Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: رغيف

جزل

ج ز ل : جَزُلَ الْحَطَبُ بِالضَّمِّ جَزَالَةً إذَا عَظُمَ وَغَلُظَ فَهُوَ جَزْلٌ ثُمَّ اُسْتُعِيرَ فِي الْعَطَاءِ فَقِيلَ أَجْزَلَ لَهُ فِي الْعَطَاءِ إذَا أَوْسَعَهُ وَفُلَانٌ جَزْلُ الرَّأْيِ. 

جزل


جَزُلَ(n. ac. جَزَاْلَة)
a. Was large, considerable.
b. Was firm, sound.

أَجْزَلَa. ['Ala & La], Gave liberally to.
جَزْل
(pl.
جِزَاْل)
a. Great, large; abundant; numerous.
b. Firm, sound; discreet, judicious.

جَزَاْلَةa. Prudence, sagacity; penetration.
b. Eloquence.

جَزِيْلa. Much; abundant; numerous; great, large.
(جزل) الْبَعِير جزلا حدثت فِي غاربه دبرة لَا تَبرأ وَيُقَال جزل غاربه فَهُوَ أجزل وَهِي جزلاء (ج) جزل والرأي فسد فَهُوَ جزل

(جزل) جزالة عظم وَيُقَال جزل اللَّفْظ استحكمت قوته وَفُلَان صَار ذَا رَأْي جيد قوي مُحكم وَيُقَال جزل رَأْيه فَهُوَ جزل وجزيل
ج ز ل: (الْجَزْلُ) مَا عَظُمَ مِنَ الْحَطَبِ وَيَبِسَ. وَ (الْجَزِيلُ) الْعَظِيمُ، وَعَطَاءٌ (جَزْلٌ) وَ (جَزِيلٌ) ، وَ (أَجْزَلَ) لَهُ مِنَ الْعَطَاءِ أَيْ أَكْثَرَ. وَاللَّفْظُ (الْجَزْلُ) ضِدُّ الرَّكِيكِ. 
[جزل] فيه: أن الدجال يضرب رجلاً بالسيف فيقطعه "جزلين" الجزلة بالكسر القطعة وبالفتح المصدر. ط: هو بالفتح وروى الكسر. يضحك حال أي يقبل على الدجال ضاحكاً ويقول: كيف يصلح هذا لها. نه ومنه في العزى: "جزلها" باثنين. ش: وهو بزاي مشددة. نه وفيه: قالت امرأة "جزلة" أي تامة أو ذات كلام جزل أي قوي شديد. ومنه ح: اجمعوا لي حطباً "جزلاً" أي غليظاً قوياً. ج: ما تعطينا "الجزل" أي العطاء الكثير.
جزل: جَزّل: ذكرت في معجم فوك في مادة: magnanimus.
جَزَّل (بالتشديد): ذكرت في معجم فوك في مادة: magnaimus.
أجزل: أوسع له العطاء وأكثر، ويقال أيضاً: أجزل عليه بالعطاء (بوشر)، وأجزل العطاء عليه (دي ساسي مختار 1: 3) وأجزل: آدب، دعا لمأدبة، أو لم (المعجم اللاتيني وفيه epilor.
استجزل: مستجزل الثمر: حاملة ثمرا كثيرا (ابن عباد 2: 51).
جَزُل، وفي معجم فوك جَزَل ويجمع على جُزَّال: كريم- وبمعنى جزل الرأي عنده لين: محكم الرأي سديده، ففي كتاب ابن الخطيب (ص17 و): وكان رجى جزلا قوي القلب شديد الحزم فقال الصيد بغراب أكيس فأتخذ الليل جملا.
جزل وجمعه أجْزال: مرتب، راتب، مكافأة شرفية، أجرة (باين سميث 1421).
جَزالة: كرم (فوك). جوزل: فرخ كل طائر عامة (أبو الوليد 131).
مُجزّل، بعير مَجَزّل= أجزل صفة مشبهة من جزل (ديوان الهذليين 208).
ج ز ل

حطب جزل، وأنشد ثعلب:

فويهاً لقدرك ويهاً لها ... إذا اختير في المحل جزل الحطب

لأن اللحم غث يبطىء نضجه. وأنشد سيبويه:

متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا ... تجد حطباً جزلاً وناراً تأججا

وضرب الصيد فجزله جزلتين أي قطعتين. وأعطاه جزلة من رغيف، وعنده حمامة بجواز لها.

ومن المجاز: رجل جزل: ذو عقل ورأي، وقد جزل، وما أبين الجزالة فيه، وقد استجزلت رأيك في هذا الأمر. وهو جزل العطاء، وله عطاء جزل وجزيل، وأجزل عطيته، وأجزل له في العطاء. وإن فعلت كذا فلك الذكر الجميل، والثواب الجزيل. وامرأة جزلة: ذات أرداف. وإن قيل لك: فلان جزل الرأي فأردت إنكاره فقل: بل جزل الرأي أي فاسده، من الجزل في الغارب وهو حدوث دبرة فيه تهجم على الجوف فتهلكه.
[جزل] الجَزْلُ: ما عَظُمَ من الحطب ويِبِسَ. وأنشد أحمد بن يحيى: فَويهاً لِقِدْرِكَ وُيْهاً لَها إذا اختير في المحل جزل الحَطَبْ والجَزيلُ: العظيمُ. وعطاءٌ جَزْلٌ وجَزيلٌ، والجمع جِزالٌ. وأَجْزَلْتُ له من العطاء، أي أكثرت. وفلان جَزْلُ الرأي. وامرأةٌ جَزْلَةٌ بيّنةُ الجزالَةِ، إذا كانت ذاتَ رأي. واللفظ الجَزْلُ: خلاف الركيك. والجَزْلُ: القطع. يقال: جزلت الشئ جز لتين، أي قطعته قطعتين. والجِزْلَةً أيضاً بالكسر: القِطعة العظيمة من التمر. وهذا زمن الجِزالِ، أي زمن صرام النخل. ومنه قول الراجز:

حتى إذا ما حان من جزالها * والجزل بالتحريك: أن تصيب الغاربَ دَبَرَةٌ فيخرج منه عظم فيتطا من موضعه. يقال: بعير أجزل. قال أبو النجم:

تغادر الصمد كظهر الاجزل * والجوزل: فرخ الحمام، وربما سمِّي الشابّ جوْزَلاً. والجَوْزَلُ: السَمُّ. قال أبو عبيدة: لم يسمع ذلك إلاّ في قول ابن مقبل يصف ناقة * سقتهن كأسا من ذعاف وجوزلا
جزل
جزَلَ يجْزِل، جزْلاً، فهو جازل، والمفعول مَجْزول
• جزَل الشَّيءَ: قطعه. 

جزُلَ يَجزُل، جَزالةً، فهو جَزْل وجَزيل
• جزُل الشَّخْصُ: صار ذا رأي جيِّد مُحْكم "كان رجلاً جزْلاً قويّ القلب شديد الحزْم- يجزُل رأيه كلَّما زادت خبرته في الحياة".
• جزُل الشَّيءُ: عظُم، كثُر "لك الشكرُ الجزيلُ- عطاءٌ جَزْل".
• جزُل اللَّفْظُ/ جزُل المنطِقُ/ جزُل الكلامُ: استحكمت قُوَّتُه، فصُح ومتُن "تميَّز أسلوبُه بجزَالة اللَّفظ". 

أجزلَ/ أجزلَ في/ أجزلَ من يُجزل، إجزالاً، فهو مُجْزِل، والمفعول مُجْزَل
• أجزل العطاءَ/ أجزل له العطاءَ/ أجزل له في العطاءِ/ أجزل من العطاءِ: أوسعه له وأكثره "أجزل لهم من الهبات". 

جَزالة [مفرد]:
1 - مصدر جزُلَ.
2 - (دب) فصاحة النَّصّ ومتانة صياغته، ضدّ ركاكة "تمتاز لغة العقاد بالجزَالة والإحكام في الصِّياغة" ° جزَالة الألفاظ: متانتها وعذوبتها في الفم ولذاذتُها في السَّمع. 

جَزْل [مفرد]: ج جِزال (لغير المصدر):
1 - مصدر جزَلَ.
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جزُلَ.
3 - كريم معطاء "رجلٌ جزْل العطاء". 

جِزْلة [مفرد]: ج جِزْلات وجِزَل: قطعة "جِزْلة من اللحم/ السمك- يَضْرِبُ رَجُلاً بِالسَّيْفِ فَيَقْطَعُهُ جِزْلَتَيْنِ [حديث]: من حديث الدّجال". 

جَزيل [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جزُلَ. 

جزل

1 جَزَلَهُ, (K,) or جَزَلُوا نَاقَةً, (S,) aor. ـِ (K,) inf. n. جَزْلٌ, (S,) He cut it (a thing, S) in two pieces, (S, K,) with a sword. (K.) b2: جَزَلُوا نَاقَةً

They cut the base of the neck of a she-camel, that was slaughtered and dead, in the part between the two shoulder-joints, in order that the neck might become relaxed; not cutting the whole of it; previously to skinning. (Ham p. 689.) b3: جَزَلَهُ القَتَبُ, (K, * TA,) aor. and inf. n. as above; and ↓ اجزلهُ; The saddle cut it; namely, the withers of a camel. (K, * TA.) A2: جَزِلَ, aor. ـَ (K.) inf. n. جَزَلٌ, (S, K,) He (a camel) had a gall, or sore, in the withers, in consequence of which a bone came forth from it, and the place thereof became depressed: (S, K:) or he had his withers cut by the saddle: (K:) or he had a gall, or sore, in the withers, penetrating into the interior, and killing him. (TA.) The epithet applied to a camel in this case is ↓ أَجْزلُ; (S, K;) fem.

جَزْلَآءُ: pl. جُزْلٌ (K.) See also أَخْزَلُ

A3: جَزُلَ, aor. ـُ (Msb, K,) inf. n. جَزَالَةٌ, (Msb,) said of firewood, (Msb, TA,) &c., (TA,) It was thick and large. (Msb, K.) b2: Also, (K,) inf. n. as above, (S,) (tropical:) He possessed good, (S, * K, TA,) strong, firm, (TA,) judgment, (S * K, TA,) [and natural disposition, and intelligence; for] جَزَالَةٌ is used in relation to judgment and natural disposition and intelligence: (Ham p. 770:) and جَزَالَةُ الرَّأْى signifies (assumed tropical:) firmness of judgment: (TA:) and الجَزَالَةُ فِى المَنْطِقِ, (assumed tropical:) chasteness, or clearness, or eloquence, and firmness, in speech. (Har p. 8.) 4 أَجْزَلَ see 1.

A2: اجزل عَطِيَّتُهُ (tropical:) He made his gift large. (TA.) And اجزل لَهُ مِنَ العَطَآءَ, (S,) or فِى العَطَآءِ, (Msb, TA,) (tropical:) He gave to him largely. (S, Msb, TA.) 10 استجزل رَأْيَهُ فِى هٰذَا (assumed tropical:) He esteemed his judgment, or opinion, good [and strong and firm (see جَزُلَ)] in this [matter]; syn. اِسْتَجْوَدَهُ (TA.) جَزْلٌ Large and dry firewood: (S:) or dry firewood: (K:) or thick, large firewood. (Msb, K.) b2: (tropical:) Much of a thing; as also ↓ جَزِيلٌ: (K:) or the latter, great, or large; [and so the former:] you say عَطَآءٌ جَزْلٌ and ↓جَزِيلٌ (tropical:) [a great, or large, gift]: (S, TA:*) and ↓ثَوَابٌ جَزِيلٌ (tropical:) [a great, or large, recompense]: (TA:) pl. جِزَالٌ; (S, K;) either of the former or of the latter. (TA.) and [the fem.] جَزْلَةٌ (tropical:) [A woman] large in the posteriors. (K, TA.) b3: (tropical:) Generous; munificent. (K, TA.) b4: (tropical:) Intelligent; firm, or sound, in judgment. (K, TA.) You say, فُلَانٌ جَزْلُ الرَّأْىِ (tropical:) [Such a one is firm, or sound, in judgment]. (S, Msb.) And when this is said to you, and you desire to deny it, say, الرَّأْىِ ↓ بَلْ جَزِلُ(tropical:) Nay, unsound in judgment; from جَزَلٌ, [inf. n. of جَزِلَ,] relating to a gall, or sore, in the withers [of a camel]. (A, TA.) You say also اِمْرَأَةٌ جَزْلَةٌ (assumed tropical:) A woman possessing judgment: (S:) or intelligent; firm, or sound, in judgment; as also ↓جَزْلَآءُ: (K:) [but] IDrd says that جزالآء, [app. a mistranscription for جَزْلَآءُ,] as syn. with جَزْلَةٌ, is not of established authority. (TA.) b5: Applied to a word, or an expression, (S, K, &c.,) (tropical:) Strong, (PS,) sound, correct; (PS, TK;) contr. of رَكِيكٌ (S, K.) And applied to language, (assumed tropical:) Chaste, clear, or eloquent, and comprehensive. (TA.) جِزْلٌ: see جِزْلَةٌ جَزِلُ الرَّأْىِ: see جَزْل جِزْلَةٌ A piece, or portion cut off. (S, K.*) b2: A large portion of dates; (S, K;) as also ↓جِزْلٌ (K) زَمَنٌ الجِزَالُ (S, K) and الجَزَالِ (K) The time of the cutting off of the fruit of the palm-trees. (S, K.) جَزِيلٌ: see جَزْلٌ, in three places.

أَجْزَلُ; fem. جَزْلَآءُ; pl. جُزْلٌ: see جَزِلَ: A2: and for the fem., see also جَزْلٌ.
الْجِيم وَالزَّاي وَاللَّام

الجَزْل: الْحَطب الْيَابِس.

وَقيل: الغليظ.

وَقيل: هُوَ مَا عظم من الْحَطب، ثمَّ كثر اسْتِعْمَاله، حَتَّى صَار كل مَا كثر جَزْلا.

وَرجل جَزْل: ثقف عَاقل اصيل الرَّأْي.

وَالْأُنْثَى: جَزْلة، وجَزْلاء، وَلَيْسَ الْأَخِيرَة بثبت.

والجَزْلة من النِّسَاء: الْعَظِيمَة العجيزة.

وَالِاسْم من ذَلِك كُله: الجَزَالة.

وَعَطَاء جَزْل، وجَزِيل: كثير.

وَقد أجْزَل لَهُ الْعَطاء.

والجِزْلة: الْبَقِيَّة من الــرَّغِيف والوطب والجلة.

وَقيل: هِيَ نصف الجلة. والجِزْلة: الْقطعَة الْعَظِيمَة من التَّمْر.

وجَزَله بِالسَّيْفِ: قطعه جِزْلتين: أَي نِصْفَيْنِ.

وجَزَلْت الصَّيْد جَزْلا: قطعته بِاثْنَيْنِ.

وَجَاء زمن الجِزَال والجَزَال: أَي الصرام للنخل، قَالَ:

حَتَّى إِذا مَا حَان من جِزَالها ... وحَطَّت الجُرَّام من جِلاَلها

والجَزَل: أَن يقطع القتب غارب الْبَعِير.

وَقد جَزَله يجزِله جَزْلاً، وأجزله.

وَقيل: الجَزَل: أَن تصيب الغارب دربة فَيخرج مِنْهُ عظم فيطمئن مَوْضِعه.

جَزِل جَزَلا، وَهُوَ أَجزل، قَالَ أَبُو النَّجْم:

تغادِر الصَّمْدَ كَظهر الأجزل

وَقيل: الأجزل: الَّذِي تَبرأ دَبرته وَلَا ينْبت فِي موضعهَا وبر.

وَقيل: هُوَ الَّذِي هجمت دَبرته على جَوْفه.

وجَزَله القتب يَجْزِله جَزْلا، وأجْزَله: فعل بِهِ ذَلِك.

والجَزْل فِي زحاف الْكَامِل: إسكان الثَّانِي من متفاعلُن وَإِسْقَاط الرَّابِع، فَيبقى: مُتْفَعِلن، وَهُوَ بِنَاء غير مقول فينقل إِلَى بِنَاء مقول مَنْقُول، وَهُوَ مُفْتَعِلن، وبيته:

مَنْزِلة صَمَّ صداها وعَفَت ... أرسُمُها إِن سُئلت لم تُجِبِ

وَقد جَزَله يَجْزِله جَزْلا.

قَالَ أَبُو إِسْحَاق: سمي مجزولا لِأَن رابعه وَسطه، فَشبه بالسنام المجزول.

والجَزْلُ: نَبَات، عَن كرَاع.

وَبَنُو جَزِيلة: بطن. وجَزَالَي، مَقْصُور: مَوضِع.

والجَوْزَل: فرخ الْحمام.

وَعم بِهِ أَبُو عبيد جَمِيع نوع الْفِرَاخ.

والجَوْزَل: السم، قَالَ ابْن مقبل:

سَقَتهُنَّ كأسا من زُعَافٍ وجَوْزلاً

والجَوْزَل: الربو والبُهْر.

والجَوْزَل من النوق: الَّتِي إِذا أَرَادَت الْمَشْي وَقعت من الهزال.
باب الجيم والزاي واللام معهما ج ز ل، ز ج ل، ج ل ز، ل ز ج، ز ل ج مستعملات

جزل: الجَزلُ: أرض كثيرة الحجارة، وتجمع على أجزال، ويقال: إنما هو الجَرل بالراء. والجَزلُ: الحطب اليابس، والعطاء الكثيرُ، وأجزَلَ العطاء. وعطاء جزل جزيل. وامرأة جَزلةٌ: ذات أردافٍ وعجيزةٍ. والجَوزَلُ: فرخُ الحمام. والجزل: دبرة تخرج على كاهل البعير فلا تبرأ حتى يخرج منها عظمٌ فينخسف مكانه وتغضفُ يدُ البعير، ويقال: بعيرٌ أجزلُ، قال الكُميت:

إذا هما ارتدَّ فارضاً قُعُودُهما ... إلى التي غبها التوقيع والجَزَلُ

وأرض جَزلةٌ أي شجراءُ.

زجل: الزَّجلُ: رميك الشيء تأخذه بيدك. والزَّجلُ، إرسال الحمام الهادي من مَزجَلٍ بعيدٍ، والفعل: يَزجُلُه، وفي الرَّميِ: زَجَلَ به. والزَّجَلُ: رفع الصوتِ الطَّري، يقال: حاد زجل، ومغن زَجِلٌ، وقد زَجِلَ يَزجَلُ زَجَلاً. والزِّنجيل : الضعيف الجبان وكذلك الزؤاجل. والزُّجلةُ: الحمامة. والزّاجِلُ: حلقةُ الحِزامِ من خشبٍ. والزّاجِلُ من البيضةِ. والزُّجلةُ: الجماعة.

جلز: كلُّ شيءٍ يُلوى على شيءٍ ففعله الجلز، والاسم الجِلازُ. وجَلائزُ القوس: عَقَبٌ قد لِوِيّ عليها في مواضع، كلُّ واحدٍ منها جِلازٌ، قال الشمّاخ:

وصفراء من نبعٍ عليها الجَلائزُ

والجِلازُ أعمُّ، ألا ترى أنّ العصابة اسم للشيء الذي للرأس خاصَّة، وكلُّ شيء يُعصب به فهو عِصابٌ. وإذا كان معصُوبَ الخلقِ واللَّحم قلت: إنه لمجلُوز اللَّحمِ والخلقِ، ومنه أُخذ: ناقةٌ جَلسٌ، بالسين بدلٌ من الزّاي، وهي الوثيقة الخلق. والجِلازُ أيضاً: العقب الذي يُلفُّ على السَّوطِ. والجلواز: الشرطي، وجلوزته: خفته في ذهابه ومجيئه بين يدي العامل. وجالزني: سبقني.

لزج: يقال: أكلت شيئاً فلزجَ بإصبعي لَزَجاً أي علق به، وزبيبةٌ لَزِجةٌ. والتلزُّجُ: تتبُّعُ البقول والرِّعي القليل من أوَّله أو في آخر ما يبقى

زلج: الزَّلج، مجزومٌ: سرعة ذهاب الشيء ومُضِيهُ، يقال: زَلَجَتِ النّاقة تزلِجُ أي أسرعت كأنَّها لا تحرِّك قوائمها من سرعتها. والسَّهم يزلجُ على وجه الأرض ثم يمضي مضياً زَلجاً وزَليجاً، قال:

فوقّعتها مُلساً وهزَّةً

وأزلجت السَّهمَ، وإذا وقع بالأرض ولم يقصد الرميَّة، قيل: أزلَجتَ السَّهم. والمُزَلَّجُ من العيشِ: المُدافع البلغةِ الشديدةِ، قال ذو الرُمّة:

...... وعيش غير تَزليجِ

ورجلٌ مُزَلَّجٌ: ليس بكاملٍ. وفي نفقته تَزليج أي قلة لا تكفيه، قال أبو خراش:

إذا الزاد أمسى للمزلج ذا طعمِ

والمِزلاجُ كهيئة المغلاق، لا ينغلق إنما يغلق به الباب، وهو الزَّلاّج أيضاً، يقال: أزَلَجَ البابَ. والمُزَلَّجُ: الملصقُ بالقوم، قال الراجز يصف سرعة فَرسٍ:

أنا ابنُ جَحشٍ وهي الزَّلوج

جزل: الجَزْل: الحَطَب اليابس، وقيل الغَلِيظ، وقيل ما عَظُم من الحَطَب

ويَبِس ثم كَثُر استعماله حتى صار كُلُّ ما كَثُر جَزْلاً؛ وأَنشد أَحمد

بن يحيى:

فَوَيْهاً لِقِدْرِكَ، وَيْهاً لَها

إِذا اخْتِيرَ في المَحْل جَزْلُ الحَطَب

وفي الحديث: اجمعوا لي حَطَباً جَزْلاً أَي غَليظاً قَويًّا. ورجل جَزْل

الرأْي وامرأَة جَزْلة بَيِّنة الجَزَالة: جَيّدة الرأْي. وما أَبْيَنَ

الجَزالَة فيه أَي جَوْدَةَ الرأْي. وفي حديث مَوْعِظة النساء: قالت

امرأَة منهن جَزْلة أَي تامَّة الخَلْق؛ قال: ويجوز أَن تكون ذاتَ كلام جَزْل

أَي قَويّ شديد. واللفظ الجَزْل: خلاف الرَّكِيك. ورَجُل جَزْل: ثَقِفٌ

عاقل أَصيل الرَّأْي، والأُنثى جَزْلة وجَزْلاء. قال ابن سيده: وليست

الأَخيرة بِثَبَت. والجَزْلة من النساء: العَظيمةُ العَجِيزة، والاسم من ذلك

كلِّه الجَزَالة. وامرأَة جَزْلة: ذات أَرداف وَثِيرةٍ. والجَزِيل:

العَظِيم. وأَجْزَلْت له من العطاء أَي أَكثرت. وعطاء جَزْلٌ وجَزيل إِذا كان

كثيراً. وقد أَجْزَلَ له العطاء إِذا عَظُم، والجمع جِزَالٌ.

والجَزْلة: البَقِيَّة من الــرَّغيف والوَطْب والإِناء والجُلَّة، وقيل:

هو نِصْفُ الجُلَّة. ابن الأَعرابي: بَقِي في الإِناء جَزْلة وفي

الجُلَّة جَزْلة ومن الــرغيف جَزْلة أَي قِطْعَة. ابن سيده: الجِزْلة، بالكسر،

القِطْعَة العظيمة من التَّمْر. وجَزَلَه بالسيف: قَطَعه جِزْلَتَيْن أَي

نِصْفين. والجَزْل: القَطْع. وجَزَلْت الصَّيْدَ جَزْلاً: قطعته باثنتين.

ويقال: ضَرَب الصيد فَجَزله جِزْلتين أَي قَطَعه قِطْعتين. وجَزَل

يَجْزِل إِذا قَطَع. وفي حديث الدجال: يَضْرِبُ رجلاً بالسيف فيقطعه جِزْلتين؛

الجِزْلة، بالكسر: القِطْعة، وبالفتح المصدر. وفي حديث خالد: لما انتهى

إِلى العُزَّى ليقطعها فَجَزَلَها باثنتين. وجاء زَمَنُ الجَزالِ

والجِزَال أَي زمن الصِّرَام للنَّخْل؛ قال:

حتى إِذا ما حانَ من جَِزَالِها،

وحَطَّتِ الجُرَّامُ من جِلالها

والجَزَل: أَن يَقْطَع القَتَبُ غارِبَ البَعِير، وقد جَزَله يَجْزِله

جَزْلاً وأَجْزَله، وقيل: الجَزَل أَن يصيب الغاربَ دَبَرَةٌ فيخرجَ منه

عَظْمٌ ويُشَدّ فيطمئن مَوْضِعُه؛ جَزِل البَعِيرُ يَجْزَل جَزَلاً وهو

أَجْزَل؛ قال أَبو النجم:

يأْتِي لها مِنْ أَيْمُنٍ وأَشْمُلِ،

وهْيَ حِيالَ الفَرْقَدَيْن تَعْتَلي،

تُغَادِرُ الصَّمْدَ كظَهْرِ الأَجْزَل

وقيل: الأَجْزَل الذي تَبْرأُ دَبَرَته ولا يَنْبُت في موضعها وَبَر،

وقيل: هو الذي هَجَمَت دَبَرته على جَوْفه؛ وجَزَله القَتَبُ يَجْزِله

جَزْلاً وأَجزله: فعل به ذلك. ويقال: جُزِل غاربُ البَعير، فهو مَجْزول مثل

جَزِل؛ قال جرير:

مَنَعَ الأَخَيْطِلَ، أَنْ يُسَامِيَ عِزَّنا،

شَرَفٌ أَجَبُّ وغَارِبٌ مَجْزولُ

والجَزْل في زِحاف الكامل: إِسكانُ الثاني من مُتَفَاعِلُن وإِسقاطُ

الرابع فيبقى مُتْفَعِلُنْ، وهو بناء غير منقول، فينقل إِلى بناء مَقُول

مَنْقُول وهو مُفْتَعلُن؛ وبيتُه:

مَنْزِلة صَمَّ صَدَاها وعَفَتْ

أَرْسُمُها، إِن سُئِلَتْ لم تُجِبِ

وقد جَزَله يَجْزِله جَزْلاً. قال أَبو إِسحق: سُمِّي مَجْزولاً لأَن

رابعه وَسَطُه فشُبِّه بالسَّنَام المَجْزول. والجَزْل: نَبَات؛ عن كراع.

وبَنُو جَزِيلة: بَطنٌ. وجَزَالى، مَقْصور: مَوْضع. والجَوْزَل: فَرْخُ

الحَمَام، وعَمَّ به أَبو عبيد جميعَ نوع الفِرَاخ؛ قال الراجز:

يَتْبَعْنَ وَرْقَاء كَلَوْنِ الجَوْزَلِ

وجَمْعُه الجوازل؛ قال ذو الرمة:

سِوَى ما أَصاب الذّئبُ منه، وسُرْبَةٌ

أَطافت به من أُمَّهاتِ الجَوَازل

وبما سُمِّي الشَّابُّ جَوْزَلاً. والجَوْزَل: السَّمُّ؛ قال ابن مقبل

يَصِف ناقة:

إِذا المُلْوِيات بالمُسُوح لَقِينَها،

سَقَتْهُنَّ كأْساً من ذُغَاقٍ وجَوْزَلا

قال الأَزهري: قال شمر لم أَسمعه لغير أَبي عمرو، وحكاه ابن سيده

أَيضاً، وقال ابن بري في شرح بيت ابن مقبل: هي النوق التي تطير مسوحها من

نشاطها. والجَوْزَل: الرَّبْو والبُهْر. والجَوْزَل من النُّوق: التي إِذا

أَرادت المَشْي وَقَعَت من الهُزَال.

جزل
الجَزْلُ: الحَطَبُ اليابِسُ، أَو الغَلِيظُ العَظِيمُ مِنْهُ وَأنْشد ثَعْلَب:
(فوَيْهاً لِقِدرِكَ وَيْهاً لَها ... إِذا اخْتِيرَ فِي المَحْلِ جَزْلُ الحَطَبْ) وَقَالَ ابنُ مُقْبِل:
(باتَتْ حَواطِبُ لَيلَى يَلْتَمِسْنَ لَها ... جَزْلَ الجِذَى غيرَ خَوَّارٍ وَلَا دَعِرِ)
مِن المَجاز: الجَزْلُ: الكَثِيرُ مِن الشَّيْء، كالجَزِيلِ كأَمِيرٍ، يُقَال: لَهُ عَطاءٌ جَزْلٌ وجَزِيلٌ، وَيُقَال: إِن فعلَته فلك ذِكرٌ جَميلٌ وثوابٌ جَزِيل. ج: جِزالٌ كجِبالٍ يَحْتَمِلُ أَن يكونَ بِالْجِيم، فَيكون جمعَ جَزِيلٍ، أَو بِالْحَاء فيكونَ جمعَ جَزْلٍ، كحَبلٍ وحِبالٍ. مِن الْمجَاز: الجَزْلُ: الكَرِيمُ المِعْطاءُ، أَيْضا: العاقِلُ الأَصِيلُ الرَّأْي. وَفِي الأساس: وَإِن قِيل لَك: فُلانٌ جَزْلُ الرَّأْي، فأردتَ إنكارَه، فَقل: بَل جَزِلُ الرَّأْي: أَي فاسِدُه، مِن الجَزَلِ فِي الغارِب: وَهُوَ حُدوثُ دَبَرَةٍ فِيهِ تَهْجُم على الجَوْفِ فتُهْلِكُه، كَمَا سَيَأْتِي. وَهِي جَزْلَةٌ وجَزْلاءُ: ذاتُ رَأْي. مِن المَجاز: الجَزْلُ: خِلافُ الرَّكِيكِ مِن الْأَلْفَاظ. قَالَ ابنُ عَبّاد: الجَزْلُ: صَوتُ الحَمامِ. قَالَ ابنُ سِيدَهْ: الجَزْلُ: إسقاطُ الرابعِ مِن مُتَفاعِلُنْ، وإسكانُ ثَانِيه فِي زِحافِ الكامِلِ وَقَالَ قوم: هُوَ الخَزْلُ، بِالْخَاءِ المُعْجَمَة. وَقد جَزَلَهُ يَجْزِلُه جَزْلاً. أَو سُمِّيَ مَجْزُولاً لِأَن رابِعَه وسَطُه، فشُبِّه بالسَّنامِ المَجْزُولِ الَّذِي أصابَتْهُ الدَّبَرَةُ. الجَزْلُ: نَباتٌ. الجُزْلُ بالضمّ: جَمعُ الأَجْزَلِ مِن الجِمال وَهِي الَّتِي أصَاب غارِبَها جَزَلٌ.
والجَزْلَةُ: العَظِيمَةُ العَجُزِ والأَرْدافِ، وَهُوَ مَجازٌ. الجَزْلَةُ: البَقِيةُ مِن الــرَّغِيف يُقَال: أعطَاهُ جَزْلَةً مِن رَغِيف: أَي قِطْعةً مِنْهُ، كَمَا فِي الأساس. الجَزْلَةُ: الوَطْبُ والجُلَّةُ. الجِزْلَةُ بِالْكَسْرِ: القِطْعةُ العَظيمةُ من التَّمْرِ، كالجِزْلِ بِغَيْر هاءٍ. وجَزَلَهُ بالسَّيفِ يَجْزِلُه جَزْلاً: قَطَعَهُ جِزْلَتَينْ أَي: قِطْعَتينْ، وَمِنْه حديثُ الدَّجال: أَنه يَدْعُو رجُلاً مُمتَلِئاً شابّاً، فيضربُه بالسَّيف فيقطَعُه جِزْلَتَيْن، ثمَّ يَدْعُوه فيُقْبِلُ يتَهَلَّل وجهُه يَضْحَك. والجَزَلُ، محرَّكةً: أَن يَقطَعَ القَتَبُ غارِبَ البَعِيرِ، وَقد) جَزَلَهُ يَجْزِلُه مِن حَدّ ضَرَب جَزْلاً بِالْفَتْح. وأَجْزَلَهُ القَتَبُ كَذَلِك. أَو الجَزَلُ: أَن يُصِيبَ الغارِبَ دَبَرَةٌ فيَخرُجَ مِنْهُ عَظْمٌ فيَتطامَنَ مَوضِعُه، جَزِلَ، كفَرِح، فَهُوَ أَجْزَلُ، وَهِي جَزْلاءُ قَالَ أَبُو النَّجْم: يُغادِرُ الصَّمدَ كظَهْرِ الأَجْزَلِ جَزُلَ الحَطَبُ وغيرُه ككَرُمَ: عَظُمَ وغَلُظَ. مِن المَجاز: جَزُلَ فُلانٌ: إِذا صَار ذَا رَأْي جَيِّدٍ قَوِيٍّ مُحْكَم. هَذَا زَمَنُ الجِزالِ، بِالْفَتْح وَالْكَسْر: أَي صِرامِ النَّخْلِ قَالَ:
(حتَّى إِذا مَا حانَ مِن جِزالِها ... وحَطَّتِ الجُرَّامُ مِن جِلالِها)
وجَزالَى، كسَكَارَى: ع عَن ابنِ دُرَيْدٍ. والجَوْزَلُ كجَوْهَرٍ: الشابُّ رُبّما سُمِّيَ بِهِ. الأَصلُ فِيهِ فَرخُ الحَمامِ والجَمعُ: الجَوازِلُ، يُقَال: عِندَ حَمامَةٌ بجَوازِلِها. الجَوْزَلُ: السَّمُّ قَالَ أَبُو عُبيدة: لم نسمعْ ذَلِك إلّا فِي قولِ ابنِ مُقْبِلٍ:
(إِذا المُلْوِياتُ بالمُسُوحِ لَقِينَها ... سَقَتْهُنَّ كأساً مِن رَحِيقٍ وجَوْزَلا)
الجَوْزَلُ: ناقَةٌ تَقَعُ هُزالاً. وبَنُو جَزِيلَةَ، كسَفِينةٍ: بَطْنٌ مِن كِنْدَهَ وَهُوَ جَزِيْلَةُ بنُ لَخْم. جُزَلٌ كصُرَدٍ: لَقَبُ سَعِيدِ بنِ عُثمانَ يَحْتَمِلُ أَن يكونَ الكرَيْزِيّ، الَّذِي حَدَّث بأصبَهانَ عَن غُنْدَر، أَو البَلَوِيّ الَّذِي حدَّث عَن عاصِم بن أبي البَدَّاح، فا نظُر ذَلِك. وسَمَّوْا جَزْلاً وجَزْلَةَ بفتحهما. وابنُ جَزْلَةَ: مُتَطَبِّبٌ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الجَزْلُ، بِالْفَتْح: مَوضِعٌ قُربَ مكّةَ، حرسها الله تَعَالَى. وجَزَلَ الحَمامُ يَجْزِلُ: صاحَ. والجَزِيلُ: العَظِيمُ. وكَلامٌ جَزْلٌ: فَصِيحٌ جامِعٌ. وجَزالَةُ الرَّأْي: مَتانَتُه. وأجْزَلَ عَطِيَّتَه، وأجْزَل لَهُ فِي العَطاء: أَي أكْثَر، وَهُوَ مَجازٌ، قَالَ أَبُو النَّجْم: الحَمْدُ لِله الوَهُوبِ المُجْزِلِ أعْطَى فلَم يَبخَلْ وَلم يُبَخّلِ واستَجْزَل رأْيَه فِي هَذَا: اسْتَجْوَدَه. وَهُوَ جَزِلُ الرَّأْي: فاسِدُه، وَقد تقدَّم. وامرأةٌ جَزالاءُ، بالمَدّ: أَي جَزْلَةٌ نقلَه ابْن دُرَيْد، وَقَالَ: لَيْسَ بِثَبَتٍ. وجُزُولَةُ، بالضمّ: قَبِيلَةٌ مِن البَربَرِ، سُمِّيَتْ بهم المدينةُ الَّتِي علَى شاطئ البَحر، فِي أقْصَى المَغْرِب، مِنْهُم الإِمَام أَبُو عبد الله مُحمّد بن سُليمان الجُزُولِيُّ، مؤلِّفُ دَلائلِ الخَيرات، تُوفي عامَ سبعين وَثَمَانمِائَة. وجَزِيلَةُ بنُ لَخْمٍ، كسَفِينةٍ: بَطْنٌ،)
هكهذا ضَبطه ابنُ حَبِيب، والوَزِير المَغْرِبي. وَقَالَ قومٌ: هُوَ جَدِيلَةُ، بِالدَّال، قَالَ ابْن الجَوَّانيّ: والأولُ: الصَّوابُ، وَعَلِيهِ العَمَلُ. والأَجْزَلُ: مَوضِعٌ، قَالَه نَصْرٌ، وَأنْشد لقَيسِ بن الصَّرَّاع العِجْلِيّ:
(سَقَى جَدَثاً بالأَجْزَلِ الفَردِ بالنَّقا ... رِهامُ الغَوادِي مُزْنَةً فاسْتَهَلَّتِ) 
جزل: الجَزْلُ: الحَطَبُ اليابِسُ. والعَطَاءُ الكَيِرُ الجَزِيْلُ، وأجْزَلَ الرَّجُلُ العَطاءَ. وجَزْلُ الحَمَامِ: صَوْتُه، وقد جَزَلَ يَجْزِلُ. وجاءَ زَمَنُ الجِزَالِ والجَزَالِ: يَعْنِي الصَّرَامَ. وجَزَلْتُ الصَّيْدَ: قَطَعْتَه بِنصْفَيْنِ. وامْرَأَةٌ جَزْلَةٌ: ّذاتُ أرْدَافٍ وعَجِيْزَةٍ. والجَزَلَةُ: دَبَرَةٌ على كاهِلِ البَعِيرِ تُضْعِف ُيَدَ البَعِيرِ، يُقال: بَعِيرٌ أجْزَلٌ وناقَةٌ جَزْلاَءُ. والجَوْزَلُ: فَرْخُ الحَمَامِ. وشَيْءٌ مِثْلُ الرَّطْلِ من خَشَبٍ. والسَّمُّ.

سَبَجَ

(سَبَجَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ قَيْلة «وَعَلَيْهَا سُبَيِّجٌ لَهَا» هُوَ تَصْغير سَبِيجٍ، كَــرغِيفٍ ورُغَيّف وَهُوَ مُعَرَّبُ شَبَى، لِلْقَمِيصِ بِالْفَارِسِيَّةِ. وَقِيلَ هُوَ ثوبُ صُوفْ أسْود.

بهم

بهم: {البهيمة}: الحيوان الذي لا يعقل.
(بهم) : بنو أسَد يذَكِّرونَ الإِبْهَامَ، فيقولونَ: هذا إِبْهَامٌ.
ب هـ م

أبهم الباب أغلقه. أنشد سيبويه:

الفارجي باب الأمير المبهم

واللون البهيم: ما لا شية فيه أي لون كان إلا الشهبة. يقال ليل بهيم، وليال دهم بهم. وفلان بهمة من البهم: للشجاع الذي يستبهم على أقرانه مأتاه. وقيل: سمي بالبهمة التي هي الصخرة المصمتة المبهمة.

ومن المجاز: أمر مبهم: لا مأتي له. وأبهم فلان عليّ الأمر وكلام مبهم: لا يعرف له وجه واستبهم عليه الأمر: استغلق. واستبهم على الرجل: أرتج عليه. وصوت بهيم: لا ترجيع فيه.
(بهم) - في الحديث: "أَنّ بَهمةً مرت بين يَدَيْه وهو يُصلَّى".
قال الليث: هي اسْمُ للذَّكَر والأُنثَى من أَولادِ بَقَر الوَحْش والغَنَم والماعز. وقيل: البَهْمَة: السَّخْلَة.
- وفي الحَديثِ: "أَنَّ النبى - صلى الله عليه وسلم - قال للرَّاعِى: ما وَلَّدت؟ قال: بَهْمَة، قال: اذْبَح مَكانَها شاةً".
ولولا أن البَهْمة اسمٌ لِجِنس خَاصٍّ، لَمَا كان في سُؤاله عليه الصلاة والسلام الرَّاعى وإجابته عنه ببَهْمة كَثِيرُ فائدةٍ؛ إذ يُعرَف أَنَّ ما تَلِد الشَّاةُ، إنّما يكون ذَكَراً أو أُنثَى. فلما أَجابَ عنه بِبَهْمة. قال: اذْبَح مكانها شَاةً، دَلَّ على أنه اسمٌ للأُنثَى دون الذَّكَر. : أي دَعْ هذِه الأُنثَى في الغَنَم للنَّسل، واذبَح مَكانَها ذَكَرًا، والله عز وجَلّ أعلم.

بهم


بَهَمَ(n. ac. بَهَاْمَة)
a. Left vague, doubtful; concealed.

بَهَّمَa. Was silent, perplexed, confounded.
b. Weaned ( lambs, calves ).
أَبْهَمَa. Was dubious, vague, obscure.
b. Closed, locked.
c. see Id. [acc. & 'An], Turned away from.
تَبَهَّمَa. see IV (a)
إِنْبَهَمَa. see IV (a)
إِسْتَبْهَمَa. see IV (a)b. ['Ala], Was closed against.
بَهْمَةa. Young animal.

بُهْمَة
(pl.
بُهَم)
a. Rock.
b. Intrepid, dauntless.
بُهْمَىa. A species of barleygrass.

أَبْهَمُ
(pl.
بُهْم)
a. Mute.

بَاْهِم
(pl.
بَوَاْهِمُ)
a. [ coll. ], Thumb; middle finger;
big toe.
بَهِيْم
(pl.
بُهُم)
a. Black.
b. Deaf.

بَهِيْمَة
(pl.
بَهَاْئِمُ)
a. Beast, brute, animal.

بَهِيْمِيّa. Bestial, brutish, animal.

بَهِيْمِيَّةa. Animal nature.

بَهْمُوْتa. Dragon.

N. P.
أَبْهَمَa. Vague, dubious; equivocal.

N. Ac.
أَبْهَمَa. Dubiousness, incertitude, vagueness;
equivocation.
b. [ pl.
أَبَاْهِمُ
أَبَاْهِيْمُ], Thumb; middle finger; big toe.
ب هـ م : (الْبِهَامُ) جَمْعُ بَهْمٍ وَ (الْبَهْمُ) جَمْعُ (بَهْمَةٍ) وَهِيَ وَلَدُ الضَّأْنِ ذَكَرًا كَانَ أَوْ أُنْثَى وَالسِّخَالُ أَوْلَادُ الْمَعْزِ فَإِذَا اجْتَمَعَتِ الْبِهَامُ وَالسِّخَالُ قِيلَ لَهُمَا جَمِيعًا بِهَامٌ وَبَهْمٌ أَيْضًا. وَأَمْرٌ (مُبْهَمٌ) لَا مَأْتَى لَهُ. وَ (أَبْهَمَ) الْبَابَ أَغْلَقَهُ. وَالْأَسْمَاءُ (الْمُبْهَمَةُ) عِنْدَ النَّحْوِيِّينَ هِيَ أَسْمَاءُ الْإِشَارَاتِ. وَ (اسْتَبْهَمَ) عَلَيْهِ الْكَلَامُ اسْتَغْلَقَ وَفِي الْحَدِيثِ: «يُحْشَرُ النَّاسُ حُفَاةً عُرَاةً (بُهْمًا) » أَيْ لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ، وَقِيلَ أَصِحَّاءُ. وَ (الْإِبْهَامُ) الْإِصْبَعُ الْعُظْمَى وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ وَجَمْعُهَا (أَبَاهِيمُ) . وَ (الْبَهِيمَةُ) وَاحِدَةُ (الْبَهَائِمِ) . وَالْفَرَسُ (الْبَهِيمُ) هُوَ الَّذِي لَا يَخْلِطُ لَوْنَهُ شَيْءٌ سِوَى لَوْنِهِ وَالْجَمْعُ (بُهُمٌ) كَــرَغِيفٍ وَرُغُفٍ. 
بهم وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: يحْشر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة عُرَاة حُفَاة بهما. قَالَ أَبُو عَمْرو: البهم وَاحِدهَا بهيم وَهُوَ الَّذِي لَا يخالط لَونه لون سواهُ من سَواد كَانَ أَو غَيره قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ عِنْدِي أَنه أَرَادَ بقوله: بهما - يَقُول: لَيْسَ فيهم شَيْء من الْأَعْرَاض والعاهات الَّتِي تكون فِي الدُّنْيَا من الْعَمى وَالْعَرج والجذام والبرص وَغير ذَلِك من صنوف الْأَمْرَاض وَالْبَلَاء وَلكنهَا أجسام مُبْهمَة مصححة لخلود الْأَبَد. وَفِي بعض الحَدِيث تَفْسِيره قيل: وَمَا البهم قَالَ: لَيْسَ مَعَهم شَيْء. قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَهَذَا أَيْضا من هَذَا الْمَعْنى يَقُول: أَنَّهَا أجساد لَا يخالطها شَيْء من الدُّنْيَا كَمَا أَن البهيم من الألوان / لَا يخالطه غَيره 23 / ب وَلَا يُقَال فِي الْأَبْيَض: بهيم.
بهم
البُهْمَة: الحجر الصلب، وقيل للشجاع بهمة تشبيها به، وقيل لكلّ ما يصعب على الحاسة إدراكه إن كان محسوسا، وعلى الفهم إن كان معقولا: مُبْهَم.
ويقال: أَبْهَمْتُ كذا فَاسْتَبْهَمَ، وأَبْهَمْتُ الباب: أغلقته إغلاقا لا يهتدى لفتحه، والبَهيمةُ:
ما لا نطق له، وذلك لما في صوته من الإبهام، لكن خصّ في التعارف بما عدا السباع والطير.

فقال تعالى: أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ [المائدة/ 1] ، وليل بَهِيم، فعيل بمعنى مُفْعَل ، قد أبهم أمره للظلمة، أو في معنى مفعل لأنه يبهم ما يعنّ فيه فلا يدرك، وفرس بَهِيم: إذا كان على لون واحد لا يكاد تميّزه العين غاية التمييز، ومنه ما روي أنه: «يحشر الناس يوم القيامة بُهْماً» أي: عراة، وقيل: معرّون مما يتوسّمون به في الدنيا ويتزينون به، والله أعلم.
والبَهْم: صغار الغنم، والبُهْمَى: نبات يستبهم منبته لشوكه، وقد أبهمت الأرض: كثر بهمها ، نحو: أعشبت وأبقلت، أي: كثر عشبها. 
بهم: أبهم: جعله أبله، بليداً (بوشر).
انبهم عليه الأمر: خفي وأشكل. ففي ألف ليلة (1: 346): ورأته قد اختفى وكثر نحوله ورَقَّ إلى أن صار كالخلال وانبهم عليها أمره فلم تتحقق إنه هو.
استبهم. استبهام: استغلاق الكلام وعدم وضوحه (بوشر).
بُهام وجمعه بُهامات: بجيع، حوصل، أبو جراب (المعجم اللاتيني، الكالا) وبومة صمعاء (المعجم اللاتيني) وفيه: ulula هام وبُهَام.
بهيم: حيوان، وحش، ابله، بليد، غبي، فظ، أحمق (بوشر، همبرت 238) حمار (باجني 60، براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 348، ريشاردسون مراكش 1: 219) رذال الناس وحثالتهم (معجم البيان).
بَهَامة: بلاهة، حماقة، بلادة، غباء (بوشر، همبرت 238) فظاظة، غلظ الخلق (بوشر).
بهيمة: حيوان، وحش، بليد، أبله، غبي (بوشر).
وبهائم: ماشية، أنعام (هوست 293، الكالا وفيه صاحب بهائم: ganadero de ganado mayor باهم. باهم الرجل: إبهام الرجل وهو الإصبع الكبير في القدم (بوشر).
أَبْهَم. يقال: أبهم ما يكون أي كثير الغباء (بوشر).
ومؤنثه: بهماء، ففي البكري ص16: في بهماء تلك الصحارى أي في مجاهل تلك الصحارى (دي سلان).
إبهام: ازدواج (بوشر)، وهو أن يأتي المتكلم بكلام مبهم يحتمل معنيين متضادين لا يتميز أحدهما عن الآخر ويسمى التوجيه أيضاً.
مُبْهَم حديث لا يعرف عن راويه غير اسمه، يقال حديث مبهم (دي سلان المقدمة 2: 484).
مُبَهَّم: أحمق، أبله، بليد، غبي (هلو).
بهم البَهْمَةُ اسمٌ للذَّكَرِ والأُنْثَى مِنْ أَولاَدِ بَقَرِ الوَحشِ وَغيرِهَا. والبِهَامُ جَمْعُ بَهِيْمَةٍ من أولاد المِعزى. والبُهْمى نَباتٌ تجِدُ به الإِبلُ وَجْداً شَديداً ما دامَ أَخْضَر، والواحدةُ بُهْمَاةٌ. وأَبْهَمَتِ الأَرضُ نَبتَ علَيها البُهْمَى. والإِبْهَامُ الإِصبَعُ الكُبْرَى، والجَمعُ الأَبَاهِيمُ. وإِبْهَامُ الأمْرِ أَنْ يَشْتَبِهَ فلاَ يُعْرَفُ وَجْهُهُ. واسْتَبْهَمَ الأَمْرُ اسْتِبْهَاماً. وأَبْهَمْتُه فأَنَا مُبْهِمٌ وهوَ مُبْهَمٌ. وبَابٌ مُبْهَمٌ مُغلقٌ لا يُهْتَدَى لِفَتْحِهِ. والبَهِيمُ مِنَ الأَلْوَانِ مَا كَانَ لَوناً وَاحِداً لا شِيَةَ فيه. وصَوتٌ بَهِيمٌ لا يُرْجَعُ فيهِ. ولَيلٌ بَهيمٌ لا ضَوءَ فيه. والبُهْمَةُ الأبْطال. والكَتيبَةُ أيضاً. والجَماعةُ منَ النَّاس. وبَهَّمَ الرَّجلُ سُئِلَ عنِ الأَمْرِ فَأَطرقَ وَتحَيَّرَ. وكذلك إذا لم يُقَاتِلْ. وأَبْهَمْتُ الرَّجُلَ عَنْ كَذَا نَحَّيْتَه عنه. وتَبَهَّمَ عليه كلامُه أُرْتِجَ. وفي الحديث " يُحْشَرُ النَّاسُ بُهْمَاً " وَفُسِّرَ على أنَّ البَهِيمَ والمُبْهَمَ التَّامُّ الخَلْق، فمعناه أنَّهم يُحشَرونَ غير مَنْقوصِينَ بل وُفَاةَ الخَلْق. وقيل بل عُرَاةً لا شيءَ عليهم يُوارِيهم. وبَهَّمْتُ أَي أَدمْتُ النَّظَرَ إلى الشَّيءِ نَظَراً من غَيرِ أنْ يَشْفِيَني بَصَري منه.
[بهم] البِهامُ: جمع بَهْمٍ. والبَهْمُ: جمع بَهْمَةٍ، وهي أولاد الضأن. والبهمة اسم للمذكر والمؤنث. والسخال أولاد المعزى، فإذا اجتمعت البهام والسخال قلت لهما جميعا: بهام وبهم أيضا. وأنشد الاصمعي : لو أننى كنت من عاد ومن إرم غذى بهم ولقمانا وذا جدن لان الغذى السخلة. وقد جعل لبيد أولاد البقر بِهَاماً بقوله: والعينُ ساكنةٌ على أَطْلائِها عوذاً تأَجَّلَ بالفضاء بِهامُها ويقال: هم يُبَهِّمُونَ البَهْمَ تَبْهيماً، إذا أفردوه عن أمّهاته فَرعَوْهُ وحده. أبو عبيدة: البهمة بالضم: الفارس الذى لا يدرى من أين يُؤْتى، من شدّة بأسه، والجمع بُهَمٌ. ويقال أيضاً للجيش بُهْمَةٌ، ومنه قولهم: فلان فارسُ بُهْمَةٍ وليثُ غابةٍ. وأمرٌ مُبْهَمٌ، أي لا مَأْتى له. وأَبْهَمْتُ البابَ: أغلقتُه. والأسماء المُبْهَمَةُ عند النحويِّين هي أسماء الإشارات، نحو قولك: هذا، وهؤلاء، وذاك وأولئك. واسْتَبْهَمَ عليه الكلام، أي استغلَقَ. وتَبَهَّمَ أيضا، عن أبى زيد، إذا أرتج عليه. وفى الحديث: " يحشر الناس حفاة عراة بهما "، أي ليس معهم شئ. ويقال أصخاء. والابهام: الإصبع العَظمى، وهي مؤنَّثة، والجمع الأباهيمُ. والبَهيمَةُ: واحدة البَهائِمِ. وهذا فرس بهيم، وهذا فرس بهيم، أي مُصْمَتٌ، وهو الذي لا يخلط لونه شئ سوى لونه. والجمع بهم، مثل رغيف ورعف. وبهمى: نبت، قال سيبويه: تكون واحدة وجمعا. وألفها للتأنيث فلا تنون. وقال قوم: ألفها للالحاق، والواحدة بهماة. وقال المبرد: هذا لا يعرف، ولا تكون ألف فعلى بالضم لغير التأنيث. وأبهمت الارض: كثر بهماها.
باب الهاء والميم، والباء معهما ب هـ م مستعمل فقط

بهم: البَهْمَةُ: أسمٌ للذّكر والأُنثى من أولادِ بَقَرِ الوَحْش وضروب الغَنَم، والجميع: البَهْم والبِهام. والبَهْمُ أيضاً: صِغارُ الغَنَم. والبُهْمَي: نباتٌ تَجِدُ به الغَنَم وجداً شديداً ما دام أَخْضَرَ. فإذا يَبِسَ هرَّ شوكُه وامتنع. الواحد: بُهْمَي أيضا، ويقال للواحدة بُهماة أيضا. والإِبُهْام: الإِصْبَع الكُبْرَى [التي تلي المُسَبِّحة] ، والجميع: الأباهيم. [ولها مفصلان] وأَبْهَم الأَمْر، أي: اشْتَبَهَ، لا يُعْرَف وجهُه. واستَبْهَمَ عليَّ هذا الأمرُ. وكان ابن عباس سئل [عن قوله عز وجل] : وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ فلم يُبِّينْ أَدُخِلَ بها أم لا، فقال، أَبْهَمَوا ما أبهم الله . وباب مبهم: لا يهتدي لفتحه، قال الشاعر :

وكم من شُجاعٍ مارَسَ الحرب دهرَهُ ... فغاصَ عليهِ المَوْتُ والبابُ مُبْهَمُ

والبَهيمُ: ما كان من الألوان لوناً واحداً لا شِيَةَ فيه من الدُّهْمَة والكُمْتة. وصَوْتٌ بهيم، أي: لا ترجيعَ فيه.. وليلُ بهيمٌ: لا ضوءَ فيه إلى الصَّباح. والبهيمة: ذات أربع قوائم من دواب البر والبحر. ويحشر النّاسُ يومَ القيامةِ [غُرْلاً] بُهْماً ،

أي: ليس بهم شيء مما كان في الدُّنيا، نحو العَمَى والعَرَج، والجُذام والبَرَص. ويقال: بل عُراةُ ليس معهم شيءٌ من متاعِِ الدُّنيا. والبُهْمةُ: الأبطال، قال متممّ بن نويرة :

وللشَّرْب فابكي مالِكاً ولبُهمةٍ ... شديدٍ نواحيها على من تشجّعا
(ب هـ م) : (الْبَهْمَةُ) وَلَدُ الشَّاةِ أَوَّلُ مَا تَضَعُهُ أُمُّهُ وَهِيَ قَبْلَ السَّخْلَةِ (وَأَبْهَمَ الْبَابَ) أَغْلَقَهُ (وَفَرَسٌ بَهِيمٌ) عَلَى لَوْنٍ وَاحِدٍ لَا يُخَالِطُهُ غَيْرُهُ (وَكَلَامٌ مُبْهَمٌ) لَا يُعْرَفُ لَهُ وَجْهٌ (وَأَمْرٌ مُبْهَمٌ) لَا مَأْتَى لَهُ وَقَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «أَرْبَعٌ مُبْهَمَاتٌ النَّذْرُ وَالنِّكَاحُ وَالطَّلَاقُ وَالْعَتَاقُ» تُفَسِّرُهُ الرِّوَايَةُ الْأُخْرَى وَهِيَ الصَّحِيحَةُ «أَرْبَعٌ مُقْفَلَاتٌ» وَالْمَعْنَى أَنَّهُ لَا مَخْرَجَ مِنْهُنَّ كَأَنَّهَا أَبْوَابٌ مُبْهَمَةٌ عَلَيْهَا أَقْفَالٌ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - «أَبْهِمُوا مَا أَبْهَمَ اللَّهُ» ذُكِرَ فِي مَوْضِعَيْنِ أَمَّا فِي الصَّوْمِ فَمَعْنَاهُ أَنَّ قَوْله تَعَالَى {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 184] مُطْلَقٌ فِي قَضَاءِ الصَّوْمِ لَيْسَ فِيهِ تَعْيِينٌ أَنْ يُقْضَى مُتَفَرِّقًا أَوْ مُتَتَابِعًا فَلَا تَلْزَمُوا أَنْتُمْ أَحَدَ الْأَمْرَيْنِ عَلَى الْبَتِّ وَالْقَطْعِ وَأَمَّا عَنْ النِّكَاحِ فَمَعْنَاهُ أَنَّ النِّسَاءَ فِي قَوْله تَعَالَى {وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ} [النساء: 23] مُبْهَمَةٌ غَيْرُ مَشْرُوطٍ فِيهِنَّ الدُّخُولُ بِهِنَّ وَإِنَّمَا ذَلِكَ فِي أُمَّهَاتِ الرَّبَائِبِ يَعْنِي أَنَّ قَوْله تَعَالَى {اللاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ} [النساء: 23] صِفَةٌ لِلنِّسَاءِ الْأَخِيرَةِ فَتُخَصَّصُ بِهَا فَلَمَّا كَانَ كَذَلِكَ تَخَصَّصَتْ الرَّبَائِبُ أَيْضًا لِأَنَّهَا مِنْهَا بِخِلَافِ النِّسَاءِ لِلْأُولَى فَإِنَّهَا لَمْ تَدْخُلْ تَحْتَ هَذِهِ الصِّفَةِ وَكَانَتْ مُبْهَمَةً وَفِي امْتِنَاعِهَا عَنْ ذَلِكَ وُجُوهٌ ذَكَرْتُهَا فِي الْمُعْرِبِ (فِي الْحَدِيثِ) «مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَبِهَا وَنِعْمَتْ» أَيْ فَبِالسُّنَّةِ أَخَذَ وَنِعْمَتْ الْخَصْلَةُ هَذِهِ فَبِهَا فِي نِعْمَ.
[بهم] فيه: يحشر الناس عراة حفاة "بهما" جمع بهيم. وهو في الأصل من لا يخالط لونه لون سواه، يعني ليس فيهم شيء من العاهات والأعراض التي تكون في الدنيا كالعمي والعور والعوج وإنما هي أجساد مصححة للأبد في الجنة أو النار، وروى زيادة تفسير البهم بمن ليس معهم شيء من أعراض الدنيا، وهذا يخالف الأول في المعنى. ومنه ح: في خيل دهم "بهم". مخ: والأسود "البهيم" من الكلب والخيل الذي لا يخالط لونه لون غيره. ن: عليكم بالأسود "البهيم" أي خالص السواد والنقطتان بيضاوان فوق عينيه. ط: جعله شيطاناً لخبثها فإنه أضرإنما سأله ليعلم أذكراً ولد أم أنثى وإلا فتولد أحدهما معلوم. تو: بهمة بفتح موحدة. ن: ولنا "بهيمة" مصغر بهمة صغير أولاد الضأن. غ: الأنعام كلها بهائم لأنها استبهمت عن الكلام.
ب هـ م : الْبَهْمَةُ وَلَدُ الضَّأْنِ يُطْلَقُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالْجَمْعُ بَهْمٌ مِثْلُ: تَمْرَةٍ وَتَمْرٍ وَجَمْعٌ الْبَهْمِ بِهَامٌ مِثْلُ: سَهْمٍ وَسِهَامٍ وَتُطْلَقُ الْبِهَامُ عَلَى أَوْلَادِ الضَّأْنِ وَالْمَعْزِ إذَا اجْتَمَعَتْ تَغْلِيبًا فَإِذَا انْفَرَدَتْ قِيلَ لِأَوْلَادِ الضَّأْنِ بِهَامٌ وَلِأَوْلَادِ الْمَعْزِ سِخَالٌ وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ الْبَهْمُ صِغَارُ الْغَنَمِ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ يُقَالُ لِأَوْلَادِ الْغَنَمِ سَاعَةَ تَضَعُهَا الضَّأْنُ أَوْ الْمَعْزُ ذَكَرًا كَانَ الْوَلَدُ أَوْ أُنْثَى سَخْلَةٌ ثُمَّ هِيَ بَهْمَةٌ وَجَمْعُهَا بَهْمٌ.

وَالْإِبْهَامُ مِنْ الْأَصَابِعِ أَيْ عَلَى الْمَشْهُورِ وَالْجَمْعُ إبْهَامَاتٌ وَأَبَاهِيمُ وَاسْتَبْهَمَ الْخَبَرُ وَاسْتَغْلَقَ وَاسْتَعْجَمَ بِمَعْنَى أَبْهَمْتُهُ إبْهَامًا إذَا لَمْ تُبَيِّنْهُ وَيُقَالُ لِلْمَرْأَةِ الَّتِي لَا يَحِلُّ نِكَاحُهَا لِرَجُلٍ هِيَ مُبْهَمَةٌ عَلَيْهِ كَمُرْضِعَتِهِ.
وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ لَوْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً ثُمَّ طَلَّقَهَا قَبْلَ الدُّخُولِ لَمْ تَحِلَّ لَهُ أُمُّهَا لِأَنَّهَا مُبْهَمَةٌ وَحَلَّتْ لَهُ بِنْتُهَا وَهَذَا التَّحْرِيمُ يُسَمَّى الْمُبْهَمَ؛ لِأَنَّهُ لَا يَحِلُّ بِحَالٍ وَذَهَبَ بَعْضُ الْأَئِمَّةِ الْمُتَقَدِّمِينَ إلَى جَوَازِ نِكَاحِ الْأُمِّ إذَا لَمْ يَدْخُلْ بِالْبِنْتِ وَقَالَ الشَّرْطُ الَّذِي فِي آخِرِ الْآيَةِ يَعُمُّ الْأُمَّهَاتِ وَالرَّبَائِبَ وَجُمْهُورَ الْعُلَمَاءِ عَلَى خِلَافِهِ لِأَنَّ أَهْلَ الْعَرَبِيَّةِ ذَهَبُوا إلَى أَنَّ الْخَبَرَيْنِ إذَا اخْتَلَفَا لَا يَجُوزُ أَنْ يُوصَفَ الِاسْمَانِ بِوَصْفٍ وَاحِدٍ فَلَا يُقَالُ قَامَ زَيْدٌ وَقَعَدَ عَمْرٌو الظَّرِيفَانِ وَعَلَّلَهُ سِيبَوَيْهِ بِاخْتِلَافِ الْعَامِلِ لِأَنَّ الْعَامِلَ فِي الصِّفَةِ هُوَ الْعَامِلُ فِي الْمَوْصُوفِ وَبَيَانُهُ فِي الْآيَةِ أَنَّ قَوْلَهُ {اللاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ} [النساء: 23] يَعُودُ عِنْدَ هَذَا الْقَائِلِ إلَى نِسَائِكُمْ وَهُوَ مَخْفُوضٌ بِالْإِضَافَةِ وَإِلَى رَبَائِبِكُمْ وَهُوَ مَرْفُوعٌ وَالصِّفَةُ الْوَاحِدَةُ لَا تَتَعَلَّقُ بِمُخْتَلِفَيْ الْإِعْرَابِ وَلَا
بِمُخْتَلِفَيْ الْعَامِلِ كَمَا تَقَدَّمَ.

وَالْبَهِيمَةُ كُلُّ ذَاتِ أَرْبَعٍ مِنْ دَوَابِّ الْبَحْرِ وَالْبَرِّ وَكُلُّ حَيَوَانٍ لَا يُمَيِّزُ فَهُوَ بَهِيمَةٌ وَالْجَمْعُ الْبَهَائِمُ. 
بهـم
أبهمَ يُبهم، إبهامًا، فهو مُبهِم، والمفعول مُبهَم (للمتعدِّي)
• أبهم الأمرُ: خَفِيَ وأشكل واشتبه، كان غير واضح "تعقّدت القضيّة وأبهمت".
• أبهم فلانٌ الأمرَ: أخفاه وأشكله، وجعله غامضًا غير مفهوم "يتّصف أسلوب هذا الكاتب بالإبهام". 

استبهمَ/ استبهمَ على يستبهم، استبهامًا، فهو مُستبهِم، والمفعول مُستبهَم عليه
• استبهم الأمرُ/ استبهم الأمرُ على الشَّخص: استغلق وأشكل "استبهمت عليه المعادلة الرياضيّة فلم يفهمها- اسْتُبْهِم عليه الكلامُ". 

انبهمَ ينبهم، انبهامًا، فهو مُنْبَهِم
• انبهمَ الأمرُ: استبهم، استغلق وأشكل "فسَّر ما انبهم على طُلاّبه". 

إبهام [مفرد]: ج إبهامات (لغير المصدر {وأباهمُ} لغير المصدر) وأباهيمُ (لغير المصدر):
1 - مصدر أبهمَ.
2 - ازدواج، وهو أن يأتي المتكلم بكلام مبهم يحتمل معنيين متضادين "إبهام لغة/ أسلوب".
• الإبهام: (شر) الإصبع الغليظة الخامسة من أصابع اليد والرِّجل وهي ذات سُلامَيَين (مؤنّثة وقد تذكَّر) "هذه بصمة إبهامه اليمنى". 

أَبْهَمُ [مفرد]: ج بُهْم، مؤ بهماءُ، ج مؤ بُهْم: أعجمُ لا يُفْصح "الحيوان مخلوق أبهمُ". 

بَهْمَة [مفرد]: ج بَهَمات وبَهْمات وبِهام وبَهْم: صغير الضَّأن (للذكر والأنثى) "صَغيرين نَرْعَى البَهْمَ يا ليتَ أنَّنا ... إلى الآن لم نكبر ولم تكبر البَهْم". 

بُهْمَة [مفرد]: ج بُهْمات وبُهَم: رجلٌ لا يُدرى من أين يُؤتى لشدّة بأسه.
• البُهمة من اللَّيالي: التي لا يَطْلُعُ فيها القمر. 

بَهيم [مفرد]: ج بُهْم وبُهُم:
1 - أسود حالك "ليلٌ بهيمٌ" ° فرسٌ بهيم: على لون واحد، ليس فيه لون يخالف معظم لونه.
2 - حيوان، أبله، بليد، غبيّ.
• صوت بهيم: ما لا ترجيع فيه. 

بَهيمة [مفرد]: ج بهائمُ:
1 - كلّ ذات أربع قوائم من دوابّ البرِّ والبحر، ماعدا السِّباع.
2 - المواشي، الأنعام، الحيوانات الدَّاجنة " {أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ} ".
• البهيمة: الحيوان مطلقًا "كان الإقطاعيون يعاملون الفلاحين معاملة البهائم". 

بَهيميّ [مفرد]: اسم منسوب إلى بَهيمة. 

بَهيميَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى بَهيمة ° شهوة بهيميّة/ غريزة بهيميّة: حيوانيّة.
2 - مصدر صناعيّ من بَهيمة: وطء الحيوانات سواء أجراه الرجل مع أنثى الحيوان أو أجراه ذكر الحيوان مع المرأة، وهو دليل على شذوذ وانقلاب الحسّ التناسليّ فيهما. 

مُبْهَم [مفرد]: ج مبهمات:
1 - اسم مفعول من أبهمَ.
2 - ما يصعب إدراكه، ما لا مأتى له.
3 - غامض، لا يتحدد المقصود منه، لا يُعرف له وجه "عبارات مبهمة- كلامٌ/ رسمٌ مُبهَم" ° طريق مبهم: خفيّ لا يستبين- حديث مبهم: لا يُعرف عن راويه غير اسمه.
• المبهم من الظُّروف: (نح) ما ليس له حدود تحصره مثل: فوق، تحت، أمام، خلف.
• الأسماء المبهمة: (نح) أسماء الإشارة والموصول والضَّمائر وهي معارف غير محدَّدة المعنى بذاتها. 

بهم

2 بهّموا البَهْمِ, inf. n. تَبْهِيمٌ, They separated the بهم [i. e. lambs, or kids, or both,] from their mothers, (S, K,) and pastured them alone. (S.) A2: بهّموا بِالمَكَانِ, inf. n. as above, They stayed, or remained, in the place; (K, TA;) did not quit it. (TA.) b2: Also بهّم, said of a man, (assumed tropical:) He continued looking at a thing without his being relieved by doing so. (JK.) b3: (assumed tropical:) He was silent, and confounded, or perplexed, when asked respecting a thing. (JK.) b4: (assumed tropical:) He did not fight, or engage in conflict. (JK.) 4 ابهم, (K,) inf. n. إِبْهَامٌ, (JK,) (assumed tropical:) It (a thing, or an affair,) was, or became, dubious, confused, or vague, (JK, K, TA,) so that one knew not the way, or manner, in which it should be engaged in, done, executed, or performed; (JK, TA;) as also ↓ استبهم; (JK, K, TA;) for which grammarians often use ↓ انبهم; but this has not been heard in the [classical] language of the Arabs: (MF, TA:) [said to be] from بَهِيمٌ denoting a colour, whatever it be, except that which is termed شُهْبَة, in which is no colour differing therefrom. (Har p. 50.) A2: He closed, or locked, a door; (S, Mgh, TA;) [or, so that one could not find the way to open it; (see مُبْهَمٌ;)] and stopped it up. (TA.) [and hence,] one says of the thumb, تُبْهِمُ الكَفَّ, meaning It closes upon [the palm of] the hand, as a cover. (TA.) b2: [Hence also,] (assumed tropical:) He made a thing, or an affair, to be dubious, confused, or vague, (JK, TA, *) so that there was no way, or manner, of knowing it, (TA,) or so that one knew not the way, or manner, in which it should be engaged in, done, executed, or performed: (JK:) [in the former sense, or meaning (assumed tropical:) he made it to be dubious, confused, or vague,] said of speech, or language, (K in art. غمض, &c.,) and of information, or news, or a narration; (Msb;) contr. of أَوْضَحَ; (TA in art. غمض;) i. q. لمْ يُبَيِّنْ. (Msb.) b3: (assumed tropical:) He made, or held, a thing to be vague, or indefinite. (Mgh.) b4: And, said of a prohibited thing, (assumed tropical:) He made it, or held it, to be not allowable in any manner, nor for any cause: (Az, TA:) or to be prohibited unconditionally. (Mgh.) [See مُبْهَمٌ.] b5: (assumed tropical:) He made a man to turn away, or withdraw, or retire, (JK, K,) عَنْ كَذَا from such a thing, (JK,) or عَنِ الأَمْرِ from the affair. (K.) A3: ابهمت الأَرْضُ The land produced what is termed بُهْمَى: (JK, K:) or produced much thereof. (S.) 5 تَبَهَّمَ see 10.7 إِنْبَهَمَ see 4.10 إِسْتَبْهَمَ see 4. b2: You say, استبهم عَلَيْهِ الأَمْرُ (tropical:) The affair was as though it were closed against him, so that he knew not the way in which to engage in it, or execute it; syn. أُرْتِجَ عَلَيْهِ. (TA.) and استبهم عَلَيْهِ, (K,) or استبهم عليه الكَلَامُ, (S, TA,) (assumed tropical:) Speech was as though it were closed against him; or he was, or became, impeded in his speech, unable to speak, or tongue-tied; (S, * K, TA;) syn. اِسْتَغْلَقَ; (S;) and عليه كَلَامُهُ ↓ تبهّم [signifies the same]; syn. أُرْتِجَ; (JK, S; *) on the authority of Az. (S.) And استبهم الخَبَرُ (assumed tropical:) The information, or narration, was dubious, confused, vague, or difficult to be understood or expressed; or was not to be understood or expressed; as though it were closed [against the hearer or speaker]; syn. اِسْتَغْلَقَ, and اِسْتَعْجَمَ. (Msb.) بَهْمٌ is pl. of ↓ بَهْمَةٌ, (S, Msb, K,) as are also ↓ بَهَمٌ and بِهَامٌ, (K,) [or rather بَهْمٌ is a coll. gen. n., and ↓ بَهْمَةٌ is its n. un., and ↓ بَهَمٌ is a quasi-pl. n., and] بِهَامٌ is pl. of بَهْمٌ, (S, Msb,) and بِهَامَاتِ is a pl. pl. [i. e. pl. of بِهَامٌ]: (K:) ↓ بَهْمَةٌ signifies A lamb, and is applied to the male and the female; (S, Msb;) or, accord. to a trad. in which it occurs, it is a name for the female; (IAth, TA;) but بِهَامٌ, which is applied to lambs when they are alone, as سِخَالٌ is to kids when they are alone, is also applied to lambs and kids together: (S, * Msb:) or, accord. to IF, بَهْمٌ signifies young lambs or goats: (Msb:) and accord. to Az, (Msb,) or A'Obeyd, (TA,) ↓ بَهْمَةٌ is applied to a lamb or goat, whether male or female, after the period when it is termed سَخْلَةٌ, which is when it is just brought forth; (Msb, TA;) and its pl. is ابهم: (Msb: [so in my copy of that work, as though meant for أَبْهُمٌ; but perhaps a mistranscription for البَهْمُ:]) or it is applied to a lamb or goat when just brought forth, i. e., before it is termed سَخْلَةٌ: (Mgh: [and this is agreeable with its application in a trad. cited by IAth:]) or to the young one, not, as in the K, young ones, (TA,) of the sheep, and of the goat, and of an animal of the bovine kind (K, TA) both wild and not wild, alike to the male and the female, while small; or, as some say, when it has attained to youthful vigour: (TA:) Lebeed applies بِهَامٌ to the young ones of [wild] animals of the bovine kind: (S, TA:) accord. to Th, بَهْمٌ signifies young kids. (TA.) b2: سَعْدُ البِهَامِ One of the Mansions (K, TA) of the Moon: (TA:) or two stars which are not of the Mansions of the Moon. (S and L and K in art. سعد, q. v.) بَهَمٌ: see بَهْمٌ, in two places.

بَهِمٌ an epithet of which only the fem. form is mentioned. You say] أَرْضٌ بَهِمَةٌ Land abounding with what is termed بُهْمَى: (AHn, K:) the word بهمة is a possessive epithet. (TA.) بَهْمَةٌ: see بَهْمٌ, in four places.

بُهْمَةٌ A rock, or great mass of stone or of hard stone, (K, TA,) that is solid, not hollow. (TA.) b2: And hence, accord. to some, (TA,) or because his condition is such that one knows not how to prevail with him, (Ham pp. 334 and 610,) A courageous man, (K, and Ham ubi suprà,) or a horseman, (AO, S,) to whom one knows not the way whence to gain access, or whence to come, (AO, S, K,) by reason of his great might, or valour: (AO, S:) or, as in the Nawádir, رَجُلٌ بُهْمَةٌ signifies a man who will not be turned from a thing that he desires to do: (TA:) it is not applied as an epithet to a woman: (IJ, TA:) pl. بُهَمٌ. (S, A.) You say, هُوَ بُهْمَةٌ مِنَ البُهَمِ, meaning (assumed tropical:) He is a courageous man, of those to whom the approach is as though it were closed against his adversaries. (A, TA.) Accord. to IJ, it is an inf. n. used as an epithet, though having no verb. (TA.) [Hence,] it applies to one and to a number of persons. (Ham p. 494.) [For] it signifies also b3: (assumed tropical:) An army: (S, K:) or courageous men, or courageous men clad in armour; because one knows not the way in which to fight with them: or, as some say, a company of horsemen: (TA:) pl. as above. (K.) b4: (assumed tropical:) A difficult affair or case; (K, TA;) such that one cannot find the way to perform it, or manage it: pl. as above. (TA.) You say, وَقَعَ فِى بُهْمَةٍ لَا يُتَّجَهُ لَهَا (assumed tropical:) [He fell into a difficult, or an embarrassing, case, which one knew not the way to manage]. (TA.) The pl. is also explained as meaning (assumed tropical:) Dubious, confused, or vague, affairs or cases. (TA.) b5: (assumed tropical:) Blackness. (TA.) b6: And البُهَمُ (assumed tropical:) The three nights in which the moon does not [visibly] rise. (TA.) بُهْمَى, a word both sing. and pl., (Sb, S, K,) its alif [written ى] being a denotative of the fem. gender, wherefore it is without tenween; (Sb, S;) or [it is written بُهْمًى, with tenween, for it is a coll. gen. n., and] its n. un. is بُهْمَاةٌ, (S, K, and so in the JK,) its alif, some say, being a letter of quasi-coordination; but Mbr says that this is not known, and that the alif in a word of the measure فُعْلى is nought but a denotative of the fem. gender; (S;) and the n. un. بهماة is anomalous; (El-'Ash-moonee's Expos. of the Alfeeyeh of Ibn-Málik, § التأنيث;) [A species of barley-grass; app. hordeum murinum, or common wall-barley-grass;] a certain plant, (Lth, JK, S, K,) well known; (K;) the sheep and goats, (Lth, TA,) or the camels, (JK,) are vehemently fond of it as long as it is green; (Lth, JK, TA;) but when it dries up, its prickles bristle out, and it repugns; (Lth, TA;) it is of the herbs (بُقُول) that are termed أَحْرَاز [app. here meaning slender and sweet] when fresh and when dry, and comes forth at first undistinguishably as to species, from the earth, like as does corn; then it becomes like corn, and puts forth prickles like those [that compose the awn, or beard,] of the ear of corn, which, when they enter the noses of the sheep or goats and the camels, cause pain to their noses, until men pull them out from their mouths and their noses; and when it becomes large, and dries up, it is a pasture that is fed upon until the rain of the next year falls upon it, when its seed that has fallen from its ears germinates beneath it. (AHn, TA.) بَهِيمٌ Black: (K:) pl. بُهُمٌ. (TA.) And [app. used also as a subst., signifying] A black ewe (K, TA) in which is no whiteness: pl. as above and بُهْمٌ. (TA.) b2: Applied to a horse, to the male and the female, (S, * Mgh, * K,) Of one, unmixed, colour; in which is no colour differing from the rest: (S, Mgh, K:) pl. بُهُمٌ. (S.) لَا أَغَرُّ وَ لَا بَهِيمٌ [Not having a star, or blaze, on the forehead or face, nor of one, unmixed, colour, or not white nor black, (some such proposition as “This is a horse” being understood before لا,)] is a prov. applied to a dubious, confused, or vague, affair or case. (TA.) b3: A colour of one kind, (JK,) in which is no colour differing from the rest, (JK, and Har p. 50,) whatever colour it be, except that which is termed شُهْبَة: (Har ubi suprà:) or a colour that is clear, pure, or unmixed, not resembling any other, (AA, K, * TA,) whether it be black or any other colour, (AA, TA,) except, as Z says, that which is termed شُهْبَة. (TA.) b4: A night in which is no light (JK, TA) until the dawn. (TA.) b5: (tropical:) A sound, or voice, in which is no trilling, or quavering, or reiteration in the throat or fauces. (JK, K, * TA. *) b6: Perfect, or complete, in make; as also ↓ مُبْهَمٌ: pl. بُهْمٌ: so in the phrase in a trad. (respecting the day of resurrection, TA), يُحْشَرُ النَّاسُ بُهْمًا, i. e. Mankind shall be congregated perfect, or complete, in make, without mutilation, or defect: (JK:) or the meaning here is, sound, or healthy: (S:) or not having any of the diseases or noxious affections of the present state, as blindness, and elephantiasis, and leprosy, and blindness of one eye, and lameness, &c.: (A'Obeyd, K, * TA:) or naked; (JK, K;) not having upon them anything to conceal them: (JK:) or not having with them anything (S, TA) of worldly goods or commodities. (TA.) b7: (assumed tropical:) Unknown. (El-Khattábee, TA.) A2: See also إِبْهَامٌ.

بَهِيمَةٌ [A beast; a brute;] any quadruped, (Akh, M, Msb, K,) even if in the water, (Akh, M, K,) [i. e.,] of the land and of the sea; (Msb;) and (so in the Msb, but in the K “or”) any animal that does not discriminate: (Zj, Msb, K:) pl. بَهَائِمُ. (S, Msb, K.) بَهِيمِى Of, or relating to, beasts, or brutes.]

بَهِيمِيَّةٌ The nature of beasts, or brutes.]

أَبْهَمُ: see مُبْهَمٌ, in two places. b2: Also i. q. أَعْجَمُ [app. as meaning Destitute of the faculty of speech or articulation, like the beasts]. (K.) إِبْهَامٌ The thumb, and the great toe; (M, K;) the greatest إِصْبَع, (JK, T, S,) that is next to the forefinger, having two joints, so called because it closes upon [the palm of] the hand, as a cover; (T, TA;) the greatest of the أَصَابِع in the hand and in the foot: (M, K:) of the fem. gender, (S, Msb,) accord. to common repute; (Msb;) and sometimes masc.: (Lh, M, K:) and ↓ بَهِيمٌ signifies the same; mentioned by Az in the T, and by others; but Az adds that one should not say بِهَامٌ: (TA:) the pl. of ابهام is أَبَاهِيمُ (JK, S, M, Msb, K) and أَبَاهِمُ, (M, K,) which latter is used by poetic license for the former, (M,) and إِبْهَامَاتٌ. (Msb.) أَقْصَرُ مِنْ إِبْهَامِ الضَّبِّ [Shorter than the great toe of the (lizard called) ضبّ], and من ابهام القَطَاةِ [than the back toe of the (bird called) قطاة], and من ابهام الحُبَارَى [than the back toe of the (bird called) حبارى], are proverbs of the Arabs. (Har p. 335.) مُبْهَمٌ, applied to a door, Closed, or locked, (JK, K,) so that one cannot find the way to open it: (JK, TA:) and stopped up: (TA:) or having a lock upon it, with which it is fastened. (Mgh.) b2: A wall in which is no door. (TA.) b3: A chest having no lock [by means of which it may be opened]. (IAmb, TA.) b4: I. q. مُصْمَتٌ [as meaning Solid; not hollow; in the CK أَصْمَتُ, which signifies the same]; as also ↓ أَبْهَمُ: (K:) having no fissure in it: and ↓ the latter, applied to a heart is said to mean (assumed tropical:) impenetrable by admonition. (TA.) b5: (assumed tropical:) A thing, or an affair, made to be dubious, confused, or vague; (JK;) [such that there is no way, or manner, of knowing it; (see the verb;)] or such that one knows not the way, or manner, in which it should be engaged in, done, executed, or performed: (JK, S, Mgh, TA:) (assumed tropical:) speech, or language, [that is dubious, confused, or vague,] such that there is no way, or manner, of knowing it: (Mgh, TA:) applied to a road, (assumed tropical:) unapparent, or hardly apparent: (TA:) and, applied to the ordinance respecting the making up for the days in which one has broken a fast, [and to many other cases,] (assumed tropical:) undefined; in this instance meaning, as to whether the days may be interrupted, or whether they must be consecutive. (Mgh.) [Hence,] مُبْهَمَاتٌ (assumed tropical:) Difficult things, or affairs, such that one cannot find the way to perform them. (TA.) and الأَسْمَآءُ المُبْهَمَةُ, so termed by the grammarians, (assumed tropical:) The nouns of indication, (S, K,) such as هٰذَا and هٰؤُلَآءِ and ذَاكَ and أُولَائِكَ: (S:) accord. to Az, الحُرُوفُ المُبْهَمَةُ signifies (assumed tropical:) the particles which have no derivatives, and of which the roots are not known, as الَّذِى and مَا and مَنْ and عَنْ and the like. (TA.) b6: Applied to a vow, and to [certain ordinances respecting] marriage and divorce and emancipation, (assumed tropical:) From which there is no getting out, or extricating of oneself; as though they were closed doors with locks upon them: (Mgh:) and, applied to prohibited things, (assumed tropical:) not allowable in any manner, (T, K, TA,) nor for any cause; (T, TA;) or prohibited unconditionally; (Mgh;) as the prohibition of [the marriage with] the mother, and the sister, (T, Mgh, * K, TA,) and the like: (T, TA:) such a woman is said to be مُبْهَمَةٌ عَلَى الرَّجُلِ (assumed tropical:) [absolutely prohibited to the man; as though she were closed against him, or inaccessible to him]. (Msb. [But in this last work it seems to be مثبْهِمَةٌ, which is not agreeable with common usage.]) In the copies of the K, بُهْمٌ and بُهُمٌ are given as pls. of this word: but it seems that there is an omission or a misplacement in the passage; for these are said to be pls. of بَهِيمٌ, as shown above. (TA.) b7: (assumed tropical:) In a state of swooning or insensibility, speechless, and without discrimination; in consequence of a blow [&c.]. (TA.) b8: See also بَهِيمٌ.

مُسْتَبْهِمٌ عَنِ الكَلَامِ (assumed tropical:) Debarred from the faculty of speech. (Niftaweyh, TA.)

بهم: البَهِيمةُ كلُّ ذاتِ أَربَعِ قَوائم من دَوابّ البرِّ والماء،

والجمع بَهائم. والبَهْمةُ: الصغيرُ من أَولاد الغَنَم الضأْن والمَعَز

والبَقَر من الوحش وغيرها، الذكَرُ والأُنْثى في ذلك سواء، وقل: هو بَهْمةٌ

إذا شبَّ، والجمع بَهْمٌ وبَهَمٌ وبِهامٌ، وبِهاماتٌ

جمع الجمعِ. وقال ثعلب في نَوادِره: البَهْمُ صِغارُ المعَز؛ وبه فسِّر

قول الشاعر:

عَداني أَنْ أَزُورَك أَنَّ بَهْمي

عَجايا كلُّها إلا قليلا

أَبو عبيد: يقال لأَوْلاد الغنَم ساعة تَضَعها من الضأْن والمَعَز

جميعاً، ذكراً كان أَو أُنثى، سَخْلة، وجمعها سِخال، ثم هي البَهْمَة الذكَرُ

والأُنْثى. ابن السكيت: يقال هُم يُبَهِّمون البَهْمَ إذا حَرَمُوه عن

أُمَّهاتِه فَرَعَوْه وحدَه، وإذا اجتَمَعَت البِهامُ والسِّخالُ قلت لها

جميعاً بِهامٌ، قال: وبَهِيمٌ

هي الإبْهامُ للإصْبَع. قال: ولا يقال البِهامُ، والأبْهم كالأَعْجم.

واسْتُبْهِم عليه: اسْتُعْجِم فلم يَقْدِرْ على الكلام. وقال نفطويه:

البَهْمةُ مُسْتَبْهِمَةٌ عن الكلام أَي مُنْغَلِق ذلك عنها. وقال الزجاج في

قوله عز وجل: أُحِلَّتْ لكم بَهِيمة الأَنْعامِ؛ وإنما قيل لها بَهِيمةُ

الأَنْعامِ لأَنَّ كلَّ حَيٍّ لا يَميِّز، فهو بَهِيمة لأَنه أُبْهِم عن

أَن يميِّز. ويقال: أُبْهِم عن الكلام.

وطريقٌ مُبْهَمٌ إذا كان خَفِيّا لا يَسْتَبين. ويقال: ضرَبه فوقع

مُبْهَماً أَي مَغْشيّاً عليه لا يَنْطِق ولا يميِّز. ووقع في بُهْمةٍ لا

يتَّجه لها أَي خُطَّة شديدة. واستَبْهَم عليهم الأَمرُ: لم يدْرُوا كيف

يأْتون له. واسْتَبْهَم عليه الأَمر أَي استَغْلَق، وتَبَهَّم أَيضاً إذا

أُرْتِجَ عليه؛ وروى ثعلب أَن ابن الأَعرابي أَنشده:

أَعْيَيْتَني كلَّ العَيا

ءِ، فلا أَغَرَّ ولا بَهِيم

قال: يُضْرَب مثلاً للأَمر إذا أَشكل لم تَتَّضِحْ جِهتَه واستقامَتُه

ومعرِفته؛ وأَنشد في مثله:

تَفَرَّقَتِ المَخاضُ على يسارٍ،

فما يَدْرِي أَيُخْثِرُ أَم يُذِيبُ

وأَمرٌ مُبْهَمِ: لا مَأْتَى له. واسْتَبْهَم الأَمْرُ إذا اسْتَغْلَق،

فهو مُسْتَبْهِم. وفي حديث عليّ: كان إذا نَزَل به إحْدى المُبْهَمات

كَشَفَها؛ يُريدُ مسألةً مُعضِلةً مُشْكِلة شاقَّة، سمِّيت مُبْهَمة لأَنها

أُبْهِمت عن البيان فلم يُجْعل عليها دليل، ومنه قيل لِما لا يَنْطِق

بَهِيمة.

وفي حديث قُسٍّ: تَجْلُو دُجُنَّاتِ

(* قوله «تجلو دجنات» هكذا في الأصل

والنهاية بالتاء، وفي مادة دجن من النهاية: يجلو دجنات بالياء).

الدَّياجي والبُهَم؛ البُهَم: جمع بُهْمَة، بالضم، وهي مُشكلات الأُمور. وكلام

مُبْهَم: لا يعرَف له وَجْه يؤتى منه، مأخوذ من قولهم حائط مُبْهَم إذا لم

يكن فيه بابٌ. ابن السكيت: أَبْهَمَ عليّ الأَمْرَ إذا لم يَجعل له

وجهاً أَعرِفُه. وإبْهامُ الأَمر: أَن يَشْتَبه فلا يعرَف وجهُه، وقد

أَبْهَمه. وحائط مُبْهَم: لا باب فيه. وبابٌ مُبْهَم: مُغلَق لا يُهْتَدى لفتحِه

إذا أُغْلِق. وأبْهَمْت البابَ: أَغلَقْته وسَدَدْته. وليلٌ بَهيم: لا

ضَوء فيه إلى الصَّباح. وروي عن عبد الله بن مسعود في قوله عز وجل: إن

المُنافِقين في الدَّرْك الأسْفَل من النار، قال: في تَوابيت من حديدٍ

مُبْهَمةٍ عليهم؛ قال ابن الأَنباري: المُبْهَة التي لا أَقْفالَ عليها. يقال:

أَمرٌ مُبْهَم إذا كان مُلْتَبِساً لا يُعْرَف معناه ولا بابه.

غيره: البَهْمُ جمع بَهْمَةٍ وهي أَولادُ الضأْن. والبَهْمة: اسم

للمذكّر والمؤنث، والسِّخالُ أَولادُ المَعْزَى، فإذا اجتمع البهامُ والسِّخالُ

قلت لهما جميعاً بهامٌ وبَهْمٌ أَيضاً؛ وأَنشد الأَصمعي:

لو أَنَّني كنتُ، من عادٍ ومِن إرَمٍ،

غَذِيَّ بَهْمٍ ولُقْماناً وذا جَدَنِ

لأَنَّ الغَذِيَّ السَّخلة؛ قال ابن بري: قول الجوهري لأَن الغَذِيَّ

السَّخْلة وَهَم، قال: وإِنما غَذِيُّ بَهْمٍ أَحدُ أَمْلاك حِمْير كان

يُغَذّى بلُحوم البَهْم، قال وعليه قول سلمى بن ربيعة الضبّيّ:

أَهلَك طَسْماً، وبَعْدَهم

غَذِيَّ بَهْمٍ وذا جَدَنِ

قال: ويدل على ذلك أَنه عطف لُقْماناً على غَذِيَّ بَهْمٍ، وكذلك في بيت

سلمى الضبيّ، قال: والبيت الذي أَنشده الأَصمعي لأفْنون التغلبي؛ وبعده:

لَمَا وَفَوْا بأَخِيهم من مُهَوّلةٍ

أَخا السُّكون، ولا جاروا عن السَّنَنِ

وقد جَعل لَبيد أَولادَ البقر بِهاماً بقوله:

والعينُ ساكنةٌ على أَطلائِها

عُوذاً، تأَجَّل بالفَضاء بِهامُها

ويقال: هُم يُبَهِّمُون البَهْمَ تَبْهِيماً إذا أَفرَدُوه عن أُمَّهاته

فَرَعَوْه وحْدَه.

الأَخفش: البُهْمَى لا تُصْرَف. وكلُّ ذي أَربع من دوابِّ البحر والبرّ

يسمَّى بَهِيمة.

وفي حديث الإيمان والقَدَر: وترى الحُفاةَ العُراة رِعاءَ الإِبل

والبَهْم يَتطاوَلون في البُنْيان؛ قال الخطابي: أَراد بِرِعاءِ الإبِل

والبَهْم الأَعْرابَ وأَصحابَ البَوادي الذين يَنْتَجِعون مواقعَ الغَيْث ولا

تَسْتَقِرُّ بهم الدار، يعني أن البلاد تفتَح فيسكنونها ويَتطاوَلون في

البُنْيان، وجاء في رواية: رُعاة الإبل البُهُم، بضم الباء والهاء، على نعت

الرُّعاة وهم السُّودُ؛ قال الخطابي: البُهُم، بالضم، جمع البَهِيم وهو

المجهول الذي لا يُعْرَف. وفي حديث الصلاة: أَنَّ بَهْمَةً مرّت بين يديه

وهو يصلِّي، والحديث الآخر: أَنه قال للراعي ما ولَّدت؟ قال: بَهْمة،

قال: اذْبَحْ مكانَها شاةً؛ قا ابن الأَثير: فهذا يدل على أَن البَهْمة اسم

للأُنثى لأَنه إنما سأله ليعلَم أذَكَراً ولَّد أَمْ أُنْثى، وإلاَّ فقد

كان يَعْلم أَنه إنما ولَّد أَحدَهما.

والمُبْهَم والأبْهَمُ: المُصْمَت؛ قال:

فَهَزَمتْ ظَهْر السِّلامِ الأَبْهَم

أَي الذي لا صَدْع فيه؛ وأَما قوله:

لكافرٍ تاهَ ضَلالاً أَبْهَمُه

فقيل في تفسيره: أَبْهَمُه قلبُه، قال: وأَراه أَراد أَنَّ قلب الكافر

مُصْمَت لا يَتَخَلَّله وعْظ ولا إنْذار. والبُهْمةُ، بالضم الشجاع،

وقيل: هو الفارس الذي لا يُدْرَى من أَين يُؤتى له من شدَّة بأْسِه، والجمع

بُهَم؛ وفي التهذيب: لا يَدْرِي مُقاتِله من أَين يَدخل عليه، وقيل: هم

جماعة الفُرْسان، ويقال للجيش بُهْمةٌ، ومنه قولهم فلان فارِس بُهْمةٍ

وليثُ غابةٍ؛ قال مُتَمِّم بن نُوَيْرة:

وللِشرْب فابْكِي مالِكاً، ولِبُهْةٍ

شديدٍ نَواحِيها على مَن تَشَجَّعا

وهُم الكُماة، قيل لهم بُهْمةٌ لأَنه لا يُهْتَدى لِقِتالهم؛ وقال غيره:

البُهْمةُ السوادُ أَيضاً، وفي نوادر الأَعراب: رجل بُهْمَةٌ إذا كان لا

يُثْنَى عن شيء أَراده؛ قال ابن جني: البُهْمةُ في الأَصل مصدر وُصف به،

يدل على ذلك قولهم: هو فارسُ بُهْمةٍ كما قال تعالى: وأَشْهِدُوا ذَوَيْ

عَدْلٍ منكم، فجاء على الأَصل ثم وصف به فقيل رجل عَدْل، ولا فِعْل له،

ولا يُوصف النساءُ بالبُهْمةِ.

والبَهِيمُ: ما كان لَوناً واحداً لا يُخالِطه غيره سَواداً كان أَو

بياضاً، ويقال للَّيالي الثلاث التي لا يَطْلُع فيها القمر بُهَمٌ، وهي جمع

بُهْمةٍ. والمُبْهَم من المُحرَّمات: ما لا يحلُّ بوجْهٍ ولا سبب كتحريم

الأُمِّ والأُخْت وما أَشبَهه. وسئل ابن عباس عن قوله عز وجل: وحَلائلُ

أَبنائِكم الذين من أَصلابِكم، ولم يُبَيّن أَدَخَل بها الإبنُ أَمْ لا،

فقال ابن عباس: أَبْهِموا ما أَبْهَمَ الله؛ قال الأَزهري: رأَيت كثيراً

من أَهل العلم يذهَبون بهذا إلى إبهام الأَمر واستِبهامِه، وهو إشْكالُه

وهو غلَطٌ. قال: وكثير من ذَوي المعرفة لا يميِّزون بين المُبْهَم وغير

المُبْهَم تمييزاً مُقْنِعاً، قال: وأَنا أُبيّنه بعَوْن الله عز وجل،

فقوله عز وجل: حُرِّمت عليكم أُمَّهاتُكم وبنَاتُكم وأَخواتُكم وعَمّاتُم

وخالاتُكم وبَناتُ الأخِ وبناتُ الأُخْتِ، هذا كله يُسمَّى التحريمَ

المُبْهَم لأَنه لا يحلُّ بوجه من الوجوه ولا سبب من الأَسباب، كالبَهِيم من

أَلوان الخيل الذي لا شِيَةَ فيه تُخالِف مُعْظم لونِه، قال: ولمَّا سئل ابن

عباس عن قوله وأُمهاتُ نِسائِكم ولم يُبيِّن الله الدُّخولَ بهنَّ أَجاب

فقال: هذا من مُبْهَم التحريم الذي لا وجه فيه غير التحريم، سواء

دَخَلْتم بالنساء أَو لم تَدْخُلوا بهن، فأُمَّهات نِسائكم حُرِّمْنَ عليكم من

جميع الجهات، وأَما قوله: ورَبائبُكم اللاتي في حُجوركم من نِسائكم

اللاتي دََخَلْتم بهنّ، فالرَّبائبُ ههنا لسْنَ من المُبْهمات لأَنَّ وجهين

مُبيَّنَين أُحْلِلْن في أَحدِهما وحُرِّمْن في الآخر، فإذا دُخِل

بأُمَّهات الرَّبائب حَرُمت الرَّبائبُ، وإن لم يُدخل بأُمَّهات الربائب لم

يَحْرُمن، فهذا تفسيرُ المُبْهَم الذي أَراد ابنُ عباس، فافهمه؛ قال ابن

الأَثير: وهذا التفسير من الأَزهري إنما هو للرَّبائب والأُمَّهات لا

للحَلائل، وهو في أَول الحديث إنما جَعل سؤال ابنِ عباس عن الحَلائل لا عن

الرّبائب. ولَونٌ بهيم: لا يُخالطه غيرُه. وفي الحديث: في خيل دهْمٍ بُهْمٍ؛

وقيل: البَهِيمُ الأَسودُ. والبَهِيمُ من الخيل: الذي لا شِيةَ فيه، الذكَر

والأُنثى في ذلك سواء، والجمع بُهُم مثل رغِيفٍ ورُغُف. ويقال: هذا فرس

جواد وبَهِيمٌ

وهذه فرس جواد وبَهِيمٌ، بغير هاء، وهو الذي لا يُخالط لونَه شيء سِوى

مُعْظَم لونِه. الجوهري: وهذا فرس بَهِيمٌ

أَي مُصْمَتٌ. وفي حديث عياش ابن أَبي ربيعة: والأسود البَهيمُ كأَنه من

ساسَمٍ كأَنه المُصْمَتُ

(* قوله «كأنه المصمت» الذي في النهاية: أي

المصمت). الذي لا يُخالِطُ لونَه لون غيرُه. والبَهيمُ من النِّعاج:

السَّوداءُ التي لا بياض فيها، والجمع من ذلك بُهْمٌ وبُهُمٌ فأما قوله في

الحديث: يُحْشَر الناسُ يوم القيامة حُفاةً عُراةً غُرْلاً بُهْماً أَي ليس

معهم شيء، ويقال: أَصِحَّاءَ؛ قال أَبو عمرو البُهْمُ واحدها بَهيم وهو

الذي لا يخالِط لَونَه لونٌ سِواه من سَوادٍ كان أَو غيره؛ قال أَبو عبيد:

فمعناه عندي أَنه أَراد بقوله بُهْماً يقولُ: ليس فيهم شيءٌ من الأَعراض

والعاهات التي تكون في الدنيا من العَمى والعَوَر والعَرَج والجُذام

والبَرَص وغير ذلك من صُنوف الأَمراض والبَلاءِ، ولكنها أَجسادٌ مُبْهَمَة

مُصَحَّحَة لِخُلود الأَبد، وقال غيره: لِخُلود الأَبَدِ في الجنة أَو

النار، ذكره ابن الأثير في النهاية؛ قال محمد بن المكرم: الذي ذكره الأَزهري

وغيره أَجْسادٌ مُصَحَّحة لخُلود الأَبد، وقول ابن الأَثير في الجنة أَو

في النار فيه نَظَر، وذلك أَن الخلود في الجنة إنما هو للنَّعيم المحْضِ،

فصحَّة أَجْْسادِهم من أَجل التَّنَعُّم، وأَما الخلود في النار فإنما هو

للعذاب والتأسُّف والحَسرة، وزيادةُ عذابِهم بعاهات الأَجسام أَتمُّ في

عُقوبتهم، نسأَل الله العافية من ذلك بكرمه. وقال بعضهم: رُوي في تمام

الحديث: قيل وما البُهْم؟ قال: ليس معهم شيء من أَعراض الدنيا ولا من

متاعِها، قال: وهذا يخالف الأَول من حيث المعنى. وصَوْتٌ بَهِيم: لا تَرْجيع

فيه.

والإبْهامُ من الأَصابع: العُظْمى، معروفة مؤنثة؛ قال ابن سيده: وقد

تكون في اليَدِ والقدَم، وحكى اللحياني أنها تذكَّر وتؤنَّثُ؛ قال:

إذا رأَوْني، أَطال الله غَيْظَهُمُ،

عَضُّوا من الغَيظِ أَطرافَ الأَباهيمِ

وأَما قول الفرزدق:

فقد شَهدَت قَيْسٌ فما كان نَصْرُها

قُتَيبةَ، إلاَّ عَضَّها بالأَباهِمِ

فإنما أَراد الأَباهِيم غير أَنه حذف لأَنَّ القصِيدةَ ليست مُرْدَفَة،

وهي قصيدة معروفة. قال الأَزهري: وقيل للإصْبَع إِبْهامٌ

لأَنها تُبْهِم الكفّ أَي تُطْبِقُ عليها. قال: وبَهِيم هي الإبْهام

للإصبع، قال: ولا يقال البِهامُ. وقال في موضع آخر: الإبْهام الإصْبَع

الكُبْرى التي تلي المُسَبِّحةَ، والجمع الأَباهِيم، ولها مَفْصِلان.

الجوهري: وبُهْمى نَبْت، وفي المحكم: والبُهْمى نَبْت؛ قال أَبو حنيفة:

هي خير أَحْرار البُقُولِ رَطْباً ويابساً وهي تَنْبُت أَوَّل شيء

بارِضاً، وحين تخرج من الأَرض تَنْبت كما يَنْبُت الحَبُّ، ثم يبلُغ بها

النَّبْت إلى أَن تصير مثل الحَبّ، ويخرج لها إذا يَبِسَتْ شَوْك مثل شوك

السُّنْبُل، وإذا وَقَع في أُنوف الغَنَم والإِبل أَنِفَت عنه حتى يَنْزِعه

الناسُ

من أَفواهها وأُنوفِها، فإذا عَظُمَت البُهْمى ويَبِسَتْ كانت كَلأً

يَرْعاه الناس حتى يُصِيبه المطَر من عامٍ مُقْبِل، ويَنْبت من تحتِه حبُّه

الذي سقَط من سُنْبُله؛ وقال الليث: البُهْى نَبْت تَجِد به الغنَم

وَجْداً شديداً ما دام أَخضر، فإذا يَبِس هَرّ شَوْكُه وامتَنَع، ويقولون

للواحد بُهْمى، والجمع بُهْمى؛ قال سيبويه: البُهْمى تكون واحدة وجمعاً

وأَلفها للتأنيث؛ وقال قومٌ: أَلفها للإلْحاق، والواحدة بُهْماةٌ؛ وقال

المبرد: هذا لا يعرف ولا تكون أَلف فُعْلى، بالضم، لغير التأنيث؛ وأَنشد ابن

السكيت:

رَعَتْ بارِضَ البُهْمى جَمِيماً وبُسْرةً،

وصَمْعاءَ حتى آنَفَتْها نِصالُها

والعرب تقول: البُهْمى عُقْر الدارِ وعُقارُ الدارِ؛ يُريدون أَنه من

خِيار المَرْتَع في جَناب الدَّار؛ وقال بعض الرُّواة: البُهْمى ترتفِع نحو

الشِّبْر ونَباتُها أَلْطَف من نَبات البُرِّ، وهي أَنْجَعُ المَرْعَى

في الحافرِ ما لم تُسْفِ، واحدتُها بُهْماة؛ قال ابن سيده: هذا قولُ أَهل

اللغة، وعندي أَنّ مَن قالُ بُهماةٌ فالأَلف مُلْحِقة له بِجُخْدَب، فإذا

نزع الهاء أَحال إعْتِقاده الأَول عما كان عليه، وجعل الأَلف للتأنيث

فيما بعد فيجعلها للإلْحاق مع تاء التأنيث ويجعلها للتأنيث إذا فقد

الهاء.وأَبْهَمَتِ الأَرض، فهي مبْهِمة: أَنْبَتَت البُهْمَى وكثُر بُهْماها،

قال: كذلك حكاه أَبو حنيفة وهذا على النسب. وبَهَّم فلان بموضع كذا إذا

أَقام به ولم يَبْرَحْهُ.

والبهائم: إسم أَرض، وفي التهذيب: البَهائم أَجْبُل بالحِمَى على لَون

واحد؛ قال الراعي:

بَكَى خَشْرَمٌ لمَّا رأَى ذا مَعارِكٍ

أَتى دونه، والهَضْبَ هَضْبَ البَهائِم

والأَسماءُ المُبْهَمة عند النحويين: أَسماء الإشارات نحو قولك هذا

وهؤلاء وذاك وأُولئك، قال الأَزهري:

الحُروف المُبْهَمة التي لا اشتقاقَ لها ولا يُعْرف لها أُصول مثل الذي

والذين وما ومَن وعن

(* قوله «ومن وعن» كذا في الأصل والتهذيب ونسخة من

شرح القاموس غير المطبوع، وفي شرح القاموس المطبوع: ومن نحن). وما

أَشبهها، والله أَعلم.

بهـم

(البَهِيمَةُ) ، كَسَفِينَةٍ: (كُلُّ ذاتِ أَرْبَعِ قَوائِمَ ولَوْ فِي الماءِ) كَذَا فِي المُحْكَم، وَهُوَ قولُ الأَخْفَش، (أَو كُلّ حَيٍّ لَا يُمَيِّزُ) فَهُوَ بَهِيمَةٌ، نَقله الزَّجّاج فِي تَفْسِير قَوْله - تَعَالَى - {أَحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَمِ} ، (ج: بَهائِمُ) .
(والبَهْمَةُ) ، بالفَتْح: الصَّغِيرُ من (أَوْلاد) الغَنَمِ (الضَّأْنِ والمَعَزِ والبَقَرِ) من الوَحْش وغَيْرها، الذَّكَر والأُنْثَى فِي ذلِكَ سَواءٌ. وَقيل: هُوَ بَهْمَةٌ، إِذا شَبَّ. وَفِي سِياق المصنِّف نَظَرٌ؛ لأَنَّ البَهْمَةَ مفردٌ، فالأَوْلَى: وَلَدُ الضَّأْنِ، وبِما ذكرنَا يَزُول الإِشْكال.
وَقَالَ ثَعْلَبٌ فِي نَوادِره: البَهْمُ صِغارُ المَعَزِ، وَبِه فَسّر قَول الشَّاعِر: (عَدانِي أَنْ أَزُورَكَ أَنَّ بَهْمِي ... عَجايا كُلَّها إِلاَّ قَلِيلاً)

وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: يُقال لأَوْلادِ الغَنَمِ ساعَةَ تَضَعها من الضَّأْن والمَعَز جَمِيعًا ذَكرًا كَانَ أَو أُنْثَى: سَخْلَة، وجمعُها: سِخالٌ، ثُمَّ هِيَ البَهْمَةُ للذَّكَر والأُنْثَى، (ج: بَهْمٌ) بِحَذْفِ الهاءِ، (ويُحرَّكُ، وبِهامٌ) ، بالكَسْرِ، و ((جج)) ؛ أَي: جَمْع الجَمْع: (بِهاماتٌ) ، بالكَسْر أَيْضا، وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: وَإِذا اجْتَمَعَت البِهامُ والسِّخالُ قلت لَهَا جَمِيعًا: بِهامٌ.
وَفِي الصِّحَاح: البِهامُ: جَمْعُ بَهْمٍ، والبَهْمُ: جَمْع بَهْمَةٍ.
قلتُ: فَإِذن البِهامُ جَمْعُ الجَمْع، ثمَّ قَالَ: وَأنْشد الأصمعيُّ لأفْنُون التَّغْلَبِيِّ:
(لَوْ أَنَّنِي كُنْتُ من عادٍ وَمن إِرَمٍ ... غَذِيَّ بَهْمٍ ولُقمانًا وذَا جَدَنِ)

لأنَّ الغَذِيَّ السَّخْلَةُ، قَالَ: وَقد جَعَلَ لبيدٌ أولادَ البَقَر بِهاماً بقوله:
(والعِينُ ساكِنَةٌ على أَطْلائها ... عُوذًا تَأَجَّل بالفَضاءِ بِهامُها)

وَقَالَ ابْن بَرّي: قولُ الجوهريّ: لأنَّ الغَذِيَّ السَّخْلَةَ وَهَمٌ. قَالَ: وإِنَّما غُذِيُّ بَهْمِ: أَحَدُ أَمْلاكِ حِمْيَر كَانَ يُغَذَّى بِلُحُومِ البَهْم. قَالَ: وَعَلِيهِ قَوْلُ سُلْمِيِّ بنِ رَبِيعَةَ الضَّبِّيِّ:
(أَهْلَكَ طَسْمًا وبَعْدَهُم ... غَذِيَّ بَهْمٍ وَذَا جَدَنِ)

قَالَ: ويدلُّ على ذَلِك أنّه عطفَ لُقمانًا على غَذِيّ بَهْم، وَكَذَلِكَ فِي بَيت سُلْمِي الضَّبِّيِّ، انْتهى.
وَفِي الحَدِيث أنّه قَالَ للرّاعِي: ((مَا وَلَّدتَ؟ قَالَ: بَهْمَةً، قَالَ: اذْبَحْ مَكانَها شَاة)) قَالَ ابنُ الأَثِير: فَهَذَا يَدُلُّ على أنَّ البَهْمَةَ اسمٌ للأُنْثَى؛ لأنّه إِنّما سألَه لِيَعْلَمَ أَذَكَراً وَلَّدَ أَمْ أُنْثَى، وإلاَّ فقد كَانَ يعلم أنّه إِنّما وَلَّد أَحَدهما. وَفِي حَدِيث الْإِيمَان: ((تَرَى الحُفاةَ العُراةَ رعاءَ الإِبِل والبَهْمِ يَتطاوَلُون فِي البُنْيان)) ، قَالَ الخَطّابِيُّ: أرادَ الأَعْرابَ وأصحابَ البَوادِي الَّذِين يَنْتَجِعون مَواقِعَ الغَيْثِ، تُفْتح لَهُم البلادُ فيسكنونَها ويتطاولونَ فِي الْبُنيان.
(والأَبْهَمُ) مثل (الأَعْجَم) .
(واسْتَبْهَمَ عَلَيْهِ) الكلامُ؛ أَي: (اسْتَعْجَمَ فَلم يَقْدِرْ على الكَلامِ) ، وَيُقَال: اسْتَبْهَم عَلَيْهِ الأَمْرُ؛ أَي: أُرْتِجَ عَلَيْه، وَهُوَ مجَاز.
(والبُهْمَةُ، بالضَّمِّ: الخُطَّةُ الشَّدِيدَةُ) والمُعْضِلَة، يُقَال: وَقَعَ فِي بُهْمَةٍ لَا يُتَّجه لَهَا، جمعه بُهَمٌ، كَصُرَدٍ.
(والبُهْمَة: (الشُّجاعُ) ، وَفِي الصِّحَاح: هُوَ الفارِسُ (الَّذِي لَا يُهْتَدَى) ، وَفِي الصِّحَاح: لَا يُدْرَى (من أَيْنَ يُؤْتَى) من شِدَّةِ بَأْسِه، عَن أبي عُبَيْدة، والجَمْع بُهَمٌ. وَفِي التَّهْذِيب: لَا يَدْرِي مُقاتِلُهُ من أَيْن يَدْخُلُ عَلَيْهِ. وَفِي النَّوَادِر: رَجُلٌ بُهْمَةٌ: إِذا كَانَ لَا يُثْنى عَن شيءٍ أَرَادَهُ. وَفِي الأساس: هُوَ بُهْمَةٌ من البُهَمِ؛ للشُّجاعِ الَّذِي يَسْتَبْهِمُ على أقرانِهِ مَأْتاه. (و) قيل: سُمِّي بالبُهْمَة الَّتِي هِيَ (الصَّخْرَةُ) المُصْمَتَة.
(و) البُهْمَةُ (الجَيْشُ) ، قَالَ الجوهريُّ: وَمِنْه قَوْلُهم: فلانٌ فارِسُ بُهْمَةٍ ولَيْثُ غابَةٍ، قَالَ مُتَمِّم:
(وللشَّرْبِ فابْكِي مالِكاً ولبُهْمَةٍ ... شَدِيدٍ نَواحِيها عَلَى مَنْ تَشَجَّعا)

وهُم الكُماة، قيل لَهُم: بُهْمَة؛ لأنّه لَا يُهْتَدَى لِقِتالهم، وَقيل: هُمْ جماعةُ الفرسان. وَقَالَ ابنُ جِنِّي: البُهْمَة فِي الأَصْل مَصْدَرٌ وُصِفَ بِهِ يَدُلُّ على ذَلِك قولُهم: هُوَ فارِسُ بُهْمَةٍ، كَمَا قَالَ الله _ تَعالَى _ {وَأشْهدُوا ذَوي عدل مِنْكُم} فجَاء على الأصْلِ، ثمَّ وُصِفَ بِهِ فَقيل: رَجُلٌ عَدْلٌ، وَلَا فِعْلَ لَهُ. ولاتُوصف النّساء بالبُهْمَة. (ج) : بُهَمٌ، (كَصُرَدٍ) .
(و) قَالَ ابْن السّكيت: (بَهَّمُوا البَهْمَ تَبْهِيمًا) : إِذا (أَفْرَدُوه عَن أُمَّهاتِه) فَرَعَوْهُ وَحْدَه، (و) بَهَّمُوا (بالمَكانِ) تَبْهِيمًا (أَي: أقامُوا) بِهِ ولَمْ يَبْرَحُوه.
(وَأَبْهَمَ الأَمْرُ) إِبْهامًا: (اشْتَبَه) فَلم يُدْرَ كَيفَ يُؤَتَى لَهُ، (كاسْتَبْهَمَ) .
قَالَ شيخُنا: والنُّحاة يَقُولُونَ فِي أبوابِ الحالِ والتَّمْيِيز: المُفَسَّر لما انْبَهَمَ، وَلم يُسْمَع فِي كلامِ العَرَب انْبَهَمَ، وَلم يُسْمَع فِي كلامِ العَرَب انْبَهَم، بل الصّوابُ اسْتَبْهَم، وتوقَّفْتُ مَرَّة لاشْتِهاره فِي جَمِيع مُصَنَّفاتِ النَّحْو أُمهاتِها وشُرُوحِها، ثمَّ رَأَيْت الراغِبَ تَعَرَّض لَهُ ونَقَلَه عَن شَيْخه العَلاّمة أبي الحَسَنِ عليِّ بنِ
سَمْعانَ الغِرْناطِيِّ، وَقَالَ: إنّ انْبَهَم غَيْرُ مسموع، وإِنَّ الصَّوَاب اسْتَبْهَمَ كَمَا قُلْتُ، ثمَّ زَاد: لأَنَّ انْبَهَمَ انْفَعَلَ وَهُوَ خاصٌّ بِمَا فِيهِ عِلاجٌ وَتَأْثِيرٌ، فَلَمَّا رأيتُه حَمِدْتُ الله لذَلِك وشَكَرْتُه، انتهَى.
(و) أَبْهَمَ (فُلانًا عَن الأَمْرِ) : إِذا (نَحّاه) .
(و) أَبْهَمَتِ (الأَرْضُ) فَهِيَ مُبْهِمَة: (أَنْبَتَت البُهْمَى) ، بالضَّمّ مَقْصُورًا؛ اسْم (لِنَبْتٍ، م) مَعْرُوف، قَالَ أَبُو حنيفَة: البُهْمَى: من أَحْرار البُقول رَطْبًا ويابِسًا، وَهِي تنْبت أوَّلَ شيءٍ بارِضًا حِين تَخْرُج من الأَرْض تَنْبُت كَمَا يَنْبُت الحَبُّ، ثمَّ تَبْلُغ إِلَى أنْ تَصِيرَ مثلَ الحَبِّ ويَخْرُج لَهَا شَوْكٌ مثل شَوْك السّنْبُلِ، وَإِذا وَقَعَ فِي أُنُوفِ الغَنَم والإبلِ أَنِفَتْ عَنهُ حَتَّى تَنْزِعَه الناسُ من أَفْواهِها وَأُنُوفِها، فَإِذا عَظُمَت البُهْمَى وَيَبِسَتْ كَانَت كَلأً يُرْعَى حَتَّى يُصِيبَهُ المَطَرُ من عامٍ مُقْبِلٍ فيَنْبُت من تَحْتِهِ حَبُّه الَّذِي سَقَطَ من سُنْبُلِه. وَقَالَ اللّيث: البُهْمَى نَبْتٌ تَجِدُ بِهِ الغَنَمُ وَجْداً شَدِيدًا مَا دَامَ أَخْضَرَ، فَإِذا يَبِسَ هَرَّ شَوْكُه وامْتَنَعَ، (يُطْلَقُ لِلْواحِدِ والجَمِيع) ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: البُهْمَى يكون واحِداً وَجَمْعًا، وَأَلِفُها للتَّأْنِيثِ. (أَو واحِدَتُه بُهْماةٌ) وَأَلِفُها للإِلْحاقِ. وَقَالَ المُبَرِّد: هَذَا لَا يُعْرَف وَلَا تَكُون أَلِفُ فُعْلَى بالضَّمّ لغَيْرِ التَّأنيث، وَأنْشد ابنُ السِّكّيت:
(رَعَتْ بارِضَ البُهْمَى جَمِيمًا وبُسْرَةً ... وَصَمْعاءَ حَتَّى آنَفَتْها نِصالُها)

(وأَرْضٌ بَهِمَةٌ، كَفَرِحَةٍ) أَي: (كَثِيرَتُهُ) على النَّسَب، حَكَاهُ أَبُو حنيفةَ.
(والمُبْهَمُ، كَمُكْرَمٍ: المُغْلَقُ من الأَبْواب) لَا يُهْتَدَى لِفَتْحه، وَقد أَبْهَمَه، أَي: أَغْلَقَه وسَدَّهُ، (و) المُبْهَمُ: (المُصْمَتُ كالأبْهَمِ) ، قَالَ:
(فَهَزَمَتْ ظَهْرَ السِّلامِ الأَبْهَمِ ... )

أَي: الَّذِي لَا صَدْعَ فِيهِ. وأمّا قَوْله:
(لكافِرٍ تاهَ ضَلالاً أَبْهَمُه ... )

قيل: أَرَادَ أنَّ قَلْبَ الكافِرِ مُصْمَتٌ لَا يَتَخَلَّلُه وَعْظ وَلَا إِنْذار.
(و) المُبْهَم (من المُحَرَّمات: مَا لَا يَحِلُّ بِوَجْهٍ) وَلَا سَبَبٍ (كَتَحْرِيمِ الأُمِّ والأُخْتِ) وَمَا أشبهه. وسُئِلَ ابنُ عَبّاس عَن قَوْله - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَحَلَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَبِكُم} وَلم يُبَيّن أَدَخَل بهَا الابْنُ أمْ لَا؟ فَقَالَ ابْن عَبَّاس: أَبْهِمُوا مَا أَبْهَمَ اللَّهُ. قَالَ الأَزْهريُّ: رأيتُ كثيرا من أهلِ العِلْمِ يذهبون بِهَذَا إِلَى إِبْهامِ الأَمْر واسْتِبْهامِهِ وَهُوَ إِشْكالُه، وَهُوَ غَلَط، قَالَ: وَكثير من ذَوِي المَعْرِفة لَا يُمَيِّزون بَين المُبْهَم وَغير المُبْهَم تَمْييزًا مُقْنِعًا، قَالَ: وَأَنا أُبَيّنُه بعَوْن الله _ تعالَى _. فقولُه عَزَّ وَجَلَّ: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّتُكُمْ وَخَلَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ} هَذَا كُلُّه يُسَمَّى التَّحْرِيمَ المُبْهَم؛ لأنَّه لَا يَحِلُّ بِوَجْهٍ من الوُجوه وَلَا بِسَبَبٍ من الأَسْباب، كالبَهِيم من أَلْوان الخَيْلِ الَّذِي لَا شِيَةَ فِيهِ تُخالِفُ مَعْظَمَ لَوْنِهِ.
قَالَ: ولمّا سُئل ابنُ عباسٍ عَن قَوْله - تعالَى - {وَأُمَّهَتُ نِسَائِكُمْ} وَلم يُبَيِّن اللَّهُ الدُّخولَ بِهِنَّ أجابَ فَقَالَ: هَذَا من مُبْهَمِ التَّحْرِيم الَّذِي لَا وَجْهَ فِيهِ غَيْر التَّحْرِيم، سواءٌ دَخَلْتُم بالنّساءِ أَو لَمْ تَدْخُلُوا بهنّ، فأُمَّهاتُ نِسائكم حُرِّمْنَ عَلَيْكُم من جَمِيع الجِهات. وَأما قَوْله: {وَرَبَئِبُكُمُ الَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ الَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ} فالربائبُ هُنَا لسْن من المُبْهَمات، لأنَّ لَهُنَّ وَجْهَيْن مُبَيَّنَيْن أُحْلِلْن فِي أَحَدِهما وَحُرِّمْنَ فِي الآخَرِ، فَإِذا دُخِلَ بِأُمَّهاتِ الرِّبائبِ حَرُمَت الرّبائبُ، وإنْ لم يُدْخَل بِأُمَّهات الرَّبائبِ لم يَحْرُمْن. فَهَذَا تَفْسِير المُبْهَم الَّذِي أَرَادَ ابنُ عَبّاسٍ، فافْهَمْه. قَالَ ابنُ الْأَثِير: وَهَذَا التَّفْسِير من الأَزْهَرِيِّ إِنّما هُوَ للرَّبائب والأُمَّهات لَا لِلْحلائل، وَهُوَ فِي الحَدِيث إِنّما جَعَلَ سؤالَ ابنِ عَبّاس عَن الحَلائل لَا عَن الرَّبائب. (ج: بُهْمٌ، بالضَّمِّ وبِضَمَّتَيْن) هَكَذَا فِي النُّسَخ، وَلَعَلَّ فِي الْعبارَة سقطا أَو تَقْدِيمًا وتأخيرًا فإنّ هَذَا الْجمع إنّما ذَكرُوهُ للبَهِيم بِمَعْنى النَّعْجة السَّوداء، فَتَأَمَّل ذَلِك.
(والبَهِيمُ) ، كَأَمِيرٍ: (الأَسْوَدُ) ، جَمْعُهُ بُهُمٌ، كَــرَغِيفٍ ورُغُفٍ.
وَيُرْوَى حَدِيث الْإِيمَان والقَدَر: ((والحُفاةُ العُراةَ رِعاءً الإبلِ البُهْمَ)) على نَعْتِ الرِّعاء وهُمُ السُّودُ.
(و) البَهِيمُ: (فَرَسٌ لِبَني كِلابِ بن رَبِيعَةَ. و) البَهِيمُ: (مَا لَا شِيَةَ فِيهِ) تُخالِفُ مُعْظَمَ لَوْنِه (من الخَيْل) يكون (لِلذَّكَرِ والأُنْثَى) ، يُقال: هَذَا فَرَسٌ جَوادٌ وبَهِيمٌ، وَهَذِه فَرَسٌ جَوادٌ وَبَهِيمٌ، بِغَيْر هَاء، وَالْجمع بُهْم. وَقَالَ الْجَوْهَرِي: وَهَذَا فَرَسٌ بَهِيمٌ؛ أَي: مُصْمَتٌ. وَفِي حَدِيث عَيّاش بن أبي رَبِيعَةَ: ((والأَسْودُ البَهِيمُ كَأَنَّهُ من ساسَمٍ)) ، أَي المُصْمَت الَّذِي لَا يُخالِطُ لَوْنَهُ لَوْنٌ غيرُه.
(و) البَهِيمُ: (النَّعْجَةُ السَّوْداءُ) الَّتِي لَا بَياضَ فِيهَا، جَمْعُهُ بُهْمٌ وَبُهُمٌ.
(و) البَهِيمُ: (صَوْتٌ لَا تَرْجِيعَ فِيهِ) ، وَهُوَ مجازٌ. (و) قَالَ أَبُو عَمْرٍ و: البَهِيمُ: (الخَالِصُ الَّذِي لم يَشُبْهُ غيرُه) من لَوْنٍ سِواهُ، سَوادًا كَانَ أَو غَيْرَه. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: إِلاَّ الشُّهْبَة.
(و) فِي الحَدِيث: (( (يُحْشَرُ النَّاس) يومَ القِيامَة حُفاةً عُراةً غُرْلاً (بُهْمًا)) بالضَّمِّ، أَي: لَيْسَ بِهم شَيْءٌ مِمّا كَانَ فِي الدُّنيا) ، من الأَمْرَاض والعاهات (نَحْوُ) العَمَى والجُذامِ (والبَرَصِ) والعَوَرِ (والعَرجِ) وغَيْرِ ذَلِك من صُنُوف الأَمْرَاضِ والبَلاءِ، وَلكِنَّها أَجْسادٌ مُبْهَمَة مُصَحَّحَة لِخُلُود الأَبَدِ، قَالَه أَبو عُبَيْد، (أَو عُراةً) : لَيْسَ مَعَهُم من أَعْراضِ الدُّنْيا وَلَا من مَتاعِها شَيءٌ.
(والبَهائمُ: جِبالٌ بالحِمَى) على لَوْنٍ واحِدٍ (وماؤُها يُقال لَهُ المُنْبَجِسُ) ، وَقد أهمله المصنّف فِي ((ب ج س)) . (و) قيل: اسمُ (أَرْضٍ) قَالَ الراعِي:
(بَكَى خَشْرَمٌ لَمَّا رَأَى ذَا مَعارِكٍ ... أَتَى دُونَهُ والهَضْبَ هَضْبَ البَهائِم)

(وذُو الأباهِيم: زيدٌ القُطَعِيُّ) من بَنِي قُطَيْعَةَ (شاعرٌ) ، والأباهِيمُ جَمْع الإِبْهام كَمَا يُقَال: ذُو الْأَصَابِع.
(والإِبْهامُ، بالكَسْرِ) من الْأَصَابِع: العُظْمَى، معروفةٌ مُؤَنَّثة، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَقد تكون (فِي اليَدِ والقَدَمِ: أَكْبَرُ الأصابِع: و) حَكَى اللّحيانيّ أنّها (قَدْ تُذَكَّر) وتُؤَنَّث. وَقَالَ الأزْهَريّ: الإِبْهام: الإصْبَعُ الكُبْرَى الَّتِي تَلِي المُسَبِّحَة، وَلها مَفْصِلان، سُمِّيت: لأنّها تُبْهِمُ الكَفَّ، أَي: تُطْبِقُ عَلَيْهَا، (ج: أَباهِيمُ) ، قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا رَأَوْنِي أطالَ اللَّهُ غَيْظَهُمُ ... عَضَّوا من الغَيْظِ أَطْرافَ الأباهِيمِ)

(و) يُقال: (أَباهِمُ) لِضَرُورَة الشّعر كَقَوْل الفَرَزْدَق.
(فَقَد شَهِدَتْ قَيْسٌ فَمَا كَانَ نَصْرُها ... قُتَيْبَةَ إِلاَّ عَضَّها بالأَباهِمِ)

قَالَ ابنُ سِيدَه: فَإِنَّمَا أرادَ الأباهِيمَ غير أَنَّه حَذَفَ؛ لأنّ القصيدةَ لَيست مُرْدَفَةً، وَهِي قصيدةٌ مَعْرُوفَة.
(وسَعْدُ البِهامِ، كَكِتابٍ: من المَنازِلِ) القَمَرِيّة.
(والأَسْماءُ المُبْهَمَة: أَسْماءُ الإشاراتِ عِنْد النُّحاةِ) نَحْو قَوْلك: هذَا وَهَؤُلَاء وذَاكَ وأُولئِكَ، كَمَا فِي الصِّحَاح.
وَقَالَ الأزهريّ: الحُروفُ المُبْهَمَةُ الَّتِي لَا اشْتِقاقَ لَها وَلَا تُعْرَفُ لَهَا أُصُولٌ، مثل: الَّذِي، والَّذِينَ، وَمَا، ومَنْ، وَعَنْ وَمَا أَشْبَهها.
[] وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: البَهِيمُ، كَأَمِيرٍ: اسمٌ للإِبْهامِ الّتي هِيَ الإِصْبَعُ، نَقله الأزهريّ. قَالَ: وَلَا يُقال لَهَا بِهامٌ. وَقد أنكر شيخُنا عَلى ((ابنِ أبي زَيْدٍ القَيْرَوَانيّ)) حِين ذَكَر البَهِيمَ فِي رِسالتَه بِمَعْنى الإِبْهام، ونَدّد عَلَيْهِ وَقَالَ: لَا وَجْهَ لَهُ، مَعَ أَنّه موجودٌ فِي التَّهْذِيب وغَيْرِه من كُتُبِ اللَّغَة.
وَقَالَ نِفْطَوَيْه: البَهْمَةُ مُسْتَبْهِمَةٌ عَن الكَلامِ، أَي: مُنْغَلِقٌ ذَلِك عَنْها.
وتَبَهَّمَ: إِذا أُرْتِجَ عَلَيْهِ.
وَيُقَال: ((لَا أَغَرّ وَلَا بَهِيم)) يُضرب مثلا للأَمْرِ إِذا أَشْكَل وَلم تَتَّضِح جِهَتُه واسْتِقامَتُه وَمَعرِفَتُه.
وطَرِيقٌ مُبْهَمٌ: إِذا كَانَ خَفِيًّا لَا يَسْتَبِينُ.
ويُقال: ضَرَبَه فَوَقَع مُبْهَمًا أَي: مَغْشِيًّا عَلَيْهِ لَا يَنْطِقُ وَلَا يُمَيِّز.
وأَمْرٌ مُبْهَمٌ: لَا مَأْتَى لَهُ.
والمُبْهَمات: المُعْضِلات الشاقَّة.
والبُهَمُ، كصُرَدٍ: مُشْكِلاتُ الأُمُورِ.
وكَلامٌ مُبْهَمٌ: لَا يُعْرَف لَهُ وَجْه يُؤْتَى مِنْهُ.
وحائِطٌ مُبْهَمٌ: لم يكنْ فِيهِ بابٌ.
وَأَبْهَمَ [عَلَيْهِ] الأَمْرَ إِبْهامًا: لم يَجْعَل لهُ وَجْهًا يَعْرِفه.
ولَيْلٌ بَهِيمٌ: لَا ضَوْءَ فِيهِ إِلَى الصَّباح.
وصَنادِيقُ مُبْهَمَةٌ: لَا أَقْفالَ لَها، عَن ابنِ الأَنْبارِيّ.
وغَذِيُّ بَهْمٍ: أَحَدُ مُلوك اليَمَن، عَن ابْن برِّي، وَقد تقدّم.
والبَهِيمُ: المَجْهُول الَّذِي لَا يُعْرَف، عَن الخَطّابِيّ.
والبُهْمَةُ: السَّواد، وَيُقَال لِلّيالِي الثّلاث الَّتِي لَا يَطْلُع فِيهَا القَمَرُ: البُهَمُ، كَصُرَد.
وعبدُ الرِّحمنِ بن بَهْمان، يَأْتِي ذكره فِي النُّون. [] 
(بهم) : خَرَج بالبَهْمَاءِ: إِذا لم يُؤَامِرْ أَحَداً، ولا يَدْرِي ما بينَ يَدَيْه، وقيل: بالبَهْماء، أَي عَلَى كُلِّ حال.

بعد

(بعد)
بعدا ضد قرب وَهلك وَكثر فِي دُعَائِهِمْ لَا تبعد وَفِي الرثاء أَيْضا قَالَ الشَّاعِر
(يَقُولُونَ لَا تبعد وهم يدفنوني وَأَيْنَ مَكَان الْبعد إِلَّا مكانيا)

(بعد) بعدا بعد فَهُوَ بعيد (ج) بعداء وَبِه جعله بَعيدا وَهلك
ب ع د: (الْبُعْدُ) ضِدُّ الْقُرْبِ وَقَدْ (بَعُدَ) بِالضَّمِّ بُعْدًا فَهُوَ (بَعِيدٌ) أَيْ (مُتَبَاعِدٌ) وَ (أَبْعَدَهُ) غَيْرُهُ وَ (بَاعَدَهُ) وَ (بَعَّدَهُ تَبْعِيدًا) . وَ (الْبَعَدُ) بِفَتْحَتَيْنِ جَمْعُ بَاعِدٍ كَخَادِمٍ وَخَدَمٍ. وَالْبَعَدُ أَيْضًا الْهَلَاكُ وَ (بَعِدَ) وَبَابُهُ طَرِبَ فَهُوَ (بَاعِدٌ) . وَ (اسْتَبْعَدَ) أَيْ (تَبَاعَدَ) وَ (اسْتَبْعَدَهُ) عَدَّهُ بَعِيدًا. وَمَا أَنْتَ عَنَّا (بِبَعِيدٍ) وَمَا أَنْتُمْ مِنَّا بِبَعِيدٍ يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ. وَقَوْلُهُمْ: كَبَّ اللَّهُ (الْأَبْعَدَ) لِفِيهِ، أَيْ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ. وَالْأَبْعَدُ أَيْضًا الْخَائِنُ وَالْخَائِفُ. وَ (الْأَبَاعِدُ) ضِدُّ الْأَقَارِبِ وَ (بَعْدُ) ضِدُّ قَبْلُ وَهُمَا اسْمَانِ يَكُونَانِ ظَرْفَيْنِ إِذَا أُضِيفَا وَأَصْلُهُمَا الْإِضَافَةُ فَمَتَى حَذَفْتَ الْمُضَافَ إِلَيْهِ لِعِلْمِ الْمُخَاطَبِ بَنَيْتَهُمَا عَلَى الضَّمِّ لِيُعْلَمَ أَنَّهُمَا مَبْنِيَّانِ؛ إِذْ كَانَ الضَّمُّ لَا يَدْخُلُهُمَا إِعْرَابًا لِأَنَّهُمَا لَا يَصْلُحُ وُقُوعُهُمَا مَوْقِعَ الْفَاعِلِ وَلَا مَوْقِعَ الْمُبْتَدَإِ وَالْخَبَرِ. وَقَوْلُهُمْ: أَمَّا بَعْدُ، هُوَ فَصْلُ الْخِطَابِ. 

بعد: البُعْدُ: خلاف القُرْب.

بَعُد الرجل، بالضم، وبَعِد، بالكسر، بُعْداً وبَعَداً، فهو بعيد

وبُعادٌ؛ هم سيبويه، أَي تباعد، وجمعهما بُعَداءُ، وافق الذين يقولون فَعيل

الذين يقولون فُعال لأَنهما أُختان، وقد قيل بُعُدٌ؛ وينشد قول النابغة:

فتِلْكَ تُبْلِغُني النُّعْمانَ أَنَّ له

فَضْلاً على الناسِ، في الأَدْنى وفي البُعُدِ

وفي الصحاح: وفي البَعَد، بالتحريك، جمع باعِدٍ مثل خادم وخَدَم،

وأَبْعده غيره وباعَدَه وبَعَّده تبعيداً؛ وقول امرئ القيس:

قَعَدْتُ له وصُحْبَتي بَيْنَ ضارِجٍ،

وبَيْنَ العُذَيْبِ بُعْدَ ما مُتَأَمَّلِ

إِنما أَراد: يا بُعْدَ مُتَأَمَّل، يتأَسف بذلك؛ ومثله قول أَبي

العيال:....... رَزيَّةَ قَوْمِهِ

لم يأْخُذوا ثَمَناً ولم يَهَبُوا

(* قوله «رزية قومه إلخ» كذا في نسخة المؤلف بحذف أول البيت).

أَراد: يا رزية قومه، ثم فسر الرزية ما هي فقال: لم يأْخذوا ثمناً ولم

يهبوا. وقيل: أَرادَ بَعُدَ مُتَأَمَّلي. وقوله عز وجل، في سورة السجدة:

أُولئك يُنادَوْنَ من مكان بعيد؛ قال ابن عباس: سأَلوا الردّ حين لا ردّ؛

وقيل: من مكان بعيد، من الآخرة إِلى الدنيا؛ وقال مجاهد: أَراد من مكان

بعيد من قلوبهم يبعد عنها ما يتلى عليهم لأَنهم إِذا لم يعوا فَهُمْ

بمنزلة من كان في غاية البعد، وقوله تعالى: ويقذفون بالغيب من مكان بعيد؛ قال

قولهم: ساحر كاهن شاعر. وتقول: هذه القرية بعيد وهذه القرية قريب لا يراد

به النعت ولكن يراد بهما الاسم، والدليل على أَنهما اسمان قولك: قريبُه

قريبٌ وبَعيدُه بَعيدٌ؛ قال الفراءُ: العرب إِذا قالت دارك منا بعيدٌ أَو

قريب، أَو قالوا فلانة منا قريب أَو بعيد، ذكَّروا القريب والبعيد لأَن

المعنى هي في مكان قريب أَو بعيد، فجعل القريب والبعيد خلفاً من المكان؛

قال الله عز وجل: وما هي من الظالمين ببعيد؛ وقال: وما يدريك لعل الساعة

تكون قريباً؛ وقال: إن رحمة الله قريب من المحسنين؛ قال: ولو أُنثتا

وثنيتا على بعدت منك فهي بعيدة وقربت فهي قريبة كان صواباً. قال: ومن قال

قريب وبعيد وذكَّرهما لم يثنّ قريباً وبعيداً، فقال: هما منك قريب وهما منك

بعيد؛ قال: ومن أَنثهما فقال هي منك قريبة وبعيدة ثنى وجمع فقال قريبات

وبعيدات؛ وأَنشد:

عَشِيَّةَ لا عَفْراءُ منكَ قَريبةٌ

فَتَدْنو، ولا عَفْراءُ مِنكَ بَعيدٌ

وما أَنت منا ببعيد، وما أَنتم منا ببعيد، يستوي فيه الواحد والجمع؛

وكذلك ما أَنت منا بِبَعَدٍ وما أَنتم منا بِبَعَدٍ أَي بعيد. قال: وإِذا

أَردت بالقريب والبعيد قرابة النسب أَنثت لا غير، لم تختلف العرب فيها.

وقال الزجاج في قول الله عز وجل: إِن رحمة الله قريب من المحسنين؛ إِنما قيل

قريب لأَن الرحمة والغفران والعفو في معنى واحد، وكذلك كل تأْنيث ليس

بحقيقي؛ قال وقال الأَخفش: جائز أَن تكون الرحمة ههنا بمعنى المطر؛ قال

وقال بعضهم: يعني الفراءُ هذا ذُكِّرَ ليفصل بين القريب من القُرب والقَريب

من القرابة؛ قال: وهذا غلط، كلُّ ما قَرُب في مكان أَو نَسَبٍ فهو جارٍ

على ما يصيبه من التذكير والتأْنيث؛ وبيننا بُعْدَةٌ من الأَرض والقرابة؛

قال الأَعشى:

بأَنْ لا تُبَغِّ الوُدَّ منْ مُتَباعِدٍ،

ولا تَنْأَ منْ ذِي بُعْدَةٍ إِنْ تَقَرَّبا

وفي الدعاءِ: بُعْداً له نصبوه على إِضمار الفعل غير المستعمل إِظهاره

أَي أَبعده الله. وبُعْدٌ باعد: على المبالغة وإِن دعوت به فالمختار

النصب؛ وقوله:

مَدّاً بأَعْناقِ المَطِيِّ مَدَّا،

حتى تُوافي المَوْسِمَ الأَبْعَدَّا

فإِنه أَراد الأَبعد فوقف فشدّد، ثم أَجراه في الوصل مجراه في الوقف،

وهو مما يجوز في الشعر؛ كقوله:

ضَخْماً يحبُّ الخُلُقَ الأَضْخَمَّا

وقال الليث: يقال هو أَبْعَد وأَبْعَدُونَ وأَقرب وأَقربون وأَباعد

وأَقارب؛ وأَنشد:

منَ الناسِ مَنْ يَغْشى الأَباعِدَ نَفْعُه،

ويشْقى به، حتى المَماتِ، أَقارِبُهْ

فإِنْ يَكُ خَيراً، فالبَعيدُ يَنالُهُ،

وإِنْ يَكُ شَرّاً، فابنُ عَمِّكَ صاحِبُهْ

والبُعْدانُ، جمع بعيد، مثل رغيف ورغفان. ويقال: فلان من قُرْبانِ

الأَمير ومن بُعْدانِه؛ قال أَبو زيد: يقال للرجل إِذا لم تكن من قُرْبان

الأَمير فكن من بُعْدانِه؛ يقول: إِذا لم تكن ممن يقترب منه فتَباعَدْ عنه لا

يصيبك شره. وفي حديث مهاجري الحبشة: وجئنا إِلى أَرض البُعَداءِ؛ قال

ابن الأَثير: هم الأَجانب الذين لا قرابة بيننا وبينهم، واحدهم بعيد. وقال

النضر في قولهم هلك الأَبْعَد قال: يعني صاحبَهُ، وهكذا يقال إِذا كنى عن

اسمه. ويقال للمرأَة: هلكت البُعْدى؛ قال الأَزهري: هذا مثل قولهم فلا

مَرْحباً بالآخر إِذا كنى عن صاحبه وهو يذُمُّه. وقال: أَبعد الله الآخر،

قال: ولا يقال للأُنثى منه شيء. وقولهم: كبَّ الله الأَبْعَدَ لِفيه أَي

أَلقاه لوجهه؛ والأَبْعَدُ: الخائنُ. والأَباعد: خلاف الأَقارب؛ وهو غير

بَعِيدٍ منك وغير بَعَدٍ.

وباعده مُباعَدَة وبِعاداً وباعدالله ما بينهما وبَعَّد؛ ويُقرأُ:

ربَّنا باعِدْ بين أَسفارِنا، وبَعِّدْ؛ قال الطرمَّاح:

تُباعِدُ مِنَّا مَن نُحِبُّ اجْتِماعَهُ،

وتَجْمَعُ مِنَّا بين أَهل الضَّغائِنِ

ورجل مِبْعَدٌ: بعيد الأَسفار؛ قال كثَّير عزة:

مُناقِلَةً عُرْضَ الفَيافي شِمِلَّةً،

مَطِيَّةَ قَذَّافٍ على الهَوْلِ مِبْعَدِ

وقال الفراءُ في قوله عز وجل، مخبراً عن قوم سبا: ربنا باعد بين

أَسفارنا؛ قال: قرأَه العوام باعد، ويقرأُ على الخبر: ربُّنا باعَدَ بين

أَسفارنا، وبَعَّدَ. وبَعِّدْ جزم؛ وقرئَ: ربَّنا بَعُدَ بَيْنَ أَسفارنا،

وبَيْنَ أَسفارنا؛ قال الزجاج: من قرأَ باعِدْ وبَعِّدْ فمعناهما واحد، وهو

على جهة المسأَلة ويكون المعنى أَنهم سئموا الراحة وبطروا النعمة، كما قال

قوم موسى: ادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأَرض (الآية)؛ ومن قرأَ:

بَعُدَ بينُ أَسفارنا؛ فالمعنى ما يتَّصِلُ بسفرنا؛ ومن قرأَ بالنصب: بَعُدَ

بينَ أَسفارنا؛ فالمعنى بَعُدَ ما بَيْنَ أَسفارنا وبَعُدَ سيرنا بين

أَسفارنا؛ قال الأَزهري: قرأَ أَبو عمرو وابن كثير: بَعَّد، بغير أَلف،

وقرأَ يعقوب الحضرمي: ربُّنا باعَدَ، بالنصب على الخبر، وقرأَ نافع وعاصم

والكسائي وحمزة: باعِدْ، بالأَلف، على الدعاءِ؛ قال سيبويه: وقالوا بُعْدَك

يُحَذِّرُهُ شيئاً من خَلْفه.

وبَعِدَ بَعَداً وبَعُد: هلك أَو اغترب، فهو باعد.

والبُعْد: الهلاك؛ قال تعالى: أَلا بُعْداً لمدين كما بَعِدَت ثمود؛

وقال مالك

بن الريب المازني:

يَقولونَ لا تَبْعُدْ، وَهُمْ يَدْفِنونَني،

وأَينَ مكانُ البُعْدِ إِلا مكانِيا؟

وهو من البُعْدِ. وقرأَ الكسائي والناس: كما بَعِدَت، وكان أَبو عبد

الرحمن السُّلمي يقرؤها بَعُدَت، يجعل الهلاك والبُعْدَ سواء وهما قريبان من

السواء، إِلا أَن العرب بعضهم يقول بَعُدَ وبعضهم يقول بَعِدَ مثل

سَحُقَ وسَحِقَ؛ ومن الناس من يقول بَعُد في المكان وبَعِدَ في الهلاك، وقال

يونس: العرب تقول بَعِدَ الرجل وبَعُدَ إِذا تباعد في غير سبّ؛ ويقال في

السب: بَعِدَ وسَحِقَ لا غير.

والبِعاد: المباعدة؛ قال ابن شميل: راود رجل من العرب أَعرابية فأَبت

إِلا أَن يجعل لها شيئاً، فجعل لها درهمين فلما خالطها جعلت تقول: غَمْزاً

ودِرْهماكَ لَكَ، فإِن لم تَغْمِزْ فَبُعْدٌ لكَ؛ رفعت البعد، يضرب مثلاً

للرجل تراه يعمل العمل الشديد. والبُعْدُ والبِعادُ: اللعن، منه أَيضاً.

وأَبْعَدَه الله: نَحَّاه عن الخير وأَبعده. تقول: أَبعده الله أَي لا

يُرْثَى له فيما يَزِلُّ به، وكذلك بُعْداً له وسُحْقاً ونَصَبَ بُعْداً

على المصدر ولم يجعله اسماً. وتميم ترفع فتقول: بُعْدٌ له وسُحْقٌ،

كقولك: غلامٌ له وفرسٌ. وفي حديث شهادة الأَعضاء يوم القيامة فيقول: بُعْداً

لكَ وسُحقاً أَي هلاكاً؛ ويجوز أَن يكون من البُعْد ضد القرب. وفي الحديث:

أَن رجلاً جاء فقال إِن الأَبْعَدَ قد زَنَى، معناه المتباعد عن الخير

والعصمة.

وجَلَسْتُ بَعيدَةً منك وبعيداً منك؛ يعني مكاناً بعيداً؛ وربما قالوا:

هي بَعِيدٌ منك أَي مكانها؛ وفي التنزيل: وما هي من الظالمين ببعيد.

وأَما بَعيدَةُ العهد، فبالهاء؛ ومَنْزل بَعَدٌ بَعيِدٌ.

وتَنَحَّ غيرَ بَعِيد أَي كن قريباً، وغيرَ باعدٍ أَي صاغرٍ. يقال:

انْطَلِقْ يا فلانُ غيرُ باعِدٍ أَي لا ذهبت؛ الكسائي: تَنَحَّ غيرَ باعِدٍ

أَي غير صاغرٍ؛ وقول النابغة الذبياني:

فَضْلاَ على الناسِ في الأَدْنَى وفي البُعُدِ

قال أَبو نصر: في القريب والبعيد؛ ورواه ابن الأَعرابي: في الأَدنى وفي

البُعُد، قال: بعيد وبُعُد. والبَعَد، بالتحريك: جمع باعد مثل خادم

وخَدَم. ويقال: إِنه لغير أَبْعَدَ إِذا ذمَّه أَي لا خير فيه، ولا له بُعْدٌ:

مَذْهَبٌ؛ وقول صخر الغيّ:

المُوعِدِينا في أَن نُقَتِّلَهُمْ،

أَفْنَاءَ فَهْمٍ، وبَيْنَنا بُعَدُ

أَ أَنَّ أَفناء فهم ضروب منهم. بُعَد جَمع بُعْدةٍ. وقال الأَصمعي:

أَتانا فلان من بُعْدةٍ أَي من أَرض بَعيدة. ويقال: إِنه لذو بُعْدة أَي لذو

رأْي وحزم. يقال ذلك للرجل إِذا كان نافذ الرأْي ذا غَوْر وذا بُعْدِ

رأْي.

وما عنده أَبْعَدُ أَي طائل؛ قال رجل لابنه: إِن غدوتَ على المِرْبَدِ

رَبِحْتَ عنا أَو رجعت بغير أَبْعَدَ أَي بغير منفعة.

وذو البُعْدة: الذي يُبْعِد في المُعاداة؛ وأَنشد ابن الأَعرابي لرؤبة:

يَكْفِيكَ عِنْدَ الشِّدَّةِ اليَبِيسَا،

ويَعْتَلِي ذَا البُعْدَةِ النُّحُوسا

وبَعْدُ: ضدّ قبل، يبنى مفرداً ويعرب مضافاً؛ قال الليث: بعد كلمة دالة

على الشيء الأَخير، تقول: هذا بَعْدَ هذا، منصوب. وحكى سيبويه أَنهم

يقولون من بَعْدٍ فينكرونه، وافعل هذا بَعْداً. قال الجوهري: بعد نقيض قبل،

وهما اسمان يكونان ظرفين إِذا أُضيفا، وأَصلهما الإِضافة، فمتى حذفت

المضاف إِليه لعلم المخاطب بَنَيْتَهما على الضم ليعلم أَنه مبني إِذ كان الضم

لا يدخلهما إِعراباً، لأَنهما لا يصلح وقوعهما موقع الفاعل ولا موقع

المبتدإِ ولا الخبر؛ وقوله تعالى: لله الأَمر من قبلُ ومن بعدُ أَي من قبل

الأَشياء وبعدها؛ أَصلهما هنا الخفض ولكن بنيا على الضم لأَنهما غايتان،

فإِذا لم يكونا غاية فهما نصب لأَنهما صفة؛ ومعنى غاية أَي أَن الكلمة

حذفت منها الإِضافة وجعلت غاية الكلمة ما بقي بعد الحذف، وإِنما بنيتا على

الضم لأَن إِعرابهما في الإضافة النصب والخفض، تقول رأَيته قبلك ومن قبلك،

ولا يرفعان لأَنهما لا يحدَّث عنهما، استعملا ظرفين فلما عدلا عن بابهما

حركا بغير الحركتين اللتين كانتا له يدخلان بحق الإِعراب، فأَما وجوبُ

بنائهما وذهاب إِعرابهما فلأَنهما عرَّفا من غير جهة التعريف، لأَنه حذف

منهما ما أُضيفتا إِليه، والمعنى: لله الأَمر من قبل أَن تغلب الروم ومن

بعد ما غلبت. وحكى الأَزهري عن الفراء قال: القراءة بالرفع بلا نون

لأَنهما في المعنى تراد بهما الإِضافة إِلى شيء لا محالة، فلما أَدَّتا غير

معنى ما أُضيفتا إِليه وُسِمَتا بالرفع وهما في موضع جر، ليكون الرفع دليلاً

على ما سقط، وكذلك ما أَشبههما؛ كقوله:

إِنْ يَأْتِ مِنْ تَحْتُ أَجِيْهِ من عَلُ

وقال الآخر:

إِذا أَنا لم أُومَنْ عَلَيْكَ، ولم يكنْ

لِقَاؤُك الاّ من وَرَاءُ ورَاءُ

فَرَفَعَ إِذ جعله غاية ولم يذكر بعده الذي أُضيف إِليه؛ قال الفراء:

وإِن نويت أَن تظهر ما أُضيف إِليه وأَظهرته فقلت: لله الأَمر من قبلِ ومن

بعدِ، جاز كأَنك أَظهرت المخفوض الذي أَضفت إِليه قبل وبعد؛ قال ابن

سيده: ويقرأُ لله الأَمر من قبلٍ ومن بعدٍ يجعلونهما نكرتين، المعنى: لله

الأَمر من تقدُّمٍ وتأَخُّرٍ، والأَوّل أَجود. وحكى الكسائي: لله الأَمر من

قبلِ ومن بعدِ، بالكسر بلا تنوين؛ قال الفراء: تركه على ما كان يكون عليه

في الإِضافة، واحتج بقول الأَوّل:

بَيْنَ ذِراعَيْ وَجَبْهَةِ الأَسَدِ

قال: وهذا ليس كذلك لأَن المعنى بين ذراعي الأَسد وجبهته، وقد ذكر أَحد

المضاف إِليهما، ولو كان: لله الأَمر من قبل ومن بعد كذا، لجاز على هذا

وكان المعنى من قبل كذا ومن بعد كذا؛ وقوله:

ونحن قتلنا الأُسْدَ أُسْدَ خَفِيَّةٍ،

فما شربوا بَعْدٌ على لَذَّةٍ خَمْرا

إِنما أَراد بعدُ فنوّن ضرورة؛ ورواه بعضهم بعدُ على احتمال الكف؛ قال

اللحياني وقال بعضهم: ما هو بالذي لا بُعْدَ له، وما هو بالذي لا قبل له،

قال أَبو حاتم: وقالوا قبل وبعد من الأَضداد، وقال في قوله عز وجل:

والأَرض بعد ذلك دحاها، أَي قبل ذلك. قال الأَزهري: والذي قاله أَبو حاتم عمن

قاله خطأٌ؛ قبلُ وبعدُ كل واحد منهما نقيض صاحبه فلا يكون أَحدهما بمعنى

الآخر، وهو كلام فاسد. وأَما قول الله عز وجل: والأَرض بعد ذلك دحاها؛

فإِن السائل يسأَل عنه فيقول: كيف قال بعد ذلك قوله تعالى: قل أَئنكم

لتكفرون بالذي خلق الأَرض في يومين؛ فلما فرغ من ذكر الأَرض وما خلق فيها قال:

ثم استوى إلى السماء، وثم لا يكون إِلا بعد الأَول الذي ذكر قبله، ولم

يختلف المفسرون أَن خلق الأَرض سبق خلق السماء، والجواب فيما سأَل عنه

السائل أَن الدَّحو غير الخلق، وإِنما هو البسط، والخلق هو إِلانشاءُ

الأَول، فالله عز وجل، خلق الأَرض أَولاً غير مدحوّة، ثم خلق السماء، ثم دحا

الأَرض أَي بسطها، قال: والآيات فيها متفقة ولا تناقض بحمد الله فيها عند

من يفهمها، وإِنما أَتى الملحد الطاعن فيما شاكلها من الآيات من جهة

غباوته وغلظ فهمه وقلة علمه بكلام العرب.

وقولهم في الخطابة: أَما بعدُ؛ إِنما يريدون أَما بعد دعائي لك، فإِذا

قلت أَما بعدَ فإِنك لا تضيفه إِلى شيء ولكنك تجعله غاية نقيضاً لقبل؛ وفي

حديث زيد بن أَرقم: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، خطبهم فقال:

أَما بعدُ؛ تقدير الكلام: أَما بعدُ حمد الله فكذا وكذا. وزعموا أَن داود،

عليه السلام، أَول من قالها؛ ويقال: هي فصل الخطاب ولذلك قال جل وعز:

وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب؛ وزعم ثعلب أَن أَول من قالها كعب بن لؤي.

أَبو عبيد: يقال لقيته بُعَيْداتِ بَيْنٍ إِذا لقيته بعد حين؛ وقيل:

بُعَيْداتِ بَيْنٍ أَي بُعَيد فراق، وذلك إِذا كان الرجل يمسك عن إِتيان

صاحبه الزمانَ، ثم يأْتيه ثم يمسك عنه نحوَ ذلك أَيضاً، ثم يأْتيه؛ قال: وهو

من ظروف الزمان التي لا تتمكن ولا تستعمل إلا ظرفاً؛ وأَنشد شمر:

وأَشْعَثَ مُنْقَدّ القيمصِ، دعَوْتُه

بُعَيْداتِ بَيْنٍ، لا هِدانٍ ولا نِكْسِ

ويقال: إِنها لتضحك بُعَيْداتِ بَيْنٍ أَي بين المرَّة ثم المرة في

الحين.

وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه كان إِذا أَراد البراز أَبعد،

وفي آخر: يَتَبَعَّدُ؛ وفي آخر: أَنه، صلى الله عليه وسلم، كان يُبْعِدُ

في المذهب أَي الذهاب عند قضاء حاجته؛ معناه إِمعانه في ذهابه إِلى

الخلاء. وأَبعد فلان في الأَرض إِذا أَمعن فيها. وفي حديث قتل أَبي جهل: هَلْ

أَبْعَدُ من رجل قتلتموه؟ قال ابن الأَثير: كذا جاء في سنن أَبي داود

معناها أَنهى وأَبلغ، لأَن الشيء المتناهي في نوعه يقال قد أَبعد فيه، وهذا

أَمر بعيد لا يقع مثله لعظمه، والمعنى: أَنك استعظمت شأْني واستبعدت

قتلي فهل هو أَبعد من رجل قتله قومه؛ قال: والروايات الصحيحة أَعمد،

بالميم.

البعد: عبارة عن امتداد قائم في الجسم، أو نفسه عند القائلين بوجود الخلاء، كأفلاطون.
بعد: {بعِدت}: هلكت. و {بُعدا لمدين}: أي هلاكا. والبُعْد ضد القرب، والبُعْد والبَعَد: الهلاك.
بَاب الْبعد

بَعدت وشطت وشطنت ونزحت واقصت وقذفت وسحقت وشحطت وغربت وشسعت وناءت وتراخت وشطرت ونزحت
(بعد) نقيض قبل وَهُوَ ظرف مُبْهَم يفهم مَعْنَاهُ بِالْإِضَافَة لما بعده وَيكون مَنْصُوبًا أَو مجرورا مَعَ من وَقد يقطع عَن الْإِضَافَة وَهِي مفهومة من الْكَلَام فَيكون مَبْنِيا على الضَّم

بعد


بَعِدَ(n. ac. بَعَد)
بَعُدَ(n. ac. بُعْد)
a. Was, became distant, far off, far away, remote; became
alienated, estranged.

بَعَّدَa. Removed, sent away; estranged.
b. Held aloof, kept away.

بَاْعَدَa. Was far off, distant from.
b. see II (a)
أَبْعَدَa. Removed; sent away.

تَبَاْعَدَa. see VIII
إِبْتَعَدَ
a. ['An], Withdrew, went away, quitted.
إِسْتَبْعَدَa. see VIII
بَعْد
a. After; behind; afterwards, later; beyond.
b. Hereafter.

بُعْدa. Distance; remoteness, farness.
b. Absence.

بُعْدَة
بَعَدa. see 3
بَعِدa. see 25
أَبْعَدُa. Far from.

بُعَاْدa. see 25
بَعِيْد
(pl.
بُعَدَآءُ)
a. Distant, far off, remote.

الأَبْعَد
a. Far be it from thee!

يَا بَعْدِي
a. O thou precious!
بعد
البُعْد: ضد القرب، وليس لهما حدّ محدود، وإنما ذلك بحسب اعتبار المكان بغيره، يقال ذلك في المحسوس، وهو الأكثر، وفي المعقول نحو قوله تعالى: ضَلُّوا ضَلالًا بَعِيداً
[النساء/ 167] ، وقوله عزّ وجلّ: أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ [فصلت/ 44] ، يقال: بعد: إذا تباعد، وهو بعيد، وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ [هود/ 83] ، وبَعِدَ: مات، والبعد أكثر ما يقال في الهلاك، نحو: بَعِدَتْ ثَمُودُ
[هود/ 95] ، وقد قال النابغة:
في الأدنى وفي البعد.
والبَعَدُ والبُعْدُ يقال فيه وفي ضد القرب، قال تعالى: فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [المؤمنون/ 41] ، فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ [المؤمنون/ 44] ، وقوله تعالى: بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ [سبأ/ 8] ، أي: الضلال الذي يصعب الرجوع منه إلى الهدى تشبيها بمن ضلّ عن محجّة الطريق بعدا متناهيا، فلا يكاد يرجى له العود إليها، وقوله عزّ وجلّ: وَما قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ [هود/ 89] ، أي: تقاربونهم في الضلال، فلا يبعد أن يأتيكم ما أتاهم من العذاب.
(بَعْد) : يقال في مقابلة قبل، ونستوفي أنواعه في باب (قبل) إن شاء الله تعالى.
ب ع د : بَعُدَ الشَّيْءُ بِالضَّمِّ بُعْدًا فَهُوَ بَعِيدٌ وَيُعَدَّى بِالْبَاءِ وَبِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ بَعُدْتُ بِهِ وَأَبْعَدْتُهُ وَتَبَاعَدَ مِثْلُ: بَعُدَ وَبَعَّدْتُ بَيْنَهُمْ تَبْعِيدًا وَبَاعَدْتُ مُبَاعَدَةً وَاسْتَبْعَدْتُهُ عَدَدْته بَعِيدًا وَأَبْعَدْتُ فِي الْمَذْهَبِ إبْعَادًا بِمَعْنَى تَبَاعَدْتُ.
وَفِي الْحَدِيثِ «إذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ قَضَاءَ الْحَاجَةِ أَبْعَدَ» قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ وَيَكُونُ أَبْعَدَ لَازِمًا وَمُتَعَدِّيًا فَاللَّازِمُ أَبْعَدَ زَيْدٌ عَنْ الْمَنْزِلِ بِمَعْنَى تَبَاعَدَ وَالْمُتَعَدِّي أَبْعَدْتُهُ وَأَبْعَدَ فِي السَّوْمِ شَطَّ وَبَعِدَ بَعَدًا مِنْ بَابِ تَعِبَ هَلَكَ وَبَعْدُ ظَرْفٌ مُبْهَمٌ لَا يُفْهَمُ مَعْنَاهُ إلَّا بِالْإِضَافَةِ لِغَيْرِهِ وَهُوَ زَمَانٌ مُتَرَاخٍ عَنْ السَّابِقِ فَإِنْ قَرُبَ مِنْهُ قِيلَ بُعَيْدَهُ بِالتَّصْغِيرِ كَمَا يُقَالُ قَبْلَ الْعَصْرِ فَإِذَا قَرُبَ قِيلَ قُبَيْلَ الْعَصْرِ بِالتَّصْغِيرِ أَيْ قَرِيبًا مِنْهُ وَيُسَمَّى تَصْغِيرَ التَّقْرِيبِ وَجَاءَ زَيْدٌ بَعْدَ عَمْرٍو أَيْ مُتَرَاخِيًا زَمَانُهُ عَنْ زَمَانِ مَجِيءِ عَمْرٍو وَتَأْتِي بِمَعْنَى مَعَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ} [القلم: 13] أَيْ: مَعَ ذَلِكَ وَالْأَبْعَدُ خِلَافُ الْأَقْرَبِ وَالْجَمْعُ الْأَبَاعِدُ. 
ب ع د

أما بعد فقد كان كذا. وأتيته بعيدات بين إذا أتيته بعد حين. وأنشد أبو زيد:

وأشعث منقد القميص أتيته ... بعيدات بين لاهدان ولا نكس

وتنح غير باعد وغير بعد أي غير صاغر. ولا تبعد، وإن بعدت عني فلا بعدت. وتقول: بعداً وسحقاً، وقبحاً ومحقاً. وهو محسن إلى الأباعد دون الأقارب. قال:

من الناس من يغشى الأباعد نفعه ... ويشقى به حتى الممات أقاربه

فإن يك خير فالبعيد يناله ... وإن يك شر فابن عمك صاحبه

وفلان يستجر الحديث من أباعد أطرافه. وأبعد الله الأبعد و" مثل العالم كمثل الحمة يأتيها البعداء ويتركها القرباء " وأبعد في السوم. وأبعط فيه إذا أشط. وإن قلت كذا لم أبعده ولم أستبعده. وقلت قولاً بعيداً، وما أبعده من الصواب. وباعدني وتباعد مني وابتعد وتبعد. قال عمر بن أبي ربيعة:

اذهب فديتك غير مبتعد ... لا كان هذا آخر العهد

وكانوا متقاربين فتباعدوا. ويقال: إذا لم تكن من قربان الأمير فكن من بعدانه لا يصبك شره، جمع قريب وبعيد، كذليل، وذلان. وفلان بعيد الهمة وذو بعدة. قال الشنفري:

وأعدم أحياناً وأغنى وإنما ... ينال الغنى ذو البعدة المتبدل

الذي يبتذل نفسه في الأسفار والمتاعب.
(بعد) - قَولُه تَعالَى: {والأَرضَ بعدَ ذَلِكَ دَحَاها} - قِيل: إنّ قَبْل وبَعْدَ من الأَضْدَاد، ومَعْنَى بَعْدَ هَا هُنَا قَبْل؛ لأنه تَبارَك وتَعالَى: {خَلَق الأرضَ في يَوْمَيْن} ثم قال: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} .
فَعلَى هذا خَلْقُ الأرضِ قَبلَ خَلْقِ السَّماءِ، فلما قال: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} كان المَعنَى قَبل ذلك، لأَنَّ قَبل هذا اللَّفْظ قَولُه: {أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا} .
وكذلك قَولُه تَعالى: {ولقد كَتَبْنَا في الزَّبُورِ مِنْ بعْدِ الذِّكْرِ} . قيل: مَعنَاه من قَبْلِه.
- في الحديث: أنَّه عليه الصلاة والسلام "كان يَخرُج عند البَراز فيتبَعَّد".
: أَى يَبْعُد عن النَّظر، وهو مثل يتَقرَّب بمعنى يَقرُب، ولو روى يَبْتَعِد بمعنى يَبْعُدُ لَجازَ، كما قال تعالى: {واقْتَربَ الوعْدَ} بمَعنَى قربَ، وروى: "يُبْعِد".
يقال: أبعَد في الأرض: أَى ذَهَب بَعِيدًا.
- في الحديث: "أنَّ رَجُلاً جاء وقال: إنَّ الأبعدَ قد زَنَى".
معناه البَاعِدُ عن العِصْمة والخير.
يقال: ما عندَك أَبعدٌ، بالتَّنْوين، وإِنَّك لَغَيْرُ أَبْعدَ: أي غيَرُ طَائِلٍ
- في حديث المُهاجِرين إلى الحَبَشة: "جِئْنَا أَرضَ البُعَداء": أي الأَجانِبِ الذين لا قَرابَة بينَنَا وبَيْنَهم.
- في حديث المَخْتُوم على فِيهِ في تفسير قَولِه تعالى: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ} فيقول لأَعضائِه: بعدًا لَكُنَّ ، ويجوز: بُعدٌ، كما يقال: وَيلاً له ووَيْلٌ. ويحتمل أن يكون من البُعْد الذي هو ضِدّ القُربِ: أي أبعدَكُنَّ الله، ويُحتَمل أن يَكُونَ من قَوِلهِم: بَعِدَ إذا هَلَك: أي هلَكْتُنّ حين أَقررتُنَّ على أَنفُسِكن.
- وفي حَديثِ أبِى جَهْل: "هلْ أبعدُ من رَجُلٍ قَتلْتُموه" .
كذا في سُنَن أَبِى داود، والصَّحِيح: أَعمَد "بالميم".
[بعد] فيه: كان إذا أراد البراز "أبعد" وفي أخرى يتبعد في المذهب أي في الذهاب عند قضاء الحاجة. وفيه: أن "الأبعد" قد زنى أي المتباعد عن الخير والعصمة. بعد بالكسر فهو باعد أي هالك، والبعد الهلاك، والأبعد الخائن أيضاً. ومنه: كب الله "الأبعد" لفيه. وفي ح شهادة الأعضاء: "بعداً" لكن أي هلاكاً أو هو من ضد القرب. وفي ح قتل أبي جهل: هل "أبعد" من رجل قتلتموه أي أنهى وأبلغ لأن الشيء المتناهي في نوعه يقال قد أبعد فيه. وهذا أمر "بعيد" أي لا يقع مثله لعظمه يريد أنك استبعدت قتلي فهل هو أبعد ممن قتله قومه،المشرق والمغرب، أبعد صفة مصدر محذوف أي هوياً أي سقوطاً بعيد المبتدأ والنمتهى، قوله من رضوان الله أي من كلام فيه رضوان، ومن بيانية حال من الكلمة، وكذا لا يلقى، ويرفع مستأنفة أي لا يرى بتلك الكلمة "بالا" أي بأساً أي يظنها قليلة وهي عظيمة. وح: إن حوضى "أبعد" من أبلة من عدن أي من بعد أبلة من عدن. وح: "باعد" بيني وبين خطاياي أي إذا قدر لي ذنب أو خطيئة "فبعد" بيني وبينه، أو اغفر خطاياي السالفة مني. وح: لا يزال "يتباعد" أي يبعد عن استماع الخطبة والصف الأول الذي هو مقام المقربين حتى يؤخر إلى آخر صف المتسفلين قوله "وإن دخلها" تعريض بأنه قنع من الدرجات العالية بمجرد الدخول. وح: كنا في موقف لنا بعرفة "يباعده" من موقف الإمام جدا أي يجعله بعيداً بوصفه إياه بالبعد، والتباعد بمعنى التبعيد. وح: فرجع غير "بعيد" أي غير زمان بعيد. وح: "بعده" الله من النار كبعد غراب طائر وهو فرخ حتى مات، شبه بعد الصائم عن النار ببعد غراب طار من أول عمره إلى آخره، طائر صفة غراب، وهو فرخ حال من ضمير طائر، وحتى مات غاية الطيران، وهو ما حال من فاعل مات، وهذا بحسب العرف وإلا فلا مناسبة بين البعدين. غ: "بعد" محله بضم عين يقال لمن لا يفهم هو ينادي من مكان بعيد. وفي شقاق "بعيد" يتباعدهم في مشاقة بعض.
بعد: بعد عن: هي عند الجغرافيين والرحالة لا تعني إلا نفيَ ((أن يكون المكان واقعاً على ساحل البحر أو شاطئ النهر)) وتعني ((أنه واقع على مسافة قريبة منها)). وكذلك ((بُعْدٌ)): مدى قصير، مسافة قصيرة. - وبعيد وتباعد: واقع على مسافة قصيرة (معجم الادريسي).
وبعد عن: عاش بعيداً عن الأمير وقصر السلطان، وأصبح من السوقة، وهي ضد قرب في الغالب (انظر كليلة ودمنة ص277).
وبعد: لا يحتمل تصديقه (انظر لين) وكان مستحيلاً متعذراً (ابن بسام 2: 113 وانظر ابن البيطار 2: 385 والمقدمة 2: 181، 227). وقد يليها على، ففي ألف ليلة (1: 9): ما يبعد عليّ قتلك أي ليس متعذراً علي قتلك (أني قادر على قتلك) وما جاء في كتاب ابن العوام (1: 420) حيث عليك أن تقرأ وفقاً لما في مخطوطة الاسكوريال ومخطوطة ليدن: إن الذي بعد عليك من هذا، معناه: إن الذي تعذر عليك فهمه من هذا.
وبُعْد: عُمْق، ففي أماري ص440: وأفضى بهم إلى حفر خندق عظيم كالحفرة من بُعد قَعْرِه (وقعره التي رأى الناشر إثباتها بدل قعرة التي في المخطوطة هي الصواب.
أما قَعْرَة التي ذكرها فليشر (تعليقات ونقد ص62) فلا تدل على هذا المعنى. (وأنظر أدناه: بعيد وأبعد).
بَعَّد (بالتضعيف): تنحى، تخلى (الكالا).
أبعد: في المقري (1: 941): ويبعد ذلك أن، معناها: والذي يثبت أن الأمر ليس كذلك أن)).
تباعد: يقال: تباعد ما بينهما وبين أهلهما أي فسد ما بينهما وبين أهلهما من صلة وتنافرا (معجم البلاذري).
ابتعد: انزوى، اعتزل، تجنب، تفرد، تغرب. وكل هذه معان مجازية. - ويقال: ابتعد عن بعضه: حاد عنه واجتنبه ولم يقاربه (بوشر).
بَعْدُ: جاء في فقرة في الجريدة الآسيوية (1849، 2: 271 رقم 1): ((وتعمد إلى قطع جلود أيّ جلود شئتَ بعد جلود الغنم)) وقد أراد كاترمير (الجريدة الآسيوية 1850، 1: 265) تغيير ((بعد)) هذه التي ذكرت في مخطوطتي. وأرى إنه قد أخطأ. ففي رأيي أن ((بعد)) هنا لها معناها المعروف والمعنى هو ((عليك أن تأخذ جلود الغنم أولاً ثم تعمد .. الخ)) بعد بيوم: بعد يوم (بوشر) - وفي بعد = بعد ففي تاريخ البربر (1: 70): ثم هلك خالد في بعد تلك الأيام. وفي معجم البلاذري ومعجم المتفرقات أمثلة لاستعمال بعد في جمل مثبته بمعنى: للآن. ولا يزال يقال: بعدك نائم أي لم تزل نائماً. وبعد بكيّر: أي لا يزال الوقت مبكراً وهي لغة أهل كسروان (بوشر) - ويقال يا بعدي، يريدون به، أدعو أن تعيش بعدي (محيط المحيط)، ويقوله المحب لحبيبته (ألف ليلة: برسل 3: 193، 194، 250).
بُعْد: انظر بعد، وتجمع على أبعاد (أبو الوليد ص364) - وفي مصطلح الموسيقى أبعاد: فواصل. (صفة مصر 14: 17) والبعد الكلي: مجموعة من ثماني وحدات (بوشر).
بُعْدَة. يقال في البعدة أي بعيداً، في بلد بعيد (بوشر).
بَعدَيْن: بعد فترة، بعد ذلك (بوشر).
بعاد: ابتعاد، مخالف، مناف، يقال بعاد عن القواعد أي ابتعاد عن القواعد، مخالف لها ومناف لها (بوشر).
بعيد: انظره في بعد - ويقال: بعيد عن بعضه أي مفرق، مشتت (بوشر). والفرق بعيد أي شتان ما بينهما (بوشر) ومثله: بعيداً أن تفلحوا: أي هيهات أن تفلحوا (أبو الوليد 221).
والبعيد: أي وقانا الله منه. والبعيد أو بعيد عنكم أي أبعد الله عنكم هذا البلاء. وبعيد عنا: وقانا الله من مثل هذا البلاء (بوشر). وفي ألف ليلة وليلة نرى شهرزاد حين تذكر في قصصها فعلاً يدل على معنى اللعن أو الخيبة فإنها ترادفه بكلمة البعيد بدل الكاف ضمير المخاطب لئلا يتوجه هذا اللعن إلى زوجها السلطان الذي تقص عليه القصص، ففي (3: 426) مثلاً تقول: فقال له الله يخيب البعيد، بدل: الله يخيبك. وفي (4: 679): صارت تقول له إن شاء الله يكون أكلها سماً يهري بدن البعيد، بدل: بدنك، وفي (9: 255 طبعة برسل): وقال للمقدم الله يخيب كعب البعيد وسفرته، بدل: كعبك وسفرتك كما ورد في طبعة ماكن في هذا الموضع.
وبعيد: عميق (وهي ضد قريب) (ابن جبير 64، 67) وفي الحلل الموشية (ص59ق): فتردى من حافة بعيدة المهوى ظن أن الأرض وطية متصلة.
وبعيد: عال، ففي رحلة ابن بطوطة (4: 367): شجرة بعيدة.
والبعيد والقريب: العامة والخاصة من الناس وترد كثيراً بهذا المعنى. انظر مثلاً كليلة ودمنة ص206.
وقريب من بعيد: قريب لا يتصل نسبه بعمود النسب (بوشر).
أبعد: لا يصدق، غير شبيه بالحق (ابن العوام 1: 420).
وأبعد: أكثر عمقاً. ففي رحلة العبدري (ص81و): وملؤها في آبار عميقة ما رأيت أبعد منها.
مبعود: مبعد، مقصي، منفي (فوك) متباعد: انظر في بعد.
(ب ع د)

البُعْد: خلاف القُرب، وَقَول امْرِئ الْقَيْس:

قَعَدْتُ لهُ وصُحْبَتِي بينَ ضَارِجٍ ... وبَينَ إكامٍ بُعْدَما مُتأَمَّلِ

إِنَّمَا أَرَادَ: يَا بعد متأمل، يتأسف بذلك، وَمثله قَول أبي الْعِيَال:

رَزِيَّةَ قَوْمَه لم يَأْ ... خُذُوا ثَمَنا ولمْ يَهَبُوا

أَرَادَ: يَا رزية قومه، ثمَّ فسر الرزية مَا هِيَ فَقَالَ: " لم يَأْخُذُوا ثمنا وَلم يهبوا " وَقيل: أَرَادَ: بعد متأملي. وَقَوله تَعَالَى: (أُولئكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعيدٍ) ، أَي بعيد من قُلُوبهم يبعد عَنْهَا مَا يُتْلَى عَلَيْهِم، لأَنهم إِذا لم يعوا فهم بِمَنْزِلَة من كَانَ فِي غَايَة البُعْد.

بَعُدَ الرجل وبَعِدَ بُعْداً وبَعَداً فَهُوَ بَعيد وبُعادٌ عَن سِيبَوَيْهٍ. وجمعهما بُعَداءُ. وَافق الَّذين يَقُولُونَ فَعيل الَّذين يَقُولُونَ فُعال لِأَنَّهُمَا أختَان، وَقد قيل: بُعُدٌ، وينشد بَيت النَّابِغَة:

فتِلك تُبْلِغُنِي النُّعْمانَ إنَّ لَهُ ... فَضْلاً على النَّاس فِي الأدْنَينَ والبُعُدِ

وَفِي الدُّعَاء: بُعْداً لَهُ، نصبوه على إِضْمَار الْفِعْل غير الْمُسْتَعْمل إِظْهَاره، أَي أبْعَدَه الله.

وبُعْدٌ باعِدٌ، على الْمُبَالغَة، وَإِن دَعَوْت بِهِ فالمختار النصب. وَقَوله:

مَداًّ بأعْناقِ المَطيّ مَداَّ ... حَتَّى تُوَافِي المَوْسِمَ الأَبْعَداَّ

فَأَنَّهُ أَرَادَ الأبْعَدَ، فَوقف فَشدد، ثمَّ أجراه فِي الْوَصْل مجْرَاه فِي الْوَقْف، وَهُوَ مِمَّا يجوز فِي الشّعْر كَقَوْلِه:

ضَخْما يُحبّ الخُلُقَ الأضْخَمَّا

وَهُوَ غير بعيد مِنْك وَغير بَعَد وباعَدَه مُباعدة وبِعادا. وباعَدَ الله بَينهمَا وبعَّد، وَيقْرَأ (رَبَّنا باعِدْ بَينَ أسْفارِنا) و" بَعِّدْ " قَالَ الطرماح:

تُباعِدُ مِنَّا من نُحِبُّ اجتماعَه ... وتَجْمعُ مِنَّا بينَ أهل الضَّغائنِ

وَرجل مبْعَدٌ: بَعيد الْأَسْفَار، قَالَ كثير عزة:

مُناقِلَةً عُرْضَ الفَيافِي شِملَّةً ... مَطِيَّةَ قَذَّافٍ على الهَوْلِ مِبْعَدِ قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: بُعْدَك، تحذره شَيْئا من خَلفه.

وبَعِد بَعَداً وبَعُدَ: هلك أَو اغترب. قَالَ تَعَالَى: (كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ) ، وَقَالَ مَالك بن الريب الْمَازِني:

يَقُولُونَ لَا تَبْعَدْ وهم يَدْفِنوني ... وأينَ مكانُ البُعْدِ إِلَّا مكانيا

وَهُوَ من البُعْد.

والبُعْدُ والبِعاد: اللَّعْن، مِنْهُ أَيْضا.

وأبْعَده الله: نَحَّاه عَن الْخَيْر وأبعده.

وَجَلَست بعيدَة مِنْك، وبعيداً مِنْك، يَعْنِي مَكَانا بَعيدا. وَرُبمَا قَالُوا: هِيَ بَعيدٌ مِنْك، أَي مَكَانهَا. وَفِي التَّنْزِيل: (وَمَا هيَ مِنَ الظَّالِمِينَ ببَعِيدٍ) . وَأما بعيدةُ الْعَهْد فبالهاء.

ومنزل بَعَدٌ: بعيدٌ.

وتنحَّ غير بَعيدٍ: أَي كن قَرِيبا.

وَغير باعِدٍ: أَي صاغر.

وانه لغير أبْعدَ: أَي لَا خير فِيهِ وَلَا لَهُ بعد مَذْهَب.

وانه لذُو بُعْدةٍ: أَي لذُو رَأْي وحزم.

وَمَا عِنْده أبْعَدُ: أَي طائل.

وبَعْدُ: ضد قبل يُبنى مُفردا ويعرب مُضَافا. وَحكى سِيبَوَيْهٍ انهم يَقُولُونَ: من بَعْدٍ، فينكرونه، وافْعَلْ هَذَا بَعْداً. وَقَوله تَعَالَى: (للهِ الأمْرُ مِنْ قَبْلُ ومِنْ بَعْدُ) أَصلهمَا هُنَا الْخَفْض، وَلَكِن بُنيتا على الضَّم لِأَنَّهُمَا غايتان، وَمعنى غَايَة أَن الْكَلِمَة حذفت مِنْهَا الْإِضَافَة وَجعلت غَايَة الْكَلِمَة مَا بقى بعد الْحَذف، وَإِنَّمَا بُنيتا على الضَّم لِأَن إعرابهما فِي الْإِضَافَة النصب والخفض، تَقول: رَأَيْته قبلك وَمن قبلك، وَلَا يرفعان لِأَنَّهُمَا لَا يحدَّث عَنْهُمَا لِأَنَّهُمَا استعملا ظرفين، فَلَمَّا عدلا عَن بابهما تحركا بِغَيْر الحركتين اللَّتَيْنِ كَانَتَا لَهُ تدخلان بِحَق الْإِعْرَاب، فَأَما وجوب بنائهما، وَذَهَاب إعرابهما، فلأنهما عرفا من غير جِهَة التَّعْرِيف لِأَنَّهُ حذف مِنْهُمَا مَا أُضيفتا إِلَيْهِ. وَالْمعْنَى: لله الْأَمر من قبل أَن تغلب الرّوم وَمن بعد مَا غلبت. وَيقْرَأ: (للهِ الأمرُ من قَبْلٍ وَمن بَعْدٍ) يجعلونهما نكرتين. الْمَعْنى: لله الْأَمر من تقدُّم وتأخُّر. وَالْأول أَجود. وَحكى الْكسَائي: (للهِ الأمرُ من قَبْلِ وَمن بَعْدِ) بِالْكَسْرِ بِلَا تَنْوِين، قَالَ الْفراء: تَركه على مَا كَانَ يكون عَلَيْهِ فِي الْإِضَافَة. وَاحْتج بقول الأول: " بَين ذراعي وجبهة الْأسد ". وَهَذَا لَيْسَ كَذَلِك، لِأَن الْمَعْنى: بَين ذراعي الْأسد وجبهته، وَقد ذُكر أحد الْمُضَاف إِلَيْهِمَا. وَلَو كَانَ " للهِ الأمرُ من قَبْلِ وَمن بَعْدِ كَذا " لجَاز على هَذَا، وَكَانَ الْمَعْنى من قبل كَذَا وَمن بَعْدِ كَذَا.

وَقَوله:

وَنحن قتلنَا الأُسْدَ أُسْدَ خَفِيّةٍ ... فَمَا شرِبوا بَعْدٌ على لَذَّةٍ خَمْرَا

إِنَّمَا أَرَادَ بَعْدُ، فنوَّن ضَرُورَة. وَرَوَاهُ بَعضهم بَعْدُ، على احْتِمَال الْكَفّ.

قَالَ اللحياني: وَقَالَ بَعضهم: مَا هُوَ بِالَّذِي لَا بَعْدَ لَهُ، وَمَا هُوَ بِالَّذِي لَا قَبْلَ لَهُ. وَقَوْلهمْ فِي الخطابة: أما بَعْدُ، إِنَّمَا يُرِيدُونَ: أما بَعْدَ دعائي لَك. وَزَعَمُوا أَن دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام أول من قَالَهَا، وَلذَلِك قَالَ جلّ وَعز (وآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وفَصْلَ الخِطابِ) ، وَزعم ثَعْلَب أَن أول من قَالَهَا كَعْب بن لؤَي.

ولقيته بُعَيْداتِ بَينٍ: إِذا لَقيته بعد حِين ثمَّ أَمْسَكت عَنهُ ثمَّ أَتَيْته، لَا تسْتَعْمل إِلَّا ظرفا.
بعد
بعُدَ/ بعُدَ بـ/ بعُدَ عن/ بعُدَ من يَبعُد، بُعْدًا، فهو بَعيد، والمفعول مَبعُود به
• بعُد الشَّيءُ أو الشَّخصُ/ بَعُد الشَّيءُ أو الشَّخصُ عن كذا/ بعُد الشَّيءُ أو الشَّخصُ من كذا: نأى، صار بعيدًا، عكس قَرُبَ "بعُدت القريةُ عن العاصمة- البعيد عن العين بعيد عن القلب [مثل]: يضرب للدّلالة على أن الانقطاع عن الأهل وعدم الاتصال الدائم بهم يؤدِّيان إلى الإهمال والنسيان- {وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيد} - {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا. وَنَرَاهُ قَرِيبًا} " ° بَعُد عن الشّرِّ: تجنّبه وتحاشاه.
• بعُد الرَّجلُ: هَلَكَ " {أَلاَ بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعُدَتْ ثَمُودُ} [ق] ".
• بعُدت المسافةُ: امتدت وطالت " {وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ} "? بعُد عنّا: أقام بعيدًا، على مسافة ما.
• بعُد بأهله وغيرهم: جعلهم بعيدًا "بَعُدت بي المصاعبُ عن هدفي المنشود". 

بعِدَ/ بعِدَ عن/ بعِدَ من يَبعَد، بُعْدًا وبَعَدًا، فهو باعِد، والمفعول مَبْعُود عنه
• بعِد الشَّخصُ: بعُد، هَلَك ومات " {أَلاَ بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ} ".
• بعِد الشَّيءُ أو الشَّخصُ/ بعِد الشَّيءُ أو الشَّخصُ عن كذا/ بعِد الشَّيءُ أو الشَّخصُ من كذا: بعُد، نأى، عكس قَرُب " {وَلَكِنْ بَعِدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ} [ق] ".
• بعِد عن النَّار: أقام بعيدًا على مسافة ما. 

أبعدَ/ أبعدَ في يُبعد، إبْعادًا، فهو مُبعِد، والمفعول مُبعَد (للمتعدِّي)
• أبعد الشَّخصُ: تنحَّى بعيدًا، بعُد، انزوى، اعتزل، تجنّب ° يبتعد عمّا لا يعنيه: ينصرف إلى شئونه ولا يتدخّل في شئون غيره.
• أبعد الشَّخصَ والكِتابَ وغيرَهما: جعله بَعيدًا، فَصَلَه، أقصاه، عزله ونحّاه، ضدّ قرّبه "تبعد إسرائيل الفلسطينيّين بأيّة حجّة- أبعد الأفكارَ السيِّئة من عقله: رفضها- عودة المُبعَدين إلى وطنهم- {أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} "? أبعدت الحكومةُ المعارِضين: طردتهم، نفتهم- أبعده اللهُ: دعاء بالهلاك.
• أبعده عن العمل: جعله بعيدًا.
• أبعد في السَّفر ونحوِه: جاوز الحدّ. 

ابتعدَ/ ابتعدَ عن يبتعد، ابتِعادًا، فهو مُبتعِد، والمفعول مُبتعَد عنه
• ابتعد الشَّخصُ: بعُد، نأَى، ذهب إلى مكان بعيد، عكس اقترب.
• ابتعد عن الشَّخصِ والمكانِ وغيرِه: انقطع عنه وتجنَّبه وتحاشاه "ابتَعِدْ عن الشرّ/ كلّ ما يسيء إلى سمعتك- ابتعد عن عمله فترة". 

استبعدَ يستبعد، استِبعادًا، فهو مُستبعِد، والمفعول مُستبعَد
• استبعد البيتَ: وجده أو عدّه بَعيدًا "استبعد مسافة/ قرية- استبعد مشاركة صديقه في الانتخابات" ° خطر مُستبعَد: غيرُ متوقّع حصولُه، بعيد الاحتمال- مِن المستبعَد أن: بعيد الاحتمال- استبعد حضوره: عدَّه أمرًا بَعيد الوقوع.
• استبعد العامِلَ: أبعده، جعله بعيدًا، فَصَلَه، نحّاه "استبعد منافسًا: أخرجه من المباراة".
• استبعد الموضوعَ: حَذَفَه نحّاه وأسقطه، عدَّه غير سائغ "استبعَد من الآراء ما يدعو إلى التخاذل". 

باعدَ يباعد، مُباعَدةً وبِعادًا، فهو مُباعِد، والمفعول مُباعَد
• باعد بين شخصين وغيرهما: فرّق بينهما وفَصل "باعدت بيننا الأيّامُ- باعد بين ساقيه: فرّج بينهما، جعل بينهما اتِّساعًا- {فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا} ".
• باعد الشَّخصَ والكتابَ وغيرَهما: أبعده، جعله بعيدًا،
 فَصَلَه، أقصاه ونحّاه "أضناه البِعادُ" ° باعدَه حبيبُه: جانبه وجافاه. 

بعَّدَ يبعِّد، تبعيدًا، فهو مُبعِّد، والمفعول مُبعَّد
• بعَّد الشَّخصَ والكتابَ ونحوَهما: أبعده، جعله بَعيدًا، فَصَلَه نحّاه، ضدّ قرّبه "بعّد معارِضًا سياسيًّا: نفاه- {رَبَّنَا بَعِّدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا} [ق] ". 

تباعدَ/ تباعدَ عن يتباعد، تباعُدًا، فهو مُتباعِد، والمفعول مُتباعَد عنه
• تباعدتِ المسافاتُ وغيرُها: مُطاوع باعدَ: بعُدت، امتدَّتْ وطالت، ضدّ تقاربت "زيارات متباعدة: تتمُّ على فترات زمنيَّة بعيدة" ° تباعدت الآراءُ/ تباعدت التَّفسيراتُ: اختلفت وتفاوتت.
• تباعد القومُ: نأى بعضُهم عن بعض "أخذوا يتباعدون بعد أن كانوا يلتقون في كلّ يوم"? تباعد الصَّديقان: انفصلا وافترقا.
• تباعد عن الوظيفة وغيرِها: تجنّبها، تنحّى عنها. 

تبعَّدَ/ تبعَّدَ عن/ تبعَّدَ من يتبعَّد، تبعُّدًا، فهو مُتبعِّد، والمفعول متبعَّد عنه
• تبعَّد الشَّخصُ/ تبعَّد الشَّخصُ عن صديقه/ تبعَّد الشَّخصُ من صديقه: مُطاوع بعَّدَ: تنحَّى وتجنَّب، ازداد بعدًا عنه أو منه، عكس تقرّب "تبعَّد عن/ من الدنايا". 

إبْعاد [مفرد]:
1 - مصدر أبعدَ/ أبعدَ في.
2 - (سة) عقوبة جنائيّة سياسيّة تقضي بإخراج المحكوم عليه من البلاد. 

أَبْعَدُ [مفرد]: ج أَبْعَدون وأباعِدُ:
1 - اسم تفضيل من بعُدَ/ بعُدَ بـ/ بعُدَ عن/ بعُدَ من وبعِدَ/ بعِدَ عن/ بعِدَ من: أكثر بُعْدًا، عكسه أقرب "هذا المنزلُ أَبْعَد من ذاك" ° إلى أَبْعَد حدٍّ: إلى أقصى مدى، للغاية- لا يرى أَبْعَد مِن أَنْفه: قاصر الفهم، ليس لديه بُعْد نظر للأمور.
2 - خائن "أهلك اللهُ الأبعد".
• الأباعِدُ: الأجانب الذين لا قرابة بينهم. 

ابتعاديّ [مفرد]: اسم منسوب إلى ابتِعاد.
• الشَّخصيَّة الابتعاديَّة: (نف) مرض من الأمراض النفسيّة التي تصيب الشخصيّة، فيجعل صاحبه انطوائيًّا، مما يؤثّر على العلاقات الاجتماعيَّة بينه وبين أسرته وكلّ من يحيط به. 

استبعاديَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استِبعاد.
2 - مصدر صناعيّ من استِبعاد.
• سياسة استبعاديَّة: سياسة قائمة على إقصاء كلّ ما هو غير مرغوب فيه من أشخاص وأفكار ونحو ذلك "لا تُمارس السياسة الاستبعاديّة إلا على شعب ضعيف". 

بَعْد [كلمة وظيفيَّة]:
1 - ظرف مبهم لا يفهم معناه إلاّ بالإضافة لما بعده، يدلّ على ما هو لاحق وتالٍ، ويكون منصوبًا، أو مجرورًا، ويُبنى على الضمّ إن قطع عن الإضافة "جاء أخي بعدَ صديقه- {ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً} - {لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} " ° بَعْدَ اللَّتيَّا والَّتي: بعد الخصام والجدل- فيما بعدُ: في وقت لاحق، في المستقبل- هذا يومٌ له ما بعده: يومٌ ينذر بالعواقب- وبَعْدُ/ أما بَعْدُ: عبارة تدلُّ على الانتقال من موضوع لآخر وشاع استعمالها في الرسائل والخطب ومُقدِّمات الكتب.
2 - ظرف يدلُّ على الغاية؛ أي بلوغ الشيء أقصى درجة "سَفَهٌ ما بعدَه سَفَهٌ: في منتهى السفه- كُفْرٌ ما بعدَه كُفْرٌ: بلغ أقصاه".
3 - ظرف زمان يدلُّ على الحال مبنيّ على الضمّ "لم يأتِ أخي بَعدُ: حتى هذه اللَّحظة- أهو حيٌّ بعدُ؟ - لمّا/ لم يحضر بعدُ".
4 - ظرف بمعنى مع " {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} ". 

بَعَد [مفرد]: مصدر بعِدَ/ بعِدَ عن/ بعِدَ من. 

بُعْد [مفرد]: ج أبْعاد (لغير المصدر):
1 - مصدر بعُدَ/ بعُدَ بـ/ بعُدَ عن/ بعُدَ من وبعِدَ/ بعِدَ عن/ بعِدَ من ° أبعاد مسألة: أهمية، مظاهر عمليّة- بُعْد الشُّقة: اتِّساع المسافة أو الفجوة- بُعْد الصِّيت: سعة الشُّهرة- بُعْد النَّظر: عمق التفكير، حُسْن الرأي والتدبير- بُعْدًا له: أبعده اللهُ، دعاء عليه بالهلاك- بُعْد الهمّة: عُلوّها- ذو بُعْد: ذو رأي عميق- على بُعْد خُطوات من كذا: قريب جدًّا منه- على بُعْد/ عن بُعْد: من بعيد، أو على مسافة.
2 - عكس قُرْب "البُعد جفاء [مثل] ".
3 - امتداد موهوم، غير محسوس "بُعد ثقافي/ حضاري".
4 - اتّساع المدى، مسافة "سقطت الكرة على بعد

أمتار- هيئة الاستشعار عن بُعْد- {قَالَ يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ} ".
• البُعْد البؤريّ: (فز) المسافة بين المركز البصريّ لعدسة أو مرآة منحنية وبين البؤرة الأساسيّة.
• أبعاد: (هس) امتدادات تُقاس بها الأشكال أو المجسَّمات، وهي ثلاثة: الطول، والعرض، والعمق، أو العُلوّ ° أبعاد جسم: قياس جسم في اتّجاه معيّن- ثُلاثيّ الأبعاد: متكون من ثلاثة أبعاد أو جوانب، طول وعرض وارتفاع- عمود ذو أبعاد كبيرة: مقدار ما يشغله الجسم من فراغ- متعدِّد الأبعاد- مقياس أبعاد تِلِسكوبيّ: آلة معدّة لرسم مخطّطات مستوية بصورة سريعة ولقياس الارتفاعات.
• أبعاد الشُّعور: (نف) سمات أو مظاهر عمليّاته من شدّة أو ضعف ووضوح أو غموض وطول أو قصر. 

بَعْدَئذٍ [كلمة وظيفيَّة]: (انظر: ب ع د إ ذ - بَعْدَئذٍ). 

بَعيد [مفرد]: ج بَعيدون (للعاقل) وبِعاد وبُعُد وبُعداءُ وبُعْدان وبعيد، مؤ بعيد وبعيدة، ج مؤ بعيدات وبعيد:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من بعُدَ/ بعُدَ بـ/ بعُدَ عن/ بعُدَ من ° إلى حدٍّ بعيد: إلى حد كبير، بعيدًا- بَعيد الأَثَر: ذو أثر كبير- بَعيد الأجل: لا يُقدَّر مداه أو أثره- بعيد الاحتمال: غير متوقَّع الحدوث- بعيد المدى: واسع، كبير- بَعيدُ المنال: صَعْبٌ تحقيقُه أو الوصول إليه- بَعيدُ النَّظر: حاذق وذو فراسة، حسن التقدير للأمور في مستقبلها- بَعيدٌ كلَّ البُعد: بعيد جدًّا، للمبالغة في البُعد- كلامٌ بعيد المرامي: بعيد المقاصد- منذ عَهْد بَعيد: موغِل في القدم- مِنْ زمن بعيد: منذ وقت طويل.
2 - ما لا يُحْتَمَل في مجال التَّصوّر " {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ} ".
3 - غريب، عكسه قريب "ربّ بعيد أقرب من قريب" ° البعيد والقريب: العامَّة والخاصَّة من الناس- قرابة بعيدة: من غير الأصول، ليست على عمود النَّسب.
4 - أبعد، يكنى بها عن الاسم حين الذمّ. 

تباعُد [مفرد]:
1 - مصدر تباعدَ/ تباعدَ عن.
2 - (مع) فقدان الاتّصال أو قيام العداء بين الأقارب أو الزملاء بسبب عدم الاتّفاق.
• التَّباعُد الاجتماعيّ: (مع) الدَّرجات المتفاوتة للبعد أو الانفصال أو القرب أو التحرّك الاجتماعيّ الذي يحدث أو يُسمح به داخل المجتمع بين الأسر أو الأفراد أو الطَّبقات الاجتماعيَّة المختلفة. 

تباعُديّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى تباعُد.
2 - (جب) صفة لما ليست له نهاية، وتقال لمتتالية لا تتقارب حدودها إلى نهاية محدّدة. 

بعد

1 بَعُدَ, aor. ـُ inf. n. بُعْدٌ; (S, L, Msb, K;) and بَعِدَ, aor. ـَ inf. n. بَعَدٌ; (L, K;) and ↓ ابعد, inf. n. إِبْعَادٌ, which is also trans.; (Msb;) and ↓ تباعد; (S, Msb, K;) and ↓ استبعد; (S, K, &c.;) He, or it, was, or became, distant, remote, far off, or aloof: he went, or removed, or retired, or withdrew himself, to a distance, or far away, or far off: he alienated, or estranged, himself: he stood, or kept, aloof: contr. of قَرُبَ: (S, L:) [but بَعُدَ generally has the first of these significations; and ↓ ابعد, the others, as also ↓ تباعد and ↓ استبعد:] it is the general opinion of the leading lexicologists that بَعِدَ, as well as بَعُدَ, is thus used; but some deny this; and some assert that they may be employed alike, but that بَعُدَ is more chaste than بَعِدَ thus used. (TA.) [You say also, of a desert, and a tract of country, and the like, بَعُدَ, meaning It extended far.] and زَيْدٌ عَنِ المَنْزِلِ ↓ ابعد, meaning ↓ تباعد [i. e. Zeyd went, or removed, to a distance, or far, from the place of alighting or abode]. (IKt, Msb.) and مِنِّى ↓ تباعد, and ↓ ابتعد, and ↓ تبعّد, [He went, or removed, to a distance, or far, from me; he alienated, or estranged, himself from me; he shunned, or avoided, me;] (A;) and عَنِّى ↓ تباعد [and بَعُدَ عنّى signify the same]. (Msb in art. كشح.) And ↓ إِذَا أَرَاذَ أَحَدُكُمْ الحَاجَةِ أَبْعَدَ, (L, Msb,) a trad., (Msb,) meaning When one of you desires to accomplish that which is needful, (i. e. to ease nature,) he goes far, or to a great distance. (L.) And فِى المَذْهَبِ ↓ أَبْعَدْتُ, meaning ↓ تَبَاعَدْتُ, (Msb,) I went far, or to a great distance, to the place of ease, i. e., to ease nature. (L.) b2: [بَعُدَ referring to a saying or the like, and an event, means It was far from being probable or correct; it was improbable, extraordinary, or strange: (see بَعِيدٌ, and see also 10:) often occurring in these senses.] And فِى نَوْعِهِ ↓ ابعد It reached the utmost point, or degree, in its kind, or species. (IAth.) And ابعد فِى السَّوْمِ He exceeded the due bounds in offering a thing for sale and demanding a price for it, or in bargaining for a thing. (A.) b3: أَخَذَهُ مَا قَرُبَ وَ مَا بَعُدَ Recent and old griefs took hold upon him: a saying similar to أَخَذَهُ مَا قَدُمَ وَ مَا حَدُثَ. (Mgh in art. قدم.) b4: [بَعُدَ is often used, agreeably with a general rule, in the manner of a verb of praise or dispraise; and in this case is commonly contracted into بُعْدَ, like حُسْنَ; as in the phrase, in a verse of Imrael-Keys, بُعْدَ مَا مُتَأَمَّلى (in which ما is redundant) Distant, or far distant, was the object of my contemplation! or (as explained in the EM p. 52) how distant, &c.!] b5: بَعِدَ, aor. ـَ inf. n. بَعَدٌ; (S, L, Msb, K;) and بَعْدَ, aor. ـُ inf. n. بُعْدٌ; (L, K;) also signify He, or it, perished: (S L, Msb:) he died: (K:) it is the general opinion of the leading lexicologists that both these verbs are used as signifying “he perished,” and both occur in different readings of v. 98 of ch. xi. of the Kur: the former is said to be used in this sense by some of the Arabs; and the latter, by others; but some disallow the latter in this sense; and some say that the former is more chaste than the latter thus used: (TA:) or both signify he became far distant from his home or native country; became a stranger, or estranged, therefrom: (L, TA:) or the Arabs say, بَعِدَ الرَّجُلُ and بَعُدَ in the sense of تباعد, when not reviling; but when reviling, they say, بَعِدَ, only. (Yoo, TA.) You say, لَا تَبْعَدٌ وَ إِنْ بَعُدْتَ عَنَّى [Mayest thou not perish though thou be distant from me!] (A.) [And as an imprecation against a man, you say, بَعِدْتَ, meaning Mayest thou perish! (See the printed edition of the Ham, pp. 89 and 90, where بَعِدْتَاىَ هلكت is an evident mistake for َعِدْتَ أَى هَلَكْتَ.)] and بُعْدًا لَهُ May God alienate him, or estrange him, from good, or prosperity! or, curse him! (A, * K, TA;) i. e. may he not be pitied with respect to that which has befallen him! like سُحْقًا لَهُ: the most approved way being to put بعد thus in the accus. case as an inf. n.; where it tribe of Temeem say, لَهُ ↓ بُعْدٌ, and سُحْقٌ, like غُلَامٌ لَهُ. (TA.) A2: بَعُدَ is made trans. by means of [the preposition] ب: see 4. (Msb.) 2 بَعَّدَ see 4, in four places. b2: [You say also, بعّدهُ عَنِ السُّوْءِ He declared him, or pronounced him, to be far removed from evil.]3 باعدهُ He was, or became, [distant, remote, far off, or aloof, from him; or] in a part, quarter, or tract, different from that in which he (the other) was. (TA in art. جنب.) b2: See also 4, in seven places.4 ابعد, inf. n. إِبْعَادٌ: see 1, in seven places.

A2: ابعدهُ; (S, Msb, K;) and ↓ باعدهُ, (S, K,) inf. n. مُبَاعَدَةٌ and بِعَادٌ; (K;) and ↓ بعّدهُ, (S, K,) inf. n. تَبْعِيدٌ; (S;) and بِهِ ↓ بَعُدَ; (Msb;) He made, or caused, him, or it, to be, or become, distant, remote, far off, or aloof; or to go, remove, retire, or withdraw himself, to a distance, far away, or far off; he placed, or put, at a distance, or he put, or sent, away, or far away, or far off, or he removed far away, alienated, or estranged, him, or it. (S, Msb.) You say, نَفْسَكَ عَنْ زَيْدٍ ↓ بَاعِدْ [Remove thyself far from; or avoid thou, Zeyd]: and زَيْدًا عَنْكَ ↓ بَاعِدْ [Remove thou Zeyd far from thee]. (TA, voce إِيَّا.) And بَيْنَهُمَا ↓ بَعَّدْتُ, inf. n. تَبْعِيدٌ, [I made a wide separation between them two]; as also ↓ بَاعَدْتُ, inf. n. مُبَاعَدَةٌ. (Msb.) And اللّٰهُ ↓ بَاعَدَ مَا بَيْنَهُمَا [May God make the space between them two far extending! may He make a wide separation between them two!]; as also ↓ بَعَّدَ. (TA.) And بَيْنَ أَسْفَارِنَا ↓ رَبَّنَا بَاعِدْ, or ↓ بَعِّدْ, [O our Lord, make to be far-extending the spaces between our journeys! or, put wide distances between our journeys!] accord. to different readings [in the Kur xxxiv. 18]: the former of these is the common reading: Yaakoob El-Hadramee read ↓ رَبُّنَا بَاعَدَ الخ [Our Lord, He hath made to be far extending &c.]. (TA.) b2: أَبْعَدَهُ اللّٰهُ means May God alienate him, or estrange him, from good, or prosperity! or, curse him! (K;) i. e., may he not be pitied with respect to that which has befallen him! (TA.) [You say also, أَبْعَدَ اللّٰهُ الأَخِرَ: see أَخِرٌ.] b3: See also 10.

A3: مَا أَبْعَدَهُ مِنَ الصَّوَابِ [How far is it (namely the saying) from what is right, or correct!]. (A.) 5 تَبَعَّدَ see 1.6 تباعد: see 1, in six places. b2: [It also signifies He became alienated, or estranged, from his family or friends. b3: And تباعدوا They became distant, or remote, one from another; they went, removed, retired, or withdrew themselves, to a distance, far away, or far off, one from another; they removed themselves far, or kept aloof, one from another.] You say, كَانُوا مُتَقَارِبِينَ فَتَبَاعَدُوا [They were near, one to another, and they became distant, or remote, one from another]. (A.) 8 إِبْتَعَدَ see 1.10 استبعدهُ He reckoned it, or esteemed it, (namely, a thing, K, or a saying, A,) بَعِيد [i. e. distant, or remote; or if a saying or the like, far from being probable or correct, improbable, extraordinary, or strange]; (S, A, K;) as also ↓ ابعدهُ. (A.) A2: See also 1, first sentence, in two places.

بَعْدُ an adv. n. of time, signifying After, or afterwards: and allowable also, accord. to some of the grammarians, as an adv. n. of place, signifying after, or behind: (TA:) contr. of قَبْلُ: (S, A, K:) it is a vague adv. n., of which the meaning is not understood without its being prefixed to another noun [expressed or implied]; denoting after-time. (Msb.) When it occurs without any complement, (S, K,) a noun or the like which should be its complement being intended to be understood as to the meaning thereof but not as to the letter, (S, * TA,) it is indecl., (S, K,) because it resembles a particle, (TA,) and has damm for its termination to show that it is indecl., since it cannot have damm by any rule of desinential syntax because it cannot occur as an agent nor as an inchoative or enunciative. (S.) Sb, however, mentions [as exceptions to this rule] the phrases مِنْ بَعْدٍ [Afterwards] and أَفْعَلُ هٰذَا بَعْدًا [I will do this afterwards], as having been used by the Arabs. (K, * TA.) [The latter of these phrases is common in the present day. Another exception to the rule above-mentioned will be found in what follows.] Accord. to the primary rule, it is used as a prefixed n. governing its complement in the gen. case; (S;) [i. e., it is used in the manner of a preposition;] and when thus used, it is decl., (K,) because it does not in this case [always] resemble a particle. (TA.) You say, جَآءَ زَيْدٌ بَعْدَ عَمْرٍو Zeyd came after 'Amr. (Msb.) And رَأَيْتُهُ بَعْدَكَ and مِنْ بَعْدِكَ [I saw him after thee]. (L.) The words of the Kur [xxx. 3], اللّٰهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ, meaning To God belonged the command before that the Greeks were overcome and after that they had been overcome, [thus read when the complements of قبل and بعد are intended to be understood as to the meaning thereof but not as to the letter,] are also read مِنْ قَبْلِ وَ مِنْ بَعْدِ, when each complement is intended to be understood as to the meaning and the letter, and also مِنْ قَبْلٍ وَ مِنْ بَعْدٍ, meaning To God belongeth the command first and last, [when neither complement is intended to be understood either as to the letter or as to the meaning,] but the first of these readings is the best. (L.) [You say also, بَعْدَ ذٰلِكَ and مِنْ بَعْدِ ذٰلِكَ After that: and بَعْدَ أَنْ فَعَلْتُ and مِنْ بَعْدِ أَنْ فَعَلْتُ and بَعْدَ مَا فَعَلْتُ and مِنْ بَعْدِ مَا فَعَلْتُ After I did, or after my doing, such a thing: &c.] Also جِئْتُ بَعْدَيْكُمَا, meaning بَعْدَ كُمَا, I came after you two. (K.) And هٰذَا مِمَّا لَيْسَ بَعْدَهُ غَايَةٌ فِى الجَوْدَةِ, and فِى الرَّدَآءَة, This is of the things after, or beyond, which there is not any extreme degree in respect of goodness, and in respect of badness: and, by way of abridgement, لَيْسَ بَعْدَهُ [with nothing following this]: and hence, app., the saying of Mohammad, وَإِنْ كَانَ لَيْسَ بِالَّذِى لَا بَعْدَ لَهُ, meaning [And though] it be not in the utmost degree in respect of goodness: بعد being thus used as a decl. noun. (Mgh.) بَعْدِى and the like are also frequently used as meaning بَعْدَ عَهْدِى and the like; as in the phrase, قَدْ تَغَيَّرْتَ بَعْدى Thou hast become altered since I knew thee, or saw thee, or met thee, or was with thee. And similar to this are many phrases in the Kur; as, for instance, in ii. 48,] ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ العِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ Then ye took to yourselves the calf as a god, or an object of worship, after him, namely Moses, i. e., after his having gone away. (Bd.) أَمَّا بَعْدُ (S, K, &c.) is [an expression denoting transition;] an expression by which an address or a discourse is divided; (S;) used without any complement to بعد, which in this case signifies the contr. of قَبْلُ: (TA:) you say, أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ كَانَ كَذَا, meaning [Now, after these preliminary words, (Abu-l- 'Abbás in TA voce خِطَابٌ,) I proceed to say, that such a thing has happened: or] after my prayer for thee: (K:) or after praising God: (TA:) the first who used this formula was David; (K;) or Jacob; (TA;) or Kaab Ibn-Lu-eí; (K;) or Kuss Ibn-Sá'ideh; or Yaarub Ibn-Kahtán. (TA.) b2: You also use the dim. form, saying ↓ بُعَيْدَهُ [A little after him, or it], when you mean by it to denote a time near to the preceding time. (Msb.) You say also, بَيْنٍ ↓ رَأَيْتُهُ بُعَيْدَاتِ, (S, K,) and ↓ بَعِيدَاتِهِ, (K, TA, [in the CK بُعَيْدَاتِه,]) I saw him a little after a separation: (S, K:) or, after intervals of separation: (S, L:) or, after a while. (A'Obeyd, A.) And إِنَّهَا لَتَضْحَكُ بَيْنٍ ↓ بُعَيْذَاتِ Verily she laughs after intervals. (L.) [See also art. بين.] ↓ بُعَيْدَات is used only as an adv. n. of time. (S, L.) b3: بَعْدُ also sometimes means Now; yet; as yet. (TA.) [It is used in this sense mostly in negative phrases; as, for instance, in لَمْ يَمُتْ بَعْدُ He has not died yet. The following is one of the instances of its having this meaning in affirmative phrases: سُمِّيَ الحَوْلِىُّ مِنْ أَوْلَادِ البَقَرِ تَبِيعًا لِأَنَّهُ يَنْبَعُ أُمَّهُ بَعْدُ The yearling of the offspring of cows is called تبيع because he yet follows his mother: occurring in the Mgh &c., in art. تبع.] b4: It occurs also in the sense of مَعَ; as in the words of the Kur [ii. 174 and v. 95], فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذٰلِكَ, i. e., (as some say, MF,) مَعَ ذلك [And whoso transgresseth notwithstanding that; lit., with that]. (Msb.) b5: It has been said that it also means Before, in time; thus bearing two contr. significations: that it has this meaning in two instances; in the Kur [lxxix. 30], where it is said, وَ الْأَرْضَ بَعْدَ ذٰلِكَ دَحَاهَا [as though signifying And the earth, before that, He spread it forth]; and [xxi. 105] where it is said, وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ [as though meaning And verily we wrote in the Psalms before the Kur-án]: (MF, TA:) but Az says that this is a mistake; that God created the earth not spread forth; then created the heaven; and then spread forth the earth: (L, TA:) and الذكر in the latter of these instances means the Book of the Law revealed to Moses: (Bd:) or الزبور means the revealed Scriptures; (Bd, Jel;) and الذكر, the Preserved Tablet, (Bd,) [i. e.] the Original of the Scriptures, which is with God. (Jel.) بُعْدٌ [as an inf. n. used in the manner of a subst. signifies] Distance, or remoteness; (S, A, L, K; *) and so ↓ بَعَدٌ, (L, K,) accord. to most of the leading lexicologists, (TA, [see بَعْدَ,]) [and ↓ بُعْدَةٌ, for] you say, بَيْنَنَا بُعْدَةٌ, meaning [Between us two is a distance] of land or country, or of relationship. (S, K.) b2: [Remoteness from probability or correctness; improbability, or strangeness: see بَعُدَ. Hence the phrase, هٰذَا مِنَ البُعْدِ بِمَكَانٍ This is improbable, or extraordinary, or strange: often occurring in the TA &c.] b3: Also i. q. ↓ بُعْدٌ: (L, K:) this latter (S, L, Msb, K) and بُعْدٌ, (L, K,) accord. to most of the leading lexicologists, as, for instance, in the Kur xi. 98, (TA, [see بَعِدَ,]) signifying Perdition; (S, L, Msb;) or death. (K.) b4: Judgment and prudence; as also ↓ بُعْدَةٌ: so in the phrase, إِنَّهُ لَذُو بُعْدٍ, and بُعْدَةٍ, Verily he is possessed of judgment and prudence: (K:) or penetrating, or effective, judgment; depth, or profundity; far-reaching judgment. (TA.) [See also أَبْعَدُ.] ↓ ذُو البُعْدَةِ also signifies A man who goes to a great length, or far, in hostility. (L.) b5: A cursing; execration; malediction; as also ↓ بِعَادٌ. (K.) Yousay, بُعْدٌ لَهُ, as well as بُعْدًا لَهُ: see 1, last sentence but one. (TA.) بَعَدٌ: see بُعْدٌ, in two places: A2: and بَعِيدٌ, in five places.

بُعْدٌ: see أَبْعَدُ, in two places.

بُعْدَةٌ: see بُعْدٌ, in three places.

بُعَادٌ: see بَعِيدٌ: b2: and see also بَاعِدٌ.

بِعَادٌ: see بُعْدٌ.

بَعِيدٌ Distant; remote; far; far off; (S, L, K; *) as also ↓ بُعَادٌ, and ↓ بَاعِدٌ: (L, K:) pl. (of the first, S, L) بُعْدَانٌ (S, L, K) and (of the first also, L, TA) بُعُدٌ (L, K) and بِعَادٌ (TA) and (of the first and second, L) بُعَدَآءُ (L, K) and of the third, ↓ بَعَدٌ, [but this (which is also used as a sing. epithet, as will be shown in what follows,) is properly a quasi-pl. n.,] like as خَدَمٌ is of خَادِمٌ. (S.) As signifying Distant with respect to place, it is correctly used alike as masc. and fem. and sing. and dual and pl.; (L, and TA in this art. and in art. قرب, in which latter see the authorities;) but not necessarily; like its contr. قَرِيبٌ: (L:) you say, هِىَ بَعِيدٌ مِنْكَ [She is distant from thee; or it is] as though you said, مَكَانُهَا بَعِيدٌ: (L:) also مَا أَنْتَ مِنَّا بِبَعِيدٍ [Thou art not distant from us ], and مَا أَنْتُمْ مِنَّا بِبَعِيدٍ [Ye are not distant from us]: and in like manner, مَا أَنْتَ

↓ مِنَّا بِبَعَدٍ, and ↓ مَا أَنْتُمُ مِنَّا بِبَعَدٍ. (S, TA.) [But it receives, sometimes, the fem. form when used in this sense; for] جَلَسْتُ بَعِيدًا مِنْكَ and بَعِيدَةٌ مِنْكَ are phrases mentioned as signifying I sat distant, or remote in place, or at a distance, or aloof, from thee; مَكَانًا [and نَاحِيَةً or the like] being understood. (L.) You say also, ↓ مَنْزِلٌ بَعَدٌ A distant, or remote, place of alighting or abode. (K.) And تَنَحَّ غَيْرَ بَعِيدٍ (S, K) and ↓ غَيْرَ بَاعِدٍ and ↓ غَيْرَ بَعَدٍ (K) [Retire thou not far;] meaning be thou near: (S, K:) [or] the second and third of these phrases mean retire thou not in an abject, or a mean, or contemptible, or despicable, state. (S, A.) And ↓ اِنْطَلِقْ يَا فُلَانُ غَيْرَ بَاعِدٍ

[Depart thou, O such a one, not far;] meaning mayest thou not go away! (L.) [And رَأَيْتُهُ مِنْ بَعِيدٍ I saw him, or it, from afar: and جَآءَ مِنْ بَعِيدٍ He came from afar: and the like. and بَعِيدٌ as applied to a desert and the like, meaning Far extending.] And ↓ بُعْدٌ بَاعِدٌ A far distance. (K.) [And نِيَّةٌ بَعِيدَةٌ A distant, far-reaching, or far-aiming, intention, purpose, or design.] and فُلَانٌ بَعِيدُ الهِمَّةِ [Such a one is far-aiming, or faraspiring, in purpose, desire, or ambition]. (A.) And هِىَ بَعِيدَةُ العَهْدِ [She was known, or seen, or met, a long time ago]: in this case, the fem. form, with ة, must be used. (L.) And قَوْلٌ بَعِيدٌ [A saying far from being probable or correct; improbable; far-fetched; extraordinary, or strange]. (A.) And أَمْرٌ بَعِيدٌ An extraordinary thing or affair or case, of which the like does not happen or occur. (L.) b2: Also Distant with respect to kindred or relationship: in which sense, the word receives the fem. form, [as well as the dual form, and pl. forms, like its contr. قَرِيبٌ,] by universal consent. (TA.) [Its pl.] بُعَدَآءُ signifies Strangers, that are not relations. (IAth.) You say also, فُلَانٌ مِنْ بُعْدَانِ الأَمِيرِ [meaning Such a one is of the distant dependents, or subjects, of the governor, or prince]. (S.) And إِذَا لَمْ تَكُنْ مِنْ قُرْبَانِ الأَمِيرِ فَكُنْ مِنْ بُعْدَانِهِ [If thou be not of the particular companions, or familiars, of the governor, or prince, then be of his distant dependents, or subjects]; i. e., be distant from him, that his evil may not affect thee. (Az, A.) b3: رَأَيْتُهُ بَعِيدَاتِ بَيْنٍ: see بَعْدٌ in the latter half of the paragraph. b4: See also بَاعِدٌ.

بُعَيْد and بُعَيْدَات: see بَعْدُ in four places.

بَاعِدُ: see بَعِيدٌ in four places. b2: Also Perishing: (S, L: [in the K it is implied that it signifies dying; and so ↓ بَعِيدٌ and ↓ بُعَادٌ:]) or far distant from his home, or native country; in a state of estrangement therefrom. (L.) أَبْعَدُ More, and most, distant or remote; further, and furthest: by poetic licence written أَبْعَدُّ: (L:) [pl. أَبَاعِدُ; as in the saying,] فُلَانٌ يَسْتَجِرُّ الحَدِيثَ مِنْ أَبَاعِدِ أَطْرَافِهِ [Such a one draws forth talk, or discourse, or news, or the like, from its most remote sources]. (A.) b2: More, and most, extreme, excessive, egregious, or extraordinary, in its kind. (IAth.) [Hence, perhaps,] إِنَّهُ لَغَيْرُ

أَبْعَدَ [in the CK أَبْعَدٍ] and ↓ بُعَدٍ Verily there is no good in him: (K:) or, no depth in him in anything: (IAar:) [or, he is not extraordinary in his kind: see also بُعْدٌ:] said in dispraising one. (TA.) And مَا عِنْدَهُ أَبْعَدُ and ↓ بُعَدٌ [He has not what is extraordinary in its kind: or] he possesses not excellence, or power, or riches: or he possesses not anything profitable: (L, K:) said only in dispraising one: (Az:) or it may mean he possesses not anything which one would go far to seek; or, anything of value: or what he possesses, of things or qualities that are desirable, is more extraordinary than what others possess. (MF.) b3: Remote from good: [which is the meaning generally intended in the present day when it is used absolutely as an epithet applied to a man; but meaning also remote from him or those in whose presence this epithet is used, both as to place and as to moral condition:] and, from continence: (L:) and stupid; foolish; or having little, or no, intellect or understanding; syn. حَائِنٌ: (so in a copy of the S and in the L and TA:) or treacherous, or unfaithful; syn. خَائِنٌ (So in two copies of the S and in a copy of the A.) It is used as an allusion to the name of a person whom one would mention with dispraise; as when one says, هَلَكَ الأَبْعَدُ [May such a one, the remote from good, &c., perish!]: with respect to a woman, one says, هَلَكَتِ البُعْدَى. (En-Nadr, Az.) One says also, كَبَّ اللّٰهُ الأَبْعَدَ لِفِيهِ, meaning [May God cast down prostrate such a one, the remote from good, &c., upon his mouth! or,] cast him down upon his face! (S.) [It is a rule observed in decent society, by the Arabs, to avoid, as much as possible, the mention of opprobrious epithets, lest any person present should imagine an epithet of this kind to be slily applied to himself: therefore, when any malediction or vituperation is uttered, it is usual to allude to the object by the term الأَبْعَد, or البَعِيد, as meaning the remote from good, &c., and also the remote from the person or persons present. See also الأَخِرُ, which is used in a similar manner.] b4: A more distant, or most distant, or very distant, relation; (Lth;) contr. of أَقْرَبُ: (Msb:) pl. أَبَاعِدُ (Lth, S, A, Msb, K) and أَبْعَدُونَ; (Lth;) contr. of أَقَارِبُ (Lth, S, K) and أَقْرَبُونَ. (Lth.) مِبْعَدٌ A man who makes far journeys. (K.)
بعد
: (البُعْدُ) ، بالضَمّ: ضِدُّ القُرْب، وَقيل خِلاف القُرْب، وَهُوَ الأَكثر، وَهُوَ (م) أَي مَعْرُوف. (و) البُعْد: (المَوْتُ) . والّذي عَبَّرَ بِهِ الأَقدمون أَنّ البُعْد بمعنَى الهلاكِ كَمَا فِي (الصّحاح) وَغَيره وَيُقَال إِنّ الّذي بمعنَى الهلاكِ إِنّما هُوَ البَعَد، محركةً، (وفِعلُهما ككَرُمَ وفَرِحَ) ظَاهِرُه أَن فِعلهما مَعاً من الْبَابَيْنِ بالمَعنَيين، وَلَيْسَ كذالك، فإِنّ الأَكثرَ على منْع ذالك والتفرقَةِ بَينهمَا، وأَنَّ الْبعد الّذي هُوَ خِلاف القُرْب الفِعل مِنْهُ بالضمّ ككَرُمَ، والبَعَد، محرَّكةً، الَّذِي هُوَ الهَلاك الفِعْل مِنْهُ بَعِدَ بالكَسْر، كفَرِح. ومَنْ جَوَّزَ الاشتراكَ فيهمَا أَشار إِلى أَفصحِيَّة الضّمّ فِي خِلافِ القُرْب، وأَفصحيّة الكسرِ فِي معنَى الهلاكِ، حَقَّقَه شَيخنَا (بُعْداً) ، بضمّ فَسُكُون، (وبَعَداً) . محرَّكةً، قَالَ شيخُنَا: فِيهِ إِيهامُ أَنَّ المصدرين لكلَ من الفِعلين، والصّواب أَنّ الضَمّ للمضموم نعظير ضِدِّه الَّذِي هُوَ قَرُبَ قُرْباً، والمحرّك للمكسور كفَرِحَ فَرَحاً. انتهي.
قلت: والّذي فِي (الْمُحكم) و (اللِّسان) : بَعِدَ بَعَداً، وبَعُد: هَلَكَ أَو اغترَبَ، فَهُوَ باعِدٌ. والبُعْد: الهَلاَكُ، قَالَ تَعَالَى: {7. 024 اءَلا بعدا لمدين كَمَا بَعدت ثَمُود} (هود: 95) .
وَقَالَ مالكُ بنُ الرَّيب المازنيّ:
يَقُولنَ لَا تَبْعَدْ وهُمْ يَدْفِنُونَنِي
وأَينَ مَكَانُ البُعْدِ إِلاّ مكانيَا
وقرأَ الكسائيّ والنّاسُ: كَمَا بَعِدَتْ، وَكَانَ أَبو عَبِدِ الرحمان السُّلَمِيّ يَقرَؤُهَا {بَعُدَتْ} يجعَلُ الهُلاكَ والبُعد سَوَاء، وهما قريبٌ من السَّوَاءِ، إِلاَّ أَن الْعَرَب بَعضهم يَقُول بَعُدَ وبعضُهم يَقُول بَعُدَ، مثل سَحِقَ وسَحُقَ. وَمن النّاس مَن يَقول بَعُد فِي الْمَكَان وبَعِدَ فِي الهَلاك. وَقَالَ يونسُ: الْعَرَب تَقول بَعِدَ الرَّجُلُ وبَعُدَ، إِذا تباعدَ فِي غير سَبَ. ويقَال فِي السَّبِّ: بعِدَ وسَحِقَ لَا غير، انْتهى. فالَّذِي ذَهبَ إِليه المصنّف هُوَ المُجْمَعُ عَلَيْهِ عِنْد أَئِمَّة اللُّغةِ والّذي رَجَّحَه غيرُ المصنّف هُوَ قَول بعضٍ مِنْهُم كَمَا تَرَى. (فَهُوَ بَعِيدٌ وباعِدٌ وبُعَادٌ) ، الأَخير بالضّمّ، عَن سِيبَوَيْهٍ، قيل: هُوَ لُغة فِي بَعِيد، ككُبَار فِي كَبير. (ج بُعَدَاءُ) ، ككُرَمَاءَ، وَافق الذينَ يَقولونَ فَعِيل الَّذين يَقُولُونَ فُعَال، لأَنهما أُختانِ. (و) قد قيل (بُعُدٌ) ، بضمّتَين كقَضيبٍ وقُضُبٍ، وينشد قَول النَّابِغَة:
فتِلْكَ تُبْلِغُني النُّعْمَانَ إِنَّ لَهُ
فَضْلاً على النَّاسِ فِي الأَدْنَى وَفِي البُعُدِ
وضبطَه الْجَوْهَرِي بِالتَّحْرِيكِ، جمع باعد، كخادمٍ وخَدَمٍ.
(وبُعْدَانٌ) ، كــرَغيفٍ ورُغْفَانٍ. قَالَ أَبو زيد: إِذا لم تكن من قُرْبانِ الأَميرُ فكُنْ مِن بُعْدانِه، أَي تَبَاعَدْ عَنهُ لَا يُصِبْك شَرُّه. وَزَاد بعضُهم فِي أَوزان الجموع البِعَادَ، بِالْكَسْرِ، جمْع بَعيدٍ، ككَريمٍ وكِرَامٍ. وَقد جاءَ ذالك فِي قَول جريرٍ.
(ورجلٌ مِبْعَد، كمِنْجَل: بَعيدُ الأَسْفَارِ) . قَالَ كُثيِّر عزّةَ:
مُنَاقِلَةً عُرْضَ الفَيَافِي شِمِلَّةً
مَطِيّةَ قَذَّافٍ على الهَوْلِ مِبْعَدِ
(وبُعْدٌ باعِدٌ، مُبَالَغَةٌ. و) إِنْ دَعوتَ بِهِ قلْت: (بُعداً لَهُ) ، الْمُخْتَار فِيهِ النّصب على المصدريّة. وكذالك سُحْقاً لَهُ، أَي (أَبْعَدَه اللَّهُ) ، أَي لَا يُرثَى لَهُ فِيمَا نَزَلَ بِهِ. وتَميم تَرفَع فَتَقول: بُعدٌ لَهُ وسُحْقٌ، كَقَوْلِك: غلامٌ لَهُ وفَرسٌ.
وَقَالَ ابْن شُميل: رَاودَ رَجلٌ من الْعَرَب أَعرابيّة فأَبَت إِلاّ أَن يَجعَلَ لَهَا شَيْئا، فجعلَ لَهَا دِرْهَمين، فَلَمَّا خالطَها جعلت تَقول: غَمْزاً ودِرْهماكَ لَك، فإِن لم تَغمِز فبُعْدٌ لَك. رَفَعت البُعْدَ. يُضرَب مَثلاً للرَّجُل ترَاهُ يَعمل العَملَ الشديدَ.
(والبُعْد) ، بِضَم فَسُكُون، (والبِعَاد) ، بالكرس: (اللَّعْن) ، مِنْهُ أَيضاً.
(وأَبعدَه اللَّهُ: نَحَّاه عَن الخَير) ، أَي لَا يُرْثَى لَهُ فِيمَا نَزلَ بِهِ. (و) أَبعده: (لَعَنَهُ) ، وغَرَّبَه.
(وبَاعَدَه مُبَاعَدَة وبِعَاداً) ، وباعَد اللَّهُ مَا بَينهمَا، (وبَعَّدَه) تَبعيداً ويُقْرأُ {7. 024 رَبنَا باعد بَين اءَسفارنا} (سبأَ: 19) وَهُوَ قِراءَة العَوام. قَالَ الأَزهَريّ: قرأَ أَبو عَمرٍ ووابن كَثير {بَعِّدْ} ، بِغَيْر أَلف، وقرأَ يعقوبُ الحضرميّ {رَبُّنَا باعَدَ} بالنَّصْب على الخَبر. وقرأَ نَافِع وَعَاصِم والكسائيّ وَحَمْزَة {باعِدْ} بالأَلف على الدعاءِ. و (أَبْعَدَه) غيرُه.
(ومَنزِلٌ بَعَدٌ، بِالتَّحْرِيكِ: بَعيدٌ. و) قَوْلهم: (تَنَحَّ غيرَ بَعيدٍ، وغيرَ باعدٍ، وَغير بَعَد) ، محرَّكَةً، أَي (كنْ قَرِيبا) ، وَغير بَاعِدٍ، أَي غَيْرَ صاغرٍ قَالَه الكسائيّ. وَيُقَال: انطلقْ يَا فلانُ غيرَ باعدٍ، أَي لَا ذَهَبْتَ.
(و) يُقَال: (إِنّه لغيرُ أَبْعَدَ) ، وهاذه عَن ابْن الأَعرابيّ، (و) غير (بُعَدٍ، كصُرَد) ، إِذا ذَمَّه، أَي (لَا خَيْرَ فِيهِ) . وَعَن ابْن الأَعرابيّ: أَي لَا غَوْرَ لَهُ فِي شيْءٍ.
(و) إِنّه (لذُو بُعْدٍ) . بضمّ فَسُكُون، (وبُعْدَةٍ) ، بِزِيَادَة الهاءِ، وهاذه عَن ابْن الأَعرابيّ، (أَي) لذُو (رأْيٍ وحَزْم) . يُقَال ذالك للرّجُل إِذا كَانَ نافذَ الرَّأْيِ ذَا غَوْرٍ وَذَا بُعْرِ رَأْيٍ. (و) يُقَال: (مَا عندَه أَبعَدُ، أَو بُعَدٌ، كصُرَد، أَي طائلٌ) ، وَمثله فِي (مجمع الأَمثال) . وَقَالَ رجلٌ لِابْنِهِ: إِن غَدَوْتَ على المِرْبَد رَبِحْتَ عَنَاءً أَو رَجَعْت بِغَيْر بُعَدٍ، أَي بغَير مَنْفَعَة. وَقَالَ أَبو زيد يُقَال: مَا عنْدك بُعَدٌ، وإِنك لغيرُ بُعَد، أَي مَا عنْدك طائلٌ. إِنّما تَقول هاذا إِذا ذَمَمْتَه. قَالَ شَيخنَا: يُمكن أَن يُحمل (مَا) هُنَا على معنَى (الّذي) ، أَي مَا عِنْده من المطالب أَبعدُ مِمَّا عِنْد غَيره، وَيجوز أَن تُحمَل على النَّفْيِ، أَي لَيْسَ عِنْده شيءٌ يُبعِدُ فِي طَلبِه، أَي شيْءٌ لَهُ قيمةٌ أَو مَحلّ.
(وَبَعْدُ ضدُّ قَبْل) ، يَعْنِي أَنّ كلاًّ مِنْهَا ظَرفُ زَمانٍ، كَمَا عُرِفَ فِي الْعَرَبيَّة، ويكونان للمكان، كَمَا جوَّزَه بعض النُّحاة، (يُبنَى مُفْرَداً) ، أَي عَن الإِضافة، لَكِن بشرطِ نِيّة مَعنَى المضافِ إِليه دون لَفظه، كَمَا قرّر فِي العربيّة، (ويُعْرَب مُضافاً) ، أَي لأَنَّ الإِضافة تُوجِب توغّلَه فِي الاسميّة وتُبعِده عَن شَبه الْحُرُوف، فَلَا مُوجبَ مَعهَا لبنائه. (وحُكِيَ: مِنْ بَعْدٍ) ، أَي بِالْجَرِّ وتنوين آخِره، وَقد قُرِىء بِهِ قَوْله تَعَالَى: {7. 024 لله الاءَمر من قبل وَمن بعد} (الرّوم: 4) بِالْجَرِّ والتنوين، كأَنَّهم جَرَّدوه عَن الإِضافة ونِيّتها.
(و) حكى أَيضاً (افعَلْ) كَذَا (بَعْداً) ، بِالتَّنْوِينِ مَنْصُوبًا.
وَفِي (الْمِصْبَاح) وبَعْد ظَرفٌ مُبهَمٌ، لَا يُفهَم مَعْنَاهُ إِلا بالإِضافَة لغيره، وَهُوَ زَمانٌ متراخٍ عَن الزَّمَان السابقِ، فإِن قَرُبَ مِنْهُ قيلَ، بُعَيْدَه بِالتَّصْغِيرِ، كَمَا يُقَال قَبْل العصْر، فإِذا قَرُب قيل قُبَيْل العَصْر، بِالتَّصْغِيرِ، أَي قَرِيبا مِنْهُ. وجاءَ زَيْدٌ بَعْدَ عَمْرو، أَي مُتراخِياً زَمانُه عَن زَمانِ مجيءِ عَمْرٍ و. وتأْتي بمعنَى مَعَ كَقَوْلِه تَعَالَى: {فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذالِكَ} (الْبَقَرَة: 178) أَي مَعَ ذالك. انْتهى.
وَقَالَ اللَّيثُ: بَعْد كلمةٌ دالّة على الشيْءِ الأَخيرِ، تَقول: هاذا بعدَ هاذا، مَنْصُوب. وحَكى سِيبَوَيْهٍ أَنّهُم يَقُولُونَ من بَعدٍ، فُينكِّرونه، وافْعَلْ هَذَا بَعْداً.
وَقَالَ الجوهريّ: بَعدُ نَقيضُ قَبلُ، وهما اسمان يكونَانِ ظَرفَين إِذا أُضِيفَا، وأَصْلهما الإِضافة، فمتَى حذفت الْمُضَاف إِليه لعِلْم المخاطَب بَنَيتَهما على الضّمّ ليُعلمَ أَنّه مَبنيّ، إِذا كَانَ الضّمّ لَا يَدخلهما إِعراباً، لأَنّهما لَا يَصلُحوقُوعُهما مَوْقِعَ الفاعِلِ وَلَا مَوقعَ المبتدإِ وَلَا الخَبَر.
وَفِي (اللِّسَان) : وَقَوله تَعَالَى: {7. 025 لله الاءَمر من قبل وَمن بعد} (الرّوم: 4) أَي من قبلِ الأَشياءِ ومِن بَعدِهَا، أَصلهما هُنَا الخَفضُ، ولاكنْ بُنِينَا على الضمّ لأَنّهما غايتانِ، فإِذا لم يكونَا غَايَة فهما نَصْبٌ لأَنّهما صِفة. ومعنَى غايةٍ أَي أَنَّ الكَلِمَة حُذِفَت مِنْهَا الإِضافَة وجُعلَت غَايَةُ الكَلِمَة مَا بقِيَ بعد الحذْف. وإِنّمَا بُنيتا على الضّمّ لأَنّ إِعرابَهما فِي الإِضافة النّصب والخفض، تَقول: رأَيتُه قَبلَك وَمن قَبِلك، وَلَا يُرفعان، لأَنَّهما لَا يُحدَّث عَنْهُمَا، استعملاَ ظَرفَين، فلمَّا عُدِلاَ عَن بابهما حُرِّكا بِغَيْر الحَرَكَتَيْن اللَّتَيْنِ كانَتَا لَهُ يَدخلان بحقّ الإِعراب. فأَمّا وُجُوبُ بنائهما وذَهاب إِعرابهما فلأَنَّهُمَا عُرِّفا من غير جهةِ التَّعرِفِ، لأَنّه حُذِف مِنْهُمَا مَا أُضيفَتَا إِليه، وَالْمعْنَى. للَّهِ الأَمرُ من قَبلِ أَن تُغلَبَ الرُّوم، وَمن بَعدِما غَلَبَتْ. وحكَى الأَزهَرِيُّ عَن الفرّاءِ قَالَ: القِرَاءَة بالرّفع بِلَا نون، لأَنّهما فِي المعنَى ترَاد بهما الإِضافَة إِلى شيْءٍ لَا محالَة، فلمَّا أَدّتَا غير معنَى مَا أُضِيفَتا إِليه وسُمِتَا بالرَّفْع، هما فِي موضعِ جَرَ، ليَكُون الرَّفْعُ دَليلاً على مَا سَقَطَ. وكذالك مَا أَشبههما وإِن نوَيتَ أَن تُظهرَ مَا أُضِيفَ إِليه وأَظهرْتَهُ فقلْت: للَّهِ الأَمرُ من قبلِ وَمن بعدِ، جازَ، كأَنَّك أَظهرْتَ المخفوضَ الّذِي أَضَفْتَ إِليه قَبْل وبَعد. وَقَالَ ابْن سَيّده: ويُقرأُ: {7. 025 لله الاءَمر من قبل من بعد} يجعلونهما نَكرتَين، المعنَى: لله الأَمرُ من تَقَدُّم وَمن تأَخُّرٍ. والأَوّلُ أَجوَدُ. وَحكى الكسائيّ: {7. 025 الاءَمر من قبل وَمن بعد} بِالْكَسْرِ بِلَا تَنْوِين.
(واسْتَبْعَدَ) الرَّجُلُ، إِذا (تَبَاعَدَ) . (و) استبعدَ (الشَّيْءَ: عَدَّه بَعيدا) .
(و) قَوْلهم: (جِئت بَعْدَيْكما) أَي بَعدَكما، قَالَ:
أَلاَ يَا اسْلَمَا يَا دِمْنَتَيْ أُمِّ مالكٍ
وَلَا يَسْلماً بَعْدَيْكُما طَللانِ
(و) فِي (الصِّحَاح) : (رأَيْته) ، وَقَالَ أَبو عُبيد: يُقَال: لَقِيته (بُعَيداتِ بَيْن) بِالتَّصْغِيرِ، إِذا لَقيتَه بعد حِين. (و) قيل (بَعِيدَاتِهِ) ، مُكبّراً، وهاذه عَن الفَرّاءِ، (أَي بُعَيدَ فِرَاق) ، وَذَلِكَ إِذا كَانَ الرّجلُ يُمسِك عَن إِتيانِ صاحِبه الزّمَانَ، ثمّ يُمسك عَنهُ نحْو ذالك أَيضاً، ثمّ يأْتِيه. قَالَ: وَهُوَ من ظُروف الزَّمَان الَّتِي لَا تَتمكّن وَلَا تُسْتعمل إِلاّ ظَرفاً. وأَنشد شَمِرٌ:
وأَشْعَثَ مُنْقَدِّ القَمِيصِ دَعَوْتُه
بُعَيْدَاتِ بَيْنٍ لَا هِدَانٍ وَلَا نِكْسِ
وَمثله فِي (الأَساس) . وَيُقَال: إِنّها لتَضْحَكُ بُعيداتِ بَيْنٍ، أَي بينَ المرّةِ ثمَّ المَرَّةِ فِي الْعين.
(وأَمَّا بَعْدُ) فقد كَانَ كَذَا، (أَي) إِنَّما يُرِيدُونَ أَمّا (بَعْدَ دُعَائِي لَك) ، فإِذا قلْت أَمّا بعدُ فإِنّك لَا تُضِيفه إِلى شيْءٍ ولاكنك تَجعله غَايَة نَقيضاً لقبْل. وَفِي حَدِيث زيدِ بن أَرقمَ أَنَّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمخَطَبَهم فَقَالَ: (أَمّا بَعْدُ) ، تَقْدِير الْكَلَام: أَمّا بعدع حَمْدِ الله. (وأَوَّلُ مَنْ قَالَه دَاوُودُ عَلَيْهِ السّلام) ، كَذَا فِي أَوَّليّاتِ ابْن عَسَاكِرَ، وَنَقله غيرُ واحِد من الأَئمّة وقالُوا: أَخرَجَه ابْن أَبي حَاتِم والدَّيْلميّ عَن أَبي مُوسَى الأَشعريّ مَرْفُوعا. وَيُقَال: هِيَ فَصْلُ الخِطَاب، وَلذَلِك قَالَ عزّ وجلّ {وَءاتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ} (ص: 20) (أَوْ كَعْبُ بن لُؤَيَ) ، زَعمه ثَعلب. وَفِي الْوَسَائِل إِلى معرفَة الأَوائل: أَوّلُ من قَالَ أَمّا بَعدُ داوودُ عَلَيْهِ السّلامُ، لحَدِيث أَبي مُوسَى الأَشعرِيّ مَرْفُوعا، وَقيل: يَعْقُوبُ عَلَيْهِ السلامُ، لأَثَرٍ فِي أَفرادِ الدَّارَقُطْني، وَقيل، قُسّ بن ساعدةَ كَمَا للكلبيّ، وَقيل يَعْرُب قَحطانَ، وَقيل كَعْب بن لُؤَيّ. (و) يُقَال: هُوَ مُحْسِنٌ للأَباعدِ والأَقارِبِ، (الأَباعِد: ضِدّ الأَقارب) . وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال هُوَ أَبْعَدُ وأَبعَدُونَ، وأَقرَبُ وأَقربُونَ، وأَبَاعِدُ وأَقارِبُ. وأَنشد:
مِنَ النَّاسِ منْ يَغْشَى الأَباعِدَ نَفْعُه
ويَشْقَى بِه حَتَّى الممَاتِ أَقارِبُهْ
فإِنْ يَكُ خَيْراً فالبَعِيدُ يَنالُه
وإِنْ يَكُ شَرًّا فابنُ عمِّك صاحِبُه
(و) قَوْلهم: (بَيننا بُعْدَةٌ بالضّمّ من الأَرضِ ومِنَ القَرَابَة) . قَالَ الأَعشى:
بأَنْ لَا تَبَغَّى الوُدَّ من مُتباعِدٍ
وَلَا تَنْأَ من ذِي بُعْدَةٍ إِنْ تَقَرَّبَا
(وبَعْدَانُ، كسَحْبَانَ: مِخلافٌ باليَمَن) مشهورٌ، وَقد نُسِبَ إِليه جُملةٌ من الأَعيانِ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ قَوْلهم:
مَا أَنتَ منا ببَعيدٍ، وَمَا أَنتم منا ببَعيد، يَستوِي فِيهِ الْوَاحِد وَالْجمع، وكذالك مَا أَنتَ ببَعَدٍ، وَمَا أَنتم منَّا ببَعَدٍ، أَي بَعيد. وإِذا أَردْتَ بالقَرِيبِ والبَعِيده قَرَابَةَ النَّسَبِ أَنثْتَ لَا غير، لم تَختلف العربُ فِيهَا.
والأَبْعَدُّ، مُشدَّدَ الآخِر فِي قَول الشَّاعِر:
مَدًّا بأَعناقِ المعطِيِّ مَدَّا
حتَّى تُوافِي المَوْسمَ الأَبعَدَّا
فلضرورة الشِّعر.
والبُعَداءُ: الأَجانبُ الّذِين لَا قَرَابَةَ بَينهم، قَالَ ابْن الأَثير.
وَقَالَ النضْر فِي قَوْلهم: هَلَكَ الأَبعَدُ قَالَ: يعنِي صاحِبَه، وهاكذا يُقَال إِذا كَنَى عَن اسْمه.
وَيُقَال للمرأَة: هَلكَتِ البُعْدى. قَالَ الأَزهريّ: هاذا مثْل قَوْلهم: فَلَا مَرحباً بالآخَر، إِذا كَنَى عَن صَاحبه وَهُوَ يَذُمُّه. وَيُقَال: أَبعَدَ الله الأَخَرَ قلْت: الأَخَر، هاكذا فِي نُسخ (الصّحاح) ، وَعَلَيْهَا عَلامَة الصِّحّة، فليُنظر. قَالَ: وَلَا يُقَال للأُنثى مِنْهُ شيءٌ. وَقَوْلهمْ: كَبَّ اللَّهُ الأَبعَدَ لفِيهِ، أَي أَلقاه لوَجْهه. والأَبعَدُ: الحائنُ: هَكَذَا فِي (الصّحاح) بِالْمُهْمَلَةِ.
وفُلانٌ يَسْتَخْرِج الحَدِيثَ من أَباعدِ أَطْرافِه. وأَبْعَدَ فِي السَّوْم: شَطَّ. وتَبَاعَدَ منّي، وابتَعَد، وتَبَعَّدَ.
وَفِي الحَدِيث (أَنّ رجلا جَاءَ فقالَ: إِنّ الأَبعَدَ قد زَنَى) ، مَعْنَاهُ المتباعِد عَن الخَير والعِصْمة.
وجَلَسْتُ بَعِيدةً مِنْك وبعِيداً مِنْك، يَعنِي مَكاناً بَعيدا. ورُبما قالُوا: هِيَ بَعيدٌ مِنْك، أَي مكانُها. وأَمَّا بعيدةُ العهدِ فالبهَاءِ.
وَذُو البُعْدةِ: الّذي يُبْعِد فِي المُعادَاة. وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ لرؤبة:
يَكْفِيك عندَ الشِّدّة اليَبيسَا
ويَعتلِي ذَا البُعْدَةِ النَّحوسا
قَالَ أَبو حَاتِم: وَقَالُوا قَبْلُ وبَعْدُ مِن الأَضداد. وَقَالَ فِي قَوْله عزّ وجلّ: {7. 025 والاءَرض بعد ذَلِك دحاها} (النازعات: 30) أَي قَبْلَ ذَلِك.
ونقلَ شيخُنا عَن ابْن خالَويه فِي كتاب (لَيْسَ) مَا نصُّه: لَيْسَ فِي الْقُرْآن بعْد بِمَعْنى قبْل إِلاّ حَرْفٌ واحِد {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذّكْرِ} (الأَنبياء: 105) . وَقَالَ مُغُلْطَاي فِي المَيْس على لَيْسَ: قد وَجَدْنَا حَرْفاً آخَرَ، وَهُوَ {7. 025 والاءَرض بعد ذَلِك دحاها} قَالَ أَبو مُوسَى فِي كتاب المغيث: مَعْنَاهُ هُنَا قَبْل، لأَنّه تَعَالَى خَلَقَ الأَرضَ فِي يَوْمَيْنِ ثمَّ استوَى إِلى السماءِ، فعلَى هاذا خلَق الأَرضَ قبْلَ السماءِ. ونقَله السُّيوطيّ فِي الإِتقان، كَذَا نَقله شَيخنَا.
قلْت: وَقد رَدَّه الأَزهريّ فَقَالَ: والّذي قَالَه أَبو حَاتِم عمَّن قَالَه خَطأٌ، قَبْل وبعْد كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا نَقيضُ صاحِبه، فَلَا يَكونُ أَحدُهما بمعنَى الآخَرِ، وَهُوَ كَلامٌ فاسدٌ وأَمَّا مَا زَعَمه من التَّنَاقُض الظاهرِ فِي الْآيَات فَالْجَوَاب أَنَّ الدَّحْوَ غَيرُ الخلْق، وإِنَّما هُوَ البَسْط، والخَلْقُ هُوَ الإِنساءُ الأَوّل، فَالله عزَّ وجلّ الأَرضَ أَوَّلاً غير مَدْحُوَّة، ثمَّ خَلقَ السماءَ، ثمَّ دحَا الأَرضَ، أَي بَسَطَها. قَالَ: والآيات فِيهَا مُتّفقةٌ وَلَا تناقضَ بحمْدِ الله تَعَالَى فِيهَا، عندَ مَن يَفهمها، وإِنّمَا أُتِيَ الملحِدُ الطَّاعنُ فِيمَا شاكلَها من الْآيَات من جِهَةِ غَبَاوَته وغِلَظِ فَهْمِه وقِلّة عِلْمِه بِكَلَام الْعَرَب. كَذَا فِي (اللِّسَان) .
قَالَ شَيخنَا: وجعلَها بعض المُعْرِبين بمعنَى مَعَ، كَمَا مرَّ عَن (الْمِصْبَاح) ، أَي مَعَ ذالك دَحَاها. وَقَالَ القاليُّ فِي أَماليه، فِي قَول المضرِّب بن كعْب:
فقُلْتُ لَهَا فِيءِ إِليْكِ فإِنّي
حَرَامٌ وإِنِّي بعدَ ذاكِ لَبيبُ
أَي مَعَ ذاكِ. ولَبيب: مُقيم.
وَقد يُرَادُ بهَا الآنَ فِي قَول بعضِهم:
كَمَا قَدْ دَعَاني فِي ابنِ مَنصورَ قَبْلَهَا
وماتَ فمَا حانَتْ مَنِيَّتَه بَعْدُ
أَي الآنَ.
وأَبعَدَ فلانٌ فِي الأَرض، إِذا أَمْعَنَ فِيهَا. وَفِي حَدِيث قتْل أَبي جَهْل (هَل أَبْعَدُ مِنْ رَجلٍ قَتلْتُمُوه) قَالَ ابْن الأَثير: كَذَا جاءَ فِي سنَن أَبي دَاوُود، وَمَعْنَاهَا أَنْهَى وأَبلَغُ، لأَنّ الشيْءَ المُتَناهِيَ فِي نَوْعه يُقَال قد أُبعِدَ فِيهِ. قَالَ: والرِّوايات الصَّحِيحَة: (أَعْمَدُ) ، بِالْمِيم.
وأَبعدَه اللَّهُ، أَي لَنَنه اللَّهُ.
بعد
بَعُدَ بُعْداً وبِعَاداً، وابْتَعَدَ: بمعنىً. وبَعِدَ بَعَداً: هَلَكَ. وبُعْداً له وسُحْقاً، وبُعْدٌ له أيضاً. وبَاعَدَ اللُهُ بينهما وبَعدَ. وبَعْدُ: نَقِيضُ قَبْلُ.
وجِئْتُ بَعْدَيْك - مُثَنىً -: أي بَعْدَكَ، وأنْشَدَ: ألا يا اسْلَما يا دِمْنَتَيْ أمَ مالك ... ولا يَسْلَمَنْ بَعْدَيكُما طَلَلانِ
وأتَيْتُه بُعَيْداتِ بَيْنٍ: أي أتَيْتَه بَعْد زَمن ثم أمْسَكْتَ عنه ثم أتيتَ.
وما عِندَكَ أبْعَد - مُنوَنٌ -؛ وانًك لَغَيْرُ أبْعَدٍ: أي ما عِنْدَك طائلٌ. وأتاه من بُعدَه: أي من أرضٍ بَعيدةٍ، وجَمْعُها بُعَدٌ. وهو ذو بُعدَةٍ: أي بَعيدُ الهِمَة.
ويقولون: إذا لم تكُنْ من قُرْبانِ الأمير فكُنْ من بُعْدانِهِ: أي ممَن يَبْعُدُ عنه، جَمْعُ بَعيدٍ.
(ب ع د) : (أَخْذُهُ) مَا قَرُبَ وَمَا (بَعُدَ) فِي (قَرَّ) وَقَوْلُهُ وَإِنْ كَانَ لَيْسَ بِاَلَّذِي (لَا بَعْدَ) لَهُ يَعْنِي لَيْسَ بِنِهَايَةٍ فِي الْجَوْدَةِ وَكَأَنَّ مُحَمَّدًا - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِهِمْ هَذَا مِمَّا لَيْسَ بَعْدَهُ غَايَةٌ فِي الْجَوْدَةِ وَالرَّدَاءَةِ وَرُبَّمَا اخْتَصَرُوا الْكَلَامَ فَقَالُوا لَيْسَ بَعْدَهُ ثُمَّ أُدْخِلَ عَلَيْهِ لَا النَّافِيَةُ لِلْجِنْسِ وَاسْتَعْمَلَهُ اسْتِعْمَالَ الِاسْمِ الْمُتَمَكِّنِ (قَوْلُهُ بُوعِدَتْ) مِنْهُ جَهَنَّمُ خَمْسِينَ عَامًا لِلرَّاكِبِ الْمُجِدِّ أَيْ الْجَادِّ وَيُرْوَى الْمُجِيدُ وَهُوَ صَاحِبُ الْفَرَسِ الْجَوَادِ وَمُبَاعَدَةُ النَّارِ مَجَازٌ عَنْ النَّجَاةِ مِنْهَا وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ حَقِيقَةً وَانْتِصَابُ خَمْسِينَ عَلَى الظَّرْفِ وَلَا بُدَّ مِنْ تَقْدِيرِ الْإِضَافَةِ عَلَى مَعْنَى مَسَافَةَ مَسِيرَةِ خَمْسِينَ عَامًا.
[بعد] البُعْدُ: ضد القرب. وقد بَعُدَ بالضم فهو بعيد، أي تَباعَدَ. وأَبْعَدَهُ غيره، وباعَدَهُ، وبَعَّدَهُ تَبعيداً. والبَعَدُ بالتحريك: جمع باعِدٍ، مثل خادم وخدم. قال النابغة:..... إنَّ لَهُ فَضْلاً على الناسِ في الاذنين والبعد والبعد أيضا: الهلاك. تقول منه: بعد بالكسر: فهو باعِدٌ. واسْتَبْعَدَ، أي تَبَاعَدَ. واسْتَبْعَدَهُ: عَدَّهُ بعيداً. وتقول: تَنَحَّ غيرَ باعِدٍ وغيرَ بَعَدٍ أيضاً، أي غير صاغر. تنح غير بعيد، أي كل قريبا. وما أنتم بِبَعيدٍ، وما أنت مِنَّا ببَعيدٍ، يستوي فيه الواحد والجمع. وكذلك ما أنت منا ببعد، وما أنتم منا بِبَعَدٍ. وبيننا بُعْدَةٌ، من الأرض والقَرابةِ. قال الأعشى:

وَلا تنأمن ذى بعدة إن تَقَرَّبا * ويقال أَبْعَدَ الله الآخَرَ، ولا يقال للاثنى منه شئ. وقولهم: كَبَّ الله الأَبْعَدَ لِفِيهِ، أي ألقاه لوجهه. والأَبْعَدُ: الخائن. والبعدان: جمع بعيد، مثل رغيف ورغفان. يقال: فلان من قُرْبانِ الأمير ومن بُعْدانِهِ. والأَباعِدُ: خلاف الأقارب. وبَعْدُ: نقيض قبل: وهما اسمان يكونان ظرفين إذا أضيقا، وأصلهما الاضافة، فمتى حذفت المضاف إليه لعلم المخاطب بنيتهما على الضم ليعلم أنه مبنى، إذ كان الضم لا يدخلهما إعرابا، لانهما لا يصلح وقوعهما موقع الفاعل ولا موقع المبتداء ولا الخبر. وقولهم: رأيته بعيدات بين، أي بُعَيْدَ فِراقٍ، وذلك إذا كان الرجل يُمسِك عن إتيان صاحب الزمان ثم يأتيه، ثم يمسك عنه نحو ذلك ثم يأتيه. قال:

لَقيتُهُ بُعَيْداتِ بَيْنٍ * وهو من ظروف الزمان التي لا تتمكّن. وقولهم " أمّا بَعْدُ "، هو فصل الخطاب

منارة الحوافِرِ

منارة الحوافِرِ:
وهي منارة عالية في رستاق همذان في ناحية يقال لها ونجر في قرية يقال لها أسفجين، قرأت خبرها في كتاب أحمد بن محمد بن إسحاق الهمذاني قال: كان سبب بنائها أن سابور بن أردشير الملك قال له منجموه:
إن ملكك هذا سيزول عنك وإنك ستشقى أعواما كثيرة حتى تبلغ إلى حدّ الفقر والمسكنة ثم يعود إليك الملك، قال: وما علامة عوده؟ قالوا: إذا أكلت خبزا من الذهب على مائدة من الحديد فذلك علامة رجوع ملكك، فاختر أن يكون ذلك في زمان شبيبتك أو في كبرك، قال: فاختار أن يكون في شبيبته وحدّ له في ذلك حدّا فلما بلغ الحدّ اعتزل ملكه وخرج ترفعه أرض وتخفضه أخرى إلى أن صار إلى هذه القرية فتنكّر وآجر نفسه من عظيم القرية وكان معه جراب فيه تاجه وثياب ملكه فأودعه عند الرجل الذي آجر نفسه عنده فكان يحرث له نهاره ويسقي زرعه ليلا فإذا فرغ من السقي طرد الوحش عن الزرع حتى يصبح، فبقي على ذلك سنة فرأى الرجل منه حذقا ونشاطا وأمانة في كل ما يأمره به فرغب فيه واسترجح عقل زوجته واستشارها أن يزوّجه إحدى بناته وكان له ثلاث بنات فرغبت لرغبته فزوّجه ابنته فلما حوّلها إليه كان سابور يعتزلها ولا يقربها، فلما أتى على ذلك شهر شكت إلى أبيها فاختلعها منه وبقي سابور يعمل عنده، فلما كان بعد حول آخر سأله أن يتزوّج ابنته الوسطى ووصف له جمالها وكمالها وعقلها فتزوّجها فلما حوّلها إليه كان سابور أيضا معتزلا لها ولا يقربها، فلما تمّ لها شهر سألها أبوها عن حالها مع زوجها فاختلعها منه، فلما كان حول آخر وهو الثالث سأله أن يزوّجه ابنته الصغرى ووصف له جمالها ومعرفتها وكمالها وعقلها وأنها خير أخواتها فتزوّجها، فلما حوّلها إليه كان سابور أيضا معتزلا لها ولا يقربها، فلما تمّ لها شهر سألها أبوها عن حالها مع زوجها فأخبرته أنها معه في أرغد عيش وأسرّه، فلما سمع سابور بوصفها لأبيها من غير معاملة له معها وحسن صبرها عليه وحسن خدمتها له رقّ لها قلبه وحنّ عليها ودنا منها ونام معها فعلقت منه وولدت له ابنا، فلما أتى على سابور أربع سنين أحبّ رجوع ملكه إليه، فاتفق أنه كان في القرية عرس اجتمع فيه رجالهم ونساؤهم، وكانت امرأة سابور تحمل إليه طعامه في كل يوم ففي ذلك اليوم اشتغلت عنه إلى بعد العصر لم تصلح له طعاما ولا حملت إليه شيئا، فلما كان بعد العصر ذكرته فبادرت إلى منزلها وطلبت شيئا تحمله إليه فلم تجد إلّا رغيفــا واحدا من جاورس فحملته إليه فوجدته يسقي الزرع وبينها وبينه ساقية ماء فلما وصلت إليه لم تقدر على عبور الساقية فمدّ إليها سابور المرّ الذي كان يعمل به فجعلت الــرغيف عليه فلما وضعه بين يديه كسره فوجده شديد الصّفرة ورآه على الحديد فذكر قول المنجمين وكانوا قد حدّوا له الوقت فتأمله فإذا هو قد انقضى فقال لامرأته: اعلمي أيتها المرأة أني سابور، وقصّ عليها قصته، ثم اغتسل في النهر وأخرج شعره من الرباط الذي كان قد ربطه عليه وقال لامرأته: قد تم أمري وزال شقائي، وصار إلى المنزل الذي كان يسكن فيه وأمرها بأن تخرج له الجراب الذي كان فيه تاجه وثياب ملكه، فأخرجته فلبس التاج والثياب، فلما رآه أبو الجارية خرّ ساجدا بين يديه وخاطبه بالملك، قال: وكان سابور قد عهد إلى وزرائه وعرفهم بما قد امتحن به من الشقاوة وذهاب الملك وأن مدة ذلك كذا وكذا سنة وبيّن لهم الموضع الذي يوافونه إليه عند انقضاء مدة شقائه وأعلمهم الساعة التي يقصدونه فيها فأخذ مقرعة كانت معه ودفعها إلى أبي الجارية وقال له: علّق هذه على باب القرية واصعد السور وانظر ماذا ترى، ففعل ذلك وصبر ساعة ونزل وقال: أيها الملك أرى خيلا كثيرة يتبع بعضها بعضا، فلم يكن بأسرع مما وافت الخيل أرسالا فكان الفارس إذا رأى مقرعة سابور نزل عن فرسه وسجد حتى اجتمع خلق من
أصحابه ووزرائه فجلس لهم ودخلوا عليه وحيوه بتحية الملوك، فلما كان بعد أيام جلس يحدث وزراءه فقال له بعضهم: سعدت أيها الملك! أخبرنا ما الذي أفدته في طول هذه المدة، فقال: ما استفدت إلّا بقرة واحدة، ثم أمرهم بإحضارها وقال: من أراد إكرامي فليكرمها، فأقبل الوزراء والأساورة يلقون عليها ما عليهم من الثياب والحلي والدراهم والدنانير حتى اجتمع ما لا يحصى كثرة، فقال لأبي المرأة: خذ جميع هذا المال لابنتك. وقال له وزير آخر:
أيها الملك المظفّر فما أشد شيء مرّ عليك وأصعبه؟
قال: طرد الوحش بالليل عن الزرع فإنها كانت تعييني وتسهرني وتبلغ مني فمن أراد سروري فليصطد لي منها ما قدر لأبني من حوافرها بنية يبقى ذكرها على ممر الدهر، فتفرق القوم في صيدها فصادوا منها ما لا يبلغه العدد فكان يأمر بقطع حوافرها أولا فأولا حتى اجتمع من ذلك تلّ عظيم فأحضر البنّائين وأمرهم أن يبنوا من ذلك منارة عظيمة يكون ارتفاعها خمسين ذراعا في استدارة ثلاثين ذراعا وأن يجعلوها مصمّتة بالكلس والحجارة ثم تركب الحوافر حولها منظمة من أسفلها إلى أعلاها مسمرة بالمسامير الحديد، ففعل ذلك فصارت كأنها منارة من حوافر، فلما فرغ صانعها من بنائها مر بها سابور يتأملها فاستحسنها فقال للذي بناها وهو على رأسها لم ينزل بعد: هل كنت تستطيع أن تبني أحسن منها؟ قال: نعم، قال: فهل بنيت لأحد مثلها؟ فقال: لا، قال: والله لأتركنّك بحيث لا يمكنك بناء خير منها لأحد بعدي! وأمر أن لا يمكّن من النزول، فقال: أيها الملك قد كنت أرجو منك الحباء والكرامة وإذ فاتني ذلك فلي قبل الملك حاجة ما عليك فيها مشقّة، قال: وما هي؟ قال: تأمر أن أعطى خشبا لأصنع لنفسي مكانا آوي إليه لا تمزقني النسور إذا متّ، قال: أعطوه ما يسأل، فأعطي خشبا وكان معه آلة النجارة فعمل لنفسه أجنحة من خشب جعلها مثل الريش وضمّ بعضها إلى بعض، وكانت العمارة في قفر ليس بالقرب منه عمارة وإنما بنيت القرية بقربها بعد ذلك، فلما جاء الليل واشتدّ الهواء ربط تلك الأجنحة على نفسه وبسطها حتى دخل فيها الريح وألقى نفسه في الهواء فحملته الريح حتى ألقته إلى الأرض صحيحا ولم يخدش منه خدش ونجا بنفسه، قال: والمنارة قائمة في هذه المدّة إلى أيامنا هذه مشهورة المكان ولشعراء همذان فيها أشعار متداولة، قال عبيد الله الفقير إليه: أما غيبة سابور من الملك فمشهورة عند الفرس مذكورة في أخبارهم وقد أشرنا في سابور خواست ونيسابور إلى ذلك، والله أعلم بصحة ذلك من سقمه.

عرج

عرج: {تعرج}: تصعد. {المعارج}: الدرج.

عرج

1 عَرَجَ, (S, A, O, K,) aor. ـُ (S,) inf. n. عُرُوجٌ (S, O, K) and مَعْرَجٌ, (O, K,) He ascended, or mounted. (S, A, O, K.) So in the saying عَرَجَ فِى الدَّرَجَةِ and فى السُّلَّمِ [He ascended, or mounted, the stair, or the series of steps, and the ladder]. (S, O.) And عَرَجَ فِى الشَّىْءٍ, and عَلَيْهِ, aor. ـُ and عَرِجَ, inf. n. عُرُوجٌ, He ascended, or mounted, upon the thing (TA.) And عُرِجَ بِهِ means He was taken up to a high place; as, for instance, إِلَى عَنَانِ السَّمَآءِ [to the clouds of Heaven]. (Ham p. 87.) b2: And عَرَجَ الشَّىْءُ The thing became high, or elevated. (TA.) A2: عَرَجَ, (S, O, Msb, K,) with fet-h to the ر, (O,) aor. ـُ inf. n. عَرْجٌ; (Msb; [accord. to the O عَرَجٌ;]) or عَرَجَ and عَرِجَ and عَرُجَ; (K;) He limped, or had a slight lameness, (S, O, Msb, K,) and walked like the lame, (S, O,) by reason of some accident that had befallen him (S, O, Msb, K) in his leg or foot, (S, O, K.) not naturally, (S, K,) or not by reason of a chronic ailment: (Msb:) or عَرَجَ, aor. ـُ and عَرِجَ and عَرُجَ; inf. n. عَرَجَانٌ; he walked like the lame, with a limping gait, by reason of some accident. (L.) b2: And عَرِجَ, (S, O, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. عَرَجٌ (S, * O, * Msb, K, * TA) and عُرْجَةٌ, (TA,) He was lame, walked lamely, or limped, (S, O, Msb, K,) naturally, (S, O, K,) or by reason of a chronic ailment: (Msb:) or he became lame. (TA.) [See also عَرَجٌ below.] b3: عَرَجٌ also signifies The setting of the sun: or its inclining towards the place of setting: (S, O, K:) inf. n. of عَرِجَتْ. (TK.) b4: And عَرِجَ, inf. n. عَرَجٌ, He (a camel) emitted his urine indirectly: said of the male only, when the hind girth is bound upon him [so as to press upon his sheath]: like حقِبَ. (TA.) 2 عرّج, inf. n. تَعْرِيجٌ, He made (a building, or structure, S, O, and a river, or rivulet, TA) to incline. (S, O, K, TA.) A2: عَرَّجْتُ عَنْهُ I turned from it, and left it, or forsook it; as also عنه ↓ انعرجت. (Msb.) b2: And عرّج عَلَيْهِ He bent, or inclined, to, or towards, him, or it. (TA.) You say, مَرَّ بِهِ فَمَا عَرَّجَ عَلَيْهِ [He passed by him, or it,] and did not bend, or incline, to him, or it. (A.) [But this may be otherwise rendered, as is shown by what follows.] b3: عرّج also signifies He remained, stayed, abode, or dwelt; (K, TA;) as also ↓ تعرّج. (T, TA.) You say, عرّج بِالمَكَانِ He remained, stayed, &c., in the place. (TA.) And عرّج عَلَى الشَّىْءِ, (O,) inf. n. as above, (S, A,) He remained, stayed, or abode, intent upon the thing; (S, A, O;) as also عليه ↓ تعرّج. (O.) See also عُرْجَةٌ, in two places: and see 2 in art. عوج. And مَا عَرَّجْتُ عَلَى الشَّىْءِ means I did not pause, or stop, at the thing: (Msb: [and the like is said in the Mgh:]) or I did not care for it, or regard it. (TA in art. وبر.) And عرّج عَلَى المَنْزِلِ, (S, O, K,) and ↓ تعرّج, (S, K,) He confined his camel that he rode at the place of alighting or abode, (S, O, K,) and remained, or stayed: (S, O:) or تَعْرِيجٌ signifies the confining the camel that one rides, remaining, or staying, for one's travelling-companions or for some object of want: and عرُج النَّاقَةَ means he confined the she-camel. (TA.) A3: See also 4.4 اعرجهُ He (God) rendered him lame. (S, O, * K.) A2: And He gave him a herd of camels such as is termed عَرْج. (S, K.) A3: And اعرج He had, or possessed, a herd of camels such as is termed عَرْج: (O, TA:) thus in the L and other lexicons: in the K, إِبِلُ عُرْجٌ is erroneously put for عَرْجٌ مِنَ الإِبِلِ. (TA.) [This signification is erroneously assigned by Freytag to 2: and so is that next preceding it by him and by Golius.]

A4: Also He entered upon the time of the setting of the sun; and so ↓ عرّج, (O, K,) inf. n. تَعْرِيجٌ. (O.) 5 تعرّج It (a building, or structure,) inclined. (S, O.) b2: See also 2, in three places: and see عُرْجَةٌ, in two places.6 تعارج [He pretended to be lame;] he imitated the gait of a lame person. (TA.) 7 انعرج It (a thing, S, Msb) bent or inclined; (S, O, Msb, TA;) and so a road: (TA:) and it was, or became, curved, or crooked. (Mgh.) You say, انعرج بِنَا الطَّرِيقُ [The road bent, or inclined, with us]. (A.) And انعرج عَنِ الطَّرِيقِ He declined from the road: (Mgh:) and انعرج الرَّكْبُ عَنْ طَرِيقِهِمْ [The company of riders declined from their road]. (A.) See also 2, second sentence. R. Q. 3 اِعْرِنْجَجَ فِى أَمْرِهِ He strove, or exerted himself, in his affair. (O, K. *) عَرْجٌ and ↓ عِرْجٌ A herd of camels consisting of about eighty: (S, O, K:) or from seventy to eighty: (TA:) or from eighty to ninety: (K:) or a hundred and fifty and a little above that number: (AO, S, O, K:) or from five hundred to a thousand: (As, S, O, K:) or more than two hundred, and near a thousand: (AHát, TA:) or a thousand: (TA:) or many camels: (Az, TA:) pl. أَعْرَاجٌ [a pl. of pauc.] (S, O, K) and عُرُوجٌ. (K.) عُرْجُ: see أَعْرَجُ, in two places.

عِرْجٌ: see عَرْجٌ.

عَرَجٌ inf. n. of عَرِجَ: (Msb, TA:) [as a simple subst.,] Natural lameness; (S, O, K;) as also ↓ عُرْجَةٌ, which is likewise an inf. n. of عَرِجَ. (TA.) One says, مَا أَشَدَّ عَرَجَهُ [How great is his natural lameness!]: not مَا أَعْرَجَهُ; for from that which signifies a colour, or a quality in the body, one does not derive the form مَا أَفْعَلَهُ. (S, O.) A2: Also A river, or rivulet: and a valley: because of their bending, or inclining. (TA.) عَرِجٌ A camel that emits his urine indirectly: (O, K, TA:) an epithet applied to the male only. (TA. [See 1, last sentence.]) عَرْجَةٌ: see the next paragraph, in two places.

عُرْجَةٌ: see عَرَجٌ. b2: Also, (TA in this art.,) or ↓ عَرَجَةٌ, like جَدَعَةٌ and قَطَعَةٌ, (TA in art. جدع,) The place, or seat, of lameness, in the leg, or foot. (TA.) b3: And you say, مَا لِى عِنْدَكَ عُرْجَةٌ, and ↓ عَرْجَةٌ, and ↓ عِرْجَةٌ, and ↓ عَرِجَةٌ, and ↓ تَعْرِيجٌ, and ↓ تَعَرُّجٌ, There is not for me any remaining, staying, abiding, or dwelling, or, as some say, any confining, or place of confinement, [of my beast,] with thee, or at thy abode. (L, TA.) and مَا لِى عَلَيْهِ عُرْجَةٌ, and ↓ عَرْجَةٌ, (S, O,) and ↓ عِرْجَةٌ, and ↓ عَرِجَةٌ, (so in a copy of the S,) and ↓ تَعْرِيجٌ, and ↓ تَعَرُّجٌ, (S, O,) [i. e., as is implied in the S, There is not for me any confining of my camel that I ride, and remaining, or staying, at it: or] there is not for me any bending, or inclining, to, or towards, him, or it. (O.) عِرْجَةٌ: see the next preceding paragraph, in two places.

عَرَجَةٌ: see عُرْجَةٌ.

عَرِجَةٌ: see عُرْجَةٌ, in two places.

عَرَجَانٌ [mentioned in the L as an inf. n.,] The gait of him who is naturally lame. (S, K.) عُرْجُونٌ, mentioned in the A and Mgh and Msb in this art.: see art. عرجن.

عُرَاجُ: see أَعْرَجُ, in two places.

عَرِيجٌ High, or elevated. (TA.) A2: And An affair not firmly, solidly, or soundly, executed. (S, O, K.) العُرَيْجَآءُ [dim. of العَرْجَآءُ fem. of الأَعْرَجُ; and therefore, if without the article ال, imperfectly decl.;] The هَاجِرَة [or midday; or midday in summer, or when the heat is vehement; &c.]. (O, K.) b2: And The coming, of camels, to water one day at noon, and one day in the morning between daybreak and sunrise: (As, S, O, K:) or their coming to water in the morning between daybreak and sunrise, then returning from the water and remaining the rest of the day in the pasturage, and the next night and day, and coming to the water again at night, then returning from the water, and remaining the rest of the night in the pasturage, and the next day and night, then coming to the water in the morning between daybreak and sunrise: this is one of the descriptions of رِفْه: or, as some say, their coming to water thrice every day; but this is strange. (TA.) b3: Also A man's eating but once every day. (K.) One says, فُلَانٌ يَأْكُلُ العُرَيْجَآءَ Such a one eats but once every day. (O, TA.) عَارِج Limping, or having a slight lameness, not by reason of a chronic ailment, but in consequence of some accident that has befallen him. (Msb.) A2: Also i. q. غَائِبٌ [i. e. Absent, &c.]: (O, K:) thus written, with the pointed غ; but [SM says, though without adducing any ex. to confirm his assertion, that] it is correctly عَائِب, with the unpointed ع, [i. e. being, or becoming, faulty, &c.; or making, or causing, to be faulty, &c.; or blaming, &c.;] as in the L. (TA.) أَعْرَجُ Lame, (S, Msb, K,) by nature, (S, K,) or by reason of a chronic ailment: fem. عَرْجَآءُ: (Msb:) pl. عُرْجٌ and عُرْجَانٌ. (S, K.) b2: الأَعْرَجُ is an appellation of The crow; (O, K;) [and] so الأَعْوَرُ الأَعْرَجُ: because of its hopping, or leaping in going, as though shackled. (A, TA.) b3: and العَرْجَآءُ is an appellation of The female hyena: (S, O, K:) pl. عُرْجٌ: the male is not called أَعْرَجُ. (TA.) And ↓ عُرْجُ, determinate, and imperfectly decl., means The female hyenas, so called as though they were a قَبِيلَة [or tribe]; (Sh, O, K;) and so ↓ عُرَاجُ, likewise determinate, and imperfectly decl.: (K:) or, accord. to IAar, in the phrase ↓ أَبْنَآءُ عُرْجَ in a verse of Aboo-Muk'it ElAsadee, the poet makes the latter word, which is a pl., imperfectly decl. because he means التَّوْحِيد وَالعُرْجَة; as though he regarded it as a sing. [proper] name: (L: [i. e., accord. to Ibr D, because he uses عُرْجَ as a sing. proper name, curtailed by poetic license from العُرْجَة: if so, this last word seems here to signify a personification of lameness:]) and accord. to him (i. e. IAar), one says ↓ هٰذِهِ عُرَاجُ, meaning This is the female hyena [not hyenas]; the latter word imperfectly decl. (O.) b4: الأَعْرَجُ is also an appellation of A certain deaf, malignant serpent. (TA.) [See also the next paragraph.] b5: And العُرْجُ signifies Three nights of the first part of the lunar month: [perhaps in allusion to the curved aspect of the moon; though on this ground it might also be applied to three nights of the last part:] mentioned on the authority of Th. (TA.) الأُعَيْرِجُ [dim. of الأَعْرَجُ] A certain deaf serpent, (O, K, TA,) of the most malignant of serpents, (TA,) that will not admit of being charmed, and that leaps up like the viper: (O, K:) accord. to ISh, a certain broad serpent, having a single broad leg; like the [serpent called] أَصَلَة: IAar says, it springs upon the horseman so as to become with him on his saddle: (O:) the word has no fem. form: (Lth, O, K:) [but] the pl. is الأُعَيْرِجَاتُ. (O, K.) مَعْرَجٌ: see مِعْرَاجٌ, in two places.

مِعْرَجٌ: see the next paragraph.

مِعْرَاجٌ (S, A, O, K) and ↓ مِعْرَجٌ and ↓ مَعْرَجٌ, (S, O, K,) the second and third allowable accord. to Akh, like مِرْقَاةٌ and مَرْقَاةٌ, (S, O,) A ladder, or series of steps or stairs: (S, A, O, K:) or, with the article ال, [but most commonly the first of these with ال,] a thing resembling a دَرَجَة [i. e. ladder, or series of steps or stairs], upon which the souls ascend when they are taken [from their bodies]: it is said that there is nothing more beautiful than it; so that when the soul sees it, it cannot refrain from making its exit [from the body]: (TA:) hence لَيْلَةُ المِعْرَاجِ [the Night of the Ladder; in which Mohammad is related to have ascended from Jerusalem to Heaven, after having been conveyed to the former from Mekkeh upon the beast named البُرَاق]: pl. مَعَارِيجُ and مَعَارِجُ, like مَفَاتِيحُ and مَفَاتِحُ. (S, O.) Also, (K,) or [properly the last only, i. e.] ↓ مَعْرَجٌ, (L, Msb, TA,) A place of ascent: (L, Msb, K, TA:) and the way whereby the angels ascend: (TA:) pl. مَعَارِجُ, (Msb, TA,) [in both senses, i. e.] this signifies places of ascent: (S, A, O:) and in the Kur lxx. 3, the places of ascent of the angels: or it there means benefits, or favours: (O:) and مِعْرَاجٌ is [said to be] like مَعْرَجٌ [in meaning, though this is a loose explanation]. (Msb.) مُعَرَّجٌ A garment, or piece of cloth, having upon it curving stripes or lines. (O, K.) مُعَرْجَنٌ: see art. عرجن.

مُنْعَرَجٌ, (S, O, K, TA,) or ↓ مُنْعَرِجٌ, (Msb,) or the latter is wrong, (TA,) A place of bending, or inclining, (S, O, Msb, K,) of a valley, to the right and to the left. (S, O, Msb.) مُنْعَرِجٌ: see what next precedes.
(عرج) عَلَيْهِ مَال وبالمكان نزل بِهِ وَالشَّيْء ميله يُقَال عرج الْبناء وَالنّهر والخط وَالثَّوْب خططه خُطُوطًا ملتوية
(عرج) - في حديث المِعْراجِ: "هو شِبْه سُلّم تَعرُج فيه الأَرْوَاحُ" كأنَّه من آلة العُرُوجِ وهو الصُّعُودُ.
- في الحديث: "فلم أعَرِّج عليه" .
: أي لم أُقِم ولم أَحْتَبِس. يقال: عَرَّج على الشيءِ وتَعَرَّج: أَقام عليه.
(ع ر ج) : (الْعَرْجُ) بِسُكُونِ الرَّاء مِنْ مَرَاحِل طَرِيق الْمَدِينَةِ وَيُقَالُ مَرَرْتُ بِهِ فَمَا عَرَّجْتُ عَلَيْهِ أَيْ مَا وَقَفْتُ عِنْدَهُ (وَمِنْهُ) الْمُعْتَكِفُ يَمُرُّ بِمَرِيضٍ فَيَسْأَلُ عَنْهُ وَلَا يُعَرِّجُ عَلَيْهِ (وَانْعَرَجَ) عَنْ الطَّرِيقِ مَالَ عَنْهُ (وَمِنْهُ) الْعُرْجُونُ أَصْلُ الْكِبَاسَةِ لِانْعِرَاجِهِ وَاعْوِجَاجِهِ.
ع ر ج

عرج بروح الشمس إذا غربت. وتقول: الشرف بعيد المدارج، رفيع المعارج. ومررت به فما عرجت عليه. ومالي عليه عرجة. وانعرج بنا الطريق. وانعرج الركب عن طريقهم. وهم بمنعرج الوادي، ومنه: العرجون وهو أصل الكباسة سمّيَ لانعراجه. " حتّى عاد كالعرجون القديم ". وثوب معرجن: فيه صور العراجين. وقبح الله تعالى هذه العرجة. ولتلقينّ من هذا الأعرج الأعيرج وهو حية صمّاء لا تقبل الرقي تطفر كما تطفر الأفعى. وحجل في دارهم الأعور الأعرج وهو الغراب لحجلانه وانقباض نساه.
(عرج) الشَّيْء عروجا ارْتَفع وَعلا فَهُوَ عريج وَفُلَان أَصَابَهُ شَيْء فِي رجله فغمز كَأَنَّهُ أعرج وَلَيْسَ بخلقه وَفِي السّلم وَعَلِيهِ ارْتقى وَصعد وبالشيء صَحبه فِي عروجه وَمِنْه عرج بِالروحِ وَالْعَمَل صعد بهما وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {تعرج الْمَلَائِكَة وَالروح إِلَيْهِ}

(عرج) عرجا وعرجانا كَانَ فِي رجله شَيْء خلقَة فَجعله يغمز بهَا وغمز بِرجلِهِ لعِلَّة طارئة فَهُوَ أعرج وَهِي عرجاء (ج) عرج وَالشَّمْس عرجا مَالَتْ للغروب
عرج
العُرُوجُ: ذهابٌ في صعود. قال تعالى: تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ
[المعارج/ 4] ، فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ
[الحجر/ 14] ، والمَعَارِجُ:
المصاعد. قال: ذِي الْمَعارِجِ [المعارج/ 3] ، وليلة المِعْرَاجُ سمّيت لصعود الدّعاء فيها إشارة إلى قوله: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ [فاطر/ 10] ، وعَرَجَ عُرُوجاً وعَرَجَاناً: مشى مشي العَارِجِ. أي: الذاهب في صعود، كما يقال: درج: إذا مشى مشي الصاعد في درجه، وعَرِجَ: صار ذلك خلقة له ، وقيل للضّبع: عَرْجَاءُ، لكونها في خلقتها ذات عَرَجٍ، وتَعَارَجَ نحو: تضالع، ومنه استعير:
عَرِّجْ قليلا عن مدى غلوائكا
أي: احبسه عن التّصعّد. والعَرْجُ: قطيعٌ ضخم من الإبل، كأنّه قد عَرَجَ كثرةً، أي:
صعد.
ع ر ج : عَرِجَ فِي مَشْيِهِ عَرَجًا مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا كَانَ مِنْ عِلَّةٍ لَازِمَةٍ فَهُوَ أَعْرَجُ وَالْأُنْثَى عَرْجَاءُ فَإِنْ كَانَ مِنْ عِلَّةٍ غَيْرِ لَازِمَةٍ بَلْ مِنْ شَيْءٍ أَصَابَهُ حَتَّى غَمَزَ فِي مَشْيِهِ قِيلَ عَرَجَ يَعْرُجُ مِنْ بَابِ قَتَلَ فَهُوَ عَارِجٌ وَالْمَعْرَجُ وَالْمَصْعَدُ وَالْمَرْقَى كُلُّهَا بِمَعْنًى وَالْجَمْعُ الْمَعَارِجُ وَالْمِعْرَاجُ وِزَانُ مِفْتَاحٍ مِثْلُهُ وَالْعَرْجُ وِزَانُ فَلْسٍ مَوْضِعٌ بِطَرِيقِ الْمَدِينَةِ وَمَا عَرَّجْتُ عَلَى الشَّيْءِ بِالتَّثْقِيلِ أَيْ مَا وَقَفْتُ عِنْدَهُ وَعَرَّجْتُ عَنْهُ عَدَلْتُ عَنْهُ وَتَرَكْتُهُ وَانْعَرَجْتُ عَنْهُ مِثْلُهُ وَانْعَرَجَ الشَّيْءُ انْعَطَفَ وَمُنْعَرِجُ الْوَادِي اسْمُ فَاعِلٍ حَيْثُ يَمِيلُ يَمْنَةً وَيَسْرَةً وَالْعُرْجُونُ أَصْلُ الْكِبَاسَةِ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِانْعِرَاجِهِ وَانْعِطَافِهِ وَنُونُهُ زَائِدَةٌ. 

عرج


عَرَجَ(n. ac. مَعْرَج
عُرُوْج)
a. [Fī], Mounted, ascended.
b. [pass.] [Bi], Was borne aloft.
c.(n. ac. عَرْج), Limped, halted.
عَرِجَ(n. ac. عُرْجَة
عَرَج)
a. Limped, was lame.
b. Was low, was setting (sun).
عَرُجَ(n. ac. عَرَجَاْن)
a. see (عَرِجَ) (a).
عَرَّجَa. Sloped, leant over, inclined.
b. Made to slope.
c. ['Ala], Stopped, halted in; stayed, paused, lingered in;
inclined to.
d. ['An], Left, forsook.
أَعْرَجَa. Made to limp, rendered lame.

تَعَرَّجَa. see II (a) (c).
c. Limped.
d. Confined.

تَعَاْرَجَa. Feigned lameness.

إِنْعَرَجَa. see II (a) (d).
عَرْج
(pl.
عُرُوْج أَعْرَاْج)
a. Train of camels.

عَرْجَةa. Slope, incline; bend.
b. Detour; deviation.
c. Inclination.

عِرْجa. see 1
عُرْجَةa. see 1t & 4
عَرَجa. Limp, lameness.

أَعْرَجُ
(pl.
عُرْج
عُرْجَاْن)
a. Limping, lame, halt; cripple.
b. [art.], The crow.
مَعْرَجa. see 20
مِعْرَج
(pl.
مَعَاْرِجُ)
a. Place of ascent; ascent: ladder, steps; stairs
staircase.

عَاْرِجa. Limping.
b. Absent.

عَرِيْجa. High.
b. Unsolid

عَرَجَاْنa. see 4
عَرْجَآءُ
a. [art.], The hyena.
مِعْرَاْج
(pl.
مَعَاْرِيْجُ)
a. see 20
N. Ac.
عَرَّجَتَعَرَّجَa. see 1t
عُرْجُد عُرْجُوْد
a. Pedicle.
b. Crooked palm-branch.
عرج
العُرْجَة: مَوْضِعُ العَرَج من الرجْل. وبَنُو الأعْرَج: قَبِيْلَة. وجَمْع الأعْرَج: العُرْجَانُ. ويُقال لِلغُرابِ: أعْرَجُ. والعَرْجَاءُ: الضَّبُعُ؛ وذلك خِلْقَةٌ فيها. والاعَيْرِجُ: حَيَّةٌ أصَم تَطْفِرُ.
والعَرْجُ من الإبل: القَطِيْعُ الضَخْمُ نَحْوُ الخمسمائة، وقيل: هو من الثَّمانين إلى التسْعين، وجَمْعُه: أعْرَاجٌ وعُرُوج.
وقد أعْرَجْتُه: جَعَلْتَ له عَرْجاً. والعِرْجُ بالكَسْر أيضاً. والعَرِجُ من الإبل: الذي لا يَستَقيمُ بَوْلُه لِقَصدِه من ذَكَرِه. وعَرَجَ عُرُوْجاً ومَعْرَجاً: ارْتقى. والمِعْرَاجُ: شِبْهُ سُلَمٍ أو درَجَةٍ يُعْرَجُ فيه. وعَرَجَ عَرَجَاناً: غمَز من شَيْءٍ أصَابَه. والتَعْرِيْجُ: أنْ يَحْبِسَ المَطِيَ مُقيماً لامْرٍ.
وعَرجْنا النَهْرَ: أمَلْنَاه. وانْعَرَجَ القَوْمُ عن الطًريق، وانْعَرَجَ الوادي: انْعَطَفَ.
والعَرَنْجَجُ: اسْمُ حِمْيَر، وقيل: عَرَنْجِيْج. والعَرْجُ: مَوْضع بَيْنَ مَكةَ والمدينة.
وثَوْبٌ مُعَرًجٌ: فيه خُطُوْطٌ مُلْتَوِية. والعُرَيْجَاءُ: الهَاجِرَةُ. ومن الإبِل: أن تَرِد الإبليَوْماً نِصْفَ النَهار ويوماً غدْوَةً، وقيل: أنْ تَرِدَ بالغَداة ثم تَرِدَ بالعَشِي. والعَرَجُ: غَيْبُوْبَةُ الشمْس. وأمْرٌ عَرِجٌ: مُلْتَبِس. وما عرْجَتُك وعَرْجَتُك: أي حاجَتُك. وعَرَّجَني عن حاجتي: لَبَّثَني.
ومالي عُرْجَة وعَرِيْجَة: لَبْثٌ.
ع ر ج: عَرَجَ فِي السُّلَّمِ ارْتَقَى. وَعَرَجَ أَيْضًا إِذَا أَصَابَهُ شَيْءٌ فِي رِجْلِهِ فَمَشَى مِشْيَةَ (الْعُرْجَانِ) وَبَابُهُمَا دَخَلَ فَإِنْ كَانَ خِلْقَةً فَبَابُ الثَّانِي طَرِبَ فَهُوَ (أَعْرَجُ) وَهُمْ (عُرْجٌ) وَ (عُرْجَانٌ) وَ (أَعْرَجَهُ) اللَّهُ. وَمَا أَشَدَّ عَرَجَهُ وَلَا تَقُلْ: مَا أَعْرَجَهُ لِأَنَّ مَا كَانَ لَوْنًا أَوْ خِلْقَةً فِي الْجَسَدِ لَا يُقَالُ مِنْهُ: مَا أَفْعَلَهُ إِلَّا مَعَ أَشَدَّ أَوْ نَحْوِهِ. وَ (الْعَرَجَانُ) بِفَتْحَتَيْنِ مِشْيَةُ الْأَعْرَجِ. وَ (التَّعْرِيجُ) عَلَى الشَّيْءِ الْإِقَامَةُ عَلَيْهِ يُقَالُ: (عَرَّجَ) فُلَانٌ عَلَى الْمَنْزِلِ (تَعْرِيجًا) إِذَا حَبَسَ مَطِيَّتَهُ عَلَيْهِ وَأَقَامَ. وَكَذَا التَّعَرُّجُ، تَقُولُ: مَا لِي عَلَيْهِ (عُرْجَةٌ) بِوَزْنِ جُرْعَةٍ، وَلَا (عَرْجَةٌ) بِوَزْنِ رَجْعَةٍ، وَلَا (تَعْرِيجٌ) وَلَا (تَعَرُّجٌ) . وَ (انْعَرَجَ) الشَّيْءُ انْعَطَفَ. وَ (مُنْعَرَجُ) الْوَادِي بِفَتْحِ الرَّاءِ مُنْعَطَفُهُ يَمْنَةً وَيَسْرَةً. وَ (الْمِعْرَاجُ) السُّلَّمُ وَمِنْهُ لَيْلَةُ الْمِعْرَاجِ وَالْجَمْعُ (مَعَارِجُ) وَ (مَعَارِيجُ) . قَالَ الْأَخْفَشُ: إِنْ شِئْتَ جَعَلْتَ الْوَاحِدَ (مِعْرَجٌ) وَمَعْرَجٌ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَفَتْحِهَا كَمَا تَقُولُ: مِرْقَاةٌ وَمَرْقَاةٌ. وَ (الْمَعَارِجُ) أَيْضًا الْمَصَاعِدُ. 
[عرج] نه: في أسمائه تعالى ذو "المعارج"، أي المصاعد والدرج، جمع معرج، أي معارج الملائكة إلى السماء، وقيل: هي الفواضل العالية. ك: أي ذي الملائكة العارجة إليه، عرج بفتحتين صعد. نه: ومنه "المعراج" بالكسر، شبه السلم كأنه آلة له. ك: ثم "عرج" بي، بفتحات وبضم فكسر. ش: اختلف في أن الإسراء والمعراج هل كانا في ليلة واحدة أم لا، وعلى الثاني فأيهما كان مقدمًا، وهل كانا في يقظة أو منام أو بعضه في يقظة وبعضه في منام، وهل كان المعراج مرة أو مرتين مرة في اليقظة ومرة في المنام، وهل أسرى في ليلة سابع عشرين من ربيع الأول أو الآخر أو رجب أو ليلة السبت لسبع عشرة من رمضان، سنة خمس أو ست أو ثنتي عشر من النبوة أو بعد سنة وثلاثة أشهر أو غير ذلك. نه: وفيه من "عرج" أو كسر أو حبس فليجز مثلها وهو حل، أي فليقض أي الحج، يقال: عرج عرجانًا، إذا غمز من شيء أصابه، وعرج عرجًا إذا صار أعرج أو كان خلقة، أي من أحصره مرض أو عدو فعليه أن يبعث بهدى ويواعد الحامل يومًا بعينه يذبحها فيه فيتحلل بعده، وضمير مثلها للنسيكة. وفيه: "فلم أعرج" عليه، أي لم أقم ولم أحتبس. ط: فيمر كما هو ولا "يعرج" يسأل عنه، أي يمر مرورًا مثل هيئته هو عليها، ولا يعرج أي لا يميل عن الطريق إلى الجوانب، ويسأل بيان ليعود. نه: "العرجون" عود أصفر فيه شماريخ العذق، وعراجين ج. ومنه ح: فسمعت تحريكًا في "عراجين" البيت، أي أعواد في سقف البيت، شبهت بها. ج: ومنه: كان يحب "العراجين"، وهو قضيب منقوس فيه شماريخ عذق الرطب. غ: فإذا قدم واستقوس شبه به الهلال. نه: و"العرج" بفتح فسكون قرية جامعة من عمل الفرع على أيام من المدينة. ط: ومنه: تسير "بالعرج". ك: من وراء "العرج"- بفتح فسكون جبل بطريق مكة وهو أول تهامة.
[عرج] عَرَجَ في الدَرجة والسلَّم يَعْرُج عُروجاً، إذا ارْتَقى. وعَرَجَ أيضا، إذا أصابه شئ في رجله فَخَمَع ومشى مشْيةَ العُرْجان وليس بخلقة. فإذا كان ذلك خِلْقةً قلت: عَرِجَ بالكسر، فهو أعرج بيِّن العَرَج، من قوم عُرْجٍ وعُرْجانٍ. وأعرجه الله، وما أشدُّ عَرجَه. ولا تقل: ما أعْرَجَهُ، لأنَّ ما كانَ لوناً أو خِلقةً في الجسد لا يقال منه ما أفْعَلَه إلا مع أشَدَّ. والعَرَجان، بالتحريك: مِشية الأعرج. وأمرٌ عَريج، إذا لم يُبْرَم. وعَرَّج البناءِ تَعْريجاً، أي ميله فتعرج. والتعريج على الشئ: الإقامة عليه. يقال: عَرَّج فلانٌ على المنزل، إذا حَبَس مطّيته عليه وأقام. وكذلك التعرُّج. تقول: مالى عليه عرجة ولا عِرْجَة ولا تَعْريج ولا تَعَرُّج. وانعرج الشئ، أي انعطف. ومنعرج الوادي: مُنْعَطَفُهُ يمنةً ويسرةً. والمِعْراج: السُلَّم، ومنه ليلة المِعْراج، والجمع مَعارج ومَعاريج، مثله مَفاتِح ومَفاتيح. قال الأخفش: إن شئت جعلت الواحد مِعْرَج ومَعْرَج مثل مِرْقاةٍ ومَرْقاةٍ. والمَعارج: المصاعِدُ. والعَرَج: غيبوبة الشمس، ويقال انْعراجُها نحو المغرب. وأنشد أبو عمرو:

حتَّى إذا ما الشمس همت بعرج  والعرجاء: الضَبُع. وقال الأصمعي: العُرَيْجاء في الوِرْدِ أن تَرِد الإبلُ يوماً نِصْف النهار ويوماً غُدْوة. والعَرْجُ: منزل بطريق مكة، وإليه ينسب العرجى، وهو عبد الله بن عمرو بن عثمان ابن عفان. والعرج أيضاً: القطيع من الإبل نحوٌ من الثمانين. وقال أبو عبيدة: مائة وخمسون وَفُوَيْق ذلك. وقال الأصمعي: خَمْسُمائة إلى الألف. والعِرْج بالكسر مثله، والجمع أَعْراج. وقد أَعْرَجْتُكَ، أي وَهَبْتُكَ عِرْجاً من الابل. والعرنجج: اسم حمير بن سبإ.
(ع ر ج)

العَرَج والعُرْجَة: الظَّلَع. والعُرْجة أَيْضا: مَوضِع العَرَج من الرجل. وَرجل أعرج من قوم عُرْج، وعُرْجان.

وعَرَج يَعْرُج، وعَرِج عَرَجانا: مَشى مشْيَة الْأَعْرَج، لعرض. وعَرِج لَا غير: صَار أعرج. وأعْرجَ الرجل: جعله أعْرَج، قَالَ الشماخ:

فَبِتُّ كأنّي مُتَّقٍ رأسَ حَيَّةٍ ... لِحاجَتها إِن تخطيءِ النَّفْس تُعْرِجِ

وَقَوله أنْشدهُ ثَعْلَب:

ألم تَرَ أنَّ الغَزْوَ يُعْرِج أهلَه ... مِرارا وَأَحْيَانا يُفِيدُ ويُورِقُ

لم يفسره. وَهُوَ من ذَلِك، كَأَنَّهُ كنى بِهِ عَن الخيبة.

وتَعارَجَ: حكى مشْيَة الْأَعْرَج.

والعَرْجاء: الضَّبع، خلقَة فِيهَا. وَلَا يُقَال للذّكر أعرج. وَيُقَال لَهَا عُراجُ، معرفَة، لعَرَجها. وَقَول أبي مكعت الاسدي:

أفَكانَ أوَّلَ مَا أتَيْتَ تَهارَشَتْ ... أبْناءُ عُرْجَ عَليكَ عِندَ وِجارِ

يَعْنِي: أَبنَاء الضباع، وَترك صرف عُرْج، لِأَنَّهُ جعله اسْما للقبيلة. وَأما ابْن الْأَعرَابِي فَإِنَّهُ قَالَ: لم يُجْر عُرْجَ، وَهُوَ جمع، لِأَنَّهُ أَرَادَ التَّوْحِيد والعُرْجَة، فَكَأَنَّهُ قصد إِلَى اسْم وَاحِد، وَهُوَ إِذا كَانَ جمعا غير مُسَمّى بِهِ نكرَة.

وعَرَج الْبَعِير عَرَجا، فَهُوَ عَرِج: لم يستقم بَوْله من الحقب.

وانعَرَج الشَّيْء: مَال.

وعَرَّج النَّهر أماله.

والعَرَج: النَّهر والوادي، لانعراجهما.

وعَرَّج عَلَيْهِ: عطف. وعَرَّج النَّاقة: حَبسهَا.

وَمَالِي عَنْك عِرْجة وَلَا عَرْجَة وَلَا عَرَجة، وَلَا عُرْجة، وَلَا تَعريج: أَي محتبس.

وعَرَج فِي الشَّيْء، وَعَلِيهِ، يعرُج ويَعْرِج عُرُوجا: رقى. وعَرَج الشَّيْء، فَهُوَ عَرِيج: ارْتَفع وَعلا، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

كَمَا نَوَّرَ المِصْباحُ للْعُجْمِ أمْرَهُمْ ... بُعَيْدَ رُقاد النَّائمينَ عَرِيجُ والمِعْراج: شبه سلم، تعرُجُ عَلَيْهِ الْأَرْوَاح. وَقيل: هُوَ حَيْثُ تصعد أَعمال بني آدم.

وعُرِج بالرُّوح وَالْعَمَل: صعد بهما. فَأَما قَول الْحُسَيْن بن مطير:

زَارَتْكَ شَهْمَةُ والظَّلْماءُ داجِيةٌ ... والعَينُ هاجِعَةٌ والرُّوح مَعْرُوجُ

فَإِنَّمَا أَرَادَ: مَعْروجٌ بِهِ، فَحذف.

والعَرْج والعِرْج من الْإِبِل: مَا بَين السّبْعين إِلَى الثَّمَانِينَ. وَقيل: من الثَّمَانِينَ إِلَى التسعين. وَقيل: مئة وَخَمْسُونَ، وفويق ذَلِك. وَقل من خمس مئة إِلَى ألف، قَالَ ابْن قيس الرقيات:

أنْزَلوا مِنْ حُصُونِهِنَّ بَناتِ التُّ ... رْكِ يَأتُونَ بَعْدَ عَرْجٍ بَعرْجِ

وَالْجمع أعراجٌ، وعُروج. قَالَ:

يوْمَ تُبْدى البِيضُ عَن أسْؤُقِها ... وتَلُفُّ الخَيلُ أعْراجَ النَّعَمْ

قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:

واسْتَدْبَرُوهُمْ يُكْفِئُونَ عُرُوجَهُمْ ... مَوْرَ الجَهامِ إذَا زَفَتْهُ الأَزْيَبُ

والعَرَج: غيبوبة الشَّمْس، قَالَ:

حَتَّى إِذا مَا الشَّمسُ همَّت بعَرَجْ

والعُرْج: ثَلَاث لَيَال من أول الشَّهْر. حكى ذَلِك عَن ثَعْلَب.

والأُعَيْرِج: حيَّة أَصمّ خَبِيث، وَالْجمع: الأُعَيْرِجات.

والعُرَيجاء: أَن ترد الْإِبِل يَوْمًا نصف النَّهَار، وَيَوْما غدْوَة. وَقيل: هُوَ أَن ترد غدْوَة، ثمَّ تصدر عَن المَاء، فَتكون سَائِر يَوْمهَا فِي الْكلأ، وليلتها ويومها من غدها، وَترد لَيْلًا المَاء، ثمَّ تصدر عَن المَاء، فَتكون بَقِيَّة لَيْلَتهَا فِي الْكلأ، ثمَّ تصبح المَاء غدْوَة. وَهِي من صِفَات الرفة. والعُرَيجاء: مَوضِع.

وَبَنُو الْأَعْرَج: قَبيلَة. وَكَذَلِكَ بَنو عُرَيْج.

والعَرْج: مَوضِع على أَرْبَعَة أَمْيَال من الْمَدِينَة، إِلَيْهِ ينْسب العَرْجيّ الشَّاعِر.

والعَرَنْجَجُ: اسْم حمير.
عرج
عرَجَ يَعرُج، عَرَجًا وعَرَجانًا، فهو عارج وأعرجُ
• عرَج الرَّجُلُ: مشى مِشْيَةً غير مُتساوية بسبب عِلَّةٍ طارئة أصابت إحدى رِجْلَيه "أُصيبَ بالعرَجِ- بإحدى رجليه عرجانٌ مؤلم- {لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ} ". 

عرَجَ على/ عرَجَ في يَعرُج، عُروجًا، فهو عارِج، والمفعول معروج عليه
• عرَج على السُّلَّم/ عرَج في السُّلَّم: صعد وارتقى "عرَج على الجبل حتَّى وصل إلى القمّة- {تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} ". 

عرِجَ يَعرَج، عَرَجًا وعَرَجانًا، فهو أعرجُ
• عرِج الرَّجُلُ:
1 - عرَج؛ مشى مشية غير متساوية بسبب عِلَّة طارئة أصابت إحدى رجليه.
2 - كان في رجله شيء خِلْقةً جعله يغمز بها. 

انعرجَ/ انعرجَ عن ينعرج، انعراجًا، فهو مُنعرِج، والمفعول مُنعرَج عنه
• انعرج الطَّريقُ: انعطفَ يَمْنَةً ويَسْرةً، انحرف فجأةً واعوجّ ومال "نهرٌ مُنعرِجٌ- احذر انعراجَ الطَّريق" ° مُنْعَرَج الوادي/ مُنْعَرَج النهر/ مُنْعَرَج الطريق: مُنعطفه يَمنَةً ويَسْرَةً.
• انعرج الشَّخصُ عن الطَّريق: حادَ عنه، مال عنه وتركه "طريقٌ منعرَجٌ عنه- انعرج عن الحقّ/ الصَّواب". 

تعارجَ يتعارج، تعارُجًا، فهو مُتعارِج
• تعارج الصَّبيُّ: تكلَّف العَرَجَ وليس به، مشى مشية الأعرج "يا بُنيّ لا تتعارج- التَّعارج كذبٌ وسخرية". 

تعرَّجَ يتعرَّج، تعرُّجًا، فهو مُتعرِّج
• تعرَّج الطَّريقُ: مُطاوع عرَّجَ/ عرَّجَ بـ/ عرَّجَ على/ عرَّجَ عن: اعوجَّ، وانعطف يَمْنَةً ويَسْرَةً "تعرَّج النَّهرُ/ الخَطُّ- أصلح تعرُّج الطَّريق" ° سِباق التَّعرُّج: سباق في طريق منعطف أو متموَّج بين أعلام مركوزة ونحوها.
• تعرَّج البناءُ: مال. 

عرَّجَ/ عرَّجَ بـ/ عرَّجَ على/ عرَّجَ عن يعرِّج، تعريجًا، فهو مُعرِّج، والمفعول مُعرَّج
• عرَّج البناءَ: ميَّله "عرَّج الخطَّ الذي رسمه".
• عرَّج بالمكان: نزل به نزولاً عابرًا.
• عرَّج على صديقه في بيته: مرَّ به، مال عليه ووقف عنده، زاره "عرَّج على منزل عمِّه وهو في طريقه إلى القرية".
• عرَّج عن الشَّيءِ: عدَل عنه وتركه، انصرف عنه "عرَّج عن الطَّريق غير الممهَّد". 

أعرجُ [مفرد]: ج عُرْج وعُرْجان، مؤ عَرْجاءُ، ج مؤ عَرْجاوات وعُرْج: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عرَجَ وعرِجَ. 

انعراج [مفرد]:
1 - مصدر انعرجَ/ انعرجَ عن.
2 - (فز) خروج شعاع ضوئيّ في سيره عن الاستقامة. 

تعاريجُ [جمع]: مف تعريج
• تعاريج الطَّريق/ تعاريج النَّهر: منعطفاته. 

عَرَج [مفرد]: مصدر عرَجَ وعرِجَ. 

عَرَجان [مفرد]: مصدر عرَجَ وعرِجَ. 

عُروج [مفرد]: مصدر عرَجَ على/ عرَجَ في. 

معارجُ [جمع]: مف مِعْرج ومِعراج
 • المعارج: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 70 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها أربعٌ وأربعون آية.
• ذو المعارج: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي يُعْرج إليه بالأرواح والأعمال، وهو صاحب العلوّ والعظمة والدرجات الفواضل والنّعم، وخالق السموات التي ترقى فيها الملائكة من سماء إلى سماء " {مِنَ اللهِ ذِي الْمَعَارِجِ} ". 

مِعْراج [مفرد]: ج مَعَارِجُ ومَعارِيجُ: مِصْعَد، سُلَّم "صعد إلى الطَّابق العلويّ بالمِعْراج: المِصْعَد- صعد على المِعْراج: السُّلَّم- {وَلَوْلاَ أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ} ".
• المِعْراج: ما صَعَد عليه النَّبِيّ صلَّى الله عليه وسلَّم إلى السَّماء ° لَيْلَةُ المعراج: ليلة السَّابع والعشرين من رجب ليلة صعود الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم إلى السَّماء. 

عرج: العَرَجُ والعُرْجة: الظَّلَعُ. والعُرْجة أَيضاً: موضع العَرَج من

الرِّجْل.

والعَرَجان، بالتحريك: مِشْية الأَعرج.

ورجل أَعرج من قوم عُرْج وعُرجان، وقد عَرَج يَعْرُج، وعَرُج وعَرِج

عَرَجاناً: مشى مِشْية الأَعرج بعَرَضٍ فغمز من شيءٍ أَصابه، وعَرَج، لا

غير: صار أَعْرَجَ. وأَعرج الرجلَ: جعله أَعْرَجَ؛ قال الشماخ:

فبِتُّ كأَني مُتَّقٍ رأْسَ حَيَّةٍ

لحاجتها، إِنْ تُخْطِئِ النَّفْسَ تُعْرِجِ

وأَعرجه الله، وما أَشدَّ عرجه ولا تقل: ما أَعْرَجَه، لأَن ما كان

لَوْناً أَو خِلقة في الجسد، لا يقال منه: ما أَفعله، إِلاّ مع أَشدَّ.

وأَمرٌ عَرِيج إِذا لم يُبرَم.

وعرَّج البناءَ تَعْريجاً أَي ميَّله فتعرج؛ وقوله أَنشده ثعلب:

أَلم تَرَ أَن الغَزْوَ يُعْرِج أَهلَه

مِراراً، وأَحْياناً يُفِيدُ ويُورِقُ؟

لم يفسره، وهو من ذلك كأَنه كناية عن الخَيْبَة. وتعارَج: حكى مِشْيَة

الأَعرج. والعَرْجاءُ: الضَّبُع، خلقة فيها، والجمع عُرْجٌ، والعرب تجعل

عُرْجَ معرفة لا تنصرف، تَجْعَلُها بمعنى الضباع بمنزلة قبيلة، ولا يقال

للذكر أَعْرَج، ويقال لها عُرَاجُ معرفة لعَرَجِها؛ وقول أَبي مكعَّب

الأَسدي:

أَفكان أَوَّلَ ما أَثبْت نَهارَشَتْ

أَبناءُ عُرْجَ، عليك عند وِجارِ

يعني أَبناء الضباع، وترك صرف عُرْجَ لأَنه جعله اسماً للقبيلة؛ وأَما

ابن الأَعرابي فقال: لم يجر عُرْج، وهو جمع، لأَنه أَراد التوحيد

والعُرْجة، فكأَنه قصَد إِلى اسم واحد، وهو، إِذا كان اسماً غير مسمًّى،

نكرة.والعَرَجُ في الإِبل: كالحَقَب، وهو أَن لا يستقيم مخرج بَوْلِهِ،

فيقال: حَقِب البعير حَقَباً، وعَرج عَرَجاً، فهو عَرِجٌ، ولا يكون ذلك إِلاّ

للجمَل إِذا شدَّ عليه الحَقَب؛ يقال: أَخْلِفْ عنه لئلاَّ يَحْقَب.

وانْعَرَج الشيءُ: مال يَمْنَة ويَسْرة. وانعَرَج: انعطَف.

وعَرَّج النهرَ: أَماله.

والعَرَج: النَّهر

(* قوله «والعرج النهر» هو في الأصل بفتح العين

والراء.) والوادي لانعراجهما.

وعَرَّج عليه: عطف. وعَرَّج بالمكان إِذا أَقام. والتعريجُ على الشيءِ:

الإِقامة عليه. وعَرَّج الناقة: حبسها.

وما لي عندك عِرْجَة ولا عَرْجَة ولا عَرَجة ولا عُرْجة ولا تَعْريج ولا

تَعَرُّج أَي مُقام؛ وقيل: مجلِس.

وفي ترجمة عرض: تَعَرَّض يا فلان وتَهَجَّس وتَعَرَّج أَي أَقم.

والتَّعريجُ: أَن تحبس مطيَّتك مُقِيماً على رُفْقتك أَو لحاجة؛ يقال: عَرَّج

فلان على المنزل. وفي الحديث: فلم أُعَرِّج عليه أَي لم أُقِمْ ولم أَحتبس.

ويقال للطريق إِذا مال: قد انْعَرَجَ. وانعرَج الوادِي وانعرَج القوم عن

الطريق: مالوا عنه.

وَعَرَجَ في الدَّرَجَة والسُّلَّم يعرُج عُرُوجاً أَي ارتقى. وعَرَج في

الشيءِ وعليه يَعْرِج ويَعْرُج عُرُوجاً أَيضاً: رَقيَ. وعَرَج الشيءُ،

فهو عَريج: ارتفع وعَلا؛ قال أَبو ذؤَيب:

كما نَوَّر المِصْباحُ للعُجْمِ أَمْرَهُمْ،

بُعَيْدَ رُقادِ النائمين، عَريجُ

وفي التنزيل: تَعْرُج الملائكة والرُّوح إِليه؛ أَي تصعد؛ يقال: عَرَج

يَعْرُج عُرُوجاً؛ وفيه: من الله ذي المَعارج؛ المَعارِج: المَصاعِد

والدَّرَج. قال قتادة: ذي المَعارج ذي الفواضل والنِّعَم؛ وقيل: مَعارج

الملائكة وهي مَصاعِدها التي تَصْعَد فيها وتعرُج فيها؛ وقال الفراءُ: ذي

المَعارِج من نعت الله لأَن الملائكة تعرُج إِلى الله، فوصف نفسه بذلك.

والقرَّاءُ كلهم على التاء في قوله: تعرج الملائكة، إِلاَّ ما ذكر عن عبد الله،

وكذلك قرأَ الكسائي.

والمَعْرَج: المَصْعَد. والمَعْرَج: الطريق الذي تصعَد فيه الملائكة.

والمِعْراج: شبه سُلَّم أَو دَرَجة تعْرُج عليه الأَرواح إِذا قُبِضت،

يقال: ليس شيءٌ أَحسن منه إِذا رآه الرُّوح لم يتمالك أَن يخرُج، قال: ولو

جُمِع على المَعاريج لكان صواباً، فأَما المَعارِج فجمع المِعْرَج؛ فال

الأَزهري: ويجوز أَن يجمع المِعْرَاج مَعارِجَ. والمِعْراج: السُّلَّم؛

ومنه ليلة المِعْراج، والجمع مَعارج ومَعارِيج، مثل مَفاتِح ومَفاتيح؛ قال

الأَخفش: إِن شئتَ جعلت الواحد مِعْرجاً ومَعْرجاً مثل مِرْقاة

ومَرْقاة. والمَعارِج: المَصاعد؛ وقيل: المِعْرَاج حيث تصعَد أَعمال بني

آدم.وعُرِج بالرُّوح والعمل: صُعِد بهما؛ فأَما قول الحسين بن مطير:

زارَتْكَ سُهْمَةُ، والظَّلْماءُ ضاحيَةٌ،

والعينُ هاجعَةٌ، والرُّوحُ مَعْرُوجُ

(* قول «سهمة» لم تتضح صورة هذه

الكلمة في الأَصل، وإِنما فهمناها بالقوة.)

فإِنما أَراد معْرُوج به، فحذف.

والعَرْج والعِرْج من الإِبل: ما بين السبعين إِلى الثمانين؛ وقيل: هو

ما بين الثمانين إِلى التسعين؛ وقيل: مائة وخمسون وفويق ذلك؛ وقيل: من

خمسمائة إِلى أَلف؛ قال ابن قيس الرقيات:

أَنزَلُوا من حُصُونِهِنَّ بَنات التُّـ

ـرْكِ، يأْتون بعد عَرْجٍ بعَرْجِ

والجمع أَعْرَاج وعُرُوج؛ قال:

يومَ تُبدِي البيضُ عن أَسْوُقِها،

وتَلُفُّ الخيلُ أَعْراجَ النَّعَمْ

وقال ساعدة بن جؤَية:

واسْتَدْبَرُوهُمْ يُكْفِئون عُرُوجَهُمْ،

مَوْرَ الجَهامِ إِذا زَفَتْه الأَزْيَبُ

أَبو زيد: العَرْج الكثير من الإِبل. أَبو حاتم: إِذا جاوزت الإِبل

المائتين وقاربت الأَلف، فهي عَرْج وعُرُوج وأَعْراج.

وأَعرَجَ الرجل إِذا كان له عَرْج من الإِبل؛ ويقال قد أَعْرَجْتُك أَي

وهبتك عَرْجاً من الإِبل.

والعَرَجُ: غيبوبة الشمس، ويقال: انعراجُها نحو المغرب؛ وأَنشد أَبو

عمرو:

حتى إِذا ما الشمس هَمَّتْ بِعَرَجْ

والعُرْج: ثلاث ليال من أَول الشهر؛ حكى ذلك عن ثعلب. والأُعَيْرِج:

حيَّة أَصَمُّ خبيث، والجمع الأُعَيْرِجات؛ والأُعَيْرج أَخبث الحيَّات

يَثِبُ حتى يصير مع الفارس في سَرْجه؛ قال أَبو خيرة: هي حيَّة صمَّاء لا

تقبل الرُّقْيَة وتَطْفِر كما تَطْفِرُ الأَفعى، والجمع الأُعَيْرِجات؛

وقيل: هي حيَّة عَريض له قائمة واحدة عَرِيض مثل النبث والراب نبثه من ركنه

أَو ما كان، فهو نَبْث

(* قوله «مثل النبث إلى قوله فهو نبث» هكذا في

الأصل المنقول من نسخة المؤلف ولم نهتد إلى اصلاح ما فيها من التحريف.)، وهو

نحو الأَصَلَةِ. والعارج: العائب.

والعُرَيْجاء: أَن ترد الإِبل يوماً نصف النهار ويوماً غُدْوَة؛ وقيل:

هو أَن ترِد غُدوة ثم تَصدُر عن الماء فتكون سائر يومها في الكلإِ

وليلَتَها ويومَها من غَدِها، فترِدُ ليلاً الماء، ثم تصدر عن الماء فتكون بقية

ليلتها في الكلإِ ويومَها من الغد وليلَتها، ثم تصبح الماءَ غُدْوَة، وهي

من صفات الرِّفْهِ. وفي صفات الرِّفْهِ: الظاهِرةُ والضَّاحِيةُ

والأَبيَّة والعُرَيْجَاءُ. ويقال: إِن فلاناً ليأْكل العُرَيْجاء إِذا أَكل كل

يوم مَرَّة واحدة.

والعُرَيْجاء: موضع

(* قوله «والعريجاء موضع» هكذا في الأصل بالتعريف

وعبارة ياقوت: عريجاء تصغير العرجاء، موضع معروف، لا يدخله الالف واللام

اهـ. وعبارة القاموس وشرحه وعريجاه، بلا لام: موضع.).

وبنو الأَعْرَج: قبيلة، وكذلك بَنُو عُرَيْج.

والعَرْج، بفتح العين وإِسكان الراء: قرية جامعة من عمل الفُرْع؛ وقيل:

هو موضع بين مكة والمدينة؛ وقيل: هو على أَربعة أَميال من المدينة ينسب

إِليه العَرْجِيّ الشاعر

(* قوله «ينسب إِليه العرجيّ الشاعر إلخ» عبارة

ياقوت في معجم البلدان إِليها ينسب العرجي الشاعر وهو عبد الله بن عمر بن

عبد الله بن عمرو بن عثمان إلخ. وعبارة القاموس وشرحه: منه عبج الله بن

عمرو بن عثمان بن عفان العرجي الشاعر. وفي بعض النسخ عبد الله بن عمر بن

عمرو بن عثمان.). والعَرْجِيُّ: عبد الله بن عَمرو بن عثمان بن عفان.

والعَرَنْجَجُ: اسم ؛حِمْيَرِ بن سَبَأ.

وفي الحديث: من عَرَج أَو كُسِرَ أَو حُبِسَ فليَجْزِ مثلَها وهو حِلٌّ

أَي فَلْيَقْضِ، يعني الحجَّ؛ المعنى: من أَحْصَرَه مَرَض أَو عَدُوٌّ

فعليه أَن يبعث بِهَدْيٍ ويواعدَ الحامل يوماً بعينه يذبَحُها فيه، فإِذا

ذبحت تَحَلَّلَ، فالضمير في مثلها للنَّسِيكَة.

عرج
: (عَرَجَ) فِي الدَّرَجَة والسُّلَّمِ يَعْرُجُ، بالضّمّ (عُرُوجاً ومَعْرَجاً) ، بِالْفَتْح (: ارْتَقَى) ، وعَرَجَ فِي الشْيءِ وَعَلِيهِ يَعْرِجُ، بِالْكَسْرِ، ويَعْرُج، بالضّمّ عُرُوجاً أَيضاً: رَقِيَ. وعَرَجَ الشيءُ فَهُوَ عَريجٌ: ارتفَعَ وعُلا. قَالَ أَبو ذُؤَيب:
كمَا نَوَّرَ المِصْباحُ للعُجْمِ أَمْرَهُمْ
بُعَيْدَ رُقَادِ النَّائمينَ عَريجُ
(و) عَرَجَ زيدٌ يَعْرُجُ، بالضّمّ (: أَصابَه شيْءٌ فِي رِجْله فخَمَعَ وَلَيْسَ بخِلْقَةٍ. فإِذا كَانَ خِلْقَةً فَعَرِجَ، كفَرِحَ) ، ومصدره العَرَجُ، محرَّكةً. والعُرْجَةُ، بالضّمّ (أَو يُثَلَّث، فِي غير الخِلْقَة، وَهُوَ أَعْرَجُ بَيِّنُ العَرَجِ، من) قَوْمٍ (عُرْجٍ وعُرْجَانٍ) . بالضَّمّ فيهمَا، وعَرِجَ، بِالْكَسْرِ لَا غير: صارَ أَعْرَجَ.
(وأَعْرَجَه اللَّهُ تَعالى) : جعلَه أَعْرَجَ.
وَمَا أَشَدَّ عَرَجَه. وَلَا تَقُلْ: مَا أَعْرَجَه، لأَن مَا كَانَ لوناً أَو خِلْقَةً فِي الجَسَد لَا يُقَال مِنْهُ: مَا أَفْعَلَه، إِلاّ مَعَ أَشَدَّ.
(والعَرَجَانُ، محرْكَةً: مِشْيَتُه) ، أَي الأَعْرجِ.
وعَرَجَ عَرَجَانَا: مَشَى مِسْيَةَ الأَعْرجِ بعَرَضٍ فغَمَز من شيْءٍ أَصابَه.
(و) يُقَال: (أَمرٌ عَرِيجٌ) : إِذا (لم يُبْرَمْ) .
(وعَرَّجَ) البِناءَ (تَعْريجاً: مَيَّلَ) فتَعَرَّجَ. وعَرَّجَ النَّهْرَ: أَمالَه. وعَرَّجَ عَلَيْهِ: عَطَفَ. (و) عَرَّجَ بِالْمَكَانِ: إِذا (أَقامَ) . والتَّعَريج على الشْيءِ: الإِقَامَةُ علَيْه. وعَرَّجَ فُلانٌ على المَنزِل. وَفِي الحَدِيث: (فَلم أُعرِّجْ عَلَيْهِ) أَي لم أُقِمْ وَلم أَحْتَبْس. (و) عَرَّج: (حَبَس المَطِيَّةَ على المَنزل) . يُقَال: عَرَّجَ الناقَةَ: حَبَسَهَا. والتَّعْريج أَن تَحْبِس مَطيَّتك مُقيماً على رُفْقَتك أَو لحاجَةٍ، (كتَعرَّجَ) . قرأَت فِي (التَّهْذِيب) فِي تَرْجَمَة (عرض) : تَعرَّضْ يَا فُلان، وتَهجَّسْ، وتَعَرَّجْ: أَي أَقِمْ.
(والمُنْعَرَج) من الوادِي: (المُنْعَطَفُ) مِنْهُ يَمْنَةً ويَسْرَةً، كِلَاهُمَا بِفَتْح الْعين على صِيغَة اسْم الْمَفْعُول، ووَهِمَ من قَال خلافَ ذالك. وانْعَرَجَ: انعطفَ. وانعَرَجَ القَوْمُ عَن الطّريق: مَالُوا. ويقا للطّريق إِذا مَال: انْعَرَج.
وَيُقَال: مَالِي عنْدك عِرْجَةٌ، بِالْكَسْرِ، وَلَا عَرْجَةٌ، بالفَتْحِ، وَلَا عَرَجَةٌ، محرّكَةً، وَلَا عُرْجَةٌ، بِالضَّمِّ، وَلَا تَعَرُّجٌ: أَي مُقامٌ، وَقيل: مَحْبس.
(والمِعْرَاجُ والمِعْرَجُ) ، بِحَذْف الأَلف (والمَعْرَج) بالفَتْح؛ نَقله الجوهريّ عَن الأَخفش ونَظَّره بمِرْقَاة ومَرْقَاة (: السُّلَّمُ) أَو شِبْهُ دَرَجَةٍ، تَعْرُجُ عَلَيْهِ الأَرْواحُ إِذا قُبِضَتْ، يُقَال: لَيْسَ شيءٌ أَحسن مِنْهُ إِذا رَآهُ الرُّوحُ لم يَتمالكْ أَن يَخْرُجَ.
(و) المِعْرَج: (المَصْعَد) ، والطَّريق الَّذِي تَصْعَد فِيهِ الملائكةُ جمعُه المَعَارجُ. وَفِي التَّنْزِيل: {مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ} (المعارج: 3) قيل: معارجُ الْمَلَائِكَة: مَصَاعدُهَا الَّتِي تَصعَدُ فِيهَا وتَعْرُجُ فِيهَا. وَقَالَ قَتادَةُ: ذِي المعارج: ذِي الفَوَاضِل والنِّعَم. وَقَالَ الفَرّاءُ (ذِي المعارج) من نَعْت الله، لأَن الْمَلَائِكَة تَعْرُجُ إِلى الله تَعَالَى، فوصَفَ نَفْسَه بذالك. قَالَ الأَزهريّ: وَيجوز أَن يُجمَع المِعْرَاجُ مَعَارِجَ، والمِعْرَاجُ: السُّلَّمُ، وَمِنْه ليلَةُ المِعْرَاجِ، وَالْجمع مَعارِجُ ومَعَاريجُ مثل مَفَاتحَ ومَفَاتيحَ. قَالَ الأَخْفَشُ: إِن شئتَ جعلْتَ الواحدَ مِعْرَجاً ومَعْرَجاً.
(والعَرَجُ، محرَّكَةً: غَيْبوبةُ الشَّمْسِ أَو انْعراجُها نَحْو المَغْرِب) ، وأَنشد أَبو عَمرٍ و:
حتّى إِذا مَا الشَّمْسُ هَمَّتْ بعَرَجْ (و) العَرِجُ (كَكَتِفٍ: مَا لَا يَستقيمُ) مَخْرَجُ (بَوْله من الإِبل) ، والعَرَجُ فِيهِ كالحَقَب، فَيُقَال: حَقِبَ البعيرُ خَقَباً، وعَرِجَ عَرَجاً، فَهُوَ عَرِجٌ، وَلَا يكون ذالك إِلاّ للجمل إِذا شُدَّ عَلَيْهِ الحَقَبُ، يُقَال: أَخْلِفْ عَنهُ لئلاّ يَحْقَبَ.
(و) العَرَجُ (بالفَتْح: د، باليَمَن، ووادٍ بالحِجَاز ذُو نَخيلٍ، و: ع بِبِلَاد هُذَيْلٍ) . قَالَ شَيخنَا: إِنْ كَانَ هُوَ الَّذِي بِالطَّائِف فالصّواب فِيهِ التَّحْريك كَمَا جَزَم بِهِ غيرُ واحدٍ، وإِن كَانَ منزِلاً آخَرَ لهُذَيْلٍ فَهُوَ بِالْفَتْح، وَبِه جزم ابْن مُكرَّم، انْتهى. قلت: لَيْسَ فِي كَلَام ابْن مُكرَّم مَا يَدُلّ على مَا قَالَه شيخُنَا، كَمَا ستعرف نَصَّح، (ومنْزِلٌ بطريقِ مَكَّةَ) ، شَرَّفَها الله تَعَالَى. فِي (اللِّسَان) : العَرْجَ بِفَتْح الْعين وإِسكان الرّاءِ: قَرْيَةٌ جامعَةٌ من أَعمال الفُرْع. وَقيل: هُوَ مَوْضِعٌ بَين مكَّةَ وَالْمَدينَة وَقيل: هُوَ على أَربعةِ أَميالٍ من الْمَدِينَة. (مِنْهُ عبدُ الله بنُ عَمْرِو بنِ عُثمانَ بنِ عَفّانَ) ثالثِ الخلفاءِ، (العَرْجِيّ الشّاعر) ، رَضِيَ اللَّهُ عنهُ، الَّذِي قَالَ:
أَضاعُونِي وأَيَّ فَتًى أَضَاعُوا
ليَوْمِ كَريهَةٍ وسِدَادِ ثَغْرِ
وَفِي بعض النُسخ: عبد الله بن عُمَرَ بن عَمْرو بن عُثمان، وَلم يُتَابَعْ عَلَيْهِ، وَله قِصّة غريبةٌ نَقَلها شُرّاحُ المَقَامَاتِ. وقَوْل شَيخنَا: وَفِي (لِسَان العَرَب) مَا يَقْضِي أَنّ الشاعِرَ غيرُ عبدِ الله وَهُوَ غَلطٌ واضحٌ، وإِن توقَّف فِيهِ الشيخُ عَلِيٌّ المَقدسيّ لقصوره، غيرُ واردٍ على صَاحب اللِّسَان، فإِنه لم يَذْكُرْ قَوْلاً يُفهَم مِنْهُ التَّغَايرُ، مَعَ أَنّى تَصَفَّحت النُّسْخَةَ وَهِي الصحيحةُ المَقروءَة وَالله أَعلم.
(و) العَرْجُ: (القَطِيعُ من الإِبل) مَا بَين السّبعين إِلى الثّمانين أَو (نحوُ الثَّمَانِينِ) ، وهاكذا وُجِدَ بخطّ أَبي سَهْلٍ، (أَو مِنْهَا إِلى تسعين، أَو مِائةٌ وخَمسون وفُوَيْقَهَا) ، ونَسَبه الجوهريّ إِلى أَبي عُبَيْدَةَ، (أَو من خَمْسِمِائة إِلى أَلفٍ) ، ونَسبه الجوهريّ إِلى الأَصمعيّ. وَقَالَ أَبو زَيد: العَرْجُ: الكثيرُ من الإِبلِ. وَقَالَ أَبو حاتِمٍ: إِذا جاوَزَتِ الإِبلُ المائَتينِ وقارَبت الأَلْفَ فَهِيَ عَرْجٌ. وقرأْت فِي (الأَنساب) للبَلاذُرِيّ قَولَ العلاءِ بن قَرَظَةَ خالِ الفرزدقِ:
وقَسَّم عَرْجاً كأَسُه فوقَ كَفِّه
وآبَ بِنَهْبٍ كالفَسِيلِ المُكمَّمِ
قَالَ: العَرْجُ: أَلْفٌ من الإِلل. (ويُكْسَرُ، ج أَعْرَاجٌ وعُروجٌ) ، قَالَ ابنُ قَيْسِ الرُّقَيّاتِ:
أَنْزَلوا من حُصونِهنَّ بناتَ التُّ
رْكِ يأْتُونَ بَعْدَ عَرْجٍ بعَرْجِ
وَقَالَ:
يومَ تُبْدِي البِيضُ عَنْ أَسْوُقِها
وتَلُفُّ الخَيْلُ أَعْراجَ النَّعَمْ
وَقَالَ ساعدةُ بنُ جُؤَيَّةَ:
واسْتَدْبَرُوهُمْ يُكْفِئُون عُرُوجَهُمْ
مَوْرَ الجَهَامِ إِذا زَفَتْه الأَزْيَالُ
(والعُرَيْجَاءُ، ممدوةً) ، مَضمومَة: (الهاجرَةُ، وأَن تَرِدَ الإِبلُ يَوْمًا نِصْفَ النَّهَارِ ويَوْماً غُدْوَةً) وبهاذا اقْتصر الجوهريّ. وَقيل: هُوَ أَن تَرِدَ غُدْوة ثمَّ تَصْدُرَ عَن الماءِ، فَتكون سائرَ يَومِها فِي الكَلإِ وليلتَهَا ويَوْمَها من غَدِهَا، فتَرِدَ لَيْلًا الماءَ، ثمَّ تَصْدُر عَن الماءِ فَتكون بَقيَّةَ لَيْلَتهَا فِي الكَلإِ ويَوْمَهَا من الغَدِ وليلَتَهَا، ثمَّ تُصبح الماءَ غُدْوَةً، وَهِي من صفَاتِ الرِّفْه؛ (وأَن يأْكُلَ الإِنسانُ كلَّ يَوْمٍ مَرَّةً) ، يُقَال: إِنّ فُلاناً لَيأْكُل العُرَيْجاءَ، إِذا أَكَل كُلَّ يومٍ مرَّةً وَاحِدَة. وَنقل شيخُنَا عَن أَمثال حَمْزَةَ أَن العُرَيجاءَ أَن تَرِدَ الإِبلُ كلَّ يومٍ ثَلاَثَ ورْدَاتٍ، وصَحَّحه جماعةٌ. قلتُ: وَهُوَ غَريبٌ.
(و) عُريجَاءُ، (بِلَا لامٍ: ع) .
(وأَعْرَجَ) الرّجلُ: (حَصَلَ لَهُ إِبلٌ عُرْجٌ) ، بالضّمّ، هاكذا فِي سَائِر النّسخ، والصّواب: حَصلَ لَهُ عَرْج من الإِبل، أَي قَطِيعٌ مِنْهَا، كَمَا فِي (للسان) وَغَيره. (و) أَعْرَجَ الرَّجلُ (دَخَلَ فِي وَقْت غَيْبُوبة الشّمس، كعَرَّجَ) تَعْريجاً (و) أَعْرَجَ (فُلاناً: أَعْطَاه عَرْجاً من الإِبل) ، أَي وَهَبَه قَطيعاً مِنْهَا.
(و) الأَعْوَرُ (الأَعْرَجُ: الغُرَابُ) ، لحَجَلانِه.
(وثَوْبٌ مُعَرَّجٌ: مُخَطَّطٌ فِي الْتوَاءٍ) .
(وعُرْجُ، وعُرَاجُ) بضَمِّهما (مَعرِفتَيْن ممنوعَتين) من الصَّرْف: (الضِّبَاعُ، يجعلونها بمَنزلةِ القَبيلةِ) وَلَا يُقَال للذَّكر: أَعْرَجُ. قَالَ أَبو مُكْعِت الأَسَديّ:
أَفَكَانَ أَوَّلَ مَا أَثَبْتَ تَهارَشَتْ
أَبْناءُ عُرْجَ عليكَ عِنْدَ وَجَارِ
يَعْنِي أَبناءَ الضِّباعِ، وتَرَكَ صَرْفَها لجعْلِهَا اسْما للقَبيلة. وأَما ابْن الأَعرابيّ قَالَ: لم يُجْرَ (عُرْج) وَهُوَ جَمعٌ، لأَنه أَراد التَّوْحيدَ، والعُرْجَةَ، فكأَنّه قَصَدَ إِلى اسمٍ واحدٍ، وَهُوَ إِذا كَانَ اسْما غير مُسمًّى نَكِرَةٌ.
(والعَرْجَاءُ: الضَّبُع) ، خِلْقَة فِيهَا، وَالْجمع عُرْجٌ.
(وَذُو العَرْجاءِ: أَكَمَة بأَرْضِ مُزَيْنَة) .
(وعُرَاجَةُ، كثُمامَة: اسْمٌ) .
(وعَرِيجَةُ، كحَنيفةَ: جَدُّ نُسَيرِ بنِ دَيْسَمٍ) .
(وبَنُو الأَعْرَجِ: حَيٌّ م) ، أَي معروفد وكذالك بَنو عُرَيجٍ، وسيأْتي.
(والعُرْجُ) بالضَّمّ (من المُحَدّثين: كثيرُون) .
(والأُعَيْرِجُ) مُصغّراً: (حَيَّةٌ صَمّاءُ) من أَخْبَثِ الحَيَّات (لَا تَقْبَل الرُّقْيَةَ) تَثِبُ حتّى تَصيرَ مَعَ الْفَارِس فِي سَرْجه. قَالَ أَبو خَيْرَةَ: (وتَطْفِرُ كالأَفْعَى) . وَقيل: هِيَ حَيّةٌ عَريضٌ لَهُ قائمةٌ واحدةٌ عَريضة. (قَالَ اللّيث) بنُ مُظفّر: (لَا يُؤنَّث) و (ج الأُعَيْرِجاتُ) .
(والعَارِجُ: الغائبُ) ، هاكذا بالغين الْمُعْجَمَة عندنَا، وَالصَّوَاب (العائب) بِالْمُهْمَلَةِ كَمَا فِي (اللِّسَان) .
(والعَرَنْجَجُ اسمُ حِمْيَرَ بنِ سَبَإٍ) ، قَالَه السُّهَيْليّ فِي الرّوْض، وَابْن هشامٍ وَابْن إِسحاقَ فِي سيرتهما.
(واعْرَنْجَجَ: جَدَّ فِي الأَمْر) ، قيل: وَمِنْه أُخِذَ اسمُ العَرَنْجَج.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
العُرْجَة: الظَّلَع، ومَوْضِع العَرَج من الرِّجْل.
وتَعارَجَ: حَكَى مِشْيَة الأَعْرجِ.
والعَرَجُ: النَّهْر، والوادِي، لَا نعراجِهما.
وعَرَجَ الشْىءُ فَهُوَ عَرِيج: ارتفعَ وَلاَ (والرُّوحُ مَعروجٌ) فِي قَول الحُسين بن مُطَيْر أَي مَعْروجٌ بِهِ، فحَذَف.
والأَعْرَجُ: حيَّة أَصَمُّ خَبيثٌ.
والعُرْجُ: ثلاثُ ليالٍ من أَوّلِ الشَّهْرِ، حُكِيَ ذالك بن ثَعْلَب.
وَبَنُو عَرِيجٍ، كأَميرٍ: من بني عَبْدِ مَنَاةَ بنِ كِنانةَ بنِ خُزيمةَ بنِ مُدْرِكَةَ، وهم قَلِيلُونَ، كَمَا فِي (المَعَارِفِ) لِابْنِ قُتَيْبةَ. وَمِنْهُم أَبو نَوْفلِ بن (أَبي) عَقْرب، وَثَّقه فِي (التَّقْرِيب) .
وَذكر فِي أَحكام الأَساس هُنَا: العُرْجُون، لانْعِرَاجِه، وثَوْبٌ مُعَرْجَنٌ فِيهِ صُوَرُ العَرَاجِينِ. قلت: وهاذا إِذا قيل بِزِيَادَة النُّون، فليراجَعْ.
عرج: عرج: ظلع، غمز برجله، ومصدره عُرُوجة أيضاً في معجم فوك. (وانظر ما يلي).
عَرَّج (بالتشديد)، عرَّج عن: مال عن المكان ولم ينزل به (فوك).
انعرج: عرج، ظلع، (أبو الوليد ص786).
عُرُوجَة: (انظرها في عرج): عَرَج، ظَلَع (ألكالا).
عَرُّوج، وجمعها عَرارِج: قلنسوة مزينة بريش النعام يعتمرها فرسان الأعراب في أيام الأعياد. (شيرب).
أَعَرج: من له رجل واحدة (ألكالا).
أَعَرج، وجمعها عُرجان: صورة صبي في ورق اللعب، وهو الولد في ورق اللعب (بوشر).
أعرج: الصنف الأصغر حجما من الجلبانت الذي يشبه ورقه ورق البيقية (ابن العوام 2: 68).
دُوبَيْت اعرج: (انظره في مادة دوبيت).
عَرْجاء: ضبع، وجمعها عراج (باين سميث 1554).
تعْريج: لا أعرف معنى هذه الكلمة بدقة وقد وردت في رحلة ابن جبير (ص177): يُدْخل منها (الأبواب) إلى دهاليز وتعاريج.
التعاريج: ذكرت في صور الفسيساء في رحلة ابن جبير (ص85).
تَعْريج: شقة من القماش المغضَّن (بوشر).
مَعْرَج: ذكر فيكتور الكلمة الأسبانية almarax بمعنى جسر أو قنطرة. ولا ادري إذا كان عرب الأندلس يستعملون المعرج بهذا المعنى.
مِعْراج، رغيف طري في المعاريج: وردت في بيت شعر في ألف ليلة (2: 258) وفي طبعة برسلا (7: 332): رغيف من خبز المعاريج. ويعترف لين في ترجمته (2: 495) إنه يجهل معنى هذه الكلمة. وتجد صورة أخرى من هذا البيت في ألف ليلة (4: 203، برسل 5: 100: 10: 116).

خبر

بَاب الْخَبَر

أنبأ وَخبر وَتَابَ إِلَى نبأ وهينمة وهنية وَبَلغنِي وأنابني وأتاني وَورد عَليّ واتصل بِي وأثاب إِلَيّ وفجأني وبغتني وطرقني لَيْلًا 
خ ب ر

خبرت الجرل واختبرته خبراً وخبرة، " ووجدت الناس اخبر تقله ". ومالي به خبر أي علم، ومن أين خبرت هذا بالكسر، وأنا به خبير. واستخبرته عن كذا فأخبرني به وخبرني. وخرج يتخبر الأخبار: يتتبعها. وأعطاه خبرته أي نصيبه. " ونهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن المخابرة " وهي المزارعة. ومشوا في الخبار والخبراء وهي أرض رخوة فيها جحرة. وفي مثل " من تجنب الخبار أمن العثار ".

ومن المجاز: تخبر عن مجهوله مرآته.
(خ ب ر) : (نَهَى) عَنْ الْمُخَابَرَةِ وَهِيَ مُزَارَعَةُ الْأَرْضِ عَلَى الثُّلُثِ وَالرُّبُعِ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ وَأَصْلُهَا مِنْ الْخَبَرِ وَهُوَ الْأَكَّارُ لِمُعَالَجَتِهِ الْخَبَارَ وَهُوَ الْأَرْضُ الرَّخْوَةُ وَقِيلَ مِنْ الْخُبْرَةِ النَّصِيبُ (وَعَنْ) شِمْرٍ مِنْ خَيْبَرَ لِأَنَّهَا أَوَّلُ مَا دُفِعَتْ إلَيْهِمْ كَذَلِكَ (وَعَنْ) «ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - كُنَّا لَا نَرَى بِالْخَبْرِ بَأْسًا حَتَّى زَعَمَ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ أَنَّهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - نَهَى عَنْهُ» .
[خبر] فيه: "خبزة" المسافر، بالضم هي التي يجعلها في الرماد الحار يقلبها من يد إلى يد حتى يستوين يعني يجعل الله تعالى الأرض كالــرغيف العظيم الذي هو عادة المسافرين ليأكل المؤمن من تحت قدمه حتى يفرغ من الحساب، والمراد من أهل الجنة المؤمنون، ولا يلزم أن يكون أكلهم منه في الجنة، ويحتمل أن يكون ذلك في الجنة. ن: "خبزة" واحدة، بضم خاء الظلمة التي توضع في الملة ويتكفأها بيديه، أي يميلها من يد على يد حتى تجتمع وتستوي، لأنها ليست منبسطة كالرقاقة ونحوها، أي يجعل الأرض كالــرغيف العظيم والطلمة ويكون طعاما لأهل الجنة وح: فيدعه "خبزة" مر في يثلغوا.
(خبر) - في حديث أَبِى هريرة، رضي الله عنه: "لا آكُلُ الخَبِيرَ" .
: أي الخُبزَ المأدومَ. والخُبرةُ: الإِدامُ، وقيل: هي الطَّعام من اللَّحم وغيره، وقيل: هي قَصعَة فيها لَحْم وخُبزٌ بين أربعةٍ وخَمْسَة، والجَفْنَة أَكبرُ من ذلك.
ويقال: اخْبُر طَعامَك: أي دَسِّمْه يقال: أَتانَا بخُبْرة بلا خُبْزة، من الخُبْز، أو هِى الأَرضُ السَّهلة.
وروى: "لا آكُلُ الخَمِير" . - في الحديث: "فدفَعْننَا في خَبارٍ ".
الخَبَار: الأَرضُ الَّليِّنة، وأنشد:
* والخَيلُ تَقتَحِمُ الخَبارَ عوابِساً *
خبر
الخُبْرُ: العلم بالأشياء المعلومة من جهة الخَبَر، وخَبَرْتُهُ خُبْراً وخِبْرَة، وأَخْبَرْتُ: أعلمت بما حصل لي من الخبر، وقيل الخِبْرَة المعرفة ببواطن الأمر، والخَبَار والخَبْرَاء: الأرض اللّيِّنة ، وقد يقال ذلك لما فيها من الشّجر، والمخابرة: مزارعة الخبار بشيء معلوم، والخَبِيرُ: الأكّار فيه، والخبر : المزادة العظيمة، وشبّهت بها النّاقة فسمّيت خبرا، وقوله تعالى: وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ [آل عمران/ 153] ، أي: عالم بأخبار أعمالكم، وقيل أي:
عالم ببواطن أموركم، وقيل: خبير بمعنى مخبر، كقوله: فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [المائدة/ 105] ، وقال تعالى: وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ [محمد/ 31] ، قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبارِكُمْ [التوبة/ 94] ، أي: من أحوالكم التي نخبر عنها.
خ ب ر : خَبَرْتُ الشَّيْءَ أَخْبُرُ مِنْ بَابِ قَتَلَ خُبْرًا عَلِمْتُهُ فَأَنَا خَبِيرٌ بِهِ وَاسْمُ مَا يُنْقَلُ وَيُتَحَدَّثُ بِهِ خَبَرٌ وَالْجَمْعُ أَخْبَارٌ وَأَخْبَرَنِي فُلَانٌ بِالشَّيْءِ فَخَبَرْتُهُ وَخَبَرْتُ الْأَرْضَ شَقَقْتُهَا لِلزِّرَاعَةِ فَأَنَا خَبِيرٌ وَمِنْهُ الْمُخَابَرَةُ وَهِيَ الْمُزَارَعَةُ عَلَى بَعْضِ مَا يَخْرُجُ مِنْ الْأَرْضِ وَاخْتَبَرْتُهُ بِمَعْنَى امْتَحَنْتُهُ وَالْخِبْرَةُ بِالْكَسْرِ اسْمٌ مِنْهُ وَخَبْرٌ مِثَالُ فَلْسٍ قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى الْيَمَنِ وَقَرْيَةٌ مِنْ قُرَى شِيرَازَ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهَا خَبْرِيٌّ عَلَى لَفْظِهَا وَخَيْبَرُ بِلَادُ بَنِي عَنَزَةَ عَنْ مَدِينَةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فِي جِهَةِ الشَّأْمِ نَحْوُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ. 

خبر


خَبَرَ(n. ac. خِبْر
خُبْر)
a. Tested, tried; experienced.

خَبِرَ(n. ac. خِبْر
خِبْرَة
خَبَر
مَخْبَرَة
مَخْبُرَة)
خَبُرَ(n. ac. خُبْر
خُبْرَة
خُبُوْر)
a. Was informed, well aware of, knew.

خَبَّرَa. see IV
خَاْبَرَa. Farmed; took on hire (land).
أَخْبَرَ
a. [acc.
or
Bi], Informed of; announced to.
تَخَبَّرَa. Was well acquainted with, was informed of
knew.
b. see X
إِخْتَبَرَa. see V (a)b. Tested, tried.

إِسْتَخْبَرَa. Enquired of, asked.
b. Asked about, wanted to know.

خَبْر
(pl.
خُبُوْر)
a. Leather provision bag.

خِبْر
خِبْرَة
2t
خُبْر
خُبْرَةa. Knowledge, information.
b. Experience.
c. Test, trial, probation.

خَبَر
(pl.
أَخْبَاْر أَخَاْبِيْرُ)
a. News, tidings, intelligence, information.
b. Narrative, tradition; record.
c. Attribute, enunciative.

خَبَرِيَّةa. News.
b. Tale, story.

مَخْبَرa. Real, inward state or quality.
b. Experience.

مَخْبَرَةa. see 17b. see 2
خَاْبِرa. Trying, testing.
b. Experienced; expert.

خَبِيْر
(pl.
خُبَرَآءُ)
a. Wellinformed; knowing; experienced.

أَخْبَاْرa. Annals, records.

مْخَابَرَة
a. Discussion; investigation, inquiry; question at
issue.

خَيْبَرِيّ
a. Artful, sly.

أَخْبَارِيّ
a. Annalist, historian.

خَبَرْبَج
a. Goodly, fine, excellent.

خُبْرُوْع
a. Informer, mischiefmaker; sycophant.
خ ب ر: (الْخَبَرُ) وَاحِدُ الْأَخْبَارِ وَ (أَخْبَرَهُ) بِكَذَا وَ (خَبَّرَهُ) بِمَعْنًى. وَ (الِاسْتِخْبَارُ) السُّؤَالُ عَنِ الْخَبَرِ وَكَذَا (التَّخَبُّرُ) . وَ (الْمَخْبَرُ) بِوَزْنِ الْمَصْدَرِ ضِدُّ الْمَنْظَرِ وَكَذَا (الْمَخْبُرَةُ) بِضَمِّ الْبَاءِ وَهُوَ ضِدُّ الْمَرْآةِ. وَ (خَبَرَ) الْأَمْرَ عَلِمَهُ وَبَابُهُ نَصَرَ وَالِاسْمُ (الْخُبْرُ) بِالضَّمِّ وَهُوَ الْعِلْمُ بِالشَّيْءِ. وَ (الْخَبِيرُ) الْعَالِمُ. وَالْخَبِيرُ الْأَكَّارُ وَمِنْهُ (الْمُخَابَرَةُ) وَهِيَ الْمُزَارِعَةُ بِبَعْضِ مَا يَخْرُجُ مِنَ الْأَرْضِ. وَ (الْخَبِيرُ) النَّبَاتُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «نَسْتَخْلِبُ الْخَبِيرَ أَيْ نَقْطَعُ النَّبَاتَ وَنَأْكُلُهُ» . وَ (خَبَرَهُ) إِذَا بَلَاهُ وَ (اخْتَبَرَهُ) وَبَابُهُ نَصَرَ وَ (خِبْرَةً) أَيْضًا بِالْكَسْرِ. يُقَالُ: صَدَّقَ الْخَبَرُ الْخُبْرَ. وَأَمَّا قَوْلُ أَبِي الدَّرْدَاءِ: وَجَدْتُ النَّاسَ اخْبُرْ تَقْلَهْ. فَيُرِيدُ بِذَلِكَ أَنَّكَ إِذَا خَبَرْتَهُمْ قَلَيْتَهُمْ فَأَخْرَجَ الْكَلَامَ عَلَى لَفْظِ الْأَمْرِ وَمَعْنَاهُ الْخَبَرُ. وَ (خَيْبَرُ) مَوْضِعٌ بِالْحِجَازِ. 
خبر خضر زهو قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَالتَّفْسِير الأول أَجود لِأَن هَذَا لَيْسَ فِيهِ إعراء إِنَّمَا هِيَ نَخْلَة يملكهَا رَبهَا فَكيف تسمى عرية وَمِمَّا يبين ذَلِك قَول شَاعِر الْأَنْصَار يصف النّخل: [الطَّوِيل]

لَيست بِسَنْهَاءَ وَلَا رَجَبِيَّةٍ ... وَلَكِن عرايا فِي السنين الجوائح يَقُول: إِنَّا نعريها النَّاس. وَمِنْه الحَدِيث الآخر أَنه كَانَ يَأْمر الخراص أَن يخففوا [فِي الْخرص -] وَيَقُول: إِن فِي المَال الْعرية وَالْوَصِيَّة. وَحَدِيثه أَنه نهى عَن المخابرة. قَالَ: هِيَ الْمُزَارعَة بِالنِّصْفِ وَالثلث [وَالرّبع -] وَأَقل من ذَلِك [وَأكْثر -] وَهُوَ الْخَبَر أَيْضا الْخَبَر الْفِعْل والخبير الرجل وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة يَقُول: بِهَذَا سمى الأكار خَبِيرا لِأَنَّهُ يخابر الأَرْض وَالْمُخَابَرَة هِيَ المؤاكرة وَلِهَذَا سمى الأكار خَبِيرا لِأَنَّهُ يؤاكر الأَرْض. وَأما حَدِيثه أَنه نهى عَن المخاضرة فَإِنَّهَا نهي عَن أَن يُبَاع الثِّمَار قبل أَن يَبْدُو صَلَاحهَا وَهِي خضر بعد وَيدخل فِي المخاضرة أَيْضا بعض بيع الرطاب والبقول وأشباهها وَلِهَذَا كره من كره بيع الرطاب أَكثر من جزه وَأَخذه. وَهَذَا مثل حَدِيثه أَنه نهى بيع التَّمْر قبل أَن يزهو وزهوه أَن يحمر أَو يصفر.
خبر
الخَبَرُ: ما أتاكَ من نَبَأٍ، أخْبَرْتُه وخَبرْتُه، والجميع الأخْبَار. ورَجُلٌ خَبِرٌ: كريم الخَبرِ. وهو يَتَخَيرُ الأخْبَارَ.
والخَبِيرُ: العالِمُ بالأمر.
والخُبْرَةُ: مَخْبَرَةُ الإِنسان إذا خُبِرَ أي جُرِّبَ.
والخِبْرَةُ: الاخْتِبار. والخابِر: المُخْتَبِرُ المُجَرِّبُ. وخَبِرْتُه أخْبَرُه: أي عَلِمْته.
والخَبَارُ: أرْضٌ رِخْوَةٌ، واحِدُها خَبَارَةٌ.
والخَبَارُ: ما اجْتَمَع من التُراب في أصل الشَجَرَة.
والخَبْرَاءُ: شَجَرٌ في بَطْن رَوْضَةٍ فيها يَنْبُت الخَبْرُ وهو شَجَرُ السِّدْرِ والأراك.
وتُسَمّى الخَبْرَةَ أيضَاً.
والخَبْر: من مَناقِع الماء في رؤوس الجِبال.
والخِبْرُ والمُخَابَرَةُ: أنْ يَزْرَعَ على النِّصْف أو الثُّلُث ونحوه. والأكارُ خَبِيرٌ.
والمخَابَرَةُ: المُؤاكَرَةُ. وناقَةٌ خَبْر: غَزِيرةٌ، وكذلك الخَبْرَاء، تقول: أخْبَرْتُ لِقْحَةَ فلانٍ: أي وَجَدْتَها خَبْرَاءَ.
والخُبْرَةُ: الطعام.
والخَبْرُ: المَزَادةُ، وجَمْعُها خُبُوْز.
والخُبْرَةُ: السًّفْرَةُ.
والخُبُوْرُ: الزّادُ من الطعام.
والخُبْرَةُ: النَّصِيْبُ. والقِسْمَةُ أيضاً.
والخِبْرَةُ: اللَحْمُ يَشْتَرِيه الرجُلُ لأهْلِه، وجَمْعُها خِبَرٌ. واجتمعوا على خِبْرَتِه: أي طعامِه. واخْبُرْ طعامَكَ: أي دَسمْه.
والخَبِيْرَةُ: الشاة تُشْتَرى بَيْنَ جَماعةٍ فَتُذْبَح. والصُّوف الجيِّد من أوَّل الجَزِّ. وتُجْمَع خَبَائرَ. وكذلك الوَبَرُ. والزَّبَدُ.
وجِحَرَةُ الفارِ: مَخابِرُ.
والمَخْبَرَةً: المَخْرُؤة.
والخَيْبَرِيُ: الحَيةُ السَّوْداء.
ويقولون: حُمّى خَيْبَرى فإنَها خَيْسَرى.
[خبر] الخَبْرُ: المزادة العظيمة، والجمع خُبورٌ. وتُشبَّه بها الناقة في غُزْرها فتسمى: خَبْراءَ. والخَبَرُ بالتحريك: واحد الأَخبارِ. وأَخْبَرْتُهُ بكذا وخَبَّرْتُهُ، بمعنىً. والاستِخْبارُ: السؤال عن الخَبَر. وكذلك التَخَبُّرُ. والمَخْبَرُ: خلاف المنظر. وكذلك المَخْبَرَةُ والمَخْبُرَةُ أيضاً بضم الباء، وهو نقيض المَرْآة. والخَبْراءُ: القاع يُنبِت السِدر، والجمع الخَبارى والخبارى، مثل الصحارى والصحارى، والخبراوات. يقال: خَبِرَ الموضعُ بالكسر، فهو خَبِرٌ. وأرض خَبِرَةٌ وخَبْراءُ. والخَبارُ: الأرض الرخوة ذات الجحَرَةِ. ويقال أيضاً: مِن أين خَبَرْتَ هذا الأمر؟ أي من أينَ علمت. والاسم الخُبْرُ بالضم، وهو العلم بالشئ. والخبير: العالم. والخبير: الاكار، ومنه المُخابَرةُ، وهي المزارعة ببعض ما يَخرُج من الأرض. وهو الخِبْرُ أيضاً بالكسر. والخَبيرُ: النبات. وفى الحديث: " نستخلب الخَبيرَ "، أي نقطع النبات ونأكله. والخَبير: الوبَر. قال أبو النَجْم: * حتَّى إذا ما طال من خَبيرِها * وقال أبو عبيد: الخبير زَبَد أفواه الإبل. وقولهم: لأَخْبُرَنَّ خُبْرَكَ، أي لأعلمنَّ علمك. تقول منه: خَبَرْتُهُ أَخْبُرُهُ خُبْراً بالضم، وخِبْرَةً بالكسر، إذا بلوته واختبرتَه. يقال: " صدق الخبر الخبر ". وأما قول أبى الدرداء وجدت الناس اخبر تقلهم " فيريد أنك إذا خبرتهم قليتهم، فأخرج الكلام على لفظ الامر ومعناه الخبر. والخابور: موضع بناحية الشام. وخبير: موضع بالحجاز. يقال: " عليه الدبرى، وحمى خيبرى ". والخبرة بالضم: النصيب تأخذُه من سَمكٍ أو لحم، حكاه أبو عبيد. يقال: تَخَبَّروا خُبْرَةً، إذا اشتَروْا شاة فذبحوها واقتسموا لحمها.
[خبر] فيه: "الخبير" تعالى العالم بما كان ويكون، خبرته إذا عرفته على حقيقته. وفيه: بعث عينا "يتخبر" له جيش قريش، أي يتعرف. وتخبر واستخبر إذا سأل عن الأخبار ليعرفها. وفيه: نهى عن "المخابرة" قيل: هي المزارعة على نصيب معلوم كالثلث والربع، والخبرة النصيب، وقيل: من الخبار: الأرض اللينة، وقيل: أصلها من خيبر لأنها أقرت في يد أهلها على النصف فقيل: خابرهم، أي عاملهم في خيبر. وفيه: فدفعنا في "خبار" من الأرض، أي سهلة لينة. ط: لا يجوز "المخابرة" لأنها ليست في معنى المساقاة، لأن البذر يكون من جانب العامل، والمزارعة اكتراء العامل ببعض ما يخرج، والمخابرة اكتراء العامل الأرض ببعض ما يخرج. وفيه: لو تركنا "المخابرة" أي لكان خيرًا، أو هو للتمني، قوله: نهى عنه، أي عن المخابرة. ن: المخابرة والمزارعة المعاملة على الأرض ببعض الخارج لكن البذر فيه من العامل، وفي المزارعة من مالكها، واختلف في صحتها. وفيه: لا نرى "بالخبر" بأسًا، هو بكسر خاء أشهر من فتحها وهو المخابرة. نه وفيه: ونستخلب "الخبير" هو النبات والعشب، شبه بخبير الإبل: وبرها، واستخلابه احتشاشه بالمخلب وهو المنجل، والخبير يقع على الوبر والزرع والأكار. وفي ح أبي هريرة: حين لا أكل "الخبير" كذا روى أي الخبز المأدوم، والخبرة والخبير افدام، وقيل: هو الطعام من اللحم وغيره. ويقال: أخبر طعامك، أي دسمه، وأتانا بخبزة ولم يأتنا بخبرة. ك: هو بضم معجمة وسكون موحدة وبراء الإدام. ط: "فليخبره"، أي يحبه، لأنه حث على التودد، وليقبل نصيحته، ولم يرد قوله عن أخبر بعيب فيه. وفيه: "لا تخبرنا" فأنا نرد على السباع وهي واردة علينا، فإن أخبرتنا بأسوء الحال فهو عندنا سائغ، فإن ما أخذت هو قسمتها، وما بقي فهو حقنا نتوضأ به ونشربه. غ: "خبرته" علمته وبلوته، و"الخبير" الزبد. ك: أخبر ابن الخطاب، خصه لأنه كان معتنيا بقضية جابر، أو كان حاضرًا في أولها. وفيه: حدثنا كله "بالخبر" كله بالنصب، أي حدثنا سفيان كل الحديث بلفظ الإخبار لا بالعنعنة، وروى: بالخبر كله، فيجر بالبدلية وح: عند جهينة "خبر اليقين" مر في جيم.
الخبر: لفظ مجرد عن العوامل اللفظية مسند إلى ما تقدمه، لفظًا نحو: زيد قائم، أو تقديرًا نحو: أقائم زيد، وقيل: الخبر ما يصح السكوت عليه.

الخبر: هو الكلام المحتمل للصدق والكذب.

خبر كان وأخواتها: هو المسند بعد دخول كان وأخواتها.

خبر إن وأخواتها: هو المسند بعد دخول إن وأخواتها.

خبر لا التي لنفي الجنس: هو المسند بعد دخول "لا" هذه.

خبر "ما" و"لا" المشبهتين بـ "ليس": هو المسند بعد دخولهما.

خبر الواحد: هو الحديث الذي يرويه الواحد أو الاثنان، فصاعدا؛ ما لم يبلغ الشهرة والتواتر.

الخبر المتواتر: هو الذي نقله جماعة عن جماعة، والفرق بين المتواتر والمشهور أن جاحد الخبر المتواتر كافرٌ بالاتفاق، وجاحد الخبر المشهور مختلف فيه، والأصح أنه يكفر، وجاحد خبر الواحد لا يكفر بالاتفاق.

الخبر المتواتر: هو الخبر الثابت على ألسنة قوم لا يتصور تواطؤهم على الكذب.

الخبر على ثلاثة أقسام: خبر متواتر، وخبر مشهور، وخبر واحد. أما الخبر المتواتر؛ فهو كلام يسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة، ومنها جماعة أخرى، إلى أن ينتهي إلى المتمسك، وأما الخبر المشهور؛ فهو كلام يسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم واحد، ويسمعه من الواحد جماعة، ومن تلك الجماعة أيضًا جماعة، إلى أن ينتهي إلى المتمسك، وأما خبر الواحد؛ فهو كلام يسمعه من رسول الله واحد، ويسمعه من ذلك الواحد واحد آخر، ومن الواحد الآخر آخر إلى أن ينتهي إلى المتمسك، والفرق هو أن جاحد الخبر المتواتر يكون كافرًا بالاتفاق، وجاحد الخبر المشهور مختلف فيه، والأصح أنه يكفر، وجاحد خبر الواحد لا يكون كافرًا بالاتفاق.

الخبر نوعان: مرسل، ومسند، فالمرسل منه: ما أرسله الراوي إرسالًا من غير إسناد إلى راوٍ آخر، وهو حجة عندنا كالمسند، خلافًا للشافعي في إرسال سعيد بن المسيب، فقد روى عن أبي بكر مرسلًا. والمسند: ما أسنده الراوي إلى راوٍ آخر إلى أن يصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ثم المسند أنواع: متواتر، ومشهور، وآحاد؛ فالمتواتر منه: ما نقله قوم عن قوم لا يتصور تواطؤهم على الكذب فيه، وهو الخبر المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحكمه يوجب العلم والعمل قطعًا حتى يكفر جاحده، فالمشهور منه هو ما كان من الآحاد في العصر الأول، ثم اشتهر في العصر الثاني حتى رواه جماعة لا يتصور تواطؤهم على الكذب وتلقته العلماء بالقبول، وهو أحد قسمي المتواتر، وحكمه يوجب طمأنينة القلب لا علم يقين حتى يضل جاحده ولا يكفر، وهو الصحيح، وخبر الآحاد: هو ما نقله واحد عن واحد، وهو الذي لم يدخل في حد الاشتهار، وحكمه يوجب العمل دون العلم، ولهذا لا يكون حجة في المسائل الاعتقادية.

خبر الكاذب: ما تقاصر عن التواتر.
خبر: خبر به: أخبر به وعرف به (بوشر).
أخبر فلاناً به: أعلمه به، ففي الترجمة الشخصية لابن خلدون (ص197 ق): اخبرني بالقصيدتين عن الخ.
استخبر عن: سأل عن الخبر. واستخبر من فلان وعن فلان: طلب من فلان وعن فلان: طلب من فلان وعن فلان آن يخبره بالخبر (بوشر) واستخبر فلاناً، واستخبره عنه أو فيه: ساءله عنه.
خُبْر. له خبر في: له علم في (بوشر).
خَبَبر. شئ ما تحت خبر (عامية) شئ تافه لا قيمة له (بوشر).
قامت تبصر خبر الباب: قامت لترى ماذا على الباب (ألف ليلة 1: 67).
وخَبَر: كلام تام غير الإنشائي. والتعبير عن الإرادة أو الرغبة يسمى إنشاء (دي سلان المقدمة 3: 265).
صاحب الخبر أو صاحب الأخبار: اسم كان يطلق على موظف يقيمه السلطان في عواصم الولايات وظيفته أخبار السلطان بكل الأخبار مهما كانت أهميتها وأن يعلمه بالغرباء الذين يصلون إليها وغير ذلك. وكان يقوم بهذه الوظيفة في أغلب الأحيان صاحب البريد. (انظر المؤلفين المذكورين في معجم تاريخ العرب: مملوك 1، 2: 94، 2، 2: 89، الفخري) ففي النويري (إفريقية ص44 و) في كلامه عن تميم بن المعز المتوفى سنة 501هـ: وكان له في البلاد أصحاب أخبار يطالعونه بأخبار الناس لئلا يظلموا.
وكان للإمبراطور فردريك الثاني أصحاب أخبار أيضاً (أماري ص17).
خِبْرَة: تجمع على خير (فوك).
خُبْرَة: أهل خبرة: أهل علم ومعرفة وتجربة (بوشر).
وخُبْرَة (بالأسبانية cober) : نحاس، ففي سجل أموال اليهودي موسى بن يحيى: إن الدائنين استلموا من قيمته نحاس خبره 561 مثقال. وفيه: ومن النحاس الخبرة تسعة قناطير الخ.
خَبَيري: تعبيري، نطقي، بياني (بوشر).
خَبَيريَّة: خبر، نبأ (بوشر). خبار: نوع من السمك (ياقوت 1: 886) غير أن الكلمة مشكوك في صحة كتابتها. لأن في مخطوطة القزويني مذكور: جبال أو حبال.
خبير: لا يقال خبير به فقط. بل يقال أيضاً خبير فيه (بوشر).
خبير: دليل القافلة وقائدها (بروان 1: 295، ما يليها، 370، 2: 2، بركهارت نوبية ص160، 346، دسكاريك ص591، ويرن ص29، 52، دوماس عادات ص337 - 338، كارتردن ص368، دي يونج، فان رودنبرج ص217).
خابور: الصنف الكبير من الخمان (ابن البيطار 1: 393) وفيه: ويسميه قوم الخابور.
خابور خُبْر: قطعة ضخمة من الخبز (بوشر).
أخْبَرُ: اسم تفضيل لخبير، يقال: صاحب الكلام أخبر بالمعنى أي صاحب الكلام أعلم بمعناه (بوشر).
أخْباريّ = صاحب الخبر (أنظر في مادة خَبَر) (معجم المختارات).
الإخباريَّة: فرقة من الإمامية (محيط المحيط).
مُخْبِر: صاحب الخبر (معجم المختارات).
مُخَبِر: بشير، مبشر، نذير (بوشر).
ومُخِّبْر: مخبر، صحافي (بوشر).
مخبور: مختبر، المعروف بالجودة (المقدمة 2: 387) ولا أدري إن كانت هذه الكلمة تعني نفس هذا المعنى فيما جاء في ألف ليلة (يرسل 3: 385) في الحديث عن مهار الخيل.
اختبار: امتحان (الكالا).
واختبار: عذاب، نكال (الكالا).
استخبار: عينة، مسطرة، نموذج (الكالا).

خبر: الخَبِيرُ: من أَسماء الله عز وجل العالم بما كان وما يكون.

وخَبُرْتُ بالأَمر

(* قوله: «وخبرت بالأمر» ككرم. وقوله: وخبرت الأمر من باب

قتل كما في القاموس والمصباح). أَي علمته. وخَبَرْتُ الأَمرَ أَخْبُرُهُ

إِذا عرفته على حقيقته. وقوله تعالى: فاسْأَلْ بهِ خَبِيراً؛ أَي اسأَل عنه

خبيراً يَخْبُرُ.

والخَبَرُ، بالتحريك: واحد الأَخبْار. والخَبَرُ: ما أَتاك من نَبإِ عمن

تَسْتَخْبِرُ. ابن سيده: الخَبَرُ النَّبَأُ، والجمع أَخْبَارٌ،

وأَخابِير جمع الجمع. فأَما قوله تعالى: يومئذٍ تُحَدِّثُ أَخَبْارَها؛ فمعناه

يوم تزلزل تُخْبِرُ بما عُمِلَ عليها. وخَبَّرَه بكذا وأَخْبَرَه:

نَبَّأَهُ. واسْتَخْبَرَه: سأَله عن الخَبَرِ وطلب أَن يُخْبِرَهُ؛ ويقال:

تَخَبَّرْتُ الخَبَرَ واسْتَخْبَرْتُه؛ ومثله تَضَعَّفْتُ الرجل

واسْتَضْعَفْتّه، وتَخَبَّرْتُ الجواب واسْتَخْبَرْتُه. والاسْتِخْبارُ والتَّخَبُّرُ:

السؤال عن الخَبَر. وفي حديث الحديبية: أَنه بعث عَيْناً من خُزَاعَةَ

يَتَخَبَّر له خَبَرَ قريش أَي يَتَعَرَّفُ؛ يقال: تَخَبْرَ الخَبَرَ

واسْتَخْبَر إِذا سأَل عن الأَخبْارِ ليعرفها.

والخابِرُ: المُخْتَبِرُ المُجَرِّبُ ورجل خابر وخَبِير: عالم

بالخَبَرِ. والخَبِيرُ: المُخْبِرُ؛ وقال أَبو حنيفة في وصف شجر: أَخْبَرَني بذلك

الخَبِرُ، فجاء به على مثال فَعِلٍ؛ قال ابن سيده: وهذا لا يكاد يعرف

إِلاَّ أَن يكون على النسب. وأَخْبَرَهُ خُبُورَهُ: أَنْبأَهُ ما عنده.

وحكي اللحياني عن الكسائي: ما يُدْرَى له أَيْنَ خَبَرٌ وما يُدُرَى له

ما خَبَرٌ أَي ما يدرى، وأَين صلة وما صلة. والمَخْبَرُ: خلاف

المَنْظَرِ، وكذلك المَخْبَرَةُ والمَخْبُرَةُ، بضم الباء، وهو نقيض المَرْآةِ

والخِبْرُ والخُبْرُ والخِبْرَةُ والخُبْرَةُ والمَخْبَرَةُ والمَخْبُرَةُ،

كله: العِلْمُ بالشيء؛ تقول: لي به خِبْرٌ، وقد خَبَرَهُ يَخْبُره خُبْراً

وخُبْرَةً وخِبْراً واخْتَبَره وتَخَبَّرهُ؛ يقال: من أَين خَبَرْتَ هذا

الأَمر أَي من أَين علمت؟ وقولهم: لأَخْبُرَنَّ خُبْرَكَ أَي

لأَعْلَمَنَّ عِلْمَك؛ يقال: صَدَّقَ الخَبَرَ الخُبْرُ. وأَما قول أَبي الدرداء:

وجدتُ الناسَ اخْبُرْ نَقْلَه؛ فيريد أَنك إِذا خَبَرْتَهُم قليتهم،

فأَخرج الكلام على لفظ الأَمر، ومعناه الخَبَرُ. والخُبْرُ: مَخْبُرَةُ

الإِنسان. والخِبْرَةُ: الاختبارُ؛ وخَبَرْتُ الرجل أَخْبُرُه خُبْرِاً

وخُبْرَةً. والخِبْيرُ: العالم؛ قال المنذري سمعت ثعلباً يقول في قوله:

كَفَى قَوْماً بِصاحِبِهمْ خَبِيرا

فقال: هذا مقلوب إِنما ينبغي أَن يقول كفى قوماً بصاحبهم خُبْراً؛ وقال

الكسائي: يقول كفى قوم. والخَبِيرُ: الذي يَخْبُرُ الشيء بعلمه؛ وقوله

أَنشده ثعلب:

وشِفَاءُ عِيِّكِ خابِراً أَنْ تَسْأَلي

فسره فقال: معناه ما تجدين في نفسك من العيّ أَن تستخبري. ورجل

مَخْبَرانِيٌّ: ذو مَخْبَرٍ، كما قالوا مَنْظَرانِيّ أَي ذو مَنْظَرٍ. والخَبْرُ

والخِبْرُ: المَزادَةُ العظيمة، والجمع خُبُورٌ، وهي الخَبْرَاءُ أَيضاً؛

عن كراع؛ ويقال: الخِبْرُ، إِلاَّ أَنه بالفتح أَجود؛ وقال أَبو الهيثم:

الخَبْرُ، بالفتح، المزادة، وأَنكر فيه الكسر؛ ومنه قيل: ناقة خَبْرٌ

إِذا كانت غزيرة. والخَبْرُ والخِبْرُ: الناقة الغزيرة اللبن. شبهت

بالمزادة في غُزْرِها، والجمع كالجمع؛ وقد خَبَرَتْ خُبُوراً؛ عن اللحياني.

والخَبْراءُ: المجرَّبة بالغُزْرِ. والخَبِرَةُ: القاع يُنْبِتُ السِّدْرَ،

وجمعه خَبِرٌ، وهي الخَبْراءُ أَيضاً، والجمع خَبْراوَاتٌ وخَبَارٌ؛ قال

سيبويه: وخَبَارٌ كَسَّرُوها تكسير الأَسماء وَسَلَّموها على ذلك وإِن

كانت في الأَصل صفة لأَنها قد جرت مجرى الأَسماء. والخَبْراءُ: مَنْقَعُ

الماء، وخص بعضهم به منقع الماء في أُصول السِّدْرِ، وقيل: الخَبْراءُ القاع

ينبت السدر، والجمع الخَبَارَى والحَبارِي مثل الصحارَى والصحارِي

والخبراوات؛ يقال: خَبِرَ الموضعُ، بالكسر، فهو خَبِرٌ؛ وأَرض خَبِرَةٌ.

والخَبْرُ: شجر السدر والأَراك وما حولهما من العُشْبِ؛ واحدته

خَبْرَةٌ. وخَبْراءُ الخَبِرَةِ: شجرها؛ وقيل: الخَبْرُ مَنْبِتُ السِّدْرِ في

القِيعانِ. والخَبْرَاءُ: قاع مستدير يجتمع فيه الماء، وجمعه خَبَارَى

وخَبَاري. وفي ترجمة نقع: النَّقائهعُ خَبَارَى في بلاد تميم. الليث:

الخَبْراءُ شَجْراءُ في بطن روضة يبقى فيها الماء إِلى القيظ وفيها ينْبت

الخَبْرُ، وهو شجر السدر والأَراك وحواليها عُشْبٌ كثير، وتسمى الخَبِرَةَ،

والجمع الخَبِرُ. وخَبْرُ الخَبِرَةِ: شجرُها قال الشاعر:

فَجادَتْكَ أَنْواءُ الرَّبيعِ، وهَلِّلَتْ

عليكَ رِياضٌ من سَلامٍ ومن خَبْرِ

والخَبْرُ من مواقع الماء: ما خَبِرَ المَسِيلُ في الرؤوس فَتَخُوضُ

فيه. وفي الحديث: فَدَفعنا في خَبَارٍ من الأَرض؛ أَي سهلة لينة. والخَبارُ

من الأَرض: ما لانَ واسْتَرخَى وكانت فيهع جِحَرَةٌ. والخَبارُ:

الجَراثيم وجِحَرَةُ الجُرْذانِ، واحدته خَبارَةٌ. وفي المثل: من تَجَنَّبَ

الخَبَارَ أَمِنَ العِثارَ. والخَبارُ: أَرض رِخْوَةٌ تتعتع فيه الدوابُّ؛

وأَنشد:

تَتَعْتَع في الخَبارِ إِذا عَلاهُ،

ويَعْثُر في الطَّرِيقِ المُسْتَقِيمِ

ابن الأَعرابي: والخَبارُ ما اسْتَرْخَى من الأَرض وتَحَفَّرَ؛ وقال

غيره: وهو ما تَهَوَّرَ وساخَتْ فيه القوائم. وخَبِرَتِ الأَرضُ خَبَراً:

كثر خَبارُها. والخَبْرُ: أَن تزرع على النصف أَو الثلث من هذا، وهي

المُخابَرَةُ، واشتقت من خَيْبَرَ لأَنها أَول ما أُقْطِعَتْ كذلك.

والمُخابَرَةُ: المزارعة ببعض ما يخرج من الأَرض، وهو الخِبْرُ أَيضاً،

بالكسر. وفي الحديث: كنا نُخابر ولا نرى بذلك بأْساً حتى أَخْبَرَ رافعٌ

أَن رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، نهى عنها. وفي الحديث: أَنه نهى عن

المُخابرة؛ قيل: هي المزارعة على نصيب معين كالثلث والربع وغيرهما؛ وقيل:

هو من الخَبارِ، الأَرض اللينة، وقيل: أَصل المُخابرة من خَيْبر، لأَن

النبي، صلى الله عليه وسلم، أَقرها في أَيدي أَهلها على النصف من محصولها؛

فقيل: خابَرَهُمْ أَي عاملهم في خيبر؛ وقال اللحياني: هي المزارعة فعمّ

بها. والمُخَابَرَةُ أَيضاً: المؤاكرة. والخَبِيرُ: الأَكَّارُ؛ قال:

تَجُزُّ رؤُوس الأَوْسِ من كلِّ جانِبٍ،

كَجَزِّ عَقاقِيلِ الكُرومِ خَبِيرُها

رفع خبيرها على تكرير الفعل، أَراد جَزَّه خَبِيرُها أَي أَكَّارُها.

والخَبْرُ الزَّرْعُ.

والخَبِيرُ: النبات. وفي حديث طَهْفَةَ: نَسْتَخْلِبُ الخَبِيرَ أَي

نقطع النبات والعشب ونأْكله؛ شُبّهَ بِخَبِيرَ الإِبل، وهو وبَرُها لأَنه

ينبت كما ينبت الوبر. واستخلابه: احْتِشاشُه بالمِخْلَبِ، وهو المِنْجَلُ.

والخَبِيرُ: يقع على الوبر والزرع والأَكَّار. والخَبِيرُ: الوَبَرُ؛ قال

أَبو النجم يصف حمير وحش:

حتى إذا ما طار من خَبِيرِها

والخَبِيرُ: نُسَالة الشعر، والخَبِيرَةُ: الطائفة منه؛ قال المتنخل

الهذلي:

فآبوا بالرماحِ، وهُنَّ عُوجٌ،

بِهِنَّ خَبائِرُ الشَّعَرِ السِّقَاطُ

والمَخْبُورُ: الطَّيِّب الأَدام. والخَبِيرُ: الزَّبَدُ؛ وقيل: زَبَدُ

أَفواه الإِبل؛ وأَنشد الهذلي:

تَغَذّمْنَ، في جانِبيهِ، الخَبِيـ

ـرَ لَمَّا وَهَى مُزنُهُ واسْتُبِيحَا

تغذمن من يعني الفحول أَي الزَّبَدَ وعَمَيْنَهُ.

والخُبْرُ والخُبْرَةُ: اللحم يشتريه الرجل لأَهله؛ يقال للرجل: ما

اختَبَرْتَ لأَهلك؟ والخُبْرَةُ: الشاة يشتريها القوم بأَثمان مختلفة ثم

يقتسمونها فَيُسْهِمُونَ كل واحد منهم على قدر ما نَقَدَ. وتَخَبَّرُوا

خُبْرَةً: اشْتَرَوْا شَاةً فذبحوها واقتسموها. وشاة خَبِيرَةٌ: مُقْتَسَمَةٌ؛

قال ابن سيده: أُراه على طرح الزائد. والخُبْرَةُ، بالضم: النصيب تأْخذه

من لحم أَو سمك؛ وأَنشد:

باتَ الرَّبِيعِيُّ والخامِيز خُبْرَتُه،

وطاحَ طَيُّ بني عَمْرِو بْنِ يَرْبُوعِ

وفي حديث أَبي هريرة: حين لا آكلُ الخَبِيرَ؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء

في رواية أَي المَأْدُومَ. والخَبير والخُبْرَةُ: الأَدام؛ وقيل: هو

الطعام من اللحم وغيره؛ ويقال: اخْبُرْ طعامك أَي دَسِّمْهُ؛ وأَتانا

بِخُبْزَةٍ ولم يأْتنا بخُبْزَةٍ. وجمل مُخْتَبِرٌ: كثير اللحم. والخُبْرَةُ:

الطعام وما قُدِّم من شيء. وحكي اللحياني أَنه سمع العرب تقول: اجتمعوا

على خُبْرَتِه، يعنون ذلك. والخُبْرَةُ: الثريدة الضخمة. وخَبَرَ الطعامَ

يَخْبُرُه خَبْراً: دَسَّمَهُ. والخابُور: نبت أَو شجر؛ قال:

أَيا شَجَرَ الخابُورِ ما لَكَ مُورِقاً؟

كأَنَّكَ لم تَجْزَعُ على ابنِ طَرِيفِ

والخابُور: نهر أَو واد بالجزيرة؛ وقيل: موضع بناحية الشام. وخَيْبَرُ:

موضع بالحجاز قرية معروفة. ويقال: عليه الدَّبَرَى

(* قوله: «عليه الدبرى

إلخ» كذا بالأَصل وشرح القاموس. وسيأتي في خ س ر يقول: بفيه البرى).

وحُمَّى خَيْبَرى.

خبر

1 خَبُرَ, aor. ـُ (K,) inf. n. خُبُورٌ; (TA;) and ↓ اختبر, and ↓ تخبّر; (K;) He knew; or had, or possessed, knowledge; بِشَىْءٍ [of a thing; generally meaning, with respect to its internal, or real, state]. (K, TA.) A2: خَبَرَهُ, (S, A, Msb,) aor. ـُ (Msb, MS,) inf. n. خَبْرٌ; (Msb, MS; *) and خَبِرَهُ, [aor. ـَ (A,) inf. n. خَبَرٌ; (TA;) and ↓ اختبِرهُ, and ↓ تخبّرهُ; (TA;) He knew it; syn. عَلِمَهُ; (S, A, Msb;) [generally meaning, with respect to its internal, or real, state; like خَبُرَ بِهِ: see خُبْرٌ, its simple subst., as distinguished from its inf. n.] You say, مِنْ أَيْنَ خَبَرْتَ هَذَا الأَمْرَ, (so in a copy of the S,) or خَبِرْتَ, (so in another copy of the S, and so in the A, where it is expressly said to be with kesr,) Whence knewest thou this thing? (S, A. *) b2: And خَبَرَهُ, (S, K,) aor. ـُ (S,) inf. n. خُبْرٌ and خِبْرَةٌ, (S, K,) or the latter is a simple subst.; (Msb;) and ↓ اختبرهُ [which is the more common in this sense]; (S, Msb, K;) He tried, made trial of, made experiment of, tested, proved, assayed, proved by trial or experiment or experience him, or it. (S, Msb, K.) Hence the phrase, (S,) لَأَخْبُرَنَّ خَبَرَكَ, (S, K,) in some good lexicons خُبْرَكَ, (TA, [and so in the CK, but this I think to be a mistake, suggested by the explanation, which is not literal,]) i. q. لَأَعْلَمَنَّ عِلْمَكَ [which properly signifies I will assuredly know thy knowledge, or what thou knowest, but here means, as is shown by the manner in which the phrase that it explains is mentioned in the S, I will assuredly try, prove, or test, thy state, and so know what thou knowest]. (S, K.) [Hence, also,] the saying of Abu-dDardà, وَجَدْتُ النَّاسَ اُخْبُرْ تَقْلِهِمْ, (S,) or تَقْلِهِ, (A, K,) I found the people to be persons of whom it is said thus: [Try, prove, or test, them, or him, and thou wilt hate them, or him:] i. e. there is not one [of them] but his conduct is hated when it is tried, or proved, or tested: (K:) or when thou triest, provest, or testest, them, thou wilt hate them: the imperative form being used, but the meaning being that of an enunciative: (S, A, L, B:) [وَجَدْتُ is a verb of the kind called أَفْعَالُ القُلُوبِ, which govern two objective complements; therefore اُخْبُرْ تَقْلِهِمْ and اُخْبُرْ تَقْلِهِ are for مَقْلِيِّينَ عِنْدَ الخِبْرَةِ and مَقْلِيًّا عند الخبرة.]

A3: خَبَرَ الأَرْضَ, [and, as appears from a passage in the L, ↓ خبّرها, (see خَبْرٌ,)] He furrowed, or ploughed, the land for sowing. (Msb.) A4: خَبَرَ الطَّعَامَ, (K,) aor. ـُ inf. n. خَبْرٌ, (TA,) He made the food greasy; or put grease to it. (K, TA.) A5: خَبِرَ It (a place) was, or became, what is termed خَبْرَآء: (S:) or abounded with سِدْر [or lote-trees]. (TA.) b2: And خَبِرَتِ الأَرْضُ, aor. ـَ (K,) inf. n. خَبَرٌ, (TA,) The land, or ground, abounded with خَبَار [app. meaning soft soil: see 3]. (K.) A6: خبرت, [probably خَبُرَتْ, like غَزُرَتْ &c.,] inf. n. خُبُورٌ, (tropical:) She (a camel) abounded with milk. (Lh, TA. [See خَبْرٌ.]) 2 خَبَّرَ see 4, in two places: A2: and see 1.3 خَاْبَرَ خابرهُ, (TA,) inf. n. مَخَابَرَةٌ, (S, A, Mgh, Msb, K, &c.,) [He made a contract, or bargain, with him to till and sow and cultivate land for a share of its produce:] the inf. n. signifies i. q. مُزَارَعَةٌ [i. e. the making a contract, or bargain, with another to cultivate land for a share of its produce], (AO, Lh, S, A, IAth, Mgh, Msb,) for somewhat of its produce, (S, Msb,) or for a third or a quarter, (AO, Mgh,) or for a determined share, such as a third or a quarter or some other portion, (IAth,) or for half or the like: (so in some copies of the K and in the TA:) or the tilling the ground for half or the like: (so in other copies of the K:) and i. q. مُؤَاكَرَةٌ: (K:) and ↓ خِبْرٌ is syn. with مُخَابَرَةٌ: (S, K:) it is a forbidden practice: (A, Mgh, TA:) it is from خَبِيرٌ signifying “ a tiller, or cultivator, of land: ” (S, Mgh:) or from خَبَرَ “ he furrowed, or ploughed (land) for sowing; ” whence خَبِيرٌ also: (Msb:) or from خَبِرَتِ الأَرْضُ “ the land abounded with خَبَار: ” or from [the fortress of] خَيْبَر, because the Prophet made it to remain in the possession of its inhabitants for half of its revenue; and therefore it was said, خَابَرَهُمْ. (TA.) 4 اخبرهُ, [inf. n. إِخْبَارٌ;] (S, A, Msb, K;) and ↓ خبّرهُ, (S, A, K,) inf. n. تَخْبِيرٌ; (K;) are syn. [as signifying He informed him, told him, or acquainted him]. (S, A, K.) You say, أَخْبَرْتُهُ بِكَذَا, (S, Msb,) [and عَنْ كذا,] and ↓ خَبَّرْتُهُ, (S,) [I informed him, or told him, of such a thing; or acquainted him with such a thing; or made him to know the internal, or real, state of such a thing.] And ↓ اخبرهُ خُبُورَةً, i. e. أَنْبَأَهُ مَا عِنْدَهُ [He informed him, or told him, of what he had, or knew]. (K. [Whether it be meant that اخبر is doubly trans. without a particle, in this instance, like أَعْلَمَ, or whether خبورة be a quasi-inf. n, is not explained.]) One says also, تُخْبِرُ عَنْ مَجْهُولِهِ مَرْآتُهُ (tropical:) [His aspect acquaints one with his unknown state or qualities]. (A.) [And اخبر عَنْهُ He predicated of him, or it.]

A2: أَخْبَرْتُ اللِّقْحَة (tropical:) I found the milch camel to be abounding with milk. (K. [See 1, last sentence.]) 5 تَخَبَّرَ see 1, in two places: b2: and see 10, in four places.

A2: تخبّروا, (K,) or تخبّروا خُبْرَةً, (S,) They bought a sheep or goat, (S, K,) for different sums, (TA,) and slaughtered it, (S, K,) and divided its flesh among themselves, (S, TA,) each of them receiving a share proportioned to the sum that he had paid. (TA.) 8 إِخْتَبَرَ see 1, in three places.

A2: مَا اخْتَبَرْتَ لِأَهْلِكَ What خُبْرَة, or flesh-meat, hast thou bought for thy family? (TA.) 10 استخبرهُ (A, K) and ↓ تخبّرهُ (K) He asked, or sought, or desired, of him information, or news, or tidings: (A, * K:) or he asked him respecting news, or tidings, and desired that he should inform him thereof. (TA.) And استخبر and ↓ تخبّر, (S,) or استخبر الخَبَرَ and ↓ تخبّرهُ, (TA,) He asked, or inquired, after the news, or tidings, (S, TA,) that he might know the same: (TA:) and ↓ تخبّر الأَخْبَارَ He searched after the news, or tidings, diligently, or time after time. (A, TA.) خَبْرٌ: see خُبْرٌ.

A2: Also Trees of the kind called سِدْر [or lote-trees], (Lth, K,) and أَرَاك, with abundant herbage around them; (Lth;) as also ↓ خَبِرٌ: (Lth, K:) [both coll. gen. ns.:] ns. un.

خَبْرَةٌ and خَبِرَةٌ. (TA.) b2: Seed-produce. (K.) b3: A place where water rests, or stagnates, in a mountain: (K:) a place where water has fallen, such as the water-course has furrowed (خَبَّرَ [perhaps a mistranscription for خَبَرَ]) in the summits (رُؤُوس) [of mountains], and through which one wades. (L.) A3: A large [leathern water-bag of the kind called] مَزَادَة [q. v.]; (S, K;) as also ↓ خَبْرَآءُ (Kr, K) and ↓ خِبْرٌ: (K:) but this last is disallowed, in the sense above-explained, by AHeyth; and others say that the first word is better: (TA:) pl. of the first خُبُورٌ. (S, K.) b2: Hence, by way of comparison thereto, (S,) (tropical:) A she-camel abounding with milk; (S, K;) as also ↓ خِبْرٌ, (K,) and ↓ مَخْبُورَةٌ [نَاقَةٌ]. (TA.) خُبْرٌ (S, A, K) and ↓ خِبْرٌ (K) and ↓ خَبْرٌ, an inf. n., (Msb,) and ↓ خَبَرٌ, also an inf. n., (TA,) and ↓ خُبْرَةٌ and ↓ خِبْرَةٌ and ↓ مَخْبَرَةٌ, (K,) Knowledge, syn. عِلْمٌ, (S, A, Msb, K,) بِشَىْءٍ [of a thing]: (A, K:) or, accord. to some, خُبْزٌ signifies knowledge of the secret internal state: and ↓ خِبْزَةٌ and ↓ خُبْزَةٌ signify knowledge of the external and internal state; or, as some say, of secret internal circumstances or properties; but this necessarily involves acquaintance with external things. (TA.) You say, لِى بِهِ خُبْرٌ and ↓ خِبْرَةٌ [&c.] I have knowledge of it. (TA.) And مَا لِى بِهِ خُبْرٌ [&c.] I have not knowledge of it. (A.) b2: See also خِبْرَةٌ.

A2: And see خَبِيرٌ: A3: and خُبْرَةٌ.

خِبْرٌ: see خُبْرٌ: A2: and see also 3: A3: and see خَبْرٌ, in two places.

خَبَرٌ [originally] an inf. n. of خَبِرَهُ: see خُبْرٌ. (TA.) b2: Also Information; a piece of information; a notification; intelligence; an announcement; news; tidings; a piece of news; an account; a narration, or narrative; a story; syn. نَبَأٌ; (T, K;) that comes to one from a person of whom he asks it: (TA:) or خَبَرٌ and نَبَأٌ are not synonymous; for, accord. to Er-Rághib and others, the latter relates to a thing of great importance: and accord. to the leading authorities in lexicology and the science of conventional language, the former signifies properly, and in its common acceptation, what is related from another or others: to which authors on the Arabic language add, that it may be true or false: (MF:) or what is related from another or others, and talked of: (Msb:) pl. أَخْبَارٌ, (S, Msb, K,) and pl. pl. أَخَابِيرُ. (K.) b3: By the relaters of traditions, it is used as syn. with حَدِيثٌ [signifying A tradition; or narrative relating, or describing, a saying or an action &c. of Mohammad]: (TA:) or this latter term is applied to what comes from the Prophet; and خَبَرٌ, to what comes from another than the Prophet; or from him or another; and أَثَرٌ, to what comes from a Companion of the Prophet; but it may also be applied to a saying of the Prophet. (Kull p. 152.) b4: [In grammar, as correlative of مُبْتَدَأٌ, An enunciative: and as correlative of اِسْمٌ, the predicate of the non-attributive verb كَانَ and the like, and of كَادَ &c.] b5: Also A man's state, or case; الأَمْرُ الَّذِى هُوَ عَليْهِ. (Har p. 20.) خَبِرٌ: see خَبِيرٌ, in two places.

A2: See also خَبْرٌ. b2: خَبِرَةٌ, or أَرْضٌ خَبِرَةٌ; and مَوْضِعٌ خَبِرٌ, and خَبِرٌ alone: see خُبْرٌ.

خُبْرَةٌ: see خُبْرٌ, in two places.

A2: Also A portion, or share, (A'Obeyd, S, A, Mgh, K,) which one takes, of flesh-meat or fish. (A'Obeyd, S, K.) b2: A sheep, or goat, which is bought by a number of persons, (S, K,) for different sums, (TA,) and slaughtered, (S, K,) and of which the flesh is then divided by them among themselves, (S,) each of them receiving a share proportioned to the sum that he has paid; (TA; [see 5;]) as also ↓ خَبِيرَةٌ: (K:) and ↓ شَاةٌ خَبِيرَةٌ a sheep, or goat, divided among several persons; thought by ISd to be formed by rejection of the augmentative letter [in its verb تخبّر]. (TA.) b3: What one buys for his family; as also ↓ خُبْرٌ: (K:) accord. to some, (TA,) flesh-meat (K, TA) which one buys for his family. (TA.) b4: Food, (K, TA,) consisting of flesh-meat and other kinds. (TA.) b5: A thing brought forward or offered [for entertainment]. (Lh, K.) So in the saying, اِجْتَمَعُوا عَلَى خُبْرَتِهِ [They congregated over what he had brought forward, or offered, for their entertainment]. (Lh.) b6: A mess of crumbled, or broken, bread, moistened with broth, large, (K, TA,) and greasy. (TA.) b7: A bowl in which are bread and flesh-meat for four or five [persons]. (K.) b8: Food which the traveller carries in his journey, (K,) and provides for himself. (TA.) b9: Seasoning, condiment, or savoury food; as also ↓ خَبِيرٌ: whence the saying, أَتَانَا بِخُبْزَةٍ وَلَمْ يَأْتِنَا بِخُبْرَةٍ [He brought us a cake of bread, but he brought us not any seasoning]. (TA.) b10: Hence, by the Karaj, whose land is adjacent to 'Irák el-'Ajam, applied to A date; and by some of them pronounced خُبْلَةٌ. (TA.) خِبْرَةٌ Trial, proof, or test; (S, Msb, K;) and so ↓ خُبْرٌ, (S, K,) as in the saying, صَدَّقَ الخَبَرَ الخُبْرُ [The trial, proof, or test, verified the information]. (S.) b2: See also خُبْرٌ, in three places.

