Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: درجة

غلي

الْغَيْن وَاللَّام وَالْيَاء

غلت الْقدر والجرة غليا، وغليانا، وأغلاها، وغلاها.

قَالَ ابْن دُرَيْد: وَفِي بعض كَلَام الْأَوَائِل: أَن مَاء وغله. وَبَعْضهمْ يرويهِ: أز مَاء وغله.

والغالية من الطّيب: مَعْرُوفَة.

وَقد تغلى بهَا، عَن ثَعْلَب.

وَإِلَى غَيره.
غلي
غلَى يَغلِي، اغْلِ، غَلْيًا وغَلَيانًا، فهو غالٍ، والمفعول مَغليٌّ (للمتعدِّي)
• غلَتِ القِدْرُ ونحوُها: سخَنت وفارت بفعل الحرارة.
• غلَى الماءُ ونحوُه: زادت سخونته حتَّى وصل إلى درجة الغليان "الماءُ الغالي- {كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ. كَغَلْيِ الْحَمِيمِ} ".
• غلَى الشَّخصُ: اشتدَّ غيظُه "بات يَغلي من تصرّفات جاره السَّيِّئة" ° غلى الدَّمُ في عروقه: غضب وثار.
• غلَى الماءَ ونحوَه: زاد سخونتَه وأوصله إلى درجة الغليان "شرب كوبًا من اللَّبن المغليّ- {كَغَلْيِ الْحَمِيمِ} ". 

أغلى يُغلي، أغْلِ، إغلاءً، فهو مُغْلٍ، والمفعول مُغلًى
• أغلى الماءَ: غَلاَه؛ جعله يغلي، سخّنه حتَّى أوصله إلى درجة الغليان "أغلى القِدْرَ". 

غلَّى يُغلِّي، غَلِّ، تغليةً، فهو مُغلٍّ، والمفعول مُغلًّى
• غلَّى الماءَ ونحوَه: أغلاه؛ جعله يَغلِي، سخَّنه حتَّى أوصله إلى درجة الغليان "ماءٌ مُغلًّى". 

إغلاء [مفرد]: مصدر أغلى. 

تغلية [مفرد]: مصدر غلَّى. 

غَلاَّيَة [مفرد]:
1 - اسم آلة من غلَى: سخَّان، إناء يُغلى فيه الماء وغيره من السَّوائل "غلاّية كهربائيّة- غلاّية لبن".
2 - جهاز لتوليد البخار. 

غَلْوَة [مفرد]: ج غَلَوات وغَلْوات: اسم مرَّة من غلَى: على غير قياس "أخذ الطعامُ غَلْوة واحدة". 

غَلْي [مفرد]: مصدر غلَى. 

غَلَيان [مفرد]:
1 - مصدر غلَى ° غَلَيان شَعْبِيّ: فَوَران، ثورة، هيجان.
2 - (فز) ظهور فقاقيعٌ غازية في السائل بتسخينه، وذلك عندما يصبح ضغطُه البخاريّ مساويًا للضغط الجوي "سخن الماء حتى الغليان" ° دَرَجَة الغليان/ نقطة الغليان: نقطةُ تحوِّل السائل إلى بخار، درجة الحرارة التي يغلي فيها سائل في ضغط ثابت خاصّة تحت أحوال جويّة ثابتة. 

غَلْيَة [مفرد]: ج غَلَيات وغَلْيَات: اسم مرَّة من غلَى. 
غلي
: (ي (} غَلَتِ القِدْرُ {تَغْلِي} غَلْياً) ، بالفَتْح، ( {وغَلَياناً) ، محرَّكةً، وَلَا يقالُ} غَلِيتْ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي لأَبي الأَسْودِ الدُّؤَلي: وَلَا أَقُولُ لقِدْرِ القَوْمِ قدْ غَلِيتْ
وَلَا أَقولُ لبابِ الدَّارِ مَغْلُوقُأَي أَنِّي فصِيحٌ لَا أَلْحَنُ. والمصنِّفُ تَركَ هَذِه اللغَةَ، وَقد ذَكَرها غَيْرُ واحِدٍ إلاَّ أَنَّها مَرْجوحةٌ، إلاَّ أَنَّ المصنِّفَ لم يَلْتزمْ فِي كتابِهِ الرِّاجحَ والفَصِيحَ.
قالَ شيْخُنا: وَمِنْهُم مَنْ فَسَّر بيتَ أَبي الأَسْود بالنَّزاهَةِ عَن التَّعَرّض لأبوابِ الناسِ.
وقالَ الصَّاغاني: لم أَجِدْه فِي شِعْر أَبي الأَسْودِ.
( {وأَغْلاها} وغَلاَّها) ، بالتَّشْديدِ، وعَلى الأُوْلى اقْتَصَرَ الجَوْهرِي.
قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: فِي بعضِ كَلامِ الأوَائِل أَنَّ مَاء {وغَلِّه.
(} والغالِيَةُ: طِيبٌ م) مَعْروفٌ، أَوَّلُ مَنْ سَمَّاها بذلكَ سُلَيْمانُ بنُ عبدِ الملِكِ؛ كَمَا فِي الصِّحاح؛ وإِنَّما سُمِّيَت لأنَّها أَخْلاطٌ {تُغْلَى على النَّارِ مَعَ بعضِها.
وقالَ عبدُ القادِرِ البَغْدادِي فِي بعضِ مسودَّاتِه: هِيَ ضَرْبٌ مِن الطّيبِ سَمَّاه بِهِ مُعاوِيَةُ وَذَلِكَ أَنَّ عبدَ اللهِ بنَ جَعْفرٍ دَخَلَ عَلَيْهِ ورائِحَة الطِّيب تَفُوحُ مِنْهُ فقالَ لَهُ: مَا طِيبُك يَا عَبْد اللهِ؟ فقالَ: مِسْكٌ وعَنْبرٌ جَمَعَ بَيْنهما دُهْنٌ بانٍ، فقالَ مُعاوِيَةُ:} غالِيَةٌ، أَي ذاتُ ثمنٍ! غالٍ؛ كَذَا فِي شرْحِ الحَماسَةِ للتَّبْريزِي، انتَهَى.
قُلْت: ذَكَرَه عنْدَ قَوْل امْرأَةٍ مِن الأنْصارِ، اسْمُها حُمَيْدَةُ بنْتُ النُّعْمان بنِ بشيرٍ الأنصارِي مِن قَصِيدَة:
نَكَحْت المَدِينِي إِذْ جاءَني
فيَا لَكِ من نَكْحَةٍ غالِيَة لَهُ ذفر كصنان التّيُو
سِ أَعْيى على المِسْكِ والغالِيَة ( {وتَغَلَّى) الرَّجلُ: (تَخَلَّقَ بهَا) ،} كتَغَلَّل بهَا، وذُكِرَ فِي الَّلام.
( {والغَلانِيَةُ) ، كالعَلانِيَةِ: (التَّغالِي بالشَّيءِ، والنَّونُ زائِدَةٌ) .
(قُلْت: الصَّوابُ ذِكْرُه فِي غلو، فإنَّه من مَصادِرِ غَلَوْت فِي الأمْرِ غلانِيَةً إِذا جاوَزْتُ فِيهِ الحدَّ.
(} والتغْلِيَة: أنْ تسَلّمَ من بُعدٍ وتُشِيرَ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{غَلَّى الرَّجُلَ} تَغْليةً: خَلَّقَه {بالغالِيَةِ.
وبَنُو} غِلِيَ: بكَسْرَتَيْن، قَبيلَةٌ من أُصُولِ جَنْب، وَهُوَ {غِلِيُّ بنُ يَزِيدَ بنِ حَرْبٍ، وتقدَّمَ ذِكْرُه.
وابنُ} المُغلِي، بِضَم الميمِ وكسْرِ اللامِ: هُوَ العَلاءُ عَليّ بن مَحْمودٍ السّلمانيُّ الحَمَويُّ الحَنْبليُّ، قاضِي حَمَاة ثمَّ حَلَبَ ثمَّ الدِّيارِ المِصْرِيَّة، أَحَدُ أَذْكِياءِ العَصْر ماتَ فِي أَوائِلِ سَنَة 838 وَلم يُكْمِلِ السِّتِّين.
{وغَلِيَ الرَّجلُ، كرَضِيَ: اشْتَدَّ غَضَبُه، عَن ابنِ القطَّاع، وَهُوَ مجازٌ.
ويَحْيَى بنُ سعْدٍ القُطفْتي بنُ غالِيَةَ عَن أَبي الفَتْح ابْن المنّى.
وأمُّ الوَفاءِ غالِيَةُ بنْتُ محمدٍ الأصْبَهانيَّةُ عَن هِبَةِ اللهِ بنِ حنَّة.
ويوسفُ بنُ أَحمدَ الفسولي يُعْرَفُ بابنِ غالِيَةَ آخِرُ مَنْ رَوَى عَن مُوسَى ابنِ الشَّيْخِ عَبْد القادِرِ.
وأَبو مَنْصور محمدُ بنُ حامدِ بنِ محمدٍ النَّيْسابُوري يُعْرَفُ} بالغَالِي، وَهِي أُمُّ جَدِّه وَهِي أُمُّ الوَفاءِ المَذْكُورَةِ، رَوَى عَنهُ الحاكِمُ.

غلي


غَلَى(n. ac. غَلْي
غَلَيَاْن)
a. Boiled, bubbled; seethed; fizzed; effervesced.
b. [ coll. ], Ungummed (
cocoon ).
غَلَّيَa. Made to boil, boiled.
b. Perfumed.

أَغْلَيَa. see II (a)
تَغَلَّيَa. Perfumed himself; was perfumed.

إِنْغَلَيَ
a. [ coll. ]
see I (a)
إِغْتَلَيَa. see V
غَلْيa. Boiling, ebullition; effervescence.

غَاْلِيَة
(pl.
غَوَالٍ [] )
a. Perfume composed of musk, ambergris, camphor & oil
of ben ( galia moschata ).
غَلَيَاْنa. see 1
غَلْيُوْن (pl.
غَلَايِيْن
غَلَاوِيْن )
a. Hydraulic pipe; pipe.

نَيْسَابُور

نَيْسَابُور:
بفتح أوله، والعامة يسمونه نشاوور:
وهي مدينة عظيمة ذات فضائل جسيمة معدن الفضلاء ومنبع العلماء لم أر فيما طوّفت من البلاد مدينة ومنبع العلماء لم أر فيما طوّفت من البلاد مدينة كانت مثلها، قال بطليموس في كتاب الملحمة: مدينة نيسابور طولها خمس وثمانون درجة، وعرضها تسع وثلاثون درجة، خارجة من الإقليم الرابع في الإقليم الخامس، طالعها الميزان، ولها شركة في كف الجوزاء مع الشعرى العبور تحت ثلاث عشرة درجة من السرطان، ويقابلها مثلها من الجدي، بيت عاقبتها مثلها من الميزان، بيت حياتها ... [1] ، ومن هناك طالت أعمار أهلها، بيت ملكها ثلاث عشرة درجة من الحمل، وقد ذكرنا في جمل ذكر الأقاليم أنها في الرابع، وفي زيج أبي عون إسحاق بن علي: إن طول نيسابور ثمانون درجة ونصف وربع، وعرضها سبع وثلاثون درجة، وعدّها في الإقليم الرابع، واختلف في تسميتها بهذا الاسم فقال بعضهم: إنما سميت بذلك لأن سابور مرّ بها وفيها قصب كثير فقال: يصلح أن يكون ههنا مدينة، فقيل لها نيسابور، وقيل في تسمية نيسابور وسابور خواست وجنديسابور:
إن سابور لما فقدوه حين خرج من مملكته لقول المنجمين، كما ذكرناه في منارة الحوافر، خرج أصحابه يطلبونه فبلغوا نيسابور فلم يجدوه فقالوا نيست سابور أي ليس سابور، فرجعوا حتى وقعوا إلى سابور خواست فقيل لهم ما تريدون؟ فقالوا: سابور خواست، معناه سابور نطلب، ثم وقعوا إلى جنديسابور فقالوا وند سابور أي وجد سابور، ومن أسماء نيسابور أبرشهر وبعضهم يقول إيرانشهر، والصحيح أن إيرانشهر هي ما بين جيحون إلى القادسية، ومن الرّي إلى نيسابور مائة وستون فرسخا، ومنها إلى سرخس أربعون فرسخا، ومن سرخس إلى مرو الشاهجان ثلاثون فرسخا، وأكثر شرب أهل نيسابور من قنيّ تجري تحت الأرض ينزل إليها في سراديب مهيّأة لذلك فيوجد الماء تحت الأرض وليس بصادق الحلاوة، وعهدي بها كثيرة الفواكه والخيرات، وبها ريباس ليس في الدنيا مثله تكون الواحدة منه منّا وأكثر، وقد وزنوا واحدة فكانت خمسة أرطال بالعراقي وهي بيضاء صادقة البياض كأنها الطَّلع، وكان المسلمون فتحوها في أيام عثمان بن عفان، رضي الله عنه، والأمير عبد الله بن عامر بن كريز في سنة 31 صلحا وبنى بها جامعا، وقيل إنها فتحت في أيام عمر، رضي الله عنه، على يد الأحنف بن قيس وإنما انتقضت في [1] هكذا في الأصل.
أيام عثمان فأرسل إليها عبد الله بن عامر ففتحها ثانية وأصابها الغزّ في سنة 548 بمصيبة عظيمة حيث أسروا الملك سنجر وملكوا أكثر خراسان وقدموا نيسابور وقتلوا كل من وجدوا واستصفوا أموالهم حتى لم يبق فيها من يعرف وخرّبوها وأحرقوها ثم اختلفوا فهلكوا واستولى عليها المؤيد أحد مماليك سنجر فنقل الناس إلى محلة منها يقال لها شاذياخ وعمّرها وسوّرها وتقلّبت بها أحوال حتى عادت أعمر بلاد الله وأحسنها وأكثرها خيرا وأهلا وأموالا لأنها دهليز المشرق ولا بدّ للقفول من ورودها، وبقيت على ذلك إلى سنة 618، خرج من وراء النهر الكفار من الترك المسمون بالتتر واستولوا على بلاد خراسان وهرب منهم محمد ابن تكش بن ألب أرسلان خوارزم شاه وكان سلطان المشرق كله إلى باب همذان وتبعوه حتى أفضى به الأمر إلى أن مات طريدا بطبرستان في قصة طويلة، واجتمع أكثر أهل خراسان والغرباء بنيسابور وحصنوها بجهدهم فنزل عليها قوم من هؤلاء الكفار فامتنعت عليهم ثم خرج مقدّم الكفار يوما ودنا من السور فرشقه رجل من نيسابور بسهم فقتله فجرّى الأتراك خيولهم وانصرفوا إلى ملكهم الأعظم الذي يقال له جنكزخان فجاء بنفسه حتى نزل عليها وكان المقتول زوج ابنته فنازلها وجدّ في قتال من بها فزعم قوم أن علويّا كان متقدّما على أحد أبوابها راسل الكفار يستلزم منهم على تسليم البلد ويشرط عليهم أنهم إذا فتحوه جعلوه متقدّما فيه، فأجابوه إلى ذلك ففتح لهم الباب وأدخلهم فأول من قتلوا العلويّ ومن معه، وقيل:
بل نصبوا عليها المناجيق وغيرها حتى أخذوها عنوة ودخلوا إليها دخول حنق يطلب النفس والمال فقتلوا كل من كان فيها من كبير وصغير وامرأة وصبيّ ثم خرّبوها حتى ألحقوها بالأرض وجمعوا عليها جموع الرستاق حتى حفروها لاستخراج الدفائن، فبلغني أنه لم يبق بها حائط قائم، وتركوها ومضوا فجاء قوم من قبل خوارزم شاه فأقاموا بها يسبرون الدفائن فأذهبوها مرّة، فإنا لله وإنّا إليه راجعون، من مصيبة ما دهى الإسلام قط مثلها، وقال أبو يعلى محمد بن الهبّارية: أنشدني القاضي أبو الحسن الاستراباذي لنفسه فقال:
لا قدّس الله نيسابور من بلد ... سوق النفاق بمغناها على ساق
يموت فيها الفتى جوعا وبرّهم ... والفضل ما شئت من خير وأرزاق
والحبر في معدن الغرثى، وإن برقت ... أنواره في المعاني، غير برّاق
وقال المرادي يذمّ أهلها:
لا تنزلنّ بنيسابور مغتربا ... إلا وحبلك موصول بسلطان
أو لا فلا أدب يجدي ولا حسب ... يغني ولا حرمة ترعى لإنسان
وقال أبو العباس الزّوزني المعروف بالمأموني:
ليس في الأرض مثل نيسابور ... بلد طيب وربّ غفور
وقد خرج منها من أئمة العلم من لا يحصى، منهم:
الحافظ الإمام أبو علي الحسين بن علي بن زيد ابن داود بن يزيد النيسابوري الصائغ، رحل في طلب العلم والحديث وطاف وجمع فيه وصنف وسمع الكثير من أبي بكر بن خزيمة وعبدان الجواليقي وأبي يعلى الموصلي وأحمد بن نصر الحافظ والحسن بن سفيان وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني وأبي خليفة وزكرياء الساجي وغيرهم، وكتب عنه أبو الحسن
ابن جوصا وأبو العباس بن عقدة وأبو محمد صاعد وإبراهيم بن محمد بن حمزة وأبو محمد الغسّال وأبو طالب أحمد بن نصر الحافظ وهم من شيوخه، روى عنه أبو عبد الله الحاكم وأبو عبد الرحمن السّلمي وأبو عبد الله بن مندة وأبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الصّبغي وهو من أقرانه، قال أبو عبد الرحمن السلمي: سألت الدارقطني عنه فقال: مهذب إمام، وقال أبو عبد الله بن مندة: ما رأيت في اختلاف الحديث والإتقان أحفظ من أبي علي الحسين بن علي النيسابوري، قال أبو عبد الله في تاريخه: الحسين بن علي بن يزيد أبو علي النيسابوري الحافظ وحيد عصره في الحفظ والإتقان والورع والرحلة ذكره بالشرق كذكره بالغرب مقدم في مذاكرة الأئمة وكثرة التصنيف كان مع تقدمه في هذا العلم أحد المعدلين المقبولين في البلد، سمع بنيسابور وهراة ونسا وجرجان ومرو الروذ والرّيّ وبغداد والكوفة وواسط والأهواز وأصبهان ودخل الشام فكتب بها، وسمع بمصر، وكتب بمكة عن الفضل بن محمد الجندي، وقال في موضع آخر: انصرف أبو علي من مصر إلى بيت المقدس ثم حجّ حجة أخرى ثم انصرف إلى بيت المقدس وانصرف في طريق الشام إلى بغداد، وهو باقعة في الذكر والحفظ لا يطيق مذاكرته أحد، ثم انصرف إلى خراسان ووصل إلى وطنه، ولا يفي بمذاكرته أحد من حفّاظنا، ثم أقام بنيسابور يصنّف ويجمع الشيوخ والأتراب، قال: وسمعت أبا بكر محمد بن عمر الجعابي يقول:
أنّ أبا علي أستاذي في هذا العلم وعقد له مجلس الإملاء بنيسابور سنة 337 وهو ابن ستين سنة، وإن مولده سنة 277، ولم يزل يحدث بالمصنّفات والشيوخ مدة عمره، وتوفي أبو علي عشية يوم الأربعاء الخامس عشر من جمادى الأولى سنة 349 ودفن في مقبرة باب معمر عن اثنتين وسبعين سنة.

أَرْدَبِيلُ

أَرْدَبِيلُ:
بالفتح ثم السكون، وفتح الدال، وكسر الباء، وياء ساكنة، ولام: من أشهر مدن أذربيجان، وكانت قبل الإسلام قصبة الناحية، طولها ثمانون درجة، وعرضها ست وثلاثون درجة وثلاث وثلاثون دقيقة، طالعها السماك، بيت حياتها أول درجة من الحمل، تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، عاقبتها مثلها من الميزان، وهي في الإقليم الرابع، وقال أبو عون في زيجه: طولها ثلاث وسبعون درجة ونصف، وعرضها ثمان وثلاثون درجة، وهي مدينة كبيرة جدا، رأيتها في سنة سبع عشرة وستمائة، فوجدتها في فضاء من الأرض فسيح، يتسرّب في ظاهرها وباطنها عدّة أنهار كثيرة المياه، ومع ذلك فليس فيها شجرة واحدة من شجر جميع الفواكه، لا في ظاهرها ولا في باطنها، ولا في جميع الفضاء الذي هي فيه، وإذا زرع أو غرس فيها شيء من ذلك لا يفلح، هذا مع صحة هوائها وعذوبة مائها وجودة أرضها، وهو من أعجب ما رأيته، فإنه خفيّ السّبب، وإنما تجلب إليها الفواكه من وراء الجبل من كل ناحية مسيرة يوم وأكثر وأقلّ، وبينها وبين بحر الخزر مسيرة يومين، بينهما غيضة أشبة، إذا دهمهم أمر التجأوا إليها، فتمنعهم وتعصمهم ممن يريد أذاهم، فهي معقلهم، ومنها يقطعون الخشب الذي يصنعون منه قصاع الخلنج والصّواني، وفي المدينة صنّاع كثيرة برسم إصلاحه وعمله، وليس المجلوب منه من هذا البلد بالجيّد، فإنه لا توجد منه قط قطعة خالية من عيب مصلحة، وقد حضرت عند صنّاعه والتمست منهم قطعة خالية من العيب فعرّفوني أن ذلك معدوم، إنما الفاضل من هذا المجلوب من الريّ، فإنّي حضرت عند صنّاعه أيضا فوجدت السليم كثيرا، ثم نزل عليها التتر وأبادوهم بعد انفصالي عنها، وجرت بينهم وبين أهلها حروب، ومانعوا عن أنفسهم أحسن ممانعة، حتى صرفوهم عنهم مرّتين، ثم عادوا إليهم في الثالثة فضعفوا عنهم فغلبوا أهلها عليها وفتحوها عنوة، وأوقعوا بالمسلمين وقتلوهم، ولم يتركوا منهم أحدا وقعت عينهم عليه، ولم ينج منهم إلا من أخفى نفسه عنهم، وخرّبوها خرابا فاحشا ثم انصرفوا عنها، وهي على صورة قبيحة من الخراب وقلّة الأهل، والآن عادت إلى حالتها الأولى وأحسن منها، وهي في يد التتر، قيل: إن أول من أنشأها فيروز الملك، وسمّاها باذان فيروز، وقال أبو سعد: لعلّها منسوبة إلى أردبيل بن أرميني بن لنطي بن يونان، ورطلها كبير، وزنه ألف درهم وأربعون درهما، وبينها وبين سراو يومان، وبينها وبين تبريز سبعة أيام، وبينها
وبين خلخال يومان، ينسب إليها خلق كثير من أهل العلم في كل فنّ.

بَرْذَعَة

بَرْذَعَة:
وقد رواه أبو سعد بالدال المهملة، والعين مهملة عند الجميع: بلد في أقصى أذربيجان، قال حمزة: برذعة معرب برده دار، ومعناه بالفارسية موضع السبي، وذلك أن بعض ملوك الفرس سبى سبيا من وراء أرمينية وأنزلهم هناك، وقال هلال بن المحسن: برذعة قصبة أذربيجان، وذكر ابن الفقيه أن برذعة هي مدينة أرّان، وهي آخر حدود أذربيجان، كان أول من أنشأ عمارتها قباذ الملك، وهي في سهل من الأرض، عمارتها بالآجر والجص، وقال صاحب كتاب الملحمة: مدينة برذعة طولها تسع وسبعون درجة وثلاثون دقيقة، وعرضها خمس وأربعون درجة في الإقليم السادس، طالعها الحوت ثلاث عشرة درجة، كفّ الخضيب في درجة طالعها وقلب العقرب في خامسها ويد الجوزاء في رابعها وسرّة الجوزاء في رابعها بالحقيقة، وذكر أبو عون في زيجه: برذعة في الإقليم الخامس، طولها ثلاث وسبعون درجة، وعرضها ثلاث وأربعون درجة، وقال الإصطخري: برذعة مدينة كبيرة جدّا أكثر من فرسخ في فرسخ، وهي نزهة خصبة كثيرة الزرع والثمار جدّا، وليس ما بين العراق وخراسان بعد الرّيّ وأصبهان مدينة أكبر ولا أخصب ولا أحسن موضعا من مرافق برذعة، ومنها على أقلّ من فرسخ موضع يسمى الأندراب ما بين كرنة ولصوب ويقطان أكثر من مسيرة يوم، مشتبكة البساتين والباغات، كلها فواكه، وفيها الفندق الجيد أجود من فندق سمرقند، وبها شاه بلّوط أجود من شاه بلوط الشام، ولهم فواكه تسمى الروقال في تقدير الغبيراء، حلو الطعم إذا أدرك، وفيه مرارة قبل أن يدرك، وببرذعة تين يحمل من لصوب يفضّل على جميع أجناسه، ويرتفع منها من الإبريسم شيء كثير مستحدث من توت مباح لا مالك له، يجهز منه إلى فارس وخوزستان جهازا واسعا. وعلى ثلاثة فراسخ من برذعة نهر الكرّ فيه الشورماهي الذي يحمل إلى الآفاق مملّحا، وهو نوع من السمك، ويرتفع من نهر الكرّ سمك أيضا يقال له الدّواقن والعشب، وهما سمكان يفضّلان على أجناس السمك بتلك النواحي. وببرذعة باب يسمّى باب الأكراد تقوم عنده سوق تسمى الكرّكّي في يوم الأحد
يكون مقدارها فرسخا في فرسخ، يجتمع فيها الناس كل يوم الأحد من كل أسبوع من كل وجه وأوب حتى من العراق، وهو أكبر من سوق كورسره، وقد غلب على هذا اليوم اسم الكرّكّي حتى إن كثيرا منهم إذا عدّ أيام الأسبوع قال:
الجمعة والسبت والكرّكي والاثنين والثلاثاء حتى يعد أيام الأسبوع. وبيت ما لهم في المسجد الجامع على رسم الشام، فإن بيوت الأموال بالشام في مساجدها، وهو بيت مال مرصّص السطح وعليه باب حديد وهو على تسع أساطين، ودار الإمارة بجنب الجامع في المدينة والأسواق في ربضها، قلت: هذه صفة قديمة فأما الآن فليس من ذلك كله شيء، وقد لقيت من أهل برذعة بأذربيجان من سألته عن بلده فذكر أن آثار الخراب بها كثيرة وليس بها الآن إلا كما يكون في القرى ناس قليل وحال مضطرب وصعلكة ظاهرة وضرّ باد ودور متهدّمة وخراب مستول عليهم، فسبحان من يحيل ولا يحول ويزيل ولا يزول وله في خلقه تدبير لا يظهر لأحد من خلقه سرّ المصلحة. ومن برذعة إلى جنزة، وهي كنجة، تسعة فراسخ، وقال مسلم ابن الوليد يرثي يزيد بن مزيد وكان قد مات ببرذعة سنة 135:
قبر ببرذعة، استسرّ ضريحه ... خطرا، تقاصر دونه الأخطار
أجل تنافسه الحمام، وحفرة ... نفست عليها وجهك الأحجار
أبقى الزمان على معدّ، بعده، ... حزنا، لعمر الدّهر ليس يعار
نفضت بك الآمال أحلاس الغنى، ... واسترجعت نزّاعها الأمصار
سلكت بك العرب السبيل إلى العلى، ... حتى إذا بلغ المدى بك حاروا
فاذهب، كما ذهبت غوادي مزنة ... أثنى عليها السّهل والأوعار
وأما فتحها فقد قالوا: سار سلمان بن ربيعة الباهلي في أيام عثمان بن عفان، رضي الله عنه، بعد فتح بيلقان إلى برذعة فعسكر على الثّرثور، وهو نهر منها على أقل من فرسخ، فأغلق أهلها دونه أبوابها فشنّ الغارات في قراها، وكانت زروعها مستحصدة فصالحوه على مثل صلح البيلقان، فدخلها وأقام بها ووجّه خيله ففتحت بلادا أخر، وينسب إلى برذعة جماعة من الأئمة، منهم مكّيّ بن أحمد بن سعدويه البرذعي أحد المحدثين المكثرين والرّحالين المحصّلين، سمع بدمشق أحمد بن عمير ومحمد بن يوسف الهروي وبأطرابلس أبا القاسم عبد الله بن الحسن بن عبد الرحمن البزّاز وببغداد أبا القاسم البغوي وأبا محمد صاعدا وبغيرها أبا يعلى محمد بن الفضل بن زهير وأبا عروبة وأبا جعفر الطحاوي وعبد الحكم بن أحمد المصري ومحمد بن أحمد بن رجاء الحنفي ومحمد بن عمير الحنفي بمصر وعرس بن فهد الموصلي، روى عنه الأستاذ أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه والحاكم أبو عبد الله وأبو الفضل نصر بن محمد بن أحمد بن يعقوب العطّار الرّسّي، وكان نزل نيسابور سنة 330 فأقام بها ثم خرج إلى ما وراء النهر سنة 350، وكتب بخراسان ما يتحير فيه الإنسان كثرة، وتوفي بالشاش سنة 354، وسعيد بن عمرو بن عمّار أبو عثمان الأزدي، سمع بدمشق أبا زرعة الدمشقي وأبا يعقوب الجوزجاني وأبا سعيد الأشجّ ومسلم بن الحجاج الحافظ ومحمد بن يحيى الذهلي وأبا زرعة وأبا حاتم الرازيّين ومحمد بن إسحاق الصاغاني وغيرهم، روى
عنه محمد بن يوسف بن إبراهيم وأبو عبد الله أحمد ابن طاهر بن النجم الميانجي وغيرهما، وقال حفص بن عمر الأردبيلي: جلس سعيد بن عمرو البرذعي في منزله وأغلق بابه وقال: ما أحدّث الناس فإن الناس قد تغيّروا، فاستعان عليه أصحاب الحديث بمحمد بن مسلم بن واره الرازي فدخل عليه وسأله أن يحدثهم، فقال: ما أفعل، فقال: بحقي عليك إلّا حدّثتهم، فقال: وأيّ حق لك عليّ؟ فقال: أخذت يوما بركابك، فقال: قضيت حقّا لله عليك وليس لك عليّ حقّ، فقال: إن قوما اغتابوك فرددت عنك، فقال: هذا أيضا يلزمك لجماعة المسلمين، قال:
فإني عبرت بك يوما في ضيعتك فتعلّقت بي إلى طعامك فأدخلت على قلبك سرورا، فقال: أما هذه فنعم، فأجابه إلى ما أراد، وعبد العزيز بن الحسن البرذعي الحافظ العابد أبو بكر من الرّحّالة، سمع بدمشق محمد بن العباس بن الدّرفس وبمصر محمد بن أحمد الحافظ وأبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس البغدادي المنجنيقي وبالموصل أحمد بن عمر الموصلي، وأظنه أبا يعلى لأنه يروي عن غسّان بن الربيع، روى عنه أبو علي الحسين بن علي بن يزيد الحافظ وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكّي وأبو محمد عبد الله بن سعيد الحافظ، وقال الحاكم أبو عبد الله في تاريخه: عبد العزيز بن الحسن أبو بكر البرذعي العابد، وهو من الغرباء الرّحّالة الذين وردوا على أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة فائتمنه أبو بكر على حديثه لزهده وورعه وصار المفيد بنيسابور في حياة أبي بكر وبعد وفاته، ثم خرج سنة 318 من نيسابور إلى رباط فراوة فأقام به مدة ثم سكن نسا إلى أن توفي بها سنة 323. وجوّ برذعة: أرض لبني نمير باليمامة في جوف الرّمل، فيها نخل.

بَلْخُ

بَلْخُ:
مدينة مشهورة بخراسان، في كتاب الملحمة المنسوب إلى بطليموس: بلخ طولها مائة وخمس عشرة درجة، وعرضها سبع وثلاثون درجة، وهي في الإقليم الخامس، طالعها إحدى وعشرون درجة من العقرب تحت ثلاث عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل عاقبتها مثلها من السرطان، وقد ذكرنا فيما أجملناه من ذكر الإقليم أنها في الرابع، وقال أبو عون:
بلخ في الإقليم الخامس، طولها ثمان وثمانون درجة وخمس وثلاثون دقيقة، وعرضها ثمان وثلاثون درجة وأربعون دقيقة، وبلخ من أجلّ مدن خراسان وأذكرها وأكثرها خيرا وأوسعها غلّة، تحمل غلّتها إلى جميع خراسان وإلى خوارزم، وقيل:
إن أول من بناها لهراسف الملك لما خرّب صاحبه بخت نصّر بيت المقدس، وقيل: بل الإسكندر بناها، وكانت تسمى الإسكندرية قديما، بينها وبين
ترمذ اثنا عشر فرسخا، ويقال لجيحون: نهر بلخ، بينهما نحو عشرة فراسخ، فافتتحها الأحنف بن قيس من قبل عبد الله بن عامر بن كريز في أيام عثمان بن عفان، رضي الله عنه، قال عبيد الله بن عبد الله الحافظ:
أقول، وقد فارقت بغداد مكرها: ... سلام على أهل القطيعة والكرخ
هواي ورائي والمسير خلافه، ... فقلبي إلى كرخ ووجهي إلى بلخ
وينسب إليها خلق كثير، منهم: محمد بن علي بن طرخان بن عبد الله بن جيّاش أبو بكر، ويقال:
أبو عبد الله البلخي ثم البيكندي، سمع بدمشق وغيرها محمد بن عبد الجليل الخشني ومحمد بن الفضل وقتيبة بن سعيد ومحمد بن سليمان لوينا وهشام بن عمّار وزياد بن أيوب والحسن بن محمد الزعفراني، روى عنه أبو علي الحسن بن نصر بن منصور الطوسي وأبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الفارسي وابنه أبو بكر عبد الله بن محمد بن علي وأبو حرب محمد بن أحمد الحافظ، وكان حافظا للحديث حسن التصنيف، رحل إلى الشام ومصر وأكثر الكتابة بالكوفة والبصرة وبغداد، وتوفي في رجب سنة 278، والحسن بن شجاع بن رجاء أبو علي البلخي الحافظ، رحل في طلب العلم إلى الشام والعراق ومصر وحدث عن أبي مسهر ويحيى بن صالح الوحاظي وأبي صالح كاتب الليث وسعيد بن أبي مريم وعبيد الله ابن موسى، روى عنه البخاري وأبو زرعة الرازي ومحمد بن زكرياء البلخي وأحمد بن علي بن مسلم الأبّار.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قلت لأبي: يا أبت ما الحفّاظ؟ قال: يا بنيّ شباب كانوا عندنا من أهل خراسان وقد تفرقوا، قلت: ومن هم يا أبت؟ قال: محمد بن إسماعيل ذاك البخاري وعبيد الله بن عبد الكريم ذاك الرازي وعبد الله بن عبد الرحمن ذاك السمرقندي والحسن بن شجاع ذاك البلخي، فقلت: يا أبت من أحفظ هؤلاء؟ قال: أما أبو زرعة الرازي فأسردهم وأما محمد بن إسماعيل فأعرفهم وأما عبد الله بن عبد الرحمن فأتقنهم وأما الحسن ابن شجاع فأجمعهم للأبواب، وقال أبو عمرو البيكندي: حكيت هذا لمحمد بن عقيل البلخي فأطرى ذكر الحسن بن شجاع فقلت له: لم لم يشتهر كما اشتهر هؤلاء الثلاثة؟ فقال: لأنه لم يمتّع بالعمر، ومات الحسن بن شجاع للنصف من شوّال سنة 244، وهو ابن تسع وأربعين سنة.

مَلَطْيَةُ

مَلَطْيَةُ:
بفتح أوله وثانيه، وسكون الطاء، وتخفيف الياء، والعامّة تقوله بتشديد الياء وكسر الطاء، هي من بناء الإسكندر وجامعها من بناء الصحابة: بلدة من بلاد الروم مشهورة مذكورة تتاخم الشام وهي للمسلمين، قال خليفة بن خيّاط: في سنة 140 وجّه
أبو جعفر المنصور عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس لبناء ملطية فأقام عليها سنة حتى بناها وأسكنها الناس وغزا الصائفة، ذكرها المتنبي فقال:
ملطية أمّ للبنين ثكول
وقال أبو فراس:
وألهبن لهبي عرقة وملطية، ... وعاد إلى موزار منهنّ زائر
قال بطليموس: مدينة ملطية طولها إحدى وتسعون درجة وخمس دقائق، وعرضها تسع وثلاثون درجة وست دقائق، في الإقليم الخامس، طالعها سعد الذابح، بيت حياتها ثماني عشرة درجة من الدلو تحت طالعها سبع عشرة درجة من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، وقال صاحب الزيج: طولها إحدى وستون درجة، وعرضها تسع وثلاثون درجة، وقال أبو غالب همّام ابن الفضل بن مهذب المعري في تاريخه: سنة 322 فيها فتحت ملطية الوقعة الأولى، فتحها الدمستق وهدم سورها وقصورها، وقيل فيها أشعار كثيرة منها قول بعضهم:
فلأبكينّ على ملطية كلما ... أبصرت سيفا أو سمعت صهيلا
هدم الدمستق سورها وقصورها، ... فسمعت فيها للنساء عويلا
والعلج يسحبها وتلطم كفّه ... متورّدا يقق البياض جميلا
قالوا الصليب بها بأمر ثابت ... قد أظهروا الصلبان والإنجيلا
وينسب إلى ملطية من الرواة محمد بن علي بن أحمد ابن أبي فروة أبو الحسين الملطي المقرئ، روى عن محمد بن شمر وابن مخلد الفارسي وأبي بكر وهب بن عبد الله الحاج وعبيد الله بن عبد الرحمن بن الحسين الصابوني وأبي عبد الله الحسين بن علي بن العباس الشطبي والمظفر بن محمد بن بشران الرّقي وإبراهيم بن حفص العسكري وأبي النهي ميمون بن أحمد المغربي، روى عنه تمّام بن محمد وأبو الحسن علي بن الحسن الربعي وعلي بن محمد الحنّائي وأبو نصر بن الجبان وإبراهيم بن الخضر الصائغ، توفي سنة 404، وسليمان بن أحمد ابن يحيى بن سليمان بن أبي صلابة أبو أيوب الملطي الحافظ، حدث عن أحمد بن القاسم بن علي بن مصعب النخعي الكوفي والحسن بن علي بن شبيب المعمري وأبي قضاعة ربيعة بن محمد الطائي، روى عنه السيد أبو الحسن محمد بن علي بن الحسين العلوي الهمذاني وأبو الفضل نصر بن محمد بن أحمد الطوسي وأبو بكر محمد بن إبراهيم المقري، قدم دمشق وحدّث بها، وروى عنه أبو الحسين محمد بن عبد الله الرازي وابنه تمّام.

الاتصال

الاتصال: اتحاد الأشياء بعضها ببعض، كاتصال طرفي الدائرة، ويضاده الانفصال. اتصال التربيع اتصال جدار بجدار بحيث تتداخل لبنات أحدهما في الآخر، سمي به لأنهما إنما يبنيان ليحيطا مع جدارين آخرين بمكان مربع.
الاتصال:
[في الانكليزية] Junction ،communication
[ في الفرنسية] Jonction ،communication
في اللغة پيوستن ضد الانفصال وهو أمر إضافي يوصف به الشيء بالقياس إلى غيره.

ويطلق على أمرين: أحدهما اتحاد النهايات بأن يكون المقدار متّحد النهاية بمقدار آخر سواء كانا موجودين أو موهومين، ويقال لذلك المقدار إنّه متّصل بالثاني بهذا المعنى. وثانيهما كون الشيء بحيث يتحرّك بحركة شيء آخر ويقال لذلك الشيء إنّه متّصل بالثاني بهذا المعنى. وهذا المعنى من عوارض الكمّ المنفصل مطلقا أو من جهة ما هو في مادة كاتّصال خطّي الزاوية واتّصال الأعضاء بعضها ببعض واتصال اللحوم بالرباطات ونحوها. هكذا يستفاد من شرح الإشارات والمحاكمات والصدري في بيان إثبات الهيولى.
وعند السالكين هو مرادف للوصال والوصول كما عرفت. وعند المحدّثين هو عدم سقوط راو من رواة الحديث ومجيء إسناده متّصلا، ويسمّى ذلك الحديث متّصلا وموصولا، هكذا في ترجمة المشكاة، وهو يشتمل المرفوع والموقوف والمقطوع وما بعده. وقال القسطلاني والموصول ويسمّى المتّصل هو ما اتّصل سنده رفعا أو وقفا، لا ما اتّصل للتابعي.
نعم يسوغ أن يقال متّصل إلى سعيد بن المسيّب أو إلى الزهري مثلا انتهى. فلا يشتمل حينئذ المقطوع وما بعده. وسيجيء ما يتعلّق بهذا في لفظ المسند.
وعند المنطقيين هو ثبوت قضية على تقدير قضية أخرى كما وقع في شرح المطالع.
فالمتصلة عندهم قضية شرطية حكم فيها بوقوع الاتصال أو بلا وقوعه، أي حكم فيها بوقوع اتصال قضية بقضية أخرى وهي الموجبة، أو نفيه بلا وقوع ذلك الاتصال وهي السّالبة.
ويقابل الاتصال الانفصال وهو عدم ثبوت قضية على تقدير أخرى. وسيجيء في لفظ الشرطية.
وعند الحكماء هو كون الشيء بحيث يمكن أن يفرض له أجزاء مشتركة في الحدود.
والحدّ المشترك بين الشيئين هو ذو وضع يكون نهاية لأحدهما وبداية لآخر كما مرّ في محله.
ومعنى الكلام أنه يكون بحيث إذا فرض انقسامه يحدث حدّ مشترك بين القسمين كما إذا فرض انقسام الجسم يحدث سطح هو حدّ مشترك بين قسميه. والمتّصل بهذا المعنى يطلق على ثلاثة أمور. الأول فصل الكمّ يفصله من الكم المنفصل الذي هو العدد. الثاني الصورة الجسمية لأنها مستلزمة للجسم التعليمي المتّصل فسمّيت به تسمية للملزوم باسم اللّازم. الثالث الجسم الطبعي وإنما يطلق عليه المتّصل لأنه لمّا أطلق المتّصل على الصورة الجسمية والمتصل معناه ذو الاتصال، وكانت الصورة ذات الجسم التعليمي، أطلق الاتصال على الجسم التعليمي.
وإذا أطلق الاتصال على الجسم التعليمي أطلق الاتصال على الصورة أيضا إطلاقا لاسم اللّازم على الملزوم. ولما أطلق الاتصال على الجسم التعليمي وعلى الصورة الجسمية أطلق المتّصل على الجسم الطبيعي لأنه ذو الاتصال حينئذ.
هكذا يستفاد من شرح الإشارات والمحاكمات والصدري في بيان إثبات الهيولى. وبالجملة فالمتّصل في اصطلاحهم يطلق على فصل الكمّ وعلى الصورة الجسمية وعلى الجسم الطبيعي، والاتصال على كون الشيء بحيث يمكن إلخ وعلى الجسم التعليمي وعلى الصورة الجسمية.
ثم قال في المحاكمات وهاهنا معنى آخر للاتصال وهو كون الشيء ذا أجزاء بالقوّة. لكن هذا المعنى يلازم المعنى الأول ملازمة مساوية، وكلا المعنيين غير إضافيين انتهى. وبالنظر إلى هذا المعنى يقال هذا الجسم متّصل واحد أي لا مفصل فيه بالفعل.
وعند المنجّمين كون الكوكبين على وضع مخصوص من النّظر أو التّناظر. والأول يسمّى باتصال النّظر وهو الذي يذكر هو مع أقسامه هنا. والثاني يسمّى بالاتصال الطبيعي والتناظر.

وباتصال المحلّ أيضا. قالوا: إذا كان كوكب متوجها نحو كوكب آخر من باب النظر أو التناظر وتبيّن أنّ بعده عنه بمقدار جرمه فذلك التوجّه يسمى اتصالا. وهذا الكوكب متّصلا.
وجرم الكوكب هو عبارة عن نوره في الفلك من أمام ووراء. وهذا جعلوه معينا. وعليه، فنور جرم الشمس خمس عشرة درجة، ونور كرة القمر اثنتا عشرة درجة، ونور كلّ من زحل والمشتري تسع درجات، والمريخ ثمان درجات، ونور الزهرة وعطارد كلّ منهما سبع درجات، وعقدة الرأس والذنب كلّ منهما عشرة درجات.

والاتصال له ثلاث أحوال: متى وصل نور كوكب إلى كوكب آخر فهذا ابتداء الاتصال.

ويقال له: الاتّصال الأول. ومتى وصل النور إلى بعد بينهما بنصف جرمين فهو بداية اتصال القوة، وهو ما يقال له وساطة اتّصال، ومتى وصل المركز إلى المركز فهو اتصال تام وهو الغاية في قوة الاتصال. وإذا كان كوكب بطيء الحركة وآخر سريع الحركة يعبران فهو بداية الانصراف. وحين يصل إلى نصف الجرمين فهو نهاية قوة الاتصال، ومتى انقطع جرم من جرم آخر فهذا نهاية تمام الاتصال وانتهاء الانصراف.
أمّا اعتبار نصف الجرمين فجائر في جميع الاتصالات. وبعضهم يقول: قلّما يفيد نصف الجرم ومثاله: إنّ جرم المشتري تسع درجات، وجرم القمر اثنتا عشرة درجة، فيكون المجموع اثنا عشر+ تسع واحد وعشرون. ونصف هذا الرقم هو عشرة ونصف. إذا كلما كانت المسافة بين المشتري والقمر إحدى وعشرين درجة فإنّ نور كلّ منهما يتّصل بالآخر. وهذا بداية الاتصال، وحين يصير عشر درجات ونصف فهو بداية القوة، وحينما يبتعد القمر إحدى وعشرين درجة فهو منصرف.
وأمّا إذا كان اعتبار نصف الجرم أقلّ مثل أربع درجات ونصف فذلك البعد هو بداية القوة. وهذا القول أكثر إحكاما. وهذا مثال على اتصال المقارنة. وعلى هذا المنوال ينبغي أن تقاس بقية الأقسام، مثل اتصال التسديس والتربيع والتثليث. اعلم أن أنواع الاتصال كثيرة، والمشهور أنها اثنا عشر نوعا.

أولها: القبول. وتفسيره: أن يكون كوكب في حظوظ كوكبية. وذلك هو: البيت أو الشرف أو المثلثة أو الحد أو الوجه، وأن يتّصل بصاحب الحظ. وعندئذ (الكوكب) صاحب الحظ يقبله، لأنه يراه في حظّه. وهذا دليل على جواز (قضاء) الحاجة وتمام المحبة بين شخصين.

ثانيها: السرد؛ وذلك مثل حال كوكب ضعيف كأن يكون في الوبال أو الهبوط أو راجعا أو محترقا فهو يبعد عنه نظر كوكب آخر متّصل به لعدم وجود قابلية القبول لديه. وهذا الحكم هو ضد القبول.

ثالثها: دفع القوة. وهو أن يكون كوكب في حظوظه ويرى كوكبا آخر صاحب حظّ فيعطيه قوة، فإذا كان كلّ منهما في حظوظه.
فكلّ واحد منهما يعطي لصاحبه قوّته، كما في حال القمر في برج السرطان والزهرة في برج الثور وهذا غاية في الدفع. وهو دليل على الصداقة بين شخصين من الطرفين وانتهاء الأعمال من الجد والجهد.

رابعها: دفع الطبيعة. وذلك بأن يكون كوكب في الحظوظ وأن يكون كوكب آخر في أحد حظوظ الكوكب الأول، وكوكب ثالث بالتسديس يتبادل طبيعته مع الآخرين. ويسمّي بعضهم هذا النور: دفع القوة، وهو أقوى من دفع القوة وهو من حيث السعادة وبلوغ الآمال الكليّة أزيد من أوضاع ذاتها الأخرى.

خامسها: الإنكار، وذلك بأن يرى كوكب كوكبا آخر في الوبال والهبوط لذلك فإنّ الكوكب ينكر هذا لأنّه يراه في وباله وهبوطه.
وهذا ضد دفع الطبيعة.

سادسها: نقل النور؛ وهو عبارة عن رؤية كوكب خفيف الحركة لكوكب ثقيل الحركة، ولم ينصرف عنه تماما، بحيث يرى كلّ منهما الآخر؛ ومن ثمّ فإنّ نور الكوكب الأول يعطي للثاني مع أن كلا منهما ساقط بالنسبة للآخر.
وهذا بمثابة الاتصال بين كلا الكوكبين. ومثال ذلك: أن يكون كوكب في الحمل وآخر في العقرب وكوكب ثالث أسرع منهما في السرطان.
فالأول يرى ذلك الكوكب الذي في الحمل، وقبل انصرافه يتّصل بكوكب آخر في العقرب، فحينئذ ينتقل النور من الأول إلى الثاني. وفي هذا دليل على حالة الوسط في الأعمال.

سابعها: الانتكاث: وهو أن يكون كوكب خفيف الحركة يرغب أن يرى كوكبا ثقيل الحركة. ثم قبل الوصول المركز للمركز يرجع الكوكب الخفيف ويودّ الاتصال بثقيل الحركة.
ويصير مستقيما ولا يتم الاتصال. وفي هذا دلالة على نقض العهود والندم واليأس من الأعمال.

ثامنها: بعيد الاتصال: وذلك بأن يكون كوكب في برج وفي أوائل البرج لا يرى أي كوكب، ثم يرى في آخر البرج كوكبا في حال ضعيفة.

تاسعها: خالي السّير: وهو أن يرى في أول البرج كوكبا. ولا يتصل بأي كوكب آخر في ذلك البرج، وأن يكون الكوكب في هذا الوقت ضعيفا، وأسوأ من ذلك أن يكون ذلك الكوكب كوكبا منحوسا.

عاشرها: وحشي السّير: وهو أن يأتي كوكب إلى برج ثم يخرج منه دون أن يتّصل به كوكب ما. وهذه الحال تتجه نحو القمر وهو نحس. وأسوأ منه أن يظهر في القوس.
وفي هذا دلالة على عدم حصول المراد ونقصان المال والكسب، وهذا كله بحسب بيوت الطوالع ونظرات المودّة أو العداوة.

الحادي عشر: التربيع الطبيعي: وهو أن يكون عطارد في برج الجوزاء وأن يرى كوكبا آخر في السنبلة، أو أن يكون هو نفسه في السنبلة ويرى كوكبا آخر في الجوزاء، وهذا التربيع هو بقوة التثليث. وتكون هذه الحالة للمشتري أيضا في برجي القوس والحوت.

ثاني عشر: دستورية: وذلك أربعة أنواع:
أحدها: جيّد بعيد، والثاني جيد ضعيف.
والجيّد البعيد هو ما ذكره صاحب المجمل. ثم إن النوعين الآخرين اللذين هما أقرب فأحدهما أن يقع صاحب الطالع في العاشر وصاحب العاشر في الطالع. والثاني: هو أن يكون كوكب في وتد، وذلك الوتد شرف أو بيت وأن يرى كوكبا آخر في وتده، وذلك البيت أو الشرف له، وهذا كمال القوة.
وهو دليل على السعادات الكبرى وحكم السلطنة والسعادات الداخلية والخارجية. وهذه الدستورية منقولة بكاملها من شجرة الثمرة.

قدم

(ق د م) : (قَدَّمَ وَتَقَدَّمَ) بِمَعْنَى (وَمِنْهُ) مُقَدِّمَةُ الْجَيْشِ (وَمُقَدِّمَةُ الْكِتَابِ) بِالْكَسْرِ وَأَقْدَمَ مِثْلُهُ (وَمِنْهُ) الْإِقْدَامُ فِي الْحَرْب (وَمُقَدِّمُ الْعَيْنِ) مَا يَلِي الْأَنْف خِلَاف مُؤَخِّرِهَا وَقَدَم مِثْله قَالَ اللَّه تَعَالَى {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [هود: 98] (وَمِنْهُ) قَادِمَةُ الرَّحْلِ خِلَاف آخِرَتِهِ (وَقَدِمَ الْبَلَدَ) أَتَاهُ مِنْ بَابِ لَبِسَ (وَمِنْهُ) رَجُلٌ يَقْدَمُ بِتِجَارَةٍ وَقَدُمَ مِنْ بَاب قَرُبَ وَخِلَافُهُ حَدَثَ مِنْ بَابِ طَلَبَ (وَقَوْلُهُمْ) أَخَذَهُ مَا قَدُمَ وَمَا حَدَثَ إنَّمَا ضُمَّ لِلِازْدِوَاجِ وَمَعْنَاهُ عَاوَدَهُ قَدِيمُ الْأَحْزَان وَحَدِيثُهَا (وَمِثْلُهُ) أَخَذَهُ مَا قَرُبَ وَمَا بَعُدَ وَأَخَذَهُ الْمُقِيمُ وَالْمُقْعِدُ أَيْ الْهَمُّ الْقَرِيب وَالْبَعِيد الَّذِي يُقْلِق صَاحِبَهُ فَلَا يَسْتَقِرُّ بَلْ يَقُومُ وَيَقْعُدُ بِسَبَبِهِ (وَمِنْهُ) قَوْل أَبِي الدَّرْدَاءِ مَنْ يَأْتِ سُدَدَ السُّلْطَانِ يَقُمْ وَيَقْعُدْ وَهَذِهِ كُلّهَا كَلِمَاتٌ تَقُولُهَا الْعَرَبُ لِلرَّجُلِ يَتَبَالَغُ هَمُّهُ وَغَمُّهُ وَيُقَالُ تَقَدَّمَ إلَيْهِ الْأَمِيرُ بِكَذَا أَوْ فِي كَذَا إذَا أَمَرَهُ بِهِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ وَإِنْ عَصَاهُ عَاصٍ فَلْيَتَقَدَّمْ إلَيْهِ الْأَمِيرُ أَيْ فَلْيَأْمُرْهُ وَلْيُنْذِرْهُ ثُمَّ قَالَ وَإِنْ عَصَاهُ عَاصٍ بَعْدَ ذَلِكَ فَمَا أَحْسَن تَأْدِيبَهُ أَيْ لَمْ يُحْسِنْ تَأْدِيبَهُ وَلَمْ يُبَالِغْ فِي زَجْرِهِ حَتَّى لَا يَعْصِيَهُ ثَانِيًا وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ هَذَا تَعَجُّبًا مِنْ عِصْيَانِ الْمَأْمُورِ عَلَى وَجْهِ الْهَزْءِ وَالسُّخْرِيَة وَمَنْ قَالَ هُوَ تَعَجُّبٌ مِنْ الْأَمْرِ وَأَنَّ الْمَعْنَى مَا أَحْسَنَ هَذَا لَوْ أَدَّبَهُ لَمْ يَبْعُدْ مِنْ الصَّوَاب (وَفِي حَدِيثِ) عُمَرَ لَوْ كُنْتُ تَقَدَّمْتُ فِي الْمُتْعَة لَرَجَمْتُ أَيْ لَوْ سَبَقَ أَمْرٌ مِنِّي إلَيْهِمْ فِي مَعْنَى الْمُتْعَة ثُمَّ أَقْدَمُوا عَلَيْهَا وَفَعَلُوهَا لَرَجَمْتُهُمْ وَلَيْسَ هَذَا عَلَى التَّحْدِيد وَإِنَّمَا هُوَ مُبَالَغَةٌ فِي التَّهْدِيدِ (وَقَوْلُهُ) إذَا تَقَدَّمَ إلَيَّ الْمُشْتَرِي لِلدَّارِ فِي حَائِطٍ مِنْهَا مَائِل أَيْ أُذِنَ وَأُخْبِرَ أَنَّ هَذَا قَدْ مَالَ (وَالْقَدَمُ) مِنْ الرِّجْلِ مَا يَطَأُ عَلَيْهِ الْإِنْسَانُ مِنْ لَدُنْ الرُّسْغِ إلَى مَا دُون ذَلِكَ وَقَوْلُهُمْ هَذَا تَحْتَ قَدَمَيَّ عِبَارَة عَنْ الْإِبْطَال وَالْإِهْدَار (وَقَدُّومٌ) بَلْدَةٌ بِالشَّامِ (وَأَمَّا الْقَدُومُ) مِنْ آلَاتِ النَّجَّار فَالتَّشْدِيدُ فِيهِ لُغَةٌ.
قدم: {قدم صدق}: عملا صالحا. {وقدمنا}: تقدمنا.
(قدم) : قَدِمْتُ البَصْرةَ قِدْماناً، أَي قُدُوماً.
(قدم) : قَدَّمْتُ يَمِيناً: حَلَفْتُ، وأَقْدَمْتُ فُلاناً: أحْلَفْتُه.
(قدم) ظرف بِمَعْنى إِلَى الْأَمَام يُقَال هُوَ يمشي الْقدَم وَيُقَال يمشي فِي الحروب قدما لَا يتوانى
(قدم)
فلَان قدما تقدم وقدما شجع فَهُوَ قدوم ومقدام وَالْقَوْم قدما وقدوما سبقهمْ فَصَارَ قدامهم وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {يقدم قومه يَوْم الْقِيَامَة}

(قدم) على الْأَمر قدومًا أقبل عَلَيْهِ وَيُقَال قدم على الْعَيْب رَضِي بِهِ وَإِلَى الْأَمر قصد لَهُ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَقدمنَا إِلَى مَا عمِلُوا من عمل فجعلناه هباء منثورا} وَمن سَفَره رَجَعَ والبلد دَخلهَا فَهُوَ قادم (ج) قدوم وَقُدَّام

(قدم) الشَّيْء قدما وَقُدَامَة مضى على وجوده زمن طَوِيل فَهُوَ قديم (ج) قدماء وقدامى وَهِي قديمَة (ج) قدائم
قدم لوى وَقَالَ أَبُو عبيد: إِنَّمَا هُوَ مثل وَلم يرد الْمَشْي بِعَيْنِه وَلكنه أَرَادَ أَنه ركب معالي الْأُمُور وسعى فِيهَا وَعمل بهَا وَأَن الآخر لَوَى ذَنَبه أَرَادَ أَنه لم يبرز الْمَعْرُوف ويبدي لَهُ صفحته وَلكنه راغ ذَلِك وتنحّى. وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس حِين قَالَ لأبي هُرَيْرَة وَسُئِلَ عَن امْرَأَة غير مَدْخُول بهَا طلقت ثَلَاثًا فَقَالَ: لَا تحلّ لَهُ حَتَّى تنْكح زوجا غَيره فَقَالَ ابْن عَبَّاس: طَبَّقْتَ. طبق قَوْله: طَبَّقْتَ أَصله إِصَابَة الْمفصل وَلِهَذَا قيل لأعضاء الشة: طَوابِق وَاحِدهَا: طابق فَإِذا فصّلها الرجل فَلم يُخطئ المفاصل قيل: قد طبّق قَالَ الشَّاعِر يصف السَّيْف: (الطَّوِيل)

