Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: حشو

الحوية

(الحوية) كسَاء مــحشو يحوي حول سَنَام الْبَعِير تركبه الْمَرْأَة وخرقة كالكعكة تُوضَع فَوق الرَّأْس عِنْد حمل شَيْء ثقيل وَأَرْض صلبة ملساء يحاط عَلَيْهَا بِالْحِجَارَةِ أَو التُّرَاب فيجتمع فِيهَا المَاء وحوية الْبَطن حاوياؤه (ج) حوايا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَمن الْبَقر وَالْغنم حرمنا عَلَيْهِم شحومهما إِلَّا مَا حملت ظهورهما أَو الحوايا} وَفِي الْأَمْثَال (المنايا على الحوايا) يضْرب لمن يسْعَى إِلَى هَلَاكه بِنَفسِهِ

الحوشب

(الحوشب)
موصل الوظيف فِي رسغ الدَّابَّة وَعظم فِي بَاطِن الْحَافِر بَين العصب والوظيف وحشو الْحَافِر وَعظم الرسغ والأرنب الذّكر والعجل والضامر الْبَطن والعظيم الْبَطن المنتفخ الجنبين وَالْجَمَاعَة من النَّاس

يُوجد بيننا

يُوجد بيننا
الجذر: و ج د

مثال: يُوجَد بَيْنَنَا مقصرون في عملهم
الرأي: مرفوضة
السبب: للــحشو في بناء الجملة، بزيادة كلمة «يُوجَد».

الصواب والرتبة: -بيننا مقصرون في عملهم [فصيحة]-يُوجد بيننا مقصِّرون في عملهم [صحيحة]
التعليق: من الثابت أن «بين» تدلُّ على مطلق الوجود، فلا حاجة إلى الفعل «يوجد»، ويمكن تصحيح المثال المرفوض على أنه تكرار لتأكيد المعنى وتقويته، وقد أجازه البعض على أنه تطور حديث لا لبس فيه.

سنبوسك

سنبوسك
سَنْبُوسَك/ سَنْبُوسِك [مفرد]: طعامٌ مصنوعٌ من الرُّقاق المعجون بالسَّمْن والمــحشوّ باللحم المفروم وفتيت الجوز. 

زيادة «ذا» بعد «كم»

زيادة «ذا» بعد «كم»

مثال: كَمْ ذا نصحتك
الرأي: مرفوضة
السبب: لزيادة «ذا» في الكلام، والأسماء لا تزاد قياسًا.

الصواب والرتبة: -كم ذا نصحتك [فصيحة]-كم نصحتك [فصيحة]
التعليق: أجاز مجمع اللغة المصري التعبير المرفوض وخرّجه على أساس أن «ذا» زائدة فيه واستند إلى ما جاء في اللسان عن ابن الأعرابي من أن العرب تصل كلامها بـ «ذي» و «ذا»، فتكون حشوًــا لا يعتدّ به.

زيادة الواو بين الفعل وفاعله

زيادة الواو بين الفعل وفاعله

مثال: سبق وأن قلت لك
الرأي: مرفوضة
السبب: لزيادة الواو حشوًــا بين الفعل وفاعله.

الصواب والرتبة: -سبق أن قلت لك [فصيحة]-سبق وأن قلت لك [صحيحة]
التعليق: الأصل ألاَّ تفصل الواو بين الفعل وفاعله، ولكن يمكن تخريج المثال المرفوض على زيادة الواو لإفادة التأكيد، وهذه الواو -كما قال ابن هشام- دخولها كخروجها، وقد أجاز الكوفيون وقوعها زائدة.

خَلَبَ

(خَلَبَ)
(هـ) فِيهِ «أَتَاهُ رَجُلٌ وَهُوَ يَخْطُب، فَنَزَلَ إِلَيْهِ وَقَعَدَ عَلَى كُرسي خُلْبٍ قَوَائِمُهُ مِنْ حَدِيدٍ» الْخُلْب: اللِّيف، واحدتُه خُلْبَةٌ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وَأَمَّا مُوسَى فَجَعْدٌ آدَمُ عَلَى جَمَلٍ أحْمَر مَخْطوم بِخُلْبَةٍ» وَقَدْ يُسَمَّى الحَبل نفسُه خُلْبَة.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «بليفٍ خُلْبَة» عَلَى البَدَل.
وَفِيهِ «أَنَّهُ كَانَ لَهُ وِسَادَةٌ حَشْوُــها خُلْب» وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ «اللَّهُمَّ سُقْيا غَيْرَ خُلَّبٍ بَرْقها» أَيْ خالٍ عَنِ المَطر. الْخُلَّب:
السَّحاب يُومِض بَرْقُه حَتَّى يَرْجى مَطَرُه، ثُمَّ يُخْلِف ويُقْلِع ويَنْقَشع، وَكَأَنَّهُ مِنَ الخِلَابَة وَهِيَ الخِداع بِالْقَوْلِ اللَّطِيفِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «كَانَ أسْرَع مِنْ بَرْق الْخُلَّب» إِنَّمَا خَصَّه بالسُّرعة لخفَّتِه بخُلُوّه مِنَ الْمَطَرِ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِذَا بِعْتَ فَقُلْ لَا خِلَابَةَ» أَيْ لَا خِدَاعَ. وَجَاءَ فِي رِوَايَةٍ «فَقُلْ لَا خِيَابَةَ» بِالْيَاءِ، وَكَأَنَّهَا لُثْغَةٌ مِنَ الرَّاوِي أبْدَل اللَّامَ يَاءً. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّ بَيْع المُحَفَّلات خِلَابَةٌ، وَلَا تحلَّ خِلَابَةُ مُسْلِمٍ» والمُحَفَّلات: الَّتِي جُمِع لَبَنُهَا فِي ضَرْعها.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِذَا لَمْ تْغلِب فَاخْلُبْ» أَيْ إِذَا أَعْيَاكَ الْأَمْرُ مُغالبةً فاطْلُبْه مُخَادَعَةً.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إنْ كَانَ خَلَبَهَا» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ طَهْفة «ونَسْتَخْلِب الخَبير» أَيْ نَحْصُده ونَقْطَعُه بِالْمِخْلَبِ، وَهُوَ المِنْجَل، وَالْخَبِيرُ: النَّبات.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَقَدْ حاجَّه عُمَرُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى «تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ» فَقَالَ عُمر: حامِية، فَأَنْشَدَ ابْنُ عَبَّاسٍ لتُبَّع:
فَرأى مَغَار الشَّمسْ عِنْد غُروبِها ... فِي عَيْن ذِي خُلُبٍ وثَأطٍ حَرْمَد
الْخُلُب: الطِّينُ اللّزجُ والحَمْأة.

سبر

س ب ر

السَّبْرُ التَّجْرِبةُ وسَبَرَ الشَّيءَ سَبْراً حَزِرَهُ وخَبَرَهُ واسْبُرْ لي ما عنده أي اعْلَمْه وسَبَرَ الجُرحَ يسْبُرُه ويسْبِرُهُ سَبْراً نظَر مِقدارَهُ ومَسْبُرَتُه نهايتُهُ والمِسْبَارُ والسِّبَارُ ما سُبِرَ بهِ قال يَصِفُ جُرْحَها

(تَرُدُّ السِّبَارَ على السّابرِ ... )

والسِّبْر والسَّبْرُ الأصْلُ واللّوْنُ والهَيْئَةُ والمنظَرُ والسِّبْرُ أيضاً ماءُ الوَجْهِ وجمْعُها أسْبَارٌ والسِّبْرُ ما اسْتُدِلَّ بِهِ على عِتْقِ الدَابَّةِ أو هُجْنَتِها والسَّبْرَةُ الغَدَاةُ البارِدَةُ وقيل هي ما بينَ السَّحَرِ إلى الصَّباح وقيل ما بين غَدْوَة إلى طُلُوع الشَّمْسِ وفي الحديثِ فيمَ يخَتصِمُ الملأُ الأَعْلَى يا محمد فسَكَت ثم وضَع الرَّبُّ تعالى يَدَهُ بيْنَ كَتِفَيْهِ فأَلْهَمَهُ إلى أن قالَ في المُضِيِّ إلى الجُمُعَات وإسباغِ الوُضُوء في السَّبَراتِ وسَبْرَهُ بن العَوَّال رجلٌ مِنهم مُشْتَقٌّ منه والسَّبْرُ من أسْماءِ الأَسَدِ والسُّبَرُ طائِرٌ دُونَ الصَّقْرِ والسَّابِرِيُّ ضَرْبٌ من الثِّيابِ الرِّقَاقِ قال ذو الرُّمَّة

(فجاءتْ بِنَسْجِ العَنكَبوتِ كأنَّه ... على عَصَوَيْها سابِرِيٌّ مُشَبْرَقُ)

وكُلُّ رقيقٍ سَابِريٌّ وعَرْض سَابِريٌّ رقيقٌ ليْسَ بمُحقَّقٍ والسُّبْرورُ الفَقِيرُ كالسُّبْروتِ حكاهُ أبو عَلِي وأَنْشد

(تطْعِمُ المُعَتَقينَ ممَّا لدَيْها ... من جَناها والعائِلَ السُّبْرورا)

فإذا صحَّ هذا فَتَاءُ سُبْروتٍ زائدةٌ وسابُور موضِعٌ أعجميٌّ معرَّبٌ وقْولُهُ

(ليسَ بِجَسْرِ سابورٍ أنيسٌ ... يُؤَرِّقُهُ أنِينُكَ يا مَعيِنُ)

يجوزُ أن يكونَ اسمَ رجُلٍ وأن يكونَ اسمَ بَلَدٍ والسبِّارَى أرضٌ قال لبيد

(دَرَى بالسِّبَاريَ حَبَّةً أثرميَّةً ... مُسَطَّعَةَ الأعناقِ بُلْقَ القَوادِمِ)
سبر 
(س ب ر) : (سَبَرَ) الْجُرْحَ بِالْمِسْبَارِ قَدَّرَ غَوْرَهُ بِحَدِيدَةٍ أَوْ غَيْرِهَا (وَالسَّبَرَاتُ) جَمْعُ سَبْرَةٍ وَهِيَ الْفَدَاةُ الْبَارِدَةُ وَبِهَا سُمَيَّ وَالِدُ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ الْجُهَنِيِّ وَالنَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ (وَالسَّابِرِيُّ) ضَرْبٌ مِنْ الثِّيَابِ يُعْمَلُ بِسَابُورَ مَوْضِعٌ بِفَارِسَ وَعَنْ ابْنِ دُرَيْدٍ ثَوْبٌ سَابِرِيٌّ رَقِيقٌ.
السبر والتقسيم: كلاهما واحد، وهو إيراد أوصاف الأصل، أي المقيس عليه، وإبطال بعضها؛ ليتعين الباقي للعلية، كما يقال: علة الحدوث في البيت؛ إما التأليف أو الإمكان، والثاني باطل بالتخلف؛ لأن صفات الواجب ممكنة بالذات وليست حادثة، فتعين الأول.

السبر والتقسيم: هو حصر الأوصاف في الأصل وإلغاء بعض؛ لتعين الباقي للملة، كما يقال: على حرمة الخمر؛ إما الإسكار أو كونه ماء العنب، أو المجموع، وغير الماء وغير الإسكار لا يكون علة بالطريق الذي يفيد إبطال علة الوصف فتيقن الإسكار للعلة.
س ب ر

سبر الجرح بالمسبار والسبار: قاس مقدار قعره بالحديدة أو بغيرها. وفي مثل " لولا المسبار ما عرف غور الجرح " وأتيته في حد السبرة وهي الغداة الباردة.

ومن المجاز: خبرت فلاناً وسبرته، وفيه خير كثير لا يسبر، وهذا أمر عظيم لا يسبر، وهذه مفازة لا تسبر: لا يعرف قدر سعتها. قال أبو نخيلة:

ومقفر قد جبته لا يسبر ... والقور في بحر السراب تمهر

تسبح. وعرفته بسبره: بما عرف وخبر من هيئته ولونه. وجاءت الإبل حسنة الأسبار والأحبار.
س ب ر: (سَبَرَ) الْجُرْحَ نَظَرَ مَا غَوْرُهُ وَبَابُهُ نَصَرَ، وَ (الْمِسْبَارُ) بِالْكَسْرِ مَا يُسْبَرُ بِهِ الْجُرْحُ. وَ (السِّبَارُ) بِالْكَسْرِ أَيْضًا مِثْلُهُ. وَكُلُّ أَمْرٍ رُزْتَهُ فَقَدَ (سَبَرْتَهُ) وَ (السَّبْرَةُ) بِفَتْحِ السِّينِ الْغَدَاةُ الْبَارِدَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي السَّبَرَاتِ» وَ (السِّبْرُ) بِكَسْرِ السِّينِ الْهَيْئَةُ يُقَالُ: فُلَانٌ حَسَنُ الْحِبْرِ وَالسِّبْرِ إِذَا كَانَ جَمِيلًا حَسَنَ الْهَيْئَةِ. 
سبر: سَبَّر (بالتشديد): مثل سَبَر أي امتحن. وقد أشرت إلى هذه العبارة التالية المأخوذة من بعض المخطوطات غير أني نسيت أن أذكر العنوان والصحيفة: وكان منجمه قد قال له في مسر (كذا) مولده أن عليه قطعا في هذا اليوم ومنعه من الركوب فلم يركب.
انسبر: مطاوع سبر (فوك).
سِبْر. ذوق، زي، طرز، عادة مألوفة. يقال مثلاً على سبر الفرنج أي على ذوقهم وزيهم، وعادات البلاد والزمان، يقال: كل بلاد لها سبر أي لها عاداتها. والطريقة المتبعة أو العادة المألوفة (بوشر) وفي محيط المحيط: السِبْر عند العامة العادة المصطلح عليها.
سبارة: عند فريتاج صوابها شبارة (انظر شبارة) سابِرِيّ: نسبة إلى مدينة نيسابور، إذا صدقنا بما يقوله الثعالبي في اللطائف (ص116) ونجد سابِريَّة جمعاً لسابري في بيت من الشعر نقله النويري في أفريقية (ص50 ق) والذي يلي البيت الذي ذكرته في مادة ريطة.
أو التأمُوا بالسابرية أبْرَزُوا ... عيون الأفاعي من جلود الأراقم
سبر
السبْرُ: التجْرِبَةُ، اسْبُرْ ما عِنْدَه. والجُرْحُ يُسْبَرُ بالمِسْبَارِ: وهو المِيْلُ.
ومَفَازَةٌ لا تُسْبَرُ: أي لا يُعْرَفُ قَدْرُها من سعَتِها. والسبَارُ: القِيَاسُ. وما حَشَوْــتَ به شَيْئاً. ووَقَعَ في خَيْرٍ لا يُسْبَرُ: أي لا يُدْرَكُ عِلْمُه.
والسبْرُ: من أسْمَاءِ الأسَدِ. والسَّبْرَةُ: الغَدَاة البارِدَةُ، وفي الحَدِيثِ: " نَهى عن إسْبَاغ الوُضُوْءِ في السبَرات ".
والسُبْرُوْرُ والسُّبْرُوْتُ: الفَقِيْرُ. وأرْضٌ قَفْرٌ لا نَبَاتَ فيها. والسُبْرُوْرُ - في قَوْلِ النابِغَةِ الذُّبْيَاني: القَوِيُّ العَمُوْلُ.
والسُبَرُ: طائر.
والسِّبَارُ: رَحى تُدَارُ باليَدِ. والسِّبْرُ: العَدَاوَةُ. وما يُعْرَفُ به جَوْهَرُ الناقَةِ، وهو السَّبَارُ والحَبَارُ والسِّبْرُ والحِبْرُ، وجَمْعُه أسْبَارٌ.
[سبر] فيه: يخرج رجل من النار قد ذهب حبره "وسبره" السبر حسن الهيئة والجمال وقد تفتح السين. ومنه ح الزبير: قيل له مر بنيك حتى يتزوجوا فقد غلب عليهم "سبر" أبى بكر ونحوله.، السبر هنا الشبه وكان أبو بكر نحيفا دقيق المحاسن فأمره أن يزوجهم للغرائب ليجتمع لهم حسن أبى بكر وشدة غيره. وفيه: إسباغ الوضوء في "السبرات" هي جمع سبرة بسكون باء وهى شدة الرد. ج: في السبرات، أراد بها بردا شديدا أو علة يتأذى بالماء بسببها، وقيل: أراد قلة الماء وغليان ثمنه. نه: ومنه ح زواج فاطمة: فدخل عليهما النبى صلى الله عليه وسلم في غداة "سبرة". وفي ح الغار: لا تدخله حتى "أسبره" لك، أي أختبره وأعتبره وأنظر هل فيه أحد أو شئ يؤذى. ش: من سبرت الجرح: قست عمقه. نه: وفيه: لا بأس أن يصلى وفي كمه "سبورة" قيل: هي الألواح من الساج يكتب فيها التذاكر، ويروى: سنورة، وهو خطأ. وفيه: رأيت على ابن عباس ثوبا "سابريًا" استشف ما وراءه، كل رقيق عندهم سابرى، وأصله الدروع السابرية منسوبة إلى سابور.
س ب ر : سَبَرْتُ الْجُرْحَ سَبْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ تَعَرَّفْتُ عُمْقَهُ وَالسِّبَارُ فَتِيلَةٌ وَنَحْوُهَا تُوضَعُ فِي الْجُرْحِ لِيُعْرَفَ عُمْقُهُ وَجَمْعُهُ سُبُرٌ مِثْلُ: كِتَابٍ وَكُتُبٍ وَالْمِسْبَارُ مِثْلُهُ وَالْجَمْعُ مَسَابِيرُ مِثْلُ: مِفْتَاحٍ وَمَفَاتِيحَ وَسَبَرْتَ الْقَوْمَ سَبْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَفِي لُغَةٍ مِنْ بَابِ ضَرَبَ تَأَمَّلْتُهُمْ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ لِتَعْرِفَ عَدَدَهُمْ.

وَالسَّبْرَةُ الضَّحْوَةُ الْبَارِدَةُ وَالْجَمْعُ سَبَرَاتٌ مِثْلُ: سَجْدَةٍ وَسَجَدَاتٍ وَالسَّابِرِيُّ نَوْعٌ رَقِيقٌ مِنْ الثِّيَابِ قِيلَ نِسْبَةٌ إلَى سَابُورَ كُورَةٍ مِنْ كُورِ فَارِسَ وَمَدِينَتُهَا شَهْرَسْتَانُ وَالسَّابِرِيُّ أَيْضًا نَوْعٌ جَيِّدٌ مِنْ التَّمْرِ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ السَّابِرِيَّةُ نَخْلَةٌ بُسْرَتُهَا صَفْرَاءُ إلَى الطُّولِ قَلِيلًا. 
[سبر] سَبَرْتُ الجُرْحَ أَسْبُرُهُ، إذَا نَظَرْتَ ما غَوْرُهُ. والمِسْبارُ ما يُسْبَرُ به الجُرْحُ، والسِبار مِثْلُهُ. وكل أمر رزته فقد سبرته واسْتَبَرْتَهُ. يقال: حَمِدْتُ مَسْبَرَهُ ومَخْبَرَه. والسَبْرَةُ: الغَداةُ البارِدَةُ، وفي الحديث: " إسباغ الوضُوء في السَبَرات ". والسِبْرُ بالكسر: الهَيْئَةُ. يقال: فُلانٌ حسَنُ الحِبْرِ والسِبْرِ، إذا كان جميلاً حَسَنَ الهَيْئَةِ. قال الشاعر: أَنا ابْنُ أبي البَراءِ وكُلُّ قَوْمٍ * لَهُمْ من سِبْرِ والِدِهِمْ رِداءُ - وسِبْري أَنَّني حُرٌّ تَقِيٌّ * وأَنِّي لا يزايلنى الحياء - قال ابن الاعرابي: سمعت أبا زياد الكلابي يقول: رجعت من مرو إلى البدو، فقال لى بعض أهله: أما السبر فحضرى، وأما اللسان فبدوى. والسابري: ضرب من الثياب رقيق. وفي المثل: " عَرْضٌ سابِريٌّ ". يقولُه من يُعْرَضُ عليه الشئ عرضا لا يبالغ فيه، لان السابرى من أجود الثياب يرغب فيه بأذنى عرض. قال الشاعر: بِمَنْزِلَةٍ لا يَشْتَكي السِلَّ أَهْلُها * وعَيْشٍ كَمَسِّ السَابِرِيِّ رَقيق - والسابريّ أيضاً: ضربٌ من التمر. يقال: أجود تمر بالكوفة النرسيان والسابري.
سبر
سبَرَ يَسبُر ويَسبِر، سَبْرًا، فهو سابِر، والمفعول مَسْبور
• سبَر الشَّيءَ: قاس غَوْره ليتعرَّف عمقَه ومقدارَه "سبَر البئرَ: قاس عمقَ المياه فيه باستخدام خيط مثقل- سبَر الجُرحَ: قاس غورَه بالمِسْبار- سبَر الماءَ".
• سبَر فلانًا: خبرَه ليعرف ما عنده ويحدِّد نواياه أو دوافعه الحقيقيّة ° سبَر المعلومات: اختبرها- سبَر سِرَّ فلان: عرفه بالتّخمين والظّنّ- سبَر نوايا فلان: سعى لإدراك خفاياها- هذه مفازة لا تُسبر: لا يُعرف قدرُ سعتها. 

سابِر [مفرد]: اسم فاعل من سبَرَ.
• سابِر الأعماق: آلة مُجهَّزة بأضواء كاشفة قويَّة، تُبدِّد ظلمات أغوار المحيط، فتتمكَّن الكاميرات المثبتة بها من التقاط الصور واضحة. 

سَبّورة [مفرد]: ج سَبّورات وسَبابيرُ: لوح كبير يُعلّق أمام جمهور من النّاس يُكتب عليه، فإذا استُغني عمّا فيه مُحِي، وتُستعمل عادة في المدارس. 

سَبْر [مفرد]: مصدر سبَرَ ° سَبْرُ الآراء: استطلاع مواقف النّاس في قضيَّةٍ معيَّنة بالاعتماد على عيِّنةٍ منهم- سَبْرُ الأرض: اختبار طبيعة تربتها- سَبْرُ الرَّأي العامّ: اختباره.
• السَّبر والتَّقسيم: (فق) في اصطلاح الأصوليين: حصر الأوصاف في الأصل المقيس عليه وإلغاء بعضها؛ ليتعيّن الباقي للعلّيّة. 

مِسْبار [مفرد]: ج مَسابِيرُ: اسم آلة من سبَرَ: أداة تُتّخذ للفحص أو الاختبار، وهي أشكال، تستعمل في الطبّ، أو في الزراعة، أو في المعدنيّات ° مِسبار بحْريّ/ مِسبار الأعماق: جهاز فوق صوتيّ يستعمل لقياس أعماق المياه في البحار- مِسبار طبِّيّ: أداة تستخدم للفحص أو الكشف عن الأحشاء أو توسيع التضيُّقات فيها. 

سبر

1 سَبَرَ الجُرْحَ, (S, M, A, &c.,) aor. ـُ (S, M, Msb) and سَبِرَ, (M, TA,) inf. n. سَبْرٌ; (S, M, Msb, K;) and ↓ استبرهُ; (K;) He probed the wound; measured its depth with the مِسْبَار, i. e., with an iron or other instrument; (A, Mgh:) tried, (K,) or examined, (S,) or endeavoured to learn, (Msb,) its depth; (S, Msb, K;) examined its extent. (M.) b2: سَبَرَهُ (assumed tropical:) He determined, or computed by conjecture or by the eye, its measure, quantity, size, or bulk. (M, K, * TA.) b3: (assumed tropical:) He tried, proved, or tested, it; proved it by experiment or experience; (S, M, TA;) namely, anything; as also ↓ استبرهُ. (S.) b4: (assumed tropical:) He elicited its true, or real, condition. (TA.) b5: It is related in the trad. of the cave, that Aboo-Bekr said to Mohammad, لَا تَدْخُلْهُ حَتَّى أَسْبُرَهُ قَبْلَكَ (assumed tropical:) Do not thou enter it until I explore it before thee, and see if there be in it any one, or anything that may hurt. (TA.) b6: مَفَازَةٌ لَا تُسْبَرُ (tropical:) A desert of which the extent cannot be known. (A.) b7: سَبَرْتُ فُلَانًا (tropical:) [I searched into such a one]. (A.) — فُيهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ لَا يُسْبَرُ (tropical:) [In him is much good, the extent of which cannot be known]. (A.) b8: أَمْرٌ عَظِيمٌ لَا يُسْبَرُ (tropical:) [A great affair, of which the uttermost cannot be known]. (A.) b9: اُسْبُرْ لِى مَا عِنْدَهُ (assumed tropical:) Learn thou for me what he has [in his mind, or in his possession]. (M.) b10: سَبَرْتُ القَوْمَ, aor. ـُ and سَبِرَ, inf. n. سَبْرٌ, (assumed tropical:) I observed the people attentively, with investigation, one after another, that I might know their number. (Msb.) 8 إِسْتَبَرَ see 1, in two places.

سَبْرٌ: see سِبْرٌ.

A2: Also The lion. (El-Mu- ärrij, K.) سِبْرٌ (S, M, K) and ↓ سَبْرٌ (M, K) The source, or origin, [of a thing,] syn. أَصْلٌ: (M, K:) pl. of both أَسْبَارٌ. (M.) b2: (tropical:) Form, or appearance; figure, feature, or lineaments; external state or condition; state with regard to apparel and the like; (S, M, K;) or goodly form or appearance &c.; (K;) aspect; garb, or habit; (TA;) colour, or complexion; (M, K;) beauty; (K;) brightness of countenance: (M:) pl. of both as above. (M.) b3: IAar says, I heard Aboo-Ziyád El-Kilábee say, I returned from Marw to the desert, and one of its people said to me, أَمَّا السِّبْرُ فَحَضَرِىٌّ وَأَمَّا اللِّسَانُ فَبَدَوِىٌّ (tropical:) As to garb and appearance, [thou art like] an inhabitant of a town; but as to tongue, an inhabitant of the desert. (S, * TA.) b4: You say, فُلَانٌ حَسَنُ الحِبْرِ وَالسِّبْرِ (tropical:) Such a one is beautiful and of goodly appearance. (S.) [See also حِبْرٌ.] b5: A woman of the desert said, أَعْجَبَنِى سِبْرُ فُلَانٍ (tropical:) The good condition, and flourishing state of body, of such a one pleased me: and رَأَيْتُهُ سَيِّئَ السِّبْرِ (tropical:) I saw him to have an altered and ill appearance of body: thus she assigned to سبر two significations. (TA.) b6: One says also, إِنَّهُ لَحَسَنُ السِّبْرِ (tropical:) Verily he is goodly in complexion and appearance. (TA.) b7: سِبْرٌ also signifies (tropical:) A characteristic by which one knows the generousness or ungenerousness of a beast. (Az, M.) b8: And (assumed tropical:) One's knowledge of the fruitfulness or unfruitfulness [or the good or bad condition] of a beast. (Az, TA.) b9: Also (assumed tropical:) Likeness; syn. شَبَهٌ. (K, TA. [In some copies of the K, سُبَّةٌ, which is an evident mistake.]) So in the phrase, occurring in a trad., غَلَبَ عَلَيْهِمْ سِبْرُ أَبِى بَكْرٍ (assumed tropical:) The likeness (شَبَه) of Aboo-Bekr predominated in them. (IAar, TA.) One says also, عَرَفَهُ بِسِبْرِ أَبِيهِ (assumed tropical:) He knew him by the appearance and likeness of his father. (TA.) b10: Also the former (سِبْرٌ), Enmity, (K,) accord. to El-Muärrij; but Az says that this is strange. (TA.) سَبْرَةٌ A cold morning, between daybreak and sunrise: (S, M, A, Mgh, K:) or from the time a little before daybreak to daybreak: or from daybreak to sunrise: (M:) or a cold morning during the period next after sunrise: (Msb:) pl. سَبَرَاتٌ: (S, M, Mgh, Msb, K:) which latter is also expl. as signifying the intenseness of the cold of winter, and of the year. (TA.) سُبْرُتٌ and سِبْرَاتٌ and سُبْرُوتٌ and سِبْرِيتٌ: &c.: see art. سبرت.

سُبْرُورٌ Poor; (K, TA;) possessing no property: like سُبْرُوتٌ, in this sense, and in that following. (TA.) b2: (tropical:) Land in which is no herbage. (K, TA.) سِبَارٌ and ↓ مِسْبَارٌ A probe; an instrument with which a wound is probed; (S, M, K;) as also ↓ مِسْبَرٌ: (Ham p. 818:) a twist like a wick, (T, Msb,) or a similar thing, (Msb,) which is put into a wound (T, Msb) to ascertain its depth; (Msb;) an iron or other instrument with which the depth of a wound is measured: (A, Mgh:) pl. of the first, سُبُرٌ; and of ↓ the second, مَسَابِيرُ. (Msb.) It is said in a prov., مَا عُرِفَ ↓ لَوْ لَا المِسْبَارُ غَوْرُ الجُرْحِ [Were it not for the probe, the depth of the wound would not be known]. (A.) And ↓ بَعِيدُ المِسْبَارِ is applied as an epithet to a woman's vulva [or vagina, in an obvious sense,] by Ibn-Habeeb: and accord. to the K, to a woman [in allusion to her vagina]. (TA in art. خجى.) سَبَارٍ an irreg. pl. of سُبْرُوتٌ: see the latter in art. سبرت.

سَابِرِىٌّ A coat of mail made of slender rings, and strongly: (K:) so called in relation to the king Sáboor. (TA.) b2: Hence, (TA,) or from Sáboor, a province of Persia, (Mgh, Msb,) A thin, or delicate, kind of garment or cloth, (IDrd, S, M, Mgh, Msb, K,) of excellent quality: (K:) and anything thin, or delicate. (M.) Whence the prov., عَرْضٌ سَابِرِيٌّ (S, M, * K *) A slight exhibition: (M:) [see variations of this phrase in art. عرض, under عَرَضَ الشَّىْءَ:] said to him to whom a thing is shown in a slight manner: (S:) because the garment or cloth called سابرىّ, (S, K,) being of the best of qualities, (S,) is desired when exhibited in the slightest manner. (S, K. [See the first paragraph in art. عرض; and see also عَرَضَ عَلَىَّ سَوْمَ عَالَّةٍ in the first paragraph of art. سوم.]) b3: A certain sort of dates, (S, Msb, K,) of good quality. (Msb, K.) It is said that the best of the dates in El-Koofeh are the نِرْسِيَان and the سابرىّ. (S.) b4: نَخْلَةٌ سَابِرِيَّةٌ A palmtree of which the unripe dates are yellow and somewhat long. (AHát, Msb.) مَسْبَرٌ (assumed tropical:) [The internal state or condition of a man]. You say, حَمَدْتُ مَسْبَرَهُ and مَخَبَرَهُ (assumed tropical:) [I praised his internal state or condition]: (S:) and ↓ مَسْبَرَةٌ also signifies (assumed tropical:) The internal state or condition; an internal, or intrinsic, quality; or the intrinsic, or real, as opposed to the apparent, state, or aspect. (TA.) مِسْبَرٌ: see سِبَارٌ.

مَسْبَرَةٌ The utmost point of a wound. (M.) b2: See also مَسْبَرٌ.

مِسْبَارٌ: see سِبَارٌ, in four places. b2: It may also be applied to (assumed tropical:) A man who probes a wound. (Ham p. 818.) مَسْبُورٌ Goodly in form or appearance; in figure, feature, or lineaments; in external state or condition; in state of apparel or the like. (K, TA.)

سبر: السَّبْرُ: التَّجْرِبَةُ. وسَبَر الشيءَ سَبْراً: حَزَره

وخَبَرهُ. واسْبُرْ لي ما عنده أَي اعْلَمْه. والسَّبْر: اسْتِخْراجُ كُنْهِ

الأَمر. والسَّبْر: مَصْدَرُ سَبَرَ الجُرْحَ يَسْبُرُه ويَسْبِرُه سَبْراً

نَظَر مِقْدارَه وقاسَه لِيَعْرِفَ غَوْرَه، ومَسْبُرَتُهُ: نِهايَتُه.

وفي حديث الغار: قال له أَبو بكر: لا تَدْخُلْه حتى أَسْبُِرَه قَبْلَك أَي

أَخْتَبِرَه وأَغْتَبِرَه وأَنظرَ هل فيه أَحد أَو شيء يؤذي.

والمِسْبارُ والسِّبارُ: ما سُبِرَ به وقُدَّرَ به غَوْرُ الجراحات؛ قال

يَصِفُ جُرْحَها:

تَرُدُّ السِّبارَ على السَّابِرِ

التهذيب: والسِّبارُ فَتِيلة تُجْعَلُ في الجُرْح؛ وأَنشد:

تَرُدُّ على السَابرِيِّ السِّبارا

وكل أَمرٍ رُزْتَه، فَقَدْ سَبَرْتَه وأَسْبَرْتَه. يقال: حَمِدْتُ

مَسْبَرَه ومَخْبَره.

والسِّبْرُ والسَّبْرُ: الأَصلُ واللَّوْنُ والهَيْئَةُ والمَنْظَرُ.

قال أَبو زياد الكلابي: وقفت على رجل من أَهل البادية بعد مُنْصَرَفِي من

العراق فقال: أَمَّا اللسانُ فَبَدَوِيُّ، وأَما السِّبْرُ فَحَضَرِيُّ؛

قال: السِّبْر، بالكسر، الزِّيُّ والهيئةُ. قال: وقالت بَدَوِيَّةٌ

أَعْجَبَنا سِبْر فلان أَي حُسْنُ حاله وخِصْبُه في بَدَنه، وقالت: رأَيته

سَيِّءَ السِّبْر إِذا كان شاحِباً مَضْرُوراً في بدنه، فَجَعَلَتِ السَّبْرَ

بمعنيين. ويقال: إِنه لَحَسَنُ السِّبْرِ إِذا كان حَسَنَ السَّحْناءِ

والهيئةِ؛ والسَّحْناءُ: اللَّوْنُ. وفي الحديث: يَخْرج رجل من النار وقد

ذَهَبَ حِبْرُه وسِبْرُه؛ أَي هَيْئَتُه. والسِّبْرُ: حُسْنُ الهيئةِ

والجمَالُ وفلانٌ حَسَنُ الحِبْرِ والسِّبْر إِذا كان جَمِيلاً حَسَنَ

الهيئة؛ قال الشاعر:

أَنَا ابنُ أَبِي البَراءِ، وكُلُّ قَوْمٍ

لَهُمْ مِنْ سِبْر والِدِهِمْ رِداء

وسِبْرِي أَنَّنِي حُرٌّ نَقِيٌّ

واَّنِّي لا يُزايِلُنِي الحَياءُ

والمَسْبُورُ: الحَسَنُ السِّبْر. وفي حديث الزبير أَنه قيل له: مُرْ

بَنِيكَ حتى يَتَزَوَّجُوا في الغرائب فقد غَلَبَ عليهم سِبْرُ أَبي بكرٍ

ونُحُولُهُ؛ قال ابن الأَعرابي: السِّبْرُ ههنا الشَّبَهُ. قال: وكان أَبو

بكر دَقِيقِ المَحاسِنِ نَحِيفَ البدنِ فأَمَرَهُم الرَّجُلُ أَن

يُزَوِّجَهم الغرائبَ ليجتمعَ لهم حُسْنُ أَبي بكر وشِدَّةُ غيره. ويقال: عرفته

بِسِبْر أَبيه أَي بِهَيئته وشَبَهِهِ؛ وقال الشاعر:

أَنَا ابنُ المَضْرَحِيِّ أَبي شُلَيْل،

وهَلْ يَخْفَى على الناسِ النَّهارُ؟

عَلَيْنا سِبْرُه، ولِكُلِّ فَحْلٍ

على أَولادِهِ منه نِجَارُ

والسِّبْر أَيضاً: ماء الوجه، وجمعها أَسْبَارٌ. والسِّبْرُ والسَّبْرُ:

حُسْنُ الوجه. والسِّبْرُ: ما اسْتُدِلَّ به على عِتْقِ الدابَّةِ أَو

هُجْنتها. أَبو زيد: السِّبْرُ ما عَرَفْتَ به لُؤْمَ الدابة أَو كَرَمَها

أَو لَوْنَها من قبل أَبيها. والسِّبْر أَيضاً: مَعْرِفَتُك الدابة

بِخصْبٍ أَو بِجَدْبٍ. والسَّبَراتُ: جمع سَبْرَة، وهي الغَداةُ البارِدَة،

بسكون الباء، وقيل: هي ما بين السحَرِ إِلى الصباح، وقيل: ما بين غُدْوَة

إِلى طلوع الشمس. وفي الحديث: فِيمَ يَخْتَصِمُ الملأُ الأَعْلَى يا

محمد؟ فَسَكَتَ ثم وضع الربُّ تعالى يده بين كَتِفَيْهِ فأَلْهَمَه إِلى أن

قال: في المُضِيِّ إِلى الجُمعات وإِسْباغِ الوُضُوءِ في السَّبَرات؛ وقال

الحطيئة:

عِظامُ مَقِيلِ الهَامِ غُلْبٌ رِقابُها،

يُباكِرْنَ حَدَّ الماءِ في السَّبَراتِ

يعني شِدَّةَ بَرْدِ الشتاء والسَّنَة. وفي حديث زواج فاطمة، عليها

السلام: فدخل عليها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في غَداةٍ سَبْرَة؛

وسَبْرَةُ بنُ العَوَّالِ مُشْتَقّ منه.

والسَّبْرُ: من أَسماء الأَسَد؛ وقال المُؤَرِّجُ في قول الفرزدق:

بِجَنْبَيْ خِلالٍ يَدْقَعُ الضَّيْمَ مِنْهُمُ

خَوادِرُ في الأَخْياسِ، ما بَيْنَها سِبْرُ

قال: معناه ما بينها عَداوة. قال: والسِّبْر العَدَاوَة، قال: وهذا

غريب. وفي الحديث: لا بأْس أَن يُصَلِّيَ الرجلُ وفي كُمِّه سَبُّورَةٌ؛

قيل: هي الأَلواح من السَّاجِ يُكْتَبُ فيها التذاكِيرُ، وجماعة من أَصحاب

الحديث يَرْوُنَها سَتُّورة، قال: وهو خطأٌ.

والسُّبْرَة: طائر تصغيره سُبَيْرَةٌ، وفي المحكم: السُّبَرُ طائر دون

الصَّقْرِ؛ وأَنشد الليث:

حتى تَعاوَرَهُ العِقْبانُ والسُّبَرُ

والسَّابِرِيُّ من الثيابِ: الرِّقاقُ؛ قال ذو الرمة:

فَجَاءَتْ بِنَسْجِ العَنْكَبُوبِ كأَنَّه،

على عَصَوَيْها، سابِرِيٌّ مُشَبْرَقُ

وكُلُّ رَقيقٍ: سابِرِيٌّ. وعَرْضٌ سابِرِيٌّ: رقيق، ليس بمُحَقَّق. وفي

المثل: عَرْضٌ سابِريٌّ؛ يقوله من يُعْرَضُ عليه الشيءُ عَرْضاً لا

يُبالَغُ فيه لأَن السابِرِيّ من أَجْود الثيابِ يُرْغَبُ فيه بأَدْنى عَرْض؛

قال الشاعر:

بمنزلة لا يَشْتَكِي السِّلَّ أَهْلُها،

وعَيْشٍ كَمِثْلِ السابِرِيِّ رَقِيقِ

وفي حديث حبيب بن أَبي ثابت: رأَيْت على ابن عباس ثوباً سابِرِيّاً

أَسْتَشِفُّ ما وراءه. كلُّ رقيق عندهم: سابِرِيٌّ، والأَصل فيه الدُّروع

السابِرِيَّةُ منسوبة إِلى سابُورَ. والسابِريُّ: ضربٌ من التمر؛ يقال:

أَجْوَدُ تَمْرِ الكوفة النِّرْسِيانُ والسابِرِيُّ.

والسُّبْرُورُ: الفقير كالسُّبْروتِ؛ حكاه أَبو علي، وأَنشد:

تُطْعِمُ المُعْتَفِينَ ممَّا لَدَيْها

مِنْ جَناها، والعائِلَ السُّبْرُورا

قال ابن سيده: فإِذا صح هذا فتاء سُبْرُوتٍ زائدة

وسابورُ: موضع، أَعجمي مُعَرَّب؛ وقوله:

ليس بِجَسْرِ سابُورٍ أَنِيسٌ،

يُؤَرِّقُه أَنِينُك، يا مَعِينُ

يجوز أَن يكون اسم رجل وأَن يكون اسم بلد.

والسَّبَارى: أَرضٌ؛ قال لبيد:

