والكَــرْبَلَةُ: مَشْيٌ في طِيْنٍ أو خَوْضٌ في ماءٍ. وكذلك البَرْكَلَةُ.
والكَــرْبَلَةُ: مَشْيٌ في طِيْنٍ أو خَوْضٌ في ماءٍ. وكذلك البَرْكَلَةُ.
ربل: الــرَّبْلَةُ والــرَّبَلَةُ، تسكن وتُحرّك، قال الأَصمعي والتحريك
أَفصح: كل لحمة غليظة، وقيل: هي ما حول الضَّرْع والحياء من باطن الفخذ،
وقيل: هي باطن الفخذ، وجمعها الرَّبَلات؛ وقال ثعلب: الرَّبَلات أُصُولُ
الأَفخاذ؛ قال:
كأَنَّ مجَامِعَ الرَّبَلات منها
فِئامٌ يَنْهَضُون إِلى فِئامِ
وقال المُسْتَوْغِر بن ربيعة يصف فرساً عَرِقت، وبهذا البيت سمي
المستوغر:
يَنِشُّ الماءُ في الرَّبَلاتِ منها،
نَشِيشَ الرَّضْفِ في اللَّبنِ الوَغِيرِ
قال: وامرأَة رَبِلة ورَبْلاء ضَخْمة الرَّبَلات، ولكل إِنسانٍ
رَبَلَتانِ. وامرأَة رَبْلاء رفْغاء أَي ضيّقة الأَرْفاغِ. والرَّبَالُ: كثرة
اللحم والشحم، وفي المحكم: الرَّبالَةُ كثرة اللحم. ورجل رَبِيل: كثير اللحم
ورَبِلُ اللحم، وأَنشد ابن بري للقطامي:
عَلى الفِراش الضَّجِيعُ الأَغْيَدُ الرَّبِلُ
وأَنشد أَيضاً للأَخطل:
بحُرَّةٍ كأَتانِ الضَّحْلِ ضَمَّرَها،
بعد الرَّبالةِ، تَرْحالي وتَسْيارِي
وامرأَة رَبِلة ومُتَــرَبِّلة: كثيرة اللحم والشحم. والرَّبِيلة:
السَّمَن والخَفْض والنَّعْمة؛ قال أَبو خِراش:
ولم يَكُ مَثْلُوجَ الفُؤادِ مُهَبَّجاً،
أَضاعَ الشَّبابَ في الرَّبِيلة والخَفْضِ
ويروى مُهَبَّلاً. والرَّبِيلة: المرأَة السمينة. وتَرَبَّلَت المرأَة:
كثر لحمها، ورَبَلَت أَيضاً كذلك. ورَبَل بنو فلان يَرْبُِلُون: كثر
عَدَدُهم ونَمَوْا. وقال ثعلب: رَبَل القومُ كَثُرُوا أَو كَثُر أَولادهم
وأَموالهم. وفي حديث بني إِسرائيل: فلما كَثُروا ورَبَلُوا أَي غَلُظوا،
ومنه تَربَّل جسمُه إِذا انتفخ ورَبا، قال: هذا قول الهروي.
والرَّبْل: ضروب من الشجر إِذا بَردَ الزمان عليها وأَدبر الصيف
تَقطَّرَت بورق أَخضر من غير مطر، يقال منه: تَرَبَّلت الأَرض. ابن سيده:
والرَّبْل ورق يتفطر في آخر القيظ بعد الهَيْج ببرد الليل من غير مطر، والجمع
رُبول؛ قال الكميت يصف فِراخ النعام:
أَوَيْنَ إِلى مُلاطِفةٍ خَضُودٍ،
لمَأْكَلِهِنّ أَطْرافَ الرُّبُول
يقول: أَوَيْنَ إِلى أُم مُلاطِفةٍ تُكَسّر لهن أَطراف الشجر ليأْكلن.
ورَبْلٌ أَرْبَلُ: كأَنهم أَرادوا المبالغة والإِجادة؛ قال الرّاجز:
أُحِبُّ أَنْ أَصْطادَ ضَبًّا سَحْبَلا،
ووَرَلاً يَرْتادُ رَبْلاً أَرْبَلا
(* قوله «احب إلخ» كذا في النسخ هنا والمحكم أيضاً، وسيأتي في رمل
وسحبل:احب أن اصطاد ضباً سحبلا
رعى الربيع والشتاء ارملا)
وقد تَرَبَّل الشحرُ؛ قال ذو الرمة:
مُكُوراً ونَدْراً من رُخامَى وخِطْرةٍ،
وما اهْتَزَّ مِن ثُدَّائِه المُتَرَبِّل
وخرجوا يَتَرَبَّلُون: يَرْعَوْن الرَّبْلَ. ورَبَلَت الأَرضُ
وأَرْبَلت: كثر رَبْلُها، وقيل: لا يزال بها رَبْل. وأَرض مِرْبال: كثيرة
الرَّبْل. ورَبَلَت المراعي: كثر عُشْبُها؛ وأَنشد الأَصمعي:
وذُو مُضاضٍ رَبَلَتْ منه الحُجَرْ،
حيث تَلاقَى واسِطٌ وذُو أَمَرْ
قال: الحُجَر داراتٌ في الرَّمْل، والمُضاض نَبْت. الفراء: الرِّيبال
النبات المُلتفّ الطويل. وترَبَّلت الأَرض: اخْضَرَّت بعد اليُبس عند
إِقبال الخريف. والرَّبْل: ما تَربَّل من النبات في القيظ وخرج من تحت اليبيس
منه نبات أَخضر.
والرَّبِيل: اللِّصُّ الذي يَغْزو القوم وحده. وفي حديث عمرو بن العاص،
رضي الله عنه، أَنه قال: انظروا لنا رجلاً يَتَجنَّب بنا الطَّريقَ،
فقالوا: ما نعلم إِلا فلاناً فإِنه كان رَبيلاً في الجاهلية؛ التفسير لطارق
بن شهاب حكاه الهروي في الغَرِيبين. ورآبِلةُ العرب: هم الخُبَثاء
المُتَلَصِّصُون على أَسْؤُقهم، وقال الخطابي: هكذا جاء به المحدِّث بالباء
الموحدة قبل الياء، قال: وأُراه الرَّيْبَل الحرف المعتل قبل الحرف الصحيح.