يُصَمَّمُ أحْيَاناً وحِيْناً يُطَبِّقُ

قَوْله: يُصَمِّم فِي الْعظم ويُطَبِّقُ أَي يُصِيب الْمفصل. فَإِنَّمَا أَرَادَ ابْن عَبَّاس أَنَّك أصبت وَجه الفُتْيا كَمَا أصَاب الَّذِي لم يُخطئ المفْصِل وطبق -] .
قدم
القَدَمُ: ما يطأ عليه الإنسانُ من لَدُنِ الرُّسُغ فما فَوق. وفي المَثَل: " بَقِّ نَعْلَيْكَ وابْذُلْ قَدَمَيْكَ ". والقَدَمُ: السابِقَةُ في الأمْرِ، وكذلك القُدْمَةُ. وقَوْلُه عَزَّ وَجَلَّ: " لهم قَدَم صِدْقٍ عند رَبِّهِم ": أي قد سَبَقَ لهم عند اللهِ خَيْر.
والقِدَمُ: مَصْدَرُ القَدِيم من كلِّ شَيْءٍ، والفِعْلُ قَدُمَ يَقْدُمُ. وشَيْخٌ قَدِيمٌ وشُيُوْخٌ قُدَامى.
والقُدُمُ: المُضِيُّ أمَامَ أمَامَ.
والقُدُوْمُ: الرُّجُوْعُ عن السَّفَر، قَدِمَ يَقْدَمُ. والقُدُمُ: ضِدُّ أخُرٍ.
ورَجُلٌ قُدْمٌ: وهو المُقْتَحِمُ للأشياءِ يَتَقَدَّمُ الناسَ. واسْتَقْدَمَ: أي تقدم.
والإقْدَامُ: أنْ تُقْدِمَ على أمْرٍ.
وقَدِمَ الرَّجُلُ من سَفَرِهِ، فهو قادِمٌ، وهم قادِمُوْنَ وقُدّامٌ. والقَيْدَامُ: ما تَقَدَّمَ من الشَّيْءِ؛ وكذلك القَيْدُوْمُ. وقَدِمْتُه على عِلْم: أي قَدِمْت عليه.
وقُدّامٌ: خِلافُ وَرَاءٍ، وتَصْغِيرها قُدَيْدِيْمَةٌ.
والقِدَيمُ من الرِّجال - على وَزْنِ خِدَبّ -: الذي يُقْدِمُ على الشَّيْءِ من غير رَوِيةٍ. وهو جَرِيْءُ المُقَدَّم والمُقْدَم.
ومُقَدِّمَةُ الجَيْش - بكَسْرِ الدال -. ومُقَدَمُ العَيْنِ: ممّا يَلِي الأنْفَ. والمُقَدِّمَةُ: الناصِيَةُ وما اسْتَقْبَلَكَ من الجَبْهَةِ، وكذلك المَقادِيمُ.
وقادِمَةُ الرَّحْلَ: أمامَ الواسِطِ.
والقادِمُ من الأطْبَاءِ: ما وَليَ سُرةَ الناقَةِ والبَقَرَةِ، وهما قادمَتَانِ.
والقادِمَةُ: الرِّيْشَةُ التي تَلي مَنْكِبَ الجَنَاح إلى قدْرِ نصفِ الجَنَاح، كلُها قَوَادِمُ وقُدَامى.
واليَقْدُمِيَّةُ: أنْ تَمْشي قُدماً.
والقُدَمِيَّةُ: التَّبَخْتُرُ. والقَدَمِيَّةُ: ضَرْبٌ من الأدَم، وكذلك القَدْمُ.
والقُدّامُ: الكاهِلُ، والقِدِّيْمُ مِثْلُه. ورَئيسُ الجُنْد. والمَلِكُ. وجَمْعُ القادِم من سَفرٍ في قوله: ضَرْبُ القُدَارِ نَقِيْعَةَ القُدّام وقَوَادِمُ الشَّيْءِ: نَواحيه.
والأقْدَمُ: من أسماء الأسَد لإِقْدَامِه.
والقَدُوْمُ: الحَدِيدةُ التي يُنْحَتُ بها الخَشَبُ، تُؤنَّثُ، والجميع القُدُمُ، وتُشَدَّدُ الدالُ منه، وتُصَغَّرُ قُدَيْدِيْمَةٌ، وتَخْفِيْفُ الدال أصَحُّ.
ق د م: (قَدِمَ) مِنْ سَفَرِهِ بِالْكَسْرِ (قُدُومًا) وَ (مَقْدَمًا) أَيْضًا بِفَتْحِ الدَّالِ. وَ (قَدَمَ) يَقْدُمُ كَنَصَرَ يَنْصُرُ (قُدْمًا) بِوَزْنِ قُفْلٍ أَيْ (تَقَدَّمَ) قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [هود: 98] . وَ (قَدُمَ) الشَّيْءُ بِالضَّمِّ (قِدَمًا) بِوَزْنِ عِنَبٍ فَهُوَ (قَدِيمٌ) وَ (تَقَادَمَ) مِثْلُهُ. وَ (أَقْدَمَ) عَلَى الْأَمْرِ. وَ (الْإِقْدَامُ) الشَّجَاعَةُ. وَيُقَالُ: (أَقْدِمْ) . وَهُوَ زَجْرٌ لِلْفُرْسِ كَأَنَّهُ يُؤْمَرُ بِالْإِقْدَامِ وَفِي حَدِيثِ الْمَغَازِي: «اقْدِمْ حَيْزُومُ» بِالْكَسْرِ وَالصَّوَابُ فَتْحُ الْهَمْزَةِ. وَ (أَقْدَمَهُ) وَ (قَدَّمَهُ) بِمَعْنًى. وَ (قَدَّمَ) بَيْنَ يَدَيْهِ أَيْ تَقَدَّمَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [الحجرات: 1] . وَ (الْقِدَمُ) ضِدُّ الْحُدُوثِ وَيُقَالُ: (قِدْمًا) كَانَ كَذَا وَكَذَا وَهُوَ اسْمٌ مِنَ (الْقِدَمِ) جُعِلَ اسْمًا مِنْ أَسْمَاءِ الزَّمَانِ. وَ (الْقَدَمُ) وَاحِدَةُ (الْأَقْدَامِ) . وَ (الْقَدَمُ) أَيْضًا السَّابِقُ فِي الْأَمْرِ يُقَالُ لِفُلَانٍ: قَدَمُ صِدْقٍ أَيْ أَثَرَةٌ حَسَنَةٌ. قَالَ الْأَخْفَشُ: وَهُوَ التَّقْدِيمُ كَأَنَّهُ قَدَّمَ خَيْرًا وَكَانَ لَهُ فِيهِ تَقْدِيمٌ. وَ (الْمِقْدَامُ) وَ (الْمِقْدَامَةُ) الرَّجُلُ الْكَثِيرُ الْإِقْدَامِ عَلَى الْعَدُوِّ. وَ (اسْتَقْدَمَ) وَ (تَقَدَّمَ) بِمَعْنًى كَقَوْلِهِمُ اسْتَجَابَ وَأَجَابَ. وَ (مُقْدِمُ) الْعَيْنِ بِكَسْرِ الدَّالِ مِمَّا يَلِي الْأَنْفَ كَمُؤْخِرِهَا مِمَّا يَلِي الصُّدْغَ. وَ (قَوَادِمُ) الطَّيْرِ (مَقَادِيمُ) رِيشِهِ وَهِيَ عَشْرٌ فِي كُلِّ جَنَاحٍ الْوَاحِدَةُ (قَادِمَةٌ) وَهِيَ (الْقُدَامَى) أَيْضًا. وَ (الْمُقَدَّمُ) ضِدُّ الْمُؤَخَّرِ يُقَالُ: ضَرَبَ مُقَدَّمَ وَجْهِهِ. وَ (مُقَدِّمَةُ) الْجَيْشِ بِكَسْرِ الدَّالِ أَوَّلُهُ. وَ (قُدَّامٌ) ضِدُّ وَرَاءٍ. وَ (الْقَدُومُ) الَّتِي يُنْحَتُ بِهَا مُخَفَّفَةٌ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَلَا تَقُلْ: قُدُّومٌ بِالتَّشْدِيدِ وَالْجَمْعُ (قُدُمٌ) بِضَمَّتَيْنِ. 
قدم
القَدَمُ: قَدَمُ الرّجل، وجمعه أَقْدَامٌ، قال تعالى: وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ [الأنفال/ 11] ، وبه اعتبر التّقدم والتّأخّر، والتَّقَدُّمُ على أربعة أوجه كما ذكرنا في (قبل) ، ويقال: حديث وقَدِيمٌ، وذلك إمّا باعتبار الزّمانين، وإمّا بالشّرف. نحو: فلان مُتَقَدِّمٌ على فلان، أي: أشرف منه، وإمّا لما لا يصحّ وجود غيره إلّا بوجوده، كقولك: الواحد مُتَقَدِّمٌ على العدد.
بمعنى أنه لو توهّم ارتفاعه لارتفعت الأعداد، والقِدَمُ: وجود فيما مضى، والبقاء: وجود فيما يستقبل، وقد ورد في وصف الله (يا قَدِيمَ الإحسان) ، ولم يرد في شيء من القرآن والآثار الصحيحة: القَدِيمُ في وصف الله تعالى، والمتكلّمون يستعملونه، ويصفونه به ، وأكثر ما يستعمل القديم باعتبار الزمان نحو: كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ
[يس/ 39] ، وقوله: قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ

[يونس/ 2] ، أي: سابقة فضيلة، وهو اسم مصدر، وقَدَّمْتُ كذا، قال: أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ
[المجادلة/ 13] ، وقال: لَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ
[المائدة/ 80] ، وقَدَّمْتُ فلانا أَقْدُمُهُ: إذا تَقَدَّمْتَهُ. قال: يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ
[هود/ 98] ، بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ [البقرة/ 95] ، وقوله: لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ
[الحجرات/ 1] ، قيل: معناه لا تَتَقَدَّمُوهُ. وتحقيقه: لا تسبقوه بالقول والحكم بل افعلوا ما يرسمه لكم كما يفعله العباد المكرمون، وهم الملائكة حيث قال: لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ [الأنبياء/ 27] ، وقوله: لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ
[الأعراف/ 34] ، أي: لا يريدون تأخّرا ولا تقدّما. وقوله: وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ
[يس/ 12] ، أي: ما فعلوه، قيل: وقَدَّمْتُ إليه بكذا: إذا أمرته قبل وقت الحاجة إلى فعله، وقبل أن يدهمه الأمر والناس.
وقَدَّمْتُ به: أعلمته قبل وقت الحاجة إلى أن يعمله، ومنه: وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ و (قُدَّامُ) بإزاء خَلْفُ، وتصغيره قُدَيْدِمَةٌ ، وركب فلان مَقَادِيمَهُ ، إذا مرّ على وجهه، وقَادِمَةُ الرّحل، وقادمة الأطباء، وقادمة الجناح، ومُقَدِّمَةُ الجيش، والْقَدُومُ. كلّ ذلك يعتبر فيه معنى التّقدّم.
(قدم) - قَولُه تَبَاركَ وتَعالَى: {أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ}
قيل: في تَفسِيره: سَابِقة خَيْر. يعني قَولَه جَلَّ جَلالُه: "سَبقَت رَحْمَتي غَضبي" كقَولِه تَباركَ وتَعالَى: {سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى}
- في حديث يوم بدر: "أَقْدِم حَيْزُومُ"
قيل: أَقْدِم: زَجْر للفَرَس، ورُبَّما جُعِلَت الألف وَصلاً.
قال ابنُ دُرَيْد: كأنه يَأمرُه بالإقدام؛ وإذا لم تَقْطَع الألف يكون أَمرًا بالتَّقَدُّم لا غير.
- وفي الحديث: "طُوبَى لعَبْد مُغْبَرٍّ قُدُمٍ في سبيل الله عزّ وجلّ". رجُلٌ قُدُمٌ: أي شُجَاع، ومضى قُدُماً: أي لم يُعَرِّج.
وقيل: القَدَم من ذلك؛ لأن الإنسانَ بها يَتَقدمُ في مَشْيِه
- وفي حديث شَيْبَةَ بنِ عُثْمان - رضي الله عنه - "فقال النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلّم -: قُدْمًا، هَا"
: أي تَقدَّموا و"ها" تَنْبِيه، يُحرِّضُهم على القتال.
- في الحديث: "فأخذني ما قَدُم وما حَدُث "
قيل: معناه الحُزْن والكآبة، يعني أنه عَاودَه الأحزانُ القَدِيمة. فاتَّصَلَت بحَديثِها.
وعندي أن معناه: غَلَب علىَّ التفكُّرُ في أَحواليِ القديمةِ والحديثة. أيُّها كان سَبَبًا لَتْرك ردِّه السلام علىّ.
- في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - "تَدَلَّى من قَدُوم ضَأنٍ " قال ابنُ دُرَيْد: قَدُوم: ثَنِيّة أو جَبل بالسَّراة من أرض دَوْس.
- وفي حديث فُرَيْعَة، أُختِ أبي سَعِيد الخدري - رضي الله عنهما - "أَنَّ زَوجَها قُتِل بطَرَف القَدوم على ستة أميال من المدينة"
- وفي خُطبَتِه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ بمكَّةَ: "كُلُّ شيءٍ من أَمرِ الجاهلية مَوضوعٌ تَحتَ قَدَميَّ"
المُرادُ به إذلالُ أَمْرِ الجاهلية، وحَطُّ أَعْلامِها، ونَقضُ أَحكامِها، كما يُسْتَذَلُّ الشيءُ المَوطوءُ الذي تَدوسُه الأَخَامِصُ السَّاعِيَةُ، والأَقْدامُ الوَاطِئَة، فلا يبقى منه مَرفوعٌ إلّا وُضِع، ولا قَائِمٌ إلّا صُرِع.
وفي حديث آخر: "ثَلاثَة في المَنْسَى تحت قَدَم الرَّحمَنِ تَبارَك وتَعالَى"
: أي إنهم مَتْروكون مَنْسِيّون غَيرُ مَذكُورِين بخَيْر. - - وفي حديث معاوية: "لأكوننَّ مُقَدِّمَتَه"
: أي الجماعة الِتي تَتقدّم الجَيشَ، من قَدَّم بمعنى تَقَدَّمَ، وقد استُعِيرتَ لكُلِّ شيءٍ، فقيل: مُقدِّمةُ الكِتاب والكلام بكِسْر الدَّال - وفَتْحُها خَلَفٌ رَدِيءٌ.
باب القاف والدال والميم معهما ق د م، ق م د، م ق د، د ق م، د م ق مستعملات

قدم: القَدَمُ: ما يطأ عليه الإنسان من لدن الرسغ فما فوقه . والقُدْمَة والقَدَمُ أيضاً: السابقة في الأمر، وقوله تعالى: لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ

، أي سبق لهم عند الله خير، وللكافرين قَدَمُ شر.

وفي الحديث: إن جهنم لا تسكن حتى يضع الله قَدَمه فيها

، قال الحسن: حتى يجعل الله الذين قَدَّمَهم من شرار خلقه فيها، فهم قَدَمُ الله للنار والمسلمون قَدَمٌ للجنة. والقِدَمُ مصدر القديم من كل شيء، وتقول: قَدُمَ يَقدُمُ. وقَدَمَ فلان قومه أي يكون أمامهم، يَقْدُمُ قومه يوم القيامة من هاهنا. والقُدُمُ: المضي أمام أمام، وتقول: يمضي قُدُماً أي لا ينثني. والقدوم: الرجوع من السفر، وقَدِمَ يَقْدَمُ. وقُدَيْدِمةٌ تصغير قُدّامٍ، وهو خلاف وراء. ورأيته قديدمة ذاك ووريئة ذاك أي قدام ووراء ذاك قريباً. والقُدّامُ: الملك، قال:

جيش لهام من بني القدام.

والقدوم، مخففة،: الحديدة التي ينحت بها الخشب، تؤنث. والقُدُمُ ضد الأخر بمنزلة قبل ودبر. ورجل قُدُمٌ: مقتحم للأشياء يتقدَّمُ الناس، ويمضي في الحرب قُدُماً. ومُقدَّمٌ نقيض مؤخر، ومُقْدِمُ العين: ما يلي الأنف، والمؤخر: ما يلي الصدغ. ولم يأت في كلامهم مُقدَّمٌ ومؤخر بالتخفيف إلا مُقْدِم العين ومؤخرها، وسائر الأشياء بالتشديد. والمُقَدِّمةُ: الناصية، ويقال للجارية: إنها اللئيمة المُقَدِّمة. والمُقَدِّمةُ: ما استقبلك من الجبهة والجبين، يقال: ضربته فركب مَقاديمَه أي وقع على وجهه، الواحد مُقدِم ومُقدِّمٌ، وقال في رجل طعنه في جبهته:

تركت ابن أوس والسنان كأنما ... يوتده في مُقْدِمِ الرأس واتد

واستَقْدَمَ أي تَقَدَّمَ وقادِمةُ الرحل من أمام الواسطة. والقادِمُ من الأطباء: ما ولي السرة للناقة والبقرة، وهما قادِمانِ وآخران. والقادمةُ: الريشة التي تلي منكب الجناح، وكلها قَوادِمُ وقدامى، قال:

وما جعل القَوادِمَ كالخوافي

دقم: الدَّقمُ: دفعك شيئاً مفاجأة، وتقول: دَقَمْتهُ عليهم، وانْدَقَمَتْ عليهم الريح والخيل ونحو ذلك، قال:

مراً جنوباً وشمالاً تَنْدَقِم

قمد: القُمُدُّ: القوي الشديد. ويقال: إنه لقُمُدٌّ قُمْدُدٌ، وامرأة قُمُدَّةً. والقُمُودُ شبه العسو من شدة الإباء. ويقال: قَمَدَ يقمُدُ قمداً وقموداً: جامع في كل شيء.

مقد: المقَديُّ خمر منسوبة إلى قرية بالشام، قال:

مَقَدياً أحله الله للناس ... شراباً وما تحل الشمول

دمق: الدَّمَقُ: ثلج وريح تأتي من كل أوب تكاد تقتل الإنسان. والاندِماقُ: الانخراط، ويقال: اندَمَقَ عليهم بغتة ضرباً وشتماً. واندَمَقَ الصياد في قترته، واندَمَقَ منها أي خرج.

قدم


قَدُمَ(n. ac. قِدَم
قَدَاْمَة)
a. Was prior, previous to, before.
b. Was old, ancient.

قَدَّمَa. Put, made to go first, placed at the head, gave the
precedence to; sent in advance.
b. [acc. & La], Offered, proffered, presented to.
c. [acc.
or
'Ala], Preferred to.
d. [Ila], Ordered, commanded.
e. Took (oath).
f. see V (c)g. [ coll. ]
see I (a)
أَقْدَمَa. see I (c) ( قَدِمَ) (e), & II (a).
تَقَدَّمَa. Was, went first, preceded, was at the head of.
b. Was chief, lord.
c. [Bain], Placed himself in ( the hands of ):
presented himself to, before.
d. [Ila], Advanced to, came to, approached.
e. [Ila & Fī], Ordered, commanded, bid to do.
f. ['Ala], Was preferred to.
g. ['Ala], Surpassed, excelled, exceeded.
h. Was brave, courageous.

تَقَاْدَمَa. see (قَدُمَ)

إِسْتَقْدَمَa. see V (a) (h).
c. Advanced boldly, took the lead; was first
foremost.
d. Deemed old.

قَدْمa. Red cloth.

قَدْمَةa. see N. Ac.
IV
قِدْمa. Olden times; former times; antiquity.

قِدْمَةa. see 3t
قُدْمa. see 26 (a)
قُدْمَةa. Priority, precedence.
b. Courage.

قَدَم
(pl.
أَقْدَاْم)
a. Foot; step; pace.
b. Precedence; pre-eminence; place of honour.
c. see 26 (a)
& N. Ac.
أَقْدَمَ
قَدَمِيَّةa. A kind of hide.
b. Fee (doctor's).
قَدِمa. see 26 (a)b. Rough, stony (ground).
قِدَمa. Pre-existence; anteriority.
b. see 2
قُدَمِيَّةa. Proud gait.

قُدُمa. see 5 (a)b. Indomitable.

قُدُمِيَّةa. see 9yit
أَقْدَمُ
( pl.
reg. )
a. Former; prior; previous; older.
b. [art.], First, foremost; oldest; senior.
c. [art.], Boldest.
مَقْدَمa. Arrival, coming; return.
b. [ coll. ]
see 21t (a)
قَاْدِم
(pl.
قُدُم
قُدَّاْم)
a. First, foremost.
b. Coming; future; next (year).
c. (pl.
قَوَاْدِمُ), Head; main part.
قَاْدِمَة
(pl.
قَوَاْدِمُ)
a. Front, front part.
b. (pl.
قُدَاْم ya
قَوَاْدِمُ), Van-guard; advance-guard.
c. Front feathers ( bird's wing ).
d. see
N. Ag.
أَقْدَمَ
(a. a ).
قُدَاْمa. see 25 (a)
قُدَاْمَةa. Exemplar.

قَدِيْم
(pl.
قُدَاْمَى
قُدَمَآءُ قَدَاْئِمُ)
a. Old, ancient.
b. [art.], The Eternal.
قَدِيْمَةa. fem. of
قَدِيْم
قَدُوْم
(pl.
قُدُم)
a. Brave, courageous, valiant, intrepid; bold.
b. (pl.
قُدُم
قَدَاْئِمُ
46), Hatchet; adze.
قَدُوْمِيَّة
a. [ coll. ]
see 40yit
قُدُوْمa. see 17 (a)
قَدَّاْمa. Leader, head; prince.

قُدَّاْمa. see 28b. Front.

قُدَّاْمِيَّة
a. [ coll. ]
see 40yit
قِدِّيْمa. see 28
قَدُّوْم
a. [ coll. ]
see 26 (b)
قَاْدُوْمِيَّة
a. [ coll. ], Shortest road, direct
way. —
مِقْدَاْم مِقْدَاْمَة
(pl.
مَقَاْدِيْمُ), Courageous, intrepid; first in the attack.
N. P.
قَدَّمَa. First, foremost; principal; head, chief;
president.
b. Major ( of a syllogism ).
c. Front; prow (ship).
N. Ac.
قَدَّمَa. Presentation, offering.

N. Ag.
أَقْدَمَ
(pl.
مَقَاْدِيْمُ)
a. Front, bow, pommel ( of the saddle ).
b. Inner corner ( of the eye ).
c. Face.

N. Ac.
أَقْدَمَa. Courage, valour, intrepidity; boldness;
indomitableness.
b. Advance.

N. Ag.
تَقَدَّمَa. see N. P.
II (a)b. Prefect.

N. Ac.
تَقَدَّمَa. Priority, pre-eminence; primacy; supremacy.
b. Preference.
c. [ coll. ], Progress
advancement.
N. Ac.
تَقَاْدَمَa. Antiquity.
b. Seniority.

مُقَدِّمَة مْقَدَّمَة
a. Preface.
b. Premises: major; minor ( of a syllogism ).
c. .
see N. Ag.
IV (a)d. see 21t (a) (b).
تَقْدِمَة (pl.
قَدَاْمِيْ4ُ)
a. Presentation.
b. Offering, present.

قِدَْمًا
a. Of old; formerly.

قُدُمًا
a. Straight on.

قُدَّام
a. Before, in front.

قُدَّامَك
a. Before thee.

قَدِيْمًا
a. في الْقَدِيْم Formerly; of old; in
ancient times; of yore.
مِن القَدِيْم
a. From of old.

قَيْدَام قَيْدُوْم
a. Front, projecting part.

سَمْتُ الْقَدَم
a. The nadir.

الأَقْدَمُوْن
a. The ancients.

مُتَقَدِّم ذِكْرُهُ
a. The above-mentioned, the above.

قِدْمًا عَادَتُهُ كَذَا
a. It was his habit.

يَمْشِي القُدُمِيَّة
يَمْشِي التَّقْدُمَة
يَمْشِي القُدَمَ
a. He was intrepid, daring; was first in the fray.

قُدْمُوْس
a. Ancient.

قَدْن
a. Sufficiency.
[قدم] قَدِمَ من سفره قُدوماً ومَقْدَماً بفتح الدال. يقال: وَرَدْتُ مَقْدَمَ الحاجّ، تجعله ظرفاً وهو مصدرٌ، أي وقت مَقْدَمِ الحاجّ. وقَدَمَ بالفتح يَقْدُمُ قَدْماً، أي تَقَدًّمَ، قال الله تعالى: (يَقْدُمُ قَوْمَهُ يوم القيامةِ فأوردَهُم النارَ) . وقدم الشئ بالضم قدما فهو قَديمٌ، وتقادَمَ مثله. وأقْدَمَ على الامر إقداما. والاقدام: الشجاعة. ويقال: أقْدِمْ. وهو زجرٌ للفرس، كأنه يؤمر بالاقدام. وفي حديث المغازى: " إقدم حيزوم " بالكسر، والصواب فتح الهمزة. وأقدمه أيضا وقدمه بمعنًى. قال لبيد: فمضى وقَدَّمها وكانت عادةً منها إذا هي عَرَّدَتْ إقْدامُها أي تَقَدُّمها. وقَدًّمَ بين يديه، أي تَقَدًّمَ. قال تعالى: (لا تُقَدِّموا بين يَدَي اللهِ وَرَسولِهِ) . والقِدَمُ: خلاف الحدوث. ويقال: قِدْماً كان كذا وكذا، وهو اسمٌ من القِدَمِ، جُعِلَ اسماً من أسماء الزمان. ومضى قُدُماً بضم الدال: لم يعرِّج ولم ينثنِ. وقال يصف امرأةً فاجرة: تمضي إذا زُجِرَتْ عن سَوْأةٍ قُدُماً كأنها هَدَمٌ في الجفر منقاض والقدم: واحد الاقدام. والقَدَمُ أيضاً: السابقةُ في الأمر. يقال: لفلان قَدَمُ صدقٍ، أي أثرةٌ حسنةٌ . قال الأخفش: هو التَقْديمُ، كأنَّه قَدَّمَ خيراً وكان له فيه تَقْديمٌ. وكذلك القُدْمَةُ بالضم والتسكين. يقال مشى فلانٌ القدمية، أي تقدم. ورجل قدم بكسر الدال، أي مُتَقَدِمٌ. وأنشد أبو عمرو : أسراق قد علمت مَعَدٌّ أنَّني قَدِمٌ إذا كُرِهَ الحياضُ جَسورُ والمِقْدامُ والمِقْدامَةُ: الرجل الكثير الإقدام على العدوِّ. ويقال: ضُرِبَ فركب مَقاديمَهُ، إذا وقع على وجهه. واسْتَقْدَمَ وتَقَدًّمَ بمعنًى، كما يقال استجاب وأجاب. وفي المثل: " استقدمتْ رِحالَتُكَ " يعني سرجكَ، أي سبق ما كان غيره أحق به. ويقال: هو جرئ المقدم، بضم الميم وفتح الدال، أي جرئ عند الاقدام. ومقدم العين بكسر الدال مما يلي الأنف، كمؤخِّرها مما يلي الصدغ. ويقال أيضا: مشطتها المقدمة، بكسر الدال، وهى مِشطَةٌ. وقوادِمُ الطير: مقاديمُ ريشه، وهي عشرٌ في كلِّ جناح، الواحدة قادِمَةٌ، وهي القُدامى أيضاً وقادِمُ الإنسان: رأسهُ، والجمع قوادِمُ، ولا يكادُ يتكلَّم بالواحد منه. وقَيَدومُ الجبل: أنفٌ يَتَقَدَّمُ منه. وقيدوم كل شئ: مقدمه وصدره. والمُقَدَّمُ: نقيض المؤخَّر. يقال: ضرب مُقَدَّمَ وجهه. ومقدِّمَةُ الجيش بكسر الدال: أوَّله. ومضى القوم التقْدُمِيَّةَ، إذا تقدَّموا. قال سيبويه: التاء زائدة. وقال : الضاربين التقدمية بالمهندة الصفائح ويقدم بالياء: اسم رجل، وهو يقدم ابن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار. وقُدَّامُ: نقيض وراء، وهما يؤنَّثان ويصغران بالهاء: قديدمة ووريئة وقد يديمة أيضا، وهما شاذَّان، لأنَّ الهاء لا تلحق الرباعيّ في التصغير. وقال  قُدَيْديمَةُ التجريبِ والحِلمْ إنَّني أرى غَفَلاتِ العيشِ قبل التجارِبِ والقُدَّامُ: القادمون من سفرٍ. قال مهلهل: إنا لنضرب بالسيوف رؤوسهم ضرب القُدارِ نَقيعةَ القُدَّامِ ويقال: هو الملك. والقادمتان والقادمان: الخلفان المتقدمان من أخلاف الناقة يَليانِ السُرَّة. وفي قادمة الرحل ست لغات: مُقْدِمٌ ومُقْدِمَةٌ بكسر الدال مخفَّفةٌ، ومُقَدَّمٌ ومُقَدَّمَةٌ بفتح الدال مشدَّدة، وقادِمٌ وقادِمَةٌ. وكذلك هذه اللغات كلّها في آخرة الرحل. وقال: كأن من آخرها إلقادم مخرم فخذ فارغ المخارم أراد من آخرها إلى القادم، فحذف إحدى اللامين، اللام الاولى. والقدوم: التى ينحت بها، مخففة. قال ابن السكيت: ولا تقل قدوم بالتشديد، والجمع قدم. قال الأعشى: أقام به شاهَبورُ الجنو دحولين تضرب فيه القدم وجمع القدم قدائم، مثل قلص وقلائص. والقدوم أيضا: اسم موضع.
ق د م

تقدّمه وتقدّم عليه واستقدم، " لا يستأخرون عنه ساعةً ولا يستقدمون واستقدمت زحالتك. وفرس مستقدم البركة. وقدم قومه يقدمهم، ومنه: قادمة الرّحل: نقيض آخرته. وقوادم الطائر. وقدّمته وأقدمته فقدّم وأقدمَ بمعنى تقدّم، ومنه مقدّمة الجيش: للجماعة المتقدّمة، والإقدام في الحرب. قال عنترة:

ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها ... قيل الفوارس ويك عنتر أقدم

ومنه مقدم العين: لما يلي الأنف خلاف مؤخرها: لماي لي الصدغ. وضرب مقدم رأسه. قال:

تركت ابن أوس والسنان كأنما ... يوتّده في مقدم الرأس واتد

وإنها للئيمة المقدمة وهي الناصية. وهو جريء المقدم والمقدّم. قال كعب بن مالك:

جريء المقدّم شاكي السلاح ... كريم النشا طيّب المكسر

وقال لبيد:

فمضى وقدّمها وكانت عادة ... منه إذا هي عردت إقدامها أي تقديمها. ومضى قدماً: لا ينثني وهو المضيّ أمام. ورجل مقدام من قوم مقاديم. وراش سهامه بقدامى النسر: بقوادمه. وأعصم بقيدوم رحله وهو قادمته. وأقبل جيش كأنه قيدوم الجبل: أنفه. وقام الملاّح على قيدوم السفينة. قال الطرماح:

كصباح نوتيّ يظلّ على قرا ... قيدوم قرواء السّراة يندّد

وله قدمة سابقة، وهو من أهل القدمه، في هذه الخدمه. وقدم من سفره. وقدم البلد. وقدم على قومه. وما أقدمك. واستقدمه الأمير. وهؤلاء القادمون والقدام. وقدمت خير مقدم. وكان ذلك في قدمتك الأولى. ولهم بيت قديم. وعهد متقادم. وعزّ قدموس.

ومن المجاز: اجعل ذلك تحت قدميك أي اعف عنه. وجعل دماءهم تحت قدميه: أهردها. وفي الحديث " يلقى في النار أهلها وتقول: هل من مزيد حتى يأتيها ربّنا فيضع قدمه عليها فتنزوي وتقول قط قط " أي فيسكّنها ويكسر سورتها كما يضع الرجل قدمه على الشيء المضطرب فيسكّنه. ولفلان قدمٌ في هذا الأمر: سابقة وتقدّم. وله قدم صدقٍ. قال ذو الرمّة:

لكم قدمٌ لا ينكر الناس أنها ... مع الحسب العاديّ طمّت على الفخر

ووضع قدمه في العمل: أخذ فيه. وقدّم رجلك إلى هذا الأمر: اقبل عليه. وضربه فركب مقاديمه إذا وقع على وجهه. وتقدّمت إليه بكذا وقدّمت: أمرته به. وفلان يتقدّم بين يدي أبيه إذا عجل في الأمر والنهي دونه. ولفلان متقدّم في الخير. وماله في ذاك متقدّم ومقتدم. ولقيته قدّام ذاك وقديديمة ذاك أي قبيله. وقال علقمة:

قديديمة التجريب والحلم إنني ... أرى غفلات العيش قبل التجارب

وقال:

وقد علوت قتود الرحل يسفعني ... يوم قديديمة الجوزاء مسموم

ومشى فلان اليقدميّة والتّقدميّة والقدميّة إذا تقدّم في المكارم ومعالي الأمور. قال:

الضاربين اليقدم ... ية بالمهندة الصفائح

وقال ابن مقبل:

هم الضاربون التقدمية تدعي ... بما في الجفون أخلصته صياقله وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن ابن أبي العاص مشى التقدميّة وأن ابن الزبير مشى القهقري، وروي لوى ذنبه أراد الإفضال على الناس والإحسان إليهم، ومنه: قول عبد الله بن الزبير:

مشى ابن الزبير القهقري وتقدّمت ... أميّة حتى أحرزوا القصبات

وتقديره مشى المشية المنسوبة إلى قول الناس يقدم أو تقدم كما قيل: كنيٌّ: في النسب إلى كنت وإلى القدم الذي هو التقدّم من قولهم: مشى قدماً. " وقدمنا إلى ما عملوا ". وإنك لقادم على عملك.
ق د م : قَدُمَ الشَّيْءُ بِالضَّمِّ قِدَمًا وِزَانُ عِنَبٍ خِلَافُ حَدَثَ فَهُوَ قَدِيمٌ وَعَيْبٌ قَدِيمٌ أَيْ
سَابِقُ زَمَانِهِ مُتَقَدِّمُ الْوُقُوعِ عَلَى وَقْتِهِ.

وَالْقَدَمُ مِنْ الْإِنْسَانِ مَعْرُوفَةٌ وَهِيَ أُنْثَى وَلِهَذَا تُصَغَّرُ قُدَيْمَةً بِالْهَاءِ وَجَمْعُهَا أَقْدَامٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَتَقُولُ الْعَرَبُ وَضَعَ قَدَمَهُ فِي الْحَرْبِ إذَا أَقْبَلَ عَلَيْهَا وَأَخَذَ فِيهَا وَلَهُ فِي الْعِلْمِ قَدَمٌ أَيْ سَبْقٌ وَأَصْلُ الْقَدَمِ مَا قَدَّمْتَهُ قُدَّامَكَ.

وَأَقْدَمَ عَلَى الْعَيْبِ إقْدَامًا كِنَايَةٌ عَنْ الرِّضَا بِهِ.

وَقَدِمَ عَلَيْهِ يَقْدَمُ مِنْ بَابِ تَعِبَ مِثْلُهُ وَأَقْدَمَ عَلَى قِرْنِهِ بِالْأَلِفِ اجْتَرَأَ عَلَيْهِ وَتَقَدَّمْتَ الْقَوْمَ سَبَقْتُهُمْ وَمِنْهُ مُقَدِّمَةُ الْجَيْشِ لِلَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِالتَّثْقِيلِ اسْمُ فَاعِلٍ وَمُقَدِّمَةُ الْكِتَابِ مِثْلُهُ وَمُقْدِمُ الْعَيْنِ سَاكِنُ الْقَافِ مَا يَلِي الْأَنْفَ وَلَا يَجُوزُ التَّثْقِيلُ قَالَهُ الْأَزْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ وَمُقْدَمَةُ الرَّحْلِ أَيْضًا بِالتَّخْفِيفِ عَلَى صِيغَةِ اسْمِ الْمَفْعُولِ أَوَّلُهُ وَالْقَادِمَةُ وَالْمُقَدَّمَةُ بِالتَّثْقِيلِ وَالْفَتْحِ مِثْلُهُ وَحَذْفُ الْهَاءِ مِنْ الثَّلَاثَةِ لُغَاتٌ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَالْعَرَبُ تَقُولُ آخِرَةُ الرَّحْلِ وَوَاسِطَتُهُ وَلَا تَقُولُ قَادِمَتُهُ فَحَصَلَ قَوْلَانِ فِي قَادِمَةٍ وَضَرَبَ مُقَدَّمَ رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ بِالتَّثْقِيلِ وَالْفَتْحِ.

وَقَدِمَ الرَّجُلُ الْبَلَدَ يَقْدَمُهُ مِنْ بَابِ تَعِبَ قُدُومًا وَمَقْدَمًا بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالدَّالِ وَتَقُولُ وَرَدْتُ مَقْدَمَ الْحَاجِّ يُجْعَلُ ظَرْفًا أَيْ وَقْتَ مَقْدَمَ الْحَاجِّ وَهُوَ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرٌ وَقَدَّمْتُ الشَّيْءَ خِلَافُ أَخَّرْتُهُ وَاسْمُ الْفَاعِلِ وَالْمَفْعُولِ عَلَى الْبَابِ وَقَدَمْتُ الْقَوْمَ قَدْمًا مِنْ بَابِ قَتَلَ مِثْلُ تَقَدَّمْتُهُمْ.

وَقَوْلُهُمْ فِي صِفَاتِ الْبَارِي الْقَدِيمُ قَالَ الطَّرَسُوسِيُّ لَا يَجُوزُ إطْلَاقُهَا عَلَى اللَّهِ تَعَالَى لِأَنَّهَا جُعِلَتْ صِفَةً لِشَيْءٍ حَقِيرٍ فَقِيلَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ وَمَا يَكُونُ صِفَةً لِلْحَقِيرِ كَيْفَ يَكُونُ صِفَةً لِلْعَظِيمِ وَهَذَا مَرْدُودٌ لِأَنَّ الْبَيْهَقِيَّ رَوَاهَا فِي الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَالَ فِي مَعْنَى الْقَدِيمِ الْمَوْجُودُ الَّذِي لَمْ يَزَلْ وَقَالَ أَيْضًا فِي كِتَابِ الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ وَمِنْهَا الْقَدِيمُ قَالَ.
وَقَالَ الْحَلِيمِيُّ: فِي مَعْنَى الْقَدِيمِ إنَّهُ الْمَوْجُودُ الَّذِي لَيْسَ لِوُجُودِهِ ابْتِدَاءٌ وَالْمَوْجُودُ الَّذِي لَمْ يَزَلْ وَأَصْلُ الْقَدِيمِ فِي اللِّسَانِ السَّابِقُ لِأَنَّ الْقَدِيمَ هُوَ الْقَادِمُ فَيُقَالُ لِلَّهِ تَعَالَى قَدِيمٌ بِمَعْنَى أَنَّهُ سَابِقُ الْمَوْجُودَاتِ كُلِّهَا.
وَقَالَ جَمَاعَةٌ مِنْ الْمُتَكَلِّمِينَ مِنْهُمْ الْقَاضِي: يَجُوزُ أَنْ يُشْتَقَّ اسْمُ اللَّهِ تَعَالَى مِمَّا لَا يُؤَدِّي إلَى نَقْصٍ أَوْ عَيْبٍ وَزَادَ الْبَيْهَقِيّ عَلَى ذَلِكَ إذَا دَلَّ عَلَى الِاشْتِقَاقِ الْكِتَابُ أَوْ السُّنَّةُ أَوْ الْإِجْمَاعُ فَيَجُوزُ أَنْ يُقَالَ لِلَّهِ تَعَالَى الْقَاضِي أَخْذًا مِنْ قَوْله تَعَالَى {يَقْضِي بِالْحَقِّ} [غافر: 20] .
وَفِي الْحَدِيثِ «الطَّبِيبُ هُوَ اللَّهُ» وَيُقَالُ هُوَ الْأَزَلِيُّ وَالْأَبَدِيُّ وَيُحْمَلُ قَوْلُهُمْ أَسْمَاءُ اللَّهِ تَعَالَى تَوْقِيفِيَّةٌ عَلَى وَاحِدٍ مِنْ الْأُصُولِ الثَّلَاثَةِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُسَمَّى جَوَادًا
وَكَرِيمًا وَلَا يُسَمَّى سَخِيًّا لِعَدَمِ سَمَاعِ فِعْلِهِ فَإِنَّ الْبَيْهَقِيَّ قَالَ مَنْ صَدَقَ عَلَيْهِ أَنَّهُ قَامَ صَدَقَ عَلَيْهِ أَنَّهُ قَائِمٌ فَفُهِمَ مِنْ هَذَا أَنَّ الْفِعْلَ إذَا سُمِعَ اُشْتُقَّ مِنْهُ اسْمُ الْفَاعِلِ وَالْمُرَادُ إذَا كَانَ الْفِعْلُ صِفَةً حَقِيقِيَّةً بِخِلَافِ الْمَجَازِيِّ فَإِنَّهُ لَا يُشْتَقُّ مِنْهُ نَحْوُ مَكَرَ.

وَتَقَدَّمْتُ إلَيْهِ بِكَذَا أَمَرْتُهُ بِهِ وَقَدَّمْتُ إلَيْهِ تَقْدِيمًا مِثْلُهُ.

وَقَدَّمْتُ زَيْدًا إلَى الْحَائِطِ قَرَّبْتُهُ مِنْهُ فَتَقَدَّمَ إلَيْهِ.

وَالْقَدُومُ آلَةُ النَّجَّارِ بِالتَّخْفِيفِ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَلَا يُشَدَّدُ وَأَنْشَدَ الْأَزْهَرِيُّ
فَقُلْتُ أَعِيرَانِي الْقَدُومَ لَعَلَّنِي 
وَالْجَمْعُ قُدُمٌ مِثْلُ رَسُولٍ وَرُسُلٍ.
وَقَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ: أَيْضًا الْقَدُومُ الَّتِي يُنْحَتُ بِهَا مُخَفَّفَةٌ وَالْعَامَّةُ تُخْطِئُ فِيهَا فَتُثَقِّلُ وَإِنَّمَا الْقَدُّومُ بِالتَّشْدِيدِ مَوْضِعٌ وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ وَتَبِعَهُ الْمُطَرِّزِيُّ الْقَدُومُ الْمِنْحَاتُ خَفِيفَةٌ وَالتَّشْدِيدُ لُغَةٌ قَالَ بَعْضُهُمْ وَأَكْثَرُ النَّاسِ عَلَى أَنَّ الْقَدُّومَ الَّذِي اُخْتُتِنَ بِهِ إبْرَاهِيمُ هُوَ الْآلَةُ وَقِيلَ هُوَ بَلْدَةٌ بِالشَّأْمِ أَوْ مَجْلِسُهُ بِحَلَبِ وَفِيهِ التَّخْفِيفُ وَالتَّثْقِيلُ.

وَقُدَّامُ خِلَافُ وَرَاءَ وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ يُقَالُ هِيَ قُدَّامٌ وَتُصَغَّرُ بِالْهَاءِ فَيُقَالُ قُدَيْدِيمَةٌ قَالُوا وَلَا يُصَغَّرُ رُبَاعِيٌّ بِالْهَاءِ إلَّا قُدَّامُ وَوَرَاءُ وَقُدُمٌ بِضَمَّتَيْنِ بِمَعْنَى الْقُبُلِ وَقَوَادِمُ الطَّيْرِ مَقَادِيمُ الرِّيشِ فِي كُلِّ جَنَاحٍ عَشْرٌ الْوَاحِدَةُ قَادِمَةٌ وَقُدَامَى. 
الْقَاف وَالدَّال وَالْمِيم

والقدم، والقدمة: السَّابِقَة فِي الامر، وَقَوله تَعَالَى: (وبشر الَّذين آمنُوا أَن لَهُم قدم صدق) : أَي سَابق خير واثراً حسنا.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: رجل قدم، وَامْرَأَة قدمة: يَعْنِي: أَن لَهما قدم صدق فِي الْخَيْر.

وَقدم الصدْق: الْمنزلَة الرفيعة.

وَقُدَّام: نقيض وَرَاء، وتصغيرها: قديديمة. قَالَ اللحياني: قَالَ الْكسَائي: قُدَّام مُؤَنّثَة، وَإِن ذكرت جَازَ. وَقد قيل فِي تصغيره: قديديم، وَهَذَا يُقَوي مَا حَكَاهُ الْكسَائي من تذكيرها.

وَهِي أَيْضا القدام، والقيدام، والقيدوم، عَن كرَاع.

والقدم: الْمُضِيّ أَمَام أَمَام.

وَهُوَ يمشي الْقدَم، والقدمية، واليقدمية، والتقدمية: إِذا مضى فِي الْحَرْب.

والتقدمة، والتقدمية: أول تقدم الْخَيل، عَن السيرافي.

وَقَدَّمَهُمْ يقدمهم قدما، وقدوما، وَقَدَّمَهُمْ كِلَاهُمَا: صَار أمامهم. قَالَ لبيد:

فَمضى وقدمها وَكَانَت عَادَة ... مِنْهُ إِذا هِيَ عردت إقدامها قَالُوا: أنث الْإِقْدَام، لِأَنَّهُ فِي معنى التقدمة.

وَتقدم: كقدم.

وَقدم، واستقدم: تقدم.

والقدمة من الْغنم: الَّتِي نَكُون أَمَام الْغنم فِي الرَّعْي.

وَقَوله تَعَالَى: (ولقد علمنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُم وَلَقَد علمنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ) قَالَ ثَعْلَب: مَعْنَاهُ: مَا يَأْتِي مِنْكُم أَولا إِلَى الْمَسْجِد، وَمن يَأْتِي متاخرا وَقَوله تَعَالَى: (لَا تقدمُوا بَين يَدي الله وَرَسُوله) و (لَا تقدمُوا....) فسره ثَعْلَب فَقَالَ: من قَرَأَ " تقدمُوا " فَمَعْنَاه: لَا تقدمُوا كلاماًقبل كَلَامه، وَمن قَرَأَ: " لَا تقدمُوا " فَمَعْنَاه: لَا تقدمُوا قبله. وَقَالَ الزّجاج: " تقدمُوا " و" تقدمُوا ": بِمَعْنى.

واقدم واقدم: زجر للْفرس وَأمر لَهُ بالتقدم.

وقيدوم كل شَيْء، وقيدامه: أَوله. قَالَ تَمِيم بن مقبل:

مسامية خوصاء ذَات نثيلة ... إِذا كَانَ قيدام المجرة أقودا

وقيدوم الْجَبَل، وقديديمته: انف يتقد مِنْهُ.

وَقدم: نقيض أخر.

وَرجل قدم: مقتحم للأمور.

وَقدم، وَقدم: شُجَاع. وَالْأُنْثَى: قدمة.

وَقد قدم، وَقدم، واقدم، وَتقدم، واستقدم.

وَرجل مِقْدَام، ومقدامة: مقدم، الْأَخِيرَة عَن اللحياني.

وَالِاسْم مِنْهُ: القدمة، انشد ابْن الْأَعرَابِي:

ترَاهُ على الْخَيل ذَا قدمة ... إِذا سربل الدَّم أكفالها

ومقدمة الْعَسْكَر، وقادمتهم، وقداماهم: متقدموه.

ومقدمة الْغنم والابل، ومقدمتها، الْأَخِيرَة عَن ثَعْلَب: أول مَا ينْتج مِنْهُمَا ويلقح.

وَقيل: مُقَدّمَة كل شَيْء: أَوله. ومقدم كل شَيْء: نقيض مؤخره.

ومقدم الْعين: مَا ولى الْأنف.

وَقَالَ أَبُو عبيد: هُوَ مقدم الْعين. وَقَالَ بعض المحررين: لم يسمع الْمُقدم إِلَّا فِي مقدم الْعين، وَكَذَلِكَ: لم يسمع فِي نقيضه الْمُؤخر إِلَّا مُؤخر الْعين.

والمقدمة: الناصية والجبهة.

ومقاديم وَجهه: مَا اسْتقْبلت مِنْهُ، وَاحِدهَا: مقدم، ومقدم، الْأَخِيرَة عَن اللحياني.

فَإِذا كَانَ مقاديم جمع: مقدم، فَهُوَ شَاذ، وَإِذا كَانَ جمع: مقدم، فالياء عوض.

وامتشطت الْمَرْأَة الْمُقدمَة: وَهُوَ ضرب من الامتشاط، أرَاهُ من قُدَّام الرَّأْس.

وقادمة الرجل، وقادمه، ومقدمه، ومقدمته ومقدمه، ومقدمته: أَمَام الواسط.

وقادم الْإِنْسَان: رَأسه. وَالْجمع: القوادم. وَهِي المقادم: واكثر مَا يتَكَلَّم بِهِ جمعا.

وقادم الْأَطِبَّاء والضروع: الخلفان المتقدمان من اخلاف الْبَقَرَة والناقة.

وَإِنَّمَا يُقَال: قادمان، لكل مَا كَانَ لَهُ آخرَانِ، إِلَّا أَن طرفَة استعاره للشاة فَقَالَ:

من الزمرات أسبل قادماها ... وضرتها مركنة درور

وَلَيْسَ لَهما آخرَانِ.

والقوادم: أَربع ريشات فِي مقدم الْجنَاح. الْوَاحِدَة: قادمة، وَهِي: القدامى.

والمناكب: اللواتي بعدهن إِلَى اسفل الْجنَاح. والخوافي: مَا بعد المناكب.

والأباهر: من بعد الخوافي.

والمقدام: ضرب من النّخل. قَالَ أَبُو حنيفَة: هُوَ ابكر نخل عمان، سميت بذلك لتقدمها النّخل بِالْبُلُوغِ.

والقدم: الرجل، أُنْثَى، وَالْجمع: أَقْدَام، لم يُجَاوز بِهِ هَذَا الْبناء. وَقَوله تَعَالَى: (رَبنَا أرنا اللَّذين أضلانا من الْجِنّ وَالْإِنْس نجعلهما تَحت أقدامنا) جَاءَ فِي التَّفْسِير: إِنَّه يَعْنِي بِهِ ابْن آدم قابيل، الَّذِي قتل اخاه، وابليس، وَمعنى: (نجعلهما تَحت أقدامنا) : أَي يكونَانِ فِي الدَّرك الْأَسْفَل من النَّار. وَقَوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كل دم وَمَال ومأثرة كَانَت فِي الْجَاهِلِيَّة فَهِيَ تَحت قدمي هَاتين "، أَرَادَ: أَنِّي قد أهدرت ذَلِك كُله. فَأَما مَا جَاءَ فِي الحَدِيث أَنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تسكن جَهَنَّم حَتَّى يضع الله فِيهِ قدمه " فَإِنَّهُ روى عَن الْحسن وَأَصْحَابه أَنه قَالَ: حَتَّى يَجْعَل الله فِيهَا الَّذين قدمهم لَهَا من شرار خلقه، فهم قدم الله للنار، كَمَا أَن الْمُسلمين قدمه إِلَى الْجنَّة.

وَقدم من سَفَره قدومًا، فَهُوَ قادم: آب. وَالْجمع: قدم، وَقُدَّام. وَقَوله تَعَالَى: (وقدمنَا إِلَى مَا عمِلُوا من عمل) قَالَ الزّجاج: معنى " قدمنَا ": عمدنا وقصدنا، كَمَا تَقول: قَامَ فلَان يفعل كَذَا، تُرِيدُ: قصد، وَلَا تُرِيدُ: قَامَ، من الْقيام على الرجلَيْن.

والقدم: نقيض الْحُدُوث.

قدم قدماً، وَقُدَامَة، وتقادم، وَهُوَ قديم.

وَالْجمع: قدماء، وقدامى.

وَشَيْء قُدَّام: كقديم.

وَالْقَدِيم، على الْإِطْلَاق: الله عز وَجل.

والقدام: الْملك، قَالَ:

إِنَّا لنضرب بالصوارم هامهم ... ضرب القدار نقيعه القدام

وَقيل: القدان هَاهُنَا: جمع قادم.

والقدوم: الَّتِي ينحت بهَا، أُنْثَى، قَالَ مرقش:

يَا بنت عجلَان مَا اصبرني ... على خطوب كنحت بالقدوم

وَالْجمع: قدائم، وَقدم، قَالَ الْأَعْشَى:

أَقَامَ بِهِ شاهبور الجنو ... د حَوْلَيْنِ تضرب فِيهِ الْقدَم وقدوم: ثنية بالسراة.

وَقيل: قدوم: قَرْيَة بِالشَّام.

واختتن إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام بقدوم: أَي هُنَالك.

وقدومى، مَقْصُور: مَوضِع بِالْيمن، سمي باسم أبي هَذِه الْقَبِيلَة.

وَالثيَاب القدمية: مَنْسُوب إِلَيْهِ.

وقادم، وَقُدَامَة، ومقدم، ومقدام، ومقدم: أَسمَاء.

وَقُدَّام: اسْم فرس عُرْوَة بن سِنَان.

وَقُدَّام: اسْم كلبة، قَالَ:

وترملت بِدَم قُدَّام وَقد ... اوفى اللحاق وحان مصرعه
[قدم] فيه: "المقدم"، أي يقدم الأشياء ويضعها في مواضعها، ويقدم من استحقه. ك: أنت "المقدم"، أي لي في البعث في الآخرة والمؤخر لي في ابعث في الدنيا. ط: أي توفق بعضا الطاعات وتخذل أخر عن النصرة، أو المعز والمذل، أو الرافع والخافض. نه: وفيه: حتى يضع "قدمه" فيها، أي الذين قدمهم لها من شرار خلقه، كما أن المسلمين قدمه إلى الجنة، والقدم - كل ما قدمت من خير أو شر، وفيه قدم - أي نقدم في خير أو شر، وقيل: وضع القدم على الشيء مثل الردع والقمع، أي يأتيها أمر الله فيكفها من طلب المزيد، وقيل: أراد به تسكين فورتها، كما يقال لأمر يراد إبطاله: وضعته تحت قدمي. ن: وقد يؤول بإرادة قدم بعض المخلوقين، فالضمير لذلك البعض، وبإرادة شيء يسمى بالقدم، وروي: رجله- ومر في الراء. ك: وقول جهنم حقيقة يخلقه تعالى أو مجاز عن حاله. نه: ومنه ح: ألا إن كل دم ومأثرة تحت "قدمي"، أراد إخفاءها وإعدامها وإذلال أمر الجاهلية. ومنه: ثلاثة في المنسي تحت "قدم" الرحمن أي إنهم منسيون متروكون غير مذكورين بخير. وفيه: أنا الحاشر الذي يحشر الناس على "قدمي"، أي على أثري. ك: قدمي- بتشديد ياء تثنيًة أو تخفيفها مفردًا، أي على زماني ووقت قيامي أو بأنه لا نبي بعدي، أو أراد أنه أول المحشورين. نه: وفيه: إنا على منازلنا من كتاب الله وقسمة رسوله، والرجل وقدمه- بكسر قاف من باب وكل رجل وضعيته، رأي عمر أن الفيء لا يخمس وأن جملته لعامة المسلمين لا مرية لأحد في الأصل وإنما التفاوت بحسب اختلاف المنازل والمراتب بالكتابة، كقوله تعالى (للفقراء المهاجرين) (السابقون الأولون من المهاجرين) أو بتقديم الرسول لقدمه أو سبق إسلامه أو بحسن بلائه أي سعيه وعنايته في الله، أو شدة احتياجه وكثرة عياله، والسر ومن ناحية اليمين وأضيف إلى حمير لأنه محلتهم، وخص لما بينه وبين المدينةفبدت لهم "قدم" ففزعوا، أي بساق وركبة. و (ارم ذات العماد) ويعني "القديمة"- يعني لما كان عاد الأولى وعاد الأخيرة جعل ارم بيانًا لعاد إيذانا بأنهم عاد الأولى القديمة. وح: لا ينوي أن "تقدمهم"- من الإقدام بمعنى التقدم. وح: "فقدمت" إليها في أذاه، أي دخلت حفصة أولًا قبل الدخول على غيرها في قصة أذاه النبي صل الله عليه وسلم، أو تقدمت إليها في أذاه شخصها وإيلام بدنها بنحو الضرب. ش: ثبت الله "قدميه" يوم القيامة، أي على الصراط. وح: "قدموا" قريشًا و "لا تقدموها"- بفتح تاء ودال مشدودة. ن: ولا "قدم قدموه"، وهو بفتحتين أي خير. ز: فشر "تقدمونها"، وضبط في البخاري المصحح من التقدم، وضبط في مسلم من ضرب، والأول هو الظاهر. ن: حين رأيتموني "أقدم"- بكسر دال مشدودة، أي أقدم نفسي أو رجلي، وقيل: بفتح وضم دال من الإقدام. ز: لعله يريد أنه بمعنى الإقدام. ط: "قدموا" أكثرهم قرأنا، أي قدموا إلى طرف القبلة. وإذا صلى الجمعة بمكة "تقدم" فصلي ركعتين، أي تقدم من مكان صلي فيه الجمعة، ليكون بمنزلة التكلم، وليتميز الجمعة عن غيرها. مف: "تقدمه" سورة البقرة وأل عمران، أي نتقدم أهله، من قدم كنصر بمعنى تقدم. ط: الضمير للقرآن، وقيل: تقدم ثوابهما، وقيل: تصور القرآن صورة بحيث يجيء يوم القيامة ويراه الناس.
قدم: إلى: وصل. (بوشر، كليلة ودمنة (ص280)، ويقال أيضا: قدم ل (معجم أبي الفداء).
قدم على، أو قدم أن: أقدم على، اجترأ، تجرأ، تجاسر .. وقدم على فلان: اجترأ على مهاجمته، أو قتله. (معجم الطرائف، معجم بدرون).
قدم: عتق، صار عتيقا. (وذلك إذا لم تطلق على الأشخاص). (الكالا).
قدم، وقدم له أو إليه، وضع له طعاما ونبيذا قدامه على المائدة. (عبد الواحد ص69، ص152، كوسج طرائف ص61).
قدم له أو إليه: أعطاه هديته، وأنعم عليه بها. (مملوك 1، 1: 153، ألف ليلة 1: 39، 40).
قدم فلانا، عليه: وضعه أمام عينيه. ففي البكري (ص35): ما أبالي ما قدمت عليه يوم القيامة وفي صحيفتي أربع حسنات الخ.
قدم اللوازم أو العدة: جهز، زود، اعد العدة مون. (بوشر).
قدم كفيلا: أعد كفيلا. (بوشر).
قدم: فضل وآثر شخصا على آخر. (كوسج طرائف ص132).
قدم: عين شخصا في وظيفة، وتجد مثالا له في مادة أخرى (المقري 1: 884).
قدم: إلى فلان: أمره. (معجم الطرائف في مادة تقدم).
قدم: ألقى السلاح، استسلم. (ألف ليلة 1: 81).
نقدم إرساله: نسرع ونعجل بإرساله إليك. (بوشر).
قدم (في معجم فريتاج) تدل بالتأكيد على المعنى الذي ذكره بوشر في معجمه وهو سبق، وتخطى، وتفوق، وتقدم. (عباد 1: 305، 3: 148). وفي محيط المحيط: قدم القوم سبقهم، وبعد ذلك وقدم بين يديه تقدم.
أقدم: جاء به، أتى به، قدم به. ففي كليلة ودمنة (ص282): سألوه ما أقدمه إلى مدينتهم.
أقدم إلى: جاء إلى، وصل إلى، أتى إلى، قدم إلى. (معجم الطرائف).
أقدم. أو أقدم أن، تجرأ، تجاسر، وتقدم على فلان: تجرأ على مهاجمته، أو على قتله. (معجم الطرائف، معجم أبي الفداء) وفي هذا الأخير، بشيء تصحيف على شيء.
أقدم على فلان ب: تجرأ فعمل شيئا ضده. (معجم أبي الفدا).
أقدم: أقتحم، تحدى، خاطلا، غامر، جازف، واجترأ، تجاسر. (فوك).
تقدم: حظي، صار ذا حظوة. (معجم الطرائف).
تقدم: عين في وظيفة. (كرتاس ص42). وفي كتاب الخطيب (ص23 ق): تقدم قاضيا.
تقدم: ارتفع في عمله من أصغر درجة إلى أرفعها ووصل إليها درجة بعد درجة. (عباد 2: 125).
تقدم على فلان: صار إماما للصلاة. (أنظرها في مادة مأموم).
تقدم: أمر. ويقال: تقدم به. (معجم الطرائف) ومقدم عليه. أخبار ص69).
تقدم: التزم، تعهد، تكفل (الكالا) ويقال: تقدم في، ففي كليلة ودمنة (ص14): فإن يكن من ضيم ناله كنت أولى من اخذ يده (بيده) وسارع في تشريفه وتقدم في البلوغ إلى مراده وإعزازه وأرى إن معنى هذا الفعل في هذا الفعل في هذه العبارة خير من معنى أمر.
اقتدم: انظر فيما يلي المصدر اقتدام.
استقدم: جاء به، طلب قدومه. (معجم الماوردي، معجم الطرائف).
قدم: قدم، تقادم. (الكالا، بوشر).
قدم: ما يطأ الأرض من رجل الإنسان. وهي مذكر أيضا.) فليشر في تعليقه على المقري 2: 728، بريشت ص178 محيط المحيط).
قدم: قدم أو قدم بعد قدم: خطوة خطوة، على مهل، رويدا رويدا، قليلاً قليلا. (بوشر).
أمير صاحب قدم: أمير حضوره يجلب السعادة (بوشر).
قدم نحس: مشئوم. (بوشر).
قدم: مقياس (بوشر)، وقدمان تساوي ذراعا (50 سم)، وأكثر قليلا من شبر. (ابن العوام 1: 11).
قدم: خلوة. (همبرت ص43).
موضع قدم: موضع (مكان) يهم ذو شأن.
ففي البلاذري (ص175): لم يبق بالجزيرة موضع قدم إلا فتح على عهد عمر بن الخطاب. وهذا فيما أرى صواب الكلمة وتفسيرها وليس موضع قدم أي موضع قديم كما يقول الناشر في المعجم.
قدم: ما يلي القدم من النعل (دلابورت ص94).
القدم: لا أدري ما معنى القدم في جامع الصخرة في بيت المقدس التي وردت في النص الذي نقله أماري (ص515) وهو: لما دخل الصخرة رأى قسيسا قاعدا عند القدم يأخذ من الفرنج قراطيس.
قدم: أزل، أزلية، أبدية، خلود. (معجم بدرون).
قدمية: في اصطلاح الأطباء أجرة حضور الطبيب إلى منزل المريض قدوم، وهي عندهم لفظة قديمة أنكرها ابن السكيت وابن الانباري وقبلها المطرزي. (محيط المحيط) والجمع قداديم، وفي السعدية (النشيد 74) قادوم. (بوشر، أبو الوليد ص801، ابن بطوطة 4: 192): قيدوم (فوك) وجمعها قوادم: قدوم، بليطة حادة معقوفة المقطع، آلة النجار. (الكالا، بوشر وفيه قدوم النجارين، صفة مصر 12: 462). وآلة تستعمل قفلا ومطرقة للنجارين (صفة مصر 12: 494). ومطرقة (همبرت ص85). والآلة أحد طرفيها معول وطرفها الآخر فأس. (مرجريت ص317) والآلة التي تجري مجرى الفأس. (الثعالبي لطائف ص4).
قدوم: ثمر شجرة البطم. (براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 281).
قديم: عتيق: تجمع على قدم في معجم بوشر.
لقديمهم في البلد: لأنهم أقدم أسرة في البلد. (دي سلان، تاريخ البربر 1: 626).
رجل لا قديم له: رجل حديث العهد طارئ. ففي كتاب ابن القوطية (ص25 ق) في تعداده موظفي بيت المال: ومهران بن عبد ربه من البربر لا قديم له.
قديمه: مآثره، كما ترجمها دي سلان. (تاريخ البربر 1: 448).
قديما على= قادما على، هذا إذا كانت كتابة الكلمة صحيحة. ففي عباد (1: 380). وصحب أبا عمر بن عبد البر قديما على بعض شيوخه قدومة: مطرقة. هلو).
قديمة، قديمات: جورب من الحرير أو اقطن. (برجرن، همبرت ص21).
قديمية: قدم. عتق. (بوشر).
قدام: أمام، إزاء، تجاه. (فوك، بوشر، كوسج طرائف ص108، مملوك 1، 1: 13، ألف ليلة 1: 31).
قدام: مقابل، تلقاء، حذاء، (بوشر).
قدوم: انظر قدوم.
قديم: حلفاء تعمل منها الحبال. (براكس مجلة الشرق والجزائر 7: 264). ونوع صغير من الحلفاء. (جاكو ص53 وهي عنده قدين بالنون، بارت 1: 35 وهو يذكر قديم مع حلفا).
الوجه الأمامي، القبل. (بوشر).
الطريق القدامية: الطريق المختصرة القريبة. (محيط المحيط).
قدامية: مقدم اليد، القسم الأمامي من الفرس والحصان. (بوشر).
قادم: عرقوب، كاحل، عقب غليظ فوق العقب. (باين سميث 1385).
قادوم: انظر قدوم.
قيدوم: انظر قدوم.
الطريق القادومية: الطريق المختصرة القريبة (محيط المحيط).
قويدمة: تصغير وهي ريشة في مقدم الجناح (المقري 2: 421) وأقرأ في طبعة بولاق والمعجم اللاتيني العربي: قويدمتى.
إقدام: عناية، اهتمام، اعتناء. (رولاند).
تقديم: سيطرة، سلطة، سيادة، رتبة السيد، رتبة السلطان. (الكالا).
تقديم: مركيزية، منصب وأرض لمركيز وهو لقب شريف من أشراف الإفرنج. (الكالا).
تقديم: إدارة البيت، تدبير المنزل، ومنصب كبير الخدم عند العظماء، وهو القهرمان ورئيس الخدم (الكالا).
تقديم: أسقفية، ولاية أسقف. (الكالا).
تقديم: دير، منصب رئيس الدير، ومنصب رئيسة الدير. (الكالا).
تقدمة: رتبة تمنح عند طائفة الفرسان الحربيين وهم فرسان التقدمة. (الكالا).
تقدمة الجيش: قيادة الجيش. (المقري 2: 61).
تقدمة: بأبوية، منصب البابا. (الكالا).
تقدمة: دير، منصب رئيس الدير. (الكالا).
تقدمة: منصب القاضي البلدي في فرنسا قديما، ومنصب المحلف. (الكالا).
تقدمة، والجمع تقادم: هدية، عطية سواء كانت طوعا أو جبرا. (مملوك 1، 1: 153).
تقدمة: هدية يقدمها رئيس الفلاحين الجديد إلى مالك الأرض. (صفة مصر 11: 478).
تقدمة، والجمع تقادم: عربون، اربون. وفي معجم فوك: تقدم ل تقادم: التقادم عند أرباب الزراعة: ما يحصد من الزرع قبل أوان حصاده لقضاء الحاجة في الوقت (محيط المحيط).
مقدم، والجمع مقادم: دقل السفينة وساريتها، صاري السفينة. (الكالا).
مقدم، والجمع مقادم: رواق. (شيرب ديال ص120).
مقادم: أكارع الغنم. (بوشر).
مقدم، والجمع مقادم: جؤجؤ، مقدم السفينة (فوك). والعامة تقول: مقدم بضم الميم والدال لمقدم المركب (محيط المحيط).
مقدم، الأسنان المقادم: الأسنان القواطع الثنايا، وهي الأسنان الأربع في مقدمة الفم، ثنتان من فوق وثنتان من تحت. (بوشر).
مقدم: نقيب في الجيش (الكالا) وهو ضابط تحت إمرته مائة جندي. (هوست ص184).
مقدم: الرئيس الأعلى للنقابة والأخوية وغير ذلك. (الكالا).
مقدم: مشير، مارشال- (الكالا).
مقدم: كبير الخدم عند العظماء، قهرمان، استادار. (الكالا).
مقدم: رئيس فرقة دينية. (كندي 1: 125).
مقدم: ربان سفينة، قائد مركب. (الكالا).
مقدم: كان للحاكم (لدين الله الفاطمي) نائب يسمونه المقدن (كذا) يمثله في ديوان القضاء. (نوريس ص260).
مقدم: يقول سنت أولون (ص112): إن القائد في دولة مراكش يعين في كل مدينة أو قرية تحت إمرته ضابطين، الثاني منهما هو المقدم أو قاضي الشرطة، وعمله أن يفرض المكس والضريبة ويعين ثمن الغلة من الأطعمة والوقود التي تباع بالوزن، ويراقب تنفيذ ذلك.
المقدم: عند الدروز هو الثالث من رتب أكابر العشائر وهي الأمير وهو أعلاها ثم الخوند ثم المقدم ثم الشيخ. والعامة تكسر الدال غلطا.) محيط المحيط).
مقدم: لكل قبة (وهو مسجد بني على قبر مربوط) مقدمهن وهو أشبه بالقندلفت خادم الكنيسة، ويقوم بجمع النذور والتصرف بها، ويعيش ببحبوحة ورفاهية على حساب هذا الولي، (كولومب ص17).
مقدم: قيم أو ناظر يقوم بجمع النذور من الحجاج وحملها إلى القيصر (رولف ص22).
مقدم: خصي يتولى تربية فتاة. ففي ألف ليلة (1: 97): المقدم الذي رباكي (والمقدم فيها غير صحيح) وفي برسل (1: 247): الطواشي الذي رباكي.
مقدم: وصي (وهو شخص مكلف بالإشراف على مصالح قاصر أو منذر) يعينه القاضي. (هلو).
مقدم: شرطي. (ألف ليلة 1: 233، 328، 2: 27، 291، 3: 435).
مقدم: عربون، اربون. ففي معجم فوك: نعطيك مقدم.
مقدم: دقل، سارية، صاري السفينة (الكالا).
مقدم: جؤجؤ السفينة، مقدم المركب وهو ضد مؤخرة. (محيط المحيط): وبهذا المعنى وردت الكلمة هذه في رحلة ابن بطوطة غير أن الناشر كتبها مقدم (4: 271) انظر: مقدم.
مقدمة: رئيسة دير. (الكالا).
مقدمة: ديباجة، فاتحة، استهلال. (فوك).
مقدمة: في مصطلح المنطق: قضية (فوك).
مقدمة: خطاب، خطبة، موعظة (الكالا).
مقدمة: إخطار، تنبيه، تحذير، إنذار. ففي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص59 ق): ودخل الفرسان- على غير علم ولا مقدمة من وصولهم مقدمية: رئاسة دير. (فوك).
مقدام: جريء في الحرب. (فوك).
مقدوم: ساعي البريد في المقاطعة، وقيم، ووكيل. أو الجابي العام (عواده ص1444، دسكرياك ص428).
مقدامة: واجهة، مقدم البناء (هلو).
ومقدمة القياس عند المنطقيين هي ما تترتب عليه النتيجة من القضايا، كما في قولك كل مركب فاسد وكل جسم مركب فكل جسم فاسد. ويقال للقضية الأولى وهي كل مركب فاسد مقدمة كبرى، وللثانية وهي كل جسم مركب مقدمة صغرى.
مقادم -جمع) = مقاديم. (الكامل ص274).
متقدم: سابق، مقدم، ويقال: متقدم على، أو متقدم ل. (معجم أبي الفدا).
متقدم: قاضي بلدي (في فرنسا قديما) ومحلف. (الكالا).
اقتدام: ترفيع، ترقية، (رولاند).
قدم
قدَمَ يَقدُم، قَدْمًا وقُدومًا، فهو قادِم، والمفعول مَقْدوم
• قدَم القومَ: سبقهم فصار قدّامهم، أي أمامهم "هو يقدُم الطابورَ- {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ} ". 

