Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: خيم

وَخُمَ

(وَخُمَ)
- فِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْع «لَا مَخافَةَ وَلَا وَخَامَةَ» أَيْ لَا ثِقَلَ فِيهَا. يُقَالُ: وَخُمَ الطّعامُ، إِذَا ثَقُل فَلَمْ يُسْتَمْرأْ، فَهُوَ وَــخِيمٌ. وَقَدْ تَكُونُ الوَخامَة فِي الْمَعَانِي. يُقال: هَذَا الأمرُ وَــخِيمُ الْعَاقِبَةِ: أَيْ ثَقيلٌ رَدِيء وَمِنْهُ حَدِيثُ العُرَنِيِّين «واسْتَوْخَمُوا الْمَدِينَةَ» أَيِ اسْتَثْقَلوها، وَلَمْ يُوَافِق هَواؤها أبْدانَهم.
(س) وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «فاسْتَوْخَمنا هَذِهِ الأرضَ» .

كشف

باب الكاف والشين والفاء معهما ك ش ف مستعمل فقط

كشف: الكَشْفُ: رفعك شيئاً عما يواريه ويغطيه، كرفع الغطاء عن الشيء. والكَشَفة: دائرة في قصاص الناصية، وربما كانت شعيرات نبتت صعداً، يتشاءم بها. والنعت: أكشف، والاسم: الكَشَفة والكشوف: الناقة التي يضربها الفحل وهي حامل، وقد كشفت كشافا . 
(كشف) مُبَالغَة كشف
(ك ش ف) : (الْأَكْشَفُ) الَّذِي انْحَسَرَ مُقَدَّمُ رَأْسِهِ وَقِيلَ الْكَشَفُ انْقِلَابٌ فِي قِصَاصِ الشَّعْرِ وَهُوَ مِنْ الْعُيُوبِ.
الكشف: في اللغة: رفع الحجاب، وفي الاصطلاح: هو الاطلاع على ما وراء الحجاب من المعاني الغيبية، والأمور الحقيقية وجودًا وشهودًا.
ك ش ف : كَشَفْتُهُ كَشْفًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ فَانْكَشَفَ وَالْأَكْشَفُ الَّذِي انْحَسَرَ مُقَدَّمُ رَأْسِهِ وَاسْمُ الْمَوْضِعِ الْكَشَفَةُ بِفَتْحَتَيْنِ وَرَجُلٌ أَكْشَفُ أَيْضًا لَا تُرْسَ مَعَهُ. 
ك ش ف: (كَشَفَ) الشَّيْءَ مِنْ بَابِ ضَرَبَ (فَانْكَشَفَ) وَ (تَكَشَّفَ) . وَ (كَاشَفَهُ) بِالْعَدَاوَةِ بَادَاهُ بِهَا. وَيُقَالُ: لَوْ (تَكَاشَفْتُمْ) مَا تَدَافَنْتُمْ، أَيْ لَوِ انْكَشَفَ عَيْبُ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ. 
(كشف) - في حديث أَبى الطُّفَيْلِ - رضي الله عنه -: "عَرَض له شَابٌّ أحْمَرُ أكْشَفُ".
الأَكْشَفُ: الذي نَبَتتْ له شَعَرَاتٌ في قُصَاص ناصِيَتهِ ثائِرَة، لا تَكادُ تَسْقُط، ولَا تَسْتَرْسِلُ عليها، والعَرَبُ تَتَشاءَمُ به.
والأكْشَفُ مِن الخَيْلِ: مالَه دائِرَةٌ في ذلك الموضع وَيُتَشاءمُ به أيضًا.
قال الأَصْمَعِىُّ: الاسْم منه الكشَفَةُ، كالصَّلَعَةِ والجَلَحَةِ، والأكشَفُ: الذي لا تُرْسَ معهْ ولا بَيْضَةَ، والذى إذا ضَحِكَ انقَلَبَتْ شفَتُهُ العُلْيا.
كشف
الكَشْفُ: رَفْعُكَ الشَّيْءَ عمّا يُغَطيه.
والكَشَفُ: مَصْدَرُ الأكْشَفِ، وهي دائرةٌ في قُصَاص النّاصية وربما كانتْ شَعَراتٍ تَنْبُتُ صُعُداً ولم تكُنْ دائرةً.
والكَشُوْفُ من الإِبل: التي يَضْرِبُها الفَحْلُ وهي حامِلٌ، ورُبَّما ضَرَبَها وقد عَظُمَ بَطْنُها، ومَصدَرُه الكِشَاتُ، وقد كَشَفَتْ وأكْشَفَتْ - أيضاً - تُكْشِفُ، وأكْشَفْتُها أنا. وقيل: هو أنْ يَضْرِبَها الفَحْلُ فَتَلْقَحَ مَكانَها. وأكْشَفَ القَوْمُ: صارَتْ إبلُهم كُشفاً في الحَمْل.
والأكْشَفُ: الذي لا بَيْضَةَ عليه، وجَمْعُه كُشُفٌ، والذي إذا ضَحِكَ انْقَلَبَتْ شَفَتُه العُلْيا.
(كشف)
لشَيْء وَعنهُ كشفا رفع عَنهُ مَا يواريه ويغطيه وَيُقَال كشف الْأَمر وَعنهُ أظهره وكشف الله غمه أزاله وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {رَبنَا اكشف عَنَّا الْعَذَاب إِنَّا مُؤمنُونَ} والكواشف فلَانا فضحته وَيُقَال كشف عَلَيْهِ الطَّبِيب بِمَعْنى فحص حَالَته وكشف عَن علته (مو)

(كشف) فلَان كشفا انحسر مقدم رَأسه وَلم يكن مَعَه ترس فِي الْحَرْب وَلم يضع بَيْضَة على رَأسه فِيهَا وَانْهَزَمَ فِي الْحَرْب وَالْفرس التوى عسيب ذَنبه فَهُوَ أكشف فِي الْجَمِيع (ج) كشف
ك ش ف

كشف عنه الثوب وكشّفه، وانكشف وتكشّف. ورجل أكشف: لا ترس معه. قال:

لهن فوارس ليسوا بميلٍ ... ولا كشفٍ إذا قيل امنعونا

وناقة كشوف: كلّما نتجت لقحت وهي في دمها كأنها لكثرة لقاحها وإشالتها ذنبها كثيرة الكشف عن حيائها، وقد كشفت كشافاً وأكشفت.

ومن المجاز: كشف الله غمّه، وهو كشّاف الغمم. وهذا حديث مكشوف: معروف. وتكشّف فلان: افتضح. وتكشّف فلان: افتضح. وتكشّف البرق: ملأ السّماء. ولقحت الحرب كشافاً إذا دامت. قال زهير:

فتعرككم عرك الرحى بثفالها ... وتلقح كشافاً ثم تنتج فتتئم
كشف
كَشَفْتُ الثّوب عن الوجه وغيره، ويقال:
كَشَفَ غمّه. قال تعالى: وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ
[الأنعام/ 17] ، فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ
[الأنعام/ 41] ، لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ
[ق/ 22] ، أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ [النمل/ 62] ، وقوله:
يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ
[القلم/ 42] قيل:
أصله من: قامت الحرب على ساق، أي:
ظهرت الشّدّة، وقال بعضهم: أصله من تذمير الناقة، وهو أنه إذا أخرج رجل الفصيل من بطن أمّه، فيقال: كُشِفَ عن السّاق.
[كشف] كشفت الشئ فانكشف وتكشف. يقال: تَكَشَّفَ البرقُ، إذا ملأ السماء. وكاشَفَهُ بالعداوة، أي بادأه بها. ويقال: " لو تكاشَفْتُمْ ما تدافنتم "، أي لو انْكَشَفَ عيبُ بعضكم لبعض. والكَشوفُ: الناقة التي يضربها الفحل وهي حامل. وقد كَشَفَتِ الناقةُ كِشافاً. وقال الأصمعيّ: فإنْ حمل عليها الفحل سنتين متواليتين فذلك الكِشافُ، والناقةُ كَشوفٌ. قال زهير:

وتَلْقَحْ كِشافاً ثمَّ تنتج فتفطم * وأكشف القوم، أي كَشَفَتْ إبلهم. والكَشَفُ بالتحريك: انقلابٌ من قُصاصِ الناصية كأنَّها دائرة، وهي شُعيرات تنبُت صُعُداً، والرجلُ أَكْشَفَ، وذلك الموضع كَشَفَةٌ. والكَشَفُ في الخيل: التواءٌ في عسيب الذَنَبِ. والأكْشَفُ: الرجل الذي لا ترس معه في الحرب.

كشف


كَشَفَ(n. ac. كَشْف
كَاْشِفَة)
a. Uncovered, bared, unveiled; exposed; disclosed.
b. Explored (country).
c. ['Ala] [ coll. ], Visited ( the
sick ). _ast;
كَشِفَ(n. ac. كَشَف)
a. Was routed.
b. Was unarmed.

كَشَّفَa. see I (a) (b).
c. [acc. & Bi], Showed, disclosed to.
d. [acc. & 'An], Forced to disclose.
كَاْشَفَa. see II (c)
أَكْشَفَa. Showed his teeth; grinned.

تَكَشَّفَa. Was bared & c.; uncovered himself.
b. Was revealed & c.
c. Covered ( the sky: lightning ).

تَكَاْشَفَa. Showed one another their faults.

إِنْكَشَفَa. see V (a) (b).
إِسْتَكْشَفَa. Asked to disclose.

كَشْفa. Disclosure; exposure; discovery.
b. Inspection, investigation, examination;
inquiry.
c. [ coll. ], Report.
كَشَفَةa. Bare place.

أَكْشَفُa. Unarmed (warrior).
كَاْشِف
(pl.
كَشَفَة)
a. Uncovering & c.
b. Inquirer.
c. Overseer ( in Egypt ).
d. [ coll. ], Probe.
كَاْشِفَة
(pl.
كَوَاْشِفُ)
a. fem. of
كَاْشِفb. Disgraceful action.

كَشِيْفa. Uncovered, bare.
b. Declared; manifested.
c. Explained.

كَشَّاْفa. Explorer; scout.

كَشْفَاْنِيَّة
a. [ coll. ], Present made to a
sick person.
كَشْفَآءُa. Bare (forehead).
N. P.
كَشڤفَa. see 25
مَكْشُوْف الرَّأْس
a. Bare-headed.

كَشْك
a. Barley-water.

كِشْك
a. Oatmeal-porridge.

كشف

1 كَشَفَهُ and كَشَفَ عَنْهُ He uncovered it; unveiled it; laid it open; displayed it; exposed it to view; discovered it; detected it; revealed it; disclosed it. b2: كَشَفَ عَنْهُ He investigated, explored, or scrutinized, it; searched, examined, or inquired, into it. b3: كَشَفَهُ He removed it; namely, a cover, or covering, or the like: and he uncovered it, laid it open, &c.; as also كَشَفَ عَنْهُ. b4: كَشَفَ شَيْأً عَنْ شَىْءٍ He removed, put off, took off, or stripped off, a thing from over, or from before, a thing which it covered or concealed. (K.) b5: كَشَفَ He removed, cleared away, or dispelled, grief, or sorrow: see فَرَجَ (of which it is an explanation in the Msb and K). b6: See 7.3 كَاشَفَهُ

, inf. n. مُكَاشَفَةٌ, [He acted openly with him, or towards him;] syn. of the inf. n. مُجَاهَرَةٌ. (Har, p. 470.) He, or it, appeared to him; as also كَاشَفَ عَلَيْهِ; syn. ظهر له. (TA.) b2: كُوشِفَ بِمَا أَخْفَيْتُ He became acquainted with, knew, or got knowledge of, what I concealed: syn. إِطَّلَعَ عَلَيْهِ. (Har. p. 686.) b3: مُكَاشَفَةٌ The showing open enmity, or hostility, with any one. (KL.) [I. e. كَاشَفَهُ alone, or] كاشفه بِالعَدَاوَةِ signifies He showed open enmity, or hostility, with him; (S, MA, K;) and so كاشفه العَدَاوَةَ. (MA.) See صَفْحَةٌ. b4: [Also Discovery, or revelation: pl. مُكَاشَفَاتٌ: see Hájjee Khaleefeh, s. v.] b5: كَاشَفَهُ الحَرْبَ [He made war with him openly]. (Msb, art. نبذ.) 5 تَكَشَّفَ He uncovered, or exposed, himself in sitting. (TA, voce أَعْفَتُ.) 6 تَكَاشَفُوا They revealed their faults, or secrets, one to another: see تَدَافَنُوا.7 اِنْكَشَفَ عَنْهُ [He, or it, withdrew, or became withdrawn, or removed or became removed, from him, or it, or from over it] b2: اِنْكَشَفَتْ said of a she-camel: see مُفَنَّنٌ. b3: اِنْكَشَفُوا [They were routed, defeated, or put to flight; like ↓ كَشِفُوا: the former is quasi-pass. of كَشَفَ, “ he routed, ”

&c.]. (K, voce جال in art. جول.) See also تِفْرِجَةٌ, in art. فرج.

كَشَّافٌ

: see Ham, p. 49, 1. 2.

مَكْشُوفٌ Uncovered, &c.; overt.

مُكَاشِفٌ [A discoverer, or revealer: thus I have rendered it voce عَيْنٌ.]
[كشف] نه: فيه: لو "تكاشفتم" ما تدافنتم، أي لو علم بعضكم سريرة بعض لاستثقل تشييع جنازته ودفنه. وفيه: عرض له شاب أخمر "أكشف"، هو من تنبت له شعرات في قصاص ناصيته ثائرة لا تكاد تسترسل، والعرب تتشاءم به. وشعر كعب: زالوا فما زال أنكاس ولا "كشف"؛ هو جمع أكشف وهو من لا ترس معه كأنه منكشف غير مستور. ك: فلما كان يوم أحد و"انكشف" المسلمون، أي انهزموا قال: أعتذر، أي من فرار المسلمين وأبرأ من قتال المشركين، قوله: الجنة- بالرفع والنصب، أي هي مطلوبي أو أزيدها، ودون أحد أي عنده قول سعد، ما استطعت أي ما قدرت على مثل ما صنع نصر. وح: فذكر "انكشافًا"، أي ذكر توعًا من الانهزام أي أشتار إلى الفراج من وجوه المسلمين والكافرين بحيث لا يبقى بيننا وبينهم أحد، وقدرنا على أن نضار بهم بلا حائل بيننا، فقال: ما كنا نفعل هكذا مع النبي صلى الله عليه وسلم، بل كان الصف الأول لا ينحرف عن مواضعه، فكان الصف الثاني متباعدًا، قوله: هكذا، أي افسحوا لي. ومنه: لما حملنا عليهم "انكشفوا"، أي انهزموا، فأكببنا على الغنائم أي وقعنا، فاستقبلنا- بفتح لام. في: "فيكشف" عن ساق- بفتح ياء وضمها، وفسره الجمهور بكشفه عن شدة الأمر المهول إذ من وقع فيها يشمر ساعده ويكشف ساقه، وقيل: هو جماعة من الملائكة الكبار، جعل ظهورها علامة بينه وبين المؤمنين، وقيل: ما يتجدد لهم عند الرؤية من الفوائد، الخطابي: الرؤية الواقعة في القيامة غير ما تكون لكرامة وإنما هي امتحان. بي: إن كانت الرؤية مرتين فكشف الساق اتضاح الأمر، فإنه تعالى لما امتحنهم وظهر صحة إيمانهم أزال خوفهم وتجلى لهم فرأوه عيانًا فيسجدون ويرفعون رؤسهم ويرون ثانيًا، وإن كانت مرة فكشفه إظهار من عظيم سلطان ما لا يشكون في صحته، ويستدلون به على حقيقة الأمر فيسجدون ويرفعون ويرون عيانًا- ومر شيء في. وح: ما "كشفت" لها ثوبًا، فيه استحباب الكناية عن الوقوع. ج: فإني "أنكشف"، أي يرتفع عني الثوب فأبقى عريانًا. 
الْكَاف والشين وَالْفَاء

الْكَشْف: رفعك الشَّيْء عَمَّا يواريه ويغطيه.

كشفه يكشفه كشفاً، وكشفه، فانكشف، وَتكشف.

وريط كشيف: مَكْشُوف، أَو منكشف، قَالَ صَخْر الغي:

أجش ربحلاً لَهُ هيدب ... يرفع للخال ريطاً كشيفا

قَالَ أَبُو حنيفَة: يَعْنِي: أَن الْبَرْق إِذا لمع أَضَاء السَّحَاب، فتراه أَبيض، فَكَأَنَّهُ كشف عَن ريط.