دَرَى بالسِّبارَى حَبَّةً إِثْرَ مَيَّةٍ،

مُسَطَّعَةَ الأَعْناقِ بُلْقَ القَوادِمِ

سبر
: (السَّبْرُ) ، بِفَتْح فَسُكُون: (امْتِحَانُ غَوْرِ الجُرْحِ وغَيْرِه) . يُقَال: سَبَرَ الجُرْحَ يَسْبُرَهُ ويَسْبِرُه سَبْراً: نَظَرَ مِقْدَارَه وقاسَه ليَعْرِفَ غَوْرَه، هاكذا بالوَجهين عِنْد أَئِمَّةِ اللُّغة، وصَرَّح بِهِ غَيآُ وَاحِد. وقَضِيَّة اصْطِلاح المُصنِّف أَنَّ مُضارِعَه إِنما يُقَال بالضَّمّ، ككَتَب. وَقَوله (وَغَيره) ، يَشمَلُ الحَزْرَ، والتَّجْرِبَةَ والاخْتِبارَ، واستخراجَ كُنْهِ الأَمرِ. وَمِنْه حدِيثُ الغَارِ (قَالَ لَهُ أَبو بكر: لَا تَدخُلْه حَتَّى أَسْبُرَهُ قَبْلَك) ، أَي أَختَبِرَه وأَعْتَبِرَه، وأَنْظُرَ هَل فِيهِ أَحدٌ أَو شَيْءٌ يُؤذِي.
وفرَّقَ فِي المِصْباح فَقَالَ: سَبَرَ الجُرْحَ، كنَصَر. وسَبَرَ القَومَ، إِذا تأَمَّلَهم، بالوَجْهَيَيْنِ، كقَتَل وضَرَب، نقلَه شَيْخُنا.
قلْت: وَهُوَ وَارِد على المُصَنِّف أَيضاً، (كالاسْتِبَارِ) ، وكلُّ أَمرٍ رُزْتَه فقد سَبَرْتَه واستَبَرْتَه.
(و) السَّبْرُ: (الأَسَدُ) قَالَه المُؤرِّج.
(و) السَّبْرُ: (الأَصْلُ، واللَّوْنُ، والجَمَالُ، والهَيْئَةُ الحَسَنَةُ) ، والزِّيُّ والمَنْظَرُ، (ويُكْسَر فِي) هاذه (الأَرْبَعَة) . قَالَ أَبو زِياد الكِلاَبيّ: وَقَفْتُ على رَجلٍ من أَهلِ البادِيَةِ بعدَ مُنْصَرَفِي من الْعرَاق فَقَالَ: أَمَّا اللِّسَانُ فَبَدَوِيّ، وأَمّا السِّبْر فحضَرِيّ. قَالَ: السِّبْر، بالكَسْر: الزِّيُّ والهَيْئة. قَالَ: وَقَالَت بَدَوِيَّةٌ: أَعجَبَنَا سِبْرُ فُلان، أَي حُسْنُ حالِه وخِصْبُه فِي بَدَنِه. وَقَالَت: رأَيتُه سَيِّىءَ السِّبْرِ، إِذا كَانَ شاحِباً مَضْرُوراً فِي بَدَنِه، فجَعَلت السِّبْر بمَعْنَييْن. وَيُقَال: إِنه لحَسَنُ السِّبْرِ إِذا كَانَ حَسَنَ السَّحْنَاءِ والهَيْئَةِ. وَفِي الحَدِيث (يَخْرُج رَجلٌ من النّارِ وَقد ذَهَبَ حِبْرُه وسِبْرُه) ، أَي هَيْئَته. والسِّبْرُ: حُسْنُ الهَيْئَةِ والجَمَالُ.
وَيُقَال: فُلانٌ حَسَنُ الحِبْرِ والسِّبْرِ إِذا كَانَ جَمِيلاً حَسَنَ الهَيْئَةِ. قَالَ الشَّاعِر:
أَنَا ابنُ أَبِي البَرَاءِ وكُلُّ قَوْمٍ
لهمْ مِن سِبْرِ وَالدِهم رِدَاءُ
وسِبْرِي أَنَّني حَرٌّ تَقِيُّ
وأَنِّي لَا يُزايِلُني الحَيَاءُ
وَقَالَ أَبو زَيْد: السِّبْر: مَا عَرَفْتَ بِهِ لُؤْمَ الدَّابَّة أَو كَرَمَها من قِبَل أَبِيهَا والسِّبْر أَيضا: مَعْرِفَتُك الدَّابَّة بخِصحب أَو بجَدْبِ. (والمَسْبُورُ: الحَسَنُها) ، أَي الهَيْئَةِ.
(و) السِّبْر، (بِالْكَسْرِ: العَدَاوَةُ) . وَبِه فَسَّرَ المُؤَرِّخ قَوْلَ الفَرزدق
بجَنْبَيْ جُلاَلٍ يَدْفَعُ الضَّيْمَ مِنْهمُ
خَوَادِرُ فِي الأَخْيَاس مَا بَيْنَها سِبْرُ
أَي عَداوة. قَالَ الأَزهريّ: وَهُوَ غَرِيب.
وَقَالَ الصاغانيّ: وقرأْت فِي النَّقائِض:
لِحَيَ حِلاَلٍ يَدْفَع الضَّيْمَ عَنهمُ
هَوَادِرُ فِي الأَجْوَافِ ليسَ لَهَا سِبْرُ
(و) السِّبْرُ: (الشَّبَهُ) ، وَبِه فُسِّر حدِيثُ الزُّبَيْر (أَنه قِيل لَهُ. (مُرْ بَنِيك حتّ يَتَزَوَّجُوا فِي الغَرائِب، فقد غَلَبَ عَلَيْهِم سِبْرُ أَبِي بَكْر ونُحُولُه) . قَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ: أَي شَبَهُ أَبي بكْر، قَالَ: وَكَانَ أَبو بَكْرٍ دَقِيقَ المَحَاسِنِ نَحِيفَ البَدَنِ، فأَمرَهم الرَّجُلُ أَن يُزَوِّجَهم الغَرائِبَ يَجْتَمِع لَهُم حُسْنُ أَبِي بَكْرٍ وشِدَّةُ غَيْرِه. وَيُقَال: عَرَفَه بسِبْر إِبِيه، أَي بهَيْئتِهِ وشَبَهِه. وَقَالَ الشَّاعِر وَهُوَ القَتَّال الكِلابِيّ:
أَنَا ابنُ المَضْرَحِيِّ أَبي شَلِيلٍ
وهَلْ يَخْفَى علَى النَّاسِ النَّهارُ
عَلَيْنَا سِبْرُه ولكُلّ فَحْلٍ
عَلَ أَوْلادهِ مِنْهُ نِجَارٌ
(والسَّبْرَةُ، بالفَتْح) ، وذِكْر الفَتْح مُسْتَدْرك: (الغَدَاةُ البارِدَةُ) . وَقيل هِيَ مَا بَيْن السَّحَر إِلى الصَّباح. وَقيل: مَا بَيْن غُدُوَة إِلى طُلُوعِ الشَّمس، (ج سَبَرَاتٌ) ، مُحرَّكة. وَفِي الحَدِيث (فِيمَ يَخْتَصِم المَلأُ الأَعْلَى يَا مُحَمَّد: فسكَت، ثُمَّ وَضعَ الرَّبُّ تَعَالَى يدَه بَين كَتِفَيه فأَلْهَمَه إِلى أَن قَالَ: فِي المُضِيِّ إِلى الجُمُعَاتِ، وإِسباغِ الوُضُوءِ فِي السَّبَرَات) . وَقَالَ الحُطَيْئة:
عِظامُ مَقِيلِ الهَامِ غُلْبٌ رِقَابُها
يُبَاكِرْن حَدَّ المَاءِ فِي السَّبَراتِ يَعْنِي شِدّةَ بَرْدِ الشِّتَاءِ والسَّنَةِ.
وَفِي حديثِ زَوَاجِ فَاطِمَة عَلَيْهَا السَّلام (فدَخَلَ عَلَيْهَا رسُولُ اللهاِ صلى الله عَلَيْهِ وسلمفي غَدَاةٍ سَبْرَةٍ) .
وسَبْرَةُ بنُ العَوَّال، مشتقّ مِنْهُ، (و) كَذَا (سَبْرَةُ بنُ أَبِي سَبْرَةَ) الجُعْفِيّ، رَوَى عَنهُ عُمَيْرُ بنُ سَعْد، وَله وِفَادَة، أَخرجه الثَّلاثة.
(و) سَبْرَةُ (بنُ عَمْرٍ و) التَّمِيميّ، وَفَدَ مَعَ الأَقْرَعِ بنِ حَابِسٍ، وأَخْرَجَه أَبو عَمْرٍ و.
(و) سَبْرَةُ (بنُ فاتِكٍ) الأَسَدِيّ. رَوَى عَنهُ جُبَيْر بن نُفَيْر، وبُسْرُ بنُ عُبَيْد الله، وَهُوَ أَخُو خُرَيْم.
(و) سَبْرَةُ (بنُ الفاكِهِ) الأَسَدِيّ، رَوَى عَنهُ سالِمُ بن أَبي الجَعْد، وَيُقَال هُوَ ابنُ أَبِي الفَاكِه، (صحابِيُّون) .
وَكَذَا سَبْرة بن عَوْسَجة. قَالَ مَرْوَان بن سَعِد: لَهُ صُحْبة. وَقيل: هُوَ سَبْرَة بن مَعْبَد الجُهَنيّ، روَى عَنهُ مِن وَلدِه الرَّبِيعُ بنُ سَبْرَةَ وحَفِيداه: عبدُ الْملك وعبدُ العَزِيز، ابْنا الرّبيع، سَمِعَا عَن أَيهِما عَن جَدّهما. وَمن وَلَدِه سَبْرَةُ بنُ عَبْدِ الْعَزِيز بنِ الرَّبِيع، سَمِعَ أَبا. وَعنهُ إِسحاق ابْن يَزِيد، وَيَعْقُوب بن محمّد، وأَخوه حَرْمَلَةُ بنُ عبد الْعَزِيز، حدَّث عَن عَمِّه عَبْدِ المَلِك، وَعنهُ الحُمَيْدِيّ، كَذَا فِي تَارِيخ البخاريّ. وَذكر الحافِظُ فِي التَّبْصِير عَبْدَ الله بنَ عُمَرَ بنِ عَبْدِ الْعَزِيز، وحَدِيثُه فِي مُسنَد الإِمام أَحْمَد فِي المُتْعة.
(أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ السَّبْرِيُّ) . قَالَ أَبو عُبَيْدٍ الآجريّ: سأَلتُ أَبا دَاوُدَ عَن أَبي بَكْرٍ السَّبْرِيّ فَقَالَ: (مُفْتِي) أَهلِ (المَدِينَةِ) . قلْت: هُوَ محمّد بن عبد الله بن محمّد بن أبي سَبْرة بن أَبي رُهْم بن عبد الْعَزِيز بن أَبي قَيْس بن عَبْدوُدِّ بنِ نَصْر بن مالِك بن حِسْل بن عامرٍ، تَولَّى قَضاءَ مكَّة لزيادِ بن عبيد الله، وأَفتَى بِالْمَدِينَةِ عَن شَرِيكٍ وَابْن أَبي ذِئْبٍ، وَعنهُ ابْن جُرَيج وَعبد الرَّزَّاق، ونزَلَ بغدَادَ وَمَات بهَا. وَقَالَ ابنُ مُعِينٍ: لَيْسَ حَدِيثه بشيْءٍ، وَله أَخٌ اسْمه محمّد أَيضاً، وَلِيَ قضاءَ المدينةِ، عَن هِشَامِ بن عُرْوَة، لَا يُحتَجُّ بِهِ.
(وسِبْرِتُ، كزِبْرِج: د، بالمَغْرِبِ) قُرْبَ أَطْرَابُلُسَ، وَقد تقدّم للمصنِّف أَيضاً فِي الثَّاءِ الفَوْقِيَّة.
وَقَالَ الصَّاغَانِيّ: سَبْآعةُ: من مُدُن إِفريقِيّةَ.
(والسَّابِريُّ: ثَوْبٌ رَقِيقٌ جَيِّدٌ) ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
فجَاءَتْ نَسْجِ العَنْكَبُوتِ كأَنَّه
علَى عَصَوَيْهَا سابِرِيٌّ مُشَبْرَقُ
وكُلُّ رَقِيق سَابِريٌّ: (ومِنْهُ) الْمثل: ((عَرْضٌ سابِرِيٌّ)) أَي رَقِيقٌ لَيْسَ بمُحَقَّق. يَقُوله: من يُعرَض عَلَيْهِ الشيْءُ عَرْضاً لَا يُبَالَغُ فِيهِ؛ (لِأَنَّه) أَي السَّابِرِيّ من أَجْوَدِ الثِّيَاب (يُرْغَبُ فِيهِ بأَدْنَى عَرْضِ) . قَالَ الشَّاعِر:
بمَنْزِلَةٍ لَا يَشْتَكي السِّلَّ أَهْلُهَا
وعَيْشٍ كمِثْلِ السَّابِرِيِّ رَقِيقِ
وَفِي حَدِيث حَبِيبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ: (رأَيْتُ علَى ابنِ عَبَّاس ثَوْباً سابِرِيًّا أَستَشِفُّ مَا وَرَاءَه) . كلُّ رقِيق عِنْدهم سَابِرِيٌّ، والأَصل فِيهِ الدُّرُوع السَّابِرِيَّة منسوبة إِلَى سابُورَ.
(و) السَّابِرِيُّ: (تَمْرٌ) جَيِّدٌ (طَيِّبٌ) . يُقَال: أَجْوَدُ تَمْرِ الكُوفَةِ النِّرْسِيَانُ والسابِرِيُّ:
(و) السَّابِرِيُّ) (دِرْعٌ دقِيقَةُ النَّسْجِ فِي إِحْكام) صَنْعةٍ، مَنْسُوبة إِلى الْملك سابُورَ.
(وسابُورُ) ذُو الأَكتافِ: (مَلِك) العَجَم، (مُعرَّبُ شَاهْ بور) ، مَعَناه ابنُ السُّلطان.
(و) سابُورُ: (كُورَةٌ بفارِسَ، مدِينَتُها نَوْبَنْدَجانُ) ، قريبَة من شِعْب بَوّانَ، بَينهَا وَبَين أَرَّجَانَ سِتَّة وَعِشْرُونَ فَرْسخاً، وَبَينهَا وَبَين شِيرَازَ مِثلُ ذالك. وَقد ذَكَرَها المُتَنَبِّي فِي شِعْره.
(و) أَبُو العَبَّاس (أَحمدُ بنُ عَبْدِ الله ابْنِ سابورَ) الدَّقّاق، بغدادِيّ، عَن أَبي نُعَيم عُبَيدِ بن هِشَام الحَلَبيّ وَغَيره، (وعبدُ اللهاِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سابورَ الشِّيرازِيُّ، محدِّثانِ) ، قَالَ الذَّهَبِيّ: رَوَى لنا عَنهُ الأَبَقُوهِيّ الثَّلاثِيّاتِ حُضُوراً.
(والسُّبْرُورُ) ، بالضَّمّ: (الفَقِيرُ) الَّذِي لَا مالَ لَهُ، كالسُّبْروتِ، حَكَاهُ أَبُو علِيّ: وأَنشد:
تُعِم المُعْتَفِينَ مِمَّا لَدَيْهَا
مِنْ جَنَاهَا والعَائِلَ السُّبْرُورَا
قَالَ ابنُ سِيده: فإِذا صَحَّ هاذا فتاءُ سُبْروتٍ زائِدةٌ.
(و) من المَجَاز: (أَرضٌ) سُبْرُورٌ: (لاَ نَبَاتَ ب 2 ا) ، وكذَلك سُبْرُوتٌ.
(والسِّبَارُ، ككِتَاب، والْمِسْبَارُ) ، كمِحْرَاب: (مَا يُسْبَرُ بِه الجُرْحُ) ويُقَدَّرُ بِهِ غَوْرُه. قَالَ الشَّاعِر يَصِف جُرْحَها:
تَرُدّ السِّبَارَ علَى السّابِرِ
وَفِي التّهْذِيب: السِّبَار: فَتِيلَةٌ تُجْعَل فِي الجُرْح، وأَنشد:
تَرُدُّ على السَّابِرِيِّ السِّبَارَا
وَمن أَمثال الأَساس (لَوْلَا المِسْبَار مَا عُرً غَورُ الجُرْح) .
(و) الإِمامُ أَبو مُحَمَّد (عبدُ المَلِك ابنُ عَبْدِ الرَّحْمان) بنِ مُحَمَّد بنِ الحُسَيْن بنِ محمّد بن فَضَالَةَ (السِّبَارِيُّ) البُخَارِيّ، إِلى سِبَارَى، بِالكَسْر، قَرْية ببُخارَى، (حَدَّثَ بتارِيخ بُخَارَى عَن مُؤَلِّفهِ) أَبِي عبدِ الله مُحَمَّد بنِ أَحمدَ بنِ محمّدِ بنِ (غُنْجَارَ) ، وَعنهُ أَبو الفَضْل بَكرُ ابنُ محمّدِ بنِ عَلِيّ الزّنجويّ وَغَيره.
(و) سُبَرٌ وسُبْرَةٌ (كصُرَدٍ وقُتْرَةٍ: طائِرٌ) دونَ الصَّقْر، كَذَا فِي الْمُحكم وأَنشد اللّيث للأَخطل:
والحارِثَ بنَ أَبي عَوْف لَعِبْنَ بِه
حتَّى تَعاوَرَه العِقْبَانُ والسُّبَرُ
(و) سُبَر، (كصُرَد، أَو) سُبْرَةَ، مثل (قُتْرة، أَو) سُبَيْر، مِثْلُ (زُبَيْر: بِئْرٌ عادِيَّة لتَيْمِ الرِّبَابِ) فِي جَبَل يُقَال لَهُ السِّبْرَاة.
(و) سَبَّر (كَبَقَّم: كَثِيبٌ بَين بَدْرٍ والمَدِينةِ) ، هُنَاكَ قَسَم صلى الله عَلَيْهِ وسلمالغَنائِم. قَالَ شيخُنَا يُزَاد على النَّظَائِر السابِقَة فِي (تَوّج وبَذَّرَ وجيّر) . قلْت: وَضَبطه الصاغانيّ بِكَسْر الموحّدة المُشَدَّدة، وَهُوَ الصَّوَاب.
(و) فِي الحَدِيث (لَا بأْس أَن يُصَلِّيَ الرَّجلُ وَفِي كُمِّه سَبُّورة) ، هِيَ (كتَنُّومَة: جَرِيدَةٌ من الأَلْواحِ) من ساجِ (يُكْتَبُ عَلَيْهَا) التّذاكِيرُ، (فإِذا استغْنَوْا عَنْهَا مَحَوْها) ، كسَفُّورة، كَمَا سيأْتِي، وَهِي مُعرَّبة، وجماعةٌ من أَهل الحَدِيث يَرْوُونَهَا سَتُّورة، وَهُوَ خَطَأٌ.
(والمُسْبَئِرُّ، كمُقْشَعِرَ: الذّاهِبُ تَحْتَ اللَّيْلِ) .
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكَ عَلَيْهِ:
المَسْبَرَةُ: المَخْبَرة: وحَدْت مَسْبَرَه ومَخْبَرَه.
والسِّبْر: مَاءُ الوَجْهِ. والجمْع أَسْبَارٌ.
والسَّبَارَى، بالفَتْح: أَرضٌ. قَالَ لَبِيد:
دَرَى بالسّبَارَى حَبَّةً إِثْرَ مَيَّةٍ
مُسَطَّع الأَعْنَاقِ بُلْقَ القَوَادِمِ
وأَسْبَارُ، بالفَتْح: قَريةٌ بِبَاب أَصْبَهَانَ يُقَال لَهُ: جَيٌّ: مِنْهَا أَبو طَاهِرٍ سَهْلُ بن عبد الله بن الفَرُّخَان الزَّاهِد، كَانَ مُجابَ الدَّعوة.
وسَبِيرَى، بِفَتْح فكسْر: قَرْية بِبُخَارَى، قيل هِيَ سِبَارَى الْمَذْكُورَة. مِنْهَا أَبو حَفْص عُمَر بنُ حَفْص بنِ عُمَر بن عُثْمَانِ بنِ عُمَر بنِ الحَسَن الهَمْدَانيّ، عَن عَلِيّ بنِ حجرٍ ويوسف بن عِيسَى، وَعنهُ محمّد بن صَابر الرِّبَاطيّ، تُوفِّي سَنَة 294، ذكرَه الأَمير. وأَبو سعيد السَّبِيريّ، روَى عَنهُ إِسحاقُ بنُ أَحمدَ السُّلَمِيّ.
وسُبْرانُ، كعُثْمانَ: موضعٌ بنواحِي البَامِيَانِ، وَهُوَ صُقْعٌ بَين بُسْت وكابُلَ، وَبَين الجِبَالِ عُيُونُ ماءٍ لَا تَقْبَل النَّجَاسةَ، إِذا أُلقِيَ فِيهَا شيْءٌ مِنْهَا مَاجَ وغَلاَ نحوَ جِهَةِ المُلْقِي، فإِن أَدركَه أَحَاطَ بِهِ حتّى يُغْرِقَه.
وسُليمانُ بن محمّدٍ السَّبْرِيّ، عَن أَبي بَكْرِ بنِ أَبِي سَبْرَةَ. وَعنهُ عبد الجَبّار المُساحِقَيّ، ذكرَه الْحَافِظ، ومحمّد بن عبد الْوَاحِد بن محمّد بن الحَسن بن حَمدانَ الفَقِيهُ السَّابُورِيّ، رَوَى عَنهُ هِبَةُ الله الشِّيرازيّ.
والسَّابِرِيّ: نِسْعةُ إِسماعيل بن سَمِيعٍ الحَنفيّ، لبيْعه الثيابَ السَّابِرِيّة، من رِجالِ مُسْلِمٍ. ضبطَه ابنُ السّمْعَانِيّ بفتْح الموحّدة، وتعَقَّبه الرَّضيّ الشاطبيّ فَقَالَ: الصّواب بِالْكَسْرِ، كَذَا فِي تَبْصِير المُنْتَبِه لِلْحَافِظِ.
وسُبَارَى، بالضّمّ: قَرْيَة بِمصْر، وَقد دَخَلتُهَا.
وأَبُو سَبْرَةَ عبدُ الله بنُ عابِس النَّخَعيّ: مقبولٌ، من الثَّالِثَة. وسَبْرَةُ بن المُسَيَّب بن نَجَبَة، كِلَاهُمَا عَن ابنِ عَبّاس. وسُلَيمان بن سَبْرَةَ، عَن مُعَاذٍ، وَعنهُ أَبو وَائِل 8
وَمن المَجَاز: فِيهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ لَا يُسْبَر. وأَمرٌ عَظِيم لَا يُسْبَر. ومفَازَة لَا تُسْيَر، أَي لَا يعُرَف قَدْرُ سَعَتها. وإِسْبَرْت، بِكَسْر فَسُكُون فَفتح: مدينةٌ عظيمةٌ بالروم، خَرَجَ مِنْهَا العلماءُ.
وسِبْرَاة، بالكَسْر: ماءٌ لتَيْمِ الرِّباب.
كتاب

سبر


سَبَرَ(n. ac. سَبْر)
a. Probed; sounded, fathomed (well);
explored.
إِسْتَبَرَa. see I
سَبْرa. see 2
سَبْرَة
(pl.
سَبَرَات)
a. Fresh, chilly morning.

سِبْر
(pl.
أَسْبَاْر)
a. Source, origin.
b. Form; appearance, exterior; colour, complexion;
beauty.

مِسْبَر
(pl.
مَسَاْبِرُ)
a. Probe.

سَاْبِرِيّa. Coat of mail.
b. Fine garment.

سِبَاْر
(pl.
سُبُر)
مِسْبَاْر
(pl.
مَسَاْبِيْرُ)
a. see 20
N. P.
سَبڤرَa. Fine, handsome.

حَشَشَ

(حَشَشَ)
- فِي حَدِيثِ الرُّؤْيَا «وَإِذَا عنْدَه نارٌ يَحُشُّها» أَيْ يُوقدُها. يُقَالُ: حَشَشْتُ النَّارَ أَحُشُّها إِذَا أَلْهَبْتَهَا وأضْرَمْتها.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي بَصِير «ويْلٌ امِّه مِحَشُّ حَرْب لَوْ كَانَ معَه رِجَال» يُقال: حَشَّ الحَربَ إِذَا أسْعرَها وهيَّجها، تَشْبِيها بإسْعار النَّارِ. وَمِنْهُ يُقَالُ لِلرَّجُلِ الشُّجاع: نعْم مِحَشُّ الكَتِيبة. [هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ تَصِفُ أَبَاهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «وَأَطْفَأَ مَا حَشَّتْ يَهُودُ» أَيْ مَا أوْقَدَت مِنْ نِيرَانِ الفِتْنة وَالْحَرْبِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ «قَالَتْ: دُخِلَ عليَّ رسولُ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم فَضَرَبني بمِحَشَّةٍ» أَيْ قَضيب، جَعَلَتْهُ كالعُود الَّذِي تُحَشُّ بِهِ النَّارُ: أَيْ تُحَرَّكُ، كَأَنَّهُ حَرَّكَهَا بِهِ لِتَفْهَمَ مَا يَقُولُ لَهَا.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «كَمَا أزالُوكم حَشًّا بالنِّصَال» أَيْ إسْعاراً وتَهْيِيجاً بالرَّمْي.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّ رَجُلًا مِنْ أسْلَم كَانَ فِي غُنَيْمة لَهُ يَحُشُّ عَلَيْهَا» قَالُوا: إنَّما هُوَ يَهُشُّ بِالْهَاءِ:
أَيْ يَضْرِبُ أَغْصَانَ الشَّجَرَةِ حَتَّى يَنْتَثر ورَقُها، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَقِيلَ: إنَّ يَحُشُّ ويَهُشُّ بِمَعْنًى، أَوْ هُوَ مَحْمُولٌ عَلَى ظَاهِرِهِ، مِنَ الحَشِّ: قَطْع الحَشِيشِ. يُقَالُ حَشَّهُ واحْتَشَّهُ، وحَشَّ عَلَى دابَّته، إِذَا قَطع لَهَا الحَشيش.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا يَحْتَشُّ فِي الحَرم فزَبَره» أَيْ يأخُذ الحَشِيش، وَهُوَ اليَابِسُ مِنَ الْكَلَأِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي السَّليل «قَالَ: جَاءَتِ ابْنَةُ أَبِي ذرٍّ عَلَيْهَا مِحَشُّ صُوف» أَيْ كِسَاء خَشِنٌ خَلَق، وَهُوَ مِنَ المِحَشِّ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ: الكسَاء الَّذِي يُوضع فِيهِ الحَشِيشِ إِذَا أُخِذَ.
(س) وَفِيهِ «إِنَّ هَذِهِ الــحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ» يَعْنِي الكُنُف ومَواضع قَضاء الْحَاجَةِ، الْوَاحِدُ حَشُّ بِالْفَتْحِ. وَأَصْلُهُ مِنَ الحَشِّ: البُسْتَان، لِأَنَّهُمْ كَانُوا كَثِيرًا مَا يَتَغوّطون فِي البسَاتِين.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُثْمَانَ «أَنَّهُ دُفِن فِي حَشِّ كَوْكَب» وَهُوَ بُسْتان بظاهر المدينة خارج البَقيع.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ طَلْحَةَ «أَدْخَلُونِي الحَشَّ فوَضَعُوا اللُّجَّ عَلَى قَفَيَّ» ويُجْمَع الحَشِّ- بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ- عَلَى حُشَّان.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَخْلى فِي حُشَّان» .
(هـ) وَفِيهِ «نَهى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُؤتى النِّسَاءُ فِي مَحَاشِّهِنَّ» هِيَ جَمْعُ مَحَشَّة، وَهِيَ الدُّبر. قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: وَيُقَالُ أَيْضًا بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ، كَنى بالمَحَاشِّ عَنِ الأدْبار، كما يُكَنَّى بالــحُشُوش عن مواضع الغائط. (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ «مَحَاشُّ النِّساء عليكم حرَام» .
(س) ومنه حَدِيثُ جَابِرٍ «نَهى عَنْ إِتْيَانِ النِّساء فِي حُشُوشِهِنَّ» أَيْ أدْبارِهنّ.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «أُتيَ بِامْرَأَةٍ مَاتَ زَوْجُهَا، فاعْتدت أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا، ثُمَّ تَزَوَّجَتْ رجُلا فَمَكَثَتْ عِنْدَهُ أربَعَة أَشْهُرٍ ونِصْفا، ثُمَّ ولَدت، فدَعا عُمَرُ نِسَاءً فسألُهنّ عَنْ ذَلِكَ، فقلْنَ: هَذِهِ امْرَأَةٌ كَانَتْ حَامِلًا مِنْ زَوْجها الْأَوَّلِ، فلمَّا مَاتَ حَشَّ ولدُها فِي بَطْنها» أَيْ يبِس. يُقَالُ:
أَحَشَّت الْمَرْأَةُ فَهِيَ مُحِشُّ، إِذَا صَارَ ولدُها كَذَلِكَ. والحَشُّ: الْوَلَدُ الْهَالِكُ فِي بَطْن أمِّه.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أنَّ رجُلا أَرَادَ الخُروج إِلَى تَبُوك، فَقَالَتْ لَهُ أمُّه أَوِ امْرأته: كَيْفَ بالوَدِيّ؟
فقال: الغَزْوُ أنْمى للودىّ، فما ماتت منه ودِيَّةٌ وَلَا حَشَّت» أَيْ يَبِسَتْ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ زَمْزَمَ «فانْفَلتَت البَقَرة مِنْ جازِرِها بحُشَاشَة نَفْسها» أَيْ بِرَمق بَقيَّة الْحَيَاةِ والرُّوح.

خضب

خضب: انخضب: تغير لونه بالخضاب (المقدمة 3: 420).
خِضَاب: يجمع على أخضبة. ففي ابن البيطار (1: 267): وهو من أخضبة الملوك.
مُخَّضب. فرس مخضب: أبيض الأرجل (فوك).
خ ض ب: (الْخِضَابُ) مَا يُخْتَضَبُ بِهِ وَقَدْ (خَضَبَهُ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَ (اخْتَضَبَ) بِالْحِنَّاءِ وَنَحْوِهِ، وَكَفٌّ (خَضِيبٌ) . وَ (الْمِخْضَبُ) الْمِرْكَنُ. 
(خضب)
خضبا وخضوبا تلون وَالشَّجر اخضر وَالْأَرْض طلع نباتها أَخْضَر والماشية أكلت الخضب وَالشَّيْء خضبا وخضابا غير لَونه بالخضاب فَهُوَ خاضب وَالشَّيْء مخضوب وخضيب

(خضب) الشّجر وَنَحْوه خضبا وخضوبا خضب
[خضب] نه فيه: بكى حتى "خضب" دمعه الحصى، أي بلها من طريق الاستعارة، والأشبه أن يكون أراد المبالغة في البكاء حتى احمر دمعه حتى خضب الحصى. وفيه: أجلسوني في "مخضب" فاغسلوني، هو بالكسر شبه المركن وهي إجابة يغسل فيها الثياب. ك: بكسر ميم وسكون خاء وفتح ضاد معجمتين. وح: "لم يخضب" صلى الله عليه وسلم، يجيء في صبغ.

خضب


خَضَبَ(n. ac. خَضْب)
a. Dyed, coloured, tinged.
b. see infra.

خَضِبَ(n. ac. خُضُوْب)
a. Became green, verdant.

خَضَّبَa. see I (a)
أَخْضَبَa. Became green, verdant.

تَخَضَّبَإِخْتَضَبَa. Was dyed, coloured, tinged.

خَضْب
(pl.
خُضُوْب)
a. Verdure.

مِخْضَب
(pl.
مَخَاْضِبُ)
a. Trough, washing-tub.

خِضَاْبa. Dye, colouring-matter.

خَضِيْبa. Dyed, coloured.

إِخْضَوْضَبَ
a. Was green, verdant.
خضب خضب الرجل شيبه، والخضاب الاسم. وكل شيء غير لونه حمرة فهو مخضوب. والخاضب من النعام إذا اغتلم في الربيع فاحمرت ساقاه وريشه. والمخضب مثل إجانة يغسل فيها الثياب. وإذا لقحت النخلة وتفرق الشماريخ واخضرت قيل خضبت النخلة فهي خاضب، وكذلك العضاة وغيره، وسمع بعض العرب يقول ما هذه العضاة أجلبة أم خضب، فالخضب الخارج عن المطر؛ والجلبة حين يتغير. ويقال أخاضبة أم جالبة. وأخضبت الأرض أعشبت، وتخضبت.
خضب فاغسلوني.

خضب قَالَ أَبُو عبيد: المخضب هُوَ مثل الإجانة الَّتِي يُغسل فِيهَا الثِّيَاب ركن وَنَحْوهَا وَقد يُقَال لَهُ المركن أَيْضا وَمِنْه حَدِيث حمْنَة بنت جحش أَنَّهَا كَانَت تجْلِس فِي مِركن لأختها زَيْنَب وَهِي مُسْتَحَاضَة حَتَّى تعلو صفرَة الدَّم المَاء.
[خضب] الخِضابُ: ما يُخْتَضَبُ به. وقد خضبت الشئ أخضبه خضبا. واختضب بالحِنَّاءِ ونحوه. وكَفٌّ خضيبٌ. والكف الخضيب: نجم. والخضبة مثال الهمزة: المرأة الكثيرة الاختضاب، وبَنانٌ خضيبٌ: مُخَضَّبٌ، شُدِّدَ للمبالغة. والمِخْضَبُ: المِرْكَنُ. وخضَب النخلُ، إذا اخضَرَّ. والخاضب: الظليم الذي أكلَ الربيعَ واحمَرَّ ظُنْبوباهُ أو اصفرا. قال أبو دواد: له ساقا ظليمٍ خا * ضبٍ فوجئ بالرعب ولا يقال ذلك إلا للظليم، دون النعامة.
خ ض ب

خضب شعره ويده بالخضاب، وكف خضيب، وبنان مخضب. وطلعت الكف الخضيب وهي نجم. واختضب الرجل وتخضّب. وامرأة خضبة: كثيرة الاختضاب، وقد خضبت تخضب. وأعطني من مخاضب حنائك وهي خرق الخضاب. وغسلت ثيابها في المخضب وهي الإجانة.

ومن المجاز: ظليم خاضب: أكل الربيع فاحمرت ساقاه وقوادمه: وخضبت العضاه: اخضرت وتفطرت. وخضبت الأرض وأخضبت وتخضبت: ظهر نبتها. وتقول: رأيت الأرض مخضبة، ويوشك أن تكون مخصبه.
باب الخاء والضاد والباء معهما خ ض ب مستعمل فقط

خضب: خضَبَ الرجل شيبه، والخِضابُ: الأسم، وكل شيء غير لونه بحمرةٍ كالدم ونحوه فهو مخضوب. والخاضبُ: من النعام، وهو نعت للذكر، إذا اغتلم في الربيع إحمرت ساقاه. والمِخْضَبُ: شبه [إجانة] يغسل فيها الثياب. واخْتَضَبَ الرجلُ، [واخْتَضَبَتِ المرأة] ، من غير ذكر الشعر.
خ ض ب : خَضَبْتُ الْيَدَ وَغَيْرَهَا خَضْبًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ بِالْخِضَابِ وَهُوَ الْحِنَّاءُ وَنَحْوُهُ قَالَ ابْنُ الْقَطَّاعِ فَإِذَا لَمْ يَذْكُرُوا الشَّيْبَ وَالشَّعْرَ قَالُوا خَضَبَ خِضَابًا وَاخْتَضَبْتُ بِالْخِضَابِ وَفِي نُسْخَةٍ مِنْ التَّهْذِيبِ يُقَالُ لِلرَّجُلِ خَاضِبٌ
إذَا اخْتَضَبَ بِالْحِنَّاءِ فَإِنْ كَانَ بِغَيْرِ الْحِنَّاءِ قِيلَ صَبَغَ شَعْرَهُ وَلَا يُقَالُ اخْتَضَبَ. 
خضب
خضَبَ1 يَخضِب، خُضوبًا، فهو خاضِب
• خضَب الشَّعرُ: تلوَّن. 

خضَبَ2 يَخضِب، خَضْبًا وخِضابًا، فهو خاضب، والمفعول مَخْضوب وخضيب
• خضَب شعرَه: غيَّر لونَه بالحِنَّاء ونحوها "خضَب شَيْبَه بالحنَّاء- خضبت العروسُ أطرافَها". 

اختضبَ يختضب، اختضابًا، فهو مختضِب
• اختضبتِ المرأةُ: تلوّنت بالخِضاب، وهو الحِنَّاء ونحوها ° اختضبت يده بالدِّماء: كناية عن ارتكابه جريمة قتل. 

تخضَّبَ/ تخضَّبَ بـ يتخضَّب، تخضُّبًا، فهو متخضِّب، والمفعول متخضَّب به
• تخضَّبتِ المرأةُ: تلوّن شعرُها ونحوه بالحِنّاء.
• تخضَّب بالدِّماء: تلَّطخ بها ° تخضَّب الجريحُ بدمه: سال دمُه غزيرًا من أثر الإصابة- تخضَّبت يداه بالدِّماء: كناية عن ارتكابه جريمة قتل. 

خضَّبَ يُخضِّب، تخضيبًا، فهو مخضِّب، والمفعول مخضَّب
• خضَّبتِ المرأةُ شعرَها: غيّرت لونَه بالحِنّاء ونحوِها، لوَّنته "خضَّب لِحْيَتَه". 

خِضاب [مفرد]: ج أخضبة (لغير المصدر):
1 - مصدر خضَبَ2.
2 - ما يُلوَّن به الشَّعر وغيره من حِنَّاء ونحوها "خِضاب النِّساء الحِنّاء [مثل] " ° ذات الخِضاب: كناية عن المرأة.
• خضاب الدَّم: (شر) مادّة بروتينيّة محتواة في كريَّات الدّم الحُمْر ومشتملة على حديد.
• الخِضاب الأصفر: (طب) نقط صُفْر تظهر على جلد مرضى البول السُّكَّريّ، سببها قصور الكبد عن تحويل الكاروتين إلى فيتامين (أ).
• خِضاب الصَّفراء: (طب) ما يتكوّن من هيموجلوبين الدم، تفرزها خلايا الكبد في الصفراء. 

خَضْب [مفرد]: مصدر خضَبَ2. 

خُضوب [مفرد]: مصدر خضَبَ1. 

خَضيب [مفرد]: ج خُضُب، مؤ خَضِيب وخضيبة: صفة ثابتة للمفعول من خضَبَ2: مخضوب، ملون بالحِنَّاء وغيرها (للمذكر والمؤنث) "كفٌّ خَضِيب". 
الْخَاء وَالضَّاد وَالْبَاء

خَضَب الشيءَ يَخْضِبه خَضْباً، وخَضّبه: غَيّر لَونه بحمرة أَو صُفرة أَو غَيرهمَا، قَالَ الْأَعْشَى:

أرى رجلا مِنْكُم أسِيفاً كَأَنَّمَا يَضُمّ إِلَى كَشْحَيه كَفّاً مُخضَّبَاً

ذكَّر على إِرَادَة الْعُضْو، أَو على قَوْله:

فَلَا مُزنة ودقتْ وَدْقَها وَلَا أرضَ ابقل إبقالَها

وَيجوز أَن يكون صفة لرجل، أَو حَالا من الْمُضمر فِي " يَضُم "، أَو المخفوض فِي " كشيحه ".

وكل مَا غير لَونه فَهُوَ مَخضوب، وخَضيب، وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى، يُقَال: كف خَضيب، وَامْرَأَة خَضيب، الْأَخِيرَة عَن اللحياني، وَالْجمع خُضُبٌ.

والكف الخَضِيب: نجْم، على التَّشبيه بذلك.

وَقد اختضب، وتخضَّب.

وَاسم مَا يُخضب بِهِ: الخضاب.

والخُضَبَة: الْمَرْأَة الْكَثِيرَة الاختضاب.

والخاضب: الظَّليم الَّذِي اغتلم فاحمرت ساقاه. وَقيل: هُوَ الَّذِي قد أكل الرَّبيع فاحمر ظُنبوباه، أَو اصفرّا أَو اخضرّا.

قَالَ أَبُو حنيفَة: أما الخاضب من النَّعام فَيكون من أَن الْأَنْوَار تصبُغ أَطْرَاف ريشه، وَيكون من أَن وظيفَيه يحمرّان فِي الرّبيع من غير خَضْب شَيْء، وَهُوَ عَارض يَعَرِض للنعام فتحمَرُّ أَو ظفتُها.

وَقد قيل فِي ذَلِك أَقْوَال: فَقَالَ بعض الْأَعْرَاب، احسبه أَبَا خَيرة: إِذا كَانَ الرّبيع فاكل الاساريعَ احمْرت رِجْلَاهُ ومِنْقارُه احمرارِ العُصفر، وَلَو كَانَ هَذَا هَكَذَا كَانَ مَا لم يَأْكُل مِنْهَا الاساريع لايعض لَهُ ذَلِك.

وَقد زعم رجال من أهل الْعلم: أَن البُسر إِذا بَدَأَ يحمّر بَدَأَ وظيفا الظلبم يحمرّان، فَإِذا انْتَهَت حُمرة الْبُسْر انْتَهَت حُمرة وظيفَيْه.

فَهَذَا على هَذَا غريزة فِيهِ، وَلَيْسَ من أكل الأساريع، وَلَا اعرف النعام يَأْكُل الأساريع.

وَقد حُكى ابْن الدُّقيش الْأَعرَابِي انه قَالَ: الخاضب من النعام إِذا اغتلم فِي الرّبيع اخضرت ساقاه، والظليم إِذا اغتلم احْمَرَّتْ عُنُقه وصدره وفخذاه، الْجلد لَا الريش، حُمرة شَدِيدَة، وَلَا يعرض ذَلِك للانثى.

قَالَ: وَلَيْسَ مَا قيل من أكله الأساريع بِشَيْء، لِأَن ذَلِك يعرض للداجنة فِي الْبيُوت الَّتِي لَا ترى يُسْرُوعاً بتة، وَلَا يعرض ذَلِك لإناثها.

وَلَيْسَ هُوَ عِنْد الْأَصْمَعِي إِلَّا من خَضْب النَّور، وَلَو كَانَ كَذَلِك لَكَانَ أَيْضا يَصْفَرّ ويَخْضرّ وَيكون على قدر ألوان النَّور والبَقْل، وَكَانَت الخُضرة اكثر لِأَن البقل اكثر من النَّور، أَولا تراهم حِين وصفوا الخَواضب من الْوَحْش وصفوها بالخُضرة اكثر مَا وصفوا، وَمن أَي مَا كَانَ فَإِنَّهُ يُقَال لَهُ: الخاضب، من اجل الْحمرَة الَّتِي تَعتري سَاقيه، والخاضب: وصفٌ لَهُ، يُعرف بِهِ، فَإِذا قَالُوا: خاضب، عُلم انه إِيَّاه يُريدون، قَالَ ذُو الرمة:

أذاك أم خاضبٌ بالسِّيّ مَرْتعهُ أَبُو ثَلاثين امسَى فَهُوَ مُنْقلِبُ

فَقَالَ: أم خاضب، كَمَا انه لَو قَالَ: أذاك أم ظليم، كَانَ سَوَاء. هَذَا كُله قَول أبي حنيفَة. وَقد وهم فِي قَوْله بتة، لِأَن سِيبَوَيْهٍ إِنَّمَا حَكَاهُ بِالْألف وَاللَّام لَا غير، وَلم يُجِزْ سُقُوط الْألف وَاللَّام مِنْهُ سَماعا من الْعَرَب.

وَقَوله: وصف لَهُ علم، لَا يكون الْوَصْف علما، إِنَّمَا أَرَادَ انه وصف قد غلب حَتَّى صَار بِمَنْزِلَة الِاسْم الْعلم، كَمَا تَقول: الْحَارِث وَالْعَبَّاس. وخَضب الشجُر يَخْضِب خُضوبا، وخَضِب، وخُضِب، واخضوضب: اخضّر.

وخَضب النخلُ خَضْبا: اخضرّ طلعُه.

وَاسم تِلْكَ الخضرة: الخضب، وَالْجمع: خُضوب، قَالَ حميد:

فَلَمَّا غَدتْ قد قَلَّصت غْيرَ حِشْوةٍ من الجَوْف فِيهِ عُلَّفٌ وخُضُوبُ

وخَضَبتِ الأرضُ خَضْبا: طَلع نباتُها واخضّر.

وخَضب العُرفُط، والسّمُرُ: سقط ورقه فاحمرّ واصفرَ.

والخَضْب: الجَديد من النَّبَات يُصيبه المَطر فيخضرّ.

وَقيل: الخَضْب: مَا يظْهر فِي الشّجر من خُضرة عِنْد ابْتِدَاء الإيَراق، وَجمعه: خُضوب.

وَقيل: كُل بَهِيمَة اكلته، فَهِيَ خاضب.

وخُضوب القتاد: أَن تخرج فِيهِ وُرَيقةٌ عِنْد الرّبيع وتُمِدَّ عِيدَانه، وَذَلِكَ فِي أول نَبْته، وَكَذَلِكَ العُرْفط والعَوْسج.

وَلَا يكون الخُضوب فِي شَيْء من أَنْوَاع العِضاه غَيرهَا.

والمِخْضَبُ: شبه الإجّانة.

خضب

1 خَضَبَ, (S, A, Msb, K,) aor. ـِ (Msb, K,) inf. n. خَضْبٌ (S, Msb) [and accord. to MF خِضَابٌ and خُضُوبٌ, but respecting these two inf. ns. (the latter of which seems to be peculiar to the intrans. verb خَضَبَ) see what follows], He coloured, or tinged, (A, K,) a thing; (S, A, * K; *) or changed it in colour to red, or yellow, &c.; (TA;) and ↓ خضّب signifies the same, [but app. in an intensive sense, or as applying to a number of objects, (see its pass. part. n. voce خَضِيبٌ,)] (K,) inf. n. تَخْضِيبٌ: (TA:) and the former, particularly, he tinged, or dyed, his white hair, (TA,) or the hand, &c., (Msb,) with hinnà: (Msb, TA:) but when a man has dyed his hair with any other dye than hinnà, you say, صَبَغَ شَعَرَهُ: (Msb, TA:) or you say also, خَضَبَ بِالسَّوَادِ [He dyed his hair with black]. (Suh, TA.) When one does not mention the hair (Msb, TA) or the white hair [&c.], (Msb,) he says خَضَبَ, inf. n. خِضَابٌ; (IKtt, Msb;) and ↓ اختضب, (S, IKtt, Msb, TA,) and ↓ تخضّب; (A, TA;) [meaning He dyed his hair, &c.,] with hinnà, (S, IKtt, Msb, TA,) and the like: (S, TA:) and in like manner one says of a woman, خَضَبَتْ, aor. ـِ and ↓ اختضب: (TA:) which last also signifies [particularly] She dyed her hands with hinnà. (T, TS, TA, in art. غمس.) b2: Hence, in a trad., بَكَى حَتَّى خَضَبَ دَمْعُهُ الحَصَى (tropical:) He wept so that his tears wetted the pebbles: or, more probably, so that his tears became red, and dyed the pebbles: (IAth, TA:) [or most probably, so that his tears caused the pebbles to appear of a reddish colour; for such is commonly the case when pebbles are wetted.]

A2: خَضَبَ, aor. ـِ and خَضِبَ, aor. ـَ and خُضِبَ; inf. n. of each خُضُوبٌ; and ↓ اخضوضب; (tropical:) It (a tree) became green. (K, TA.) And خَضَبَ, inf. n. خُضُوبٌ, (assumed tropical:) Its small leaves came forth in the spring, and its twigs lengthened; said of the قَتَاد, at the commencement of its vegetation; and likewise of the عَرْفَج and عَوْسَج; but of no other tree of the kind called عِضَاه: or said also of the عُرْفُط and سَمُر; meaning (assumed tropical:) it dropped its leaves, and became red and yellow: (TA:) and you say also, خَضَبَتِ العِضَاهُ (tropical:) the عضاه became green, and broke forth; (A;) or the sap of the عضاه flowed in their branches, and they became green; as also ↓ أَخْضَبَتْ, (TA,) for which اخصبت, with the unpointed ص, is said by Az to be a gross mistranscription; explained by Lth, on whose authority it is written with ص, [as also in the K in art. خصب,] as meaning the sap flowed in the branches of the عضاه so as to reach the roots. (T and TA in art. خصب.) And خَصَبَ النَّخْلُ, (S, K,) inf. n. خَضْبٌ, (K,) The palm-trees, (S,) or the spadices of the palm-trees, (K,) became green. (S, K.) And خَضَبَتِ الأَرْضُ, (A, K,) inf. n. خَضْبٌ; (TA;) and ↓ اخضبت, (K,) inf. n. إِخْضَابٌ; (TA;) or ↓ اختضبت; and ↓ تخضّبت; (A;) The earth, or land, exposed to view, (A,) or produced, (K,) its herbage, (A, K,) and it (the latter) became green. (TA.) 2 خَضَّبَ see 1, first sentence.4 أَخْضَبَ see 1, each in two places.5 تَخَضَّبَ see 1, each in two places.8 إِخْتَضَبَ see 1, in three places.12 إِخْضَوْضَبَ see 1.

خَضْبٌ The colour of a tree, or of the spadix of a palm-tree, when it becomes green: pl. خُضُوبٌ. (K.) b2: A plant fresh, or new, and green in consequence of rain; as also ↓ خَضُوبٌ: (K:) or watered by rain, and imparting a colour to the ordure: (TA:) or the green colour that appears in trees when they begin to put forth their leaves: (K:) pl. خُضُوبٌ. (TA.) خَضْبَةٌ A spadix of a palm-tree: خَصْبَةٌ, [q. v.,] with the unpointed ص, is erroneously said to have this signification. (TA.) خُضَبَةٌ A woman who uses خِضَاب for herself [i. e. for dyeing her hair or hands &c.] much, or often. (S, A, K.) خِضَابٌ Hinnà (حِنَّآء), and the like: (Msb:) or the thing with which one dyes, or tinges, his, or her, hair &c.; (S, K, TA;) such as حِنَّآء and كَتَم and the like. (TA.) خَضُوبٌ: see خَضْبٌ.

خَضِيبٌ Anything dyed, tinged, or changed in colour; [generally, with hinnà;] as also ↓ مَخْضُوبٌ: the former is both masc. and fem.: and its pl. is خُضُبٌ. (TA.) You say كَفٌّ خَضِيبٌ (S, A, K) and ↓ خَاضِبٌ (TA voce ضَارِبٌ) [A hand dyed with hinnà]: and بَنَانٌ خَضِيبٌ and ↓ مَخْضُوبٌ (K) and ↓ مُخَضَّبٌ (S, A, K) [fingers, or fingers' ends, dyed with hinnà]; but the last of these has an intensive signification. (S.) b2: And hence, (TA,) الكَفُّ الخَضِيبُ (assumed tropical:) A certain star; (S, A, K;) the star β of Cassiopeia; (so in the Egyptian almanacs;) [i. e.] the bright star of the constel-lation called ذَاتُ الكُرْسِىِّ; which star is [termed] the extended right hand of الثُّرَيَّا [or the Pleiades; corresponding to the star called الكَفُّ الجَذْمَآءُ]. (Kzw. [See أَجْذَمُ.]) b3: And اِمْرَأَةٌ خَضِيبٌ [A woman having her hands, or feet, or hair, &c., dyed with hinnà or the like]. (K.) خَاضِبٌ A man dyeing, or who dyes, his hair with hinnà. (Msb.) b2: See also خَضِيبٌ. b3: Also (tropical:) A male ostrich (S, A, K, &c.) whose shanks (A, K) and legs (A) have become red, (A, K,) or green, [app. meaning of a dark, or an ashy, dustcolour,] or yellow, (A,) in consequence of his lusting after the female, (A, K,) or in consequence of his having eaten the [herbage termed] رَبِيع: (A:) or the front edges of whose shanks have become red, (S, K,) or green, (K,) or yellow, in consequence of his having eaten the [herbage termed] ربيع: (S, K:) or whose beak and shanks have become red from his having eaten the [herbage termed] ربيع: in the summer (الصَّيْف) he becomes bald (يقرع), and his shanks become white: (L:) or whose shanks have become green by reason of lust in the [season termed] ربيع: (ADk:) accord. to some, (TA,) it is applied only to the male ostrich: (S, K:) but some explain it without this restriction; and Lth mentions [the fem.] خَاضِبَةٌ as applied to an ostrich: [it is said that] the skin of the neck, and that of the breast, and that of the thighs, of the male ostrich, but not his feathers, become intensely red when he lusts after the female: or, as some say, خاضب signifies an ostrich that has eaten green food: (TA:) or the extremities of whose feathers are dyed by [the eating of] blossoms, and the slender parts of whose legs have become red by the same cause: accord. to an Arab of the desert, supposed to be Aboo-Kheyreh, in the [season termed]

ربيع, when it eats أَسَارِيع [app. meaning certain worms so called], its legs and beak assume the red hue of the عُصْفُر [or safflower]: (AHn, L:) or خاضب is applied to a male ostrich the slender parts of whose legs become red when the dates begin to become red, and cease to be so when the redness of the dates ceases: (AHn, K:) so that it is not from eating اساريع, which, it is said, no ostrich is known to eat: accord. to As, the cause [of the redness above mentioned] is only the dye of blossoms; but were it so, the bird would also become yellow, and green, &c., [and some assert that it partially does, as has been shown above,] accord. to the colours of the blossoms and herbs; and the green colour would predominate: [but, as the Arabs say, this requires consideration:] whatever be the cause, the bird, it is said, is termed خاضب on account of the redness that affects its shanks: and this word is [said to be] an epithet used as a proper name of the bird: (AHn, L:) but this is a mistake, unless it mean that, because of its prevailing application, it is used in the same manner as الحٰرِثُ and العَبَّاسُ, not that it may be used [in a determinate sense] without the article ال: (L:) the pl. is خَوَاضِبُ. (TA.) It is also said to be applied as an epithet to Any animal that eats خَضْب [q. v.]: (TA:) and particularly to [the species of bovine antelope called] the wild bull (الثَّوْرُ الوَحْشِىُّ). (L.) b4: [See also a saying of Dukeyn cited voce رَاوُوقٌ.]

مِخْضَبٌ I. q. مِرْكَنٌ, (S, K,) or إِجَّانَةٌ: (A:) or a vessel resembling that called إِجَّانَةٌ, in which clothes are washed. (TA.) b2: مَخَاضِبُ [is its pl.; and also] signifies The rags of the خِضَاب [or hudot;innà or the like]: (A:) [or] of the حيض [or catamenia]. (TA.) [If these two significations be correct, the latter is app. tropical: but حيض may be a mistranscription for خضاب.]

مُخَضَّبٌ: see خَضِيبٌ.

مَخْضُوبٌ: see خَضِيبٌ, in two places.

خضب: الخِضابُ: ما يُخْضَبُ به مِن حِنَّاءٍ، وكَتَمٍ ونحوه. وفي الصحاحِ: الخِضابُ ما يُخْتَضَبُ به.

واخْتَضَب بالحنَّاءِ ونحوه، وخَضَبَ الشيءَ يَخْضِبُه خَضْباً،

وخَضَّبَه: غيَّر لوْنَه بحُمْرَةٍ، أَو صُفْرةٍ، أَو غيرِهما؛ قال

الأَعشى:

أَرَى رَجُلاً، منكم، أَسِيفاً، كأَنما * يَضُمُّ، إِلى كَشْحَيْهِ، كفّاً مُخَضَّبا

ذَكَّر على إِرادة العُضْوِ، أَو على قوله:

فلا مُزْنةٌ ودَقَتْ وَدْقَها، * ولا أَرضَ أَبْقَلَ إِبْقالَها

ويجوز أن يكون صفةً لرجلٍ، أَو حالاً من المضْمَر في يَضُمُّ، أَو

المخفوضِ في كَشْحَيْهِ.

وخَضَبَ الرَّجلُ شَيْبَه بالحِنّاءِ يَخْضِبُه؛ والخِضِابُ: الاسم. قال

السهيلي: عبدُالمطَّلب أَوّلُ مَن خَضَبَ بالسَّوادِ من العرب. ويقال: اخْتَضَبَ الرَّجلُ واخْتَضَبَتِ المرأَةُ، من غير ذكر الشَّعَرِ.

وكلُّ ما غُيِّرَ لَوْنهُ، فهو مَخْضُوبٌ، وخَضِيبٌ، وكذلك الأُنثى،

يقال: كَفٌّ خَضِيبٌ، وامرأَةٌ

خَضِيبٌ، الأَخيرة عن اللِّحْياني، والجمع خُضُبٌ. التهذيب: كلُّ لوْنٍ غَيَّر لوْنَه حُمْرةٌ، فهو مَخْضُوبٌ.

وفي الحَديث: بَكَى حتى خضَبَ دَمْعُه الحَصى؛ قال ابن الأَثير: أَي بَلَّها، مِن طَريقِ الاسْتِعارةِ؛ قال: والأَشْبَهُ أَن يكون أَراد

الـمُبالغةَ في البُكاءِ، حتى احْمَرَّ دمعهُ، فَخَضَبَ الحَصى. والكَفُّ

الخَضِيبُ: نَجْمٌ على التَّشْبِيه بذلك. وقد اخْتَضَبَ بالحِنَّاءِ ونحوه

وتَخَضَّبَ، واسْمُ ما يُخْضَبُ به: الخِضابُ.

والخُضَبةُ، مثال الهُمَزةِ: المرأَةُ الكثيرةُ الاخْتِضابِ. وبنانٌ

خَضيبٌ مُخَضَّبٌ، شُدِّد للمبالغةِ.

الليث: والخاضِبُ مِنَ النَّعامِ؛ غيره: والخاضِبُ الظَّلِيمُ الذي

اغْتَلَمَ، فاحْمَرَّتْ ساقاهُ؛ وقيل: هو الذي قد أَكلَ الرَّبِيعَ، فاحْمَرَّ

ظُنْبُوباهُ، أَو اصْفَرَّا، أَو اخْضَرَّا؛ قال أَبو دُواد:

له ساقا ظَلِيمٍ خا * ضِبٍ، فُوجئَ بالرُّعْبِ

وجمعه خَواضِبُ؛ وقيل: الخاضِبُ مِن النَّعامِ الذي أَكلَ الخُضْرةَ.

قال أَبو حنيفة: أَمـّا الخاضِبُ مِن النَّعامِ، فيكون مِن أَنّ الأَنوارَ

تَصْبُغُ أَطْرافَ رِيشِه، ويكون مِنْ أَنّ وَظِيفَيْهِ يحْمَرَّانِ في

الرَّبيعِ، مِن غير خَضْبٍ شيءٍ، وهو عارِضٌ يَعْرِضُ للنَّعامِ،

فتحْمَرُّ أَوْظِفَتُها؛ وقد قيل في ذلك أَقوالٌ، فقال بعضُ الأَعراب، أَحْسِبُه أَبا خَيْرةَ: إِذا كان الرَّبِيعُ، فأَكلَ الأَساريعَ، احْمَرَّت رِجلاه

ومِنقارُه احْمِرارَ العُصْفُر. قال: فلو كان هذا هكذا، كان ما لم يأْكل منها الأَساريعَ لا يَعْرِضُ له ذلك؛ وقد زعم رِجالٌ مِن أَهْلِ العلم أَنّ البُسْرَ إِذا بدَأَ يَحْمَرُّ، بَدأَ وَظِيفا الظَّلِيمِ يَحْمَرَّانِ، فإِذا انْتَهَت حُمرةُ البُسْرِ، انْتَهَتْ حُمْرَة وَظِيفَيْه؛ فهذا على هذا، غَريزةٌ فيه، وليس من أَكل الأَسارِيعِ. قال: ولا أَعْرِف النَّعام

يأْكل من الأَسارِيعِ. وقد حُكي عن أَبي الدُّقَيْشِ الأَعرابي أَنه قال:

الخاضِبُ مِنَ النّعامِ إِذا اغْتَلَمَ في الرَّبيع، اخضرَّتْ ساقاهُ، خاص بالذكر. والظَّلِيمُ إِذا اغْتَلمَ، احْمَرَّتْ عُنُقُه، وصَدْرُه، وفَخِذاه، الجِلْدُ لا الرِّيشُ، حُمرةً شديدةً، ولا يَعْرِضُ ذلك للأُنثى؛ ولا يقال ذلك إِلاّ للظَّلِيمِ، دون النَّعامةِ. قال: وليس ما قيل مِن أَكله الأَسارِيعَ بشيءٍ، لأَنَّ ذلك يعرض للدَّاجِنةِ في البُيوت، التي لا

تَرى اليَسْرُوعَ بَتَّةً، ولا يَعْرض ذلك لإِناثِها. قال: وليس هو عند

الأَصمعي، إِلاّ مِنْ خَضْبِ النَّوْرِ، ولو كان كذلك، لكان أَيضاً

يَصْفَرُّ، ويَخْضَرُّ، ويكون على قدر أَلوان النَّوْر والبَقْل، وكانتِ الخُضْرةُ تكون أَكثرَ لأَن البقْلَ أَكثرُ مِن النَّورِ، أَوَلا تراهم حين

وصَفُوا الخَواضِبَ مِن الوَحْشِ، وَصَفُوها بالخُضرة، أَكثر ما وَصَفُوا! ومِن أَيِّ ما كان، فإِنه يقال له: الخاضِبُ مِن أَجْل الحُمرة التي تَعْترِي ساقَيْهِ، والخاضِبُ وَصْفٌ له عَلَمٌ يُعرَفُ به، فإِذا قالوا خاضِبٌ، عُلِمَ أَنه إِيّاه يريدُون؛ قال ذو الرمة:

أَذاكَ أَم خاضِبٌ، بالسِّيِّ، مَرْتَعُه، * أَبو ثَلاثين أَمـْسَى، وهو مُنْقَلِبُ؟

فقال: أَم خاضِبٌ، كما أَنه لو قال: أَذاكَ أَمْ ظَلِيمٌ، كان سواءً؛

هذا كلُّه قول أَبي حنيفة. قال: وقد

وَهِمَ في قوله بَتَّةً، لأَنّ سيبويه إِنما حكاه بالأَلف واللام لا غيرُ، ولم يُجز سُقوط الأَلف واللام منه، سَماعاً من العرب. وقوله: وَصْفٌ له عَلم، لا يكون الوَصْفُ عَلماً، إِنما أَراد أَنه وَصْفٌ قد غَلَبَ، حتى صار بمنزلة الاسْم العَلمِ، كما تقول الحرث والعباس. أَبو سعيد: سُمِّيَ الظَّلِيمُ خاضِباً، لأَنه يَحْمَرُّ مِنقارُه وساقاهُ إِذا ترَبَّع، وهو في الصَّيْفِ يَفْرَعُ(1)

(1 قوله «يفرع إلخ» هكذا في الأصل والتهذيب ولعله يقزع.) ويَبْيَضُّ ساقاهُ.