قدُمَ يَقدُم، قِدَمًا وقَدامةً، فهو قَدِيم
• قدُم الثَّوبُ: مضى على وجوده زمن طويل، عكسه حدُث "قَدُم به العَهْد- الله هو المعبود منذ القِدَم". 

قدِمَ/ قدِمَ إلى/ قدِمَ من يَقدَم، قُدُومًا، فهو قادِم، والمفعول مَقْدوم
• قدِم فلانٌ المدينةَ/ قَدِم فلانٌ إلى المدينة: دخلها، جاء إليها، حلَّ بها "تتفتَّح الأزهارُ مع قدوم الربيع".
• قدِم إلى الأمر: قصد له وعَمَد إليه " {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} ".
• قدِم من السّفر: عاد، رجع "قدِم من الخارج- عاد محمّلاً بأفكار جديدة بعد قدومه من أمريكا". 

أقدمَ/ أقدمَ على يُقدم، إقدامًا، فهو مُقدِم، والمفعول مُقْدَم
• أقدمَ فُلانًا: قدَّمه، جَعله قُدَّامه.
• أقدم على العمل: شَرع في إنجازه بدون توقُّف "أقْدَم على فلاحة أرضِهِ/ مشروعه الجديد".
• أقدم على مواجهة خصومه: هجم عليهم دون توقّف، اجترأ عليهم.
• أقدم فلانٌ على العيب: مارسه ورضِيَ به. 

استقدمَ يستقدم، استقدامًا، فهو مُسْتَقْدِم، والمفعول مُسْتَقدَم (للمتعدِّي)
• استقدمَ الشَّخْصُ: تقدّم زمنِيًّا، جاء قبل غيره " {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} ".
• استقدمَ الشَّخْصَ:
1 - طلب قدومَه، استدعاه، استحضرَه "استقدمه القاضي ليُدلي بشهادته- استقدمتِ الشُّرطةُ المجرمَ".
2 - سبقه فصار قُدَّامَهُ "استقدم زملاءَهُ".
• استقدمَ الشَّيءَ: عدَّه أو رآه قديمًا "استقدم الخبيرُ الأثرَ". 

تقادمَ/ تقادمَ بـ يتقادم، تقادُمًا، فهو مُتقادِم، والمفعول مُتَقادَم به
• تقادم العهدُ/ تقادم العهدُ بالبناءِ: قَدُمَ وطال عليه الزّمن، مضى على وجوده زمان طويل "تقادمت أبنيةُ القرية حتى كادت تسقط- حكم مُتقادَم: حكم مُتقادِم، حكمٌ مُتقادَم به". 

تقدَّمَ/ تقدَّمَ إلى/ تقدَّمَ بـ/ تقدَّمَ على/ تقدَّمَ في/ تقدَّمَ لـ يتقدّم، تقدُّمًا، فهو مُتقدِّم، والمفعول مُتقدَّم (للمتعدِّي)
• تقدَّم العِلمُ: سار إلى الأمام باطِّراد، عكس تأخّر "تقدّم الجيشُ/ اللّيلُ" ° تقدّمت به السِّنُّ: كبر وأسنَّ.
• تقدَّم البلدُ: تطوَّر "تقدَّمت جراحةُ القلب- تقدَّم البحثُ العلميّ- تقدَّم مستواه/ في دراسته".
• تقدَّم ذكرُه: سبق "قرأت البحث المتقدِّم ذكرهُ"? كما تقدَّم: حسب ما ذُكر سابقًا.
• تقدَّم بين يدي أبيه: عجَّل في الأمر والنّهي دونه.
• تقدَّم الوزيرُ الوفدَ المرافق: صار قُدّامه، عكس تأخّر "تقدّم القَوْمَ- تقدَّم كلَّ/ على كلِّ الطلاب".
• تقدَّم إلى تلاميذه: تقرَّب منهم، دنا منهم واقترب? تقدَّم إلى فتاةٍ: خطبها للزّواج.
• تقدَّم إلى مديره بطلب لنقله: التمس، طلب.
• تقدَّم على زملائه: سبقهم، تفوّق عليهم.
• تقدَّم في الرُّتبة: صار أعلى في الــدرجة.
• تقدَّم للامتحان: شارك فيه "تقدَّم للمسابقة". 
3965 - 
قدَّمَ/ قدَّمَ لـ يقدِّم، تقديمًا وتقدمةً، فهو مُقدِّم، والمفعول مُقدَّم (للمتعدِّي)
• قدَّم بين يديه: تقدّم؛ عجّل في الأمر والنهي دونه " {لاَ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ} ".
• قدَّم الشّخصُ غيرَه: جعله سابقًا، عكسه أخَّره "قدّم أباه/ أستاذَه- قدّم الصغيرُ الكبيرَ- قدَّم السّاعةَ ستِّين دقيقة- لك الشّكر مقدَّما: أشكرك قبل كلّ شيء، بداية" ° يُقدِّم رِجْلاً ويؤخِّر أخْرى: يتردَّد في أمره بين الإقدام عليه والإحجام عنه.
• قدَّم العالِمُ بحثَه: عَرَضه "قدّم المحاضرُ موضوعًا جديدًا- قدّم المتَّهمُ دليلاً- قدّم تفسيرًا للمشكلة- قدّم موعدَ سفره- قدّم استقالتَه"? قدّم تهانيه/ قدّم له التَّعازي: أعرب عن عواطفه أو مشاعره نحوه.
• قدَّم الطعامَ إلى ضيوفه: قرَّبه منهم ودعاهم لتناوله.
• قدَّم القاتلُ نفسَه إلى الشّرطة: سلَّمها "قدَّم السفيرُ أوراقَ اعتماده إلى رئيس الدولة: سلَّمها إلى رئيس الدولة ليعتمده- قدَّم شخصًا إلى العدالة: جعله ينال عقابه".
• قدَّم له فلانًا: عرّفه به وقرَّبه إليه "قدّم صديقَه لأبيه- قدّم له أستاذَه".
• قدَّم له خِدْماتٍ جليلة: أعطاها له، عملها له، أسداها إليه "لا يملُّ من تقديم النَّصيحة للآخرين"? لا يُقدِّم ولا يؤخِّر: لا يفيد ولا يضُرّ، قليل النفع عديم الفائدة- ما قدَّمت يداه: ما عمله، ما اكتسبه.
• قدَّم شيئا بين يدي عمل ما: أعطى مقدّمًا " {ءَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ} ".
• قدَّم الشّيءَ لفلان: سنّه وشرعه " {أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا} ".
• قدَّم للكتاب: وضع له مقدِّمة "وضع المؤلِّف مقدمة لكتابه"? دون مقدِّمات: مباشرةً.
• قدَّم ليوم الشِّدَّة: ادَّخر له " {يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ}: يُفنين ما ادَّخرتم أيّام الرخاء".
• قدَّم للشّيء: عمل واكتسب أولاً من أجله " {يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} ". 

أقْدَمُ [مفرد]: اسم تفضيل من قدَمَ وقدُمَ وقدِمَ/ قدِمَ إلى/ قدِمَ من: "هذا الموظّف أقدمُ من زميله- {أَنْتُمْ وَءَابَاؤُكُمُ الأَقْدَمُونَ} ". 

أقْدميَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من أقْدَمُ: أوْلويَّة أو أسبقيّة حصل عليها الموظَّف لطول خدمته في عمل معيَّن مثل الأقدميّة في الــدرجة أو الوظيفة "الترقية بالأقدميّة-
 موظّف له أقدميّة في الإدارة". 

تقادُم [مفرد]:
1 - مصدر تقادمَ/ تقادمَ بـ.
2 - (قن) مدّة محدودة تسقط بانقضائها المطالبة بحقّ أو بتنفيذ حُكم "بعض الحقوق لا يصيبه التقادُم- سقط الحكم بالتقادم". 

تقادُميّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى تقادُم.
2 - (قن) مُكتسَب بحقّ التّقادم أو مبنيّ عليه. 

تقدُّم [مفرد]:
1 - مصدر تقدَّمَ/ تقدَّمَ إلى/ تقدَّمَ بـ/ تقدَّمَ على/ تقدَّمَ في/ تقدَّمَ لـ.
2 - (سف) تحسُّن وترقٍّ في حال الإنسان على الأرض نتيجةً لنموِّ المعرفة الإنسانيّة وللرُّقيّ العلميّ. 

تقدُّميّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى تقدُّم: ما يتطوّر ويتقدّم باستمرار "عِلمٌ تقدُّميّ".
2 - مُتحرِّر في الآراء السياسيّة والاجتماعيّة وغيرها "فاز الحزب التقدُّميّ في الانتخابات- أفكار تقدُّميّة".
3 - شخص يكافح لتحقيق ظروف أفضلَ في المجتمع أو الحكومة. 

تقدُّميَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تقدُّم: "آراء/ نزعة تقدُّميّة".
2 - مصدر صناعيّ من تقدُّم: اتِّجاه يهدف إلى تطوير المجتمع سياسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا "هو من أنصار التقدُّميَّة". 

تقدِمَة [مفرد]:
1 - مصدر قدَّمَ/ قدَّمَ لـ.
2 - كلام يمهَّد به للموضوع الأصليّ "تقدمة التلاوة- بعد تقدمة موجزة دخل في الموضوع". 

تقديم [مفرد]: مصدر قدَّمَ/ قدَّمَ لـ.
• التَّقديم والتَّأخير: (بغ) التّغيير في التّرتيب الطبيعيّ لأجزاء الجملة؛ لغرض بلاغيّ كزيادة الاهتمام أو القَصر أو التّشويق أو لضرورة شعريّة، كقوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}. 

قادِم [مفرد]: ج قادمون وقُدُوم (للعاقل) وقَوَادِمُ (لغير العاقل)، مؤ قادِمة، ج مؤ قادِمات وقَوَادِمُ:
1 - اسم فاعل من قدَمَ وقدِمَ/ قدِمَ إلى/ قدِمَ من.
2 - آتٍ "سأحجّ في عام قادم". 

قادِمة [مفرد]: ج قادِمات وقَوَادِمُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل قدَمَ وقدِمَ/ قدِمَ إلى/ قدِمَ من.
2 - إحدى الرِّيشات التي في مقدّم الجناح، عكسها خافية. 

قادوم [مفرد]: قدوم، قدُّوم؛ آلة للنّجر والنّحت (مؤنّثة). 

قَدَامَة [مفرد]: مصدر قدُمَ. 

قُدّام [مفرد]: ظرْف مكان: أمام، نقيض وراء "أوقف السَّيّارة قُدّام الدّار- مشى قُدّام الجنازة". 

قَدُّوم [مفرد]: قادوم، قدُوم؛ آلة للنّجر والنحت (مؤنّثة). 

قَدْم [مفرد]: مصدر قدَمَ. 

قَدَم [مفرد]: ج أقدام:
1 - ما يطأ الأرْضَ من رجل الإنسان (مؤنّثة وتذكَّر) "له قَدَمٌ عريضة- سمع وطء أقدام- أخمص القَدَم: الجانب السفليّ من القدم- قدَم أيسر/ يسرى- {فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا} " ° اجعل هذا تحت قَدَميك: اعف عنه، أهمله وأعرض عنه- انكبَّ على قدَمَيْه: أظهر له الذُلَّ- ثبّت اللهُ قدمَه: قوّى قلبَه/ أدامه في مكانه وأقرَّه- زلَّت به القَدَمُ: أخطأ، انحرف عن الصَّواب- على قدم الاستعداد: على أُهْبَة الاستعداد- على قدم المساواة: بالتَّساوي، دون تفضيل أحدٍ على غيره- على قدمٍ وساقٍ: بكلّ قوّة، بطاقته الكاملة- مشَى على أطراف قدميه: مشى في سكون- مِنْ أخْمَص القدم إلى قمَّة الرأْس: جميعه، بصورة شاملة- وضَع قَدَمه في العمل: بدأ فيه- وقَف على قدميه: قوِي بعد ضعف، نهض، استقلّ وأصبح مسئولاً عن نفسه.
2 - (شر) نهاية الرِّجل التي يقف عليها الكائن الحيّ أو يمشي عليها.
• القَدَم: وحدة قياس للطّول تساوي 12 بوصة، أو ثُلُث ياردة، أو 30.48 سم "قدم مكعّب".
• كُرَة القَدَم: (رض) لعبة رياضيّة تُلعب بين فريقين على ملعب مستطيل الشّكل ذي مرمى في نهاية كلّ جهة منه، ويتكوّن كلّ فريق منهما من أحَدَ عَشَرَ لاعبًا.
• لفلان قَدَم في الشّيء: له التّقدُّم والسَّبق فيه "له قَدَم في العلم- ليس له قَدَمٌ في السِّياسة: لا نصيب له فيها- {وَبَشِّرِ الَّذِينَ ءَامَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ}: أنّ لهم سابقةً وفضلاً". 

قُدُم [مفرد]: ج قُدُوم: ظرف بمعنى إلى الأمام "مَضَى
 قُدُمًا: لم يتوقّف- سار في بحثه قدُمًا رغم الصِّعاب". 

قِدَم [مفرد]:
1 - مصدر قدُمَ.
2 - عكس حُدُوث "يتّصف اللهُ تعالى بالقِدَم" ° منذ القِدَم: منذ القديم، منذ الزمان القديم. 

قَدَمة [مفرد]: ج قَدَمات: مِقياس من المعدن ثُبّت فيه سنّان مُدَبَّبتان إحداهما ثابتة والأخرى متحرِّكة، تقاس به الأطوال الصَّغيرة. 

قَدوم1 [مفرد]: ج قُدُم:
1 - صيغة مبالغة من قدَمَ: كثير السبق "رجل قدوم".
2 - شجاع، جريء كثير الإقدام "كان قَدُومًا في الحرب". 

قَدوم2 [مفرد]: ج قَدائِمُ وقُدُم: قادوم، قدُوم؛ آلة للنّجر والنّحت (مؤنّثة) "قطع الشجرةَ بالقَدوم- أصابته القدومُ أثناء قطعه للأخشاب". 

قُدوم [مفرد]: مصدر قدَمَ وقدِمَ/ قدِمَ إلى/ قدِمَ من. 

قديم [مفرد]: ج قُدَامَى وقُدمَاءُ، مؤ قديمة، ج مؤ قديمات وقَدائِمُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قدُمَ: "أستاذ/ ثوب قديم- صداقة قديمة- قديم الطِّراز: لا يجاري العصر أو الموضة- {هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ} " ° المحاربون القدامى: الجنود الذين شاركوا في حروب ماضية- قدماء المصريين: المصريون الذين بَنَوْا الحضارة الفرعونيّة في مصر قبل الميلاد- منذ القديم: منذ القِدَم، منذ الزمان القديم.
• القديم: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الموجود الذي ليس لوجوده ابتداء.
• العَهْد القديم: أسفار الكتاب المقدّس التي كتبت قبل ميلاد المسيح عليه السلام. 

مِقْدام [مفرد]: ج مَقَادِيمُ: صيغة مبالغة من قدَمَ: كثير الإقدام على العدُوّ، جريء في الحرب "رجل مِقْدام- هذا الضَّابط مِقدام". 

مُقدَّم [مفرد]:
1 - اسم مفعول من قدَّمَ/ قدَّمَ لـ.
2 - أوّل كُلّ شيء، ضدّ مؤخَّر "اصطدام مقدَّم السَّيّارة بعمود النور" ° مقدَّمًا: قبل وقوع الشّيء.
3 - ما يُدفع عند شراء السِّلعة، دُفعة جزئيّة وقت الشّراء "مُقدَّم ثمن السيارة- دفع مقدَّمًا كبيرًا لشقّته".
4 - رُتْبة في الجيش والشُّرطة، فوق الرائد ودون العقيد "ترقّى إلى رتبة مُقدَّم في الجيش". 

مُقَدِّم [مفرد]:
1 - اسم فاعل من قدَّمَ/ قدَّمَ لـ.
2 - من يلْتَمس شيئًا "مُقدِّم الطَّلَب/ العريضة".
• المُقدِّم: اسم من أسماء الله الحُسْنى، ومعناه: الذي يقدّم الأشياءَ بترجيح إرادته ويضعها في مواضعها. 

مُقدَّمة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لمفعول قدَّمَ/ قدَّمَ لـ.
2 - ما استقبلك من الجبهة والجبين.
• مُقدَّمة الشّيء: أوّله "مقدَّمة الكتاب". 

مُقَدِّمة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل قدَّمَ/ قدَّمَ لـ: مقدَّمة.
2 - ما استقبلك من الجبهة والجبين.
• المقدِّمة الصُّغرى: (سف) المقدِّمة في قياس منطقيّ له حدّ أصغر يكون هو موضوع الاستنتاج.
• مُقدِّمة الشّيء: أوّله "وضع المسألة في مقدِّمة اهتماماته- مقدِّمة الجيش".
• مقدِّمة الكتابِ: ما يقدِّمه المؤلِّف من بيانات حول موضوعه "توحي مقدِّمات الكتب بما تحتويه".
• مقدِّمة الخُطْبة: كلام استهلاليّ يبدأ به الخطيبُ خطبتَه. 
قدم

(القَدَمُ، مُحَرَّكَةً: السَّابِقَةُ فِي الْأَمر) يُقال: لِفلانٍ قَدَمُ صِدْقٍ، أَيْ: أَثَرَةٌ حَسَنَةٌ، وَقيل: قَدَمُ صِدْقٍ: المَنْزِلَةُ الرَّفِيعَةُ، والمَعْنَى أَنَّهُ قَدْ سَبَقَ لَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(وأَنْتَ امْرُؤٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ ذُؤَابَةٍ ... لَهُمْ قَدَمٌ مَعْرُوفَةٌ ومَفَاخِرُ)

قَالُوا: القَدَمُ والسَّابِقَةُ: مَا تَقَدَّمُوا فِيهِ غَيْرهُمْ، ورُوِي عَن أحمدَ بْنِ يَحْيى: {قدم صدق عِنْد رَبهم} القَدَمُ: كُلُّ مَا قَدَّمْتَ مِنْ خَيْرٍ. وَقَالَ ابنُ قُتَيْبَة: يَعْنِي عَمَلاً صَالِحًا قَدَّمُوهُ، وجَاءَ فِي بَعْضِ التَّفَاسِيرِ: إِنَّ المُرَادَ بِهِ شَفَاعَةُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيه وَسَلَّم، وكُلُّ ذَلِكَ مَجازٌ. وَفِي الانْتِصَافِ أَنَّهُمْ لم يُسَمُّوا السُّوءَ قَدَمًا لِكَونِ المَجازِ لَا يَطَّرِدُ، أَو لِغَلَبَتِهِ عُرْفًا عَلَى سَابِقَةِ: الخَيْرِ (كالقُدْمَةِ، بالضَّمِّ) .
(و) القِدَمُ، (كَعِنَبٍ و) القَدَمُ: (الرَّجُلُ) الَّذِي (لَهُ مَرْتَبَةٌ فِي الخَيْرِ) ومَنْزِلَةٌ عَالِيَةٌ (وَهِي بِهَاءٍ) ، وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: رجلٌ قَدَمٌ وامْرَأَةٌ قَدَمَةٌ، يَعْنِي: أَنَّ لَهُمَا قَدَمَ صِدْقٍ فِي الخَيْرِ.
(و) القَدَمُ: (الرِّجْلُ) ، قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: القَدَمُ: من لَدُنِ الرُّسْغِ: مَا يَطَأُ عَلَيْهِ الإنسانُ (مُؤَنَّثَة) . قالَ ابنُ السِّكِّيتِ: القَدَمُ والرِّجْلُ: أُنْثَيَانِ. (وقَولُ الجَوْهَرِيِّ: واحِدُ الأقْدَامِ) كَمَا وُجِد بِخَطِّه (سَهْوٌ، صَوَابُهُ واحِدَةُ) الأقْدَامِ؛ لأَنَّها أُنْثَى، وأجَابَ شَيْخُنَا بِأَنَّه إِذَا قُصِدَ بِهِ الجارِحَةُ يَجُوزُ فِيهِ التَّذْكِيرُ والتَّأْنِيثُ، كَمَا صَرَّحَ بِهِ الشَّامِيُّ فِي سِيرَتِهِ أثْناءَ أسْمائِه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، على أنَّ الجوهريَّ لعلَّه ذَكَرَه باعْتِبارِ العُضْو (ج: أَقْدَامٌ) لَمْ يُجاوِزُوا بِهِ هَذا البِنَاءَ.
وقَالَ ابنُ السِّكِّيتِ: تَصْغِيرُهُما قُدَيْمَةٌ ورُجَيْلَةٌ، وجَمْعُهُمَا: أَرْجُلٌ وأَقْدَامٌ، وقَوْلُه تَعالَى: {نجعلهما تَحت أقدامنا} أَيْ: يَكونانِ فِي الدَّرْكِ الأسْفَلِ منَ النَّارِ. (و) بَنُو قَدَمٍ: (حَيٌّ) مِنَ اليَمَنِ من بَنِي حاشِدٍ بنِ جُشَمَ بنِ خَيْرانَ بنِ نَوْفِ ابنِ هَمْدَان.
(و) قَدَمٌ: (ع) بِاليَمَنِ سُمِّيَ باسْمِ الحَيِّ لِنُزُولهم بِهِ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ زِيادِ بنِ مُنْقِذ:
(ولَنْ أُحِبَّ بِلادًا قَدْ رَأَيْتُ بِهَا ... عَنْسًا وَلَا بَلَدًا حَلَّتْ بِهِ قَدَمُ)

(و) القَدَمُ: (الشُّجَاعُ) مِنَ الرِّجَالِ (كالقُدْمِ، بِالضَّمِّ، وبِضَمَّتَيْن) وذَلِكَ إِذَا لَمْ يُعَرِّجْ وَلم يَنْثَنِ كأنَّه يَقْتَحِمُ الأمُورَ يَتَقَدَّم النَّاسَ فِي المَشْيِ والحُرُوبِ، وَمِنْه الحَدِيثُ: " طُوبَى لِعَبْدٍ مُغْبَرٍّ قُدُمٍ فِي سَبيلِ اللَّهِ "، والأُنثَى: قَدَمَةٌ.
(و) قَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: (رَجُلٌ قَدَمٌ، مُحَرَّكَةً وامْرَأَةٌ قَدَمٌ) كَذلِكَ إذَا كَانَا جَرِيئَيْن. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: رَجُلٌ قَدَمٌ وامْرَاَةٌ قَدَمٌ (مِنْ رِجَالٍ ونِسَاءٍ قَدَمٍ) مُحَرَّكَةً (أيْضًا وهُمْ ذَوُو القَدَمِ) أَيْ السَّابِقَةِ والتَّقَدُّمِ.
قَالَ ابنُ سِيدَه: (و) أمَّا مَا جَاءَ (فِي الحَدِيثِ) الَّذِي فِي صِفَةِ النَّارِ أنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَالَ: " لَا تَسْكُنُ جَهَنَّمُ (حَتَّى يَضَعَ رَبُّ العِزَّةِ فِيهَا قَدَمَهُ) فَتَزْوَى فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ "، فَإِنَّه رُوِي عَن الحَسَنِ وأَصْحَابِهِ أَنَّه قَالَ: (أَيْ:) حَتَّى يَجْعَلَ اللَّهُ (الذِينَ قَدَّمَهُمْ) لَهَا (مِنَ الأشْرَارِ، فَهُمْ قَدَمُ اللَّهِ لِلنَّارِ كَمَا أَنَّ الأخَيْارَ قَدَمُه إِلى الجَنَّةِ) . والقَدَمُ: كُلُّ مَا قدَّمْتَ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ، (أَو وَضْعُ القَدَمِ) عَلَى الشَّيْءِ (مَثَلٌ لِلرَّدْعِ والقَمْعِ، أَيْ: يَأْتِيهَا أمرُ) اللَّهِ تَعالَى (يَكُفُّهَا عَن طَلَبِ المَزيدِ) ، وقِيلَ: أَرَادَ بِهِ تَسْكِينَ فَوْرَتِها، كَمَا يُقَالُ لِلأمْرِ تُرِيدُ إِبْطَالَه: وَضَعْتُه تَحْتَ قَدَمِي، والوَجْهُ الثَّانِي الذِي ذَكَرَهُ هُوَ الأوْجَهُ، واخْتَارَه الكَثِيرُ مِنْ أهلِ البَلاغَةِ، وقَالُوا: هُوَ عِبَارَةٌ عَن الإذْلال مُقَابَلَةً لَهَا بِالمُبَالَغَةِ فِي الطُّغْيانِ.
ووقَع فِي نُزْهَةِ المَجَالِسِ وغَيْرِه من الكُتُبِ رِوَايَةُ: حَتَّى يَضَعَ فِيها رِجْلَهُ، فَهِيَ تَحْرِيفٌ عَن أَهْلِ التَّحْقِيقِ، وَلَو صَحَّت الرِّوِايَةُ لحُمِلَ علَى أَنَّ المُرَادَ مِن الرِّجْلِ الجَمَاعَة كَقَولهم: رِجْلٌ من جَرَادٍ ونَحْوِه، وَقيل: إِنَّ الحَدِيثَ مَتْروكٌ عَلَى ظَاهِرِهِ يُؤْمَنُ بِهِ، وَلَا يُفَسَّرُ وَلَا يُكَيَّفُ.
(وقَدَمَ القَوْمَ، كَنَصَرَ) يَقْدُمُهم (قَدْمًا) ، بالفَتْحِ (وقُدُومًا) ، بالضَّمِّ: صَارَ أَمَامَهُم، ومِنْه قَولُه تَعالَى: {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمْ النَّارَ} أَيْ: يَتَقَدَّمَهُمْ.
(وقَدَّمَهُمْ واسْتَقْدَمَهُمْ) و (تَقَدَّمَهُمْ) بِمَعْنًى واحِد، وَمِنْه قَولُه تَعالَى: {وَلَقَد علمنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُم وَلَقَد علمنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ} قَالَ الزَّجَّاجُ: أَيْ: فِي طَاعَةِ اللَّهِ تَعالَى، وقَالَ غَيْرُه: يَعْنِي مَنْ يَتَقَدَّمُ مِنَ النَّاسِ عَلَى صاحِبِه فِي المَوْتِ ومَنْ يَتَأَخَّرُ مِنْهُم فِيهِ، وقِيلَ: مِنَ الأُمَمِ. وقَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْناهُ مَنْ يَأْتِي مِنْكُمْ أوَّلاً إِلى المَسْجِدِ ومَنْ يَأْتِي مُتَأَخِّرًا، وقَوْلُه عَزَّ وَجَلّ: {لَا تقدمُوا بَين يَدي الله وَرَسُوله} ، وقُرِئ: لَا تَقَدَّمُوا ". قَالَ الزَّجَّاجُ: هُمَا بِمَعنًى واحِدٍ.
(وقَدُمَ، كَكَرُمَ قَدَامَةً وقِدَمًا، كَعِنَبٍ) إِذَا (تَقَادَمَ) ، وَمِنْه حَدِيثُ ابنِ مَسْعُودٍ: " فَسَلَّمَ عَلَيهِ وَهُوَ يُصَلِّي فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ، قَالَ: فَأَخَذَنِي مَا قَدُم ومَا حَدُثَ "، أَيْ: الحُزْنُ والكَآبَةُ، يُريدُ أَنَّه عاوَدَتْه أحزَانُه القَدِيمَةُ واتَّصَلَتْ بالحديثَةِ، (فَهُوَ قَديمٌ وقُدَامٌ، كَغُرَابٍ) ، كَطَوِيلٍ وطُوَالٍ، وَفِي حَدِيثِ الطُّفَيْلِ بنِ عَمْرٍ و: (فَفِينَا الشِّعْرُ والمَلِكُ القُدامُ ... )
(ج قُدَمَاءُ) ، كَكُرَمَاءَ (وقُدَامَى، بالضَّمِّ) ، وأنشَدَ الأزْهَرِيُّ للقُطَامِيِّ:
(وقَدْ عَلِمَتْ شُيُوخُهُم القُدامَى ... إِذَا قَعَدُوا كَأَنَّهُمُ النِّسَارُ)

(وقَدَائِمُ) .
(وأَقْدَمَ عَلَى الأمْرِ: شَجُعَ) فَهُوَ مُقْدِمٌ.
(وأَقْدَمْتُه وقَدَّمْتُه) بِمَعْنًى، قالَ لَبِيدٌ:
(فَمضَى وقَدَّمَها وكانَتْ عَادَةً ... مِنْهَا إِذَا هِيَ عَرَّدَتْ إِقْدَامُها)

أَي: تَقَدُّمُها، قَالُوا: أَنَّثَ الإقْدَامَ لأَنَّه فِي مَعْنَى التَّقْدِمَةِ.
(والقِدَمُ، كَعِنَبٍ: ضِدُّ الحُدُوثُ) وَهُوَ مَصْدَرُ القَدِيم، وَقد تَقَدَّم، فإيرادُه ثانِيًا تكرارٌ. (و) القُدُمُ، (بِضَمَّتَيْن: المُضِيُّ أمامَ أَمامَ) ، وَفِي الصِّحَاحِ: لم يُعَرِّجْ ولَمْ يَنْثَنِ، قَالَ يَصِفُ امْرَأَةً فاجِرَةً:
(تَمْضِي إِذَا زُجِرَتْ عَنْ سَوْأَةٍ قُدُمًا ... كَأَنَّهَا هَدَمٌ فِي الجَفْرِ مُنْقَاضُ)

(وهُوَ يَمْشِي القُدُمَ والقُدُمِيَّةَ واليَقْدُمِيَّةَ والتَّقْدُمِيَّةَ والتَّقْدُمَةَ) الأخِيرَةُ عَن السِّيرافِيّ، (إِذَا مَضَى فِي الحَرْبِ) . ومَضَى القَوْمُ التَّقْدُمِيَّةَ: إِذَا تَقَدَّمُوا، قَالَ سِيبَوَيْهِ: التَّاءُ زَائِدَة، وَقَالَ:
(مَاذَا بِبَدْرٍ فَالعَقَنْ ... قَلِ مِنْ مَرَازِبَةٍ جَحَاجِحْ)

(الضَّارِبِين التَّقْدُمِيَّ ةَ بِالمُهَنَّدةِ الصَّفائِحْ)
وَفِي التَّهْذِيبِ: يُقالُ: مَشَى فُلانٌ القُدُمِيَّةَ والتَّقْدُمِيَّةَ، إِذا تَقَدَّمَ فِي الشَّرَفِ والفَضْلِ ولَمْ يَتَأَخَّر عَنْ غَيْرِه فِي الإفْضَالِ على النَّاسِ، ورُوِيَ عَن ابنِ عَبَّاس أنّه قَالَ: إنّ ابنَ أبِي العَاصِ مَشَى القُدُمِيَّةَ، وإِنَّ ابنَ الزُّبَيْرِ لَوَى ذَنَبَه، أَرادَ أَنَّ أحدَهما سَمَا إِلَى مَعَالِى الأمُورِ فَحَازَهَا، وأَن الآخَرَ قَصَّرَ عَمَّا سَمَا لَهُ مِنْهَا، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: فِي قَوْلِه: مَشَى القُدُمِيَّةَ، قَالَ أَبُو عمرٍ و: مَعْنَاهُ: التَّبَخْتُر. قَالَ أَبُو عُبَيدٍ إِنَّمَا هُوَ مَثَلٌ ولَمْ يُرِدْ المَشْيَ بِعَيْنِه، ولكِنَّه أرَادَ أَنَّه رَكِبَ مَعَالِيَ الأمُورِ. قَالَ ابنُ الأثِير: وَفِي رِوَايةٍ اليَقْدُمِيَّةَ قَالَ: وَالَّذِي جَاءَ فِي رِواية البُخارِيّ: القُدُمِيَّةَ، وَمَعْنَاهُ: أنّه تَقَدَّمَ فِي الشَّرف والفَضلِ على أصحابِه قَالَ: وَالَّذِي جَاءَ فِي كُتُبِ الغَرِيبِ اليَقْدُمِيَّة والتَّقْدُمِيَّة بالياءِ والتَّاءِ، وهُمَا زائِدَتَان ومَعْنَاهُمَا التَّقَدُّمُ، رَوَاهُ الأزْهَرِيُّ باليّاءِ التَّحْتِيَّةِ والجَوْهَرِيّ بالتّاء الفَوْقِيَّةِ، قَالَ: وَقيل: إنّ اليَقْدُمِيَّة باليَاءِ من تَحْت هُوَ التَّقَدّم بِهِمَّتِه وأَفْعَالِه وضَبَطه أَبُو حَيّان بضّمِّ التَّاءِ، وَقَالَ إنَّها زَائِدَةٌ. (والمِقْدَامُ والمِقْدَامَةُ) ، بِكَسْرهِمَا، الأَخِيرَةُ عَن اللِّحياني (و) القَدُومُ والقَدِمُ، (كَصَبُورٍ، وكَتِفٍ: الكَثِيرُ الإقْدَامِ) على العَدُوِّ والجَرِىءُ فِي الحَرْبِ، وجَمْعُ الأوَّلَيْنِ: مَقَادِيمُ، وأنشدَ أَبُو عَمْرٍ ولِجَريرٍ:
(أَسُرَاقَ قَدْ عَلِمْتْ مَعْدٌّ أَنَّنِي ... قَدِمٌ إِذَا كُرِهَ الخِيَاضُ جَسُورُ)

(وقَدْ قَدَمَ، كَنَصَرَ، وعَلِمَ) قَدْمًا (وأَقدَمَ) ، وَفِي بَعضِ الأصولِ: واقْتَدَم (وتَقَدَّمَ واسْتَقْدَمَ) بِمَعْنًى، كاسْتَجَابَ وأَجابَ.
(والاسْمُ القُدْمَةُ بالضَّمِّ) ، وأنشَدَ ابنُ الأَعْرابِيِّ:
(تَرَاهُ عَلَى الخَيْلِ ذَا قُدْمَةٍ ... إذَا سَرْبَلَ الدَّمُ أَكْفَالَهَا)

(ومُقَدِّمَةِ الجَيْشِ) بِكَسْرِ الدَّالِ، (وَعَن ثَعْلَبٍ فَتْحُ دَالِهِ) ، وَفِيه أنّ ثَعْلَبًا لَمْ يَحْكِ فَتَحَ الدَّالِ إِلَّا فِي مُقَدِّمَةِ الخَيْلِ والإِبلِ، وأَمَّا فِي مُقَدِّمَةِ الجَيْشِ فَقَدْ نَقَله الأزْهَرِيّ عَن بَعضٍ، ونَصُّه: وقِيلَ: إنَّهُ يَجوزُ مُقدَّمَةٌ، بِفَتْحِ الدَّالِ. وقَالَ البَطَلْيَوْسِي: ولَوْ فَتَحْتَ الدَّالَ لَمْ يَكُنْ لَحْنًا، لِأَن غَيرَه قَدَّمه. (مُتَقَدِّمُوهُ) ، أَيْ: أَوَّلُهُ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ الجَيْشَ، وأنشدَ ابنُ بَرِّيٍّ للأعشَى:
(هُمُ ضَرَبُوا بِالْحِنْوِ حِنْوِ قُراقِر ... مُقَدِّمَةَ الْهَامَرْزِ حتَّى تَوَلَّتِ)

وَهِيَ مِنْ قَدَّمَ بِمَعْنَى: تَقَدَّم، قَالَ لَبِيدٌ:
(قَدَّمُوا إِذْ قِيلَ: قَيسٌ قَدِّمُوا ... وارْفَعُوا المَجْدَ بأَطْرافِ الأَسَلْ)
أرادَ: يَا قَيْسُ.
وَفِي كِتابِ مُعَاوِيَة إِلَى مَلِك الرُّوم: " لأكُونَنَّ مُقَدِّمَتَهُ إليكَ "، أَيْ: الجَمَاعَةَ الّتي تَتَقدَّمُ الجَيْشَ، مِنْ قدَّم بِمَعْنَى: تَقَدَّمَ، وَقد استُعِيرَ لكُلّ شَيْءٍ فَقِيلَ: مُقَدِّمَةُ الكِتَابِ. وَفِي شَرْحِ نَهْجِ البَلاغَةِ لابْنِ أبِي الحَدِيدِ: مُقَدِّمَةُ الجَيْشِ - بِكَسْرِ الدَّالِ - أَوَّلُ مَا يَتَقَدَّمُ مِنْه عَلَى جُمْهُورِ العَسْكَرِ.
ومُقَدَّمَةُ الإنْسانَ - بِفَتْحِ الدَّالِ: صَدْرُه (وكَذا قادِمَتُه وقُدَامَاهُ) ، بالضمِّ
(و) المُقَدَّمةُ (من الإِبلِ) والخَيْلِ - بكَسْرِ الدَّالِ وفَتْحِهَا، الأخِيرَةُ عَن ثَعْلبٍ - (أَوَّلُ مَا تُنْتَجُ) مِنْهُمَا (وتُلْقَحُ) .
(و) قيل المقدِّمةُ (مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: أَوَّلُه، و) المُقَدِّمَةُ: (النَّاصِيَةُ والجَبْهَةُ) ، يُقالُ: إِنَّهَا لَئِيمَةُ المُقَدِّمَةِ أَيْ: النَّاصِيَةِ كَمَا فِي الأسَاس، وَقيل: هُوَ مَا اسْتَقْبَلَكَ مِنَ الجَبْهَةِ والجَبِينِ.
(ومُقْدِمُ العَيْنِ، كَمُحْسِنٍ، ومُعَظَّمٍ) الأخيرةُ عَن أَبي عُبَيْد: (مَا يَلِي الأنفَ) كمُؤْخرِها مَا يَلِي الصُّدْغَ: وَقَالَ بَعضُهم: لم يُسْمَعْ المُقدَّمُ إِلَّا فِي مُقَدَّمِ العَيْنِ، وكَذلِكَ لَمْ يُسْمَعْ فِي نَقِيضِه المُؤْخِرُ إِلَّا مُؤَخَّرَ العَيْنِ وَهُوَ مَا يَلِي الصُّدْغَ.
(و) المُقْدِمُ (من الوَجْهِ: مَا اسْتَقْبَلْتَ مِنْهُ ج: مَقَادِيمُ) ، واحِدُها: مُقْدِمٌ، ومُقدِّمٌ، الأخيرَةُ عَن اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ ابنُ سِيدَه: فإذَا كَانَ مَقَادِيمُ جَمْعَ مُقْدِمٍ فَهُوَ شَاذٌّ، وإذَا كَانَ جمْعَ مُقدِّم فاليَاءُ عِوَضٌ.
(وقادِمُكَ: رَأْسُكَ ج: قَوادِمُ) وهِيَ المَقَادِمُ، وأَكْثرُ مَا يُتَكَلَّمُ بِهِ جَمْعًا، وقِيلَ: لَا يَكادُ يُتَكَلَّمُ بِالواحِدِ مِنْه كَمَا فِي الصِّحاح.
(و) القَادِمّانِ والقَادِمَتَانِ (مِنَ الأطْبَاءِ والضُّروعِ: الخِلْفَانِ المُتَقَدِّمَانِ مِنْ) أخْلافِ (البَقَرَةِ أَو النَّاقَةِ) ، وإِنَّما يُقالُ قادِمَانِ لِكُلِّ مَا كَانَ لَهُ آخِران، إِلَّا أَنَّ طَرَفَةَ اسْتَعارَهُ لِلشَّاةِ فَقالَ:
(مِنَ الزَّمِرَاتِ أَسْبَلَ قَادِمَاهَا ... وضَرَّتُها مُركَّنَةٌ دَرُورُ)

وَلَيْسَ لَهَا آخِرَانِ، وللنّاقَةِ قَادِمَانِ وآخِرانِ وكَذّلِك البَقَرة.
(والقَوادِمُ والقُدَامَى، كَحُبَارَى) الأَخِيرةُ عَنِ ابْنِ الأَنْبَارِيِّ (أَربعُ أَوْ عَشْرُ رِيشَاتٍ فِي مُقَدَّمِ الجَنَاحِ) ، وعَلَى الأَخِيرِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ، (الواحِدَةُ: قَادِمَةٌ) واللَّوَاتِي بَعْدَهُنَّ إِلَى أَسْفَلِ الجَنَاحِ: المَنَاكِبُ، والخَوافِي مَا بَعْدَ المَنَاكِبِ والأَبَاهِرُ من بعد الخَوَافِي، وأَنْشَد ابنُ الأَنْبَارِيِّ لِرُؤْبَةَ:
(خُلِقْتُ من جَناحِك الغُدَافِي ... )

(من القُدامَى لَا مِنَ الخَوَافِي ... )
وَمن أَمْثَالِهم: مَا جَعَلَ القَوَادِمَ كالخَوافِي. وَقَالَ ابنُ بَرِّيٍّ: القُدَامَى يَكُونُ وَاحِدًا، كشُكَاعَى، ويَكُونُ جَمْعًا، كَسُكَارَى، وأَنْشَدَ للقُطَامِيِّ:
(وَقَدْ عَلِمْت شُيوخُهُم القُدَامَى ... )
وَقد تَقَدّم.
(والمِقْدَامُ: نَخْلٌ) . قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: ضَرْبٌ من النَّخْل، وَهُوَ أَبْكَرُ نَخْلِ عُمَانَ، سُمِّيَتْ بذَلِكَ لتَقَدُّمِهَا النَّخلَ بالبُلُوغِ.
(و) المِقْدَامُ (بنُ مَعْدِيكَرِبَ) : أَبُو كَرِيمةَ الكِنْدِيُّ (صَحَابِيٌّ) من السَّابِقِينَ، حَدِيثُه فِي حَقِّ الضَّيْفِ، رَوَى عَنْه الشَّعْبِيُّ.
(وقَدِمَ مِنْ سَفَرِهِ، كَعَلِمَ قُدُومًا) ، بالضَّمِّ (وقِدْمَانًا، بالكَسْرِ: آبَ) ورَجَعَ. (فَهُوَ قَادِمٌ ج:) قُدُمٌ، وقُدَّامٌ، (كَعُنُقٍ، وزُنَّارٍ) .
(والقَدُومُ) كَصَبُورٍ (آلةٌ للنَّجْرِ) والنَّحْتِ (مُؤّنَّثَة) . قَالَ ابنُ السِّكِّيتِ: وَلَا تَقُل بالتَّشْدِيدِ، قَالَ مُرقِّشٌ:
(يَا بِنْتَ عَجْلانَ مَا أَصْبَرَنِي ... عَلَى خُطُوبٍ كَنَحْتٍ بِالْقَدُومِ)

وأَنْشَدَ الفَرَّاء:
(فَقلتُ أعِيرانِي القَدُومَ لَعَلَّنِي ... أَخُطُّ بِهَا قَبْرًا لأبْيَضَ مَاجِدِ)

(ج: قَدَائِمُ، وقُدُمٌ) بِضَمَّتَيْن، قَالَ الأعْشَى:
(أقَامَ بِهِ شَاهَبُورُ الجُنُو ... دَ حَوْلَيْنِ تَضْرِبُ فِيهِ القُدُمْ)

وقَالَ الجَوْهَرِيُّ: إنَّ قَدَائِمَ جَمْعُ: قُدُمٍ، كَقَلائِصَ وقُلُصٍ، وأَنْكَرَه ابْنُ بَرِّيّ وَقَالَ: قَدائِمُ جَمْعُ، قَدُومٍ لَا قُدُمٍ وكَذَلِكَ قَلائِصُ جَمْعُ قَلُوصٍ لَا قُلُصٍ، قَالَ: وَهَذَا مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ وجَمِيعِ النَّحْوِيينَ.
(و) قَدُومٌ: (ة بِحَلَبَ) ، وَيُقَال بالألِف وَاللَّام.
(و) أَيْضا: (ع بِنَعْمَانَ) .
(و) أَيْضا: (جَبَلٌ بِالمَدِينَةِ) على سِتَّة أَميالٍ مِنْهَا، وَمِنْه الحَدِيثُ: " أَنَّ زَوْجَ فُرَيْعَةَ قُتِلَ بِطَرَفِ القَدُوم "، ويُرْوَى فِيه: التَّشْدِيدُ أَيْضا.
(و) أَيْضا: (ثَنِيَّةٌ بِالسَّرَاةِ) .
(و) أَيْضا: (ع اخْتَتَنَ بِهِ إبراهيمُ عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ) ومِنه الحَدِيث: " أولُ مَنْ اخْتَتَنَ إبراهيمُ بِالقَدُوم ". وَقد سُئِلَ عَنهُ ابنُ شُمَيلٍ فَقَالَ: أَيْ: قَطَعَةُ بِهَا، فقِيل لَهُ يَقُولُون: قَدُومُ: قَرْيَةٌ بالشَّامِ، فَلم يَعْرِفْهُ وثَبَتَ على قَولِه. (وقَدْ تُشَدَّدُ دالُهُ) على أنّه اسمُ مَوضِعٍ أَوْ على أنَّه قَدُومُ النَّجَّارِ، وَهِي لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ.
(و) أَيْضا (ثَنِيَّةٌ فِي جَبَلٍ ببلادِ دَوْسٍ) بِالسَّرَاة، يُقَال لَهُ: قَدُومُ الضَّأْن، وَمِنْه حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَة، " قَالَ لَهُ أَبَانُ بنُ سَعِيد: [وَبْرٌ] تدلّى من قَدُوم الضّأْنِ ".
(و) أَيْضا: (حِصْنٌ بِاليَمَنِ) .
(وقَيْدُومُ الشَّيءِ: مُقَدَّمُه وصَدْرُه) وأَولُه، (كَقَيْدَامِهِ) ، قَالَ أَبُو حَيَّةَ:
(تَحجَّرَ الطَّيْر مِنْ قَيْدُومِها البَرَدُ ... )
أَيْ: مِنْ قَيْدُومِ هَذِه السَّحَابَةِ، وَقَالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
(مُسَامِيَةٌ خَوْصَاءُ ذَاتُ نَثِيلَةٍ ... إذَا كَانَ قَيدَامُ المَجَرَّةِ أَقْوَدَا)

(و) القَيْدُومُ (من الجَبَلِ: أَنفٌ يَتَقَدَّمُ مِنْهُ) قَالَ:
(بمُسْتَهْطِعٍ رَسْلٍ كَأَنَّ جَدِيلَهُ ... بِقَيْدُومِ رَعْنٍ مِنْ صَوامٍ مُمَنَّعِ)

وَصَوامٌ: اسْمُ جَبَلٍ.
(وقُدَّامُ، كَزُنَّارٍ ضِدُّ وَرَاءَ، كالقَيْدَامِ والقَيْدُوم) كِلاهُما عَن كُرَاعٍ، مُؤَنَّث (وَقد يُذَكَّر) . قَالَ اللِّحيانِيّ: قَالَ الكِسَائِيّ: قُدَّامُ مُؤَنَّثَة وَإِن ذُكِّرَتْ جَازَ (تَصْغِيرُها قُدَيْدِيمَةٌ) وقَدَيْدِمَة، وهُمَا شَاذَّان؛ لأنّ الْهَاء لَا تَلحَق الرّباعِيّ فِي التَّصْغِير، قالَه الجَوْهَرِيّ: وأَنْشَدَ لِلقُطامِيّ:
(قَدَيْدِيمَةُ التَّجْرِيبِ والحِلْمِ أنَّنِي ... أَرَى غَفَلاتِ العَيْشِ قَبْلَ التَّجَارِبِ)

(و) قَدْ قِيلَ فِي تَصْغِيرِهِ: (قُدَيْدِيمٌ) ، وَهَذَا يُقَوِّي مَا حَكَاهُ الكِسَائِيُّ من تَذْكِيرَهَا.
(والقُدَّامُ أَيْضا) أَيْ: كَزُنَّارٍ (الحَزَّارُ) بِتَقْدِيمِ الزَّايِ المُشَدَّدَةِ، وَفِي نُسخَةِ: الجَزَّارُ بِالْجِيم، وَفِي أُخْرى: الحَرَّاز بالراء آخِرُه زَاي، وفِي أُخْرى: الخَرَّاز بالخاءِ المُعْجَمَة.
(و) القُدَّام أَيْضا: (جَمْعُ: قَادِمٍ) من السَّفَر، وَهَذَا قد تَقَدَّم لَهُ فَهُوَ تَكِرار.
(ومُقْدِمُ الرَّحْلِ، كَمُحْسِنٍ، ومُحْسِنَةٍ، ومُعَظَّمٍ، ومُعَظَّمَةٍ وقَادِمَتُه وقَادِمُه) سِتُّ لُغَاتٍ (بِمَعنًى) واحِدٍ، وكَذِلكَ هَذِه اللُّغاتِ كُلُّها فِي: آخِرَةِ الرَّحْلِ كَمَا فِي الصّحاح، وَقَالَ الأزْهَرِيُّ: والعَربُ تَقول: آخِرَةُ الرَّحْلِ ووَاسِطُه وَلَا تَقولُ قَادِمَتُه، وَفِي الحَدِيثِ: " إنْ ذِفْرَاها [لتكاد] تُصِيبُ قَادِمَةَ الرَّحْلِ "، هِيَ الخَشَبَة الَّتِي فِي مُقَدّمة كَوْرِ البَعِيرِ بِمَنْزِلَةِ قَرَبُوسِ السَّرْجِ.
(والقَدْمُ) ، بِالفَتْحِ: (ثَوبٌ أَحْمَرُ) ، رَوَاهُ شَمِرٌ عَن ابْنِ الأَعْرابِيّ، قَالَ: وأقْرَأَنِي بَيْتَ عَنْتَرَةَ:
(وبِكُلِّ مُرْهَفَةٍ لَهَا نَفَثٌ ... تَحْتَ الضُّلُوعِ كطُرَّة القَدْمِ)

(و) قُدَمُ (كَزُفَرَ: حَيٌّ باليَمَنٍ) ، وَهُوَ قُدَمُ بنُ قَادِمِ بنِ زَيْدِ بنِ عَرِيبِ بنِ جُشَمَ ابنِ حَاشِدِ بنِ خَيْرَانَ بنِ نُوقِ بنِ هَمَدَانَ، قيل: هُوَ رَجُلٌ صَالِحٌ بَشَّر بِالنَّبِيِّ صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم، وَكَانَ مُسْلِمًا ونُبِّئَ إِلَى نَفْسِه وطالَ عُمرُه، حَتَّى رَأَى بِعَيْنِه مِنْ أوْلادِه وأولادِ أولادِهِ الفَ إنْسَانٍ، ومدفَنُه بجَانِب عِيَال سُرَيج قَرِيبا من صَنْعَاءَ والعَقِبُ من أَوْلادِه فِي عَشْرَةٍ وهُمْ فِي لاعَتَيْنِ والشَّرَفَيْنِ وحَجَّتَيْن، كَذَا فِي بعض تَوَارِيخِ اليَمَنِ.
(و) قُدَمُ: (ع) باليَمَنِ، سُمِّي بهَذَا الرَّجُل (مِنْه الثِّيابُ القُدَمِيَّةُ) .
(و) قَدَامِ، (كَقَطَامِ: فَرسُ عُرْوَةَ بنِ سِنانٍ العَبْدِيِّ و) أَيْضا (فَرَسُ عَبْدِ اللَّه بْنِ العَجْلانِ النَّهْدِيِّ.
(و) أَيْضا اسْمُ (كَلْبَة) قَالَ:
(وتَرَمَّلَتْ بِدَمٍ قَدامِ وقَدْ ... أَوْفَى اللَّحاقَ وحَانَ مَصْرَعُهُ)

(و) قَدُومَى (كهَيُولَى: ع بِالجَزيرَةِ أَو ببابِل) العِرَاق.
(و) القِدِّيمُ، (كَسِكِّيتٍ، وزُنَّارٍ، وشَدَّادٍ: المَلِكُ) ، الأولى عَن ابْنِ القَطَّاع، وَقَالَ مُهَلْهِل:
(إنَّا لَنَضْرِبُ بالصَّوَارِم هامَهُمْ ... ضَرْبَ القُدَارِ نَقِيعَةَ القُدَّامِ)

أيْ: المَلِك، وَقَالَ آخَرُ:
(ضَرْبَ القُدَارِ نَقِيعَةَ القِدِّيمِ ... )

(يَفرُقُ بَيْنَ الرُّوحِ والنَّسِيمِ ... )
كَذَا فِي التَّهْذِيبِ فِي تَرْجَمة " ن س م ".
(و) أَيْضا (السَّيِّدُ، و) قَالَ أَبُو عمرٍ و: القّدِّيمُ والقُدَّام: (مَنْ يَتَقَدَّمُ النَّاسَ بالشَّرَفِ) ، وَيُقَال: إِن القُدَّام فِي قَول مُهَلْهِل " القَادِمُونَ مِنَ السَّفَرِ كَمَا فِي الصّحاح.
(و) قَدْ (سَمَّوْا قَادِمًا، كَصَاحِبٍ، وثُمَامَةَ، ومُعَظَّمٍ، ومِصْبَاحٍ. وكَثُمَامَةَ) قُدَامَةُ (بنُ حَنْظَلَةَ) ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ رَفِيقُ حَنْظَلَةَ الثَّقَفِيِّ كَمَا هُوَ نَصُّ التَّجْرِيدِ، رَوَى عَنْهُمَا غُضَيفُ بنُ الحَارِثِ (و) قُدامَةُ (بنُ عَبْدِ اللَّهِ) ، وهما اثْنَانِ: ابنُ عَمّار بنِ مُعَاوِيَةَ العَامِرِيُّ الكِلابِيُّ أبُو عَبْدِ اللَّهِ، شَهِدَ حَجَّةَ الوَدَاعِ، وَله رُؤْيَةٌ، كانَ يَنْزِل بنَجْد، وابْنُ مِلْحَانَ نَزَلَ الشَّامَ، ولَهُ إِدْرَاكٌ، غَزَا الصَّائِفَةَ مَعَ مُصْعَبِ بنِ عُمَيْر.
(و) قُدَامَةُ (بنُ مَالِكٍ) مِنْ وَلَد سَعْدِ العَشِيرَة، لَهُ وِفادَةٌ، وشَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ. (و) قُدَامَةُ (بنُ مَظْعُونِ) بنِ حَبِيبِ بن وَهْبٍ الجُمَحِيُّ أَخُو عُثْمَانَ، أَحَدُ السَّابِقِينَ، بَدْرِيٌّ، (و) قُدَامَةُ (بنُ مِلْحَان) الجُمَحِيُّ والِدُ عَبْدِ المَلِك، رَوَى عَنْه ابنُه: (صَحَابِيُّون) رَضِيَ اللَّهُ تَعالَى عَنْهُم.
(والأَقْدَمُ: الأَسَد) لجَرَاءَتِه.
(والقَدَمِيَّةُ، مُحَرَّكَةً ضَرْبٌ مِنَ الأَدَمِ) نُسِبَ إِلَى بَنِي قَدَمٍ أبِي قَبِيلةٍ ذُكِرَتْ.
(وبِضَمِّ القَافِ) ، ومُقْتَضَاهُ أَنَّهُ بفَتْحِ الدَّالِ، وهَكَذا ضُبِطَ فِي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحَاحِ أَيْضا، وَالَّذِي رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ عَن أبي عَمْرٍ وَفِي قولِهم: مَشَى القَدَمِيَّة، مَعْناه (التَّبَخْتُر) فَهُوَ بضَمَّتَيْن، وَقد تَقَدَّمَت الإشارةُ لِذَلِك.
(وقَدُومَةُ: ثَنِيَّةٌ) .
(وذُو أَقْدام) ، بفَتْح الهَمْزَة، ويُرْوى: بِكَسْرِها: (جَبَلٌ) فِي قَوْلِ امْرِئ القَيْسِ:
(لِمَنِ الدِّيَارُ عَرَفْتُها بِسُحَامِ ... فَعَمَايَتَيْنِ فَهَضْبِ ذِي إِقْدامِ)