يقال: ذئب رِيبال ولِصٌّ رِيبال، وهو من الجُرأَة وارْتِصاد الشَّرّ، وقد
تقدّم. ورَبالٌ: اسم. وخرجوا يتربَّلون أَي يَتَصيَّدون. والرِّيبال،
بغير همز: الأَسد ومشتق منه، وقد تقدّم ذكره؛ قال أَبو منصور: هكذا سمعته
بغير همز، قال: ومن العرب من يهمزه، قال: وجمعه رآبلة. والرِّيبال، بغير
همز أَيضاً: الشيخ الضعيف. وفعل ذلك من رَأْبَلته وخُبْثه.
غربل: غَرْبَلَ الشيء: نَخَله. والغِرْبالُ: ما غُرْبِلَ به، معروف،
غَرْبَلْت الدقيق وغيره. ويقال: غَرْبَلَه إِذا قطعه؛ وقوله:
فلولا اللهُ والمُهْرُ المُفَدَّى،
لَرُحْتَ وأَنت غِرْبالُ الإِهاب
فإِنه وضع الغِرْبالَ مكان مُخَرَّق، ولولا ذلك لما جاز أَن يجعل
الغِرْبال في موضع المُغَرْبَل. والمُغَرْبَلُ: المُنْتقى كأَنه نُقِّيَ
بالغِرْبال. وفي الحديث: كيف بكم إِذا كنتم في زمان يُغَرْبَلُ الناسُ فيه
غَــرْبَلةً أَي يذهب خيارهُم ويبقى أَرْذالُهم؛ والمُغَرْبَلُ من الرجال:
الدُّونُ كأَنه خرج من الغِربال، وقيل في تفسير الحديث: يذهب خيارهم بالموت
والقتل وتبقى أَرذالُهم. الجعدي: غَرْبَلَ فلانٌ في الأَرض إِذا ذهب فيها.
وفي الحديث: أَعْلِنُوا النكاح واضربوا عليه بالغِرْبال؛ عنى بالغِرْبال
الدُّفَّ، شبّه الغربال به في استدارته. وغَرْبَلَهم: قَتَلَهم
وطحَنَهم. والمُغَرْبَل: المقتول المنتفخ؛ قال:
أَحْيا أَباه هاشم بن حَرْمَله،
يومَ الهَباءَاتِ ويوم اليَعْمَله،
ترى الملوكَ حَوْلَه مُغَرْبَله،
ورُمْحَه للوالدات مَثْكَله،
يقتل ذا الذنبِ ومن لا ذنب له
وقيل: عنى بالمُغَــرْبَلة أَنه يَنْتَقي السادة فيقتلهم فهو على هذا من
الأَول. وقال شمر: المُغَرْبَلُ المُفَرَّق، غَرْبَلَه أَي فرّقه. وفي
حديث مكحول: ثم أَتَيْتُ الشأْم فغَرْبَلْتُها أَي كشفت حالَ مَنْ بها
وخَبَرْتُهم، كأَنه جعلهم في غِرْبالٍ ففرق بين الجيِّد والرديء. وفي حديث ابن
الزبير: أَتَيْتُموني فاتِحي أَفواهِكم كأَنكم الغِرْبِيلُ؛ قيل: هو
العصفور.
كربل: كَرْبَل الشيءَ: خلطه. أَبو عمرو: كَرْبَلْت الطعام كَــرْبَلةً
هذَّبته ونقَّيته مثل غَرْبَلَتْه؛ وأَنشد في صفة حنطة:
يَحْمِلْنَ حمراءَ رَسُوباً بالنَّقَلْ،
قد غُرْبِلَتْ وكُرْبِلَتْ من القَصَلْ
والكِرْبالُ: المِنْدَف الذي يُنْدَف به القُطْن؛ وأَنشد الشيباني:
تَرْمي اللُّغامَ على هاماتها قَزَعاً،
كالبِرْس طَيَّره ضرْبُ الكَرابِيلِ
والكَــرْبَلة: رَخاوة في القَدَمين. يقال: جاء يمشي مُكَرْبِلاً أَي
كأَنه يمشي في طين.
وكَرْبَل: اسم نبت، وقيل: إِنه الحُمَّاض، قال أَبو وجزة يصف عُهُون
الهَوْدج:
وثامِرُ كَرْبَلٍ وعَمِيمُ دِفْلى
عليها، والنَّدَى سَبِط يَمُور
والكَرْبَل: نبت له نَوْر أَحمر مشرِق؛ حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد:
كأَنَّ جَنى الدِّفْلى يُغَشِّي خُدورَها،
ونُوَّارُ ضاحٍ من خُزامى وكَرْبَل
وكَرْبَلاء: اسم موضع وبها قبر الحسين بن
علي، عليهما السلام؛ قال كثيِّر:
فَسِبْطٌ سِبْطُ إِيمان وبِرٍّ،
وسِبْطٌ غَيَّبَته كَرْبَلاء
سربل: السِّرْبالُ: القَميص والدِّرْع، وقيل: كُلُّ ما لُبِسَ فهو
سِرْبالٌ، وقد تَسَرْبَلَ به وسَرْبَلَه إِياه. وسَرْبَلْتُه فَتَسَرْبَل أَي
أَلبسته السِّرْبالَ. وفي حديث عثمان، رضي الله عنه: لا أَخْلَع
سِرْبالاً سَرْبَلَنِيه اللهُ تعالى؛ السِّرْبالُ: القَمِيصُ وكَنَى به عن
الخِلافة ويُجْمَع على سَرابِيلَ. وفي الحديث: النَّوائحُ عليهنَّ سَرابِيلُ من
قَطِرانٍ، وتطلق السَّرابيلُ على الدروع؛ ومنه قول كعب بن زهير:
شُمُّ العَرانِينِ أَبْطالٌ لبَوسُهُمُ
من نَسْجِ دَاوُدَ، في الهَيْجا، سَرابِيلُ
وقيل في قوله تعالى: سَرابِيلَ تَقِيكم الحَرَّ؛ إِنها القُمُص تَقي
الحَرَّ والبَرْد، فاكتفى بذكر الحَرِّ كأَنَّ ما وَقى الحَرَّ وَقى البرد.
وأَما قوله تعالى: وسَرابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكم؛ فهي الدُّرُوع.