ويقال للثور الوحشي: خاضِبٌ إِذا اخْتَضَبَ بالحنَّاءِ(2)

(2 قوله «ويقال للثور الوحشي خاضب إِذا اختضب بالحناء إلخ» هكذا في أصل اللسان بيدنا ولعل فيه سقطاً والأصل ويقال للرجل خاضب إِذا اختضب بالحناء.)، وإِذا كان بغير الحِنَّاء قيل: صَبَغَ شَعَره، ولا يقال: خَضَبَه.وخَضَبَ الشجَرُ يَخْضِبُ خُضُوباً وخَضِبَ وخُضِبَ واخْضَوْضَبَ: اخْضَرَّ. وخَضَبَ النَّخْلُ خَضْباً: اخْضَرَّ طَلْعُه، واسمُ تلك الخُضْرَة الخَضْبُ، والجمع خُضُوبٌ؛ قال حميد بن ثور:

فَلَـمَّا غَدَتْ، قَدْ قَلَّصَتْ غَيرَ حِشْوةٍ، * مِنَ الجَوْفِ، فيه عُلَّفٌ وخُضُوبُ

وفي الصحاح:

مع الجوف، فيها عُلَّف وخضوب

وخَضَبَتِ الأَرضُ خَضْباً: طَلَعَ نَباتُها واخْضَرَّ. وخَضَبَتِ

الأَرضُ: اخْضَرَّتْ. والعرب تقول: أَخْضَبَتِ الأَرضُ إِخْضاباً إِذا ظَهَرَ نَبْتُها. وخَضَبَ العُرْفُطُ والسَّمُرُ: سَقَطَ ورَقُه، فاحْمَرَّ

واصْفَرَّ.

ابن الأَعرابي، يقال: خَضَبَ العَرْفَجُ وأَدْبى إِذا أَورَقَ، وخَلَعَ

العِضَاه. قال: وأَوْرَسَ الرِّمْثُ، وأَحْنَطَ وأَرْشَمَ الشَّجَرُ، وأَرْمَشَ إِذا أَوْرَقَ. وأَجْدَرَ الشَّجَرُ وجَدَّرَ إِذا أَخْرَجَ وَرَقَه كأَنه حِمَّصٌ.

والخَضْبُ: الجَديدُ من النَّباتِ، يُصيبه الـمَطَرُ فيَخْضَرُّ؛ وقيل :

الخَضْبُ ما يَظْهر في الشَّجَر من خُضْرة، عند ابتداءِ الإِيراقِ، وجمعه خُضُوبٌ؛ وقيل: كلُّ بَهِيمةٍ أَكَلَتْه، فهي خاضِبٌ، وخَضَبَتِ العِضاهُ وأَخْضَبَتْ.

والخَضُوبُ: النَّبْتُ الذي يُصِيبُه المطر، فيَخْضِبُ ما يَخْرجُ مِنَ

البَطْنِ. وخُضُوب القَتادِ: أَنْ تخْرُجَ فيه وُرَيْقةٌ عند الرَّبِيعِ، وتُمِدَّ عِيدانه، وذلك في أَوَّل نَبْتِه؛ وكذلك العُرْفُطُ والعَوْسَجُ، ولا يكون الخُضُوب في شيءٍ من أَنواع العِضاهِ غَيرِها.

والمِخْضَبُ، بالكسر: شِبهُ الإِجّانةِ، يُغْسَلُ فيها الثِّيابُ.

والمِخْضَبُ: المِرْكَنُ، ومنه الحديث: أَنه قال في مَرضه الذي ماتَ فيه: أَجْلِسُوني في مِخضَبٍ، فاغْسِلُوني.

خضب
: (خَضَبَهُ يَخْضِبُهُ) خَضْباً (: لَوَّنَه) أَو غَيَّرَ لَوْنَه بحُمْرةٍ أَو صُفْرة أَو غيرِهما (كخَضَّبَه) تَخْضِيباً، وخَضَبَ الرجلُ شَيْبَه بالحِنَّاءِ يَخْضِبُه، وإِذا كانَ بغَيْرِ الحِنَّاءِ قِيلَ: صبغَ شَعْره، وَلَا يُقَال خَضَبه، وَفِي الحَدِيث (بَكى حَتى خَضَبَ دَمْعُهُ الحَصى) قَالَ ابْن الأَثِيرِ أَي بَلَّهَا، مِنْ طَرِيقِ الاسْتِعَارَةِ، قَالَ: والأَشْبَهُ أَن يكونَ أَرادَ المبالغةَ فِي البُكَاءِ حَتَّى احْمَرَّ دَمعُه فخَضَبَ الحَصَى، وَيُقَال اخْتَضَب الرجلُ واخْتَضَبَتِ المرأَةُ، من غير ذِكْرِ الشَّعَرِ، قَالَ السُّهيليُّ: عَبْدُ المُطَّلِبِ أَوَّلُ منْ خَضَبَ بالسَّوَادِ مِنَ العَرَبِ، وكلُّ مَا غُيِّرَ لونُه فَهُوَ مَخضوبٌ وخَضِيبٌ، وَكَذَلِكَ الأُنْثَى (و) يُقَال: (كَفٌّ) خَضِيبٌ (وامرأَةٌ خضيبٌ) ، الأَخيرةُ عَن اللِّحيانيّ، والجمعُ: خُضُبٌ، (وبَنَانٌ مَخْضُوبٌ، وخَضِيبٌ، ومُخَضَّبٌ، كمُعَظَّمٍ) : شُدِّدَ للمُبَالَغَةِ قَالَ الأَعشى:
أَرَى رَجُلاً مِنْكُمْ أَسِيفاً كَأَنَّمَا
يَضُمُّ إِلى كَشْحَيْهِ كَفًّا مُخَضَّبَا
وَقد اخْتَضَبَ بالحِنَّاءِ ونحوِه وتَخَضَّبَ.
(والكَفُّ الخَضِيبُ: نَجْمٌ) ، على التَّشْبِيه بذلك. (و) اسمُ مَا يُخْضَبُ بِهِ (الخِضَابُ، كَكِتَابٍ) وَهُوَ (مَا يُخْتَضَبُ بِهِ) كالحِنَّاءِ والكَتَم ونحوِهما، وَفِي (الصِّحَاح) : الخِضَابُ: مَا يخْتَضَبُ بِهِ (و) الخُضَبَةُ (كَهُمَزَةٍ: المَرْأَةُ الكَثِيرَةُ الاخْتِضَابِ) وَقد خَضَبَتْ تَخْضِبُ، والمَخَاضِب: خِرَقُ الحَيْضِ.
(و) الخاضِبُ من النّعَامِ، قَالَه اللَّيْث، وَمن الْمجَاز ظَلِيمٌ خَاضِبٌ (الخَاضِبُ الظَّلِيمُ) الَّذِي (اغْتَلَمَ فاحْمَرَّتْ سَاقَاه، أَو) الَّذِي قد (أَكَلَ الرَّبِيعَ فاحْمَرَّ ظُنْبُوبَاهُ أَو اخُضَرَّا أَو اصْفَرَّا) قَالَ أَبُو دُوَادٍ:
لَهَا سَاقَا ظَلِيمٍ خَا
ضِبٍ فُوجِىءَ بالرُّعْبِ
وجَمْعُهُ: خَوَاضِبِ، وَقد حُكِيَ عَن أَبِي الدُّفَيْشِ الأَعْرَابِيِّ أَنَّه قَالَ: الخَاضِبُ من النعام: الَّذِي إِذا اغْتَلَمَ فِي الرّبيع اخْضَرَّتْ ساقَاهُ (خَاصٌّ بالذَّكَرِ) ، والظَّلِيمُ إِذا اغْتَلَم احْمَرَّت عُنُقُهُ وصَدْرُهُ وفَخِذَاهُ، الجِلْدُ لَا الرِّيشُ حُمْرَةً شَدِيدَة (وَلاَ يَعْرِضُ) ذَلِك (لِلأُنْثَى) وَلَا يُقَال ذَلِك إِلا للظَّلِيم دونَ النَّعَامَةِ، وَقيل: الخَاضِبُ من النَّعَامِ: الَّذِي أَكل الخُضْرَةَ، وَقَالَ أَبو حنيفةَ: أَمَّا الخاضبُ من النعام فيكونُ من الأَنْوَارِ تَصْبُغُ أَطْرَافَ رِيشهِ، وَهُوَ عارِضٌ يَعْرِضُ للنّعام، فتحمرُّ أَوْظِفَتُهَا، وَقد قيلَ فِي ذَلِك أَقوالٌ، فقالَ بعضُ الأَعْرَابِ: أَحْسِبُهُ أَبَا خَيْرَةَ: إِذا كَانَ الربيعُ فأَكَلَ الأَسَارِيعَ احْمَرَّتْ رِجْلاَهُ ومنقارُه احمرارَ العُصْفُرِ، قَالَ: وَلَو كَانَ هَذَا هَكَذَا كانَ مَا لم يأْكلْ مِنْهَا الأَساريعَ لَا يعرضُ لَهُ ذَلِك، (أَو هُوَ) أَي الخَضْبُ فِي الظَّلِيم (: احمرارٌ يبدأُ فِي وَظِيفَيْهِ عِنْد بَدْءِ احمرارِ البُسْرِ، وَيَنْتَهِي) احمرارُ وَظِيفَيْهِ (عِنْد انْتِهَائِهِ) أَي احمرار البُسْر، زَعَمه رجالٌ من أَهل العِلْم، فَهَذَا على هَذَا غَرِيزَةٌ فِيهِ وَلَيْسَ من أَكل الأَسَارِيع، قيل: وَلَا يُعْرَف فِي النَّعامِ تأْكل الأَسَارِيعَ، وَلَيْسَ هُوَ عِنْد الأَصمعيّ إِلاَّ من خَضْبِ النَّوْرِ، وَلَو كَانَ كَذَلِك لَكَانَ أَيضاً يَصْفَرُّ ويَخْضَرُّ ويكونُ على قَدْرِ أَلوان النُّوْرِ والبَقْلِ، وَكَانَت الخُضْرَةُ تكون أَكثرَ من النَّوْرِ، أَوْ لاَ تَرَاهُم حِين وصفَوا الخَوَاضِبَ من الوَحْشِ وصَفُوها بالخُضْرَة أَكثرَ مَا وَصَفوا، وَمن أَيّ مَا كَانَ فإِنه يُقَال لَهُ: الخاضِبُ، من أَجْلِ الحُمْرَةِ الَّتِي تَعْتَرِي ساقَيْه، والخَاضبُ: وصْفٌ لَهُ عَلَمٌ يُعْرَفُ بِهِ، فإِذا قالُوا: خَاضِبٌ، عُلِمَ أَنَّه إِيَّاهُ يُرِيدُونَ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
أَذَاكَ أَمْ خَاضِبٌ بالسِّيَّ مَرْتَعُهُ
أَبُو ثَلاَثِينَ أَمْسَى فَهْوَ مُنْقَلِبُ
فَقَالَ: أَمْ خَاضِبٌ، كَمَا (أَنه) لَو قَالَ أَذَاكَ أَمْ ظَلِيمٌ كَانَ سَوَاء، هَذَا كلُّه قَول أَبي حنيفةَ، قَالَ: وَقد وهِم، لأَنَّ سِيبَوَيْهٍ إِنما حَكَاهُ بالأَلفِ واللامِ لَا غَيْرُ، وَلم يُجِزْ سقوطَ الأَلفِ واللامِ مِنْهُ سَمَاعاً، وَقَوله: وَصْفٌ لَهُ عَلَمٌ، لَا يَكُونُ الوصْفُ عَلَماً، إِنما أَرادَ أَنه وَصْفٌ قد غَلَبَ حَتَّى صَار بمنزلةِ الاسْمِ العَلَم، كَمَا تَقول: الْحَارِث والعَبَّاسُ.
ويُرْوَى عَن أَبي سَعِيدٍ: يُسمى الظليمُ خاضِباً لأَنه يحمَرُّ منقارَه وساقاه إِذا تَرَبَّع وَهُوَ فِي الصَّيْف يقرع ويَبَيضُّ ساقاه، وَيُقَال للثور الوَحشِيِّ خاضبٌ، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
(و) من الْمجَاز (خَضَبَ الشجرُ يَخْضِبُ) من حَدِّ ضرب، (و) هُوَ لُغَة فِي خَضِبَ (كَسَمِعَ و) خُضِبَ مثلُ (عُنِيَ، خُضُوباً) فِي الكُلِّ (واخْضَوْضَبَ: اخْضَرَّ، و) خَضَبَ (النَّخْلُ خَضْباً: اخْضَرَّ طَلْعُهُ، واسمُ تلكَ الخُضْرَةِ: الخَضْبُ) ، والخَضْبَةُ: الطَّلْعَةُ، وذُكِرَ أَيضاً فِي الصَّاد الْمُهْملَة (ج خُضُوبٌ) قَالَ حُمَيْدُ بن ثَوْرٍ:
فَلَمَّا غَدَتْ قَدْ قَلَّصَتْ غَيْرَ حِشْوَــةٍ
مِنَ الخَوْفِ فِيهِ عُلَّفٌ وخُضُوبُ
وَفِي (الصِّحَاح) :
مَعَ الْحَوْز فِيهَا عُلَّفٌ وخُضُوبُ
(و) خَضَبتِ (الأَرضُ) خَضْباً (: طَلَعَ بَاتُهَا) واخْضَرَّ.
وخَضَبَتِ الأَرْضُ: اخضَرّتْ (كأَخْضَبَتْ) إِخْضَاباً، إِذا ظَهَرَ نَبْتُهَا، وخَضَبَ العُرْفُطُ والسَّمُرُ: سَقَطَ وَرَقُهُ فاحْمَرَّ واصْفَرَّ، وتقولُ: رَأَيْتُ الأَرْضَ مُخْضِبَة، ويُوشِكُ أَنْ تَكُونَ مُخْضِبَة، وَعَن ابْن الأَعرابيّ يُقَال: خَضَبَ العَرْفَجُ وأَدْبَى، إِذا أَوْرقَ وخَلعَ العضَاهُ، وأَجْدَرَ، وأَوْرَسَ الرِّمْثُ وأَحْنَطَ وأَرْشَمَ الشَّجَرُ وأَرْمَشَ، إِذا أَوْرقَ، وأَجْدَرَ الشَّجَرُ وجَدَّرَ إِذا أَخْرَجَ وَرَقَه، كأَنه حِمَّصٌ، وخَضَبَتِ العِضَاهُ وأَخضَبَت: جَرَى المَاءُ فِي عِيدَانِهَا واخضَرَّتْ، هَذَا محلُّ ذِكرِه، ووَهِمَ المؤلفُ فذكَره فِي الصَّاد الْمُهْملَة، وَقد نبَّهْنَا عَلَيْهِ هنالكَ.
(والخَضْبُ: الجَدِيدُ مِنَ النَّباتِ يُمْطَرُ فَيَخضَرُّ، كالخَضُوبُ، كصَبُورٍ) وَهُوَ النَّبْتُ الَّذِي يُصِيبُه المَطَرُ فيَخضِبُ مَا يَخْرُجُ من البَطْنِ.
وخُضُوبُ القَتَادِ: أَنْ يَخْرُجَ فيهِ وُرَيْقَةٌ عندَ الرَّبِيع وتُمِدَّ عِيدَانُه، وَذَلِكَ فِي أَوَّل نَبْتِه، وَكَذَلِكَ العرْفَجُ والعَوْسَجُ، وَلَا يَكُونُ الخُضُوبُ فِي شيءٍ من أَنْوَاعِ العِضَاهِ غَيْرها، (أَو) الخَضْبُ (: مَا يَظْهَرُ مِنَ) وَفِي نُسْخَة فِي (الشَّجَرِ مِنْ خُضْرَةِ فِي بَدْءَ الإِيرَاقِ) وجَمْعُهُ خُضُوبٌ، وقِيل: كُلُّ بَهِيمَة أَكَلَتْهُ فَهِيَ خَاضِبٌ.
(والمِخْضَبُ، كَمِنْبَرٍ) : شِبْهُ الإِجَّانَةِ تُغْسَلُ فِيهَا الثِّيَابُ، والمِخْضَب (: المِرْكَنُ) ، وَمِنْه الحَدِيث أَنَّه قَالَ فِي مَرَضِه الَّذِي ماتَ فِيهِ (أَجْلِسُونِي فِي مِخْضَبٍ فَاغْسِلُوني) (و) خُضَابٌ (كغُرَابَ: ع باليَمَنِ) وَهُوَ صُقْعٌ كعبِيرٌ.
والمُلَقَّبُ بالخَضِيبِ جَمَاعةٌ مِنَ المُحَدِّثِينَ، مِنْهُم: أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الزجَّاج الخَضِيب، مِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ، ومحَمَّدُ بنُ شَاذَانِ بنُ دُوسْتَ الخَضِيبُ، ومحمَّدُ بن عبدِ اللَّهِ بنِ سُفْيَانَ الخَضِيب، من أَهل بغدادَ، وأَبُو بكرٍ الخَضِيب، من أَهل بغدادَ، وأَبُو بكرٍ محمدُ بنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ مَرْزُوقٍ الخَضِيبُ القَاصُّ، وأَبُو عيسَى يَحْيَى بن مُحَمَّدِ بنِ سَهْلٍ الخَضِيبُ، من أَهلِ عُكْبَرَا، وغَيْرُهُم مَحْدّثُونَ.

نطع

نطع

5 تَنَطَّعَ

, (KL,) or تنطّع فِى الكَلاَمِ, (S, K,) He went deeply, or far, in speech; (KL;) syn. تَعَمَّقَ: (S, K:) was exorbitant, or extravagant, therein: (K:) or تنطّع signifies he spoke with the extremity of his fauces; [or with a guttural voice;] from النِّطْعُ signifying the upper غار in the mouth. (IAth.) الحُرُوفُ النِّطَعِيَّةُ and النِطْعِيَّةُ Dental letters: ee ت.

نَطْعٌ see نِطَعٌ.

نِطْعٌ see نِطَعٌ.

نَطَعٌ see نِطَعٌ.

نِطَعٌ and ↓ نِطْعٌ and نَطَعٌ and نَطْعٌ A certain thing (Munjid of Kr, Mgh, Msb, K) that is spread [upon the ground to serve as a table for food, and for play at chess or the like, and to receive the head of a person when it is cut off], (Munjid, K,) made of leather; (Munjid, Mgh, Msb, K;) a piece of leather that is spread upon the ground for any of the purposes above mentioned. b2: The anterior part of the palate; see غار.

نَطَّاعٌ A man who makes نُطُوع: and who binds books. (T, in TA, art. حط.)
(نطع)
اللُّقْمَة نطعا أكل مِنْهَا ثمَّ ردهَا إِلَى الخوان فَهُوَ ناطع

(نطع) لَونه نطعا تغير
نطع: نطع: قدم (زيتشر 22: 75).
نطع: (بساط من الجلد، دائري، في حوافيه حبل يعطيه هيئة الكيس، حين يشد، يستخدمه الجلاد لجمع دماء الذين يقطع رؤوسهم) (دي سلان ترجمة. ابن خلكان 4:203 رقم 4).
[نطع] النطع فيه أربع لغات: نطع ونطع ونطع نطع. وقال الراجز : يضربن بالازمة الخدودا * ضرب الرياح النطع الممدودا * والجمع نُطوعٌ وأَنْطاعٌ. والنِطْعُ أيضاً: ما ظهر من الغار الأعلى فيه آثار كالتحزيز، يخفَّف ويثقَّل. وتَنَطَّعَ في الكلام: أي تعمَّق فيه .

نطع


نَطَعَ
a. [pass.], Changed (colour).
تَنَطَّعَ
a. [Fī], Entered deeply into.
نَطْع
(pl.
نُطُوْع
أَنْطَاْع)
a. Leather-cloth.

نِطْعa. see 1b. Fore part of the palate.

نَطَعa. see 1
نِطَعa. see 1 & 2
(b).
نَاْطِعa. Pure.

نِطَاْعa. Territory.

الحُرُوْف النَّطْعِيَّة
a. The palatal letters.
ن ط ع: النِّطْعُ فِيهِ أَرْبَعُ لُغَاتٍ: (نَطْعٌ) كَطَلْعٍ، وَ (نَطَعٌ) كَتَبَعٍ، وَ (نِطْعٌ) كَدِرْعٍ، وَ (نِطَعٌ) كَضِلَعٍ، وَالْجَمْعُ (نُطُوعٌ) وَ (أَنْطَاعٌ) . وَ (تَنَطَّعَ) فِي الْكَلَامِ تَعَمَّقَ. 
نطع
يُقال: نِطَعٌ ونطْعٌ ونَطَعٌ ونَطْع، ويُجْمَع على الأنْطَاع.
والنَطَعُ - يُخَفَّفُ ويُثَقَّل -: ما ظَهَرَ من الغَار الأعْلى فيه آثار كالتحْزيز، وجَمْعُه نُطُوْع.
والنطَعُ - بفَتْحَتَيْن -: أثْقَال الدابة وحملُها.
وبَيَاضٌ ناطِعٌ: مِثْلُ ناصع.
وتَنَطعَ في القَوْل والعَمَل: تَعَمقَ وبالَغَ.
ن ط ع : النَّطْعُ الْمُتَّخَذُ مِنْ الْأَدِيمِ مَعْرُوفٌ وَفِيهِ أَرْبَعُ لُغَاتٍ فَتْحُ النُّونِ وَكَسْرُهَا وَمَعَ كُلِّ وَاحِدٍ فَتْحُ الطَّاءِ وَسُكُونُهَا وَالْجَمْعُ أَنْطَاعٌ وَنُطُوعٌ وَالنِّطَعُ وِزَانُ عِنَبٍ مَا ظَهَرَ مِنْ غَارِ الْفَمِ الْأَعْلَى وَمِنْهُ الْحُرُوفُ النِّطْعِيَّةُ وَهِيَ الطَّاءُ وَالدَّالُ وَالتَّاءُ. 
ن ط ع
 
عليّ بالسيف والنطع. ولجار الله العلامة رضي الله عنه:

خيّم العزّ حيث لم ينم الضّر ... غام إلا بجفني المرتاع

علم الملك ليس يخفق إلا ... حيث ذكر السيوف والأنطاع

وكسا أبو كرب بيت الله الأنطاع.

ومن المجاز: دلك التمرة على نطع فيه وهو ظهر الغار الأعلى. وهذا من الحروف النّطّعية وهي الطا والدال والتاء، ومنه: تنطّع في كلامه إذا تفصّح فيه وتعمّق. ورمى بلسانه إلى نطع الفم.

ومن مجاز المجاز: تنطّع الصانع: تحذّق في صناعته. قال أوس:

وحشو جفير من فروع غرائب ... تنطّع فيها صانع وتأملاً
[نطع] نه: فيه: ملك "المتنطعون"، هم المتعمقون المغالون في الكلام المتكلمون بأقصى حلوقهم، من النطع وهو الغار الأعلى من الفم، ثم استعمل في كل تعمق قولًا وفعلًا. شك أي الخائضون فيما لا يعني، وقيل: المتكلفون للبحث عن مذاهب أهل الكلام الخائضون فيما لا يبلغ عقولهم. ط: وفيه: نعى على أهل اللسان الذين يرومون بسبك الكلام سبى قلوب الرجال. نه: ومنه ح: لن تزالوا بخير ما عجلتم الفطر و"لم تنطعوا تنطع" أهل العراق، أي تتكلفوا القول والفعل، وقيل: أراد الإكثار من الأكل والشرب والتوسع فيه حتى يصل إلى الغار الأعلى، ويستحب تعجيل الفطر بتناول يسير. ومنه: إياكم و"التنطع" والاختلاف! فإنما هو كقول أحدكم هلم وتعال، أراد النهي عن الملاحاة في القراءات المختلفة وأن مرجعها كلها إلى وجه واحد من الصواب كما أن هلم بمعنى تعال. ن: بسط "نطعًا"- بفتح نون وكسرها مع فتح الهاء وسكونها، والأول أشهر الأربع.
(نطع) - في حَدِيث عُمَر - رضي الله عنه -: "لن تزالوا بخَير ماَ عجَّلْتُمْ الفِطْرَ ولم تَنَطَّعوا تَنَطُّعَ أَهلِ العِرَاق"
التَّنطُّعُ: التَّعمُّقُ والتكَلُّفُ في القَول والعَمَلِ.
وتَنطَّعَ: أَظهَرَ حِذْقَه في الصِّناعَةِ. وقيل المُرَاد به ها هُنا: الِإكثَارُ مِن الأَكْل ، والتَّوَسُّع فيه حتى يَصلَ إلى نِطْعِهِ، وهو ما ظَهر من الغارِ الأَعْلَى، وهو أعْلَى الحنَكِ الذي فيه أثارٌ كالتحزِيز.
وَيُسْتَحَبُّ للصَّائم أن يُعَجِّل الفِطْرَ بتَناوُل القَلِيل من الفَطُورِ؛ ولهذا قال عليه الصّلاة والسَّلامُ: "إذَا حَضَرَ العَشاءُ والصَّلاةُ فَابْدَءُوا بِالعَشَاءِ"
فيُفهَم مِن هذا الاقتِصَارُ عَلى تَناول مَا يقَعُ عليه اسمُ العَشَاءِ وإن قَلَّ؛ لأنَّ فيه جَمعًا بين الِإفْطَار وأدَاءِ الصَّلَاةِ، وفي استِيفاء الأَكلِ فَواتُ وَقتِ الصَّلاةِ.
(ن ط ع)

النَّطْعُ، والنِّطْع، والنَّطَع، والنِّطَع، من الْأدم: مَعْرُوف. قَالَ ابْن جني: اجْتمع أَبُو عبد الله بن الْأَعرَابِي وَأَبُو زِيَاد الْكلابِي على الجسر، فَسَأَلَ أَبُو زِيَاد أَبَا عبد الله عَن قَول النَّابِغَة:

على ظَهْرِ مِبْناةٍ جديدٍ سُيُورُها

فَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: النطع: بِالْفَتْح. وَقَالَ أَبُو زِيَاد: لَا أعرفهُ. فَقَالَ: النطع بِالْكَسْرِ. فَقَالَ أَبُو زِيَاد: نَعَمْ. وَالْجمع: أنْطُع، وأنطاع، ونُطُوع.

والنِّطْع، والنِّطَعُ، والنَّطَعُ، والنَّطَعَة: مَا ظهر من غَار الْفَم الْأَعْلَى. وَهِي الْجلْدَة الملتزقة بِعظم الخليقاء، فِيهَا آثَار كالتحزيز. وَهُنَاكَ موقع اللِّسَان فِي الحنك. وَالْجمع: نُطُوع وَيُقَال لموقعه من أَسْفَله الْفراش.

والتَّنَطُّعُ فِي الْكَلَام: التعمق.

وتَنَطَّع فِي شَهْوَته: تأنق.
نطع
تنطَّعَ في يتنطّع، تَنطُّعًا، فهو مُتنطِّع، والمفعول مُتنطَّع فيه
• تنطَّع الشَّخصُ في الأمر: غالى فيه وتكلَّف "تنطَّع في عملِه: تحذّق فيه".
• تنطَّع في كلامه: تفصَّح فيه وتعمَّق. 

مُتنطِّع [مفرد]:
1 - اسم فاعل من تنطَّعَ في.
2 - طائش، مغرور. 

نَطْع/ نَطَع/ نِطْع1 [مفرد]: ج أنطاع وأنطُع ونُطُوع: بساطٌ من جلد يُفرش تحت المحكوم عليه بالقتل. 

نِطْع2 [مفرد]: ج نُطُوع: ما ظهر من الغار الأعلى، وهو موضع اللِّسان من الحنك "يخرج حرفُ الطاء من النّطع". 

نِطْعِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى نِطْع.
• الحروف النِّطعيَّة: (لغ) أصوات مخرجها من النِّطع (الغار الأعلى) وهي (ت-د-ط). 

نطع: النَّطْعُ والنَّطَعُ والنِّطْعُ والنِّطَعُ من الأَدَمِ: معروف؛

قال التميمي:

يَضْرِبْنَ بالأَزِمَّةِ الخُدُودا،

ضَرْبَ الرِّياحِ النِّطَعَ المَمْدُودا

قال ابن بري: أَنكر زياد نَطْع وقال نِطْع، وأَنكر علي بن حَمْزةَ نَطَع

وأَثبت نِطَع لا غير، وحكى ابن سيده عن ابن جني قال: اجتمع أَبو عبد

الله ابن الأَعرابي وأَبو زياد الكلابي على الجِسْرِ فسأَل أَبو زياد أَبا

عبد الله عن قوْلِ النابغةِ:

على ظَهْرِ مِبْناةٍ جدِيدٍ سُيُورُها

فقال أَبو عبد الله: النَّطْعُ، بالفتح، فقال أَبو زياد: لا أَعرفه،

فقال: النِّطْعُ، بالكسر، فقال أَبو زياد: نَعَمْ والجمع أَنْطُعٌ وأَنْطاعٌ

ونُطُوعٌ.

والنُّطاعةُ والقُطاعةُ والقُضاضةُ: اللُّقْمةُ يُؤكل نِصْفُها يم

تُرَدُّ إِلى الخِوانِ، وهو عَيْبٌ. يقال: فلان لاطِعٌ ناطِعٌ قاطِعٌ.

والنِّطْعُ والنِّطَعُ والنَّطَعُ والنَّطَعةُ: ما ظهرَ من غارِ الفَمِ

الأَعلى، وهي الجِلْدةُ المُلْتَزِقةُ بعظم الخُلَيْقاءِ فيها آثار

كالتَّحْزِيزِ، وهناك مَوقِعُ اللسان في الحَنَكِ، والجمع نُطُوعٌ لا غير،

ويقال لِمَرْفَعِه من أَسْفَلِه الفِراشُ.

والتَّنَطُّعُ في الكلام: التَّعَمُّقُ فيه مأْخوذ منه. وفي الحديث:

هَلَكَ المُتَنَطِّعُونَ؛ هم المُتَعَمِّقُونَ المُغالُونَ في الكلامِ الذين

يتَكلمون بأَقْصَى حُلُوقِهم تَكَبُّراً كما قال النبي، صلى الله عليه

وسلم: إِنَّ أَبْغَضَكُم إِليّ الثَّرْثارُونَ المُتَفَيْهِقُون، وكل منها

مذكور في موضعه؛ قال ابن الأَثير: هو مأْخوذ من النِّطَعِ وهو الغارُ

الأَعْلى في الفَمِ، قال: ثم استعمل في كل تَعَمُّقٍ قوْلاً وفِعْلاً. وفي

حديث عمر، رضي الله عنه: لن تَزالوا بخَيْرٍ ما عَجَّلْتُم الفِطْرَ ولم

تَنَطَّعُوا تَنَطُّعَ أَهْلِ العِراقِ أَي تتكلفوا القول والعمل، وقيل:

أَراد به ههنا الإِكثارَ من الأَكلِ والشرْبِ والتوسُّعَ فيه حتى يَصِلَ

إِلى الغارِ الأَعْلى، ويستحب للصائم أَن يُعَجِّلَ الفِطْرَ بتَناوُلِ

القَليلِ من الفَطُورِ. ومنه حديث ابن مسعود: إِيّاكُم والتَّنَطُّعَ

والاخْتِلافَ فإِنما هو كقول أَحدكم هَلُمَّ وتعالَ؛ أَراد النهْيَ على

المُلاحاةِ في القِراءاتِ المختلفةِ وأَنّ مَرْجِعَها كُلِّها إِلى وجه واحد من

الصواب كما أَن هَلُمَّ بمعنى تعالَ. ابن الأَعرابي: النُّطُعُ

المُتَشَدِّقُون في كلامهم. وتَنَطَّعَ في الكلام وتَنَطَّسَ إِذا تأَنَّقَ فيه

وتَعَمَّقَ. وتَنَطَّعَ في شَهَواتِه: تأَنَّقَ.

ويقال: وطِئْنا نِطَاع بني فلان أَي دخَلْنا أَرْضَهم. قال: وجَنابُ

القومِ نِطاعُهم. قال الأَزهري: ونَطاعِ بوزن قَطامِ ماءٌ في بلادِ بني

تَمِيمٍ وقد ورَدْتُه. يقال: شَرِبَتْ إِبلُنا من ماءِ نَطاعِ، وهي رَكِيّةٌ

عَذْبةُ الماء غَزِيرَتُه. ويومُ نطاعِ: يومٌ من أَيامِ العرب؛ قال

الأَعشى:

بظُلْمِهِمْ بِنَطاعِ المَلْكَ ضاحِيةً،

فقد حَسَوْا بَعْدُ من أَنْفاسِها جُرَعا

نطع
النَِّطْعُ، بالكَسْرِ، وبالفَتْحِ، وبالتَّحْرِيكِ، وكعِنَبٍ أرْبَعُ لُغَاتٍ، على مَا نَصَّ عليهِ الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ وابنُ سِيدَه وَهُوَ: بِساطٌ منَ الأدِيمِ مَعْرُوفٌ، قالَ شَيْخُنا وجَزَمَ الشِّهَابُ وغيرُه بأنَّ الأفْصَحَ مِنْهَا هُوَ النِّطَعُ، كعِنَبٍ، وَحكى الزَّرْكَشِيُّ فيهِ سَبْعَ لُغاتٍ، أكْثَرُهَا فِي شُرُوحِ الفَصيحِ، وَبهَا يُعْلَمُ قُصُورُ المُصَنِّف.
قلتُ: وَفِي أمالي ابنِ بَرِّيّ: أنْكَرَ أَبُو زِيادٍ نَطْعٌ وأنْكَرَ عليُّ بنُ حَمْزَةَ نَطَع وأثْبَتَ نِطْع وحَكَى ابنُ سِيدَه عَن ابنِ جِنِّي، قالَ: اجْتَمَعَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ الأعرابِيِّ وَأَبُو زِيَادٍ الكِلابِيُّ على الجسْرِ، فسَألَ أَبُو زِيادٍ ابا عَبْدِ اللهِ عنْ قَوْلِ النّابِغَةِ.
على ظَهْرِ مَبْنَاةٍ جَدِيدٍ سُيُورُها فقالَ أَبُو عبْدِ اللهِ: النَّطْعُ، بالفَتْحِ، فقالَ أَبُو زِيادٍ: لَا أعْرِفُه، فقالَ: النِّطْعُ بالكَسْرِ، فقالَ أَبُو زِيادٍ: نَعَمْ انْتهى. وأنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للرّاجِزِ: يَضْرِبْنَ بالأزِمَّةِ الخُدُودَا ضَرْبَ الرِّيَاحِ النِّطَعَ المَمْدُودَا ج: أنْطاعٌ، ونُطُوعٌ، كَمَا فِي الصِّحاحِ والعُبابِ وجَمْعُ النَّطْعِ، بالفَتْحِ: أنْطُعٌ، كأفْلُسٍ، كَمَا فِي اللِّسَانِ.
والنِّطَْعُ بالكَسْرِ، وكعِنَبٍ، كَمَا فِي العُبَابِ والصِّحاحِ قَالَ: يُخَفَّفُ ويُثَقَّلُ، وزادَ فِي اللِّسَانِ: النَّطَعُ والنَّطَعَةُ، بالتَّحْرِيكِ فيهمَا: مَا ظَهَرَ منَ الغارِ، أيْ من غارِ الفَمِ الأعْلَى، وهِيَ الجِلْدَةُ المُلْتَزِقَةُ بعَظْمِ الخُلَيْقاءِ، فيهِ آثارٌ كالتَّحْزِيزِ وهُنَاكَ مَوْقِعُ اللِّسَانِ فِي الحَنَكِ، ج: نُطُوعٌ لَا غَيْرُ، ويُقَالُ لمَرْفَعِه من أسْفَلِه: الفِرَاشُ، وإليْه نُسِبَ الحُرُوف النِّطْعِيَّة وَهِي: الطاءُ، والدالُ، والتاءُ، يجْمَعُها قولُكَ: طَدَتْ سُمِّيَتْ لأنَّ مَبْدَأهَا منْ نِطْعِ الغارِ الأعْلَى. ونِطاعُ القَوم، بالكَسْرِ: جَنابُهُمْ عَن أبي سَعِيدٍ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: خِيامُهُم، وَهُوَ غَلَطٌ، وقالَ أيْضاً: أَو أرْضُهُم، يُقَالُ: وطِئْنَا نِطَاعَ بَنِي فُلانٍ، أَي: أرْضَهُمْ.
ونَطاع كقَطامِ، وكِتابٍ: ة، بالبَحْرَينِ، لبَنِي رزاحٍ.
ونَطاعٌ بالتَّثْلِيثِ: ع قالَ رَبِيعَةُ بنُ مَقْرُومٍ الضَّبِّيُّ:
(وأقْرَبُ مَوْرِدٍ منْ حَيْثُ راحَا ... أُثالٌ أوْ غُمازَةُ أَو نُطَاعُ)

وقالَ الحارِثُ بنُ حِلِّزَةَ اليَشْكُرِيُّ:
(لَمْ يُخَلُّوا بَنِي رِزاح ببَرْقا ... ءِ نَطُاعٍ لَهَمْ عَلَيْهِمْ دُعاءُ)
ونُطاعٌ كغُرَابٍ: ماءٌ فِي بِلادِ بَنِي تَميمٍ: وضَبَطَهُ الأزْهَرِيُّ كقَطامِ، قالَ: يُقَالُ: شَرِبَتْ إبِلُنَا منْ ماءِ نَطاعِ، وهِيَ رَكِيَّةٌ عَذْبَةُ الماءِ غَزيرَتُه.
والنِّطاع، ككِتَابٍ: وادٍ: كُلُهَا، أَي: مِمَّا ذُكِرَ من المَواضعِ والأوْدِيَةِ باليَمَامَةِ على قَوْلِ منْ جَعَلَ البَحْرَينِ، واليمَامَةَ عَمَلاً وَاحِدًا.
وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ: النُّطَاعَةُ، والقُطَاعَةُ، والقُضَاضَةُ، بالضَّمِّ: اللُّقْمَةُ يُؤْكَلُ نِصْفُها فتُرَدُّ إِلَى الخِوَان، وهُوَ عَيْبٌ، ومِنْهُ يُقَالُ: فُلانٌ ناطِعٌ لاطِعٌ قاطِعٌ.
قالَ: والنُّطُعُ، بضَمَّتَيْنِ: المُتَشَدِّقُونَ فِي القَوْلِ، كأنَّهُم يَرْمُونَ بلِسانِهِمْ إِلَى نِطْعِ الفَمِ، وهُوَ مجازٌ.
وقالَ أَبُو ليلى: النَّطّاعُ، كشَدّادٍ: منْ يَتَنَطَّعُ الطَّعَامَ فِي نِطْعِه.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: بَياضٌ ناطِعٌ أَي: خالِصٌ، مِثْلُ ناصِع. وقالَ أَبُو عُمَرَ الزاهِدُ: نُطِعَ لَوْنُه، كعُنِيَ: تَغَيَّرَ.
وَمن المَجَازِ: تَنَطَّعَ فِي الكَلامِ وغَيْرِه، أَي: تَعَمَّقَ فيهِ وقيلَ: غَالَى، ومنْهُ الحَديثُ: هَلَك المُتَنَطِّعُونَ وهُمُ المُتَعَمِّقُونَ الغالُون، والَّذينَ يتكَلَّمُونَ بأقْصَى حُلُوقِهِمْ تَكَبُّراً، قالَ ابنُ الأثِيرِ: هُوَ مأخُوذٌ من النِّطْعِ، وَهُوَ الغارُ الأعْلَى فِي الفَمِ، قَالَ: ثُمَّ استْعُمِلَ فِي كُلِّ تَعَمُّقٍ قَوْلاً وفِعْلاً ومنهُ حَديثُ عُمَرَ رضيَ اللهُ عَنهُ، لَنْ تَزَالُوا تَنَطُّهَ أهْلِ العِراقِ أَي تتَكَلَّفُوا القَوْلَ والعَمَلَ، وقيلَ: أرادَ بهِ هاهُنَا الإكْثَارَ منَ الأكْلِ والشُّرْبِ، والتَّوَسُّعَ فيهِ، حَتَّى يَصِلَ إِلَى الغَارِ الأعْلَى، ويُسْتَحَبُّ للصائِمِ أنّ يُعَجِّلَ الفِطْرَ بتَناوُلِ القَلِيلِ منَ الفَطُورِ.
وَفِي حديثِ ابنُ مَسْعُودٍ: إيّاكُمْ والتَّنَطُّعَ والاخْتِلافَ، فإنَّمَا هُوَ كَقَوْلِ أحَدِكُمْ: هَلُمَّ، وتعَالَ أرادَ النَّهْيَ عنِ المُلاحاةِ فِي القِرَاءاتِ المُخْتَلِفَةِ، وأنَّ مَرْجِعَها كُلَّها إِلَى وَجْهٍ واحِدٍ منَ الصّوابِ.
وتَنَطَّعَ فِي شَهَواتِه: تأنَّقَ، وكذلكَ تَنَطَّسَ، عَن ابنِ الأعْرابِيِّ.
وَمن المَجَازِ: تَنَطَّعَ الصّانِعُ فِي عَمَلِه: إِذا تَحَذَّقَ فيهِ، قالَ أوْسُ بنُ حَجَرٍ:
حَشْوَُ جَفِيرٍ منْ فُرُوعٍ غَرائِبٍ ... تَنَطَّعَ فِيهَا صانِعٌ وتَنَبَّلا)
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: النّاطِعُ: منْ يَقْطَعُ اللُّقْمَةَ ويَرُدُّها إِلَى الخِوانِ.)
والتَّنَطُّعُ: التَّشَبُّعُ منَ الأكْلِ.
وانْتُطِعَ لَوْنُه، واستُنْطِعَ، مَجْهُولانِ: ذَهَبَ وتَغَيَّرَ، كَذَا فِي نَوَادِرِ اللِّحْيَانِيِّ.
ويَوْمُ نَطاعِ، كقَطامِ: مِنْ أيّامِهمْ، قالَ الأعْشَى: (بِظُلْمِهِمْ بِنَطاعِ المَلْكَ ضاحِيَةً ... فقَدْ حَسَوا بَعْدُ منْ أنْفَِاسِها جُرَعَا)
(ن ط ع) : (النِّطَعُ) بِوَزْنِ الْعِنَبِ هَذَا الْمُتَّخَذُ مِنْ الْأَدِيمِ وَيُقَالُ أَيْضًا نَطَعٌ وَنَطْعٌ وَنِطْعٌ فَهَذِهِ أَرْبَعُ لُغَاتٍ (وَالنِّطَعُ) أَيْضًا الْغَارُ الْأَعْلَى وَمِنْهُ الْحُرُوفُ النِّطْعِيَّةُ وَهِيَ الدَّالُ وَالطَّاءُ وَالتَّاءُ.

نفس

نفس: النَّفْس: الرُّوحُ، قال ابن سيده: وبينهما فرق ليس من غرض هذا

الكتاب، قال أَبو إِسحق: النَّفْس في كلام العرب يجري على ضربين: أَحدهما

قولك خَرَجَتْ نَفْس فلان أَي رُوحُه، وفي نفس فلان أَن يفعل كذا وكذا أَي

في رُوعِه، والضَّرْب الآخر مَعْنى النَّفْس فيه مَعْنى جُمْلَةِ الشيء

وحقيقته، تقول: قتَل فلانٌ نَفْسَه وأَهلك نفسه أَي أَوْقَتَ الإِهْلاك

بذاته كلِّها وحقيقتِه، والجمع من كل ذلك أَنْفُس ونُفُوس؛ قال أَبو خراش

في معنى النَّفْس الروح:

نَجَا سالِمٌ والنَّفْس مِنْه بِشِدقِهِ،

ولم يَنْجُ إِلا جَفْنَ سَيفٍ ومِئْزَرَا

قال ابن بري: الشعر لحذيفة بن أَنس الهذلي وليس لأَبي خراش كما زعم

الجوهري، وقوله نَجَا سَالِمٌ ولم يَنْجُ كقولهم أَفْلَتَ فلانٌ ولم يُفْلِتْ

إِذا لم تعدّ سلامتُه سلامةً، والمعنى فيه لم يَنْجُ سالِمٌ إِلا بجفن

سيفِه ومئزرِه وانتصاب الجفن على الاستثناء المنقطع أَي لم ينج سالم إِلا

جَفْنَ سيف، وجفن السيف منقطع منه، والنفس ههنا الروح كما ذكر؛ ومنه

قولهم: فَاظَتْ نَفْسُه؛ وقال الشاعر:

كادَت النَّفْس أَنْ تَفِيظَ عَلَيْهِ،

إِذْ ثَوَى حَشْوَ رَيْطَةٍ وبُرُودِ

قال ابن خالويه: النَّفْس الرُّوحُ، والنَّفْس ما يكون به التمييز،

والنَّفْس الدم، والنَّفْس الأَخ، والنَّفْس بمعنى عِنْد، والنَّفْس قَدْرُ

دَبْغة. قال ابن بري: أَما النَّفْس الرُّوحُ والنَّفْسُ ما يكون به

التمييز فَشاهِدُهُما قوله سبحانه: اللَّه يَتَوفَّى الأَنفُس حين مَوتِها،

فالنَّفْس الأُولى هي التي تزول بزوال الحياة، والنَّفْس الثانية التي تزول

بزوال العقل؛ وأَما النَّفْس الدم فشاهده قول السموأَل:

تَسِيلُ على حَدِّ الظُّبَّاتِ نُفُوسُنَا،

ولَيْسَتْ عَلى غَيْرِ الظُّبَاتِ تَسِيلُ

وإِنما سمي الدم نَفْساً لأَن النَّفْس تخرج بخروجه، وأَما النَّفْس

بمعنى الأَخ فشاهده قوله سبحانه: فإِذا دخلتم بُيُوتاً فسلموا على

أَنْفُسِكم، وأَما التي بمعنى عِنْد فشاهده قوله تعالى حكاية عن عيسى، على نبينا

محمد وعليه الصلاة والسلام: تعلم ما في نفسي ولا أَعلم ما في نفسك؛ أَي

تعلم ما عندي ولا أَعلم ما عندك، والأَجود في ذلك قول ابن الأَنباري: إِن

النَّفْس هنا الغَيْبُ، أَي تعلم غيبي لأَن النَّفْس لما كانت غائبة

أُوقِعَتْ على الغَيْبِ، ويشهد بصحة قوله في آخر الآية قوله: إِنك أَنت

عَلاَّمُ الغُيُوب، كأَنه قال: تعلم غَّيْبي يا عَلاَّم الغُيُوبِ. والعرب قد

تجعل النَّفْس التي يكون بها التمييز نَفْسَيْن، وذلك أَن النَّفْس قد

تأْمره بالشيء وتنهى عنه، وذلك عند الإِقدام على أَمر مكروه، فجعلوا التي

تأْمره نَفْساً وجعلوا التي تنهاه كأَنها نفس أُخرى؛ وعلى ذلك قول

الشاعر:يؤَامِرُ نَفْسَيْهِ، وفي العَيْشِ فُسْحَةٌ،

أَيَسْتَرْجِعُ الذُّؤْبَانَ أَمْ لا يَطُورُها؟

وأَنشد الطوسي:

لمْ تَدْرِ ما لا؛ ولَسْتَ قائِلَها،

عُمْرَك ما عِشْتَ آخِرَ الأَبَدِ

وَلمْ تُؤَامِرْ نَفْسَيْكَ مُمْتَرياً

فِيهَا وفي أُخْتِها، ولم تَكَدِ

وقال آخر:

فَنَفْسَايَ نَفسٌ قالت: ائْتِ ابنَ بَحْدَلٍ،

تَجِدْ فَرَجاً مِنْ كلِّ غُمَّى تَهابُها

ونَفْسٌ تقول: اجْهَدْ نجاءك، لا تَكُنْ

كَخَاضِبَةٍ لم يُغْنِ عَنْها خِضَابُهَا

والنَّفْسُ يعبَّر بها عن الإِنسان جميعه كقولهم: عندي ثلاثة أَنْفُسٍ.

وكقوله تعالى: أَن تقول نَفْسٌ يا حَسْرَتا على ما فَرَّطْتُ في جنب

اللَّه؛ قال ابن سيده: وقوله تعالى: تعلم ما في نفسي ولا أَعلم ما في نفسك؛

أَي تعلم ما أَضْمِرُ ولا أَعلم ما في نفسك أَي لا أَعلم ما حقِيقَتُك ولا

ما عِنْدَكَ عِلمُه، فالتأَويل تعلَمُ ما أَعلَمُ ولا أَعلَمُ ما

تعلَمُ. وقوله تعالى: ويحذِّرُكم اللَّه نَفْسَه؛ أَي يحذركم إِياه، وقوله

تعالى: اللَّه يتوفى الأَنفس حين موتها؛ روي عن ابن عباس أَنه قال: لكل

إسنسان نَفْسان: إِحداهما نفس العَقْل الذي يكون به التمييز، والأُخرى نَفْس

الرُّوح الذي به الحياة. وقال أَبو بكر بن الأَنباري: من اللغويين من

سَوَّى النَّفْس والرُّوح وقال هما شيء واحد إِلا أَن النَّفْس مؤنثة

والرُّوح مذكر، قال: وقال غيره الروح هو الذي به الحياة، والنفس هي التي بها

العقل، فإِذا نام النائم قبض اللَّه نَفْسه ولم يقبض رُوحه، ولا يقبض الروح

إِلا عند الموت، قال: وسميت النَّفْسُ نَفْساً لتولّد النَّفَسِ منها

واتصاله بها، كما سَّموا الرُّوح رُوحاً لأَن الرَّوْحَ موجود به، وقال

الزجاج: لكل إِنسان نَفْسان: إِحداهما نَفْس التمييز وهي التي تفارقه إِذا

نام فلا يعقل بها يتوفاها اللَّه كما قال اللَّه تعالى، والأُخرى نفس

الحياة وإِذا زالت زال معها النَّفَسُ، والنائم يَتَنَفَّسُ، قال: وهذا الفرق

بين تَوَفِّي نَفْس النائم في النوم وتَوفِّي نَفْس الحيّ؛ قال: ونفس

الحياة هي الرُّوح وحركة الإِنسان ونُمُوُّه يكون به، والنَّفْس الدمُ؛ وفي

الحديث: ما لَيْسَ له نَفْس سائلة فإِنه لا يُنَجِّس الماء إِذا مات

فيه، وروي عن النخعي أَنه قال: كلُّ شيء له نَفْس سائلة فمات في الإِناء

فإِنه يُنَجِّسه، أَراد كل شيء له دم سائل، وفي النهاية عنه: كل شيء ليست له

نَفْس سائلة فإِنه لا يُنَجِّس الماء إِذا سقط فيه أَي دم سائل.

والنَّفْس: الجَسَد؛ قال أَوس بن حجر يُحَرِّض عمرو بن هند على بني حنيفة وهم

قتَلَة أَبيه المنذر بن ماء السماء يوم عَيْنِ أَباغٍ ويزعم أَن عَمْرو ابن

شمر

(* قوله «عمرو بن شمر» كذا بالأصل وانظره مع البيت الثاني فإنه يقتضي

العكس.) الحنفي قتله:

نُبِّئْتُ أَن بني سُحَيْمٍ أَدْخَلوا

أَبْياتَهُمْ تامُورَ نَفْس المُنْذِر

فَلَبئسَ ما كَسَبَ ابنُ عَمرو رَهطَهُ

شمرٌ وكان بِمَسْمَعٍ وبِمَنْظَرِ

والتامُورُ: الدم، أَي حملوا دمه إِلى أَبياتهم ويروى بدل رهطه قومه

ونفسه. اللحياني: العرب تقول رأَيت نَفْساً واحدةً فتؤنث وكذلك رأَيت

نَفْسَين فإِذا قالوا رأَيت ثلاثة أَنفُس وأَربعة أَنْفُس ذَكَّرُوا، وكذلك

جميع العدد، قال: وقد يجوز التذكير في الواحد والاثنين والتأْنيث في الجمع،

قال: حكي جميع ذلك عن الكسائي، وقال سيبويه: وقالوا ثلاثة أَنْفُس

يُذكِّرونه لأَن النَّفْس عندهم إنسان فهم يريدون به الإِمنسان، أَلا ترى أَنهم

يقولون نَفْس واحد فلا يدخلون الهاء؟ قال: وزعم يونس عن رؤبة أَنه قال

ثلاث أَنْفُس على تأْنيث النَّفْس كما تقول ثلاث أَعْيُنٍ للعين من الناس،

وكما قالوا ثلاث أَشْخُصٍ في النساء؛ وقال الحطيئة:

ثلاثَةُ أَنْفُسٍ وثلاثُ ذَوْدٍ،

لقد جار الزَّمانُ على عِيالي

وقوله تعالى: الذي خلقكم من نَفْس واحدة؛ يعي آدم، عليه السلام، وزوجَها

يعني حواء. ويقال: ما رأَيت ثمَّ نَفْساً أَي ما رأَيت أَحداً. وقوله في

الحديث: بُعِثْتُ في نَفَس الساعة أَي بُعِثْتُ وقد حان قيامُها وقَرُبَ

إِلا أَن اللَّه أَخرها قليلاً فبعثني في ذلك النَّفَس، وأَطلق النَّفَس

على القرب، وقيل: معناه أَنه جعل للساعة نَفَساً كَنَفَس الإِنسان،

أَراد: إِني بعثت في وقت قريب منها، أَحُس فيه بنَفَسِها كما يَحُس بنَفَس

الإِنسان إِذا قرب منه، يعني بعثت في وقتٍ بانَتْ أَشراطُها فيه وظهرت

علاماتها؛ ويروى: في نَسَمِ الساعة، وسيأْتي ذكره والمُتَنَفِّس: ذو

النَّفَس. ونَفْس الشيء: ذاته؛ ومنه ما حكاه سيبويه من قولهم نزلت بنَفْس الجيل،

ونَفْسُ الجبل مُقابِلي، ونَفْس الشيء عَيْنه يؤكد به. يقال: رأَيت

فلاناً نَفْسه، وجائني بَنَفْسِه، ورجل ذو نَفس أَي خُلُق وجَلَدٍ، وثوب ذو

نَفس أَي أَكْلٍ وقوَّة. والنَّفْس: العَيْن. والنَّافِس: العائن.