والمكشوف فِي عرُوض السَّرِيع: الْجُزْء الَّذِي هُوَ " مفعولن " أَصله: " مفعولات " حذفت التَّاء فَبَقيَ " مَفْعُولا " فَنقل فِي السَّرِيع إِلَى " مفعولن ".

وكشف الْأَمر يكشفه كشفاً: اظهره.

وكشفه عَن الْأَمر: أكرهه على إِظْهَاره.

والكاشفة: مصدر، كالعافية والخاتمة، وَفِي التَّنْزِيل: (لَيْسَ لَهَا من دون الله كاشفة) أَي: كشف، وَقيل: إِنَّمَا دخلت الْهَاء ليساجع قَوْله: (أزفت الآزفة) . وَقيل: الْهَاء للْمُبَالَغَة، وَقَالَ ثَعْلَب: معنى قَوْله: (لَيْسَ لَهَا من دون الله كاشفة) أَي: لَا يكْشف السَّاعَة إِلَّا رب الْعَالمين، فالهاء على هَذَا للْمُبَالَغَة كَمَا قُلْنَا.

والكشفة: انقلاب من قصاص الشّعْر، اسْم كالنزعة.

كشف كشفاً، وَهُوَ أكشف.

والكشف فِي الْجَبْهَة: إدبار ناصيتها من غير نزع، وَقيل: الْكَشْف: رُجُوع شعر الْقِصَّة قبل اليافوخ. والكشفة: دَائِرَة فِي قصاص الناصية، وَرُبمَا كَانَت شَعرَات تنْبت صعداً، وَلم تكن دَائِرَة، وَهِي يتشاءم بهَا.

وتكشفت الاض: تصوحت مِنْهَا أَمَاكِن ويبست.

والأكشف: الَّذِي لَا ترس مَعَه.

وَقيل: هُوَ الَّذِي لَا يثبت فِي الْحَرْب.

والكشف: الَّذين لَا يصدقون الْقِتَال، لَا يعرف لَهُ وَاحِد.

وكشف الْقَوْم: انْهَزمُوا، عَن ابْن الاعرابي، وانشد:

فَمَا ذمّ حاديهم وَلَا فال رَأْيهمْ ... وَلَا كشفوا إِن أفزع السب صائح

والكشاف: أَن تلقح النَّاقة فِي غير زمَان لقاحها.

وَقيل: هُوَ أَن يضْربهَا الْفَحْل وَهِي حَائِل.

وَقيل: هُوَ أَن يحمل عَلَيْهَا سنتَيْن متواليتين، أَو سِنِين مُتَوَالِيَة.

وَقيل: هُوَ أَن يحمل عَلَيْهَا سنة، ثمَّ تتْرك اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاثًا.

كشفت تكشف كشافا، وَهِي كشوف.

وَالْجمع: كشف.

واكشفت.

واكشف الْقَوْم: لقحت إبلهم كشافا.

ولقحت الْحَرْب كشافا: على الْمثل، قَالَ زُهَيْر:

فتعرككم عَرك الرَّحَى بثقالها ... وتلقح كشافاً ثمَّ تنْتج فتتئم

واكشف الْكَبْش النعجة: نزا عَلَيْهَا.

كشف: الكشْفُ: رفعُك الشيء عما يُواريه ويغطّيه، كشَفه يكشِفه كشْفاً

وكشَّفه فانكَشَف وتكَشَّفَ. ورَيْطٌ كَشِيفٌ: مكْشُوف أَو مُنْكَشِف؛ قال

صخر الغيّ:

أَجَشَّ رِبَحْلاً، له هَيْدَبٌ

يُرَفِّعُ للخالِ رَيْطاً كَشِيفا

قال أَبو حنيفة: يعني أَن البرق إذ لَمَع أَضاء السحابَ فتراه أَبيض

فكأَنه كشَف عن رَيْطٍ. يقال: تكشَّف البرق إذا ملأَ السماء.

والمَكشوف في عَروض السريع: الجُزء الذي هو مفعولن أَصله مفْعولات، حذفت

التاء فبقي مفعولاً فنقل في التقطيع إلى مفعولن.

وكشَف الأَمر يكْشِفه كَشْفاً: أظهره. وكَشَّفه عن الأَمر: أَكرهه على

إظهاره. وكاشَفه بالعَداوة أَي بادأَه بها. وفي الحديث: لو تَكاشَفْتم ما

تَدافَنْتم أَي لو انكشَفَ عَيبُ بعضكم لبعض. وقال ابن الأَثير: أَي لو

علم يعضُكم سَريرةَ بعض لاستثقل تَشْيِيع جنازَتِه ودَفْنَه. والكاشِفةُ:

مصدر كالعافِية والخاتِمة. وفي التنزيل العزيز: ليس لها من دون اللّه

كاشِفة؛ أَي كَشْف، وقيل: إنما دخلت الهاء ليساجع قوله أَزِفت الآزفة، وقيل:

الهاء للمبالغة، وقال ثعلب: معنى قوله ليس لها من دون اللّه كاشفة أَي

لا يَكْشِفُ الساعةَ إلا ربُّ العالمين، فالهاء على هذا للمبالغة كما

قلنا. وأَكْشَفَ الرجلُ إكشافاً إذا ضحك فانقلبت شفَته حتى تبدو

دَرادِرُه.والكَشَفةُ: انقِلاب من قُصاص الشعَر اسم كالنَّزَعَةِ، كَشِفَ كَشَفاً،

وهو أَكْشَفُ. والكشَفُ في الجَبْهة: إدبار ناصيتها من غير نَزَعٍ،

وقيل: الكَشَفُ رجوع شعر القُصّة قِبَلَ اليافوخ. والكشَف: مصدر الأَكْشَفِ.

والكشَفَةٌ: الاسم وهي دائرة في قُصاص الناصية، وربما كانت شعرات تَنْبُت

صُعُداً ولم تكن دائرة، فهي كشَفَةٌ، وهي يُتشاءم بها. الجوهري:

الكشَفُ، بالتحريك، انقلاب من قُصاص الناصية كأَنها دائرة، وهي شُعيرات تنبت

صُعُداً، والرجل أَكْشَف وذلك الموضع كشَفةٌ. وفي حديث أَبي الطُّفَيل: أَنه

عَرَض له شاب أَحمر أَكْشَفُ؛ قال ابن الأَثير: الأَكشف الذي تنبت له

شعرات في قُصاص ناصيته ثائرةً لا تكاد تسْترسِل، والعرب تتشاءم به.

وتكشَّفت الأَرض: تَصَوَّحت منها أَماكن ويبست.

والأَكْشَفُ: الذي لا تُرْس معه في الحرب، وقيل: هو الذي لا يثبت في

الحرب. والكُشُف: الذين لا يَصْدُقون القِتال، لا يُعْرف له واحد؛ وفي قصيد

كعب:

زالوا فما زالَ أنْكاسٌ ولا كُشُفٌ

قال ابن الأَثير: الكُشُف جمع أَكْشف. وهو الذي لا ترس معه كأَنه

مُنْكشِف غير مستور. وكشِف القومُ: انهزموا؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

فما ذُمَّ حاديهمْ، ولا فالَ رأْيُهُم،

ولا كَشِفُوا، إن أَفزَعَ السِّرْبَ صائح

ولا كَشِفُوا أَي لم ينهزمزا.

والكِشافُ: أَن تَلْقَح الناقةُ في غير زمان لَقاحها، وقيل: هو أَن

يَضْرِبها الفحل وهي حائل، وقيل: هو أَن يُحْمَل عليها سنتين متواليتين أو

سنين متوالية، وقيل: هو أَن يُحْمَل عليها سنة ثم تترك اثنتين أَو ثلاثاً،

كَشَفَت الناقة تَكْشِف كِشافاً، وهي كَشوف، والجمع كُشُفٌ، وأَكْشَفتْ.

وأَكشَفَ القومُ: لَقِحَت إبلُهم كِشافاً. التهذيب: الليث والكَشُوف من

الإبل التي يضربها الفحل وهي حامل، ومصدره الكِشافُ؛ قال أَبو منصور هذا

التفسير خطأٌ، والكِشافُ أَن يُحمل على الناقة بعد نتاجها وهي عائذ قد

وضَعت حديثاً، وروى أَبو عبيد عن الأَصمعي أَنه قال: إذا حُمِلَ على الناقة

سنتين متواليتين فذلك الكِشاف، وهي ناقة كشُوف. وأَكشَفَ القوم أَي

كَشفَت إبلُهم. قال أَبو منصور: وأَجودُ نتاج الإبل أَن يضربها الفحل، فإذا

نُتِجَت تُركت سنة لا يضربها الفحل، فإذا فُصِل عنها فصيلها وذلك عند تمام

السنة من يوم نِتاجها أُرسل الفحل في الإبل التي هي فيها فيضربها، وإذا

لم تَجِمّ سنة بعد نِتاجها كان أَقلَّ للبنها وأَضعفَ لولدها وأَنْهَك

لقوَّتها وطَرْقِها؛ ولَقِحت الحربُ كِشافاً على المثل؛ ومنه قول زهير:

فَتعْرُكْكُمُ عَرْكَ الرَّحى بثِفالِها،

وتَلْقَحْ كِشافاً ثم تُنْتَجْ فتُتْئمِ

فضرب إلقاحها كِشافاً بحِدْثان نِتاجها وإتْآمها مثلاً لشدّة الحرب

وامتداد أَيامها، وفي الصحاح: ثم تنتج فتَفْطِم.

وأَكشفَ القومُ إذا صارت إبلهم كُشُفاً، الواحدة كَشُوف في الحمل.

والكشَفُ في الخيل: التواء في عَسِيب الذنَب.

واكتشَف الكبْشُ النعجة: نزَا عليها.

كشف
الكَشْفُ، كالضَّرْب، والكاشِفَةُ: الإظْهارُ الأَخِيرُ من المَصادِرِ الَّتِي جاءَتْ على فاعِلَةٍ، كالعافِيَةِ والكاذِبَةِ، قالَ الله تَعَالَى: لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ الله كاشِفَةٌ أَي: كَشْفٌ وإظهارٌ، وَقَالَ ثعْلَبٌ: الهاءُ للْمُبَالَغَة، وقيلَ: إِنَّمَا دَخلت الهاءُ ليُساجِعَ قَوْله: أَزِفَت الآزفَةُ. وقالَ الليثُ: الكَشْفُ: رَفْعُ شيءٍ عمّا يُواريهِ ويُغَطِّيه، كالتَّكْشِيفِ قالَ ابنُ عَبّادٍ: هُوَ مُبالَغَةُ الكَشْفِ. والكَشُوفُ كصَبُورٍ: النَّاقَةُ يَضْربُها الفحْلُ وَهِي حامِلٌ، ورُبَّما ضَرَبَها وَقد عَظُمَ بَطْنُها نَقَلَهُ اللَّيْثُ، وتَبِعَهُ الجَوْهَريُّ، وقالَ الأزهريُّ: هَذَا التَّفْسِيرُ خَطَأٌ، ونقَلَ أَبو عُبَيْدٍ عَن الأَصْمَعِيِّ أَنّه قالَ: فإِن حُمِلَ عَلَيْها الفَحْلُ سَنَتَيْن وَلَاء فذلِكَ الكِشافُ، بالكَسْر وَهِي ناقَةٌ كَشُوفٌ وَقد كَشَفَتِ الناقَةُ تَكْشِفُ كِشافاً. أَو هُوَ أَن تُلْقِحَ حِينَ تُنْتَجُ وَفِي الأَساسِ: ناقَةٌ كَشُوفٌ: كُلَّما نُتجَتْ لَقِحَتْ وَهِي فِي دَمِها، كأَنَّها لكَثْرَةٍ لِقاحِها، وإِشالَتِها ذَنَبَها كثيرةُ الكَشْفِ عَن حَيائِها، ونصُّ الأزهرِيّ: هُوَ أَن يُحْمَلَ على النَّاقَةِ بَعْدَ نِتاجها وَهِي عائدٌ، وَقد وَضَعَتْ حَدِيثا. أَو أَنْ يُحْمَلَ عَلَيْهَا فِي كُلِّ سَنَةٍ قالَ اللَّيْثُ: وذلِكَ أَرْدأُ النِّتاج أَو هُوَ أَنْ يُحْمَلَ عَلَيْهَا سنة، ثمَّ تُتْرَكَ سنَتَيْنِ أَو ثَلَاثًا، وجَمْعُ الكَشُوفِ: كُشُفٌ، قالَ الأَزهَريُّ: وأَجْودُ نِتاجِ الإِبلِ أَنْ يَضْرِبَها الفَحْلُ، فَإِذا نُتِجَتْ تُرِكَتْ سنة لَا يضرِبُها الفَحْلُ، فَإِذا فُصِلَ عَنْها فَصِيلُها وَذَلِكَ عِنْد تَمام السّنة من يَوْم نِتاجِها أُرْسِلَ الفَحْلُ فِي الإِبِلِ الَّتِي هِيَ فِيهَا فيَضْرِبُها، وَإِذا تلم تَجِمِّ سنَةً بعد نِتاجها كَانَ أَقَلَّ للبَنِها، وأضعفَ لَولَدِها، وأَنْهَكَ لقُوَّتِها وطِرْقِها. والأَكْشَفُ: مَنْ بهِ كَشَفٌ، محرَّكَةً أَي: انْقِلابٌ من قصاصِ النّاصِيَةِ، كَأَنَّهَا دائِرةٌ، وَهِي شُعَيْراتٌ تَنْبُتُ صُعُداً وَلم يَكُنْ دائِرةً، نَقله الجَوْهَرِيُّ، قالَ اللَّيْثُ: ويُتَشاءَمُ بهَا، وقالَ غيرُه: الكَشَفُ فِي الجَبْهَةِ: إِدْبارُ ناصِيَتِها من غيرِ نَزَعٍ، وقِيلَ: هُوَ رُجُوع شَعْرِ القُصَّةِ قِبَلَ اليَافُوخِ، وَفِي حَدِيث أَبي الطفيلِ: أَنّه عَرَضَ لَهُ شابٌّ أَحْمَرُ أَكْشَفُ قالَ ابنُ الاَثِيرِ: الأَكْشَفُ: الَّذِي تَنْبُتُ لَهُ شَعراتٌ فِي قُصاصِ ناصَيَتِه ثائِرَةٌ لَا تَكادُ تَستَرْسِلُ وذلِكَ المَوْضِعُ كَشَفَةٌ، مَحَرَّكَةً)
كالنَّزَعَةِ. والأَكْشَفُ من الخَيْلِ: الَّذِي فِي عَسِيبِ ذَنَبِه الْتِواءٌ نقلَهَ الجَوهَرِيُّ. والأَكْشَفُ: مَنْ لَا تُرْسَ مَعَهُ فِي الحَرْبِ نقلَه الجَوْهَريُّ، كأَنَّهُ مُنْكَشِفٌ غيرُ مَسْتُورٍ، والجمعُ: كُشُفٌ، قالَه ابنُ الأَثِيرِ. وقِيل: الأَكْشَفُ: من يَنْهَزمُ فِي الحَرْبِ وَلَا يَثْبُتُ، وبالمعنَيَيْنِ فُسِّرَ قولُ كَعْبٍ بن زُهيرٍ رضيَ الله عَنهُ:
(زَالُوا فَمَا زالَ أَنْكاسٌ وَلَا كُشُفٌ ... عندَ اللِّقاءِ وَلَا مِيلٌ مَعازِيلُ)
وقِيلَ: الكُشُفُ هُنَا: الَّذِينَ لَا يَصْدُقونَ القِتالَ، لَا يُعْرَفُ لَهُ واحدٌ. وقالَ ابنُ عَبّادٍ: الأَكْشَفُ: مَنْ لَا بَيْضَةَ على رَأْسِه. وقالَ غَيْرُه: كَشَفَتْهُ الكَواشِفُ، أَي: فَضَحَتْه الفَواضِحُ. وقالَ ابنُ الأَعرابِيِّ: كَشِفَ كفَرِحَ: انْهَزَمَ وأَنْشَدَ:
(فَمَا ذَمَّ جادِيهِم وَلَا فَالَ رَأَيُهُمْ ... وَلَا كَشِفُوا إِنْ أَفْزَعَ السِّرْبَ صائِحُ)
أَي: لم يَنْهَزِمُوا. وكُشاف كغُرابٍ: ع، بزابِ المَوْصِل عَن ابنِ عَبّادٍ. وأَكْشَفَ الرَّجُلُ: ضَحِك فانْقَلَبَتْ شَفَتُه حَتَّى تَبْدُوَ دَرادِرُه قالَه الأَصمَعِيُّ. وَقَالَ الزَّجَاجُ: أَكْشَفَت النّاقَةُ: تابَعَتْ بينَ النِّتاجَيْنِ:. وقالَ غيرُه: أَكْشَفَ القَوْمُ: كَشَفَتْ إِبْلُهُم أَو صارَتْ إِبلُهم كُشُفاً وقالَ ابنُ عَبّادٍ: أَكْشفَ النَّاقَةَ: جَعَلَها كَشُوفاً. والجَبْهَةُ الكَشْفاءُ: هِيَ التِي أَدْبَرَتْ وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ أُدِيرَتْ، وَهُوَ غَلَطٌ ناصِيَتُها كَمَا فِي العُبابِ. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: كَشَّفْتُه عَن كَذَا تكْشِيفاُ: إِذا أَكْرَهْتَه على إِظْهارِه ففيهِ مَعْنَى المُبالَغَةِ. وتَكَشَّفَ الشَّيءِ: ظَهَرَ، كانْكَشَفَ وهُما مُطاوِعَا كَشَفَه كَشْفاً. وَمن المَجازِ: تَكَشَّفَ البَرْقُ: إِذا مَلأَ السَّماءَ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ. واكْتَشَفَت المَرْأَةُ لزَوْجِها: إِذا بالَغَتْ فِي التَّكَشُّفِ لَهُ عندَ الجِماعِ. قَالَه ابنُ الأعرابيِّ، وأَنشد: واكْتَشَفَتْ لنا شِيءٍ دَمَكْمَكِ عَن وَارمٍ أَكظارُه عَضَنَّكِ تَقولُ دَلَّصْ سَاعَة لَا بَلْ نِكِ فَداسَها بأَذْلَغِيِّ بَكْبَكِ واكْتَشَفَ الكَبْشُ النَّعْجَةَ: إِذْ نَزَا عَلَيْها. واسْتَكْشَفَ عنهُ: إِذا سأَلَ أَنْ يُكْشَفَ لَهُ عَنهُ. وَفِي الصَّحاح: كاشَفَه بالعَداوَة: أَي بادَاهُ بِها مُكاشَفةً، وكِشافاً. ويقالُ فِي الحَدِيث: لَو تَكاشَفْتُمْ مَا تَدَافَنْتُم قَالَ الجوهريُّ: أَي لَو انْكَشَفَ عَيْبُ بَعْضِكُم لبَعْضٍ وقالَ ابنُ الأَثير: أَي لَو عَلِمَ بَعْضُكمُ سَرِيرَةَ بعضٍ لاسْتَثْقَلَ تَشْييِعَ جنازَتِه ودَفْنَه.)
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: رَيْطٌ كَشِيفٌ: مَكْشُوفٌ، أَو مُنْكَشِفٌ، قالَ صخْرُ الغَيِّ:
(أَجَشَّ رِبَحْلاً لهُ هَيْدَبٌ ... يَرَفِّعُ للخالِ رَيْطاً كَشِيفَا)
قالَ أَبو حَنِيفَةَ: يَعْنِي أَنَّ البَرْقَ إِذا لَمَعَ أَضاءَ السَّحابَ، فتَراه أَبيضَ، فكأَنَّه كَشَفَ عَن رَيْطٍ.
والمَكْشُوفُ فِي عَرُوضِ السَّريع: الجزءُ الَّذِي هُوَ مَفْعُولُنْ أَصْلُه مَفْعُولات حُذِفَت التاءُ، فَبقِيَ مَفْعُولاً فنُقِلَ فِي التَّقْطِيع إِلى مَفْعًولُن، وَقد ذَكَرَه المصنِّفُ فِي التَّرْكِيبِ الَّذِي قَبْلَه، وتَبِع الزَّمَخْشَرِيَّ فِي أنَّ إِعجامَ الشِّين تَصْحِيفٌ، وَقد عَرَفْتَ أَنّ أَئِمَّةَ العَروضِ ذكَرُوه بالشِّينِ المُعْجَمةِ. وكاشَفَه، وكاشَفَ عَلَيْهِ: إِذا ظَهَرَ لَهُ، وَمِنْه المُكاشَفَةُ عِنْد الصُّوفِيَّة. وكَشْفَةُ، بالفَتْح: موضعٌ لبَنِي نَعامَةَ من بَنِي أَسَدٍ، وَقد ذكَرَه المُصَنِّفُ فِي الَّذِي قَبْلَهُ، وصَرَّحَ فِيهِ بأَنّ إِهمالَ الشينِ فِيهِ تَصْحِيفٌ. وَمن المجازِ: لَقِحَت الحَرْبُ كِشافاً: أَيْ دامَتْ، وَمِنْه قَوْلُ زُهَيْرٍ:
(فتَعْرُكْكُمُ عَرْكَ الرَّحَى بِثِفالِها ... وتَلْقَحْ كِشافاً ثمَّ تُنْتَجْ فتَفْطِمِ) فضَرب إلْقاحَها كِشافاً بحِدْثان نِتاجِها وإِفْطامِها، مَثَلاً لشِدَّةِ الحَرْبِ، وامْتِدادِ أَيّامِها. وَمن الْمجَاز أَيْضا: كَشَفَ اللهُ غَمَّه. وَهُوَ كَشّفُ الغَمِّ. وحَدِيثٌ مَكْشُوفٌ: مَعْرُوفٌ. وتَكَشَّفَ فُلانٌ: افْتَضَحَ.
كشف
كشَفَ/ كشَفَ على/ كشَفَ عن يَكشِف، كَشْفًا، فهو كاشِف، والمفعول مَكْشوف (للمتعدِّي)
• كشَف اللهُ همَّه: أزاله "كشف الغموضَ- {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ} ".
• كشَف الشّيءَ/ كشَف عن الشّيء: رفَع عنه ما يغطِّيه، أظهره وبيّنه، عرّاه "كشَف عن المؤامرة: فضَحها- كشَف عن مكنون صدره- كشف ألاعيبَه- كشفتِ النقابَ عن وجهها-
 {وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا} " ° كشَف أوراقه: وضّح مقاصدَه، وأعلن عن نواياه- كشَف الطّالعَ: تنبَّأ عن مستقبل شخص بعد استطلاع نجم مُعيَّن- كشَف النِّقابَ عن الأمر/ كشَف القِناعَ عن الأمر: أبرزه وأظهر خفاياه- كشَفتِ الحربُ عن ساقِها/ شمَّرتِ الحربُ عن ساقِها: قويت واشتدّت.
• كشَف على المريض: فحَص حالتَه "كشَف على الأثاث". 