رُوِيَ بِالضَّبْطَيْن.
(وقَادِمٌ: قَرْنٌ) .
(والقَادِمَةُ: ماءٌ لِبَنِي ضَبِينَةَ) ، كَسَفِينَةٍ.
(و) من المَجَازِ: (تَقَدَّمَ إِلَيْهِ فِي كَذَا) : إِذَا (أَمَرَهُ وأَوْصَاهُ بِهِ) كَمَا فِي الأَسَاسِ.
(والمُقَدِّمةُ، كَمُحَدِّثَةٍ) هَكَذَا فِي سَائِرِ النُّسَخِ، والصَّوابُ: كَمُحْسِنَةٍ كَمَا هُوَ نَصُّ الجَوْهَرِيِّ وغيرُه (ضَرْبٌ من الامْتِشَاطِ) . يُقَال: امْتَشَطَتِ المَرْأَةُ المُقْدِّمةَ، قَالَ ابنُ سِيدَه: أُرَاهُ من قُدَّامِ رَأْسِها.
(و) قَالَ ابْن شُمَيْل: (قَدِمٌ من الحَرَّة وقَدِمَةٌ، بِكَسْرِ دَالِهِمَا، أَيْ: مَا غَلُظَ مِنْهَا) وكَذَا صَدِمٌ وصَدِمَةٌ.
(وقَدَّمْتُ يَمِينًا) أَيْ: (حَلَفْتُ، وأَقْدَمْتُه) كَذَلِكَ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
فِي أسْمَاءِ اللهِ تَعالَى المُقَدِّم: هُوَ الَّذِي يُقَدِّمُ الأشْيَاءَ ويَضَعُهَا فِي مَواضِعِهَا، فَمَنْ اسْتَحَقَّ التَّقْدِيمَ قَدَّمَهُ، والقَدِيمُ على الإطْلاقِ هُوَ الله عَزَّ وَجَلّ. والقَدَمُ، مُحَرَّكَةً: التَّقَدُّمُ، وأَنشَدَ ابنُ بَرِّيّ:
(وإِنْ يَكُ قَوْمٌ قَدْ أُصِيبُوا فَإِنَّهُمْ ... بَنَوْا لكمُ خَيْرَ البَنِيَّةِ والقَدَمْ)

والتُّقْدُمَةُ والتُّقْدُمِيَّة: أَوَّلُ تَقدُّمِ الخَيْلِ، عَنْ السِّيرافيّ.
وقَدَمَهم قَدْمًا، من حَدِّ نَصَر.
وقَدَمَهم: صَارَ أَمَامَهم.
والقَدَمَةُ من الغَنَم، مُحَرَّكَةً: الَّتِي تَكُونُ أَمام الغَنَمِ فِي الرَّعْيِ، وَفِي حَدِيثِ بَدر: " أقْدِمْ حَيْزُومُ "، يُرْوَى: بِالكَسْرِ، والصَّوَاب: بالفَتْح، قَالَه الجَوْهَرِيّ. وَقَول رُؤْبَةَ بنِ العَجَّاجِ:
(أحْقَبَ يَحْدُو رَهَقَى قَيْدُومَا ... )
أَي: أَتانَا يَمْشِي قُدُمًا.
وقُدُمٌ: نَقِيضُ أُخُرٍ بِمَنْزلَةِ: قُبُلٍ ودُبُرٍ.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ الله تَعالَى عَنهُ: " غَيْرَ نَكِلٍ فِي قَدَمٍ وَلَا وَاهِنًا فِي عَزْمِ " أيْ: فِي تَقَدُّمٍ.
ونَظَرَ قُدُمًا، بالضَّمِّ: إِذَا لَمْ يُعَرِّجْ.
والقَدْمُ: بِالفَتْحِ: الشَّرَفُ القَدِيمُ.
وقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: لِفُلانٍ عِنْدَ فُلانٍ قَدَمٌ، أَيْ: يَدٌ ومَعْرُوفٌ وصَنِيعَةٌ. واقْتَدَمَ: تَقَدَّمَ.
وَيُقَال: ضَرَبَه فَرَكِبَ مَقَادِيمَه، إِذا وَقَعَ عَلَى وَجْهِهِ.
وَفِي المَثَلِ: اسْتَقْدَمَتْ رَحَالَتُك، يَعْنِي: سَرْجَكَ أَي: سَبَقَ مَا كَانَ غَيرُه أَحَقَّ بِهِ.
وَيُقَال: هُوَ جّرِيءُ المُقْدَم، كَمُكْرَمٍ، أَيْ: جَرِيءٌ عِنْدَ الإقْدامِ.
وقَيْدُومُ الرَّجُلِ: قادِمَتُه.
ويُجْمَع قَدَمٌ بِمَعْنَى الرَّجْلِ على " قُدَامٍ، كَغُرَابٍ، قَالَ جَرِيرٌ: (وأُمَّاتُكُمْ فُتْخُ القُدَامِ وخَيْضَفُ ... )
وقالَ ابنُ بَرِّيّ: يُقالُ: هُوَ يَضَعَ قَدَمًا على قَدَمٍ: إذَا تَتَبَّعَ السَّهْلَ مِنَ الأرْضِ، قَالَ الرَّاجِزُ:
(قَدْ كانَ عَهْدِي بِبَنِي قَيْسٍ وَهُمْ ... )

(لَا يَضَعُونَ قَدَمًا عَلَى قَدَمْ ... )

(وَلَا يَحُلُّونَ بِإِلٍّ فِي الحَرَمْ ... )
يَقُولُ: عَهْدِي بِهم أَعِزَّاء لَا يَتَوقَّوْن وَلَا يَطْلُبُون السَّهْل، وَقيل: لَا يَكُونُونَ تِبَاعًا لِقَوْمٍ، وهَذَا أَحسنُ القَوْلَيْنِ.
والمَقْدَمُ، كَمَقْعَدٍ: الرُّجُوعُ مِنَ السَّفَرِ تَقولُ: وَرَدْتُ مَقْدَمَ الحَاجِّ، تجعَلُهُ ظَرْفًا، وهُوَ مَصْدَرٌ، أَيْ: وَقْتَ مَقْدَمِ الحَاجِّ.
وقَدِمَ فُلانٌ عَلَى الأَمْرِ، إِذَا أَقْدَمَ عَلَيْهِ.
وقَوْلُه تَعالَى: {وَقدمنَا إِلَى مَا عمِلُوا من عمل} قَالَ الزَّجَّاجُ، والفَرَّاءُ: أَيْ: عَمَدْنَا وَقَصَدْنَا، كَمَا تَقُولُ: " قَامَ فُلانٌ يَفْعَلُ كَذَا، تُرِيدُ قَصَد إِلَى كَذَا، وَلَا تُرِيدُ قَامَ مِنَ الْقِيَامِ على الرِّجْلَيْنِ ".
والقُدَائِمُ، كَعُلابِطٍ: القَدِيمُ مِنَ الأشْياءِ، هَمزَتُه زَائِدَة.
وتَقُولُ: قِدْمًا، كَانَ كَذَا وكَذَا، وهُوَ اسْمٌ مِنَ القِدَمِ جُعِلَ اسْمًا مِنْ أسْمَاءِ الزَّمَانِ.
والقُدَّامُ، كَزُنَّارٍ: رَئِيسُ الجَيْشِ.
والقَدُوم: مَا تَقَدَّمَ مِنَ الشَّاةِ وَهُوَ رَأْسُها، وَبِه فُسِّر الحَدِيث: " تَدَلَّى من قَدُومِ ضَأْن ".
وَأَبُو قُدَامةَ: جَبَلٌ مُشْرِفٌ عَلَى المُعَرَّف.
ويَقْدُمُ، كَيَنْصُرُ: أَبُو قَبِيلَةٍ، وَهُوَ ابنُ عَنَزَةَ بنِ أَسَد بنِ رَبِيعَة بنِ نِزار.
وبَنو القُدَيْمَى، بِالضَّمِّ: بَطْنٌ مِنَ العَلَوِيِّين باليَمَنِ.
وقُدامةُ بنُ إِبْرَاهِيمَ الحَاطِبِيُّ، وابنُ شِهَابٍ المَازِنِيُّ. وابنُ عَبْدِ اللهِ البَكْرِيُّ، وابنُ مُحَمَّدِ بنِ قُدَامَةَ الخَشْرَمِيُّ، وابْنُ مُوسَى الجُمَحِيُّ، وابنُ وَبْرَةَ: محدِّثُونَ.
ومُقدَّمٌ، كَمُعَظَّمٌ: جَدُّ أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ ابْنِ عَلِيِّ بْنِ عَطَاءِ بْنِ مُقدَّمٍ البَصْرِيِّ، مولَى ثَقِيفٍ، والدُ مُحَمَّدٍ وعَاصِمٍ، وأَخُو أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيليِّ، رَوَى عَنه ابنُ أخِيه مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ المُقدَّمِيُّ.
واسْتَقْدَمَهُ الأمِيرُ.
وَمَا أقْدَمَكَ.
وَلَهُمْ بَيتٌ قَدِيمٌ.
وعَهْدٌ مُتَقادِمٌ.
واجْعَلْهُ تَحْتَ قَدَمَيْكَ، أَيْ: اعْفُ عَنْه.
وَوضع قَدَمَهُ فِي العَمَلِ: أَخَذَ فِيهِ.
وقَدِّمْ رِجْلَكَ إِلَى هَذَا العَمَلِ: أَقْبِلْ عَلَيْه.
وتَقَدَّمتُ إِلَيْهِ بِكَذَا، وقَدَّمْتُ: أَمرتُهُ بِهِ.
وَهُوَ يَتَقَدَّمُ بَيْنَ يَدَيْ أَبِيهِ: عَجِلَ فِي الأَمْرِ والنَّهْيِ دُونَه.
ولهُ مُتَقَدَّمٌ فِي الخَيْرِ.
والقُدُمُ، بِضَمَّتَيْن: التَّقَدُّم، نَقَلَه البَطَلْيَوْسِيُُّ فِي المُثَلَّثَاتِ، كَالقُدُمِيَّه، وهَذِه عَن أَبِي حَيّانَ.

قدم

1 قَدَمَ القَوْمَ

, aor. قَدُمَ

, inf. n. قَدْمٌ (S, * Msb, K) and قُدُومٌ; (K;) and ↓ تَقَدَّمَهُمْ; (S, * Msb, K;) and ↓ قَدَّمَهُمْ; and ↓ اِسْتَقْدَمَهُمْ; (K:) He became before the people: (TA:) syn. سَبَقَهُمْ; (Msb;) he preceded them; went before them; took precedence of them; headed them; led them, so as to serve as an example, or object of imitation. b2: See أَمَّهُمْ. b3: قَدِمَ البَلَدَ, aor. قَدَمَ

, inf. n. قُدُومٌ and مَقْدَمٌ, [He came to, or arrived at, the town, &c.] (Msb.) أَخْذَنِى مَا قَدُمَ وَماَ حَدُثَ: see art. حدث. b4: قَدِمَ عَلَى الأَمْرِ i. q.

عَلَيْهِ ↓ أَقْدَمَ [He advanced boldly to undertake the affair]. (TA.) See an ex. in a verse voce مُضَافٌ. b5: See 6.2 قَدَّمَ زَيْدًا إِلَى الحَائِطِ He brought Zeyd near, or caused him to draw near, or to approach, to the wall. (Msb.) b2: قَدَّمَهُ He put it forward; offered it; proffered it. b3: He brought, and brought forward, him or it. b4: قَدَّمَ لَهُ طَعَامًا He proffered, offered, or presented to him, food. b5: قَدَّمَ He did good or evil previously, or beforehand: (Bd, and Jel in xxxvi. 11; &c.:) he laid up in store. (Bd in xii. 48.) See زَلَّفَهُ. b6: قَدَّمَ He made foremost; put, brought, or sent, forward; he advanced him or it: he promoted him. b7: قَدَّمَهُ عَلَى غَيَرِهِ, inf. n. تَقْدِيمٌ, He made him, or it, to be before, or have precedence of, another, in time: and in place; i. e. he placed, or put, him, or it, before another; or made him, or it, to precede another: and in rank, or dignity; i. e. he preferred him, or it, before another; or honoured, or esteemed, him, or it, above another. (Kull, p. 104.) b8: قَدَّمَهُ لِكَذَا He prepared it, or provided it beforehand, for such a thing. See Kur, xii. 48. b9: قَدَّمَ عِنْدَ اللّٰهِ خَيْرًا He prepared, or provided in store, for himself, good, [i. e. a reward,] with God. (A and Mgh in art. حسب.) b10: قدّم لَهُ الثَّمَنَ He paid him in advance, or beforehand, the price. b11: قَدَّمَ أَنْ پَفْعَلَ كَذَا He preferred doing such a thing; syn. آثَرَ, i. e. فَضَّلَ. (M in art. أَثر.) [Hence, قَدَّمَ العَجْزَ فِىالشَّىْءِ He preferred backwardness with respect to the thing.] (See فَرَّطَ and فُرُطٌ: and see Kull, p. 279.) b12: قَدَّمَ syn. with تَقَدَّمَ, q. v.: like as أَخَّرَ is with تَأَخَّرَ: so in the Kur, xli. 1. (TA, art, أخر.) b13: قَدَّمَ [is trans. and intrans.: for its significations as an intrans. v., see its syn. تقدّم, and see 1:] as a trans. v. it is contr. of أَخَّرَ. (Msb, art. أخر.) b14: قَدَّمَ is syn. with بَدَأَ بِهِ. (Mgh and Msb in art. بدأ.) b15: قَدَّمَ

إِلَيْهِ فِى كَذَا: see تَقَدَّمَ. b16: See تَأَذَّنَ voce

آذَنَ. b17: قَدَّمَ أَوْلَادًا and قَدَّمَتْهُمْ: see أَفْرَطَ. b18: قَدَّمَهُ and ↓ أَقْدَمَهُ He urged him forward. (Mo'allakát, 157.) b19: قَدَّمَ has تَقْدِمَةٌ for an inf. n. 4 أَقْدَمَ He was bold, or audacious. b2: أَقْدَمَ عَلَى الأَمْرِ He ventured upon, or addressed himself to, the thing boldly, courageously, or daringly; (S, K;) he attempted it. b3: أَقْدَمَ على قِرْنِهِ He behaved boldly, courageously, or daringly, against his adversary; (Msb;) he attached him. b4: See 1. b5: أَقْدِمْ, (improperly إِقْدِمْ,) said to a horse, Advance boldly! (S.) So rendered voce أَهَابَ, and هَبْ.5 تَقَدَّمَ He was, or became, or went, before, or ahead; preceded; had, or took, precedence; contr. of تَأَخَّرَ, q. v. See 1. b2: تَقَدَّمَ إِلَى

الحَائِطِ He drew near, or approached, to the wall. (Msb.) b3: تَقَدَّمَ He advanced; went forward, or onward. (L, art. قود.) b4: تَقَدَّمَ عَلَى الحَقِّ: see Bd, xviii. 27. b5: تَقَدَّمَ He became advanced, or promoted. b6: تَقَدَّمَ مِنْهُ كَلاَمٌ: see فَرَطَ: but the primary meaning is, Speech proceeded from him previously. b7: تَقَدَّمَ عَلَى

غَيْرِهِ quasi-pass. of قَدَّمَهُ عَلَى غَيْرِهِ; He, or it, was, or became, before, or had precedence of, another, in time: and in place; i. e. he, or it, was, or became, before another; preceded another; went before another: and in rank, or dignity; i. e. he, or it, was, or became, preferred before another; or honoured, or esteemed, above another: in all these senses like تَقَدَّمَ غَيْرَهُ. See بَكَّرَ. b8: تَقَدَّمَ فِى أَمْرٍ [He was forward in an affair] قَبْلَ فِعْلِهِ [before doing it]. (A'Obeyd, T in art. رمى.) b9: تَقَدَّمَ i. q.

سَبَقَ; (K, art. سبق, &c.;) and contr. of تَأَخَّرَ. (TA, art. أخر.) b10: تَقَدَّمَ إِلَيْهِ فِى كَذَا, (K,) or بِكَذَا, (Msb,) or both, (Mgh,) He commanded, ordered, bade, charged, or enjoined, him respecting, or to do, such a thing; (Mgh, Msb, K;) as also ↓ قَدَّمَ, inf. n. تَقْدِيمٌ. (Msb.) 6 تَقَادَمَ is best rendered It became old: and ↓ قَدُمَ it was old.8 اِقْتَدَى بِهِ He did as he did, following his example; or taking him as an example, an exemplar, a pattern, or an object of imitation. (Msb.) He followed his example, imitated him; &c.10 اِسْتَقْدَمَ He went before. b2: اِسْتَقْدَمَتْ رِحَالَتُكَ: see art. رحل.

قَدَمٌ The human foot, from the ankle downwards. (Mgh.) b2: لَهُ قَدَمٌ رَاسِخَةٌ فِى العِلْمِ: see art. رسخ. b3: عَلَى قَدَمٍ عَظِيمٍ

On an excellent foundation. b4: فُلَانٌ عَلَى قَدَمِ فُلَانٍ

Such a one is successor of such a one.

قِدَمٌ Oldness; antiquity. b2: Existence, or duration, or time, without beginning; like

أَزَلٌ (Kull, p. 31; &c.) See أَزَلٌ. b3: عَلَى وَجْهِ الدَّهْرِ: قِدَمُ الدَّهْرِ means properly the olden time; antiquity. b4: علَىَ قِدَمِ الدَّهْرِ [In, or from, old, or ancient, time; of old]. (S, M, K, art. أس; in the first and last of which it is coupled with the like phrase.) مِنْ قُدُمٍ

[In front]. (K, voce ظُنْبُوبٌ.) b2: قُدُمٌ: see أُخُرٌ.

قاَدِمَةٌ as applied to a part of a camel's saddle is an improper word: the proper term is وَاسِطٌ.

قَدُومٌ An adz; [so in the present day, but pronounced قَدُّوم;] a certain implement of the carpenter; (S, Mgh, Msb;) a فَأْس with which one hews, or forms or fashions by cutting. (S.) قَدِيمٌ Ancient; old; to which no commencement is assigned. b2: مَالٌ قَدِيمٌ Old, or long-possessed, property. (S, A, Mgh, Msb, all in art. تلد.) b3: قَدِيمٌ The reputation (حَسَبٌ) of a man or people. (TA, art. دثر.) See a verse in 1 of art. ثنى. b4: القَدِيمُ, as an epithet applied to God, i. q. القَدِيمُ الأَزَلِىُّ The Ancient without beginning.

القُدَّامُ The location that is before.

قَوادِمُ

: respecting the feathers thus called, see voce مَنَاكِبُ, and أَبْهَرُ.

جَرِىْءُ المُقْدَمِ

: see art. جرأ. المُقْدَم is here syn. with الإِقْدَام.

مَقْدَامٌ Very bold or daring or courageous (S, K,) against the enemy; (S;) as also مَقْدَامَةٌ. (S.) b2: مِقْدَامَةٌ: see voce مِعْزاَبَة. b3: [The pl.]

مَقَادِمُ Fronts; fore parts. See an ex. voce أَعْثَرَ. b4: مَقَادِيمُ The front of the forehead. (JK.) مُقَدَّمٌ A provost, chief, head, director, conductor, or manager. b2: مُقَدَّمٌ The antecedent (or first proposition) in an enthymeme, and (first part) of a hypothetical proposition. b3: مُقَدَّمَةٌ The van, or vanguard, of an army.

مُقَدِّمَةٌ The ground whereon rests an inquiry or investigation: and the ground whereon rests the truth of an evidence or a demonstration: and a [premiss or] proposition which is made a part of a syllogism: and المُقَدِّمَةُ الغَرِيبَةُ is that [premiss] which is both actually and virtually suppressed in the syllogism; as when we say, A is equal to B, and B is equal to C, when it results that A is equal to C, by means of the مُقَدِّمَة غَرِيبَة, which is, every equal to the equal of a thing is equal to that thing. (KT.) مُتَقَدِّمٌ Preceding: anterior; being, or lying, in advance of others. b2: مُتَقَدِّمٌ فِى الأُمُورِ Forward in affairs.

الآمُسْتَقْدِمِينَ in the Kur, xv. 24: see Bd; and see its opposite, المُسْتَأْخِرِينَ.

جدر

(جدر) النبت جدر وَالشَّجر أَجْدَر وَالْكَرم جدر وَالْبناء شيده

(جدر) أَصَابَهُ الجدري فَهُوَ مجدر
(ج د ر) : (الْجِدَارُ) وَاحِدُ الْجُدُرِ وَالْجُدْرَانِ وَبِهِ سُمِّيَ وَالِدُ النَّمِرِ بْنِ جِدَارٍ عَنْ أَبِي يُوسُفَ فِي الْقِسْمَةِ وَفِي نَفْيِ الِارْتِيَابِ هَكَذَا قَالَ وَهُوَ كُوفِيٌّ يَرْوِي عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْلَى الْأَسْلَمِيِّ وَجُدَّانُ تَصْحِيفٌ (وَالْمَجْدُورُ وَالْمُجَدَّرُ) ذُو الْجُدَرِيِّ.
ج د ر

ناداه من وراء الجدار. وللحجر ثلاثة أسام: الحجر والحطيم والجدر، وهو أصل الجدار، سمي بذلك: لأن جداره مستوطيء. وهو جدير بكذا. وما كنت جديراً به. قال زهير:

بخيل عليها جنة عبقرية ... جديرون يوماً أن ينالوا فيستعلوا

ولقد جرد به، وما أجرده بالخير، وهو أجدر به. وجدر الصبي، وجدر، وهو مجدور الوجه، ومجدر.
(جدر)
الجدري فِي الْبدن جدرا برز والنبت طلعت رؤوسه فِي أول الرّبيع وعنق الْحمار جدورا تورم وَالرجل توارى بالجدار وَالشَّيْء جدرا حوطه

(جدر) جدرا أَصَابَهُ الجدري وظهره ظَهرت فِيهِ جدر وَيَده قرحت من الْعَمَل وَالْكَرم حبب وهم بالإيراق

(جدر) بِكَذَا وَله جدارة صَار خليقا بِهِ فَهُوَ جدير (ج) جدراء والنبت جدر

(جدر) أَصَابَهُ الجدري فَهُوَ مجدور
جدر: جَدْرِيّ: رعام، ضرب من الجرب، التهاب الجلدة المخاطية في الخيل (دوماس حياة العرب 5: 189) جِدار: يجمع على جدارات (أبو الوليد 125).
والجِدار: الأرض تحيط بالبيت. ففي محيط المحيط: والجِدار عند العامة ما حول البيت من الأرض.
جَدَارِي: انظر جَوْذَر - نوع من الحيات اسمها العلمي Zamènis florulentus ( انظر هيلجن في زيشر. لغة مصر، مايس سنة 1868 ص55).
جَدْوار: انظره في مادة درونج، - جداور هندي: زرنباء، عرق الكافور (بوشر).
مُجَدَّرَة: طعام يتخذ من الرز والعدس (بوشر، بركهارت عرب 1: 64، محيط المحيط)، قالوا: وسمي هذا الطعام مجدَّرَة لان العدس في الرز يشبه الوجه الذي أثر فيه الجْدري.
المجدَّرة البيضاء: خرزات من الخزف الصيني ذوات شامات مكورة (ليون 152)
ج د ر: (الْجَدْرُ) كَالْفَلْسِ وَ (الْجِدَارُ) الْحَائِطُ وَجَمْعُ الْجِدَارِ (جُدُرٌ) وَجَمْعُ الْجَدْرِ (جُدْرَانٌ) كَبَطْنِ وَبُطْنَانٍ. وَ (الْجُدَرِيُّ) بِضَمِّ الْجِيمِ وَفَتْحِ الدَّالِ وَ (الْجَدَرِيُّ) بِفَتْحِهِمَا لُغَتَانِ تَقُولُ مِنْهُ (جُدِّرَ) الصَّبِيُّ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ فَهُوَ (مُجَدَّرٌ) . وَهُوَ (جَدِيرٌ) بِكَذَا أَيْ خَلِيقٌ وَهُوَ جَدِيرٌ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا. وَ (جَنْدَرَ) الْكِتَابَ أَمَرَّ الْقَلَمَ عَلَى مَا دَرَسَ مِنْهُ لِيَتَبَيَّنَ وَكَذَا الثَّوْبُ إِذَا أَعَادَ وَشْيَهُ بَعْدَ مَا ذَهَبَ وَأَظُنُّهُ مُعَرَّبًا. 

جدر


جَدَرَ(n. ac. جَدْر)
a. Broke out (smallpox).
b. [pass.], Had the smallpox.
c. see IVd. [acc. & La], Fitted, adapted, qualified for.
e. Walled in, enclosed.

جَدِرَ(n. ac. جَدَر)
a. Broke out ( pustules, pimples ).
b. see IV
جَدُرَ(n. ac. جَدَاْرَة)
a. [La], Was fitted, adapted for, worthy to.
b. see IV
جَدَّرَa. see IVb. [pass.], Had the small-pox.
c. Erected (wall).
أَجْدَرَa. Budded, sprouted, shot up.

إِجْتَدَرَa. see II (c)
جَدْرa. Root, origin.
b. Root ( square, cubic ).
c. (pl.
جُدْر
جُدُر
جُدْرَاْن
35), Wall, enclosure.
جَدَر
(pl.
أَجْدَاْر)
a. Spot, pimple, pustule; pock-mark; scar.
b. Bud, shoot.

جَدَرِيّ
جُدَرِيّa. Small-pox.

جِدَاْر
(pl.
جُدُر)
a. Wall, enclosure.

جَدِيْر
(pl.
جُدَرَآءُ)
a. Enclosed, walled in.
b. [Bi
or
La], fitted, adapted, suitable for, worthy to
qualified, competent for.
جَدِيْرَةa. Enclosure ( for camels ).
مُجَدَّرَة
a. Lentils-pilau.
ج د ر : الْجِدَارُ الْحَائِطُ وَالْجَمْعُ جُدُرٌ مِثْلُ: كِتَابٍ وَكُتُبٍ وَالْجَدْرُ لُغَةٌ فِي الْجِدَارِ وَجَمْعُهُ جُدْرَانٌ وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ «اسْقِ أَرْضَك حَتَّى يَبْلُغَ الْمَاءُ الْجَدْرَ» قَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْمُرَادُ بِهِ مَا رُفِعَ مِنْ أَعْضَادِ الْأَرْضِ يُمْسِكُ الْمَاءَ تَشْبِيهًا بِجِدَارِ الْحَائِطِ وَقَالَ السُّهَيْلِيُّ الْجَدْرُ الْحَاجِزُ يَحْبِسُ الْمَاءَ وَجَمْعُهُ جُدُورٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ.

وَالْجُدَرِيُّ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَضَمِّهَا وَأَمَّا الدَّالُ فَمَفْتُوحَةٌ فِيهِمَا قُرُوحٌ تَنْفَطُ عَنْ الْجِلْد مُمْتَلِئَةٌ مَاءً ثُمَّ تَنْفَتِحُ وَصَاحِبُهَا جَدِيرٌ مُجَدَّرٌ وَيُقَالُ أَوَّلُ مِنْ عُذِّبَ بِهِ قَوْمُ فِرْعَوْنَ وَهُوَ جَدِيرٌ بِكَذَا بِمَعْنَى خَلِيقٍ وَحَقِيقٍ. 
جدر
الجِدَار: الحائط، إلا أنّ الحائط يقال اعتبارا بالإحاطة بالمكان، والجدار يقال اعتبارا بالنتوّ والارتفاع، وجمعه جُدُر. قال تعالى: وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ [الكهف/ 82] ، وقال:
جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ [الكهف/ 77] ، وقال تعالى: أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ [الحشر/ 14] ، وفي الحديث: «حتى يبلغ الماء الجدر» ، وجَدَرْتُ الجدار: رفعته، واعتبر منه معنى النتوّ فقيل: جَدَرَ الشجر: إذا خرج ورقه كأنه حمّص، وسمي النبات الناتئ من الأرض جَدَراً، الواحد: جَدَرَة، وأَجْدَرت الأرض:
أخرجت ذلك، وجُدِرَ الصبي وجُدِّرَ: إذا خرج جدريّه تشبيها بجدر الشجر.
وقيل: الجُدَرِيُّ والجُدَرَةُ: سلعة تظهر في الجسد، وجمعها أَجْدَار، وشاة جَدْرَاء والجَيْدَر: القصير. اشتق ذلك من الجدار، وزيد فيه حرف على سبيل التهكم حسبما بينّاه في «أصول الاشتقاق» . والجَدِيرُ: المنتهى لانتهاء الأمر إليه انتهاء الشيء إلى الجدار، وقد جَدُرَ بكذا فهو جَدِير، وما أَجْدَرَهُ بكذا وأَجْدِرْ به.
(جدر) - في الحَدِيثِ: "أَنَّ رَسَولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال للزُّبَيْر: احْبِس المَاءَ حتَّى يَبلُغَ الجَدْرَ" .
الجَدْر ها هنا المُسَنَّاة ، وهي للأَرضِين كالجِدَار للدَّار، وقيل: الجَدْر: الجِدار، وقيل: أَصلُ الجِدار.
ورواه بَعَضُهم: "حتَّى يبلغ الجُدُر" وهو جَمْع جدارٍ، وبَعضُهم يَرْويِه الجَذْر، بالذَّالِ المُعْجَمَة، يُرِيد مَبلغَ تَمامِ الشُّرْب من جَذْر الحِساب، والجَذْر، بفَتْح الجيمِ وكَسْرِها وبالذَّال المُعْجَمَة: أَصلُ كُلِّ شيء، والمًحْفُوظُ بالدَّال المُهْمَلة .
- في حَديث مَسْرُوق: "أَتينَا عَبْدَ اللهِ في مُجَدَّرِين ومُحَصَّبِين". فالمُجدَّر: الذي به الجُدَرِيّ، وهي بَثَرات تَخرُج في البَدَن، يُقالُ لِصاحِبها: مَجْدُور، فإن بالَغْتَ قُلتَ : مُجَدَّر ويُقالُ: جَدَرِيّ أَيضاً بفَتْح الجِيمِ مَنسوبٌ إلى جَدَرِ العِضَاة، وهي كالبَثَرات أو إلى الجَدَرة، وهي وَرَم كالسَّلْعة في الحَلْق وغَيرِه. وإذا ضَممتَ الجِيمَ، يكون من تَغْيِير النَّسَب.
[جدر] الجَدْرُ والجِدارُ: الحائط. وجمع الجِدارِ جُدُرٌ، وجمع الجَدْرِ جُدْرانٌ، مثل بطن وبطنان. والجَدْرُ أيضاً: نَبْت. وقد أَجْدَرَ المكان. والجَدَرُ: أثر الكَدْمِ بعنق الحمار قال رؤبة:

وجادر الليتين مطوى الحنق * وشاة جدراء: إذا تقوب جلدها من داء يصيبها. والجُدَرِيُّ بضم الجيم وفتح الدال، والجَدَريُّ بفتحهما: لغتان. تقول: جُدِّرَ الرجل فهو مُجَدَّرٌ. وأرض مُجَدَّرَةٌ: ذات جُدَريٍّ. ويقال أيضاً: هذا الأمر مَجْدَرَةٌ لذلك، أي مَحْراةٌ. وفلان جديرٌ بكذا، أي خليق. وأنت جديرٌ أن تفعل كذا. والجمع جُدَراءُ وجَديرونَ. والجَديرُ: مكان قد بُني حوالَيْه جِدارٌ. ويقال للحظيرة من صخر: جديرة. وجدر: قرية بالشام تنسب إليها الخمر. وقال الشاعر : ألا يا اصبحينا فيهجا جدرية * بماء سحاب يسبق الحق باطلى - والجدرة: خراج، وهى السلعة، والجمع جدر. وأنشد ابن الاعرابي:

يا قاتل الله دقيلا ذا الجدر * والجدرة أيضا: حى من الازد، ويقال: سموا بذلك لانهم بنوا جدار الكعبة. وجندرت الكتاب: إذا أمررت القلم على ما درس منه ليتبين، وكذلك الثوب إذا أعدت وشيه بعد ما كان ذهب. وأظنه معربا.
جدر: الجَدْرُ: ضَرْبٌ من النَّباتِ والشَّجَرِ الِّدقِّ، يُقال: أجْدَرَتِ الأرْضُ والشَّجَرُ؛ فهي جَدْرٌ؛ حتّى تَطُول. وجَدَرَ الشجر يَجْدُرُ جُدُوراً؛ وأجْدَرَ أيضاً بالألفِ: إذا حَبَّبَ قَبْلَ أنْ يُوْرِقَ. وأوَّلُ ما يكونُ في جَوْفِ الطَّلْعِ: الوَليْعُ ثُمَّ الجَدّرُ. والجَدَرُ: انْتِبَارٌ في عُنُقِ الحِمَارِ، ورُبَّما كان من آثارِ الكَدْم. وتُسَمّى الضَّوَاةُ التي تَخْرُجُ بِلَهَازِمِ البَعِيْرِ: جَدَرَةً. والجِدَارُ: مَعْرُوفٌ، وجَمْعُه جُدُرٌ، وكذلك الجَدْرُ. وهو أيضاً: الحاجِزُ بَيْنَ المَشَارَتَيْنِ. وسُمِّيَ الجِدَارَ لأنَّه جَدَرَ فارْتَفَعَ كما يَجْدُرُ الجُدَرِيُّ والشَّجَرَةُ. والجَدِيْرَةُ: مَكَانٌ قد بُبِيَ حَوَالَيْهِ جِدَارٌ مَجْدُوْرٌ. وهي أيضاً: الحَظِيْرَةُ من الحِجَارَةِ. والحَوْضُ. والجُدَرِيُّ: قُرُوْحٌ تَنْفِطُ عن الجِلْدِ؛ مُمْتَلِئَةٌ ماءً ثُمَّ تُقَيَّحُ. ورَجُلٌ مَجْدُوْرٌ ومُجَدَّرٌ. وفلانٌ جَدِيْرٌ لِذَالكَ: أي خَلِيْقٌ له، وما كانَ جَدِيراً ولقد جَدُرَ جَدَارَةً وأجْدِرْ به. وجَدَرْتُه أنا: جَعَلْته جَدِيْراً به. والجَيْدَرُ: القَصِيْرُ من الرِّجالِ، والمَرْأةُ جَيْدَرَةٌ، وجَمْعُه جَيَارِرُ. والمَجْدُوْرُ من الرِّجال: القليلُ اللَّحْمِ على الفِطَامِ. واجْدَرَّ: بمعنى اجْتَرَّ.
[جدر] نه فيه: احبس الماء حتى يبلغ "الجدر" هو ههنا المسناة وهو ما رفع حول المزرعة كالجدار، وقيل: لغة في الجدار، وقيل: أصل الجدار، وروى: الجدر- بالضم جمع جدار، وروى بالذال ويجيء. ك: هو بمفتوحة فمهملة ساكنة، والرجل هو حاطب، وقيل: غيره، ومن نسبه إلى النفاق فهو مجترئ إذ لا يطلق الأنصاري على من اتهم به. ن: هو بفتح جيم وكسرها وجمعه جدور وهو الجدار وجمعه جدر ككتب، والمراد أصل الحائط، وقيل: أصل الشجر. دل صلى الله عليه وسلم الزبير [على] الإيثار بأن يسقى شيئاً يسيراً ثم يرسله إلى جاره فلما قال ما قال أمره أن يأخذ جميع حقه، وقوله هذا يوجب الردة ولم يقتله تأليفاً، وحكى أنه كان منافقاً ويتم بياناً في شرج. ط: فاستوعى أي استوفاه. نه ومنه قوله لعائشة: أخاف أن يدخل قلوبهم إن أدخل "الجدر" في البيت يريد الحجر لما فيه من أصول حائط البيت. ك: سألته عن "الجدر" أهو من البيت؟ بفتح جيم وسكون مهملة ولبعض بكسر ففتح فألف فقال: نعم، وظاهره أن الحجر جملته من البيت. و"جدرات" المدينة بضمتين جمع جدر جمع جدار. ج: لا تستروا "الجدر" لأنه زي المتكبرين المتنعمين. ش ومنه: تلألؤ في الجدر، بضمتين أي تلمع. ط: الكمأة "جدري" الأرض هو حب يظهر في جسد الصبي من فضلات تضمن المضرة يدفعها الطبيعة، شبهوها به في كونها فضلات يدفعها الأرض إلى ظاهرها ذماً لها، فقابله بالمدح بأنه من المن، أي مما من الله به [على] عباده، أو شبهها بالمن وهو العسل الذي ينزل من السماء إذ يحصل بلا علاج واحتياج إلى بذر وسقي أي ليست بفضلات بل من فضل الله ومنه، أوليست مضرة بل شفاء كالمن النازل ويتم الشرح في "الكمأة". نه: شبهها به لظهورها من بطن الأرض كما يظهر الجدري من باطن الجلد وأراد به ذمها. ومنه: أتينا عبد الله في "مجدرين" ومحصبين أي جماعة أصابهم الجدري، والحصبة شبه الجدري. وذو "الجدر" بفتح جيم وسكون دال مسرح على ستة أميال من المدينة أغير منها لقاح النبي صلى الله عليه وسلم.
جدر
جدُرَ بـ/ جدُرَ لـ يَجدُر، جَدارةً، فهو جدير، والمفعول مَجْدور به
• جدُر بهذا المنصب/ جدُر لهذا المنصب: صار أهلاً له، خليقًا به "أنت جدير بكلّ احترام- استحقَّ لقب البطولة بكلِّ جدارة". 

جدِرَ يَجدَر، جَدَرًا، فهو جدِر
• جدِر الطِّفْلُ: أصابه الجُدَريّ. 

جُدِرَ يُجدَر، جَدَرًا، والمفعول مجدور
• جُدِرَ الطِّفْلُ: جدِر، أصابه الجُدَرِيّ. 

جدَّرَ يُجدِّر، تجديرًا، فهو مُجدِّر، والمفعول مُجدَّر
• جدَّر البناءَ: أقامه وبناه. 

جُدِّرَ يُجدَّر، تجديرًا، والمفعول مُجَدَّر
• جُدِّر الطِّفْلُ: أصابه الجُدريّ بكثرة "طفل مُجدَّرُ الأطراف". 

جِدار [مفرد]: ج جُدُر وجُدْران:
1 - حائط، أرض تحيط بالبيت " {فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ} " ° جدار داعم: جدار صغير يُسْنَد إلى جدار آخر لتقويته- ورق الجُدران: ورق حائط، ورق مطبوع يُلصق على الجدران لتزيينها- يعيش بين أربعة جدران: ملازم مكانه لا يبرحه.
2 - حاجز أو فاصل بين شيئين "كان بيننا جدارٌ من الخصام/ الحقد" ° جدار الصَّوت: دويّ يشبه صوت انفجار تُحدثه طائرةٌ عندما تبلغ سرعتُها سرعةَ الصَّوت.
3 - (شر) اسم يُطلق على الأجزاء المحيطة ببعض التجويفات في الجسم "جدار البطن- جدار المَعِدَة: الغشاء المبطِّن لها".
• جدار الخليَّة: (حي) طبقة خارجيّة للخليّة، توجد في النباتات وبعض الطحالب والفطريات والبكتيريا، ولا توجد في الخلايا الحيوانيّة. 

جَدارة [مفرد]: مصدر جدُرَ بـ/ جدُرَ لـ ° شهادة الجَدارة: شهادة تؤيِّد تفوُّق صاحبها في مجالٍ ما.
• نظام الجَدارة: مجموعة القواعد والتعليمات التي تضعها مؤسّسة ما لإدارة شئون الموظفين والعاملين بها والتي تؤكِّد أن بقاء الموظّف أو ترقيته إنّما يعتمد على مستوى الأعمال اليوميّة التي يؤديِّها. 

جِداريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى جِدار.
• الفصّ الجِداريّ: (شر) الفصُّ الموجود على القشرة الدماغيَّة، وهو يلعب دورًا خاصًّا في الإحساس الجسديّ. 

جَدَر1 [مفرد]: مصدر جُدِرَ وجدِرَ. 

جَدَر2 [مفرد]: ج أجْدار: (طب) جَدرَة، خُرَاج يكون في البدن خِلْقة أو من الضرب والجراحات. 

جَدِر [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جدِرَ. 

جُدْرانيَّة [مفرد]: ج جُدرانيّات:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى جُدْران: على غير قياس "تميَّز الفراعنة بلوحاتهم الجدرانيَّة الملوَّنة".
2 - قطعة نسيج خاص من نوع السجّاد معلَّقة على حائط للزينة "علّق جدرانيَّة إيرانيَّة دقيقة الصنع". 

جَدرَة [مفرد]: (طب) جَدَر، خُراج يكون في البدن خلقة أو من الضرب والجراحات. 

جُدَريّ [مفرد]: (طب) حُمَّى حادَّة مُعْدية، يُمَيِّزها طفح جلديّ يتقيّح يعقبه نقر "طفح جُدَريّ- بثور جُدريَّة". 

جدير [مفرد]: ج جديرون وجُدَراء، مؤ جَديرة، ج مؤ جَديرات وجَدائرُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جدُرَ بـ/ جدُرَ لـ ° الجدير بالذِّكر/ من الجدير بالذِّكر/ من الجدير ذكرُه: ممّا يستحقّ الذكر. 

جُدَيْريّ [مفرد]: (طب) طَفْح لَقاحيّ غير خبيث، ويكثر لدى الأطفال "لم يكد يتعافى من الحصبة حتى أصيب بالجديريّ". 
باب الجيم والدال والراء معهما ج د ر، د ج ر، د ر ج، ج ر د، ر د ج مستعملات

جدر: الجَدرُ: ضرب من النَّباتِ، الواحدة بالهاء. ومن الشِّجر: الدِّقُّ ينبت في القِفاف والصِلابِ، فإذا أطلعت رءوسها في أول الربيع يقال: أجدَرَتِ الشَّجرة وأجدَرَتِ الأرض، فهو جَدِرٌ، وفي نُسخةٍ: مُجدِرٌ، حتى يَطول، فإذا طال تفرقت أسماؤه. والجِدارُ جمعه جَدَرٌ. والجَديرُ: مكانٌ بُني حواليه جِدارٌ مَجدورٌ، قال:

ويبنون في كلِّ وادٍ جديرا

وقال:

تشييدُ أعضادِ البِناء المُجتدر

والجُدري معروف، وصاحبهُ مجدور ومجدر، وهو قُروحٌ تنفطُ عن الجِلد والجَدَرُ: انتِبارٌ في عٌنقِ الحمارِ، وربَّما كان من آثار الكدمِ، وجدِرَت عُنُقُه جدرا إذا انتبرت أعراضه. وفلانٌ جَديرٌ لذاك، وقد جَدُرَ جَدارةً، وأجدِر به أن يفعله أي خَليقٌ. والجَدر: شدَّةُ الشُّربِ. وامرأة جَيدَرةٌ: قصيرةٌ، ورجل جيدرٌ وجَيدَرَةٌ أيضاً.

دجر: الدَّجَرُ شبه الحيرة، وقد دَجِرَ فهو دجر ودَجرانُ أي حَيرانُ في عمله وأمره، ويُجمع دجارى، قال:

دَجرانَ لم يشرَب هناك الخَمرا

والدَّيجُورُ: الظَّلامُ والغُبارُ الأسودُ. والدَّجرُ: اللَّوبياءُ. والدِّجرُ: الخشبة التي تُشدُّ عليها حديدةُ الفَدّان، وبالكسرة لغةٌ، ومنهم من يجعله دُجرين كأنَّهما أذنانِ، والحديدةُ اسمها السَّبَّةُ، والفَدانُ اسم لجميع أدواتِه، والنَّير الخشبة على عُنقِ الثَّور، والسَّميقانِ خشبتان قد شُدَّتا في العنق، والخشبة التي في وسطه يُشدُّ بها عِنانُ الويج، وهي القُناحَةُ، والويجُ والميلُ باليَمانيّة اسم الخشبة الطويلة بين الثَّورين، والخشبة التي يَقبِضُ عليها الحَرَاثُ هي المِقوَمُ والمِملقَةُ والمِملسَةُ النِّمرز وهو المسفن أيضاً.

جرد: الجَرَدُ فضاء لا نبات فيه، اسم للفضاء، فإذا نعتَّ به قلت: أرض جرداءُ، ومكان أجردُ، وقد جَرِدَت جَرَداً، وجَردَها القحط تجريداً. ورجل أجرد: لا شعر على جسده. والأجرَدُ من الخيل والدواب: القصير الشعر حتى يقال: إنه لأجرَدُ القوائم أي قصير شعر القوائم أي قصير شعر القوائم، قال:

كأن قتودي والفتان هوت به ... من الذرو جَرداءُ اليدين وثيق

ويقال: فلان حسن الجُردَةِ وهي العرية. والمُجرَّدُ: الذي أجرَدَه الناس فتركوه في مكان واحد. والجردُ: أخذك الشَّيء عن الشّيء جرفاً وسحفاً، فلذلك سُميَ المشؤومُ جارُوداُ كما قيل في الهجاء للجارودِ العبديِّ:

لقد جَرَّدَ الجارُودُ بكر بن وائلٍ

وإذا جَدَّ الرجل في سيره فمطى، يقال: انجرد فذهب. وتَجرَّدَ لأمر كذا أو للعبادة أي أخذ في القيام به. وإذا خرجت السُّنبلة من لفائِفها، قيل: تجردت. وامرأة بضة المتجرَّد أي رخصة ناعمة تحت ثيابها. والجريدةُ: سعفة رطبة جُرِّدَ عنها خوصُها كما يُقشأ الورقُ عن القضيب وزرع مَجرودٌ: أصابه الجَرادُ، وجُرِدَ الزرع. والجُردانُ والمُجَرَّدُ: من أسماء الذَّكر. والجُرادُ والجُرادة اسم رمل بالبادية. والجرادة والجراد: اللحّاسة، معروف. والجَردُ: ثوب خلق، لغة هُذيلٍ، وهُذيلٌ تقول: لُبس جَردَةٍ، وأرض مَجرودةٌ ومَجرَدٌ وجُردَةٌ أي ليس فيها سترة من شجرٍ وغيره. والجريدةُ: طائفةُ من الجند .

ردج: الرَّدَجُ: ما يخرج من بطن السَّخلةِ أول ما توضع ، ويقال للصَّبيِّ أيضاً ، قال الشاعر:

والكلبُ يلحسُ عن حرف استه الردجا

درج: الدَّرَجُ: جماعة عتب الــدَّرَجَةِ. والــدَّرَجَةُ في الرِّفعة والمنزلة، وتجمع الدَّرَج، ودَرَجاتُ الجنان: منازلُ ارفع من منازل. والدَرَجانُ: مشية الشيخ والصَّبيّ، ودَرَجَ يَدرجُ دَرجاً ودَرَجاناً. والدُّرّاجُ من الطير بمنزلة الحيقطان، من طير العراق، أرقَط. والدِّرِّيجُ: شيء يضرب به ذو أوتارِ كالطَّنبور. وكلُّ بُرجٍ من بروج السَّماء ثلاثون دَرَجَة. والمَــدرَجة: ممرُّ الأشياء على مسلك الطَّريق ونحوه. ورجعتُ في أدراجي ودرجي أي طريقي الذي مررتُ فيه. ودَرَجَ قرنٌ بعد قَرنٍ أي فنوا، وأدرجَهُم الله إدراجاً. وأدرجتُ الكتاب، وفي دَرجٍ الكتاب كذا. والدَّراجات شبه الدّبّابات تتخذ في الحروب يدخل فيها الرِّجالُ. والدُّرجُ: حِفشٌ من أحفاشِ النساء والجميع الــدِّرجة. والــدرجة: خرقة تدرج فتجعَل في حَياء النّاقة إذا ظئرت يُغطى رأسها ثم يَسلُّون تلك الــدُّرجةُ سلا عنيفاً فيشمُّونها للرأم فإذا شمَّت ظنَّت أنَّه ولدها فانعطفت عليه، قال:

ولم يجعل لها دُرَج الظِّئارِ

أي لم تلد قطُّ. والمِدراجُ: النّاقةُ تضمَرَ حتى يلحق حقبها بالتصدير. والمِدراجُ أيضاً: النّاقة لا تجاوز يومها الذي ضُربت فيه حتى تنتجَ، والتي تجاوز يقالُ لها الجَرُورُ.

جدر

1 جَدَرَ, (K,) aor. ـُ (TA,) He made a جِدَار [app. here meaning a wall of enclosure]; syn. حَوَّطَ: (K:) or he built a جدار: and he founded it. (Ham p. 818.) A2: He concealed himself by means of a جِدار [or wall]. (Th, K.) A3: جُدِرَ, (A, K,) inf. n. جَدْرٌ; (TA;) and جَدَرَ, (Lh, K,) aor. ـُ inf. n. جَدْرٌ; (Lh, TA;) and ↓ جُدِّرَ, (S, (A, K,) which last some disallow, because this form denotes repetition, and the verb signifies the having a disease that befalls but once in a man's life; (MF;) He (a man, S, or a child, A) had, or became attacked by, جُدَرِىّ [or small-pox]. (S, A, K.) [And جَدَرَ الجُدَرِىُّ The small-pox came forth, or broke out; as in the TK: for its inf. n.]

جَدْرٌ signifies the coming forth, or breaking out, of the جُدَرِىّ. (K.) A4: جَدُرَ, aor. ـُ inf. n. جَدَارَةٌ, He, or it, was, or became, adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, competent, proper, or worthy. (K.) You say, جَدُرَ بِهِ [and لَهُ ] He was, or became, adapted, disposed, apt, &c., for it. (A.) [And جَدُرَ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا He was, or became, adapted, disposed, apt, &c., for doing such a thing. See جَدِيرٌ .]

A5: جَدَرَهُ He made, or called, (جَعَلَ,) him, or it, adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, competent, proper, or worthy. (K.) 2 جَدَّرَ بِنَآءَهُ: see 8.

A2: جُدِّرَ: see 1.4 مَا أَجْدَرَهُ بِالخَيْرِ [and لِلْخَيْرِ] How well adapted or disposed, or how apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, competent, or proper, is he for what is good! or how worthy is he of what is good! (A.) And مَا أَجْدَرَهُ أَنْ يَفْعَلَ ذٰلِكَ, and أَجْدِرْ بِهِ, How well adapted or disposed, or how apt, meet, &c., is he for doing that! or how worthy is he to do that! (TA.) The usage of جَدُرَ, signifying “ he was, or became, adapted, &c.,” refutes the assertion of certain grammarians that these two forms of the verb deviate from general rule. (MF.) 8 اجتدر بِنَآءَهُ; and ↓ جدّرهُ, inf. n. تَجْدِيرٌ (K) and مُجَدَّرٌ; (TA;) He raised his building high; or constructed it firmly and strongly, and raised it high; syn. شَيَّدَهُ. (K, TA.) [In the CK, we read اِجتَدَرَ بِنَاهُ, as though the pronoun ه referred to the word جِدَار, which precedes; and thus the verb signified “ he built a wall; ” but it is shown in the TA that the right reading is that given above.] Q. Q. 1 جَنْدَرَ الكِتَابَ He passed the pen over what had become obliterated, of the writing, (S, K,) in order that it might become distinct. (S.) and جندر الثَّوْبَ He renewed the variegated, or figured, work of the garment, or piece of cloth, after it had gone. (S, K.) [J says,] I think it to be an arabicized word. (S) جَدْرٌ A wall; or a wall of enclosure; syn. حَائِطٌ; as also ↓ جِدَارٌ, [which is the more common]: (S, A, Msb, K:) pl. of the former, جُدُرٌ, (S, Msb, K,) sometimes used as a pl. of pauc., (Sb, TA,) and جُدْرٌ; (K;) and of the latter, جُدْرَانٌ. (S, Msb, K.) b2: The basis, or foundation, of a wall: (K:) and the side of a wall: (Lh, K:) pl., in both these senses, جُدُورٌ. (TA.) الجَدْرُ is applied to The [wall called the]

حَطِيم (A, K) of the Kaabeh; (K;) because in it is a part of the [original] foundations of the house: (TA:) and it is also called الحِجْرُ. (A.) b3: (assumed tropical:) A fence, or dam, raised of branches, to retain water; likened to a wall: (Az, Msb:) or a fence, or dam, to confine water: pl. جُدُورٌ: (Suh, Msb:) and جُدُرٌ, [which is also a pl.,] signifies fences, or dams, between houses, which retain water. (TA.) b4: [The pl.] جُدُورٌ also signifies Gardens, or walled gardens, (حَوَائِط,) of grapes. (TA.) جَدَرَةٌ: see جَدِيرَةٌ جُدَرِىٌّ and جَدَرِىٌّ (S, Msb, K) [Small-pox;] certain pustules (Msb, K) in the body, (K,) which break forth (Msb, K) from the skin, full of water, and afterwards opening, (Msb,) and generating thick purulent matter; (K;) a well-known disease, that attacks people once during life. (TA.) b2: جُدَرِىُّ الأَرْضِ (tropical:) an appellation applied to Truffles (كَمْأَة), denoting disapprobation. (TA from a trad.) جِدَارٌ: see جَدْرٌ: and see also جَدِيرَةٌ.

جَدِيرٌ A place having a wall built around it; a walled place. (S, K.) A2: See also مُجَدَّرٌ.

A3: Also Adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, proper, competent, or worthy; syn. خَلِيقٌ (S, A, Msb, K) and حَقِيقٌ: (Msb:) fem. with ة: (TA:) pl. mase. جَدِيرُونَ and جُدَرَآءُ: (S, K:) pl. fem. جَدِيرَاتٌ and جَدَائِرُ. (TA.) You say, هُوَ جَدِيرٌ بِكَذَا (S, A, Msb) and لِكَذَا (TA) He is adapted, disposed, apt, meet, &c., for such a thing; (S, A, Msb;) and [naturally] drawn to it. (Ham p. 707.) And أَنْتَ جَدِيرٌ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا Thou art adapted, disposed, apt, meet, &c., for doing such a thing; or worthy to do it. (S.) And أَنْ يَفْعَلَ ↓ إِنَّهُ لَمَجْدَرَةٌ, (K,) and in like manner you say of two persons, and of more, (TA,) and ↓ مَجْدُورٌ, (K.) Verily he is one who is adapted, disposed, apt, meet, &c., for doing [such a thing]; or worthy to do [it]; syn. مَخْلَقَةٌ. (K.) [↓ مَجْدَرَةٌ properly signifies A place, and hence a thing, an affair, and a person, adapted, disposed, apt, meet, &c.; like مَخْلَقَةٌ and مَحْرَاةٌ: and ↓ مَجْدُورٌ, Made, or called, adapted or disposed &c., though said by Aboo-Jaafar Er-Ru- ásee to be a pass. part. n. having no verb.] Also بِذٰلِكَ ↓ إِنَّهَا لَمَجْدَرَةٌ Verily she is one who is adapted, disposed, apt, &c., for that: and بِأَنْ تَفْعَلَ ذٰلِكَ for doing that: and in like manner you say of two persons, and of more. (TA.) And لِذَاكَ ↓ هٰذَا الأَمْرُ مَجْدَرَةٌ This affair, or thing, is one that is adapted, apt, meet, &c., for that; syn. مَحْرَاةٌ. (S.) And ↓ هٰذَا الأَمْرُ مَجْدَرَةٌ مِنْهُ This affair, or thing, is one that is adapted, apt, meet, &c., for him to do; i. e. he is adapted, apt, meet, &c., for doing it. (TA.) جَدِيرَةٌ An enclosure for camels, (Az, S, K,) and for lambs and kids and calves &c., (TA,) made of masses of stone; (Az, S;) as also ↓ جَدَرَةٌ: (TA:) if of mud, or clay, it is called ↓ جِدَارٌ: (Az, TA:) or an enclosure (زَرْب ) for sheep or goats. (TA.) A2: Nature; or natural, or native, disposition, temper, or other property. (K) هُوَ أَجْدَرُ بِهِ He, or it, is more, or most, adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, competent, or proper, for it, or him; or he is more, or most, worthy of it. (A.) [See an ex. in a verse cited voce خُطَّةٌ.]

أَرْضٌ مَجْدَرَةٌ A land in which is حُدَرِىّ [or small-pox]: (Lh, S:) or a land in which is much thereof. (K.) A2: See also جَدِيرٌ, in five places.

مُجَدَّرٌ (S, Mgh, Msb, K) and ↓ مَجْدُورٌ (Mgh, K) and ↓ جَدِيرٌ (Msb, TA) Having the جُدَرِىّ [or small-pox]. (S, Mgh, Msb, K.) And ↓ مَجْدُورٌ الوَجْهِ [Having the face marked with the smallpox]. (A.) مَجْدُورٌ: see مُجَدَّرٌ: A2: and see also جَدِيرٌ, in two places.
الْجِيم وَالدَّال وَالرَّاء

هُوَ جَدِير بِكَذَا، ولكذا: أَي خليق.

وَالْجمع: جَدِيرون، وجُدراء.

وَالْأُنْثَى: جديرة.

وَقد جَدُر جَدارة.

وَإنَّهُ لمَجْدَرة أَن يفعل، وَكَذَلِكَ: الِاثْنَان والجميع.

وَإِنَّهَا لمَجْدَرة بذلك وَبِأَن تفعل ذَلِك. وَكَذَلِكَ: الاثنتان والجميع، كُله عَن اللحياني.

وَهَذَا الْأَمر مَجْدَرة لذَلِك ومجدرة مِنْهُ: أَي مخلقة.

ومَجْدَرةٌ مِنْهُ أَن يفعل كَذَا: أَي هُوَ جدير بِفِعْلِهِ.

وَحكى اللحياني عَن أبي جَعْفَر الرُّؤَاسِي: إِنَّه لمجدور أَن يفعل ذَلِك، جَاءَ بِهِ على لفظ الْمَفْعُول وَلَا فعل لَهُ.

وَحكى: مَا رَأَيْت من جدارته، وَلم يزدْ على ذَلِك.

والجُدَرِيّ، والجَدَرِيُّ: قُرُوح فِي الْبدن تَنَفَّط وتقيح.

وَقد جُدِر جَدْرا، وجُدِّر.

وروى اللحياني جَدَر يجدِر جَدْرا.

وَأَرْض مَجْدَرة: ذَات جُدَرِيّ.

والجَدرُ، والجُدَرُ: سلع تكون فِي الْبدن خلقَة، وَقد تكون من الضَّرْب والجراحات.

واحدتها: جَدَرة وجُدَرة، وَهِي الأَجْدار.

وَقيل: الجُدَرُ إِذا ارْتَفَعت عَن الْجلد، وَإِذا لم ترْتَفع عَنهُ فَهِيَ ندب. وَقد تدعى النّدب جُدَرا، وَلَا تدعى الجُدَر نَدبا.

وَقَالَ اللحياني: الجَدَر: السّلع تكون بالإنسان أَو البثور النابتة، واحدتها: جَدَرة والجُدَر: آثَار ضرب مُرْتَفعَة على جلد الْإِنْسَان، الْوَاحِدَة: جُدَرة. فَمن قَالَ: الجُدَرِيّ: نِسْبَة إِلَى الجُدَر، وَمن قَالَ: الجَدَرِيّ: نِسْبَة إِلَى الجَدَر، هَذَا قَول اللحياني، وَلَيْسَ بالْحسنِ.

وجَدِر ظَهره جَدَرا: ظَهرت فِيهِ جُدَر.

والجُدَرة فِي عنق الْبَعِير: السّلْعَة. وَقيل: هِيَ من الْبَعِير جُدَرة، وَمن الْإِنْسَان سلْعَة وضواة.

والجَدَر: ورم يَأْخُذ فِي الْحلق.

وشَاة جَدْرا: تقوب جلدهَا عَن دَاء وَلَيْسَ من جُدَرِيّ.

والجَدَر: انتبار فِي عنق الْحمار، وَرُبمَا كَانَ من الكدم.

وَقد جَدَرَتْ عُنُقه جُدُورا.

وعامر الأجدارِ: أَبُو قَبيلَة من كلب؛ سمي بذلك لسلع كَانَت فِي بدنه.

وجَدَر النبت وَالشَّجر، وجَدُر جدارة، وجَدَّر، وأَجدر: طلعت رءوسه فِي أول الرّبيع. وَذَلِكَ يكون عشرا أَو نصف شهر.

وأجدرت الأَرْض: كَذَلِك.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: جَدَر الشّجر: إِذا اخْرُج ثمره كالحمص.

وَشَجر جَدَر.

وجَدَر العَرْفَجُ والثُّمام يَجْدُر: إِذا خرج فِي كعوبه ومتفرق عيدانه مثل أظافير الطير.

وأجدر الوليع، وجادر: اسمر وَتغَير، عَن أبي حنيفَة، يَعْنِي؛ بالوليع طلع النّخل.

وجَدَّر الْعِنَب: صَار حبه فويق النفض.

