a man. (Mgh.) Said of a man, it means [(assumed tropical:) He lay down: and he sat: or] he sat upon his knees: and it may also mean he sat upon his thighs and his buttocks. (Har p. 172.) [And hence, (assumed tropical:) He remained fixed, or stationary, like an animal lying upon its breast; as is shown by what here follows: whence a signification of رَبَّضَ, q. v.] The saying of Mohammad to Ed-Dahhák, when he sent him to his people, إِذَا

أَتَيْتَهُمْ فَارْبِضْ فِى دَارِهِمْ ظَبْيًا, means When thou comest to them, remain in their abode in security, or without fear, like the gazelle in his covert: (IAar, ISd, K:) or trust them not, but be vigilant, like a wild animal, ready to spring up, for thou wilt be in the midst of the unbelievers; (Az, ISd, K; *) so, if anything induce in thee suspicion, thou mayest flee from them like the gazelle: (Az, ISd, TA:) accord. to each interpretation, ظبيا is in the accus. case as a denotative of state; the subst. being put in the place of the act. part. n., as though for مَتَظَبِّيًا: the former of the two explanations is said to be the more agreeable with the circumstances of the case. (TA.) Yousay also, رَبَضَ الأَسَدُ عَلَى فَرِيسَتِهِ, and القِرْنُ عَلَى

قِرْنِهِ, The lion laid himself down upon his breast (بَرَكَ) on his prey, and the adversary on his adversary. (K.) b2: He (a beast) lodged, and abode, in a place. (TA.) b3: (assumed tropical:) He (a man) became heavy, and slept, stretched upon the ground. (TA.) b4: رَبَضَ عَنِ الغَنَمِ, (S, A, K,) inf. n. رُبُوضٌ, (S,) (tropical:) He (a ram) abstained from tupping, or covering the ewes, and avoided it, (S, A, * K, *) or them, (TA,) being fatigued: (S:) or was unable to cover them: (K:) one does not say, of a ram, جَفَرَ. (S.) You say also of a ewe when she is pregnant, قَدْ رُبِضَ عَنْهَا. (Ibn- 'Abbád, A.) and you say of a man, رَبَضَ عَنْ مَعَالِى الأُمُورِ (assumed tropical:) He abstained, or held back, from seeking the means of acquiring eminence, or nobility. (TA.) b5: رَبَضَ اللَّيْلُ (A, K) (tropical:) The night cast its darkness [lit. itself (expl. by أَلْقَى بنَفْسِهِ) upon the earth]. (K.) A2: رَبَضَهُ, aor. ـِ and رَبُضَ, (IAar, O, K,) but the latter aor. was afterwards rejected by IAar, (TA,) He betook himself, or repaired, to him for lodging, covert, or refuge. (IAar, O, K.) A3: رَبَضَتْهُ, aor. ـِ and IAar is related to have said رَبُضَ also, but afterwards to have retracted it, (tropical:) She (a wife, or sister, or other woman,) undertook, or managed, his affairs, and gave him lodging, or refuge: (TA:) she was to him [as though she were] a رَبَض, or place of abode: like أَبَوْتُهُ “ I was to him a father,” and أَمَمْتُهُ “ I was to him a mother. ” (A, TA.) [The aor. occurs in the K, in the phrase تَرْبِضُ زَوْجَهَا: thus in the TA: in the CK, تُرَبِّضُ: in the L, تَرْبُضُ; and thus also the aor. is written in a copy of the A.]2 رَبَّضَ see 4. b2: رَبَّضْتُهُ بِالمَكَانِ, inf. n. تَرْبِيضٌ, (assumed tropical:) I fixed him, or made him to remain fixed, in the place. (TA.) b3: ربّض السِّقَآءَ بِالمَآءِ, (TA,) inf. n. as above, (K, TA,) [He made the skin to cleave to the ground with water; i. e.] he put into the skin as much water as covered and concealed its bottom: (K, * TA:) mentioned by Sgh, from Ibn- 'Abbád. (TA.) 4 اربض He made a sheep, or goat, [&c., (see 1,)] to lie down upon his breast; (S, K;) as also ↓ ربّض, inf. n. تَرْبِيضٌ. (TA.) b2: أَرْبَضَهُمْ (tropical:) It (a vessel, S, A, K, and beverage, or wine, A, TA) satisfied their thirst so that they became heavy, and slept, stretched upon the ground: (S, * A, * K:) (tropical:) it (milk) satiated them. (TA.) b3: اربضت الشَّمْسُ (tropical:) The sun became vehemently hot, (S, A, K,) so as to make the gazelle and the sheep or goat, (S,) or the wild animals, (A,) to lie down upon their breasts: (S, A:) or became still, like a beast lying upon its breast, having attained its utmost height and not begun to descend. (O.) b4: اربض أَهْلَهُ, (O, K,) and أَصْحَابَهُ, (O,) (assumed tropical:) He undertook, or managed, the expenses of his family, (O, K,) and of his companions; (O;) syn. قَامَ بنَفَقَتِهِمْ: (O, K:) so says Ibn- 'Abbád. (TA.) رَبْضٌ: see رَبَضٌ.

رُبْضٌ: see رَبَضٌ, in five places. b2: Also, accord. to Ks, (S,) and As, (Sgh, TA,) The middle of a thing: (S, Sgh, K:) but this is disapproved by Sh. (T, TA.) b3: And A collection of trees of the kinds called طَلْح and سَمُر: (K:) or a collection of abundant and dense trees. (TA.) رِبْضٌ: see رَبِيضٌ: in three places.

رَبَضٌ The lodging-place of sheep or goats; (S, A, * K;) because they lie therein upon their breasts; and in like manner of wild animals: (TA:) the nightly lodging-place of sheep or goats: (Msb:) and ↓ مَرْبِضٌ signifies the same: (S, * A, Mgh, Msb:) pl. of the former أَرْبَاضٌ: (S, A, * TA:) and of the latter مَرَابِضُ: (S, K: *) the مرابض of sheep or goats are like the مَعَاطِن of camels. (S.) b2: (tropical:) A place of abode: a place of abode of a people by itself: (A, TA:) pl. as above. (A.) b3: (tropical:) Anything to which a man betakes himself, or repairs, for lodging, covert, or refuge, (ISk, S, A, * Msb, K,) and at which, or with which, he finds rest, or ease; (K;) such as a house or tent, (S, A, K,) and the like, (S, K,) and a wife, (ISk, S, A, Msb,) or relations, (ISk, A, Msb,) or a family, and a relation, and property, (K,) and sheep or goats, and means of subsistence, and food; (TA;) and hence, (S,) milk which sustains a man, and suffices him for food: (S, K: *) pl. as above: (K:) رَبَضٌ and ↓ رَبْضٌ and ↓ رُبْضٌ (IAar, Sgh, K) and ↓ رُبُضٌ (K) are applied to a wife لِأَنَّهَا تَرْبِضُ زَوْجَهَا, (so in copies of the K and in the TA, but in the CK تُرَبِّضُ,) i. e. because she undertakes, or manages, the affairs of her husband, and gives him lodging, or refuge; (TA;) or because she fixes him, (تُرَبِّضُهُ, i. e. تُثَبِّتُهُ,) so that he does not quit his place: (L, TA:) or to the mother; or the sister; who undertakes, or manages, the affairs of (تُعَزِّبُ [so in copies of the K and in the TA, in the latter of which it is thus explained, but in the CK تُقَرِّبُ,]) her relation. (K.) A poet says, جَآءَ الشِّتَآءُ وَلَمَّا أَتَّخِذْ رَبَضًا يَا وَيْحَ كَفَّىَّ مِنْ حَفْرِ القَرَامِيصِ (S, Mgh) i. e. [The winter has come, and I have not yet made for myself] a lodging: [O, wo to my two-hands, in consequence of digging] hollows in which to sit for protection from the cold. (Mgh.) And from رَبَضٌ applied to “ milk which sustains a man, and suffices him for food,” originated the prov., (K, TA,) مِنْكَ رَبَضُكَ وَإِنْ كَانَ سَمَارًا, meaning (tropical:) Thy family and thy servants (S, K) and those to whom thou betakest thyself for lodging or refuge, (S,) are appertenances of thine, though they be persons falling short [of their duty]: (S, K:) or thy manager of affairs, &c., though he be not a good manager of thine affairs: (L, TA:) and رَبَضٌ also signifies any woman who undertakes, or manages, the affairs of a house: but in the T we find ↓ رُبْضُكَ, thus written, as by Th, on the authority of IAar, but not restricted by a measure, and explained as meaning the person who undertakes, or manages, the affairs of thy house; and so in the book of proverbs by As: and in the margin of a copy of the S, we find the above-cited prov. thus written, وَإِنْ كَانَ سَمَارًا ↓ مِنْكَ رُبُضُكَ, as from the “ Book on Goats ” by Ibn-Zeyd, and expl. as meaning the sons of thy father are appertenances of thine, though they be evil persons, in whom is no good. (TA.) b4: (tropical:) The wall of a city: (K, TA:) the environs of a city, (S, A, Mgh,) and of a قَصْر [or palace &c.], (A,) consisting of houses or dwellings, (A, Mgh,) or of open country: (TA:) and ↓ رُبْضٌ signifies the same: (TA:) or this latter signifies the foundation, or basis, of a building; and of a city also: (K:) IKh writes it ↓ رُبُضٌ: and some say that ↓ رُبْضٌ and رَبَضٌ signify the same: (TA:) the former of these two signifies also the part, of a thing, that touches the ground: (K, TA:) so says Sh: accord. to ISh, الأَرْضِ ↓ رُبْضُ signifies what touches the ground, of a thing: (TA:) and رَبَضٌ also signifies a lateral, or an outward or adjacent, part: (K:) or lateral, or outward or adjacent, parts of a thing: (Ks, S:) also the space immediately pertaining to a mosque: and [the pl.]

أَرْبَاضٌ is explained by El-Karkhee as applied to the quarters, or districts, of a town, or city. (Mgh.) b5: رَبَضٌ also signifies (tropical:) The rope of the [camel's saddle called] رَحْل, (A, K,) with which the رحل is bound; (A, TA;) one of the أَرْبَاض, or ropes of the رَحْل: (S, A:) or the part that is next the ground thereof; (K;) i. e., of the rope of the رحل; (TA;) not what is above the رحل: (K:) accord. to Lth, the part [of the belly] of the camel that is next the ground when he lies down; (L, TA; *) and the belly of the she-camel; and in like manner IAar explains the pl. أَرْبَاضٌ as meaning the bellies of camels; but Az says that this is a mistake. (TA.) And (assumed tropical:) A girth of a رَحْل, like the نِطَاق [q. v.], which is put upon the flanks of the she-camel, so as to have the haunches behind it, (K, TA,) on either side, having at its two ends two rings, to which are tied the [woven, or plaited, thongs called] أَنْسَاع: the رحل is bound with it. (TA.) b6: Also (tropical:) The مَصَارِين [or guts, or intestines,] of the belly, that have a winding, or coiled, form; (Lth, A, TA;) such as are in the belly of a sheep or goat: (Lth, TA:) or the folding intestines of beasts: (AHat, TA:) or the guts, bowels, or intestines, into which the food passes from the stomach; syn. أَمْعَآءٌ: (S, K:) or the contents of the belly, (K, TA,) consisting of the مَصَارِين &c., (TA,) except the heart (K, TA) and the lungs. (TA.) (assumed tropical:) The part that comprises the حَوَايَا [or winding, circling, or coiled, guts or intestines]; (IAar, TA;) as also ↓ رَبِيضٌ and ↓ مَرْبِضٌ and ↓ مَرْبَضٌ: (IAar, K, TA:) some describe the رَبَض as below the navel; and the ↓ مَرْبَض, as beneath the navel and above the pubes. (TA.) رُبُضٌ [(tropical:) Holding back, through indolence].

رُبُضٌ عَنِ الحَاجَاتِ, (A, K,) in [some of] the copies of the K, erroneously, عَلَى الحاجات, (TA,) and الأَسْفَارِ, (A, TA,) means (tropical:) A man who does not rise to perform needful affairs, (A, K,) and journeys: (A, TA:) or who does not go forth to undertake them. (Lh, TA.) A2: See also رَبَضٌ, in three places.

رُبْضَةٌ, applied to a man, i q. ↓ مُتَرَبِّضٌ; (K;) i. e. (tropical:) Remaining stationary, and impotent; (TA;) as also ↓ رُبَضَةٌ. (K.) A2: See also رِبْضَةٌ. b2: Also (assumed tropical:) A portion, (K,) or large portion, (IDrd,) of ثَرِيد [i. e. crumbled bread moistened with broth]. (IDrd, K.) A3: See also رُبْصَةٌ, with the unpointed ص.

رِبْضَةٌ A mode, or manner, of lying upon the breast: (K, and Har p. 382: [see 1, first signification:]) this is the primary meaning. (Har.) b2: And A place thereof. (Har ibid. [See again رَبَضٌ, first signification.]) b3: See also رَبِيضٌ, in three places. b4: Also (assumed tropical:) A place of slaughter (مَقْتَل) of any party, or company of men, slain in one plot of ground: (Lth, Sgh, K:) erroneously written by Sgh in the TS رَبَضَة; but in the O correctly. (TA.) [And accord. to the TA, it seems to be also applied to (assumed tropical:) The party so slain.]

A2: Also The body [of an animal] when lying upon the breast; particularly, of a hare, (A, K,) and of a lamb, (A, TA,) and of a she-goat; and so ↓ رُبْضَةٌ. (TA.) Hence the saying, أَتَانَا بِثَرِيدٍ كَأَنَّهُ رِبْضَةُ أَرْنَبٍ [He brought us crumbled bread moistened with broth resembling in size and shape the body of a hare lying upon its breast]. (A, K. *) دَابَّةٌ ضَخْمَةُ الرَّبَضَةِ A beast of which the traces of the place where it has been tied [and app. where it has lain] are large, or wide. (TA.) رُبَضَةٌ: see رُبْضَةٌ.

رَبُوضٌ: see رَابِضٌ. b2: Applied to a [skin such as is termed] قِرْبَة, (tropical:) Great, or large; hardly, or not at all, to be lifted; so that it remains fixed; or so that it causes him who desires to lift it to remain fixed. (A, TA.) b3: Then, (A,) applied to a tree (شَجَرَة), meaning (tropical:) Great, or large, (A 'Obeyd, S, A, * K,) and thick, (S,) and, accord. to the K, wide, but [SM says,] I have not seen that any of the leading authorities applies it in this last sense to a tree: (TA:) pl. رُبَضٌ. (K.) b4: Applied to a chain (سِلْسِلَة), (tropical:) Large, or big, (S, K, TA,) and heavy, cleaving to him upon whom it is put: it is of a measure having an intensive signification, and qualifying alike a masc. and a fem. n. (TA.) b5: Applied to a coat of mail (دِرْع), (tropical:) Large, or big: (A, TA:) or wide. (K.) b6: And, applied to a town (قَرْيَة), (assumed tropical:) Populous, (Sgh, K, TA,) and large. (TA.) رَبِيضٌ Sheep, or goats, with their pastors, collected together in their lodging-places; (S, A, K;) as though it were a quasi-pl. n.; as also ↓ رِبْضَةٌ and ↓ رِبْضٌ: (TA:) and hence, (L, TA,) ↓ the former of these two, (assumed tropical:) a company of men: (L, K:) and ↓ the latter of them, [accord. to the K,] a herd of bulls, or cows, in their lodgingplace; from the author of the book entitled كِتَابُ المُزْدَوِجِ مِنَ اللُّغَاتِ, only: (K, * TA:) but what this author says is, that ↓ رِبْضٌ signifies the lodging-places of bulls or cows [app. with the beasts in them]: and that the primary application of this word (رِبْضٌ) and ↓ رِبْضَةٌ is to sheep or goats; and that by a subsequent usage they have been applied to bulls or cows and to men. (TA.) See also رَابِضٌ. b2: One says also, صَبَّ اللّٰهُ عَلَيْهِ حُمَّى رَبِيضًا [app. meaning (assumed tropical:) May God send (lit. pour) upon him a fever that shall cleave to him like as an animal lying upon its breast cleaves to the ground]. (TA.) A2: See also رَبَضٌ, last sentence.

رَبَّاضٌ: see the next paragraph, in two places.

رَابِضٌ Lying upon his breast; applied to a sheep or goat [&c.]; and so ↓ رَبُوضٌ applied to a hare; so too ↓ رَبَّاضٌ [but app. in an intensive or a frequentative sense] applied to a lion, as is also رَابِضٌ, and to a man lying on his adversary: (TA:) and [hence] ↓ الرَّبَّاضُ is an appellation of the lion: (K:) the pl. [of رَابِضٌ] is رُبَّضٌ and رُبُوضٌ: and the phrase الغَنَمِ ↓ كَرَبِيضَةِ, occurring in a trad., means كَالغَنَمِ الرُّبَّضِ [Like the sheep, or goats, that are lying upon their breasts]. (TA.) It is said in a prov., كَلْبٌ جَوَّالٌ خَيْرٌ مِنْ

أَسَدٍ رَابِضٍ or رَبَضَ [A dog that roams about is better than a lion lying upon his breast or that has laid himself down upon his breast]. (TA.) b2: [Hence, because of his cleaving to the ground,] (tropical:) A sick man. (TA.) b3: [Hence also the phrase,] أَرْنَبَتُهُ رَابِضَةٌ عَلَى وَجْهِهِ (tropical:) The end of his nose is flat, and spreading upon his face. (A.) b4: الرَّابِضَانِ is an appellation applied to The Turks and the Abyssinians. (K, TA.) These are meant in the trad. of Mo'áwiyeh, لَا تَبْعَثُوا الرَّابِضَيْنِ, i. e. Rouse not ye against you the two [peoples] that are remaining quiet as long as they do not pursue you: it is like another trad., in which it is said, اُتْرُكُوا التُّرْكَ مَا تَرَكُوكُمْ وَدَعُوا الحَبَشَةَ مَا وَدَعُوكُمْ [Leave ye alone the Turks as long as they leave you alone, and let ye alone the Abyssinians as long as they let you alone]. (TA.) رَابِضَةٌ [as a subst. from رَابِضٌ, made so by the affix ة, An animal lying upon its breast]. One says of a man who kills when he shoots, and more commonly of him who kills when he smites with the [evil] eye, فُلَانٌ مَا تَقُومُ رَابِضَتُهُ [Such a one is so effective in his aim that his animal lying upon its breast does not rise]: (ISk, S, TA:) and in like manner, مَا تَقُومُ لَهُ رَابِضَةٌ: it is a prov. (TA.) b2: It is said in a trad., فَانْبَعَثَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ الرَّابِضَةِ [And there rose and went to him one of the رَابضة]: (Lth, A, TA:) الرَّابِضَةُ means (tropical:) certain angels who were sent down [from Paradise] with Adam, (Lth, A, K, TA,) who direct those that err from the right way: (Lth, A, TA:) perhaps (Lth, TA) so called from their remaining upon the earth: (Lth, * A, TA: *) and [so in the K, but correctly “ or,”] the remainder of the Bearers of Evidence (حَمَلَةِ الحُجَّةِ [meaning those angels whereof every individual of mankind has two appointed to attend him constantly for the purpose of their bearing evidence of his good and evil deeds, which two are termed in the Kur l. 16 المُتَلَقِّيَانِ,]) whereof the earth will never be destitute. (S, K.) b3: And in another trad., respecting the signs of the coming of the resurrection, the Prophet is related to have said that one of those signs will be, that the ↓ رُوَيْبِضَة will speak respecting the affairs of the community: (T, TA:) الرُّوَيْبِضَةُ is the dim. of الرَّابِضَةُ (T, K, TA) signifying The pastor of رَبِيض [q. v.]; (T, TA;) and means (assumed tropical:) the mean, contemptible man, (S, K,) who speaks respecting the affairs of the community: thus expl. by the Prophet himself: (K: [in the CK, النّاقِهُ is erroneously put for التَّافِهُ:]) or he explained it as meaning (assumed tropical:) the vitious, or wicked, who speaks respecting the affairs of the community: A 'Obeyd compares this trad. with another, in which it is said that one of the signs above mentioned will be, that the pastors of sheep or goats will be the heads of the people: and Az says that الرويبضة means the pastor of sheep or goats: some say that it means (assumed tropical:) he who abstains, or holds back, from seeking the means of acquiring eminence, or nobility; and الرَّابِضَةُ signifies [the same, or] impotent to attain eminence: in this latter, the ة is added to give intensiveness to the signification: and Az thinks it most probable that each of these is applied to the mean man because of his remaining in his house, or tent, and seldom rising and going forth to occupy himself in great affairs. (TA.) رُوَيْبِضَةٌ: see the next preceding paragraph.

تِرْبَاضٌ i. q. عُصْفُرٌ [Safflower, or bastard saffron]. (IAar, K.) مَرْبَضٌ: see رَبَضٌ, last sentence, in two places.

مَرْبِضٌ: see رَبَضٌ, first sentence: b2: and the same in the last sentence.

مُتَرَبِّضْ: see رُبْضَةٌ.
ربض
الرَّبَضُ، مُحَرَّكة: الأَمْعَاءُ، كَمَا فِي الصّحاح. أَو هُوَ كُلُّ مَا فِي البَطْن من المَصَارِين وغَيْرِهَا، سِوَى القَلْبِ والرِّئَة. ويُقَال: رَمَى الجَزَّارُ بالحَشْوِ والرَّبَضِ: ويُقَال: اشتَرَيْتُ مِنْهُ رَبَضَ شَاتِهِ وَهُوَ مَجَازٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الرَّبَضُ: مَا تَحَوَّى من مَصَارِينِ البَطْنِ، ومِثْلُه قولُ أَبي عُبَيْد. وَقَالَ أَبو حاتِم: الَّذي يَكُون فِي بُطُونِ البَهَائِم مُتَثَنِّياً: المَرْبِضُ، والذِي أَكبَرُ مِنْهَا: الأَمْغَالُ. وَاحِدُهَا مُغْل. وَالَّذِي مثل الأَثْنَاءِ: حَفِثٌ وفَحِثٌ. والجَمْعُ أَحْفَاثٌ وأَفْحَاثٌ. من الْمجَاز: الرَّبَضُ: سُورُ المَدِينَة وَمَا حَوْلَهَا. وَمِنْه الحَدِيث أَنا زِعيمٌ لِمَنْ آمَنَ بِي وأَسْلَم وهَاجَر بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الجَنَّة وَقيل: الرَّبَض: الفَضَاءُ حَوْلَ المَدِينَة. ويُقال: نَزَلُوا فِي رَبَضِ المَدِينَةِ والقَصْرِ أَي مَا حَوْلَهَا من المَسَاكن. الرَّبَضُ: مَأْوَى الغَنَمِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وأَنشد للعَجّاجِ يَصِفُ الثَّوْرَ الوَحْشِيّ: واعْتَادَ أَرْباضاً لَهَا آرِيُ من مَعْدِنِ الصِّيرانِ عُدْمُلِيُّ العُدْمُلِيُّ: القَدِيمُ. وأَراد بالأَرْباضِ جَمْعَ رَبَضٍ. شَبَّهَ كِنَاسَ الثَّورِ بمَأْوَى الغَنَمِ. وَفِي الحَدِيث: مَثَلُ المُنَافِقِ كالشَّاةِ بَيْن الرَّبَضَيْن، إِذا أَتَت هذِه نَطَحَتْهَا، وإِذا أَتَتْ هذِه نَطَحَتْهَا كَمَا فِي العُبَاب. قُلتُ: ويُرْوَى: بينَ الرَّبِيضَيْن. والرَّبِيضُ: الغَنَم نَفْسُها، كَمَا يَأْتي. فالمَعْنَى عَلَى هَذَا أَنَّه مُذَبْذَبٌ كالشَّاة ِ الوَاحِدَة بَيْن قَطِيعَيْنِ من الغَنم. وإِنَّمَا سُمِّيَ مَأْوَى الغَنَمِ رَبَضاً لأَنَّهَا تَرْبِضُ فِيهِ.
وكَذلك رَبَضُ الوَحْشِ: مأَواه وكِنَاسُه. من المَجَازِ: الرَّبَضُ: حَبْلُ الرَّحْلِ الِّذِي يُشَدُّ بِهِ، أَو مَا يَلِي الأَرْضَ مِنْه، أَي من حَبْلَ الرَّحْلِ، لَا مَا فَوْقَ الرَّحْلِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الرَّبَضُ: مَا وَلِيَ)
الأَرْضَ من البَعِير إِذا بَرَكَ، والجَمْع الأَرْبَاضَ. وأَنْشَدَ: أَسْلَمَتْهَا مَعاقِدُ الأَرْباضِ أَي مَعاقِدُ الحِبَالِ على أَرْبَاضِ البُطُونِ. وَقَالَ الطِّرِمَّاح:
(وأَوَتْ بِلَّةُ الكَظُومِ إِلى الفَظِّ ... وجَالَتْ مَعَاقِدُ الأَرْباضِ)
وإِنَّمَا تَجُولُ الأَرْباضُ من الضُّمْرِ، هكذَا قَالَهُ اللَّيْث: وغَلَّطَه الأَزْهَرِيّ. وَقَالَ: إِنَّمَا الأَرْباض الحِبَالُ. وَبِه فَسَّرَ أَبو عُبَيْدَة قَوْلَ ذِي الرُّمَّة:
(إِذَا مَطَوْنا نُسُوعَ الرَّحْلِ مُصعِدَةً ... يَسْلُكْنَ أَخْرَاتَ أَرَباضِ المَدَارِيجِ)
قَالَ: والأَخْرَاتُ: حَلَقُ الحِبَالِ. قُلتُ: وفَسَّر ابنُ الأَعْرَابِيّ الأَرْباضَ فِي البَيْت ببُطُونِ الإِبِلِ، كَمَا ذَهَبَ إِليه اللَّيْثُ. من المَجَازِ: الرَّبَضُ: قُوتُكَ الَّذِي يُقِيمُك ويَكْفِيك من اللَّبَن، نَقله الجَوْهَرِيُّ.
قَالَ: وَمِنْه المَثَلُ: مِنْكَ رَبَضُكَ وإِنْ كانَ سَمَاراً أَي مِنْكَ أَهْلُك وخَدَمُكَ ومَنْ تَأْوِي إِليه وإِنْ كانُوا مُقَصِّرين. قَالَ: وَهَذَا كقُولِهِم: أَنْفُكَ مِنْك ولَوْ كانَ أَجْدَعَ. وزادَ فِي العُبَاب: وكَذَا مِنْكَ عِيصُك وإِنْ كَانَ أَشِباً. وَفِي اللِّسَان: السَّمَارُ: اللَّبَنُ الكَثِيرُ المَاءِ. والمَعْنَى: قَيِّمُك مِنْك لأَنه مُهْتَمٌّ بك، وإِنْ لَمْ يَكُن حَسَنَ القيَامِ عَلَيْكَ. ثمّ إِنّ قَوْلَه فِي المَثَل: رَبَضُك، مُحَرَّكَة كَمَا يَقْتَضِيه سِياقُ المُصَنِّف وهكَذَا وُجِدَ بخَطِّ الجَوْهَرِيّ. ورأَيتُ فِي هَامِش الصّحاح مَا نَصَّه: وَجَدْت فِي كتابِ المِعْزَى لأَبِي زَيْد نُسْخةً مَقْرؤة على أَبِي سَعِيدٍ السِّيرَافِيّ وَيُقَال: مِنْكَ رُبُضُكَ وإِن كانَ سَمَاراً هكذَا بضَمَّتَيْن صُورَةً لَا مُقَيَّدَاً، يَقُول: مِنْكَ فَصِيلَتُكَ، وهم بَنُو أَبْيه، وإِنْ كانُوا قومَ سُوءٍ لَا خَيْرَ فِيهِم. قَالَ: ووَجَدْتُ فِي التَّهْذِيب للأَزْهَرِيِّ بخَطّه مَا نَصُّه: ثَعْلَب عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ: مِنْك رُبْضُك هَكَذَا بضمّ الراءِ غير مُقَيَّدٍ بوَزْنٍ، قَالَ: والرُّبْض: قَيِّمُ بَيْته. وهكَذَا وَجَدْتُ أَيضاً فِي كتاب الأَمْثَال للأَصْمَعِيّ. الرَّبَضُ: النَّاحِيَةُ من الشَّيْءِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عَن الكِسَائيّ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: الرَّبَضُ: سَقِيفٌ كالنِّطَاقِ يُجْعَل فِي حِقْوَىِ النَّاقَةِ حَتَّى يُجَاوِزَ الوَرِكَيْنِ من الناحِيَتَيْنِ جَمِيعاً وَفِي طَرِفَيْه حَلْقَتَانِ يُعْقَدُ فيهِمَا الأَنْسَاعُ ويُشَدُّ بِهِ الرَّحْلُ. من المَجَازِ: الرَّبَضُ: كُلُّ مَا يُؤْوَى إِلَيْه ويُسْتَرَاحُ لَدَيْه، مِنْ أَهْلٍ، وقَرِيبٍ، ومالٍ، وبَيْتٍ، ونَحْوِه، كالغَنَمِ، والمَعِيشةِ، والقُوتِ، وَمِنْه قَولُ الشَّاعِر:
(جَاءَ الشِّتَاءُ ولَمّا أَتَّخِذْ رَبَضاً ... يَا وَيْحَ كَفِّيَّ من حَفْرِ القَرامِيصِ)
قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وَمِنْه أُخِذَ الرَّبَضُ لِمَا يَكْفِي الإِنْسَانَ مِنَ اللَّبَنِ، كَمَا تَقَدَّم. وَقَوله: من أَهْلٍ) يَشْمَلُ المرأَةَ وغَيْرَها، فقد قَالُوا أَيْضاً: الرَّبَضُ: كُلُّ امرأَةٍ قَيِّمَةِ بَيْتٍ، وَقد رَبَضَتْه تَرْبِضُه، من حدِّ ضَرَبَ: قامَت فِي أُمُورِه وأَوَتْه، ونُقِلَ عَن ابْن الأَعْرَابِيّ: تَرْبُضُهَ أَيْضاً، أَي من حَدِّ نَصَر، ثمّ رَجَع عَن ذلِك، ج الكُلِّ أَرْباضٌ، كسَبَب وأَسْبَابٍ. الرِّبْضُ، بالكَسْر، منَ البَقَر: جَمَاعَتُه حَيْثُ تَرْبِضُ أَي تَأْوِي وتَسْكُنُ. نُقِلَ ذلكَ عَن صاحِبِ كِتَاب المُزْدَوَجِ من اللُّغَات فَقَط.
ونَقَلَه صاحِبُ اللّسَان أَيضاً، ونَصُّه: الرِّبْضُ: مَرَابِضُ البَقَر، وأَصْلُ الرِّبْضِ والرِّبْضَةِ للغَنَم، ثمّ استُعْمِلَ فِي البَقَرِ والنّاس. الرُّبْضُ، بالضَّم: وَسَطُ الشَّيْءِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عَن الكِسَائِيّ. قَالَ الصَّاغَانِيّ: وَكَذَلِكَ قَوْلُ الأَصْمَعِيّ، وأَنْكَره شَمِرٌ، كَمَا فِي التَّهْذِيب. قَالَ بَعْضُهُم: الرُّبْضُ: أَساسُ البِنَاءِ والمَدِينَةِ، وضَبَطَهُ ابنُ خالَوَيْه بضَمَّتَيْن وَقيل: هُوَ والرَّبَضُ بالتَّحْرِيك سَوَاءٌ، مِثْلُ سُقْم وسَقَمٍ. قَالَ شَمِرٌ: الرُّبْضُ: مَا مَسَّ الأَرْضَ مِنَ الشَّيْءِ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: رُبَضُ الأَرْضِ: مَا مَسَّ الأَرْض مِنْه. قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: الرُّبْضُ: الزَّوْجَةُ، وَكَذَلِكَ الرُّبُضُ، بضَمَّتَيْن، ويُفْتح ويُحَرَّكُ، فَهِيَ أَربعُ لُغَات، وليْس فِي نَصِّ الصَّاغَانِيّ فِي كِتَابَيْه الرُّبُض، بضَمَّتَيْن عَن ابْن الأَعْرَابِي، وإِنَّمَا ذَكَر ثَلاثَ لغَاتٍ فَقَط، وهكَذَا فِي اللِّسَان أَيضاً قَالَ لأَنَّهَا تُرَبِّضُ زَوْجَهَا، أَي تَقُومُ فِي أُموره وتُؤْويه. قَالَ: أَو الأُمُّ أَو الأُخْتُ تُعَزِّبُ ذَا قَرَابَتِهَا، أَي تَقُومُ عَلَيْه. ومِن ذلِك قَوْلهم: مَاله رُبْضٌ يَرْبِضُه. وَفِي الأَسَاسِ: وَمن المَجَاز: مَا رَبَضَ امْرَأَةً أَمْثَلُ من أُخْت، أَي كَانَتْ رُبْضاً لَهَا ومَسْكَناً، كَمَا تَقُول أَبَوْتُه وأَمَمْتُه، أَي كُنتُ لَه أَباً وأُمّاً.
الرُّبْضُ: عَيْنُ ماءٍ الرُّبْضُ: جَمَاعَةُ الطَّلْحِ والسَّمُرِ، وقِيلَ: جَمَاعَةُ الشَّجَرِ المُلْتَفِّ. والرُّبْضَةُ بالضَّمِّ: القِطْعَةُ العَظِيمَةُ مِنَ الثَّرِيدِ، عَن ابْن دُرَيْد. الرُّبْضَةُ: الرَّجُلُ المُتَرَبِّضُ، أَي المُقِيمُ العَاجِزُ، كالرُّبَضَةِ، كهَمَزَةٍ، وَهُوَ مَجَاز. قَالَ اللَّيْث: الرِّبْضَةُ، بالكَسْر: مَقْتَلُ كُلِّ قَوْمٍ قُتِلُوا فِي بُقْعَةٍ وَاحِدَةٍ، وضَبَطَه الصّاغَانِيّ فِي التَّكْمِلَة بالتَّحْرِيك فوَهِم، وَهُو فِي العُبَابِ على الصحّة.
قَالَ إِبراهيمُ الحَرْبِيّ: قَالَ بَعْضُهم: رأَيْتُ القُرَّاءَ يَوْمَ الجَمَاجِمِ رِبْضَةً. الرِّبْضَةُ: الجُثَّةُ. قَالَ ابْن دُرَيْد: وَمِنْه قَوْلهُم: ثَرِيدٌ كَأَنَّهُ رِبْضَةُ أَرْنَبٍ، أَي جُثَّتُه. هكَذا فِي النُّسَخ، والصَّوَاب جُثَّتُهَا، بدَلِيل قَوْلِه فِيمَا بَعْد: جَاثِمَةً: بارِكَةً. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلم أَسْمَعْ بِهِ إِلاَّ فِي هذَا المَوْضِع. ويُقَال: أَتانَا بتَمْرٍ مِثْلِ رِبْضَةِ الخَرُوفِ، أَي قَدْرِ الخَرُوفِ الرَّابِضِ. وَمِنْه أَيضاً: كَرُبْضَةِ العَنْزِ، بالضَّمِّ والكَسْر، أَي جُثَّتَها إِذا بَرَكَتْ. الرِّبْضَةُ من النَّاسِ: الجَمَاعَةُ مِنْهُم، وكَذَا من الغَنَمِ. يُقَال: فِيهَا رِبْضَةٌ من النَّاس، والأَصْلُ للغَنَمِ، كَمَا فِي اللِّسَان. قَالَ ابنُ دُرَيْد: رَبَضَتِ الشَّاةُ وغَيْرُهَا من)
الدَّوَابِّ، كالبَقَر والفَرَسِ والكَلْبِ تَرْبِضُ، من حَدّ ضَرَبَ، رَبْضاً ورَبْضَةً، بفَتْحِهِمَا، ورُبُوضاً، بالضَّمّ، ورِبْضَةً حَسَنَةً، بالكَسْرِ، كبَرَكَت، فِي الإِبِل، وجَثَمَتْ، فِي الطَّيْر. ومَوَاضِعُهَا مَرَابِضُ، كالمَعَاطِنِ للإِبل. وأَرْبَضَها غَيْرُهَا، كَذَا فِي النُّسَخِ. وَلَو قَال: هُوَ، بَدَلَ غَيْرها كَانَ أَخصَرَ. أَمّا قولُه صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم للضّحّاكِ ابْن سُفيانَ بْنِ عَوْن العامِرِيّ أَبِي سَعِيدٍ وَقد بَعَثَهُ إِلى قَوْمِه بَنِي عامرِ بْنِ صَعْصَعَةَ بْن كِلاب إِذا أَتَيْتَهُمْ فارْبِضْ فِي دارِهم ظَبْياً. قَالَ ابنُ سِيدَه: قِيلَ فِي تَفْسِيره قَوْلاَنِ: أَحدُهُمَا: أَي أَقمْ فِي دِيَارِهِم آمِناً كالظَّبْيِ الآمِنِ فِي كِنَاسِه، قد أَمِنَ حَيْثُ لَا يَرَى إِنْسِيّاً، وَهُوَ قَوْلُ ابنِ قُتَيْبَةَ عَن ابْنِ الأَعْرابِيّ. أَو المَعْنَى: لاَ تَأْمَنْهُم، بل كُنْ يَقِظاً مُتَوَحِّشاً مُسْتَوْفِزاً، فإِنَّكَ بَيْنض أَظْهُرِ الكَفَرَةِ، فإِذا رَابَكَ مِنْهُم رَيْبٌ، نَفَرْتَ عَنْهُم شَارِداً، كَمَا يَنْفِرُ الظَّبِيُ، وَهُوَ قَوْلُ الأَزْهَرِيّ: وظَبْياً فِي القَوْلَيْنِ مُنْتَصِبٌ على الحالِ، وأَوقَعَ الاسْمُ مَوْقِعَ اسْمِ الفَاعِل، كأَنَّه قَدَّرَه مُتَظَبِّياً كَمَا حَكَاه الهَرَوِيّ فِي الغَرِيبَيْن. قُلتُ: والَّذِي صَرَّحَ بِهِ الحافِظُ الذَّهَبِيُّ وغَيْرُه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم إِنَّما أَرْسَلَه إِلى مَنْ أَسْلَم مِنْ قَوْمِه، وكَتَب إِليه أَن يُوَرِّثَ امرأَةَ أَشْيَمَ الضِّبَابِيّ من دِيَةِ زَوْجِهَا، فالوَجْهُ الأَوَّلُ هُوَ المُنَاسِبُ للمَقَام، ولأَنَّه كَانَ أَحَدَ الأَبْطَالِ مَعْدُوداً بمائِةِ فارِس، كَمَا رُوِيَ ذَلِك، وَكَانَ مُسْتَوْحِشاً مِنْهُم، فَطَمَّنَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم، وأَزالَ عَنهُ الوَحْشَةَ والخَوْفَ، وأَمَرَهُ بأَن يَقَرَّ فِي بُيُوتِهِم قَرَارَ الظَّبْيِ فِي كِنَاسِه، وَلَا يَخْشَى من بأْسِهِم، فتَأَمَّلْ. فِي حَدِيث الفِتَنِ رُوِيَ عَن النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم أَنَّه ذَكَرَ من أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَنْطِقَ الرُّوَيْبِضَةُ فِي أُمُورِ العَامَّة وَهُوَ تَصْغِير الرَّابِضَةِ، وَهُوَ الَّذِي يَرْعَى الرَّبِيضَ، كَمَا نَقَلَه الأَزْهَرِيّ. وبَقِيَّةُ الحَدِيثِ: قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: الرَّجُلُ التَّافِهُ أَي الحَقِيرُ يَنْطِقُ فِي أَمْرِ العَامَّةِ. وَهَذَا تَفْسِيرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم لِلْكَلِمةِ. بأَبِي وأُمّي، وَلَيْسَ فِي نَصِّه كَلمةُ أَيْ، بَيْنَ التّافِه والحَقِير.
قلتُ: وقَرَأْتُ فِي الكَامل لِابْنِ عَدِيٌّ فِي تَرْجَمَة مُحَمّد بْنِ إِسحاقَ عَن عَبْدِ الله بنِ دِينَار عَن أَنسٍ، قِيلَ: يَا رَسُولَ الله، مَا الرُّوَيْبِضَةُ قَالَ: الفاسقُ يَتَكَلَّم فِي أَمرِ العَامَّة انْتَهَى. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: ومِمّا يُثْبِت ُ حَدِيثَ الرُّوَيْبِضَةِ الحَدِيثُ الآخَرُ من أَشرَاطِ السَّاعَةِ أَن يُرَى رعَاءُ الشاءِ رُؤُوسَ النَّاسِ. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: الرُّوَيْبِضَةُ هُوَ الَّذِي يَرْعَى الغَنَم، وَقيل: هُوَ العَاجِز الَّذِي رَبَضَ عَن مَعَالِي الأُمُورِ وقَعَدَ عَن طَلَبِهَا: وزِيَادَةُ الهاءِ فِي الرّابِضَةِ لِلْمُبَالَغَةِ. كَمَا يُقَال دَاهِيَة قَالَ: والغَالِبُ عِنْدِي أَنَّه قِيلَ للتّافِهِ من النّاسِ: رابِضَةٌ ورُوَيْبِضَةٌ، لِرُبُوضه فِي بَيْتِه وقِلَّةِ)
انْبِعَاثِه فِي الأُمُور الجَسِيمَةِ. قَالَ: مِنْهُ قيل: رَجُلٌ رُبُضٌ على، هكَذَا فِي النُّسَخ، وصَوَابُه عَن الحَاجَاتِ والأَسْفَار، بضَمَّتَيْن، إِذا كَانَ لاَ يَنْهَضُ فِيهَا، وَهُوَ مَجاز. وَقَالَ اللِّحْيَانِيّ: أَي لَا يَخْرُج فِيهَا. من المَجَازِ: قَالَ اللَّيْثُ: فانْبَعَثَ لَه وَاحدٌ من الرَّابِضَة، قَالَ: الرّابِضَة: ملائِكَةٌ أُهْبِطُوا مَعَ آدمَ عَلَيْه السَّلامُ يَهْدُون الضُّلاَّلَ. قَالَ ولَعَلَّه من الإِقَامَةِ. فِي الصّحاح: الرَّابِضَةُ بَقِيَّةُ حَمَلَةِ الحُجَّةِ، لَا تَخْلُو الأَرْضُ مِنْهُم. وَهُوَ فِي الحَدِيث ونَصُّ الصِّحَاح: مِنْهُ الأَرْضُ. من المَجَازِ: الرَّبُوضُ، كصَبُورٍ: الشَّجَرَةُ العَظِيمَةُ، قَالَه أَبو عُبَيْدٍ، زَاد الجَوْهَرِيّ: الغَلِيظَةُ، وَــزَاد غَيْرُه: الضَّخْمَة. وَقَوله: الوَاسِعَة. مَا رَأَيْتُ أَحداً من الأَئِمَّةِ وَصَفَ الشَّجَرَةَ بِهَا، وإِنَّمَا وَصَفُوا بهَا الدِّرْعَ والقِرْبَةُ، كَمَا سَيَأْتِي. وأَنشدَ الجَوْهَرِيّ قَوْلَ ذِي الرُّمَّة:
(تَجَوَّفَ كُلَّ أَرْطَاةٍ رَبُوضٍ ... مِنَ الدَّهْنَا تَفَرَّعَتِ الحِبَالاَ)
والحِبَالُ: الرِّمَالُ المُسْتَطِيلَةُ. ج: رُبُضٌ، بضَمَّتَيْن. وَمِنْه قَولُ العَجَّاج يَصف النِّيرَان: فهُنَّ يَعْكِفْنَ بهِ حَجَا برُبُضِ الأَرْطَى وحِقْفٍ أَعْوَجَا عَكْفَ النَّبِيطِ يَلْعَبُون الفَنْزَجَا الرَّبُوضُ: الكَثِيرَةُ الأَهْل من القُرَى، نَقَله الصّاغَانِيّ. وَيُقَال: قَرْيَةُ رَبُوضٌ: عَظِيمَةٌ مُجْتَمِعَةٌ.
وَمِنْه الحَدِيث: إِنّ قَوْماً من بَنِي إِسرائيلَ بَاتُوا بقَرْيَةٍ رَبُوضٍ. من المَجَاز: الرَّبُوضُ: الضَّخْمَةُ مِنَ السَّلاسلِ، وأَنشَدَ الأَصْمَعِيّ:
(وَقَالُوا رَبُوضٌ ضَخْمَةٌ فِي جَرَانِهِ ... وأَسْمَرُ من جِلْدِ الذِّرَاعَيْنِ مُقْفَلُ)
أَراد بالرَّبُوضِ سِلْسِلَةً رَبُوضاً أُوثِقَ بهَا، جَعَلَهَا ضَخْمَةً ثَقِيلَةً. وأَرادَ بالأَسْمَرِ قِدّاً غُلَّ بِهِ فيَبِسَ عَلَيْهِ. وَمِنْه حَدِيثُ أَبِي لُبَابَةَ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّه ارْتَبَطَ بسِلْسلَةٍ رَبُوض إِلى أَن تَابَ اللهُ عَلَيْه قَالَ القُتَيْبِيّ: هِيَ الضَّخْمَة الثَّقِيلَةُ، زَاد غَيْرُه: الَّلازِقَةُ بصَاحِبهَا، وفَعُولٌ منْ أَبْنِيَة المُبَالَغَة يَسْتوِي فِيهِ المُذَكَّر والمُؤَنَّث. من المَجَازِ: الرَّبُوضُ: الوَاسِعَةُ من الدُّرُوعِ، وَيُقَال هِيَ الضَّخْمَة، كَمَا فِي الأَساس. قلت: وَقد رَوَى الصَّاغَانِيُّ حَدِيثَ أَبي لُبَابَةَ بتَمَامِه بسَنَدٍ لَهُ مُتَّصِل، وذَكَرَ فِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم هُوَ الَّذِي حَلَّه. وقَرَأَتُ فِي الرَّوْض للسُّهَيْليّ أَنَّ الَّذِي حَلَّه فاطمةُ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، ولمَّا أَبَى لأَجْلِ قَسَمِه، قَالَ صلى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم: إِنَّمَا فَاطِمَةُ بِضْعَةٌ مِنِّي فحَلَّتْهُ. فانْظُره. فِي حَديثِ مُعَاوِيَةَ: لَا تَبْعَثُوا الرَّابِضَيْنِ الرَّابِضَانِ: التُّرْكُ)
والحَبَشَةُ، أَي المُقِيمَيْنِ السَّاكِنَيْن، يُرِيد: لَا تُهَيِّجُوهم عَلَيْكم مَا دَامُوا لَا يَقْصدُونَكُم. قلت: وهُو مِثْلُ الحَدِيث الآخر اتْرُكُوا التُّرْكَ مَا تَرَكُوكُم، ودَعُوا الحَبَشَةَ مَا وَدَعُوكم. والرَّبِيضُ، كأَمِيرٍ: الغَنَمُ برُعَاتهَا المُجْتَمعَةُ فِي مَرَابِضها،كأَنَّه اسمٌ للجَمْع، كالرِّبْضَة، بالكَسْر. يُقَال: هَذَا رَبِيضُ بَنِي فُلانٍ ورِبْضَتُهم. قَالَ امرُؤُ القَيْسِ.
(ذَعَرْتُ بِهِ سِرْباً نَقِيّاً جَلُودُه ... كَمَا ذَعَرَ السِّرْحَانُ جَنْبَ الرَّبِيضِ)
الرَّبِيضُ: مُجْتَمَعُ الحَوَايَا، كالمَرْبضِ، كمَجْلِسٍ ومَقْعَدٍ، والرَّبَض، مُحَرَّكَةً أَيضاً، كُلُّ ذلِكَ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ. الرَّبَّاض، ككَتّانٍ: الأَسَدُ الَّذِي يَرْبِضُ على فَرِيسَتِه. قَالَ رُؤْبَةُ: كَمْ جَاوَزَتْ مِنْ حَيَّةٍ نَضْنَاضِ وأَسَدٍ فِي غِيلِهِ قَضْقَاضِ لَيْثٍ على أَقْرَانِه رَبَّاضِ قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: رَبَضَه يَرْبِضُهُ ويَرْبُضُهُ: أَوَى إِلَيْه كَذَا فِي العُبَاب، وَقد سَبَقَ أَنَّ ابنَ الأَعْرَابِيّ رَجَعَ عَن اللُّغَة الثَّانِيَةِ. من المَجازِ: رَبَضَ الكَبْشُ عَن الغَنَمِ يَرْبِضُ رُبُوضاً: تَرَكَ سِفَادَهَا. وَفِي الأَسَاسِ: ضِرَابَهَا، ومِثْلُه فِي الصّحاح. حَسَرَ وعَدَلَ عَنْهَا، أَو عَجَزَ عَنْهَا، وَلَا يُقَال فِيهِ: جَفَرَ. وَقَالَ ابْن عَبّادٍ والزَّمَخْشَرِيّ: يُقَالُ للغَنَم إِذا أَفْضَتْ وَحَمَلَتْ: قَدْ رُبِضَ عَنْهَا. رَبَضَ الأَسَدُ على فَرِيسَتِه، رَبَضَ: القِرْنُ على قِرْنِه، إِذا بَرَكَ عَلَيْه، وَهُوَ رَبّاضٌ، فيهمَا.
من المَجَازِ: رَبَضَ اللَّيْلُ: أَلقَى بنَفْسِه، ولَيْلٌ رَابِضٌ على المَثَلِ، قَالَ: كأَنَّهَا وقَدْ بَدَا عُوَارِضُ واللَّيْلُ بَيْنَ قَنَوَيْنِ رَابِضُ بجَلْهَةِ الوَادِي قَطاً رَوَابِضُ والتِّرْباضُ، بالكَسْرِ: العُصْفُرُ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ. قَالَ ابنُ عَبّاد: أَرْبَضَ أَهْلَهُ وأَصْحَابَه، إِذا قَامَ بنَفَقَتْهم. كَمَا فِي العُبَابِ. فِي الصّحاح: أَرْبَضَتِ الشَّمْسُ، إِذا اشْتَدَّ حَرُّهَا حَتَّى يَرْبِضَ الظَّبْيُ والشَّاةُ، أَي مِنْ شِدَّةِ الرَّمْضَاءِ، وَهُوَ قَوْلُ الرِّيَاشيّ. وَفِي العُبَاب: أَرْبَضَت الشَّمْسُ: أَقَامَتْ كَمَا تَرْبِضُ الدَّابَّةُ، فبَلَغَتْ غَايَةَ ارْتِفَاعِهَا، ولَمْ تَبْدَأْ للنُّزولِ، وَبِه فُسِّرَ حَدِيثُ الأَنْصَارِيَّة.
وَهُوَ مَجَاز. من المَجازِ: أَرْبَضَ: الإِناءُ القَوْمُ: أَرْوَاهُم. يُقَال: شَرِبُوا حَتَّى أَرْبضَهُمُ الشَّرَابُ. أَي أَثْقَلَهُمْ من الرِّيِّ حَتَّى رَبَضُوا، أَي ثَقُلُوا، ونَامُوا مُمْتَدِّين عَلَى الأَرْض. وإِنَاءٌ مُرْبِضٌ.)
وَفِي حَدِيث أُمّ مَعْبَدٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَليه وسلَّم لَمّا قَالَ عِنْدَها دَعَا بإِناءٍ يُرْبِضُ الرَّهْطَ.
قَالَ أَبو عُبَيْد: مَعْنَاه يُرْويهم حَتَّى يُثْقلَهُمْ فيَرْبِضُوا فيَنَامُوا، لكَثْرَة اللَّبَن الَّذِي شَرِبُوه، ويَمْتَدُّوا على الأَرْضِ. ومَنْ قَالَ: يُرِيضُ الرَّهْطَ فهُوَ من أَراضَ الوَادِي. وقَدْ ذَكَرَ الجَوْهَرِيُّ الوَجْهَيْنِ.
وَقَالَ: وقَوْلُهم: دَعَا بإِنَاءٍ، إِلَى آخِرِه. والصَّحِيحُ أَنَّه حَدِيثٌ، كَمَا عَرَفْتَ، وَقد نَبَّه عَلَيْهِ الصّاغَانِيّ فِي التَّكْمِلَةِ. وتَرْبِيضُ السِّقَاءِ بالمَاءِ: أَنْ تَجْعَلَ فِيهِ مَا يَغْمُرُ قَعْرَهُ، نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ عَن ابْن عَبّاد، وَقد رَبَّضَه تَرْبِيضاً. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه: رَبَّضَ الدّابَّةَ تَرْبِيضاً كَأَرْبَضَها وَيُقَال للدَّابَّة: هِيَ ضَخْمَةُ الرِّبْضَةِ، أَي ضَخْمَةُ آثَارِ المرْبَطِ. وأَسَدٌ رابِضٌ، كرَبّاضِ، وَمِنْه المَثَلُ: كَلْبٌ جَوَّالٌ خَيْرٌ من أَسَدٍ رَابِضِ. وَفِي رِوَايَة: من أَسَدٍ رَبَضَ. ورَجلٌ رَابِضٌ: مَرِيضٌ، وَهُوَ مَجَازٌ. والرُّبُوضُ، بالضَّمّ، مَصْدَرُ الشَّيْءِ الرَّابِضِ، وأَيْضاً جَمْعُ رَابِضٍ. وَمِنْه حَدِيثُ عَوْفِ بن مَالك رَضِيَ الله عَنهُ أَنَّهُ رَأَى فِي المَنَامِ قُبَّةً من أَدَمٍ حَوْلَها غَنَمٌ رُبُوضٌ أَي رَابِضَة.
والرِّبْضَةُ، بالكَسْرِ: الرَّبِيضُ. ويُقَال للأَفْطَسِ: أَرْنَبَتُهُ رَابِضَةٌ على وَجْهِه، أَي مُلْتَزِقَةٌ، وَهُوَ مَجَاز، قَالَه اللَّيْثُ. والرَّبَضُ، بالتَّحْرِيك: الدُّوَّارَةُ من بَطْنِ الشَّاةِ، وَقيل: الرَّبَضُ: أَسْفَلُ من السُّرَّةِ. والمَرْبِضُ: تَحْتَ السُّرَّةِ وفَوْقَ العَانَةِ. ورَبَضُ النَّاقَةِ: بَطْنُهَا، قَالَه اللَّيْث، وَقد تَقَدَّم عَن الأَزْهَرِيّ إِنْكَارُه، وَقيل: إِنَّمَا سُمِّيَ بذلِكَ لأَنَّ حُشْوَتَها فِي بَطْنِهَا. ورَبَّضْتُه بالمَكَانِ تَرْبِيَضاً: ثَبَّتُّه. قيلَ: وَمِنْه الرَّبَضُ: امْرَأَةُ الرَّجُلِ، لأَنَّهَا تُثَبِّتُهُ فَلَا يَبْرَحُ. وتَرَكْتُ الوَحْشَ رَوَابِضَ. وَهُوَ مَجَاز. وحَلَبَ مِنَ اللَّبَنِ مَا يُرْبِضُ القَوْمَ، أَي يَسَعُهُم. وَهُوَ مَجَاز. وقِرْبَةٌ رَبُوضٌ: كَبِيرَةٌ لَا تَكَادُ تُقَلُّ، فَهِيَ رَابِضَةٌ أَو يَرْبِضُ مَنْ يُرِيدُ إِقْلالَهَا وَهُوَ مَجَازٌ. ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ عَن ابْن السِّكِّيت: يُقَال: فُلانٌ مَا تَقُومُ رَابِضَتُه، إِذا كَانَ يَرْمِي فيَقْتُلُ، أَو يَعِينُ فيَقْتُل، أَي يُصِيبُ بالعَيْن. قَالَ: وأَكْثَرُ مَا يقَال فِي العَيْنِ. انْتَهَى. وكَذلِك: مَا تَقومُ لَهُ رَابِضَةٌ، وهُوَ مَثَلٌ، وعَجِيبٌ من المُصَنِّف تَرْكُه. والرّابِضَةُ: العَاجِزُ عَن مَعالِي الأُمورِ. وَفِي الحَدِيث كرَبِيضَةِ الغَنَمِ أَي كالغَنَمِ الرُّبَّضِ.
وصَبَّ اللهُ عَلَيْهِ حُمَّى رَبِيضاً. أَي من يَهْزَأُ بِه. وَيُقَال: أَقامَتِ امْرَأَةُ العِنِّينِ عِنْدَه رُبْضَتَهَا، بالضَّمِّ، أَي قَدْرَ مَا عَلَيْهَا أَنْ تَرْبِضَ عِنْدَه، وَهِي سَنَةٌ، وَهُوَ مَجَاز. وَيُقَال: صِدْتُ أَرْنَباً رَبُوضاً أَي بَارِكَةً. وَيُقَال: الْزَمُوا رَبَضَكم، وَهُوَ مَسْكَنُ القَوْمِ على حِيَالِه، وَهُوَ مَجَاز. ورِبَاضٌ ومُرَبِّضٌ ورَبَّاضٌ، ككِتَابٍ ومُحَدِّثٍ وشَدَّادٍ: أَسماءٌ. والرَّبَضُ، مُحَرَّكَةً: مَوْضِعٌ قبلَ قُرْطُبَةَ.
ومَوْضِعٌ آخَرُ مُتَّصَلٌ بقَصْرِ قُرْطُبَةَ، مِنْهُ يُوسُفُ بنُ مَطْرُوحٍ الرَّبَضِيّ، تَفَقَّه على أَصحابِ)
مالِكٍ. وَقَالَ ابْنُ الأَثِير: الرَّبَضُ: حَيٌّ من مَذْحَجٍ. والرَّبَضُ: اسمُ مَا حَوْلَ الرَّقَّةِ. مِنْهُ الحَسَنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمن الرَّبَضِيّ الرِّقِّيّ البَزّاز، نَقله السَّمْعَانِيّ. ومِنْ رَبَضِ أَصْبَهَانَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْن عَلِيّ الرَّبَضِيُّ. وَمن رَبَضِ مَرْو: أَبو بَكْرٍ، أَحْمَدُ ابنُ بَكْرِ بنِ يُونُسَ الرَّبَضِيُّ المَرْوَزِيُّ. وَمن رَبَضِ بَغْدَادَ، أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ الضَّرِيرُ.