والمَنْفوس: المَعْيون. والنَّفُوس: العَيُون الحَسُود المتعين لأَموال الناس

ليُصيبَها، وما أَنْفَسه أَي ما أَشدَّ عينه؛ هذه عن اللحياني.ويقال: أَصابت

فلاناً نَفْس، ونَفَسْتُك بنَفْس إِذا أَصَبْتَه بعين. وفي الحديث: نهى

عن الرُّقْيَة إِلا في النَّمْلة والحُمَة والنَّفْس؛ النَّفْس: العين،

هو حديث مرفوع إِلى النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، عن أَنس. ومنه الحديث:

أَنه مسح بطنَ رافع فأَلقى شحمة خَضْراء فقال: إِنه كان فيها أَنْفُس

سَبْعَة، يريد عيونهم؛ ومنه حديث ابن عباس: الكِلابُ من الجِنِّ فإِن

غَشِيَتْكُم عند طعامكم فأَلقوا لهن فإِن لهن أَنْفُساً أَي أَعْيناً. ويقالُ:

نَفِس عليك فلانٌ يَنْفُسُ نَفَساً ونَفاسَةً أَي حَسَدك. ابن الأَعرابي:

النَّفْس العَظَمَةُ والكِبر والنَّفْس العِزَّة والنَّفْس الهِمَّة

والنَّفْس عين الشيء وكُنْهُه وجَوْهَره، والنَّفْس الأَنَفَة والنَّفْس

العين التي تصيب المَعِين.

والنَّفَس: الفَرَج من الكرب. وفي الحديث: لا تسبُّوا الريح فإِنها من

نَفَس الرحمن، يريد أَنه بها يُفرِّج الكربَ ويُنشِئ السحابَ ويَنشر

الغيث ويُذْهب الجدبَ، وقيل: معناه أَي مما يوسع بها على الناس، وفي الحديث:

أَنه، صلى اللَّه عليه وسلم، قال: أَجد نَفَس ربكم من قِبَلِ اليمن، وفي

رواية: أَجد نَفَس الرحمن؛ يقال إِنه عنى بذلك الأَنصار لأَن اللَّه عز

وجل نَفَّس الكربَ عن المؤمنين بهم، وهم يَمانُونَ لأَنهم من الأَزد،

ونَصَرهم بهم وأَيدهم برجالهم، وهو مستعار من نَفَس الهواء الذي يَرُده

التَّنَفُّس إِلى الجوف فيبرد من حرارته ويُعَدِّلُها، أَو من نَفَس الريح

الذي يَتَنَسَّمُه فيَسْتَرْوِح إِليه، أَو من نفَس الروضة وهو طِيب روائحها

فينفرج به عنه، وقيل: النَّفَس في هذين الحديثين اسم وضع موضع المصدر

الحقيقي من نَفّسَ يُنَفِّسُ تَنْفِيساً ونَفَساً،كما يقال فَرَّجَ

يُفَرِّجُ تَفْريجاً وفَرَجاً، كأَنه قال: اَجد تَنْفِيسَ ربِّكم من قِبَلِ

اليمن، وإِن الريح من تَنْفيس الرحمن بها عن المكروبين، والتَّفْريج مصدر

حقيقي، والفَرَج اسم يوضع موضع المصدر؛ وكذلك قوله: الريح من نَفَس الرحمن

أَي من تنفيس اللَّه بها عن المكروبين وتفريجه عن الملهوفين. قال العتبي:

هجمت على واد خصيب وأَهله مُصْفرَّة أَلوانهم فسأَلتهم عن ذلك فقال شيخ

منهم: ليس لنا ريح. والنَّفَس: خروج الريح من الأَنف والفم، والجمع

أَنْفاس. وكل تَرَوُّح بين شربتين نَفَس.

والتَنَفُّس: استمداد النَفَس، وقد تَنَفَّس الرجلُ وتَنَفَّس

الصُّعَداء، وكلّ ذي رِئَةٍ مُتَنَفِّسٌ، ودواب الماء لا رِئاتَ لها. والنَّفَس

أَيضاً: الجُرْعَة؛ يقال: أَكْرَع في الإِناء نَفَساً أَو نَفَسَين أَي

جُرْعة أَو جُرْعَتين ولا تزد عليه، والجمع أَنفاس مثل سبب وأَسباب؛ قال

جرجر:

تُعَلِّلُ، وَهْيَ ساغِبَةٌ، بَنِيها

بأَنْفاسٍ من الشَّبِمِ القَراحِ

وفي الحديث: نهى عن التَّنَفُّسِ في الإِناء. وفي حديث آخر: أَنه كان

يَتَنفّسُ في الإِناء ثلاثاً يعني في الشرب؛ قال الأَزهري: قال بعضهم

الحديثان صحيحان. والتَنَفُّس له معنيان: أَحدهما أَن يشرب وهو يَتَنَفَّسُ في

الإِناء من غير أَن يُبِينَه عن فيه وهو مكروه، والنَّفَس الآخر أَن

يشرب الماء وغيره من الإِناء بثلاثة أَنْفاسٍ يُبينُ فاه عن الإِناء في كل

نَفَسٍ. ويقال: شراب غير ذي نَفَسٍ إِذا كان كَرِيه الطعم آجِناً إِذا

ذاقه ذائق لم يَتَنَفَّس فيه، وإِنما هي الشربة الأُولى قدر ما يمسك رَمَقَه

ثم لا يعود له؛ وقال أَبو وجزة السعدي:

وشَرْبَة من شَرابٍ غَيْرِ ذي نََفَسٍ،

في صَرَّةٍ من نُجُوم القَيْظِ وهَّاجِ

ابن الأَعرابي: شراب ذو نَفَسٍ أَي فيه سَعَةٌ وريٌّ؛ قال محمد بن

المكرم: قوله النَّفَس الجُرْعة، وأَكْرَعْ في الإِناء نَفَساً أَو نَفَسين

أَي جُرْعة أَو جُرْعتين ولا تزد عليه، فيه نظر، وذلك أَن النّفَس الواحد

يَجْرع الإِنسانُ فيه عِدَّة جُرَع، يزيد وينقص على مقدار طول نَفَس

الشارب وقصره حتى إِنا نرى الإِنسان يشرب الإِناء الكبير في نَفَس واحد علة

عدة جُرَع. ويقال: فلان شرب الإِناء كله على نَفَس واحد، واللَّه أَعلم.

ويقال: اللهم نَفِّس عني أَي فَرِّج عني ووسِّع عليَّ، ونَفَّسْتُ عنه

تَنْفِيساً أَي رَفَّهْتُ. يقال: نَفَّس اللَّه عنه كُرْبته أَي فرَّجها.

وفي الحديث: من نَفَّسَ عن مؤمن كُرْبة نَفَّسَ اللَّه عنه كرْبة من

كُرَب الآخرة، معناه من فَرَّجَ عن مؤمن كُربة في الدنيا فرج اللَّه عنه

كُرْبة من كُرَب يوم القيامة. ويقال: أَنت في نَفَس من أَمرك أَي سَعَة،

واعمل وأَنت في نَفَس من أَمرك أَي فُسحة وسَعة قبل الهَرَم والأَمراض

والحوادث والآفات. والنَّفَس: مثل النَّسيم، والجمع أَنْفاس.

ودارُك أَنْفَسُ من داري أَي أَوسع. وهذا الثوب أَنْفَسُ من هذا أَي

أَعرض وأَطول وأَمثل. وهذا المكان أَنْفَسُ من هذا أَي أَبعد وأَوسع. وفي

الحديث: ثم يمشي أَنْفَسَ منه أَي أَفسح وأَبعد قليلاً. ويقال: هذا المنزل

أَنْفَس المنزلين أَي أَبعدهما، وهذا الثوب أَنْفَس الثوبين أَي أَطولهما

أَو أَعرضهما أَو أَمثلهما.

ونَفَّس اللَّه عنك أَي فرَّج ووسع. وفي الحديث: من نَفَّس عن غريمه أَي

أَخَّر مطالبته. وفي حديث عمار: لقد أَبْلَغْتَ وأَوجَزْتَ فلو كنت

تَنَفَّسْتَ أَي أَطلتَ؛ وأَصله أَن المتكلم إِذا تَنَفَّسَ استأْنف القول

وسهلت عليه الإِطالة. وتَنَفَّسَتْ دَجْلَةُ إِذا زاد ماؤها. وقال

اللحياني: إِن في الماء نَفَساً لي ولك أَي مُتَّسَعاً وفضلاً، وقال ابن

الأَعرابي: أَي رِيّاً؛ وأَنشد:

وشَربة من شَرابٍ غيرِ ذِي نَفَسٍ،

في كَوْكَبٍ من نجوم القَيْظِ وضَّاحِ

أَي في وقت كوكب. وزدني نَفَساً في أَجلي أَي طولَ الأَجل؛ عن اللحياني.

ويقال: بين الفريقين نَفَس أَي مُتَّسع. ويقال: لك في هذا الأَمر

نُفْسَةٌ أَي مُهْلَةٌ. وتَنَفَّسَ الصبحُ أَي تَبَلَّج وامتدَّ حتى يصير

نهاراً بيّناً. وتَنَفَّس النهار وغيره: امتدَّ وطال. ويقال للنهار إِذا زاد:

تَنَفَّسَ، وكذلك الموج إِذا نَضحَ الماءَ. وقال اللحياني: تَنَفَّس

النهار انتصف، وتنَفَّس الماء. وقال اللحياني: تَنَفَّس النهار انتصف،

وتنَفَّس أَيضاً بَعُدَ، وتنَفَّس العُمْرُ منه إِما تراخى وتباعد وإِما اتسع؛

أَنشد ثعلب:

ومُحْسِبة قد أَخْطأَ الحَقُّ غيرَها،

تَنَفَّسَ عنها جَنْبُها فهي كالشِّوا

وقال الفراء في قوله تعالى: والصبح إِذا تَنَفَّسَ، قال: إِذا ارتفع

النهار حتى يصير نهاراً بيّناً فهو تَنَفُّسُ الصبح. وقال مجاهد: إِذا

تَنَفَّس إِذا طلع، وقال الأَخفش: إِذا أَضاء، وقال غيره: إِذا تنَفَّس إِذا

انْشَقَّ الفجر وانْفَلق حتى يتبين منه. ويقال: كتبت كتاباً نَفَساً أَي

طويلاً؛ وقول الشاعر:

عَيْنَيَّ جُودا عَبْرَةً أَنْفاسا

أَي ساعة بعد ساعة. ونَفَسُ الساعة: آخر الزمان؛ عن كراع.

وشيء نَفِيسٌ أَي يُتَنافَس فيه ويُرْغب. ونَفْسَ الشيء، بالضم،

نَفاسَةً، فهو نَفِيسٌ ونافِسٌ: رَفُعَ وصار مرغوباً فيه، وكذلك رجل نافِسٌ

ونَفِيسٌ، والجمع نِفاسٌ. وأَنْفَسَ الشيءُ: صار نَفيساً. وهذا أَنْفَسُ مالي

أَي أَحَبُّه وأَكرمه عندي. وقال اللحياني: النَّفِيسُ والمُنْفِسُ

المال الذي له قدر وخَطَر، ثم عَمَّ فقال: كل شيء له خَطَرٌ وقدر فهو نَفِيسٌ

ومُنْفِس؛ قال النمر بن تولب:

لا تَجْزَعي إِنْ مُنْفِساً أَهْلَكْتُه،

فإِذا هَلَكْتُ، فعند ذلك فاجْزَعي

وقد أَنْفَسَ المالُ إِنْفاساً ونَفُس نُفُوساً ونَفاسَةً. ويقال: إِن

الذي ذكَرْتَ لمَنْفُوس فيه أَي مرغوب فيه. وأَنْفَسَني فيه ونَفَّسَني:

رغَّبني فيه؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

بأَحْسَنَ منه يومَ أَصْبَحَ غادِياً،

ونفَّسَني فيه الحِمامُ المُعَجَّلُ

أَي رغَّبني فيه. وأَمر مَنْفُوس فيه: مرغوب. ونَفِسْتُ عليه الشيءَ

أَنْفَسُه نَفاسَةً إِذا ضَنِنْتَ به ولم تحب أَن يصل إِليه. ونَفِسَ عليه

بالشيء نَفَساً، بتحريك الفاء، ونَفاسَةً ونَفاسِيَةً، الأَخيرة نادرة:

ضَنَّ. ومال نَفِيس: مَضْمون به. ونَفِسَ عليه بالشيء، بالكسر: ضَنَّ به

ولم يره يَسْتأْهله؛ وكذلك نَفِسَه عليه ونافَسَه فيه؛ وأَما قول

الشاعر:وإِنَّ قُرَيْشاً مُهْلكٌ مَنْ أَطاعَها،

تُنافِسُ دُنْيا قد أَحَمَّ انْصِرامُها

فإِما أَن يكون أَراد تُنافِسُ في دُنْيا، وإِما أَن يريد تُنافِسُ

أَهلَ دُنْيا. ونَفِسْتَ عليَّ بخيرٍ قليل أَي حسدت.

وتَنافَسْنا ذلك الأَمر وتَنافَسْنا فيه: تحاسدنا وتسابقنا. وفي التنزيل

العزيز: وفي ذلك فَلْيَتَنافَس المُتَنافِسون أَي وفي ذلك فَلْيَتَراغَب

المتَراغبون. وفي حديث المغيرة: سَقِيم النِّفاسِ أَي أَسْقَمَتْه

المُنافَسة والمغالبة على الشيء. وفي حديث إِسمعيل، عليه السلام: أَنه

تَعَلَّم العربيةَ وأَنْفَسَهُمْ أَي أَعجبهم وصار عندهم نَفِيساً. ونافَسْتُ في

الشيء مُنافَسَة ونِفاساً إِذا رغبت فيه على وجه المباراة في الكرم.

وتَنافَسُوا فيه أَي رغبوا. وفي الحديث: أَخشى أَن تُبْسط الدنيا عليكم كما

بُسِطَتْ على من كان قبلكم فتَنافَسوها كما تَنافَسُوها؛ هو من

المُنافَسَة الرغبة في الشيء والانفرادية، وهو من الشيء النَّفِيسِ الجيد في

نوعه.ونَفِسْتُ بالشيء، بالكسر، أَي بخلت. وفي حديث علي، كرم اللَّه وجهه:

لقد نِلْتَ صِهْرَ رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، فما نَفِسْناه عليك.

وحديث السقيفة: لم نَنْفَسْ عليك أَي لم نبخل.

والنِّفاسُ: ولادة المرأَة إِذا وضَعَتْ، فهي نُفَساءٌ. والنَّفْسُ:

الدم. ونُفِسَت المرأَة ونَفِسَتْ، بالكسر، نَفَساً ونَفاسَةً ونِفاساً وهي

نُفَساءُ ونَفْساءُ ونَفَساءُ: ولدت. وقال ثعلب: النُّفَساءُ الوالدة

والحامل والحائض، والجمع من كل ذلك نُفَساوات ونِفاس ونُفاس ونُفَّس؛ عن

اللحياني، ونُفُس ونُفَّاس؛ قال الجوهري: وليس في الكلام فُعَلاءُ يجمع على

فعالٍ غير نُفَسَاء وعُشَراءَ، ويجمع أَيضاً على نُفَساوات وعُشَراوات؛

وامرأَتان نُفساوان، أَبدلوا من همزة التأْنيث واواً. وفي الحديث: أَن

أَسماء بنت عُمَيْسٍ نُفِسَتْ بمحمد بن أَبي بكر أَي وضَعَت؛ ومنه الحديث:

فلما تَعَلَّتْ من نِفاسها أَي خرجت من أَيام ولادتها. وحكى ثعلب:

نُفِسَتْ ولداً على فعل المفعول. وورِثَ فلان هذا المالَ في بطن أُمه قبل أَن

يُنْفَس أَي يولد. الجوهري: وقولهم ورث فلان هذا المال قبل أَن يُنْفَسَ

فلان أَي قبل أَن يولد؛ قال أَوس بن حجر يصف محاربة قومه لبني عامر بن

صعصعة:

وإِنَّا وإِخْواننا عامِراً

على مِثلِ ما بَيْنَنا نَأْتَمِرْ

لَنا صَرْخَةٌ ثم إِسْكاتَةٌ،

كما طَرَّقَتْ بِنِفاسٍ بِكِرْ

أَي بولد. وقوله لنا صرخة أَي اهتياجة يتبعها سكون كما يكون للنُّفَساء

إِذا طَرَّقَتْ بولدها، والتَطْريقُ أَن يعسر خروج الولد فَتَصْرُخ لذلك،

ثم تسكن حركة المولود فتسكن هي أَيضاً، وخص تطريق البِكر لأَن ولادة

البكر أَشد من ولادة الثيب. وقوله على مثل ما بيننا نأْتمر أَي نمتثل ما

تأْمرنا به أَنْفسنا من الإِيقاع بهم والفتك فيهم على ما بيننا وبينهم من

قرابة؛ وقولُ امرئ القيس:

ويَعْدُو على المَرْء ما يَأْتَمِرْ

أَي قد يعدو عليه امتثاله ما أَمرته به نفسه وربما كان داعَية للهلاك.

والمَنْفُوس: المولود. وفي الحديث: ما من نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلا وقد

كُتِبَ مكانها من الجنة والنار، وفي رواية: إِلا :كُتِبَ رزقُها وأَجلها؛

مَنْفُوسَةٍ أَي مولودة. قال: يقال نَفِسَتْ ونُفِسَتْ، فأَما الحيض فلا

يقال فيه إِلا نَفِسَتْ، بالفتح. وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه: أَنه

أَجْبَرَ بني عَمٍّ على مَنْفُوسٍ أَي أَلزمهم إِرضاعَه وتربيتَه. وفي حديث

أَبي هريرة: أَنه صَلَّى على مَنْفُوسٍ أَي طِفْلٍ حين ولد، والمراد أَنه

صلى عليه ولم يَعمل ذنباً. وفي حديث ابن المسيب: لا يرثُ المَنْفُوس حتى

يَسْتَهِلَّ صارخاً أَي حتى يسمَع له صوت.

وقالت أُم سلمة: كنت مع النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، في الفراش

فَحِضْتُ فخَرَجْتُ وشددت عليَّ ثيابي ثم رجعت، فقال: أَنَفِسْتِ؟ أَراد:

أَحضتِ؟ يقال: نَفِسَت المرأَة تَنْفَسُ، بالفتح، إِذا حاضت.

ويقال: لفلان مُنْفِسٌ ونَفِيسٌ أَي مال كثير. يقال: ما سرَّني بهذا

الأَمر مُنْفِسٌ ونَفِيسٌ.

وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه: كنا عنده فَتَنَفَّسَ رجلٌ أَي خرج من

تحته ريح؛ شَبَّهَ خروج الريح من الدبر بخروج النَّفَسِ من الفم.

وتَنَفَّسَت القوس: تصدَّعت، ونَفَّسَها هو: صدَّعها؛ عن كراع، وإِنما يَتَنَفَّس

منها العِيدانُ التي لم تفلق وهو خير القِسِيِّ، وأَما الفِلْقَة فلا

تَنَفَّسُ. ابن شميل: يقال نَفَّسَ فلان قوسه إِذا حَطَّ وترها، وتَنَفَّس

القِدْح والقوس كذلك. قال ابن سيده: وأَرى اللحياني قال: إِن النَّفْس

الشق في القوس والقِدح وما أَشْبهها، قال: ولست منه على ثقة. والنَّفْسُ من

الدباغ: قدرُ دَبْغَةٍ أَو دَبْغتين مما يدبغ به الأَديم من القرظ وغيره.

يقال: هب لي نَفْساً من دباغ؛ قال الشاعر:

أَتَجْعَلُ النَّفْسَ التي تُدِيرُ

في جِلْدِ شاةٍ ثم لا تَسِيرُ؟

قال الأَصمعي: بعثت امرأَة من العرب بُنَيَّةً لها إِلى جارتها فقالت:

تقول لكِ أُمي أَعطيني نَفْساً أَو نَفْسَيْنِ أَمْعَسُ بها مَنِيئَتي

فإِني أَفِدَةٌ أَي مستعجلة لا أَتفرغ لاتخاذ الدباغ من السرعة، أَرادت قدر

دبغة أَو دبغتين من القَرَظ الذي يدبغ به. المَنِيئَةُ: المَدْبَغة وهي

الجلود التي تجعل في الدِّباغ، وقيل: النَّفْس من الدباغ مِلءُ الكفِّ،

والجمع أَنْفُسٌ؛ أَنشد ثعلب:

وذِي أَنْفُسٍ شَتَّى ثَلاثٍ رَمَتْ به،

على الماء، إِحْدَى اليَعْمُلاتِ العَرَامِس

يعني الوَطْبَ من اللبن الذي دُبِغَ بهذا القَدْر من الدّباغ.

والنَّافِسُ: الخامس من قِداح المَيْسِر؛ قال اللحياني: وفيه خمسة فروض

وله غُنْمُ خمسة أَنْصباءَ إِن فاز، وعليه غُرْمُ خمسة أَنْصِباءَ إِن لم

يفز، ويقال هو الرابع.

ن ف س : نَفُسَ الشَّيْءُ بِالضَّمِّ نَفَاسَةً كَرُمَ فَهُوَ نَفِيسٌ وَأَنْفَسَ إنْفَاسًا مِثْلُهُ فَهُوَ مُنْفِسٌ وَنَفِسْتُ بِهِ مِثْلُ ضَنِنْتُ بِهِ لِنَفَاسَتِهِ وَزْنًا وَمَعْنًى وَنُفِسَتْ الْمَرْأَةُ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فَهِيَ نُفَسَاءُ وَالْجَمْعُ نِفَاسٌ بِالْكَسْرِ وَمِثْلُهُ عُشَرَاءُ وَعِشَارٌ وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَقُولُ نَفِسَتْ تَنْفَسُ مِنْ بَابِ تَعِبَ فَهِيَ نَافِسٌ مِثْلُ حَائِضٍ وَالْوَلَدُ مَنْفُوسٌ وَالنِّفَاسُ بِالْكَسْرِ أَيْضًا اسْمٌ مِنْ ذَلِكَ وَنَفِسَتْ تَنْفَسُ مِنْ بَابِ تَعِبَ حَاضَتْ وَنُقِلَ عَنْ الْأَصْمَعِيِّ نُفِسَتْ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ أَيْضًا وَلَيْسَ بِمَشْهُورٍ فِي الْكُتُبِ فِي الْحَيْضِ وَلَا يُقَالُ فِي الْحَيْضِ نُفِسَتْ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ وَهُوَ مِنْ النَّفْسِ وَهُوَ الدَّمُ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ لَا نَفْسَ لَهُ سَائِلَةً أَيْ لَا دَمَ لَهُ يَجْرِي وَسُمِّيَ الدَّمُ نَفْسًا لِأَنَّ النَّفْسَ الَّتِي هِيَ اسْمٌ لِجُمْلَةِ الْحَيَوَانِ قِوَامُهَا بِالدَّمِ وَالنُّفَسَاءُ مِنْ هَذَا.

وَخَرَجَتْ نَفْسُهُ وَجَادَ بِنَفْسِهِ إذَا كَانَ فِي السِّيَاقِ وَالنَّفْسُ أُنْثَى إنْ أُرِيدَ بِهَا الرُّوحُ قَالَ تَعَالَى {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} [النساء: 1] وَإِنْ أُرِيدَ الشَّخْصُ فَمُذَكَّرُ وَجَمْعُ النَّفْسِ أَنْفُسٌ وَنُفُوسٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَأَفْلُسٍ وَفُلُوسٍ.

وَالنَّفَسُ بِفَتْحَتَيْنِ نَسِيمُ الْهَوَاءِ وَالْجَمْعُ أَنْفَاسٌ وَتَنَفَّسَ أَدْخَلَ النَّفَسَ إلَى بَاطِنِهِ وَأَخْرَجَهُ وَنَفَّسَ اللَّهُ كُرْبَتَهُ تَنْفِيسًا كَشَفَهَا 
ن ف س

النَّفْسُ الرُّوح أُنْثَى وبينهما فَرْقٌ ليس من غَرَضِ هذا الكتاب قال أبو إسحاق النّفْسُ في كلامِ العَرَبِ تَجْرِي على ضَرْبيْن أحدُهما قولك خَرَجَتْ نفْسُ فُلانٍ وفي نَفْسِ فُلانٍ يَفْعلُ كذا وكذا والضَّربُ الآخرُ معْنَى النفْسِ فيه معنى جُملَةِ الشَّيءِ وحقيقَتِه تقول قَتَلَ فلانٌ نفسَه وأهْلَكَ نفْسَهُ أي أَوْقعَ الإِهلاكَ بذاتِه كلها وحَقِيقَته والجمعُ من كل ذلك أنْفُسٌ ونُفوسٌ وقوله تعالى {تعلم ما في نفسي} أي تَعْلَمُ ما أُضْمِرُ {ولا أعلم ما في نفسك} المائدة 116 أي لا أعلمُ ما في حقيقِتك ولا ما عندَك عِلْمُه بالتَّأْويلِ تعْلَم ما أعْلَمُ ولا أعلمُ ما تعْلَمُ وقال اللحيانيُّ والعربُ تقول رأيْتُ نَفْساً واحِدَةً فتؤنِّثُ وكذلكِ رأيتُ نفْسَيْنِ ثنْتَيْنِ فإذا قالوا رأيتُ ثلاثةَ أنْفُسٍ وأرْبَعَةَ أنْفُسٍ ذكَّروا وكذلك جميع العَدَدِ قال وقد يجوز التذكيرُ في الواحِدِ والاثنيْن والتأنيثُ في الجميع قال حُكِيَ جميع ذلك عن الكسائي وقال سيبويه وقالوا ثلاثةُ أنْفُسٍ يُذَكِّرُونَه لأنَّ النَّفْسَ عندهم إنْسَانٌ فهم يريدون به الإِنسان أَلا ترى أنَّهم يقولونَ نَفْسٌ واحِدٌ فلا يُدْخِلُونَ الهاءَ قال وزَعَم يُونُس عن رُؤْبةَ أنه قالَ ثَلاَثُ أنْفُسٍ على تأْنيث النَّفْسِ كما تقول ثلاثُ أعْيُنٍ للعَيْنِ من النَّاسِ وكما قالوا ثلاثَةُ أَشْخُصٍ في النساءِ وقال الحطيئة

(ثلاثةُ أنْفُسٍ وثَلاثُ ذَوْدٍ ... لقدْ جارَ الزمانُ عَلى عِيالِي) وقولُه تعالى {الذي خلقكم من نفس واحدة} الاعراف 189 يعني آدَمَ عليه السَّلام وزَوْجَها يعني حوّاء والمُتَنَفِّسُ ذُو النَّفَسِ ونَفْسُ الشيءَ ذاتُه ومنه ما حكاه سيبويه من قولهم نَزَلْتُ بنَفْسٍ من الجَبَل ونَفْسُ الجَبَلِ مُقَابلي ورجُلٌ ذو نَفْسٍ أي خُلُقٍ وجَلَدٍ وثَوْبٌ ذو نَفَسٍ أي أُكْلٍ وقُوّةٍ والنَّفْسُ العينُ والنافِسُ العائِن والمَنْفُوسُ المَعْيونُ والنَّفُوسُ الحسُودُ المُتَعَيْن لأموالِ الناس ليُصيبَها وما أنْفَسَهُ أي ما أشَدَّ عيْنَه هذه عن اللحْيانيِّ والنَّفَس خُروج الرِّيح من الأنْفِ والفَمِ والجمع أنْفاسٌ وكلُّ تَرَوُّحٍ بين شَربْتَيْن نَفَسٌ والتَّنَفُّسُ اسْتِمدادُ النَّفَسِ وأنت في نَفَسٍ من أَمْرِك أيْ سَعَةٍ وفي الحديث لا تسبُّوا الرِّيحَ فإنَّها من نَفَسِ الله أي ما يُوَسْعُ بها على النَّاسِ والنّفَس مثل النَّسِيمِ والجمع أنفاسٌ ودارُكَ أنْفَسُ من دارِي أي أوْسَعُ وهذا الثَّوبُ أنْفَسُ من هذا أي أعْرَضُ وأطْول وأمْثَلُ وهذا المكانُ أَنْفَسُ من هذا أي أبْعدُ وأَوْسعُ ونَفَّسَ اللهُ عنك أي فَرَّج ووَسَّع وقال اللِّحيانيُّ إنَّ في الماءِ نَفَساً لي ولَكَ أي مُتَّسَعاً وفَضْلاً وقال ابن الأعرابيِّ أيْ رِيّا وأنشد

(وشَرْبَةٌ من شَرابٍ غيرِ ذِي نَفَس ... فَي كَوْكبٍ من نُجُومِ القَيْظِ وهَّاج)

أي في وَقْتِ كَوْكبٍ وزدْني نَفَساً في أَجَلِي أي طُولَ الأَجَلِ عن اللّحيانيِّ وتَنَفَّسَ الصُّبْحُ امْتَدَّ حتى يَصيِرَ نهاراً بَيِّناً وتنفَّسَ النهارُ وغيْرُهُ امْتَدَّ وطالَ وقال اللحيانيُّ تنفَّسَ النَّهارُ انْتَصَفَ وتنفَّسَ أيْضاً بَعُدَ وتَنَفَّسَ العُمْرُ منْهُ إمَّا تَرَاخَى وتَباعَدَ وإمَّا اتَّسَعَ أنشد ثعلب (ومُحْسِبَةٍ قد أخطأَ الحَقُّ غَيْرَها ... تَنَفَّسَ عَنْهَا حَيْنُها فهي كالشِّوَى)

ونَفَسُ الساعةِ آخِر الزَّمانِ عن كُراع ونَفُسَ الشَّيءُ نَفاسَةً فهْوَ نَفيسٌ ونافِسٌ رَفُعَ وكذلك رَجُلٌ نافِسٌ ونفيسٌ والجمع نِفاسٌ وأنْفَسَ الشيءُ صارَ نَفِيساً وقال اللحيانيُّ النَّفِيسُ والمُنْفِسُ المالُ الذي له خَطَرٌ ثم عَمَّ فقال كل شيء له خَطَرٌ فهْوَ نَفِيسٌ ومُنْفِسٌ قال النَّمِرُ بن تَوْلَبٍ

(لا تَجْزعِي إنْ مُنْفِساً أهْلكْتُهُ ... فإذا هَلَكْتُ فعند ذلك فاجْزَعِي)

وأنْفَسَني فيه ونَفَّسَني رغَّبَنِي الأخيرة عن ابنِ الأعرابيِّ وأنشد

(بأحْسَنَ مِنْه يَوْمَ أَصْبَحَ غادِياً ... ونَفَّسَنِي فيه الحِمَامُ المُعجَّلُ)

وأمْرٌ مَنْفوسٌ فيه مَرْغوبٌ ونَفِسَ عليه بالشَّيءِ نَفَساً بتَحْريك الفاءِ ونَفَاسةً ونَفَاسِيَةً الأخيرةُ نادِرةٌ ضَنَّ ومَالٌ نَفِيسٌ مَضنونٌ به ونَفِسَ عليه بالشيءِ لم يَرَهُ يَسْتَأهِلُهُ وكذلك نِفسَهُ عليه ونافَسهُ فيه وأما قولُ الشاعرِ

(وإنَّ قُرَيْشاً مُهْلَكٌ مَنْ أطَاعَها ... تُنَافِسُ دُنْيَا قد أجَمَّ انْصِرامُها)

فإما أن يكونَ أراد تُنافِسُ في دُنْيا وإما أن يريد تُنافِسُ أَهْلَ دُنْيا وتَنافَسْنا ذلك الأمْرَ وتَنافَسْنا فيه تحاسَدْنا وتسَابقْنا والنَّفْسُ الدَّمُ ونُفِسَتِ المرْأةُ ونَفِسَتْ نَفَساً ونَفَاسَةً ونِفَاساً وهي نُفَسَاءُ ونَفَسَاءُ ونَفْسَاءُ وَلَدَتْ وقال ثَعْلَب النُّفَسَاءُ الوالِدة والحامِلُ والحائِضُ والجمعُ من كلِّ ذِلكَ نُفَسَاوَاتٌ ونِفاسٌ ونُفَاسٌ ونُفَّسٌ ونُفَسٌ عن اللِّحْيانيِّ ونُفُسٌ ونُفَّاسٌ وحَكَى ثَعْلَبٌ نُفِسَتْ وَلَدَاً على فِعْلِ المفْعولِ ووَرِث فلانٌ هذا المالَ في بَطْنِ أمِّه قبل أن يُنْفَسَ أيْ يُولَد والمنْفُوسُ الموْلودُ وتَنَفَّسَتِ القَوْسُ تَصَدَّعتْ ونَفَّسَها هُوَ صَدَّعَها عن كُراع وإنما يَتَنَفَّس منها العِيدانُ التي لم تُفْلَقْ وهي القِسِيُّ وأمَّا الفِلْقَةُ فلاَ تَنَفَّسُ وتَنَفَّسَ القِدْحُ كذلك وأَرَى اللحيانيَّ قال إِنَّ النَّفْسَ الشَّقُّ في القَوْسِ والقِدْح ولَسْتُ منه على ثِقَةٍ والنَّفْسُ من الدّباغِ قَدْرُ دَبْغَةٍ وقيل هي مِلءُ الكَفّ والجمع أَنْفُس أنشد ثعلبٌ

(وذِي أَنْفُسٍ شَتَّى ثلاثٍ رَمَتْ بِه ... على الماءِ إحْدَى اليَعْمُلاتِ العَرَامِسِ)

يَعْنِي الوَطْبَ من اللَّبَنِ الذي دُبغَ بهذا القَدْرِ من الدّباغِ والنافِس الخامِسُ من قِداح المَيْسرِ قال اللحيانيُّ وفيه خَمسةُ فُروضٍ وله غُنْم خَمْسَةٍ أَنْصِباء إن فازَ وعليه غُرْمُ خمسة أنْصباء إنْ لم يَفُزْ
نفس
النَّفْسُ: الرُّوحُ، وسَيَأْتِي الكلامُ عَلَيْهَا قَريباً. وَقَالَ أَبو إِسحَاقَ: النَّفْسُ فِي كلامِ العَرَبِ يَجْرِي على ضَرْبَيْن: أَحَدُهما قولُك: خَرَجَتْ نَفْسُه، أَي رُوحُه، والضَّرْبُ الثانِي: مَعْنَى النَّفْسِ فِيهِ جُملةُ الشْيءِ وحقِيقتُه، كَمَا سَيَأْتِي فِي كَلاَمِ المصنِّف، وعَلى الأَوّلِ قالَ أَبو خِراشٍ:
(نَجَا سالِمٌ والنفْسُ مِنْهُ بشِدْقِهِ ... وَلم يَنْجُ إِلاَّ جَفْنَ سَيْفٍ ومِئْزَرَاً)
أَي بِجَفْنِ سَيْفٍ ومِئْزَرٍ، كَذَا فِي الصّحاحِ، قَالَ الصّاغَانِيُّ: وَلم أَجِدْه فِي شِعْر أَبي خِراشٍ. قلتُ: قَالَ ابنُ بَرِّيّ: إعْتَبَرْتُه فِي أَشْعَارِ هُذَيْلٍ فوَجَدْتُه لحُذَيفَةَ بنِ أَنَسٍ وليسَ لأَبِي خِراشٍ، والمَعْنَى: لم يَنْجُ سالِمٌ إِلاّ بجَفْنِ سَيْفه ومِئْزَرِه، وانْتِصَابُ الجَفْنِ على الإسْتِثْنَاءِ المنْقَطِع، أَي لم يَنْجُ سالمٌ إِلاّ جَفْنَ سَيْفٍ، وجَفْنُ السَّيْفِ مُنْقَطِعٌ مِنْهُ. ومِن الْمجَاز: النَّفْسُ: الدَّمُ يُقَال: سالَتْ نَفْسُه، كَمَا فِي الصّحاحِ، وَفِي الأَسَاس: دَفَق نَفْسَه، أَي دَمَه. وَفِي الحَدِيث: مَا لَا نَفْسَ لَهُ، وَقَع فِي أُصُولِ الصّحاحِ: مَا لَهُ نَفْسٌ سائِلَةٌ فإِنّه لَا يُنَجِّسُ المَاءَ إِذا مَاتَ فِيهِ. قلت: وَهَذَا الِّذي فِي الصّحاحِ مُخَالِفٌ لِمَا فِي كُتُبِ الحَدَيثِ، وَفِي رَوَايَةِ أُخْرَى: مَا لَيْسَ لَهُ نَفْسٌ سائِلَةٌ، ورُويَ عَن النَّخَعِيّ أَنّه قَالَ: كُلُّ شّيْءٍ لَهُ نَفْسٌ سائِلَةٌ فماتَ فِي الإِنَاءِ فإِنّه يُنَجِّسُه، وَفِي النِّهَايَةِ عَنهُ: كُلُّ شَيْءٍ لَيْسَتْ لَهُ نَفْسٌ سَائِلَةٌ فإِنه لَا يُنَجِّسُ الماءَ إِذا سَقَطَ فِيهِ، أَي دَمٌ سائِلٌ، ولذَا قالَ بعضُ مَن كَتَبَ على الصِّحّاحِ: هَذَا الحَدِيثُ لم يَثْبُتْ، قَالَ ابنُ بَرِّيّ: وإِنّمّا شاهِدُه قولُ السَّمَوْأَلِ:
(تَسِيلُ عَلى حَدِّ الظُّبَاةِ نُفُوسُنَا ... ولَيْسَتْ عَلَى غَيْرِ الظُّباة تَسِيلُ)
قَالَ وإِنّمَا سُمِّيَ الدَّمُ نَفْساً، لأَنّ النَّفْسَ تَخْرُج بخُرُوجِه. والنَّفْسُ: الجَسَدُ، وَهُوَ مَجَازٌ، قَالَ أَوسُ بنُ حَجَرٍ، يُحَرِّضُ عَمْرو بنَ هِنْدٍ عَلى بَنِي حَنِيفَةَ، وهم قَتَلَةُ أَبيه المُنْذِر بنِ ماءِ السماءِ، يومَ عَيْنِ أَبَاغٍ، ويزْعُم أَن عَمْروَ بن شَمِرَ الحَنَفِيّ قَتَله:
(نُبِّئْتُ أَنَّ بَنِي سُحَيْمٍ أَدْخَلُوا ... أَبْيَاتَهُم تَامُورَ نَفْسِ المُنْذِرِ)
فَلَبِئْسَ مَا كَسَبَ ابنُ عَمْروٍ رَهْطَهُ شَمِرٌ وَكَانَ بِمَسْمَعٍ وبِمَنْظَرِ والتامُورُ: الدّمُ، أَي حَمَلُوا دَمَه إِلى أَبْيَاتِهِم. والنَّفْسٌ: العَيْنُ الَّتِي تُصِيبُ المَعِينَ، وَهُوَ مَجَازٌ. ويُقَال: نَفَسْتُه بنَفْسٍ، أَي أَصّبْتُه بِعَيْنٍ، وأَصابَتْ فُلاناً نَفْسٌ، أَي عَيْنٌ، وَفِي الحَديث، عَن أَنَسٍ رَفَعَهُ: أَنَّه نَهَى عَنِ الرُّقْيَةِ إِلاّ فِي النَّمْلَةِ والحُمَةِ والنِّفْسِ، أَي العَيْنِ، والجَمْعُ، أَنْفُسٌ، وَمِنْه الحَدِيث: أَنه مَسَح بَطْنَ رافِعٍ فأَلْقَى شَحْمَةً خَضْرَاءَ، فَقَالَ: إِنه كانَ فِيهَا سَبْعَةُ أَنْفُسٍ، يريدِ عُيُونَهُم. ورَجُلٌ نافِسٌ: عائِنٌ، وَهُوَ) مَنْفُوسٌ: مَعْيُونُ. والنَّفْسُ: العِنْدُ، وشَاهِدُه قولُه تعالَى، حِكَايَةً عَن عِيسَى عَليه وعَلى نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ أَفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلام تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ أَي تَعْلَمُ مَا عِنْدِي، وَلَا أَعْلَمُ مَا عِنْدَكَ، وَلَكِن يَتَعَيَّن أَنْ تَكُونَ الظَّرفِيَّةُ حِينَئذٍ ظرفيَّةَ مَكَانَةٍ لَا مَكَانٍ، أَو حَقِيقَتي وحَقِيقَتَكَ، قَالَ ابنُ سِيْدَه: أَي لَا أَعْلَمُ مَا حَقِيقَتُك وَلَا مَا عِنْدَكيَتَوَفَّاهَا الله تَعَالَى، والأُخْرَى: نَفْسُ الحَيَاة، وإِذَا زَالَت زالَ مَعَهَا النَّفِسُ، والنَّائمَ يَتَنَفَّسُ، قَالَ: وَهَذَا الفَرْقُ بينَ تَوفِّي نَفْسِ النائِم فِي النَّوْم، وتَوَفِّي نَفْسِ الحَيِّ. قَالَ: ونَفْسُ الحَيَاة هِيَ الرُّوحُ وحَرَكَةُ الإِنْسَان ونُمُوُّه يكون بِهِ. وَقَالَ السُّهَيْليُّ فِي الرَّوْض: كَثُرت الأَقَاويلُ فِي النَّفْس والرُّوح، هَل هُمَا وَاحِدٌ أَو النَّفْسُ غيرُ الرُّوح وتَعَلَّقَ قومٌ بظَوَاهرَ من الأَحاديثِ، تدُلُّ على أَنَّ الرُّوحَ هِيَ النَّفْسُ، كَقَوْل بلالٍ أَخَذَ بِنَفْسِك، مَعَ قولهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم: إِنّ الله قَبضَ أَرْوَاحَنا وقولِه تعالَى:: الله يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ والمَقْبُوضُ هُوَ الرُّوحُ، وَلم يَفَرِّقُوا بَيْنَ القَبْضِ والتَّوَفِّي، وأَلْفَاظُ الحَدِيثِ مُحْتَملَةُ التَّأْويلِ، ومَجَازَاتُ العَرَبِ وإتِّسَاعاتُها كَثِرَةٌ: والحَقُّ أَنَّ بَيْنَهما فَرْقاً، وَلَو كانَا اسْمَيْنِ بِمَعْنىً وَاحِدْ، كاللَّيْثِ والأَسَدِ، لَصَحَّ وُقُوعُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنهما مكانَ صاحِبِه،)
كَقَوْلِه تَعَالَى: ونَفَخْتُ فيهِ مِنْ رُوِحِي، وَلم يَقْلْ: مِن نَفْسِي. وَقَوله: تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلم يَقُلْ: مَا فِي رُوحي. وَلَا يَحْسُنُ هَذَا القَولُ أَيضاً مِن غيرِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ. ويَقُولُونَ فِي أَنْفُسهمْ ولاَ يَحْسَن فِي الْكَلَام: يَقُولُون فِي أَرْوَاحهم. وَقَالَ: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ وَلم يقَل: أَنْ تَقُولَ رُوحٌ، وَلَا يَقُولُه أَيْضاً عَرَبيٌّ، فَأَيْنَ الفَرَقُ إِذا كَانَ النَّفْسُ والروَّحُ بمَعْنىً وَاحدٍ وإِنّمَا الفَرْقُ بينَهما بالإعْتبَارَاتِ، ويَدُلُّ لذَلِك مَا رَوَاهُ ابنُ عَبْد البَرِّ فِي التَّمْهِدِ، الحَديث: إِن اللهَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ وجَعَلَ فِيه نَفْساً ورُوحاً، فَمن الرُّوحِ عَفَافُه وفَهْمُه وحِلْمُه وسَخاؤُه ووَفَاؤُه، ومِن النَّفْسِ شَهْوَتُه وطَيْشُه وسَفَهُه وغَضَبُه فَلَا يُقَالُ فِي النَّفْسِ هِيَ الرُّوحَ عَلى الإِطْلاق حَتَّى يُقَيَّدَ، وَلَا يُقَال فِي الرُّوحِ هِيَ النَّفْسُ إِلاّ كَمَا يُقَالُ فِي المَنِيِّ هُوَ الإِنْسَانُ، أَو كَمَا يُقَالُ للمَاءِ المُغَذِّي لِلكَرْمَةِ هُوَ الخَمْرُ، أَو الخَلُّ، على معنَى أَنه سيُضَافُ إِليه أَوصَافٌ يُسَمَّى بهَا خَلاًّ أَو خَمْراً، فتَقَيُّدُ الأَلْفَاظِ هُوَ مَعْنَى الكلامِ، وتَنْزِيلُ كُلِّ لَفْظٍ فِي مَوْضِعه هُوَ مَعْنَى البَلاغةِ، إِلى آخِر مَا ذَكرُه. وَهُوَ نَفِيسٌ جدا، وَقد نَقَلْتُه بالإخْتصَار فِي هَذَا المَوْضع، لأَنّ التَّطْويِلَ كَلَّتْ مِنْهُ الهِمَمُ، لاسَّيمَا فِي زَماننا هَذَا. والنَّفْسُ: قَدْرُ دَبْغَةٍ، وعَلَيْه اقْتصر الجَوْهَرِيُّ، وَزَاد غيرُه: أَو دَبْغَتَيْن.
والَّدِبْغَةُ، بِكَسْر الدَّال وَفتحهَا ممَّا يُدْبَغُ بِهِ الأَديمُ من قَرَظٍ وَغَيره، يُقَال: هَبْ لي نَفْساً مِن دِبَاغٍ، قَالَ الشَّاعِرُ: أَتَجْعَلُ النَّفْسَ الَّتِي تُدِيرُ فِي جِلْدِ شاةٍ ثُمَّ لَا تَسِيرُ قَالَ الجَوْهَرِيُّ: قَالَ الأَصْمَعِيُّ: بَعثَت امرأَةٌ مِن العربِ بِنْتاً لَهَا إِلى جارَتِهَا، فَقَالَت لَهَا: تقولُ لَك أُمِّي: أَعْطِينِي نَفْساً أَو نَفْسَيْنِ أَمْعَسُ بِه مَنِيئَتي فإِنِّي أَفِدَةٌ. أَي مُسْتَعْجِلَةٌ، لَا أَتفرَّغُ لإتِّخاذِ الدِّباغِ مِن السُّرْعَةِ. انتَهَى. أَرَادَتْ: قَدْرَ دَبْغَة أَو دَبْغَتَيْن من القَرَظ الّذِي يُدْبَغُ بِهِ. المَنِيئَةُ: المَدْبَغَةُ، وَهِي الجُلُودُ الّتِي تُجْعَلُ فِي الدِّباغ. وَقيل: النَّفْسُ مِن الدِّباغِ: مِلْءُ الكَفِّ، والجَمْعُ: أَنْفُسٌ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
(وذِي أَنْفُسٍ شَتَّى ثَلاثٍ رَمَتْ بِهِ ... عَلَى المَاءِ إِحْدَى اليّعْمَلاتِ العَرامِسِ)
يَعْنِي الوَطْبَ مِن اللبَنِ الذِي طُبَخَ بِهَذَا القَدْرِ مِن الدِّبَاغِ. وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: النَّفْسُ: العَظَمَةُ والكِبْرُ، والنَّفْسُ: العِزَّةُ. والنَّفْسُ: الأَنْفَةُ. والنَّفْسُ: العَيْبُ، هَكَذَا فِي النُّسخِ بالعَيْنِ المُهْمَلَة، وصَوَابُه بالغَيْنِ المُعْجَمَةُ، وَبِه فَسَّر ابْنُ الأَنْبَارِيّ قَوْله تعالَى: تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي الآيَةَ، وسَبَقَ)
الكلامُ عَلَيْهِ. والنَّفْسُ: الإِرادَةُ. والنَّفْسُ: العُقُوبَةُ، قيل: وَمِنْه قولُه تَعَالَى: وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ أَي عُقُوبَتَه، وَقَالَ غيرُه: أَي يُحَذِّرُكم إِيّاه. وَقد تَحَصَّل مِن كلامِ المصنِّف، رحمَه الله تَعَالَى، خَمْسَةَ عَشَرَ مَعْنىً للنَّفْسِ، وَهِي: الرُّوح، والدَّمُ، والجَسَدُ، والعَيْنُ، والعِنْدُ، والحَقِيقَةُ، وعَيْنُ الشَّيْءِ، وقَدْرُ دَبْغَةٍ، والعَظَمَةُ، والعِزَّةُ، والهِمَّةُ، والأَنَفَةُ، والغَيْبُ، والإِرادَةُ، والعُقُوبةُ، ذَكر مِنْهَا الجَوْهَرِيُّ: الأَوّلَ، والثّانِي، والثالثَ، والرّابِعَ، والسابِعَ، والثامنَ، وَمَا زدْناه على المُصَنِّف، رحِمَه الله، فسيأْتي ذِكْرُه فِيمَا اسْتُدْرِك عَلَيْهِ.
وجَمْعُ الكُلِّ: أَنْفُسٌ ونُفُوسٌ. والنَّفَسُ، بالتَّحْرِيك: وَاحِدُ الأَنْفَاسِ، وَهُوَ خُرُوجُ الرِّيحِ من الأَنْفِ والفَمِ، ويُرَادُ بِهِ السَّعَةُ، يُقَال: أَنتَ فِي نَفَسٍ مِن أَمْرِك، أَي سَعَةٍ، قَالَه الجَوْهَرِيُّ، وَهُوَ مَجازٌ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: إِنَّ فِي الماءِ نَفَساً لِي ولَكَ، وأَي مُتَّسَعاً وفَضْلاً. ويُقَال: بَيْنَ الفَرِيقَيْنِ نَفَسٌ، أَي مُتَّسَعٌ. والنَّفَسُ أَيضاً: الفُسْحَةُ فِي الأَمْرِ، يُقَال: إعْمَلْ وأَنْتَ فِي نَفَسٍ، أَي فُسْحَةٍ وسَعَةٍ، قَبْلَ الهَرَمِ والأَمْرَاضِ والحَوَادِثِ والآفاتِ. وفِي الصّحاح: النَّفَسُ: الجَرْعَةُ، يُقَال: اكْرَعْ فِي الإِناءِ نَفَساً أَو نَفَسَيْنِ، أَي جُرْعَةً أَو جُرْعَتَيْنِ وَلَا تَزِدْ عَلَيْهِ. والجَمْع: أَنْفَاسٌ، كسَبَبٍ وأَسْبَابٍ، قَالَ جَرِيرٌ:
(تُعَلِّلُ وَهْيَ ساغِبَةٌ بَنِيهَا ... بأَنْفَاسٍ مِنَ الشَّبِمِ القَرَاحِ)
إنتَهَى. قَالَ مُحَمدُ بن المُكَرّم: وَفِي هَذَا القَوْل نَظَرٌ. وَذَلِكَ لأَن النَّفسَ الوَاحدَ يَجْرَع فِيهِ الإِنْسَان عِدَّةَ جُرَعٍ، يَزيدُ ويَنْقصُ علَى مقْدَار طُولِ نَفَسِ الشّارب وقَصِره، حتّى إِنّا نَرَى الإِنْسَانَ يَشربُ الإِنَاءِ الكَبِيرَ فِي نَفَسٍ وَاحِدٍ على عِدَّةِ جُرَعٍ. ويُقَال: فُلانٌ شَرِبَ الإِنَاءَ كُلَّه عَلَى نَفَسٍ وَاحدٍ.
وَالله تَعَالَى أَعْلَم. وَعَن ابْن الأَعْرَابِيِّ: النَّفَسُ الرِّيّ، وسيأْتي أَيْضاً قَرِيبا. والنَّفَسُ: الطَّويل من الكَلام، وَقد تَنَفَّسَ. وَمِنْه حَدِيث عَمّارٍ: لقد أَبْلَغْتَ وأَوْجَزْتَ، فلَوْ كُنْتَ تَنَفَّسْتَ، أَي أَطَلْت.
وأَصْله: أَنَّ المَتَكَلِّمَ إِذا تَنَفَّسَ إستأْنَفَ القَوْل وسَهُلَت عَلَيْهِ الإِطالَة. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: كَتَبْت كِتَاباً نَفَساً، أَي طِويلاً. وَفِي قَوْله صلَّى الله تعالَى عَلَيْهِ وَسلم: ولاَ تَسُبُّوا الرِّيحَ، الوَاو زَائِدَة، وَلَيْسَت فِي لَفْظ الحَديث، فإِنَّهَا منْ نَفَسِ الرحْمن. وَكَذَا قَوْله صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: أَجِدُ نَفَسَ رَبِّكمْ، وَفِي رِوايَة: نَفَسَ الرَّحْمن، وَفِي أَخرَى: إِنّي لأَجدُ منْ قِبَل اليَمَن، قَال الأَزْهَريُّ: النَّفَسُ فِي هذَيْن الحَديثَيْن: اسْمٌ وُضَعَ مَوْضِعَ المَصْدَر الحَقيقيِّ مِن نَفَّسَ، يُنَفِّسُ تَنْفيساً ونَفَساً، أَي فَرَّجَ عَنهُ الهَمَّ تَفْريجاً، كأَنَّه قَالَ: تَنْفيسَ رَبِّكم من قِبَل اليَمَنِ. وإِنَّ الرِّيحَ مِن تَنْفِيسِ الرَّحْمنِ بهَا عَن)
المَكْرُوبِينَ، فالتَّفْرِيج: مَصْدّرٌ حقيقيّيٌّ، والفَرَجُ، اسمٌ يُوضَعُ مَوْضِعَ المصدرِ، والمَعْنَى: أَنَّهَا، أَي الرِّيحُ تُفَرِّجُ الكَرْبَ، وتُنْشِيءُ السَّحابَ، وتَنْشُرُ الغَيْثَ، وتُذْهِبُ الجَدْبَ، قَالَ القُتَيْبِيُّ: هَجَمْتُ على وَادٍ خَصِيبٍ وأَهْلُه مُصْفَرَّةٌ أَلوَانُهُم، فسأَلْتُهُم عَن ذَلِك، فَقَالَ شيخٌ مِنْهُم: ليسَ لنا رِيحٌ.
وقولُه فِي الحَدِيثِ: مِن قِبَل اليَمَن، المُرَادُ واللهُ أَعْلَمُ: مَا تَيَسَّر لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ منْ أَهْل المَدينَةِ المُشَرَّفَة وهَم يَمَانُونَ يَعْني الأَنْصارَ، وهم من الأَزْد، والأَزْدُ من اليَمَن، من النُّصْرَةِ والإِيواءِ لَهُ، والتَّأْييد لَهُ برِجَالهم وَهُوَ مُسْتَعَارٌ من نَفَس الهَوَاءِ الَّذي يُرَدِّدُه المُتَنَفِّسُ إِلى الجَوْف، فيُبَرِّدُ من حَرَارتِه ويُعَدِّلُها، أَو من نَفَسَ الرِّيح الّذي يَتَنَسَّمُه فيَسْتَرْوِحُ إِليه ويُنَفِّس عَنهُ أَو من نَفَس الرَّوْضة، وَهُوَ طِيبُ رَوائحها فيَنْفَرجُ بِهِ عَنهُ. وَيُقَال: شَرَابٌ ذُو نَفَسٍ: فِيهِ سَعَةٌ ورِيٌّ، قَالَه ابنُ الأَعْرَابِيّ، وَقد تقدَّم للمصنِّف ذِكْرُ مَعْنَى السَّعِةِ والرِّيِّ، فَلَو ذَكَرَ هَذَا القولَ هُنَاكَ كانَ أَصابَ، ولعلَّه أَعادَه ليُطَابقَ مَعَ الكَلام الّذي يَذْكُرُه بَعْدُ، وَهُوَ قَوْله: ومِن المَجازِ: يُقَال شَرَابٌ غَيْرُ ذِي نَفَسٍ، أَي كَرِيه الطِّعْمِ آجِنٌ مُتَغَيِّرٌ، إِذا ذاقَه ذائِقٌ لم يَتَنَفَّسْ فِيه، وإِنَّمَا هِيَ الشَّرْبَةُ الأُولَى قَدْرَ مَا يُمْسِك رَمَقَه، ثُمَّ لَا يَعُودُ لَهُ، قَالَ الرَّاعِي ويُرْوَي لأَبِي وَجْزَةَ السَّعْدِيَ:
(وشَرْبَةٍ مِنْ شَرَابٍ غَيْرِ ذِي نَفَسٍ ... فِي كَوْكَبٍ مِن نُجُومِ القَيْظِ وَهّاج)