والجَدَرة، بِفَتْح الدَّال: حَظِيرَة تصنع للغنم من حِجَارَة وَالْجمع: جَدَر.

والجَدِيرة: زرب الْغنم.

والجديرة: كنيف يتَّخذ من حِجَارَة يكون للبهم وَغَيرهَا. فَإِن كَانَ من طين فَهُوَ جِدار.

والجِدَار: الْحَائِط.

وَالْجمع: جُدُر. وجُدُرات: جمع الْجمع، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَهُوَ مِمَّا استغنوا فِيهِ بِبِنَاء اكثر الْعدَد عَن بِنَاء أَقَله، فَقَالُوا: ثَلَاثَة جُدُر.

وَقَول عبد الله بن عمر أَو غَيره: إِذا اشْتريت اللَّحْم يضْحك جَدْر الْبَيْت يجوز أَن يكون جَدْر: لُغَة فِي جِدَار.

وَالصَّوَاب عِنْدِي: تضحك جُدُر الْبَيْت وَهُوَ جمع جِدَار، وَهَذَا مثل، وَإِنَّمَا يُرِيد أهل الدَّار يفرحون.

وجَدَره يَجْدُره جَدْرا: حَوَّطه.

واجتدره: بناه، قَالَ رؤبة:

تشييدَ أَعضادِ الْبناء المُجْتَدِرْ

وجدّره: شيده، وَقَوله، أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

وآخَرون كالحَمِيرِ الجُشَّرِ

كَأَنَّهُمْ فِي السَّطْحِ ذِي المجدَّر

إِنَّمَا أَرَادَ: ذِي الْحَائِط المجدَّر. وَقد يجوز أَن يكون أَرَادَ: ذِي التجدير: أَي الَّذِي جُدّر وشُيِّد، فَأَقَامَ المُفَعَّل مقَام التفعيل؛ لِأَنَّهُمَا جَمِيعًا مصدران لفعَّل، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

إِن المُوَقَّى مثل مَا وقِّيتُ

أَي إِن التوقية.

وجَدَر الرجل: توارى بالجدار، حَكَاهُ ثَعْلَب، وَأنْشد:

إِن صُبَيح بن الزبير فَأرا

فِي الرَّضْم لَا يتْرك مِنْهُ حَجَرا

إلاّ مَلاَه حِنْطة وجَدَرا

قَالَ: ويروى: " حشاه ". وفأر: حفر. قَالَ هَذَا سرق حِنْطَة وخبأها. والجَدَرة: حَيّ من الأزد بنوا جِدَار الْكَعْبَة فسموا: الجَدَرةَ، لذَلِك.

والجَدْر: أصل الجِدَار، وَفِي الحَدِيث: " حَتَّى يبلغ المَاء جَدْرَه ": أَي أَصله، وَالْجمع: جُدُور، وَقَالَ اللحياني: هِيَ الجوانب، وَأنْشد:

تَسْقِى مذانب قد طَالَتْ عَصِيفتها ... جُدُورها من أتىّ المَاء مطمومُ

قَالَ: افرد مطموما لِأَنَّهُ أَرَادَ مَا حول الجُدُور، وَلَوْلَا ذَلِك لقَالَ: مطمومة.

والجُدُور: الحواجز الَّتِي بَين الدبار الممسكة المَاء.

والجدِير: الْمَكَان يبْنى حوله جِدَار، قَالَ الْأَعْشَى:

ويبنون فِي كلّ وَاد جَدِيرا

وجُدُور الْعِنَب: حوائطه، وَاحِدهَا: جَدْر.

وجَدْر الكظامة: حافتاها.

وَقيل: طين حافتيها.

والجِدْر: نَبَات، واحدته: جِدْرة.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة الجَدْر: كالحلمة غير انه صَغِير يتربل، وَهُوَ من نَبَات الرمل ينْبت مَعَ الْمَكْر وَجمعه: جُدُور، قَالَ العجاج، وَوصف ثورا:

أَمْسَى بِذَات الحاذِ والجُدُور

وجَدَر: مَوضِع بِالشَّام قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

فَمَا إنْ رَحيقٌ سَبَتْها التِّجا ... رُ من أَذرِعاتٍ فوادي جَدَرْ

وخمر جَيْدريَّة: مَنْسُوب إِلَيْهَا على غير قِيَاس. قَالَ:

أَلا يَا اصبحاني فَيْهجا جَيْدَريَّةً ... بِمَاء سَحَاب يسْبق الحقَّ باطِلي يَعْنِي بِالْحَقِّ: الْمَوْت وَالْقِيَامَة.

وَقد قيل: إِن جَيْدرا: مَوضِع هُنَالك أَيْضا.

فَإِن كَانَت الْخمر الجَيْدَرِيَّة منسوبة إِلَيْهِ فَهُوَ نسب قياسي.

والجَيْدَر، والجَيْدَرِيّ، والجَيْدَرانُ: الْقصير، وَقد يُقَال لَهُ: جَيْدرة على الْمُبَالغَة، وَقَالَ الْفَارِسِي: وَهَذَا كَمَا قَالُوا لَهُ: دحداحة، ودِنَّبَة وحِنْزَقْرة، وَامْرَأَة جَيْدرة، وجَيْدريَّة، أنْشد يَعْقُوب:

ثنت عُنُقا لم ثنها جَيْدرِيَّة ... عَضَاد وَلَا مكنوزةُ اللَّحْم ضَمْزَرُ

والتَّجدير: الْقصر، وَلَا فعل لَهُ، قَالَ:

إِنِّي لأَعْظُمُ فِي صَدْر الكمِيّ على ... مَا كَانَ فِيّ من التَّجدير والقِصَر

أعَاد الْمَعْنيين لاخْتِلَاف اللَّفْظَيْنِ، كَمَا قَالَ:

وَهِنْد أَتَى من دونهَا النَّأيُ والبُعْدُ

جدر: هو جَدِيرٌ بكذا ولكذا أَي خَلِيقٌ له، والجمع جَدِيرُونَ

وجُدَراءُ، والأُنثى جَدِيرَةٌ. وقد جَدُرَ جَدارَة، وإِنه لمَجْدَرَةٌ أَن يفعل،

وكذلك الاثنان والجمع، وانها لمَجْدَرَةٌ بذلك وبأَن تفعل ذلك، وكذلك

الاثنتان والجمع؛ كله عن اللحياني. وعنه أَيضاً: لَجدِير أَن يفعل ذلك

وإِنهما لجَدِيرانِ؛ وقال زهير:

جَدِيرُونَ يوماً أَن يَنالوا فَيَسْتَعْلُوا

ويقال للمرأَة: إِنها لجَدِيرَةٌ أَن تفعل ذلك وخليقة، وأَنهن جَدِيراتٌ

وجَدائِرُ؛ وهذا الأَمر مَجْدَرَةٌ لذلك ومَجْدَرَةٌ منه أَي

مَخْلَقَةٌ. ومَجْدَرَةٌ منه أَن يَفْعَل كذا أَي هو جَدِيرٌ بفعله؛ وأَجْدِرْ بِهِ

أَن يفعل ذلك. وحكى اللحياني عن أَبي جعفر الرَّوَاسي: إِنه لمَجْدُورٌ

أَن يفعل ذلك، جاء به على لفظ المفعول ولا فعل له. وحكى: ما رأَيت من

جَدَارتِهِ، لم يزد على ذلك.

والجُدَرِيُّ

(* قوله: «والجدري» هو داء معروف يأخذ الناس مرة في العمر

غالباً. قالوا: أول من عذب به قوم فرعون ثم بقي بعدهم، وقال عكرمة: أوّل

جدري ظهر ما أصيب به أبرهة، أفاده شارح القاموس). والجَدَرِيُّ، بضم

الجيم وفتح الدال وبفتحهما لغتان: قُروحٌ في البدن تَنَفَّطُ عن الجلد

مُمْتَلِئَة ماءً، وتَقَيَّحُ، وقد جُدِرَ جَدْراً وجُدِّرَ وصاحبها جَدِيرٌ

مُجَدَّرٌ، وحكى اللحياني: جَدِرَ يَجْدَرُ جَدَراً. وأَرضٌ مَجْدَرَة: ذات

جُدَرِيّ.

والجَدَرُ والجُدَرُ: سِلَعٌ تكون في البدن خلقة وقد تكون من الضرب

والجراحات، واحدتها جَدَرَة وجُدَرَةٌ، وهي الأَجْدارُ. وقيل: الجُدَرُ إِذا

ارتفعت عن الجلد وإِذا لم ترتفع فهي نَدَبٌ، وقد يدعى النَّدَبُ جُدَراً

ولا يدعى الجُدَرُ نَدَباً. وقال اللحياني: الجُدَرُ السِّلَع تكون

بالإِنسان أَو البُثُورُ الناتئة، واحدتها جُدَرَةٌ. الجوهري: الجَدَرَةُ

خُرَاجٌ، وهي السِّلْعَةُ، والجمع جَدَرٌ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

يا قاتَلَ اللهُ ذُقَيْلاً ذا الجَدَرْ

والجُدَرُ: آثارُ ضربٍ مرتفعةٌ على جلد الإِنسان، الواحدة جُدَرَةٌ، فمن

قال الجُدَرِيُّ نَسَبَه إِلى الجُدَرِ، ومن قال الجَدَريُّ نسبه إِلى

الجَدَر؛ قال ابن سيده: هذا قول اللحياني، قال: وليس بالحسن.

وجَدِرَ ظهرهُ جَدَراً: ظهرت فيه جُدَرٌ. والجُدَرَةُ في عنق البعير:

السِّلْعَةُ، وقيل: هي من البعير جُدَرَةٌ ومن الإِنسان سِلْعَةٌ وضَواةٌ.

ابن الأَعرابي: الجَدَرَةُ الوَرْمَةُ في أَصل لَحْيِ البعير النضر.

الجَدَرَةُ: غُدَدٌ تكون في عنق البعير يسقيها عِرْقٌ في أَصلها نحو السلعة

برأْس الإِنسان. وجَمَلٌ أَجْدَرُ وناقة جَدْراء. والجَدَرُ: وَرَمٌ يأْخذ

في الحلق. وشاة جَدْراء: تَقَوَّب جلدها عن داء يصيبها وليسَ من

جُدَرِيّ. والجُدَرُ: انْتِبارٌ في عنق الحمار وربما كان من آثار الكَدْمِ، وقد

جَدَرَتْ عنقه جُدُوراً. وفي التهذيب: جَدِرَتْ عنقه جَدَراً إِذا

انْتَبَرَتْ؛ وأَنشد لرؤبة:

أَو جادِرْ اللِّيتَيْنِ مَطْوِيُّ الحَنَقْ

ابن بُزُرج: جَدِرَتْ يدَهُ تَجْدَرُ ونَفِطَتْ ومَجِلَتْ، كل ذلك

مفتوح، وهي تَمْجَلُ وهو المَجْلُ؛ وأَنشد:

إِنِّي لَساقٍ أُمَّ عَمْرٍو سَجْلا،

وابن وجَدْتُ في يَدَيَّ مَجْلا

وفي الحديث: الكَمْأَةُ جُدَرِيُّ الأَرض، شبهها بالجُدَرِيِّ، وهو الحب

الذي يظهر في جسد الصبي لظهورها من بطن الأَرض، كما يظهر الجُدَرِيُّ من

باطن الجلد، وأَراد به ذمّها. ومنه حديث مَسْرُوق: أَتينا عبدالله في

مُجَدَّرِينَ ومُحَصَّبِينَ أَي جماعة أَصابهم الجُدَرِيُّ والحَصْبَةُ.

والحَصْبَةُ: شِبْه الجُدَرِيّ يظهر في جلد الصغير.

وعامِرُ الأَجْدَارِ: أَبو قبيلة من كَلْبٍ، سمي بذلك لِسِلَعٍ كانت في

بدنه.

وجَدَرَ النَّبْتُ والشجر وجَدَّرَ جَدارَةً وجَدْرَ وأَجْدَرَ: طلعت

رؤوسه في أَوّل الربيع وذلك يكون عَشْراً أَو نصف شهر، وأَجْدَرَتِ الأَرض

كذلك. وقال ابن الأَعرابي: أَجْدَرَ الشجرُ وجَدَّرَ إِذا أَخرج ثمره

كالحِمَّصِ؛ وقال الطرماح:

وأَجْدَرَ مِنْ وَادِي نَطاةَ وَلِيعُ

وشجر جَدَرٌ. وجَدَرَ العَرْفَجُ والثُّمامُ يَجْدُر إِذا خرج في

كُعُوبه ومُتَفَرّق عِيدانِه مثلُ أَظافير الطير. وأَجْدَرَ الوَلِيعُ وجادَرَ:

اسْمَرَّ وتغير؛ عن أَبي حنيفة، يعني بالوليع طَلْعَ النخل والجَدَرَةُ:

الحَبَّةُ من الطلع. وجَدَّرَ العنَبُ: صار حبه فُوَيْقَ النَّفَض.

ويقال: جَدِرَ الكَرْمُ يَجْدَرُ جَدَراً إِذا حَبَّبَ وهَمَّ بالإِيراق.

والجِدْرَ: نَبْتٌ؛ وقد أَجْدَرَ المكانُ.

والجَدَرَةُ، بفتح الدال: حَظِيرة تصنع للغنم من حجارة، والجمع جَدَرٌ.

والجَدِيرَة: زَرْبُ الغَنم. والجَدِيرَة: كَنِيفٌ يتخذ من حجارة يكون

لِلْبَهْم وغيرها. أَبو زيد: كنيف البيت مثل الجُحْرَة يجمع من الشجر، وهي

الحظيرة أَيضاً. والحِظَارُ: ما حُظِرَ على نبات شجر، فإِن كانت الحظيرة

من حجارة فهي جَدِيرَة، وإِن كان من طين فهو جِدارٌ.

والجِدارُ: الحائط، والجمع جُدُرٌ، وجُدْرانٌ جمع الجمع مثل بَطْنٍ

وبُطْنانٍ

(* قوله: «مثل بطن وبطنان» كذا في الصحاح. ولعل التمثيل: إِنما هو

بين جدران وبطنان فقط بقطع النظر عن المفرد فيهما. وفي المصباح: والجدار

الحائط والجمع جدر مثل كتاب وكتب والجدر لغة في الجدار وجمعه جدران)؛ قال

سيبويه: وهو مما استغنوا فيه ببناء أَكثر العدد عن بناء أَقله، فقالوا

ثلاثة جُدُرٍ؛ وقول عبدالله بن عمر أَو غيره: إِذا اشتريت اللحم يضحك

جَدْرُ البيت؛ يجوز أَن يكون جَدْرٌ لغةً في جِدارٍ؛ قال ابن سيده: والصواب

عندي تضحك جُدُرُ البيت، وهو جمع جِدارٍ، وهذا مَثَلٌ وإِنما يريد أَن

أَهل الدار يفرحون. الجوهري: الجَدْرُ والجِدَارُ الحائط. وجَدَرَه

يَجْدُرُه جَدْراً: حَوَّطه. واجْتَدَرَهُ: بناه؛ قال رؤبة:

تَشْيِيد أَعْضادِ البِناء المُجْتَدَرْ

وجَدَّرَهُ: شَيَّدَهُ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

وآخَرُون كالحَمِيرِ الجُشَّرِ،

كأَنَّهُمْ في السَّطْحِ ذِي المُجَدَّرِ

إِنما أَراد ذي الحائط المجدّر، وقد يجوز أَن يكون أَراد ذي التجدير أَي

الذي جُدّر وشُيِّدَ فأَقام المُفَعَّل مقامَ التَّفْعيل لأَنهما جميعاً

مصدران لفَعَّلَ؛ أَنشد سيبويه:

إِنَّ المُوَقَّى مِثْلُ ما لَقِيتُ

أَي إِن التوقية.

وجَدَرَ الرجلُ: توارى بالجِدارِ؛ حكاه ثعلب، وأَنشد:

إِنَّ صُبَيْحَ بن الزُّبَيْرِ فأَرَا

في الرَّضْمِ، لا يَتْرُك منه حَجَرا

إِلاَّ مَلاه حِنْطَةً وجَدَرا

قال: ويروى حشاه. وفأَر: حفر. قال: هذا سرق حنطة وخبأَها.

والجَدَرَةُ: حَيٌّ من الأَزد بَنَوْا جِدارَ الكعبة فسُمُّوا الجَدَرَة

لذلك. والجَدْرُ: أَصلُ الجِدارِ. وفي الحديث: حتى يبلغ الماء جَدْرَهُ

أَي أَصله، والجمع جِدُورٌ، وقال اللحياني: هي الجوانب؛ وأَنشد:

تَسْقي مَذانِبَ قد طالَتْ عَصِيفتُها،

جُدُورُها من أَتِيِّ الماء مَطْمُومُ

قال: أَفرد مطموماً لأَنه أَراد ما حول الجُدُورِ، ولولا ذلك لقال

مطمومة. وفي حديث الزبير حين اختصم هو والأَنصاري إِلى النبي، صلى الله عليه

وسلم، في سُيول شِراجِ الحَرَّةِ: اسْقِ أَرْضَكَ حتى يَبْلُغَ الماءُ

الجَدْرَ؛ أَراد ما رفع من أَعضاد المزرعة لتُمْسكَ الماء كالجدار، وفي

رواية: قال له احبس الماء حتى يبلغَ الجُدَّ؛ هي المُسنَّاةُ وهو ما رفع حول

المزرعة كالجِدارِ، وقيل: هو لغة في الجدار، وروي الجُدُر، بالضم، جمع

جدار، ويروى بالذال؛ ومنه قوله لعائشة، رضي الله عنها: أَخاف أَن يَدْخُلَ

قُلُوبَهُمْ أَنْ أُدْخِلَ الجَذْرَ في البيت؛ يريد الحِجْرَ لما فيه من

أُصول حائط البيت. والجُدُرُ: الحواجز التي بين الدِّبارِ الممسكة الماء.

والجَدِيرُ: المكان يبنى حوله جِدارٌ. الليث: الجَدِيرُ مكان قد بني

حواليه مَجْدورٌ؛ قال الأَعشى:

ويَبْنُونَ في كُلِّ وادٍ جَدِيرا

ويقال للحظيرة من صخر: جَدِيرَةٌ. وجُدُورُ العنب: حوائطه، واحدها

جَدْرٌ. وجَدْراءُ الكَظَامَة: حافاتها، وقيل: طين حافتيها.

والجِدْرُ: نبات

(* قوله: «والجدر نبات إلخ» هو بكسر الجيم وأما الذي من

نبات الرمل فبفتحها كما في القاموس). واحدته جِدْرَةٌ. وقال أَبو حنيفة:

الجَدْرُ كالحلمة غير أَنه صغير يَتَرَبَّلُ وهو من نبات الرمل ينبت مع

المَكْرِ، وجمعه جُدُورٌ؛ قال العجاج ووصف ثوراً:

أَمْسَى بذاتِ الحاذِ والجُدُورِ

التهذيب: الليث: الجَدْرُ ضرب من النبات، الواحدة جَدْرَةٌ؛ قال العجاج:

مَكْراً وجَدْراً واكْتَسَى النَّصِيُّ

قال: ومن شجر الدِّقِّ ضروب تنبت في القِفاف والصِّلابِ، فإِذا أَطلعت

رؤوسها في أَول الربيع قيل: أَجْدَرَتِ الأَرْضُ. وأَجْدَرَ الشجر، فهو

جَدْرٌ، حتى يطول، فإِذا طال تفرقت أَسماؤه.

وجَدَرٌ: موضع بالشام، وفي الصحاح: قرية بالشام تنسب إِليها الخمر؛ قال

أَبو ذؤيب:

فما إِنْ رَحيقٌ سَبَتْها التِّجَا

رُ مِنْ أَذْرِعَاتٍ، فَوَادي جَدَرْ

وخمر جَيْدَرِيَّةٌ: منسوب إِليها، على غير قياس؛ قال معبد بن سعنة:

أَلا يا آصْبَحَاني قَبْلَ لَوْمِ العَواذِلِ،

وقَبْلَ وَدَاعٍ مِنْ رُبَيْبَةَ عاجِلِ

أَلا يا آصْبَحَاني فَيْهَجاً جَيْدَرِيَّةً،

بماءٍ سَحَابٍ، يَسْبِقِ الحَقَّ باطِلي

وهذا البيت أَورده الجوهري أَلا يا آصْبَحِينا، والصواب ما أَوردناه

لأَنه يخاطب صاحبيه. قال ابن بري: والفيهج هنا الخمر وأَصله ما يكال به

الخمر، ويعني بالحق الموت والقيامة، وقد قيل: إِن جَيْدَراً موضع هنالك

أَيضاً فإِن كانت الخمر الجيدرية منسوبة إِليه فهو نسب قياسي.

وفي الحديث ذكر ذي الجَدْرِ، بفتح الجيم وسكون الدال، مَسْرَحٌ على ستة

أَميال من المدينة كانت فيه لِقاحُ النبي، صلى الله عليه وسلم، لما أُغير

عليها. والجَيْدَرُ والجَيْدَرِيُّ والجَيْدَرانُ: القصِير، وقد يقال له

جَيْدَرَةٌ على المبالغة، وقال الفارسي: وهذا كما قالوا له دَحْداحة

ودِنَّبَةٌ وحِنْزَقْرَة. وامرأَة جَيْدَرَةٌ وجَيْدَرِيَّةٌ؛ أَنشد

يعقوب:ثَنَتْ عُنُقاً لم تَثْنِها جَيْدرِيَّةٌ

عَضَادٌ، ولا مَكْنُوزة اللحمِ ضَمْزَرُ

والتَّجْدِيرُ: القِصَرُ، ولا فعل له؛ قال:

إِني لأَعْظُمُ في صَدْرِ الكَمِيِّ، على

ما كانَ فيَّ مِنَ التَّجْدِيرِ والقِصَرِ

أَعاد المعنيين لاختلاف اللفظين، كما قال:

وهِنْدٌ أَتَى من دونِها النَّأَْيُ والبُعْدُ

الجوهري: وجَنْدَرْتُ الكتاب إِذا أَمررت القَلَم على ما دَرَسَ منه

ليتبين؛ وكذلك الثوب إِذا أَعدت وَشْيَه بعدما كان ذهب، قال: وأَظنه

معرّباً.

جدر
: (الجَدْرُ) ، بفتحٍ فَسُكُون: (الحائِطُ: كالجِدَارِ) ، بِالْكَسْرِ، ووَرَدَ فِي قَول عبدِ الله بنِ عُمَرَ: (إِذا اشتريْت اللَّحْمَ يضحكُ جَدْرُ البَيْتِ) ؛ قَالُوا: هُوَ لغةٌ فِي الجِدَار. (ج جُدْرٌ) ، بضمتَيْن، (وجُدْرانٌ) جَمْعُ الجمعِ، مثل بَطْن وبُطْنَان. قَالَ سِيبَوَيْه: وَهُوَ ممّا استغنَوْا فِيهِ ببِنَاءِ أَكثرِ العَدَدِ عَن بناءِ أَقلِّه، فَقَالُوا: ثلاثَةُ جُدُرٍ.
(و) الجَدْرُ: (نَبْتٌ رمْلِيٌّ) ، وَهُوَ كالحَلَمة غيرَ أَنه صغيرٌ يَتَرَبَّلُ، يَنْبُتُ مَعَ المَكْرِ، قالَه أَبو حنيفةَ: (ج جُدُورٌ) ، بالضمّ، قَالَ العَجّاج ووَصَفَ ثَوْراً:
أَمْسَى بذَات الحَاذِ والجُدُورِ
وَفِي التَّهْذِيب: عَن اللَّيْث: الجَدْر: ضَرْبٌ من النَّبَات، الواحِدَةُ جَدْرَةٌ، قَالَ العَجّاج:
مَكْراً وجَدْراً واكْتَسَى النَّصِيُّ
(وَقد أَجْدَرَ المَكَانُ) .
قَالَ الأَزهَريُّ: ومِن شَجَر الدِّقِّ ضُرُوبٌ تَنْبتُ فِي القِفاف والصَّلاب، فإِذا أَطْلَعتْ رؤُوسها فِي أَول الرَّبِيعِ، قيل: أَجْدرت الأَرْضُ، وأَجْدَرَ الشَّجرُ، فَهُوَ جَدْرٌ حِين يطولُ فإِذا طالَ تَفَرَّقَتْ أَسماؤُه.
كتاب م كتاب (و) الجَدْرُ: (حَطِيمُ الكَعْبَةِ) ، لما فِيهِ من أُصلِ حائِطِ البَيت. وَفِي الأَساس: وللحِجْر ثلاثةُ أَسماءِ: الحِجْرُ والحَطِيمُ والجدْرُ، (و) هُوَ (أَصْلُ الجِدَارِ) ؛ سُمِّيَ بِهِ لأَن جِدارَه مُسْتَوْطِيءٌ. وَفِي الحَدِيث: (حتَّى يَبْلُغَ الماءُ جَدْرَه) أَي أَصْلَه. والجمعُ جُدُورٌ. (و) قَالَ اللِّحيانيّ: جَدْرُه: (جانِبُه) ، والجمعُ جُدُورٌ،، وأَنشدَ:
تَسْقِي مَذَانِبَ قد طالَتْ عَصِيفَتْهَا
جُدُورُهَا مِن أَتِيِّ الماءِ مَطْمَومُ
(و) الجَدْرُ: (خُرُوجُ الجُدَرِيِّ، بضمِّ الجيمِ وفتحِها) ، لغتانِ، وأَما الدّالُ فمفتوحةٌ على كلِّ حَال، وَهُوَ إسمٌ (لقُرُوح فِي البَدَن تَنَفَّطُ) عَن الجِلْد ممتلئةٌ مَاء، (وتَقَيَّحُ) ، وَهُوَ داءٌ معروفٌ يَأْخُذُ الناسَ مرَّةً فِي العُمرِ. , قَالَ شيخُنا: وَقد قَالُوا: أَوَّلُ مَن عُذِّبَ بِهِ قومُ فرْعَوْنَ، ثمَّ بَقِيَ بعدهمْ، كمنا فِي المِصْباح. وَقَالَ عِكْرِمَةُ: أَوَّلُ جُدَرِيّ ظَهَرَ مَا أُصِيب بِهِ أَبْرهةُ.
(وَقد جَدِرَ يَجْدَرُ جَدَراً، حَكَاهُ اللِّحْيَانيُّ.
(وجُدِرَ، كعُنِيَ) جَدْراً. (ويُشَدَّدُ) .
قَالَ شيخُنَا: وَقد أَنكرَه الحرِيريُّ وجماعةٌ، وقلوا: إِن التَّفْعِيلَ يَدُلُّ على المبالغةِ والتَّكرارِ، وَهُوَ لَا يَأْتِي فِي العُمر إِلّا مرّة وَاحِدَة، فَكيف يُشَدَّدُ؟ وتَعَقَّبُوه بوجوهٍ بَسَطتُها فِي شرح نَظْمِ الفَصِيح، وأَشرتُ إِليها فِي شرح الدُّرَّة. (وَهُوَ مَجْدُور) الوَجْهِ، (ومُجَدَّرٌ) وجَدِيرٌ.
(وأَرْضٌ مجْدَرَةٌ: كَثِيرَتُه) . وَقَالَ اللِّحْيَانيُّ: ذاتُ جُدَرِيَ.
(والجِدْرُ، بِالْكَسْرِ: نباتٌ، لواحدةُ بهاءٍ) . وَقد أَجْدَرتِ الأَرضُ.
(و) الجَدَرُ (بالتَّحرِيك: سِلَعٌ تكون فِي البَدَن خِلْقَةً) أَو البُثورُ النّاتِئَةُ، عَن اللِّحْيانيّ، (أَو) آثارٌ (مِن ضَرْبٍ) مرتَفِعَةٌ على جِلْدِ الإِنسان، (أَو مِن جِراحَةٍ) ، وَقيل: الجَدَرُ إِذا ارتفعتْ عَن الجِلْد، وإِذا لم ترْتَفع فَهِيَ نَدَبٌ، وَقد يُدْعَى (النَّدب) جَدَراً وَلَا يُدْعَى الجدَرُ نَدَباً، (كالجُدَرِ، كصُرَدٍ، واحدتُهما بهاءٍ) .
وَفِي الصّحاح: الجَدَرَةُ: خُرَاجٌ، وَهِي السِّلْعَةُ، والجمعُ جَدرُ، وأَنشدَ ابنُ الأَعْرَابيِّ:
يَا قَاتَلَ اللهُ دُقَيْلاً ذَا الجَدَرْ
وَفِي المُحكَم: فمَن قَالَ: الجُدَرِيُّ، نَسَبَه إِلى الجُدر، وَمن قَالَ الجدريُّ نسَبَه إِلى الجَدر، قَالَ: وهاذا قولُ اللِّحْيانيِّ وَلَيْسَ بالْحسنِ، (ج الأَجْدارُ) .
(و) الجَدَرُ: (وَرمٌ يأْخُذُ فِي الحَلْق) وَعَن ابْن الأَعْرَابيِّ: الجَدَرَةُ: الوَرْمَةُ فِي أَصْل لَحْى البَعير. وَقَالَ النَّضْر: الجدَرةُ: غُددٌ تكونُ فِي عُنُق البَعِير، يسْقِيهَا عِرْقٌ فِي أَصْلهَا، نَحْوُ السِّلْعَة برأْس الإِنسان. وجمَلٌ أَجْدَرُ. وناقَةٌ جَدْراءُ. وَقيل: هِيَ فِي عُنُق البَعِير السِّلْعَةُ، وَقيل: هِيَ مِن البعِيرِ جُدرَةٌ، وَمن الإِنسان سِلْعةٌ (وضَوَاةٌ) .
(و) الجَدَرُ: (انْتِبارٌ أَو أَثَرُ كَدْم فِي عُنُقِ الحِمَارِ) جُدُوراً) ، بالضَّمِّ. وَفِي التَّهْذِيب: جَدِرَتْ عُنُقُه جَدَراً، إِذا انْتَبَرَتْ، وأَنشدَ لرُؤْبَةَ:
أَو جادِرُ اللِّيتَيْنِ مَطْوِيُّ الحَنَقْ
(و) الجَدَرُ: (حَبُّ الطَّلْعِ) . وأَجْدَرَ الوَلِيعُ، وجادرَ: أسْمَرَّ وتَغَيَّرَ، عَن أَبي حنيفَة، يَعْنِي بالولِيعِ طَلْعَ النَّخْلِ، واحدتُه جَدَرَةً، وَهِي حَبَّةُ الطَّلْعِ.
(و) الجَدَرُ (أَن يَخْرُجَ بالإِنسان جُدَرٌ) ، أَي فِي بَدَنه من البُثُور النّاتئَة، وَقد جَدِرَ ظ 2 هْرُه، قالَه اللِّحْيَانيُّ.
والجَدرُ أَيضاً أَن يَرِمَ عُنُقُ الحِمارِ، وَقد جَدِرتْ عُنُقُه، كَمَا فِي التَّهْذِيب.
(و) الجَدرُ: (هَمُّ الكَرْمِ بالإِيراقِ) ، يُقَال: جدِرَ الكَرْمُ جَدَراً، إِذا حبَّبَ وهَمَّ بالإِيراق وجدَّر العِنَبُ: صارَ حَبّه فُوَيْق النَّفَضِ.
(وفِعْلُهما كفَرِحَ) لَا غيرُ.
(والجدِيرُ: مكانٌ) يُبْنَى حولَه. وَقَالَ اللَّيْث: (بُنِيَ حَوَالَيْه جِدَارٌ) قَالَ الأَعشى:
وتَبْنُونَ فِي كلِّ وادٍ جَدِيرَا
(و) الجَدِيرُ: (الخَلِيقُ) ، يُقَال: هُوَ جَدِيرٌ بِكَذَا ولكذا، أَي خَلِيقٌ لَهُ. (ج جَدِيرُونَ وجُدَراءُ) والأُنثى جَدِيرَةٌ.
(وَقد جَدُرَ ككَرُمَ (جَدَارةً) بِالْفَتْح. قَالَ شيخُنَا وَفِيه رَدٌّ على النُّحَاة الَّذين يَقُولُونَ: إِنّ مَا أَجْدَرَه وأَجْدِرْ بِه شاذٌّ، كَمَا فِي التَّوْضِيح وغيرِه، وأَشرتُ إِلى نَقْدِه فِي حَواشِيه.
(وإِنّه لَمَجْدَرَةٌ أَن يَفْعَلَ) ، وكذالك الإثْنانِ والجَمْع، وإِنها لمجْدَرَة بذالك، وبأَن تَفْعَلَ ذالك، وكذالك الإِثْنَتَانِ والجَمْع، كلُّه عَن اللِّحْيَانيّ، وَعنهُ أَيضاً: إِنِ لَجدِيرٌ أَن يَفْعَلَ ذالك، وإِنهما لَجدِيرانِ. وَقَالَ زُهَيْر:
جَدِيرُون يَوماً أَنْ يَنَالُوا فيسْتَعْلوا
ويُقال للمرأَة: إِنّها لَجَدِيرَةٌ أَن تَفعَلَ ذالك وخَلِيقَةٌ، وإِنهُنَّ جدِيرَاتٌ وجَدَائِرُ. (و) حُكِيَ عَن أَبي جَعْفَر الرَّوَاسِيِّ: إِنه (مَجْدُورٌ) أَن يفعَل ذَلِك، جاءَ بِهِ على لَفْظ الْمَفْعُول وَلَا فِعْلَ لَهُ. وَقَالَ غيرُه: هاذا الأَمْرُ مَجْدَرَةٌ لذالك، ومَجْدَرَةٌ مِنْهُ، (أَي مَخْلَقَةٌ) مِنْهُ أَن يفعلَ كَذَا، أَي هُوَ جَدِيرٌ بفِعْلِه.
(وجَدَرَه: جَعَلَه جَدِيراً) نقلَه الصَّغَانِيُّ.
وأَجْدِرْ بِهِ أَن يفعلَ ذالك، وَمَا أَجْدَرَه.
(والجَدِيرَةُ: الحَظيرَةُ) ، وَهِي كَنِيفٌ يُتَّخَذُ مِن حِجَارَة يكون للبَهْم وغيرِهَا، كالجَدَرَة، محرَّكةً. وَقيل: الجَديرَةُ: زَرْبُ الغَنَم. وَعَن أَبي زَيْد: كَنِيفُ البَيْتِ مثلُ الحُجْرَة تُجْمَعُ من الشَّجَر، وَهِي الحَظيرَةُ أَيضاً؛ فإِن كَانَت من حِجَارَة فَهِيَ جَديرةٌ، وإِن كَانَ من طِين فَهُوَ جدَارٌ.
(و) الجَديرةُ: الطَّبيعَةُ) .
(و) الجِدارَةُ (ككِتَابَة: وادٍ بالحِجَاز فِيهِ قُرًى) ومَساكنُ عامرةٌ.
(وجَدَرُ، محرَّكَةً: ة بَين حِمْصَ وسَلَميَّةَ) تُنْسبُ إِليها الخَمْر، قَالَ أَبو ذُؤَيْب:
فَمَا إِنْ رَحِيقٌ سبَتْها التِّجا
رُ مِن أَذْرعَاتٍ فَوَادِي جَدَرْ (والنَّسْبَةُ جَدَريٌّ) على قِيَاس (وجَيْدَريٌّ) على غير قياسٍ، قَالَ مَعْبَد بنُ سَعْنَةَ:
أَلَا يَا اصْبَحاني قبلَ لَوْم العَواذِلِ
وقبلَ ودَاع من زُنَيْبَةَ عاجلِ
أَلَا يَا اصْبَحانِي فَيْهَجاً جَيْدَريَّةً
بماءِ سحَابٍ يَسْبِق الحَقَّ باطلي
هاكذا أَنشدَه ابْن بَرِّيَ. والفَيْهَجُ هُنَا: الخَمْر، وأَصلُه مَا يُكالُ بِهِ الخْمر، وَقد قيل إِن جَيْدَرَ موضعٌ هُنَاكَ أَيضاً، فإِن كَانَت الخَمرُ الجَيْدَريَّةُ منسوبةً إِليه فَهُوَ نَسَبٌ قياسيٌّ، كَمَا فِي اللِّسَان.
(والجَدَرَةُ، محرَّكَةً: حَيٌّ مِن الأَزْد) ، وهم بَنو عَامر بن عَمْرو بن خَثْعَمَة، وَمن قَالَ: ابْن عَمْرو مِن حُزَيْمَةَ فقد أَخطأَ؛ كَذَا حَقَّقه السهَيْليُّ فِي الرَّوْض. قلتُ: وخثعمة هاذا هُوَ ابنُ بكْر بن يَشْكُرَ بن قَسِيِّ بن صَعْب بن دُهْمانَ بن نصْر بن زَهرانَ الأَزْدِيُّ؛ (سُمُّوا بِهِ لأَنَّهُمْ بَنَوْا جِدَارَ الكَعْبة، عَظَّمَها اللهُ تعالَى) وشَرَّفها، (أَو حِجْرَها) وَهُوَ الْحطيم. وَقَالَ أَهلُ الأَنساب: دَخَلَ السَّيْلُ مرَّةً الكعبةَ، وصَدَّعَ بُنْيَانَها، ففَزعتْ قُريشٌ إِن جاءَ سَيْلٌ آخَرُ يَذهَبُ بشَرَفهم ودِينهم، فبنَى عامرٌ المذكورُ لهَا جِدَاراً دُون السَّيْل، يُسَمَّى الجَادِرَ. وَقَالَ شيخُنَا: والجَدَرَةُ لعلَّهم جَعَلُوه جَمْعَ جادرٍ، ككاتِب وَكَتَبَة ثمَّ سَمَّوُا القَبيلَةَ. قلْتُ: ويجوزُ أَن يكونَ إِلى الجَدِير، وَهُوَ الْمَكَان الَّذِي بُنِيَ حَوْلَه جدَارٌ، وأُرِيدَ بِهِ الحَطِيمُ، كَمَا قَالُوا فِي ثَقِيف ثَقَفِيّ.
(و) جَدَرةُ، (بِلَا لَام: والِدَةُ قُصَيِّ بنِ كِلاب) ، واسمُهما فاطمةُ بنتُ عوْفِ بنِ سعدِ بنِ سَيِلِ بنِ الجَدرَةِ، وهم حُلَفَاءُ بَنِي الدِّيلِ، قالَه ابنُ الأَثِير والأَمِيرُ.
(وجَدَرَ الشَّجَرُ خَرَجَ ثَمَرُه كالحِمِّصِ) ، عَن ابْن الأَعرابيّ. (و) جَدَرَ (النَّبْتُ) والشَّجَرُ (طَلَعَتْ رُؤُوسه) فِي أَول الرَّبِيع، (كأَنَّه الجُدَرِيُّ) ، فَهُوَ مَجازٌ (كجَدُرَ ككَرُمَ) جَدارَةٌ (وأجْدَرَ) ، حَكَى الثَّلاثةَ ابنُ الأَعرابيِّ، (وجَدَّرَ فيهمَا) وجادَرَ، الأَخِيرُ عَن أَبي حنيفَة، وَقَالَ الطِّرِمَّاح:
فآلَيْتُ أَلْحَى عَاشِقًا مَا سَرَى القَطَا
وأَجْدَرَ مِن وادِي نَطَاةَ وَلِيعُ
وجَدَرَ العَرْفَجُ والثُّمَامُ يَجْدُرُ، إِذا خَرَجَ فِي كُعُوبِه ومُتَفَرّقِ عِيدانِه مثلُ أَظافِيرِ الطَّيْرِ.
وأَجْدَرَ الوَلِيعُ وجادَرَ: أسْمَرَّ وتَغَيَّرَ.
وَقَالَ اللَّيْث: أَجْدَرَ الشَّجَرُ فَهُوَ جَدْرٌ، حِين يَطُولُ فإِذا طالَ تَفَرَّقَتْ أَسماؤُه.
(و) عَن ابنِ بُزُرْجَ وجَدَرَتِ (اليَدُ) تَجْدُرُ، ونَفِطَتْ، (مَجَلَتْ) ، كلُّ ذالك مفتوحٌ، وَهِي تَمْجَلُ، وَهُوَ المَجَلُ.
(و) جَدَرَ (الجدارَ) يَجْدُرُ: حَوَّطَه) .
(و) جَدَرَ (الرجلُ: توارَى بالجِدار) ، حَكَاهُ ثَعْلبٌ، وأَنشد:
إِنَّ صُبَيْحَ بنَ الزُّبَيْرِ فَأَرَا
فِي الرَّضْمِ لَا يَتْرُكُ مِنْهُ حَحَرَا
إِلَّا مَلأَه حِنْطَةً وجَدَرَا
قَالَ: هاذا سَرَقَ حِنْطَةً وخَبَأَها.
(واجْتَدَرَ: بنَاه) ، قَالَ رُؤْبة:
تَشْيِيدَ أَعْضادِ البِنَاءِ المُجْتَدَرْ (وجَدَّرَه تَجْدِيراً: شَيَّدَه) ، وأَنشدَ ابْن الأَعرابيّ:
وآخَرُون كالحَمِيرِ الجُشَّرِ
كأَنَّهم فِي السَّطْح ذِي المُجَدَّرِ
قيل: أَرادَ: ذِي الحائطِ المُجَدَّرِ، ويجوزُ أَن يكون أَراد: ذِي التَّجْدِيرِ؛ أَي الَّذِي جُدِّرَ وشُيِّدَ، فأَقام المُفَعَّلَ مقامَ التَّفْعِيلِ؛ لأَنهما جَمِيعاً مصدرانِ لفَعَّلَ، أَنشدَ سِيبَوَيْهِ:
إِنَّ المُوَقَّى مثلُ مَا لَقِيتُ
أَي إِنْ التَّوْقِيَةَ.
(والجَيْدَرُ: القَصِيرُ، كالجَيْدَرِيِّ والجَيْدَرَانِ) ، وَقد يُقَال لَهُ: جَيْدَرَةٌ، على المُبَالَغة، قَالَ الفارسيّ: وهاذا كَمَا قَالُوا: دَحْدَاحَةٌ ودِنَّبَةٌ وحِنَزْقَرَةٌ. وامرأَةٌ جَيْدَرَةٌ وجَيْدَرِيَّةٌ، وأَنشدَ يعقوبُ:
ثَنَتْ عُنُقاً لم تَثْنِهَا جَيْدرِيَّةٌ
عَضَادٌ وَلَا مَكْنُوزَةُ اللَّحْمِ ضَمْزَرُ
(والمَجْدُورُ: القليلُ اللَّحْمِ) ، وَمن بِهِ آثارُ ضَرْبٍ أَو سِياط.
(وذ جَدْرٍ) بِفَتْح فَسُكُون جاءَ ذِكْرُه فِي الحَدِيث، وَهُوَ (مَسْرَحٌ قُرْبَ المَدِينَةِ) ، على ساكنها أَفضل الصلاةِ وَالسَّلَام، على ستةِ أَميال مِنْهَا، ناحيةَ قُبَاءٍ، كَانَت فِيهِ لِقاحُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليْه وسلّم لما أُغِيرَ عَلَيْهَا.
(والمِجْدَارُ) كمِحْرابٍ: (مَا يُنْصَبُ فِي الزَّرْعِ مَزْجَرَةً للسِّباع) والطَّيْرِ، قَالَ:
اصْرِمِينِي يَا خِلْقَةَ المِجْدارِ
وصِلِينِي بِطُولِ بُعْدِ المَزارِ
(وعامِرُ بنُ جَدَرَةَ، محرَّكةً: أَولُ مَن كَتَب بخَطِّنا) ، أَي العربيِّ. قَالَ شيخُنا: وسيأْتي لَهُ فِي (مّ) أَنّ أَولَ مَن كَتَبَ بالعربيَّة مُرَامِرٌ، وجَزَمَ بِهِ جماعةٌ، وتَوَقَّفَ جماعَةٌ: هَل هُوَ خِلافٌ أَو يُمكنُ التوفيقُ؟ قَالَ: وهاذه الأَوَّلِيَّةُ فِيهَا خِلافٌ طويلُ الذَّيْلِ، أَوردَه ابنُ عَساكِرَ وغيرُه، ونَقَلَ خُلاصتَه الجَلَالُ فِي أَوَّلِيَّاتِه، وسيأْتي طَرَفٌ مِنْهُ إِن شاءَ اللهُ تعالَى. قلتُ: وهاذه العبرةُ مأْخُوذةٌ من الجَمْهَرة لِابْنِ دُرَيْد، قَالَ فِيهَا: أَوْلُ مَن كَتَبَ بخَطِّنا هاذا عامرُ بنُ جَدَرَةَ، ومُرَامِرُ بنُ مُرَّةَ، الطّائِيّانِ، ثمَّ سَعْدُ بنُ سَيَلٍ، غير أَن المصنِّفَ فَرَّقَ فذَكَر كلَّ واحدٍ فِيمَا يُناسِبُ ذِكْره فِي مَحَلِّه.
(وعامِرُ الأَجْدَارِ: أَبُو حَيَ) مِن كَلْبٍ؛ سُمِّيَ بِهِ (لأَنَّه كَانَ عَلَيْهِ جَدَرَةٌ) ، أَي سِلْعَةٌ، وَهُوَ عامرُ بنُ عَوْفِ بنِ كِنَانَةَ بنِ عَوف بنِ عُذْرَةَ بنِ زَيْدِ الّلاتِ، وهاذا الَّذِي ذَكَرَه المصنِّف مِن وَجْه التَّسْميَة؛ فقد صَرَّحَ بِهِ ابنُ دُرَيْد، ورَدَّ على ابْن الكَلْبيّ حَيْثُ قَالَ: لأَنه كَانَ جَالِسا بجَنْب جِدار إِلى آخرِه، فراجِع المعجمَ
(وجُدْرَةُ، بالضمّ: ابنُ سَبْرَةَ) العتَقِيُّ، شَهِدَ فتحَ مِصْرَ، (صَحابِيٌّ) ، هاكذا ضَبَطَه ابنُ ماكُولَا بالدّال الْمُهْملَة.
(وجَنْدَرَ الكِتَاب: أَمَرَّ القَلَم على مَا دَرَسَ مِنْهُ) لِيَتَبيَّنَ. (و) كذالك (الثَّوْبَ) إِذا (أَعادَ وشْيَه بعد ذَهابِه) ، وَهُوَ مأْخوذٌ من الصّحاح، قَالَ: وأَظُنُّه معرَّباً.
(وأَبو قِرْصافَةَ جَنْدَرةُ بنُ خَيْشَنَةَ) الكِنَانِيُّ (صَحابِيٌّ) ، نَزلَ عَسْقَلَانَ، رَوَتْ عَنهُ بِنْتُه.
وأَبو بكرٍ محمّدُ بنُ أَحمد بنِ يُوسُفَ المقرىء الجَنْدَرِيُّ محدِّثٌ، رَوى عَن أَبي بكرٍ الخَرائِطِيِّ.
وممّا يُستدرَك عَلَيْهِ:
شاةٌ جَدْراءُ: تَقَوَّبَ جِلْدُهَا عَن داءٍ بُصِيبُهَا، وَلَيْسَ مِن جُدَرِيَ.
وَفِي الحَدِيث: (الكَمْأَةُ جُدَرِيُّ الأَرْضِ) ؛ شَبَّهَهَا بِهِ لظُهُورِهَا مِن بَطْن الأَرْضِ كَمَا يَظْهَرُ الجُدَرِي مِن باطِن الجِلْد، وأَراد بِهِ ذَمَّها.
وأَجْدَرتِ الأَرضُ، إِذا طَلَعَتْ رُؤُوسُ نَباتِها.
وشَجَرٌ جَدَرٌ.
وجادَرَ الطَّلْعُ: طَلَعَ حَبُّه.
والجَدَرَةُ، محرَّكةً: حَظيرَةُ الغَنَم.
والجُدُرُ، بضمتَيْن: الحواجزُ الَّتِي بَين الدِّيارِ، المُمْسِكَةُ المَاء.
وجُدُورُ العِنَبِ حوَائِطُه.
وجدْرَا الكِظَامةِ: حَافَتَاهَا، وَقيل: طِينُ حافَتَيْهَا.
والتَّجْدِيرُ: القِصَرُ، وَلَا فِعْلَ لَهُ قَالَ:
إِني لأَعْظُمُ مِن صَدْرِ الكَمِيِّ علَى
مَا كانَ فِي زَمَنِ التَّجْدِيرِ والقِصَرِ.
أَعادَ المَعْنَيَيْنِ لاختلافِ اللفظَيْن، كَمَا قَالَه:
وهِنْنٌ أَتَى مِن دُونِها النَّأْيُ والبُعْدُ
كَذَا فِي اللِّسان.
والمُجَدَّرُ: لَقَبُ نصْرِ بنِ زَيْد، رَوَى عَن مَالك وشَرِيك.
والمجَنْدِر: لَقَبُ أَبي القاسِم يَحيَى بنِ أَحمدَ بنِ بدْرٍ البغداديِّ، مِن جنْدَرَةِ الثِّيَابِ، رَوَى عَنْه السّمْعَانيُّ.
وجَدِرَ البعيرُ، كفَرِحَ، فَهُوَ أَجدر، والناقةُ جَدْراءُ، مِن الجُدَرَةِ وَهِي السِّلْعَةُ.
وجُدَارَةُ، بالضمّ: أَخو خُدْرَةَ فِي بَنِي النَّجَّار، نقلَه السُّهَيْلِيُّ فِي غَزْوَة بَدْر، عَن ابْن إِسحاق، والمشهورُ بالخاءِ، كَمَا سيأْتي.
والمُجَدَّرَةُ، كمُعَظَّمة: طعامٌ لأَهل الشامِ.
وقَطِيعَةُ بَنِي جِدَارٍ: مَحَلَّةٌ ببغدادَ، مِنْهَا أَبو بكرٍ أَحمدُ بن سندي بنِ الحَسَنِ البغداديُّ، صَدُوقٌ، تَرْجَمه الخطيبُ فِي تَارِيخه.
وجِدَارٌ: صحابيُّ رَوى عَنهُ يَزَيدُ بنُ شَجرَةَ.
وجِدَارٌ العُذْريُّ: تابعيُّ.
وجِدارُ بن بَكْرةَ عَن جَدِّه، وَعنهُ محمّدُ بنُ جعفرٍ الكِنانيُّ.

الصّبر

الصّبر:
[في الانكليزية] Patience ،endurance ،spiritual power
[ في الفرنسية] Patience ،endurance ،force de lame

بالفتح وسكون الموحدة وبالفارسية: بمعنى شكيبائى. قال السالكون التّصبّر هو حمل النفس على المكاره وتجرّع المرارة. يعني إن لم يكن المرء مالك الصّبر فينبغي أن يجتهد ويكلّف نفسه الصّبر. والصّبر هو ترك الشكوى إلى غير الله.

وقال سهل: الصّبر انتظار الفرج من الله وهو أفضل الخدمة وأعلاها. وقال غيره: الصّبر أن تصبر في الصّبر معناه أن لا تطالع فيه الفرج.

يعني: أن لا يرى الخروج من المحن والشّدائد. وقالوا: الصبر: هو أنّ العبد إذا أصابه البلاء لا يتأوّه.

والرّضا: هو أنّ العبد إذا أصابه البلاء لا يصير متبرّما. فلله ما أعطى ولله ما أخذ فمن أنت في البين. ويقول بعضهم: إنّ أهل الصبر على ثلاث درجات:

الأولى: عدم الشكوى: وهذه درجة التّائبين. الثانية: الرّضا بالمقدور وهذه درجة الزّهاد.

الثالثة: المحبّة لكلّ ما يفعله المولى بعبده وهذه درجة الصّدّيقين.
وهذا التقسيم للصّبر باعتبار حلول المصائب والبلاء.
وأمّا حكم الصبر فاعلم بأنّه ينقسم إلى فرض ونفل ومكروه وحرام. فالصّبر عن المحظور فرض وهو عن المكروهات نفل، والصّبر على ما يصيبه من ألم لترك المحظور كما لو قصد شهوة محرّمة وقد بلغ درجة الهيجان، فيكظم شهوته ويصبر. وكذلك الصّبر على ما يصيبه من مصائب في أهله.
وأمّا الصّبر المكروه فهو صبره على ما كره فعله في الشرع. وعليه فالمعيار هو الشرع وهو المحكّ الحقيقي للصبر. كذا في مجمع السلوك. وقيل الصّبر هو ترك الشكوى من ألم البلوى إلى غير الله لا إلى الله، لأنّ الله تعالى أثنى على أيوب عليه السلام بالصبر بقوله إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً مع دعائه في دفع الضّرّ عنه بقوله وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فعلمنا أنّ العبد إذا دعا الله تعالى في كشف الضّرّ عنه لا يقدح في صبره، ولئلّا يكون كالمقاومة مع الله تعالى ودعوى التحمّل بمشاقه. قال الله تعالى وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ، فإنّ الرضاء بالقضاء لا يقدح فيه الشكوى إلى الله ولا إلى غيره وإنما يقدح بالرضاء في المقضي، ونحن ما خوطبنا بالرضاء بالمقضي، والضّرّ هو المقضي به وهو مقتضى عين العبد سواء رضي به أو لم يرض، كما قال صلّى الله عليه وسلّم: [من وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلا نفسه]. كذا في الجرجاني. وفي التفسير الكبير في تفسير قوله تعالى وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ. الصّبر ضربان:
أحدهما بدني لتحمّل المشاق بالبدن والثّبات عليه وهو إما بالعقل كتعاطي الأعمال الشّاقة أو بالاحتمال كالصّبر على الضّرب الشديد والألم العظيم. وثانيهما هو الصّبر النّفساني وهو منع النّفس عن مقتضيات الشّهوة ومشتهيات الطّبع.
ثم هذا الضّرب إن كان صبرا عن شهوة البطن والفرج يسمّى عفّة، وإن كان على احتمال مكروه اختلفت أساميه عند الناس باختلاف المكروه الذي يدلّ عليه الصّبر، فإن كان في مصيبة اقتصر عليه اسم الصّبر ويضادّه حالة تسمّى الجزع والهلع وهو إطلاق داعي الهوى في رفع الصّوت وضرب الخدّ وشقّ الجيوب وغيرها. وإن كان في حال الغنى يسمّى ضبط النفس وتضادّه حالة تسمّى البطر، وإن كان في حرب ومقاتلة يسمّى شجاعة ويضادّه الجبن.
وان كان في كظم الغيظ والغضب يسمّى حلما ويضادّه البرق. وإن كان في نائبة من نوائب الزمان مضجرة يسمّى سعة الصّدر ويضادّه الضّجر والنّدم وضيق النفس. وإن كان في إخفاء كلام يسمّى كتمان النفس ويسمّى صاحبه كتوما.
وإن كان في فضول العيش يسمّى زهدا ويضادّه الحرص. وإن كان على قدر يسير من المال يسمّى القناعة ويضادّه الشّره. وقد جمع الله أقسام ذلك وسمّى الكلّ صبرا فقال:
وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ أي الفقر، وحين البأس أي المحاربة. قال القفال: ليس الصّبر هو حمل النّفس على ترك إظهار الجزع، فإذا كظم الحزن وكفّ النّفس عن إبراز آثاره كان صاحبه صابرا وإن ظهر دمع عين أو تغيّر لون. وقال عليه السلام «الصّبر عند الصّدمة الأولى»، وهو كذلك لأنّ من ظهر منه في الابتداء ما لا يعدّ معه من الصابرين ثم ظهر فذلك يسمّى سلوا، وهو مما لا بدّ منه. قال الحسن: لو كلّف الناس إدامة الجزع لم يقدروا عليه.
فائدة:

قال الغزالي: الصّبر من خواص الإنسان ولا يتصوّر في البهائم لأنّها سلّطت عليهم الشّهوات وليس لهم عقل يعارضها، وكذا لا يتصوّر في الملائكة لأنّهم جرّدوا للشّوق إلى الحضرة الربوبية والابتهاج بــدرجة القرب ولم يسلّط عليهم شهوة صارفة عنها حتى يحتاج إلى مصادمة ما يصرفها عن حضرة الجلال بجهد آخر. وأمّا الإنسان فإنّه خلق في الابتداء ناقصا مثل البهيمة ثم يظهر فيه شهوة اللّعب ثم شهوة النكاح إذا بلغ، ففيه شهوة تدعوه إلى طلب اللذات العاجلة والإعراض عن الدار الآخرة، وعقل يدعوه إلى الإعراض عنها وطلب اللذات الروحانية الباقية. فإذا عرف العارف أنّ الاشتغال عنها يمنعه عن الوصول إلى اللذات صارت صادّة ومانعة لداعية الشهوة من العمل فيسمّى ذلك الصّدّ والمنع صبرا، انتهى ما في التفسير الكبير.

سعر

(سعر) : الأَسْعَرُ: القَلِيلُ اللَّحْمِ، الظَّاهِرُ العَصَب، الشاحِبُ [اللَّوْنِ] .
سعر: {وسعر}: جمع سعير في قول أبي عبيدة، وقيل: في ضلال وجنون. {سعرت}: أوقدت. 
(سعر) : السُّعْرُ: العَدْوى.
وَقَد سَعَرَ الإبِلَ: إذا أَعْداها.
والمَسْعُور: الحَرِيصُ على الأَكْلِ وإِن كان بَطْنُه ملآنَ، يقال: حَمَلَه السُّعْرُ.
س ع ر: سَعَّرْتُ الشَّيْءَ تَسْعِيرًا جَعَلْتُ لَهُ سِعْرًا مَعْلُومًا يَنْتَهِي إلَيْهِ وَأَسْعَرْتُهُ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ وَلَهُ سِعْرٌ إذَا زَادَتْ قِيمَتُهُ وَلَيْسَ لَهُ سِعْرٌ إذَا أَفْرَطَ رُخْصُهُ وَالْجَمْعُ أَسْعَارٌ مِثْلُ: حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ وَسَعَرْتُ النَّارَ سَعْرًا مِنْ بَابِ نَفَعَ وَأَسْعَرْتُهَا إسْعَارًا أَوْقَدْتُهَا فَاسْتَعَرَتْ. 
(سعر)
الْفرس سعرانا عدا شَدِيدا وَالنَّار سعرا أوقدها وَيُقَال سعر الْحَرْب هيجها وَالْقَوْم بِالنَّبلِ أحرقهم وأمضهم وَالْقَوْم وَعَلَيْهِم شرا عمهم بِالشَّرِّ وَاللَّيْل بالمطي قطعه وَالْيَوْم فِي حَاجته طَاف

(سعر) اشْتَدَّ جوعه وعطشه وجن فَهُوَ مسعور

(سعر) سعرا وسعرة ضرب لَونه إِلَى السوَاد فويق الأدمة فَهُوَ أَسعر وَهِي سعراء (ج) سعر
س ع ر

سعر النار وأسعرها وسعرها فاستعرت وتسعرت، وخبا سعيرها، وبيده مسعر يسعر به. وقلص السعر والأسعار. وأسعر الأمير للناس وسعر لهم.

ومن المجاز: ضربه السعار وهو حر الليل وبه سعار وهو توهج العطش. وسعر الرجل: ضربته السموم فهو مسعور. وسعروا نار الحرب. وسعر على قومه وسعرهم شراً. قال الأسعر الجعفي:

فلا يدعني الأقوام من آل مالك ... لئن أنا لم أسعر عليهم وأثقب

وهخو مسعر حرب وهم مساعر الحروب. واستعر اللصوص. واستعر الجرب في البعير، وأخذ في مساعره وهي مغابنه. ورميٌ سعرٌ: شديد.
سعر
السِّعْرُ: التهاب النار، وقد سَعَرْتُهَا، وسَعَّرْتُهَا، وأَسْعَرْتُهَا، والْمِسْعَرُ: الخشب الذي يُسْعَرُ به، واسْتَعَرَ الحرب، واللّصوص، نحو: اشتعل، وناقة مَسْعُورَةٌ، نحو: موقدة، ومهيّجة. السُّعَارُ:
حرّ النار، وسَعُرَ الرّجل: أصابه حرّ، قال تعالى:
وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً
[النساء/ 10] ، وقال تعالى: وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ
[التكوير/ 12] ، وقرئ بالتخفيف ، وقوله: عَذابَ السَّعِيرِ
[الملك/ 5] ، أي: حميم، فهو فعيل في معنى مفعول، وقال تعالى: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ
[القمر/ 47] ، والسِّعْرُ في السّوق، تشبيها بِاسْتِعَارِ النار.

سعر


سَعَرَ(n. ac. سَعْر)
a. Lighted, kindled; stirred up (fire);
caused intense pain to.
b. [pass.], Became insane, mad.
c.(n. ac. سَعْرَة) [Fī], Went about ( an affair ).
سَعِرَ(n. ac. سَعَرَاْن)
a. Ran swiftly (camel).
سَعَّرَa. Lighted &c.
b. Fixed the price of (provisions).

سَاْعَرَa. Bargained with.

أَسْعَرَa. Lighted &c.

تَسَعَّرَa. Was kindled; burned up, blazed.

إِسْتَعَرَa. see Vb. Raged; spread ( war; disease & c. ).
سَعْرَةa. Cough.

سِعْر
(pl.
أَسْعَاْر)
a. Fixed or current price; rate; tariff; tax.

سُعْرa. Burning heat; violent hunger; madness, insanity.

b. Contagion, infection.

سَعِرa. Mad, insane.

أَسْعَرُa. Thin, lean, wasted.

مِسْعَر
(pl.
مَسَاْعِرُ)
a. Firebrand; stirrer up of discord.
b. Long & strong (neck).
c. Wide-stepping (horse).
d. Mad (dog).
سُعَاْرa. Heat.
b. Violent hunger.

سَاْعُوْرa. Oven.

سَاْعُوْرَةa. Fire.

مَسَاْعِرُa. Arm-pits; groins.