ربض


رَبَضَ(n. ac. رَبْض
رَبْضَة
رُبُوْض)
a. Lay down (animal).
b.
(n. ac.
رَبْض
رُبُوْض), Lodged, took up his quarters with, in.
رَبَّضَa. Made to lie down.

أَرْبَضَa. Housed (cattle).
b. Was burning hot (sun).
تَرَبَّضَa. Remained, was detained in a place through
indisposition.

رَبْضa. Wife; mother; sister.

رِبْضa. see 25
رِبْضَةa. Heap of corpses.
b. Body.
c. see 25
رَبَض
(pl.
أَرْبَاْض)
a. Resting-place; lodging; covert; enclosure for cattle
fold, pen.
b. Environs, suburbs.
c. Intestines.
d. see 1
مَرْبِض
(pl.
مَرَاْبِضُ)
a. Enclosure for cattle; fold, pen.

رَبِيْضa. Flocks or herds ( when penned up ).

رَبُوْض
(pl.
رُبُض)
a. Great, big, large.
b. Populous, thriving (village).

بطن

بطن


بَطَنَ(n. ac. بَطْن
بُطُوْن)
a. Was hidden.
b. Penetrated.

بَطِنَ(n. ac. بَطَن)
بَطُنَ(n. ac. بَطَاْنَة)
a. Was, became big, inflated, distended; was
big-bellied.

بَطَّنَa. Lined.
b. Tightened the girth of (horse).

بَاْطَنَa. Confided in.

أَبْطَنَa. see II
تَبَطَّنَa. Was lined.
b. Compressed.

إِسْتَبْطَنَa. Penetrated.

بَطْن
(pl.
بُطُوْن)
a. Belly; paunch.

بِطْنَةa. Gluttony.

بَطِنa. Big-bellied, paunchy.
b. Glutton.

بَاْطِن
(pl.
بَوَاْطِنُ)
a. Hidden: inner, inward, internal; intrinsic;
esoteric.
b. Recess ( of the mind ).
بِطَاْن
(pl.
بُطْن
أَبْطِنَة)
a. Girth.

بِطَاْنَة
(pl.
بَطَاْئِنُ)
a. Lining, inner-covering.
b. Secret.
c. Intimate (friend); kinsman.
بَطِيْنa. see 5
مِبْطَاْنa. see 5
مُبَطَّنَة
a. Felucca, bark.
(بطن) : أًبطَنْتُ الثوبَ: مثل بَطَّنْتُه.
(ب ط ن) : (الْمَبْطُونُ) الَّذِي يَشْتَكِي بَطْنَهُ (وَقَوْلُهُ) إنْ شَهِدَ لَهَا مِنْ بِطَانَتِهَا أَيْ مِنْ أَهْلِهَا وَخَاصَّتِهَا مُسْتَعَارٌ مِنْ بِطَانَةِ الثَّوْبِ.
(بطن) بَطنا أَصَابَهُ الْبَطن وبطر وَكثر مَاله فَهُوَ بطن

(بطن) بطانة عظم بَطْنه وَيُقَال بطن الْمَكَان بعد فَهُوَ بطين

(بطن) اعتل بَطْنه فَهُوَ مبطون
ب ط ن : الْبَطْنُ خِلَافُ الظَّهْرِ وَهُوَ مُذَكَّرٌ وَالْجَمْعُ بُطُونٌ وَأَبْطُنٌ وَالْبَطْنُ دُونَ الْقَبِيلَةِ مُؤَنَّثَةٌ وَإِنْ أُرِيدَ الْحَيُّ فَمُذَكَّرٌ وَالْجَمْعُ كَمَا تَقَدَّمَ وَبَطَنَ الشَّيْءُ يَبْطُنُ مِنْ بَابِ قَتَلَ خِلَافُ ظَهَرَ فَهُوَ بَاطِنٌ وَبَطَنْتُهُ أَبْطُنُهُ عَرَفْتُهُ وَخَبَرْتُ بَاطِنَهُ وَالْبِطَانَةُ بِالْكَسْرِ خِلَافُ الظِّهَارَةِ وَبُطِنَ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فَهُوَ مَبْطُونٌ أَيْ عَلِيلُ الْبَطْنِ وَبِطَانُ الرَّجُلِ مِثْلُ: الْحِزَامِ وَزْنًا وَمَعْنًى. 
(بطن) - قَولُه تَعالَى: {بَطائِنُها مِنْ إسْتَبْرقٍ} .
البَطَائِن: حمع البِطَانة، وهي ضدُّ الظَّواهِر وما تَحتَها، وقيل بَطائِنُها: ظَوَاهِرُها، وظَهْرُ السَّماء وبَطنُها واحد: أي وَجْهها، وكُلُّ شىءٍ مُبطَّن له وَجْهان، كُلّ وجه بِطانَةٌ للوَجْهِ الآخر.
- في الحديث في صِفَة القُرآن: "لِكُلِّ آيةٍ مبها ظَهْرٌ وبَطْنٌ".
قيل: البَطْن: ما احْتِيج إلى تَفسِيره، والظَّهْر: ما ظَهَر منه بَيانُه.
- وفي حديث عَطَاء: "بَطَنَت بك الحُمَّى".
: أي أثَّرت في باطنك، يقال: بَطَنه الدَّاءُ يَبطِنه بُطوناً: دخل بَطْنَه.
- في بعض الأحادِيث: "غَسْل البَطِنَة": أي الدُّبُر.
- في صفة على رضي الله عنه "أَنْزَعُ، بَطِينٌ".
البَطِين: العَظِيم البَطْن، والمِبْطان أيضا والمبطون، وبَطِن بَطَنًا: عَظُم بطنه، وقيل: المِبْطانُ: الكَثِير الأَكْل، والمُبَطَّن: الخَمِيصُ البَطْن.
- في حديث عَلِىّ : "كَتَب على كُلِّ بَطْن عُقُولَه". البَطْن: ما دُونَ القَبِيلة، والفَخِذ: ما دون البَطْن: أي كُتِب عليهم ما تَغْرَمه العاقِلَةُ من الدِّيات، فبَيَّن ما عَلَى كُلِّ قومٍ منهم.
- في الحديث: "يُنادِى مُنادٍ من بُطْنان العَرْش".
البَطْن: المُنْخَفِض من الأرْض، وجَمعُه بُطونٌ وبُطْنَان، وضِدُّه الظَّهر. وجَمعُه ظُهورٌ وظُهْران، وبُطْنان الرِّيش وظُهْرانُه كذلك، وبُطْنان الرَّبِيع: صَمِيمُه، فكان بُطنانَ العَرشِ أَصلُه أيضا.
- في الحَدِيث: "رجلٌ ارتَبطَ فرساً ليَسْتَبْطِنَها".
: أي لِيَطلُب ما في بَطْنِها من النِّتاج.
ب ط ن: (الْبَطْنُ) ضِدُّ الظَّهْرِ وَهُوَ مُذَكَّرٌ، وَعَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ أَنَّ تَأْنِيثَهُ لُغَةٌ. وَ (الْبَطْنُ) أَيْضًا دُونَ الْقَبِيلَةِ. وَ (بُطْنَانُ) الْجَنَّةِ وَسَطُهَا. وَ (بَطَنَ) الْوَادِيَ دَخَلَهُ، وَبَطَنَ الْأَمْرَ عَرَفَ بَاطِنَهُ، وَبَابُهُمَا نَصَرَ، وَمِنْهُ (الْبَاطِنُ) فِي صِفَةِ اللَّهِ تَعَالَى. وَ (بَطَنَ) بِفُلَانٍ صَارَ مِنْ خَوَاصِّهِ، وَبَابُهُ دَخَلَ وَكَتَبَ. وَ (بُطِنَ) الرَّجُلُ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ اشْتَكَى بَطْنَهُ. وَ (بَطِنَ) مِنْ بَابِ طَرِبَ عَظُمَ بَطْنُهُ مِنَ الشِّبَعِ. وَ (الْبِطَانُ) لِلْقَتْبِ الْحِزَامُ الَّذِي يُجْعَلُ تَحْتَ بَطْنِ الْبَعِيرِ، يُقَالُ: الْتَقَتْ حَلْقَتَا الْبِطَانِ، لِلْأَمْرِ إِذَا اشْتَدَّ. وَ (بِطَانَةُ) الثَّوْبِ بِالْكَسْرِ ضِدُّ ظِهَارَتِهِ. وَبِطَانَةُ الرَّجُلِ وَلِيجَتُهُ، وَ (أَبْطَنَهُ) جَعَلَهُ مِنْ خَوَاصِّهِ وَ (بَطَّنَ) الثَّوْبَ (تَبْطِينًا) جَعَلَ لَهُ بِطَانَةً. وَ (اسْتَبْطَنَ) الشَّيْءَ. قُلْتُ: اسْتَبْطَنَ الشَّيْءَ دَخَلَ فِي بَطْنِهِ تَقُولُ مِنْهُ: اسْتَبْطَنَ الْوَادِيَ وَنَحْوَهُ، وَاسْتَبْطَنَ الشَّيْءَ أَخْفَاهُ، وَاسْتَبْطَنَ الشَّيْءَ طَلَبَ مَا فِي بَطْنِهِ. وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: (تَبَطَّنَ) الْكَلَأَ جَوَّلَ فِيهِ. وَ (الْبِطْنَةُ) الِامْتِلَاءُ الشَّدِيدُ مِنَ الطَّعَامِ يُقَالُ: لَيْسَ لِلْبِطْنَةِ خَيْرٌ مِنْ خَمْصَةٍ تَتْبَعُهَا. وَ (الْبَطِنُ) الَّذِي لَا يَهُمُّهُ إِلَّا بَطْنُهُ. وَ (الْمَبْطُونُ) الْعَلِيلُ الْبَطْنِ. وَ (الْمِبْطَانُ) الَّذِي لَا يَزَالُ عَظِيمَ الْبَطْنِ مِنْ كَثْرَةِ الْأَكْلِ. وَ (الْمُبَطَّنُ) الضَّامِرُ الْبَطْنِ وَالْمَرْأَةُ مُبَطَّنَةٌ وَ (الْبَطِينُ) الْعَظِيمُ الْبَطْنِ، وَالْبَطِينُ أَيْضًا الْبَعِيدُ، يُقَالُ: شَأْوٌ بَطِينٌ. 
ب ط ن

ألقت الدجاجة ذا بطنها. ونثرت المرأة للزوج بطنها إذا أكثرت الولد. وبطنه وظهره: ضربهما منه. وقد بطن فلان إذا اعتل بطنه. وهو مبطون وبطين ومبطان ومبطن أي عليل البطن وعظيمه وأكول وخميص. وأبطن البعير: شد بطانه. وباطنت صاحبي: شددته معه. وبطن ثوبه بطانة حسنة، وبطائن ثيابهم الديباج. وهم أهل باطنة الكوفة، وإخوانهم أهل ضاحيتها.

ومن المجاز: رش سهمك بظهران، ولا ترشه ببطنان؛ وهو في بطنان الشباب أي في وسطه. والبحبوحة بطنان الجنة. قال الراعي:

فإن يود ربعي الشباب فقد أرى ... ببطنانه قدام سرب أوانقه

أي يونقني السرب وأونقه. وطلع البطين وهو بطن الحمل. قال:

وقاء عليه الليث أفلاذ كبده ... وكهله قلد من البطن مردم

ونزلوا بطن الوادي، وهم في بطن مكة. وبطنه من أكرم بطون العرب. واستبطن الشيء: دخل بطنه، كما يستبطن العرق اللحم. واستبطن أمره: عرف باطنه. وتبطن الكلأ: جول فيه وتوسطه. قالت الخنساء:

فجاء يبشر أصحابه ... تبطنت يا قوم غيثاً خصيباً

وتبطن الجاية: جعلها بطانة له. قال امرؤ القيس:

ولم أتبطن كاعباً ذات خلخال

وفلان مجرب قد بطن الأمور، كأنه ضرب بطونها عرفاناً بحقائقها.

ويقال: أنت أبطن بهذا الأمر خبره، وأطول له عشره. وهو بطانتي وهم بطانتي، وأهل بطانتي. وإذا اكتريت، فاشترط العلاوة والبطانة وهي ما يجعل تحت العكم من قربة ونحوها. ونزت به البطنة أي أبطره الغنى. وفلان عريض البطان أي غني. وشأو بطين: بعيد. قال زهير:

فبصبص بين أداني الغضى ... وبين عنيزة شأواً بطيناً

وتباطن المكان: تباعد.
بطن
البَطْنُ: خِلافُ الظَهْرِ. ورَجُلٌ بَطِيْنٌ: ضَخْمُ البَطْنِ، وهو الكَثِيرُ المالِ أيضاً. وبَطِنَ بَطَناً: عَظُمَ بَطْنُه. والمِبْطَانُ: العَظِيْمُ البَطْنِ.
والباطِنُ: ضِد الظّاهِرِ.
والبِطَانَةُ: باطِنُ الثَّوْبِ.
ولحَافٌ مُبَطَّنٌ. والباطِنَةُ من الكُوْفَةِ والبَصْرَةِ: مُجْتَمَعُهم في وَسَطِهما. وبَطْنُ الراحَةِ. وباطِنُ الإبْطِ. والنَعْمَةُ الباطِنَةُ: التي خَصَّتْ. وتَبَطَنْتُ في الأمْرِ: دَخَلْت فيه حتّى عَلِمْت باطِنَه. وتَبَطَّنْتُ الأرْضَ والكَلأ: جَولْتُ فيه.
وهو أبْطَنُ بالأمْرِ خِبْرَةً: أي أعْلَمُ بباطِنِه. والبِطْنَةُ: امْتِلاءُ البَطْنِ من الطَعَام، يُقال: نَزَتْ به البِطْنَةُ. ورَجُلٌ مَبْطُوْنٌ: به بَطَنٌ.
وألْقَتِ الدَجَاجَةُ بَطْنَها.
ونَثَرَتِ المَرْأةُ للزَّوْجِِ بَطْنَها: أكْثَرَتِ الوَلَدَ. وبَطَّنْتُ الدّابَةَ تَبْطِيْناً: ضَرَبْت بَطْنَها بالسَّوْطِ، وبَطَنْتُه - أيضاً - مُخَفَفٌ. ومنه قَوْلُهم: إذا ضَرَبْتَ موْقَراً فابْطُنْ لَهْ والأبْطَنُ في الذِّرَاعِ من الفرس: عِرْقٌ في باطِنِها.
ورَجُلٌ مِبْطَانٌ: وهو الذي يَغِيْبُ بالعَشِيّاتِ عن النّاسِ في الشُّرْبِ وغَيْرِه.
وهو - أيضاً -: الذي لا يَزَالُ يَأكُلُ دُوْنَ أصْحَابِه. وهو عَرِيْضُ البِطَانِ: أي كَثِيرُ المالِ.
والبِطَانَةُ: ما يُجْعَلُ تَحْتَ عِكْمَىِ البَعِيْرِ، يُقال: بَطَنْتُ البَعِيْرَ وأبْطَنْتُه: شَدَدْت بِطَانَه؛ وهو بمَنْزِلَةِ الحِزَام.
وابْتَطَنْتُ الفَحْلَ، واسْتَبْطَنْتُه ثَلاثَةَ أبْطُنٍ.
وغائِطُ بَطِيْنٌ: أي بَعِيْد، وكذلك شَأوٌ بَطِيْنٌ. وتَبَاطَنَ المَكانُ: بَعُدَ. وبِطَانَةُ الرجُلِ: وَليْجَتُه من القَوْمِ الذين يُدَاخِلُوْنَه. وبَطَنَ فلانٌ بفلانٍ يَبْطُنُ به بُطُوْناً: إذا كانَ خاصّاً به داخِلاً في أمْرِه. وأبْطَنْتَ فلاناً دُوْني: جَعَلْتَه أخَصَّ مني. وأبْطَنْتُ السَّيْفَ كَشْحي. والبَطْنُ من الأرْضِ: الغامِضُ، وجَمْعُه بُطْنَانٌ.
والبَطْنُ: القَبِيْلَةُ، وتَصْغِيْرُه بُطَيْنَةٌ. والبُطَيْنُ: نَجْم، يقول الساجِعُ: إذا طَلعَ البُطَيْن، اقْتُضِيَ الدَّيْن، وظَهَرَ الزيْن، واقْتُفِيَ العَطّارُ والقَيْن. ويقولونَ: إبْطَ بِطَانْ: زَجْرٌ للعَنْزِ.
[بطن] البَطنُ: خلاف الظهر، وهو مذكر. وحكى أبو حاتم عن أبي عبيدة أنَّ تأنيثه لغة. والبَطْنُ: دونَ القبيلة. والبَطْنُ: الجانب الطويل من الريش، والجمع بُطْنانٌ مثل ظهر وظهران، وعبد وعبدان. والبُطْنانُ أيضاً: جمع البَطْنِ، وهو الغامض من الأرض. وبَطْنانُ الجَنَّةِ: وسَطُها. وبَطَنْتُهُ: ضربتُ بَطْنَهُ. وقال: إذا ضربت موقرا فابطن له بين قصيراه وبين الجله أردا فأبطنه، فــزاد لاما. (*) وقال قومٌ: بَطَنَهُ وبَطَنَ له، مثل شَكَرَهُ وشَكَرَ له، ونَصَحَهُ ونَصَحَ له. وبَطَنْتُ الواديَ: دخلتُه. وبَطَنْتُ هذا الأمرَ: عرفت باطِنَهُ. ومنه الباطِنُ في صفة الله عزّ وجلّ. وبَطَنْتُ بِفُلانٍ: صرت من خواصه. وبُطِنَ الرجل، على ما لم يسمّ فاعله: اشتكى بَطْنَهُ. وبَطِنَ بالكسر يَبْطِنُ بَطَناً: عَظُمَ بطنه من الشبع. قال القلاخ: ولم تضع أولادها من البطن ولم تصبه نعسة على غدن والغدن: الاسترخاء والفترة. والبطان للقتب: الحزامُ الذي يجعل تحتَ بطن البعير: ويقال: " التقتْ حَلَقَتا البِطانِ " للأمر إذا اشتدّ. وهو بمنزلة التصدير للرَحْلِ. يقال منه: أَبْطَنْتُ البعير إبْطاناً، إذا شددتَ بطانَهُ. والأَبْطَنُ في ذراع الفرس: عِرْقٌ في باطنها، وهما أَبْطَنَانِ. وبِطَانَةُ الثوب: خلاف ظِهارته. وبِطانَةُ الرجل: وَليجَتُهُ. وأَبْطَنْتُ الرجل، إذا جعلته من خواصك. وأبطنت السيف كشحى. وبَطَّنْتُ الثوب تَبْطِيناً، إذا جعلتَ له بطانة. واستبطنت الشئ. وتبطنت الجاريةَ. قال امرؤ القيس: كَأَنّيَ لَمْ أركبْ جواداً لِلَذَّةٍ ولم أَتَبَطَّنْ كاعباً ذاتَ خَلْخالِ وتَبَطَّنْتُ الكلأ: جَوَّلْتُ فيه. وابْتَطَنْتُ الناقةَ عشرة أَبْطُنٍ، أي نَتَجتُها عشرَ مرات. والبِطْنَةُ: الكِظَّةُ، وهو أن تمتلئ من الطعام امتلاءً شديداً. يقال: ليس للبِطْنَةِ خيرٌ من خَمْصةٍ تتبعها. والبَطِن: النَهِمُ الذي لا يُهِمُّه إلا بَطْنُهُ. والمَبْطونُ: العليل البَطْنِ. والمِبْطانُ: الذي لا يزال عظيمَ البَطْنِ من كثرة الأكل. والمُبَطَّنُ: الضامرُ البَطْنِ. والمرأةُ مُبَطَّنَةٌ. قال ذو الرمة: رخيمات الكلام مُبَطَّناتٌ جَواعِلُ في البُرى قَصَباً خِدالا والبَطينُ: العظيم البَطْنِ. والبَطينُ: البعيد. يقال: شأوٌ بَطينٌ. والبطين من منازل القمر، وهو ثلاثة كواكب صغار مستوية التثليث كأنها أثافى، وهو بطن الحمل، وصغر لان الحمل نجوم كثيرة على صورة الحمل فالشرطان قرناه، والبطين بطنه، والثريا أليته.
[بطن] نه فيه: "الباطن" تعالى: المحتجب عن أبصار الخلائق وأوهامهم فلا يدركه بصر ولا يحيط به وهم، وقيل: العالم بما بطن، من بطنته إذا عرفت باطنه. ط: أنت "الباطن" فليس دونك شيء أي فليس شيء أبطن منك. نه وفيه: ما من نبي ولا خليفة إلا كانت له "بطانتان"، بطانته صاحب سره وداخلة أمره الذي يشاوره في أحواله. ك: "بطانتان" أي جلساء صالحة وطالحة، والمعصوم من عصمه الله من الطالحة وقيل: أي نفس أمارة بالسوء ونفس لوامة، والمعصوم من أعطى نفساً مطمئنة، أو لكل قوة ملكية وقوة حيوانية، والمعصوم من عصمة الله لا من عصمته نفسه. و"بطانة" من دونكم بكسر موحدة فسره البخاري بالدخلاء. ومنه: إن جاءت ببينة من "بطانة" أهلها أي من خواصها. ط: فإن قيل: كيف يتصور بطانة السوء في الأنبياء؟ قلت: المراد به الشيطان ولكنه يسلم بإعانة الله. وح: فإنها بئس "البطانة" هو ضد الظهارة وأصله في الثوب فاتسع فيما يستبطن الرجل من أمره. و"بطن الشاة" الكبد وما معه من القلب وغيرهما. نه: وجاء أهل "البطانة" يضجون، البطانة خارج المدينة. وح: لكل أية ظهر و"بطن" "الظهر" ما ظهر بيانه و"البطن" ما احتيج إلى تفسيره. در: وقيل: ظهرها لفظها، وبطنها معناها، وقيل: قصصه في الظاهر أخبار، وفي الباطن عبرة، وقيل: الظهر التلاوة، والبطن التفهم، ويتم بيانه في "حد". نه وفيه: "المبطون" شهيد أي الذي يموت بمرض بطنه كالاستسقاء ونحوه. ومنه: إن امرأة ماتت في "بطن" قيل أراد به هنا النفاس وهو أظهر. ن: "المبطون" من به إسهال، واستسقاء، وانتفاخ بطن، أومن يشتكي بطنه، أو من يموت بداء بطنه مطلقاً- أقوال، وإنما كان بهذه المعاني من الشهداءباب الباء مع الظاء
بطن
أصل البَطْن الجارحة، وجمعه بُطُون، قال تعالى: وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ [النجم/ 32] ، وقد بَطَنْتُهُ: أصبت بطنه، والبَطْن: خلاف الظّهر في كلّ شيء، ويقال للجهة السفلى: بَطْنٌ، وللجهة العليا: ظهر، وبه شبّه بطن الأمر وبطن الوادي، والبطن من العرب اعتبارا بأنّهم كشخص واحد، وأنّ كلّ قبيلة منهم كعضو بطن وفخذ وكاهل، وعلى هذا الاعتبار قال الشاعر:
النّاس جسم وإمام الهدى رأس وأنت العين في الرأس
ويقال لكلّ غامض: بطن، ولكلّ ظاهر:
ظهر، ومنه: بُطْنَان القدر وظهرانها، ويقال لما تدركه الحاسة: ظاهر، ولما يخفى عنها: باطن.
قال عزّ وجلّ: وَذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَباطِنَهُ [الأنعام/ 120] ، ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ [الأنعام/ 151] ، والبَطِين: العظيم البطن، والبَطِنُ: الكثير الأكل، والمِبْطَان: الذي يكثر الأكل حتى يعظم بطنه، والبِطْنَة: كثرة الأكل، وقيل: (البطنة تذهب الفطنة) .
وقد بَطِنَ الرجل بَطَناً: إذا أشر من الشبع ومن كثرة الأكل، وقد بَطِنَ الرجل: عظم بطنه، ومُبَطَّن: خميص البطن، وبَطَنَ الإنسان: أصيب بطنه، ومنه: رجل مَبْطُون: عليل البطن، والبِطانَة: خلاف الظهارة، وبَطَّنْتُ ثوبي بآخر:
جعلته تحته.
وقد بَطَنَ فلان بفلان بُطُوناً، وتستعار البِطَانَةُ لمن تختصه بالاطّلاع على باطن أمرك.
قال عزّ وجل: لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ [آل عمران/ 118] أي: مختصا بكم يستبطن أموركم، وذلك استعارة من بطانة الثوب، بدلالة قولهم: لبست فلانا: إذا اختصصته، وفلان شعاري ودثاري، وروي عنه صلّى الله عليه وسلم أنه قال: «ما بعث الله من نبيّ ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان: بطانة تأمره بالخير وتحضّه عليه، وبطانة تأمره بالشرّ وتحثّه عليه» .
والبِطان: حزام يشدّ على البطن، وجمعه:
أَبْطِنَة وبُطُن، والأَبْطَنَان: عرقان يمرّان على البطن.
والبُطين: نجم هو بطن الحمل، والتَبَطُّن:
دخول في باطن الأمر.
والظاهر والباطن في صفات الله تعالى: لا يقال إلا مزدوجين، كالأوّل والآخر ، فالظاهر قيل: إشارة إلى معرفتنا البديهية، فإنّ الفطرة تقتضي في كلّ ما نظر إليه الإنسان أنه تعالى موجود، كما قال: وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ [الزخرف/ 84] ، ولذلك قال بعض الحكماء: مثل طالب معرفته مثل من طوف في الآفاق في طلب ما هو معه.
والبَاطِن: إشارة إلى معرفته الحقيقية، وهي التي أشار إليها أبو بكر رضي الله عنه بقوله: يا من غاية معرفته القصور عن معرفته.
وقيل: ظاهر بآياته باطن بذاته، وقيل: ظاهر بأنّه محيط بالأشياء مدرك لها، باطن من أن يحاط به، كما قال عزّ وجل: لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ [الأنعام/ 103] .
وقد روي عن أمير المؤمنين رضي الله عنه ما دلّ على تفسير اللفظتين حيث قال: (تجلّى لعباده من غير أن رأوه، وأراهم نفسه من غير أن تجلّى لهم) . ومعرفة ذلك تحتاج إلى فهم ثاقب وعقل وافر.
وقوله تعالى: وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً [لقمان/ 20] . قيل: الظاهرة بالنبوّة الباطنة بالعقل، وقيل: الظاهرة: المحسوسات، والباطنة: المعقولات، وقيل: الظاهرة: النصرة على الأعداء بالناس، والباطنة: النصرة بالملائكة.
وكلّ ذلك يدخل في عموم الآية.
[ب ط ن] البَطْنُ من الإنسانِ وسائرِ الحيوانِ: خِلافُ الظَّهرِ، مُذكَّرٌ. وقد قَدَّمْنا وَجْهَ الرفْعِ والنَّصْبِ فيما حَكاه سِيبَويْه من قَوْلِ العَربِ: ضُرِبَ عَبْدُ اللهِ ظَهْرُه وبَطْنُه، وضَرِبَ زَيْدٌ الظَّهْرُ والبَطْن، فأغْنانا ذلك عن إعادَتِه هنا. وجَمْعُ البَطْنِ: أَبْطُنٌ، وبُطُونٌ، وبُطْنانٌ. والبِطْنةُ: امِتلاءُ البَطْنِ من الطَّعِام، بَطِنَ بَطَناً، وبَطْنَةً، وبَطُنَ، وهو بَطِينٌ. ورَجُلٌ بَطِنٌ: لا هَمَّ له إلاَ بَطْنُه، وقِيلَ: هو الرَّغِيبُ الَّذي لا تَنْتَهِي نَفْسُه عن الأَكْلِ. وقَالُوا: كِيْسٌ بَطِينٌ، أَيْ: مَلآنُ، على المَثَلِ، أَنْشَد ثَعلَبٌ لبَعْضِ اللُّصوصِ:

(فأَصْدَرْتُ منها عْيبةً ذاتَ حُلَّه ... وكِيسُ أَبِي الجارود غيرُ بَطينِ)

ورَجُلٌ مِبْطانٌ: كَثيرُ الأكلِ لا يُهِمُّه إلاّ بَطْنُه. و [رَجَلٌ] بَطِينٌ: عظيمُ البَطْنِ. وَمُبَطَّنٌ: ضامِرُ البَطْنِ، وهذا على السَّلْبِ، كأَنَّه سُلِبَ بَطْنَه فَأُعْدِمَه، والأُنْثَى مُبَطَّةٌ. ومَبْطُونٌ: يَشْتَِكِي بَطْنَه. والبَطَنُ: داءُ البَطْنِ. وبَطَنَه يَبْطُنُه بَطْناً، وبَطَنَ له كِلاهما: ضَرَبَ بَطْنَه، أَنْشَدَ يَعقُوبُ:

(إذا ضَرَبْتَُ مُوقَراً فابْطُنْ لَهْ ... )

وأَلْقَي الرَِّجُلُ ذا بَطْنِه، كِنايةً عن الرَّجِيعِ. وأَلْقَتْ الدَّجاجَةُ ذا بَطْنِها يَعِني: مَزْقَها. ونَثَرتِ المَرأَةُ بَطْنَها: كَثُرَ وَلَدُها. والبَطْنُ: دُونَ القَبيلَةِ، وقِيلَ: هو دُونَ الفَخِذِ وفَوقَ العِمارِة، مُذكَّرٌ، والجمعُ: أَبْطُنٌ، وبُطونٌ، فأمَّا قَوْلُه:

(وإنَّ كلاِبًا هذه عَشْرُ أَبْطنٍ ... وأَنْتَ بَرِيءُ مِن قَبائِلها العَشْرِ)

فإنَّه أَنَّتَّ على مَعْنَي القِبيلةِ، وأَبانَ ذلك بقَولِه: ((من قَبائِلها العَشْرِ)) . وفَرسٌ مُبَطَّنٌ: أَبْيَضُ البطْنِ والظَّهرِ. والبَطْنُ من كُلِّ شيءٍ: جَوْفُه، والجَمْعُ كالَجْمعِ. والباطنُ: خِلافُ الظَّاهِر، والجمعُ: بَواطِنُ، وقَوْلُه:

(وسُفْعاً ضَباهُنَّ الوَقُودُ فأَصْبَحْت ... ظَواهِرُها سُوداً وباطِنُها حُمْراً) أَرادَ: وبَواطِنُها حَمِرا، فَوضَعَ الواحِدَ مَوْضِعَ الجَمْعِ، ولذلك استجازَ أَنْ يقولَ حُمْراً وقد بَطَنَ يَبْطُنُ. والباطِنُ: من أَسماء الله جَلَّ وعزَّ، وفي التَّنْزِيلِ: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ والظَّاهِرُ والبْاَطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيءْ عَلِيمٌ} [الحديد: 3] . وقَوْلُه تَعالَي: {وذروا ظاهر الإثم وباطنه} [الأنعام: 120] . فَسَّرَه ثَعلَبٌ فَقَالَ: ظاهِرُه: المُخالَّةُ، وباطِنُه: الزِّنَي، وقد تَقَدَّمَ. والباطِنَةُ: خِلافُ الظّاهِرَةِ. والبِطانَةُ: خِلافُ الظِّهارَةِ. وبِطانَةُ الرَّجُلِ: خاصَّتُه. وأَبْطَنَه: اتَّخَذَه بِطانَةً. والنِّعْمةُ الباطِنَةُ: الخاصَّةُ، والظاهِرَةُ: العامَّةُ. وأَفْرَِشَنِي بَطْنَ أَمْرِه وظَهْرَه، أي: سِرَّه وعَلانِيتَهَ. وبَطَنَ خَبَره يَبْطُنُه: خَبَره. واسْتَبْطَن أَمْرَه: وقَفَ على دخْلَتِه. وبَطَنَ بفُلان: دَخَلَ في أَمرِه. والبِطانَةُ: السَّرِيرةُ: وباطِنَةُ الكُورَةِ: وَسَطُها، وظاهِرتُها: ما تَنَحَّي منها. وباطِنُ كُلِّ شَيءٍ: داخِلُه. وبَطْنُ الأَرْضِ، وباطِنُها: ما غَمضَ منها واطْمَأَنَّ، والجَمْعُ القليلُ: أَبْطِنَةٌ، نادِرٌ، والكَثيرُ: بُطْنانٌ. وقَالَ أَبو حَنِيفَة: البُطْنانُ من الأَرضِ واحِدٌ كالبَطْنِ. والبُطْنانُ: مَسايِلُ الماء في الغِلَظِ، واحِدُها باطِنٌ، وقَوْلُ مُلْيْحٍ الهُذَلِيِّ:

(مُنِيرٍ تَجوزُ العِيسُ من بَطِناتِه ... حَصًي مِثْلَ أَنواءِ الرَّضِيحِ المُفَلَّقِ)

قَالَ: بَطِناتِه: مَحاجُّه. والبَطْنُ: الشَّقُّ الأَطوَلُ من الرِّيشَةِ، وجِمُعها: بُطنانٌ. والبُطنانُ أيضاً من الرِّيشِ: ما كانَ بَطنُ القُذَّةِ منه يَلِي بَطْنَ الأُخْرَى. وقِيلَ: البُطْنانُ: ما كان تَحتَ العَسِيبِ. وقَالَ أَبو حنيفةَ: البُطنانُ من الرِّيشِ: الذي يَلِي الأَرْضَ إذا وَقَعَ الطّائرُ، أو سَفَعَ شيئاً، أو جَثَمَ على بَيْضِه أو فِراخِه، والظُّهارُ والظُّهْرانُ: ما جُعِلَ من ظَهرِ عَسِيبِ الرِّيشِة. وأَبْطَنَ الرَّجُلُ كَشْحَه سَيْفَه، وبسَيْفِه: جَعَلَه بِطانَتَه. وبَطَنَ ثَوْبَه بثَوْبٍ آخَرَ: جَعَلَه تَحْتَه. والأَبْطَنانِ: عرِقانُ مُسْتبْطنا بَواطِنِ وَظِيفَي الذِّراعَيْنِ حَتَّى يَنْغَمِساَ في الكَفَّيْنِ. والبِطانُ: حِزامُ الرَّحْلِ والقَتَبِ، وقِيلَ: هو للبَعيرِ كالحزِامِ للدَّابَّة، والجَمعُ: أَبْطنَةٌ، وبُطُنٌ. وبَطَنَه يَبْطُنُه وأَبْطَنَه: شَدَّ بِطانَه، قَالَ ابنُ الأَعرابِيّ وَحْدَه: أَبْطَنْتُ البَعِيرَ، ولا يُقالُ: بَطَنْتُه بغَيرِ ألِفٍ. وإنَّه لَعَريضُ البِطانِ، أي: رَخِيُّ البَالِ. ورَجُلٌ بَطِنٌ: كَثِيرُ المَالِ. والبَطِنُ: الأَشِرُ. والبَطْنَةُ: الأَشَرُ والبَطَرُ. وفي المَثَلِ: ((البِطْنَةُ تُذْهِبُ الفِطْنَةَ)) . وقد بَطِنَ. وشَأْوٌ بَطِينٌ: وَاسِعٌ. والبُطَيْنُ: نَجْمٌ من نُجومِ السَّماءِ، وهو بَطْنُ الحَمَلِ فِيما يُقالُ، والعَربُ تَزْعُمُ أَنَّ البُطَيْنَ لا نَوْءَ له إلاّ الرِّيحُ. والبُطَيْن: فَرَسٌ مَعروفٌ من خَيْلِ العَرَب، وكذلك البِطانُ وهو ابنُ البُطَينِ. والبَطِينُ: رَجَلٌ من الخَوارجِ. والبُطَيْنُ الحَمْصِيُّ: من شُعَرائَِهم.
بطن:
بَطّن بالتضعيف. بَطّن بقطن: جعل للثوب بطانة من قطن، (بوشر) وبطن بفرو: جعل له بطانة من فرو (بوشر). وبَطّن: جعل للثوب بطانة (الكالا) وفيه لباس مبطن: له بطانة من قطن أو فرو. - وبَطّن: جعل للثوب بطانة من جلد (الكالا) وألبسه كساء قصيراً (الكالا) - وبطّن علي: أخفى (فوك) - وبطن: كسى باطن السقف بالجص (جصصه) (شيرب ديال ص71) ومنه: تبطان وهو كسوة باطن السقف بالجص (تجصيصه). - ويقول الادريسي في كلامه عن صومعة كسيت واجهتها بنوع من الحجارة (ص31): ووجه هذه الصومعة كله مبطن باللذان اللكي.
وبطّن الفرس: أزال شعب الحافر عند تنعيله (وضع حديدة الحافر) (ابن العوام 2: 562).
وبطّن النسيج: طرقه وكبسه وصقله (الكالا) والفعل بهذا المعنى ليس من أصل عربي بل هو كما أشار إلى ذلك سيمونيه (ص274) وهو مصب الفعل الأسباني: batanar ( المشتق من الاسم bat?n) وهو باللاتينية القديمة: batare وباللاتينية batere و batuere. باطنه: شاركه فيما يبطنه (أي يخفيه) وتآمر معه (معجم البيان، تاريخ البربر 1: 337) وفي ابن حيان (ص95و): أظهر اللعين عمر بن حفصون النصرانية وباطن العجم نصرى (نصارى) الذمة.
أبطن: دعا بالسر، ففي تاريخ بني الأغلب ص60: ظهر بكتابه يدعو للرضى من آل محمد ويبطن الدعوة لعبيد الله المهدي.
ولم يتضح لي معنى هذا الفعل في عبارة محمد بن الحارث ص317 وهي: وتوفي الأمير رحمه الله وموسى ابن زياد خامل وذلك إنه نظر فيما لا يعنيه وتكلم فيما لم يستشر فيه من مهمات الأمور وعظيمات الأشياء مما تَنْبَني به الخلافة وتقوم به الإمارة، وأبطن من ذلك شيئاً فأعقبه الله في ذلك بشر عقبا.
تَبَطّن على فلان: تدلس عليه (محيط المحيط) استبطن: قارن مع لين ما جاء في تاريخ البربر (2: 331): ((واتخذ منه ثوباً للباسه في الجمع والأعياد يستبطنه بين ثيابه)). أي يلبسه مخفياً بين ثيابه.
وفي المستعيني انظر جفت البلوط: هو المستبطن لقشرة ثمره (ثمرته) الملفوف على نفس جرم البلوط.
واستبطن بأشهب بازل = بُلِيّ بأشهب بازل (انظر لين في مادة بازل) معجم البلاذري.
بَطْن. ذو البطن: الجنين. ففي المقدمة (1: 200) ((إن ذا بطن بنت خارجة أراها جارية)) أي: ما في بطن (امرأتي) بنت خارجة فيما أرى.
وبطن: حمل وهو ما تحمله الأنثى في بطنها من الأجنة عند حبلها يقال مثلاً هم من فرد بطن أي من نفس الحمل (بوشر، كليلة ودمنة ص217). وفي معجم الكالا: نفيسة من أول بطن: أي نفيسة بكر أمها أي من أول حمل حملته. - ويقال لكل جنية من النبات والأشجار ذوات الثمر: بطن (ابن العوام 1: 172، 2: 128) - ولحقته البطن = أخذه بطنه في معجم فريتاج، ألف ليلة 1: 17) - وبطنه مشي: ذرب - وشرب دوا مشّى بطنه أربع خمس مرات: أي شرب دواء جعله يختلف إلى المرحاض أربع أو خمس مرات (بوشر) - وبطن الشيء: وسطه يقال في بطن السوق أي في وسطه (ألف ليلة 1: 233) - وداخل الشيء، يقال مثلاً: طلب بطن الأرض، أي أراد الاختفاء داخل الأرض (تاريخ البربر 2: 522) وفي حيان بسام (1: 23ق) واختفوا في بطون الأرض حتى قل بالنهار ظهورهم. - وجوف، قعر الكهف، ففي ألف ليلة في الكلام عن أرض فيها كهوف: فرأيتها خالية البطون، وفسرها لين بما معناه: خالية التجاويف أو الغيران. وتطلق لفظة ((بطن)) تقريباً على كل القنوات التي تجري في الأرضين متجهة من الجنوب نحو الشمال، كما تسمى ((بطن)) الارضون الواقعة بين النيل ومرتفعات ليبيا. (صفة مصر 16: 13).
وبطن: خلع (سَجَق) مصير (مصران) غليظ محشو بلحم الخنزير، وهي في معجم الكالا: بطن محشي (معجم الأسبانية ص236). غير أن لفظة بطن وحدها أو بطن خنزير تدل على نفس هذا المعنى. ففي ابن البيطار (2: 51): وهو سمك بحري الطري منه إن أخذ وصير في بطن خنزير وخيط البطن الخ. وهذا ترجمة لفقرة من كلام باليونانية لديسقوريدوس.
وبطن: كرة زجاجية تستعمل للتقطير (ابن العوام 2: 392 وما يليها، 397).
وبطون الدماغ: تجاويف الدماغ (المقدمة 2: 364، ومعجم المنصوري انظر: سكتة) وبطنا القلب: تجويفا القلب. ففي معجم المنصوري (انظر بطن): فبطون الدماغ هي تجاويف مملوءة بخاراً يسميه الأطباء روحاً نفسانياً. وبطنا القلب تجويفان فيه مملوء دماً وهو الأيمن والآخر وهو الأيسر مملوء دماً رقيقاً وبخاراً يسمي الأطباء مجموعها روحاً حيوانياً.
بطن الساق: المأبض، القسم الخارجي من الركبة.
وبطون الأوراق = الكتب (كرتاس 120) وداء البطن: السعار، وهو مرض الجوع الشديد يصحبه ضعف (بوشر).
وعبد البطن: الشره، النهم (بوشر) وفي النويري ص170ق: على أن تقيموا ببلادها فتقلبوها بغاراتكم ظهراً لبطن: أي تجعلون عاليها سافلها.
بَطِن (في معجم الكالا patîn وفي اللاتينية الاولى patinus) وتجمع على بَطِنات: حذاء من خشب (فوك، الكالا) - وبَطِن ويجمع على بطنات أيضاً (من اللاتينية potina) صحن، صحفة (الكالا).
بِطْنَة، أهل البِطَن: ذوو البطون الكبيرة الذين يكثرون من الأكل (المقري 2: 205).
بِطَن الفَرَس (مصطلح طبي): وهو الزبل تدفن به القوارير المملوءة دواء (محيط المحيط). بطني: بَطِين، ذو البطن الكبير (فوك، الكالا).
استسقاء بطني: سقي، حبن، اجتماع سائل في أسفل البطن (بوشر).
بَطْنِيَّة: حزام (ما يشد به وسط الجسم) (فوك).
بَطْنَنَة: شره، نهم (همبرت 245).
بَطْنانيّ: شره، نهم (هلو) تلقامة (بوشر) أبيقوري، منغمس في الملذات المادية (بوشر).
بُطْنينيّ: شره، نهم (همبرت).
بطنجها: بطن كبير، كرش (بوشر).
بِطَان: سقف، باطنة السقف. (شيرب ديال 71).
بَطَانَة (أسبانية) صَحيفة الكأس وهي صحن من الزجاج تغطى بها الكأس (الكالا) وصحن صغير، صحيفة (الكالا) قارن كرتاس 37). وادوات المطبخ والبيت (الكالا وتجمع على بطانات) وسفساف، شيء لا طائل فيه (الكالا).
بِطَانَة: حَوَر، جلد حمل مدبوغ يستعمل بطانة للثياب (معجم الأسبانية 231 - 232) البَطائِن: يظهر أنها كانت اسماً لنسيج خاص (معجم الأسبانية 61 - 62، الثعالبي لطائف 72 وما يليها، المكتبة الجغرافية العربية 1: 168) حيث ترجمتها بالفارسية آستر أي نسيج رقيق يتخذ بطانة للملابس. وهذا المعنى الذي يتفق مع أصل الكلمة هو المعنى الصحيح فيما يظهر. وما يذكره الثعالبي عنها يحمل على الظن أن البطائن كانت من النسيج الموصلي (الموسلين) البالغ الرقة من النوع الذي لا يزال ينسج في الهند والذي ينقلونه في سفن البامبو. (انظر: Das Ausland 1872 رقم ص95).
وبطائن: لذائذ الأطعمة: (همبرت 245) وبطانة: قطعة من الخشب ترتفع في داخل جؤجؤ السفينة وداخل حاملة السكان. وقد وضعت هناك لكي يشد الجؤجؤ وحاملة السكان بالصالب (وهو العارض الرئيس الذي يمتد على طول قعر السفينة. والكلمة الأسبانية " albitana" ( البطانة) تعني نفس هذا المعنى (معجم الأسبانية 71).
وبطانة: شبكة كبيرة للصيد، والكلمة البرتغالية alvitana ( الفيتانة) تعني نفس هذا المعنى. (معجم الأسبانية 188).
وحَوَّلَ على البطانة: جعل البطانة ظهارة. جعل الداخل خارجاً (الكالا).
بَطانِيَّة: جلد غنم بصوفه (اسبينا، مجلة الشرق والجزائر 8: 155، وهو يكتبها أولا " btana" وبعد ذلك: " batania" غطاء من الصوف مبرقش أو مخطط بألوان (بُرجُد) (معجم الأسبانية 62، دى جوبرن 117) ورداء مبطن للأولاد، ورداء القسس (بوشر).
بَطِيني: بطين، عظيم البطن (فوك) وشره، نهم (همبرت 245) وفي معجم بوشر بُطِيني.
باطن. في باطنه: سراً. ففي ابن حيان 15ق: وتراخى عبد الرحمن في باطنه عن سد حبس ولده محمد فكسره وانطلق هارباً عنه في الليل.
وباطن: عقلي، ذهني، وجداني - وباطناً: عقلياً، ذهنياً، وجدانياً (بوشر).
واستأجر من باطن وأجر من باطن: استأجر من المستأجر (لا من صاحب الملك) وأجّر المستأجرُ إلى مستأجر آخر (بوشر).
ولم يتضح لي معنى هذه الكلمة في هاتين العبارتين من ألف ليلة. ففي (4: 259) منها: ((وكان نور الدين باطنه بكر عمره ما شرب خمراً إلا في تلك الساعة. (وكذلك جاءت هذه العبارة في طبعة برسل) وفي طبعة برسل (4: 71) حيث يدور الكلام على مركب: ((وأكريت لها ريس من باطني)) باطني: معي، مصير (بوشر).
باطون: معادٍ (هلو).
مُبَطّنة: كساء مبطن بالفرو (معجم بدرون، المكتبة الجغرافية العربية 1: 138، ياقوت 2: 792).
بطن
بطَنَ يَبطُن، بُطونًا وبَطْنًا، فهو باطِن، والمفعول مبطون (للمتعدِّي)
• بطَن عيبٌ ونحوُه: خَفِيَ واستتر، خلاف ظهر "بطَنت الفواحِشُ- {إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} - {وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ} ".
• بطَن الأمورَ وغيرَها: جرَّبها وعرفها، خبرها وعرف بواطنَها "لا يمكن أن يقع في حبائله مادام قد بطَنه".
• بطَن الدَّاءُ الشَّخصَ: أصاب بطنَه. 

بطُنَ يَبطُن، بَطانةً، فهو أبطن وبَطين
• بطُن الشَّخصُ: عَظُم بَطْنُه، ظَهَر له بَطْن ضَخْم "رجلٌ أبطنُ: ضخم البطن". 

بطِنَ يَبطَن، بَطَنًا، فهو بَطِن
• بطِن المريضُ: أصابه داءُ البَطْن، أُصيب بألم في بطنه. 

أبطنَ يُبطن، إبطانًا، فهو مُبطِن، والمفعول مُبطَن
• أبطن الكُفْرَ وغيرَه: أخفاه وكتمه "يُظهر خلافَ ما يُبطن".
• أبطن الثَّوبَ وغيرَه: جعل له طبقة رَقيقة واقية داخليًّا. 

استبطنَ يستبطن، استِبطانًا، فهو مُستبطِن، والمفعول مُستبطَن
• استبطن الأمرَ: عرَف باطِنَه، ووقف على حقيقته "استبطن نيّات صديقه".
• استبطن السِّرَّ: أخفاه في نفسه، احتفظ به في دَخيلة نفسه "استبطن المتآمرون السّرّ للوقت المناسب". 

بطَّنَ يبطِّن، تبطينًا، فهو مُبطِّن، والمفعول مُبطَّن
• بطَّنَ الثَّوبَ وغيرَه: أبطنه، جعل له طبقة رَقيقة واقية داخليًّا "بطَّن مِعْطفًا" ° تبطين آبار البترول: وقايتها ببِطانة- كلامٌ مُبَطَّن: ظاهره خلاف باطنه خفيّ يحتمل التأويل، فيه تلميح.
• بطَّن النَّسِيجَ: طرَقه، وكيَّسَه وصَقَله. 

أبطنُ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من بطُنَ. 

استِبْطان [مفرد]:
1 - مصدر استبطنَ.
2 - (نف) ملاحظة داخِليّة وتأمّل ذاتيّ للحالات الشعوريّة التي يحسّ بها الشّخص. 

استِبْطانيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من استِبْطان.
• الاستِبْطانيَّة: (نف) المنهج الذي يعتمد التّأمّل الذَّاتيّ للحالات الشُّعوريّة. 

باطِن [مفرد]: ج أَبْطِنَة وبَواطِنُ، مؤ باطِنة، ج مؤ بَواطِنُ: اسم فاعل من بطَنَ ° العقلُ الباطِن: اللاشعور، اللاّوعي- المستأجِر من الباطن: المستأجِر من مستأجِر- باطِنًا: سرًّا وخفاءً- باطِن الأرض/ بواطن الأرض: أعماقها- باطن الإنسان: طوِيَّته، دخيلته- باطن الجسم: داخله- باطِن القدم: وجهها الأسفل، ما يطأ الأرضَ منها- باطِن الكفّ: راحة اليَد، داخلها- بواطن الأمر: خفاياه، وجوهه غير الظاهرة- في باطن الأمر: في الحقيقة- في باطن نفسه: في داخله، في سِرّه- مُقاوِل من الباطن: يعمل من خلال مُقاوِل آخر، مقاول يأخذ بشكل تبعيّ قسمًا من أعمال مقاول أصْليّ أو هو مقاول يحلُّ محلّ مقاول تعهَّد عملاً- وقَفت على بواطنه: عرفت خفاياه.
• الباطِن: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي لا يُحَسّ، وإنّما يُدرَك بآثاره وأفعاله، والذي لا يُعلم كُنْه حقيقته للخلق، والعالم ببواطن الأمور والمطّلع على حقيقة كلّ شيء " {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} ".
• علم الباطِن: (سف) معرفة الأمور الخفيَّة. 

باطِنة [مفرد]: ج بَواطِنُ:
1 - مؤنَّث باطِن.
2 - سريرة الإنسان، أو مكنون صدره. 

باطِنيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى باطِن ° باطنيّ النُّموّ: داخليّ النموّ- تأمّل باطِنيّ: فحص المرء أفكاره ودوافعه وشعوره.
2 - جوفيّ، تحت سطح الأرض، أو تحت سطح الماء.
3 - (سف) من أتباع الباطِنيَّة.
• طِبّ باطِنيّ: (طب) فرع من الطبّ يهتم بتشخيص الأمراض التي تصيب الأعضاء الداخليّة للجسم وما تسبِّبه
 من آفات واضطرابات، وهو يختص بالتشخيص والعلاج غير الجراحيّ "مرض باطِنيّ: داخِليّ". 

باطِنيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من باطِن.
• الباطنيَّة: مجموعة فرق إسلاميَّة مبتدعة تعتقد أنّ للشَّريعة ظاهرًا وباطنًا وأنَّ لكلِّ ظاهرٍ باطنًا ولكلِّ تنزيل تأويلاً. 

بِطان [مفرد]: ج أَبْطِنَة: نِطاق، حزام يُشدُّ على البطن ° رَجُلٌ عريض البِطان: رخيّ البال. 

بَطانَة1 [مفرد]: مصدر بطُنَ. 

بَطانَة2/ بِطانَة [مفرد]: ج بَطائِنُ:
1 - ما يُبَطَّن به الثَّوبُ وغيرُه من الدَّاخِل، ما تحت الظِّهارة " {مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} " ° بطانة بنطلون: شريط متين يُخاط عند ملتقى السَّاقين لمنع البلى- بطانة كعْب: صفيحة من الفلِّين توضع تحت كعب حذاء لتقويته.
2 - (شر) طبقة طلائيّة تُبطِّن جميع الأوعية الدَّمويّة واللِّمفاويّة ° بطانة الرَّحم: نسيج يغشى التجويف الرّحميّ.
• بِطانَة الملك ونحوه: حاشيته، خاصّته وأهل ثقته، مَنْ يحيطونه ويلازمونه وهم مُقرَّبون إليه ولا يُحجب عنهم سرّ " {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ} "? فلان بطانة فلان: مؤانس له. 

بَطَّانيَّة [مفرد]: ج بَطّانيّات وبَطاطينُ: غطاء من الصّوف أو غيره يُلتحف به للوقاية من البرد. 

بَطْن [مفرد]: ج أَبْطُن وبُطْنان وبُطون:
1 - مصدر بطَنَ.
2 - (شر) جزء من الجسم واقع بين الصَّدر والحوض، وفيه الأحشاء والأمعاء، ويقابله الظَّهر (مذكّر وقد يُؤنّث) "مَا مَلأَ ابْنُ آدَمَ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنِهِ [حديث]- {فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ} - {وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا} " ° داء البطن: سُعار، جوع مرضيّ- بقر بطنه: شقّه وفتحه- رقبتا البطن: ما بين الخاصرة والرفغ من الجانبين- زقزقت عصافير بطنه: جاع- عبدُ البطن/ ابن بطنه: الشَّرِه، النَّهِم- فلانٌ لا يفكِّر إلاّ في بطنه: لا ينشغل إلاّ بما يأكل ويشرب.
3 - مَرَّةُ واحدة من النِّتاج "وَلدتْ بَطْنًا واحدًا" ° ذو البطن: الجنين، ما تحمله الأنثى في بطنها من الأجنّة عند حملها.
4 - فرع من العَشيرة، جماعة دون القبيلة "بُطون قريش" ° فلان بطن فلان: أي خَصّه وآثره بمودّته على غيره.
• البَطْن من كلِّ شيء: جَوْفه، داخِله، عكْسه الظَّهر "بَطْن الأرض: ما انخفض منها، جوفها- بُطون الجبال- {بِبَطْنِ مَكَّةَ} "? ألقى الرَّجلُ ذا بطنه: كناية عن الرجيع- بطنا القلب: تجويفا القلب- بطن السَّاق: مَأْبِضها، باطن الرُّكبة- بَطْن اليد: راحتها- بطون الدِّماغ: تجاويف الدِّماغ- بناتُ البطون: الأمعاء- بياض البطن: شحم الكُلَى وغيره- في بُطون الكتب: داخلها- قلَب الأمرَ ظَهْرًا لبَطْن: اختبره. 

بَطَن [مفرد]:
1 - مصدر بطِنَ.
2 - (طب) مرض يصيب البَطْنَ. 

بَطِن [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من بطِنَ.
2 - نَهِم لا يهمُّه إلاّ ملء بطنه بالطّعام والشّراب. 

بِطْنَة [مفرد]: ج بِطْنات
• البِطْنَة: الامتلاء الشَّديد من الطَّعام "البِطْنَة تذهب الفطنة [مثل] ". 

بُطون [مفرد]: مصدر بطَنَ. 

بَطين [مفرد]: ج بِطان:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من بطُنَ: أبطن، ضخم البطن.
2 - شَرِه، نَهِم، أَكول، لا يهمُّه إلاّ بَطْنُه. 

بُطَيْن [مفرد]:
1 - تصغير بَطْن.
2 - (شر) أحد التجويفين السُّفليَّين للقلب اللذين يجتمع فيهما الدَّم ثمّ يدفع في الشّرايين، وهما بُطينان: أيمن وأيسر "جدار بُطينيّ". 

تَبَطُّن [مفرد]: (سف) تحويل ما هو موضوعيّ إلى ذاتيّ بحيث يُدرك إدراكًا باطنًا. 

مِبْطان [مفرد]: مؤ مِبْطان ومِبْطانَة:
1 - صيغة مبالغة من بطُنَ: عظيم البَطْن.
2 - كثير الأكل، شَرِه، أَكول "رجل مِبْطان- امرأة مِبْطان/ مِبْطانَة". 

مبطون [مفرد]:
1 - اسم مفعول من بطَنَ.
2 - عليل البَطْن، أو مَنْ به إسهال يمتدّ أشهرًا لضعف المَعِدة "المَبْطُونُ شَهِيدٌ
 [حديث] ". 

بطن

1 بَطُنَ, aor. ـُ (K,) inf. n. بَطَانَةٌ, (TA,) He (a man) was, or became, big, or large, in the belly, (K, TA,) in consequence of much eating. (TA.) b2: And بَطِنَ, aor. ـَ inf. n. بَطَنٌ, He (a man) was, or became, big, or large, in the belly, in consequence of satiety, (S, TA,) and disordered therein: (TA:) he was, or became, in a state of repletion, or much filled with food. (TA.) b3: b4: And [hence,] بَطِنَ signifies also (tropical:) i. q. أَشِرَ and بَطِرَ [He exulted, or exulted greatly, or excessively, and behaved insolently and unthankfully, or ungratefully: &c.]. (TA.) b5: بُطِنَ He (a man, S, TA) had a complaint of, or a disease in, or a pain in, his belly. (S, Msb, TA.) A2: بَطَنَهُ, (S, K,) aor. ـُ (S, TA,) inf. n. بَطْنٌ, (TA,) He struck, or beat, his belly; as also بَطَنَ لَهُ, (S, K,) accord. to some, or the ل is added [only] in verse; (S;) and ↓ بطّنهُ, (K,) inf. n. تَبْطِينٌ. (TA.) b2: It (a disease) entered into him: [as though it penetrated into his belly: see 10:] in this sense it has for its inf. n. بُطُونٌ. (TA.) And بَطَنَتْ بِهِ الحُمَّى The fever produced an effect within him. (TA.) b3: He entered into it; namely, a valley; (S, TA;) in which sense it has for its inf. n. بَطْنٌ; and ↓ تبطّنهُ signifies the same: or the latter, he went about in it; namely, the valley; as also ↓ استبطنهُ. (TA.) b4: (tropical:) [He penetrated into it mentally;] he knew it; (Msb, K, TA;) namely, the news or story, or the state or case, of another: (K, TA:) (tropical:) he knew the inward, or intrinsic, state or circumstances thereof; (S, Msb, TA;) i. e., of a case, or an affair; (S, TA;) as also ↓ استبطنهُ: (K, A, TA:) and ↓ تبطّنهُ (assumed tropical:) he entered into it so that he knew its inward, or intrinsic, state or circumstances. (Ham p. 688.) b5: بَطَنَ بِفُلَانٍ, accord. to the S and M, but in the K مِنْ فُلَانٍ, (TA,) (tropical:) He became one of his particular, or special, intimates, friends, or associates, (S, K, TA,) entering into his affair [or affairs]: (TA:) or بَطَنَ بِهِ, aor. ـُ inf. n. بُطُونٌ and بَطَانَةٌ, means (assumed tropical:) he entered into his affair [or affairs]. (TA.) b6: And بَطَنَ, (Msb, K,) aor. ـُ said of a thing, (Msb,) It was, or became, unapparent, hidden, concealed, or covert; (K, TA;) contr. of ظَهَرَ. (Msb.) b7: See also 4.2 بطّنهُ, inf. n. تَبْطِينٌ: see 1. b2: See also 4. b3: He put a بِطَانَة, i. e. a lining, to it; namely, a garment, or piece of cloth; (S, K;) as also ↓ ابطنهُ. (K.) b4: بطّن لِحَيَتَهُ, inf. n. as above, He took, or cut off, from that part of his beard which was beneath the chin and lower jaw. (Sh, Nh, TA.) Accord. to the copies of the K, تَبْطِينُ اللِّحْيَةِ signifies the not doing so: but this is wrong. (TA.) 3 بَاطَنْتُ صَاحِبِى i. q. شددته [app. a mistranscription for شَاوَرْتُهُ, meaning (assumed tropical:) I consulted with my companion in order to know what was in his mind]. (TA.) 4 ابطن البَعِيرَ, (IAar, S, K,) inf. n. إِبْطَانٌ, (S,) He bound, or made fast, the camel's بِطَان [or belly-girth]; (S, K;) as also ↓ بطّنهُ, accord. to the copies of the K; but this is a mistake for ↓ بَطَنَهُ, aor. ـُ inf. n. بَطْنٌ; which last verb, however, though said by Az to be a dial. var., is disallowed by IAar and by AHeyth. (TA.) b2: أَبْطَنْتُ السِّيْفَ كَشْحِى (S, TA) I put the sword beneath my waist. (TA.) And ابطن كَشْحَهُ سَيْفَهُ (assumed tropical:) He made his sword to be his ↓ بِطَانَة [app. meaning his secret companion]. (TA.) [This seems to be from the phrase next following.] b3: أَبْطَنْتُ الرَّجُلَ (assumed tropical:) I made the man to be one of my particular, or special, intimates, friends, or associates; (S, TA; *) took him as a بِطَانَة. (TA.) One says also, فُلَانًا دُونَكَ ↓ اِسْتَبْطَنْتُ (Ham p. 688; [there rendered by خامصته, app. a mistranscription for خَصَصْتُهُ; meaning (assumed tropical:) I took, or chose, such a one particularly, or specially, for my companion, in preference to thee: it is said in explanation of the phrase مُسْتَبْطِنًا سَيْفِى, which seems to mean (assumed tropical:) taking my sword as my special companion, or putting it beneath my waist; so that سَيْفَهُ ↓ استبطن is similar to one, or both, of two phrases mentioned above in this paragraph.]) b4: See also 2.5 تبطّن He filled the [meaning his] belly. (Har p. 176.) b2: تبطّن جَارِيَةً (Sh, S, TA) He made his بَطْن to be in contact with that of a girl, skin to skin: (Sh, TA:) or inivit puellam; i. e. أَوْلَحَ ذَكَرَهُ فِيهَا. (TA.) b3: تبطّن الكَلَأَ He was, or became, in the middle, or midst, of the herbage: (TA:) or he went round about in the herbage. (S.) See also 1, in two places.6 تباطن It (a place) was far-extending; one part thereof being remote from another. (TA.) 8 اِبْتَطَنْتُ النَّاقَةَ عَشَرَةَ أَبْطُنٍ I assisted the she-camel in bringing forth, or delivered her of her young, ten times. (S, TA. [Golius and Freytag render the verb by “ ventre enixa fuit: ” and the former renders the phrase above (incorrectly printed in his Lex.) by “ peperit camela decem vicibus. ”]) 10 استبطن الفَرَسَ He sought to find what young was in the belly of the mare. (TA.) b2: استبطن الفَحْلُ الشُّوَّلَ The stallion covered the she-camels raising their tails, so that they conceived, or received his seed into their wombs; as though [meaning] he deposited his seed in their bellies. (TA.) b3: استبطنهُ He, or it, entered [or penetrated] into his, or its, belly, or interior; [or was, or became, or lay, within it;] like as the vein enters [or penetrates] into [or lies within] (يَسْتَبْطِنُ) the flesh. (A, TA.) You say, اِسْتَبْطَنْتُ الشَّىْءَ [I entered, or penetrated, into the thing, whether actually or mentally]. (S.) See 1, in two places. b4: See also 4, in two places. b5: اِسْتِبْطَانٌ also signifies The having, or holding, [a thing] concealed within. (PS.) [This explanation seems to be given to show that, in the opinion of the author of the PS, اِسْتَبْطَنْتُ الشَّىْءَ in the S means I had, or held, the thing concealed within.]