خَبْرَآءُ, (Lth, S, K,) and أَرْضٌ خَبْرَآءُ, (S,) and ↓ خَبِرَةٌ, (Lth, K, [in the CK خَبْرَة,]) or أَرْضٌ خَبِرَةٌ, (S,) A plain, or level, tract of land, that produces سِدْر [or lote-trees]: (S, K:) or a tract abounding with trees, in the lower part of a meadow, in which water remains until the hot season, and in which grow trees of the kinds called سِدْر and أَرَاك, with abundant herbage around them: (Lth:) the pl. of خَبْرَآءُ is خَبَارَى and خَبَارٍ and خَبْرَاوَاتٌ (S, K) and خِبَارٌ; (K;) and the pl. of خَبِرَةٌ is ↓ خَبِرٌ; (TA;) [or this is neither a pl. nor a quasi-pl. n.: it may be a coll. gen. n.: but it is probably only an epithet, of which خَبِرَةٌ is the fem.; for] one says also ↓ مَوْضِعٌ خَبِرٌ, (S, TA,) meaning a place abounding with سِدْر. (TA.) b2: خَبْرَآءُ also signifies A place where water collects and stagnates: (TA:) or where water collects and stagnates at the roots of trees of the kind called سِدْر: (K, TA:) or a round low tract of level ground in which water collects. (T.) b3: See also خَبَارٌ.

A2: And see خَبْرٌ.

خَبَارٌ Soft land or soil, (IAar, S, A, Mgh, K,) in which are burrows (IAar, S, A) and hollows; (IAar;) as also ↓ خَبْرَآءُ: (A:) or soft land or soil, in which beasts sink and are embarrassed: or crumbling ground, in which the feet of beasts sink. (TA.) It is said in a prov., مَنْ تَجَنَّبَ الخَبَارَ أَمِنَ العِثَارَ [He who avoids soft ground in which the feet sink will be secure from stumbling]. (A, K.) b2: Also Heaps of earth, or dust, collected at the roots of trees. (K, * TA.) b3: and Burrows of جِرْذَان [or large field-rats]: (K:) [a coll. gen. n.:] n. un. with ة. (TA.) الخَبُورُ The lion. (K.) خَبِيرٌ Knowing; having knowledge; (S, A, Msb;) as also ↓ خَبِرٌ: (AHn:) or possessing much knowledge with respect to internal things; like شَهِيدٌ with respect to external things: (L in art. شهد:) or possessing knowledge of matters of information, news, tidings, accounts, narratives, or stories; of what is termed خَبَرٌ; (K;) or of what are termed أَخْبَار; (TA;) as also ↓ خَابِرٌ and ↓ خَبِرٌ, (K,) which last is thought by ISd to be a possessive [as distinguished from a verbal] epithet, (TA,) [or it is from خَبِرَ, a form which ISd may not have known,] and ↓ خُبْرٌ, (K,) which is an intensive epithet: (TA:) also informed; possessing information. (TA.) You say, أَنَا بِهِ خَبِيرٌ I have knowledge of it. (A.) And [hence]

الخَبِيرُ is a name of God, meaning He who knoweth what hath been and what is or will be: (TA:) or He who well knoweth the internal qualities of things. (Sharh Et-Tirmidhee.) b2: Also Possessing knowledge of God, (K, TA,) by being acquainted with his names and his attributes. (TA.) b3: A lawyer; one skilled in the law, or practical religion. (TA.) b4: A head, or chief. (TA.) A2: A tiller, or cultivator, of land. (S, Mgh, Msb, K.) A3: Fur, or soft hair, syn. وَبَرٌ, (S, K,) of camels, and (tropical:) of the wild ass. (TA.) b2: Hair that has fallen: and with ة, a portion thereof. (K.) [See also خَبِيرَةٌ below.] b3: (tropical:) Plants, or herbage; (S, K, TA;) fresh herbage: (K, TA:) likened to the وَبَر of camels, because growing like the latter: and seed-produce. (TA.) It is said in a trad., نَسْتَخْلِبُ الخَبِيرَ (tropical:) We cut (S, TA) with the reaping-hook, (TA,) and eat, the plants, or herbage. (S, TA.) b4: Froth, or foam: (TA:) or the froth, or foam, of the mouths of camels. (S, K, TA.) A4: Seasoned, or made savoury. (TA.) b2: See also خُبْرَةٌ.

خُبُِورَةٌ: see 4.

خَبِيرَةٌ: see خُبَرةٌ, in two places.

A2: Also Good wool, of the first shearing. (K.) [See also خَبِيرٌ.]

A3: An invitation to the عَقِيقَة [q. v.] of a boy. (TA.) خَابِرٌ: see خَبِيرٌ. b2: Also One who tries, proves, or tests, things; having experience. (TA.) خَابُورٌ A certain plant: (K:) or a kind of tree, having a blossom beautiful and bright, yellow, and of good odour, with which gardens are adorned: MF says, I do not think it to be found in the East. (TA.) الخَيبَرَى, (K, TA,) in some copies of the K written الخَيْبَرِىُّ, (TA,) The black serpent. (K.) So in the saying, بَلَاهُ اللّٰهُ بِالخَيْبَرَى [May God afflict him, or it, with the black serpent]: app. because a ruined place becomes the resort of deadly serpents. (TA.) A2: One says also, عَلَيْهِ الدَّبَرَى وَحُمَّى خَيْبَرَى [May perdition befall him, and the fever of Kheyber: الدبرى being app. an inf. n., syn. with الدَّبَار, which is used in a similar phrase (عَلَيْهِ الدَّبَارُ) mentioned in the TA in art. دبر, and خَيْبَر being altered to خَيْبَرَى, as is indicated in the S, in order to assimilate it in form to الدبرى]: (S, TA:) the fever of Kheyber is مُتَنَاذَرَة [i. e. a fever “ against which people warn one another,” because it is generally fatal]. (TA.) [See also خَاسِرٌ.]

أَخْبَارِىٌّ A historian: a rel. n. formed from the pl., like أَنْصَارِىٌّ and أَنْمَاطِىٌّ. (TA.) مَخْبَرٌ (S) and ↓ مَخْبَرَةٌ (S, K) and ↓ مُخْبَرَةٌ (S, M) The internal state; an internal, or intrinsic, quality; the intrinsic, or real, as opposed to the apparent, state, or to the aspect, of a thing; [whether pleasing or displeasing; but when used absolutely, meaning the former;] opposite of مَرْآةٌ (S, K) and of مَنْظَرٌ [q. v.]. (S.) See also مَخْبَرَانِىٌّ.

مَخْبَرَةٌ: see خُبْرٌ: A2: and see مَخْبَرٌ.

A3: Also [A privy;] a place where excrement, or ordure, is voided. (K.) مَخْبُرَةٌ: see مَخْبَرٌ.

رَجُلٌ مَخْبَرَانِىٌّ A man of goodly internal, or intrinsic, qualities; syn. ↓ ذُو مَخْبَرٍ; like مَنْظَرَانِىٌّ as meaning ذُو مَنْظَرٍ. (TA.) مَخْبُورٌ Well seasoned; (K;) having much grease. (TA.) A2: نَاقَةٌ مَخْبُورَةٌ: see خَبْرٌ, last sentence.

مُخْتَبَرٌ (assumed tropical:) A camel having much flesh. (TA.)
خبر
خبَرَ يَخبُر، خُبْرًا وخِبْرَةً، فهو خابِر وخبير، والمفعول مَخْبور
• خبَر الحياةَ: علِمها وعرَف حقيقتَها عن تجربة "لقد خَبَرْتك وعرفت صدقَ طويّتك- {كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا} " ° مِنْ أين خَبَرْت هذا الأمر؟: أي من أين عرفت حقيقتَه؟.
• خبَرَ الرَّجُلَ: اختبره، امتحنه ليعرفَ حقيقتَه. 

خبُرَ/ خبُرَ بـ يخبُر، خُبْرًا وخِبْرَةً، فهو خبير، والمفعول مَخْبُور به
• خبُر الشَّخصُ: صار خبيرًا.
• خبُر بالأمرِ: عرفه معرفة جيِّدة "صاحب الكلام أخبر بمعناه- {وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا} ". 

خبِرَ يَخبِر، خَبَرًا، فهو خابر، والمفعول مَخْبور
• خبِر الشَّيءَ والشَّخصَ: علمه وعرفه على حقيقته. 

أخبرَ يُخبر، إخبارًا، فهو مُخبِر، والمفعول مُخبَر
• أخبره وقائع المؤتمر/ أخبره بوقائع المؤتمر/ أخبره عن وقائع المؤتمر: أعلمه وأنبأه بها "أخبر شخصًا بالتفاصيل- أخبرني عن جليّة الأمر: حقيقته". 

اختبرَ يختبر، اختبارًا، فهو مختبِر، والمفعول مختبَر
• اختبر الدَّواءَ: جرَّبه، أخضعه للاختبار، فحصه ليعرف حقيقتَه "اختبر السِّلاحَ".
• اختبر الشَّخصَ: امتحنه "اختبره في القراءة/ الكتابة/ القيادة/ المعلومات العامّة- عقد المدرس اختبارًا مفاجئًا لطلابه".
• اختبر اللهُ النَّاسَ: ابتلاهم امتحانًا لقوّة إيمانهم، وهو أعلم بها. 

استخبرَ يستخبر، استخبارًا، فهو مستخبِر، والمفعول مستخبَر
• استخبره عن الأمر: طلب منه أن يخبره حقيقتَه، سأله عنه والتمس معرفتَه "استخبره عن صحّة/ أحوال أبيه- استخبره عمّا يجري في فلسطين". 

تخابرَ يتخابر، تخابُرًا، فهو متخابِر
• تخابر مع صديقه: تبادل معه الأخبارَ "تخابر الشخصان هاتفيًّا- قُبض عليه بتهمة التخابر مع دولة أجنبيّة: بتهمة إمدادها بمعلومات عن بلده". 

تخبَّرَ يتخبَّر، تخبُّرًا، فهو متخبِّر، والمفعول متخبَّر
• تخبَّر الأمرَ: تعرَّفه على حقيقته. 

خابرَ يخابر، مُخابَرَةً، فهو مخابِر، والمفعول مخابَر
• خابر صديقَه:
1 - باحثه، بادله الأخبار "خابره في الأمر فوجد لديه كلّ تفهُّم".
2 - كالمه، اتّصل به هاتفيًّا "أرجو أن تخابرني حال نجاحك".
• خابر المالكُ الفلاَّحَ: (قن) سلّمه أرضَه لاستثمارها على نصيب معيّن كالثلث والربع وغيرهما، شاركه في زراعة أرض على نصيب معيَّن. 

خبَّرَ يخبِّر، تخبيرًا، فهو مخبِّر، والمفعول مخبَّر
• خبَّره الأمرَ/ خبَّره بالأمر/ خبَّره عن الأمر: أخبره به، أعلمه إيّاه وأبلغه به، أنبأه به "من خبَّر بنبأ فقد أنار-
 خبّره ما جرى في غيابه". 

إخبار [مفرد]:
1 - مصدر أخبرَ.
2 - (قن) قيام سلطة رسميّة أو موظّف، أو قيام من شاهد اعتداء على الأمن العام أو حياة الناس بإبلاغ المدعي العام التابع له محلّ وقوع الجريمة. 

أخباريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى أخبار: على غير قياس: مؤرِّخ "الطبري من أبرز الأخباريِّين العرب" ° صحيفة أخباريّة: تُعنى بالأخبار والأحداث. 

إخباريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى إخبار: إعلاميّ، مهتمّ بنشر الأخبار "شريط إخباريّ- قام الإخباريّون بتغطية أحداث الحفل وبثِّه على الهواء مباشرة".
• الإخباريّ من الأفعال: الذي يعبِّر عن إخبار، كالفعل قال أو روى. 

إخبارِيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى إخبار: "نشرة إخباريّة" ° رسالة إخباريّة: تقرير مطبوع يُزوَّد بأخبار ومعلومات ذات أهميّة لجماعة مُعيَّنة.
2 - مصدر صناعيّ من إخبار: خبر منقول بطريقة سرِّيَّة "وصلت إلى الشُّرطة إخباريّة بوجود مهرِّبين على الحدود".
3 - (سف) فرقة من الإماميّة، وهم فرقة من الشِّيعة قالوا بالنصِّ الجليّ على إمامة علي رضي الله عنه، وكفَّروا الصحابةَ ووقعوا فيهم وساقوا الإمامة إلى جعفر الصادق. 

اختبار [مفرد]: ج اختبارات (لغير المصدر):
1 - مصدر اختبرَ.
2 - امتحان، تجربة "اجتاز الاختبارات جميعها بنجاح باهر- جرّبه على سبيل الاختبار- الاختبار مُعلِّم أخرس" ° اختبار الطَّريق: اختبار يُجرى للمركبات لمعرفة مقدار صلاحيتها للسير على الطرق، فحص للشَّخص الذي يسعى للحصول على رُخصة قيادة لمعرفة قدرته على القيادة في الطرق- اختبار قيادة: امتحان في آداب المرور وقيادة السَّيارة- اختبار معاكس: اختبار يهدف إلى التحقق من أن نتائج اختبار أوَّلٍ صحيحةٌ- بالون اختبار: امتحان أو تجربة لجسّ نبض الرأي العام- تحت الاختبار: موضوع تحت الملاحظة؛ لمعرفة مدى صلاحيته- حَقْل اختبار: حقل للاختبارات الزراعيّة، ومجازًا: إخضاع مجتمع أو جماعات لتجربة أو تجارب يكون الغرض منها تحقيق شعارات- على سبيل الاختبار: للتجربة- ورقة اختبار: ورقة مشبَّعة بصبغة عبَّاد الشمس؛ لإجراء اختبارات كيميائيّة.
• اختبار القُدْرة: قياس قدرة العامل على أداء واجبات معيَّنة كالقدرة الميكانيكيّة، والقدرة الكتابيَّة، والقدرة الفنِّية.
• الاختبار الأحيائيّ: (كم) تحديد نوع القوّة أو النَّشاط الحيويّ لمادَّة كالعقار أو الهرمون بمقارنة نتائجه مع تلك التي أجريت على حيوان في مختبر.
• أنبوب اختبار: (كم) مخبار، أنبوب زجاجيّ أسطوانيّ مفتوح من جانب ودائريّ من الجانب الآخر ويستخدم في التَّجارب المخبريّة.
• اختبار الحساسيَّة: (طب) اختبار لبيان مدى التَّأثُّر بدواء مُعيّن أو بمرض مُعْدٍ، بوضع لزقات على الجلد، أو بإحداث خدوش جلديّة وتعريضِها لجرعاتٍ تُسَبِّبُ المرض أو العدوى.
• اختبار الذَّكاء: (نف) نوع من الاختبارات لقياس مستوى الذكاء والقدرات العقليّة، اختبار معياريّ لتحديد مُستوى الذكاء عن طريق قياس القدرة الفرديّة على تكوين المفاهيم وحلّ المشكلات واكتساب المعلومات وتأدية عمليّات ذهنيّة أخرى. 

اختباريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى اختبار: تجريبيّ، قائم على الاختبار والملاحظة "أسلوب اختباريّ".
2 - استقرائيّ، ناتج عن بحث وتتبُّع "حُكم اختباريّ". 

اختباريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى اختبار: "يقضي المعيّنون الجدد فترة اختباريّة مدّتها ستة أشهر- حفرت الشَّركة عشرين بئرًا اختباريّة تنقيبًا عن البترول".
2 - مصدر صناعيّ من اختبار: قابلية شيء للسَّبْر والامتحان "اختباريّة ذاكرة".
3 - تجريبيّة، مذهب يقول بأن المعرفة كلّها مستمدّة من التّجربة والاختبار. 

استخبار [مفرد]: ج استخبارات (لغير المصدر):
1 - مصدر استخبرَ.
2 - مُحَرَّر يتضمّن أسئلة عن شئون خاصَّة بالمسئول للإجابة عنها ° إدارة الاستخبارات/ دائرة الاستخبارات: مركز لجمع المعلومات عن العدوّ حماية لأمن الدولة والسلامة العامّة- الاستخبارات العسكريَّة: مركز لجمع المعلومات العسكريَّة.
 • جهاز الاستخبارات: مباحث، جهاز رسميّ يتولَّى أعمال التجسُّس على العدوّ والكشف عمّا يعرّض أمن الدولة الداخليّ والخارجيّ للاضطرابات "جنّدتهم أجهزة استخبارات العدوّ عملاء لها". 

استخباراتيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استخبارات: على غير قياس "زعمت مصادر استخباراتيّة أمريكيّة أن لدى العراق أسلحة دمار شامل".
2 - مصدر صناعيّ من استخبارات: معلوماتيّة؛ مجموع التقنيَّات المتعلِّقة بالمعلومات ونقلها. 

استخباريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استخبار: "تم القبض عليه بتهمة القيام بنشاطات استخباريّة لصالح بلد أجنبيّ".
2 - مصدر صناعيّ من استخبار: تجسُّسيّة.
• دوائر استخباريَّة: مراكز لجمع المعلومات من أيّ مكان لحماية أمن الدَّولة أو المؤسَّسة العسكريّة. 

خابور [مفرد]: ج خَوَابيرُ:
1 - قطعة من خشب أو مطّاط يُسَدّ بها ثقب في الحائط ليسهل دقّ المسمار وتثبيته فيه.
2 - قطعة معدنيّة مدبّبة تمكّن من قرن محورين بالطَّرف أو من فك تقارنهما "خابور ربط".
3 - (نت) شجيرة طبيَّة وتزيينيَّة ذات زهر أصفر طيِّب الرائحة وثمارها سوداء. 

خَبَر [مفرد]: ج أخابيرُ (لغير المصدر) وأخبار (لغير المصدر):
1 - مصدر خبِرَ.
2 - نبأ، ما يُعَبَّر به عن واقعة ما، ما ينقل من معلومات ويُتحدَّث بها قولاً أو كتابةً وتعبّر غالبًا عن أحداث جديدة كتلك المذكورة في الصحف والإذاعة والتليفزيون "تسرّبت الأخبار- نشر خبرًا- سأله عن أخباره- عند جُهَيْنة الخَبَر اليقين [مثل]: يُضرب في معرفة حقيقة الأمر- {سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ} " ° أخبار مَحَلِّيَّة: داخليَّة أو خاصَّة ببلدٍ ما، عكسها أخبار أو شئون عالميَّة- أصبح في خبر كان: هلَك وفَنِي- تشويه الأخبار- خبر صاعق: سيِّئ، مفاجئ وغير منتظَر- سأله عن أخباره: استفسر عن أحواله- صادق الخبر: صحيح النبأ، صَدُوق المقال- على هامش الأخبار: تعليق على الأخبار- مُرَمّات الأخبار: أكاذيبها- نشرة الأخبار: ما يقرأه المذيع في الراديو والتلفاز من أخبار محليَّة وخارجيَّة ليطّلع عليها الجمهور أو الرأي العام.
3 - حديث نبويّ ° خبر متواتر: حديث ترويه جماعة عن جماعة.
4 - عمل " {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} ".
5 - (بغ) قول يحتمل الصِّدق والكذب لذاته.
6 - (نح) لفظ مجرد عن العوامل اللفظيّة، أُسند إلى المبتدأ متمّمًا معناه ويصحّ السكوت عليه.
• خبر آحاد: حديث انفرد به راوٍ واحد وإن تعددتِ الطرق إليه. 

خُبْر [مفرد]: مصدر خبَرَ وخبُرَ/ خبُرَ بـ ° لأَخْبُرنَّ خُبْرك: لأعلمنَّ علمَك. 

خِبْرة [مفرد]: ج خِبْرات (لغير المصدر) وخِبَر (لغير المصدر):
1 - مصدر خبَرَ وخبُرَ/ خبُرَ بـ ° أهل الخِبْرة: الخُبراء ذوو الاختصاص الذين يعود لهم حقّ الاقتراح والتقدير.
2 - نتاج ما مرّ به الشَّخص من أحداث أو رآه أو عاناه، مجموع تجارب المرء وثقافته ومعرفته "له خِبْرة بالاقتصاد العالميّ- الشباب تنقصهم الخِبْرة" ° تبادُل الخِبْرات: استفادة كلِّ شخص بخِبْرة الآخر.
• شهادة الخِبْرة: مستند لإثبات الخِبْرة. 

خَبَرِيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى خبَرَ.
2 - مصدر صناعيّ من خَبَر: نبأ "وصلته خبريّة كاذبة".
• الجملة الخبريَّة: (نح، بغ) الجملة التي تحتمل الصِّدق أو الكذب. 

خَبير [مفرد]: ج خُبَراءُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خبَرَ وخبُرَ/ خبُرَ بـ: "هم خبراءُ في مجال الطاقة/ الزراعة- اختير خبيرًا بمجمع اللُّغة العربيَّة" ° خبير تربويّ: مختصّ في نظريّات التربية والتعليم- هيئة الخُبَراء: مجموعة من الخُبراء غير الرسميِّين الذين يقومون بإسداء النصح والمشورة لواضعي السياسات خاصّة في حكومة.
2 - عارف بالأمر على حقيقته، عالم بالبواطن والظواهر " {إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} ".
3 - (قن) مُخْبِر، شخص تعيِّنه محكمة وتكلِّفه بالكشف عن بعض الوقائع وإبداء ملاحظاته في تقرير تستند إليه في حكمها "فجّر تقرير الخبير مفاجأة في القضيّة" ° خبير مُحلَّف: الذي يؤدِّي اليمينَ أمام المحكمة.
 • الخبير: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: العالم بكُنْه الشّيء، المطّلع على حقيقته، الذي لا تخفى عليه خافية " {وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} ". 

مُخابرات [جمع]: مف مُخابرة: اتِّصالات لجمع الأخبار "مخابرات سرِّيّة".
• جهاز المخابرات: جهاز الاستخبارات، جهاز رسميّ يتولّى جمع الأخبار لصالح دولة معيّنة لحفظ أمنها، والكشف عمّا يعرِّض أمنها الداخليّ والخارجيّ للاضطرابات ° إدارة المخابرات/ دائرة المخابرات/ قلم المخابرات: مركز لجمع المعلومات حمايةً لأمن الدولة. 

مخابراتيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى مُخابرات: على غير قياس "تلقَّى دورة مخابراتيّة في إحدى الدول الكبرى".
2 - مصدر صناعيّ من مُخابرات: استخباراتية، معلوماتيّة. 

مُخابرة [مفرد]:
1 - مصدر خابرَ ° مخابرة تليفونيّة/ مخابرة سريّة.
2 - (قن) أن يُعطي المالكُ الفلاحَ أرضًا يزرعها على بعض ما يخرج منها كالرّبع أو الثلث. 

مِخْبار [مفرد]: ج مَخابيرُ:
1 - اسم آلة من خبَرَ.
2 - (كم) إناء أسطوانيّ مدرّج على شكل أنبوب تقاس به حجوم السوائل والمحاليل في المعامل "مخبار مدرّج". 

مَخْبَر [مفرد]: ج مَخابِرُ: اسم مكان من خبَرَ: مكان الفحص والمراقبة والتحرِّي وإجراء التجارب "يعمل هذا الشابُّ في مخبر كيميائيّ".
• مَخْبَر الشّخص: دخيلته وحقيقته، عكس مظهره أو منظره "مخبر شيطان في مظهر ملائكيّ- منظره خير من مخبره". 

مُخْبِر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أخبرَ.
2 - من يقوم بمهمّة جمع المعلومات أو الأخبار لغرض معيَّن "استعانت الشرطة بالمخبرين في القبض على اللصوص" ° مُخبر خاصّ: من يقدم خدمات لأفراد أو شركات- مُخبر صحفيّ: من يزوّد الصَّحيفةَ بالأخبار. 

مِخْبَرَة [مفرد]: ج مَخابِرُ:
1 - اسم آلة من خبَرَ.
2 - (فز) أداة تتركّب من موصل يُجعل عادة على شكل قرص صغير، له يد عازلة تُستخدم في اختبار الشُّحنات الكهربائيّة. 

مُخْتَبَر [مفرد]:
1 - اسم مفعول من اختبرَ.
2 - اسم مكان من اختبرَ.
3 - (كم) مَعْمَل، مكان مجهَّز تُجرى فيه التجاربُ العلميَّة والاختبارات والتحليلات الكيماويَّة وغيرها "مختبر الكيمياء/ الفيزياء/ اللغة/ الفضاء- مختبر نوويّ". 

مُخْتَبَرِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى مُخْتَبَر: قائم على التجربة والاختبار في المعامل والمُختبرات "أبحاث/ تحاليل مختبريّة". 
خبر
: (الخَبَرُ، مُحرَّكَةً: النَّبَأُ) ، هاكذا فِي المُحْكَم. وَفِي التَّهْذِيب: الخَبَر: مَا أَتَاكَ مِن نَبَإٍ عَمَّن تَسْتَخْبِرُ. قَالَ شَيْخُنَا: ظاهِرُه بل صَرِيحُه أَنَّهُما مُتَرادِفَان، وَقد سَبق الفَرْقُ بَيْنَهُمَا، وأَنَّ النَّبَأَ خَبَرٌ مُقَيَّدٌ بكَوْنِه عَن أَمْر عَظيم كَمَا قَيَّد بِهِ الرَّاعِب وغيرُه من أَئِمَّة الاشْتِقَاقِ والنَّظَرِ فِي أُصولِ العَرَبِيَّة. ثمَّ إِنَّ أَعلامَ اللَّغَةِ والاصْطِلاح قَالوا: الخَبَر عُرْفاً ولُغَة: مَا يُنْقَل عَن العَيْر، وزادَ فِيهِ أَهْلُ العَرَبِيَّة: واحْتَمَلَ الصِّدْقَ والكَذِبَ لِذَاتِه.
والمُحَدِّثُون استَعْمَلُوه بمَعْنَى الحَدِيث. أَو الحَدِيثُ: مَا عَنِ النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والخَبَر: مَا عَنْ غَيْرِه.
وَقَالَ جَماعَة من أَهْلِ الاصْطِلاح: الخَبَر أَعَمُّ، والأَثَرُ هُوَ الَّذِي يُعَبَّرُ بِهِ عَن غَيْر الحَدِيث كَمَا لِفُقَهاءِ خُراسَانَ. وَقد مَرَّ إِيماءٌ إِليه فِي (أَثَر) وبَسْطه فِي عُلُوم اصْطِلاح الحَدِيث.
(ج أَخْبارٌ) . و (جج) ، أَي جَمْع الجَمْع (أَخابِيرُ) .
(و) يُقَال: (رَجُلٌ خَابِرٌ وخَبِيرٌ) : عالِمٌ بالخَبَر. والخَبِيرُ: المُخْبِر.
(و) قَالَ أَبُو حَنِيفَة فِي وَصْف شَجَر: أَخْبَرني بذالِك الخَبِرُ. فجاءَ بِهِ (ككَتِف) . قَالَ ابنُ سِيده. وهاذا لَا يَكَادُ يُعْرَف إِلاَّ أَنْ يَكُونَ على النَّسَب. (و) يُقَالُ: رَجُلٌ خُبْرٌ، مثل (جُحْر) ، أَي (عَالِمٌ بِهِ) ، أَي بالخَبَر، على المُبَالَغَة، كزيد عَدْل.
(وأَخْبَره خُبُورَه) ، بالضّمّ، أَي (أَنْبَأَه مَا عِنْدَه. والخُِبْرُ والخُبْرَة، بكَسْرِهِما ويُضَمَّان، والمَخْبَرةُ) ، بفَتْح المُوَحَّدة، (والمَخْبُرَة) بضَمِّها (: العِلْمُ بالشَّيْءِ) ، تَقول: لي بِهِ خُبْرٌ وخِبْرة، (كالاخْتِبار والتَّخَبُّرِ) . وَقد اخْتَبَرَه وتَخَبَّرَه. يُقَال: مِنْ أَيْنَ خَبَرْتَ هاذا الأَمْرَ؟ أَي من أَيْن عَلِمْت. وَيُقَال صَدَّقَ الخَبَرُ الخُبْرَ. وَقَالَ بَعْضُهم: الخُبْر، بالضَّمّ: العِلْمُ بالباطِن الخَفِيِّ، لاحْتِياج العِلْم بِهِ للاخْتبار. والخِبْرَةُ: العِلْم بالظَّاهر والباطنِ، وقيلَ: بالخَفَايَا البَاطِنَةِ ويَلْزَمُها مَعْرِفَةُ الأُمورِ الظَّاهرة. (وَقد خَبُرَ) الرَّجُلُ، (كَكَرُمَ) ، خُبُوراً، فَهُوَ خَبيرٌ.
(والخِبْرُ) ، بفَتْح فَسُكُون (: المَزَادَةُ العَظِيمَة، كالخَبْرَاءِ) ، مَمْدُوداً، الأَخِير عَن كُرَاع.
(و) مِنَ المَجَازِ: الخَبْرُ: (النَّاقَةُ الغَزِيرَةُ اللَّبَنِ) ، شُبِّهَت بالمَزَادة العَظِيمة فِي غُزْرِها، وَقد خَبَرَتْ خُبُوراً عَن اللِّحْيَانِيّ، (ويُكْسرُ، فِيهِمَا) ، وأَنْكَر أَبو الهَيْثم الكَسْرَفي المَزادَة، وَقَالَ غيرُه: الفَتْحُ أَجْودُ.
(ج) ، أَي جمْعهما، (خُبُورٌ) .
(و) الخَبَرُ: (: ة بِشِيرازَ) ، بهَا قَبْرُ سَعِيدٍ أَخِي الحَسَن البَصْرِيّ. (مِنْهَا) أَبُو عَبْدِ الله (الفَضْلُ بنُ حَمَّادٍ) الخَبْرِيّ الْحَافِظ (صاحِبُ المُسْنَدِ) ، وَكَانَ يُعَدُّ من الأَدَال، ثِقَةٌ ثَبتٌ، يَرْوِي عَن سَعِيد بن أَبي مَرْيَمَ وسَعِيدِ بنِ عُفَير، وعَنْه أَبُو بَكْر بٌّ عَبدانَ الشِّيرازِيّ، وأَبو بَكْر عبد الله بن أَبي دَاوود السِّجِسْتَانيّ، وتُوفِّيَ سنة 264، (و) الخَبْرُ: (ة باليَمَن) ، نَقَلَه الصَّغانِيُّ.
(و) الخَبْرُ: (الزَّرْعُ) .
(و) الخَبْرُ: (مَنْقَعُ الماءِ فِي الجَبَل) ، وَهُوَ مَا خَبِرَ المسِيلُ فِي الرُّءُوس، فتَخُوضُ فِيهِ.
(و) الخَبْرُ: (السِّدْرُ) والأَرَاكُ وَمَا حَوْلَهُمَا من العُشْب. قَالَ الشَّاعِر:
فجادَتْكَ أَنواءُ الرَّبِيعِ وهَلَّلَتْ
عليكَ رِيَاضٌ من سَلاَمٍ ومِن خَبْرِ
(كالخَبِر، ككَتِفٍ) ، عَن اللَّيث واحِدَتُهما خَبْة وخَبِرَةٌ.
(والخَبْرَاءُ: القاعُ تُنْبِتُه) ، أَي السِّدْرَ، (كالخَبِرَة) ، بفَتْح فكَسْر، وجمْعُه خَبِرٌ. وَقَالَ اللّيث: الخَبْرَاءُ شَجْرَاءُ فِي بَطْنِ رَوْضَةٍ يَبْقَى فِيها المَاءُ إِلى القَيْظ، وفيهَا يَنْبُت الخَبْرُ وَهُوَ شَجَر السِّدْرِ والأَراكِ وحَوالَيْهَا عُشْبٌ كَثِيرٌ، وتُسَمَّى الخَبِرَة، (ج الخَباري) ، بِفَتْح الرّاءِ، (والخَبَارِي) ، بكَسْرِهَا مثل الصَّحَارَى والصَّحَارِي. (والخَبْراواتُ والخبَارُ) ، بالكَسْرِ. وَفِي التَّهْذِيب فِي (نَقْع) : النَّقَائع: خَبَارَى فِي بِلادِ تَميم.
(و) الخَبْرَاءُ: (منْقَعُ المَاءِ) . وخَصَّ بَعْضُهم بِهِ مَنْقَعَ المَاءِ (فِي أُصُولِهِ) ، أَي السِّدرِ. وَفِي التَّهْذِيب الخَبْرَاءُ: قَاعٌ مُسْتَدِيرٌ يَجْتَمِع فِيهِ المَاءُ.
(والخَبَارُ كسَحَاب: مَالاَنَ مِنَ الأَرْضِ واسْتَرْخَى) وكانَت فِيهَا جِحَرَةٌ، زادابْنُ الأَعْرَابِيّ: وتَحَفَّر. وَقَالَ غَيره: هُوَ مَا تَهوَّرَ وساخَتْ فِيهِ القَوَائِمُ. وَفِي الحَديث (فَدَفَعْنَا فِي خَبَارٍ من الأَرض) ، أَي سَهْلَةٍ لَيِّنة. وَقَالَ بعَضُهم: الخَبَارُ: أَرضٌ رِخْوَة تَتعْتَ فِيهَا الدَّوابُّ، وأَنشد:
تَتَعْتع فِي الخَبَارِ إِذَا عَلاَه
وتَعْثُرُ فِي الطَّرِيق المُسْتَقِيمِ
(و) الخَبَارُ: (الجرَاثِيمُ) ، جَمْعُ جَرْثُومٍ؛ وَهُوَ التُّرَابُ المُجْتَمِع بأُصولِ الشَّجَر. (و) الخَبَارُ: (جِحَرةُ الجُِرْذَانِ) ، واحدَتُه خَبَارةٌ. (و (مَنْ تَجَنَّبَ الخَبَارَ أَمِنَ العِثَارَ) مَثَلٌ) ذَكَرَه المَيْدَانِيّ فِي مَجْمَعِه والزَّمخْشَريّ فِي المُسْتَقْصَى والأَساس.
(وخَبِرَتْ الأَرْضُ) خَبَراً، (كفَرِح كَثُر خَبَارُهَا) . وخَبِر المَوْضِعُ، كفَرِحَ، فَهُو خَبِرٌ: كَثُرَ بِهِ الخَبْرُ، وَهُوَ السِّدْر. وأَرضٌ خَبِرَةٌ، وهاذا قَدْ أَغفَلَه المُصنَّفُ.
(وفَيْفَاءُ أَو فَيْفٌ الخَبَارِ: ع بِنَواحِي عَقيقِ المَدِينَةِ) ، كانَ عَلَيْه طَرِيقُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمحِينَ خَرَجَ يُرِيدُ قُرَيشاً قبل وَقْعَة بَدْرٍ، ثمَّ انْتَهَى مِنْهُ إِلى يَلْيَلَ.
(والمُخَابَرَةُ: المُزَارَعَةُ) ، عَمَّ بهَا اللِّحْيَانيّ. وَقَالَ غَيْره: (على النِّصْفِ ونَحْوِه) ، أَي الثُّلُث. وَقَالَ ابنُ الأَثير: المُخَابَرةُ: المُزارَعَة على نَصِيبٍ مُعَيَّن، كالثُّلُث والرُّبع وغَيْرِهما.
وَقَالَ غيرُه: هُوَ المُزَارَعة ببَعْض مَا يَخْرُج من الأَرض، (كالخِبْرِ، بالكَسْر) . وَفِي الحَدِيث (كُنَّا نُخَابِرُ وَلَا نَرى بِذالك بَأْساً حتّى أَخْبَرَ رافِعٌ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمنَهَى عَنْهَا) قيل: هُوَ من خَبِرَتِ الأَرْضُ خَبَراً: كَثُر خَبَارُهَا. وَقيل: أَصْلُ المُخَابَرة من خَيْبَر، لأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَقَرَّها فِي أَيْدِي أَهْلِهَا على النِّصف من مَحْصُولِها، فَقيل: خَابَرَهُم، أَي عامَلَهُم فِي خَيْبر.
(و) المُخَابَرَة أَيْضاً (المُؤَاكَرَةُ: والخَبِيرُ: الأَكَّارُ) ، قَالَ:
تَجُزُّ رُءُوس الأَوْسِ من كُلِّ جانِبٍ
كجَزِّ عَقَاقِيلِ الكُرُومِ خَبِيرُها
رفع خَبِيرُهَا على تَكْرِيرِ الفِعْل
أَراد جَزَّه خَبِيرُها، أَي أَكَّارُها.
(و) الخَبِيرُ: (العالِمُ بِاللَّه تَعَالَى) ، بمَعْرِفَة أَسمائِه وصِفاتِه، والمُتَمكِّن من الإِخْبار بِمَا عَلِمَه وَالَّذِي يَخْبُرُ الشَّيْءَ بعِلْمه.
(و) الخَبِير: (الوَبَرُ) يَطْلُع على الإِبل، واستعاره أَبو النّجم لحمِير وَحْشٍ فَقَالَ:
حَتَّى إِذا مَا طَارَ من خَبِيرِهَا
(و) من المَجَاز فِي حَدِيثِ طَهْفَة (نَسْتَخْلِبُ الخَبِيرُ) ، أَي نَقْطَع (النَّبَات والعُشْب) ونأْكلُه. شُبِّه بخَبِير الإِبِل وَهُوَ وَبَرُهَا، لأَنَّه يَنْبُت كَمَا يَنْبُت الوَبَر؛ واستِخْلابُه: احتشاشُه بالمِخْلَبِ وَهُوَ المِنْجلُ. (و) الخَبِيرُ: الزَّبَدُ، وَقيل: (زَبَدُ أَفْوَاهِ الإِبِلِ) . وأَنْشَدَ الهُذَلِيّ:
تَغَذَّمْنَ فِي جَانِبَيْه الخَبِي
رَ لَمَّا وَهَي مُزْنهُ واستُبِيحَا
تَغَذَّمْنَ يَعْنِي الفُحُول، أَي مَضَغْن الزَّبَدَ وعَمَيْنَه.
(و) الخَبِيرُ: (نُسَالَةُ الشَّعرِ) . قَالَ المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيّ:
فآبُوا بالرِّماح وهُنَّ عُوجٌ
بِهِنّ خَبَائِرُ الشَّعَرِ السِّقَاطِ
(و) خَبِير: (جَدُّ والدِ أَحْمَدَ بْنِ عِمْرانَ) بنِ مُوسَى بنِ خَبِير الغُوَيْدِينِيّ (المُحدِّث) النَّسَفيّ، عَن مُحَمّد بنِ عَبْدِ الرحمان الشّاميّ وغَيْرِه.
(و) الخَبِيرَةُ، (بالهاءِ) ، اسمُ (الطَّائِفَة مِنْه) ، أَي من نُسَالَةِ الشَّعر.
(و) الخَبِيرَةُ: (الشَّاةُ تُشْتَرَى بَيْن جَمَاعَةٍ) بأَثْمانِ مُخْتَلفة، (فتُذْبَحُ) ثمَّ يقْتَسِمُونها، فيُسْهِمُون، كُلُّ وَاحِد على قَدْر مَا نَقَد، (كالخُبْرة، بالضَّمِّ، وتَخَبَّروا) خُبْرةً (فَعَلُوا ذالِك) أَي استَرُوا شَاة فذَبَحُوها واقْتَسَمُوها. وشاةٌ خَبِيرَةٌ: مُقْتَسَمَةٌ. قَالَ ابنُ سِيدَه: أُرَاهُ على طَرْحِ الزَّائد.
(و) الخُبْرَة: (الصُّوفُ الجَيِّد من أَوَّل الجَزِّ) ، نَقله الصَّغَانِيّ.
(والمَخْبَرَةُ) ، بِفَتْح المُوَحّدة: (المَخْرأَةُ) ، مَوضِع الخِراءَة، نقلَه الصَّغانِيّ.
(و) المَخْبَرَةُ: (نَقِيضُ المَرْآةِ) ، وضَبطَه ابنُ سِيدَه بضَمِّ المُوَحَّدَة.
وَفِي الأَساس: وَمن المَجاز: تُخْبِرُ عَن مَجْهُولهِ مَرْآتُه.
(والخُبْرَة، بالضَّمِّ: الثَّرِيدَةُ الضَّخْمَةُ) الدَّسِمَة.
(و) الخُبْرَة: (النَّصِيبُ تَأْخذُه من لَحْمٍ أَو سَمَكٍ) ، وأَنْشَد:
باتَ الرَّبِيعِيُّ والخامِيزُ خُبْرَتُه
وطَاحَ طَيْ مِن بَنِي عَمْرِو بْنِ يَرْبُوعِ
(و) الخُبْرَة: (مَا تَشْتَرِيه لأَهْلِك) ، وخَصَّه بعضُهم باللَّحْم، (كالخُبْزِ) بِغَيْر هَاءٍ، يُقَال للرّجل مَا اخْتَبَرْتَ لأَهْلك؟ .
(و) الخُبْرَة: (الطَّعامُ) من اللَّحْم وغَيْرِه. (و) قيل: هُوَ (اللَّحْمُ) يَشْتَرِيه لأَهْلِه، (و) الخُبْرة: (مَا قُدِّمَ مِنْ شَيْءٍ) ، وحَكَى اللِّحْيَانيّ أَنَّه سمِع الْعَرَب تَقول: اجْتَمعوا على خُبْرَته، يَعْنُون ذالك، (و) قيل: الخُبْرَة: (طَعَامٌ يَحْمِلُه المُسَافِرُ فِي سُفْرَتِه) يَتَزوَّدُ بِهِ، (و) الخُبْرَة: (قَصْعَةٌ فِيهَا خُبْزٌ ولَحْمٌ بينَ أَرْبَعَةٍ أَو خَمْسَةٍ) .
(والخَابُورُ: نَبْتٌ) أَو شَجَر لَهُ زَهْرٌ زَاهِي المَنْظَرِ أَصفرُ جَيِّدُ الرائِحَةِ، تُزيَّنُ بِهِ الحَدائِقُ، قَالَ شيخُنا: مَا إِخَالُه يُوجَد بالمَشْرِق. قَالَ:
أَيَا شجَر الخَابُورِ مَالَك مُورِقاً
كَأَنَّكَ لم تَجْزَعْ عَلَى ابْنِ طَرِيفِ
(و) الخَابُورُ: (نَهرٌ بَيْنَ رَأْسِ عَيْنٍ والفُراتِ) مَشْهُور. (و) الخَابُورُ: نَهرٌ (آخرُ شَرْقِيَّ دِجْلَةَ المَوْصِلِ) ، بَينه وَبَين الرَّقَّة، عَلَيْهِ قُرًى كَثِيرةٌ وبُلَيْدَاتٌ. وَمِنْهَا عَرَابَان مِنْهَا أَخو الرّيّان سريح بن رَيّان بن سريح الخَابُورِيّ، كَتَبَ عَنهُ السَّمْعَانيّ.
(و) الخَابُورُ: (وَادٍ) بالجَزِيرة وَقيل بسِنْجَار، مِنْهُ هِشام القَرْقسائيّ الخَابُورِيّ القَصّار، عَن مَالِك، وَعَن عَبَيْد بن عَمرٍ والرَّقِّيّ. وَقَالَ الجوهريّ مَوْضِع بِنَاحِيَة الشَّام؛ وَقيل بَنواحِي دِيار بَكْرٍ، كَمَا قَالَه السّيد والسّعد فِي شَرْحَيِ الْمِفْتَاح والمُطَوَّل، كَمَا نَقَله شيخُنَا. ومُرادُه فِي شَرْحِ بَيْت التَّلْخِيص والمِفْتَاح
أَيَا شَجَرَ الخَابُورِ مَالَك مُورِقاً
المُتَقَدّم ذِكْرُه.
(وخَابُورَاءُ: ع) ويضاف إِلى عَاشُورَاءَ وَمَا مَعَه.
(وخَيْبَرُ) ، كصَيْقَل: (حِصْنٌ م) ، أَي مَعْرُوف، (قُرْبَ المَدِينَةِ) المُشَرَّفَة، على ثَمَانِيةِ بُرُدٍ مِنْهَا إِلى الشّام، سُمِّيَ باسم رَجُل من العَمَالِيقِ، نزَل بهَا، وهُو خَيْبَرُ بن قَانِيَة بن عَبِيل بن مهلان بن إِرَم بن عَبِيل، وَهُوَ أَخُو عَاد. وَقَالَ قوْم: الخَيْبَر بلسَان اليَهُودِ: الحِصْن، وَلذَا سُمِّيَت خَبائِرَ، أَيْضاً، وخَيْبَرُ مَعْرُوفٌ، غَزَاه النّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَله ذِكْرٌ فِي الصَّحِيح وَغَيره، وَهُوَ اسْمٌ للوِلاَية، وَكَانَت بِهِ سَبْعَةُ حُصُونٍ، حَوْلَها مَزارِعُ ونَخْلٌ، وصادفت قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (الله أَكْبَر، خَرِبَت خَيْبَر) . وهاذه الحُصُونُ السَّبْعَة أَسماؤُهَا: شِقّ ووَطِيح ونَطَاة وقَموص وسُلاَلِم وكَتِيبة ونَاعمِ.
(وأَحمَدُ بْنُ عَبْدِ القَاهِر) اللَّخْمِيّ الدِّمَشْقِيّ، يَرْوِي عَن مُنَبِّه بنِ سُلَيْمَان. قلت: وَهُوَ شَيْخٌ للطَّبَرَانِيّ. (ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ العَزِيز) أَبو مَنْصُور الأَصْبهانيّ، سَمِع من أَبي مُحَمّد بن فارِس، (الخَيْبَرِيَّانِ، كأَنَّهُمَا وُلِدَا بِهِ) ، وإِلاّ فلَم يخرُجْ مِنْهُ مَنْ يُشارُ إِليه بالفَضْل.
(وعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَيْبَرَ، مُحَدِّثٌ) ، وَهُوَ شَيْخٌ لأَبءَ إِسْحَاق المُسْتَمْلِي.
(والخَيْبَرَي) ، بفتحِ الرَّاءِ وأَلِفٍ مَقْصُورَة، ومِثْلُه فِي التَّكْمِلَة، وَفِي بعضِ النُّسَخ بكَسْرِها ويَاءِ النَّسْبَة: (الحَيَّةُ السَّوْدَاءُ) . يُقَال: بَلاَه اللَّهُ بالخَيْبَرَي، يَعْنُون بِهِ تِلْك، وكَأَنَّه لَمَّا خَرِبَ صَار مَأْوَى الحَيَّاتِ القَتّالة.
(وخَبَرَه خُبْراً، بالضَّمّ، وخِبْرَةً، بالكَسْر: بَلاَهُ) وجَرَّبَه، (كاخْتَبَرَه) : امْتَحَنَه.
(و) خَبَرَ (الطَّعَامَ) يَخْبُره خَبْراً: (دَسَّمَه) . وَيُقَال: اخْبُر طَعَامَك، أَي دَسِّمْه. وَمِنْه الخُبْرَةُ: الإِدام. يُقَال: أَتَانَا بخُبْزَة، وَلم يأْتِنَا بخُبْرة. وَمِنْه تَسْمِيَة الكَرج المُلاصِقِ أَرضهم بعِراق العَجَم التمرةَ خُبْرَةً، هاذا أَصْل لُغَتِهم، ومِنْهم من يَقْلِب الرَّاءَ لاماً.
(وخابَرَانُ) ، بِفَتْح المُوَحَّدة: (نَاحِيَةٌ بَيْنَ سَرَخْسَ وأَبيوَرْد) ، وَمن قُراها مِيهَنَةُ. ومِمَّن نُسِب إِلى خَابَرَانَ أَبُو الفَتْح فَضْلُ الله بنُ عَبْد الرَّحْمان بْنِ طَاهِرٍ الخَابَرانِيّ المُحَدِّث. (و) خَابَآعانُ (ع) آخَرُ.
(واستَخْبَرَه: سأَله) عَن (الخَبَر) وطلَب أَن يُخْبِرَه، (كتَخَبَّرَه) . يُقَال: تخَبَّرْتُ الخَبَرَ واستَخْبرْتُه، ومِثْله تَضَعَّفْت الرَّجلَ واستَضْعَفْته. وَفِي حَدِيث الحُدَيْبِيَة (أَنَّه بَعَث عَيْناً من خُزَاعَة يَتَخَبَّر لَهُ خَبَرَ قُرَيْشٍ) أَي يَتَعَرَّف ويَتَبَبَّع. يُقَال: تَخَبَّر الخَبَرَ واستَخْبَرَ، إِذا سَأَل عَن الأَبار ليَعْرِفَها. (وخَبَّره تَخْبِيراً: أَخْبَرَه) . يُقَال: اسْتَخْبَرْتُه فأَخْبَرَنِي وخَبَّرَنِي.
(وخَبْرِينُ، كقَزْوِينَ: بِبُسْتَ) . وَمِنْهَا أَبُو عَلَيّ الحُسَيْن بْنُ اللَّيْث ابْن فُدَيْك الخَبْرِينِيّ البُسْتِيّ، من تَارِيخ شِيرَاز.
(والمخْبُورُ: الطَّيِّب الإِدَامِ) ، عَن ابْنِ الأَعْرابِيّ، أَبي الكَثِيرُ الخُبَرَةِ، أَي الدَّسم.
(و) خَبُورٌ، (كصَبُورٍ: الأَسَدُ) .
(و) خَبِرَةُ، (كنَبِقَة: ماءٌ لِبَنِي ثَعْلَبَةَ) بْنِ سَعْدٍ فِي ح 2 ى الرَّبذَةِ، وَعِنْده قَلِيبٌ لأَشْجَعَ.
(وخَبْرَاءُ العِذْقِ: ع بالصَّمَّانِ) ، فِي أَرْضِ تَمِيمٍ لِبَنِي يَرْبُوع. (والخَبَائِرَةُ مِن وَلَد ذِي جَبَلَة بْنِ سَوادٍ، أَبُو بَطْن من الكُلاَع) ، وَهُوَ خَبَائِرُ بْنُ سَوَاد نِ عَمْرو بْنِ الكلاع ابْن شَرَحْبِيل. (مِنْهُم أَبُو عَلِيّ) يُونُس بْن ياسِر بن إِيَادٍ (الخَبَائِرِيّ) ، رؤى عَنهُ سَعِيدُ بْنُ كثير بن عُفَيْر، فِي الأَخبار. (وسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ) أَبو يَحْيَى (الخَبَائِرِيّ، تَابِعيٌّ) مِنْ ذِي الكَلاَعِ، عَن أَبَي أُمَامَةَ، وَعنهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، (وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الجَبَّارِ الخَبَائِرِيُّ) الحِمْصيّ، لَقَبُه زُرَيْق، عَن إِسْمَاعِيل ابنِ عَيّاش، وَعنهُ مُحَمَّد بنُ عَبْد الرحمان بن يُونُس السّرّاج، وأَبُو الأَحْوَص، وجَعْفَرٌ الفِرْيَابيّ، قالَه الدَّارقُطْنِيّ.
(و) قَوْلُهم: (لأَخْبُرَنَّ خَبَرَكَ) ، هاكذا هُوَ مَضْبُوطٌ عِنْدَنَا محرّكةً. وَفِي بعْض الأُصول الجَيِّدة بضَمًّ فَسُكُون، أَي (لأَعْلَمَنَّ عِلْمَك) . والخُبْرُ والخَبَرُ: العِلْم بالشَّيْءِ، (و) الحَدِيثُ الّذِي رَوَاه أَبُو الدَّرْدعًّءِ وأَخْرَجَه الطَّبَرانِيّ فِي الكَبِير، وأَبُو يَعْلَى فِي المُسْنَدَ ((وَجَدْتُ النَّاسَ اخْبُرْ تَقْلَِه) أَي وَجَدْتُهُم مَقُولاً فِيهِم هَذَا) القَوْلُ. (أَي مَا مِنْ أَحَد إِلاَّ وَهُوَ مَسْخُطُ الفِعْلِ عِنْدَ الخِبْرَة) والامْتِحَانِ، هاكَذَا فِي التَّكْمِلَة، وَفِي اللِّسَانِ والأَساسِ وتَبِعَهُم المُصَنِّفُ فِي البَصَائِرِ، يُرِيدُ أَنَّك إِذَا خَبَرْتَهُم قَلَيْتَهُم، أَي أَبْغَضْتَهم، فأَخْرَجَ الكلامَ علَى لَفْظِ الأَمْرِ، وَمَعْنَاه الخَبَر.
(وأَخْبَرْتُ اللِّقْحَةَ: وَجدْتُهَا) مَخْبُورَةً، أَي (غَزِيرَةً) ، نَقله الصَّغانِيّ كأَحْمَدْتُه: وَجَدْتُه مَحْمُوداً.
(ومُحَمَّدُ بْنُ عَليَ الخَابِرِيُّ، مُحَدِّثٌ) ، عَن أَبي يَعْلَى عَبْدِ المُؤْمن ابْنِ خَلَف النَّسَفِيّ، وَعنهُ عَبْدُ الرَّحيم ابنُ أَحمدَ البُخَارِيّ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
الخَبِير مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ: العالِمُ بِما كَانَ وبِمَا يَكُون. وَفِي شَرْح التِّرْمَذِيّ: هُوَ العَلِيم ببَواطِنِ الأَشْيَاءِ.
والخَابِرُ: المُخْتَبِرُ المُجَرِّب.
والخَبِيرُ: المُخْبِر.
ورجلٌ مَخْبَرانِيٌّ: ذُو مَخْبَرٍ، كَمَا قَالُوا: مَنْظَرَانِيّ ذُو مَنْظَرٍ.
والخَبْرَاءُ: المُجَرَّبَة بالغُزْرِ.
والخَبِيرُ: الزَّرْعُ.
والخَبِيرُ: الفَقِيه، والرَّئِيسُ.
والخَبِير: الإِدَام، والخبِيرُ: المَأْدُومُ.
وَمِنْه حَديثُ أَبي هُرَيْرَة (حينَ لَا آكُل الخَبيرَ) .
وجَمَلٌ مُخْتَبِرٌ: كَثيرُ اللَّحْمِ. وَيُقَال: عَلَيْهِ الدَّبَرَى وحُمَّى خَيْبَرى. وحُمَّى خَيْبَرَ، مُتَناذَرَةٌ، قَالَ الأَخْنَس ابْنُ شه 2 اب:
كَمَا اعْتَادَ مَحْمُوماً بخَيْبَرَ صالِبُ
والأَخْبَاريّ المُؤَرّخ، نُسِب للفْظ الأَخْبَار، كالأَنْصَاري والأَنْمَاطي وشِبْههما. واشْتَهَرَ بهَا الهَيْثَم بنُ عَديّ الطَّائيّ.
والخَبَائرَةُ: بَطْنٌ من العَرَب، ومَساكنُهُم فِي جِيزةِ مِصْر.
وَمن أَمْثَالهم (لَا هُلْكَ بوَادِي خبرٍ) بالضَّمّ.
والخَبِيرَة: الدَّعْوَةُ على عَقِيقَة الغُلام، قَالَه الحَسَنُ بنُ عَبْد الله العَسْكَرِيّ فِي كتاب (الأَسْمَاء والصِّفات) .
والخَيَابِرُ: سَبْعَةُ حُصُونٍ، تقدَّم ذِكرُهُم. وخَيْبَرِيّ بن أَفْلَت بن سِلْسِلَة ابْن غَنْم بن ثَوْب بن مَعْن، قَبيلَة فِي طَيِّىء، مِنْهُم إِياسُ بنُ مَالِك بنِ عَبْدِ الله ابْن خَيْبَرِيّ الشَّاعِر، وَله وِفَادَة، قَالَه ابنُ الكَلْبيّ. وخَيْبَرُ بنُ أُوَام بن حَجْوَر بن أَسْلم بن عَلْيَانَ: بَطْن من هَمْدَان. وخَيْبَر بنُ الوَلِيد، عَن أَبيه عَن جَدِّه عَن أَبي مُوسَى، ومُدْلِجُ بنُ سُوَيْد بن مَرْثَد ابْن خَيْبَرِيّ الطَّائِيّ، لقَبُه مُجِيرُ الجَرادِ. والخَيْبَرِيّ بنُ النُّعمان الطائِيّ: صحابيّ، وسِمَاكٌ الإِسرائِيلِيُّ الخَيْبَرِيُّ، ذَكَره الرُّشاطيّ فِي الصَّحَابَة. وإِبْراهِيمُ بنُ عبدِ الله ابْنِ عُمَر بن أَبي الخَيْبَرِيّ القَصَّار العَبْسِيّ الكُوفِيّ، عَن وَكِيع وغيرِه. وجَمِيل بن (عبد الله بن) مَعْمَر بنِ (الْحَارِث بن) خَيْبَرِيّ العُذْرِيّ الشَّاعِرُ المَشحِور.

عبد

عبد


عَبَدَ(n. ac. مَعْبَد
مَعْبَدَة
عِبَاْدَة
عُبُوْدَة
عُبُوْدِيَّة)
a. Served, worshipped, adored (God).

عَبَّدَa. Enslaved; subdued, subjugated, brought under.
b. Trod; opened up (road).
أَعْبَدَa. see II (a)b. Gave as a slave to.

تَعَبَّدَ
a. [La], Devoted, consecrated himself to ( God).
b. [Bi], Became a Muslim, embraced (Istam).
c. Made a slave of.
d. Became refractory (animal).
إِعْتَبَدَإِسْتَعْبَدَa. see V (c)
عَبْد
(pl.
عَبَدَة
أَعْبِدَة
أَعْبُد
عِبَاْد
عَبِيْد عِبْدَاْن
عُبْدَاْن
أَعْبَاْد)
a. Slave, bondsman, thrall, serf; servant.
b. Man.
c. [ coll. ] Negro.
عَبْدِيّa. Servile.
b. Human.

عَبْدِيَّةa. Slavery, bondage, servitude.
b. Piety, devotion.

عَبَدَةa. Disdain.
b. Strength.

مَعْبَد
(pl.
مَعَاْبِدُ)
a. Place of worship: sanctuary; temple.

عَاْبِد
(pl.
عَبَدَة
4t
عُبَّاْد)
a. Pious, devout, religious.
b. Worshipper.

عَاْبِدَة
(pl.
عَوَاْبِدُ)
a. Fem. of
عَاْبِد
عِبَاْد
a. [art.], Mankind.
عِبَاْدَةa. Worship, adoration.
b. Piety, devotion.
c. Obedience.

عُبُوْدَة
عُبُوْدِيَّة
27yita. see 1yit
عَبَاْدِيْ4ُ
عَبَاْبِيْدُa. Wandering bands.

N. P.
عَبڤدَa. Adored, worshiped; idol.

N. P.
عَبَّدَa. Beaten, trodden road.
b. Tractable, submissive.
c. Honoured.
d. see N. P.
إِسْتَعْبَدَ
N. Ac.
عَبَّدَa. Enthrallment, servitude, subjection.
N. P.
إِسْتَعْبَدَa. Enthralled, in bondage, bondsman.

N. Ac.
إِسْتَعْبَدَa. see N. Ac.
عَبَّدَ
عُبَيْد
a. Dim. of
عَبْد
. — also a proper name.

عَبْدَل
a. see 1 (a)
عَبْد قِنّ
a. Slave & son of slaves, one born in bondage.

دَرَاهِم عَبْديَّة
a. Certain old coins of good weight & value.
ع ب د : عَبَدْتُ اللَّهَ أَعْبُدُهُ عِبَادَةً وَهِيَ الِانْقِيَادُ وَالْخُضُوعُ وَالْفَاعِلُ عَابِدٌ وَالْجَمْعُ عُبَّادٌ وَعَبَدَةٌ مِثْلُ كَافِرٍ وَكُفَّارٍ وَكَفَرَةٍ ثُمَّ اُسْتُعْمِلَ فِيمَنْ اتَّخَذَ إلَهًا غَيْرَ اللَّهِ وَتَقَرَّبَ إلَيْهِ فَقِيلَ عَابِدُ الْوَثَنِ وَالشَّمْسِ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَعَبَّادٌ بِلَفْظِ اسْمِ الْفَاعِلِ لِلْمُبَالَغَةِ اسْمُ رَجُلٍ وَمِنْهُ.

عَبَّادَانُ عَلَى صِيغَةِ التَّثْنِيَةِ بَلَدٌ عَلَى بَحْرِ فَارِسَ بِقُرْبِ الْبَصْرَةِ شَرْقًا مِنْهَا بِمَيْلَةٍ إلَى الْجَنُوبِ.
وَقَالَ الصَّغَانِيّ: عَبَّادَانُ جَزِيرَةٌ أَحَاطَ بِهَا شُعْبَتَا دِجْلَةَ سَاكِبَتَيْنِ فِي بَحْرِ فَارِسَ وَقَيْسُ بْنُ عُبَادُ وِزَانُ غُرَابٍ مِنْ التَّابِعِينَ وَقَتَلَهُ الْحَجَّاجُ.

وَالْعَبْدُ خِلَافُ الْحُرِّ وَهُوَ عَبْدٌ بَيِّنُ الْعَبْدِيَّةِ وَالْعُبُودَةِ وَالْعُبُودِيَّةِ وَاسْتُعْمِلَ لَهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ وَالْأَشْهَرُ مِنْهَا أَعْبُدٌ وَعَبِيدٌ وَعِبَادٌ وَابْنُ أُمِّ عَبْدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَأَعْبَدْتُ زَيْدًا فُلَانًا مَلَّكْتُهُ إيَّاهُ لِيَكُونَ لَهُ عَبْدًا وَلَمْ يُشْتَقَّ مِنْ الْعَبْدِ فِعْلٌ وَاسْتَعْبَدَهُ وَعَبَّدَهُ بِالتَّثْقِيلِ اتَّخَذَهُ عَبْدًا وَهُوَ بَيِّنُ الْعُبُودِيَّةِ وَالْعَبْدِيَّةِ وَنَاقَةٌ عَبَدَةٌ مِثَالُ قَصَبَةٍ قَوِيَّةٌ وَعَبِدَ عَبَدًا مِثْلُ غَضِبَ غَضَبًا وَزْنًا وَمَعْنًى وَالِاسْمُ الْعَبَدَةُ مِثْلُ الْأَنَفَةِ وَبِأَحَدِهِمَا سُمِّيَ وَتَعَبَّدَ الرَّجُلُ تَنَسَّكَ وَتَعَبَّدْتُهُ دَعَوْتُهُ إلَى الطَّاعَةِ. 
(عبد) : العَبْدُ: النَّصْلُ القَصِيرُ العَرِيضُ.
عبد: {عبدت}: اتخذت عبيدا. {عابدون}: موحدون في التفسير. وأما في اللغة فخاضعون أذلاء.
(ع ب د) : (فِي الْحَدِيثِ) «كُنْ فِي الْفِتْنَةِ حِلْسًا» أَيْ مُلَازِمًا لِبَيْتِك «وَإِنْ دُخِلَ عَلَيْكَ فَكُنْ عَبْدَ اللَّهِ الْمَقْتُولَ» هَكَذَا صَحَّ وَعِنْدُ بِالنُّونِ تَصْحِيفٌ وَابْنُ أُمِّ عَبْدٍ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَفِي كَرَاهِيَةِ رَفْعِ الصَّوْتِ عِنْدَ الْجَنَائِزِ (قَيْسُ بْنُ عُبَادُ) بِالضَّمِّ وَالتَّخْفِيفِ وَهُوَ تَابِعِيٌّ يَرْوِي عَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَعَنْهُ الْحَسَنُ وَعُبَادَةُ تَحْرِيفٌ (عُبَيْدَةُ السَّلْمَانِيُّ) تَابِعِيٌّ بِفَتْحِ الْعَيْنِ (وَوَابِصَةُ بْنُ مَعْبَدٍ) مَفْعَلٌ مِنْ الْعَبْدِ وَمَعْدٌ تَحْرِيفٌ، (وَفِي السِّيَرِ) «أَنَّ عَبَادَى نَصْرَانِيًّا أَهْدَى إلَى رَسُولِ اللَّهِ» - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - بِوَزْنِ حَبَالَى وَقَوْلُهُ فِي الْإِحْصَارِ مَذْهَبُنَا مَرْوِيٌّ عَنْ (الْعَبَادِلَةِ الثَّلَاثَةِ) ابْنِ مَسْعُودٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - وَكَذَا قَوْلُهُ «لَا مَهْرَ أَقَلُّ مِنْ عَشَرَةٍ» يَرْوِيهِمَا هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ هَذَا رَأْيُ الْفُقَهَاءِ وَأَمَّا فِي عُرْفِ الْمُحَدِّثِينَ فَالْعَبَادِلَةُ أَرْبَعَةٌ ابْنُ عُمَرَ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ عَمْرٍو وَابْنُ الزُّبَيْرِ وَلَمْ يُذْكَرْ فِيهِمْ ابْنُ مَسْعُودٍ لِأَنَّهُ مِنْ كِبَارِ الصَّحَابَةِ وَعَنْ طَاوُسٍ فِي الْإِقْعَاءِ رَأَيْتُ الْعَبَادِلَةَ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو وَابْنَ عَبَّاسٍ وَابْنَ الزُّبَيْرِ وَهِيَ إمَّا جَمْعُ عَبْدَلٍ فِي مَعْنَى عَبْدٍ كَزَيْدَلٍ فِي زَيْدٍ أَوْ اسْمُ جَمْعٍ غَيْرُ مَبْنِيٍّ عَلَى وَاحِدِهِ (وَقَوْلُهُ) أَقْبَلُوا عَبَادِيدَ أَيْ مُتَفَرِّقِينَ و (عَبَّادَانُ) حِصْنٌ صَغِيرٌ عَلَى شَطِّ الْبَحْرِ.
عبد
يُقال: عَبْدٌ؛ وأعْبُدٌ وعَبِيْدٌ وعِبَاد وعِبِدّى وعِبْدَان وعُبْدَان ومَعْبُودَاءُ ومَعْبَدَةٌ وعُبد ومَعَابدُ. فإِذا قُلتَ للحُر: عَبْدَ الله فحينئذٍ يجْمَع على عَبدوْنَ وعِبَادٍ. وهو بَين العُبُوْدَةِ والعُبودِية.
وعَبّدَه وأعْبدَه: جَعَله عَبْداً. وأَعَبده: صَيرَه كالعَبْد. واسْتَعْبَده واعْتَبَدَه وأعْبَده: اتخَذَه عَبْداً.
وعَبَدْتً اللهَ عِبَادةً. والمُتَعَبدُ: المُتَفَرد بالعِبَادة.
وأعْبده فلاناً: مَلكَه إيّاه. وعَبدَةً: اسْمٌ. وقيل: عَبْدَةُ أيضا؛ كأنه تأنيثُ عَبْد.
والمُعَبدُ: البَعيرُ الذي فَي شَعرُه من الجَرَب، والعَبَدُ: الجَرَبُ الذي لا ينفعهُ دواء. والمُذَلَّلُ بالعَمَل أيضاً. وكذلك الطَريقُ إذا قلً حَصَاه أو وطِيءَ بالأرجُل: مُعَبدٌ. وُيسَمّى الوَتدُ: المُعَبَّدَ أيضاً. والمُعَبَّدُ: المُغْتَلِمُ من الفُحول. وتَعبدْتُه: طَرَدْتَه حتى أعْيا. وعَبدْتُ البَعيرَ: أهْمَلْتَه.
وعَبًدَ الرًجُلُ وغيرُه: ذَهَبَ شارِداً. وأسْرَعَ أيضاً. وما عَبَّدَ أنْ فَعَلَ كذا: أي ما أبْطَأ.
وعَبِد عَبَداً: جَرِبَ. وعَبِدْتُكَ: أنْكَرْتُكَ، ومنه قَوْلُ الله تعالى: " فَأنا أوَّلُ العابِدين ". وقيل أيضاً: الآنِفِيْن. وقد عَبِدَ عَبَداً: أنِف. والعَبِدُ: الحَرِيْص. وعَبِد عليه: غَضِبَ. فَأما قَوله:
مَكَان عُبَيْدَانِ المُحَلا باقِرُهْ
فقيل: عُبَيْدانُ: رَجُلٌ؛ والباقِرُ: البَقَرُ. وقيل: عُبَيْدان: سُهَيْلٌ؛ والباقِر: بَنَات نَعْشً ومَرَّ راكِباً عَبَادِيْدَ: أي مِذْرَويه.
وذهبُوا عَبَادِيْدَ وعَبَابِيد: أي مُتَفرقين، قال الخَليلُ: ولا يُوَحدُ، وحَكى الخارْزَنْجِي: عِبْدِيْدَ.
وتَعَبْددُوا: تَفَرقُوا.
والأطْرافُ البَعيدةُ تسَمى: عَبَابِيْدَ. واعْبِدَ به. أنْقُطِع. والعُبَيدَةُ: الفَحِثُ.
و" وَقَعَ في أم عُبَيْدٍ تَصَايَحُ حَياتُها ": تقال عند التشَاؤُم. وأم عُبَيْدٍ: قيل: هي الخالِيَةُ من الأرض، وقيل: أرْضٌ أخْطَأها المَطَرُ.
وفي مَثَل: " نامَ نَوْمَةَ عَبُّوْدٍ " وهو رَجُلٌ تَمَاوَتَ على أهْلِهِ وقال: انْدُبوني كيف تَفْعَلُون؛ فماتَ على تلك الحالة. والمِعْبَدَةُ: المِسْحَاة، والجَميعُ المَعَابِد. وا لعَبَدَةُ: الكِدْنَةُ. والقُوَةُ. والبَقاء.
(عبد) - في قِصَّة العَبَّاس بن مِرْدَاس، - رضي الله عنه - وشِعْرِه
أَتَجْعَل نَهْبِى ونَهْبِ العُبَيْـ
ـدِ بين عُيَيْنَةَ والأَقْرعِ
العُبَيْد: اسْمُ فَرَسِه.
- في الحديث: "ثلاثَةٌ أنا خَصْمُهم: رجل اعْتَبَد مُحَرَّرًا"
وفي رِوَاية: "أَعبَدَ مُحَرَّرًا"
: أي اتَّخذه عَبْدًا، وهو أن يُعتِقَه، ثم يكْتُمَه إيّاه، أو يَعْتَقِلَه بَعد العِتْق، فيَسْتَخْدِمَه كُرهًا. يقال: عَبَدْتُه وأَعْبَدْته: جَعلتُه عَبداً، وتَعَّبْدته واستَعْبَدْتُه: صَيَّرتُه كالعَبْد، واعْتَبَدتُه وأَعْبَدْتُه: اتَّخذتُه عَبدًا، والقِياسُ أن يكون اعْتَبَده: اتَّخذَه عَبدًا، وأَعْبَده: جَعلَه عَبدًا. وأَعبدْتُه فلانًا: مَلّكْتُه إيَّاه.
- في كلام عَلِىّ، - رضي الله عنه -: "عَبِدْتُ فصَمَتُّ"
: أي أَنِفْت .
- في حَديثِ أَبِى هُرَيرة، - رضي الله عنه - "لا يَقُل أَحدُكم لممْلُوكِه عَبْدِى وأَمَتِى" . وَجْه الجَمْعَ بينَه وبين قَولِ الله تعالى: {وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُم وإمَائِكم}
وَقولُه: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا}
أنَّ الآيةَ على نِسْبَة غَير المَوالى إليهم، والحَدِيثُ على إضافة المالكين إياهم إلى أَنفسِهم وفي ذلك مَعنَى استِكْبَارِهم عليهم
- في حديث وَرَقة: "كان يَكْتُب بالعِبْرانِية"
قال الخَطّابي: هو مَأخوذٌ من العَرْبَانِيَّة، فقدموا الباء وأَخَّرُوا الرَّاء.
قال: وأَكْثَر العِبْرانية فيما يَقُولُه أَهلُ المعرفة بها مَقْلُوب عن لسان العَرَب بِتَقدِيمِ الحُروف وتأخيرها.
وقال غَيرُه: إنه من عُبُورهم المَاءَ. وقيل: أي عَبَرُوا من السُّرْيَانِيَّة إليها.
- في الحديث : "فعَبَروا النَّهْر"
بَلَغُوا عَبْرَه، وهو شَطُّه، وكذا مَعْبَره، والمِعْبَر - بالكسر - الآلَةُ. والعُبُور: المُرُور. والعِبْرة: الاسْمُ، من الاعْتبار، وهو مَعرِفة الحَقَائِق بالدّلَالاتِ.
ع ب د: (الْعَبْدُ) ضِدُّ الْحُرِّ وَجَمْعُهُ (عَبِيدٌ) مِثْلُ كَلْبٍ وَكَلِيبٍ وَهُوَ جَمْعٌ عَزِيزٌ وَ (أَعْبُدٌ) وَ (عِبَادٌ) وَ (عُبْدَانٌ) بِالضَّمِّ كَتَمْرٍ وَتُمْرَانٍ وَ (عِبْدَانٌ) بِالْكَسْرِ كَجَحْشٍ وَجِحْشَانٍ. وَ (عِبِدَّانٌ) بِالْكَسْرِ وَتَشْدِيدِ الدَّالِ وَ (عِبِدَّى) بِالْكَسْرِ وَتَشْدِيدِ الدَّالِ مَقْصُورٌ وَمَمْدُودٌ وَ (مَعْبُودَاءُ) بِالْمَدِّ وَ (عُبُدٌ) بِضَمَّتَيْنِ مِثْلُ سَقْفٍ وَسُقُفٍ، وَمِنْهُ قَرَأَ بَعْضُهُمْ: «وَعُبُدَ الطَّاغُوتِ» بِالْإِضَافَةِ. وَقَرَأَ بَعْضُهُمْ: «وَعَبُدَ الطَّاغُوتِ» بِوَزْنِ عَضُدٍ مَعَ الْإِضَافَةِ أَيْضًا أَيْ خَدَمُ الطَّاغُوتِ. قَالَ الْأَخْفَشُ: وَلَيْسَ هَذَا بِجَمْعٍ لِأَنَّ فَعْلًا لَا يُجْمَعُ عَلَى فَعُلٍ وَإِنَّمَا هُوَ اسْمٌ بُنِيَ عَلَى فَعُلٍ مِثْلُ حَذُرٍ وَنَدُسٍ. وَتَقُولُ: عَبْدٌ بَيِّنُ (الْعُبُودَةِ) وَ (الْعُبُودِيَّةِ) . وَأَصْلُ الْعُبُودِيَّةِ الْخُضُوعُ وَالذُّلُّ. وَ (التَّعْبِيدُ) التَّذْلِيلُ يُقَالُ: طَرِيقٌ (مُعَبَّدٌ) . وَ (التَّعْبِيدُ) أَيْضًا (الِاسْتِعْبَادُ) وَهُوَ اتِّخَاذُ الشَّخْصِ عَبْدًا وَكَذَا (الِاعْتِبَادُ) . وَفِي الْحَدِيثِ: «رَجُلٌ (اعْتَبَدَ) مُحَرَّرًا» وَكَذَا (الْإِعْبَادُ) وَ (التَّعَبُّدُ) أَيْضًا. يُقَالُ: (تَعَبَّدَهُ) أَيِ اتَّخَذَهُ عَبْدًا. وَ (الْعِبَادَةُ) الطَّاعَةُ. وَ (التَّعَبُّدُ) التَّنَسُّكُ. وَ (عَبِدَ) مِنْ بَابِ طَرِبَ أَيْ غَضِبَ وَأَنِفَ وَالِاسْمُ (الْعَبَدَةُ) بِفَتْحَتَيْنِ. قَالَ الْفَرَزْدَقُ:

وَأَعْبَدُ أَنْ أَهْجُوَ كُلَيْبًا بِدَارِمٍ
قَالَ أَبُو عَمْرٍو: قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} [الزخرف: 81] مِنْ هَذَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَادْخُلِي فِي عِبَادِي} [الفجر: 29] أَيْ فِي حِزْبِي. وَ (الْعَبَادِلَةُ) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قُلْتُ: فَسَّرَ رَحِمَهُ اللَّهُ الْعَبَادِلَةَ فِي بَابِ الْأَلِفِ اللَّيِّنَةِ عِنْدَ ذِكْرِ أَقْسَامِ الْهَاءِ بِخِلَافِ مَا فَسَّرَ بِهِ هُنَا. 
[عبد] في ح الاستسقاء: هؤلاء "عبداك" بفناء حرمك، هو بالقصر والمد جمع عبد. ومنه: ما هذه "العبدي" حولك؟ أراد فقراء أهل الصفة رضي الله عنهم وكانوا يقولون "واتبعك الأرذلون" وفيه: هؤلاء قد ثارت معهم "عبدانكم"، هو جمع عبد أيضًا. ومنه: ثلاثة أنا خصمهم: رجل "اعتبد" محررًا، وروى: أعبد، أي اتخذه عبدًا بأن يعتقه ثم يكتمه إياه أو يعتقله بعد العتق فيستخدمه كرهًا أو يأخذ حرًا فيدعيه عبدًا ويتملكه، ويقال: تعبده واستعبده، صيره كالعبد. ط: "اعتبد" محررة- بتاء صفة نفس أو بضمير مجرور. نه: وفي ح عمر: مكان "عبد عبد" كان من مذهبه فيمن سي من العرب في الجاهلية وأدركه الإسلام أن يرد حرًا إلى نسبه وتكون قيمته عليه للسابي فجعل مكان كل رأس منهم رأسًا من الرقيق، وقوله:الكافر، وهو مردود. ط: كان أي داود "أعبد" البشر، أي أشكر الناس في عصره، قيل: إنه جزأ ساعات ليله ونهاره على أهله فلم يكن ساعة إلا وإنسان من إله قائم يصلي. وفيه: خرج "عبدان" إلى النبي صلى الله عليه وسلم، هو بكسر عين وضمها وسكون باء وبكسرهما مع تشديد دال جمع عبد، وروى هنا بالأولين. شم: إن لله ملائكة سياحين "عبادتها" كل دار فيها أحمد أو محمد، هو بموحدة مبتدأ خبره كل دار بحذف مضاف، أي حفظ أهلها أو إعانتهم. ش: هو بتحتية الزيارة ز: هو فيما رأيت زيارة مكان عبادة. غ: ""عباد" أمثالكم" أي تعبد الله كما تعبدونه.
[عبد] العَبْدَ: خلاف الحُرِّ، والجمع عبيد، مثل كلب وكليب - وهو جمع عزيز - وأعبد وعباد، وعبدان بالضم مثل تَمْرٍ وتُمْرانٍ، وعِبدانٌ بالكسر مثل جحشان، وعبدان مشددة الدال، وعِبِداً يمدُّ ويقصر، ومَعْبُوداءُ بالمد. وحكى الأخفش عُبدٌ مثل سقْفٍ وسقُفٍ. وأنشد: انْسُبِ العَبْدَ إلى آبائِهِ * أسوَدَ الجِلْدَةِ من قَوْمٍ عبد - قال: ومنه قرأ بعضهم:

(عبد الطاغوت) * وأضافه. قال: وبعضهم قرأ:

(وعبد الطاغوت) * وأضافه. قال: وبعضهم قرأ:

(وعبد الطاغوت) * وأضافه، والمعنى فيما يقال خدم الطاغوت. قال: وليس هذا بجمع، لان فعلا لا يجمع على فعل، وإنما هو اسم يبنى على فعل، مثل حذر وندس، فيكون المعنى خادم الطاعوت. وأما قول الشاعر أوس بن حجر: أبنى لبينى إن أمكم * أمة وإن أباكم عبد - فإن الفراء يقول: إنما ضم الباء ضروة، لان القصيدة من الكامل. وهى حذاء. تقول: عبد بين العبودة والعُبودِيَّةِ. وأصل العُبودِيَّةِ الخضوعُ والذلُّ. والتعبيدُ: التذليلُ يقال: طريقٌ مُعَبَّدٌ. والبعير المُعَبَّدُ: المهنوءُ بالقَطِران المُذَلَّلُ. والمُعَبَّدَةُ: السفينةُ المُقَيَّرَةُ. قال بشرٌ في سفينة ركبها.

قبله: أبنى لبينى لست معترفا * ليكون ألام منكم أحد - معبدة السقائف ذاتُ دُسْرٍ * مُضَبَّرَةٌ جوانِبُها رَداح - والتعبيدُ: الاستعبادُ، وهو أن يتَّخذه عَبْداً. وكذلك الاعْتِباد. وفي الحديث: " ورجلٌ اعْتَبَدَ مُحَرَّراً ". والإعْبادُ مثله. قال الشاعر : علامَ يَعْبِدُني قومي وقد كثرث * فيهم أباعر ما شاءوا وعِبْدانُ - وكذلك التَعَبُّدُ. وقال الشاعر: تَعَبَّدَني نَمْرُ بنُ سَعْدٍ وقد أرى * ونِمْرُ بنُ سَعْدٍ لي مُطيعٌ ومُهْطِعُ - والعِبادة: الطاعةُ. والتَعَبُّدُ: التَنَسُّكُ. والتعبيد، من قولهم: ما عَبَّدَ أن فعل ذاك، أي ما لبث. وحكى ابن السكيت: أُعْبِدَ بفلان، بمعنى أُبْدِعَ به، إذا كلَّتْ راحته أو عَطِبَتْ. أبو زيد: العَبَدُ بالتحريك: الغضبُ والأنَفُ. والاسم العَبَدَةْ مثل الأنَفَةِ. وقد عَبِدَ، أي أَنِفَ قال الفرزدق: أولئك أحْلاسي فَجِئْني بمثلهم * وأَعْبَدُ أن أَهْجو كلَيْباً بِدارِمِ - قال أبو عمرو: وقوله تعالى:

(فأنا أول العابدين) * من الأنَفِ والغَضَب. ويقال أيضاً: ناقةٌ ذاب عبدة، أي ذات قوة وسِمَنٍ. وما لثوبك عَبَدَةٌ، أي قوة. وعبدة بن الطبيب بالتسكين، وعلقمة بن عبدة بالتحريك. والعباديد: الفرق من الناس الذاهبون في كلِّ وجه، وكذلك العبابيدُ. يقال: صار القوم عَباديدَ وعبابيد. والنسبة عباديدى. قال سيبويه: لانه لا واحد له، وواحده على فعلول أو فعليل أو فعلال، في القياس. والعباد بالفتح : قبائل شتى من بطون العرب اجتمعوا على النصرانية بالحيرة، والنسبة إليهم عبادي. وقيل لعبادي: أي حماريك شر؟ فقال: هذا ثم هذا! وعبيدان: اسم واد كان يقال أن فيه حية قد منعته فلا يرعى ولا يؤتى. قال النابغة: ليهنأ لكم أن قد نفيتم بيوتنا * مندى عبيدان المحلا باقره - يقول: نفيتم بيوتنا إلى بعد كبعد عبيدان. والعبيد: اسم فرس العباس بن مرداس. وقال: أتجعل نهبى ونهب العبي‍ * - د بين عيينة والاقرع - وعبيد في قول الاعشى: لم تعطف على حوار ولم يق‍ * - طع عبيد عروقها من خمال - اسم بيطار: وقوله تعالى:

(فادْخلي في عِبادي) *، أي في حزبى. والعبدى: منسوب إلى عبد القيس، وربما قالوا عبقسى. وقال الشاعر : وهم صلبوا العبدى في جذع نخلة * فلاعطست شيبان إلا بأجدعا - والعبدى: منسوب إلى بطن من بنى عدى ابن جناب من قضاعة، يقال لهم بنو العبيد، كما قالوا في النسبة إلى بنى الهذيل هذلي. وهم الذين عناهم الاعشى بقوله:

ولست من الكرام بنى العبيد * والعبدان في بنى قشير: عبد الله بن قشير، وهو الاعور وهو ابن لبينى، وعبد الله بن سلمة ابن قشير، وهو سلمة الخير.

سويد بن أبى كاهل.

صدره:

بنو الشهر الحرام فلست منهم: والعبيدتان: عبيدة بن معاوية بن قشير، وهو الاعور، وعبيدة بن عمرو بن معاوية. والعبادلة، عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو بن العاصى.
عبد
عبَدَ يَعبُد، عِبادةً وعُبُوديَّةً، فهو عابِد، والمفعول مَعْبود
• عبَد اللهَ: وحَّدَه وأطاعَه، وانقادَ وخضَع وذلَّ له، والتزمَ شرائعَ دينه، وأدَّى فرائِضَه "الله هو المعبود بحقٍّ- الصّلاة عبادةٌ روحيَّة- وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللهَ فَإِنَّ اللهَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ: من قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه- {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ". 

استعبدَ يستعبد، استعبادًا، فهو مُستعبِد، والمفعول مُستعبَد
• استعبد فلانًا: اتَّخذه عبدًا، أي رقيقًا مملوكًا أو عامله معاملة العَبْد "استعبده الطَّمعُ- شعبٌ مُسْتَعْبَدٌ- مَتَى اسْتَعْبَدتُّمُ النَّاسَ وَقَدْ وَلَدتْهُمْ أَمَّهَاتُهُمْ أَحْرَارًا: من قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه". 

تعبَّدَ يتعبَّد، تَعبُّدًا، فهو مُتعبِّد، والمفعول مُتعبَّد
• تعبَّد الشَّخصُ: تفرَّغ للعبادة.
• تعبَّد فلانًا: استعبده؛ اتّخذه عبدًا، أي رقيقًا مملوكًا، أو عامله معاملة العبد "يعامل خادمَه بقسوة كأنّما يتعبَّده". 

عبَّدَ يُعبِّد، تعبيدًا، فهو مُعبِّد، والمفعول مُعبَّد
• عبَّد الطَّريقَ ونحوَه: ذلَّلَه ومهَّده "شوارعُ معبَّدةٌ".
• عبَّد فُلانًا: استعبده؛ اتّخذه عبدًا؛ أي عبدًا مملوكًا، أو عامله معاملة العبد، ذلَّله حتَّى عمِل عمَل العبيد " {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} ".
• عبَّد الاسمَ: جعله يبدأ بكلمة عبْد "أفضِّل من الأسماء ما عُبِّد". 

استعباديَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استعباد.
2 - مصدر صناعيّ من استعباد: سياسة ينتهجها بعض الحكّام في التَّعامل مع أفراد شعوبهم، وتستعملها كذلك الدُّول
 الكبرى تجاه بعض الدُّول النامية "تميَّز الحكم الرّوماني باستعباديَّته".
• النَّزعة الاستعباديَّة: النزعة التي لدى الجنس الأبيض في إخضاع الجنس الأسود لسيطرتهم التامّة واسترقاقهم "سادت النزعة الاستعباديّة للسود في القرن الثامن عشر". 

عابد1 [مفرد]: ج عابدون وعُبَّاد وعَبَدة: اسم فاعل من عبَدَ. 

عابد2 [مفرد]: آنف، جاحد " {قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} ". 

عِبادة [مفرد]: ج عبادات (لغير المصدر):
1 - مصدر عبَدَ.
2 - ما يؤدِّيه المكلَّف تقرُّبًا لله تعالى كالصَّلاة وغيرها "اهتمَّ بتعليم ابنه كلَّ العبادات المفروضة عليه". 

عَبَّاد [مفرد]: صيغة مبالغة من عبَدَ.
• عبَّاد الشَّمس: دوَّار الشمس، نبات عشبيّ من فصيلة المركَّبات الأنبوبيَّة الزَّهر، أزهاره صفراء كبيرة الأقراص مستديرتها تميل مع الشَّمس، يُستخرج من بذورها زيت يُستخدم في الطَّعام "كثُرت الزُّيوت المُستخلَصة من عبَّاد الشَّمس".
• ورقة عبَّاد الشَّمس: (كم) ورقة مُشبَّعة بمسحوق عبَّاد الشَّمس تُستخدم كدليل على الحامضيَّة أو القاعديَّة، فتكون حمراء اللَّون في المحلول المائيّ الحامضيّ، زرقاء اللَّون في المحلول المائيّ القاعديّ. 

عَبْد1 [مفرد]: ج عِباد وعُبَّاد وعَبَدة:
1 - إنسانٌ، حرًّا كان أو رقيقًا "أنا عبدٌ لله- {فَبَشِّرْ عِبَادِ} " ° عَبَدة الطّاغوت: المشركين- عَبَدة الشَّيطان- عِباد الرحمن/ عِباد الله: مخلوقاته الذين يعبدونه.
2 - مخلوق، مُطيع، خاضع. 

عَبْد2 [مفرد]: ج عَبيد: رقيق، مملوك غير حُرّ، إنسان يُباع ويُشترى "ليس بيننا سادةٌ ولا عَبيد- *العبدُ يُقْرع بالعصا والحُرّ تكفيه الإشارة*- {الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنْثَى بِالأُنْثَى} " ° عبيد العَصا: أذلَّة، يخافون مَنْ يؤذيهم.
• عَبْدُ المالِ: الذي خضَع لسيطرته لشدَّة حُبِّه له.
• فُستق العبيد: (نت) الفول السودانيّ، نبات من الفصيلة القرنيَّة، يزرع لبذوره الدُّهنيّة التي تؤكل محمَّصة، وتُعصَر ليستخلص منها زيت نباتيّ صالح للطعام. 

عُبوديَّة [مفرد]:
1 - مصدر عبَدَ.
2 - استرقاق، خلاف الحرِّيَّة والاستقلال، وقوع الشَّخص تحت قهر داخليّ أو خارجيّ "انتهى زمنُ العُبوديَّة: ولَّى وزال- لا للعُبوديَّة". 

مَعْبَد [مفرد]: ج مَعابِدُ: مكان العبادة "معبدٌ أثريّ- يوجد كثير من المعابد في مدينة الأقصر". 
(ع ب د)

العَبْد: الْإِنْسَان حُرّا كَانَ أَو رَقيقا يُذْهَبُ بذلك إِلَى أَنه مَرْبوبٌ لِباريه جَلَّ وعزّ.

والعَبْد: المَمْلوكُ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ فِي الأَصْل صِفُةٌ. قَالُوا: رجل عَبْدُ، وَلكنه استُعْمِل اسْتِعْمَال الْأَسْمَاء، وَالْجمع أعْبُدٌ وعَبِيدٌ وعِبادٌ وعُبُدٌ وعِبْدان وعُبْدان وعِبِدَّانٌ وأعابِدُ جمع أعْبُدٍ. قَالَ أَبُو دَاوُد الإياديّ يصف نَارا:

لَهَقٌ كنار الرأسِ بَال ... عَلْياء تُذكيها الأعابدْ

والعِبِدَّي والعِبِدَّاءُ والمَعْبُوداء والَمْعبَدةُ أسماءُ الجمعِ، وَجعل بَعضهم العِبادَ لله، وغيرَه من الْجمع لله وللمخلوقين. وخَصَّ بعضُهُم بالعِبِدَّي: العبيدَ الَّذين وُلدُوا فِي المِلْكِ.

وَالْأُنْثَى عَبدة.

والعَبْدَلُ: العبدُ، لامُه زائدةٌ.

والتَّعْبِدَة: الُمعْرِق فِي المِلْكِ.

وَالِاسْم من كل ذَلِك: العُبُودَة والعُبُوديَّة، وَلَا فعْلَ لَهُ عِنْد أبي عبيد. وَحكى اللِّحياني: عَبُدَ عُبُودَةً وعُبُودِيَّة.

وأعْبَدَهُ عَبْدًا: مَلَّكَهُ إيَّاه.

وتَعَبَّد الرَّجُلَ وعَبَّده وأعْبده: صَيَّرَه كَالْعَبْدِ، قَالَ:

حَتَّى مَ يُعْبِدُنِي قَوْمي وَقد كَثُرَتْ ... فِيهم أباعِرُ مَا شاءُوا وعِبْدان

وعَبَّدَه واعتبده واستعبده: اتَّخذهُ عبدا، عَن اللِّحيانيّ. قَالَ رؤبة الراجز:

يرْضَوْنَ بالتَّعْبيد والتَّأمِّي أَرَادَ: والتامِيَة. وَفِي التَّنْزِيل: (وتلكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَليَّ أنْ عَبَّدْتَ بني إسْرائيلَ) ، وَمَوْضِع " أنْ " رَفْعٌ. كَأَنَّهُ قَالَ: وَتلك نَعمةٌ تَمُنُّها عَليَّ تعَبُّدُك. وَيجوز أَن يكون فِي مَوضِع نصب، وَيكون الْمَعْنى: إِنَّمَا صَارَت نعْمَة على لِأَن عَبَّدْتَ بني اسرائيل، أَي لَو لم تفعل مَا فَعَلْتَ لكَفَلَنِي أهْلي وَلم يُلْقوني فِي الَيمّ.

وعَبُدَ الرجُلُ عُبُودة ًو عُبُودِيَّةً وعُبِّدَ: مُلِكَ هُوَ وآباؤه من قَبُلُ.

والعبِادُ: قومٌ من قبائل شَتَّى من الْعَرَب اجْتَمعُوا على النصرانيَّة، فأنِفُوا أَن يَتَسمَّوْا بالعَبيد وَقَالُوا: نَحن العِبادُ. والنَّسبَ إِلَيْهِ: عِبادِيّ كأنصَارِيّ.

وعَبَد اللهَ يعْبُدُه عِبادَةً ومَعْبَدًا ومَعْبَدةً تَألَّه لَهُ.

ورجلٌ عابِدٌ من قوم عَبَدَةٍ وعُبُدٍ وعُبَّدٍ وعُبَّاد.

وتُقْرأ هَذِه الْآيَة على سَبْعَة أوجُهٍ: (وعَبَد الطاغُوتَ) مَعْنَاهُ: أَنه عَبَدَ الطَّاغوتَ من دون الله. وعُبِدَ الطاغوتُ. وعَبُدَ الطاغوتُ، مَعْنَاهُ، صَار الطاغوتُ يُعْبَدُ، كَمَا تَقول: ظَرُفَ الرَّجُلُ. وعُبَّدَ الطاغُوِت مَعْنَاهُ: عُبَّادُ الطاغوتِ. وعبَدَ الطاغُوتِ، أَرَادَ عَبَدَة الطاغوتِ. قَالَ أَبُو الْحسن: عَبَدَ الطاغوت، اسمٌ لجمع عَابِد كخادم وخَدَم. وعُبُد الطاغوت جماعةُ عَابِد. وَقَالَ الزّجاج: هُوَ جمع عبيد كــرغيف ورُغفُ. وعَبْدَ الطاغوتِ - بِإِسْكَان الْبَاء وَفتح الدَّال - يكون على وَجْهَيْن: أَحدهمَا أَن يكون مخفَّفا من عَبُدٍ كَمَا يُقَال فِي عَضُدٍ وَجَائِز أَن يكون عَبْدٌ اسْمَ الْوَاحِد يدُلُّ على الْجِنْس. وَيجوز فِي عبْد النصبُ والرفعُ.

والُمتَعَبِّدُ: المتفرّد بِالْعبَادَة.

والُمَعَبِّدُ: الُمكَرَّمُ المَعَظَّم كَأَنَّهُ يُعْبَد. قَالَ:

تقولُ أَلا تُمْسِكْ عَلَيْك فإنني ... أرَى المَال عِنْد الباخلين مُعْبَد

" عَلِىُّ ": سكَّنَ آخِر تُمْسِك لِأَنَّهُ تَوَهَّمَ " سِكُعَ " من تُمْسِكُ عليكَ بِنَاء فِيهِ ضَمةٌ بعدَ كسرَةٍ وَذَلِكَ مُستثقَلٌ، فسكَّنَ كَقَوْل جرير:

سِيُروا بني الَعمّ فالأهْوَازُ مْنزِلُكمْ ... ونهْرُ تِيرَي وَلَا تعْرِفْكُم الَعرَبُ

وبعير مُعَبَّدُ: مُكَرَّم. والعَبَدُ: الجَرَبُ، وَقيل: الَجَربُ الَّذِي لَا ينْفَعُه دواءٌ وَقد عَبِدَ عَبَدًا، وبعير مُعَبَّدُ: أَصَابَهُ ذَلِك الجرب، عَن كُرَاع.

وبَعِيرٌ معَبَّدٌ: مَهْنُوءٌ، قَالَ طرفَة:

إِلَى أَن تَحامَتْنِي العَشيرةُ كُلُّها ... وأُفْرِدتُ أفْرَادَ الْبَعِير المعَبَّدِ

وبعير مُعَبَّدٌ: مُذَلَّل.

وَطَرِيق معبَّد: مسلوك مذلّل، وَقيل هُوَ الَّذِي تَكْثُرُ فِيهِ المُخْتِلفةُ، وَقَول بِشْر:

ترى الطَّرَقَ الُمعَبَّد مِن يَدَيها ... لكِذَّان الإكامِ بِهِ انْتِضالُ

الطَّرَقُ: اللِّين فِي الْيَدَيْنِ، وعَنى بالمعبَّد: الطَّرَق الَّذِي لَا يُبْسَ يَحْدُثُ عَنهُ وَلَا جُسُوء فَكَأَنَّهُ طَرِيق معبَّد قد سُهَّلَ وذُلِّل.

وعَبِدّ عَلَيْهِ عَبَدًا وعَبَدَة فَهُوَ عابِدٌ وعَبِد: غضب. وعدَّاه الفرزدق بِغَيْر حرف فَقَالَ:

علامَ يَعْبَدِني قومِي وَقد كثرت ... فيهم أباعِرُ مَا شَاءُوا وعُبْدَانُ

أنْشدهُ يَعْقُوب، وَقد تقدّمت رِوَايَة من روى: يُعْبِدُني.

وَقيل: عَبِدَ عَبَدًا فهُو عَبِدٌ وعابِدٌ: غضب وأنِفَ، وَالِاسْم العَبَدَةُ. وَفِي التَّنْزِيل: (فَأَنا أوَّلُ العابِدِينَ) وتُقْرأ " العَبِدينَ ".

وتَعَبَّد كَعَبِدَ، قَالَ جرير:

يَرَى الُمتَعَبِّدون عَلىَّ دُوني ... حِياضَ الَموتِ واللُّجَجَ الغِمارَا

وأعْبَدُوا بِهِ: اجْتَمعُوا عَلَيْهِ يضربونه.

وأُعْبِدَ بِهِ: مَاتَت رَاحِلَته أَو اعتَلَّتْ فانقُطِعَ بِهِ.

وعبَّدَ الرَّجُلُ: أسرعَ.

وَمَا عَبِدَك عني: أَي مَا حَبَسَك. حَكَاهُ ابْن الأعرابيّ.

وعَبِد بِهِ: لزمَه فَلم يُفَارِقهُ، عَنهُ أَيْضا. والعَبَدَةُ: البَقاء، يُقَال: لَيْسَ لثوبك عَبَدَة: أَي بَقَاء، عَن اللِّحياني.

والعَبَدَة: صَلاءَة الطيِّب.

والعَبَدَة: النَّاقة الشَّدِيدَة، قَالَ مَعْنُ بنُ أوْسٍ:

تَرَى عَبَداِتِهنَّ يَعُدْنَ حُدْبا ... تَناوَلُها الفَلاةُ إِلَى الفَلاةِ

وناقة ذَات عَبَدَةٍ: أَي ذاتُ قوٍة.

قَالَ أَبُو دُوَادٍ الاياديّ:

ذَات أسْرَارٍ لَهَا عَبَدَةْ

والِمْعبَدُ: المِسْحاةُ.

وتفرَّق القومُ عَباديِدَ وعَبابيدَ.

والعباديدُ والعبابيدُ: الخيلُ المتفرّقةُ فِي ذهابها ومجيئها، وَلَا وَاحِد لذَلِك كُله. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: إِذا نسبتَ إِلَى عَباديد قلت عَباديدِيّ. " عليّ ": ذَهب إِلَى انه لَو كَانَ لَهُ واحدٌ لَرُدَّ فِي النَّسب إِلَيْهِ.

والعَباديدُ: الآكامُ.

العَبابيد: الأطْرافُ الْبَعِيدَة. قَالَ الشَّماخ:

والقومُ آتُوكَ بَهْزٌ دون إخْوَتِهِم ... كالسَّيْلِ يركَبُ أطْرافَ العَبابِيد

بَهْزٌ: حَيّ من سُلَيْم.

وَمَا عَبَّدَ أَن فعل ذَلِك: أَي مَا لَبِثَ.

والعَبْدُ: وادٍ معروفٌ فِي جبال طَيِّء.

وعَبُّودٌ: اسمُ رجُلٍ ضُرِب بِهِ المثلُ فَقيل: " نامَ نومَة عَبُّود " وَكَانَ رجلا تَماوَت على أَهله وَقَالَ: انْدُبِيني لأعَلْم كَيفَ تنْدبيني. فنَدَبَتْه فَمَاتَ على تِلْكَ الْحَال.

وأعْبُدٌ ومَعْبَدٌ وعَبِيدَة وعَبْد وعُبادةُ وعَبَّادٌ وعَبْدِيدٌ وعِبْدَانُ وعَبْدَة وعَبَدَة: أسماءٌ. وَمِنْه علقمةُ بنُ عبَدة، فإمَّا أَن يكون من العَبَدَة الَّتِي هِيَ الْبَقَاء وَإِمَّا أَن يكون سُمّيَ بالعَبَدَة الَّتِي هِيَ صَلاءَةُ الطِّيب. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: النّسَب إِلَى عبد القَيْس عبْديّ، وَهُوَ من الْقسم الَّذِي أُضيف فِيهِ إِلَى الأوّل، لأَنهم لَو قَالُوا: قَيْسيّ لالْتبَسَ بالمضاف إِلَى قَيْسِ عيْلانَ ونحوِه والعَبِيدتَان: عَبِيدةُ بنُ مُعاوية وعَبِيدَةُ ابنُ عَمْرو.

وَبَنُو عَبِيدَة: حَيّ، النّسَب إِلَيْهِ عُبَدِيّ، وَهُوَ من نَادِر مَعْدُوِل النّسَب.

وعابِدٌ: مَوضِع.

وعَبُّودٌ: مَوضِع أَو جبل.

وعُبَيدان: مَوضِع.

وعُبَيدان: ماءٌ مُنقطعٌ بِأَرْض الْيمن لَا بقْرَبُه أنيسٌ وَلَا وَحْش، قَالَ الحُطَيئة:

فَهَل كنتُ إِلَّا نَائِيا إِذْ دَعَوْتَنِي ... مُنادَي عُبَيْدانَ الُمَحَّلأ باقِرُهْ

وَقيل: عُبَيْدان فِي البيتِ: رجل كَانَ رَاعيا لرجلٍ من عادٍ ثمَّ أحَدِ بني سُوٍد، وَله خبر طَوِيل.

عبد

1 عَبَدَ اللّٰهَ, aor. ـُ inf. n. عِبَادَةٌ (IKtt, L, Msb, &c.) and عُبُودَةٌ and عُبُودِيَّةٌ (IKtt) and مَعْبَدٌ and مَعْبَدَةٌ, (L,) He served, worshipped, or adored, God; rendered to Him religious service, worship, or adoration: (L:) or he obeyed God: (IKtt:) or he obeyed God with humility or submissiveness; rendered to Him humble, or submissive, obedience: (IAth, L, Msb:) [or, inf. n. عِبَادَةٌ, he did what God approved: and, inf. n. عُبُودَةٌ, he approved what God did: (see the former of these ns. below:)] the verb is used in these senses only when the object is God, or a false god, or the Devil. (TA.) A2: عَبَدْتُ بِهِ أُوذِيهِ I was excited against him to annoy, molest, harm, or hurt, him. (O, K.) b2: And مَا عَبَدَكَ عَنِّى What has withheld thee from me? (IAar, L.) A3: عَبُدَ, aor. ـُ inf. n. عُبُودَةٌ and عُبُودِيَّةٌ, accord. to Lh and IKtt, but A'Obeyd held that there is no verb to these two ns., He was, or became, a slave, or in a state of slavery: or he was, or became, in a state of slavery, his fathers having been so before him; as also ↓ عُبِّدَ. (L.) b2: Lth read [in the Kur v. 65] وَعَبُدَ الطَّاغُوتُ; explaining the meaning to be, Et-Tághoot having become an object of worship; and saying that عَبُدَ, here, is a verb similar to ظَرُفَ and فَقُهَ: but Az says that in this he has committed a mistake. (L.) A4: عَبِدَ, aor. ـَ inf. n. عَبَدٌ (and عَبَدَةٌ, or this is a simple subst., L), He was, or became, angry; (Fr, S, O, * L, Msb, K;) [and so ↓ تعبّد, in the Deewán of Jereer, accord. to Freytag;] like أَبِدَ and أَمِدَ and أَحِنَ: (Fr:) and he was long angry. (L.) You say, عَبِدَ عَلَيْهِ He was angry with him. (Fr.) And ElFarezdak makes it trans. without a prep., saying يَعْبَدُنِى. (L.) b2: He disdained, or scorned. (Az, S, O, L.) El-Farezdak says, وَأَعْبَدُ أَنْ أَهْجُو كُلَيْبًا بِدَارِمِ [And I disdain to satirize Kuleyb with Dárim: the former being unworthy to be coupled with the latter even as an object of satire]. (S, O, L.) [See also عَبِدٌ.] b3: He denied, disacknowledged, or disallowed. (O, K.) [See, again, عَبِدٌ.] b4: He repented, and blamed himself, (O, K, TA,) for having been remiss, or having fallen short of doing what he ought to have done. (TA.) b5: He mourned, grieved, or was sorrowful. (L.) b6: He was covetous; or inordinately, or culpably, desirous. (O, K.) And عَبِدَ بِهِ He clave, or kept, to it, or him, inseparably. (L.) b7: And, (O, L, K,) said of a camel, (L,) He was, or became, affected with mange, or scab: (L:) or with incurable mange or scab: (O, L:) or with severe mange or scab. (K.) 2 عبّدهُ, (S, * A, O, ast; Msb, K, *) inf. n. تَعْبِيدٌ; (S, O, K;) and ↓ اعبدهُ, (S, A, O, K,) inf. n. إِعْبَادٌ; (S;) and ↓ تعبّدهُ, and ↓ اعتبدهُ, (S, O, K,) and ↓ استعبدهُ; (S, * O, * Msb, K; *) He made him, or took him as, a slave; he enslaved him: (S, A, O, Msb, K:) or عبّدهُ and ↓ اعبدهُ (TA) and ↓ تعبّدهُ and ↓ اعتبدهُ (A) he made him to be as a slave to him. (A, TA.) See also 1, former half. You say [also] الطَّمَعُ ↓ استعبدهُ Covetousness made him a slave. (A.) And فُلَانًا ↓ أَعْبَدَنِى He made me to posses such a one as a slave: (A, O, Msb, K:) so accord. to Lth: but Az says that the meaning of أَعْبَدْتُ فُلَانًا as commonly known to the lexicologists is اِسْتَعْبَدْتُهُ: he adds, however, that he does not deny the meaning assigned by Lth if it can be verified. (L.) مُحَرَّرًا ↓ اِعْتَبَدَ, occurring in a trad., or as some relate it, ↓ أَعْبَدَ, means He took an emancipated man as a slave: i. e. he emancipated a slave, and then concealed the act from him, or confined him, and made him to serve him by force; or he took a freeman, and pretended that he was a slave, and took possession of him by force. (L.) b2: عبّدهُ also signifies He brought him under, (namely, a man,) subdued him, or rendered him submissive, so that he did the work of slaves. (Az, TA.) عبّد, inf. n. as above, is syn. with ذَلَّلَ. (S, O.) [And hence it has also the following significations, among others indicated by explanations of its pass. part. n. below. b3: He rendered a camel submissive, or tractable. b4: And He beat, or trod, a road, or path, so as to make it even, or easy to walk or ride upon.]

A2: عبّد [as intrans.], inf. n. as above, He departed, taking fright, and running away, or going away at random: (O, K:) or he hastened, or went quickly. (TA.) And عبّد يَعْدُو He hastened time after time, running. (TA.) b2: مَا عَبَّدَ أَنْ فَعَلَ ذَاكَ, (inf. n. as above, S,) He delayed not, or was not slow, to do, or in doing, that. (S, O, K. *) 4 اعبد as trans.: see 2, former half, in four places.

A2: اعبدوا They collected themselves together; assembled together. (K.) b2: اعبد القَوْمُ بِالرَّجُلِ The people, or party, beat the man: (O, K:) or collected themselves together and beat him. (TA.) A3: أُعْبِدَ بِهِ His riding-camel became fatigued: (S, O, K:) or perished; or flagged, or became powerless; or stopped with him: (S, O:) or died, or became ill, or went away, so that he was obliged to stop: (L:) i. q. أُبْدِعَ بِهِ [q. v.], (S, O, L, K,) from which it is formed by transposition. (TA.) 5 تعبّد He became, or made himself, a servant of God; devoted himself to religious services or exercises; applied himself to acts of devotion. (S, A, O, L, Msb, K.) And تعبّد بِالْإِسْلَامِ He became, or made himself, a servant of God by [following the religion of] El-Islám; [i. e. he followed El-Islám as his religion;] syn. ذَانَ بِهِ. (Msb in art. دين.) A2: Also, He (a camel) became refractory, and difficult to manage, (K,) like a wild animal. (L.) b2: See also عَبِدَ, first sentence.

A3: تعبّدهُ: see 2, first sentence, in two places. b2: Also He called him, or invited him, to obedience. (Msb.) A4: تعبّد البَعِيرَ He drove away the camel until he became fatigued (O, K, TA) and was obliged to stop. (TA.) 8 إِعْتَبَدَ see 2, former half, in three places.10 إِسْتَعْبَدَ see 2, in two places. R. Q. 2 تَعَبْدَدُوا They (a people) went away in parties in every direction. (TA.) [See عَبَادِيدُ.]

عَبْدٌ, originally an epithet, but used as a subst., (Sb, TA,) A male slave; (S, A, O, L, Msb, K;) i. q. مَمْلُوكٌ; (L, K;) [but عَبْدٌ is now generally applied to a male black slave; and مَمْلُوكٌ, to a male white slave; and this distinction has long obtained;] contr. of حُرٌّ; (S, A, O, L, Msb;) as also ↓ عَبْدَلٌ, (L, K,) in which the ل is augmentative: (L:) and a servant, or worshipper, of God, and of a false god, or of the Devil: (Lth, L, &c.:) [you say عَبْدُ اللّٰهِ and عَبْدُ الشَّمْسِ &c.: see also عَابِدٌ, which signifies the same; and see the remarks in this paragraph on the pls. عَبِيدٌ and عِبَادٌ and عَبَدَةٌ &c.:] and a man, or human being; (M, A, L, K;) as being a bondman (مَرْبُوبٌ) to his Creator; (L;) applied to a male and to a female; (Ibn-Hazm, TA;) whether free or a slave: (K:) pl. أَعْبُدٌ (S, O, Msb, K) and أَعْبِدَةٌ and أَعْبَادٌ, (IKtt, TA,) [all pls. of pauc.,] of which the first is the most commonly known, (Msb,) and ↓ عَبِيدٌ and عِبَادٌ, (S, O, Msb, K,) which two and the first are the most commonly known of all the many pls. of عَبْدٌ, (Msb,) عَبِيدٌ being like كَلِيبٌ as pl. of كَلْبٌ, a rare form of pl.; (S, O;) or, accord. to some, it is a quasipl. n.; accord. to Ibn-Málik, فَعِيلٌ occurs as a pl. measure, but sometimes they use it in the manner of a pl. and make it fem., as in the instance of عَبِيدٌ, and sometimes they use it in the manner of quasi-pl. ns. and make it masc., as in the instances of حَجِيجٌ and كَلِيبٌ; (MF;) [accord. to the general and more approved opinion, it is a quasi-pl. n., and therefore fem. and masc., but most commonly fem.;] and further it should be remarked that the common people agree in making a difference between عَبِيدٌ and عِبَادٌ, by the former meaning slaves [and by the latter meaning servants of God and also simply, with the article ال, mankind], saying, هٰؤُلَآءِ عَبِيدٌ these are slaves, and هٰذَا عَبْدٌ مِنْ عِبَادِ اللّٰهِ [this is a servant, of the servants of God]: (Az, L:) [and a distinction is also made between عِبَادٌ and عَبَدَةٌ, respecting which see what follows:] other pls. of عَبْدٌ are عُبْدَانٌ, (S, O, K,) like تُمْرَانٌ pl. of تَمْرٌ, (S, O,) and عِبْدَانٌ, (S, O, K,) like جِحْشَانٌ pl. of جَحْشٌ, (S, O,) and عُبُدٌ, (S, O, K,) like سُقُفٌ pl. of سَقْفٌ, (S, O,) or this is pl. of عَبِيدٌ, like رُغُفٌ pl. of رَغِيفٌ, (Zj,) and is also a pl. of عَابِدٌ, (L,) and some read [in the Kur v. 65] عُبُدَ الطَّاغُوتِ, (Akh, S, O,) and عُبْدٌ (MF) and عُبُودٌ and عُبَّدٌ and عُبَّادٌ and عَبَدَةٌ, (IKtt, TA,) the last three of which are also pls. of عَابِدٌ: (L:) one says of the worshippers of a plurality of gods, هُمْ عَبَدَةُ الطَّاغُوتِ [they are the servants of Et-Tághoot]; but the Muslims one calls عِبَادُ اللّٰهِ, meaning the servants, or worshippers, of God: (Lth, L:) [all these are pls. in the proper sense of the term, of the broken class:] and عَبْدُونَ, (O, K,) a pl. of the sound class, adopted because عَبْدٌ is originally an epithet: (TA:) and [the following, with the exception of the first, and of some which are particularized as being pls. of pls., are also said to be pls., but are properly speaking quasi-pl. ns., namely,] ↓ عَبُدٌ, (O, K,) accord. to some, who read [in the Kur ubi suprà] عَبُدَ الطَّاغُوتِ, making the former a prefixed noun, as meaning the servants (خَدَم) of Et-Tághoot; but it is a n. of the measure فَعُلٌ, like حَذُرٌ and نَدُسٌ, not a pl.; the meaning being the servant (خَادِم) of Et-Tághoot; (Akh, S, O;) and it is also used by poetic license for عَبْدٌ; (Fr, T, S, O;) and ↓ عِبِدَّانٌ and ↓ عِبِدَّآءُ and ↓ عِبِدَّى; (S, O, K;) or, accord. to some, the last of these signifies slaves born in a state of slavery; and the female is termed ↓ عَبْدَةٌ; and Lth says that ↓ عِبِدَّى signifies a number of slaves born in a state of slavery, generation after generation; but Az says that this is a mistake, that عِبِدَّى اللّٰهِ signifies the same as عبَادُ اللّٰهِ, that it is thus used in a trad., and that عِبِدَّى is applied in another trad. to poor men of the class called أَهْلُ الصُّفَّة; (L;) and ↓ عُبُدَّآءُ and ↓ عِبِدَّةٌ and ↓ عِبَادٌّ (IKtt, TA) and ↓ مَعْبَدَةٌ, like مَشْيَخَةٌ, (T, O, K,) and ↓ مَعْبُودَآءُ (Yaakoob, S, O, K) and ↓ مَعْبُودَى, (IKtt, TA,) and [pl. pl.] ↓ مَعَابِدُ, (O, K,) said to be pl. of مَعْبَدَةٌ; (TA;) and pl. pl. أَعَابِدُ, (K,) pl. of أَعْبُدٌ; (TA;) and عَبِيدُونَ, (Es-Suyootee, MF,) app. pl. of ↓ عَبِيدٌ. (MF.) فَادْخُلِى فِى عِبَادِى, in the Kur lxxxix. 29, means Then enter thou among my righteous servants: (Ksh, Bd, Jel:) or it means فِى حِزْبِى [among my peculiar party]. (S, O.) b2: Also (tropical:) Ignoble, or base-born; like as حُرٌّ is used to signify “ generous,” “ noble,” or “ well-born. ” (Mgh in art. حر.) A2: Also A certain plant, of sweet odour, (O, K, TA,) of which the camels are fond because it makes the milk to become plentiful, and fattens; it is sharp, or hot, (حَادّ O, or حَارّ TA,) in temperament; and when they depasture it they become thirsty, and seek the water: (O, TA:) so says IAar. (O.) A3: And A short and broad نَصْل [or arrow-head, or spear-head, or blade]. (AA, O, * K.) عَبَدٌ: see عَابِدٌ.

عَبُدٌ: see the paragraph commencing with عَبْدٌ, latter half.

عَبِدٌ and ↓ عَابِدٌ (but the latter is rarely used, Ibn-'Arafeh) Angry. (L.) And (both words) Disdaining, or disdainful; scorning, or scornful. (L.) Accord. to AA, العَابِدِينَ in the words of the Kur [xliii. 81], إِنْ كَانَ لِلرَّحْمٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ

↓ العَابِدِينَ, means The disdainers, or scorners, and the angry: (S, * L:) but Ibn-'Arafeh rejects this assertion: (TA:) these words are variously explained; as meaning There is not to the Compassionate a son; and I am the first of the angry disdainers or scorners of the assertion that there is: or, and I am the first of the deniers of this assertion: or, and I am the first of the worshippers of God according to the unitarian doctrine, or, of the worshippers of God of this people: or if there were to the Compassionate a son, I would be the first of his worshippers: or if there be to the Compassionate a son, I am the first of worshippers; but I am not the first worshipper of God: or, accord. to Az, the best interpretation is one ascribed to Mujáhid; i. e. if there be to the Compassionate a son in your opinion, I am the first of those who have worshipped God alone, and who have thus charged you with uttering a falsehood in this your assertion. (L.) عَبْدَةٌ: see عَبْدٌ, latter half.

عَبَدَةٌ [as a subst. from عَبِدَ (q. v.), Anger. b2: ] Disdain, or scorn; (S, O, L, K;) disdain occasioned by a saying at which one is ashamed, and from which one abstains through scorn and pride: (L:) or intense disdain or scorn. (A.) b3: Strength: so in the saying مَا لِثَوْبِكَ عَبَدَةٌ [There is not any strength to thy garment]. (S, O.) b4: Strength and fatness: (S, O, K:) thus in the phrase نَاقَةٌ ذَاتُ عَبَدَةٍ [A she-camel possessing strength and fatness]. (S, O.) And one says [also] نَاقَةٌ عَبَدَةٌ [if this be not a mistake for the phrase here next preceding] meaning A strong she-camel. (L, Msb.) b5: And Lastingness, or continuance; syn. بَقَآءٌ; (O, L, K, TA;) in some lexicons نَقَآءٌ; (TA;) and strength. (L.) One says, لَيْسَ لِثَوْبِكَ عَبَدَةٌ meaning There is not to thy garment any lastingness, or continuance, and strength. (Lh, L.) A2: Also A stone with which perfume is bruised, or pounded. (O, L, K.) عَبْدِىٌّ [a rel. n. from عَبْدٌ]. الدَّرَاهِمُ العَبْدِيَّةُ Certain Dirhems, which were superior to those of late times, and of greater weight. (O, K, TA.) عَبْدِيَّةٌ, as a subst.: see عِبَادَةٌ: b2: and عُبُودِيَّةٌ.

عِبِدَّةٌ: see عَبْدٌ, last quarter.

عِبِدَّى: see عَبْدٌ, latter half, in two places.

عِبِدَّى: see عَبْدٌ, latter half.

عُِبُِدَّآءٌ: see عَبْدٌ, latter half.

عَبْدَلٌ: see عَبْدٌ, near the beginning.

عَبْدَلِّىٌّ and عَبْدَلَّاوِىٌّ [both post-classical, the latter, which is the more common, said by Forskål to be an appellation of the Cucumis chate, which is app. from قِثَّآء, denoting several species of cucumber; but it is] a sort of melon, [abounding in Egypt, of little flavour, eaten with sugar,] said to be thus called in relation to 'AbdAllah Ibn-Táhir, a governor of Egypt on the part of El-Ma-moon. ('Abd-El-Lateef: see pp. 52 and 54 of the Ar. text, and pp. 34 and 35, and 125-7, of De Sacy's Transl. and Notes: and see also Forskål's Flora Ægypt. Arab. pp. lxxvi. and 168.) [See also عَجُورٌ.]

عَبِيدٌ: see عَبْدٌ, first and last quarters.

عُبَيْدٌ [dim. of عَبْدٌ. b2: And, used as a proper name,] The son of the desert, or of the waterless desert: thus expl. by El-Kanánee to Fr. (O.) b3: And [hence] أُمُّ عُبَيْدٍ The desert, or waterless desert, (Fr, O, K,) that is vacant, or desolate: (K:) or the land that is vacant, or desolate: (El-Kaná- nee, Fr, O:) or the land that the rain has missed. (O, K.) And sometimes it is used as meaning (assumed tropical:) Great calamity: (TA:) it is said in a prov., وَقَعُوا فِى أُمِّ عُبَيْدٍ تَصَايَحُ حَيَّاتُهَا [for تَتَصَايَحُ, lit. They became, or found themselves, in the desert, &c., of which the serpents were hissing, one at another], meaning (assumed tropical:) [they fell] into a great calamity. (Meyd, TA.) عِبَادَةٌ (S, IKtt, A, IAth, L, K) and ↓ عُبُودِيَّةٌ and ↓ عُبُودَةٌ (IKtt, K) and ↓ عَبْدِيَّةٌ (Fr, K) and ↓ مَعْبَدٌ and ↓ مَعْبَدَةٌ (L) [all said by some to be inf. ns., except the fourth,] Religious service, worship, adoration, or devotion; (L;) obedience: (S, IKtt, A, K:) obedience with humility or submissiveness; humble, or submissive, obedience: (IAth, L:) or عِبَادَةٌ signifies the Doing what God approves: and ↓ عُبُودَةٌ, the approving what God does: and the primary signification of ↓ عُبَودِيَّةٌ is humility, and submissiveness: (S, A, O:) عِبَادَةٌ is rendered only to God, or a false god, or the Devil. (TA.) عُبُودَةٌ: see the next preceding paragraph, in two places: b2: and see عُبُودِيَّةٌ.

العُبَيْدَةُ The [portion, or appertenance, of the stomach, of a ruminant, called] فَحِث, (O, K, TA,) also called حَفِث [q. v.]. (TA.) عُبُودِيَّةٌ The state, or condition, of a slave; slavery; servitude; (S, O, L, Msb;) as also ↓ عُبُودَةٌ (S, O, L) and ↓ عَبْدِيَّةٌ (O, Msb) and ↓ تَعْبِيدَةٌ. (L.) b2: See also عِبَادَةٌ, in two places.

عِبَادٌّ: see عَبْدٌ, last quarter.

عَبَادِيدُ and عَبَابِيدُ, each a pl. having no sing., Parties of people (S, O, K) going in every direction: (S, O:) and horsemen going in every direction. (K.) One says, صَارَ القَوْمُ عَبَادِيدَ and عَبَابِيدَ The people became divided into parties going in every direction. (S, O.) And ذَهَبُوا عَبَادِيدَ and عَبَابِيدَ They went away in parties in every direction. (TA.) b2: Also (both words, K, or the latter [only], TA,) Far-extending roads: (K:) or diverse and far-extending roads: said to be used in this sense not with respect to coming, but only with respect to dispersion, and going away. (TA.) b3: Also (or the former [only], TA) Hills such as are called إِكَام or آكَام [pls. of أَكَمَةٌ]. (K, TA.) b4: And one says, مَرَّ رَاكِبًا عَبَادِيدَهُ He passed, or went away, riding upon the extremities of his buttocks. (O, K.) عَبَادِيدِىٌّ (S, O) and عَبَابِيدِىٌّ (O, TA) rel. ns. from عَبَادِيدُ (S, O) and عَبَابِيدُ (O, TA) thus formed because the said ns. have no sings., (Sb, S, O, TA,) Of, or relating to, parties of people going in every direction. (S, O.) عَابِدٌ A server, a worshipper, or an adorer, of God: (L:) an obeyer of God with humility, or submissiveness: (L, Msb:) [a devotee:] a unitarian: (L:) by a secondary application, used of him who takes for his god other than the True God, such as an idol, and the sun, &c.: (Msb:) pl. عُبَّادٌ and عَبَدَةٌ (L, Msb) and عُبُدٌ and عُبَّدٌ, all of which are also pls. of عَبْدٌ [q. v.]: (L:) [and quasi-pl. n. ↓ عَبَدٌ (like as خَدَمٌ is of خَادِمٌ), accord. to a reading of a phrase in the Kur v. 65, as expl. by some.] b2: And A servant: a meaning said to be tropical. (TA.) b3: See also عَبِدٌ, in two places.

تَعْبِيدَةٌ: see عُبُودِيَّةٌ.

مَعْبَدٌ: see عِبَادَةٌ: A2: and see also مُتَعَبَّدٌ.

مِعْبَدٌ A shovel, or spade, of iron; syn. مِسْحَاةٌ: (K:) pl. مَعَابِدُ. (TA.) مَعْبَدَةٌ, and the pl. مَعَابِدُ: see عَبْدٌ, last quarter: A2: and for the former see also عِبَادَةٌ.

مُعَبَّدٌ, applied to a camel, Rendered submissive, or tractable; broken, or trained; syn. مُذَلَّلٌ: (A, L:) or anointed with tar, (S, O, K,) and rendered submissive, or tractable: (S, O:) or whose whole skin is anointed with tar: (Sh:) or mangy, or scabby, whose fur has fallen off by degrees, and which is set apart from the other camels to be anointed with tar: or rendered submissive by the mange, or scab: or affected with the mange, or scab; or with incurable mange or scab. (L. [And, applied to a camel, it has other meanings, which see in what follows.]) [And hence, app.,] سَفِينَةٌ مُعَبَّدَةٌ A ship, or boat, tarred: (AO, S, O, L, K:) or smeared with fat, or oil. (AO, L.) b2: Applied to a road, Beaten; syn. مُذَلَّلٌ; (S, A, O, K;) trodden; (Az, TA;) or travelled by many passengers going to and fro: (TA:) and syn. with مُذَلَّلٌ as applied to other things also. (K.) b3: And [hence] A wooden pin, peg, or stake. (Az, O, K, TA. [In the CK, المُؤَتَّدُ is erroneously put for الوَتِدُ.]) So in the following verse of Ibn-Mukbil: وَضَمَّنْتُ أَرْسَانَ الجِيَادِ مُعَبَّدًا

إِذَا مَا ضَرَبْنَا رَأْسَهُ لَا يُرَنَّحُ [And I made a wooden peg to be a guarantee for the ropes of the coursers: when we beat its head, it did not wabble]. (Az, O, TA.) b4: Also Honoured, or treated with honour, (L, K,) and served; applied to a camel. (L.) Thus it has two contr. significations. (K.) b5: And A camel left unridden. (O, L.) b6: And, applied to a stallion [camel], Excited by lust, or by vehement lust. (O, K.) b7: Also, applied to a country, or tract of land, In which is no footprint, or track, nor any sign of the way, nor water: (O, K:) you say بَلَدٌ مُعَبَّدٌ. (O.) مَعْبُودَى and مَعْبُودَآءُ: see عَبْدٌ, last quarter.

مُتَعَبَّدٌ [and ↓ مَعْبَدٌ] A place appropriated to religious services or exercises, or acts of devotion. (TA.)
عبد
: (العَبْدُ: الإِنسانُ، حُرًّا كانَ أَو رَقِيقاً) كَذَا فِي المُحكَم والمُوعِب، كَأَنَّه يُذْهَبُ بذالك إِلى أَنه مَرْبُوبٌ لبارِئه، جلَّ وعَزَّ. وَقَالَ ابْن حَزْمٍ: العَبْدُ يُطْلَقُ على الذَّكَرِ والأُنْثَى.
(و) العَبْدُ: (المَمْلُوكُ) خلافُ الحُرِّ.
وَعبارَة الأَساس: العَبْدُ: الإِنسانُ، وضِدُّه الحُرُّ.
قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ فِي الأَصل صِفَةٌ، قَالُوا: رَجُلٌ عَبْدٌ، ولاكنه استُعْمِلَ استِعْمَالَ الأَسماءِ.
(العَبْدَلِ) ، اللامُ زَائِدَة، كَمَا صرَّحُوا، (ج: عَبْدُونَ) أَي كجَمْعِ المذكَّرِ السّالمِ، نظرا إِلى أَنَّه وَصْفٌ، كَمَا مَرَّ عَن سِيبَوَيْهٍ، وصَرَّحَ بِهِ بعضُ شُرَّاحِ (الفَصِيح) (وعَبِيدٌ) ، مثل كَلْبٍ، وكَلِيبٍ، وَمَعْز ومَعِيزٍ. قَالَ الجوهريُّ: وَهُوَ جمعٌ عَزِيزٌ. قَالَ شيخُنَا: ووقعَ خِلافٌ فِيهِ بينَ أَهْلِ العربيّةِ، هَل هُوَ جَمْعٌ أَو اسمُ جَمْعٍ، وأَوضَحه الشيخُ ابنُ مالكٍ، وَقَالَ: إِنه وَردَ فِي أَوزانِ الجموع فَعِيلٌ، إِلّا أَنَّهُم تَارَة عاملوه مُعَامَلةَ الجُمُوعِ، فأَنَّثُوه، كالعَبِيدِ وَتارَة عامَلُوه معاملةَ أَسماءِ الجُموعِ فذَكَّروه. كالحَجِيج، والكَلِيب، (وأَعْبُدٌ) كفَلْسٍ وأَفْلُسٍ، (وعِبَادةٌ) بِالْكَسْرِ، وَلَا يأْباهُمَ القِيَاسُ. (وعُبْدَانٌ) ، بالضّمّ، كتَمْرٍ وتُمْرَان. وأَنشد اللِّحْيَانِيُّ فِي النَّوَادِر:
حَتَّامَ يُعْبِدُنِي قَوْمِي وَقد كَثُرَتْ
فيهمْ أَباعِرُ مَا شاءُوا وعُبْدانُ
(وعِبْدانٌ) بِالْكَسْرِ، كجَحْش وجِحْشَان، (وعِبِدَّانٌ، بكسرتين، مُشَدَّدةَ الدَّالِ) ، قَالَ شَمِرٌ: (و) يُقَال للعَبِيد؛ (مَعْبَدَةٌ) ، وأَنْشَدَ للفرزدق:
وَمَا كانتْ فُقَيْمٌ حَيْثُ كانَتْ
بيَثْرِبَ غيرَ مَعْبَدَةٍ قُعُودِ قَالَ الأَزهريّ: ومعْبَدةٌ جمع العَبْدِ (مَشْيَخَةٍ) جمعِ الشَّيْخِ، ومَسْيَفَةٍ، جمع السَّيْف. وَجعله ابْن سِيده: اسمَ الجمْع. (ومَعَابِدُ) ، وَمِنْهُم من جعلَه جمْعَ مَعْبَدةٍ، كمَشْيَخَة، فَهُوَ جمْعُ الجمْع. (وعِبِدَّاءُ) ، بِكَسْر الْعين والباءِ، وشَدِّ الدَّال، ممدوداً، نَقله صاحِبُ المُوعِب، عَن سِيبَوَيْهٍ، (وعَبِدى) مَقْصُورا، عَن سِيبَوَيْهٍ أَيضاً، وخَصَّ بعضُهم بالعِبِدَّى: العَبِيدَ الّذي وُلِدُوا فِي المِلْك. والأُنثَى عَبْدَة. وَقَالَ اللَّيث: العِبِدَّى: جماعةُ العَبِيدِ الَّذين وُلِدُوا فِي العُبُودِيَّةِ، تعبيدةٌ ابنَ تُعْبِيدة، أَي فِي العُبُودِيَّةِ إِلى آبَائِهِ. قَالَ الأَزهَرِيُّ: هَذَا غَلَطٌ، يُقَال: هاؤلاءِ عِبِدَّى اللهِ، أَي عِبَادُه. وَفِي الحَدِيث الّذِي جاءَ فِي الاستِسْقَاءِ (هؤلاءِ عِبِدَّاَ بفِنَاءِ حَرَمَكِ) .
وَفِي حَدِيث عامرِ بن الطُّفَيْل: (أَنَّه قَالَ للنّبيِّ، صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم: مَا هاذِه العِبِدَّى حَوْلَك يَا مُحَمَّد) ، أَراد فقراءَ أَهْلِ الصُّفَّةِ، وكانُوا يَقُولون: اتَّبَعَهُ الأَرْذَلُونَ. (وعُبُدٌ بضمّتين) مثل سَقْفٍ وسُقُفٍ، وأَنشد الأَخفشُ:
انسُبِ اعَبْدَ إِلى آبائِهِ
أَسْوَدَ الجِلْدَةِ من قَوْمٍ عُبُدْ
وَمِنْه قَرأَ بعضُهُم: {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} (الْمَائِدَة: 60) كَذَا فِي الصّحاح. (وعَبُدٌ) ، بِفَتْح فضمّ (كَنَدُسٍ) ، وَبِه قرأَ بعضُ القُرَّاءِ {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} بِفَتْح الْعين، وَضم الباءِ وَفتح الدَّال، وخفض الطاغوتِ. قَالَ ابْن القَطَّاع فِي (كتاب الأَبنية) لَهُ: وَلَا وَجْه لَهُ فِي العَرَبِيّة، وَقيل: عَبُدٌ، واحدٌ يَدُلُّ على جمَاعَة، كَمَا تَقول حَدُثٌ، المعنَى: وخاِمَ الطَّاغَوتِ، وَقيل مَعْنَاهُ: وخَدَمَ الطّاغوتِ، قَالَ: وَلَيْسَ هُوَ بجَمْعٍ، لأَن فَعْلاً لَا يُجْمَع على فَعُل، وإِنما هُوَ اسمٌ بُنِيَ على فَعْلٍ مثْل حَذُرٍ، كَمَا قَالَه الأَخفش، قَالَ لأَزهَرِيُّ: وأَما قَول أَوْسِ بن حَجَرٍ:
أَبَنِي لُبَيْنَى لستُ مُعْتَرِفاً
لِيَكُونَ أَلأَمَ مِنكُمُ أَحَدُ أَبَنِي لُبَيْنَى إِنَّ أُمَّكُمُ
أَمَةٌ وإِنَّ أَباكُمُ عَبُدُ
فَقَالَ الفرّاءُ: إِنما ضمَّ الباءَ ضَرُورَة، وإِنما أَراد عَبْدُ؛ لأَن القصيدةَ من الكامِلِ، وَهِي حَذَّاءُ. قَالَ شيخُنا: فتنظيرُ المصنِّفِ عَبُداً بِنَدُسٍ مَحَلُّ نَظَرٍ. (ومَعْبُوداءُ) ، بالمعدِّ، عَن يعقوبَ فِي (الأَلفاظ) ، (جج) ، أَي جمْع الجمعِ: (أَعابِدُ) جمْع أَعْبُدٍ، قَالَ أَبو دُوَادٍ الإِياديُّ يصف نَارا:
لَهَنٌ كنَارِ الرَأْسِ بَال
عَلْياءِ تُذْكِيهَا الأَعابدْ
فغاية مَا ذكَره المصنِّف من جموع العَبْدِ: خمسةَ عَشَرَ جَمْعاً.
وَزَاد ابْن القطَّاع فِي (كتاب الأَبنية) : عُبُدَاءَ، بضمّتين ممدوداً، وعَبَدَة، محرّكَ، ومَعْبُودَى، مَقْصُورا، وأَعبِدة، بكسْر الموحَّدة (وأَعْبَاد) ، وعُبُود، وعُبَّد، بضمّ فموحّدة مشدَّدة مفتوحَة، وعُبَّاد، على وَزْنِ رُمَّان، وعِبَّاد، بِكَسْر فتشديد، وعِبِدَّة، بِكَسْر الْعين والباءِ وَتَشْديد الدّال.
فهاذه عشرةُ أوْجُه، صَار الْمَجْمُوع خَمْسَة وَعشْرين وَجْهاً.
وَزَاد بعضٌ: العُبُودَة كصَقْر وصُقُورة.
وَقد جَمَعَ الشَّيْخ بنُ مالِكٍ هاذه الجموعَ مختَصِراً فِي قَوْله:
عِبادٌ، عَبِيدٌ، جمْع عَبْدٍ، وأَعْبَدٌ
أَعابِدُ، مَعُبوداءُ، مَعْبَدَةٌ، عُبُدْ
كذالِك عُبْدَنٌ، وعِبْدَانٌ اثْبِتَنْ
كذَاكَ العِبِدَّى وامدُدِ إنْ شِئتَ أَن تَمُدّ
واستَدركَ عَلَيْهِ الجلالُ السُّويطيُّ فِي أَوّلِ شَرْحِهِ لعُقُود الجُمَانِ، فَقَالَ:
وَقد زِيدَ أَعْبَادٌ، عُبُودٌ، عِبِدَّةٌ
وخَفِّفْ بِفَتْحٍ، والعِبِدَّانُ إِن تَشُدْ
وأَعْبِدةٌ، عَبُدُون ثُمَّتَ بَعْدَهَا
عَبِيدُونَ، مَعْبُودَى، بِقَصْرٍ فخُذْ تَسُدْ
وَزَاد الشيخُ سَيِّدي المَهْدِيُّ الفاسِيُّ شارِحُ (الدَّلائِل) قولَه:
ومَنَدُساً وازَى كذَاكَ مَعَابِدٌ
بِذَيْنِ تَفِي عِشْرِينَ واثْنَيْنِ إِن تَعُدّ قَالَ شيخُنا: وأَجْمَعُ ارأَيْتُ فِي ذالك لبَعض الفضلاءِ فِي أَبياتٍ:
جُمُوعُ عَبْدٍ، عُبُودٌ أَعْبُدٌ، عُبُدٌ
أَعابِدٌ، عبَّدٌ، عَبُدُونَ، عُبْدَانُ
عُبْدٌ، عِبِدَّى، ومَعْبودَا، ومدُّهُما
عِبَدَّةٌ، عَبُدٌ، عُبَّادُ، عِبْدانُ
عَبِيدٌ أَعْبِدةٌ عِبَّادُ، مَعْبَدةٌ
مَعَابِدٌ، وعَبِيدُونَ، العِبِدَّانُ
قَالَ شَيخنَا: وللنظَرِ مَجَالٌ فِي بعْضِ الأَلْفاظِ: هَل هِيَ جموعٌ لِعَبْدٍ، أَو جموعٌ لبعضِ جموعِهِ، كأَعابِدَ، ومَعَابِدَ.
ويُنْظر فِي (عَبيدونَ) ، فإِن الظاهرَ أَنه جَمْعٌ لعَبِيد. والعَبِيدُ جمع لِعَبْدٍ، فَيبقى النّظر فِي جمْعِهِ جَمْعَ مذكْرٍ سالما، فإِن هاذا غيرُ مَعْرُوفٍ فِي العربيّة، جمْع تكسيرٍ يُجْمَعُ جَمْعَ سَلامةٍ. واعَبْدُونَ أَنَّه اعْتبر فِيهِ معنَى الوَصْفِيَّةِ الّتي هِيَ الأَصْلُ فِيهِ عِنْدَ سِيبَويْهِ وَغَيره.
(والعَبْدِيَّةُ) حَكَاهُ صَاحب المُوعِب، عَن الفَرْاءِ (والعُبُودِيّةُ والعُبُودَةُ) بِضَمِّهِما (والعِبَادَةُ) بِالْكَسْرِ: (الطَّاعةُ) . وَقَالَ بعضُ أَئِمَّةِ الِاشْتِقَاق: أَصْلُ العُبُودِيّةِ: الذُّلُّ والخُضُوعُ. وَقَالَ آخَرُونَ: العُبُودَةُ: الرِّضا بِمَا يَفْعَلُ الرَّبُّ، والعِبَادَةُ: فِعْلُ مَا يَرْضَى بِهِ الرَّبُّ. والأَوَّلُ أَقوَى وأَشَقُّ، فَلِذَا قِيلَ: تَسْقُطُ العِبَادةُ فِي الآخِرَةِ لَا العُبُودةُ، لأَنّ العُبودَةَ أَن لَا يَرَى مُتَصِرِّفاً فِي الدَّارَيْنِ فِي الحقيقِ إِلّا اللهَ.
قَالَ شَيخنَا: هَذَا مَلْحَظٌ صُوفِيٌّ لَا دَخْلَ للأَوْضَاعِ اللغَوِيَّةِ فِيهِ.
وَفِي اللّسان: وَلَا فِعْلَ لَهُ عِنْد أَبي عُبَيْد.
قلْت: وَهُوَ الّذِي جَزَم بِهِ أَكثَرُ شُرّاحِ (الفَصِيح) . وحكَى اللِّحْيانيّ: عَبُد عُبُودَةً وعُبُودِيَّةً.
قلت: وأَوضَحُ مِنْهُ قولُ ابْن القَطَّاعِ فِي (كتاب الأَفعال) ، فَقَالَ: عَبُد العَبْدُ عُبُودَةً عُبُودِيَّةً. وأَما عَبَدَ اللهَ فَمَصْدَرُهُ: عِبَادَة وعُبُودة وعُبُودِيّة، أَي أَطاعه. وَفِي اللّسَان: وعَبَد اللهَ يَعُده عِبادَةً ومَعْبَداً ومَعْبَدةً: تَأَلَّه لَهُ.
وَقَالَ الأَزهريُّ: اجتمعَ العامَّةُ لى تَفْرِقَةِ مَا بَين عِبادِ اللهِ، والممالِيكِ، فَقَالُوا: هاذا عَبْدٌ من عِبادِ اللهِ، وهاؤلاءِ عَبِيدٌ مماليكُ. قَالَ: وَلَا يُقَال عَبَدَ يَعْبُدُ عِبادةً إِلَّا لمَن يَعْبُد اللهَ، وَمن عَبَدَ دُونَهُ إِلاهاً فَهُوَ من الخاسِرِين. قَالَ: وأَما عبْدٌ خَدَمَ مَوْلاهُ فَلَا يُقَال عَبَدَهُ. قَالَ اللّيث: وَيُقَال لِلْمُشْرِكِينَ: هم عَبَدَةُ الطَّاغُوتِ، وَيُقَال للمُسْلِمين: عِبَادُ اللهِ يَعْبُدونَ اللهَ. قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلٌ: {اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ} (الْبَقَرَة: 21) أَي أَطِيعُوا رَبَّكُمْ.
وقولهُ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (الْفَاتِحَة: 5) أَي نُطِيعُ الطَّاعَةَ الَّتِي يُخْضَع مَعَهَا، قَالَ ابنُ الأَثِير وَمعنى العِبَادَةِ فِي اللُّغَة: الطَّاعَةُ مَعَ الخُضُوع.
وَقَوله تَعَالَى: {قُلْ هَلْ أُنَبّئُكُمْ بِشَرّ مّن ذالِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} (الْمَائِدَة: 60) .
قرأَ أَبو جعْفَرٍ، وشَيْبةُ، وافِعٌ، وعاصِمٌ، وأَبو عَمْرٍ ووالكِسَائِيُّ: {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} قَالَ الفَرَّاءُ: وَهُوَ مَعْطُوفٌ على قَوْله، عَزَّ وجَلَّ: {وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ} وَمَنْ عَبَدَ الطَّاغُوتَ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: هُوَ نَسَقٌ على: {مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ} ، المعنَى: مَن لَعَنِ اللهُ، ومَن عَبَدَ الطَّاغُوتَ مِنْ دُون اللهِ، عَزَّ وجَلَّ، أَي أَطاعَهُ، يَعْنِي الشَّيْطَانَ فِيمَا سَوَّلَ لَهُ وأَغْواه. قَالَ الجوهَريُّ: وَقَرَأَ بعضُهُم: {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} وأَضافَهُ قَالَ: والمَعْنَى، فِيمَا يُقَال: خَدَمُ الطَّاغُوتِ. وَقد تَقَدَّم فِيهِ الكلامُ. وَقَالَ اللَّيْث. {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} مَعْنَاهُ: صَار الطَّاغُوتُ يُعْبَدُ، مَا يقَالُ: ظَرُف الرّجُلُ وفَقُهَ. وَقد غَلّطَه الأَزْهَرِيّ. وقرأَ ابنُ عَبَّاسٍ: {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} محركةً وخَفْض الطاغُوتِ، وَهُوَ أَيضاً جمع عابِدٍ، وأَصله: عَبَدَةٌ، ككافِرٍ وكَفَرَةٍ، حُذِفَتْ مِنْهُ الهاءُ وقُرِىءَ {وعَابِدَ الطَّاغُوتِ} ، مثل: ضارِب الرَّجُلِ، وَهِي قراءَة ابْن أَبي زَائِدَة، وقرِىء {وعُبُدَ الطَّاغُوتِ} ، جمع عابِدٍ. قَالَ الزَّجَّاجُ: هُوَ جَمْع عَبِيدٍ، كَــرَغِيف ورُغُفٍ، وَهِي قراءَ يَحْيَى بنِ وعثَّابٍ، وحَة. ورُوِيَ عَن النَّخَعِيّ أَنه قَرَأَ: {وعُبْدَ الطَّاغُوتِ} بإسكانِ الباءِ، وفتْح الدَّالِ. وقُرِىءَ {وعَبْدَ الطَّاغُوتِ} ، بِفَتْح فَسُكُون، وَفِيه وَجْهَانِ: أَحدُهما أَن يكونَ مُخَفَّفاً من عَبْدٍ، كَمَا يُقَال: فِي عَضُدٍ: عَضْدٌ. وجائزٌ أَن يكونَ عَبْد اسْمَع الواحِد يَدُلُّ على الجِنْس، وَيجوز فِي عَبْد النَّصْبُ والرَّفْعُ. وَذكر الفَرَّاءُ أَنَّ أُبَيَّا وعبدَ اللهِ قرآ {وعَبَدُوا الطَّاغُوتَ} . ورُوِيَ عَن بَعْضِهِم أَنَّهُ قَرَأَ {وعُبَّادَ الطَّاغُوتِ} .
قلت ونسبها ابنُ القَطَّاعَ إِلى أَبِي واقِدٍ. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: ورُوِيَ عَن ابْن عَباسٍ {وعُبِّدَ الطّاغوتُ} مَبْنِيًّا للمَجْهُولِ. ورُوِيَ عَنهُ أَيْضا: {وعُبَّدَ الطَّاغُوتِ} بِضَمَ، فتشديد، مَعْنَاهُ عُبَّادُ الطَّاغُوتِ. وقُرِىء: {وعُبِدَ الطَّاغُوتُ} مَبْنِيًّا للْمَجْهُول، كضُرِبَ، وَهِي قراءةُ أَبي جَعْفَرٍ. وقرأَ أَبيُّ بنُ كَعْبٍ {وعَبَدَة الطَّاغُوتِ} محرّكة. قَالَ الأَزهريُّ وذَكَرَ اللَّيْثُ أَيضاً قراءَةً. أُخرى، مَا قرأَ بهَا أَحدٌ، وَهِي {وعابِدُوا الطَّاغوتِ} جمَاعَة، قَالَ: وَكَانَ رَحِمَ اللهُ قليلَ المعرفَةِ بالقراءات وهاذا دَلِيل أَنَّ إِضافَةَ كتابِهِ إِلى الخَلِيلِ بنِ أَحمدَ غيرُ صَحِيحٍ، لأَنَّ الخَلِيلَ كَانَ أَعْقَلَ من أَن يُسَمِّيَ مِثْلَ هَذِه الْحَرْف قراءات فِي القُرآن، وَلَا تكون مَحْفُوظَة لقارىءٍ مشهورٍ من قُرَّاءِ الأَمصارِ.
فصارَ المجموعُ مِمَّا ذكرناهُ من الأَوْجُهِ فِي الآيةِ الشَّرِيفَةِ سِتَّةَ عَشَرَ وَجْهاً، جَمَعْنَاهَا من مواضِعَ شَتَّى. وأَوْصَلها ابنُ القَطّاعِ، فِي كِتَابه، إِلى تْسِعةَ عَشَرَ وَجْهاً. وَفِيمَا ذكرنَا كفايةٌ. واللهُ المُوَفِّقُ للصَّوَاب. (والدَّراهِمُ العَبْدِيَّةُ) ، فِيمَا مَضَى، (كَانَتْ أَفضلَ مِن هاذِه) الدَّرَاهِمِ الّتي بأَيْدِينَا (وأَرْجَحَ) فِي الوَزْنِ.
(والعَبْدُ) ، بِفَتْح فَسُكُون: (نَبَاتٌ طَيِّبُ الرَّائِحَةِ) تَكْلَفُ بِهِ الإِبِلُ، لأَنّه مَلْبَنةٌ مَسْمَنَةٌ حارُّ المِزَاجِ، إِذا رَعَتْه عَطِشَتْ فَطَلَبَت الماءَ. قَالَه ابنُ الأَعرابِيّ وأَنشد:
حَرَّقَها العَبدُ بعُنْظُوانِ
فاليَوْمُ مِنْهَا يومُ أَرْوَانَانِ
(و) العَبْدُ: (النَّصْلُ القَصِيرُ العَرِيضُ.
(و) العَبْدُ: (جَبَلٌ لبني أَسَدٍ) يَكْتَنِفُه جَبَلانِ أَصغَرُ مِنْهُ، يُسَمَّيَانِ الثَّدْيَيْنِ. كَذَا فِي المُعْجَم.
(و) العَبْدُ: جَبلٌ (آخَرُ لِغَيْرِهِمْ) .
(و) العَبْدُ: (ع بِبِلَاد طَيِّىءٍ) بالسَّبُعانِ.
(و) العَبَدُ (بِالتَّحْرِيكِ: الغَضَبُ) ، عَبِدَ عَلَيْهِ عَبَداً وعَبَدَةً، فَهُوَ عَبِدٌ وعابِد: غَضِب. وعَدَّاه الفرزدقُ بِغَيْر حَرْفٍ. وَقيل: عَبِدَ عَبَداً فَهُوَ عَبِدٌ وعابِدٌ: غَضِبَ وأَنِفَ، كأَحِنَ، وأَمِدَ، وأَبِدَ. وَبِه فَسَّرَ أَبو عَمْرٍ وَقَوله تَعَالَى: {فَأَنَاْ أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} (الزخرف: 81) أَي العَبِدِينَ الأَنِفِين. وَقد رَدَّه ابْن عَرَفَة، كَمَا سيأْتِي.
(و) العَبَدُ: (الجَرَبُ) ، وَقيل: الجَرَبُ (الشَّدِيدُ) الّذِي لَا يَنْفَعُه دَوَاءٌ، وَقد عَبِدَ عَبَداً. وبَعِيرٌ مُعَبَّدٌ: أَصابَهُ ذالِكَ الجَرَبُ.
(و) العَبَدُ: (النَّدَامَةُ) وَقد عَبِدَ، إِذا نَدِمَ على فائِتٍ، أَو لَامَ نَفْسَهُ على تَقْصِيرٍ وَقَعَ مِنْهُ.
(و) العَبَدُ: (مَلَامةُ النَّفْسِ) على تَقْصِيرٍ وَقَع مِنْهُ، وَلَا يَخْفَى أَنَّ هاذا المعنَى مفهومٌ من النَّدامةِ.
(و) العَبَد: (الحِرْصُ والإِنكارُ، عَبِدَ كفَرِحَ) يَعْبَد عَبَداً (فِي الكُلِّ) .
(والعَبَدَةُ، مُحَرَّكةً: القُوَّةُ والسِّمَنُ) يُقَال: ناقةٌ ذاتُ عَبَدَة أَي قُوَّةٍ وسِمَنٍ.
(و) العَبَدَةُ: (البَقاءُ) ، بالمُوحَّدةِ، عَن شَمِرٍ، وَيُقَال بالنُّون، هاكذا وُجِدَ مضبوطاً فِي الأُمَّهَاتِ، يُقَال: ليسَ لثَوْبِكَ عَبَدَةٌ، أَي بَقَاءٌ.
(و) العَبَدَةِ: (صَلَاءَةُ الطِّيبِ) ، عَن الصاغانِيّ.
(و) العَبَدَةُ: (الأَنَفَةُ) والحَمِيَّةُ مِمَّا يُسْتَحْيَا مِنْهُ، أَو يُسْتَنْكَفُ. وَقد عبِدَ، أَي أَنِفَ. ونَسَبه الجوهَريُّ إِلى أَبي زَيْدٍ، قَالَ الفرزدقُ:
أُولائكَ أَحْلَاسِي فجِئنِي بمِثْلِهِمْ
وأَعبَدُ أَن أَهجُو كُلَيْباً بِدارِمِ
وَفِي الأَساس: وعَبْدٌ فِي أَنْفِهِ عَبَدَةٌ، أَي أَنَفَةٌ شَدِيدةٌ، قَالَ أَبو عَمْرو: وَقَوله تَعَالَى: {فَأَنَاْ أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} ، من الأَنَفِ والغَضب. وَقيل من عبَدَ، كنَصَر، قَالَ ابْن عَرَفَةَ: إِنما يُقَال من عَبِد بِالْكَسْرِ: عَبِدٌ كفَرِح، وقَلَّما يُقَال عابِدٌ. والقُرْآن لَا يَأْتِي بالقَلِيلِ من اللّغَةِ، وَلَا الشَّاذِّ، ولكنَّ المعنَى: فأَنا أَوْلُ مَن يَعْبُدُ اللهَ تَعَالَى على أَنّه واحِدٌ لَا وَلَدَ لَهُ. كَذَا فِي (التَّنْوِير) لِابْنِ دِحْيَةَ.
(وذُو عَبَدانَ، مُحَرَّكَةً: قَيْلٌ) من أَقْيَال حِمْيَرَ، هُوَ ابنُ الأُعْبود بن السَّكْسَكِ بن أَشْرَسَ بن ثَوْرِ.
(وعَبَدَانُ) ، محرّكةً: (صُقْعٌ من اليَمَنِ) .
(و) عَبْدَانُ (كَسَحْبَانَ: لَا بمَرْوَ، مِنْهَا) الإِمامُ الفاضلُ (عَبْدُ الحَميد بنُ عبد الرَّحْمان) بن أحْمَدَ (أَبو القَسم خَوَاهَرْ زادَهْ) أَي ابنُ بنت القَاضِي، أَبي الحُسَيْن عليّ بن الْحسن الدِّهْقَانيّ، رَوَى عَن خَاله هاذا ومَكِّيِّ بن عبد الرّزَّاق الكُشْمِيهَنيّ.
(و) عَبْدَانُ: اسمُ (رَجُلٍ) من أَهل البَحْرين، (وَله نَهْرٌ، م) أَي مَعْرُوف، (بالبَصْرَة) من جَانب الفُرات. (و) العُبَيْدُ، (كَزُبَيْر: فَرَسٌ) للعَبَّاس بن مِرْداس السُّلَميِّ، وَفِيه يَقُول:
أَتَجْعَلُ نَهْبِي ونَهْبَ العُبَيْ
د بَينَ عُيَيْنةَ والأَقْرَعِ
فَمَا كانَ حِصْنٌ وَلَا حابسٌ
يَفُوقانِ مِرْدَاسَ فِي المَجْمَع
وقصَّتُه مشهورةٌ فِي كُتُب السِّيَر.
(وعُبَيْدان، مُصَغرًا تَثْنِيَة عُبيدٍ: (وادٍ) كَانَ يُقَال إِنَّ فِيهِ حَيَّةً تَحْميه فَلَا يُرْعَى وَلَا يُؤتَى. وَقيل ماءٌ مُنْقَطِعٌ بأَرْض اليَمَن لَا يَقْرَبُهُ أَنيسٌ وَلَا وَحْشٌ.
(وبَنُو العُبَيْد) ، مُصَغَّراً: (بَطْنٌ) من بَني عَديِّ بن جَنَابِ بن قُضاعةَ، (وَهُوَ عُبَدِيٌّ، كَهُذَلِيَ) ، فِي هُذَيلٍ.
(و) يُقَال: صُكَّ بِهِ فِي (أُمِّ عُبَيْدٍ) ، أَي (الفَلَاة) ، عَن الفَرَّاءِ، قَالَ: وقلْت للعتَّابيّ: مَا عُبَيْدٌ؟ قَالَ: ابنُ الفَلاة، وَهِي الرَّقَاصَةُ أَيضاً. وَقيل: هِيَ (الخَالِيَةُ) من الأَرض، (أَو مَا أَخُطأَهَاالمَطَرُ) ، عَن الصاغانيّ، وَقد يُعَبَّر عَنْهَا بالدّاهيَة الْعَظِيمَة.
وجاءَ فِي المَثَل: (وَقَعُوا فِي أُمِّ عُبَيْدٍ تَصَايَحُ جِنَّانُهَا) أَي فِي داهيةِ عظيمةٍ، كَمَا قَالَه المَيْدانيُّ.
(والعُبَيْدَةُ) ، تَصْغِير عَبْدة: (الفَحِثُ) والحَفِث، وَقد تقدَّم ذِكره.
وأُمُّ عَبيدة، كسَفِينة: قُرْبَ واسِطِ (العراقِ) بهَا قَبْرُ (أَحَدِ الأَقطابِ الأَربعةِ، صاحِبِ الكراماتِ الظاهِرَةِ (السَّيِّدِ) الكبيرِ أَبي العَبّاسِ (أَحمدَ) بنِ عليِّ بنِ أَحمدَ بنِ يَحْيَى بن حازِمِ بنِ عليِّ بن رِفَاعةَ (الرِّفاعِيِّ) نِسْبَة إِلى جَدِّهِ رِفَاعَةَ، وَهُوَ ابنُ أُخْتِ السيدِ منصورٍ البَطَائِحِيِّ، المُلَقَّبِ بالبازِ الأَشْهَبِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُم، ونَفَعَنا بهم.
(و) فِي الأَساس: أَعوذُ باللهِ من قَوْمَةِ العُبُودِيَّةِ، ومِن النَّومَةِ العَبُّودِيَّةِ، عَبُّودٌ (كَتَنّورِ: رجلٌ نَوَّامٌ، نامَ فِي مُحْتَطَبِهِ سَبْعَ سِنِينَ) ، فضُرِبَ بِهِ المثلُ. وَفِي أَمثال الأَصفهَانيّ.
(أَنْوَمُ من عَبّودٍ) وَذكر المفضَّل بن سَلَمَةَ أَنَّ عَبُّوداً كَانَ عَبْداً أَسْودَ حَطَّاباً، فَغَبَرَ فِي مُحْتَطَبِهِ أُسبوعاً لم يَنَمْ، ثمَّ انصَرَفَ، فبَقِيَ أُسْبُوعاً نائِماً، فضُرِبَ بِهِ المثلُ. قَالَ شيخُنَا: وَهُوَ أَقربُ من سَبْعِ سنِينَ، الَّتِي ذَكَرَ المُصنِّفُ.
(و) عَبُّودٌ: (ع وجَبَلٌ) أَسْوَدُ من جانِبِ البَقِيعِ. وَقيل: عَبُّودٌ على مَراحِلَ يَسيرةٍ بَين السّيالَة ومَلَل، وَله قِصّةٌ عجيبةٌ تأْتي فِي: هَبُّود، قَالَ الجَمُوحُ الهُذَلِيُّ:
كأَنَّنِي خاضِبٌ طَرَّتْ عَقِيقَتُهُ
أَخْلَى لَهُ الشَّرْيُ من أَكنافِ عَبُّودِ
(و) جاءَ (فِي حَدِيثٍ مُعْضِلٍ) فِيمَا رَوَاهُ محمّدُ بنُ كَعْب القُرَظِيّ ((أَنَّ أَوَّلَ النَّاسِ دُخُولاً الجَنَّةَ عَبْدٌ أَسْوَدٌ، يُقَال لَهُ: عَبّودٌ؛ وذالكَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ بَعَثَ نَبِيًّا إِلى أَهلِ قَرْيَةٍ فَلَمْ يُؤْمِنْ بِهِ أَحَدٌ، إِلّا ذالكَ الأَسودُ، وأَنَّ قَوْمَهُ احْتَفَرُوا لَهُ بِئراً فصيَّرُوهُ فِيهَا، وأَطْبَقُوا عَلَيْهِ صَخْرةً، فَكَانَ ذالكَ الأَسودُ يَخْرُجُ فَيَحْتَطِبُ فَيَبِيعُ الحَطَبَ ويَشْتَرِي بِهِ طَعَاماً وشَرَاباً، ثمَّ يأْتِي تِلْكَ الحُفْرَةَ فيُعِينُه اللهُ تَعَالَى على تِلْكَ الصَّخْرَةِ فيرفعُها ويُدَلِّي) أَي يُنْزَلِ (لَهُ ذلكَ الطَّعَامَ والشَّرَابَ، أَنَّ الأَسْود) المذكورَ (احَتطَبَ يَوْمًا، ثمَّ جَلَسَ لِيَسْتَرِيحَ، فضَرَب بِنَفْسِهِ الأَرض شِقَّهُ الأَيسر فَنَامَ سبعَ سِنينَ ثمَّ هَبَّ) أَي قَامَ (من نَومَتِهِ وَهُوَ لَا يُرَى إِلَّا أَنه نامَ) وَفِي بعضِ النُّسخ: لَا يرَى أَنَّه نَام إِلَّا (سَاعَة من نَهَارٍ، فاحتَمَلَ حُزْمَتَهُ فأَتَى القَرْيَةَ) على عادَتِهِ (فَبَاعَ حَطَبَهُ، ثمَّ أَتَى الحُفْرَةَ فَلم يَجِد النَّبيَّ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم فِيها، وَقد كَانَ بَدَا لِقَوْمِهِ فِيهِ فأَخْرَجُوهُ) من البئرِ (فَكَانَ يسأَلُ عَن) ذالك (الأَسْودِ، فيَقُولون: لَا نَدْرِي أَيْنَ هُو. فَضُرِبَ بِهِ المَثَلُ لِمَن نَام طَويلاً) .
وَفِي (المُضَافِ والمَنْسُوب) لأَبي منصورٍ الثَّعَالِبِيّ: قَالَ الشَّرْقِيُّ: أَصلُه أَن عَبُّوداً قَالَ لِقَوْمِه: اندُبُونِي لِأَعْلَم كَيفَ تَنْدُبُونِّي إِذا مِتّ، ثمَّ نَامَ فماتَ. وَقَالَ ابْن الحَجَّاج:
قُوموا فأَهْلُ الكَهْفِ مَعْ
عَبَّودَ عِنْدَكُمُ صَرَاصِرْ
وَفِي التكملة، عَن الشَّرْقِيّ: أَنَّه كَانَ رَجُلاً تَمَاوَتَ على أَهْلِه، وَقَالَ: اندُبْنَنِي لأَعْلَم كَيْفَ تَنْدُبْنَنِي مَيِّتاً، فَنَدَبْنَهِ، وَمَات على الحالِ.
(و) أَبو عبد الله أَحمدُ بنُ عبدِ الواحِدِ (بن عَبُّودِ) بن واقدٍ: (مُحَدِّثٌ) ، رَوَى عَنهُ أَبو حاتمٍ الرَّازِيُّ وغيرُه.
(و) المِعْبَد، (كمِنْبَرٍ المِسْحَاة) والجمْع: المَابد، وَهِي المَساحِي والمُرُورْ، قَالَ عَدِيُّ بن زيدٍ:
ومُلْكَ سُلَيْمَانَ بنِ داوودَ زَلْزَلَتْ
وَرَيْدَانَ إِذْ يَحْرُثْنَهُ بالمَعَابِدِ
(و) يُقَال: ذَهَبُوا عَبابِيدَ، وعَبَادِيدَ. وَتقول: أَمّا بَنُو فُلانٍ فقد تَبَدَّدوا وتَعَبْدَدُوا. قَالَ الجوهريُّ: (العَبابِيدُ، والعَبَادِيدُ، بِلَا واحدٍ من لَفْظِهِمَا) ، قالَه سيبَوَيْه وَعَلِيهِ الأَكْثَرُ، وَلذَا قَالُوا: إِنَّ النِّسْبَةَ إِليهِم: عَبَابِيدِيٌّ وعَبَادِيدِيٌّ، وهم (الفِرَقُ من النّاسِ والخَيْلِ، الذَّاهِبونَ فِي كُلِّ وَجْهٍ) ، والقِيَاسُ يَقْتَضِي أَن يكونَ واحدُهُما على فَعُّول، أَو فِعِّيل، أَو فِعْلالٍ.
(و) العَبَادِيدُ (الآكامُ) ، عَن الصَّاغَانِيِّ.
(و) العَبابِيدُ: (الطُّرُقُ البَعِيدةُ) الأَطرافِ، المُخْتَلِفَةُ. وَقيل: لَا يُتَكَلَّم بهَا فِي الإِقبالِ، إِنَّما فِي التَّفَرُّقِ والذَّهَابِ.
(والعَبَادِيدُ: ع) نَقله الصاغانيُّ.
(و) يُقَال: (مَرَّ راكِباً عَبَادِيدَهُ أَي مِذْرَوَيْهِ) ، نَقله الصاغانيُّ.
(وعَابُودُ: د، قُرْبَ القُدْسِ) ، مَا بَين الرَّمْلَةِ ونابُلُسَ، موقوفٌ على الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ، وسكَنَتْه بِنور زيد (وعابِدٌ: جَبَلٌ) : وَقيل: موضِعٌ. وَقيل: صُقْعٌ بِمصْر.
(و) عابِدُ بنُ عبدِ الله (بن عُمَرَ بنِ مَخْزُومٍ) القُرَشِيّ (ومِن وَلَدِهِ: عبدُ اللهِ بنُ السَّائِبِ) بن أَبي السّائِبِ صَيْفِيّ بن عابِدٍ (الصَّحَابِيُّ) القُرَشِيُّ المخْزُومِيُّ، القَارىءُ المَكِّيُّ، قرأَ عَلَيْهِ مُجَاهِدٌ وابنُ كَثِيرٍ.
(وعبدُ الله بنُ المُسَيِّبِ) بن عابِدٍ، أَبو عبدِ الرَّحْمانِ، وَقيل أَبو السَّائِب، (المُحَدِّثُ، العابِدِيَّانِ) المَخْزُومِيَّانِ.
(والعِبَادُ، بِالْكَسْرِ) ، كَذَا قَالَه ابْن دريدٍ وغيرُه، وَكَذَا وُجِدَ بخَطِّ الأَزْهَريّ. (و) قَالَ ابْن بَرِّيَ والصاغانِيُّ: (الفَتْحُ غَلَطٌ، وَهِمَ الجوهرِيُّ) فِي ذالِكَ، وتَبِعَ فِيهِ غَيره. وهُم قومٌ مِنْ (قَبَائِلَ شَتَّى) من بُطُونِ العَرَبِ، (اجتَمَعُوا على) دينِ (النَّصْرَانِيَّةِ) فأَنِفُوا أَن يَتَسَمَّوْا بالعَبِيد، وَقَالُوا: نَحن العِبَادُ. والنَّسَبُ إِليه: عِبَادِيٌّ كأَنْصَارِيَ، نَزلُوا (بالحِيرةِ) ، وَمِنْهُم عَديُّ بنُ زَيْدٍ العِبَادِيُّ من بني امرىءِ القَيْس بنِ زَيد مَنَاةَ، جاهِلِيٌّ من أَهل الحِيرة، يُكْنَى أَبَا عُمَيْر، وجَدُّه أَيُّوبُ، أَوَّلُ مَن تَسَمَّى أَيُّوبَ من الْعَرَب، كَمَا سبقت الإِشارةُ إِليه فِي الموحَّدة.
وَقَالَ شيخُنَا: قَالَ أَحمدُ بن أَبِي يَعْقُوبَ: إِنَّمَا سُمِّيَ نَصَارَى الحِيرَةِ لعبَادَ، لأَنه وَفَد على كَنُود مِنْهُم خمسٌ، فَقَالَ للأَوّلِ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: عبدُ المَسِيح. وَقَالَ للثَّانِي: مَا اسمُكَ؟ قَالَ: عبدُ يَا لِيلَ. وَقَالَ للثّالث: مَا اسمُكَ؟ قَالَ عبدُ عَمْرو. وَقَالَ للرّابع: مَا اسمُكَ؟ قَالَ: عَبْدُ ياسُوعَ. وَقَالَ للخامس: مَا اسمُكَ؟ قَالَ: عبدُ اللهِ. فَقَالَ: أَنتُم عِبادٌ كُلُّكُم. فسُمُّوا عِباداً.
(و) قَالَ اللَّيْثُ: (أَعْبَدَنِي فلانٌ فلَانا، أَي مَلَّكَنِي إِيَّاهُ) ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: والمعرُوفُ عندَ أَهلِ اللُّغَةِ: أَعْبَدْتُ فُلاناً، أَي استَعْبَدْتُه. قَالَ: ولسْتُ أُنْكِرُ جَوَازَ مَا قَالَه اللَّيْثُ، إِن صَحَّ لِثِقَةٍ من الأَئِمَّةِ، فإِنَّ السَّماعَ فِي اللُّغَاتِ أَوْلَى بِنَا مِن خَبْطِ العَشْواءِ، والقَوْلِ بالحَدْسِ، وابتداعِ قِيَاسَاتٍ لَا تَطَّرِدُ.
(و) أَعبدَنِي فلانٌ (اتَّخَذَنِي عَبْداً) أَو صَيَّرِني كالعَبْدِ. وَفِي الحَدِيث: (ثلاثةٌ أَنا خَصْمُهُم: رَجُلٌ أَعْبَدَ مُحَرَّراً) ، أَي اتَّخَذه عَبْداً، وَهُوَ أَن يُعتِقَه ثمَّ يَكْتُمَهُ إِيّاه، أَو يَعْتَقِلَه بَعْد العِتْقِ فَيَسْتَخْدِمَهُ كُرْهاً، أَو يأْخُذَ حُرًّا فيدَّعِيَهُ عَبْداً ويَتَملَّكَه. والقياسُ أَن يكونَ: أَعْبَدْتُه: جعَلْتُه عَبْداً.
(و) أَعْبَدَ (القَوْمُ بالرَّجُلِ) : اجتَمَعُوا عَلَيْهِ و (ضَرَبُوه) .
(والعَبَّادِيَّةُ، مُشَدَّدَةً: لَا، بالمَرْجِ) . نقلَه الصاغانيُّ.
(وعَبَّادَانُ: جَزِيرة أَحاطَ بهَا شُعْبَتا دِجْلَةَ ساكِبَتَيْنِ فِي بَحْر فارِسَ) ، مَعْبَدُ العُبَّادِ ومُلْقَى عِصِيّ النُّسَّاك. مثله فِي الْمِصْبَاح، المَشَارق. وَقَالَ ابْن خُرداد: إِنَّهُ حِصْنٌ بِالعِراقِ، بينعه وَبَين البَصْرَةِ اثْنَا عَشَرَ فَرْسَخاً، سُمِّيَتْ بِعَبَّادِ بنِ الحُصَيْنِ التَّمِيمِيِّ الحَنْظَلِيّ. وَفِي الْمثل: (مَا وَراءَ عَبَّادانَ قَرْيَةٌ) .
(وعَبَّادَةُ) التَّشْدِيد: (جَارِيةُ) المُهَلَّبِيَّة، لَهَا قِصَّةٌ ذَكرها الزُّبَيْر، وَهِي الَّتِي قَالَ فِيهَا أَبو العَتاهِيةِ:
مَنْ صَدَقَ الحُبَّ لأَحْبابِهِ
فإِنَّ حُبَّ ابنِ غُرَيْرٍ غُرُورْ
أَنْسَاه عَبَّاد ذاتَ الهَوَى
وأَذْهَبَ الحُبَّ لَدَيْهِ الضَّمِيرْ وابنُ غُرَيْرٍ كانَ يَهْوَى عَبَّادة.
(و) اسمُ (مُخَنَّث) ذِي نَوَادِرَ أَيامَ المُتَوَكِّلِ، ذكَره الذَّهَبِيُّ.
(و) يُقَال: (عَبَدْتُ بِهِ أُوذِيهِ، أَي (أُغْرِيتُ) بِهِ.
(والمُعَبَّدُ كمُعَظَّمٍ: المُذَلَّلُ من الطَّرِيقِ وغيرِهِ) ، يُقَال: بَعِيرٌ مُعَبَّد، أَي مُذَلَّلٌ، وطَرِيقٌ مُعَبَّدٌ، أَي مَسْلُوكٌ مُذَلَّل. وَقيل: هُوَ الَّذِي تَكثرُ فِيهِ المُخْتَلِفةُ. قَالَ الأَزهريُّ: والمُعَبَّد: الطَّرِيقُ المَوطُوءُ. (و) المُعَبَّدُ: (المُكَرَّمُ) المُعَظَّم، كأَنّه يُعْبَد، (ضِدٌّ) ، قَالَ حَاتِم:
تَقُولُ أَلا تُبْقِي عليكَ فإِنَّني
أَرى المالَ عِنْدَ المُمْسِكِينَ مُعَبَّدَا
أَي مُعَظَّماً مَخْدُوماً، وبَعِيرٌ مُعَبَّدٌ: مُكَرَّمٌ.
(و) قَالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
وضَمَّنْتُ أَرْسانَ الجِيَادِ مُعَبَّداً
إِذا مَا ضَرَبْنَا رأْسَه لَا يُرَنِّحُ
قَالَ الأَزهريُّ: المُعَبَّدُ هُنَا: (الوَتِدُ) .
(و) المُعَبَّد: (المُغْتَلِمُ من الفُحُولِ) ، نقلَه الصاغانيُّ.
(و) المُعَبَّدُ (بَلَدٌ مَا فِيهِ أَثَرٌ وَلَا عَلَمٌ وَلَا ماءٌ) ، أَنشد شَمِرٌ:
وَبَلَدٍ نائِي الصُّوَى مُعَبَّدِ
قطَعْتُهُ بِذَاتِ لَوْثٍ جَلْعَدِ
(و) المُعَبَّد: البَعِيرُ (المَهْنوءُ بالقَطِرَانِ) ، قَالَ طَرَفةُ:
إِلَى أَن تَحَامَتْنِي العَشِيرَةُ كُلُّهَا
وأُفْرِدتُ إِفْرادَ البَعِيرِ المُعَبَّدِ
قَالَ شَمِرٌ: لمُعَبَّدُ من الإِبل: الَّذِي قد عُمَّ جِلْدُه بالقَطْرَانِ. وَيُقَال: المُعَبَّدُ: الأَجْرَبُ الّذي قَد تَساقَطَ وَبَرُهُ، فأُفْرِدَ عَن الإِبِلِ لِيُهْنَأَ.
قلت: وَمثله عَن كُرَاع، وَهُوَ مُسْتَدْرَكٌ على المصنِّف. وَيُقَال: المُعَبَّدُ: هُوَ الّذِي عَبَّدِ الجَرَبُ، أَي ذَلَّله.
(وعَبَّدَ تَعْبِيداً: ذَهَبَ شارِداً) نَقله الصاغانيُّ.
(و) يُقَال: (مَا عَبَّدَ أَن فَعَلَ) ذالك أَي (مَا لَبِثَ) ، وَكَذَا مَا عتَّمَ، وَمَا كَذَّبَ.
(وأَعْبَدُوا) بِهِ: (اجتَمَعُوا) عَلَيْه يَضْرِبُونَه. نَقله الصاغانيُّ.
(والاعتِبَادُ، والاسْتِعْبادُ: التَّعْبِيدُ) ، يُقَال: فُلانٌ استَعْبَدَه الطَّمَعُ، أَي اتَّخَذَه عَبْداً.
وعَبَّد الرَّجُلَ، واعْتَبَدَه: صَيَّرَه عَبْداً أَو كالعَبْدِ لَهُ.
(وتَعَبَّدَ: تَنَسَّكَ) ، وقَعَدَ فِي مُتَعَبَّدِهِ، أَي مَوضِع نُسُكِه.
(و) تَعَبَّدَ (البَعِيرُ: امتَنَعَ وصَعُبَ) ، وَقَالَ أَبو عَدْنَانَ: سَمِعْت الكِلابِيّينَ يَقُولونَ: بَعِيرٌ مُتعبِّد ومُتَأَبِّد، إِذا امْتَنَعَ على النّاسِ صُعُوبَةً، فَصَارَ كآبِدةِ الوَحْشِ.
(و) تَعَبَّدَ (البَعِيرَ: طَرَدَهُ حتَّى أَعْيَا) وكَلَّ فانقُطِعَ بِهِ.
(و) تَعَبَّدَ (فُلاناً: اتَّخَذَه عَبْداً، كاعْتَبَدَهُ) وعَبَّده، واسْتَعْبَدَه، عَن اللِّحْيَانيّ، قَالَ رُؤْبَةُ:
يَرْضَوْ بالتَّعْبِيدِ والتَّأَمِّي
وَفِي الحَدِيث: (ثلاثةٌ أَنا خَصْمُهُم: رَجُلٌ اعتَبَدَ مُحَرَّراً) وَقد تقدَّم.
(و) من الْمجَاز: (المُعَبَّدة: السفينةُ المُقَيَّرَةُ) أَو المَطْلِيَّةُ بالشَّحْمِ أَو الدُّهُنِ أَو القَارِ.
(و) يُقَال: (أُعْبِدَ بِهِ، مَبْنِيًّا للمَجْهُول، أَي (أُبْدِعَ) ، مَقْلُوبٌ مِنْهُ.
(و) يُقَال: أُعْبِدَ بالرَّجُلِ، إِذا (كَلَّتْ راحِلَتُهُ) أَو ماتَتَ، أَو اعتَلَّتْ أَو ذَهَبَتْ فانقُطِعَ بِهِ.
(وعَبْدَةُ بنُ الطَّبِيبِ، بالفَتْح) فالسُّكون واسمُ الطَّبِيب زيدُ بن مالِكِ بنِ امْرىءِ القَيس بن مَرْثَد بن جُشَم بن عَبْدِ شَمْسٍ.
(وعَلْقَمَةُ بنُ عَبَدَةَ) ، نَسَبُه فِي تَمِيمٍ، وَهُوَ عَلْقمَةُ بنُ عَبَدَةَ بنِ ناشِرَةَ بنِ قَيْس، يُعْرَفُ بِعَلْقَمةَ الفَحلِ. وأَخوه شَأْسُ بن عَبَدَة، وَهُوَ (بالتَّحْرِيك) ، كَذَا فِي (الإِيناس) .
(والعَبْدِيُّ نِسْبَةٌ إِلى عَبْدِ القَيْسِ) القَبِيلَةِ المَشْهُورَ. (وَيُقَال: عَبْقَسِيٌّ، أَيضاً) على النَّحْتِ، كَعَبْشَمِيَ، والأَولُ أَكْثَرُ.
(والعَبْدَانِ) فِي بني قُشَيْرِ: (عبدُ اللهِ بنُ قُشَيْر) بنِ كَعْبِ بنِ رَبِيعَةَ، القَبِيلةِ المشهورةِ، (وَهُوَ الأَعْوَرُ، وَهُوَ ابنُ لُبَيْنَى) ، تَصْغِير لُبْنَى، وَفِيهِمْ يَقُول أَوْسُ بن حَجَرٍ:
أَبَنِي لُبَيْنَى لَسْت مُعْتَرِفاً
ليكونَ أَلأَمَ منكمُ أَحَدُ
(وعبْدُ اللهِ بنُ سَلَمَةَ بنِ قُشَيْرِ) بن كَعْبِ بن رَبِيعَةَ، (وَهُوَ سَلَمَةُ الخَيْرِ) وَوَلَدُ وَلَدِه: بَيْحَرةُ بنُ فِرَاس،، الّذِي نَخَس ناقَة النبيِّ، صَلَّى اللهُ عليْه وسلَّم، فصرَعَتْه، فَلَعَنَه النَّبِيُّ، صلّى اللهُ عليْه وسلّم.
(والعَبِيدَتَانِ: عَبِيدَةُ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ قُشَيْرِ) بن كَعْبِ بن رَبِيعةَ، (وعَبِيدةُ بنُ عَمْرِو بنِ مُعاويةَ) بنِ قُشَيْرِ بنِ كَعْبِ بنِ رَبِيعة.
(والعَبَادِلَةُ) جمعُ عبدِ اللهِ، على النَّحْتِ، لأَنّه أُخِذَ من المُضَافِ، وبعضِ المُضَافِ إِليه، لَا أَنّه جمع لِعَبْدَل، كَمَا تَوَهَّمَهُ بعضُهم، وإِن كَانَ صَحِيحاً فِي اللَّفْظِ، إِلَّا أَنَّ المَعْنَى يأْباهُ. وأُطْلِق على هاؤلاءِ للتَّغْلِيب. قَالَه شيخُنا. وهم ثَلَاثَة، وَقيل: أَربعة.
أَوَّلُهم: سَيِّدُنا الحَبْرُ عبدُ الله (بنُ عَبَّاسِ) بن عبدِ المُطَّلِب، الهاشِمِيُّ القُرَشيُّ، تُرْجمانُ القرآنِ، تُوُفِّيَ بالطَّائِف.
(و) ثانيهم: سَيِّدُنا عبدُ الله (بنُ عُمَرَ) بنِ الخَطَّاب، العَدَوِيُّ القُرَشِيُّ.
(و) ثالثهم: سَيِّدُنا عبدُ الله (بنُ عَمْرِو بنِ العاصِ بنِ وائلٍ) السَّهْمِيّ القُرَشِيُّ.
فهؤلاءِ ثلاثةٌ قُرَشِيُّونَ. وآخِرُهم مَوْتاً سيِّدُنَا عبدُ الله بن عُمَرَ، سنةَ ثلاثٍ وسِتِّين.
(وَلَيْسَ مِنْهُم) ، أَي من العبادِلَةِ سَيِّدُنا عبدُ الله (بنُ مَسْعُودٍ) الهُذَلِيّ. وذَكَرَ ابنُ الهمامِ فِي (فَتْح الْقَدِير) أَن عُرْفَ الحَنَفِيَّةِ عَدُّ عَبدِ الله بن مَسْعودٍ مِنْهم، دُون ابْن عَمْرِو بن العاصِ. قَالَ: وعُرْفُ غَيرِنَا بالعَكْسِ وَمِنْهُم من أَسْقَط ابنَ الزُّبَيْرِ. (وغَلِطَ الجوهَرِيُّ) . قَالَ شيخُنَا: وهاذا بِنَاء مِنْهُ على أَنَّ الجَوْهَريَّ ذَكَر فِي العِبادِلَةِ ابنَ مَسْعُودٍ، رَضِي الله عَنهُ، وَلَيْسَ فِي شيْءٍ من أُصولِ الصّحاحِ الصّحيحةِ المقروءَةِ ذِكْرً لَهُ وَلَا تَعَرُّضٌ، بل اقتَصَر فِي الصّحاح على الثَّلاثةِ الّذِين ذَكَرهم المصنِّفُ، وكَأَنَّ المصنِّفَ وَقَعَ فِي نُسْخَتِهِ زيادةٌ مُحَرَّفةٌ أَو جامِعَةٌ بِلَا تَصحيحٍ، فَبَنَى عَلَيْهَا، فَكَانَ الأَولَى أَن يَنْسُبَ الغَلَط إِليها. وَقد راجَعْت أَكثَرَ من خمسين نُسخةً من الصّحاح فَلم أَرَه ذَكَر غيْرَ الثلاثةِ، لم يَتَعَرَّض لغيرِهم، نَعَمْ رأَيتُ فِي بعْضه النُّسخ النادِرَةِ زيادَةَ بنِ مَسْعُودٍ فِي الهامِشِ، كأَنَّها مُلْحَقَةٌ صْلِيحاً. ورأَيتُ العلَّامةَ سْدى لبي أَنكَر هاذه الزيادةَ، وذَكَر أَنَّه تَتَبَّعَ كثيرا من نُسَخِ الصّحاحِ، فلَم يَجدْ فِيهَا هاذه الزيادةَ. وجَزَمَ بأَن الجَوْهَرِيَّ لم يَعُدَّه.
(وعَبْدَلُ، بِاللَّامِ: اسمُ حَضرَمَوْتَ) القديمُ، نقلَه الصاغانيُّ.
(وَذُو عَبْدانَ) كسَحْبانَ: (قَيْلٌ من الأُعْبُودِ بْنِ السَّكْسَكِ) بن أَشْرَسَ بن ثَوْر. وهاذا تَقَدَّمَ بعَيْنِهِ، فَهُوَ تَكرارٌ مُخِلٌّ. والصَّوابُ فِي ضَبْطِه بالتَّحْرِيك، كَمَا مرَّ لَهُ.
(وسَمَّوْا عِبَاداً) ككِتَاب، (وعُبَاداً) كغُرَبٍ، (ومَعْبَداً) كمَسْكَنٍ، (وعِبْدِيداً) بِكَسْر فَسُكُون، (وأَعبُداً) ، كأَفْلُس، (وَعبَّاداً) ككَتَّانٍ، (وعابِداً، وُعَبِيداً) كأَمِيرٍ، (وعُبَيْداً) ، مُصَغَّراً (وعُبَيْدَةَ) بِزِيَادَة الهاءِ، (وعَبِيدَةَ) ، بِفَتْح فَكسر، (وعَبْدَةَ) ، بِفَتْح فَسُكُون، (وعُبْدَةَ وعُبَادَةَ، بضمِّهما، وعَبْدَلاً) بِزِيَادَة اللّام، (وعَبْدَكاً) ، بِزِيَادَة الْكَاف، (وعَبْدُوساً) ، بزيادةِ الواوِ وَالسِّين.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
العابِد: المُوحِّد.
والتَّعْبِيدة: العُبُودِيَّةُ.
وَمَا عَبَدَكَ عَنِّي: مَا حَبَسَك.
وعَبَدَ بِهِ: لَزِمَهُ فلَمْ يُفَارِقْه.
والعَبَدَةُ، محرّكَةً: النّاقَةُ الشَّدِيدَةُ.
وقولُهُ تَعَالَى: {فَادْخُلِى فِى عِبَادِى} (الْفجْر: 29) أَي حِزْبِي.
وعَبَدَ يَعْدُو، إِذا أَسْرَعَ.
والعَبَدُ: الحُزْنُ والوَجْد.
وقولُه تَعَالَى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات: 56) أَي إِلَّا لأَدْعُوَهُم إِلى عِبادَتِي، وأَنا مُرِيدٌ للعِبَادَةِ مِنْهُم، وَقد عَلِمَ اللهُ، قَبْلَ أَن يَخْلُقَهم، مَن يَعْبُدُه مِمَّن يَكْفُرُ بِه، وَلَو كانَ خَلَقَهُم لِيجبرَهم على العِبَادةِ لكانُوا كُلُّهُم عِبَاداً مُؤْمِنِين. كَذَا فِي تَفْسِير الزَّجَّاج. قَالَ الأَزهريُّ: وهاذا قولُ أَهلِ السُنَّةِ والجماعةِ.
وعُبِّدَ: مُلِكَ هُوَ وآباؤُه من قَبْلُ.
وَقَالَ بنُ الأَنباريِّ فُلانٌ عابِدٌ، وَهُوَ الخاضِعُ لِرَبِّهِ، المُسْتَلِمُ المُنْقَادُ لأَمْرِه، والمُتَعَبِّد: المخنْفَرِدُ بالعِبَادَةِ.
وبَعِيرٌ مُعَبَّدٌ، وَهُوَ الْذِي يُتْرَكُ وَلَا يُرْكَبُ.
وَقَالَ أَبو جعْفَرٍ: وحَكَى صاحِبُ المُوعِبِ عَن أَبي زَيْدٍ: عَبَّدْت الرجُلَ: ذَلَّلْتُه حتَّى عَمِلَ عَمَلَ العَبِيدِ.
وعُبَادُ بنُ الصَّامِتِ البَغْدادِيُّ، سَمِعَ الحديثَ على الإِمامِ أَحمدَ بنِ حَنْبَلٍ.
وعَبَادُ بنُ السَّكُون، كسَحَابٍ: قَبِيلةٌ، وَقيل: بَطْنٌ من تُجِيبَ. وعَبادَة بن نَسِيَ التُّجِيبِيُّ، قَاضِي الأُرْدُنَّ، من صالِحِي التابِعِينَ.
وَيُقَال؛ عَبْدٌ مُعْتَبَدٌ ومُسْتَعْبَدٌ.
وعابِدٌ: لَقَبُ أَبي المُظَفَّرِ ناصِرِ بنِ نَصْرِ بنِ مُحَمَّد بنِ أَحمدَ، السَّمَرْقَنْدِيِّ، المحدِّثِ، قيل: كَانَ أَبُوه دِهْقاناً كَثِيرَ المَال، فوَقَع بِسَمَرْقَنْدَ قَحْطٌ، فباعَ غَلَّتَه بِنِصْفه ثَمَنِها، وأَعْطَى الّذين يجْلِبُونَ الطَّعَامَ ليُرْخِصُوه، فحَصَل بهِ رِفْقٌ، فَقيل: عابِدٌ. فَبَقِيَ عَلَيْهِ وعَلى عَقِبِهِ.
وَفِي تَمِيمٍ عُبدةُ بالضمّ، ابنُ جَذِيمةً بنِ الحارِثِ بنِ عَمْرِو بن الهُجَيْم بن عمرِو بن تَمِيم. ذَكَرَه الوزيرُ المَغْرِبِيُّ.
وَفِي الصّحاح (حِمَارَا العِبَادِيّ) بالتَّثْنِيَةِ، يُضْرَبُ مَثَلاً فِي التَّرَدُّدِ بَيْنَ مَا أَحَدُهُما أَمْثَلُ من الآخر. قيل لِعِبَادِيِّ: أَيُّ حِمارَيْكَ شعرٌّ؟ قَالَ: هاذا ثُمَّ هاذا.
(ويَومُ عَبِيدٍ) يُضْرَبُ مَثَلاً للْيَومِ المَنْحُوسِ، لأَنّه لَقِيَ النّعْمَانَ فِي يومِ بُؤْسِهِ فَقَتلَه.
والعُبَيدِيّون: خُلَفَاءُ مصر، معروفون.
وعَبَدَة، بِالتَّحْرِيكِ، فِي نَسبِ كثيرٍ من أَهل الجاهليّ، والصّحابة، والتّابعين، فَمن الْمَشَاهِير: الجَرَنْفَش ابْن عَبَدَة الطائِيُّ المُعَمَّر، وجَرِير بن عَبَدةَ، وأَيْفعُ بنُ عَبَد، وأَبو النجْمِ العِجْليُّ الرَّجِزُ فِي أَجداده عَبَدَة بن الحارِثِ، ضَبَطَه أَبو عمرٍ والشَّيبانِيُّ.
وكسَفِينَة: عَبِيدَة بن عَمْرٍ والسَّلْمانيّ، وآخَرُون.
وبالضّمّ كثير.
وأَبو العَبْد أَحْمَدُ بن مُحَمَّدٍ القَلانِسِيُّ الصُّوفِيُّ، حدَّثَ.
وعِبْدانُ، بِالْكَسْرِ: جدُّ عَطاءِ بن نُقَادة، حدَّث عَنهُ يعقوبُ بن محمّدٍ الزُّهريّ، وَابْنه جدّ عَمْرو بن قَطَنِ بن المُنْذِر الشاعِر، ورَبيعَة بن عِبدانَ، صحابِيٌّ. وضَبطه ابنُ عساكرٌ بكسرتين وَتَشْديد الدّال، حَكَاهُ النَّوَوِيُّ فِي شرْح مُسْلِم.
ودير عَبْدُون: مَعْرُوف بِالشَّام، قَالَ ابْن المُعْتَزّ:
سَقَى الجَزِيرةَ ذاتَ الظِّلِّ والشَّجَرِ
ودَيْرَ عَبْدُونَ هَطَّالُ مِنَ المَطَرِ
وعَبْدَة بنتُ صَفْوَان: صحابِيَّةٌ مَشْهُورَة.
وَالْعَابِد: الخادِمُ، قيل إِنه مجَاز.
وأَبو عَبّاد مَعْبَد بن وَهْبٍ المُغَنِّي مَوْلَى العاصِي بنِ وابصةَ المَخْزُومِيّ.
وَبَنُو عُبَادَة من بني عُقَيْل بنِ كَعْبٍ.
وعُبَيْد، مصغّراً: اسْم بَيْطَارٍ، وَقعَ فِي شِعرِ الأَعشى:
لم يُعَطَّفْ على حُوارٍ وَلم يقْ
طَع عُبَيْدٌ عُروقَها من خُمَالِ
وعُبَيْدَنُ فِي بَيت الحُطَيئةِ: راعٍ كَانَ لِرَجُلٍ من عادٍ، ثمَّ أَحَدِ بَني سُوَيد وَله خَبَرٌ طويلٌ.
وأَبو عاصِمٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ عباد، العِبَادِيُّ الهَرَوِيُّ، فَقِيهٌ مُحَدِّثٌ تُوُفِّيَ سنة 458 هـ.
وأَما الأَمير أَبو الْحُسَيْن أَزد شير بن أَبي مَنْصُور الْوَاعِظ العباديّ، فإِلى عبَادَة، قَرْيَة بمرو.
وعُبَاد بن ضُبَيعة بن قَيس، من بني بكر بن وَائِل: قَبيلَة.
والمَعْبد: العِبادة وَهُوَ مصدر.
والعَبِد، ككَتِف: الجَرِب.
وأَود عَبُّود فِي قَول حَسَّان بنِ ثَابت:
إِلى الزِّبَعْرَى فإِنَّ اللُّؤْمَ حَالَفَهُ
أَو الأَخابِثِ من أَولادِ عَبّودِ
أَراد، عابِدَ بنَ عبدِ الله بن عُمرَ بنِ مَخْزُومٍ.
وعابِدةُ الحَسناءُ بنْت شُعَيْب أُخت عَمْرو بن شُعيب.
وسَمَّوا عُبَّدَة كقُبَّرة، مِنْهُم: عُبَّدَةُ بن هِلَالِ الثَّقَفِيُّ الزَّاهِدُ، فَرْدٌ، وجَزمَ عبد الْغَنِيّ بأَنه كصُرَد. وَقَالَ ابْن مَاكُولَا: وَهُوَ الأَشبهُ. قَالَ: وَيُقَال بضمّتين مُخَفَّفاً، وبفتح فَسُكُون، وبضمّ فَسُكُون.
وعُبَادَى، كحُبَالَى: اسمُ نصرانِيَ جاءَ فِي السِّيَرِ أَنهى هدَى إِلى رَسُول الله صلَّى الله عليْه وسلَّم.
وعَبِدَهُ، كعَلِمَ: أَنكره.
والعَبِدُ، كَتِف: الحَرِيصُ.
ومُنْيَةُ عَبَّادٍ، ككَتَّان: قَرْيَةٌ بمصْرَ.
والعَبَابِدَةُ: بَطْنٌ من العَرَبِ، نُسِبَتْ إِليهم النُّوقُ الفارِيقيَّةُ.
والمَعابِدَةُ: اسْم للمُحصَّب.
وعَبْدلُ، بِاللَّامِ، ابنُ الْحَارِث العِجْلِيّ، وابنُ ابنِ أَخيه، عَبْدلُ بن حَنْظَلةَ بن يامِ بن الْحَارِث، كَانَ شَرِيفاً.
والحَكَمُ بنُ عَبْدَلٍ لأَسَدِيُّ، الشاعِرُ كُوفِيٌّ ومَرْثَد بن عَبْدَل الغفريّ، لَهُ ذِكْرٌ فِي زَمنِ زِياد.
وبالكاف يحيى بن عَبْدَك القَزْوِينيّ.
وسَمَّوْا: عبَادَةَ كسَحابة وكِتابة وثُمَامة. وغُرَاب وسَحَاب وكِتَاب. وَفِي تَفْصِيل ذالك طُولٌ.
وأَبو جعفرٍ محمّدُ بن عبدِ الله بنِ عَبْدٍ: كَانَ شاعِراً كاتِباً.
وأَبو أَحمد محمّد بن عَليّ بنُ عَبْدَك الجُرْجانِيُّ: مُقَدَّم السبعةِ بهَا رَوى وحدَّث.
والعَبْدَلِيُّ: نِسبةٌ إِلى عبدِ الله بن غَطَفَان وبطن آخَر من خَوْلانَ.
وأَبو منصورٍ أَحمدُ بن عَبْدُونَ. ذَكرَ الثعالبي فِي (الْيَتِيمَة) .
وأَبو عبد الله محمّد لبنُ إِبراهيمَ بنِ عَبْدُوَيه، وَابْن أَخِيه أَبو حازِم عُمَر بن أَحمدَ بن إِبراهيم العَبْدُويانِ. والنُّحَاةُ يفتحون الدّال: محدّثانِ.
وَفِي هَمْدانَ: عُبيْد بن عَمْرو بن كَثِير بن مالكِ بن حاشد. وَفِي تَمِيم: عُبَيْد بن ثَعْلَبَة بن يَرْبُوع. وَفِي الأَنصار: عُبَيْد بن عَديّ بن عُثمان بن كَعْب بن سَلِمَةَ. وَفِي نَهْد: عُبَيْد بن سَلامة بن زُوَيِّ بن مَالك بن نَهْد: قبائلُ. والنِّسبة إِليهم: عُبَيْدِيٌّ.
وأَبو بكرٍ محمدُ بن فارسِ بنِ حَمْدَانَ بنِ عبد الرحمان بن مَعْبَدٍ العطشيّ المَعْبَدِيُّ. قَالَ الخَطِيب: يُذْكَرُ أَنَّه من وَلَدِ أَمّ مَعْبَدٍ الخُزَاعِيَّةِ. وأَبو عبدِ الله محمَّدُّ بن أَبِي مُوسَى بن بن عِيسَى بن أَحمد بن مُوسَى المَعْبَدِيّ: من وَلَدِ مَعْبَده ابنِ العَبّاس بنِ عبد المُطَّلب، انْتَهَت إِليه رِيَاسَةُ العَبَّاسيّينَ فِي وَقْته، رَوَيَا وحَدَّثا.
ويَعْبُدَى: مَوضِع بِالشَّام.
والمَعْبَدُ والمُتَعَبَّد: مَوْضِعُ العِبَادَةِ.
(عبد) عبدا وَعَبدَة نَدم وَعَلِيهِ غضب وَمِنْه أنف وعَلى نَفسه لامها وَعَلِيهِ حرص وَبِه لزمَه فَلم يُفَارِقهُ فَهُوَ عَابِد وَعبد

(عبد) عبودا وعبودية ملك هُوَ وآباؤه من قبل
ع ب د

يقال: عبد بيّن العبودية، وأقرّ بالعبودية. وفلان قد استعبده الطمع. وتعبدني فلان واعتبدني: صيرني كالعبد له. قال:

تعبّدني نمر بن سعد وقد أرى ... ونمر بن سعد لي مطيع ومهطع

وعبده وأعبده: جعله عبداً. قال:

علام يعبدني قومي وقد كثرت ... فيهم أباعر ما شاءوا وعبدان

وأعبدني فلاناً: ملكنيه. وتعبد فلان وتنسّك. وقعد في متعبده. وطريق وبعير معبد: مذلل، وتقول: لا تجعلني كالبعير المعبّد، والأسير المتعبد. وذهبوا عباديد. وتقول: أما بنو فلان فقد تبدّدوا وتعبددوا. وعبدٌ في أنفه عبدة أي أنفة شديدة. وأعوذ بالله من قومة العبوديّة، ومن النومة العبودية؛ وكان عبود مثلاً في النوم.
عبد: عبَّد (بالتشديد): جعله عبداً (فوك).
تعبَّدان: المعنى الذي ذكره فريتاج باللاتينية لهذا الفعل وهو امر أن يعبد معنى جيد ولو إنه لم يأت بشاهد عليه (وهذا المعنى لم يذكره لين) وهذا الفعل يسند إلى الله سبحانه وتعالى ونجده في كتاب عبد اللطيف الذي نشره سلفستر دي ساسي (ص533) ففيها: فإن لله سبحانه تعبَّد أن يدعى جهراً الخ. أي أن الله سبحانه فرض علينا أن ندعوه جهراً ولو إنه يعلم السرّ وأخفى.
تعبَّد ب: تعهد واخذ على نفسه إطاعة أوامر الله تعالى (بدرون ص123 من التعليقات) وانظر عن هذا المعنى والذي سبقه (معجم الماوردي).
تعبَّد الطريق: صار ممهداً أمنا (المقري 2: 701) عَبْد. العِباد: النصارى النساطرة كالذين يسكنون مدينة الحيرة. وهم عرب من تنوخ وكانوا يؤلفون القسم الأعظم من النصارى.
وكلمة عِبادِيّ تطلق عادة على أحد هؤلاء العرب من النصارى (الجريدة الآسيوية 1838، 2: 502).
عبد البطن: نِهم، شره (بوشر).
عبد الشمس: عبَاد الشمس، دوّار الشمس (زهر). (بوشر).
عُبْدِية: عُبوديّة، رقّ (فوك).
عِبادِيّ: انظرها في مادة عبد. عُبِيْديَّة: مجموعة من ضفائر الشعر المستعار تخالطها شرائط حريرية سود تربطه النساء بشعورهن ويتركنه يتدلى خلفهن (بوشر، برجون ص806، محيط المحيط).
عَبّاديّ. حصير عباديّ: حصير من السمار والاسل والحلفاء (فوك) وانظر المادة التالية.
عَبَّادانِيّ: من سكان عبادان وهو موضع حقير مقفر واقع في منطقة كلها مستنقع كبير إنما يحصلون على أسباب العيش من نسج الحصر.
(المقدسي ص118) وكانت هذه الحصر جميلة وكانت تقلد في مواضع أخرى. ومن هذا أصبحت كلمة عباداني اسما لنوع جميل جداً من الحصر.
(المقدسي ص128، 203، 242، 451، 1: 3 من التعليقات) وقد أرشدني إلى هذه المصادر في المقدسي السيد دي غويه. وفي ألف ليلة (برسل 7: 190) ايوان بفسقية وشادروان وحصر عيداني ومخّدات اسكندراني، ويجب تصحيح عيداني فالصواب عَبَّداني أو عباداني.
وقد ذكر فوك حَصِير عبادي بمعنى حصير من السمار أو الاسل. وهو نفس الكلمة لأن اسم هذا المكان كان في الأصل عَبَّاد غير أن أهل البصرة ونواحيها اعتادوا أن يلحقوا ألفا ونوناً إلى اسم الأماكن، وهكذا قالوا زيادان على مكان سمي باسم زياد، وبلالان على مكان آخر سمي باسم بلال. (انظر ياقوت 3: 298).
عابد: راهب، من نذر نفسه للعبادة. (فوك، الكالا).
عابد: ناسك، زاهد، حبيس (فوك، بوشر) وعند النصارى الراهب المنفرد للعبادة. (محيط المحيط).
تَّعبدُّ: عبودية، رق (بوشر).
مِعْبَدَة= مِعْبَد (ديوان الهذليين ص135).
مَعْبُود: مملوك اسود (الكالا) وفيه: عَبْد للمملوك مطلقاً.
مُتَّعبَّد: تعّبد، عبادة. ففي أماري ديب (ص175) كنيسة لمتعبّدهم. وفي رحلة ابن بطوطة (2: 137): بيت متعبده.
عبد
العُبُودِيَّةُ: إظهار التّذلّل، والعِبَادَةُ أبلغُ منها، لأنها غاية التّذلّل، ولا يستحقّها إلا من له غاية الإفضال، وهو الله تعالى، ولهذا قال: أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ
[الإسراء/ 23] .
والعِبَادَةُ ضربان:
عِبَادَةٌ بالتّسخير، وهو كما ذكرناه في السّجود.
وعِبَادَةٌ بالاختيار، وهي لذوي النّطق، وهي المأمور بها في نحو قوله: اعْبُدُوا رَبَّكُمُ
[البقرة/ 21] ، وَاعْبُدُوا اللَّهَ [النساء/ 36] .
والعَبْدُ يقال على أربعة أضرب:
الأوّل: عَبْدٌ بحكم الشّرع، وهو الإنسان الذي يصحّ بيعه وابتياعه، نحو: الْعَبْدُ بِالْعَبْدِ
[البقرة/ 178] ، وعَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ
[النحل/ 75] .
الثاني: عَبْدٌ بالإيجاد، وذلك ليس إلّا لله، وإيّاه قصد بقوله: إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً
[مريم/ 93] .
والثالث: عَبْدٌ بالعِبَادَةِ والخدمة، والناس في هذا ضربان:
عبد لله مخلص، وهو المقصود بقوله:
وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ
[ص/ 41] ، إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً
[الإسراء/ 3] ، نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ
[الفرقان/ 1] ، عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ [الكهف/ 1] ، إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ
[الحجر/ 42] ، كُونُوا عِباداً لِي
[آل عمران/ 79] ، إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ
[الحجر/ 40] ، وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ
[مريم/ 61] ، وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً
[الفرقان/ 63] ، فَأَسْرِ بِعِبادِي لَيْلًا
[الدخان/ 23] ، فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا
[الكهف/ 65] .
وعَبْدٌ للدّنيا وأعراضها، وهو المعتكف على خدمتها ومراعاتها، وإيّاه قصد النّبي عليه الصلاة والسلام بقوله: «تعس عَبْدُ الدّرهمِ، تعس عَبْدُ الدّينار» ، وعلى هذا النحو يصحّ أن يقال:
ليس كلّ إنسان عَبْداً لله، فإنّ العَبْدَ على هذا بمعنى العَابِدِ، لكن العَبْدَ أبلغ من العَابِدِ، والناس كلّهم عِبَادُ الله بل الأشياء كلّها كذلك، لكن بعضها بالتّسخير وبعضها بالاختيار، وجمع العَبْدِ الذي هو مُسترَقٌّ: عَبِيدٌ، وقيل: عِبِدَّى ، وجمع العَبْدِ الذي هو العَابِدُ عِبَادٌ، فالعَبِيدُ إذا أضيف إلى الله أعمّ من العِبَادِ. ولهذا قال: وَما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ
[ق/ 29] ، فنبّه أنه لا يظلم من يختصّ بِعِبَادَتِهِ ومن انتسب إلى غيره من الّذين تسمّوا بِعَبْدِ الشمس وعَبْدِ اللّات ونحو ذلك.
ويقال: طريق مُعَبَّدٌ، أي: مذلّل بالوطء، وبعير مُعَبَّدٌ: مذلّل بالقطران، وعَبَّدتُ فلاناً: إذا ذلّلته، وإذا اتّخذته عَبْداً. قال تعالى: أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ
[الشعراء/ 22] .
باب العين والدال والباء معهما ع ب د- د ع ب- ب ع د- ب د ع مستعملات ع د ب- د ب ع مهملان

عبد: العبد: الإِنسان حرًّا أو رقيقاً. هو عبد الله، ويجمع على عباد وعبدين. والعبد: المملوك، وجمعه: عَبِيد، وثلاثة أعْبُد، وهم العباد أيضاً. إنّ العامّة اجتمعوا على تفرقة ما بين عباد الله، والعبيد المملوكين. وعبدٌ بيّن العبودة، وأقرّ بالعبوديّة، ولم أسمعهم يشتقون منه فعلاً، ولو اشتُقّ لقيل: عبُد، أي: صار عبداً، ولكنْ أُمِيتَ منه الفعل. وعبد تعبيدة، أي: لم يزل فيه من قبل هو وآباؤه. وأمّا عبَد يعبُد عِبادة فلا يقال إلا لمن يعبد الله. وتعبَّد تعبُّداً، أي: تفرّد بالعبادة. وأمّا عبدٌ خدَم مولاه، فلا يقال: عَبَدَه ولا يعبُد مولاه. واستعبدت فلاناً، أي اتخذته عبداً. وتعبَّد فلان فلاناً، أي: صيّره كالعبد له وإن كان حراً. قال :

تعبدني نمر بن سعد، وقد أرى ... ونمر بن سعد لي مطيع ومهطع وقالوا: إذا طردك الطارد وأبى (أن) يُنْجِمَ عنكَ، [أي] لا يقلع فقد تعبّدك تعبّداً. وأَعْبَدَ فلانْ فلاناً: جعله عبداً. وتقرأ هذه الآية على سبعة أوجه: فالعامّة تقرأ: وعَبَدَ الطّاغوتُ، أي: عَبَدَ الطّاغوتَ من دون الله. وعُبِدَ الطّاغوتُ، كما تقول: ضُرِبَ عبدُ الله. وعَبُدَ الطّاغوتُ، أي: صار الطّاغوتُ يُعْبَدُ، كما تقول: فَقُهَ الرّجلُ، وظَرُفَ. وعُبَّد الطّاغوتُ، معناه عبّادُ الطّاغوتِ. جمع، كما تقول: رُكَّعٌ وسُجَّدٌ. وعَبَدَ الطّاغوتِ، أرادوا: عبدة الطّاغوتِ مثل فَجَرَة وكَفَرَة، فطرح الهاء والمعنى في الهاء. وعابد الطّاغوتِ، كما تقول: ضاربُ الرّجلِ. وعُبُدُ الطّاغوت، جماعة، لا يقال: عابد وعُبُدُ، إنما يقال عَبُودٌ وعُبُدٌ. ويقال للمشركين: عَبَدَةُ الطّاغوت والأوثان، وللمسلمين: عُبّاد يعبدون الله. والمسمَّى بعَبَدَةَ. والجزم فيها ة خطأ، إنما هو عَبَدَة على بناء سَلَمة. وتقول: استعبدته وهو قريب المعنى من تعبّد إلاّ أنّ تعبّدته أخصّ، وهم العِبِدَّى، يعني: جماعة العبيد الذين وُلدوا في العُبُودة، تعبيدة ابن تعبيدة، أي: في العُبُودةُ إلى آبائه. وأَعْبَدَني فلاناً، أي: مَلَّكَني إياه. وبعيرٌ مُعَبَّدٌ: مهنوء بالقَطِران، وخلّي عنه فلا يدنو منه أحد. قال :

وأُفْرِدْتُ إفرادَ البعيرِ المعبّد

وهو الذّلول أيضاً، يوصف به البعير. والمعبّد: كلّ طريق يكثر فيه المختلفة، المسلوك. والعَبَدُ: الأنفة والحميّة من قول يُسْتَحْيَ منه، ويُسْتَنْكَفُ. ومنه: فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ

أي: الأنفين من هذا القول، ويُقْرَأ العَبِدِينَ، مقصورة، على عَبِدَ يَعْبَدُ. ويقال: فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ

أي: كما أنه ليس للرحمن ولد فلست بأوّل من عَبَدَ الله مِنْ أهلِ مكّة.