مِسْعَاْر
(pl.
مَسَاْعِيْرُ)
a. see 20
س ع ر: (سَعَرَ) النَّارَ وَالْحَرْبَ هَيَّجَهَا وَأَلْهَبَهَا وَبَابُهُ قَطَعَ. وَقُرِئَ: «وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِرَتْ» وَ (سُعِّرَتْ) مُخَفَّفًا وَمُشَدَّدًا وَالتَّشْدِيدُ لِلْمُبَالَغَةِ. وَ (اسْتَعَرَتِ) النَّارُ وَ (تَسَعَّرَتْ) تَوَقَّدَتْ. وَ (السَّعِيرُ) النَّارُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ} [القمر: 47] . قَالَ الْفَرَّاءُ: فِي عَنَاءٍ وَعَذَابٍ. وَ (السُّعُرُ) أَيْضًا الْجُنُونُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا} [النساء: 55] قَالَ الْأَخْفَشُ: هُوَ مِثْلُ دَهِينٍ وَصَرِيعٍ لِأَنَّكَ تَقُولُ: (سُعِرَتْ) فَهِيَ (مَسْعُورَةٌ) . وَ (السِّعْرُ) وَاحِدُ (أَسْعَارِ) الطَّعَامِ وَ (التَّسْعِيرُ) تَقْدِيرُ السِّعْرِ. 
سعر: سعر: أثار أسخط، أحنق (فوك، بوشر). سعر: التهم، أكل بشراهة وأسرف في الأكل (الكالا) سعر (بالتشديد): أثار، أسخط، أحنق (فوك) ساعر: أثار، أسخط، أحنق (الكالا).
ساعر: ساوم، جادل في ثمن البضاعة (همبرت ص105).
تساعر: سعر، حدد، السعر وعينّه (فوك، الكالا) انسعر: جن جنونه، اشتد غضبه (همبرت ص243).
سَعْر: غيض، حنق، غضب شديد (المعجم اللاتيني - العربي).
سعر: لحن موسيقي، نغم (هوست ص258) وهي عنده Sar.
سِعْر. سعر الناس: الثمن المعتاد، ما يدفعه كل أحد (كوسح طرائف ص117).
سِعْر: أمراض سارية (محيط المحيط). سُعْر. سعر الكلاب: ضراوة الكلاب ورغبتها في العض (بوشر).
سَعْرَة: عيض، حنق، غضب شديد (الكالا) سَعْرَة: شراهة، نهم (الكالا).
مصارف السعرة: مصاريف عارضة (صفة مصر 11: 509).
سُعْرِة: شراهة نهم (الكالا).
سَعْران: مغيض، محنق (بوشر).
سُعَار: غيض، حنق، غضب شديد (الكالا).
ساعور: جدي المعزي الصغير (محيط المحيط).
تسعير: جباية، ضريبة تجبى من أسعار الغلة (الكالا).
تسعير: وظيفة مفتش الموازين والمكاييل (الكالا) تسعيرة: جباية، ضريبة تجبى من أسعار الغلة (الكالا).
تسعيرة: الثمن الذي يوضع للأشياء عند بيعها بالمزاد (بوشر).
مُسْعَر: مغيض، محنق (همبرت ص243).
مُسَعّرِ: مفتش الموازين والمكاييل (الكالا).
مَسْعُور: شره، نهم (الكالا).
[سعر] نه: في ح أبى بصير رضى الله عنه: ويل أمه "مسعر" حرب لو كان له أصحاب، من سعرت الحرب والنار أو قدتهما ويشدد للمبالغة، والمسعر والمسعار ما يحرك به النار من الة الحديد، يصفه بالمبالغة في الحرب والنجدة، ويجمعان على مساعر ومساعير. ك: أي هو مسعر - بلفظ الآلة وبصيغة فاعل الإسعار، أي لو فرض له أحد ينصره لأثار الفتنة وأفسد الصلح، ويل أمه تعجب عن إقدامه في الحرب، وروى: ويلمه، بحذف همزة أم، وهو منصوب مفعول مطلق وبالرفع خبر مبتدأ أي لأمه، الجوهرى: إذا أضفته فليس فيه إلا النصب. ط: وقيل: وى كلمة مفردة للتفجع والتعجب، ولأمه كلمة مفردة وألقيت حركته إلى اللام. نه: ومنه ح: وأما هذا الحى من همدان فأنجاد بسل "مساعير" غير عزل. وفي ح السقيفة:
ولا ينام الناس من "سعاره"
أي شره، والسعار حر النار. ومنه ح عمر: أراد دخول الشام وهو يستعر طاعونًا، استعير استعار النار لشدة الطاعون، يريد كثرته وشدة تأثيره، وكذا يقال في كل امر شديد، وطاعونا تميز. ومنه ح على يحث أصحابه: اضربوا هبرا وارموا "سعوا" أي رميًا سريعًا، شبه باستعار النار. وفيه: كان له صلى الله عليه وسلم وحش فاذا خرج من البيت "اسعرنا" قفزا أي ألهبنا واذانا. وفيه: قالوا "سعر" لنا، فقال: إن الله هو المسعر، أي إنه هو الذي يرخص الأشياء ويغليها فلا اعتراض لأحد عليه. ط: منع من "التسعير" مخافة أن يظلم في أموالهم، وفيه تحريك الرغبات والحمل على الامتناع من البيع وكثيرا يؤدى إلى القحط. غ: (في ضلال و"سعر") أي جنون.
(سعر) - في حديث أبي بَصِير: "ويلُ امِّه مِسْعَرُ حَرْب "
من قولهم: سَعرتُ النارَ والحربَ: أوقدتهما، وللتكثير بالتَّثْقيل.
والسَّعِير: النار الموُقدةُ، يَصِفه بالمبالغة في الحُروب وجَودَةِ مُعالجَتهِ لها، وهو مُشَبَّه. بِمسْعَر التَّنُور، وهو ما يُسْعَر به - ومِسْعار: كَثِير الحَرْب، وجَمعُه مَساعير، وهو أَبلَغ من مِسْعَر.
- ومن قِصَّة السَّقِيفَةِ :
* لا يَنامُ النَّاسُ من سُعارِه *
: أي من شَرِّه. والسُّعار: حَرُّ النار، والسَّعِير نَفْسُها. والسَّاعور كهَيْئَة التَّنُّور يُحْفَر في الأرضِ.
- في الحديث: "إنَّ الله هو المُسَعِّر" .
يقال: سعَّر النّاس وأَسْعَروا إذا فَرضُوا أو قدّروا سِعراً، وأسْعَروا أيضا: اتَّفقوا على سِعْر، وهو من سَعَّر النارَ إذا رَفَعَها؛ لأن السِّعرَ يُوصَف بالارْتِفاع.
- في حديث عمر: "حين أراد أن يدخلَ الشَّام وهو يَسْتَعِر طَاعوناً".
أصل الاسْتِعار الاشْتِعال، ثم استُعِير. يقال: استَعَرت اللُّصوصُ، والحَربُ، والشَّرُّ، والجَرَبُ في البعير. والمعنى الكَثْرة والانْتِشَار وشِدَّة تَأثيره وسُرْعَتهِ، والفعل للطَّاعون، فأُسنِد إلى الشَّام ونُصِب الفاعل عَلى التَّمييز، كقَولِه تعَالَى: {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} . وإِنما يُفعلُ ذلك للتَّوكِيد.
[سعر] سَعَرْتُ النارَ والحربَ: هيَّجْتهما وألهبْتهما. وقرئ:

(وإذا الجَحيمُ سُعِرَتْ) * و * (وسُعِّرَتْ) * أيضاً بالتشديد، للمبالغة. وسَعَرْناهُمْ بالنَبْلِ، أي أحرقناهم وأَمضَضْناهم. ويقال: ضَرْبٌ هَبْرٌ، وطعنٌ نَتْرٌ ، ورَمْيٌ سَعْرٌ. والمِسْعَرُ والمِسْعارُ: الخشب الذي تُسْعَرُ به النار. ومنه قيل للرجل: إنَّه لمِسْعَرُ حربٍ، أي تُحْمَى به الحربُ. والمِسْعرُ أيضاً: الطويل. ومسعر بن كدام المحدث، جعله أصحاب الحديث " مسعرا " بالفتح، للتفاؤل. ومساعر الابل: آباطها وأرفاغها. واسْتَعَرَ الجَرَبُ في البعير، إذا ابتدأ بمساعره. قال الشاعر ذو الرمة:

قريع هجان دس منه المساعر * واستعرت النار وتسعرت، أي توقَّدت. واسْتَعَرَ اللصوصُ، كأنَّهم اشتعلوا. والسعير: النار. والسعير في قول الشاعر : حلفت بمائرات حول عوض * وأنصاب تركن لدى السعير - قال ابن الكلبى: هو اسم صنم كان لعنزة. والسعار بالضم: حَرُّ النار وشدّة الجوع أيضاً. وقوله تعالى:

(إن المجرمين في ضَلالٍ وسُعُرٍ) *، قال الفراء: العناءُ والعذابُ خاصّةً. والسُعُرُ أيضاً: الجنون. يقال: ناقةٌ مَسْعُورَةٌ أي مجنونة. وقوله تعالى:

(وكَفى بجَهَنَّمَ سَعيراً) * قال الإخفش: هو مثل دَهينٍ وصَريعٍ، لأنَّك تقول: سُعِرَتْ فهي مَسْعورَةٌ. وسَعَرْتُ اليوم في حاجتي، أي طُفْتُ. ابن السكيت: يقال سَعَرَهُمْ شرَّاً، أي أَوْسَعَهُمْ. قال: ولا يقال: أسعرهم. وسمى الاسعر الجعفي بقوله: فلا تدعني الاقوام من آل مالك * إذا أنا لم أسعر عليهم وأثقب - والسعرارة: الهباء في الشمس. والسِعْرُ: واحد أَسعارِ الطعام. والتسعير: تقدير السعر. واليستعور، الذى في شعر عروة : موضع، ويقال شجر. وسعر الرجل فهو مَسْعورٌ، إذا ضربته السَمومُ. والسُعْرَةُ: لونٌ إلى السواد.
(س ع ر)

السِّعْر: الَّذِي يقوم عَلَيْهِ الثّمن. وَالْجمع: أسعارٌ.

وَقد أسْعَروا وسَعَّرُوا: اتَّفقُوا على سِعْر.

وسَعَرَ النَّار وَالْحَرب يَسْعَرُهما سَعْراً، وسَعَّرَهما، وأسْعَرهما: أوقدهما. واسْتَعَرت هِيَ، وتسَعَّرَتْ. ونار سَعِيرٌ: مسعورة، بِغَيْر هَاء، عَن الَّلحيانيّ.

والسَّعِيرُ والسَّاُعور: النَّار. وَقيل: لهبها.

والسُّعارُ، والسُّعْر: حرهَا.

والمِسْعَرُ، والمِسْعار: مَا سُعِرَتْ بِهِ. ومِسْعَرُ الْحَرْب: موقدها. والسَّاعُور: كَهَيئَةِ التَّنور يحْفر فِي الأَرْض.

وَرمى سَعْر: يلهب الْمَوْت. وَقيل: يلقى قِطْعَة من اللَّحْم إِذا ضربه.

وسَعَرَ اللَّيْل بالمطي سَعْراً: قطعه. وسَعَرَ الْقَوْم شرا، وأسْعَرَهُم، وسَعَّرَهم: عمهم بِهِ، على الْمثل.

واسْتَعَرَ اللُّصُوص: اشتعلوا.

والسُّعْرَة، والسَّعْرُ: لون يضْرب إِلَى السوَاد فويق الأدمة. وَرجل أسْعَر، وَامْرَأَة سَعْراء. قَالَ العجاج:

أسْعَرَ ضَرْبا أَو طُوَالا هِجْرَعا

وسُعِرَ الرجل سُعاراً: ضَربته السمُوم.

والسُّعار: الْجُوع. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

تُسَمِّنُها بأخْثَرِ حَلْبَتَيْها ... ومَوْلاكَ الأحَمُّ لهُ سُعارُ

والسُّعْر: شَهْوَة مَعَ جوع.

والسُّعْر والسُّعُر: الْجُنُون. وَبِه فسر الْفَارِسِي قَوْله تَعَالَى: (إنَّ المجرِمينَ فِي ضَلالٍ وسُعُرٍ) . قَالَ: لأَنهم إِذا كَانُوا فِي النَّار، لم يَكُونُوا فِي ضلال، لِأَنَّهُ قد كشف لَهُم. وَإِنَّمَا وصف حَالهم فِي الدُّنْيَا. يذهب إِلَى أَن السُّعُرَ هُنَا لَيْسَ جمع سَعير، الَّذِي هُوَ النَّار.

وناقة مَسْعورة: كَأَن بهَا جنونا من سرعتها، كَمَا قيل لَهَا هوجاء.

ومَساعِر الْبَعِير: آباطه وأرفاغه.

واسْتَعَرَ بِهِ الجرب: ظهر مِنْهُ هُنَاكَ.

ومَسْعَر الْبَعِير: مستدق ذَنبه.

وسِعْرٌ، وسُعَيْر، ومِسْعَر، وسَعْران: أَسمَاء.

والسِّعْرارة، والسُّعْرُورة: شُعَاع الشَّمْس الدَّاخِل من كوَّة الْبَيْت. وَهُوَ أَيْضا الصُّبْح. 

سعر

1 سَعَرَ النَّارَ, (S, A, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. سَعْرٌ; (Msb;) and ↓ اسعرها, (A, Msb, K,) inf. n. إِسْعَارٌ; (Msb;) and ↓ سعّرها, (A, K,) inf. n. تَسْعِيرٌ; (TA;) or the last has an intensive signification; (S;) He lighted, or kindled, the fire; or made it to burn, to burn up, to burn brightly or fiercely, to blaze, or to flame; syn. أَوْقَدَهَا, (Msb, K,) or هَيَّجَهَا and أَلْهَبَهَا. (S, A.) In the Kur lxxxi. 12, some read سُعِرَتْ; and others, ↓ سُعِّرَتْ, which latter has an intensive signification. (S.) and سَعَرَ النَّارَ He stirred the fire with a مِسْعَر. (TA.) b2: [Hence,] سَعَرَ الحَرْبَ, (S, K,) aor. as above, (K,) and so the inf. n.; (TA;) and ↓ اسعرها, and ↓ سعّرها; (K;) (tropical:) He kindled war; (K, TA;) excited, or provoked, it. (S, TA.) And سَعَرُوا نَارَ الحَرْبِ (tropical:) [They kindled, or excited, the fire of war]. (A.) b3: [Hence also,] سَعَرَهُمْ شَرٌّ (tropical:) [Evil, or mischief, excited them, or inflamed them]. (A.) And سَعَرَ عَلَى قَوْمِهِ (tropical:) [He excited, or inflamed, against his people]. (A.) b4: And سَعَرَهُمْ شَرًّا (tropical:) He did extensive evil, or mischief, to them: (ISk, S, TA: *) or he did evil, or mischief, to them generally, or in common; as also ↓ اسعرهم, and ↓ سعّرهم; (TA;) or one should not say ↓ اسعرهم. (ISk, S, TA.) b5: And سَعَرْنَاهُمْ بِالنَّبْلِ (assumed tropical:) We burned and pained them [or inflicted upon them burning pain] with arrows. (S.) b6: And سَعَرَ الإِبِلَ, aor. as above, (K,) and so the inf. n., (TA,) (tropical:) He (a camel, TK) communicated to the [other] camels his mange, or scab. (K, TA.) b7: And سُعِرَ, (S, A,) inf. n. سُعَارٌ, (TA,) (tropical:) He (a man) was smitten by the [hot wind called] سَمُوم. (S, A.) and (tropical:) He (a man) was, or became, vehemently hungry and thirsty. (TA.) And (assumed tropical:) He was, or became, mad, insane, or a demoniac. (MA.) b8: You say also, سَعَرْتُ اليَوْمَ فِى حَاجَتِى سَعْرَةً (assumed tropical:) I made a circuit during the day, or to-day, for the accomplishment of my want. (S.) And لَأَسْعَرَنَّ سَعْرَهُ, i. e. لَأَطُوفَنُّ طَوْفَهُ (assumed tropical:) [app. meaning I will assuredly practise circumvention like his practising thereof]. (Fr, O, K.) b9: And سَعَرَ اللَّيْلَ بِالمَطِىّ, inf. n. as above, (assumed tropical:) He journeyed throughout the night with the camels, or beasts, used for riding. (ISk, TA.) b10: And سَعَرَتِ النَّاقَةُ (assumed tropical:) The she-camel was quick, or swift, in her going. (TA.) [See also سَعَرَانٌ, below.]2 سَعَّرَ see 1, in four places.

A2: سعّرهُ [from سِعْرٌ], (Sgh, Msb,) inf. n. تَسْعِيرٌ; (Msb;) and ↓ اسعرهُ; (Sgh, Msb;) He assigned to it a known and fixed price: (Msb:) or he declared its current price, or the rate at which it should be sold. (Sgh.) And سعّر لَهُمْ, (A, TA,) inf. n. as above; (S;) and لهم ↓ اسعر; (A;) He (a governor, A) fixed the amount of the prices of provisions &c. for them; (S, TA;) the doing of which is not allowable. (TA.) b2: And سعّروا, inf. n. as above; and ↓ اسعروا; They agreed as to a price, or rate at which a thing should be sold. (K.) 3 ساعرهُ app. signifies (assumed tropical:) He acted with him, or it, like one mad, or like a mad dog; for, accord. to Et-Tebreezee, (Ham p. 785,) it is from مِسْعَرٌ as an epithet applied to a dog, meaning “ mad. ”]4 أَسْعَرَ see 1, in four places. b2: أَسْعَرَنَا قَفْزًا, said of a wild animal, means (assumed tropical:) He excited and annoyed us by leaping, or bounding. (TA, from a trad.) A2: See also 2, in three places.5 تَسَعَّرَ see the next paragraph.8 استعرت النَّارُ, (S, A, Msb, K,) and ↓ تسعّرت, (S, A, K,) [but the latter, app., has an intensive signification,] The fire burned or burned up, burned brightly or fiercely, blazed, or flamed. (S, A, Msb, K.) b2: [Hence,] استعرت الحَرْبُ (tropical:) The war [raged like fire, or] spread. (K, TA.) and in like manner, (TA,) استعر الشَّرُّ (tropical:) The evil, or mischief, [raged, or] spread. (K, TA.) b3: and استعر اللُّصُوصُ, (S, A, K,) or استعرت, (TA,) (tropical:) The thieves, or robbers, put themselves in motion, (K, TA,) for mischief, (TA,) as though they were set on fire. (S, K, TA.) b4: And استعر الجَرَبُ فِى

البَعِيرِ (tropical:) The mange, or scab, began in the armpits and the groins or similar parts (AA, S, A, * K) and the lips (S) of the camels. (AA, S, A, K.) b5: And استعر النَّاسُ فِى كُلِّ وَجْهٍ (assumed tropical:) The people ate the fresh ripe dates in every direction, and obtained them; like اِسْتَنْجَوْا. (Aboo-Yoosuf, TA.) رَمْىٌ سَعْرٌ (tropical:) A vehement shooting or throwing: (A:) [or a burning, painful shooting; as is indicated in the S:] one says ضَرْبٌ هَبْرٌ وَ طَعْنٌ نَتْرٌ وَرَمْىٌ سَعْرٌ (assumed tropical:) [a smiting that cleaves off a piece of flesh, and a piercing inflicted with extraordinary force, and a burning, painful shooting]. (S.) It is said in a trad. of 'Alee, اِضْرِبُوا هَبْرًا وَارْمُوا سَعْرًا (assumed tropical:) [Smite ye so as to cleave off a piece of flesh, and] shoot ye quickly: the shooting being thus likened to the burning of fire. (TA.) سُعْرٌ: see سُعَارٌ. b2: [Hence,] (assumed tropical:) Madness, insanity, or demoniacal possession; (K;) as also ↓ سُعُرٌ: (S, K:) so ↓ the latter is expl. by AAF as used in the Kur liv. 47: and so it is expl. as used in verse 24 of the same chap.: (TA:) or it signifies in the former, (S,) or in the latter, (TA,) (assumed tropical:) fatigue, or weariness, or distress, or affliction, and punishment: (Fr, S, TA:) or, accord. to Az, إِنَّا إِذَا لَفِى ضَلَالٍ وَسُعُرٍ, in verse 24, may mean (assumed tropical:) verily we should in that case be in error, and in punishment arising from what would necessarily befall us: or, accord. to Ibn-'Arafeh, it means, in a state that would inflame and excite us. (TA.) b3: Also (assumed tropical:) Hunger; and so ↓ سُعَارٌ: (Fr, K, TA:) or the former signifies vehemence of desire for flesh-meat: (K, TA:) and ↓ the latter, vehemence of hunger: (S:) or the burning of hunger: (TA:) and the burning of thirst. (A.) b4: And (assumed tropical:) A disease, such as the mange, or scab, that is transitive from one to another; or the transition of the mange, or scab, or other disease, from one to another; syn. عَدْوَى. (K. [See 1.]) سِعْرٌ The current price, or rate, at which a thing is to be sold: (MA, K:) pl. أَسْعَارٌ. (S, A, Msb, K.) One says, لَهُ سِعْرٌ, meaning It is exceedingly valuable: and لَيْسَ لَهُ سِعْرٌ It is exceedingly cheap. (Msb.) سَعَرٌ: see سُعْرَةٌ.

سَعِرٌ (assumed tropical:) Mad, insane, or possessed by a demon: (K:) and so ↓مَسْعُورَةٌ applied to a she-camel: (S:) or the latter, so applied, that will not remain still; from سُعُرٌ meaning “ madness, or insanity, or demoniacal possession: ” (Ham p. 785:) [See also مِسْعَرٌ:] the pl. of سَعِرٌ is سَعْرَى. (K.) سُعُرٌ: see سُعْرٌ, in two places.

سَعْرَةٌ (assumed tropical:) A cough: (O, K:) or a sharp cough; as also ↓ سَعِيرَةٌ. (IAar, TA.) b2: And (assumed tropical:) The beginning of an affair or a case; and the newness thereof: (K, TA:) in some copies of the K, حِدَّتُهُ is erroneously put for جِدَّتُهُ. (TA.) سُعْرَةٌ A colour inclining to blackness, (S, TA,) a little above what is termed أُدْمَةٌ; as also ↓ سَعَرٌ. (TA.) سَعَرَانٌ [an inf. n.] Vehemence of running. (O, K.) [See 1, last signification.]

سِعْرَارَةٌ (S, K) and ↓سُعْرُورَةٌ (K) (assumed tropical:) Daybreak. (K.) b2: And (assumed tropical:) The rays of the sun entering an aperture of a house or chamber: (K, * TA:) or the motes that are seen in the rays of the sun (Az, S, TA) when they fall into a chamber, moving to and fro. (Az, TA.) سُعْرُورَةٌ: see the next preceding paragraph.

سُعَارٌ The heat (S, K) of fire; (S;) as also ↓ سُعْرٌ: (K:) and (tropical:) of night. (A.) b2: See also سُعْرٌ, in two places. b3: Also (assumed tropical:) Evil, or mischief: so in the saying, لَا يَنَامُ النَّاسُ مِنْ سُعَارِهِ [Men will not sleep by reason of his evil, or mischief], occurring in a trad. (TA.) سَعُورٌ (assumed tropical:) A she-camel quick, or swift, in her going. (TA.) [See 1, last signification.]

سَعِيرٌ Lighted, or kindled; or made to burn, burn up, burn brightly or fiercely, blaze, or flame: (K, TA:) of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ: (TA:) [and thus] similar to دَهِينٌ and صَرِيعٌ; for you say نَارٌ

↓ مَسْعُورَةٌ: (Akh, S:) or نَارٌ سَعِيرٌ signifies fire kindled, or made to burn &c., with other fire. (Lh, TA.) b2: Also Fire (S, K) itself; (S;) and so ↓ سَاعُورَةٌ and ↓ سَاعُورٌ: (K:) or [so in the TA, but in the K “ and,”] its flame; (K;) as also ↓ سَاعُورَةٌ and ↓ سَاعُورٌ. (TA.) A2: السَّعِيرُ: see what next follows.

السُّعَيْرُ, (O, K,) and ↓ السَّعِيرُ, (S,) or the latter is a mistake, (O, TA,) A certain idol, (S, K,) belonging peculiarly to [the tribe of] 'Anazeh. (Ibn-El-Kelbee, S.) [See an ex. in a verse cited in art. مور.]

سَعِيرَةٌ: see سَعْرَةٌ.

سَاعُورٌ: see سَعِيرٌ, in two places. b2: Also A sort of fire-place, or oven, (تَنُّورٌ, K, TA,) dug in the ground, in which bread is baked. (TA.) A2: and The chief of the Christians in the knowledge of medicine (K, TA) and of the instruments thereof: [said to be] originally سَاعُورَآء, a Syriac word, meaning the investigator of the cases of the diseased. (TA.) سَاعُورَةٌ: see سَعِيرٌ, in two places.

أَسْعَرُ, applied to a man, Of the colour termed سُعْرَةٌ: fem. سَعْرَآءُ. (TA.) b2: And, so applied, (TA,) Having little flesh, (K, TA,) lean, or lank in the belly, (TA,) having the sinews apparent, altered in colour or complexion, or emaciated, (K, TA,) and slender. (TA.) مَسْعَرٌ The slender part of the tail of a camel. (K.) b2: See also مَسَاعِرُ.

مِسْعَرٌ and ↓ مِسْعَارٌ (S, K) The thing, (K,) or wood, (S,) or instrument of iron or of wood, (TA,) with which a fire is stirred [or made to burn or burn up &c.]: (S, * K, * TA:) pl. (of the former, A) مَسَاعِرُ (A, TA) and [of the latter] مَسَاعِيرُ. (TA.) b2: Hence one says of a man, إِنَّهُ لَمِسْعَرُ حَرْبٍ (tropical:) Verily he is one who makes the fire of war to rage; (S, A, * K, * TA;) a stirrer of the fire of war. (TA.) b3: Also the former, (مِسْعَرٌ), (assumed tropical:) Long; (AA, S, K;) applied to a neck (K) or some other thing: (TA:) or strong. (As, K.) b4: And, applied to a dog, (assumed tropical:) Mad. (Ham p. 785.) [See also سَعِرٌ.] b5: المِسْعَرُ as an epithet applied to a horse means اَلَّذِى يُطِيحُ قَوَائِمَهُ مُتَفَرِّقَةٌ وَلَا ضَبْرَ لَهُ [i. e., app., That makes his legs to fall spread apart, and that has no leaping with his legs put together]: (K:) or, in the words of AO, [and so in the O,] الذى تُطِيحُ قَوَائِمَهُ [app. whose legs thow makest to fall &c.]: (TA:) [in the CK, ولا صَبْرَ لَهُ, which is, I doubt not, a mistake: and in the TA is added, وقيل وَثْبٌ مُجْتَمِعُ القَوَائِمِ, in which وقيل is evidently a mistranscription for وَهُوَ, referring to ضَبْر, which is well known as meaning وَثْبٌ مُجْتَمِعُ القَوَائِمِ:] and ↓ مُسَاعِرٌ signifies the same. (AO.) مِسْعَارٌ: see the next preceding paragraph.

مَسْعُورٌ: see its syn. سَعِيرٌ. b2: [Hence,] (tropical:) A man smitten by the [hot wind called] سَمُوم. (S, A.) b3: And (tropical:) Vehemently hungry and thirsty: (TA:) eager for food, even though his belly be full; (K;) and, it is said, for drink also. (TA.) b4: See also سَعِرٌ.

مَسَاعِرُ [a pl. of which the sing., if it have one, is probably ↓ مَسْعَرٌ,] (assumed tropical:) The armpits, and the groins or similar parts, (S, A, * K,) and the lips, (S,) of camels. (S, A, K.) مُسَاعِرٌ: see مِسْعَرٌ, last sentence.
سعر
سعَرَ يَسعَر، سَعْرًا، فهو ساعِر، والمفعول مَسْعور
• سعَرَ النَّارَ: أوقدها، أجّجها " {وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِرَتْ} [ق] ".
• سعَر الحربَ أو الفتنةَ ونحوَهما: هيّجها وأثارها. 

سُعِرَ يُسعَر، سُعارًا، والمفعول مَسْعور
• سُعِر الشَّخصُ:
1 - اشتدّ جوعُه وعطشُه "أكَل أكْل المسعور: أكل الحريص على الأكْل والشّرب بنَهَم".
2 - جُنّ. 

أسعرَ يُسعر، إسعارًا، فهو مُسْعِر، والمفعول مُسْعَر
• أسعرَ النَّارَ: سعَرها، أوقدها.
• أسعر الحربَ أو الفتنةَ: سعَرها، هيّجها وأثارها.
• أسعر الكتابَ: قدَّر له سِعْرًا. 

استعرَ يستعر، استعارًا، فهو مُسْتَعِر
• استعرتِ النَّارُ: التهبت، اضطرمت وتوقّدت ° استعر القتالُ: اشتدَّ واحتدم- استعرتِ الحربُ: اشتدَّت واحتدمت.
• استعر الشَّرُّ: انتشر وكثُر "استعَر المرضُ"? استعر اللُّصوصُ: تحرّكوا وكأنّهم اشتعلوا. 

تسعَّرَ يتسعَّر، تسعُّرًا، فهو مُتَسَعِّر
• تسعَّرتِ النَّارُ: مُطاوع سعَّرَ: استعرت؛ اضطرمت وتوقّدت "تسعَّر الحطبُ" ° تسعّرتِ الحربُ: استعرت؛ احتدمت.
• تسعَّر الغضبُ/ تسعَّر الشَّرُّ: استعر؛ اشتدّ أو انتشر. 

سعَّرَ يُسعِّر، تسعيرًا، فهو مُسَعِّر، والمفعول مُسَعَّر
• سعَّر النَّارَ أو الحربَ: سَعَرها، أوقدها وهيّجها، أشعلها وألهبها " {وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ} ".
• سعَّر الشَّيءَ: ثمَّنه، قدَّره وحدّد سِعْرَه "سعَّر البضاعةَ/ السِّلعةَ/ بعض المنتجات- تُسعِّر الدَّولةُ الموادَّ الغذائيّة الأساسيّة". 

تَسْعير [مفرد]: مصدر سعَّرَ ° بِطاقَة تَسْعير: بطاقة توضع على السِّلعة لتبيِّن سعرَها.
• التَّسْعير الجَبْريّ: (قص، جر) سِعْر رسميّ تحدِّده الدَّولة للسِّلع لا يجوز للبائع أن يتعدّاه. 

تَسْعيرة [مفرد]:
1 - اسم مرَّة من سعَّرَ: سِعْر تحدِّده الدّولة للسِّلع لا يجوز للبائع أن يتعدّاه "باع أغلى من التَّسْعيرة- لجنة التسعيرة".
2 - قائمة تحدِّد أثمان السِّلع أو أجور النقل، أو رسومًا خاصّة، تعريفة "تَسْعيرة جمركيّة". 

تسعيريَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تَسْعير: "إجراءات/ معايير/ صيغة تسعيريَّة".
• المعادلة التَّسعيريَّة: (قص) تحديد مقابل لسلعةٍ خام من قبل هيئة دوليّة أو دولة مستورِدة سواء كان المقابل في صورة خِدمات متبادلة أو سلع مماثلة أو ثمن نقديّ "حدَّدت الأمم المتَّحدة المعادلة التّسعيريَّة للنّفط
 العراقيّ". 

سُعار [مفرد]:
1 - مصدر سُعِرَ.
2 - حرّ النار "اشتدّ سُعارُ النار فلم يستطع أحد الاقتراب منها".
3 - شدّةُ الجوعِ والتهابُ العطَشِ "دفعه السُّعار إلى الخروج من مخبئه".
4 - جنون "أدخل مستشفى الأمراض العصبيّة لإصابته بالسُّعار".
5 - داء الكَلَب "عضّه الكلبُ فأصيب بالسُّعار". 

سَعْر [مفرد]: مصدر سعَرَ. 

سَعِر [مفرد]: ج سَعْرَى: مجنون "رجلٌ سَعِر". 

سُعْر [مفرد]: ج سُعْرات وسُعُرات: (فز) وحدة لقياس الحرارة تقدّر بكميّة الحرارة اللازمة لرفع درجة حرارة جرام واحد من الماء درجة واحدة مئويّة.
• السُّعْر الألفيّ: (فز) مقدار الحرارة الضَّروريّة لرفع حرارة كيلوجرام من الماء درجة واحدة مئويّة. 

سُعُر [مفرد]: جنون وسفه واهتياج " {إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ} ". 

سِعْر [مفرد]: ج أسْعار:
1 - ثَمَن، قيمة "ارتفعت الأسعار كثيرًا في الآونة الأخيرة- جنون الأسعار- وجبة محدّدة السِّعر- محاولة تخفيض الأسعار" ° أسعار مدروسة: محسوبة على نحو يكون عادلاً، أسعار قليلة الارتفاع نسبيًّا- حَرْبُ الأسعار: منافسة شديدة للمبيعات قائمة على البيع بسعر منخفض- سِعْر التَّحويل: المقدار الذي تُبدَّل به وحدة نقد بلدٍ ما بوحدة نقد بلدٍ آخر- سعر الجملة: تطلق على ما يباع ويُشْترى بكميّات كبيرة- سعر الطّلب: أقلّ سعر بيع مطلوب لورقةٍ ماليّةٍ ما في سوق الأوراق الماليّة، أو هو السِّعر الذي يمكن للمستثمر أن يشتري به ورقة ماليّة من السُّوق كما هي معروضة، ويُسمَّى أيضًا: السِّعر المعروض أو سعر العرض- مراقبة الأسعار: تحديد أسعار الموادّ والسِّلع لمنع حدوث تضخّم.
2 - (قص) تعبير نقديّ عن القيمة، ما يساوي بالنقد قيمة الشّيء.
• السِّعر الأساسيّ: السِّعر الأقلّ الذي يمكن أن يباع به جزء من الملكيَّة في مزاد علنيّ.
• حَصْر الأسعار: تجميدها ووقف ارتفاعها.
• سِعْر التَّكلفة: مجموع المصاريف اللازمة لإنتاج سلعة وتوزيعها، ما ينفق على صنع الشيء أو عمله دون النظر إلى الرِّبح منه.
• سِعْر السُّوق: السعر السائد أو المنتشر الذي تُباع به البضائع.
• سِعْر الإقفال/ سِعْر الإغلاق: السعر الذي يُباع به السهم المالي أو العملة في آخر صفقة عُقدت قُبَيْل إقفال البورصة، ويقابله سعر الافتتاح.
• سِعْر الصَّرْف: السعر الفعليّ لصرف عملة ما في مقابل عملة أخرى.
• سِعْر الفائدة: النسبة المئوية لفائدة المال في السنة. 

سَعران [مفرد]:
1 - مجنون "كلب سَعران".
2 - طمّاع جَشِع "تاجر سَعْران". 

سِعْريَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى سِعْر.
• المرونة السِّعريَّة: (قص) درجة استجابة الكمية المطلوبة أو المعروضة منها للتغير في السعر.
• التَّقلُّبات السِّعريَّة: (قص) عمليَّات الصعود والهبوط في سعر الاستثمار بشكل عام، وكلّما كان حجم هذا الارتفاع والانخفاض كبيرًا، ويحدث بصورة دائمة، كان الاستثمار عرضة للتقلُّب. 

سَعِير [مفرد]: ج سُعُر:
1 - نارٌ، نار شديدة ملتهبة " {وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا} ".
2 - لهب النار "خبا سعيرُ النار".
3 - اسم من أسماء جهنّم " {لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} ". 

مِسْعار [مفرد]: ج مساعِيرُ: اسم آلة من سعَرَ: أداة تُحرّك بها النارُ من حديد أو خشب. 

مِسْعَر [مفرد]: ج مَساعِرُ:
1 - اسم آلة من سعَرَ: مِسعار؛ أداة تحرَّك بها النار من حديد أو خشب ° هو مِسْعَر حرب: مُوقد حَرْب.
2 - جهاز يستعمل لقياس كميّة الحرارة، وذلك بارتفاع درجة الحرارة لسائل موجود في المِسعر. 

مَسْعور [مفرد]: ج مسعورون ومساعِيرُ:
1 - اسم مفعول من سُعِرَ وسعَرَ.
2 - مصاب بداء الكَلَب "كلب مسعور".
 3 - مجنون؛ عنيف بشكل مدمِّر "شخصٌ مسعور". 
سعر
: (السِّعْرُ، بِالْكَسْرِ: الَّذِي يَقُومُ عَلَيْهِ الثَّمَنُ، ج أَسْعَارٌ) .
(و) قد (أَسْعَرُوا، وسَعَّرُوا تَسْعِيراً) بِمَعْنى واحدٍ: (اتَّفَقُوا على سِعْرٍ) .
وَقَالَ الصاغانيّ: أَسْعَرَه وسَعَّرَه: بَيَّنه، وَفِي الحَدِيث: (أَنّه قِيلَ للنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَعِّرْ لنا، فقالَ: إِنَّ الله هُوَ المُسَعِّرُ) أَي أَنّه هُوَ الَّذِي يُرْخِصُ الأَشياءَ ويُغْلِيها، فَلَا اعتراضَ لأَحَدٍ عَلَيْهِ، ولذالك لَا يجوزُ التَّسْعِير، والتَّسْعِيرُ: تقديرُ السِّعْر، قَالَه ابنُ الأَثير.
(وسَعَرَ النَّارَ والحَرْبَ، كمَنَعَ) ، يَسْعَرُهَا سَعْراً: (أَوْقَدَها) وهَيَّجَها، (كسَعَّرَ) هَا تَسْعِيراً. (وأَسْعَرَ) هَا إِسْعَاراً، وَفِي الثّاني مَجازٌ، أَي الحرْب.
(والسُّعْرُ، بالضَّمّ: الحَرُّ) ، أَي حَرُّ النَّار، (كالسُّعَارِ، كغُرَاب) .
(و) السُّعْرُ، بالضّم: (الجُنُون، كالسُّعُر، بضَمّتَيْنِ) ، وَبِه فسّر الفارِسِيُّ قَوْله تَعَالَى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِى ضَلَالٍ وَسُعُرٍ} (الْقَمَر: 47) ، قَالَ: لأَنَّهُم إِذا كَانُوا فِي النّار لم يكُونُوا فِي ضَلال؛ لأَنه قد كشفَ لَهُم، وإِنما وَصَفَ حالَهم فِي الدُّنْيَا، يذهب إِلى أَنّ السُّعُرَ هُنَا لَيْسَ جمْعَ سَعِير الَّذِي هُوَ النَّار، وَفِي التّنزيل حِكَايَة عَن قوم صَالح: {أَبَشَراً مّنَّا واحِداً نَّتَّبِعُهُ إِنَّآ إِذاً لَّفِى ضَلَالٍ وَسُعُرٍ} (الْقَمَر: 24) ، مَعْنَاهُ: إِنّا إِذاً لفي ضَلال وجُنُون، وَقَالَ الفَرّاءُ: هُوَ العَنَاءُ والعَذَاب، وَقَالَ ابنُ عَرَفَة: أَي فِي أَمْرٍ يُسْعِرُنا، أَي يُلْهِبُنَا، قَالَ الأَزهرِيّ: ويجوزُ أَن يكونَ مَعْنَاهُ: إِنّا إِن اتَّبَعْنَاه وأَطَعْنَاه فَنحْن فِي ضَلال وَفِي عذابٍ ممّا يلزَمُنَا، قَالَ: وإِلى هاذا مَال الفَرّاءُ.
(و) السُّعْرُ، بالضمّ: (الجُوعُ) ، كالسُّعار، بالضمّ، قَالَه الفرَّاءُ، (أَو القَرَمُ) ، أَي الشَّهْوة إِلى اللَّحْم، وَيُقَال: سُعِرَ الرجلُ، فَهُوَ مَسْعُورٌ، إِذا اشتَدّ جُوعُه وعَطَشُه.
(و) السُّعْرُ، بالضَّم: (العَدْوَى، وَقد سَعَرَ الإِبلَ، كمَنَعَ) ، يَسْعَرُها سَعْراً: (أَعْداهَا) وأَلْهَبَها بالجَرَبِ، وَقد اسْتَعَرَ فِيهَا، وَهُوَ مَجاز.
(و) السَّعِرُ (ككَتِفٍ) : مَن بِهِ السُّعْر، وَهُوَ (المَجْنُون، ج: سَعْرَى) مثل كَلِب وكَلْبَى.
(والسَّعِيرُ: النّار) ، قَالَ الأَخفش: هُوَ مثْل دَهِينٍ وصَرِيع؛ لأَنَّك تَقول: سُعِرَت فَهِيَ مَسْعُورَةٌ، وَقَالَ اللِّحْيَانيّ: نارٌ سَعِيرٌ: مسعُورةٌ بِغَيْر هاءٍ (كالسَّاعُورَة) .
(و) قيل: السَّعِيرُ والسَّاعُورةُ: (لَهَبُها) .
(و) السَّعِيرُ: (المَسْعُورُ) ، فَعيل بِمَعْنى مفعول. (و) السُّعَيْرُ فِي قَول رُشَيْدِ بنِ رُمَيْضٍ العَنَزِيّ:
حَلَفْتُ بمائِراتٍ حَوْلَ عَوْضٍ
وأَنْصَابٍ تُرِكْنَ لَدَى السُّعَيْرِ
كزُبَيْر) ، وغَلطَ من ضَبَطَه كأَمِيرٍ، نبّه عَلَيْهِ صاحبُ العُبَاب: (صنَمٌ) لعَنَزَةَ خاصَّةً، قَالَه ابنُ الكَلْبِيّ. وَقيل: عَوْضٌ: صَنَمٌ لبكْرِ بنِ وائِلٍ، والمائِرَاتُ: دِمَاءُ الذّبائِحِ حَولَ الأَصْنام.
(و) سُعَيْرُ (بنُ العَدَّاءِ) ، يُعَدّ فِي الحِجَازِيّين، (صَحَابِيّ) ، قيل: كَانَ مَعَه كِتَابُ النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
(والمِسْعَرُ) ، بالكَسْر: (مَا سُعِرَ بِهِ) ، هاكذا فِي النُّسخ، والصّوابُ مَا سُعِرَتْ بِهِ، أَي النّارُ، أَي مَا تُحَرّكُ بِهِ النارُ من حَدِيد أَو خَشَب، (كالمِسْعارِ) ، ويُجْمَعَان على مَسَاعِيرَ ومَسَاعِرَ.
(و) من المَجَاز: الْمِسْعَرُ: (مُوقِدُ نارِ الحَرْب) ، يُقَال: هُوَ مِسْعَرُ حَرْب إِذا كَانَ يُؤَرِّثُهَا، أَي تَحْمَى بِهِ الحَرْب، وَفِي الحَدِيث: (وأَمّا هاذا الحَيّ من هَمْدَانَ فأَنْجَادٌ بُسْلٌ، مَسَاعِيرُ غيرُ عُزْلٍ) .
(و) المِسْعَرُ: (الطَّوِيلُ مِنَ الأَعْنَاقِ) وَبِه فَسّر أَبو عَمْرو قولَ الشّاعِر:
وسَامَى بهَا عُنُقٌ مِسْعَرُ
وَلَا يخفَى أَن ذِكْرَ الأَعناقِ إِنما هُوَ بيانٌ لَا تَخصيصٌ. (أَو) المِسْعَرُ: (الشَّدِيدُ) ، قَالَه الأَصْمَعِيّ، وَبِه فَسّر قولَ الشاعِر الْمُتَقَدّم.
(و) فِي كتاب الخَيْل لأَبي عُبَيْدَةَ: المِسْعَرُ (منَ الخَيْل: الَّذِي يُطِيحُ قَوَائِمَه) ، ونَصُّ أَبِي عُبَيْدَةَ: تُطِيحُ قَوَائِمُهُ (مُتَفَرِّقَةً وَلَا ضَبْرَ لَه) ، وَقيل: وَثَبَ مُجْتَمِعَ القوائم، كالمُسَاعِرِ. (و) أَبو سَلَمَةَ مِسْعَرُ (بنُ كِدَامٍ) ، ككِتَاب، الهِلاَلِيّ العامرِيّ، إِمامٌ جَلِيل، (شَيْخُ السُّفْيَانَيْنِ) ، أَي الثَّوْرِيّ وَابْن عُيَيْنَة، وناهِيكَ بهَا مَنْقَبَةً، وَفِيه يقولُ الإِمام عبدُالله بن المُبَارَك:
مَنْ كَانَ مُلْتَمِساً جَلِيساً صالِحاً
فلْيَأْتِ حَلْقَةَ مِسْعَرِ بنِ كِدَامِ
توفّي سنة 153 وَقيل: 155.
(وَقد تُفْتَحُ مِيمُه ومِيمُ أَسْمِيائِهِ) أَي من تَسَمَّى باسمِه، وهم مِسْعَرُ الفَدَكِيّ، ومِسْعَرُ بنُ حَبِيبٍ الجَرْمِيّ: تابِعِيّان، (تَفَاؤُلاً) ، وَفِي اللِّسَان: جَعَلَه أَصحابُ الحَدِيثِ مَسْعَراً بِالْفَتْح؛ للتَّفاؤُل.
(و) السُّعَارُ، (كغُرَابٍ: الجُوعُ) ، وَقيل: شِدَّته، وَقيل: لَهِيبُه، أَنشد ابنُ الأَعْرَابِيّ لشاعرٍ يَهْجُو رَجُلاً:
تُسَمِّنُها بأَخْثَرِ حَلْبَتَيْها
ومَوْلاكَ الأَحَمُّ لَهُ سُعَارُ
وصَفه بتَغْزِيرِ حلائِبِه وكَسْعِه ضُرُوعَها بالماءِ البارِدِ؛ ليرتَدَّ لبَنُها، ليَبْقَى لَهَا طِرْقُهَا فِي حَال جُوعِ ابنِ عَمِّه الأَقْرَبِ مِنْهُ.
وَيُقَال: سُعِرَ الرَّجُلُ سُعَاراً، فَهُوَ مَسْعُورٌ: ضَرَبَتْهُ السَّمُومُ، أَو اشتَدّ جُوعُه وعَطَشُه، وَلَو ذكر السُّعَار عِنْد السُّعْرِ كَانَ أَصْوَبَ، فإِنَّهما من قَول الفَرّاءِ، وَقد ذَكَرَهُما ففرَّق بَينهمَا، فتأَمَّلْ.
(والسَّاعُورُ) : كهَيْئَةِ (التَّنُّور) يُحْفَرُ فِي الأَرضِ، يُخْتَبَزُ فِيهِ.
(و) السَّاعُور: (النّارُ) ، عَن ابْن دُرَيْد، وَلَو ذَكَرَه عِنْد السَّعِير كَانَ أَصابَ، وَقيل: لَهَبُها.
(و) السّاعور: (مُقَدَّمُ النَّصَارَى فِي مَعْرِفَةِ) علم (الطِّبّ) وأَدواته، وأَصله بالسريانيّة ساعُوراً، وَمَعْنَاهُ مُتَفَقِّدُ المَرْضَى.
(والسِّعْرَارَةُ) ، بِالْكَسْرِ، (والسُّعْرُورَةُ) ، بالضّم: (الصُّبْحُ) ، لالتِهابِه حِين بُدُوِّه.
(و: شُعَاعُ الشَّمْسِ الدّاخِلُ من كُوَّةِ) البيتِ، قَالَ الأَزهريّ: هُوَ مَا تَرَدَّدَ فِي الضَّوءِ السَّاقِط فِي البَيْت من الشَّمْس، وَهُوَ الهَبَاءُ المُنْبَثّ.
(وسِعْر) بنُ شُعْبَة الكِنَانِيّ (الدُّؤَلِيّ، بالكَسْرِ، قِيلَ: صحابِيّ) ، روَى عَنهُ ابنُه جابِرُ بنُ سِعْرٍ، ذكَره البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ.
(وأَبو سِعْر: مَنْظُورُ بنُ حَبَّةَ، راجِز) ، لم أَجِدْه فِي التَّبْصِيرِ.
(والمَسْعُورُ: الحَرِيصُ على الأَكْل، وإِن مُلِىءَ بَطْنُه) ، قيل: وعَلَى الشُّرْبِ؛ لأَنه يُقَال سُعِرَ فَهُوَ مَسْعُورٌ، إِذا اشْتَدّ جُوعُه وعَطَشُه، فاقْتصارُ المُصَنّف على الأَكْلِ قُصُورٌ.
(و) يُقَال: (لأَسْعَرَنَّ سَعْرَه، بالفَتْح) ، أَي (لأَطُوفَنَّ طَوْفَه) ، قَالَه الفرّاءُ، وَيُقَال: سَعَرْتُ اليومَ فِي حاجَتِي سَعْرَةً، أَي طُفْتُ.
(والسَّعْرَةُ) ، بالفَتْح: (السُّعَالُ) الحَادّ، وَهِي السُّعَيْرَةُ، قَالَه ابنُ الأَعرابيّ.
(و) يُقَال: هاذا سَعْرَةُ الأَمْرِ، وسَرْحَتُه، وفَوْعَتُه، كَمَا تَقول: (أَوَّل الأَمْرِ وجِدَّته) ، هاكذا بِالْجِيم، وَفِي بعضِ النُّسَخ بالحاءِ والأُولَى الصّوابُ.
(والسَّعَرَانُ محرّكَةً: شِدَّةُ العَدْوِ) ، كالجَمَزان والفَلَتانِ.
(و) السِّعْرَان، (بالكِسْرِ: اسْم) جماعةٍ، وَمِنْهُم بَيْتٌ فِي الإِسْكَنْدَرِيّة تَفَقَّهُوا.
(والأَسْعَرُ) : الرجلُ (القَلِيلُ اللَّحْمِ) الضَّامِرُ (الظّاهِرُ العَصَبِ الشّاحِبُ) الدَّقِيقُ المَهْزُول.
(و) الأَسْعَرُ: (لَقَبُ مَرْثَدِ بنِ أَبي حِمْرَانَ الجُعْفِيّ الشَّاعِرِ) ، سُمِّيَ بذِّلك لقَوْله:
فَلَا تَدْعُنِي الأَقْوَامُ من آلِ مالِكٍ
إِذَا أَنا لَمْ أَسْعَرْ علَيْهِم وأُثْقِبِ
(و) أَبُو الأَسْعَر: كُنْيَةُ (عُبَيْدٍ مَوْلَى زَيْدِ بن صُوحَان) ، هاكذا ذَكَرَه ابنُ أَبِي خَيْثَمَةَ والدُّولابِيّ وَعبد الغَنِيّ وغيرُهم، ورَجَّحَه الأَمِير، (أَو هُوَ بالشِّينِ) المُعْجَمة، كَمَا ذَكَرَه البُخَارِيّ والدّارقُطْنِيّ وَغَيرهمَا.
(وأَسْعَرُ) بنُ النُّعْمَانِ (الجُعْفِيّ) ، الرّاوِي عَن زُبيد اليامِيّ.
(و) أَسْعَرُ (بنُ رُحَيْلٍ) الجُعْفِيّ (التّابِعِيّ) .
(و) أَسْعَرُ (بنُ عَمْرو) : شيخٌ لابنِ الكَلْبِيّ: (مُحَدِّثُونَ) .
(وهِلاَلُ بنُ أَسْعَرَ البَصْرِيّ، من الأَكَلَةِ المَشْهُورِين) ، حكى عَنهُ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيّ، وَفِي بعضِ النُّسَخ من الأَجِلَّةِ، وَهُوَ تَصْحِيف، وَفِي بعضِها: (المَذْكُورِين) بدلَ: (المَشْهُورِين) وَلَو قَالَ: أَحَدُ الأَكَلَةِ، لَكَانَ أَخْصَر.
(وصَفِيَّةُ بنتُ أَسْعَرَ: شاعِرَةٌ) لَهَا ذِكْر.
(واسْتَعَرَ الجَرَبُ فِي البَعِير: ابتَدَأَ بمسَاعِرِهِ، أَي أَرْفَاغِهِ وآباطِهِ) ، قَالَه أَبُو عَمْرو، وَفِي الأَساس: أَي مَغَابِنِه، وَهُوَ مَجازٌ، وَمِنْه قولُ ذِي الرُّمَّةِ:
قَرِيعُ هِجَانٍ دُسَّ مِنْهُ المَسَاعِرُ
والواحدُ مَسْعَرٌ.
(و) اسْتَعَرَت (النّارُ: اتَّقَدَتْ) ، وَقد سَعرْتُها، (كتَسَعَّرَتْ) .
(و) من المَجَاز: اسْتَعَرَت (اللُّصُوصُ) ، إِذا (تَحَرَّكُوا) للشَّرِّ، كأَنَّهُم اشْتَعَلُوا، والْتَهَبُوا.
(و) من الْمجَاز: اسْتَعَرَ (الشَّرُّ والحَرْبُ) ، أَي (انْتَشَرَا) .
وَكَذَا سَعَرَهُم شَرٌّ، وسَعَرَ على قَوْمِه.
(ومَسْعَرُ البَعِيرِ: مُسْتَدقُّ ذَنَبِه) .
(ويَسْتَعُور) ، الَّذِي فِي شِعْر عُرْوَة، مَوْضِعٌ قُرْبَ المَدِينة، وَيُقَال: شَجَرٌ، وَيُقَال: أَجْمَةٌ، ويُقَال: اليَسْتَعُور، وَفِيه اختلافٌ على طُولِه يأْتِي (فِي فصل الياءِ) التّحْتِيَّة إِن شاءَ الله تَعَالَى.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
رَمْيٌ سَعْرٌ، أَي شديدٌ.
وسَعَرْنَاهُم بالنَّبْلِ: أَحْرَقْنَاهُم، وأَمْضَضْناهُم.
وَيُقَال: ضَرْبٌ هَبْرٌ، وَطَعْنٌ نَثْرٌ، ورَمْيٌ سَعْرٌ، وَهُوَ مأْخوذ من سَعَرْت النّار، وَفِي حَدِيث عليّ رَضِي الله عَنهُ: (اضْرِبُوا هَبْراً، وارْمُو سَعْراً) أَي رَمْياً سَرِيعاً، شَبَّهَه باسْتِعارِ النّار.
وَفِي حَدِيث عَائِشَة: (كَانَ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلموَحْشٌ، فإِذا خَرَجَ من البَيْتِ أَسْعَرَنا قَفْزاً) أَي أَلْهَبَنَا وآذانا.
وَسَعَرَ اللَّيْلَ بالمَطِيِّ سَعْراً: قَطَعَه.
وَعَن ابنِ السِّكّيتِ: وسَعَرَت النّاقَةُ، إِذا أَسْرَعَتْ فِي سَيرِهَا، فَهِيَ سَعُورٌ.
وسَعَرَ القَومَ شَرّاً، وأَسْعَرَهُم: عَمَّهم بِهِ، على المَثَل، وَقَالَ الجوهريّ: لَا يُقَال أَسْعَرَهم.
وَفِي حديثِ السَّقِيفَة: (وَلَا يَنَامُ النّاسُ من سُعَارِه) أَي من شَرّه. وَفِي حديثِ عمر: (أَنّه أَرادَ أَن يَدْخُلَ الشّام وهُو يَسْتَعِرُ طاعوناً) استَعَارَ استِعَارَ النّارِ لشِدَّةِ الطّاعون، يُرِيد كَثْرَتَه وشِدَّةَ تَأْثِيرِه، وكذالك يُقالُ فِي كلِّ أَمْرٍ شَدِيدٍ.
والسُّعْرَةُ، والسَّعَرُ: لَونٌ يَضْرِب إِلى السَّوادِ فُوَيْقَ الأُدْمَة.
ورَجُلٌ أَسْعَرُ، وامرأَةٌ سَعْراءُ، قَالَ العَجّاج:
أَسْعَرَ ضَرْباً أَو طُوالاً هِجْرَعَا
وَقَالَ أَبو يُوسف: اسْتَعَرَ الناسُ فِي كلِّ وَجْهٍ، واسْتَنْجَوْا، إِذا أَكَلُوا الرُّطَبَ، وأَصابُوه.
وكزُفَر، سُعَرُ بنُ مالِكِ بن سَلاَمانَ الأَزحدِيّ، من ذُرِّيّتِه حَنِيفَةُ بن تَمِيم، شيخٌ لِابْنِ عُفَيْرٍ، قديم.
وسِعْر، بِالْكَسْرِ: جَبَلٌ فِي شِعْر خُفافِ بنِ نُدْبَة السُّلَمِيّ.
وسِعرا بِالْكَسْرِ والإِمالة مَقْصُوراً:
جَبَلٌ عِنْد حَرَّة بني سُلَيْم.
وسِعْر بن مالِكٍ العَبْسِيّ، سَمعَ عُمَرَ بن الخَطّاب، رَوَى عَنهُ حَلاّمُ بنُ صَالح. وسِعْرُ بنُ نِقَادَةَ الأَسَدِيّ، عَن أَبيه، وَعنهُ ابنُه عاصِمٌ. وسِعْرٌ التَّمِيميّ، عَن عَلِيّ، الثَّلَاثَة من تَارِيخ البُخَارِيّ.
وسُعَيْرُ بنُ الخِمْس أَبو مَالك الكُوفيّ، عَن حَبِيبِ بن أَبي ثابِت، عَن ابْن عُمَرَ، روى عَنهُ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَة.
ودَيْرُ سَعْرَانَ: موضِعٌ بجِيزَة مِصْر.
وبَنُو السَّعْرانِ: قومٌ بالإِسْكَنْدَرِيّة.
(سعر) أَسعر والسلعة حدد سعرها
سعر
سَعرَ أهْل السُّوْق وأسْعَروا: بمعنىً. والساعُوْرُ: كهَيْئة التنور يُحْفَرُ في الأرْض. وسَعرْتُ النارَ والشر وأسْعَرْتُها وسَعَرْتُها. وهو مِسْعَرُ حَرْب: أي وَقاد لها.
والسعَارُ والسُّعُرُ: حَر السعِيْر. واليَسْتعُوْرُ: السعِيْر.
والمَسْعُوْرُ: الذي ضَرَبَتْه السمُوْمُ والعَطشُ. والذي لا يَشْبَع. وقيل: هو الشهْوَانُ إلى الطعام. وبه سُعْرٌ: أي جُوْع.
والسعِرُ: المَجْنون، وجَمعه سُعر وسَعْرى؛ كقَوْلهم: كَلب وكَلْبى. وكَلْبٌ سَعر: أي كَلب.
وفي القُرآن: " في ضَلال وسُعُر " أي جُنُون، ومنه ناقَة مَسْعُوْرة: أي لا تَسْتَقر قلقاً وخِفة.
والمِسْعَرُ من الدواب: السريعُ المَشْي.
وعُنُقٌ مِسْعَر: طَويلَة. والمَسَاعِرُ: القَوائمُ، والواحِدُ مِسْعَرٌ.
ومَسَاعِرُ البَعيرِ: مَشافِرُه. وقيل: آباطُه وأرْفاغُه، والواحِدُ مَسْعر. والسعْرَةُ في الإنْسَان: لَوْن فُوْيقَ الأدْمَة. والسعْرَارَةُ: الهَبَاءُ المُنْبَث.

سعر: السِّعْرُ: الذي يَقُومُ عليه الثَّمَنُ، وجمعه أَسْعَارٌ وقد

أَسْعَرُوا وسَعَّرُوا بمعنى واحد: اتفقوا على سِعْرٍ. وفي الحديث: أَنه قيل

للنبي، صلى الله عليه وسلم: سَعِّرْ لنا، فقال: إِن الله هو المُسَعِّرُ؛

أَي أَنه هو الذي يُرْخِصُ الأَشياءَ ويُغْلِيها فلا اعتراض لأَحد عليه،

ولذلك لا يجوز التسعير. والتَّسْعِيرُ: تقدير السِّعْرِ.

وسَعَرَ النار والحرب يَسْعَرُهما سَعْراً وأَسْعَرَهُما وسَعَّرَهُما:

أَوقدهما وهَيَّجَهُما. واسْتَعَرَتْ وتَسَعَّرَتْ: استوقدت. ونار

سَعِيرٌ: مَسْعُورَةٌ، بغير هاء؛ عن اللحياني. وقرئ: وإِذا الجحيم سُعِّرَتْ،

وسُعِرَتْ أَيضاً، والتشديد للمبالغة. وقوله تعالى: وكفى بجهنم سعيراً؛

قال الأَخفش: هو مثل دَهِينٍ وصَريعٍ لأَنك تقول سُعِرَتْ فهي

مَسْعُورَةٌ؛ ومنه قوله تعالى: فسُحْقاً لأَصحاب السعير؛ أَي بُعْداً لأَصحاب

النار.ويقال للرجل إِذا ضربته السَّمُوم فاسْتَعَرَ جَوْفُه: به سُعارٌ.

وسُعارُ العَطَشِ: التهابُه. والسَّعِيرُ والسَّاعُورَةُ: النار، وقيل: لهبها.

والسُّعارُ والسُّعْرُ: حرها. والمِسْشَرُ والمِسْعارُ: ما سُعِرَتْ به.

ويقال لما تحرك به النار من حديد أَو خشب: مِسْعَرٌ ومِسْعَارٌ، ويجمعان

على مَسَاعِيرَ ومساعر. ومِسْعَرُ الحرب: مُوقِدُها. يقال: رجل مِسْعَرُ

حَرْبٍ إِذا كان يُؤَرِّثُها أَي تحمى به الحرب. وفي حديث أَبي بَصِير:

وَيْلُمِّهِ مِسْعَرُ حَرْبٍ لو كان له أَصحاب؛ يصفه بالمبالغة في الحرب

والنَّجْدَةِ. ومنه حديث خَيْفان: وأَما هذا الحَيُّ مِن هَمْدَانَ

فَأَنْجَادٌ بُسْلٌ مَسَاعِيرُ غَيْرُ عُزْلٍ.