بَطْنٌ The belly, or abdomen; i. e. the part of the body which is separated from the جَوْف [i. e. chest, or thorax,] by the حِجَاب [i. e. midriff, or diaphragm]; containing the liver and the spleen and the stomach and the lower intestines &c.; (Zj in his “ Khalk el-Insán; ” [in which it is erroneously said to comprise also the lungs;]) contr. of ظَهْرٌ; (S, Msb, K;) of a man and of any animal: (TA:) of the masc. gender, (S, K,) and, accord. to AO, fem. also: (AHát, S:) pl. أَبْطُنٌ and بُطُونٌ (Az, Msb, K) and بُطْنَانٌ; (K;) the first a pl. of pauc.; and the second [as also the third] a pl. of mult., applied to more than ten. (Az, TA.) [Hence,] ذُو البَطْنِ [What is in the belly: but generally meaning] excrement, ordure, or dung. (K, TA.) You say, أَلْقَى ذَا بَطْنِهِ He (a man) ejected his excrement, or ordure. (TA.) and أَلْقَتْ ذَا بَطْنِهَا She (a woman, TA) brought forth; (K;) as also وَضَعَتْ ذَاتَ بَطْنِهَا: (TA in art. ذو:) and she (a hen) laid an egg. (K.) And نَثَرَتْ ذَا بَطْنِهَا, (T and Mgh in art. نثر,) and [elliptically]

نَثَرَتْ بَطْنَهَا, (T and A and Mgh in that art.,) She (a woman) brought forth many children. (T in that art.) And it is said in a prov., (TA,) الذِّئْبُ يُغْبَطُ بِذِى بَطْنِهِ [The wolf is envied for what is in his belly]: for one never thinks him to be hungry, but only thinks him to be in a state of repletion, because of his hostility to men and cattle, (A'Obeyd, K,) though he is sometimes distressed by hunger. (A'Obeyd. [See various readings of this prov. in Freytag's Arab. Prov. i. 500 and 501.]) مَاتَتْ فِى بَطْنٍ, a phrase occurring in a trad., means She (a woman) died in childbirth. (TA.) See also فُلَانٌ ابْنُ بَطْنِهِ. بَطَنٌ. means (assumed tropical:) Such a one is solicitous for his belly. (Er-Rághib, TA in art. بنى.) [Many phrases in which the word بَطْن occurs will be found explained under other words of those phrases; as ظَهْرٌ, and أَخَذَ, and عُصْفُورٌ, &c.] بَطْنُ الحُوتِ: see الرِّشَآءُ. b2: Also The inside, or interior, of anything; syn. جَوْفٌ: and so ↓ بَاطِنٌ; syn. دَاخِلٌ: (K:) pl. of the former as above. (TA.) Thus بَطْنُ وَادٍ means The interior of a water-course or riverbed [or valley; i. e. its bottom, in which flows, occasionally or constantly, its torrent or river]. (MA.) And بَطْنُ مَكَّةَ means The interior of Mekkeh. (Bd in xlviii. 24.) [Hence,] it is said of the Kur-án, لِكُلِّ آيَةٍ مِنْهَا ظَهْرٌ وَ بَطْنٌ, meaning (assumed tropical:) To every verse thereof is an apparent sense and a sense requiring development. (TA.) [See ظَهْرٌ.] See also بَاطِنٌ. [And its pl. بُطْنَانٌ is also used as a sing., meaning The middle, or midst, of a thing: and the lower, or lowest, part, or the foundation. Thus,] بُطْنَانُ الجَنَّةِ means The middle, or midst, of Paradise: (S, TA:) and بُطْنَانُ العَرْشِ, The lower, or lowest, part, or the foundation, of the عرش [vulgarly held to be the throne of God]. (TA.) You say also [بَطْنُ الكَفِّ and] الكَفِّ ↓ بَاطِنُ (assumed tropical:) The palm of the hand [opposed to ظَهْرُهَا and ظَاهِرُهَا]: and [بَطْنُ القَدَمِ and]

القَدَمِ ↓ بَاطِنُ (assumed tropical:) The sole of the foot [likewise opposed to ظَهْرُهَا and ظَاهِرُهَا]: (Zj in his “ Khalk-el-Insán: ”) and بَطْنُ الحَافِرُ (S in art. نسر) and الحَافِرِ ↓ بَاطِنُ (M and K in that art.) (assumed tropical:) [The sole of the solid hoof;] the part of the solid hoof in which is the نَسْر, q. v. (S and M and K in that art.) بَطْنُ الرَّاحَةِ is well known [as another name for بَطْنُ الكَفِّ, explained above; for الرَّاحَة is often used as syn. with الكَفّ]: and الخُفِّ ↓ بَاطِنُ is [said to be] (assumed tropical:) The part of the foot of a camel or the like that is next the leg: and one says, ↓ بَاطِنُ الإِبْطِ, [meaning (assumed tropical:) The armpit, or hollow of the inner side of the shoulder-joint,] but not بَطْنُ الإِبْطِ: (TA:) [and العُنُقِ ↓ بَاطِنُ the throat.] The بَطْن of a feather is (tropical:) The long, (S,) or longer, (K,) [or wider, i. e. inner,] lateral half: pl. بُطْنَانٌ; (S, K, TA;) which is explained as signifying the parts beneath the shaft: opposed to ظُهْرَانٌ, pl. of ظَهْرٌ [q. v.]. (TA.) b3: Also A low, or depressed, tract, or portion, of land, or ground; (S, TA;) and so ↓ بَاطِنٌ: (TA:) [or a bottom, or low land; or a low, soft flat; i. e.] soft, plain, fine, low land or ground; opposed to ظَهْرٌ [q. v.]: (TA in art. ظهر:) pl. of the former, (S,) or of the latter, (K,) بُطْنَانٌ, (S, K,) a pl. of mult., (TA,) and أَبْطِنَةٌ, (K,) a pl. of pauc., and anomalous [as pl. of either]: (TA:) the former pl., in relation to land, is also used as a sing., like بَطْنٌ: (AHn, TA:) and accord. to ISh, بُطْنَانُ الأَرْضِ signifies the low, or depressed, tract, or tracts, of land, of the plain, or soft, parts thereof, and of the rugged, and of the meadows, where water rests and stagnates: and such tracts are also called بَوَاطِنُ and بُطُونٌ. (TA.) b4: بَطْنُ السَّمَآءِ and ظَهْرُ السَّمَآءِ both signify (assumed tropical:) The apparent, visible, part of the sky. (Fr, T voce ظَهْرٌ [q. v.].) A2: Also (tropical:) A tribe below that which is termed قَبِيلَة: (S, Msb, K, TA:) or next below the عِمَارَة: (S and TA voce شَعْبٌ, &c.:) or below the فَخِذ and above the عمارة: (K: [but for this I have found no other authority:]) of the masc. gender: (TA:) or [properly] fem.: but if حَيٌّ [said by some to signify a tribe, absolutely,] be meant thereby, it is masc.: (Msb:) or fem. if used in the sense of قَبِيلَة: (TA:) pl. [of pauc.] أَبْطُنٌ and [of mult.]

بُطُونٌ. (Msb, K.) [See شَعْبٌ.]

بَطَنٌ Disease of the belly, (K, TA,) being a state of enlargement thereof arising from satiety; and so ↓ بَطْنٌ; whence the phrase مَاتَ بِالبَطْنِ He died by the disease of the belly. (TA.) بَطَنٌ One whose object of care, or anxiety, is his belly: (K:) or who has an inordinate desire, or appetite, for food; (S;) whom nothing causes care, or anxiety, but his belly; (S, TA;) as also ↓ مِبْطَانٌ: (TA:) or the former, (TA,) or ↓ the latter, (S,) ever large, or big, in the belly in consequence of much eating: (S, TA:) or ↓ both signify voracious; not ceasing from eating. (K.) b2: and [hence,] (tropical:) One who exults, or exults greatly, or excessively, and behaves insolently and unthankfully, or ungratefully: (TA:) or who does so, being abundant in wealth. (K, TA.) بِطْنَةٌ Repletion; the state of being much filled with food (S, K) and drink. (So in a copy of the S.) It is said in a prov., البِطْنَةُ تُذْهِبُ الفِطْنَةَ [Repletion banishes intelligence]. (TA.) b2: and [hence,] (tropical:) Exultation, or great or excessive exultation, and insolent and unthankful, or ungrateful, behaviour. (K, TA.) b3: [Hence also,] مَاتَ فُلَانٌ بِبِطْنَتِهِ (assumed tropical:) Such a one died with his wealth complete, not having expended, or dispensed, anything thereof: or, accord. to A'Obeyd, this prov. relates to religion, and means (assumed tropical:) he went forth from the present world in a state of integrity, without any infringement of his religion. (TA.) [See also تَغَضْغَضَ, in two places.] [Hence also,] نَزَّتْ بِهِ البَطِنَةُ (assumed tropical:) Richness caused him to exult, or exult greatly, or excessively, and to behave insolently and unthankfully, or ungratefully. (TA.) البَطِنَةُ i. q. الدُّبُرُ [The back, hinder part, posteriors, &c.]. (TA.) b2: بَطِنَاتُ الوَادِى The roads, or beaten tracks, of the valley. (TA.) بِطَانٌ [The belly-girth of a camel: or] the girth of the [kind of saddle called] قَتَب, (S, K,) which is put beneath the belly of the camel, and is like the تَصْدِير to the رَحْل: (S:) or the girth of the [saddle called] رَحْل: (Msb:) pl. [of pauc.] أَبْطِنَةٌ and [of mult.] بُطْنٌ. (K.) [Hence,] اِلْتَقَتْ حَلْقَتَا البِطَانِ [The two rings of the belly-girth met]: said of a case, or an affair, that has become severe, strait, or distressing. (S.) And رَجُلٌ عَرِيضُ البِطَانِ (tropical:) A man in ample and easy circumstances; or in an easy, or a pleasant, state or condition; or easy, or unstraitened, in mind. (K, TA. [See also art. عرض.]) And مَاتَ فُلَانٌ وَهُوَ عَرِيضُ البِطَانِ, meaning, accord. to A'Obeyd, (assumed tropical:) Such a one died broad in the fleshy parts (المَلَاحِم); nothing of him having gone. (TA. [But this seems to be said of a man's dying in a state of opulence: see Freytag's Arab. Prov. ii. 601.]) بَطِينٌ, applied to a man, (K,) Big, or large, in the belly; (S, K;) as also ↓ مِبْطَانٌ: the former occurs, in a description of 'Alee, used as an epithet of praise: and signifies also big, or large, in the belly in consequence of much eating: and having the belly full; as also ↓ the latter: pl. of the former بِطَانٌ. (TA.) b2: Hence, (tropical:) Full; applied to a purse [&c.]. (TA.) You say رَجُلٌ بَطِينُ الكُرْزِ (assumed tropical:) [lit. A man having the pair of provision-bags full]; meaning (assumed tropical:) a man who conceals his travel-ling-provision in a journey, and eats that of his companion. (TA.) b3: (assumed tropical:) Far; far-extending. (S, K, TA.) So in the phrase شَأْوٌ بَطِينٌ (assumed tropical:) [A farextending heat, or single run to a goal or limit], (S, TA,) and شَوْطٌ بَطِينٌ [signifying the same]. (TA.) b4: (assumed tropical:) Wide, and low, or depressed; applied to a tract of land or ground. (Ham p. 506.) البُطَيْنُ One of the Mansions of the Moon; (S, K;) namely, the Second; (Kzw, &c.;) three small stars [e and p and n], (S, K,) disposed in the form of an equilateral triangle, (S,) as though they were three stones whereon a cooking-pot is placed, and forming the belly of the Ram; (S, K;) the appellation being made a diminutive because the Ram consists of many stars in the form of a ram; [so I here render حَمَل though it properly signifies a lamb;] the شَزَطَانِ being its two horns; and the بُطَيْن, its belly; [or, accord. to our configuration of Aries, the rump;] and the ثُرَيَّا, its rump, or tail; (S;) three obscure stars, forming the points of a triangle, in the belly of the Ram, between the شَرَطَانِ and the ثُرَيَّا; (Kzw, Mir-át ez-Zemán, &c.;) the three stars of which two are on the tail and one on the thigh of the Ram, forming an equilateral triangle. (Kzw in his description of Aries.) [See مَنَازِلُ القَمَرِ, in art. نزل.] The Arabs assert that it has no نَوْء

[here meaning effect upon the weather], except wind. (TA.) بِطَانَةٌ The lining, or inner covering, of a garment, or piece of cloth [&c.]; contr. of ظِهَارَةٌ; (S, Msb, K;) as also ↓ بَاطِنَةٌ: (JK in art. ظهر:) pl. of the former بَطَائنُ. (TA.) b2: (assumed tropical:) A secret (K, TA) that a man conceals. (TA.) One says, هُوَ ذُو بِطَانَةٍ بِفُلَانٍ, i. e. (assumed tropical:) He is one who possesses knowledge of the inward, or intrinsic, state or circumstances of the case, or affair, of such a one. (TA.) b3: (tropical:) A particular, or special, intimate, friend, or associate; (S, K, TA;) one who is particularly distinguished by entering into, and becoming acquainted with, the inward, or intrinsic, state or circumstances of one's case or affair; (TA;) an intimate and familiar friend or associate; (Zj, TA;) a confidential friend, who is consulted respecting one's circumstances: (TA:) it is from the same word in the sense first explained above, relating to a garment, or piece of cloth: (Mgh, Er-Rághib:) and is used in a pl. sense, as meaning intimate and familiar friends or associates, to whom one is open, or unreserved, in conversation, and who know the inward state or circumstances [of one's case or affair]: (Zj, TA:) or one's family; and one's particular, or special, intimates, friends, or associates. (Mgh.) You say, هُوَ بِطَانَتِى (tropical:) [He is my particular, or special, intimate, &c.]: and هُمْ بِطَانَتِى and أَهْلُ بِطَانَتِى (tropical:) [They are my particular, or special, intimates, &c.]. (A, TA.) See also 4. b4: Coupled with عَلَاوَة, it signifies What is put beneath [the things that compose the main load of a camel], such as a water-skin and the like. (TA.) b5: See also بَاطِنَةٌ.

بَاطِنٌ Unapparent; hidden; concealed; covert: (K, TA:) [and inward; inner; interior; internal; intrinsic; esoteric: in all these senses] contr. of ظَاهِرٌ. (Msb, TA.) b2: بَاطِنُ أَمْرٍ [The inward, or intrinsic, state or circumstances, of a case or an affair]; (TA, &c.;) [and so أَمْرٍ ↓ بَطْنُ; whence the phrases,] أَفْرَشَنِى ظَهْرَ أَمْرِهِ وَبَطْنَهُ (assumed tropical:) [He displayed, or laid open, to me the outward state or circumstances of his case or affair, and the inward state or circumstances thereof]; and هُوَ مُجَرِّبٌ بَطْنَ الأُمُورِ (assumed tropical:) [He is one who possesses experience of the inward, or intrinsic, state or circumstances of affairs], as though he hit their bellies by his knowledge of their true, or real, states or circumstances. (TA.) b3: البَاطِنُ [The internal, inward, or intrinsic, state, condition, character, or circumstances, of a man: and the heart, meaning the secret thoughts; the recesses of the mind; the state of mind; the inward, or secret, disposition of the mind: opposed to الظَّاهِرُ. b4: Also,] an epithet applied to God, meaning He who knows the inward, or intrinsic, states or circumstances of things: (S:) or He who knows the secret and hidden things: or He who is veiled from the eyes and imaginations of created beings. (TA.) b5: [بَاطِنًا Covertly; secretly.] b6: See also بَاطِنَةٌ, in eight places. b7: بِطَانَةٌ also signifies A water-course, or place in which water flows, in rugged ground: pl. بُطْنَانٌ (K) and بُطْنٌ. (TA.) بَاطِنَةٌ: see بِطَانَةٌ. b2: Also The middle, and the retired part, of a كُورَة [i. e. province, or district, or city]: in the copies of the K erroneously written ↓ بِطَانَة, and explained as meaning the “ middle of a كورة. ” (TA.) الأَبْطَنُ A certain vein in the interior of the arm of the horse; one of two veins which are called الأَبْطَنَانِ: (S:) accord. to AO, these are two veins that penetrate into the interior of the arm until they become hidden among the sinews of the shank. (TA.) مُبَطَّنٌ, applied to a man, Lank in the belly: (S, K, TA:) fem. with ة. (S.) b2: Applied to a horse, White in the back and belly. (K.) b3: Lined; having a بِطَانَة put to it. (TA.) مِبْطَانٌ: see بَطِينٌ, in two places: and see بَطِنٌ, in three places.

مَبْطُونٌ Having a complaint of, or a disease in, or a pain in, his belly: (S, Mgh, Msb, K:) one who dies of disease of his belly, as dropsy and the like: such is reckoned a martyr. (TA.)

بطن: البَطْنُ من الإنسان وسائِر الحيوان: معروفٌ خلاف الظَّهْر،

مذكَّر، وحكى أَبو عبيدة أَن تأْنيثه لغةٌ؛ قال ابن بري: شاهدُ التذكير فيه

قولُ ميّةَ بنتِ ضِرار:

يَطْوي، إذا ما الشُّحُّ أَبْهَمَ قُفْلَه،

بَطْناً، من الــزادِ الخبيثِ، خَميصا

وقد ذَكرْنا في ترجمة ظهر في حرف الراء وجهَ الرفع والنصب فيما حكاه

سيبويه من قولِ العرب: ضُرِبَ عبدُ الله بَطْنُه وظهرُه، وضُرِبَ زيدٌ

البطنُ والظهرُ. وجمعُ البَطْنِ أَبطُنٌ وبُطُونٌ وبُطْنانٌ؛ التهذيب: وهي

ثلاثةُ أَبْطُنٍ إلى العَشْرِ، وبُطونٌ كثيرة لِما فوْقَ العَشْرِ، وتصغيرُ

البَطْنِ بُطَيْنٌ. والبِطْنةُ: امتلاءُ البَطْنِ من الطعام، وهي

الأَشَرُ من كَثْرةِ المال أَيضاً. بَطِنَ يَبْطَنُ بَطَناً وبِطْنةً وبَطُنَ

وهو بَطينٌ، وذلك إذا عَظُمَ بطْنُه. ويقال: ثَقُلَتْ عليه البِطْنةُ، وهي

الكِظَّة، وهي أَن يَمْتلِئَ من الطعام امتلاءً شديداً. ويقال: ليس

للبِطْنةِ خيرٌ من خَمْصةٍ تَتْبَعُها؛ أَراد بالخَمْصَة الجوعَ. ومن

أَمثالهم: البِطْنة تُذْهِبُ الفِطْنةَ؛ ومنه قول الشاعر:

يا بَني المُنْذرِ بن عَبْدانَ، والبِطـ

ـنةُ ممّا تُسَفِّهُ الأَحْلاما

ويقال: مات فلانٌ بالبَطَنِ. الجوهري: وبُطِنَ الرجلُ، على ما لم يسمَّ

فاعله، اشْتَكَى بَطْنَه. وبَطِن، بالكسر، يَبْطَن بَطَناً: عَظُم

بَطْنُه من الشِّبَعِ؛ قال القُلاخ:

ولم تَضَعْ أَولادَها من البَطَنْ،

ولم تُصِبْه نَعْسَةٌ على غَدَنْ

والغَدَنُ: الإسْتِرخاءُ والفَتْرة. وفي الحديث: المَبْطونُ شهيدٌ أَي

الذي يموتُ بمَرَض بَطْنه كالاسْتِسْقاء ونحوه؛ ومنه الحديث: أَنَّ

امرأَةً ماتت في بَطَن، وقيل: أَراد به ههنا النِّفاسَ، قال: وهو أَظهر لأَن

البخاريّ ترْجَم عليه باب الصلاة على النُّفَساء. وقوله في الحديث: تَغْدُو

خِماصاً وتَرُوحُ بِطاناً أَي ممتَلِئةَ البُطونِ. وفي حديث موسى

وشعيبٍ، على نبيّنا وعليهما الصلاة والسلام، وعَوْد غَنَمِه: حُفَّلاً بِطاناً؛

ومنه حديث عليّ، عليه السلام: أَبِيتُ مِبْطاناً وحَوْلي بُطونٌ غَرْثى؛

المِبْطان: الكثيرُ الأَكل والعظيمُ البطنِ. وفي صفة علي، عليه السلام:

البَطِينُ الأَنْزَعُ أَي العظيمُ البطْنِ. ورجلٌ بَطِنٌ: لا هَمَّ له

إلاَّ بَطْنُه، وقيل: هو الرَّغيب الذي لا تَنْتَهِي نفسُه من الأَكل،

وقيل: هو الذي لا يَزَالُ عظيمَ البَطْنِ من كثرةِ الأَكل، وقالوا: كِيسٌ

بَطينٌ أَي مَلآنُ، على المَثَل؛ أَنشد ثعلبٌ لبعض اللُّصوص:

فأَصْدَرْتُ منها عَيْبةً ذاتَ حُلَّةٍ،

وكِيسُ أَبي الجارُودِ غَيْرُ بَطينِ

ورجل مِبْطانٌ: كثيرُ الأَكل لا يَهُمُّه إلا بَطْنُه، وبَطينٌ: عظيمُ

البَطْنِ، ومُبَطَّنٌ: ضامِر البَطْنِ خَميصُه، قال: وهذا على السَّلْب

كأَنه سُلِبَ بَطْنَه فأُعْدِمَه، والأُنثى مُبَطَّنةٌ، ومَبْطونٌ:

يَشْتَكي بَطْنَه؛ قال ذو الرمة:

رَخِيمات الكلامِ مُبَطَّنات،

جَواعِل في البُرَى قَصَباً خِدالا

ومن أَمثالهم: الذئب يُغْبَط بِذي بَطْنه؛ قال أَبو عبيد: وذلك أَنه لا

يُظَنُّ به أَبداً الجوع إنما يُظَنّ به البِطْنةُ لِعَدْوِه على الناس

والماشِيَةِ، ولعلَّه يكونُ مَجْهوداً من الجوع؛ وأَنشد:

ومَنْ يَسْكُنِ البَحْرَيْنِ يَعْظُمْ طِحالُه،

ويُغْبَطُ ما في بَطْنه وهْو جائعُ

وفي صفة عيسى، على نبينا وعليه أَفضل الصلاة والسلام: فإذا رجُل

مُبَطَّنٌ مثلُ السَّيف؛ المُبَطَّنُ: الضامِرُ البَطْن، ويقال للذي لا يَزالُ

ضَخْمَ البطنِ من كثرة الأَكل مِبْطانٌ، فإذا قالوا رَجُلٌ مُبَطَّنٌ

فمعناه أَنه خَميص البَطْن؛ قال مُتمّم بن نُوَيرة:

فَتىً غَيْرَ مِبْطانِ العَشِيَّةِ أَرْوعا

ومن أَمثال العرب التي تُضْرَب للأَمر إذا اشتدّ: التَقَتْ حَلْقَتا

البِطانِ، وأَما قول الراعي يصف إبلاً وحالبها:

إذا سُرِّحَتْ من مَبْرَكٍ نامَ خلفَها،

بمَيْثاءَ، مِبْطان الضُّحى غير أَرْوعا

مِبْطانُ الضُّحى: يعني راعياً يُبادِر الصَّبوح فيشرَبُ حتى يَميلَ من

اللَّبَن. والبَطينُ: الذي لا يَهُمُّه إلا بَطْنُه. والمَبْطُونُ:

العَليل البَطْنِ. والمِبْطانُ: الذي لا يزالُ ضخْمَ البطنِ. والبَطَنُ: داءُ

البَطْن. ويقال: بَطَنَه الداءُ وهو يَبْطُنُه، إذا دَخَله، بُطوناً.

ورجل مَبْطونٌ: يَشْتَكي بَطْنَه. وفي حديث عطاء: بَطَنتْ بك الحُمَّى أَي

أَثَّرَت في باطنك. يقال: بَطَنَه الداءُ يبطُنه. وفي الحديث: رجل

ارْتَبَطَ فرَساً لِيَسْتبْطِنَها أَي يَطْلُبَ ما في بطنها من النِّتاج.

وبَطَنَه يبْطُنُه بَطْناً وبَطَنَ له، كِلاهما: ضرَب بَطْنَه. وضرَب فلانٌ

البعيرَ فبَطَنَ له إذا ضرَب له تحت البَطْن؛ قال الشاعر:

إذا ضرَبْتَ مُوقَراً فابْطُنْ لهْ،

تحتَ قُصَيْراهُ ودُون الجُلَّهْ،

فإنَّ أَنْ تَبْطُنَهُ خَيرٌ لَهْ

أَراد فابطُنْه فــزاد لاماً، وقيل: بَطَنَه وبَطَن له مثل شَكَره

وشَكَرَ له ونصَحَه ونصحَ له، قال ابن بري: وإنما أَسكن النون للإدغام في

اللام؛ يقول: إذا ضربت بعيراً مُوقَراً بحِمْله فاضْرِبْه في موضع لا يَضُرُّ

به الضربُ، فإنّ ضرْبَه في ذلك الموضع من بطْنه خير له من غيره. وأَلقَى

الرجلُ ذا بَطْنه: كناية عن الرَّجيع. وأَلْقَت الدَّجاجةُ ذا بَطْنِها:

يعني مَزْقَها إذا باضت. ونثرَت المرأَةُ بَطْنَها ولداً: كَثُر ولدُها.

وأَلقت المرأَةُ ذا بطنِها أَي وَلَدَت. وفي حديث القاسم بن أَبي

بَرَّةَ: أَمَرَ بعشَرَةٍ من الطَّهارة: الخِتانِ والاستِحدادِ وغَسْلِ

البَطِنةِ ونَتْفِ الإبْطِ وتقليم الأَظفار وقصِّ الشارب والاستِنْثار؛ قال

بعضهم: البَطِنة هي الدبُر، هكذا رواها بَطِنة، بفتح الباء وكسر الطاء؛ قال

شمر: والانتِضاحُ

(* قوله «والانتضاح» هكذا بدون ذكره في الحديث).

الاسْتِنجاءُ بالماء. والبَطْنُ: دون القبيلة، وقيل: هو دون الفَخِذِ وفوق

العِمارة، مُذَكَّر، والجمع أَبْطُنٌ وبُطُونٌ. وفي حديث علي، عليه السلام:

كَتَب على كلِّ بطْنٍ عُقولَه؛ قال: البَطْنُ ما دون القبيلة وفوق الفخِذ،

أَي كَتَب عليهم ما تَغْرَمُه العاقلة من الدِّيات فبَيَّن ما على كل قوم

منها؛ فأَما قوله:

وإنَّ كِلاباً هذه عَشْرُ أَبْطُنٍ،

وأَنتَ بريءٌ من قبَائِلِها العَشْر

فإنه أَنّث على معنى القبيلة وأَبانَ ذلك بقوله من قبائلها العشر. وفرسٌ

مُبَطَّنٌ: أَبيضُ البَطْنِ والظهر كالثوب المُبطَّن ولَوْنُ سائرِه ما

كان. والبَطْنُ من كل شيء: جَوْفُه، والجمع كالجمع. وفي صفة القرآن

العزيز: لكل آية منها ظَهْرٌ وبطْن؛ أَراد بالظَّهْرِ ما ظَهَرَ بيانُه،

وبالبَطْن ما احتيج إلى تفسيره كالباطِن خلاف الظاهر، والجمع بَواطِنُ؛

وقوله:وسُفْعاً ضِياهُنَّ الوَقودُ فأَصْبَحَت

ظواهِرُها سُوداً، وباطِنُها حُمْرا

أَراد: وبواطِنُها حُمْراً فوَضع الواحدَ موضعَ الجمع، ولذلك استَجاز

أَن يقول حُمْراً، وقد بَطُنَ يَبْطُنُ. والباطِنُ: من أَسماء الله عز وجل.

وفي التنزيل العزيز: هو الأَوّلُ والآخِرُ والظاهر والباطن؛ وتأْويلُه

ما روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، في تَمْجيد الربّ: اللهمّ أَنتَ

الظاهِر فليس فوقَك شيءٌ، وأَنت الباطِنُ فليس دونَك شيء، وقيل: معناه أَنه

علِمَ السرائرَ والخفيَّاتِ كما علم كلَّ ما هو ظاهرُ الخَلْقِ، وقيل:

الباطِن هو المُحْتَجِب عن أَبصار الخلائِق وأَوْهامِهم فلا يُدرِكُه بَصَر

ولا يُحيطُ به وَهْم، وقيل: هو العالمُ بكلِّ ما بَطَن. يقال: بَطَنْتُ

الأَمرَ إذا عَرَفتَ باطنَه. وقوله تعالى: وذَرُوا ظاهرَ الإثْمِ

وباطِنَه؛ فسره ثعلب فقال: ظاهرُه المُخالَّة وباطنُه الزِّنا، وهو مذكور في

موضعه. والباطِنةُ: خلافُ الظاهرة. والبِطانةُ: خلافُ الظِّهارة. وبِطانةُ

الرجل: خاصَّتُه، وفي الصحاح: بِطانةُ الرجل وَليجتُه. وأَبْطَنَه:

اتَّخَذَه بِطانةً. وأَبْطَنْتُ الرجلَ إذا جَعَلْتَه من خَواصِّك. وفي الحديث:

ما بَعَثَ الله من نبيّ ولا استَخْلَفَ من خليفة إلا كانت له بِطانتانِ؛

بِطانةُ الرجل: صاحبُ سِرِّه وداخِلةُ أَمره الذي يُشاوِرُه في أَحواله.

وقوله في حديث الاستسقاء: وجاء أَهلُ البِطانةِ يَضِجُّون؛ البِطانةُ:

الخارجُ من المدينة. والنَّعْمة الباطنةُ: الخاصَّةُ، والظاهرةُ:

العامَّةُ. ويقال: بَطْنُ الراحهِ وظَهْرُ الكَفّ. ويقال: باطنُ الإبْط، ولا يقال

بطْن الإبْط. وباطِنُ الخُفّ: الذي تَليه الرجْلُ. وفي حديث النَّخَعي:

أَنه كان يُبَطِّنُ لِحْيتَه ويأْخُذُ من جَوانِبها؛ قال شمر: معنى

يُبَطِّن لحيتَه أَي يأْخذ الشَّعَر من تحت الحَنَك والذَّقَنِ، والله أَعلم.

وأَفْرَشَني ظَهْر أَمرِه وبَطْنَه أَي سِرَّه وعلانِيَتَه، وبَطَنَ

خبرَه يَبْطُنُه، وأَفرَشَني بَطْنَ أَمره وظَهْرَه، ووَقَف على دَخْلَته.

وبَطَن فلانٌ بفلان يَبْطُنُ به بُطوناً وبطانة إذا كان خاصّاً به

داخلاًفي أَمره، وقيل: بَطَنَ به دخل في أَمره. وبَطَنتُ بفلان: صِرْتُ من

خواصِّه. وإنَّ فلاناً لذو بِطانة بفلان أَي ذو علمٍ بداخلةِ أَمره. ويقال:

أَنتَ أَبْطنْتَ فلاناً دوني أَي جَعلْتَه أَخَصَّ بك مني، وهو مُبَطَّنٌ

إذا أَدخَله في أَمره وخُصَّ به دون غيره وصار من أَهل دَخْلَتِه. وفي

التنزيل العزيز: يا أَيها الذين آمنوا لا تَتَّخِذُوا بِطانةً من دونكم؛

قال الزجاج: البِطانة الدُّخَلاء الذين يُنْبَسط إليهم ويُسْتَبْطَنونَ؛

يقال: فلان بِطانةٌ لفلان أَي مُداخِلٌ له مُؤانِس، والمعنى أَن المؤمنين

نُهوا أَن يَتَّخِذوا المنافقين خاصَّتَهم وأَن يُفْضُوا إليهم

أَسرارَهم. ويقال: أَنت أَبْطَنُ بهذا الأَمر أَي أَخبَرُ بباطِنِه. وتبَطَّنْت

الأَمرَ: عَلِمت باطنَه. وبَطَنْت الوادي: دَخَلْته. وبَطَنْت هذا الأَمرَ:

عَرَفْت باطنَه، ومنه الباطِن في صفة الله عز وجل. والبطانةُ: السريرةُ.

وباطِنةُ الكُورة: وَسَطُها، وظاهرتُها: ما تنَحَّى منها. والباطنةُ من

البَصْرةِ والكوفة: مُجْتَمَعُ الدُّور والأَسواقِ في قَصَبتها،

والضاحيةُ: ما تنَحَّى عن المساكن وكان بارزاً. وبَطْنُ الأَرض وباطنُها: ما

غَمَض منها واطمأَنّ. والبَطْنُ من الأَرض: الغامضُ الداخلُ، والجمعُ القليل

أَبْطِنةٌ، نادرٌ، والكثير بُطْنان؛ وقال أَبو حنيفة: البُطْنانُ من

الأَرض واحدٌ كالبَطْن. وأَتى فلانٌ الوادي فتَبَطَّنه أَي دخل بطنَه. ابن

شميل: بُطْنانُ الأَرض ما تَوَطَّأَ في بطون الأَرض سَهْلِها وحَزْنها

ورياضها، وهي قَرار الماء ومستَنْقَعُه، وهي البواطنُ والبُطون. ويقال: أَخذ

فلانٌ باطناً من الأَرض وهي أَبطأُ جفوفاً من غيرها. وتبطَّنْتُ الوادي:

دخلْت بطْنه وجَوَّلْت فيه. وبُطْنانُ الجنة: وسَطُها. وفي الحديث: ينادي

مُنادٍ من بُطْنانُ العرش أَي من وسَطه، وقيل: من أَصله، وقيل:

البُطْنان جمع بطن، وهو الغامض من الأَرض، يريد من دواخل العرش؛ ومنه كلام علي،

عليه السلام، في الاستسقاء: تَرْوَى به القِيعانُ وتسيل به البُطْنان.

والبُطْنُ: مسايلُ الماء في الغَلْظ، واحدها باطنٌ؛ وقول مُلَيْح:

مُنِيرٌ تَجُوزُ العِيسُ من بَطِناتِه

نَوىً، مثل أَنْواءِ الرَّضيخِ المُفَلَّق

قال: بَطِناتُه مَحاجُّه. والبَطْنُ: الجانب الطويلُ من الريش، والجمع

بُطْنانٌ مثل ظَهْرٍ وظُهْرانٍ وعَبْدٍ وعُبْدانٍ. والبَطْنُ: الشِّقُّ

الأَطولُ من الريشة، وجمعها بُطْنان. والبُطْنانُ أَيضاً من الريش: ما كان

بطنُ القُذَّة منه يَلي بطنَ الأُخرى، وقيل: البُطْنانُ ما كان من تحت

العَسيب، وظُهْرانُه ما كان فوق العسيب؛ وقال أَبو حنيفة: البُطْنانُ من

الريش الذي يَلي الأَرضَ إذا وقَع الطائرُ أَو سَفَعَ شيئاً أَو جَثَمَ على

بَيْضه أَو فِراخه، والظُّهارُ والظُّهْرانُ ما جُعِلَ من ظَهر عَسيب

الريشة. ويقال: راشَ سهمَه بظُهْرانٍ ولم يَرِشْه ببُطْنانٍ، لأَنَّ

ظُهْرانَ الريش أَوفَى وأَتَمُّ، وبُطْنانُ الريش قِصار، وواحدُ البُطْنانِ

بَطْنٌ، وواحدُ الظُّهْرانِ ظَهْرٌ، والعَسِيبُ قَضيبُ الريش في وسَطِه.

وأَبْطَن الرجل كَشْحَه سَيفَه ولسيفه: جعله بطانتَه. وأَبطنَ السيفَ كشْحَه

إذا جعله تحت خَصْره. وبطَّنَ ثوبَه بثوبٍ آخر: جعله تحته. وبِطانةُ

الثوب: خلافُ ظِهارته. وبطَّنَ فلان ثوبه تبطيناً: جعل له بطانةً، ولِحافٌ

مَبْطُونٌ ومُبَطَّن، وهي البِطانة والظِّهارة. قال الله عز وجل:

بَطائنُها من إسْتَبْرقٍ. وقال الفراء في قوله تعالى: مُتَّكِئِين على فُرُشٍ

بَطائنُها من إستبرقٍ؛ قال: قد تكونُ البِطانةُ ظِهارةً والظهارةُ بطانةً،

وذلك أَن كلَّ واحدٍ منها قد يكونُ وجهاً، قال: وقد تقول العربُ هذا ظهرُ

السماء وهذا بطنُ السماء لظاهرها الذي تراه. وقال غير الفراء: البِطانةُ

ما بطَنَ من الثوب وكان من شأْن الناس إخْفاؤه، والظهارة ما ظَهَرَ وكان

من شأْن الناس إبداؤه. قال: وإنما يجوز ما قال الفراء في ذي الوجهين

المتساويين إذا وَلِيَ كلُّ واحد منهما قوْماً، كحائطٍ يلي أَحد صَفْحَيْه

قوماً، والصَّفْحُ الآخرُ قوماً آخرين، فكلُّ وجهٍ من الحائط ظَهْرٌ

لمن يليه، وكلُّ واحدٍ من الوجهين ظَهْر وبَطْن، وكذلك وجْها الجبل وما

شاكلَه، فأَما الثوبُ فلا يجوز أَن تكونَ بطانتُه ظهارةً ولا ظِهارتُه

بِطانةً، ويجوز أَن يُجْعَل ما يَلينا من وجه السماء والكواكِب ظهْراً

وبطْناً، وكذلك ما يَلينا من سُقوف البيت. أَبو عبيدة: في باطِن وظِيفَيِ

الفرس أَبْطَنانِ، وهما عِرْقان اسْتَبْطَنا الذِّراعَ حتى انغَمَسا في

عَصَب الوَظيف. الجوهري: الأَبْطَنُ في ذِراع الفرسِ عِرْق في باطنها، وهما

أَبْطَنانِ. والأبْطَنانِ: عِرْقان مُسْتَبْطِنا بَواطِن وظِيفَي

الذراعَينِ حتى يَنْغَمِسا في الكَفَّين. والبِطانُ: الحزامُ الذي يَلي البَطْنَ.

والبِطانُ: حِزامُ الرَّحْل والقَتَب، وقيل: هو للبعير كالحِزام للدابة،

والجمع أَبطِنةٌ وبُطُن. وبَطَنَه يَبْطُنُه وأَبْطَنَه: شَدَّ بِطانه.

قال ابن الأَعرابي وحده: أَبْطَنْتُ البعير ولا يقال بَطَنْتُه، بغير

أَلف؛ قال ذو الرمة يصف الظليم:

أَو مُقْحَم أَضْعَفَ الإبْطانَ حادجُه،

بالأَمسِ، فاستَأْخَرَ العِدْلانِ والقَتَبُ

شَبَّه الظَّليمَ بجَمَل أَضْعَفَ حادِجُهُ شَدَّ بِطانِه فاسترْخَى؛

فشبَّه استِرْخاء

(* قوله «فشبه استرخاء إلخ» كذا بالأصل والتهذيب أيضاً،

ولعلها مقلوبة، والأصل: فشبه استرخاء جناحي الظليم باسترخاء عكميه).

عِكْمَيْه باسترخاء جَناحَيِ الظَّليم، وقد أَنكر أَبو الهيثم بَطَنْت، وقال:

لا يجوز إلا أَبْطَنت، واحتجَّ ببيت ذي الرمة. قال الأَزهري: وبَطَنْتُ

لغةٌ

أَيضاً. والبِطانُ للقَتَب خاصة، وجمعه أَبْطِنة، والحزامُ للسَّرْج.

ابن شميل: يقال أَبْطَنَ حِمْلَ البعيرِ وواضَعَه حتى يتَّضِع أَي حتى

يَسْترْخي على بَطْنه ويتمكن الحِمْل منه. الجوهري: البِطانُ للقَتَب

الحزامُ الذي يجعل تحت بطن البعير. يقال: التَقَتْ حَلْقَتا البطان للأَمر إذا

اشتدَّ، وهو بمنزلة التَّصدير للرحْل، يقال منه: أَبْطَنْتُ البعيرَ

إِبْطاناً إذا شَدَدْتَ بِطانَه. وإنه لعريضُ البِطانِ أَي رَخِيُّ البالِ.