والسَّــرْبَلَة: الثَّرِيد الكثير الدَّسَمِ. أَبو عمرو: الســرْبَلَة
ثَرِيدة قد رُوِّيَتْ دَسَماً.
رخم: أَرْخَمَتِ النَّعامة والدجاجة على بيضها ورَخَمَتْ عليه
ورَخَمَتْه تَرْخُمُهُ رَخْماً ورَخَماً، وهي مُرْخِمٌ وراخِمٌ ومُرْخِمَةٌ:
حَضَنَتْهُ، ورَخَّمَها أَهلُها: أَلزموها إِياه. وأَلقى عليه رَخْمَتَهُ أَي
محبته ومودته. ورَخَمَتِ المرأَةُ ولدها تَرْخُمُهُ وتَرْخَمُهُ رَخْماً:
لاعبته. وحكى اللحياني: رَخِمَه يَرْخَمُهُ رَخْمةً، وإِنه لراخِمٌ له.
وأَلْقت عليه رَخَمَها ورَخْمتها أَي عَطْفتها؛ وأَنشد لأَبي النَّجْمِ:
مُدَلَّل يَشْتُمنا ونَرْخَمُهْ،
أَطْيَبُ شيءٍ نَسْمُهُ ومَلْثَمُهْ
واستعاره عمرو ذو الكلب للشاة فقال:
يا لَيْتَ شِعْري عنك، والأَمْرُ عَمَمْ،
ما فَعَلَ اليومَ أُوَيْسٌ في الغَنَمْ؟
صَبَّ لها في الريح مِرِّيخٌ أَشَمْ؟
فاجتال منها لَجْبةً ذاتَ هَزَمْ،
حاشِكَةَ الدِّرَّةِ وَرْهاءَ الرَّخَمْ
اجتال لَجْبةً: أَخذ عنزاً ذهب لبنها، وَرْهاء الرَّخَم: رِخْوة كأَنها
مجنونة. والرَّخْمَةُ أَيضاً: قريب من الرَّحْمَةِ؛ يقال: وقعتْ عليه
رَخْمته أَي محبته ولينُه ويقال رَخْمان ورَحْمان؛ قال جرير:
أَوَ تَتْركونَ إِلى القَسَّيْنِ هِجْرَتَكُمْ،
ومَسْحَكُمْ صُلْبَهُم رَخْمانَ قُرْبانا
(* راجع البيت في مادة رحم)؟
ورَخِمَهُ رَخْمةً: لغة في رَحِمَهُ رَحْمةً؛ قال ذو الرمة:
كأَنَّها أُمُّ ساجي الطَّرْفِ ، أَخْدَرَها
مُسْتَوْدَعٌ خَمَرَ الوَعْساءِ، مَرخُومُ
قال الأَصمعي: مَرْخوم أُلْقِيَتْ عليه رَخْمة أُمه أَي حبها له
وأُلْفَتُها إِياه، وزعم أَبو زيد الأَنصاري أَن من أَهل اليمن من يقول
رَخِمْتُهُ رَخْمةً بمعنى رَحِمْتُهُ. ويقال: أَلْقى الله عليك رَخْمةَ فلان أَي
عطفه ورقته. قال اللحياني: وسمعت أَعرابيّاً يقول: هو راخِمٌ له. وفي
نوادر الأَعراب: مَرَةٌ تَرَخَّم صَبيَّها
(* قوله «ترخم صبيها إلخ» كذا ضبط
في نسخة من التهذيب). وعلى صبيها وتَرْخَمُهُ وتَرَبَّخُهُ وتَرَبَّخُ
عليه إِذا رَحِمَتْهُ. وارْتَخَمَتِ الناقة فصيلها إِذا رئِمَتْهُ.
والرَّخَمُ: المحبة، يقال: رَخِمَتْهُ أَي عطفتْ عليه. ورخمَتْ بي الغُرُبُ أَي
صاحتْ؛ قال أَبو منصور: ومنه قوله:
مستودَعٌ خَمَرَ الوَعْساءِ، مَرْخُومُ
والرَّخَمُ: الإشفاق.
والرَّخِيم: الحَسَنُ
الكلام. والرَّخامةُ: لين في المَنْطِق حسن في النساء. ورَخَمَ الكلامُ
والصوتُ ورَخُمَ رَخامةً، فهو رَخِيمٌ: لانَ وسَهُلَ. وفي حديث مالك بن
دينار: بلغنا أَن الله تبارك وتعالى يقول لداود يوم القيامة: يا داود،
مَجِّدْني بذلك الصوت الحسنِ الرَّخِيمِ؛ هو الرقيق الشَّجِيُّ الطيبُ
النَّغْمة. وكلام رَخِيمٌ أَي رقيق. ورَخُمَتِ الجارية رَخامَةً، فهي رَخيمة
الصوت ورَخِيمٌ إِذا كانت سهلة المنطق؛ قال قَيْسُ بن ذريح:
رَبْعاً لواضِحةِ الجَبين غريرةٍ،
كالشمسِ إِذْ طلعت، رَخِيمِ المَنْطِقِ
وقد رَخُمَ كلامُها وصوتها، وكذلك رَخَمَ. يقال: هي رخيمة الصوت أَي
مَرْخومةُ الصوتِ، يقال ذلك للمرأَة والخِشْفِ.
والتَّرْخِيمُ: التليين؛ ومنه الترخيمُ في الأَسماء لأَنهم إِنما يحذفون
أَواخرها ليُسَهِّلُوا النطق بها، وقيل: التَّرْخيم الحذف؛ ومنه تَرْخيم
الاسم في النداء، وهو أَن يحذف من آخره حرف أَو أَكثر، كقولك إِذا ناديت
حَرِثاً: يا حَرِ، ومالِكاً: يا مالِ، سمي تَرْخيماً لتليين المنادي
صوته بحذف الحرف؛ قال الأَصمعي: أَخَذَ عني الخليل معنى الترْخِيم وذلك أَنه
لقيني فقال لي: ما تُسمي العرب السَّهْل من الكلام؟ فقلت له: العرب تقول
جارية رَخِيمةٌ إِذا كانت سَهْلَةَ المَنْطِقِ؛ فعمل باب التَّرْخيم على
هذا.
والرُّخامُ: حجر أَبيض سهل رِخْوٌ.