استكشفَ/ استكشفَ عن يستكشف، اسْتِكشافًا، فهو مُستكشِف، والمفعول مُسْتكشَف
• استكشف الخبرَ: استطلعه "استكشف القمرَ/ منطقة صحراويّة".
• استكشف عن الحقيقة: سأل أن يُكشَف له عنها "استكشف عن أسباب الإخفاق". 

اكتشفَ يكتشف، اكتشافًا، فهو مُكْتَشِف، والمفعول مُكْتَشَف
• اكتشف الأمرَ: كشَف عنه بشيء من الجُهْد "اكتشف السِّرَّ/ ألغامًا- اكتشف كنزًا: كشَفه واستخرجه من الأرض- اكتشف آثارَ زِرْنيخ: توصّل إليها، وأقام الدليلَ عليها- اكتشف القاضي مُلابسات القضيَّة" ° اكتشاف الذَّات: تحقيق التوصُّل إلى تفهُّم ومعرفة الذات.
• اكتشف الشَّيءَ:
1 - كشف عنه لأوّل مرَّة "اكتشف كُولُومْبُوس أمريكا سنة 898هـ/ 1492م- اكتشف لقاحًا- اكتشف زويل الفمتوثانية".
2 - عثُر عليه. 

انكشفَ ينكشف، انكشافًا، فهو مُنْكَشِف
• انكشفتِ الحقيقةُ: مُطاوع كشَفَ/ كشَفَ على/ كشَفَ عن: ظهرت وبانت، اتّضحت وزال عنها الخفاءُ "انكشف السرّ".
• انكشف العَدُوُّ: انهَزَمَ وفرّ. 

تكاشفَ/ تكاشفَ بـ يتكاشف، تكاشُفًا، فهو مُتكاشِف، والمفعول مُتكاشَف (للمتعدِّي)
• تكاشف القومُ: انكشف عيبُ بعضِهم لبعض، وأبدى كلٌّ ما في نفسه لصاحبه.
• تكاشفوا أسرارَ الحادثة: أبداها كلٌّ منهم للآخرين.
• تكاشفوا بالعداوة: تجاهروا بها. 

تكشَّفَ يتكشَّف، تَكشُّفًا، فهو مُتكشِّف
• تكشَّفتِ الأمورُ: ظهَرت "تكشَّف خُبْثُه- تكشَّفت لنا أسبابُ الإخفاق- تكشَّفت لنا خساستُه". 

كاشفَ يكاشِف، مُكاشَفةً، فهو مُكاشِف، والمفعول مكاشَف
• كاشف الغطاءَ: كشَفَه؛ رفعه وأزاله " {ثُمَّ إِذَا كَاشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ} [ق] ".
• كاشفها بحبِّه لها:
1 - أفضى به إليها وأظهره لها "لحظة مكاشفة صريحة- كاشفه بأسرار لم يُبح بها من قبل- كاشفه بالعداوة".
2 - جاهرها به. 

كشَّفَ يكشِّف، تكشيفًا، فهو مُكَشِّف، والمفعول مُكَشَّف
• كشَّف الأمرَ: بالغ في كشْفِه وتوضيحه.
• كشَّف الكتابَ: مثَّل نتائج تحليل الوثيقة بعناصر لغة توثيقيّة أو طبيعيّة لتسهيل الاسترجاع. 

استكشاف [مفرد]: ج استكشافات (لغير المصدر):
1 - مصدر استكشفَ/ استكشفَ عن ° رحلة استكشاف: ارتياد أرض أو بلاد مجهولة لدراستها بعناية- غارة استكشافيَّة: غارة يشنّها الجيشُ للاستطلاع.
2 - عمليّة تهدف إلى جمع معلومات عن العدوِّ.
• طائرات الاستكشاف: (سك) طائرات مزوّدة بآلات التصوير وغيرها، مُهمّتها تصوير مواقع العدوّ وضبط تحرُّكاته "بدأت طائرات الاستكشاف في التحليق- بعثة استكشافيّة إلى القمر". 

اكتشاف [مفرد]: ج اكتشافات (لغير المصدر):
1 - مصدر اكتشفَ.
2 - عمليّة الكشف عن شيء أو أمر مجهول "الاكتشافات الجغرافيّة". 

كاشِف [مفرد]: ج كاشفون وكَشَفَة، مؤ كاشِفة، ج مؤ كاشِفات وكواشفُ:
1 - اسم فاعل من كشَفَ/ كشَفَ على/ كشَفَ عن.
2 - مُسْتَطلِع "حُكّام التحقيق كاشِفو الحقائق".
 3 - جهاز يسمح بنقل البيانات كالإرسال والاستقبال بين الحاسوب والأطراف الإعلاميّة خلال أسلاك الاتِّصالات الهاتفيّة، يعتمد على التعديل أو التَّضمين والكشف أو الاستخلاص كهربائيًّا.
4 - (فز) جهاز يُسْتدلّ به على وجود جِسم، أو ظاهرة خَفيّة "كاشف مَوْجات/ ألغام".
5 - (كم) مادّة كيماويّة تستخدم للتعرُّف على الأجسام بواسطة التفاعلات التي تُحْدثها، ولإظهار حالة محلول ما عن طريق تغيُّر اللون.
• الكاشف: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الفارج للهمّ، المزيح للضَّرّ والغمّ.
• كاشف الكذب: جهاز للتسجيل الكهربائيّ والميكانيكيّ، يستخدم للكشف عن الكذب والخداع المحتمل أثناء الاستنطاق أو الاستجواب.
• كاشف فُوتُوغرافيّ: (فز) في التّصوير الضوئيّ: يُستعمل مُظهِّر صُور. 

كاشِفَة [مفرد]: ج كاشِفات وكواشفُ:
1 - مؤنَّث كاشِف.
2 - مصدر بمعنى كشْف كالعافية " {لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللهِ كَاشِفَةٌ} ". 

كَشّاف [مفرد]: ج كشَّافون وكشَّافات (لغير العاقل) وكشَّافة:
1 - صيغة مبالغة من كشَفَ/ كشَفَ على/ كشَفَ عن.
2 - اسم آلة من كشَفَ/ كشَفَ على/ كشَفَ عن: جهاز للاستطلاع يحتوي على مصدر للضوء وعاكس ليظهر خصائص الكثافة العالية لشعاع الضوء "كشَّاف ضوئيّ/ كهربائيّ- نور كشَّاف".
3 - عضو في منظَّمة كشفيَّة لتطوير الشباب وتدريبهم، وله مراتب "كشَّاف بحريّ: فتًى ملتحق بأيَّة فرقة كشفيّة تكمن نشاطاتها الرئيسيّة في التجديف والإبحار".
4 - مصباح قويّ في مقدّمة سيّارة يُلقي نوره إلى مسافة بعيدة المدى.
5 - دليل منهجيّ للموادّ والأفكار التي تشتمل عليها إحدى المجموعات.
6 - قائمة هجائيّة تُوضع عادةً في آخر الكتاب المطبوع، وبها أسماء أشخاص أو أماكن أو موضوعات أو غير ذلك ممّا ورد في نصِّه، وأمام كلّ رقم الصفحة التي ورد بها. 

كَشّافة [مفرد]: مُنظَّمة إنسانيّة رياضيّة تهذيبيَّة تسعى إلى تكوين الشَّخصيَّة المُشْرَبة بروح التَّعاون والنَّجدة والاعتماد على النَّفس، تعتمد على الرِّحلات والحياة في المُــخيَّمــات والمُعَسكرات "مــخيّم كشّافة". 

كَشْف [مفرد]: ج كُشوف (لغير المصدر)، جج كُشوفات (لغير المصدر):
1 - مصدر كشَفَ/ كشَفَ على/ كشَفَ عن.
2 - بيان توضيحيّ، أو جدول تفصيليّ "سلَّمه كَشْفًا بالمصاريف".
3 - عند أصحاب الجمارك: ورقة تُدرج فيها كميّة البضاعة وما يُطلب منها.
4 - فحص "كَشْف طبِّيّ".
5 - (عر) إسقاط آخر الوتد المفروق.
• الكَشْف: (سف) عند الصُّوفيّة هو الاطّلاع على ما وراء الحجاب من المعاني العليّة والأمور الخفيّة وجودًا وشهودًا.
• أهل الكشف: (سف) من توصّل من الصوفيين إلى مشاهدة حقيقة العالم الروحانيّ من غير نظر عقليّ بل بنور يقذفه اللهُ في قلوبهم ° الكشف الإلهيّ: انكشاف الحقائق الإلهية للصوفيّ. 

كَشْفِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى كَشْفيَّة: بمعنى كشَّافة: على غير قياس "وفد كشفيّ- مــخيَّم/ معسكر كشفيّ- تخمين/ افتراض كشفيّ".
• منهج كشفيّ: طريقة تربويّة تشجِّع الطالب على اكتشاف الأشياء بنفسه. 

كَشْفيَّة [مفرد]: (رض) كَشَّافة، مُنظَّمة إنسانيّة رياضيّة تهذيبيّة تسعى إلى تكوين الشَّخصيّة المُشرَبة بروح التّعاون والنَّجدة والاعتماد على النَّفس، تعتمد على الرِّحلات والحياة في المــخيّمــات والمُعسكرات. 

مُسْتَكْشِف [مفرد]:
1 - اسم فاعل من استكشفَ/ استكشفَ عن.
2 - مُرسَل من جهة رئيسيّة لجمع المعلومات وخاصّة للتحضير للأعمال العسكريّة.
3 - موظَّف لاكتشاف الأشخاص الموهوبين، وخاصّة في ميادين الرِّياضة والفنّ. 

مُكتشِف [مفرد]:
1 - اسم فاعل من اكتشفَ.
2 - أداة للتعرُّف ولكشف وتسجيل منبِّه ما، كالتغيُّر في الضغط أو الإشارة الكهربائية أو النشاط الإشعاعيّ.
• مُكتشِف المواهب: وكيل يبحث عن الأشخاص الموهوبين في المجالات المختلفة وخاصَّة الفنّ والرِّياضة. 

مُكْتَشَفات [جمع]: مف مُكْتَشَف: ما يُكتشَف من الأمور الطبيعيّة أو العلميَّة. 