وقال أَبو عبيد في باب البخيل، يموتُ ومالُه وافِرٌ لم يُنْفق منه شيئاً:

مات فلانٌ بِبِطْنَتِه لم يتَغَضْغَضْ منها شيء، ومثله: مات فلانٌ وهو

عريضُ البِطانِ أَي مالُه جَمٌّ لم يَذهَبْ منه شيءٌ؛ قال أَبو عبيد:

ويُضْرَب هذا المثلُ في أَمر الدِّين أَي خرَجَ من الدنيا سليماً لم يَثْلِمْ

دينَه شيءٌ، قال ذلك عمرو ابنُ العاص في عبد الرحمن بن عَوف لما مات:

هنيئاً لك خرَجْتَ من الدنيا بِبِطْنَتِكَ لم يتَغَضْغَضْ منها شيء؛ ضرَبَ

البطْنةَ مثلاً في أَمر الدين، وتغضْغَضَ الماءُ: نَقَصَ، قال: وقد يكون

ذمَّاً ولم يُرِدْ به هنا إلاْ المَدْحَ. ورجل بَطِنٌ: كثيرُ المال.

والبَطِنُ: الأَشِرُ. والبِطْنةُ: الأَشَرُ. وفي المَثَل: البِطْنةُ تُذْهِبُ

الفِطْنةَ، وقد بَطِنَ. وشأْوٌ بَطِينٌ: واسعٌ. والبَطين: البعيد، يقال:

شأْوٌ بطين أَي بعيد؛ وأَنشد:

وبَصْبَصْنَ، بين أَداني الغَضَا

وبين عُنَيْزةَ، شأْواً بَطِيناً

قال: وفي حديث سليمان بن صُرَد: الشَّوْطُ بَطِينٌ أَي بعيد. وتبطَّن

الرجلُ جاريتَه إذا باشَرها ولمَسَها، وقيل: تبطَّنها إذا أَوْلَج ذكرَه

فيها؛ قال امرؤُ القيس:

كأَنِّي لم أَرْكَبْ جَواداً لِلَذَّةٍ،

ولم أَتَبطَّنْ كاعِباً ذاتَ خَلْخالِ

وقال شمر: تبطَّنها إذا باشَرَ بطنُه بطنَها في قوله:

إذا أَخُو لذَّةِ الدنيا تبطَّنها

ويقال: اسْتَبْطَن الفحلُ الشَّوْلَ إذا ضربَها فلُقحَت كلُّها كأَنه

أَوْدع نطفتَه بطونها؛ ومنه قول الكميت:

فلما رأَى الجَوْزاءَ أَولُ صابِحٍ،

وصَرَّتَها في الفجر كالكاعِب الفُضُلْ،

وخَبَّ السَّفا، واسْتبطن الفحلُ، والتقتْ

بأَمْعَزِها بُقْعُ الجَنادِبِ تَرْتَكِلْ

صرَّتُها: جماعة كواكبها، والجَنادِب ترتَكِل من شدة الرَّمْضاء. وقال

عمرو بن بَحْر: ليس من حَيَوانٍ يتبطَّنُ طَروقتَه غيرُ الإنسان والتمساح،

قال: والبهائم تأْتي إناثها من ورائها، والطيرُ تُلْزِق الدُّبُرَ

بالدبر، قال أَبو منصور: وقول ذي الرمة تبطَّنَها أَي علا بطْنَها

ليُجامِعَها. واسْتبطنْتُ الشيءَ وتبَطَّنْتُ الكلأَ: جَوَّلتُ فيه. وابْتَطنْتُ

الناقةَ عشرةَ أَبطن أَي نَتجْتُها عشرَ مرات. ورجل بَطِين الكُرْز إذا كان

يَخبَأُ زادَــه في السفر ويأْكل زادَ صاحبه؛ وقال رؤبة يذم رجلاً:

أَو كُرَّزٌ يمشي بَطينَ الكُرْزِ

والبُطَيْن: نجم من نجوم السماء من منازل القمر بين الشرَطَيْن

والثُّرَيَّا، جاء مصغَّراً

عن العرب، وهو ثلاثةُ كواكبَ صغار مستوية التثليث كأَنها أَثافي، وهو

بطن الحمَل، وصُغِّر لأَن الحمَل نجومٌ كثيرة على صورة الحَمَل، والشرَطان

قَرْناه، والبُطَيْن بَطنُه، والثريا أَليتُه، والعرب تزعُم أَن البُطَين

لا نَوْء له إلا الريحُ. والبَطينُ: فرس معروف من خيل العرب، وكذلك

البِطان، وهو ابن البَطين

(* قوله «وهو ابن البطين» عبارة القاموس: وهو أبو

البطين). والبَطين: رجل من الخَوارج. والبُطَين الحِمْضيّ: من

شُعَرائهم.

بطن
: (البَطْنُ) مِن الإنْسانِ وسائِرِ الحيوانِ مَعْروفٌ (خِلافُ الظَّهْرِ، مُذَكَّرٌ) .) وحَكَى أَبو حاتِمٍ عَن أَبي عبيدَةَ: أَنّ تأْنِيثَه لُغَةٌ كَمَا فِي الصِّحاحِ، فاقْتِصار المصنِّفِ على التّذْكيرِ تَقْصيرٌ.
قالَ ابنُ بَرِّي: شاهِدُ التَّذْكيرِ فِيهِ قَوْلُ ميَّةَ بنتِ ضِرارٍ:
يَطْوي إِذا مَا الشُّحُّ أَبْهَمَ قُفْلَهبَطْناً من الــزادِ الخبيثِ خَمِيصاوحكَى سِيْبَوَيْه قَوْلَ العَرَبِ: ضُرِبَ عبدُ اللَّهِ بَطْنُه وظهْرُه، وضُرِبَ زيدٌ البطنُ والظهْرُ، وقالَ: يَجوزُ فِيهِ الرَّفْعُ والنَّصْبُ، وَقد ذَكَرْناه فِي ظ هـ ر. (ج أَبْطُنٌ وبُطونٌ) ؛) قالَ الأَزْهرِيُّ: وَهِي ثلاثَةُ أبْطُنٍ إِلَى العَشْرِ، وبُطونٌ كثيرَةٌ لمَا فَوْقَ العَشْرِ؛ (وبُطْنانٌ) ، بالضمِّ، كعَبْدٍ وعُبْدانٍ.
(و) مِن المجازِ: البَطْنُ (دونَ القَبيلةِ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ (أَو دونَ الفَخِذِ وفَوْقَ العِمارَةِ) ، مُذَكَّر. وَهُوَ قَوْلُ النَّسَّابَة.
ومَرَّ عَن الجوْهرِيّ فِي الرَّاء: أَوَّل العَشِيرَة الشّعْبُ ثمَّ القَبيلَةُ ثمَّ الفَصِيلَةُ ثمَّ العِمارَةُ ثمَّ البَطْنُ ثمَّ الفَخِذُ.
قالَ ابنُ الأثيرِ: وقسَّمَها الزُّبَيْرُ بنُ بكَّارٍ فِي كتابِ النَّسَبِ إِلَى شعبٍ ثمَّ قَبيلَةٍ ثمَّ عِمارَةٍ ثمَّ بَطْنٍ ثمَّ فخِذٍ ثمَّ فَصِيلَةٍ؛ وزادَ غيرُهُ قَبْل الشعبِ الجذمَ، وبَعْد الفَصِيلَة العَشِيرَة؛ وَمِنْهُم مَنْ زادَ بَعْدَ العَشِيرَة الأُسْرة.
قلْتُ: وَمِنْهُم مَنْ زادَ بَعْدَ الفَصِيلَة الرَّهْطِ. وقدمَ البَحْث فِي ذَلِك مُفَصّلاً فِي شعبٍ وَفِي عشر وَفِي قبل.
(ج أَبْطُنٌ وبُطونٌ) ؛) وقَوْل الشَّاعِرِ:
وإنَّ كِلاباً هَذِه عَشْرُ أَبْطُنٍ وأَنتَ بريءٌ من قَبائِلِها العَشْرِأَنَّثَ على معْنَى القَبيلَةِ، وأَبانَ ذلكَ بقوْلِه مِن قَبائِلِها العَشْرِ.
(و) البَطْنُ: (جَوْفُ كلِّ شيءٍ) ، والجَمْعُ كالجَمْعِ.
وَفِي صفَةِ القُرآنِ العَزيزِ: لكلِّ آيَةٍ مِنْهَا ظَهْرٌ وبَطْنٌ؛ أَرادَ بالظَّهْر مَا ظَهَرَ بيانُه، وبالبَطْن مَا احْتِيج إِلَى تَفْسِيرِه.
(و) مِن المجازِ: البَطْنُ (الشَّقُّ الأَطْولُ من الرِّيشِ، ج بُطْنانٌ) ، كظَهْرٍ وظُهْرانٍ وعَبْدٍ وعُبْدانٍ، وقيلَ: بُطْنانُ الريشِ مَا كانَ تحْتَ العَسيبِ، وظُهْرانُه مَا كانَ فَوْقَه، والعَسيبُ: قَضِيبُ الريشِ فِي وسَطِه؛ وَقد ذُكِرَ ذلكَ فِي حَرْف الرَّاء.
(و) المُسَمَّى بالبَطْنِ (عِشْرونَ مَوْضِعاً) ، يقالُ فِي كلِّ واحِدٍ بَطْنُ كَذَا.
(و) البَطِنُ، (ككَتِفٍ: الأشِرُ) ، وقيلَ: هُوَ الأشِرُ (المُتَمَوِّلُ) ، وَهُوَ مجازٌ.
(و) قيلَ: هُوَ (مَن هَمُّه بَطْنُه) .) يقالُ: رجُلٌ بَطِنٌ أَي لَا هَمَّ لَهُ إلاَّ بَطْنُه.
(أَو) هُوَ (الرَّغيبُ) الَّذِي (لَا يَنْتَهي) نَفْسُه (مِن الأكْلِ) .
(وقيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يَزالُ عَظِيمَ البَطْنِ مِن كثْرَةِ الأكْلِ، (كالمِبْطانِ) ، وَهُوَ الَّذِي لَا يَهُمُّه إلاَّ بَطْنُه؛ وَمِنْه حدِيثُ عليَ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهه: (أَبِيتُ مِبْطاناً وحَوْلي بُطونٌ غَرْثى) .
(ورَجُلٌ بَطِينٌ: عَظيمُ البَطْنِ) مِن كثْرَةِ الأَكْلِ.
وَفِي صفَةِ عليَ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ: (الأَنْزَعُ البَطِينُ) ، أَي العَظيمُ البَطْنِ، وَهُوَ مدْحٌ.
(وَقد بَطُنَ، ككَرُمَ) ، بَطانَةً.
(و) رَجُلٌ مُبَطَّنٌ، (كمعَظَّمٍ: ضامِرُ البَطْنِ) خَمِيصُه، وَهَذَا على السَّلْبِ كأنَّه سُلِبَ بَطْنَه فأُعْدِمَه، وَهِي مُبَطَّنَةٌ من الشّبعِ.
(و) رجُلٌ (مَبْطونٌ: يَشْتَكِيه) ؛) وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لذِي الرُّمَّة:
رَخِيمات الكلامِ مُبَطَّناتجَواعِل فِي البُرَى قَصَباً خِدَالاوقد بُطِنَ، كعُنِيَ.
وَفِي الحدِيثِ: (المَبْطُونُ شَهِيدٌ) ، أَي الَّذِي يَموتُ بمَرَضِ بَطْنه كالاسْتِسْقاءِ ونحْوه. وَفِي حدِيثٍ آخَر: (أنَّ امْرأَةً ماتَتْ فِي بَطَن) ، أَرادَ بِهِ هُنَا النِّفَاسَ.
(والبَطَنُ، محرّكةً: داءُ البَطْنِ) ، وَهُوَ أَن يَعْظمَ من الشِّبَعِ، وَقد بَطِنَ الرَّجُل كفَرِحَ، وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ للقُلاخِ: وَلم تَضَعْ أَوْلادَها من البَطَنْولم تُصِبْه نَعْسةٌ على غَدَنْ (وبَطَنَه) بَطْناً؛ وقالَ قَوْمٌ: بَطْنه؛ (و) بَطَنَ (لَهُ) مثْلُ شَكَرَه وشَكَرَ لَهُ ونَصَحَه ونَصَحَ لَهُ؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ؛ (و) زادَ غيرُهُ: (بَطَّنَه) تَبْطِيناً: إِذا (ضَرَبَ بَطْنَهُ) ؛) وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ:
إِذا ضَرَبْتَ مُوقَراً فابْطُنْ لهْتحتَ قُصَيْراهُ ودُون الجُلَّهْ فإنَّ أَنْ تَبْطُنَهُ خَيرٌ لَهْ قالَ ابنُ بَرِّي: أَي إِذا ضَرَبْتَ بَعيراً مُوقَراً بحِمْلِه فاضْرِبْه فِي مَوْضِعٍ لَا يَضُرُّ بِهِ الضَّرْبُ، فإنَّ ضرْبَه فِي ذلكَ المَوْضِعِ خَيْرٌ لَهُ.
(وبَطَنَ) الشَّيءُ: (خَفِيَ فَهُوَ باطِنٌ) ، خِلافُ الظاهِرِ، (ج بَواطِنُ.
(و) مِن المجازِ: بَطَنَ (خَبَرَه) :) إِذا (عَلِمَه) .) ويقالُ: بَطَنَ الأَمْرَ إِذا عَرَفَ باطِنَه.
(و) مِن المجازِ: بَطَنَ (مِن فلانٍ) ، وَفِي المُحْكَم والصِّحاحِ: بفُلانٍ، إِذا (صارَ من خواصِّهِ) داخِلاً فِي أَمْرِه؛ وقيلَ: بَطَنَ بِهِ: دَخَلَ فِي أَمْرِه، يَبْطُنُ بِهِ بُطوناً وبطانَةً.
(و) مِن المجازِ: (اسْتَبْطَنَ أَمْرَهُ) :) إِذا (وقَفَ على دَخْلَتِه) ، أَي باطِنِه.
وَفِي الأساسِ: اسْتَبْطَنَه: دَخَلَ بَطْنَه، كَمَا يَسْتَبْطِنُ العِرْقُ اللحْمَ.
واسْتَبْطَنَ أَمْرَه: عَرَفَ باطِنَه.
(والبِطانَةُ، بالكسْرِ: السَّريرَةُ) يسُّرها الرَّجُلُ. يقالُ: هُوَ ذُو بِطانَةٍ بفُلانٍ، أَي ذُو علْمٍ بدَاخلَةِ أَمْرِه.
(و) البِطانَةُ: (وَسَطُ الكورَةِ) ، هَكَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ: وباطِنَةُ الكُورَةِ وَسَطُها وَمَا تَنَحَّى مِنْهَا.
(و) البِطانَةُ: (الصَّاحِبُ) للسّرِّ الَّذِي يُشاوِرُ فِي الأَحْوالِ.
وَفِي الحدِيثِ: (مَا بَعَثَ اللَّهُ مِن نبيَ وَلَا اسْتَخْلَفَ من خَلِيفَةٍ إلاَّ كانتْ لَهُ بِطَانتانِ، بِطانَة تأْمرُه بالخيْرِ وتحضُّه عَلَيْهِ، وبِطانَة تأْمرُه بالشَّرِّ وتحثُّه عَلَيْهِ) .
(و) فِي الصِّحاحِ: البِطانَةُ: (الوَلِيجةُ) ، وَهُوَ الَّذِي يخْتَص بالولوجِ والاطّلاعِ على باطِنِ الأَمْرِ، قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِن دُونكم} ، أَي مُخْتصًّا بكم يَسْتَبْطنُ أَمْرَكم.
قالَ الرَّاغبُ: وَهُوَ مُسْتعارٌ مِن بِطانَةِ الثَّوْبِ بدَليلِ قَوْلهم: لبسْتُ فلَانا إِذا اخْتَصَصْته. وفلانٌ شِعارِي ودِثارِي.
وقالَ الزجَّاجُ: البِطانَةُ: الدُّخَلاءُ الَّذين يُنْبَسطُ إِلَيْهِم ويُسْتَبْطَنونَ؛ يقالُ: فلانٌ بِطانَةٌ لفلانٍ، أَي مُداخِلٌ لَهُ مُؤَانِسٌ، والمعْنَى أنَّ المُؤْمِنِينَ نُهوا أَنْ يَتَّخِذوا المُنافِقِين خاصَّتَهم وأَن يُفْضُوا إِلَيْهِم أَسْرارَهم.
وَفِي الأساسِ: هُوَ بِطَانَتِي، وهُم بِطانَتِي وأَهْلُ بِطانَتِي.
(و) البِطانَةُ (من الثَّوْبِ: خِلافُ ظهارَتِه؛ وَقد بَطَّنَ الثَّوْبَ تَبْطِيناً وأَبْطَنَهُ) :) جَعَلَ لَهُ بِطانَةً، ولِحافٌ مُبَطَّنٌ؛ والجَمْعُ بَطائِنُ؛ قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {بَطائِنُها من اسْتَبْرقٍ} .
(و) بطانَةُ: (ع خارِجَ المَدينةِ) .
(وقالَ نَصْر: بطانَةُ: بِئْرٌ بجنبِ قرايين وهُما جَبَلان بينَ رَبيعَةَ والأضْبَط لبَني كِلابٍ.
(والباطِنُ: داخِلُ كلِّ شيءٍ.
(و) الباطِنُ (مِن الأرْضِ: مَا غَمَضَ) مِنْهَا واطْمَأَنَّ، كالبَطْنِ، (ج) فِي القليلِ (أَبْطِنَةٌ) وَهُوَ نادِرٌ، (و) الكَثير (بُطْنانٌ) .
(وقالَ أَبو حنيفَةَ: البُطْنانُ مِن الأرضِ واحِدٌ كالبَطْن.
(و) الباطِنُ: (مَسِيلُ الماءِ فِي الغِلَظِ، ج بُطْنانٌ) ؛) وَمِنْه الحدِيثُ: (تَرْوَى بِهِ القِيعانُ وتَسِيلُ بِهِ البُطْنان) .
وقالَ ابنُ شُمَيْل: بُطْنانُ الأرضِ: مَا تَوَطَّأَ فِي بُطونِ الأرضِ سَهْلِها وحَزْنِها ورِياضِها، وَهِي قرارُ الماءِ ومُسْتَنْقَعُه، وَهِي البَواطِنُ والبُطونُ.
(و) بِطانُ، (ككِتابٍ: عَنْزُ سَوْءٍ.
(و) أَيْضاً: اسمُ (فَرَسٍ وَهُوَ أَبو البَطِينِ) ، كأَمِيرٍ، (وكِلاهُما لمحمدِ بنِ الولِيدِ) بنِ عبدِ المَلِكِ بنِ مَرْوان، وَهَذَا نسبه البِطانُ بنُ البَطِين بنِ الحَرُونِ بنِ الخززِ بنِ الوثيمي بنِ أَعْوج، والقتادي أَخُو البِطان، وَكَانَ الحَرُون هَذَا اشْتَراهُ مُسْلمُ بنُ عَمْرو الباهِلِيُّ مِن رَجُلٍ مِن بَني هِلالٍ بأَلْفِ دِينارٍ واسْتَنْجبها البَطِين وسَبَقَ بهَا النَّاس دَهْراً، فلمَّا ماتَ مُسْلم أَخَذَ الحجَّاجُ البَطِين مِن قتيبَةَ بنِ مُسْلم فبَعَثَ بِهِ إِلَى عبْدِ المَلِكِ، فوَهَبَه عبدُ المَلِكِ لابْنِه الوَلِيدِ فسَبَقَ الناسَ عَلَيْهِ، ثمَّ اسْتَنْجَبَه فَهُوَ أَبو الزائِدِ، والزَّائِدُ أَبو أَشْقر مَرْوان؛ كَذَا فِي أنْسابِ الخيْلِ لابنِ الكَلْبي.
(و) البِطانُ: (حِزامُ القَتَبِ) الَّذِي يُجْعَل تحْتَ بَطْن البَعيرِ. يقالُ: الْتَقَتْ حَلْقَتا البِطان للأَمْرِ إِذا اشْتَدَّ، وَهُوَ بمنْزلَةِ التَّصْديرِ للرَّحْلِ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ (ج أَبْطِنَةٌ وبُطْنٌ) ، بالضمِّ.
(و) بِطانُ: (ع بينَ الشُّقوقِ والثَّعْلَبِيَّةِ) فِي طريقِ الكُوفَةِ؛ وأَنْشَدَ نَصْر:
أقولُ لصاحِبيَّ من التأَسّيوقد بلغَتْ نفوسُهُمُ الحَلوقا: إِذا بلغَ المطيُّ بِنَا بِطاناً وجُزْنا الثعلبيةَ والشُّقُوقاوخَلَّفنا زُبالة ثمَّ رُحنافَقَدْ وأبيكَ خَلَّفْنا الطريقا (و) بِطانُ: (ع لهُذَيْلٍ.
(و) أَيْضاً: (د ببِلادِ اليَمَنِ) ؛) وَلَو قالَ باليَمَنِ لكانَ أَخْصَر وكأَنَّه سَبْقُ قلَمٍ.
(وأَبْطَنَ البعيرَ: شَدَّ بِطانَهُ) ؛) نَقَلَه الجوْهرِيُّ: قالَ ذُو الرُّمَّة يَصِفُ الظليم:
أَو مُقْحَم أَضْعَفَ الإِبْطانَ حادِجُهبالأَمسِ فاسْتَأْخَرَ العِدْلانِ والقَتَبُشَبَّه اسْتِرْخاء العِكْمَيْن باسْتِرْخاء جَناحَيِ الظَّليم. (كبَطَّنَهُ) يُبَطّنُه بَطناً.
قالَ الأَزْهرِيُّ: وَهِي لُغَةٌ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: يقالُ أَبْطَنْتُ البَعيرَ وَلَا يقالُ بَطَنْتُهُ بغيرِ أَلِفٍ.
وقالَ أَبو الهَيْثم: لَا يَجوزُ بَطَنْتُ البَعيرَ، واحْتَج بقوْلِ ذِي الرُّمَّة.
ووَقَعَ فِي نسخِ القاموسِ: كبَطَّنَه مُشَدّداً، وَهُوَ غَلَطٌ.
(و) مِن المجازِ: رجُلٌ (عَرِيضُ البِطانِ) :) أَي (رَخِيُّ البالِ) .
(وقالَ أَبو عبيدٍ: يقالُ: ماتَ فلانٌ وَهُوَ عَرِيضُ البِطانِ، أَي مالُه جَمٌّ لم يَذْهَبْ مِنْهُ شيءٌ.
(والبِطْنَةُ، بالكسْرِ: البَطَرُ والأَشَرُ) ، وَمِنْه البَطِنُ، ككَتِفٍ، للأَشَرِ البَطِرِ، وَقد تَقَدَّمَ، وَقد بَطِنَ كفَرِحَ.
(و) البِطْنَةُ: (الكِظَّةُ) ، أَي الامْتِلاءُ الشَّديدُ مِن الطَّعامِ، وَقد بَطِنَ بالكسْرِ.
وَفِي المَثَلِ: البِطْنَةُ تُذْهِبُ الفِطْنَةَ.
ويقالُ: ليسَ للبِطْنَةِ خَيْرٌ من خَمْصَةٍ تَتْبَعُها؛ أَرادَ بالخَمْصَةِ الجوعَ؛ وقالَ الشاعِرُ:
يَا بَني المُنْذِرِ بن عَبْدانَ واليِطْنةُ ممَّا تُسَفِّهُ الأَحْلاما (والبَطينُ: البَعيدُ) .) يقالُ: شَأْوٌ بَطِينٌ: أَي بَعِيدٌ واسِعٌ؛ قالَ:
وبَصْبَصْنَ بَين أَداني الغَضَى وَبَين عُنَيزةَ شَأْواً بَطِيناوفي حدِيثِ سُلَيْمان بنِ صُرَد: (الشَّوْطُ بَطِينٌ) ، أَي بَعِيدٌ.
وَفِي سَجَعاتِ الأَدِيبِ الحَرِيريّ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: فَلم أَعْلَم أنَّ الشَّوْطَ بَطِينٌ وأنَّ الشيخَ شُوَيْطِين.
(و) البَطِينُ: (فَرَسُ محمدِ بنِ الولِيدِ بنِ عبدِ المَلِكِ) ، وَقد ذُكِرَ قَرِيباً فَهُوَ تِكْرارٌ.
(و) البَطِينُ: (لَقَبُ خارِجِيَ) ؛) نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه.
(و) أَيْضاً: (لَقَبُ مُسْلِمِ بنِ أَبي عِمْرانَ) ؛) صوابُه: مُسْلِم بنِ عِمْران، وَهُوَ أَبو عبدِ اللَّهِ الكُوفيّ؛ (المُحدِّثِ الجَلِيلِ) عَن أَبي وائِلٍ وعليّ بنِ الحُسَيْن وأَبي عبْدِ الرّحمنِ السّلَميّ، وَعنهُ الأَعْمشُ وابنُ عَوْفٍ وغيرُهُم.
(و) البُطَيْنُ، (كزُبَيْرٍ: شاعِرٌ) حمصيٌّ.
(و) البُطَيْنُ: (مَنْزِلٌ للقَمَرِ) بينَ الشرَطَيْن والثُّرَيَّا، جاءَ مصغَّراً عَن العَرَبِ، وَهُوَ (ثلاثَةُ كواكِبَ صِغارٌ) مُسْتَوِيةُ التَّثْليثِ، (كأَنَّها أَثافِيُّ، وَهُوَ بَطْنُ الحَمَلِ) والشَّرَطان قَرْناهُ، والثُّرَيَّا أَليتُه؛ والعَرَبُ تَزْعُمُ أَنَّ البُطَيْنَ لَا نَوْءَ لَهُ إلاَّ الريحُ.
(وذُو البُطَيْنِ) :) لَقَبُ (أُسامَةَ بنِ زَيْدٍ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ) .) قالَ الحافِظُ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: وَهُوَ مَذْكورٌ بذلِكَ فِي كتابِ الإيمانِ فِي صَحِيحِ مُسْلم.
(و) المُبَطَّنُ، (كمُعَظَّمٍ: الأَبْيَضُ الظَّهْرِ والبَطْنِ مِن الخَيْلِ) وسائِر مَا كانَ، كأَنَّه بطنَ بثَوْبٍ أَبْيَض.
(والباطِنَةُ: ة بساحِلِ بَحْرِ عُمَانَ.
(و) مِن المجازِ: الباطِنَةُ (مِن البَصْرَةِ والكوفةِ: مُجْتَمَعُ الدُّورِ والأَسْواقِ) فِي قَصَبَتِها؛ (والضَّاحِيَةُ) مِنْهُمَا: (مَا تَنَحَّى عَن المساكِنِ وَكَانَ بارِزاً) ، إنَّما أَوْرَدَ الضاحِيَةَ هُنَا اسْتِطْراداً، وسَيَأْتي فِي مَوْضِعِه.
(وذُو البَطْنِ) :) كِنايَةٌ عَن (الجَعْسِ) ، وَهُوَ الرَّجِيعُ. يقالُ: أَلْقَى الرَّجُل ذَا بَطْنه.
(وألْقَتْ) المرْأَةُ (ذَا بَطْنِها) :) أَي (وَلَدَتْ.
(و) ألْقَتِ (الدَّجاجَةُ) ذَا بَطْنِها: يعْنِي مَزْقَها إِذا (باضَتْ.
(و) مِن الأَمْثالِ: (الذِّئْبُ يُغْبَطُ بذِي بَطْنِهِ) .
(قالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وذلكَ (لأَنَّه لَا يُظَنُّ بِهِ الجوعُ أَبَداً، وإنَّما تُظَنُّ بِهِ البِطْنَةُ) ، أَي الشِّبَع، (لعَدْوِهِ على النَّاسِ والماشِيَةِ) ، ورُبَّما يكونُ مَجْهوداً مِن الجُوعِ؛ وأَنْشَدَ:
ومَنْ يَسْكُنِ البَحْرَيْنِ يَعْظُمْ طِحالُهويُغْبَطُ بِمَا فِي بَطْنِه وهْو جائِعُ (و) فِي حدِيثِ النَّخَعي، رحِمَه اللَّهُ: (أنَّه كانَ يُبَطِّنُ لِحْيَتَه ويأْخُذُ من جَوانِبِها) .
قالَ شَمِرٌ: (تَبْطينُ اللِّحْيَةِ: أَنْ لَا يُؤْخَذَ) ، كَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ: أنْ يُؤْخَذَ، (ممَّا تَحْتَ الذَّقَنِ والحَنَكِ) ؛) كَذَا فِي النِّهايَةِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
البِطانُ، بالكسْرِ: جَمْعُ البَطِين، وَمِنْه الحدِيثُ: (وتَرُوحُ بِطاناً) ، أَي ممتَلِئَةَ البُطونِ.
والمِبْطانُ: العَظيمُ البَطْنِ.
وَقَالُوا: كِيسٌ بَطِينٌ: أَي مَلآنُ، على المَثَلِ؛ أَنْشَدَ ثَعْلَب لبعضِ اللُّصوصِ:
فأَصْدَرْتُ مِنْهَا عَيْبةً ذاتَ حُلَّةٍ وكِيسُ أَبي الجارُودِ غَيْرُ بَطِينِوقَوْل الرَّاعِي يَصِفُ إبِلا وحالِبَها:
إِذا سَرَحَتْ من مَبْرَكٍ نامَ خلْفَهابمَيْثاءَ مِبْطانُ الضُّحى غَيْرَ أَرْوَعايعْنِي راعِياً يُبادِرُ الصَّبوح فيشْرَبُ حَتَّى يَميلَ مِن اللَّبَنِ.
والبَطَنُ: داءُ البَطْنِ؛ وَمِنْه: ماتَ فلانٌ بالبَطَنِ، وَقد بَطَنَه الداءُ بُطوناً: دَخَلَهُ.
وبَطَنَتْ بِهِ الحُمَّى: أَثّرَتْ فِي باطِنِه.
واسْتَبْطَنَ الفَرَسَ: طَلَبَ مَا فِي بَطْنِها مِن النِّتاجِ.
ونَثَرَتِ المرْأَةُ بَطْنَها ولدا: كَثُرَ وَلدُها.
والبَطِنَةُ، كفَرِحَةٍ: الدّبُرُ.
ومِن أَسْماءِ اللَّهِ، عزَّ وجلَّ: الباطِنُ، أَي عالِمُ السرِّ والخفيَّاتِ؛ وقيلَ: هُوَ المُحْتَجِبُ عَن أَبْصارِ الخلائِقِ وأَوْهامِهم فَلَا يُدْرِكُه بَصَر وَلَا يُحيطُ بِهِ وَهْمٌ.
وأَبْطَنَه: اتَّخَذَه بِطانةً، أَي خاصَّةً.
وجاءَ أَهْلُ البِطانَةِ يَضِجُّون؛ وَهُوَ الخارِجُ مِن المَدِينَةِ.
وبَطْنُ الرَّاحةِ مَعْروفٌ.
وباطِنُ الخُفِّ: الَّذِي تَلِيه الرجْلُ.
ويقالُ: باطِنُ الإِبْطِ، وَلَا يقالُ: بَطْنُ الإِبْطِ.
وأَفْرَشَنِي ظَهْرَ أَمْرِه وبَطْنَه، أَي سِرَّه وعَلانِيَتَه.
وبَطَنَ الوادِي بَطناً: دَخَلَهُ، كتَبَطَّنَه. وقيلَ: تَبَطَّنَ الوادِي: جَوَّلَ فِيهِ.
وبُطْنانُ الجنَّةِ: وسَطُها.
وبُطْنانُ العَرْشِ: أَصْلُه.
والبُطْنُ، بالضمِّ: مَسايلُ الماءِ فِي الغَلْظِ، واحِدُها باطِنٌ.
وبَطِناتُ الوادِي، كفَرِحَاتٍ: مَحاجُّه؛ قالَ مُلَيْح:
مُنِيرٌ تَجُوزُ العِيْسُ من بَطِناتِهنَوًى مثلَ أَنْواءِ الرَّضيخِ المُفَلَّقِوأَبْطَنَ الرَّجُلُ كَشْحَه سَيْفَه وبسَيْفِه: جَعَلَه بطانتَه. وأَبْطَنَ السَّيفَ كَشْحَه: جَعَلَه تحتَ خَصْرِه.
وقالَ أَبو عبيدٍ: فِي باطِنِ وظِيفَيِ الفَرَسِ أَبْطَنانِ، وهُما عِرْقانِ استبطنا الذِّراعَ حَتَّى انْغَمَسا فِي عَصَبِ الوَظِيفِ.
وقالَ الجَوْهرِيُّ: الأَبْطَنُ فِي ذِراعِ الفَرَسِ عِرْقٌ فِي باطِنِها، وهُما أَبْطَنانِ.
وماتَ فلانٌ ببِطْنَتِه ومالِهِ: إِذا ماتَ ومالُه وافِرٌ وَلم يُنْفِقْ مِنْهُ شَيْئا.
قالَ أَبو عبيدٍ: يُضْرَبُ هَذَا المَثَلُ فِي أَمْر الدِّيْن، أَي خَرَجَ مِن الدُّنيا سَلِيماً لم يَثْلِمْ دينَه شيءٌ.
وتَبَطَّنَ الرَّجُلُ جارِيتَه: أَوْلَج ذَكَرَه فِيهَا؛ وَبِه فُسِّر قَوْلُ امْرِىءِ القَيْسِ:
كأَنِّيَ لم أَرْكَبْ جَواداً لِلَذَّةٍ وَلم أَتَبَطَّنْ كاعِباً ذاتَ خَلْخالِوقالَ شَمِرٌ: تَبَطَّنَها إِذا باشَرَ بطنُه بطنَها.
وقالَ الجاحِظُ: ليسَ مِن الحيوانِ يتبطَّنُ طَروقَتَه غَيْرُ الإِنْسانِ والتِّمْساحِ، والبَهائِمُ تأْتي إِناثَها مِن وَرَائها والطَّيرُ تُلْزِق الدُّبُرَ بالدُّبُرِ.
ويقالُ: اسْتَبْطَنَ الفَحْلُ الشَّوْلَ إِذا ضَرَبَها فلُقِحَتْ كلُّها كأَنَّه أَوْدَعَ نطْفَته بُطونَها. واسْتَبْطَنَ الوادِي: جَوَّلَ فِيهِ.
وابْتَطنْتُ الناقَةَ عشرةَ أَبْطُنٍ: أَي نَتَجْتُها عشْرَ مرَّاتٍ.
ورَجُلٌ بَطِينُ الكُرْزِ: إِذا كانَ يَخْبَأُ زادَــه فِي السَّفَرِ ويأْكُلُ زادَ صاحِبِهِ؛ قالَ رُؤْبَة يذمُّ رجُلاً:
أَو كُرَّزٌ يمشِي بَطِينَ الكُرْزِ وباطَنْتُ صاحِبي: شَدَدْتُه.
وبَطْنُ مكَّةَ: أَشْرَف بُطونِ العَرَبِ.
وتَبَطَّنَ الكَلَأَ: تَوَسَّطَه.
وَهُوَ مُجَرِّبٌ قد بَطَنَ الأُمُورَ: كأَنَّه ضرَبَ بُطُونَها عِرْفاً بحقائِقِها.
ويقالُ: إِذا اكْتَرَيْتَ فاشْتَرِطِ العِلاَوَةَ والبِطَانَةَ وَهِي مَا يُجْعَلُ تحتَ العِكْمِ مِن نَحْو قِرْبَةٍ.
ونَزَتْ بِهِ البِطْنَةُ: أَي أَبْطَرَهُ الغِنَى.
وتَباطَرَ المَكانُ: تَباعَدَ.
ومنبج بطانة: قَرْيةٌ مِن أَعْمالِ قوص.
وَكفر بُطَيْنَةَ، كجُهَيْنَةَ: قَرْيَةٌ مِن أَعْمالِ الغَربيَّة، وَقد رأَيْتُها.
والباطِنِيَّةُ: فرْقَةٌ مِن أَهْلِ الأَهْواءِ.
وأَبو عيسَى عبدُ اللَّهِ بنُ أَحمدَ بنِ عيسَى البطائِنِيُّ: محدِّثٌ مَشْهورٌ بَغْدادِيٌّ عَن الحَسَنِ بنِ عرفَةَ.
وبُطْنانُ، بالضمِّ: قَرْيةٌ بينَ حَلَبَ ومَنْبَج يُضافُ إِلَيْهَا وادِي نبراعا، وَهُوَ بُطْنانُ حَبيبٍ، وَمِنْهَا: أَبو عليَ الحُسَيْنُ بنُ محمدِ بنِ موسَى البُطْنانيُّ عَن أَبي الولِيدِ الطَّيَالِسِيّ.
والباطِنِيَّةُ: فرْقَةٌ مِن الخَوارِجِ. 

وُلُوع

وُلُوع
الجذر: و ل ع

مثال: زاد وُلوعه بالموسيقا
الرأي: مرفوضة
السبب: للخطأ في ضبط المصدر «ولوع» بضم أوله.

الصواب والرتبة: -زاد وَلَعُه بالموسيقا [فصيحة]-زاد وُلوعه بالموسيقا [صحيحة]-زاد وَلوعه بالموسيقا [فصيحة مهملة]
التعليق: المسموع عن العرب ضبط المصدر «وَلوع» بفتح الواو، ففي التاج واللسان: وَلِعَ به وَلُوعًا بالفتح للمصدر والاسم. ولكن القياس يسمح بصوغ المصدر من الماضي الثلاثي اللازم مكسور العين الدّال على معالجة- على «فُعول» بضم الفاء فيقال: وَلِعَ وُلوعًا.

موت

الموت: صفة وجودية خلقت ضدًا للحياة، وباصطلاح أهل الحق: قمع هوى النفس، فمن مات عن هواه فقد حَيَى بهداه.
بَاب الْمَوْت

مَاتَ وَفَاتَ وفطس ورهق وَتلف وَهلك وباد وفاد وفاظت نَفسه وَقضى نحبه ودعي فَأجَاب
بَاب أَسمَاء الْمَوْت

الْمَوْت والحتف والمنون وشعوب والسام وَالْحمام والردى والحين والثكل والوفاة والهلاك 
الموت الأحمر: مخالفة النفس.

الموت الأبيض: الجوع؛ لأنه ينور الباطن، ويبيض وجه القلب، فمن ماتت بطنته حَيَتْ فطنته. 

الموت الأخضر: لبس المرقع من الخرق الملقاة التي لا قيمة لها، لاخضرار عيشه بالقناعة.