ويروى عن أمير المؤمنين أنّه قال: عَبِدْتُ فَصَمَتُّ

أي: أنِفْتُ فَسَكَتُّ. قال :

ويَعْبَدُ الجاهل الجافي بحقّهم ... بعد القضاء عليه حين لا عَبِد

والعباديدُ: الخيل إذا تَفَرَّقَتْ في ذهابها ومجيئها. ولا تقع إلا على جماعة، لا يُقالُ للواحد: عِبْدِيد. ألا ترى أنك تقول: تفرّقت فهي كلّها متفرّقة، ولا يقال للواحد متفرّق، ونحو ذلك كذلك مما يقع على الجماعات فافهم. تقول: ذهبت الخيل عباديدَ، وفي بعض الكلام عبابيد. قال الشمّاخ :

والقَوْمُ أتُوكَ بَهْزٌ دون إخوتِهِمْ ... كالسّيْلِ يركَبُ أطرافَ العبابيد  والعباديد: الأطراف البعيدة والأشياء المتفرقة، وكذا العبابيد.

دعب: الدِّعابَةُ من المِزاح والمُضاحكة. يُداعبُ الرّجل أخاه شبه المزاح. تقول: يَدْعَبُ دَعْباً إذا قال قولا يستملح. قال :

واستطربت ظَعْنُهُمْ لمّا احزألّ بهم ... مع الضُّحى ناشِطٌ من داعباتِ ددِ

رواه الخليل بالباء [وقد روي] بالياء، يعني اللواتي يَدْعَبْنَ بالمزاح ويُدَأدِدْنَ بأصابعهنّ، ويروى: داعب دَدَد، يجعله نعتا للداعب، ويكسعه بدالٍ أُخرى ثالثة ليتمّ النَّعْت، لأن النعت لا يتمكّن حتى يصير ثلاثة أحرف، فإذا اشتقوا من ذلك فِعلاً أدخلوا بين الدّالَيْنِ همزة لتستمرّ طريقة الفعل، ولئلاّ تثقل الدّالات إذا اجتمعْنَ، فيقولون: دَأْدَدَ يُدَأْدِدُ دَأْدَدَةً، وعلى ذلك القياس: قال رؤبة:

يُعِدُّ دأداً وهديراً زَعْدَبا ... بَعْبَعَةُ مرّاً ومرّاً بأْبَبَا

أخبر أنه يقرقر فيقول: بب بب، وإنما حكى جرساً شِبْه بَبَبْ فلم يستقم في التصريف إلا كذلك، قال الراجز :

يسوقُها أعيسُ هدّارٌ بَبِبْ ... إذا دعاها أقبلتْ لا تَتّئِبْ

أي: لا تستحي، ونحو ذلك كذلك من الحكايات المتكاوسة الحروف بعضها على بعض، وقلما هي تستعمل في الكلام. والدّاعب: اللاّعب أيضاً. والدُّعْبُوبُ: الطريق المذلّل يسلكه الناس. والدعبوب: النشيط. قال :

يا ربّ مُهْرٍ حَسَنٍ دُعْبُوبِ ... رَحْبِ اللَّبَانِ حَسَنِ التَّقْريبِ

بعد: بعد: خلاف شيء وضدّ قبل، فإذا أفردوا قالوا: هو من بعدُ ومن قبلُ رفع، لأنّهما غايتان مقصود إليهما، فإذا لم يكن قبل وبعد غاية فهما نصب لأنهما صفة. وما خلف بعقبه فهو من بعده. تقول: أقمتُ خلافَ زيدٍ، أي: بعد زيد. قال الخليل: هو بغير تنوين على الغاية مثل قولك: ما رأيته قطّ، فإذا أضفته نصبت إذا وقع موقع الصفة، كقولك: هو بعدَ زيد قادم، فإذا ألقيت عليه من صار في حدّ الأسماء، كقولك: مِنْ بَعْدِ زيد، فصار من صفة، وخفض بعد لأن مِنْ حرف من حروف الخفض، وإنما صار بعد منقاداً لِمِنْ، وتحوّل من وصفيته إلى الاسمية، لأنه لا تجتمع صفتان، وغلبه من لأن من صار في صدر الكلام فغلب. وتقول العرب: بُعْداً وسُحْقاً، مصروفاً عن وجهه، ووجهه: أبعده الله وأسحقه، والمصروف ينصب، ليعلم أنه منقول من حال إلى حال، ألا ترى أنهم يقولون: مرحباً وأهلاً وسهلاً، ووجهه: أرحب الله منزلك، وأهّلك له، وسهّله لك. ومن رفع فقال: بُعْدٌ له وسُحْقٌ يقول: هو موصوف وصفته قوله [له] مثل: غلامٌ له، وفرسٌ له، وإذا أدخلوا الألف واللاّم لم يقولوا إلاّ بالضمّ، البُعْدُ له، والسُحْقُ له، والنصب في القياس جائز على معنى أنزل الله البعدَ له، والسحقَ له. والبُعْدُ على معنيين: أحدهما: ضدّ القُرب، بَعُدَ يَبْعُدُ بُعْداً فهو بَعِيدٌ. وباعَدْتُه مُباعدةً، وأَبْعَدَهُ الله: نحّاه عن الخير، وباعَدَ الله بينهما وبَعَّدَ، كما تقرأ هذه الآية رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا وبعّد، قال الطّرماح :

تُباعِدُ منّا مَنْ نُحبّ اقترابَهُ ... وتجمعُ منّا بينَ أهلِ الظّنائِنِ

والمباعدة: تباعد الشيء عن الشيء. والأبْعَدُ ضدّ الأقْرَبُ، والجمع: أقربون وأبعدون، وأباعد وأقارب. قال :

من النّاس من يَغْشَى الأباعدَ نفعُه ... ويشقى به حتى المماتِ أقارِبُهْ

وإن يَكُ خيراً فالبعيدُ يناله ... وإن يَكُ شرًّا فابنُ عمِّكَ صاحبُهْ

ويقرأ: بَعِدَتْ ثَمُودُ وبَعِدَتْ ثَمُودُ. إلا أنّهم يقولون: بَعِدَ الرّجل، وأبعده الله. والبُعْدُ والبِعادُ أيضاً من اللّعن، كقولك: أبعده الله، أي: لا يرثى له مما نزل به. قال :

وقلنا أبعدوا كبعاد عاد وهذا من قولك: بُعْداً وسحقاً، والفعل منه: بَعِدَ يَبْعَدُ بَعَداً. وإذا أهَّلْتَهُ لما نزل به من سوء قلتَ: بُعْداً له، كما قال: بَعِدَتْ ثَمُودُ، ونصبه فقال: بُعْداً له لأنّه جعله مصدراً، ولم يجعله اسماً. وفي لغة تميم يرفعون، وفي لغة أهل الحجاز أيضاً.

بدع: البَدْعُ: إحداثُ شيءٍ لم يكن له من قبلُ خلقٌ ولا ذكرٌ ولا معرفةٌ. والله بديعُ السموات والأرض ابتدعهما، ولم يكونا قبل ذلك شيئاً يتوهّمهما متوهّم، وبدع الخلق. والبِدْعُ: الشيء الذي يكون أولاً في كل أمر، كما قال الله عز وجل: قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ

، أي: لستُ بأوّل مُرْسَل. وقال الشاعر :

فلست بِبِدْعٍ من النائبات ... ونقض الخطوب وإمرارها

والبِدْعَةُ: اسم ما ابتدع من الدين وغيره. ونقول: لقد جئت بأمرٍ بديع، أي: مبتدع عجيب. وابتدعت: جئت بأمرٍ مختلف لم يعرف ذلك قال :

إنّ (نبا) ومطيعاً ... خُلِقا خلقاً بديعا

جمعةُ تُتْبَعُ سبتا ... وجُمادَى وربيعا

ويُقرأ: بديعَ السماوات والأرض بالنصب على جهة التعجّب لما قال المشركون، بدعاً ما قلتم وبديعاً ما اخترقتم، أي: عجيباً، فنصبه على التعجّب، والله أعلم بالصّواب. ويقال: هو اسم من أسماء الله، وهو البديع لا أحد قبله. وقراءة العّامة الرّفع [وهو] أولى بالصواب. والبِدْعَةُ: ما استحدثت بعد رسول الله ص من أهواء وأعمال، ويُجْمَع على البِدَع. قال الشاعر :

ما زال طعن الأعادي والوشاة بنا ... والطعن أمر من الواشين لا بدع

وأُبْدِعَ البعيرُ فهو مُبْدَعٌ، وهو من داء ونحوه، ويقال هو داءٌ بعينه، وأُبْدِعَتِ الإبلُ إذا تُركت في الطريق من الهُزال وأُبْدِعَ بالرّجلِ إذا حَسِرَ عليه ظهره. 

عبد: العبد: الإِنسان، حرّاً كان أَو رقيقاً، يُذْهَبُ بذلك إِلى أَنه

مربوب لباريه، جل وعز. وفي حديث عمر في الفداء: مكانَ عَبْدٍ عَبْدٌ، كان

من مذهب عمر، رضي الله عنه، فيمن سُبيَ من العرب في الجاهلية وأَدركه

الإِسلام، وهو عند من سباه، أَن يُرَدَّ حُرّاً إِلى نسبه وتكون قيمته عليه

يؤَدّيها إِلى من سباه، فَجَعل مكان كل رأْس منهم رأْساً من الرقيق؛

وأَما قوله: وفي ابن الأَمة عَبْدان، فإِنه يريد الرجل العربي يتزوّج أَمة

لقوم فتلد منه ولداً فلا يجعله رقيقاً، ولكنه يُفْدَى بعبدين، وإِلى هذا

ذهب الثوري وابن راهويه، وسائرُ الفقهاء على خلافه. والعَبْدُ: المملوك

خلاف الحرّ؛ قال سيبويه: هو في الأَصل صفة، قالوا: رجل عَبْدٌ، ولكنه

استُعمل استعمال الأَسماء، والجمع أَعْبُد وعَبِيد مثل كَلْبٍ وكَليبٍ، وهو

جَمْع عَزيزٌ، وعِبادٌ وعُبُدٌ مثل سَقْف وسُقُف؛ وأَنشد الأَخفش:

انْسُبِ العَبْدَ إِلى آبائِه،

أَسْوَدَ الجِلْدَةِ من قَوْمٍ عُبُدْ

ومنه قرأَ بعضُهم: وعُبُدَ الطاغوتِ؛ ومن الجمع أَيضاً عِبْدانٌ،

بالكسر، مثل جِحْشانٍ. وفي حديث عليّ: هؤُلاء قد ثارت معهم عِبْدانُكم.

وعُبْدانٌ، بالضم: مثل تَمْرٍ وتُمْرانٍ. وعِبِدَّان، مشدّدة الدال، وأَعابِدُ

جمع أَعْبُدٍ؛ قال أَبو دواد الإِيادي يصف ناراً:

لَهنٌ كَنارِ الرأْسِ، بالْـ

ـعَلْياءِ، تُذْكيها الأَعابِدْ

ويقال: فلان عَبْدٌ بَيِّن العُبُودَة والعُبودِيَّة والعَبْدِيَّةِ؛

وأَصل العُبودِيَّة الخُضوع والتذلُّل. والعِبِدَّى، مقصور، والعبدَّاءُ،

ممدود، والمَعْبوداء، بالمد، والمَعْبَدَة أَسماءُ الجمع. وفي حديث أَبي

هريرة: لا يَقُل أَحدكم لمملوكه عَبْدي وأَمَتي وليقل فتايَ وفتاتي؛ هذا

على نفي الاستكبار عليهم وأَنْ يَنْسُب عبوديتهم إِليه، فإِن المستحق لذلك

الله تعالى هو رب العباد كلهم والعَبيدِ، وجعل بعضهم العِباد لله،

وغيرَه من الجمع لله والمخلوقين، وخص بعضهم بالعِبِدَّى العَبيدَ الذين

وُلِدوا في المِلْك، والأُنثى عَبْدة. قال الأَزهري: اجتمع العامة على تفرقة ما

بين عِباد الله والمماليك فقالوا هذا عَبْد من عِباد الله، وهو لاء

عَبيدٌ مماليك. قال: ولا يقال عَبَدَ يَعْبُدُ عِبادة إِلا لمن يَعْبُد الله،

ومن عبد دونه إِلهاً فهو من الخاسرين. قال: وأَما عَبْدٌ خَدَمَ مولاه

فلا يقال عَبَدَه. قال الليث: ويقال للمشركين هم عَبَدَةُ الطاغوت، ويقال

للمسلمين عِبادُ الله يعبدون الله. والعابد: المُوَحِّدُ. قال الليث:

العِبِدَّى جماعة العَبِيد الذين وُلِدوا في العُبودِيَّة تَعْبِيدَةٌ ابن

تعبيدة أَي في العُبودة إِلى آبائه، قال الأَزهري: هذا غلط، يقال: هؤلاء

عِبِدَّى الله أَي عباده. وفي الحديث الذي جاء في الاستسقاء: هؤلاء

عِبِدَّاكَ بِفِناءِ حَرَمِك؛ العِبِدَّاءُ، بالمد والقصر، جمع العبد. وفي حديث

عامر بن الطفيل: أَنه قال للنبي، صلى الله عليه وسلم: ما هذه العِبِدَّى

حوْلَك يا محمد؟ أَراد فقَراءَ أَهل الصُّفَّة، وكانوا يقولون اتَّبَعَه

الأَرذلون. قال شمر: ويقال للعبيد مَعْبَدَةٌ؛ وأَنشد للفرزدق:

وما كانت فُقَيْمٌ، حيثُ كانت

بِيَثْرِبَ، غيرَ مَعْبَدَةٍ قُعودِ

قال الأَزهري: ومثلُ مَعْبَدة جمع العَبْد مَشْيَخَةٌ جمع الشيْخ،

ومَسْيَفة جمع السَّيْفِ. قال اللحياني: عَبَدْتُ الله عِبادَة ومَعْبَداً.

وقال الزجاج في قوله تعالى: وما خلقتُ الجنّ والإِنس إِلا ليعبدون، المعنى

ما خلقتهم إِلا لأَدعوهم إِلى عبادتي وأَنا مريد للعبادة منهم، وقد علم

الله قبل أن يخلقهم من يعبده ممن يكفر به، ولو كان خلقهم ليجبرهم على

العبادة لكانوا كلهم عُبَّاداً مؤمنين؛ قال الأَزهري: وهذا قول أَهل السنَّة

والجماعة. والَعبْدَلُ: العبدُ، ولامه زائدة.

والتِّعْبِدَةُ: المُعْرِقُ في المِلْكِ، والاسم من كل ذلك العُبودةُ

والعُبودِيَّة ولا فعل له عند أَبي عبيد؛ وحكى اللحياني: عَبُدَ عُبودَة

وعُبودِية. الليث: وأَعْبَدَه عبداً مَلَّكه إِياه؛ قال الأَزهري: والمعروف

عند أَهل اللغة أَعْبَدْتُ فلاناً أَي استَعْبَدْتُه؛ قال: ولست

أُنْكِرُ جواز ما قاله الليث إِن صح لثقة من الأَئمة فإِن السماع في اللغات

أَولى بنا من خَبْطِ العَشْواءِ، والقَوْلِ بالحَدْس وابتداعِ قياساتٍ لا

تَطَّرِدُ. وتَعَبَّدَ الرجلَ وعَبَّده وأَعْبَدَه: صيَّره كالعَبْد،

وتَعَبَّدَ اللَّهُ العَبْدَ بالطاعة أَي استعبده؛ وقال الشاعر:

حَتَّامَ يُعْبِدُني قَوْمي، وقد كَثُرَت

فيهمْ أَباعِرُ، ما شاؤوا، وعِبْدانُ؟

وعَبَّدَه واعْتَبَده واستعبده؛ اتخذه عَبْداً؛ عن اللحياني؛ قال رؤبة:

يَرْضَوْنَ بالتَّعْبِيدِ والتَّأَمِّي

أَراد: والتَّأْمِيَةِ. يقال: تَعَبَّدْتُ فلاناً أَي اتخذْتُه عَبْداً

مثل عَبَّدْتُه سواء. وتأَمَّيْتُ فلانة أَي اتخذْتُها أَمَة. وفي

الحديث: ثلاثة أَنا خَصْمُهم: رجل اعْتَبَدَ مُحَرَّراً، وفي رواية: أَعبَدَ

مُحَرَّراً أَي اتخذه عبداً، وهو أَن يُعْتِقَه ثم يكْتمه إِياه، أَو

يَعْتَقِلَه بعد العِتْقِ فَيَسْتَخْدِمَهُ كُرْهاً، أَو يأْخذ حُرًّا

فيدَّعيه عَبداً. وفي التنزيل: وتلك نِعْمَةٌ تَمُنُّها عليّ أَنْ عَبَّدْتَ بني

إِسرائيل؛ قال الأَزهري: وهذه آية مشكلة وسنذكر ما قيل فيها ونخبر

بالأَصح الأَوضح. قال الأَخفش في قوله تعالى: وتلك نعمة، قال: يقال هذا

استفهام كأَنه قال أَو تلك نعمة تمنها عليّ ثم فسر فقال: أَن عَبَّدْتَ بني

إِسرائيل، فجعله بدلاً من النعمة؛ قال أَبو العباس: وهذا غلط لا يجوز أَن

يكون الاستفهام مُلْقًى وهو يُطْلَبُ، فيكون الاستفهام كالخبر؛ وقد

استُقْبِحَ ومعه أَمْ وهي دليل على الاستفهام، استقبحوا قول امرئ

القيس:تروحُ مِنَ الحَيِّ أَم تَبْتَكِرْ

قال بعضهم: هو أَتَروحُ مِنَ الحَيِّ أَم تَبْتَكِر فحذفُ الاستفهام

أَولى والنفي تام؛ وقال أَكثرهم: الأَوّل خبر والثاني استفهام فأَما وليس

معه أَم لم يقله إِنسان. قال أَبو العباس: وقال الفراء: وتلك نعمة تمنها

عليّ، لأَنه قال وأَنت من الكافرين لنعمتي أَي لنعمة تربيتي لك فأَجابه

فقال: نعم هي نعمة عليّ أَن عبَّدْت بني إسرائيل ولم تستعبدني، فيكون موضع

أَن رفعاً ويكون نصباً وخفضاً، من رفع ردّها على النعمة كأَنه قال وتلك

نعمة تمنها عليّ تَعْبِيدُك بني إِسرائيل ولم تُعَبِّدْني، ومن خفض أَو نصب

أَضمر اللام؛ قال الأَزهري: والنصب أَحسن الوجوه؛ المعنى: أَن فرعون لما

قال لموسى: أَلم نُرَبِّك فينا وليداً ولبثت فينا من عُمُرِكَ سنين،

فاعْتَدَّ فرعون على موسى بأَنه ربَّاه وليداً منذُ وُلدَ إِلى أَن كَبِرَ

فكان من جواب موسى له: تلك نعمة تعتدّ بها عليّ لأَنك عبَّدْتَ بني

إِسرائيل، ولو لم تُعَبِّدْهم لكَفَلَني أَهلي ولم يُلْقُوني في اليمّ، فإِنما

صارت نعمة لما أَقدمت عليه مما حظره الله عليك؛ قال أَبو إِسحق: المفسرون

أَخرجوا هذه على جهة الإِنكار أَن تكون تلك نعمة، كأَنه قال: وأَيّ

نعمة لك عليّ في أَن عَبَّدْتَ بني إِسرائيل، واللفظ لفظ خبر؛ قال: والمعنى

يخرج على ما قالوا على أَن لفظه لفظ الخبر وفيه تبكيت المخاطب، كأَنه قال

له: هذه نعمة أَنِ اتَّخَذْتَ بني إِسرائيلَ عَبيداً ولم تتخذني عبداً.

وعَبُدَ الرجلُ عُبودَةً وعُبودِيَّة وعُبِّدَ: مُلِكَ هو وآباؤَه من

قبلُ.

والعِبادُ: قَوْمٌ من قَبَائِلَ شَتَّى من بطونِ العرب اجتمعوا على

النصرانية فأَِنِفُوا أَن يَتَسَمَّوْا بالعَبِيدِ وقالوا: نحن العِبادُ،

والنَّسَبُ إِليه عِبادِيّ كأَنصاِريٍّ، نزلوا بالحِيرَة، وقيل: هم العَباد،

بالفتح، وقيل لِعَبادِيٍّ: أَيُّ حِمَارَيْكَ شَرٌّ؟ فقال: هذا ثم هذا.

وذكره الجوهري: العَبادي، بفتح العين؛ قال ابن بري: هذا غلط بل مكسور

العين؛ كذا قال ابن دريد وغيره؛ ومنه عَدِيُّ بن زيد العِبادي، بكسر العين،

وكذا وجد بخط الأَزهري.

وعَبَدَ اللَّهَ يَعْبُدُه عِبادَةً ومَعْبَداً ومَعْبَدَةً: تأَلَّه

له؛ ورجل عابد من قوم عَبَدَةٍ وعُبُدٍ وعُبَّدٍ وعُبَّادٍ.

والتَّعَبُّدُ: التَّنَسُّكُ.

والعِبادَةُ: الطاعة.

وقوله تعالى: قل هل أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ من ذلك مَثُوبَةً عند الله من

لعنه الله وغَضِبَ عليه وجعل منهم القِرَدَة والخنازير وعبَدَ الطاغوتَ؛

قرأَ أَبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم وأَبو عمرو والكسائي وعَبَدَ الطاغوتَ،

قال الفراء: وهو معطوف على قوله عز وجل: وجعل منهم القِرَدَةَ والخنازير

ومَن عَبَدَ الطاغوتَ؛ وقال الزجاج: قوله: وعَبدَ الطاغوتَ، نسق على مَن

لعنه الله؛ المعنى من لعنه الله ومن عبَدَ الطاغوتَ من دون الله عز وجل،

قال وتأْويلُ عبدَ الطاغوتَ أَي أَطاعه يعني الشيطانَ فيما سَوّلَ له

وأَغواه؛ قال: والطاغوتُ هو الشيطان. وقال في قوله تعالى: إِياك نعبد؛ أَي

نُطِيعُ الطاعةَ التي يُخْضَعُ معها، وقيل: إِياك نُوَحِّد، قال: ومعنى

العبادةِ في اللغة الطاعةُ مع الخُضُوعِ، ومنه طريقٌ مُعَبَّدٌ إِذا كان

مذللاً بكثرة الوطءِ. وقرأَ يحيى بن وَثَّاب والأَعمش وحمزة: وعَبُدَ

الطاغوتِ، قال الفراء: ولا أَعلم له وجهاً إِلا أَن يكون عَبُدَ بمنزلة

حَذُرٍ وعَجُلٍ. وقال نصر الرازي: عَبُدَ وَهِمَ مَنْ قرأَه ولسنا نعرف ذلك في

العربية. قال الليث: وعَبُدَ الطاغوتُ معناه صار الطاغوتُ يُعْبَدُ كما

يقال ظَرُفَ الرجل وفَقُه؛ قال الأَزهري: غلط الليث في القراءة والتفسير،

ما قرأَ أَحد من قرَّاء الأَمصار وغيرهم وعَبُدَ الطاغوتُ، برفع

الطاغوت، إِنما قرأَ حمزة وعَبُدَ الطاغوتِ وأَضافه؛ قال: والمعنى فيما يقال

خَدَمُ الطاغوتِ، قال: وليس هذا بجمع لأَن فَعْلاً لا يُجْمَعُ على فَعُلٍ

مثل حَذُرٍ ونَدُسٍ، فيكون المعنى وخادِمَ الطاغوتِ؛ قال الأَزهري: وذكر

الليث أَيضاً قراءة أُخرى ما قرأَ بها أَحد قال وهي: وعابدو الطاغوتِ

جماعة؛ قال: وكان رحمه الله قليل المعرفة بالقراآت، وكان نَوْلُه أَن لا

يَحكي القراآتِ الشاذَّةَ وهو لا يحفظها، والقارئ إِذا قرأَ بها جاهل، وهذا

دليل أَن إِضافته كتابه إِلى الخليل بن أَحمد غير صحيح، لأَن الخليل كان

أَعقل من أَن يسمي مثل هذه الحروف قراآت في القرآن ولا تكون محفوظة

لقارئ مشهور من قراء الأَمصار، ونسأَل الله العصمة والتوفيق للصواب؛ قال ابن

سيده: وقُرِئَ وعُبُدَ الطاغوتِ جماعةُ عابِدٍ؛ قال الزجاج: هو جمع

عَبيدٍ كــرغيف ورُغُف؛ وروي عن النخعي أَنه قرأَ: وعُبْدَ الطاغوتِ، بإِسكان

الباء وفتح الدال، وقرئ وعَبْدَ الطاغوتِ وفيه وجهان: أَحدهما أَن يكون

مخففاً من عَبُدٍ كما يقال في عَضُدٍ عَضْدٌ، وجائز أَن يكون عَبْدَ اسم

الواحد يدل على الجنس ويجوز في عبد النصب والرفع، وذكر الفراء أَن

أُبَيًّا وعبد الله قرآ: وعَبَدوا الطاغوتَ؛ وروي عن بعضهم أَنه قرأَ:

وعُبَّادَ الطاغوتِ، وبعضهم: وعابِدَ الطاغوتِ؛ قال الأَزهري: وروي عن ابن عباس:

وعُبِّدَ الطاغوتُ، وروي عنه أَيضاً: وعُبَّدَ الطاغوتِ، ومعناه عُبَّاد

الطاغوتِ؛ وقرئ: وعَبَدَ الطاغوتِ، وقرئ: وعَبُدَ الطاغوتِ. قال

الأَزهري: والقراءة الجيدة التي لا يجوز عندي غيرها هي قراءة العامّة التي بها

قرأَ القرّاء المشهورون، وعَبَدَ الطاغوتَ على التفسير الذي بينته

أَوّلاً؛ وأَما قَوْلُ أَوْسِ بن حَجَر:

أَبَنِي لُبَيْنَى، لَسْتُ مُعْتَرِفاً،

لِيَكُونَ أَلأَمَ مِنْكُمُ أَحَدُ

أَبَني لُبَيْنى، إِنَّ أُمَّكُمُ

أَمَةٌ، وإِنَّ أَباكُمُ عَبُدُ

فإِنه أَراد وإِن أَباكم عَبْد فَثَقَّل للضرورة، فقال عَبُدُ لأَن

القصيدة من الكامل وهي حَذَّاء. وقول الله تعالى: وقومهما لنا عابدون؛ أَي

دائنون. وكلُّ من دانَ لملك فهو عابد له. وقال ابن الأَنباري: فلان عابد

وهو الخاضع لربه المستسلم المُنْقاد لأَمره. وقوله عز وجل: اعبدوا ربكم؛

أَي أَطيعوا ربكم. والمتعبد: المنفرد بالعبادة. والمُعَبَّد: المُكَرَّم

المُعَظَّم كأَنه يُعْبَد؛ قال:

تقولُ: أَلا تُمْسِكْ عليكَ، فإِنَّني

أَرى المالَ عندَ الباخِلِينَ مُعَبَّدَا؟

سَكَّنَ آخِرَ تُمْسِكْ لأَنه تَوَهَّمَ سِكُعَ

(* هكذا في الأصل.) مَنْ

تُمْسِكُ عليكَ بِناءً فيه ضمة بعد كسرة، وذلك مستثقل فسكن، كقول جرير:

سِيروا بَني العَمِّ، فالأَهْوازُ مَنْزِلُكم

ونَهْرُ تِيرَى، ولا تَعْرِفْكُمُ العَربُ

والمُعَبَّد: المُكَرَّم في بيت حاتم حيث يقول:

تقولُ: أَلا تُبْقِي عليك، فإِنَّني

أَرى المالَ عند المُمْسِكينَ مُعَبَّدا؟

أَي مُعَظَّماً مخدوماً. وبعيرٌ مُعَبَّدٌ: مُكَرَّم.

والعَبَدُ: الجَرَبُ، وقيل: الجربُ الذي لا ينفعه دواء؛ وقد عَبِدَ

عَبَداً.

وبعير مُعَبَّد: أَصابه ذلك الجربُ؛ عن كراع.

وبعيرٌ مُعَبَّدٌ: مهنوء بالقَطِران؛ قال طرفة:

إِلى أَن تَحامَتْني العَشِيرَةُ كُلُّها،

وأُفْرِدْتُ إِفْرادَ البعيرِ المُعَبَّدِ

قال شمر: المُعَبَّد من الإِبل الذي قد عُمَّ جِلدُه كلُّه بالقَطِران؛

ويقال: المُعَبَّدُ الأَجْرَبُ الذي قد تساقط وَبَرهُ فأُفْرِدَ عن

الإِبل لِيُهْنَأَ، ويقال: هو الذي عَبَّدَه الجَرَبُ أَي ذَلَّلَهُ؛ وقال ابن

مقبل:

وضَمَّنْتُ أَرْسانَ الجِيادِ مُعَبَّداً،

إِذا ما ضَرَبْنا رأْسَه لا يُرَنِّحُ

قال: المُعَبَّد ههنا الوَتِدُ. قال شمر: قيل للبعير إِذا هُنِئَ

بالقَطِرانِ مُعَبَّدٌ لأَنه يتذلل لِشَهْوَتِه القَطِرانَ وغيره فلا يمتنع.

وقال أَبو عدنان: سمعت الكلابيين يقولون: بعير مُتَعَبِّدٌ ومُتَأَبِّدٌ

إِذا امتنع على الناس صعوبة وصار كآبِدَةِ الوحش. والمُعَبَّدُ: المذلل.

والتعبد: التذلل، ويقال: هو الذي يُترَك ولا يركب. والتعبيد: التذليل.

وبعيرٌ مُعَبَّدٌ: مُذَلَّلٌ. وطريق مُعَبَّد: مسلوك مذلل، وقيل: هو الذي

تَكْثُرُ فيه المختلفة؛ قال الأَزهري: والمعبَّد الطريق الموطوء في

قوله:وَظِيفاً وَظِيفاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعَبَّدِ

وأَنشد شمر:

وبَلَدٍ نائي الصُّوَى مُعَبَّدِ،

قَطَعْتُه بِذاتِ لَوْثٍ جَلْعَدِ

قال: أَنشدنيه أَبو عدنانَ وذكر أَن الكلابية أَنشدته وقالت: المعبَّد

الذي ليس فيه أَثر ولا علَم ولا ماء والمُعَبَّدة: السفينة المُقَيَّرة؛

قال بشر في سفينة ركبها:

مُعَبَّدَةُ السَّقائِفِ ذاتُ دُسْرٍ،

مُضَبَّرَةٌ جَوانِبُها رَداحُ

قال أَبو عبيدة: المُعَبَّدةُ المَطْلِيَّة بالشحم أَو الدهن أَو القار؛

وقول بشر:

تَرى الطَّرَقَ المُعَبَّدَ مِن يَدَيها،

لِكَذَّانِ الإِكامِ به انْتِضالُ

الطَّرَقُ: اللِّينُ في اليَدَينِ. وعنى بالمعبَّد الطرََق الذي لا

يُبْس يحدث عنه ولا جُسُوءَ فكأَنه طريق مُعَبَّد قد سُهِّلَ وذُلِّلَ.

والتَّعْبِيدُ: الاسْتِعْبَادُ وهو أَن يَتَّخِذَه عَبْداً وكذلك

الاعْتِبادُ. وفي الحديث: ورجلٌ اعْتَبَدَ مُحَرَّراً، والإِعبادُ مِثْلُه

وكذلك التَّعَبُّد؛ وقال:

تَعَبَّدَني نِمْرُ بن سَعْدٍ، وقد أُرَى

ونِمْرُ بن سَعْدٍ لي مُطيعٌ ومُهْطِعُ

وعَبِدَ عليه عَبَداً وعَبَدَةً فهو عابِدٌ وعَبدٌ: غَضِب؛ وعدّاه

الفرزدق بغير حرف فقال:

علام يَعْبَدُني قَوْمي، وقد كَثُرَتْ

فيهم أَباعِرُ، ما شاؤوا، وعُبِدانُ؟

أَنشده يعقوب وقد تقدّمت رواية من روى يُعْبِدُني؛ وقيل: عَبِدَ عَبَداً

فهو عَبِدٌ وعابِدٌ: غَضِبَ وأَنِفَ، والاسم العَبَدَةُ. والعَبَدُ: طول

الغضب؛ قال الفراء: عَبِد عليه وأَحِنَ عليه وأَمِدَ وأَبِدَ أَي

غَضِبَ. وقال الغَنَوِيُّ: العَبَدُ الحُزْن والوَجْدُ؛ وقيل في قول

الفرزدق:أُولئِكَ قَوْمٌ إِنْ هَجَوني هَجَوتُهم،

وأَعْبَدُ أَن أَهْجُو كُلَيْباً بِدارِمِ

أَعبَدُ أَي آنَفُ؛ وقال ابن أَحمر يصف الغَوَّاص:

فأَرْسَلَ نَفْسَهُ عَبَداً عَلَيها،

وكان بنَفْسِه أَرِباً ضَنِينا

قيل: معنى قوله عَبَداً أَي أَنَفاً. يقول: أَنِفَ أَن تفوته الدُّرَّة.

وفي التنزيل: قل إِن كان للرحمن ولدٌ فأَنا أَول العابدين، ويُقْرأُ:

العَبِدينَ؛ قال الليث: العَبَدُ، بالتحريك، الأَنَفُ والغَضَبُ

والحَمِيَّةُ من قَوْلٍ يُسْتَحْيا منه ويُسْتَنْكَف، ومن قرأَ العَبِدِينَ فهو

مَقْصُورٌ من عَبِدَ يَعْبَدُ فهو عَبِدٌ؛ وقال الأَزهري: هذه آية مشكلة

وأَنا ذاكر أَقوال السلف فيها ثم أُتْبِعُها بالذي قال أَهل اللغة وأُخبر

بأَصحها عندي؛ أَما القول الذي قاله الليث في قراءَة العبدين، فهو قول أَبي

عبيدة على أَني ما علمت أَحداً قرأَ فأَنا أَول العَبِدين، ولو قرئَ

مقصوراً كان ما قاله أَبو عبيدة محتملاً، وإِذ لم يقرأْ به قارئ مشهور لم

نعبأْ به، والقول الثاني ما روي عن ابن عيينة أَنه سئل عن هذه الآية

فقال: معناه إِن كان للرحمن ولد فأَنا أَوّل العابدين، يقول: فكما أَني لست

أَول من عبد الله فكذلك ليس لله ولد؛ وقال السدي: قال الله لمحمد: قل إِن

كان على الشرط للرحمن ولد كما تقولون لكنت أَوّل من يطيعه ويعبده؛ وقال

الكلبي: إِن كان ما كان وقال الحسن وقتادة إِن كان للرحمن ولد على معنى ما

كان، فأَنا أَوّل العابدين أَوّل من عبد الله من هذه الأُمة؛ قال

الكسائي: قال بعضهم إِن كان أَي ما كان للرحمن فأَنا أَول العابدين أَي

الآنفين، رجل عابدٌ وعَبِدٌ وآنِف وأَنِفٌ أَي الغِضاب الآنفين من هذا القول،

وقال فأَنا أَول الجاحدين لما تقولون، ويقال أَنا أَوَّل من تَعبَّده على

الوحدانية مُخالَفَةً لكم. وفي حديث عليّ، رضي الله عنه، وقيل له: أَنت

أَمرت بقتل عثمان أَو أَعَنْتَ على قتله فَعَبِدَ وضَمِدَ أَي غَضِبَ

غَضَبَ أَنَفَةٍ؛ عَبِدَ، بالكسر، يَعْبَدُ عَبَداً، بالتحريك، فهو عابِدٌ

وعَبِدٌ؛ وفي رواية أُخرى عن علي، كرم الله وجهه، أَنه قال: عَبِدْتُ

فصَمَتُّ أَي أَنِفْتُ فسَكَتُّ؛ وقال ابن الأَنباري: ما كان للرحمن ولد،

والوقف على الولد ثم يبتدئ: فأَنا أَوّل العابدين له، على أَنه ولد له والوقف

على العابدين تامّ. قال الأَزهري: قد ذكرت الأَقوال وفيه قول أَحْسَنُ

من جميع ما قالوا وأَسْوَغُ في اللغة وأَبْعَدُ من الاستكراه وأَسرع إِلى

الفهم. روي عن مجاهد فيه أَنه يقول: إِن كان لله ولد في قولكم فأَنا

أَوّل من عبد الله وحده وكذبكم بما تقولون؛ قال الأَزهري: وهذا واضح، ومما

يزيده وضوحاً أَن الله عز وجل قال لنبيِّه: قل يا محمد للكفار إِن كان

للرحمن ولد في زعمكم فأَنا أَوّل العابدين إِلهَ الخَلْق أَجمعين الذي لم يلد

ولم يولد، وأَوّل المُوَحِّدِين للرب الخاضعين المطيعين له وحده لأَن من

عبد الله واعترف بأَنه معبوده وحده لا شريك له فقد دفع أَن يكون له ولد

في دعواكم، والله عز وجل واحد لا شريك له، وهو معبودي الذي لا ولَدَ له

ولا والِدَ؛ قال الأَزهري: وإِلى هذا ذهب إِبراهيم بن السريِّ وجماعة من

ذوي المعرفة؛ قال: وهو الذي لا يجوز عندي غيره.

وتَعَبَّدَ كَعَبِدَ؛ قال جرير:

يَرَى المُتَعَبَّدُونَ عليَّ دُوني

حِياضَ المَوْتِ، واللُّجَجَ الغِمارا

وأَعْبَدُوا به: اجتمعوا عليه يضربونه. وأُعْبِدَ بِفُلانٍ: ماتَتْ

راحِلَتُه أَو اعْتَلَّت أَو ذهَبَتْ فانْقُطِعَ به، وكذلك أُبْدِعَ به.

وعَبَّدَ الرجلُ: أَسْرعَ. وما عَبَدَك عَنِّي أَي ما حَبَسَك؛ حكاه ابن

الأَعرابي. وعَبِدَ به: لَزِمَه فلم يُفارِقْه؛ عنه أَيضاً. والعَبَدَةُ:

البَقاءُ؛ يقال: ليس لِثَوبِك عَبَدَةٌ أَي بَقاءٌ وقوّة؛ عن اللحياني.

والعَبَدَةُ: صَلاءَةُ الطيِّب. ابن الأَعرابي: العَبْدُ نَبات طَيِّبُ

الرائحة؛ وأَنشد:

حَرَّقَها العَبْدُ بِعُنْظُوانِ،

فاليَوْمُ منها يومُ أَرْوَنانِ

قال: والعَبْدُ تُكلَفُ به الإِبلُ لأَنه مَلْبَنَة مَسْمَنَةٌ، وهو

حارُّ المِزاجِ إِذا رَعَتْهُ الإِبِلُ عَطِشَتْ فطلَبَت الماء.

والعَبَدَةُ: الناقة الشديدة؛ قال معن بن أَوس:

تَرَى عَبَداتِهِنَّ يَعُدْنَ حُدْباً،

تُناوِلُهَا الفَلاةُ إِلى الفلاةِ

وناقةٌ ذاتُ عَبَدَةٍ أَي ذاتُ قوَّةٍ شديدةٍ وسِمَنٍ؛ وقال أَبو دُوادٍ

الإِيادِيُّ:

إِن تَبْتَذِلْ تَبْتَذِلْ مِنْ جَنْدَلٍ خَرِسٍ

صَلابَةً ذاتَ أَسْدارٍ، لهَا عَبَدَه

والدراهمُ العَبْدِيَّة: كانت دراهمَ أَفضل من هذه الدراهم وأَكثر

وزناً. ويقال: عَبِدَ فلان إِذا نَدِمَ على شيء يفوته يلوم نفسه على تقصير ما

كان منه.

والمِعْبَدُ: المِسْحاةُ. ابن الأَعرابي: المَعَابِدُ المَساحي

والمُرورُ؛ قال عَدِيّ بن زيد العِبَادِي:

إِذ يَحْرُثْنَه بالمَعَابِدِ

(* قوله «إذ يحرثنه إلخ» في شرح القاموس:

وملك سليمان بن داود زلزلت * دريدان إذ يحرثنه

بالمعابد)

وقال أَبو نصر: المَعَابِدُ العَبيدُ.

وتَفَرَّقَ القومُ عَبادِيدَ وعَبابيدَ؛ والعَباديدُ والعَبابيدُ: الخيل

المتفرقة في ذهابها ومجيئها ولا واحد له في ذلك كله، ولا يقع إِلا في

جماعة ولا يقال للواحد عبْدِيدٌ. الفراء: العباديدُ والشَّماطِيطُ لا

يُفْرَد له واحدٌ؛ وقال غيره: ولا يُتكلم بهما في الإِقبال إِنما يتكلم بهما

في التَّفَرُّق والذهاب. الأَصمعيُّ: يقال صاروا عَبادِيدَ وعَبابيدَ أَي

مُتَفَرِّقِين؛ وذهبوا عَباديدَ كذلك إِذا ذهبوا متفرقين. ولا يقال

أَقبلوا عَبادِيدَ. قالوا: والنسبة إِليهم عَبَادِيدِيُّ؛ قال أَبو الحسن

ذهَبَ إِلى أَنه لو كان له واحدٌ لَرُدَّ في النسب إِليه. والعبادِيدُ:

الآكامُ. والعَبادِيدُ: الأَطرافُ البعيدة؛ قال الشماخ:

والقَوْمُ آتَوْكَ بَهْزٌ دونَ إِخْوَتِهِم،

كالسَّيْلِ يَرْكَبُ أَطرافَ العَبَادِيدِ

وبَهْزٌ: حيٌّ من سُلَيمٍ. قال: هي الأَطرافُ البعيدة والأَشياء

المتفَرِّقةُ. قال الأَصمعي: العَبابيدُ الطُّرُقُ المختلفة.

والتَّعْبيدُ: من قولك ما عَبَّدَ أَن فعَلَ ذلك أَي ما لَبِثَ؛ وما

عَتَّمَ وما كَذَّبَ كُلُّه: ما لَبِثَ. ويقال انثَلَّ يَعْدُو وانْكَدَرَ

يَعْدُو وعَبَّدَ يَعْدُو إِذا أَسْرَع بعضَ الإِسْراعِ.

والعَبْدُ: واد معروف في جبال طيء.

وعَبُّودٌ: اسم رجل ضُرِبَ به المَثَلُ فقيل: نامَ نَوْمَةَ عَبُّودٍ،

وكان رجلاً تَماوَتَ على أَهله وقال: انْدُبِيني لأَعلم كيف تَنْدبينني،

فندبته فمات على تلك الحال؛ قال المفضل بن سلمة: كان عَبُّودٌ عَبْداً

أَسْوَدَ حَطَّاباً فَغَبَر في مُحْتَطَبِه أُسبوعاً لم ينم، ثم انصرف وبقي

أُسبوعاً نائماً، فضرب به المثل وقيل: نام نومةَ عَبُّودٍ.

وأَعْبُدٌ ومَعْبَدٌ وعُبَيْدَةُ وعَبَّادٌ وعَبْدٌ وعُبادَةُ وعابِدٌ

وعُبَيْدٌ وعِبْدِيدٌ وعَبْدانُ وعُبَيْدانُ، تصغيرُ عَبْدانَ، وعَبِدَةُ

وعَبَدَةُ: أَسماءٌ. ومنه علقمةُ بن عَبَدَة، بالتحريك، فإِما أَن يكون

من العَبَدَةِ التي هي البَقاءُ، وإِما أَن يكون سمي بالعَبَدَة التي هي

صَلاءَةُ الطِّيبِ، وعَبْدة بن الطَّبيب، بالتسكين. قال سيبويه: النَّسب

إِلى عَبْدِ القيس عَبْدِيٌّ، وهو من القسم الذي أُضيف فيه إِلى الأَول

لأَنهم لو قالوا قيسي، لالتبس بالمضاف إِلى قَيْس عَيْلانَ ونحوه، وربما

قالوا عَبْقَسِيٌّ؛ قال سويد بن أَبي كاهل:

وهْمْ صَلَبُوا العَبْدِيَّ في جِذْعِ نَخْلَةٍ،

فلا عَطَسَتْ شَيْبانُ إِلاَّ بِأَجْدَعَا

قال ابن بري: قوله بِأَجْدَعَا أَي بأَنْفٍ أَجْدَعَ فحَذَفَ الموصوف

وأَقام صفته مكانه.

والعَبيدتانِ: عَبيدَةُ بنُ معاوية وعَبيدَةُ بن عمرو. وبنو عَبيدَة:

حيٌّ، النسب إِليه عُبَدِيٌّ، وهو من نادر معدول النسب. والعُبَيْدُ،

مُصَغَّرٌ: اسم فرس العباس بن مِرْداسٍ؛ وقال:

أَتَجْعَلُ نَهْبي ونَهْبَ العُبَيْـ

ـدِ بَيْنَ عُيَيْنَةَ والأَقْرَعِ؟

وعابِدٌ: موضع. وعَبُّودٌّ: موضع أَو جبلُ. وعُبَيْدانُ: موضع.

وعُبَيْدانُ: ماءٌ منقطع بأَرض اليمن لا يَقْرَبُه أَنِيسٌ ولا وَحْشٌ؛ قال

النابغة:

فهَلْ كنتُ إِلاَّ نائياً إِذْ دَعَوْتَني،

مُنادَى عُبَيْدانَ المُحَلاَّءِ باقِرُهْ

وقيل: عُبَيْدانُ في البيت رجل كان راعياً لرجل من عاد ثم أَحد بني

سُوَيْدٍ وله خبر طويل؛ قال الجوهري: وعُبَيْدانُ اسم واد يقال إِن فيه حيَّة

قد مَنَعَتْه فلا يُرْعَى ولا يؤتى؛ قال النابغة:

لِيَهْنَأْ لكم أَنْ قد نَفَيْتُمْ بُيوتَنا،

مُنَدَّى عُبَيْدانَ المُحَلاَّءِ باقِرُهْ

يقول: نفيتم بيوتنا إِلى بُعْدٍ كبُعْدِ عُبَيْدانَ؛ وقيل: عبيدان هنا

الفلاة. وقال أَبو عمرو: عبيدان اسم وادي الحية؛ قال ابن بري: صواب

إِنشاده: المُحَلِّئِ باقِرَه، بكسر اللام من المُحَلِّئِ وفتح الراء من

باقِرَه، وأَوّل القصيدة:

أَلا أَبْلِغَا ذُبيانَ عَنِّي رسالة،

فقد أَصْبَحَتْ عن مَنْهَجِ الحَقِّ جائِرَهْ

وقال: قال ابن الكلبي: عُبَيْدانُ راع لرجل من بني سُوَيْدِ بن عاد وكان

آخر عاد، فإِذا حضر عبيدان الماء سَقَى ماشيته أَوّل الناس وتأَخر الناس

كلهم حتى يسقي فلا يزاحمه على الماء أَحد، فلما أَدرك لقمان بن عاد

واشتدّ أَمره أَغار على قوم عبيدان فقتل منهم حتى ذلوا، فكان لقمان يورد

إِبلهُ فَيَسْقِي ويَسْقِي عُبَيْدانُ ماشيته بعد أَن يَسْقِيَ لقمان فضربه

الناس مثلاً. والمُنَدَّى: المَرْعَى يكون قريباً من الماء يكون فيه

الحَمْضُ، فإِذا شربت الإِبلُ أَوّل شربة نُخِّيَتْ إِلى المُنَدَّى لترعى

فيه، ثم تعاد إِلى الشرب فتشرب حتى تَرْوَى وذلك أَبقى للماءِ في أَجوافها.

والباقِرُ: جماعة البَقَر. والمُحَلِّئُ: المانع. الفرَّاء: يقال صُكَّ

به في أُمِّ عُبَيْدٍ، وهي الفلاةُ، وهي الرقَّاصَةُ. قال: وقلت للعتابي:

ما عُبَيْدٌ؟ فقال: ابن الفلاة؛ وعُبَيْدٌ في قول الأَعشى:

لم تُعَطَّفْ على حُوارٍ، ولم يَقْـ

ـطَعْ عُبَيْدٌ عُرُوقَهَا مِن خُمالِ

اسم بَيْطارٍ. وقوله عز وجل: فادْخُلِي في عِبادي وادْخُلي جَنَّتي؛ أَي

في حِزْبي. والعُبَدِيُّ: منسوب إِلى بَطْنٍ من بني عَدِيِّ بن جَنابٍ

من قُضاعَةَ يقال لهم بنو العُبَيْدِ، كما قالوا في النسبة إِلى بني

الهُذَيْل هُذَلِيٌّ، وهم الذين عناهم الأَعشى بقوله:

بَنُو الشَّهْرِ الحَرامِ فَلَسْتَ منهم،

ولَسْتَ من الكِرامِ بَني العُبَيْدِ

قال ابن بَرِّيٍّ: سَبَبُ هذا الشعر أَن عَمْرو بنَ ثعلبةَ بنِ الحَرِث

بنِ حضْرِ بنِ ضَمْضَم بن عَدِيِّ بن جنابٍ كان راجعاً من غَزاةٍ، ومعه

أُسارى، وكان قد لقي الأَعشى فأَخذه في جملة الأُسارى، ثم سار عمرو حتى

نزل عند شُرَيْحِ بنِ حصْنِ بن عمران بن السَّمَوْأَل بن عادياء فأَحسن

نزله، فسأَل الأَعشى عن الذي أَنزله، فقيل له هو شريح بن حِصْنٍ، فقال:

والله لقد امْتَدَحْتُ أَباه السَّمَوْأَل وبيني وبينه خلَّةٌ، فأَرسل

الأَعشى إِلى شريح يخبره بما كان بينه وبين أَبيه، ومضى شريح إِلى عمرو بن

ثعلبة فقال: إِني أُريد أَنْ تَهَبَنِي بعضَ أُساراكَ هؤلاء، فقال: خذ منهم

مَنْ شِئتَ، فقال: أَعطني هذا الأَعمى، فقال: وما تصنع بهذا الزَّمِنِ؟ خذ

أْسيراً فِداؤُه مائةٌ أَو مائتان من الإِبل، فقال: ما أُريدُ إِلا هذا

الأَعمى فإِني قد رحمته، فوهبه له، ثم إِنَّ الأَعشى هجا عمرو بن ثعلبة

ببيتين وهما هذا البيت «بنو الشهر الحرام» وبعده:

ولا مِنْ رَهْطِ جَبَّارِ بنِ قُرْطٍ،

ولا مِن رَهْطِ حارثَةَ بنِ زَيْدِ

فبلغ ذلك عمرو بن ثعلبة فأَنْفَذ إِلى شريح أَنْ رُدَّ عليَّ هِبَتي،

فقال له شريح: ما إِلى ذلك سبيل، فقال: إِنه هجاني، فقال شُرَيْحٌ: لا

يهجوك بعدها أَبداً؛ فقال الأَعشى يمدح شريحاً:

شُرَيْحُ، لا تَتْرُكَنِّي بعدما عَلِقَتْ،

حِبالَكَ اليومَ بعد القِدِّ، أَظْفارِي

يقول فيها:

كُنْ كالسَّمَوْأَلِ إِذْ طافَ الهُمامُ به

في جَحْفَلٍ، كَسَوادِ الليلِ، جَرَّارِ

بالأَبْلَقِ الفَرْدِ مِن تَيْماءَ مَنْزِلهُ،

حِصْنٌ حَصِينٌ، وجارٌ غيرُ غدَّارِ

خَيَّرَه خُطَّتَيْ خَسْفٍ، فقال له:

مَهْمَا تَقُلْه فإِني سامِعٌ حارِي

فقال: ثُكْلٌ وغَدْرٌ أَنتَ بينهما،

فاخْتَرْ، وما فيهما حَظٌّ لمُخْتارِ

فَشَكَّ غيرَ طويلٍ ثم قال له:

أُقْتُلْ أَسِيرَكَ إِني مانِعٌ جاري

وبهذا ضُرِبَ المثلُ في الوفاء بالسَّمَوْأَلِ فقيل: أَوفى مِنَ

السَّمَوْأَل. وكان الحرث الأَعرج الغساني قد نزل على السموأَل، وهو في حصنه،

وكان ولده خارج الحصن فأَسره الغساني وقال للسموأَل: اختر إِمّا أَن

تُعْطِيَني السِّلاحَ الذي أَوْدَعك إِياه امرُؤُ القيس، وإِمّا أَن أَقتل

ولدك؛ فأَبى أَن يعطيه فقتل ولده.

والعَبْدانِ في بني قُشَيْرٍ: عبد الله بن قشير، وهو الأَعور، وهو ابن

لُبَيْنى، وعبد الله بن سَلَمَةَ بن قُشَير، وهو سَلَمَةُ الخير.

والعَبيدَتانِ: عَبيدَةُ ابن معاويةَ بن قُشَيْر، وعَبيدَةُ بن عمرو بن معاوية.

والعَبادِلَةُ: عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبدالله بن عمرو بن

العاص.طرد: الطَّرْدُ: الشَّلُّ؛ طَرَدَه يَطْرُدُه طَرْداً وطَرَداً

وطَرَّده؛ قال:

فأُقْسِمُ لولا أَنَّ حُدْباً تَتابَعَتْ

عليَّ، ولم أَبْرَحْ بِدَيْنٍ مُطَرَّدا

حُدْباً: يعني دَواهِيَ، وكذلك اطَّرَدَه؛ قال طريح:

أَمْسَتْ تُصَفِّقُها الجَنُوب، وأَصْبَحَتْ

زَرْقاءَ تَطَّرِدُ القَذَى بِحِباب

والطَّرِيدُ: المَطْرُودُ من الناس، وفي المحكم المَطْرُود، والأُنثى

طَريدٌ وطَريدة؛ وجمعهما مَعاً طَرائِدُ. وناقة طَريدٌ، بغير هاء: طُرِدَتْ

فَذُهِبَ بها كذلك، وجمعها طَرائِدُ. ويقال: طَردْتُ فلاناً فَذَهَبَ،

ولا يقال فاطَّرَدَ. قال الجوهري: لا يُقالُ مِن هذا انْفَعَلَ ولا

افْتَعَلَ إِلا في لغة رديئة.

والطَّرْدُ: الإِبْعَادُ، وكذلك الطَّرَدُ، بالتحريك. والرجل مَطْرُودٌ

وطَريدٌ. ومرَّ فُلانٌ يَطْرُدُهم أَي يَشُلُّهم ويَكْسَو هُمْ.

وطَرَدْتُ الإِبِلَ طَرْداً وطَرَداً أَي ضَمَمْتُها من نواحيها، وأَطْرَدْتُها

أَي أَمرتُ بِطَرْدِها.

وفلانٌ أَطْرَدَه السلطان إِذا أَمر بإِخْراجه عن بَلَده. قال ابن

السكيت: أَطْرَدْتُه إِذا صَيَّرْتَه طريداً، وطَرَدْتُه إِذا نَفَيْتَه عنك

وقلتَ له: اذهب عنا. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَطْرَدْنا

المُعْتَرفِينَ. يقال: أَطْرَدَه السلطانُ وطَرَدَه أَخرجه عن بَلدِه، وحَقِيقَتُه

أَنه صيَّره طريداً. وطَرَدْتُ الرجل طَرْداً إِذا أَبْعَدته، وطَرَدْتُ

القومَ إِذا أَتَيْتَ عليهم وجُزْتَهُم. وفي حديث قيام الليل: هو قُرْبَةٌ

إِلى الله تعالى ومَطْرَدَةُ الداء عن الجَسَد أَي أَنها حالةٌ من شأْنها

إِبْعادُ الداء أَو مكانٌ يَخْتَصُّ به ويُعْرَفُ، وهي مَفْعَلة من

الطَّرْدِ. والطَّريدُ: الرجل يُولَدُ بعدَ أَخيه فالثاني طَريدُ الأَول؛

يقال: هو طريدُه. والليل والنهار طَريدان، كلُّ واحد منهما طريد صاحبه؛ قال

الشاعر:

يُعيدانِ لي ما أَمضيا، وهما معاً

طَريدانِ لاَ يَسْتَلْهِيان قَرارِي

وبَعِيرٌ مُطَّرِدٌ: وهو المتتابع في سيره ولا يَكْبو؛ قال أَبو النجم:

فَعُجْتُ مِنْ مُطَّرِدٍ مَهْديّ

وطَرَدْتُ الرجل إِذا نَحَّيْتَهُ. وأَطْرَدَ الرجلَ: جعله طَريداً

ونفاه. ابن شميل: أَطرَدْتُ الرجل جعلته طريداً لا يأْمن. وطَرَدْتُه:

نَحَّيْتُه ثم يَأْمَنُ. وطَرَدَتِ الكِلابُ الصَّيْدَ طَرْداً: نَحَّتْه

وأَرهَقَتْه. قال سيبويه: يقال طَرَدْتُه فذهب، لا مضارع له من لفظه.

والطريدة: ما طَرَدْتَ من صَيْدٍ وغيره. طَرَّادٌ: واسع يَطَّرِدُ فيه

السَّرابُ. ومكان طَرَّادٌ أَي واسعٌ. وسَطْحُ طَرَّادٌ: مستو واسع؛ ومنه

قول العجاج:

وكم قَطَعْنا من خِفافٍ حُمْسِ،

غُبْرِ الرِّعانِ ورِمالٍ دُهْسِ،

وصَحْصَحَانٍ قَذَفٍ كالتُّرْسِ،

وعْرٍ، نُسامِيها بِسَيْرٍ وَهْسِ،

والوَعْسِ والطَّرَّادِ بَعْدَ الوَعْسِ

قوله نُسامِيها أَي نُغالبها. بسَيْرٍ وهْسٍ أَي ذي وَطْءٍ شديد. يقال:

وهسه أَي وَطِئَه وَطْأً شديداً يَهِسُه وكذلك وعَسَه؛ وخَرَج فلان

يَطْرُد حمر الوحش. والريح تَطْرُد الحصَى والجَوْلانَ على وجْه الأَرض، وهو

عَصْفُها وذَهابُها بِها. والأَرضُ ذاتُ الآلِ تَطْرُد السَّرابَ طَرْداً؛

قال ذو الرمة:

كأَنه، والرَّهاءُ المَرْتُ يَطْرُدُه،

أَغراسُ أَزْهَر تحتَ الريح مَنْتوج

واطَّرَدَ الشيءُ: تَبِعَ بعضُه بعضاً وجرى. واطَّرَدَ الأَمرُ:

استقامَ. واطَّرَدَتِ الأَشياءُ إِذا تَبِعَ بعضُها بعضاً. واطَّرَدَ الكلامُ

إِذا تتابَع. واطَّرَدَ الماءُ إِذا تتابَع سَيَلانُه؛ قال قيس بن

الخطيم:أَتَعْرِفُ رَسْماً كاطِّرادِ المَذاهِبِ

أَراد بالمَذاهب جلوداً مُذْهَبَةً بخطوط يرى بعضها في إِثر بعض فكأَنها

مُتَتابعَة؛ وقولُ الراعي يصف الإِبل واتِّباعَها مواضع القطر:

سيكفيكَ الإِلهُ ومُسْنَماتٌ،

كَجَنْدَلِ لُبْنَ، تَطّرِدُ الصِّلالا

أَي تَتَتابَعُ إِلى الارَضِين الممطورة لتشرب منها فهي تُسْرِعُ

وتَسْتَمرُّ إِليها، وحذَفَ فأَوْصَلَ الفعل وأَعْمَلَه.

والماءُ الطَّرِدُ: الذي تَخُوضه الدوابُّ لأَنها تَطَّرِدُ فيه وتدفعه

أَي تتتابع. وفي حديث قتادة في الرجل يَتَوَضَّأُ بالماءِ الرَّمَلِ

والماءِ الطَّرِدِ؛ هو الذي تَخُوضه الدوابُّ.

ورَمْلٌ مُتَطارِد: يَطْرُدُ بعضُه بعضاً ويتبعه؛ قال كثير عزة:

ذَكَرتُ ابنَ ليْلى والسَّماحَةَ، بعدَما

جَرَى بينَنا مُورُ النَّقَا المُتطَارِد

وجَدْوَلٌ مُطَّرِدٌ: سريعُ الجَرْيَة. والأَنهارُ تطَّرِدُ أَي تَجْري.

وفي حديث الإِسراء: وإِذا نَهْران يَطَّرِدان أَي يَجْرِيان وهما

يَفْتَعِلان. وأَمرٌ مُطَّردٌ: مستقيم على جهته.

وفلان يَمْشي مَشْياً طِراداً أَي مستقيماً.

والمُطارَدَة في القتال: أَن يَطْرُدَ بعضُهم بعضاً. والفارس

يَسْتَطْرِدُ لِيَحْمِلَ عليه قِرْنُه ثم يَكُرُّ عليه، وذلك أَنه يَتَحَيَّزُ في

اسْتِطْرادِه إِلى فئته وهو يَنْتَهِزُ الفُرْصة لمطاردته، وقد

اسْتَطْرَدَ له وذلك ضَرْب من المَكِيدَة. وفي الحديث: كنت أُطارِدُ حيَّةً أَي

أَخْدَعُها لأَصِيدَها؛ ومنه طِرادُ الصَّيْد. ومُطارَدَة الأَقران

والفُرْسان وطِرادُهم: هو أَن يَحْمِلَ بعضهم على بعض في الحرب وغيرها. يقال: هم

فرسان الطِّرادِ.

والمِطْرَدُ: رُمْحٌ قصير تُطْعَنُ به حُمُر الوحش؛ وقال ابن سيده:

المِطْرَد، بالكسر، رمح قصير يُطْرَد به، وقيل: يُطْرَد به الوحش.

والطِّرادُ: الرمح القصير لأَن صاحبه يُطارِدُ به. ابن سيده: والمِطْرَدُ من الرمح

ما بين الجُبَّةِ والعالية.

والطَّرِيدَةُ: ما طَرَدْتَ من وحش ونحوه. وفي حديث مجاهد: إِذا كان عند

اطِّراد الخيل وعند سَلِّ السيوف أَجزأَ الرجلَ أَن تكون صلاتُهُ

تكبيراً. الاضْطِرادُ: هو الطِّرادُ، وهو افتِعالٌ، من طِرادِ الخَيْل، وهو

عَدْوُها وتتابعها، فقلبت تاء الافتعال طاء ثم قلبت الطاء الأَصلية ضاداً.

والطَّريدة: قَصَبَة فيها حُزَّة تُوضَع على المَغازِلِ والعُودِ والقِداح

فَتُنْحَتُ عليها وتُبْرَى بها؛ قال الشماخُ يصف قوساً:

أَقامَ الثِّقافُ والطَّرِيدَةُ دَرْأَها،

كما قَوَّمَت ضِغْنَ الشَّمُوسِ المَهامِزُ

أَبو الهيثم: الطَّرِيدَةُ السَّفَن وهي قَصَبة تُجَوَّفُ ثم يُغْفَرُ

منها مواضع فَيُتَّبَعُ بها جَذْب السَّهْم. وقال أَبو حنيفة: الطَّرِيدَة

قِطْعَةُ عُودٍ صغيرة في هيئة المِيزابِ كأَنها نصف قَصَبة، سَعَتُها

بقدر ما يَلزمُ القَوْسَ أَو السَّهْمَ. والطَّرِيدَةُ: الخِرْقَة الطويلة

من الحرير. وفي حديث مُعاوية: أَنه صَعِدَ المنبر وبيده طَرِيدَةٌ؛

التفسير لابن الأَعرابي حكاه الهرويّ في الغريبين. أَبو عمرو: الجُبَّةُ

الخِرْقَة المُدَوَّرَة، وإِن كانت طويلة، فهي الطَّرِيدَة. ويقال للخِرْقَة

التي تُبَلُّ ويُمْسَحُ بها التَّنُّورُ: المِطْرَدَةُ والطَّرِيدَة.

وثَوْبٌ طَرائد، عن اللحياني، أَي خَلَقٌ. ويوم طَرَّادٌ ومُطَرَّدٌ: كاملٌ

مُتَمَّم؛ قال:

إِذا القَعُودُ كَرَّ فيها حَفَدَا

يَوْماً، جَديداً كُلَّه، مُطَرَّدا

ويقال: مَرَّ بنا يومٌ طَرِيدٌ وطَرَّادٌ أَي طويلٌ. ويومٌ مُطَرَّدٌ

أَي طَرَّادٌ؛ قال الجوهري: وقول الشاعر يصف الفرس:

وكأَنَّ مُطَّرِدَ النَّسِيم، إِذا جرى

بَعْدَ الكَلالِ، خَلِيَّتَا زُنْبُورِ

يعني به الأَنْفَ.

والطَّرَدُ: فِراخُ النحلِ، والجمع طُرُود؛ حكاه أَبو حنيفة.

والطَّرِيدَةُ: أَصلُ العِذْق. والطَّرِيدُ: العُرْجُون.

والطَّرِيدَةُ: بُحَيْرَةٌ من الأَرضِ قلِيلَة العَرْضِ إِنما هي

طَريقَة. والطَّرِيدَةُ: شُقَّةٌ من الثَّوب شُقَّتْ طولاً. والطَّرِيدَة:

الوَسيقَة من الإِبل يُغِيرُ عليها قومٌ فَيَطْرُدُونها؛ وفي الصحاح: وهو ما

يُسْرَقُ من الإِبل. والطَّرِيدَة: الخُطَّة بين العَجْبِ والكاهِلِ؛ قال

أَبو خراش:

فَهَذَّبَ عنها ما يَلي البَطْنَ، وانْتَحَى

طَرِيدَةَ مَتْنٍ بَيْنَ عَجْبٍ وكاهِلِ

والطَّريدَةُ: لُعْبَةُ الصِّبْيانِ، صِبْيانِ الأَعراب، يقال لها

المَاسَّةُ والمَسَّةُ، وليست بِثَبَت؛ وقال الطِّرِمَّاح يَصِفُ جَواري

أَدرَكْنَ فَتَرَفَّعْن عن لَعِب الصّغار والأَحداث:

قَضَتْ من عَيَافٍ والطَّريدَةِ حاجةً،

فهُنَّ إِلى لَهْوِ الحديث خُضُوعُ

وأَطْرَدَ المُسابِقُ صاحِبَه: قال له إِن سَبَقْتَني فلك عليّ كذا. وفي

الحديثِ: لا بأْسَ بالسِّباق ما لم تُطْرِدْه ويُطْرِدْك. قال

الإِطْرادُ أَن تقولَ: إِن سَبَقْتَني فلك عليّ كذا، وإِن سَبَقْتُكَ فلي عليك

كذا. قال ابن بُزُرج: يقال أَطْرِدْ أَخاك في سَبَقٍ أَو قِمارٍ أَو صِراعٍ

فإِن ظَفِرَ كان قد قضى ما عليه، وإِلا لَزِمَه الأَوَّلُ والآخِرُ.

ابن الأَعرابي: أَطْرَدْنا الغَنَم وأَطْرَدْتُمْ أَي أَرْسَلْنا

التُّيوس في الغنم. قال الشافعي: وينبغي للحاكم إِذا شَهِدَ الشهودُ لرجل على

آخر أَن يُحْضِرَ الخَصْم، ويَقْرأَ عليه ما شهدوا به عليه، ويُنْسِخَه

أَسماءَهم وأَنسابهم ويُطْرِدَه جَرْحَهم فإِن لم يأْتِ به حَكَمَ عليه؛

قال أَبو منصور: معنى قوله يُطْرِدَه جرحهم أَن يقول له: قد عُدِّلَ

هؤُلاءِ الشهودُ، فإِن جئتَ بجرحهم وإِلا حَكَمْتُ عليك بما شهدوا به عليك؛

قال: وأَصله من الإِطْرادِ في السِّباق وهو أَن يقول أَحد المتسابقين

لصاحبه: إِن سبقْتني فلك عليّ كذا، وإِن سَبَقْتُ فلي عليك كذا، كأَنَّ الحاكم

يقول له: إِن جئت بجرح الشُّهودِ وإِلا حكمت عليك بشهادتهم.

وبنو طُرُودٍ: بَطْن وقد سَمَّتْ طَرَّاداً ومُطَرِّداً.

عجف

عجف: {عجاف}: هزال في النهاية.
(عجف) نَفسه عَن الطَّعَام عجفها
[عجف] فيه: يسوق أعنزا "عجافا"، جمع عجفاء وهي المهزولة من نحو الغنم. ج: ومنه: ولا "بالعجفاء"، والعجف بالحركة الهزال. نه: ومنه: حتى إذا "أعجفها" ردها فيه، أي أهزلها.
ع ج ف

نزلوا في بلاد عجاف أي غير ممطورة. وهذه حبّ عجافٌ إذا لم تكن رابية. وأعجفت نفسي عن الطعام إذا حبستها وأنت تشتهيه لتؤثر به، وعجفتها على المريض إذا أقمت على تمريضه وصبرت، وعجفتها على أذى الخليل إذا لم تخذله.
عجف
قال تعالى: سَبْعٌ عِجافٌ
[يوسف/ 43] ، جمعُ أَعْجَفَ، وعَجْفَاءَ، أي: الدّقيق من الهُزال، من قولهم: نصلٌ أَعْجَفُ: دقيق، وأَعْجَفَ الرّجلُ: صارت مواشيه عِجَافاً، وعَجَفَتْ نفسي عن الطّعام، وعن فلان أي: نبت عنهما.

عجف


عَجَفَ(n. ac.
عَجْف
عُجُوْف)
a. ['An], Abstained from (food).
b. Kept short, stinted, starved (cattle).
c. ['Ala], Nursed, tended (invalid); bore with.

عَجِفَ
عَجُفَ(n. ac. عَجْف)
a. Grew thin, lean.

عَجَّفَ
a. ['An], Abstained from (food).
b. Ate little.

أَعْجَفَa. see I (b) (c).
عَجَفa. Thinness, leanness.

أَعْجَفُ
(pl.
عِجَاْف)
a. Thin, lean, emaciated.

عِجَاْفa. Colocynth.
b. Grain.
c. Fortune, chance.
ع ج ف : عَجِفَ الْفَرَسُ عَجَفًا مِنْ بَابِ تَعِبَ ضَعُفَ وَمِنْ بَابِ قَرُبَ لُغَةٌ فَهُوَ أَعْجَفُ وَشَاةٌ عَجْفَاءُ وَجَمْعُ الْأَعْجَفِ عِجَافٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَإِنَّمَا جُمِعَ عَلَى عِجَافٍ إمَّا حَمْلًا عَلَى نَقِيضِهِ وَهُوَ سِمَانٌ وَإِمَّا حَمْلًا عَلَى نَظِيرِهِ وَهُوَ ضِعَافٌ وَيُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَعْجَفْتُهُ وَرُبَّمَا عُدِّيَ بِالْحَرَكَةِ فَقِيلَ عَجَفْتُهُ عَجْفًا مِنْ بَابِ قَتَلَ. 
عجف
عَجَفْتُ نَفسي عن الطعام: حَبَسْتَها عنه على الجُوع، عَجْفاً وعُجُوْفاً. وعجًفْتُ نَفْسي على المَريض: صَبرْتَها عليه ومَرضْتَه، عَجْفاً. وعَجَفْت نَفْسي عنه عَجْفاً: حَمَلْتُ عنه ولم أؤاخِذْه.
وعَجَفْتُ المَالَ وأعْجَفْتُها: هَزَلْتَها، وقد عَجفَتْ، وهي عَجِفَة وعَجْفَاءُ.
وذَكَرَ الخليلُ: أعْجَف للذكَرِ وعَجْفَاءُ للأنْثى فَحَسْب؛ ثم قال: والجَمْعُ عِجَافٌ من الذَكَر والأنثى، وليس في الكَلام أفْعَلُ جُمِعَ على فِعَالٍ غير هذا. والعِجَاف: حَدث الحَنْظَل. والأرَضُوْنَ التي لم تُمْطَرْ. واسْم من أسْماءِ الزَمان.
ع ج ف: (الْعَجَفُ) الْهُزَالُ وَبَابُهُ طَرِبَ فَهُوَ (أَعْجَفُ) وَالْأُنْثَى (عَجْفَاءُ) وَ (عَجُفَ) بِالضَّمِّ لُغَةٌ وَالْجَمْعُ (عِجَافٌ) بِالْكَسْرِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ لِأَنَّ أَفْعَلَ وَفَعْلَاءَ لَا يُجْمَعُ عَلَى فِعَالٍ وَلَكِنَّهُمْ بَنَوْهُ عَلَى سِمَانٍ وَالْعَرَبُ قَدْ تَبْنِي الشَّيْءَ عَلَى ضِدِّهِ كَمَا قَالُوا: عَدُوَّةٌ بِنَاءً عَلَى صَدِيقَةٍ وَفَعُولٌ إِذَا كَانَ بِمَعْنَى فَاعِلٍ لَا تَدْخُلُهُ الْهَاءُ. وَ (أَعْجَفَهُ) هَزَلَهُ. 
(عجف) نَفسه عَن الطَّعَام عجفا وعجوفا حَبسهَا عَنهُ وَهُوَ مشته لَهُ ليؤثر بِهِ مؤاكله وَيُقَال عجف نَفسه على فلَان آثره بِالطَّعَامِ على نَفسه وعجف نَفسه عَن المقابح حَبسهَا وَنَفسه حلمها وصبرها وَيُقَال عجف نَفسه على الْمَرِيض صبرها على تمريضه وَالْقِيَام بِهِ وعجف نَفسه عَن فلَان احْتمل غيه وَلم يؤاخذه وَالدَّابَّة عجفا هزلها

(عجف) عجفا هزل فَهُوَ أعجف وَهِي عجفاء (ج) عجف وعجاف (على غير قِيَاس) وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {يأكلهن سبع عجاف} وَهُوَ وَهِي عجف

(عجف) عجفا عجف فَهُوَ عجيف (ج) عجفى 
[عجف] العجف، بالتحريك: الهزال ولا عجف: المهزولُ، وقد عَجْفَ، والأنثى عَجْفاءُ، والجمع عِجافٌ على غير قياس، لان أفعل وفعلاء لا يجمع على فعال، ولكنهم بنوه على سمان. والعرب قد تبنى الشئ على ضده، كما قالوا: عدوة بناء على صديقة. وفعول إذا كان بمعنى فاعل لا تدخله الهاء. قال الشاعر : وأن يعرين إن كسى الجوارى فتنبو العين عن كرم عجاف وأَعْجَفَهُ، أي هَزَلَه. قال الفراء: يقال عَجِفَ المال بالكسر وعجُفَ أيضاً بالضم. ونَصلٌ أَعْجَفٌ، أي رقيقٌ. وعَجَفَ نفسه على فلان بالفتح، إذا آثره بالطعام على نفسه. قال إنى على ما كان من نحولى أو ازدريت عظمي وطولي لا عجف النفس على الخليل والت عجيف: الاكل دون الشبع. ومنه قول الراجز : لم يغذها مد ولا نصيف ولا تميرات ولا تعجيف
عجف
عجُفَ يَعجُف، عَجَفًا، فهو أَعْجَفُ وعجيف
• عجُفَتِ الشاةُ ونحوُها: هُزِلت وزال سِمَنُها "عجُفت الأغنامُ لقلّة المرعى". 

عجِفَ يَعجَف، عَجَفًا، فهو أَعْجَفُ
• عجِفَتِ الشَّاةُ ونحوُها: عجُفت؛ هُزِلت وزال سِمَنُها. 

أعجفُ [مفرد]: ج عِجاف وعُجْف، مؤ عَجْفاءُ، ج مؤ عجفاوات وعِجاف: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عجُفَ وعجِفَ. 

عَجَف [مفرد]: مصدر عجُفَ وعجِفَ. 

عجيف [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عجُفَ. 
(باب العين والجيم والفاء معهما) (ع ج ف، ع ف ج، ج ع ف، ف ج ع مستعملات ف ع ج، ج ف ع مهملان)

عجف: عجفتُ نفسي عن الطعام أعْجِفُها عَجْفا وعُجُوفا، أي: حبست وأنا أشتهيه لأوثر به جائعاً، ولا يكون العجف إلا على الجوع. وعَجَفْتُ نفسي على المريض أَعْجِفُها عَجْفاً، أي: صبّرتُ فأقمت عليه أعينه وأمّرضه. قال:

إنّي وإنْ عَيَّرْتَنِي نُحُولي ... أو ازدَرَيْتَ عِظَمِي وطولي

لأعْجِفُ النَّفْسَ على خليلي ... أَعْرِضُ بالوُدِّ وبالتَّنْويلِ أي أعرض له بالمودة والنوال. وعجفت له نفسي، أي: حملت عنه، ولم أؤاخذه. والعجف: ذَهاب السِّمَنِ. رجل أَعْجَفُ وامرأةٌ عجفاء، وتجمع على عِجافٍ، ولا يجمعِ أَفْعَلُ على فِعالٍ غير هذا، رواية شاذة عن العرب حملوها على لفظ سِمانٍ. والعُجَافُ من أسماء التَّمر. قال:

نَعَافُ وإن كانتْ خِماصا بُطُونُنا ... لُبابَ المُصَفَّى والعُجافَ المجرّدا

عفج: العَفْجَةُ: من أمعاء البطن، وهي لكلّ ما لا يجترَ كالمِمْرَغَةِ من الشاء وهي كالكيس من الإنسان كأنّها حَوْصَلَةُ الطائر فيما يقال. وقد يجمعون الأمعاء بالأعفاج، الواحد: عَفْج وعَفَج. وعفجه بالعصا: ضربه بها. والعَفَنْجَجُ: كل ضخم اللهازم من الرجال ذي وجنات وألواح أكول فَسْل ، بوزن فَعَنْلل، ويقال: هو الأخرق الجافي الذي لا يتّجه لعمل، قال:

مِنْهُم وذا الخِنّابَةِ العَفَنْجَجا

والعفج معروف

جعف: الجعف: شدّة الصرع. جعفته فانجعف، قال:

إذا دخلَ الناسُ الظِّلال فإنَّه ... على الحوضِ حتى يصدر الناس مُنْجَعِف

أي قد رمى بنفسه. وجُعْفِيٌّ: حي . والنسبة إليه: جُعْفِيّ على لفظه.

فجع: الفجع: أن يُفْجَعَ الإنسان بشيء يكرم عليه فيعدمه. فجع بماله وولده، ونزلت به فاجعة من فواجع الدهر. قال:

أن تَبْقَ تُفْجَعْ بالأحبَّة كلّها ... وفناء نفسك لا أبا لك أفجع

ويقال لغُرابِ البينِ: فاجع، لأنه يفجع الناس بالبين. قال:

بشير صدق أعان دعوته ... بصعقه مثل فاجع شَجِبِ

وموت فاجع. ودهرٌ فاجع يفجع الناس بالأحداث. والرّجلُ يتفجَّع، وهو تَوَجُّعُهُ للمصيبة. والفجيعة الاسم كالرّزية. أنشد عرّام:

كأنها نائحة تفجّع ... تبكي لميتٍ وسواها الموجع
الْعين وَالْجِيم وَالْفَاء

عَجَفَ نَفسه عَن الطَّعَام وَغَيره، يَعْجِفُها عَجْفا وعُجُوفا، وعَجَّفَها: حَبسهَا عَنهُ وَهُوَ لَهُ مشته، ليؤثر بِهِ غَيره، وَلَا يكون إِلَّا على الْجُوع. قَالَ:

لم يَغْذُها مُدٌّ وَلَا نَصِيفُ

وَلَا تُميرَاتٌ وَلَا تَعْجيفُ

وعَجَف نَفسه على الْمَرِيض يَعْجِفُها عَجْفا: صَبَّرها على تمريضه. قَالَ:

إِنِّي وَإِن عَيَّرْتَنِي نُحُولِي

أَو ازْدَرَيْتَ عِظَمي وطُولِي

لأَعْجِفُ النفْسَ على خَلِيلي

أعْرِض بالوُدّ وبالتَّنْوِيلِ أَرَادَ: أعرض الوُدّ والتَّنْويل، كَقَوْلِه: " تُنْبِت بالدهْن ".

وعَجَف نَفسه يَعْجِفُها عَجْفا: حَلَّمها.

والعَجَف: ذهَاب السِّمَن. وَقد عَجِف، وعَجُف، فَهُوَ عَجِف وأعْجَف، وَالْأُنْثَى: عَجْفاء، وعَجِف، بِغَيْر هَاء. وَالْجمع مِنْهُمَا: عِجاف، حملوه على لفظ سمان. وَقيل: هُوَ كَمَا قَالُوا أبْطح وبِطاح، وأجرب وجراب. وَلَا نَظِير لعَجْفاءَ وعِجاف إِلَّا قَوْلهم: حسناء وَحسان. هَذَا قَول كرَاع، وَلَيْسَ بِقَوي، لأَنهم قد كسروا بطحاء على بطاح، وبرقاء على براق.

ومُنْعَجِف: كعَجِف. قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:

صِفْرِ المَباءَة ذِي هِرْسَينِ مُنْعَجِفٍ ... إِذا نَظَرْتَ إلَيْهِ قُلْتَ قد فَرَجا

والتَّعَجُّف: الْجهد وَشدَّة الْحَال. قَالَ معقل بن خويلد الْهُذلِيّ:

إِذا مَا ظَعَنَّا فانْزِلُوا فِي ديارِنا ... بقيَّةَ من أبْقَى التَّعَجُّفُ من رُهْمِ

وَرُبمَا سَمَّوُا الْأَرْضين المجدبة عِجافا، قَالَ الشَّاعِر يصف سحابا:

لَقِحَ العِجافُ لَهُ لسابِعِ سَبْعةٍ ... فشَرِبْنَ بعدَ تَحَلِّئٍ فرَوينا

هَكَذَا أنْشدهُ ثَعْلَب، وَالصَّوَاب: بعد تَحَلُّؤٍ. يَقُول: أنبتت هَذِه الأرضون المجدبة لسبعة أَيَّام بعد الْمَطَر.

وَوجه عَجِف، وأعْجِف: كالضَّمآن.

ولثة عَجْفاء: ظمأى. قَالَ:

تَنْكَلُّ عَن أظْمَى اللِّثاتِ صَافِ

أبيضَ ذِي مَناصِبٍ عِجافِ

وأعَجْفَ الْقَوْم: حبسوا أَمْوَالهم، من شدَّة وتضييق.

وَأَرْض عَجْفاء: مَهْزُولَة، وَمِنْه قَول الرائد: وجدت رضَا عَجْفاء، وشجرا أعشم، أَي قد شَارف اليبس والبيود. والعُجاف: من أَسمَاء التَّمْر.

وَبَنُو العُجَيف: بطن من الْعَرَب.

عجف: عَجَفَ نَفسَه عن الطعام يَعْجِفُها عَجْفاً وعُجوفاً وعَجَّفَها:

حبَسها عنه وهو له مُشْتَهٍ ليؤثِرَ به غيرَه ولا يكون إلا على الجوع

والشهوة، وهو التعجيف أيضاً؛ قال سلمة بن الأَكوع:

لم يَغْذُها مُدٌّ ولا نَصِيفُ،

ولا تُمَيْراتٌ ولا تَعْجيفُ

قال ابن الأَعرابي: التعجيف أَن يَنْقُلَ قُوتَه إلى غيره قبل أَن

يَشْبَعَ من الجُدوبة. والعُجوفُ: تركُ الطعام. والتعجيفُ: الأَكلُ دونَ

الشِّبَعِ.

والعُجوفُ: منعُ النفس عن المقابح. وعَجَفَ نفسَه على المريض يَعْجِفُها

عَجْفاً: صَبَّرها على تَمْريضه وأَقام على ذلك. وعَجَفْتُ نفسي على

أَذى الخليلِ إذا لم تَخْذُلْه. وعَجَفَ نفسَه على فلان، بالفتح، إذا آثره

بالطعام على نفسه؛ قال الشاعر:

إني، وإن عَيَّرتِني نُحولي،

أَو ازْدَرَيْتِ عِظَمِي وطُولي

لأَعْجِفُ النفسَ على الخليلِ،

أَعْرِضُ بالوُدِّ وبالتَّنْويلِ

أَراد أَعرض الودّ والتنويل كقوله تعالى: تنبُت بالدهن. وعَجَفْتُ نفسي

عنه عَجْفاً إذا احْتملتَ غيَّه ولم تؤاخذه. وعَجَفَ نفسه يَعْجِفها:

حلَّمها. والتعجيف: سُوء الغذاء والهزالُ. والعَجَفُ: ذهاب السِّمَنِ

والهُزالُ، وقد عَجِفَ، بالكسر، وعَجُف، بالضم، فهو أَعْجفُ وعَجِفٌ، والأُنثى

عجفاء وعجِفٌ، بغير هاء، والجمع منهما عِجافٌ حملوه على لفظ سِمانٍ،

وقيل: هو كما قالوا أبطح وبِطاح وأَجرب وجِراب ولا نظير لعَجفاء وعِجاف إلا

قولُهم حَسْناء وحِسان؛ كذا قول كراع، وليس بقويّ لأَنهم قد كسَّروا

بطْحاء على بِطاحٍ وبَرْقاء على بِراقٍ. ومُنْعَجِفٌ كعَجِفٍ؛ قال ساعدة بن

جُؤَيَّة:

صِفْرُ المَباءة ذو هِرْسَينِ مُنْعجِفٌ،

إذا نَظَرْتَ إليه، قلتَ: قد فَرَجا

(* قوله «ذو» هو في الأصل هنا بالواو وفي مادتي فرج وهرس: بالياء.)

قال الأَزهري: وليس في كلام العرب أَفعل وفَعْلاء جمعاً على فِعالٍ غير

أَعْجَفَ وعَجْفاء، وهي شاذة، حملوها على لفظ سِمان فقالوا سِمان وعِجاف،

وجاء أَفْعلُ وفَعْلاء على فَعُل يَفْعُل في أَحرف معدودة منها: عَجُف

يَعْجُف، فهو أَعْجف، وأَدُم يأْدُمُ، فهو آدمُ، وسَمُرَ يَسْمُر، فهو

أَسمرُ، وحَمُق يَحْمُق، فهو أَحْمَقُ، وخَرُق يَخْرُق، فهو أَخرق. وقال

الفراء: عَجُفَ وعَجِفَ وحَمُق وحَمِقَ ورَعُن ورَعِن وخَرُق وخَرِق. قال

الجوهري: جمع أَعجَف وعَجْفاء من الهُزال عِجاف، على غير قياس، لأَن أَفعلَ

وفَعْلاء لا يجمع على فعال ولكنهم بنوه على سِمانٍ، والعرب قد تبني

الشيء على ضدّه كما قالوا عَدُوّةٌ بناء على صديقة، وفعول إذا كان بمعنى فاعل

لا تدخله الهاء؛ قال مِرْداسُ بن أَذَنَةَ:

وإنْ يَعْرَيْنَ إنْ كُسِيَ الجَواري،

فَتَنْبُو العَيْنُ عن كَرَمٍ عِجافِ

وأَعْجَفه أَي هَزَله. وقوله تعالى: يأْكلُهنّ سَبْع عِجافٌ؛ هي

الهَزْلَى التي لا لحم عليها ولا شحم ضُرِبت مثلاً لسبع سِنين لا قَطْر فيها ولا

خِصْبَ. وفي حديث أُم مَعْبَد: يَسُوق أَعْنُزاً عجافاً؛ جمع عجفاء، وهي

المَهْزولةُ من الغنم وغيرها. وفي الحديث: حتى إذا أَعْجَفَها ردَّها

فيه أَي أهْزَلها. وسيف مَعْجُوف إذا كان داثراً لم يُصْقَلْ؛ قال كعب بن

زهير:

وكأَنَّ مَوْضِعَ رَحْلِها من صُلْبِها

سَيْفٌ، تَقَادَمَ عَهْدُه، مَعْجُوفُ

ونَصْلٌ أَعْجَفُ أَي رقِيق. والتعجُّفُ: الجهْد وشِدَّة الحال؛ قال

مَعْقِلُ بن خُوَيْلِد:

إذا ما ظَعَنَّا، فانْزِلوا في دِيارِنا،

بَقِيَّةَ من أَبقَى التعجُّفُ من رُهْمِ

وربما سَمَّوا الأَرض المُجْدبةَ عِجافاً؛ قال الشاعر يصف سحاباً:

لَقِحَ العِجافُ له لِسابعِ سَبْعةٍ،

فَشَرِبْن بَعْد تَحلِّئٍ فَرَوِينا

هكذا أَنشده ثعلب والصواب بعد تَحَلُّؤٍ؛ يقال: أَنْبَتَتْ هذه الأَرضون

المُجدبة لسبعة أَيام بعد المطر. والعَجَفُ: غِلظُ العِظام وعَراؤُها من

اللحم. وتقول العرب: أَشدّ الرّجال الأَعْجفُ الضخْم. ووجهٌ عَجِف

وأَعْجَفُ: كالظمْآن. ولثةٌ عَجْفاء: ظَمْأَى؛ قال:

تَنْكَلُّ عن أَظْمى اللِّثاتِ صافِ،

أَبْيَضَ ذي مَناصِبٍ عِجافِ

وأَعْجَفَ القومُ: حبَسُوا أَموالهم من شِدّة وتَضْييق. وأَرض عَجْفاء:

مَهزولة؛ ومنه قول الرائد: وجدْت أَرضاً عَجْفاء وشجراً أَعْشَمَ أَي قد

شارَفَ اليُبْس والبُيود. والعُجافُ: التمْر.

وبنو العُجَيْفِ: بَطْن من العرب.

عجف

1 عَجِفَ, (Fr, S, O, Msb, K,) aor. ـَ inf. n. عَجَفٌ; (S, * O, * Msb, K; *) and عَجُفَ; (Fr, S, O, Msb, K;) He, i. e. [a beast, or] a horse, (Msb,) or they, i. e. cattle, (مَال, Fr, S, O,) became lean, meagre, or emaciated; (S;) lost his, or their, fatness or plumpness: (O, K:) or became weak. (Msb.) [See also عَجَفٌ, below.]

A2: عَجَفَهُ, or عَجَفَ الدَّابَّةَ, see 4. b2: عَجَفَ نَفْسَهُ عَنِ الطَّعَامِ, aor. ـِ inf. n. عَجْفٌ and عُجُوفٌ, He withheld himself from the food, though desiring it, preferring that one who was hungry should have it; (O, K;) or (K) he left the food, though desiring it, (O,) in order that he who was eating with him might become satisfied in stomach; (O, K;) as also ↓ عجّف, inf. n. تَعْجِيفٌ. (K.) and عَجَفَ نَفْسَهُ عَلَى فُلَانٍ [He restrained himself for such a one] means he chose that such a one should have the food in preference to himself. (S.) عُجُوفٌ also signifies The leaving, or relinquishing, food, (IAar, O, K, TA,) with desire for it. (TA.) And [hence, app.,] The withholding oneself from evil acts or dispositions. (TA.) b3: And عَجَفَ نَفْسَهُ, (L, K,) aor. ـِ inf. n. عَجْفٌ, (L, TA,) He constrained himself to be forbearing. (L, K, TA.) You say, عَجَفَ نَفْسَهُ عَلَى

فُلَانٍ, (O, K,) aor. ـِ inf. n. عَجْفٌ [and app. عُجُوفٌ also], (O,) He bore, or endured, what proceeded from such a one, and did not punish him. (O, K.) And عَجَفَ نَفْسَهُ عَلَى المَرِيضِ, (O, K,) aor. and inf. n. as above, (O,) He constrained himself to exercise patience toward the sick man in tending him in his sickness; as also بِنَفْسِهِ عَلَيْهِ ↓ أَعْجَفَ. (O, K.) b4: And عَجَفَ عَنْ فُلَانٍ [نَفْسَهُ being app. understood] He withdrew himself, or became aloof, from such a one. (K.) 2 عَجَّفَ see 1. b2: التَّعْجِيفُ also signifies The eating less than what would satisfy the stomach. (S, O, K.) b3: And One's transferring his food to another before satisfying his stomach, by reason of drought, or dearth. (IAar, TA.) b4: And The feeding on bad food, and being lean, meagre, or emaciated. (TA.) 4 اعجفهُ, (S, O, Msb,) or اعجف الدَّابَّةَ; (O, K;) and ↓ عَجَفَهُ, (O, Msb,) or عَجَفَ الدَّابَّةَ, (O, K,) aor. ـُ (O, Msb, K) and عَجِفَ, (O, K,) inf. n. عَجْفٌ; (O, Msb;) He rendered him, (S, O, Msb,) i. e. a horse, (Msb,) or he rendered the beast, (O, K,) lean, meagre, or emaciated, (S, O, K,) or weak. (Msb.) b2: اعجفوا They became in the state, or condition, of having their cattle lean, meagre, or emaciated. (O, K.) And They confined their cattle, by reason of hardness and straitness [of circumstances]. (TA.) b3: See also 1, last sentence but one.5 تَعَجُّفٌ The being in a difficult and hard state or condition. (TA.) عَجَفٌ Leanness, meagreness, or emaciation; (S;) loss of fatness or plumpness: (O, K:) and thickness, or roughness, and leanness (عَرَآء), of the bones. (TA.) [See 1, first sentence.]

عَجِفٌ: see أَعْجَفُ, in three places.

عُجَافٌ, like غُرَابٌ, A sort of dates: (L, K:) or so ↓ عِجَافٌ, accord. to Lth. (O.) عِجَافٌ pl. of أَعْجَفُ [q. v.], (S, O, Msb, K,) and of its syn. عَجِفٌ. (TA.) A2: Also The colocynth: (K:) or the grains of the colocynth. (Ibn-'Abbád, O, TA.) b2: And حَبٌّ عِجَافٌ Grain, or grains, not increasing. (A, TA.) b3: See also عُجَافٌ.

A3: And العِجَافُ is one of the names of Time, or fortune. (Ibn-'Abbád, O, K. *) عَجِيفٌ: see أَعْجَفُ, in two places.

عَنْجَفٌ, like جَنْدَلٌ, (K in the present art.,) or عُنْجُفٌ, (AA, O and K in art. عنجف,) like قُنْفُذٌ, (K in the latter art.,) and ↓ عُنْجُوفٌ, Dry, or tough, by reason of leanness, meagreness, or emaciation, (AA, K in this art., and O and K in art. عنجف,) or of disease: thus expl. by AA, and mentioned by IDrd and Az among quadriliteral-radical words. (TA.) And Short, and compact, or contracted [in make or body]: and sometimes applied as an epithet to an old woman: (K:) thus the latter word is expl. by IDrd. (TA.) عُنْجُوفٌ: see the next preceding paragraph.

أَعْجَفُ Lean, meagre, or emaciated; (S;) having lost his fatness or plumpness: (O, K:) or weak: (Msb:) and ↓ عَجِفٌ signifies the same, applied to a man and to a woman: and ↓ عَجِيفٌ also signifies lean, meagre, or emaciated: (TA:) and ↓ مَعْجُوفٌ [likewise] is syn. with أَعْجَفُ, applied to a camel; (O, K;) as also ↓ مُنْعَجِفٌ, (K, TA,) in some copies of the K erroneously written مُتَعَجِّفٌ: (TA:) the fem. of أَعْجَفُ is عَجْفَآءُ: and the pl. is عِجَافٌ, which is irreg., having this form to assimilate it to سِمَانٌ, (S, O, Msb, K,) or to its like ضِعَافٌ, (Msb,) and which is applied to males and to females: (O, TA:) the pl. of ↓ عَجِفٌ, also, is عِجَافٌ: (TA:) and the pl. of ↓ عَجِيفٌ, if this be of established authority, may be عَجْفَى, agreeably with analogy. (MF, TA.) [Hence,] وَجْهٌ أَعْجَفُ and ↓ عَجِفٌ A face having little flesh. (TA.) And لِثَةٌ عَجْفَآءُ A gum having little flesh. (TA.) And شَفَتَانِ عَجْفَاوَانِ Two thin lips. (Ks, O, K.) b2: And نَصْلٌ أَعْجَفُ A thin, or slender, arrow-head: (S, O, K:) pl. نِصَالٌ عِجَافٌ. (O, K.) b3: And أَرْضٌ عَجْفَآءُ Land in which is no good. (O, K.) And أَرَضُونَ عِجَاف Lands not rained upon. (O.) And عِجَافٌ is sometimes used [alone] as signifying Lands affected by drought: a poet says, describing clouds (سَحَاب), لَقِحَ العِجَافُ لَهُ لِسَابِعِ سَبْعَةٍ

meaning The lands affected by drought produced herbage by reason thereof at a period of seven days after the rain. (L, TA.) مَعْجُوفٌ: see أَعْجَفُ. b2: Also A rusty, unpolished, sword; or one sullied by remaining long unpolished. (O, K.) مُنْعَجِفٌ: see أَعْجَفُ.
عجف
الليث: العَجَفُ: ذهاب السِّمَنِ، والذكر أعْجَفُ، والأنثى عَجْفَاءُ، والجميع: عِجَافٌ من الذكران والإناث؛ والفعل عَجِفَ يَعْجَفُ عَجَفاً، وليس في كلام العرب أفعل يجمع على فِعَالٍ غير هذه الكلمة؛ رواية شاذة عن العرب، حملوها على لفظ سِمَانٍ فقالوا: سِمَانٌ وعِجَافٌ - على فِعَالٍ - وقال غيره: العرب قد تحمل الشيء على ضده، كما قالوا عدوه بناءً على صديقةٍ، وفَعُوْلٌ إذا كان بمعنى فاعلٍ لا تدخله الهاء، قال الله تعالى:) يأكُلُهُنَّ سبعٌ عِجَافٌ (. وفي حديث أم معبد - رضي الله عنها -: يَسُوْقُ أعنزاً عِجَافاً. وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ع ز ب. وقال مرداس بن أُدَيَّةَ:
وأن يعرين إن كُسِيَ الجواري ... فتنبو العين عن كرم عِجَافِ
وقال الفرّاء: عَجُفَ المال - بالضم -: لغة في عَجِفَ - بالكسر -.
ونصل أعْجَفُ: أي رقيق، ونصال عِجَافٌ، قال أمية بن أبي عائذ الهذلي:
تراح يداه لِمَحْشُوْرَةٍ ... خواظي القداح عِجَافِ النِّصَالِ
وقال الليث: العِجَافُ: من أسماء التمر، وأنشد:
نَعَافُ وإن كانت خِماصاً بطوننا ... لُبَابَ المُصفّى والعِجَافَ المجردا
وقال ابن عبّاد: العِجَافُ: حب الحنظل، وأسم من أسماء الزمان.
وأرَضُوْنَ عِجَافٌ: لم تمطر.
والعَجْفَاءُ: الأرض التي لا خير فيها، قال:
لقح العِجَافُ له بسابع سبعة ... وشَرِبْنَ بعد تحلُّؤٍ فروينا
وأبو العَجْفاءِ: هرم بن نسيب السُّلميُّ من التابعين.
وأبو العَجْفاءِ: عبد الله بن مسلم المكي من أتباع التابعين.
وحكى الكسائي: شَفَتانِ عَجْفاوانِ: أي لطيفان.
ويقال: عَجَفْتُ نفسي عن الطعام فأنا أعْجِفُها عَجْفاً وعُجُوْفاً: إذا حبست نفسك عنه وأنت تشتهيه لتؤثر جائعاً، ولا يكون العَجْفُ إلا على الجوع؛ وذلك أن يدع الطعام وهو يشتهيه حتى يشبع مؤاكله الذي يؤاكله.
ويقال: عَجَفْتُ نفسي على المريض أعجِفُها عَجْفاً: إذا صبرت عليه فأقمت عليه ومرضته، قال:
أني وإن عيَّرْتِني نحولي ... أو ازدريْتِ عظمي وطولي
لأعْجِفُ النفس على خليلي ... اعرضُ بالود وبالتنويل
وتقول: عَجَفْتُ نفسي على فلانٍ أعْجِفُها عَجْفاً: إذا احتملت عنه ولم تؤاخذه.
وقال غيره: عَجَفْتُ الدابة أعْجُفُها واعْجِفُها عَجْفاً: إذا هزلتها.
وسيف مَعْجُوْفٌ: إذا كان داثراً لم يصقل، قال كعب بن زهير رضي الله عنه:
وكأن موضع رحلها من صُلْبِها ... سيفٌ تقادم عهده مَعْجُوفُ
وبعير مَعْجُوْفٌ: أي أعْجَفُ.
وقال ابن الأعرابي: العُجُوْفُ: ترك الطعام.
وقال ابن دريد: بنو العُجَيْفِ: قبيلة من العرب.
وعاجِفٌ: موضع في شق بني تميم مما يلي القبلة، قال تميم بن أُبِيِّ بن مقبل:
ألا ليت ليلى بين أجماد عاجِفٍ ... وتِعْشَارَ أجلى في سريحٍ وأسْفَرا
وأعْجَفَه: أي هزله، مثل عَجَفَه.
وأعْجَفَ القوم: عَجِفَتْ مواشيهم.
واعْجَفْتُ بنفسي على فلانٍ: إذا أقمت عليه وهو مريض، مثل عَجَفْتُ نفسي عليه.
والتَّعْجِيْفُ: الكل دون الشبع. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان في مسير له فقال لسلمة بن الأكوع - رضي الله عنه -: ألا تنزل فتقول من هناتك، فنزل يرتجز ويقول:
لم يغذها مد ولا نَصِيْفْ ... ولا تُمَيْرَاتٌ ولا تَعْجِيْفْ
لكن غذاها اللبن الخريف ... المحض والقارص والصَّرِيْفْ
فلما سمعته الأنصار يذكر التميرات والــرغيف علموا أنه يعرض بهم فاستنزلوا كعب بن مالك - رضي الله عنه -، فنزل يرتجز:
لم يَغْذُها مدٌّ ولا نصيفْ ... ولا تميرات ولا تَعْجِيْفْ
لكن غَذَاها حَنظلً نَقيفْ ... ومذقَةٌ كطرة الخَنِيْفْ
تبيت بين الزرب والكَنِيْفْ
ورواية القتبي: " ولا تميرات ولا رغيف "، والأولى رواية أبي عبيد، ويروى الرجز لعبد الله بن خطلٍ، وأوله:
آنِسَةٌ بيضاءُ كالخشيفْ ... لم يغذها
والتركيب يدل على الهزال وعلى حبس النفس وصبرها على الشيء أو عنه. 
عجف
العَجَفُ، مُحرَّكَةً: ذَهابُ السِّمَنِ، وَهُوَ أَعْجَفُ، وَهِي عَجْفاءُ ج: عِجافٌ. من الذُّكْرانِ والإِناثِ، قالهُ اللَّيْث، وَهُوَ شاذٌّ على غير قِيَاس، لأَنَّ أَفْعَلَ وفَعْلاءَ لَا يُجْمَعُ على فِعالٍ بالكَسْرِ غير هذِه الكلمَة، رِوايَةً شاذّةً عَن العَربِِ ولكنَّهُم بَنَوْهُ على لفظِ سِمانٍ فَقَالُوا: سِمانٌ وعِجافٌ، وَقيل: هُوَ كَمَا قَالُوا: أَبْطَحُ وبِطاحُ، وأَجْرَبُ وجِرابٌ، وَلَا نَظِيرَ لعَجْفاءَ وعِجافٍ إِلا قولُهم: حَسْناءُ وحِسانٌ، كَذَا قولُ كُراعٍ، وليسَ بقَوِيٍّ، لأنَّهم قد كسَّرُوا بطْحاءَ على بِطاحٍ، وبَرْقاءَ على بِراقٍ لأَنَّهُم قَد يَبْنُونَ ونَصُّ الجَوْهَرِيِّ: والعَرَبُ قَد تَبْنِي الشَّيْءَ ونَصُّ العُباب: قد تَحْمِلُ الشيءَ على ضِدِّهِ قَالَ شَيْخُنا: وَلَو قالَ بَنَوْه، على نِدِّه، أَي: مِثْلِه لَكَانَ أَقْربَ، وَهُوَ ضِعافٌ، كَمَا مالَ إِليه بَعضهم كَمَا قالُوا: عَدُوَّةٌ بالهاءِ لمكانِ صدِيقَةٍ، وفَعولٌ إِذا كانَ بمَعْنَى فاعِلٍ لَا تَدْخُلُه الهاءُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وَمِنْه قولُه تَعالَى: يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ هِيَ الهَزْلَى الَّتِي لَا لَحْمَ عَلَيْهَا وَلَا شَحْمَ، ضُرِبَتْ مثلا لسَبْعِ سِنينَ لَا قَطْرَ فِيهَا وَلَا خِصْبَ، وَفِي حَدِيثِ أُمّ مَعْبَدٍ: يَسُوقُ أَعْنُزاً عِجافاً وَقَالَ مِرْداسُ بن أُدَيَّةَ:
(وأَنْ يَعْرَيْنَ إِن كُسِيَ الجَواري ... فَتَنْبُو العَيْنُ عَن كَرَمٍ عِجافِ)
وَقد عجِفَ، كفرِحَ وكَرُمَ وَقد جاءَ أَفْعلُ وفَعْلاءُ على فَعُلَ يَفْعُلُ فِي أَحرفٍ مَعْدُودةٍ، مِنْهَا: عجُفَ يعْجُفَ فَهُوَ أَعْجَفُ، وأَدُمَ يَأْدُم فَهُوَ آدَمُ، وسَمُرَ يسْمُر فَهُوَ أَسْمَرُ، وحَمُقَ يَحْمُقُ فَهُوَ أَحْمَقُ، وخَرُق يَخْرُق فَهُوَ أَخْرَقُ، وَقَالَ الفَرّاءَ: عجُف وعَجِفَ، وحمُقَ وحمِقَ، ورَعُنَ ورَعِنَ، وخَرُقَ وخَرِقَ. ونَصْلٌ أَعْجَفُ: أَي رقِيقٌ، ونِصالٌ عِجافٌ قَالَ أُميَّةُ بن أَبي عائِذٍ:
(تَراحُ يَداهُ لمحَشُورَةٍ ... خَواظِي القِداحِ عِجافِ النِّصالِِ)
والعَجْفاءُ: الأَرْضُ لَا خَيْرَ فِيها وَمِنْه قولُ الرّائِدِ: وجَدْتُ أَرْضاً عَجْفاءَ، وشَجَراً أَعْشَمَ، أَي: قد شارفَ اليُبْسَ. وَفِي الأَساسِ: نَزَلُوا فِي بلادٍ عَجْفاءَ: أَي غيرِ مَمْطُورَةٍ. وَفِي اللِّسان: ورُبَّما سَمَّوْا الأَرْضَ المُجْدِبَةَ عِجافاً، قالَ الشاعِرُ يصف سَحاباً:
(لَقِحَ العِجافُ لَهُ لسابِعِ سبْعَةٍ ... فشَرِبْنَ بعد تَحَلُّؤٍ فَرَوِينَا)
يَقُول: أَنْبَتَت هذِه الأَرَضُون المُجْدِبَةُ لسَبْعَةِ أَيّامٍ بعدَ المَطَر. وأَبو العَجْفاءِ: هَرِمُ بنُ نُسَيْبٍ)
السُّلَمِيُّ: تابِعيٌّ يَرْوِي عَن عُمرَ بن الخَطابِ، عِدادُه فِي أَهلِ البصْرةِ، روى عَنهُ مُحَمَّد بن سِيرِينَ، َورده ابْن حبَان فِي كتابِ الثِّقاتِ. أَبو العَجْفاءِ: عبدُ اللهِ بن مُسْلِمٍ المَكِّيُّ من تَبَعِ التّابِعِينَ. وفقاتَه: أَبُو العَجْفاءِ: عمرُو بنُ عَبْدِ اللهِ الدَّيْلَمِيُّ السَّيْبانِيّ، وَقد صحَّفَه المصِّنفُ فِي س ي ب فَقَالَ: أَبو العجماءِ، وَهُوَ غلَطٌ، وَقد نَبَّهْنا عَلَيْهِ هُنَاكَ. وحكَى الكِسائيُّ: شَفَتانِ عَجْفاوانِ: أَي لَطِيفَتانِ. والعِجافُ ككِتابٍ: حَبُّ الحَنْظَلِ عَن ابنِ عبّادٍ. والعِجافُ: اسمٌ من أَسْماءِ الدَّهْرِ عَن ابْن عَبّادٍ أَيْضا. والعُجافُ: كغُرابٍ: نَوعٌ من التَّمْرِ كَمَا فِي اللِّسانِ. وعَجْفَ نَفْسَه عَن الطَّعامِ يعْجِفُها عَجْفاً وعُجُوفاً: حَبسَها عَنهُ، وَهِي تَشْتَهِيهِِ، لِيُؤْثِر بهِ غيرَه أَي جائعاً وَلَا يَكُونُ العَجْفُ إِلا على الجُوعِ والشَّهْوةِ، أَو لِيُشْبعَ مُؤاكِلَهُ الَّذِي يُؤاكِلُه كعَجَّفَ تَعْجِيفاَ وَمِنْه قولُ سلَمَةَ بنِ الأَكْوَعِ: لم يَغُذُها مُدٌّ وَلَا نَصِيفُ وَلَا تُمَيْراتٌ وَلَا تَعْجِيفُ لكِنْ غَذاهَا اللَّبَنُ الخَرِيفُ المَحْضُ والقارِصُ والصَّرِيفُ وعَجَفَ نَفْسَه على المَرِيضِ: إِذا صَبَرَها على التَّمْرِيضِ، والقِيامِ بِهِ قَالَ: إِنيِّ وإِن عَيَّرْتِنِ نُحولِي أَو ازْدَرَيْتِ عِظَمِي وطُولِي لأَعْجِفُ النّفْسَ على الخَلِيلِ أَعْرِضُ بالوُدِّ وبالتَّنْوِيل كأَعْجَفَ بنَفْسِه عَلَيْهِ.
وَتقول: عَجَفَ نَفْسَهُ على فُلانٍ: أًَي احْتَمَلَ عَنهُ، وَلم يُؤَاخِذْهُ. نَقله الصَّاغَانِي. وعَجَفَ الدَّابَّةَ يَعْجُفُها بالضمِّ ويَعْجِفُها بالكسرِ، عَجْفاً: هَزَلَها، كأَعْجَفها وَهَذِه عَن الجَوْهرِيُّ، وَمِنْه الحَدِيثُ: حَتَّى إِذا أَعْجَفَها رَدَّها فِيهِ. وعَجَفَ عَن فُلانٍ: تَجافاهُ. وَفِي الأَساسِ: عَجَفْتُها على أََذَى الخلِيلِ: إِذا لم تَخْذُلْه. وعَجَفَ نَفْسَه: حَلَّمَها يَعْجِفُها عَجْفاً، كَمَا فِي اللِّسَان. وسيْفٌ مَعْجُوفٌ ك دائِرٌ لم يًصْقَلُ قَالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ رَضِي اللهُ عَنهُ:
(وكأَنَّ مَوْضِعَ رَحْلِها من صُلْبِها ... سَيْفٌ تَقادَمَ عهْدُه مَعْجُوفُ)

وبَعِيرٌ مَعْجُوفٌ، ومُنْعَجِفٌ: أَي أَعْجَفُ وَفِي بعضِ النّسخ مُنْعَجِفٌ وَهُوَ غلطٌ، قَالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ:
(صِفْرِ المَباءةِ ذِي هَرْسيْنِ مُنْعَجِفٍ ... إِذا نظَرْتَ إِليه قلتَ قد فَرَجَا) والعُجُوفُ بالضمِّ تَرْكُ الطَّعامِ عَن ابْن الأَعرابيِّ، زادَ غيرُه، مَعَ الشَّهْوةِ إِليه.
وبَنُو العُجَيْفِ، كزُبيْرٍ: قبيلةٌ من الْعَرَب، نَقله ابنُ دُرَيْدٍ. وعاجِفٌ: ع، فِي شِقِّ بَنِي تَميم مِمَّا يَلِي القِبْلَةَ، قَالَ ابْن دُرَيْدٍ، قالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
(أَلا لَيْتَ ليْلَى بَيْن أَجْمادِ عاجِفٍ ... وتِعشارَ أَجْلَى فِي سَرِيحٍ وأَسْفرَا)
وأَعْجَفُوا: إِذا عَجِفَتْ مَواشِيهِمْ أَي، هُزِلتْ.
والتعْجِيفُ: الأَكْلُ دُون الشَّبَعِ وَقد تقدم شاهدُه من قَول سلَمةَ بن الأَكوعِ رَضِي اللهُ عَنهُ.
والعَنْجَفُ، كجَنْدَلٍ، وزُنْبُورٍ: اليابِسُ هُزالاً أَو مَرَضاً، هَكَذَا أَوردَه ابنُ دُرَيْدٍ والأزهرِيُّ فِي الرُّباعِيّ، وَهُوَ أَيضاً قولُ أَبي عَمْرٍ و. وَقَالَ ابْن دريدٍ فِي بابِ فُعْلُول: العُنْجُوفُ: القَصِيرُ المُتداخِلُ، ورُبَّما وُصِفَتْ بِهِ العَجُوزُ وسَيَأْتِي البَحْثُ فِيهِ فِي عنجف لأَنَّ المُصَنِّفَ أَعادَه هُناك ثانِياً، لاختلافِهم فِي النُّونِ: أَهِي زائِدةٌ أَمْ لَا.
وَمِمَّا يُستدَرَكُ عَلَيْهِ: التَّعْجِيفُ: حَبْسُ النَّفْسِ عَن الطَّعَام وَهُوَ مُشْتَهٍ لَهُ، لِيُؤْثِرَ بِهِ غيرَه، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: التَّعْجِيفُ: أَ، يَنْقُلَ قُوتَهُ إِلَى غيرِه قبلَ أَنْ يَشْبعَ، من الجُدُوَبةِ. والعُجُوفُ: مَنْعُ النَّفْسِ عَن المَقابِحِ. والتَّعْجِيفُ: سُوءُ الغِذاءِ، والهُزالُ. ورجُلٌ عَجِفٌ، ككتِفٍ أَعْجَفُ، وَهِي أَيضاً بِلَا هاءٍ، وجَمْعُهما عِجافٌ. والتَّعَجُّفُ: الجَهْدُ، شِدَّةُ الحالِ، قَالَ مَعْقِلُ بنُ خُوَيْلِدٍ:
(إِذا مَا ظَعَنّا فانْزِلُوا فِي دِيارِنَا ... بقِيَّةَ من أَبْقَى التَّعجُّفُ من رُهْمِ) والعَجَفُ محرَّكةً: غِلظُ العِظامِ وعَراؤُها من اللَّحْمِ، ووَجْهٌ عَجِفٌ وأَعْجَفُ: كالظَّمْآنِ. ولِثَةٌ عَجْفاءُ: ظَمْأَى، قَالَ: تنْكَلُّ عَن أَظْمَى اللِّثاتِ صافِ أَبْيَضَ ذِي مَناصِبٍ عِجافِ وأَعْجفَ القومُ: حَبسُوا أَمْوالَهُم من شِدَّةٍ وتَضْيِيقٍ. والعَجِيفُ: المَهْزُولُ، جَمْعُه عَجْفى، كمَرْضَى، وَمِنْه المَثلُ:) لكِنْ على بَلْدَحَ قومٌ عَجْفَى قَالَ شيخُنا: وإِن ثَبَتَ عَجِيفٌ فيَحْتَمِلُ حِينَئِذٍ أَنَّه جمعٌ لَهُ، وَهُوَ قِياسٌ فِيهِ. وحَبٌّ عِجافٌ: أَي غيرُ رابٍ، كَمَا فِي الأساسِ. وإِبْراهِيمُ بنُ عُجَيْفِ بنِ حازِمٍ البُخارِيّ، عَن أَسبْاط أَبِي الْيَسَع وغيرِه.

شعر

(ش ع ر) : (الشِّعَارُ) خِلَافُ الدِّثَارِ وَالشِّعَارُ وَالشَّعِيرَةُ الْعَلَامَةُ (وَمِنْهُ) أَشْعَرَ الْبَدَنَةَ أَعْلَمهُ أَنَّهُ هَدْيٌ (وَشِعَارُ الدَّمِ) الْخِرْقَةُ أَوْ الْفَرْجُ عَلَى الْكِنَايَةِ لِأَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا عَلَمٌ لِلدَّمِ (وَالشِّعَارُ) فِي الْحَرْبِ نِدَاءٌ يُعْرَفُ أَهْلُهَا بِهِ (وَمِنْهُ) «أَنَّهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - جَعَلَ شِعَارَ الْمُهَاجِرِينَ يَوْمَ بَدْرٍ يَا بَنِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَشِعَارَ الْخَزْرَجِ يَا بَنِي عَبْدِ اللَّهِ وَشِعَارَ الْأَوْسِ يَا بَنِي عُبَيْدِ اللَّهِ وَشِعَارَهُمْ يَوْمَ الْأَحْزَابِ حم لَا يُنْصَرُونَ» وَهُمَا الْحَرْفَانِ اللَّذَانِ فِي أَوَائِلِ السُّوَرِ السَّبْعِ وَلِشَرَفِ مَنْزِلَتِهِمَا عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى نَبَّهَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَنَّ ذِكْرَهُمَا يُسْتَظْهَرُ بِهِ عَلَى اسْتِنْزَالِ الرَّحْمَةِ فِي نُصْرَةِ الْمُسْلِمِينَ (وَالْمَشْعَرُ الْحَرَامُ) جَبَلٌ بِالْمُزْدَلِفَةِ وَاسْمُهُ قُزَحُ يَقِفُ عَلَيْهِ الْإِمَامُ وَعَلَيْهِ الْمِيقَدَةُ.
شعر: (اشك وآهم دو كواه اند بيا محكمه ... دلّ من بردي وانكار جرا ميدارى)
(شعر) : مصدرُ شَعرْت بالشَّيء شِعْرَةٌ وشَعْرَةٌ وشُعُورٌ، كالشِّعْرِ والشِّعرى، والمَشْعُورِ، والمَشْعَورةِ.
(شعر)
فلَان شعرًا قَالَ الشّعْر وَيُقَال شعر لَهُ قَالَ لَهُ شعرًا وَبِه شعورا أحس بِهِ وَعلم وَفُلَانًا غَلبه فِي الشّعْر وَالشَّيْء شعرًا بَطْنه بالشعر يُقَال شعر الْخُف وَشعر الميثرة

(شعر) شعرًا كثر شعره وَطَالَ فَهُوَ أشعر وَهِي شعراء (ج) شعر وَهُوَ شعر أَيْضا

(شعر) فلَان شعرًا اكْتسب ملكه الشّعْر فأجاده
(شعر) - في حديث عُمَر رضي الله عنه: "فدخَلَ رَجلٌ أَشعَرُ".
: أي كَثير الشَعْر. وقيل: طَويلُه.
- وفي الحديث : "حتى أَضَاء لىِ أشْعَرُ جُهَيْنة".
وهو اسم لجَبَل لهم. والأَشْعَر: الذي يُنسَب إليه. قيل: اسمُه نَبْت وُلِدَ أَشْعَر، فسُمِّى به.
- في الحديث: "أَتانِي آتٍ فشَقَّ من هَذِه إلى هَذِه، يعني من ثُغْرَةِ نَحْرِه إلى شِعْرته".
الشِّعْره: مَنْبت الشَّعْر من العانَة، وقيل: هي شَعْر العَانَة.
- في حديث أُمِّ سَلَمة، رضي الله عنها: "أنها جَعَلَت شَعائِرَ الذَّهَب في رقَبَتِها".
قال الحربي: أَظنُّه ضَربًا من الحَلْى.
وقال غيره: هي أَمثَال الشَّعِير من الحَلْى.
في الحديث : "أَنَّه أَشعَر هَدْيَه". الإشعار: أن تُطعَن البَدنةُ في سَنامِها حتى يَسِيل دَمُها.
وأشعَره سِنَاناً: أَلزقَه به. والإشعار: إلزاقُك الشيءَ بالشيءِ.
- وفي حديث أُمّ مَعْبَدٍ الجُهَنِىّ: "قالت للحَسَن: إنك أَشعَرْت ابنىِ في الناس".
: أي شَهَّرتَه، أَخذَه من إشعْار البَدَنةِ وهو طَعْنُها كأنّه شَهَرَه بالبِدعَةِ، فَصَارت له كالطَّعْنةِ في البَدنَة.
- في حديث سَعْدٍ، رضي الله عنه، "شَهِدتُ بَدراً ومالى غَيرُ شَعْرَة واحدةٍ، ثم أَكْثَر الله لىِ، من اللِّحَى بَعدُ".
قال الإمام إسماعيلُ، رحمه الله، في إملائِه: "أي مَالِى إلا ابنَةٌ واحدةٌ، ثم أكْثَر الله تَعالَى من الوَلَد بَعْدُ".

شعر


شَعَرَ(n. ac. شَعْر
شَعْرَة
شَعْرَى
شِعْر
شِعْرَة
شِعْرَى
شُعْرَة
شُعْرَى
شَعَر
شُعُوْر
شُعُوْرَة
مَشْعُوْر

مَشْعُوْرَة مَشْرُوْرَآء )
a. [Bi], Became aware, cognizant of; perceived, noticed
observed, remarked; knew, heard of.
b.(n. ac. شَعْر
شِعْر), Wrote, composed verses; versified, poetized.

شَعِرَ(n. ac. شَعَر)
a. Was hairy, shaggy.

شَعُرَ
a. see I
شَعَرَ
above.

شَعَّرَa. Was hairy, shaggy.
b. Trimmed, lined with fur.

شَاْعَرَa. Vied, competed with in versification.
b. Touched; slept with.

أَشْعَرَa. Informed, apprised, told of.
b. Wounded; marked.
c. Clad with ( an under-garment ).
d. see II (a) (b).
تَشَعَّرَa. see II (a)
تَشَاْعَرَa. Passed himself off for a poet.

إِسْتَشْعَرَa. see II (a)b. Put on (under-garment).
c. Apprehended, feared.

شَعْر
(pl.
شِعَاْر شُعُوْر
أَشْعَاْر)
a. Hair; fur.

شَعْرَةa. A hair.

شَعْرِيَّة
a. [ coll. ], Latticework, trellis;
wire-work, grating.
شِعْر
(pl.
أَشْعَاْر)
a. Knowledge, cognizance; perception; sensation
feeling.
b. Poetry, verse; poem.

شِعْرَةa. Pubes.

شِعْرَىa. Sirius, dog-star.
b. Dog-days.

شَعَرa. see 1
شَعَرَةa. see 1t
شَعِرa. see 14
أَشْعَرُ
(pl.
شُعْر)
a. Hairy, shaggy.

مَشْعَر
(pl.
مَشَاْعِرُ)
a. Sense (bodily).
b. Thicket, grove.

شَاْعِر
(pl.
شُعَرَآءُ)
a. Poet.

شَعَاْرa. Vegetation.
b. Thicket, jungle; copse; grove.

شِعَاْر
(pl.
شُعُر
أَشْعِرَة
15t)
a. Under-garment.
b. Horsecloth.
c. Mark, sign; badge, insignia.
d. Watchword, rallying-cry.
e. Rites, ceremonies.

شَعِيْرa. Barley.
b. Comrade, companion.

شَعِيْرَة
(pl.
شَعَاْئِرُ)
a. Grain of barley; barley-corn.
b. Knob, button ( on a sword ).
c. Rite, ceremony.

شَعِيْرِيَّة
a. [ coll. ], Vermicelli, macaroni
&c.
شُعُوْرa. Knowledge, understanding; consciousness.

شَعْرَاْنِيّa. see 14
N. P.
شَعڤرَa. Cracked.
b. Deranged, insane, half-witted.

شُوَيْعِر
a. Rhymster; poetaster.

شُعْرُوْر
a. Rhymster, versifier; poetaster.
شَعْر مُسْتَعَار
a. False-hair, wig.

لَيْتَ شِعْرِي
a. How I should like to know! Would that I knew!
ش ع ر

المال بيني وبينك شق الأبلمة وشق الشعرة. ورجل أشعر وشعراني: كثير شعر الجسد، ورجال شعر، ورأى فلان الشعرة: الشيب. والتقت الشعرتان، ونبتت شعرته: شعر عانته. وأشعر خفّه وجبته وشعرهما. وخف مشعر ومشعور: مبطن بالشعر. وميثرة مشعرة: مظهرة بالشعر. وأشعر الجنين. نبت شعره. وما أحسن ثنن أشاعره وهي منابتها حول الحوافر. وعليه شعار عليهم شعر، وأشعره: ألبسه إياه فاستشعره. وشعرت المرأة وشاعرتها: ضاجعتها في شعار. ولبني فلان شعار: نداء يعرفون به. وعظم شعائر الله تعالى وهي أعلام الحج من أعماله، ووقف بالمشعر الحرام. وما شعرت به: ما فطنت له وما علمته. وليت شعري ما كان منه، وما يشعركم: وما يدريكم. وهو ذكيّ المشاعر وهي الحواس واستشعرت البقرة: صوتت إلى ولدها تطلب الشعور بحاله. قال الجعدي:

فاستشعرت وأبى أن يستجيب لها ... فأيقنت أنه قد مات أو أكلا

وأشعر البدن. وأشعرت أمر فلان: علته معلوماً مشهوراً، وأشعرت فلاناً: جعلته علماً بقبيحة أشدتها عليه. وحملوا دية المشعرة، ودية المشعرة ألف بعير وهو الملك خاصة. وقد أشعر إذا قتل. وشعر فلان: قال الشعر، يقال: لو شعر بنقصه لما شعر. وتقول: بينهما معاشرة ومشاعرة. ورعينا شعريّ الراعي: ما نبت منها بنوء الشعري.

ومن المجاز: سكين شعيرته ذهب أو فضة، وأشعرت السكين. وأشعره الهم، وأشعره شراً: غشيه به. واستشعر خوفاً. وقال طفيل:

وراداً مدمّاةً وكمتاً كأنما ... جرى فوقها واستشعرت لون مذهب

ولبس شعار الهم. وداهية شعراء: وبراء. وجئت بشعراء: ذات وبر. وروضة شعراء: كثيرة العشب، وأرض شعراء: كثيرة الشعار بالفتح ذات شجر. وفلان أشعر الرقبة: للشديد يشبه بالأسد. وتقول: له شعر، كأنه شعر؛ وهو الزعفران قبل أن يسحق. قال:

كأن دماءها تجري كميتاً ... على لبّاتها شعر مدوف
ش ع ر: (الشَّعْرُ) لِلْإِنْسَانِ وَغَيْرِهِ وَجَمْعُ الشَّعْرِ (شُعُورٌ) وَ (أَشْعَارٌ) الْوَاحِدَةُ (شَعْرَةٌ) . وَرَجُلٌ (أَشْعَرُ) كَثِيرُ شَعْرِ الْجَسَدِ وَقَوْمٌ (شُعْرٌ) . وَوَاحِدَةُ (الشَّعِيرِ) شَعِيرَةٌ. وَ (شَعِيرَةُ) السِّكِّينِ الْحَدِيدَةُ الَّتِي تَدْخُلُ فِي السِّيَلَانِ لِتَكُونَ مِسَاكًا لِلنَّصْلِ. وَالشَّعِيرَةُ أَيْضًا الْبَدَنَةُ تُهْدَى. وَ (الشَّعَائِرُ) أَعْمَالُ الْحَجِّ وَكُلُّ مَا جُعِلَ عَلَمًا لِطَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْوَاحِدَةُ (شَعِيرَةٌ) قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: (شِعَارَةٌ) . وَ (الْمَشَاعِرُ) مَوَاضِعُ الْمَنَاسِكِ. وَ (الْمَشْعَرُ) الْحَرَامُ أَحَدُ (الْمَشَاعِرِ) وَكَسْرُ الْمِيمِ لُغَةٌ. وَالْمَشَاعِرُ أَيْضًا الْحَوَاسُّ. وَ (الشِّعَارُ) بِالْكَسْرِ مَا وَلِيَ الْجَسَدَ مِنَ الثِّيَابِ. وَشِعَارُ الْقَوْمِ فِي الْحَرْبِ عَلَامَتُهُمْ لِيَعْرِفَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَ (أَشْعَرَ) الْهَدْيَ إِذَا طَعَنَ فِي سَنَامِهِ الْأَيْمَنِ حَتَّى يَسِيلَ مِنْهُ دَمٌ لِيُعْلَمَ أَنَّهُ هَدْيٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: «أُشْعِرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ» وَ (شَعَرَ) بِالشَّيْءِ بِالْفَتْحِ يَشْعُرُ (شِعْرًا) بِالْكَسْرِ فَطِنَ لَهُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: لَيْتَ (شِعْرِي) أَيْ لَيْتَنِي عَلِمْتُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَصْلُهُ شِعْرَةٌ لَكِنَّهُمْ حَذَفُوا الْهَاءَ كَمَا حَذَفُوهَا مِنْ قَوْلِهِمْ ذَهَبَ بِعُذْرِهَا وَهُوَ أَبُو عُذْرِهَا. وَ (الشِّعْرُ) وَاحِدُ (الْأَشْعَارِ) وَجَمْعُ (الشَّاعِرِ) (شُعَرَاءُ) عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وَقَالَ الْأَخْفَشُ: (الشَّاعِرُ) مِثْلُ لَابِنٍ وَتَامِرٍ أَيْ صَاحِبُ شِعْرٍ وَسُمِّيَ شَاعِرًا لِفِطْنَتِهِ. وَمَا كَانَ شَاعِرًا (فَشَعُرَ) مِنْ بَابِ ظَرُفَ وَهُوَ يَشْعُرُ. وَ (الْمُتَشَاعِرُ) الَّذِي يَتَعَاطَى قَوْلَ الشِّعْرِ. وَ (شَاعَرَهُ فَشَعَرَهُ) مِنْ بَابِ قَطَعَ أَيْ غَلَبَهُ بِالشِّعْرِ. وَ (اسْتَشْعَرَ) خَوْفًا أُضْمَرَهُ. وَ (أَشْعَرَهُ فَشَعَرَ) أَيْ أَدْرَاهُ
فَدَرَى. وَ (أَشْعَرَهُ) أَلْبَسَهُ الشِّعَارَ. وَ (أَشْعَرَ) الْجَنِينُ وَ (تَشَعَّرَ) نَبَتَ شَعْرُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «ذَكَاةُ الْجَنِينِ ذَكَاةُ أُمِّهِ إِذَا أَشْعَرَ» وَ (الشَّعْرَاءُ) بِوَزْنِ الصَّحْرَاءِ الشَّجَرُ الْكَثِيرُ. وَالشِّعْرَى كَوْكَبٌ وَهُمَا شِعْرَيَانِ: الْعَبُورُ وَالْغُمَيْصَاءُ. تَزْعُمُ الْعَرَبُ أَنَّهُمَا أُخْتَا سُهَيْلٍ. 
شعر
الشعْرُ والشعَرُ: واحِدُ الشُّعُوْرِ والأشْعارِ. وهو أيضاً: الزعْفرَانُ ما دامَ لا يُسْحَقُ ولا يُدَاف.
ورجلٌ أشْعَري وشَعْرَاني. ورأى فُلانُ الشعْرَةَ: أي الشَّيْب. والمالُ بيني وبَيْنَه شَق الشعْرَة: أي نِصْفَان. وشَعْرُ: جَبَل خَلْفَ ضَريَّة.
والشعَارُ: ما يلي الجَسَدَ من الثياب. وما يُنادي به القومُ في الحَرْبِ لِيَعْرفَ بعضُهم بعضاً. والرعدُ. والمَوْت. وأنْشَدَ في الرعْد:
باتَتْ تُنَفجُها جَنوبٌ رَأدة
وقِطار سَارِيَة بِغَيْرِ شِعَارِ ويُروى: الشَعَار - بالفتح - أيضاً.
وأنشد في الموت:
يرن عليه أهلوه ويبقى ... لينظر َهل قَضى عنه الشعَارُ
والأشْعَرُ: ما اسْتدارَ بالحافِرِ من مُنْتَهى الجِلْدِ من الشًعْر، والجَميعُ الأشَاعر. وجَبَل لجُهَيْنَة. واسْمُ رَجُل. ونَاسُ يُسمُونَ اللَحمَ الذي يبدو إِذا قُلِّمَ الطفُرُ: أشْعَر. والأشَاعرُ: هناتٌ في رَحِم النّاقةِ مثْلُ الثُّآليل. وقيل: هي خروفُ الحَياء.
وأشْعَرَ قلبي هَماً: أبْطَنَه. وأشْعَرْت الهدْيَ: أعْلَمْتَه بعَلامةٍ، ومنه سُمًيَ الجِراحاتُ: المُشْعَرات. وأشْعَرْتُ الخف وشَعَرْتُ وشعررتُ: بطنْته بالشعَر.
وَشَعَرْت به شِعْراً وشِعْرَة وشعُوْراً: عَلِمْت، وقد قيل: شَعَرْتُه.
والشعْر: القَريض، يُجْمَع على الاشْعَار والشعُوْر. ويقولون: ش
ِعر شَاعِرٌ، إذا كان جيداً. وشعَرً: قالَ الشَعْرَ. وشَعِرَ - بالكَسْر -: صارَ شاعراً. وشًعَرْتُ المَرْأةَ: نمتَ معها في شِعَارٍ.
وشَعُرَ الشَّعِيْرُ - بالضمِّ - شَعَارةً: صارً شَعيراً.
وشَعَائر الحَج: أعْمالُه وعَلاماته، والواحدة شَعِيْرَةَ. والشَّعِيْرَةُ أيضاً: البَدَنَةُ تهْدى إلى بَيْتِ الله. والثقَيْبُ الذي في فأس اللجام. ومَخرج الماءِ من رأس قَضيبِ البَعير. وحَديدة أو فِضة تُجْعَلُ مِسَاكاً لِنَصْل السكين حيثُ يُرَكًبُ في النَصاب. ومن الحَلْي: ما يُتًخَذُ أمْثالَ الشَعِير.
والشعًارِيْرُ: صِغَارُ القِثاء، الواحِدةُ: شعرُوْرَة. وهي أيضاً: لعبَةٌ للصبْيانِ، ولا يُفْرَدُ حينئذٍ، يُقال: لَعِبْنا الشعاريْرَ. وذهبُوا شَعَارِيْرَ: أي مُتَفرقين. والشعْرَاءُ من الفاكِهةِ: الخَوْخ، وواحِدُه وجَمْعُه سَواء. وذُبابٌ من ذِبانِ الدواب. والدّاهِيَة، يُقال: داهية شَعْراء.
والشعْرَانَةُ الشعْراءُ: ذُبَاب الكَلْب. والشعْرَاء والشَعْرَةُ: الشعَرُ النابِتُ على العَانَة. وأرْض شَعْراءُ: كثيرة الشَعَار: أي الشجَر، والجميعُ شَعَارى. والشعَيْرَاءُ: شَجَرٌ بلغَةِ هُذَيْل. وبَنُو الشُعَيْرَاء: قَبيلةَ. والشعْرَان: ضربُ من الرمْث. والشِّعْرى: كوكب وراءَ الجَوْزاء. وشَعْرانُ: جَبَلٌ؛ سمَيَ به لِكَثْرة شَجَره.
والشِّعَارُ: المكانُ ذو الشًجَر الكثير. وما نَبَتَ عن مَطَرِ الشَعْرى. والشَّعرةُ: الشاةُ التي يَنْبُتُ الشعرُ بين ظِلْفَيْها فَيدْمى. والشَّعَرِياتُ: فِراخ الرًخَم. وذوْ شَوْعَر: اسْمُ وادٍ.
شعر
الشَّعْرُ معروف، وجمعه أَشْعَارٌ قال الله تعالى:
وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها [النحل/ 80] ، وشَعَرْتُ: أصبت الشَّعْرَ، ومنه استعير: شَعَرْتُ كذا، أي علمت علما في الدّقّة كإصابة الشَّعر، وسمّي الشَّاعِرُ شاعرا لفطنته ودقّة معرفته، فَالشِّعْرُ في الأصل اسم للعلم الدّقيق في قولهم: ليت شعري، وصار في التّعارف اسما للموزون المقفّى من الكلام، والشَّاعِرُ للمختصّ بصناعته، وقوله تعالى حكاية عن الكفّار: بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ
[الأنبياء/ 5] ، وقوله: لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ [الصافات/ 36] ، شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ [الطور/ 30] ، وكثير من المفسّرين حملوه على أنهم رموه بكونه آتيا بشعر منظوم مقفّى، حتى تأوّلوا ما جاء في القرآن من كلّ لفظ يشبه الموزون من نحو:
وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ [سبأ/ 13] ، وقوله: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ [المسد/ 1] . وقال بعض المحصّلين: لم يقصدوا هذا المقصد فيما رموه به، وذلك أنه ظاهر من الكلام أنّه ليس على أساليب الشّعر، ولا يخفى ذلك على الأغتام من العجم فضلا عن بلغاء العرب، وإنما رموه بالكذب، فإنّ الشعر يعبّر به عن الكذب، والشَّاعِرُ: الكاذب حتى سمّى قوم الأدلة الكاذبة الشّعريّة، ولهذا قال تعالى في وصف عامّة الشّعراء: وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ
[الشعراء/ 224] ، إلى آخر السّورة، ولكون الشِّعْرِ مقرّ الكذب قيل: أحسن الشّعر أكذبه. وقال بعض الحكماء: لم ير متديّن صادق اللهجة مفلقا في شعره. والْمَشَاعِرُ:
الحواسّ، وقوله: وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ
[الحجرات/ 2] ، ونحو ذلك، معناه: لا تدركونه بالحواسّ، ولو في كثير ممّا جاء فيه لا يَشْعُرُونَ
: لا يعقلون، لم يكن يجوز، إذ كان كثير ممّا لا يكون محسوسا قد يكون معقولا.
ومَشَاعِرُ الحَجِّ: معالمه الظاهرة للحواسّ، والواحد مشعر، ويقال: شَعَائِرُ الحجّ، الواحد:
شَعِيرَةٌ، قال تعالى: ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ [الحج/ 32] ، وقال: فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ [البقرة/ 198] ، لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ
[المائدة/ 2] ، أي: ما يهدى إلى بيت الله، وسمّي بذلك لأنها تُشْعَرُ، أي: تُعَلَّمُ بأن تُدمى بِشَعِيرَةٍ، أي: حديدة يُشعر بها.
والشِّعَارُ: الثّوب الذي يلي الجسد لمماسّته الشَّعَرَ، والشِّعَارُ أيضا ما يشعر به الإنسان نفسه في الحرب، أي: يعلّم. وأَشْعَرَهُ الحبّ، نحو:
ألبسه، والْأَشْعَرُ: الطّويل الشعر، وما استدار بالحافر من الشّعر، وداهية شَعْرَاءُ ، كقولهم:
داهية وبراء، والشَّعْرَاءُ: ذباب الكلب لملازمته شعره، والشَّعِيرُ: الحبّ المعروف، والشِّعْرَى:
نجم، وتخصيصه في قوله: وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى [النجم/ 49] ، لكونها معبودة لقوم منهم.
[شعر] الشَعَر للإنسان وغيره، وجمعه شُعورٌ وأَشْعارٌ، الواحدة شَعْرَةٌ. ويقال: رأى فلان الشَعْرَةَ، إذا رأى الشيب، حكاه يعقوب. ورجل أشعر: كثير شعر الجسد. وقوم شعر. وكان يقال لعبيد الله بن زياد: أشعر بركا. والاشعر: ما أحاط بالحافر من الشَعْرِ، والجمع الأَشاعِرُ. وأَشاعِرُ الناقةِ: جوانبُ حَيائِها. والشِعْرَةُ بالكسر: شَعَرُ الرَكَبِ للنساء خاصة. والشعيرمن الحبوب، الواحدة شعيرة. وشعيرة السكين: الحديدة التى تُدْخَلُ في السيلانِ لتكون مِساكاً للنَصل. والشَعيرَةُ: البَدَنَةُ تُهْدى. والشَعائِرُ: أعمالُ الحجِّ. وكلُّ ما جُعل عَلَماً لطاعة الله تعالى. قال الأصمعي: الواحدة شَعيرةٌ. قال: وقال بعضهم: شِعارَةٌ. والمَشاعِرُ: مواضع المناسك. والمَشْعَرُ الحرام: أحد المَشاعِرِ. وكسر الميم لغة. والمشاعر: الحواس، قال بَلْعاءُ بن قيس: والرأسُ مرتفعٌ فيه مَشاعِرُهُ * يَهْدي السبيلَ له سمع وعينان - والشعار: ماولى الجسدَ من الثياب. وشِعارُ القوم في الحرب: عَلامَتُهُمْ ليعرِف َبعضُهم بعضاً. والشَعارُ بالفتح: الشجر. يقال: أرضٌ كثيرة الشَعار. وأَشْعَرَ الهَدْيَ، إذا طَعَنَ في سَنامه الأيمن حتَّى يسيل منه دمٌ، لِيُعْلَمَ أنه هدى، وفى الحديث: " أشعر أمير المؤمنين ". وأشعر الرجل هما، إذا لزِق بمكان الشِعارِ من الثياب بالجسد. وشعرت بالشئ بالفتح أَشْعُرُ به شِعْراً: فطِنْتُ له. ومنه قولهم: ليت شِعْري، أي ليتنى علمت. قال سيبوبه: أصله شعرة، ولكنهم حذفوا الهاء كما حذفوها من قولهم: ذهب بعذرها، وهو أبو عذرها. والشعر: واحد الاشعار. ويقال: ما رأيت قصيدةً أَشْعَرَ جمعاً منها. والشاعِرُ جمعه الشعَراءُ، على غير قياس. وقال الأخفش: الشاعر مثل لابن وتامر، أي صاحب شعر. وسمى شاعرا لفطنته. وما كان شاعرا ولقد شَعرَ بالضم، وهو يَشْعُرُ. والمُتَشاعِرُ: الذي يتعاطى قولَ الشِعْرِ. وشاعَرْتُهُ فشَعَرْتُهُ أَشْعَرَهُ بالفتح، أي غلبتُه بالشِعْرِ. وشاعَرْتُهُ: ناومْتُهُ في شِعارٍ واحدٍ. واسْتَشْعَرَ فلانٌ خوفاً، أي أضمره. وأَشْعَرْتُ السكِّين: جعلتُ لها شَعيرَةً. وأَشْعَرْتُهُ فَشَعَرَ، أي أَدْرَيْتُهُ فدَرى. وأَشْعَرْتُهُ: ألبستُهُ الشِعارَ. وأَشْعَرَهُ فلانٌ شَرّاً: غشيه به. يقال: أَشْعَرَهُ الحُبُّ مرضاً. وأَشْعَرَ الجنينُ وتشعر، أي نبت شعره. وفى الحديث: " ذكاة الجنين ذكاة أمه إذا أشعر ". وهذا كقولهم: أنبت الغلام، إذا نبتت عانته. والشعرى: الكوكب الذي يطلُع بعد الجَوْزاء، وَطلوعه في شدَّة الحَرِّ. وهما الشِعْرَيانِ: الشِعْرى العَبورُ التي في الجوزاء، والشِعْرى الغُمَيْصاءُ التي في الذراع، تزعم العرب أنَّهما أختا سُهَيْلٍ. والشَعْراءُ: ضربٌ من الخَوْخ، واحدُه وجمعه سواء. والشَعْراءُ: ذبابة يقال هي التي لها إبرة. وداهية شعراء، وداهية وبراء. ويقال للرجل إذا تكلَّمَ بما يُنْكَرُ عليه: جئتَ بها شَعْراءَ ذات وبر. والشعراء: الشجر الكثير، حكاه أبو عبيد. وبالموصل جبل يقال له شعران. وقال أبو عمرو: سمى بذلك لكثرة شجره. والاشعر: أبو قبيلة من اليمن، هو أشعر بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. وتقول العرب: جاءتك الاشعرون، بحذف ياءى النسب. والشعارير: صِغار القِثّاء، الواحدة شُعْرورةٌ. والشَعاريرُ: لعبة، لا تفرد يقولون: لِعْبنا الشَعاريرَ، وهذا لَعِبُ الشَعاريرِ. وذهبَ القومُ شَعاريرَ، إذا تفرَّقوا. قال الأخفش: لا واحد له. والشويعر: لقب محمد بن حمران الجعفي، لقبه بذلك امرؤ القيس بقوله: أبْلِغا عنِّي الشُوَيْعِرَ أنِّي * عَمْدُ عين قلدتهن حريما -
ش ع ر : الشَّعْرُ بِسُكُونِ الْعَيْنِ فَيُجْمَعُ عَلَى شُعُورٍ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَبِفَتْحِهَا فَيُجْمَعُ عَلَى أَشْعَارٍ مِثْلُ: سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَهُوَ مِنْ
الْإِنْسَانِ وَغَيْرِهِ وَهُوَ مُذَكَّرٌ الْوَاحِدَةُ شَعْرَةٌ وَإِنَّمَا جُمِعَ الشَّعْرُ تَشْبِيهًا لِاسْمِ الْجِنْسِ بِالْمُفْرَدِ كَمَا قِيلَ إبِلٌ وَآبَالٌ.

وَالشِّعْرَةُ وِزَانُ سِدْرَةٍ شَعْرُ الرَّكَبِ لِلنِّسَاءِ خَاصَّةً قَالَهُ فِي الْعُبَابِ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ الشِّعْرَةُ الشَّعْرُ النَّابِتُ عَلَى عَانَةِ الرَّجُلِ وَرَكَبِ الْمَرْأَةِ وَعَلَى مَا وَرَاءَهُمَا.

وَالشَّعَارُ بِالْفَتْحِ كَثْرَةُ الشَّجَرِ فِي الْأَرْضِ وَالشِّعَارُ بِالْكَسْرِ مَا وَلِيَ الْجَسَدَ مِنْ الثِّيَابِ وَشَاعَرْتُهَا نِمْتُ مَعَهَا فِي شِعَارٍ وَاحِدٍ وَالشِّعَارُ أَيْضًا عَلَامَةُ الْقَوْمِ فِي الْحَرْبِ وَهُوَ مَا يُنَادُونَ بِهِ لِيَعْرِفَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَالْعِيدُ شِعَارٌ مِنْ شَعَائِرِ الْإِسْلَامِ وَالشَّعَائِرُ أَعْلَامُ الْحَجِّ وَأَفْعَالُهُ الْوَاحِدَةُ شَعِيرَةٌ أَوْ شِعَارَةٌ بِالْكَسْرِ.

وَالْمَشَاعِرُ مَوَاضِعُ الْمَنَاسِكِ.

وَالْمَشْعَرُ الْحَرَامُ جَبَلٌ بِآخِرِ مُزْدَلِفَةَ وَاسْمُهُ قُزَحُ وَمِيمُهُ مَفْتُوحَةٌ عَلَى الْمَشْهُورِ وَبَعْضُهُمْ يَكْسِرُهَا عَلَى التَّشْبِيهِ بِاسْمِ الْآلَةِ.

وَالشَّعِيرُ حَبٌّ مَعْرُوفٌ قَالَ الزَّجَّاجُ وَأَهْلُ نَجْدٍ تُؤَنِّثُهُ وَغَيْرُهُمْ يُذَكِّرُهُ فَيُقَالُ هِيَ الشَّعِيرُ وَهُوَ الشَّعِيرُ.

وَالشِّعْرُ الْعَرَبِيُّ هُوَ النَّظْمُ الْمَوْزُونُ وَحَدُّهُ مَا تَرَكَّبَ تَرَكُّبًا مُتَعَاضِدًا وَكَانَ مُقَفًّى مَوْزُونًا مَقْصُودًا بِهِ ذَلِكَ فَمَا خَلَا مِنْ هَذِهِ الْقُيُودِ أَوْ مِنْ بَعْضِهَا فَلَا يُسَمَّى شِعْرًا وَلَا يُسَمَّى قَائِلُهُ شَاعِرًا وَلِهَذَا مَا وَرَدَ فِي الْكِتَابِ أَوْ السُّنَّةِ مَوْزُونًا فَلَيْسَ بِشِعْرٍ لِعَدَمِ الْقَصْدِ أَوْ التَّقْفِيَةِ وَكَذَلِكَ مَا يَجْرِي عَلَى أَلْسِنَةِ بَعْضِ النَّاسِ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ لِأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْ شَعَرْتَ إذَا فَطِنْتَ وَعَلِمْتَ وَسُمِّيَ شَاعِرًا لِفِطْنَتِهِ وَعِلْمِهِ بِهِ فَإِذَا لَمْ يَقْصِدْهُ فَكَأَنَّهُ لَمْ يَشْعُرْ بِهِ وَهُوَ مَصْدَرٌ فِي الْأَصْلِ يُقَالُ شَعَرْتُ أَشْعُرُ مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا قُلْتُهُ وَجَمْعُ الشَّاعِرِ شُعَرَاءُ وَجَمْعُ فَاعِلٍ عَلَى فُعَلَاءَ نَادِرٌ وَمِثْلُهُ عَاقِلٌ وَعُقَلَاءُ وَصَالِحٌ وَصُلَحَاءُ وَبَارِحٌ وَبُرَحَاءُ عِنْدَ قَوْمٍ وَهُوَ شِدَّةُ الْأَذَى مِنْ التَّبْرِيحِ وَقِيلَ الْبُرَحَاءُ غَيْرُ جَمْعٍ قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ وَإِنَّمَا جُمِعَ شَاعِرٌ عَلَى شُعَرَاءَ لِأَنَّ مِنْ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ شَعُرَ بِالضَّمِّ فَقِيَاسُهُ أَنْ تَجِيءَ الصِّفَةُ عَلَى فَعِيلٍ نَحْوَ شَرُفَ فَهُوَ شَرِيفٌ فَلَوْ قِيلَ كَذَلِكَ لَالْتَبَسَ بِشَعِيرٍ الَّذِي هُوَ الْحَبُّ فَقَالُوا شَاعِرٌ وَلَمَحُوا فِي الْجَمْعِ بِنَاءَهُ الْأَصْلِيَّ وَأَمَّا نَحْوُ عُلَمَاءَ وَحُلَمَاءَ فَجَمْعُ عَلِيمٍ وَحَلِيمٍ.

وَشَعَرْتُ بِالشَّيْءِ شُعُورًا مِنْ بَابِ قَعَدَ وَشِعْرًا وَشِعْرَةً بِكَسْرِهِمَا عَلِمْتُ.

وَلَيْتَ شِعْرِي لَيْتَنِي عَلِمْتُ.

وَأَشْعَرْتُ الْبَدَنَةَ إشْعَارًا حَزَزْتُ سَنَامَهَا حَتَّى يَسِيلَ الدَّمُ فَيُعْلَمَ أَنَّهَا هَدْيٌ فَهِيَ شَعِيرَةٌ. 
[شعر] نه: فيه "شعائر" الحج آثاره وعلاماته، جمع شعيرة وقيل: هو كل ما كان من أعماله كالوقوف والطواف والسعى وغيرها، وقيل: هي المعالم التى ندب الله إليها وأمر بالقيام عليها. ومنه:"المشعر" الحرام لأنه معلم
شعر: أدرك. فهم. شعر ب: وأتى أهلَ الربض من وراء ظهورهم فلم يشعروا به وأضرم النار في الربض.
شعر: تبين مرامي فلان (هذا إذا كنت على صواب في تصديق ما ورد في المخطوطة D لبدرون 116، 3).
شعر: لاحظ شولتن إن هذا الفعل كثيراً ما يعني ارتاب، تشكك، على ما ورد في القرآن الكريم 16، 28، 47، وأبو الفرج 540، 5، وفي ألف ليلة 1، 99، 5: ((ثم شعرنا إلا والعفريت قد صرخ من تحت النيران)) أي أننا لم نكن لنشك في شيء ثم هانحن .. الخ (أبو الفداء .. أخبار الجاهلية 94، 11: فلم يشعر إلا بالغلبة والصياح (فخري 67، 10، 14).
شعر: انشق. انصدع (بوشر).
شعر: هذا الفعل عند (ألكالا) يرادف بلغة أهل قشتالة Acararse الذي يترجمه بكلمة فزع بعد أن يستعمل حرف R مرة واحدة ولا أدري ما إذا كان قد أعطى المعنى نفسه للكلمة قبل الحذف. إن كلمة Azorar هي أخاف عند (نونيز) ولكن الكلمة الأسبانية القشتالية Azorrarse عنده هي أذهل. دوّخ. انعس أو كقولنا إنه نام من شدة وجع الرأس، نبريجا لم يرتض سوى مرادف واحد لكلمة Efferari هي أستوحش وكذلك فكتور فالكلمة عنده تعني: سما. انتفخ، تعظم، تعجرف. ازدهى. استوحش. تخبط. ولو اعتمدنا على معنى كلمة S'effrayer: ارتاع، خاف، ارتعب فالصيغة الأولى تعادل: شعر بالخوف ولكن من الفطنة الوقوف على ما ذهب إليه نبريجا لأن ألكالا أعتمد على رأيه ولعل اللاتينية تدعم هذا المعنى: أصبح وحشاً ونفوراً ووردت كلمة شَعَرٌ في الحديث عن رهاب الماء.
أشعر: يمكن ترجمتها: إثارة مشاعر معينة في المخاطب (عباد 1، 255): رفاق السوء ((أشعروه الاستيحاش والنفار))، (المقري 11، 438). هناك خطئان ثم تصحيحهما شوّها العبارة، أحدهما في (الملحق) والآخر في رسالتي للسيد فليشر 209، ولكن، من جهة أخرى، يجب شطب حرف الجرّ (الباء) من (بسرورها) وفقاً لمقتضى السجع ثم أنها غير موجودة في (متمّة الفتح) وعليه فالعبارة يجب أن تقرأ: ((وصلنا إلى روضة قدسندس الربيع بساطها ودبجّ الزهر درانكها وأنماطها، وأشِعرت النفوس فيها سرورها وانبساطها))؛ يقال إذا أشعر الرجل سروراً، أي امتلأ فرحاً مثلما يقال: أشعر الرجل هماً، امتلأ حزناً لأن الصيغة الأخيرة غاية في الصحة. (تنظر في معجم مُسلم والحريري 6، 585): أشعرت في بعض الأيام هماً: تشعرّ: هذه الصيغة عند (فوك) تجدها في مادة Perpendere؛ وحين يضاف للكلمة حرف الجر (ب) فإن معناها يفيد: تبين، تراءى له. (ينظر في استعمالها عند صاحب الصلاة 22): فقدم له الطعام والثردة فأكلها وتشعرّ في الحين بالسم فيها فرمى باللقمة التي كانت في يده في وجه السجّان.
تشعّر: مغطّى بالعليّق (عوادي 1، 51).
انشعر: انصدع، انشق (بوشر).
استشعر: يغطى الجسم العاري بقطعة قماش (حيان بسام 3، 4: كان يظاهر الوشي على الخزّ ويستشعر الدبيقي).
استشعر: أدرك العواطف فهم المشاعر، أدرك خلجات النفس وضم عليها جوانحه خوفاً (عند فريتاج، ولين) وامتلأ فرحاً (جوب 218، 7، 319، 4، المقرّي 1، 255) وامتلأ أسفاً (الحريري، مقدمة ابن خلدون 1، 370).
استشعر: استشعر الخوف، أسره الخوف (فخري 166).
استشعر: توقع (جوب 51، 10، 76، 16، 117، 14) حيان بسام 1، 115: استشعر الذل؛ أما (أبو الوليد 44) فقد استعمل حرف الجر (ب): وقد كان استشعر بالهلاك.
استشعر: لمح. اكتشف، لاحظ. ادرك، فهم، تبين.
شعر ب: تبين. تراءى (أبو الفداء 1، 180): حين تلا الرسول (ص)، في أواخر حياته، الآية القرآنية الكريم:} (اليوم أكملت لكم دينكم) {بكى أبو بكر الصديق (رص) فكأنه استشعر إنه ليس بعد الكمال إلا النقصان وأنه فد نُعيت إلى النبي نفسه؛ ويضيف ألماسين إلى الكلمة حرف (اللام) ويقول (285، 21) حين ألغى حكيم كثيراً من الطقوس الدينية أستشعر المسلمون بما ظهر من هذه الأمور لانحرافه عن دين الإسلام.
استشعر: ارتاب (الحريري 117، 5) (حياة صلاح الدين 170، 12): قوى استشعار المركيز من إنه إن أقام قبضوا عليه. فلما صح ذلك عنده وكان قد استشعر منهم أخذ بلده. الخ ..
وقد وردت الكلمة من العمراني (مخطوطة 595 ص 27، 41): كان الهادي يخطط دوماً لقتل أخيه الرشيد وأستشعر هارون منه فما كان يأتيه ولا يسلم عليه وفي ص42: وكان ليحي مطاعن في يحيى البرمكي، ((وكان يحيى مستشعراً منه جداً وكانت أمه الخيزران مستشعرة منه لأنه نفَّذ لها أرزاً مسموماً)) في ص51، 52: حين قال البرمكي جعفر لمغنيه: يا بارد .. الخ أجاب هذا ((البارد والله من قد قتلنا منذ شهر بهذا الاستشعار الفاسد)) وقال بعد هذا: ((بقى لك أمر تخاف أو تستشعر منه.)) استشعر: عند (حيان 40) ((وهو في ذلك مصب (مصرّ) على الغائلة مستشعر الوثبة)).
وفي 75 (المصدر نفسه): حين رأى جنوده قد أتعبتهم المعارك والسير الطويل واشتاقوا إلى سكنهم ((استشعر (الأمير) إراحتهم واعتزم على القفول بهم)) (في المخطوطة ورد: استشعروا راحتهم وهذا خطأ).
استشعر: ابن الخطيب 177: ((يستشعر الجد في اموره)). استشعر: (بَعض هذه الاستشهادات هي من J.J.Shultens) .
شَعْر: حرير، شعر الخنزير البّري، (الكالا).
شعْر: عرْف (هربرت 59).
شعر الغول (ترجمة للكلمة اللاتينية Capillus Veneris التي تعني شعر الآلهة فينوس لأن العرب حين ارتضوا أن يكتبوا عن هذه الربّة استعملوا كلمة غول وهناك أيضاً شعر الجن وشعر الأرض وشعر الخنزير وأسمه عند المستعيني برشيا وشان وكذلك عند ابن البيطار 1، 126 الذي زاد على ذلك شعر الجبار (الذي يوجد أيضاً في 2، 99) (وهو النبات نفسه الذي ذكره ديسقوريدوس في مادة كزبرة البير باسم ( Asplenium Trichomanes) .
ذو شعر: غزير الشعر أو طويله. وكذلك من له جذور صغيرة (بوشر).
شعر: مديح إلهي (منظوم) (الكالا).
شَعَرة. شعرة الخنزير: حرير وشعرة الخنزير البري (فوك).
شعرة: (مشتقة من شَعْراء) غابة، موضع مشجر (فوك) (أبو الوليد 787، كارتاس 19، 8، 16).
شعرة: أجمة. دغل (الكالا) وهي عنده ( Mata O brena) وترجمتها من القشتالية: عشب أو شجيرة الأيك.
شعرة: قطع خشبية دقيقة لإشعال الفرن (الكالا). شعرة الموسى ونحوه عند العامة: طرف حده الذي يقطع به (محيط المحيط 469).
شعرى (مشتق من شعراء) جمعها شعاري: غابة، موضع زرعت فيه الأشجار (فوك) (أبو الوليد 290) (المقري 1، 97، 18، 3، 1، 20، 11، 517، 10)؛ وجمعها تجده عند فوك والمستعيني. وهي تعنى مدينة في (معجم الأسبانية 32) (وأبو الوليد 290) وعند (سعدية 29) (وياقوت 3، 408) ومصر النويري المخطوط الثاني 114: وأما الذين قتلوا بالجبال والشعاري وسائر بلاد المسلمين .. الخ.
الشِعرى: مطلع الصيف (هيلو).
شعراء: حطب الشعراء تعني من دون جدال قطعاً خشبية دقيقة رقيقة لإشعال الفرن (المقري 1، 617).
شَعرّى: كزبرة البير (بوشر انظر شعر الغول).
شعرّى: نعت لنوع من أنواع الدُراقنة. (ابن العوام 1، 338) وهي أشْعَرُ (عند لين) وهي الدراقنة العادية عند (كلمنت مولية) وهذا هو أسمها لأنها ترادف كلمة أزغب أي الوبر.
شعرّى: نعت لنوع فاخر من أنواع التين (المقري 1، 123، 5 كرتاس 23) واقرأ أيضاً (الملاحظات ص369) وابن العوام 1، 88 و 90، 8؛ ومخطوطتنا بعد ص299 وفيها فوق ما تقدم: ((والشعرى منه يجود ويحلو بينه (والصحيح نبته) في الأرض الحمراء ويأتي لون نبته (وردت في الأصل دون تنقيط) إلى الحمرة هويست 304 Schari)) .
شعرّى: الزعفران الشعرى خيوط نبات يلتف بعضها على بعض كالشعر جمعها زعافر (محيط المحيط 373).
شعرى: هو الذي يوجد في الغابة.
شَعْرى: حارس الغابة (الكالا).
شِعرّى: القياس الشعرى وهو عند المنطقيين قياس مؤلف من مقدمات تنبسط منها النفس أو تنقبض ويقال لها المخيّلات والمراد بها انفعال النفس بالترغيب أو التنفير (محيط المحيط ص468).
شعرية: شعر الرأس Coma ( فوك) وفي المصدر نفسه تجد هذه الكلمة في مادة Capillus التي تعنى شعر اللحية أيضاً.
شعرية: غطاء صغير من شعر الحصان الأسود يغطي العينين فقط تلبسه النساء فوق نقاب اكبر يغطي الوجه وفيه ثقوب في موضع العينين؛ ينظر (الملابس 9/ 226) ويؤيد هذا المعنى والترسدورف وبكنجهام 2، 38، 494؛ وبوشر يقول إنه: (نقاب صغير من قماش رقيق يدعى ايتامين بالفرنسية Etamine ولونه اسود يستعمل للوجه فقط).
شعرية: مشربية، شباك، مصراع، أو صفق نافذ (بوشر) و (محيط المحيط).
شعرّية: وشيعة مسيجة بقضبان الحديد، زخرف من أسلاك الحديد (بوشر).
شعرية: عند قبيلة الطوارق قميص. يلبس الفرد منهم ثلاثة شعريات ويضيبف اثنتين أخريين عند السفر وهو ((قميص ازرق غامض تعترضه خطوط بيض (كاريت، جغرافيا، 110) والكلمة من اصطلاح العامة.
ميزان الشعرية: ميزان صغير توزن به الدنانير ونحوها والكلمة من اصطلاح العامة أيضاً.
شعرية: (عند ميهرن 30) هي المعكرونة الرقيقة ولعله قد أخطأ؛ فالشعيرية هي التي تقابل هذا المعنى.
شَعراويّ: هو الآس الذي يوجد في الغابات وهو عند ابن العوام: جبلي شعراوي.
حطب شعراوي: خشب دقيق لإشعال الفرن (ينظر في مادة شقواص وشعرة).
شعار: نادى بشعار طاعتهم: انضم إلى جانبهم (بربرية 1/ 414).
شعار: علامة مميزة (فريتاج) (ساسي كرست 1/ 446): التعصب شعار الموحدين وعلامة المؤمنين.
شعير وجمعه شعيرات (يوتيش 11/ 321): القموح والشعيرات والحبوب. وعند (فوك) شعران. ومن أنواع الشعير.
شعير رومي: عند ابن البيطار هو الخندروس (3/ 63 و2/ 78) وأسمه: Triticum romanum وهو مربع مثل سنبل الحنطة (محيط المحيط) و (ابن العوام 18، 47) شعير عربي: الشعير الذي سنبله من حرفين (محيط المحيط ينظر أيضاً الهامش المرقم 749).
شعير مقشر: (بوشر).
شعير مقشر مدقوق: (بوشر).
شعير الكلب: ذكره ابن ليون بهذا الاسم (ص33): والشياتين شبه شعير الكلب ينبت وحده.
شعير النبي: شعير مقشر (باجني، المستعيني): ومنه ما يعرف بشعير النبي وهو يتقشر من قشره الأعلى عند الدرس.
الشعير: شكل من أشكال قلائد النساء (لين 2/ 407): طقطق شعيرك يادبور: لعبة (الأستغماية) المعروفة (بوشر).
شعيرة: وزن الدانق عشر شعيرات (معجم البلاذري وابن البيطار).
شعيرة: داء الشعيرة وهي باللاتينية Ordeolus وهو ورم في الجفن يشبه حبة الشعير (محيط المحيط) و (ابن العوام 582) ينظر المعجم اللاتيني في مادة Ordeolus.
شعيرة: عند البنائين صف من حجارة منحوتة يساوي ما أمامه من أرض البيت ويعلو عما وراء منها (محيط المحيط ص469).
الهندي الشعيري: حب كبرز الزيتون يجلب من الهند ويتداوى به (محيط المحيط 469) (ينظر هامش 748).
شَعيرية: هي حساء الشعيرية المعروف (بوشر) (محيط المحيط). (لين 11، 124) (اسكارياك 418) تنظر في مادة حَجم؟ وهي عند (بوشر) شعيرية إيطالية أي: Macaron I. شُعيرية: عجين يفتل ويحبب حبوباً صغيرة مستطيلة كالشعير ثم يجفف ويطبخ ويقال لها الشُعيرية أيضاً بلفظ التصغير، والشَعيرية والشُعيرية كلاهما من كلام العامة (ص469 محيط المحيط).
شعار: بائع الشعير (الكالا)، شعَّارين (سوق الشعارين. المعجم الأسباني 356/ 8: الذي يباع فيه الشعير) (الكالا).
شعّار: ناظم الشعر (بوشر).
شاعر: الممثل الذي يؤدي دوراً (الكالا) وهو الممثل الهزلي أو المأساوي ويقابل معنى الكلمة في الأسبانية: Representador de Comedias, de tragedias شاعر: هو الذي يتلو قصة أبي زيد (لين 85، 125)! مَشعَر: كلمة السّر، مثل شعار (أخبار 79/ 2): تصايحوا بمشاعرهم.
مشعر: زق كبير للزيت (باين سميث 1607 ذكرها ثلاث مرات).
مُشَعَّر: كثير الشعر (الكالا).
مُشَعَّر: مثلم، مشرم (هيلو) (ديلاب 76).
المشعَرَة: أولئك الذين قتلوا الأمراء (ينظر الكامل للمبرد (ص 82/ 5).
مشعراني: أشعر، مشعر (بوشر).
مشعور: مصدوع، مشقوق.
مشدوخ (بوشر) وبالمعنى المجازى: شاذ (بوشر) ومختل العقل (محيط المحيط أنظره في هامش 752) وعقل مشعور أي مشقوق قليلاً. رأسه مشعور، في رأسه طنين، به بعض الجنون (بوشر).
(ش ع ر)

شَعَرَ بِهِ، وشَعُر يَشْعُر شِعْراً، وشَعْراً، وشِعْرَة، ومَشْعُوَرة، وشُعُورا، وشُعُورَة، وشُعْرى، ومَشْعُورَاء، ومَشْعُوراً، الْأَخِيرَة عَن اللَّحيانيّ، كُله: عَلمَ. وَحكى اللَّحيانيّ عَن الْكسَائي: مَا شَعَرْتُ بمَشْعُورَةٍ حَتَّى جَاءَ فلَان وَحكى عَن الْكسَائي أَيْضا: أشعر فلَانا مَا عمله، وأشعر لفُلَان مَا عمله، وَمَا شَعَرْت فلَان مَا عمله، وَمَا شَعَّرْت لفُلَان مَا عمله قَالَ: وَهُوَ كَلَام الْعَرَب.

وليت شعِري: من ذَلِك، أَي لَيْتَني شَعَرْت. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: قَالُوا: لَيْت شِعْرِتي! فحذفوا التَّاء مَعَ الْإِضَافَة للكثرة، كَمَا قَالُوا: ذهب بعذرتها، وَهُوَ أَبُو عذرها، فحذفوا الْهَاء مَعَ الْأَب خَاصَّة. وَحكى اللَّحيانيّ عَن الْكسَائي: لَيْت شِعْرِي لفُلَان مَا صنع؟ وليت شِعْري عَن فلَان مَا صنع؟ وليت شِعرِي فلَانا مَا صنع؟ وَأنْشد:

يَا لَيتَ شِعْرِي عَن حِمارِي مَا صَنَعْ

وَعَن أبي زَيدٍ وَكم كَانَ اضْطَجَعْ

وَأنْشد أَيْضا:

لَيْتَ شِعري مُسافَر بن أبي عَمْ ... رو ولَيْتٌ يَقُولهَا المَحْزونُ وأشْعَرَه الأمْرَ وأشْعَرَه بِهِ: أعْلَمَهُ إِيَّاه. وَفِي التَّنْزِيل: (ومَا يُشْعِرُكمْ إِنَّهَا إِذا جاءتْ لَا يُؤْمِنُونَ) . وشَعَر بِهِ: عقله. وَحكى اللَّحيانيّ: أشْعَرْتُ بفلان: أطْلَعْتُ عَلَيْهِ وأُشْعِرْت بِهِ: اطَّلَعْت عَلَيْهِ.

والشَّعر: منظوم القَوْل، غلب عَلَيْهِ لشرفه بِالْوَزْنِ والقافية، وَإِن كَانَ كل علم شِعرا، من حَيْثُ غلب الْفِقْه على علم الشَّرْع، وَالْعود على المندل، والنجم على الثريا، وَمثل ذَلِك كثير. وَرُبمَا سموا الْبَيْت الْوَاحِد شِعراً، حَكَاهُ الْأَخْفَش. وَهَذَا لَيْسَ بِقَوي إِلَّا أَن يكون على تَسْمِيَة الْجُزْء باسم الْكل. كَقَوْلِك: المَاء، للجزء من المَاء، والهواء للطائفة من الْهَوَاء، وَالْأَرْض، للقطعة من الأَرْض. وَالْجمع أشعار.

وشَعَر الرجل يَشْعُرُ شَعْراً وشِعْراً، وشَعُرَ: قَالَ الشِّعْر. وَقيل: شَعَرَ: قَالَ الشِّعْر، وشَعُر: أَجَاد الشِّعر. وَرجل شَاعِر، وَالْجمع شُعَراء. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: شبهوا فَاعِلا بفَعيل، كَمَا شبهوه بفَعُول. يَعْنِي أَنهم كسروه على " فُعُل " حِين قَالُوا: بازِلٌ وبُزُل، كَمَا قَالُوا: صَبُورٌ وصُبُر.

وشاعَرَه فشَعَرَه يَشْعُرُه: أَي كَانَ أشعر مِنْهُ.

وشِعْر شاعِر: جيد. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أَرَادوا بِهِ الْمُبَالغَة والإشادة. وَقيل: هُوَ بِمَعْنى مَشْعورٍ بِهِ. وَالصَّحِيح قَول سِيبَوَيْهٍ. وَقد قَالُوا: كلمة شاعرةٌ: أَي قصيدة. وَالْأَكْثَر فِي هَذَا الضَّرْب من الْمُبَالغَة: أَن يكون لفظ الثَّانِي من لفظ الأول، كويل وَائِل، وليل لائل.

وَأما قَوْلهم: شاعرُ هَذَا الشِّعْر، فَلَيْسَ على حد قَوْلك: ضَارب زيد، تُرِيدُ المنقولة من ضَرَب، وَلَا على حَدهَا فِي قَوْلك: ضَارب زيدا، تُرِيدُ المنقولة من قَوْلك: يضْرب أَو سيضرب، لِأَن كل ذَلِك مَنْقُول من فعل مُتَعَدٍّ. فَأَما شَاعِر هَذَا الشِّعْر، فَلَيْسَ قَوْلنَا هَذَا الشِّعْر، فِي مَوضِع نصب الْبَتَّةَ، لِأَن فعل الْفَاعِل غير مُتَعَدٍّ إِلَّا بِحرف، وَإِنَّمَا قَوْلك: " شَاعِر هَذَا الشِّعر ": بِمَنْزِلَة قَوْلك: صَاحب هَذَا الشِّعر، لِأَن صاحبا غير مُتَعَدٍّ عِنْد سِيبَوَيْهٍ. وَإِنَّمَا هُوَ عِنْده بِمَنْزِلَة غُلَام، وَإِن كَانَ مشتقاًّ من الْفِعْل، أَلا ترَاهُ جعله فِي اسْم الْفَاعِل بِمَنْزِلَة دَرّ فِي المصادر، من قَوْلهم: لله دَرُّكَ.

وَقَالَ الْأَخْفَش: هَذَا الْبَيْت أشعر من هَذَا، أَي احسن مِنْهُ. وَلَيْسَ هَذَا على حد قَوْلهم: شِعر شاعِر، لِأَن صِيغَة التَّعَجُّب إِنَّمَا تكون من الْفِعْل، وَلَيْسَ فِي شاعِر من قَوْلهم: " شِعْر شَاعِر " معنى الْفِعْل، وَإِنَّمَا هُوَ على النّسَب والإجادة كَمَا قُلْنَا، اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون الْأَخْفَش قد علم أم هُنَالك فعلا، فَحمل قَوْله أشعر مِنْهُ عَلَيْهِ، وَقد يجوز أَن يكون الأخفشُ توهم الْفِعْل هُنَا، كَأَنَّهُ سمع " شَعَر البيتُ ": أَي جاد فِي نوع الشِّعْر، فَحمل أشعر مِنْهُ عَلَيْهِ. والشَّعْر والشَّعَر مذكَّرانِ: نبتة الْجِسْم، مِمَّا لَيْسَ بصوف وَلَا وبر. وَجمعه أشْعار، وشُعور.

والشَّعَرة: الْوَاحِدَة من الشعَر. وَقد يكنى بالشَّعَرة عَن الْجمع، كَمَا يكنى بالشيبة عَن الْجِنْس.

وَرجل أشعر وشَعِر وشَعْرانِيّ: كثير شَعَر الرَّأْس والجسد، طويله.

وشَعِرَ التَّيس وَغَيره من ذِي الشَّعْر شَعَرا: كثر شَعْره. وتيس شَعِر وأشعر، وعنز شعراء.

والشِّعْراء والشِّعْرة: شَعْرُ الْعَانَة. والشِّعْرة: منبت الشَّعْر تَحت السُّرَّة. وَقيل: الشِّعْرة: الْعَانَة نَفسهَا.

وأشعر الْجَنِين، وشَعَّر، واسْتَشْعَر: نبت عَلَيْهِ الشَّعْر. قَالَ الْفَارِسِي: لم يسْتَعْمل إِلَّا مزيدا. وأشْعَرَت النَّاقة: أَلْقَت جَنِينهَا وَعَلِيهِ شَعْر. حَكَاهَا قطرب. وأشعر الْخُف، وشَعَّره وشَعَرَهُ، خَفِيفَة، عَن اللَّحيانيّ. كل ذَلِك: بَطْنه بشَعْر.

والشَّعِرة من الْغنم: الَّتِي ينْبت الشَّعْر بَين ظلفيها، فيدميان. وَقيل: هِيَ الَّتِي تَجِد أكالا فِي ركابهَا.

وداهية شَعْراء كَزَبَّاء: يذهبون إِلَى خشنتها. وَجَاء بهَا شَعْراءَ: ذَات وبر، من ذَلِك، يَعْنِي الْكَلِمَة الْمُنكرَة. والشَّعْراء: الفروة، سميت بذلك لكَون الشَّعْر عَلَيْهَا. حكى ذَلِك عَن ثَعْلَب. وَقَوله:

فألْقَى ثَوْبَهُ حّوْلا كَرِيتاً ... على شَعْراءَ تُنْقِض بالبِهامِ

إِنَّمَا أَرَادَ: أُدْرَة، وَجعلهَا شَعْراء لما عَلَيْهَا من الشَّعْر، وَجعلهَا تنقض بالبهام، لِأَنَّهَا تصوت.

والشَّعَار: الشّجر الملتف. قَالَ يصف حمارا وحشيا:

وقَرَّبَ جانبَ الغَرْبيّ يأَدُو ... مَدَبَّ السَّيْل واجْتَنَبَ الشَّعَارَا

يَقُول: اجْتنب الشّجر، مَخَافَة أَن يرْمى فِيهَا، وَلزِمَ مَدْرَجَ السَّيْل. وَقيل: الشَّعَار: مَا كَانَ من شجر فِي لين ووطاء من الأَرْض، يحله النَّاس، يستدفئون بِهِ فِي الشتَاء، ويستظلون بِهِ فِي القيظ.

والمَشْعَر أَيْضا: الشَّعَار، وَهُوَ مثل المشجر، قَالَ ذُو الرمة يصف ثَوْر وَحش:

يَلُوحُ إِذا أفْضَى ويَخْفَى برِيقُه ... إِذا مَا أجَنَّتْه غُيُوبُ المَشاعرِ

يَعْنِي: مَا يُغيبه من الشّجر. قَالَ أَبُو حنيفَة: وَإِن جَعَلْت المشعَر: الْموضع الَّذِي بِهِ كَثْرَة الشّجر، لم يمْتَنع، كالمبقل، والمحشر.

والشَّعْراء: كَثْرَة الشّجر. والشَّعراء: الشّجر الْكثير. والشَّعْراء: الأَرْض ذَات الشّجر. وَقيل: هِيَ الْكَثِيرَة الشّجر. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الشَّعْراء: الرَّوْضَة يغمر رَأسهَا الشّجر، وَجَمعهَا شُعْر، يُحَافِظُونَ فِي ذَلِك على الصّفة، إِذْ لَو حَافظُوا على الِاسْم، لقالوا: شَعْرَاوات أَو شَعارٍ. والشَّعْراء أَيْضا: الأجمة.

والشَّعْر: النَّبَات وَالشَّجر، على التَّشْبِيه بالشَّعْر.

وشَعْران: اسْم جبل بالموصل، سمي بذلك لِكَثْرَة شَجَره.

والشِّعار: مَا ولى شَعْر جَسَد الْإِنْسَان من اللبَاس. وَالْجمع: أشْعِرة، وشُعُر. وَفِي الْمثل: " هُمُ الشِّعارُ دون الدّثار "، يصفهم بالمودّة والقرب.

وشاعَرَ الْمَرْأَة: نَام مَعهَا فِي شِعارٍ وَاحِد.

واسْتَشْعَر الثَّوْب: لبسه، قَالَ طفيل:

وكُمْتاً مُدَمَّاةً كأنّ نُحُورَها ... جَرَى فوْقَها واسْتَشْعْرَتْ لوْنَ مُذْهَبِ

وأشْعَرَه غيرُه: ألبسهُ إِيَّاه. وَقَالَ بعض الفصحاء: أشْعَرْتُ نَفسِي تقبُّل أمره، وَتقبل طَاعَته. فَاسْتَعْملهُ فِي الْعرض.

والشِّعار: جُلُّ الْفرس.

وأشْعَرَ الهمُّ قلبِي: لزق بِهِ كلزوق الشِّعار من الثِّيَاب بالجسد. وأشْعَرَ الرجل هَمَّا: كَذَلِك، وكل مَا ألزقه بِشَيْء فقد أشْعَره بِهِ، وَأَشْعرهُ سِنَانًا: خالطه بِهِ، وَهُوَ مِنْهُ. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي لأبي عَارِم الْكلابِي:

فأشْعَرْتُهُ تحتَ الظَّلامِ وبَيْنَنا ... من الخَطَر المَنْضُودِ فِي العينِ يافعُ يُرِيد: أشْعَرْتُ الذِّئْب بالسَّهم.

وسَمَّى الأخطل مَا وقيت بِهِ الْخمر شِعارا، فَقَالَ:

وكَفَّ الرّيحَ والأنْداءَ عَنْهَا ... مِن الزَّرَجُونِ دُوَنهما شِعارُا

والشِّعار: الْعَلامَة فِي الْحَرْب وَغَيرهَا. وشِعار الْقَوْم: علامتهم فِي السّفر.

وأشْعَرَ الْقَوْم فِي سفرهم: جعلُوا لأَنْفُسِهِمْ شِعارا. وأشعر الْقَوْم: نادوا بشعارهم. كِلَاهُمَا عَن اللَّحيانيّ. وأشعَر الْبَدنَة: أعلمها، وَهُوَ أَن يشق جلدهَا أَو يطعنها حَتَّى يظْهر الدَّم. وَقَالَت أم معبد الجهنية لِلْحسنِ: " انك قد أشْعَرْتَ ابْني فِي النَّاس ". أَي جعلته عَلامَة فيهم، لِأَنَّهُ عَابِد بالقدرية.

والشَّعِيرة: الْبَدنَة المهداة، سميت بذلك لِأَنَّهُ يُؤثر فِيهَا بالعلامات. وَالْجمع شَعائر.

وشِعار الْحَج: مَنَاسِكه وعلاماته. وَمِنْه الحَدِيث " أَن جِبْرِيل أَتَى إِلَى النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مُرْ أُمَّتَك أَن يَرْفَعُوا أصْوَاتَهُمْ بالتَّلْبية، فَإِنَّهَا من شِعار الحجّ ".

والشَّعيرة، والشِّعارَةُ، والمَشْعَرُ: كالشِّعار. وَقَالَ اللَّحيانيّ: شَعائر الْحَج: مَنَاسِكه. واحدتها: شَعِيَرة. قَالَ: وَيَقُولُونَ: هُوَ المَشْعَر الْحَرَام، والمِشْعَر الْحَرَام. قَالَ: وَلَا يكادون يَقُولُونَهُ بِغَيْر الْألف وَاللَّام.

والشِّعار: الرَّعْد، قَالَ:

وقِطارِ سارِيَةٍ بغَيرِ شِعارِ

أَي مطر بِغَيْر رعد.

والأشْعَر: مَا اسْتَدَارَ بالحافر من مُنْتَهى الْجلد. وَالْجمع: أشاعر، لِأَنَّهُ اسْم. وأشاعر النَّاقة: جَوَانبُ حيائها. والأشْعَرَان: الإسكتان. وَقيل: هما مِمَّا يَلِي الشفرين. والأشْعَر: شَيْء يخرج من ظلفي الشَّاة، كَأَنَّهُ ثؤلول الْحَافِر. هَذَا عَن اللَّحيانيّ. والأشعر: اللَّحْم تَحت الظفر.

والشعِير: حب مَعْرُوف. واحدته: شَعيرة. وبائعه شَعِيريّ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَيْسَ مِمَّا يبْنى على " فَاعل "، وَلَا " فَعَّال "، كَمَا يغلب فِي هَذَا النَّحْو. والشَّعيرة: هنة تصاغ من فضَّة أَو حَدِيد، على شكل الشعيرة، فَتكون مساكا لنصاب النصل والسكين. وأشْعَر السكين: جعل لَهَا شَعيرة. والشَّعيرةُ: حلى يتَّخذ من فضَّة، مثل الشَّعير.

والشَّعْراء: ذُبَاب. وَقيل: الشَّعْراء، والشُّعَيراء: ذُبَاب أَزْرَق يُصِيب الدَّوَابّ. قَالَ أَبُو حنيفَة: الشَّعْراء: نَوْعَانِ، وللكلب شَعْراءُ مَعْرُوفَة، وللإبل شَعراء، فَأَما شَعْراء الْكَلْب، فَإِنَّهَا إِلَى الرقة والحمرة، لَا تمس شَيْئا غير الْكَلْب، وَأما شَعْراء الْإِبِل فَتضْرب إِلَى الصُّفْرَة، وَهِي أضخم من شَعراء الْكَلْب، وَلها أَجْنِحَة، وَهِي زغباء تَحت الأجنحة. قَالَ: وَرُبمَا كثرت فِي النَّعَم، حَتَّى لَا يقدر أهل الْإِبِل، على أَن يحتلبوا بِالنَّهَارِ، وَلَا أَن يركبُوا مِنْهَا شَيْئا، فيتركون ذَلِك إِلَى اللَّيْل، وَهِي تلسع الْإِبِل فِي مراقها وَمَا حوله، وَمَا تَحت الذَّنب والبطن والإبطين. قَالَ: وَلَيْسَ يتقونها بِشَيْء، إِذا كَانَ ذَلِك، إِلَّا بالقطران. وَهِي تطير على الْإِبِل، حَتَّى تسمع لصوتها دويا، قَالَ الشماخ:

تَذُبُّ ضَيْفاً مِن الشَّعْراء مَنزِلُهُ ... مِنْهَا لَبانٌ وأقْرَابٌ زَهالِيلُ

وَالْجمع من ذَلِك كُله شَعارٍ. والشَّعْراء: الخوخ جمعه كواحدة. قَالَ أَبُو حنيفَة الشُّعَرَاء: شجيرة من الحمض، لَيْسَ لَهَا ورق، وَلَا هدب، تحرص عَلَيْهَا الْإِبِل حرصا شَدِيدا، تخرج عيدانا شدادا والشَّعْرانُ: ضرب من الرمث أَخْضَر. وَقيل: ضرب من الحمض أَخْضَر أغبر.

والشُّعْرُورة: القِثَّاء الصَّغِيرَة. وَقيل: هُوَ نبت.

وذهبوا شَعارِيرَ بقذان وقذان: أَي مُتَفَرّقين. واحدهم شُعْرُور. وَكَذَلِكَ ذَهَبُوا شَعاريرَ بقِرْدَحْمة. وَقَالَ اللَّحيانيّ: أَصبَحت شَعاريرَ بقِرْدَحْمة: وقَرْدَحْمة، وقِنْدَحْرة، وقِنْذَحْرَة، وقَدَحْرَة، وقَذَحْرَة، معنى كل ذَلِك: بِحَيْثُ لَا يُقدر عَلَيْهَا. يَعْنِي اللَّحيانيّ: أَصبَحت الْقَبِيلَة.

والشِّعْرَى: كَوْكَب، تَقول الْعَرَب: " إِذا طَلَعَت الشِّعَرى، جعل صَاحب النّخل يرى ". وهما شِعْرَيان: العَبُور، والغميصاء. وطلوع الشِّعْرَى على أثر طُلُوع الهَنْعَة.

وَبَنُو الشُّعَيراء: قَبيلَة.

وشَعْر: جبل. قَالَ البريق:

فحَطَّ العُصْمَ من أكْناف شَعْرٍ ... وَلم يترُك بِذِي سَلَعٍ حِمارَا وَقيل: هُوَ شِعِر.

والأشْعَر: جبل بالحجاز.
شعر
شعَرَ1/ شعَرَ لـ يَشعُر، شِعْرًا، فهو شاعر، والمفعول مشعور (للمتعدِّي)
• شعَر الرّجُلُ: قال الشِّعرَ.
• شعَر فلانًا: غلبه في الشِّعْر.
• شعَر لفلان: قال له الشِّعرَ. 

شعَرَ2 يَشعُر، شَعْرًا، فهو شاعر، والمفعول مَشْعور
• شعَر الشّيءَ: بطَّنه بالشَّعْر "شعَر خُفًّا/ جِلْدًا". 

شعَرَ بـ يَشعُر، شُعورًا، فهو شاعِر، والمفعول مَشعور به
• شعَر به:
1 - أحسّ به، أو أدركه بإحدى حواسِّه الظّاهرة أو الباطنة "لم يشعر به أحد- شعَر بالبرد/ التعب والإجهاد- {وَمَا يَخْدَعُونَ إلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ}: وما يعلمون أو يفطنون".
2 - خَطَرَ ببالِه " {وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ} ". 

شعُرَ/ شعُرَ بـ يَشعُر، شِعْرًا، فهو شاعر، والمفعول مَشْعُور به
• شعُر فلانٌ: صار شاعرًا، اكتسب ملكة الشِّعر فأجادَه "خالط الشُّعراءَ فشعُر".
• شَعُر به: شعَر به؛ أحسَّ به. 

شعِرَ يَشعَر، شَعَرًا، فهو أَشعَرُ وشَعِر
• شعِر فلانٌ: كَثُر شَعْرُه وطال "شابٌّ أشعرُ/ شَعِر". 

أشعرَ يُشعر، إشعارًا، فهو مُشعِر، والمفعول مُشْعَر (للمتعدِّي)
• أشعر الغُلامُ: نبت على جسمه الشّعر عند البلوغ والمراهقة.
• أشعر القومُ: جعلوا لأنفسهم شِعارًا.
• أشعر الحاجُّ البُدْنَ: جعل لها علامة تميِّزها.
• أشعر فلانًا الأمرَ/ أشعر فلانًا بالأمرِ: أعلمه إيّاه "أشعرهُم بالخطر- {وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لاَ يُؤْمِنُونَ} - {وَلاَ يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا} ". 

استشعرَ يستشعر، استشعارًا، فهو مُستشعِر، والمفعول مُستشعَر
• استشعر الشَّيءَ: أحسّ به مبهمًا، توقّعه بصورة غير واضحة، حدّثه به قلبُه "استشعر الخطرَ- استشعر الخوفَ: أضمره". 