(سَقَيْتُهَا صَادِيَاً تَهْوِي مَسامِعُهُ ... قدْ ظَنَّ أَنْ لَيْسَ مِن أَصْحَابِهِ نَاجِي)
أَي فِي وَقْتِ كَوْكَبٍ، ويُرْوَي: فِي صَرَّةٍ. والنَّافِسُ: الخَامِسُ مِن سَهَام المَيْسِرِ، قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَفِيه خَمْسَةُ فُرُوضٍ، وَله غُنْمُ خَمْسَةِ أَنْصِبَاءَ إِن فازِ، وعَلَيْه غُرْمُ خَمْسَةِ أَنْصِبَاءَ إِنْ لم يَفُزْ، ويُقَالُ: هُو الرابِعُ، وَهَذَا القَوْلُ مَذْكورٌ فِيالصّحاح، والعَجَبُ من المُصَنِّفِ فِي تَرْكِه. وشَيءٌ نَفِيسٌ ومَنْفُوسٌ ومُنْفِسٌ كمُخْرِجٍ، إِذا كانَ يُتَنَافَسُ فِيهِ ويُرْغَبُ إِليه لِخَطَرِه، قَالَ جَرِيرٌ:
(لَوْ لَمْ تُرِدْ قَتْلَنا جادَتْ بِمُطَّرَفٍ ... مِمَّا يُخَالِطُ حَبَّ القَلْبِ مَنْفُوسِ)
المُطَّرَف: المُسْتَطْرَف. وَقَالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ، رَضِي الله تَعالَى عَنهُ:
(لَا تَجْزَعِي إِنْ مُنْفِساً أَهْلَكْتُهُ ... فَإِذَا هَلَكْتُ فعِنْدَ ذلِكَ فاجْزَعِي)
وَقد نَفُسَ، ككَرُمَ، نَفَاسَةً، بالفَتْحِ، ونِفَاساً، بالكَسْرِ، ونَفَساً، بالتَّحْرِيك، ونُفُوساً، بالضّمّ. والنَّفِيسُ: المالُ الكَثِيرُ الّذِي لَهُ قَدْرٌ وخَطَرٌ، كالمُنْفِسِ، قالَه اللِّحْيَانِيُّ، وَفِي الصّحاحِ: يُقَال: لفُلانٍ مُنْفِيٌ ونَفِيسٌ، أَي مالٌ كَثِيرٌ. وَفِي بعض النُّسَخ: مُنْفِسٌ نَفِيسٌ، بِغَيْر واوٍ. ونَفِسَ بِهِ، كفَرِحَ، عَن فُلانٍ: ضَنَّ عَلَيْه وَبِه، وَمِنْه قَوْلَه تَعَالَى ومَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسه والمَصْدَرُ: النَّفَاسَةُ)
والنَّفَاسِيَةُ، الأَخيرَةُ نادرَةٌ. ونَفِسَ عَلَيْه بخَيْرٍ قَليلٍ: حَسَدَ، وَمِنْه الحَديثُ: لَقَدْ نِلْتَ صِهْرَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ فَمَا نَفِسْنَاهُ عَلَيْكَ. ونَفِسَ عَلَيْه الشَّيْءَ نَفَاسَةً: ضَنَّ بِهِ، وَلم يَرَهُ يَسْتَأْهِلُه، أَي أَهْلاً لَهُ، وَلم تَطِبْ نَفْسُه أَنْ يَصِلَ إِليه. ومِن المَجَازِ: النِّفَاسُ، بالكَسْر: وِلاَدَةُ المَرْأَة وَفِي الصّحاحِ وِلاَدُ المَرْأَةِ، مَأْخُوذٌ مِن النَّفْسِ، بمَعْنَى الدَّمِ، فإِذا وَضَعَتْ فيهي نُفَسَاءُ، كالثُّؤَبَاءِ، ونَفْسَاءُ، بالفَتْح، مِثَالُ حَسْنَاءُ، ويُحَرِّكُ، وقَال ثَعْلِبٌ: النُّفَساءُ: الوَالِدَةُ والحَامِلُ والحَائِضُ،َ ثَلاثَةِ أَمْيَالٍ فِي اَقلَّ من ذلِك، أَهْلُهَا إِباضِيَّةٌ، وطُولُ هَذَا الجَبَلِ مَسِيرةُ سِتَّةِ أَيامٍ من الشَّرْقِ إِلى الغَربِ، وبينَه وبينَ طَرَابُلُسَ ثلاثَةُ أَيّامٍ، وإِلى القَيْروَانِ سِتَّةُ أَيّامٍ، وَفِي هَذَا الجَبلِ نَخْلٌ وزَيْتُونٌ وفَوَاكِهُ، وإفْتَتَح عَمْرُو ابْن العاصِ، رضيَ الله تَعَالَى عَنهُ، نَفُوسَةَ، وكانُوا نَصَارَى. نَقَلَه ياقُوت. وأَنْفَسهُ الشَّيْءُ: أَعْجَبَهُ بنَفْسَه، ورَغَّبَه فِيهَا، وَقَالَ ابنُ القَطّاعِ: صَار نَفِيساً عِنْدَه، وَمِنْه حَدِيثُ إِسماعِيلَ عَلَيْهِ السّلاَمُ: أَنَّهُ تَعَلَّم العَرَبَيَّةَ وأَنْفَسَهُم. وأَنْفَسَه فِي الأَمْرِ: رَغَّبَهُ فِيهِ. ويُقَالُ مِنْهُ: مالٌ مُنْفِسٌ ومُنْفِسٌ، كمُحْسِنٍ ومُكْرَمٍ، الأَخِيرُ عَن الفَرّاءِ: أَي نَفِيسٌ، وقيلَ: كَثِيرٌ، وَقيل: خَطيرٌ، وعَمَّه اللِّحْيَانِيُّ فَقَالَ: كُلُّ شيْءٍ لَهُ خَطَرٌ فَهُوَ نَفِيسٌ ومُنْفِسٌ. ومِن المَجَازِ: تَنَفَّسَ الصُّبْحُ) أَي تَبَلَّجَ وامتدَّ حَتَّى يَصِيرَ نَهَاراً بَيِّناً، وَقَالَ الفَرّاءُ فِي قولِه تعالَى والصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ قَالَ: إِذا ارْتَفَع النَّهَارُ حتَّى يَصِيرَ نَهَاراً بَيِّناً. وَقَالَ مَجَاهِدٌ: إِذا تنفس إِذا اطلع وَقَالَ الْأَخْفَش إِذا أَضاءَ، وَقَالَ غيرُه: إِذا انْشَقَّ الفَجْرُ وَانْفَلَق حتَّى يَتَبَيَّنَ مِنْهُ. ومِن المَجَاز: تَنَفَّسَتِ القَوْسُ: تَصَدَّعَتْ، ونَفَّسَها هَو: صَدَّعَها، عَن كُرَاع، وإِنّمَا يَتَنَفَّسُ منْهَا العِيدَانُ الّتِي لم تُغْلَقْ، وَهُوَ خَيْرُ القِسِيِّ، وأَمّا الفِلْقَةُ فَلَا تَتَنّفَّسُ ويُقَالُ للنَّهَارِ إِذا زَاد: تَنَفَّسَ وَكَذَلِكَ المَوْجُ إِذا نَضَحَ الماءَ وَهُوَ مَجَازٌ.
وتَنَفَّس فِي الإِناءِ: شَرِب مِن غيرِ أَنْ يُبِينَه عَن فِيهِ، وَهُوَ مَكْرُوهٌ. وتَنفَّسَ أَيضاً: شَرِبَ منيكونُ التَّذِكيرُ فِي الواحِدِ والإثْنَيْنِ، والتَّأْنِيثُ فِي الجَمْعِ، قَالَ: وحُكِيَ جميعُ ذلِك عنِ الكِسَائِيّ، وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: وقالُوا ثَلاثَةُ أَنْفُسٍ، يَذكِّرُونَه، لأَنّ النَّفْسَ عِنْدَهُم يَرِيدُون بِهِ الإِنْسَانَ أَلا ترى أَنهم يَقُولُونَ: نفس وَاحِدٌ، فَلَا يُدخِلون الهاءَ، قالَ: وزَعَم يُونُسُ عَن رَؤْبَةَ أَنَّه قَالَ: ثَلاثُ أَنْفُسٍ، على تَأْنِيثِ النَّفْسِ، كَمَا تَقُول: ثلاثُ أَعْيُنٍ، للعَيْنِ مِن النّاسِ، وكما قالُوا ثَلاثُ أَشْخُصٍ فِي النِّساءِ،)
وَقَالَ الحُطَيْئَةُ:
(ثَلاَثَةُ أَنْفُسِ وثَلاَثُ ذَوْدٍ ... لَقَدْ جارَ الزَّمَانُ علَى عِيَالِي)
وقَولُه تعَالَى: الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ يَعْنَي آدَم، وَزوجهَا يَعْنِي حَوَّاءَ، عليهِمَا السَّلَام.
وَيُقَال: مَا رأَيتُ ثَمَّ نَفْساً، أَي أَحَداً. ونَفَسُ السَّاعَةِ، بالتَّحْرِيك: آخِرُ الزَّمَانِ، عَن كُراع.
والمُتّنَفِّسُ: ذُو النَّفَسُ، ورَجُلٌ ذُو نَفس، أَي خُلُقٍ. وثَوْبٌ ذُو نَفسٍ، أَي جَلَدٍ وقُوَّةٍ. والنَّفُوسُ، كصَبُورٍ، والنَّفْسَانِيُّ: العَيُونُ الحَسُودُ المُتّعَيِّنُ لأَموالِ النَّاسِ لِيُصِيبَها، وَهُوَ مَجَازٌ، وَمَا أَنْفَسَهُ، أَي مَا أَشَدَّ عَيْنَه، هذهِ عَن اللِّحْيَانِيّ، وَمَا هَذَا النَّفَسُ أَي الحَسَدُ، وَهُوَ مَجَازٌ. والنَّفَسُ: الفَرَجُ مِن الكَرْبِ، ونَفَّسَ عَنهُ: فَرَّج عَنهُ، ووَسَّع عَلَيْهِ، ورَفَّه لَهُ، وكُلُّ تَرَوُّحٍ بَيْنَ شَرْبَتَيْن: نَفَسٌ.
والتَّنَفُّسُ: إستِمْدادُ النَّفَسِ، وَقد تَنَفَّسَ الرجُلُ، وتَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ. وكُلّ ُ ذِي رِئَةٍ مُتَنَفِّسٌ، ودَوَابُّ الماءِ لَا رِئَاتِ لَهَا. ودَارُكَ أَنْفَسُ مِن دَارِي أَي أَوْسَعُ، وَهَذَا الثَّوبُ أَنْفَسُ مِن هَذَا، أَي أَعْرَضُ وأَطْوَلُ وأَمْثَلُ. وَهَذَا المكانُ أَنْفَسُ مِن هَذَا، أَي أَبْعَدُ وأَوسَعُ. وتَنَفَّس فِي الكلامِ: أَطالَ وتَنَفَّسَتْ دَجْلَةُ: زادَ ماؤُها. وزِدْنِي نَفَساً فِي أَجَلِي أَي طَوِّلِ الأَجَلَ. عَن اللِّحْيَانِيّ، وَعنهُ أَيضاً: تَنَفَّسَ النَّهَارُ: إنتصَفَ، وتَنَفَّس أَيضاً: بعد. وتَنَفَّسَ العَمْرُ، مِنْه، إِمّا تَرَاخَى وتَبَاعَدَ، وإِمّا إتَّسَع.
وجَادَتْ عينْه عَبْرَةً أَنْفَاساً، أَي سَاعَة بَعْدَ ساعةٍ. وشيءٌ نافِسٌ: رَفُعَ وصارَ مَرْغُوباً فِيهِ وكذلِكَ رجُلٌ نافِسٌ ونَفِيس، والجَمْع: نِفَاس. وأَنْفَسَ الشَّيْءُ: صَار نَفِيساً. وَهَذَا أَنْفَسُ مالِي، أَي أَحَبُّه وأَكْرَمُه عِنْدِي، وَقد أَنْفَسَ المالُ إِنْفَاساً. ونَفَّسَنِي فِيهِ: رَغَّبَني، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ وأَنْشَدَ:
(بأَحْسَنَ مِنْه يَوْمَ أَصْبَحَ غادِياً ... ونَفَّسَنِي فِيه الحِمَامُ المَعَجَّلُ)
قلت: هُوَ لأُحَيْحَةَ بنِ الجُلاحِ، يَرْثِي ابْناً لَهُ، أَو أَخاً لَهُ، وَقد مَرَّ ذِكْرُه فِي هبرز. ومالٌ نَفِيسٌ: مَضْنُونٌ بِه. وَبلَّغَكَ اللهُ أَنْفَسَ الأَعْمَارِ. وَفِي عُمُرِه تَنَفُّسٌ ومَتَنَفَّسٌ. وغائِطٌ مُتَنَفِّسٌ: بَعِيدٌ، وَهُوَ مَجَازٌ. ويُجْمَعُ النُّفسَاءُ أَيضاً علَى نُفَّاسٍ ونُفَّسٍ، كرُمّانٍ وسُكَّرٍ، الأَخِيرَةُ عنِ اللِّحْيَانِيّ. وتَنَفَّسَ الرجُلُ: خَرَجَ مِن تَحْتِه رِيحٌ، وَهُوَ على الكِنَايَةِ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: نَفَّسَ قَوْسَه، إِذا حَطَّ وَتَرَهَا، وتَنَفَّسَ القِدْحُ، كالقَوْسِ، وَهُوَ مَجازٌ. وأَنْفٌ مُتَنَفِّسٌ: أَفْطَسَ، وَهُوَ مَجازٌ. وفُلانٌ يُؤامِرُ نَفْسَيْهِ: إِذا اتَّجَه لَهُ رَأْيَانِ، وَهُوَ مَجازٌ، قالَه الزَّمَخْشَرِيُّ. قلتُ: وبَيَانُه أَنَّ العَرَبَ قد تَجعلُ النَّفْسَ الّتي يكونُ بهَا التَّمْيِيزُ نَفْسَيْن، وذلِكَ أَنَّ النَّفْسَ قد تَأْمُره بالشَّيْءِ أَو تَنْهَاه عَنهُ، وذلِكَ عندَ الإِقْدامٍ على أَمْرٍ مَكْرُوه، فجَعَلُوا الّتِي تَأْمُره نَفْساً، والّتِي تَنْهَاه كأَنَّهَا نَفْسٌ أُخْرَى، وعَلى ذَلِك قولُ الشاعِرِ:)
(يُؤامِرُ نَفْسَيْه وَفِي العَيْش فُسْحَةٌ ... أَيَسْتَرْجِعُ الذُّؤْبانَ أَمْ لاَ يَطُورُها)
وأَبُو زُرْعَةَ محمّدُ بنُ نُفَيْسٍ المَصيصِيُّ، كزُبَيْرٍ، كتَبَ عَنهُ أَبو بَكْرٍ الأَبْهَرِيُّ بحَلَبَ. وأَمّ القاسِمِ نَفِيسَةُ الحَسَنِيَّةُ، صاحِبةُ المَشْهَدِ بمِصْرَ، معروفةٌ، وإِليها نَسِبَت الخِطَّةُ. وبنُو النَّفِيسِ، كأَمِيرٍ: بَطْنٌ من العَلَويِّينَ بالمَشْهَدِ. ومُحَمَّدُ بنُ عبدِ الرّزَّاقِ بنِ نَفِيسٍ الدِّمَشْقِيُّ، سَمِع علَى الزَّيْنِ العِراقِيّ ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: نُفْيَاسُ، بالضّمّ: قَرْيَةٌ بَشَرقِيَّة مِصْرَ ونُفْيُوسُ: أُخْرَى مِن السَّمَنُّودِيَّةِ.
نفس: {تنفس}: انتشر وتتابع ضوءه.
(نفس) عَنهُ رفه وَعنهُ كربته فرجهَا وكشفها والقوس صَدعهَا
(نفس) : نُفِسَتِ المَرْأَةُ، أَي حاضَتْ، لغةٌ في نَفِسَتْ.
(نفس) الشَّيْء نفاسة ونفاسا ونفوسا ونفسا كَانَ عَظِيم الْقيمَة فَهُوَ نَفِيس ونافس (ج) نِفَاس
ن ف س: (النَّفْسُ) الرُّوحُ، يُقَالُ: خَرَجَتْ نَفْسُهُ. وَالنَّفْسُ الدَّمُ، يُقَالُ: سَالَتْ نَفْسُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «مَا لَيْسَ لَهُ نَفْسٌ سَائِلَةٌ فَإِنَّهُ لَا يُنَجِّسُ الْمَاءَ إِذَا مَاتَ فِيهِ» ، وَالنَّفْسُ الْجَسَدُ. وَيَقُولُونَ: ثَلَاثَةُ أَنْفُسٍ فَيُذَكِّرُونَهُ لِأَنَّهُمْ يُرِيدُونَ بِهِ الْإِنْسَانَ. وَ (نَفْسُ) الشَّيْءِ عَيْنُهُ يُؤَكَّدُ بِهِ، يُقَالُ: رَأَيْتُ فُلَانًا نَفْسَهُ وَجَاءَنِي بِنَفْسِهِ. وَ (النَّفَسُ) بِفَتْحَتَيْنِ وَاحِدُ (الْأَنْفَاسِ) وَقَدْ (تَنَفَّسَ) الرَّجُلُ وَتَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ. وَكُلُّ ذِي رِئَةٍ (مُتَنَفِّسٌ) . وَدَوَابُّ الْمَاءِ لَا رِئَاتِ لَهَا. وَ (تَنَفَّسَ) الصُّبْحُ تَبَلَّجَ. وَشَيْءٌ (نَفِيسٌ) أَيْ يُتَنَافَسُ فِيهِ وَيُرْغَبُ. وَهَذَا أَنْفَسُ مَالِي أَيْ أَحَبُّهُ وَأَكْرَمُهُ عِنْدِي. وَنَفِسَ بِهِ أَيْ ضَنَّ وَبَابُهُ سَلِمَ. وَ (نَفُسَ) الشَّيْءُ مِنْ بَابِ ظَرُفَ صَارَ مَرْغُوبًا فِيهِ. وَ (نَافَسَ) فِي الشَّيْءِ (مُنَافَسَةً) وَ (نِفَاسًا) بِالْكَسْرِ إِذَا رَغِبَ فِيهِ عَلَى وَجْهِ الْمُبَارَاةِ فِي الْكَرَمِ. وَ (تَنَافَسُوا) فِيهِ أَيْ رَغِبُوا. وَ (نَفَّسَ) عَنْهُ (تَنْفِيسًا) أَيْ رَفَّهَ. وَيُقَالُ: (نَفَّسَ) اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَتَهُ أَيْ فَرَّجَهَا. وَ (النِّفَاسُ) وِلَادَةُ الْمَرْأَةِ إِذَا وَضَعَتْ فَهِيَ (نُفَسَاءُ) وَنِسْوَةٌ (نِفَاسٌ) وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ فُعَلَاءُ يُجْمَعُ عَلَى فِعَالٍ غَيْرُ نُفَسَاءَ وَعُشَرَاءَ وَيُجْمَعُ أَيْضًا عَلَى (نُفَسَاوَاتٍ) وَعُشَرَاوَاتٍ. وَامْرَأَتَانِ نُفَسَاوَانِ وَقَدْ (نَفِسَتِ) الْمَرْأَةُ بِالْكَسْرِ (نِفَاسًا) وَ (نُفِسَتِ) الْمَرْأَةُ غُلَامًا عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، وَالْوَلَدُ (مَنْفُوسٌ) . وَفِي الْحَدِيثِ: «مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلَّا وَقَدْ كُتِبَ مَكَانُهَا مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ» . 
ن ف س

شيء نفيس ومنفس، وقد نفس نفاسة وأنفس إنفاساً. وأنشد سيبويه:

لا تجزعي إن منفساً أهلكته ... وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعى

وأنفسته في الشيء ونفّسته فيه: رغّبته. وتنافسوا فيه: تراغبوا، ونافس صاحبه في كذا، وشيء متنافس فيه. وقد نفست عليّ بخير قليل. ونفست علي خيراً قليلاً حسدتني عليه ولم ترني أهلاً له نفساً ونفاسةً. وفلان ما ينفس علينا الغنيمة والظّفر. وما هذا النفس؟ أي الحسد.

ومن المجاز: دفق نفسه أي دمه. وعن النخعيّ: كلّ شيء ليست له نفس سائلة فإنه لا ينجس الماء. ومنه: النّفاس والنفساء، وقد نفست فهي منفوسة، ونفست بولدها فهو منفوس. قال:

كما سقط المنفوس بين القوابل

وأصابته نفس: عين. وفلان نفوس ونفساني. وشرب الماء بنفس واحد وبنفسين وبثلاثة أنفاس، وشرب الماء بنفسٍ واحد وبنفسين وبثلاثة أنفاس، وشربت من الماء نفساً وأنفاساً. قال جرير:

تعلّل وهي ساغبة بنيها ... بأنفاس من الشّم القراح

وشراب غير ذي نفس: كريه الطعم لا تنفّس فيه شاربه. قال الراعي:

وشربة من شراب غير ذي نفسٍ ... في كوكبٍ من نجوم الصيف وهاج

ومالي نفسٌ أي فرج. ونفّس الله عنك كربتك أي فرّجها. وأنت في نفسٍ من أمرك: في سعة. وتنفّس الصبح، وتنفّس النهار: طال. وتنفّس به العمر. وبلّغك الله أنفس الأعمار. وفي عمره تنفّس ومتنفس. قال عديّ بن الرعلاء الغسّانيّ:

والشيب إن يحلل فإنّ وراءه ... عمراً يكون خلاله متنفّس وغائط متنفّس: بعيد. وهذا الثوب أنفس الثوبين: أطولهما وأعرضهما. وأرضي أنفس من أرضك. وهذا المنزل أنفس المنزلين. وأنشد الأصمعيّ:

ولكن تنحّى جنبةً بعد ما دنا ... فكان كقاب القوس أو هو أنفس

وبيني وبينه نفس: بعد. وأنفٌ متنفّس: أفطس. وتنفّست القوس: تصدّعت. وفلان يؤامر نفسيه إذا اتجه له رأيان.
(نفس) - في الحديث: "بُعِثْتُ في نَفَسِ السَّاعَةِ"
قيل: فيه مَعْنَيان؛ أحدُهما أن يكُون المُراد به بُعِثْتُ في قُرْب الساعة، كقِوْله علَيه الصلاة والسَّلام: "مَن نَفَّس عن غَرِيمِه"  : أي بُعِثْتُ وقد حانَ قِيامُ السَّاعَةِ، إلَّا أنَّ الله عزّ وجلّ أخَّرهَا قلِيلًا، فبَعَثَنى في ذلك النَّفَسِ .
والآخر: أنَّهَ جَعَلَ للسّاعَة نفَسًا كنَفَس الإنسانِ، وأرَادَ إنّي بُعِثْتُ فىِ وَقْتِ أحُسُّ بنَفَسِها وقُربها، كما يُحَسُّ بنَفَس الإنسَان إذا قَرُبت منه: أي في وقتٍ بَانَ أشراطُها، وظهرت عَلاَمَاتُ قِيَامِها.
- وفي رِوَاية: "بُعِثْتُ في نَسَمِ السَّاعَةِ"
- في حديث عمرَ - رضي الله عنه -: "كُنَّا عنده فَتَنَفَّسَ رَجُلٌ"
يعنى أفاخَ، وخَرَج من تَحْتِه رِيح، شَبَّه خُروجَ الرِّيح مِن الدُّبُر بِخُروج النَّفَس مِن الفَم.
- وفي حديث أبى هُريرة - رضي الله عنه -: "أنّه [صلى الله عليه وسلم] صَلَّى على مَنْفُوسٍ"
: أي طِفْلٍ، يُقِالُ للَوَلَدِ حِين يُولَدُ: مَنْفوسٌ.
والمُراد من هذا: أَنّه صَلَّى عليه ولم يَعْمَل ذَنْبًا.
- ومنه حديث عُمَر - رضي الله عنه -: "أنّه أجبرَ بَنى عَمٍّ على مَنْفُوس"
: أي على إرْضَاعِه وتَرْبيَتِه.
- وفي الحديث: "ثم يَمشِىَ أنفَسَ منه"
: أي أَبْعَدَ قليلًا.
يُقَال أنت فِىِ نفَسٍ من أَمْرك: أي سَعَةٍ، وبينَ الفريقَين نفَسٌ، وفي الأمر نَفَسٌ؛ أي مُهْلةٌ، وهو أَنْفَسُ المنزِلَين.
: أي أبعَدهُمَا، وغائِطٌ مُتَنَفِّسٌ: أي بَعِيد بَطِين  - وقوله تعالى: {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ}
: أي من غَسَقِ اللّيل، كِالمتَنفِّسِ من الكَرْبِ.
وتَنَفَّسَ الِإناءُ والقَوْسُ: انشَقَّا وانصَدَعَا.
- في حديث المغيرة: "سَقِيمُ النِّفاس"
: أي أسقَمَتْه المُنافَسةُ ، والحسد.
- ومنه في حديث السَّقِيفة: "لم نَنْفَسْ عليك".
يقال: نفَس عليه بالشىء؛ إذا لم يَرَه أملَا له، وبَخِل به عليه
قال الخليل: نَفِسْت به عنه كبَخِلْت عليه وعنه.
- قال الله تعالى: {فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ} .

نفس


نَفَسَ(n. ac. نَفْس)
a. Injured.

نَفِسَ(n. ac. نَفَس)
a. [Bi], Was miserly, tenacious of.
b.(n. ac. نَفَاْسَة) ['Ala & acc.
or
Bi], Envied; thought unworthy of.
c.(n. ac. نَفَس
نَفَاْسَة
نِفَاْس), Was confined, delivered (woman). _ast;

نَفُسَ(n. ac. نَفَس
نَفَاْسَة
نِفَاْس
نُفُوْس)
a. Was precious, costly.
b. [pass.], Brought forth, bore.
c. [pass.], Was born.
نَفَّسَa. Cheered, comforted, refreshed.
b. [acc. & 'An], Relieved, rid of.
c. Cracked.

نَاْفَسَ
a. [Fī], Desired, aspired after.
b. [acc. & Fī], Strove with... for; envied.
أَنْفَسَa. Pleased.
b. [acc. & Fī], Made to desire.
c. see (نَفُسَ) (a).
تَنَفَّسَa. Breathed, drew breath.
b. Heaved ( a sigh ).
c. Appeared, shone, dawned; advanced (day);
became long, protracted.
d. Rose (water).
e. Split, became cracked.
f. Was relieved.

تَنَاْفَسَa. see III (a)b. [Fī], Strove for.
نَفْس
(pl.
أَنْفُس
نُفُوْس
27)
a. Soul; spirit; breath of life; vital principle
life.
b. Blood, life-blood.
c. Self; person, individual.
d. Essence, substance; reality.
e. Desire, will; purpose, intent, mind; appetite
passion.
f. Pride; disdain, scorn.
g. (pl.
أَنْفُس), Evil eye.
h. (pl.
أَنْفَاْس), Handful.
i. Vice.
j. Punishment.

نَفْسِيّa. Vital.
b. Psychological.
c. Sensual.

نُفْسَةa. Delay; breathing-time.

نَفَس
(pl.
أَنْفَاْس)
a. Breath; respiration.
b. Draught; gulp.
c. Pause; interval.
d. Free scope, freedom.
e. Long-winded speech.
f. Style.
g. Appetite, passion.

أَنْفَسُa. More esteemed &c.
b. Ampliest; longest.

مَنْفَس
(pl.
مَنَاْفِسُ)
a. Opening; breathinghole, air-hole, vent-hole.

نَاْفِسa. Smiting with the evil eye; evillooking
sinister.
b. The fourth arrow in a game.
c. see 25 (a) & 42
(a).
نِفَاْسa. Childbirth, confinement.

نَفِيْس
(pl.
نِفَاْس)
a. Precious, valuable, costly; highly-prized.
b. Much, abundant.

نَفِيْسَة
(pl.
نَفَاْئِسُ)
a. fem. of
نَفِيْس
نَفُوْسa. Envious.
b. Selfish.

نُفُوْسa. Strife.

نَفْسَاْنُa. see 33yi (a) (b).
c. see 26 (a)
نَفْسَاْنِيّa. Selfish-
b. Sensual, libidinous, voluptuous; voluptuary.
c. see 1yi
نَفْسَاْنِيَّةa. Selfishness.
b. Sensuality, voluptuousness.

نَفْسَآءُ
نُفَسَآءُ
(pl.
نُفْس
نُفَس
نُفُس نُفَّس
نِفَاْس
نُفَاْس
نُفَّاْس
نَوَاْفِسُ
&
a. نُفَسَاوَات ), In childbed
confined.
b. Pregnant.
c. Menstruating.

N. P.
نَفڤسَa. New-born.
b. see 25 (a)c. Smitten.

N. Ac.
نَفَّسَa. Amplification ( particle of ).
N. Ag.
أَنْفَسَa. see 25 (a) (b).
c. Wealth, valuables.

N. P.
أَنْفَسَa. see 25 (b)
N. Ag.
تَنَفَّسَa. Breathing; animate.

N. P.
تَنَفَّسَa. Mouth, air-passage &c.

N. Ac.
تَنَفَّسَa. Respiration, breathing.

مُنْفَِسَة
a. Valuable; treasure.

نَفَسَآء
a. see 42
أَنْفَاسًا
a. At intervals.

مَنْفُوْس بِهِ
a. مُتَنَافِس فِيْهِ In great request
highly prized.
إِشْرَب نَفَس
a. [ coll. ], Smoke a water-pipe.

هُوَ فِى نَفَس مِن
أُمُوْرِهِ
a. He acts as he pleases.

بِنَفْسِهِ
a. or
جَآءَ فِى نَفْسُهُ He came
himself.
نَفْس الأَمْر
a. The essence of the matter.

نَفْس الشَّيْء
a. The thing itself.

شَرَاب ذُو نَفَس
a. Agreeable drink.
النفس: هي الجوهر البخاري اللطيف الحامل لقوة الحياة والحس والحركة الإرادية، وسماها الحكيم: الروح الحيوانية، فهو جوهر مشرق للبدن فعند الموت ينقطع ضوؤه عن ظاهر البدن وباطنه. وأما في وقت النوم فينقطع عن ظاهر البدن دون باطنه، فثبت أن النوم والموت من جنس واحد؛ لأن الموت هو الانقطاع الكلي، والنوم هو الانقطاع الناقص، فثبت أن القادر الحكيم دبر تعلق جوهر النفس بالبدن على ثلاثة أضرب: الأول إن بلغ ضوء النفس إلى جميع أجزاء البدن ظاهره وباطنه، فهو اليقظة، وإن انقطع ضوؤها عن ظاهره دون باطنه، فهو النوم، أو بالكلية، فهو الموت.

النفس الأمَّارة: هي التي تميل إلى الطبيعة البدنية، وتأمر باللذات والشهوات الحسية، وتجذب القلب إلى الجهة السفلية، فهي مأوى الشرور، ومنبع الأخلاق الذميمة.

النفس اللوامة: هي التي تنورت بنور القلب قدر ما تنبهت به عن سنة الغفلة، كلما صدرت عنها سيئة، بحكم جبلتها الظلمانية، أخذت تلوم نفسها وتتوب عنها.

النفس المطمئنة: هي التي تم تنورها بنور القلب حتى انخلعت عن صفاتها الذميمة، وتخلقت بالأخلاق الحميدة.

النفس النباتي: هو كمال أول لجسم طبيعي آلي من جهة ما يتولد ويزيد ويغتذي، والمراد بالكمال: ما يكمل به النوع في ذاته، ويسمى: كمالًا أول، كهيئة السيف للحديدة، أو في صفاته، ويسمى كمالًا ثانيًا، كسائر ما يتبع النوع من العوارض، مثل القطع للسيف، والحركة للجسم، والعلم للإنسان.

النفس الحيواني: هو كمال أول لجسم طبيعي، آلي من جهة ما يدرك الجزئيات ويتحرك بالإرادة. 

النفس الإنساني: هو كمال أول لجسم طبيعي، آلي من جهة ما يدرك الأمور الكليات ويفعل الأفعال الفكرية.

النفس الناطقة: هي الجوهر المجرد عن المادة في ذواتها مقارنة لها في أفعالها، وكذا النفوس الفلكية، فإذا سكنت النفس تحت الأمر وزايلها الاضطراب بسبب معارضة الشهوات سميت مطمئنة، وإذا لم يتم سكونها ولكنها صارت موافقة للنفس الشهوانية ومعترضة لها، سميت: لوامة؛ لأنها تلوم صاحبها عن تقصيرها في عبادة مولاها، وإن تركت الاعتراض وأذعنت وأطاعت لمقتضى الشهوات ودواعي الشيطان، سميت: أمارة.

النفس القدسية: هي التي لها ملكة استحضار جميع ما يمكن للنوع أو قريبًا من ذلك، على وجه يقيني، وهذا نهاية الحدس.

النفس الرحماني: عبارة عن الوجود العام المنبسط على الأعيان عينًا، وعن الهيولي الحاملة لصور الموجودات، والأول مرتب على الثاني، سمي به تشبيهًا لنفس الإنسان المختلف بصور الحروف مع كونه هواء ساذجًا في نفسه، وعبر عنه بالطبيعة عند الحكماء. وسميت الأعيان كلمات، تشبيهًا بالكلمات اللفظية الواقعة على النفس الإنساني بحسب المخارج، وأيضًا كما تدل الكلمات على المعاني العقلية كذلك تدل أعيان الموجودات على موجدها وأسمائه وصفاته وجميع كمالاته الثابتة له بحسب ذاته ومراتبه، وأيضًا كل منها موجود بكلمة كن، فأطلق عليها الكلمة إطلاق اسم السبب على المسبب.