والرُّخْمَةُ: بياض في رأْس الشاة وغُبْرَةٌ في وجهها وسائرها أَيّ لون
كان، يقال: شاة رَخْماءُ، ويقال: شاة رَخْماءُ إِذا ابيضَّ رأْسها
واسودَّ سائر جسدها، وكذلك المُخَمَّرة، ولا تقل مُرَخَّمَة. وفرس
أَرْخَمُ.والرُّخامى: ضَرب من الخِلْفة؛ قال أَبو حنيفة: هي غبراء الخُضْرةِ لها
زَهْرة بيضاء نَقِيَّةٌ، ولها
عِرْقٌ أبيض تحفره الحُمُرُ بحوافرها، والوحش كله يأْكل ذلك العِرْقَ
لحلاوته وطيبه، قال: قال بعض الرُّواةِ تنبت في الرمل وهي من الجَنْبَةِ؛
قال عَبِيد:
أو شَبَبٌ يَحْفِرُ الرُّخامى
تَلُفُّهُ شَمْأَلٌ هَبُوبُ
(* في قصيدة عبيد: يرتعي بد يحفر).
والرُّخاءُ: الريح اللينة، وهي الرُّخامى أيضاً. والرُّخامى: نبت
تَجذُبه السائمة، وهي بَقْلة غبراء تضرب إلى البياض، وهي حلوة لها أصل أبيض
كأنه العُنْقُرُ، إذا انْتُزِعَ حَلَب لبناً، وقيل: هو شجر مثل الضَّالِ؛
قال الكميت:
تَعاطى فِراخَ المَكْرِ طَوْراً، وتارةً
تُثِيرُ رُخاماها وتَعْلَقُ ضالَها
وقال امرؤ القيس في الرُّخامى، وهو نبت، يصف فرساً:
إذا نَحْنُ قُدْناه تَأَوَّدَ مَتْنُهُ،
كعِرق الرُّخامى اللَّدْنِ في الهَطَلانِ
وقال مُضَرِّسٌ:
أُصُولُ الرُّخامى لا يُفَزَّعُ طائِرُه.
والرُّخامَةُ، بالهاء: نبت؛ حكاه أبو حنيفة.
ابن الأَعرابي: والرَّخَمُ اللبن الغليظ، وقال في موضع آخر: الرُّخُمُ
كُتَلُ اللِّبإِ.
والرَّخَمَةُ: طائر أبقع على شكل النَّسْر خِلْقةً إلا أنه مُبَقَّعٌ
بسواد وبياض يقال له الأَنُوقُ، والجمع رَخَمٌ ورُخْمٌ؛ قال الهذلي:
فلَعَمْرُ جَدِّك ذي العَواقِب حَتْـ
ـتى انْتَ عند جوالِبِ الرُّخْمِ
ولعَمْرُ عَرْفِكَ ذي الصُّماحِ، كما
عَصَبَ السِّفارُ بغَضْبةِ اللِّهْمِ
وخصَّ اللحياني بالرَّخَمِ الكثير؛ قال ابن سيده: ولا أدري كيف هذا
إلاَّ أن يعني الجنس؛ قال الأعشى:
يا رُخَماً قاظَ على مَطْلُوبِ،
يُعْجِلُ كَفَّ الخارِئِ المُطِيبِ
وفي حديث الشعبي: وذكر الرافضة فقال لو كانوا من الطير لكانوا رَخَماً؛
الرَّخَمُ: نوع من الطير، واحدته رَخَمةٌ، وهو موصوف بالغَدْر والمُوقِ،
وقيل بالقَذَر؛ ومنه قولهم: رَخِمَ السّقاءُ إذا أنْتن.
واليَرْخُوم: ذكر الرَّخَمِ؛ عن كراع.
وما أَدري أيُّ تُرْخَمٍ هو، وقد تضم الخاء مع التاء، وقد تفتح التاء
وتضم الخاء، أي أيُّ الناس هو، مثل جُنْدَبٍ وجُنْدُبٍ وطُحْلَبٍ وطُحْلُبٍ
وعُنْصَرٍ وعُنصُرٍ؛ قال ابن بري: تُرْخُمٌ تُفْعُلٌ مثل تُرْتُبٍ،
وتُرْخَمٌ مثل تُرْتَبٍ.
ورَخْمانُ: موضع. ورَخْمانُ: اسم غارٍ ببلاد هُذَيلٍ فيه رُمِي تأبَّطَ
شرّاً بعد قتله؛ قالت أُخته ترثيه
(* قوله «اخته ترثيه» كذا في الأصل،
والذي في التكملة للصاغاني ومعجم ياقوت: أمه).
نِعْمَ الفتى غادَرْتُمُ بِرَخْمانْ،
بثابِتِ بن جابِرِ بن سُفْيانْ،
مَنْ يَقتل القِرن ويَرْوي النَّدْمانْ
وفي الحديث ذكر شِعْب الرَّخَمِ بمكة، شرفها الله تعالى. وتُرْخُمٌ: حيّ
من حِمْيَر؛ قال الأَعشى:
عَجِبتُ لآلِ الحُرْقَتَينِ، كأنَّما
رَأَوْني نَقِيّاً من إيادٍ وتُرْخُمِ
ورُخامٌ: موضع؛ قال لبيد:
بمَشارِقِ الجَبَلَيْنِ، أو بمُحَجَّرٍ،
فتَضَمَّنَتْها فَرْدَةٌ فَرُخامُها
وغر: الوَغْرَةُ: شدَّةُ تَوَقُّدِ الحَرِّ. والوَغْرُ: احتراق الغيظ،
ومنه قيل: في صدره عليَّ وَغْرٌ، بالتسكين، أَي ضِغْنٌ وعداوة وتَوَقُّدٌ
من الغيظ، والمصدر بالتحريك.