الموت الأسود: هو احتمال أذى الخلق، وهو الفناء بالله لشهود الأذى منه برؤية فناء الأفعال في فعل محبوبه.
موت وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي [عَلَيْهِ] السَّلَام حِين قَالَ لعوف بن مَالك: امْسِك سِتا تكون قبل السَّاعَة: أولهنَّ موت نَبِيكُم عَلَيْهِ السَّلَام وَكَذَا وَكَذَا وموتان تكون فِي النَّاس كقُعاص الْغنم وهدنة تكون بَيْنكُم وَبَين بني الْأَصْفَر فيغدرون بكم فيسيرون إِلَيْهِم فِي ثَمَانِينَ غَايَة تَحت كل غَايَة اثْنَا عشر ألفا وَبَعْضهمْ يَقُول: غابة. 
(م و ت) : (الْمَوَاتُ) الْأَرْضُ الْخَرَابُ وَخِلَافُهُ الْعَامِرُ وَعَنْ الطَّحَاوِيِّ (هِيَ) مَا لَيْسَ بِمِلْكٍ لَأَحَدٍ وَلَا هِيَ مِنْ مَرَافِقِ الْبَلَدِ وَكَانَتْ خَارِجَةَ الْبَلَدِ سَوَاءٌ قَرُبَتْ مِنْهُ أَوْ بَعُدَتْ فِي ظَاهِرِ الرِّوَايَةِ وَعَنْ أَبِي يُوسُفَ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - (أَرْضُ الْمَوَاتِ) هِيَ الْبُقْعَةُ الَّتِي لَوْ وَقَفَ رَجُلٌ عَلَى أَدْنَاهُ مِنْ الْعَامِرِ وَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ لَمْ يَسْمَعْهُ أَقْرَبُ مَنْ فِي الْعَامِرِ إلَيْهِ (مَاتَ مَوْتًا) مِنْ بَابَيْ طَلَبَ وَلَبِسَ (وَالْمَوْتَةُ) الْمَرَّةُ وَالْمِيتَةُ الْحَالَةُ وَالْمَيِّتَةُ لَمْ تُدْرَكْ ذَكَاتُهَا (وَمَوَّتَتْ الْبَهَائِمُ) وَقَعَ فِيهَا الْمَوْتَانُ أَيْ الْمَوْتُ الْعَامُّ (وَبَلَدٌ مَيْتٌ وَأَرْضٌ مَيْتَةٌ) هَامِدَةٌ لَا نَبَاتَ بِهَا.
م و ت: (الْمَوْتُ) ضِدُّ الْحَيَاةِ. (مَاتَ) يَمُوتُ وَيَمَاتُ أَيْضًا فَهُوَ (مَيِّتٌ) وَ (مَيْتٌ) مُشَدَّدًا وَمُخَفَّفًا وَقَوْمٌ (مَوْتَى) وَ (أَمْوَاتٌ) وَ (مَيِّتُونَ) وَ (مَيْتُونَ) مُشَدَّدًا وَمُخَفَّفًا وَيَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: " {لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا} [الفرقان: 49] وَلَمْ يَقُلْ: مَيِّتَةً. وَ (الْمَيْتَةُ) مَا لَمْ تَلْحَقْهُ الذَّكَاةُ. وَ (الْمُوَاتُ) بِالضَّمِّ الْمَوْتُ. وَ (الْمَوَاتُ) بِالْفَتْحِ مَا لَا رُوحَ فِيهِ. وَالْمَوَاتُ أَيْضًا بِالْفَتْحِ الْأَرْضُ الَّتِي لَا مَالِكَ لَهَا وَلَا يَنْتَفِعُ بِهَا أَحَدٌ. وَ (الْمَوَتَانُ) بِفَتْحَتَيْنِ ضِدُّ الْحَيَوَانِ يُقَالُ: (أَمَاتَهُ) اللَّهُ وَ (مَوَّتَهُ) أَيْضًا. وَ (الْمُتَمَاوِتُ) مِنْ صِفَةِ النَّاسِكِ الْمُرَائِي. 
موت: موت: دونت ما يأتي: أشهر موته، أعلن عن وفاته (ألف ليلة، برسل 276) إلا أنني اعتقد أن هناك خطأ ما في هذا النص أو الاستشهاد.
تموت: جدها عند (فوك) في مادة mori؛ وانظر فيما بعد (اسم المفعول).
استموت (وردت عند فريتاج والأغلب 14 والبربربة 1: 486، 1، 505 .. الخ).
استومت: أغمي عليه، سكنت حركته كالميت (فوك: esmortir) وإذا أريد لهذا الفعل أن يكون مطابقا لمعناه في اللهجة القطالونية يصبح مرادفا ل: esmortu irse.
استومت: انطفأ، خبا، همد النار أو الفتيل ... الخ (الكالا).
موت: قاحل تماما ففي (البكري 7: 147): جبل موت لا عمارة حوله (وفيه 3: 158): جبل كبير موت -كذا. المترجم- لا ينبت شيئا.
موت: اصطلاح هندي، نوع من أنواع الحبوب، انظر (ابن بطوطة 3: 131 - 2 مع الملاحظة).
ميت، ميت والجمع موتان: (دي يونج).
ميت: فإن، بائد، قابل للموت، مميت، قاتل (القرآن الكريم، كليلة ودمنة 250، 1 وملاحظات ص107).
ميت: ماء راكد (معجم الجغرافيا).
ميت: الخمرة التي فقدت طعمها بسبب الطبخ (معجم الطرائف).
موتة وتجمع بإضافة الألف والتاء: الموت، طريقة الموت (بوشر، محيط المحيط، معجم الجغرافيا، ألف ليلة 1، 24، 1): تمن علي أي موتة تمون بها وأي قتلة تقتل بها.
موتان: طاعون. وباء. (معجم المنصوري، البكري 177: 6، موللر 1863: 2، 9 و1: 7) (انظر الهامش السابق المرقم 284 - المترجم).
موات والجمع مواتات: الصحارى (أماري 5: 19) (انظر الهامش السابق المرقم 284).
مواتة: جاء في (فوك): يعمل مواته على esmortiment facit؛ وهذا التعبير بالقطالونية معناها غثيان أو انها، كما يقال، أغمي عليه ولعلها لمن تظاهر بالسقوط مغشيا عليه.
تمويت: غنغرة، حالة الجسد الذي فارقته الحياة ودب فيه التفسخ (بوشر).
غير مماتي: خالد (المعجم اللاتيني العربي). خطيئة مميتة: عند النصارى خلاف العرضية (انظر الهامش السبق المرقم 284 - محيط المحيط).
متموت: مشرف على الموت، محتضر، منازع (وباللاتينية moribundus) .
متماوت: الذي يبدو عليه الموت (انظر الكلمة في مادة قلطي).

موت


مَاتَ (و),(n. ac. مَوْت)
a. Died; expired; passed away.
b. Ceased; died away, died down ( wind & c. ); became motionless.
c.(n. ac. مَوَاْت
مَوَتَاْن), Was barren, waste, deserted (land).
d. Became as though dead.
e. Slept.
f. Was worn (garment).
g. [Min], Died of (envy).
h. Became poor &c.
i. Became old.

مَوَّتَa. Caused to die; put to death, killed.
b. Died in great numbers (cattle).
c. see IV (d)
مَاْوَتَa. Tolerated.

أَمْوَتَa. see II (a)b. Lost by death, was bereaved of.
c. Mortified (passions).
d. Cooked thoroughly.
e. [pass.], Was obsolete (word).
f. Had plague-stricken cattle.
g. Beggared.

تَمَاْوَتَa. Feigned death.
b. Mortified himself.

إِسْتَمْوَتَa. Sought, courted death.
b. [La], Sought eagerly after; slaved at.
c. Regained flesh.

مَوْتa. Death; lifelessness; decease.

مَيْتa. see 25 (a)
مَوْتَة []
a. see 1
مَيْتَة []
a. Corpse; carcase; carrion.
b. Unfruitful, barren.

مِيْتَة [] (pl.
مِيَط [ ])
a. Manner of death; death.

مُوْتَة []
a. Epilepsy; lipothymy; swoon.
b. Insanity.

مَمَات []
a. Death.

مَائِت []
a. Dying; moribund.

مَوَاتa. Inanimate thing; thing.
b. Uncultivated land.

مُوَاتa. see 33 (a) (b).
مَيِّت [] (pl.
مَوْتَى []
أَمْوَات [ 38 ] & reg. )
a. Dead; lifeless; inanimate.
b. see 1tI (b)c. Unbeliever.

مَوَّات []
a. see 21
مَوْتَان []
a. Cattle-plague, murrain, epizooty.
b. Pest, plague.
c. see 25 (a)
مُوْتَان []
a. see 33 (a) (b).
مَوَتَان []
a. Death; mortality.
b. Property; immovables.
c. see 22 (b)
مُمِيْت [ N. Ag.
a. IV], Deadly, mortal.
b. Bereaved.

مُمَات [ N. P.
a. IV], Mortified.
b. Obsolete (word).
إِمَاتَة [ N.
Ac.
a. IV], The putting to death.
b. Mortification.

مُتَمَاوِت [ N.
Ag.
a. VI], Feigning death.
b. Ascetic, anchorite.

مُسْتَمِيْت [ N.
Ag.
a. X], Seeking death; intrepid.
b. Strenuous.
c. Pellicle of an egg.

مَيْتُوْتَة
a. see 1
مَوْت أَبْيَض
a. Natural death.

مَوْت أَحْمَر
a. Death by the sword.

مَوْت أَسْوَد
a. Strangulation.

مَوْت مَائِت
a. Violent death.

مَوْتَان الفُؤَاد
a. Apathetic, phlegmatic, inert.

مَا أَمْوَتَهُ
مَا أَمْوَتَ قَلْبُهُ
a. How apathetic, phlegmatic, inert he is!
[موت] الموتُ: ضدُّ الحياة. وقد مات يموت ويمات أيضا. قال الراجز: بنيتي سيدة البنات * عيشي ولا نأمن أن تماتى فهو ميِّتٌ ومَيْتٌ. وقومٌ مَوْتى وأمواتٌ، وميتون وميتون. وأصل ميت ميوت على فيعل، ثم أدغم. ثم يخفف فيقال ميت. قال الشاعر وقد جمعهما في بيت: ليس من مات فاستراح بمَيْت * إنَّما المَيْتُ ميت الاحياء ويستوى فيه المذكر والمؤنث، قال الله تعالى: (لنُحْيِيَ به بلدَةً مَيْتاً) ولم يقل ميتة. قال الفراء: يقال لمن لم يمت: إنه مائت عن قليل وميت. ولا يقولون لمن مات: هذا مائِتٌ. والمَيْتَةُ: ما لم تلحقه الذكاة . والميتة بالكسر، كالجِلسة والرِكبة. يقال: مات فلان مِيتةً حسنةً. وقولهم: ما أَمْوَتَهُ، إنما يراد به ما أموت قَلْبَهُ، لأنَّ كلَّ فعل لا يتزيَّد لا يتعجَّب منه. والمُواتُ، بالضم: الموت. والمَواتُ بالفتح: ما لا روحَ فيه. والمَواتُ أيضاً: الأرض التي لا مالكَ لها من الآدميِّين، ولا ينتفع بها أحد. ورجلٌ مَوْتانُ الفؤادِ، وامرأةٌ موتانة الفؤاد. والموتان، بالتحريك: خلاف الحيَوان. يقال: اشترِ المَوَتانَ ولا تشترِ الحيوان، أي اشترِ الأرضَ والدُورَ ولا تشترِ الرقيقَ والدوابَّ. وقال الفراء: المَوَتانُ من الأرض: التي لم تُحْيَ بعد. وفي الحديث: " مَوَتانُ الأرضِ لله ولرسوله، فمن أحيا منها شيئاً فهو له ". والمُوتانُ بالضم: موتٌ يقع في الماشية. يقال: وَقَعَ في المال موتانٌ. وأماتَه الله ومَوَّتَهُ، شدِّد للمبالغة. وقال: فعُرْوَةُ ماتَ مَوْتاً مُسْتَريحاً وها أنذا أُمَوَّتُ كُلَّ يومِ وأَماتَتِ الناقةُ، إذا مات ولدها، فهي مُميتٌ ومُميتَةٌ. قال أبو عبيد: وكذلك المرأة. وجمعها مَماويتُ. ابن السكيت: أَماتَ فلانٌ، إذا مات له ابنٌ أو بَنون. والمُتَماوِتُ، من صفة الناسك المُرائي. وموتٌ مائتٌ، كقولك ليلٌ لائلٌ، يؤخذ من لفظه ما يؤكَّد به. والمستميت للأمر: المسترسِل له. قال رؤبة : وزَبَدُ البحرِ له كَتيتُ * والليلُ فوقَ الماءِ مستميتُ والمستميت أيضاً: المستقتِل الذي لا يبالي في الحرب من الموت. والموتة بالضم: جنس من الجنون والصَرْع يعتري الإنسان، فإذا أفاق عاد إليه كمالُ عقله، كالنائم والسكران. ومؤتة بالهمز: اسم أرض قتل بها جعفر ابن أبي طالب رضي الله عنه.
موت
أنواع الموت بحسب أنواع الحياة:
فالأوّل: ما هو بإزاء القوَّة النامية الموجودة في الإنسان والحيوانات والنّبات. نحو قوله تعالى:
يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها
[الروم/ 19] ، وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً [ق/ 11] .
الثاني: زوال القوّة الحاسَّة. قال: يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا
[مريم/ 23] ، أَإِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا [مريم/ 66] .
الثالث: زوال القوَّة العاقلة، وهي الجهالة.
نحو: أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ
[الأنعام/ 122] ، وإيّاه قصد بقوله: إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى
[النمل/ 80] .
الرابع: الحزن المكدِّر للحياة، وإيّاه قصد بقوله: وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ
بِمَيِّتٍ
[إبراهيم/ 17] .
الخامس: المنامُ، فقيل: النّوم مَوْتٌ خفيف، والموت نوم ثقيل، وعلى هذا النحو سمّاهما الله تعالى توفِّيا. فقال: وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ [الأنعام/ 60] ، اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها
[الزمر/ 42] ، وقوله: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ
[آل عمران/ 169] فقد قيل: نفي الموت هو عن أرواحهم فإنه نبّه على تنعّمهم، وقيل: نفى عنهم الحزن المذكور في قوله: وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ
[إبراهيم/ 17] ، وقوله: كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ [آل عمران/ 185] فعبارة عن زوال القوّة الحيوانيَّة وإبانة الرُّوح عن الجسد، وقوله:
إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ
[الزمر/ 30] فقد قيل: معناه: ستموت، تنبيها أن لا بدّ لأحد من الموت كما قيل:
والموت حتم في رقاب العباد
وقيل: بل الميّت هاهنا ليس بإشارة إلى إبانة الرُّوح عن الجسد، بل هو إشارة إلى ما يعتري الإنسان في كلّ حال من التّحلُّل والنَّقص، فإن البشر ما دام في الدّنيا يموت جزءا فجزءا، كما قال الشاعر:
يموت جزءا فجزءا
وقد عَبَّرَ قوم عن هذا المعنى بِالْمَائِتِ، وفصلوا بين الميّت والمائت، فقالوا: المائت هو المتحلّل، قال القاضي عليّ بن عبد العزيز :
ليس في لغتنا مائت على حسب ما قالوه، والْمَيْتُ: مخفَّف عن الميِّت، وإنما يقال: موتٌ مائتٌ، كقولك: شِعْرٌ شَاعِرٌ، وسَيْلٌ سَائِلٌ، ويقال: بَلَدٌ مَيِّتٌ ومَيْتٌ، قال تعالى: فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ
[فاطر/ 9] ، بَلْدَةً مَيْتاً
[الزخرف/ 11] وَالمَيْتةُ من الحَيوان: ما زال روحه بغير تذكية، قال: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ [المائدة/ 3] ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً [الأنعام/ 145] والْمَوَتَانُ بإزاء الحيوان، وهي الأرض التي لم تَحْيَ للزَّرع، وأرض مَوات. ووقع في الإبل مَوَتَانٌ كثير، وناقة مُميتةٌ، ومُميتٌ:
مات ولدها، وإِمَاتَةُ الخمر: كناية عن طَبْخها، والمُسْتَمِيتُ المتعرِّض للموت، قال الشاعر:
فأعطيت الجعالة مستميتا
والمَوْتَةُ: شِبه الجنون، كأنه من موْتِ العلم والعقل، ومنه: رجل مَوْتَانُ القلب، وامرأة مَوْتانةٌ.
م و ت

مات موتةً لم يمتها أحد، ومات ميتة سوء، وأماته الله، وهو ميّت وميت، وهم موتى وأموات وميتون. وموّتت البهائم. وأكل الميتة. وفلان مستميت: مسترسل للموت كمستقتل. قال:

فأعطيت الجعالة مستميتاً ... خفيف الحاذ من فتيان جرم

واستميتوا صيدكم ودابتكم: انتظروا حتى تبينوا أنه قد مات. ووقع في الناس والمال موتان وموتان بالفتح والضم مع سكون الواو. وتماوت الثعلب.

ومن المجاز: أحيا الله البلد الميت، وهو يحي الموات والموتان، واشتر من الموتان، ولا تشتر من الحيوان. وأمات الشيء طبخاً، وأميتت الخمر: طبخت. ورجل موتان الفؤاد إذا لم يكن حركاً حي القلب. وامرأة موتانة الفؤاد. وهو مستميت إلى كذا: مستهلك إليه يظن أنه إن لم يصل إليه مات. قال:

وصاحب صاحبته زميت ... ليس إلى الــزاد بمستميت

واستمات الشيء: استرخى. قال:

قامت تريك بشراً مكنوناً ... كغرقىءِ البيض استمات ليناً

وماتت النار: خمدت. قال ذو الرمة:

ربلاً وأرطى نفت عنه ذوائبه ... كواكب القيظ حتى ماتت الشهب

ومات العجاج: سكن. قال ذو الرمة:

سخاويّ ماتت فوقها كل هبوة ... من القيظ واعتمّت بهنّ الحزاور

السخواء: الأرض السهلة وجمعها: سخاويّ. ومات الثوب: أخلق. ومات الطريق: انقطع سلوكه. وبلد تموت فيه، الريح كما يقال: تهلك فيه أشواط الرياح. قال محمد بن ذؤيب:

فلاة تموت الريح في حجراتها ... يحار القطا فيها عن الأفرخ الطحل

وماتت الريح: سكنت. قال أبو النجم:

بحر يكلّل بالسديف جفانه ... حتى تموت شمال كلّ شتاء

ومات فوق الرحل إذا استثقل في نومه. قال ذو الرمة:

إذا مات فوق الرحل أحييت روحه ... بذكراك والصهب المراسيل جنّح

مائلة في السير. وماوت قرنه: صابره وثابته. قال يصف ثوراً وكلاباً:

فأيقنّ أن لاقينه أن يومه ... بذي الرّمث إن ماوتنه يوم أنفس

أي يوم أنفسها: أطولها عمراً. وفلان مات من الغمّ، ويموت من الحسد، وموتٌ مائتٌ: شديد. وأمات فلان بنين: ماتوا له، كما يقال: أشبّ فلان بنين إذا شبّوا له. قال الأخطل:

مدمية حراً من الوجه حاسراً ... كأن لم تمت قبلي غلاماً ولا كهلاً

وبه موتة: فتور في العقل. وأخذته الموتة: الغشي. وبها موتة: فتور في عينيها كأنها وسنى. قال الأخطل:

فقد تهازلني المستبعلات وقد ... يعتاقني عند ذات الموتة الأنق

وفلان متماوت: يسكّن أطرافه رياء. وفي حديث عائشة: لا تمت علينا ديننا أماتك الله. وأمات غضبه: سكّنه. قال أبو النجم:

نهذهم هذّ الحريق القصبا ... بالمشرفيّات يمتن الغضبا
م و ت : مَاتَ الْإِنْسَانُ يَمُوتُ مَوْتًا وَمَاتَ يُمَاتُ مِنْ بَابِ خَافَ لُغَةٌ وَمِتُّ بِالْكَسْرِ أَمُوتُ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ وَهِيَ مِنْ بَابِ تَدَاخُلِ اللُّغَتَيْنِ وَمِثْلُهُ مِنْ الْمُعْتَلِّ دِمْتَ تَدُومُ وَــزَادَ ابْنُ الْقَطَّاعِ كِدْتَ تَكُودُ وَجِدْتَ تَجُودُ وَجَاءَ فِيهِمَا تَكَادُ وَتَجَادُ فَهُوَ مَيِّتٌ
بِالتَّثْقِيلِ وَالتَّخْفِيفِ لِلتَّخْفِيفِ وَقَدْ جَمَعَهُمَا الشَّاعِرُ فَقَالَ
لَيْسَ مَنْ مَاتَ فَاسْتَرَاحَ بِمَيْتٍ ... إنَّمَا الْمَيْتُ مَيِّتُ الْأَحْيَاءِ
وَأَمَّا الْحَيُّ فَمَيِّتٌ بِالتَّثْقِيلِ لَا غَيْرُ وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30] أَيْ سَيَمُوتُونَ وَيُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَمَاتَهُ اللَّهُ وَالْمَوْتَةُ أَخَصُّ مِنْ الْمَوْتِ وَيُقَالُ فِي الْفَرْقِ مَاتَ الْإِنْسَانُ وَنَفَقَتْ الدَّابَّةُ وَتَنَبَّلَ الْبَعِيرُ وَمَاتَ يَصْلُحُ فِي كُلِّ ذِي رُوحٍ وَتَنَبَّلَ عِنْدَ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ كَذَلِكَ.

وَالْمُوَاتُ بِضَمِّ الْمِيمِ وَالْفَتْحُ لُغَةٌ مِثْلُ الْمَوْتِ وَمَاتَتْ الْأَرْضُ مَوَتَانًا بِفَتْحَتَيْنِ وَمَوَاتًا بِالْفَتْحِ خَلَتْ مِنْ الْعِمَارَةِ وَالسُّكَّانِ فَهِيَ مَوَاتٌ تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ وَقِيلَ الْمَوَاتُ الْأَرْضُ الَّتِي لَا مَالِكَ لَهَا وَلَا يَنْتَفِعُ بِهَا أَحَدٌ وَالْمَوَتَانُ الَّتِي لَمْ يَجْرِ فِيهَا إحْيَاءٌ وَمَوَتَانُ الْأَرْضِ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ قَالَ الْفَارَابِيُّ الْمَوَتَانُ بِفَتْحَتَيْنِ الْمَوْتُ وَهُوَ أَيْضًا ضِدُّ الْحَيَوَانِ يُقَالُ اشْتَرِ مِنْ الْمَوَتَانِ وَلَا تَشْتَرِ مِنْ الْحَيَوَانِ وَكَانَتْ الْعَرَبُ تُسَمِّي النَّوْمَ مَوْتًا وَتُسَمِّي الِانْتِبَاهَ حَيَاةً وَرَجُلٌ مَوْتَانُ الْفُؤَادِ وِزَانُ سَكْرَانَ أَيْ بَلِيدٌ وَالْمِيتَةُ بِالْكَسْرِ لِلْحَالِ وَالْهَيْئَةِ وَمَاتَ مِيتَةً حَسَنَةً وَالْمَيْتَةُ مِنْ الْحَيَوَانِ مَا مَاتَ حَتْفَ أَنْفِهِ وَالْجَمْعُ مَيْتَاتٌ وَأَصْلُهَا مَيِّتَةٌ بِالتَّشْدِيدِ قِيلَ وَالْتُزِمَ التَّشْدِيدُ فِي مَيِّتَةِ الْأَنَاسِيِّ لِأَنَّهُ الْأَصْلُ وَالْتُزِمَ التَّخْفِيفُ فِي غَيْرِ الْأَنَاسِيِّ فَرْقًا بَيْنَهُمَا وَلِأَنَّ اسْتِعْمَالَ هَذِهِ أَكْثَرُ مِنْ الْآدَمِيَّاتِ فَكَانَتْ أَوْلَى بِالتَّخْفِيفِ وَالْمَوْتَى جَمْعُ مَنْ يَعْقِلُ وَالْمَيِّتُونَ مُخْتَصٌّ بِذُكُورِ الْعُقَلَاءِ وَالْمَيِّتَاتُ بِالتَّشْدِيدِ لِإِنَاثِهِمْ وَبِالتَّخْفِيفِ لِلْحَيَوَانَاتِ كُلُّ جَمْعٍ عَلَى لَفْظِ مُفْرَدِهِ وَالْأَمْوَاتُ جَمْعُ مَيْتٍ مِثْلُ بَيْتٍ وَأَبْيَاتٍ قَالَ تَعَالَى {أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا} [المرسلات: 26] وَالْمُرَادُ بِالْمَيْتَةِ فِي عُرْفِ الشَّرْعِ مَا مَاتَ حَتْفَ أَنْفِهِ أَوْ قُتِلَ عَلَى هَيْئَةٍ غَيْرِ مَشْرُوعَةٍ إمَّا فِي الْفَاعِلِ أَوْ فِي الْمَفْعُولِ فَمَا ذُبِحَ لِلصَّنَمِ أَوْ فِي حَالِ الْإِحْرَامِ أَوْ لَمْ يُقْطَعْ مِنْهُ الْحُلْقُومُ مَيْتَةٌ وَكَذَا ذَبْحُ مَا لَا يُؤْكَلُ لَا يُفِيدُ الْحِلَّ وَيُسْتَثْنَى مِنْ ذَلِكَ لِلْحِلِّ مَا فِيهِ نَصٌّ

وَمُؤْتَةُ بِهَمْزَةٍ سَاكِنَةٍ وِزَانُ غُرْفَةٍ وَيَجُوزُ التَّخْفِيفُ قَرْيَةٌ مِنْ أَرْضِ الْبَلْقَاءِ بِطَرَفِ الشَّامِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْهُ أَهْلُهُ إلَى الْحِجَازِ وَهِيَ قَرِيبَةٌ مِنْ الْكَرْكِ وَبِهَا وَقْعَةٌ مَشْهُورَةٌ قُتِلَ فِيهَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ وَجَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْ الصَّحَابَةِ. 
(موت) - في الحديث : "الحمد لله الذي أَحيانَا بعد ما أَماتَنَا"
معنى الإمَاتة هَا هُنا مع إحاطَةِ العِلم مِنَّا: أَنَّ الحياةَ في حالتَى اليَقظَةِ والنومِ غَيرُ زائلة؛ هو أنه جَعَل النومَ الذي يَكُون معه زَوَالُ العَقلِ، وسُكُون الحَرَكات بمَنزِلَةِ الموتِ الذي يَكُون بهِ عدَمُها وبُطْلَانها؛ تَشبِيهاً وتَمِثيلاً، لا تَحِقيقًا.
وقال بَعضُ أهْلِ الُّلغَةِ: اَلموتُ في كَلامِ العَرَبِ: السُّكُونُ.
يُقالُ: ماتَتِ الرِّيحُ: سَكَنَت وَرَكَدَت، وأنشَد:
يا لَيْت شِعْرِى هل تَمُوتُ الرِّيحُ
فأسْكُنَ اليَومَ وأَسْتَرِيحُ
ثُمّ عَقَّبَه بقَوْلهِ عليه الصَّلاة والسَّلام: "وإليه النُّشُور"؛ ليَدُلَّ بإعَادَةِ اليَقَظةِ بَعْدَ النَّوْمِ علَى إثباتِ البعْثِ بَعدَ الموْتِ.
وقيل: الموتُ أنواعٌ بحَسَبَ أَنواعِ الحَياةِ: الأوَّل: ما هُوَ بإِزَاءَ القُوَّةِ النامِيَةِ الموَجُودةِ في الَحيواناتِ والنَّباتِ، نحو قوله تعالى: {يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} .
الثاني؛ زَوَال القُوَّة الحِسِّيَّةِ، نحو قَولِهِ تَعالى - في قِصَّةِ مَرْيَم عليها السَّلامُ -: {يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا} ، وقولُه تعالى: {وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ} .
الثالث؛ زَوال القُوَّة العَاقِلَة؛ وهي الجَهالَة نَحو قَولِه تَعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} ، {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} .
الرابعُ؛ الحُزنُ المُكَدِّرُ لِلحياةِ، قال: وإيَّاه قَصَد بقَوْله تعالى: {وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ} ،
وَمِنه الحديث: "مَثَل ابنِ آدم وإلى جنبه تِسعَةٌ وتِسعون مَنِيَّةً، إن أَخطأتْه اَلمنايَا وقع في الهَرَم حتى يَمُوت "
الخامِسُ: المَنَام وقد قيل: المنَامُ : المَوْتُ الخفيفُ، والمَوتُ: النَّوْمُ الثَّقِيلُ؛ ولهذَا قيل: النَّوم أَخُو الموت وأَنشدَ:
ليْسَ مَنْ مَاتَ فَاسْتَرَاحَ بمَيْتٍ
إنَّما الميْتُ مَيّتُ الأَحْيَاءِ
وقال آخر:
المَوتُ مَوْتانِ: مَوتٌ دنا أَجلٌ
ومَوتُ وَالٍ يقُال قد عُزِلَا
وقال آخر:
لا تَحسَبَنَّ المَوتَ مَوتَ البِلَي
إنَّما الموتُ سُؤالُ الرِّجال
وقال آخر :
مَوْتُ التَّقِىّ حَياةٌ لا انِقطاعَ لها
قَدْ ماتَ قَوْمٌ وهُم في النَّاسِ أَحْياءُ
ولغَيْره:
مَن شَاخِ قد ماتَ وهو حيٌّ
يَمْشى على الأرضِ مَشْيَ الهالكِ - في الخبر: "أَوَّلُ مَن مات إبلِيسُ؛ لأَنَّه أَوَّل مَنْ عَصىَ"
- وفي قِصَّة موسى عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: "قيل له: إنَّ هامانَ قد ماتَ، فَلَقِيَه موسى حَيًّا، فَسأَل رَبَّهُ تَبارَك وتعالى، فقال له: أَمَا تَعْلَمُ أَنَّ مَن أَفْقَرتُه فَقَدْ أَمَتُّه"
قال أبُو عُبيد: يقال مَيِّتٌ لمَن لَم يَمُت، وَمَيْتٌ لِمن مَاتَ، كَأَنَّه ذَهَبَ إلى قَولِه تَعالَى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} هذا لمَن لَم يَمُتْ وسيموت.
- في حديث عُمَرَ - رضي الله عنه -: "اللَّبَنُ لا يَمُوتُ"
قيل: أَراد أَنَّ الصَّبِىَّ إذَا رَضَعَ امْرأةً مَيِّتَةَ حَرُمَ عَلَيْه مِن ولَدِها، وقَراباتِها مَن يُحرَّم عليه مِن قَراباتِ الحيَّةِ ووَلَدِها إذا رَضَعَها.
وقيل: معناه إذا فُصِلَ اللَّبنُ من الثَّدْى فأُوجِرَه الصَّبِىُّ أَو أُدِمَ له، أو دِيفَ في دَواءٍ، أَو سُقْيَة، أَوْ سُعِط به، لم يَكُن رَضاعًا، ولكنَّه يَحرُم به ما يَحرُم بالرَّضاعِ، لِأَنَّ اللبن لا يبطُل عَمَلُه بِمُفارقَةِ الثَّدْىَ . - في الحديث: "مَوَتَانُ الأَرضِ لله وَلرَسُولِهِ"
يعنى المَواتَ مِن الأَرْضِ، وقيل: فيه لُغتَان: سُكُون الوَاوِ وَفَتحها.
وَرجلٌ مَوْتانُ الفؤاد: مَيِّتُه، وامرأةٌ موتانَةُ الفُؤادِ.
- وفي الحديث : "مُوْتَانٌ يأخُذُ فيكم كقُعَاص الغَنَمِ"
: أي مَوْتٌ. يُقالُ: وقَعَ المُوتانُ في الغَنَم ونحوه. ومنه المُوات - بضَمِّ المِيمِ -، والقُعَاص: الهَلاكُ المُعَجَّلُ.
- في الحديث: "ولا مُتَماوِتِين "
يُقَال: تَماوَتَ؛ إذَا أظْهَرَ مِن نَفسِهِ العِبادَةَ والزُّهْدَ، وهو مِن بِناء التَّكلُّف، مِثْل تناوَمَ.
- ونَظَرَتْ عَائشَةُ - رضي الله عنها: "إلى رَجُلٍ كادَ يَمُوتُ تَخَافُتًا، فَقالَت: ما لِهذَا ؟ فقيل: إنَّه مِن القُرَّاءِ، فقالَت: كان عُمَرُ - رضي الله عنه - سَيِّدَ القُرَّاءِ، وكان إذَا مَشَى أَسْرَعَ، وإذَا قال أسْمَع، وإذَا ضَرَبَ أوْجَعَ"
- ورَأى عُمَرُ - رضي الله عنه - رَجُلًا يَمْشى مُطَأْطِئًا، فقال: "ارفَع رَأْسَك، فإنَّ الإسلامَ لَيْسَ بمَرِيضٍ"
- ورأى رجُلاً مُتَماوتًا، فقال: "لا تُمِتْ علَيَنا دِينَنَا، أماتَكَ الله "
[موت] نه: فيه: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما "أماتنا"، أي أنامنا، وهو تشبيه في زوال العقل والحركة لا تحقيق، وقيل: الموت في العرب يطلقالشديد والوصب المؤلم والإملال الذي يفضي إلى كفران النعمة ونسيان الذكر. مف: ميتة السوء- بفتح سين، كالهدم والتردي والغرق والحرق واللدغ والإدبار في الغزو. ط: كيف أنت إذا عليك أمراء "يميتون" الصلاة عن أوقاتها، أي ما حالك حين ترى من هو حاكم عليك متهاونًا في الصلاة يؤخرها عن وقتها المختار، إن صليت معهم فأتتك فضيلة أول وقتها، وإن خالفته خفت أذاه وفاتتك فضيلة الجماعة، وعليك- خبر كان، شبه الصلاة المؤخرة بجيفة منتنة تنفر عنها الطباع، وفيه حث على الجمع بين الفضيلتين، ولو اختار أحدهما فالمختار الانتظار إن لم يفحش التأخير حذرًا من الفتنة، وقد وقع هذا التأخير زمن بني أمية، قوله: فهي لكم وهي عليهم، يعني إذا صليتم في أول وقتها ثم تصلون معهم يكون منفعة صلاتكم لكم ومضرة الصلاة عليهم لتأخيرهم، فصلوا عليهم ما صلوا القبلة- أي نحو القبلة. وفيه: فاقرؤها عند "موتاكم"، أي إذا كان يس تمحو الخطايا فاقرؤها عند من شارف الموت حتى يسمعها ويجريها على قلبه فيغفر له ما أسلفه. وح: جيء "بالموت"، أي يمثل بكبش أعين فيذبح، ليشاهدوه بأعينهم، ثم إن المعاني ينكشف للناظرين انكشاف الصور في هذه الدار- هذا وما أحببنا أن نؤثر الإقدام في سبيل لا معلم بها فاكتفينا بالمرور عن الإلمام. ش: حياتي خير لكم و"موتى" خير لكم، وتمامه: أما حياتي فأسن لكم السنن وأشرع لكم الشرائع، وأما موتى فإن أعمالكم تعرض علي، فما رأيت منها حسنًا حمدت الله، وما رأيت منها سيئًا استغفرت الهل تعالى. وح: إحياء سنة "أميتت"- مر في سن. غ: "و "لا تموتن" إلا وأنتم مسلمون" هو أمر بالإقامة على الإسلام. و"كنتم "أموتًا"" نطفًا في الأرحام.
موت
ماتَ1 يَموت، مُتْ، مَوْتًا، فهو مائِت ومَيْت ومَيِّت
• مات الحيُّ: فارقته الحياةُ، فارقت الرُّوحُ جسدَه "مات رمْيًا بالرُّصاص/ شَنْقًا- {إِنَّكَ مَائِتٌ وَإِنَّهُمْ مَائِتُونَ} [ق]- {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} - {قَالَتْ يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا} " ° مات حَتْفَ أنفِه: مات على فراشه بصورة طبيعيّة من غير قتل أو حرق أو غرق أو ما شابه ذلك- مات عن ثمانين سنة: بلغ عمره ثمانين سنة حين فارقته الحياةُ- مات من الجوع: كان به جوعٌ شديد.

• ماتَتِ الرِّيحُ: سكنت، همدت.
• ماتتِ النّارُ: خمدت، بَرَدَ رَمَادُها فلم يبق من الجمر شيءٌ.
• ماتت مشاعِرُه نحو الآخرين: تبلَّدت "ماتت أحاسيسُه"? مات حِسّه الفَنِّي: فُقِدَ ذلك الحسّ.
• مات اللَّفظُ: أُهمل وتُرك استعمالُه.
• مات فلانٌ: نام واستثقل في نومه. 

ماتَ2 يموت، مُتْ، مَوَاتًا، فهو مَوَات
• ماتَتِ الأرضُ أو المكانُ: خلت من العمارة والسُّكّان "عمّر أرضًا مواتًا- ماتتِ المدينةُ بعدما أصابها الزلزال" ° مات الطريقُ: لم يسلكه أحد. 

أماتَ يُميت، أمِتْ، إماتةً، فهو مُمِيت، والمفعول مُمَات
• أمات الشَّخصَ: قتله وقضى عليه "أمات الوباءُ جمهرةً من النَّاس- {وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا} - {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ} - {فَأَمَاتَهُ اللهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ} " ° أُمِيتَتِ الكلمةُ: تُرِك استعمالُها، هُجِرت- السَّبع المميتة: الغضب، والغيرة، والحَسَد، والشَّره، والشَّهوة، والكِبْر، والكسَل تعتبر مميتة للرّوح.
• أمات غرائِزَه/ أمات شهواتِه: كبتها وسيطر عليها "أمات غضبَه: سكّنه- أمات نفسَه: قهرها وأذلّها". 

استماتَ/ استماتَ لـ يستميت، اسْتَمِتْ، استماتةً، فهو مُستمِيت، والمفعول مستماتٌ له
• استمات الشَّخصُ:
1 - طاب نفسًا بالموت وثبت غير مبالٍ، طلب الموتَ "استمات الجُنديُّ دفاعًا عن وطنه- ما كان في الجيش إلاّ كلّ مستميت مقدام".
2 - ذهب في طلب الشّيءِ كلّ مذهب "إنّه مستميت في الحصول على الجائزة- استمات العالمُ في الدفاع عن مكتشفاته العلميّة".
• استمات للأمر: استرسل فيه "جاهد جهاد المُستميت- استمات لهواها- كان مستميتًا في أداء واجبه". 

تماوتَ يتماوت، تَماوُتًا، فهو مُتماوِت
• تماوَت الشَّخصُ:
1 - تظاهر بالموت وهو حيٌّ "تَمَاوَت الثَّعلبُ- تماوت البطلُ في المسرحيَّة".
2 - أظهر من نفسه التخافت والتضاعف من العبادة والزُّهد والصَّوْم. 

مَوَّتَ يموِّت، تمويتًا، فهو مُمَوِّت، والمفعول مُموَّت
• موَّتهُ: أماتَهُ، قتله وقضى عليه "موَّت الزلزالُ سكّانَ القرية". 

إماتة [مفرد]: مصدر أماتَ. 

استماتة [مفرد]: مصدر استماتَ/ استماتَ لـ. 

مُسْتميت [مفرد]: اسم فاعل من استماتَ/ استماتَ لـ. 

مَمات [مفرد]: مَوْت " {إِذًا لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ} ". 

مُميت [مفرد]: اسم فاعل من أماتَ.
• المُميت: اسم من أسماء الله الحُسنى، ومعناه: جاعل الحيّ ميِّتًا بسلب الحياة، وإحداث الموت فيه. 

مَوات [مفرد]:
1 - مصدر ماتَ2.
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ماتَ2.
3 - أرض خالية من السُّكّان لا ينتفع بها أحد، وليست ملكًا لأحد "يتمنّى هذا الفلاح الحصولَ على أرض موات فيجعلها خصبة- إحياء المَوَات". 

مَوْت [مفرد]:
1 - مصدر ماتَ1.
2 - ما يضعف الطبيعة ولا يلائمها، كالخوف والحزن " {وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ} " ° خطر الموت: يقصد بهذه العبارة تنبيه الأشخاص بعدم لمس أو الاقتراب من أي شيء مسجَّل عليه: خطر الموت- فلانٌ بين الحياة والموت: يعاني سكرات الموت- فلانٌ على فِراش الموت: يحتضر.
• مَوْت الملك: (رض) نقلة حجر في لعبة الشطرنج تحصر الملك وتُنْهي اللّعبة.
• الموت المدنيّ: (قن) الحرمان من الحقوق المدنيّة نتيجة الإدانة بالخيانة أو جريمة كبرى أخرى.
• أمنية الموت: (نف) رغبة في هدم الذّات يرافقها عادة اكتئاب ويأس وتقريع للذّات. 

مَيْت [مفرد]: ج أَمْوات ومَوْتَى:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ماتَ1: مَيِّت، مَنْ فارق الحياةَ، الشّخص الذي مات حديثًا "ليس مَنْ ماتَ فاستراح بمَيْتٍ ... إنَّما المَيْتُ ميِّتُ الأحياءِ" ° دَمُ الميْت في عنقه: أي: كان مسئولاً عن موته.
2 - مَنْ في حكم الميت وليس به " {لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا} ". 

مَيْتَة [مفرد]: ج مَيْتات ومَيَتات: (حن) حيوان مات حَتْف أنفه، أو على هيئة غير مشروعة، وهو ممّا يُحرَّمُ أكلُه عند المسلمين "دجاجة ميتة- {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ} ". 

مِيتَة [مفرد]: ج مِيتات: اسم هيئة من ماتَ1: حال من أحوال الموت "مات فلان مِيتَةً سوِيَّة/ جاهليّة- مات مِيتة الأبطال". 

مَيِّت [مفرد]: ج مَيِّتُون وأَمْوات ومَوْتَى:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ماتَ1: مَيْت، مَنْ فارق الحياةَ، الشَّخص الذي
 مات حديثًا "ليس مَنْ ماتَ فاستراح بمَيْتٍ ... إنَّما المَيْتُ ميِّتُ الأحياءِ- {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} " ° دَمُ الميِّت في عنقه: أي كان مسئولاً عن موته.
2 - مَنْ في حكم الميّت وليس به " {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} ". 

موت: الأَزهري عن الليث: المَوْتُ خَلْقٌ من خَلق اللهِ تعالى. غيره:

المَوْتُ والمَوَتانُ ضِدُّ الحياة. والمُواتُ، بالضم: المَوْتُ. ماتَ

يَمُوتُ مَوْتاً، ويَمات، الأَيرة طائيَّة؛ قال:

بُنَيَّ، يا سَيِّدةَ البَناتِ،

عِيشي، ولا يُؤْمَنُ أَن تَماتي

(* قوله «بني يا سيدة إلخ» الذي في

الصحاح بنيتي سيدة إلخ. ولا نأمن إلخ.)

وقالوا: مِتَّ تَموتُ؛ قال ابن سيده: ولا نظير لها من المعتل؛ قال

سيبويه: اعْتَلَّتْ من فَعِلَ يَفْعُلُ، ولم تُحَوَّلْ كما يُحَوَّلُ، قال:

ونظيرها من الصحيح فَضِلَ يَفْضُل، ولم يجئ على ما كَثُر واطَّرَدَ في

فَعِل. قال كراع: ماتَ يَمُوتُ، والأَصْلُ فيه مَوِتَ، بالكسر، يَمُوتُ؛

ونظيره: دِمْتَ تَدومُ، إِنما هو دَوِمَ، والاسم من كل ذلك المَيْتةُ.