تشاعرَ يتشاعر، تشاعُرًا، فهو مُتشاعِر
• تشاعر الرَّجُلُ: ادّعى أنّه شاعر، تكلَّف قولَ الشِّعر وأرى من نفسه أنَّه شاعر. 

شاعرَ يشاعر، مُشاعَرَةً، فهو مُشاعِر، والمفعول مُشاعَر
• شاعَر فلانًا: باراه في الشِّعْر، كان أشعر منه. 

شعَّرَ يشعِّر، تشعيرًا، فهو مُشعِّر، والمفعول مُشعَّر (للمتعدِّي)
• شعَّر الغُلامُ: أشعرَ؛ نبت على جسمه الشَّعْرُ عند البلوغ والمراهقة "شعَّر الجنينُ: نبت عليه الشّعر".
• شعَّر الخُفَّ ونحوَه: بطّنه بالشَّعْر. 

أشاعرة [جمع]: مف أَشْعَريّ
• الأشاعرة: (سف) فرقة من المتكلِّمين ينتسبون إلى مؤسِّسها أبي الحَسَن الأشعريّ، تقوم على أساس من التوسّط بين السّلف والمعتزلة، يخالفون المعتزلة في بعض آرائهم، ويقولون إنّ معرفة الله بالعقل تحصل وبالسمع تجب. 

إشعار [مفرد]: ج إشعارات (لغير المصدر):
1 - مصدر أشعرَ ° إشعار بالاستلام: بطاقة ذات لون مُميّز ترسل إلى المرسل إليه للتوقيع على الاستلام- إشعار تسليم: مستند يشعر المرسل إليه (المستلم) بتسليم البضائع، ويكون في صحبة البضائع عادة وتُبَيَّن فيه تفاصيل كميّاتها وأوصافها.
2 - خطاب تصدره جهة حكوميّة "إشعار وصول: إعلام أو إخطار، أو إبلاغ" ° حتَّى إشعار آخر/ إلى إشعار آخر: إلى أن تصدر تعليمات جديدة. 

أشْعَرُ [مفرد]: ج أشاعِرُ وشُعْر، مؤ شَعْراءُ، ج مؤ شَعْراوات وشُعْر: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شعِرَ ° أشعر أظفر: طويل الشّعر والأظفار- أشعر الرَّقبة: قويّ شديد، تشبيها له بالأسد- داهية شعراء: وَبْراء- روضة شعراء: كثيفة العُشب. 

أشعريّ [مفرد]: ج أشاعِرَة وأشعريَّة: مَنْ ينتمي إلى فرقة الأشاعرة، من أنصار المذهب الأشعريّ "مذهب أشعريّ". 

أشعريَّة [جمع]
• الأشعريَّة: (سف) الأشاعرة. 

استشعار [مفرد]: مصدر استشعرَ.
• الاستشعار عن بُعْد: الإحساس بالأشياء البعيدة بواسطة الأجهزة الحديثة.
• قرنا الاستشعار: (حن) امتدادان رفيعان يخرجان من الرأس في بعض الحشرات كالصّرصُور يقومان بوظيفتي الشمّ واللَّمس. 

شاعر [مفرد]: ج شُعراءُ، مؤ شاعرة، ج مؤ شاعرات وشَواعِرُ:
1 - اسم فاعل من شعَرَ بـ وشعُرَ/ شعُرَ بـ وشعَرَ1/ شعَرَ لـ وشعَرَ2.
2 - مَنْ يقول الشِّعْرَ وينظمه "شاعر مُلْهم/ مطبوع/ عبقريّ- شاعر حرّ: مَنْ يكتب الشّعر ولا يلتزم فيه القافية الموحّدة- {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} - {بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ}: بل هو كاذب فيما يقول" ° فحول الشُّعراء: المُفضَّلون عمومًا.
• الشُّعراء: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 26 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها سبعٌ وعشرون ومائتا آية. 

شاعِريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى شاعِر.
• جوٌّ شاعريّ: جوّ لطيف، يريح الأعصاب ويثير في النفس معانيَ وخواطرَ رقيقة. 

شاعريَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من شاعر: موهبة قول الشِّعر "يتمتّع هذا الرَّجُل بشاعريّة فيّاضة- شاعريَّة حُرّة: مدرسة الشّعراء الرّمزيين أنصار الشِّعر الحرّ الحديث". 

شِعار [مفرد]: ج شعارات وأشْعِرة وشُعُر:
1 - قميص، ما وَليَ الجسدَ من الثِّياب ° لبِس شعار الهَمّ.
2 - رسم أو علامة أو عبارة مختصرة يتيَسَّر تذكُّرها وترديدها تتميَّز بها دولة أو جماعة يرمز إلى شيء ويدلّ عليه "الصولجان شعار الملك- شعار تجاريّ: علامة تجاريّة- شعار الشّرف: شارة تُحمل دلالةً على الانتساب إلى مدرسة أو نادٍ وغير ذلك" ° تحت شعار كذا: باسمه, تحت رايته.
3 - عبارة يتعارف بها القومُ في السَّفر أو الحرب، وهو ما يسمّى: سرّ اللّيل ° شعارُ بني فلان: نداء يُعرَفون به. 

شَعْر1 [مفرد]: مصدر شعَرَ2. 

شَعْر2/ شَعَر1 [جمع]: جج أشْعار وشعُور، مف شَعْرة وشَعَرة: (شر) زوائد خيطيّة تظهر على جلد الإنسان ورأسه وعلى جلد غيره من الثدييّات، تقابل الرِّيشَ في الطيور والحراشيفَ في الزّواحف والقشورَ في الأسماك "أمسك بشَعر فلان- شَعْرٌ أشقر/ جَعْد- {وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا} " ° المال بيني وبينك شقّ شعرة: بالتساوي- قطَع شعرةَ معاوية: قطع صلته به- قَيْد شَعْرَة: قدر شعرة، مسافة ضئيلة- كما تُسلُّ الشَّعرةُ من العجين: بسهولة دون عواقب- وقَف شعرُ رأسِه: خاف خوفًا شديدًا، فزِع.
• غزارة شَعر: (طب) نموّ مفرط للشّعر، غير طبيعيّ. 

شَعَر2 [مفرد]: مصدر شعِرَ. 

شَعِر [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شعِرَ. 

شِعْر [مفرد]: ج أشْعار (لغير المصدر):
1 - مصدر شعَرَ1/ شعَرَ لـ.
2 - كلام موزون مقفّى قصدًا يعتمد
 على التخييل والتأثير؛ ليوحي بإحساسات مؤثِّرة وصور خياليّة "شعر صافي الديباجة- نظم الشِّعْرَ- ما الشِّعْر إلاّ شعورُ المرء يُرسلُه ... عفو البديهة عن صدق وإيمانِ- إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحِكْمَةً [حديث]- {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ} " ° أنشده الشِّعرَ: قرأه عليه- أوابِدُ الشِّعْر: ما لا تُماثَل جودتُه أو قوافيه الشاردة- ربَّة الشِّعْر: إلهة الشِّعْر عند الوثنيِّين- شطرا بيت الشِّعْر: الصدر والعجُز- شِعْر مُفْتعَل: مبتدع أغرب فيه قائله- شعر منثور: كلام بليغ مجموع يجري على منهج الشِّعر في التخييل والتأثير دون الوزن- لَيْت شِعْري!: أودُّ لو كنتُ أعلم وهي عبارة تعجُّب- مِصْراعا الشِّعْر: ما كان فيه قافيتان من بيتٍ واحدٍ- مِنْ عيون الشِّعْر العربيّ: مِنْ أفضل النماذج الشعريّة.
• الشِّعر الحُرُّ: شعر لا يتقيّد بالقافية الموحَّدة، الشِّعر المتحرِّر من الوزن والقافية.
• الشِّعر المُرْسَل: الشِّعر غير المقفَّى.
• شِعر الحكمة: شعر يمتاز بالحكمة وضرب الأمثال.
• شِعر المديح: الفن الشعريّ الذي يتناول مناقبَ شخص من الأشخاص، أو مدح شيء أو معنًى من المعاني أو الأشياء.
• شِعر المناسبات: شِعر يُكتب أو يُقال خِصيِّصَى لمناسبة معيَّنة هي عادة الاحتفال بذكرى حدث اجتماعيّ أو تاريخيّ أو أدبيّ.
• بيت الشِّعر: كلام موزون مؤلَّف عادةً من شطرين، (صدر وعجز)، وقد يكون شطرًا واحدًا. 

شِعْراءُ [مفرد]: شَعْر العانة. 

شَعْرانيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى شَعْر: على غير قياس.
2 - كثيرُ الشّعر طويله، كثّ الشّعر كثيفُه "رجل شعرانيّ". 

شِعْرة [جمع]: شَعْر العانة. 

شُعْرور [مفرد]: ج شعاريرُ: غير النابه من الشّعراء، وهو فوق المتشاعر ودون الشوَيْعر، شاعر رديء سخيف النّظم. 

شِعْرَى [مفرد]: كوكب نيِّر يطلع عند اشتداد الحرّ كانوا يعبدونه في الجاهليّة " {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى} ". 

شِعْريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى شِعْر: "أسلوب/ جوّ شعريّ- المسرحيّة الشِّعريّة".
• الوزن الشِّعريّ: نمط أو مجرى الصَّوت النّاتج عن ترتيب المقاطع المشدَّدة أو غير المشدَّدة في شعر منبَّر توكيديّ أو مقاطع طويلة وقصيرة في شعر كمّيّ.
• الجوازات الشِّعريَّة: مخالفة القواعد العامّة في النَّحو والصَّرف وفي نظم الشِّعر.
• التَّصوير الشِّعريّ: (بغ) تصوير شخص أو شيء في القصيدة من خلال التَّشبيه والاستعارة وغيرهما من الصُّور المجازيّة.
• وعاء شِعْريّ: (شر) أحد الأوعيَة الدمويّة الدقيقة، المنتشرة في الجسم على شكل شبكة، وهي الصِّلة بين الشُّريّنيّات والوُرَيّدات.
• الضَّرورة الشِّعريَّة: (عر) الحالة الدَّاعية إلى استعمال ما لا يستعمل في النَّثر كتنوين الممنوع من الصَّرف، وهي رخصة مُنحت للشُّعراء كي يخرجوا بها عن بعض قواعد اللُّغة عندما تعرض لهم كلمة لا يُؤدِّي معناها في موقعها سواها. 

شَعْريَّة [مفرد]:
1 - فتائل من عجين القمح أرفع من المكرونة، تجفّف وتطبخ.
2 - (طب) دودة طفيليّة من السلكيّات تصيب الخنازير وتنتقل منها إلى الإنسان إذا أكل لحمَها غير ناضج فتحدث فيه داء الشَّعْريّة، وقد تؤدِّي إلى الموت السريع للإنسان إذا تكيَّست في عضلة قلبه.
• أنبوبة شَعْريَّة: (فز) أنبوبة ذات قطر بالغ الصِّغر، تستخدم في الترمومترات ونحوها. 

شُعور [مفرد]:
1 - مصدر شعَرَ بـ.
2 - إحساس، إدراك بلا دليل "عندي شعور بأنّه سوف يرجع- عمِل عن شعور لا عن تفكير- لديه شعور بالمسئوليّة" ° الشُّعور المشترك: الإحساس الجماعيّ والتضامن- الشُّعور بالذَّات/ الشُّعور بالنَّفس: الحساسيَّة الزائدة بالنّفس- جرَح شعورَه: آذاه، أساء إليه، أهانه- جَيَشان الشُّعور: ثورانه، هيجانه- فاقد الشُّعور: عديم الإحساس.
3 - حالة عاطفيّة تكون تعبيرًا عن
 مَيْلٍ ونزعة "شعور بالحنان- الشُّعور السَّامي".
4 - (نف) علم ما في النّفس أو ما في البيئة وما يشتمل عليه العقل من إدراكات ووجدانات ونزعات.
5 - إدراك المرء ذاته وأحواله وأفعاله إدراكًا مباشرًا "شعور بالعظمة".
• اللاَّشعور: (نف) العقل الباطن، جزء من الدِّماغ يحتوي على عناصر التَّكوين العقليّ أو النَّفسيّ، التي لا تخضع لسيطرة أو إدراك الوعي، ولكنَّها غالبًا ما تؤثِّر في التّفكير أو التّصرّف الواعي "رغبات مكبوتة في اللاَّشعور". 

شَعير/ شِعير [جمع]: (نت) نبات عُشبيّ، حبِّيّ من الفصيلة النجيليّة، وهو دون القمح في الغذاء يقدّم علفًا للدوابّ، وقد يصنع منه الخبز، أو ينتقع ليتّخذ منه شراب "فلان كالشَّعير يُؤكل ويُذمّ: يُضرب في من يقدم الخَير فيجازى بالشّرّ".
• سُكَّر الشَّعير: (كم) نوع من السُّكّر يمكن الحصول عليه من النّشا والمُلْت، وهو أقل حلاوة من سُكّر القصب. 

شَعيرة [مفرد]: ج شعائِرُ:
1 - حبَّة من الشَّعر.
2 - ما ندب الشّرع إليه ودعا إلى القيام به " {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} " ° شعائر الحَجّ: مناسكه وعلاماته وأعماله، وكلّ ما جُعل علمًا لطاعة الله وأعماله- شعائر دينيّة: علامات دين وطقوسه أو طريقة في العبادة.
3 - ما يُهدَى لبيت الله من حيوان " {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللهِ} ".
4 - علامة. 

شُعَيْرة [مفرد]: تصغير شَعْرة.
• شُعَيْرات دمويّة: قنوات دقيقة تماثل الشّعرة في دقَّتِها، تحمل الدّم. 

شُوَيْعر [مفرد]:
1 - تصغير شاعر.
2 - شاعر ضعيف لا يتمتَّع بمكانة سامية في الشِّعر. 

مُستشعِرات [جمع]: مف مُستشعِرَة: أجهزة تحتوي على خلايا حسَّاسة ترصُد أهدافًا من مسافاتٍ بعيدة تسمى بأجهزة الاستشعار عن بُعد. 

مَشْعَر [مفرد]: ج مشاعِرُ:
1 - موضع مناسك الحج " {فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ}: كثيرًا ما يطلق المَشْعر الحرام على المزدلفة" ° مشاعِر الحجّ: مناسكه وأعماله.
2 - حاسّة، ما شعرتَ به وفطِنتَ إليه.
• المَشْعَران: المزدلفة ومنى.
• مشاعرُ الإنسان:
1 - حواسُّه، وهي خمس: البصر والسمع والذوق والشمّ واللمس.
2 - أحاسيسه "أشكرك على مشاعرك الطيِّبة نحوي". 

مَشعور [مفرد]:
1 - اسم فاعل من شَعَر2.
2 - مختلّ العَقْل "إنّه مشعور قليلا".
3 - مشقوق "إناء/ طبق مَشْعور". 

شعر

1 شَعَرَ بِهِ, (S, Msb, K, &c.,) and شَعُرَ بِهِ, (K,) which latter is disallowed by some, but both are correct, though the former is the [more] chaste, (TA,) aor. ـُ (S, Msb, K,) inf. n. شِعْرٌ (S, Msb, K, &c.) and شَعْرٌ (K, TA) and شَعَرٌ, (TA, and so in the CK in the place of شَعْرٌ,) but the first is the most common, (TA,) and شِعْرَةٌ (Msb, K) and شَعْرَةٌ and شُعْرَةٌ, (K,) of which last three the first is the most common, (TA,) and شِعْرَى and شُعْرَى (K) and شَعْرَى (TA) and شُعُورٌ (Msb, K) and شُعُورَةٌ, (K,) which is said to be the inf. n. of شَعُرَ, (TA,) and مَشْعُورٌ and مَشْعُورَةٌ (Lh, K) and مَشْعُورَآءُ, (K,) which is of extr. form, (TA,) He knew it; knew, or had knowledge, of it; was cognizant of it; or understood it; (S, * A, Msb, K, TA;) as also شَعَرَ لَهُ: (Lh, TA:) or he knew the minute particulars of it: or he perceived it by means of [any of] the senses. (TA.) Lh mentions the phrase أَشْعُرُ فُلَانًا مَا عَمِلَهُ and أَشْعُرُ لِفُلَانٍ مَا عَمِلَهُ [I know what such a one did or has done], and مَا شَعَرْتُ فُلَانًا مَا عَمِلَهُ [I knew not what such a one did], as on the authority of Ks, and says that they are forms of speech used by the Arabs. (TA.) [See also شِعْرٌ, below.] b2: شَعَرَ, (A, Msb, K,) aor. ـُ (Msb, K,) inf. n. شِعْرٌ and شَعْرٌ, (K, TA,) or شَعَرٌ, (so accord. to the CK instead of شَعْرٌ,) He said, or spoke, or gave utterance to, poetry; spoke in verse; poetized; or versified; syn. قَالَ شِعْرًا; [for poetry was always spoken by the Arabs in the classical times; and seldom written, if written at all, until after the life-time of the author;] (A, Msb, K;) as also شَعُرَ: (K:) or the latter signifies he made good, or excellent, poetry or verses; (K, MF;) and this is the signification more commonly approved, as being more agreeable with analogy: (MF:) or the latter signifies he was, or became, a poet; (S;) as also شَعِرَ, aor. ـَ (TA.) One says, شَعَرْتُ لِفُلَانٍ I said, or spoke, poetry, &c., to such a one. (TS, O, TA.) And لَوْ شَعُرَ بِنَقْصِهِ لَمَا شَعَرَ [Had he known his deficiency, he had not spoken poetry, or versified]. (A.) A2: شَاعَرَهُ فَشَعَرَهُ: see 3.

A3: شَعَرَ as a trans. verb syn. with اشعر: see 4. b2: As syn. with شاعر: see 3.

A4: شَعِرَ, aor. ـَ (K,) inf. n. شَعَرٌ, (TA,) His (a man's, TA) hair became abundant (K, TA) and long: (TA:) and said likewise of a goat, or other hairy animal, his hair became abundant. (TA.) b2: Also (assumed tropical:) He possessed slaves. (Lh, K.) 2 شعّر as an intrans. verb: see 4: b2: and as a trans. verb also: see 4.3 شَاْعَرَ ↓ شَاعَرَهُ فَشَعَرَهُ, (S, K,) aor. of the latter شَعَرَ, that is with fet-h, (S, MF,) accord. to Ks, who holds it to be thus even in this case, where superiority is signified, on account of the faucial letter; or, accord. to most, شَعُرَ, agreeably with the general rule; (MF;) He vied, or contended, with him in poetry, and he surpassed him therein. (S, K, MF.) A2: And شاعرهُ, (S,) and شاعرها, (A, Msb, K,) and ↓ شَعَرَهَا, (A, K,) He slept with him, and with her, (نَاوَمَهُ, S, and نَامَ مَعَهَا, Msb, K, or ضَاجَعَهَا, A,) in one شِعَار [or innermost garment]. (S, A, Msb, K.) A3: [Reiske, as mentioned by Freytag, explains شاعر as signifying also Tractavit, prensavit, vellicavit: but without naming any authority.]4 اشعرهُ He made him to know. (S.) Yousay, اشعرهُ بِالأَمْرِ and الأَمْرَ, (K,) the latter of which is less usual than the former, because one says شَعَرَ بِهِ but not شَعَرَهُ, (MF,) He aquainted him with the affair; made him to know it. (K.) And أَشْعَرْتُ أَمْرَ فَلَانٍ I made known the affair of such a one. (A.) And أَشْعَرْتُ فُلَانًا I made such a one notorious for an evil deed or quality. (A.) b2: Also, (inf. n. إِشْعَارٌ, Msb,) He marked it, namely a beast destined for sacrifice at Mekkeh, (S, * Mgh, Msb, * K, TA,) by stabbing it in the right side of its hump so that blood flowed from it, (S,) or by making a slit in its skin, (K,) or by stabbing it (K, TA) in one side of its hump with a مِبْضَع or the like, (TA,) so that the blood appeared, (K, TA,) or by making an incision in its hump so that the blood flowed, (Msb,) in order that it might be known to be destined for sacrifice. (S, Msb.) b3: [Hence, app.,] (assumed tropical:) He wounded him so as to cause blood to come. (TA.) It is said in a trad. respecting the assassination of 'Othmán, أَشْعَرَهُ مِشْقَصًا (assumed tropical:) He wounded him so as to cause blood to come with a مشقص [q. v.]: (TA:) and in another trad., أَشْعِرَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ (assumed tropical:) [The Prince of the Faithful was wounded so that blood came from him]. (S.) b4: And (tropical:) He pierced him with a spear so as to make the spearhead enter his inside: and اشعرهُ سِنَانًا (tropical:) he made the spear-head to enter into the midst of him: [but this is said to be] from اشعرهُ بِهِ “ he made it to cleave to it. ” (TA.) أَشْعِرَ is said specially of a king, meaning He was slain. (A, TA.) b5: Also He made it to be a distinguishing sign: as when the performance of a religious service is made, or appointed, by God to be a sign [whereby his religion is distinguished]. (TA.) b6: and اشعروا They called, uttering their شِعَار [whereby they might know one another]: or they appointed for themselves a شِعَار in their journey. (Lh, K, TA. [See also 10.]) A2: مَا أَشْعَرَهُ [How good, or excellent, a poet is he !]. (TA in art. خزى: see مُخْزٍ in that art.) A3: اشعر [from شَعْرٌ or شَعَرٌ signifying “ hair ”] It (a fœtus, S, A, K, in the belly of its mother, TA) had hair growing upon it; (S, A, K;) as also ↓ تشعّر; (S, K;) and ↓ شعّر, inf. n. تَشْعِيرٌ; and ↓ استشعر. (K.) b2: And اشعرت She (a camel) cast forth her fœtus with hair upon it. (Ktr, K.) b3: And اشعر He lined a boot, (A, K,) and a جُبَّة, (A,) and the مِيثَرَة of a horse's saddle, and a قَلَنْسُوَة, and the like, (TA,) with hair; (A, K;) as also ↓ شَعَرَ; (Lh, A, K;) and ↓ شعّر, (K,) inf. n. تَشْعِيرٌ: (TA:) or, said of a ميثرة, he covered it with hair. (A.) b4: and اشعرهُ He clad him with a شِعَار [i. e. an innermost garment]. (S, A, K.) And He put on him a garment as a شِعَار, i. e., next his body. (TA.) [Hence,] اشعرهُ فُلَانٌ شَرًّا (tropical:) Such a one involved him in evil. (S, A.) And اشعرهُ الحُبُّ مَرَضًا (assumed tropical:) [Love involved him in disease]. (S.) and اشعرهُ بِهِ (assumed tropical:) He made it (i. e. anything) to cleave, or stick, to it, [like the شِعَار to the body,] i. e., to another thing. (K.) b5: [And (assumed tropical:) It clave to him, or it, as the شِعَار cleaves to the body. Hence,] اشعرهُ الهَمُّ (tropical:) [Anxiety clave to him as the شِعَار cleaves to the body]. (A.) And اشعر الهَمُّ قَلْبِى (tropical:) Anxiety clave to my heart (K, TA) as the شِعَار cleaves to the body. (TA.) And أَشْعَرَ الرَّجُلُ هَمًّا (tropical:) The man clave to anxiety as the شِعَار cleaves to the body. (S, TA. [In one of my copies of the S, أُشْعِرَ, accord. to which reading, the phrase should be rendered The man was made to have anxiety cleaving to him &c.]) A4: اشعر السِّكِّينَ (tropical:) He put a شَعِيرَة [q. v.] to the knife. (S, A, K. *) 5 تَشَعَّرَ see 4, in the latter half of the paragraph.6 تشاعر He affected, or pretended, to be a poet, not being such. (See its part. n., below.)]10 استشعرت البَقَرَةُ The cow uttered a cry to her young one, desiring to know its state. (A, TA.) b2: And استشعروا They called, one to another, uttering the شِعَار [by which they were mutually known], in war, or fight. (TA. [See also 4.]) A2: استشعر as syn. with اشعر and تشعّر: see 4, in the latter half of the paragraph. b2: Also, (A,) or استشعر شِعَارًا, (K,) He put on, or clad himself with, a شعار [i. e. an innermost garment]. (A, K.) [Hence,] اِسْتَشْعِرْ خَشْيَةَ اللّٰهِ (tropical:) Make thou the fear of God to be شِعَارَ قَلْبِكَ [i. e. the thing next to thy heart]. (TA.) And استشعر خَوْفًا (tropical:) He conceived in his mind fear. (S, A. *) شَعْرٌ and ↓ شَعَرٌ, (A, Msb, K, but only the latter in my copies of the S and in the O,) two wellknown dial. vars., the like being common in cases of this kind, in which the medial radical letter is a faucial, (MF,) [but the latter I have found to be the more common,] Hair; i. e. what grows upon the body, that is not صُوف nor وَبَر; (K;) it is an appertenance of human beings and of other animals: (S, A, Msb:) [when spoken of as used in the fabrication of cloth for tents &c., the meaning intended is goats' hair: (see 4 in art. بنى:)] of the masc. gender: (Msb, TA:) pl. (of the former, Msb) شُعُورٌ and (of the latter, Msb) أَشْعَارٌ (S, Msb, K) and (of the latter also, TA) شِعَارٌ: (K, TA:) and ↓ أُشَيْعَارٌ, properly dim. of أَشْعَارٌ, is used, accord. to Aboo-Ziyád, as dim. of شُعُورٌ: (TA:) the n. un. is with ة: (S, A, * Msb, K:) and this, i. e. شَعْرَةٌ [or شَعَرَهٌ], is also used metonymically as a pl. (K, TA.) One says, بَيْنِى وَبَيْنَكَ المَالُ شَقُّ الشَّعْرَةِ and شَقُّ الأُبْلُمَةِ (assumed tropical:) [The property is, or shall be, equally divided between me and thee]. (TA.) And رَأَى فُلَانٌ الشَّعْرَةَ Such a one saw, or has seen, hoariness, or white hairs, (Yaakoob, S, A, TA,) upon his head. (TA.) b2: [The n. un.] شَعْرَةٌ is also used, metonymically, as meaning (tropical:) A daughter. (TA.) b3: And ↓ شَعَرٌ (K, and so accord. to the TA, but in the CK ↓ شُعْرٌ,) signifies also (tropical:) Plants and trees; (K, TA;) as being likened to hair. (TA.) b4: And the same, (A, K, TA, but in the CK ↓ شُعْرٌ,) (tropical:) Saffron (A, K) before it is pulverized. (A.) شُعْرٌ: see the next two preceding sentences.

شِعْرٌ [an inf. n., (see 1, first sentence,) and used as a simple subst. signifying] Knowledge; cognizance: (K, TA:) or knowledge of the minute particulars of things: or perception by means of [any of] the senses. (TA.) One says, لَيْتَ شِعْرِى فُلَانًا مَا صَنَعَ, (Ks, Lh, S, * Msb, * K, *) and لَيْتَ شِعْرِى لَهُ مَا صَنَعَ, and لَيْتَ شِعْرِى عَنْهُ مَا صَنَعَ, (Ks, Lh, K, *) i. e. Would that I knew what such a one did, or has done; (S, * K, * Msb, * TA;) for would that my knowledge were present at, or comprehending, what such a one did, or has done; the phrase being elliptical: (TA:) accord. to Sb, لَيْتَ شِعْرِى is for ليت شِعْرَتِى, the ة being elided as in هُوَ أَبُو عُذْرِهَا [for هو ابو عُذْرَتِهَا], (S, TA,) the elision of the ة in this latter instance, as Sb says, being peculiar to the case of the words being preceded by ابو; [but see عُذْرَةٌ;] and as in إِقَامَة when used as a prefixed noun; though لَيْتَ شِعْرَتِى is not now known to have been heard. (TA.) One says also, لَيْتَ شِعْرِى مَا كَانَ Would that I knew what happened, or has happened. (A.) b2: The predominant signification of شِعْرٌ is Poetry, or verse; (Msb, K;) because of its preeminence by reason of the measure and the rhyme; though every kind of knowledge is شِعْرٌ: (K:) or because it relates the minute affairs of the Arabs, and the occult particulars of their secret affairs, and their facetiæ: (Er-Rághib, TA:) it is properly defined as language qualified by rhyme and measure intentionally; which last restriction excludes the like of the saying in the Kur [xciv. 3 and 4], اَلَّذِى أَنْقَضَ ظَهْرَكْ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكْ, because this is not intentionally qualified by rhyme and measure: (KT; and the like is said in the Msb:) and sometimes a single verse is thus termed: (Akh, TA:) pl. أَشْعَارٌ. (S, K.) b3: Also (assumed tropical:) Falsehood; because of the many lies in poetry. (B, TA.) شَعَرٌ: see شَعْرٌ, in two places.

شَعِرٌ: see أَشْعَرُ. b2: [The fem.] شَعِرَةٌ signifies [particularly] A sheep or goat (شَاةٌ) having hair growing between the two halves of its hoof, which in consequence bleed: or having an itching in its knees, (K, TA,) and therefore always scratching with them. (TA.) شَعْرَةٌ and شَعَرَةٌ ns. un. of شَعْرٌ [q. v.] and شَعَرٌ.

شِعْرَةٌ The hair of the pubes; (T, Msb, K;) as also ↓ شِعْرَآء, [accord. to general analogy with tenween,] or ↓ شَعْرَآء, [and if so, without tenween,] accord to different copies of the K; (TA;) of a man and of a woman; and of the hinder part of a woman: (T, Msb:) or the hair of the pubes of a woman, specially: (S, O, Msb:) and the pubes (عَانَة) [itself]: (K:) and the place of growth of the hair beneath the navel. (K, * TA.) b2: Also A portion of hair. (K, * TA.) الشِّعْرَى [The star Sirius;] a certain bright star, also called المِرْزَمُ; (TA; [but see this latter appellation;]) the star that rises [aurorally] after الجَوْزَآء [by which is here meant Gemini], in the time of intense heat, (S, TA,) and after الهَقْعَة [app. a mistranscription for الهَنْعَة]: (TA:) [about the epoch of the Flight, it rose aurorally, in Central Arabia, on the 13th of July, O. S.: (see النَّثْرَةُ; and see also مَنَازِلُ القَمَرِ, in art. نزل:) on the periods of its rising at sunset, and setting aurorally, see دَبَرٌ and دَبُورٌ:] the Arabs say, إِذَا طَلَعَتِ الشِّعْرَى جَعَلَ صَاحِبُ النَّخْلِ يَرَى [When Sirius rises aurorally, the owner of the palm-trees begins to see what their fruit will be]: (TA:) there are two stars of this name; الشِّعْرَى العَبُورُ and الشِّعْرَى الغُمَيْصَآءُ, (S, K,) together called الشِّعْرَيَانِ: the former is that [above mentioned] which is in [a mistake for “ after ”] الجَوْزَآء, and the latter is [Procyon,] in the ذِرَاع [by which is meant الذِّرَاعُ المَقْبُوضَةُ, not الذِّرَاعُ المَبْسُوطَةُ]; (S;) and both together are called the two Sisters of Suheyl (سُهَيْل [i. e. Canopus]): (S, K:) the former was worshipped by a portion of the Arabs; and hence God is said in the Kur-án to be Lord of الشِّعْرَى: (TA:) it is called العَبُور because of its having crossed the Milky Way; and the other is called الغُمَيْصَآء because said by the Arabs to have wept after the former until it had foul thick matter in the corner of the eye: (K in art. غمص:) the former is also called الشِّعْرَى اليَمَانِيَّةُ [the Yemenian, or Southern, شعرى]; and the latter, الشِّعْرَى الشَّامِيَّةُ [the Syrian, or Northern, شعرى]. (Kzw.) شَعْرَآءُ fem. of أَشْعَرُ [q. v.: under which head it is also mentioned either as a subst. or as an epithet in which the quality of a subst. is predominant]. b2: See also شِعْرَةٌ.

شِعْرَآء [app., if correct, with tenween]: see شِعْرَةٌ.

شِعْرِىٌّ [Of, or relating to, poetry; poetical. b2: And also (assumed tropical:) False, or lying]. One says أَدِلَّةٌ شِعْرِيَّةٌ (assumed tropical:) False, or lying, evidences or arguments: because of the many lies in poetry. (B, TA.) A2: [and Of, or relating to, الشِّعْرَى, i. e. Sirius.] You say, رَعَيْنَا شِعْرِىَّ المَرَاعِى We pastured our cattle upon the herbage of which the growth was consequent upon the نَوْء [i. e. the auroral rising or setting] of الشِّعْرَى [or Sirius]. (A.) شَعَرِيَّاتٌ The young ones of the رَخَم [i. e. vultur percnopterus]. (K.) شَعْرَانُ: see أَشْعَرُ. b2: شَعْرَان [app. without tenween, being probably originally an epithet, also] signifies (assumed tropical:) The [shrub called] رِمْث, (K,) or a species thereof, (Tekmileh, TA,) green, inclining to dust-colour: (Tekmileh, K, TA:) or a species of [the kind of plants called] حَمْض, dust-coloured: (TA:) or حَمْض upon which hares feed, and in which they [make their forms, i. e.] lie, cleaving to the ground; it is like the large أُشْنَانَة [here app. used as the n. un. of أُشْنَانٌ, i. e. kali, or glasswort], has slender twigs, and appears from afar black. (AHn, TA.) شُعْرُورٌ [A poetaster]: see شَاعِرٌ.

A2: Also, accord. to analogy, sing. of شَعَارِيرُ, which is (assumed tropical:) Syn. with شُعْرٌ [as pl. of شَعْرَآءُ, q. v. voce أَشْعَرُ], meaning the flies that collect upon the sore on the back of a camel, and, when roused, disperse themselves from it. (TA.) [Hence the saying,] ذَهَبَ القَوْمُ شَعَارِيرَ (assumed tropical:) The people dispersed themselves, or became dispersed: (S:) and ذَهَبُوا شَعَارِيرَ بِقُذَّانَ, (K,) or بِقَذَّانَ, and بِقِذَّانَ, (TA,) and بِقِنْدَحْرَةَ, (K,) and بِقِنْذَحْرَةَ, (TA,) (assumed tropical:) They went away in a state of dispersion, like flies: (K:) شعارير thus used being pl. of شُعْرُورٌ; (TA;) or having no sing. (Fr, Akh, S, TA.) And أَصْبَحَتْ شَعَارِيرَ بِقِرْدَحْمَةَ, and بِقِرْذَحْمَةَ, and بِقِنْدَحْرَةَ and بِقِدَّحْرَةَ, and بِقِذَّحْرَةَ, (assumed tropical:) They became beyond reach, or power. (Lh, TA.) b2: And the same pl. شَعَارِيرُ, having no sing., also signifies (assumed tropical:) A certain game (S, K, TA) of children. (TA.) You say, لَعِبْنَا الشَّعَارِيرَ [We played at the game of الشعارير]: and هٰذَا لَعِبُ الشَّعَارِيرِ [This is the game of الشعارير]. (S.) b3: And (assumed tropical:) A sort of women's ornaments, like barley [-corns], made of gold and of silver, and worn upon the neck. (TA.) b4: And شُعْرُورَةٌ [n. un. of شُعْرُورٌ] signifies A small قِثَّآء [or cucumber]: pl. شَعَارِيرُ [as above]. (S, K.) شَعْرَانِىٌّ: see أَشْعَرُ.

A2: أَرْنَبٌ شَعْرَانِيَّةٌ A hare that feeds upon the شَعْرَان [q. v.], and that [makes its form therein, i. e.] lies therein, cleaving to the ground. (AHn, TA.) شَعَارٌ (tropical:) Trees; (ISk, Er-Riyáshee, S, A, K;) as also ↓ شِعَارٌ: (As, ISh, K:) or tangled, or luxuriant, or abundant and dense, trees; (T, K;) as also ↓ شِعَارٌ: (Sh, T, K:) or (TA, but in the K “ and ”) trees in land that is soft (K, TA) and depressed, between eminences, (TA,) where people alight, (K, TA,) such as is termed دَهْنَآء, and the like, (TA,) warming themselves thereby in winter, and shading themselves thereby in summer, as also ↓ مَشْعَرٌ: (K, TA:) or this last signifies any place in which are a خَمَر [or covert of trees, &c.,] and [other] trees; and its pl. is مَشَاعِرُ. (TA.) One says, أَرْضٌ كَثِيرَةُ الشَّعَارِ (assumed tropical:) A land abounding in trees [&c.]. (S.) b2: See also the next paragraph, latter half.

شِعَارٌ A sign of people in war, (S, Msb, K,) and in a journey (K) &c., (TA,) i. e. (Msb) a call or cry, (A, Mgh, Msb,) by means of which to know one another: (S, A, Mgh, Msb:) and the شِعَار of soldiers is a sign that is set up in order that a man may thereby know his companions: (TA:) and شِعَار signifies also the banners, or standards, of tribes. (TA in art. برم.) It is said in a trad. that the شِعَار of the Prophet in war was يَا مَنْصُورُ أَمِتْ أَمِتْ [O Mansoor, (a proper name of a man, meaning “ aided ” &c.,) kill thou, kill thou]. (TA.) and it is said that he appointed the شِعَار of the refugees on the day of Bedr to be يابَنِى عَبْدِ الرَّحْمٰنِ: and the شعار of El-Khazraj, يا بَنِى عَبْدِ اللّٰهِ: and that of El-Ows, يَا بَنِى عُبَيْدِ اللّٰهِ: and their شعار on the day of El-Ahzáb, حٰم لَا يُنْصَرُونَ. (Mgh.) b2: And Thunder; (Tekmileh, K;) as being a sign of rain. (TK.) b3: شِعَارُ الحَجِّ means The religious rites and ceremonies of the pilgrimage; and the signs thereof; (K;) and, (TA,) as also ↓ الشَعَائِرُ, (S,) the practices of the pilgrimage, and whatever is appointed as a sign of obedience to God; (S, Msb, * TA;) as the halting [at Mount 'Arafát], and the circuiting [around the Kaabeh], and the سَعْى [or tripping to and fro between Es-Safà and El-Marweh], and the throwing [of the pebbles at Minè], and the sacrifice, &c.; (TA;) and ↓ شَعِيرَةٌ and ↓ شِعَارَةٌ and ↓ مَشْعرٌ signify the same as شِعَارٌ: (L:) ↓ شَعِيرَةٌ is the sing. of شَعَائِرُ meaning as expl. above; (As, S, Msb;) or, as some say, the sing. is ↓ شِعَارَةٌ: (As, S:) or ↓ شَعِيرَةٌ and ↓ شِعَارَةٌ, by some written ↓ شَعَارَةٌ, and ↓ مَشْعَرٌ, signify a place [of the performance] of religious rites and ceremonies of the pilgrimage; expl. in the K by مُعْظَمُهَا, which is a mistake for مَوْضِعُهَا; (TA;) and ↓ مَشَاعِرُ, places thereof: (S:) or الحَجِّ ↓ شَعَائِرُ signifies the مَعَالِم [or characteristic practices] of the pilgrimage, to which God has invited, and the performance of which He has commanded; (K;) as also ↓ المَشَاعِرُ: (TA:) and اللّٰهِ ↓ شَعَائِرُ, all those religious services which God has appointed to us as signs; as the halting [at Mount 'Arafát], and the سَعْى [or tripping to and fro between Es-Safà and El-Marweh], and the sacrificing of victims: (Zj, TA:) or the rites and ceremonies of the pilgrimage, and the places where those rites and ceremonies are performed; (Bd in v. 2 and xxii. 33;) among which places are Es-Safà and El-Marweh, they being thus expressly termed; (Kur ii. 153;) and so accord. to Fr in the Kur v. 2: (TA:) or the obligatory statutes or ordinances of God: (Bd in v. 2:) or the religion of God: (Bd in v. 2 and xxii. 33:) the camels or cows or bulls destined to be sacrificed at Mekkeh are also said in the Kur xxii. 37, to be مِنْ شَعَائِرِ اللّٰهِ, i. e. of the signs of the religion of God: (Bd and Jel:) and [hence the sing.]

↓ شَعِيرَةٌ signifies [sometimes] a camel or cow or bull that is brought to Mekkeh for sacrifice; (S, K;) such as is marked in the manner expl. voce أَشْعَرَ; (Msb;) and شَعَائِرُ is its pl.; (K;) and is also pl. of شِعَارٌ: and the [festival called the]

عِيد is said to be a شِعَار of the شَعَائِر [i. e. a sign of the signs of the religion] of El-Islám. (Msb.) b4: شِعَارُ الدَّمِ is said to mean (tropical:) The piece of rag: or (tropical:) the vulva: because each is a thing that indicates the existence of blood. (Mgh.) A2: Also The [innermost garment; or] garment that is next the body; (S, Msb;) the garment that is next the hair of the body, under the دِثَار; as also ↓ شَعَارٌ; (K;) but this is strange: (TA:) pl. [of pauc.] أَشْعِرَةٌ and [of mult.] شُعُرٌ. (K.) [Hence,] one says, لَبِسَ شِعَارَ الهَمِّ (tropical:) [He involved himself in anxiety]. (A.) And جَعَلَ الخَوْفَ شِعَارَهُ (assumed tropical:) [He made fear to be as though it were his innermost garment], by closely cleaving to it. (TA in art. درع.) [Hence, also,] it is said in a prov., هُمُ الشِّعَارُ دُونَ الدِّثَارِ, meaning (assumed tropical:) They are near in respect of love: and in a trad., relating to the Ansár, أَنْتُمُ الشِّعَارُ وَالنَّاسُ الدِّثَارُ (assumed tropical:) Ye are the special and close friends [and the people in general are the less near in friendship]. (TA.) b2: Also A horse-cloth; a covering for a horse to protect him from the cold. (K.) b3: And (assumed tropical:) A thing with which wine [app. while in the vat] is protected, or preserved from injury: (L, K: [for الخَمْرُ, the reading in the CK, the author of the TK has read الخُمُرُ (and thus I find the word written in my MS. copy of the K) or الخُمْرُ, pls. of الخِمَارُ; and Freytag has followed his example: but الخَمْرُ is the right reading, as is shown by what here follows:]) so in the saying of El-Akhtal, فَكَفَّ الرِّيحَ وَالأَنْدَآءَ عَنْهَا مِنَ الزَّرَجُونِ دُونَهُمَا الشِّعَارُ

[evidently describing wine, and app. meaning (assumed tropical:) And the شعار of the wine, (الشِّعَارُ مِنَ الزَّرَجُونَ, i. e. شِعَارُ الزَّرَجُونِ,) while yet in the vat, intervening as an obstacle to them, kept off the wind and the rains, or dews, or day-dews, from it, namely, the wine]. (L.) b4: See also شَعَارٌ, in two places.

A3: Also Death. (O, K.) شَعِيرٌ, (S, Msb, K,) which may be also pronounced شِعِيرٌ, agreeably with the dial. of Temeem, as may any word of the measure فَعِيلٌ of which the medial radical letter is a faucial, and, accord. to Lth, certain of the Arabs pronounced in a similar manner any word of that measure of which the medial radical letter is not a faucial, like كَبِيرٌ and جَلِيلٌ and كَرِيمٌ, (MF,) [and thus do many in the present day, others pronouncing the fet-h in this case, more correctly, in the manner termed إِمَالَة, i. e. as “ e ” in our word “ bed: ”

Barley;] a certain grain, (S, Msb,) well known: (Msb, K:) of the masc. gender, except in the dial. of the people of Nejd, who make it fem.: (Zj, Msb:) n. un. with ة [signifying a barleycorn]. (S, K.) A2: Also An accompanying associate; syn. عَشِيرٌ مُصَاحِبٌ: on the authority of En-Nawawee: (K, TA:) said to be formed by transposition: but it may be from شَعَرَهَا meaning “ he slept with her in one شِعَار; ” [see 3; and so originally signifying a person who sleeps with another in one innermost garment;] then applied to any special companion. (TA.) شِعَارَةٌ, and, as written by some, شَعَارَةٌ: see شِعَارٌ, in four places.

شَعِيرَةٌ A sign, or mark. (Mgh.) b2: See this word, and the pl. شَعَائِرُ, voce شِعَارٌ, in seven places.

A2: Also n. un. of شَعِيرٌ [q. v.]. (S, K.) b2: and [hence,] (tropical:) The iron [pin] that enters into the tang of a knife which is inserted into the handle, being a fastening to the handle: (S:) or a thing that is moulded of silver or of iron, in the form of a barley-corn, (K, TA,) entering into the tang of the blade which is inserted into the handle, (TA,) being a fastening to the handle of the blade. (K, TA.) b3: [And (assumed tropical:) A measure of length, defined in the law-books &c. as equal to six mule's hairs placed side by side;] the sixth part of the إِصْبَع [or digit]. (Msb voce مِيلٌ.) b4: [And (assumed tropical:) The weight of a barley-corn.]

شُعَيْرَةٌ dim. of شَعْرَةٌ and شَعَرَةٌ: pl. شُعَيْرَاتٌ.]

شُعَيْرَآءُ [dim. of شَعْرَآءُ fem. of أَشْعَرُ.

A2: Also] A kind of trees; (Sgh, K;) in the dial. of Hudheyl. (Sgh, TA.) b2: See also أَشْعَرُ, last signification but one.

شَعِيرِىٌّ A seller of شَعِير [or barley]: one does not use in this sense either of the more analogical forms of شَاعِرٌ and شَعَّار. (Sb, TA.) شَاعِرٌ A poet: (T, S, Msb, K:) so called because of his intelligence; (S, Msb;) or because he knows what others know not: (T, TA:) accord. to Akh, it is a possessive epithet, like لَابِنٌ and تَامِرٌ: (S:) pl. شُعَرَآءُ, (S, Msb, K,) deviating from analogy: (S, Msb:) Sb says that the measure فَاعِلٌ is likened in this case to فَعِيلٌ; and hence this pl.: (TA:) or, accord. to IKh, the pl. is of this form because the sing. is from شَعُرَ, and therefore should by rule be of the measure فَعِيلٌ, like شَرِيفٌ [from شَرُفَ]; but were it so, it might be confounded with شَعِير meaning the grain thus called, therefore they said شَاعِرٌ, and regarded in the pl. the original form of the sing. (Msb.) A wonderful poet is called خِنْذِيذٌ: one next below him, شَاعِرٌ: then, ↓ شَوَيْعِرٌ [the dim.]: (Yoo, K:) then, ↓ شُعْرُورٌ: and then, ↓ مَتَشَاعِرٌ. (K.) b2: Also (assumed tropical:) A liar: because of the many lies in poetry: and so, accord. to some, in the Kur xxi. 5. (B, TA.) b3: شِعْرٌ شَاعِرٌ Excellent poetry: (Sb, T, K:) or known poetry: but the former explanation is the more correct. (TA.) One also says, sometimes, كَلِمَةٌ شَاعِرَةٌ, [by كلمة] meaning قَصِيدَةٌ: but generally in a phrase of this kind the two words are cognate, as in وَيْلٌ وَائِلٌ and لَيْلٌ لَائِلٌ. (TA.) شُوَيْعِرٌ: see the next preceding paragraph.

أَشْعَرُ [More, and most, knowing or cognizant or understanding: see 1, first sentence. b2: And,] applied to a verse, (T,) or to a poem, (S,) More [and most] poetical. (T, S. *) A2: Also, (S, A, K,) and ↓ شَعِرٌ, (A, K,) and ↓ شَعْرَانِىٌّ, (K,) which last (SM says) I have seen written شَعَرَانِىٌّ, (TA,) A man having much hair upon his body: (S, A:) or having hair upon the whole of the body: (IAth, L voce أَجْرَدُ [q. v.], in explanation of the first:) or having much and long hair (K, TA) upon the head and body: (TA:) and the first and second, a goat having much hair: fem. of the first شَعْرَآءُ: (TA:) and pl. of the first شَعْرٌ. (S, K.) One says أشْعَثُ أَشْعَرُ, meaning Having his head unshaven and not combed nor anointed. (TA.) And فُلَانٌ أَشْعَرُ الرَّقَبَةِ [lit. Such a one is hairy in the neck] is said of a man though he have not hair upon his neck, as meaning (tropical:) such a one is strong, like a lion. (A, * TA.) b2: [The fem.] شَعْرَآءُ also signifies A testicle, or scrotum, (خُصْيَةٌ,) having much hair: (TA:) and the سَوْءَة [or pudendum]: thus used as a subst. (IAar, TA in art. معط.) See also شِعْرَةٌ. b3: And A furred garment. (Th, K.) b4: And as an epithet, (tropical:) Evil, foul, or abominable: [as being likened to that which is shaggy, and therefore unseemly:] (K, * TA:) in the K, الخَشِنَةُ is erroneously put for الخَبِيثَةُ. (TA.) One says, دَاهِيَةٌ شَعْرَآءُ, (S, A, K,) and وَبْرَآءُ, (S, A,) and زَبَّآءُ, (TA in art. زب,) (tropical:) An evil, a foul, or an abominable, (TA,) or a severe, or great, (K,) calamity or misfortune: pl. شُعْرٌ. (K, TA.) and one says to a man when he has said a thing that one blames or with which one finds fault, جِئْتَ بِهَا شَعْرَآءَ ذَاتَ وَبَرٍ (tropical:) [Thou hast said it as a foul, or an abominable, thing]. (S, A. *) b5: And أَشْعَرُ signifies also The hair that surrounds the solid hoof: (S:) or [the extremity, or border, of the pastern, next the solid hoof; i. e.] the extremity of the skin surrounding the solid hoof, (K, TA,) where the small hairs grow around it: (TA:) or the part between the hoof of a horse and the place where the hair of the pastern terminates: and the part of a camel's foot where the hair terminates: (TA:) pl. أَشَاعِرُ, (S, TA,) because it is [in this sense] a subst. (TA.) b6: Also The side of the vulva, or external portion of the female organs of generation: (K:) it is said that the أَشْعَرَانِ are the إِسْكَتَانِ, which are the two sides [or labia majora] of the vulva of a woman: or the two parts next to the شُفْرَانِ, which are the two borders of the إِسْكَتَانِ: or the two parts between the إِسْكَتَانِ and the شُفْرَانِ: (L, TA:) or the two parts next to the شُفْرَانِ, in the hair, particularly: (Zj, in his “ Khalk el-Insán: ”) the أَشَاعِر of the حَيَآء [or vulva of a camel &c.] are the parts where the hair terminates: (TA:) and the أَشَاعِر of a she-camel are the sides of the vulva. (S, L, TA.) b7: And A thing that comes forth from [between] the two halves of the hoof of a sheep or goat, resembling a ثُؤْلُول [or wart]; (Lh, K;) for which it is cauterized. (Lh, TA.) b8: And Flesh coming forth beneath the nail: pl. شُعُرٌ, (K, TA,) with two dammehs, (TA,) or شُعْرٌ. (So in the CK.) b9: And [the fem.] شَعْرَآءُ also signifies (tropical:) Land (أَرْض) containing, or having, trees: or abounding in trees: (A, K:) [and so, app., ↓ شَعْرَانُ; for] there is a mountain in [the province of] El-Mowsil called شَعْرَانُ, said by AA to be thus called because of the abundance of its trees: (S:) or شَعْرَآءُ signifies many trees: (A 'Obeyd, S:) or i. q. أَجَمَةٌ [i. e. a thicket, wood, or forest; &c.]: (TA:) and a meadow (رَوْضَةٌ, AHn, A, K, TA) having its upper part covered with trees, (AHn, K * TA,) or abounding in trees, (TA,) or abounding in herbage: (A:) and a tract of sand (رَمْلَةٌ) producing [the plant called] نَصِىّ (Sgh, L, K) and the like. (Sgh, K.) b10: And (assumed tropical:) A certain tree of the kind called حَمْض, (K, TA,) not having leaves, but having [what are termed] هَدَب [q. v.], very eagerly desired by the camels, and that puts forth strong twigs or branches; mentioned in the L on the authority of AHn, and by Sgh on the authority of Aboo-Ziyád; and the latter adds that it has firewood. (TA.) b11: And (assumed tropical:) A certain fruit: (AHn, TA:) a species of peach: (S, K:) sing. and pl. the same: (AHn, S, K:) or a single peach: (IKtt, MF:) or الأَشْعَرُ is a name of the peach, and the pl. is شُعْرٌ. (Mtr, TA.) b12: Also (assumed tropical:) A kind of fly, (S, K,) said to be that which has a sting, (S,) blue, or red, that alights upon camels and asses and dogs; (K;) as also ↓ شُعَيْرَآءُ: (TA:) a kind of fly that stings the ass, so that he goes round: AHn says that it is of two species, that of the dog and that of the camel: that of the dog is well known, inclines to slenderness and redness, and touches nothing but the dog: that of the camel inclines to yellowness, is larger than that of the dog, has wings, and is downy under the wings: sometimes it is in such numbers that the owners of the camels cannot milk in the day-time nor ride any of them; so that they leave doing this until night: it stings the camel in the soft parts of the udder and around them, and beneath the tail and the belly and the armpits; and they do not protect the animal from it save by tar: it flies over the camels so that one hears it to make a humming, or buzzing, sound. (TA. [See also شُعْرُورٌ, under which its pl. شُعْرٌ is mentioned.]) b13: And [hence, perhaps, as this kind of fly is seen in swarms,] (assumed tropical:) A multitude of men. (K.) أُشَيْعَارٌ: see شَعْرٌ.

مَشْعَرٌ i. q. مَعْلَمٌ [meaning A place where a thing is known to be]. (TA.) b2: And hence, A place of the performance of religious services. (TA.) See this word, and its pl. مَشَاعِرُ, voce شِعَارٌ, in four places. b3: [The pl.] المَشَاعِرُ also signifies The five senses; (S, * A, * TA;) the hearing, the sight, the smell, the taste, and the touch. (S and Msb in art. حس.) A2: See also شَعَارٌ.

دِيَةُ المُشْعَرَةِ The bloodwit that is exacted for killing kings: it is a thousand camels. (A, TA. [See 4.]) مُتَشَاعِرٌ One who affects, or pretends, to be a poet, but is not. (S, * L, * K, * TA.) See شَاعِرٌ.

شعر: شَعَرَ به وشَعُرَ يَشْعُر شِعْراً وشَعْراً وشِعْرَةً

ومَشْعُورَةً وشُعُوراً وشُعُورَةً وشِعْرَى ومَشْعُوراءَ ومَشْعُوراً؛ الأَخيرة عن

اللحياني، كله: عَلِمَ. وحكى اللحياني عن الكسائي: ما شَعَرْتُ

بِمَشْعُورِه حتى جاءه فلان، وحكي عن الكسائي أَيضاً: أَشْعُرُ فلاناً ما

عَمِلَهُ، وأَشْعُرُ لفلانٍ ما عمله، وما شَعَرْتُ فلاناً ما عمله، قال: وهو كلام

العرب.

ولَيْتَ شِعْرِي أَي ليت علمي أَو ليتني علمت، وليتَ شِعري من ذلك أَي

ليتني شَعَرْتُ، قال سيبويه: قالوا ليت شِعْرَتي فحذفوا التاء مع الإِضافة

للكثرة، كما قالوا: ذَهَبَ بِعُذَرَتِها وهو أَبو عُذْرِها فحذفوا التاء

مع الأَب خاصة. وحكى اللحياني عن الكسائي: ليتَ شِعْرِي لفلان ما

صَنَعَ، وليت شِعْرِي عن فلان ما صنع، وليتَ شِعْرِي فلاناً ما صنع؛

وأَنشد:يا ليتَ شِعْرِي عن حِمَارِي ما صَنَعْ،

وعنْ أَبي زَيْدٍ وكَمْ كانَ اضْطَجَعْ

وأَنشد:

يا ليتَ شِعْرِي عَنْكُمُ حَنِيفَا،

وقد جَدَعْنا مِنْكُمُ الأُنُوفا

وأَنشد:

ليتَ شِعْرِي مُسافِرَ بنَ أبي عَمْـ

ـرٍو، ولَيْتٌ يَقُولُها المَحْزُونُ

وفي الحديث: ليتَ شِعْرِي ما صَنَعَ فلانٌ أَي ليت علمي حاضر أَو محيط

بما صنع، فحذف الخبر، وهو كثير في كلامهم.

وأَشْعَرَهُ الأَمْرَ وأَشْعَرَه به: أَعلمه إِياه. وفي التنزيل: وما

يُشْعِرُكمْ أَنها إِذا جاءت لا يؤمنون؛ أَي وما يدريكم. وأَشْعَرْتُه

فَشَعَرَ أَي أَدْرَيْتُه فَدَرَى. وشَعَرَ به: عَقَلَه. وحكى اللحياني:

أَشْعَرْتُ بفلان اطَّلَعْتُ عليه، وأَشْعَرْتُ به: أَطْلَعْتُ عليه، وشَعَرَ

لكذا إِذا فَطِنَ له، وشَعِرَ إِذا ملك

(* قوله: «وشعر إِذا ملك إِلخ»

بابه فرح بخلاف ما قبله فبابه نصر وكرم كما في القاموس). عبيداً.

وتقول للرجل: اسْتَشْعِرْ خشية الله أَي اجعله شِعارَ قلبك.

واسْتَشْعَرَ فلانٌ الخوف إِذا أَضمره.

وأَشْعَرَه فلانٌ شَرّاً: غَشِيَهُ به. ويقال: أَشْعَرَه الحُبُّ مرضاً.

والشِّعْرُ: منظوم القول، غلب عليه لشرفه بالوزن والقافية، وإِن كان كل

عِلْمٍ شِعْراً من حيث غلب الفقه على علم الشرع، والعُودُ على المَندَلِ،

والنجم على الثُّرَيَّا، ومثل ذلك كثير، وربما سموا البيت الواحد

شِعْراً؛ حكاه الأَخفش؛ قال ابن سيده: وهذا ليس بقويّ إِلاَّ أَن يكون على

تسمية الجزء باسم الكل، كقولك الماء للجزء من الماء، والهواء للطائفة من

الهواء، والأَرض للقطعة من الأَرض. وقال الأَزهري: الشِّعْرُ القَرِيضُ

المحدود بعلامات لا يجاوزها، والجمع أَشعارٌ، وقائلُه شاعِرٌ لأَنه يَشْعُرُ

ما لا يَشْعُرُ غيره أَي يعلم. وشَعَرَ الرجلُ يَشْعُرُ شِعْراً وشَعْراً

وشَعُرَ، وقيل: شَعَرَ قال الشعر، وشَعُرَ أَجاد الشِّعْرَ؛ ورجل شاعر،

والجمع شُعَراءُ. قال سيبويه: شبهوا فاعِلاً بِفَعِيلٍ كما شبهوه

بفَعُولٍ، كما قالوا: صَبُور وصُبُرٌ، واستغنوا بفاعل عن فَعِيلٍ، وهو في أَنفسهم

وعلى بال من تصوّرهم لما كان واقعاً موقعه، وكُسِّرَ تكسيره ليكون

أَمارة ودليلاً على إِرادته وأَنه مغن عنه وبدل منه. ويقال: شَعَرْتُ لفلان

أَي قلت له شِعْراً؛ وأَنشد:

شَعَرْتُ لكم لَمَّا تَبَيَّنْتُ فَضْلَكُمْ

على غَيْرِكُمْ، ما سائِرُ النَّاسِ يَشْعُرُ

ويقال: شَعَرَ فلان وشَعُرَ يَشْعُر شَعْراً وشِعْراً، وهو الاسم، وسمي

شاعِراً لفِطْنَتِه. وما كان شاعراً، ولقد شَعُر، بالضم، وهو يَشْعُر.

والمُتَشاعِرُ: الذي يتعاطى قولَ الشِّعْر. وشاعَرَه فَشَعَرَهُ يَشْعَرُه،

بالفتح، أَي كان أَشْعر منه وغلبه. وشِعْرٌ شاعِرٌ: جيد؛ قال سيبويه:

أَرادوا به المبالغة والإِشادَة، وقيل: هو بمعنى مشعور به، والصحيح قول

سيبويه، وقد قالوا: كلمة شاعرة أَي قصيدة، والأَكثر في هذا الضرب من

المبالغة أَن يكون لفظ الثاني من لفظ الأَول، كَوَيْلٌ وائلٌ ولَيْلٌ لائلٌ.

وأَما قولهم: شاعِرُ هذا الشعر فليس على حدذ قولك ضاربُ زيدٍ تريد المنقولةَ

من ضَرَبَ، ولا على حدها وأَنت تريد ضاربٌ زيداً المنقولةَ من قولك يضرب

أَو سيضرب، لأَمن ذلك منقول من فعل متعدّ، فأَما شاعرُ هذا الشعرِ فليس

قولنا هذا الشعر في موضع نصب البتة لأَن فعل الفاعل غير متعدّ إِلاَّ

بحرف الجر، وإِنما قولك شاعر هذا الشعر بمنزلة قولك صاحب هذا الشرع لأَن

صاحباً غير متعدّ عند سيبويه، وإِنما هو عنده بمنزلة غلام وإِن كان مشتقّاً

من الفعل، أَلا تراه جعله في اسم الفاعل بمنزلة دَرّ في المصادر من قولهم

لله دَرُّكَ؟ وقال الأَخفش: الشاعِرُ مثلُ لابِنٍ وتامِرٍ أَي صاحب

شِعْر، وقال: هذا البيتُ أَشْعَرُ من هذا أَي أَحسن منه، وليس هذا على حد

قولهم شِعْرٌ شاعِرٌ لأَن صيغة التعجب إِنما تكون من الفعل، وليس في شاعر من

قولهم شعر شاعر معنى الفعل، إِنما هو على النسبة والإِجادة كما قلنا،

اللهم إِلاَّ أَن يكون الأَخفش قد علم أَن هناك فعلاً فحمل قوله أَشْعَرُ

منه عليه، وقد يجوز أَن يكون الأَخفش توهم الفعل هنا كأَنه سمع شَعُرَ

البيتُ أَي جاد في نوع الشِّعْر فحمل أَشْعَرُ منه عليه. وفي الحديث: قال

رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إِن من الشِّعْر لَحِكمَةً فإِذا أَلْبَسَ

عليكم شَيْءٌ من القرآن فالْتَمِسُوهُ في الشعر فإِنه عَرَبِيٌّ.

والشَّعْرُ والشَّعَرُ مذكرانِ: نِبْتَةُ الجسم مما ليس بصوف ولا وَبَرٍ

للإِنسان وغيره، وجمعه أَشْعار وشُعُور، والشَّعْرَةُ الواحدة من

الشَّعْرِ، وقد يكنى بالشَّعْرَة عن الجمع كما يكنى بالشَّيبة عن الجنس؛ يقال

رأَى

(* قوله: «يقال رأى إلخ» هذا كلام مستأنف وليس متعلقاً بما قبله

ومعناه أَنه يكنى بالشعرة عن الشيب: انظر الصحاح والاساس). فلان الشَّعْرَة

إِذا رأَى الشيب في رأْسه. ورجل أَشْعَرُ وشَعِرٌ وشَعْرانيّ: كثير شعر

الرأْس والجسد طويلُه، وقوم شُعْرٌ. ورجل أَظْفَرُ: طويل الأَظفار،

وأَعْنَقُ: طويل العُنق. وسأَلت أَبا زيد عن تصغير الشُّعُور فقال: أُشَيْعار،

رجع إِلى أَشْعارٍ، وهكذا جاء في الحديث: على أَشْعارِهم وأَبْشارِهم.

ويقال للرجل الشديد: فلان أَشْعَرُ الرَّقَبَةِ، شبه بالأَسد وإِن لم يكن

ثمّ شَعَرٌ؛ وكان زياد ابن أَبيه يقال له أَشْعَرُ بَرْكاً أَي أَنه كثير

شعر الصدر؛ وفي الصحاح: كان يقال لعبيد الله بن زياد أَشْعَرُ بَرْكاً.

وفي حديث عمر: إِن أَخا الحاجِّ الأَشعث الأَشْعَر أَي الذي لم يحلق شعره

ولم يُرَجّلْهُ. وفي الحديث أَيضاً: فدخل رجل أَشْعَرُ: أَي كثير الشعر

طويله. وشَعِرَ التيس وغيره من ذي الشعر شَعَراً: كَثُرَ شَعَرُه؛ وتيس

شَعِرٌ وأَشْعَرُ وعنز شَعْراءُ، وقد شَعِرَ يَشْعَرُ شَعَراً، وذلك كلما

كثر شعره.

والشِّعْراءُ والشِّعْرَةُ، بالكسر: الشَّعَرُ النابت على عانة الرجل

ورَكَبِ المرأَة وعلى ما وراءها؛ وفي الصحاح: والشِّعْرَةُ، بالكسر، شَعَرُ

الرَّكَبِ للنساء خاصة. والشِّعْرَةُ: منبت الشِّعرِ تحت السُّرَّة،

وقيل: الشِّعْرَةُ العانة نفسها. وفي حديث المبعث: أَتاني آتٍ فَشَقَّ من

هذه إِلى هذه، أَي من ثُغْرَةِ نَحْرِه إِلى شِعْرَتِه؛ قال: الشِّعْرَةُ،

بالكسر، العانة؛ وأَما قول الشاعر:

فأَلْقَى ثَوْبَهُ، حَوْلاً كَرِيتاً،

على شِعْراءَ تُنْقِضُ بالبِهامِ

فإِنه أَراد بالشعراء خُصْيَةً كثيرة الشعر النابت عليها؛ وقوله

تُنْقِضُ بالبِهَامِ عَنى أُدْرَةً فيها إِذا فَشَّتْ خرج لها صوت كتصويت

النَّقْضِ بالبَهْم إِذا دعاها. وأَشْعَرَ الجنينُ في بطن أُمه وشَعَّرَ

واسْتَشْعَرَ: نَبَتَ عليه الشعر؛ قال الفارسي: لم يستعمل إِلا مزيداً؛ وأَنشد

ابن السكيت في ذلك:

كلُّ جَنِينٍ مُشْعِرٌ في الغِرْسِ

وكذلك تَشَعَّرَ. وفي الحديث: زكاةُ الجنين زكاةُ أُمّه إِذا أَشْعَرَ،

وهذا كقولهم أَنبت الغلامُ إِذا نبتتْ عانته. وأَشْعَرَتِ الناقةُ: أَلقت

جنينها وعليه شَعَرٌ؛ حكاه قُطْرُبٌ؛ وقال ابن هانئ في قوله:

وكُلُّ طويلٍ، كأَنَّ السَّلِيـ

ـطَ في حَيْثُ وارَى الأَدِيمُ الشِّعارَا

أَراد: كأَن السليط، وهو الزيت، في شهر هذا الفرس لصفائه. والشِّعارُ:

جمع شَعَرٍ، كما يقال جَبَل وجبال؛ أَراد أَن يخبر بصفاء شعر الفرس وهو

كأَنه مدهون بالسليط. والمُوَارِي في الحقيقة: الشِّعارُ. والمُوارَى: هو

الأَديم لأَن الشعر يواريه فقلب، وفيه قول آخر: يجوز أَن يكون هذا البيت

من المستقيم غير المقلوب فيكون معناه: كأَن السليط في حيث وارى الأَديم

الشعر لأَن الشعر ينبت من اللحم، وهو تحت الأَديم، لأَن الأَديم الجلد؛

يقول: فكأَن الزيت في الموضع الذي يواريه الأَديم وينبت منه الشعر، وإِذا

كان الزيت في منبته نبت صافياً فصار شعره كأَنه مدهون لأَن منابته في الدهن

كما يكون الغصن ناضراً ريان إِذا كان الماء في أُصوله. وداهية شَعْراءُ

وداهية وَبْراءُ؛ ويقال للرجل إِذا تكلم بما ينكر عليه: جئتَ بها

شَعْراءَ ذاتَ وبَرٍ. وأَشْعَرَ الخُفَّ والقَلَنْسُوَةَ وما أَشبههما وشَعَّرَه

وشَعَرَهُ خفيفة؛ عن اللحياني، كل ذلك: بَطَّنَهُ بشعر؛ وخُفٌّ مُشْعَرٌ

ومُشَعَّرٌ ومَشْعُورٌ. وأَشْعَرَ فلان جُبَّتَه إِذا بطنها بالشَّعر،

وكذلك إِذا أَشْعَرَ مِيثَرَةَ سَرْجِه.

والشَّعِرَةُ من الغنم: التي ينبت بين ظِلْفَيْها الشعر فَيَدْمَيانِ،

وقيل: هي التي تجد أُكالاً في رَكَبِها.

وداهيةٌ شَعْراء، كَزَبَّاءَ: يذهبون بها إِلى خُبْثِها. والشَّعْرَاءُ:

الفَرْوَة، سميت بذلك لكون الشعر عليها؛ حكي ذلك عن ثعلب.

والشَّعارُ: الشجر الملتف؛ قال يصف حماراً وحشيّاً:

وقَرَّب جانبَ الغَرْبيّ يَأْدُو

مَدَبَّ السَّيْلِ، واجْتَنَبَ الشَّعارَا

يقول: اجتنب الشجر مخافة أَن يرمى فيها ولزم مَدْرَجَ السيل؛ وقيل:

الشَّعار ما كان من شجر في لين ووَطاءٍ من الأَرض يحله الناس نحو الدَّهْناءِ

وما أَشبهها، يستدفئُون به في الشتاء ويستظلون به في القيظ. يقال: أَرض

ذات شَعارٍ أَي ذات شجر. قال الأَزهري: قيده شمر بخطه شِعار، بكسر الشين،

قال: وكذا روي عن الأَصمعي مثل شِعار المرأَة؛ وأَما ابن السكيت فرواه

شَعار، بفتح الشين، في الشجر. وقال الرِّياشِيُّ: الشعار كله مكسور إِلا

شَعار الشجر. والشَّعارُ: مكان ذو شجر. والشَّعارُ: كثرة الشجر؛ وقال

الأَزهري: فيه لغتان شِعار وشَعار في كثرة الشجر. ورَوْضَة شَعْراء: كثيرة

الشجر. ورملة شَعْراء: تنبت النَّصِيَّ. والمَشْعَرُ أَيضاً: الشَّعارُ،

وقيل: هو مثل المَشْجَرِ. والمَشاعر: كُل موضع فيه حُمُرٌ وأَشْجار؛ قال ذو

الرمة يصف ثور وحش:

يَلُوحُ إِذا أَفْضَى، ويَخْفَى بَرِيقُه،

إِذا ما أَجَنَّتْهُ غُيوبُ المَشاعِر

يعني ما يُغَيِّبُه من الشجر. قال أَبو حنيفة: وإِن جعلت المَشْعَر

الموضع الذي به كثرة الشجر لم يمتنع كالمَبْقَلِ والمَحَشِّ. والشَّعْراء:

الشجر الكثير. والشَّعْراءُ: الأَرض ذات الشجر، وقيل: هي الكثيرة الشجر.

قال أَبو حنيفة: الشَّعْراء الروضة يغم رأْسها الشجر وجمعها شُعُرٌ،

يحافظون على الصفة إِذ لو حافظوا على الاسم لقالوا شَعْراواتٌ وشِعارٌ.

والشَّعْراء أَيضاً: الأَجَمَةُ. والشَّعَرُ: النبات والشجر، على التشبيه

بالشَّعَر.

وشَعْرانُ: اسم جبل بالموصل، سمي بذلك لكثرة شجره؛ قال الطرماح:

شُمُّ الأَعالي شائِكٌ حَوْلَها

شَعْرانُ، مُبْيَضٌّ ذُرَى هامِها

أَراد: شم أَعاليها فحذف الهاء وأَدخل الأَلف واللام، كما قال زهير:

حُجْنُ المَخالِبِ لا يَغْتَالُه السَّبُعُ

أَي حُجْنٌ مخالبُه. وفي حديث عَمْرِو بن مُرَّةَ:

حتى أَضاء لي أَشْعَرُ جُهَيْنَةَ؛ هو اسم جبل لهم.

وشَعْرٌ: جبل لبني سليم؛ قال البُرَيْقُ:

فَحَطَّ الشَّعْرَ من أَكْنافِ شَعْرٍ،

ولم يَتْرُكْ بذي سَلْعٍ حِمارا

وقيل: هو شِعِرٌ. والأَشْعَرُ: جبل بالحجاز.

والشِّعارُ: ما ولي شَعَرَ جسد الإِنسان دون ما سواه من الثياب، والجمع

أَشْعِرَةٌ وشُعُرٌ. وفي المثل: هم الشَّعارُ دون الدِّثارِ؛ يصفهم

بالمودّة والقرب. وفي حديث الأَنصار: أَنتم الشَّعارُ والناس الدِّثارُ أَي

أَنتم الخاصَّة والبِطانَةُ كما سماهم عَيْبَتَه وكَرِشَهُ. والدثار: الثوب

الذي فوق الشعار. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: إِنه كان لا ينام في

شُعُرِنا؛ هي جمع الشِّعار مثل كتاب وكُتُب، وإِنما خصتها بالذكر لأَنها

أَقرب إِلى ما تنالها النجاسة من الدثار حيث تباشر الجسد؛ ومنه الحديث

الآخر: إِنه كان لا يصلي في شُعُرِنا ولا في لُحُفِنا؛ إِنما امتنع من

الصلاة فيها مخافة أَن يكون أَصابها شيء من دم الحيض، وطهارةُ الثوب شرطٌ في

صحة الصلاة بخلاف النوم فيها. وأَما قول النبي، صلى الله عليه وسلم،

لَغَسَلَةِ ابنته حين طرح إِليهن حَقْوَهُ قال: أَشْعِرْنَها إِياه؛ فإِن أَبا

عبيدة قال: معناه اجْعَلْنَه شِعارها الذي يلي جسدها لأَنه يلي شعرها،

وجمع الشِّعارِ شُعُرٌ والدِّثارِ دُثُرٌ. والشِّعارُ: ما استشعرتْ به من

الثياب تحتها.

والحِقْوَة: الإِزار. والحِقْوَةُ أَيضاً: مَعْقِدُ الإِزار من

الإِنسان. وأَشْعَرْتُه: أَلبسته الشّعارَ. واسْتَشْعَرَ الثوبَ: لبسه؛ قال

طفيل:وكُمْتاً مُدَمَّاةً، كأَنَّ مُتُونَها

جَرَى فَوْقَها، واسْتَشْعَرَتْ لون مُذْهَبِ

وقال بعض الفصحاء: أَشْعَرْتُ نفسي تَقَبُّلَ أَمْرَه وتَقَبُّلَ

طاعَتِه؛ استعمله في العَرَضِ.

والمَشاعِرُ: الحواسُّ؛ قال بَلْعاء بن قيس:

والرأْسُ مُرْتَفِعٌ فيهِ مَشاعِرُهُ،

يَهْدِي السَّبِيلَ لَهُ سَمْعٌ وعَيْنانِ

والشِّعارُ: جُلُّ الفرس. وأَشْعَرَ الهَمُّ قلبي: لزِقَ به كلزوق

الشِّعارِ من الثياب بالجسد؛ وأَشْعَرَ الرجلُ هَمّاً: كذلك. وكل ما أَلزقه

بشيء، فقد أَشْعَرَه به. وأَشْعَرَه سِناناً: خالطه به، وهو منه؛ أَنشد ابن

الأَعرابي لأَبي عازب الكلابي:

فأَشْعَرْتُه تحتَ الظلامِ، وبَيْنَنا

من الخَطَرِ المَنْضُودِ في العينِ ناقِع

يريد أَشعرت الذئب بالسهم؛ وسمى الأَخطل ما وقيت به الخمر شِعاراً فقال:

فكفَّ الريحَ والأَنْداءَ عنها،

مِنَ الزَّرَجُونِ، دونهما شِعارُ

ويقال: شاعَرْتُ فلانة إِذا ضاجعتها في ثوب واحد وشِعارٍ واحد، فكنت لها

شعاراً وكانت لك شعاراً. ويقول الرجل لامرأَته: شاعِرِينِي. وشاعَرَتْه:

ناوَمَتْهُ في شِعارٍ واحد. والشِّعارُ: العلامة في الحرب وغيرها.

وشِعارُ العساكر: أَن يَسِموا لها علامة ينصبونها ليعرف الرجل بها رُفْقَتَه.

وفي الحديث: إِن شِعارَ أَصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان في

الغَزْوِ: يا مَنْصُورُ أَمِتْ أَمِتْ وهو تفاؤل بالنصر بعد الأَمر

بالإِماتة. واسْتَشْعَرَ القومُ إِذا تداعَوْا بالشِّعار في الحرب؛ وقال

النابغة:

مُسْتَشْعِرِينَ قَد آلْفَوْا، في دِيارهِمُ،

دُعاءَ سُوعٍ ودُعْمِيٍّ وأَيُّوبِ

يقول: غزاهم هؤلاء فتداعوا بينهم في بيوتهم بشعارهم. وشِعارُ القوم:

علامتهم في السفر. وأَشْعَرَ القومُ في سفرهم: جعلوا لأَنفسهم شِعاراً.

وأَشْعَرَ القومُ: نادَوْا بشعارهم؛ كلاهما عن اللحياني. والإِشْعارُ:

الإِعلام. والشّعارُ: العلامة. قالالأَزهري: ولا أَدري مَشاعِرَ الحجّ إِلاَّ

من هذا لأَنها علامات له. وأَشْعَرَ البَدَنَةَ: أَعلمها، وهو أَن يشق

جلدها أَو يطعنها في أَسْنِمَتِها في أَحد الجانبين بِمِبْضَعٍ أَو نحوه،

وقيل: طعن في سَنامها الأَيمن حتى يظهر الدم ويعرف أَنها هَدْيٌ، وهو الذي

كان أَو حنيفة يكرهه وزعم أَنه مُثْلَةٌ، وسنَّة النبي، صلى الله عليه

وسلم، أَحق بالاتباع. وفي حديث مقتل عمر، رضي الله عنه: أَن رجلاً رمى

الجمرة فأَصاب صَلَعَتَهُ بحجر فسال الدم، فقال رجل: أُشْعِرَ أَميرُ

المؤمنين، ونادى رجلٌ آخر: يا خليفة، وهو اسم رجل، فقال رجل من بني لِهْبٍ:

ليقتلن أَمير المؤمنين، فرجع فقتل في تلك السنة. ولهب: قبيلة من اليمن فيهم

عِيافَةٌ وزَجْرٌ، وتشاءم هذا اللِّهْبِيُّ بقول الرجل أُشْعر أَمير

المؤمنين فقال: ليقتلن، وكان مراد الرجل أَنه أُعلم بسيلان الدم عليه من الشجة

كما يشعر الهدي إِذا سيق للنحر، وذهب به اللهبي إِلى القتل لأَن العرب

كانت تقول للملوك إِذا قُتلوا: أُشْعِرُوا، وتقول لِسُوقَةِ الناسِ:

قُتِلُوا، وكانوا يقولون في الجاهلية: دية المُشْعَرَةِ أَلف بعير؛ يريدون دية

الملوك؛ فلما قال الرجل: أُشْعِرَ أَمير المؤمنين جعله اللهبي قتلاً

فيما توجه له من علم العيافة، وإِن كان مراد الرجل أَنه دُمِّيَ كما

يُدَمَّى الهَدْيُ إِذا أُشْعِرَ، وحَقَّتْ طِيَرَتُهُ لأَن عمر، رضي الله عنه،

لما صَدَرَ من الحج قُتل. وفي حديث مكحول: لا سَلَبَ إِلا لمن أَشْعَرَ

عِلْجاً أَو قتله، فأَما من لم يُشعر فلا سلب له، أَي طعنه حتى يدخل

السِّنانُ جوفه؛ والإِشْعارُ: الإِدماء بطعن أَو رَمْيٍ أَو وَجْءٍ بحديدة؛

وأَنشد لكثيِّر:

عَلَيْها ولَمَّا يَبْلُغا كُلَّ جُهدِها،

وقد أَشْعَرَاها في أَظَلَّ ومَدْمَعِ

أَشعراها: أَدمياها وطعناها؛ وقال الآخر:

يَقُولُ لِلْمُهْرِ، والنُّشَّابُ يُشْعِرُهُ:

لا تَجْزَعَنَّ، فَشَرُّ الشِّيمَةِ الجَزَعُ

وفي حديث مقتل عثمان، رضي الله عنه: أَن التُّجِيبِيَّ دخل عليه

فأَشْعَرَهُ مِشْقَصاً أَي دَمَّاهُ به؛ وأَنشد أَبو عبيدة:

نُقَتِّلُهُمْ جِيلاً فَجِيلاً، تَراهُمُ

شَعائرَ قُرْبانٍ، بها يُتَقَرَّبُ

وفي حديث الزبير: أَنه قاتل غلاماً فأَشعره. وفي حديث مَعْبَدٍ

الجُهَنِيِّ: لما رماه الحسن بالبدعة قالت له أُمه: إِنك قد أَشْعَرْتَ ابني في

الناس أَي جعلته علامة فيهم وشَهَّرْتَهُ بقولك، فصار له كالطعنة في

البدنة لأَنه كان عابه بالقَدَرِ. والشَّعِيرة: البدنة المُهْداةُ، سميت بذلك

لأَنه يؤثر فيها بالعلامات، والجمع شعائر. وشِعارُ الحج: مناسكه وعلاماته

وآثاره وأَعماله، جمع شَعيرَة، وكل ما جعل عَلَماً لطاعة الله عز وجل

كالوقوف والطواف والسعي والرمي والذبح وغير ذلك؛ ومنه الحديث: أَن جبريل

أَتى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: مر أُمتك أَن يرفعوا أَصواتهم

بالتلبية فإِنها من شعائر الحج.

والشَّعِيرَةُ والشِّعارَةُ

(* قوله: «والشعارة» كذا بالأصل مضبوطاً

بكسر الشين وبه صرح في المصباح، وضبط في القاموس بفتحها). والمَشْعَرُ:

كالشِّعارِ. وقال اللحياني: شعائر الحج مناسكه، واحدتها شعيرة. وقوله تعالى:

فاذكروا الله عند المَشْعَرِ الحرام؛ هو مُزْدَلِفَةُ، وهي جمعٌ تسمى

بهما جميعاً. والمَشْعَرُ: المَعْلَمُ والمُتَعَبَّدُ من مُتَعَبَّداتِهِ.

والمَشاعِرُ: المعالم التي ندب الله إِليها وأَمر بالقيام عليها؛ ومنه سمي

المَشْعَرُ الحرام لأَنه مَعْلَمٌ للعبادة وموضع؛ قال: ويقولون هو

المَشْعَرُ الحرام والمِشْعَرُ، ولا يكادون يقولونه بغير الأَلف واللام. وفي

التنزيل: يا أَيها الذين آمنوا لا تُحِلُّوا شَعائرَ الله؛ قال الفرّاء:

كانت العرب عامة لا يرون الصفا والمروة من الشعائر ولا يطوفون بينهما

فأَنزل الله تعالى: لا تحلوا شعائر الله؛ أَي لا تستحلوا ترك ذلك؛ وقيل:

شعائر الله مناسك الحج. وقال الزجاج في شعائر الله: يعني بها جميع متعبدات

الله التي أَشْعرها الله أَي جعلها أَعلاماً لنا، وهي كل ما كان من موقف

أَو مسعى أَو ذبح، وإِنما قيل شعائر لكل علم مما تعبد به لأَن قولهم

شَعَرْتُ به علمته، فلهذا سميت الأَعلام التي هي متعبدات الله تعالى شعائر.

والمشاعر: مواضع المناسك. والشِّعارُ: الرَّعْدُ؛ قال:

وقِطار غادِيَةٍ بِغَيْرِ شِعارِ

الغادية: السحابة التي تجيء غُدْوَةً، أَي مطر بغير رعد. والأَشْعَرُ:

ما استدار بالحافر من منتهى الجلد حيث تنبت الشُّعَيْرات حَوالَي الحافر.

وأَشاعرُ الفرس: ما بين حافره إِلى منتهى شعر أَرساغه، والجمع أَشاعِرُ

لأَنه اسم. وأَشْعَرُ خُفِّ البعير: حيث ينقطع الشَّعَرُ، وأَشْعَرُ

الحافرِ مِثْلُه. وأَشْعَرُ الحَياءِ: حيث ينقطع الشعر. وأَشاعِرُ الناقة:

جوانب حيائها. والأَشْعَرانِ: الإِسْكَتانِ، وقيل: هما ما يلي

الشُّفْرَيْنِ. يقال لِناحِيَتَيْ فرج المرأَة: الإِسْكَتانِ، ولطرفيهما: الشُّفْرانِ،

وللذي بينهما: الأَشْعَرانِ. والأَشْعَرُ: شيء يخرج بين ظِلْفَي الشاةِ

كأَنه ثُؤْلُولُ الحافر تكوى منه؛ هذه عن اللحياني. والأَشْعَرُ: اللحم

تحت الظفر.

والشَّعِيرُ: جنس من الحبوب معروف، واحدته شَعِيرَةٌ، وبائعه

شَعِيرِيٌّ. قال سيبويه: وليس مما بني على فاعِل ولا فَعَّال كما يغلب في هذا

النحو. وأَما قول بعضهم شِعِير وبِعِير ورِغيف وما أَشبه ذلك لتقريب الصوت من

الصوت فلا يكون هذا إِلا مع حروف الحلق.

والشَّعِيرَةُ: هَنَةٌ تصاغ من فضة أَو حديد على شكل الشَّعيرة تُدْخَلُ

في السِّيلانِ فتكون مِساكاً لِنِصابِ السكين والنصل، وقد أَشْعَرَ

السكين: جعل لها شَعِيرة. والشَّعِيرَةُ: حَلْيٌ يتخذ من فضة مثل الشعير على

هيئة الشعيرة. وفي حديث أُم سلمة، رضي الله عنها: أَنها جعلت شَارِيرَ

الذهب في رقبتها؛ هو ضرب من الحُلِيِّ أَمثال الشعير.

والشَّعْراء: ذُبابَةٌ يقال هي التي لها إِبرة، وقيل: الشَّعْراء ذباب

يلسع الحمار فيدور، وقيل: الشَّعْراءُ والشُّعَيْرَاءُ ذباب أَزرق يصيب

الدوابَّ. قال أَبو حنيفة: الشَّعْراءُ نوعان: للكلب شعراء معروفة، وللإِبل

شعراء؛ فأَما شعراء الكلب فإِنها إِلى الزُّرْقَةِ والحُمْرَةِ ولا تمس

شيئاً غير الكلب، وأَما شَعْراءُ الإِبل فتضرب إِلى الصُّفْرة، وهي أَضخم

من شعراء الكلب، ولها أَجنحة، وهي زَغْباءُ تحت الأَجنحة؛ قال: وربما

كثرت في النعم حتى لا يقدر أَهل الإِبل على أَن يجتلبوا بالنهار ولا أَن

يركبوا منها شيئاً معها فيتركون ذلك إِلى الليل، وهي تلسع الإِبل في

مَراقِّ الضلوع وما حولها وما تحت الذنب والبطن والإِبطين، وليس يتقونها بشيء

إِذا كان ذلك إِلا بالقَطِرانِ، وهي تطير على الإِبل حتى تسمع لصوتها

دَوِيّاً، قال الشماخ:

تَذُبُّ صِنْفاً مِنَ الشَّعْراءِ، مَنْزِلُهُ

مِنْها لَبانٌ وأَقْرَابٌ زَهالِيلُ

والجمع من كل ذلك شَعارٍ. وفي الحديث: أَنه لما أَراد قتل أُبَيّ بن

خَلَفٍ تطاير الناسُ عنه تَطايُرَ الشُّعْرِ عن البعير ثم طعنه في حلقه؛

الشُّعْر، بضم الشين وسكن العين: جمع شَعْراءَ، وهي ذِبَّانٌ أَحمر، وقيل

أَزرق، يقع على الإِبل ويؤذيها أَذى شديداً، وقيل: هو ذباب كثير الشعر. وفي

الحديث: أَن كعب بن مالك ناوله الحَرْبَةَ فلما أَخذها انتفض بها

انتفاضةً تطايرنا عنه تطاير الشَّعارِيرِ؛ هي بمعنى الشُّعْرِ، وقياس واحدها

شُعْرورٌ، وقيل: هي ما يجتمع على دَبَرَةِ البعير من الذبان فإِذا هيجتْ

تطايرتْ عنها.

والشَّعْراءُ: الخَوْخُ أَو ضرب من الخوخ، وجمعه كواحده. قال أَبو

حنيفة: الشَّعْراء شجرة من الحَمْضِ ليس لها ورق ولها هَدَبٌ تَحْرِصُ عليها

الإِبل حِرْصاً شديداً تخرج عيداناً شِداداً. والشَّعْراءُ: فاكهة، جمعه

وواحده سواء.

والشَّعْرانُ: ضَرْبٌ من الرِّمْثِ أَخْضَر، وقيل: ضرب من الحَمْضِ

أَخضر أَغبر.

والشُّعْرُورَةُ: القِثَّاءَة الصغيرة، وقيل: هو نبت.

والشَّعارِيرُ: صغار القثاء، واحدها شُعْرُور. وفي الحديث: أَنه

أُهْدِيَ لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، شعاريرُ؛ هي صغار القثاء. وذهبوا

شَعالِيلَ وشَعارِيرَ بِقُذَّانَ وقِذَّانَ أَي متفرّقين، واحدهم شُعْرُور،

وكذلك ذهبوا شَعارِيرَ بِقِرْدَحْمَةَ. قال اللحياني: أَصبحتْ شَعارِيرَ

بِقِرْدَحْمَةَ وقَرْدَحْمَةَ وقِنْدَحْرَةَ وقَنْدَحْرَةَ وقَِدْحَرَّةَ

وقَِذْحَرَّةَ؛ معنى كل ذلك بحيث لا يقدر عليها، يعني اللحياني أَصبحت

القبيلة. قال الفراء: الشَّماطِيطُ والعَبادِيدُ والشَّعارِيرُ

والأَبابِيلُ، كل هذا لا يفرد له واحد. والشَّعارِيرُ: لُعْبة للصبيان، لا يفرد؛

يقال: لَعِبنَا الشَّعاريرَ وهذا لَعِبُ الشَّعاريرِ.

وقوله تعالى: وأنه هو رَبُّ الشِّعْرَى؛ الشعرى: كوكب نَيِّرٌ يقال له

المِرْزَمُ يَطْلعُ بعد الجَوْزاءِ، وطلوعه في شدّة الحرّ؛ تقول العرب:

إِذا طلعت الشعرى جعل صاحب النحل يرى. وهما الشِّعْرَيانِ: العَبُورُ التي

في الجوزاء، والغُمَيْصاءُ التي في الذِّراع؛ تزعم العرب أَنهما أُختا

سُهَيْلٍ، وطلوع الشعرى على إِثْرِ طلوع الهَقْعَةِ. وعبد الشِّعْرَى

العَبُور طائفةٌ من العرب في الجاهلية؛ ويقال: إِنها عَبَرَت السماء عَرْضاً

ولم يَعْبُرْها عَرْضاً غيرها، فأَنزل الله تعالى: وأَنه هو رب الشعرى؛

أَي رب الشعرى التي تعبدونها، وسميت الأُخرى الغُمَيْصاءَ لأَن العرب قالت

في أَحاديثها: إِنها بكت على إِثر العبور حتى غَمِصَتْ.

والذي ورد في حديث سعد: شَهِدْتُ بَدْراً وما لي غير شَعْرَةٍ واحدة ثم

أَكثر الله لي من اللِّحَى بعدُ؛ قيل: أَراد ما لي إِلا بِنْتٌ واحدة ثم

أَكثر الله لي من الوَلَدِ بعدُ.

وأَشْعَرُ: قبيلة من العرب، منهم أَبو موسى الأَشْعَرِيُّ، ويجمعون

الأَشعري، بتخفيف ياء النسبة، كما يقال قوم يَمانُونَ. قال الجوهري:

والأَشْعَرُ أَبو قبيلة من اليمن، وهو أَشْعَرُ بن سَبَأ ابن يَشْجُبَ بن

يَعْرُبَ بن قَحْطانَ. وتقول العرب: جاء بك الأَشْعَرُونَ، بحذف ياءي

النسب.وبنو الشُّعَيْراءِ: قبيلة معروفة.

والشُّوَيْعِرُ: لقب محمد بن حُمْرانَ بن أَبي حُمْرَانَ الجُعْفِيّ،

وهو أَحد من سمي في الجاهلية بمحمد، والمُسَمَّوْنَ بمحمد في الجاهلية سبعة

مذكورون في موضعهم، لقبه بذلك امرؤ القيس، وكان قد طلب منه أَن يبيعه

فرساً فأَبى فقال فيه:

أَبْلِغا عَنِّيَ الشُّوَيْعِرَ أَنِّي

عَمْدَ عَيْنٍ قَلَّدْتُهُنَّ حَرِيمَا

حريم: هو جد الشُّوَيْعِرِ فإِن أَبا حُمْرانَ جَدَّه هو الحرث بن

معاوية بن الحرب بن مالك بن عوف بن سعد بن عوف بن حريم بن جُعْفِيٍّ؛ وقال

الشويعر مخاطباً لامرئ القيس:

أَتَتْنِي أُمُورٌ فَكَذِّبْتُها،

وقد نُمِيَتْ لِيَ عاماً فَعاما

بأَنَّ امْرأَ القَيْسِ أَمْسَى كَثيباً،

على آلِهِ، ما يَذُوقُ الطَّعامَا

لَعَمْرُ أَبيكَ الَّذِي لا يُهانُ

لقد كانَ عِرْضُكَ مِنِّي حَراما

وقالوا: هَجَوْتَ، ولم أَهْجُهُ،

وهَلْ يجِدَنْ فيكَ هاجٍ مَرَامَا؟

والشويعر الحنفيّ: هو هانئ بن تَوْبَةَ الشَّيْبانِيُّ؛ أَنشد أَبو

العباس ثعلب له:

وإِنَّ الذي يُمْسِي، ودُنْياه هَمُّهُ،

لَمُسْتَمْسِكٌ مِنْها بِحَبْلِ غُرُورِ

فسمي الشويعر بهذا البيت.

شعر
: (شَعرَ بِهِ، كنَصَرَ وكَرُمَ) ، لغتانِ ثابتتان، وأَنكر بعضُهم الثَّانِيَة والصوابُ ثُبُوتُها، ولاكن الأُولى هِيَ الفصيحة، وَلذَا اقتصرَ المُصَنّف فِي البصائرِ عَلَيْهَا، حَيْثُ قَالَ: وشَعَرْتُ بالشَّيْءِ، بِالْفَتْح، أَشْعُرُ بِهِ، بالضَّمّ، (شِعْراً) ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الْمَعْرُوف الأَكثر، (وشَعْراً) ، بِالْفَتْح، حَكَاهُ جماعةٌ، وأَغفلَه آخَرُونَ، وضبطَه بعضُهم بالتَّحْرِيك، (وشعْرَةً، مثَلّثة) ، الأَعرفُ فِيهِ الْكسر وَالْفَتْح، ذكرَه المصنّف فِي البصائر تَبَعاً للمُحْكَم (وشِعْرَى) ، بِالْكَسْرِ، كذِكْرَى، مَعْرُوفَة، (وشُعْرَى) ، بالضّمّ، كرُجْعَى، قَليلَة، وَقد قيل بِالْفَتْح أَيضاً، فَهِيَ مثلَّثَة، كشعْرَةٍ (وشُعُوراً) ، بالضمّ، كالقُعُود، وَهُوَ كثير، قَالَ شَيخنَا: وادَّعَى بعضٌ فِيهِ الْقيَاس بِنَاء على أَنّ الفَعْلَ والفُعُول قياسٌ فِي فَعَل متعدّياً أَو لَازِما، وإِن كَانَ الصَّوَاب أَن الفَعْلَ فِي المتعدِّي كالضَّرْبِ، والفُعُول فِي اللاَّزم كالقُعُودِ والجُلُوسِ، كَمَا جَزَم بِهِ ابنُ مالِكٍ، وابنُ هِشَام، وأَبو حَيّان، وابنُ عُصْفُورٍ، وَغَيرهم، (وشُعُورَةً) ، بالهاءِ، قيل: إِنّه مصدرُ شَعُرَ، بالضَّمّ، كالسُّهُولَةِ من سَهُل، وَقد أَسقطه المصنّفُ فِي البَصائر، (ومَشْعُوراً، كمَيْسُورٍ، وهاذه عَن اللِّحيانِيّ) (ومَشْعُوراءَ) بالمدّ من شواذّ أَبْنِيةِ المصادر. وحكَى اللِّحْيَانيُّ عَن الكسائيّ: مَا شَعَرْتُ بمَشْعُورَةٍ حَتَّى جاءَه فلانٌ. فيُزادُ على نَظَائِرِه.
فجميعُ مَا ذَكَرَه المُصَنّف هُنَا من المَصَادِرِ اثْنا عَشَر مَصْدَراً، ويُزاد عَلَيْهِ، شَعَراً بالتَّحْرِيكِ، وشَعْرَى بالفَتْح مَقْصُوراً، ومَشْعُورَة، فَيكون المجموعُ خمسةَ عَشَرَ مصدرا، أَوردَ الصّاغانيّ مِنْهَا المَشْعُور والمَشْعُورَة والشِّعْرَى، كالذِّكْرَى، فِي التكملة: (عَلِمَ بِهِ وفَطَنَ لَهُ) ، وعَلى هاذا القَدْرِ فِي التَّفْسِير اقتصرَ الزَّمَخْشَرِيّ فِي الأَساس، وَتَبعهُ المصنّف فِي البصائر. والعِلْمُ بالشيْءِ والفَطَانَةُ لَهُ، من بَاب المترادِف، وإِنْ فَرّق فيهمَا بعضُهُم.
(و) فِي اللِّسَان: وشَعَرَ بِهِ، أَي بالفَتْح: (عَقَلَه) .
وحَكى اللِّحيانِيّ: شَعَرَ لكذا، إِذَا فَطَنَ لَهُ، وَحكى عَن الكِسائِيّ أَشْعُرُ فُلاناً مَا عَمِلَه، وأَشْعُرُ لفُلانٍ مَا عَمِلَه، وَمَا شعَرْتُ فلَانا مَا عَمِلَه، قَالَ: وَهُوَ كلامُ العربِ. (و) مِنْهُ قولُهُم: (لَيتَ شِعْرِي فُلاناً) مَا صَنَعَ؟ (و) لَيْتَ شِعْرِي (لَهُ) مَا صَنَعَ، (و) لَيْتَ شِعْرِي (عَنهُ مَا صَنعَ) ، كلّ ذالك حَكَاهُ اللّحْيَانِيّ عَن الكِسَائيِّ، وأَنشد:
يَا لَيْت شِعْرِي عَن حِمَارِي مَا صَنَعْ
وَعَن أَبي زَيْدٍ وكَمْ كانَ اضْطجَعْ
وأَنشد:
يَا لَيْتَ شِعْرِي عنْكُمُ حَنِيفَا
وَقد جَدَعْنَا مِنْكُمُ الأُنُوفَا
وأَنشد:
ليْتَ شِعْرِي مُسافِرَ بْنَ أَبي عَمْ
رٍ و، ولَيْتٌ يَقُولُهَا المَحْزُونُ
أَي ليْت عِلْمِي، أَو ليتَنِي عَلِمْتُ، وليْتَ شِعْرِي من ذالك، (أَي لَيْتَنِي شَعَرْتُ) ، وَفِي الحَدِيث: (لَيْتَ شِعْرِي مَا صَنَعَ فُلانٌ) أَي ليتَ عِلْمِي حاضِرٌ، أَو مُحِيطٌ بِمَا صَنَع، فحذَفَ الخَبَر، وَهُوَ كثيرٌ فِي كَلَامهم.
وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: قالُوا: لَيْتَ شِرْتِي، فحَذَفُوا التّاءَ مَعَ الإِضافةِ للكَثْرَةِ، كَمَا قَالُوا: ذَهَبَ بعُذْرَتِهَا، وَهُوَ أَبو عُذْرِهَا، فحذفُوا التاءَ مَعَ الأَبِي خاصّة، هاذا نصُّ سِيبَوَيْهِ، على مَا نَقله صاحِب اللِّسَان وَغَيره، وَقد أَنكَر شيخُنَا هاذا على سِيبَوَيْهٍ، وتوَقَّف فِي حَذْفِ التاءِ مِنْهُ لزُوماً، وَقَالَ: لأَنّه لم يُسْمَعْ يَوْمًا من الدَّهْر شِعْرَتِي حتّى تُدَّعَى أَصالَةُ التاءِ فِيه.
قلْت: وَهُوَ بَحْثٌ نفيسٌ، إِلاّ أَنّ سِيبَوَيْهٍ مُسَلَّمٌ لَهُ إِذا ادّعَى أَصالَةَ التاءِ؛ لوقوفه على مَشْهُور كلامِ العربِ وغَرِيبِه ونادِرِه، وأَمّا عدمُ سَمَاع شِعْرَتِي الْآن وقبلَ ذالك، فلهَجْرِهِم لَهُ، وهاذا ظاهِرٌ، فتَأَمَّلْ فِي نصّ عبارَة سِيبَوَيْهٍ المُتَقَدِّم، وَقد خالَف شيخُنَا فِي النَّقْل عَنهُ أَيضاً، فإِنه قَالَ: صَرَّحَ سيبويهِ وَغَيره بأَنّ هاذَا أَصلُه لَيْتَ شِعْرَتِي، بالهَاءِ، ثمَّ حذَفُوا الهاءَ حَذْفاً لَازِما. انْتهى. وكأَنّه حاصِلُ معنَى كَلَامه.
ثمَّ قَالَ شيخُنا: وزادُوا ثالِثَةً وَهِي الإِقامَةُ إِذا أَضافُوها، وجَعلوا الثّلاثةَ من الأَشْبَاهِ والنّظَائِرِ، وَقَالُوا: لَا رابِعَ لَهَا، ونَظَمها بعضُهم فِي قولِه:
ثلاثَةٌ تُحْذَفُ هَا آتُها
إِذا أُضِيفَتْ عندَ كُلّ الرُّواهْ
قولُهُم: ذاكَ أَبُو عُذْرِهَا
وليْتَ شِعْرِي، وإِقام الصَّلاهْ
(وأَشْعَرَهُ الأَمْرَ، و) أَشْعَرَهُ (بهِ: أَعْلَمَه) إِيّاه، وَفِي التَّنْزِيل: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَآ إِذَا جَآءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ} (الْأَنْعَام: 109) ، أَي وَمَا يُدْرِيكُم.
وأَشْعَرْتُه فشَعَرَ، أَي أَدْرَيْتُه فدَرَى.
قَالَ شَيخنَا: فشَعَرَ إِذَا دخَلتْ عَلَيْهِ همزةُ التَّعْدِيَةِ تَعَدَّى إِلى مفعولين تَارَة بنفْسه، وَتارَة بالباءِ، وَهُوَ الأَكثرُ لقَولهم: شعَرَ بهِ دون شَعَرَه، انْتهى.
وحكَى اللّحيانِيّ: أَشْعَرْتُ بفلانٍ: اطَّلَعْتُ عَلَيْهِ وأَشْعَرْتُ بِهِ: أَطْلَعْتُ عَلَيْهِ، انْتهى؛ فَمُقْتَضى كلامِ اللّحيانيّ أَنْ أَشْعَرَ قد يَتَعدّى إِلى واحدٍ، فَانْظُرْهُ.
(والشِّعْرُ) ، بِالْكَسْرِ، وإِنّمَا أَهمَلَه لشُهْرَتِه، هُوَ كالعِلْمِ وَزْناً ومَعْنًى، وَقيل: هُوَ العِلْمُ بدقائِقِ الأُمور، وَقيل: هُوَ الإِدْرَاكُ بالحَوَاسّ، وبالأَخير فُسِّرَ قولُه تَعَالَى: {وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ} (الزمر: 55) ، قَالَ المصنِّف فِي البصائر: وَلَو قالَ فِي كَثيرٍ ممّا جاءَ فِيهِ لَا يشْعُرون: لَا يَعْقِلُون، لم يكُنْ يجُوز؛ إِذْ كَانَ كثيرٌ مِمَّا لَا يَكُونُ محْسُوساً قد يكونُ مَعْقُولاً، انْتهى، ثمَّ (غَلَبَ على منْظُومِ القولِ: لشَرَفِه بالوَزْنِ والقَافِيَةِ) ، أَي بالْتزامِ وَزْنِه على أَوْزَان الْعَرَب، والإِتيان لَهُ بالقَافِيَة الَّتِي تَرْبِطُ وَزْنَه وتُظْهِر مَعْناه، (وإِنْ كَانَ كُلُّ عِلْمٍ شِعْراً) مِن حَيْثُ غلَبَ الفِقْهُ على عِلْمِ الشَّرْع، والعُودُ على المَنْدَل، والنَّجْم على الثُّريّا، ومثلُ ذالك كثيرٌ.
وَرُبمَا سمَّوُا البَيْتَ الواحدَ شِعْراً، حَكَاهُ الأَخْفَشُ، قَالَ ابْن سَيّده: وهاذا عِنْدِي لَيْسَ بقَوِيّ إِلاّ أَن يكون على تَسْمِيَة الجُزْءِ باسم الكُلّ.
وعَلَّل صاحِبُ المفرداتِ غَلبتَه على المَنْظُومِ بكونِه مُشْتَمِلاً على دَقَائقِ العَربِ وخَفايَا أَسرارِها ولطائِفِها، قَالَ شيخُنَا: وهاذا القَوْلُ هُوَ الَّذِي مالَ إِليه أَكثرُ أَهْلِ الأَدَبِ؛ لرِقَّتِه وكَمَالِ مُنَاسبَتِهِ، ولِمَا بينَه وبَيْنَ الشَّعَر مُحَرَّكةً من المُناسَبَة فِي الرِّقّة، كَمَا مَال إِليه بعضُ أَهْلِ الاشتقاقِ، انْتهى.
وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: الشِّعْرُ: القَرِيضُ المَحْدُودُ بعلاَماتٍ لَا يُجَاوِزُها، و (ج: أَشْعَارٌ) .
(وشَعر، كنَصَرَ وكَرُم، شعْراً) بِالْكَسْرِ، (وشَعْراً) ، بِالْفَتْح: (قالَهُ) ، أَي الشِّعْر.
(أَو شَعَرَ) ، كنَصر، (قالَه، وشَعُرَ) ، ككَرُم: (أَجاده) ، قَالَ شيخُنَا: وهاذا القولُ الَّذِي ارْتَضَاهُ الجماهِيرُ؛ لأَنّ فَعُلَ لَهُ دلالةٌ على السَّجَايَا الَّتِي تَنْشَأُ عَنْهَا الإِجادَةُ، انْتهى.
وَفِي التكملة للصّاغانيّ: وشَعَرْتُ لفُلانً، أَي قُلْتُ لَهُ شِعْراً، قَالَ:
شَعَرْتُ لَكُم لمّا تبَيَّنْتُ فَضْلكُمْ
على غَيرِكُم مَا سائِرَ الناسِ يشْعُرُ
(وَهُوَ شاعِرٌ) ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: لأَنّه يَشْعُرُ مَا لَا يَشْعُر غَيرُه، أَي يَعْلَمُ، وَقَالَ غَيْرُه: لفِطْنَتِه، ونقَلَ عَن الأَصْمَعِيّ: (من) قَوْمٍ (شُعَراءَ) ، وَهُوَ جَمْعٌ على غيرِ قِيَاس، صرّحَ بِهِ المصنِّف فِي البَصَائِر، تَبَعاً للجَوْهَرِيّ.
وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: شَبَّهوا فَاعِلاً بفَعِيلٍ، كَمَا شَبَّهُوه بفَعُول، كَمَا قَالُوا: صَبُورٌ وصُبُرٌ، واستغْنَوْا بفاعِلٍ عَن فَعِيلٍ، وَهُوَ فِي أَنْفُسِهِم وعَلَى بَالٍ من تَصَوُّرِهِم، لمّا كَانَ واقِعاً موقِعَه، وكُسِّرَ تَكْسِيرَه؛ ليكونَ أَمارةً ودليلاً على إِرادَته، وأَنه مُغْنٍ عَنهُ، وبدَلٌ مِنْهُ، انْتَهَى.
وَنقل الفَيُّومِيّ عَن ابْن خَالَوَيه: وإِنما جُمِعَ شاعِرٌ على شُعَراءَ؛ لأَنّ من العَرَبِ مَن يقولُ شَعُرَ، بالضَّمّ، فقياسُه أَن تَجِيءَ الصِّفَةُ مِنْهُ على فَعِيلٍ، نَحْو شُرَفَاءَ جمْع شَرِيفٍ وَلَو قيل كذالك الْتَبَسَ بشَعِيرٍ الَّذِي هُوَ الحَبُّ الْمَعْرُوف، فَقَالُوا: شَاعِر، ولَمَحُوا فِي الجَمْعِ بناءَه الأَصليّ، وأَمّا نَحْو عُلَماءَ وحُلَماءَ فَجمع عَلِيمٍ وحَلِيمٍ، انْتهى.
وَفِي البَصَائِرِ للمُصَنِّف: وَقَوله تَعَالَى عَن الكُفَّار: {بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ} (الْأَنْبِيَاء: 5) ، حَمَلَ كثير من المُفَسِّرين على أَنّهم رَمَوْه بكَوْنِهِ آتِياً بشِعْرٍ منظُومٍ مُقَفًّى، حتّى تأَوَّلُوا مَا جاءَ فِي القُرْآن من كلّ كلامٍ يُشْبِهُ المَوْزُون من نحوِ: {وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رسِيَاتٍ} (سبأ: 13) .
وَقَالَ بعض المُحَصِّلِين: لم يَقْصِدُوا هاذا المَقْصِد فِيمَا رمَوْه بِهِ، وذالك أَنّه ظاهرٌ من هاذا أَنّه لَيْسَ على أَساليبِ الشِّعْرِ، وَلَيْسَ يَخْفَى ذالك على الأَغْتَامِ من العَجَمِ فَضْلاً عَن بُلَغاءِ الْعَرَب، وإِنّمَا رمَوْه بِالْكَذِبِ، فإِنّ الشِّعْرَ يُعَبَّر بهِ عَن الكَذِب، والشَّاعِر: الكاذِب، حتّى سَمَّوُا الأَدِلَّةَ الكاذِبَةَ الأَدِلةَ الشِّعْرِيَّةَ، ولهاذا قَالَ تَعَالَى فِي وَصْفِ عامّة الشُّعَراءِ: {وَالشُّعَرَآء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} (الشُّعَرَاء: 334) ، إِلى آخِرِ السُّورَةِ، وَلِكَوْن الشِّعْرِ مَقَرّاً للكَذِبِ قيل: أَحسَنُ الشِّعْرِ أَكْذَبُه، وَقَالَ بعضُ الحكماءِ: لم يُرَ مُتَدَيِّنٌ صادِقُ اللَّهْجَةِ مُفْلِقاً فِي شِعْرِه، انْتهى.
(و) قَالَ يونُس بنُ حبِيب: (الشَّاعِرُ المُفْلِقُ خِنْذِيذٌ) ، بِكَسْر الخاءِ المُعجَمة وَسُكُون النُّون وإِعجام الذَّال الثَّانِيَة، وَقد تقدّم فِي مَوْضِعه، (ومَن دُونَه: شاعِرٌ، ثمَّ شُوَيْعِرٌ) ، مُصَغّراً، (ثمَّ شُعْرُورٌ) ، بالضّمّ. إِلى هُنَا نصّ بِهِ يُونُس، كَمَا نقلَه عَنهُ الصّاغانيّ فِي التكملة، والمصنّف فِي البصائر، (ثمَّ مُتَشاعِرٌ) . وَهُوَ الَّذِي يَتَعَاطَى قَوْلَ الشِّعْرِ، كَذَا فِي اللِّسَان، أَي يتكَلّفُ لَهُ وَلَيْسَ بِذَاكَ.
(وشَاعَرَهُ فشَعَرَهُ) يَشْعَرُه، بالفَتْح، أَي (كَانَ أَشْعَرَ مِنْهُ) وغَلَبَه.
قَالَ شَيخنَا: وإِطلاقُ المصنِّف فِي الْمَاضِي يدُلّ على أَن الْمُضَارع بالضمّ، ككَتَبَ، على قَاعِدَته، لأَنّه من بَاب المُغَالَيَة وَهُوَ الَّذِي عَلَيْهِ الأَكْثَرُ، وضَبطَه الجوهَرِيُّ بالفَتْحِ، كمَنَعَ، ذهَاباً إِلى قَول الكِسَائِيّ فِي إِعمال الحلقِيّ حَتَّى فِي بَاب المُبَالَغَة؛ لأَنه اخْتِيَار المُصَنّف. انْتهى.
(وشِعْرٌ شاعِرٌ: جَيِّدٌ) ، قَالَ سِيبَوَيه: أَرادُوا بِهِ المُبَالَغَةَ والإِجادَةَ، وَقيل: هُوَ بمعنَى مَشْعُورٍ بِهِ، والصحيحُ قولُ سيبويهِ.
وَقد قَالُوا: كلِمَةٌ شاعِرَةٌ؛ أَي قصيدَةٌ، والأَكثرُ فِي هاذا الضَّرْب من الْمُبَالغَة أَن يكونَ لفظُ الثانِي من لفْظِ الأَوّل، كوَيْلٍ وائِلٍ، ولَيْل لائِلٍ.
وَفِي التَّهْذِيب: يُقَال: هاذا البَيْتُ أَشْعَرُ من هاذَا، أَي أَحسَنُ مِنْهُ، وَلَيْسَ هاذا على حدِّ قَوْلهم: شِعْرٌ شاعِرٌ؛ لأَن صِيغةَ التَّعَجُّبِ إِنما تكون من الفِعْلِ، وَلَيْسَ فِي شاعِر من قَوْلهم: شِعْرٌ شاعِرٌ معنَى الفِعْل، إِنما هُوَ على النِّسْبَةِ والإِجادةِ. (والشُّوَيْعِرُ: لَقبُ محمَّدِ بنِ حُمْرانَ) ابنِ أَبي حُمْرَانَ الحارِث بنِ مُعَاوِيةَ بنِ الحارِث بنِ مالِك بن عَوْفِ بن سَعْد بن عَوْف بن حَرِيم بن جُعْفِيَ (الجُعْفِيِّ) ، وَهُوَ أَحدُ مَنْ سُمِّيَ فِي الجاهليّة بمحمّد، وهم سبعةٌ، مذكورون فِي موضِعِهِم، لقَّبَه بذالك امرُؤُ القَيْس، وَكَانَ قد طلبَ مِنْهُ أَن يَبِيعَه فَرَساً فأَبَى، فَقَالَ فِيهِ:
أَبْلِغَا عَنِّي الشُّوَيْعِرَ أَنّي
عَمْدَ عَيْنٍ قَلَّدْتُهُنَّ حَرِيمَا
وحَرِيم: هُوَ جَدّ الشُّوَيْعِر الْمَذْكُور وَقَالَ الشُّوَيْعِرُ مُخَاطبا لامرىءِ القَيْس:
أَتَتْنِي أُمورٌ فكَذَّبْتُهَا
وَقد نُمِيَتْ ليَ عَاما فعَامَا
بأَنّ امْرَأَ القَيْسِ أَمْسَى كَئِيباً
على آلِهِ مَا يَذُوقُ الطَّعَامَا
لعَمْرُ أَبِيكَ الّذِي لَا يُهَانُ
لقَدْ كَانَ عِرْضُكَ منّي حَرَامَا
وقَالُوا هَجَوْتَ وَلم أَهْجُه
وهلْ يَجِدَنْ فِيكَ هاجٍ مَرامَا
(و) الشُّوَيْعِرُ أَيضاً: لَقَبُ (رَبِيعَة بن عُثْمَانَ الكِنَانِيّ) ، نَقله الصّاغانيّ، (و) لَقَبُ (هانِىء) بن تَوْبَة (الحَنَفِيّ الشَّيْبَانِيّ، الشُّعراء) ، أَنشد أَبو العبّاسِ ثَعْلَبٌ للأَخير:
وإِنّ الَّذِي يُمْسِي ودُنْيَاهُ هَمُّه
لمُسْتَمْسِكٌ مِنْهَا بِحَبْلِ غُرُورِ
فسُمِّي الشُّوَيْعِر بهاذا البيْت.
(والأَشْعَرُ: اسْم شاعِرٍ بَلَوِيّ، ولَقَبُ عَمْرِو بنِ حارِثَةَ الأَسَدِيّ) ، وَهُوَ الْمَعْرُوف بالأَشْعَر الرَّقْبَان، أَحد الشُّعَراءِ.
(و) الأَشْعَرُ: (لَقبُ نَبْتِ بنِ أُدَدَ) بنِ زَيْدِ بنِ يَشْجُب بن عَريب بن زَيْدِ بنِ كَهْلان بن سَبَأَ، وإِليه جِمَاعُ الأَشْعَرِيِّين؛ (لأَنّه وَلَدَ) تْه أُمُّه (وَعَلِيهِ شَعَرٌ) ، كَذَا صَرّح بِهِ أَرْبابٌ السِّيَرِ، (وَهُوَ أَبو قَبِيلَةٍ باليَمَنِ) ، وَهُوَ الأَشْعَرُ من سَبَأَ بنِ يَشْجُب بنِ يَعْرُب بنِ قَحْطَانَ، وإِليهم نُسِبَ مَسْجدُ الأَشاعِرَة بمدينَة زَبِيد، حرسها الله تَعَالَى، (مِنْهُم) الإِمامُ (أَبُو مُوسَى) عبدُ الله بنِ قَيْسِ بنِ سُلَيْم بن حَضَار (الأَشْعَرِيّ) وذُرِّيّتُه، مِنْهُم أَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ إِسماعيلَ الأَشْعَرِيّ المُتَكَلِّمُ صَاحب التصانِيف، وَقد نُسِب إِلى طَرِيقَتِه خَلْقٌ من الفُضَلاءِ.
وَفَاته:
أَشْعَرُ بنُ شهَاب، شهدَ فَتْحَ مصر.
وسَوّار بن الأَشْعَرِ التَّمِيمِيّ: كَانَ يَلِي شُرْطَةَ سِجِسْتَان، ذَكَرهما سِبْطُ الْحَافِظ فِي هَامِش التَّبْصِير.
واستدرك شيخُنَا: الأَشْعَرَ والدَ أُمِّ مَعْبدٍ عاتِكَةَ بنتِ خالِدٍ، ويُجْمَعُون الأَشْعَرِيّ بتَخْفِيف ياءِ النِّسبة، كَمَا يُقَال: قَوْمٌ يَمَانُون.
قَالَ الجَوْهَرِيّ: (ويَقُولُون: جاءَتْكَ الأَشْعَرُونَ، بحذفِ ياءِ النَّسَبِ) ، قَالَ شيخُنَا: وَهُوَ وارِدٌ كثيرا فِي كَلَامهم، كَمَا حَقَّقُوه فِي شَرْحِ قولِ الشّاعِر من شواهِدِ التَّلْخِيصِ:
هَوَايَ مَعَ الرَّكْبِ اليَمَانِينَ مُصْعِدٌ
جَنِيبٌ وجُثْمَانِي بمَكَّةَ مُوثَقُ
(والشَّعرُ) ، بِفَتْح فَسُكُون، (ويُحَرَّكُ) قَالَ شيخُنَا: اللُّغَتَانِ مشهورتان فِي كُلِّ ثلاثِيَ حَلْقِيِّ العَيْنِ، كالشَّعرِ، والنَّهرِ، والزَّهر، والبَعرِ، وَمَا يُحْصَى، حتّى جعلَه كثيرٌ من أَئمَّة اللُّغَة من الأُمور القِيَاسِيّة، وإِن ردَّه ابنُ دُرُسْتَوَيْه فِي شَرْحِ الفَصِيح، فإِنّه لَا يُعوَّل عَلَيْهِ. انْتهى، وهُمَا مُذكَّرَانِ، صرّح بِهِ غيرُ واحدٍ: (نِبْتَةُ الجِسْمِ ممّا ليْس بِصُوفٍ وَلَا وَبَرٍ) ، وعمّمَه الزَّمَخْشَرِيّ فِي الأَساس، فَقَالَ: من الإِنسانِ وغيرِه، (ج: أَشْعَارٌ، وشُعُورٌ) ، الأَخيرُ بالضّمّ، (وشِعَارٌ) ، بِالْكَسْرِ، كجَبَلٍ وجِبالٍ، قَالَ الأَعْشَى:
وكُلُّ طَوِيل كأَنّ السَّلِي
طَ فِي حَيْثُ وَارَى الأَدِيمُ الشِّعَارَا
قَالَ ابنُ هانِىءٍ. أَرادَ: كأَنّ السَّلِيطَ وَهُوَ الزَّيتُ فِي شَعْرِ هاذا الفَرَسِ، كَذَا فِي اللِّسَان والتَّكْمِلَة.
(الوَاحِدَةُ شَعْرَةٌ) ، يُقَال: بَيْنِي وبَيْنَك المالُ ش 2 قَّ الأُبْلُمةِ، وش 2 قَّ الشَّعْرَةِ.
قَالَ شيخُنَا: خالَفَ اصطِلاحَه، وَلم يقل وَهِي بهاءٍ؛ لأَنّ المُجَرّد من الهاءِ هُنَا جَمْعٌ، وَهُوَ إِنما يقولُ: وَهِي بهاءٍ غَالِبا إِذا كَانَ المجرَّدُ مِنْهَا وَاحِدًا غير جمْعٍ فتأَمَّل ذالك، فإِنّ الاستقراءَ رُبمَا دَلَّ عَلَيْهِ، انْتهى.
قلْت: وَلذَا قَالَ فِي اللِّسَان: والشَّعْرَةُ: الواحِدةُ من الشَّعرِ، (وَقد يُكْنَى بهَا) : بالشَّعْرَةِ (عَن الجَمْعِ) ، هاكذا فِي الأُصولِ المصحَّحة، ويُوجَد فِي بعضِهَا: عَن الجَمِيعِ، أَي كَمَا يُكْنَى بالشَّيْبَةِ عَن الجِنْس، يُقَال: رأَى فلانٌ الشَّعْرَة، إِذا رأَى الشَّيْبَ فِي رأْسِه.
(و) يُقَالُ: رَجُلٌ (أَشْعَرُ، وشَعِرٌ) ، كفرِحٍ، (وشَعْرَانِيٌّ) ، بالفَتْح مَعَ ياءِ النِّسبة، وهاذا الأَخير فِي التكملة، ورأَيتُه مَضْبُوطاً بالتَّحْرِيك: (كَثيرُه) ، أَي كثيرُ شَعرِ الرَّأْس والجسَدِ، (طويله) وقَوْمٌ شُعْرٌ، ويُقال: رَجلٌ أَظْفَرُ: طَوِيلُ الأَظفار، وأَعْنَقُ: طَوِيلُ العُنُقِ، وَكَانَ زِيادُ ابنُ أَبِيه يقالُ لَهُ أَشْعَر بَرْكاً، أَي كثير شَعرِ الصَّدْر، وَفِي حَدِيث عمر: (إِنَّ أَخَا الحَاجّ الأَشْعَثُ الأَشْعَرُ) أَي الَّذِي لم يَحْلِق شَعرَه وَلم يُرجِّلْه.
وسُئِلَ أَبُو زِيَاد عَن تَصْغِير الشُّعُورِ فَقَالَ: أُشَيْعَارٌ، رَجَعَ إِلى أَشْعَار، وهاكذا جاءَ فِي الحَدِيث: (على أَشْعَارِهِم وأَبْشَارِهم) .
(وشَعِرَ) الرَّجلُ، (كفَرِحَ: كَثُرَ شَعرُه) وطالَ، فَهُوَ أَشْعَرُ، وشَعِرٌ.
(و) حَكى اللِّحْيَانيّ: شَعِرَ، إِذَا (مَلَكَ عَبِيداً) .
(والشِّعْرَةُ، بالكَسْرِ: شَعرُ العَانَةِ) ، رَجُلاً أَو امرأَةً، وخَصَّه طائِفَةٌ بأَنَّه عانَةُ النّساءِ خاصَّةً، فَفِي الصّحاح: والشِّعْرَةُ، بالكسرِ: شَعرُ الرَّكَبِ للنِّساءِ خاصّةً، ومثلُه فِي العُبَابِ للصّاغانيّ.
وَفِي التَّهْذِيب: والشِّعْرَةُ، بالكَسْر: الشَّعرُ النّابِتُ على عانَةِ الرّجلِ ورَكَبِ المَرْأَةِ، وعَلى مَا وَراءَها، وَنَقله فِي المِصْباح، وسَلَّمَه، وَلذَا خالَفَ المُصَنّف الجَوْهَرِيّ وأَطلقه (كالشِّعْراءِ) بالكَسْر والمَدّ، هاكذا هُوَ مَضْبُوطٌ عندنَا، وَفِي بعض النُّسخ بالفَتْح، (وتَحْتَ السُّرَّة مَنْبِتُه) ، وَعبارَة الصّحاح: والشِّعْرةُ مَنْبِتُ الشَّعرِ تحتَ السُّرَّةِ (و) قيل: الشِّعْرَةُ: (العَانَةُ) نَفْسُها.
قلْت: وَبِه فُسِّر حديثُ المَبْعَثِ: (أَتَانِي آتٍ فَشَقَّ مِنْ هاذِه إِلى هاذِه) أَي من ثُغْرَةِ نَحْرِه إِلى شِعْرَتِه.
(و) الشِّعْرَةُ: (القِطْعَةُ من الشَّعرِ) ، أَي طائفةٌ مِنْهُ.
(وأَشْعَرَ الجَنِينُ) فِي بطْنِ أُمّه، (وشَعَّرَ تَشْعِيراً، واسْتَشْعَر، وتشَعَّر: نبتَ عَلَيْهِ الشَّعرُ) ، قَالَ الفارِسيّ: لم يُسْتَعْمَل إِلاّ مَزِيداً، وأَنشد ابنُ السِّكِّيتِ فِي ذالك:
كُلَّ جَنِينٍ مُشْع 2 رٍ فِي الغِرْسِ
وَفِي الحَدِيث: (ذَكاةُ الجَنِينِ ذكَاةُ أُمِّه إِذَا أَشْعرَ) ، وهاذا كَقَوْلِهِم: أَنْبَتَ الغلامُ، إِذا نَبتَتْ عانَتُه.
(وأَشْعَرَ الخُفَّ: بَطَّنَه بشَعرٍ) ، وكذالك القَلَنْسُوَة وَمَا أَشبههما، (كشَعَّرَه) تَشْعِيراً، (وشَعَرَه) ، خَفِيفَة، الأَخيرة عَن اللِّحْيانِيّ، يُقَال: خُفٌّ مُشَعَّرٌ، ومُشْعرٌ، ومَشْعُورٌ.
وأَشْعَرَ فُلاَنٌ جُبَّتَه، إِذا بَطَّنَها بالشَّعرِ، وكذالك إِذَا أَشْعَر مِيثَرةَ سَرْجِه.
(و) أَشْعَرت (الناقَةُ: أَلْقَتْ جَنِينَها وَعَلِيهِ شَعرٌ) ، حَكَاهُ قُطْرُب.
(والشَّعِرَةُ، كفَرِحَةٍ: شاةٌ يَنْبُتُ الشَّعرُ بينَ ظِلْفَيْها، فتَدْمَيانِ) ، أَي يَخْرُج مِنْهُمَا الدَّمُ، (أَو) هِيَ (الّتي تَجِدُ أُكالاً فِي رُكَبِهَا) ، أَي فتَحُكُّ بهَا دَائِماً.
(والشَّعْراءُ: الخَشِنَةُ) ؛ هاكذا فِي النُّسخ، وَهُوَ خَطَأٌ، والصوابُ: الخَبِيثَةُ، وَهُوَ مَجازٌ، يَقُولُونَ: دَاهِيَةٌ شَعْرَاءُ، كزَبّاءَ، يَذْهبُون بهَا إِلى خُبْثِهَا، (و) كَذَا قَوْله (المُنْكَرَةُ) ، يُقَال: داهِيَةٌ شَعْراءُ، ودَاهِيَةٌ وَبْرَاءُ.
ويقَالُ للرَّجُلِ إِذا تَكَلّم بِمَا يُنْكَر عَلَيْهِ: جِئْت بهَا شَعْرَاءَ ذَاتَ وَبَرٍ.
(و) الشَّعْرَاءُ: (الفَرْوَةُ) ، سُمِّيتْ بذالك لِكَوْنِ الشَّعرِ عَلَيْهَا، حُكِيَ ذالِك عَن ثَعْلَبٍ.
(و) الشَّعْرَاءُ: (كَثْرَةُ النَّاسِ) والشَّجَرِ.
(و) الشَّعْرَاءُ والشُّعَيْرَاءُ: (ذُبَابٌ أَزْرَقُ، أَو أَحْمَرُ، يَقَعُ علَى الإِبِلِ، والحُمُرِ، والكِلاَبِ) ، وَعبارَة الصّحاح: والشَّعْرَاءُ: ذُبَابَةٌ. يُقَال: هِيَ الَّتِي لَها إِبْرَةٌ، انْتهى.
وَقيل: الشَّعْرَاءُ: ذُبَابٌ يَلْسَعُ الحِمَار فيدُورُ.
وَقَالَ أَبو حَنِيفَة: الشَّعْرَاءُ نَوْعانِ: للكَلْبِ شَعْرَاءُ معروفَةٌ، وللإِبِل شَعْراءُ، فأَمّا شَعْرَاءُ الكَلْبِ: فإِنّها إِلى الدِّقَّةِ والحُمْرَة، وَلَا تَمَسّ شَيْئا غيرَ الكَلْب، وأَمّا شَعراءُ الإِبِل: فتَضْرِبُ إِلى الصُّفْرَة، وَهِي أَضْخَمُ من شَعْراءِ الكَلْبِ، وَلها أَجْنِحَة، وَهِي زَغْباءُ تحتَ الأَجْنِحَة، قَالَ: ورُبّمَا كَثُرَت فِي النَّعَمِ، حتَّى لَا يَقْدِرُ أَهلُ الإِبل على أَن يَحْتَلِبُوا بالنَّهَارِ، وَلَا أَنْ يَرْكَبُوا مِنْهَا شَيْئا مَعهَا، فيَتْركون ذالك إِلى اللّيْل، وَهِي تَلْسَعُ الإِبل فِي مَرَاقِّ الضُّرُوع ومَا حَوْلَهَا، وَمَا تَحْتَ الذَّنَب والبَطْنِ والإِبِطَيْن، وَلَيْسَ يتَّقُونَها بشيْءٍ إِذَا كَانَ ذالك إِلاّ بالقَطِرَانِ، وَهِي تَطِيرُ على الإِبِل حتّى تَسْمَع لصَوْتِها دَوِيّاً، قَالَ الشَّمّاخُ:
تَذُبُّ صِنْفاً من الشَّعْراءِ مَنْزِلُه
مِنْهَا لَبَانٌ وأَقْرَابٌ زَهالِيلُ
(و) الشَّعْرَاءَ: (شَجَرَةٌ من الحَمْضِ) لَيْسَ لَهَا وَرَقٌ، ولهَا هَدَبٌ تَحْرِصُ عَلَيْهَا الإِبلُ حِرْصاً شَدِيداً، تَخرجُ عِيدَاناً شِداداً، نَقله صَاحب اللِّسَان عَن أَبي حَنِيفَة، والصّاغانيّ عَن أَبي زِيَاد، وَزَاد الأَخيرُ: ولَهَا خَشَبٌ حَطَبٌ.
(و) الشَّعْرَاءُ: فاكِهَةٌ، قيل: هُوَ (ضَرْبٌ من الخَوْخِ، جمعُهُما كواحِدِهِما) ، وَاقْتصر الجَوْهَرِيّ على هاذه الأَخِيرَة، فإِنه قَالَ: والشَّعْراءُ: ضَرْبٌ من الخَوْخِ، واحدُه وجمعُه سواءٌ.
وَقَالَ أَبو حنيفَة: والشَّعْرَاءُ: فاكِهَةٌ، جمْعُه وواحِدُه سواءٌ.
ونقلَ شيخُنا عَن كتاب الأَبْنِيَةِ لِابْنِ القَطّاع: شَعْراءُ لواحِدَةِ الخَوْخ.
وَقَالَ المُطَرِّز فِي كتاب المُدَاخِل فِي اللُّغَة لَهُ: وَيُقَال للخَوْخِ أَيضاً: الأَشْعَرُ، وَجمعه شُعْرٌ، مثل أَحْمَر وحُمْرٍ، انْتهى.
(و) الشَّعْرَاءُ (من الأَرْضِ: ذاتُ الشَّجَرِ، أَو كَثِيرَتُه) ، وَقيل: الشَّعْرَاءُ: الشَّجَرُ الكثيرُ، وَقيل: الأَجَمَةُ، ورَوْضَةٌ شَعْرَاءُ: كثيرةُ الشَّجَرِ.
(و) قَالَ أَبو حنيفَة: الشَّعْرَاءُ: (الرَّوْضَةُ يَغْمُرُ) هاكذا فِي النُّسخ الَّتِي بأَيدينا، والصوابُ: يَغُمّ، من غير راءٍ، كَمَا هُوَ نَصُّ كِتَاب النّباتِ لأَبي حنيفَة (رَأْسَهَا الشَّجَرُ) ، أَي يُغَطِّيه، وذالك لكَثْرته.
(و) الشَّعْرَاءُ (من الرِّمَالِ: مَا يُنْبِتُ النَّصِيَّ) ، وَعَلِيهِ اقتصرَ صاحبُ اللِّسَان، وَزَاد الصّاغانيّ (وشِبْهَه) .
(و) الشَّعْرَاءُ (من الدَّواهِي: الشَّدِيدَةُ العَظِيمةُ) الخَبِيثَةُ المُنْكَرَة، يُقَال: دَاهِيَةٌ شَعْرَاءُ، كَمَا يَقُولُونَ: زَبّاءُ، وَقد تقدّم قَرِيبا.
(ج: شُعْرٌ) ، بضمّ فَسُكُون، يحافِظُون على الصِّفَة، إِذا لَو حافَظُوا على الِاسْم لقالوا: شَعْرَاوات وشِعَارٌ. وَمِنْه الحَدِيث: (أَنّه لما أَرادَ قَتْلَ أُبَيّ بنِ خَلَفٍ تَطَايَرَ النَّاسُ عَنهُ تَطَايُرَ الشُّعْرِ عَن البَعِيرِ) .
(والشَّعَرُ) ، مُحَرَّكَةً: (النَّبَاتُ، والشَّجَرُ) ، كِلَاهُمَا على التَّشْيه بالشَّعرِ.
(و) فِي الأَساس: وَمن المَجَازِ: لَهُ شَعَرٌ كأَنَّه شَعَرٌ، وَهُوَ (الزَّعْفَرَانُ) قبْلَ أَن يُسْحَقَ. انْتهى. وأَنشدَ الصّاغانِيّ:
كأَنَّ دِماءَهُم تَجْرِي كُمَيْتاً
وَوَرْداً قانِئاً شَعَرٌ مَدُوفُ
ثمَّ قَالَ: وَمن أَسماءِ الزَّعْفَرَان: الجَسَدُ والجِسَادُ، والفَيْدُ، والمَلاَبُ، والمَرْدَقُوش، والعَبِيرُ، والجَادِيّ، والكُرْكُم، والرَّدْعُ، والرَّيْهُقانُ، والرَّدْنُ، والرّادِنُ، والجَيْهَانُ، والنّاجُود، والسَّجَنْجَل، والتّامُورُ، والقُمَّحانُ، والأَيْدَعُ، والرِّقانُ، والرَّقُون، والإِرْقَانُ، والزَّرْنَبُ، قَالَ: وَقد سُقْتُ مَا حضَرَنِي من أَسْمَاءِ الزَّعْفرانِ وإِنْ ذَكَرَ أَكثَرَها الجوهَرِيّ، انْتهى.
(و) الشَّعَارُ، (كسَحابٍ: الشَّجَرُ المُلْتَفّ) ، قَالَ يَصِفُ حِمَاراً وَحْشِيّاً:
وقَرَّبَ جانِبَ الغَرْبِيّ يَأْدُو
مَدَبَّ السَّيْلِ واجْتَنَبَ الشَّعَارَا
يَقُول: اجْتَنَب الشَّجَرَ مَخافةَ أَنْ يُرْمَى فِيهَا، ولَزِمَ مَدْرَجَ السّيْلِ.
(و) قيل: الشَّعَارُ: (مَا كانَ من شَجَرٍ فِي لِينٍ) ووِطَاءٍ (من الأَرْضِ يَحُلُّه النّاسُ) ، نَحْو الدَّهْنَاءِ وَمَا أَشبَهها، (يَسْتَدْفِئُونَ بِهِ شِتاءً، ويَسْتَظِلُّونَ بِهِ صَيْفاً، كالمَشْعَرِ) ، قيل: هُوَ كالمَشْجَرِ، وَهُوَ كُلُّ مَوْضِع فِيهِ خَمَرٌ وأَشْجَارٌ، وجَمْعُه المَشَاعِر، قَالَ ذُو الرُّمَّة يَصِفُ حِمَارَ وَحْشٍ:
يَلُوحُ إِذَا أَفْضَى ويَخْفَى بَرِيقُه
إِذَا مَا أَجَنَّتْهُ غُيُوبُ المَشَاعِرِ
يَعْنِي مَا يُغَيِّبه من الشَّجَرِ.
قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وإِن جَعلْتَ المَشْعَر المَوْضِعَ الَّذِي بِهِ كَثْرَةُ الشَّجَرِ لم يمْتَنِع، كالمَبْقَلِ والمَحَشِّ.
(و) الشِّعَارُ، (ككِتَابغ: جُلُّ الفَرَسِ) .
(و) الشِّعَارُ: (العَلامَةُ فِي الحَرْبِ، و) غيرِهَا، مثْل (السَّفَرِ) .
وشِعَارُ العَسَاكِر: أَنْ يَسِمُوا لَهَا عَلامَةً يَنْصِبُونها؛ ليَعْرِفَ الرّجلُ بهَا رُفْقَتَه، وَفِي الحَدِيث: (إِنّ شِعَارَ أَصحابِ رسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمكانَ فِي الغَزْوِ: يَا مَنْصُورُ أَمِتْ أَمِتْ) ، وَهُوَ تَفَاؤُلٌ بالنَّصْرِ بعد الأَمْرِ بالإِمَاتَةِ.
(و) سَمَّى الأَخْطَلُ (مَا وُقِيَتْ بِهِ الخَمْرُ) شِعَاراً، فَقَالَ:
فكَفَّ الرِّيحَ والأَنْدَاءَ عَنْهَا
من الزَّرَجُونِ دُونَهُمَا الشِّعَارُ
(و) فِي التَّكْمِلَة: الشِّعَارُ: (الرَّعْدُ) ، وأَنشدَ أَبو عَمْرٍ و:
باتَتْ تُنَفِّجُها جَنُوبٌ رَأْدَةٌ
وقِطَارُ غادِيَةٍ بغَيرِ شِعَارِ
(و) الشِّعَارُ: (الشَّجَرُ) المُلْتَفُّ، هاكذا قَيده شَمِرٌ بخطِّه بِالْكَسْرِ، وَرَوَاهُ ابنُ شُمَيْل والأَصْمَعِيّ، نقَلَه الأَزْهَرِيّ، (ويُفْتَحُ) ، وَهُوَ رِوَايَةُ ابنِ السِّكِّيتِ وآخرِينَ.
وَقَالَ الرِّياشِيّ: الشِّعَارُ كلّه مكسور، إِلاّ شَعَارَ الشَّجَرِ.
وَقَالَ الأَزهَرِيّ: فِيهِ لُغَتَان شِعَارٌ وشَعَارٌ، فِي كَثْرَة الشَّحَر.
(و) الشِّعَارُ: (المَوْتُ) ، أَوردَه الصّاغانيّ.
(و) الشِّعَارُ: (مَا تَحْتَ الدِّثارِ من اللِّبَاسِ، وَهُوَ يَلِي شَعرَ الجَسدِ) دون مَا سِواه من الثِّيابِ، (ويُفْتَح) ، وَهُوَ غَرِيبٌ، وَفِي المَثَل: (هم الشِّعَارُ دونَ الدِّثَارِ) . يَصِفُهم بالمَوَدّة والقُرْب، وَفِي حديثِ الأَنصارِ: (أَنْتُم الشِّعَارُ، والناسُ الدِّثَارُ) أَي أَنتم الخاصَّةُ والبِطَانَةُ، كَمَا سمَّاهم عَيْبَتَه وكَرِشَه. والدِّثارُ: الثَّوبُ الَّذي فَوقَ الشِّعَار، وَقد سبق فِي مَحلِّه.
(ج: أَشْعِرَةٌ وشُعُرٌ) ، الأَخِير بضمَّتَيْن ككِتَاب وكُتُبٍ، وَمِنْه حديثُ عَائِشَة: (أَنّه كَانَ لَا ينَامُ فِي شُعُرِنَا) ، وَفِي آخَرَ: (أَنّه كانَ لَا يُصَلِّي فِي شُعُرِنَا وَلَا فِي لُحُفِنَا) .
(وشَاعَرَهَا، وشَعَرَها) ضَاجَعَها و (نامَ مَعَها فِي شِعَارٍ) واحِدٍ، فَكَانَ لَهَا شِعَاراً، وَكَانَت لَهُ شِعَاراً، وَيَقُول الرَّجلُ لامْرَأَتِه: شَاعِرِينِي. وشَاعَرَتْهُ: نَاوَمَتْه فِي شِعَارٍ واحدٍ.
(واسْتَشْعَرَه: لَبِسَه) ، قَالَ طُفَيْلٌ:
وكُمْتاً مُدَمّاةً كأَنَّ مُتُونَهَا
جَرَى فَوقَها واسْتَشْعَرَت لَوْنَ مُذْهَبِ
(وأَشْعَرَه غَيْرُه: أَلْبَسَه إِيّاه) .
وأَما قولُه صلى الله عَلَيْهِ وسلملِغَسَلَةِ ابنَتِه حِين طَرَحَ إِليهِنّ حَقْوَهُ: (أَشْعِرْنَهَا إِيّاه) ، فإِن أَبا عُبَيْدَة قَالَ: مَعْنَاهُ: اجْعَلْنَه شِعَارَهَا الَّذِي يَلِي جَسَدَها؛ لأَنه يَلِي شَعرَها.
(و) من المَجَاز: (أَشْعَرَ الهَمُّ قَلْبِي) ، أَي (لَزِقَ بهِ) كلُزُوقِ الشِّعَارِ من الثِّيَاب بالجَسَد، وأَشْعَرَ الرَّجُلُ هَمّاً كذالك.
(وكُلُّ مَا أَلْزَقْتَه بشيْءٍ) فقد (أَشْعَرْتَه بهِ) ، وَمِنْه: أَشْعَرَه سِنَاناً، كَمَا سيأْتِي.
(و) أَشْعَرَ (القَوْمُ: نادَوْا بشِعَارِهِمْ، أَو) أَشْعَرُوا، إِذَا (جعَلُوا لأَنْفُسِهِم) فِي سَفَرِهِم (شِعَاراً) ، كلاهُما عَن اللّحْيَانيّ.
(و) أَشْعَرَ (البَدَنَةَ: أَعْلَمَهَا) ، أَصْلُ الإِشْعَار: الإِعْلام، ثمَّ اصطُلِحَ على استعمالِه فِي معنى آخَرَ، فَقَالُوا: أَشْعَرَ البَدَنَةَ، إِذا جَعَلَ فِيهَا عَلامَةً (وَهُوَ أَن يَشُقّ جِلْدَهَا، أَو يَطْعَنَها) فِي أَسْنِمَتِها فِي أَحَدِ الجانِبَيْنِ بمِبْضَعٍ أَو نَحْوِه، وَقيل: طَعَنَ فِي سَنَامِها الأَيْمَن (حَتَّى يَظْهَرَ الدَّمُ) ويُعْرَف أَنّها هَدْيٌ، فَهُوَ اسْتِعَارَة مَشْهُورَة، نُزِّلَتْ مَنْزِلَةَ الحَقيقَةِ، أَشار إِليه الشِّهَاب فِي العِنَايَة فِي أَثناءِ البَقَرة.
(والشَّعِيرَةُ: البَدَنة المَهداة) ، سُمِّيَتْ بذالك لأَنّه يُؤَثَّر فِيهَا بالعَلاَمَات.
(ج: شَعَائِرُ) ، وأَنشد أَبو عُبَيْدَة:
نُقَتِّلُهُم جِيلاً فَجِيلاً تَراهُمُ
شَعائِرَ قُرْبَانٍ بهَا يُتَقَرَّبُ
(و) الشَّعِيرَةُ: (هَنَةٌ تُصاغُ من فِضَّةٍ أَو حَدِيدٍ على شَكْلِ الشَّعِيرَةِ) تُدْخَل فِي السِّيلاَنِ (تَكُونُ مِسَاكاً لنِصَابِ النَّصْلِ) والسِّكِّين. (وأَشْعَرَها) : جَعَلَ لَهَا شَعِيرَةً، هاذِه عبارَة المُحْكَم، وأَمّا نَصُّ الصّحاح، فإِنَّه قَالَ: شَعِيرَةُ السِّكِّينِ: الحديدَةُ الَّتِي تُدْخَل فِي السِّيلانِ فَتكون مِساكاً للنَّصْل.
(وشِعَارُ الحَجِّ) ، بِالْكَسْرِ: (مَناسِكُه وعَلاَمَاتُه) وآثَارُه وأَعمالُه، وكُلُّ مَا جُعِلَ عَلَمَاً لطاعَةِ اللَّهِ عزَّ وجَلَّ، كالوُقوفِ والطّوافِ والسَّعْيِ والرَّمْيِ والذَّبْحِ، وَغير ذالك.
(والشَّعِيرَةُ والشَّعَارَةُ) ، ضَبَطُوا هاذِه بالفَتْح، كَمَا هُوَ ظاهرُ المصَنّف، وَقيل: بالكَسْر، وهاكذا هُوَ مضبوطٌ فِي نُسخةِ اللِّسَان، وضَبطَه صاحبُ المِصْبَاح بالكسرِ أَيضاً، (والمَشْعَرُ) ، بالفَتْح أَيضاً (مُعْظَمُهَا) ، هاكذا فِي النّسخ، والصوابُ مَوْضِعُها، أَي الْمَنَاسِك.
قَالَ شيخُنَا: والشَّعَائِرُ صالِحَةٌ لأَن تكونَ جَمْعاً لشِعَارٍ وشِعَارَة، وجَمْعُ المَشْعَرِ مَشَاعِرُ.
وَفِي الصّحاحِ: الشَّعَائِرُ: أَعمالُ الحَجِّ، وكُلُّ مَا جُعِل عَلَماً لطاعَةِ اللَّهِ عزّ وجَلّ، قَالَ الأَصمَعِيّ: الوَاحِدَةُ شَعِيرَةٌ، قَالَ: وَقَالَ بعضُهُمْ: شِعَارَةٌ.
والمَشَاعِرُ: مَواضِعُ المَنَاسِكِ.
(أَو شَعائِرُه: مَعالِمُه الَّتِي نَدَبَ اللَّهُ إِلَيْهَا، وأَمَرَ بالقِيَام بِهَا) ، كالمَشاعِر، وَفِي التَّنْزِيل: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللَّهِ} (الْمَائِدَة: 2) .
قَالَ الفَرّاءُ: كَانَت العَرَبُ عامَّةً لَا يَرَوْنَ الصَّفَا والمَرْوَةَ من الشَّعَائِرِ، وَلَا يَطُوفونَ بينهُما، فأَنزَل الله تعالَى ذالِك، أَي لَا تسْتَحِلُّوا تَرْكَ ذالِك.
وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي شعائِرِ الله: يعْنِي بهَا جَميعَ مُتَعَبَّدَاتِه الَّتِي أَشْعَرَها الله، أَي جَعَلَهَا أَعلاماً لنا، وَهِي كلُّ مَا كَانَ من مَوْقِفٍ أَو مَسْعًى أَو ذَبْحٍ، وإِنّما قيل: شَعائِرُ لكُلّ عَلَمٍ ممّا تُعَبِّدَ بِهِ؛ لأَنّ قَوْلَهُمْ: شَعَرْتُ بِهِ: عَلِمْتُه، فلهاذا سُمِّيَتِ الأَعلامُ الَّتِي هِيَ مُتَعَبَّداتُ اللَّهِ تَعَالَى شَعَائِرَ.
(والمَشْعَرُ) : المَعْلَمُ والمُتَعَبَّدُ من مُتَعَبَّداتِه، وَمِنْه سُمِّيَ المَشْعَرُ (الحَرَامُ) ، لأَنّه مَعْلَمٌ للعبادَة، ومَوْضع، قَالَ الأَزْهَرِيّ: (و) يَقُولُون: هُوَ المَشْعَرُ الحَرَامُ، والمِشْعَرُ، (تُكْسَر مِيمُه) وَلَا يكادُون يَقُولُونَه بِغَيْر الأَلف وَاللَّام. قلت: ونقَل شيخُنا عَن الْكَامِل: أَنّ أَبا السَّمَّالِ قرأَه بالكسْر: مَوضِعٌ (بالمُزْدَلِفَة) ، وَفِي بعض النُّسخ: المُزْدَلِفَة، وَعَلِيهِ شرح شيخِنَا ومُلاّ عَلِيّ، ولهاذا اعتَرَضَ أَخِيرُ فِي النّامُوس، بأَنّ الظَّاهِر، بل الصّواب، أَنّ المَشْعَر مَوْضِعٌ خاصٌّ من المُزْدَلِفَة لَا عَيْنها، كَمَا تُوهِمُه عبارَةُ القامُوس، انْتهى. وأَنتَ خَبِيرٌ بأَنّ النُّسْخَة الصحيحةَ هِيَ: بالمُزْدَلِفَة، فَلَا تُوهِمُ مَا ظَنّه، وَكَذَا قَوْلُ شيخِنا عِنْد قَول المُصَنّف: (وعَليهِ بِناءٌ اليَوْمَ) : يُنَافِيهِ، أَي قَوْله: إِن المَشْعَرَ هُوَ المُزْدَلِفة، فإِنّ البِنَاءَ إِنّمَا هُوَ فِي مَحَلَ مِنْهَا، كَمَا ثَبَتَ بالتّواتُر، انْتهى، وَهُوَ بِنَاء على مَا فِي نُسْخته الَّتِي شَرح عَلَيْهَا، وَقد تَقدَّم أَنّ الصحيحةَ هِيَ: بالمُزْدَلِفة، فزالَ الإِشكالُ.
(ووَهِمَ مَن ظَنَّه جُبَيْلاً بقُرْبِ ذالك البِنَاءِ) ، كَما ذَهَبَ إِليه صاحبُ المِصْباح وَغَيره، فإِنه قَولٌ مَرْجُوحٌ.
قالَ صاحِبُ المِصْباح: المَشْعَرُ الحَرَامُ: جَبَلٌ بآخِرِ المُزْدَلِفَة، واسْمه قُزَحُ، ميمه مَفْتُوحَة، على المَشْهُور، وبعضُهم يَكْسِرها، على التّشْبِيه باسمِ الآلةِ.
قَالَ شيخُنا: ووُجِدَ بخطّ المُصَنِّف فِي هَامِش المِصباح: وقيلَ: المَشْعَرُ الحَرَامُ: مَا بَيْنَ جَبَلَيْ مُزْدَلِفَةَ مِن مَأْزِمَيْ عَرَفةَ إِلى مُحَسِّرٍ، وَلَيْسَ المَأْزِمانِ وَلَا مُحَسِّرٌ من المَشْعَر، سُمِّي بِهِ لأَنَّه مَعْلَمٌ للعِبَادة، وموضعٌ لَهَا.
(والأَشْعَرُ: مَا اسْتَدارَ بالحافِر من مُنْتَهَى الجِلْدِ) ، حَيْثُ تَنْبُت الشُّعَيْرَات حَوالَيِ الحافِر، والجمعُ أَشاعِرُ؛ لأَنّه اسمٌ، وأَشاعِرُ الفَرَسِ: مَا بينَ حَافِرِه إِلى مُنْتَهَى شَعرِ أَرساغِه.
وأَشْعَرُ خُفِّ البعيرِ: حيثُ يَنْقَطِعُ الشَّعرُ.
(و) الأَشْعَرُ: (جانِبُ الفَرْجِ) ، وَقيل: الأَشْعَرَانِ: الإِسْكَتَانِ، وَقيل: هما مَا يَلي الشُّفْرَيْنِ، يُقَال لنَاحِيَتَيْ فَرْجِ المرأَةِ: الأَسْكَتَانِ، ولطَرَفَيْهِما: الشُّفْرانِ، والَّذِي بَينهمَا: الأَشْعَرَانِ.
وأَشاعِرُ النّاقَةِ: جَوانِبُ حَيَائِها، كَذَا فِي اللّسان، وَفِي الأَساس: يُقَال: مَا أَحْسَنَ ثُنَنَ أَشاعِرِه، وَهِي منابِتُهَا حَوْلَ الحَافِر.
(و) الأَشْعَرُ: (شَيْءٌ يَخْرُج من ظِلْفَيِ الشّاةِ، كأَنَّه ثُؤْلُولٌ) ، تُكْوَى مِنْهُ، هاذِه عَن اللِّحْيَانِيّ.
(و) الأَشْعَرُ: (جَبَلٌ) مُطِلٌّ على سَبُوحَةَ وحُنَيْن، ويُذْكَر مَعَ الأَبْيَض.
والأَشْعَرُ: جَبَلٌ آخرُ لجُهَيْنَةَ بَين الحَرَمَيْن، يُذْكَر مَعَ الأَجْرَدِ، قلْت: وَمن الأَخيرِ حَدِيثُ عَمْرِو بنِ مُرَّة: (حَتَّى أَضاءَ لي أَشْعَرُ جُهَيْنَةَ) .
(و) الأَشْعَرُ: (اللَّحْمُ يَخْرُج تَحْتَ الظُّفُر، ج: شُعُرٌ) ، بِضَمَّتين.
(والشَّعِيرُ) ، كأَمِيرٍ: (م) ، أَي مَعْرُوف، وَهُوَ جِنْسٌ من الحُبُوب، (واحِدَتُه بهاءٍ) ، وبائِعُه شَعِيرِيٌّ، قَالَ سيبويهِ: وَلَيْسَ مِمَّا بُنِيَ على فاعِلٍ وَلَا فَعَّالٍ، كَمَا يَغْلِب فِي هاذا النَّحْوِ.
وأَمّا قَوْلُ بعضِهِم: شِعِير وبِعِير ورِغِيف، وَمَا أَشبه ذالك لتَقْرِيبِ الصَّوْت، وَلَا يكونُ هاذا إِلاّ مَعَ حُروفِ الحَلْق.
وَفِي المِصْباح: وأَهْلُ نَجْدٍ يُؤَنِّثُونَه، وغيرُهم يُذَكِّرُه، فيُقَال: هِيَ الشَّعِيرُ، وَهُوَ الشَّعِيرُ.
وَفِي شرْحِ شيخِنا قَالَ عُمَرُ بنُ خَلَفِ بنِ مَكِّيّ: كلُّ فَعِيلٍ وَسَطُه حَرْفُ حَلْقٍ مكسور يَجُوزُ كسْرُ مَا قَبْلَه أَو كَسْرُ فَائِه اتبَاعا للعَيْنِ فِي لُغَةِ تَمِيمٍ، كشِعِير ورِحِيم ورِغِيف وَمَا أَشبَه ذالك، بل زَعَمَ اللَّيْثُ أَنّ قَوْماً من الْعَرَب يَقُولون ذالك، وإِنْ لم تَكُنْ عينُه حَرْفَ حَلْق، ككِبِير وجِلِيل وكِرِيم.
(و) الشَّعِيرُ: (العَشِيرُ المُصَاحِبُ) ، مقلوبٌ (عَن) مُحْيِي الدِّين يَحْيَى بنِ شَرَفِ بن مِرَا (النَّوَوِيّ) .
قلْت: ويجوزُ أَن يكون من: شَعَرَها: إِذا ضَاجَعَها فِي شِعَارٍ وَاحِد، ثمَّ نُقِلَ فِي كلّ مُصَاحِبٍ خاصّ، فتأَمَّلْ.
(و) بابُ الشَّعِير: (مَحَلَّةٌ ببَغْدادَ، مِنْهَا الشَّيْخُ الصّالِحُ) أَبو طاهِرٍ (عبدُ الكَرِيمِ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ) بْنِ رَزْمَة الشَّعِيرِيّ الخَبّاز، سَمِعَ أَبا عُمَرَ بنَ مَهْدِيّ.
وفَاتَه:
عليُّ بنُ إِسماعيلَ الشَّعِيرِيّ: شيخٌ للطَّبَرانِيّ.
(و) شَعِير: (إِقْلِيمٌ بالأَنْدَلُسِ) .
(و) شَعِير: (ع، ببِلادِ هُذَيْلٍ) .
وإِقليم الشَّعِيرَةِ بحِمْصَ، مِنْهُ أَبو قُتَيْبَةَ الخُرَاسَانِيّ، نَزلَ البَصْرَةَ، عَن شُعْبَةَ ويُونُسَ بن أَبي إِسحاقَ، وَثَّقَهُ أَبو زُرْعَةَ.
(والشُّعْرُورَةُ) ، بالضّمّ: (القِثَّاءُ الصَّغِير، ج: شَعَارِيرُ) ، وَمِنْه الحَدِيث: (أُهْدِيَ لرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وسلمشَعارِيرُ) .
(و) يُقَال: (ذَهَبُوا) شَعَالِيلَ، و (شَعَارِيرَ بقذَّانَ) ، بِفَتْح القَافِ، وكَسْرِهَا، وتشديدِ الذَّال الْمُعْجَمَة، (أَو) ذَهَبُوا شَعَارِيرَ (بقِنْدَحْرَةَ) ، بِكَسْر الْقَاف وَسُكُون النّون وَفتح الدَّال الْمُهْملَة وإِعجامها، (أَي مُتَفَرِّقِينَ مثْلَ الذِّبّانِ) ، واحدُهم شُعْرُورٌ.
وَقَالَ اللِّحْيَانِيّ: أَصبَحَتْ شَعَارِيرَ بقِرْدَحْمَةَ وقِرْذَحْمَةَ، وقِنْدَحْرَةَ، وقِنْذَحْرَةَ وقَدَّحْرَةَ وقِذَّحْرَةَ، معْنَى كلِّ ذالك: بحيْثُ لَا يُقْدَرُ عَلَيْهَا، يَعنِي اللِّحْيانيُّ: أَصْبَحَت القَبِيلَةُ.
وَقَالَ الفَرَّاءُ: الشّماطِيطُ، والعَبَادِيدُ، والشَّعَارِيرُ، والأَبَابِيلُ، كلّ هاذا لَا يُفْرَدُ لَهُ واحدٌ. (والشعارِيرُ: لُعْبَةٌ) للصِّبْيَانِ، (لَا تُفْرَدُ) ، يُقَال: لَعِبْنا الشَّعَارِيرَ، وهاذا لَعِبُ الشَّعَارِيرِ.
(وشِعْرَى، كذِكْرَى: جَبَلٌ عنْدَ حَرَّةِ بَنِي سُلَيْمٍ) ، ذكَرَه الصَّاغانيّ.
(والشِّعْرَى) ، بِالْكَسْرِ: كَوكبٌ نَيِّرٌ يُقَال لَهُ: المِرْزَم، يَطْلُع بعدَ الجَوْزَاءِ، وطُلُوعُه فِي شِدَّةِ الحَرّ، تَقُولُ العَرَبُ: إِذا طَلَعَت الشِّعْرَى جعَلَ صاحبُ النّحلِ يَرَى.
وهما الشِّعْرَيانِ: (العَبُورُ) الَّتِي فِي الجَوْزَاءِ، (والشِّعْرَى الغُمَيْصَاءُ) الَّتِي فِي الذِّراعِ، تَزْعُمُ العربُ أَنّهما (أُخْتَا سُهَيْلٍ) . وطُلُوع الشِّعْرَى على إِثْرِ طُلُوعِ الهَقْعَة، وعَبَدَ الشِّعْرَى العَبُورَ طائِفَةٌ من العربِ فِي الجاهِليّة، وَيُقَال: إِنّها عَبَرَت السماءَ عَرْضاً، وَلم يَعْبُرْها عَرْضاً غيرُها، فأَنزلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشّعْرَى} (النَّجْم: 49) ، وسُمِّيَت الأُخرَى الغُمَيْصَاءَ؛ لأَنّ العربَ قَالَت فِي حديثِها: إِنّهَا بَكَتْ على إِثْرِ العَبُورِ حَتَّى غَمِصَتْ.
(وشَعْرُ، بالفَتح مَمْنُوعاً) أَمَّا ذِكْرُ الفَتْحِ فمُسْتَدْرَكٌ، وأَمّا كَونه مَمْنُوعًا من الصَّرْفِ فقد صَرّح بِهِ هاكذا الصّاغانيّ وَغَيره من أَئمّةِ اللُّغَة، وَهُوَ غير ظَاهر، وَلذَا قَالَ البَدْر القرَافِيّ: يُسْأَل عَن علَّة المنْعِ وَقَالَ شيخُنا: وادِّعاءُ المنْعِ فِيهِ يَحْتاجُ إِلى بَيَانِ العِلَّة الَّتِي مَعَ العَلَمِيَّة؛ فإِنّ فَعْلاً بالفَتْح كزَيْدٍ وعَمْرٍ وَلَا يجوزُ منعُه من الصَّرْفِ إِلاّ إِذا كَانَ مَنْقُولاً من أَسماءِ الإِناث، على مَا قُرِّرَ فِي العَربيّة: (جَبَلٌ) ضَخْمٌ (لبَنِي سُلَيْمٍ) يُشْرِف على مَعْدِنِ المَاوَانِ قَبْلَ الرَّبَذَةِ بأَميالٍ لمَنْ كَانَ مُصْعِداً. (أَو) هُوَ جبلٌ فِي ديَارِ (بنِي كِلابٍ) ، وَقد رَوَى بعضُهُم فيهِ الكَسْرَ، والأَوَّلُ أَكثرُ.
(و) شِعْرٌ، (بالكَسْرِ: جَبَلٌ بِبِلادِ بَنِي جُشَمَ) ، قريبٌ من المَلَحِ، وأَنشد الصّاغانِيّ لذِي الرُّمَّةِ:
أَقُولُ وشِعْرٌ والعَرَائِسُ بَيْنَنَا
وسُمْرُ الذُّرَا مِنْ هَضْبِ ناصِفَةَ الحُمْرِ وحرَّك العَيْنَ بَشِيرُ بنُ النِّكْثِ فَقَالَ:
فأَصْبَحَتْ بالأَنْفِ مِنْ جَنْبَيْ شِعِرْ
بُجْحاً تَراعَى فِي نَعَامٍ وبَقَرْ
قَالَ: بُجْحاً: مُعْجَبَات بمكانهِنّ، والأَصْلُ بُجُحٌ، بضمّتَيْن. قلْت: وَقَالَ البُرَيْقُ:
فحَطَّ الشَّعْرَ من أَكنافِ شَعْرٍ
وَلم يَتْرُكْ بِذِي سَلْعٍ حِمَارَا
وفَسَّرُوه أَنّه جَبَل لبَنِي سُلَيْم.
(والشَّعْرَانُ بالفَتْح: رِمْثٌ أَخْضَرُ) ، وَقيل: ضَرْبٌ من الحَمْضِ أَغْبَرُ، وَفِي التَّكْمِلَة: ضَرْبٌ من الرِّمْثِ أَخْضَر (يَضْرِبُ إِلى الغُبْرَةِ) . وَقَالَ الدِّينَوَرِيّ: الشَّعْرانُ: حَمْضٌ تَرْعاه الأَرانِبُ، وتَجْثِمُ فِيهِ، فيُقَال: أَرْنَبٌ شَعْرَانِيَّة، قَالَ: وَهُوَ كالأُشْنَانَةِ الضَّخْمَة، وَله عِيدَانٌ دِقاق تَرَاه من بَعِيدٍ أَسْوَدَ، أَنشدَ بعضُ الرُّوَاة:
مُنْهَتِكُ الشَّعْرَانِ نَضّاخُ العَذَبْ
والعَذَبُ: نَبْتٌ.
(و) شَعْرَانُ: (جَبَلٌ قُرْبَ المَوْصِلِ) وَقَالَ الصّاغانيّ: من نَوَاحِي شَهْرَزُورَ، (من أَعْمَرِ الجِبَالِ بالفَوَاكِه والطُّيُور) ، سُمِّيَ بذالك لكَثْرَةِ شَجَرِه، قَالَ الطِّرِمّاحُ:
شُمُّ الأَعَالِي شائِكٌ حَوْلَهَا
شَعْرَانُ مُبْيَضٌّ ذُرَا هامِها
أَرادَ شُمٌّ أَعالِيهَا.
(و) شُعْرَانُ، (كعُثْمَانَ، ابنُ عَبْدِ اللَّهِ الحَضْرَمِيّ) ، ذكره ابنُ يُونُسَ، وَقَالَ: بَلَغَني أَنّ لَهُ رِوَايَةً، ولمْ أْظفَرْ بهَا، تُوُفِّي سنة 205.
(وشُعَارَى، ككُسَالَى: جَبَلٌ، ومَاءٌ باليَمَامَةِ) ، ذكرَهُمَا الصّاغانيّ.
(والشَّعَرِيّاتُ) ، محرّكةً: (فِرَاخُ الرَّخَمِ) .
(و) الشَّعُورُ، (كصَبُورٍ: فَرَسٌ للحَبِطَاتِ) حَب 2 طاتِ تَمِيمٍ، وفيهَا يقولُ بعضُهم:
فإِنّي لَنْ يُفَارِقَنِي مُشِيحٌ
نَزِيعٌ بَين أَعْوَجَ والشَّعُورِ
(والشُّعَيْرَاءُ) ، كالحُمَيْرَاءِ: (شَجَرٌ) ، بلغَة هُذَيْل، قَالَه الصّاغانِيّ.
(و) الشُّعَيْرَاءُ: (ابنَةُ ضَبَّةَ بنِ أُدَ) . هِيَ (أُمُّ قَبِيلَةٍ) وَلَدَتْ لبَكْرِ بنِ مُرَ، أَخي تَمِيمِ بنِ رّ، فهم بَنو الشُّعَيْرَاءِ. (أَو) الشُّعَيْرَاءُ: (لقَبُ ابنِهَا بَكْرِ بنِ مُرَ) ، أَخي تَمِيمِ بنِ مُرَ.
(وذُو المِشْعَارِ: مالِكُ بنُ نَمَطٍ الهَمْدَانِيّ) ، هاكذا ضَبَطَه شُرّاحُ الشِّفَاءِ، وَقَالَ ابنُ التِّلِمْسَانِيّ: بشين مُعْجمَة ومهملة. وَفِي الرَّوْضِ الأُنُفِ أَنّ كُنْيَةَ ذِي المِشْعَارِ أَبو ثَوْرٍ (الخارِفِيّ) ، بالخاءِ الْمُعْجَمَة والراءِ، نِسْبَة لخَارِفٍ، وَهُوَ مالِكُ بنُ عبد الله، أَبو قَبِيلة من هَمْدانَ، (صَحابيّ) ، وَقَالَ السُّهَيْليّ: هُوَ من بَنِي خارِفٍ أَو من يَامِ بنِ أَصْبَى، وَكِلَاهُمَا من هَمْدان.
(و) ذُو الْمِشْعارِ: (حَمْزَةُ بنُ أَيْفَعَ) بن رَبِيبِ بن شَرَاحِيل بنِ ناعِط (النّاعِطِيّ الهَمْدانِيُّ، كانَ شَرِيفاً) فِي قومِه، (هاجَرَ) من اليمنِ (زَمَنَ) أَميرِ المُؤْمِنين (عُمَرَ) بنِ الخَطّابِ، رَضِي الله عَنهُ، (إِلى) بلادِ (الشّامِ، وَمَعَهُ أَربعةُ آلافِ عَبْدٍ، فأَعْتَقَهُم كُلَّهُم، فانْتَسَبُوا) بالولاءِ (فِي هَمْدانَ) القَبِيلَةِ المشهورةِ.
(والمُتَشاعِرُ: مَنْ يُرِي من نَفْسِه أَنّه شاعِر) وَلَيْسَ بشاعِرٍ، وَقيل: هُوَ الَّذِي يَتَعَاطَى قولَ الشِّعْرِ، وَقد تقدّم فِي بَيَان طَبَقَاتِ الشُّعَراءِ، وأَشَرْنا إِليه هُنَاكَ، وإِعادَتُه هُنَا كالتَّكْرارِ. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قَوْلك للرَّجُلِ: استَشْعِرْ خَشْيَةَ اللَّهِ، أَي اجعَلْه شِعَار قَلْبِك.
واستَشْعَرَ فُلانٌ الخَوْفَ، إِذا أَضمَرَه، وَهُوَ مَجاز.
وأَشْعَرَه الهَمَّ، وأَشْعَره فلانٌ شَرّاً، أَي غَشِيَه بِهِ، ويقالُ: أَشْعَرَه الحُبُّ مَرَضاً، وَهُوَ مَجاز.
واسْتَشْعَرَ خَوْفاً.
ولَبِسَ شِعَارَ الهَمِّ، وَهُوَ مَجاز.
وكَلِمَةٌ شاعِرَةٌ، أَي قصيدَةٌ.
وَيُقَال للرَّجُلِ الشَّدِيد: فلانٌ أَشْعَرُ الرَّقَبةِ: شُبِّهَ بالأَسَد، وإِن لم يكن ثَمَّ شَعرٌ، وَهُوَ مَجاز.
وشَعِر التَّيْسُ وغَيْرُهُ مِنْ ذِي الشَّعرِ شَعَراً: كَثُرَ شَعرُه.
وتَيْسٌ شَعِرٌ، وأَشْعَرُ، وعَنْزٌ شَعْرَاءُ.
وَقد شَعِرَ يَشْعَرُ شَعَراً، وذالك كُلَّمَا كَثُرَ شَعرُه.
والشَّعْرَاءُ، بالفَتْح: الخُصْيَةُ الكَثِيرَةُ الشَّعرِ، وَبِه فُسِّر قَوْلُ الجَعْدِيِّ:
فأَلْقَى ثَوْبَهُ حَوْلاً كَرِيتاً
على شَعْراءَ تُنْقِضُ بالبِهامِ
وَقَوله: تُنْقِضُ بالبِهَامِ، عَنَى أُدْرَةً فِيهَا إِذا فَشَّتْ خَرَجَ لَهَا صَوْتٌ كتَصْوِيتِ النَّقْضِ بالبَهْمِ إِذا دَعاها.
والمَشَاعِرُ: الحَواسّ الخَمْسُ، قَالَ بلعَاءُ بنُ قَيْس:
والرَّأْسُ مرتَفِعٌ فِيهِ مَشاعِرُه
يَهْدِي السَّبِيلَ لَهُ سَمْعٌ وعَيْنَانِ
وأَشْعَرَهُ سِنَاناً: خالَطَه بِهِ، وَهُوَ مَجَازٌ، أَنشد ابنُ الأَعرابِيّ لأَبِي عازِبٍ الكِلابِيّ:
فأَشْعَرْتُه تَحتَ الظَّلامِ وبَيْنَنَا
من الخَطَرِ المَنْضُودِ فِي العينِ ناقِعُ
يُرِيدُ: أَشْعَرْتُ الذِّئْبَ بالسَّهْمِ.
واسْتَشْعَر القَوْمُ، إِذَا تَدَاعَوْا بالشِّعَارِ فِي الحَرْبِ، وَقَالَ النّابِغَةُ:
مُسْتَشْعِرِينَ قَد الْفَوْا فِي دِيَارِهِمُ
دُعَاءَ سُوعٍ ودُعْمِيَ وأَيُّوبِ
يَقُول: غَزاهُم هاؤلاءِ فتَدَاعَوْا بَينَهم فِي بيوتِهِم بشِعَارِهم.
وَتقول العَرَبُ للمُلوك إِذا قُتِلُوا: أُشْعِرُوا، وكانُوا يَقُولُون فِي الْجَاهِلِيَّة: دِيَةُ المُشْعَرَةِ أَلْفُ بَعِيرٍ، يُرِيدُون: دِيَةُ المُلُوكِ، وَهُوَ مَجاز.
وَفِي حديثِ مَكْحُولٍ: (لَا سَلَبَ إِلاّ لِمَنْ أَشْعَرَ عِلْجاً، أَو قَتَلَه) أَي طَعَنَه حتّى يَدْخُلَ السِّنَانُ جَوْفَه.
والإِشعارُ: الإِدْمَاءُ بطَعْنٍ أَو رَمْيٍ أَو وَجْءٍ بحَدِيدَةٍ، وأَنشد لكُثَيِّر:
عَلَيْهَا ولَمَّا يَبْلُغَا كُلَّ جُهْدِهَا
وَقد أَشْعَرَاهَا فِي أَظَلَ ومَدْمَعِ
أَشْعَرَاها، أَي أَدْمَيَاها وطَعَنَاها، وَقَالَ الآخر:
يَقُولُ للمُهْرِ والنُّشَّابُ يُشْعِرُه
لَا تَجْزَعَنَّ فشَرُّ الشِّيمَةِ الجَزَعُ
وَفِي حديثِ مَقْتَلِ عُثْمَانَ، رَضِي الله عَنهُ: (أَنّ التُّجِيبِيّ دَخَلَ عَلَيْهِ فأَشْعَرَهُ مِشْقَصاً) ، أَي دَمّاه بِهِ، وَفِي حَدِيث الزُّبَيْرِ: (أَنَّه قاتَلَ غُلاماً فأَشْعَرَهُ) .
وأَشْعَرْتُ أَمْرَ فُلانٍ: جَعَلْته مَعْلُوماً مَشْهُورا.
وأَشْعَرْت فلَانا: جعَلْته عَلَماً بقبيحةٍ أَشْهَرتها عَلَيْهِ، وَمِنْه حَدِيث مَعْبَدٍ الجُهَنِيِّ لمّا رَمَاهُ الحَسَنُ بالبِدْعَةِ قَالَت لَهُ أُمُّه: (إِنّكَ قد أَشْعَرْتَ ابْنِي فِي النّاسِ) أَي جَعَلْتَه علامَةً فيهم وشهَّرْتَه بقَولِك، فصارَ لَهُ كالطَّعْنَةِ فِي البَدَنَة؛ لأَنه كَانَ عابَه بالقَدَرِ.
وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ، رَضِي الله عَنْهَا: (أَنَّها جَعَلَتْ شَعارِيرَ الذَّهَبِ فِي رَقَبَتِها) قيل: هِيَ ضَرْبٌ من الحُلِيّ أَمثالِ الشَّعِير، تُتَّخَذُ من فِضَّةٍ.
وَفِي حَديثِ كَعْبِ بنِ مالِكٍ: (تَطَايَرْنا عَنهُ تَطايُرَ الشَّعَارِير) هِيَ بمعنَى الشُّعْر، وقياسُ واحِدها شُعْرُورٌ، وَهِي مَا اجْتَمَعَ على دَبَرَةِ البَعِيرِ من الذِّبّان، فإِذا هِيجَتْ تَطَايَرَتْ عَنْهَا.
والشَّعْرَة، بِالْفَتْح، تُكْنَى عَن البِنْت، وَبِه فُسِّرَ حَدِيثُ سَعْدٍ: (شَهِدْت بَدْراً وَمَا لي غيرُ شَعْرَةٍ واحدةٍ ثمَّ أَكْثَر الله لي من اللِّحاءِ بَعْدُ) ، قيل: أَرادَ: مَا لي إِلا بِنْتٌ وَاحِدَة، ثمَّ أَكثرَ الله من الوَلَد بعدُ.
وَفِي الأَساس: واسْتَشْعَرَت البَقَرةُ: صَوَّتَتْ لوَلَدِها تَطَلُّباً للشُّعورِ بِحَالهِ.
وَتقول: بينَهُمَا مُعَاشَرَةٌ ومُشَاعَرَةٌ.
وَمن الْمجَاز: سِكِّينٌ شَعِيرتُه ذَهَبٌ أَو فِضّة، انْتهى.
وَفِي التَّكْمِلَة: وشِعْرَانُ، أَي بالكَسْر، كَمَا هُوَ مضبوط بالقَلَمِ: من جِبَالِ تِهَامَة.
وشَعِرَ الرَّجلُ، كفَرِحَ: صَار شاعِراً.
وشَعِيرٌ: أَرْضٌ.
وَفِي التَّبْصِير للحافِظ: أَبُو الشَّعْرِ: مُوسَى بنُ سُحَيْمٍ الضَّبِّيّ، ذكَرَه المُسْتَغْفِرِيّ.
وأَبو شَعِيرَةَ: جَدُّ أَبي إِسحاقَ السَّبِيعِيّ لأُمّه، ذكَره الْحَاكِم فِي الكُنَى.
وأَبو بكرٍ أَحمدُ بنُ عُمَرَ بن أَبي الشِّعْرى، بالراءِ الممالة، القُرْطُبِيّ المُقْري، ذكَره ابنُ بَشْكوال. وأَبو مُحَمَّدٍ الفَضْلُ بنُ محمّد الشَّعْرانِيّ، بالفَتْح: محدِّث، مَاتَ سنة 282.
وعُمَرُ بنُ محمّدِ بنِ أَحْمَدَ الشِّعّرَانِيّ، بِالْكَسْرِ: حَدَّث عَن الحُسَيْن بن محمّد بن مُصْعَب.
وهِبَةُ الله بن أَبِي سُفْيَان الشِّعْرانِيّ، روَى عَن إِبراهيم بن سعيدٍ الجَوْهَرِيّ، قَالَ أَبو العَلاءِ الفَرَضِيّ: وجَدتُهما بِالْكَسْرِ.
وساقِيَةُ أَبي شَعْرَةَ: قرْيةٌ من ضَواحِي مصر، وإِليها نُسِبَ القُطْبُ أَبو محمّدٍ عبدُ الوَهّاب بنُ أَحمد بن عليَ الحَنَفِيّ نَسَباً الشَّعْرَاوِيّ قُدِّس سِرُّه، صَاحب السرّ والتآليف، توفِّي بِمصْر سنة 973.
والشُّعَيِّرَةُ، مصَغّراً مشَدّداً: مَوضِع خَارج مصر.
وبابُ الشَّعْرِيَّة، بالفَتْح: أَحدُ أَبوابِ القاهِرَة.
وشُعْرٌ، بالضَّمِّ: مَوضِع من أَرض الدَّهْناءِ لبني تَمِيمٍ.
(شعر) الشَّيْء بَطْنه بالشعر
شعر: {الشعرى}: كوكب معروف. {شعائر}: أعلام الطاعة. {وما يشعركم}: يدريكم. {تشعرون}: تفطنون. مشعر: معلم، و {المشعر الحرام}: مزدلفة.
الشِّعر: في اللغة: العلم، وفي الاصطلاح: كلام مقفًى موزون على سبيل القصد، والقيد الأخير يخرج نحو قوله تعالى: {الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} فإنه كلام مقفًى موزون، لكن ليس بشعر؛ لأن الإتيان به موزونًا ليس على سبيل القصد، والشعر في اصطلاح المنطقيين: قياسٌ مؤلف من المخيلات، والغرض منه انفعال النفس بالترغيب والتنفير، كقولهم: الخمر ياقوتة سيالة، والعسل مرة مهوعة.
شعر دثر لحف وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه كَانَ لَا يُصَلِّي فِي شُعُر نِسَائِهِ. [قَوْله -] : الشّعْر واحدتها الشعار وَهُوَ مَا ولي جلد الْإِنْسَان من اللبَاس وَأما الدثار فَهُوَ مَا فَوق الشعار مِمَّا يستدفأ بِهِ. وَأما اللحاف فَكلما تغطيت بِهِ فقد التحفت بِهِ يُقَال مِنْهُ: لحفت الرجل ألحفه لحفا إِذا فعلت ذَلِك بِهِ قَالَ طرفَة بن العَبْد: [الرمل]

ثُمَّ راحُوا عَبِقَ المسكُ بهم ... يلحفون الأَرْض هداب الأزر

وَفِي الحَدِيث من الْفِقْه أَنه إِنَّمَا كره الصَّلَاة فِي ثيابهن فِيمَا نرى وَالله أعلم مَخَافَة أَن يكون أَصَابَهَا شَيْء من دم الْحيض / أعرف للْحَدِيث وَجها 37 / الف غَيره فَأَما عرق [الْجنب و -] الْحَائِض فَلَا نعلم أحدا كرهه وَلكنه بمَكَان الدَّم كَمَا كره الْحَسَن الصَّلَاة فِي ثِيَاب الصّبيان وَكره بَعضهم الصَّلَاة فِي ثِيَاب الْيَهُودِيّ وَالنَّصْرَانِيّ وَذَلِكَ لمخافة أَن يكون أَصَابَهَا شَيْء من القَذر لأَنهم لَا يستنجون وَقد روى مَعَ هَذَا الرُّخْصَة فِي الصَّلَاة فِي ثِيَاب النِّسَاء وسَمِعت يزِيد يحدث إِن رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُصَلِّي فِي مروط نِسَائِهِ وَكَانَت أكسية أثمانها خَمْسَة دَرَاهِم أَو سِتَّة وَالنَّاس على هَذَا.
شعر قَالَ أَبُو عبيد عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ مَا يثبت هَذَا القَوْل فِي قَوْله تَعَالَى {إنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوْا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوْراً} قَالَ: قَالُوا فِيهِ غير الْحق ألم تَرَ إِلَى الْمَرِيض إِذا هجر قَالَ غير الْحق [قَالَ: وحَدثني حجاج عَن ابْن جريج عَن مُجَاهِد نَحوه -] . وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي إِشْعَار الْهَدْي. قَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ أَن يطعن فِي أسنمتها فِي أحد الْجَانِبَيْنِ بمبضع أَو نَحوه بِقدر مَا يسيل الدَّم وَهُوَ الَّذِي كَانَ أَبُو حنيفَة زعم يكرههُ وَسنة النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي ذَلِك أَحَق أَن يتبع قَالَ الْأَصْمَعِي: أضلّ الْإِشْعَار الْعَلامَة يَقُول: كَانَ ذَلِك إِنَّمَا يفعل بِالْهَدْي ليعلم أَنه قد جعل هَديا وَقَالَ أَبُو عبيد عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْها: إِنَّمَا تشعر الْبَدنَة ليعلم أَنَّهَا بَدَنَة. قَالَ الْأَصْمَعِي: وَلَا أرى مشاعر الْحَج إِلَّا من هَذَا لِأَنَّهَا عَلَامَات لَهُ قَالَ: وَجَاءَت أم معْبَد الْجُهَنِيّ إِلَى الْحَسَن فَقَالَت [لَهُ -] : إِنَّك قد أشعرت ابْني فِي النَّاس - أَي إِنَّك تركته كالعلامة فيهم. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَمِنْه حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: إِن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ: مُرْ أمتك أَن يرفعوا أَصْوَاتهم بِالتَّلْبِيَةِ فَإِنَّهَا من شعار الْحَج وَمِنْه شعار العساكر إِنَّمَا يسمون بِتِلْكَ الْأَسْمَاء عَلامَة لَهُم ليعرف الرجل بهَا رُفقته. وَمِنْه حَدِيث عُمَر حِين رمى رجل الْجَمْرَة فَأصَاب صلعته فاضباب الدَّم [ونادى رَجُل رجلا: يَا خَليفَة -] فَقَالَ رَجُل من خثعم: أشعر أَمِير الْمُؤمنِينَ دَمًا ونادى رَجُل يَا خَليفَة ليقْتلن أَمِير الْمُؤمنِينَ. فتفاءل عَلَيْهِ بِالْقَتْلِ - فَرجع عمر أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقتل. 48 / ب

أدم

أدمه أدما وَقَالَ أَبُو الْجراح الْعقيلِيّ مثله. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَلَا أرى هَذَا إِلَّا من أَدَم الطَّعَام لِأَن صَلَاحه وطيبه إِنَّمَا يكون بالإدام [و -] كَذَلِك يُقَال: طَعَام مأدوم. قَالَ: وَرُوِيَ عَن ابْن سِيرِينَ فِي [إطْعَام -] كَفَّارَة الْيَمين قَالَ: أَكلَة مَأْدُومَة حَتَّى يَصُدُّوا. وَرُوِيَ أَن دُرَيْد بْن الصِمّة أَرَادَ أَن يُطلق امْرَأَته فَقَالَت: أَبَا فلَان أتطلقني فوَاللَّه لقد أطعمتك مأدومي وأبْثَثْتُكَ مكتومي وَأَتَيْتُك باهِلاً غير ذَات صِرارٍ فالباهل النَّاقة الَّتِي لَيست بمصرورة فلبنها مُبَاح لمن حلب فَجعلت هَذَا مثلا لمالها تَقول: فأبَحْتُك مَالِي. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَفِي الْأدم لُغَة أُخْرَى يُقَال: آدم اللَّه بَينهمَا يؤدمه إيداما فَهُوَ مؤدم بَينهمَا وَقَالَ الشَّاعِر: [الرجز]

والبِيْضُ لَا يُؤْدِمْنَ إِلَّا مُؤدَماً

أَي لَا يُحْبِبْنَ إِلَّا محببا موضعا لذَلِك.
أدم
الأدَمُ: جَماعَةُ الأدِيْمِ. والأدَمَةُ: خِلاَفُ البَشَرَةِ، يُقَال: أدَمْتُه: أخَذْتُ أدَمَتَه أي قِشْرَه. وفلانٌ مُؤْدَمِِ مُبْشَر: إذا جَمَعَ لِيْنَ الأدَمَةِ وخُشُوْنَةَ البَشَرَةِ. وما أحْسَنَ أدَمَتَه وإدَامَتَه: أي سحنته. وأدَمَةُ الأرْضِ: وَجْهُها، وآدَمُ: مُشْتَق منه. وباتَ أدِيْمَ التَيْلِ لا يَنَامُ: أي اللَّيْلَ كُلَّه. وأدِيْمُ الضُحى: ارْتِفَاعه.
وفلان أدَمَةُ بَني أبِيْهِ: أي يُعْرَفُوْنَ به، أدَمَهُم يَأدُمُهُم أدْماً. والأدْمَةُ في الناسِ: شُرْبَة من سَوَادٍ، وفي الإِبِلِ والظبَاءِ: بَيَاض.
والأدْمَةُ - أيضاً -: الوَسِيْلَةُ. ومن الأولِ: ما أحْسَنَ إدَامَتَه: أي أدْمَتَه. والأدْمَانَةُ والأدْمَاءُ. وما كانَ آدَمَ؛ ولقد أدُمَ واءدَامَ واءدَوْدَمَ.
والأدْمُ: مَعْرُوْفٌ؛ وهو الإِدَامُ يُؤْتَدَمُ به. وطَعَامٌ مَأدُوْمٌ وأدِيْمٌ. واسْتَأدَمَنِي فأدَمْتُه وآدَمْتُه. وهو أدْم أهْلِه: أي ثِمَالُهم.
وفي المَثَلِ: " سَمْنُكم هُرِيْقَ في أدِيْمِكُم " أي في طَعَامِكم المَأدُوْم. وَقَوْلُ المَرأةِ: أطْعَمْتُكَ مَأدُوْمي: أي أتَيْتُكَ بعُذْرَتي.
والأدْمُ: الاتفَاقُ، أدَمَ اللَّهُ بَيْنَهما يَأدِمُ أدْماً. وجَعَلْتُه أدَمَةَ فلانٍ: أي أسْوَتَه. وعَمِيْدُ القَوْمِ وإدَامُهم: بمعنىً.
وائْتَدَمَ العُوْدُ: جَرى فيه الماءُ. وشَاب مُؤْدَم: ناعِمٌ. وعِنَانٌ مُؤْدَم: لَين. والأدَمى - على فُعَلى: حِجَارَة في أرْضِ بَنِي قُشَيْرٍ. ومَوْضِع أيضاً. وأدَيْمَةُ: اسْمُ جَبَل. والأيَادِيْمُ: مُتوْنُ الأرْضِ الغَلِيْظَةُ، الواحِدُ إيْدَامَةٌ.
(أدم) - في الحَدِيثِ: "نِعْم الِإدامُ الخَلّ"
: أي ما يُؤدَم به الطَّعام ويُصلَح به ويُصطَبَغُ، وهذا البِناءُ كَثِير فيما يُفعَل به الشَّىءُ، كالرِّكَاب: لِما يرُكَب به، والحِزام لِما يُحزَم به.
- في حَديثِ نَجَبَةَ : "فابنَتُكَ المُؤدَمَةُ المُبْشَرَة". قال أبو زيد: يقال للرَّجُل الكَامِل: إنه لَمُؤدَمٌ مُبشَرٌ: أي جَمَع شِدَّةَ البَشَرة وخُشونَتَها، ولِينَ الأَدَمة ونُعومتَها، والأَدَمة: باطِنُ الجِلْد، والبَشَرةُ: ظاهِرُه.
- وفي حديث آخر : "إن كنتَ تُرِيد النِّساءَ البِيضَ والنُّوقَ الأُدْمَ فعَلَيْك بِبَنِى مُدْلج".
الأُدمَة في الِإبِل: البَياضُ مع سَوادِ المُقْلَتَين.
[أدم] فيه: نعم "الإدام" الخل، الإدام بالكسر، والأدم بالضم ما يؤكل مع الخبز. ومنه: فعصرت عكة "فأدمته، أي خلطته وجعلت فيهما وهو بالمد والقصر، وروى بالتشديد للتكثير. ومنه ح: أم معبد أنا رأيت الشاة وأنها "لتأدمها وتأدم" صرمتها. ومنه ح: أنه مر بقوم فقال: أنكم "تأتدمون" على أصحابكم فأصلحوا حالكم حتى تكونوا كالشامة أي أن لكم من الغنا ما يصلحكم كالإدام يصلح الخبز فإذا أصلحتم حالكم كنتم كالشامة تظهر للناظرين، وروى أنكم قادمون. ومنه: فإنه أحرى أن "يؤدم" بينكما أي يكون بينكما محبة واتفاق من أدم يأدم وأدم يؤدم بالمد أي ألف ووفق. ط: أحرى أن "يؤدم" أي بأن يؤدم، وضمير فإنه لمصدر نظرت، أو للشأن، وبينكما نائب فاعله. وح: نعم "الأدم" الخل جمع أدام ككتب في كتاب، وروى سيد أدامكم لأنه أقل مؤنة وأقرب إلى القناعة، ولذا قنع به أكثر العارفين. ن القاضي: هو مدح الاقتصار في المآكل وعدم التأنق في الملاذ، والصواب أنه مدح للخل، والاقتصار عن الملاذ معلوم من قواعد أخر. وح: فإذا "بأدم" لقاء الأنبياء أما للأرواح في غير عيسى أو لقاء الأجساد. وح: لا "بالأدم" أي ليس بأسمر ولا أبيض كريه البياض بل أبيض بياضاً نيراً. غ: وهو اسماً يجمع على الأدميين، ونعتاً يجمع على الأدم. نه: إن كنت تريد النساء البيض والنوق "الأدم" جمع أدم كأحمر وحمر، والأدمة في الإبل البياض مع سواد المقلتين، وفي الناس السمرة الشديدة، وقيل هو من أدمة الأرض وهو لونها وبه سمي أدم، ويقال للرجل الكامل أنه لمؤدم مبشر أي جمع لين الأدمة ونعومتها وهي باطن الجلد، وشدة البشرة وخشونتها وهي ظاهره. ولأدمة بالمد جمع أديم كأرغفة لــرغيف، والمشهور في جمعه أدم. ك: قبة حمراء من "أدم" بفتحتين أي جلد. وكذا وشاح من "أدم". وفي ظروف الأدم. ط: علماؤهم شر من تحت "أديم" السماء أي وجهها، وأديم الأرض صعيدها "من عندهم تخرج الفتنة" أي يستقر ضررهم فيهم ويتمكن منهم كل التمكن.
[أدم] الادم: جمع الاديم، مثل أفيق وأفق. وقد يجمع على آدمة، مثل رغيف وأرغفة، عن أبى نصر. وربما سمى وجهُ الأرض أديماً. قال الأعشى: يوما تراها كشبه أردية العصب ويوما أديمها نغلا والادمة: باطن الجلد الذى يلى اللحم، والبشرة ظاهرها. وفلان مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ، أي قد جمع لِينَ الأَدَمَةِ وخُشونة البشرة. ويقال أيضاً: جعلتُ فلاناً أَدَمَةَ أهلي، أي إسْوَتَهُمْ. والأُدْمَةُ بالضم: السُمرة. والادمة أيضا: الوسيلة إلى الشئ، عن الفراء. والآدَمُ من الناس: الأسمر، والجمع أُدْمانٌ. وآدَمُ عليه السلام: أبو البشر، وأصله بهمزتين، لانه أفعل، إلا أنهم لينوا الثانية، فإذا احتجت إلى تحريكها جعلتها واوا وقلت أوادم في الجمع، لانه ليس لها أصل في الياء معروف، فجعلت الغالب عليها الواو، عن الاخفش. قال الاصمعي: والادم من الظباء بيِضٌ تعلوهنّ جُدَدٌ، فيهن غُبْرَةٌ، تسكن الجبال. قال: وهي على ألوان الجبال. يقال ظبيةٌ أدماء. وقد جاء في شعر ذى الرمة أدمانة، قال: أقول للركب لما أعرضت أصلا أدمانة لم تربيها الاجاليد وأنكره الاصمعي. والادمة في الابل: البياض الشديد، يقال: بعيرٌ آدَمُ وناقةٌ أدماء، والجمع أدم. وقال  فإن أهجه يضجر كما ضجر بازل من الادم دبرت صفحتاه وغاربه ويقال هو الابيض الاسود المقتلين. والادم والادام: ما يؤتدم به. تقول منه: أدم الخبزَ باللحم يَآْدِمُهُ، بالكسر. والأُدْمُ: الأُلْفَةُ والاتفاقُ، يقال: أَدَمَ اللهُ بينهما، أي أصلح وأَلَّفَ، وكذلك آدَمَ الله بينهما، فَعَلَ وأفْعَلَ بمعنى. وفي الحديث: " لو نظرْتَ إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما "، يعني أن تكون بينكما المحبة والاتفاق. وقال:

والبيضُ لا يُؤْدِمْنَ إلاَّ مؤْدَما * أي لا يحببن إلا محببا. وأدمى، على فعلى، بضم الفاء وفتح العين: اسم موضع. والاياديم: متون الارض، لا واحد لها.
أدم
أدَمَ يَأدِم، أَدْمًا، فهو آدِم
• أدَم اللهُ بينهما: أصلح ووفَّق وألّف بينهما "انْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا [حديث]: من حديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم للمغيرة بن شعبة عندما خطب امرأة". 

أدِمَ يأدَم، أَدَمًا وأُدْمةً، فهو آدَم
• أدِم وجهُ العامل: اشتدت سُمْرتُه. 

آدمَ يُؤدم، إيدامًا، فهو مُؤْدِم، والمفعول مُؤْدَم (للمتعدِّي)
• آدم اللهُ بينهم: أصلح ووفَّق بينهم.
• آدَم الخبزَ: خلطه بالإدام، أو جعل معه شيئًا يُطيّبه. 

أدَّمَ يُؤَدِّم، تأديمًا، فهو مُؤَدِّم، والمفعول مُؤَدَّم
• أدَّم الخُبْزَ: أكثر فيه الإدامَ، وهو ما يُستمرأ به الخبز. 

استأدمَ يستأدم، استئدامًا، فهو مُستأدِم، والمفعول مُستأدَم
• استأدم الرَّجلُ فلانًا: طلب الإدامَ منه. 

آدَمُ [مفرد]: (انظر: أ ا د م - آدَمُ). 

آدَميّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى آدَمُ.
2 - إنسان "يدرك الآدَمِيُّ قيمة وجوده".
3 - إنسانيّ أو ما يليق بالإنسان ° غير صالح للاستهلاك الآدَمِيّ.
• لا آدمي: حيوانيّ، لا يليق بالإنسان "أدانت منظمة العفو الدولية التعذيب الّلا آدميّ للأَسرى". 

آدَميَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من آدَم: إنسانيَّة؛ مجموع
 خصائص الجنس البشري التي تميزه عن غيره من الأنواع القريبة. 

إدام [مفرد]: ج إدامات وأُدُم: ما يُؤكَل بالخبز، أو ما يخلط معه لتطييبه. 

أدْم [مفرد]: مصدر أدَمَ. 

أَدَم [مفرد]:
1 - مصدر أدِمَ.
2 - جِلْد. 

أَدَمة [مفرد]: ج أَدَمات: (شر) طبقة عميقة من الجلد تحت البشرة وفوق اللَّحم، تحتوي على النهايات العصبيَّة والغدد العرقيّة والدهنيّة والأوعية الدمويّة واللّمفاويّة. 

أُدْمَة [مفرد]: ج أُدُمات (لغير المصدر) وأُدْمات (لغير المصدر):
1 - مصدر أدِمَ.
2 - سُمرة "أُدْمَة التربة".
3 - عِشرة، ألفة، موافقة "كانت بينهم أُدْمة عظيمة". 

أَديم [مفرد]: ج آدام وأُدُم:
1 - ظاهر الشّيء ووجهه "ليس تحت أَديم السماء أكرم منه" ° أَديم الضُّحى: أوَّله- أَديم اللَّيل: ظلمته وسواده- أَديم النَّهار: بياضه.
2 - جِلْدٌ مدبوغ.
3 - طعام مأدوم فيه دُهْن ونحوه يطيّبه. 