ويقال: وَغِرَ صدرُه عليه يَوْغَرُ وَغَراً ووَغَر يَغِرُ إِذا امتلأَ
غيظاً وحقداً، وقيل: هو أَن يحترق من شدة الغيظ. ويقال: ذهب وَغَرُ صدره
ووَغَم صدره أَي ذهب ما فيه من الغِلِّ والعداوة، ولقيته في وَغْرَةِ
الهاجرة: وهو حين تتوسط الشمس السماء. وقوله في حديث الإِفك: فأَتينا الجيشَ
مُوغِرِين في نَحْرِ الظَّهيرة أَي في وقت الهاجرة وقت توسط الشمس
السماء. يقال: وَغَرَتِ الهاجرة وَغْراً أَي رَمِضَتْ واشتدّ حرها، ويقال:
نزلنا في وَغْرَةِ القَيْظِ على ماء كذا. وأَوغَرَ الرجلُ: دخل في ذلك الوقت،
كما يقال: أَظهر إِذا دخل في وقت الظهر. ويروى في الحديث: فأَتينا
الجيشَ مُغَوِّرِينَ. وأَوغَرَ القومُ: دخلوا في الوَغْرَةِ. والوَغْرُ
والوَغَرُ: الحِقْدُ والذَّحْلُ، وأَصله من ذلك، وقد وَغِرَ صدره يَوْغَرُ
وَغَراً ووَغَرَ يَغِرُ وَغْراً فيهما، قال: ويَوْغَرُ أَكثر، وأَوْغَرَه وهو
واغِرُ الصدر عليّ. وفي الحديث: الهَدِيَّةُ تُذْهِبُ وَغَرَ الصدر؛ هو
بالتحريك الغِلُّ والحرارة، وأَصله من الوَغْرَة وشدة الحرّ؛ ومنه حديث
مازن، رضي الله عنه:
ما في القلوب عليكُمْ، فاعْلَموا، وَغَرُ
وفي حديث المغيرة: واغِرَةُ الضمير، وقيل: الوَغَرُ تَجَرُّع الغيظ
والحقد.
والتَّوْغِيرُ: الإِغراء بالحقد؛ وأَنشد سيبويه للفرزدق:
دَسَّتْ رَسُولاً بأَنَّ القومَ، إن قَدَروا
عليكَ، يَشْفُوا صُدُوراً ذاتَ تَوغِيرِ
وأَوغَرْتُ صدرَه على فلان أَي أَحْمَيْتُه من الغيظ. والوَغِيرُ: لحم
يُشْوَى على الرَّمْضاءِ. والوَغِيرُ: اللبن تُرْمى فيه الحجارَةُ
المُحْماةُ ثم يُشْرَبُ؛ والمستوغِرُ بن ربيعةَ الشاعرُ المعروف منه، سمي بذلك
لقوله يصف فرساً عرقت:
يَنِشُّ الماءُ في الرَّبَلاتِ منها،
نَشِيشَ الرَّضْفِ في اللبنِ الوَغِيرِ
والرَّبَلات: جمع رَبْلَةٍ ورَبَلَة، وهي باطن الفخذ. والرَّضْف: حجارة
تحمى وتطرح في اللبن ليَجْمُد، وقيل: الوغِيرُ اللبن يُغْلى ويُطْبَخُ.
الجوهري: الوَغِيرَةُ اللبن يُسَخَّنُ بالحجارة المحماة، وكذلك الوغير.
ابن سيده: والوَغِيرَةُ اللبن وحده مَحْضاً يسخن حتى يَنْضَجَ، وربما جعل
فيه السمن، وقد أَوغَرَه، وكذلك التوغِيرُ؛ قال الشاعر:
فَسائِلْ مُراداً عن ثلاثةِ فِتْيَةٍ،
وعن أُثْر ما أَبْقى الصَّرِيحُ المُوَغَّرُ
والإِيغارُ: أَن تُسخن الحجارة وتُحْرِقَها ثم تلقيها في الماء لتسخنه.
وقد أَوغَرَ الماءَ إِيغاراً إِذا أَحرقه حتى غلى؛ ومنه المثل: كَرِهَتِ
الخنازِيرُ الحَمِيمَ المُوغَرَ، وذلك لأَن قوماً من النصارى كانوا
يَسْمُطون الخنزير حيًّا ثم يَشْوُونه؛ قال الشاعر:
ولقد رأَيتُ مكانَهم فكرِهْتُهمْ،
كَكَراهَةِ الخِنزيرِ للإِيغار
وَوَغْرُ الجيشِ: صوتهم وجَلَبَتُهُمْ؛ قال ابن مقبل:
في ظَهْرِ مَرْتٍ عَساقِيلُ السَّرابِ به،
كأَنَّ وَغْرَ قَطاهُ وَغْرُ حادينا
المَرْتُ: القَفْر الذي لا نبات له. وعساقيل السراب: قِطَعُه، واحدها
عُسْقُول؛ شبه أَصوات القطا فيه بأَصوات رجال حادين، والأَلف في آخره
للإِطلاق؛ وقال الراجز:
كأَنما زُهاؤُه لمَنْ جَهَرْ
ليلٌ، ورِزُّ وَغْرِه إِذا وَغَرْ
الوَغْرُ: الصوت. ووَغَرُهُمْ: كَوَغْرِهم؛ ولم يحك ابن الأَعرابي في
وَغْرِ الجيش إِلا الإِسكانَ فقط، وصرح بأَن الفتح لا يجوز. والإِيغارُ:
المستعمل في باب الخراج، قال ابن دريد: لا أَحسبه عربيّاً صحيحاً. غيره:
يقال أَوْغَرَ العاملُ الخراجَ أَي استوفاه، وفي التهذيب: وَغَرَ. ويقال:
الإِيغار أَن يُوغِرَ المَلِكُ لرجلٍ الأَرضَ يجعلها له من غير خراج. قال:
وقد يسمى ضمانُ الخراج إِيغاراً، وهي لفظة مولَّدة، وقيل: الإِيغار أَن
يُسْقِطَ الخراجَ عن صاحبه في بلد ويُحَوِّلَ مثلَه إِلى بلد آخر فيكون
ساقطاً عن الأَوّل وراجعاً إِلى بيت المال، وقيل: سمي الإِيغارَ لأَنه
يُوغِرُ صدور الذين يزاد عليهم خَراجٌ لا يلزمهم. وأَوْغرْتُ صدرَه أَي
أَوقدته من الغيظ وأَحميته. أَبو سعيد: أَوغَرْتُ فلاناً إِلى كذا أَي
أَلجأْته؛ وأَنشد:
وتَطاوَلَتْ بك هِمَّةٌ محطوطَةٌ،
قد أَوْغَرَتْكَ إِلى صِباً ومُجُونِ
أَي أَلجأَتك إِلى الصبا. قال: واشتقاقه من إِيغار الخراج وهو أَن يؤدي
الرجل خراجه إِلى السلطان الأَكبر فراراً من العمال. يقال: أَوْغَرَ
الرجلُ خَراجَه إِذا فعل ذلك. قال ابن سيده: وهو بالواو لوجود أَوْغَرَ وعدم
أَيْغَر، والله تعالى أَعلم.