مِكْشاف [مفرد]: (فز) جهاز يُستَدَلُ به على وجود شحنة كهربيّة على مُوَصِّل، أو بيان نوعها، ويُسمَّى أيضًا: [الكتروسكوب]. 

مكشوف [مفرد]:
1 - اسم مفعول من كشَفَ/ كشَفَ على/ كشَفَ عن: "حديث مكشوف: معروف" ° حساب مكشوف: حساب مَدين ويكون عندما يَسحب المُودِعُ من المصرف مبلغًا أكبر من المبلغ المتوفّر في حسابه- على المكشوف: جهرًا- يسحب على المكشوف: يفرط في السحب من البنك بأكثر من الرصيد المتوفّر.
2 - مُعرَّض للهجوم "موضع مكشوف".
3 - (عر) جزء دخله الكَشْف.
• بيع على المكشوف: بيع سندات أو أسهم تكون مُقترضة من شخص قبل الربح، ويدفع ثمنها بعد هبوط السِّعر. 

كُلَيْفِيّ

كُلَيْفِيّ
من (ك ل ف) نسبة إلى الكُلَيْف تصغير ترخيم المِكْلَاف بمعنى المحب للنساء، أو تصغير ترخيم الأكْلف بمعنى من أصابته حمرة كدرة تعلو الوجه، والمحب للأشياء المولع بها.

غرنق

(غرنق)
غازل بِعَيْنِه
غ ر ن ق

تقول: قلوب النساء مع الغرانيق، وهي من الشيوخ في ذرى نيق؛ هم الشبّان النعم. يقال: هو من غرانيق القوم وغرانقتهم، الواحد: غرنوق. وهو في عيشٍ غرانق.
غرنق: الغِرنَيْقُ والغُرْنُوقُ: طائر أبيض. والغُرنُوقُ: الرجل الشاب الأبيض الجميل، وهو الغُرانِق أيضا، قال:

ألا إن تطلابي لمثلك ذلةٌ ... وقد فات ريعان الشباب الغُرانِق 

والذي يكون في أصل العوسج اللين [يقال له] الغرانيق، الواحد: غُرْنُوق.
[غرنق] نه: فيه تلك "الغرانيق" العلى، هي الأصنام، وهي لغة الذكور من طيور الماء، جمع غرنوق وغرنيق، سمي به لبياضه، وقيل: هو الكركي، والغرنوق أيضًا الشاب الناعم الأبيض، وكانوا يزعمون أن الأصنام تقربهم إلى الله وتشفع لهم فشبهت بطيور تعلو في السماء. غ: أو هو جمع الغرانق وهي الحسن. شم: الغرانيق بضم غين وفتح راء. نه: ومنه ح علي: وكأني أنظر إلى "غرنوق" من قريش يتشحط في دمه، أي شاب ناعم. وح ابن عباس: لما أتى بجنازته الوادي أقبل طير "غرنوق" أبيض كأنه قبطية حتى دخل في نعشه؛ قال الراوي: فرمقته فلم أره خرج حتى دفن.
غرنق: غُرْنُوق: هكذا ينطقها أهل الغرب، وهذه الكلمة تعني كُرْكيّ. ففي المعجم اللاتيني- العربي: ( grues الكراكي وهي الغرانق) (فوك، ألكالا، بوشر بربرية). وفي المستعيني: مرارة الكركي، تعرف الكراكي بالعجمية غرويش وهو الغرنوق. وفي معجم المنصوري: كركي هو الطائر الكبير المسمّى بالمغرب غرنوقا- (تقويم ص33، 59) وانظر: هوست (ص298).
ويقول عبد الواحد (ص222) أن كلمة غرنوق هي عند المغاربة ما يسمى بالغرنيق في فصيح اللغة غير أن السيد دي غويه يقول أن هذا خطأ. لأن كلمة غرنوق قد وردت في حديث ابن عباس ذكر في الفائق (2: 222) ويقول شارحه الغرنوق والغُرَنيق (كذا) طائر ابيض من طير الماء. الغرنوق- إوز عراقي، ثم وفقا (للقاموس التركي) (فليشر في زيشر ص84).
الغرنوق- رئة الغنم وباقي المجترات (ألكالا).
غرنق
غُرانِق [جمع]:
1 - (حن) غُرنُوق؛ طائر مائيّ أبيض طويل السَّاق، جميل المنظر له قُنْزُعة ذهبيّة اللون، وهو نوعٌ من الكراكي ° امرأةٌ غُرانِق وغُرانِقة: ممتلئة جميلة ناعمة- شابٌّ غُرانق/ فتاةٌ غُرانق: حسن جميل.
2 - (نت) غُرنُوق؛ نبات شجيريّ مُعَمَّر من الفصيلة الجارونيّة ينبت في المناطق المعتدلة، أوراقه مُزغَّبة طويلة العنق مستديرة النَّصل تقريبًا، نورته شبه خيمــة، والثمرة جافّة مُنشقَّة ذات منقار طويل. 

غُرْنُوق [جمع]: جج غَرانيقُ:
1 - (حن) غُرانِق؛ طائر مائيّ
 أبيض طويل السَّاق جميل المنظر له قُنْزُعة ذهبيَّة اللون، وهو نوعٌ من الكراكي ° شابٌّ غُرنوق/ فتاةٌ غُرنوق: حسن جميل.
2 - (نت) غُرانِق؛ نبات شجيريّ مُعَمَّر من الفصيلة الجارونيّة ينبت في المناطق المعتدلة، أوراقه مُزغَّبة طويلة العنق مستديرة النصل تقريبًا، نَوْرَته شبه خيمــة، والثمرة جافَّة مُنشقَّة ذات منقار طويل. 

غُرنوقيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى غُرْنُوق.
2 - (نت) نبات مُزْهِر. 

غُرْنَيق [مفرد]: غُرانِق حسن، أبيض جميل "شابٌّ غُرْنَيقٌ". 

غرنق



غَرْنَقَةٌ An amorous playing with the eyes. (Ibn-'Abbád, O, K.) غِرْنَاقٌ: see غُرْنَيْقٌ, last sentence.

غُرْنُوقٌ is held by the author of the K to be wrongly mentioned by J in art. غرق, on the ground of the saying that the ن is radical; and IJ says that Sb has mentioned غُرْنَيْقٌ among quadriliteral-radical words: but there is a difference of opinion on this point; for AHei asserts that the ن in غُرْنُوقٌ and in all its dial. vars. is augmentative. (TA.) b2: See غُرْنَيْقٌ, in two places. b3: Also sing. of غَرَانِقُ, which signifies (assumed tropical:) Certain trees: (Aboo-Ziyád, O, K:) or, as also ↓ غُرَانِقٌ, sing. of غَرَانِيقُ, which signifies the tender sprouts at the root, or lower part, of the عَوْسَج [or box-thorn]: (AA, O, K:) likened to a tender youth, because of their freshness and beauty: (TA:) or غُرْنُوقٌ signifies a tender and concealed plant; (K, TA;) or, accord. to one copy [of the K], a tender, spreading plant: mentioned by AHn. (TA.) b4: And (assumed tropical:) A lock of hair much twisted: (Lth, O, K:) or, accord. to IAar, a forelock: so in the phrase جَذَبَ غُرْنُوقَهُ [He pulled his forelock]: and نُغْرُوقٌ signifies the “ hair of the back of the neck. ” (O, TA.) غِرْنَوْقٌ: see the next paragraph, in two places.

غُرْنَيْقٌ (S, K) and ↓ غُرْنُوقٌ and ↓ غِرْنَوْقٌ (O, K) A certain aquatic bird, (S, O, K, TA,) long in the neck (S, O, TA) and in the legs, (TA,) white, (O, K, TA,) or black: (K, TA:) [app. the white stork, ardea ciconia; or, accord. to some, the black stork, ardea nigra:] or, accord. to IAmb, the males [or male] thereof: (TA:) or the first, (O, K,) as also the second, (K,) signifies the كُرْكِىّ [or Numidean crane, ardea virgo]: (As, O, K, TA:) or a certain bird resembling this: (ISk, O, K, TA:) pl. غَرَانِيقُ. (O, TA.) It is related of the Prophet that [when he was reciting the words of the Kur (liii. 19 and 20), “Have ye considered El-Lát, and El-'Ozzà, and Menáh, the other third? ”] the Devil put into his mouth the saying تِلْكَ الغَرَانِيقُ العُلَى [Those are the most high غرانيق, as though meaning cranes, for the Numidian crane is remarkable in the East for its superlatively-high flight]; referring, as IAar says, to the idols, which were asserted to be intercessors with God, wherefore they are likened to the birds that rise high into the sky: (O, TA: *) or غرانيق may in this case be a pl. of one of the sings. expl. in what here follows [but applied to females]. (O.) b2: غُرْنَيْقٌ (O, K, TA, and so in copies of the S) and ↓ غِرْنَيْقٌ (IJ, TA, and so in some copies of the S in the place of the former) and ↓ غُرْنُوقٌ and ↓ غِرْنَوْقٌ (S, O, K, TA) and ↓ غِرْنِيقٌ (K) and ↓ غِرْنَاقٌ and ↓ غَرَوْنَقٌ (O, K) and ↓ غُرَانِقٌ (S, K) signify (assumed tropical:) A tender youth; (S;) or a white, or fair, and comely, or beautiful, youth; (O, K;) or a youth white, or fair, tender, having beautiful hair, and comely: (TA:) pl. غَرَانِيقُ and غَرَانِقَةٌ (S, O, K) and غَرَانِقُ, (S, K,) which last may be pl. of غُرَانِقٌ, agreeably with analogy, (IAmb, TA,) or it may be a contraction of غَرَانِيقُ, as such used by a poet. (TA.) غِرْنَيْقٌ and غِرْنِيْقٌ: see the next preceding sentence.

غُرَانِقٌ, applied to a youth, (K, TA,) and to youthfulness, (TA, and so in the CK instead of a youth,) Perfect, or without defect. (K, TA.) And, applied to a woman, as also غُرَانِقَةٌ, Youthful and plump. (K.) b2: See also غُرْنَيْقٌ, last sentence. b3: لِمَّةٌ غُرَانِقَةٌ and ↓ غُرَانِقِيَّةٌ [Hair descending below the lobe of the ear, or descending upon the shoulders,] sleek, such as the wind puts in motion. (Sh, O, K.) b4: See also غُرْنُوقٌ.

غَرَوْنَقٌ: see غُرْنَيْقٌ, last sentence.

لِمَّةٌ غُرَانِقِيَّةٌ: see غُرَانِقٌ.
(غ ر ن ق)

والغرنوق: الناعم الْمُنْتَشِر من النَّبَات.

والغرنوق، والغرنوق، والغرنيق، والغرناق، والغرانق، والغرونق، كُله: الْأَبْيَض الشَّاب الْجَمِيل، قَالَ:

إِذْ أَنْت غرناق الشَّبَاب ميال ... ذُو دأيتين ينفحان السربال

اسْتعَار الدأيتين للرجل، وَإِنَّمَا هما للناقة والجمل.

وشباب غرانق: تَامّ، قَالَ:

أَلا إِن تطلاب الصِّبَا مِنْك ضلة ... وَقد فَاتَ ريعان الشَّبَاب الغرانق

وَامْرَأَة غرانقة، وغرانق: شَابة ممتلئة. انشد ابْن الْأَعرَابِي:

قلت لسعد وَهُوَ بالأزارق

عَلَيْك بالمحض وبالمشارق

وَاللَّهْو عِنْد بادن غرانق

والغرنوق، والغرانق: الَّذِي فِي اصل العوسج وَهُوَ لين النَّبَات، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة.

والغرنوق، والغرنيق: طَائِر ابيض، وَقيل: هُوَ طَائِر اسود من طير المَاء.

قَالَ ابْن جني: وَذكر سِيبَوَيْهٍ: الغرنيق، فِي بَنَات الْأَرْبَعَة، وَذهب إِلَى أَن النُّون فِيهِ اصل لَا زَائِدَة، فَسَأَلت أَبَا عَليّ عَن ذَلِك فقلتله: من أَيْن لَهُ ذَلِك وَلَا نَظِير من اصول بَنَات الْأَرْبَعَة يقابلها؟ وَمَا انكرت أَن تكون زَائِدَة لما لم نجد لَهَا أصلا يقابلها، كَمَا قُلْنَا فِي: خنثعبة، وكنهبل، وعنصل، وعنظب، وَنَحْو ذَلِك. فَلم يزدْ فِي الْجَواب على أَن قَالَ: إِنَّه قد ألحق بِهِ " العليق " والإلحاق لَا يُوجد إِلَّا بالأصول، وَهَذِه دَعْوَى عَارِية من الدَّلِيل، وَذَلِكَ أَن العليق وَزنه: " فعيل "، وعينه مضعفة، وتضعيف الْعين لَا يُوجد للإلحاق، أَلا ترى إِلَى " قلف " و" إمعة " و" سكين " و" كلاب "، لَيْسَ شَيْء من ذَلِك بملحق، لِأَن الْإِلْحَاق لَا يكون من لفظ الْعين، وَالْعلَّة فِي ذَلِك: أَن اصل تَضْعِيف الْعين إِنَّمَا هُوَ للْفِعْل، نَحْو: " قطع "، و" كسر "، فَهُوَ فِي الْفِعْل مُفِيد للمعنى، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي كثير من الْأَسْمَاء نَحْو: " سكير "، و" خمير "، و" شراب "، و" قطاع " أَي يكثر ذَلِك مِنْهُ وَفِيه، فَلَمَّا كَانَ اصل تَضْعِيف الْعين إِنَّمَا هُوَ للْفِعْل على التكثير لم يُمكن أَن يَجْعَل للإلحاق، وَذَلِكَ أَن الْعِنَايَة بمفيد الْمَعْنى عِنْد الْعَرَب أقوى من الْعِنَايَة بالملحق، لِأَن صناعَة الْإِلْحَاق لفظية لَا معنوية، فَهَذَا يمْنَع من أَن يكون " العليق " مُلْحقًا بغرنيق، وَإِذا بَطل ذَلِك احْتَاجَ كَون النُّون أصلا إِلَى دَلِيل، وَإِلَّا كَانَت زَائِدَة.

قَالَ: وَالْقَوْل فِيهِ عِنْدِي: أَن هَذِه النُّون قد ثبتَتْ فِي هَذِه اللَّفْظَة أَنى تصرفت ثبات بَقِيَّة اصول الْكَلِمَة وَذَلِكَ أَنهم يَقُولُونَ: غرنيق، وغرنيق، وغرنوق، وغرانق، وغرونق.

وَثبتت أَيْضا فِي التكسير، فَقَالُوا: غرانيق، وغرانقة. فَلَمَّا ثبتَتْ النُّون فِي هَذِه الْمَوَاضِع كلهَا ثبات بَقِيَّة أصُول الْكَلِمَة حكم بِكَوْنِهَا أصلا. وَقَول جُنَادَة ابْن عَامر:

بِذِي ربد تخال الْأَثر فِيهِ ... مدب غرانق خاضت نقاعا

غرنق: الغُرْنُوق: الناعِم المُنتشِر من النَّبات. أَبو حنيفة:

الغُرْنُوق نَبْت ينبُت في أُصول العَوْسَجِ وهو الغُرَانِق أَيضاً؛ قال ابن

ميّادة:

ولا زال يُسْقَى سِدْرُه وغُرانِقُه

والغُرْنُوقُ والغِرْنَوقُ والغِرْنَيْقُ والغِرْنِيقُ والغِرْناق

والغُمرَانِق والغَرَوْنَق، كله: الأَبيض الشاب الناعم الجميل؛ قال:

إِذْ أَنْت غِرْناقُ الشَّباب مَيّالْ،

ذُو دَأْيَتَيْنِ يَنْفَحان السِّرْبالْ

استعار الدَّأْيَتَينِ للرجل، وإِنما هما للناقة والجَمل. وفي حديث

عليّ، عليه السلام: فكأَني أَنظر إِلى غُرْنُوقٍ من قريش يَتَشَحَّط في دَمِه

أَي شابّ ناعم. وشباب غُرانِق: تامّ، وشاب غُرَانِق؛ قال:

أَلا إِنَّ تَطْلابَ الصِّبَى منك ضِلَّةٌ،

وقد فاتَ رَيْعانُ الشَّبابِ الغُرانِق

وأَورده الأزهري:

أَلا إنَّ تَطْلابي لِمِثْلِك زَلَّةٌ

وامرأَة غُرانِقة وغُرانِق: شابَّة ممتلئة؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

قلتُ لسَعْدٍ، وهو بالأزارِقِ:

عليكَ بالمَحْضِ وبالمَشَارِقِ،

واللَّهْوِ عِنْدَ بادِن غُرَانِقِ

والغَرَانِقة: الرجال الشبَاب، ويقال للشابّ نفسه الغُرانِقٌ

والغُرْنُوق. والغُرانِقُ: الذي في أصل العَوْسَج وهو لَيِّن النَّبات؛ حكاه أَبو

حنيفة وكذلك الغَرانِيق.