إيدام [مفرد]: مصدر آدمَ. 
أدم

( {الأُدْمَةُ، بالضَّمّ: القَرابَةُ والوَسِيلَةُ) إِلَى الشَّيْء نَقله الجوهريّ عَن الفَرّاء، يُقَال: فُلانٌ} أُدْمَتِي إِليك، أَي: وَسِيلَتِي، (ويُحَرَّكُ. و) الأُدْمَةُ أَيْضا: (الخُلْطَةُ) ، يُقَال: بَيْنَهُما {أُدْمَةٌ ولُحْمَة، أَي: خُلْطَة. (و) قيل: (المُوافَقَة) والأُلْفَة. (} وَأَدَمَ) اللهُ (بَيْنَهُم {يأْدِمُ) } أَدْمًا: (لَأَمَ) وأَصْلَحَ وأَلَّفَ وَوَفَّقَ، ( {كآدَمَ) بَينهمَا} يُؤْدِمُ {إيدامًا، فَعلَ وَأَفْعَلَ بِمَعْنى، قَالَ:
(والبِيضُ لَا} يُؤْدِمْنَ إِلَّا {مُؤْدَما ... )
أَي: لَا يُحْبِبْنَ إِلَّا مُحَبَّبًا، كَمَا فِي الصِّحَاح. وَفِي الحَدِيث: " فإنَّهُ أَحْرَى أنْ} يُؤْدَمَ بَيْنَكُما " قَالَ الكسائيّ: يَعْنِي أنْ يكونَ بينكُما المَحَبَّة والائْتِلاف. (و) {أَدَمَ (الخُبْزَ) } يَأْدِمهُ {أَدْمًا: (خَلَطَهُ} بالأُدْمِ، وَأنْشد ابْن بَرّي:
(إِذا مَا الخُبْزُ {تَأْدِمُهُ بلَحْمٍ ... فذاكَ أمانَةِ الله الثَّرِيدُ)
(} كآدَمَ) بالمَدّ، وَبِهِمَا رُوي حَدِيثُ أَنَسٍ: " وعَصَرت عَلَيْه أُمُّ سُلَيْمٍ عُكَّةً لَهَا {فَأَدَمَتْه " أَي: خلطته، ويروى:} آدَمَتْهُ. (و) أَدَمَ (القَوْمَ) يَأْدِمُهُم أَدْمًا: ( {أَدَمَ لَهُم خُبْزَهُم) ، أَي: خَلَطه} بالإدام. (و) من المَجاز: (هُوَ {أَدْمُ أَهْلِهِ) ، بِالْفَتْح، (} وأَدْمَتُهُمْ) كَذَلِك، (ويُحَرَّكُ، {وإدامُهُم، بالكَسْرِ) ؛ أَي: (أُسْوَتُهُمْ الَّذِي بِهِ يُعْرَفُونَ) ، كَمَا فِي المُحكم. وَقَالَ الأزهريُّ: يُقَال: جَعَلْتُ فلَانا} أَدَمَةَ أهْلِي، أَي: أُسْوَتَهُمْ. وَفِي الأساس: فُلان {إدامُ قَوْمِه} وإدامُ بَنِي أبِيه أَي: ثِمالُهم وِقوامُهم وَمن يُصْلِحُ أُمُورَهم. وَهُوَ {أَدَمَةُ قَوْمِه: سَيِّدُهم وَمُقَدَّمُهُم، (وَقد} أَدَمَهُم، كَنَصَر: صارَ كَذَلِك) ، أَي: كَانَ لَهُمْ أَدَمَةً، عَن ابْن الْأَعرَابِي. (و) {الإدامُ، (ككتابٍ: كُلُّ مُوافِقٍ) ، قَالَت غاَدِيَة الدُّبَيْرِيَّة:
(كانُوا لِمَنْ خالَطَهم} إدامَا ... )
قَالَ ابنُ الأعرابيّ: (و) إدامُ اسمُ (امْرَأَة) من ذَلِك، وَأنْشد:
(أَلَا ظَعَنَتْ لِطِيَّتِها {إدامُ ... وكُلُّ وِصالِ غانِيةٍ زِمامُ)
(و) إدامُ: اسْم (بِئْر عَلَى مَرْحَلَةٍ من مَكَّةَ) حَرَسها اللَّه - تعالَى - على طَرِيق السِّرَّيْن، كَمَا فِي الْعباب، قَالَ الصاغانيّ: رأيتُ النبيَّ - صلّى اللَّه تعالَى عَليّ وسلَّم - فِي المَنامِ وَهُوَ يَقُول:} إدامُ من مَكَّة، قَالَه ياقوت. (و) {الإدامُ: (مَا يُؤْتَدَمُ بِهِ) مَعَ الخُبْزِ، فِي الحَدِيث: " نِعْمَ الإِدامُ الخَلُّ ". وَفِي آخرَ: " سَيِّد إدامِ الدُّنْيا والآخِرَةِ اللَّحْمُ ". وَقَالَ الشَّاعِر:
(الأَبْيَضان أَبْرَدا عِظامِي ... )

(الماءُ والفَثُّ بِلَا} إدامِ ... )
(ج: آدِمَةٌ وآدامٌ) بالمَدّ فيهمَا. (و) {أَدام، (كسَحابٍ: ع) ، قَالَ الأصمعيّ: بَلَدٌ، وَقيل: وادٍ، وَقَالَ أَبُو حازِم: هُوَ من أَشْهَرِ أَوْدِيَة مَكّة، وَقَالَ صَخْرُ الغَيّ الهُذَلِيُّ:
(لَقَدْ أَجْرَى لِمَصْرَعِه تَلِيدٌ ... وساقَتْه المَنِيَّة من} أَدامَا)
نَقله ياقوت. ( {والأَدِيمُ: الطَّعامُ} المَأْدُومُ) ، وَمِنْه الْمثل: " سَمْنُكُم هُرِيقَ فِي! أَدِيمِكُم " أَي: فِي طَعامِكم {المأْدُوم، يَعْنِي: خَيْرُكم راجعٌ فِيكُم، وَيُقَال: فِي سِقائكم: قلتُ: والعامة تَقُول فِي دَقِيقِكم. (و) أَدِيم: (ع، بِبلاد هُذَيْلٍ) ، قَالَ أَبُو جُنْدُب الهُذَلِيُّ:
(وأَحْياءٌ لَدَى سَعْدِ بن بَكْرٍ ... بِأَمْلاحٍ فظاهِرَة الأَدِيمِ)
(و) الأَدِيمُ: (فَرَسُ الأَبْرَشِ الكَلْبِيّ) وَفِيه قيل:
(قد سَبَقَ الأَبْرَشُ غَيْرَ شَكِّ ... )

(على الأَدِيم وعَلى المِصَكِّ ... )
(و) الأَدِيمُ: (الجِلْدُ) مَا كانَ، (أَو أَحْمَرُهُ أَو مَدْبُوغُهُ) ، وَقيل: هُوَ بَعْدَ الأَفِيق، وَذَلِكَ إِذا تَمَّ واحْمَرَّ (ج:} آدِمَة) كــرَغِيفٍ وَأَرْغِفَة، عَن أبي نَصْر، وَمِنْه حديثُ عُمَرَ قَالَ لِرَجُلٍ: مَا مالُكَ، فَقَالَ: أَقْرُنٌ {وآدِمَةٌ فِي مَنِيئَة " أَي: فِي دِباغٍ، (} وأُدُمٌ) ، بضمَّتَين، عَن اللحياني، وَهُوَ المشهورُ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَعِنْدِي أَن من قَالَ رُسْل فسَكَّن قَالَ أُدْمٌ، هَذَا مُطَّرِد، ( {وآدامٌ) ، كيَتِيمٍ وأَيْتام. (} والأَدَمُ) ، محرّكة (اسمٌ للجَمْعِ) عِنْد سيبوبه، مثل أَفِيقٍ وَأَفَقٍ. وَفِي المُحْكَم أَنَّهُ جَمْع أَدِيم، قَالَ: وَهُوَ الجِلْدُ الَّذِي قد تَمَّ دِباغُه وتَناهَى، قَالَ: وَلم يجمع فَعِيلٌ على فَعَل إلّا أَدِيم وأَدَم وأَفِيق وأَفَق وقَصِيم وَقصَم. قلت: ويوافِقُه الجَوْهريّ والصاغانيّ، إلّا أنّ المصنّف تبع ابنَ سِيدَه وَهُوَ تَبع سِيبَوَيْهِ فَتَأمل. قَالَ ابنُ سِيده: ويجوزُ أنْ يَكُونَ {الآدامُ جمعَ} الأَدَم، أنْشد ثَعْلَب:
(إِذا جَعَلْت الدَّلْوَ فِي خِطامِها ... )

(حَمْراءَ من مَكَّة أَو حَرامِها ... )

(أَو بَعْض مَا يُبْتاع من {آدامِها ... )
(و) } أُدَيْم، (كَزُبَيْرٍ: ع يُجاوِر) ، وَفِي المعجم: أرضٌ تُجاوِر (تَثْلِيثَ) تَلِي السَّراةَ بَين تِهامَةَ واليَمَن، وَكَانَت من ديار جُهَيْنَةَ وجَرْمٍ قَدِيما. (و) {أُدَيْمَةَ، (كَجُهَيْنَةَ: جَبَلٌ) ، عَن الزمخشريّ، زَاد غَيره بَين قَلَهَى وتَقْتَد بالحِجاز، قَالَ ساعِدَةُ بن جُؤَيَّة:
(كَأَنَّ بَنِي عَمْرٍ ويُرادُ بِدارِهِم ... بِنَعمانَ راعٍ فِي أُدَيْمَةَ مُعْزِبِ)
(} والأَدمَةُ، محرّكَةً: باطِنُ الجِلْدَةِ الَّتِي تَلِي اللَّحْمَ) ، والبَشَرَةُ ظاهِرُها، (أَو ظاهِرُها الَّذِي عَلَيْهِ الشّعَرُ) وباطِنُها البَشَرَة. وَفِي كَلَام المصنّف وسِياقه قُصُورٌ لَا يخفَى، وَلذَا قَالَ شَيخنَا: هَذَا مُخالِفٌ لما أَطْبَقُوا عَلَيْهِ من أنّها مُقَابِل البَشَرَة، انْتهى. وَحَيْثُ أَوْرَدْنا الْعبارَة بِنَصّها ارتفَعَ الاشْتِباهُ. قَالَ ابنُ سَيّده: وَقد يجوز أَن يكونَ الأَدَمُ جَمْعًا لهَذَا، بل هُوَ القِياس، إلّا أنَّ سِيبَوَيْهٍ جعله اسْمًا لِلْجَمْع ونَظَّرَه بأَفِيقٍ وَأَفَق. (و) الأَدَمةُ: (مَا ظَهَرَ من جِلْدَةِ الرّأْسِ، و) {الأَدَمةُ: (باطِنُ الأَرْضِ) ،} والأدِيمُ: وَجْهُها، كَمَا سَيَأْتِي. وَقيل: {أَدَمةُ الأَرْض: وَجْهُها. (} وآدَمَ الأدِيمَ: أَظْهَرَ {أَدَمَتَهُ) فَهُوَ} مُؤْدَمٌ، قَالَ العجَّاج:
(فِي صَلَبٍ مِثْلِ العِنانِ {المُؤْدَمِ ... )
(و) من الْمجَاز: (رَجُلٌ} مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ، كَمُكْرَمٍ) فيهمَا، أَي: مَحْبُوبٌ، وَقيل: (حاذِقٌ مُجَرَّبٌ) قد (جَمَعَ لِينَ الأَدَمَةِ وخُشُونَةَ البَشَرَةِ) مَعَ الْمعرفَة بالأمور، وأصلُه من {أَدَمَة الجِلْد وبَشَرَته، فالبَشَرَةُ ظاهرُهُ وَهُوَ مَنْبِتُ الشَّعر،} والأَدَمَة باطِنُه الّذي يَلِي اللَّحْمَ. وَقَالَ ابنُ الأعرابيِّ: مَعْنَاهُ: كَرِيمُ الجِلْد غَلِيظُه جَيِّدهُ. وَقَالَ الأصمعيّ: مَعْنَاهُ: جامِعٌ يصلُح للشِّدَّة والرَّخاء، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَقد يُقال: رَجُلٌ مُبْشَرٌ {مُؤْدَمٌ، بِتَقْدِيم المُبْشَر على} المُؤْدَم، قَالَ: والأُولَى أَعْرَفُ، (وهِي بهاءٍ) يُقَال: امرأةٌ {مُؤْدَمَةٌ مُبْشَرَة؛ إِذا حَسُنَ مَنْظَرُها وصَحَّ مَخْبَرُها. (و) من الْمجَاز: ظَلَّ (} أَدِيم النَّهارِ) صَائِما، قيل: (عامَّتُه) ، أَي: كُلّه، كَمَا فِي الأساس، (أَو بَياضُهُ) ، حكى ابنُ الأعرابيِّ: مَا رأيتُه فِي {أَدِيمِ نَهارٍ وَلَا سَوادِ لَيْلٍ. (و) من الْمجَاز:} الأَدِيمُ (من الضُّحَى: أَوِّلُهُ) ، حكى اللّحيانيّ: جِئْتُكَ أَدِيمَ الضُّحَى، أَي: عِنْد ارْتِفاعِ الضُّحَى. (و) من الْمجَاز: الأَدِيمُ (من السَّماءِ والأَرْضِ: مَا ظَهَرَ) مِنْهُمَا، وَفِي الصِّحَاح: ورُبَّما سُمِّي وَجْهُ الأرضِ {أَدِيمًا، قَالَ الْأَعْشَى:
(يَوْمًا تَراها كَشِبْه أَرْدِيَة ... العُصْبِ وَيَوْمًا} أَدِيْمُها نَغِلَا)
( {والأُدْمَةُ، بالضَّمِّ، فِي الإِبِل، لَوْنٌ مُشْرَبٌ سَوادًا أَو بَياضًا، أَو هُوَ البَياضُ الواضِحُ، أَو) هُوَ (فِي الظِّباءِ لَوْنٌ مُشْرَبٌ بَياضًا، وَفينَا السُّمْرَةُ) ، كل ذَلِك فِي الْمُحكم، وَفِي النّهاية:} الأُدْمَةُ فِي الْإِبِل البَياضُ مَعَ سَوادِ المُقْلَتَيْن، وَهِي فِي النَّاس السُّمْرة الشَّدِيدَة، وَقيل: هُوَ من {أُدْمَة الأرْض وَهُوَ لَوْنُها. وَقد (} أَدُمَ كَعَلِمَ وَكَرُمَ، فَهُوَ {آدَمُ) ، بالمَدّ، (ج:} أُدْمٌ. و) قَالُوا أَيضًا: ( {أُدْمانٌ، بِضَمِّهما) ، كأَحْمَرَ وَحُمْرٍ وَحُمْران، كَسَّرُوه على فُعْل كَمَا كَسَّروا صَبُورًا على صُبُرٍ؛ لِأَن أَفْعَلَ من الثَّلاثَة إِلَّا أَنَّهم لَا يُثَقّلون العَيْنَ فِي جمع أَفْعَلَ إِلّا أَن يُضْطَرَّ شاعرٌ. (وَهِي} أَدْماءُ، وشذّ {أُدْمانَةٌ) ، قَالَ الجوهريّ: وَقد جَاءَ فِي شِعْرِ ذِي الرُّمَّة:
(أَقُولُ للرَّكْبِ لَمَّا أَعْرَضَتْ أُصُلًا ... أُدْمانَةٌ لَمْ تُرَبِّيها الأجالِيدُ)
وَأَنْكر الأصمعيُّ} أُدْمانَة؛ لأنّ {أُدْمانًا جَمْعٌ مثل حُمْرانٍ وسُودانٍ وَلَا تدخله الْهَاء. وَقَالَ غَيره:} أدْمانَةٌ {وأُدْمانٌ مثل خُمْصانَةٍ وَخُمْصانٍ فَجعله مُفْرَدًا لَا جمعا. قَالَ ابْن بَرّي: فَعَلَى هَذَا يَصِحُّ قولُ الجوهريّ. قلتُ: وَقد جَاءَ أَيْضا فِي قَول ذِي الرُّمَّة:
(والجِيدِ من} أُدْمانَةٍ عَتُودِ ... )
وعيبَ عَلَيْهِ فَقيل: إِنّما يُقال هِيَ {أَدْماءُ وَكَانَ أَبُو عليّ يَقُول: بُنِيَ من هَذَا الأَصْلِ فُعْلَانَة كخُمْصانَة. (ج:} أُدْمٌ، بالضمّ) . والعَرَب تَقول: قُرَيْشُ الإِبِلِ {أُدْمُها وصُهْبُها، يذهبون فِي ذلِكَ إِلَى تَفْضِيلِها على سَائِر الْإِبِل. وَفِي الحَدِيث: " أَنَّه لَمَّا خَرَج مِنْ مَكَّةَ قَالَ لَهُ رجلٌ: إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ النّساءَ البِيضَ والنُّوقَ} الأُدْمَ فَعَلَيْك ببني مِدْلج " قَالَ اللّيْثُ: يُقال: ظَبْيَةٌ {أَدْماءُ، وَلم أسمع أحدا يقولُ للذُّكور من الظِّباء} أُدْمٌ، قَالَ: فإنْ قِيلَ كَانَ قِياسًا. وَقَالَ الأصمعيّ: {الآدَمُ من الْإِبِل الأَبْيَضُ، فإنْ خالطته حُمْرَة فَهُوَ أَصْهَب، فإنْ خالطت الحُمْرَة صَفاءً فَهُوَ مُدَمَّى، قَالَ:} والأُدْمُ من الظِّباء بِيضٌ يَعْلُوهنّ جُدَدٌ فِيهِنَّ غُبْرَةٌ، فَإِن كَانَت خالِصَةَ البَياضِ فَهِيَ الآرامُ. وَرَوَى الأَزهريُّ بِسَنَدِهِ عَن أَحْمَدَ بنِ عُبَيْد بنِ ناصِحٍ قَالَ: كُنَّا نَأْلَفُ مجلسَ أبي أَيُّوب بنِ أُخْتِ الْوَزير، فَقَالَ لنا يَوْمًا، وَكَانَ ابنُ السِّكِّيت حَاضرا، مَا تَقول فِي! الأُدْمِ من الظِّباء فَقَالَ: هِيَ البِيضُ البُطُونِ، السُّمْرُ الظُّهورِ، يَفْصِلُ بَين لَوْنِ ظُهورها وبُطونِها جُدَّتان مِسْكِيَّتان، قَالَ فَالْتَفت إلَيَّ وَقَالَ: مَا تَقُولُ يَا أَبَا جَعْفَر؟ فَقلت: الأُدْمُ على ضَرْبَيْن أَمَّا الَّتِي مَساكِنُها الجِبال فِي بِلَاد قَيْسٍ فَهِيَ على مَا وَصَفَ، وَأما الَّتِي مَساكِنُها الرَّمْلُ فِي بِلَاد تَمِيمٍ فَهِيَ الخَوالِصُ البَياض، فَأنْكر يعقوبُ. واسْتَأْذَن ابنُ الأعرابيّ على تَفِيئَةِ ذَلِك، فَقَالَ أَبُو أَيُّوب: قد جَاءَكُم من يَفْصِلُ بَيْنكُم، فَدخل، فَقَالَ لَهُ أَبُو أَيُّوب يَا أَبَا عَبْدِ الله، مَا تَقُول فِي الأُدْمِ من الظِّباء؟ فتكلّم كَأَنَّمَا يَنْطِقُ عَن لسانِ ابنِ السِّكِّيت. فقلتُ: يَا أَبَا عبد الله مَا تَقول فِي ذِي الرُّمَّة؟ فَقَالَ: شاعرٌ، قلتُ: مَا تَقول فِي قصِيدَته صَيْدَح؟ قَالَ: هُوَ بهَا أَعْرَفُ مِنْهَا بِهِ، فأَنْشَدْتُه:
(مِنَ المُؤْلِفاتِ الرَّمْلَ أَدْماءُ حُرَّةٌ ... شُعاعُ الضُّحَى فِي مَتْنِها يَتَوَضَّحُ)
فسكتَ ابنُ الأعرابيِّ وَقَالَ هِيَ العَرَبُ تقولُ مَا شَاءَت. وَقَالَ ابْن سِيده: الأُدْمُ من الظِّباء بِيضٌ يعلوها جُدَدٌ فِيهَا غُبْرَةٌ. زَاد غيرُه: وتَسْكُن الجِبالَ، قَالَ: وَهِي على أَلْوانِ الجِبال. ( {وآدَمُ) صفيّ اللَّه (أبُو البَشَرِ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْه) وعَلى وَلَده مُحَمّد (وسَلامهُ. وشَذَّ} أَدَمُ، مُحَرَّكَة) ، وَمِنْه قَول الشَّاعِر:
(النّاسُ أَخْيافٌ وَشَتَّى فِي الشِّيَمْ ... )

(وَكُلُّهُمْ يَجْمَعُهُمْ بَيْتُ {الأَدَمْ ... )
قيل: أَرَادَ} آدَم، وَقيل: أَرَادَ الأَرْضَ (ج: {أَوادِمُ) . قَالَ الجوهريُّ:} آدَمُ أصلُه بهمزتين لأنَّهُ أَفْعَلُ إِلّا أَنهم لَيَّنُوا الثانِيَةَ، فَإِذا احتجتَ إِلَى تَحْرِيكِها جعلْتَها واوًا وَقلت:! أَوادِمُ فِي الجَمْع؛ لأنَّه لَيْسَ لَهَا أصلٌ فِي الْيَاء معروفٌ فجُعِل الغالِبُ عَلَيْهَا الْوَاو، عَن الْأَخْفَش. قَالَ ابنُ بَرّي كلُّ أَلِفٍ مَجْهُولَةٍ لَا يُعْرَف عَمّاذا انْقِلابُها وَكَانَت عَن هَمْزَةٍ بعد هَمْزَةٍ يدعُو أمرٌ إِلَى تحريكها فَإِنَّهَا تُبْدَل واوًا، حملا على ضَوارِبَ وضُوَيْرِب، فَهَذَا حُكْمها فِي كَلَام العَرَب، إِلَّا أنْ تكون طرفا رَابِعَة فحينئذٍ تُبْدَل يَاء. واخْتُلِف فِي اشتقاق اسْم آدَمَ فَقَالَ بعضُهم: سُمِّيَ {آدَم لأنَّه خُلِقَ من} أَدَمَةِ الأَرْضِ. وَقَالَ بعضُهم: {لِأُدْمَةٍ جعلهَا الله فِيهِ. وَقَالَ الزجّاج: يَقُول أهلُ اللُّغَة لأنّه خُلِقَ من تُرابٍ، وَكَذَلِكَ} الأُدْمَةُ إِنّما هِيَ مُشَبَّهة بِلَوْنِ التُّرابِ. وقولُ الشاعِر:
(سادُوا المُلُوك فَأَصْبحُوا فِي آدَمٍ ... بَلَغُوا بهَا غُرَّ الوُجوهِ فُحولَا)
جعل آدَمَ اسْم قَبِيلَةٍ لأنّه قَالَ: بلغُوا بِها، فَأَنَّثَ وَجَمَعَ وَصَرَف آدَم ضَرُورَة. قَالَ الأَخْفش: لَو جعلت فِي الشّعْر آدَمَ مَعَ هاشِمٍ لجازَ. قَالَ ابنُ جِنِّي: وَهَذَا هُوَ الوَجْهُ القويُّ؛ لِأَنَّهُ لَا يُحَقِّق أحدٌ همزةَ آدَمَ وَلَو كَانَ تحقيقُها حَسَنًا لَكَانَ التحقيقُ حَقيقًا بأنْ يُسْمَع فِيهَا، وَإِذ كَانَ بَدَلًا البَتَّةَ وَجَبَ أَن يُجْرَى على مَا أَجْرَتْه عَلَيْهِ العربُ من مُراعاة لَفظه وتَنْزِيل هَذِه الْهمزَة الْأَخِيرَة منزلةَ الألِفِ الزائدةِ الَّتِي لَا حَظَّ فِيهَا للهمز، نَحْو عالِمٍ وصابرٍ، أَلا تَراهُمْ لمّا كَسَّرُوا قَالُوا: {آدَمُ} وأَوادِمُ كسالِمٍ وسَوالِم. قَالَ شيخُنا: والصَّحِيح أَنَّه أعجميٌّ كَمَا مَال إِلَيْهِ فِي الكشَّاف قَائِلا: إِنَّه فاعَلٌ كآزَرَ. وجرَى فِي المُفَصَّل على أنّه عربيٌّ ووزنه أَفْعَلُ، من الأُدْمَة أَو من الأَدِيم، وَمنعه حِينَئِذٍ للعَلَمِيّة والوَزْن. وَقَالَ الطبريُّ: هُوَ منقولٌ من فِعْلٍ رباعيّ كأَكْرَمَ، وتعقَّبه الشِّهابُ فِي شرح الشِّفاء. وَذكر فِيهِ الإِمَام السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْض ثَلاثَةَ أقوالٍ: سُرْيانِيّ أَو عِبْرانِيّ أَو عَرَبِىّ، من {الأُدْمَة أَو} الأَدِيم، كَمَا رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس. وَقَالَ قُطْرُب: لَو كَانَ من {أَدِيمِ الأَرْض لَكَانَ وَزْنُه فاعَلَ، والهَمْزَة أَصْلِية، فَلَا مانِعَ لِصَرْفه. ونَظَّر فِيهِ السُّهَيْلِيّ بِجَوازِ كَوْنِه من الْأَدِيم على وزن أَفْعَل بِإِدْخَال الْهمزَة الزَّائِدَة على الأصلِيّة. وَبسط القولَ فِيهِ الشِّهابُ فِي العِنايَة فِي أَوَائِل " البَقَرة ". (وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ) مُحَمَّد بن (} آدَمَ) الشاشِيّ ( {الآدَمِيُّ) ، بالمَدِّ، نِسْبَة إِلَى جدِّه الْمَذْكُور: (مُحَدِّثٌ) رَحّالٌ، سَمِعَ مُحَمَّد بنَ عبدِ اللَّهِ الغزّي وَأَبا حاتِم، هَكَذَا ضَبَطه الْحَافِظ. (} والأَدَمانُ، محرّكة: شَجَرٌ) ، حَكَاهَا أَبُو حنيفَةَ، قَالَ: وَلم أَسْمَعْها إلّا من شُبَيْلِ بنِ عَزْرَةَ. (و) {الأَدَمانُ: (عَفَنٌ) فِي النَّخْل، كالدَّمانِ، وَسَيَأْتِي فِي مَوْضِعه. (و) قيل: الأَدَمانُ. (سَوادٌ فِي قَلْبِ النَّخْلَةِ) وَهُوَ وَدِيُّهُ، عَن كُراع، وَلم يقل أحدٌ فِي القَلْبِ إِنَّهُ الوَدِيُّ إِلَّا هُوَ. (} وأُدَمَى) على فُعَلَى، (و) {الأُدَمَى (باللاَّمِ كأُرَبَى) قَالَ ابنُ خالَوَيْة: لَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب فُعَلَى بِضَمٍّ فَفَتْح مَقْصُورا غيرُ ثلاثةِ أَلْفاظٍ: شُعَبَى اسْم مَوضِع، وأُرَبَى اسمٌ للداهِيَة، وأُدَمَى اسمُ (ع) ، وَأنْشد:
(يَسْبِقْنَ} بالأُدَمَى فِراخَ تَنُوفَةٍ ... )
وفُعَلَى هَذَا وزنٌ يختصّ بالمؤَنّث. وَقيل الأُدَمَى: أرضٌ بظَهْر اليَمامة، وَقَالَ بعضُهم: اسمُ جَبَلٍ بفارِسَ. وَقَالَ الزمخشريُّ: أرضٌ ذاتُ حِجارَةٍ فِي بِلَاد قُشَيْرٍ، قَالَ الكِلابيُّ:
(وأَرْسَلَ مَرْوانُ الأمِيرُ رَسُولَه ... لِآتِيه إِنّي إِذًا لَمُضَلَّلُ) (وَفِي ساحَةِ العَنْقاءِ أَو فِي عَمايَةٍ ... أَو {الأُدَمَى من رَهْبَة المَوْت مَوْئِلُ)
وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ السُّكَّريُّ فِي قولِ جَرِير:
(يَا حَبَّذا الخَرْجُ بَيْنَ الدَّامِ} والأُدَمَى ... فالرِّمْثُ من بُرْقَةِ الرَّوْحانِ فالغَرَفُ)
الدّامُ والأُدَمَى من بِلَاد بَني سعد. وبيتُ الكِلابِيِّ يدلُّ على أَنَّهُ جَبَل. وَقَالَ أَبُو خِراشٍ الهُذَلِيُّ:
(تَرَى طالِبِي الحاجاتِ يَغْشَوْنَ بابَه ... سِراعًا كَمَا تَهْوِي إِلَى أُدَمَى النَّحْلُ)
قَالُوا فِي تَفْسِيره: أُدَمَى جبلٌ بالطائِفِ. وَقَالَ مُحَمَّد بن إِدْرِيس: الأُدَمَى جبلٌ فِيهِ قريةٌ باليَمامَة قريبَة من الدّامِ، وكِلاهُما بِأَرْض اليَمامة. فتلخّص من هَذَا أنّ فِيهِ أقوالًا، فَقيل: جَبَلٌ بأرْضِ فَارس أَو بالطائفِ أَو باليَمامة، أَو أرضٌ بِبِلَاد بني سَعْد أَو بظَهْر اليمَامَة أَو بِبِلَاد بني قُشَيْر، أَو جَبَلٌ فِيهِ قَرْيَة باليَمامَة، فَفِي كَلَام المصنِّف قصورٌ بَالغ لَا يَخْفَى. ( {والإيدامَةُ، بالكَسْرِ: الأَرْضُ الصُّلْبَةُ بِلَا حِجارَةٍ) مأخوذةٌ من أَدِيمِ الأَرْضِ وَهُوَ وَجْهُها. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: هِيَ من الأرْض السَّنَدُ الَّذِي لَيْسَ بشَدِيدِ الإشْراف، وَلَا يكون إِلّا فِي سُهول الأَرْض، وَهِي تُنْبِتُ وَلَكِن فِي نَبْتِها زُمَرٌ لِغلَظِ مَكانها وقلّة اسْتقرار الماءِ فِيهَا. (ج:} أَيادِيمُ. وَوَهِمَ الجوهريُّ فِي قولِه لَا واحِدَ لَهَا) ، ونصُّ الجوهريِّ:! الأيادِيمُ مُتون الأَرْضِ لَا واحِدَ لَهَا. قَالَ شيخُنا: مثل هَذَا لَا يكون وَهَمًا إِنّما يُقال فِيهِ إِذا صَحَّ قُصُورٌ أَو عَدَمُ اطّلاعٍ وَنَحْو ذَلِك، على أنَّ إِنكارَه ثابتٌ عَن جماعةٍ من أَئِمَّة اللِّسان، وعَلى المُثْبِت إقامَةُ الدَّليل وَلَا دَليِلَ، فَالواهِمُ ابنُ أُخْتِ خالَتِه. قلتُ: وَهَذَا من شَيخنَا غَرِيب، فقد صرَّحَ ابنُ بَرِّي أنّ المشهورَ عِنْد أهْلِ اللُّغة أنّ واحدَها {إيدامَةٌ، وَهِي فِيعالَةٌ من أَدِيم الأَرْض، وَكَذَا قَالَ الشَّيْبانِيُّ، واحِدُها إِيدامةٌ فِي قَول الشاعِرِ:
(كَمَا رَجا من لُعابِ الشَّمْسِ إِذْ وَقَدَتْ ... عَطْشانُ رَبْعَ سَرابٍ} بالأياديمِ)
وَقَالَ الأصمعيُّ: الإيدامَةُ أرضٌ مُسْتَوِيَة صُلْبة لَيست بالغَلِيظة، وَجَمعهَا الأياديِمُ، قَالَ: أُخِذَت من الأَدِيم، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(كَأَنَّهُنَّ ذُرَى هَدْيٍ مُجَوَّبَةٍ ... عَنْها الجِلالُ إِذا ابْيَضَّ الأَيادِيمُ)
وابْيِضاضُ الأيادِيم للسَّرابِ، يَعْنِي الإِبِلَ الَّتِي أُهْدِيَت إِلَى مَكَّة جُلِّلَت بالجِلالِ، وَهَكَذَا نَصَّ عَلَيْهِ الصاغانيّ أيْضًا، فأيّ دَلِيلٍ أثبتُ من أَقْوالِ هَذِه الْأَئِمَّة؛ فتَدَبَّرْ، واللَّه تَعَالَى أَعْلَم. (و) من الْمجَاز: ( {ائْتَدَمَ العُودُ) : إِذا (جَرَى فِيهِ الماءُ) ، نَقله الزمخشريُّ. (والأَدَمُ، محرّكةً: القَبْرُ، و) أَيْضا: (التَّمْرُ البَرْنِيُّ) كَمَا فِي العُباب. وبالقَبْرِ فسّر أَيضًا قَول الشَّاعِر السَّابِق:
(وكُلُّهُم يَجْمَعُهم بَيْتُ} الأَدَمْ ... )
وَأما تَسْمِيَتُه التَّمْرُ البَرْنِيُّ الأَدَمُ فلعلَّه على التَّشْبيه بالإدام. (و) أَدَمٌ: (ع، قُرْبَ ذِي قارٍ) ، وَهُنَاكَ قُتِلَ الهامُرْزُ. (و) أَيضًا: (ع، قُرْبَ العَمْقِ) ، قَالَ نَصْر: وأظنّه{وآدمََ القَوْمَ، بالمَدّ:} أَدَمَ لَهُم خُبْزَهم، لُغةٌ فِي {أَدَمَهُم، أنْشد يعقوبُ فِي صِفَةِ كِلابِ الصَّيْد:
(فَهِيَ تُبارِي كُلَّ سارٍ سَوْهَقِ ... )

(} وَتَأْدِمُ القَوْمَ إِذا لَمْ تُغْبِقِ ... )
وَهُوَ {أدْمَةٌ لِفُلانٍ، بالضَّمّ، أَي: أُسْوَة، عَن الفَرّاء، لُغَة فِي} الأَدَمَة {والأَدْمَة. ويستعار} الأَدِيمُ للحَرْب، قَالَ الحارِثُ بنُ وَعْلَة:
(وَإِيّاكَ والحَربَ الَّتي لَا {أَدِيمُها ... صَحِيحٌ وَقد تُعْدَى الصِّحاحُ على السُّقْمِ)
إِنَّمَا أَرَادَ لَا} أَدِيمَ لَهَا. وَفِي المَثَل: " إِنَّما يُعاتَبُ {الأدِيمُ ذُو البَشَرَة " أَي: مَنْ يُرْجَى وَفِيه مُسْكَةٌ وقُوّة، ويُراجَعُ من فِيهِ مُراجَع.} وأَدَمْتُ الأَدِيمَ أَي: قَشَرْتُه، كَمَشَنْتُه وبَشَرْتُه. {وآدَمْتُه، بالمَدّ: بَشَرْتُ} أَدَمَتَهُ. {وَأَدِيمُ الّلَيْلِ: ظُلْمَتُهُ، عَن ابْن الأعرابيّ، وَأَنْشَدَ:
(قَدْ أَغْتَدِي واللَّيْلُ فِي جَرِيمِهِ ... )

(والصُّبْحُ قد نَشَّم فِي} أَدِيمِهِ ... )
وَهُوَ مجازٌ، ويقالُ: ظَلَّ (أَدِيمَ النَّهارِ صائِمًا، و) أَدِيمَ اللَّيْلِ قَائِمًا، يَعْنُون كُلَّه. وفلانٌ بَرِيء الأَدِيمِ مِمَّا لُطِّخ بِهِ، وَهُوَ مجَاز. {والأُدْمَةُ: الحُمْرَة كَذَا بِخَطِّ أبي سَهْل. ورجٌ} آدَمُ: أَحْمَرُ اللَّوْنِ. ويُقال:! الأُدْمَةُ فِي الإِبِل: البَياضُ
الشَّدِيد، قَالَ الأَخْطَل فِي كَعْبِ بن جُعَيْل: (فإِنْ أَهْجُهُ يَضْجَر كَمَا ضَجْرَ بازِلٌ ... من الأُدْمِ دَبْرَتْ صَفْحتاهُ وغارِبُه)
كَمَا فِي الصّحاح. {وأُدْماءُ، بالضَّمّ والمَدّ: موضعٌ بَين خَيْبَر ودِيارِ طَيىء. وثَمَّ غَدِيرُ مُطْرق، قَالَه ياقوت.} واسْتَأْدَمَه: طَلَب مِنْهُ {الإدامَ} فَأَدَمَهُ. وطعامٌ {أَدِيمٌ:} مَأدُومٌ. {وأُدْمانُ، كَعُثْمانَ: شُعْبة تَدْفَع عَن يَمِين بَدْر بَيْنهما ثلاثةُ أَمْيالٍ، قَالَه يَعْقُوب، وَأنْشد لكُثَيِّرٍ:
(لِمَنِ الدّيارُ بأَبْرَقِ الحَنّانِ ... فالبُرْقِ فالهَضَباتِ من} أُدْمانِ)
{وأَدَمُ، مُحرّكة: أَوّل مَنْزِلٍ من واسِطِ الحَجَّاج للقاصِدِين مَكَّةَ.} وأُدُمٌ، بِضَمَّتَيْنِ: قَرْيَةٌ بِالطَّائِف. وَمن الكِنايَة: لَيْسَ بَيْنَ الدّراهِمِ {والأَدَمِ مِثْلُه، أَي: بَين العِراقِ واليَمَنِ؛ لأَنَّ تَبايُعَ أَهْلِهِما بالدَّراهم والجُلُود، كَذَا فِي الأساس.} والأَدَمِيُّ، مُحَرَّكَة: من يَبِيعُ الجُلُودَ، وَإِلَيْهِ نُسِبَ إبراهيمُ بنُ راشِدٍ، وداودُ بنُ مهرانَ، وَأَبُو الحَسَن عليّ بن الفَضْل، وَأَبُو قُتَيْبَةَ مُسْلِمُ بن الفَضْلِ، وغيرُهم.
أد م

استأدمني فأدمته وآدمته. وطعام
(أ د م) : (الْأَدَمُ) بِفَتْحَتَيْنِ اسْمٌ لِجَمْعِ أَدِيمٍ وَهُوَ الْجِلْدُ الْمَدْبُوغُ الْمُصْلَحُ بِالدِّبَاغِ مِنْ الْإِدَامِ وَهُوَ مَا يُؤْتَدَمُ بِهِ وَالْجَمْعُ أُدُمٌ بِضَمَّتَيْنِ قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ مَعْنَاهُ الَّذِي يُطَيِّبُ الْخُبْزَ وَيُصْلِحُهُ وَيَلْتَذُّ بِهِ الْآكِلُ وَالْأُدْمُ مِثْلُهُ وَالْجَمْعُ آدَامٌ كَحُلْمٍ وَأَحْلَامٍ وَمَدَارُ التَّرْكِيبِ عَلَى الْمُوَافَقَةِ وَالْمُلَاءَمَةِ وَهُوَ أَعْنِي الْإِدَامَ عَامٌّ فِي الْمَائِعِ وَغَيْرِهِ وَأَمَّا الصِّبْغُ فَمُخْتَصٌّ بِالْمَائِعِ وَكَذَا الصِّبَاغُ.
أدم: أدَّم الخبز ب: أكل الخبز بالادام (بوشر).
تأدم به: أكله أداما مع الخبز (فوك، وبيطار وقد نقله عنه دى ساسي مختار (1: 148) ففي نسخة أمنه: يتأدم به مملوحا بالخبز. وفي نسخة ب: مع الخبز. وهو أصح.
ادام: صباغ (همبرت 15) مرق، حساء (همبرت 13) - والادام: الطعام الذي يتقاضاه الملوك من اتباعهم أصحاب الإقطاع.
أديم: يقال أديم النبيذ مجازا ويراد به وجهه ولونه (معجم مسلم).
إداميّ: بائع الإِدام وهو كل ما يؤتدم به مع الخبز، ففي بيطار (1: 48): وقد يتخذ الاداميون بالشام منه أخلاطا باللبن.
آدامي: مؤدب، مهذب، حسن الأدب والسلوك. (بوشر، زيشر 22: 119) ويقال في الجمع: ناس اوادم، أو أوادم فقط (نفس المصدر).
أ د م: (الْأَدَمُ) بِفَتْحَتَيْنِ جَمْعُ (أَدِيمٍ) وَقَدْ يُجْمَعُ عَلَى (آدِمَةٍ) كَــرَغِيفٍ وَأَرْغِفَةٍ، وَرُبَّمَا سُمِّيَ وَجْهُ الْأَرْضِ (أَدِيمًا) وَ (الْأَدَمَةُ) بَاطِنُ الْجِلْدِ الَّذِي يَلِي اللَّحْمَ، وَالْبَشَرَةُ ظَاهِرُهَا وَ (الْأُدْمَةُ) السُّمْرَةُ. وَ (الْآدَمُ) مِنَ النَّاسِ الْأَسْمَرُ وَالْجَمْعُ (أُدْمَانٌ) . وَ (الْآدَمُ) مِنَ الْإِبِلِ الشَّدِيدُ الْبَيَاضِ، وَقِيلَ هُوَ الْأَبْيَضُ الْأَسْوَدُ الْمُقْلَتَيْنِ يُقَالُ: بَعِيرٌ (آدَمُ) وَنَاقَةٌ (أَدْمَاءُ) وَالْجَمْعُ (أُدْمٌ) وَ (آدَمُ) أَبُو الْبَشَرِ. وَ (الْأُدْمُ) وَ (الْإِدَامُ) مَا (يُؤْتَدَمُ) بِهِ تَقُولُ مِنْهُ أَدَمَ الْخُبْزَ بِاللَّحْمِ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَ (الْأَدْمُ) الْأُلْفَةُ وَالِاتِّفَاقُ يُقَالُ: (أَدَمَ) اللَّهُ بَيْنَهُمَا أَيْ أَصْلَحَ وَأَلَّفَ وَبَابُهُ أَيْضًا ضَرَبَ وَكَذَا (آدَمَ) اللَّهُ بَيْنَهُمَا فَعَلَ وَأَفْعَلَ بِمَعْنًى. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَوْ نَظَرْتَ إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا» يَعْنِي أَنْ تَكُونَ بَيْنَكُمَا الْمَحَبَّةُ وَالِاتِّفَاقُ. 
[أد م] الأُدْمَةُ: القَرابَة والوَسِيلَةُ، وقِيلَ: الخُلْطَةُ. وقيلَ: المُوافَقَة. وأَدَمَ اللهُ بَيْنَهُم يَأْدِمُ أَدْماً، وآدَمَ: لأَمَ. وكُلُّ مُوافِقٍ: إِدامٌ، قالَتْ غادِيَةُ الدُّبَيْرِيَّةُ:

(كانُوا لِمَنْ خالَطَهُم إِدامَا ... )

قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: وإِدامُ: اسمُ امْرَأَة، من ذِلكَ، وأَنْشَدَ:

(أَلاَ ظَعَنَتْ لطِيَّتها إِدامُ ... وكُلُّ وِصالِ غانِيَةٍ زِمامُ)

وأًَدَمَهُ بأَهْلهِ أِدْمًا: خَلَطَه. وفُلانٌ أَدمُ أَهْلِهِ، وأَدْمَتُهُمْ، وأَدَمَتُهُم، أي: إِسْوَتُهُم وبه يُعْرَفُونَ. وأًَدَمَهُمْ يَأْدُمُهم أَدْماً: كانَ لَهْم أَدَمَةً، عن ابنِ الأَعْرابِيٍّ. والإدَامُ مَعْرُوفٌ، والجَمْعُ آدِمَةٌ، وهو الأُدْمُ أيضاً، والجَمْعُ آدَامٌ. وقد ائْتَدَمَ به. وأَدَمَ الخُبْزَ يَأْدِمُه أَدْماً: خَلَطَه بالأُدْمِ، ومِنْهُ قولُ خَدِيجَةَ للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: ((فواللهِ إِنَّكَ لتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وتَطْعِمُ الَمأْدُوم)) . وقَوْلُ أمْرًَأَةِ دُرَيْدِ بنِ الصِّمَّةِ حينَ طَلَّقَها: ((أبَا فُلانٍ تُطَلِّقُنِي، فواللهِ لَقَدْ أبْثَثْتُكَ مَكْتُومِي، وأَطْعَمْتُكَ مَأْدُومِي، وجِئْتُكَ باهِلاً)) . إِنَّما عَنَتْ بالَمأْدُومِ الخُلُقَ الحَسَنَ. وآدَمَ القُومَ: أَدَمَ لهم خُبْزَهُمْ، وأنشدَ يَعْقُوبُ في صِفَةِ كلابِ الصَّيْدِ:

(فََهْي تُبارِي كُلَّ سارٍ سُهْوَقِ ... )

(لا يُؤِدْمُ القَوْم إِذا لمْ يُغْبَقِ ... )

وقولُهم: ((سَمْنَهُم في أِديِمِهِم)) . يَعْنِي طَعامَهُم المَأْدُومَ، أي: خَيرُهُم راجِعٌ فِيهِمِ. والأَدِيمُ: الجِلْدُ ما كانَ، وقِيلَ: الأَحْمَرَ. وقِيلَ: هو المَدْبُوغُ. وقيل: هو بَعْدَ الأَفِيقِ، وذلك إِذا تَمَّ واحْمَرَّ. واسْتَعارَهُ بعضُهم للحَرْبِ، فقالَ - أَنْشَدَِهُ بَعْضُهمُ للحارِثِ بنِ وَعْلَةَ _:

(وإِيّاكَ والْحْرْبَ الَّتِي لا أَدِيُمهَا ... صِحِيحٌ وقَدْ تُعْدِي الصِّحاحَ عَلَى السُّقْمِ)

إِنَّما أرادَ: لا اَدِيمُ أَهْلِها، وأَرادَ على ذاتِ السُّقْمِ، والجَمْعُ: آدِمَةٌ وأُدُمٌ بضمّتَيْنِ، عن الِّحْيانِيِّ. وعِنْدِي أَنَّ مَنْ قالَ: رُسْلٌ. فسَكَّن قال: أًَدْمٌ، هذا مُطِّرِدٌ. والأَدَمُ: اسمٌ للجَمْعِ عندَ سِيبَوَيْهِ، والآدامُ: جِمعُ أَدِيمٍ، كَيتِيمٍ وأَيْتامٍ، وإِنْ كانَ هذا في الصِّفَةِ أَكْثَر، وقد يَجُوزُ أَِنْ يَكُونَ جمعَ أَدَمِ، أَِنْشَدَ ثَعْلَبٌ:

(إِذا جَعَلْتَ الدَّلْوَ فِي خِطامِها ... )

(حَمْراءَ مِنْ مَكَّةَ أو أَحْرامِها ... )

(أو بَعْضِ ما يُباعُ من آدامِها ... )

والأَدَمَةُ: باطِنُ الجِلْدِ الّذي يَلِي اللَّحْمِ، وقِيلَ: ظاهِرهُ الَّذيِ عَلَيْهِ الشَّعَر، وباطِنُه البَشَرةُ، وقد يَجُوزُ أنْ يَكُونَ الأَدَمُ جَمْعاً لِهذاَ، بل هو القِياسُ، إِلاَّ أَنّ سِيبوَيَهْ جَعَلَه اسْماً للجَمْعِ، ونَطَّرَة بأَفِيقٍ وأَفَقٍ. وهو الأديمُ أيضاً. وآدَمَ الأَدِيم: أَظْهَرَ أَدَمَتَه، قالَ العجّاجُ:

(فِي صَلَبٍ مِثْل العِنَانِ المُؤْدَمِ ... ) ورَجُلِّ مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ: حاذِقٌ مُجَرَّبٌ، قد جَمَعَ لِينَ الأَدَمَةِ، وخُشُونَةَ البَشَرَةِ. وقال ابنُ الأَعْرابِيٍّ: معناه: كَرِيمُ الجِلْدِ غَلِيظُه جَيِّدُه. وامْرَأةٌ مُؤْدَمَةٌ مُبْشَرَةُ: إذا حسُن مَنْظَرُهَا وَصَحَّ مُخْبَرها، وقَدْ يُقَالُ: رَجلٌ مُبْشَرٌ مُؤْدَمٌ، وامْرَأةٌ مُبْشَرَةٌ مُؤْدَمَةٌ. فيُقَدِّمُونَ المُبْشَرَ على المُؤْدِمِ، والأَوَّلُ أَعْرَفُ، أَعْنِي تَقْدِيمَ المُؤْدَمِ عَلَى المُبْشَرِ. وقِيلَ: الأَدَمَةُ: ما ظَهَرَ من جِلْدَةِ الرَّأْسِ. وأَدَمَةُ الأَرْضِ: باطِنُها، وأدِيمُها: وَجْهَها. وأَدِيمُ اللَّيْلِ: ظُلْمَتُه، عن ابنِ الأَعْرابِيٍّ، وأنْشَدَ:

(قد أَغْتدِي واللَّيْلُ في حَرِيمِه ... )

(والصَّبْحُ قَدْ نَشَّمَ في أَديِمِهِ ... )

وأَدِيمُ النَّهارِ: بَياضُه، حَكَى ابنُ الأَعْرابِيِّ: ما رَأَيْتُهُ في أَديِم نهارٍ، ولا سَوادِ لَيْلٍ، وقِيلَ: أَدِيمُ النَّهارِ: عامَّتُه. وحَكَى اللِّحْيانِيُّ: جئْتُكَ أَدِيمَ الضُّحى: أي في أَوَّلَهِ، كما تَقُولُ: جِئْتُكَ شَدَّ الضُّحَى، كأَنَّه يُرِيدُ ارْتِفاعَ الضُّحَى. وأدِيمُ السَّماءِ: ما ظَهَرَ مِنْها. وفُلانٌ بَرِيءُ الأَدِيِم مّما يُلْطَخُ به. والأُدْمَةُ في الإبِلِ: لَوْنٌ مُشْرَبٌ سَواداً أو بَياضاً، وقِيلَ: هو البَياضُ الواضِحُ، وهي في الظِّباءَ: لَوْنٌ مُشْرَبٌ بيَاضاً، وفي الإنْسانِ: السُّمْرَةُ. قالَ أبو حَنِيفَةَ: الأُدْمَةُ: البَياضُ، وقد أَدِمَ وأَدُمَ فهو آدَمُ، والجمعُ: أُدْمٌ، كَسَّرُوه على فُعْلٍ، كما كَسَّرُوا فَعُولاً على فُعُلٍ، نحو صَبُورٍ وصُبُرٍ؛ لأَنَّ أَفْعَلَ من الثَّلاثَةِ، وفيهِ زِيادَةٌ، كما أَنَّ فَعُولاً فيه زيادَةٌ، وعِدَّةُ حُرُوفِه كعِدَّةِ حُرُوفِ فَعُول، إلاَّ أَنَّهُم لا يُثَقَّلُونَ العَيْنَ في جَمْعِ أَفْعَلَ، إلاَّ أَنْ يُضْطَرَّ شاعِرٌ، وقد قَالُوا في جَمْعِه أُدْمانٌ، والأُنْثَى أَدْماءُ، وجَمْعُها أُدْمٌ، ولا تَجْمَعُ على فُعْلانٍ، وقولُ ذِي الرُّمَّةِ:

(والجِيدِ من أَدْمانَةٍ عَتُودُ ... )

عِيبَ عليهِ، فَقَيل: إِنّما يُقال: هي أَدْماءٌ. والأُدْمانُ: جَمْعٌ كأَحْمَرَ وحُمَرانٌ، وأَنْتَ لا تَقُول: حُمْرانَةٌ ولا صُفْرانَةٌ. وكان أبُو عِليٍّ يَقْولِ: بُنِيَ من هذا الأًصلِ فًعلانَةٌ كخُمْصانِةٍ. والعَرَبٌ تقولُ: ((قُرَيْشُ الإِبلِ أَدْمُها وصُهْبُها)) يَذْهَبُونَ في ذلك إِلى تَفْضِيلِهما على سائِرِ الإبِل، وقد أَوََْضَحُوا ذلك بقَوْلِهم: خَيْرُ الإِبلِ صُهْبُها وحَمْرُها. فجَعلُوها خيرَ أَنْواعِ الإِبلِ، كما أَنَّ قُرَيْشاً خيرُ النّاسِ. والأُدْمُ من الظِّباءِ: ظِباءٌ بِيضٌ تَعُلُوها جَدَدٌ فيها غُبْرَةٌ. وآدَمُ: أبو البَشَرِ، صلى الله عليه وسلم، اخْتَلَفُوا في اشْتِقاقِ اسْمِه، فقالَ بعَضهم: سُمَّيَ آدَمَ؛ لأَنَّهُ خُلِقَ من أَدَمَة الأَرْضِ، وقالَ بعضُهمِ: لأُدْمَةٍ جَعلَها اللهُ فيهُ. وقولُه:

(سادُوا المُلُوكَ وأَصْبَحُوا في آدَمٍ ... بَلَغُوا بِها غُرَّ الوُجُوهِ فُحُولاَ)

جَعَلَ آدَمَ اسْماً للقبِيلَةِ؛ لأَنَّه قالَ: ((بَلَغُوا بها)) . فأَنَّثَ وجَمَعَ وصَرَفَ آدَمَ ضرُورَة، وقولُه:

(النّاسُ أَخْيافٌ وشَتَّي في الشِّيَمْ ... )

(وكُلُّهْم يَجْمَعُهمُ بَيْتُ الأَدَم ... )

قيل: أرادَ آدَمَ: وقيل: أَرادَ الأَرْضَ. قالَ الأَخْفَشُ: لو جَعَلْتَ في الشِّعْرِ ((آدم)) مع ((هاشم)) لجازَ. قال ابنُ جِنِّي: وهذا هو الوَجْهُ القَوِيُّ، لأَنَّه لا يُحَقِّقُ أحَدٌ هَمْزَةَ آدَمَ، ولو كان تَحْقيِقُها حَسَناً لكانَ التَّحْقِيقُ حَقِيقاً بأَنْ يُسْمَعَ فِيها، وإذا كانَ بَدلاً البَتَّةَ وَجَبَ أن يُجْرَي على ما أَجْرَتْهُ عليه العَرَبُ من مُراعاةِ لَفْظِه، وتَنْزِيلِ هذه الهَمْزَةِ الأَخيرَةَِ مَنْزِلَة الأَلِفِ الزّائِدةِ الّتِي لاحَظَّ فيها للهَمْزِ، نَحْو: عالِمٍ، وصابِرٍ، ألا تَراهُم لمَا كَسَّرُوا قالُوا: آدَمُ وأَوادِمُ، كسالِمٍ وسَوالِمَ. والأَدمانُ في النَّخْلِ كالدَّمانِ: وهو العَفَنُ وقد تَقَدَّمَ، وقِيلَ: الأَدَمانُ: عَفَنٌ وسَوادٌ في قَلْبِ النَّخْلَةِ، وهو وَدِيُّهُ، عن كُراع، ولم يَقُلْ أَحَدٌ في القَلْبِ إِنَّه الوَدِيُّ إلا هَوَ. والأَدَمانُ: شَجَرَةٌ، حَكاهَا أبو حَنِيفَةَ، قال: ولم أَسْمَعْها إِلا مِنْ شُبَيْلِ بنِ عَزْرَةَ. والإيدامَةُ: الأَرْضُ الصَّلْبَةُ من غيرِ حِجارَةٍ. وأَدَمَى والأُدَمَى: مَوْضِعٌ، وقيل: الأُدَمَى: أَرْضٌ بظَهْرِ اليَمامِةَ. وأَدامُ: بَلْدَةٌ. قال صَخْرُ الغَيِّ:

(لَقَدْ أَجْرَى لَمصْرَعِه تَلِيدٌ ... وساقَتْهُ المَنِيَّةُ من أَدَامَا)

وأُدَيْمَةُ: مَوْضِعٌ، قال ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّة:

(كأَنَّ بَنِي عَمْرِو يُرادُ بدارِم ... بنَعمانَ راعٍ في أُدَيْمَةَ مُعْزِبُ)

يَقُولُ: كأَنَّهُم من امْتِناعِهِم عَلَى من أَرادَهُم في جَبَلٍ وإنْ كانُوا في السَّهْلِ.

أدم: الأُدْمةُ: القَرابةُ والوَسيلةُ إِلى الشيء. يقال: فلان أُدْمَتي

إِليك أَي وَسيلَتي. ويقال: بينهما أُدْمةٌ ومُلْحة أَي خُلْطةٌ، وقيل:

الأُدْمة الخُلْطة، وقيل: المُوافَقةُ. والأُدْمُ: الأُلْفَةُ والاتِّفاق؛

وأَدَمَ الله بينهم يَأْدِمُ أَدْماً. ويقال: آدَم بينهما يُؤْدِمُ

إِيداماً أَيضاً، فَعَل وأَفْعَل بمعنى؛ وأَنشد:

والبِيضُ لا يُؤْدِمْنَ إِلاَّ مُؤْدَما

أَي لا يُحْبِبْنَ إِلاَّ مُحَبَّباً موضِعاً

(* قوله «الا محبباً

موضعاً» الذي في التهذيب: الا محبباً موضعاً لذلك). وأَدَمَ: لأَمَ وأَصْلَح

وأَلَّفَّ ووفَّق وكذلك آدم يُؤْدِمُ، بالمدّ، وكل موافق إِدامٌ؛ قالت

غاية الدُّبَيْرِيَّة:

كانوا لِمَنْ خالَطَهُمْ إِداما

وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه قال للمغيرة بن شُعبة

وخَطَبَ امرأَة لو نَظَرْت إِليها فإِنه أَحْرى أَن يُؤْدَمَ بينكما؛ قال

الكسائي: يُؤدَم بينكما يعني أَن تكون بينهما المحبَّة والاتِّفاق؛ قال

أَبو عبيد: لا أَرى الأَصل فيه إِلا من أَدْمِ الطعام لأَن صَلاحَه وطِيبَه

إِنما يكون بالإِدامِ، ولذلك يقال طعام مَأْدُومٌ.

قال ابن الأَعرابي: وإِدامُ اسم امرأَة من ذلك؛ وأَنشد:

أَلا ظَعَنَتْ لِطِيَّتِها إِدامُ،

وكلُّ وِصالِ غانِيةٍ زِمامُ

(* قوله «زمام» كذا في الأصل، وشرح القاموس بالزاي، ولعله بالراء).

وأَدَمَهُ بأَهْلهِ أَدْماً: خَلَطه. وفلان أَدْمُ أَهْلِه وأَدْمَتُهم

أَي أُسْوَتُهم، وبه يُعْرَفون. وأَدَمَهم يَأْدُمُهم أَدْماً: كان لهم

أَدَمَةٌ؛ عن ابن الأَعرابي. التهذيب: فلان أَدَمَةُ بني فلان، وقد

أَدَمَهم يَأْدُمُهم وهو الذي عَرّفهم الناس. الجوهري: يقال جعلتُ فلاناً

أَدَمَةَ أَهلي أَي أُسْوَتَهُم. والإِدامُ: معروف ما يُؤْتَدَمُ به مع الخبز.

وفي الحديث: نِعْمَ الإِدام الخَلُّ؛ الإِدام، بالكسر، والأُدْمُ،

بالضم: ما يؤكل بالخبز أَيَّ شيء كان. وفي الحديث: سَيِّدُ إِدامِِ أَهْل

الدُّنيا والآخرة اللحمُ؛ جعل اللحم أُدْماً وبعض الفقهاء لا يجعله أُدْماً

ويقول: لو حَلَفَ أَن لا يَأْتَدِمَ ثم أَكل لَحْماً لم يحنَث، والجمع

آدِمةٌ وجمع الأُدْمِ آدامٌ، وقد ائتَدَمَ به. وأَدَمَ الخبز يَأْدِمُه،

بالكسر، أَدْماً: خلطه بالأُدْم، وقال غيره: أَدَمَ الخبزَ باللحم؛ وأَنشد

ابن بري:

إِذا ما الخُبْزُ تَأْدِمُه بلَحْمٍ،

فذاك أَمانَة الله الثَّريدُ

وقال آخر:

تَطْبُخه ضُروعُها وتَأْدِمُهْ

قال: وشاهد الإِدامِ قولُ الشاعر:

الأَبْيَضانِ أَبْرَدا عِظامِي:

الماءُ والفَثُّ بلا إِدامِ

وفي حديث أُمّ مَعْبَد: أَنا رأَيت الشاةَ وإِنها لَتأْدُمُها وتَأْدُم

صِرْمَتها

(* قوله «وانها لتأدمها وتأدم صرمتها» ضبط في الأصل والنهاية

بضم الدال). وفي حديث أَنس: وعَصَرَتْ عليه أُمُّ سُلَيْم عُكَّةً لها

فأَدَمَتْه أَي خَلَطته وجعلت فيه إِداماً يؤْكل، يقال فيه بالمَدّ

والقَصْر، وروي بتشديد الدال على التكثير. وفي الحديث: أَنه مَرَّ بقوم فقال:

إِنَّكم تَأْتَدِمون على أَصحابكم فأَصْلِحوا رِحالَكم حتى تكونوا شامَةً في

الناس، أَي إِنَّ لكم من الغِنى ما يُصْلِحكم كالإِدامِ الذي يُصلِح

الخُبز، فإِذا أَصلَحتم حالكم كنْتُم في الناس كالشَّامة في الجسَد تَظْهرون

للناظِرين؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في بعض كتب الغريب مَرْوِيّاً

مَشْروحاً، والمعروف في الرواية: إِنكم قادِمون على أَصحابكم فأَصْلِحوا

رِحالَكم، قال: والظاهر، والله أَعلم، أَنه سَهْوٌ. وفي حديث خديجة، رضوان

الله عليها: فوالله إِنك لتَكْسِبُ المَعْدُوم وتُطْعِم المأْدوم. وقول

امرأَة دُرَيد بن الصِّمَّة حين طلَّقها: أَبا فلان، أَتُطَلِّقُني؟ فوالله

لقد أَبْثَثْتَك مَكْتُومي، وأَطْعَمْتُك مَأْدُومي، وجئتُك باهِلاً غير

ذات صِرارٍ؛ إِنما عَنَت بالمَأْدُومِ الخُلُق الحسَن، وأَرادت أَنها لم

تَمْنَع منه شيئاً كالناقة الباهِلة التي لم تُصَرَّ ويأْخُذ لبنَها مَن

شاء.

وأَدَمَ القومَ: أَدَمَ لهم خُبْزَهم؛ أَنشد يعقوب في صفة كلاب الصيد:

فهي تُباري كلَّ سارٍ سَوْهَقِ،

وتُؤْدِمُ القوم إِذا لم تُغْبقِ

(* قوله «فهي تباري إلخ» هكذا في الأصل هنا، وتقدم في مادة سهق عل غير

هذا الوجه وأتى بمشطورين بين هذين المشطورين).

وقولهم: سَمْنُهم في أَديمهم، يعني طَعامَهم المَأْدُوم أَي خُبزهم راجع

فيهم. التهذيب: من أَمثالهم: سَمْنُكم هُرِيقَ في أَدِيمِكم أَي في

مَأْدُومِكم، ويقال: في سِقائكم.

والأَدِيمُ: الجِلْد ما كان، وقيل: الأَحْمَر، وقيل: هو المَدْبوغُ،

وقيل: هو بعد الأَفيق، وذلك إِذا تَمَّ واحْمَرَّ، واستعاره بعضهم للحرب

فقال أَنشده بعضهم للحرث بن وَعْلة:

وإِيَّاك والحَرْبَ التي لا أَدِيمها

صحيحٌ، وقد تُعْدَى الصِّحاحُ على السُّقْمِ

إِنما أَراد لا أَدِيمَ لها، وأَراد على ذَوات السُّقْم، والجمع آدِمَةٌ

وأُدُمٌ، بضمتين؛ عن اللحياني؛ قال ابن سيده: وعندي أَن من قال رُسْل

فسكَّنَ قال أُدْمٌ، هذا مطرد، والأَدَمُ، بنصب الدال: اسم للجمع عند

سيبويه مثل أَفِيقٍ وأَفَقٍ. والآدامُ: جمع أَدِيمٍ كَيَتيمٍ وأَيْتام، وإِن

كان هذا في الصفة أَكثر، قال: وقد يجوز أَن يكون جمع أَدَمٍ؛ أَنشد

ثعلب:إِذا جَعَلْت الدَّلْوَ في خِطامِها

حَمْراءَ من مكَّة، أَو حَرَامِها،

أَو بعض ما يُبْتاع من آدامِها

والأَدَمَةُ: باطنُ الجلْد الذي يَلي اللحم والبَشَرةُ ظاهرها، وقيل:

ظاهرهُ الذي عليه الشعَر وباطنه البَشَرة؛ قال ابن سيده: وقد يجوز أَن يكون

الأَدَم جمعاً لهذا بل هو القياس، إِلاَّ أَن سيبويه جعله اسماً للجمع

ونَظَّره وأَفَيقٍ، وهو الأَدِيمُ أَيضاً. الأَصمعي: يقال للجلد إِهابٌ،

والجمع أُهُبٌ وأَهَبٌ، مؤنثة، فأَما الأَدَمُ والأَفَقُ فمذكَّران إِلاّ

أَن يقْصد قَصْد الجلودِ والآدِمَة فتقول: هي الأَدَمُ والأَفَقُ. ويقال:

أَدِيمٌ وآدِمَةٌ في الجمع الأَقلّ، على أَفعِلة. يقال: ثلاثة آدِمةٌ

وأَربعة آدِمةٍ. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: قال لرجل ما مالُكَ؟ فقال:

أَقْرُنٌ وآدِمةٌ في المَنِيئةِ؛ الآدِمةُ، بالمدّ: جمع أَديم مثل رَغِيف

وأَرْغِفة، قال: والمشهور في جمعه أُدَم، والمَنِيئةُ، بالهمز: الدِّباغ.

وآدَمَ الأَدِيمَ: أَظهر أَدَمَتَهُ؛ قال العجاج:

(* قوله «قال العجاج»

عبارة الجوهري في صلب: والصلب، بالتحريك، لغة في الصلب من الظهر، قال

العجاج يصف امرأة:

ريا العظام فخمة المخدّم * في صَلَبٍ مثل العِنانِ

المُؤْدَمِ) :

في صَلَبٍ مثل العِنانِ المُؤْدَمِ

وأَدِيمُ كل شيء: ظاهِرُ جلْدِه. وأَدَمَةُ الأَرض: وجهُها؛ قال

الجوهري: وربما سمي وجْهُ الأَرض أَديماً؛ قال الأَعشى:

يَوْماً تَراها كَشِبْه أَرْدِية الـ

ـعَصْب، ويوماً أَدِيُمها نَغِلا

ورجل مُؤْدَمٌ أَي مَحبْوب. ورجل مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ: حاذقٌ مُجَرَّب قد

جمع لِيناً وشدَّةً مع المعرفة بالأُمور، وأَصلُه من أَدَمَةِ الجلد

وبَشَرَته، فالبَشرةُ ظاهِرةُ، وهو مَنْبتُ

الشعَر. والأَدَمةُ: باطِنُه، وهو الذي يَلي اللَّحْم، فالذي يراد منه

أَنه قد جَمع لينَ الأَدَمةِ وخُشونَة البَشرة وجرَّب الأُمورَ؛ وقال ابن

الأَعرابي: معناه كريم الجلْدِ غلِيظُه جَيِّده؛ وقال الأَصمعي: فلان

مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ أَي هو جامع يصلُح للشدَّة والرَّخاء، وفي المثل: إِنما

يُعاتَبُ الأَدِيمُ ذو البَشرةِ أَي يُعادُ في الدِّباغِ، ومعناه إِنما

يُعاتَب من يُرْجَى وفيه مُسْكةٌ وقُوَّةٌ ويُراجَع مَن فيه مُراجَعٌ.

ويقال: بَشَرْتُه وأَدَمْتُه ومَشَنْتُه أَي قَشَرْته، والأدِيمُ إِذا

نَغِلَتْ بَشَرَته فقد بَطَل. ويقال: آدَمْتُ الجلد بَشَرْتُ أَدَمَتَهُ.

وامرأَة مُؤدَمَةٌ مُبْشَرَةٌ: إِذا حسن مَنْظَرُها وصحَّ مَخْبَرُها.

وفي حديث نَجبَة: ابنتُك المُؤْدَمَة المُبْشَرة. يُقال للرجل الكامل: إِنه

لَمُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ، أَي جمع لينَ الأَدَمِة ونُعُومَتَها، وهي باطن

الجِلْد، وشدَّة البشرة وخُشونَتها، وهي ظاهره. قال ابن سيده: وقد يقال رجل

مُبْشَرٌ مُؤْدَمٌ وامرأَة مُبْشَرة مُؤْدَمَةٌ فيُقدِّمون المُبْشَر

على المؤدَم، قال: والأَول أَعرف أَعني تقديم المُؤْدَمِ على المُبْشَر.

وقيل: الأَدَمةُ ما ظهر من جلدة الرأْس. وأَدَمَةُ الأَرض: باطِنُها،

وأَدِيُمها، وَجْهُها، وأَدِيمُ الليل: ظلمته؛ عن ابن الأَعرابي؛

وأَنشد:قد أَغْتَدِي والليلُ في جَرِيمِه،

والصُّبْحُ قد نَشَّمَ في أَدِيمهِ

وأَدِيمُ النهار: بَياضُه. حكى ابن الأَعرابي: ما رأَيته في أَدِيمِ

نَهارٍ ولا سَوادِ لَيْلٍ، وقيل: أَدِيمُ النهار عامَّته. وحكى اللحياني:

جئتُك اديمَ الضُّحي أَي عند ارتفاع الضُّحى. وأَديمُ

السماء: ما ظهَر منها. وفلان بَرِيءُ الأَدِيمِ مما يُلْطخ به.

والأُدْمَةُ: السُّمرةُ. والآدَمُ من الناس: الأَسْمَرُ. ابن سيده:

الأُدْمةُ في الإِبل لَوْنٌ مُشْرَب سَواداً أَو بياضاً، وقيل: هو البياضُ

الواضِحُ، وقيل: في الظِّباء لَوْنٌ مُشْرَبٌ بياضاً وفي الإِنسان

السُّمرة. قال أَبو حنيفة: الأُدْمةُ البياضُ، وقد أَدِمَ وأَدُمَ، فهو آدمُ،

والجمع أُدْمٌ، كسَّروه على فُعْل كما كسَّروا فَعُولاً على فُعُل، نحو

صَبور وصُبُرٍ، لأَن أَفْعَل من الثلاثة

(* قوله «لأن أفعل من الثلاثة إلخ»

هكذا في الأصل، ولعله لان أفعل من ذي الثلاثة وفيه زيادة كما أن فعولا

إلخ). وفيه كما أَن فَعُولاً فيه زيادة وعدة حُروفه كعِدَّة حُروف فَعُول،

إِلاَّ أَنهم لا يثقِّلون العين في جمع أَفْعَل إِلاَّ أَن يُضطَرَّ

شاعر، وقد قالوا في جمعه أُدْمانٌ، والأُنثى أَدْماءُ وجمعها أُدْمٌ، ولا

يجمع على فُعْلان؛ وقول ذي الرمة:

والجِيدُ، من أُدْمانَةٍ، عَتُودُ

عِيبَ عليه فقيل: إِنما يقال هي أَدْماءُ، والأُدْمان جمع كأَحْمَر

وحُمْران، وأَنت لا تقول حُمْرانة ولا صُفْرانة، وكان أَبو عليّ يقول: بُنَيَ

من هذا الأَصل فُعْلانة كخُمْصانة. والعرب تقول: قُرَيْش الإِبلِ

أُدْمُها وصُهْبَتُها، يذهبون في ذلك إِلى تفضيلها على سائر الإِبلِ، وقد

أَوضحوا ذلك بقولهم: خَيرُ الإِبل صُهْبُها وحُمْرُها، فجعلوهما خيرَ أَنواع

الإِبل، كما أَنّ قُرَيْشاً خيرُ الناس. وفي الحديث: أَنه لمَّا خرج من

مكة قال له رجل: إِن كنتَ تُريد النساء البيضَ والنُّوقَ الأُدْمَ

فعَلَيْكَ بَبَنِي مُدْلِجٍ؛ قال ابن الأَثير: الأُدْم جمع آدم كأَحْمَر وحُمْر.

والأُدْمة في الإِبل: البياض مع سواد المُقْلَتَيْن، قال: وهي في الناس

السُّمرة الشديدة، وقيل: هو من أُدْمة الأَرض، وهو لَوْنُها، قال: وبه سمي

آدم أَبو البَشَر، على نبينا وعليه الصلاة والسلام.

الليث: والأُدْمةُ في الناس شُرْبةٌ من سَواد، وفي الإِبِل والظِّباء

بَياض. يقال: ظَبْيَة أَدْماء، قال: ولم أَسمع أَحداً يقول للذُّكور من

الظِّباء أُدْمٌ، قال: وإن قيل كان قياساً. وقال الأَصمعي: الآدَمُ من

الإِبل الأَبْيض، فإِن خالطته حُمْرة فهو أَصْهب، فإِن خالَطَتِ الحُمْرة

صَفاءً فهو مُدَمّىً. قال: والأُدْمُ من الظِّباء بيضٌ تَعْلوهُنّ جُدَدٌ

فيهنَّ غُبْرة، فإِن كانت خالصة البَياض فهي الآرامُ. وروى الأَزهري بسنده

عن أَحمد بن عبيد بن ناصح قال: كُنّا نأْلَف مجلِس أَبي أَيوب بن أُخت

الوزير فقال لنا يوماً، وكان ابنُ السكيت حاضراً: ما تَقولُْ في الأُدْمِ من

الظِّباء؟ فقال: هي البيضُ البُطون السُّمْر الظُّهور يَفْصِل بين

لَوْنِ ظُهورِها وبُطونها جُدَّتان مِسْكِيَّتان، قال: فالتفت إِليَّ وقال: ما

تقول يا أَبا جعفر؟ فقلت؟ الأُدْمُ على ضَرْبين: أَما التي مَساكنها

الجِبال في بِلاد قَيسْ فهي على ما وَصَف، وأَما التي مَساكنها الرمْل في

بلاد تَميم فهي الخَوالِص البَياض، فأَنكر يعقوب واستأْذن ابنُ الأَعرابي

على تَفِيئَةِ ذلك فقال أَبو أَيوب: قد جاءكم مَن يفصِل بينكم، فدَخَل،

فقال له أَبو أَيوب: يا أَبا عبد الله، ما تقول في الأُدْم من الظِّباء؟

فتكلَّم كأَنما يَنْطِق عن لسان ابن السكِّيت، فقلت: يا أَبا عبد الله، ما

تقول في ذي الرمة؟ قال: شاعر، قلت: ما تقول في قصيدته صَيْدَح

(* قوله

«في قصيدته صيدح» هكذا في الأصل والتهذيب وشرح القاموس، ولعله في قصيدته في

صيدح لأنه اسم لناقة ذي الرمة ويمكن أن يكون سمى القصيدة باسمها)؟ قال:

هو بها أَعرف منها به، فأَنشدته:

من المُؤْلِفاتِ الرَّمْل أَدْماءُ حُرَّةٌ،

شُعاعُ الضُّحى في مَتْنِها يَتَوَضَّح

فسكت ابنُ

الأَعرابي وقال: هي العرب تقول ما شاءت. ابن سيده: الأُدْمُ من الظِّباء

ظِباء بيضٌ يَعْلوها جُدَدٌ فيها غُبْرة، زاد غيره: وتسكُن الجِبال،

قال: وهي على أَلْوان الجبال؛ يقال: ظَبْية أَدْماء؛ قال: وقد جاء في شعر ذي

الرمة أُدْمانة؛ قال:

أَقُول للرَّكْب لمَّا أَعْرَضَتْ أُصُلاً:

أُدْمانةٌ لمْ تُرَبِّيها الأَجالِيدُ

قال ابن بري: الأَجاليد جمع أَجْلاد، وأَجْلاد جمع جَلَد، وهو ما صَلُب

من الأَرض، وأَنكر الأَصمعي أُدْمانة لأَن أُدْماناً جمعٌ مثل حُمْران

وسُودان ولا تدخله الهاء، وقال غيره: أُدْمانةٌ وأُدْمان مثل خُمْصانة

وخُمْصان، فجعله مُفرداً لا جمعاً، قال: فعلى هذا يصح قوله. الجوهري:

والأُدْمة في الإِبِلِ البياض الشديد. يقال: بعير آدَم وناقة أَدْماء، والجمع

أُدْمٌ؛ قال الأَخْطل في كَعْب بن جُعَيْل:

فإِنْ أَهْجُهُ يَضْجَرْ كما ضَجْرَ بازِلٌ

من الأُدْمِ، دَبْرَت صَفْحَتاه وغارِبُهْ

ويقال: هو الأَبيضُ الأَسودُ المُقْلَتَيْن.

واختُلف في اشتِقاق اسم آدَم فقال بعضهم: سُمِّيَ آدَم لأَنه خُلِق من

أَدَمةِ الأَرض، وقال بعضهم: لأُدْمةٍ جعلَها الله تعالى فيه، وقال

الجوهري: آدَمُ أَصله بهمزتين لأَنه أَفْعَل، إِلا أَنهم لَيَّنُوا الثانية،

فإِذا احتَجْت إِلى تحريكها جعلتها واواً وقلت أَوادِم في الجمع، لأَنه ليس

لها أَصل في الياء معروف، فَجُعِلَ الغالبُ

عليها الواو؛ عن الأَخفش؛ قال ابن بري: كل أَلِفق مجهولة لا يُعْرَف

عَمَّاذا انْقِلابُها، وكانت عن همزة بعد همزة يدعو أَمْرٌ إِلى تحريكها،

فإِنها تبدَل واواً حملاً على ضَوارب وضُوَيْرب، فهذا حكمُها في كلام العرب

إِلا أَن تكون طَرفاً رابعةً فحينئذ تبدل ياءً؛ وقال الزجاج

(*قوله

«وقال الزجاج إلخ» كذا في الأصل، وعبارة التهذيب: وقال الزجاج يقول أهل اللغة

في آدم إن اشتقاقه من أديم الأرض لأنه خلق من تراب): يقول أَهلُ اللغة

إِنَّ اشْتِقاق آدم لأَنه خُلِق من تُراب، وكذلك الأُدْمةُ إِنَّما هي

مُشَبَّهة بلَوْن التُّراب؛ وقوله:

سادُوا الملُوكَ فأَصْبَحوا في آدَمٍ،

بَلَغُوا بها غُرَّ الوُجوهِ فُحُولا

جعل آدمَ اسْماً للقَبيلة لأَنه قال بَلَغوا بها، فأَنّث وجمَع وصرف آدم

ضرورة؛ وقوله:

الناسُ أَخْيافٌ وشَتَّى في الشِّيَمْ،

وكلُّهم يَجْمَعُهم بيتُ الأَدَمْ

قيل: أَراد آدَم، وقيل: أَراد الأَرض؛ قال الأَخفش: لو جعلت في الشعر

آدَم مع هاشم لجَاز؛ قال ابن جني: وهذا هو الوجه القويُّ لأَنه لا يحقِّق

أَحدٌ همزةَ آدَم، ولو كان تحقيقُها حَسَناً لكان التحقيقُ حَقيقاً بأَن

يُسْمَع فيها، وإِذا كان بَدلاً البتَّة وجَب أَن يُجْرى على ما أَجْرَتْه

عليه العرب من مُراعاة لفظِه وتنزيل هذه الهمزة الأَخيرة منزلةَ الأَلفِ

الزائدة التي لا حظَّ فيها للهمزة نحو عالم وصابر، أَلا تَرهم لما

كسّروا قالوا آدَم وأَوادِم كسالِم وسَوالِم؟

والأَدَمانُ في النَّخْل: كالدَّمانِ وهو العَفَن، وسيأْتي ذكره؛: وقيل:

الأَدَمانُ عَفَن وسَوادٌ في قلْب النَّخْلة وهو وَدِيُّه؛ عن كُراع،

ولم يقل أَحَد في القَلْب إِنه الوَدِيُّ إِلاَّ هو. والأَدَمان: شجرة؛

حكاها أَبو حنيفة، قال: ولم أَسمعها إِلا من شُبَيْل بن عزرة.

والإِيدامةُ: الأَرضُ

الصُّلْبة من غير حجارة مأْخوذة من أَديم الأَرض وهو وَجْهُها. الجوهري:

الأَياديمُ مُتون الأَرض لا واحد لها؛ قال ابن بري: والمشهور عند أهل

اللغة أَن واحدتها إِيدامة، وهي فيعالة من أَدِيم الأَرض؛ وكذا قال

الشيباني واحدتها إِيدامةٌ في قول الشاعر:

كما رَجَا من لُعابِ الشمْسِ، إِذَ وقَدَتْ،

عَطْشانُ رَبْعَ سَراب بالأَيادِيمِ

الأَصمعي: الإِيدامةُ

أَرض مُسْتَوِية صُلْبة ليست بالغَليظة، وجمعها الأَياديمُ، قال:

أُخِذَتِ الإِيدامةُ من الأَديمِ؛ قال ذو الرمَّة:

كأَنَّهُنَّ ذُرى هَدْيٍ محوبة

عنها الجِلالُ، إِذا ابْيَضَّ الأَياديمُ

(* قوله «كأنهن ذرى إلخ» الشطر الاول في الأصل من غير نقط، وكتب في هامش

الأصل وشرح القاموس:

كأنهن ذرى هدي بمجوبة

ثم شرحه شارح القاموس بمثل ما هنا، ولعل عنها في البيت بمعنى عليها كما

يؤخذ من تفسيره).

وابْيِضاضُ الأَياديمِ للسَّراب: يعني الإِبل التي أُهْدِيَتْ إِلى مكة

جُلِّلَتْ بالجِلال. وقال: الإِيدامةُ الصُّلْبة من غير حجارة. ابن شميل:

الإِيدامةُ من الأَرض السَّنَد الذي ليس بشديد الإشْراف، ولا يكون إِلا

في سُهول الأَرض، وهي تنبت ولكن في نَبْتِها زُمَرٌ، لِغِلَظِ مكانها

وقِلَّة اسْتقْرار الماء فيها.

وأُدمى، على فُعَلى، والأُدَمى: موضع، وقيل: الأُدَمى أَرض بظهر

اليمامة. وأَدام: بلد؛ قال صخر الغيّ:

لقد أَجْرى لِمَصْرَعِه تَلِيدٌ،

وساقَتْه المَنِيَّةُ من أداما

وأُدَيْمَةُ: موضع؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّة:

كأَن بَني عَمْرو يُرادُ ، بدارهم

بِنَعْمانَ، راعٍ في أُدَيْمَةَ مُعْزبُ

يقول: كأَنهم من امتناعِهم على مَن أَرادهم في جَبَل، وإِن كانوا في

السَّهْل.

رقق

(رقق) : الرَّقِيقان: ما بين الخاصِرَة والرُّفْعِ.
(رقق) قلبه لطفه وَلينه وَكَلَامه لطفه وَحسنه وزينه ومشيه مَشى مشيا سهلا وَبَينهمَا أَو مَا بَينهمَا أفسد

رقق


رَقَّ(n. ac. رِقَّة)
a. Became thin, fine, flimsy; was shallow.
b. Grew weak.
c. [La], Felt compassion for.
d.(n. ac. رِقّ), Was, became a slave.
رَقَّقَa. Made thin, fine; refined.
b. Used refined, elegant (language).

أَرْقَقَa. Made thin, fine; flattened; weakened.
b. Was weak; was badly off.
c. Enslaved, made a slave of.
d. Was ripe (grape).
تَرَقَّقَa. Was thin, fine; was flat.
b. see I (c)
إِسْتَرْقَقَa. see IV (c)
رَقّ
(pl.
رُقُوْق)
a. Thin parchment; sheet of paper.
b. Tortoise; turtle.

رَقَّة
(pl.
رِقَاْق)
a. Land situated by the river-side.

رِقّa. Slavery, bondage, servitude.
b. Soft ground.

رِقَّةa. Gentleness; compassion.
b. see 4 (a)
رُقّa. Shallow water.
b. see 2 (b)
رَقَقa. Thinness, fineness; flimsiness; scantiness.
b. see 2 (b)
رَقَاْقa. Soft ground.
b. Hot, scorching (day).
رُقَاْقa. see 22 (a)b. (pl.
رِقَاْق), Thin cake of bread.
رُقَاْقَةa. see 24 (b)
رَقِيْق
(pl.
رِقَاْق
رَقَاْئِقُ
أَرْقِقَآءُ)
a. Slave, bondsman, serf, thrall.
b. Thin, fine; weak.
c. Scanty; shallow.
d. Soft; gentle; sensitive; feeling.

مِرْقَاْقa. Rolling-pin.

رِقَّة العَيْش
a. Easy, comfortable life.

رِقَّة الجَّانِب
a. Weakness, feebleness.

رَقِيْق الحَال
a. Poor, in needy circumstances.
رقق وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عَامر الشّعبِيّ حِين سُئِلَ عَن رجل قَبَّلَ أمَّ امْرَأَته فَقَالَ: أعَنْ صَبُوحٍ تُرَقِّقُ حَرُمت عَلَيْهِ امْرَأَته. قَوْله: أعن صبُوح تُرَقِّقُ هَذَا مَثَل يضْرب للرجل يظْهر شَيْئا وَهُوَ يعرض بِغَيْرِهِ قَالَ وَأَخْبرنِي [أَبُو -] زِيَاد الْكلابِي بِأَصْل هَذَا أَن رجلا نزل بِقوم فأضافوه وأكرموه ليلته فَجعل يَقُول: إِذا كَانَ غدٌ وأصبحنا من الصبوح مضيت لحاجتي وَفعلت كَذَا وَكَذَا وَإِنَّمَا يُرِيد بذلك أَن يُوجب الصبوح عَلَيْهِم ففَطَنُوا لَهُ فَقَالُوا أعن صَبُوح تُرقِّق فَذَهَبت مَثَلا لكل من قَالَ شَيْئا وَهُوَ يُرِيد غَيره. وَقَوله: تُرَقِّق أَي تُرَقق كَلَامه فتحسنه. فَوجه الحَدِيث أَن الشّعبِيّ [كَانَ -] اتّهم الرجل الَّذِي سَأَلَهُ عَن تَقْبِيل أم امْرَأَته وَهُوَ يُرِيد أَن يُهَوِّنه عَلَيْهِ فغلظه الشّعبِيّ عَلَيْهِ وَظن أَنه يُرِيد مَا وَرَاء ذَلِك.
ر ق ق : رَقَّ الشَّيْءُ يَرِقُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ خِلَافُ غَلُظَ فَهُوَ رَقِيقٌ وَخُبْزٌ رُقَاقٌ بِالضَّمِّ أَيْ رَقِيقٌ الْوَاحِدَةُ رُقَاقَةٌ وَالرَّقُّ بِالْفَتْحِ الْجِلْدُ يُكْتَبُ فِيهِ وَالْكَسْرُ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ فِيهِ وَقَرَأَ بِهَا بَعْضُهُمْ فِي قَوْله تَعَالَى {فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ} [الطور: 3] وَالرَّقُّ بِالْفَتْحِ ذَكَرُ السَّلَاحِفِ وَالْجَمْعُ رُقُوقٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَالرِّقُّ بِالْكَسْرِ الْعُبُودِيَّةُ وَهُوَ مَصْدَر رَقَّ الشَّخْصُ يَرِقُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ فَهُوَ رَقِيقٌ وَيَتَعَدَّى بِالْحَرَكَةِ وَبِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ رَقَقْته أَرُقُّهُ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَأَرْقَقْتُهُ فَهُوَ مَرْقُوقٌ وَمُرَقُّ وَأَمَةٌ مَرْقُوقَةٌ وَمُرَقَّةٌ قَالَهُ ابْنُ السِّكِّيتِ وَيُطْلَقُ الرَّقِيقُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَجَمْعُهُ أَرِقَّاءُ مِثْلُ: شَحِيحٍ وَأَشِحَّاءَ وَقَدْ يُطْلَقُ عَلَى الْجَمْعِ أَيْضًا فَيُقَالُ عَبِيدٌ رَقِيقٌ وَلَيْسَ فِي الرَّقِيقِ صَدَقَةٌ أَيْ فِي عَبِيدِ الْخِدْمَةِ. 
(ر ق ق) : (رَقَّ) الشَّيْءُ رِقَّةً وَثَوْبٌ رَقِيقٌ وَخُبْزٌ رُقَاقٌ وَالْقُرْصُ الْوَاحِدُ رُقَاقَةٌ بِالضَّمِّ وَالرَّقِيقُ الْعَبْدُ وَقَدْ يُقَالُ لِلْعَبِيدِ (وَمِنْهُ) هَؤُلَاءِ رَقِيقِي وَرَقَّ الْعَبْدُ رِقًّا صَارَ أَوْ بَقِيَ رَقِيقًا (وَمِنْهُ) قَوْلُهُمْ عَتَقَ مَا عَتَقَ وَرَقَّ مَا رَقَّ وَالْمُعْتَقُ بَعْضُهُ يَسْعَى فِيمَا رَقَّ مِنْهُ وَاسْتَرَقَّهُ اتَّخَذَهُ رَقِيقًا وَأَعْتَقَ أَحَدَ الْعَبْدَيْنِ وَأَرَقَّ الْآخَرَ (وَأَمَّا ذَاتٌ) مَرْقُوقَةٌ أَوْ عَبْدٌ مَرْقُوقٌ كَمَا حَكَى ابْنُ السِّكِّيتِ فَوَجْهُهُ أَنْ يَكُونَ مِنْ رَقَّ لَهُ إذَا رَحِمَهُ فَهُوَ مَرْقُوقٌ لَهُ ثُمَّ حُذِفَتْ الصِّلَةُ كَمَا فِي الْمَنْدُوبِ وَالْمَأْذُونِ لِأَنَّ أَصْلَ الرِّقِّ مِنْ الرِّقَّةِ الَّتِي بِمَعْنَى الضَّعْفِ (وَمِنْهُ) إنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ أَيْ ضَعِيفُ الْقَلْبِ وَكَذَا قَوْلُهُ فَلَمَّا سَمِعَ ذِكْرَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - رَقَّ أَيْ رَقَّ قَلْبُهُ وَاسْتَشْعَرَ الْخَشْيَةَ (وَالرَّقُّ) بِالْفَتْحِ الصَّحِيفَةُ الْبَيْضَاءُ وَقِيلَ الْجِلْدُ الَّذِي يُكْتَبُ فِيهِ (وَالرُّقِّيَّاتُ) مَسَائِلُ جَمَعَهَا مُحَمَّدٌ - رَحِمَهُ اللَّهُ - حِينَ كَانَ قَاضِيًا بِالرَّقَّةِ وَهِيَ وَاسِطَةُ دِيَارِ رَبِيعَةَ الرَّقَّةُ مَوْضِعُهَا بِالْوَاوِ.
ر ق ق: (الرِّقُّ) بِالْكَسْرِ مِنَ الْمِلْكَ وَهُوَ الْعُبُودِيَّةُ. وَ (الرَّقُّ) بِالْفَتْحِ مَا يُكْتَبُ فِيهِ وَهُوَ جِلْدٌ رَقِيقٌ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ} [الطور: 3] وَ (الرَّقَّةُ) بِالْفَتْحِ أَيْضًا اسْمُ بَلَدٍ. وَ (الرُّقَاقُ) بِالضَّمِّ الْخُبْزُ الرَّقِيقُ، قَالَ ثَعْلَبٌ: تَقُولُ: عِنْدِي غُلَامٌ يَخْبِزُ الْغَلِيظَ وَ (الرَّقِيقَ) فَإِنْ قُلْتَ: يَخْبِزُ الْجَرْدَقَ قُلْتَ: وَ (الرُّقَاقُ) لِأَنَّهُمَا اسْمَانِ. وَ (الرَّقِيقُ) ضِدُّ الْغَلِيظِ وَالثَّخِينِ وَقَدْ (رَقَّ) الشَّيْءُ يَرِقُّ بِالْكَسْرِ (رِقَّةً) وَ (أَرَقَّهُ) غَيْرُهُ وَ (رَقَّقَهُ تَرْقِيقًا) . وَ (تَرْقِيقُ) الْكَلَامِ تَحْسِينُهُ. وَتَرَقَّقَ لَهُ أَيْ رَقَّ لَهُ قَلْبُهُ. وَ (اسْتَرَقَّ) الشَّيْءُ ضِدُّ اسْتَغْلَظَ. وَاسْتَرَقَّ مَمْلُوكَهُ وَ (أَرَقَّهُ) وَهُوَ ضِدُّ أَعْتَقَهُ. وَ (الرَّقِيقُ) الْمَمْلُوكُ وَاحِدٌ وَجَمْعٌ. وَ (مَرَاقُّ) الْبَطْنِ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَتَشْدِيدِ الْقَافِ مَا رَقَّ مِنْهُ وَلَانَ وَلَا وَاحِدَ لَهُ. وَ (تَرَقْرَقَ) الشَّيْءُ تَلَأْلَأَ وَلَمَعَ. وَ (رَقْرَاقُ) السَّحَابِ مَا تَلَأْلَأَ مِنْهُ أَيْ جَاءَ وَذَهَبَ وَكُلُّ شَيْءٍ لَهُ تَلَأْلُؤٌ فَهُوَ (رَقْرَاقٌ) . وَ (رَقْرَقَ) الْمَاءُ (فَتَرَقْرَقَ) أَيْ جَاءَ وَذَهَبَ وَكَذَا الدَّمْعُ إِذَا دَارَ فِي ((الْحُمْلَاقِ)) . 
[رقق] الرق بالكسر، من الملك، وهو العبودية. والرق أيضا: الشئ الرقيق. ويقال للارض اللينة: رق عن الاصمعي. والرق بالفتح: ما يُكْتَبُ فيه، وهو جلد رقيق ومنه قوله تعالى: {في رَقٍّ مَنْشورٍ} . والرَقُّ أيضاً: العظيم من السلاحف. قال أبو عبيد: وجمعه رقوق. والرقة: كل أرض إلى جنب واد ينبسط عليها الماء أيام المد ثم ينضب فتكون مكرمة للنبات. والرقة: اسم يلد. والرقاق بالفتح: أرض مستوية ليِّنَةُ الترابِ تحتَه صلابة. وقد قصره رؤبة بن العجاج في قوله * كأنها وهى تَهاوى بالرَقَقْ * والرَقَقُ أيضاً: الضعفُ. ومنه قول الشاعر:

لم تَلْقَ في عظمها وهنا ولارققا * قال الفراء: يقال: في ما له رَقَقٌ، أي قِلَّةٌ. والرُقاقُ بالضم: الخبز الرقيق. قال ثعلب: يقال: عندي غلام يخبز الغليظ والرقيق. فإن قلت: يخبز الجردق قلت: والرقاق، لانها اسمان. والرقيق: نقيض الغيظ والثخين. وقد رق الشئ يرق رِقَّةً، وأَرَقَّهُ، ورَقَقَهُ. وتَرْقيق الكلام: تحسينُهُ. وفي المثل : " أَعَنْ صَبوحٍ ترقق؟ ". وترققت له، إذا رق له قلبك. واسترق الشئ: نقيض استغلظ. واسْتَرَقَّ مملوكَه، وأَرَقَّهُ، وهو نقيض أعتقه. والرَقيقُ: المملوك، واحدٌ وجمعٌ. ومَراقُّ البطن: ما رقَّ منه ولانَ، ولا واحد له. وترقرق الشئ: تلالا ولمع. ورَقْراقُ السرابِ : ما تلألأ منه، أي جاء وذهب. وكل شئ له تلألؤٌ فهو رَقْراقٌ. ورَقْرَقْتُ الماء فَتَرَقْرَقَ، أي جاء وذهب. وكذلك الدمع إذا دار في الحِمْلاقِ قال الأعشى: وتَبْرُدُ بَرْدَ رِداءِ العَرُو سِ في الصيف رقرقت فيه العبيرا
(رقق) - في الحديث: "ما أَكَل خُبزاً مُرقَّقاً" .
المُرقَّق: ضِدّ المُجَردَق. يقال: فلان يَخبِز الغَلِيظَ، والرَّقيقَ، والجَردَقَ، والرُّقَاق، فالمُرقَّق: الرَّقِيقُ. يقال: رَقِيق ورُقَاق، كطَوِيل وطُوال.
- في الحَدِيث: "يُودَى المُكاتَبُ بقَدر ما رقَّ منه دِيَةَ العَبْد، وبقَدْر ما أَدَّى دِيَةَ الحُرِّ". رَقَّ: أي بَقِى رَقِيقاً، يعنى إذا قُتِل، وقد أَدَّى بعضَ الكِتابةِ، فإنَّ قاتِلَه يدفَع إلى وَرَثَتِه بقَدْر ما كان أَدَّى من كِتابَتِه دِيَةَ حُرٍّ، ويَدْفَع إلى مَوْلاه بقَدْر ما بَقِى من كِتابَتِه دِيَة عَبْدٍ، كأَنْ كاتَبَ على ألْفٍ، وقِيمَتُه مِائَة، فأَدَّى خَمسَمائة ثم قُتِل، وللعَبْد ابنٌ، فلاِبْنِه خَمسةُ آلاف نِصْفُ دِيَة حُرٍّ، ولِمَوْلاه خَمسُون دِرْهَمًا نِصف قيمَتِه. فإن كانت للعَبْد ابنَة وَوَرِثَه المَوْلَى، فِلوَرَثَة مَولاه خَمْسُون دِرْهَمًا نِصْفُ قيمَتِه بيْنَهم للذَّكَرِ والأُنثى, لأنه قِيمةُ العَبْد، ولابنةِ العَبْدِ أَلْفان وخَمْسُمِائَة نِصْفُ مِيرَاثِه، وأَلْفان وخَمسُمائةَ بَقِيَّة المِيرَاث لبَنِى المَوْلَى دون بَناتِه، لأنَّه مِيرَاثُه، ومِيراثُه لعَصَبة مَوْلَاه دون غَيْرهم.
وَعَلى هذا إن كاتَبَه على ثَلاثِمائة وقِيمَتُه أَلْف، فأَدَّى مِائَةً ثم قُتِل فعلى قَاتِله ثُلُثا أَلفٍ لِوَرَثَة المَوْلى ذُكُورِهم وإِناثِهِم، لأنه ثُلُثَا قِيمَتِه، ولابْنِ العَبْد ثُلثُ دِيَةِ حُرٍّ، ثَلَاثَة آلافٍ وثَلَاثمِائة وثَلاثَةٌ وثَلاثُونَ دِرْهَماً وثُلُث دِرْهم، لأنه ثُلُث دِيَتهِ.
وإن كانت له ابنَةٌ فلِوَرَثة المَوْلَى ثُلُثاَ ألفٍ للذَّكَر والأُنثَى، لأنه ثُلُثَا قِيمَتهِ، وسُدُس عَشرَة آلافٍ لابنَةِ العَبْد؛ لأنه نِصفُ مِيرَاثِه، والسُّدُس البَاقِى لِذُكور وَرَثَة المَوْلَى، لأنه بَقِيَّة دِيَتِه، وهو نِصْف مِيرَاثِه، والمِيرَاث يَرِثُه عَصبَةُ المَوْلَى، والقِيمَة يَرِثُها جَمِيعُ ورثَةِ المَوْلَى. وهذا حَديثُ ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما، أخرجَه أَبُو دَاودَ، وهو مَذهبُ إبراهيمَ النّخعِىّ، ورُوِى عن على، رضي الله عنه، شَىءٌ منه، وأجمع الفُقَهاءُ أنّ المُكاتَب عَبْد ما بَقِى عليه دِرْهَم.
ر ق ق

رقّ الشيء رقّةً، وشيء رقيق. وعن بعض العرب لا يزداد إلا رقوقاً حتى يخلل. وأرقه ورققه. وطعنه في مراق بطنه وهي ما رقّ منه في أسافله. وضرب مرقّ أنفه، ومراق أنفه. وابتل رقيقاه: ناحيتا منخريه. وقال مزاحم:

أصاب رقيقيه بمهوٍ كأنه ... شعاعة قرن الشمس ملتهب النصل

يريد خاصرتيه. وحور القرص بالمرقاق وهو السهم الذي يرقق به. وخبز رقاق. وجاء بشواء في رقاقةٍ. وأرض رقاق: لينة التراب رقيقة. وعبد رقيق من عبيد أرقاء، وأمة رقيقة من إماء رقائق، وقد رق رقاً، وضرب الرق عليه، وعبد الشهوة أذل من عبد الرق، والعبد المعتق بعضه يسعى فيما رق منه، وأعتق أحد العبدين وأرق الآخر، واسترق فلان، وتقول: أقر له بالحق، وكتبه في الرق. وزرعوا في الرقة وهي الأرض إلى جنب الوادي ينبسط عليها الماء أيام المدّ ثم يحسر عنها فتكون مكرمة للنبات وجمعها الرقاق وبها سميت الرقة. وترقرق الماء: جرى جرياً سهلاً، ورقرقته أنا، وماء رقراق، وترقرق الدمع.

ومن المجاز: في حاله رقة، وعجبت من قلة ماله، ورقة حاله. وهو رقيق الدين ورقيق الحال، وأرق فلان: رقت حاله. وفي ماله رقق. وشاخ ورق عظمه، ورقت عظامه. ورققت له، ورق له قلبي، وأرق الوعظ قلبه ورققه. وأرقت بكم أخلاقكم إذا شحوا ومنعوا خيرهم. وكلام رقيق الحواشي، ورقّق كلامه. ورقق عن كذا: كنى عنه كناية يتوضح منها مغزاه للسامع. وفي المثل " أعن صبوح ترقق " واسترق الليل: مضى أكثره. وقال ذو الرمة:

كأنني بين شرخي رحل ساهمة ... حرفٍ إذا ما استرق الليل مأموم

ورقّق مشيه إذا مشى مشياً سهلاً. ورقق ما بين القوم إذا أفسده. قال الأعشى:

ومازال إهداء الهواجر بيننا ... وترقيق أقوام لحين ومأثم

وإنك لا تدري علام يتراق هرمك أي على أي شيء يتناهى رأيك ويبلغ آخره. وماذا تختار من استرقاق الليل. وترقرق السراب. قال ذو الرمة:

يدوّم رقراق السراب. ورقرق الشراب: مزجه. ورقرق الطيب في الثوب. قال الأعشى:

وتبرد برد رداء العرو ... س بالليل رقرقت فيه العبيرا

ورقرق الثريد بالدسم. وماء السيف يترقرق في صفحتيه وماؤه في متنه رقراق.

ر ق ل ناقة مرقال، ونوق مراقيل، وأرقلت في سيرها: أسرعت.

ومن المجاز: أرقل القوم إلى الحرب. قال النابغة:

إذا استنزلوا للطعن عنهن أرقلوا ... إلى الموت إرقال الجمال المصاعب

وفلان يرقل في الأمور، وهو مرقال في النوازل، وقيل لهاشم بن عتبة: المرقال لإرقاله في الحروب. وأرقلت إليهم الرماح. قال الهذلي:

أما إنه لو كان غيرك أرقلت ... غليه القنا بالراعفات اللهاذم وقال الراعي:

بسمر إذا هزت إلى الطعن أرقلت ... أنابيبها بين الكعوب اعلحوادر

وتقول: ما هم رجال، إنما هم رقال؛ جمع رقلة وهي النخلة الطويلة.
[رقق] نه فيه: يؤدي المكاتب بقدر ما "رق" منه دية العبد ويقدر ما أدى دية الحر، الرق الملك والرقيق المرقوق، وقد يطلق على الجماعة، رق العبد وأرقه واسترقه ومعناه أن المكاتب إذا جنى عليه جناية وقد أدى بعض كتابته فإن الجاني عليه يدفع إلى ورثته بقدر ما كان أدى من كتابته دية حر ويدفع إلى مولاه بقدر ما بقي من كتابته دية عبد كأنه كاتب على ألف وقيمته مائة فأدى خمسمائة ثم قتل فلورثة العبد خمسة آلاف نصف دية حر ولمولاه خمسون نصف قيمته، وهو مذهب النخعي، وأجمع الفقهاء أن المكاتب عبد ما بقي درهم عليه. وفي ح عمر: فلم يبق أحد من المسلمين إلا له فيها حظ وحق إلا بعض من تملكون من "أرقائكم" أي عبيدكم، قيل: أراد به عبيدًا مخصوصين وذلك أن عمر كان يعطي ثلاثة مماليك لبني غفار شهدوا بدرًا لكل واحد منهم في كل سنة ثلاثة آلاف درهم فأراد بهذا الاستثناء هؤلاء الثلاثة، وقيل: أراد جميع المماليك وإنما استثنى من جملة المسلمين بعضًا من كل فكان ذلك منصرفًا إلى جنس المماليك وقد يوضع البعض مقام الكل. وفيه: ما أكل "مرققا" حتى لقي الله، هو الأرغفة، الواسعة الرقيقة، يقال: رقيق ورقاق، كطويل وطوال. ط: ما خبز لنا "مرقق" خبز، ببناء مجهول، أي لم يأكله قط سواء خبز له أو لغيره. نه: ويخفضها بطنان "الرقاق" هو ما اتسع من الأرض ولان، جمع رق بالكسر. وفيه: كان فقهاء المدينة يشترون "الرق" فيأكلونه، هو بالكسر العظيم من السلاحف وفتحه الجوهري. غ: الرق دويبة مائية لها أربع قوائم. نه: وفيه: استوصوا بالمعزى فإنه مال "رقيق" أي يس له صبر الضأن على الجفاء وشدة البرد. ومنه ح: إن أبا بكر رجل "رقيق" أي ضعيف هين لين. وح عثمان: كبرت سني و"رق" عمي، أي ضعف. وفي ح الغسل: ثم غسلالجماعة. ومن الرحى أي من أثر إدارة الرحى. على مكانكما، أي أثبتنا على ما أنتما عليه. والجواب من تلقى المخاطب بغير ما يترقب إيذانًا بأن الأهم هو التزود للمعاد والصبر على المشاق. وفيه: وعليه ثياب "رقاق" فقال: ثياب الفساق، يحتمل أن تكون ثيابًا محرمة من الحرير وأن لا تكون محرمة بل رقاقًا وهي ليست من دأبا لمتقين فنسبه إلى الفسق تغليظًا وهو الظاهر ولذا رده أبو بكر. وكتاب "الرقاق" جمع رقيق لأن في أحاديثه من الوعظ ما يجعل القلب رقيقًا. ج: "أرق" أربعة، من أرق العبد إذا جعله في الملك ولم يعتقه. وفيه: وفينا ضعفة و"رقة" أي ضعف ورقة. قا: "في "رق" منشور" هو جليد يكتب فيه.
(ر ق ق) و (ر ق ر ق)

الرقة: ضد الغلظ.

رق يرق رقة، فَهُوَ رَقِيق، ورقاق. وَالْأُنْثَى: رقيقَة، ورقاقة. قَالَ:

من نَاقَة خوارة رقيقَة ... ترميهم ببكرات روقه

معنى قَوْله: رقيقَة: أَنَّهَا لَا تغزر النَّاقة حَتَّى تهن انقاؤها وتضعف وترق ويتسع مجْرى مخها، ويطيب لَحمهَا وَيكثر مخها، كل ذَلِك عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَالْجمع: رقاق، ورقائق. وأرق الشَّيْء، ورققه: جعله رَقِيقا.

ورق جلد الْعِنَب: لطف.

وأرق الْعِنَب: رق جلده وَكثر مَاؤُهُ. وَخص أَبُو حنيفَة بِهِ: الْعِنَب الْأَبْيَض.

ومسترق الشَّيْء: مَا رق مِنْهُ.

ورقيق الْأنف: مستدقه حَيْثُ لَان من جَانِبه قَالَ:

سَالَ فقد سد رَقِيق المنخر

أَي سَالَ مخاطه. وَقَالَ أَبُو حَيَّة النميري:

مخلف بزل معالاة معرضة ... لم يستمل ذُو رقيقيها على ولد

قَوْله: معالاة معرضة. يَقُول: ذهب طولا وعرضا. وَقَوله: لم يستمل ذُو رقيقيها على ولد يَقُول: لم تعطف على ولد فتشمه.

ومرقا الْأنف: كرقيقه، وَرَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي مرّة بِالتَّخْفِيفِ، وَهُوَ خطأ، لِأَن هَذَا إِنَّمَا هُوَ من الرقة، كَمَا بَينا.

ومراق الْبَطن: أَسْفَله وَمَا حوله مِمَّا اسْترق مِنْهُ.

وَاسْتعْمل أَبُو حنيفَة الرقة فِي الأَرْض، فَقَالَ: أَرض رقيقَة.

وعيش رَقِيق الْحَوَاشِي: ناعم.

والرقق: رقة الطَّعَام.

وَفِي مَاله رقق ورقة: أَي قلَّة.

وَقد ارق.

وَرجل فِيهِ رقق: أَي ضعف. وترققته الْجَارِيَة: فتنته حَتَّى رق: أَي ضعف صبره. قَالَ ابْن هرمة:

دَعَتْهُ عنْوَة فترفقته ... فرق وَلَا خلالة للرقيق

قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: فِي قَول الساجع حِين قَالَت لَهُ امْرَأَة: أَيْن شبابك وجلدك؟ فَقَالَ: من طَال امده، وَكثر وَلَده، ورق عدده، ذهب جلده. قَوْله: رق عدده: أَي سنوه الَّتِي يعدها، ذهب اكثرها وَبَقِي اقلها، فَكَانَ ذَلِك الْأَقَل عِنْده رَقِيقا. والرقة: الرَّحْمَة.

ورققت لَهُ ارق.

ورق وَجهه استحياء. انشد ابْن الْأَعرَابِي:

إِذا تركت شرب الرثيئة هَاجر ... وهك الخلايا لم ترق عيونها

لم ترق يونها: أَي لم تَسْتَحي.

والرقاق: الأَرْض السهلة المنبسطة الهينة التُّرَاب.

والرقاق: الْخبز المنبسط الرَّقِيق. يُقَال خبز رقاق ورقيق. وَقيل: الرقَاق: المرقق.

وَالرّق: المَاء الرَّقِيق فِي الْبَحْر، أَو فِي الْوَادي لَا غرز لَهُ.

وَالرّق: الصَّحِيفَة الْبَيْضَاء. وَقَوله تَعَالَى: (فِي رق منشور) : أَي فِي صحف.

والرقة: كل أَرض إِلَى جنب وَاد، ينبسط عَلَيْهَا المَاء أَيَّام الْمَدّ ثمَّ ينحسر عَنْهَا فَتكون مكرمَة للنبات، وَالْجمع: رقاق.

والرقة الْبَيْضَاء: مَعْرُوفَة، مِنْهُ.

وَالرّق: ضرب من دَوَاب المَاء شبه التمساح.

وَالرّق: الْعَظِيم من السلاحف، وَجمعه: رقوق.

وَالرّق: الْملك.

ورق: صَار فِي رق. وَفِي الحَدِيث عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: " يحط عَنهُ بِقدر مَا عتق وَيسْعَى فِيمَا رق مِنْهُ ".

وَعبد مرقوق، ورقيق، وَجمع الرَّقِيق: ارقاء.

وَقَالَ اللحياني: أمة رَقِيق، ورقيقة، من إِمَاء رقائق، فَقَط. وَقيل: الرَّقِيق اسْم للْجمع.

واسترق الْمَمْلُوك فرق: ادخله فِي الرّقّ.

وَالرّق: ورق الشّجر. وروى بَيت جبيها الاشجعي:

نفى الجدب عَنهُ رقّه فَهُوَ كالح وَالرّق: نَبَات لَهُ عود وَشَوْك، وورق ابيض.

ورقرقت الثَّوْب بالطيب: اجريته فِيهِ. قَالَ الْأَعْشَى:

وتبرد برد رِدَاء العرو ... س بالصيف رقرقت فِيهِ العبيرا

ورقرق الثَّرِيد بالدسم: آدمه بِهِ.

ورقراق السَّحَاب: مَا ذهب مِنْهُ وَجَاء.

وسراب رقراق، ورقرقان: ذُو بصيص.

وترقرق: جرى جَريا سهلا.

وَسيف رقارق: براق.

وثوب رقارق: رَقِيق.

وَجَارِيَة رقراقة: كَأَن المَاء يجْرِي فِي وَجههَا.

وترقرقت عينه: دَمَعَتْ، ورقرقها هُوَ.

ورقراق الدمع: مَا ترقرق مِنْهُ. قَالَ الشَّاعِر:

فَإِن لم تصاحبها رمينَا بأعين ... سريع برقراق الدُّمُوع انهلالها

ورقرق الْخمر: مزجها.
رقق
رَقَّ1 رَقَقْتُ، يَرُقّ، ارْقُقْ/ رُقَّ، رَقًّا، فهو رَاقّ، والمفعول مَرْقوق
• رَقَّ العجينَ ليخبزه أرغفة: جعله رقيقًا ليِّنًا، غير غليظ أو ثخين. 

رقَّ2 رَقَقْتُ، يَرِقّ، ارْقِقْ/ رِقَّ، رِقَّةً ورَقًّا، فهو رقيق
• رقَّ الشَّخصُ: نحُف ولطُف، لان وسهل، عكسه غلُظ "رقّت الفتاةُ في معاملتها- رقَّة شعوره" ° رَقَّ جانبُه: لان في معاملته- رَقَّ عَظْمُه: ضعف لكبر سنِّه- رَقَّ له: رَحِمه وعطف عليه- رَقَّ وجهه: استحيا.
• رقَّت حالُه: ساءت وقلَّ مالُه "عجبت من قلَّة ماله ورقَّة حاله". 

رقَّ3 رَقَقْتُ، يَرِقّ، ارقِقْ/ رِقّ، رِقًّا، فهو رقيق
• رقَّ الشَّخصُ: صار عبدًا مملوكًا أو بقى كذلك "حارب الإسلامُ الرِّقَّ- انتهت تجارة الرَّقيق". 

أرقَّ يُرقّ، أرْقِق/ أرِقَّ، إرقاقًا، فهو مُرِقّ، والمفعول مُرَقّ (للمتعدِّي)
• أرقَّ فلانٌ:
1 - رقَّ، نَحُف ولطُف "أرقَّ الأسيرُ".
2 - رقّ، ساءت أحوالُه وقلَّ ماله.
• أرقَّ الشَّيءَ: جعله رقيقًا غير غليظ ولا ثخين "أَرقَّ الخابزُ الــرغيفَ- أرقّ قمرَ الدّين".
• أرقَّ الوَعْظُ قَلبَه: لطَّفه وليَّنه، أثَّر فيه "أرقَّ عاصيًا بحُسن النصيحة".
• أرقَّ فلانًا: اتَّخذه عبدًا.
استرقَّ يسترقّ، استَرْقِقْ/ استَرِقَّ، استرقاقًا، فهو مسترِقّ، والمفعول مسترَقّ
• استرقَّ فلانًا: ملَكه، اتَّخذه عبدًا.
• استرقَّ الحُرَّ: استعبده، عامله معاملةَ العبد "ما زالت بعض الدّول الاستعماريّة تحاول استرقاق الشعوب الضعيفة- شَعْبٌ مُسْتَرَقُّ". 

ترقَّقَ/ ترقَّقَ لـ يترقَّق، ترقُّقًا، فهو مترقِّق، والمفعول مُترقَّق (للمتعدِّي)
• ترقَّق الشَّيءُ: رقّ، دقّ، نحُف "ترقّق جسمُه امتثالاً لأمر الطبيب".
• ترقَّق الشَّخصَ: أذلّه وأخضعه.
• ترقَّق لفلان: رقّ له ورحِمه "ترقّق قلبُه للفقير". 

رَقَّقَ يرقِّق، ترقيقًا، فهو مُرقِّق، والمفعول مُرقَّق
• رقَّق الوعظُ قلبَه: أرقَّه، لطَّفه وليَّنه.

• رقَّق المتحدثُ كلامَه: حسَّنه وزيَّنه "رقّق البحتريّ الشعرَ فأعجب وأطرب".
• رقَّقَ الشَّيءَ: أرقَّه، جعله رقيقًا غير غليظ ولا ثخين "رقَّق الــرغيفَ/ سبيكة ذهب- خبزٌ مُرقَّق: منبسط رقيق".
• رقَّق المتكلِّمُ الصَّوتَ: نطقَه غير مفخّم (كما لو نطق القاف كافًا مثل: في القاهرة والقرآن).
• رقَّق مشيَه: مشى مشيًا سهلاً. 

تَرَقُّق [مفرد]: مصدر ترقَّقَ/ ترقَّقَ لـ.
• ترقُّق العِظام: (طب) داءٌ يسبِّبه نقْص شديد في مادة الكالسيوم، تصبح فيه العظام نافذة بشدّة وعُرضة للكسر حيث يصعب جبرها، وهو يصيب النساء خاصَّة بعد سنِّ اليأس، ويؤدِّي في أحوال كثيرة إلى تَقوُّس العمود الفقريّ. 

رُقاق1 [مفرد]: رقيق غير غليظ ولا ثخين "خَشبٌ/ عجين رُقاق". 

رُقاق2 [جمع]: جج رُقاقات، مف رُقاقة: خُبْزٌ منبسط رقيق مُرقَّق "يكثر الطَّلب على الرُّقاق في مصر أيام عيد الأضحى". 

رُقاقة [مفرد]:
1 - كعكة أو بسكوتة أو حلوى رقيقة هشَّة "*يدحو الرُّقاقة وَشْكَ اللّمْح بالبَصَر*".
2 - شقّة من قطعة حجريَّة أو رُخامة. 

رَقّ [مفرد]: ج رُقوق (لغير المصدر):
1 - مصدر رَقَّ1 ورقَّ2.
2 - جلد رقيق رفيع يُكتب فيه، ويطلَق على الصحيفة البيضاء " {وَالطُّورِ. وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ. فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ} ".
• الرَّقّ:
1 - العظيم من السَّلاحف أو ذكرُها.
2 - دابَّة من دوابّ الماء تشبه التِّمساح. 

رِقّ [مفرد]: ج رُقوق (لغير المصدر):
1 - مصدر رقَّ3.
2 - شيءٌ رقيق رفيع، ومنه الأرض الليِّنة "أَرضٌ رِقٌّ".
3 - (سق) دُفّ صغير، مع صنوج صغيرة توجد على الحافة "يجيد الضربَ على الرِّق". 

رَقَّة [مفرد]: ج رِقاق:
1 - اسم مرَّة من رَقَّ1 ورقَّ2.
2 - (جغ) أرضٌ إلى جنب الوادي ينبسط عليها الماء أيام المدّ ثم ينحسر عنها فتكون طيبة للزراعة. 

رِقَّة [مفرد]: مصدر رقَّ2 ° رِقَّة الألفاظ: لطفها وسلامتها وخفَّتها وحلاوتها- رِقَّة الجانب: كناية عن اللِّين والضعف- رِقَّة الدِّين: ضعفه- رِقَّة العَيْش: سعته ونعمتُه. 

رَقيق1 [مفرد]: ج رِقاق، مؤ رقيقة، ج مؤ رقيقات ورقائق: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من رقَّ2: "رقيق المعاني: لطيف- رقيق الطَّبع/ المزاج- نسيج رقيق: ناعم- رقيقة الجلد- رقيق الصَّوت: متحدِّث بصوت ناعم" ° رَجُل رقيق الحواشي: لطيفُ الصُّحبة- رقيق الجانب: لطيف هادئ- رقيق الحال: فقير قليل المال- رقيق الشمائل: لطيف- رقيق القلب: رحيم رفيق- رقيق الوَجْه: ليِّن الجانب سَمْح- عيش رقيق الحواشي: عيش ناعم رغْد- كلامٌ رقيق الحواشي: خفيف رشيق ليِّن- لفظ رقيق: سهل عذب. 

رَقيق2 [مفرد]: ج أَرِقَّاءُ، مؤ رقيقة، ج مؤ رقيقات ورقائق: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من رقَّ3: مملوك.
• الرَّقيق الأبيض: مصطلح يطلق على الأشخاص من غير الجنس الأسود الذين يُتاجَر بهم في سبيل البغاء أو النِّساء المستغلاَّت بشكل جماعيّ في مسائل الجنس. 

رقيقات [جمع]
• رقيقات المناقير: (حن) رتبة من الطيور الجواثم، منها فصيلة الهدهديّات. 

رقيقة [مفرد]: ج رقائق ورقيقات: (فز) صحفة فلزية رقيقة قابلة للانثناء، يحصل عليها بالدرفلة أو بالطرق لبعض الفلزَّات، مثل القصدير أو الرّصاص أو الذّهب.
• رقائق الذُّرة: قطع هشَّة صغيرة تُحضَّر من دقيق الذُّرة الخشن لأغراض التجارة. 

مَراقُّ [جمع]: مف مَرَقّ
• مراقُّ البطن: ما رقَّ منه ولان أسافله ونحوها "كان رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَغْتَسِلَ بَدَأَ بِكَفَّيْهِ فَغَسَلَهُمَا ثُمَّ أَفَاضَ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فَغَسَلَ مَرَاقَّهُ [حديث] ". 

مِرقاق [مفرد]: ج مَرَاقيقُ: اسم آلة من رَقَّ1: لما يُرَقّ به الخبزُ. 

رقق: الرَّقِيقُ: نقيض الغَلِيظ والثَّخِينِ. والرِّقَّةُ: ضدُّ

الغِلَظ؛ رَقَّ يَرِقُّ رِقَّة فهو رَقِيقٌ ورُقاقٌ وأَرَقَّه ورَقَّقه والأُنثى

رَقيقةٌ ورُقاقةٌ؛ قال:

من ناقةٍ خَوَّارةٍ رَقِيقهْ،

تَرْمِيهمُ ببَكَراتٍ رُوقَهْ

معنى قوله رقيقة أنها لا تَغْزُر الناقةُ حتى تَهِنَ أَنقاؤها وتَضْعُف

وتَرِقَّ، ويتسع مَجرى مُخِّها ويَطِيب لحمها ويكر مُخُّها؛ كل ذلك عن

ابن الأَعرابي، والجمع رِقاق ورَقائق. وأَرَقَّ الشيءَ ورَقَّقه: جعله

رقيقاً. واسْترقَّ الشيءُ: نقيض استغلظَ. ويقال: مال مُترقْرِقُ السِّمَن

ومترقرق الهُزال ومُترقرق لأَن يَرْمِدَ أَي مُتَهيِّء له تراه قد دَنا من

ذلك، الرَّمْدُ: الهَلاكُ؛ ومنه عامُ الرَّمادةِ، والرِّقُّ: الشيء

الرَّقيقُ. ويقال للأَرض اللينة: رِقٌّ؛ عن الأَصمعي. ورَقَّ جِلد العِنب:

لَطُفَ. وأَرَقَّ العنبُ: رَقَّ جلده وكثر ماؤُه، وخص أَبو حنيفة به العنب

الأَبيض. ومُسْتَرَقُّ الشيء: ما رَقَّ منه. ورَقِيقُ الأَنف: مُسْتَرَقُّه

حيث لانَ من جانبه؛ قال:

سالَ فقد سَدَّ رَقِيقَ المَنْخَرِ

أَي سال مُخاطُه؛ وقال أَبو حَيَّة النُّمَيْري:

مُخْلِف بُزْلٍ مُعالاةٍ مُعرَّضةٍ،

لم يُسْتَمَلْ ذو رَقِيقَيْها على وَلَدِ

قوله مُعالاةٍ مُعرَّضةٍ: يقول ذهب طولاً وعَرْضاً؛ وقوله: لم يُسْتَمل

ذو رقيقيْها على ولد فتَشُمَّه. ومَرَقَّا الأَنْفِ: كَرَقيقَيْه، ورواه

ابن الأَعرابي مرة بالتخفيف، وهو خطأٌ لأَن هذا إِنما هو من الرِّقة كما

بَيَّنَّا. الأَصمعي: رَقِيقا النُّخْرَتَينِ ناحِيتاهما؛ وأَنشد:

ساطٍ إِذا ابْتَلَّ رَقِيقاهُ نَدى

ندى: في موضع نصب.

ومَراقُّ البطن: أَسفله وما حوله مما اسْتَرَقَّ منه، ولا واحد لها.

التهذيب: والمَراقُّ ما سَفَل من البطن عند الصِّفاق أَسفل من السُّرَّةِ.

ومَراقُّ الإبِلِ: أَرْفاغُها. وفي حديث عائشة قالت: كان رسول الله، صلى

الله عليه وسلم، إِذا أَرادَ أَنْ يغْتسِلَ من الجنابةِ بَدأَ بيمينه

فغَسلها، ثم غسل مَراقَّه بشِماله ويُفِيضُ عليها بيمينه، فإِذا أَنْقاها

أَهْوى بيده إِلى الحائط فدَلَكَها ثم أَفاضَ عليها الماء؛ أَراد بمراقِّه

ما سفل من بطنه ورُفْغَيْه ومَذاكيره والمواضع التي تَرِقُّ جلودها كنَى

عن جميعها بالمَراقِّ، وهو جمع المَرَقِّ؛ قال الهروي: واحدها مَرَقٌّ،

وقال الجوهري: لا واحد لها. وفي الحديث: أَنه اطَّلى حتى إِذا بلغ المَراقّ

وليَ هو ذلك بنفْسه. واستعمل أَبو حنيفة الرِّقَّة في الأَرض فقال: أَرض

رَقيقة. وعيش رَقيق الحَواشي: ناعِم.

والرَّقَقُ: رِقَّة الطعام. وفي ماله رَقَقٌ ورقَّة أَي قِلَّةٌ، وقد

أَرَقَّ؛ وذكره الفرَّاءُ بالنفي فقال: يقال ما في ماله رَقَقٌ أَي قلة.

والرَّقَقُ: الضَّعْفُ. ورجل فيه رَقَقٌ أَي ضَعف؛ ومنه قول الشاعر:

لم تَلْقَ في عَظْمِها وَهْناً ولا رَقَقا

والرِّقَّةُ: مصدر الرقيق عامٌّ في كل شيء حتى يقال: فلان رَقيقُ

الدِّين. وفي حديث: اسْتَوْصُوا بالمِعْزَى فإِنه مالٌ رَقيقٌ؛ قال القتيبي:

يعني أَنه ليس له صبر الضأْن على الجَفاء وفساد العَطَن وشِدَّة البَرْد،

وهم يضربون المثل فيقولون: أَصْرَدُ من عَنْز جَرْباء. وفي حديث عائشة،

رضي الله عنها: أَن أَبا بكر، رضي الله عنه، رجل رَقيقٌ أَي ضعيف هَيِّن؛

ومنه الحديث: أَهلُ اليمن هم أَرَقُّ قلوباً أَي أَليَن وأَقبل

للمَوْعِظة، والمراد بالرِّقَّة ضدّ القَسوة والشدَّة. وتَرَقَّقته الجارية:

فَتَنتْه حتى رَقَّ أَي ضَعُف صبره؛ قال ابن هَرْمة:

دَعتْه عَنْوةً فَتَرَقَّقَتْه،

فَرَقَّ، ولا خَلالةَ للرَّقِيقِ

ابن الأَعرابي في قول الساجع حين قالت له المرأَة: أَين شَبابُكَ

وجَلَدُكَ؟ فقال: مَن طال أَمَدُه، وكثر ولدُه، ورَقَّ عدَده، ذهب جَلَدُه؛

قوله رَقَّ عدده أَي سِنُوه التي يَعُدُّها ذهب أَكثرُها وبقي أَقلُّها،

فكان ذلك الأَقل عنده رَقِيقاً. والرَّقَقُ: ضَعْفُ العِظام؛ وأَنشد:

حَلَّتْ نَوارُ بأَرْضِ لا يُبَلِّغُها،

إِلا صَمُوتُ السُّرَى لا تَسأَم العَنَقا

خَطَّارةٌ بعد غِبِّ الجَهْدِ ناجِيةٌ،

لم تَلْقَ في عَظْمِها وَهْناً ولا رَقَقا

وأَنشد ابن بري لأَبي الهيثم الثعلبي:

لها مسائحُ زورٌ في مَراكِضها

لِينٌ، وليس بها وَهْنٌ ولا رَقَقُ

(* قوله «لها» كذا بالأصل، وصوب ابن بري كما في مادة مسح: لنا).

ويقال: رقَّت عظامُ فلان إِذا كَبِر وأَسَنَّ. وأَرَقَّ فلان إِذا

رَقَّتْ حالُه وقلَّ ماله. وفي حديث عثمان، رضي الله عنه: كَبِرَتْ سِنِّي

ورَقَّ عظمي أَي ضَعُفت. والرِّقَّةُ: الرحمة. ورقَقْت له أَرِقُّ:

رحِمْتُه. ورَقَّ وجهُه: استحيا؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

إِذا تَرَكَتْ شُرْبَ الرَّثيئةِ هاجَرٌ

وهَكَّ الخَلايا، لم تَرِقَّ عُيُونُها

لم ترِقّ عيونها أَي لم تَستَحْيِ.

والرَّقاق، بالفتح: الأَرض السَّهلةُ المُنبسِطة المُستوِِية الليِّنةُ

الترابِ تحت صلابة؛ قصره رؤبة بن العجاج في قوله:

كأَنَّها، وهْيَ تَهاوَى بالرَّقَقْ

من ذَرْوِها، شِبْراقُ شَدٍّ ذي عَمَقْ

(*قوله «تهاوى بالرقق» كذا في الأصل وهو في الصحاح أيضاً بواو في تهاوى

وقافين في الرقق والذي سيأتي للمؤلف في مادتي شبرق ومعق تهادى في الرفق

بدال بدل الواو وفاء بدل القاف وضبطت الرفق بضم ففتح في المادتين).

الأصمعي: الرَّقاقُ الأَرض اللينة من غير رمل، وأَنشد:

كأَنَّها بين الرَّقاقِ والخَمَرْ،

إِذا تَبارَيْنَ، شَآبِيبُ مَطَرْ

وقال الراجز:

ذارِي الرَّقاقِ واثِبُ الجراثِمِ

أَي يَذْرُو في الرَّقاقِ ويثب في الجَراثِيمِ من الرمل؛ وأَنشد ابن بري

لإِبراهيم بن عِمران الأَنصاري:

رَقاقُها ضَرِمٌ وجَريُها خَذِمٌ،

ولَحْمها زِيَمٌ والبَطْنُ مَقْبُوبُ

والرُّقاقُ، بالضم: الخبز المنبسط الرَّقِيقُ نقيض الغَلِيظ. يقال:

خُبْز رُقاق ورَقِيق. تقول: عندي غلام يَخْبِز الغليظ والرقيق، فإِن قلت يخبز

الجَرْدَقَ قلت: والرُّقاق، لأَنهما اسمان، والرُّقاقة الواحدة، وقيل:

الرُّقاق المُرَقَّق. وفي الحديث أَنه ما أَكل مُرَقَّقاً قَطُّ؛ هو

الأَرْغِفة الواسعة الرَّقِيقة. يقال: رَقِيق ورُقاق كطَويل وطُوال.

والرُّقُّ: الماءُ الرَّقيق في البحر أَو في الوادي لا غُزْرَ له.

والرَّقُّ: الصحيفة البيضاء؛ غيره: الرَّق، بالفتح: ما يُكتب فيه وهو

جِلْد رَقِيق، ومنه قوله تعالى: في رَقٍّ مَنْشُور؛ أَي في صُحُفٍ. وقال

الفراء: الرَّقُّ الصحائف التي تُخرج إِلى بني آدم يوم القيامة فآخِذٌ

كتابَه بيمينه وآخذ كتابه بشماله، قال الأَزهري: وما قاله الفراء يدل على

أَنَّ المكتوب يسمى رَقّاً أَيضاً، وقوله: وكِتابٍ مَسْطور؛ الكتاب ههنا ما

أُثْبِت على بني آدم من أَعمالهم. والرَّقَّةُ: كلّ أَرض إِلى جَنب وادٍ

ينبسط عليها الماء أَيَّام المَدِّ ثم يَنْحَسِرُ عنها الماء فتكون

مَكْرُمةً للنبات، والجمع رِقاقٌ. أَبو حاتم: الرَّقَّة الأَرض التي نَضَب

عنها الماء، والرَّقَّةُ البيضاء معروفة منه،. والرَّقَّةُ: اسم بلد.

والرَّقُّ: ضرب من دوابِّ الماء شِبه التِّمْساح. والرَّق: العظيم من

السَّلاحِف، وجمعه رُقُوق. وفي الحديث: كان فقهاء المدينة يشترون الرَّقَّ

فيأْكلونه؛ قال الحَربي: هو دُوَيْبة مائية لها أَربع قوائم وأَظفار وأَسنان

تُظهرها وتُغيِّبها.

والرِّقُّ، بالكسر: المِلك والعُبودِيَّةُ. ورَقَّ: صار في رِقٍّ. وفي

الحديث عن علي، عليه السلام، قال: يُحَطُّ عنه بقَدْر ما عَتَق ويَسْعَى

فيما رَقَّ منه. وفي الحديث: يُودَى المُكاتَبُ بقَدْر ما رَقَّ منه

دِيةَ العَبْدِ وبقدر ما أَدَّى دِيةَ

الحُرِّ؛ ومعناه أَن المكاتَب إِذا جني عليه جِنايةٌ وقد أَدَّى بعضَ

كتابته فإِنَّ الجاني عليه يَدْفَع إِلى ورثته بقدر ما كان أَدَّى من

كتابته دِيةَ حُرٍّ، ويدفع إلى مولاه بقدر ما بقي من كتابته دِيةَ عبدٍ كأَن

كاتَب على أَلف وقِيمتُه مائة ثم قُتِل وقد أَدَّى خمسمائة فلورثته خمسة

آلاف نصفُ

دية حُرّ، ولسيده خمسون نصف قيمته، وهذا الحديث خَرّجه أَبو داود في

السنن عن ابن عباس وهو مذهب النخعي، ويروى عن عليّ شيء منه، وأَجمع الفقهاء

على أَنّ المُكاتَب عبد ما بَقِي عليه دِرْهم. وعَبْدٌ مَرْقُوق ومُرَقٌّ

ورَقيقٌ، وجمع الرَّقيق أَرِقَّاء. وقال اللحياني: أَمةٌ رَقيق ورَقِيقة

من إِماء رقائقَ فقط، وقيل: الرقيق اسم للجمع.

واسترقَّ المَمْلوكَ فرَقَّ: أَدخله في الرِّقِّ. واسْترقَّ مملوكَه

وأَرَقَّه: وهو نقيض أَعْتقَه. والرَّقيقُ: المملوك، واحد وجمع، فَعِيل

بمعنى مفعول وقد يُطلق على الجماعة كالرَّفيق، تقول منه رَقَّ العبدَ

وأَرَقَّه واسْترقَّه. الليث: الرِّقُّ العُبودة، والرَّقيق العبد، ولا يؤخذ منه

على بناء الاسم. وقد رَقَّ فلان أَي صار عبداً. أَبو العباس: سمي العبيد

رَقِيقاً لأَنهم يَرِقُّون لمالكهم ويَذِلُّون ويَخْضَعون، وسميت

السُّوق سوقاً لأَن الأَشياءَ تُساق إِليها، والسَّوْقُ: مصدر، والسُّوقُ: اسم.

وفي حديث عُمر: فلم يبق أَحد من المسلمين إِلا له فيها حَظٌّ وحَقٌّ

إِلاّ بعضَ مَن تملكون مِن أَرِقّائكم أَي عبيدكم؛ قيل: أَراد به عبيداً

مخصوصين، وذلك أَنّ عمر، رضي الله عنه، كان يُعطي ثلاثة مَماليك لبني غفار

شهدوا بَدْراً لكل واحد منهم في كل سنة ثلاثة آلاف درهم، فأَراد بهذا

الاستثناء هؤلاء الثلاثة، وقيل: أَراد جميع المماليك، وإِنما استثنى من جملة

المسلمين بعضاً من كل، فكان ذلك منصرفاً إلى جنس المماليك، وقد يوضع

البعض موضع الكل حتى قيل إِنه من الأَضداد. والرِّقُّ أَيضاً: الشيء

الرَّقيق، ويقال للأَرض الليِّنةِ رِقٌّ؛ عن الأَصمعي. والرِّقُّ: ورَق الشجر؛

وروى بيت جُبَيها الأَشجعي:

نَفى الجَدْبُ عنه رِقَّه فهو كالِحُ

والرِّقُّ: نبات له عُود وشَوْك وورَق أَبيض.

ورَقْرَقْت الثوب بالطِّيب: أَجْريته فيه؛ قال الأَعشى:

وتَبْرُدُ بَرْدَ رِداء العَرُو

س بالصَّيْفِ رَقْرَقْتَ فيه العَبِيرا

ورَقْرَقَ الثَّرِيدَ بالدَّسَم: آدَمَه به، وقيل: كثَّره. ورَقْراقُ

السحاب: ما ذهَب منه وجاء. والرَّقراقُ: تَرْقْرُق السَّراب. وكل شيء له

بَصيص وتلأْلُؤ، فهو رَقْراق؛ قال العجاج:

ونَسَجَتْ لَوامِعُ الحَرُورِ

بِرَقْرقانِ آلِها المَسْجُورِِ

رَقْرقان: ما تَرَقْرَق من السراب أَي تحرَّك، والمَسْجُور ههنا:

المُوقد من شدَّة الحَرّ. وفي الحديث: أَن الشمسَ تَطْلُع تَرَقْرَقُ. قال أَبو

عبيد: يعني تَدُور تجيء وتذهب وهي كناية عن ظُهور حركتها عند طلوعها،

فإِنها تُرى لها حركةٌ مُتَخَيَّلة بسبب قُربها من الأُفُق وأَبْخِرته

المُعْتَرِضة بينها وبين الأَبصار، بخلاف ما إِذا علَتْ وارتفعت. وسراب

رَقْراقٌ ورَقرقانٌ: ذو بَصيصٍ. وتَرَقرَقَ: جرَى جَرْياً سَهلاً. وترَقْرق

الشيءُ: تلأْلأ أَي جاء وذهبَ. ورقْرقْت الماء فترقْرقَ أَي جاء وذهب،

وكذلك الدَّمعُ إِذا دار في الحِملاق. وسيفٌ رُقارِقٌ: برّاق. وثوب رُقارِق:

رَقيق. وجارية رَقْراقة: كأَنّ الماء يجري في وجهها. وجارية رَقْراقةُ

البشَرة: برّاقة البياضِ. وترَقْرقَت عينه: دَمَعت، ورَقْرَقَها هو.

ورَقْراقُ الدمع: ما ترَقْرقَ منه؛ قال الشاعر:

فإِنْ لم تُصاحِبْها رَمَيْنا بأَعْيُنٍ،

سَريعٍ برَقْراقِ الدُّمُوعِ انْهِلالُها

ورَقْرقَ الخمرَ: مَزَجَها. وتَرْقِيقُ الكلام: تحسينه. وفي المثل: عن

صَبُوحٍ تُرَقِّقُ؛ يقول: تُرَقِّق كلامك وتُلطِّفه لتوجب الصَّبُوح، قاله

رجل لضيف له غَبَقَه، فرقّق الضيفُ كلامَه ليُصْبِحه؛ وروي هذا المثل عن

الشعبي أَنه قال لرجل سأَله عن رجل قبَّل أُمَّ امرأَته فقال: حَرُمت

عليه امرأَته، أَعن صَبوح تُرَقِّق؟ قال أَبو عبيد: اتَّهمه بما هو أَفْحش

من القُبلة، وهذا مثل للعرب يقال لمن يُظهر شيئاً وهو يريد غيره، كأَنه

أَراد أَن يقول جامَع أُمَّ امرأَته فقال قَبَّل، وأَصله أَن رجلاً نزل

بقوم فبات عندهم فجعل يُرقّق كلامه ويقول: إِذا أَصبحت غداً فاصْطبحت فعلت

كذا، يريد إِيجاب الصَّبُوح عليهم، فقال بعضهم: أَعن صَبُوح تُرقِّق أَي

تُعرّض بالصَّبُوح، وحقيقته أَنّ الغَرض الذي يَقْصِده كأَنّ عليه ما

يستُره فيريد أَن يجعله رَقِيقاً شَفّافاً يَنِمُّ على ما وَراءه، وكأَنَّ

الشعبي اتَّهم السائل وتوهّم أَنه أَراد بالقُبلة ما يَتْبَعُها فغَلّظ

عليه الأَمرَ. وفي الحديث وتجيء فِتْنةٌ فيُرَقّقُ بعضُها بَعْضاً أَي

يُشَوِّق بتَحسينها وتَسْوِيلها. وترقَّقْتَ له إِذا رَقَّ له قلبُك.

والرَّقاقُ: السَّيْر السَّهل؛ قال ذو الرمة:

باقٍ على الأَيْنِ يُعْطي، إِن رَفَقْتَ به،

مَعْجاً رَقاقاً، وإِن تَخْرُقْ به يَخِدِ

أَبو عبيدة: فرس مُرِقٌّ إِذا كان حافره خفيفاً وبه رَقَقٌ. وحِضْنا

الرجل: رَقيقاه؛ وقال مُزاحِم:

أَصابَ رَقِيقَيْهِ بِمَهْوٍ، كأَنه

شُعاعةُ قَرْنِ الشمس مُلْتَهِبِ النَّصْلِ

رقق
{الرَّقُّ بالفَتح ويُكْسَرْ روَاهُما الأثْرمُ عَن أبِي عُبَيدةَ، وَهُوَ: جِلْدٌ} رَقِيق يكْتبُ فيهِ، ومِنْهُ قولُه تَعالى: فِي {رَقٍ مَنْشورٍ، والفَتْحُ هى القِراءة السَّبْعِيَّةُ المُتَواتِرةُ. والرَّقُّ: ضِدُّ الغَلِيظِ والثَّخِين} كالرَّقِيق وَقد {رَقَّ} يَرِقُّ {رِقَّةُ، فَهُوَ} رَقِيق. (و) {الرَّقُّ: الصَّحِيفَةُ البَيْضاءُ. وقالَ الفَرّاءُ: الرَّقُّ: الصَّحائِفُ الّتي تَخْرُجُ إِلَى بَنِي آدَمَ يومَ القِيامَةِ، قَالَ الأَزْهَرِي: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن المَكتوبَ يُسَمَّى} رَقاً أَيضاً. (و) {الرِّقُّ العَظِيم من السَّلاحفِ، أَو دُوَيْبةٌ مائِيةٌ لَهَا أَرْبَعُ قَوائِمَ، وأَظفار وأسنانٌ فِي رَأس تُظْهِرُه وتُغَيبهُ، وتُذْبَحُ، قالهُ إِبْراهيمُ الحَرْبِيُّ، ورَوى بسَنَدِه إِلى ابْنِ هُبَيْرَة قالَ: كَانَ فُقهاءُ المَدِينَةِ يَشْتَرُونَ الرَّقَّ ويأكلُونَه وَقَالَ أَبُو عُبَيد: ج:} رُقُوقٌ بالضَّمِّ. (و) ! الرَّقُّ: وَرَقُ الشَّجَرِ، أَو: مَا سَهُل على الماشِيَةِ من الأغْصانِ، ويُرْوَى بَيْت جُبَيْهاءَ الأشْجَعيِّ: نَفي الجَدْبُ عَنْهُ {رِقَّه فهْوَ كالِحُ وقالَ ابنُ دُرَيْدِ:} الرُّقُّ بالضَّمِّ: الماءُ الرَّقِيقُ فِي البَحْرِ أَو الوادِي لَا غُزْرَ لَهُ، ويُفْتَحُ، وَهُوَ عَن غَيْرِ ابْنِ دُرَيْدٍ.
{والرَّقةُ: كُل أَرْضٍ إِلَى جَنْبِ وادٍ يَنْبَسِطُ الماءُ عَلَيْها أيّامَ المَدِّ، ثُمّ يَنْضَبُ أَي: يَنْحَسِرُ، وَفِي بعضِ النسَخ يَنْصَبُّ، والأُولَى الصّوابُ، وَهِي مَكْرُمَةٌ للنَّباتِ، وَقَالَ أَبُو حاتِم: الرَّقةُ: الأَرْضُ الَّتِي نَضَبَ عَنها الماءُ: ج رِقاقٌ بالكَسْرِ.
(و) } الرَّقَّةُ البَيْضاءُ مِنْه، وَهُوَ: د، عَلَى شَط الفراتِ بَينَها وبينَ حَزّانَ ثَلاثَة أيّام، وَهِي واسِطةُ ديارِ رَبِيعَةَ قالَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ قَيْسِ الرقيّاتَ:
(أهْلاً وسَهْلاً بمَنْ أتاكَ مِنَ الرَّ ... قةِ يَسرِى إِلَيكَ فِي سُخُبهْ)
(و) {الرَّقَّةُ: بَلَدٌ آخرُ غربِيِّ بَغْدادَ يُعْرفُ} برَقةِ واسِطَ. والرَّقَّةُ: ة كبيرَة أسْفَلَ مِنْهَا بفَرْسَخٍ تُعْرَفُ {بالرًّقَّةِ السَّوْداءَ.
(و) } الرَّقَّةُ أَيضاً: د، بقُوهِسْتانَ. والرَّقَّةُ: موضِعانِ آخرانِ من بَساتِينِ دارِ الخِلافَة ببَغْدادَ، صُغْرَى وكُبْرَى. {والرَّقتانِ:} الرَّقَّةُ والرَّافِقَة قَالَ شَيْخُنا: وَقد مَر لَهُ فِي رفق أنّهما بَلْدَةٌ واحِدَةٌ، وكلامُه هُنَا كالمُنافي لذلِك، فتَأَمَّل. قلتُ: لَا مُنافاةَ، والصَّحِيحُ أنَّهما بَلْدَتانِ لَا واحِدَةٌ، كَمَا صَرَّحَ بِهِ بن الأثِيرِ واليَعْقُوبِي وابنُ السَّمعانِي، وتَقَدمَت الإِشارَةُ إِلَيْهِ.
{والرِّقةُ، بالكَسْرِ: الرَّحْمَةُ ومِنْهُ الحَدِيث: اغْتَنِمُوا الدُّعاءَ عندَ الرِّقَّةِ فإنَّها رَحْمَةٌ يُقالُ: رَقَّ لَه) قَلْبُه، وَفِي حَدِيثِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ: مَن رَقَّ لوالِدَيْهِ ألْقَى اللهُ عَلَيْهِ مَحَبَّتَه وَقد} رَقَقْتُ لَهُ! أَرقُِّ أَي: رَحمْتُه. (و) {الرِّقَّةُ: الاسْتِحْياءُ يُقّال:} رَقَّ وَجْهُه: اسْتَحْيا، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيِّ:
(إِذا تَرَكَتْ شُرْبَ الرَّثِيَئةِ هاجَرٌ ... وهكّ الخَلايَا لم {تَرقَّ عُيونُها)
أَي: لم تَسْتَحْيَ. (و) } الرقَّةُ أَيْضا: الدِّقَّةُ وَمِنْه حَدِيثُ عُثمانَ رضِيَ اللهُ عَنهُ: الّلهُم كَبِرَتْ سِنِّي، ورَقَّ عَظْمي، فاقْبِضني إِلَيْكَ غَيْرَ عاجِزٍ وَلَا مَلُومٍ، {ورِقةُ القَلْبِ مِنْ هَذَا. وَقَالَ المَناويُّ فِي التوْقِيفِ: الرِّقةُ، كالدِّقَّةِ، لكنَّ الدِّفةَ يُقالُ: اعْتِباراً لمُراعاةِ جَوانِبِ الشَّيْءَ،} والرِّقَّة: اعْتِّباراً بعُمْقِه، فمَتَى كانَت الدِّقَّة فِي جِسم يُضادُّها الصَّفاقَةُ، نَحْو: ثَوْبٌ رَقِيق وصّفِبقٌ، وَمَتى كَانَت فِي نَفْسٍ يُضادُّها الجَفوةُ والقَسْوَةُ، يُقَال: زَيْدٌ {رَقِيقُ القَلْبِ وقاسيه. وَقد} رَقَّ الشّيءُ {يَرِقُ رِقَّةً فَهُوَ} رَقِيقٌ {ورُقاقٌ، كغُرابٍ وَهِي} رَقِيقَةٌ {ورُقاقَةٌ، قَالَ: من ناقَةٍ خَوّارَةِ} رَقِيقَهْ تَرْمِيهِمُ ببَكَراتٍ رُوقَهْ ويُشَدَّدُ كرُمانٍ. ويُقال: مَشَى البَعِيرُ مَشياً {رُقاقاً، كغُرابٍ: إِذا} رَقّقَ المَشيَ أَي: مَشَى مَشْياً سهَلاً، وَهُوَ مَجازٌ، قَالَ ذُو الرِّمةِ:
(باقِ عَلَى الأَيْنِ يُعْطِي إِن رَفقْتَ بهِ ... مَعْجاً رُقاقاً وَإِن تخْرُقْ بِهِ يَخِدِ)
(و) {الرَّقاقُ كسَحابٍ: الصَّحْراءُ المُتَّسِعَة اللِّيِّنَةُ التُّرابِ. وقِيلَ: والأَرْضُ السّهْلَسةُ المُنبَسِطَة المُسْتَوِيَة اللَّيِّنَةُ الترابِ تحْتَهُ صَلابَةٌ وأنْشَد بنُ بَرِّيٍّ لإِبْراهِيمَ بنِ عِمْرانَ الأَنصارِيِّ:
(} رَقْاقُها ضَرِمٌ وجَريُها خَذِمُ ... ولَحْمُها زِيَمٌ والبَطْنُ مَقْبُوبُ) يُرِيدُ أَنّها إِذا عَدَتْ أَضرم {الرَّقاقُ وثارَ غُبارُه كَمَا تَضْطرِمُ النّارُ، فيَثُور عُثانُها. أَو هِيَ: مَا نَضَبَ عَنْهَا الماءُ وانْحَسَرَ ويُضَمًّ،} كالرَّقَّةِ بالفَتح، كَمَا تَقَدّم. أَو هِيَ: اللَّيِّنَةُ المُتَّسِعَةُ قالَ لبِيدٌ رضيَ اللهُ عَنهُ:
( {ورَقاقٍ عُصَبٍ ظِلْمانُه ... كحريقِِ الحَبشِييِّنَ الزُّجلْ)
وزادَ الأصمَعِيُّ: من غَيْر رَمْلٍ، وأَنْشَدَ للراجِز: ذَارِى} الرَّقاقِ واثِب الجَراثمِ أَي: يَذْرُو فِي الرَّقاق، ويَثِبُ فِي الجَراثِيم من الرّمْلِ {كالرُّقِّ، بالكَسْرِ، والضَّمِّ الكَسْرُ عَن الأَصْمَعِي} والرَّقّقُ، مُحَركَةً وَمن الأخِيرِ قَؤلُ رُؤْبَةَ:)
كأنًّها وَهْيَ تَهاوَى {بالرَّقَقْ من ذَرْوها شِبْراقُ شَدّ ذِي عَمَقْ ولكِنَّهُم صَرَّحُوا أَنَّه مقصُورٌ من} الرِّقاقِ، وإِنَّما قَصَره لضرورَةِ الشِّعْرِ، فَلَا يَكُونُ لُغَةً مستَقِلَّةً، فتَأمَّلْ. ويَومٌ {رَقاقٌ كسَحابٍ: حارٌّ نَقَلَه الفَرّاءُ. (و) } الرُّقاقُ كغُراب: الخُبُز {الرَّقيقُ المُنْبَسِطُ، قالَ ثَعْلَبٌ: يقالُ: عندِي غُلامٌ يَخْبِزُ الغَلِيظَ والرَّقيقَ، وَإِن قُلْتَ: يخْبِزُ الجرْدَقَ، قلتَ:} والرُّقاقَ، لأَنهما اسمانِ الواحِدَةُ رُقاقَةٌ، وَلَا يُقالُ: {رِقاقَة بالكَسرِ، فَإِذا جُمِع قِيلَ:} رِقاقٌ، بالكسرِ، والصحِيحُ أنَّ {الرِّقاقَ بالكَسرِ جَمْعُ} رَقِيقٍ، ككَرِيمٍ وكِرامٍ. {والمِرْقاقُ: مَا يُرَقُّ بِهِ الخُبزُ يُقال: حَوَّرِ القُرْصَ بالمِرْقاقِ.} والرُّقَّى، مِثَال رُبَّى من الشاةِ: شَحْمَة من {أَرَقِّ الشَّحْم لَا يَأتي عَلَيْهَا أحَدٌ إِلاّ أَكَلَها، وَفِي المَثَلِ وَجَدْتَنِي الشَّحْمَةَ} الرُّقَّى عَلَيْها المَأْتي يَقُولُها، الرَّجُلُ لصاحِبِه إِذا استَضعَفَه نَقَله الصّاغانِيُّ. {والرَّقِيقُ: الممْلُوكُ بَيِّنُ الرِّقِّ، بالكَسْرِ، للواحِدِ والجَمْع فَعِيلٌ بمعنَى مَفْعُول، وَقد يُطْلَقُ عَلَى الجَماعةِ،} كالرَّقيقِ والخلِيطِ، وقالَ اللَّيْثُ: {الرِّقُّ: العُبُودَةُ، والرَّقِيقُ: العَبْدُ، وَلَا يُؤخذُ مِنْهُ على بِناءَ الاسْم، وَقد} رَقَّ فُلان، أَي: صارَ عَبْدَاً، وَقَالَ أَبو العَبّاسِ: سُمِّيَ العَبِيدُ {رَقِيقاً لأَنَّهُمِ} يَرِقُّونَ لمالِكِهم، ويَذِلُّونَ ويَخْضَعُون. وَقد يُجمَعُ عَلَى {رِقاقٍ هَكَذَا فِي سائِر النُّسَخ، والصَّوابُ عَلَى أَرِقّاءَ، كَمَا فِي العُبابِ واللِّسانِ، وَمِنْه الحَدِيثُ: إِلاّ بَعْضَ مَنْ تَمْلِكُونَ من} أَرِقائِكُمْ أَي: عَبِيدِكُم.
وزادَ اللِّحْيانِي: أَمَةٌ {رَقِيقٌ} ورَقِيقَةٌ، من إَماءٍ رَقائِقَ. وحَدَثُ {الرِّقاقِ بالكسرِ: ع بالشّام.
} والرَّقِيقانِ: الحِضْنانِ قالَ مُزاحِمٌ العُقَيْلِيُّ:
(أَصابَ {رَقِيقَيْهِ بمَهْوٍ كأنَّه ... شُعاعَةُ قَرْنِ الشَّمْسِ مُلْتَهِبُ النَّصْلِ)
(و) } الرَّقِيقّانِ: الأَخْدَعانِ. وقالَ الأَصْمَعِي: هما من المَنْخَرَيْنِ: ناحِيَتاهُما يَعْنِي نُخْرَتَيِ الأَنف وَأنْشد: سالَ وَقد مَسَّ {رَقِيقَ المَنْخَرِ وأَنْشَدَ أَيْضاً: ساطٍ إِذا ابْتَلَّ} رَقِيقاهُ نَدَى وقالَ غَيْرُه: {رَقِيقُ الأَنْفِ: مُسْتَرَقُّه حَيْثُ لانَ من جانِبِه. وقالَ أَبُو عَمرٍ و:} الرَّقيقانِ: مَا بينَ الخاصِرَةِ والرُّفْغ.)
وأُمَيْمَةُ بنتُ! رُقَيْقَةَ، كجُهَيْنَةَ فِيهما: صَحابِية رضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَ الحافِظُ: هِيَ {رُقيقَةُ بنتُ أَبي صَيْفيّ ابنِ هاشِم بنِ عَبْدِ مَناف، وبنْتُها أُمَيْمَةُ لَهَا صُحْبَةٌ، رَوَتْ عَنْهَا بِنْتُها حَكِيمَةُ بنتُ رُقيقَةَ، وقالَ ابنُ فَهْدٍ: رُقَيْقَةُ هَذِه أُمُّ مَخْرَمَةَ بنِ نَوْفَل، قَالَ أَبُو نُعَيْم: لَا أُراها أَدْرَكَت الإسْلامَ، وقالَ الصّاغانِيُّ: أمَيْمَةُ وَأمُّها رُقَيْقَةُ لَهُما صُحْبَة. قُلت:} ورُقَيْقَةُ الثَّقَفِيَّةُ: لَهَا صُحْبَةٌ، وَقد رَوَتْ عَنْها بِنْتُها حَدِيثاً فِي الوُحْدان لابْن أبِي عَاصِم، فتَأمَّلْ ذلِكَ. {ومَراقٌّ البَطْنِ: مَا} رَقَّ مِنْهُ ولانَ وَفِي الصِّحَاح: أَسْفَلُه وَمَا حَوْلَه مِمَّا {اسْتَرَقَّ، وَفِي التَّهْذِيب: مَا سَفَلَ من البَطْنِ عِنْدَ الصِّفاقِ أسفَلَ من السُّرَّةِ، وَفِي حَدِيثِ الغُسْلِ: ثُمَّ غَسَل} مَراقَّهُ بشِمالِه أَرادَ مَا سَفَلَ من بَطْنِه ورُفْغَنهِ ومَذاكِيرَهُ، والمَواضِعَ الَّتِي {تَرِقُّ جُلُودُها، كَنَى عَن جَمِيعِها} بالمَراقِّ، وَهُوَ جَمْعُ {مَرَقٍّ قالَهُ الهَرَوِيُّ فِي الغَرِيبَيْن، أَو لَا واحِدَ لَها كَمَا قالَهُ الجَوهَريُّ.
} والرَّقَقُ: مُحَركَة: الضَّعْفُ فِي العِظام، وَهُوَ مَجاز، قالَ كَعْبُ بنُ زُهَيرٍ رضِيَ اللهُ عَنهُ يَصِفُ ناقَتُه:
(خَطّارَةٌ بعدَ غِبِّ الجَهْدِ ناجيَةٌ ... لَا تَشْتكى للحَفا من خُفِّها {رَقَقَا)
وَفِي مالِه} رَقَقٌ أَي: قِلَّةٌ رَواهُ أَبُو عُبَيْد هَكَذَا، وَهُوَ مَجازٌ، ورَواهُ غيرُه بالفاءَ والقافِ، وَقد تَقَدَّمَ، وذَكَرَهُ الفَراءُ بالنَّفي، فقالَ: يُقالُ: مَا فِي مالِه {رقَقٌ، أَي: قِلَّةٌ. وقالَ الأَصْمَعِي:} الرَّقْراقَةُ: المَرْأةُ الّتِي كانَّ الماءَ يَجْرِي فِي وجْهِها وقالَ غَيْرُه: جارِيَةٌ {رَقْراقَةُ البَشَرَةِ:} بَرّاقَةُ البَياضِ. {والرَّقْراقُ: سَيْفُ سَعدِ بنِ عُبادَةَ رضِيَ اللهُ تعالَى عَنْهُ، وَهُوَ القائِلُ فِيهِ:
(فإِنْ يَكُنِ} الرَّقْراقُ فَلَّلَ حَدَّهُ ... قِراعُ الأعادِي كابِرًا بَعْدَ كابِرِ) (توَارثَهُ الآَباءُ من عَهْدِ جُرْهُمٍ ... وقَبْلَ بَنِي صِدِّ بنِ عادٍ وجائِرِ)

(فلسْتُ بمُبْتاعٍ يَدَ الدَّهْرِ مِثلَه ... أُعَرِّضُه أُخْرَى اللَّيالي الغَوابِرِ)
والرَّقْراقُ: ماءٌ فَوْقَ القادِسِيَّةِ. وأيْضاً: والِدُ ذَوّاد الغَطَفانِيِّ الشّاعِرِ هَكَذَا فِي العُبابِ، والصَّوابُ أَن والِدَه أَبُو {الرَّقْراقِ، كَمَا فِي التَّبْصِير. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ:} الرُّقارِقُ، بالضمِّ: الماءُ {الرَّقِيقُ فِي البَحْرِ، أَو الوادِي لَا غُزْرَ لَهُ.
(و) } الرقارِقُ: الشَّرابُ الرَّقِيقُ وكذلِك {الرقراقُ، قالَ: والسَّيْفُ} الرُّقارِقُ: الكَثِيرُ المَاء وقالَ غَيْرُه: هُوَ البَرّاقُ.
قالَ: {ورُقْرُقانُ السَّرابِ، بالضَّمِّ: مَا} تَرَقْرَقَ مِنْهُ، أَي: تَحَرَّكَ قالَ العَجّاجُ:)
ونَسَجَتْ لَوامِعُ الحُرُورِ برُقْرُقانِ آلِها المَسْجُورِ سَبائِباً كسَرَقِ الحَرِيرِ {وأرَقَّهُ} إِرْقاقاً: جَعَلَه {رَقِيقاً، وَهُوَ ضِدُّ غَلَّظَهُ تَغْلِيظاً} كرَقَّقَة {تَرْقِيقاً. (و) } أرَقَّ المَمْلُوكَ: مَلَكَهُ ضِدّ أعْتَقَهُ، فهُو {مُرِقٌّ، وَهِي} مُرِقةٌ {كاسْتَرَقَّهُ، ويُقال:} اسْتَرَقَ المَمْلُوكَ فرَقَّ: أدْخَلَهُ فِي الرِّقِّ. وَمن المَجازِ: {أَرَقَّ فُلان: إِذا ساءَت حالُه وَمِنْه قولُهم: عَجِبْتُ من قلَّةِ مالِه، ورقَّةِ حالِه. (و) } أَرَقَّ العِنَبُ: تَمَّ نُضْجُه، خاصٌّ بالأَبْيَضِ كَمَا فِي العُباب. قلت: هكَذا خَصَّه أَبُو حَنِيفَةَ، وَقَالَ: {أَرَقَّ: إِذا} رَقَّ جِلْدُه، وكَثُرَ ماؤُه. وقالَ أَبو عُبَيْدَةَ: فَرَسٌ مُرِقٌ أَي: {رَقِيقُ الحافِرِ، ونَصُّ أبِي عُبَيْدَةَ: خَفِيفُ الحافِرِ، وَبِه رَقَقٌ.} ورَقَّقَهُ جَعَلَه! رَقِيقاً ضَدُّ غَلَّظَه وَهَذَا قد ذُكِرَ قَرِيباً، فَهُوَ تكْرارٌ. ويُقالُ: نَزَلَ رَجُلٌ يُقالُ لَهُ جابانُ بقَوْم لَيْلاً فأَضافوه وغَبَقُوه، فَلَمَّا فَرَغَ قالَ: إِذا صَبَحْتُمونِي كَيْفَ آخُذُ فِي طَرِيقِي وحاجَتِي فقِيلَ لهُ: أعَن صَبُوح {ترَقِّقُ وعَنْ مِنْ صِلَةِ مَعْنَى} التَّرقيق، وَهُوَ الكِنايَةُ لأَنَّ التَّرْقيقَ تَلْطِيفٌ وتَزْيْينٌ، وإِذا كَنَيْتَ عَن شَيْءٍ فَهُوَ أَلْطَفُ من التَّصْرِيح، فكانَّه قالَ: أَي: تَكْنِى عَن الصَّبُوح أَي: تُحْسِّنُ الكَلامَ وتُزَيَنُه، كانِياً عَن صَبُوح، يُضْرَبُ لمَنْ كَنَى عَنْ شَيْءٍ وَهُوَ يُريدُ غيرَه، كَمَا أنَّ الضَّيْفَ، أَرادَ بهذِه المَقالَةِ أنْ يُوجبَ الصًّبُوحَ عليهِم، نَقَلَه الصّاغانِيُّ والزمخْشَرِيُ، وَهُوَ مجازٌ، ويُرْوى عَن الشَّعبيِّ أَنَّه سُئلَ عَن رَجُل قَبَّل أمَّ امْرَأَتِه، فقالَ: أَعَنْ صَبُوحٍ {تُرَقِّق. حَرُمَتْ عَلَيْهِ امْرَأتُه، كأَنَّهُ أَرادَ أَنْ يَقُولُ: جامَعَ أمَّ امْرَأَتِه فقالَ: قَبَّلَ أُمَّ امْرَأتِه.} واسْتَرَقَّ الماءُ: نَضَبَ إلاّ يَسِيرًا وَهُوَ مَجازٌ.
{ورَقْرَقَ الماءُ وغَيْرُه: إِذا صَبَّهُ صَبّاً} رَقِيقاً فَتَرقْرَقَ. (و) {رَقْرَقَ الثَّرِيدَ بالسَّمْن: إِذا فَعَلَهُ كذلِكَ أَي: أدَمَهُ بهِ، وقِيلَ: كَثَّره.} وتَرَقْرَقَ الماءُ: إِذا تَحَّركَ وجاءَ وذَهَبَ {ورَقْرَقَه هُوَ، قالَ ذُو الرمَّةِ:
(طِراقُ الخَوافي واقِعٌ فَوْقَ رِيعَةٍ ... نَدَى لَيْلِهِ، فِي رِيشِهِ} يَتَرَقْرَقُ)
وقالَ رُؤبَةُ: ألْقَى بِهِ الآلُ غَدِيراً وَيْسَقَا ضَحْلاً إِذا {رَقْرَقْتَه} تَرَقْرَقَا (و) {تَرَقْرَقَ الدَّمْعُ: دارَ فِي الحِملاقِ قالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(أَدارًا بحُزْوَى هِجْتِ للعَيْنِ عَبْرَةً ... فماءُ الهَوَى يَرْفَضُّ أَو} يَتَرَقْرَقُ)

وتَرَقْرَقَ الشَّيْءُ: لَمَعَ قالَ: (بمُرْهَفة بِيضٍ إِذا هِيَ جُردَتْ ... {تَرَقْرَقَ فيهِنّ المنايا اللَّوامِعُ)
(و) } تَرَقْرَقَتِ الشَّمْسُ: إِذا رَأيْتَها صارَتْ كأنَّها تَدورُ، وَمِنْه الحَدِيثُ: إِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ {تَرَقْرَقُ.
قالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَعْني تَدُورُ ة تَجِىءُ وتَذْهَبُ، وَهِي كِنايَةٌ عَن ظُهورِ حَرَكَتِها عندَ طُلُوعِها فإِنّها تُرَى لَهَا حَرَكَةٌ مُتَخَيَّلَةٌ بسَبِبِ قُرْبِها من الأُفُق وأبْخِرَتِه المَعْتَرِضَةِ بينَها وبينَ الأَبْصارِ، بخِلافِ مَا إِذا عَلَتْ وارْتَفَعَتْ. ويُقال: مالٌ} مُتَرَقرِقٌ للسِّمَن، أَو مُتَرَقْرِقٌ للهُزالِ {ومُتَرَقْرِقٌ لأَنَّ يَرْمِدَ، أَي: مُتَهَيِّىءٌ لَهُ تَراهُ قد دَنَا مِنْ ذلِكَ الرمدِ، أَي: الهَلاكِ، وَمِنْه عامُ الرَّمادَةِ.
قالَ الصّاغانِيُّ: والتَّرْكِيبُ يَدُلُّ علَى صِفَةٍ تَكُونُ مُخالِفَةً للجَفاءَ، وعَلَى اضْطِرابِ شَيْءٍ مائِعٍ، وقَدْ شَذَّ عَن هَذَا التَّرْكِيب:} الرَّقُّ: ذَكَرٌ السَّلاحَفِ. قُلْتُ: ويُمْكنُ أَن يَكُونَ عَلَى التَّشبيه {بالرَّقِّ الَّذِي يكْتَبُ، كَمَا هُو ظاهِرٌ، فَلَا يَكُون شاذاً عَن التَّركِيبِ فتَأَمَّلْ. وَمِمَّا يُسْتَدرَكُ عَلَيْهِ: ناقَة} رَقِيقَةٌ: ضَعُفَت أَنْقاؤها {ورَقَّت، واتَّسَع مَجْرَى مُخِّها، جمعُه:} رِقاقٌ {ورَقائِقٌ، عَن ابْنِ الأَعْرابِيِّ.
} والرِّقُّ، بالكسرِ: الشَّيْءُ {الرَّقِيق. ومُسْتَرَقُّ الأنْفِ،} ومَرَقُّه: حَيْثُ لانَ فِي جانِبِه.
{ومَرَاقُّ الإبِلِ: أرْفاغُها. وعَيْشٌ} رَقِيقُ الحَواشِي: ناعِمٌ، وَهُوَ مُجازٌ. وفُلانٌ رَقِيقُ الدِّينِ، والحالِ، وَهُوَ مَجازٌ.
{والرَّقَقُ مُحَرَّكَةً:} رِقَّة الطَّعام، وَفِي ألحَدِيثِ: اسْتَوْصُوا بالمِعْزَى، فَإِنَّه مالٌ! رَقِيقٌ قالَ القُتَيْبِيُّ: يَعْنِي أَنه ليسَ لَهُ صَبْرُ الضَّأْنِ على الجَفاءَ، وفَسادِ العَطَنِ وشِدَّةِ البَرْدِ. ورَجُلٌ رَقِيقٌ: أَي ضَعِيفُ هَيِّنٌ. وهُمْ {أرَقُّ قُلُوباً، أَي: أَلْيَنُ وأَقْبَلُ للمَوْعِظَةِ.} وتَرَقَّقَتْهُ الجارِيَةُ: فتَنَتْهُ حَتى {رَقَّ، أَي ضَعُفَ صَبْرُه، قَالَ ابْنُ هَرْمَةَ:
(دَعَتْهُ عَنوَة} فتَرَقَّقتهُ ... {فرَقَّ وَلَا خلالَةَ} للرَّقِيقِ)
وفُلانٌ رَقَّ عَدَدُه، أَي سِنُوه التِي يَعُدُّها: ذَهَبَ أكثرُها، وبَقِيَ أقَلُّها، فكانَ ذلِكَ الأَقَل عِنْده رَقِيقاً، نَقله ابنُ الأَعْرابِيِّ، وَهُوَ مَجازٌ. {ورَقَّتْ عِظامُه: إِذا كَبِرَ وأَسَنَّ.} والمُرَققُ، كمُعَظَّم: الــرَّغِيفُ الواسِعُ الرَّقِيق. {ورَقَّهُ فَهُوَ} مَرْقُوقٌ: إِذا مَلَكَه، حَكَاهُ الأَزْهَرِيُّ وصاحِبُ المِصباحِ، عَن ابْنِ السِّكِّيتِ، وَنَقله الأَكْمَلُ فِي العِنايَةِ، فَلَا عِبْرَةَ بإِنْكارِ بعضِهِم.
{ورَقْرَقَ الثَّوْبَ بالطِّيبِ: أَجْراهُ فِيهِ، قالَ الأعْشَى:
(وتَبْرُدُ بَرْدَ رداءِ العَرُو ... سِ بالصَّيْفِ} رَقْرقْتَ فيهِ العبِيرَا)

{ورَقراقُ السَّحابِ: مَا ذهَبَ مِنْهُ وجاءَ. وكُل شَيْءٍ لَهُ بَصِيصٌ وتَلأْلؤٌ فَهُوَ} رَقراقٌ. وسَرابٌ {رُقْرُقان: ذُو بصيصٍ.
} وتَرَقْرَقَ: جَرَى جَرْباً سَهْلاً. وثَوْبٌ {رُقارِقٌ، بالضّمَ:} رقِيقٌ. {وتَرَقْرَقَتْ عينُه: دَمِعَت،} ورَقْرَقُها هُوَ. {ورَقْراقُ الدَّمْعَ: مَا} تَرَقْرَقَ مِنْهُ، قَالَ الشَّاعِر:
(فإِنْ لَمْ تُصاحِبها رَمَيْنا بأعْيُنٍ ... سَرِيع {برَقْراقِ الدُّمُوع انْهِلالُها)
} ورَقْرَقَ الخَمْرَ: مَزَجَها. {وتَرْقِيقُ الكَلام: تَحْسِينُه وتَزْيينُه، وَفِي الحدِيثِ: فَتجِىء فِتْنَةٌ} فيُرَقِّقُ بَعْضُها بَعْضاً. أَي: تَشُوقُ بتَحْسِينِها وتَسْوِيلِها.! وأرَقَّتْ بهم أَخلاقُهم: شّحَّتْ، وَهُوَ مَجَازٌ. {واستَرَقَّ اللَّيْلُ: مَضى أكثَرُه.} وتَرَقَّقَ: مَشَى مَشْياً سَهْلاً. {ورَقَّقَ بينَ القَوْم: أفْسَدَ. وَلَا تَدْرِي عَلامَ} يَتراقُّ هَرَمُكَ أَي علَى أَيِّ شَيءٍ يَتَناهَى رأْيُك، ويَبْلغُ، آخِره.
{والرَّقَّةُ: قَرْيتانِ بمِصْرَ فِي الصَّعِيدِ الأَدْنَى، وَقد مَرَرْتُ بهِما.} والرَّقِّيّاتُ: مَسائِلُ كانَ جَمَعَها مُحَمَّدُ ابنُ الحَسَنِ الشَّيْبانِي رَحِمَهُ اللهُ تَعالى حِينَ كانَ قاضِياً بالرَّقةِ. {والرقَقُ: موضِعٌ مِنْ دِيارِ بَني عَمْرِو ابنِ كِلاب. ويَوْم} رَقْراقٌ: حارٌ، عَن الفَرّاءَ. {ورَقَّةُ باسِق: بالمُحَوَّلِ، من أعْمالِ نَهْرِ عِيسَى.} ورَقَّةُ: مأْسَدَةٌ.

جزأ

(جزأ) - في الحَدِيثِ: "لَيسَ شَىءٌ يُجزِيء من الطَّعام والشَّرابِ إلَّا اللَّبَنَ".
: أي لَيْس يَكفِي. يقال: ما يُجزِئُني هذا: أي ما يَكْفِيني. ويقال: الَّلحمُ السَّمِين أَجزأُ من المَهزُول، وجَزَأَ البَعِيرُ يَجْزَأُ جَزْءًا إذا اكتفى بالبَقْل عن شُربِ المَاء، وأَجزأَ القَومُ: جَزَأت إِبلُهم عن الماءِ.
- في الحَدِيثِ "أُتِي بِقنِاع جُزْء" .
زَعَم الرَّاوِي: أَنَّه الرُّطَبِ عند أَهلِ المَدِينة، فإن كان صَحِيحاً فكأنهم سَمَّوه بذَلِك لاجْتِزائِهم به عن الطَّعام. كتَسْمِيَتِهم الكَلأَ جُزْءًا. والمَحفُوظُ "بقِناع جِرْو" بالرَّاءِ المُهْمَلَة.
وهو في كَلاِم أَهلِ الحِجاز القِثَّاءُ الصِّغار، والقِناعُ: الطَّبَق. 
ج ز أ: (جَزَأَهُ) مِنْ بَابِ قَطَعَ وَ (جَزَّأَهُ تَجْزِئَةً) قَسَّمَهُ (أَجْزَاءً) وَ (جَزَأَ) بِهِ مِنْ بَابِ قَطَعَ اكْتَفَى وَ (أَجْزَأَهُ) الشَّيْءُ كَفَاهُ وَ (أَجْزَأَتْ) عَنْهُ شَاةٌ لُغَةٌ فِي جَزَتْ أَيْ قَضَتْ. وَ (اجْتَزَأَ) بِهِ وَ (تَجَزَّأَ) بِهِ اكْتَفَى. 
[جزأ] الجزء: واحد الأجزاء. وجزأت الشئ جزءا: قسمته وجعلته أجزاء، وكذلك التجزئة. وجزأت بالشئ جزءا: أي اكتفيت به، وجَزِئت الإبل بالرُّطْبِ عن الماء جُزْءاً بالضم. وأجزَأتُها أنا، وجزَّأْتها أيضاً تجزئة. وظبية جازئة. وقال الشماخ : إذا الارطى توسد أبرديه * خدود جوزائ بالرمل عين وأجزأني الشئ: كفانى. وأجزأت عنك شاةٌ، لغة في جزت، أي قضت. واجتزأت بالشئ، وتجزَّأت به بمعنى، إذا اكتفيت به. وأجزأت عنك مَُجْزَأَ فلان ومَُجزَأَةَ فلان، أي أغنيتُ عنك مَغْناه. والجُزْأَةُ بالضم: نِصاب الإشْفى والمِخْصَفِ. وقد أجزأتُهُ: جعلت له نصابا. وجزء بالفتح: اسم رجل. وقال : إن كنتَ أَزْنَنْتَني بها كذباً * جَزْءٌ فلاقيت مثلها عجلا
جزأ: جزّأ (بتشديد الزاي): قدر الأجزاء المركبة للدواء، وقدر كمية الدواء (بوشر) استجزأ. ما يستجزأ به: ما يكتفي به (أبو الوليد 48، 308).
جُزْءً: فصل من تمثيلية (بوشر) وأجزاء (جمع جزء): المواد المهيأة لتأليف كتاب (بوشر) وعند النصارى: صلاة السحر، القسم الأول من القداس (ألكالا).
جزء من غَنَم: قطيع من الغنم (ألكالا).
الجزء الكُلِّي: يظهر أن معناها عند أهل الكيمياء: اجتماع العناصر التي تؤلف المادة التي يعالجونها (دي سلان، تعليق على المقدمة 3: 205).
جزء كلمة: مقطع لفظي (بوشر).
جُزْئِي: ما لا يعتد به (محيط المحيط) أمور جزئيّة: رسائل ثانوية (دي سلان المقدمة 1: 182).
قضية جزئية: قضية خاصة، من الخاص إلى العام (بوشر).
جُزئِيَّة: عينة، نموذج (المقري 1: 572) جزوى. شيء جزوى: تافه، سفساف (بوشر).
أجْزائِيّ: أو أجْزَاجيّ (بالنسبة التركية): بياع الأدوية (محيط المحيط) أجْزَائِيّة: حانوت الاجزائي (محيط المحيط).
ج ز أ

جزأت الماشية بارطب من الماء، واجتزأت، وتجزأت، وهن جازئات وجوازيء.

قال الشماخ:

إذا الأرطى توسد أبرديه ... خدود جوازيء بالرمل عين

وقد اجتزأت بالقليل عن الكثير، وتجزأت، وهو من الجزء. وجزأت الشيء تجزئة، وشيء مجزأ: مبعض. وتجزأ المال: تفرق. وجزأت الشيء بالتخفيف: نقصت منه جزءاً، ومنه المجزوء من الشعر. وأجزأني كذا: كفاني، وهذا مجزيء، وتقول تميم: البدنة تجزيء عن سبعة، وأهل الحجاز تجزي. وبهما قريء " لا تجزي نفس " وأجزأت عنك مجزأ فلان أي أغنيت. وأجزأت السكين: جعلت له جزأة وهي الحلقة التي ينقذها السيلان من نصابه.

ومن المجاز: أجزأت الروضة إذا التفت وحسن نبتها، لأنها حينئذ تجزيء الراعية، وروضة مجزئة. وبعير مجزيء: قوي سمين، لأنه يجزيء الراكب والحامل، وإبل مجازيء.
(ج ز أ) : (جَزَأَتْ) الْإِبِلُ بِالرَّطْبِ عَنْ الْمَاءِ وَاجْتَزَأَتْ إذَا اكْتَفَتْ (وَمِنْهُ) لَمْ تَجْتَزِئْ بِتِلْكَ الْحَيْضَةِ وَأَجْزَأَنِي الشَّيْءُ كَفَانِي وَهَذَا يُجْزِئُ عَنْ هَذَا أَيْ يَقْضِي أَوْ يَنُوبُ عَنْهُ (وَمِنْهُ) الْبَدَنَةُ تُجْزِئُ عَنْ سَبْعَةٍ وَأَجْزَأْتُ عَنْك مَجْزَأَ فُلَانٍ أَيْ كَفَيْتُ كِفَايَتَهُ وَنُبْتُ مَنَابَهُ وَلَهُ فِي هَذَا غَنَاءٌ وَجَزَاءٌ أَيْ كِفَايَةٌ وَقَوْلُ مُحَمَّدٍ الْفَارِسُ أَجْزَأُ مِنْ الرَّاجِلِ أَيْ أَكْفَى وَتَلْيِينُ مِثْلِ هَذِهِ الْهَمْزَةِ شَاذٌّ عَلَى مَا حُكِيَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى أَنَّهُ قَالَ يُقَالُ هَذَا الْأَمْرُ يُجْزِئُ عَنْ هَذَا فَيُهْمَزُ وَيُلَيَّنُ وَعَنْ الْأَزْهَرِيِّ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ يَقُولُ أَجْزَى بِمَعْنَى قَضَى وَعَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ أَجْزَى فِيهِ الْفَرْكُ أَيْ الدَّلْكُ وَالْحَكُّ وَتَقْدِيرُهُ أَجْزَأَ الْفَرْكُ عَنْ الْغَسْلِ أَيْ نَابَ وَأَغْنَى وَأَجْزَأَكَ بِمَعْنَى كَفَاكَ عَلَى حَذْفِ الْمَفْعُولِ (وَمِثْلُهُ) إذَا صَلَّيْتَ فِي السَّفِينَةِ قَاعِدًا أَجْزَأَكَ عَلَى إضْمَارِ الْفَاعِلِ لِدَلَالَةِ مَا سَبَقَ عَلَيْهِ كَأَنَّهُ قِيلَ أَجْزَأَكَ مَا فَعَلْتَ وَنَظِيرُهُ مَنْ كَذَبَ كَانَ شَرًّا لَهُ وَأَمَّا جَزَى عَنْهُ جَزَاءً بِمَعْنَى قَضَى فَهُوَ بِغَيْرِ هَمْزٍ (وَمِنْهُ) وَلَا تُجْزِي عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ أَيْ لَا تُؤَدِّي عَنْهُ وَلَا تَقْضِي (وَمِنْهُ) الْجِزْيَةُ لِأَنَّهَا تُجْزِئُ عَنْ الذِّمِّيِّ وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ اشْتَرَى مِنْ دِهْقَانٍ أَرْضًا عَلَى أَنْ يَكْفِيَهُ جِزْيَتَهَا فَالْمُرَادُ بِهَا خَرَاجُ الْأَرْضِ عَلَى الِاسْتِعَارَةِ وَالْمَعْنَى أَنَّهُ شَرَطَ أَنْ يُؤَدِّيَ عَنْهُ الْخَرَاجَ فِي السَّنَةِ الَّتِي وَقَعَ فِيهَا الْبَيْعُ (وَقَوْلُهُمْ) صَلَاةٌ مُجْزِيَةٌ إنْ كَانَ مِنْ هَذَا فَالصَّوَابُ جَازِيَةٌ وَإِلَّا فَهِيَ مُجْزِئَةٌ بِالْهَمْزَةِ أَوْ تَرْكُهُ عَلَى مَا ذُكِرَ آنِفًا.
جزأ
الجُزْءُ: واحِدُ الأجْزاء، وقال ثَعلَبٌ في قوله تعالى:) وجَعَلُوا له من عبادِه جُزْءً (:أي اِناَثاً؛ يَعني به الذين جَعَلُوا الملائكةَ بَناتِ اللهِ تعالى اللهُ عَمّا افتَرَوْا، قال: وأُنْشِدتُ لبعضِ أهل اللُّغة بَيْتاً يدُلُّ على أنَّ معنى جُزْءٍ معنى الإناث؛ ولا أدْري البَيْتُ قَديمٌ أمْ مصْنوع، أنشَدُوني:
إِنْ أجْزَأت حُرَّةٌ يوماً فلا عَجَبٌ ... قد تُجزىءُ الحُرَّةُ المِذكارُ أحيانا أي: انثت، أي: ولَدَتْ أُنثى، قال الأزهريُّ: واستدَلَّ قائلُ هذا القولِ بقوله جلَّ وعَزَّ:) وجَعَلُوا الملائكةَ الذين هم عِبادُ الرحمن إناثاً (، وأنشَدَ غيرُه لبعضِ الأنصار:
نكَحتُها من بَناتِ الأوسِ مُجزئةٍ ... للعَوسَجِ اللَّدنِ في أبياتها زَجَلُ
يعني امرأ غَزّالةً بمغازِل سُوِّيَت من العَوسَجِ، قال الأزهريُّ: البَيتُ الأولُ مَصنوعٌ؛ يعني قولَه: " إن أجْزَأتْ ".
والجُزءُ - أيضاً -: رَملٌ لِبَني خُوَيلِدٍ.
والجُزءَةُ: نِصابُ الاأشفى والمِخصَف.
والجُزءَةُ - بِلُغَةِ بني شَيبان -: الشُّقَّةُ المؤخَّرَةُ من البَيت.
وجَزَأتُ الشَّيءَ جَزءً: قَسَمْتُهُ وجَعَلتُه أجزاءً، وكذلك التَّجزئة.
وجَزَأتُ بالشيء جَزءً - وقال ابن الأعرابيّ: جَزِئتُ به لُغَةٌ -: أي اكتفيتُ به. وجَزَأَتِ الاإبلُ بالرُّطب عن الماء جُزءً - بالضم -، وأجْزَأتُها أنا، وجَزَّأْتُها تَجْزِئةً، وظَبْيَةٌ جَازِئةٌ، قال الشَّمّاخ:
إذا الأرْطى تَوَسَّدَ أبْرَدَيْهِ ... خُدُوْدُ جَوازِئٍ بالرَّمْلِ عَيْنِ
وقال الفرّاء: طعامٌ جَزِيءٌ وشَبِيْعٌ: لما يُجْزئُ ويُشْبِع.
والمَجْزوء من الشِّعْر: ما سَقَط منه جُزءان، وبَيْتُه قولُ ذي الاصْبَع العَدْواني:
عَذِيْرِ الحَيِّ من عَدْوانَ ... كانوا حَيَّةَ الأرْضِ
وأجْزَأني الشيءُ: كَفاني. وأجْزَأتْ عنك شاة: لغةٌ في " جَزَتْ " بغير هَمْزٍ: أي قَضتْ. وأجْزَأْتُ عنك مُجْزَأَ فلانٍ ومُجْزَأةَ فلانٍ ومَجْزَأَتَه: أي أغْنَيْتُ عنك مَغْناه.
وأجْزَأْتُ المِخْصَفَ: جَعَلْتُ له نصاباً.
وأجْزَأ المَرْعى: الْتَفَّ نَبْتُه.
وأجْزَأْتُ الخاتِمِ في إصبْعَي: أدْخَلْتُه فيها.
وهذا رَجلٌ جازِئُكَ من رجلٍ: أي ناهيْك وكافيْكَ.
وقد سَمَّوا مَجْزَأة وجْزً بالفتح، قال حَضْرَميُّ بن عامر في جِزء بن سنان بن مَوْألَةَ حين اتَّهَمَه بِفَرَحِه بموتِ أخيه:
يقولُ جَزْءٌ ولم يَقُلْ جَلَلا ... غنَّى تَرَوَّحْتُ ناعماً جَذِلا
إنْ كنتَ أزْنَنْتَني بها كَذِباً ... جَزْءُ فلاقَيْتَ مِثلَها ع
باب الجيم والزاي و (وا يء) معهما ج زء، جء ز، ء ج ز، ج ز ي، ج وز، ز ج و، وج ز، ز وج مستعملات

جزأ: أجزأني الشيء، مهموز، أي: كفاني. وتجزأت بكذا، واجتزأت به، أي، اكتفيت به. وهذا الشيء يُجزيءُ عن هذا، يُهمزُ ويُلينًّ. وفي لغة: يجزأ، قال : وأنّ الغدر في الأقوام عارٌ ... وأنّ المرءَ يَجْزَأُ بالكُراعِ

والجّزءُ، مهموز: الاجتزاء [أي: الاكتفاء] والجُزُوءُ أيضاً، تقول: جَزِئَتِ الإبلُ. إذا اكتفت بالرطب عن الماء جَزَأً وجزوءاً وجزّوا غير مهموز. قال :

ولاحتْه من بعد الجزوء ظماءة ... ولم يك عن ورد المياه عَكُومُ

والجازئات: الوحش، والجميع: الجوازىء. قال :

بها من كلِّ جازِئَةٍ صُوارُ

والجزءُ في تجزئة السهام: بعض الشيء.. جَزَّأته تَجَزِئةً، أي: جعلته أجزاءً. وأجْزأتُ منه جزءً، أي: أخْذْتُ منه جزْءً وعزلته. والجُزْأةُ: نصاب السكين والمجزوء من الشعر، إذا ذهب فصل واحد من فصوله مثل قوله :

يظن الناس بالملكين ... أنَّهما قد التأما

فإن تسمع بلأمهما ... فإن الأمر قد فقما

ومثل قوله :

أصبح قلبي صردا ... لا يشتهي أن يردا ذهب منه الجزء الثالث.

جأز: الجأزُ: كهيئة الغصص، يأخذ في الصَّدر عِند الغيظ.. جئز يجأزُ جأزاً فهو جَئِزٌ. قال :

يسقي العدى غيظاً طويل الجأزِ

أجز: الإجازة: ارتفاق العرب وكانت العرب تحتبي وتَستأجز على وسادة، ولا تتَّكيءُ على يمين وشمال.

جزي: جزى يجزي جزاء، أي: كافأ بالإحسان وبالإساءة. وفلانٌ ذو غناءٍ وجَزَاء، ممدود. وتَجازيتُ ديني: تقاضيته

جوز: جَوزُ كل شيءٍ: وسطه، والجميعُ: أجواز. والجَوزةُ: السَّقية. والمُستجيزُ: المُستسقي. [والجوزُ: الذي يؤكل] وواحدُ الجَوز: جوزة. وتقول: جُزتُ الطَّريق جَوازاً ومَجازاً وجُؤُوزاً. والمَجاز: المصدرُ والموضعُ، والمجازةُ أيضاً. وجاوزته جِوازاً في معنى: جُزته. والجَوازُ: صكُّ المسافر. وجائزُ البيت: الخشبةُ التي تُوضع عليها أطرافُ الخَشَب. والتَّجاوُزُ: ألا تأخذه بالذَّنب، أي: تتركه. والتّجوّز: خِفّةٌ في الصّلاة والعمل وسُرعةٌ. والتَّجوٌّزُ في الدراهم: ترويجها. والمجوزة من الغنم: التي بصدرها تجويزٌ. وهو لونٌ يُخالفُ لونها.

زجو: التَّزجيةُ: دفعُ الشَّيء كما تزجّي البَقرةُ ولدها، أي: تسُوقُه. والرِّيحُ تُزجي السَّحابَ، أي: تسُوقُه سوقاً رفيقاً، قال:

وصاحبٍ ذي غِمرةٍ داجَيتُه ... زَجَّيتُهُ بالقول وازدجيتُهُ

والمُزجى: القليل، من قوله عزّ وجلّ: وَجِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ وزجا الخراجُ يَزجُو زَجاءً إذا تَيسَّرت جِبايَتُه وجز: [أوجزتُ في الأمرِ: اختصرت] . [والوجزُ: الوحاءُ، تقُولُ أوجَزَ فلانٌ إيجازاً في كلِّ أمر، وقد أوجزَ الكلامَ والعطية، قال :

ما وَجز معروفِكَ بالرِّماقِ

وقال رؤبة :

لولا عطاءٌ مِن كريمٍ وَجزِ]

وأمرٌ وَجِيزٌ: مُختصرٌ، وكلامٌ وَجِيزٌ.

زوج: يقال: لفُلانٍ زوجان من الحمام، أي: ذكر وأنثى. قال سبحانه: فَاسْلُكْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ زوجٌ من الثِّياب، أي: لونٌ منها، قال عزّ وجلّ: مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ

*، أي: لون. ويجمع الزوج: أزواجا. 
جزأ
جزَأَ/ جزَأَ بـ يَجزَأ، جَزْءًا، فهو جازِئ، والمفعول مَجْزوء
• جزَأ الــرغيفَ: قسّمه أجزاء.
• جزَأ بالشَّيء: اكتفى به وقنع. 

أجزأَ/ أجزأَ عن/ أجزأَ من يُجزِئ، إجزاءً، فهو مُجزِئ، والمفعول مُجزَأ
• أجزأَ الشَّيءُ فلانًا: أقنعه وكفاه.
• أجزأَ عنه: أغنى عنه " {وَاتَّقُوا يَوْمًا لاَ تُجْزِئُ نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} [ق] ".
• أجزأَ من الشَّيءِ: أخذ منه جزءًا "أجزأَ من الــرغيف". 

اجتزأَ بـ يجتزئ، اجتزاءً، فهو مُجتزِئ، والمفعول مُجتزَأ به
• اجتزأ بالشَّيء: اكتفى به "قصد إلى اجتزاء قصيدة من ديوان الشاعر وتحليلها". 

تجزَّأَ يتجزَّأ، تجزُّؤًا، فهو مُتجزِّئ
• تجزَّأ العملُ: تقسَّم وصار أجزاءً "الحقُّ لا يتجزَّأ- المسئوليّات لا تتجزَّأ- فلسطين جزء لا يتجزَّأ من الوطن العربيّ" ° جزءٌ لا يتجزَّأ: غير قابل للانفصال عن أصله. 

جزَّأَ يجزِّئ، تجزئةً وتجزيئًا، فهو مُجزِّئ، والمفعول مجزَّأ
• جزَّأ الكتابَ: قسَّمه أجزاءً "جزّأ الأرضَ/ الميراثَ/ الشركةَ". 

تَجْزئة [مفرد]:
1 - مصدر جزَّأَ ° أثمان التَّجْزئة/ أسعار التَّجْزئة: الأثمان التي يشتري بها المستهلكون السلع من تجار
 التَّجزئة- تاجر التَّجزئة: مَنْ يبيع بضاعته أجزاءً أو بالمُفَرَّق عكسه تاجر الجملة- قابل للتَّجزئة: يمكن تقسيمه أجزاء، عكسه غير قابل للتَّجزئة.
2 - (كم) عمليَّة فصل خليط السَّوائل إلى مكوِّناته بواسطة التَّقطير التَّجزيئيّ. 

جَزْء [مفرد]: مصدر جزَأَ/ جزَأَ بـ. 

جُزْء [مفرد]: ج أجزاء:
1 - قطعة أو قسم من الشَّيء "تهدَّم جزء من الحائط- تقدّم الجزء الرئيسيّ للأسطول" ° أجزاء احتياطيَّة: قطع الغيار التي تحُلُّ محلَّ الأجزاء الأصليَّة- جزء كلمة: مقطع لفظيّ- جزءٌ لا يتجزَّأ: غير قابل للانفصال عن أصله.
2 - ما يتركَّب الشَّيء منه ومن غيره "معجم من ثلاثة أجزاء- يتكون القرآن الكريم من ثلاثين جزءًا".
3 - نصيب، حِصّة " {لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ} ".
4 - مِثْل ومساوٍ " {وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا} ".
5 - (سف) جوهر ذو وضع لا يقبل الانقسام لا بحسب الخارج ولا بحسب الوهم أو الفرض العقلي.
• الجُزْء العشريّ: (جب) الجزء الكسريّ من النِّسَب إذا وُضع على صورة كسر عشريّ.
• الجزء الكُلِّي: (كم) اجتماع العناصر التي تؤلِّف المادّة التي يعالجونها. 

جُزْئيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى جُزْء: خلاف كُلِّيّ "توازن/ تحليل/ تخطيط/ اقتصاد/ تصنيع/ خُسوف/ كسوف جُزْئيّ" ° جُزْئيًّا: إلى حدٍّ ما، بعض الشَّيء- قضاء جُزْئيّ: قضاء عاجل من دون محاكمة سابقة. 

جُزْئيَّة [مفرد]: ج جُزْئيَّات:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى جُزْء ° تسوية جُزْئيَّة: حلّ جُزء من مشكلة- حادثة جُزْئيَّة: ثانويّة غير كبيرة- مَحْكَمة جُزْئيَّة- نيابة جُزْئيَّة.
2 - مصدر صناعيّ من جُزْء: تفصيل.
• صيغة جُزْئيَّة: (كم) صيغة تدلّ على عدد ذرّات كلِّ عنصر من العناصر في جزيء مادّة ما.
• الجزئيَّات: التفصيلات "دخل في جُزْئيّات المشكلة" ° جُزْئيّات وكلِّيّات: جوانب خاصَّة وعامَّة أو مسائل صغيرة وكبيرة. 

جُزَيْء [مفرد]: ج جُزَيْئات: (كم) أصغر جزء مستقلّ من المادّة يمكن أن يوجد منفردًا، وتظهر فيه خواصّ المادّة وصفاتها، ويتركّب من عدَّة ذرّات. 

جز

أ1 جَزَأَهُ, (S, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. جَزْءٌ, (S,) He divided it (a thing, S) into parts, or portions; (S, K;) made it to consist of parts, or portions; (S, Msb;) as also ↓ جزّأهُ, (S, * Msb, K,) inf. n. تَجْزِئَةٌ, (S,) or تَجْزِىْءٌ: (Msb:) when that which is divided is property, as, for instance, slaves, only this latter form of the verb, with teshdeed, is used. (TA.) b2: Also, aor. and inf.n. as above, He took a part, or portion, of it; namely, a thing. (Ham p. 117.) And جَزَأَ الشِّعْرَ, inf. n. as above; and ↓ جزّأهُ; He curtailed the poetry of two feet in each verse: or he made the poetry to consist of two feet in each verse. (TA. [See مَجْزُوْءٌ.]) A2: Also He made it firm, fast, or strong; or he bound it firmly, fast, or strongly; (شَدَّهُ;) namely, a thing. (K.) A3: جَزَأَ بِهِ, (S, K,) aor. ـَ (TA,) inf. n. جَزْءٌ, (S,) [and app. جُزْءٌ also,] He was, or became, satisfied, or content, with it; namely, a thing; (S, K;) as also جَزِىءَ, a dial. var. mentioned by IAar; (TA;) and به ↓ اجتزأ, (S, Msb, K,) and به ↓ تجزّأ. (S, K.) A poet says, وَإِنَّ المَرْءَ يَجْزَأُ بِالكُرَاعِ [And verily the man is satisfied, or content, with the shank of the sheep or goat &c.]. (TA.) and you say طَعَامٌ لَا جَزْءَ لَهُ Food whereof one is not satisfied with a little. (TA.) And لَهُ فِى هٰذَا غَنَآءٌ وَجُزْءٌ [He has, in this, competence and] sufficiency. (Mgh.) And جَزَأَتِ الإِبِلُ بِالرُّطْبِ عَنِ المَآءِ, (S, Mgh, K,) or [simply] جَزَأَتِ الإِبِلُ, (Har p. 475,) inf. n. جُزْءٌ, with damm, (S, TA,) and جُزُوْءٌ; (TA;) and جَزِئَت, (IAar, K,) and ↓ اجتزأت; (Mgh, and Har ubi suprà;) The camels were satisfied, or content, with green, or fresh, pasture or herbage [so as to be in no need of water]. (S, Mgh, K, TA.) And عَنِ امْرَأَتِهِ ↓ اجتزأ [He was content to abstain from, or be without, conjugal intercourse with his wife]. (M in art. ابل.) 2 جَزَّاَ see 1, in two places: A2: and see also 4.4 اجزأهُ It (a thing) satisfied, sufficed, or contented, him. (S, Mgh, K.) [Hence,] اجزأ مُجْزَى

غَيْرِهِ [or مُجْزَأَ غَيْرِهِ] It (a thing) satisfied, sufficed, or contented, in lieu of another thing or other things; stood, or served, in stead thereof. (Msb.) And أَجْزَأْتُ عَنْكَ مُجْزَأَ فُلَانٍ (S, Mgh, K) and مَجْزَأَ فلان and مُجْزَأَةَ فلان and مَجْزَأَةَ فلان, (S, K,) as also مُجْزَى فلان and مُجْزَاةَ فلان without ء and with damm, and مَجْزَى فلان and مَجْزَاةَ فلان, (K in art. جزى,) I satisfied, sufficed, or con tented, thee as such a one; I stood thee, or served thee, in stead of such a one. (S, Mgh, K.) and اجزأ الإِبِلَ بِالرُّطْبِ عَنِ المَآءِ, (S, K,) inf. n. إِجْزَآءٌ; (TA;) and ↓ جزّأها, (S, K,) inf. n. تَجْزِئَةٌ, (S,) or تَجْزِىْءٌ; (TA;) He satisfied, or contented, the camels with green, or fresh, pasture or hesrbage [so that they were in no need of water]. (S, K.) b2: اجزأ is also syn. with جَزَى; the former being of the dial. of Temeem, and the latter of the dial. of El-Hijáz; (Akh, Msb;) and one may suppress the ء, and say أَجْزَى: (Mgh, Msb:) this last is used by some of the lawyers in the sense of [جَزَى, i. e.] قَضَى. (Az, Mgh, Msb.) One says, أَجْزَأَتٌ عَنْكَ شَاةٌ A sheep, or goat, made satisfaction for thee (S, Msb, * K, TA) as a sacrifice; (TA;) syn. قَضَتْ; (S, Msb, K;) the verb being here a dial. var. of جَزَتْ. (S, K.) And البَدَنَةُ تَجْزِئُ عَنْ سَبْعَةٍ The camel, or cow, makes satisfaction for seven: or serves in stead of seven. (Mgh.) and هٰذَا يُجْزِئ ُعَنْ هٰذَا [This will make satisfaction, for this: or this will serve in stead of this]: and, accord. to 'Alee Ibn-'Eesà, يُجْزِى also, suppressing the ء (Mgh.) b3: Also, said of pasture, or herbage, (K, TA,) and of a meadow, (TA,) (tropical:) It was, or became, luxuriant: (K, TA:) because satisfying the beasts that feed upon it. (TA.) b4: And, said of a company of men, They had their camels satisfied with green, or fresh, pasture or herbage [so that they were in no need of water]. (TA.) A2: أَجْزَأَتْ She (a woman) brought forth females. (K. [But see جُزْءٌ, from which it is derived.]) A3: اجزأ He furnished an awl (مِخْصَف, S, K, or إِشْفَى, S), (S, K,) or a knife, (Msb,) with a جُزْأَة, i. e. handle; (S, Msb, K;) as also اجزى. (Msb.) b2: اجزأ الخَاتَمَ فِىإِصْبَعِهِ He put the ring upon his finger. (K.) 5 تجزّأ It became divided into parts, or portions. (Msb, KL.) A2: See also 1.8 إِجْتَزَاَ see 1, in three places.