والسَّاعُور: كهيئة التَّنُّور يحفر في الأَرض ويختبز فيه. ورَمْيٌ

سَعْرٌ: يُلْهِبُ المَوْتَ، وقيل: يُلْقِي قطعة من اللحم إِذا ضربه.

وسَعَرْناهُمْ بالنَّبْلِ: أَحرقناهم وأَمضضناهم. ويقال: ضَرْبٌ هَبْرٌ

وطَعْنٌ نَثْرٌ ورَمْيٌ سَعْرٌ مأْخوذ من سَعَرْتُ النارَ والحربَ إِذا

هَيَّجْتَهُما. وفي حديث علي، رضي الله عنه، يحث أَصحابه: اضْرِبُوا

هَبْراً وارْموا سَعْراً أَي رَمْياً سريعاً، شبهه باستعار النار. وفي حديث

عائشة، رضي الله عنها: كان لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، وَحْشٌ فإِذا

خرج من البيت أَسْعَرَنا قَفْزاً أَي أَلْهَبَنَا وآذانا. والسُّعارُ: حر

النار. وسَعَرَ اللَّيْلَ بالمَطِيِّ سَعْراً: قطعه. وسَعَرْتُ اليومَ في

حاجتي سَعْرَةً أَي طُفْتُ. ابن السكيت: وسَعَرَتِ الناقةُ إِذا أَسرعت

في سيرها، فهي سَعُورٌ.

وقال أَبو عبيدة في كتاب الخيل: فرس مِسْعَرٌ ومُساعِرٌ، وهو الذي يُطيح

قوائمه متفرقةً ولا صَبْرَ لَهُ، وقيل: وَثَبَ مُجْتَمِعَ القوائم.

والسَّعَرَانُ: شدة العَدْو، والجَمَزَانُ: من الجَمْزِ، والفَلَتانُ:

النَّشِيطُ. وسَعَرَ القوم شَرّاً وأَسْعَرَهم وسَعَّرَهم: عَمَّهُمْ به، على

المثل، وقال الجوهري: لا يقال أَسعرهم. وفي حديث السقيفة: ولا ينام الناسُ

من سُعَارِه أَي من شره.

وفي حديث عمر: أَنه أَراد أَن يدخل الشام وهو يَسْتَعِرُ طاعوناً؛

اسْتَعارَ اسْتِعارَ النار لشدة الطاعون يريد كثرته وشدَّة تأْثيره، وكذلك

يقال في كل أَمر شديد، وطاعوناً منصوب على التمييز، كقوله تعالى: واشتعل

الرأْس شيباً. واسْتَعَرَ اللصوصُ: اشْتَعَلُوا.

والسُّعْرَةُ والسَّعَرُ: لون يضرب إِلى السواد فُوَيْقَ الأُدْمَةِ؛

ورجل أَسْعَرُ وامرأَة سَعْرَاءُ؛ قال العجاج:

أَسْعَرَ ضَرْباً أَو طُوالاً هِجْرَعا

يقال: سَعِرَ فلانٌ يَسْعَرُ سَعَراً، فهو أَسْعَرُ، وسُعِرَ الرجلُ

سُعَاراً، فهو مَسْعُورٌ: ضربته السَّمُوم. والسُّعَارُ: شدّة الجوع. وسُعار

الجوع: لهيبه؛ أَنشد ابن الأَعرابي لشاعر يهجو رجلاً:

تُسَمِّنُها بِأَخْثَرِ حَلْبَتَيْها،

وَمَوْلاكَ الأَحَمُّ لَهُ سُعَارُ

وصفه بتغزير حلائبه وكَسْعِهِ ضُرُوعَها بالماء البارد ليرتدّ لبنها

ليبقى لها طِرْقُها في حال جوع ابن عمه الأَقرب منه؛ والأَحم: الأَدنى

الأَقرب، والحميم: القريب القرابة.

ويقال: سُعِرَ الرجلُ، فهو مسعور إِذا اشْتَدَّ جوعه وعطشه. والسعْرُ:

شهوة مع جوع. والسُّعْرُ والسُّعُرُ: الجنون، وبه فسر الفارسي قوله تعالى:

إِن المجرمين في ضلال وسُعُرٍ، قال: لأَنهم إِذا كانوا في النار لم

يكونوا في ضلال لأَنه قد كشف لهم، وإِنما وصف حالهم في الدنيا؛ يذهب إِلى أَن

السُّعُرَ هنا ليس جمع سعير الذي هو النار. وناقة مسعورة: كأَن بها

جنوناً من سرعتها، كما قيل لها هَوْجَاءُ. وفي التنزيل حكايةً عن قوم صالح:

أَبَشَراً منَّا واحداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لفي ضلال وسُعُرٍ؛ معناه

إِنا إِذاً لفي ضلال وجنون، وقال الفراء: هو العَنَاءُ والعذاب، وقال

ابن عرفة: أَي في أَمر يُسْعِرُنا أَي يُلْهِبُنَا؛ قال الأَزهري: ويجوز

أَن يكون معناه إِنا إِن اتبعناه وأَطعناه فنحن في ضلال وفي عذاب مما

يلزمنا؛ قال: وإِلى هذا مال الفراء؛ وقول الشاعر:

وسَامَى بها عُنُقٌ مِسْعَرُ

قال الأَصمعي: المِسْعَرُ الشديد. أَبو عمرو: المِسْعَرُ الطويل.

ومَسَاعِرُ البعير: آباطله وأَرفاغه حيث يَسْتَعِرُ فيه الجَرَبُ؛ ومنه قول ذي

الرمة:

قَرِيعُ هِجَانٍ دُسَّ منه المَساعِرُ

والواحدُ مَسْعَرٌ. واسْتَعَرَ فيه الجَرَبُ: ظهر منه بمساعره.

ومَسْعَرُ البعير: مُسْتَدَقُّ ذَنَبِه.

والسِّعْرَارَةُ والسّعْرُورَةُ: شعاع الشمس الداخلُ من كَوَّةِ البيت،

وهو أَيضاً الصُّبْحُ، قال الأَزهري: هو ما تردّد في الضوء الساقط في

البيت من الشمس، وهو الهباء المنبث. ابن الأَعرابي: السُّعَيْرَةُ تصغير

السِّعْرَةِ، وهي السعالُ الحادُّ. ويقال هذا سَعْرَةُ الأَمر وسَرْحَتُه

وفَوْعَتُه: لأَوَّلِهِ وحِدَّتِهِ. أَبو يوسف: اسْتَعَرَ الناسُ في كل وجه

واسْتَنْجَوا إِذا أَكلوا الرُّطب وأَصابوه؛ والسَّعِيرُ في قول

رُشَيْدِ ابن رُمَيْضٍ العَنَزِيِّ:

حلفتُ بمائراتٍ حَوْلَ عَوْضٍ،

وأَنصابٍ تُرِكْنَ لَدَى السَّعِيرِ

قال ابن الكلبي: هو اسم صنم كان لعنزة خاصة، وقيل: عَوض صنم لبكر بن

وائل والمائرات: هي دماء الذبائح حول الأَصنام.

وسِعْرٌ وسُعَيْرٌ ومِسْعَرٌ وسَعْرَانُ: أَسماء، ومِسْعَرُ بن كِدَامٍ

المحدّث: جعله أَصحاب الحديث مَسعر، بالفتح، للتفاؤل؛ والأَسْعَرُ

الجُعْفِيُّ: سمي بذلك لقوله:

فلا تَدْعُني الأَقْوَامُ من آلِ مالِكٍ،

إِذا أَنا أَسْعَرْ عليهم وأُثْقِب

واليَسْتَعُورُ الذي في شِعْرِ عُرْوَةَ: موضع، ويقال شَجَرٌ.

قَرْقِيسِياءُ

قَرْقِيسِياءُ:
بالفتح ثم السكون، وقاف أخرى، وياء ساكنة، وسين مكسورة، وياء أخرى، وألف ممدودة، ويقال بياء واحدة، قال شاعر:
لعن سخطه من خالقي أو لشقوة ... تبدّلت قرقيسياء من دارة الرّدم
قال حمزة الأصبهاني: قرقيسيا معرب كركيسيا وهو مأخوذ من كركيس وهو اسم لأرسال الخيل المسمّى بالعربية الحلبة وكثيرا ما يجيء في الشعر مقصورا، وقال سعد بن أبي وقّاص وقد أنفذ جيشا وهو بالمدائن في سنة 16 إلى هيت وقرقيسيا ورئيسهم عمرو بن مالك الزّهري فنزلوا على حكمه فقال عند ذلك:
ونحن جمعنا جمعهم في حفيرهم ... بهيت، ولم نحفل لأهل الحفائر
وسرنا على عمد نريد مدينة ... بقرقيسيا سير الكماة المساعر
فجئناهم في دارهم بغتة ضحى، ... فطاروا وخلّوا أهل تلك المحاجر
فنادوا إلينا من بعيد بأننا ... ندين بدين الجزية المتواتر
قبلنا ولم نردد عليهم جزاءهم، ... وحطناهم بعد الجزا بالبواتر
بلد على نهر الخابور قرب رحبة مالك بن طوق على ستة فراسخ وعندها مصبّ الخابور في الفرات، فهي في مثلث بين الخابور والفرات، قيل: سميت بقرقيسيا ابن طهمورث الملك، قال بطليموس: مدينة قرقيسيا طولها أربع وستون درجة وخمس وأربعون دقيقة، وعرضها خمس وثلاثون درجة، وهي من الإقليم الرابع، طالعها السماك الأعزل ولها شركة مع الجوزاء، بيت حياتها تسع درج من العقرب تحت إحدى عشرة درجة من السرطان وعشرين دقيقة، يقابلها مثلها من
الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، عاقبتها مثلها من الميزان، قال صاحب الزيج: طولها أربع وستون درجة، وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وربع، ولما فتح عياض بن غنم الجزيرة في سنة تسع عشرة وجّه حبيب بن مسلمة الفهري إلى قرقيسيا ففتحها على مثل صلح أهل الرقة، فلما مات عياض بن غنم وولي الجزيرة عمير بن سعد وولي رأس عين سلك الخابور وما يليه حتى أتى قرقيسيا وقد نقض أهلها فصالحهم على مثل صلحهم الأول.

المَهْدِيّةُ

المَهْدِيّةُ:
بالفتح ثم السكون، في موضعين: إحداهما بإفريقية والأخرى اختطها عبد المؤمن بن عليّ قرب سلا، فأما المهديّ ففي اشتقاقه عندي أربعة أوجه:
أحدها أن يكون من المهدي، بفتح ميمه، ويعني أنه هو مهتد في نفسه لا أنه هداه غيره ولو كان ذلك لكان المهدي، بضم الميم، كقولك المرميّ والمكريّ والملقيّ، ولو كان يفعل ذلك بغيره لضمّت الميم، وليس الضم والفتح للتعدية وغير التعدية، فإن الأصمعي يقول: هداه يهديه في الدين هدى وهداه يهديه هداية إذا دلّه على الطريق، وهديت العروس فأنا أهديها هداء، وأهديت الهديّة إهداء وأهديت الهدي، هذان الأخيران بالألف والأول كما تراه ثلاثيّا متعدّيا فلا يفتقر إلى زيادة ألف التعدية فهو بمنزلة اسم الزمان والمكان وإن كان اسم رجل لأنك إذا قلت مضرب أو مشرب إنما المراد موضع
الضرب والشرب ومحلهما، فكذلك هذا المسمّى المراد أنه موضع الهدي ومحلّه، ويجوز أن يكون المهديّ منسوبا إلى اسم مكان الهدي كما أن مضربيّ منسوب إلى اسم مكان الضرب، والقياس هدى يهدي والمكان مهديّ بتصحيح الياء كما أن قاض أصله قاضي بتصحيح الياء مثل مضرب سواء ولكنهم استثقلوا الخروج من الكسر إلى الضم كما استثقلوا في القاضي والغازي فعدلوا إلى الأخفّ فقالوا مهدى كما قالوا مغزى فصار مقصورا لا يحتمل ما تحتمله الياء من التحريك في النصب فلزم طريقة واحدة وأعيدت الياء في القاضي إلى أصلها لما أمن الثقل عليها، فإن قيل فهلّا فرّوا في القاضي والغازي إلى القصر وألزموه طريقة واحدة؟ قلنا إنما فرّوا من الثقل، ولو قالوا قاضا لصار بعد الضاد ألف وقبلها ألف وصار في زنة الفعل من قاضيت ففرّوا إلى الأخفّ، لكنهم لما نسبوا إليهما ردّوهما إلى الأصل الواحد في رأيي فقالوا قاضيّ ومهديّ، فكسروا الدال التي في مهدي وشدّدوا ياء النسبة وإن كان الأشهر الأكثر قاضويّ ومهدويّ ومغزويّ إلا أن ذلك هو الأولى على أصلنا، فهذا هو وجه حسن في تعليل من قال قاضيّ ومغزيّ لا مطعن للمنصف فيه، والوجه الثاني وهو الذي يراه النحويون في هذا أن المهديّ هو اسم المفعول من هدى يهدي فهو مهديّ مثل ضرب يضرب فهو مضروب فعلى هذا أصله مهدوي، بفتح أوله وسكون ثانيه وضم الدال وسكون واوه وتصحيح يائه، بوزن مضروب، فاستثقلوا الخروج من الواو الساكنة إلى الياء فأدغموا الواو في الياء فصارت ياء مشددة فكسرت لها الدال فصار مهديّ مثل مرميّ ومشويّ ومقليّ، والوجه الثالث أن يكون منسوبا إلى المهد تشبيها له بعيسى، عليه السلام، فإنه تكلم في المهد فضيلة اختصّ بها وإنه يأتي في آخر الزمان فيهدي الناس من الضلالة ويردهم إلى الصواب، وهذه المدينة بإفريقية منسوبة إلى المهدي، وبينها وبين القيروان مرحلتان، القيروان في جنوبيها، والثياب السوسية المهدويّة إليها تنسب، وقد اختطها المهدي، واختلف في نسبه فأكثر أهل السير الذين لم يدخلوا في رعيتهم وبعض رعيتهم الذين كانوا يخفون أمرهم يزعمون أنه كان ابن يهوديّ من أهل سلمية الشام وتزوّج القدّاح الذي كان أصل هذه الدعوة بأمه فربّاه إلى أن حضرته الوفاة ولم يكن له ولد فعهد إليه وعلّمه الدعوة وكان اسمه سعيدا فلما صار الأمر إليه سمي عبيد الله، وقال قوم قليلون: إنه ولد القداح نفسه، في قصص طويلة، وقال من صحّح نسبه: إنه أحمد بن إسماعيل الثاني ابن محمد بن إسماعيل الأكبر بن جعفر بن محمد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب، قدم إفريقية، فملكها وأقام بالقيروان مدّة ثم خطّ المهدية، وهي على ساحل بحر الروم داخلة فيه ككفّ على زند، عليها سور عال محكم كأعظم ما يكون يمشي عليه فارسان، عليها باب من حديد مصمت مصراع واحد تأنّق المهديّ في عمله، وقال بعض أهل المعرفة بأخبارهم:
في سنة 300 خرج المهدي بنفسه إلى تونس يرتاد لنفسه موضعا يبني فيه مدينة خوفا من خارج يخرج عليه، وأراد موضعا حصينا حتى ظفر بموضع المهدية وهي جزيرة متصلة بالبرّ كهيئة كف متصلة بزند، فتأمّلها فوجد فيها راهبا في مغارة فقال له: بم يعرف هذا الموضع؟ فقال: هذا يسمّى جزيرة الخلفاء، فأعجبه هذا الاسم فبناها وجعلها دار مملكته وحصّنها بالسور المحكم والأبواب الحديد المصمت وجعل في كل مصراع من الأبواب مائة قنطار، ولها بابان بأربعة مصاريع لكل باب منها دهليز يسع خمسمائة فارس،
وكان شروعه في اختطاطها لخمس خلون من ذي القعدة سنة 303، وقال أبو عبيد البكري: كان شروعه فيها سنة 300 وكمّل سورها في سنة خمس وانتقل إليها سنة ثمان في شوال، ولم تزل دار مملكة لهم إلى أن ولي الأمر إسماعيل بن أبي القاسم سنة 44 فسار إلى القيروان محاربا لأبي يزيد واتخذ مدينة صبرة واستوطنها بعد أبيه معدّ وعمل فيها مصانع واحتفر أبآرا وبنى فيها قصورا عالية، قال بطليموس: مدينة برقة وهي المهدية طولها اثنتان وثلاثون درجة، وعرضها ست وثلاثون درجة، داخلة في الإقليم الرابع، طالعها العقرب تحت اثنتي عشرة درجة، منزلها من قلب العقرب الجناح الأيمن ولها ممسك العنان ولها جبهة الليث تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان، يقابلها مثلها اثنتا عشرة درجة من الجدي، وقال أبو عبيد البكري: جعل لمدينتها بابا حديد لا خشب فيهما كل باب وزنه ألف قنطار وطوله ثلاثون شبرا كل مسمار من مساميره ستة أرطال وجعل فيها من الصهاريج العظام، وأهل تلك النواحي يسمّونها مواجل، ثلاثمائة وستين موجلا غير ما يجري إليها من القناة التي فيها، والماء الجاري الذي بالمهدية جلبه عبيد الله من قرية ميّانش وهي على مقربة من المهدية في أول أقداس ويصبّ في المهدية في صهريج داخل المدينة عند جامعها ويرفع من الصهريج إلى القصر بالدواليب وكذلك يسقي أيضا من قرية ميّانش من الآبار بالدواليب يصبّ في محبس يجري منه في تلك القناة، قال: ومرسى المهدية منقور في حجر صلد يسع ثلاثين مركبا، على طرفي المرسى برجان بينهما سلسلة حديد فإذا أريد إدخال سفينة أرسل حرّاس البرجين أحد طرفي السلسلة حتى تدخل السفينة ثم يمدّونها كما كانت تحبيسا لها، ولما فرغ من إحكام ذلك قال: اليوم أمنت على الفاطميّات، يعني بناته، وارتحل إليها وأقام بها ثم عمّر فيها الدكاكين ورتب فيها أرباب المهن كلّ طائفة في سوق فنقلوا إليها أموالهم فلما استقام ذلك أمر بعمارة مدينة أخرى إلى جانب المهدية وجعل بين المدينتين قدر طول ميدان وأفردها بسور وأبواب وحفظة وسماها زويلة وأسكن أرباب الدكاكين من البزّازين وغيرهم فيها بحرمهم وأهاليهم وقال: إنما فعلت ذلك لآمن غائلتهم وذاك أن أموالهم عندي وأهاليهم هناك، فإن أرادوني بكيد وهم بزويلة كانت أموالهم عندي فلا يمكنهم ذلك، وإن أرادوني بكيد وهم بالمهدية خافوا على حرمهم هناك، وبنيت بيني وبينهم سورا وأبوابا فأنا آمن منهم ليلا ونهارا لأني أفرّق بينهم وبين أموالهم ليلا وبينهم وبين حرمهم نهارا، وشرب أهلها من الآبار والصهاريج، ومهما ذكرنا من حصانتها فإن أحوال ملوكها تناقضت حتى أفضى الأمر إلى أن أنفذ روجار صاحب صقليّة جرجي إليها في سنة 543 فأخلاها الحسن بن علي بن يحيى بن تميم بن المعزّ بن باديس وخرج هاربا حتى لحق بعبد المؤمن وبقيت في يد الأفرنج اثنتي عشرة سنة حتى قدم عبد المؤمن في سنة 555 إلى إفريقية فأخذ المهدية في أسرع وقت فهي في يد أصحابه إلى يومنا هذا ولم تغن حصانتها في جنب قضاء الله شيئا، وينسب إلى المهدية جماعة وافرة من العلماء في كل فنّ، منهم: أبو الحسن علي بن محمد بن ثابت الخولاني المعروف بالحدّاد المهدوي القائل:
قالت، وأبدت صفحة ... كالشمس من تحت القناع:
بعت الدفاتر وهي آ ... خر ما يباع من المتاع
فأجبتها، ويدي على ... كبدي وهمّت بانصداع:
لا تعجبي فيما رأي ... ت فنحن في زمن الضّياع

شِمْشَاطُ

شِمْشَاطُ:
بكسر أوله، وسكون ثانيه، وشين مثل الأولى، وآخره طاء مهملة: مدينة بالروم على شاطئ الفرات شرقيها بالوية وغربيها خرتبرت، وهي الآن محسوبة من أعمال خرتبرت، قال بطليموس: مدينة شمشاط طولها إحدى وسبعون درجة وثلاثون دقيقة، وعرضها سبع وثلاثون درجة وخمسون دقيقة، طالعها النعائم، بيت حياتها الجدي تحت ثلاث عشرة درجة من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، عاقبتها مثلها من الميزان، وهي في الإقليم الخامس، قال صاحب الزيج: طول شمشاط اثنتان وستون درجة وثلثان، وعرضها ثمان وثلاثون درجة ونصف وربع، وشمشاط الآن خراب ليس بها إلا أناس قليل، وهي غير سميساط، هذه بسينين مهملتين وتلك بمعجمتين، وكلتاهما على الفرات إلا أن ذات الإهمال من أعمال الشام وتلك في طرف أرمينية، قيل: سميت بشمشاط بن اليفز بن سام بن نوح، عليه السلام، لأنه أول من أحدثها، وقد نسب إليها قوم من أهل العلم، منهم: أبو الحسن عليّ بن محمد الشمشاطي، كان شاعرا وله تصانيف في الأدب، وكان في عهد سيف الدولة بن حمدان، وله في علي بن محمد الشمشاطي:
ما للزمان سطا على أشرافنا ... فتخرّموا وعفا على الأنباط؟
أعداوة لذوي العلى أم همّة ... سقطت فمالته إلى السّقّاط؟
خضعت رقاب بني العداوة إذ رأت ... آثارها تنقدّ تحت سياط
حتى إذا ركضت على أعقابها ... دلف النبيط إليّ من شمشاط
صدق المعلّم إنّهم من أسرة ... نجب تسوسهم بنو سنباط
آباؤك الأشراف إلا أنهم ... أشراف موش وساطح وخلاط

الهَرَمانِ

الهَرَمانِ:
هي أهرام كثيرة إلّا أن المشهور منها اثنان، واختلف الناس في أهرام مصر اختلافا جمّا وتكاد أن تكون حقيقة أقوالهم فيها كالمنام إلّا أنّا نحكي من ذلك ما يحسن عندنا، فمن ذلك ما ذكره أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي في كتاب خطط مصر أنه وجد في قبر من قبور الأوائل صحيفة فالتمسوا لها قارئا فوجدوا شيخا في دير القلمون فقرأها فإذا فيها: إنا نظرنا فيما تدل عليه النجوم فرأينا أنّ آفة نازلة من السماء وخارجة من الأرض ثم نظرنا فوجدناه ماء مفسدا للأرض وحيوانها ونباتها، فلما تمّ اليقين من ذلك عندنا قلنا لملكنا سوريد بن سهلوق: مر ببناء افرونيات وقبر لك وقبور لأهل بيتك، فبنى لنفسه الهرم الشرقي وبنى لأخيه هو جيب الهرم الغربي وبنى لابن هو جيب الهرم المؤزّر وبنيت الافرونيات في أسفل مصر وأعلاها وكتبنا في حيطانها علما غامضا من معرفة النجوم وعللها والصنعة والهندسة والطبّ وغير ذلك مما ينفع ويضر ملخّصا مفسرا لمن عرف كلامنا وكتابتنا، وانّ هذه الآفة نازلة بأقطار العالم وذلك عند نزول قلب الأسد في أول دقيقة من رأس السرطان وتكون الكواكب عند نزوله إياها في هذه المواضع من الفلك: الشمس والقمر في أول دقيقة من رأس الحمل، وزحل في درجة وثمان وعشرين دقيقة من الحمل، والمشتري في الحوت في تسع وعشرين درجة وثمان وعشرين دقيقة، والمريخ في الحوت في تسع وعشرين درجة وثلاث دقائق، والزهرة في الحوت في ثمان وعشرين درجة ودقائق، وعطارد في الحوت في
سبع وعشرين درجة ودقائق، والجوزهر في الميزان وأوج القمر في الأسد في خمس درج ودقائق، ثم نظرنا هل يكون بعد هذه الآفة كون مضرّ بالعالم فاحتسبنا الكواكب فإذا هي تدلّ على أنّ آفة من السماء نازلة إلى الأرض وأنها ضدّ الآفة الأولى وهي نار محرقة لأقطار العالم، ثم نظرنا متى يكون هذا الكون المضر فرأيناه يكون عند حلول قلب الأسد في آخر دقيقة من الــدرجة الخامسة عشرة من الأسد ويكون إيليس وهو الشمس معه في دقيقة واحدة متصلة بستورنس وهو زحل من تثليث الرامي ويكون المشتري وهو زاويس في أول الأسد في آخر احتراقه ومعه المرّيخ وهو آرس في دقيقة ويكون سلين وهو القمر في الدلو مقابلا لإيليس مع الذنب في اثنتين وعشرين ويكون كسوف شديد له بثلث سلين القمر ويكون عطارد في بعده الأبعد أمامها مقبلين أما الزهرة فللاستقامة وأما عطارد فللرجعة، قال الملك:
فهل عندكم من خبر توقفوننا عليه غير هذين الاثنين؟
قالوا: إذا قطع قلب الأسد ثلثي سدس أدواره لم يبق من حيوان الأرض متحرّك إلّا تلف فإذا استتمّ أدواره تحلّلت عقود الفلك وسقط على الأرض، قال لهم: ومتى يكون يوم انحلال الفلك؟ قالوا:
اليوم الثاني من بدو حركة الفلك، فهذا ما كان في القرطاس، فلما مات سوريد دفن في الهرم الشرقي ودفن هوجيب في الهرم الغربي ودفن كرورس في الهرم الذي أسفله من حجارة أسوان وأعلاها كدان، ولهذه الأهرام أبواب في آزاج تحت الأرض طول كلّ أزج منها مائة وخمسون ذراعا، فأما باب الهرم الشرقي فمن الناحية البحرية، وأما باب الهرم الغربي فمن الناحية الغربية، وأما باب الهرم المؤزر فمن الناحية القبلية، وفي الأهرام من الذهب وحجارة الزمرد ما لا يحتمله الوصف، وإنّ مترجم هذا الكتاب من القبطي إلى العربي أجمل التاريخات إلى أول يوم من توت الأحد وطلوع شمسه سنة خمس وعشرين ومائتين من سني العرب فبلغت أربعة آلاف وثلاثمائة وإحدى وعشرين سنة لسني الشمس ثم نظر كم مضى من الطوفان إلى يومه هذا فوجده ثلاثة آلاف وتسعمائة وإحدى وأربعين سنة وتسعة وخمسين يوما فألقاها من هذه الجملة فبقي معه ثلاثمائة وتسع وتسعون سنة وخمسة أيام فعلم أن هذا الكتاب المؤرّخ كتب قبل الطوفان بهذه السنين، وحكى ابن زولاق: ومن عجائب مصر أمر الهرمين الكبيرين في جانبها الغربي ولا يعلم في الدنيا حجر على حجر أعلى ولا أوسع منها، طولها في الأرض أربعمائة ذراع في أربعمائة، وكذلك علوها أربعمائة ذراع، وفي أحدهما قبر هرمس وهو إدريس، عليه السّلام، وفي الآخر قبر تلميذه أغا تيمون، وإليهما تحج الصابئة، قال:
وكانا أولا مكسوّين بالديباج وعليهما مكتوب:
وقد كسوناهما بالديباج فمن استطاع بعدنا فليكسهما بالحصير، قال: وقال حكيم من حكماء مصر:
إذا رأيت الهرمين ظننت أن الإنس والجنّ لا يقدرون على عمل مثلهما ولم يتولّهما إلا خالق الأرض، ولذلك قال بعض من رآهما: ليس من شيء إلا وأنا أرحمه من الدهر إلا الهرمين فإني أرحم الدهر منهما، قال عبيد الله مؤلف هذا الكتاب: وقد رأيت الهرمين وقلت لمن كان في صحبتي غير مرّة إن الذي يتصوّر في ذهني أنه لو اجتمع كل من بأرض مصر من أولها إلى آخرها على سعتها وكثرة أهلها وصمدوا بأنفسهم عشر سنين مجتهدين لما أمكنهم أن يعملوا مثل الهرمين وما سمعت بشيء تعظّم عمارته فجئته إلا ورأيته دون
صفته إلا الهرمين فإن رؤيتهما أعظم من صفتهما، قال ابن زولاق: ولم يمرّ الطوفان على شيء إلا وأهلكه وقد مرّ عليهما لأن هرمس وهو إدريس، عليه السّلام، قبل نوح وقبل الطوفان، وأما الهرم الذي بدير هرميس فإنه قبر قرباس وكان فارس مصر وكان يعدّ بألف فارس فإذا لقيهم وحده لم يقوموا له وانهزموا، وإنه مات فجزع عليه الملك والرعية ودفنوه بدير هرميس وبنوا عليه الهرم مدرجا وبقي طينه الذي بني به مع الحجارة من الفيوم وهذا معروف إذا نظر إلى طينه لم يعرف له معدن إلا بالفيوم وليس بمنف ووسيم له شبه من الطين، وقال ابن عفير وابن عبد الحكم: وفي زمان شداد بن عاد بنيت الأهرام فيما ذكر عن بعض المحدثين ولم نجد عند أحد من أهل العلم من أهل مصر معرفة في الأهرام ولا خبرا ثبت إلا أن الذي يظن أنها بنيت قبل الطوفان فلذلك خفي خبرها ولو بنيت بعده لكان خبرها عند الناس، ولذلك يقول بعضهم:
حسرت عقول ذوي النّهى الأهرام، ... واستصغرت لعظيمها الأحلام
ملس منبّقة البناء شواهق، ... قصرت لغال دونهنّ سهام
لم أدر حين كبا التفكّر دونها، ... واستوهمت بعجيبها الأوهام
أقبور أملاك الأعاجم هنّ أم ... طلّسم رمل كنّ أم أعلام
وقال ابن عفير: لم تزل مشايخ مصر يقولون إن الأهرام بناها شداد بن عاد وهو الذي بنى المغار وجند الأجناد، والمغار والأجناد هي الدفائن، وكانوا يقولون بالرجعة فكان إذا مات أحدهم دفنوا معه ماله كائنا ما كان وإن كان صانعا دفنت معه آلته، وذكر أن الصابئة تحجّها، ومن عجائب مصر الهرمان إذ ليس على وجه الأرض بناء باليد حجر على حجر أطول منهما وإذا رأيتهما ظننت أنهما جبلان موضعان، ولذلك قيل: ليس من شيء إلا وأنا أرحمه من الدهر إلا الهرمين فإني أرحم الدهر منهما، وعلى ركن أحدهما صنم كبير يقال إنه بلهيت ويقال إنه طلسم للرمل لئلا يغلب على كورة الجيزة وإن الذي طلسمه بلهيت، وسبب تطلسمه أن الرمال غربيه وشماليه كثيرة متكاثفة فإذا انتهت إليه لا تتعداه، وهو صورة رأس آدمي ورقبته ورأسا كتفيه كالأسد وهو عظيم جدّا، حدثني من رأى نسرا عشش في أذنه:
وهو صورة مليحة كأن الصانع فرغ منه عن قرب، وهو مصبوغ بحمرة موجودة إلى الآن مع تطاول المدة وتقدم الأعوام، قال المعرّي:
تضلّ العقول الهبرزيّات رشدها، ... ولا يسلم الرأي القويم من الأفن
وقد كان أرباب الفصاحة كلما ... رأوا حسنا عدّوه من صنعة الجنّ
وقال أبو الصّلت: وأي شيء أعجب وأغرب بعد مقدورات الله، عز وجل، ومصنوعاته من القدرة على بناء جسم من أعظم الحجارة مربع القاعدة مخروط الشكل ارتفاع عموده ثلاثمائة ذراع ونحو سبعة عشر ذراعا تحيط به أربعة سطوح مثلثات متساويات الأضلاع طول كل ضلع منها أربعمائة ذراع وستون ذراعا وهو مع هذا العظم من إحكام الصنعة وإتقان الهندام وحسن التقدير بحيث لم يتأثر إلى هلمّ جرّا بتضاعف الرياح وهطل السحاب وزعزعة الزلازل، وهذه صفة كل واحد من الهرمين المحاذيين للفسطاط 26- 5
من الجانب الغربي على ما شاهدناه منهما، قال:
واتفق أن خرجنا يوما فلما طفنا بهما وكثر تعجبنا منهما تعاطينا القول فيهما فقال بعضنا يعني نفسه:
بعيشك هل أبصرت أحسن منظرا، ... على طول ما أبصرت، من هرمي مصر
أطافا بأعنان السماء وأشرفا ... على الجوّ إشراف السّماك أو النسر
وقد وافيا نشزا من الأرض عاليا ... كأنهما ثديان قاما على صدر
قال: وزعم قوم أن الأهرام الموجودة بمصر قبور الملوك العظام آثروا أن يتميزوا بها عن سائر الملوك بعد مماتهم كما تميزوا عنهم في حياتهم وتوخوا أن يبقى ذكرهم بسببها على تطاول الدهور وتراخي العصور، ولما وصل المأمون إلى مصر أمر بنقبهما فنقب أحد الهرمين المحاذيين للفسطاط بعد جهد شديد وعناء طويل فوجد في داخله مهاو ومراق يهول أمرها ويعسر السلوك فيها ووجد في أعلاها بيت مكعب طول كل ضلع من أضلاعه ثمانية أذرع وفي وسطه حوض رخام مطبق فلما كشف غطاؤه لم يجدوا فيه غير رمة بالية قد أتت عليها العصور الخالية فأمر المأمون بالكف عن نقب ما سواه، وفي سفح أحد الهرمين صورة آدميّ عظيم مصبغة وقد غطى الرمل أكثرها وهي عجيبة غريبة، وفيها يقول ظافر الحداد الإسكندري:
تأمّل بنية الهرمين وانظر ... وبينهما أبو الهول العجيب
كعمّاريّتين على رحيل ... لمحبوبين بينهما رقيب
وماء النيل تحتهما دموع، ... وصوت الريح عندهما نحيب
قال: ومن الناس من زعم أن هرمس الأول المدعو بالمثلث بالحكمة وهو الذي يسميه العبرانيون أخنوخ ابن يرد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم وهو إدريس النبي، عليه السّلام، استدل من أحوال الكواكب على كون الطوفان فأمر ببنيان الأهرام وإيداعها الأموال وصحائف العلوم إشفاقا عليها من الذهاب والدروس وحفظا لها واحتياطا عليها، وقيل إن الذي بناها سوريد بن سهلوق بن سرياق، وقال البحتري في قصيدة:
ولا بسنان بن المشلّل عند ما ... بنى هرميها من حجارة لابها
وذكر قوم أنه قد كتب على الهرمين بالمسند: إني بنيتهما فمن يدّعي قوة في ملكه فليهدمهما فإن الهدم أيسر من البناء، وذكر أن حجارتهما نقلت من الجبل الذي بين طرا وحلوان، وهما قريتان من مصر، وأثر ذلك باق إلى الآن.

جُرْجانُ

جُرْجانُ:
بالضم، وآخره نون قال صاحب الزيج:
طول جرجان ثمانون درجة ونصف وربع، وعرضها ثمان وثلاثون درجة وخمس عشرة دقيقة، في الإقليم الخامس، وروى بعضهم أنها في الإقليم الرابع، وفي كتاب الملحمة المنسوب إلى بطليموس: طول مدينة جرجان ست وثمانون درجة وثلاثون دقيقة، وعرضها أربعون درجة، في الإقليم الخامس، طالعها النور ولها شركة في كف الخضيب ثلاث درج وست عشرة دقيقة وشركة في مرفق الدب الأصغر تحت سبع عشرة درجة وست عشرة دقيقة من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان. وجرجان: مدينة مشهورة عظيمة بين طبرستان وخراسان، فبعض يعدها من هذه وبعض يعدّها من هذه، وقيل: إن أول من أحدث بناءها يزيد بن المهلّب بن أبي صفرة، وقد خرج منها خلق من الأدباء والعلماء والفقهاء والمحدثين، ولها تاريخ ألفه حمزة بن يزيد السّهمي.
قال الإصطخري: أما جرجان فإنها أكبر مدينة بنواحيها، وهي أقل ندّى ومطرا من طبرستان، وأهلها أحسن وقارا وأكثر مروءة ويسارا من كبرائهم، وهي قطعتان: إحداهما المدينة والأخرى بكراباذ، وبينهما نهر كبير يجري يحتمل أن تجري فيه السفن، ويرتفع منها من الإبريسم وثياب الإبريسم ما يحمل إلى جميع الآفاق، قال: وإبريسم جرجان بزر دودة يحمل إلى طبرستان، ولا يرتفع من طبرستان بزر إبريسم، ولجرجان مياه كثيرة وضياع عريضة، وليس بالمشرق بعد أن تجاوز العراق مدينة أجمع ولا أظهر حسنا من جرجان على مقدارها، وذلك أن بها الثلج والنخل، وبها فواكه الصرود والجروم، وأهلها يأخذون أنفسهم بالتأنى والأخلاق
المحمودة قال: وقد خرج منها رجال كثيرون موصوفون بالسّتر والسخاء، منهم: البرمكي صاحب المأمون، ونقودهم نقود طبرستان الدنانير والدراهم، وأوزانهم المنّ ستمائة درهم، وكذلك الري وطبرستان.
وقال مسعر بن مهلهل: سرت من دامغان متياسرا إلى جرجان في صعود وهبوط وأودية هائلة وجبال عالية، وجرجان مدينة حسنة على واد عظيم في ثغور بلدان السهل والجبل والبر والبحر، بها الزيتون والنخل والجوز والرمان وقصب السكر والأترج، وبها إبريسم جيد لا يستحيل صبغه، وبها أحجار كبيرة، ولها خواصّ عجيبة، وبها ثعابين تهول الناظر لكن لا ضرر لها ولأبي الغمر في وصف جرجان:
هي جنّة الدّنيا التي هي سجسج، ... يرضى بها المحرور والمقرور
سهليّة جبليّة بحريّة، ... يحتلّ فيها منجد ومغير
وإذا غدا القنّاص راح بما اشتهى ... طبّاخه، فملهّج وقدير
قبج ودرّاج وسرب تدارج، ... قد ضمّهن الظبي واليعفور
غربت بهنّ أجادل وزرازر ... وبواشق وفهودة وصقور
ونواشط من جنس ما هي أفتنت ... رأي العيون بها، وهنّ النور
وكأنما نوّارها برياضها، ... للمبصريه، سندس منشور
وللصاحب كافي الكفاة أبي القاسم في كتابه كافي الرسائل في ذمّ جرجان:
نحن والله من هوائك، يا جر ... جان، في خطّة وكرب شديد
حرّها ينضج الجلود، فإن هبّت ... شمالا تكدّرت بركود
كحبيب منافق، كلما همّ ... بوصل أحاله بالصّدود
وقال أبو منصور النيسابوري يذكر اختلاف الهواء بها في يوم واحد:
ألا ربّ يوم لي بجرجان أرعن، ... ظللت له من حرقه أتعجّب
وأخشى على نفسي اختلاف هوائها، ... وما لامرئ عما قضى الله مهرب
وما خير يوم أخرق متلوّن ... ببرد وحرّ، بعده يتلهّب
فأوّله للقرّ والجمر ينقب، ... وآخره للثلج والخيش يضرب
وكان الفضل بن سهل قد ولى مسلم بن الوليد الشاعر ضياع جرجان وضمّنه إياها بخمسمائة ألف وقد بذل فيها ألف ألف درهم، وأقام بجرجان إلى أن أدركته الوفاة ومرض مرضه الذي مات فيه فرأى نخلة لم يكن في جرجان غيرها فقال:
ألا يا نخلة بالسف ... ح من أكناف جرجان
ألا إني وإياك ... بجرجان غريبان
ثم مات مع تمام الإنشاد وقد نسب الأقيشر اليربوعي، وقيل ابن خزيم، إليها الخمر فقال:
وصهباء جرجانية لم يطف بها ... حنيف، ولم ينفر بها ساعة قدر
ولم يشهد القسّ المهيمن نارها ... طروقا، ولم يحضر على طبخها حبر
أتاني بها يحيى وقد نمت نومة، ... وقد لاحت الشّعرى وقد طلع النّسر
فقلت اصطبحها أو لغيري فأهدها، ... فما أنا بعد الشيب ويحك والخمر!
تعفّفت عنها في العصور التي مضت، ... فكيف التصابي بعد ما كمل العمر؟
إذا المرء وفّى الأربعين، ولم يكن ... له دون ما يأتي حياء ولا ستر
فدعه ولا تنفس عليه الذي أتى، ... وإن جرّ أسباب الحياة له الدهر
وكان أهل الكوفة يقولون: من لم يرو هذه الأبيات فإنه ناقص المروءة وأما فتحها فقد ذكر أصحاب السير أنه لما فرغ سويد بن مقرّن من فتح بسطام في سنة 18 كاتب ملك جرجان ثم سار إليها وكاتبه روزبان صول وبادره بالصلح على أن يؤدي الجزية ويكفيه حرب جرجان، وسار سويد فدخل جرجان وكتب لهم كتاب صلح على الجزية وقال أبو نجيد:
دعانا إلى جرجان، والرّيّ دونها، ... سواد فأرضت من بها من عشائر
وقال سويد بن قطبة:
ألا ابلغ أسيدا، إن عرضت، بأننا ... بجرجان في خضر الرياض النواضر
فلما أحسونا وخافوا صيالنا ... أتانا ابن صول، راغما، بالجرائر
وممن ينسب إليها من الأئمة أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني الأسترآباذي الفقيه أحد الأئمة، سمع يزيد بن محمد بن عبد الصمد وبكار بن قتيبة وعمار بن رجاء وغيرهم، قال الخطيب: وكان أحد أئمة المسلمين والحفّاظ بشرائع الدين مع صدق وتورّع وضبط وتيقظ، سافر الكثير وكتب بالعراق والحجاز ومصر، وورد بغداد قديما وحدث بها، فروى عنه من أهلها يحيى بن محمد بن صاعد وغيره، وقال أبو علي الحافظ: كان أبو نعيم الجرجاني أوحد ما رأيت بخراسان بعد أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة مثله وأفضل منه، وكان يحفظ الموقوفات والمراسيل كما نحفظ نحن المسانيد، وقال الخليلي القزويني: كان لأبي نعيم تصانيف في الفقه وكتاب الضعفاء في عشرة أجزاء، وقال حمزة بن يوسف السّهمي في تاريخ جرجان:
عبد الملك بن محمد بن عدي بن زيد الأسترآباذي سكن جرجان وكان مقدما في الفقه والحديث وكانت الرّحلة إليه في أيامه، روى عن أهل العراق والشام ومصر والثغور، ومولده سنة 242، وتوفي بأسترآباذ في ذي الحجة سنة 323 ومنها أبو أحمد عبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمد بن المبارك الجرجاني الحافظ المعروف بابن القطان أحد أئمة الحديث والمكثرين منه والجامعين له والرّحالين فيه، رحل إلى دمشق ومصر، وله رحلتان أولاهما في سنة 297 والثمانية في سنة 305، سمع الحديث بدمشق من محمد بن خزيم وعبد الصمد بن عبد الله بن أبي زيد وإبراهيم بن دحيم وأحمد بن عمير بن جوصا وغيرهم، وسمع بحمص هبيل بن محمد وأحمد بن أبي الأخيل وزيد بن عبد الله المهراني، وبمصر أبا يعقوب إسحق المنجنيقي، وبصيدا أبا محمد المعافى بن أبي كريمة، وبصور أحمد بن بشير بن حبيب الصوري، وبالكوفة أبا العباس بن عقدة ومحمد بن الحصين بن حفص، وبالبصرة أبا خليفة الجمحي، وبالعسكر عبدان الأهوازي،
وببغداد أبا القاسم البغوي وأبا محمد بن صاعد، وببعلبكّ أبا جعفر أحمد بن هاشم وخلقا من هذه الطبقة كثيرا، وروى عنه أبو العباس بن عقدة، وهو من شيوخه، وحمزة بن يوسف السّهمي وأبو سعد الماليني وخلق في طبقتهم، وكان مصنّفا حافظا ثقة على لحن كان فيه وقال حمزة: كتب أبو محمد بن عدي الحديث بجرجان في سنة 290 عن أحمد بن حفص السعدي وغيره، ثم رحل إلى الشام ومصر وصنف في معرفة ضعفاء المحدّثين كتابا في مقدار مائتي جزء سماه الكامل قال: وسألت الدارقطني أبا الحسن أن يصنف كتابا في ضعفاء المحدثين فقال: أليس عندكم كتاب ابن عدي؟ قلت: بلى، قال: فيه كفاية لا يزاد عليه، وكان ابن عدي جمع أحاديث مالك بن أنس والأوزاعي وسفيان الثوري وشعبة وإسماعيل ابن أبي خالد وجماعة من المتقدّمين وصنف على كتاب المزني كتابا سماه الأبصار، وكان أبو أحمد حافظا متقنا لم يكن في زمانه مثله، تفرّد بأحاديث فكان قد وهب أحاديث له يتفرّد بها لبنيه عدي وأبي زرعة وأبي منصور تفرّدوا بروايتها عن أبيهم، وابنه عدي سكن سجستان وحدث بها، قال ابن عدي:
سمع مني أبو العباس بن عقدة كتاب الجعفرية عن أبي الأشعث، وحدث به عندي فقال: حدّثني عبد الله بن عبد الله، وكان مولده في ذي القعدة سنة 277، ومات غرّة جمادى الآخرة سنة 365 ليلة السبت، فصلى عليه أبو بكر الإسماعيلي ودفن بجنب مسجد كوزين، وقبره عن يمين القبلة مما يلي صحن المسجد بجرجان ومنها حمزة بن يوسف بن إبراهيم بن موسى بن إبراهيم ابن محمد، ويقال ابن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن هشام بن العباس بن وائل أبو القاسم السهمي الجرجاني الواعظ الحافظ، رحل في طلب الحديث فسمع بدمشق عبد الوهاب الكلابي، وبمصر ميمون بن حمزة وأبا أحمد محمد بن عبد الرحيم القيسراني، وبتنيس أبا بكر بن جابر، وبأصبهان أبا بكر المقري، وبالرّقة يوسف بن أحمد بن محمد، وبجرجان أبا بكر الإسماعيلي وأبا أحمد بن عدي، وببغداد أبا بكر بن شاذان وأبا الحسن الدارقطني، وبالكوفة الحسن بن القاسم، وبعكبرا أحمد بن الحسن بن عبد العزيز، وبعسقلان أبا بكر محمد بن أحمد بن يوسف الخدري، روى عنه أبو بكر البيهقي وأبو صالح المؤدّب وأبو عامر الفضل بن إسماعيل الجرجاني الأديب وغير هؤلاء سمعوا ورووا قال أبو عبد الله الحسين بن محمد الكتبي الهروي الحاكم: سنة 427 ورد الخبر بوفاة الثّعلبي صاحب التفسير وحمزة بن يوسف السّهمي بنيسابور ومنها أبو إبراهيم إسماعيل بن الحسن بن محمد بن أحمد العلوي الحسيني من أهل جرجان، كان عارفا بالطبّ جدّا، وله فيه تصانيف حسنة مرغوب فيها بالعربية والفارسية، انتقل إلى خوارزم وأقام بها مدة ثم انتقل إلى مرو فأقام بها، وكان من أفراد زمانه، وذكر أنه سمع أبا القاسم القشيري، وحدث عنه بكتاب الأربعين له، وأجاز لأبي سعد السمعاني، وتوفي بمرو سنة 531 وغير هؤلاء كثير.

نَصِيبِين

نَصِيبِين:
بالفتح ثم الكسر ثم ياء علامة الجمع الصحيح، ومن العرب من يجعلها بمنزلة الجمع فيعربها في الرفع بالواو وفي الجر والنصب بالياء، والأكثر يقولون نصيبين ويجعلونها بمنزلة ما لا ينصرف من الأسماء، والنسبة إليها نصيبيّ ونصيبينيّ، فمن قال نصيبينيّ أجراه مجرى ما لا ينصرف وألزمه الطريقة الواحدة مما ذكرنا، ومن قال نصيبيّ جعله بمنزلة الجمع ثم ردّه إلى واحده ونسب إليه: وهي مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادّة القوافل من الموصل إلى الشام وفيها وفي قراها على ما يذكر أهلها أربعون ألف بستان، بينها وبين سنجار تسعة فراسخ، وبينها وبين الموصل ستة أيام، وبين دنيسر يومان عشرة فراسخ، وعليها سور كانت الروم بنته وأتمه أنوشروان الملك عند فتحه إياها، وقالوا: كان سبب فتحه إياها أنه حاصرها وما قدر على فتحها فأمر أن تجمع إليه العقارب فحملوا العقارب من قرية تعرف بطيرانشاه من عمل شهرزور بينها وبين سمرداذ مدينة شهرزور فرسخ، فرماهم بها في العرّادات والقوارير وكان يملأ القارورة من العقارب ويضعها في العرّادة وهي على هيئة المنجنيق فتقع القارورة وتنكسر وتخرج تلك العقارب، ولا زال يرميهم بالعقارب حتى ضجّ أهلها وفتحوا له البلد وأخذها عنوة، وذلك أصل عقارب نصيبين، وأكثر العقارب جبل صغير داخل السور في ناحية من المدينة ومنه تنتشر العقارب في المدينة كلها، ذكر ذلك كله أحمد بن الطيب السرخسي في بعض كتبه، وطول مدينة نصيبين خمس وسبعون درجة وعشرون دقيقة، وعرضها ست وثلاثون درجة واثنتا عشرة دقيقة، في الإقليم الرابع، طالعها سعد الأخبية، بيت حياتها إحدى عشرة درجة من الثور تحت اثنتي عشرة درجة وثمان وأربعين دقيقة من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي، وقال صاحب الزيج: طول نصيبين سبع وعشرون درجة ونصف، ونصيبين مدينة وبئة لكثرة بساتينها ومياهها، وقد روي في بعض الآثار
أن النبي، صلّى الله عليه وسلّم، قال: رفعت ليلة أسري بي فرأيت مدينة فأعجبتني فقلت: يا جبرائيل ما هذه المدينة؟ قال: هذه نصيبين، فقلت: اللهم عجّل فتحها واجعل فيها بركة للمسلمين! وسار عياض بن غنم إلى نصيبين فامتنعت عليه فنازلها حتى فتحها على مثل صلح أهل الرّها، قال: كتب عامل نصيبين إلى معاوية وهو عامل عثمان على الشام والجزيرة يشكو إليه أن جماعة من المسلمين الذين معه أصيبوا بالعقارب، فكتب إليه يأمره أن يوظف على كل حيز من أهل المدينة عدّة من العقارب مسمّاة في كل ليلة، ففعل فكانوا يأتون بها فيأمر بقتلها حتى قلّت، وقال سيف:
بعث سعد بن أبي وقّاص سنة 17 من الكوفة عياض ابن غنم لفتح الجزيرة، وغير سيف يقول: إنما بعث أبو عبيدة من الشام فقدم عبد الله بن عبد الله بن عتبان فسلك على دجلة حتى إذا انتهى إلى الموصل عبر إلى بلد وهي بلط حتى إذا انتهى إلى نصيبين أتوه بالصلح فكتب بذلك إلى عياض فقبله فعقد لهم عبد الله بن عبد الله بن عتبان وأخذوا ما أخذوا عنوة ثم أجروا مجرى أهل الذمة، قال عند ذلك ابن عتبان:
ألا من مبلغ عني بجيرا: ... فما بيني وبينك من تعادي
فإن تقبل تلاق العدل فينا ... فأنسى ما لقيت من الجهاد
وإن تدبر فما لك من نصيب ... نصيبين فتلحق بالعباد
وقد ألقت نصيبين إلينا ... سواد البطن بالخرج الشداد
لقد لقيت نصيبين الدواهي ... بدهم الخيل والجرد الوراد
وقال بعضهم يذكر نصيبين: وظاهرها مليح المنظر وباطنها قبيح المخبر، وقال آخر يذم نصيبين فقال:
نصيب نصيبين من ربها ... ولاية كل ظلوم غشوم
فباطنها منهم، في لظى، ... وظاهرها من جنان النعيم
وينسب إلى نصيبين جماعة من العلماء والأعيان، منهم: الحسن بن علي بن الوثاق بن الصلب بن أبان بن زريق بن إبراهيم بن عبد الله أبو القاسم النصيبي الحافظ، قدم دمشق وحدث بها في سنة 344 عن عبد الله بن محمد بن ناجية البغدادي وأبي يحيى عبّاد بن علي بن مرزوق البصري وإسحاق بن إبراهيم الصوّاف ومحمد ابن خالد الراسبي البصري وعبدان الجواليقي وأبي يعلى الموصلي وأبي خليفة الجمحي وغيرهم، روى عنه تمام بن محمد وأبو العباس بن السمسار وأبو عبد الله بن مندة وأبو علي سعيد بن عثمان بن السكن الحافظ ولم يذكر وفاته، ونصيبين أيضا: قرية من قرى حلب، وتلّ نصيبين أيضا: من نواحي حلب. ونصيبين أيضا: مدينة على شاطئ الفرات كبيرة تعرف بنصيبين الروم، بينها وبين آمد أربعة أيام أو ثلاثة ومثلها بينها وبين حرّان، ومن قصد بلاد الروم من حرّان مرّ بها.

هرم

هرم

1 هَرِمَ He became extremely aged; (K;) old and infirm; (Msb;) decrepit; or a weak old man.

هَرِمٌ The mind: see 6 in art. رق.
(هرم) الرجل هرما ومهرما ومهرمة بلغ أقْصَى الْكبر وَكبر وَضعف فَهُوَ هرم (ج) هرمى وهرمون وَهِي هرمة (ج) هرمى وهرمات
(هرم) الدَّهْر فلَانا أهرمه وَفُلَان اللَّحْم قطعه قطعا صغَارًا وَالْأَمر عظمه وَوَصفه فَوق قدره وَالْبناء جعله على هَيْئَة الْهَرم (مو)
(هـ ر م) : (الْهَرَمُ) كِبَرُ السِّنِّ مِنْ بَابِ لَبِسَ وَبِاسْمِ الْفَاعِلِ مِنْهُ سُمِّيَ هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ الْقُتَبِيُّ وَإِنَّمَا سُمِّيَ هَرِمًا لِأَنَّهُ بَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعَ سِنِينَ.
هـ ر م: (الْهَرَمُ) كِبَرُ السِّنِّ وَقَدْ (هَرِمَ) مِنْ بَابِ طَرِبَ فَهُوَ (هَرِمٌ) ، وَقَوْمٌ (هَرْمَى) . وَتَرْكُ الْعَشَاءِ (مَهْرَمَةٌ) . وَ (الْهَرَمَانِ) بِنَاءٌ بِمِصْرَ. 
هـ ر م : هَرِمَ هَرَمًا مِنْ بَابِ تَعِبَ فَهُوَ هَرِمٌ كَبِرَ وَضَعُفَ وَشُيُوخٌ هَرْمَى مِثْلُ زَمَنٍ وَزَمْنَى وَامْرَأَةٌ هَرِمَةٌ وَنِسْوَةٌ هَرْمَى وَهَرِمَاتٌ أَيْضًا وَالْمَهْرَمَةُ مِثْلُ الْهَرِمِ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ تَرْكُ الْعَشَاءِ مَهْرَمَةٌ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَهْرَمَهُ إذَا أَضْعَفَهُ. 
هرم:
هرم، يهرم واسم المصدر هرْم: في (محيط المحيط): (هرم اللحم ونحوه قطعه قطعاً صغاراً).
تهرّم: أنظر الكلمة في (فوك) في مادة decrepitus ( ياقوت 427:2) حيث يجب ان تحل عجوز متهرمة في موضع متهدمة. انهرم: شاخ (الكالا)، أما في (المعجم اللاتيني وفوك) فقد أورد اسم المفعول ( decrepitus) .
استهرمه: وهو عدّه شيخاً واستضعفه (العبدري 108): ليس من المروءة أن يخبر الرجل عن سنّه فأنه إن كان صغيراً أحتقر وإن كان كبيراً استهرم.
هرم: وتجمع على أهرامات (ارنولد كرست 13:160).
هَرِم: عِظاية، حرذون (الكامل 12:355).
مِهرمَة: والجمع مهارم: في (محيط المحيط): (خشبة يهرم عليها اللحم أو التبغ ونحو ذلك).
هـ ر م

شيخ هرمٌ وشيوخٌ هرمى، وقد هرِمَ هرماً ومهرماً، وهرّمته السنون. وهو ابن هرمةٍ وابن عجزةٍ: لولد الشيخ. وولد لهرمةٍ. وأذل من الهرمة: واحدة الهرم وهو يبيس الشّبرق أذلّ اعلحمض وأشدّه اسلنطاحاً. قال:

ووطئتنا وطئاً على حنقٍ ... وطء المقيّد نابت الهرم

ومن المجاز: خشبٌ هرمي: قديمة يابسة، وقيل لرائد: كيف وجدت واديك؟ قال: وجدت فيه خشباً هرمى، وعشباً شرمي. وجاء فلان يهرّم علينا الأمر والخبر أي يعظّمه ويصفه فوق قدره. وما عنده هرمٌ: رأيٌ محنّك. وما أدري بم يولع هرمك أي رأيك القارح.

هرم


هَرَمَ(n. ac. هَرْم)
a. Cut up, minced, hashed; chopped up.

هَرِمَ(n. ac. هَرَم
مَهْرَم
مَهْرَمَة)
a. Was aged, decrepit.

هَرَّمَa. Rendered decrepit; weakened, enfeebled.
b. see Ic. Exalted.

أَهْرَمَa. see II (a)
تَهَاْرَمَa. Feigned weakness, decrepitness.

هَرْمa. Chopping up, hashing.
b. A certain plant.
c. [ coll. ]
see 5 (a)
هَرْمَة
a. [ coll. ], Slice, layer & c.

هَرْمَىa. Dry wood.

هِرْمa. see 5 (b)
هَرَمa. Old age, decrepitude.
b. (pl.
هِرَاْم
أَهْرَاْم
38), Pyramid.
هَرِم
( pl.
reg. &
هَرْمَى)
a. Aged, feeble, decrepit.
b. Intellect, mind; reason; soul.

هَرِمَة
( pl.
reg. &
هَرْمَى)
a. fem. of
هَرِم
(a).
b. Lioness.

هَاْرِم
هَاْرِمَة
(pl.
هَوَاْرِمُ)
a. Feeding on the plants called هَرْم .
هَرُوْمa. Malicious woman, termagant.