والغُرْنُوق والغُرْنَيْق، بضم الغين وفتح النون: طائر أَبيض، وقيل: هو

طائر أَسود من طير الماء طويل العُنُق؛ قال أَبو ذَؤَيب الهذلي يصف

غوّاصاً:

أجاز إلينا لُجَّةً بعد لُجّةٍ،

أزَلَّ كغُرْنَيْق الضُّحُول عَمُوجُ

أَزَلَّ: أَرْسَح، والضُّحُول: جمع ضَحْل وهو الماء القليل، وعَمُوج:

يَتَعَمَّج ويلتوي؛ وإذا وصف بها الرجل فواحدهم غِرْنَيق وغِرْنَوْق، بكسر

الغين وفتح النون فيهما. وغُرْنوق، بالضم، وغُرانِق: وهو الشابُّ الناعم،

والجمع الغَرانِق، بالفتح، والغَرانِيق والغَرانِقةُ. أَبو عمرو:

الغُرْنُوق طير أَبيض من طير الماء؛ ذكره في حديث ابن عباس: إن جنازته لما

أُتِيَ به الوادي أَقبل طائر أَبيض غُرْنوق كأنه قُبْطِيّة حتى دخل في نعشه،

قال: فرَمَقْتُه فلم أَرَهُ خرج حتى دفن. الأصمعي: الغُرْنَيْق

الكُرْكيّ، وقال غيره: هو طائر طويل القوائم. ابن السكيت: الغَرانِيقُ طير مثل

الكَراكي، واحدها غُرْنوق؛ وأَنشد:

أَو طَعْم غاديةٍ في جَوْف ذي حَدَبٍ،

من ساكِبِ المُزْن يجْري في الغَرانِىقِ

أَراد بذي حَدَب سيلاً له عِرْق، وقوله من ساكب المُزْن أي مما كان

ساكباً من المزن، وقوله يجري في الغرانيق أي يجري مع الغرانيق فأَقام في مقام

مع. وقال غيره: واحد الغَرانِيقُ غُرْنَيْق وغِرْناق. وفي الحديث: تلك

الغَرانِيقُ العُلا؛ هي الأَصنام، وهي في الأصل الذكور من طير الماء. ابن

الأنباري: الغعرانيق الذكور من الطير، واحدها غِرْنَوْق وغِرْنَيْق، سمي

به لبياضه، وقيل: هو الكُرْكيّ، وكانوا يزعمون أن الأصنام تقرّبهم من

الله عز وجل وتشفع لهم إليه، فشبهت بالطيور التي تعلو وترتفع في السماء؛

قال: ويجوز أن تكون الغَرانيقُ في الحديث جمع الغُرانق وهو الحسن، يقال:

غُرانِق وغَرانِق وغَرانِيق، قال وقد جاءت حروف لا يفرق بين واحدها وجمعها

إلا بالفتح والضم: فمنها عُذَافر وعَذافر، وعُراعر اسم الملِك وعَراعر،

وقُناقِن للمهندس، جمعه قَناقن، وعُجاهن للعَرُوس وجمعه عَجاهن، وقُبَاقب

للعام الثالث

(* قوله «للعام الثالث» أي ثالث العام الذي انت فيه). وجمعه

قَبَاقب. وقال شمر: لِمَّة غُرانقةٌ وغُرانِقيّة وهي الناعمة تُفَيِّئُها

الريحُ، وقال: الغُرانق الشابّ الحسن الشعر الجميلُ الناعمُ، وهو

الغُرْنوق والغِرْناق والغِرْنَوْق، وجمعه غَرانِق وغَرانقة؛ وأَنشد:

قِلى الفَتَاةِ مَفارِقَ الغِرْناقِ

قال ابن جني: وذكر سيبويه الغُرْنَيْق في بنات الأَربعة وذهب إلى أن

النون فيه أًصل لا زائدة، فسأَلت أَبا علي عن ذلك فقلت له: من أَين له ذلك

ولا نظير له من أُصول بنات الأربعة يقابلها، وما أَنكَرْتُ أَن تكون زائدة

لمَّا لم نجد لها أَصلاً يقابلها كما قلنا في خُنْثُعْبة وكَنَهْبَل

وعُنْصُل وعُنْظُب ونحو ذلك، فلم يزد في الجواب على أن قال: إنه قد أُلحق به

العُلَّيْق، والإلحاقُ لا يوجد إلا بالأُصول، وهذه دعوى عارية من

الدليل، وذلك أن العُلَّيْق وزنه فُعَّيْل وعينه مضعفة وتضعيف العين لا يوجد

للإلحاق، ألا ترى إلى قِلَّفٍ وإمَّعَة وسكِّين وكُلاَّب؟ ليس شيء من ذلك

بملحق لأن الإلحاق لا يكون من لفظ العين، والعلة في ذلك أن أَصل تضعيف

العين إنما هو للفعل نحو قَطَّع وكَسَّر، فهو في الفعل مفيد للمعنى، وكذلك

هو في كثير من الأسماء نحو سِكِّير وخِمِّير وشَرَّاب وقَطَّاع أي يكثر

ذلك منه وفيه، فلما كان أَصل تضعيف العين إنما هو للفعل على التكثير لم

يمكن أن يجعل للإلحاق، وذلك أن العناية بمفيد المعنى عند العرب أَقوى من

العناية بالملحق، لأن صناعة الإلحاق لفظية لا معنوية، فهذا يمنع من أن يكون

العُلَّيق ملحقاً بغُرْنَيْق، وإذا بطل ذلك احتاج كون النون أصلاً إلى

دليل، وإلا كانت زائدة، قال: والقول فيه عندي إن هذه النون قد ثبتت في هذه

اللفظة أنَّى تصرفت ثَباتَ بقية أُصول الكلمة، وذلك أَنهم يقولون

غُرْنَيْق وغِرْنَيْق وغُرْنوق وغُرَانق وغَرَونْق، وثبتت أيضاً في التكسير

فقالوا غَرانِيق وغَرانقة، فلما ثبتت النون في هذه المواضع كلها ثَباتَ بقية

أصول الكلمة حكم بكونها أَصلاً؛ وقول جنادة بن عامر:

بِذِي رُبَدٍ، تَخالُ الإثْرَ فيه

مَدَبَّ غَرانِقٍ خاضَتْ نِقاعا

أراد غَرانيق فحذف. ابن شميل: الغُرْنوق الخُصْلة المُفَتَّلة من الشعر.

ابن الأَعرابي: جذب غُرْنوقه وهي ناصيته، وجذب نُغْرُوقه وهي شعر قفاه.

غرنق
الغُرْنوق لَا يُذْكَر فِي غ ر ق ووَهِم الجوهريّ، وَهَذَا بِناءً على القَوْل بأصالَةِ النّون. وَقد صرّح الشيخُ أَبُو حيّان بأنّها زائدةٌ فِي جَمِيع لُغاتِها، والمسألةُ خِلافيّةٌ، فَلَا يَصِح الجَزْمُ فِيهَا بالتّغْليطِ، أَشَارَ لَهُ شيخُنا. قلتُ: وَقَالَ ابنُ جِنّي وذكَرَ سيبَوْيه: الغُرْنَيْق فِي بَناتِ الأربعَة، وذهَب الى أنّ النّونَ فِيهِ أصْلٌ لَا زائدَة، فسألتُ أَبَا عليٍّ عَن ذَلِك، فقلتُ لَهُ: منْ أينَ لَهُ ذلِك، وَلَا نَظيرَ لَهُ من أصُول بناتِ الأربعَة يُقابِلُها فَلم يزِدْ فِي الجَوابِ على أنْ قَالَ: قد أُلْحِقَ بِهِ العُلَّيْق، والإلحاقُ لَا يوجَدُ إلاّ بالأصول، وَهَذِه دَعْوَى عارِيةٌ من الدّليلِ وَذَلِكَ أنّ العُلّيْق وزنُ فُعَّيْل، وعينُه مُضعَّفَة، وتضْعيفُ العَيْن لَا يوجَدُ للإلْحاق، أَلا تَرَى الى قِلَّفٍ، وإمّعة، وسِكّين، وكُلاّب، ليسَ شيءٌ من ذَلِك بمُلْحَقٍ لأنّ الإلْحاقَ لَا يكونُ من لَفْظِ العَيْن، والعِلّةُ فِي ذلكَ أنّ أصْلَ تضْعيفِ العيْنِ إنّما هُوَ للفِعْل، نَحْو: قطّع وكسّر، فَهُوَ فِي الفِعْلِ مُفيدٌ للمَعْنى، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي كَثيرٍ من الأسماءِ، نَحْو: سِكّير، وخِمّير، وشَرّاب، وقَطّاع، أَي: يكْثُر ذَلِك مِنْهُ. وَفِيه: فلمّا كَانَ أصلُ تضْعيفِ العيْنِ إِنَّمَا هُوَ للفِعل على التّكْثيرِ لم يُمْكِن أَن يُجعَلَ للإلْحاقِ وذلِك أنّ العِناية بمُفيدِ المَعْنى عندَ العرَب أقوى من العِناية بالمُلْحق لأنّ صِناعَة الإلْحاقِ لفظيّةٌ لَا معْنَويّةٌ، فَهَذَا يمنَع أَن يكون العُلَّيْق مُلْحقاً بغُرْنَيْقٍ، وَإِذا بطَل ذلِك احْتاجَ كونُ النّونِ أصْلاً الى دَليلٍ، وإلاّ كَانَت زَائِدَة. قَالَ: والقَوْلُ فِيهِ عِنْدي أنّ هَذِه النّونَ قد ثبتَتْ فِي هَذِه اللّفْظَة أنّى تصرّفَت ثَباتَ بقيّةِ أصولِ الكَلِمَة، وثَبتَتْ أَيْضا فِي التّكْسير، وَلذَا حُكِم بكَوْنِها أصْلاً، فتأمّلْ ذَلِك كزُنْبور وفِرْدَوْس: طائِرٌ مائيٌّ، طويلُ القَوائِم والعُنُق، أسودُ. وقيلَ: أبْيَضُ عَن أبي عَمْرٍ و. وخَصّهُ ابنُ الأنْباري بالذّكور مِنْهَا كالغُرْنَيْقِ، بالضمّ مَعَ فَتْح النُّون. وأنشدَ الجوْهَريّ لأبي ذُؤيْب الهُذَليّ يصِفُ غَوّاصاً:
(أجازَ إِلَيْهَا لُجّةً بعدَ لُجّة ... أزَلُّ كغُرْنَيْقِ الضُّحولِ عَموجُ)
أَو الغُرْنوق والغُرْنَيْق: الكُرْكِيّ قالَه الأصمعيُّ: أَو طائِرٌ يُشبِهه قالَه ابنُ السِّكيتِ. والجمعُ الغَرانيق، وَأنْشد:
(أَو طَعْم غادِيَةٍ فِي جوْفِ ذِي حدَبٍ ... من ساكِبِ المُزْنِ يجْري فِي الغَرانيقِ) أرادَ بِذِي حَدَب سيلاً لَهُ عِرْق، وَفِي الغَرانيق، أَي: مَعَ الغَرانيق. وَفِي الحَدِيث: تلكَ الغرانيقُ العُلا هِيَ الأصْنامُ، وَهِي فِي الأَصْل: الذُّكورُ من طيرِ الماءِ. وَقَالَ ابنُ الأنباريّ: الغَرانيقُ:)
الذّكور من الطّير، واحدُها غِرْنوقٌ وغِرْنَيْقٌ. قَالَ أَبُو خَيْرَة: سُمّي بِهِ لبَياضِه. وقيلَ: هُوَ الكُرْكَيُّ، شُبِّهت الأصْنامُ بالطّيورِ الَّتِي تعْلو وتَرْتَفِعُ فِي السّماءِ على حسَبِ زَعْمِهم. والغُرْنَيْق، بالضّم وفتحِ النُّون وكَزُنْبور، وقِنْديلٍ، وسَمَوْأل، وفِرْدَوْس، وقِرْطاس، وعُلابِط فَهِيَ سبْعُ لغاتٍ.
اقْتصر الجوهريُّ مِنْهَا على الثَّانِيَة والخامِسَة، وذَكرَ صاحبُ اللِّسان الثالثةَ والرابعةَ والسادسةَ والسابعةَ، ذكَرَهُنّ ابنُ جِنّي، وفاتَه الغِرْنَيْق بكسرِ الغَيْنِ وَفتح النّون. أوردهُ الجوهَريّ وابنُ جِنّي: الشّابُّ الأبْيَضُ الناعِمُ الحسَنُ الشّعْرِ الجَميلُ. أنْشَدَ شَمِر: فَلْيَ الفَتاةِ مَفارِقَ الغِرْناقِ وَقَالَ آخر: إذْ أنتَ غِرناقُ الشّبابِ مَيّالْ ذُو دأْيَتَيْنِ ينْفَحانِ السِّرْبالْ وَفِي حَدِيث عليٍّ رضِيَ الله عَنهُ: فكأنّي أنظُر الى غُرْنوقٍ من قُرَيْشٍ يتشحّطُ فِي دَمِه أَي: شابٍّ ناعِمٍ. وَقَالَ أعرابيٌّ: وكُلُّ غُرْنوقٍ إِذا صالَ حَكَمْ ج: الغَرانيقُ أنْشد أعرابيٌّ: لَهْفي على البِيضِ الغَرانيقِ اللِّمَمْ فَوارِس الخيْلِ وأرْبابِ النّعَمْ والغَرانِقَةُ. قَالَ الْأَعْشَى:
(ولمْ تَعْدَمي منَ اليَمامَةِ مُنْكِحا ... وفِتيانِ هِزّانَ الطِّوالِ الغَرانِقَهْ) والغَرانِقُ قالَ ابنُ الأنْباريّ: يجوزُ أَن يكونَ جمعَ الغُرانِقِ بالضمِّ، وَقد جاءَت حُروفٌ لَا يُفْرَقُ بَين واحِدِها وجمْعِها إِلَّا بالفَتْح والضَمّ. فَمِنْهَا: عُذافِرٌ وعَذافِرُ، وعُراعِرٌ وعَراعِرُ، وقُناقِنٌ وقَناقِنُ، وعُجاهِنٌ وعَجاهِنُ، وقُباقِب وقَباقِب، وَقَالَ جُنادَة بنُ عامِر:
(بذِي رُبَدٍ تَخالُ الأُثْرَ فيهِ ... مَدَبَّ غَرانِقٍ خاضَتْ نِقاعا)
وقيلَ: أرادَ غرانيق، فحذَف. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: الغُرْنوقُ كزُنْبورٍ: الخُصْلَةُ من الشَّعَرِ المُفَتَّلة ومثلُه قولُ اللّيثِ. وَقَالَ ابنُ الأعْرابيّ: جذَبَ غُرنوقَه، وَهِي ناصِيَتُه. وجذب نُغْروقه وَهِي شَعر قَفاه. وَقَالَ أَبُو زِياد: الغُرْنوق: شجَر، ج: الغَرانِقُ. كَذَا قَالَ. أَو الغُرنُوقُ والغُرانِقُ بضمّهِما:)
الَّذِي يكونُ فِي أصْلِ العوْسَجِ اللّيِّن النّباتِ ج: الغَرانيق قَالَه أَبُو عَمْرو، شُبِّهَ لطَراوتِه ونَضارتِه بالشّابِّ النّاعِم. ونصُّ أبي حَنيفَةَ: وَهُوَ لَيِّن النّباتِ. قَالَ ابنُ مَيّادَةَ:
(سَقَى شُعَبَ المَمْدورِ يَا أُمَّ جَحْدَرٍ ... وَلَا زالَ يُسْقَى سِدْرُه وغُرانِقُه)
وَقَالَ شَمِر: لِمّةٌ غُرانِقَة وغُرانِقيّة بضمِّهما، أَي: ناعِمَة تُفَيِّئُها الريحُ. وَقَالَ ابنُ عبّاد: الغَرْنَقَة: غَزَلٌ بالعَيْنيْن. وَقَالَ غيرُه: الغُرْنَق كجُنْدَب مَوضِع بالحِجاز. وقيلَ: ماءٌ بأْلَى، وَقيل: وادٍ لبَني سُلَيْم بَين السّوارِقيّة ومعْدِنِ بَني سُلَيْمٍ المَعْروف بالنَّقْرة. أَو الغُرْنوق: النّاعِم المُستَتِر، وَفِي نسخةٍ المُنْتَشِر من النّباتِ حَكَاهُ أَبُو حَنيفة. وشابٌّ غُرانِقٌ كعُلابِط: تامّ وَكَذَا شبابٌ غُرانِق. قَالَ الشَّاعِر: (أَلا إنّ تَطْلابَ الصِّبا مِنْك ضِلّةٌ ... وَقد فاتَ ريْعانُ الشّبابِ الغُرانِقُ)
وامْرأةٌ غُرانِقٌ، وغُرانِقَةٌ: شابّةٌ ممْتَلِئَة. أنشَد ابنُ الأعرابيّ: قلتُ لسَعْدٍ وهْوَ بالأزارِقِ عليْكَ بالمَحْضِ وبالمَشارِقِ واللهْوِ عِنْد بادِنٍ غُرانِقِ