نفس الأمر: هو عبارة عن العلم الذاتي الحاوي لصور الأشياء كلها، كلياتها وجزئياتها، وصغيرها وكبيرها، جملةً وتفصيلًا، عينية كانت أو علمية. 
نفس: نفس: رأى أن فلانا جدير ب: وكذلك نفس ب ضن ومن وعليه بخبر حسده عليه (معجم الطرائف).
نفس: حسده بشيء ما وكذلك لم ير الشيء أهلا له (معجم الطرائف، عبد الواحد 194) واسم المصدر فيه نفاسة (95: 8).
نفس: الوليد الذي يلي مولودا سبقه (الكالا).
نفس: زفر، أخرج الهواء الذي استنشقه (الكالا).
نفس: شهق، أخذ الهواء إلى رئته (نبريجا).
نفس: أخرج بخارا، فاح، انتشرت رائحته (فيكتور).
نفس: عرضه للهواء (بوشر).
نفس الشجر: أزال التربة عن أسفل الأشجار وهذا ما يدعى بالتنفيس (ابن العوام 1: 518 و 1: 545 و 1: 546).
نفس عن أحدهم: خفف عنه، ارتخى بعد أن كان متشددا وتشبيها نفس عن يد فلان (النويري أسبانيا 497): (لما كانوا قد ربطوا منه اليدين قال: نفسوا عني وأطلقوا يدي لأستريح ساعة. فنفسوا عن يده فاخرج من خفه سكينا كالبرق ... الخ).
نفس تحت الماء: عام تحته (ديلاب 160).
نفس: عز (فوك).
نافس: حسده على شيء من الأشياء أو حسده في أمر من الأمور (غوليوس) (كليلة ودمنة 239: 4). منافسة: envie رغبة، ميل، غيرة، حسد (المقدمة 1: 21، 8 و22، 13 المقري 1: 132).
نافسه في: نازعه أو خاصمه في أمر من الأمور (بوشر).
نافس: زاحم، بارى أو تبارى مع فلان (عباد 1: 239 رقم 73: 2: 158).
نافس: بذل جهده في (عباد 1: 239 رقم 73).
نافسته نفسه إلى: صبا الى، تطلع إلى، تاق الى، طمح إلى (معجم الجغرافيا).
أنفس: أجود (محيط المحيط).
ما أنفس نفسه: يا لنبل روحه! (معجم بدرون).
تنفس: أخذ نفسا (عباد 1: 258).
تنفس: بمعنى عاش (المقري 1: 259): لو تنفس صاحب هذا القبر.
تنفس الصعداء: أي بعمق حين تستعمل الكلمة وحدها (عباد 1: 324 و387 ورقم 276 وابن خلكان 1: 347 ومولر 27: 15 ألف ليلة 11: 8).
تنفس: عصفت الريح (ابن جبير 71: 10 و12).
تنفس: نشر رائحة طيبة (معجم البيان).
تنفس: عرض نفسه للهواء (معجم المنصوري): فياح هو المكان الواسع المتنفس الطيب الهواء (ابن الجوزي 146): ينبغي لمن شوى لحما أن يتركه يتنفس ولا يغمه فإنه يضر.
تنفس: عز، ارتفع سعره (فوك).
تنافس: تخاصم على شيء (معجم بدرون ومسلم) (بوشر).
تنافسوا: تخاصموا بينهم على شيء (أي حين يتعلق الأمر بأكثر من واحد من المنافسين) (المقدمة 2: 345، دي ساسي كرست 2: 9) وكذلك عند تعلقه بشخص واحد وهناك أيضا تنافس مع (المصدر نفسه) وتنافس كل منهما مع الآخر.
تنافس: في الحديث عن شخصين طلبا الزواج من امرأة واحدة (عادات 3).
استنفس: حكم بأنه (نفيس) أي حكم بنفاسته (معجم ابن جبير).
نفس. النفس: اصطلاح فلسفي، النفس الكونية (المقدمة 1: 180).
في نفسك تسئلني -المفروض: تسألني. المترجم- عن ابنتك: أي انك تنوي ان تسألني عنها (ألف ليلة 1: 91).
نفسه صغيرة: متواضع (بوشر).
مالي نفس حتى: لست بسبيل أن، لست مواظبا على، لا أرتاح ل، لا رغبة لي في (بوشر).
نفس: الداخل، الباطن، المنزل الخاص (المبنى) (على سبيل المثال) (دي ساسي كرست 1: 137): كانت تشرب (القهوة) في نفس الجامع. من نفس القناة (مثال ثان) (حيان بسام 3؛ 49): فانهارت في نفس ذلك السرب صخرة عظيمة الجرم صفوانة الخلق من حجارة بنائه الأول سدت السرب بأسره فعدموا الماء ويئسوا من الحياة.
في نفس الأمر: في الحقيقة، حقيقة (ألف ليلة رقم 239: 4).
حسب مع نفسه: جمعه في ذهنه (الماوردي 344: 2) (المقدمة 2: 16).
نبت لنفسه: نما (الزرع) ذاتيا دون أن يزرعه أحد أو يعني به (ابن العوام 1: 60): منابت تنبت لنفسها لا يصلحها ولا يفلحها الناس (249: 16و 253: 9) حيث يجب أن تقرأ الجملة وفقا لمخطوطتنا يشبه الأرض الجبلية التي ينبت لنفسه فيها (255: 17 و21 ابن البيطار 2: 547).
في نفسه: نفس، عين، وعلى سبيل المثال حضرموت في نفسها (معجم الجغرافيا).
بنفس ما: في اللحظة نفسها (المقري 1: 121) ويؤتى بالحيات والعقارب إلى سرقسطة حية فبنفس ما تدخل في جوف البلد تموت -لاحظ انتشار العامية في الأندلس. المترجم-.
في نفسه مثل بنفسه: مستقلا (معجم الجغرافيا).
نفس: شهية، ذوق، الميل للطعام (على سبيل المثال): (ماله نفس يأكل ليس له شهوة إلى الطعام) (بوشر، رايسك) (عند فريتاج) ذكر نفس وعدها مرادفا للشهية إلا أنه أخطأ ففي (محيط المحيط): (والعامة تستعملها بمعنى طلب يقول -في المخطوطة الأولى تقول- ليس لي نفس للأكل).
نفوس: انفعالات، هوى، شهوات، وجد، شغف، نزق، حدة، شجار، نزاع، جدال، أن الأمثلة التي ضربها (فريتاج) ليست بعيدة وكان الأجدر به أن يقدم الأمثلة التي قدمها (دي ساسي كرست 1: 139 و10: 445 رقم 5).
بيت النفس؟. (ألف ليلة 3: 216): وتقدم منجم قد صادفه رجل في بيت النفس: الشرح الذي قدمه (هابيشت) في معجمه (ص 6) غير مقبول.
نفس: تأوه، حسرة، تنهد (عباد 1: 64).
نفس: كل صوت بين اللفظ أو غير بين، يرافق إخراج الهواء من الرئتين، يقال كذلك ولت بأنفاس خافته، أي هربوا يتهامسون، فيما بينهم، لكي لا يراهم العدو أو لأن قواهم اضمحلت (فليشر على المقري 2: 574، 8 برشت 102) (انظر المقري 1: 136: 12): ترد كلمة نفس في معرض الحديث عن رجل يشتغل بالفلسفة أو الفلك فيتهمه الناس بالزندقة فيقال قيدت عليه أنفاسه فأصبح لا يستطيع أن لا يتلفظ كلمة ما دون ان يثيروا عليه الثائرة.
نفس: نفخة ريح (ابن جبير 71: 13، القلايد 54: 10) وساعدته الريح بنفس. وعنده (331: 2) نقرأ أيضا: نفس ناري يخرج من فوهات براكين صقلية.
نفس: رائحة زكية (معجم البيان).
نفس: في (محيط المحيط): (والنفس من التنبك ما يشرب منه بمرة).
نفس في (محيط المحيط): (نفس الشاعر أو المؤلف طريقة كتابته باعتبار اللغة وترتيب الألفاظ).
نفس الانتصاب: في (محيط المحيط): (نفس الانتصاب عند الأطباء هو أن لا يتأتى النفس للشخص إلا بانتصاب الرقبة).
النفس المنتصف: في (محيط المحيط): (والنفس المنتصف عند الأطباء هو أن تكون الآفة في منتصف الرئة والنصف الآخر سالم). -هل المقصود أن تكون الآفة في إحدى الرئتين وتكون الأخرى سالمة؟ المترجم-. نفس: احذف من (فريتاج) appetitus لأنها نفس (انظرها في الفاء الساكنة).
نفسه: هو ما يدعى بالفارسية كاوشير (باين سميث 1627 و1630) وعود الجاوشير نفسه.
نفسة: نسمة (معجم الجغرافيا).
روح نفساني: انظر العبارة المذكورة في (معجم المنصوري) المذكور في مادة (بطن).
نفساني: أي خاص بالنفس (المقدمة 1: 194)؛ الكلام النفساني: حديث الروح الكونية (المقدمة 1: 177).
نفساني: شخصي (بوسييه، المقري 3: 61): بعد أن قص أحد سفراء سلطان غرناطة الذي اطلع على محتوى رسالة (ابن الخطيب) إلى أحد الملوك المسيحيين الذي أثارته الرسالة إلى حد البكاء فصاح (هل يقتل مثل هذا الرجل؟!!) وقد أضاف المؤلف، موجها الخطاب إلى القارئ: فانظر بكاء العدو والكافر على هذا العلامة وقتل إخوانه في الإسلام له على حظ نفساني أي أن ابن الطيب قد حكم عليه بالموت من قبل إخوان له في الدين، لسبب شخصي.
نفاس: الزمن الذي يعقب الولادة وهي محرمة من وجهة نظر الدين (لين عادات 2: 309).
نفاس البيض: وضع البيض (الكالا).
نفيس: قديس، محترم، إنسان فاضل جدا (معجم الجغرافيا).
نفيسة والجمع نفساء عند (فوك) ونفائس (الكالا) المرأة إذا وضعت، وهناك مثل يقول يبعث الصبيان إلى النفائس أي (يرسل الصبيان إلى النساء اللواتي في المخاض) أو يقترف الحماقات.
نفاسة: نبل الأخلاق (معجم الادريسي): لأهلها همة ونفاسة (هوجفلايت 47: 3): وكانا (طفلاه) كوكبي رئاسته ووارثى نفاسته.
نفاسة حسنهن: أي جمالهن البارع (معجم الادريسي).
نفاسي. استفراغات نفاسية: جريان دم المخاض (بوشر).
نفوسي: نعت لقماش يصنع في مدن نفوسة (معجم الجغرافيا).
نفاسة: برودة الحمى (بيرتون 1: 370).
أنفس: نبيل جدا (معجم الادريسي).
أنفس: في (محيط المحيط): (والعامة تقول هذا انفس من ذاك أي أكبر منه قليلا).
تنفسة: تنهيدة (الأغاني 1: 146) (بولاق).
تنفيس: تنفس (بوشر).
تنفيس: انظر نفس.
تنفيس: حرف التنفيس (انظر لقي- تلقى القسم في حرف التنفيس) اصطلاح في النحو (دي ساسي نحو 1: 504).
تنافيس: من أمراض الجلد (سانج).
منفس والجمع منافس: فتحة لدخول الضوء أو لدخول الهواء إلى مكان تحت الأرض (بوشر، هلو، فوك): مروحة هوائية (شيرب: بكري 87): غار عظيم وفي أعلاه منافس كأفواه الآبار (كارتاس 118: 7): أخذ قوما من اتباعه ودفنهم أحياء وجعل لكل واحد منهم متنفسا في قبره إلا أن الكلمة يجب أن تقرأ منفسا لأننا سنجد فيما بعد (1: 5): فأغلق على أصحابه الذين دفنهم المنافس التي ترك لهم (كلمة كانت التي وردت في النص زائدة؛ فضلا عن عدم ورودها في مخطوطتنا) (عباد 2: 215) وكان الموضوع يتعلق بغرفة الحمام: وسد المنافس للهواء دونهم إلى أن هلكوا (انظر منفذ).
منفس: منفذ القناة، فتحة يمر منها الماء (ابن جبير 261: 7): سقاية لها منافس ينصب منها الماء في سقاية صغيرة (الادريسي، كليم 4 القسم الثالث): وفي هذه القنطرة منافس تفرغ من البحر إلى البحيرة ومن البحيرة إلى البحر (معجم الجغرافيا)؛ انظر منفذ.
منفذ: كوة مستديرة (بوسييه، البكري 2: 77) أبواب هذه المدينة محنية كلها عليها منافس.
منفس: منفذ يخرج منه الدخان (فوك) (ابن بطوطة 2: 337).
منافس: منافذ هوائية، فتحات في الأفران مغطاة بحواجز مشبكة، شبكة، حاجز مشبك (بوشر).
منفس: فوهة البركان (ابن جبير 331: 2، أماري 118: 4، 136، 3، القزويني 1: 166: 14).
منفس: سم (والجمع مسام) (بوشر)؛ منافس الشعر؛ مسام الشعر (بوسييه).
منافس: ربلات الساق (مرض يصيب الخيل فيسبب ارتخاء ربلة الساق) (دوماس حياة العرب 190).
[نفس] نه: فيه: لأجد "نفس" الرحمن من قبل اليمن، قيل: عني به الأنصار، لأن الله نفس بهم الكرب عن المؤمنين وهم يمانون لأنهم من الأزد، وهو مستعار من نفس الهواء الذي يرده التنفس إلى الجوف فيبرد من حرارته ويعدلها، أو من نفس الريح الذي يتنسمه فيستروح إليه، أو من نفس الروضة وهو طيب روائحها فينفرج به عنه، يقال: أنت في نفس من أمرك، واعمل وأنت في نفس من عمرك أي في سعة وفسحة قبل المرض والهرم ونحوهما. ومنه ح:نافس. وح: الكلاب من الجن فإن غشيتكم عند طعامكم فألقوا لهن فإن لهن "أنفسًا" وأعينًا. ن: من شر كل "نفس"، أي نفس الآدمي أو عينه، فإن النفس يطلق على العين، كرجل نفوس أي يصيب الناس بعينه. نه: وفيه: كل شيء ليست له "نفس" سائلة فإنه لا ينجس الماء إذا سقط فيه. ط: على رقبته "نفس" له صياح، أي نفس مملوكة يكون قد غلها من السبي. وفيه: كما يلهمون "النفس"، فيه مشاكلة أي لا تكليف ولا تعب لهم في التسبيح كما لا تعب في النفس- أي التنفس، وهو لازم لهم لزوم التنفس للحيوان. وفيه: ما حدثت به "أنفسها"- برفع سين، أي حدثت به بغير اختيار، وبنصبها إرادة لنوع يستجلبه الطبع فيتبعه النفس. ن: هو بالنصب لحديث: إن أحدنا يحدث "نفسه"، وأهل اللغة يرفعونه يريدون بغير اختيارها، لقوله تعالى: "ونعلم ما توسوس به "نفسه"". ك: "نفسي نفسي" أي نفسي هي التي يستحق أن يشفع لها. ن: ذكرته في "نفسي"، أي ذاتي، ويجيء بمعنى الغيب نحو "تعلم ما في "نفسي"" أي غيبي، أي إذا ذكره العبد خاليًا أثابه بما لا يطلع عليه أحد. وح: أصدقها "نفسها"، هو من خصائصه صلى الله عليه وسلم نكاحه بلا مهر برضاها. غ: خرجت "نفسه": روحه؛ الأزهري: هما نفسان: أحدهما يزول بزوال العقل، والثاني يزول بزوال الحياة. و"إلا "كنفس" واحدة" أي كخلق نفس واحدة. كنز: أقدم إليك بين يدي كل "نفس"، هو بالحركة: دم.
نفس
النَّفْسُ: الرُّوْحُ، يقال: خَرَجَتْ نَفْسُه، قال:
نَجَا سالِمٌ والنَّفْسُ منه بِشِدْقِهِ ... ولم يَنْجُ إلاّ جَفْنَ سَيْفٍ ومِئْزَرا
أي بِجِفْنِ سَيْفٍ وبِمِئْزَرِ.
والنَّفْسُ - أيضاً -: الجَسَدُ، قال أوس بن حَجَر:
نُبِّئْتُ أنَّ بَني سُحَيْمٍ أدْخَلُوا ... أبْيَاتَهم تامُوْرَ نَفْسِ المُنْذِرِ
والتّامُور: الدّم.
وأمّا قَوْلُهم: ثلاثَةُ أَنْفُسٍ فَيُذَكِّرُوْنَه، لأنَّهُم يُرِيْدونَ بِهِ الإنْسَانَ. والنَّفْسُ: العَيْنُ، يقال: أصابَتُ فلان نَفْسٌ. ونَفَسْتُكَ بنَفْسٍ: أي أصَبْتُكَ بِعَيْنٍ. والنّافِس: العائنُ. وفي حديث محمّد بن سِيْرِين أنَّه قال: نُهِيَ عن الرُّقى إلاّ في ثَلاثٍ: النَّمْلَةِ والحُمَةِ والنَّفْسِ. ومنه حديث ابنِ عبّاس - رضي الله عنهما -: الكِلابُ مِنَ الجِنِّ، فإذا غَشِيَتْكُم عِنْدَ طَعامشكم فألْقُوا لَهُنَّ، فإنَّ لَهُنَّ أنْفُساً. ومنه قول النبيّ - صلى الله عليه وسلّم - حِيْنَ مَسَحَ بَطْنَ رافِع - رضي الله عنه -: فألقى شَحْمَةً خَضْرَاءَ كانَ فيها أنْفُسُ سَبْعَةٍ. يَرِيْدُ عَيَوْنَهم.
وقوله تعالى:) ظَنَّ المُؤْمِنُونَ والمُؤْمِناتُ بأنْفُسِهم خَيْراً (، قال ابنُ عَرَفَة: أي بأهْلِ الإيمان وأهْلِ شَرِيْعَتِهم.
وقوله تعالى:) ما خَلْقُكُم ولا بَعْثُكُمُ إلاّ كَنَفْسٍ واحِدَةٍ (أي كَخَلْقِ نَفْسٍ واحِدَة، فَتُرِكَ ذِكْرُ الخَلْقِ وأُضِيْفَ إلى النَّفْسِ، وهذا كما قالَ النابِغة الذُبْيَاني:
وقد خِفْتُ حتى ما تَزِيْدَ مَخافَتي ... على وَعِلٍ في ذي المَطَارَةِ عاقِلِ
أي على مَخَافَةِ وَعِلٍ.
والنَّفْسُ - أيضاً -: العِنْدُ، قال الله تعالى:) تَعْلَمُ ما في نَفْسي ولا أعْلَمُ ما في نَفْسِكَ (أي تَعْلَمُ ما عِندِي ولا أعْلَمُ ما عِنْدَك، وقال ابن الأنباريّ: أي تَعْلَمُ ما في نَفْسي ولا أعْلَمُ ما في غَيْبكَ، وقيل: تَعْلَمُ حَقيقَتي ولا أعْلَمُ حَقِيْقَتَك.
ونَفْسُ الشيء: عَيْنُه، يُوَكَّدُ به، يقال: رأيْتَ فلان نَفْسَه وجاءني بِنَفْسِه.
والنَّفْسُ - أيضاً -: دَبْغَةٍ مِمّا يُدْبَغُ به الأدِيْمُ من القَرَظ وغيرِه، يقال هَبْ لي نَفْساً من دِباغٍ. قال الأصمَعيّ: بَعَثَتِ امرأةٌ مِنَ العَرَبِ بِنْتاً لها إلى جارَتِها فقالَت: تقولُ لَكِ أُمِّي: أعْطِيْني نَفْساً أو نَفَسَيْنِ أمْعَسُ به مَنِيْئتي فإنّي أفِدَةٌ؛ أي مُسْتَعْجِلَةٌ؛ لا أتَفَرَّغُ لاتِّخاذِ الدِّباغِ من السُّرْعَةِ.
وقال ابن الأعرابيّ: النَّفْسُ: العَظَمَة. والنَّفْسُ: الكِبْرُ. والنَّفْسُ: العِزَّة. والنَّفْسُ: الهِمَّة. والنَّفْسُ: الأنَفَة.
والنّافِسُ: الخامِسُ من سِهَامِ المَيْسَر، ويقال: هو الرَّابِع.
والنَّفَسُ - بالتحريك -: واحِدُ الأنْفاسِ، وفي حديث النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسَلَّم -: أجِدُ نَفَسَ رَبِّكُم من قِبَلِ اليَمَن. هو مُسْتَعار من نَفَسِ الهَوَاءِ الذي يَرُدُّه المُتَنَفِّسُ إلى جَوْفِهِ فَيُبَرِّد مِن حَرَارَتِه ويُعَدِّلُها، أو مِن نَفَسِ الرِّيح الذي يَتَنَسَّمُه فَيَسْتَرْوِح إليه ويُنَفِّسُ عنه، أو مِن نَفَسِ الرَوْضَةِ وهو طِيْبُ رَوائحِها الذي يَتَشَمَّمْه فَيَتَفَرَّج به، لِمَا أنْعَمَ به رَبُّ العِزَّة مِنَ التَّنْفيسِ والفَرَجِ وإزالَة الكُرْبَة. ومنه قولُه - صلى الله عليه وسلّم -: لا تَسُبُّوا الرِيْحَ فإنَّها من نَفَسِ الرحمن. يُريدُ بها أنَّها تُفَرِّجُ الكُرَبَ وتَنْشُرُ الغَيْثَ وتُنْشِئُ السَّحَابَ وتُذْهِبُ الجَدْبَ. وقولُه: " من قِبَلِ اليَمَنِ " أرادَ به ما تَيَسَّرَ له من أهل المَدينَة - على ساكِنيها السّلام - من النُّصْرَة والإيْواءِ، ونَفَّسَ اللهُ الكُرَبَ عن المؤمِنينَ بأهْلِها، وهم يَمَانُوْنَ.
ويقال: أنتَ في نَفَسٍ من أمْرِكَ: أي في سَعَةٍ. واعْمَلْ وأنْتَ في نَفَسٍ من عُمُرِكَ: أي في فُسْحَةٍ قَبْلَ الهَرَمِ والمَرَضِ وَنَحوِهما. وقال الأزهَريّ: النَّفَسُ في هذَين الحَدِيْثَيْنِ: اسمٌ وُضِعَ مَوْضِعَ المَصْدَر الحقيقيّ، من نَفَّسَ يُنَفِسُّ تَنْفِيْساً ونَفَساً، كما يقال: فَرَّجَ يُفَرِّجُ تَفْرِيْجاً وفَرَجاً، كأنَّه قال: أجِدُ تَنْفِيْسَ رَبِّكم من قِبَلِ اليَمَنِ، وكذلك قولُه - صلى اله عليه وسلّم -: فإنَّها من نَفَسِ الرَّحمن، أي من تَنْفِيْسِ الله بها عن المَكْرُوْبِيْنَ.
وقَوْلُه:
عَيْنَيَّ جُوْدا عَبْرَةً أنْفاسا
أي ساعَةً بَعْدَ ساعَةٍ.
وقال أبو زَيد: كَتَبْتُ كِتَاباً نَفَساً: أي طَويلاً. والنَّفَسُ - أيضاً -: الجُرْعَةُ، يقال: اكْرَعْ في الإناءِ نَفَساً أو نَفَسَيْنِ ولا تَزِدْ عليه. والشُّرْبُ في ثَلاثَةِ أنْفاسٍ سُنَّة. ومثال نَفَسٍ وأنْفاسٍ: سَبَبٌ وأسْبابٌ، قال جَرير:
تُعَلِّلُ وهي ساغِبَةُ بَنِيها ... بأنْفاسٍ مِنَ الشَّبِمِ القَرَاحِ
ويقال: شَرَابٌ غَيرُ ذي نَفَسٍ: إذا كانَ كَرِيْهَ الطّعْمِ آجِناً إذا ذاقَه ذائقٌ لم يَتَنَفَّسْ فيه، وإنَّما هي الشَّرْبَةُ الأولى قَدْرُ ما يُمْسِك رَمَقَه ثمَّ لا يَعُودُ له لأجُوْنَتِه، قال الراعي:
وشَرْبَةٍ من شَرَابِ غَيرِ ذي نَفَسٍ ... في كَوْكَبٍ من نجومِ القَيْظِ وهّاجِ
سَقَيْتَها صادِياً تَهْوِي مَسامِعَه ... قد ظَنَّ أنْ لَيْسَ من أصْحَابِهِ ناجِ
ويُروى: " غَيرِ ذي قَنَعٍ " أي ذي كَثْرَةٍ؛ أي هِيَ أقَلُّ من أنْ تَشْرَبَ منها ثَمَّ تَتَنَفَّسَ.
وقال ابن الأعرابيّ: شَرَابٌ ذو نَفَسٍ: أي فيه سَعَةٌ ورِيٌّ.
وشَيْءٌ نَفِيْسٌ ومَنْفوسٌ: يُتَنَافَسُ فيه ويُرْغَبُ، قال جَرير:
لو لم تُرِد قَتْلَنا جادَتْ بِمُطَّرَفٍ ... مِمّا يُخالِط حَبَّ القَلْبِ مَنْفُوْسِ
المُطَّرَفُ: المُسْتَطْرَفُ.
ولفلان نَفِيْس: أي مال كثير. وما يَسُرُّني بهذا الأمْرِ نَفِيْسٌ.
وهذا أنْفَسُ مالي: أي أحَبُّه وأكْرَمُه عندي.
ونَفِسَ به - بالكسر -: أي ضَنَّ به.
ونَفِسْتُ عليه الشَّيْء نَفَاسَة: إذا لم تَرَهُ أهْلاً له.
ونَفِسْتَ عَلَيَّ بِخَيْرٍ قَليل: أي حَسَدْتَ. وقال أبو بكر - رضي الله عنه - يومَ سَقِيْفَة بَني ساعِدَة: مِنّا الأُمَراءُ ومنكم الوُزَراءُ، والأمرُ بَيْنَنا وبَيْنَكُم كَقَدِّ الأُبْلُمَةِ، فقال الحُبَابُ بن المُنْذِر - رضي الله عنه -: أمَا واللهِ لا نَنْفَسُ أنْ يكونَ لكم هذا الأمْرُ، ولكنّا نَكْرَهُ أنْ يَلِيَنا بَعْدَكم قَوْمٌ قَتَلْنا آباءهم وأبْناءهم. قال أبو النَّجْمِ:
يَرُوْحُ في سِرْبٍ إذا راحَ انْبَهَرْ ... لم يَنْفَسِ اللهُ عَلَيْهِنَّ الصُّوَرْ
أي لم يَبْخَلْ عليهنَّ بتَحْسِيْنِ صُوَرِهِنَّ. يقال: نَفِسْتُ عليكَ الشَّيْء: إذا لم تَطِبْ نَفْسُكَ له به. ونَفِسْتُ به عن فلان: كقَوْلهم: بَخِلْتُ به عليك وعنه، ومنه قوله تعالى:) ومَنْ يَبْخَلْ فإنَّما يَبْخَلُ عن نَفْسِه (.
ونَفُسَ الشَّيْءُ - بالضم - نَفَاسَةً: أي صارَ مَرْغُوباً فيه.
والنِّفَاسُ: وِلادُ المَرْأةِ، قال أوْس بن حَجَرٍ:
لنا صَرْخَةٌ ثُمَّ إسْكاتَةٌ ... كما طَرَّقَتْ بِنِفاسٍ بِكِرْ
فإذا وَضَعَتْ فهي نُفَسَاءُ ونَفْسَاءُ - مثال حَسْنَاءَ - ونَفَسَاءُ - بالتحريك -. وجمع النُّفَسَاءِ: نِفَاسٌ - بالكسر -، وليس في الكلام فُعَلاَءُ يُجْمَعُ على فِعَالٍ غيرِ نُفَسَاءَ وعُشَرَاءَ، وتُجْمَعَانِ - أيضاً - نُفَسَاواتٍ وعُشَراواتٍ. وامْرَأَتانِ نُفَسَاوانِ؛ أبْدَلُوا من همزة التَّأنيثِ واواً. وقد نَفِسَت المَرْأَةُ؟ بالكسر -، ويقال أيضاً: نُفِسَت المرأة غُلاماً؟ على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه -، والوَلَدُ مَنْفُوْسٌ. وفي حديث النَّبيّ - صلى الله عليه وسلّم -: ما مِن نَفْسٍ مَنْفُوْسَة إلاّ وقد كُتِبَ مكانُها من الجَنَّة والنّار. وفي حديث سعيد بن المُسَيَّب: لا يَرِثُ المَنْفوسَ حتى يَسْتَهِلُ صارِخاً. ومنه قولُهم: وَرِثَ فلان هذا قَبْلَ أنْ يُنْفَسَ فلان: أي قَبْلَ أن يُوْلَدَ.
ونَفِسَت المَرْأةُ - بالكسر -: أي حاضَت، وقال أبو حاتِم: ويقال: نُفِسَت - على ما لَم يُسَمّ فاعِلُه -. ومنه حديث أُمُّ سَلَمَة - رضي الله عنها - أنَّها قالت: كُنتُ مع النبيّ - صلى الله عليه وسلّم - في الفِرَاشِ، فَحِضْتُ فانْسَلَلْتُ، وأخْذْتُ ثِيابَ حِيْضَتي ثُمَّ رَجَعْتُ، فقال: أنَفِسْتٍ؟؛ أي أحِضْتِ؟. وفي حديثٍ آخَرَ: أنَّ أسْماء بِنْت عُمَيْس - رضي الله عنها - نَفِسَتْ بالشَّجَرة، فأمَرَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلّم - أبا بَكْرٍ - رضي الله عنه - أنْ يَأْمُرَها بأنْ تَغْتَسِلَ وتُهِلَّ.
ونَفِيْسٌ: من الأعْلام.
وقَصْرُ نَفِيْسٍ: على مِيْلَيْنِ من المّدينَة - على ساكنيها السلام -، يُنْسَبُ إلى نَفِيْسٍ بن محمد من مَوالي الأنْصَارِ.
ولكَ في هذا الأمر نُفْسَةٌ - بالضم -: أي مُهْلَةٌ. ونَفُوْسَةُ: جِبال بالمَغْرِب بَعْدَ إفْرِيْقِيَة.
وأنْفَسَني فلان في كذا: أي رَغَّبَني فيه. وأنْفَسَه كذا: أي أعْجَبَه بنَفْسِه ورَغَّبَه فيها. وفي حديث سعيد بن سالِم القَدّاح وذَكَرَ قِصَّة إسماعيل وما كانَ من إبراهيم - صلوات الله عليهما - في شأنِهِ حينَ تَرَكَه بِمَكَّةَ مع أُمِّه، وأنَّ جُرْهُمَ زَوَّجُوه لَمّا شَبَّ، وتَعَلّمَ العَرَبِيّة، وأنْفَسَهُم، ثمَّ إنَّ إبراهيم - صلوات الله عليه - جاءَ يُطالِع تَرْكَتَه. ومنه يقال: مالٌ مُنْفِسٌ ومُنْفَسٌ أيضاً، قال النَّمِرُ بن تَوْلَبٍ رضي الله عنه:
لا تَجْزَعي إنْ مُنْفِساً أهْلَكْتَهُ ... وإذا هَلَكْتُ فَعِنْدَ ذلكَ فاجْزَعي
ويقال: ما يَسُرُّني بهذا الأمرِ مُنْفِسٌ: أي نَفِيْسٌ. ولفلانٍ مُنْفِس: أي مالٌ كثيرٌ.
ونَفَّسْتُ فيه تَنْفِيْساً: أي رَفَّهْتُ، يقال: نَفَّسَ الهُ عنه كُرْبَتَه: أي فَرَّجَها، قال رؤبة:
ذاكَ وأشْفي الكَلِبَ المَسْلُوْسا ... كَيّاً بِوَسْمِ النّارِ أو تَخْيِيْساً
بِمِخْنَقِ لا يُرْسِلُ التَّنْفِيْسا
وفي حديث النبيّ - صلى الله عليه وسلّم -: مَنْ نَفَّسَ عن مُسْلِمٍ كُرْبَةً من كُرَبِ الدُنْيا نَفَّسَ اللهُ عنه كُرْبَةً من كُرَبِ يوم القِيامَة.
وتَنَفَّسَ الرَّجُل. ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن التَّنَفُّسِ في الإناء. وفي حديث آخَر إنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلّم - كانَ يَتَنَفَّسُ في الإناءِ ثلاثاً. والحَديثانِ ثابِتان، والتَّنَفُّس له مَعْنَيَان: أحَدُهما أن يَشْرَبَ ويَتَنَفَّسَ في الإناء من غيرِ أن يُبِيْنَه عن فيه؛ وهو مَكروه؛ والتَّنَفُّس الآخَر أن يَشْرَب الماءَ وغيره مِنَ الإناء بثلاثَةِ أنْفاسٍ فَيُبِيْنَ فاهُ عن الإناءِ في كُلِّ نَفَسٍ.
وتَنَفَّسَ الصُّبْحُ: إذا تَبَلَّجَ، قال الله تعالى:) والصُّبْحِ إذا تَنَفَسَّ (، قال العجّاج يَصِفُ ثوراً:
حتى إذا ما صُبْحُهُ تَنَفَّسا ... غَدا يُباري خَرَصاً واسْتَأْنَسا
وتَنَفَّسَتِ القَوْسُ: تَصَدَّعَت.
ويقال للنَهارِ إذا زادَ: تَنَفَّسَ، وكذلك المَوجُ إذا نضخ الماءَ.
وتَنَفَّسَتْ دِجْلَةُ: إذا زادَ ماؤها.
ونافَسْتُ في شَيْءٍ: إذا رَغِبْتَ فيه على وَجْهِ المُباراةِ في الكَرَم.
وتَنَافَسوا فيه: أي رَغِبوا فيه، ومنه قوله تعالى:) وفي ذلك فَلْيَتَنَافَسِ المُتَنافِسُونَ (.
والتركيب يدل على خُروج النَّسِيم كيفَ كانَ من ريحٍ أو غَيْرِها، وإلَيْهِ تَرْجِعُ فُرُوعُه.
نفس
نفَسَ يَنفُس، نَفْسًا، فهو نافِس، والمفعول مَنْفوس
• نفَس ولدَ جارِه: حسَدَه، أصابَه بعَيْن "استعذتُ بالله من النَّافِس". 

نفُسَ يَنفُس، نفاسَةً ونُفوسًا ونِفَاسًا ونَفَسًا، فهو نافس ونَفِيس
• نفُس الشّيءُ: كان عظيم القيمة "نفُس الذّهبُ/ المعدنُ/ الحجرُ الكريمُ- معدِنٌ نفيس". 

نفِسَ/ نفِسَ بـ ينفَس، نِفاسًا ونَفَسًا ونَفاسةً، فهو نُفَساءُ، والمفعول منفوس به
• نفِستِ المرأةُ: ولَدت "امرأةٌ نُفساءُ- دم النِّفاس" ° نُفِست المرأةُ: صارت نُفساء.
• نَفِس بالشّيءِ: ضَنَّ به وبخل. 

تنافسَ/ تنافسَ في يتنافس، تنافُسًا، فهو مُتنافِس، والمفعول مُتنافَس فيه
• تنافس التلاميذ/ تنافس التَّلاميذُ في المذاكرة: نافس بعضُهم بعضًا، تسابقوا وتباروا فيها دون أن يَضرّ أحدهم بالآخر "تتنافس الدَّولتان في تنمية الصِّناعة- {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} ". 

تنفَّسَ يتنفَّس، تنفُّسًا، فهو مُتنفِّس
• تنفَّس الشَّخصُ أو الحيوانُ: أدخل الهواءَ إلى رئتيه وأخرجه منهما "تنفّس بارتياح/ من فمه/ بصعوبة" ° تنفَّس الصُّعداء: تنفّس نفَسًا طويلاً من همٍّ أو تعَب/ أحسّ بالراحة والاطمئنان- تنفَّس النَّفسَ الأخير: مات.
• تنفَّس الصُّبْحُ: ظهر وتبلّج " {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} ". 

نافسَ/ نافسَ في ينافس، مُنافسةً، فهو مُنافِس، والمفعول مُنافَس
• نافس زميلَه في العَمل: سابَقَه وباراه فيه دون أن يُلحق الضّررَ به "نافس الطَّالبُ زميلَه في الحصول على المرتبة الأولى".
• نافس فيه: غالى فيه وزايد "زايد منافسَه: عرض في المزاد أكثر منه" ° أسعار لا تُنافَس: لا يدانيها سعرٌ في انخفاضها. 

نفَّسَ/ نفَّسَ عن ينفِّس، تنفيسًا، فهو مُنفِّس، والمفعول مُنفَّس
• نفَّس عنه همومَه: خفَّفها، وفرَّجها عنه "نفّس اللهُ كربتَه: كشفها- مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ [حديث] ".
• نفَّس عن ولدِه: رفّهه، ولطّف عنه "يفضّل التَّنفيس عن تلاميذه- نفَّس عن غضبه: أخرج بعضًا منه، استراح قليلاً" ° يُنفّس عن نفسه: يُفضفض، يشفي غليله. 

تنافُس [مفرد]:
1 - مصدر تنافسَ/ تنافسَ في.
2 - (حي) ما تبذله الكائنات الحيَّة من جهد تنازُعًا على البقاء وطمعًا في السِّيادة ° التَّنافُس الاجتماعيّ: تنافُس بين الطَّوائف والطَّبقات في المجتمع الواحد.
3 - (نف) نزعة فطريّة تدعو إلى بذل الجهد في سبيل التفوّق "تنافُس شريف". 

تنفُّس [مفرد]:
1 - مصدر تنفَّسَ.
2 - (حي) عمليّة الشَّهيق

والزّفير، عمل وظيفيّ تقوم به الكائنات الحيَّة، غايتُه امتصاص الأكسجين وطرد ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء منها "جهاز التَّنفُّس: نظام متكامل يتضمَّن استنشاق وتبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون بين الكائنات الحيَّة والبيئة" ° مجال تنفُّس: مساحة كافية تسمح بسهولة التنفّس والحركة.
• التَّنفُّس الباطنيّ: (حي) العمليَّة الأيضيَّة التي تتنفَّس عن طريقها الخلايا الحيَّةُ الأكسجينَ وتطلق ثاني أكسيد الكربون.
• التَّنفُّس الاصطناعيّ: (طب) استنشاق الغاز أو البخار أو الهواء بواسطة أداة مخصّصة لذلك، أو طريقة يدويَّة للحفاظ على التَّنفُّس في جسْم الإنسان الذي توقّف عن التَّنفُّس الطبيعيّ "جهاز تنفُّس اصطناعيّ: جهاز مزوّد بالأكسجين أو مزيج من الأكسجين والهواء ويستخدم خاصّة في التنفُّس الاصطناعيّ".
• مِقياس التَّنفُّس: آلة توضع حول الصّدر أو الوسط لتقيس التغيُّرات التَّنفُّسيَّة. 

تنفُّسيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تنفُّس: "أمراض تنفُّسيّة".
• أزمة تنفُّسيَّة: (طب) توقُّف فجائيّ يحدث في عمليَّة التنفُّس.
• صعوبات تنفُّسيَّة: (طب) ضيق في عمليّة التنفُّس بسبب الأدخنة أو الأتربة أو الغازات، أو ناتج عن ضيق في أحد أعضاء الجهاز التنفُّسيّ.
• تمرينات تنفُّسيَّة: (رض) تمرينات رياضيّة الغرض منها رفع كفاءة أعضاء الجهاز التنفسيّ كالشّهيق والزفير من الأنف لمدَّة معيَّنة وفي وضع معيَّن.
• الجهاز التَّنفُّسيّ: (شر) مجموعة من الأعضاء في جسم الكائن الحيّ تقوم بوظيفة التّنفُّس، وتتألَّف عند الإنسان من: التّجويف الأنفي، والبلعوم، والحنجرة، والقصبة الهوائيَّة، والشُّعبتين، والرّئتين. 

تنفيس [مفرد]:
1 - مصدر نفَّسَ/ نفَّسَ عن.
2 - (نف) تعبير لفظيّ عن المخاوف والأفكار والذِّكريات القديمة ممّا ينتج عنه التَّخفيف من التَّوتُّر والقلق وبالتالي القدرة على القيام بالوظائف الطبيعيّة للإنسان. 

مُتنفَّس [مفرد]:
1 - اسم مكان من تنفَّسَ.
2 - مساحة كافية تسمح بسهولة التنفّس والحركة.
3 - راحة وارتياح "وجد مُتنفّسًا في التَّمارين الرِّياضيَّة".
4 - (شر) فتحة خارجيّة للجهاز التنفُّسي وبالأخصّ فتحة القصبة الهوائيّة التي تمتدّ على البطن والصدر في الحشرات. 

مُنافَسة [مفرد]:
1 - مصدر نافسَ/ نافسَ في.
2 - (نف) بذلُ شخصَيْن أو أكثر أقصى جهدٍ لتحقيق غرضٍ ما وبخاصَّة حين يكون التفُّوق هو الهدف "منافسَة عادلة/ مشروعة" ° عَمَلٌ خارج المنافسة- منافسة شريفة: مشروعة. 

مَنْفوس [مفرد]:
1 - اسم مفعول من نفَسَ.
2 - مولود "منفوس في الصَّيف- هنّأتُ الأمَّ بمنفوسها الجديد".
3 - محسود، مَن أصابته العين "طفل منفوس- ربَّما يكون منفوسًا" ° شيء منفوس: نفيس، مرغوبٌ فيه. 

نِفَاس [مفرد]:
1 - مصدر نفُسَ ونفِسَ/ نفِسَ بـ.
2 - حالة المرأة خلال الولادة أو بعدها مباشرةً، تعقبُ الوضْعَ لتعودَ فيها الرَّحمُ والأعضاء التَّناسليَّة إلى حالتها الطبيعيَّة، ومدّتها نحو ستّةِ أسابيع "ألم/ حُمَّى النِّفاس- ماتت في النِّفاس".
3 - دم يجري بعد الولادة.
• حُمَّى النِّفاس: (طب) مرض ناتج عن عَدْوى بطانة الرَّحم بعد الولادة أو الإجهاض، ومن أعراضها الحُمَّى وتعفُّن الدَّم، وسببها عادةً عدمُ التَّعقيم.
• سُخونة النِّفاس: (طب) ارتفاع درجة حرارة الأمّ في المدَّة التي تلي الولادة. 

نَفاسة [مفرد]: مصدر نفُسَ ونفِسَ/ نفِسَ بـ ° نفاسةُ معدنه: طيب أصله. 

نِفاسيّة [مفرد]: اسم منسوب إلى نِفاس.
• الحمّى النِّفاسيَّة: (طب) حُمَّى النِّفاس؛ مرض ناتج عن عدوى بطانة الرَّحم بعد الولادة أو الإجهاض، ومن أعراضها الحمَّى وتعفُّن الدَّم، وسببها عادة عدم التَّعقيم. 

نَفْس [مفرد]: ج أَنْفُس (لغير المصدر) ونفوس (لغير المصدر):
1 - مصدر نفَسَ ° النَّفْسُ النَّاطقة: نفس الإنسان.
 2 - عين، حسَد "فلانٌ أصابته نفس".
3 - حقيقة "في الأمر نَفْسِه".
4 - ذات، الجسم والرُّوح " {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ} " ° ألقى بنفسه في أحضان صديقه: وجد راحتَه عنده- الاعتداد بالنَّفس: احترامها وتقديرها- انطوى على نفسه: اعتزل النَّاس- بالأصالة عن نفسي: باسمي الشَّخصيّ- بناتُ النَّفس: الهموم والوساوس- تحامل على نفسه: تكلَّف الشّيء على مشقَّة- تمالُك النَّفس: تحكُّم الشّخص بمشاعره أو رغباته أو ميوله- جال في نفسه: فكّر فيه وتذكَّره- حزَّ في نفسه: أحزنه وأثّر فيه- خائر النَّفس: واهن العزيمة- خبايا النَّفوس: أسرارها وخفاياها وأعماقها- خرَجت نفسُه/ جاد بنفسه/ فاضت نفسُه: مات، تُوفِّي- صانع نفسه: عصاميّ- ضبَط نفسَه: سيطر على عواطفه- طيِّب النّفس: كريم، سَمْح- عِزَّة النَّفسِ: الأنفة والإباء- فلانٌ ذو نفس: ذو جلَد وخُلُق- في نَفْس الوقت/ في الوقت نَفْسه- في نفسي أن أفعل كذا: قصدي ومرادي- منكسر النّفس: حزين مهموم.
5 - ضمير وقلب " {وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ} " ° النَّفْسُ الأمَّارة: التي تميل إلى الطبيعة البدنيّة وتأمر بالذات والشهوات الحسِّيَّة وتجذب القلبَ إلى الجهة السفليّة، فهي مأوى الشرور ومنبع الأخلاق الذميمة- النَّفْسُ اللَّوَّامة: التي تلوم صاحبَها لومًا شديدًا على ارتكاب الشّرّ أو التقصير في عمل الخير- النَّفْسُ المطمئنَّة: التي يتمّ تنوّرها بنور القلب حتى انخلعت صفاتها الذميمة وتخلَّقت بالأخلاق الحميدة.
6 - جنس " {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} ".
• طبّ النَّفْس: (طب) فرع من الطِّبّ المتعلِّق بالاختلالات العقليَّة والنفسيَّة.
• طب النَّفس الاجتماعيّ: (طب) فرع من طب النَّفس يبحث في العلاقة بين البيئة الاجتماعيّة والمرض العقليّ.
• كفالة النَّفس: (فق) الالتزام بجلب المدين لدائنه، وذلك يعني أن الكفيل يلتزم بإحضار المكفول إلى الدَّائن ساعة يطلبه هذا الأخير، وتُسمَّى أيضا: كفالة الوجه أو المواجهة.
• الدِّفاع عن النَّفْس: حالة من يُضطر إلى الإقدام على فعل لحماية نفسه.
• علم النَّفس: (نف) علم موضوعه الإنسان من حيث هو كائن حيّ يرغب ويُحسّ ويدرك وينفعل فيبحث في انفعالات النَّفس ووقائعها "درس علم النَّفس التجريبيّ في الجامعة".
• علم النَّفس الاجتماعيّ: فرع من فروع علم النَّفس الإنسانيّ الذي يبحث في سلوك المجموعات وتأثير العوامل الاجتماعيّة على الفرد.
• علم النَّفس المرضيّ: (نف) دراسة مصدر مَنْشَأ الاضطرابات العقليَّة والسلوكيَّة.
• مناجاة النَّفس: شكْل من أشكال المحادثة المسرحيَّة أو الأدبيَّة حيث تُعبِّر الشَّخصيّةُ عن مشاعر معيَّنة عندما يكون الشَّخص وحيدا أو عند عدم إدراكه وجود أيَّة شخصيَّة أخْرى أو ممثلين آخرين. 

نَفَس [مفرد]: ج أنفاس (لغير المصدر):
1 - مصدر نفُسَ ونفِسَ/ نفِسَ بـ.
2 - (حي) هواء الشهيق والزفير عند التَّنفُّس "نفَس متقطِّع- منقبض/ طويل النَّفس" ° أحصى عليه أنفاسَه/ عدّ عليه أنفاسَه: راقبه، تعقبه، ضيّق عليه- إلى آخر نفس: حتَّى النهاية- التقط أنفاسَه/ استردَّ أنفاسَه: استراح، هدأ، اطمأن- بيني وبينه نفس: بُعْد- حبَس أنفاسَه/ كتم أنفاسَه: منعها وقطعها من دهشة أو خوف- فاضت أنفاسُه/ لفظ أنفاسَه الأخيرة: مات- مقطوع النَّفس: لاهث، يتنفس بصعوبة- هو في نَفَس من أمره: في سعةٍ وفُسحة- يأخذ نفسًا: يستريح- يسلبه أنفاسَه: يَخْلف لُبّه- يوفِّر أنفاسه: يوفّر على نفسه عناء الكلام والنَّصيحة.
3 - جرعة "أخذ نَفَسًا من الإناء- شرِب الإناء كلَّه على نَفَسٍ واحد".
4 - طريقة وأسلوب "أحمد شوقي له نَفَس مميَّز في نظم الشّعر". 

نَفْساءُ/ نُفَساءُ1 [مفرد]: ج نُفَساوات ونُفاس ونِفاس: امرأة وضعت حديثًا "تُحاط النُّفساءُ بكلِّ عناية". 

نُفَساءُ2 [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من نفَسَ. 

نَفْسانيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى نَفْس: على غير قياس:

عَقْليّ "طبيب/ مرض نفسانِيّ- آلام/ ظواهر/ معالجة نفسانيّة".
• الطِّبّ النَّفسانيّ: (طب) الطِّبّ النَّفسيّ؛ فرع من الطِّب يهتمُّ بحالات المرض العقليّ وتحليل الاضطرابات النَّفسيَّة.
• الطِّبّ النَّفسانيّ التَّقويميّ: (طب) الدِّراسة المتعلِّقة بالوقاية والمعالجة النَّفسيّة للمشاكل العاطفيَّة والسُّلوكيَّة وخاصَّةً تلك التي تظهر خلال مراحل النموّ الأولى.
• جراحة نفسانيَّة: (طب) معالجة جراحيَّة لبعض الأمراض العقليَّة، مداواة الاضطرابات النَّفسيّة بالجراحة. 

نَفْسانيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى نَفْس: على غير قياس "اطمأنَّ على حالة صديقه النفسانيّة- يعاني من بعض الضغوط النفسانيّة".
2 - مصدر صناعيّ من نَفْس: مشاعر وسلوك وإحساسات وطريقة تصرُّف لدى الفرد أو الجماعة "راعى في كتاباته نفسانيّة القُرَّاء- تركت المعركةُ آثارًا سيّئة على نفسانيّة السكان".
3 - (نف) نظرية تحاول ردّ الفلسفة إلى علم النفس، أو نظرية تحاول تغليب وجهة النظر النفسيّة على وجهة نظر علم آخر. 

نَفْسيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى نَفْس: "مريض نفسيّ- حالة نفسيّة".
2 - نابع من العقل والعواطف.
• الطِّبُّ النَّفسيّ: (طب) الطِّبّ النَّفسانيّ؛ فرع من الطِّب يهتم بحالات المرض العقليّ وتحليل الاضطرابات النَّفسيَّة أو الانفعاليَّة عن طريق كشف الصِّراعات الدَّاخليَّة "عالِم نفسيّ: شخص مدرَّب ومؤهَّل لإجراء الأبحاث والاختبارات والعلاج النَّفسيّ".
• المرض النَّفسيّ: (طب) مجموعة من الأعراض تصحبها أحيانًا مظاهر جسميّة شاذّة ناشئة عن عوامل نفسيّة كالانفعالات المكبوتة والصَّدمات والصِّراع بين الدَّوافع المتناقضة.
• التَّحليل النَّفْسيّ: (نف) فرع من الطِّبّ النَّفسيّ الحديث، يبحث في العقل الباطن محاولاً إبراز ما فيه من عُقد ورغبات مكبوتة تمهيدًا لعلاجها.
• المُحلِّل النَّفسيّ: (نف) الشَّخص المؤهّل لاستخدام التَّحليل النَّفسيّ في معالجة اضطرابات السّلوك. 

نَفْسيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى نَفْس ° الصِّحَّة النَّفسيّة: ما يحلّ بالنَّفس من تأثّر أو انفعال شديد- حَرْبٌ نفسيَّة: محاولة التَّأثير على المعنويَّات في أوقات الحرب.
2 - مصدر صناعيّ من نَفْس: مشاعر وسلوك وإحساسات وطريقة تصرف لدى الفرد والجماعة "تترك المعارك الحربية آثارًا نفسية سيئة عند الشعوب".
• النَّفسيَّة: (نف) الحالة العامة في الإنسان النَّاتجة عن مجمل ما انطوت عليه نفسه من ميول ونزعات وانطباعات ومشاعر "نفسيّة شَعْب". 

نُفوس [مفرد]: مصدر نفُسَ. 

نَفيس [مفرد]: ج نِفاس:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من نفُسَ: غالٍ، ذو قيمة.
2 - مال كثير "بذل النَّفس والنَّفيس- لفلان منفس ونفيس". 

نفس

1 نَفُسَ, aor. ـُ inf. n. نَفَاسَةٌ (S, M, A, Msb, K) and نِفَاسٌ and نَفسٌ (K) and نُفُوسٌ; (TA;) and ↓ أَنْفَسَ, (M, A, Msb,) inf. n. إِنْفَاسٌ; (A, Msb;) It was, or became, high in estimation, of high account, or excellent; (M, Msb, TA;) [highly prized; precious, or valuable;] and therefore, (TA,) was desired with emulation, or in much request: (S, K, TA:) and the ↓ latter verb, said of property, it was, or became, loved, and highly esteemed. (TA.) A2: نَفِسَ بِهِ, (S, M, Msb, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. نَفَسٌ (M) [and app. نَفْسٌ as will be shown below] and نَفَاسَةٌ and نَفَاسِيَةٌ, which last is extr., (M, TA,) He was, or became avaricious, tenacious, or niggardly, of it, (S, M, Msb, K,) because of its being in high estimation, or excellent. (Msb.) Hence the saying in the Kur, [xlvii. 40,] فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ [app. meaning He is only avaricious from his avarice.] (TA.) You say, نَفِسَ عَلَيْهِ بِالشَّىْءِ, (M,) or عَنْهُ [in the place of عليه], (TA,) He was, or became, avaricious, &c., of the thing, towards him, or withholding it from him. (M, TA.) And نَفِسَ عَلَيْهِ الشَّىْءَ, (S, M, K, TA,) and بِالشَّىْءِ, (M,) inf. n. نَفَاسَةٌ. (S, K, TA,) He was, or became, avaricious, &c., of the thing, towards him, and thought him not worthy of it, and was not pleased at its coming to him: (TA:) or [simply] he thought him not worthy of it: (S, M, K;) as also نافسهُ ↓ فِيهِ ; of which last verb we have an ex. in the phrase تُنَافِسُ دُنْيَا, used by a poet in speaking of the tribe of Kureysh, meaning either تُنَافِسُ فِى دُنْبَا [they think others not worthy of worldly good]. or تُنَافسُ أَهْلَ دُنْيَا [they think the possessors of worldly good unworthy thereof]. (M.) [See also 3, below.] You say also, نَفِسْتَ عَلَىَّ بِخَيْرٍ, (A, K,) or بِخَيْرٍ قَلِيل, (S,) and نَفِسْتَ عَلَىَّ خَيْرًا كَثِيرًا, (A,) inf. n. نَفْسٌ and نَفَاسَةٌ, (A,) Thou enviedst me (S, A, K) good, (A, K,) or a little good, (S,) and much good, (A.) and didst not consider me worthy of it. (A.) And فُلَانٌ مَا يَتَنَغَّسُ عَلَيْنَا الغَنِيمَةَ وَالظَّفَرَ [app. meaning Such a one does not envy us the spoil and the victory.] (A, in continuation of what here immediately precedes.) And مَا هٰذَا النَّفَسُ What is this envying? (A, TA.) A3: نُفِسَتْ; (S, M, A, Msb, K;) and نَفِسَتْ, (S, M, Msb, K,) as some of the Arabs say, (Msb.) aor. ـ, (Msb, K:) inf. n. نِفَاسٌ and نِفَاسةٌ (S, M) and نَفَسٌ, (M, TA,) or the first of these ns. is a simple subst.; (Msb;) (tropical:) She (a woman) brought forth; (S, M, K;) and نُفِسَتْ وَلَدًا [she brought forth a child]: (Th, M:) and نُفِسَتْ بِوَلَدِهَا [she brought forth her child]. (A.) You say also, وَرِث فُلَانٌ هٰذَا قَبْلَ أَنْ يَنْفَسَ فُلَانٌ, meaning, Such a one inherited this before such a one was born. (S.) b2: Also, both these verbs, (Msb, K,) or the latter, نَفِسَتْ, only, (Az, Mgh, TA,) or the latter is the more common, (K.) the former, which is related on the authority of As, not being well known, (Msb,) (tropical:) She (a woman) menstruated. (Az, Mgh, Msb, K.) [In the CK, a confusion is made by the omission of a و before the verb which explains this last signification.] This signification and that next preceding it are from نَفْسٌ meaning “ blood. ” (Mgh.) A4: نَفَسْتُهُ بِنَفْسِ (tropical:) I smote him with an [evil or envious] eye. (S, K, TA.) 2 نفّسهُ فِيهِ, or بِهِ: see 4.

A2: نفّس كُرْبَتَهُ, (A, Mgh, Msb, K, *) and نفّس عَنْهُ كُرْبَتَهُ, (S,) inf. n. تَنْفِيسٌ (S, Msb, K) and [quasi-inf. n.] نَفَسٌ, (K,) (tropical:) He (God) removed, or cleared away, his grief, or sorrow, or anxiety: (S, A, Mgh, Msb, K *:) and نفّس عَنْهُ signifies the same; (M, Mgh;) and He made his circumstances ample and easy; (M, TA;) and he (a man) eased him, or relieved him, syn. رَفَّهَ: (S, TA:) and also, this last phrase, he granted him a delay: the objective compliment being omitted: and نَفِّسْنِى is used as meaning grant thou to me a delay: or, elliptically, نَفِّسْ كَرْبِى or غَمِّى [remove thou my grief, &c.]. (Mgh.) b2: [Hence] حَرْفُ تَنْفِيسٍ, applied to the prefix سَ [and its variants سَوْفَ &c.], meaning A particle of amplification; because changing the aor. from the strait time which is the present, to the ample time, which is the future. (Mughnee, in art. س.) A3: نفّس القَوْسَ (tropical:) He cracked the bow: (Kr. M:) [see 5:] accord. to ISh, he put (حَطَّ) its string [upon the bow]. (TA.) 3 نافس فِى الشَّىْءِ, (S, K. *) inf. n. مُنَافَسَةٌ and نِفَاسٌ, (S,) He desired the thing, [or aspired to it.] with generous emulation; (S, K;) as also ↓ تنافس: (K:) and نافس صَاحِبَهُ فِيهِ [he vied with his companion in desire for it]: (A:) or تنافسوا ↓ فيه CCC signifies they desired it [or aspired to it]: (S:) or they vied, one with another, in desiring it: or they desired it with emulation; syn. فَراغَبَوا: (A, TA:) [and يُنَنَافسُ فيه it is emulously desired, or in request; or in great request:] or مُنَافَسَهٌ and ↓ تَنَافُسٌ signify the desiring to have a thing, and to have it for himself exclusively of any other person; from نَفِيسٌ, signifying a thing “ good, or goodly, or excellent, in its kind: ” (TA:) and تَنَافَسْنَا ذٰلِكَ الأَمْرَ and تنافسنا فيه we envied one another for that thing, and strove for priority in attaining it. (M.) See also تَفِسَ عَلَيْهِ الشَّىْءَ, with which نَافَسَهُ فِيهِ is syn. (M.) 4 انفس: see نَفُسَ, in two places.

A2: انفسهُ It (a thing, TA) pleased him, (K, TA,) and made him desirous of it: (TA:) or became highly esteemed by him. (IKtt.) b2: أَنْفَسَنى فِيهِ He made me desirous of it; (S, M, A, K:) as also تَفَّسَنِى فيه, (IAar, M, TA,) or بِهِ. (So in my copy of the A.) A3: مَا أَنْفَسَهُ How powerful is his evil, or envious, eye! (Lh, M.) 5 تنفّس [He breathed] is said of a man and of every animal having lungs: (S:) [or it signifies] he drew (اِسْتَمَدَّ) breath: (M:) or [he respired, i. e.] he drew breath with the air-passages in his nose; to his inside, and emitted it. (Msb.) Yousay also, تنفّس الصُّعَدَآءَ [He sighed: see also art. صعد]. (S.) b2: (tropical:) He (a man) emitted wind from beneath him. (TA.) b3: Also, (TA,) or تنفّس فِى الإِنَآءِ, (K,) (tropical:) He drank (K, TA) from the vessel (TA) with three restings between draughts, and separated the vessel from his mouth at every such resting: (K, TA.) and, contr., the latter phrase, (assumed tropical:) he drank [from the vessel] without separating it from his mouth: (K, TA:) which latter mode of drinking is disapproved. (TA.) b4: Also تنفّس (assumed tropical:) He lengthened in speech; he spoke long; for when a speaker takes breath, it is easy to him to lengthen his speech; and تنفس فِى الكَلَامِ signifies the same. (TA.) b5: (tropical:) It (said of the day, M, A, and of the dawn, A, and of other things, M) became extended; (M;) it became long; (M, A;) or, said of the day, accord. to Lh, it advanced so that it became noon: (M:) or it increased: (S:) and it extended far: and hence it is said of life, meaning either it became protracted, and extended far, or it became ample: (M:) and, said of the dawn, it shone forth, (Akh, S, K, TA,) and extended so that it became clear day: (Fr, TA:) or it broke, so that things became plain in consequence of it: (TA:) or it rose: (Mujáhid:) or its dusty hue shone at the approach of a gentle wind. (Bd, lxxxi. 18.) You say also, تنفّس بِهِ العُمُرُ (tropical:) [Life became long, or protracted, &c., with him]. (A.) And تنفّست دِجْلَةُ (assumed tropical:) The water of the Tigris increased. (TA.) b6: تنفّس المَوْجُ (tropical:) The waves sprinkled the water. (S, K.) b7: تنفّست القَوْسُ (tropical:) The bow cracked. (S, M, K.) It is only the stick that is not split in twain that does so; and this is the best of bows. And تنفّس in the same sense is said of an arrow. (M.) A2: [تنفّس عَلَيْهِ الشَّىْءَ app. signifies the same as نَفِسَ عليه الشىء, q. v.]6 تَنَاْفَسَ see 3, throughout.