دربل: الدَّــرْبَلة: ضرب من مشي الإِنسان فيه ثِقَل. ابن الأَعرابي:
دَرْبَل الرَّجلُ إِذا ضَرَب الطَّبْل.
نقل: النَّقْلُ: تحويلُ الشيء من موضع إِلى موضع، نَقَله يَنْقُله
نَقْلاً فانتَقَل. والتَّنَقُّل: التحوُّل. ونَقَّله تَنْقِيلاً إِذا أَكثر
نقله. وفي حديث أُم زرع: لا سَمِين فيَنْتَقِل أَي ينقُله الناس إِلى
بيوتهم فيأْكلونه. والنُّقْلة: الاسم من انتِقال القوم من موضع إِلى موضع،
وهمزة النَّقْل التي تَنْقُل غير المتعدِّي إِلى المتعدِّي كقولك قام
وأَقَمْتُه، وكذلك تشديدُ النَّقْل هو التضعيفُ الذي يَنْقُل غير المتعدي إِلى
المتعدي كقولك غَرِم وغَرَّمْتُه وفَرِح وفَرَّحْته. والنُّقْلة:
الانتِقال. والنُّقْلة: النمِيمةُ تنْقُلها. والناقِلةُ من نَواقِل الدهر: التي
تنقُل قوماً من حال إِلى حال. والنَّواقِلُ من الخَراج: ما يُنْقَل من
قرية إِلى أُخرى. والنواقِلُ: قَبائل تَنتَقِل من قوم إِلى قوم. والناقِلةُ
من الناس: خلافُ القُطَّان. والناقِلةُ: قبيلةٌ تنتقل إِلى أُخرى.
التهذيب: نَواقِل العرب من انتقَل من قبيلة إِلى قبيلة أُخرى فانتَمى إِليها.
والنَّقلُ: سرعة نَقْل القوائم. وفرس مِنْقَل أَي ذو نَقَل وذو نِقال.
وفرس مِنْقَل ونَقَّال ومُناقِل: سريع نَقْل القوائم، وإِنه لذو نَقِيل.
والتَّنْقِيل: مثل النَّقَل؛ قال كعب:
لهنّ، من بعدُ، إِرْقالٌ وتَنْقِيلُ
والنَّقِيلُ: ضرب من السير وهو المُداومة عليه. ويقال: انتَقَل سار
سيراً سريعاً؛ قال الراجز:
لو طَلَبونا وجَدُونا نَنْتَقِلْ،
مثلَ انْتِقال نَفَرٍ على إِبِلْ
وقد ناقَلَ مُناقلةً ونِقالاً، وقيل: النِّقالُ الرَّدَيان وهو بين
العدْو والخَبَبِ. والفرس يُناقِل في جَرْيه إِذا اتَّقى في عَدْوه الحجارة.
ومُناقَلةُ الفرس: أَن يضع يدَه ورجله على غير حجَر لحسْن نَقْلِه في
الحجارة؛ قال جرير:
من كل مُشْتَرِفٍ، وإِن بَعُدَ المَدى،
ضَرِمِ الرَّقاقِ مُناقِلِ الأَجْرالِ
وأَرض جَرِلةٌ: ذاتُ جَراوِل وغِلظ وحجارة.
والمُنَقِّلة، بكسر القاف، من الشِّجاج: التي تُنَقِّل العظم أَي تكسره
حتى يخرج منها فَراشُ العِظام، وهي قُشور تكون على العَظْم دون اللحم.
ابن الأَعرابي: شَجَّة مُنَقِّلة بَيِّنة التَّنْقيل، وهي التي تخرج منها
كِسَرُ العِظام، وورد ذكرها في الحديث قال: وهي التي يخرج منها صِغار
العِظام وتنتَقِل عن أَماكنها، وقيل: هي التي تُنَقِّل العظم أَي تكسره، وقال
عبد الوهاب بن جَنْبة: المنقِّلة التي تُوضِح العظم من أَحد الجانبين
ولا توضِحه من الجانب الآخر، وسميت منقِّلة لأَنها تَنْقُل جانِبَها الذي
أَوْضَحَتْ عظمَه بالمِرْوَد، والتَّنْقِيل: أَن ينقل بالمِرْوَد ليسمع
صوت العظم لأَنه خفي، فإِذا سمع صوت العظم كان أَكثر لنَذْرِها وكانت مثلَ
نصف المُوضِحة؛ قال الأَزهري: وكلام الفقهاء هو أَول ما ذكرناه من أَنها
التي تنقِّل فَراشَ العِظام، وهو حكاية أَبي عبيد عن الأَصمعي، وهو
الصواب؛ قال ابن بري: المشهور الأَكثر عند أَهل اللغة المنقلة، بفتح
القاف.والمَنْقَلةُ: المَرْحلة من مَراحل السفر. والمَناقِل: المَراحِل.
والمَنْقَلُ: الطريق في الجبل. والمَنْقَل: طريق مختصَر. والنَّقْل:
الطريق المختصر. والنَّقَل: الحجارة كالأَثافِيِّ والأَفْهار، وقيل: هي
الحجارة الصِّغار، وقيل: هو ما يبقى من الحجر إِذا اقتُلِع، وقيل: هو ما بقي
من الحجارة إِذا قُلِع جبَل ونحوه، وقيل: هو ما يبقى من حجَر الحِصْن أَو
البيت إِذا هُدِم، وقيل: هو الحجارة مع الشجر. وفي الحديث: كان على قبر
رسول الله، صلى الله عليه وسلم، النَّقَل؛ هو بفتحتين صِغار الحجارة
أَشباه الأَثافيّ، فَعَلٌ بمعنى مفعول أَي مَنْقول. ونَقِلَتْ أَرضُنا فهي
نَقِلة: كثر نَقَلُها؛ قال:
مَشْيَ الجُمَعْلِيلةِ بالحَرْفِ النَّقِلْ
ويروى: بالجُرْف، بالجيم. وأَرضَ مَنْقَلة: ذاتُ نَقَل. ومكان نَقِلٌ،
بالكسر على النسب، أَي حَزْنٌ. وأَرض نَقِلةٌ: فيها حجارة، والحجارةُ التي
تَنْقُلُها قوائمُ الدابة من موضع إِلى موضع نَقِيلٌ؛ قال جرير:
يُناقِلْنَ النَّقِيلَ، وهُنّ خُوصٌ
بغُبْر البِيد خاشعةِ الخُرومِ
وقيل: يَنْقُلْن نَقِيلَهنّ أَي نِعالَهنّ. والنَّقْلةُ والنَّقْلُ
والنِّقْلُ والنَّقَلُ: النعل الخَلَقُ أَو الخفُّ، والجمع أَنْقال ونِقال؛
قال:
فصَبَّحَتْ أَرْعَلَ كالنِّقالِ
يعني نباتاً مُتهَدِّلاً من نَعْمته، شبَّهه في تَهَدُّله بالنعْل
الخَلَق التي يجرُّها لابسها. والمَنْقَلةُ: كالنَّقْلِ.