جَزْءٌ: see جُزْءٌ.

A2: It is said by El-Khattábee to be a name for رُطب [app. meaning رُطْبٌ, i. e. Green, or fresh, pasture or herbage, (see 1 and 4,)], with the people of El-Medeeneh; and occurs in a trad.; but the reading commonly known is جرو. (TA.) جُزْءٌ A part, or portion, (Msb, K, TA,) or division, (TA,) of a thing; (Msb, TA;) properly and conventionally; (TA;) as also ↓ جَزْءٌ; (K;) a constituent part of a thing, as of a ship, and of a house or tent, and of a sum in reckoning; (B, TA;) [an ingredient of any compound or mixture;] a share, or lot: (TA:) pl. أَجْزَآءٌ: (S, Msb, K, &c. :) it has no other pl. (Sb, TA.) b2: [A volume of a book.] b3: A foot of a verse. (TA.) b4: In the Kur [xliii. 14], where it is said, وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا, (K, TA,) or, as some read, جُزُءًا, (Bd,) it means Females; (K, TA;;) i. e., they asserted the angels to be the daughters of God: so says Th: and Aboo-Is-hák says that it means, they asserted God's share of offspring to be the females; but that he had not found this in old poetry, nor had persons worthy of confidence related it on the authority of the Arabs [of the classical times]: Z disallows it, asserting it to be a lie against the Arabs; and Bd follows him: El-Khafájee says that the word may be used figuratively; for, as Eve was created of a part (جُزْء) of Adam, the word جزء may be applied to denote the female. (MF, TA.) جُزْأَةٌ The handle of the [kind of awl called]

مِخْصَف, (S, K,) and of the إِشْفِى: (S:) Az says that it is not [the handle, or hilt,] of the sword, nor of the dagger; but is the handle of the مِئْثَرَة with which camels' feet are branded. (TA.) [See also ضَبَّةٌ.] b2: A vine-prop; (K, TA;) a piece of wood with which a vine is raised from the ground. (TA.) b3: In the dial. of the tribe of Sheybán, The hinder, or hindermost, شُقَّة [or oblong piece of cloth] of a tent. (TA.) جُزْئِىٌّ Relating to a part or portion or division; partial; particular; contr. of كُلِّىٌّ. b2: And, as a subst., A particular: pl. جُزْئِيَّاتٌ.]

جُزْئِيَّةٌ The quality of relating to a part or portion or division; relation to a part &c.; particularity.]

جَزِىْءٌ Satisfying food; as also ↓ مُجْزِئٌ; (Fr, K;) like شَبِيعٌ and مُشْبِعٌ. (Fr, TA.) جَازِئٌ [act. part. n. of 1]. b2: هٰذَا رَجُلٌ جَازِئُكَ مِنْ رَجُلٍ This is a man sufficing thee as a man. (K, * TA.) b3: ظَبْيَةٌ جَازِئَةٌ A doe-gazelle that is satisfied with green, or fresh, pasture or herbage [so as to be in no need of water]: pl. جَوَازِئُ. (S.) The pl. is explained by IKt as meaning Gazelles: (TA:) [or] it signifies [or signifies also] Wild bulls or cows; (K, TA;) because they are satisfied with green, or fresh, pasture or herbage so as to be in no need of water. (TA.) Also, the pl., Palm-trees; as not needing irrigation. (TA.) أَجْزَأُ More [and most] satisfying or sufficing or satisfactory: hence, الفَارِسُ أَجْزَأُ مِنَ الرَّاجِلِ [The horseman is more satisfactory than the footman]. (Mgh.) مَجْزَأٌ and مُجْزَأٌ are used as inf. ns. of 4 [q. v.]. (TA.) مُجْزِئٌ: see جَزِىْءٌ. b2: Also A strong, fat, camel; because sufficing for the wants of the rider and carrier. (TA.) A2: Also, and مُجْزِئَةٌ, A woman who brings forth females. (TA. [But see جُزْءٌ, from which the verb is derived.]) مَجْزَأَةٌ and مُجْزَأَةٌ are used as inf. ns. of 4 [q. v.]. (TA.) مَجْزُوْءٌ Divided into parts, or portions. (TA.) b2: [Having a part, or portion, taken from it: see 1.] b3: A verse curtailed of two [of the original] feet: [like the هَزَج and مُضَارِع &c., which were originally of six feet each, but of which every known example is of four only:] or a verse consisting of two feet only: [as a kind of the رَجَز, and two kinds of the مُنْسَرِح: to each of which, or, accord. to some, to the former of which only, when thus consisting of only two feet, the term مَنْهُوكٌ is also applied:] the former is said to be عَلَى السَّلْبِ; and the latter, عَلَى

الوُجُوبِ. (TA.)
جزأ
: (} الجُزْءُ) بِالضَّمِّ (: البَعْضُ، ويُفْتَح) ويُطلَق على القِسْم لُغَة وَاصْطِلَاحا (ج {أَجْزَاءٌ) ، لم يُكَسَّر على غير ذَلِك عِنْد سِيبَوَيْهٍ.
(و) } الجُزْءُ (بالضَّمِّ ع) قَالَ الرَّاعِي:
كَانَتْ {بِجُزْءٍ فَمَنَّتْهَا مَذَاهِبُهُ
وَأَخْلَفَتْهَا رِيَاحُ الصَّيْفِ بِالغُبَرِ
(و) فِي (العُباب) : الجُزْءُ (: رَمْلٌ) لبني خُوَيلد.
(} وجزَأَه كجَعلَه) {جَزْءًا (: قَسَّمَه} أَجْزَاءً، {كَجزَّأَهُ) } تَجزِئةً، وَهُوَ فِي المالِ بِالتَّشْدِيدِ لَا غيرُ، فَفِي الحَدِيث (أَن رجلا أَعتقَ ستَّةَ مملُوكين عِنْد مَوته، لم يكن لَهُ مالٌ غَيرهم، فَدَعَاهُمْ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {فجزَّأَهم أَثلاثاً أَقْرع بَينهم فَأَرقَّ أَربعةً وأَعتقَ اثْنَيْنِ) .
(و) } جَزَأَ (بالشَّيْءِ) جَزْءًا، وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: {جَزِىءَ بِهِ لغةٌ، أَي (اكْتَفَى) ، وَقَالَ الشَّاعِر:
لَقَدْ آلَيْتُ أَغْدِرُ فِي جَدَاعِ
وإِنْ مُنِّيتُ أُمَّاتِ الرِّباعِ
بأَنَّ الغَدْرَ فِي الأَقْوَامِ عَارٌ
وأَنَّ المَرْءَ} يَجْزَأُ بِالكُرَاعِ
أَي يَكْتَفِي ( {كاجْتَزَأَ) بِهِ (} وتَجَزَّأَ) .
(و) جزأَ (الشَّيْءَ: شَدَّه) .
(و) {جزَأَتِ (الإِبلُ بالرُّطْبِ عَن المَاء) جُزْءًا بالضمّ،} وجُزُوءًا كقعود (: قَنِعَتْ) واكتفت ( {كَجَزِئَتْ بالكَسْرِ) لُغَة عَن ابْن الأَعرابيّ (} وأَجزَأْتُها أَنا) {إِجزاءً (} وجزَّأْتُها) {تَجْزيئاً.
(} وأَجزَأْتُ عَنْك {مَجْزَأَ فُلانٍ} ومَجْزَأَتَهُ) مَصدران ميميّان مهنوزانِ (ويُضَمَّان) مَعَ الهَمز، وسُمع بِغَيْر همزٍ مَعَ الضّمِّ (: أَغْنَيْتُ عَنْك مَغْنَاه) بِضَم الْمِيم وَفتحهَا.
(و) {أَجزأْتُ (المِخْصَفَ) وَكَذَا الإِشْفَى (: جعلْت لَهُ} جُزْأَةً) بِالضَّمِّ (أَي نصَاباً) ، وَكَذَلِكَ أَنصَبْتُ. وَقَالَ أَبو زيد: {الجُزْأَة لَا تكون للسيف وَلَا للخَنْجر، وَلَكِن للمِئْثرة الَّتِي يُوسم بهَا أَخْفافُ الإِبل، وَهِي المَقْبِض.
(و) } أَجزأْتُ (الخاتَمَ فِي إِصْبعِي: أَدخلْتُه) فِيهَا.
(و) من الْمجَاز: {أَجزأَ (المَرْعَى: التَفَّ) وحَسُن (نَبْتُه) ،} وأَجزأَت الرَّوضَةُ التفَّتْ، لأَنها {تُجزِىءُ الراعِيةَ، وروضَةٌ} مُجْزِئة.
(و) {أَجزأَت (الأُمُّ) ، وَفِي بعض النّسخ: المرأَةُ (: ولَدت الإِنَاثَ) فَهِيَ} مُجزِئة {ومُجزِىءٌ، قَالَ ثَعْلَب: وأُنشِدْت لبعضِ أَهل اللُّغَة بَيْتا يدلُّ على أَن معنى الإِجزاء معنى الإِيناث، وَلَا أَدري الْبَيْت قديمٌ أَم مَصنوعٌ، أَنشدوني: إِنْ} أَجْزَأَتْ حُرَّةٌ يَوْماً فَلاَ عَجَبٌ.
إِنْ أَجْزَأَتْ حُرَّةٌ يَوْماً فَلاَ عَجَبٌ
قَدْ {تُجْزِيء الحُرَّةُ المِذْكَارُ أَحْيَانَا
أَي آنثتْ، أَي ولَدى أُثْنى، وأَنشد غيرُه لبَعض الأَنصار.
نَكَحْتُها مِنْ بَنَاتِ الأَوْسِ مُجْزِئَةً
لِلْعَوْسَجِ اللَّدْنِ فِي أَبْيَاتِها زَحَلُ
يَعْنِي امرأَةٍ غَزَّالَةً بِمعازِلَ سُوِّيَتْ من العَوْسَجِ. قَالَ الأَزهري: البيتِ الأَوّلُ مَصْنُوع.
(و) } أَجزأَتْ (شَاةٌ عنْكَ: قَضَتْ) فِي النُّسُك، (لُغَةٌ فِي جَزَتْ) بِغَيْر همزٍ، وَذَا {مُجْزِىءٌ، والبَدَنةُ} تُجزِىءُ عَن سَبْعَةِ، فَمن همز فَمَعْنَاه تُغْنى، وَمن لم يَهمز فَهُوَ من الجَزَاءِ (و) {أَجزأَ (الشَّيْءُ إِيَّايَ) } كأَجزأَني الشيءُ (: كَفَانِي) ، وَمِنْه الحَدِيث: (وَلَنْ {تُجْزِىءَ عَنْ أَحَدِ بَعْدَك) .
(} والجَوَازِىءُ:) بقر (الوَحْش) لِتَجَزَّئِها بالرُّطْب عَن المَاء، وظبية {جازِئة قَالَ الشمَّاخُ:
إِذَا الأَرْطَى تَوَسَّدَ أَبْرَدَيْه
خُدُودُ} جَوَازِىءٍ بِالرَّمْلِ عِينِ
قَالَ ابنُ قُتيبة: هِيَ الظباءُ، وَفِي التَّنْزِيل ( {1. 013 وَجعلُوا لَهُ من عباده {جُزْءا} (الزخرف: 15) أَيْ إِنَاثاً) يَعْنِي الَّذين جعلُوا الملائكةَ بناتِ الله، تَعَالَى الله عَمَّا افتَرَوْا، قَالَه ثَعْلَب، وَفِي الغَريِبَيْن للهروِي: وكأَنه أَراد الجِنْسَ. وَقَالَ أَبو إِسحاق: أَي جعلُوا نَصيبَ اللَّهِ من الوَلد الإِناثَ، قَالَ: وَلم أَجدْه فِي شِعْرٍ قَديمٍ، وَلَا رَواه عَن العربِ الثِّقاتُ، وَقد أَنكره الزمخشريُّ، وَجعله من الكَذِب على الْعَرَب، واقتفاه البيضاويُّ، واستنبطَ لَهُ الخَفاجي وَجها على طريقةِ الْمجَاز، أَشار فِيهِ إِلى أَنَّ حوَّاءَ لما خُلِقت من جُزْءِ آدمَ صحَّ إِصلاقُ الجُزْء على الأُنثى، قَالَه شَيخنَا.
(و) قَالَ الفرَّاءُ: (طَعامٌ} جزِىءُ) وشَبيع (: {مُجْزِىءٌ) ومُشْبِع.
(و) هَذَا رجلٌ (} جَازِئُك مِنْ رَجُلٍ) أَي (نَاهِيكَ) بِهِ وكافيك.
(وحَبِيبَةُ) وَيُقَال مُصغَّراً بِنْتُ أَبِي {تُجْزَأَة بِضَمِّ التَّاء (الفوقيّة) وسُكونِ الجيمِ مَعَ فتح الْهمزَة، وَفِي بعض النُّسخ بسكونها العَبْدَرِيَّة (صَحَابِيَّةٌ) ، روتْ عَنْهَا صَفِيَّةُ بنتُ شَيْبة.
(و) قد (سَمَّوْا) } مَجْزَأَةَ (جَزْءًا) بِالْفَتْح، مِنْهُم! جَزْء بن الحِدْرِجَان، وجَزْء بن أَنس وجَزْء بن عَيّاش، وجَزء بن عَامر، ومَحْمِيَة بن جَزْء، وَعبد الله ابْن الْحَارِث بن جَزْء، وَعَائِشَة بنت جَزْء، صحابيُّون رَضِيَ الله عَنْهُم.
وَفِي (العُباب) . قَالَ حَضْرَمِيُّ بن عامرٍ فِي جَزْءٍ بن سِنانِ بن مَوْأَلَة حِين اتَّهمه بِفَرحِه بِمَوْت أَخيه
يَقُولُ جَزْءٌ وَلَمْ يَقُلْ جَلَلاَ
إِنّي تَرَوَّحْتُ نَاعِماً جَذِلاَ
إِنْ كُنْتَ أَزْنَنْتَنِي بِهَا كَذِباً
جَزْءُ فَلاَقَيْتَ مِثْلَهَا عَجِلاَ
أَفْرَحُ أَنْ أُرْزَأَ الكِرَامَ وأَنْ
أُورثَ ذَوْداً شَصَائِصاً نَبَلاَ
وجَزْءُ بن كَعب بن أَبي بكْر بن كِلاب ولَدُه قَيْسٌ أَبو قَبيلَة، وَهُوَ صَاحب دَارَة الأَسواط. ( {والجُزْأَةُ بالضَّمِّ: المِرْزَحُ) ، وَهِي خَشبةٌ يُرْفَع بهَا الكَرْم عَن الأَرض.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
} الجُزْءُ: النَّصيب والقِطْعة من الشَّيْء. وَفِي البصائر: جُزْءُ الشيءِ مَا يَتَقوَّمُ بِهِ جُمْلَتُه، كأَجزاء السَّفِينَة، وأَجزاءِ الْبَيْت، وأَجزاءِ الجُمْلة من الحسابِ. وَقَوله تَعَالَى: {لِكُلّ بَابٍ مّنْهُمْ جُزْء مَّقْسُومٌ} (الْحجر: 44) أَي نصيب، وَذَلِكَ من الشَّيْء.
{والمجزوءُ من الشِّعر مَا سَقط مِنْهُ جُزْآنِ، وبيتُه قَولُ ذِي الإِصْبَع العَدْوَانِيّ:
عَذِيرَ الحيِّ مِنْ عَدْوا
نَ كَانُوا حَيَّة الأَرْضِ
أَو كَانَ على} جُزْأَيْنِ فَقط، فالأَوَّلُ على السَّلب، وَالثَّانِي على الْوُجُوب، وجَزَأَ الشِّعْر {جزْأً} وجَزَّأَه، فيهمَا: حذف مِنْهُ جُزْأَيْنِ، أَو بَقَّاه على جُزْأَيْنِ.
وَشَيْء {مجْزُوٌّ: مُفَرَّق مُبَعَّض.
وطَعامٌ لَا جَزْءَ لَهُ، أَي لَا يُتَجَزَّأُ بِقَلِيله.
} وأَجْزَأَ القومُ: {جَزِئَتْ إِبلُهم.
وبَعِيرٌ مُجْزيءٌ: قوِيٌّ سَمِينٌ، لأَنه} مُجْزِىءُ الراكبِ والحامِل.
{والجوازىءُ: النخْلُ، قَالَ ثَعْلَبَةُ بن عُبَيد:
جَوازِيءُ لَمْ تَنْرِعْ لِصَوْبِ غَمَامَةٍ
وَوُرَّادُها فِي الأَرْضِ دَائِمةُ الرَّكْضِ
يَعْنِي أَنها استغْنَت عَن السَّقْيِ فاستعْلَت.
} والجُزْأَة بلُغة بني شَيبانَ: الشُّقَّة المُؤَخَّرة من الْبَيْت.
{والجازِىءُ: فرس الْحَارِث بن كَعْب.
وأَبو الْورْد} مَجْزأَة بن الكَوْثَر ابْن زُفَر، من بني عَمْرو بن كِلاب، من رِجال الدَّهْر، وجَدُّه زُفَرُ شاعرٌ فَارس، ومَجْزأَه بن زاهرٍ روى، وجَزِيء أَبو خُزَيْمَة السلميّ صحابيٌّ، وحيان بن جَزِيء وَعبد الله بن جَزِيء حَدثا، وجَزِيء بن مُعَاوِيَة السَّعْدِيّ اخْتُلِفَ فِيهِ.
{والجُزْءُ اسمٌ للرُّطَبِ عِنْد أَهل الْمَدِينَة، قَالَه الخَطَّابِيُّ، وَقد ورد ذَلِك فِي الحَدِيث، وَالْمَعْرُوف جِرْوٌ.

جزأ: الجُزْء والجَزْءُ: البَعْضُ، والجمع أَجْزاء. سيبويه: لم يُكَسَّر الجُزءُ على غير ذلك.

وجَزَأَ الشيءَ جَزْءاً وجَزَّأَه كلاهما: جَعله أَجْزاء، وكذلك

التجْزِئةُ. وجَزَّأَ المالَ بينهم مشدّد لا غير: قَسَّمه. وأَجزأَ منه جُزْءاً: أَخذه.

والجُزْءُ، في كلام العرب: النَّصِيبُ، وجمعه أَجْزاء؛ وفي الحديث: قرأَ جُزْأَه مِن الليل؛ الجُزْءُ: النَّصِيبُ والقِطعةُ من الشيء، وفي الحديث: الرُّؤْيا الصّالِحةُ جُزْءٌ من ستة وأَربعين جُزْءاً من النُّبُوَّة؛ قال ابن الأَثير: وإِنما خَصَّ هذا العدَدَ المذكور لأَن عُمُرَ النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم في أَكثر الروايات الصحيحة كان ثلاثاً وستين سنة، وكانت مدّةُ نُبوَّتِه منها ثلاثاً وعشرين سنة لأَنه بُعث عند استيفاء الأَربعين، وكان في أَوّل الأَمر يَرَى الوحي في المنام، ودامَ كذلك نِصْفَ سنة، ثم رأَى المَلَكَ في اليَقَظة، فإِذا نَسَبْتَ مُدَّةَ الوَحْيِ في النَّوْمِ، وهي نِصْفُ سَنَةٍ، إِلى مُدّة نبوّته، وهي ثلاث وعشرون سنة، كانتْ نِصْفَ جُزْءٍ من ثلاثة وعشرين جُزْءاً، وهو جزءٌ واحد من ستة وأَربعين جزءاً؛ قال: وقد تعاضدت الروايات في أَحاديث الرؤيا بهذا العدد، وجاء، في بعضها، جزءٌ من خمسة وأَربعين جُزْءاً، ووَجْهُ ذلك أَنّ عُمُره لم يكن قد استكمل ثلاثاً وستين سنة، ومات في أَثناء السنة الثالثة والستين، ونِسبةُ نصفِ السنة إِلى اثنتين وعشرين سنة وبعضِ الاخرى، كنسبة جزء من خمسة

وأَربعين؛ وفي بعض الروايات: جزء من أَربعين، ويكون محمولاً على مَن رَوى أَنّ عمره كان ستين سنة، فيكون نسبة نصف سنة إِلى عشرين سنة، كنسبة جزءٍ إِلى أَربعين. ومنه الحديث:الهَدْيُ الصّالِحُ والسَّمْتُ الصّالِحُ جُزْءٌ من خمسة وعشرين جزءاً من النبوة: أَي إِنّ هذه الخِلالَ من شَمائلِ الأَنْبياء ومن جُملة الخصالِ المعدودة من خصالهم وإِنها جزءٌ معلوم من

أَجزاء أَفعالِهم فاقْتَدوُا بهم فيها وتابِعُوهم، وليس المعنى أنَّ النُّبوّة

تتجزأُ، ولا أَنّ من جمَع هذه الخِلالَ كان فيه جُزءٌ من النبوَّة، فان النبوَّة غير مُكْتَسَبةٍ ولا مُجْتَلَبة بالأَسباب، وإِنما هي كَرامةٌ من اللّه عز وجل؛ ويجوز أَن يكون أَراد بالنبوّة ههنا ما جاءتْ به النبوّة ودَعَت اليه من الخَيْرات أَي إِن هذه الخِلاَلَ جزءٌ من خمسة وعشرين جزءاً مـما جاءت به النبوّة ودَعا اليه الأَنْبياء.

وفي الحديث: أَن رجلاً أَعْتَقَ ستة مَمْلُوكين عند موته لم يكن له مالٌ غيرهُم، فدعاهم رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم فَجَزَّأَهم أَثلاثاً ثم أَقْرَعَ بينهم، فأَعْتَق اثنين وأَرقَّ أَربعة: أَي فَرَّقهم أَجزاء

ثلاثة، وأَراد بالتَّجزئةِ أَنه قَسَّمهم على عِبْرة القيمة دون عَدَد

الرُّؤُوس إِلا أَنَّ قيمتهم تساوت فيهم، فخرج عددُ الرُّؤُوس مساوياً للقِيَم. وعَبيدُ أَهلِ الحِجاز إِنما هُم الزُّنوجُ والحَبَشُ غالباً

والقِيَمُ فيهم مُتساوِية أَو مُتقارِبة، ولأَن الغرَض أَن تَنْفُذ وصِيَّته في ثُلُث ماله، والثلُثُ انما يُعتبر بالقِيمة لا بالعَدَد. وقال بظاهر

الحديث مالك والشافعي وأَحمد، وقال أَبو حنيفة رحمهم اللّه: يُعْتَقُ ثُلُثُ كلّ واحد منهم ويُسْتَسْعَى في ثلثيه.

التهذيب: يقال: جَزَأْتُ المالَ بينهم وجَزَّأْتُه: أَي قسَّمْته.

<ص:46>

والـمَجْزُوءُ مِن الشِّعر: ما حُذِف منه جُزْآن أَو كان على جُزْأَينِ

فقط، فالأُولى على السَّلبِ والثانيةُ على الوُجُوب. وجَزَأَ الشِّعْرَ

جَزْءاً وجَزَّأَه فيهما: حذَف منه جُزْأَينِ أَو بَقَّاه على جُزْأَين.

التهذيب: والـمَجْزُوء مِن الشِّعر: إِذا ذهب فعل كل واحد من فَواصِله، كقوله:

يَظُنُّ الناسُ، بالمَلِكَيْـ * ـنِ، أَنَّهما قدِ التأَما

فانْ تَسْمَعْ بلأْمِهِما، * فإِنَّ الأَمْر قد فَقَما

ومنه قوله:

أَصْبَحَ قَلْبي صَرِدا * لايَشْتَهي أَنْ يَرِدا

ذهب منه الجُزء الثالث من عَجُزه. والجَزْءُ: الاستِغناء بالشيء عن الشيء، وكأَنـَّه الاستغناء بالأَقَلّ عن الأَكثر، فهو راجع إِلى معنى الجُزْء. ابن الاعرابي: يُجْزِئُ قليل من كثير ويُجْزِئُ هذا من هذا: أَي كلُّ واحد منهما يَقومُ مقَام صاحِبه، وجَزَأَ بالشيء وتَجَزَّأَ: قَنِعَ واكْتَفَى به، وأَجْزأَهُ الشيءُ: كفَاه، وأَنشد:

لقد آلَيْتُ أَغْدِرُ في جَداعِ، * وإِنْ مُنِّيتُ أُمّاتِ الرِّباعِ

بأَنَّ الغَدْرَ، في الأَقْوام، عارٌ، * وأَنَّ الـمَرْءَ يَجْزَأُ بالكُراعِ

أَي يَكْتَفِي به. ومنه قولُ الناس: اجْتَزَأْتُ بكذا وكذا،

وتَجَزَّأْتُ به: بمعنَى اكْتَفَيْت، وأَجْزَأْتُ بهذا المعنى. وفي الحديث: ليس شيء يُجْزِئُ من الطَّعامِ والشَّرابِ إِلا اللبَنَ، أَي ليس يكفي.

وجَزِئَتِ الإِبلُ: إِذا اكتفت بالرُّطْبِ عن الماء. وجزَأَتْ تَجْزأُ

جَزْءاً وجُزْءاً بالضم وجُزُوءاً أَي اكْتَفَت، والاسم الجُزْء.

وأَجْزَأَها هو وجَزَّأَها تَجْزئةً وأَجزأَ القومُ: جَزِئَتْ إِبلُهم.

وظَبْيَةٌ جازِئةٌ: اسْتَغْنَتْ بالرُّطْب عن الماء.

والجَوازِئُ: الوحْشُ، لتجَزُّئها بالرُّطْب عن الماء، وقول الشمّاخ بن ضِرار، واسمه مَعْقِلٌ، وكنيته أَبو سَعِيد:

إِذا الأَرْطَى تَوسَّدَ، أَبْرَدَيْهِ، * خُدُودُ جَوازئٍ، بالرَّمْلِ، عِينِ

لا يعني به الظِّباء، كما ذهب اليه ابن قتيبة، لأَن الظباء لا تَجْزأُ

بالكَلإِ عن الماء، وانما عنى البَقَر، ويُقَوّي ذلك أَنه قال: عِين،

والعِينُ من صِفات البَقَر لا من صِفاتِ الظِّباء؛ والأَرطى، مقصور: شجر يُدبغ به، وتَوَسَّدَ أَبرديه، أَي اتخذ الأَرطى فيهما كالوِسادة، والأَبْردان: الظل والفَيءُ، سميا بذلك لبردهما. والأَبْردانِ أَيضاً الغَداة والعشي، وانتصاب أَبرديه على الظرف؛ والأَرطى مفعول مقدم بتوسدَ، أَي توسد خُدودُ البقر الأَرْطى في أَبرديه، والجوازئ: البقر والظباء التي جَزَأَت بالرُّطْب عن الماء، والعِينُ جمع عَيناء، وهي الواسعة العين؛ وقول ثعلب بن عبيد:

جَوازِئ، لم تَنْزِعْ لِصَوْبِ غَمامةٍ * ورُوّادُها، في الأَرض، دائمةُ الرَّكْض

قال: انما عنى بالجَوازِئِ النخلَ يعني أَنها قد استغنت عن السَّقْيِ، فاسْتَبْعَلَت.

وطعامٌ لا جَزْءَ له: أَي لا يُتَجَزَّأُ بقليلهِ.

وأَجْزَأَ عنه مَجْزَأَه ومَجْزَأَتَه ومُجْزَأَهُ ومُجْزَأَتَه:

أَغْنى عنه مَغْناه. وقال ثعلب: البقرةُ تُجْزِئُ عن سبعة <ص:47>

وتَجْزِي، فَمَنْ هَمَزَ فمعناه تُغْني، ومن لم يَهْمِزْ، فهو من الجَزاء.

وأَجْزَأَتْ عنكَ شاةٌ، لغة في جَزَتْ أَي قضَتْ؛ وفي حديث الأُضْحِيَة: ولن تُجْزِئ عن أَحدٍ بَعْدَكَ: أَي لنْ تَكْفِي، مَن أَجْزَأَني

الشيءُ أَي كفاني. ورجل له جَزْءٌ أَي غَنَاء، قال:

إِني لأَرْجُو، مِنْ شَبِيبٍ، بِرَّا، * والجَزْءَ، إِنْ أَخْدَرْتُ يَوْماً قَرَّا

أَي أَن يُجْزِئَ عني ويقوم بأَمْري. وما عندَه جُزْأَةُ ذلك، أَي

قَوامُه. ويقال: ما لفلانٍ جَزْءٌ وما له إِجْزاءٌ: أَي ما له كِفايةٌ. وفي حديث سَهْل: ما أَجْزَأَ مِنَّا اليومَ أَحَدٌ كما أَجْزَأَ فلانٌ، أَي

فَعَلَ فِعْلاً ظَهَرَ أَثرُه وقامَ فيه مقاماً لم يقُمْه غيرهُ ولا كَفَى

فيه كِفايَتَه.

والجَزأَة: أَصْل مَغْرِزِ الذّنَب، وخصَّ به بعضُهم أَصل ذنب البعير من مَغْرِزِه.

والجُزْأَةُ بالضمِّ: نصابُ السِّكِّين والإِشْفى والمِخْصَفِ

المِيثَرةِ، وهي الحَدِيدةُ التي يُؤْثَرُ بها أَسْفَلُ خُفِّ البعير.

وقد أَجْزَأَها وجَزَّأَها وأَنْصَبها: جعل لها نِصاباً وجُزْأَةً، وهما

عَجُزُ السِّكِّين. قال أَبو زيد: الجُزْأَةُ لا تكون للسيف ولا

للخَنْجَر ولكن للمِيثَرةِ التي يُوسَم بها أَخْفافُ الابل والسكين، وهي الـمَقْبِضْ.

وفي التنزيل العزيز: «وجعلوا له مِنْ عباده جُزْءاً». قال أَبو إِسحق: يعني به الذين جعَلُوا الملائكة بناتِ اللّهِ، تعالى اللّهُ وتقدَّس عما افْتَرَوْا. قال: وقد أُنشدت بيتاً يدل على أَنّ معنى جُزْءاً معنى الاناث. قال: ولا أَدري البيت هو قَديمٌ أَم مَصْنُوعٌ:

إِنْ أَجْزَأَتْ حُرَّةٌ، يَوْماً، فلا عَجَبٌ * قد تُجْزِئُ الحُرَّةُ المِذْكارُ أَحْيانا

والمعنى في قوله: وجَعَلُوا له من عِباده جُزْءاً: أَي جَعَلوا نصيب

اللّه من الولد الإِناثَ. قال: ولم أَجده في شعر قَديم ولا رواه عن العرب الثقاتُ.

وأَجْزَأَتِ المرأَةُ: ولَدتِ الاناث، وأَنشد أَبو حنيفة:

زُوِّجْتُها، مِنْ بَناتِ الأَوْسِ، مُجْزِئةً، * للعَوْسَجِ اللَّدْنِ، في أَبياتِها، زَجَلُ

يعني امرأَة غزَّالةً بمغازِل سُوِّيَت من شجر العَوْسَج. الأَصمعي: اسم الرجل جَزْء وكأَنه مصدر جَزَأَتْ جَزْءاً.

وجُزْءٌ: اسم موضع. قال الرَّاعي:

كانتْ بجُزْءٍ، فَمَنَّتْها مَذاهِبُه(1)، * وأَخْلَفَتْها رِياحُ الصَّيْفِ بالغُبَرِ

(1 قوله «مذاهبه» في نسخة المحكم مذانبه.)

والجازِئُ: فرَس الحَرِث بن كعب.

وأَبو جَزْءٍ: كنية. وجَزْءٌ، بالفتح: اسم رجل. قال حَضْرَمِيُّ بن

عامر: إِنْ كنتَ أَزْنَنْتَني بها كَذِباً، * جَزْءُ، فلاقيْتَ مِثْلَها عَجَلا

والسبب في قول هذا الشعر أَنَّ هذا الشاعر كان له تسعةُ إِخْوة

فَهَلكوا، وهذا جَزْءٌ هو ابن عمه وكان يُنافِسه، فزَعَم أَن حَضْرَمِياً سُرَّ بموتِ اخوته لأَنه وَرِثَهم، فقال حَضْرَميُّ هذا البيت، وقبله:

أَفْرَحُ أَنْ أُرْزَأَ الكِرامَ، وأَنْ * أُورَثَ ذَوْداً شَصائصاً، نَبَلا

يريد: أَأَفْرَحُ، فحذَف الهمزة، وهو على طريق الانكار: أَي لا وجْهَ للفَرَح بموت الكِرام من اخوتي لإِرثِ شَصائصَ لا أَلبانَ لها، واحدَتُها شَصُوصٌ، ونَبَلاً: <ص 48>

صِغاراً. وروى: أَنَّ جَزْءاً هذا كان له تسعة إِخوة جَلسُوا على بئر، فانْخَسَفَتْ بهم، فلما سمع حضرميٌّ بذلك قال: إِنَّا للّه كلمة وافقت قَدَرا، يريد قوله: فلاقَيْتَ مثلها عجلاً.

وفي الحديث: أَنه صلى اللّه عليه وسلم أُتِيَ بقِناعِ جَزْءٍ؛ قال

الخطابي: زَعَم راويه أَنه اسم الرُّطَبِ عند أَهل المدينة؛ قال: فإِن كان صحيحاً، فكأَنَّهم سَمَّوْه بذلك للإِجْتِزاء به عن الطَّعام؛ والمحفوظ: بقِناعِ جَرْو بالراء، وهو صِغار القِثَّاء، وقد ذكر في موضعه.

أَنف

أَنف
) {الأَنْفُ للإِْنَساِن وغيْرِه: أَي: مَعْرُوفٌ، قَالَ شيخُنَا، هُوَ اسمٌ لِمَجْمُوعِ الْمِنْخَرَيْنِ، والْحَاجِزِ، والْقَصَبَةِ، وَهِي مَا صَلُبَ مِن الأَنْفِ، فَعَدُّ المِنْخَرَيْنِ من المُزْدَوَجِ لَا يُنَافِي عَدَّ الأَنْفِ مِن غير المُزْدَوَجِ، كَمَا تَوَهَّمَهُ الْغُنَيْمِيُّ فِي شرحِ الشَّعْرَاوِيَّةِ، فَتَأَمَّلْ، ج:} أُنُوفٌ، {وآنافٌ،} وآنُفٌ، لأَخيرُ كأَفْلُسٍ، وَفِي حدِيثِ السَّاعَةِ:) حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْماً صِغَارَ الأَعْيُنِ، ذُلْفَ الآنُفِ (، وَفِي حديثِ عائشةَ:) يَا عُمَرُ، مَا وُضَعْتَ الْخُطُمَ عَلَى {آنُفِنا وأَنشَد ابنُ الأعْرَابِيِّ:
(بِيضُ الْوُجُوهِ كَرِيمَةً أَحْسَابُهُمْ ... فِي كُلِّ نَائِبَةٍ عِزَازُ} الآنُفِ)
وَقَالَ الأعْشي:
(إِذا رَوَّحَ الرَّاعِي اللِّقَاحَ مُعَزِّباً ... وأَمْسَتْ عَلَى! آنَافِهَا غَبَرَاتُهَا) وَقَالَ حسّانُ بن ثَابت:
(بِيضُ الْوُجُوهِ كَرِيمَةٌ أحْسَابُهُمْ ... شُمُّ {الأُنُوفِ مِنَ الطِّرَازِ الأَوَّلِ)
قَالَ ابنُ الأعْرَابِيِّ:} الأَنْفُ: السَّيِّدُ، يُقَال: هُوَ {أَنْفُ قَوْمِهِ، وَهُوَ مَجَاز.} أَنْفٌ: ثَنِيَّةٌ قَالَ أَبو خِرَاشٍ الْهُذَلِيُّ، وَقد نَهَشَتْهُ حَيَّةٌ:
(لَقَدْ أَهْلَكْتِ حَيَّةَ بَطْنِ {أَنْفٍ ... علَى الأَصْحَابِ سَاقاً ذَاتَ فَقَدِ)
ويُرْوَي) بَطْنِ وَادٍ (.
الأَنْفُ مِن كُلِّ شَيْءٍ: أَوَّلُهُ، أَو أَشُدُّهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، يُقَال: هَذَا أَنْفُ الشَّدِّ: أَي أَشَدُّ الْعَدْوِ.
قَالَ ابنُ فَارِسٍ: الأَنْفُ مِن الأَرْضِ: مَا اسْتَقْبَلَ الشَّمْسَ مِن الْجَلَدِ والضَّوَاحِي.
قَالَ غيرُه: الأَنْفُ مِن الــرَّغِيفِ: كِسْرَةٌ مِنْهُ، يُقَال: مَا أَطْعَمَنِي إِلاَّ أَنْفَ الــرَّغِيفِ وَهُوَ مَجاز.
الأَنْفُ مِن الْبابِ هَكَذَا بالمُوَحَدَّةِ فِي سائِرِ النُّسَخِ، وصَوَابُه: النَّاب، بالنُّونِ: طَرَفُهُ وحَرْفُهُ حِين) يْطُلَعُ، وَهُوَ مَجاز، والأَنْفُ مِن اللِّحْيَةِ: جَانِبُهَا، ومُقَدَّمُهَا، وَهُوَ مَجاز، قَالَ أَبُو خِراشٍ:
(تُخَاصِمُ قَوْماً لَا تُلَقَّى جَوابَهُمْ ... وَقَدْ أَخَذَتْ مِن أَنْفِ لِحْيَتِكَ الْيَدُ)
يَقُول: طَالَتْ لِحْيَتُكَ، حَتَّى قَبَضْتَ عَلَيْهَا، ولاَ عَقْلَ لَكَ.
والأَنْفُ مِن الْمَطَرِ: أَوَّلُ مَا أَنْبَتَ، قَالَ امْرُؤُ القَيْسِ:
(قد غَدَا يَْمِلُنِي فِي أَنْفِهِ ... لاَحِقُ الأَيْطَلِ مَحْبُوكٌ مُمَرّْ)
الأَنْفُ مِن خُفِّ الْبَعِيرِ: طَرَفُ مَنْسِمِه، يُقَال رَجُلٌّ حَمِىُّ الأَنْفِ: أَي} آنِفٌ،! يَأْنَفُ أَنْ يُضَامَ وَهُوَ مَجاز، قَالَ عامُر بن فُهَيْرَة رَضِيَ اللهُ عَنهُ فِي مَرَضِهِ وعَادَتْهُ عائشةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، وقالَتْ لَهُ: كيفَ تَجِدُك: لَقَدْ وَجَدْتُ الْمَوْتَ قَبْلَ ذَوْقِهِ والْمَرْءُ يَأْتِي حَتْفُهُ مِن فَوْقِهِ كُلُّ امْرِىءٍ مُجَاهِدٌ بِطَوْقِهِ كَالثَّوْرِ يَحْمِي {أَنْفَهُ بِرَوْقِهِ ويُقَال لِسَمَّيِ الأَنْفِ:} الأَنْفَانِ، تَقول: نَفَسْتُ عَن {أَنْفَيْهِ، أَي: منْخَرَيْهِ، قَالَ مُزَاحِمٌ العُقْيِلِيُّ:
(يَسُوفُ} بِأَنْفِيْهِ النِّقَاعَ كَأَنَّهُ ... عَنِ الرَّوْضِ مِنْ فَرْطِ النَّشَاطِ كَعِيمُ)
فِي الأَحَادِيثِ الَّتِي لَا طُرَقَ لَهَا:) لِكُلِّ شَيْءٍ أَنْفَةٌ، وأَنْفَةُ الصَّلاةِ التَّكْبِيرَةُ الأُولَى (، أَي: ابْتِدَاؤُهَا، وأَوَّلُهَا، و، قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: هكَذَا رُوِىَ فِي الحَدِيثِ مَضْمُومَةً قَالَ: وَقَالَ الْهَرَوِيُّ: الصَّوَابُ الْفَتْحُ، قَالَ الصَّاغَانيُّ: وكأَنَّ الهاءَ زِيدَتْ عَلَى الأَنْفِ، كَقَوْلِهم فِي الذَّنَبِ: ذَنَبَةٌ، وَفِي المَثَلِ:) إِذَا أَخَذْتَ بِذَنَبَةِ الضَّبِّ أَغْضَبْتَهُ (.
ومِنَ المَجَازِ: جَعَلَ أَنْفَهُ فِي قَفَاهُ: أَي: أَعْرَضَ عَنِ الْحَقِّ، وأَقْبَلَ عَلَى الْبَاطِلِ وَهُوَ عبارةٌ عَن غايةِ الإِعْرَاضِ عَن الشَّيْءِ، وَلَيِّ الرَّأْسِ عَنهُ، لأَنَّ قُصارَى ذلِك أَنْ يُقْبِلَ! بِأَنْفِهِ عَلَى مَا وَرَاءَهُ، فكأَنَّه جَعَلَ أَنْفَهُ فِي قَفاهُ، وَمِنْه قَوْلُهُمْ لِلُمْنَهِزِمِ:) عَيْنَاهُ فِي قَفاهُ (، لِنَظْرِه إِلَى مَا وَرَاءَهُ دَائِباً فَرَقاً منِ الطَّلَبِ مِن المَجَازِ هُوَ يَتَتَبَّعُ أَنْفَهُ: أَي: يَتَشَمَّمُ الرَّائِحَةَ فَيَتْبَعُهَا، كَمَا فِي اللِّسَانِ والْعُبابِ.
وذُو الأنْفِ: لَقَبُ النُّعْمَان بن عبدِ اللهِ بن جابرِ بنِ وَهْبِ بنِ الأُقَيْصِرِ مَالِكِ ابْن قُحَافَةَ بنِ عامرِ بنِ رَبِيعَة بنِ عامرِ بنِ سَعْدِ بن مالكٍ الخَثْعَمِيِّ، قَائِدُ خَيْلِ خَثْعَمَ إِلَى النبيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم يَوْمَ الطَّائِفِ، وكانُوا مَعَ ثَقِيفٍ، نَقَلَهُ أَبو عُبَيْدٍ وابنُ الْكَلْبِيِّ فِي أَنْسَابِهِمَا.)
{وأَنْفُ النَّاقَةِ: لَقَبُ جَعْفَرِ بنِ قُرَيْع بِن عَوْفِ بنِ كَعْبٍ أَبو بَطْنٍ من سَعْدِ بنِ زَيْدِ مَنَاةَ مِن تمِيمٍ، وإِنَّمَا لُقِّبِ بِهِ لأنَّ أَبَاهُ قُرَيْعاً نَحَرَ جَزُوراً، فقَسَمَ بَين نِسَائِهِ، فَبَعثَتْ جَعْفَرأً هَذَا أمُّهُ وَهِي الشُّمُوسُ من بَنِي وَائِل ثُمَّ مِن سَعْدِ هُذَيْمٍ فَأَتَاهُ وَقد قَسَمَ الْجَزُورَ، وَلم يَبْق إِلاَّ رَأْسُهَا وعُنُقُهَا فَقَالَ: شَأْنَكَ بِهِ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي أَنْفِهَا، وَجَعَلَ يَجُرُّهَا، فَلُقِّبَ بِهِ، وَكَانُوا يَغْضَبُونَ مِنْهُ، فلَمَّا مَدَحَهُم الْحُطَيْئَةُ بقوله:
(قَوْمٌ هُمُ الأَنْفُ والأَذْنَابُ غَيْرُهُمُ ... ومَن يُسَوِّي} بِأَنْفِ النَّاقَةِ الذَّنَبَا)
صَارَ اللَّقَبُ مَدْحاً لَهُمْ، والنسِّبْةَُإِليهم {- أَنْفِيٌّ.
قَالَ ابنُ عَبَّادٍ: قَوْلُهُم: أَضَاعَ مَطْلَبَ أَنْفِهِ قيلَ: فَرْج أُمِّهِ، وَفِي اللِّسَان: أَي الرَّحِمَ الَّتِي خَرَجَ مِنْهَا، عَن ثَعْلَبٍ، وأَنْشَدَ:
(وإِذَا الْكَرِيمُ أَضَاعَ مَوْضِعَ أَنْفِهِ ... أَوْ عِرْضَهُ لِكَرِيهَةٍ لم يَغْضَبِ)
} وأَنَفَهُ {يَأْنِفُهُ} ويَأْنُفُهُ مِن حَدَّىْ ضَرَبَ ونَصَرَ ضرب: أَنْفَهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. يُقَال: {أَنَفَ الماءُ فُلاناً: أَي بَلَغَ أَنْفَهُ، وذلِكَ إِذا نَزَلَ النَّهْرَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، قَالَ ابنُ السِّكِّيت: أَنَفَتِ الإِبِلُ} أنْفاً: إِذا وَطِئَتْ كَلأً {أَنُفاً بضَمَّتَيْنِ. قَالَ أََيضاً: رَجُلٌ} أُنافِيٌّ، بِالضَّمِّ أَي: عَظِيمُ الأنْفِ.
قلتُ: وَكَذَا عُضَادِىٌّ عَظِيمُ العَضُدِ، وأَذَانِيٌّ، عُظِيمُ الأُذُنِ.
قَالَ وَامْرَأَةٌ {أَنُوفٌ، كصَبُورٍ: طَيِّبَةُ رَائِحَتِهِ، أَي: الأَنْفِ، هَكَذَا نَقَلَهُ الْجَوْهَرِيُّ، أَو} تَأْنَفُ مِمَّا لَا خَيْرَ فِيهِ نَقَلَه الصَّاغَانيُّ، عَن ابنِ عَبَّادٍ. من المَجَازِ: رَوْضَةٌ {أُنُفٌ كَعُنُقٍ،} ومُؤْنِفٍ، مِثْلِ مُحْسِنٍ وهذِه عنِ ابنِ عَبَّادٍ: إِذا لَمْ تُرْعَ، وَفِي المُحْكَمِ: لم تُوطَأْ. واحْتَاجَ أَبو النَّجْمِ إِليه فسَكَّنَهُ، فَقَالَ: أُنْفٌ تَرَى ذِبَّانَهَا تُعَلِّلُهْ وكَلأٌ أُنُفٌ: إِذا كَانَ بِحَالِهِ لم يَرْعَهُ أَحَدٌ، وَكَذَلِكَ كَأْسٌ أَنُفٌ إِذا لم تُشْرَبْ، وَفِي اللِّسَان، أَي مَلأَى، وَفِي الصِّحاحِ: لم يُشْرَبْ بهَا قَبْلَ ذَلِك، كأنَّه {اسْتُؤْنِفَ شُرْبُها، وأَنْشَدَ الصَّاغَانيُّ لِلَقِيطِ بنِ زُرَارَةَ: إِنَّ الشِّواءَ والنَّشِيلَ والرُّغُفْ والْقَيْنَةَ الْحَسْنَاءَ والْكَأْسَ} الأُنُفْ وصَفْوَةَ القِدْرِ وتَعْجِيلَ الْكَتِفْ لِلطّاعِنِينَ الْخَيْلَ والْخَيْلُ قُطُفْ)
وأَمْرٌ وأُنُفٌ: {مُسْتَأْنَفٌ لم يَسْبِقْ بِهِ قَدَرٌ، وَمِنْه حديثُ يحيى بن يَعْمَرُ، أَنه قَالَ لعبدِ اللهِ بن عمرَ رَضِي اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا:) أَبَا عبدَ الرحمنِ، إِنه قد ظَهَرَ قِبَلَنَا أُنَاسٌ يقْرؤُونَ القُرْآنَ، ويَتَقَعَّرُونَ الْعِلْمَ، وإِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنْ لَا قَدَرَ، أَنَّ الأَمْرَ أُنُفٌ، قَالَ: إِذا لَقِيتَ أُولئِكِ فَأَخْبِرْهُم أَنِّي مِنْهُم بَرِىءٌ، وأَنَّهُم بُرَآءُ مِنِّي.
} والأُنُفُ أَيضاً: الْمِشْيَةُ الْحَسَنَةُ نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ، وقَالَ آنِفاً وسَالِفاً، كصاحِب، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، {أَنِفاً، مِثْل كَتِف، وَهَذِه عَن ابْن الأَعْرَابِيِّ، وقُرِىءٌ بهما قولُه تَعَالَى:) مَاذَا قَالَ} آنِفاً و ( {أَنِفاً قَالَ ابنُ الأعْرَابِيِّ: أَي مُذْ ساعَةٍ وَقَالَ الزَّجَاجُ: أَي مَاذَا قالَ السَّاعَةَ أَي: فِي أَولِ وَقْتٍ يَقْرُبُ مِنّا. نَقَلَ ابنُ السِّكِّيتِ عَن الطَّائِي: أَرْضٌ} أَنِيفَةُ النَّبْتِ: إِذا أَسْرَعَت النَّبَاتَ، كَذَا نَصُّ الصِّحاح، وَفِي المُحْكَمِ: مُنْبِتَةٌ، وَفِي التَّهْذِيب: بَكَّرَ نَباتُهَا، وَكَذَلِكَ أَرْضٌ أنُفٌ، قَالَ الطَّائِيُّ: وَهِي أَرْضٌ! آنَفُ بلاَدِ اللهِ كَمَا فِي الصِّحاحِ، أَي أَسْرَعُها نَباتاً، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: يُقَال أَيضاً: آتِيكَ من ذِي أُنُفٍ، بضَمَّتًيْنِ، كَمَا تَقول: مِن ذِي قُبُلٍ: أَي فِيما يُسْتَقْبَلُ، وَقَالَ اللَّيْثُ: أتَيْتُ فُلاناً {أَنُفاً، كَمَا تَقُولُ: من ذِي قُبُلٍ قَالَ الكِسَائِيُّ:} آنِفَةُ الصِّبَا، بالْمَدِّ: مَيْعَتُهُ، وأَوَّلِيَّتُهُ، وَهُوَ مَجَازٌ، قَالَ كُثَيِّرٌ: عَذَرْتُكَ فِي سَلْمَى بِآنِفَةِ الصِّبَا ومَيْعَتِه إِذْ تَزْهَيِكَ ظِلالُهَا قَالَ أَبو تُرَابٍ: {الأَنِيفُ، والأَنِيثُ بالفَاءِ والثَّاءِ مِنَ الْحَدِيدِ: اللَّيِّنُ.
قَالَ ابنُ عبَّادٍ: الأَنِيفُ من الْجِبَالِ: الْمُنْبِتُ قَبْل سائِرِ الْبِلاَدِ.
قَالَ:} والْمِئْنَافُ، كمِحْرَابٍ: الرجلُ السَّائِرُ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ، هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخِ، ونَصُّ المُحِيطِ: فِي أَوَّلِ النَّهَارِ، ومِثْلُه فِي العُبَابِ، وَهُوَ الصَّوابُ، قَالَ الأَصْمَعِيِّ: {الْمِئْنَافُ: الرَّاعِي مَالَهُ أُنُفَ الكَلإِ، أَي أوَّلَهُ، وَمن كتاب علِيٍّ ابنِ حمزةَ: رجلٌ} مِئنافٌ: {يَسْأْنِفُ الْمَرَاعِيَ والْمَنَازِلَ، ويُرْعِى مَالَهُ أُنُفَ الْكَلإِ.
} وأَنِفَ مِنْهُ، كفَرِح، {أَنَفاً،} وأَنَفَةً، مُحَرَّكَتَيْنِ: أَي اسْتَنْكَفَ، يُقال: مَا رأَيتُ أَحْمَى {أَنْفاً، وَلَا} آنَفَ مِن فُلانٍ، كَمَا فِي الصِّحاح.
وَفِي اللِّسَانِ: {أَنِفَ مِن الشَّيْءِ أَنَفاً: إِذا كَرِهَهُ، وشَرُفَتْ عَنهُ نَفْسُه وَفِي حديثِ مَعْقِلِ بنِ يَسَارِ) فَحَمِىَ مِن ذلِك أَنْفلأً أَي: أَخَذَتْهُ الحَمِيَّةُ مِن الغَيْرَةِ والغَضَبِ، وَقَالَ أَبو زيد:} أَنِفْتُ مِن قَوْلِكَ لِي أَشَدَّ {الأَنَفِ، أَي: كَرِهْتُ مَا قُلْتَ لِي.)
قَالَ ابنُ عَبَّادٍ: أَنِفَتِ الْمَرْأَةُ} تَأْنَفُ: إِذا حَمَلَتْ فَلم تَشْتَهِ شَيْئاً، وَفِي اللِّسَان: الْمَرْأَةُ والنّاقَةُ والْفَرَسُ تَأْنَفُ فَحْلَهَا إِذا تَبَيَّنَ حَمْلُهَا. أَنِفَ الْبَعِيرُ: أَي اشْتَكَى {أَنْفَهُ مِن الْبُرَةِ، فَهُوَ أَنِفٌ، ككَتِفٍ، كَمَا تَقُول: تَعِبَ فَهُوَ تَعِبٌ، عَن ابنِ السِّكِّيتِ، وَفِي الحديثِ:) الْمُؤمِنُ كَالجْمَلِ} الأَنِفِ، إِنْ قِيدَ انْقادَ، وَإِنِ اسْتُنِيخَ عَلَى صَخْرَةٍ اسْتَنَاخَ (، وَذَلِكَ للْوَجَعِ الَّذِي بِهِ، فَهُوَ ذَلُولٌ مُنْقَادٌ، كَذَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَقَالَ غيرُه: الأَنِفُ: الذِي عَقَرَهُ الْخِطَامُ، وإِن كَانَ مِن خِشَاشٍ أَو بُرَةٍ أَو خِزَامَةٍ فِي أَنْفِهِ، فمَعْنَاهُ أَنه لَيْسَ يَمْتَنِعُ عَلَى قَائِدِهِ فِي شيءٍ لِلْوَجَعِ، فَهُوَ ذَلُولٌ مُنْقَادٌ، وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: الجَمَلُ الأَنِفُ: الَّذلِيلُ المُؤَاتِي، الذِي {يَأْنَفُ مِن الزَّجَرِ والضَّرْبِ، ويُعْطِي مَا عندَه من السَّيْرِ عَفْواً سَهْلاً، كذلِكَ المُؤْمِنُ لَا يَحْتَاجُ إِلَى زَجْرٍ وَلَا عِتَابٍ، وَمَا لَزِمَهُ مِن حَقٍّ صَبَرَ عَلَيْهِ، وقامَ بِهِ. قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ، وكانَ الأَصْلُ فِي هَذَا أَن يُقَال:} مَأْنُوفٌ، لأَنَّه مَفْعُولٌ بهِ، كَمَا قَالُوا: مَصْدُورٌ ومَبْطُون، لِلَّذِي يشْتَكِي صَدْرَه وبَطْنَه، وجميعُ مَا فِي الجَسَدِ عَلَى هَذَا، ولكِنَّ هَذَا الحَرفَ جاءَ شَاذاًّ عَنْهُم. انْتهى. يُقَال أَيضاً: هُوَ {آنِفٌ، مثل صَاحِبٍ، هَكَذَا ضَبَطَهُ أَبو عُبَيْدٍ، قَالَ الصَّاغَانيُّ: والأَوَّلُ أَصَحُّ وأَفْصَحُ، وعليهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ، وَهُوَ قَوْلُ ابنِ السِّكِّيتِ.
قلتُ: وَهَذَا القَوْلُ الثَّانِي قد جاءَ فِي بَعْضِ رِوَاياتِ الحَدِيثِ:) إِنَّ الْمُؤْمِنَ كَالْبَعِيرِ} الآنِفِ: أَي: أَنَّه لَا يَرِيمُ التَّشَكِّي.
وكُزبَيْرٍ:! أَنَيْفُ بنُ جُشَمَ وَفِي بعضِ النُّسَخِ خَيْثَم، بنِ عَوْذِ اللهِ، حَلِيفُ الأَنْصارِ، شَهِدَ بَدْراً.
قَالَ اْنُ إسْحَاق: وأُنَيْفُ بنُ مَلَّةَ اليَمَامِيُّ، قَدِمَ فِي وَفْدِ الْيَمَامَةِ مُسْلِماً فِيمَا قِيل، وَقيل قَدِمَ فِي وَفْدِ جُذَام، ذَكَرَه ابنُ إِسحاق. أَنَيْفُ بنُ حَبِيبٍ ذَكَرَه الطَّبَرِيُّ فِيمَنْ اسْتُشْهِد يَوْمَ خَيْبَرَ، قِيل: إِنَّه مِن بني عَمْرِو بنِ عَوْفٍ. أُنَيْفُ بنُ وَاثِلَةَ، اسْتُشْهدَ بخَيْبَرَ، قالَه ابنُ إِسحاق، ووَاثِلَةُ، بالمُثَلَّثَةِ هَكَذَا ضَبَطَه، وَقَالَ غيرُه: وَايِلَةُ، بالياءِ التَّحْتِيَّة: صَحَابِيُّونَ رَضِيَ اللهٌ تعالَى عَنْهُم.
وقُرَيْطُ بنُ أُنَيْفٍ: شَاعِرٌ، نَقَلَهُ الصَّاغَانيُّ.
وأُنَيْفُ فَرْعٍ: ع قَالَ عبدُ اللهِ بن سَلِيْمَةَ:
(ولَمْ أَرَ مِثْلَهَا {بِأُنَيْفِ فَرْعٍ ... عَلَىَّ إِذَنْ مٌ دَرَّعَةٌ خَضِيبُ)
} وآنَفَ الإِبِلَ فَهِيَ {مُؤْنَفَةٌ: تَتَبَّعَ كَمَا فِي الصِّحاح، وَفِي اللِّسَان: انْتَهَى بهَا} أَنُفَ الْمَرْعَي وَهُوَ الَّذِي) لَمْ يُرْعَ، قَالَ ابنُ فَارِسٍ: {آنَفَ فُلاناً: إِذا حَمَلَهُ عَلَى} الأَنَفَةِ أَي: الغَيْرَةِ والحِشْمَةِ، {كأَنَّفَهُ} تَأْنِيفاً فيهمَا أَي: فِي المَرْعَي {والأَنَفَةِ، يُقال: أَنَّفَ فُلانٌ مَالَهُ تَأْنِيفَا،} وآنَفَهَا {إِينَافاً، إِذا رَعَاهَا أُنُفَ الْكَلإِ، قَالَ ابنُ هَرْمَةَ:
(لَسْتُ بِذي ثَلَّةٍ} مُؤَنَّفَةٍ ... آقِطُ أَلْبَانَهَا وأَسْلَؤُهَا)
وَقَالَ حُمَيْدٌ: ضَرَائِرٌ لَيْسَ لَهُنَّ مَهْرُ تَأْنِيفُهُنَّ نَقَلٌ وأَفْرُ أَي: رَعْيُهُنَّ الْكَلأَ {الأُنُفَ.
آنَفَ فُلاناً: جَعَلَهُ يَشْتَكِي} أَنْفَهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(رَعَتْ بَأرِضَ الْبُهْمَي جَمِيعاً وبُسْرَةً ... وصَمْعَاءَ حَتَّى {آنَفَتْهَا نِصَالُهَا)
أَي: أَصابَ شَوْكُ الْبُهْمَي} أُنُوفَ الإِبِلِ، فأَوْجَعَهَا حِين دخل {أُنُوفَها وجَعَلَها تَشْتَكِي أُنُوفَها، وَقَالَ عُمَارَةُ بنُ عَقِيلٍ:} آنَفَتْهَا: جَعَلَتْهَا {تَأْنَفُ مِنْهَا، كَمَا} يَأْنَفُ الإِنْسَانُ، ويُقَال: هَاجَ الْبُهْمَى حَتّى {آنَفَتِ الرَّاعِيَةِ نِصَالُها، وذلِكَ أَنْ يَيْبَسَ سَفَاهَا، فَلَا تَرْعَاهَا الإِبِلُ وَلَا غيرُهَا، وذلِكَ فِي آخِرِ الْحَرِّ، فكأَنَّهَا جَعَلَتْهَا تَأْنَفُ رَعْيَهَا، أَي: تَكْرَهُهُ.
آنَفَ أَمْرَهُ: أَعْجَلَهُ، عَن ابنِ عَبَّادٍ.
} والاسْتِئْنَافُ {والائْتِنافُ: الابْتِدَاءُ كَمَا فِي الصِّحاح، وَقد} اسْتَأْنَفَ الشَّيْءَ {وائْتَنَفَهُ: أَخَذَ أَوَّلَهُ وابْتَدَأَه، وَقيل: اسْتَقْبَلَه، فهما اسْتِفْعَالٌ وافْتِعَالٌ، من أَنْفِ الشَّيْءَ، وَهُوَ مَجاز.
ويُقَال: اسْتَأْنَفَهُ بِوَعْدٍ: ابْتَدَأَهُ بِهِ، قَالَ:
(وأَنْتِ الْمُنَى لَوْ كُنْتِ} تَسْتَأْنِفِينَنَا ... بِوَعْدٍ ولكِنْ مُعْتَفَاكِ جَدِيبُ)
أَي: لَو كُنْتِ تَعِدينَنَا الْوَصْلَ.
{والمؤُْتَنَفُ، للمفعولِ: الَّذِي لم يُؤْكَلْ مِنْهُ شَيْءٌ،} كالمُتَأَنِّفِ للفاعِلِ، وهذِه عَن ابنِ عَبّادٍ، ونَصُّهٌ: {الْمُتَأَنِّفُ مِن الأماكنِ: لم يُؤْكَلْ قَبْلَهُ.
وجَارِيَةٌ} مُؤْتَنَفَةُ الشَّبَابِ: أَي مُقْتَبِلَتُهُ، نَقَلَهُ الصَّاغَانيُّ. يُقَال: إِنَّهَا، أَي المرأَةُ {لتَتَأَنَّفُ الشَّهَوَاتِ: إِذا تَشَهَّتْ عَلَى أَهْلِهَا الشَّيْءَ بعدَ الشَّيْءِ لِشِدَّةِ الوَحَمِ،)
وذلِكَ إِذا حَمَلَتْ، كَذَا فِي اللِّسَانِ والمُحِيطِ.
ونَصْلٌ} مٌؤَنَّفٌ كمُعَظَّمٍ، قد {أُنِّفَ} تَأْنِيفاً، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخِ، وَلَيْسَ فِيهِ تَفْسِيرُ الحَرْفِ، والظاهرُ أَنَّهُ سَقَطَ قولُه: مُحَدَّدٌ، بعدَ كمُعَظَّمٍ، كَمَا فِي العُبَابِ، وَفِي الصِّحاحِ: {التَّأْنِيفُ: تَحْدِيدُ طَرَفِ الشَّيْءِ، وَفِي اللِّسَان:} الْمُؤَنَّفُ، المُحَدَّدُ مِن كلِّ شيءٍ، وأَنشد ابنُ فَارِسٍ: (بكُلِّ هَتُوفٍ عَجْسُهَا رَضَوِيَّةٍ ... وسَهْمٍ كسَيْفِ الْحِمْيَريِّ {الْمُؤَنَّفِ)
} والتَّأْنِيفُ: طَلَبُ الْكَلإِ {الأُنُفِ قَوْله: غَنَمٌ} مُؤَنَّفَةٌ، كمُعَظَّمَةٍ غيرُ مُحْتَاجٍ إِليه لأَنَّه مَفْهُومٌ مِن قولِهِ سَابِقًا {كأَنَّفَهَا تَأْنِيفاً لأَنَّ الإِبِلَ والغَنَمَ سَواءٌ، نعمْ لَو قَالَ أَولاً:} آنَفَ المالَ، بَدَلَ الإِبِلِ، لَكانَ أَصابَ المَحَزَّ، وَقد تقدَّم قولُ ابْنِ هَرْمَةَ سَابِقًا.
قَوْله: {أَنَفَهُ الْماءُ: بَلَغَ أَنْفَهُ مُكَرَّرٌ، يَنْبَغِي حَذْفُه، وَقد سَبَق أَنَّ الجَوْهَرِيُّ زَاد: وذلِك إِذا نَزَلَ فِي النَّهْرِ، فتَأَمَّلْ.
ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:} الأُنْفُ، بِالضَّمِّ: لغَةٌ فِي الأَنْفِ، بالفَتْحِ، نَقَلَهُ شيخُنَا عَن جماعةٍ.
قلتُ: وبالكَسْرِ، مِن لُغَةِ العامَّةِ. وبَعِيرٌ مَأْنُوفٌ: يُسَاقُ {بِأَنْفِهِ، وَقَالَ بعضُ الكِلابِيِّين:} أَنِفَتِ الإِبِلُ كفَرِح: إِذا وَقَعَ الذُّبَابُ عَلَى {أُنوُفِها، وطَلَبَتْ أَماكِنَ لم تَكُنْ تطْلُبُها قبلَ ذلِكَ، وَهُوَ} الأَنَفُ، {والأَنَفُ يُؤْذِيها بالنَّهَارِ، وَقَالَ مَعْقِلُ بنُ رَيْحَانَ:
(وقَرَّبُوا كُلَّ مَهْرِيٍّ ودَوْسَرَة ... كالْفَحْلِ يَقْدَعُها التَّفْقِير والأُنَفُ)
} وأَنْفَا الْقَوْسِ: الْحَدَّان اللّذانِ فِي بَوَاطِنِ السيَتَيْنِ، {وأَنْفُ النَّعْلِ: أَسَلَتُهَا، وأَنْفُ الْجَبَلِ: نَادِرٌ يَشْخَصُ ويَنْدُرُ مِنْهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، عَن ابنَ السِّكِّيتِ، قَالَ:
(خُذَا} أَنْفَ هَرْشَي أَوْقَفَاهَا فَإنَّه ... كِلاَ جَانِبَيْ هَرْشَي لَهُنَّ طَرِيقُ)
وَهُوَ مَجاز.
{والمُؤَنَّفُ، كمُعَظَّمٍ: الْمُسَوَّي، وسَيْرٌ} مُؤنفٌ: مَقْدُولٌ عَلَى قَدْرِ واسْتِوَاءٍ وَمِنْه قَوْلُ الأَعْرَابِيِّ يَصِفُ فَرَساً: لُهِزَ لَهْزَ الْعَيْرِ، {وأُنِّفَ} تَأْنِيفَ السَّيْرِ، أَي قُدَّ حتَّى اسْتَوَى كَمَا يَسْتَوِي السَّيْرِ المَقْدُودُ. ويُقَال: جاءَ فِي أَنْفِ الخَيْلِ، وَسَار فِي أَنْفِ النَّهَارِ، ومَنْهَلٌ أُنُفٌ كعُنُقٍ لم يُشْرَبْ قَبْلُ، وقَرْقَفٌ أُنُفٌ: لمَ تُسْتَخْرَجْ مِن دَنِّها قَبْلُ، وكُلُّ ذلِك مَجازٌ، قَالَ عَبْدَةُ بنُ الطَّبِيبِ.)
(ثُمَّ اصْطَبَحْنَا كُمَيْتاً قَرْقَفاً {أُنُفاً ... مِنْ طَيِّبِ الرَّاحِ، واللَّذَّاتُ تَعْلِيلُ)
وأَرْضٌ أَنُفٌ: بَكَّرَ نَباتُها.
} ومُسْتَأْنَفُ الشَّيْءِ: أَوَّلُهُ.
{والمُؤَنَّفَةُ مِن النِّسَاءِ، كمُعَظَّمَةٍ: الَّتِي} اسْتُؤْنِفَتْ بالنكاحِ أَوَّلاً، ويُقَال: امْرَأَةٌ مُكَثَّفَةٌ {مُؤَنَّفَةٌ.
وقالَ ابنُ الأعْرَابِيِّ: فَعَلَهُ} بَأَنِفَةٍ، وَلم يُفَسِّرُه، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَعِنْدِي أَنَّه مِثْلُ قَوْلِهم: فَعَلَهُ {آنِفاً، وَفِي الحَدِيثِ:) أُنْزِلَتْ عَلَىَّ سُورَةٌ آنِفا (أَي الآنَ.
وَقَالَ ابنُ الأعْرَابِيِّ:} أَنِفَ: إِذَا أَجَمَ، ونَئِفَ: إِذَا كَرِهَ، قَالَ: وَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: {أَنِفَتْ فَرَسِي هذِه هَذَا الْبَلَدَ، أَي: اجْتَوَتْهُ وكَرِهَتْهُ، فهُزِلَتْ.
ويُقَال: حَمِيَ} أَنَفُهُ، بالفَتْحِ: إِذا اشْتَدَّ غَضَبُهُ وغَيْظُهُ، قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: وَهَذَا مِن طَريِق الكِنَايَةِ، كَمَا يُقَالُ لِلْمُتَغَيِّظِ: وَرِمَ أَنْفُهُ.
ورَجُلٌ {أَنُوفٌ، كصَبُورٍ، شَدِيدُ} الأَنَفَةِ، والجَمْعُ: أُنُفٌ.
ويُقَال: هُوَ {يَتَأَنَّفُ الإِخْوانَ: إِذا كَانَ يطْلُبُهم} آنِفينَ، لم يُعاشِرُوا أَحَداً، وَهُوَ مَجَاز.
{والأَنْفِيَّة: النَّشُوغُ، مُوَلَّدَةٌ.
ويُقَال: هُوَ الفَحْلُ يُقْرَعُ} أَنْفُهُ، وَلَا يُقْدَعُ، أَي: هُوَ خَاطِبٌ يُرَدُّ، وَقد مَرَّ فِي) ق د ع (.
ويُقَال: هَذَا {أَنْفُ عَمَلِهِ أَي أَوَّلُ مَا أَخَذَ فِيهِ، وَهُوَ مَجَاز.} والتَّأْنِيفُ فِي العُرْقُوبِ: تَحْدِيدُ طَرَفِهِ ويُسْتَحَبُّ ذلِكَ فِي الْفَرَسِ.

حجب

حجب: الحِجابُ: السِّتْرُ.

حَجَبَ الشيءَ يَحْجُبُه حَجْباً وحِجاباً وحَجَّبَه: سَترَه. وقد احْتَجَبَ وتحَجَّبَ إِذا اكْتنَّ من وراءِ حِجابٍ. وامرأَة مَحْجُوبةٌ: قد سُتِرَتْ بِسِترٍ. وحِجابُ الجَوْفِ: ما يَحْجُبُ بين الفؤَادِ وسائره؛ قال الأَزهريّ: هي جِلْدة بَين الفؤَادِ وسائر البَطْن.

والحاجِبُ: البَوَّابُ، صِفةٌ غالِبةٌ، وجمعه حَجَبةٌ وحُجَّابٌ،

وخُطَّتُه الحِجابةُ.

وحَجَبَه: أَي مَنَعَه عن الدخول.

وفي الحديث: قالت بنُو قُصَيٍّ: فينا الحِجابةُ، يعنون حِجابةَ

الكَعْبةِ، وهي سِدانَتُها، وتَولِّي حِفْظِها، وهم الذين بأَيديهم

مَفاتِيحُها.والحَجابُ: اسمُ ما احْتُجِبَ به، وكلُّ ما حالَ بين شيئين: حِجابٌ، والجمع حُجُبٌ لا غير. وقوله تعالى: ومِن بَيْننا وبَيْنِك حِجابٌ، معناه: ومن بينِنا وبينِك حاجِزٌ في النِّحْلَةِ والدِّين؛ وهو مثل قوله تعالى: قُلوبُنا في أَكِنَّةٍ، إِلاَّ أَنَّ معنى هذا: أَنـَّا لا نُوافِقُك في مذهب. واحْتَجَبَ الـمَلِكُ عن الناس، ومَلِكٌ مُحَجَّبٌ.

والحِجابُ: لحْمةٌ رَقِيقةٌ كأَنها جِلْدةٌ قد اعْتَرَضَتْ مُسْتَبْطِنةٌ بين الجَنْبَينِ، تحُولُ بين السَّحْرِ والقَصَبِ.

وكُلُّ شيءٍ مَنَع شيئاً، فقد حَجَبَه كما تحْجُبُ الإِخْوةُ الأُمَّ عن

فَريضَتِها، فإِن الإِخْوة يحْجُبونَ الأُمَّ عن الثُّلُثِ إِلى السُّدُسِ.

والحاجِبانِ: العَظْمانِ اللَّذانِ فوقَ العَيْنَينِ

بِلَحْمِهما وشَعَرهِما، صِفةٌ غالِبةٌ، والجمع حَواجِبُ؛ وقيل: الحاجِبُ الشعَرُ النابِتُ على العَظْم، سُمِّي بذلك لأَنه يَحْجُب عن العين شُعاع الشمس. قال اللحياني: هو مُذكَّر لا غيرُ، وحكى: إِنه لَمُزَجَّجُ الحَواجِبِ، كأَنهم جعلوا كل جزءٍ منه حاجِباً. قال: وكذلك يقال في كل ذِي حاجِب. قال أَبو زيد: في الجَبِينِ الحاجِبانِ، وهما مَنْبِتُ شعَر الحاجِبَين من العَظْم.

وحاجِبُ الأَمِير: معروف، وجمعه حُجَّابٌ. وحَجَبَ الحاجِبُ يَحْجُبُ حَجْباً.

والحِجابةُ: وِلايةُ الحاجِبِ. واسْتَحجَبَه: ولاَّه الحِجْبَة(1)

(1 قوله «ولاه الحجبة» كذا ضبط في بعض نسخ الصحاح.) .

والـمَحْجُوبُ: الضَّرِيرُ.

وحاجِبُ الشمس: ناحيةٌ منها. قال:

ترَاءَتْ لنا كالشَّمْسِ، تحْتَ غَمامةٍ، * بدَا حاجِبٌ منها وضَنَّتْ بِحاجِبِ

وحَواجِبُ الشمس: نَواحِيها. الأَزهري: حاجِبُ الشمس: قَرْنُها، وهو ناحِيةٌ من قُرْصِها حِينَ تَبْدَأُ في الطُّلُوع، يقال: بَدا حاجِبُ الشمسِ والقمرِ. وأَنشد الأَزهري للغنوي(2)

(2 هذا البيت لبشار بن برد لا للغنوي.):

إِذا ما غَضِبْنا غَضْبةً مُضَرِيَّةً * هَتَكْنا حِجابَ الشمسِ أَو مَطَرَتْ دَما

قال: حِجابُها ضَوؤُها ههنا. وقولُه في حديثِ الصلاةِ: حِين توارَتْ بالحِجابِ. الحِجابُ ههنا: الأُفُقُ؛ يريد: حين غابَتِ الشمسُ في الأُفُق واسْتَتَرَتْ به؛ ومنه قوله تعالى: حتى توَارَتْ بالحِجابِ.

وحاجِبُ كل شيءٍ: حَرْفُه. وذكر الأَصْمعِي أَنَّ امْرأَةَّ قَدَّمَتْ

إِلى رجل خُبزَةً أَو قُرْصَةً فجَعلَ يأكُلُ من وَسَطِها، فقالت له: كُلْ

من حَواجِبِها أَي مِن حُرُوفِها.

والحِجابُ: ما أَشْرَفَ مِن الجبل. وقال غيرُه: الحِجابُ: مُنْقَطَعُ

الحَرَّةِ. قال أَبو ذُؤَيْب:

فَشَرِبْنَ ثم سَمِعْنَ حِسّاً، دونَه * شَرَفُ الحِجابِ ورَيْبُ قَرْعٍ يُقْرَعُ

وقِيل: إِنما يُريد حِجابَ الصائِدِ، لأَنه لا بُدَّ له أَن يَسْتَتر بشيءٍ.

ويقال: احْتَجَبَتِ الحامِلُ من يومِ تاسِعها، وبيَومٍ من تاسعها، يقال

ذلك للمرأَةِ الحامِلِ، إِذا مَضَى يومٌ من تاسِعها، يقولون: أَصْبَحَتْ

مُحْتَجِبةً بيومٍ من تاسعها، هذا كلام العرب.

وفي حديث أَبي ذر: أَنَّ النبي، صلى اللّه عليه وسلم، قال: إِن اللّه يَغْفِرُ للعبد ما لم يَقَع الحِجابُ. قيل: يا رسولَ اللّه، وما الحِجابُ؟ قال: أَن تَمُوتَ النفْسُ، وهي مُشْرِكةٌ، كأَنها حُجِبَتْ بالـمَوْت عن الإِيمان. قال أَبو عَمرو وشمر: حديثُ أَبي ذرّ يَدُل على أَنه لا ذَنْبَ يَحْجُبُ عن العَبْدِ الرحمةَ، فيما دون الشِّرْكِ. وقال ابن شميل، في حديث ابن مسعود، رضي اللّه عنه: مَنِ اطَّلعَ الحِجابَ واقَعَ ما وراءَهُ، أَي إِذا مات الإِنسانُ واقَعَ ما وراءَ الحجابَينِ حِجابِ الجَنَّةِ وحجابِ النَّارِ، لأَنهما قد خَفِيَا. وقيل: اطِّلاعُ الحِجاب: مَدُّ الرأْس، لأَن الـمُطالِعَ يمُدُّ رأْسَه يَنْظُر مِن وراءِ الحجابِ، وهو السِّتْرُ.والحَجَبةُ، بالتحريك: رأْسُ الوَرِكِ. والحَجَبَتانِ:

حَرْفا الوَرِكِ اللَّذانِ يُشْرِفانِ على الخاصِرَتَينِ. قال طُفيْلٌ:

وِراداً وحُوّاً مُشْرِفاً حَجَباتُها، * بَناتُ حِصانٍ، قد تُعُولِمَ، مُنْجِبِ

وقيل: الحَجَبَتانِ: العَظْمانِ فَوقَ العانةِ، الـمُشْرِفانِ على مَراقِّ البَطْن، مِن يمين وشِمال؛ وقيل: الحَجَبَتان: رُؤُوسُ عَظْمَي الوَرِكَيْنِ مـما يلي الحَرْقَفَتَين، والجميعُ الحَجَبُ، وثلاثُ حَجَباتٍ.

قال امرؤُ القيس:

له حَجَباتٌ مُشْرِفاتٌ على الفالِ

وقال آخر:

ولم تُوَقَّعْ، بِرُكُوبٍ، حَجَبُهْ

والحَجَبَتانِ من الفرَس: ما أَشْرَفَ على صِفاقِ البَطْنِ من وَرِكَيْهِ.

وحاجِبٌ: اسم. وقَوْسُ حاجِبٍ: هو حاجِبُ بنُ زُرارةَ التَّميمِيّ.

وحاجِبُ الفِيلِ: اسم شاعر من الشُّعراءِ. وقال الأَزهريّ في ترجمة عتب: العَتَبَةُ في الباب هي الأَعْلى، والخَشَبةُ التي فَوْقَ الأَعلى: الحاجِبُ.والحَجِيبُ: موضع. قال الأَفْوَهُ:

فَلَـمَّا أَنْ رأَوْنا، في وَغاها، * كآسادِ الغَرِيفةِ والحَجِيبِ(1)

(1 قوله «الغريفة» كذا ضبط في نسخة من المحكم وضبط في معجم ياقوت بالتصغير.)

ويروى: واللَّهِيبِ.

حجب

1 حَجَبَهُ, (S, A, Msb,) aor. ـُ (Msb,) inf. n. حَجْبٌ, (Mgh, Msb,) He, or it, prevented, hindered, debarred, or precluded, him, or it: (Mgh, Msb:) he, or it, precluded him, or it; i. e. prevented him, or it, from entering. (S, A.) [Hence,] الإِخْوَةُ يَحْجُبُونَ الأُمَّ عِنِ الثُّلُثِ [Brothers of a person deceased preclude the mother from receiving the third of the inheritance]. (S, A.) b2: Also, (A, K,) aor. as above, (TA,) inf. n. حَجْبٌ and حَجَابٌ, (K,) He, or it, veiled, concealed, hid, covered, or protected, him, or it; (A, K;) as also ↓ حجّبهُ. (K.) b3: [And It intervened between two things. Thus the diaphragm is described as] جِلْدَةٌ تَحْجُبُ بَيْنَ الفُؤَادِ وَالبَطْنِ [A piece of skin that intervenes between the heart and the belly]. (A.) b4: [And He held the office of حَاجِب, i. e. door-keeper, or chamberlain. Yousay,] فُلَانٌ يَحْجُبُ لِلْأَمِيرِ Such a one holds the office of حاجب to the prince, governor, or commander. (A, TA.) 2 حَجَّبَ see 1.5 تَحَجَّبَ see 8.8 احتجب [He, or it, became prevented, hindered, debarred, or precluded: he became secluded; or he secluded himself:] he, or it, became veiled, concealed, hidden, covered, or protected; as also ↓ تحجّب. (K, TA.) You say, احتجب المَلِكُ عِنِ النَّاسِ [The King secluded, or concealed, himself, or became secluded or concealed, from the people]. (S, A.) And احتجبت الشَّمْسُ فِى السَّحَابِ (tropical:) [The sun became concealed, or concealed itself, in the clouds]. (A, TA.) b2: [Hence, app.,] احتجبت المَرْأَةُ بِيَومٍ, (K,) or بِيَوْمٍ مِنْ تَاسِعِهَا, and مِنْ يَوْمٍ مِنْ تَاسِعِهَا, (TA,) [as though meaning The woman secluded herself from the commencement of a day of her ninth month of pregnancy:] said of a pregnant woman, (TA,) when a day has passed of her ninth [month, during which it was probably a custom for a woman to seclude herself in the house or tent]. (K, TA.) 10 استحجِبهُ He appointed him to the office of حَاجِب [i. e. door-keeper, or chamberlain]. (S, K.) حَجَبٌ: see حَجَبَةٌ.

A2: Also [The windpipe;] the passage of the breath. (K.) حَجِبٌ A hill; syn. أَكَمَةٌ: (K:) or a lofty أَكَمَة. (TA.) حِجْبَةٌ: see حِجَابَةٌ.

حَجَبَةٌ The head [or crest] of the kip or haunch (S, A) [of a man, (see حَرْقَفَةٌ,) and] of a horse; (A;) i. e. each of the حَجَبَتَانِ, which project above, or beyond, the خَاصِرَتَانِ [or two flanks]: (S:) or the dual signifies the two edges of the hip or haunch, that project above, or beyond, the خَاصِرَة [or flank]: (K:) or the two bones above the pubes, that project above, or beyond, the soft parts of the belly, on the right and left: (Zj in his “ Khalk el-Insán, “* and K:) or the heads of the two hipbones or haunch-bones, next the حَرْقَفَتَانِ [q. v.]; pl. [or rather coll. gen. n.] ↓ حَجَبٌ, and pl. of pauc. حَجَبَاتٌ: (TA:) and in a horse, the parts of the two hips, or haunches, that project above, or beyond, the [skin called] صِفَاق, of the belly. (K.) حِجَابٌ [A thing that prevents, hinders, debars,or precludes:] a thing that veils, conceals, hides, covers, or protects; (S, Msb, K TA;) because it prevents seeing, or beholding: (Msb:) a thing, (A, K,) or body. (Msb,) that intervenes (A, Msb, K) between two things, (A, K,) or between two bodies; which is [said to be] the primary signification; (Msb;) [a partition, a bar, a barrier, or an obstacle:] and sometimes applied to ideal things: (Msb:) pl. جُجُبٌ. (A, Msb, K.) Yousay, ضُرِبَ الحِجَابُ عَلَى النِّسَآءِ [The veil, or curtain, was put, or let down, over the women]. (A, TA.) And لَهُ دَعَوَاتٌ تَخْرِقُ الحُجُبَ [He has prayers that rend the veils]. (A, TA.) and مَا لِدَعْوَةِ المَظْلُومِ حِجَابٌ [There is no veil, or obstacle, to the prayer of the wronged]. (A, TA.) It is said in a trad., مَنِ اطَّلَعَ الحِجَابِ وَاقَعَ مَا وَرَآءَهُ [He who gets sight and knowledge of the veil falls into that which is behind it]: i. e., when a man dies, he falls into what is behind [one of] the two veils, that of Paradise and that of Hell: (ISh, TA:) or, accord. to some, اِطَلَاعُ الحِجَابِ signifies the stretching out the head [and looking over the veil]; for he who examines into a thing stretches out his head to see what is behind the veil, or covering. (TA.) And in another trad., a saying of Mohammad, (TA,) إِنَّ اللّٰهَ يَغْفِرُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَقَعِ الحِجَابُ [Verily God forgiveth the servant (his creature) as long as the precluding event shall not have happened]: الحجاب here meaning the dying in the belief in a plurality of gods: (K, * TA:) as though one were precluded from true belief by death. (TA.) One says also, العَجْزُ حَجَابٌ بَيْنَ الإِنْسَانِ وَمُرَادِهِ [Inability is a bar between man and his desire]. (Msb.) and المَعْصِيَةُ حِجَابٌ بَيْنَ العَبْدِ وَبَيْنَ رَبِّهِ [Disobedience is a bar between the servant and his Lord]. (Msb.) b2: [Hence, in the present day, (assumed tropical:) A written charm or amulet; generally worn in a case (called بَيْتُ حِجَابٍ) suspended, on the right side, by a string passing over the left shoulder, or on some other part of the person: pl. of mult. حُجُبٌ, and of pauc. أَحْجِبَةٌ and حِجَابَاتٌ.] b3: [Hence also,] A thin piece of flesh, (K,) resembling a piece of shin, (TA,) in the interior of the body, between the two sides, intervening between the lungs and the قصب [in the K القَصَب, but this is evidently a mistranscription for القُصْب the lower intestines; for the حجاب is the diaphragm, or midriff]: (K, TA:) and حِجَابُ القَلْبِ, (A,) or حَجَابُ الجَوْفِ, (S,) signifies [the same; as also حَجَابُ الكَبِدِ; (see خِلْبٌ;)] what intervenes between the heart and the rest of the جوف; (S;) the piece of skin that intervenes between the heart and the belly: (A, TA:) or حِجَابُ القَلْبِ signifies a certain fat that clothes the heart: (AHeyth, TA in art. شغف:) [or it signifies, or signifies also, the septum cordis: see قَلْبٌ:] pl. حُجُبٌ (A, TA.) Hence the saying, هَتَكَ الخَوْفُ حِجَابَ قَلْبِهِ (tropical:) [Fear rent open his midriff: or his septum cordis]. (A, TA.) b4: (assumed tropical:) The horizon: [because it terminates the view:] so in the phrase, تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (assumed tropical:) It (the sun) became concealed by the horizon; occurring in the Kur [xxxviii. 31], and in a trad. (TA.) b5: (tropical:) A mountain: (A:) or an elevated part of a mountain. (K.) You say, قَعَدَ فِى ظِلِّ الحِجَابِ (tropical:) He sat in the shade of the mountain. (A.) b6: (assumed tropical:) The place where a [stony tract such as is called]

حَرَّة ends. (K.) b7: (assumed tropical:) A tract of sand uniformly continuous, and long. (K.) b8: (assumed tropical:) The light of the sun: or the tract, or side, of the sun: (K, TA:) or [like حَاجِبٌ] a side, or part, of the sun. (TA.) حَجَابَةٌ, (K,) or ↓ حِجْبَةٌ, (S,) The office of doorkeeper [or chamberlain]. (S, * K.) b2: And the former, The office of door-keeper and guardian of the Kaabeh. (TA.) حَاجِبٌ, an epithet in which the quality of a subst. predominates, (TA,) A door-keeper; (Msb, K;) so called because he prevents persons from entering: (Msb:) [a chamberlain:] pl. حُجَّابٌ (S, Msb, K) and حَجَبَةٌ. (Msb, K.) And حَجَبَةُ البَيْتِ [The door-keepers and guardians of the Kaabeh: see حِجَابَةٌ]. (TA.) b2: Each of the two bones over the eyes, with the hair and flesh upon them: (IF, Msb, K:) or the eyebrow; the hair growing on either of those bones: (Az, K:) so called because it precludes the rays of the sun from the eye: (TA:) of the masc. gender: (Lh TA:) pl. حَوَاجِبُ. (S Msb, K.) One says, إِنَّهُ لَمُزَجَّجُ الحَاجِبِ [Verily he has the eyebrow made narrow and long, by the removal of redundant hairs; or made narrow and long and arched; or lengthened with antimony]. (Lh, TA.) b3: [Hence, as being likened thereto,] (assumed tropical:) The piece of wood that is over the lintel of a door-frame. (Az, TA.) [See عَتَبَةٌ.]

b4: (tropical:) The edge, (A,) or side, (K,) or upper limb of the disk, that appears when it begins to rise, (T, TA,) or the first part that appears, (Mgh,) of the sun, (T, A, Mgh, K,) and of the moon: (T, TA:) likened to the حاجب (A, Mgh) of the face (Mgh) of a man: (A:) and حَوَاجبُ الشَّمْس the sides of the sun. (S.) You say, بَدَا حَاجِبُ الشَّمْس, (T, A, TA,) and القَمَرِ, (T, TA,) (tropical:) The upper limb of the disk, (T, TA,) or the edge, (A,) of the sun appeared, (T, A, TA,) and of the moon. (T, TA.) b5: (assumed tropical:) The edge or anything. (K.) A woman said to a man who was eating of the middle of a round cake of bread, كُلْ مِنْ حَوَاجِبِهَا (tropical:) Eat of its edges, (As, TA,) or its sides. (A.) b6: (assumed tropical:) [The beginning of the dawn.] You say, لَاحَتْ حَوَاجِبُ الصُّبْحِ (tropical:) The beginnings of the dawn appeared. (A, TA.) مُحَجَّبٌ: see what next follows.

مَحْجُوبٌ [pass. part. n. of 1]. You say مَلِكٌ مَحْجُوبٌ (A) and ↓ مُحَجَّبٌ (S) and ↓ مُحْتَجبٌ (A) and ↓ مُحُوْجَبٌ (TA) [A king secluded, or concealed, from the people]. And اِمْرَأَةٌ مَحْجُوبَةٌ A woman veiled, or concealed by a curtain or the like. (TA.) And هُوَ مَحْجُوبٌ عِنِ الخَيْرِ [He is debarred from good.] (A, TA.) b2: (assumed tropical:) Blind; (S, K;) and so ↓ مُحَوْجَبٌ. (TA.) مُحْتَجِبٌ: see the next preceding paragraph.

مُحَوْجَبٌ: see مَحْجُوبٌ, in two places.
(ح ج ب) : (الْحَجْبُ) الْمَنْعُ (وَمِنْهُ) الْحِجَابُ وَحَاجِبُ الشَّمْسِ أَوَّلُ مَا يَبْدُو مِنْهَا مُسْتَعَارٌ مِنْ حَاجِبِ الْوَجْهِ.
الحجب: في اللغة المنع، وفي الاصطلاح: منع شخص معين من ميراثه، إما كله أو بعضه، بوجود شخص آخر، ويسمى الأول: حجب حرمان، والثاني، حجب نقصان.
(حجب)
بَينهمَا حجبا حَال وَالشَّيْء ستره وَفُلَانًا مَنعه من الدُّخُول أَو الْمِيرَاث والأمير صَار لَهُ حاجبا

(حجب) الشَّيْء حجبه
ح ج ب: (الْحِجَابُ) السِّتْرُ وَ (حَجَبَهُ) مَنَعَهُ عَنِ الدُّخُولِ وَبَابُهُ نَصَرَ وَمِنْهُ (الْحَجْبُ) فِي الْمِيرَاثِ. وَ (الْمَحْجُوبُ) الضَّرِيرُ. وَ (حَاجِبُ) الْعَيْنِ جَمْعُهُ (حَوَاجِبُ) وَ (حَاجِبُ) الْأَمِيرِ جَمْعُهُ (حُجَّابٌ) وَ (حَوَاجِبُ) الشَّمْسِ نَوَاحِيهَا (وَاحْتَجَبَ) الْمَلِكُ عَنِ النَّاسِ. 

حجب


حَجَبَ(n. ac. حَجْب
حِجَاْب)
a. Covered, veiled, cloaked, masked, screened; enclosed
shut off.
b. [acc. & 'An], Prevented, precluded from.
c. Intervened.

حَجَّبَa. see I (a)
تَحَجَّبَإِحْتَجَبَa. Was concealed &c., concealed himself.
b. Was prevented, preluded.

إِسْتَحْجَبَa. Appointed as chamberlain, as door-keeper.

حَجِبa. Hill.

حَاْجِب
(pl.
حَجَبَة
حُجَّاْب
29)
a. Chamberlain; usher, doorkeeper.
b. (pl.
حَوَاْجِبُ), Brow, eyebrow.
حِجَاْب
(pl.
حُجُب)
a. Veil, curtain; screen, partition.
حجب: حجب الأمير: حال بينه وبين الناس، ومنع عنه أنظار، وعزله عن المجتمع (مملوك 1، 1: 10).
انحجب: ذكرها فوك في مادة ( Velare) : استتر (أبو الوليد ص545، القليوبي ص44 طبعة ليس).
وانحجب: امتنع، يقال: احجب عنه، ففي كتاب أبي الوليد ص296: فلا ينحجب عنك الغيث (ص325).
احتجب به: استتر بدرع وبخوذة، (كرتاس ص149).
حِجاب. عامية حَجَّام (محيط المحيط).
مُحَجَّب: معصوم من الجروح. لا يصيبه جرح ولا يُحيك به سيف (بوشر).
مِحْجَبَة: عامية مِحْجمَة (محيط المحيط).
احتجاب: عصمة من الجروح (بوشر).
[حجب] الحجاب: السِتْرُ. وحجاب الجوف: ما يحتجب بين الفؤاد وسائره. وحجَبه أي منعه عن الدخول. والاخوة يحجبون الام عن الثلث. والمحجوب: الضرير. وحاجب العين جمعه حواجب، وحاجب الأمير جمعه حُجَّاب. واستحجبه: ولاه الحجبة. وحواجب الشمس: نواحيها. وقوس حاجب هو حاجب بن زرارة التميمي . واحتجب الملك عن الناس. ومَلِكٌ مُحَجَّبٌ. والحَجَبَةُ، بالتحريك: رأس الوَرِكِ، وهما حَجَبَتانِ تُشرفان على الخاصرتين.
(حجب) - في الحديث: "قالت بَنُو قُصَيِّ: فِينَا الحِجَابَةُ" .
يَعنِي حِجابَة بَيْتِ اللهِ تَعالَى الحَرَام - الكَعْبَة - وهم بَنُو عَبدِ الدَّار بن قُصَيّ، منهم شَيْبَة بنُ عُثْمان الحَجَبِيّ، وهم الذين بأَيدِيهم مِفتاحُ الكَعْبة الآن، ويقال لهم: الشَّيْبِيّون.
قيل: كانَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، أَرادَ أن يَأخُذَه منهم. فأَنْزل الله تَعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} . فتَركَه في أَيْدِيهم، فَهُو لَهُم إلى يَوم قِيامِ السَّاعَة.
حجب
الحاجِبُ: مَعْروفٌ، وجَمْعُه: الحُجّابُ والحَجَبَةُ. والحِجَابَةُ: ولايَتُه. والحِجَابُ: اسْمُ ما حَجَبْتَ به شَيْئيْنِ، وجَمْعُه: حُجُبٌ. وحَجَبَه عن الأمْرِ: حَجَزَه. واحْتَجَبَ فلانٌ: اكْتَنَّ من وَراءِ الحِجَابِ. وحِجَابُ الجَوْفِ: بين الفُؤادِ وسائر البَطْنِ. والحاجِبَانِ: العَظْمانِ فوق العَيْنَيْنِ بشَعَرِهما، وجَمْعُه: حَوَاجِب. والحَجَبَتانِ: رُؤوسُ عِظامِ الوَرِكَيْنِ، والجَميعُ: الحَجَبُ. والحَجَبُ: مَجرْى النَّفَسِ، حَجِبَ صَدْرُه: ضاقَ. وحاجِبُ الفِيْلِ: شاعِرٌ. والحِجَابُ: الجَبَلُ، وجَمْعُه: حُجْبَانٌ. والحَجِيْبُ: الأجَمَةُ.
ح ج ب : حَجَبَهُ حَجْبًا مِنْ بَابِ قَتَلَ مَنَعَهُ وَمِنْهُ قِيلَ لِلسِّتْرِ حِجَابٌ لِأَنَّهُ يَمْنَعُ الْمُشَاهَدَةَ وَقِيلَ لِلْبَوَّابِ حَاجِبٌ لِأَنَّهُ يَمْنَعُ مِنْ الدُّخُولِ وَالْأَصْلُ فِي الْحِجَابِ جِسْمٌ حَائِلٌ بَيْنَ جَسَدَيْنِ وَقَدْ اُسْتُعْمِلَ فِي الْمَعَانِي فَقِيلَ الْعَجْزُ حِجَابٌ بَيْنَ الْإِنْسَانِ وَمُرَادِهِ وَالْمَعْصِيَةُ حِجَابٌ بَيْنَ الْعَبْدِ وَرَبِّهِ وَجَمْعُ الْحِجَابِ حُجُبٌ مِثْلُ: كِتَابٍ وَكُتُبٍ وَجَمْعُ الْحَاجِبِ حُجَّابٌ مِثْلُ: كَافِرٍ وَكُفَّارٍ.

وَالْحَاجِبَانِ الْعَظْمَاتُ فَوْقَ الْعَيْنَيْنِ بِالشَّعْرِ وَاللَّحْمِ قَالَهُ ابْنُ فَارِسٍ وَالْجَمْعُ حَوَاجِبُ. 
حجب
الحَجْب والحِجَاب: المنع من الوصول، يقال: حَجَبَه حَجْباً وحِجَاباً، وحِجَاب الجوف:
ما يحجب عن الفؤاد، وقوله تعالى: وَبَيْنَهُما حِجابٌ [الأعراف/ 46] ، ليس يعني به ما يحجب البصر، وإنما يعني ما يمنع من وصول لذّة أهل الجنّة إلى أهل النّار، وأذيّة أهل النّار إلى أهل الجنّة، كقوله عزّ وجل: فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ، وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ [الحديد/ 13] ، وقال عزّ وجل: وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ [الشورى/ 51] ، أي: من حيث ما لا يراه مكلّمه ومبلّغه، وقوله تعالى: حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ [ص/ 32] ، يعني الشّمس إذا استترت بالمغيب. والحَاجِبُ: المانع عن السلطان، والحاجبان في الرأس لكونهما كالحاجبين للعين في الذّب عنهما. وحاجب الشمس سمّي لتقدّمه عليها تقدّم الحاجب للسلطان، وقوله عزّ وجلّ: كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ
[المطففين/ 15] ، إشارة إلى منع النور عنهم المشار إليه بقوله: فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ [الحديد/ 13] .
ح ج ب

حجبه عن كذا، والأخوة تحجب الأم عن الثلث، وهو محجوب عن الخير. وضرب الحجاب على النساء، وله دعوات تخرق الحجب أي تبلغ العرش، وما لدعو المظلوم دون الله حجاب. وفلان يحجب الأمير أي هو حاجبه، وإليه الخاتم والحجابة، وقد استحجب المأمون بشراً، وهو حسن الحجبة، وهم حجبة البيت، وملك محجوب، ونحتجب، وقد احتجب عن الناس. وفرس مشرف الحجب، والحجبات. والحجبة رأس الورك.

ومن المجاز: بدا حاجب الشمس وهو حرفها، شبه بحاجب الإنسان. قال:

تراءت لنا كالشمس بين غمامة ... بدا حاجب منها وضنت بحاجب

ولاحت حواجب الصبح: أوائله. قال عبد الرحمن بن سيحان المحاربي:

حتى إذا الصبح لاحت لي حواجبه ... أدبرت أسحب نحو القوم أثوابي

ونظرت أعرابية إلى رجل يأكل وسط الــرغيف، فقالت عليك بحواجب الــرغيف. واحتجبت الشمس في السحاب. واقعد في ظل الحجاب أي في ظل الجبل. وهتك الخوف حجاب قلبه وهو جلدة تحجب بين الفؤاد والبطن، وهذا خوف يهتك حجب القلوب.
باب الحاء والجيم والباء معهما ح ج ب، ب ج ح، ج ب ح مستعملات

حجب: الحَجْب: كُلٌّ شيءٍ مَنَعَ شَيئاً من شيءٍ فقد حَجَبَه حَجْباً. والحِجابةُ: ولايَة الحاجب. والحِجابُ، اسمٌ،: ما حَجَبْتَ به شيئاً عن شيءٍ، ويجمع [على] : حُجُب. وجمع حاجب: حَجَبة. وحِجاب الجَوْف: جِلْدةٌ تَحْجُبُ بينَ الفُؤاد وسائر البطن. والحاجب: عظم العَيْن من فَوق يَستُرُه بشَعْره ولحمه. وحاجبُ الفيل: اسمُ شاعرٍ. ويُسَمَّى رءوس عظم الوَرِكَيْن وما يَلي الحَرْقَفَتَيْن حَجَبَتينِ وثلاث حَجَبات، وجمعهُ حَجَب، قال :

ولم يُوَقَّعْ برُكُوبٍ حَجَبُهْ

حبج: أحْبَجَتْ لنا نارٌ وعَلَمٌ: أي بَدا بَغْتَةً، قال:

عَلَوْتُ أقصاهُ إذا ما أحْبَجا

بجح: فلانٌ يَتَبَجَّحُ بفُلانٍ ويَتَمَجَّحُ به: أي يهذي به اعجاباً، وكذلك إذا [تَمَزَّحَ] به. وَبَجَّحنَي فَبَجِحْتُ: أي فرَّحَني ففَرِحْتُ. وبَجِحْتُ وبَجَحْتُ لغتان، قال:

ولكنّا بقرباك نبجح  جبح: جَبَحُوا بِكَعابهم: رَمَوا بها ليُنْظَرَ أيُّها يخرُجُ فائِزاً. والأُجْبُحُ : مواضع النَّحْل في الجبل، الواحد جِبحْ، ويقال: هو الجَبَلُ، قال الطرماح:

جَنَى النَحْل أضْحَى واتِناً بين أجبح
[حجب] نه في ح الصلاة: حين توارت "بالحجاب"، الحجاب هنا الأفق، يريد حين غابت الشمس في الأفق. ومنه: "حتى توارت بالحجاب". وفيه: إن الله يغفر للعبد ما لم يقع "الحجاب" قيل: يا رسول الله! وما الحجاب؟ قال: أنوالفقر أشد من الخلة، واحتجاب الله أن يمنع حوائجه ويخيب آماله في الدنيا، وقيل: يوم القيامة كانوا محجوبين عنه كما أن العادل على منبر عند العرش. وقطعن في "الحجاب" أي المشيمة، وفيه: أن المس في قوله: إلا يمسه الشيطان، على الحقيقة. در: من اطلع "الحجاب" واقع ما وراءه، أي إذا مات الإنسان واقع ما خفي عليه من أمر الآخرة. نه: أي واقع ما وراء الحجابين حجاب الجنة وحجاب النار، لأنهما قد خفيا، وقيل: إطلاع الحجاب مد الرأس لأن المطالع يمد رأسه ينظر من وراء الحجاب. مد: وبينهما أي بين الجنة والنار "حجاب" يعني السور. غ: و"من بيننا وبينك حجاب" أي حاجز في الدين.
الْحَاء وَالْجِيم وَالْبَاء

حَجَبَ الشَّيْء يَحْجُبُه حَجْبا وحِجابا، وحَجَّبَه: ستره. وَقد احتَجَبَ وتحجَّبَ.

والحاجبُ: البواب، صفة غالبة. وَجمعه، حَجَبَةٌ وحُجَّابٌ، وخطته الحِجابَةُ.

والحِجابُ: مَا احتُجِبَ بِهِ.

وكل مَا حَال بَين شَيْئَيْنِ حِجابٌ، وَالْجمع حُجُبٌ لَا غير، وَقَوله تَعَالَى: (ومن بَينا وَبَيْنك حِجابٌ) وَمَعْنَاهُ: وَمن بَيْننَا وَبَيْنك حاجز فِي النحلة وَالدّين، وَهُوَ مثل قَوْله: (قلوبُنا فِي أكِنَّةٍ) إِلَّا أَن معنى هَذَا أَنا لَا نوافقك فِي مَذْهَب.

والحجابُ: لحْمَة رقيقَة كَأَنَّهَا جلدَة قد اعترضت مستنبطة بَين الجنبين تحول بَين السحر والقصب.

وكل شَيْء منع شَيْئا فقد حجَبَه، كَمَا تحجُبُ الْأُم الْإِخْوَة عَن فريضتها.

والحاجِبانِ: العظمان اللَّذَان فَوق الْعَينَيْنِ، بلحمهما وشعرهما، صفة غالبة. وَقيل: الحاجبُ، الشّعْر النَّابِت على الْعظم، سمي بذلك لِأَنَّهُ يَحْجُبُ عَن الْعين شُعَاع الشَّمْس، قَالَ الَّلحيانيّ: هُوَ مُذَكّر لَا غير. وَحكى: إِنَّه لمزجج الحواجبِ، كَأَنَّهُمْ جعلُوا كل جُزْء مِنْهُ حاجبا، قَالَ: وَكَذَلِكَ يُقَال فِي كل ذِي حاجبٍ.

وحاجِبُ الشَّمْس: نَاحيَة مِنْهَا، قَالَ: تراءتْ لنا الشَّمْس تَحت غمامةٍ ... بَدا حاجبٌ مِنها وضَنَّت بحاجبِ

وحاجبُ كل شَيْء: حرفه. وَذكر الْأَصْمَعِي أَن امْرَأَة قدمت إِلَى رجل خبْزَة أَو قرصة فَجعل يَأْكُل من وَسطهَا فَقَالَت: كل من حَوَاجِبِها.

والحِجَابُ: مُنْقَطع الْحرَّة، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

فشرِبْنَ ثمَّ سمِعنَ حِسّا دُونَه ... شرَفُ الحجابِ وريْبُ قرْعٍ يُقرَعُ

وَقيل: إِنَّمَا يُرِيد حِجابَ الصَّائِد لِأَنَّهُ لابد لَهُ أَن يسْتَتر بِشَيْء.

والحَجبَتَان: حرفا الورك اللَّذَان يشرفان على الخاصرة. قَالَ طفيل:

وِرَاداً وحُوًّا مُشْرفا حَجباتُها ... بَناتُ حصانٍ قد تُعُولمَ مُنْجِبِ

والحجَبَتان: العظمان فَوق الْعَانَة المشرفان على مراق الْبَطن من يَمِين وشمال.

والحَجَبَتانِ من الْفرس: مَا أشرف على صفاق الْبَطن من وركيه.

وحاجِبٌ: اسْم. وحاجبُ الْفِيل: اسْم شَاعِر.

والحَجيبُ: مَوضِع، قَالَ الأفوه:

فَلَمَّا أَن رأونا فِي وغاها ... كآسادِ الغَرِيقةِ والحَجِيبِ

ويروى واللهيب.
حجب
حجَبَ يَحجُب، حَجْبًا وحِجابًا، فهو حاجِب، والمفعول مَحْجوب (للمتعدِّي)
• حجَب بينهما: حال بينهما "تكاثَف الضَّبابُ حتَّى كاد يحجب بينه وبين الطريق".
• حجَب الشَّيءَ: ستره "حجَب أقرانَه/ الرُّؤيةَ/ الحقيقةَ- حجَب ما بينهما- {كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}: مستورون عنه فلا يرونه".
• حجَب الشَّخصَ:
1 - منعه من الدخُّول.
2 - (فق) منعه من الميراث؛ لتقدّمه في درجة الإرث عليه.
• حجَب الثِّقةَ عن الشَّخص: سحبها منه "حجب النّوابُ الثِّقةَ عن الحكومة". 

احتجبَ/ احتجبَ بـ/ احتجبَ عن/ احتجبَ في يحتجب، احْتِجابًا، فهو مُحْتَجِب، والمفعول مُحْتَجَب به
• احتجبَ الشَّخصُ أو الشَّيءُ: استتر واختفى "احتجبتِ الشَّمسُ وراء السُّحب".
• احتجبتِ المرأةُ: لبِست الحِجابَ "عدم الاحتجاب عادة قديمة في نساء الأعراب".
• احتجبَ بالمكان/ احتجبَ في المكان: استتر.
• احتجبَت الصَّحيفةُ عن الصُّدور: توقَّفت، امتنعت. 

تحجَّبَ يتحجّب، تَحَجُّبًا، فهو مُتَحجِّب
• تحجَّب الشَّخصُ: مُطاوع حجَّبَ: تستَّر.
• تحجَّبتِ المرأةُ: احتجبت، لبست الحجابَ "تحجُّب كثير من النِّساء دليل على زيادة الوعي الدينيّ". 

حجَّبَ يحجِّب، تَحْجِيبًا، فهو مُحَجِّب، والمفعول مُحَجَّب
• حجَّب الشَّيءَ: حجَبه، ستره.
• حجَّب الأبُ ابنتَه: حملها على لبس الحجاب "فتاة محجَّبة". 

تحجيبة [مفرد]: ج تحجيبات وتحاجيب:
1 - اسم مرَّة من حجَّبَ.
2 - حجاب تلبسه المرأة؛ ليستر رأسها وعنقها وغير ذلك "تم افتتاح معرض للتحجيبات وأغطية الرأس والخمارات ونحوها".
3 - حجاب، تعويذة يحملها الإنسان أو يعلقها متوهمًا أنها تحميه من الحسد أو تدفع عنه الضّرّ "نصح أقاربه وزملاءه بعدم تعليق التمائم والتحجيبات". 

حاجب1 [مفرد]: ج حاجبون وحَجَبة وحُجَّاب:
1 - اسم فاعل من حجَبَ ° حاجبة الشَّمس: جهاز يقي العيونَ من أشعَّة الشَّمس.
2 - بوّاب، موظَّف يعلن ترتيب الإجراءات في محكمة مثلاً "حاجب المحكمة/ الملك". 

حاجب2 [مفرد]: ج حواجبُ:
1 - (شر) عظمٌ فوق العين بما عليه من اللَّحم "قطَّب حاجبيه: عبس- ظهر الشَّيب في حاجبه الأيمن".
2 - شعر نابت فوق اللَّحم الذي يغطِّي العظمَ الذي فوق العين، وهما حاجبان "كثيف الحواجب".
• قلم الحواجب: مِكْحال. 

حِجاب1 [مفرد]: ج حُجُب (لغير المصدر):
1 - مصدر حجَبَ.
2 - كلّ ما يحجُب ويغطِّي "هتك الخوفُ حجابَ قلبه- {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ} " ° حجاب المرأة: غطاء تلبسه يغطِّي الرَّأسَ والعُنُق والأكتافَ، ورُبَّما الوجه- هتك اللهُ حجابَه: كشف مَساوئَه للنّاس.
3 - ساتر وحاجز " {فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} ".
4 - (سف) ما يفصل بين شيئين ويوصل إلى الله "من النَّاس من يدّعي أنَّه يخترق الحُجُب- َاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ حِجَابٌ [حديث] ".
5 - (فز) غطاء يحدِّد كميَّة الضَّوء المارّ إلى العدسة أو النِّظام البصريّ.
• الحجاب الحاجِز: (شر) غشاء عضليّ مسطَّح يفصل بين التّجويف الصَّدريّ والتَّجويف البطنيّ، وله وظيفة هامَّة في عمليّة التَّنفُّس. 

حِجاب2 [مفرد]: ج أحْجِبَة: عُوذة أو تميمة يحملها الشَّخص معه؛ لِتَقيه من الشَّرِّ والحسد "علَّقت لوليدها حجابًا". 

حِجابة [مفرد]: مهنة الحاجب "اقتصرت الحجابةُ الآن على من يعملون في المحاكم". 

حَجْب [مفرد]:
1 - مصدر حجَبَ.
2 - (فق) منع الشَّخص من ميراثه، وهو نوعان: حجب نقصان وهو حجب عن سهم أكثر إلى سهم أقلّ، وحجب حرمان وهو المنع من الإرث فلا ينال شيئًا منه.
• حَجْب الثِّقة: (سة) تصويت البرلمان ضدّ سياسة الحكومة، بغية إجبارها على الاستقالة. 

مُحَجَّبة [مفرد]: ج محجَّبات:
1 - صيغة المؤنَّث لمفعول حجَّبَ.
2 - امرأة ترتدي الحجاب "حتَّى السيدات المحجَّبات خرجن للتعبير عن رأيهنّ". 
حجب
: (حَجَبهُ) يَحْجُبُه (حَجحباً وحِجَاباً: سَتَرَهُ، كَحجّبَهُ، وقَدِ احْتَجَبَ وتَحَجَّبَ) : إِذا اكْتَنَّ من وَرَاءِ الحِجَابِ وامرأَةٌ محْجُوبَةٌ، ومُحَجَّبةٌ للمُبالَغَةِ، قَدْ سُتِرتْ بِسِتْرٍ، وَهُوَ محْجُوبٌ عنِ الخَيْرِ، وضَرَبَ الحِجَابَ علَى النِّسَاءِ.
(والحَاجِب: البَوَّابُ) صِفَةٌ غَالبةٌ (ج حَجَبَةٌ وحُجَّابٌ، وخُطَّتُهُ) ، بالضَّمِّ، (الحِجَابَةُ) وحَجَبَهُ أَي مَنَعَهُ من الدخُولِ، وفُلانٌ يَحْجُبُ لِلأَمِيرِ أَي حاجِبُهُ، وإِلَيْهِ الخَاتَمُ والحِجَابَةُ، وَهُوَ حَسَنُ الحِجْبَةِ، وهُمْ حَجَبَةُ البَيْتِ وَفِي الحَدِيث (قالتْ بَنُو قُصَيَ فِينا الحِجَابةُ) يَعْنُونَ حِجَابةَ الكَعْبةِ، وَهِي سِدانَتُها، وتَولِّي حِفْظِهَا وهمُ الذينَ بأَيْدِيهِم مفَاتِيحُهَا.
(والحِجَابُ) اسْمُ (مَا احْتَجِب بِه، ج حُجُبٌ) لاَ غَيْرُ (و) الحِجابُ. (: مُنْقَطَعُ الحرَّةِ) قَالَ أَبو ذُؤَيْب:
فَشَرِبْنَ ثُمَّ سَمِعْنَ حِسًّا دُونَهُ
شَرَفُ الحِجَابِ ورَيْبَ قَرْعٍ يُقْرَعُ
وقِيلَ: إِنَّمَا يُرِيدُ حِجَابَ الصَّائِدِ لاِءَنَّهُ لاَ بُدَّ لَهُ أَنْ يَسْتَتِر بشيءٍ (و) الحِجابُ (: مَا اطَّرَد مِنَ الرَّمْلِ وطَالَ، و) الحِجابُ (: مَا أَشْرَفَ مِنَ الجَبلِ) ، عَن أَبِي عَمرٍ و، (و) الحِجَابُ (مِنَ الشَّمْسِ: ضَوْؤُهَا) ، أَنشد الغَنَوِيُّ لِلقُحيْفِ العُقَيْلِيِّ:
إِذَا مَا غَضِبْنَا غَضْبَةً مُضَرِيَّةً
هَتَكْنَا حِجابَ الشَّمْسِ أَوْ مَطَرتْ دَما قَالَ: حِجَابُهَا: ضَوْؤُهَا (أَوْ نَاحِيَةٌ مِنْهَا) وَفِي حَدِيثِ الصَّلاَةِ (حينَ تَوَارَتْ بالحِجَابِ) الحِجَابُ هُنَا الأُفُقُ يُرِيد: حِينَ غابَتِ الشَّمْسُ فِي الأُفُقِ واسْتَتَرَتْ بِه، وَمِنْه قَوْلُهُ تَعَالَى {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} (ص: 32) (و) الحِجَابُ: كُلُّ (مَا حَالَ بَيْنَ شَيْئيْنِ) جمْعُهُ حُجُبٌ، وَفِي الحديثِ (مَا لِدَعْوةِ المَظْلُومِ حِجَابٌ) ولَهُ دَعَوَاتٌ تَخْرِق الحُجُبَ (و) الحِجَابُ (: لَحْمَةٌ رَقِيقَةٌ) كأَنَّهَا جِلْدَةٌ قد اعْتَرَضَتْ (مُسْتَبْطِنَةٌ بَين الجَنْبَيْنِ تَحُولُ بينَ السَّحْرِ والقَصَبِ) . وَفِي الأَساس: وَمن المَجَازِ: هَتَكَ الخَوْفُ حُجَابَ قَلْبِهِ، وَهُوَ جِلْدَةٌ تَحْجُبُ بَيْنَ الفُؤَادِ والبَطْنِ، وخَوْفٌ يَهْتِكُ حُجُبَ القُلُوبِ، انْتهى، وكُلُّ شَيءٍ مَنَعَ شَيْئا فقد حَجَبَهُ كَمَا تَحْجُبُ الإِخْوَةُ الأُمَّ عَنْ فَرِيضَتِهَا، فإِنَّ الإِخْوَةَ يَحْجُبُونَ الأُمَّ عنِ الثُّلُثِ (إِلى السُّدُس) كَذَا فِي الأَساس (و) الحِجَابُ (: جَبَلٌ دُونَ جَبَلِ قَافٍ) المُحِيطِ بالدُّنْيَا، وَبِه فَسَّر بعضُهم قولَه تَعَالَى: {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} (و) الحِجَابُ (: أَنْ تَمُوتَ النَّفْسُ) وهِيَ (مُشْرِكَةٌ) كأَنَّهَا حُجِبَتْ بالمَوتِ عَن الإِيمَانِ (وَمِنْه) حديثُ أَبي ذَرَ رَضِي الله عَنهُ أَن النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمقال: (إِنَّ الله (يَغْفِرُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَقَعِ الحِجَابُ) قِيلَ: يَا رسولَ اللَّهِ، وَمَا الحِجَابُ؟ قَالَ: أَنْ تَمُوت) إِلخ، قَالَ أَبو عَمْرو وشَمِرٌ: حديثُ أَبي ذَرَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لاَ ذَنْبَ يَحْجُبُ عَن العَبْدِ الرَّحْمَةَ فِيهما دُونَ الشِّرْكِ، وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ فِي حَدِيث ابْن مَسْعُود (مَن اطَّلَعَ الحِجَابَ وَاقَعَ مَا وَرَاءَهُ) قَالَ: إِذا مَاتَ الإِنْسَانُ واقَعَ مَا وَرَاءَ الحِجَابَيْنِ حِجَابِ الجَنَّةِ وحِجَابِ النَّارِ، لأَنَّهُمَا قد خَفِيَا، وَقيل: اطِّلاعُ الحِجَابِ: مَدُّ الرَّأْسِ، لاِءَنَّ المُطَالِعَ يَمُدُّ رَأْسَهُ يَنْظُر مِنْ وَرَاءِ الحِجَابِ وهُوَ السِّتْرُ.
(والحَجَبُ مُحَرَّكَةً: مَجْرَى النَّفَسِ) نقلُه الصاغانيُّ.
(و) الحَجِبُ (كَكَتِفٍ: الأَكَمَةُ) وَفِي التكملة: الأَجَمَةُ.
(والحَاجِبَانِ: العَظْمَانِ) اللَّذَانِ (فَوْقَ العَيْنَيْنِ بِلَحْمِهِمَا وشَعَرِهِمَا) صِفَةٌ غَالِبَةٌ: (أَو الحَاجِبُ) هُوَ (الشَّعَرُ النَّابِتُ عَلَى العَظْمِ) ، سُمِّيَ بذلكَ لأَنَّه يَحْجُبُ عَن العَيْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ، قَالَ اللِّحْيَانيّ: وَهُوَ مُذَكَّرٌ لَا غَيْرِ، وحُكيَ: إِنَّهُ لَمُزَجَّجُ الحَاجِبِ، كَأَنَّهُمْ جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ مِنْهُ حَاجِباً، قَالَ: وَكَذَلِكَ يقالُ فِي كُلِّ ذِي حاجبٍ وَقَالَ أَبو زيد: فَهِيَ الجَبِينِ: الحَاجِبَانِ، وهُمَا مَنْبِتُ شَعرِ الحَاجِبَيْن من العَظْمِ (ج حَوَاجِبُ، و) الحَاجِبُ (من كُلِّ شيءٍ: حَرْفُهُ، و) الحَاجهبُ (مِن الشَّمْسِ) وَكَذَا القَمَرِ (: ناحِيَةٌ مِنْهَا) قَالَ:
تَرَاءَتْ لَنَا كالشَّمْسِ تَحْتَ غَمَامةٍ
بَدَا حَاجِبٌ مِنْهَا وضَنَّتْ بِحَاجِبِ
وحَوَاجِبُ الشَّمْسِ: نَوَاحِيهَا، وَفِي الأَساس: وَمن المَجَازِ: بَدَا حَاجِبُ الشَّمْسِ، أَي حَرْفُهَا، شُبِّهَ بِحَاجِبَيِ الإِنْسَانِ، ولاَحَتْ حَوَاجِبُ الصُّبْحِ: أَوَائِلُهُ، انْتهى، وَعَن الأَزْهَرِيّ: حَاجِبُ الشَّمْسِ: قَرْنُهَا، وَهُوَ ناحِيَةٌ من قُرصِهَا حينَ تَبدأُ فِي الطُّلُوعِ، يُقَال: بَدَا حَاجِبُ الشَّمْسِ والقَمَرِ، وذَكَرَ الأَصمعيُّ أَنَّ امْرَأَةً قَدَّمَتْ إِلى رَجُلٍ خُبْزَةً أَوْ قُرْصَةً، فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنْ وَسَطِهَا، فقالتْ لَهُ: كُلْ مِن حَوَاجِبِهَا، أَي حُرُوفِهَا، وَهُوَ مَجَازٌ، كَمَا فِي الأَساس وَفِي اللِّسَان: قالَ الأَزهريّ: العَتَبَةُ فِي البَابِ هِيَ الأَعْلَى، والخَشَبَةُ الَّتِي فَوْقَ الأَعْلَى: الحَاجِبُ. (وحَاجِبُ الفِيلِ شَاعرٌ) مِنْ شُعَرَائِهِمْ، وحَاجِبٌ اسْمٌ، وأَوْسٌ أَبُو حَاجِبٍ الكِلاَبِيُّ لَهُ صُحْبَةٌ رَوَى عَنهُ ابْنُهُ حَاجِبٌ، وأَبُو مُحَمَّدٍ حَاجِبُ بنُ أَحْمَدَ بن ترجمَ بنِ سُفْيانَ، وأَبُو عَلِيَ إِسْمَاعِيلُ بنُ مَحَمَّدِ بن (أَحمد ابْن) حاجِبٍ الكُشَانِيّ رَاوِيَةُ البِخَارِيِّ عَن الفِرَبْرِيّ.
وحَاجِبُ بنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ: مُحَدِّثُونَ (و) حاجبُ (بنُ يَزِيدَ) الأَشْهَلِيُّ حِلْفاً، اسْتُشْهِدَ يَوْمَ اليَمَامَةِ (و) حاجبُ (بنُ زَيْدِ) بنِ تَيْمٍ الخَزْرَجِيُّ البَيَاضِيُّ، شَهِدَ أُحُداً، وَهُوَ أَخُو الحِبَابِ (وعُطَارِدُ بنُ حاجبِ) بنِ زُرَارَةَ التَّمِيمِيُّ، لَهُ وفَادَةٌ، منْ وَلَدِهِ: عُطَارِدُ بنُ عُمَيْرِ بنِ عُطَارِدٍ، والقَعْقَاعُ بنُ ضِرَارِ بنِ عُطَارِدِ بن عُمير وَمُحَمّد بن عُمير، ولَقِيطُ بنُ عُطَارِدِ بنِ حاجبٍ، وهم أَشْرَافُ بَنِي تَمِيمٍ، وجاجِبٌ هذَا: هُوَ أَبُو الوَفَاءِ صَاحِبُ القَوْسِ المُودَعَةِ عِنْدَ كسْرَى فِي قِصَّةٍ مَشْهُورَةٍ، سَاقَهَا الحَلَبِيُّ وغَيْرُه، وإِليهِ يُشِيرُ القَائِلُ:
تَاهَتْ عَلَيْنَا بِقَوْسِ حَاجِبِهَا
تِيهَ تَمِيمٍ بقَوْسِ حَاجِبِهَا
(صَحَابِيُّونَ) .
(والمَحْجُوبُ: الضَّرِيرُ) .
ومَلِكٌ محْجُوبٌ، ومُحَجَّبٌ، ومُحْتَجِبٌ، واحْتَجَبَ عنِ الناسِ.
(وذُو الحَاجِبَيْنِ: قَائِدٌ فَارِسِيٌّ) ويقالُ لَهُ: ذُو الحَاجِبِ أَيضاً، لَهُ ذِكْرٌ فِي السِّيَرِ.
(والحَجَبَتَانِ، مُحَرَّكَةً: حَرْفَا الوَرِكِ المُشْرِفَانِ على الخَاصِرَةِ) ، قَالَ طُفَيْلٌ:
وِرَاداً وحُوًّا مُشْرِفاً حَجَبَاتُهَا
بَنَاتُ حِصَانٍ قَدْ تُعُولِمَ مُنْجِبِ
(أَو) هما (العَظْمَانِ فَوق العَانَةِ المُشْرِفَانِ على مَرَاقِّ البَطْنِ من يَمِينٍ وشِمَالٍ) وَقيل: هما رُؤُوس عَظْمَيِ الوَركَيْنِ مِمَّا يَلِي الحَرْقَفَتَيْنِ، والجَمْع الحَجَبُ وثَلاَثُ حَجَبَاتٍ قَال امْرُؤ القَيْس:
لَهُ حَجَبَاتٌ مُشْرِفَاتٌ عَلَى الفَالِ
(و) الحَجَبَتَانِ (من الفَرَسِ: مَا أَشْرَفَ على صِفَاقِ البَطْنِ من وَرِكَيْهِ) وَفِي الأَساس: وفَرَسٌ مُشْرِفٌ الحَجَبَةِ: رَأْسِ الوَرِكِ.
(والحَجِيبُ) كأَمِيرٍ (: ع) .
وَحَجَبَ الحَاجِبُ يَحْجُبُ حَجْباً. (واسْتَحْجَبَهُ: وَلاَّهُ الحِجَابَةَ) وَفِي نُسْخَة: الحِجْبَة. (و) يُقَال (احْتَجَبَتِ المَرْأَةُ بِيَوُمٍ) من تَاسِعِهَا، وبِيَوْمَيْنِ مِنْ تَاسِعِهَا، يُقَال ذَلِك للمرأَةِ الحَامِلِ إِذَا (مَضَى يَوْمٌ من تاسِعِهَا) يَقُولُونَ أَصْبَحَتْ محْتَجِبَةً بيَوْمٍ من تاسِعِهَا، هَذَا كلامُ الْعَرَب.
ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: حَجَبَ صَدْرُهُ، أَي ضاقَ.
وأَبُو عَمْرِو بنُ الحَاجِبِ: نَحْوِيٌّ أُصُولِيٌّ مَشْهُورٌ كَانَ أَبُوهُ يَتَوَلَّى الحِجعابَةَ عِنْدَ بَعْضِ المُلِوكِ.
والمَحْجُوبُ: لَقَبُ القُطْبِ عَبْدِ الرَّحمنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ محمدٍ المِكْنَاسِيِّ نَزِيلِ مَكَّةَ، من أَقْرَانِ التشاشي وُلِدَ بمِكْنَاسَةَ سنة 1043 وَتُوفِّي بِمَكَّة سنة 1085 وَله أَحوالٌ مشهورةٌ، أَخَذَ عَنهُ شُيُوخُ مَشَايِخِ مَشَايِخِنَا.
والمُحَجَّب كمِعَظَّمَ: لَقَبُ جَمَاعَة مِنْهُم شَيْخُنَا الصالحُ الصُّوفِيُّ صَفِيُّ الدينِ أَحْمَدُ بن عبدِ الرحمنِ المَخَائِيّ، اشْتَغَلَ بالحَديث قَلِيلا وأَجازَنَا.
وأَبُو الحَوَاجِبِ كُنْيَةُ عِيسَى بنِ نَجْمٍ القُرَشِيّ ابْن عَمِّ البُرْهَانِ الدُّسُوقِيّ.
وبَنُو حَاجِبِ البَابِ: بَطْنٌ من العَلَوِيِّين.
وامْرَأَةٌ مُحَجَّبَةٌ، كمعظَّمة، شُدِّدَ لِلْمُبَالَغَةِ: كَمُخَدَّرَةٍ ومُخَبَّأَةٍ.
والحَجَبِيُّونَ، مُحَرَّكَةً: بَنُو شَيْبَةَ لَتَوَلِّيهِم حِجَابَةَ البَيْتِ الشَّرِيفِ.
وأَبُو حَاجِبٍ: سَوَادَةُ بنُ عَاصِمٍ العَنَزِيّ، رَوَى عَنهُ عاصِمٌ الأَحْوَلُ.
والمِحَوْجِبُ: العَظِيمُ الحَاجِبِ.

حُبْسٌ

حُبْسٌ:
بالضم ثم السكون، والسين مهملة، والحبس، بالضم، جمع الحبيس، يقع على كل شيء وقفه صاحبه وقفا محرما، قال الزمخشري: الحبس، بالضم، جبل لبني قرّة، وقال غيره: الحبس بين حرّة بني سليم والسوارقية، وفي حديث عبد الله بن حبشيّ:
تخرج نار من حبس سيل، قال أبو الفتح نصر:
حبس سيل، ورواه بالفتح، إحدى حرّتي بني سليم، وهما حرّتان بينهما فضاء كلتاهما أقل من ميلين، وقال الأصمعي: الحبس جبل مشرف على السلماء لو انقلب لوقع عليهم، وأنشد:
سقى الحبس وسميّ السحاب، ولم يزل ... عليه روايا المزن والديم الهطل
ولولا ابنة الوهبي زبدة لم أبل، ... طوال الليالي، أن يحالفه المحل
(حُبْسٌ)
(هـ) فِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ «إنَّ خَالِدًا جَعل أدْراعَه وأعْتُدَه حُبْسا فِي سَبِيلِ اللَّهِ» أَيْ وقْفاً عَلَى الْمُجَاهِدِينَ وَغَيْرِهِمْ. يُقَالُ حَبَسْت أَحْبِس حَبْسًا، وأَحْبَست أَحْبِس إِحْبَاسا: أَيْ وقَفْت، وَالِاسْمُ الحُبْس بِالضَّمِّ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «لَمَّا نَزلَت آيَةُ الْفَرَائِضِ قَالَ النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا حَبْسَ بَعْدَ سُورَةِ النِّساء» أَرَادَ أَنَّهُ لَا يُوقَفُ مالٌ وَلَا يُزْوَى عَنْ وارِثه، وَكَأَنَّهُ إِشَارَةٌ إِلَى مَا كَانُوا يَفْعَلُونَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ حَبْسِ مَالِ الْمَيِّتِ ونِسائه، كَانُوا إِذَا كَرِهُوا النِّساء لقُبْحٍ أَوْ قِلَّة مالٍ حَبَسُوهُنَّ عَنِ الْأَزْوَاجِ؛ لِأَنَّ أَوْلِيَاءَ الميّت كانو أوْلَى بِهِنَّ عِنْدَهُمْ. وَالْحَاءُ فِي قَوْلِهِ لَا حَبْسَ: يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَضْمُومَةً وَمَفْتُوحَةً عَلَى الِاسْمِ وَالْمَصْدَرِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حَبِّسِ الْأَصْلَ وسَبِّل الثَّمرة» أَيِ اجْعَلْه وقْفاً حَبِيسًا.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «ذَلِكَ حَبِيسٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» أَيْ مَوْقوف عَلَى الغُزاة يَرْكَبونه فِي الْجِهَادِ. والحَبِيس فَعيل بِمَعْنَى مَفْعُولٍ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ شُرَيح «جَاءَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم بِإِطْلَاقِ الحُبُس» الحُبُس: جَمْعُ حَبِيس، وَهُوَ بِضَمِّ الْبَاءِ، وَأَرَادَ بِهِ مَا كَانَ أهلُ الْجَاهِلِيَّةِ يُحَبِّسُونه ويُحَرِّمونه: مِنْ ظُهُورِ الْحَامِي، والسائِبة، والبَحِيرة، وَمَا أشْبَهها، فَنَزَلَ الْقُرْآنُ بإحْلال مَا حَرّموا مِنْهَا، وَإِطْلَاقِ مَا حَبَّسُوه، وَهُوَ فِي كِتَابِ الهَروي بِإِسْكَانِ الْبَاءِ، لِأَنَّهُ عَطَفَ عَلَيْهِ الحُبْس الَّذِي هُوَ الْوَقْفُ، فَإِنْ صَحَّ فَيَكُونُ قَدْ خَفَّف الضَّمَّةَ، كَمَا قَالُوا فِي جَمْع رَغِيف رُغْف بِالسُّكُونِ، وَالْأَصْلُ الضَّمُّ، أَوْ أَنَّهُ أَرَادَ بِهِ الواحدَ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ طهْفَة «لَا يُحْبَس دَرُّكُم» أَيْ لَا تُحْبَس ذَواتُ الدَّرّ- وَهُوَ اللَّبَن- عَنِ المَرْعى بحَشْرِها وسَوْقِها إِلَى المُصَدِّق لِيأخُذَ مَا عَلَيْهَا مِنَ الزَّكَاةِ؛ لِمَا فِي ذَلِكَ مِنَ الإضْرار بِهَا.
وَفِي حَدِيثِ الْحُدَيْبِيَةِ «ولكنْ حَبَسَهَا حَابِس الفِيل» هُوَ فيلُ أبْرَهَة الحبَشِي الَّذِي جَاءَ يَقْصِد خَراب الْكَعْبَةِ، فحَبَسَ اللَّهُ الْفِيلَ فَلَمْ يَدْخُل الْحَرَمَ، ورَدّ رَأْسَهُ رَاجِعًا مِنْ حيثُ جَاءَ، يَعْنِي أنَ اللَّهَ حَبس نَاقَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا وصَل إِلَى الحُدَيْبية فَلَمْ تَتَقَدّم وَلَمْ تَدْخُل الحَرمْ، لِأَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَدْخُل مَكَّةَ بِالْمُسْلِمِينَ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْفَتْحِ «أَنَّهُ بَعَثَ أَبَا عُبيدة عَلَى الحُبُس» هُمُ الرَجَّالة، سُمُّوا بِذَلِكَ لتَحَبُّسِهم عَنِ الرُّكبان وتأخُّرِهم، وَاحِدُهُم حَبِيس، فَعِيل بِمَعْنَى مَفْعُولٍ أَوْ بِمَعْنَى فَاعِلٍ، كَأَنَّهُ يَحْبِس مَنْ يَسِيرُ مِنَ الرُّكبان بِمَسِيرِهِ، أَوْ يَكُونُ الْوَاحِدُ حَابِسًا بِهَذَا الْمَعْنَى، وَأَكْثَرُ مَا تُرْوَى الحُبَّسُ- بِتَشْدِيدِ الْبَاءِ وَفَتَحْتِهَا- فَإِنْ صَحَّتِ الرِّوَايَةُ فَلَا يَكُونُ واحدُها إِلَّا حَابِسًا كشاهِدٍ وشُهَّد، فأمَّا حَبِيس فَلَا يُعْرَف فِي جَمْعِ فَعِيلٍ فُعَّلٌ، وَإِنَّمَا يُعْرف فِيهِ فُعُل كما سبق، كنذِير وَنُذُر. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: «الحُبُسُ- يَعْنِي بِضَمِّ الْبَاءِ وَالتَّخْفِيفِ- الرَّجَالة، سُمُّوا بِذَلِكَ لحَبْسِهم الخَيَّالة بِبُطْءِ مَشْيِهم، كَأَنَّهُ جمعُ حُبُوس، أَوْ لِأَنَّهُمْ يَتَخَلّفون عَنْهُمْ ويَحْتَبِسُون عَنْ بُلُوغهم، كَأَنَّهُ جمعُ حَبِيس» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَجَّاجِ «إِنَّ الْإِبِلَ ضُمُر حُبُس مَا جُشّمَتْ جَشِمَتْ» هَكَذَا رَوَاهُ الزَّمَخْشَرِيُّ . وَقَالَ: الحُبُسُ جَمْعُ حَابِس، مِنْ حَبَسَه إِذَا أخَّره. أَيْ إِنَّهَا صَوَابِرُ عَلَى العَطَش تُؤخِرّ الشُّرب، وَالرِّوَايَةُ بِالْخَاءِ وَالنُّونِ.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ سَأَلَ: أيْنَ حِبْس سَيَل، فَإِنَّهُ يُوشِك أَنْ تَخْرُج مِنْهُ نَارٌ تُضِيءُ مِنْهَا أعْناق الْإِبِلِ ببُصْرى» الحِبْس بِالْكَسْرِ: خَشَب أَوْ حِجَارَةٌ تُبْنى فِي وسَط الْمَاءِ لِيَجْتَمِع فيَشْرَب مِنْهُ القَوْم ويَسْقُوا إبلَهم. وَقِيلَ هُوَ فُلُوق فِي الحَرَّة يجْتمع بِهَا مَاءٌ لَوْ وَرَدَتْ عَلَيْهِ أمَّة لوسِعَتْهم.
وَيُقَالُ للمَصْنَعة الَّتِي يجْتَمع فِيهَا الْمَاءُ حِبْس أَيْضًا. وحِبْس سَيل: اسْمُ مَوْضِعٍ بِحَرَّة بَنِي سُليم، بَيْنَهَا وَبَيْنَ السّوارِقيَّة مَسِيرَةُ يَوْمٍ. وَقِيلَ إِنَّ حُبْس سَيْلٍ- بِضَمِّ الْحَاءِ- اسْمٌ لِلْمَوْضِعِ الْمَذْكُورِ.
وَفِيهِ ذِكْرُ «ذَات حَبِيس» بِفَتْحِ الْحَاءِ وَكَسْرِ الْبَاءِ، وَهُوَ مَوْضِعٌ بِمَكَّةَ. وحَبِيس أَيْضًا مَوْضِعٌ بالرَّقّة بِهِ قُبُورُ شُهَدَاءِ صِفِّين.

طرف

[ط ر ف] طَرَفَ يَطْرِفُ طَرْفاً: لَحَظَ، وقِيلَ: حَرَّكَ شُفْرَه ونَظَرَ. وطَرَفَ البَصَرُ نَفْسُه يَطْرِفُ. وطَرَفَه يَطْرِفُه، وطَرَّفَه كِلاهُما: أَصابَ طَرْفَه، والاسْمُ الطُّرْفَةُ. وعَينٌ طَرِيفٌ: مَطْرُوفَةٌ. وجَاءًَ من المالِ بطارِفَةٍ عَيْنٍ، كَمَا يُقالُ: بِعائِرةِ عَيْنٍ. والطِّرفُ من الخَيُلِ: الكَرِيمُ العَتيقُ، وقِيلَ: هُو الطَّويلُ القَوائِمِ والعُنُقِ، وقِيلَ: الذي لَيْسَ من نِتَاجِكَ، والجَمعُ: أطرافٌ، وطُرُوفٌ، والأُنثَى بالهاءِ. والطِّرْفُ والطَّرْفُ: الخَرْقُ الكَريِمُ من الرِّجالِ، وجَمْعُهما: أَطرافٌ، وأنشَدَ ابنُ الأَعرابِيّ:

(عَلَيْهِنَّ أَطرافٌ من القَوْمِ لم يكُنْ ... طَعَامُهُم حَبّا بِزُغْمةَ أَسْمراَ)

يَعْنِي العَدَسَ؛ لأنَّ لَوْنَه السُّمْرةُ، وزُعْمَةُ: مَوضِعٌ، وقَدْ تَقَدَّمَ. وأَطْرفَ الرَّجُلَ: أَعطَاه ما لم يَعطِه أَحَداً قَبْلَه، والاسمُ الطُّرفَةُ، قَالَ بَعْضُ اللُّصُوصِ - بعَدَ أن تَابَ _:

(قُلْ للُِّصُوصِ بَنِي اللَّخْناءِ يَحْتَسِبُوا ... بَزَّ العِراقِ ويَنْسَواْ طُرْفَةَ اليَمَنِ)

وشَيءٌ طَرِيفٌ: طَيِّبٌ غَرِيبٌ، يكونُ في الثَّمَرِ وغَيرِه. وطَرُفَ الشَّيءُ: صارَ طَريِفاً، عن ابنِ الأَعرابِيٍّ، قَالَ: وقَالَ خَالِدُ بنُ صَفُوانَ: ((خيرُ الكَلامِ ما طَرْفَتْ مَعَانِيه، وشَرْفَتْ مَبَانِيه، والتَذَّه آذانُ سَامِعيه. واسْتَطْرفَ الشَّيءَ، وتَطَرَّفَه، وأَطْرَفَه: اسْتفَادَه. والطِّرَفُ والطَّرِيفُ والطَّارِفُ: المالُ المُسْتفادُ. وقَوْلُ الطِّرِمَّاح:

(فِدًي لفَوارٍ س الحَيَّيْنِ غَوثٍ ... وزِمَّانَ التِّلادُ مَعَ الطِّرافِ)

يَجُوزُ أن يكونَ جَمْعَ طَريفٍ، كَظَريفٍ وظِرافٍ، أو جِمْعَ طَارِفٍ، كَصَاحبٍ وصِحابٍ، ويَجوزُ أن يكونَ لَغَةً في الطَّرِيف، وهُو أَقيسُ لاقْتَرانِه بالتِّلادِ. وقد طَرُفَ طَرافَةً وأَطْرَفَه: أَفادَه ذَلِكَ، أنْشَدَ ابنُ الأَعرابِيِّ:

(تَئِطُّ وتَأدُوها الإفالُ مُرِبَّةً ... بأَوطانِها من مُطْرَفَاتِ الحَمائِلِ)

مُطْرَفَاتٌ: أُطْرِفُوها غَنِيمةً من غَيرِهم. ورَجُلٌ طَرِفٌ، ومُتَطَرِّفٌ، ومُسْتَطْرِفٌ: لا يَثْبُتُ عَلَى أَمرٍ. وامْرأةٌ مَطْرُوفَةٌ: تَطْرِفُ الرِّجالَ، أي: لا تَثْبُتُ على واحِدٍ، وَضِعَ المَفْعولُ فيه مَوْضِعَ الفَاعِلِ، قَالَ الحُطَيْئَةُ:

(وما كُنْتُ مِثلَ الكَاهِلِي وعِرْسِه ... بَغَي الوُدَّ من مَِطْرُوفَةِ الوّدِّ طَامحِ)

ورَجُلٌ مَطروفٌ: لا يَثْبُتُ عَلَى وَاحِدَةٍ، كالمَطْرُوفِه من النِّساءِ، حَكاهُ ابنُ الأَعرابِيِّ، وأَنْشَدَ:

(وفي الخَيلِ مَطْرُوفٌ يُلاحِظُ ظَلَّه ... خَبوطٌ لأيِدِي اللاّمِساتِ رَكوضُ)

والطِّرفُ من الرِّجالِ: الرَّغِيبُ العَينِ الذي لا يَرَى شَيْئاً إلاّ أَحبَّ أَن يكونَ له. واسْتَطْرفَتِ الإبلُ المرتَعَ: اخْتَارَتْه، وقِيلَ: اسْتَأنَفَتْه. ونَاقَةٌ طَرِفَةٌ ومِطرافٌ: لا تَكادُ تَرعَي حَتَّي تَسْتَطْرَِفَِ. وسِباعٌ طَوارِفُ: سَوالِبُ. ورَجُلٌ طَرِفُ وطِرِيفٌ: كَثيرُ الآباءِ إِلى الجَدَّ الأَكبرِ لَيسَ بِذي قُعْدُدٍ، وهو الكَثِيرُ الآباءِ في الشَّرَفِ، والجَمعُ: طُرُفٌ، وطُرَّفٌ، وطُرَّافٌ، الأَخيرانِ شَاذَّانِ، وأنْشَدَ ابنُ الأعرابِيّ في الكثَيرِ الآباءِ في الشَّرَفِ:

(أَمِرونَ وَلاّدونَ كُلَّ مُبارَكٍ ... طَرِفَونَ لا يَرِثُونَ سَهْمَ القَعْدُدٍ)

وقَد طَرُفَ طَرَافَةً. والإطْرافُ: كَثرةُ الآباءِ، وقَالَ اللِّحيانُّي: هو أَطْرافُهم، أي: أَبْعَدُهم من الجَدِّ الأكْبِر. والطَّرَفُ: النَّاحَيةُ، والجَمعُ أَطْرافٌ. وقَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: {ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى} [طه: 13] أَرادَ وسَبِّحْ أَطرافَ النَّهارِ، قَالَ الزَّجَّاجُ: أَطْرافُ النَّهارِ: الظُّهْرُ والعَصْرُ. وطَرَّفَ حَوْلَ القَوْمِ: قَاتَلَ على قَصَاهُم ونَاحِيتَهِم. وتَطَرَّفَ عَلِيهم: أَغارَ. وطَرَفُ كُلِّ شَيءٍ: مُنْتَهاهُ، والجَمعُ كَالجَمعِ. والطَّائِفَةُ منه طَرَفٌ أيضاً. وتَطَرَّفَ الشيءُ: صَارَ طَرَفاً. وشَأةٌ مُطَرَّفَةٌ: بَيضاءُ أطْرافِ الأُذُنَيْنِ وسائرِهُا أَسْوَدُ، أَو سَوْدَاؤُها وسائِرُها أَبْيضُ. وفَرَسٌ مُطَرَّفٌ: خالَفَ لَوْنُ رَأْسِه وذَنَبِه سائِرَ لَوْنِه. والطَّرَفُ: الشَّوَاةُ، والجَمْعُ أَطْرافٌ. والأَطْرافُ: الأَصابِعُ، وكِلاهُما من ذَلكَ. وأَطْرافُ العَذارَي: عِنَبٌ أَسودُ طُوالٌ، كأنَّه البلَُّوطُ، يُِشَبَّه بأَصابِعِ العَذَارَي المُخَضَّبَةِ؛ لطُولِه، وعُنْقُودُه نَحوُ الذِّراعِ، وقِيلَ: هو ضَربٌ من عِنَبِ الطَّائِفِ، أبيضُ طُوال دُقاقٌ. وطَرَّفَ الشًَّيءَ وتَطَرَّفَه: اخْتارَه، قَالَ سُوَيدُ بنُ كُراعَ العُكْلِيُّ:

(أُطَرِّفُ أَبكاراً كأَنَّ وجُوهُها ... وجُوهُ عَذَارَي حُسِّرَتْ أن تُقَنَّعا)

وطَرَفُ ألقَوْمِ: رَئِيسُهم وعَالِمُهم، والجَمْعُ كالجَمْعِ. وقَولُه عَزَّ وجَلَّ: {أَوَ لَمْ يَرَواْ أَنَّا نَأْتي الأَرْضَ نَقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} [الرعد: 41] ، مَعناهُ مَوْتُ عَلمائِها، وقِيلَ: مَوتُ أَهْلِها، ونَقْصُ ثِمارِها، وقِيلَ: معناه: أو لَمَ يَرَواْ أنَّا فَتَحْنا على المُسْلِمينَ من الأَرْضِ مَا قَدْ تَبَّينَ لهم، كَما قَالَ: {أَفَلاَ يَرَوْنَِ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَتقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُم الْغَلِبُونَ} [الأنبياء: 44] . وكُلُّ مُختارٍ: طَرَفٌ، والجَمعُ أطرافٌ، قَالَ:

(ولَمَّا قَضَيْنَا مِنْ مِنًي كُلَّ حاجَةٍ ... ومَسَّحَ بالأَرْكانِ مَنْ هو مَاسِحُ)

(أَخَذْنَا بأَطْرافِ الأَحاديثِ بَيْنَنَا ... وسَالَتْ بأعْناقِ المَطِيِّ الأَباطِحُ)

عَنَى بأَطرافِ الأَحاديِثِ مُخْتَارَِها، وهو ما يَتَعاطاهُ المُحِبُّونَ، ويَتَقَارَضُه ذَوُو الصَّبَابَةِ المُتَيَّمُونَ من التَّعِريضِ والتَّلْويحِ، والإيماءِ دُونَ التَّصريحِ، وذَلِكَ أَحْلَي وأَدْمَتُ، وأَغْزَلُ وأَنْسَبُ مِن أَنْ يكون مُشَافَهةً وكَشْفاً، ومُصَارَحةً وجَهراً. وطَرِائِفُ الحَدِيثِ: مُخْتَارُه أيضاً، كأَطرافِه، قال: (أَذكْرُ من جَارَتي ومَجْلِسِها ... طرائِفاً من حَدِيثها الحَسَنِ)

(ومِن حَديثٍ يَزِيدُنِي مَقَةً ... ما لَحِديِث المَوْمُوقِ من ثَمنِ)

أَرادَ يَزِيدُني مِقَةً لَها. وأَطرافُ الرَّجُلِ: أَخوالُه وأَعْمامُه، وكُلُّ قَرِيبٍ له مَحْرَم. وما يَدْرِي أيُّ طَرَفَيْه أَطْولُ؟ يَعْنِي بذلك نَسَبَه مِنْ قِبلَ أَبِيه وأُمَّه، وقِيلَ: طَرَفَاه: لِسانُه وفَرْجُه، وقِيلَ: لِسانُه وفَمُه، ويِقَوِّيه قَوْلُ الرَّاجِزِ:

(لَوْ لَمْ يُهَوْذِلْ طَرَفاه لنجَمْ ... )

(في صَدْرِه مِثْلُ قَفَا الكَبْشِ الأَجَمّ ... )

يقُولُ: لَوْلا أَنَّه سَلَحَ وقَاءَ، لَقَامَ في صَدْرِه من الطَّعامِ الذي أَكلَ ما هو أَغْلَظُ وأَضْخَمُ من قَفَا الكَبْشِ الأَجَمِّ. والطَّرَفانِ في المَدِيدِ: حَذْفُ أَلِف فَاعِلاتُنْ ونُوبِها، هَذَا قَوْلُ الخَليلِ، وإنَّما حُكْمُه أَنْ يَقُولَ: التِّطْرِيفُ: حَذْفُ أَلِفِ فَاعِلاتُنْ ونُونِها، أَوْ يَقُولُ: الطَّرفانِ: الأَلِفُ والنُّونُ المَحذُوفَتان من فَاعِلاتُنْ. وتَطَرَّفَتْ الشَّمْسُ: دَنَتْ للِغُيُوبِ، قَالَ:

(دَنَا وَقْرْنُ الشَّمْسِ قد تَطَرَّفَا ... )

وطَرَفَه عَنَّا شُغْلٌ: حَبَسهَ وصَرَفَه، قَالَ:

(إنَّكَ واللهِ لَذُو مَلَّةٍ ... يَطْرِفُكَ الأَدْنَي عَنِ الأَبْعدِ)

والطِّرافُ: بُيْتٌ من أَدَمِ لَيْسَ له كَفاءٌ، وهو من بُيُوتِ الأَعرابِ. والطَّوارِفُ من الخِباء: ما رَفَعْتَ من نَوَواحِيه لتَنْطُرَ إلى خَارجٍ. وقيلَ: هي حَلَقٌ مُرَكَّبةٌ في الرُّفوفِ، وفِيها حِبالٌ تُشَدُّ بها إلى الأَوتادِ. والمِطْرَفُ، والمُطْرَفُ: ثَوبٌ مُرَبَّعٌ من خَزِّ، له أَعْلامٌ. والطَّرِيفَةُ: ضَرْبٌ من الكلاءِ، وقِيلَ: هو النَّصِيُّ إذا يَبِسَ وابْيَضَّ، وقِيلَ: الطَّرِيفَةُ: النَّصِيُّ والصِّلِّيانُ، وجِميعُ أَنْواعِهما إذا اعْتَمَّا وتَمَّا، وقِيلَِ: الطَّرِيفَةُ من النَّبات: أَوَّلُ شَيءِ يَسْتَطْرِفُه المَالُ فَيْرْعاهُ كائِناً ما كَانَ. وأَطْرَفَتِ الأَرضُ: كَثُرَتْ طَرِيفَتُها. وإِبلٌ طَرِفَةٌ: تَحَاتَّتْ مَقَادِمُ أَفْواهِها من الكِبَرِ. ورَجُلٌ طَرِيفٌ بَيِّنُ الطَّرافَةِ: ماضٍ هَشٌّ. والطَّرَفَةُ: شَجرةٌ، وهي الطَّرَفُ. والطَّرَفَاءُ: جَماعَةُ الطَّرَفَةِ، وقِيلَ: هي اسْمٌ للجِمْعِ، وقِيلَ: وَاحِدَتُها طَرْفَاءةٌ. وقَالَ ابنُ جِنِّي: مَنْ قَالَ: طَرْفاءُ فَالهَمزةُ عِنَدَه للتأنيث، ومَنْ قَالَ طَرْفَاءةٌ، فالتَّاء عِندَه للتأثيثِ، وأمَّا الهَمزةُ عَلَى قَوْلِه فَزِائِدةٌ لغَيرِ التَّأْنِيث، قَالَ وأَقَوَى القَولَينِ فِيها عِنْدِي أَن تكونَ هَمزةً مُرْتَجَلَةً غَيرَ مُنْقَلِبَةٍ؛ لأَنَّها إذا كانَتْ مُنْقَلِبَةً في هذا المِثالِ فإنَّما تَنقِلبُ عن أَلِفِ التأْنيثِ لا غَير، نَحوَ: صَحراءَ، وصلْفاءَ، وخَبراءَ، والخِرشاءِ، وقَد يَجوزُ أَن تكونَ مُنْقَلِبَةً عن حَرْفِ عِلَّة لغِيرِ الإلْحاقِ، فتكونَ في الانقلاب - لا في الإلحاق - كأَلفِ عِلْباءَ وحِرباءَ، وهَذا مِمَّا يُؤَكِّدُ عِندَك حالَ الهاءِ، أَلاَ تَرى أَنَّها إذا لَحِقَتْ اعْتَقَدْتَ فِيما قَبْلَها حُكْماً ما، فإذا لم تَلحَقْ جَازَ الحُكْمُ إلى غَيرِه. والطَّرفاءُ أيضاً: مَنْبِتُها. وقَالَ أبو حَنيفَةً: الطَّرفاءُ: من العِضاهِ، وهُدْبُه مِثلُ هُدْبِ الأَثْلِ، ولَيْسَ له خَشَبٌ، وإنَّما يَخُرجُ عِصياّ سَمْحةً في السَّماءِ، وقد تَتَحَمَّضُ بها الإبلُ إذا لم تِجِدْ حَمْضاً غَيرَه، قَالَ: وقَالَ أبو عَمْرٍ و: الطَّرفْاءُ من الحَمْضِ. والطَّرْفُ: من مَنَازِلِ القَمَرِ. وبنُو طَرْفٍ: قَوْمٌ من اليَمنِ. وطَارفٌ وطَرِيفٌ وطُرَيْفٌ، وطَرَفَةُ، ومُطَرِّفٌ: أسماءٌ. وطَرِيفٌ: مَوْضِعٌ، وكَذلِكَ الطُرَيْفاتُ، قَالَ

(تَرْعَي سَميراءَ إلى أَعْلاَمِها ... )

(إلى الطُّرَيْفاتِ إلى أهضامِها ... ) 
طرف: {طرفك}: بصرك. {طرفي النهار}: أوله وآخره.
(طرف) الجندي قَاتل فِي الْأَطْرَاف وَالشَّيْء جعله طرفا وَجعل لَهُ طرفا وحدد طرفه ورققه وَالْمَرْأَة أناملها وأظفارها خضبتها أَو زينتها وَالشَّيْء عده طريفا واقتناه حَدِيثا
(ط ر ف) : (فِي حَدِيثِ) سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ لَا عُذْرَ لَكُمْ إنْ وُصِلَ إلَى (تَطْرُفُ) وَرُوِيَ شُفْرٌ أَيْ ذُو عَيْنٍ وَشُفْرٍ وَالطَّرْفُ) تَحْرِيكُ الْجَفْنِ بِالنَّظَرِ وَالْمَعْنَى وُجُودُ الْحَيِّ وَكَوْنُهُ بَيْنَهُمْ.
(طرف)
الْبَصَر طرفا تحرّك جفناه قَالُوا مَا بقيت مِنْهُم عين تطرف بادوا وَقَالُوا شخص بَصَره فَمَا يطرف وَإِلَيْهِ نظر وَعَيْنَيْهِ وَبِهِمَا حرك جفنيه وَالشَّيْء نظره وعينه أَصَابَهَا يُقَال طرف عينه الْحزن وطرف عينه المَال أعماه عَن الْحق وَفُلَانًا عَن الشَّيْء صرفه عَنهُ

(طرف) طرافة صَار طريفا
(طرف) - في حديث عَذَابِ القَبْر: "كان لا يَتَطَرَّف من البَوْلِ" .
: أي لا يَتباعَد.
قال الأصمَعِىّ: طَرَّف الرَّجلُ حَولَ العَسْكَر: إذا قاتل في ناحيتهم، وبه سُمِّى الرجلُ مُطَرِّفًا. وِطَرَّفَ البَعِيرُ: ذَهبَت سِنُّه وكذلك الشَّاة، وطَرَفْتُه وطَرَّفتُه: مَنعتُه وصرفْتُه فتَطَرَّف.
- في حديث طَاوُس: "أن رَجُلاً واقَعَ الشَّرابَ الشَّديدَ، فَسُقِى فَضَرى، فلقد رَأيتُه في النِّطَع ، وما أَدرِى أَىُّ طَرفَيْهِ أَسرَع"
أَراد بالطَّرَفَين: حلْقَه ودُبُرَه، أي أَصابَه القَىءُ والإسهالُ، فلم أَدرِ أَيُّهما أَسرَعُ خُروجًا من كَثْرته.
- في حديث فُضَيْل: "كأن مُحمدُ بنُ عَبدِ الرحمن أَصْلَعَ، فطُرِف له طَرْفَة"
أَصل الطَّرْف: الضَّربُ على الطَّرْف، وهو العَينْ، ثم جُعِل الضَّرْب على الرَّأس كذلك.
- في الحديث: "رَأَيتُ على أبى هُرَيْرة مِطْرَفَ خَزٍّ".
بفَتْح المِيمِ وكَسْرها، وهو الذي في طَرَفيه عَلَمان.
- في الحديث: "كان عَمْرٌو لمُعاوِيَة كالطِّرافِ المُمَدَّدِ"
هو بَيْت من أَدَم. 
طرف
طَرَفُ الشيءِ: جانبُهُ، ويستعمل في الأجسام والأوقات وغيرهما. قال تعالى: فَسَبِّحْ وَأَطْرافَ النَّهارِ
[طه/ 130] ، أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ
[هود/ 114] ، ومنه استعير: هو كريمُ الطَّرَفَيْنِ ، أي: الأب والأمّ. وقيل:
الذَّكَرُ واللِّسَانُ، إشارة إلى العفّة، وطَرْفُ العينِ:
جَفْنُهُ، والطَّرْفُ: تحريك الجفن، وعبّر به عن النّظر إذ كان تحريك الجفن لازمه النّظر، وقوله:
قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ
[النمل/ 40] ، فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ
[الرحمن/ 56] ، عبارة عن إغضائهنّ لعفّتهنّ، وطُرِفَ فلانٌ:
أصيب طَرْفُهُ، وقوله: لِيَقْطَعَ طَرَفاً
[آل عمران/ 127] ، فتخصيصُ قطعِ الطَّرَفِ من حيث إنّ تنقيصَ طَرَفِ الشّيءِ يُتَوَصَّلُ به إلى توهينه وإزالته، ولذلك قال: نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها
[الرعد/ 41] ، والطِّرَافُ: بيتُ أَدَمٍ يؤخذ طَرَفُهُ، ومِطْرَفُ الخزِّ ومُطْرَفٌ: ما يجعل له طَرَفٌ، وقد أَطْرَفْتُ مالًا، وناقة طَرِفَةٌ ومُسْتَطْرِفَةٌ: ترعى أطرافَ المرعى كالبعير، والطَّرِيفُ: ما يتناوله، ومنه قيل: مالٌ طَرِيفٌ، ورَجُلٌ طَرِيفٌ: لا يثبت على امرأة، والطِّرْفُ: الفرسُ الكريمُ، وهو الذي يُطْرَفُ من حسنه، فالطِّرْفُ في الأصل هو المَطْرُوفُ، أي: المنظور إليه، كالنّقض في معنى المنقوض، وبهذا النّظر قيل: هو قيد النّواظر ، فيما يحسن حتى يثبت عليه النّظر.
ط ر ف: (الطَّرْفُ) الْعَيْنُ وَلَا يُجْمَعُ لِأَنَّهُ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرٌ فَيَكُونُ وَاحِدًا وَجَمْعًا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} [إبراهيم: 43] . قَالَ الْأَصْمَعِيُّ (الطِّرْفُ) بِالْكَسْرِ الْكَرِيمُ مِنَ الْخَيْلِ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: هُوَ نَعْتٌ لِلذُّكُورِ خَاصَّةً. وَ (الطَّرَفُ) النَّاحِيَةُ وَالطَّائِفَةُ مِنَ الشَّيْءِ وَفُلَانٌ كَرِيمُ الطَّرَفَيْنِ يُرَادُ بِهِ نَسَبُ أَبِيهِ وَأُمِّهِ. وَ (الطَّرْفَاءُ) شَجَرٌ الْوَاحِدَةُ (طَرَفَةٌ) وَبِهَا سُمِّيَ طَرَفَةُ بْنُ الْعَبْدِ. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: الطَّرْفَاءُ وَاحِدٌ وَجَمْعٌ. وَ (الْمُطْرَفُ) بِضَمِّ الْمِيمِ وَكَسْرِهَا وَاحِدُ (الْمَطَارِفِ) وَهِيَ أَرْدِيَةٌ مِنْ خَزٍّ مُرَبَّعَةٍ لَهَا أَعْلَامٌ وَأَصْلُهُ الضَّمُّ. وَ (اسْتَطْرَفَهُ) عَدَّهُ طَرِيفًا. وَ (اسْتَطْرَفَهُ) اسْتَحْدَثَهُ. وَ (الطَّارِفُ) وَ (الطَّرِيفُ) مِنَ الْمَالِ الْمُسْتَحْدَثُ وَهُوَ ضِدُّ التَّالِدِ وَالتَّلِيدِ وَالِاسْمُ الطُّرْفَةُ. وَ (أَطْرَفَ) الرَّجُلُ جَاءَ بِطُرْفَةٍ. وَ (طَرَفَ) بَصَرَهُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ إِذَا أَطْبَقَ أَحَدَ جَفْنَيْهِ عَلَى الْآخَرِ، وَالْمَرَّةُ مِنْهُ (طَرْفَةٌ) ، يُقَالُ: أَسْرَعُ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنٍ. وَ (طَرَفَ) عَيْنَهُ أَصَابَهَا بِشَيْءٍ فَدَمَعَتْ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَقَدْ (طُرِفَتْ) عَيْنُهُ فَهِيَ (مَطْرُوفَةٌ) وَ (الطَّرْفَةُ) أَيْضًا نُقْطَةٌ حَمْرَاءُ مِنَ الدَّمِ تَحْدُثُ فِي الْعَيْنِ مِنْ ضَرْبَةٍ وَغَيْرِهَا. 

طرف


طَرَفَ
(n. ac.
طَرْف)
a. Winked, blinked, twinkled (eye).
b. Hit, struck, slapped, smacked; made to water (
eye ).
c. [acc.
or
Bi], Twinkled, winked ( his eye ).
d. Repelled, pushed back.
e. [pass.], Watered (eye).
طَرُفَ(n. ac. طَرَاْفَة)
a. Was fresh, new, recently acquired (
property ).
b. Was of ancient descent.

طَرَّفَa. Skirted, walked along the edge, the border of.
b. Attacked on the flank.
c. ['Ala], Drove back (camels).
d. Dyed ( the finger-tips ).
e. Chose.

أَطْرَفَa. Brought or gave something new to.
b. Closed his eyelids.

تَطَرَّفَa. see II (a)b. Went to extremes.

إِطْتَرَفَ
(ط)
a. Purchased a novelty.

إِسْتَطْرَفَa. Found new; regarded as a novelty .
طَرْف طَرْفَة
Eye; look, glance; wink; twinkling of an eye.

طِرْف
(pl.
طُرُوْف
أَطْرَاْف
38)
a. Noble.
b. Blood horse, thorough-bred.
c. New, recently acquired (property).
d. (pl.
أَطْرَاْف), Noblyborn both on his father's & his mother's
side.
e. see 5
طُرْفَة
(pl.
طُرَف)
a. Injury to the eye.
b. Novelty, curiosity, rarity.

طَرَف
(pl.
أَطْرَاْف أَطَاْرِيْفُ)
a. Edge, extremity, border; side; point, tip.

طَرَفَةa. Tamarisk-tree.

طَرِفa. Changeable, fickle, inconstant, fond of
novelty.
b. Parvenu, upstart. —
مَطْرَف مِطْرَف
(pl.
مَطَاْرِفُ), Silk-garment.
طَاْرِفa. see 25
طَاْرِفَة
(pl.
طَوَاْرِفُ)
a. New.

طِرَاْفa. Altercation, dispute.
b. Illustrious descent, noble birth.
c. (pl.
طُرُف), Tent of skins.
طَرِيْف
(pl.
طُرْف
طُرُف)
a. New, fresh, recent, recently acquired.
b. Novel; rare, curious.

طَرِيْفَة
(pl.
طَرَاْئِفُ)
a. Novelty, curiosity, rarity.

أَطْرَاْف
a. [art.], The extremities : the hands, feet & head.

طَوَاْرِفُ
a. [art.], The eyes.
b. The sides of a tent.

طَرْفَآءُa. Tamarisk.

مِطْرَاْفa. see 5 (a)
N. P.
طَرڤفَa. Hurt, smitten; one with an injured eye.
b. (pl.
مَطَاْرِيْفُ) [ coll. ], Olive-press.

N. P.
طَرَّفَa. see N. Ag.
أَطْرَفَ
N. Ag.
أَطْرَفَa. Newly acquired.

N. P.
أَطْرَفَa. see 17
أُطْرُوْفَة (pl.
أَطَاْرِيْفُ)
a. see 25t
أَطْرَاف القَوْم
a. The lower orders, the populace.
ط ر ف

تفرقوا في الأطراف: في النواحي. وتطرفه نحو تحيفه إذا أخذ من أطرافه. وطرف عن العسكر إذا قاتل عن أطرافه. ولبس مطرفاً ومطارف. وطرف إيه طرفاً وهو تحريك الجفون. وما يفارقني طرفة عين. وشخص بصره فما يطرف، عين طارفة، وعيون طوارف. قال ذو الرمة:

تنفي الطوارف عنه دعصتا بقر ... ويافع من فرندادين ملموم

وغض طرفه. وطرفت عينه: أصبتها بثوب أو غيره، وطرفت عينه فهي مطروفة. ومال طريف وطرف ومطرف ومستطرف. واطرفت شيأ واستطرفته: أخذته طريفاً ولم يكن لي. وهذا من طرائف مالي. وهذه طرفة من الطرف: للمستحدث المعجب. وقد طرف طرافة. وأطرفته كذا: أتحفته به. وناقة طرفة: تستطرف المراعي ولا تثبت على مرعًى واحد. وامرأة طرفة: لا تثبت على زوج تستطرف الرجال. وإنه لذو ملة طرف إذا لم يثبت على إخاء واحد. وبني عليها طرافاً: بيتاً من أدم. قال ذو الرمة:

رفعت مجد تميم يا هلال لها ... رفع الطراف على العلياء بالعمد

ومن المجاز: هو كريم الطرفين والأطراف.

قال:

وكيف بأطرافي إذا ما شتمتني ... وما بعد شتم الوالدين صلوح

وهم الآباء والأجداد من الجانبين. " وما يدري أي طرفيه أطول ". وقيل: الطرفان: اللسان والفجر، وفلان خبيث الطرفين. وهو لا يملك طرفيه إذا سكر أي فمه واسته. قال حميد بن ثور في صفة الذئب:

ترى طرفيه يعسلان كليهما ... كما اهتز عود الساسم المتتابع

يعني مقدّمه ومؤخّره. ويقال: لأغمزنك غمزاً يجمع بين طرفيك. وجارية حسنة الأطراف وهي أصابعها، وهي مخضبة الأطراف. وجاء بأطراف العذارى وهو عنب أبيض بالطائف، يقال: هذا عنقود من الأطراف. وهو من أطراف العرب: من أشرافها وأهل بيوتاتها. ورجل طرف: كريم كثير الآباء إلى الجدّ الأكبر. قال أبو وجزة:

أمرون ولادون كل سميدع ... طرفون لا يرثون سهم القعدد

ومنه: الطرف: للفرس الكريم. وجاء بطارفة عين وبعائرة عين: بمال كثير: وامرأة مطروفة بالرجال إذا كانت عينها طامحة إليهم، ومنه: قول زياد في خطبته: طرفت أعينكم الدنيا أي طمحتم بأبصاركم إليها وأحببتموها، وامرأة مطروفة: فاترة العين. وما الذي طرفك عني: ردك. قال:

إنك والله لذو ملّة ... يطرفك الأدنى عن الأبعد

وقال رجل لابن ملجم: لمن تستبقي سيفك، فقال: لمن لا يبلغه طرفك.
[طرف] فيه: فمال "طرف" من المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم، أي قطعة عظيمة منهم وجانب، ومنه: "ليقطع "طرفا" من الذين كفروا". ش: هو بفتح راء. غ: شبه من قتل منهم بطرف يقطع من البدن. نه: وفيه: كان إذا اشتكى أحدهم لم تنزل البرمة حتى يأتي على أحد "طرفيه"، أي حتى يفيق من علته أو يموت لأنهما منتهى أمر العقليل فهما طرفاه أي جانباه. ومنه ح أسماء قالت لابنها عبد الله: ما بي عجلة إلى الموت حتى أخذ على أحد "طرفيك" إما أن تستخلف فتقر عيني وإما أن تقتل فأحتسبك. وفيه ح: إن إبراهيم عليه السلام جعل في سرب وهو طفل وجعل رزقه في "أطرافه"، أي كان يمص أصابعه فيجد فيها ما يغذيه. وح: ما رأيت أقطع "طرفا" من عمرو بن العاص، أي أمضى لسانًا منه، وطرفا الإنسانغ: "ناتي الأرض ننقصها من "أفها""، أي نواحيها، جمع طرف، يعني فتوح الأرض أو موت علمائها من أطراف الأرض: أشرافها، جمع طرف. ط: وح: يرفع "طرفه" إلى السماء- مر في الراء. وح: ويتوضأون على "أطرافهم"، أي يصبون الماء في التوضي ويسبغون أماكن الوضوء منها. ش: سائل "الأطراف"، أي طويل الأصابع.
طرف
الطَرْفُ: تَحْرِيْكُ الجُفُوْنِ في النَّظَرِ، شَخَصَ بَصَرُه فما يَطْرِفُ. وأطْرَفَ الرَّجُلُ إطْرَافاً: طَابَقَ بَيْنَ جَفْنَيْه. وطَرَفَتْ عَيْنُه تَطْرِفُ: دَمَعَتْ. والطَرْفُ: اسْمٌ جامِعٌ للبَصَرِ، لا يُثَنّى ولا يُجْمَعُ، وقيل: أطْرافٌ. وإصابَتُكَ عَيْناً بِثَوْبٍ أوشَيْء، والاسْمُ: الطَرْفَةُ. وطَرَفَتْ عَيْنُه. وطَرَفَها الحُزْنُ.
وجاءَ فلانٌ بطارِفَةِ عَيْني: إذا جاء بالمالِ الكَثِيرِ، من قَوْلهم طَرَفَهُ: أي أصابَ طَرْفَه. والرجُلُ المَطْرُوْفُ بالنساء: هو الطَّويلُ الذَكْرِ لَهُنَ والنَظَرِ إليهنَ. والمَرْأةُ المَطْرُوْفَةُ بالرجَالِ: هي التي تَطْمَحُ إليهم. وهي - أيضاً -: الفاتِرَةُ الطَرْفِ الساجِيَةُ.
وذو الطَرَفَيْنِ: حَيةٌ له إبْرَة في الأنْفِ وإبْرَةٌ في الذَنَبِ. وطَرَفَا الرَّجُلَ: لِسَانُه وفَرْجُه. ومُنْتَهى كُل شَيْءٍ: طَرَفُه.
والأطْرَافُ: اسْم للأصَابع.
وأطْرَافُ الأرْضِ: نَوَاحِيها، الواحِدُ طَرَفٌ.
والطرَفُ: الطائفَةُ من الشَّيْءِ. واسْمٌ يَجْمَعُ الطَّرْفَاءَ، الواحِدَة طَرَفَةٌ. وطَرفْ عَلَي الإبِلَ: أي رُدَّ عَلَي أطْرَافَها. والمُطَرفَةُ من الضأنِ: التي اسْوَدَّ طَرَفُ أذُنَيْها. وفَرَس أبْلَقُ مُطَرفٌ: إذا كانَ رَأسُه وذَنَبُه أبْيَضَيْنِ. وطَرَفْتُه عن كذا: صَرَفْته عنه ومَنَعْته. وطَرَّفَ الرجُلُ حَوْلَ العَسْكَرِ: إذا قاتَلَ عن أقْصَاهُم. وبه سُقَيَ الرجُلُ مُطَرِّفاً.
والطَرْفُ: الفَرَسُ المُسْتَطْرَفُ ليس من نِتَاجِ صَاحِبِه، والأنْثَى طِرْفَةٌ. والطَرْفُ: الرُّجُلُ الكَرِيْمُ الطَّرَفَيْنِ. والأطْرَافُ: الأشْرَافُ. والطَّرِفُ في النسَبِ: أشْرَفُ من القُعْددِ، وقَوْمٌ طَرِفُوْنَ. وجَمْعُ الطرِيْفِ: طُرفٌ.
وقَوْلُهم: " لا يَدْري أي طَرَفَيْه أطْوَلُ " أي نَسَبُ أبيه وأمه. وتَوَارَثُوا المَجْدَ طِرَافاً: أي عن شَرَفٍ. وأطْرَافُ الرجُلَ: آباؤه وأجْدَادُه. والطرْفُ: المالُ؛ والطارِفُ؛ وهو المُسْتَطْرَفُ، والطرِيْفُ مِثْلُه. وقد طَرُفَ. والاسْمُ الطرْفَةُ.
وأطْرَفْتُ فلاناً: أعْطَيْته شَيْئاً لم يُعْطِ أحَدٌ مِثْلَه.
وبَعِيْر مُطرَفٌ: أصَبْتَه من إبِلِ قَوم آخَرِيْنَ.
والمُطَّرَفُ: الحَزِيْنُ، وبه سُمَي طَرَفَة.
والإبِلُ الطَّوَارِفُ: التي تَطْرِفُ مَرْعى، وناقَة طَرِفَة.
ورَجُل طَرِف: لا يَثْبُت على أمْرٍ واحِدٍ. والسبَاعُ الطَّوَارِفُ: التي تَسْتَلِبُ الصَيْدَ. وطَرَّفَ البَعِيْرُ: ذَهَبَ سِنُه. وطَرفَتِ الشاةُ فهي مُطَرِّفَةٌ. والطَرَافُ: بَيْتٌ سَمَاؤه من أدَمٍ، وجَمْعُه أطْرِفَة. والسِّبَابُ والفُحْشُ. وأتَاهُم خاطِباً فَطَرَفُوه: أي رَدُّوه. والطّارِفَةُ: شُقَّةُ مُقَدَمِ البَيْتِ، وجَمْعُها طَوَارِفُ. والمُطْرَفُ: ثَوْبٌ كانتِ النَسَاءُ والرجَالُ تَلْبَسُه، والجَمِيعُ المَطارِف، وُيقال له المِطْرَف. والطَّرِيْفَةُ: مِثْلُ النَصِيِّ والصَلِّيَانِ، وجَمْعُها طَرَائِفُ. وأطْرَفَ البَلَدُ: صارَ ذا طَرائِفَ. وكُلُ شَيْءٍ من نَبَاتِ الأرْضِ في أكْمَامِه فهو طِرْف - وشَجَرَةٌ طَرِفَةٌ -: أي له لِيْنٌ في أطْرَافِه، وله طَرَفَةٌ وطِرْفَةٌ. والطَّرْفَةُ: سِمَةٌ لا أطْرَافَ لها إنَّما هي خَط. وهو من الكَوَاكِبِ: كَوْكَبَانِ صَغِيرانِ قَرِيْبَانِ من الجَبْهَة، وقال ساجِعُهم: إذا طَلَعتِ الطرْفَه؛ بَكَرَتِ الخُرْفَه؛ وكَثُرَتِ الطُّرْفَه. وضَرْبٌ من العِنَبِ يُقال له: أطْرَافُ العَذَارى.
[طرف] الطَرْفُ: العينُ، ولا يجمع لأنّه في الأصل مصدر، فيكون واحداً ويكون جماعةً. وقال تعالى: {لا يَرْتَدُّ إليهم طَرْفُهُمْ} . والطَرْفُ أيضاً: كوكبان يَقْدُمانِ الجبهةَ، وهما عينا الأسد ينزلهما القمر. قال الأصمعي: الطِرْفُ بالكسر: الكريمُ من الخيل. يقال: فرسٌ طِرْفٌ من خيلٍ طُروفٍ. وقال أبو زيد: هو نعتٌ للذكور خاصّةً. والطِرْفُ أيضاً: الكريمُ من الفتيان. والطَرَفُ، بالتحريك: الناحية من النواحي، والطائِفةُ من الشئ. وفلان كريم الطرفين، يراد به نسب أبيه ونسب أمه. وأطْرافُهُ: أبواه وإخوته وأعمامه وكلُّ قريب له مَحْرَمٍ. وأنشد أبو زيد : وكيفَ بأطْرافي إذا ما شَتَمْتَني وما بعد شَتْمِ الوالدين صلوح وقال ابن الاعرابي: قولهم لا يُدرى أيُّ طرفيه أطولُ. طَرَفاهُ: ذَكَرُهُ ولسانُه. وحكى ابن السكيت عن أبي عبيدة: يقال لا يملك طَرَفَيْهِ - يعني فمه واستَه - إذا شرب الدواء أو سَكِر. والطَرَفُ أيضاً: مصدر قولك طَرِفَتِ الناقةُ بالكسر، إذا تَطَرَّفَتْ، أي رَعَتْ أطْرافَ المراعى ولم تختلط بالنوق. يقال: ناقةٌ طرفة لا تثبت على مرعى واحدٍ. ورجل طرف: لا يثبُت على امرأةٍ ولا على صاحبٍ. والطَرِفُ أيضاً: نقيضُ القُعْدُدِ. قال الأصمعي: المِطْرافُ الناقةُ التي لا ترعى مرعًى حتَّى تَسْتَطْرِفَ غيره. والطرفاء: شجر، الواحدة طرفة، وبها سمى طرفة بن العبد. وقال سيبويه: الطرفاء واحد وجميع. وامرأة مطروفة بالرجال، إذا طمحت عينُها إليهم وصرفتْ بصرها عن بعلها إلى سواه. ومنه قول الحطيئة: وما كنت مثل الهالكى وعِرْسِهِ بَغَى الوُدّ من مَطْروفَةِ الود طامح وقال أبو عمرو: فلانٌ مطروفُ العين بفلان، إذا كانَ لا ينظر إلا إليه. والمُطْرَفُ والمِطْرَفُ: واحدُ المطارِفِ، وهي أرديةٌ من خزٍّ مربعةٍ لها أعلام. قال الفراء: وأصله الضم: لانه في المعنى مأخوذ من أطرف، أي جعل في طرفيه العلمان، ولكنهم استثقلوا الضمة فكسروه. واطرفت الشئ، أي اشتريته حديثاً. وهو افْتَعَلْتُ. يقال بعيرٌ مطرف. قال ذوالرمة: كأنَّني من هَوى خَرْقاَء مُطَّرَفٌ دامي الأظَلَّ بعيدُ السَأْوِ مَهْيومُ واستطرفه، أي عده طريفا. واستطرفت الشئ: استحدثته. وقولهم: فعلت ذلك في مُسْتَطْرَفِ الأيام ومُطَّرَفِ الأيام، أي في مُسْتَأْنَفِ الأيام. والطارِفُ والطريفُ من المال: المستحدَث، وهو خلاف التالد والتليد. والاسم الطُرْفَةُ، وقد طَرُفَ بالضم. وأطْرَفَ فلانٌ، إذا جاءَ بطَرْفَةٍ. والطَريفُ في النسب: الكثير الآباء إلى الجَدّ الأكبر، وهو خلاف القُعْدُدُ. وقد طَرُفَ بالضم طَرافَةً، وقد يُمدح به. قال ثعلبٌ: الأطرافُ: الأشرافُ. والطَريفَةُ: النصى إذا ابيض. وقد أطرف البلد، أي كثرتْ طَريفَتُهُ. وأرضٌ مَطْروفَةٌ: كثيرةُ الطَريفَةِ. قال أبو يوسف: والطَريفَةُ من النَصِيِّ والصِلِّيانِ إذا أعْتَمَّا وتمَّا. والطِرافُ: بيتٌ من أدَم. وقولهم: جاء فلان بطارِفةِ عينٍ، إذا جاء بمالٍ كثير. والطوارِفُ من الخِباء: ما رُفعتْ من جوانبه للنظر إلى خارج. وطرفه عنه، أي صرفه ورده. ومنه قول الشاعر : إنك والله لَذو مَلّةٍ يَطْرِفُكَ الأدنى عن الأبْعَدِ يقول: تصرف بصرك عنه، أي تَسْتَطْرِفُ الجديد وتنسى القديم. وطَرَفَ بصرَه يَطْرِفُ طَرْفاً، إذا أطبق أحد جفنيه على الآخر. الواحدة من ذلك طَرْفَةٌ. يقال: " أسرعُ من طَرْفَةِ عينٍ ". وطَرَفْتُ عينَه، إذا أصبتها بشئ فدمعت. وقد طرفت عينُه، فهي مطروفةٌ. والطَرْفَةُ أيضاً: نقطةٌ حمراء من الدم تحدُث في العين من ضربةٍ وغيرها. وقولهم: لا تراه الطوارف، أي العيون. ويقال: طَرَّفَ فلان، إذا قاتلَ حول العسكر، لأنَّه يحمل على طَرَفٍ منهم فيردُّهم إلى الجمهور، ومنه سمِّي المُطَّرِفُ. والمُطَرَّفُ من الخيل، بفتح الراء، هو الأبيضُ الرأسِ والذَنَبِ، وسائرُ جسده يخالف ذلك. وكذلك إذا كانَ أسود الرأس والذَنَبْ. ويقال للشاة التي اسودَّ طَرَفُ ذَنَبِها وسائرُها أبيض: مطرفة.
طرف: طرف: أغار على حدود بلد (معجم البلاذري).
طَرَّف: وضع في أعلى الجبل (ألكالا) وقد ذكر اسم المفعول والمصدر منها أطرْف: غمض جفنيه. ومنه قيل: ما اطرف الشمس حين ترسل الشمس أشعة ضعيفة واهنة. (دي سلان على البكري ص 67).
أطرف: وجد الشيء طريفاً أي جديداً نادراً.
ففي زيشر (12: 71) ويقال قد أطرفت الشيء إطرافاً إذا استطرفته.
تطّرف: أغار على حدود بلد، وعلى أطراف المعسكر وعلى أجنحة القوافل والركب. فعند أبي الوليد (ص641) وإنَّما يتطرّفون الركب ويطالعونه من كل مرقب، ويقال: تطرّف له (عباد 2: 188) تطرّف: وقف في طرف المكان ونهايته (فصل الخطاب ص127 طبعة رايت) اكَل بالتطرُّف: لعل معناها أكل برؤوس أصابعه ففي رياض النفوس (ص93 ق): إذا كنت مع الأغنياء فكُلْ بالتطرف لِئلاً يقولوا الفقير ليس له هِمَّة فيمقتوا الفقراء من أجلك.
تطرّف: تظاهر بأنه طِرْف أي شريف (فليشر لغة علي ص67 رقم 31، وص102) استطرف الشيء: رآه طريفاً جميلاً، والطعام وجده لذيذاً إلى غير ذلك (معجم مسلم، كليلة ودمنة ص 240).
طرف: لامة، عين شريرة (عباد 1: 45، 103 رقم 160).
طَرف: حْرف، حدّ، رأس (الكالا) ويقال مثلاً: طرف الرمح وطرف القناة.
طَرْف: سهم، نبلة (المعجم اللاتيني - العربي).
طَرْف: رأس الجبل، رأس الصخرة (فوك).
طَرْف: رَعْن، شِناخ، أنف الجبل الخارج منه والداخل في البحر (معجم الادريسي) وكذلك معناه في طرف الاغر، وأيضاً جبل الآغر (المقري 1: 83) ويسمى اليوم trafalgar.
طَرْف: قطعة، فلذة، كسرة (ألكالا).
طَرْف الخِتان: قلفة، عزلة، جلدة عضو التناسل (فوك).
طَرَف. طرفا التشبيه: المشبّه والمشّبه به (ميهرن بلاغة ص20).
طَرَفَ: معناها الحقيقي نهاية. يقال مثلا طرف الحبل، وأطلقت مجازاً على الحبل. وفي معجم بوشر:
طرف: مطول، رسن من حبل أو من هُلب أي شعر الذنب وفي ألف ليلة (1: 296) ويقول رُبّان السفينة حين يريد إقلاعها يأمر قائلا: حلّوا الأطراف واقلعوا الأوتاد. وفي طبعة بولاق. حلوا الطرف أي الحبل أو الحبال وهي حبال المركب. والمعنى: لتقلع السفينة.
أطراف: أشراف المقاتلين، فرسان. ففي أساس البلاغة: هو من أطراف العرب: من أشرافها وأهل بيوتاتها، وفي ياقوت (2: 933): عليهن أطراف من القوم (البيت).
عليهن أي على الخيل أطراف جمع طرف وهو الكريم من الفتيان، وفي كليلة ودمنة (ص4) حين اقترب الاسكندر من الهند ضَمَّ إليه أطرافه. وفيها (ص181): وتلقى أطرافُنا أطراف العدوّ.
أطراف: وتستعمل الأطراف وحدها بمعنى أطراف الناس، أي أراذلهم وسفلتهم ونجد هذا عند أبي الفداء، وفي فاكهة الخلفاء لابن عربشاه تحقيق فريتاج وانظر (مملوك 1، 1: 54).
أطراف البلاد (مملوك 1:1) وهذه من ألفاظ الأضداد، ومعناها الحقيقي نهاية البلاد، غير أنها تستعمل بمعنى الأشراف وبمعنى السفلة.
أطراف: فهرس الكتاب (ابن خلكان 7: 213 حاجي خليفة 1: 343 - 344) أطراف: تستعمل وحدها لتدل على ضرب من العنب المعروف باسم أطراف العذارى (معجم الادريسي في الآخر).
طرف: سيد نجيب الطرف: هو ابن السيد أو ابن المسلم، وسيد نجيب الطرفِيْن: هو الذي أبواه (أبوه وأمه سيدان (بروتون 2:3).
الطرفان: عند فقهاء الحنفَّية هما أبو حنيفة ومحمد لأن أحدهما في طرف الأستاذ والآخر في طرف التلميذ (محيط المحيط).
بطرفنا: عندنا، وبطرفكم: عندكم (زيشر 18: 325) من طرف: من قِبَل، باسم (بوشر) وفي ألف ليلة (2: 90) من طرف القاضي. وفيها (2: 99) الوالي الذي من طرف الخليفة.
نفض طرفه؟ أنظرها في مادة نفض.
طرفة عين: لحظة، برهة (فوك).
طُرْفَة: هي فيما يقول ابن العوام (2: 574): التهاب شديد في العين من أثر ضربة عليها أو قطع وريد فتصبح العين بعد ذلك دامعة.
طُرْفَة: شيء مستحدث، عجيب، نادرة، والمتميز النافع من العلم والأدب (زيشر 15: 109، دي يونج) وفي كتاب محمد بن الحارث (ص313): قالوا إنه كان رجلاً نقياً فاضلاً غير أن أحمد بن خالد كان يذكر عنه طُرْفَة ذكر إنه أتاه يسأله أن يُسْمِعَه سماع اصبغ بن الفرج وأن يجعل له فيه دولة فلما أتى إلى السماع أخرج إليه الشيخ كتب أصول العلم من تأليف اصبغ فظّ أن الأصول والسماع شيء واحد.
طَرْفّي: غريب، عجيب، ونهاية، منتهى (فوك). وهذه عامية طَرَفّي (ياقوت 1: 384).
طَرَفَاني (وليس طَرْفاني كما في معجم فريتاج).
ذكرها أيضاً أبو الوليد (ص232 رقم 37).
طَريف: غريب، أجنبي، ويجمع على أطراف (فوك).
طَرَّاف: إسكاف، خصَّاف، مصلح الأحذية القديمة (دومب ص103).
اطريف: تصحيف الكلمة العبرية طاريف بمعنى لحم الحيوان الذي ذبحه جزار يهودي (مباحث 1: الملحق ص61).
تَطْرِيفة وجمعها تَطارِيف: خرطوشة، فشكة، افيفة بارود (برتون 2: 115).
مَطْرُوف، وجمعها مطاريف: عند المولدين مِعصرة للزيت يديرها الماء (محيط المحيط).
مستطرف: متاخم، مجاور (هلو).
باب الطاء والراء والفاء معهما ط ر ف، ط ف ر، ف ط ر، ف ر ط مستعملات

طرف: الطَّرْفُ: تَحريكُ الجفون في النّظر. [يقال] : شَخَصَ بَصَرُهُ فما يطرف. والطَّرْفُ: اسم جامع للبصر، لا يثنى ولا يجمع. والطَّرْفُ: إصابتُك عيناً بثوبٍ او غيره، والأسم: الطُّرفة. [تقول] : طُرِفَتْ عَيْنُه، واصابتها طُرفة. وطَرَفَها الحزنُ بالبُكاء. قال :

والعَيْنُ مطروفةٌ إنسانُها غرِقُ

وقال :

فلا يَغُرُّك من فتاةٍ ضِحكُها ... واعْمَدْ لأُخْرَى صامتٍ ما تَطْرِف

طرح الهاء من صامتٍ على لزوم الصّموت كالطّبيعة فيها، كما يقال:

تصلّي صلاةَ الصُّبْح والشَّمْس طالعٌ ... وتَسْجُدُ للرَّحْمن والقلبُ كاره

طرح الهاء من (طالع) لِلُزُوم الطّلوع لها طوعاً أو كرهاً. ومُنْتَهى كلِّ شيء طَرَفُه. والأطراف: اسم الأصابع، لا يُفْرد إلا بالإضافة إلى الإصْبَع، يقال: أشار بطرف إصْبَعه، قال :

يبدين أطرافا لطافا عنمه

وأطراف الأرض: نواحيها، الواحدُ: طَرَف. والطَّرَفُ: الطّائفة من الشَّيء، [تقول] : أصبت طَرَفاً من الشّيء. والطَّرَفُ: اسم يجمع الطَّرْفاء، قلّما يستعمل إلا في الشعر، الواحدة: طَرَفة، وجمع ذلك: الطَّرْفاء، ممدودٌ، وقياسُه: قَصَبةٌ وقَصَبٌ وقَصْباء، وشَجَرةٌ وشَجَرٌ وشجراء. والطِّرْفُ: الفَرَس، تقول: هو كريمُ الأطراف، يعني: الآباء والأُمّهات. ويقال: هو المُسْتطرِف، ليس من نِتاج صاحبه، الأنثى: طِرْفة، قال:

وطِرْفةٍ شُدَّتْ دِخالاً مُدْمَجاً

وقد يُوصفُ بالطِّرْفة النَّجيب والنَّجيبة، قال حسّان:

نحثُّ الخَيْلَ والنُّجُبَ الطُّرُوفا

والطِّرْفُ من مال الرّجل، هو: الطّارف والمستطرف الذي قد استفاده، ولم يكن أَصْليّا من مِيراثٍ ولا اعتقار قبل ذلك، والطّارف في الكلام أحسن. وفي الشِّعر الطّرف والطارف والطّريف سواء، قال:

بَذَلت له من كلّ طِرْفٍ وتالدِ

والشّيء الطّريف: المُستحدث المُسْتطرف، وهو الطّريف وما كان طريفاً، ولقد طَرُف يَطْرُفُ، والأسم: الطُّرْفة. وأطرفته شيئاً لم يملكْ مِثلَه فأعجبه. وإِبِلٌ طَوارف: تَطْرَف مَرْعى بَعْد مَرْعى، إذا أَكْثَرتْ من ذا ثمّ تتناول من غيره، قال: إذا طَرِفتْ في مَرْبع بَكَراتها ... أوِ استأخرتْ عنها الثِّقال القناعِسُ

وناقةٌ طَرِفة: لا تَثْبُتُ في مَرْعى واحدٍ، إنّما تتطرّف من النّواحي. ورَجُلٌ طَرِف: لا يَثْبُتُ على امرأةٍ ولا على صاحبٍ. وسباعٌ طَوارِفُ: تشلُّ الصَّيْد، قال:

تنفي الطوارف عنه دعصّا بَقَرٍ

والطِّراف: بَيْتٌ سماؤه من أدم، وله كسرانِ، وليس له كِفاء، وهو ضربٌ من الأبنية للأعراب، قال طرفة:

رأيتُ بني غَبْراءَ لا يُنكرونني ... ولا أهل هذاك الطراف الممدد

والمِطْرَفُ: ثوبٌ كانت الرّجالُ والنِّساءُ يَلبَسونه، والجميعُ: مَطارِف، قال:

فلو أنّ طرفاً صاد طرفا بطَرْفه ... لصدّت بطرفي طرف ذاتِ المطارفِ

وأَطرَفْتُ شيئاً، أي: أَصبَتْه، ولم يكنْ لي. وبَعيرٌ مُطَّرَفٌ، أي: أُصِيبَ من قوم آخرين، قال : كأنني من هوى خرقاء مطرف ...دامي الأظل بعيد الشأو مهيوم

طفر: الطفر: وُثُوبٌ في ارتفاع، كما يطفر الإنسان حائطا، أي: يثبه إلى ما وراءه. وطَيْفور: طُوَيْئِرٌ صغير.

فطر: الفُطرُ: ضربٌ من الكَمْأَة، وهو المروزي ونحوه، الواحدة بالهاء والفُطْرُ: شيءٌ قليل من اللّبن يُحْلَبُ ساعتئذٍ، تقول: ما احتلبناها إلاّ فُطْراً، قال المرّار:

عاقِرٌ لم يُحْتَلَبْ منها فُطُرْ

وفَطَرْتُ النّاقةَ أَفطِرُها فَطْراً، أي: حلبتُها بأَطْرافِ الأَصابِع، قال [الفرزدق:] :

[شغارة تقذ الفَصِيلَ برِجْلها] ... فَطّارةٍ لقَوادِمِ الأَبكارِ

وفطر ناب البعير: طَلَع. وفَطَرْتُ العَجينَ والطِّينَ، أي: عَجَنْته واختبزته من ساعتِهِ، وإذا تركتَه ليَختمِرَ قلت: خَمَّرْته، وهو الفَطِير والخمير. وفَطَر اللهُ الخَلْق، أي: خَلَقَهم، وابتدأَ صَنْعة الأشياء، وهو فاطرُ السّماواتِ والأرض. والفِطرة: التي طُبِعَتْ عليها الخليقة من الدّين. فَطَرَهُمُ الله على معرفته برُبُوبيّته. ومنه:

حديث: النبيّ صلّى الله عليه وكل مولودٍ يولد على الفِطْرة حتّى يكون أبواه يُهَوِّدانهِ وينصرانه ويمجسانه .

وانفطر الثَّوْب وتفطَّر، أي: انشقّ. وتَفَطَّرتِ الجبالُ والأرض: انصدعت. وتفطرت يده، أي: تَشَقَّقَت. وفَطَرْتُ إصبَعَهُ، أي: ضربتها وغمزتها فانفطرتْ دماً، قال خلف:

وأرنبةٍ لك مُحْمَرةٍ ... نكاد نفطِّرُها باليد

وفَطَرْت وأَفْطرتُ الرّجلَ وفطّرته. كلٌّ يُقال من الفطر بمعنى تَرْك الصَّوْم.

وفي الحديث أَفطَر الحاجمُ والمَحْجُومُ .

فرط: الفَرْطُ: الحِينُ من الزَّمانِ . والفَرَطُ: ما سبق من عمل وأجر. وفُرِطَ له ولدٌ: [مات صغيراً] .