نَفْسٌ The soul; the spirit; the vital principle; syn. رُوحٌ: (S, M, A, Msb, K:) but between these two words is a difference [which must be fully explained hereafter, though ISd says, that it is not of the purpose of his book, the M, to explain it]: (M:) in this sense it is fem.: (Msb:) pl. [of pauc.] أَنْفُسٌ and [of mult.] نُفُوسٌ. (M, Msb.) You say, خَرَجَتْ نَفْسُهُ [His soul, or spirit, went forth]; (Aboo-Is-hák, S, M, Msb, K;) and so جَادَتْ نَفْسُهُ. (Msb.) And a poet says, not Aboo-Khirásh as in the S, but Hudheyfeh Ibn-Anas, (IB,) نَجَا سَالِمٌ والنَّفْسُ مِنْهُ بِشِدْقِهِ وَلَمْ يَنْجُ إِلَّا جَفْنَ سَيْفٍ وَمِئْزَرَا i. e., [Sálim escaped when the soul was in the side of his mouth; but he escaped not save] with the scabbard of a sword and with a waist-wrapper. (S.) In the same sense the word is used in the saying. فِى نَفْسِ فُلَانٍ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا وَكَذَا [but this seems rather to mean, It is in the mind of such a one to do so and so]. (Aboo-Is-hák, M.) Some of the lexicologists assert the نَفْس and the رُوح to be one and the same, except that the former is fem., and the latter [generally or often] masc.: others say, that the latter is that whereby is life; and the former, that whereby is intellect, or reason; so that when one sleeps, God takes away his نفس, but not his روح, which is not taken save at death: and the نَفْس is thus called because of its connexion with the نَفَس [or breath]. (IAmb.) Or every man has نَفْسَانِ [two souls]: (I'Ab, Zj:) نَفْسُ العَقْلِ [the soul of intellect, or reason, also called النَّفْسُ النَّاطِقَةُ (see رُوحٌ)], whereby one discriminates, [i. e., the mind,] (I'Ab,) or نَفْسُ التَّمْيِيزِ [the soul of discrimination], which quits him when he sleeps, so that he does not understand thereby, God taking it away: (Zj:) and نَفْسُ الرُّوحِ [the soul of the breath], whereby one lives, (I'Ab,) or نَفْسُ الحَيَاةِ [the soul of life], and when this quits him, the breath quits with it; whereas the sleeper breathes: and this is the difference between the taking away of the نفس of the sleeper in sleep and the taking away of the نفس of the living [at death.] (Zj.) Much has been said respecting the نَفْس and the رُوح; whether they be one, or different: but the truth is, that there is a difference between them, since they are not always interchangeable: for it is said in the Kur, [xv. 29 and xxxviii. 72,] وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِى [And I have blown into him of my spirit.]; not مِنْ نَفْسِى: and [v. 116,] تَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِى [to be explained hereafter]; not فِى رُوحِى, nor would this expression be well except from Jesus: and [lviii. 9,] وَيَقُولُونَ فِى أَنْفُسِهِمْ [And they say in their souls, or within themselves]: for which it would not be well to say فِى أَرْوَاحِهِمْ: and [xxxix. 57,] أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ [That a soul shall say]; for which no Arab would say أَنْ تَقُولَ رُوحٌ: hence, the difference between them depends upon the considerations of relation: and this is indicated by a trad., in which it is said that God created Adam, and put into him a نَفْس and a رُوح; and that from the latter was his quality of abstaining from unlawful and indecorous things, and his understanding, and his clemency, or forbearance, and his liberality, and his fidelity; and from the former, [which is also called النَّفْسُ الأَمَّارَةُ, q. v., in art. أمر,] his appetence, and his unsteadiness, and his hastiness of disposition, and his anger: therefore one should not say that نَفْسٌ is the same as رُوحٌ absolutely, without restriction, nor رُوحٌ the same as نَفْس. (R.) The Arabs also make the discriminative نَفْس to be two; because it sometimes commands the man to do a thing or forbids him to do it; and this is on the occasion of setting about an affair that is disliked: therefore they make that which commands him to be a نفس, and that which forbids him to be as though it were another نفس: and hence the saying, mentioned by Z, فُلَانٌ يُؤَامِرُ نَفْسَيْهِ (tropical:) [Such a one consults his two souls, or minds]; said of a man when two opinions occur to him. (TA.) [بِنَفْسِى فُلَانٌ is an elliptical phrase sometimes used, for بِنَفْسِى فُلَانٌ مَفْدِىٌّ, which see in art. فدى.] b2: (assumed tropical:) A thing's self; (S, M, A, K, TA;) used as a corroborative; (S, TA;) its whole, (Aboo-Is-hák, M, TA,) and essential constituent: (Aboo-Is-hák, M, A, K, TA:) pl. as above, أَنْفُسٌ and نُفُوسٌ. (M.) You say, رَأَيْتُ فُلَانًا نَفْسَهُ (assumed tropical:) I saw such a one himself, (S,) and جَآءَنِى بِنَفْسِهِ [or, more properly, حَآءَنِى هُوَ بِنَفْسِهِ (see, under the head of بِ, a remark on that preposition when used in a case of this kind, redundantly,)] He came to me himself. (S, K.) And وَلِىَ الأَمْرَ بِنَفْسِهِ [He superintended, managed, or conducted, the affair in his own person]. (K, in art. بشر, &c.) And حَدَّثَ نَفْسَهُ [He talked to himself; soliloquized]. (Msb, in art. بلو; &c.) and قَتَلَ فُلَانٌ نَفْسَهُ (assumed tropical:) [Such a one killed himself]: and أَهْلَكَ نَفْسَهُ (assumed tropical:) made his whole self to fall into destruction. (Aboo-Is-hák, M.) And hence, (TA,) from نَفْسُ الشَّىْءِ signifying ذَاتُهُ, (M,) the saying mentioned by Sb, نَزَلْتُ بِنَفْسِ الجَبَلِ (assumed tropical:) [I alighted in the mountain itself]: and نَفْسُ الجَبَلِ مُقَابِلِى (assumed tropical:) [The mountain itself is facing me]. (M, TA.) [Hence also the phrase] فِى نَفْسِ الأَمْرِ [meaning (assumed tropical:) in reality; in the thing itself]: as in the saying, قَلَّلَهُ فِى نَفْسِهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ قَلِيلًا فِى نَفْسِ الأَمْرِ (assumed tropical:) [He held it to be little in his mind though it was not little in reality]. (Msb, art. قل.) The words of the Kur, [v. 116,] تَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِى وَلَا أَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِكَ mean (assumed tropical:) Thou knowest what is in myself, or in my essence, and I know not what is in thyself, or in thine essence: (Bd, K:) or Thou knowest what I conceal (M, Bd, Jel) in my نفس [or mind], (Bd, Jel,) and I know not what is in thyself, or in thine essence, nor that whereof Thou hast the knowledge, (M.) or what Thou concealest of the things which Thou knowest; (Bd, Jel;) so that the interpretation is, Thou knowest what I know, and I know not what Thou knowest: (M:) or نفس is here syn. with عِنْد; and the meaning is, تَعْلَمُ مَا عِنْدِى وَلَا أَعْلَمُ مَا عِنْدَكَ; (K, * TA;) [i. e., Thou knowest what is in my particular place of being, and I know not what is in thy particular place of being; for] the adverbiality in this instance is that of مَكَانَة, not of مَكَان: (TA:) but the best explanation is that of IAmb, who says that نفس is here syn. with غَيْب; so that the meaning is, Thou knowest غَيْبِى [my hidden things, or what is hidden from me, and I know not thy hidden things, or what Thou hidest]; and the correctness of this is testified by the concluding words of the verse, إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ [for Thou art he who well knoweth the hidden things]: (TA:) [and here it must be remarked that] العَيْبُ, which occurs afterwards in the K as one of the significations of النَّفْسُ, is a mistake for الغَيْبُ, the word used by IAmb in explaining the above verse. (TA.) b3: (assumed tropical:) A person; a being; an individual; syn. شَخْصٌ; (Msb;) a man, (Sb, S, M, TA,) altogether, his soul and his body; (TA;) a living being, altogether. (Mgh, Msb.) In this sense of شخص it is masc.: (Msb:) or, accord to Lh, the Arabs said, رَأَيْتُ نَفْسًا وَاحِدَةً (assumed tropical:) [I saw one person], making it fem.; and in like manner, رَأَيْتُ نَفْسَيْنِ ثِنْتَيْنِ (assumed tropical:) [I saw two persons]; but they said, رَأَيْتُ ثَلَاثَةَ أَنْفُسٍ (assumed tropical:) [I saw three persons], and so all the succeeding numbers, making it masc.: but, he says, it is allowable to make it masc. in the sing. and dual., and fem. in the pl.: and all this, he says, is related on the authority of Ks: (M:) Sb says, (M.) they said ثَلَاثَةُ أَنْفُسٍ, (S, M,) making it masc., (S,) because they mean by نفس “ a man,” (S, M,) as is shown also by their saying نَفْسٌ وَاحِدٌ: (M:) but Yoo asserts of Ru-beh, that he said ثَلَاثُ أَنْفُسٍ, making نفس fem., like as you say ثَلَاثُ أَعْيُنٍ, meaning, of men; and ثَلَاثَةُ أَشْخُصٍ, meaning, of women: and it is said in the Kur, [iv. l, &c.,] اَلَّذِى خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ (assumed tropical:) [who created you from one man], meaning, Adam. (M.) You also say, مَا رَأَيْتُ ثَمَّ نَفْسًا (assumed tropical:) I saw not there any one. (TA.) b4: (assumed tropical:) A brother: (IKh, IB:) a copartner in religion and relationship: (Bd, xxiv. 61:) a copartner in faith and religion. (Ibn-'Arafeh.) (assumed tropical:) It is said in the Kur, [xxiv. 61,] فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ and when ye enter houses, salute ye your brethren: (IB:) or your copartners in religion and relationship. (Bd.) And in verse 12 of the same chapter.

بِأَنْفُسِهِمْ means (assumed tropical:) Of their copartners in faith and religion. (Ibn-'Arafeh.) b5: (tropical:) Blood: (S, M, A, Mgh, Msb, K:) [or the life-blood: in this sense, fem.:] pl. [of pauc. أَنْفُسٌ and of mult.] نُفُوسٌ: (IB:) so called [because the animal soul was believed by the Arabs, as it was by many others in ancient times, (see Gen. ix. 4, and Aristotle, De Anim. i. 2, and Virgil's Æn. ix. 349.) to diffuse itself throughout the body by means of the arteries: or] because the نَفْس [in its proper sense, i. e. the soul,] goes forth with it: (TA:) or because it sustains the whole animal. (Mgh, Msb.) You say, سَالَتْ نَفْسُهُ (tropical:) [His blood flowed]. (S.) And نَفْسٌ سَائِلَةٌ (tropical:) [Flowing blood]. (S, A, Mgh.) And دَفَقَ نَفْسَهُ (tropical:) He shed his blood. (A, TA.) b6: (tropical:) The body. (S, A, K.) b7: (assumed tropical:) [Sometimes it seems to signify The stomach. So in the present day. You say, لَعِبَتْ نَفْسُهُ, meaning He was sick in the stomach. See غَثَتْ نَفْسُهُ, in art. غثى; and مَذِرَتْ مَعِدَتُهُ and نَفْسُهُ, in art. مذر.] b8: (assumed tropical:) [The pudendum: so in the present day: in the K, art. حشو, applied to a woman's vulva.] b9: [From the primary signification are derived several others, of attributes of the rational and animal souls; and such are most of the signification here following.] b10: (assumed tropical:) Knowledge. (A.) [See, above, an explanation of the words cited from ch. v. verse 116 of the Kurn.] b11: (assumed tropical:) Pride: (A, K, TA:) and self-magnification; syn. عِزَّةٌ. (A, K.) b12: (assumed tropical:) Disdain, or scorn. (A, K.) b13: (assumed tropical:) Purpose, or intention: or strong determination: syn. هِمَّةٌ. (A, K.) b14: (assumed tropical:) Will, wish, or desire. (A, K.) b15: [Copulation: see 3, art رود.] b16: [(assumed tropical:) Stomach, or appetite.] b17: (tropical:) An [evil or envious] eye, (S, M, A, K, TA,) that smites the person or thing at which it is cast: pl. أَنْفُسٌ. (TA.) [See 1, last signification.] So in a trad., in which it is said, that the نَمْلَة and the حُمَة and the نَفْس are the only things for which a charm is allowable. (TA.) You say, أَصَابَتْ فُلَانًا نَفْسٌ (tropical:) [An evil or envious eye smote such a one]. (S.) and Mohammad said, of a piece of green fat that he threw away, كَانَ فِيهَا سَبْعَةُ أَنْفُسٍ, meaning, (tropical:) There were upon it seven [evil or envious] eyes. (TA.) b18: (assumed tropical:) Strength of make, and hardiness, of a man: and (assumed tropical:) closeness of texture, and strength, of a garment or piece of cloth. (M.) A2: Punishment. (A, K.) Ex. وَيُحَذِّرُكُم اللّٰهُ نَفْسَهُ, (K,) in the Kur, [iii. 27 and 28, meaning, And God maketh you to fear his punishment]; accord. to F; but others say that the meaning is, Himself. (TA.) A3: A quantity (S, M, K,) of قَرَظ, and of other things, with which hides are tanned, (S, K,) sufficient for one tanning: (S, M, K:) or enough for two tannings: (TA:) or a handful thereof: (M:) pl. أَنَفُسٌ. (M.) You say, هَبْ لِى نفْسًا مِنْ دِبَاغٍ [Give thou to me a quantity of material for tanning sufficient for one tanning, or for two tannings, &c.]. (S.) نَفَسٌ [Breath;] what is drawn in by the airpassages in the nose, [or by the mouth,] to the inside, and emitted, (Msb;) what comes forth from a living being in the act of تَنَفُّس. (Mgh:) or the exit of wind from the nose and the mouth: (M:) pl. أَنْفَاسٌ. (S, M, A. Mgh, Msb, K.) b2: A gentle air: pl. as above. (M, Msb.) You say also, نَفَسُ الرِّيحِ [The breath of the wind]: and نَفَسُ الرَّوْصَةِ the sweet [breath or] odour [of the meadow, or of the garden, &c.]. (TA.) b3: [Hence, app., its application in the phrase] نَفَسَ السَّاعَةِ [The blast of the last hour; meaning,] the end of time. (Kr, M.) b4: [Hence also, (assumed tropical:) Speech: and kind speech: (see an ex. voce أَمْلَحَ:) so in the present day.] b5: [and (assumed tropical:) Voice, or a sweet voice, in singing: so in the present day.] b6: A gulp. or as much as is swallowed at once in drinking: (S, L, K:) but this requires consideration; for in one نَفَس a man takes a number of gulps, more or less according to the length or shortness of his breath, so that we [sometimes] see a man drink [the contents of] a large vessel in one نَفَس, at a number of gulps: (L:) [therefore it signifies sometimes, if not always, a draught, or as much as is swallowed without taking breath:] pl. as above. (S.) You say, إِكْرَعْ فِى الإِتَآءِ نَفَسًا أَوْ نَفَسَيْنِ (tropical:) [Put thou thy mouth into the vessel and drink] a gulp, or two gulps: [or a draught, or two draughts:] and exceed not that. (S; And شَربْتُ نَفَسًا وَأَنْفَاسًا (tropical:) [I drank a gulp, and gulps: or a draught, and draughts]. (A.) And فُلَانٌ شَرِبَ الإِنَآءَ كُلَّهُ عَلَى نَفَسٍ وَاحِدٍ (tropical:) [Such a one drank the whole contents of the vessel at one gulp or at one draught]. (L.) b7: (tropical:) Every resting between two draughts: (M, TA:) [pl. as above.] Yousay, شَرِبَ بِنَفَسٍ وَاحِدٍ (tropical:) [He drank with one resting between draughts]. (A.) And شَربَ بِثَلَاثَةِ أَنْفَاسٍ (tropical:) [He drank with three restings between draughts]. (A. K.) [And hence,] شَرَابٌ ذُو نَفَسِ (tropical:) Beverage in which is ampleness, [so that one pauses while drinking it, to take breath,] and which satisfies thirst. (IAar, K.) And شَرَابٌ غَيْرُ ذِى نَفَسٍ (tropical:) Beverage of disagreeable taste, (A, K, *) changed in taste and odour, (K,) in drinking which one does not take breath (A, K) when he has tasted it; (K;) taking a first draught, as much as will keep in the remains of life, and not returning to it. (TA.) b8: [and hence it is said that] نَفَسٌ signifies (assumed tropical:) Satisfaction, or the state of being satisfied, with drink; syn. دِىَّ. (IAar, K.) b9: [Hence also.] (tropical:) Plenty, and redundance. So in the saying إِنّ فِى المَآءِ نَفَسًا لِى وَلَكَ [Verily in the water is plenty, and redundance, for me and for thee]. (Lh, M.) b10: (tropical:) A wide space: (TA:) (tropical:) a distance (A.) You say, بَيْنَ الفَر يقَيْن نَفَسٌ (tropical:) Between the two parties is a wide space. (TA.) And بَيْنِى وَبَيْنَهٌ نَفَسٌ (tropical:) Between me and him is a distance. (A.) b11: (tropical:) Ample scope for action &c.; and a state in which is ample scope for action &c., syn. سعةٌ, (S, M, A, Mgh, K,) and فُسْحَةٌ, (A, K,) in an affair. (S, M, A, K.) You say, لَك فِى هٰذَا نَفَسٌ [There is ample scope for action &c. for thee in this. (Mgh.) And أَنْتَ فِى نَفِس مِنْ أَمْرِكَ (tropical:) [Thou art in a state in which is ample scope for action &c. with respect to thine affair. (S, M.) And إِعْملْ وَأَنْتَ فِى نَفَسٍ مِنْ أَمْرِكَ (tropical:) Work thou while thou art in a state in which is ample scope for action &c. (فِى فُسْحَةٍ وَسَعَة) with respect to thine affair, before extreme old age, and diseases, and calamities. (TA.) See also نُفْسَةٌ. b12: (tropical:) Length. (M.) So in the saying زِدْنى نَفَسًا فِى أَجَلِى (tropical:) [Add thou to me length in my term of life]: (M:) or lengthen thou my term of life. (TA.) You say also, ↓ فِى عُمُرِهِ مُتَنَفَّسٌ (tropical:) [In his life is length: see 5]. (A, TA.) b13: The pl., in the accus. case, also signifies (assumed tropical:) Time after time. So in the saying of the poet, عَيْنَىَّ جُودَا عَبْرَةً أَنْفَاسَا [O my two eyes, pour forth a flow of tears time after time]. (S.) A2: نَفَسٌ is also a subst. put in the place of the proper inf. n. of نَفَّسَ; and is so used in the two following sayings, (K, TA,) of Mohammad. (TA.) لَا تَسبُوُّا الرِّيحَ فَإِنَّهَا مِنْ نَفَسِ الرَّحْمٰنِ, i. e. (tropical:) [Revile not ye the wind, for] it is a means whereby the Compassionate removes grief, or sorrow, or anxiety, (K, TA,) and raises the clouds, (TA,) and scatters the rain, and dispels dearth, or drought. (K, TA.) and أَجِدُ نَفَسَ رَبَِّكُمْ مِنْ قِبَلِ اليَمَنِ (tropical:) I perceive your Lord's removal of grief, &c., from the direction of El-Yemen: meaning, through the aid and hospitality of the people of El-Medeeneh, who were of El-Yemen; (K, TA;) i. e., of the Ansár, who were of [the tribe of] El-Azd, from ElYemen. (TA.) It is [said by some to be] a metaphor, from نَفَسُ الهَوَآءِ, which the act of breathing draws back into the inside, so that its heat becomes cooled and moderated: or from نَفَسُ الرِّيِح, which one scents, so that thereby he refreshes himself: or from نَفَسُ الرَّوْضَةِ. (TA.) You also say, مَا لِى نَفَسٌ, meaning, (tropical:) There is not for me any removal, or clearing away, of grief. (A.) A3: It is also used as an epithet, signifying (assumed tropical:) Long; (Az, K;) applied to speech, (K,) and to writing, or book, or letter. (Az, K.) نُفْسَةٌ, (S, Mgh, K,) with damm, (K,) [in a copy of the S, نَفْسَةٌ,] (assumed tropical:) Delay; syn. مَهْلَةٌ; (S, Mgh, K;) and ample space, syn. مُتَّسَعٌ. (TA.) Ex. لَكَ فِى هٰذَا الأَمْرِ نُفْسَةٌ (assumed tropical:) [Thou shalt have, in this affair, a delay, and ample space]. (S, Mgh, * TA.) See also نَفَسٌ.

نَفْسِىٌ Relating to the نَفْس, or soul, &c.: vital: and sensual; as also ↓ نَفْسَانِىٌّ.]

نُفَسَآءُ (Th, S, M, Mgh, Msb, K, &c.) and نَفَسَآءُ and نَفْسَآءُ (M, K) (tropical:) A woman in the state following childbirth: (S, M, * Mgh, * Msb, * K:) or bringing forth: and pregnant: and menstruating: (Th, M:) and نَافِسٌ signifies the same; (Msb;) and so ↓ مَنْفُوسَةٌ: (A:) [see نُفِسَتْ:] dual نُفَسَاوَانِ; the fem. ء being changed into و as in عُشَرَاوَانِ: (S:) pl. نِفَاسٌ, (S, M, Mgh, Msb, K,) like as عِشَارٌ is pl. of عُشَرَآءُ, (S, Msb, K,) the only other instance of the kind, (S, K,) and نُفَاسٌ, (M, K,) which is also the only instance of the kind except عُشَارٌ, (K,) and نُفَّاسٌ, and نُفَّسٌ and نُفَسٌ (M) and نُفُسٌ (M, K) and نُفْسٌ (K) and نُفَسَاوَاتٌ (S, M, K) and [accord. to analogy, of نَافِسٌ,] نَوَافِسُ. (K.) نَفْسَانٌ, or نَفْسَانِىٌّ: see نَفُوسٌ.

نَفْسَانِىٌّ: see نَفْسِىٌّ: b2: and نَفُوسٌ.

نِفَاسٌ (tropical:) Childbirth (S, K) from نَفْسٌ signifying “ blood. ” (Msb, TA.) See نُفِسَتْ. b2: [And The state of impurity consequent upon childbirth. See 5, in art. عل.] b3: Also, (tropical:) The blood that comes forth immediately after the child: an inf. n. used as a subst. (Mgh.) b4: A poet says, (namely, Ows Ibn-Hajar, O, in art. طرق,) لَنَا صَرْخَةٌ ثُمَّ إِسْكَاتَةٌ كَمَا طَرَّقَتْ بِنِفَاسٍ بِكِرْ [We utter a cry; then keep a short silence; like as when one that has never yet brought forth experiences resistance and difficulty in giving birth to a child, or young one]; meaning, بِوَلَدٍ. (S.) نَفُوسٌ An envious man: (M, TA:) (tropical:) one who looks with an evil eye, with injurious intent, at the property of others: (M, A, * TA:) as also ↓ نَفْسَانٌ, (TA,) or ↓ نَفْسَانِىٌّ. (A.) نَفِيسٌ A thing high in estimation; of high account; excellent; (Lh, M, Msb, TA;) [highly prized; precious; valuable; and therefore (TA) desired with emulation, or in much request; (S, K, TA;) good, goodly, or excellent, in its kind; (TA;) and ↓ نَافِسٌ signifies the same, (M,) and so does ↓ مُنْفِسٌ, (Lh, M, A, Msb, K,) and ↓ مَنْفُوسٌ: (K:) it signifies thus when applied to property, as well as other things; as also ↓ مَنْفِسٌ: (Lh, M:) and, when so applied, of which one is avaricious, or tenacious: (M:) or ↓ مُنْفِسٌ, so applied, abundant; much; (K;) as also ↓ مُنْفَسٌ: (Fr, K:) and ↓ نَافِسٌ, a thing of high account or estimation, and an object of desire: (TA:) this last is also applied, in like manner, to a man; as also نَفِيسٌ: and the pl. [of either] is نِفَاسٌ (M, TA) Youalso say, ↓ أَمْرٌ مَنْفُوسٌ فِيهِ, meaning, A thing that is desired. (M.) And فِيهِ ↓ شَىْءٌ مُتَنَافَسٌ A thing emulously desired, or in much request. (A.) b2: Also, [as an epithet in which the quality of a subst. predominates,] Much property; (S, A, K;) and so ↓ مُنْفِسٌ. (S.) You say, لِفُلَانٍ مُنْفِسٌ and نَفِيسٌ Such a one has much property. (S.) And مَا يَسُرُّنِى بِهٰذَا الأَمْرِ مَنْفِسٌ and نَفِيسٌ [Much property does not rejoice me with this affair]. (S.) نَافِسٌ: see نَفِيسٌ, in three places.

A2: See also نُفَسَآءُ.

A3: (tropical:) Smiting with an evil, or envious, eye. (S, M, K.) A4: The fifth of the arrows used in the game called المَيْسِر; (S, M, K;) which has five notches; and for which one wins five portions if it be successful, and loses five portions if it be unsuccessful: (Lh, M:) or, as some say, the fourth. (S.) هٰذَا أَنْفَسُ مَالِى This is the most loved and highly esteemed of my property. (S, TA.) A2: بَلَّغَكَ اللّٰهُ أَنْفَسَ الأَعْمَارِ (tropical:) [May God cause thee to attain to the most protracted, or most ample, of lives: see 5]. (A, TA.) And دَارُكَ أَنْفَسُ مِنْ دَارِى (tropical:) Thy house is more ample, or spacious, than my house: (M:) and the like is said of two places: (M:) and of two lands. (A.) And هٰذَا التَّوْبُ أَنْفَسُ مِنْ هٰذَا (tropical:) This garment, or piece of cloth, is wider and longer and more excellent than this. (M.) And ثَوْبٌ أَنْفَسُ الثَّوْبَيْنِ (tropical:) A garment, or piece of cloth, the longer and wider of the two garments, or pieces of cloth. (A.) مُنْفَسٌ: see نَفِيسٌ; for the latter, throughout.

مُنْفِسٌ: see نَفِيسٌ; for the latter, throughout.

مَنْفُوسٌ: see نَفِيسٌ, in two places.

A2: (tropical:) Brought forth; born. (S, M, A, Msb, K.) It is said in a trad., مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلَّا وَقَذْ كُتِبَ مَكَانُهَا مِنَ الجَنَّةِ أَوِ النَّارِ (tropical:) [There is not any soul born but its place in Paradise or Hell has been written]. (S.) b2: مَنْفُوسَةٌ applied to a woman: see نُفَسَآءُ.

A3: (tropical:) Smitten with an evil, or envious, eye. (M.) مُتَنَفَّسٌ A place of passage of the breath.] b2: فى عُمُرِهِ مُتَنَفَّسٌ: see نَفَسٌ. b3: See also سَحَرٌ.

مُتَنَفِّسٌ [Breathing;] having breath: (TA:) or having a soul: (so in a copy of the M:) an epithet applied to everything having lungs. (S, TA.) b2: غَائِطٌ مُتَنَفِّسٌ (tropical:) A depressed expanse of land extending far. (A, TA.) b3: أَنْفٌ مُتَنَفِّسٌ (tropical:) A nose of which the bone is wide and depressed; or depressed and expanded; or a nose spreading upon the face: syn. أَفْطَسُ. (A, TA.) شَىْءٌ مُتَنَافَسٌ فِيهِ: see نَفِيسٌ.
(ن ف س) : (النِّفَاسُ) مَصْدَرُ نُفِسَتْ الْمَرْأَةُ بِضَمِّ النُّونِ وَفَتْحِهَا إذَا وَلَدَتْ فَهِيَ نُفَسَاءُ وَهُنَّ نِفَاسٌ (وَقَوْلُ) أَبِي بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - إنَّ أَسْمَاءَ نَفِسَتْ أَيْ حَاضَتْ وَالضَّمُّ فِيهِ خَطَأٌ وَكُلُّ هَذَا مِنْ النَّفْسِ وَهِيَ الدَّمُ فِي قَوْلِ النَّخَعِيِّ كُلُّ شَيْءٍ لَيْسَتْ لَهُ (نَفْسٌ سَائِلَةٌ) فَإِنَّهُ لَا يُنَجِّسُ الْمَاءَ إذَا مَاتَ فِيهِ وَإِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ النَّفْسَ الَّتِي هِيَ اسْمٌ لِجُمْلَةِ الْحَيَوَانِ قِوَامُهَا الدَّمُ (وَقَوْلُهُمْ) النِّفَاسُ هُوَ الدَّمُ الْخَارِجُ عَقِيبَ الْوَلَدِ تَسْمِيَةً بِالْمَصْدَرِ كَالْحَيْضِ سَوَاءٌ وَأَمَّا اشْتِقَاقُهُ مِنْ تَنَفُّسِ الرَّحِمِ أَوْ خُرُوجِ النَّفَسِ بِمَعْنَى الْوَلَدِ فَلَيْسَ بِذَاكَ لِأَنَّ النَّفَسَ الَّتِي بِفَتْحَتَيْنِ وَاحِدُ الْأَنْفَاسِ وَهُوَ مَا يَخْرُجُ مِنْ الْحَيِّ حَالَ التَّنَفُّسِ وَمِنْهُ لَكَ فِي هَذَا (نَفَسٌ) أَيْ سَعَةٌ (وَنُفْسَةٌ) أَيْ مُهْلَةٌ (وَنَفَّسَ اللَّهُ كُرْبَتَكَ) أَيْ فَرَّجَهَا وَيُقَالُ (نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ) إذَا فَرَّجَ عَنْهُ (وَنَفَّسَ عَنْهُ) إذَا أَمْهَلَهُ عَلَى تَرْكِ الْمَفْعُولِ (وَأَمَّا قَوْلُهُ) فِي كِتَابِ الْإِقْرَارِ لَوْ قَالَ نَفِّسْنِي فَعَلَى تَضْمِينِ مَعْنَى أَمْهِلْنِي أَوْ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ أَيْ نَفِّسْ كَرْبِي أَوْ غَمِّي (وَشَيْءٌ نَفِيسٌ وَمُنْفِسٌ) .
نفس
النَفْسُ: مَعْرُوْفَةٌ، والجَميعُ النُّفُوْسُ. والرُّوْحُ - أيضاً -: نَفْسٌ، وكذلك الدَّمُ. ورَجُلٌ له نَفْس: أي خَلْقٌ وجَلَادَة وسَخَاء.
وماتَ حَتْفَ نَفْسِه: إذا ماتَ على فِرَاشِه. وأنْمتَ في نَفَسٍ من أمْرِكَ: أي في سَعَة. والأنْفَاسُ: الساعَاتُ.
وزِدْني في أجَلي نَفَساً: أي طُوْلَ الأجَلَ. وبَيْنَ الفَرِيْقَيْنِ نَفَس: أي مُتَّسَعٌ. وهو أنْفَسُ المَنْزِلَيْنِ: أي أبْعَدُهما. وغائطٌ مُتَنَفَس: أي بَطِيْن بَعِيْدٌ.
والنفَسُ: التَنَفُّسُ؛ وهو خُرُوْجُ النسِيْمِ من الجَوْفِ. وشَرِبَ الماءَ بنَفَس، وجَمْعُها نِفَاسٌ.
وكَتَبْتُ كِتاباً نَفَساً: أي طَوِيلاً.
وفي هذا الأمْرِ نفْسَةٌ: أي مهْلَةٌ. وفي عُمُرِه تنَفُّسٌ: أي طُوْل. وأنا بَيْنَ نَفْسَيْنِ: أي رَأْيَيْنِ. وهو شَيْءٌ مَنْفوسٌ فيه: أي مَرْغُوْبٌ فيه.
وإنَه لَعَيوْن نَفُوْسٌ: أي خَبِيْثُ العَيْنِ، ويُقال: نَفْسَاني؛ وما أنْفَسَه: أي ما أشَد عَيْنَه. والنافِسُ: العائنُ.
ودَبَغْتُ الإهَابَ نَفْساً أو نَفْسَيْنِ: وهو قَدْرُ دَبْغَةٍ من الدِّبَاغِ، وقد يُحَرَّكُ الفاءُ. وهذا شَرَاب غَيْرُ ذي نَفَسٍ: إذا كانَ كَرِهَ الطَّعْمِ لا يَتَنَفَّسُ فيه صاحِبُه. والشيْءُ النَفِيْسُ: المُتَنَافَسُ فيه، يُقال: نَفِسْتُ به نَفَاسَةً. ونَفُسَ الشَّيْءُ: صارَ نَفِيْساً. والمُنْفِسُ: النَّفِيْسُ. والنَفَاسُ: ولادَةُ المَرْأةِ، فإذا وَضَعَتْ قيل: نُفَسَاءُ حَتّى تَطْهُرَ، وقد نُفِسَتْ وهي مَنْفُوْسَةٌ. ونَفِسَتْ: إذا حاضَتْ ودَمِيَتْ. وسُمِّيَتْ نُفَسَاءَ لسَيَلانِ الدمِ. والمَوْلُوْدُ: مَنْفُوْسٌ به. وُيقال: نُفَسَاءُ ونَفَسَاءُ ونَفْسَاءُ - لُغَاتٌ -. والخامِسُ من القِدَاح يُسَمى النّافِسَ.
نفس
الَّنْفُس: الرُّوحُ في قوله تعالى: أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ
[الأنعام/ 93] قال: وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ [البقرة/ 235] ، وقوله: تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ
[المائدة/ 116] ، وقوله:
وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ
[آل عمران/ 30] فَنَفْسُهُ: ذَاتُهُ، وهذا- وإن كان قد حَصَلَ من حَيْثُ اللَّفْظُ مضافٌ ومضافٌ إليه يقتضي المغايرةَ، وإثباتَ شيئين من حيث العبارةُ- فلا شيءَ من حيث المعنى سِوَاهُ تعالى عن الاثْنَوِيَّة من كلِّ وجهٍ. وقال بعض الناس: إن إضافَةَ النَّفْسِ إليه تعالى إضافةُ المِلْك، ويعني بنفسه نُفُوسَنا الأَمَّارَةَ بالسُّوء، وأضاف إليه على سبيل المِلْك. والمُنَافَسَةُ: مُجَاهَدَةُ النَّفْسِ للتشبه بالأفاضلِ، واللُّحُوقِ بهم من غير إِدْخال ضَرَرٍ على غيرِه. قال تعالى: وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ
[المطففين/ 26] وهذا كقوله:
سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ [الحديد/ 21] والنَّفَسُ: الرِّيحُ الداخلُ والخارجُ في البدن من الفَمِ والمِنْخَر، وهو كالغِذاء للنَّفْسِ، وبانْقِطَاعِهِ بُطْلانُها ويقال للفَرَجِ: نَفَسٌ، ومنه ما رُوِيَ: «إِنِّي لَأَجِدُ نَفَسَ رَبِّكُمْ مِنْ قِبَلِ الْيَمَنِ» »
وقوله عليه الصلاة والسلام: «لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ فَإِنَّهَا مِنْ نَفَسِ الرَّحْمَنِ» أي: ممَّا يُفَرَّجُ بها الكَرْبُ. يقال: اللَّهُمَّ نَفِّسْ عَنِّي، أي: فَرِّجْ عَنِّي. وتَنَفَّسَتِ الرِّيحُ: إذا هَبَّتْ طيِّبةً، قال الشاعر:
فَإِنَّ الصَّبَا رِيحٌ إِذَا مَا تَنَفَّسَتْ عَلَى نَفْسِ مَحْزُونٍ تَجَلَّتْ هُمُومُهَا
والنِّفَاسُ: وِلَادَةُ المَرْأَةِ، تقول: هي نُفَسَاءُ، وجمْعُها نُفَاسٌ ، وصَبَّيٌّ مَنْفُوسٌ، وتَنَفُّسُ النهار عبارةٌ عن توسُّعِه. قال تعالى: وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ [التكوير/ 18] ونَفِسْتُ بِكَذَا: ضَنَّتْ نَفْسِي بِهِ، وشَيْءٌ نَفِيسٌ، ومَنْفُوسٌ بِهِ، ومُنْفِسٌ.
[نفس] النَفْسُ: الروحُ. يقال: خرجت نَفْسُهُ. قال أبو خراش: نجا سالِمٌ والنَفْسُ منه بِشِدْقِهِ * ولم يَنْجُ إلا جَفْنَ سيفٍ ومِئزرا * أي بجفن سيف ومئزر. والنَفْسُ: الدمُ. يقال: سالت نَفْسُهُ. وفي الحديث: " ما ليس له نَفْسٌ سائِلَةٌ فإنَّه لا يُنَجِّسُ الماءَ إذا مات فيه ". والنَفْسُ أيضاً: الجسدُ. قال الشاعر : نُبِّئْتُ أنَّ بني سُحَيْمٍ أَدخلوا * أبياتَهُمْ تامورَ نَفْسِ المُنْذِرِ * والتامورُ: الدمُ. وأمَّا قولهم: ثلاثة أنْفُسٍ، فيذكِّرونه لأنَّهم يريدون به الإنسان. والنَفْسُ: العينُ. يقال: أصابت فلاناً نَفْسٌ. ونَفَسْتُهُ بنَفْسٍ، إذا أصبته بعينٍ. والنافِسُ: العائِنُ. والنافِسُ: الخامسُ من سهام الميسر، ويقال هو الرابع. ونفس الشئ: عينه يؤكد به. يقال: رأيت فلاناً نَفْسَهُ، وجاءني بنَفْسِهِ. والنَفْسُ: أيضاً قَدْرُ دَبْغَةٍ مما يُدْبَغُ به الأديمُ من القَرَظِ وغيره. يقال: هَبْ لي نفسا من دباغ. قال الاصمعي. بعثت امرأة من العرب بنتا لها إلى جارتها فقالت لها: تقول لك أمي: أعطيني نفسا أو نفسين أمعس به منيئتى فإنى أفدة. أي مستعجلة لا أتفرغ لاتخاذ الدباغ، من السرعة. والنفس بالتحريك: واحد الأَنْفاسِ. وقد تَنَفَّسَ الرجل، وتَنَفَّسَ الصُعَداء. وكلُّ ذي رئةٍ مُتَنَفِّسٌ. ودوابُّ الماء لا رِئاتَ لها. وتَنَفَّسَ الصبح، أي تَبَلَّج. وتَنَفَّسَتِ القوسُ، أي تصدَّعتْ. ويقال للنهار إذا زاد: تَنَفَّسَ، وكذلك الموجُ إذا نضحَ الماء. وقول الشاعر:

عَيْنَيَّ جودا عَبْرَةً أَنْفاسا * أي ساعة بعد ساعة. والنَفْسُ أيضاً: الجُرعة. يقال اكْرَعْ في الإناء نَفساً أو نَفَسَيْنِ، أي جرعة أو جرعتين، ولا تزد عليه. والجمع أنفاس، مثل سبب وأسباب. قال جرير: تعَللُ وهيَ ساغِبَة بنيها * بأَنْفاسٍ من الشَبِمِ القَراحِ * ويقال أيضاً: أنت في نَفَسٍ من أمرك، أي في سعة. وشئ نفيس، أي يُتَنافَسُ فيه ويُرْغَبُ. وهذا أَنْفَسُ مالي، أي أحبُّهُ وأكرمُهُ عندي. وأنْفَسَني فلانٌ في كذا، أي رغَّبني فيه. ولفلان مُنْفِسٌ ونَفيسٌ، أي مالٌ كثيرٌ. يقال: ما يسرُّني بهذا الأمر مُنْفِسٌ ونَفيسٌ. ونَفِسَ به بالكسر، أي ضنَّ به. يقال: نَفِسْتُ عليه الشئ نفاسة إذا لم تره يستأهله. ونَفِسْتَ عليَّ بخير قليل، أي حسدت. ونفس الشئ بالضم نَفاسَةً، أي صار نفيساً مرغوباً فيه. ونافست في الشئ منافسة ونِفاساً، إذا رغبت فيه على وجه المباراة في الكرم وتنافسوا فيه، أي رغِبوا. وقولهم: لك في هذا الأمر نُفْسَةٌ، أي مُهْلَةٌ. ونَفَّسْتُ عنه تَنْفيساً، أي رفَّهت. يقال: نَفَّسَ الله عنه كربته، أي فرَّجها. والنِفاسُ: وِلادُ المرأة إذا وضَعَتْ، فهي نُفَساءٌ ونسوة نقاس. وليس في الكلام فعلاء يجمع على فعال غير نفساء وعشراء. ويجمع أيضا على نفساوات وعشراوات، وامرأتان نفساوان وعشراوان، أبدلوا من همزة التأنيث واوا. وقد نَفِسَتِ المرأةُ بالكسر نِفاساً ونَفاسَةً. ويقال أيضاً: نُفِسَتِ المرأةُ غلاماً، على ما لم يسمَّ فاعلُه، والولد منْفوسٌ. وفي الحديث: " ما من نَفْسٍ مَنْفوسَةٍ إلا وقد كُتِبَ مكانُها من الجنَّة والنار ". وقولهم: وَرِثَ فلانٌ قبل أن يُنْفَسَ فلانٌ، أي قبل أن يولد. قال الشاعر : لنا صرخةٌ ثم إسْكاتَةٌ * كما طرقت بنفاس بكر * أي بولد *.

ما

ما: ما: حرفٌ يكونُ جحداً [كقوله تعالى: ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ . ويكون جزماً [كقوله تعالى: ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها، وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ . ويكون صلةً كقوله تعالى: فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ*

أي: بنقضهم ميثاقهم. ويكون اسماً يجرى في غير الآدميين. 
ما جَمِيعًا النحيف الْجِسْم الدَّقِيق وَمِنْه قيل للأَفعى: ضئيلة لِأَنَّهَا لَيْسَ يعظم خَلقها كَسَائِر الْحَيَّات قَالَ النَّابِغَة: [الطَّوِيل]

فَبِتُّ كَأَنِّي ساوَرَتْني ضَئيلةٌ ... من الرُّقْشِ فِي أنيابها السَمُّ ناقِعُ ... يَعْنِي الأفعى وَكَذَلِكَ الشَّخْت والشخيت: الدَّقِيق قَالَ ذُو الرمة يصف الظليم: [الْبَسِيط]

شَخْت الْجُزارةِ مثل الْبَيْت سائره ... من المُسُوحِ خِدَبُّ شوقَبٌ خَشِبُ ... فالجزارة: عُنُقه وقوائمه وَهِي دِقاق كلهَا. وَقَوله: إِنِّي مِنْهُم لضليع الضليع: الْعَظِيم الْخلق. وَقَوله: إِلَّا خرج وَله خبج الخبج الضُّراط وَهُوَ الحبج أَيْضا بِالْحَاء وَله أَسمَاء سوى هذَيْن كَثِيرَة. وَمن الضئيل الحَدِيث الْمَرْفُوع أَن إسْرَافيل لَهُ جَناح بالمشرق وجَناح بالمغرب وَالْعرش على جَناحه وَإنَّهُ لَيَتَضَاءَل الأحيان لِعَظَمَة الله [تبَارك وَتَعَالَى -] حَتَّى يعود مثل الوَصَع. يُقَال فِي الوَصع: إِنَّه طَائِر مثل العصفور أَو أَصْغَر مِنْهُ.
[ما] ما: حرف يتصرف على تسعة أوجه: الاستفهام، نحو ما عندك. والخبر، نحو: رأيت ما عندك، وهو بمعنى الذى. والجزاء، نحو: ما تفعل أفعل. وتكون تعجبا نحو: ما أحسن زيدا. وتكون مع الفعل في تأويل المصدر نحو: بلغني ما صنعت، أي صنيعك. وتكون نكرة يلزمها النعت، نحو: مررت بما معجب لك، أي بشئ معجب لك. وتكون زائدة كافة عن العمل، نحو إنما زيد منطلق، وغير كافة نحو قوله تعالى: (فبما رحمة من الله) . وتكون نفيا نحو: ما خرج زيد، وما زيد خارجا. فإن جعلتها حرف نفى لم تعملها في لغة أهل نجد لانها دوارة وهو القياس، وأعملتها على لغة أهل الحجاز تشبيها بليس، تقول: ما زيد خارجا، وما هذا بشرا. وتجئ محذوفة منها الالف إذا ضممت إليها حرفا، نحو بم، ولم، و (عم يتساءلون) . قال أبو عبيد: تنسب القصيدة التى قوافيها على ما: ماوية. وماء: حكاية صوت الشاء، مبنى على الكسر. وهذا المعنى أراد ذو الرمة بقوله: لا يَنْعَشُ الطرفَ إلا ما تَخَوَّنَهُ * داعٍ يناديه باسْمِ الماءِ مَبْغومُ وزعم الخليل أن مهما أصلها ما ضمت إليها ما لغوا، وأبدلوا الالف هاء. وقال سيبويه: يجوز أن تكون مه كإذ، ضم إليها ما. وقول الشاعر : إما ترى رأسي تَغَيَّرَ لونُه * شَمَطاً فأصبَحَ كالثغام الممحل يعنى إن ترى رأسي. وتدخل بعدالنون الخفيفة والثقيلة، كقولك إما تقومن أقم. ولو حذفت ما لم تقل إلا: إن تقم أقم، ولم تنون. وتكون إما في معنى المجازاة، لانه إن قد زيد عليها ما. وكذا مهما فيها معنى الجزاء.
م ا: (مَا) عَلَى تِسْعَةِ أَوْجُهٍ: الِاسْتِفْهَامُ: نَحْوُ مَا عِنْدَكَ؟ وَالْخَبَرُ نَحْوُ رَأَيْتُ مَا عِنْدَكَ. وَالْجَزَاءُ نَحْوُ مَا تَفْعَلْ أَفْعَلْ. وَالتَّعَجُّبُ نَحْوُ مَا أَحْسَنَ زَيْدًا!. وَمَا مَعَ الْفِعْلِ فِي تَأْوِيلِ الْمَصْدَرِ نَحْوُ: بَلَغَنِي مَا صَنَعْتَ أَيْ صَنِيعُكَ. وَنَكِرَةٌ يَلْزَمُهَا النَّعْتُ نَحْوُ مَرَرْتُ بِمَا مُعْجِبٍ لَكَ أَيْ بِشَيْءٍ مُعْجِبٍ لَكَ. وَزَائِدَةٌ كَافَّةٌ عَنِ الْعَمَلِ نَحْوُ إِنَّمَا زَيْدٌ مُنْطَلِقٌ. وَغَيْرُ كَافَّةٍ نَحْوُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ} [آل عمران: 159] . وَنَافِيَةٌ نَحْوُ مَا خَرَجَ زَيْدٌ وَمَا زَيْدٌ خَارِجًا. وَالنَّافِيَةُ لَا تَعْمَلُ فِي لُغَةِ أَهْلِ الْحِجَازِ تَشْبِيهًا بِلَيْسَ، تَقُولُ: مَا زَيْدٌ خَارِجًا. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى {مَا هَذَا بَشَرًا} [يوسف: 31] . وَتَجِيءُ مَحْذُوفَةً مِنْهَا الْأَلِفُ إِذَا ضَمَمْتَ إِلَيْهَا حَرْفًا نَحْوُ: لَمْ وَبِمَ وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: تُنْسَبُ الْقَصِيدَةُ الَّتِي قَوَافِيهَا عَلَى مَا مَاوِيَّةً. وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: إِمَّا تَرَيْ يَعْنِي إِنْ تَرَيْ. وَتَدْخُلُ بَعْدَهَا النُّونُ الْخَفِيفَةُ وَالثَّقِيلَةُ كَقَوْلِكَ: إِمَّا تَقُومَنَّ أَقُمْ. وَلَوْ حَذَفْتَ «مَا» لَمْ تَقُلْ إِلَّا إِنْ تَقُمْ أَقُمْ وَلَمْ تُنَوِّنْ. قُلْتُ: يُرِيدُ وَلَمْ تُدْخِلِ النُّونَ الْمُؤَكِّدَةَ. قَالَ: وَتَكُونُ إِمَّا فِي مَعْنَى الْمُجَازَاةِ لِأَنَّهَا إِنْ زِيدَ عَلَيْهَا مَا. وَكَذَا مَهْمَا فِيهَا مَعْنَى الْجَزَاءِ. وَزَعَمَ الْخَلِيلُ أَنَّ مَهْمَا أَصْلُهَا «مَا» ضُمَّتْ إِلَيْهَا «مَا» لَغْوًا وَأَبْدَلُوا الْأَلِفَ هَاءً. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَهْ كَإِذْ ضُمَّ إِلَيْهَا مَا. 
تستعمل ما:، في بعض الأحوال، بدلا من للعاقل خلافا للقاعدة وذلك عند الاستفهام (فقالوا ما هو في موضع من) (عباد 3: 94 معجم الطرائف).
ماذا: تستعمل ماذا في موضعين أولهما استفهاما -استفهام -المترجم- بمعنى لماذا وثانيهما للكثرة بمعنى كم (المقري 2: 517).
ما: (انظر الجريدة الآسيوية 520، 22 لسنة 1869 و2: 180 معجم مسلم).
مالي: لماذا تطلب مني ذلك؟ (بدرون 12: 217): فقال يا خالد أين كنت قلت مالي.
ما: تقابل عند (فريتاج) الكلمتين اللاتينيتين alquid quid أي: بعض الناس، بعض الأشياء، أي واحد أي شيء وأن ما هلك من تلك .. الخ، (معجم البلاذري). وتستعمل عند الإنكار والرفض لا سيما في موضع ترد فيه جملة: دون سلطة أو دون تفويض أو دون سلطان، دون اعتبار له، دون ثقة ب (معجم الجغرافيا).
شيء ما: (معجم البلاذري).
ما المصدرية: تستعمل ما المصدرية في الموضع الذي تظهر فيه، على ما يبدو، كما لو أنها زائدة (انظر فليشر في شروحه على عباد 3: 29 وعلى المقري 2: 580، وانظر بريشت: 4: 105 وما بعدها حيث لاحظ أن هذه الزيادة ليست حشوا وتطويلا ولا تتجاوز ظاهر الكلام وضرب مثلا لذلك جملة من قبله ما طوت معناها من قبله طوت إلا أن الأولى معناها، في الظاهر، أن (الأمر قبله قد ذهب) والثانية (لقد ذهب، قبله، الأمر).
ما علمت: بمقدار علمي (عبد الواحد 8: 243): فإنه ما علمت صوام قوام مجتهد في دينه ... الخ.
ما: حين تأتي قبل الضمائر يكون معناها: قليلا أو كافيا أو مقبولا أو إلى حد معين (الخفاجي 210) وفي حديث الحلية أزهر اللون إلى البياض ما هو أي مائل إليه وليس هو بعينه (عبد الواحد 5: 4): وكانت أذهانهم إلى الغليظ ما هي (1، 169 و9: 189): كان إلى الطول ما هو (الأدريسي كلم 2 القسم السادس في حديثه عن سمكة): له رأس مربع فيه قرنان في طول الإصبع إلى الرقة ما هي (ابن البيطار 1: 18): وله أصل أدق من إصبع لونه أسود ما هو (وفي ص246 ينقل ابن البيطار عن الادريسي قوله): وله رأس مربع ما هو) وفيه (2: 269 c) طعمه حريف ما هو بيسير حلاوة (وفي 269 e) : أطرافها محددة ما هي (وفي 284 c) هذه النبتة مزغبة ما هي. هذه الأمثلة التي يسهل علينا ذكر المئات منها كثيرا ما تتردد في كتابات بعض الكتاب وعند ابن البيطار خاصة. وقد نجم عن هذا أن جملة، من هذا القبيل، أربكت السيد دي كوج واربكتني أيضا وذلك في قوله (انظر 284 e) لونه أخضر ماهر فقلنا أنها ينبغي أن تكتب ما هو بدلا من ماهر. وفي بعض الأحيان تأتي ما وضميرها الذي بمعني: كثيرا: كبيرا، جدا (انظر فليشربت 7: 100 في عبارة نقلها عن الخفاجي: حية خبيثة ما هي (ياقوت 6، 583): وإن كانت إلى الشمال أقرب ما هي.
ما: ويصاحب فلان ما فعلت هذا: كيف تجرأت ان تفعل هذا الأمر مع صديق هذا الرجل؟ (معجم الجغرافيا).
ما: من. وما: ما الفرق بين؟ وما حين يأتي بعدها واو العطف (انظر فريتاج في مادة I) ( باسم 114): والله ما هذا الخل من ذلك الزيت أي يا للفرق بين عنب اليوم وزيت البارحة! ما: فيما (أبو الفداء تاريخ ما قبل الإسلام 3: 108): قتل ما بين حران والرها.
لما: بسبب (فوك، معجم مسلم، بيدبا 202: 2 معجم الجغرافيا) وكذلك مما وعندما (معجم مسلم).
غيز ما: أكثر من واحد، عدة أشخاص أو أشياء (انظر مادة غير).
ما: فما هو إلا أن دخل خرج الحاجب (معجم الطرائف).
مائية (فريتاج 146) (دي ساسي كرست 1: 267 بدرون 2: 1 بيروني 1: 5).
ما
مَا في كلامهم عشرةٌ: خمسة أسماء، وخمسة حروف. فإذا كان اسما فيقال للواحد والجمع والمؤنَّث على حدّ واحد، ويصحّ أن يعتبر في الضّمير لفظُه مفردا، وأن يعتبر معناه للجمع.
فالأوّل من الأسماء بمعنى الذي نحو:
وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُمْ
[يونس/ 18] ثمّ قال: هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ [يونس/ 18] لمّا أراد الجمع، وقوله:
وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً 
الآية [النحل/ 73] ، فجمع أيضا، وقوله: بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ [البقرة/ 93] .
الثاني: نكرة. نحو: نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ
[النساء/ 58] أي: نعم شيئا يعظكم به، وقوله:
فَنِعِمَّا هِيَ [البقرة/ 271] فقد أجيز أن يكون ما نكرة في قوله: ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها [البقرة/ 26] ، وقد أجيز أن يكون صلة، فما بعده يكون مفعولا. تقديره: أن يضرب مثلا بعوضة .
الثالث: الاستفهام، ويسأل به عن جنس ذات الشيء، ونوعه، وعن جنس صفات الشيء، ونوعه، وقد يسأل به عن الأشخاص، والأعيان في غير الناطقين. وقال بعض النحويين: وقد يعبّر به عن الأشخاص الناطقين ، كقوله تعالى: إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ
[المؤمنون/ 6] ، إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ [العنكبوت/ 42] وقال الخليل: ما استفهام. أي:
أيّ شيء تدعون من دون الله؟ وإنما جعله كذلك، لأنّ «ما» هذه لا تدخل إلّا في المبتدإ والاستفهام الواقع آخرا. الرّابع: الجزاء نحو:
ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها، وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ
الآية [فاطر/ 2] . ونحو: ما تضرب أضرب.
الخامس: التّعجّب نحو: فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ
[البقرة/ 175] . وأمّا الحروف:
فالأوّل: أن يكون ما بعده بمنزلة المصدر كأن الناصبة للفعل المستقبَل. نحو: وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ [البقرة/ 3] فإنّ «ما» مع رَزَقَ في تقدير الرِّزْق، والدّلالة على أنه مثل «أن» أنه لا يعود إليه ضمير لا ملفوظ به ولا مقدّر فيه، وعلى هذا حمل قوله: بِما كانُوا يَكْذِبُونَ [البقرة/ 10] ، وعلى هذا قولهم: أتاني القوم ما عدا زيدا، وعلى هذا إذا كان في تقدير ظرف نحو: كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ
[البقرة/ 20] ، كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ [المائدة/ 64] ، كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً [الإسراء/ 97] . وأما قوله: فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ
[الحجر/ 94] فيصحّ أن يكون مصدرا، وأن يكون بمعنى الذي . واعلم أنّ «ما» إذا كان مع ما بعدها في تقدير المصدر لم يكن إلّا حرفا، لأنه لو كان اسما لعاد إليه ضمير، وكذلك قولك: أريد أن أخرج، فإنه لا عائد من الضمير إلى أن، ولا ضمير لها بعده.
الثاني: للنّفي وأهل الحجاز يعملونه بشرط نحو: ما هذا بَشَراً
[يوسف/ 31] .
الثالث: الكافّة، وهي الدّاخلة على «أنّ» وأخواتها و «ربّ» ونحو ذلك، والفعل. نحو:
إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ
[فاطر/ 28] ، إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً [آل عمران/ 178] ، كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ [الأنفال/ 6] وعلى ذلك «ما» في قوله: رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا
[الحجر/ 2] ، وعلى ذلك:
قَلَّمَا وطَالَمَا فيما حكي.
الرابع: المُسَلِّطَة، وهي التي تجعل اللفظ متسلِّطا بالعمل، بعد أن لم يكن عاملا. نحو:
«ما» في إِذْمَا، وحَيْثُمَا، لأنّك تقول: إذما تفعل أفعل، وحيثما تقعد أقعد، فإذ وحيث لا يعملان بمجرَّدهما في الشّرط، ويعملان عند دخول «ما» عليهما.
الخامس: الزائدة لتوكيد اللفظ في قولهم: إذا مَا فعلت كذا، وقولهم: إمّا تخرج أخرج. قال:
فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً
[مريم/ 26] ، وقوله: إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما [الإسراء/ 23] .
[ما] نه: فيه: "ما" أنا بقارئ، هي نافية، وقيل: استفهامية، ويؤيده رواية: كيف أقرأ. ن: أي لا أحسن القراءة، وهو نص على أن "أقرأ" أول ما نزل لا "المدثر"، واستدل به على أن التسمية ليست من السور، ولا دليل لجواز نزوله في وقت حين نزل باقي السورة. ك: "ذلك "ما" كنا نبغ" أي فقدان الحوت الذي نطلبه علامة على وجدان المقصود. وح: فأيكم "ما" صلى، "ما" زائدة. وح: و"ما" لهم أن لا يفعلوا، نافية أو استفهامية. وح: "ما" ينفر صيدها؟ أي ما الشيء الذي ينفر صيدها، هو أي التنفير أن تنحى المستقر من الظل، تنزل مكانه- بالخطاب حالية، وهو تنبيه بالأدنى على الأعلى. وح: "ما" لا ينفر صيدها؟ استفهامية أي ما الغرض من لفظ: لا ينفر صيدها. وح: لا يبالي "ما" أخذ منه، ضمير منه- "لما" الموصولة أو الموصوفة. ن: "ما" أدنى أهل الجنة، أي ما صفته وعلامته. وح: "ما" لك في ذلك من خير- قاله لمن سأله عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، أي لا تستطيع الإتيان بمثلها لطولها وكمال خشوعها، وإن تكلفت ذلك شق عليك ولم تحصله، فيكون قد تركت السنة مع علمك. ز: "ما" يحدث، أي أي شيء يكون حدثًا. قس: وكان "مما" يحرك، أي كان العلاج ناشئًا من تحريك شفتيه، أو "ما" موصولة أي يعجل بالقراءة وينازع جبرئيل بها خشية أن ينفلت شيء، وتحريك الشفة واللسان متلازمان فلا ينافي الآية، وفيه نظر بل هو من الحذف أي يحرك شفتيه ولسانه. ك: ما كان في القرآن "و"ما" أدراك" فقد أعلمه، أي كل ما جاء بالماضي فقد أعلم الله رسوله به، يريد أنه يعرف ليلة القدر، قوله: وايما حفظ- برفع أي وإضافته إلى حفظ بزيادة "ما"، وخبره حفظناه- مقدر، وفي بعضها بنصبه مفعول مطلق له، ومن الزهري- متعلق بحفظنا المذكور. ن: عجبت "ما" عجبت، وفي بعضها: مما عجبت- وهو المشهور. وح: "ما" أنت هكذا؟ سؤال عن صفته. وح: "ما" هذا يا رسول الله؟ ظن سعد أن جميع أنواع البكاء محظور وأنه صلى الله عليه وسلم نسيه فذكر، فأعلم صلى الله عليه وسلم أن مجرد البكاء من غير شكاية باللسان ومن غير سخط لحكمه ليس بحرام بل فضيلة وناشئة من رحمة ورقة قلب. وح: إن رأى الناس "ما" في الميضأة ماء- بالمد والقصر. وح: "ما" يوم الخميس! معناه تفخيم أمره في الشدة والمكروه فيما يعتقده ابن عباس وهو الامتناع عن كتابته وإن كان هو الصواب- ومر. وح "ما" تركنا صدقة- بالرفع، و"ما" موصولة. وح:
وفي سبيل الله "ما" لقيت
بكسر تاء، أي الذي لقيته محسوب في سبيل الله. وح: "ما" المسئول عنها بأعلم، أي ليس الذي سئل عن وقت الساعة بأعلم، أي لست بأعلم منك يا جبرئيل. وح: قلت: و"ماذا"؟ أي بعدها. ط: وتعمل في ذكر الله، قال: و"ماذا"؟ أي وما أصنع بعده. وح: "ما" السنة فيبملاحظة ناحية الشيء ببعضه، وسيد الأرض مالكه.
ما: تأتي اسْمِيَّةٌ، وحَرْفِيَّةً. فالاسْمِيَّةُ ثلاثةُ أقْسامٍ:
الأَوَّلُ: مَعْرِفَةً، وتكونُ ناقِصةً: {ما عِندَكُمْ يَنْفَدُ وما عِندَ الله باقٍ} ، وتامَّةً، وهي نَوْعانِ: عامَّةٌ، وهي مُقَدَّرَةٌ بِقَوْلِكَ الشيء، وهي التي لم يَتَقَدَّمْها اسمٌ: {إن تُبْدوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هي} ، أي: فَنِعْمَ الشيءُ هي، وخاصَّةٌ: وهي التي يَتَقَدَّمُها ذلك، ويُقَدَّرُ من لَفْظِ ذلك الاسمِ، نحوُ: غَسَلْتُه غَسْلاً نِعِمَّا، أي: نِعْمَ الغَسْلُ.
الثاني: نَكِرَةً مجردةً عن معنى الحَرْفِ، وتكونُ ناقِصةً، وهي الموصوفةُ، وتُقَدَّرُ بِقَوْلِكَ: شيءٍ، نحوُ: مَرَرْتُ بما مُعْجِبٍ لك، أي: بشيءٍ مُعْجِبٍ لك، وتامَّةً: وتَقَعُ في ثلاثةِ أبوابٍ: التَّعَجُّبُِ: ما أحْسَنَ زيْداً، أيْ: شيءٌ أحْسَنَ زَيْداً، وبابُ نِعْمَ وبِئْسَ، نحو: غَسَلْتُه غَسلاً نِعِمَّا، أي: نعْمَ شَيئاً. وإذا أرادُوا المبالَغَةَ في الإِخْبارِ عن أحَدٍ بالإِكْثارِ من فِعْلٍ كالكِتابةِ، قالوا: إنْ زَيْداً مما أن يَكْتُبَ، أي: أنه مَخْلُوقٌ من أمْرٍ، ذلك الأمرُ هو الكِتابَةُ.
الثالثُ: أن تكونَ نَكِرَةً مُضَمَّنَةً معنى الحَرْفِ، وهي نَوْعانِ: أحدُهما الاسْتِفْهامِيَّةُ، ومعناها أيُّ شيءٍ، نحوُ: {ماهي} ، {ما لَوْنُها} ، {وما تِلْكَ بِيَمينكَ} ، ويجب حَذْفُ ألفها إذا جُرَّتْ، وإبقاءُ الفَتْحَةِ دَلِيلاً عليها كفِيمَ وإِلامَ وعَلامَ، ورُبَّمَا تَبِعَتِ الفتحةُ الألِفَ في الشِّعْرِ، نحوُ:
يا أبَا الأسْوَدِ لِمْ خَلَّفْتَنِي.
وإذا رُكِّبَتْ ما الاسْتِفْهامِيَّةُ مع ذا، لم تُحْذَفْ ألِفُها.
وماذا: تأتي على أوْجُهٍ، أحدُها: تكونُ ما اسْتفْهاماً وذا إشارَةً، نحوُ: ماذا التَّوانِي، ماذَا الوُقُوفُ. الثاني: تكونُ ما اسْتِفْهاماً وذا موصُولةً، كقولِ لَبِيدٍ:
ألاَ تَسْألانِ المَرْءِ ماذَا يُحاوِلُ ... أنَحْبٌ فَيُقْضَى أمْ ضلالٌ وباطِلُ
الثالثُ: يكونُ ماذَا كُلُّهُ استفهاماً على التَّرْكِيبِ، كقولِكَ: لماذَا جِئْتَ. الرابعُ: أن يكونَ ماذا كلُّه اسمَ جِنْسٍ، بمعنَى شيءٍ، أو بمعنَى الذي، كقولِهِ:
دَعِي ماذَا عَلِمْتُ سَأتَّقيهِ ... ولكِنْ بالمَغِيبِ فَنَبِّئينِي.
وتكونُ ما زائِدةً وذا إِشارَةً، نحوُ:
أنَوْراً سَرْعَ ماذَا يا فَروقُ.
وتكونُ ما اسْتِفْهاماً وذا زائدةً، في نحوِ: ماذَا صَنَعْتَ. وتكون ما شَرْطِيَّةً غيرَ زَمانِيَّةٍ: {ما تَفْعَلُوا من خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ} {ما نَنْسَخْ من آيةٍ أو نَنْسأْها} ، وزَمانِيَّةً: {فما اسْتَقَامُوا لَكُمْ فاسْتَقِيمُوا لَهُمْ} .
وأما أوْجُهُ الحَرْفِيَّةِ، فأحَدُها: أن تكونَ نافِيَةً، فإِنْ دَخَلَتْ على الجُمْلَةِ الاسْمِيَّةِ أعْمَلَهَا الحِجازِيُّونَ والتِّهامِيُّونَ والنَّجْدِيُّونَ عَمَلَ ليسَ بشُروطٍ مَعْروفَةٍ، نحوُ: {ما هذا بَشَرًا} ، {ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ} . ونَدَرَ تَرْكِيبُها مع النَّكِرَةِ تَشْبيهاً بِلا، كقولِه:
وما بأسَ لَوْ رَدَّتْ عَلَيْنا تَحِيَّةً ... قَليلٌ على مَنْ يَعْرِفُ الحَقَّ عابُها
(وقد يُسْتَثْنَى بما: كلُّ شيءٍ مَهَهٌ ما النِّساءَ وذِكْرَهُنَّ، نَصَبَ النِّساءَ على الاسْتِثْناءِ) ، وتكونُ مَصْدَرِيَّةً غيرَ زَمَانِيَّة، نحوُ: {عَزيزٌ عليه ما عَنِتُّمْ} ، {وَدُّوا ما عَنِتُّم} ، {فَذُوقُوا بما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ} ، وزَمانِيَّةً، نحوُ: {ما دُمْتُ حَيًّا} ، {فاتَّقُوا اللهَ ما اسْتَطَعْتُمْ} ، وتكونُ ما زائدةً، وهي نَوْعانِ، كافَّةٌ: وهي على ثَلاثَةِ أنْواعٍ: كافَّةٌ عن عَمَلِ الرَّفْعِ، ولا تَتَّصِلُ إلاَّ بِثَلاثَةِ أفْعالٍ: قَلَّ وكثُرَ وطالَ، وكافَّةٌ عن عَمَلِ النَّصْبِ والرَّفْعِ: وهي المُتَّصِلَةُ بِإِنَّ وأخَواتِها: {إنَّما اللهُ اِلهٌ واحِدٌ} ، {كأنَّما يُساقُونَ إلى المَوْتِ} ، وكافَّةٌ عن عَمَلِ الجَرِّ: وتَتَّصِلُ بأحْرُفٍ وظُروفٍ، فالأحْرُفُ: رُبَّ:
رُبَّما أوْفَيْتُ في عَلَمٍ ... تَرْفَعَنْ ثَوْبِي شَمالاتُ
والكافُ:
كما سَيْفُ عَمْرٍو لم تَخُنْهُ مَضارِبُهْ
والباءُ:
فَلَئِنْ صِرْتَ لا تُحِيرُ جَواباً ... لَبِما قد تُرَى وأنْتَ خَطيبُ
ومِنْ:
وإنَّا لَمِمَّا نَضْرِبُ الكَبْشَ ضَرْبَةً.
والظّروفُ: بَعْدُ:
أعَلاقَةً أُمَّ الوُلَيِّدِ بعدَ ما ... أفْنانُ رأسِكِ، كالثُّغَامِ المُخْلِسِ
وبَيْنَ:
بَيْنَمَا نَحْنُ بالأراكِ مَعًا ... إذ أتَى راكِبٌ على جَمَلِهْ
وغَيْرُ الكافَّةِ نَوْعانِ: عِوَضٌ، وغَيْرُ عِوَضٍ، فالعِوَضُ في مَوْضِعَيْنِ، أحدُهما في قَوْلِهِم: أمَّا أنْتَ مُنْطَلِقاً انْطَلَقْتُ، والثاني: افْعَلْ هذا إمَّا لاَ، ومَعْناهُ: إنْ كُنْتَ لا تَفْعَلُ غيرَهُ. وغيرُ العِوَضِ يَقَعُ بعدَ الرَّفْعِ، نحوُ: شَتَّانَ ما زَيْدٌ وعَمْرٌو،
وقولِه: لَوْ بأَبانَيْنِ جاءَ يَخْطُبُها ... رُمِّلَ ما أنْفُ خاطِبٍ بِدَمِ
وبعدَ الناصِبِ الرافِعِ: لَيْتَمَا زَيْدٌ قائِمٌ، وبعدَ الجازِمِ: {وإمَّا يَنْزَغَنَّكَ} ، {أيّامَا تَدْعُوا} ، وبعدَ الخافِضِ، حَرْفاً كانَ: {فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ} ، أو اسْماً: {أيَّما الأجَلَيْنِ} . وتُسْتَعْمَلُ ما مَوْضِعَ مَنْ: {ولا تَنْكِحوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ} ، {فانْكِحوا ما طابَ لَكُمْ} . وقَصيدَةٌ مَوَوِيَّةٌ وماوِيَّةٌ: آخِرُها ما.