ورجل مَيِّتٌّ ومَيْتٌ؛ وقيل: المَيْتُ الذي ماتَ، والمَيِّتُ

والمائِتُ: الذي لم يَمُتْ بَعْدُ. وحكى الجوهريُّ عن الفراء: يقال لمنْ لم يَمُتْ

إِنه مائِتٌ عن قليل، ومَيِّتٌ، ولا يقولون لمن ماتَ: هذا مائِتٌ. قيل:

وهذا خطأٌ، وإِنما مَيِّتٌ يصلح لِما قد ماتَ، ولِما سَيَمُوتُ؛ قال الله

تعالى: إِنك مَيِّتٌ وإِنهم مَيِّتُونَ؛ وجمع بين اللغتين عَدِيُّ بنُ

الرَّعْلاء، فقال:

ليس مَن مات فاسْتراحَ بمَيْتٍ،

إِنما المَيْتُ مَيِّتُ الأَحْياءِ

إِنما المَيْتُ مَن يَعِيشُ شَقِيّاً،

كاسِفاً بالُه، قليلَ الرَّجاءِ

فأُناسٌ يُمَصَّصُونَ ثِماداً،

وأُناسٌ حُلُوقُهمْ في الماءِ

فجعلَ المَيْتَ كالمَيِّتِ.

وقومٌ مَوتى وأَمواتٌ ومَيِّتُون ومَيْتون.

وقال سيبويه: كان بابُه الجمع بالواو والنون، لأَن الهاء تدخل في أُنثاه

كثيراً، لكنَّ فَيْعِلاً لمَّا طابَقَ فاعلاً في العِدَّة والحركة

والسكون، كَسَّرُوه على ما قد يكسر عليه، فأُعِلَّ كشاهدٍ وأَشهاد. والقولُ في

مَيْتٍ كالقول في مَيِّتٍ، لأَنه مخفف منه، والأُنثى مَيِّتة ومَيْتَة

ومَيْتٌ، والجمع كالجمع. قال سيبويه: وافق المذكر، كما وافقه في بعض ما

مَضى، قال: كأَنه كُسِّرَ مَيْتٌ. وفي التنزيل العزيز: لِنُحْيِيَ به

بَلدةً مَيْتاً؛ قال الزجاج: قال مَيْتاً لأَن معنى البلدة والبلد واحد؛ وقد

أَماتَه اللهُ. التهذيب: قال أَهل التصريف مَيِّتٌ، كأَنَّ تصحيحَه

مَيْوِتٌ على فَيْعِل، ثم أَدغموا الواو في الياء، قال: فَرُدَّ عليهم وقيل إِن

كان كما قلتم، فينبغي أَن يكون مَيِّتٌ على فَعِّلٍ، فقالوا: قد علمنا

أَن قياسه هذا، ولكنا تركنا فيه القياسَ مَخافَة الاشتباه، فرددناه إِلى

لفظ فَيْعِلٍ، لأَن مَيِّت على لفظ فَيعِل. وقال آخرون: إِنما كان في

الأَصل مَوْيِت، مثل سَيِّد سَوْيدٍ، فأَدغمنا الياء في الواو، ونقلناه فقلنا

مُيِّتٌ. وقال بعضهم: قيل مَيْت، ولم يقولوا مَيِّتٌ، لأَن أَبنية ذوات

العلة تخالف أَبنية السالم. وقال الزجاج: المَيْتُ المَيِّتُ بالتشديد،

إِلاَّ أَنه يخفف، يقال: مَيْتٌ ومَيِّتٌ، والمعنى واحد، ويستوي فيه

المذكر والمؤَنث؛ قال تعالى: لنُحْييَ به بلدةً مَيْتاً، ولم يقل مَيْتةً؛

وقوله تعالى: ويأْتيه الموتُ من كلِّ مكان وما هو بمَيِّت؛ إِنما معناه،

والله أَعلم، أَسباب الموت، إِذ لو جاءَه الموتُ نفسُه لماتَ به لا

مَحالَة.وموتُ مائتٌ، كقولك ليلٌ لائلٌ؛ يؤْخذ له من لفظه ما يُؤَكَّدُ

به.وفي الحديث: كان شِعارُنا يا مَنْصُورُ: أَمِتْ أَمِتْ، هو أَمر بالموت؛

والمُراد به التَّفاؤُل بالنَّصر بعد الأَمر بالإِماتة، مع حصول الغَرضِ

للشِّعار، فإِنهم جعلوا هذه الكلمة علامة يَتعارفُون بها لأَجل ظلمة

الليل؛ وفي حديث الثُّؤْم والبَصلِ: من أَكلَهما فلْيُمِتْهما طَبْخاً أَي

فلْيُبالغ في طبخهما لتذهب حِدَّتُهما ورائحتهما.

وقوله تعالى: فلا تَموتُنَّ إِلاَّ وأَنتم مسلمون؛ قال أَبو إِسحق: إِن

قال قائل كيف ينهاهم عن الموت، وهم إِنما يُماتون؟ قيل: إِنما وقع هذا

على سعة الكلام، وما تُكْثِرُ العربُ استعمالَه؛ قال: والمعنى الزَمُوا

الإِسلام، فإِذا أَدْرَكَكم الموتُ صادفكم مسلمين. والمِيتَةُ: ضَرْبٌ من

المَوْت. غيره: والمِيتةُ الحال من أَحوال المَوْت، كالجِلْسة والرِّكْبة؛

يقال: ماتَ فلانٌ مِيتةً حَسَنةً؛ وفي حديث الفتن: فقد ماتَ مِيتةً

جاهليةً، هي، بالكسر، حالةُ الموتِ أَي كما يموتُ أَهل الجاهلية من الضلال

والفُرقة، وجمعُها مِيَتٌ.

أَبو عمرو: ماتَ الرجلُ وهَمَدَ وهَوَّم إِذا نامَ. والمَيْتةُ: ما لم

تُدْرَكْ تَذْكيته. والمَوْتُ: السُّكونُ. وكلُّ ما سَكنَ، فقد ماتَ، وهو

على المَثَل. وماتَتِ النارُ مَوتاً: بَرَدَ رَمادُها، فلم يَبْقَ من

الجمر شيء. وماتَ الحَرُّ والبَرْدُ: باخَ. وماتَت الريحُ: رَكَدَتْ

وسَكَنَتْ؛ قال:

إِني لأَرْجُو أَن تَموتَ الريحُ،

فأَسْكُنَ اليومَ، وأَسْتَريحُ

ويروى: فأَقْعُدَ اليوم. وناقَضُوا بها فقالوا: حَيِيَتْ. وماتَت

الخَمْرُ: سكن غَلَيانُها؛ عن أَبي حنيفة. وماتَ الماءُ بهذا المكان إِذا

نَشَّفَتْه الأَرضُ، وكل ذلك على المثل. وفي حديث دُعاء الانتباهِ: الحمدُ لله

الذي أَحيانا بعدما أَماتنا، وإِليه النُّشُور. سمي النومُ مَوْتاً

لأَنه يَزولُ معه العَقْلُ والحركةُ، تمثيلاً وتَشْبيهاً، لا تحقيقاً. وقيل:

المَوتُ في كلام العرب يُطْلَقُ على السُّكون؛ يقال: ماتت الريحُ أَي

سَكَنَتْ. قال: والمَوْتُ يقع على أَنواع بحسب أَنواع الحياة: فمنها ما هو

بإِزاء القوَّة النامية الموجودةِ في الحَيوانِ والنبات، كقوله تعالى:

يُحْيي الأَرضَ بعد موتها؛ ومنها زوالُ القُوَّة الحِسِّيَّة، كقوله تعالى:

يا ليتني مِتُّ قبل هذا؛ ومنها زوالُ القُوَّة العاقلة، وهي الجهالة،

كقوله تعالى: أَوَمَنْ كان مَيْتاً فأَحييناه، وإِنك لا تُسْمِعُ المَوْتَى؛

ومنها الحُزْنُ والخوف المُكَدِّر للحياة، كقوله تعالى: ويأْتيه الموتُ

من كلِّ مكان وما هو بمَيِّتٍ؛ ومنها المَنام، كقوله تعالى: والتي لم

تَمُتْ في مَنامها؛ وقد قيل: المَنام الموتُ الخفيفُ، والموتُ: النوم

الثقيل؛ وقد يُستعار الموتُ للأَحوال الشَّاقَّةِ: كالفَقْر والذُّلِّ

والسُّؤَالِ والهَرَم والمعصية، وغير ذلك؛ ومنه الحديث: أَوّلُ من ماتَ إِبليس

لأَنه أَوّل من عصى. وفي حديث موسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، قيل

له: إِن هامان قد ماتَ، فلَقِيَه فسأَل رَبَّه، فقال له: أَما تعلم أَن من

أَفْقَرْتُه فقد أَمَتُّه؟ وقول عمر، رضي الله عنه، في الحديث:

اللَّبَنُ لا يموتُ؛ أَراد أَن الصبي إِذا رَضَع امرأَةً مَيِّتةً، حَرُمَ عليه

من ولدها وقرابتها ما يَحْرُم عليه منهم، لو كانت حَيَّةً وقد رَضِعَها؛

وقيل: معناه إِذا فُصِلَ اللبنُ من الثَّدْي، وأُسْقِيه الصبيُّ، فإِنه

يحرم به ما يحرم بالرضاع، ولا يَبْطُل عملُه بمفارقة الثَّدْي، فإِنَّ كلَّ

ما انْفَصل من الحَيّ مَيِّتٌ، إِلا اللبنَ والشَّعَر والصُّوفَ، لضرورة

الاستعمال.

وفي حديث البحر: الحِلُّ مَيْتَتُه، هو بالفتح، اسم ما مات فيه من

حيوانه، ولا تكسر الميم.

والمُواتُ والمُوتانُ والمَوْتانُ: كلُّه المَوْتُ، يقع في المال

والماشية. الفراء: وَقَع في المال مَوْتانٌ ومُواتٌ، وهو الموتُ. وفي الحديث:

يكونُ في الناس مُوتانٌ كقُعاصِ الغنم. المُوتانُ، بوزن البُطْلانِ:

الموتُ الكثير الوقوع.

وأَماتَه اللهُ، ومَوَّتَه؛ شُدِّد للمبالغة؛ قال الشاعر:

فعُرْوةُ ماتَ مَوْتاً مُسْتَريحاً،

فها أَنا ذا أُمَوَّتُ كلَّ يَوْمِ

ومَوَّتَت الدوابُّ: كثُر فيها الموتُ.

وأَماتَ الرجلُ: ماتَ وَلَدُه، وفي الصحاح: إِذا مات له ابنٌ أَو

بَنُونَ.

ومَرَةٌ مُمِيتٌ ومُمِيتةٌ: ماتَ ولدُها أَو بَعْلُها، وكذلك الناقةُ

إِذا مات ولدُها، والجمع مَمَاويتُ. والمَوَتانُ من الأَرض: ما لم

يُسْتَخْرج ولا اعْتُمِر، على المَثل؛ وأَرضٌ مَيِّتةٌ ومَواتٌ، من ذلك. وفي

الحديث: مَوَتانُ الأَرضِ لله ولرسوله، فمن أَحيا منها شيئاً، فهو له.

المَواتُ من الأَرضِ: مثلُ المَوَتانِ، يعني مَواتَها الذي ليس مِلْكاً

لأَحَدٍ، وفيه لغتان: سكون الواو، وفتحها مع فتح الميم، والمَوَتانُ: ضِدُّ

الحَيَوانِ. وفي الحديث: من أَحيا مَواتاً فهو أَحق به؛ المَواتُ: الأَرض

التي لم تُزْرَعْ ولم تُعْمَرْ، ولا جَرى عليها مِلكُ أَحد، وإِحْياؤُها

مُباشَرة عِمارتِها، وتأْثير شيء فيها. ويقال: اشْتَرِ المَوَتانَ، ولا

تشْتَرِ الحَيَوانَ؛ أَي اشتر الأَرضين والدُّورَ، ولا تشتر الرقيق

والدوابَّ. وقال الفراء: المَوَتانُ من الأَرض التي لم تُحيَ بعْد. ورجل يبيع

المَوَتانَ: وهو الذي يبيع المتاع وكلَّ شيء غير ذي روح، وما كان ذا روح فهو

الحيوان. والمَوات، بالفتح: ما لا رُوح فيه. والمَواتُ أَيضاً: الأَرض

التي لا مالك لها من الآدميين، ولا يَنْتَفِع بها أَحدٌ.

ورجل مَوْتانُ الفؤَاد: غير ذَكِيٍّ ولا فَهِمٍ، كأَن حرارةَ فَهْمه

بَرَدَتْ فماتَتْ، والأُنثى مَوْتانةُ الفؤَادِ. وقولهم: ما أَمْوَتَه

إِنما يُراد به ما أَمْوَتَ قَلْبَه، لأَن كلَّ فِعْلٍ لا يَتَزَيَّدُ، لا

يُتَعَجَّبُ منه. والمُوتةُ، بالضم: جنس من الجُنُونِ والصَّرَع يَعْتَري

الإِنسانَ، فإِذا أَفاقَ، عاد إِليه عَقْلُه كالنائم والسكران. والمُوتة:

الغَشْيُ. والمُوتةُ: الجُنونُ لأَنه يَحْدُثُ عنه سُكوتٌ كالمَوْتِ. وفي

الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كانَّ يتَعوَّذُ بالله من

الشيطان وهَمْزه ونَفْثِه ونَفْخِه، فقيل له: ما هَمْزُه؟ قال: المُوتةُ. قال

أَبو عبيد: المُوتَةُ الجُنونُ، يسمى هَمْزاً لأَنه جَعَله من النَّخْس

والغَمْزِ، وكلُّ شيءٍ دفَعْتَه فقد هَمَزْتَه. وقال ابن شميل: المُوتةُ

الذي يُصْرَعُ من الجُنونِ أَو غيره ثم يُفِيقُ؛ وقال اللحياني: المُوتةُ

شِبْهُ الغَشْية.

وماتَ الرجلُ إِذا خَضَعَ للحَقِّ.

واسْتَماتَ الرجلُ إِذا طابَ نَفْساً بالموت.

والمُسْتَمِيتُ: الذي يَتَجانُّ وليس بمَجْنون. والمُسْتَميتُ: الذي

يَتَخاشَعُ ويَتواضَعُ لهذا حتى يُطْعمه، ولهذا حتى يُطْعِمه، فإِذا شَبِعَ

كفَر النعمة.

ويقال: ضَرَبْتُه فتَماوَتَ، إِذا أَرى أَنه مَيِّتٌ، وهو حيٌّ.

والمُتَماوِتُ: من صفةِ الناسِك المُرائي؛ وقال نُعَيْم ابن حَمَّاد:

سمعت ابنَ المُبارك يقول: المُتماوتُونَ المُراؤُونَ.

ويقال: اسْتَمِيتُوا صَيْدَكم أَي انْظُروا أَماتَ أَم لا؟ وذلك إِذا

أُصِيبَ فَشُكَّ في مَوْته. وقال ابن المبارك: المُسْتَمِيتُ الذي يُرى من

نَفْسِه السُّكونَ والخَيْرَ، وليس كذلك.

وفي حديث أَبي سلمَة: لم يكن أَصحابُ محمد، صلى الله عليه وسلم،

مُتَحَزِّقينَ ولا مُتَماوِتين. يقال: تَماوَتَ الرجلُ إِذا أَظْهَر من نَفْسِه

التَّخافُتَ والتَّضاعُفَ، مِن العبادة والزهد والصوم؛ ومنه حديث عمر،

رضي الله عنه: رأَى رجُلاً مُطأْطِئاً رأْسَه فقال: ارْفَعْ رأْسَك، فإِنَّ

الإِسلام ليس بمريض؛ ورأَى رجلاً مُتَماوِتاً، فقال: لا تُمِتْ علينا

ديننا، أَماتكَ اللهُ وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: نَظَرَتْ إِلى رجل

كادً يموت تَخافُتاً، فقالت: ما لهذا؟ قيل: إِنه من القُرَّاءِ، فقالت:

كان عُمر سَيِّدَ القُرَّاءِ، وكان إِذا مشى أَسْرَعَ، وإِذا قال أَسْمَعَ،

وإِذا ضَرَبَ أَوْجَع.

والمُسْتَمِيتُ: الشُّجاع الطالبُ للموت، على حدِّ ما يجيءُ عليه بعضُ

هذا النحو.

واسْتماتَ الرجلُ: ذهب في طلب الشيءِ كلَّ مَذْهَب؛ قال:

وإِذْ لم أُعَطِّلْ قَوْسَ وُدِّي، ولم أُضِعْ

سِهامَ الصِّبا للمُسْتَمِيتِ العَفَنْجَجِ

يعني الذي قد اسْتَماتَ في طلب الصِّبا واللَّهْو والنساءِ؛ كل ذلك عن

ابن الأَعرابي. وقال اسْتَماتَ الشيءُ في اللِّين والصَّلابة: ذهب فيهما

كلَّ مَذْهَب؛ قال:

قامَتْ تُرِيكَ بَشَراً مَكْنُونا،

كغِرْقِئِ البَيْضِ اسْتَماتَ لِينا

أَي ذَهَبَ في اللِّينِ كلَّ مَذْهَب. والمُسْتَميتُ للأَمْر:

المُسْتَرْسِلُ له؛ قال رؤْبة:

وزَبَدُ البحرِ له كَتِيتُ،

والليلُ، فوقَ الماءِ، مُسْتَمِيتُ

ويقال: اسْتماتَ الثَّوبُ ونامَ إِذا بَليَ.

والمُسْتَمِيتُ: المُسْتَقْتِلُ الذي لا يُبالي، في الحرب، الموتَ. وفي

حديث بَدْرٍ: أَرى القومَ مُسْتَمِيتين أَي مُسْتَقْتِلين، وهم الذي

يُقاتِلون على الموت. والاسْتِماتُ: السِّمَنُ بعد الهُزال، عنه أَيضاً؛

وأَنشد:

أَرى إِبِلي، بَعْدَ اسْتماتٍ ورَتْعَةٍ،

تُصِيتُ بسَجْعٍ، آخِرَ الليلِ، نِيبُها

جاءَ به على حذف الهاءِ مع الإِعلال، كقوله تعالى: وإِقامَ الصلاةِ.

ومُؤْتة، بالهمز: اسم أَرْضٍ؛ وقُتِلَ جعفر بن أَبي طالب، رضوان الله

عليه، بموضع يقال له مُوتة، من بلاد الشام. وفي الحديث: غَزْوة مُؤْتة،

بالهمز. وشيءٌ مَوْمُوتٌ: معروف، وقد ذكر في ترجمة أَمَتَ.

موت
: ( {مَاتَ} يَمُوتُ) {مَوْتاً.
(و) } مَاتَ ( {يَمَاتُ) ، وَهَذِه طَائِيّة، قَالَ الراجز:
بُنَيَّتِي سَيِّدَةَ البَنَاتِ
عِيشِي وَلَا نَأْمَنُ أَنْ} - تَمَاتِي
(و) مَاتَ ( {يَمِيتُ) .
قَالَ شَيخنَا. وظاهِرُه أَنّ التَّثْلِيثِ فِي مضارِع ماتَ مُطْلَقاً، وليسَ كَذَلِك، فإِنّ الضّمَّ إِنّما هُوَ فِي الوَاوِيّ كَيقُولُ، من قَالَ قَوْلاً، والكسْرُ إِنّما هُوَ فِي اليَائِيّ كيَبِيعُ، من بَاعَ، وَهِي لُغَةٌ مَرْجُوحة، أَنكرها جماعةٌ، وَالْفَتْح إِنّما هُوَ فِي المَكْسورِ الماضِي، كَعَلِمِ يَعْلَم، ونَظِيره من المُعْتَلّ خَافَ خَوْفاً.
وَــزَاد ابْن القطاع وَغَيره:} مِتَّ، بالكسرِ فِي الْمَاضِي،! تَمُوتُ بالضَّم، من شواذِّ هَذَا البابِ لِما قَرَّرْناه مَرّات: أَنّ فَهَلَ المَكْسور لَا يكون مضارعُه إِلاّ مَفْتُوحاً كعَلِم يَعْلَمُ، وشذّ من الصّحيح نَعِمَ يَنْعُم، وفَضِلَ يَفْضُل، فِي أَلفاظِ أُخَرَ، وَمن المُعْتَلّ العينِ {مِتّ بالكَسْر} تَمُوت، ودِمْتَ تَدُوم.
وجماعةٌ اقتصروا هُنَا على هاذه اللُّغَةِ، وجَعَلُوها ثالِثَةً، وَلم يَتَعَرَّضوا {لماتَ كَباعَ؛ لأَنّه أَقَلُّ من هاذا، ومنْهِمُ الشِّهابُ الفَيُّومِيّ فِي المِصْبَاح فإِنَّه قَالَ: مَاتَ الإِنْسَانُ يَمُوتُ مَوْتاً، وماتَ يَماتُ من بَاب خَافَ (لُغَةٌ) ومِتُّ بالكَسْرِ أَمُوت، لُغةٌ ثَالِثَة، وَهِي من بابِ تَدَاخِلِ اللُّغَتَيْنِ، وَمثله من المُعْتَلِّ دِمْتَ تَدُومُ، وَــزَاد ابنُ القَطَّاع: كِدْتَ تَكُودُ، وجِدْتَ تَجُودُ، وجاءَ فيهمَا تَكَادُ وتَجَاد. انْتهى.
قلت: وَهُوَ مأْخُوذٌ من كلامِ ابنِ سِيدَه، وَقَالَ كُراع: مَاتَ يَمُوتُ، والأَصْلُ فِيهِ مَوِتَ بالكَسْرِ يَمُوت، ونظيرهُ دِمْت تَدُوم، إِنما هُوَ دَوِمَ.
(فَهُوَ} مَيْتٌ) ، بالتَّخْفيف، ( {ومَيِّتٌ) ، بِالتَّشْدِيدِ، هاكذا فِي نسختنا، وَالَّذِي فِي الصّحاح تَقْدِيمُ المُشَدَّد على المُخَفَّفِ بضَبْطِ القَلَم.
وماتَ (ضِدُّ حَيِيَ) ، قَالَ الأَزْهَريّ عَن اللَّيْث:} المَوْتُ خَلْقٌ من خَلْق الله تَعالَى. وَقَالَ غيرُه: المَوْتُ {والمَوَتَانُ ضِدّ الْحَيَاة.
(و) من المَجاز: المَوْتُ: السُّكُون، يقالُ: (ماتَ: سَكَنَ) ، وكل مَا سَكَنَ فقد مَاتَ، وَهُوَ على المَثَل، وَمن ذَلِك قولُهم: ماتَت الرِّيحُ، إِذا رَكَدتْ وسَكَنَتْ، قَالَ:
إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَمُوتَ الرِّيحُ
فأَسْكُنُ اليَوْم وأَسْتَريحُ
وَمن ذَلِك قولُهم؛} ماتَت الخَمْرَة: سَكَن غَلَيَانُها، عَن أَبي حنيفةَ.
(و) من المَجاز أَيضاً: مَاتَ الرَّجُلُ، وهَمَدَ، وهَوَّمَ إِذا (نَام) ، قَالَه أَبو عَمْرو. وَمن الْمجَاز أَيضاً: ماتَت النّارُ مَوْتاً: بَرَدَ رَمادُها، فَلَمْ يَبْقَ من الجَمْر شَيْءٌ.
وماتَ الحَرُّ والبرْدُ: بَاخَ.
وماتَ الماءُ بهاذا المَكان، إِذا نَشَّفَتْهُ الأَرْضُ.
(و) ماتَ الثَّوْبُ (: بَلِيَ) ، وكلُّ ذالكَ على المَثَل.
وعبارَةُ الأَساس: وَمَات الثَّوْبُ: أَخْلَقَ، وماتَ الطَّريقُ: انْقَطَع سُلوكُه، وبلدٌ يَمُوت فِيهِ الرِّيحُ، كَما يُقَالُ: تَهْلِكُ فِيهِ أَشْواطُ الرِّياح. وَمَات فَوْقَ الرَّحْل: اسْتَثْقَلَ فِي نَوْمِه، كلُّ ذَلِك على المَثَل.
وَفِي اللّسان فِي دعاءِ الانْتباه: (الحَمْدُ لله الّذِي أَحيانَا بعد مَا {أَماتَنا وإِلَيْه النُّشُورُ) سَمَّى النَّومَ} موْتاً؛ لأَنّه يزولُ مَعَه العَقْلُ والحَركةُ، تمثيلاً وتَشْبيهاً، لَا تحْقيقاً.
وَقيل: المَوْتُ فِي كَلَام العَرَب يُطْلَقُ على السُّكُون.
وقالَ الأَزْهريّ ومِثلُه فِي المُفْردات لأَبي القَاسم الرَّاغب مَا نَصُّه: الموتُ يَقَعُ على أَنْواعٍ بحَسَبِ أَنواعِ الحَياة؛ فَمِنْهَا مَا هُوَ بإِزاءِ القُوَّةِ النّامِيَةِ المَوْجُودَةِ فِي الحَيَوان والنّباتِ، كقولِه تَعَالَى: {يُحْىِ الاْرْضَ بَعْدَ {مَوْتِهَا} (سُورَة الرّوم، الْآيَة: 50) وَمِنْهَا: زَوالُ القُوَّةِ الحِسِّيَّةِ كَقَوْلِه تَعَالَى: {يالَيْتَنِى} مِتُّ قَبْلَ هَاذَا} (سُورَة مَرْيَم، الْآيَة: 23) .
وَمِنْهَا: زَوالُ القُوَّةِ العَاقِلَة، وَهِي الجَهَالَةُ؛ كَقَوْلِه تَعَالَى: {أَوَ مَن كَانَ {مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} (سُورَة الْأَنْعَام، الْآيَة: 122) {فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ} الْمَوْتَى} (سُورَة الرّوم، الْآيَة: 52) .
وَمِنْهَا: الحُزْنُ والخَوْفُ المُكَدِّرُ للحَية، كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ {بِمَيّتٍ} (سُورَة إِبْرَاهِيم، الْآيَة: 17) .
وَمِنْهَا: المَنامُ، كقولِه تَعالى: {وَالَّتِى لَمْ} تَمُتْ فِى مَنَامِهَا} (سُورَة الزمر، الْآيَة: 42) وَقد قِيل: المنامُ: المَوْتُ الخَفيفُ، والمَوْتُ: النَّومُ الثَّقِيلُ.
وَقد يُسْتَعارُ الْمَوْت للأَحوالِ الشَّاقّةِ، كالفَقْرِ، والذُّلِّ، والسُّؤالِ، والهرم، والمَعْصِيَةِ وغيرِ ذالك، وَمِنْه الحَدِيث: (أَوَّل من ماتَ إِبْلِيسُ؛ لأَنّه أَوّلُ من عَصَى) وَفِي حَدِيثِ مُوسى عَلَيْهِ السَّلَام، (قيلَ لَهُ: إِنَّ هامَانَ قد مَاتَ، فلَقِيَه فسَأَلَ ربَّه، فقالَ لَهُ: أَما تَعْلَمُ أَنَّ من أَفْقَرْتُه فقَدْ {أَمتُّه؟ :) وقَولُ عُمرَ رَضِي الله عَنهُ فِي الحَدِيث: (اللَّبَنُ لَا يمُوت) أَرادَ أَنَّ الصَّبِيَّ إِذا رَضِعَ امْرأَةً مَيّتةً حرُمَ عَلَيْهِ من وَلدِها وقَرابَتِها مَا يَحْرُمُ عليهِ مِنْهُم لَو كَانَت حيَّةً وَقد رَضِعَها، وَقيل: مَعْنَاهُ: إِذا فُصِل اللَّبَنُ من الثَّدْي وأُسْقِيَه الصَّبِيُّ فإِنه يَحْرُم بِهِ مَا يُحْرُم بالرَّضاع، وَلَا يَبْطُل عملُه بمفَارقَة الثَّدْي، فإِنّ كلَّ مَا انْفَصَل من الحَيّ} ميِّتٌ إِلا اللَّبَنَ والشَّعَرَ والصُّوفَ، لِضَرُورةِ الاستِعْمالِ. انْتهى.