هُرْمَاْنa. see 5 (b)
هَرَامِيْت
a. Wells.
هرم
هَرِمَ يَهْرَمُ هَرَماً ومهْرَماً، وهُنَّ هَرْمى وهَرِماتٌ، وابنُ هَرْمَةٍ وابنُ عِجْزَةٍ: آخِرُ وَلَدِ الرَّجُل. والهَرْمُ: ضَرْبٌ من النَّبات فيه مُلُوحَةٌ، الواحدة هَرْمَةٌ. وفي مَثَلٍ: " أذَلُّ من هَرْمَةٍ ". وإبلٌ هَوَارِمُ: تَرْعى الهَرْمَ.
وهَرِمُ بن سِنَانٍ: صاحِبُ الحَماَلات. والهُرْمانُ: العَقْلُ والرَّأْيُ. وما عنِدْكَ مَهْرَمٌ ولا هُرْمانَةٌ: أي مَطْمَعٌ. وهُرِمْتُ عليكَ اليَوْمَ: أي عُطِفْتُ عليك. والمُهَرِّمُ: المُعَظِّمُ للشَّيْءِ. والهَرْمى من الحَطَب: الذي ليس له دُخَانٌ من يُبْسِه، وفي كلام الرائد: وَجَدْتُ خُشباً هَرْمى وعُشْباً شَرْمى، هكذا رَوَاه، وهو بالتَّنوين.
وامْرَأةٌ هَرُوْمٌ ونِسْوَةٌ هُرُمٌ: سَيِّئُة الخُلُقِ خَبِيْثَةٌ. ويقولونَ: لا نَدْري بما يُوْلَعُ هَرِمُكَ وهو شِبْهُ الطَّمَع.
[هرم] الهَرْمُ بالتسكين: نبتٌ، وهو ضربٌ من الحمض، الواحدة هَرْمَةٌ. ويقال: بعيرٌ هارِمٌ، للذي يرعاه. وإبلٌ هَوارِمُ. ويقال: " هو أَذَلُّ من هرمة ". وابن هرمة: شاعر. والهرم بالتحريك: كبر السِنّ. وقد هَرِمَ الرجلُ بالكسر، وأهْرَمَهُ الله سبحانه، فهو هَرِمٌ وقومٌ هَرْمى. وتَرْكُ العشاءِ مَهْرَمَةٌ. وهرم أيضا: اسم رجل. وهرم بن سنان بن أبى حارثة المرى، من بنى مرة بن عوف بن سعد (*) ابن ذبيان، وهو صاحب زهير الذى يقول فيه: إن البخيل ملوم حيث كان ولكن الجواد على علاته هرم وأما هرم بن قطبة بن سيار فمن بنى فزارة، وهو الذى تنافر إليه عامر وعلقمة. ويقال: " إنَّك لا تدري علامَ يُنْزَأُ هَرِمُكَ، ولا تدري بمَ يولع هَرِمُكَ "، أي نفسك وعقلك. والهرمان بالضم: العقل. يقال: ماله هرمان. وفلان يتهارم: يرى من نفسه أنَّه هَرِمٌ وليس به. والهرمان: بناءان بمصر.
(هرم) - في الحديث: "إنَّ الله تبارك وتعالى لم يَضَعْ دَاءً إلَّا وَضَعَ له دَوَاءً إلَّا الهَرَمَ"
جعل الهَرَمَ دَاءً وإنّما هو ضَعف الِكبَر، وإنما شَبَّهَه بالدَّاءِ لِتَعَقُبه التَّلف، كالأَدْوَاءِ التي يَتَعقَّبُهَا الموَتُ والهَلاكُ، وهذا كقول النَّمِر بن تَوْلب:
ودَعَوْت رَبّى بالسَّلامَةِ جاهِدًا
ليُصِحَّنِى فإذا السَّلامَةُ دَاءُ
: أي إن العُمُرَ لمَّا طَالَ به أدَّاه إلى الهَرَمِ، فصارَ بمنزلَةِ المريضِ الذي أدنَفَه الدَّاءُ، وكقَولِ حُميد بن ثَورٍ:
أرَى بَصَرِى قَدْ رَابني بَعْدَ صِحَّةٍ
وحَسْبُكَ دَاءً أَن تَصِحَّ وتَسْلَماَ
- في الحديث: "الاستِعاذَةُ من الأهْرَمَينْ، البِنَاء والبِئر" .
ذكره بعضُهُم بالراء والمعروف بالدَّالِ. - في الحديث: "تَرْكُ العَشَاءِ مَهْرَمَة"
: أي مَظنَّة الهَرَم ، وكانت العرب تَقُول: تَركُ العَشاء يذْهِب بلحم الكاذةِ.
[هرم] نه: فيه: اللهم! غني أعوذ بك من الأهرمين: البناء والبئر، والمشهور أنه بالدال -ومر. وفيه: إن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء إلا "الهرم"، هو الكبر، شبه بالداء في استعقاب الموت. ط: وتعقيب الضعف. نه: ومنه: ترك العشاء "مهرمة"، أي مظنة للهرم؛ القتيبي: هي جارية على الألسن ولست أدري أرسول الله صلى الله عليه وسلم ابتدأها أم كانت تقال قبله. ك: ومنه: إن يعشن هذا لا يدركه "الهرم"، هو أقصى الكبر، يريد الساعة الصغرى وانقراض عصرهم، وكان السؤال عن الساعة الكبرى فأجيب من باب الأسلوب الحكيم- ومر في سا. ومنه: لاتؤخذ "هرمة" ولا ذات عورن هو بفتح هاء وكسر راء كبيرة سقطت أسنانها. ط: أعوذ بك من "الهرم"، أي كبر سن يؤدي إلى تساقط بعض القوى وضعفها، واستعاذ من إهلاك بهذه الأسباب مع ما فيه من نيل الشهادة لأنها مجهدة مقلقة يشق الصبر عليها، فلعل الشيطان يصدر منه ما يضر بدينه ولأنه يعد فجأة وهي أخذة أسف، ولأنها مصائب ومحن كسائر الأمراض، وأما ترتيب الشهادة فثابتة في جميع المصائب حتى الشوكة، والشهادة الحقيقية تتمنى وتطلب بخلاف نحو الغرق فإنها يهرب عنها ولو سعى فيها عصى. ز: وأيضًا الشهادة الحقيقية للطلب فيها إعلاء كلمة الله ومحق الباطل والكفر بخلاف ما ذكر.
الْهَاء وَالرَّاء وَالْمِيم

الهَرَمُ: أقْصَى الْكبر، هَرِمَ هَرَما، فَهُوَ هَرِمٌ من رجال هَرِمينَ وهَرْمَي، كسر على فعلى لِأَنَّهُ من الْأَسْمَاء الَّتِي يصابون بهَا وهم لَهَا كَارِهُون، فطابق بَاب فعيل الَّذِي بِمَعْنى مفعول، نَحْو قَتْلَى وَأسرى، فَكسر على مَا كسر عَلَيْهِ ذَلِك، وَالْأُنْثَى هَرِمَةٌ من نسْوَة هَرِماتٍ وهَرْمَى، وَقد أهْرَمَه الدَّهْر وهَرَّمَه، قَالَ:

إِذا لَيلَةٌ هَرَّمَتْ يَوْمَها ... أَتَى بعدَ ذلكَ يَومٌّ فَتِى

والمَهْرَمَةُ: الهَرَمُ.

وَابْن هِرْمَة: آخر ولد الشَّيْخ والعجوز، وعَلى مِثَاله ابْن عجزة.

وقدح هَرِمٌ: متثلم عَن أبي حنيفَة، وَأنْشد للجعدي:

جَوْزٌ كَجَوْزِ الحِمارِ جَرَّدَهُ الْ ... خَرَّاسُ لَا ناقِسٌ وَلَا هَرِمُ

والهَرْمُ: ضرب من الحمض، وَهُوَ أذله وأشده انبساطا على الأَرْض، واحدته هَرْمَةٌ، وَفِي الْمثل: " أذلُّ من هَرْمَةٍ " وَقيل: هِيَ البقلة الحمقاء، عَن كرَاع، وَقيل: هُوَ شجر، عَنهُ أَيْضا.

وإبل هَوارِمُ: ترعى الهَرْمَ، وَقيل: هِيَ الَّتِي تَأْكُل الهَرْمَ فتبيضُّ مِنْهُ عثانينها وَشعر وَجههَا، قَالَ:

أكَلْنَ هَرْماً فالوُجوهُ شِيبُ

وانك مَا تَدْرِي على مَا ينزى هَرِمُك، وانك لَا تَدْرِي بِمن يولع هَرِمُكَ، حَكَاهُ يَعْقُوب وَلم يفسره. وهَرِمٌ، وهَرَمِيٌ، وهَرْمٌ، وهَرْمَةُ، وهُرَيمٌ، وهَرَّامٌ، كلهَا أَسمَاء.

والهُرْمانُ: الْعقل والرأي.
باب الهاء والراء والميم معهما هـ ر م، هـ م ر، ر هـ م، م هـ ر، م ر هـ مستعملات ر م هـ مهمل

هرم: هَرِمَ يَهْرَمُ هَرَماً ومَهْرَماً، وهي: هَرِمة، وهُنّ هَرْمَى وَهَرِماتٌ. والهَرْمُ: ضَرْبٌ من النبَّاتِ فيهِ مُلُوحة، وهو من أذلّ الحَمْض، وأَشَدِّه استبطاحاً على وجه الأرض، الواحدة: هَرْمة، وهو الذي يُقالُ له: حَيْهَلَة، ويقال في مَثَلٍ: أَذَلّ من هَرْمةٍ قال زهير :

ووَطِئْتنا وطء على حَنَقٍ ... وَطْءَ المُقَيَّد يابِسَ الهَرمِِ

وابنُ هِرْمة، وابنُ عِجْزة آخر ولد الشَّيخ والشَّيخة، ويُقال: وُلِدَ لهِرْمة. [وهَرْمة وهَرِم اسما رجلين] .

همر: الهَمْرُ: صَبُّ الدَّمْعِ والماءِ والمَطَرِ، وهَمَر الماءُ، وأنهمر فهو هامِرٌ مُنْهَمِرٌ. والفَرَسُ يَهْمِرُ الأرضَ هَمْراً، وهو شدَّة حَفْرِه الأرضَ بحوافِرِه، قال :

يُهامِرُ السَّهْلَ ويُولي الأَخْشَبا

والهمّارُ: النَّمّامُ. والمِهمارُ: الّذي يهمر عليك الكلامَ همراً، أي: يُكْثِرُ عليك.

رهم: الرِّهمةُ: مَطْرَةٌ ضعيفة القَطْر، دائمة، والجميع: رِهَمٌ ورِهام. ورَوْضةٌ مَرْهومة. والرِّهام من الطَّيْر: كلُّ شيء لا يَصْطادُ.

مهر: مَهَرْتُ المرأة: قطعتُ لها مهرا فهي مَمْهورة. قال :

أمُّكُمُ ناكحةٌ ضُرَيسا ... مَهَرَها عُنَيِّزاً وتَيْسا

فإذا زوّجْتَها رجلاً على مَهْرٍ قلت: أَمْهَرْتُها. وامرأةٌ مَهيرةٌ: غاليةُ المَهْر. [والمهائر: الحرائر، وهنّ ضدّ السَّراري] . والمُهْرُ: وَلَدُ الرَّمَكَةِ والفَرَس، والأُنْثَى: مُهْرةٌ، والجميعُ: مهار ومِهارةٌ. والماهِرُ: الحاذِقُ بكلّ عَمَل، وأكثرُ ما يُنْعَتُ به: السّابِحُ المُجِيدُ قال:»

مِثْلَ الفُراتيّ إذا ما طما ... يَقْذِفُ بالبُوصِيِّ والماهِر

ومَهَرْتُ به أَمْهَرُ به مَهارةً، إذا صرتَ به حاذقاً.

مره: المَرَهُ: خلافُ الكَحَل. وامرأة مَرْهاء: لا تتعهّد عينها بالكُحْل. وشَرابٌ أَمْرَهُ: ليس فيه من السَّواد شيء.

هرم: الهَرَم: أقْصى الكِبَر، هَرِمَ، بالكسر، يَهْرَمُ هَرَماً

ومَهْرَماً وقد أَهْرَمَه اللهُ فهو هَرِمٌ، من رجال هَرِمينَ وهَرْمَى، كُسِّر

على فَعْلى لأَنه من الأَسماء التي يُصابُون بها وهم لها كارهون، فطابَقَ

بابَ فَعِيلٍ الذي بمعنى مفعول نحو قَتْلى وأسْرَى، فكُسِّرَ على ما

كُسِّرَ عليه ذلك، والأُنثى هَرِمةٌ

من نِسْوةٍ هَرِماتٍ وهَرْمَى، وقد أَهْرَمَه الدهرُ وهَرَّمَه؛ قال:

إذا ليلةٌ هَرَّمَتْ يَوْمَها،

أَتَى بعد ذلك يومٌ فَتي

والمَهْرَمةُ: الهَرَمُ. وفي الحديث: تَرْكُ العَشاء مَهْرَمةٌ

أي مَظِنَّةٌ للهَرَمِ؛ قال القُتَيبيّ: هذه الكلمة جاريةٌ

على أَلْسِنة الناس، قال: ولَسْتُ أَدرِي أَرسولُ الله، صلى الله عليه

وسلم، ابْتَدأَها أَمْ كانت تُقالُ قَبْلَه. وفلان يَتَهارَم: يُرِي من

نفْسِه أنه هَرِمٌ وليس به. وفي الحديث: إنَّ الله لَمْ يَضَعْ داءً إلا

وضَعَ له دواءً إِلا الهَرَمَ؛ الهَرَمُ: الكِبَرُ، جعل الهَرَمَ دَاءً

تشبيهاً به لأَن الموت يعَقَّبُه كالأَدْواءِ.

وابنُ هِرْمة: آخرُ

(* قوله «هرمة آخر إلخ» هو بهذا الضبط في الأصل

والمحكم والتهذيب، وصوّبه شارح القاموس، وهو الصاغاني: قال الليث ابن هرمة

بالفتح) وَلَد الشيخ والعجوز، وعلى مثاله ابنُ عِجْزة. ويقال: وُلِدَ

لِهِرْمَةٍ.

وما عنده هُرْمانةٌ ولا مَهْرَمٌ أَي مَطْمعٌ.

وقَدَحٌ هَرِمٌ: مُنْثَلِمٌ؛ عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد للجعدي:

جَوْز كَجَوْزِ الحِمارِ جَرَّدَه الـخَرَّاسُ، لا ناقِسٌ ولا هَرِمُ

(* قوله «جور إلخ» هكذا في الأصل والمحكم والتهذيب، وتقدم في مادتي خرس

ونقس محرفاً عما هنا).

والهَرْمُ، بالتسكين: ضربٌ من الحَمْض فيه ملوحةٌ، وهو أَذلُّه وأَشدُّه

انْبِساطاً على الأَرض واسْتِبْطاحاً؛ قال زهير:

ووَطِئْتَنا وَطْأََ على حَنَقٍ،

وَطْْأَ المُقَيَّدِ يابسَ الهَرْمِ

واحدتُه هَرْمةٌ، وهي التي يقال لها حَيْهَلة. وفي المثل: أَذلُّ من

هَرْمة، وقيل: هي البَقْلة الحمقاء؛ عن كراع، وقيل: هو شجر؛ عنه أيضاً.

ويقال للبعير إذا صار قَحْداً هَرِمٌ، والأُنثى هَرِمةٌ. قال الأَصمعي:

والكَزُوم الهَرِمةُ. وكان النبي، صلى الله عليه وسلم، يتعوَّذُ من

الهَرَمِ.وفي الحديث: اللهم إني أَعوذ بك من الأَهْرَمَيْنِ: البناء والبئر؛ قال:

هكذا روي بالراء، والمشهور الأَهْدَمَيْنِ، بالدال، وقد تقدم. وبعيرٌ

هارِمٌ وإِبلٌ هوارِمُ: تَرْعَى الهَرْمَ، وقيل: هي التي تأْكل الهَرْمَ

فتَبْيَضُّ منه عَثانِينُها وشعرُ وجْهِها؛ قال:

أَكَلْنَ هَرْماً فالوجُوهُ شِيبُ

وإنك لا تَْدِري علامَ يُنْزأُ هَرِمُك وإنك لا تدري بمَنْ يُولَع

هَرِمُك؛ حكاه يعقوب ولم يفسره. الجوهري: يقال إنك لا تَدْرِي علامَ يُنْزَأُ

هَرِمُك ولا تدري بِمَ يُولَع هَرِمُك أَي نفْسُك وعقْلُك. الأَزهري:

سمعت غير واحد من العرب يقول: هَرَّمْتُ اللحمَ تَهْرِيماً إذا قَطَّعْتَه

قِطَعاً صغاراً مثل الخُزّة والوَذْرَة، ولحمٌ مُهَرَّمٌ.

وهَرِمٌ وهَرَمِيٌّ وهِرْمٌ وهَرْمةُ وهُرَيْمٌ وهَرَّام، كلها:

أَسماءٌ.ويقال: ما له هُرْمانٌ؛ والهُرْمانُ، بالضم: العَقْلُ والرأْي.

وابن هَرْمةَ: شاعرٌ. وهَرِمُ بنُ سِنانِ بنِ أَبي حارثةَ المُرِّيّ: من

بني مُرّة بن عوف بن سعد بن دِينارٍ؛ وهو صاحب زهير الذي يقول فيه:

إن البَخيلَ مَلُومٌ حيثُ كان، ولـ

ـكنَّ الجَوادَ، على عِلاَّتِه، هَرِمُ

وأَما هَرِمُ بن قُطْبةَ بن سَيَّارٍ فمن بني فَزارة، وهو الذي تَنافَرَ

إله عامرٌ وعَلْقَمةُ والهَرَمانِ: بناءان بمصر، حرسها الله تعالى.

هـرم
هرِمَ يهرَم، هَرَمًا ومَهْرَمًا ومَهْرَمةً، فهو هَرِم
• هرِم فلانٌ: بلغ منتهى الكِبَر، كبِِر وضعُف "لا يهرَمُ الإنسانُ إلا عندما يحلّ أسَفُهُ محلّ أحلامه- يهرم الإنسان حين يتوقف عن التّطوّر والتّقدُّم- ما أبعدَ العيبَ والنُّقصان عن شرفي ... أنا الثُّريّا وذانِ الشيب والهَرَمُ- خُذْ مِنْ شَبَابِكَ لِهَرَمكَ [حديث] ". 

أهرمَ يُهرم، إهرامًا، فهو مُهرِم، والمفعول مُهرَم
• أهرمه الدَّهرُ: صيَّره هَرَمًا؛ أي كبيرًا جدًّا في السِّنّ.
• أهرمه المرضُ: أضعفه "أهرمه إدمان التَّدخين- أهرمته المصائب المتتالية عليه". 

تهارمَ يتهارم، تهارمًا، فهو مُتهارم
• تهارم الرَّجلُ: ادَّعى أنه هرِم، وليس كذلك "تهارم كي يُعْفَى من العمل". 

تهرَّمَ يتهرَّم، تهرُّمًا، فهو مُتهرِّم
• تهرَّم البناءُ: مُطاوع هرَّمَ: جُعِل على هيئة الهَرَم.
• تهرَّم فلانٌ: صار هَرِمًا؛ أي بلغ منتهى الكِبَر. 

هرَّمَ يهرِّم، تهريمًا، فهو مُهرِّم، والمفعول مُهرَّم
• هرَّم الدَّهرُ فلانًا: جعَله هرِمًا؛ أي بلَغ منتهى الكِبَر "هرَّمته المصائبُ التي نزلت به".
• هرَّم البناءَ: جعله على هيئة الهَرَم.
• هرَّم الأمرَ: عظّمه ووصفَه فوق قدره. 

مَهْرَم [مفرد]: مصدر هرِمَ. 

مَهْرَمَة [مفرد]: مصدر هرِمَ. 

هَرَم [مفرد]: ج أهرام (لغير المصدر)، جج أهرامات (لغير المصدر):
1 - مصدر هرِمَ: عكسه شبَاب "البغل الهَرَم لا يفزعه صوت الجلجل [مثل]: اعتياد الأمور يذهب الرَّهبة منها".
2 - (هس) منشور كثير السُّطوح، قاعدته مضلّع، وأوجهه الأخرى مثلَّثات، قواعدها أضلاع مُضلَّع القاعدة، ورءوسها مجتمعة في نقطة واحدة خارجة عنه.
• الهَرَم: بناء فرعونيّ ضخم من الحجارة الصُّلْبة ذو قاعدة مُربَّعة، له أربعة جُدران مثلَّثة الشَّكل تلتقي رءوسها مُكوّنة قمَّة الهرم "زار أهرامات الجيزة" ° صحيفة الأهرام: جريدة مصريّة يوميَّة.
• الهَرَمُ المدَرَّج: هرم تتكوّن جدرانه من مصاطب بعضها فوق بعض، ويُعَدّ هرم سقّارة المدرَّج في مصر أقدم بناء ضخم من الحجر عُرف في التَّاريخ.
 • الهَرَم السُّكَّانيّ: (مع) عرض تصويريّ لتوزيع السُّكّان بحسب العمر والجنس، تشكِّل فيه المواليد الحاليَّة قاعدة الهرم، أمّا أكبر الأعضاء سنًّا فيشكِّلون القمَّة. 

هَرِم [مفرد]: ج هَرِمون وهَرْمَى، مؤ هَرِمة، ج مؤ هَرِمات وهَرْمَى: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من هرِمَ. 

هَرَميّ [مفرد]: اسم منسوب إلى هَرَم.
• الخلايا الهَرَمِيَّة: (شر) خلايا ذات شكل هرميّ موجودة في القشرة الدِّماغيّة، وهي التي يبدأ منها الاندفاع الحركيّ الإراديّ. 

هَرَمِيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى هَرَم: "قمم هَرَمِيَّة".
2 - مصدر صناعيّ من هَرَم: تدرُّج وظيفيّ في مؤسَّسة أو جماعةٍ ما لإيضاح نمط إدارة السلطة بها، وكيفيَّة سير العمل الذي يكون مركزيًّا متدرِّجًا "وصل إلى القمة عبر هَرَمِيّة السُّلَّم الإداريّ". 
هـرم
(الهَرَمُ، محركة، والمَهْرَمُ، المَهْرَمَةُ: أقْصَى الْكبر) ، وَفِي الحَدِيث: ((تركُ العَشاء مَهْرَمَةٌ)) أَي: مظنَّةُ الهَرَمِ، قَالَ القتيبي: هَذِه الْكَلِمَة جَارِيَة على أَلْسِنَة النَّاس، قَالَ: وَلست أَدْرِي أَرَسُول الله
ابتدأها، أم كَانَت تُقال قبلَهُ؟ . وَقد (هَرِمَ، كَفَرِحَ، فَهُوَ هَرِمٌ) ، بِكَسْر الرَّاء، (من) قومٍ (هَرِمِينَ، وهَرْمَى) ، كُسِّر على فَعْلى؛ لِأَنَّهُ من الْأَسْمَاء الَّتِي يصابون بهَا وهم لَهَا كَارِهُون، فطابق بَاب فَعيلٍ، الَّذِي بِمَعْنى مَفعولٍ، نَحْو قَتْلَى، وأسْرَى، فكُسِّرَ عَلَى مَا كُسِّرَ عَلَيْهِ ذَلِك. (وَهِيَ هَرِمَةُ) ، كفَرِحَةٌ، (مِنْ) نِسْوَةٍ (هَرَمَاتٍ وهَرْمَى) . (و) قَدْ (أَهْرَمَهُ الدَّهْرُ، وهَرَّمَهُ) ، قَالَ:
(إِذَا لَيْلَةٌ هَرَّمَتْ يَوْمَهَا ... أَتَى بَعْدَ ذَلِك يَوْمٌ فَتِى)
(والهَرْمانُ، بِالضَّمِّ: العَقْلُ) ، يقالُ: مَا لَهُ هَرْمَانٌ، كَذَا فِي الصِّحَاح. (و) الهَرَمَانِ، (بالتَّحرِيكِ: بِنَاآنِ أزَلِيَّانِ، بمصْرَ) واختُلِفَ فِيهما اخْتِلافاً جَمًّا، يكادُ أَنْ يَكُونَ حَقِيقَةً فِيهِمَا، كالمَنَامِ، فَقِيلَ (بَنَاهُمَا) هُرْمُسُ الأوَّلُ، المَدْعُوُّ: المُثَلَّثَ بالحِكْمَةِ، وَهُوَ الَّذِي يُسَمِّيهِ العِبْرَانِيُّونَ أَخْنُوخَ بنَ يَرْدَ بنِ مهلاَئِيلَ بنِ قَيْناَنَ بنِ أَنُوشِ بنِ شِيثِ بنِ آدَمَ، وَهُوَ (إِدْرِيسُ عَلَيهِ السَّلامُ) لَمَّا اسْتَدَلَّ مِنْ أَحْوَالِ الكَوَاكِبِ، عَلَى كَوْنِ الطِّائِفِ، (لِحِفْظِ) صَحَائف (العُلُومِ) والأَمْوَالِ (فِيهِمَا مِنَ الطُّوفَانِ) إشْفَاقًا عَلَيْهَا مِنَ الذَّهَابِ والدُّرُوسِ واحْتِيَاطاً، (أَو) هُمَا (بِنَاءُ سِنَانِ بِن المُشَلْشَلِ) ، وَفِي بعضِ النُّسَخِ: المُشَلَّلِ، ومِنْهُ قَوْلُ البُحْتُرِيِّ مِن قصيدة:
(وَلاَ كَسِنَانِ بنِ المُشَلَّلِ عِنْدَمَا ... بَنَى هَرَمْيَهَا مِنْ حِجَارَةِ لاَبِهَا)
(أَوْ) هُمَا مِنْ (بِنَاءِ الأَوَائِلِ) ، قِيلَ: شَدَّاد بن عَادٍ، كَمَا قالهُ ابنُ عُفَيْرٍ وابنُ عَبْدِ الحَكَمِ وقيلَ: سُوِريد بن سهلوق ابْن سرياق، وَفِي الخِططِ، لأَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ سَلاَمَةَ بنِ جَعْفَرِ القَضَاعِيِّ:عَمُودِه: ثَلاثَمائة ذِرَاعٍ، ونَحْو سَبَعَةَ عَشَرَ ذِرَاعاً، تُحِيطُ بِهِ أَرْبَعَةُ سُطُوح، مُثَلَّثَات مُتَسَاوِيات الأَضْلاَعِ، طُولُ كُلِّ ضِلْعٍ: أَرْبَعُمَائةِ ذِراعٍ، وسِتُّونَ ذِرَاعاً، وهوَ مَعَ هَذَا العِظَمِ، مِنْ إحْكَامِ الصَّنْعَةِ، وإِتْقَانِ الهِنْدَام، وحُسْنِ التَقْدِيرِ، بِحَيْثُ لَمْ يَتَأثَّرْ، إلَى هَلُمَّ جَرَّا، بِتَضَاعُفِ الرِّياحِ، وَهَطْلِ السَّحَابِ، وزَعْزَعَةِ الزَّلاَزِلِ، انْتهى. وَقال غَيْرُهُ: إِن طُولَ كُلِّ وَاحدٍ مِنْهُما فِي الأرضِ: أَرْبَعُمِائةِ ذِرَاعٍ فِي أَرْبعمِائةٍ، وكذلِكَ: عُلُوُّهُمَا أَرْبَعُمِائة ذِراعٍ، فِي أَحَدِهِمَا قَبْرُ هُرْمُسَ، وهُوَ إِدْرِيسُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وفِي الآخَرِ قَبْرُ تِلْمِيذِهِ أغايتمونَ، وَإِلَيْهِمَا تَحُجُّ الصَّائِبَةُ، وَكَانَا أَوَّلاً مَكْسُويْنِ بالدِّيباج، حَكَاهُ ابْن زولاقَ. وقيلَ فِي الهَرِمَ الشَّرْقِيِّ: المَلِكُ سُورِيدُ، وَفِي الغَرْبِيِّ: أخُوهُ هُوجِيبُ، وَفِي المُوَزَّرِ: ابنٌ لهُوجِيبَ، اسمُه: كُرُورس. قالَ ابنُ زُولاَقَ: وَفِي الهَرَمِ الذِي بِدَيْرِ أَبِي هِرْمِيسَ: قبر قِرْباس، وَكاَنَ فَارِسَ مِصْرَ، وَكانَ يُعَدُّ بِألْفِ فَارِسٍ، فإذَا لَقِيَهُمْ وَحْدَهُ انْهَزَمُوا، فَلَمَّا مَاتَ جَزِعَ عَلَيْهِ المَلِكُ والرَّعِيَّةُ، فَدَفَنُوهُ بِدِيْرِ أَبِي هِرْمِيس، وبَنَوْا عَلَيْهِ الهَرَمَ مُدَرَّجًا، هَذَا خُلاصَةُ مَا ذَكَرُوهُ فِي التَّوَارِيخِ، وَأَمَّا أقوالُ الشُّعَرَاءِ، فَمِنْهُمْ مَنِ اقْتَصَرَ عَلَى ذِكْرِهِمَا، فَقالَ:
(بِعَيْشِكَ هَلْ أًبْصَرْتَ أَحْسَنَ مَنْظَرًا ... عَلَى طُولِ مَا أَبْصَرْتَ مِنْ هَرَمَيْ مِصْرِ)

(أنَافَا بِأَعْنَانِ السَّمَاءِ وأَشْرَفَا ... عَلَى الجَوِّ إِشْرَافَ السِّمَاكِ أَو النِّسْرِ)

(وقَدْ وَافَيَا نَشْزًا مِن الأَرْضِ عَالِياً ... كَأَنَّهُمَا ثَدْيَانِ قَامَا عَلَى صَدْرِ) وَقَالَ المتنبي:
(أيْنَ الَّذي الهَرَمَانِ من بُنْيَانِهِ ... مَا يَوْمُهُ، مَا قَوْمُهُ، مَا المَصْرَعُ؟)
وَمِنْهُم من ذكرهم بِصِيغَة الْجمع، فَقَالَ:
(حَسَرَتْ عُقولَ ذَوي النُّهي الأهرامُ ... واسْتُصْغِرَتْ لِعَظيمها الأحلامُ)

(مُلْسٌ مُنَبَّقَةُ الْبناء شواهِقٌ ... قَصُرَتْ لعالٍ دونَهُنَّ سِهامُ)

(لم أدْرِ حِين كَبا التَّفَكُّرُ دونَنا ... واسْتَوْهَمَتْ بعجيبها الأوهامُ)

(أقبورُ أمْلاكِ الأعاجِمِ هُنَّ أم ... طِلَّسْمُ رملٍ كُنَّ أم أعلامُ)
(وَابْن هَرْمَةَ) ، بِالْفَتْح: (آخر ولد الشَّيخ والشَّيخة) ، وَالصَّوَاب فِيهِ: كسر الهاءِ، وعَلى مِثَاله: ابْن عِجْزَة، وَيُقَال: وُلِدَ لِهِرْمَةً، ولعِجْزَةً، ولكِبْرَةٍ، كل ذَلِك بِالْكَسْرِ، أَي: بَعْدَمَا هَرِمَا، وعَجَزَا، وكَبِرا، يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذكر والمؤنث، وَالْعجب أَن المُصَنّف ذكره فِي ((ع ج ز)) على الصَّوَاب بِالْكَسْرِ، فَتَأمل. (و) إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن سَلمَة بن عَامر بن هَرْمَةَ بن هُذيل بن ربيع بن عَامر بن عدي بن قيس الخُلْجِ: (شاعرٌ) مشهورٌ، روى عَنهُ ابْن أَخِيه أَبُو مَالك مُحَمَّد بن مَالك بن عَليّ بن هَرْمَةَ، وَفِي كتاب طَبَقَات الشُّعَرَاء لِابْنِ المعتز: قيل لِابْنِ هَرْمَةَ: قد هَرِمَتْ أشعارُكَ، قَالَ: كلا، وَلَكِن هَرِمَتْ مَكَارِم الْأَخْلَاق بعد الحكم بن الْمطلب، كَذَا فِي تَارِيخ حلب لِابْنِ العديم. (وبئر هَرْمَةَ، فِي حزم بني عَوالٍ) جبل لغطفان بِأَكْنَافِ الْحجاز، لمن أم الْمَدِينَة، عَن عَرَّام. (والهَرْمُ) ، بِالْفَتْح: (نبتٌ) ضعيفٌ، تَرْعَاهُ الإبِلُ، وَقِيلَ: ضَرْبٌ مِنَ الحَمْضِ فِيهِ مُلُوحَةٌ، وَفِي الأَسَاسِ: هُوَ يَبِيسُ الشِّبْرِقِ، وَهُوَ أذَلُّهُ وأَشَدُّهُ انبِسَاطاً عَلَى الأَرْضِ واسْتِبطَاحاً، قَالَ زُهَيْرٌ:
(وَوَطِئْتَنَا وَطْأً عَلَى حَنقٍ ... وطْءَ المُقَيَّدِ يَابِسَ الهَرْمِ)
واحِدَتُهُ: هَرْمَةٌ. (و) قِيلَ: (شَجَرٌ) ، عَنْ كُرَاعٍ. (أَو) الهَرْمَةُ: (البَقْلَةُ الحَمْقَاءُ) ، عَنْ كُرَاعٍ أَيْضا، ومِنْهُ: " أَذَلُّ مِنَ الهَرْمَةِ "، وهِيَ التِي يُقَالُ لَهُا: حَيْهَلَةٌ. (ويَوْمُ الهَرْمِ: مِنْ أيَّامِهِم) فِي الجاهِلِيَّةِ، عَنْ يَاقُوتٍ. (وابِلٌ هَوَارِمٌ) تَرْعَى الهَرْمَ، أَوْ (تَأْكُلُها، فَتَبْيَضُّ مِنْهَا) ، وَفِي بَعْضِ الأُصُولِ: منْهُ، أيْ: مِنْ أكْلِهِ إيَّاهَا (عَثَانِينُهَا) وشَعَرُ وَجْهِهَا، قَالَ:
(أكَلْنَ هَرْمًا فَالْوُجُوهُ شِيبُ ... )
(وَذُو الهَرْمِ: مالٌ كَانَ لَعَبْدِ المُطَّلِبِ) ابنِ هَاشِمٍ، (أَوْ لأَبِي سُفْيَانَ) بنِ حَرْبٍ (بِالطَّائِفِ) ، الذِي قَالَ الوَاقِدِيّ إنَّهُ مَالٌ لأَبِي سُفْيَانَ، وَلَمَّا بَعَثُهُ النَّبِيُّ
لَهَدمِ اللاَّتِ، أقَامَ بمَالِهِ بذِي الهَرْمِ، وقالَ غَيْرُهُ: ذُو الهَرِم، بكسرِ الرَّاءِ: مالٌ لِعَبْدِ المُطَّلِبِ، بِالطَّائِفِ، هكَذا هُوَ فِي مُعْجَمِ نَصْرٍ، وَكَأنَّ المُصَنِّف جَمَعَ بَيْنَ القَوْلَيْنِ، وقَالَ يَاقُوتٌ: هَكَذَا ضَبَطَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، والصَّحِيحُ عِنْدِي أنَّهُ: ذُو الهَرِمِ، بِالتَّحْرِيكِ، وَلَهُ فِيهِ قِصَّةٌ، جاءَ فيهِ سَجْعٌ يَدُلُّ عَلَى ذلكَ. قالَ البلاذُرِيُّ، عَنْ أَشْياخِهِ: إنَّهُ كاَنَ لِعَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمٍ مَالٌ يُدْعَى الهَرَم، فَغَلَبَهُ عَلَيِْ خِنْدفُ بنُ الحَارِثِ الثَّقَفِيُّ، فَنَافَرَهُمْ عَبْدُ المُطَّلِبِ إِلَى الكَاهِنِ القُضّاعِيِّ، إِلَى أَن قَالَ: أحْكم بِالضِّيَاءِ والظُّلْمْ، وَالبَيْتِ والحَرَمْ: أنَّ المَالَ ذَا الهَرَمْ، لِلْقُرَشِيُّ ذِي الكَرَم. (والهَرِمُ، كَكَتِفٍ: النَّفْسُ، وَالْعقل) ، وَمِنْه يُقَال: ((لَا تَدْرِي عَلامَ يُنْزَأُ هَرِمُكَ، وَلَا تَدْرِي بِمَ يُولَعُ هَرِمُكَ)) أَي: نَفسك وعقلُك، كَمَا فِي الصِّحاح، وَحَكَاهُ يَعْقُوب، وَلم يُفسِّرُه، وَنَصه: بِمن يُولَعُ ... ، وَفِي الْأَمْثَال للأصمعي، أَي: لَا تَدْرِي مَا يكون آخر أمرِكَ، وَفِي الأساس،، أَي: رَأْيك القارحُ، وَهُوَ مجَاز. (و) الهَرِمُ: (فرسُ أبي زَعْنَةَ الشَّاعِر) . (و) الهَرِمَةُ، (بهاء: اللَّبؤةُ) . (و) من الْمجَاز: (التَّهْريم: التعظيمُ) ، يُقَال: جَاءَ فلانٌ يُهَرِّم علينا الْأَمر وَالْخَبَر، أَي: يعظِّمُهُ ويصِفُهُ فَوق قدرِهِ، كَمَا فِي الأساس. (و) التَّهْرِيمُ: (التَّقطيع) ، تَقول: هَرَّمْتُ اللَّحْم تَهْريمًا: إِذا قطَّعْتَه (قطعا صغَارًا) أَمْثَال الوَذْرَة، ولحمٌ مُهَرَّمٌ، كَذَا فِي التَّهْذِيب. (وهَرَمِيُّ بن عبد الله) بن رِفَاعَة الأوسي الوَاقِفِي، (كَحَرَمِيٍّ) أَي: محركة، قلت: هَكَذَا وَقع فِي بعض المعاجم، وَالصَّوَاب فِيهِ: هَرِمٌ، ككتِفٍ، فَإِن هَرَمِيَّ بن عبد الله: تَابِعِيّ، روى عَن خُزَيْمَة بن ثَابت، وَعنهُ: حميد الْأَعْرَج، نبَّه على ذَلِك ابْن حبَان. (وهَرِمٌ، ككَتِفٍ: ابْن حبَان) الْعَبْدي من صغَار الصَّحَابَة، وَقَالَ ابْن حبَان فِي ثِقَات التَّابِعين: هَرِمُ بن حِبَّان الْأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ الزَّاهد، أدْرك خلَافَة عمر، وَسمع أُوَيْسا الْقَرنِي، روى عَنهُ الْحسن وَأهل الْبَصْرَة، وَكَانَ قد ولي الولايات أَيَّام عمر بن الْخطاب، مَاتَ فِي غزاةٍ لَهُ، وَلَا يُعلم وقْتُهُ. (و) هَرِمُ (بن حُبَيْشٍ) ، كَذَا فِي النّسخ، وَالصَّوَاب: أَنه ابْن خَنْبَشٍ، وَقيل: وَهْبُ بن خَنْبَش، روى عَنهُ الشعبيُّ، فِي عُمْرة رمضانَ. (و) هَرِمُ (بن قُطْبَةَ) الْفَزارِيّ، وَيُقَال: ابْن قُطْنَةَ، بالنُّون، وَهُوَ الَّذِي ثَبَّتَ عُيَيْنَةَ بن حِصْنٍ وقتَ الرِّدَّة. (و) هَرِمُ (بنُ عَبْدِ اللهِ) الأَنْصَارِيُّ أَحَدُ البَكَّائِينَ، وَهُوَ الذِي قِيلَ فِيهِ: هَرَمِيٌّ، وَلاَ تعْرَفُ لَهُ رِوَايَةٌ. (و) هَرِمُ (بنُ مَسْعَدَةَ) ، ذَكَرَهُ ابنُ الكَلْبِيِّ، وَيُقَالُ: هَدِمُ بنُ مَسْعُودٍ، بِالدَّالِ، وَبِالرَّاءِ أَصَحُّ: [صحابيونَ] . [وهِرْمٌ، بِالْكَسْرِ: ابنُ هَنِيِّ بنِ بَلِيٍّ، مِنْ قُضَاعَةَ] . (وَكَزُبَيْرٍ) : هُرَيْمُ (بنُ سُفْيَانَ) البَجَلِيُّ: (مُحَدِّثٌّ) ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، وعَنْه أبُو نُعيمٍ، وَأَحْمَدُ بنُ يُونُسَ، ثَبَتٌ. (و) مِنَ المَجَاز: الهَرْمَى (كَسَكْرَى) : اليَابِسُ) القَديمُ (مِن الحَطبِ) ، وَقِيلَ لِرَائِدٍ: كيْفَ وَجَدْتَ وَادِيكَ، قَال: وَجَدْتُ فيهِ خُشْبًا هَرْمَى وعُشْبًا شَرْمَى، كَمَا فِي الأَسَاسِ. (و) الهَرُومُ، (كَصَبُورٍ: المَرْأَةُ الخَبِيثَةُ السَّيِّئَةُ الخُلُقِ) . (وَذًو أَهْرَمَ، كَأَحْمَدَ) : اسْمُ (رَجُلٍ) . (وتَهَارَمَ) الرَّجُلُ: (أرَى) مِنْ نَفْسِهِ (أنَّهُ هَرِمٌ) وَلَيْس بهِ، كَمَا فِي الصِّحَاحِ. [] وِممِّا يُسْتَدْرَكَ عَلَيْهِ: مَا عِنْدَهُ هُرْمَانَةٌ، بِالضَّمَّ، وَلاَ مَهْرَمٌ، كَمَقْعدٍ، أَي: مطْمَعُ. وقَدَحٌ هَرِمٌ، كَكَتِفٍ: مُنْثَلِمٌ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، وَأنْشَدَ لِلْجَعْدِيِّ:
(جَوْنٍ كَجَوْزِ الحِمَارِ جَرَّدَهُ الخَرَّاسُ ... لَا ناقِشٍ وَلاَ هَرِمِ)
ويُقالُ لِلَبَعِيرِ إِذا صَارَ قَحْدًا: هَرِمٌ، وَالأُنْثَى: هَرِمَةٌ. والأَهْرَمَانِ: البِنَاءُ وَالبِئْرُ. وبَعِيرٌ هَارِمٌ: يَرْعَى الهَرْمَ. والهُرْمَانُ، بِالضَّمِّ: الرَّأْيُ الجَيِّدُ، كَالهَرِمِ، ككَتِفٍ. وسمَّوا هَرَّامًا، كشَدَّادٍ. وككَتِفٍ: هَرِمُ بن سِنَان بن أبي حَارِثَة المُرِّي، وَهُوَ صَاحب زهيرٍ الَّذِي يَقُول فِيهِ:
(إنَّ البَخيلَ مَلومٌ حيثُ كانَ ... ولكنَّ الجوادَ عَلَى عِلاَّتِهِ هَرِمُ)
قَالَ الْجَوْهَرِي: وَأما هَرِمُ بن قُطْبة ابْن سيَّار فمِنْ بني فَزَارَة، وَهُوَ الَّذِي تَنافر إِلَيْهِ عامِرٌ وعَلْقمة. وهَرِمُ بن الْحَارِث، تابعيٌّ. وهَرِمُ بن نُسيب أَبُو الْعَجْفَاء السُّلَمِيّ، تابعيَّان. وكزبير، هُرَيْمُ بن تَليد الظَّالِميُّ: تابِعيٌّ، عَن ابْن عَبَّاس، وَعنهُ حفيده: الضَّوْءُ بن الضَّوْء بن هُرَيْمٍ. وهُرَيْمُ بن مِسْعَرٍ التِّرْمِذِيّ، من شُيُوخ التِّرْمِذِيّ. وهُرَيْمُ بن عبد الْأَعْلَى، من شُيوخ مُسْلم. والهَرَمُ: محركة: لقب مُحَمَّد بن عمر الْحَنْبَلِيّ، عَن سِبْطِ السِّلَفِي. وَأَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن الْحسن بن هُرَيْمٍ، كزبير، الهُرَيْمِيُّ الشَّيْبَانِيّ، عَن سُلَيْمَان بن الرّبيع، ذكره الْمَالِينِي. وهَرَمِيُّ بن عَامر بن مَخزومٍ، من وَلَده: جماعةٌ. وهَرَمِيٌّ بن ريَاح بن يَرْبُوع بن حَنْظلة، جدُّ الأُبَيْرِدِ الشَّاعِر التَّميمي. ومُهَرَّمٌ، كَمُعَظَّمٍ: اسْم قحطانَ، وقَحطانُ: لقبه. [] وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ.

قالِيقَلا

قالِيقَلا:
بأرمينية العظمى من نواحي خلاط ثم من نواحي منازجرد من نواحي أرمينية الرابعة، قال أحمد بن يحيى: ولم تزل أرمينية في أيدي الفرس منذ أيام أنوشروان حتى جاء الإسلام وكانت أمور الدنيا تتشتّت في بعض الأحايين وصاروا كملوك الطوائف حتى ملك أرمينيا قس، وهو رجل من أهل أرمينية، فاجتمع له ملكهم ثم مات فملكتهم بعده امرأة وكانت تسمى قالي فبنت مدينة وسمتها قالي قاله، ومعناه إحسان قالي، وصوّرت نفسها على باب من أبوابها فعرّبت العرب قالي قاله فقالوا قاليقلا، قال النحويون: حكم قاليقلا حكم معدي كرب إلا أن قاليقلا غير منوّن على كل حال إلا أن تجعل قالي مضافا إلى قلا وتجعل قلا اسم موضع مذكّر فتنوّنه فتقول هذا قاليقلا، فاعلم، والأكثر ترك التنوين، قال الشاعر:
سيصبح فوقي أقتم الريش كاسرا ... بقاليقلا أو من وراء دبيل
قال بطليموس: مدينة قاليقلا طولها ستون درجة، وعرضها ثمان وثلاثون درجة تحت أربع عشرة درجة من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، بيت عاقبتها مثلها من الميزان، ويشبه أن تكون في الإقليم الخامس، وقال أبو عون في زيجه: قاليقلا في الإقليم الرابع، طولها ثلاث وستون درجة وخمس وعشرون دقيقة، وعرضها ثمان وثلاثون درجة، وتعمل بقاليقلا هذه البسط المسماة بالقالي اختصروا في النسبة إلى بعض اسمه لثقله، وإليها
ينسب الأديب العالم أبو علي إسماعيل بن القاسم القالي، قدم بغداد فأخذ عن الأعيان مثل ابن دريد وأبي بكر بن الأنباري ونفطويه وأضرابهم ورحل إلى الأندلس فأقام بقرطبة وبها ظهر علمه، ومات هناك في سنة 356، ومن عجائب أرمينية البيت الذي بقاليقلا، قال ابن الفقيه: أخبرني أبو الهيجاء اليمامي وكان أحد برد الآفاق وكان صدوقا فيما يحكي أن بقاليقلا بيعة للنصارى وفيها بيت لهم كبير يكون فيه مصاحفهم وصلبانهم فإذا كانت ليلة الشعانين يفتح موضع من ذلك البيت معروف ويخرج منه تراب أبيض فلا يزال ليلته تلك إلى الصباح فينقطع حينئذ وينضمّ موضعه إلى قابل من ذلك اليوم فيأخذه الرّهبان ويدفعونه إلى الناس، وخاصيته النفع من السموم ولدغ العقارب والحيّات يداف منه وزن دانق بماء ويشربه الملسوع فيسكن للوقت، وفيه أيضا أعجوبة أخرى وذلك أنه إذا بيع منه شيء لم ينتفع به صاحبه ويبطل عمله، قال إسحاق بن حسّان الخرّمي وأصله من الصّغد يفتخر بالعجم:
ألا هل أتى قومي مكرّي ومشهدي ... بقاليقلا، والمقربات تثوب؟
تداعت معدّ شيبها وشبابها ... وقحطان منها حالب وحليب
لينتهبوا مالي، ودون انتهابه ... حسام رقيق الشّفرتين خشيب
وناديت من مرو وبلخ فوارسا ... لهم حسب في الأكرمين حسيب
فيا حسرتا! لا دار قومي قريبة ... فيكثر منهم ناصري فيطيب
وإن أبي ساسان كسرى بن هرمز، ... وخاقان لي، لو تعلمين، نسيب
ملكنا رقاب الناس في الشّرك كلهم ... لنا تابع طوع القياد جنيب
نسومكم خسفا ونقضي عليكم ... بما شاء منّا مخطئ ومصيب
فلمّا أتى الإسلام وانشرحت له ... صدور به نحو الأنام تنيب
تبعنا رسول الله حتى كأنما ... سماء علينا بالرجال تصوب
وقال الراجز:
أقبلن من حمص ومن قاليقلا ... يجبن بالقوم الملا بعد الملا
ألّا ألا ألّا ألا ألّا ألا

أصبهان

أَصبَهَانُ:
منهم من يفتح الهمزة، وهم الأكثر، وكسرها آخرون، منهم: السمعاني وأبو عبيد البكري الأندلسي: وهي مدينة عظيمة مشهورة من أعلام المدن وأعيانها، ويسرفون في وصف عظمها حتى يتجاوزوا حدّ الاقتصاد إلى غاية الإسراف، وأصبهان:
 اسم للإقليم بأسره، وكانت مدينتها أوّلا جيّا ثم صارت اليهودية، وهي من نواحي الجبل في آخر الإقليم الرابع، طولها ست وثمانون درجة، وعرضها ست وثلاثون درجة تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، بيت عاقبتها مثلها من الميزان، طول أصبهان أربع وسبعون درجة وثلثان وعرضها أربع وثلاثون درجة ونصف، ولهم في تسميتها بهذا الاسم خلاف، قال أصحاب السير: سميت بأصبهان بن فلّوج بن لنطي بن يونان بن يافث، وقال ابن الكلبي: سميت بأصبهان بن فلوّج بن سام بن نوح، عليه السلام، قال ابن دريد: أصبهان اسم مركّب لأن الأصب البلد بلسان الفرس، وهان اسم الفارس، فكأنه يقال بلاد الفرسان، قال عبيد الله المستجير بعفوه:
المعروف أن الأصب بلغة الفرس هو الفرس، وهان كأنه دليل الجمع، فمعناه الفرسان والأصبهانيّ الفارس، وقال حمزة بن الحسن: أصبهان اسم مشتقّ من الجندية وذلك أن لفظ أصبهان، إذا ردّ إلى اسمه بالفارسية، كان أسباهان وهي جمع أسباه، وأسباه: اسم للجند والكلب، وكذلك سك: اسم للجند والكلب، وإنما لزمهما هذان الاسمان واشتركا فيهما لأن أفعالهما لفق لأسمائهما وذلك أن أفعالهما الحراسة، فالكلب يسمى في لغة سك وفي لغة أسباه، وتخفف، فيقال:
أسبه، فعلى هذا جمعوا هذين الاسمين وسمّوا بهما بلدين كانا معدن الجند الأساورة، فقالوا لأصبهان:
أسباهان، ولسجستان: سكان وسكستان، قال: وذكر ابن حمزة في اشتقاق أصبهان حديثا يلهج به عوامّ الناس وهوامّهم، قال: أصله أسباه آن أي هم جند الله، قال: وما أشبه قوله هذا، باشتقاق عبد الأعلى القاصّ حين قيل له: لم سمّي العصفور؟
قال: لأنه عصى وفرّ، قيل له: فالطّفشيل؟ قال:
لأنه طفا وشال. قالوا ولم يكن يحمل لواء ملوك الفرس من آل ساسان إلّا أهل أصبهان! قلت:
ولذلك سبب ربما خفي عن كثير من أهل هذا الشأن وهو أن الضحّاك المسمّى بالازدهاق، ويعرف ببيوراسب وذي الحيّتين، لما كثر جوره على أهل مملكته من توظيفه عليهم في كل يوم رجلين يذبحان وتطعم أدمغتهما للحيّتين اللتين كانتا نبتتا في كتفيه، فيما تزعم الفرس، فانتهت النوبة إلى رجل حدّاد من أهل أصبهان يقال له كابي، فلما علم أنه لا بد من ذبح نفسه أخذ الجلدة التي يجعلها على ركبتيه ويقي النار بها عن نفسه وثيابه وقت شغله، ثم إنه رفعها على عصا وجعلها مثل البيرق، ودعا الناس إلى قتل الضحاك وإخراج فريدون جدّ بني ساسان من مكمنه وإظهار أمره، فأجابه الناس إلى ما دعاهم إليه من قتل الضحاك حتى قتله وأزال ملكه وملك فريدون، وذلك في قصة طويلة ذات تهاويل وخرافات، فتبركوا بذلك اللواء إذ انتصروا به وجعلوا حمل اللواء إلى اهل أصبهان من يومئذ لهذا السبب، قال مسعر بن مهلهل: وأصبهان صحيحة الهواء نفيسة الجوّ خالية من جميع الهوامّ، لا تبلى الموتى في تربتها، ولا تتغير فيها رائحة اللّحم ولو بقيت القدر بعد أن تطبخ شهرا، وربما حفر الإنسان بها حفيرة فيهجم على قبر له ألوف سنين والميّت فيه على حاله لم يتغيّر، وتربتها أصح تراب الأرض، ويبقى التّفاح فيها غضّا سبع سنين ولا تسوس بها الحنطة كما تسوس في غيرها، قلت أنا: وسألت جماعة من عقلاء أهل أصبهان عمّا يحكى من بقاء جثّة الميّت بها في مدفنها؟
فذكروا لي أن ذلك بموضع منها مخصوص، وهو في مدفن المصلى لا في جميع أرضها، قال الهيثم بن عدي: لم يكن لفارس أقوى من كورتين، واحدة سهلية والأخرى جبلية، أما السهلية فكسكر، وأما الجبلية فأصبهان، وكان خراج كل كورة اثني عشر ألف ألف مثقال ذهبا، وكانت مساحة أصبهان ثمانين فرسخا في مثلها وهي ستة عشر رستاقا، كل رستاق ثلاثمائة وستون قرية قديمة سوى المحدثة، وهي: جيّ وماربانان والنجان والبراءان وبرخوار ورويدشت وأردستان وكروان وبرزآباذان ورازان وفريدين وقهستان وقامندار وجرم قاشان والتيمرة الكبرى والتيمرة الصّغرى ومكاهن الداخلة، وزاد حمزة:
رستاق جابلق ورستاق التيمرة ورستاق أردستان ورستاق أنارباذ ورستاق ورانقان، ونهر أصبهان المعروف بزند روذ غاية في الطيب والصحة والعذوبة، وقد ذكر في موضعه، وقد وصفته الشعراء، فقال بعضهم:
لست آسى، من أصبهان، على شي ... ء، سوى مائها الرحيق الزّلال
ونسيم الصّبا، ومنخرق الرّي ... ح، وجوّ صاف على كلّ حال
ولها الزعفران والعسل الما ... ذيّ، والصافنات تحت الجلال
وكذلك قال الحجّاج لبعض من ولاه أصبهان:
قد وليّتك بلدة حجرها الكحل وذبابها النحل وحشيشها الزعفران، وقال آخر:
لست آسى، من أصبهان على شي ... ء، فأبكي عليه عند رحيلي
غير ماء، يكون بالمسجد الجا ... مع، صاف مروّق مبذول
وأرض أصبهان حرّة صلبة فلذلك تحتاج إلى الطّعم، فليس بها شيء أنفق من الحشوش فإن قيمتها عندهم وافرة، وحدّثني بعض التجار قال: رأيت بأصبهان رجلا من الثّنّاء يطعم قوما ويشرط عليهم أن يبرّزوا في خربة له، قال: ولقد اجتزت به مرّة وهو يخاصم رجلا وهو يقول له: كيف تستخير أن تأكل طعامي وتفعل كذا عند غيري ولا يكني؟
وقد ذكر ذلك شاعر فقال:
بأصبهان نفر، ... خسوا وخاسوا نفرا
إذا رأى كريمهم ... غرّة ضيف نفرا
فليس للناظر في ... أرجائها، إن نظرا،
من نزهة تحيي القلو ... ب غير أوقار الخرى
ووجد في غرفة بعض الخانات التي بطريق أصبهان مكتوب هذه الأبيات:
قبّح السالكون في طلب الرّز ... ق، على أيذج إلى أصبهان
ليت من زارها، فعاد إليها، ... قد رماه الإله بالخذلان
ودخل رجل على الحسن البصري فقال له: من أين أنت؟
فقال له: من أهل أصبهان، فقال: الهرب من بين يهودي ومجوسي وأكل ربا، وأنشد بعضهم لمنصور ابن باذان الأصبهاني:
فما أنا من مدينة أهل جيّ، ... ولا من قرية القوم اليهود
وما أنا عن رجالهم براض، ... ولا لنسائهم بالمستريد
وقال آخر في ذلك:
لعن الله أصبهان بلادا، ... ورماها بالسيل والطاعون
بعت في الصيف قبّة الخيش فيها، ... ورهنت الكانون في الكانون
وكانت مدينة أصبهان بالموضع المعروف بجيّ وهو الآن يعرف بشهرستان وبالمدينة، فلما سار بخت نصّر وأخذ بيت المقدس وسبى أهلها حمل معه يهودها وأنزلهم أصبهان فبنوا لهم في طرف مدينة جيّ محلّة ونزلوها، وسمّيت اليهودية، ومضت على ذلك الأيام والأعوام فخربت جيّ وما بقي منها إلا القليل وعمّرت اليهودية، فمدينة أصبهان اليوم هي اليهودية، هذا قول منصور بن باذان، ثم قال:
إنك لو فتّشت نسب أجلّ من فيهم من الثناء والتجار لم يكن بدّ من أن تجد في أصل نسبه حائكا أو يهوديّا، وقال بعض من جال البلدان: إنه لم ير مدينة أكثر زان وزانية من أهل أصبهان، قالوا:
ومن كيموس. هواؤها وخاصيتها أنها تبخل فلا ترى بها كريما، وحكي عن الصاحب أبي القاسم بن عبّاد أنه كان إذا أراد الدخول إلى أصبهان، قال:
من له حاجة فليسألنيها قبل دخولي إلى أصبهان، فإنني إذا دخلتها وجدت بها في نفسي شحّا لا أجده في غيرها. وفي بعض الأخبار أن الدّجّال يخرج من أصبهان، قال: وقد خرج من أصبهان من العلماء والأئمة في كلّ فنّ ما لم يخرج من مدينة من المدن، وعلى الخصوص علوّ الاسناد، فإن أعمار أهلها تطول ولهم مع ذلك عناية وافرة بسماع الحديث، وبها من الحفّاظ خلق لا يحصون، ولها عدّة تواريخ، وقد فشا الخراب في هذا الوقت وقبله في نواحيها لكثرة الفتن والتعصّب بين الشافعية والحنفية والحروب المتصلة بين الحزبين، فكلما ظهرت طائفة نهبت محلّة الأخرى وأحرقتها وخرّبتها، لا يأخذهم في ذلك إلّ ولا ذمة، ومع ذلك فقلّ أن تدوم بها دولة سلطان، أو يقيم بها فيصلح فاسدها، وكذلك الأمر في رساتيقها وقراها التي كل واحدة منها كالمدينة. وأما فتحها فإن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، في سنة 19 للهجرة المباركة بعد فتح نهاوند بعث عبد الله بن عبد الله بن عتبان وعلى مقدّمته عبد الله بن ورقاء الرياحي وعلى مجنبته عبد الله بن ورقاء الأسدي، قال سيف:
الذين لا يعلمون يرون أن أحدهما عبد الله بن بديل ابن ورقاء الخزاعي لذكر ورقاء فظنوا أنه نسب إلى جده، وكان عبد الله بن بديل بن ورقاء قتل بصفّين وهو ابن أربع وعشرين سنة فهو أيّم صبيّ، وسار عبد الله بن عتبان إلى جيّ والملك يومئذ بأصبهان القاذوسقان، ونزل بالناس على جيّ فخرجوا إليه بعد ما شاء الله من زحف، فلما التقوا قال القاذوسقان لعبد الله: لا تقتل أصحابي ولا أصحابك ولكن ابرز لي فإن قتلتك رجع أصحابك وإن قتلتني سالمتك أصحابي، فبرز له عبد الله، فقال له: اما أن تحمل عليّ واما ان أحمل عليك، فقال: أنا أحمل عليك فاثبت لي، فوقف له عبد الله وحمل عليه القاذوسقان فطعنه فأصاب قربوس السّرج فكسره وقطع اللبب والحزام فأزال اللبب والسرج، فوقف عبد الله قائما ثم استوى على فرسه عريانا، فقال له:
اثبت، فحاجزه وقال له: ما أحبّ ان أقاتلك فإني قد رأيت رجلا كاملا، ولكني أرجع معك إلى عسكرك فأصالحك وأدفع المدينة إليك على أن من شاء أقام وأدى الجزية وأقام على ماله وعلى ان يجري من أخذتم أرضه مجراهم، ومن أبى ان يدخل في ذلك ذهب حيث شاء ولكم أرضه، قال: ذلك لك. وقدم عليه ابو موسى الأشعري من ناحية الأهواز، وكان عبد الله قد صالح القاذوسقان، فخرج القوم من جيّ ودخلوا في الذمة إلا ثلاثين رجلا من أصبهان لحقوا بكرمان، ودخل عبد الله وابو موسى جيّا، وجيّ: مدينة أصبهان.
وكتب عبد الله بالفتح إلى عمر، رضي الله عنه، فرجع إليه الجواب يأمره أن يلحق بكرمان مددا للسّهيل بن عدي لقتال أهلها، فاستخلف على أصبهان السائب بن الأقرع ومضى، وكان نسخة كتاب صلح أصبهان: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من عبد الله للقاذوسقان واهل أصبهان وحواليها، انكم آمنون ما أدّيتم الجزية، وعليكم من الجزية على قدر طاقتكم كل سنة تؤدونها إلى من يلي بلدكم من كل حاكم، ودلالة المسلم، وإصلاح طريقه، وقراه يومه وليلته، وحملان الراجل إلى رحله، لا تسلطوا على مسلم، وللمسلمين نصحكم وأداء ما عليهم، ولكم الأمان بما فعلتم، فإن غيّرتم شيئا أو غيّره منكم مغيّر ولم تسلموه فلا أمان لكم، ومن سبّ مسلما بلغ منه، فإن ضربه قتلناه، وكتب: وشهد عبد الله بن قيس وعبد الله بن ورقاء وعصمة بن عبد الله، وقال عبد الله بن عتبان في ذلك:
ألم تسمع؟ وقد أودى ذميما، ... بمنعرج السّراة من أصبهان،
عميد القوم، إذ ساروا إلينا ... بشيخ غير مسترخي العنان؟
وقال أيضا:
من مبلغ الأحياء عني، فإنني ... نزلت على جيّ وفيها تفاقم
حصرناهم حتى سروا ثمّت انتزوا، ... فصدّهم عنّا القنا والصوارم
وجاد لها القاذوسقان بنفسه، ... وقد دهدهت بين الصفوف الجماجم
فثاورته، حتى إذا ما علوته، ... تفادى وقد صارت إليه الخزائم
وعادت لقوحا أصبهان بأسرها، ... يدرّ لنا منها القرى والدراهم
وإني على عمد قبلت جزاءهم، ... غداة تفادوا، والعجاج فواقم
ليزكوا لنا عند الحروب جهادنا، ... إذا انتطحت في المأزمين الهماهم
هذا قول أهل الكوفة يرون أن فتح أصبهان كان لهم، وأما أهل البصرة وكثير من أهل السير فيرون أن أبا موسى الأشعري لما انصرف من وقعة نهاوند إلى الأهواز فاستقراها ثم أتى قمّ فأقام عليها أياما ثم افتتحها، ووجّه الأحنف بن قيس إلى قاشان ففتحها عنوة، ويقال: بل كتب عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، إلى أبي موسى الأشعري يأمره بتوجيه عبد الله بن بديل الرياحي إلى أصبهان في جيش فوجهه، ففتح عبد الله بن بديل جيّا صلحا على أن يؤدي أهلها الخراج والجزية، وعلى أن يؤمّنوا على أنفسهم وأموالهم خلا ما في أيديهم من السلاح. ونزل الأحنف بن قيس على اليهودية فصالحه أهلها على مثل صلح أهل جيّ، قال البلاذري: وكان فتح أصبهان ورساتيقها في بعض سنة 23 وبعض 24 في خلافة عمر، رضي الله عنه، ومن نسب إلى أصبهان من العلماء لا يحصون، إلّا أنني أذكر من أعيان أئمتهم جماعة غلبت على نسبهم فلا يعرفون إلا بالأصبهاني، منهم: الحافظ الإمام أبو نعيم أحمد بن عبد الله ابن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران سبط محمد ابن موسى البنّاء الحافظ المشهور صاحب التصانيف، منها: حلية الأولياء، وغير ذلك، مات يوم الاثنين العشرين من محرم سنة 430 ودفن بمردبان، ومولده في رجب سنة 330، قاله ابن مندة يحيى.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.