والنَّقائلُ: رِقاعُ النَّعل والخُفِّ، واحدتها نَقِيلة. والنَّقِيلة
أَيضاً: الرُّقْعة التي يُنْقَل بها خفُّ البعير من أَسفله إِذا حَفِيَ
ويُرْقَع، والجمع نَقائِل ونَقِيلٌ. وقد نَقَلَه وأَنْقَل الخُفَّ والنعلَ
ونَقَله ونَقَّله: أَصلحه، ونعل مُنَقَّلة. قال الأَصمعي: فإِن كانت النعل
خلَقاً قيل نِقْل، وجمعه أَنْقال. وقال شمر: يقال نَقَلٌ ونِقْلٌ، وقال
أَبو الهيثم: نعل نَقْلٌ. وفي حديث ابن مسعود: ما مِنْ مُصَلًّى لامرأَة
أَفضَل من أَشدّ مكاناً في بيتها ظُلمةً إِلاَّ امرأَة قد يَئِسَتْ من
البُعُولة فهي في مَنْقَلِها؛ قال الأُموي: المَنْقَل الخفّ؛ وأَنشد
للكميت:وكان الأَباطِحُ مِثْلَ الأَرِينِ،
وشُبِّه بالحِفْوَةِ المَنْقَلُ
أَي يُصيب صاحبَ الخُفِّ ما يُصيب الحافي من الرَّمْضاءِ؛ قال أَبو
عبيد: ولولا أَن الرواية في الحديث والشعر اتَّفقا على فتح الميم ما كان وجه
الكلام في المَنْقَل إِلاَّ كسر الميم. وقال ابنُ بُزُرْج: المَنْقَلُ في
شعر لبيد الثَّنِيَّة، قال: وكل طريق مَنْقَل؛ وأَنشد:
كَلاَّ ولا، ثم انْتَعَلْنا المَنْقَلا
قِتْلَيْن منها: ناقةً وجَمَلا،
عَيْرانةً وماطِلِيّاً أَفْتَلا
قال: ويقال للخفين المَنْقَلان، وللنَّعْلين المَنْقَلان. ابن
الأَعرابي: يقال للخف المَنْدَل والمِنْقَل، بكسر الميم. قال ابن بري في كتاب
الرَّمَكِيِّ بخط أَبي سهل الهرَوي: في نص حديث ابن مسعود: من أَشد مكانٍ،
بالخفض، وهو الصحيح. الفراء: نَعْلٌ مُنَقَّلة مطرَّقة، فالمُنَقَّلة
المرقوعة، والمُطَرَّقة التي أُطبق عليها أُخرى. وقال نُصير لأَعرابي: ارْقَع
نَقْلَيْك أَي نَعْلَيْك. الجوهري: يقال جاء في نَقْلَيْن له ونِقْلَيْن
له. ونَقَل الثوبَ نَقْلاً: رَقَعه.
والنِّقْلة: المرأَة تُتْرَك فلا تخطب لكِبَرها.
والنَّقِيلُ: الغريب في القوم إِن رافَقهم أَو جاوَرهم، والأُنثى
نَقِيلة ونَقِيل؛ قال وزعموا أَنه للخنساء:
تركْتَني وَسْطَ بَني عَلَّةٍ،
كأَنَّني بعْدَك فيهم نَقِيلْ
ويقال: رجل نَقِيل إِذا كان في قوم ليس منهم. ويقال للرجل: إِنه ابن
نَقِيلة ليست من القوم أَي غريبة.
ونَقَلةُ الوادي: صوتُ سَيْله، يقال: سمعت نَقَلة الوادي وهو صوت السيل.
والنَّقيل: الأَتيُّ وهو السيل الذي يجيء من أَرض مُطِرَت إِلى أَرض لم
تمطَر؛ حكاه أَبو حنيفة.
والنَّقَل في البعير: داء يصيب خفَّه فيتخَرَّق. والنَّقِيلُ: الطريق،
وكل طريق نَقِيل؛ قال ابن بري: وأَنشد أَبو عمرو:
لمَّا رأَيت بسُحْرة إِلْحاحها،
أَلْزَمْتها ثَكَمَ النَّقِيل اللاحِب
النَّقِيلُ: الطريق، وثَكَمُه وسطُه، وإِلْحاحُ الدابة وقوفُها على
أَهلها لا تبرح. والنَّقَلُ: مراجعة الكلام في صَخَب؛ قال لبيد:
ولقد يعلَم صحْبي كلُّهم،
بِعَِدانِ السَّيفِ، صَبْري ونَقَلْ
أَبو عبيد: النَّقَل المُناقَلة في المنطِق. وناقَلْتَ فلاناً الحديثَ
إِذا حدَّثته وحدَّثك. ورجل نَقِلٌ: حاضر المنطِق والجواب، وأَنشد للبيد
هذا البيت أَيضاً: صَبْرِي ونَقَلْ.
وقد ناقَله. وتَناقل القومُ الكلامَ بينهم: تنازَعوه؛ فأَما ما أَنشده
ابن الأَعرابي من قول الشاعر:
كانت إِذا غَضِبتْ عليَّ تطلَّمتْ،
وإِذا طَلَبْتُ كلامَها لم تَنْقَل
(* قوله «تطلمت» هكذا في الأصل والمحكم بالطاء المهملة).