الحِيرَةُ

الحِيرَةُ:
بالكسر ثم السكون، وراء: مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة على موضع يقال له النّجف زعموا أن بحر فارس كان يتّصل به، وبالحيرة الخورنق بقرب منها مما يلي الشرق على نحو ميل، والسدير في وسط البرّيّة التي بينها وبين الشام، كانت مسكن ملوك العرب في الجاهلية من زمن نصر ثم من لخم النعمان وآبائه، والنسبة إليها حاريّ على غير قياس كما نسبوا إلى النمر نمريّ، قال عمرو بن معدي كرب:
كأن الإثمد الحاريّ منها ... يسفّ بحيث تبتدر الدموع
وحيريّ أيضا على القياس، كلّ قد جاء عنهم، ويقال لها الحيرة الرّوحاء، قال عاصم بن عمرو:
صبحنا الحيرة الروحاء خيلا ... ورجلا، فوق أثباج الركاب
حضرنا في نواحيها قصورا ... مشرّفة كأضراس الكلاب
وأما وصفهم إياها بالبياض فإنما أرادوا حسن العمارة،
وقيل: سمّيت الحيرة لأن تبّعا الأكبر لما قصد خراسان خلّف ضعفة جنده بذلك الموضع وقال لهم حيّروا به أي أقيموا به، وقال الزّجاجي: كان أول من نزل بها مالك بن زهير بن عمرو بن فهم بن تيم الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، فلما نزلها جعلها حيرا وأقطعه قومه فسمّيت الحيرة بذلك، وفي بعض أخبار أهل السير: سار أردشير إلى الاردوان ملك النبط وقد اختلفوا عليه وشاغبه ملك من ملوك النبط يقال له بابا فاستعان كلّ واحد منهما بمن يليه من العرب ليقاتل بهم الآخر، فبنى الاردوان حيرا فأنزله من أعانه من العرب فسمّي ذلك الحير الحيرة كما تسمّى القيعة من القاع، وأنزل بابا من أعانه من الأعراب الأنبار وخندق عليهم خندقا، وكان بخت نصر حيث نادى العرب قد جمع من كان في بلاده من العرب بها فسمّتها النبط أنبار العرب كما تسمى أنبار الطعام إذا جمع إليه الطعام، وفي كتاب أحمد بن محمد الهمذاني: إنما سميت الحيرة لأن تبّعا لما أقبل بجيوشه فبلغ موضع الحيرة ضلّ دليله وتحيّر فسميت الحيرة.
وقال أبو المنذر هشام بن محمد: كان بدو نزول العرب أرض العراق وثبوتهم بها واتخاذهم الحيرة والأنبار منزلا أنّ الله عزّ وجل أوحى إلى يوحنا بن اختيار بن زربابل ابن شلثيل من ولد يهوذا بن يعقوب أن ائت بخت نصّر فمره أن يغزو العرب الذين لا أغلاق لبيوتهم ولا أبواب وأن يطأ بلادهم بالجنود فيقتل مقاتليهم ويستبيح أموالهم وأعلمهم كفرهم بي واتخاذهم آلهة دوني وتكذيبهم أنبيائي ورسلي، فأقبل يوحنا من نجران حتى قدم على بخت نصر وهو ببابل فأخبره بما أوحي إليه وذلك في زمن معدّ بن عدنان، قال:
فوثب بخت نصر على من كان في بلاده من تجار العرب فجمع من ظفر به منهم وبنى لهم حيرا على النجف وحصّنه ثم جعلهم فيه ووكل بهم حرسا وحفظة ثم نادى في الناس بالغزو فتأهبوا لذلك وانتشر الخبر فيمن يليهم من العرب فخرجت إليه طوائف منهم مسالمين مستأمنين، فاستشار بخت نصر فيهم يوحنا فقال: خروجهم إليك من بلدهم قبل نهوضهم إليك رجوع منهم عما كانوا عليه فاقبل منهم وأحسن إليهم، فأنزلهم السواد على شاطئ الفرات وابتنوا موضع عسكرهم فسموه الأنبار، وخلّى عن أهل الحير فابتنوا في موضعه وسموها الحيرة لأنه كان حيرا مبنيّا، وما زالوا كذلك مدة حياة بخت نصر، فلما مات انضموا إلى أهل الأنبار وبقي الحير خرابا زمانا طويلا لا تطلع عليه طالعة من بلاد العرب وأهل الأنبار ومن انضمّ إليهم من أهل الحيرة من قبائل العرب بمكانهم، وكان بنو معدّ نزولا بتهامة وما والاها من البلاد ففرقتهم حروب وقعت بينهم فخرجوا يطلبون المتّسع والريف فيما يليهم من بلاد اليمن ومشارف أرض الشام، وأقبلت منهم قبائل حتى نزلوا البحرين، وبها قبائل من الأزد كانوا نزلوها من زمان عمرو بن عامر بن ماء السماء بن الحارث الغطريف بن ثعلبة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد، ومازن هو جمّاع غسان، وغسان ماء شرب منه بنو مازن فسموا غسان ولم تشرب منه خزاعة ولا أسلم ولا بارق ولا أزد عمان فلا يقال لواحد من هذه القبائل غسان وإن كانوا من أولاد مازن، فتخلّفوا بها، فكان الذين أقبلوا من تهامة من العرب مالك وعمرو ابنا فهم بن تيم الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة ومالك بن الزمير ابن عمرو بن فهم بن تيم الله بن أسد بن وبرة في جماعة
من قومهم والحيقان بن الحيوة بن عمير بن قنص بن معدّ بن عدنان في قنص كلها، ثم لحق به غطفان بن عمرو بن طمثان بن عوذ مناة بن يقدم بن أفصى ابن دعمي بن إياد فاجتمعوا بالبحرين وتحالفوا على التّنوخ، وهو المقام، وتعاقدوا على التناصر والتوازر فصاروا يدا على الناس وضمهم اسم التّنوخ، وكانوا بذلك الاسم كأنهم عمارة من العمائر وقبيلة من القبائل، قال: ودعا مالك بن زهير بن عمرو بن فهم جذيمة الأبرش بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدنان ابن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب ابن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد إلى التنوخ معه وزوّجه أخته لميس بنت زهير، فتنّخ جذيمة بن مالك وجماعة من كان بها من الأزد فصارت كلمتهم واحدة، وكان من اجتماع القبائل بالبحرين وتحالفهم وتعاقدهم أزمان ملوك الطوائف الذين ملّكهم الإسكندر وفرق البلدان عند قتله دارا إلى أن ظهر أردشير على ملوك الطوائف وهزّمهم ودان له الناس وضبط الملك، فتطلّعت أنفس من كان في البحرين من العرب إلى ريف العراق وطمعوا في غلبة الأعاجم مما يلي بلاد العرب ومشاركتهم فيه واغتنموا ما وقع بين ملوك الطوائف من الاختلاف، فأجمع رؤساؤهم على المسير إلى العراق ووطّن جماعة ممن كان معهم أنفسهم على ذلك، فكان أول من طلع منهم على العجم حيقان في جماعة من قومه وأخلاط من الناس فوجدوا الأرمنيّين الذين بناحية الموصل وما يليها يقاتلون الأردوانيّين، وهم ملوك الطوائف، وهم ما بين نفر، قرية من سواد العراق، إلى الأبلّة وأطراف البادية، فاجتمعوا عليهم ودفعوهم عن بلادهم إلى سواد العراق فصاروا بعد أشلاء في عرب الأنبار وعرب الحيرة، فهم أشلاء قنص بن معدّ، منهم كان عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن عمرو بن الحارث ابن مالك بن عمم بن نمارة بن لخم، ومن ولده النّعمان بن المنذر، ثم قدمت قبائل تنوخ على الأردوانيين فأنزلوهم الحيرة التي كان قد بناها بخت نصر والأنبار، وأقاموا يدينون للعجم إلى أن قدمها تبّع أبو كرب فخلّف بها من لم تكن له نهضة، فانضموا إلى الحيرة واختلطوا بهم، وفي ذلك يقول كعب بن جعيل:
وغزانا تبّع من حمير، ... نازل الحيرة من أرض عدن
فصار في الحيرة من جميع القبائل من مذحج وحمير وطيّء وكلب وتميم، ونزل كثير من تنوخ الأنبار والحيرة إلى طفّ الفرات وغربيه إلا أنهم كانوا بادية يسكنون المظالّ وخيم الشعر ولا ينزلون بيوت المدر، وكانت منازلهم فيما بين الأنبار والحيرة، فكانوا يسمّون عرب الضاحية، فكان أول من ملك منهم في زمن ملوك الطوائف مالك بن فهم أبو جذيمة الأبرش، وكان منزله مما يلي الأنبار، ثم مات فملك ابنه جذيمة الأبرش بن مالك بن فهم، وكان جذيمة من أفضل ملوك العرب رأيا وأبعدهم مغارا وأشدهم نكاية وأظهرهم حزما، وهو أول من اجتمع له الملك بأرض العرب وغزا بالجيوش، وكان به برص وكانت العرب لا تنسبه إليه إعظاما له وإجلالا فكانوا يقولون جذيمة الوضّاح وجذيمة الأبرش، وكانت دار مملكته الحيرة والأنبار وبقّة وهيت وعين التمر وأطراف البر إلى الغمير إلى القطقطانة وما وراء ذلك، تجبى إليه من هذه الأعمال الأموال وتفد عليه الوفود، وهو صاحب الزّبّاء وقصير، والقصة طويلة ليس ههنا موضعها، إلا أنه لما هلك صار ملكه إلى ابن أخته عمرو بن عدي بن نصر اللخمي، وهو أول من اتخذ الحيرة منزلا
من الملوك، وهو أول ملوك هذا البيت من آل نصر، ولذلك يقول ابن رومانس الكلبي وهو أخو النعمان لأمه أمهما رومانس:
ما فلاحي بعد الألى عمروا ال ... حيرة ما ان أرى لهم من باق
ولهم كان كل من ضرب العي ... ر بنجد إلى تخوم العراق
فأقام ملكا مدة ثم مات عن مائة وعشرين سنة مطاع الأمر نافذ الحكم لا يدين لملوك الطوائف ولا يدينون له، إلى أن قدم أردشير بن بابك يريد الاستبداد بالملك وقهر ملوك الطوائف فكره كثير من تنوخ المقام بالعراق وأن يدينوا لأردشير فلحقوا بالشام وانضموا إلى من هناك من قضاعة، وجعل كل من أحدث من العرب حدثا خرج إلى ريف العراق ونزل الحيرة، فصار ذلك على أكثرهم هجنة، فأهل الحيرة ثلاثة أصناف: فثلث تنوخ، وهم كانوا أصحاب المظال وبيوت الشعر ينزلون غربي الفرات فيما بين الحيرة والأنبار فما فوقها، والثلث الثاني العبّاد، وهم الذين سكنوا الحيرة وابتنوا فيها، وهم قبائل شتى تعبدوا لملوكها وأقاموا هناك، وثلث الأحلاف، وهم الذين لحقوا بأهل الحيرة ونزلوا فيها فمن لم يكن من تنوخ الوبر ولا من العباد دانوا لأردشير، فكان أول عمارة الحيرة في زمن بخت نصر ثم خربت الحيرة بعد موت بخت نصر وعمرت الأنبار خمسمائة سنة وخمسين سنة ثم عمرت الحيرة في زمن عمرو بن عدي باتخاذه إياها مسكنا فعمرت الحيرة خمسمائة سنة وبضعا وثلاثين سنة إلى أن عمرت الكوفة ونزلها المسلمون.
وينسب إلى الحيرة كعب بن عدي الحيري، له صحبة، روى حديثه عمرو بن الحارث عن ناعم بن أجيل بن كعب بن عدي الحيري. والحيرة أيضا: محلة كبيرة مشهورة بنيسابور، ينسب إليها كثير من المحدثين، منهم: أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري صاحب حاجب بن أحمد وأبي العباس الأموي، قال أبو موسى محمد بن عمر الحافظ الأصبهاني: أما أبو بكر الحيري فقد ذكر سبطه أبو البركات مسعود بن عبد الرحيم بن أبي بكر الحيري أن أجداده كانوا من حيرة الكوفة وجاءوا إلى نيسابور فاستوطنوها، قال: فعلى هذا يحتمل أن يكونوا توطنوا محلة بنيسابور فنسبت المحلة إليهم كما ينسب بالكوفة والبصرة كل محلة إلى قبيلة نزلوها، والله أعلم. والحيرة أيضا: قرية بأرض فارس فيما زعموا.