وفي الدّعاء: اللهمّ اجعله لنا فَرَطاً

[أي: أجراً يتقدّمُنا حتى نرد عليه] . والفارِطُ: الذي يسبِق القوم إلى الماء. والفارطانِ: كوكبانِ مُتباينانِ أمامَ سرير بناتِ نَعْش، شُبِّها بالفارط الذي يبعثه القوم لحَفْر القَبر، قال أبو ذؤيب:

وقد بعثوا فُرّاطَهُم فتأثّلوا ... قليباً سفاها كالإماء القواعد

وأفراط الصّباح: أَوائلُ تَباشِيره، الواحدُ: فُرطٌ، قال :

باكَرْتُهُ قبل الغَطاط اللُّغَّطِ ... وقَبلَ جَوْنِيِّ القَطا المُخَطَّط

وقَبْلَ أَفْراطِ الصَّباحِ الفُرَّطِ

وفَرَطَ إلينا من فُلانٍ خيرٌ أو شرٌّ، أي: عَجِلَ، ومنه قوله [جل وعز] : إِنَّنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا، أَوْ أَنْ يَطْغى

، أي: يَسْبق ويَعجَل. وفرّط علينا، أي: عَجَّل علينا بمكروه. والإفراطُ: إعجالُ الشّيء في الأَمْر قبل التَّثبُّت. وأَفْرَط [فُلانٌ] في أمرِهِ، أي: عَجِل فيه وجاوز القَدْر. والسَّحابةُ تُفرِطُ الماءَ في أوّل الوسمّي، إذا عجّلتْ فيه. قال كَعْب بن زُهَير:

تجلو الرِّياحُ القَذَى عنه وأَفْرَطَةُ ... من صَوْبِ سارية بيض يعاليل والفَرَطُ: الأَمْر الذّي يُفَرِّط فيه صاحبُه، وتقول: كلّ أمرٍ من فلانٍ فَرَط. وفرّط فلانٌ في جَنب الله، أي: ضَيَّع حظّه من عندِ الله في اتّباع دينه ورضوانه. وفرّط اللهُ عنه ما يكرهُ، أي: نجّاه، يستعمل في الشِّعْر. وكلّ شيءٍ جاوز قدره فهو مُفْرِطٌ. طُولٌ مُفْرطِ، وقِصَرٌ مُفرِط. وتفارطته الهُمومُ، أي: لا تُصيِبهُ الهمومُ إلاّ في الفَرْط. وفَرَسٌ فُرُطٌ: [السّريع] الذي يتقدّم الخيلَ ويَسبِقُها، قال لبيد:

[ولقد حَمَيْتُ الحيَّ تَحْمِلُ شِكَّتي] ... فُرُطٌ، وِشاحي، إذ غدوتُ، لجامُها
طرف
طرَفَ/ طرَفَ إلى/ طرَفَ بـ يَطرِف، طَرْفًا، فهو طارِف، والمفعول مطروف (للمتعدِّي)
• طَرَفت العينُ: تحرَّك جفناها ° ما بقيت منهم عينٌ تَطرِف: هلكوا جميعًا أو قُتلوا، بادوا، وماتوا- مطروف العين بفلان: لا ينظر إلاّ له- مطروفة العين: تصرف بصرها إلى غير زوجها.
• طرَف فلانٌ/ طرَف بعينه: حرَّك جَفْنيه، أطبق أحد جَفْنَيه على الآخر بصورة متكررة.
• طرَف عينَه بأصبعه: أصابها بشيءٍ فدمعت "طرَف الحزنُ عينَه"? طرَفت الدُّنيا عينَه: مال إليها وتطلَّع لمباهجها.
• طرَف البصرَ عنه: صرفه عنه.
• طرَف إلى فلان: نظر إليه بجانب عينه. 

طرُفَ يَطرُف، طرافةً، فهو طريف
• طرُف الحديثُ: صار مستحسنًا مقبولاً "طرُفت جلسة الأحباب- طرُف أسلوبُ الكاتب- طرُف منظرُ النيل- طرافة الحديث- منظر طبيعيّ طريف".
• طرُفَ الحادثُ: جدّ، أثار الانتباه "قصة طريفة". 

أطرفَ يُطرِف، إطرافًا، فهو مُطرِف، والمفعول مُطرَف
• أطرفَه بحكاية مُسلّيَة: أتحفه، أتاه بما هو مستحسن وعجيب من الأحاديث "أطرفنا بحديث عذب/ بقصص عجيبة". 

استطرفَ يَستطرِف، استطرافًا، فهو مُستطرِف، والمفعول مُستطرَف
• استطرف مشهدَ الطَّبيعة: رآه مستحسنًا وعجيبًا، عدَّه طريفًا "استطرف الحوارَ بين الطرفين- استطرف رؤيةَ القمر- استطرف قصَّةً خياليّة".
• استطرف الشَّيءَ: استحدثه. 

تطرَّفَ/ تطرَّفَ في يَتطرّف، تطرُّفًا، فهو مُتطرِّف، والمفعول مُتطرَّف (للمتعدِّي)
• تطرَّف الشَّيءُ: مُطاوع طرَّفَ: أتى الطّرْفَ، أي منتهى الشيء، صار طرْفًا "غُصن متطرِّف".
• تطرَّفت الشَّمسُ: أوشكت أن تغرب.
• تطرَّف الشَّيءَ: أخذه من أطرافه "تطرّف رغيفًــا".
• تطرَّف في إصدار أحكامه: جاوز حدّ الاعتدال ولم يتوسّط "حزب سياسيّ متطرّف- تسعى الدّولة جاهدةً في محاربة التطرّف". 

طرَّفَ يُطرِّف، تطريفًا، فهو مُطرِّف، والمفعول مُطرَّف
• طرَّف الشَّيءَ: جعَله في الطّرَف أو في النهاية "طرّف البضائعَ الفاسدة- طرّف أشياء ووسّط أخرى". 

أُطْروفة [مفرد]: ج أُطروفات وأطاريف: حديث مستحسن ناعم، مُلْحة أو حديث نادر "روى لنا أطروفة أثارت استحساننا". 

تطرُّف [مفرد]: مصدر تطرَّفَ/ تطرَّفَ في.
• التطرُّف: المغالاة السياسية أو الدينية أو المذهبية أو الفكرية، وهو أسلوب خطِر مدمِّر للفرد أو الجماعة "تبذل بعض الدول جهودًا مضنية للقضاء على التطرُّف الإرهابي". 

تطرُّفيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تطرُّف: مَنْ أو ما هو بالغ حدّ التطرُّف في آرائه "شخص تطرُّفيّ في سلوكه". 

تطرُّفيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تطرُّف: "دَعْك من الأحكام التطرّفيَّة".
2 - مصدر صناعيّ من تطرُّف.
3 - (سة) مذهب سياسي متطرِّف قد يلجأ إلى القوّة لبلوغ مآربه "التطرفيَّة المعاصِرة- من أنصار التطرفيَّة الاجتماعيَّة". 

طارف [مفرد]: مؤ طارفة، ج مؤ طارفات وطوارف:
1 - اسم فاعل من طرَفَ/ طرَفَ إلى/ طرَفَ بـ.
2 - حديث، جديد ° الطَّارف والتَّليد: المحدث والقديم. 

طارِفة [مفرد]: ج طارفات وطوارف (لغير العاقل):
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل طرَفَ/ طرَفَ إلى/ طرَفَ بـ.
2 - عين "لا تراه الطَّوارف لصغره" ° جاء بطارفة عيْن: أي بمال كثير يطرِف عين الحاسد. 

طَرَافة [مفرد]: مصدر طرُفَ. 

طَرْف [مفرد]: ج أطراف (لغير المصدر):
1 - مصدر طرَفَ/ طرَفَ إلى/ طرَفَ بـ.
2 - عَيْن "غضَّت المرأةُ طرْفها- رُبَّ طَرْفٍ أفصحُ من لسان" ° غضَّ الطَّرْف عنه: لم يؤاخذْه، تغافل عنه، تجاهله- مِنْ طَرْفٍ خفيّ: بسِرِّيَّة- نظَر بطرْفٍ خفيّ: غضّ معظمَ عيْنَيْه ونظر بباقيها من الخوف أو الاستحياء أو غيرهما.
3 - نَظر، بَصر "عاد إليه طرْفُه- {أَنَا ءَاتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} - {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ}: صفة حور الجنّة" ° قبل أن يرتدّ إليك طرْفك: بسرعةٍ فائقة.
• طرْفُ الشَّيء: طَرَفه، منتهاه "رفع طرْفَ ثوبه"? بطرْفِ شفتيه: باحتقار- على طرْفِ الثُّمام/ على طرْفِ العَصَا: قريب، حاضر، سهْل التناول- فلانٌ طرْف: كثير الآباء إلى الجدّ الأكبر- وصل إلى طرْف الخيط: بداية الأثر والدّليل.
• قاصِرَةُ الطَّرْف: المرأةُ الخجولة الحَييَّة التي لا تمدّ عينها لغير زوجها. 

طَرَف [مفرد]: ج أطراف:
1 - قِبَل، عنْد "وصل خطاب من طرَف الوزير" ° مِنْ طَرَف كذا: عبارة تستخدم في المراسلة لتدلَّ على مُرسِل الخطاب.
2 - مُنتهَى كلِّ شيء "أطراف الأصابع- أمسَك بطرف حبْل- {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ}: أوله وآخره، في الصباح والمساء" ° أطراف المدينة: ضواحيها- أطراف المعمورة: أنحاء الأرض- جمَعَ المجدَ من أطرافِه: من كلِّ جوانبه- مُترامِي الأطراف: واسعٌ، شاسع، غير محدود.
3 - قسْم، جزء، جانب، ناحية "قصّ عليه طرفًا من حياته- طَرَفا النزاع" ° جاذبه أطرافَ الحديث: شاركه في الحوار- على طَرَفَيْ نقيض: متناقضان، متباعدان.
4 - طائفة، جماعة من النَّاس "استقبل طرَفًا من وفود السائحين- {لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ} ".
5 - (جب) أحد جزأي معادلة رياضيّة تفصل بينهما علامة تساوٍ، ويُقال للجزأين: طرف أيمن وطرف أيسر.
6 - (شر) جزء من جسم الإنسان أو الحيوان ذو مفاصل كالرِّجل أو الذِّراع أو الجناح ونحوها "مُصارع قويّ الأطراف" ° دخَل على أطراف أصابعه: تسلل بهدوء- على طرْفِ لسانه: أوشك أن ينطق به- فلانٌ كريم الطَّرفين: كريم النسب أبًا وأمًّا.
7 - (نت) فرع، ما يخرج من ساق الشجرة أو الشجيرة أو الزهرة.
• غشاء الطَّرَف: (حن) غشاء رقيق تحت جفن العين للطيور والزواحف يُغلق لترطيب العين وحمايتها.
• طرف سالب: (فز) طرف بطاريّة أو مصدر كهربائيّ تنتقل الإلكترونات منه إلى طرف آخر (موجب) في دائرة خارجيّة.
• الطَّرَفان: الفرج واللِّسان. 

طَرْفَة [مفرد]: ج طَرَفات وطَرْفات:
1 - اسم مرَّة من طرَفَ/ طرَفَ إلى/ طرَفَ بـ ° في طرْفة عين: بسرعة فائقة- ما يفارقني طرْفة عين.
2 - (طب) نقطة حمراء من الدم تحدث في العين من ضربة أو غيرها "حدثت طرْفة في عينه". 

طُرْفَة [مفرد]: ج طُرُفات وطُرْفات وطُرَف:
1 - ما هو مستحدث عجيب، ابتكار، مخترع "محلٌّ مليءٌ بالطُّرَف".
2 - أطروفة، مُلْحة، حديث جديد مستحسن "حدّثنا بالطُّرَف- هو من هُوَاة الطُّرَف". 

طريف1 [مفرد]: ج طُرفاء:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من طرُفَ.
2 - عجيب، غريب، نادر. 

طريف2 [مفرد]: ما حُصِّل حديثًا من المال، عكسُه التّالِد أو التَّليد "حصَّل مالاً طريفًا" ° ما لَه طريفٌ ولا تليد. 

طريفة [مفرد]: ج طرائفُ:
1 - مؤنَّث طريف.
2 - طُرفة، ما يُستحسَن ويُستملح "مواقف وطرائف نادرة- حكايات طريفة". 

مُتطرِّف [مفرد]:
1 - اسم فاعل من تطرَّفَ/ تطرَّفَ في.
2 - صاحب نزعة سياسيَّة أو دينيَّة تدعو إلى العنف. 
طرف
الطَّرْفُ: العين، ولا يجمع لأنه في الأصل مصدر فيكون واحداً ويكون جماعة، قال الله تعالى:) لا يرتد إليهم طَرْفُهم (. وقال ابن عبّاد: الطَّرْفُ اسم جامع للبصر لا يثنى ولا يجمع، وقيل: أطرافٌ، ويرد ذلك قوله تعالى:) فيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ (ولم يقل الأطْرَاف. وروى القتبي في حديث أم سلمة - رضي الله عنها -: وغَضُّ الأطرافِ. ورد عليه ذلك، والصواب: غضُّ الإطراقِ أي السكوت.
وقوله تعالى:) أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طَرْفُكَ (قال الفرّاء: معناه قبل أن يأتيك الشيء من مد بصرك، وقيل: بمقدار ما تفتح عينك ثم تطرف، وقيل: بمقدار ما يبلغ البالغ إلى نهاية نظرك.
والطَّرْفُ؟ أيضاً -: كوكبان يقدمان الجبهة؛ وهما عينا الأسد، ينزلهما القمر.
والطَّرْفَةُ؟ أيضاً -: نقطة حمراء من الدم تحدث في العين من ضربة وغيرها.
وقال ابن عبّاد: الطَّرْفَةُ سمة لا أطْرَافَ لها إنما هي خطٌّ.
والطَّرْفاءُ: شجر، الواحدة: طَرَفَةٌ - بالتحريك -، وبها سُمي طَرَفَةُ بن العبد. وقال سيبويه: الطَّرْفاءُ واحد وجمع. قال الدينوري: واحدة الطَّرْفاءِ طَرَفَةٌ وطَرْفاءةٌ، قال: وذكر بعض الرواة أن جمع الطَّرْفاءِ طَرَافٍ وفي الحلفاء حَلاَفِ، قال أبو النجم يصف سَيْلا:
يُلقي ضِبَاعَ القُفِّ من حِقَائه ... في سَبَخِ العِرقِ وفي طَرْفائه
ويروى: " يَنْفي "، الحِقَاءُ: جمع حَقْوٍ وهو المرتفع من النَّجَفَةِ.
وطَرَفَةُ: من الشعراء. أشهرهم طَرَفَةُ بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضُبَيْعَة بن قيس بن ثعلبة - وهو الحصن - بن عُكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دُعْمي بن جَدِيَلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، وطَرَفَةُ لقبه، واسمه عمرو، ولُقِّبَ طَرَفَةَ بقوله:
لا تعجلا بالبكاء اليوم مُطَّرِفا ... ولا أميريكما بالدار إذ وقفا
وطَرَفَةُ بن الآءة بن نَضْلَةَ الفَلَتان بن المنذر بن سلمى بن جندل بن نَهْشَل بن دارم.
وطَرَفَةُ الخُزَميُّ: أحد بني خزيمة بن رواحة بن قُطَيعة بن عبس بن بغيض.
وطَرَفَةُ: أحد بني عامر بن ربيعة.
ويقال: امرأة مَطْروفَةٌ بالرجال: إذا طمحت عينها إليهم، قال الحُطَيْئة:
وما كنت مثل الكاهلي وعِرسِه ... بغى الود من مَطْروفَةِ العين طامحِ
وقال طَرَفَةُ بن العبد:
إذا نحن قلنا أسمعينا انبرت لنا ... على رِسْلِها مَطْروفَةً لو تشدد
وقيل: المعنى كأن عينها طُرِفَتْ فهي ساكنة.
وقال أبو عمرو: فلان مَطْروفُ العين بفلانٍ: إذا كان لا ينظر إلا إليه.
وأرض مَطْروفَةٌ: كثيرة الطَّرِيْفَةِ أي النَّصِيّ، وسيجيء ذكرها.
ومَطْرُوْفٌ: من الأعلام. وجاء فلان بطارِفَةِ عينٍ: إذا جاء بمالٍ كثير.
والطَّوَارِفُ من الخِباء: ما رفعت من جوانبه للنظر إلى خارج.
وطَرَفَه عنه: أي صَرَفَه، قالت جارية من جواري الأنصار:
أنك والله لذو مَلةٍ ... يَطْرِفُكَ الأدنى عن الأبعد
تقول: يَصْرِفُ بصرك عنه؛ أي تَسْتَطْرِفُ الجديد وتنسى القديم.
وطَرَفَ بصره يَطْرِفُ طَرْفاً: إذا أطبق أحد جفنيه على الآخر، الواحدة من ذلك طَرْفَةٌ، يقال: أسرع من طَرْفَةِ عينٍ، ويقال: ما بقي منهم عين تَطْرِفُ؛ إذا ماتوا أو قتلوا.
وطَرَفْتُ عينه: إذا أصبتها بشيءٍ فدمعت، وقد طُرِفَتْ عينه فهي مَطْروفَةٌ. وخطب زياد في خطبته: قد طَرَفَتْ أعينكم الدنيا وسدت مسامعكم الشَّهَوات؛ ألم تكن منكم نُهَاةٌ تمنع الغُوَاةَ عن دَلَجِ الليل وغارةِ النهار، وهذه البَرَازِقُ فلم يزل بهم ما ترون من قيامكم بأمرهم حتى انتهكوا الحريم ثم أطرقوا وراءكم في مكانس الريب. البَرَازِقُ: الجماعات.
وقولهم: لا تراه الطَّوارِفُ: أي العيون.
والسباع الطَّوارِفُ: التي تستلب الصيد، قال ذو الرمة يصف غزالاً:
تنفي الطَّوارفَ عنه دعتصا بقرٍ ... ويافع من فرندادين مَلْمُوْمُ
والطّارِفُ والطَّرِيْفُ من المال: المُسْتَحْدَثُ منه؛ وهما خلاف التالد والتليد، والاسم الطُّرْفَةُ - بالضم -، وقد طَرُفَ - بالضم - طَرَافَةً.
وطَرِيْفُ بن تميم العنبري: شاعر.
وأبو تميمة طَرِيْفُ بن مجالد الهجيمي - رضي الله عنه -: معدود في الصحابة - رضي الله عنهم -.
والطَّرِيْفَةُ: من النصِيِّ إذا أبيض. وقال ابن السكيت: الطَّرِيْفَةُ من النَّصِيِّ والصِّلِّيانِ إذا اعتما ونمّا. وقال أبو زياد: الطَّرِيْفَةُ خير الكلأ إلا ما كان من العشب، قال: ومن الطَّريفةِ النَّصِيُّ والصِّليّانُ والعنكث والهَلْتى والسَّحَمُ والثَّغَامُ؛ فهذه الطَّرِيْفَةُ، قال عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع في فاضل المرعى يصف ناقة:
تأبدت حائلا في الشَّوْلِ وطَّرَدَتْ ... من الطَّرائف في أوطانها لمعا
وجعل إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة نسبة البهمى طَريْفَةً فقال:
بكل مَسِيْلَةٍ منه بساط ... مع البُهْمى الطَّرِيفةِ والجميم
وطُرَيْفَةُ - مصغرة -: ماءةٌ بأسفل أرمام لبني جذيمة، قال المرار بن سعيد الفقعسي:
وكنت حَسِبْتُ طيب تراب نجد ... وعيشا بالطُّرَيْفَةِ لن يزولا
وطُرَيْفٌ - بغير هاءٍ -: موضع بالبحرين.
وطِرْيَفٌ - مثال حذيم -: موضع باليمن.
والطَّرائفُ: بلاد قريبة من أعلام صُبح وهي جبال متناوحة.
والطِّرْفُ - بالكسر -: الكريم من النخيل، يقال: فرس طِرْفٌ من خيل طُرُوْفٍ وأطْرَافٍ. وقال أبو زيد: هو نعت للذكور خاصة، قال أبو داود جارية بن الحجاج الإيادي:
وقد أغدو بِطِرْفٍ هي ... كلٍ ذي ميعةٍ سَكْبِ
وقال عبيد بن الأبرص:
ولقد أذعر السَّرَابَ بِطِرْفٍ ... مثل شاة الإران غير مُذال
أي أسير في القفر الذي ليس به غير السَّرابِ وكلما دنوت منه تباعد عني. وقيل: هو الكريم الأطرف من الآباء والأمهات. وقيل: بل هو المُسْتَطْرَفُ إلي ليس من نتاج صاحبه. والأنثى: طِرْفَةٌ، قال العجاج:
وطِرْفَةٍ شُدَّتْ دخالا مُدرجا ... جرداء مسحاج تباري مسحجا
وقال الليث: وقد يصفون بالطِّرْفِ والطِّرْفَةِ النجيب والنَّجِيْبَةَ على غير استعمال في الكلام، قال كعب بن مالك الأنصاري - رضي الله عنه -:
نُخَبِّرهم بأنا قد جنبنا ... عتاق الخيل والنُّجُبَ الطُّرُوْفا
والطِّرْفُ - أيضاً -: الكريم من الرجال، وجمعه أطْرَافٌ، قال ساعدة بن جؤية الهذلي:
هو الطِّرْفُ لم يُحْشَشْ مطي بمثله ... ولا أنس مُسْتَوْبِدُ الدار خائف
ويروى: " لم تُوْحِشْ مَطِيٌّ ".
وقال ابن عبّاد: كل شيء من نبات الأرض في أكمامه فهو طِرْفٌ.
والطَّرَفُ - بالتحريك -: الناحية من النواحي والطّائفة من الشيء، والجمع: أطْرافٌ.
وقوله تعالى:) ليَقْطَعَ طَرَفاً من الذين كَفَروا (أي قطعة من جملة الكفرة، شبه من قتل منهم بَطَرفٍ يقطع من بدن الإنسان. وأطْرافُ الجسد: الرأس والبدن والرجلان.
وقوله تعالى:) طَرَفَيِ النهار (أي الفجر والعصر. وقوله تعالى:) أو لم يَروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطْرافِها (أي نواحيها ناحية ناحية، هذا على تفسير من جعل نقصها من أطرافها فتوح الأرضين. ومن جعل نقصها موت علمائها فهو من غير هذا.
وأطْرافُ الأرض: أشْرَافُها وعلماؤها، الواحد: طَرَفٌ؛ ويقال: طِرْفٌ.
وقال ابن عرفة: " من أطرافِها (أي نفتح ما حول مكة على النبي؟ صلى الله عليه وسلم، والمعنى: أو لم يروا أنا فتحنا على المسلمين من الأرض ما قد تبين لهم وضوح ما وعدنا النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وفلان كريم الطَّرَفَيْنِ: يراد بذلك نسب أبيه ونسب أمه، وأطْرافُه: أبواه وأخوته وأعمامه وكل قريب له محرم، قال عون بن عبد الله بن عتبة:
وكيف بأطْرافي إذا ما شتمتني ... وما بعد شتم الوالدين صُلُوْحُ
وقال ابن الأعرابي: قولهم لا يدري أي طَرَفَيْه أطول: طَرَفاه ذكره ولسانه، وقيل: طَرَفُ أبيه أو طَرَفُ أمه في الكرم.
وحكى ابن السكيت عن أبي عبيدة: يقال لا يملك طَرَفَيْهِ: يعني فمه واسته؛ إذا شرب الدواء أو سكر.
وأطْرافُ العذارى: ضرب من العنب.
والطَّرَفُ: الكريم من الرجال؛ كالطِّرْفِ.
والأسود ذو الطَّرَفَيْنِ: حية لها إبرتان إحداهما في أنفها والأخرى في ذنبها، يقال إنها تضرب بهما فلا تُطْني.
ويقال لبني عدي بن حاتم: الطَّرَفاتُ، قتلوا بصفين، أسماؤهم: طَريْفٌ وطَرَفَةُ ومُطَرِّفٌ.
والطَّرَفُ - أيضاً -: مصدر قولك طَرِفَتِ النّاقة - بالكسر -: إذا تَطَرَّفَتْ أي رعت أطراف المراعي ولم تختلط بالنوق. يقال: ناقة طَرِفَةٌ أي لا تثبت على مرعى واحد. ورجل طَرِفٌ: لا يثبت على امرأة ولا صاحبٍ.
وقال قبيصة بن جابر الأسدي وذكر عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: ما رأيت أقطع طَرَفاً منه. أي لساناً، يريد أنه كان ذرب اللسان.
وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه كان إذا اشتكى أحد من أهله لو تزل البُرمة على النار حتى يأتي على أحد طَرَفَيْه. أراد بالطَّرَفَيْنِ البرء أو الموت لأنهما غايتا أمر العليل.
وقال الواقدي: الطَّرَفُ موضع على ستة وثلاثين ميلا من المدينة على ساكنيها السلام.
والطَّرِفُ - أيضاً -: نقيض القُعْدُدِ، قال الأعشى:
أمرون ولا دون كل مُبارك ... طَرِفُوْنَ لا يرثون سهم القُعْدُدِ
وقال أبو وجزة السعدي:
زهر تكنفهم ذوائبُ مالك ... طَرِفُوْنَ لا يرثون سهم القُعْدُدِ
أمرون ولادُوْنَ كل مباركٍ ... كالبدر ليلته بسعد الأسعد
وقال ابن الأعرابي: الطَّرِفَةُ من الإبل: التي تَحَات مقدم فيها من الهرم.
والطِّرَافُ: بيت من أدمٍ: قال طَرَفَةُ بن العبد:
رأيت بني غبراءَ لا يُنْكروني ... ولا أهل ها ذاك الطِّرَافِ الممدد
وقال ابن عبّاد: يقال توارثوا المجد طِرَافاً: أي عن شرفٍ.
والطِّرَافُ - أيضاً -: ما يؤخذ من أطرافِ الزرع.
وقال الأصمعي: المِطْرافُ: الناقة التي لا ترعى مرعى حتى تَسْتَطْرِفَ غيره.
والمِطْرَفُ والمُطْرَفُ - بكسر الميم وضمها -: واحد المَطارِفِ؛ وهي أردية من خزٍّ مربعة لها أعلام. وقال الفرّاء: أصله الضم؛ لأنه في المعنى مأخوذ من أُطْرِفَ أي جعل في طَرَفَيْه العلمان، ولكنهم استثقلوا الضمة فكسروا الميم.
وطَرّافٌ - بالفتح والتشديد -: من الأعلام.
وأطْرَفَ البلد: أي كثرت طَرِيْفَتُه، وقد مرَّ ذكرها.
وقال ابن عبّاد: أطْرَفَ: أي طابق بين جفنيه.
وفعلت ذلك في مُطَرَّفِ الأيام - بفتح الراء المشددة -: أي في مُسْتَأْنَفِ الأيام.
وطَرَّفَ فلان: إذا قاتل حول العسكر، لأنه يحمل على طَرَفٍ منه فيردهم إلى الجمهور، ومنه سمي الرجل مُطَرِّفاً.
والمًطَرَّفُ من الخيل - بفتح الراء -: هو الأبيض الرأس والذنب وسائر جسده يخالف ذلك، وكذلك إذا كان أسود الرأس والذنب. ويقال للشاة التي أسود طرف ذنبها وسائرها أبيض: مُطَرَّفَةٌ.
وطَرَّفَ البعير: ذهبت سِنُّه.
وطَرَّفَ علي الإبل: رد على أطْرافَها.
وقول ساعدة بن جؤية الهذلي يصف فرساً.
مُطَرّفٍ وسط أولى الخيل معتكر ... كالفحل قَرْقَرَ وسط الهجمة القَطِمِ يروى بكسر الراء وبفتحها. ومعنى الكسر: الذي يرد أطراف الخيل والقوم، وإذا رددت أوائل الخيل قلت: طَرَّفْتُها. وروى الجمحي بفتحها: أي مردد في الكرم.
وقال المفضل: التَّطْرِيْفُ أن يرد الرجل الرجل عن أخريات صاحبه، يقال: طَرِّفْ عنا هذا الفارس، قال متمم بن نويرة رضي الله عنه:
وقد علمت أولى العشيرة أننا ... نُطَرِّفُ خلف المُوْفِضَاتِ السَّوَابِقا
واختضبت المرأة تَطَارِيْفَ: أي أطْرافَ أصابعها، وقد طَرَّفَتْ بنانها.
واطَّرَفْتُ الشيء - على افتعلت -: إذا اشتريته حديثاً، قال ذو الرمة:
كأنني من هوى خَقاء مُطَّرَفٌ ... دامي الأظل بعيد السأو مهيوم
واستطرفه: أي عدة طَرِيفاً.
واسْتَطْرَفْتُ الشيء: أي اسْتَحْدَثْتُه.
وقولهم فعلت ذلك في مُسْتَطْرَفِ الأيام: أي في مُسْتَأْنَفِها.
وتَطَرَّفَتِ الناقة: أي رعت أطْرافَ المراعي ولم تختلط بالنوقِ.
والتركيب يدل على حد الشيء وحرفه؛ وعلى حركة في بعض الأعضاء.

طرف: الطَّرْفُ: طرْفُ العين. والطرْفُ: إطْباقُ الجَفْنِ على الجفْن.

ابن سيده: طَرَفَ يَطْرِفُ طَرْفاً: لَحَظَ، وقيل: حَرَّكَ شُفْره

ونَظَرَ. والطرْفُ: تحريك الجُفُون في النظر. يقال: شَخَصَ بصرُه فما يَطْرِفُ.

وطرفَ البصرُ نفسُه يَطْرِفُ وطَرَفَه يَطرِفُه وطَرَّفه كلاهما إذا

أَصاب طرْفَه، والاسم الطُّرْفةُ. وعين طَريفٌ: مَطْروفة. التهذيب وغيره:

الطَّرْفُ اسم جامع للبصر، لا يثنى ولا يُجمع لأَنه في الأَصل مصدر فيكون

واحداً ويكون جماعة. وقال تعالى: لا يَرْتدّ إليهم طَرْفُهُم. والطرْفُ:

إصابَتُك عَيناً بثوب أَو غيره. يقال: طُرِفَتْ عينُه وأَصابَتْها طُرْفةٌ

وطَرَفَها الحزنُ بالبكاء. وقال الأَصمعي: طُرِفَتْ عينُه فهي تُطْرَفُ

طَرْفاً إذا حُرِّكَتْ جُفونُها بالنظر. ويقال: هو بمكان لا تراه

الطَّوارِفُ، يعني العيون. وطَرَف بصَره يَطْرِفُ طرْفاً إذا أطْبَقَ أَحدَ

جَفْنيهِ على الآخر، الواحدة من ذلك طَرْفَةٌ. يقال: أَسْرَعُ من طرْفةِ عين.

وفي حديث أُم سَلَمة: قالت لعائشة، رضي اللّه عنهما: حُمادَياتُ النساء

غَضُّ الأَطْرافِ؛ أَرادتْ بغَضِّ الأَطْرافِ قَبْضَ اليدِ والرِّجْلِ عن

الحَركةِ والسيْر، تعني تسكين الأَطْرافِ وهي الأَعْضاء؛ وقال القُتيبي:

هي جمع طرْف العين، أَرادت غضّ البصر. وقال الزمخشري: الطرف لا يثنى ولا

يجمع لأَنه مصدر، ولو جمع لم يسمع في جمعه أَطْرافٌ، قال: ولا أَكاد

أَشُكُّ في أَنه تصحيف، والصواب غَضُّ الإطْراق أَي يَغْضُضْن من أَبْصارِهن

مُطْرِقاتٍ رامِياتٍ بأَبصارهن إلى الأَرض.

وجاء من المال بطارِفةِ عين كما يقال بعائرةِ عين. الجوهري: وقولهم جاء

فلان بطارفة عين أَي جاء بمال كثير.

والطِّرْف، بالكسر، من الخيل: الكريمُ العَتِيقُ، وقيل: هو الطويل

القوائم والعُنُق المُطَرَّفُ الأُذنينِ، وقيل: هو الذي ليس من نِتاجكو والجمع

أَطرافٌ وطُرُوفٌ، والأَُنثى بالهاء. يقال: فرس طِرْفٌ من خيل طُرُوفٍ،

قال أَبو زيد: وهو نعت للذكور خاصّة. وقال الكسائي: فرس طِرْفةٌ، بالهاء

للأُنثى، وصارمةٌ وهي الشديدة. وقال الليث: الطِّرْفُ الفَرَسُ الكريمُ

الأَطرافِ يعني الآباء والأُمّهات. ويقال: هو المُسْتَطْرِفُ ليس من نتاج

صاحِبه، والأَنثى طِرْفةٌ؛ وأَنشد:

وطِرفة شَدَّتْ دِخالاً مُدْمَجا

والطِّرْفُ والطَّرْفُ: الخِرْقُ الكريم من الفِتْيان والرّجال، وجمعهما

أَطْراف؛ وأَنشد ابن الأَعرابي لابن أَحمر:

عليهنَّ أَطرافٌ من القوْمِ لم يكن

طَعامُهُمُ حَبّاً، بِزُغْمَةَ، أَسْمَرا

يعني العَدَس لأَن لونه السُّمْرَةُ. وزُغْمَةُ: موضع وهو مذكور في

موضعه؛ وقال الشاعر:

أَبْيَض من غَسّانَ في الأَطْرافِ

الأَزهري: جعل أَبو ذؤيب الطِّرْفَ الكريم من الناس فقال:

وإنَّ غلاماً نِيلَ في عَهْدِ كاهلٍ

لَطِرْفٌ، كنَصْلِ السَّمهَرِيِّ صريحُ

(* قوله «صريح» هو بالصاد المهملة هنا، وأَنشده في مادة قرح بالقاف،

وفسره هناك، والقريح والصريح واحد.)

وأَطْرَفَ الرجلَ: أَعْطاه ما لم يُعْطِه أَحداً قبله. وأَطْرفت فلاناً

شيئاً أَي أَعطيته شيئاً لم يَمْلِك مثله فأَعجبه، والاسم الطُّرفةُ؛ قال

بعض اللُّصوص بعد أَن تابَ:

قُلْ للُّصُوص بَني اللَّخْناء يَحْتَسِبُوا

بُرَّ العِراق، ويَنْسَوْا طُرْفةَ اليَمنِ

وشيء طَريفٌ: طَيِّب غريب يكون؛ عن ابن الأَعرابي، قال: وقال خالد بن

صفوان خيرُ الكلامِ ما طَرُفَتْ معانيه، وشَرُفَت مَبانِيه، والتَذّه آذانُ

سامعِيه. وأَطْرَفَ فلان إذا جاء بطُرْفةٍ.

واسْتَطرَف الشيءَ أَي عَدَّه طَريفاً. واسْتَطْرَفْت الشيءَ: استحدثته.

وقولهم: فعلت ذلك في مُسْتطرَفِ الأَيام أَي في مُسْتَأْنَف الأَيام.

واسْتَطْرَفَ الشيءَ وتَطَرَّفه واطَّرَفَه: اسْتفادَه.

والطَّرِيفُ والطارِفُ من المال: المُسْتَحْدثُ، وهو خِلافُ التَّالِد

والتَّلِيدِ، والاسم الطُّرْفةُ، وقد طَرُفَ، بالضم، وفي المحكم:

والطِّرْفُ والطَّرِيفُ والطارفُ المال المُسْتَفاد؛ وقول الطرماح:

فِدًى لِفَوارِسِ الحَيَّيْنِ غَوْثٍ

وزِمَّانَ التِّلادُ مع الطِّرافِ

يجوز أَن يكون جمع طَريف كظَريفٍ وظِرافٍ، أَو جمع طارِفٍ كصاحِبٍ

وصِحابٍ، ويجوز أَن يكون لغة في الطَّريف، وهو أَقيس لاقترانه بالتلاد، والعرب

تقول: ما له طارِفٌ ولا تالدٌ ولا طرِيفٌ ولا تليدٌ؛ فالطارفُ والطريفُ:

ما اسْتَحْدَثْت من المالِ واسْتَطْرفته، والتِّلادُ والتلِيدُ ما

ورِئْتَه عن الآباء قديماً. وقد طَرُفَ طَرافةً وأَطْرَفَه: أَفاده ذلك؛ أَنشد

ابن الأعرابي:

تَئِطُّ وتَأْدُوها الإفال مُرِبَّةً

بأَوْطانِها من مُطرَفاتِ الحَمائِل

(* قوله «تئط» هو في الأصل هنا بهمز ثانيه مضارع أط، وسيأتي تفسيره في

أدي.)

مُطْرَفاتٌ: أَطْرِفُوها غنيمةً من غيرهم.

ورجل طِرْفٌ ومُتَطَرِّفٌ ومُسْتَطْرِفٌ: لا يثبت على أَمْرٍ. وامرأَة

مَطْرُوفةٌ بالرجال إذا كانت لا خير فيها، تَطْمَحُ عَيْنُها إلى الرجال

وتَصْرف بَصَرَها عن بعلها إلى سواه. وفي حديث زياد في خُطبته: إنَّ

الدنيا قد طَرَفَتْ أَعْيُنكم أَي طَمَحتْ بأَبصاركم إليها وإلى زُخْرُفِها

وزينتها. وامرأَة مَطْروفَةٌ: تَطْرِفُ الرجالَ أَي لا تَثْبُت على واحد،

وُضِع المفعول فيه موضع الفاعل؛ قال الحُطيئة:

وما كنتُ مِثْلَ الهالِكِيِّ وعِرْسِه،

بَغَى الودَّ من مَطْرُوفةِ العينِ طامِح

وفي الصحاح: من مطروفة الودّ طامح؛ قال أَبو منصور: وهذا التفسير مخالف

لأَصل الكلمة. والمطروفة من النساء: التي قد طَرفها حبُّ الرِّجال أَي

أَصاب طَرْفَها، فهي تَطْمَحُ وتُشْرِفُ لكل من أَشْرَفَ لها ولا تَغُضُّ

طَرْفَها، كأَنما أَصابَ طرْفَها طُرفةٌ أَو عُود، ولذلك سميت مطروفة؛

الجوهري: ورجل طَرْفٌ

(* قوله «ورجل طرف» أورده في القاموس فيما هو بالكسر،

وفي الأصل ونسخ الصحاح ككتف، قال في شرح القاموس: وهو القياس.) لا

يَثبتُ على امرأَة ولا صاحب؛ وأَنشد الأَصمعي:

ومَطْروفةِ العَيْنَينِ خَفَّاقةِ الحَشَى،

مُنَعَّمةٍ كالرِّيمِ طابتْ فَطُلَّتِ

وقال طَرَفة يذكر جارية مُغَنِّية:

إذا نحنُ قلنا: أَسْمِعِينا، انْبَرَتْ لنا

على رِسْلِها مَطْروفةً لم تَشَدَّدِ

(* قوله «مطروفة» تقدم انشاده في مادة شدد: مطروقة بالقاف تبعاً للاصل.)

قال ابن الأَعرابي: المَطروفةُ التي أَصابتها طُرفة، فهي مطروفة، فأَراد

كأَنَّ في عينيها قَذًى من اسْتِرْخائها. وقال ابن الأعرابي: مَطْروفة

منكسرة العين كأَنها طُرِفَتْ عن كل شيء تنظر إليه.

وطَرَفْتُ عينه إذا أَصَبْتها بشيء فَدَمِعَتْ، وقد طُرِفَتْ عينه، فهي

مطروفة. والطَّرْفةُ أَيضاً: نقطة حمراء من الدم تحدُث في العين من ضربة

وغيرها. وفي حديث فُضَيْلٍ: كان محمد بن عبد الرحمن أَصْلع فَطُرِفَ له

طرْفة؛ أَصل الطَّرْفِ: الضرب على طرَف العين ثم نقل إلى الضرب على

الرأْس. ابن السكيت: يقال طَرَفْتُ فلاناً أَطرِفه إذا صَرَفْتَه عن شيء،

وطَرفه عنه أَي صَرفه وردّه؛ وأَنشد لعمر ابن أَبي ربيعة:

إنك، واللّهِ، لَذُو مَلَّةٍ،

يَطْرِفُك الأَدنى عن الأَبْعَدِ

أَي يَصْرِفك؛ الجوهري: يقول يَصْرِفُ بصرَك عنه أَي تَسْتَطرِفُ

الجَديد وتَنْسى القديم؛ قال ابن بري: وصواب إنشاده:

يَطْرِفك الأَدنى عن الأَقْدَمِ

قال: وبعده:

قلتُ لها: بل أَنت مُعْتَلّةٌ

في الوَصْلِ، يا هِند، لكي تَصْرِمي

وفي حديث نظر الفجأَة: وقال اطْرِفْ بصرك أَي اصْرِفْه عما وقع عليه

وامْتَدَّ إليه، ويروى بالقاف، وسيأْتي ذكره. ورجل طَرِفٌ وامرأَة طَرِفةٌ

إذا كانا لا يثبتان على عهد، وكلُّ واحد منهما يُحِبُّ أَن يَسْتَطْرِفَ

آخر غير صاحبه ويَطَّرِفَ غير ما في يده أَي يَسْتَحْدِثَ.

واطَّرَفْت الشيء أَي اشتريته حديثاً، وهو افْتَعَلْت. وبعير مُطَّرَفٌ:

قد اشترى حديثاً؛ قال ذو الرّمّة:

كأَنَّني من هَوى خَرْقاء مُطَّرَفٌ،

دامي الأَظلِّ بعِيدُ السَّأْوِ مَهْيُومُ

أَراد أَنه من هَواها كالبعير الذي اشتُري حديثاً فلا يزال يَحِنُّ إلى

أُلاَّفِه. قال ابن بري: المُطَّرف الذي اشتري من بلد آخر فهو يَنْزِعُ

إلى وطنه، والسَّأْوُ: الهِمّة، ومَهْيُومٌ: به هُيامٌ. ويقال: هائم

القلب. وطَرَفه عنا شُغل: حبسه وصَرَفه. ورجل مَطْروف: لا يثبت على واحدة

كالمَطْروفةِ من النساء؛ حكاه ابن الأعرابي:

وفي الحَيِّ مَطْروفٌ يُلاحظُ ظِلّه،

خَبُوطٌ لأَيْدي اللاَّمِساتِ، رَكُوضُ

والطِّرْفُ من الرجال: الرَّغِيبُ العين الذي لا يرى شيئاً إلا أَحَبَّ

أَن يكون له. أَبو عمرو: فلان مَطْروف العين بفلان إذا كان لا ينظر إلا

إليه. واسْتَطْرَفَتِ الإبلُ المَرْتَع: اختارتْه، وقيل: اسْتأْنَفَتْه.

وناقة طَرِفةٌ ومِطْرافٌ: لا تَكاد تَرْعى حتى تَسْتَطْرِفَ. الأَصمعي:

المِطْرافُ التي لا تَرْعى مَرْعًى حتى تَسْتَطْرِفَ غيرَه. الأَصمعي:

ناقة طَرِفةٌ إذا كانت تُطْرِفُ الرِّياضَ رَوْضةً بعد رَوْضةٍ؛ وأَنشد:

إذا طَرِفَتْ في مَرْتَعٍ بَكَراتُها،

أَو اسْتَأْخَرَتْ عنها الثِّقالُ القَناعِسُ

ويروى: إذا أَطْرَفَتْ. والطرَفُ: مصدر قولك طَرِفَتِ الناقة، بالكسر،

إذا تَطَرَّفت أَي رَعَتْ أَطرافَ المرعى ولم تَخْتَلِطْ بالنوق. وناقة

طَرِفة: لا تثبت على مرعى واحد. وسِباعٌ طوارِفُ: سوالِبُ. والطريفُ في

النسب: الكثير الآباء إلى الجدّ الأَكبر. ابن سيده: رجل طَرِفٌ وطَريف كثير

الآباء إلى الجدّ الأَكبر ليس بذي قُعْدُدٍ، وفي الصحاح: نَقِيضُ

القُعدد، وقيل: هو الكثير الآباء في الشرف، والجمع طُرُفٌ وطُرَفٌ وطُرّافٌ؛

الأَخيران شاذان؛ وأَنشد ابن الأعرابي في الكثير الآباء في الشرَف

للأَعشى:أَمِرُونَ ولاَّدُونَ كلَّ مُبارَكٍ،

طَرِفُونَ لا يَرِثُونَ سَهْمَ القُعْدُدِ

وقد طَرُفَ، بالضم، طَرافةً. قال الجوهري: وقد يُمْدَحُ به. والإطْرافُ:

كثرة الآباء. وقال اللحياني: هو أَطْرَفُهم أَي أَبْعَدُهم من الجد

الأَكبر. قال ابن بري: والطُّرْفى في النسب مأْخوذ من الطرف، وهو البُعْدُ،

والقُعْدى أَقرب نسباً إلى الجد من الطُّرفى، قال: وصحَّفه ابن ولاَّد

فقال: الطُّرْقى، بالقاف. والطرَفُ، بالتحريك: الناحية من النواحي والطائفة

من الشي، والجمع أَطراف. وفي حديث عذاب القبر: كان لا يَتَطَرَّفُ من

البَوْلِ أَي لا يَتباعَدُ؛ من الطرَف: الناحية. وقوله عز وجل: أَقِمِ

الصلاةَ طَرَفي النهارِ وزُلَفاً من الليل؛ يعني الصلوات الخمس فأَحدُ طَرَفي

النهار صلاة الصبح والطرَفُ الآخر فيه صلاتا العَشِيِّ، وهما الظهر

والعصر، وقوله وزُلَفاً من الليل يعني صلاة المغرب والعشاء. وقوله عز وجل: ومن

الليل فسَبِّحْ وأَطْراف النهارِ؛ أَراد وسبح أَطراف النهار؛ قال

الزجاج: أَطْرافُ النهار الظهر والعصر، وقال ابن الكلبي: أَطراف النهار ساعاته.

وقال أَبو العباس: أَراد طرفيه فجمع.

ويقال: طَرَّفَ الرجل حول العسكر وحول القوم، يقال: طرَّف فلان إذا قاتل

حول العسكر لأنه يحمل على طَرَف منهم فيردُّهم إلى الجُمْهور. ابن سيده:

وطرَّف حول القوم قاتَل على أَقصاهم وناحيتهم، وبه سمي الرجل

مُطَرِّفاً. وتطرَّفَ عليهم: أَغار، وقيل: المُطَرِّف الذي يأْتي أَوائل الخيل

فيردُّها على آخرها، ويقال: هو الذي يُقاتِل أَطراف الناس؛ وقال ساعِدةُ

الهذلي:

مُطَرِّف وَسْطَ أُولى الخَيْلِ مُعْتَكِر،

كالفَحْلِ قَرْقَرَ وَسْطَ الهَجْمةِ القَطِم

وقال المفضَّل: التطريفُ أَن يردّ الرجل عن أُخْريات أَصحابه. ويقال:

طرَّفَ عنا هذا الفارسُ؛ وقال متمم:

وقد عَلِمَتْ أُولى المغِيرة أَنَّنا

نُطَرِّفُ خَلْفَ المُوقصاتِ السَّوابقا

وقال شمر: أَعْرِفُ طَرَفَه إذا طَرَدَه. ابن سيده: وطَرَفُ كل شي

مُنتهاه، والجمع كالجمع، والطائفة منه طَرَفٌ أَيضاً. وفي الحديث: أَن النبي،

صلى اللّه عليه وسلم، قال: عليكم بالتَّلْبِينةِ، وكان إذا اشْتكى

أَحدُهم لم تُنْزَلِ البُرمة حتى يأْتي على أَحد طَرَفَيْه أَي حتى يُفِيق من

عِلَّتِه أَو يموت، وإنما جَعَل هذين طرفيه لأَنهما منتهى أَمر العليل في

علته فهما طرَفاه أَي جانباه. وفي حديث أَسماء بنت أَبي بكر: قالت لابنها

عبداللّه: ما بي عَجَلة إلى الموت حتى آخُذَ على أحد طَرَفَيْكَ: إما

أَن تُسْتَخْلَفَ فتَقَرَّ عيني، وإمَّا أَن تُقْتَل فأَحْتَسِبَك.

وتَطَرَّف الشيءُ: صار طرَفاً.

وشاةٌ مُطرَّفةٌ: بيضاء أَطرافِ الأُذنين وسائرها أَسود، أَو سَوْداؤها

وسائرها أَبيض. وفرس مُطرَّف: خالَفَ لونُ رأْسِه وذنبه سائر لَونه. وقال

أَبو عبيدة: من الخيل أَبْلَقُ مُطرَّف، وهو الذي رأْسه أَبيض، وكذلك إن

كان ذنبه ورأْسه أَبيضين، فهو أَبلق مطرَّف، وقيل: تَطْريفُ الأُذنين

تأْلِيلُهما، وهي دِقّة أَطْرافهما. الجوهري: المُطَرَّف من الخيل، بفتح

الراء، هو الأَبيض الرأْس والذنب وسائره يخالف ذلك، قال: وكذلك إذا كان

أَسود الرأْس والذنب، قال ويقال للشاة إذا اسْوَدَّ طرفُ ذَنبها وسائرها

أَبيض مُطرَّفة. والطَّرَفُ: الشَّواةُ، والجمع أَطْراف. والأَطْرافُ:

الأَصابع، وفي التهذيب: اسم الأَصابع، وكلاهما من ذلك، قال: ولا تفرد

الأَطْرافُ إلا بالإضافة كقولك أَشارت بَطرَفِ إصبَعِها ؛ وأَنشد

الفراء:يُبْدِينَ أَطْرافاً لِطافاً عَنَمَهْ

قال الأزهري: جعل الأَطراف بمعنى الطرَف الواحد ولذلك قال عَنَمَه.

ويقال: طَرَّفَت الجارية بَنانَها إذا خضَبت أَطْراف أَصابعها بالحِنَّاء،

وهي مُطَرَّفة، وفي الحديث: أَنَّ إبراهيم الخليل، عليه السلام، جُعل في

سَرَبٍ وهو طِفْل وجُعِل رِزْقه في أَطْرافه أَي كان يَمَصُّ أَصابعه فيجد

فيها ما يُغَذِّيه. وأَطرافُ العَذارَى: عِنب أَسود طوال كأَنه البَلُّوط

يشبَّه بأَصابع العذارى المُخَضَّبة لطوله، وعُنقودُه نحو الذراع، وقيل:

هو ضرب من عنب الطائف أَبيض طوال دقاق. وطَرَّفَ الشيءَ وتَطَرَّفه:

اخْتاره؛ قال سويد بن كراع العُكلِيُّ:

أُطَرِّفُ أَبكاراً كأَنَّ وُجوهَها

وجُوهُ عَذارى، حُسِّرَتْ أَن تُقَنَّعا

وطرَفُ القومِ: رئيسهم، والجمعُ كالجمع. وقوله عز وجل: أَوَلم يَرَوْا

أَنَّا نأْتي الأَرضَ نَنْقُصها من أَطرافها؛ قال: معناه موتُ علمائها،

وقيل: موت أَهلها ونقصُ ثمارها، وقيل: معناه أَوَلم يروا أَنَّا فتحنا على

المسلمين من الأَرض ما قد تبيَّن لهم، كما قال: أَوَلم يروا أَنَّا نأْتي

الأَرض ننقصها من أَطرافها أَفَهُم الغالبون؛ الأَزهري: أَطرافُ الأَرض

نواحِيها، الواحد طَرَف وننقصها من أَطرافها أَي من نواحِيها ناحيةً

ناحيةً، وعلى هذا من فسّر نقْصَها من أَطرافها فُتوح الأَرضين، وأَما من جعل

نقصها من أَطرافها موت علمائها، فهو من غير هذا، قال: والتفسير على القول

الأَوَّل. وأَطراف الرجال: أَشرافُهم، وإلى هذا ذهب بالتفسير الآخر؛ قال

ابن أَحمر:

عليهنَّ أَطرافٌ من القومِ لم يكنْ

طَعامهُمُ حَبّاً، بِزغْبةَ أَغْبَرَا

وقال الفرزدق:

واسْأَلْ بنا وبكم، إذا ورَدَتْ مِنًى،

أَطرافَ كلِّ قَبِيلةٍ مَنْ يُمْنَعُ

يريد أَشْراف كل قبيلة. قال الأَزهري: الأَطراف بمعنى الأَشراف جمع

الطرَفِ أَيضاً؛ ومنه قول الأَعشى:

هم الطُّرُفُ البادُو العدوِّ، وأَنتُمُ

بقُصْوَى ثلاثٍ تأْكلون الرَّقائِصا

قال ابن الأَعرابي: الطُّرُفُ في هذا البيت بيت الأَعشى جمع طَرِيفٍ،

وهو المُنْحَدِر في النسب، قال: وهو عندهم أَشرف من القُعْدُد. وقال

الأَصمعي: يقال فلان طَريفُ النسب والطَّرافة فيه بَيِّنة وذلك إذا كان كثير

الآباء إلى الجدّ الأَكبر، وفي الحديث: فمال طَرَفٌ من المشركين على رسول

اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، أَي قِطعة منهم وجانب؛ ومنه قوله تعالى:

ليقطع طَرَفاً من الذين كفروا. وكلُّ مختار طَرَف، والجمع أَطراف؛ قال:

ولمَّا قَضَيْنا مِنْ مِنًى كلَّ حاجةٍ،

ومَسَّحَ بالأَرْكانِ منْ هو ماسِحُ

أَخَذْنا بأَطْرافِ الأَحاديثِ بَينَنا،

وسالتْ بأَعْناقِ المَطِيِّ الأباطِحُ

قال ابن سيده: عنَى بأَطراف الأَحاديث مُختارها، وهو ما يتعاطاه المحبون

ويتَفاوَضُه ذوو الصبابة المُتَيَّمون من التعريض والتَّلْوِيحِ

والإيماء دون التصريح، وذلك أَحْلى وأَخفُّ وأَغْزَل وأَنسبُ من أَن يكونَ

مشافَهة وكشْفاً ومُصارَحة وجهراً. وطَرائفُ الحديث: مُختاره أَيضاً كأَطرافه؛

قال:

أَذْكُرُ مِن جارَتي ومَجْلِسِها

طَرائفاً من حديثها الحَسَنِ

ومن حديثٍ يَزِيدُني مِقَةً،

ما لِحَدِيثِ المَوْموقِ من ثَمَنِ

أَراد يَزِيدُني مِقة لها. والطَّرَفُ: اللحمُ. والطرَفُ: الطائفةُ من

الناس. تقول: أَصَبْتُ طَرَفاً من الشيء؛ ومنه قوله تعالى: ليَقْطَعَ

طرَفاً من الذين كفروا؛ أي طائفة. وأَطرافُ الرجلِ: أَخوالُه وأَعمامه وكلُّ

قَرِيبٍ له مَحْرَمٍ. والعرب تقول: لا يُدْرَى أَيُّ طَرَفَيْه أَطولُ،

ومعناه لا يُدْرى أَيُّ والدَيْه أَشرف؛ قال: هكذا قاله الفراء. ويقال: لا

يُدرى أَنَسَبُ أَبيه أَفضل أَم نسَبُ أُمّه. وقال أَبو الهيثم: يقال

للرجل ما يَدرِي فلان أَيُّ طَرَفَيْه أَطولُ أَي أَيُّ نصفَيه أَطول،

أَلطَّرَفُ الأَسفل من الطَّرَف الأَعلى، فالنصف الأَسفلُ طَرَف، والأَعْلى

طرَف، والخَصْرُ ما بين مُنْقَطع الضُّلُوع إلى أَطراف الوَرِكَيْنِ وذلك

نصف البدن، والسّوْءةُ بينهما، كأَنه جاهل لا يَدْرِي أَيُّ طَرَفَيْ

نفسِه أَطولُ. ابن سيده: ما يَدْرِي أَي طرفيه أَطول يعني بذلك نسَبه من

قِبَل أَبيه وأُمه، وقيل: طرَفاه لِسانُه وفَرجُه، وقيل: اسْتُه وفمُه لا

يَدرِي أَيُّهما أَعفُّ؛ ويُقَوِّيه قول الراجز:

لو لم يُهَوْذِلْ طَرَفاهُ لَنَجَمْ،

في صَدْرِه، مَثْلُ قَفا الكَبْشُ الأَجَمّ

يقول: لولا أَنه سَلَحَ وقاء لقامَ في صَدْرِه من الطعام الذي أَكل ما

هو أَغْلظُ وأَضْخَمُ من قَفا الكَبْشِ الأَجَمِّ . وفي حديث طاووسٍ:

أَنَّ رجلاً واقَعَ الشرابَ الشدِيد فَسُقِي فَضَريَ فلقد رأْيتُه في

النِّطَع وما أَدْرِي أَيُّ طَرَفَيْه أَسْرَعُ؛ أَراد حَلْقَه ودُبرَه أَي

أَصابه القَيْء والإسْهال فلم أَدرِ أَيهما أَسرع خروجاً من كثرته. وفي حديث

قَبِيصةَ ابن جابر: ما رأَيتُ أَقْطَعَ طرَفاً من عمرو بن العاص؛ يريد

أَمْضَى لساناً منه. وطرَفا الإنسان: لسانه وذَكرُه؛ ومنه قولهم: لا يُدرى

أَيُّ طرفيه أَطول. وفلان كريم الطرَفين إذا كان كريم الأَبوَيْن، يراد

به نسَبُ أَبيه ونسب أُّمه؛ وأَنشد أَبو زيد لعَوْن ابن عبداللّه بن

عُتْبة بن مسعود:

فكيفَ بأَطرافي، إذا ما شَتَمْتَني،

وما بعدَ شَتْمِ الوالِدِينَ صُلُوحُ

(* قوله «فكيف بأطرافي إلخ» تقدم في صلح كتابته باطراقي بالقاف والصواب

ما هنا.)

جمعهما أَطرافاً لأَنه أَراد أَبويه ومن اتصل بهما من ذويهما، وقال أَبو

زيد في قوله بأَطرافي قال: أَطْرافُه أَبواه وإخوته وأَعمامه وكل قريب

له محرم؛ الأَزهري: ويقال في غير هذا فلان فاسد الطرَفين إذا كان خَبيثَ

اللسان والفرج، وقد يكون طرَفا الدابة مُقدّمَها ومؤخّرها؛ قال حُمَيد بن

ثور يصف ذئباً وسُرعته:

تَرى طَرَفَيْه يَعْسِلانِ كِلاهُما،

كما اهْتَزَّ عُودُ الساسَمِ المتتايِعُ

أَبو عبيد: ويقال فلان لا يَملِك طرَفيه، يعنون اسْته وفمه، إذا شَرِب

دواءً أَو خمراً فقاء وسَكِر وسَلَحَ. والأَسودُ ذو الطَّرَفين: حَيّة له

إبرتان إحداهما في أَنفه والأُخرى في ذنبه، يقال إنه يضرب بهما فلا

يُطْني الأَرض.

ابن سيده: والطرَفانِ في المَديد حذف أَلف فاعلاتن ونونِها؛ هذا قول

الخليل وإنما حكمه أَن يقول: التَّطْريفُ حذف أَلف فاعلاتن ونونها، أَو يقول

الطرَفانِ الأَلف والنون المحذوفتان من فاعلاتن.

وتَطَرَّفَتِ الشمسُ: دَنَت للغروب؛ قال:

دَنا وقَرْنُ الشمس قد تَطَرَّفا

والطِّرافُ: بَيْت من أَدَم ليس له كِفاء وهو من بيوت الأَعراب؛ ومنه

الحديث: كان عَمرو لمعاوية كالطِّراف المَمدود.

والطوارفُ من الخِباء: ما رَفَعْت من نواحيه لتنظر إلى خارج، وقيل: هي

حِلَقٌ مركبة في الرُّفوف وفيها حِبال تُشدُّ بها إلى الأَوتاد.

والمِطْرَفُ والمُطْرَفُ: واحد المَطارِفِ وهي أَرْدِية من خز مُرَبَّعة

لها أَعْلام، وقيل: ثوب مربع من خزّ له أَعلام. الفراء: المِطْرَفُ من

الثياب ما جعل في طَرَفَيْه عَلمانِ، والأَصل مُطرَف، بالضم، فكسروا الميم

ليكون أَخف كما قالوا مِغْزَل وأَصله مُغْزَل من أُغْزِلَ أَي أُدير،

وكذلك المِصْحَفُ والمِجْسَد؛ وقال الفراء: أَصله الضم لأَنه في المعنى

مأْخوذ من أُطرِفَ أَي جُعل في طرَفه العَلَمان، ولكنهم اسْتَثْقَلوا الضمة

فكسروه. وفي الحديث: رأَيت على أبي هريرة، رضي اللّه عنه، مِطْرَفَ خزٍّ؛

هو بكسر الميم وفتحها وضمها، الثوب الذي في طرفيه علمان، والميم زائدة.

الأَزهري: سمعت أَعرابيّاً يقول لآخر قَدِمَ من سفَر: هل وراءك طَريفةُ

خَبَرٍ تُطْرِفُناه؟ يعني خبراً جديداً، ومُغَرِبَّةُ خبَرٍ مثله.

والطُّرْفةُ: كل شيء استحدَثْته فأَعجبك وهو الطريفُ وما كان طَريفاً، ولقد

طَرُفَ يَطْرُفُ. والطَّريفةُ: ضَرب من الكلإِ، وقيل: هو النَّصِيُّ إذا

يَبِسَ وابْيَضَّ، وقيل: الطَّريفةُ الصِّلِّيانُ وجميع أَنواعهما إذا

اعْتَمَّا وتَمَّا، وقيل: الطريفة من النبات أَوَّل شيء يَسْتَطرِفه المالُ

فيرعاه، كائناً ما كان، وسميت طريفة لأَن المالَ يَطَّرِفُه إذا لم يجد

بقلاً. وقيل: سميت بذلك لكرمها وطَرافَتِها واسْتطراف المال إياها.

وأُطْرِفَتِ الأَرضُ: كثرت طريفتها. وأَرض مطروفة: كثيرة الطريفة. وإبل طَرِفَةٌ:

تَحاتَّتْ مَقادِمُ أَفواهِها من الكِبَر، ورجل طريفٌ بَيِّنُ

الطَّرافة: ماضٍ هَشٌّ. والطَّرَفُ: اسم يُجْمع الطَّرْفاء وقلما يستعمل في الكلام

إلا في الشعر، والواحدة طَرَفةٌ، وقياسه قَصَبة وقصَب وقَصْباء وشجرة

وشجر وشَجْراء.

ابن سيده: والطرَفةُ شجرة وهي الطَّرَفُ، والطرفاء جماعةُ الطرَفةِ

شجرٌ، وبها سمي طَرَفَةُ بن العَبْد، وقال سيبويه: الطرْفاء واحد وجمع،

والطرفاء اسم للجمع، وقيل: واحدتها طرفاءة. وقال ابن جني: من قال طرفاء

فالهمزة عنده للتأنيث، ومن قال طرفاءة فالتاء عنده للتأْنيث، وأَما الهمزة على

قوله فزائدة لغير التأْنيث قال: وأَقوى القولين فيها أَن تكون همزة

مُرْتَجَلَةً غير منقلبة، لأنها إذا كانت منقلبة في هذا المثال فإنها تنقلب عن

أَلف التأْنيث لا غير نحو صَحْراء وصَلْفاء وخَبْراء والخِرْشاء، وقد

يجوز أَن تكون عن حرف علة لغير الإلحاق فتكون في الألف لا في الإلحاق كأَلف

عِلباء وحِرْباء، قال: وهذا مما يؤكِّد عندك حالَ الهاء، أَلا ترى أَنها

إذا أَلحَقت اعتَقَدت فيما قبلها حُكماً ما فإذا لم تُلْحِقْ جاز الحكم

إلى غيره؟ والطَّرْفاء أَيضاً: مَنْبِتُها، وقال أَبو حنيفة: الطرْفاء من

العضاه وهُدْبُه مثل هدب الأَثْلِ، وليس له خشب وإنما يُخرج عِصِيّاً

سَمْحة في السماء، وقد تتحمض بها الإبل إذا لم تجد حَمْضاً غيره؛ قال: وقال

أَبو عمرو الطرفاء من الحَمْض، قال وبها سمي الرجل طَرَفة.

والطَّرْفُ من مَنازِل القمر: كوكبان يَقْدُمانِ الجَبهةَ وهما عَينا

الأَسد ينزلهما القمر.

وبنو طَرَفٍ: قوم من اليمن. وطارِفٌ وطَريفٌ وطُرَيْفٌ وطَرَفةُ

ومُطَرِّفٌ: أَسماء. وطُرَيْف: موضع، وكذلك الطُّرَيْفاتُ؛ قال:

رَعَتْ سُميراء إلى إرْمامِها،

إلى الطُّرَيْفات، إلى أَهْضامِها

وكان يقال لبني عَدِيّ بن حاتم الطَّرَفاتُ قُتِلوا بِصِفِّينَ،

أَسماؤهم: طَريفٌ وطَرَفةُ ومُطَرِّفٌ.

طرف

1 طَرَفَ, aor. ـِ inf. n. طَرْفٌ, He looked from the outer angle of the eye: or [he twinkled with his eye, i. e.] he put the edge of his eyelid in motion, or in a state of commotion, and looked: (M, TA:) or الطَّرْفُ signifies the putting the eyelids in motion, or in a state of commotion, in looking: (Mgh, * TA:) one says, شَخَصَ بَصَرُهُ فَمَا يَطْرِفُ [His eye, or eyes, has, or have, become fixedly open, or raised, and he does not put his eyelids in motion, or does not twinkle with his eye, or eyes, in looking]: (TA:) [or] one says, طَرَفَ البَصَرُ, aor. and inf. n. as above, meaning the eye, or eyes, [twinkled, or] became in a state of commotion: (Msb:) [or] طَرَفَ بَصَرَهُ, (O, K, TA, and so in a copy of the S,) or بَصَرُهُ, (so in one of my copies of the S,) aor. and inf. n. as above, [he winked, i. e.] he closed one of his eyelids upon the other: (S, O, K: [see also 4:]) or طَرَفَ بِعَيْنِهِ [in the CK بعَيْنَيْهِ] he put his eyelids in motion, or in a state of commotion: (K, TA:) and طُرِفَتْ عَيْنُهُ, aor. ـْ inf. n. as above, his eyelids were put in motion or in a state of commotion, by looking. (As, TA.) [Another meaning of طَرَفَ بَصَرَهُ, and another of طُرِفَتْ said of the eye, will be found below.] عَيْنٌ تَطْرِفُ, signifying An eye that [twinkles, or] puts the eyelid in motion, or in a state of commotion, with looking, is used for ذُو عَيْنٍ تَطْرِفُ, meaning (assumed tropical:) a living being. (Mgh.) مَا بَقِيَتْ مِنْهُمْ عَيْنٌ تَطْرِفُ [There remained not of them one having an eye twinkling] means (tropical:) they died, (O, K, TA,) or (O, in the K erroneously “ and,” TA) they were slain. (O, K, TA.) b2: [Also He looked: for]

الطَّرْفُ is used as meaning the act of looking (Er-Rághib, Msb, TA) because the putting in motion of the eyelid constantly attends that act: (Er-Rághib, TA:) and طَرَفْتُهُ, inf. n. as above, signifies I saw, or I looked at or towards, him, or it; syn. أَبْصَرْتُهُ. (Ham p. 111.) It is said in the Kur [xiv. 44] لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ [Their look shall not revert to them; i. e., shall not be withdrawn by them from that upon which they shall look]. (S, O.) And in the same [xxvii. 40], أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدٌ إِلَيْكَ طَرْفُكَ, [meaning, in like manner, I will bring it to thee before thy look at a thing shall revert to thee, or be withdrawn by thee therefrom: or,] accord. to Fr, meaning before a thing shall be brought to thee from the extent of thy vision: or, as some say, in the space in which thou shalt open thine eye and then close it: or in the space in which one shall reach the extent of thy vision. (O.) and one says, نَظَرَ فُلَانٌ بِطَرْفٍ خَفِىٍّ [Such a one looked with a furtive glance], meaning, contracted his eyelids over the main portion of his eye and looked with the rest of it, by reason of shyness or fear. (Har p. 565.) And تَطْرِفُ الرِّجَالَ [app. meaning She looks at the men] is said of a woman who does not keep constantly to one. (TA. [See مَطْرُوفَةٌ.]) And تَطْرِفُ الرِّيَاضَ رَوْضَةً بَعْدَ رَوْضَةٍ

[app. meaning She looks at the meadows, meadow after meadow, to pasture upon them in succession,] is said of a she-camel such as is termed طَرِفَةٌ [q. v.]. (As, TA.) b3: طَرَفْتُ عَيْنَهُ, (S, O, Msb, in the K طَرَفَ عَيْنَهُ,) aor. and inf. n. as above, (Msb, TA,) I (S, O, Msb) hit, struck, smote, or hurt, his eye with a thing, (S, O, Msb, K, [in the CK شَىْءٌ is put for بِشَىْءٍ,]) such as a garment or some other thing, (TA,) so that it shed tears: and one says of the eye, طُرِفَتْ. (S, O, K. [See another explanation of the latter in the first sentence.]) Ziyád, in reciting a خُطْبَة, said, قَدْ طَرَفَتْ أَعْيُنَكُمُ الدُّنْيَا وَسَدَّتْ مَسَامِعَكُمُ الشَّهَوَاتُ [The good of the present world hath smitten your eyes, and appetences have stopped your ears]. (O.) And one says طَرَفَهُ and ↓ طرّفهُ meaning He, or it, struck, smote, or hurt, his eye. (TA.) And طَرَفَهَا الحُزْنُ وَالبُكَآءُ Grief and weeping hurt it (the eye), so that it shed tears. (TA.) And طَرَفَهَا حُبُّ الرِّجَالِ The love of the men smote her eye, so that she raised her eyes and looked at every one that looked at her; as though a طَرْفَة [or red spot of blood], or a stick or the like, hurt her eye. (Az, TA.) b4: الطَّرْفُ signifies also The slapping with the hand (K, TA) upon the extremity of the eye. (TA.) b5: Then it became applied to signify The striking upon the head. (TA.) b6: طَرَفَهُ عَنْهُ signifies He turned him, or it, away, or back, from him, or it. (S, O, K.) Hence the saying of a poet, (S, O, TA,) 'Amr Ibn-Abee-Rabee'ah, (TA,) or a young woman of the Ansár, (O,) إِنَّكَ وَاللّٰهِ لَذُو مَلَّةٍ

يَطْرِفُكَ الأَدْنَى عَنِ الأَبْعَدِ so in the S; but the right reading is عَنِ الأَقْدَمِ, for the next verse ends with تَصْرِمِى: (IB, TA:) [i. e. Verily thou, by Alláh, art one having a weariness: the nearer turns thee away, or back, from the older:] meaning, he turns away, or back, thy sight from the latter: i. e. thou takest the new (الجَدِيدَ ↓ تَسْتَطْرِفُ), and forgettest the old. (S, TA.) You say, طَرَفْتُ البَصَرَ عَنْهُ (S * Msb) I turned away, or back, the sight from him, or it. (Msb.) And اِطْرِفٌ بَصَرَكَ Turn away, or back, thy sight from that upon which it has fallen and to which it has been extended. (TA.) b7: And طَرَفَهُ عَنَّا شُغْلٌ Business, or occupation, withheld him from us. (TA.) b8: And طَرَفَهُ He drove him away. (Sh, TA.) A2: طَرِفَتْ, (S, O, K,) [aor. ـَ inf. n. طَرَفٌ; (TA;) and ↓ تطرّفت; She (a camel) depastured the sides, or lateral parts, (أَطْرَاف,) of the pasturage, not mixing with the other she-camels, (S, O, K,) tasting, and not keeping constantly to one pasturage. (Har p. 569.) A3: طَرُفَ, (S, O, Msb, K,) inf. n. طَرَافَةٌ, (O, TA,) It (property) was recently, or newly, acquired: (S, O, K: *) or it (a thing) was good [and recent or new or fresh]. (Msb.) b2: And the same verb, (S, K,) inf. n. as above, (S, TA,) He was such as is termed طَرِيفٌ [and طَرِفٌ q. v.] as meaning the contr. of قُعْدُد. (S, K.) 2 طرّفهُ [from the subst. الطَّرْفُ meaning “ the eye ”]: see 1, latter half.

A2: طرّف [from الطَّرَفُ], (S, O, K,) inf. n. تَطْرِيفٌ, (K,) He (a man, S, O) fought around the army; because he charges upon, or assaults, those who form the side, or flank, or extreme portion, of it, (S, O, K,) and drives them back upon the main body: (S, O:) or, as in the M, he fought the most remote thereof, and those that formed the side, or flank, thereof. (TA.) b2: And طرّف عَلَىَّ الإِبِلَ He drove, or sent, back to me those that formed the sides, or extreme portions, of the camels. (O, K.) and طرّف الخَيْلَ He drove back the foremost of the horsemen (O, K, TA) to, or upon, the hindmost of them. (TA.) Accord. to El-Mufaddal, تَطْرِيفٌ, signifies a man's repelling another man from the hindmost of his companions: (O, TA: *) one says, طَرِّفْ عَنَّا هٰذَا الفَارِسَ [Repel thou from our rear this horseman]. (O, TA.) b3: For another signification [from الطَّرَفُ] see 4. b4: [Hence also,] طرّفت بَنَانَهَا She (a woman) tinged, or dyed, the ends (أَطْرَاف, O, Msb, TA) of her fingers with حِنَّآء. (O, Msb, K, * TA.) b5: And تَطْرِيفْ الأُذُنِ The making the ear of a horse to be pointed, tapering, or slender at the extremity. (TA.) [Hence,] Khálid Ibn-Safwán said, خَيْرُ الكَلَامِ مَا طُرِّفَتْ مَعَانِيهِ وَشُرِّفَتْ مَبَانِيهِ (assumed tropical:) [The best of language is that of which the meanings are pointed, and of which the constructions are crowned with embellishments as though they were adorned with شُرَف, pl. of شُرْفَةٌ, q. v.]. (TA: there mentioned immediately after what here next precedes it.) b6: And طرّف الشَّىْءَ [from طَرَفٌ signifying

“ anything chosen or choice ”] means He chose, or made choice of, the thing; as also ↓ تطرّفهُ. (TA. [See also 10.]) b7: طرّف said of a camel means He lost his tooth [or teeth] (O, K, TA) by reason of extreme age. (TA.) 4 اطرف He (a man, K) closed his eyelids. (Ibn-'Abbád, O, K. [See also 1, first sentence.]) A2: اطرف الثَّوْبَ, inf. n. إِطْرَافٌ, He made two ornamental or coloured or figured borders (عَلَمَيْنِ) in the ends, or sides, of the garment (فِى طَرَفَيْهِ); as also ↓ طرّفهُ, inf. n. تَطْرِيفٌ. (Msb: and in like manner the pass. of the former verb is expl. in the S and O, as said of a رِدَآء of خَزّ.) A3: اطرف فُلَانًا He gave to such a one what he had not given to any one before him: (L, K, * TA:) or he gave him a thing of which he did not possess the like, and which pleased him: (TA:) [and he gave him property newly, or recently, acquired.] You say, أَطْرَفَهُ كَذَا and بِكَذَا, meaning أَتْحَفَهُ [He gave him such a thing as a تُحْفَة, i. e. طُرْفَة, q. v.]. (Har p. 54.) b2: [Hence,] اطرف فُلَانٌ signifies جَآءَ بِطُرْفَةٍ, (S, and Har p. 54,) as meaning Such a one brought something newly found, or gained, or acquired: (Har p. 54:) and as meaning he brought a thing that was strange, or extraordinary, and approved, or deemed good: (Id. p. 615:) and as meaning he brought new information or tidings. (Id. p. 32.) And one says, اطرفهُ خَبَرًا [and بِخَبَرٍ (see Har p. 529)] meaning He told him new information or tidings. (Az, TA.) b3: أَطْرَفَ بِهِ مَنْ حَوَالَيْهِ [a phrase used by El-Hareeree] means They who were around him became possessors, thereby, of a new and strange piece of information, (صَارُوا بِسَبَبِهِ ذَوِى طُرْفَةٍ,) and said, مَا أَطْرَفَهُ [How novel and strange is it!], by reason of their wonder at it; so that the verb is intrans., and من is its agent: or it may mean he made to wonder by reason of it those who were around him. (Har p. 474.) A4: الإِطْرَافُ signifies also كَثْرَةُ الآبَآءِ [i. e., app., The being numerous, as said of ancestors, meaning ancestors of note]. (TA.) A5: اطرف البَلَدُ, (S, O, K, TA,) and اطرفت الأَرْضُ, (TA,) The country, and the land, abounded with [the kinds of pasture called]

طَرِيفَة [q. v.]. (S, O, K, TA.) 5 تطرّف [as quasi-pass. of 2 signifies It became pointed, tapering, or slender at the extremity: see ذُبَابُ السَّيْفِ in art. ذب]. b2: [And] i. q. صَارَ طَرَفًا [It became an extremity, or a side; or at, or in, an extremity or a side]. (TA.) b3: كَانَ لَا يَتَطَرَّفُ مِنَ البَوْلِ, in a trad. respecting the punishment of the grave, means He used. not to go far aside from urine. (L, TA. *) b4: تطرّفت said of a she-camel: see 1, near the end. b5: Said of the sun, It became near to setting. (TA.) b6: تطرّف عَلَى القَوْمِ He made a sudden, or an unexpected, attack upon the territory, or dwellings, of the people. (TA.) A2: تطرّف الشَّىْءَ He took from the side of the thing: [and] he took the side of it. (MA.) b2: See also 2, last signification but one.8 اِطَّرَفْتُ الشَّىْءَ, of the measure اِفْتَعَلْتُ, I purchased the thing new. (S, O, K. [See also 10.]10 استطرفهُ He counted, accounted, reckoned, or esteemed, it new; (PS;) or طَرِيف [as meaning newly, or recently, acquired]. (S, O, K.) One says of good discourse, يَسْتَطْرِفُهُ مَنْ سَمِعَهُ [He who has heard it esteems it new]. (K.) b2: and استطرف الشَّىْءَ He found, gained, or acquired, the thing newly. (S, O, K. [See also 8.]) b3: Yousay of a woman who does not keep constantly to a husband, تَسْتَطْرِفُ الرِّجَالَ (assumed tropical:) [She takes, or chooses, new ones of the men]: she who does thus being likened to the she-camel termed طَرِفَةٌ, that depastures the extremities, or sides, of the pasturage, and tastes, and does not keep constantly to one pasturage. (Har p. 569.) See also 1, last quarter. b4: And one says of camels, استطرنت المَرْتَعَ They chose, or selected, the pasturage: or they took the first thereof. (TA. [See also 2, last signification but one.]) طَرْفٌ The eye; a word having no pl. in this sense because it is originally an inf. n., (S, O, K,) therefore it may denote a sing. and may also denote a pl. number [i. e. may signify also eyes]: (S, O, Msb:) or, (K,) as Ibn-'Abbád says, (O,) it is a coll. n. signifying the بَصَر [which has the sing. and the pl. meanings mentioned above, as well as the meaning of the sense of sight], and is not dualized nor pluralized: or, as some say, it has for pl. أَطْرَافٌ: (O, K:) but this is refuted by the occurrence of طَرْف in a pl. sense in the Kur xxxvii. 47 and xxxviii. 52 and lv. 56: (O:) and though الأَطْرَاف is said to occur as its pl. in a trad. of Umm-Selemeh, this is a mistake for الإِطْرَاق: (Z, O:) it is said, however, that its being originally an inf. n. is not a reason for its not being allowable to pluralize it when it has become a subst., and especially when it is not meant to convey the signification of an epithet: (MF:) [but it may be regarded as an epithet; meaning seer, and, being originally an inf. n., seers also; and this is the more probable because]

↓ الطَّوَارِفُ [is an epithet used as a subst., and thus] signifies the eyes, (S, O, K,) as in the saying هُوَ بِمَكَانٍ لَا تَرَاهُ الطَّوَارِفُ [He is in a place in which the eyes will not see him]; (S, * O, * TA;) pl. of ↓ طَارِفَةٌ. (TA.) b2: [Hence,] الطَّرْفُ is the name of (assumed tropical:) Two stars, which precede الجَبْهَةُ, (S, O, K,) so called because (K) they are [regarded as] the two eyes of Leo; one of the Mansions of the Moon: (S, O, K:) [often called الطَّرْفَةُ, q. v.:] the طَرْف of Leo, consisting of two small stars in front of الجَبْهَة, like the فَرْقَدَانِ, but inferior to them in light, and having somewhat of obliquity; the Ninth Mansion of the Moon: (Kzw in his descr. of that Mansion:) or the star [app. lambda] in the face of Leo, together with that which is outside [app. alpha] on the figure of Cancer: (Kzw in his descr. of Leo:) or the bright star [alpha] on the hinder, southern, leg, or foot, [i. e. claw,] of Cancer. (Kzw in his descr. of Cancer.) [See مَنَازِلُ القَمَرِ, in art. نزل.] b3: And طَرْفُ العَيْنِ signifies The eyelid. (TA.) A2: Also طَرْفٌ, A man generous, or noble, (K, TA, [see also طِرْفٌ,]) in respect of ancestry, up to the greatest [i. e. most remote] forefather. (TA.) A3: See also طَرَفٌ, first sentence.

طُرْفٌ: see طَرِيفٌ, with which it is syn., and of which it is also a pl. طِرْفٌ A generous horse: (As, S, O, K:) or, accord. to Er-Rághib, one that is looked at (يُطْرَفُ) because of his beauty; so that it is originally مَطْرُوفٌ, i. e. مَنْظُورٌ; like نِقْضٌ in the sense of مَنْقُوضٌ: (TA:) pl. طُرُوفٌ (As, S, O, K) and أَطْرَافٌ: (O, K:) accord. to Az, an epithet applied peculiarly to the males: (S, O, K: *) or generous in respect of the sires and the dams: (Lth, O, K:) or recently acquired; not of his owner's breeding; fem. with ة, (O, K,) occurring in a verse of El-'Ajjáj: Lth says that they sometimes apply the epithets طِرْفٌ and طِرْفَةٌ as syn. with نَجِيبٌ and نَجِيبَةٌ, in a manner unusual in the language: (O:) accord. to Ks, طِرْفَةٌ is applied as an epithet to a mare: (TA:) and طِرْفٌ signifies also a horse long in the legs or the neck, having the ears pointed, tapering, or slender at the extremities. (TA in the supplement to this art.) b2: And (tropical:) Generous (S, O, TA) as an epithet applied to a young man (S, TA) or to a man; (O, TA;) as also ↓ طَرَفٌ: (O, K:) or a man generous in respect of his male and his female ancestors: (K, * TA:) pl. أَطْرَافٌ: (O, K:) when applied to other than man, its pl. [or rather one of its pls.] is طُرُوفٌ. (K.) b3: See also طَرَفٌ, latter half. b4: And رَجُلٌ طِرْفٌ فِى نَسَبِهِ, (K, TA,) with kesr, (TA,) [in the CK, erroneously, طَرْفٌ,] (assumed tropical:) A man whose nobility is recent: as though a contraction of ↓ طَرِفٌ. (K, TA.) b5: And اِمْرَأَةٌ طِرْفُ الحَدِيثِ, (K, TA,) with kesr, (TA,) [in the CK طَرْف,] A woman whose discourse is good; every one who has heard it esteeming it new (يَسْتَطْرِفُهُ). (K, * TA.) A2: And One desirous of possessing everything that he sees. (K.) b2: See also طَرِفٌ, in two places. b3: And see طَرِيفٌ.

A3: Also Anything of the produce of the earth still in the calyxes thereof. (Ibn-'Abbád, O, K, *) طَرَفٌ The extremity, or end, of anything; [as of a sword, and of a spear, and of a rope, and of the tongue, &c.;] thus accord. to ISd; but in the K this meaning is assigned to ↓ طَرْفٌ: (TA: [several evidences of the correctness of the former word in this sense will be found in the present art.; and countless instances of it occur in other arts. &c.: it seems to have been generally regarded by the lexicographers as too notorious to need its being mentioned:]) and a side; a lateral, or an outward, or adjacent, part or portion; a region, district, quarter, or tract; syn. نَاحِيَةٌ: (S, O, Msb, K:) and a part, portion, piece, or bit, (syn. طَائِفَةٌ,) of a thing: (S, O, K:) it is used in relation to bodies, or material things, and to times &c.; (Er-Rághib, TA;) and is thus used in the sense of طَائِفَة of a people, in the Kur iii. 122; (Ksh;) [and may often be rendered somewhat of a thing, whether material (as land &c.) or not material (as in the T and S voce ذَرْوٌ, where it is used of a saying, and as in the S and A and K in art. هوس &c., where it is used of madness, or insanity, or diabolical possession):] the pl. is أَطْرَافٌ. (O, Msb, K.) b2: [Hence,] الأَطْرَافُ signifies The fingers: and [when relating to the fingers] has no sing. unless this is used as a prefixed noun, as in the saying أَشَارَتْ بِطَرَفِ إِصْبَعِهَا [She made a sign with the end of her finger]: but the pl. is said by Az to be used in the sense of the sing. in the following ex. cited by Fr, يُبْدِينَ أَطْرَافًا لِطَافًا عَنَيَهٌ [so that the meaning is, They show an elegant finger like a fruit of the species of tree called عَنَم]; therefore the poet says عَمَنَه [which is a n. un.: but I think that it is much more reasonable, and especially as the verb is pl., to regard the ه in this case as the ه of pausation, of which see an ex. voce حِينٌ; and accordingly to render the saying, they show elegant fingers like fruits of the عَنَم]. (TA.) It is said in a trad. of Abraham, when he was a little child, جُعِلَ رِزْقُهُ فِى أَطْرَافِهِ [His sustenance was made to be in his fingers]; meaning that he used to suck his fingers and find in them that which nourished him. (TA.) b3: And [hence] أَطْرَافُ العَذَارَى (tropical:) A species of grapes, (A, K, TA,) white and slender, found at Et-Táïf: (A, TA:) or, as in the L, black and long, resembling acorns, likened to the fingers of virgins, that are dyed [with حِنَّآء], because of their length; and the bunch of which is about a cubit long. (TA.) b4: ذُو الطَّرَفَيْنِ is an appellation of A sort of serpent, (K,) a sort of black serpent, (TA,) or the [serpent called] أَسْوَد, (O,) having two stings, one in its nose and the other in its tail, with both of which, (O, K, TA,) so it is said, (O, TA,) it smites, and it suffers not him whom it smites to linger, killing at once. (O, K, TA.) b5: طَرَفَا الدَّابَّةِ sometimes means The fore part and the hinder part of the beast. (TA.) b6: and أَطْرَافُ الجَسَدِ (O) or البَدَنِ (K) means [The extremities of the body; i. e.] the arms or hands, and the legs or feet, and the head: (O, K:) or, as in the L, أَطْرَافٌ is pl. of طَرَفٌ as syn. with شَوَاةٌ [n. un. of شَوًى, q. v.]. (TA.) b7: [And the dual has various other meanings assigned to it, derived from the first of the significations mentioned in this paragraph.] It is said in a trad. (O, K) of the Prophet, (O,) كَانَ إِذَا اشْتَكَى أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ لَمْ تَزَلِ البُرْمَةُ عَلَى النَّارِ حَتَّى يَأْتِىَ عَلَى أَحَدِ طَرَفَيْهِ [It was the case that when any one of his family had a complaint, the cooking-pot did not cease to be on the fire but he arrived at one of his two limits]; meaning (assumed tropical:) convalescence or death; because these are the two terminations of the case of the diseased. (O, K.) b8: And one says, لَا يَمْلِكُ طَرَفَيْهِ (assumed tropical:) He will not have control over his mouth and his anus: referring to him who has drunk medicine or become intoxicated. (AO, ISk, S, O, K.) b9: And فُلَانٌ فَاسِدُ الطَّرَفِيْنِ (assumed tropical:) Such a one is corrupt in respect of the tongue and the فَرْج. (TA.) b10: And لَا يَدْرِى أَىُّ طَرَفَيْهِ أَطْوَلُ, (in the CK يُدْرَى,) [He will not, or does not, know which of his two extremities is the longer,] meaning (tropical:) his ذَكَر and his tongue; (S, O, K, TA;) whence طَرَفٌ is used as signifying (assumed tropical:) the tongue: (TA:) or the meaning is, as some say, (assumed tropical:) which of his two halves is the longer; the lower or the upper: (TA:) or (assumed tropical:) the lineage of his father or that of his mother (O, K, TA) in respect of generosity, or nobility: (O, TA:) i. e., which of his two parents is the more generous, or noble: so says Fr. (TA.) b11: كَرِيمُ الطَّرَفَيْنِ means (tropical:) Generous, or noble, [on both sides, i. e.] in respect of male and female ancestors. (S, O, TA.) b12: And أَطْرَافٌ means also (assumed tropical:) A man's father and mother and brothers and paternal uncles and any relations whom it is unlawful for him to marry. (Az, S, O, K.) b13: And (assumed tropical:) Noble, or exalted, men: (Th, S:) or أَطْرَافُ الأَرْضِ means (tropical:) the noble, or exalted, men, and the learned men, of the earth, or land: (O, K, TA:) one of whom is termed طَرَفٌ, or ↓ طِرْفٌ. (O, See the latter of these words.) And hence, as some explain it, the saying in the Kur [xiii. 41, like one in xxi. 45], أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِى الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا (assumed tropical:) [Have they not seen that we visit, or bring destruction upon, the land, curtailing it of its learned men?]; the meaning being, the death of its learned men: (O, TA:) or, as some say, [curtailing it of its inhabitants and its fruits; for they say that] the meaning is, the death of its inhabitants and the diminution of its fruits: (TA:) or it means, curtailing it of its sides, or districts, one by one: (Az, O, L:) Ibn-'Arafeh says that the meaning is, we lay open by conquest, to the Prophet, (نَفْتَحُ عَلَى النَّبِىِّ,) the country around Mekkeh. (O, TA.) [b14: أَطْرَافُ النَّاسِ also means (assumed tropical:) The lower orders of the people: but this I believe to be post-classical.] b15: طَرَفَىِ النَّهَارِ, in the Kur 11:114, means غُدْوَةً وَعَشِيَّةً [i. e. Morning and afternoon]; by the former being meant daybreak; and by the latter, noon and the عَصْر [q. v.], (Ksh, Bd,) or the عَصْر [only]. (Bd.) And أَطْرَافَ النَّهَارِ, in the Kur 20:130, means At daybreak and at sunset: (Ksh, Bd:) or at noon and at the عَصْر; so says Zj: or, accord. to IAar, in the hours (سَاعَات) of the day: Abu-l-'Abbás says that it means طَرَفَىِ النَّهَارِ. (TA.) b16: [عَلَى طَرَفٍ often occurs as meaning Beside, aside, or apart; like على جَانِبٍ, and على نَاحِيَةٍ: and in like manner the Persians say بَرْ طَرَفْ. b17: and مِنْ طَرَفِ فُلَانٍ is often used as meaning On the part of such a one; but is perhaps post-classical.] b18: And you say, لِلْأَمْرِ طَرَفَانِ [meaning (assumed tropical:) There are two ways of performing the affair, either of which may be chosen; as though it had two ends, or two sides]. (TA voce صَرْعٌ.) And جَعَلَهُ مُطْلَقَ الطَّرَفَيْنِ (assumed tropical:) [He made it allowable, or free, in respect of both the alternatives, either way one might choose to take]. (Msb in art. بوح.) b19: [And hence, perhaps,] طَرَفٌ signifies also (assumed tropical:) Anything chosen or choice: pl. أَطْرَافٌ: [whence]

أَطْرَافُ الحَدِيثِ means (assumed tropical:) Chosen, or choice, subjects of discourse; as also الحَدِيثِ ↓ طَرَائِفُ: and أَطْرَافُ الأَحَادِيثِ means [the same, or] colloquies of friends, consisting of mutual communications, and oblique expressions, and allusions: so says ISd: and this is likewise a meaning of ↓ الطِّرَافُ and السِّبَابُ, which latter [properly signifying “ mutual reviling ”] is given in the K as an explanation of the former. (TA.) b20: Also Flesh, or flesh-meat; syn. لَحْمٌ. (TA.) طَرِفٌ, in the K ↓ طِرْف, but the former is the right, (TA,) A male camel that removes from one pasturage to another; (K, TA;) not keeping constantly to one pasturage. (TA.) And طَرِفَةٌ A she-camel that does not keep constantly to one pasturage; (S, O, K;) that depastures the extremities, or sides, of the pasturage, and tastes, and does not keep constantly to one pasturage: (Har p. 569:) or, accord. to As, that looks at the meadows (تَطْرِفُ الرِّيَاضَ), meadow after meadow [app. to pasture upon them in succession]: (TA:) and ↓ مُسْتَطْرِفَةٌ, so applied, signifies the same as طَرِفَةٌ: (TA, but not as on the authority of As:) and ↓ مِطْرَافٌ, so applied, that will not feed upon a pasturage unless she choose anew, or take the first of, (حَتَّى تَسْتَطْرِفَ,) another. (As, S, O, K.) b2: And [hence (see 10)] طَرِفٌ applied to a man signifies (assumed tropical:) That does not keep constantly to a wife, or woman, nor to a companion: (S, O, K:) and ↓ طِرْف, thus accord. to the K, (TA, [in which it is said that by rule it should be طَرِفٌ, as above,]) a man who does not keep constantly to the companionship of one person, by reason of his weariness. (K.) And ↓ مُتَطَرِّفَةٌ applied to a woman (assumed tropical:) That chooses new ones of the men (تَسْتَطْرِفُ الرِّجَالَ), not keeping constantly to a husband; as being likened to the she-camel termed طَرِفَةٌ. (Har p. 569.) A2: And طَرِفٌ, applied to a she-camel, (O, K, [but in some of the copies of the latter, where it follows next after another explanation of the epithet thus applied, mentioned above, “or,”]) accord. to IAar, Whose fore part of the head has gradually shed its hair (الَّتِى تَحَاتَّ مُقَدَّمُ الرَّأْسِ فِيهَا, O) or whose fore part of her mouth has shed its teeth one after another (التى تَحَاتَّ مُقَدَّمُ فِيهَا, K) by reason of extreme age. (O, K. [See 2, last sentence.]) A3: Also, and ↓ طَريفٌ (assumed tropical:) Contr. of قُعْدُدٌ; (S, M, K, TA;) i. e., as the latter is further expl. in the S, and each in the M, having many ancestors, up to the greatest [i. e. most remote] forefather; and J adds that sometimes it is used in praise: thus also As explains النَّسَبِ ↓ طَرِيفُ: accord. to IAar, طَرِيفٌ signifies منحدر فى النَّسَبِ [app. مُنْحَدِرٌ, as though meaning of long descent]; and he says that it is with the Arabs more noble than قُعْدُدٌ: the pl. of طَرِفٌ as meaning the contr. of قُعْدُدٌ is طَرِفُونَ; and the pl. of ↓ طَرِيفٌ in the same sense is طُرُفٌ and طُرَفٌ and طُرَّافٌ, the second and third of which pls. are anomalous. (TA.) b2: [طَرِفٌ seems also to have the contr. meaning; or (assumed tropical:) One whose nobility is recent: and the like is said of قُعْدُدٌ; that it has two contr. meanings:] see طِرْفٌ.

طَرْفَةٌ [A wink, i. e.] a closing of one of the eyelids upon the other: (S, O, K:) or [a twinkling of the eye, i. e.] a putting the eyelids in motion or in a state of commotion. (K.) One says أَسْرَعُ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنٍ [Quicker than a wink, or a twinkling of an eye]. (S, O.) And مَا يُفَارِقُنِى طَرْفَةَ عَيْنٍ [He does not separate himself from me during a wink, or a twinkling of an eye]. (TA.) b2: Also A red spot of blood, in the eye, occasioned by a blow or some other cause. (S, O, K.) b3: And A brand, or mark made with a hot iron, having to it no أَطْرَاف [or sides, or lateral portions], being only a line. (Ibn-'Abbád, O, K.) A2: And الطَّرْفَةُ A certain star or asterism (نَجْمٌ). (K. [There thus mentioned as though different from the asterism commonly called الطَّرْفُ, which I do not believe to be the case: see the latter appellation.]) طُرْفَةٌ A hurt of the eye, occasioning its shedding tears. (K.) A2: And Newly-acquired property; (S, O, K;) anything that one has newly acquired, and that pleases him; as also ↓ أُطْرُوفَةٌ; (TA;) a thing newly acquired; (Har p. 54;) and a thing that is strange and deemed good; (Id. p.

615;) [a pleasing rarity;] a welcome, or pleasing, thing; (KL;) and a gift not given to any one before; (K, * TA;) and a gift of which the recipient did not possess the like, and which pleases him; (TA;) [generally, a novel, or rare, and pleasing, present; like تُرْفَةٌ and تُحْفَةٌ:] pl. طُرَفٌ. (Har p. 32.) [See also طَرِيفٌ and طَرِيفَةٌ.]

طَرَفَةٌ A single tree of the species called طَرْفَآء, q. v. (AHn, S, O, K.) طُرْفَى Remoteness in lineage from the [chief, or oldest,] ancestor: قُعْدَى is nearer therein. (IB, TA.) [See طَرِفٌ.]

طَرْفَآء [accord. to some طَرْفَآءٌ and accord. to others طَرْفَآءُ, as will be seen from what follows,] A kind of trees, (S, O, K,) of which there are four species, one of these being the أَثْل [q. v.]: (K:) [or it is different from the أَثْل: the name is now generally applied to the common, or French, tamarisk; tamarix gallica of Linn.: (Forskål's Flora Aegypt. Arab. p. lxiv. no. 181; and Delile's Floræ Aegypt. Illustr. no. 349:)] AHn says, it is of the kind called عِضَاه; its هَدَب [q. v.] are like those of the أَثْل; it has no wood fit for carpentry, coming forth only as even and smooth rods towards the sky; and sometimes the camels eat it as حَمْض [q. v.] when they find no other حَمْض: AA, he adds, says that it is a sort of حَمْض: (TA:) the n. un. is ↓ طَرَفَةٌ, (AHn, S, O, K,) [which is irreg.,] and طَرْفَآءَةٌ, (AHn, O, K, [in the CK, erroneously, طَرْفَاةٌ,]) [and this requires طَرْفَآء to be with tenween, as a coll. gen. n.,] or, accord. to Sb, طَرْفَآء is sing. and pl.: (S, O:) or it is a pl. [or quasi-pl. n.] of طَرَفَةٌ, like as شَجْرَآءُ is of شَجَرَةٌ: (S in art. شجر: [see شَجَرٌ:]) or it is coll. gen. n.: accord. to IJ, the ء in طَرْفَآء is a denotative of the fem. gender; but in طَرْفَآءَةٌ, the ة is a denotative of the fem. gender, and the ء is augmentative. (M, TA.) b2: Also A place of growth of the طَرَفَة. (TA.) طِرَافٌ The portion that is taken [app. meaning cut] from the extremities (أَطْرَاف) of corn, or seed-produce. (Ibn-'Abbád, O, K.) b2: تَوَارَثُوا المَجْدَ طِرَفًا means عَنْ شَرَفٍ [i. e. They inherited, one after another, glory from nobility of ancestry]. (Ibn-'Abbád, O, K.) b3: See also طَرِيفٌ. b4: and see طَرَفٌ, last sentence but one.

A2: Also A tent of skin, or leather, (S, K, TA,) without a كِفَآء

[q. v., for it is variously explained]; of the tents of the Arabs of the desert. (TA.) طَرِيفٌ: see مَطْرُوفٌ.

A2: Also, (S, O, Msb, K,) and ↓ طَارِفٌ, (S, O, K,) and ↓ طِرَافٌ, (K,) [of which last it seems to be said in the supplement to this art. in the TA, that it may be either a pl. or a syn. of طَرِيفٌ,] Property newly acquired; (S, O, Msb, K;) as also ↓ طِرْفٌ and ↓ طُرْفٌ and ↓ مُطْرِفٌ (K) and ↓ مُسْتَطْرَفٌ; (TA;) [and it is said in one place in the TA that ↓ مِطْرَفٌ and ↓ مَطْرَفٌ are dial. vars. of مُطْرِفٌ; but I think that this last word is probably a mistake for ↓ مُطْرَفٌ;] contr. of تَلِيدٌ (S, O, Msb) and تَالِدٌ (S, O) [and تِلَادٌ]: pl. of the first and third طُرْفٌ. (K.) b2: Also, the first, A thing that is good [and recent or new or fresh]: (Msb:) what is strange, (IAar, K, TA,) [or rare,] and coloured, or of various colours, (IAar, TA,) [or pleasing to the eye,] of fruits and other things, (IAar, K, TA,) مِمَّا يستطرف بِهِ [in which يستطرف is evidently a mistranscription for يُطْرَفُ, i. e., of such things as are given as طُرَف (pl. of طُرْفَة) meaning rare and pleasing gifts]. (TA, from IAar.) b3: See also طَرِفٌ, latter part, in three places.

طَرِيفَةٌ The plant called نَصِىّ when it has become white (S, O, K, TA) and dry: (TA:) or when it has attained its full perfection; (ISk, S, O, K, TA;) and the plant called صِلِّيَان in this same state: (ISk, S, O, TA:) or the first of any herbage that the cattle choose and depasture: (TA:) or the best of pasturage, except such as is termed عُشْب; including the sorts termed نَصِىّ and صِلِّيَان and عَنْكَث and هَلْتَى and سَحَم and ثَغَام. (O, TA.) b2: [As a subst. from طَرِيفٌ, rendered such by the affix ة, it signifies Anything new, recent, or fresh: and anything choice: pl. طَرَائِفُ. (See also طُرْفَةٌ.) Hence, طَرَائِفُ البَيْتِ The choice articles, such as vessels &c., of the house: see رَفٌّ. And hence also,] طَرَائِفُ الحَدِيثِ: see طَرَفٌ, last sentence but one.

طَارِفٌ: see طَرِيفٌ.

طَارِفَةٌ [a subst. from طَارِفٌ, rendered such by the affix ة]: pl. طَوَارِفٌ: see طَرْفٌ, in two places. b2: [Also, app., A thing that causes a twinkling, or winking, of the eye. Whence, app.,] one says, جَآءَ بِطَارِفَةِ عَيْنٍ, meaning (tropical:) He (a man, S, O) brought much property, or many cattle. (S, O, K, TA.) b3: The phrase مَا أَبْرَزَتْهُ طَوَارِفُ القَرَائِحِ, in which طَوَارِفُ is pl. of طَارِفَةٌ, from طَارِفٌ signifying property “ newly acquired,” means مَا

أَحْدَثَتْهُ القَرَائِحُ المُتَأَخِّرَةُ [i. e. What the modern excogitative faculties have originated]. (Har p.

63.) A2: طَوَارِفُ الخِبَآءِ means The portions of the sides of the tent that are raised for the purpose of one's looking out: (S, O, K:) or, as some say, rings attached to the skirts (رُفُوف) of the tent, having ropes by which they are tied to the tentpegs. (TA.) A3: And سِبَاعٌ طَوَارِفُ means Beasts of prey that seize, or carry off by force, the animals that are the objects of the chase. (O, K.) هُوَ أَطْرَفُهُمْ He is the most remote of them from the greatest [or earliest] ancestor. (Lh, TA.) أُطْرُوفَةٌ: see طُرْفَةٌ.

اِخْتَضَبَتْ تَطَارِيفَ She (a woman) dyed [with حنَّآء] the ends of her fingers. (O, K.) مَطْرَفٌ: see مِطْرَفٌ: b2: and see also طَرِيفٌ.

مُطْرَفٌ: see مِطْرَفٌ: and مُطْرِفٌ: and see also طَرِيفٌ.

مُطْرِفٌ [act. part. n. of 4, q. v.]. b2: أَنْشِدِ البَيْتَيْنِ المُطْرِفَيْنِ, a phrase used by El-Hareeree, means Recite thou the two verses that adduce what is strange, or extraordinary, and approved, or deemed good: or, as some relate it, ↓ المُطْرَفَيْنِ, expl. by Mtr as meaning that are ornamented at their two extremities; like the رِدَآء called مُطْرَف: or ↓ المُطَرَّفَيْنِ, meaning, if correctly related, that are beautified, and excite admiration, in the first and last foot; as being likened to the horse termed مُطَرَّفٌ, that is white in the head and the tail: and المطرّفين [i. e. المُطَرَّفَيْنِ] may mean المستطرفين [i. e. المُسْتَطْرَفَيْنِ]. (Har p. 615: in the next p. of which, an ex. is given.) b3: See also طَرِيفٌ.

مِطْرَفٌ (S, O, L, Msb, TA) and ↓ مُطْرَفٌ, (S, O, L, Msb, K, TA,) the latter, only, mentioned in the K, (TA,) and this is the original form, because it is from أَطْرِفَ, but the dammeh was deemed difficult of pronunciation, and therefore kesreh was substituted for it, (Fr, S, O, TA,) like as is the case in مِصْحَفٌ [q. v.], (Fr, TA,) and IAth mentions also ↓ مَطْرَفٌ, (TA,) A garment, (Msb,) or [such as is termed] رِدَآء, (S, O, K,) of [the kind of cloth called] خَزّ, (S, O, Msb, K,) square, or four-sided, (S, O, K,) having ornamental or coloured or figured, borders (أَعْلَام): (S, O, Msb, K:) or a garment having, in its two ends, or sides, (فِى طَرَفَيْهِ,) two such borders (عَلَمَانِ): (Fr, TA:) or a square, or four-sided, garment of خَزّ: (Msb:) pl. مَطَارِفُ. (S, O, Msb, K.) b2: مَطَارِفُ is also applied to (assumed tropical:) Clouds [as being likened to the garments thus called]. (TA in art. دكن.) b3: See also طَرِيفٌ.

مُطَرَّفٌ A horse white in the head and the tail, the rest of him being of a different colour: and in like manner black in the head and the tail. (S, O, K.) And, accord. to AO, أَبْلَقُ مُطَرَّفٌ A horse white in the head: and likewise white in the tail and the head. (TA.) And شَاةٌ مُطَرَّفَةٌ A sheep or goat black in the end of the tail, in other parts white: (S, O, K:) or white in the ends of the ears, and for the rest part black: or black in the ends of the ears, and for the rest part white. (TA.) b2: See also مُطْرِفٌ. And see سَجْعٌ. b3: In a verse of Sá'ideh the Hudhalee, as some relate it, but accord. to others it is مُطَرِّف [q. v.], (O, TA,) describing a horse, (O,) it signifies مُرَدَّدٌ فِى الكَرَمِ [app. meaning Repeatedly improved in generosity by descent from a number of generous sires and dams]. (O, TA.) b4: See also مُسْتَطُرَفٌ.

مُطَرِّفٌ A man who fights around the army: (O, K, TA: [see 2, second sentence:]) or, as some say, who fights the أَطْرَاف [app. meaning noble, or exalted, pl. of طَرَفٌ q. v., or of طِرْفٌ,] of men. (TA.) b2: In a verse of Sá'ideh the Hudhalee, (O, TA,) describing a horse, (O,) that repels those that form the side, or flank, of the horses and of the [hostile] company of men: but as some relate it, the word is مُطَرَّف [q. v.]. (O, TA.) مِطْرَافٌ: see طَرِفٌ, former half.

مَطْرُوفٌ [pass. part. n. of طَرَفَ, q. v.]. Yousay, فُلَانٌ مَطْرُوفُ العَيْنِ بِفُلَانٍ, meaning Such a one is, exclusively of others, looked at by such a one. (S, O.) b2: And عَيْنٌ مَطْرُوفَةٌ An eye of which the lids are put in motion or in a state of commotion, by looking. (As, TA.) [And] An eye, hit, struck, smitten, or hurt, with a thing, so that it sheds tears. (S, O, K.) And ↓ طَرِيفٌ applied to an eye signifies the same as مَطْرُوفَةٌ [in one of these senses, but in which of them is not said]. (TA.) b3: مَطْرُوفَةٌ applied to a woman means As though her eye were hit, struck, smitten, or hurt, with something, (O, and EM p. 83,) so that it shed tears, (O,) by reason of the languish of her look; (EM ibid;) and this is said to be its meaning in the saying of Tarafeh, إِذَا نَحْنُ قُلْنَا أَسْمِعِينَا انْبَرَتْ لَنَا عَلَى رِسْلِهَا مَطْرُوفَةً لَمْ تَشَدَّد (O, EM,) i. e. When we say, “Sing thou to us,”

she betakes herself to us in her gentle way, as though her eye were hurt by something, by reason of the languish of her look, not straining herself in her singing; but as some relate the verse, the word is مَطْرُوقَةً, meaning “ weakly: ” (EM:) or it means whose eye the love of men has smitten, so that she raises her eyes and looks at every one that looks at her; as though a طَرْفَة [or red spot of blood], or a stick or the like, hurt her eye: (Az, TA:) or having a languishing eye; as though it were turned away, or back, (طُرِفَتٌ,) from everything at which it looked: (IAar, TA:) or as though her eye were turned away, or back so that it, or she, is still: (TA:) or (assumed tropical:) who looks at the men (تَطْرِفُ الرِّجَالَ); i. e. (assumed tropical:) who does not keep constantly to one; the pass. part. n. being put in the place of the act.; but Az says that this explanation is at variance with the original purport of the word: (TA:) or مَطْرُوفَةٌ بِالرِّجَال means (tropical:) a woman who raises, or stretches and raises, her eye at men, (S, O, K, TA,) and turns away her look from her husband, to others, (S, TA, *) and in whom is no good: (TA:) or (assumed tropical:) who looks not at any but the men; (K;) or مَطْرُوفَةُ العَيْنِ بِالرِّجَالِ has this meaning. (AA, TA.) A2: أَرْضٌ مَطْرُوفَةٌ Land abounding with the herbage called طَرِيفَة. (S, O, K.) مُطَّرَفٌ A camel newly purchased: (S:) or purchased from another part of the country, and therefore yearning for his accustomed place. (IB, TA.) مُتَطَرِّفٌ A man who does not, or will not, keep constantly to an affair; [but I think that امر (which I have rendered “ an affair ”) in my original is evidently a mistranscription for امْرَأَة, i. e. a woman, or wife;] as also ↓ مُسْتَطْرِفٌ. (TA.) See also طَرِفٌ.

مُسْتَطْرَفٌ: see طَرِيفٌ. b2: فَعَلْتُهُ فِى مُسْتَطْرَفِ الأَيَّامِ I did it in the first, or first part, of the days; (فى مُسْتَأْنَفِهَا;) as also الايّام ↓ فى مُطَرَّفِ. (S, O, K.) مُسْتَطْرِفٌ: see مُتَطَرِّفٌ. See also طَرِفٌ.
طرف
الطَّرْفُ: العَيْنُ، لَا يُجْمَعُ لأَنَّه فِي الأَصلِ مَصْدَرٌ فيكونُ واحِداً، ويكونُ الأَصلِ مَصْدَرٌ فيكونُ واحِداً، ويكونُ جمَاعَة، قَالَ الله تَعَالَى: لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهمُ طَرْفُهُم كَمَا فِي الصِّحاح. أَو هُوَ: اسمٌ جامِعٌ للبَصَرِ قَالَه ابنُ عَبَّادٍ، وَزَاد الزَّمَخْشَرِيُّ: لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ لأَنَّه مصدَرٌ، وَلَو جُمِعَ لم يُسْمَعْ فِي جَمْعِهِ أَطْراف، وقالَ شيخُنا عندَ قولِه: لَا يُجْمَع: قلتُ: ظاهِرُه، بلْ صَرِيحُه أَنَّهُ لَا يَجُوزُ جَمْعُه، ولَيْسَ كَذَلِك، بل مُرادُهمُ أَنَّه لَا يُجْمَعُ وُجوباً، كَمَا فِي حاشيةِ البَغْدادِيِّ على شرح بانَتْ سُعاد وَبعد خُرُوجه عَن المَصْدَرِيَّةِ، وصَيْرُورَتِه اسْما من الأَسْماءِ، لَا يُعْتَبَرُ حُكْمُ المَصْدَرِيَّةِ، ولاسِيَّما وَلم يَقْصِدْ بِهِ الوَصْفَ، بل جَعَله اسْماً، كَمَا هُوَ ظاهِرٌ وَقيل: أَطْرافٌ ويَرُدُّ ذَلِك قولُه تَعالى: فيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ وَلم يَقُل: الأَطْراف وَروَى القُتَيْبِيُّ فِي حديثِ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَت لعائِشَةَ رَضِي الله عنهُما: حُمادَيَاتُ النِّساءِ غَضُّ الأَطْرافِ قَالَ: هُوَ جمع طَرْفِ العَيْن، أَرادَتْ غَضَّ البَصَرِ، وَقد رُدَّ ذَلِك أَيضاً، قَالَ الزَّمخْشَرِيُّ: وَلَا أَكادُ أَشُكُّ فِي أَنَّه تَصْحِيفٌ، والصَّوابُ: غَضُّ الإِطْراقِ أَي: يَغْضُضْنَ من أَبصارِهِنَّ مُطْرِقاتٍ رامياتٍ بأَبْصارِهِنَّ إِلى الأَرْضِ. وَقَالَ الرّاغِبُ: الطَّرْفُ: تَحْرِيكُ الجَفْنِ، وعُبِّرَ بِهِ عَن النَّظَر إِذْ كانَ تحريكُ الجَفْنِ يُلازمُه النَّظَرُ، وَفِي العُبابِ: قولُه تَعَالَى: قَبْلَ أَنْ يرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ قالَ الفَرّاءُ: معناهُ قبلَ أَنْ يَأْتِيكَ الشيءُ من مَدِّ بَصَرِكَ، وقيلَ: بمِقْدارِ مَا تَفْتَحُ عينَكَ ثمَّ تَطْرِفُ، وَقيل: بمِقْدارِ مَا يَبْلُغُ البالِغُ إِلى نهايَةِ نَظَرِكَ. والطَّرْفُ أَيْضاً: كَوْكَبانِ يُقْدُمانِ الجَبْهَةَ، سُمِّيا بذلك لأَنَّهُما عَيْنا الأَسدِ، يَنْزِلُهُما القَمَرُ نَقله الجوهريُّ. والطَّرْفُ: اللَّطْمُ باليَدِ على طَرفِ العَيْنِ، ثمَّ نُقِلَ إِلَى الضَّرْبِ عَلَى الرَّأْسِ. والطَّرْفُ: الرَّجُلُ الكَرِيمُ الآباءِ إِلى الجَدِّ الأَكْبَرِ. والطَّرْفُ: مُنْتَهَى كُلِّ شيءٍ ومُقْتَضَى سِياقِ ابنِ سِيدَه أَنَّه الطَّرَفُ، مُحَرَّكَةً، فليُنْظَرْ. وبَنُو طَرْفٍ: قومٌ باليَمَنِ لَهُم بَقِيَّةٌ الْآن.
والطَّرْفُ بالكَسْرِ: الخِرْقُ الكَرِيمُ الطَّرَفَيْنِ مِنّا يريدُ الآباءَ والأُمَّهاتِ، وَهُوَ مجازٌ. وَقَوله: مِنّا، أَي من بَنِي آدَمَ، واقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ على الكَرِيمِ، وَلم يُقَيِّد بالطَّرَفَيْنِ، وقالَ: من الفِتْيانِ، زادَ فِي اللِّسانِ: وَمن الرِّجالِ ج: أَطْرافٌ وأَنْشدَ ابنُ الأَعْرابيّ لابنِ أَحْمَرَ: (عَلَيْهِنَّ أَطْرافٌ من القَوْمِ لم يَكُنْ ... طَعامُهُمْ حَبّاً بزُغْمَةَ أَسْمَرَا)
يَعْنِي العَدَسَ، وزُغْمَةُ: اسمُ مَوْضِع. والطِّرْفُ أَيضاً: الكَرِيمُ الطَّرَفَيْنِ من غَيْرِنا وحِينَئِذٍ ج: طُرُوفٌ لَا غيرُ. والطِّرْفُ أَيضاً: الكَرِيمُ من الخَيْلِ العَتِيقُ، قَالَ الرّاغِبُ: وَهُوَ الَّذي يُطْرِفُ من) حُسْنِه، فالطِّرْفُ فِي الأَصْلِ هُوَ المَطْرُوفُ، أَي: المَنْظُورُ، كالنِّقْضِ بِمَعْنى المَنْقُوضِ، وَبِهَذَا النَّظَرِ قِيلَ لَهُ: هُوَ قَيْدُ النَّواظِر، فِيمَا يَحْسُنُ حَتَّى يَثْبُتَ عَلَيْهِ النَّظَرُ، وَهُوَ مَجازٌ. أَو الطِّرْفُ: هُوَ الكَرِيمُ الأَطْرافِ من الآباءِ والأُمَّهاتِ وَهَذَا قولُ اللَّيْثِ. أَو هُوَ نَعْتٌ للذُّكورِ خاصَّةً قَالَه أَبو زَيْدٍ ج: طُرُوفٌ وأَطْرافٌ قَالَ كعبُ بن مالِكٍ الأَنْصارِيُّ:
(نُخَبِّرُهُمْ بأَنّا قَدْ جَنَبْنَا ... عِتاقَ الخَيْلِ والبُخْتَ الطُّرُوفَا)
أَو هُوَ المُسْتَطْرَفُ الَّذِي ليسَ من نِتاجِ صاحِبِه نَقَلَه اللَّيْثُ وَهِي بهاءٍ قالَ العَجّاجُ: وطِرْفَةٍ شُدَّتْ دِخالاً مُدْمَجَا جَرْداءَ مِسْحاجٍ تُبارِي مِسْحَجَا وقالَ اللَّيْثُ: وَقد يَصِفُونَ بالطِّرْفِ والطِّرْفَةِ النَّجِيبَ والنَّجِيبَةَ، على غير استعمالٍ فِي الكَلامِ، وقالَ الكِسائِيُّ: فَرَسٌ طِرْفَةٌ بالهاءِ للأُنْثَى: صارِمَةٌ، وَهِي الشَّدِيدَةُ. والطِّرْفُ أَيضاً: مَا كانَ فِي أَكْمامِهِ من النَّباتِ قالَه ابنُ عَبّادٍ. والطِّرْفُ أَيضاً: الحَدِيثُ المُسْتفادُ من المالِ، ويُضَمُّ، كالطّارِفِ والطَّرِيفِ والمُطرِفِ الأَخيرُ كمُحْسِنٍ، وَهُوَ خلافُ التّالِدِ والتَّلِيدِ. ويَقُولونَ: مالَه طارِفٌ وَلَا تالِدٌ، وَلَا طَرِيفٌ وَلَا تَلِيدٌ، فالطّارِفُ والطَّرِيفُ: مَا استَحْدَثْتَ من المالِ واسْتَطْرَقْتَه، والتّالِدُ والتَّلِيدُ: مَا وَرِثْتَه من الآباءِ قَدِيماً. والطِّرْفُ أَيْضاً: الرَّجُلُ لَا يَثْبُتُ على صُحْبَةِ أَحَدٍ لمَلَلهِ. وَفِي الصِّحاحِ: رَجلٌ طِرْفٌ: لَا يَثْبُتُ على امْرَأَةٍ وَلَا صاحبٍ، غير أَنَّه ضَبَطَه ككَتِفٍ، وَهُوَ القِياسُ، ومثلُه فِي العُبابِ. والطِّرْفُ أَيضاً: الجَمَلُ يَنْتَقِلُ مِنْ مَرْعىً إِلى مَرْعىً لَا يَثْبُت على رِعْيٍ واحدٍ، وَهَذَا أَيضاً الصَّوابُ فِيهِ الطَّرِفُ، ككَتِفٍ. ورَجُلٌ طِرْفٌ فِي نَسَبِه بالكَسْرِ: أَي حَدِيثُ الشَّرَفِ لَا قَدِيمُه كأَنَّه مُخَفَّفٌ من طرِفٍ، كَكَتِفٍ. والطِّرْفُ أَيضاً: الرَّغِيبُ العَيءنِ الذِي لَا يَرَى شَيْئاً إِلا أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَه. ويُقالُ: امْرَأَةٌ طِرْفُ الحَدِيثِ بالكسرِ. أَي: حَسَنَتْه يَسْتَطْرِفُه كلُّ مَنْ سَمِعَه. والطُّرْفُ بالضمِّ: جَمْعُ طِرافٍ وطَرِيفٍ ككِتابٍ وأَمِيرٍ، وهما بمعنَى المالِ المُسْتَحْدَثِ، وذَكَر طِرافاً هُنا وَلم يذْكُرُه مَعَ نظائِرِه الَّتِي تَقَدَّمَتْ، وَهُوَ قُصُورٌ لَا يَخْفَى، وسَنُورِدُهُ فِي المُسْتَدْرَكاتِ. والطَّرْفَةُ، بالفتحِ: نَجْمٌ. وَفِي الصِّحاحِ: الطَّرْفَةُ: نُقْطَةٌ حَمْراءُ من الدَّمِ تَحْدُثُ فِي العَيْنِ مِنْ ضَرْبَةٍ وغَيْرِها وَقد ذَكَرَ لَهَا الأَطِبَّاءُ أَسْباباً وأَدْويَةً. وسِمَةٌ لَا أَطْرَافَ لَهَا، إِنّما هِي هِيَ خَطٌّ. والطَّرْفاءُ: شَجَرٌ، وَهِي أَرْبَعَةُ أَصنافٍ، مِنْهَا: الأَثلُ وقالَ أَبو حَنيفَةَ: الطَّرْفاءُ من العِضاهِ، وهُدْبه مثلُ هُدْبِ الأَثْلِ، وليسَ لَهُ خَشَبٌ، وإِنّما يُخْرِجُ عِصِيّاً سَمْحَةً فِي)
السَّماءِ، وَقد تَتَحَمَّضُ بِهِ الإِبلُ إِذا لم تضجِدْ حَمْضاً غَيْرَه، قَالَ: وقالَ أَبو عَمْروٍ: الطَّرْفاءُ: من الحَمْضِ، الواحِدَةُ طَرْفاءَةٌ، وَطَرَفَةُ مُحَرَّكَةً قَالَ سِيبَوَيْهِ: الطَّرْفاءُ واحِدٌ وجَمِيعٌ، والطَّرْفاءُ: اسمٌ للجَمْعِ، وقِيلَ: واحِدَتُها طَرْفاءَةٌ، وَفِي المُحْكَم: الطَّرَفَةُ: شَجَرَةٌ، وَهِي الطَّرَفُ، والطَّرْفاءُ: جَماعَةُ الطَّرَفَةِ، وقالَ ابنُ جِنِّي: من قالَ: طَرْفاءُ فالهَمْزةُ عندَه للتّأْنِيثِ، وَمن قالَ طَرْفاءَةٌ فالتاءُ عندَه للتَّأْنِيثِ، وَمن قالَ طَرْفاءَةٌ فالتاءُ عندَه للتَّأْنيثِ، وأَما الهَمْزَةُ على قولِه فزائِدَةٌ لغيرِ التَّأْنيثِ.
قالَ أَبو عمْروٍ: وبِها لُقِّبَ طَرَفَةُ ابنُ العَبْدِ بنِ سُفْيانَ بنِ سَعْدِ بنِ مالِكِ بنِ ضُبَيْعَةَ بنِ قَيْسِ بنِ ثَعْلَبَة الحَصْنِ واسْمُه عَمْروٌ وهكَذا صَرَّح بِهِ الجَوْهَرِيُّ أَيضاً، أَو لُقِّبَ بقَوْلِه:
(لَا تُعْجِلاَ بالبُكاءِ اليَوْمَ مُطَّرِفاً ... وَلَا أَمِيرَيْكُما بالدّارِ إِذْ وَقَفَا)
كَمَا فِي العُبابِ. وَفِي الشُّعراءِ طَرَفَةُ الخُزَيْمِي هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وَفِي العُبابِ الخُزَمِيّ مِن بَنِي خُزَيْمَةَ بنِ رَوَاحَةَ بنِ قُطَيْعَةَ بنِ عَبْسِ بنِ بَغِيضٍ. وطَرَفَةُ العامِرِيُّ، من بَنِي عامِرِ بنِ رَبِيعَةَ.
وطَرَفَةُ بنُ أَلاءَةَ بنِ نَضْلَةَ الفَلَتانِ بنِ المُنْذِرِ بنِ سَلْمَى بنِ جَنْدَلِ بنِ نَهْشَلِ بنِ دارِمٍ الدَّارِمِيُّ.
وطَرَفَةُ بنُ عَرْفَجَةَ بنِ أَسْعَدَ بنِ كَرِب التَّيْمِيُّ الصَّحابِيُّ رضِيَ الله عَنهُ، وَهُوَ الَّذي أُصِيبَ أَنْفُهُ يومَ الكُلابِ، فاتَّخَذَها من وَرِقٍ، فأَنْتَنَ فرُخِّصَ لَهُ فِي الذَّهَبِ. وقِيلَ: الّذي أُصِيب أَنْفُه هُوَ والِدُه عَرْفَجَةُ، وَفِيه خِلافٌ، تَفَرَّدَ عَنهُ حَفِيدُه عبدُ الرَّحْمنِ بنُ طَرَفَة بنِ عَرْفَجَةَ. ومَسْجِدُ طَرَفَةَ بقُرْطُبَةَ: م معروفٌ، وإِليه نُسِبَ مُحمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بن مُطَرِّفٍ الطَّرَفِيُّ الكِنانِيُّ، إِمامُ هَذَا المَسْجِدِ، أَخَذَ عَن مَكِّيٍّ، واختَصَر تفسيرَ ابنِ جَرِيرٍ، قالَهُ الحافِظُ. وتَمِيمُ بنُ طَرَفَةَك مُحَدِّثٌ. وامْرأَةٌ مَطْرُوفَةٌ بالرِّجالِ: إِذا طَمَحَتْ عَيْنُها إِليهِمْ وتَصْرِفُ بَصَرَها عَن بَعْلِها إِلى سِواه فَلَا خَيْرَ فِيهَا، وَهُوَ مَجازٌ، قَالَ الحُطَيْئَةُ:
(وَمَا كُنْتُ مثلَ الهالِكِيِّ وعِرْسِه ... بَغَى الوُدَّ من مَطْرُوفَةِ العَيْنِ طامِحِ)
وَقَالَ طَرَفَةُ بنُ العَبْدِ:
(إِذا نَحْنُ قُلْنَا: أَسْمِعِينَا، انْبَرَتْ لَنا ... عَلَى رِسْلِها مَطْرُوفَةً لَمْ تَشَدَّدِ)
وقيلَ: امرأَةٌ مَطْرُوقَةٌ: تَطْرِفُ الرِّجالَ، أَي: لَا تَثْبُتُ على واحدٍ، وُضِع المفعولُ فِيهِ موضِعَ الفاعِلِ، وَقَالَ الأَزْهَريُّ: هَذَا التَّفْسِيرُ مخالِفٌ لأَصْلِ الكَلِمَةِ، والمَطْرُوفَةِ من النِّساءِ: الَّتِي قد طَرَفَها حُبُّ الرِّجالِ، أَي: أَصابَ طَرْفَها، فَهِيَ تَطْمَحُ وتُشْرِفُ لكلِّ من أَشْرَفَ لَهَا، وَلَا تَغُصُّ طَرْفَها، كأَنَّما أَصابَ طَرْفَها طُرْفَةٌ أَو عُودٌ، وَلذَلِك سُمِّيَتْ مطْرُوقَةً أَو المَعْنَى: كأَنَّ عَيْنَها) طُرِفَتْ، فَهِيَ ساكِنَةٌ، وقالَ أَبو عَمْروٍ: يُقال: هِيَ مَطْرُوفَةُ العَيْنِ بهم: إِذا كانَتْ لَا تَنْظُرُ إِلاّ إِلَيْهِم وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: مَطرُوفَةٌ: مُنْكَسِرَةُ العينِ، كأَنَّها طُرِفَتْ عَن كُلِّ شيءٍ تَنْظُرُ إِليه، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ:
(ومَطْرُوفَةِ العَيْنَيْنِ خَفّاقَةِ الحَشَى ... مُنَعَّمَةٍ كالرِّيمِ طابَتْ فطُلَّتِ)
ومَطْرُوفٌ: عَلَمٌ من أَعلامِ الأَناسِيِّ. ويُقال: جاءَ بطارِفَةِ عَيْن إِذا جاءَ بمالٍ كَثِيرٍ نَقَله الجَوْهَرِيُّ وَكَذَلِكَ جاءَ بعائِرَةٍ، وَهُوَ مجازٌ. وقولُهم: هُوَ بمكانٍ لَا تَراهُ الطّوارِفُ: أَي العُيُونُ جمع طارِفَةٍ.
والطَّوارِفُ من السِّباعِ: الَّتِي يَسْتَلِبُ الصَّيْدَ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يصِفُ غَزالاً: (تَنْفِي الطَّوارِفَ عَنْه دِعْصَتَا بَقَرٍ ... أَو يافعٌ من فِرِنْدادَيْنِ مَلْمومُ)
والطَّوارِفُ من الخِباءِ: مَا رَفَعْت من جَوانِبِه ونَواحِيهِ للنَّظَرِ إِلى خارِجٍ وقيلَ: هِيَ حَلَقٌ مركَّبَةٌ فِي الرُّفُوفِ، وفيهَا حِبالٌ تُشَدُّ بهَا إِلى الأَوْتادِ. وَطَرَفَه عَنهُ يَطْرِفُه: إِذا صَرَفه ورَدَّه وَمِنْه قَوْلُ عُمَرَ بنِ أَبي رَبيعَةَ:
(إِنَّكَ واللهِ لذُو مَلَّةٍ ... يَطْرِفُكَ الأَدْنَى عَن الأَبْعَدِ)
يقولُ: يَصْرِفُ بَصَرَكَ عَنهُ، أَي تَسْتَطْرِفُ الجديدَ، وتَنْسَى القَدِيمَ، كَذَا فِي الصِّحاحِ، قالَ ابنُ برِّيٍّ: والصوابُ فِي إِنشادِه: يَطْرِفُكَ الأَدْنَى عَن الأَقْدَمِ قالَ: وبَعْدَه:
(قلتُ لَها: بَلْ أَنْتَ مُعْتَلَّةٌ ... فِي الوَصْلِ يَا هِنْدُ لكَيْ تَصْرِمِي)
وَفِي حَديثِ نَظَر الفَجْأَةِ: وَقَالَ: اطرِفْ بَصَرَكَ أَي اصْرِفْه عَمّا وَقَعَ عَلَيْهِ، وامتَدَّ إِليه، ويُرْوَى بِالْقَافِ. وطَرَفَ بَصَرَهُ يَطْرِفُه طَرْفاً: إِذا أَطْبَقَ أَحَدَ جَفْنَيْهِ على الآخَرِ كَمَا فِي الصِّحاح. أَو طَرَفَ بعَيْنِه: حَرَّكَ جَفْنَيْها وَفِي المُحْكمِ: طَرَفَ يَطْرِفُ طَرْفاً: لَحَظَ، وقِيلَ: حَرَّكَ شُفْرَه ونَظَرَ.
والطَّرْفُ: تَحْرِيكُ الجُفُونِ فِي النَّظَرِ، يُقَال: شَخَصَ بَصَرُه فَمَا يَطْرِفُ، المَرَّةُ الواحِدَةُ مِنْهُ طَرْفَةٌ يُقال: أَسْرَعُ من طَرْفَةِ عَيْنٍ، وَمَا يُفارِقُنِي طَرْفَةَ عِيْن. وطَرَفَ عَيْنَه يَطْرِفُها طَرْفاً: أصابَها بشَيْءٍ كثَوْبٍ أَو غَيْرِه فَدمَعَتْ وَقد طُرِفَتْ، كعُنِيَ أَصابَتْها طَرْفَةٌ، وطَرَفَها الحُزْنُ والبكاءُ. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: طُرِفَتْ عينُه فَهِيَ مَطْرثوفَةٌ تُطْرَفُ طَرْفاً: إِذا حرَّكَتْ جُفُونَها بالنَّظَرِ والاسْمُ الطُّرْقَةُ، بالضمِّ. ويُقال: مَا بَقِيَتْ منهُمْ عَيْنٌ تَطْرِفُ: أَي ماتُوا وقُتِلُوا، كَمَا فِي العُبابِ،)
وَهُوَ مجازٌ. والطُّرْفَةُ، بالضمِّ: الاسمُ من الطَّرِيفِ والمُطْرِفِ والطّارِفِ، للمالِ المُسْتَحْدَثِ وَقد تَقَدَّمَ ذكرُه، فإِعادَتُه ثَانِيًا تَكْرارٌ لَا يَخْفَى. والطَّرِيفُ كأَمِيرٍ: ضِدُّ القُعْدُدِ وَفِي الصِّحاح: الطَّرِيفُ فِي النَسبِ: الكَثِيرُ الآباءِ إِلى الجَدِّ الأَكْبرِ، وَهُوَ نَقِيضٌ القُعْدُد، وَفِي المُحْكَمِ: رجُلٌ طَرِفٌ وطَرِيفٌ: كثيرُ الآباءِ إِلى الجَدِّ الأَكْبَرِ، لَيْسَ بذِي قُعْدُدٍ وَقد طَرُفَ، كَكَرُمَ فيهِما طَرَافَةً، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وَقد يُمْدَحُ بِهِ، وقالَ ابنُ الأَعرابِي: وَهُوَ عِنْدَهُم أَشْرَفُ من القُعْدُدِ، وَقَالَ الأَصمعِيُّ: فلانٌ طَرِيفُ النَّسَبِ، والطَّرافَةُ فِيهِ بَيِّنَةٌ، وَذَلِكَ إِذا كانَ كَثِيرَ الآباءِ إِلى الجَدِّ الأَكبرِ. والطَّرِيفُ: الغَرِيبُ المُلَوَّنُ من الثَّمَرِ، وغيرِه مِمَّا يُسْتَطْرَفُ بِهِ، عَن ابنِ الأَعرابِيِّ. وأَبُو تَمِيمَةَ. طَرِيفٌ كأَمِير ابنُ مُجالِدٍ الهُجَيْمِيُّ، وقولُه: كأَمِيرٍ مُسْتَدْرَكٌ تابِعِيٌّ عَن أَهْلِ البَصْرةِ، يَرْوِي عَن أَبي مُوسَى وأَبي هُرَيْرَةَ، رَوَى عَنهُ حَكِيمٌ الأَثْرَمُ، مَاتَ سنة وقيلَ: سنة وُثِّقَ أَوْرَدَه ابنُ حِبّانَ هَكَذَا فِي كِتابِ الثِّقاتِ أَو صَحابِيٍ نَقَلَهُ الصاغانِيُّ فِي العُبابِ، واقْتَصَر عَلَيْهِ، وَلم أَجِدْ مَن ذَكَرَه فِي مَعاجِمِ الصَّحابَةِ غيرَه، فانْظُرْه. وطَرِيفُ بنُ تَمِيمٍ العَنْبَرِيُّ: شاعِرٌ نقَلَه الصاغانِيُّ.
وطَريفُ بنُ سُلَيْمانَ، وَيُقَال: ابنُ سَعْد، وَيُقَال: طَرِيفٌ الأَشَلُّ، أَبو سُفْيانَ السَّعْدِيُّ يختَلِفُون فِي صِفاتِه، قالَ الدارَقُطْنِيُّ: ضَعِيفٌ وَقَالَ أَحْمَدُ ويَحْيَى: لَيْسَ بشَيْءٍ، وَقَالَ النَّسائِيُّ: مَتْروكُ الحَديثِ، وَقَالَ ابنُ حِبّان: مُتَّهَمٌ فِي الأَخْبارِ، يَرْوِي عَن الثِّقاتِ مَا لَا يُشْبِهُ حَديثَ الأَثْباتِ، وَقد رَوَى عَن الحَسَنِ وأَبي نَضْرَةَ، هكَذا ذكره الذَّهَبِيُّ فِي الدِّيوانِ، وابنُ الجَوْزِيّ فِي الضُّعَفاءِ، ونبَّه عَلَيْهِ أَبو الخَطّابِ بنُ دِحْيَةَ فِي كتابِه العَلَم المَشْهُور. وَقد بَقِيَ على المُصَنَّفِ أَمْرانِ: أوّلاً: فإِنه اقْتَصَر على طَرِيفِ بنِ مُجالِدٍ فِي التابِعِينَ، وتَرَكَ غيرَه مَعَ أَنَّ فِي المُوَثَّقِينَ مِنْهُم جَماعة ذَكَرَهم ابنُ حِبّان وغيرُه، مِنْهُم: طَرِيفُ بنُ يَزيدَ الحَنَفِيُّ عَن أَبي مُوسَى، وطَرِيفٌ العَكِّيُّ، عَن عليٍّ، وطَرِيفٌ البزّارُ، عَن أَبي هُرَيْرَةَ، وطَرِيفٌ يَرْوِي عَن ابنِ عَباتٍ، وَمن أَتْباع التابِعِينَ: محمَّدُ بنُ طَرِيف وأَخُوه مُوسَى، رَوَيَا عَن أَبيهِما، عَن عَلِيٍّ. وثانِياً: فإِنه اقْتَصَر فِي ذِكْرِ الضُّعَفَاءِ على واحِدٍ، وَفِي الضُّعَفاءِ والمَجاهِيلِ مَن اسمُه طَرِيفٌ عِدَّةٌ، مِنْهُم: طَريفُ بنُ سُلَيْمانَ، أَبو عاتِكَةَ، عَن أَنَسٍ، وطَريفُ بن زَيْدٍ الحَرّانِيّ، عَن ابنِ جُرَيْحٍ، وطَرِيْفُ بنُ عبدِ الله المَوصِلي، وطَريفُ بنُ عِيسَى الجَزَرِي، وطَرِيفُ بنُ يَزيدَ، وطَرِيفٌ الكُوفِيُّ، وغيرُهم ممَّنْ ذَكَرَهم الذَّهَبِي وابنُ الجَوْزِيّ، فَتَأَمَّلْ. والطَّرِيفَةُ من النَّصِيِّ كسَفِينَةٍ: إِذا ابْيَضَّ ويَبِسَ، أَو هُوَ مِنْهُ إِذا اعْتَمَّ وتَمَّ وكذلِك من الصِّلِّيَانِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عَن ابْنِ السِّكِّيتِ. وَقَالَ غيرُه: الطَّريفَةُ)
من النَّباتِ: أَوّلُ الشيءِ يَسْتَطْرِفُهُ المالُ فيَرْعاهُ كائِناً مَا كانَ، وسُمِّيَتْ طَريفَةً لأَنَّ المالَ يَطَّرِفُه إِذا لم يَجِدْ بَقْلاً، وقِيلَ: لكَرَمِها وطَرافَتِها، واسْتِطْرافِ المالِ إِيّاها. وأُطْرِفَت الأَرْضُ: كَثُرَتْ طَريفَتُها. وأَرْضٌ مَطْرُوفَةٌ: كَثِيرَتُها وقالَ أَبو زِيادٍ: الطَّرِيفَةُ: خيرُ الكَلإِ إِلاّ مَا كانَ من العُشْبِ، قَالَ: وَمن الطَّرِيفَةِ: النَّصِيُّ والصِّلِّيَانُ والعَنْكَثُ والهَلْتَى والسَّحَم والثَّغَامُ، فَهَذِهِ الطَّرِيفَةُ، قَالَ عَدِيُّ بن الرِّقاعِ فِي فاضِلِ المَرْعَى يَصِفُ ناقَةً:
(تأَبَّدَتْ حائِلاً فِي الشَّوْلِ واطَّرَدَتْ ... من الطَّرائفِ فِي أَوْطانِها لُمَعَا)
وطُرَيْفَةُ، كجُهَيْنَةَ: ماءَةٌ بأَسْفَلِ أَرْمامٍ لبنِي جَذِيمَةَ، كَذَا فِي العُبابِ. قلتُ: وَهِي نُقَرٌ يُسْتَعْذَبُ لَهَا الماءُ ليَوْمَيْنِ أَو ثَلاثَةِ من أَرْمامٍ، وقيلَ: هِيَ لبَنِي خالِد بنِ نَضْلَةَ بنِ جَحْوانَ بن فَقْعَسٍ، قالَ المَرّارُ الفَقْعَسِيُّ:
(وكُنتُ حَسِبْتُ طِيبَ تُرابِ نَجْدٍ ... وَعَيْشاً بالطُّرَيْفَةِ لَنْ يَزُولا)
وطُرَيْفَةُ بنُ حاجزٍ قيل: إِنَّه صَحابيٌّ كتَبَ إِليه أَبو بكر فِي قتْلِ الفُجاءَةِ السُّلَمِيِّ، وَقد غَلِطَ فِيهِ بعضُ المُحَدِّثِين فجَعَلَه طريفَةَ بنتَ حاجزٍ، وَقَالَ: إِنها تابعيَّةٌ لم تَرْوِ، ورَدَّ عَلَيْهِ الْحَافِظ، فَقَالَ: إِنَّما هُوَ رَجُلٌ مُخَضْرَمٌ من هَوازنَ، ذكره سَيْفٌ فِي الْفتُوح. وطُرَيْفٌ كزُبَيْرٍ: ع، بالبَحْرَيْنِ كَانَت فِيهِ وَقْعَةٌ. وطُرَيْفٌ: اسْم رجُل، وإِليه نُسِبَت الطُّرَيْفِيّات من الخَيْلِ المَنْسُوبَةِ. وطِرْيَف كحِذْيَمٍ: ع، باليَمَنِ كَمَا فِي المُعْجَم. والطَّرائِفُ: بلادٌ قَرِيبَةٌ من أَعْلامِ صُبْحٍ، وَهِي جِبالٌ مُتَناوِحَةٌ كَمَا فِي العُبابِ، وَهِي لبَنِي فَزارَةَ. والطَّرَفُ، مُحَرَّكَةً: الناحِيةُ من النَّواحِي، ويُسْتَعْمَلُ فِي الأَجْسامِ والأَوْقاتِ وغيرِها، قَالَه الراغِبُ. وأَيضاً: طائِفَةٌ من الشَّيءِ نقَله الجَوْهَرِيُّ.
وأَيضاً: الرَّجُلُ الكَرِيمُ الرَّئِيسُ والأَطْرافُ الجَمْعُ من ذلِك، فَمن الأَوَّلِ قولُه عزَّ وجَلَّ: لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِن الذِينَ كَفَرُوا أَي: قِطْعَةً، وَفِي الحديثِ: أَطْرافُ النَّهارِ: ساعاتُه وقالَ أَبُو العَباسِ: أَرادَ: طَرَفَيْهِ فجَمَع، وَمن الثَّانِي قَوْلُ الفَرَزْدَقُ:
(واسْأَلْ بِنا وبِكُم إِذا وَرَدَتْ مِنىً ... أَطْرافُ كُلِّ قبِيلَةِ مَنْ يَمْنَعُ)
والأَطْرافُ مِنَ البَدَنِ: اليَدانِ والرِّجْلانِ والرَّأْسُ وَفِي اللِّسانِ: الطَّرَفُ: الشَّواةُ، والجَمْعُ أَطْرافٌ. وَمن المجازِ: أَطْرافُ الأَرْضِ: أَشْرافُها، وعُلَماؤُها وَبِه فُسِّرَ قولُه تَعالَى: أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُها من أَطْرافِهَا مَعْناه موتُ عُلَمائِها، وقِيلَ: موتُ أَهْلِها، ونَقْصُ ثِمارِها، وقالَ ابنُ عَرَفَةَ: من أَطْرافِها: أَي نَفْتَحُ مَا حولَ مكَّةَ عَلَى النَّبِيِّ صلَى اللهُ عليهِ وسلَّم، وقالَ)
الأَزْهَرِيّ: أَطْرافُ الأَرْضِ: نَواحِيها، ونَقْصُها من أَطْرافِها: مَوْتُ عُلَمائِها، فَهُوَ من غَيْرِ هَذَا، قَالَ: والتفْسِيرُ على القَوْلِ الأَوَّلِ. والأَطْرافُ مِنْكَ: أَبَواكَ وإِخْوَتُكَ وأَعْمامُكَ، وكُلُّ قَريبٍ لَك مَحْرَمٍ كَمَا فِي الصِّحاحِ، وأَنْشَدَ أِبو زَيْدٍ لعَوْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ بنِ مَسْعُودٍ: (وكَيْفَ بأَطْرافِي إِذا مَا شَتَمْتَنِي ... وَمَا بَعْدَ شَتْمِ الوَالِدَيْنِ صُلُوحُ)
هَكَذَا فَسَّر أَبو زَيْدٍ الأَطْرافَ، وَقَالَ غيرُه: جَمَعَهُما أَطرافاً لأَنه أَرادَ أَبويه ومَن اتَّصَل بهما من ذَوِيهِما.
وَقَالَ ابنُ الأَعرابي: قولُهم: لَا يَدْرِي أَيُّ طَرَفَيْه أَطْوَلُ: أَي ذَكَرِه ولِسانِه وَهُوَ مجازٌ، وَمِنْه حديثُ قَبِيصَةُ بنِ جابِرٍ: مَا رَأَيْتُ أَقْطَعَ طَرَفَاً مِنْ عَمْرِو بنِ العاصِ يريدُ أَمْضَى لِساناً مِنْهُ أَو نَسَبِ أَبِيه وأُمِّه فِي الكَرمِ، والمَعْنَى لَا يُدْرَى أَيُّ والِدَيْه أَشرَفُ، هَكَذَا قَالَه الفَرّاءُ، وقِيلَ: مَعْنَاهُ لَا يَدْرِي أَيُّ نَصْفَيْهِ أَطْوَلُ آلطَّرَفُ الأَسْفَلُ أَم الطَّرَفُ الأَعْلَى، فالنِّصْفُ الأَسْفَلُ طَرَفٌ، والنصفُ الأَعلَى طَرَفٌ، والخَصْرُ: مَا بَيْنَ مُنْقَطَعِ الضُّلُوعِ إِلى أَطْرافِ الوَرِكَيْنِ، وَذَلِكَ نِصْفُ البَدَنِ، والسَوْأَةُ بينهُما، كأَنه جاهِلٌ لَا يَدْري أَيُّ طَرَفَيْ نَفْسِهِ أَطْوَلُ، وقيلَ: الطَّرَفان: الفمُ، والاسْتُ، أَي: لَا يَدْري أَيُّهُما أَعَفُّ. وحَكَى ابنُ السِّكِّيتُ عَن أَبي عُبَيْدَةَ قولَهُم: لَا يَمْلِكُ طَرَفَيْهِ: أَي فَمَهُ واسْتَهُ إِذا شَرِبَ الدَّواءَ، أَو الخَمْرَ فقاءَهُما وسَكِرَ كَمَا فِي الصِّحاح، وَمِنْه قولُ الرّاجِزُ: لَوْ لَمْ يُهَوْذِلْ طَرَفاهُ لَنَجَمْ فِي صَدْرِه مثلُ قَفَا الكَبْشِ الأَجَمّْ يَقولُ: إِنَّه لَوْلَا أَنّه سَلَحَ وقاءَ لقام فِي صَدْرِه من الطَّعامِ الَّذي أَكَلَ مَا هُو أَغْلَظُ وأَضْخَمُ من قَفَا الكَبْشِ الأَجَمِّ، وَفِي حديثِ طَاوُسَ أَنَّ رَجُلاً واقَعَ الشّرابَ الشَّدِيد، فسُقي، فضَرِيَ، فَلَقَد رأَيْتُه فِي النِّطَع وَمَا أَدْري أَيُّ طَرَفَيْهِ أَسْرَعُ أَرادَ حَلْقَه ودُبُرَه، أَي أَصابَه القَيْءُ والإِسْهالُ، فَلم أَدْرِ أَيُّهُما أَسْرَعُ خُروجاً من كَثْرَتِهِ. وَمن المَجازِ: جاءَ بأَطْرافِ العَذارَى: أَطْرافُ العَذارَى: ضَرْبٌ من العِنَبِ أَبْيَضُ رِقاقٌ يكون بالطّائِفِ، يُقال: هَذَا عُنْقُودٌ من الأَطْرافِ، كَذَا فِي الأَساس، وفِي اللِّسان: أَسْوَدُ طُوالٌ كأَنّه البَلُّوطُ، يُشبَّه بأَصابِع العَذارى المُخَضَّبَةِ لطُولِه، وعُنْقُودُه نَحْو الذِّراع. وذُو الطَّرَفَيْنِ: ضَرْبٌ من الحَيّاتِ السُّودِ لَهَا إِبْرَتانِ، إِحْداهُما فِي أَنْفِها، والأُخرَى فِي ذَنَبِها يُقال: إِنّها تَضْرِبُ بهما فَلَا تُطْنِي الأَرْضَ. والطَّرَفاتُ، مُحَرَّكَةً: بَنُو عَدِيِّ بنِ حاتِمٍ الطّائِيِّ قُتلوا بصِفِّينَ مَعَ عَليٍّ كَرّم اللهُ وَجْهَه وهم: طَرِيفٌ كأَمِير، وَطَرَفَةُ مُحَرَّكةً ومُطَرِّفٌ)
كمُحدِّث. قلتُ: وَفِي بني طَيِّئٍ طريفُ بنُ مالِك بن جثدْعانَ، الَّذِي مَدَحه امرُؤُ القَيْسِ: بَطْنٌ.
وابنُ أَخيهِ: طَرِيفُ بنُ عَمْرِو بن ثُمامَةَ بنِ مالِكٍ. وطَرِيفُ بنُ حُيَيٍّ بنِ عَمْرِو بنِ، سِلسِلة، وَغَيرهم. وطَرِفَت، كَفرِحَ طَرَفاً: إِذا رَعَتْ أَطْرافَ المَرْعَى، وَلم تَخْتَلِطْ بالنُّوقِ، كتَطَرَّفَتْ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ:
(إِذا طَرِفَتْ فِي مَرْتَعٍ بَكَراتُها ... أَو اسْتَأْخَرَتْ عنْها الثِّقالُ القَناعسُ)
والطَّرِفُ، ككَتفٍ: ضدُّ القُعْدُدِ وَفِي الصِّحاحِ: نَقيضُ القُعْدُدِ، وَفِي المُحْكَم: رَجُلٌ طَرِفٌ: كثيرُ الآباءِ إِلى الجدِّ الأَكْبَرِ، لَيْسَ بذِي قُعْدُد، وَقد طَرُفَ طَرافَةً، والجمعُ: طَرِفُونَ، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيِّ فِي كَثيرِ الآباءِ فِي الشَّرَفِ للأَعْشَى:
(أَمِرُونَ وَلاّدُونَ كُلَّ مُبارَكٍ ... طَرِفُونَ لَا يَرِثُونَ سَهْمَ القُعدُدِ) والطَّرِفُ أَيضاً: مَنْ لَا يَثْبُتُ على امْرأَةٍ وَلَا صاحبٍ نَقله الجوهريُّ. والطَّرِفُ أَيْضا: ع، على ستَّةٍ وثَراثِينَ مِيلاً من المَدِينَةِ على ساكِنِها أَفْضَلُ الصلاةِ وَالسَّلَام، قَالَه الواقِدِيُّ. وناقَةٌ طَرِفَةٌ، كفَرِحةٍ: لَا تَثْبُتُ على مَرْعىً واحِدٍ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: ناقَةٌ طَرِفَةٌ: إِذا كَانَت تُطْرِفُ الرياضَ رَوْضَةً بعدَ رَوْضَةٍ. وقالَ ابنُ الأَعرابِيِّ: الطَّرِفَةُ من الإِبِلِ: الَّتِي تَحاتَّ مُقَدَّمُ فِها هَرَماً كَمَا فِي العُباب. وَفِي الحَديثِ: كانَ إِذا اشْتَكَى أَحَدٌ مِنْ أَهْل بَيْتِه لم تَزَلِ البُرْمَةُ على النارِ ونصُّ اللِّسانِ: لم تُنْزَلِ البُرْمَةُ حتَّى يَأْتِيَ على أَحَدِ طَرَفَيْهِ: أَي البُرْءِ أَو المَوْتِ أَي، حَتى يُفِيقَ من عِلَّتِه أَو يَمُوتَ، وإِنَّما جَعَل هذينِ طَرَفَيهِ لأَنَّهُما غايَتَا أَمْرِ العَلِيلِ فِي عِلَّتِه، فالمُرادُ بالطَّرَفِ هُنَا: غايَةُ الشيءِ ومُنْتَهاه وجانِبُه. والطِّرافُ ككِتابٍ: بيْتٌ من أَدَمٍ ليسَ لَهُ كِفاءٌ، وَهُوَ من بُيوتِ الأَعرابِ، وَمِنْه الحَدِيثُ: كانَ عَمْرٌ ولمُعاوِيَةَ كالطِّرافِ المُمَدَّك، وقالَ طَرَفَةُ بنُ العَبْدِ:
(رَأَيْتُ بنِي غَبْراءَ لَا يُنْكِرُونَنِي ... وَلَا أَهْلُ هذاكَ الطِّرافِ المُمَدَّدِ)
والطِّرافُ أَيضاً: مَا يُؤْخَذُ من أَطْرافِ الزَّرْعِ نَقله ابنُ عبّادٍ. والطِّرافُ أَيضاً: السِّبابُ وَهُوَ مَا يَتَعاطاه المُحِبُّونَ من المُفاوضَةِ والتَّعْرِيضِ والتَّلْوِيحِ والإِيماءِ دونَ التَّصْرِيحِ، وَذَلِكَ أَحْلَى وأَخَفُّ وأَغْزَلُ، وأَنْسبُ من أَنْ يَكونَ مشافَهةً وكشْفاً، ومُصارحةً وجَهْراً. ويُقالُ: تَوارَثُوا المَجْدَ طِرافاً: أَي عَن شَرَفٍ عَن ابنِ عبّادٍ، وَهُوَ نقيضُ التِّلادِ. وَقد أَغْفَلَهُ عِنْد نَظائِرِه. والمِطْرافُ: النّاقَةُ الَّتِي لَا تَرْعَى مَرْعىً حَتَّى تَسْتَطْرِفَ غيرَه عَن الأَصْمَعِيِّ. والمُطْرَفُ كمُكْرَمٍ هَكَذَا فِي)
سائِر النُّسَخِ، والصوابُ: كمِنْبَرٍ ومُكْرَمٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ والعُبابِ واللِّسانِ، فالاقْتِصارُ على الضَّمّ قُصورٌ ظاهِرٌ، وَهُوَ: رِداءٌ مِنْ خَزٍّ مُرَبَّعٌ ذُو أَعْلامٍ ج: مَطارِفُ وقالَ الفَرّاء: المِطْرَفُ من الثِّيابِ: الَّذِي جُعلَ فِي طَرَفَيْه عَلَمانِ، والأَصْلُ مُطْرَفٌ بِالضَّمِّ، فكَسَرُوا الميمَ ليكونَ أَخَفَّ، كَمَا قالُوا: مِغْزَلٌ، وأَصْله مُغْزَل، من أُغْزِلَ: أَي أُدِيرَ، وَكَذَلِكَ المِصْحَفُ والمِجْسَدُ، ونَقَل الجوهريُّ عَن الفَرّاءِ مَا نَصُّه: أَصْلُه الضمُّ لأَنَّه فِي المَعْنَى مَأْخُوذٌ من أُطْرِفَ، أَي، جُعِلَ فِي طَرَفَيْهِ العَلَمانِ، ولكِنَّهم استَثْقَلوا الضَّمّةَ فَكَسَرُوهُ. قُلتُ: وَقد رُوِيَ أَيضاً بفَتْح المِيمِ، نَقله ابنُ الأَثِيرِ فِي تفسيرِ حَديثِ: رأَيْتُ على أَبي هُرَيْرَةَ مِطْرَفَ خَزٍّ فَهُوَ إِذاً مُثَلَّثٌ، فافْهَمْ ذَلِك.
وطَرّافٌ كشَدّادٍ: عَلَمٌ. ويُقالُ: أَطْرَفَ البَلَدُ: إِذا كثُرَت طَرِيفَتُه وَقد مَرَّ ذكرُها. وأَطْرَفَ الرَّجُلُ: طابَقَ بينَ جَفْنَيْهِ عَن ابنِ عَبّادٍ. وأَطْرَفَ فُلاناً: أَعْطاهُ مَا لَمْ يُعْطِ أَحَدٌ قَبْلَكَ هَكَذَا فِي سَائِر النسخِ، والصوابُ مَا لم يُعْطِهِ أَحَداً قبْلَه، كَمَا هُوَ نَصُّ اللِّسان. ويُقال: أَطْرَفْتُ فُلاناً: أَي أَعْطَيْتُه شَيْئاً لم يَمْلِكْ مِثْلَه، فأَعْجَبَه. والاسْمُ الطُّرْفَةُ، بالضَّمِّ قالَ بعضُ اللُّصُوص بعدَ أَن تَابَ:
(قُلْ للُّصُوصِ بَني اللَّخْناءِ يَحْتَسِبُوا ... بُرَّ العِراقِ، ويَنْسَوْا طُرْفَةَ اليَمَنِ)
ومُطْرَفٌ، كُمُكْرَمٍ: لَقَبُ عَبْدِ اللهِ بنِ عِمْرِو بنِ عُثْمانَ بنِ عَفّان، لُقِّبَ بِهِ لحُسْنِه: وكُنْيَتُه أَبو محمَّدٍ، ويُلَقَّبُ أَيضاً بالدِّيابجِ لجَمالِه، رَوَى عَن أَبيه. ويُقال: فَعَلْتُه فِي مُطَرَّفِ الأَيّامِ، كُعَظَّمٍ، وَفِي مُسْتَطْرَفِها أَي: فِي مُسْتَأْنَفِها نَقله الجَوْهريُّ والصاغانيُّ.
والمُطَرَّفُ، كمُعَظَّمٍ، من الخَيْلِ: الأَبْيَضُ الرَّأْسِ والذَّنَبِ وسائِرُ جَسَدِه يُخالِفُ ذَلِك أَو أَسْوَدُهُما وسائِرُه مُخالِفٌ ذلِك كِلاَ القَولَيْنِ نقلَهما الجَوْهَرِيُّ، وقالَ أَبو عُبَيْدَةَ: من الخَيْلِ أَبْلَقُ مُطَرَّفٌ، وَهُوَ الَّذِي رَأْسُه أَبيَضُ، وكذلِكَ إِذا كانَ ذَنَبُه وَرأْسُه أَبْيَضَيْنِ، فَهُوَ أَبْلَقُ مُطَرَّفٌ. والمُطَرَّفَةُ بهاءٍ: الشّاةُ اسْودَّ طَرَفُ ذَنَبِها وسائِرُها أَبْيَضُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، أَو هِيَ البَيْضَاءُ أَطْرافِ الأُذُنَيْنِ وسائِرُها أَسْوَدُ، أَو سَوْداؤُهُما وسائِرُها أَبيضُ. وطَرَّفَ فُلانٌ تَطْريفاً: إِذا قاتَلَ حَوْلَ العسْكَرِ لأَنَّه يَحْمِلُ على طَرَفٍ منهُمْ فَيَرَدُّهُم إِلَى الجُمْهُور، كَمَا فِي الصِّحاح، وَفِي المُحْكَم: قاتَلَ على أَقْصاهُم وناحِيَتهم وَبِه سُمِّيَ الرَّجُلُ مُطَرِّفاً وقِيلَ: المُطَرِّفُ: هُوَ الَّذِي يُقاتِلُ أَطْرافَ النّاسِ.
وطَرَّفَ البَعِيرُ، ذَهَبَتْ سِنُّه هَرَماً. وطَرَّفَ على الإِبِلِ: رَدَّ على أَطْرافِها. وطَرَّفَ الخَيْلَ تَطْرِيفاً: رَدَّ أَوائِلَها على أَواخِرِها، وقَوْلُ ساعِدَةَ الهُذَلِيِّ:
(مُطَرّفٍ وَسْطَ أُولَى الخَيْل مُعْتَكِرٍ ... كالفَحُل قرْقَر وَسْطَ الهَجْمَةِ القَطِيمِ)
) يُرْوَى بكسْرِ الرّاءِ وبفَتْحِها، ومَعْنَى الكَسْرِ: الَّذِي يَرُدُّ أَطْرافَ الخَيْل والقَوْمِ، وَروى الجُمحيُّ بفَتْحها، أَي مُرَدَّدٌ فِي الكَرَمِ. وَقَالَ المُفَضَّل: التَطْرِيفُ: أَنْ يردَّ الرّجُلُ على أُخْرَيَاتِ أَصْحابِهِ، يُقال: طَرَّفَ عَنّا هَذَا الفارِسُ، قَالَ مُتَمِّمٌ رَضِي الله عَنهُ: (وقَدْ عَلِمَتْ أُولَى المُغِيرَة أَنَّنا ... نُطَرِّفُ خَلْفَ المُوقَصاتِ السَّوابِقا)
وطَرَّفَت المَرْأَةُ أَصابِعِها بالحِنّاءِ. ومُطَرِّفُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ مُطَرِّفٍ كمُحَدِّثٍ ابْن سُلَيْمانَ بنِ يَسارٍ، مولى مَيْمُونَةً الهِلالِيَّة، أَبُو مُصْعَبٍ الهِلالِيُّ، ثمَّ اليَسارِيُّ المَدَنِيُّ الفَقِيهُ شَيْخُ البُخارِيّ ماتَ سنَةَ عشرينَ ومائتينِ، قيلَ: مولدُه سنة سَبْعٍ وثَلاثِينَ وَمِائَة. ومُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ الله بنِ الشِّخِّيرِ بنِ عَوْفِ بنِ كَعْبٍ العامِرِيُّ الحَرَشِيُّ، أَبو عبدِ الله البَصْرِيُّ، تابِعِيٌّ ثِقَةٌ عابدٌ فَاضل، يُقالُ: وُلِدَ فِي حياةِ رسولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلّم، يَرْوِي عَن أَبيهِ وأَبِي هُرَيْرَةَ، وَمَات عُمَرُ وَهُوَ ابنُ عِشْرِينَ سَنَةً، رَوَى عَنهُ قَتادَةُ وأَبُو التيّاحِ، ماتَ بعد طاعونِ الجارِفِ سنة تسعٍ وسِتِّينَ، وقِيلَ سبْعٍ وثَمانينَ، وكانَ أَكبَر من الحَسَنِ بِعِشْرِينَ سنة، كَذَا فِي الثِّقاتِ لابْنِ حبّانَ، وَفِي أَسماءِ رِجالِ الصَّحِيحِ ماتَ سنة خمسٍ وتسْعينَ، فانظُره. ومُطرِّفٌ بنُ طَرِيف الكُوفي، أَبو بكْرٍ الحارِثِيُّ مَاتَ سنَةَ ثلاثٍ، وَقيل: إِحْدَى، وَقيل: اثْنَتَيْنِ وأَربَعينَ ومِائة. ومثطَرِّفُ بنُ مَعْقِل يَرْوِي عَن ثابِتٍ. ومُطَرِّفُ بنُ مازِنٍ أَبو أَيّوُبَ الصَّنْعانيّ الكِنانِي، قَاضِي اليَمَن، يروي عَن مَعْمَرٍ وابنِ جُرَيْجٍ: مُحَدِّثُون وَقد ضُعِّفَ الأَخِيران. وفاتَه من ثِقات التّابِعِين: مُطرِّفُ بنُ عَوْفٍ الَّذي يَرْوِي عَن أَبي ذَرّ. ومُطَرِّفُ بنُ مَالك الَّذِي رَوَى عَنهُ مُحمّدُ بنُ سيرِينَ. ومُطَرِّفٌ العامِرِيُّ الَّذِي رَوَى عَنهُ سَعيدُ بنُ هِنْد، ذكَرَهم ابنُ حِبَّان فِي الثِّقاتِ. واطَّرَفْتُ الشَّيْءَ، كافْتَعَلْتُ: اشْتَرَيْتُه حَدِيثاً يُقال: بَعِيرٌ مُطَّرِفٌ، نَقله الجَوْهَرِيُّ، وأَنشَدَ لذِي الرُّمَّة:
(كأَنَّني مِنْ هَوَى خَرْفاءَ مُطَّرَفٌ ... دامِي الأَظَلِّ بَعِيدُ السَّأْو مَهْيُومُ)
أَرادَ أَنَّه مِنْ هَواها كالبَعِيرِ الذِي اشْتُرِيَ حَدِيثاً، فَلَا يزالُ يَحِنُّ إِلى أُلاّفِهِ، قَالَ ابنُ بَرِّيّ: المُطَّرَفُ: الَّذِي اشْتُرِي من بَلَدٍ آخَر، فَهُوَ يَنْزِعُ إِلى وَطَنِه. واخْتَضَبَت المَرْأَةُ تَطاريفَ: أَي أَطْرافَ أَصابِعها نَقَله الصّاغانيُّ. واسْتَطْرَفَه: عَدَّهُ طَرِيفاً نَقَله الجوهريُّ. واسْتَطْرَفَ الشَّيْءَ: اسْتَحْدَثَه نَقَلَهُ الجوهريُّ أَيضاً: وَمِنْه المالُ المُسْتَطْرَفُ. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الطَّرْفُ من العَيْنِ: الجَفْنُ. والطَّرْفُ: إِطْباقُ الجَفْنِ على الجَفْنِ. وطَرَفَ يَطْرِفُ طَرْفاً: لَحَظَ، وقِيل: حَرَّكَ شُفْرَه ونَظَر. وطَرَفَه يَطْرِفُه، وطَرَّفَه، كِلاهُما: إِذا أَصابَ طَرْفَه، والاسمُ الطُّرْفَةُ. وعَيْنٌ طَرِيفٌ:) مَطْرُوفَةٌ. والطِّرْفُ، بالكسرِ من الخَيْلِ: الطَّوِيْلُ القَوائِمِ والعُنُقِ، المُطَرَّفُ الأُذُنَيْنِ. وتَطْرِيفُ الأُذُنَيْنِ: تَأْلِيلُهُما، وَهُوَ دِقَّةُ أَطْرافِهِما. وقالَ خالِدُ بنُ صَفْوانَ: خيرُ الكَلامِ مَا طَرُفَتْ مَعانِيه، وشَرُفَت مَبانِيه، والتَذَّهُ آذانُ سامِعِيه. وطِرَافٌ: جمعُ طَرِيفٍ، كظَرِيفٍ وظِرافٍ، أَو طارِفٍ، كصاحِبٍ وصِحابٍ، أَو لُغَةٌ فِي الطَّرِيفِ، وبكُلٍّ مِنْهَا فُسِّرَ قولُ الطِّرِمَّاح:
(فِدىً لفَوارِسِ الحَيَّيْنِ غَوْثٍ ... وزِمّانَ التِّلادُ معَ الطِّرافِ) والوَجْهُ الأَخيرُ أَقيسُ لاقْتِرانِه بالتِّلادِ. وأَطْرَفَه: أَفادَه المالَ الطّارِفَ، وأَنشَدَ ابنُ الأَعرابِيُّ:
(تَئِطُّ وتَأْدُوها الإِفالُ مُرِبَّةً ... بأَوْطانِها مِنْ مُطْرَفاتِ الحَمائِلِ)
قالَ: مُطْرَفاتٌ: أُطْرِفُوها غَنِيمةً من غَيرهم. ورَجُلٌ مُتَطَرِّفٌ ومُسْتَطْرِفٌ: لَا يَثْبُت على أَمْرٍ.
وطَرَفَه عَنّا شُغُلٌ: حَبَسَه. وطَرَفَه: إِذا طَرَدَه، عَن شَمِرٍ. واسْتَطْرَفَتِ الإِبلُ المَرْتَعَ: اخْتَارَتْه، وَقيل: اسْتَأْنَفَتْه. والطَّرِيفُ الَّذِي هُوَ نَقيضُ القُعْدُدِ يُجْمَعُ على طُرُفٍ، بضمَّتَيْنِ، وطُرَفٍ بضمٍّ فَفَتْحٍ، وطُرّافٍ كرُمَانٍ، الأَخيرانِ شاذّانِ، وَمن الأَوًّلِ قولُ الأَعْشَى:
(هُمُ الطُّرُفُ البادُو العَدُوِّ، وأَنْتُمُ ... بقُصْوَى ثَلاثٍ تَأْكُلُون الوقائِصَا)
هَكَذَا فسَّرَهُ ابنُ الأَعرابِيُّ. والإِطْراف: كثرةُ الآباءِ. وقالَ اللِّحْيانِيُّ: هُوَ أَطْرَفُهم: أَي أَبْعَدُهُم من الجَدِّ الأَكْبَرِ. قَالَ ابنُ بَرِّي: والطُّرْفَى فِي النَّسَب: مَأْخُوذٌ من الطَّرَفِ، وَهُوَ البُعْدُ، والقُعْدَى أَقْرَبُ نَسَباً إِلى الجَدِّ من الطُّرْفَى، قالَ: وصَحَّفَه بانُ وَلاّدٍ، فقالَ: الطَّرْقَى بِالْقَافِ. وَفِي حَديث عَذابِ القَبْرِ: كَانَ لَا يتَطَرَّفُ من البَوْلِ أَي لَا يتَباعدُ، من الطَّرَف: الناحيَة. وتَطَرَّفَ عَلَى القَوْمِ: أَغارَ. وَتَطَّرفَ الشيءُ: صارَ طَرَفاً. والأَطْرافُ: الأَصابعُ، وَلَا تُفْرَدُ الأَطْرافُ إِلاّ بالإِضافَة، كقولِك: أَشارَتْ بطَرَفِ إِصْبعِها، وأَنشد الفَرّاءُ: يُبْدينَ أَطْرافاً لِطافاً عَنَمَهْ قَالَ الأَزْهَرِيُّ: جعل الأَطْرافَ بمَعْنَى الطَّرَف الواحدِ، وَلذَلِك قالَ: عَنَمَه، وَفِي الحَدِيثِ: إِنَّ إِبْراهيمَ عَلَيْهِ السّلام جُعِلَ فِي سَرَبٍ وَهُوَ طِفْلٌ، وجُعِلَ رِزْقُه فِي أَطْرافه أَي: كَانَ يَمَصُّ أَصابعَه، فيَجِدُ فِيهَا مَا يُغَذِّيه. وطَرَّفَ الشَّيْءَ، وتَطَرَّفَه: اخْتارَهُ، قَالَ سُويْدٌ العُكْلِيُّ:
(أُطرِّفُ أَبْكاراً كأَنَّ وُجُوهَها ... وُجُوهُ عَذارَى حُسِّرَتْ أَنْ تُقَنَّعَا)
وكلُّ مُختارٍ: طَرَفٌ، محركةً، والجمعُ أَطْرافٌ، قَالَ:
(أَخَذْنا بأَطْراف الأَحاديثِ بَيْنَنا ... وسالَتْ بأَعْناقِ المَطِيِّ الأَباطحُ)

وَقَالَ ابنُ سيدَه: عَنَى بأَطْرافِ الأَحاديثِ مَا يَتَعاطاهُ المُحِبُّونَ من المُفاوضَةِ والتَّعْرِيض والتَّلْوِيحِ. وطَرائِفُ الحَدِيثِ: مُختارُهُ أَيضاً كأَطْرافِهِ، قَالَ:
(أَذْكُرُ من جارِتي ومَجْلِسِها ... طَرائِفاً من حدِيثِها الحَسَنِ)

(ومِنْ حَديثٍ يَزِيدُنِي مِقَةً ... مَا لِحَدِيثِ المَوْمُوقِ من ثَمَنِ)
والطَّرَفُ، مُحَرَّكةً: اللَّحْمُ. ويُقال: فُلانٌ فاسدُ الطَّرَفَيْنِ: إِذا كَانَ خَبِيثَ اللِّسانِ والفَرْجِ. وَقد يكونُ طَرَفا الدّابَّةِ: مُقَدَّمَها ومُؤُخَّرَها، قَالَ حُمَيدُ بنُ ثورٍ يصفُ ذِئْباً وسُرعَتَه:
(تَرضى طَرَفَيْهِ يَعْسِلانِ كِلاهُما ... كَمَا اهْتَزَّ عُودُالسّاسَمِ المُتَتابِعُ)
قَالَ ابنُ سِيدَه: والطَّرَفانِ: والطَّرَفانِ فِي المَدِيدِ: حَذْفُ أَلفِ فاعلاتُنْ ونونِها، هَذَا قولُ الخَلِيلِ، وإِنّما حُكْمُه أَن يَقُولَ: التَّطْرِيفُ: حذفُ أَلِفِ فاعلاتُنْ ونونِها،عبدُ الرّحمنِ وعَبْدُ اللهِ، رَوى عَن الخشوعي، ورَوى أَحمَدُ عَن الخَضْرِ بن طاوُسَ. وَقد سَمَّوْا مِطْرَفاً، كمِنْبَرٍ، مِنْهُم: مِطْرَفُ بنُ سَعْدِ بنِ مِطْرَف، وأَخوه عبدُ الوَهّابِ، سَمِعا من يُونُسَ بنِ يَحْيَى الهاشِمِيِّ بِمَكَّة،)
ذكرهمَا ابنُ سُلَيمٍ فِي تاريخِه. وأَبو جَعْفَرٍ محمَّدُ بنُ هارُونَ بنِ مُطَرَّفٍ كمُعَظَّمٍ المُطَرَّفِيّ عَن أَبي الأَزْهَرِ العَبْدِيّ. وأَبو أَحمدَ محمَّدُ بنُ إِبراهِيمَ بنِ مُطَرَّفٍ المُطَرَّفِيّ الأَسْتَراباذِيّ، عَن أَبي سَعِيدٍ الأَشَجِّ.
ط ر ف : طَرَفَ الْبَصَرُ طَرْفًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ تَحَرَّكَ وَطَرْفُ الْعَيْنِ نَظَرُهَا وَيُطْلَقُ عَلَى الْوَاحِدِ وَغَيْرِهِ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ وَطَرَفْتُ عَيْنَهُ طَرْفًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَيْضًا أَصَبْتُهَا بِشَيْءٍ فَهِيَ مَطْرُوفَةٌ وَطَرَفْتُ الْبَصَر عَنْهُ صَرَفْتُهُ وَالطَّرَفُ النَّاحِيَةُ وَالْجَمْعُ أَطْرَافٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَطَرَّفَتْ الْمَرْأَةُ بَنَانَهَا تَطْرِيفًا خَضَّبَتْ أَطْرَافَ أَصَابِعِهَا وَالطَّرِيفُ الْمَالُ الْمُسْتَحْدَثُ وَهُوَ خِلَافُ التَّلِيدِ.

وَالْمُطْرَفُ ثَوْبٌ مِنْ خَزٍّ لَهُ أَعْلَامٌ وَيُقَالُ ثَوْبٌ مُرَبَّعٌ مِنْ خَزٍّ وَأَطْرَفْتُهُ إطْرَافًا جَعَلْتُ فِي طَرَفَيْهِ عَلَمَيْنِ فَهُوَ مُطْرَفٌ وَرُبَّمَا جُعِلَ اسْمًا بِرَأْسِهِ غَيْرَ جَارٍ عَلَى فِعْلِهِ وَكُسِرَتْ الْمِيمُ تَشْبِيهًا بِالْآلَةِ وَالْجَمْعُ مَطَارِفُ وَطَرَّفْتُهُ تَطْرِيفًا مِثْلُ أَطَرَفْتُهُ وَالطُّرْفَةُ مَا يُسْتَطْرَفُ أَيْ يُسْتَمْلَحُ وَالْجَمْعُ طُرَفٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَأَطْرَفَ إطْرَافًا جَاءَ بِطُرْفَةٍ وَطَرُفَ الشَّيْءُ بِالضَّمِّ فَهُوَ طَرِيفٌ. 

خَرَفَ

خَرَفَ الثِمارَ خَرْفاً ومَخْرَفاً وخَرافاً، ويُكْسَرُ: جَناهُ،
كاخْتَرَفَهُ،
وـ فلاناً: لَقَطَ له التَّمْرَ. وكمَرْحَلَةٍ: البُسْتانُ، وسِكَّةٌ بين صَفَّيْنِ من نَخْلٍ يَخْتَرِفُ المُخْتَرفُ من أيِّهما شاءَ، والطريقُ اللاحبُ،
كالمَخْرَفِ، كمَقْعَدٍ فيهما. وكمَقْعَدٍ: جَنَى النَّخْلِ. وكمِنْبَرٍ: زِنْبِيلٌ صغيرٌ يُخْتَرَفُ فيه أطايِبُ الرُّطَبِ.
وكهُمَزَةٍ: ة بين سِنْجارَ ونَصيبينَ، منها: أحمدُ بنُ المُبارَكِ بنِ نَوْفَلٍ المُقْرِئُ، وضِياءُ بنُ الخُرَيفِ، كزُبَيْرٍ: محدِّثٌ.
والخَروفةُ والخَريفةُ: نَخْلَةٌ تَأْخُذُها لِتَلْقُطَ رُطَبَها،
أو الخَرائِفُ: النَّخْلُ التي تُخْرَصُ. وكصَبورٍ: الذَّكَرُ من أولادِ الضَّأنِ، أو إذا رَعَى وقَوِيَ، وهي خَروفةٌ، ج: أخْرِفَةٌ وخِرْفانٌ،
وـ: مُهْرُ الفرسِ إلى مُضِيِّ الحَوْلِ، أو إذا بَلَغَ سِتَّةَ أشْهُرٍ أو سَبْعَةً.
والخارِفُ: حافِظُ النَّخْلِ، وبِلا لامٍ: لَقَبُ مالِكِ بنِ عبدِ اللهِ، أبي قَبيلةٍ من هَمْدانَ.
والخُرْفَةُ، بالضم: المُخْتَرَفُ، والمُجْتَنَى،
كالخُرافةِ، ككُناسةٍ.
والخَرائِفُ: النَّخْلُ التي تُخْرَصُ. وكأَميرٍ: ثلاثةُ أشْهُرٍ بين القَيظِ والشتاءِ تُخْتَرَفُ فيها الثِمارُ، والنِسْبَةُ: خَرْفِيٌّ، ويُكْسَرُ ويُحَرَّكُ،
وـ: المَطَرُ في ذلك الفَصْلِ، أو أوّلُ المَطَرِ في أوّلِ الشِتاءِ.
وخُرِفْنا، مَجْهولاً: أصابَنا ذلك المَطَرُ، والرُّطَبُ المَجْنِيُّ، والساقيَةُ، والسَّنَةُ، والعامُ، وقَيْسُ بنُ صَعْصَعَةَ بنِ أبي الخَريفِ: محدِّثٌ. وكسفينةٍ: أن يُحْفَرَ للنَّخْلَةِ في مَجْرَى السَّيْلِ الذي فيه الحَصى حتى يُنْتَهَى إلى الكُدْيَةِ، ثم يُحْشَى رَمْلاً، وتُوضَعُ فيه النَّخْلَةُ.
والخَرْفَى، كسَكْرَى: الجُلْبانُ لِحَبٍّ م، مُعَرَّبُ: "خَرْبا". وكثُمامةٍ: رجلٌ من عُذْرَةَ اسْتَهْوَتْهُ الجِنُّ، فكان يُحَدِّثُ بما رأى فَكَذَّبُوهُ وقالوا: "حديثُ خُرافَةَ"، أو هي حديثٌ مُسْتَمْلَحٌ كَذِبٌ.
والخَرَفُ، محرَّكةً: الشِّيصُ،
وبضمتينِ في قولِ الجارُودِ رضي الله تعالى عنه: يا رسولَ اللهِ، قد عَلِمْتَ ما يَكْفينا من الظَّهْرِ ذَوْدٌ نأتي عليهِنَّ في خُرُفٍ، أراد: في وقت خُروجِهم إلى الخَريفِ. وكسحابٍ، ويُكْسَرُ: وقْتُ اخْتِرافِ الثِّمارِ.
وخَرَفَ، كنَصَرَ وفرِحَ وكرُمَ، فهو خَرِفٌ، ككتِفٍ: فَسَدَ عَقْلُهُ. وكفرِحَ: أُولِعَ بأكْلِ الخُرْفَةِ.
وأخْرَفَهُ: أفْسَدَه،
وـ النَّخْلُ: حانَ له أن يُخْرَفَ،
وـ الشاةُ: وَلَدَت في الخَريفِ،
وـ القومُ: دَخَلوا فيه،
وـ الذُّرَةُ: طالَتْ جِدّاً،
وـ فلاناً نَخْلَةً: جَعَلَها له خُرْفَةً يَخْتَرِفُها،
وـ الناقةُ: وَلَدَت في مِثْلِ الوقتِ الذي حَمَلَتْ فيه، وهي مُخْرِفٌ.
وخَرَّفَهُ تَخْريفاً: نَسَبَه إلى الخَرَفِ.
وخارَفَهُ: عامَلَهُ بالخَريفِ.
ورجُلٌ مُخارَفٌ، بفتح الراءِ: مَحْرومٌ مَحْدودٌ.
(خَرَفَ)
(هـ) فِيهِ «عَائِدُ الْمَرِيضِ عَلَى مَخَارِفِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ» الْمَخَارِفُ جَمْع مَخْرَف بِالْفَتْحِ وَهُوَ الْحَائِطُ مِنَ النَّخْلِ: أَيْ أنَّ العائد فيما يَجُوز مِنَ الثَّواب كَأَنَّهُ عَلَى نَخْلِ الْجَنَّةِ يَخْتَرِفُ ثِمَارَها وَقِيلَ الْمَخَارِفُ جَمْعُ مَخْرَفَة، وَهِيَ سكَّة بَيْنَ صَفَّيْنِ مِنْ نَخْلٍ يَخْتَرِفُ مِنْ أيِّهما شَاءَ: أَيْ يَجْتَنِي. وَقِيلَ الْمَخْرَفَةُ الطَّرِيقُ: أَيْ أَنَّهُ عَلَى طَرِيقٍ تُؤَدِّيهِ إِلَى طَرِيقِ الْجَنَّةِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «تَرَكتُكم عَلَى مِثل مَخْرَفَةِ النَّعَم» أَيْ طُرُقها الَّتِي تُمَهِّدها بِأَخْفَافِهَا.
(هـ) وَمِنَ الْأَوَّلِ حَدِيثُ أَبِي طَلْحَةَ «إِنَّ لِي مَخْرَفاً، وَإِنَّنِي قَدْ جَعَلْتُهُ صَدَقة» أَيْ بُسْتانا مِنْ نَخْل. والمَخْرَف بِالْفَتْحِ يَقَعُ عَلَى النخل وعلى الرُّطَب.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي قَتادة «فابْتَعْتُ بِهِ مَخْرَفاً» أي حائط نخْل يُخْرَف منه الرُّطَب.
(س) وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «عَائِدُ الْمَرِيضِ فِي خِرَافَةِ الْجَنَّةِ» أَيْ فِي اجْتِناء ثَمَرِها. يُقَالُ: خَرَفْتُ النَّخلة أَخْرُفُهَا خَرْفاً وخِرَافاً.
(هـ) وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «عَائِدُ الْمَرِيضِ عَلَى خُرْفَة الْجَنَّةِ» الخُرْفَة بِالضَّمِّ: اسْمُ مَا يُخْتَرَفُ مِنَ النَّخْلِ حِينَ يُدْرِكُ.
(هـ) وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «عَائِدُ الْمَرِيضِ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ» أَيْ مَخْرُوفٌ مِنْ ثَمَرِها، فَعيلٌ بمعنى مفعول.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي عَمْرَة «النَّخْلَةُ خُرْفَةُ الصَّائِمِ» أَيْ ثَمَرَتهُ الَّتِي يَأْكُلُهَا، ونَسَبَها إِلَى الصَّائِمِ لِأَنَّهُ يُستَحَبُّ الإفْطارُ عَلَيْهِ.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ أَخَذَ مِخْرَفاً فَأَتَى عِذْقًا» الْمِخْرَفُ بِالْكَسْرِ: مَا يجتنى فيه الثمر.
(س) وَفِيهِ «إنَّ الشَّجَرَ أبعدُ مِنَ الْخَارِفِ» هُوَ الَّذِي يَخْرُفُ الثَّمَرَ: أَيْ يَجْتَنِيهِ.
وَفِيهِ «فُقَراءُ أُمَّتِي يَدْخُلون الجَنَّة قَبْلَ أغْنِيِائهم بِأَرْبَعِينَ خَرِيفاً» الْخَرِيفُ: الزَّمَانُ المَعْرُوفُ مِنْ فُصُولِ السَّنّة مَا بَيْنَ الصَّيف وَالشِّتَاءِ. وَيُرِيدُ بِهِ أَرْبَعِينَ سَنَة لِأَنَّ الْخَرِيفَ لَا يَكُونُ فِي السَّنَة إِلَّا مَرَّة وَاحِدَةً، فَإِذَا انْقَضَى أربَعُون خَرِيفًا فَقَدْ مَضَتْ أَرْبَعُونَ سَنة.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّ أهْل النَّار يَدْعُون مالِكاً أربَعين خَرِيفاً» .
(هـ) وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «مَا بَيْنَ مَنْكَبِيِ الخازِنِ مِنْ خزَنَةِ جَهنَّمَ خَرِيفٌ» أَيْ مَسَافَةٌ تُقْطَعُ مَا بَيْنَ الخَرِيف إِلَى الخَرِيف.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ سَلَمة بْنِ الْأَكْوَعِ ورجَزِه:
لَمْ يَغْذُها مَدٌّ وَلَا نَصِيفُ ... وَلَا تمَيْرَاتٌ وَلَا رَغِيفُ
لَكِن غَذَاها لَبَنٌ خَرِيفُ
قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: اللّبَن يَكُونُ فِي الخَرِيف أدسَمَ. وَقَالَ الْهَرَوِيُّ: الرِّوَايَةُ اللَّبَنُ الخَرِيفُ، فيُشْبِه أَنَّهُ أجْرَى اللَّبَنَ مُجْرَى الثِّمَارِ الَّتِي تَخْتَرِفُ، عَلَى الِاسْتِعَارَةِ، يُريدُ الطَّريَّ الحديث العهد بالحَلب.
(س) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «إِذَا رأيتَ قَوْمًا خَرَفُوا فِي حَائطهم» أَيْ أَقَامُوا فِيهِ وقْتَ اخْتِرَافِ الثِّمَارِ وَهُوَ الخَرِيف، كَقَوْلِكَ صافُوا وشَتَوا: إِذَا أَقَامُوا فِي الصَّيف وَالشِّتَاءِ، فَأَمَّا أَخْرَفَ وأصَاف وأشْتَى، فَمَعْنَاهُ أَنَّهُ دخل في هذه الأوقات.
(س) وَفِي حَدِيثِ الْجَارُودِ «قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَوْدٌ نَأْتِي عَلَيهِنّ فِي خُرُفٍ، فَنَسْتَمْتِعُ مِنْ ظُهُورهِنّ، وَقَدْ عَلمْتَ مَا يَكْفِينَا مِنَ الظَّهْر، قَالَ: ضَالَّة المُؤمن حَرَقُ النَّارِ» قِيلَ مَعْنَى قَوْلِهِ فِي خُرُفٍ: أَيْ فِي وَقْتِ خُرُوجهنّ إلى الخَرِيف.
(س) وَفِي حَدِيثِ الْمَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلَامُ «إِنَّمَا أبْعَثُكُمْ كالكِبِاش تَلْتَقِطُون خِرْفَانَ بَنِي إِسْرَائِيلَ» أَرَادَ بالكِباش الكِبِارِ والعُلَمِاء، وبِالْخِرْفَانِ الشُّبَّانَ والجُهَّال.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «قَالَ لَهَا حَدّثيني، قَالَتْ مَا أُحَدّثُك حَديثَ خُرَافَةَ» خُرَافَةُ:
اسْمُ رجُل مِنْ عُذْرة اسْتَهْوَتهْ الْجِنُّ؛ فَكَانَ يَحدّث بِمَا رَأَى، فَكَذَّبُوهُ وَقَالُوا حَدِيثُ خُرَافَة، وأجرِوه عَلَى كُلِّ مَا يُكَذّبونه مِنَ الْأَحَادِيثِ، وَعَلَى كُلِّ مَا يُسْتَمْلَحُ وَيُتَعَجَّبُ مِنْهُ. وَيُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ «خُرَافَةُ حقٌّ» وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

طَرَقَ

(طَرَقَ)
(هـ س) فِيهِ «نَهي المُسافرَ أَنْ يأتيَ أهْلَه طُرُوقاً» أَيْ ليْلا. وَكُلُّ آتٍ باللَّيل طَارِق. وَقِيلَ أصْلُ الطُّرُوق: مِنَ الطَّرْق وَهُوَ الدَّق. وسُمِّي الآتِي بِاللَّيْلِ طَارِقاً لحَاجته إِلَى دَقّ الْبَابِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «إِنَّهَا خَارِقة طَارِقَة» أَيْ طَرَقَتْ بِخَير. وجمعُ الطَّارِقَة: طَوَارِق.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أعوذُ بِكَ مِنْ طَوَارِق اللَّيل إلاَّ طَارِقاً يَطْرُقُ بخَير» .
وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الطُّرُوق فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِيهِ «الطِّيَرَةُ والعِيافةُ والطَّرق مِنَ الجِبْت» الطَّرق: الضَّرب بِالْحَصَا الَّذِي يَفْعله النِّسَاءُ. وَقِيلَ هُوَ الخطُّ فِي الرَّمْل. وَقَدْ مرَّ تَفْسِيرُهُ فِي حَرْفِ الْخَاءِ.
(هـ) وَفِيهِ «فرَأى عَجُوزا تَطْرُقُ شَعَرا» هُو ضَرْب الصُّوف والشَّعَر بالقَضِيب لينْتَفِش. (هـ) وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ «فِيهَا حِقَّةٌ طَرُوقَة الفَحْل» أَيْ يَعْلو الفَحلُ مِثْلها فِي سِنِّها. وَهِيَ فَعُولة بِمَعْنَى مَفْعُولة. أَيْ مَرْكُوبة للفَحْل. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَانَ يُصْبِح جُنُبا مِنْ غَير طَرُوقَة» أَيْ زَوجَةٍ. وَكُلُّ امْرأةٍ طَرُوقَة زَوْجها. وكلُّ نَاقَةٍ طَرُوقَة فحلِها.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وَمِنْ حقِّها إِطْرَاق فَحْلِها» أَيْ إِعَارَتُهُ للضِّراب. واسْتِطْرَاق الفَحل:
اسْتِعَارتُه لِذَلِكَ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَنْ أَطْرَقَ مُسْلما فَعَقَّت لَهُ الفَرَس» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «مَا أُعْطي رجُل قَطُّ أفْضَل مِنَ الطَّرْق، يُطْرِقُ الرجلُ الفَحلَ فيُلْقِحُ مائةٍ، فيَذْهب حَيْرِيَّ دَهْرٍ» : أَيْ يَحْوِي أجْره أَبَدَ الآبِدين. والطَّرْق فِي الأصْل: ماءُ الفَحْل.
وَقِيلَ هُوَ الضِّراب ثُمَّ سُمِّى بِهِ الْمَاءُ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «والبَيْضَةُ منسُوبَة إِلَى طَرْقِها» أَيْ إِلَى فَحْلِهَا.
(هـ) وَفِيهِ «كأنَّ وجُوهَهم المجَانُّ المُطْرَقَة» أَيِ التِّراس التَّي أُلْبِسَت العَقَب شَيْئًا فوقَ شَيْءٍ.
وَمِنْهُ طَارَقَ النَّعل، إِذَا صَيَّرها طَاقاً فوقَ طاقٍ، وركَّب بعضَها فوقَ بَعْضٍ. ورَواه بعضُهم بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ للتَّكْثير. وَالْأَوَّلُ أشْهر.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «فَلبِسْتُ خُفَّين مُطَارَقَيْن» أَيْ مُطْبقين واحِدا فَوق الْآخَرِ. يُقَالُ أَطْرَقَ النَّعلَ وطَارَقَها. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
وَفِي حَدِيثِ نَظَرِ الفُجْأة «أَطْرِقْ بصَرَك» الإِطْرَاق: أَنْ يُقْبل ببَصره إِلَى صَدْرِه ويَسْكُت سَاكِتا.
[هـ] وَفِيهِ «فأَطْرَقَ سَاعة» أَيْ سَكت.
وَفِي حَدِيثٍ آخر «فأَطْرَقَ رأسَه» أي أمَاله وأسْكَنه. وَمِنْهُ حَدِيثُ زِيَادٍ «حَتَّى انْتَهكوا الحَرِيم، ثُمَّ أَطْرَقُوا ورَاءكم» : أَيِ اسْتَتَروا بِكُمْ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ النَّخَعي «الوُضوءُ بالطَّرْق أحَبُّ إليَّ مِنَ التيمُّم» الطَّرْق: الماءُ الَّذِي خَاضَته الإبلُ وبالَت فِيهِ وبَعَرت.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الزُّبير «وَلَيْسَ للشَّارب إلاَّ الرَّنْقُ والطَّرْق» .
وَفِيهِ «لَا أرَى أَحَدًا بِهِ طِرْق يَتخَلَّف» الطِّرْق بِالْكَسْرِ: القُوّة. وَقِيلَ الشَّحْم. وَأَكْثَرُ مَا يُسْتَعمل فِي النَّفْي.
وَفِي حَدِيثِ سَبْرة «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَعَد لِابْنِ آدَمَ بأَطْرُقِهِ» هِيَ جَمْعُ طَرِيق عَلَى التَّأْنِيث، لِأَنَّ الطَّرِيق تُذَكر وتُؤَنْث، فجمعُه عَلَى التَّذكير: أَطْرِقَة، كــرغِيفٍ وأرْغِفَة، وَعَلَى التَّأْنِيثِ:
أَطْرُق، كيَمين وأيُمن.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ هِنْدٍ:
نَحنُ بَنَات طَارِق نَمْشي علَىَ النَّمَارِقْ.
الطَّارِق: النَّجْم، أَيْ آبَاؤُنا فِي الشَّرَف والعُلُو كالنَّجْم.

عَفَا

(عَفَا)
فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «العَفُوّ» هُوَ فَعُول، مِنَ العَفْو وَهُوَ التَّجاوزُ عَنِ الذَّنْب وتركُ العِقَاب عَلَيْهِ، وأصلُه المَحْوُ والطَّمْسُ، وَهُوَ مِنْ أبْنيةِ المُبَالغة. يُقَالُ: عَفَا يَعْفُو عَفْواً، فَهُوَ عَافٍ وعَفُوّ.
وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ «قَدْ عَفَوْتُ عَنِ الخَيلِ والرَّقيقِ فأدُّوا زكاةَ أمْوالِكم» أَيْ تَركْتُ لَكُمْ أخْذَ زكاتِها وتجاوزْتُ عَنْهُ، وَمِنْهُ قولُهم: عَفَتِ الريحُ الأثَر، إِذَا طَمَسَته وَمَحَتْه.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أُمِّ سَلَمة «قَالَتْ لِعُثْمَانَ: لَا تُعَفِّ سَبيلاً كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَحَبَها» أَيْ لَا تَطْمِسْها.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ «سَلُوا اللهَ العَفْو والعَافِيَة والمُعَافَاة» فالعَفْو: مَحْوُ الذُّنوب، والعَافِيَة: أَنْ تَسْلَم مِنَ الأسْقَام والبَلاَيا، وَهِيَ الصحةُ وضِدُّ المرَض، ونظيرُها الثَّاغِيةُ والرَّاغية، بِمَعْنَى الثُّغاء والرُّغاء. والمُعَافَاة: هِيَ أَنْ يُعَافِيَك اللهُ مِنَ النَّاسِ ويُعَافِيَهُم مِنْكَ: أَيْ يُغْنِيك عَنْهُمْ ويُغْنيهم عَنْكَ، ويَصْرف أذاهُم عَنْكَ وأذَاكَ عَنْهُمْ. وَقِيلَ: هِيَ مُفاعَلة مِنَ العَفْو، وَهُوَ أَنْ يَعْفُوَ عَنِ النَّاسِ ويَعْفُوَ هُم عَنْهُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «تَعَافَوُا الحدودَ فِيمَا بَيْنَكُمْ» أَيْ تَجاوَزُوا عَنْهَا وَلَا تَرْفَعُوها إليَّ، فإنَّي مَتَى عَلِمتُها أقَمْتُها.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وسُئِل عمَّا فِي أموالِ أهلِ الذِّمة فَقَالَ: «العَفْو» أَيْ عُفِيَ لَهُمْ عمَّا فِيهَا مِنَ الصَّدَقة وعن العُشْر في غَلاَّتهم.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبير «أمرَ اللَّهُ نبيَّه أَنْ يَأخُذَ العَفْوَ مِنْ أخْلاق الناسِ» هُوَ السَّهْل المُتَيسِّر: أَيْ أمرَه أَنْ يَحْتَمِلَ أخْلاقَهم ويَقْبَل مِنْهَا مَا سَهُل وتَيَسَّر، وَلَا يَسْتَقصي عَلَيْهِمْ.
وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ «أَنَّهُ قَالَ للنَّابغة: أمَّا صَفْو أمْوالنا فَلِآلِ الزُّبير، وَأَمَّا عَفْوُه فإنَّ تَيْماً وأسَداً تَشْغَله عَنْكَ» قَالَ الحرْبي: العَفْو: أجَلُّ المالِ وأطْيَبُه.
وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: «عَفْو المالِ: مَا يَفْضُل عَنِ النَّفَقة» وكلاهُما جائزٌ فِي اللُّغة، وَالثَّانِي أشْبَه بِهَذَا الْحَدِيثِ. (هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ أمَرَ بإِعْفَاء اللِّحَى» هُوَ أَنْ يُوفِّر شَعَرُها وَلَا يُقَصّ كالشَّوارب، مِنْ عَفَا الشيءُ إِذَا كَثُر وَزَادَ. يُقَالُ: أَعْفَيْتُه وعَفَّيْتُه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ القِصاص «لَا أَعْفَى مَن قَتَل بَعْدَ أخْذِ الدِّيَةِ» هَذَا دُعاء عَلَيْهِ: أَيْ لَا كَثُر مالُه وَلَا اسْتَغْنَى.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِذَا دخَل صَفَرُ وعَفَا الوَبَر» أَيْ كَثُر وَبَرُ الإِبل.
وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى «وعَفَا الأَثَرُ» هُوَ بِمَعْنَى دَرس وامَّحَى.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ مُصْعَب بْنِ عُمَير «إِنَّهُ غُلامٌ عَافٍ» أَيْ وَافِي اللَّحْم كثيرُه.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «إِنَّ عامِلَنا لَيْسَ بالشِعث وَلَا العَافِي» .
وفي «إنَّ المُنافق إِذَا مَرض ثُمَّ أُعْفِيَ كَانَ كالبَعير عَقَلَه أهلُه ثُمَّ أرْسَلُوه، فَلَمْ يَدْرِ لِمَ عَقَلُوه ولِمَ أرْسَلُوه» أُعْفِيَ المريضُ بِمَعْنَى عُوفِيَ.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ أقْطَع مِنْ أرضِ الْمَدِينَةِ مَا كَانَ عَفَاءً » أَيْ مَا لَيْسَ فِيهِ لِأَحَدٍ أثَرٌ، وَهُوَ مِنْ عَفَا الشيءُ إِذَا دَرس وَلَمْ يَبْقَ لَهُ أثَرٌ. يُقَالُ: عَفَتِ الدارُ عَفَاءً، أَوْ مَا لَيْسَ لأحدٍ فِيهِ مِلْكٌ، مِنْ عَفَا الشَّيْءُ يَعْفُو إِذَا صَفَا وخَلُص.
[هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ويَرْعَوْن عَفَاءَها » .
وَمِنْهُ حَدِيثُ صَفْوان بْنِ مُحْرِزٍ «إِذَا دَخَلْتُ بَيْتي فأكَلْتُ رَغِيفًــا وشَرِبتُ عَلَيْهِ مِنَ الْمَاءِ فعَلى الدُّنْيَا العَفَاء» أَيِ الدُّرُوس وذَهابُ الأثَر. وَقِيلَ: العَفَاء التُّراب.
(هـ) وَفِيهِ «مَا أكَلَتِ العَافِيَة مِنْهَا فهُو لَهُ صَدَقة» وَفِي رِوَايَةٍ «العَوَافِي» العَافِيَة والعَافِي:
كلُّ طَالِبِ رزْقٍ مِنْ إنسانٍ أَوْ بَهِيمةٍ أَوْ طائرٍ، وجمعُها: العَوَافِي، وَقَدْ تَقَع العَافِيَة عَلَى الْجَمَاعَةِ.
يُقَالُ: عَفَوْتُه واعْتَفَيْتُه: أَيْ أتَيْتُه أطلُب مَعْرُوفَهُ. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذكر «العَوَافِي» في الحديث بهذا المعنى. وَمِنْهَا الْحَدِيثُ فِي ذِكْرِ الْمَدِينَةِ «ويَتْرُكُها أهلُها عَلَى أحْسَن مَا كَانَتْ مُذَلَّلَةً للعَوَافِي» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي ذَرّ «أَنَّهُ تَرَكَ أتانَيْن وعِفْواً» العِفْو بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ وَالْفَتْحِ:
الجَحْش، والأُنْثَى عَفْوَةً.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.