قال ابن سيده: فقد يكون من النَّقَل الذي هو حضور المنطِق والجواب، قال:
غير أَنَّا لم نسمع نَقِل الرجل إِذا جاوَب، وإِنما نَقِلٌ عندنا على
النسب لا على الفعل، إِلاَّ أَن نجهل ما علم غيرُنا فقد يجوز أَن تكون
العرب قالت ذلك إِلاَّ أَنه لم يبلغنا نحن، قال: وقد يكون تَنْقَل تَنْفَعِل
من القَوْل كقولك لم تَنْقَد من الانقياد، غير أَنَّا لم نسمعهم قالوا
انْقالَ الرجلُ على شَكْل انْقادَ، قال: وعسى أَن يكون ذلك مَقُولاً أَيضاً
إِلاَّ أَنه لم يصل إِلينا، قال: والأَسبق إِليَّ أَنه من النَّقَل الذي
هو الجواب لأَن ابن الأَعرابي لمَّا فسره قال: معناه لم تُجاوِبني.
والنَّقْل: ما يَعْبَث به الشارب على شَرابه، وروى الأَزهري عن المنذري
عن أَبي العباس أَنه قال: النَّقْل الذي يُتَنَقَّل به على الشَّراب، لا
يقال إِلاّ بفتح النون. الجوهري: والنُّقْل، بالضم، ما يُتَنَقَّل به على
الشراب، وفي بقيَّة النسخ: النَّقْل، بالفتح. وحكى ابن بري عن ابن
خالويه قال: النَّقْل بفتح النون الانْتقال على النبيذ، والعامة تضمُّه. وقال
ابن دريد: النَّقَل، بفتح النون والقاف، الذي يُتنقَّل به على الشراب.
والنَّقَل: المُجادلة. وأَرض ذات نَقَل أَي ذات حجارة؛ قال: ومنه قول
القَتَّال الكلابي:
بَكْرِيُّه يَعْثُرُ في النِّقال
وقول الأَعشى:
غَدَوْتُ عليها، قُبَيْلَ الشُّرو
قِ، إِمَّا نِقالاً وإِمَّا اغْتِمارا
قال بعضهم: النِّقال مُناقَلة الأَقْداح. يقال: شَهِدت نِقالَ بني فلان
أَي مجلِس شَرابهم. وناقَلْت فلاناً أَي نازعته الشرابَ.
والنِّقال: نصالٌ عريضة قصيرة من نِصال السهام، واحدتها نَقْلة، يمانية.
والنَّقَل، بالتحريك، من رِيشات السهام: ما كان على سهم آخر. الجوهري:
النَّقَل، بالتحريك، الريشُ يُنْقَل من سهم فيجعل على سهم آخر؛ يقال: لا
تَرِشْ سهمي بِنَقَل، بفتح القاف؛ قال الكميت يصف صائداً وسهامه:
وأَقدُحٌ كالظُّبَات أَنْصُلُها،
لا نَقَلٌ رِيشُها ولا لَغَبُ
الجوهري: والأَنْقِلاءُ ضرب من التمر بالشام. والنِّقالُ أَيضاً: أَن
تشرَب الإِبل نَهَلاً وعَلَلاً بنفسها من غير أَحد، يقال: فرس مِنْقَل وقد
نَقَلْتها أَنا؛ وقال عدي بن
زيد يصف فرساً:
فَنَقَلْنا صَنْعَه حتى شَتَا
ناعِمَ البال، لَجُوجاً في السَّنَنْ
صَنْعه: حُسْن القيام عليه، والسَّنَن: اسْتِنانُه ونَشاطُه.
طربل: الطِّرْبال: عَلَمٌ يُبْنَى، وقيل: هو كل بناء عال، وقيل: هي كل
قطعة من جبل أَو حائط مستطيلة في السماء. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله
عليه وسلم، قال: إِذا مَرَّ أَحدكم بِطِرْبالٍ مائل فليسرع المشي؛ قال
أَبو عبيدة: هو شبيه بالمَنْظَرة من مَناظِر العجم كهيئة الصَّوْمعة
والبناء المرتفع؛ قال جرير:
أَلْوى بها شَذْبُ العُروق مُشَذَّبٌ،
فكأَنَّما وَكَنَتْ على طِرْبال
قال الأَزهري: ورأَيت أَهل النخل في بَيضاء بني جذيمة يَبْنون خِياماً
من سَعَف النخل فوق نُقْيان الرَّمال، يَتَظَلَّل بها نواطيرُهم
ويُسَمُّونها الطَّرابيل والعرازيل. وقال شمر: الطَّرابيلُ الأَميال، واحدها
طِرْبال؛ وقال ابن شميل: هو بناءٌ يُبْنَى عَلَماً للخيل يُسْتَبَق إِليه ومنه
ما هو مثل المنارة، وبالمَنْجَشانِيَّة واحد منها بموضع قريب من البصرة؛
قال دُكَين:
حتى إِذا كان دُوَيْنَ الطِّرْبال،
رَجَعْنَ منه بصَهِيلٍ صَلْصال،
مُطَهَّر الصُّورة مثل التِّمْثال
(* قوله «رجعن» هكذا في الأصل، وفي التهذيب ومعجم ياقوت: بشر. وقوله
«مطهر» كذا في الأصل ومعجم ياقوت بالراء، وفي نسخة من التهذيب: مطهم
بالميم).فُسِّر الطِّرْبالُ هنا بالمنارة. الفراء: الطِّرْبال الصَّوْمَعة؛ وقال
ابن الأَعرابي: هو الهدف المُشْرِف؛ وقال الجوهري: الطِّرْبال القِطعة
العالية من الجِدار والصخرةُ العظيمة المُشْرِفة من الجبل، قال: وطَرابيلُ
الشام صَوامِعُها. ورَجلٌ مُطَرْبِلٌ: يَسحب ذُيوله. وكَتَب أَبو
مُحَلِّم إِلى رجل: اشترِ لنا جَرَّةً ولْتَكُنْ غير قَعْراء ولا دَنَّاء ولا
مُطَــرْبَلة الجوانب؛ قال ابن حَمُّويه: سأَلت شمِراً عن الدَّنَّاء فقال:
القصيرة، قال: والمُطَــرْبَلَة الطويلة، ويقال: طَرْبَل بَوْلَه إِذا
مَدَّه إِلى فوق.