الدُّورُ

الدُّورُ:
بضم أوله، وسكون ثانيه: سبعة مواضع بأرض العراق من نواحي بغداد، أحدها دور تكريت وهو بين سامرّا وتكريت، والثاني بين سامرّا وتكريت أيضا يعرف بدور عربايا، وفي عمل الدّجيل قرية تعرف بدور بني أوقر وهي المعروفة بدور الوزير عون الدين يحيى بن هبيرة وفيها جامع ومنبر، وبنو أوقر كانوا مشايخها وأرباب ثروتها، وبنى الوزير بها جامعا ومنارة، وآثار الوزير حسنة، وبينها وبين بغداد خمسة فراسخ، قال هبة الله بن الحسين الإصطرلابي يهجو ابن هبيرة:
قصوى أمانيك الرجو ... ع إلى المساحي والنيّر
متربّعا وسط المزا ... بل، وسط دور بني أقر
أو قائدا جمل الزبي ... ديّ اللعين إلى سقر
والدّور أيضا: قرية قرب سميساط. والدّور أيضا:
محلّة بنيسابور، وقد نسب إلى كل واحد منها قوم من الرّواة، فأما دور سامرّا فمنها: محمد بن فرّوخان بن روزبه أبو الطيب الدوري، حدث عن أبي خليفة وغيره أحاديث منكرة، روى عن الجنيد حكايات في التصوّف، وأما دور بغداد فينسب إليها: أبو عبد الله محمد بن مخلد الدوري والهيثم بن محمد الدوري، قال ابن المقري: حدثنا هيثم ببغداد في الدور، وبالقرب منها قرية أخرى تسمّى دور حبيب من عمل دجيل أيضا، وفي طرف بغداد قرب دير الروم محلة يقال لها الدور، خربت الآن، وأما دور نيسابور فينسب إليها: أبو عبد الله الدوري، له ذكر في حكاية أحمد بن سلمة. ودور الراسبي: قرية من الأهواز بلد مشهور، ينسب إلى دور بغداد: محمد بن عبد الباقي بن أبي الفرج محمد ابن أبي اليسري بن عبد العزيز بن إبراهيم بن إسحاق بن نجيب الدوري البغدادي أبو عبد الله، حدث عن أبي بكر محمد بن عبد الملك بن بكران وأبي محمد الحسن ابن عليّ الجوهري ومحمد بن الفتح العشاري، قال ابن شافع: وكان شيخا صالحا خيّرا مولده في شعبان سنة 434، توفي سحرة يوم الأربعاء سابع عشر محرّم سنة 513، وقد خالف أبو سعد السمعاني ابن شافع في غير موضع من نسبه، والأظهر قول ابن شافع لأنه أعرف بأهل بلده.
دُورُ الرَّاسِبيِّ:
كأنه منسوب إلى بني راسب بن ميدعان بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث: بين
الطيب وجنديسابور من أرض خوزستان، منه كان أبو الحسين عليّ بن أحمد الراسبي، ولست أدري هل الدور منسوب إليه أو هو منسوب إلى الدور، وكان من عظماء العمّال وأفراد الرجال، توفي ليلة الأربعاء لليلة بقيت من شهر ربيع الآخر سنة 301 في أيام المقتدر ووزارة عليّ بن عيسى، ودفن بداره بدور الراسبي، وخلّف ابنة لابنة كانت له وأخا، وكان يتقلد من حدّ واسط إلى حدّ شهرزور وكورتين من كور الأهواز جنديسابور والسوس وبادرايا وباكسايا، وكان مبلغ ضمانه ألف ألف وأربعمائة ألف دينار في كل سنة، ولم يكن للسلطان معه عامل غير صاحب البريد فقط، لأن الحرث والخراج والضياع والشجر وسائر الأعمال كان داخلا في ضمانه، فكان ضابطا لأعماله شديد الحماية لها من الأكراد والأعراب واللصوص، وخلّف مالا عظيما، وورد الخبر إلى بغداد من حامد بن العباس بمنازعة وقعت بين أخي الراسبي وبين أبي عدنان زوج ابنته، وأنّ كل واحد منهما طلب الرياسة لنفسه وصار مع كلّ واحد منهما طائفة من أصحاب الراسبي من غلمانه، فتحاربا وقتل بينهما جماعة من أصحابهما وانهزم أخو الراسبي وهرب وحمل معه مالا جليلا، وأنّ رجلا اجتاز بحامد بن العباس من قبل أبي عدنان ختن الراسبي ومعه كتاب إلى المعروف بأخي أبي صخرة وأنفذ إليه عشرين ألف دينار ليصلح بها أمره عند السلطان، وأنّ حامدا أنفذ جماعة من الفرسان والرّجالة لحفظ ما خلّفه الراسبي إلى أن يوافي رسول السلطان، فأمر المقتدر بالله مؤنسا الخادم بالخروج لحفظ تركته وتدبير أمره، فشخص من بغداد وأصلح بين أبي عدنان وأخي الراسبي وحمل من تركته ما هذه نسخته:
العين أربعمائة ألف وخمسة وأربعون ألفا وخمسمائة وسبعة وأربعون دينارا، الورق ثلاثمائة ألف وعشرون ألفا ومائتان وسبعة وثلاثون درهما، وزن الأواني الذهبية ثلاثة وأربعون ألفا وتسعمائة وسبعون مثقالا، آنية الفضة ألف وتسعمائة وخمسة وسبعون رطلا، ومما وزن بالشاهين من آنية الفضة ثلاثة عشر ألفا وستمائة وخمسة وخمسون درهما، ومن الندّ المعمول سبعة آلاف وأربعمائة وعشرون مثقالا، ومن العود المطرّى أربعة آلاف وأربعمائة وعشرون مثقالا، ومن العنبر خمسة آلاف وعشرون مثقالا، ومن نوافج المسك ثمانمائة وستون نافجة، ومن المسك المنثور ألف وستمائة مثقال، ومن السّكّ ألفا ألف وستة وأربعون مثقالا، ومن الغالية ثلاثمائة وستة وستون مثقالا، ومن الثياب المنسوجة بالذهب ثمانية عشر ثوبا قيمة كل واحد ثلاثمائة دينار، ومن السروج ثلاثة عشر سرجا، ومن الجواهر حجرا ياقوت، ومن الخواتيم الياقوتية خمسة عشر خاتما، خاتم فصّه زبرجد، ومن حبّ اللؤلؤ سبعون حبّة وزنها تسعة عشر مثقالا ونصف، ومن الخيل الفحول والإناث مائة وخمسة وسبعون رأسا، ومن الخدم السودان مائة وأربعة عشر خادما، ومن الغلمان البيض مائة وثمانية وعشرون غلاما، ومن خدم الصقالبة والروم تسعة عشر خادما، ومن الغلمان الأكابر أربعون غلاما بآلاتهم وسلاحهم ودوابهم، ومن أصناف الكسوة ما قيمته عشرون ألف دينار، ومن أصناف الفرش ما قيمته عشرة آلاف دينا، ومن الدواب المهارى والبغال مائة وثمانية وعشرون رأسا، ومن الجمّاز والجمّازات تسعة وتسعون رأسا، ومن الحمير النقالة الكبار تسعون رأسا، ومن قباب الخيام الكبار مائة وخمس وعشرون خيمــة، ومن الهوادج السروج أربعة عشر هودجا،
ومن الغضائر الصيني والزجاج المحكم الفاخر أربعة عشر صندوقا.
دَوْرَقُ:
بفتح أوله، وسكون ثانيه، وراء بعدها قاف: بلد بخوزستان، وهي قصبة كورة سرّق يقال لها دورق الفرس، قال مسعر بن المهلهل في رسالته: ومن رامهرمز إلى دورق تمرّ على بيوت نار في مفازة مقفرة فيها أبنية عجيبة، والمعادن في أعمالها كثيرة، وبدورق آثار قديمة لقباذ بن دارا، وبها صيد كثير إلّا أنه يتجنب الرعي في أماكن منها لا يدخلها بوجه ولا بسبب، ويقال إنّ خاصية ذلك من طلسم عملته أمّ قباذ لأنه كان لهجا بالصيد في تلك الأماكن، فربما أخلّ بالنظر في أمور المملكة مدة فعملت هذا الطلسم ليتجنب تلك الأماكن، وفيها هوامّ قتالة لا يبرأ سليمها، وبها الكبريت الأصفر البحري، وهو يجري الليل كله، ولا يوجد هذا الكبريت في غيرها، وإن حمل منها إلى غيرها لا يسرج، وإذا أتي بالنار من غير دورق واشتعلت في ذلك الكبريت أحرقته أصلا، وأما نارها فإنها لا تحرقه، وهذا من طريق الأشياء وعجيبها لا يوقف على علّته، وفي أهلها سماحة ليست في غيرهم من أهل الأهواز، وأكثر نسائها لا يرددن كفّ لامس، وأهلها قليلو الغيرة، وهي مدينة وكورة واسعة، وقد نسب إليها قوم من الرّواة، منهم: أبو عقيل الدورقي الأزدي التاجي واسمه بشير بن عقبة يعدّ في البصريين، سمع الحسن وقتادة وغيرهما، روى عنه مسلمة بن إبراهيم الفراهيدي وهشيم ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم، وأبو الفضل الدورقي، سمع سهل بن عمارة وغيره، وهو أخو أبي عليّ الدورقي، وكان أبو عليّ أكبر منه، ومحمد بن شيرويه التاجي الدورقي أبو مسلم، روى عنه أبو بكر بن مردويه الحافظ الأصبهاني، وقد نسب قوم إلى لبس القلانس الدّورقيّة، منهم: أحمد بن إبراهيم بن كثير بن زيد بن أفلح أبو عبد الله الدورقي أخو يعقوب، وكان الأصغر، وقيل: إن الإنسان كان إذا نسك في ذلك الوقت قيل له دورقيّ، وكان أبوهما قد نسك فقيل له دورقيّ فنسب ابناه إليه، وقيل: بل كان أصله من دورق، روى أحمد عن إسماعيل بن عليّة ويزيد بن هارون ووكيع وأقرانهم، روى عنه أبو يعلى الموصلي وعبد الله بن محمد البغوي، توفي في شعبان سنة 246.
والدورق: مكيال للشراب، وهو فارسيّ معرّب، وقال الأحيمر السعدي، وكان قد أتى العراق فقطع الطريق وطلبه سليمان بن عليّ وكان أميرا على البصرة فأهدر دمه، فهرب وذكر حنينه إلى وطنه فقال:
لئن طال ليلي بالعراق لربما ... أتى لي ليل، بالشآم، قصير
معي فتية بيض الوجوه كأنهم ... على الرحل، فوق الناعجات، بدور
أيا نخلات الكرم! لا زال رائحا ... عليكنّ منهلّ الغمام مطير
سقيتنّ، ما دامت بكرمان نخلة، ... عوامر تجري بينهنّ بحور
وما زالت الأيام، حتى رأيتني ... بدورق ملقى بينهنّ أدور
تذكّرني أطلالكنّ، إذا دجت ... عليّ ظلال الدّوم، وهي هجير
وقد كنت رمليّا، فأصبحت ثاويا ... بدورق ملقى بينهنّ أدور
عوى الذئب، فاستأنست بالذئب إذ عوى، ... وصوّت إنسان فكدت أطير
رأى الله أني للأنيس لشانئ، وتبغضهم لي مقلة وضمير

ذَبْذَبُ

ذَبْذَبُ:
ركيّة في موضع يقال له مطلوب في ديار أبي بكر بن كلاب، قال بعضهم:
لولا الجذوب ما وردت ذبذبا ... ولا رأيت خيمــها المنصّبا
ولا تهنّيت عليه حوشبا
قال: حوشب ربّ الركيّة، وتهنيت. ترفّقت.

رِمَعٌ

رِمَعٌ:
بكسر أوّله، وفتح ثانيه، وعين مهملة، مرتجل: موضع باليمن، وقيل: هو جبل باليمن، وقال نصر: رمع قرية أبي موسى ببلاد الأشعريّين من اليمن قرب غسّان وزبيد، وقال ابن الدّمينة:
يتلو وادي زبيد رمع، وهو واد حارّ ضيّق، أوّله من أشراف جمران وغربي ذي خشران إلى وادي الشّجنة ويهريق فيه من يمينه جنوب ألهان وأنس ومن شماليّه شماليّ بلد جمع وسرية حتى يرد سحنان فسلك بين جبلين العركة وجبلان ريمة فظهر فذوال فسقى مزارعها إلى البحر، وفي أسفل رمع موضع الماء الذي كان يسمّى غسّان، قال أبو دهبل الجمحي يمدح الأزرق ابن عبد الله المخزومي وقد عزل عن اليمن:
ماذا رزئنا، غداة الخلّ من رمع ... عند التفرّق، من خيم ومن كرم
ظلّ لنا واقفا يعطي فأكثر ما ... قلنا وقال لنا في بعده نعم [1] [1] في هذا البيت إقواء.
ثمّ انتحى غير مذموم وأعيننا ... لمّا تولّى، بدمع واكف سجم

شَرْعٌ

شَرْعٌ:
قالوا: الشرع مأخوذ من شرع الإهاب إذا شقّ ولم يرقّق ولم يرجّل، وهذه ضروب من السلخ معروفة، وأوسعها وأبينها الشرع، قال محمد بن موسى: شرع قرية على شرقي ذرة فيها مزارع ونخيل على عيون وواديها يقال له رخيم، قال أبو الأشعث: قال النابغة الذبياني:
بانت سعاد وأمسى حبلها انجذما، ... واحتلّت الشّرع فالأجراع من إضما
وفي كتاب نصر: شرع ماء لبني الحارث من بني سليم قرب صفينة، وقال ابن الحائك: شرع بن عدي بن مالك بن سدد بن حمير بن سبإ إليه ينسب وادي الشرع، بالشين، بين حرفة ومطرة.