(أَو المَيْتُ، مُخَفَّفَةً: الَّذِي ماتَ) بالفِعْل.
(والمَيِّتُ) ، مشدّدة، (والمَائِتُ) ، على فَاعل: (الَّذِي لم يَمُتْ بَعْدُ) ، ولاكنه بصَدَدِ أَن يَمُوت.
قَالَ الخليلُ: أَنشَدني أَبو عَمْرو:
أَيا سَائِلي تَفْسِيرَ مَيْتٍ ومَيِّتٍ
فَدُونك قد فَسَّرْتُ إِن كُنْتَ تَعْقِلُ
فمَن كَانَ ذَا رُوحٍ فذالك مَيِّتٌ
وَمَا المَيْتُ إِلاّ مَن إِلى القَبْرِ يُحْمَلُ
وَحكى الجوهريّ عَن الفرّاءِ: يُقال لِمَنْ لم يَمُتْ: إِنّه مائِتٌ عَن قليلٍ، ومَيِّتٌ، وَلَا يَقُولون لمن مَاتَ: هَذَا مَائِتٌ.
قيل: وَهَذَا خَطَأُ، وإِنما مَيِّتٌ يَصْلُح لما قَدْ ماتَ وَلما سَيَمُوت، قَالَ الله تَعَالَى: {إِنَّكَ مَيّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيّتُونَ} (سُورَة الزمر، الْآيَة: 30) .
قلتُ: وَمن هُنا أَخَذَ صاحبُ القَامُوس مَا جَعَله تَحْقِيقاً، وَقد تَحامَل عَلَيْهِ شيخُنا فِي شَرْحه. وجَمَعَ بَين اللُّغَتَين عدِيُّ بنُ الرَّعْلاءِ فَقَالَ:
لَيْسَ من ماتَ فاسْتراحَ بِمَيْت
إِنّما {المَيْتُ} ميِّتُ الأَحْيَاءِ
إِنَّما {المَيْتُ من يَعِيشُ شَقِيّاً
كاسِفاً يُمَصَّصُون ثِماداً
فأُناسٌ يُمَصَّصُون ثِماداً
وأُناسٌ حُلُوقُهم فِي الماءِ
فجعلَ المَيْتَ} كالمَيِّتِ.
وَفِي التَّهْذِيب: قَالَ أَهلُ التَّصْرِيف: مَيِّتٌ كأَنَّ تَصْحِيحَه {مَيْوِتٌ على فَيْعل، ثمَّ أَدْغَمُوا الواوَ فِي الياءِ، قَالَ: فَرُدَّ علَيْهِم، وقِيل: إِنْ كَانَ كَمَا قُلْتُم فيَنْبَغِي أَن يكونَ مَيِّتٌ على فَعِّل، فَقَالُوا: قد عَلمنا أَنّ قياسَه هاذا، ولاكِنّا تَركْنا فِيهِ القياسَ مَخافَةَ الاشتباهِ، فردَدْناه إِلى لَفْظِ فَيْعِل، لأَنّ ميِّت على لَفْظِ فَيْعِلٍ.
وَقَالَ آخَرُونَ: إِنّما كَانَ فِي الأَصْل مَوْيِت مثل سيِّدٍ وسَوْيِدٍ، فأَدْغَمْنا الياءَ فِي الْوَاو، ونَقَلْناه، فقُلْنا: مَيِّت.
وَقَالَ بَعضهم: قيل: مَيْتٌ وَلم يَقُولوا: مَيِّتْ؛ لأَنَّ أَبنية ذَواتِ العِلَّة تُخالِفُ أَبنيةَ السَّالِم.
وَقَالَ الزجّاج: المَيْتُ: المَيِّتُ، بالتّشديد، إِلَّا أَنَّه يُخَفَّف، يُقَال: مَيْتٌ} ومَيِّتٌ، وَالْمعْنَى وَاحِد، ويَستَوِى فِيهِ المذكَّرُ والمُؤَنَّث، قَالَ تَعَالَى: {لّنُحْيِىَ بِهِ بَلْدَةً {مَّيْتاً} (سُورَة الْفرْقَان الْآيَة: 49) وَلم يَقُل} مَيْتَةً، انْتهى.
وَقَالَ شَيْخُنا بعد أَن نَقَلَ قولَ الخليلِ عَن أَبي عَمْرو مَا نصُّه: وعَلى هَذِه التَّفْرقة جماعةٌ من الفُقَهاءِ والأُدباءِ، وعندِي فِيهِ نَظَرٌ؛ فإِنهم صَرّحوا بأَنّ المَيْتَ مخفَّفَ الياءِ مأَخُوذٌ ومُخَفَّفٌ من المَيِّتِ المُشَدّد، وإِذا كَانَ مأْخُوذاً مِنْهُ فَكيف يُتَصَوَّرُ الفرقُ فيهمَا فِي الإِطْلاقِ، حتَّى قَالَ العَلاّمة ابْن دِحْيَة فِي كتاب التَّنْوِير فِي مولِد البَشِير النَّذِيرِ: بأَنَّه خطأٌ فِي القياسِ ومُخالِفٌ للسّماع، أَما القياسُ: فإِن (مَيْت) المُخَفَّفَ إِنما أَصْلُه مَيِّتٌ المُشَدّد، فخُفِّف، وتَخفيفُه لم يُحْدِث فِيهِ مَعْنًى مخالِفاً لمعناه فِي حَال التَّشْديدِ، كَمَا قَالَ: هَيْنٌ وهيِّن ولَيْنٌ ولَيِّن، فَكَمَا أَن التَّخْفِيفَ فِي هيِّن ولَيِّنٍ لم يُحِلْ مَعْنَاهُمَا، كذالك تخفيفُ مَيِّتٍ. وأَما السَّماع فإِنّا وَجَدْنا العربَ لم تَجْعَل بينَهُما فَرْقاً فِي الاستعمالِ، وَمن أَبْيَنِ مَا جاءَ فِي ذَلِك قَوْلُ الشّاعر:
لَيْسَ منْ ماتَ فاسْتَراحَ بِمَيْت
نّما المَيْتُ مَيِّتُ الأَحْياءِ
وَقَالَ آخر:
أَلا يَا لَيْتَنِي والمَرْءُ مَيْتُ
وَمَا يُغْنِي عَن الحَدَثانِ لَيْتُ
فَفِي البيتِ الأَوّل سَوّى بيْنَهُما، وَفِي الثّاني جعَلَ المَيْتَ المُخَفَّفَ للحَيِّ الَّذِي لم {يَمُتْ، أَلاَ تَرى أَنّ مَعْنَاهُ: والمرءُ} سَيَمُوت، فجَرَى مَجْرَى قولهِ: {إِنَّكَ {مَيّتٌ وَإِنَّهُمْ} مَّيّتُونَ} (سُورَة الزمر، الْآيَة: 30) .
قَالَ شيْخُنا: رَأَيْتُ فِي المِصْباح فَرْقاً آخر، وَهُوَ أَنّه قَالَ: المَيْتَةُ من الحَيَوانِ جمعهَا {مَيْتات، وأَصلُها مَيِّتَة بالتَّشْدِيد، قيل: والتُزِم التَّشْديدُ فِي مَيِّتَةِ الأَناسِيّ؛ لأَنّه الأَصلُ، والْتُزِم التَّخفِيف فِي غير الأَناسِيِّ فَرْقاً بينَهُما؛ ولأَن استعمالَ هاذه أَكثرُ فِي الآدِمّيات، وكانتْ أَوْلى بالتَّخْفِيفِ.
(ج:} أَمْواتٌ {ومَوْتَى،} ومَيِّتُونَ {ومَيْتُونَ) .
قَالَ سيبويهِ: كانَ بابُه الجمعَ بالواوِ والنّون؛ لأَنّ الهاءَ تدخل فِي أُنثاه كثيرا، لاكنّ فَيْعَلاً لمّا طابق فاعِلاً، فِي العِدّة والحَرَكةِ والسّكون، كَسَّروه على مَا قَدْ يُكَسَّر عَلَيْهِ فاعِلٌ؛ كشاهدٍ وأَشهادٍ، والقولُ فِي} مَيْتٍ كالقَوْل فِي {ميِّتٍ لأنّه كالقول فِي مخَفَّفٍ مِنْهُ.
وَفِي المصْباح: مَيْتٌ} وأَمْواتٌ كبَيْتٍ وأَبْياتٍ.
(وَهِي) الأُنْثى ( {مَيِّتَةٌ) ، بِالتَّشْدِيدِ، (} ومَيْتَةٌ) ، بالتَّخفيف، (! ومَيِّتٌ) ، مُشَدّداً بِغَيْر هاءٍ، ويُخَفّف، والجمعَ كالجَمْعِ.
قَالَ سيبويهِ: وافقَ المُذَكَّر كَمَا وافَقَه فِي بعضِ مَا مَضَى، قالَ: كأَنّه كُسِّرَ معيْت، وَفِي التَّنْزِيلِ: الْعَزِيز {لّنُحْيِىَ بِهِ بَلْدَةً {ميْتاً} (سُورَة الْفرْقَان، الْآيَة: 49) .
قَالَ الزَّجّاج: قَالَ: ميْتاً؛ لأَنّ البَلْدَة والبَلَدَ واحدٌ، وَقَالَ فِي محلَ آخرَ المَيْتُ: المَيِّتُ، بالتّشْدِيدِ، إِلا أَنّه يُخَفّف، يقالُ: مَيْتٌ ومَيِّتٌ، والمعْنى واحدٌ، ويستوى فِيهِ المُذَكّر والمُؤَنّث.
(} والمَيْتَةُ: مَا لَمْ تلْحقْهُ الذَّكاةُ) ، عَن أَبي عَمْرٍ و.
والمَيْتة: مَا لَمْ تُدْرَكح تَذْكِيَتُه.
وَقَالَ النَوويّ فِي تَهذيبِ الأَسماءِ واللّغات: قَالَ أَهلُ اللّغةِ والفقهاءُ: الميْتَةُ: مَا فارقَتْه الرُّوحُ بِغَيْر ذَكاة، وَهِي مُحَرَّمةٌ كُلُّها إِلاّ السَّمَكَ والجَراد فإِنَّهما حلاَلانِ بإِجْماع المُسْلِمينَ.
وَفِي الْمِصْبَاح: المرادُ {بالمَيْتَةِ فِي عُرْفِ الشَّرْعِ: مَا ماتَ حَتْفَ أَنْفِه، أَو قُتِلَ على هَيْئَةٍ غيرِ مَشْروعة، إِمّا فِي الفاعِلِ أَو فِي المَفْعُول.
قَالَ شيخُنا: فَقَوله: فِي عُرْفِ الشَّرعِ، يُشيرُ إِلى أَنّه لَيْسَ لُغَةً مَحْضَةً، وَنسبه النَّووِيّ للفُقهاءِ وأَهلِ اللّغةِ إِمّا مُرادَفةً، أَو تَخْصِيصاً، أَو نَحْو ذالك. مِمَّا لَا يَخْفى.
(و) المِيتَةُ، (بالكَسْرِ، للنَّوْعِ) من الموْت.
وَفِي اللِّسَان: المِيتَ: الحالُ من أَحْوالِ المَوْتِ، كالجِلْسَةِ والرِّكْبَةِ، يُقَال: ماتَ فلانٌ مِيتَةً حَسَنَةً، وَفِي حديثِ الفِتَنِ (فَقَدْ ماتَ} مِيتَةً جاهِلِيَّةً) هِيَ بالكَسْرِ: حالةُ المَوْتِ، أَي كَمَا يَمُوت أَهلُ الجَاهِليّة من الضَّلالِ والفُرْقةِ، وجَمعُها {مِيَتٌ.
(و) قَوْلهم: (مَا} أَمْوَتَه، أَي مَا! أَمْوَتَ قَلْبَه؛ لأَنَّ كلَّ فِعْل لَا يَتَزَيَّدُ لَا يُتَعَجَّبُ مِنْه) تَبِع فِيهِ الجَوْهَرِيَّ وغيرَه، وَهُوَ إِشارةٌ إِلى أَنّه يَبْبَغي أَن يُحْمَلَ على مَوْتِ القَلْبِ؛ لأَنَّ الموتَ لَا يُتَعجَّبُ مِنْه؛ لأَنَّ شرطَ التَّعَجُّب أَن يكونَ مِمَّا يَقْبلُ الزّيادةَ والتّفاضُلَ، وَمَا لَا يَقْبَلُ ذَلِك {كالمَوْتِ والفَناءِ والقَتْل لَا يجوزُ التَّعجُّبُ مِنْهُ، كَمَا عُرف فِي العَربِيَّة.
(} والمُواتُ، كغُراب: المَوْتُ) مُطلقًا، وَمِنْهُم من خَصَّه {بالموتِ يَقَعُ فِي الماشِيَةِ كَمَا يأْتي.
(و) من المجازِ: أَحيَا الله البلدَ الميِّتَ، وَهُوَ يُحْيِي الأَمْواتَ.
} والمَوَاتُ هُوَ (، كسَحَابٍ: مالاَ رُوحَ فيهِ،) .
(وأَرضٌ) مَواتٌ: (لَا مَالِكَ لَهَا) من الآدَمِيِّينَ، وَلَا يُنْتَفعُ بِها، وَــزَاد النَّوَويّ: وَلَا ماءَ بهَا، كَمَا يُقال: أَرْضٌ مَيِّتَةٌ.
( {والموَتانُ بالتَّحرِيكِ: خلافُ الحَيَوانِ، أَو أَرْضٌ لم تُحْيَ بَعْدُ) ، وَهُوَ قَول الفرّاءِ، وَقَالُوا: حُرِّك حَمْلاً على ضِدّه وَهُوَ الحَيَوان، وكِلاهُما شاذَ؛ لأَن هاذا الوَزنَ من خصائصِ المصَادِرِ، فاستعمالُه فِي الأَسماءِ على خلافِ الأَصْل، كَمَا قُرِّرَ فِي التَّصْريفِ.
وَفِي اللِّسان:} الموَتَانُ من الأَرْضِ: مَا لمْ يُسْتَخْرَجْ وَلَا اعْتُمِرَ، على المَثَل، وأَرضٌ مَيِّتَةٌ ومَوَاتٌ، من ذَلِك، وَفِي الحَدِيث: ( {مَوَتَانُ الأَرْضِ لله ولِرَسُولِه، فَمن أَحْيَا مِنْهَا شَيْئا فَهُوَ لَه) المَوَاتُ من الأَرْضِ مثلُ} المَوَتَانِ، يَعني {مَواتَها الَّذِي ليسَ مِلْكاً لأَحَد. وَفِيه لُغتانِ: سُكونُ الواوِ، وفَتْحُها مَعَ فتحِ الْمِيم.
وَفِي الحَدِيث: (من أَحْيَا} مَوَاتاً فَهُوَ أَحَقُّ بهِ) المَوَاتُ: الأَرْضُ الَّتِي لَمْ تُزْرَعْ وَلم تُعْمَرْ، وَلَا جَرَى عَلَيْهَا مِلْكُ أَحَدٍ، وإِحْياؤُها: مُباشَرَةُ عِمارَتِها، وتَأْثِيرُ شَيْءٍ فِيهَا.
ويُقالُ: اشْتَرِ المَوَتَانَ، وَلَا تَشْتَرِ الحَيَوانَ، أَي اشْتَرِ الأَرَضينَ والدُّورَ، وَلَا تَشْتَرِ الرّقيقَ والدَّوابَّ.
وَيُقَال: رَجُلٌ يَبِيعُ المَوَتانَ، وَهُوَ الَّذِي يَبِيعُ المَتاعَ، وكلَّ شيْءٍ غيرِ ذِي رُوحٍ، وَمَا كَانَ ذَا روح فَهُوَ الحَيَوانُ. (و) {المُوتَان} والمُوَاتُ (، بالضّمّ: مَوْتٌ يَقَعُ فِي المَاشِيَةِ) والمالِ (ويُفْتحُ) وهاذا نَقَلَه أَبو زَيْد فِي (كتاب خبئة) عَن أَبي السَّفَرِ، رَجُلٍ من تميمٍ.
وقالَ الفرّاءُ: وقَعَ فِي المَال مَوْتانٌ ومُوَاتٌ، وَهُوَ المَوْتُ، وَفِي الحَدِيث (يكونُ فِي النّاس مُوتَانٌ كقُعاصِ الغَنَمِ) ، وَهُوَ بوَزْنِ البُطْلان: الموتُ الكثيرُ الوُقوعِ، وَــزَاد ابْن التِّلِمْسانِيّ أَنّ الضَّمَّ لُغةُ تميمٍ، والفَتْح لغةُ غيرِهم.
قلتُ: وَهُوَ يُخالِف مَا نَقَله أَو زيدٍ عَن رَجخل من بني تَميمٍ، كَمَا تقدم.
(و) من المَجاز: أَماتَ الرَّجُلُ: ماتَ وَلَدُه، وَعبارَة الأَساس: وأَماتَ فُلانٌ بَنِينَ: مَاتُوا لَهُ، كَمَا يُقَال: أَشَبَّ (فلَان) بَنِينَ: (إِذا) شَبُّوا لَهُ، وَفِي الصّحاح: أَماتَ الرَّجُلُ: إِذا ماتَ لَهُ ابنٌ أَو بَنُون.
و (أَماتَتِ المَرْأَةُ والنَّاقَةُ) ، إِذا (ماتَ وَلَدُها) ، قالَ الجَوْهَرِيّ: مَرْأَة {مُمِيتٌ} ومُمِيتَةٌ: مَاتَ وَلَدُها، أَو بَعْلُها، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ إِذا ماتَ وَلَدُها، والجمعُ مَمَاوِيتُ.
(و) من المَجازِ: يُقَال: ضَرَبْتُه {فَتَماوَتَ، إِذا أَرَى أَنّه مَيِّتٌ وَهُوَ حَيٌّ.
و (} المُتَماوِتُ) : من صفةِ (النَّاسِكِ المُرائِي) الَّذِي يُظْهِرُ أَنه {كالمَيِّتِ فِي عِباداتِه رِياءً وسُمْعَةً، قالُوا: هُوَ الَّذِي يُخْفِي صَوْتَه، ويُقِلُّ حَرَكاتِه، كأَنّه ممّن يَتَزَيّا بزِيِّ العُبَّادِ، فكأَنّه يَتَكَلَّفُ فِي اتّصافِه بِمَا يَقْرُبُ من صِفاتِ الأَمواتِ، ليُتَوَهَّمَ ضَعْفُه من كثرةِ العِبادَةِ.
وَفِي الأَساس: يقَالُ: فلانٌ} مُتَماوِتٌ، إِذا كَانَ يُسَكِّنُ أَطْرَافَه رِيَاءً.
وَفِي اللّسان: قَالَ نُعَيْمُ بنُ حَمّاد: سَمِعْتُ ابنَ المُبارَكِ يَقُول:! المُتَماوِتُون: المُراءُونَ. وَفِي حَدِيث أَبي سَلَمةَ: (لم يَكُنْ أَصْحابُ مُحَمَّدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُتَحَزّقِينَ وَلَا {مُتَماوِتِينَ) يُقَال:} تَماوَتَ الرَّجُلُ إِذا أَظهَر من نَفْسِه التَّخَافُتَ والتَّضاعُفَ من العِبادَةِ والزُّهْدِ والصَّوْمِ، وَمِنْه حديثُ عُمرَ رَضِي الله عَنهُ (رأَى رَجُلاً مُطَأْطِئاً رأْسَه فقالَ: ارْفَعْ رأْسَكَ فإِنّ الإِسْلامَ ليْسَ بِمَرِيض) (ورأَى رَجُلاً مُتَماوِتاً فقالَ: لَا {تُمِتْ عَلَيْنا دِينَنَا} أَماتَكَ الله) . وَفِي حديثِ عائشةَ، رَضِي الله عَنْهَا (نَظَرتْ إِلى رَجُلٍ كادَ يَموتُ تَخَافُتاً فقالَتْ: مَا لهذَا؟ قيل: إِنّه من القُرّاءِ، فَقَالَت: كَانَ عُمَرُ سيِّدَ القُرّاءِ، كَانَ إِذا مَشَى أَسْرَعَ (وإِذا قَالَ أَسْمَعَ) وإِذا ضَرَبَ أَوْجَعَ) .
وَيُقَال: ضَرَبْتُه {فتَمَاوَتَ، إِذا أَرَى أَنّه مَيِّتٌ وَهُوَ حَيٌّ.
(و) من المَجازِ قولُهم: (رَجُلٌ مَوْتانُ الفُؤادِ) أَي (بَلِيدٌ) غيرُ ذَكِيَ وَلَا فَهِمٍ، كأَنَّ حَرارَةَ فَهْمِهِ بَرَدَتْ} فماتَتْ.
وَفِي الأَساس: رجُلٌ مَوْتانُ الفُؤادِ لم يَكُنْ حَرِكاً حَيَّ القَلْبِ.
(وَهِي بهاءٍ) ، يُقَال: امرأَةٌ {مَوْتَانَةُ الفُؤاد.
(و) من المَجازِ: وبِهِ} مُوتَةٌ، (! المُوتَةُ، بالضَّمِّ: الغَشْيُ) وفُتُورٌ فِي العَقْل، (والجُنُونُ) ؛ لأَنّه يَحْدُث عَنهُ سُكونٌ كالمَوْتِ.
وَفِي اللِّسَان: المُوتَةُ: جِنْسٌ من الجُنُونِ والصَّرَع يَعْتَرِي الإِنْسانَ، فإِذا أَفاقَ عادَ إِلَيْه عَقْلُه، كالنّائمِ والسَّكْرانِ.
وَفِي الحَدِيث: (أَنّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمكان يَتَعَوَّذُ بِاللَّه من الشَّيْطانِ وهَمْزِه ونَفْثِه ونَفْخِه، فَقيل لَهُ: مَا هَمْزُه؟ قالَ: المُوتَةُ) .
قَالَ أَبُو عُبيدٍ: المُوتَة: الجُنُون، يُسَمَّى هَمْزاً؛ لأَنّه جَعَلَه من النَّخْسِ والغَمْزِ، وكلُّ شيْءٍ دفَعْتَه فقد هَمَزْتَه. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: المُوتَةُ: الَّذِي يُصْرَعُ من الجُنونِ أَو غَيْرِه، ثمَّ يُفِيقُ.
وَقَالَ اللِّحْيانيّ: المُوتَةُ: شِبْهُ الغَشْيَةِ.
(و) {مُؤْتَةُ بالهَمْزَةِ: اسْمُ (أَرْضٍ بالشَّام) ، وَقد جاءَ ذِكحرُه فِي الحَدِيثِ (وذُكهر فِي مأَت) وإِنّما أَعادَه هُنَا إِشارةً إِلى أَنّه قد رَوَاهُ غيرُ واحدٍ من أَهل الغَرِيبِ بِغَيْر هَمْزٍ، فَفِي المِصْباح: مُؤْتَةُ، بالهَمْزِ، وِزَانُ غُرْفة، ويَجُوز التّخفيفُ: قَرْيَةٌ من البلْقاءِ بطَرِيقِ الشامِ الَّذِي يخْرُج مِنْهُ أَهلُه للحِجاز، وَهِي قَريبَةٌ من الكَرَكِ.
(وذُو المُوتَةِ: فَرَسٌ لبَنهي أَسَدٍ) ، كَذَا فِي النُّسخ، وَمثله للصّاغانيّ، والصّوابُ: لبَنِي سَلُولَ، كَمَا حقَّقَه ابنُ الكَلْبِيّ، من نَسْلِ الحَرُون، كَانَ يأْخُذُه شِبْهُ الجُنُونِ فِي الأَوْقات، قَالَ ابنُ الكَلْبيّ: وكانَ إِذا جَاءَ سَابِقاً أَخَذَتْه رِعْدَةٌ فيَرْمِي نَفْسَه طَوِيلاً، ثمَّ يَقُوم فيَنْتَفِض ويُحَمْحِمُ، وَكَانَ سَابق النَّاس، فأَخَذَهُ بِشْرُ بن مَرْوانَ بالكُوفَةِ بأَلْفِ دِينارٍ، فبَعَثَ بِهِ إِلى عبد المَلِكِ.
(و) من المَجاز: (} المُسْتَمِيتُ: الشُّجاعُ الطَّالِبُ {للمَوْتِ) ، على حدّ مَا يجِىءُ عَلَيْهِ بَعْضُ هَذَا النَّحْوِ.
وَفِي اللِّسَان: المُسْتَمِيتُ: المُسْتَقْتِلُ الَّذِي لَا يُبالهي فِي الحَرْبِ من المَوتِ، وَفِي حَدِيث بَدْرٍ: (أَرَى القَوْمَ} مُسْتَمِيتِينَ) أَي مُسْتَقْتِلِينَ، وهم الَّذين يُقاتِلُون على المَوْت.
(و) المُسْتَمِيتُ (: المُسْتَرْسِلُ للأَمْرِ) ، قَالَ رُؤْبَة:
وزَبَدُ البَحْرِ لَهُ كَتِيتُ
واللَّيْلُ فوقَ الماءِ! مُسْتَمِيتُ
وَفِي الأَساس: فِي الْمجَاز: وهُوَ مُسْتَمِيتٌ إِلَى كَذا: مُسْتَهْلِكٌ إِليه يَظُنُّ أَنّه إِن لم يَصِلْ إِليه ماتَ. وَفِيه فِي الْحَقِيقَة: وفُلانٌ مُسْتَمِيتٌ: مُسْتَرْسِلٌ للمَوْتِ، كمُسْتَقْتِلٍ.
{واسْتَمِيتُوا صَيْدَكُم، ودَابَّتَكُم، أَي انْتَظِرُوا حَتَّى تَتَبَيَّنُوا أَنّه ماتَ.
(و) المُسْتَمِي: (غِرْقِيىءُ البَيْضِ) ، قَالَ:
قَامَتْ تريكَ بَشَراً مَكْنُونَا
كغرْقِىءِ البَيْضِ} اسْتَماتَ لِينَا
أَي ذَهَبَ فِي اللِّينِ كُلَّ مَذْهَبٍ، كَمَا سَيَأْتِي.
(و) القَومُ ( {أَماتُوا) ، إِذا (وَقَعَ المَوْتُ فِي إِبِلهِمْ) .
(و) } أَماتَ الله (الشَّيْءَ) و (مَوَّتَه) ، بالتَّشْدِيدِ للمُبالَغَة، قَالَ الشَّاعِر:
فَعُرْوَةُ ماتَ {مَوْتاً مُسْتَرِيحاً
فها أَنَذَا} أُمَوَّتُ كُلَّ يوْمِ
(و) من المَجازِ: أَماتَ (اللَّحْمَ) ومَوّتَهُ، إِذا (بالَغَ فِي نُضْجِهِ وإِغْلائِه) .
{وأُمِيتَتِ الخَمْرُ: طُبِخَتْ، وسَكَنَ غَلَيانُها، وَفِي حَدِيثِ البَصَلِ والثُّومِ ((من أَكلَهما) } فَلْيُمِتْهُما طَبْخاً) أَي يُبالغ فِي نُضْجِهما وطَبْخِهما؛ لتَذْهَبَ حِدَّتُهما ورائِحَتُهما.
(و) من المَجازِ أَيضاً: فلَان {يُمَاوِتُ قِرْنَه، (} المُمَاوَتَةُ: المُصَابَرَةُ) والمُثَابَتَةُ.
( {واسْتَماتَ) الرَّجُلُ، (: ذهَبَ فِي طَلَبِ الشَّيْءِ كُلَّ مَذْهَبٍ، قَالَ:
وإِذْ لَمْ أُعْطِّلْ قَوْسَ وُدِّي ولَمْ أُضِعْ سِهَامَ الصِّبَا} للمُسْتَمِيتِ العَفَنْجَجِ يَعْنِي الَّذِي اسْتَماتَ فِي طَلَبِ الصِّبَا واللَّهْوِ والنِّساءِ، كلّ ذَلِك عَن ابْن الأَعْرابيّ.
وَقَالَ: سْتَماتَ الشَّيْءُ فِي اللِّينِ والصَّلابَةِ: ذَهَبَ مِنْها كُلَّ مَذْهَبٍ.
(و) اسْتَماتَ الرَّجُلُ، إِذا (سَمِن بعدَ هُزَال) ، عَن ابْن الأَعرابي (والمَصْدَرُ {الاسْتِماتُ) وأَنشد:
أَرَى إِبِلِي بَعْدَ} اسْتِماتٍ ورَتْعَةٍ
تُصِيتُ بِسَجْعٍ آخِرَ اللَّيْلِ نِيبُها جاءَ بهِ على حَذْفِ الهاءِ مَعَ الإِعْلالِ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَإِقَامَ الصَّلواة} (سُورَة الْأَنْبِيَاء، الْآيَة: 73) .
وَفِي الأَساسِ: فِي الْمجَاز: {واسْتَماتَ الشَّيْءُ اسْتَرْخَى.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
} مَوَّتَتِ الدَّوابُّ: كثرَ فِيهَا المَوْتُ.
وماتَ الرَّجُلُ، إِذا خَضَعَ لِلْحَقِّ.
واسْتَماتَ الرَّجُلُ، إِذا طَابَ نَفْساً بِالمَوْتِ.
{والمُسْتَمِيتُ: الَّذِي يَتَجَانُّ وليسَ بِمَجْنُونٍ.
والمُسْتَمِيتُ: الَّذِي يَتَخَاشَعُ ويَتَواضَعُ لهَذَا حتّى يُطْعِمَه، وَلِهَذَا حتّى يُطْعِمَه، فإِذا شَبِعَ كَفَرَ النِّعْمَةَ.
وَيُقَال: اسْتَمِيتُوا صَيْدَكم، أَي انْظُرُوا أَماتَ أَم لَا؛ وَذَلِكَ إِذا أُصِيبَ فَشُكَّ فِي مَوْتِه.
وَقَالَ ابْن المُبارك: المُسْتَميتُ: الَّذِي يُرِى من نَفْسِه الخَيْرَ والسُّكونَ وَلَيْسَ كَذَلِك.
وشيْءٌ مَوْمُوتٌ: مَعْرُوف، وَقد ذُكِرَ فِي أَمت.
وَيُقَال: اسْتَماتَ الثَّوْتُ ونَامَ، إِذا بَلِيَ.
وَمن المجازِ: فلانٌ} مائِتٌ من الغَمِّ ويَمُوتُ من الحَسَدِ.
ومَوْتٌ مائِتٌ: شَديدٌ.
وأَبو بَكْرٍ يَمُوتُ بن المُزَرّع بن يَمُوتَ العَبحديّ، مُحَدِّث، واسْمه مُحَمّد، ولقبُه يَمُوتُ.
{وتَمُوتُ، بالفوقيّة: امرأَةٌ قَالَ فِيهَا أَبُوها أَبو فِرْعَوْنَ:
سَمَّتْتُها إِذْ وُلِدَتْ تَمُوتُ
والقَبْرُ صِهْرٌ ضامِنٌ زِمِّيتُ
ليْسَ لمن ضُمِّنَهُ تَرْبِيتُ
موت
ماتَ يَمُوْتُ. ومَيتٌ أصْلُه مَيْوِتٌ، ويقولونَ: مَيْت. والمَيْتَةُ: ما لم تُدْرَكْ ذَكاتُه. والمِيْتَةُ: المَوْت. والمَوْتَةُ: الواحِدَةُ منه، والمُوْتَانُ والمُوَاتُ كذلك. ومُوْتَانُ الأرْضِ: التي لم تُعْمَرْ بَعْدُ. والمَوَاتُ: ما لم يَكُنْ ذا رُوْحٍ. والمَوَتَانُ مِثْل المَوَاتِ في الأرْضِ. والمُوْتَةُ: الجُنُوْنُ. ومُؤْتَةُ: اسْمُ أرْض. وهو مُسْتَمِيْتٌ إلى كذا: أي يَظُن أنه إنْ لم يَصِلْ إليه ماتَ. وقيل: هو الخاضِعُ الذَّلِيْلُ، واسْتَمَاتَ الشيْءُ: اسْتَرْخَى. وقيل: هو الذي يَتَجَانُ وليس بمَجْنُوْنٍ. والمُسْتَقْتِلُ في الحَرْبِ. والمُوْتَةُ في الكلامِ: فُتُوْر وضَعْفٌ؛ منه.
ورَجُل مَوْتَانُ الفُؤادِ: إذا لم يَكنْ حَرِكاً. والمُمَاوَتَةُ: المُصَابَرَةُ في الحَرْب. وناقَةٌ مُمِيْتٌ ومُمِيْتَةٌ: تَمُوْتُ أولادُها. وأمَاتَ فلانٌ بَنِيْنَ: أي ماتَ له بَنُوْنَ. وأمَاتَ الناسُ: وَقَعَ المَوتُ في إبِلِهم. ومَوْتٌ مائتٌ: شَدِيْد. وهو يَمَاتُ من الوَجَعِ: إذا اشْتَدَّ وَجَعُه.

موت

1 مَاتَ, aor. ـُ (inf. n. مَوْتٌ; Msb,) and مَاتَ, (originally مَوِتَ, like خَافَ, originally خَوِفَ, MF) [sec. per. مِتَّ,] aor. ـَ (S, K,) which latter is of the dial. of Teiyi; (TA;) and مَاتَ, (in which the medial radical letter is originally ى, like بَاعَ, MF) aor. ـِ (K,) a form which some have disapproved; (MF;) and مَاتَ, (originally مَوِتَ, Kr,) sec. Pers\. مِتَّ, aor. ـُ like دَامَ, (originally دَوِمَ, Kr,) aor. ـُ (Kr, Msb, &c.,) and like the sound verbs نَعِمَ, aor. ـْ and فَضِلَ, aor. ـْ (TA,) of the class of words in which two dial. forms are intermixed; (Msb;) He died; contr. of حَيِى. (K,) b2: [مَاتَ عَنْ بَنِينَ وَبَنَاتٍ He died having passed away from, i. e. leaving behind him, sons and daughters. And مَاتَ عَنْ ثَمَانِينَ سَنًة He died having passed beyond eighty years; i. e. being eighty years old.] b3: اللَّبَنُ لَا يَمُوتُ [The milk will not die], in a saying of 'Omar, in a trad., means, that if a child sucks the milk of a dead woman, it becomes unlawful for him afterwards to marry any of her relations who would be unlawful to him if he sucked her milk while she was living: or it means, that, if milk taken from the breast of a woman is given to a child to drink, and he drinks it, the consequence is the same; that the effect of the milk in producing this consequence is not annulled by its separation from the breast; for whatever is separated from a living being is termed ميت, or dead, except the milk and hair and wool on account of the necessity of making use of these. (TA.) b4: مَاتَتِ الأَرْضُ, inf. n. مَوَتَانٌ and مَوَاتٌ, (tropical:) The land became destitute of cultivation and of inhabitants. (Msb.) b5: مَاتَ (tropical:) It (soil) became deprived of vegetable life. Hence an expression in the Kur, xxx. 18. (Az, Er-Rághib.) b6: مَاتَ (tropical:) He became deprived of sensation; [dead as to the senses]. So in the Kur, xix. 23: [but this appears to me doubtful]. (Az, Er-Rághib.) b7: مَاتَ (tropical:) He became deprived of the intellectual faculty; [intellectually dead;] or ignorant. Hence an expression in the Kur, vi. 122; and another in the Kur, xxvii. 82; and xxx. 51. (Az, Er-Rághib.) b8: مَاتَ (tropical:) [He became as though dead with grief, or sorrow, and fear;] he experienced grief, or sorrow, and fear, that disturbed his life. Hence what is said in the Kur, xiv. 20. (Az, Er-Rághib.) b9: مَاتَ (tropical:) He or it, was or became, still, quiet, or motionless. (K.) b10: ماتَتِ الرِّيح (tropical:) The wind became still, or calm. (TA.) b11: مَاتَ (tropical:) He slept. (AA, K.) b12: مَاتَتِ النَّارُ, inf. n. مَوْتٌ, (tropical:) [The fire died away;] the ashes of the fire became cold, or cool, and none of its live coals remained. (TA.) b13: مَاتَ (tropical:) It (heat or cold) became assuaged. (TA.) b14: مَاتَ (tropical:) It (water) became dried up by the earth. (TA.) b15: مَاتَ (and ↓ استمات, TA.) (tropical:) It (a garment, TA,) wore out; became worn out. (A, K.) b16: مات (tropical:) It (a road) ceased to be passed along. (TA.) b17: بَلَدٌ تَمُوتُ فِيهِ الرِّيحُ [A town, or country, &c., in which the wind becomes broken, or loses its force]. (TA.) b18: مَاتَ فُوقُ الرَّجُلِ (tropical:) The man slept heavily; became heavy in his sleep. (TA.) b19: يَمُوتُ مِنَ الحَسَدِ (tropical:) [He dies, or will die, of envy]. (TA.) b20: مَاتَ (tropical:) He became poor; was reduced to poverty: he became a beggar. (TA.) b21: (tropical:) He became base, abject, vile, despicable, or ignominious. (TA.) b22: (tropical:) He became extremely aged, old and weak, or decrepit. (TA.) b23: (tropical:) He became disobedient, or rebellious. Iblees is said, in a trad., to be أَوَّلُ مَنْ مَاتَ because he was the first who became disobedient, or rebellious. (TA.) b24: مَاتَ (assumed tropical:) He (a man) became lowly, humble, or submissive, to the truth. (TA.) 2 مَوَّتَتِ الدَّوَابُّ The beasts of carriage died in great numbers; or deaths amongst them were frequent. (TA.) b2: See 4.3 مَاْوَتَ [ماوتهُ,] inf. n. مُمَاوَتَةٌ, He vied with him in patience, (K,) and in firmness, or steadiness, or the like. (TA.) [In the K, the inf. n. is expl. by مُصَابَرَة; and in the TA, by مُثَابَتَة also.]4 اماتهُ and ↓ موّتهُ (but the latter has an intensive signification, S,) He (God) caused him to die; put him to death; killed him. (S, K.) b2: امات (tropical:) He (a man) lost a son, or sons, by death. (ISk, S.) b3: امات فُلَانٌ بَنِينَ Such a man lost sons by death. (A.) b4: اماتت She (a woman, AO, S, K, and a camel, S, K.) lost her offspring by death. (S, K.) b5: اماتوا Death [or a mortal disease] happened among their camels. (K.) b6: مَا أَمْوَتَهُ signifies مَا أَمْوَتَ قَلْبَهُ [(tropical:) How dead is his heart !] for one does not wonder at any action that does not increase: (S, K:) therefore what is here meant is not literally death. (TA.) b7: اماتهُ (tropical:) He (God) rendered him poor; reduced him to poverty. (TA, from a trad.) b8: اماتهُ (tropical:) He [or it] caused him to sleep. Ex., in a prayer said on awaking, الحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِى أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا Praise be to God who hath awaked us after having caused us to sleep ! (L.) b9: يُمِيتُ اللَّيْلَ (assumed tropical:) He sleeps during the night. (W, p. 9.) b10: امات اللَّحْمَ, (and ↓ موّتهُ, TA,) He took extraordinary pains in thoroughly cooking, and in boiling, the meat. (K.) And in like manner, onions, and garlic, so as to deprive them of their strong taste and odour. (TA.) b11: أُمِيتَتِ الخَمْرُ The wine was cooked, and ceased to boil. (TA.) b12: [اماتهُ is also employed in various other senses, agreeably with the senses of the primitive verb.]6 ضَرَبْتُهُ فَتَمَاوَتَ (tropical:) I beat him and he feigned himself dead, being alive. (TA.) b2: (tropical:) He pretended to be weak and motionless by reason of acts of devotion and fasting: [see the act. part. n. below]. (TA.) 10 استمات [He sought death: &c.: see مُسْتَمِيتٌ]. b2: إِسْتَمِيتُوا صَيْدَكُمْ, and دَابَّتَكُمْ, Wait until ye ascertain that your game, and your beast of carriage, has died. (A.) b3: استمات [properly, He sought, or courted, death;] i. q. استقتل; (S, K; in art. قتل;) meaning he cared not for death, by reason of his courage. (JM, in art. قتل.) b4: استمات (assumed tropical:) He (a man) was pleased with death; content to die. (TA.) b5: استمات (assumed tropical:) He (a man, TA.) tried every way, or did his utmost, in seeking a thing. (IAar, K.) b6: استمات, inf. n. إِستِمَاتٌ, (occurring thus with the final ة elided, (TA,) (assumed tropical:) He (a man, and a camel, IAar,) became fat after having been emaciated, (IAar, K.) b7: استمات (tropical:) It (a thing) became relaxed, loose, or flabby. (A.) b8: استمات لِينًا (assumed tropical:) It attained the utmost degree of softness: said of a fine skin, that is likened to the thin pellicle that adheres to the white of an egg: and of other things, as also استمات فِى اللِّينِ: and in like manner, فِى الصَّلَابَةِ, in hardness. (TA.) See مُسْتَمِيتٌ b9: And see 1.

مَوْتٌ (and ↓ مَوَتَانٌ, TA,) Death; lifelessness; contr. of حَيَاةٌ: (S, TA:) as also ↓ مُوَاتٌ, (S, K,) and ↓ مَمَاتٌ. [Occurring in the Kur, vi. 163, xvii. 77, and xlv. 20,] (S, * TA, in art. حى, and Jel, in vi. 163.) [See also مُوتَانٌ, below: and see 1.] Or ↓ مَوَتَانٌ, signifies much death, like as حَيَوَانٌ signifies much life. (Msb, in art. حى.) b2: المَوْتُ الأَبْيَضُ, and الجَارِفُ, and اللَّافِتُ, and الفَاتِلُ, Sudden death. (IAar, in T and TA, art. فلت.) b3: المَوْتُ الأَحْمَرُ Death by slaughter with the sword. (IAar, in T, TA, art. فلت.) b4: المَوْتُ الأَسْوَدُ Death by drowning, and by suffocation. (IAar, in T and TA, art. فلت.) b5: بَنَاتُ المَوْتِ (assumed tropical:) [The daughters of death;] meaning deadly arrows. (A, TA, voce جَعْبَةٌ, q. v.) مَيْتٌ: see مَيِّتٌ. b2: أَرْضٌ مَيْتَةٌ: see مَوَاتٌ: Unfruitful land; like as ارض حَيَّةٌ means fruitful land, or land abounding with herbage. (TA, in art. حى.) b3: مَيْتَةٌ Carrion: whatsoever hath not been killed in the manner prescribed by the law. (K, Jel, ii. 168.) See مَيِّتٌ.

مُوتَةٌ (tropical:) A fainting, or swoon; (K;) and languor in the intellect: (TA:) or [an affection] like a fainting, or swoon: (Lh:) madness, or insanity, or diabolical possession; syn. جُنُونٌ; (AO, K;) because it occasions a stillness like death: (TA:) or a kind of madness or diabolical possession (جُنُونٌ), and epilepsy, that befalls a man; on the recovery from which, his perfect reason returns to him, as to one who has been sleeping, and to one who has been drunk. (S.) [See هُمْزٌ.]

مِيتَةٌ A kind, mode, or manner, of death: (S, K:) pl. مِيَتٌ. (TA.) b2: مَاتَ فُلَانٌ مِيتَةً

حَسَنَةً Such a one died a good kind of death. (S.) b3: مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً He died a pagan kind of death, in error and disunion. (TA, from a trad.) مَوْتَانُ الفُؤَادِ (tropical:) A man who is [dead, or] not lively, in heart: (A:) a man who is stupid, dull, unexcitable, or not to be rendered brisk, sprightly, or lively; (S,. K;) as though the heat of his intelligence had cooled and died: (TA:) fem. with ة. (S, K.) b2: See مُوتَانٌ and مَوَاتٌ.

مُوتَانٌ (Fr, S, K) and ↓ مَوْتَانٌ (K) and ↓ مُوَاتٌ (Fr) Death, [or a mortal disease, or a murrain,] that befalls camels or sheep or the like. (Fr, S, K.) The first is of the dial. of Temeem: the second, of the dial. of others. (Et-Tilimsánee.) b2: وَقَعَ فِى المَالِ مُوتَانٌ, and ↓ مُوَاتٌ, Death [or a mortal disease] happened among the camels &c. (Fr.) b3: Also, The like among men. Ex., from a trad., يَكُونُ فِى النَّاسِ مُوتَانٌ كَقُعَاصِ الغَنَمِ There will be, among men, a mortality, or much death, [or mortal disease], like the قُعَاص that befalls sheep or goats. (TA.) مَوَتَانٌ (assumed tropical:) Inanimate things, or goods; dead stock; such as lands and houses [&c.]; (S;) contr. of حَيَوَانٌ [q. v.] (S, K.) It is made of this measure to agree in measure with its contr.

حيوان: both these words deviate from the constant course of speech; being of a measure properly belonging to inf. ns. (TA.) [See also مَوَاتٌ.] b2: إِشْتَرِ المَوَتَانَ وَلا تَشْتَرِ الحَيَوَانَ Buy lands and houses [or the like], and buy not slaves and beasts of carriage [&c.]. (S.) b3: رَجُلٌ يَبِيعُ المَوَتَانَ A man who sells utensils or furniture or the like, and anything but what has life. (L.) b4: See also مَوْتٌ.

مَوَاتٌ That wherein is no spirit or life; an inanimate thing. (S, K.) [See also مَوَتَانٌ.]

b2: مَوَاتٌ (you say أَرْضٌ مَوَاتٌ, TA,) (tropical:) Land that has no owner (S, K) of mankind, and of which no use is made, or from which no advantage is derived, (S,) and in which is no water: such as is also called ↓ أَرْضٌ مَيْتَةٌ: (En-Nawawee:) land that has not been sown, nor cultivated, nor occupied by any man's camels

&c.: ↓ مَوَتَانٌ signifies the same as مُوَاتٌ (مَوَاتٌ?), namely, land that is no man's property; and is also written مَوْتَانٌ: (L:) or مَوَتَانٌ signifies land that has not yet been brought into a state of cultivation: (Fr, S, L, K:) in a trad. it is said, that such land is the property of God and his Apostle; and whosoever brings into a state of cultivation such land, to him it belongs. (S.) مُوَاتٌ: see مَوْتٌ and مُوتَانٌ.

مَيِّتٌ and ↓ مَيْتٌ signify the same, [Dead, or dying]: (Zj, S, K:) the former is originally مَيْوِتٌ, of the measure فَيْعِلٌ: (S:) the latter is contracted from the former; and is both masc. and fem.; (Zj, S;) as is also the former. (Zj.) 'Adee Ibn-Er-Raalà says, ↓ لَيْسَ مَنْ مَاتَ فَاسْتَرَاحَ بِمَيْتٍ

إِنَّمَا المَيْتُ مَيِّتُ الأَحْيَآءِ [He who has died and become at rest is not dead: the dead is only the dead of the living]. (S, TA.) Or ↓ مَيْتٌ signifies One who has died (actually, TA,); and مَيِّتٌ, as also ↓ مَائِتٌ, one who has not yet died, (K,) but who is near to dying: or, accord. to a verse cited by AA, to Kh, مَيْتٌ is applied to him who is borne to the grave; [i. e., who is dead, or lifeless]; and مَيِّتٌ, to him who [is dying, but] has life in him. (TA.) Fr says, you say of him who has not died, إِنَّهُ مَائِتٌ, عَنْ قَلِيلٍ ↓ and مَيِّتٌ; but you do not say of him who has died ↓ هذا مَائِتٌ: (S:) but some say, that this is an error, and that مَيِّتٌ is applicable to that which will soon die. Those who assert that ميّت is applicable only to the living adduce the following words of the Kur, [xxxix. 31,] إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ: (TA:) i. e. Verily thou wilt die, and verily they will die. (Msb.) MF observes, that مَيْتٌ is asserted to be contracted from مَيِّتٌ; and if so, that there can be no difference in their meanings: that the making a difference between them is contrary to analogy; agreeably with which, they should be like هَيْنٌ and هَيِّنٌ, and لَيْنٌ and لَيِّنٌ: and also contrary to what has been heard from the Arabs; for they made no difference in their use of these two words. (TA.) [See also what is said of مَيْتَةٌ, below.] The pls. are أَمْوَاتٌ and مَوْتَى and مَيِّتُونَ and مَيْتُونَ. (S, K.) The first of these is pl. of مَيِّتٌ, and consequently of مَيْتٌ, because this latter is contracted from the former: as مَيِّتٌ is of the measure فَيْعِلٌ, and this measure resembles فَاعِلٌ, it has received a form of pl. which is sometimes applicable to the measure فاعل: (Sb:) or اموات is [only] pl. of مَيْتٌ. (Msb.) [The second form (which is applied to rational beings, Msb,) is also pl. of ميّت and ميت.] The third and fourth are [only] applied to rational beings. (Msb.) The fem. epithet is مَيِّتَةٌ and مَيْتَةٌ and مَيِّتٌ (K, TA) and مَيْتٌ. (TA; and so in some copies of the K, in the place of مَيِّتٌ.) مَيِّتَةٌ is an epithet applied to a female rational being; [and its pl. is مَيِّتَاتٌ:] مَيْتَةٌ, to a female brute, for the sake of distinction; and its pl. is مَيْتَاتٌ: the latter is contracted because it is more in use than the former epithet applied to a female rational being: (Msb:) the pl. of ميّت and ميت as fem. epithets is as above [أَمْوَاتٌ and مَوْتَى]. (TA.) b2: ↓ مَيْتَةٌ signifies That which has not been slaughtered (AA, S, K) [in the manner prescribed by the law, i. e., carrion]: or that of which the life has departed without slaughter: so in the classical language and in the language of practical law: all such is unlawful to be eaten, except fish and locusts, which are lawful by universal consent of the Muslims: (En-Nawawee:) or, in the common acceptation of the language of law, what has died a natural death, or been killed in a state or manner different from that prescribed by the law, either the agent or the animal killed not being such as is so prescribed; as that which is sacrificed to an idol, or slaughtered [by a person] in the state of إِحْرَام, or not by having the throat cut, and that which it is unlawful to eat, such as a dog: (Msb:) [and any separated part of an animal of which the flesh is not lawful food: see عَاجٌ.] b3: بَلَدٌ مَيِّتٌ A tract of land without herbage, or pasture, (Msb, in art. بلد.) b4: مَيِّتٌ (assumed tropical:) An unbeliever; like as حَىٌّ means a Muslim. (TA, in art. حى.) مَيِّتٌ and مَيْتٌ are employed in various other senses, agreeably with the senses of the verb.]

مَائِتٌ: see مَيِّتٌ. b2: فُلَانٌ مَائِتٌ فى الغَمِّ (tropical:) [Such a one is dying, or absorbed, in grief]. (TA.) b3: مَوْتٌ مَائِتٌ A severe, painful, or violent, death: (TA:) like لَيْلٌ لَائِلٌ: the latter word being added to corroborate the former. (S.) مَمَاتٌ: see مَوْتٌ.

مُمِيتٌ and مُمِيتَةٌ (tropical:) A woman, and a she-camel, that has lost her offspring by death: (S:) and a woman who has lost her husband by death: (TA:) pl. مَمَاوِيتُ. (S.) مُتَمَاوِتٌ (tropical:) [Feigning himself dead]. b2: (tropical:) An epithet applied to A hypocritical devotee, (S, K,) who pretends to be like one dead in his devotion, who lowers his voice, and moves little: as though he were one who put on the outward appearance of devotees, and constrained himself to characterize himself by the characteristics of the dead, that he might be imagined to be weak by reason of much devotion. (TA.) مُسْتَمِيتٌ A courageous man, who seeks, or courts death: (K:) a man who seeks to be slain; who cares not, in war, for death: (S:) abandon-ing, or devoting, himself to death, (مسْتَرْسِلٌ لِلْمَوْتِ,) as also مُسْتَقْتِلٌ. (A.) b2: (assumed tropical:) Abandoning, or devoting himself to a thing, or affair; syn. مُسْتَرْسِلٌ لِأَمْرٍ. (S, K.) b3: هَوَ مُسْتَمِيتٌ إِلَى كَذَا, as also مُسْتَهْلِكٌ, (tropical:) He [is devoted to such a thing, so that he] imagines that he shall die if he do not attain it. (A.) b4: Ru-beh says, وَزَبَدُ البَحْرِ لَهُ كَتِيتُ وَاللَّيْلُ فَوْقَ المَاءِ مُسْتَمِيتُ [And to the froth of the sea there was a sound like that of boiling, and night impended over the water]. (S.) [It is implied in the S that مستميت here signifies مُسْتَرْسِل.] b5: (assumed tropical:) One who feigns himself to be insane, or possessed by a devil; not being really so. (TA.) b6: (assumed tropical:) One who feigns lowliness, or submissiveness, in voice, &c., to this man until he feeds him, and to this until he feeds him, and, when he is satiated, is ungrateful to his benefactors. (TA.) b7: (assumed tropical:) One who makes a show of being good and quiet or tranquil, and is not so in reality. (Ibn-El-Mubárak.) A2: مُسْتَمِيتٌ The thin pellicle that adheres to the white of an egg. (K.) [See 10: and see also مُسْتَمِيثٌ, in art. ميث.]
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.