رُوس

رُوس:
بضم أوّله، وسكون ثانيه، وسين مهملة، ويقال لهم رسّ، بغير واو، أمّة من الأمم بلادهم متاخمة للصقالبة والترك ولهم لغة برأسها ودين وشريعة لا يشاركهم فيها أحد، قال المقدسي: هم في جزيرة وبئة يحيط بها بحيرة وهي حصن لهم ممّن أرادهم، وجملتهم على التقدير مائة ألف إنسان، وليس لهم زرع ولا ضرع، والصقالبة يغيرون عليهم ويأخذون أموالهم، وإذا ولد لأحدهم مولود ألقى إليه سيفا وقال له: ليس لك إلّا ما تكسبه بسيفك، وإذا حكم ملكهم بين خصمين بشيء ولم يرضيا به قال لهما:
تحاكما بسيفيكما، فأيّ السيفين كان أحدّ كانت الغلبة له، وهم الذين استولوا على برذعة سنة فانتهكوها حتى ردّها الله منهم وأبادهم، وقرأت في رسالة أحمد بن فضلان بن العباس بن راشد بن حمّاد مولى محمد بن سليمان رسول المقتدر إلى ملك الصقالبة حكى فيها ما عاينه منذ انفصل عن بغداد إلى أن عاد إليها فحكيت ما ذكره على وجهه استعجابا به، قال: ورأيت الروسيّة وقد وافوا بتجاراتهم فنزلوا على نهر إتل فلم أر أتمّ أبدانا منهم كأنّهم النخل شقر حمر لا يلبسون القراطق ولا الخفاتين ولكن يلبس الرجل منهم كساء يشتمل به على أحد شقّيه ويخرج إحدى يديه منه، ومع كلّ واحد منهم سيف وسكّين وفأس لا تفارقه، وسيوفهم صفائح مشطبة أفرنجية، ومن حدّ ظفر الواحد منهم إلى عنقه محضر شجر وصور وغير ذلك، وكلّ امرأة
منهم على ثديها حقة مشدودة إمّا من حديد وإمّا من نحاس وإمّا من فضة وإمّا من ذهب على قدر مال زوجها ومقداره، في كل حقة حلقة فيها سكين مشدودة على الثدي أيضا، وفي أعناقهنّ أطواق ذهب وفضة لأنّ الرجل إذا ملك عشرة آلاف درهم صاغ لامرأته طوقا وإن ملك عشرين ألفا صاغ لها طوقين وكلّما زاد عشرة آلاف درهم يزيد لها طوقا آخر، فربّما كان في عنق الواحدة منهن أطواق كثيرة، وأجلّ الحلي عندهم الخرز الأخضر من الخزف الذي يكون على السفن يبالغون فيه ويشترون الخرزة منه بدرهم وينظمونه عقدا لنسائهم، وهم أقذر خلق الله لا يستنجون من غائط ولا يغتسلون من جنابة كأنّهم الحمير الضالة، يجيئون من بلدهم فيرسون سفنهم بإتل، وهو نهر كبير، ويبنون على شاطئه بيوتا كبارا من الخشب ويجتمع في البيت الواحد العشرة والعشرون والأقل والأكثر، ولكلّ واحد منهم سرير يجلس عليه ومعه جواريه الرّوقة للتجار، فينكح الواحد جاريته ورفيقه ينظر إليه، وربّما اجتمعت الجماعة منهم على هذه الحالة بعضهم بحذاء بعض، وربّما يدخل التاجر عليهم ليشتري من بعضهم جارية فيصادفه ينكحها فلا يزول عنها حتى يقضي أربه، ولا بدّ لهم في كلّ يوم بالغداة أن تأتي الجارية ومعها قصعة كبيرة فيها ماء فتقدمها إلى مولاها فيغسل فيها وجهه ويديه وشعر رأسه، فيغسله ويسرحه بالمشط في القصعة ثمّ يمتخط ويبصق فيها ولا يدع شيئا من القذر إلّا فعله في ذلك الماء فإذا فرغ ممّا يحتاج إليه حملت الجارية القصعة إلى الذي يليه فيفعل مثل ما فعل صاحبه، ولا تزال ترفعها من واحد إلى واحد حتى تديرها على جميع من في البيت، وكل واحد منهم يمتخط ويبصق فيها ويغسل وجهه وشعره فيها، وساعة موافاة سفنهم إلى هذا المرسى يخرج كل واحد منهم ومعه خبز ولحم ولبن وبصل ونبيذ حتى يوافي خشبة طويلة منصوبة لها وجه يشبه وجه الإنسان وحولها صور صغار وخلف تلك الصور خشب طوال قد نصبت في الأرض فيوافي إلى الصورة الكبيرة ويسجد لها ثمّ يقول: يا ربّ قد جئت من بعد ومعي من الجواري كذا وكذا رأسا ومن السمور كذا وكذا جلدا، حتى يذكر جميع ما قدم معه من تجارته ثمّ يقول: وقد جئتك بهذه الهدية، ثمّ يترك ما معه بين يدي الخشبة ويقول: أريد أن ترزقني تاجرا معه دنانير ودراهم فيشتري مني كلّ ما أريد ولا يخالفني في جميع ما أقول، ثمّ ينصرف، فإن تعسر عليه بيعه وطالت أيّامه عاد بهدية أخرى ثانية وثالثة، فإن تعذّر عليه ما يريد حمل إلى صورة من تلك الصور الصغار هدية وسألها الشفاعة وقال: هؤلاء نساء ربنا وبناته، ولا يزال إلى صورة صورة يسألها ويستشفع بها ويتضرّع بين يديها فربّما تسهّل له البيع فباع فيقول: قد قضى ربي حاجتي وأحتاج أن أكافئه، فيعمد إلى عدّة من البقر والغنم على ذلك ويقتلها ويتصدّق ببعض اللحم ويحمل الباقي فيطرحه بين يدي تلك الخشبة الكبيرة والصغار التي حولها ويعلق رؤوس البقر والغنم على ذلك الخشب المنصوب في الأرض، فإذا كان اللّيل وافت الكلاب فأكلت ذلك فيقول الذي فعله: قد رضي عني ربي وأكل هديتي، وإذا مرض منهم الواحد ضربوا له خيمــة ناحية عنهم وطرحوه فيها وجعلوا معه شيئا من الخبز والماء ولا يقربونه ولا يكلّمونه بل لا يتعاهدونه في كل أيّامه لا سيما إن كان ضعيفا أو كان مملوكا، فإن برأ وقام رجع إليهم وإن مات أحرقوه وإن كان مملوكا تركوه على حاله تأكله الكلاب وجوارح
الطير، وإذا أصابوا سارقا أو لصّا جاءوا به إلى شجرة طويلة غليظة وشدوا في عنقه حبلا وثيقا وعلّقوه فيها ويبقى معلّقا حتى يتقطّع من المكث إمّا بالرياح أو الأمطار، وكان يقال لي: إنّهم كانوا يفعلون برؤسائهم عند الموت أمورا أقلّها الحرق، فكنت أحب أن أقف على ذلك حتى بلغني موت رجل منهم جليل فجعلوه في قبره وسقّفوا عليه عشرة أيّام حتى فرغوا من قطع ثيابه وخياطتها، وذلك أن الرجل الفقير منهم يعملون له سفينة صغيرة ويجعلونه فيها ويحرقونها، والغنيّ يجمعون ماله ويجعلونه ثلاثة أثلاث: فثلث لأهله وثلث يقطعون له به ثيابا وثلث يشترون به نبيذا يشربونه يوم تقتل جاريته نفسها وتحرق مع مولاها، وهم مستهترون بالخمر يشربونها ليلا ونهارا، وربّما مات الواحد منهم والقدح في يده، وإذا مات الرئيس منهم قال أهله لجواريه وغلمانه:
من منكم يموت معه؟ فيقول بعضهم: أنا، فإذا قال ذلك فقد وجب عليه لا يستوي له أن يرجع أبدا، ولو أراد ذلك ما ترك، وأكثر ما يفعل هذا الجواري، فلمّا مات ذلك الرجل الذي قدمت ذكره قالوا لجواريه: من يموت معه؟ فقالت إحداهن:
أنا، فوكلوا بها جاريتين تحفظانها وتكونان معها حيث ما سلكت حتى إنّهما ربّما غسلتا رجليها بأيديهما، وأخذوا في شأنه وقطع الثياب له وإصلاح ما يحتاج إليه والجارية في كل يوم تشرب وتغنّي فارحة مستبشرة، فلمّا كان اليوم الذي يحرق فيه هو والجارية حضرت إلى النهر الذي فيه سفينته فإذا هي قد أخرجت وجعل لها أربعة أركان من خشب الخلنج وغيره وجعل حولها أيضا مثل الأناس الكبار من الخشب ثمّ مدت حتى جعلت على ذلك الخشب وأقبلوا يذهبون ويجيئون ويتكلّمون بكلام لا أفهمه وهو بعد في قبره لم يخرجوه ثمّ جاءوا بسرير فجعلوه على السفينة وغشّوه بالمضرّبات الديباج الرومي والمساند الديباج الرومي ثمّ جاءت امرأة عجوز يقولون لها ملك الموت ففرشت على السرير الذي ذكرناه، وهي وليت خياطته وإصلاحه، وهي تقتل الجواري، ورأيتها حوّاء نيّرة ضخمة مكفهرّة، فلمّا وافوا قبره نحّوا التراب عن الخشب ونحّوا الخشب واستخرجوه في الإزار الذي مات فيه فرأيته قد اسودّ لبرد البلد، وقد كانوا جعلوا معه في قبره نبيذا وفاكهة وطنبورا فأخرجوا جميع ذلك وإذا هو لم يتغير منه شيء غير لونه، فألبسوه سراويل ورانا وخفّا وقرطقا وخفتان ديباج له أزرار ذهب وجعلوا على رأسه قلنسوة من ديباج سمور وحملوه حتى أدخلوه القبة التي على السفينة وأجلسوه على المضرّبة وأسندوه بالمساند وجاءوا بالنبيذ والفواكه والريحان فجعلوه معه وجاءوا بخبز ولحم وبصل فطرحوه بين يديه وجاءوا بكلب فقطعوه نصفين وألقوه في السفينة ثمّ جاءوا بجميع سلاحه فجعلوه إلى جانبه ثمّ أخذوا دابّتين فأجروهما حتى عرقتا ثمّ قطعوهما بالسيوف وألقوا لحمهما في السفينة ثمّ جاءوا ببقرتين فقطعوهما أيضا وألقوهما في السفينة ثمّ أحضروا ديكا ودجاجة فقتلوهما وطرحوهما فيها والجارية التي تقتل ذاهبة وجائية تدخل قبّة قبة من قبابهم فيجامعها واحد واحد، وكلّ واحد يقول لها: قولي لمولاك إنّما فعلت هذا من محبتك، فلمّا كان وقت العصر من يوم الجمعة جاءوا بالجارية إلى شيء عملوه مثل ملبن الباب فوضعت رجلها على أكفّ الرجال وأشرفت على ذلك الملبن وتكلّمت بكلام لها، فأنزلوها ثمّ أصعدوها ثانية ففعلت كفعلها في المرّة الأولى ثمّ أنزلوها وأصعدوها ثالثة ففعلت فعلها في المرّتين ثمّ
دفعوا لها دجاجة فقطعت رأسها ورمت به فأخذوا الدجاجة وألقوها في السفينة، فسألت الترجمان عن فعلها فقال: قالت في المرّة الأولى هو ذا أرى أبي وأمّي، وقالت في المرّة الثانية: هو ذا أرى جميع قرابتي الموتى قعودا، وقالت في المرّة الثالثة: هو ذا أرى مولاي قاعدا في الجنة والجنة حسنة خضراء ومعه الرجال والغلمان وهو يدعوني فاذهبوا بي إليه، فمرّوا بها نحو السفينة فنزعت سوارين كانا معها فدفعتهما إلى المرأة العجوز التي تسمى ملك الموت وهي التي تقتلها، ونزعت خلخالين كانا عليها ودفعتهما إلى الجاريتين اللتين كانتا تخدمانها وهما ابنتا المعروفة بملك الموت، ثمّ أصعدوها إلى السفينة ولم يدخلوها إلى القبة وجاء الرجال ومعهم التراس والخشب ودفعوا إليها قدحا من نبيذ فغنّت عليه وشربته، فقال لي الترجمان: إنّها تودّع صواحباتها بذلك، ثمّ دفع إليها قدح آخر فأخذته وطولت الغناء والعجوز تستحثها على شربه والدخول إلى القبة التي فيها مولاها، فرأيتها وقد تبلّدت وأرادت الدخول إلى القبة فأدخلت رأسها بين القبة والسفينة فأخذت العجوز رأسها وأدخلتها القبة ودخلت معها العجوز وأخذ الرجال يضربون بالخشب على التراس لئلا يسمع صوت صياحها فيجزع غيرها من الجواري فلا يطلبن الموت مع مواليهنّ، ثمّ دخل القبّة ستة رجال فجامعوا بأسرهم الجارية ثمّ أضجعوها إلى جنب مولاها الميت وأمسك اثنان رجليها واثنان يديها وجعلت العجوز التي تسمى ملك الموت في عنقها حبلا مخالفا ودفعته إلى اثنين ليجذباه وأقبلت ومعها خنجر عظيم عريض النصل فأقبلت تدخله بين أضلاعها موضعا موضعا وتخرجه والرجلان يخنقانها بالحبل حتى ماتت، ثمّ وافى أقرب الناس إلى ذلك الميت فأخذ خشبة فأشعلها بالنار ثمّ مشى القهقرى نحو قفاه إلى السفينة والخشبة في يده الواحدة ويده الأخرى على استه وهو عريان حتى أحرق ذلك الخشب الذي قد عبوه تحت السفينة من بعد ما وضعوا الجارية التي قتلوها في جنب مولاها، ثمّ وافى الناس بالخشب والحطب ومع كلّ واحد خشبة وقد ألهب رأسها فيلقيها في ذلك الخشب فتأخذ النار في الحطب ثمّ في السفينة ثمّ في القبّة والرجل والجارية وجميع ما فيها، ثمّ هبت ريح عظيمة هائلة فاشتدّ لهب النار واضطرم تسعّرها، وكان إلى جانبي رجل من الروسية فسمعته يكلم الترجمان الذي معه، فسألته عمّا قال له، فقال:
إنّه يقول أنتم معاشر العرب حمقى لأنكم تعمدون إلى أحبّ الناس إليكم وأكرمهم عليكم فتطرحونه في التراب فتأكله الهوام والدود ونحن نحرقه بالنار في لحظة فيدخل الجنة من وقته وساعته، ثمّ ضحك ضحكا مفرطا وقال: من محبة ربّه له قد بعث الريح حتى تأخذه في ساعته، فما مضت على الحقيقة ساعة حتى صارت السفينة والحطب والرجل الميت والجارية رمادا رمددا، ثمّ بنوا على موضع السفينة، وكانوا أخرجوها من النهر، شبيها بالتل المدوّر ونصبوا في وسطه خشبة كبيرة وكتبوا عليها اسم الرجل واسم ملك الروس وانصرفوا، قال:
ومن رسم ملوك الروس أن يكون معه في قصره أربعمائة رجل من صناديد أصحابه وأهل الثقة عنده فهم يموتون بموته ويقتلون دونه، ومع كلّ واحد منهم جارية تخدمه وتغسل رأسه وتصنع له ما يأكل ويشرب وجارية أخرى يطؤها، وهؤلاء الأربعمائة يجلسون تحت سريره، وسريره عظيم مرصّع بنفيس الجواهر، ويجلس معه على السرير أربعون جارية لفراشه، وربّما وطئ الواحدة منهن بحضرة أصحابه
الذين ذكرنا، ولا ينزل عن سريره، فإذا أراد قضاء حاجة قضاها في طشت، وإذا أراد الركوب قدموا دابته إلى السرير فركبها منه، وإذا أراد النزول قدم دابّته حتى يكون نزوله عليه، وله خليفة يسوس الجيوش ويواقع الأعداء ويخلفه في رعيته، هذا ما نقلته من رسالة ابن فضلان حرفا حرفا وعليه عهدة ما حكاه، والله أعلم بصحته، وأمّا الآن فالمشهور من دينهم دين النصرانيّة.

رَهْبَا

رَهْبَا:
بفتح أوّله، وسكون ثانيه، وبعد الهاء باء موحدة: خبراء في الصمّان في ديار بني تميم، قال بعضهم:
على جمد رهبا أو شخوص خيام
الجمد: شبيه بالجبل الصغير، ورهبا قالوا في قول العجّاج:
تعطيه رهباها إذا ترهّبا
قال: رهباها الذي ترهبه مثل هالك وهلكى، ويقال:
رهباك خير من رغباك أي فرقه خير من حبّه وأحرى أن يعطيك عليه، ويقال: فعلت ذلك من رهباك ورهباك، بالفتح والضم، هذا بالقصر، والرهباء، ممدود، اسم من الرهب، تقول: الرّهباء من الله والرّغباء إليه، وقال جرير:
ألا حيّ رهبا ثمّ حيّ المطاليا، ... فقد كان مأنوسا فأصبح خاليا
فلا عهد إلّا أن تذكّر أو ترى ... ثماما حوالي منصب الــخيم باليا
إلى الله أشكو أن بالغور حاجة، ... وأخرى إذا أبصرت نجدا بدا ليا
إذا ما أراد الحيّ أن يتزيّلوا، ... وحنّت جمال الحيّ حنّت جماليا
ألا أيّها الوادي الذي ضمّ سيله ... إلينا هوى ظمياء حييت واديا
نظرت برهبا والظّعائن باللّوى، ... فطارت برهبا، شعبة من فؤاديا

رَيّا

رَيّا:
بفتح أوّله، وتشديد ثانيه، وأصله من رويت من الماء أروى ريّا وروى، ويكون الذي في قول جرير حيث قال:
أمّا لقلبك لا يزال موكّلا ... بهوى جمانة، أو بريّا العاقر
قال عمارة بن عقيل: هما موضعان عن يمين خيمــة جرير ويسارها، قال العمراني: هو موضع بالحجر وأخاف أن يكون اشتبه عليه حننت إلى ريّا فظنّه موضعا.

زَوْرَةُ

زَوْرَةُ:
بلفظ واحدة الزيارة، ومعناه البعد والموضع المخصوص بالازورار كأنّه بلفظ الواحد منه، وهو زورة بن أبي أوفى: موضع بين الكوفة والشام، وقرأته بخط بعض أعيان أهل الأدب زورة، بضم الزاي، وقال: هو موضع بالكوفة، وأنشد قول طــخيم بن الطّخماء الأسدي يمدح قوما من أهل الحيرة من بني امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم رهط عدي بن زيد العبادي:
كأن لم يكن يوم بزورة صالح، ... وبالقصر ظلّ دائم وصديق
ولم أرد البطحاء يمزج ماءها ... شراب من البرّوقتين عتيق
معي كلّ فضفاض القميص كأنّه ... إذا ما سرت فيه المدام فنيق
بنو السّمط والجدّاء كل سميذع ... له في العروق الصالحات عروق
وإني وإن كانوا نصارى أحبّهم، ... ويرتاح قلبي نحوهم ويتوق
وقال في كتاب الآمدي:
كأن لم يكن بالقصر قصر مقاتل ... وزورة ظلّ ناعم وصديق

سَاوَهْ

سَاوَهْ:
بعد الألف واو مفتوحة بعدها هاء ساكنة:
مدينة حسنة بين الري وهمذان في وسط، بينها وبين كل واحد من همذان والري ثلاثون فرسخا، وبقربها مدينة يقال لها آوه، فساوه سنّيّة شافعية، وآوه أهلها شيعة إمامية، وبينهما نحو فرسخين، ولا يزال يقع بينهما عصبية، وما زالتا معمورتين إلى سنة 617 فجاءها التتر الكفار الترك فخبّرت أنهم خربوها وقتلوا كل من فيها ولم يتركوا أحدا البتة، وكان بها دار كتب لم يكن في الدنيا أعظم منها بلغني أنهم أحرقوها، وأمّا طول ساوه فسبع وسبعون درجة ونصف وثلث وعرضها خمس وثلاثون درجة، وفي حديث سطيح في أعلام النبوة: وخمدت نار فارس وغارت بحيرة ساوه وفاض وادي سماوة فليست الشام لسطيح شاما، في كلام طويل، وقد ذكرها أبو عبد الله محمد بن خليفة السّنبسي شاعر سيف الدولة بن مزيد فقال:
ألا يا حمام الدّوح دوح نجارة، ... أفق عن أذى النّجوى فقد هجت لي ذكرا
علام يندّيك الحنين ولم تضع ... فراخا ولم تفقد، على بعد، وكرا
ودوحك ميّال الفروع كأنّما ... يقلّ على أعواده خيمــا خضرا
ولم تدر ما أعلام مرو وساوة، ... ولم تمس في جيحون تلتمس العبرا
والنسبة إلى ساوه ساويّ وساوجيّ، وقد نسب إليها طائفة من أهل العلم، منهم: أبو يعقوب يوسف بن إسماعيل بن يوسف الساوي، رحل وسمع بدمشق وغيرها، سكن مرو وسمع أبا علي الحظائري وإسماعيل بن محمد أبا علي الصفار وأبا جعفر محمد بن عمرو بن البحتري وأبا عمرو الزاهد وأبا العباس المحبوبي الرّزّاز وخيثمة بن سليمان، سمع منه الحاكم أبو عبد الله، ومات سنة 346، وأبو طاهر عبد الرحمن ابن أحمد بن علك الساوي أحد الأئمة الشافعية، صحب أبا محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي وأخذ عنه علم الحديث وسمع جماعة طاهرة وافرة ببغداد وروى عنه أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل
الحافظ وأبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن علي ابن محمد الأسفراييني، وتوفي ببغداد سنة 484 أو 485، وعبد الله بن محمد بن عبد الجليل القاضي، وكان أبوه وجدّه من الأعلام.

السُّحَيْمِيّةُ

السُّحَيْمِيّةُ:
بلفظ النسبة إلى سحيم تصغير أسحم تصغير الترخيم، وهو الأسود: قرية في طريق اليمامة من النباج ثمّ القرية قرية بني سدوس ثمّ السحيمية أيضا، قال نصر: هي من نواحي اليمامة، والله أعلم بالصواب.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.