ما: حَرْفُ نَفي وتكون بمعنى الذي، وتكون بمعنى الشَّرط، وتكون عِب

ارة عن جميع أَنواع النكرة، وتكون موضُوعة موضع مَنْ، وتكون بمعنى

الاسْتِفهام، وتُبْدَل من الأَلف الهاء فيقال مَهْ؛قال الراجز:

قدْ وَرَدَتْ مِنْ أَمْكِنَهْ،

مِنْ هَهُنا ومِنْ هُنَهْ،

إِنْ لم أُرَوِّها فَمَهْ

قال ابن جني: يحتمل مَهْ هنا وجهين أَحدهما أَن تكون فَمَهْ زَجْراً منه

أَي فاكْفُفْ عني ولستَ أَهلاً للعِتاب، أَو فَمَهْ يا إنسانُ يُخاطب

نفسَه ويَزْجُرها، وتكونُ للتعجُّب، وتكون زائدة كافَّةً وغير كافة،

والكافة قولهم إِنما زيدٌ مُنْطَلِقٌ، وغير الكافَّة إِنما زَيْداً مُنطلق،

تريد إن زيداً منطلق. وفي التنزيل العزيز: فِبما نَقْضِهم مِيثاقَهم،

وعَمَّا قليل ليُصْبِحُنَّ نادِمين، ومِمَّا خَطيِئَاتِهم أُغْرِقُوا؛ قال

اللحياني: ما مؤنثة، وإن ذُكِّرَت جاز؛ فأَما قول أَبي النجم:

اللهُ نَجَّاكَ بِكَفَّيْ مَسْلَمَتْ،

مِنْ بَعْدِما وبَعْدِما وبَعْدِمَتْ

صارَتْ نُفُوسُ القَومِ عِنْد الغَلْصَمَتْ،

وكادتِ الحُرَّةُ أَن تُدْعَى أَمَتْ

فإِنه أَراد وبَعْدِما فأَبدلَ الأَلف هاء كما قال الراجز:

مِنْ هَهُنا ومِنْ هُنَهْ

فلما صارت في التقدير وبعدمَهْ أَشبهت الهاء ههنا هاء التأْنيث في نحو

مَسْلمةَ وطَلْحة، وأَصلُ تلك إِنما هو التاء، فشبَّه الهاء في

وبَعْدِمَهْ بهاء التأَنيث فوَقَفَ عليها بالتاء كما يَقِفُ على ما أَصله التاء

بالتاء في مَسْلَمَتْ والغَلْصَمَتْ، فهذا قِياسُه كما قال أَبو

وَجْزَة:العاطِفُونَتَ ، حين ما مِنْ عاطِفٍ،

والمُفْضِلونَ يَداً، وإذا ما أَنْعَمُوا

(*قوله «والمفضلون» في مادة ع ط ف: والمنعمون.)

أَراد: العاطِفُونَهْ، ثم شبَّه هاء الوقف بهاء التأْنيث التي أَصلها

التاء فَوَقَفَ بالتاء كما يَقِفُ على هاء التأْنيث بالتاء. وحكى ثعلب

وغيره: مَوَّيْتُ ماء حَسَنةً، بالمدِّ، لمكان الفتحة مِن ما، وكذلك لا أَي

عَمِلْتها، وزاد الأَلف في ما لأَنه قد جعلها اسماً، والاسم لا يكون على

حرفين وَضْعاً، واختار الأَلف من حروف المدِّ واللِّين لمكان الفتحة، قال:

وإذا نسبت إِلى ما قلت مَوَوِيٌّ. وقصيدة ماويَِّةٌ ومَوَوِيَّةٌ:

قافيتها ما. وحكى الكسائي عن الرُّؤاسي: هذه قصيدة مائِيةٌ وماوِيَّةٌ

ولائِيَّةٌ ولاوِيَّةٌ ويائِيَّةٌ وياوِيَّةٌ، قال: وهذا أَقْيسُ. الجوهري: ما

حرف يَتَصَرَّف على تسعة أَوجه: الاستفهامُ نحو ما عِنْدَك، قال ابن بري:

ما يُسأَلُ بها عَمَّا لا يَعْقِل وعن صفات من يَعْقِل، يقول: ما عَبْدُ

اللهِ؟ فتقول: أَحْمَقُ أَو عاقلٌ، قال الجوهري: والخَبَر نحو رأيت ما

عِنْدَك وهو بمعنى الذي، والجزاء نحو ما يَفْعَلْ أَفْعَلْ، وتكون تعجباً

نحو ما أَحْسَنَ زيداً، وتكون مع الفِعل في تأْويل المَصدر نحو بَلَغَني

ما صَنَعْتَ أَي صَنِيعُك، وتكون نكرة يَلْزَمُها النعتُ نحو مررت بما

مُعْجِبٍ لك أَي بشيءٍ مُعْجِبٍ لك، وتكون زائدةً كافّةً عن العمل نحو إنما

زيد مُنْطَلِقٌ، وغير كافَّة نحو قوله تعالى: فبِما رَحْمَةٍ من اللهِ

لِنْتَ لهم؛ وتكون نفياً نحو ما خرج زيد وما زَيْدٌ خارِجاً، فإن جعلْتَها

حرفَ نفيٍ لم تُعْمِلْها في لغة أَهل نَجدٍ لأَنها دَوَّارةٌ، وهو

القِياس، وأَعْمَلْتَها في لغةِ أَهل الحِجاز تشبيهاً بليس، تقول: ما زيدٌ

خارِجاً وما هذا بَشراً، وتجيء مَحْذُفَةً منها الأَلفُ إِذا ضَمَمتَ إِليها

حرفاً نحو لِمَ وبِمَ وعَمَّ يَتَساءلُون؛ قال ابن بري: صوابه أَن يقول:

وتجيء ما الاستفهاميةُ مَحذُوفةً إِذا ضممت إِليها حرفاً جارًّا.

التهذيب: إِنما قال النحويون أَصلُها ما مَنَعَتْ إِنَّ من العمل، ومعنى إِنَّما

إثباتٌ لما يذكر بعدها ونَفْيٌ لما سِواه كقوله: وإِنَّما يُدافِعُ عن

أَحْسابِهم أَنا أَو مِثْلي؛ المعنى ما يُدافعُ عن أَحسابهم إِلاَّ أَنا

أَو مَنْ هو مِثْلي، والله أَعلم. التهذيب: قال أَهل العربية ما إِذا كانت

اسماً فهي لغير المُمَيِّزِين من الإِنس والجِنِّ، ومَن تكون

للمُمَيِّزِين، ومن العرب من يستعمل ما في موضع مَنْ، مِن ذلك قوله عز وجل: ولا

تَنكِحوا ما نَكَح آباؤكم من النِّساء إِلا ما قد سَلَفَ؛ التقدير لا

تَنْكِحُوا مَنْ نَكَحَ آباؤكم، وكذلك قوله: فانْكِحُوا ما طابَ لكم من

النِّساء؛ معناه مَنْ طابَ لكم. وروى سلمة عن الفراء: قال الكسائي تكون ما اسماً

وتكون جَحْداً وتكون استفهاماً وتكون شرطاً وتكون تَعَجُّباً وتكون

صِلةً وتكون مَصْدَراً. وقال محمد بن يزيد: وقد تأْتي ما تَمْنَع العامِلَ

عَملَه، وهو كقولك: كأَنَّما وَجْهُكَ القمرُ، وإِنما زيدٌ صَدِيقُنا. قال

أَبو منصور: ومنه قوله تعالى: رُبَّما يَوَدُّ الذين كفروا؛ رُبَّ

وُضِعَت للأَسماء فلما أُدْخِل فيها ما جُعلت للفعل؛ وقد تُوصَلُ ما بِرُبَّ

ورُبَّتَ فتكون صِلةً كقوله:

ماوِيَّ، يا رُبَّتَما غارةٍ

شَعْواء كاللَّذْعةِ بالمِيسَمِ

يريد يا رُبَّتَ غارة، وتجيءُ ما صِلَةً يُريد بها التَّوْكِيدَ كقول

الله عز وجل: فبِما نَقْضِهم مِيثاقَهُم؛ المعنى فبِنَقْضِهم مِيثاقَهم،

وتجيء مصدراً كقول الله عز وجل: فاصْدَعْ بما تؤمر؛ أَي فاصْدَعْ بالأَمر،

وكقوله عز وجل: ما أَغْنى عنه مالُه وما كَسَبَ؛ أَي وكَسْبُه، وما

التَّعَجُّبِ كقوله: فما أَصْبَرَهم على النار، والاستفهام بما كقولك: ما

قولُك في كذا؟ والاسْتِفهامُ بما من الله لعباده على وجهين: هل للمؤمنِ

تَقْريرٌ، وللكافر تَقْرِيعٌ وتَوْبيخٌ، فالتقرير كقوله عز وجل لموسى: وما

تِلكَ بيَمِينك يا موسى قال هي عَصايَ، قَرَّره اللهُ أَنها عَصاً كراهةَ

أَن يَخافَها إِذا حوَّلها حَيَّةً، والشَّرْطِ كقوله عز وجل: ما يَفْتَح

الله للناسِ من رَحْمَة فلا مُمْسِكَ لها وما يُمْسِكْ فلا مُرْسِلَ لَه،

والجَحْدُ كقوله: ما فَعَلُوه إِلاَّ قَليلٌ منهم، وتجيء ما بمعنى أَيّ

كقول الله عز وجل: ادْعُ لَنا رَبَّك يُبَيِّن لنا ما لَوْنُها؛ المعنى

يُبَيِّن لنا أَيُّ شيء لَوْنُها، وما في هذا الموضع رَفْعٌ لأَنها ابْتداء

ومُرافِعُها قوله لَوْنُها، وقوله تعالى: أَيّاً ما تَدْعُوا فله

الأَسْماء الحُسْنى؛ وُصِلَ الجَزاءُ بما، فإِذا كان اسْتِفْهاماً لم يُوصَلْ

بما وإِنما يُوصَلُ إِذا كان جزاء؛ وأَنشد ابن الأَعرابي قول حَسَّانَ:

إِنْ يَكُنْ غَثَّ من رَقاشِ حَديثٌ،

فبما يأْكُلُ الحَدِيثُ السِّمِينا

قال: فبما أَي رُبَّما. قال أَبو منصور: وهو مَعْروف في كلامهم قد جاءَ

في شعر الأَعشى وغيره. وقال ابن الأَنباري في قوله عز وجل: عَما قَلِيل

ليُصْبحُنَّ نادِمينَ. قال: يجوز أَن يكون معناه عَنْ قَليل وما

تَوْكِيدٌ، ويجوز أَن يكون المعنى عن شيءٍ قليل وعن وَقْتٍ قليل فيصير ما اسماً

غير تَوكيد، قال: ومثله مما خَطاياهُمْ، يجوز أَن يكون من إِساءَة خَطاياهم

ومن أَعْمال خَطاياهم، فنَحْكُمُ على ما من هذه الجِهة بالخَفْض،

ونَحْمِلُ الخَطايا على إِعرابها، وجَعْلُنا ما مَعْرِفةً لإِتْباعِنا

المَعْرِفةَ إِياها أَوْلى وأَشْبَهُ، وكذلك فبِما نَقْضِهم مِيثاقَهم، معناه

فبِنَقْضِهم مِيثاقَهم وما تَوْكِيدٌ، ويجوز أَن يكون التأْويل

فَبِإِساءَتِهم نَقْضِهم ميثاقَهم.

والماءُ، المِيمُ مُمالةٌ والأَلف مَمْدُودةٌ: حكاية أَصْواتِ الشاءِ؛

قال ذو الرمة:

لا يَنْعَشُ الطَّرْفَ إِلا ما تَخَوَّنَهُ

داعٍ يُناديه، باسْم الماء، مَبْغُومُ

وماءِ: حكايةُ صوتِ الشاةِ مبني على الكسر. وحكى الكسائي: باتَتِ الشاءُ

ليلَتَها ما ما وماهْ وماهْ

(*قوله« ما ما وماه ماه» يعني بالامالة

فيها.) ، وهو حكاية صوتها. وزعم الخليل أَن مَهْما ما ضُمَّت إِليها ما

لَغْواً، وأَبدلوا الأَلف هاء. وقال سيبويه: يجوز أن تكون كإِذْ ضُمَّ إِليها

ما؛ وقول حسان بن ثابت:

إِمَّا تَرَيْ رَأْسي تَغَيَّرَ لَوْنُه

شَمَطاً، فأَصْبَحَ كالنَّغامِ المُخْلِس

(* قوله «المخلس» أي المختلط صفرته بخضرته، يريد اختلاط الشعر الأبيض

بالأسود، وتقدم انشاد بيت حسان في ثغم الممحل بدل المخلس، وفي الصحاح هنا

المحول.)

يعني إِن تَرَيْ رأْسي، ويدخُل بعدها النونُ الخفيفةُ والثقيلةُ كقولك:

إِما تَقُومَنَّ أَقُمْ وتَقُوماً، ولو حذفت ما لم تقل إِلاَّ إِنْ لم

تَقُمْ أَقُمْ ولم تنوّن، وتكون إِمّا في معنى المُجازاة لأَنه إِنْ قد

زِيدَ عليها ما، وكذلك مَهْما فيها معنى الجزاء. قال ابن بري: وهذا مكرر

يعني قوله إِما في معنى المُجازاة ومهما. وقوله في الحديث: أَنْشُدُكَ بالله

لَمَّا فعلت كذا أَي إِلاَّ فَعَلْته، وتخفف الميم وتكون ما زائدة،

وقرئ بهما قوله تعالى: إِنَّ كلُّ نَفْسٍ لَمَّا عليها حافظ؛ أَي ما كلُّ

نَفْسٍ إِلا عليها حافظ وإِنْ كلُّ نَفْسٍ لعَلَيْها حافِظٌ.

مَا
: ( {مَا) : قالَ اللَّحْياني: مُؤَنَّثَة وَإِن ذُكِّرَتْ جازَ.
وَقد أَلَّفَ فِي أَنْواعِها الإمامُ أَبو الحُسَيْن أَحمدُ بنُ فارِس بنِ زَكَريَّا رِسالَةً مُسْتقلةً، ونحنُ نُوردُ لكَ إنْ شاءَ اللهاُ تَعَالَى خُلاصَتَها فِي أَثْناءِ سِياقِ المصنِّفِ.
(تأْتي اسِميَّةً وحَرْفِيَّةً. فالاسمِيَّةُ ثلاثَةُ أَقْسام.
(الأوَّلُ) : تكونُ (مَعْرِفَةً) بمعْنَى الَّذِي وَلَا بُدَّ لَها مِن صِلَةٍ كَمَا لَا بُدَّ للَّذي مِن صِلَةٍ، (وتكونُ ناقِصَةً) ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِند الله باقٍ} ؛ و) تكونُ (تامَّةً وَهِي نَوعانِ: عامَّةٌ وَهِي مُقَدَّرَةٌ بقَوْلِكَ الشيءَ، وَهِي الَّتِي لم يَتَقَّدَمْها اسمٌ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {إنْ تُبْدوا الصَّدَقاتِ فنِعِمَّا هِيَ} ، أَي فَنِعْمَ الشَّيءُ هِيَ) ، وقيلَ: التَّقْديرُ فِي الآيةِ: فنِعْمَ الشيءُ شَيْئا إبداؤُها فحُذِفَ الإبْداءُ وأُقِيم المَكْنيُ مقامَه أَعْنِي هِيَ فَمَا حينَئِذٍ نَكِرَة؛ قالَهُ ابنُ فارِس. (وخاصَّةً: وَهِي الَّتِي يَتَقَدَّمُها ذلكَ ويُقَدَّرُ مِن لَفْظِ ذلكَ الاسْمِ، نحوُ) قولِهم: (غَسَلْتُه غَسْلاً نِعِمَّا أَي نِعْمَ الغَسْلُ) .
(الْقسم (الثَّاني) مِن الأَقْسامِ الثَّلاثَةِ: تكونُ (نَكِرَةً مُجَرّدَة عَن معْنَى الحَرْفِ، وتكونُ ناقِصَةً وَهِي المَوْصوفةُ) ؛ وقالَ الجَوْهرِي: يَلْزَمُها النَّعْت (وتُقَدَّرُ بقَوْلِكَ شيءٍ نحْو: مَرَرْتُ} بِمَا مُعْجِبٍ لكَ أَي بشيءٍ مُعْجِبٍ لكَ؛يضْرب مثلا شَيْئا بَعوضَة فَشَيْئًا قَالَ وَمن النكرَة قَوْله ربَّما تكره النُّفُوسُ مِن الأَمْرِ.
فَمَا هَذِه نَكِرَةٌ تَقْديرُه رُبَّ شيءٍ تَكْرَهه. (وَإِذا أَرادُوا المُبالَغَةَ فِي الإِخْبارِ عَن أَحَدٍ بالإكْثارِ مِن فِعْلٍ كالكِتابَةِ قَالُوا: إنَّ زَيْداً {مِمَّا أَن يَكْتُبَ، أَي أَنَّه مَخْلُوقٌ مِن أَمْرِ، ذلكَ الأَمْرُ هُوَ الكِتابَةُ) .
(القسْمُ (الثَّالثُ) مِن الأقْسامِ الثَّلاثَةِ: (أَنْ تكونَ نَكِرَةً مُضَمَّنَةً معْنَى الحَرْفِ وَهِي نَوْعانِ) ؛ ذكرَ النَّوْع الأوَّل كَمَا تَرَى وَلم يذكر النَّوْع الثَّانِي إلاَّ بَعْد مَاذَا فليُتَنَبَّه لذلكَ؛ (أَحَدُهما: الاسْتِفْهامِيَّةُ ومَعْناها أَيُّ شيءٍ نحوُ) قَوْله تَعَالَى: {مَا هِيَ} ، وَقَوله تَعَالَى: {مَا لَوْنُها} ، وَقَوله تَعَالَى: {} وَمَا تِلْكَ بيَمِينكَ} . قالَ ابنُ برِّي: مَا يُسْأَلُ بهَا عَمَّا لَا يَعْقِل وَعَن صِفاتِ مَنْ يَعْقِل، تَقول: مَا عَبْدُ اللهاِ؟ فتقولُ: أَحْمَقُ أَو عاقِلٌ. وَقَالَ الأزْهرِي: الاسْتِفْهامُ! بِمَا، كَقَوْلِك: مَا قوْلُكَ فِي كَذَا؟ والاسْتِفْهامُ بِمَا مِن اللهاِ لعِبادِه على وَجْهَيْن: هُوَ للمُؤْمنِ تَقْرِيرٌ، وللكافِرِ تَقْريعٌ وتَوْبيخٌ، فالتَّقريرُ كَقَوْلِه، عزَّ وجلَّ، لموسَى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمينِكَ يَا مُوسَى قالَ هِيَ عَصايَ} ، قَرَّره اللهُ أَنَّها عَصا كَراهَة أَنْ يَخافَها إِذا حوَّلَها حَيَّةً، قَالَ: وتَجِيءُ مَا بمعْنَى أَيّ كقولِه، عزَّ وجلَّ: {ادْعُ لَنا رَبَّك يُبَيِّن لنا مَا لَوْنُها} ، المَعْنى أَيُّ شيءٍ لَوْنُها، وَمَا فِي هَذَا المَوْضِعِ رَفْعٌ لأنَّها ابْتِداءٌ ورَافِعُها قولُه لَوْنُها. وَقَالَ ابنُ فارِس: الاسْتِفْهامُ {عَمَّا يَعْقِل} وعَمَّا لَا يَعْقِل إِذا قالَ القائِلُ: مَا عنْدَكَ مُسْتفهماً؟ فجوابُه: الإخبارُ بِمَا شاءَ المُجِيبُ مِن قوْلِه رَجُلٌ أَو فَرَسٌ أَو غَيْر ذلكَ مِن سائِرِ الأنواعِ، فأَما أَنْ يقولَ زَيْدٌ أَو عَمْرٌ وفلا يَجوزُ ذلكَ، وناسٌ قد أَوْمَأوا إِلَى إجازَتِه على نِيَّةِ أَن تكونَ مَا بمعْنَى مَنْ؛ وسَيَأْتي تَفْصِيلُ ذلكَ آخِرَ التَّرْكيبِ. (ويَجبُ حَذْفُ أَلِفِها) ، أَي إِذا كانتْ اسْتِفْهامِيَّةً تأْتي مَحْذوفَةَ الألِفِ، (إِذا جُرَّتْ) ، أَي جَرَرْتها بحَرْفٍ جارَ، (وإبْقاءُ الفَتْحةِ) على مَا قَبْل المَحْذُوفِ لتكونَ (دَلِيلاً عَلَيْهَا) ، أَي على الألِفِ المَحْذوفَةِ، ( {كفِيمَ} وإِلام {وعَلامَ) } ولِمَ {وبِمَ وعمَّ، (ورُبَّما تَبِعَتِ الفتحةُ الأَلِفَ فِي الشِّعْرِ) ضَرُورةً (نحوُ) قولِ الشاعرِ:
(يَا أَبَا الأَسْوَدٍ} لِمْ خَلَّفْتَنِي بسكونِ المِيم.
(وَإِذا رُكِّبَت مَا الاسْتِفْهامِيَّةُ مَعَ ذَا) للإشارَةِ (لم تُحْذَفْ أَلِفُها) .
ثمَّ شرعَ فِي بَيانِ! مَاذَا وَإِنَّمَا لم يفردْ لَهُ تَرْكيباً مُسْتَقلاًّ لكَوْنه مُرَكَّباً مِن مَا وَذَا، وَلذَا ذَكَرَه بعضُ الأَئِمةِ فِي تَرْكيبِ ذَا فقالَ: (وماذا: تأْتي على أَوْجُهٍ:.
(أَحدُها) : أَنْ (تكونَ مَا اسْتِفْهاماً وَذَا إشارَةً نحوُ) قَوْلهم: (! مَاذَا التَّوانِي) ، و (مَاذَا الوُقوفُ) ، تَقْديرُه: أَيّ شيءٍ هَذَا التَّواني وَهَذَا الْوُقُوف.
(الثَّانِي:) : أَنْ (تكونَ مَا اسْتِفْهاماً وَذَا مَوْصولةً، كقولِ لبيدٍ:
(أَلا تَسْأَلانِ المَرْء مَاذَا يُحاوِلُ (أَنَحْبٌ فيُقْضى أَم ضَلالٌ وباطِلُ؟ (الثَّالث: يكونُ مَاذَا كُلّه اسْتِفْهاماً على التَّرْكِيبِ كقولِكَ: لماذا جِئْتَ.
(الَّرابعُ: أَنْ يكونَ مَاذَا كُلُّه اسمَ جِنْسٍ بمعْنَى شيءٍ أَو بمعْنَى الَّذِي) ، قَالَ اللَّيْثُ: يقالُ: مَاذَا صَنَعْتَ؟ فتقولُ: خَيْرٌ وخَيْراً، الرَّفْعُ على مَعْنى الَّذِي صَنَعْت خَيْرٌ، وكَذلكَ رفع قَول الله، عزَّ وجلَّ: {ويَسْألُونَك مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ العَفْوُ} ، أَي الَّذِي يُنْفِقُونَ هُوَ العَفْوُ مِن أَمْوالِكُم. وَقَالَ الزجَّاج: مَعْنى مَاذَا يُنْفِقُونَ على ضَرْبَيْن: أَحدُهما: أنْ يكونَ ذَا فِي معْنَى الَّذِي ويكونَ يُنْفِقُونَ مِن صِلَتِه، المَعْنَى يَسْأَلُونَك أَيُّ شَيْء، يُنْفِقُونَ، كأَنَّه بَيَّنَ وجْهَ الَّذِي يُنْفِقُون لأنَّهم يَعْلمونَ مَا المُنْفَق، ولكنَّهم أَرادُوا عِلم وَجْهِه، قالَ: وجائِزٌ أَنْ يكونَ مَا مَعَ ذَا بمنْزِلَةِ اسْمٍ واحِدٍ، وَيكون المَوْضِعُ نَصْباً بيُنْفِقُون، المَعْنى أَيُّ شيءٍ، يُنْفِقُونَ، قالَ: وَهَذَا إجْماعُ النَّحويِّين، وكذلكَ الأوَّل إجْماعٌ أَيْضاً، وَقَوْلهمْ: مَا وَذَا بمنْزلَةِ اسْمٍ واحِدٍ (كَقَوْلِه:
(دَعِي مَاذَا عَلِمْتُ سأَتَّقِيهِ (ولكِن بالمُغَيَّبِ فنَبِّئينِي) ويُرْوى: وَلَكِن بالمغيب نَبِّئينِي، ويُرْوى: خَبِّرِيني، كأَنّه بمعْنَى دَعِي الَّذِي عَلِمْت.
وَقَالَ ابنُ فارِس: فأَمَّا قَوْله تَعَالَى: {مَاذَا أَنْزلَ رَبّكُم} ؟ فقالَ قَوْمٌ: مَا وَذَا بمنْزِلَةِ اسْمٍ واحِدٍ. وقالَ آخَرُونَ: ذَا بمعْنَى الَّذِي مَعْناهُ مَا الَّذِي أنزلَ رَبُّكُم.
(وتكونُ مَا زائِدةً وذَا إشارَةً نحوُ) قولِ الشَّاعرِ، هُوَ مالِكُ ابنُ زغبةَ الباهِليّ:
(أَنَوْراً سَرْعَ مَاذَا يَا فَروقُ)
(وحَبْلُ الوَصْلِ مُنْتَكثٌ حَذِيقُ أَرادَ: سرع فخفَّف، والمَعْنى أَنَوْراً ونفاراً يَا فَروقُ، فَمَا صِلَةٌ أَرادَ سَرْعَ ذَا نَوْراً، وَقد ذُكِرَ فِي سرع.
(وتكونُ مَا اسْتِفْهاماً وَذَا زائِدَةً فِي نحوِ) قَوْلك: (ماذَا صَنَعْتَ) ، أَي أَيُّ شيءٍ صَنَعْتَ.
قُلْتُ: وَمِنْه قولُ جرير:
يَا خزر تَغْلب مَاذَا بالَ نِسْوتُكُم قَالَ ابنُ فارِسِ: فليسَ ذَا بمنْزِلَةِ الَّذِي وَلَا يَصْلحُ مَا الَّذِي بالَ نِسْوتُكم، وَكَانَ ذَا زِيادَةً مُسْتَغْنًى عَنْهَا إلاَّ فِي إقامَةِ وَزْنِ الشِّعرْ.
(وتكونُ مَا شَرْطِيَّةً غَيْرَ زَمانِيَّةٍ) ، هَذَا هُوَ النَّوعُ الثَّانِي للنَّكِرَةِ المُضَمَّنَة معْنَى الحَرْف نَحوُ قَوْله تَعَالَى: {مَا تَفْعَلُوا من خَيْرٍ يَعْلَمْهُ ااُ} ، وَقَوله تَعَالَى: {مَا نَنْسَخْ مِن آيةٍ أَو نَنْسأْها} ، وَقَوله تَعَالَى: {مَا يَفْتَحُ ااُ للناسِ مِن رَحْمةٍ فَلَا مُمْسِك لَها وَمَا يُمْسِك فَلَا مُرْسِل لَهُ} . (أَو زَمانِيَّةً) : كَقَوْلِه تَعَالَى: {فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ فاسْتَقِيمُوا لَهُمْ} ؛ قَالَ ابنُ فارِس: مَا إِذا كانتْ شَرْطاً وجَزاءً فكقولِ المُتكلِّم: مَا تَفْعَلْ أَفْعَلْ، قَالَ عُلماؤُنا: مَوْضِعُها مِن الإعْرابِ حَسَبَ العامِلِ، فإنْ كانَ الشَّرْطُ فعْلاً لَا يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعولٍ فمَوْضِعُ مَا رَفْعٌ، يقولُ البَصْريون: هُوَ رَفْعٌ بالابْتِداءِ، ويكونُ رَفْعاً عنْدَنا بالغَايَةِ، وَإِن كانَ الفِعْلُ مُتعدِّياً كانتْ مَا مَنْصوبَةً، وَإِن دَخَلَ عَلَيْهِ حَرْفُ خَفْضٍ أَو أُضِيفَ إِلَيْهِ اسْمٌ فَهُوَ فِي مَوْضِعِ خَفْضٍ.
(وأَمَّا أَوْجُهُ الحَرْفِيَّةِ) ؛ لمَّا فَرَغَ مِن بَيانِ مَا الاسْمِيَّة شَرَعَ يَذْكُر مَا الحَرْفِيَّة ووُجُوهَها الأَرْبَعةَ، وَهِي: أَنْ تكونَ نافِيَةً، وأنْ تكونَ مَعَ الفِعْلِ بِمنْزِلَةِ المَصْدَر، وأَنْ تكونَ زائِدَةً، وأنْ تكونَ كافَّةً؛ فقالَ:
(فأَحدُها: أَنْ تكونَ نافِيَةً) للحالِ نحوُ: مَا يَفْعَل الآنَ، وللماضِي القَرِيبِ مِن الحالِ نَحْو: مَا فَعَل، وَلَا يَتَقَدَّمُها شيءٌ ممَّا فِي حَيِّزِها، فَلَا يقالُ: مَا طَعامُك يَا زَيْد آكُل خِلافاً للكُوفِيِّين، وَنَحْو قولِ الشاعرِ:
إِذا هِيَ قامَتْ حاسراً مُشْمَعِلَّةً
نَخيبُ الفُوادِ رأْسُها مَا تَقْنعُمع شُذوذهِ مُحْتَمل للتَّأْوِيلِ. (فإنْ ادخلت على الجُمْلَةِ الاسْمِيَّةِ أَعْمَلَها الحِجازِيُّونَ والتِّهامِيُّونَ والنّجْديُّونَ عَمَلَ ليسَ بشُروطٍ مَعْروفَةٍ) عنْدَ أَئِمَّةِ النَّحْو فِي كُتْبِهم وَفِي الصِّحاح: فإنْ جَعَلْتها حَرْفَ نَفْيٍ لم تُعْمِلْها فِي لُغَةِ أهْلِ نَجْدٍ لأنَّها دَوَّارةٌ، وَهُوَ القِياسُ، وأَعْمَلْتَها فِي لغةِ أَهْلِ الحِجازِ تَشْبيهاً بليسَ (نحوُ) : مَا زَيْدٌ خارِجاً، وقَوْله تَعَالَى: {مَا هَذَا بَشَراً} ) ، وَقَوله تَعَالَى: {مَا هُنَّ أُمَّهاتِهِم} قالَ ابنُ فارِس: قولُ العَرَبِ. مَا زَيْدٌ مُنْطلقاً فِيهِ لُغتانِ: مَا زَيْدٌ مُنْطلقاً، وَمَا زَيْدٌ مُنْطَلِقٌ، فمَنْ نَصَبَ فلأنَّه أَسْقَطَ الباءَ أَرادَ بمُنْطَلقٍ: فلمَّا ذهَبَتِ الباءُ انْتَصَب، وقومٌ يَجْعلُون مَا بمعْنَى ليسَ كأنَّه ليسَ زَيْدٌ مُنْطلقاً. (ونَدَرَ تَرْكِيبُها مَعَ النَّكِرَةِ تَشْبِيهاً بِلا كقولِه) ، أَي الشَّاعرِ:
( {وَمَا بأْسَ لَوْ رَدَّتْ عَلَيْنا تَحِيَّةً (قَليلٌ على مَنْ يَعْرِفُ الحَقَّ عابُها (وَقد يُسْتَثْنَى} بِمَا) ، قَالَ ابنُ فارِس: وذَكَرَ لي أَبي عَن أَبي عبد اللهاِ محمدِ بنِ سَعْدان النّحَوي قالَ: تكونُ مَا بمعْنَى إلاَّ فِي قولِ العَرَبِ: (كلُّ شيءٍ مَهَهٌ مَا النِّساءَ وذِكْرَهُنَّ، نَصَبَ النِّساءَ على الاسْتِثْناءِ) ، أَي إلاَّ النِّساءَ وذِكْرَهُنَّ، هَذَا كَلامُه، وَقد يُرْوَى مَهَاهُ ومَهَاهَة؛ وتقدَّمَ للمصنِّفِ فِي حرف الهاءِ هَذَا المَثَلَ بخِلافِ مَا أَوْرَدَه هُنَا، فإنَّه قالَ: مَا خَلاَ النِّساءِ وذِكْرَهُنَّ، وذَكَرْنا هُنَاكَ أَنَّ ابنَ برِّي قالَ: الرِّوايَةُ بحَذْفِ خلا، وقولُ شيْخِنا أنَّه مَنْصوبٌ بعَدَا محذوفة دلَّ عَلَيْهَا المقامُ وَلَا يُعْرَفُ اسْتِعْمالُ مَا فِي الاسْتِثْناءِ، انتَهَى، غَيْرُ صَحِيح لمَا قدَّمْناه عَن ابنِ فارِس، ويدلُّ لَهُ رِوايَةُ بعضِهم: إلاَّ حدِيثَ النِّساءِ، وَقد مَرَّ تَفْصِيلُه فِي حرْفِ الهاءِ فراجِعْه.
(وتكونُ) مَا (مَصْدَرِيَّةً غَيْرَ زَمانِيَّةٍ نحوُ) قَوْله تَعَالَى: {عَزيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} ، وَقَوله تَعَالَى: {وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ} ، وَقَوله تَعَالَى: {فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُم لِقاءَ يَوْمِكُم} .
(وزَمانِيَّةً نحوُ) قَوْله تَعَالَى: {مَا دُمْتُ حَيًّا} ، وَقَوله تَعَالَى: {فاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} ، قَالَ ابنُ فارِس: مَا إِذا كانتْ مَعَ الفِعْل: بِمَنْزِلَةِ المَصْدَر وذلكَ قَوْلك: أَعْجَبَني مَا صَنَعْت، أَي أَعْجَبَني صُنْعَك، وَتقول: ائْتِني بَعْدَما تَفْعَل ذاكَ، أَي بَعْدَ فِعْلِكَ ذاكَ. وقالَ قوْمٌ مِن أَهْلِ العَرَبيَّةِ: ومِن هَذَا البابِ قولُهم: مَرَرْتُ برَجُلٍ مَا شِئْتَ مِن رَجُلٍ، قَالُوا: وتَأْوِيلُه مَرَرْتُ برَجُلٍ مشيئك مِن رَجُلٍ، قَالُوا: وَمِنْه قولُكَ: أَتانِي القَوْمُ مَا عَدا زَيْداً فَمَا مَعَ عَدا بمنْزِلَةِ المَصْدَرِ، وتَأْوِيلُه: أَتانِي القَوْمُ مُجاوَزَتهم زَيْداً لأنَّ عَدا أَصْلُه المُجاوَزَة، مِثْلُه فِي الكَلامِ كَثِيراً جَلَسَ مَا جلَسْت، وَلَا أُكَلّمُه مَا اخْتَلَفَ الملوان؛ وَقَوله تَعَالَى: {، مَا دُمْت فيهم} ، وَلَا بُدَّ أَن يكونَ فِي قَوْلهم اجْلِسْ مَا جَلَسْت إضْمارٌ لزَمانٍ أَو مَا أَشْبَهه، كأنَّك قُلْتَ اجْلِسْ قَدْرَ جلوسِك أَو زَمانَ جلوسِك؛ قَالُوا: وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {كلَّما أَضَاءَ لَهُم مَشوافيه} ، و {كلّما أَوْقَدُوا نَارا} ، و {كلّما خَبَتْ زدْناهُم سَعِيراً} ، حَقِيقَةُ ذلكَ أَنَّ مَا مَعَ الفِعْلِ مَصْدرٌ ويكونُ الزَّمانُ مَحْذوفاً، وتَقْديرُه كلُّ وقْتِ إضاءَةٍ مشوافيه. وأَمَّا قولهُ تَعَالَى: {فاصْدَعْ! بِمَا تُؤْمَرُ} ، فمُحْتَمل أَنْ يكونَ بمعْنَى الَّذِي وَلَا بُدَّ مِن أَنْ يكونَ مَعَه عائِدٌ كأنَّه قالَ بِمَا تُؤْمَرُ بِهِ، ويُحْتَمَل أنْ يكونَ الفِعْلُ الَّذِي بَعْدَ مَا مَصْدراً كأَنَّه قالَ فاصْدَعْ بالأمْرِ.
(وتكونُ مَا زائِدَةً، وَهِي نَوْعانِ: كافَّةٌ وَهِي على ثلاثَةِ أَنْواعٍ:
(كافَّةٌ عَن عَمَلِ الرَّفْعِ وَلَا تَتَّصِلُ إلاَّ بثَلاثَةِ أَفْعالٍ قَلَّ وكثُرَ وطالَ) ، يقالُ: قلَّما وَكثر مَا وطالَما؛.
(وكافَّةٌ عَن عَمَلِ النَّصْبِ والرَّفْعِ: وَهِي المُتَّصِلَةُ بإنَّ وأَخَواتِها) وَهِي: أَنَّ، بالفَتْح، ولكنَّ وكأنَّ ولَيْتَ ولعلَّ، وتُسَمى هَؤُلاء السِّتَّة المُشَبَّهَة بالفِعْلِ، مِن ذلكَ قولهُ تَعَالَى: {إنَّما ااُ إلهٌ واحِدٌ} ، وَقَوله تَعَالَى: {إنَّما أَنتَ مُنْذرٌ} ، وَقَوله تَعَالَى: {كأنَّما يُساقُونَ إِلَى المَوْتِ} ؛ وتقولُ فِي الكَلامِ: كأنَّما زَيْدٌ أَسَدٌ، ولَيْتما زَيْدٌ مُنْطلقٌ؛ ومِن الْبَاب: {إنَّما يَخْشَى ااَ مِن عِبادِه العُلماءُ} ، و {إنَّما نملي لَهُم ليَزْدادُوا إثْماً} . قَالَ المبرِّدُ وَقد تأْتي مَا لمنْعِ العامِلِ عَمَله وَهُوَ كقولِكَ: كأنَّما وَجْهُك القَمَرُ، وإنَّما زَيْدٌ صَدِيقُنا. وَقَالَ الأزْهري: إنّما قالَ النّحويّون إنَّ أَصْلَ إنّما مَا مَنَعَتْ إنَّ مِن العَمَلِ، ومَعْنى إنَّما إثْباتٌ لمَا يُذْكَرُ بَعْدَها ونَفْيٌ لمَا سِواهُ، كَقَوْلِه: وإنَّما يُدافِعُ عَن أحْسابِهم أَنا أَو مثْلِي.
المَعْنى مَا يُدافِعُ عَن أحْسابهم إلاَّ أَنا أَو مَنْ هُوَ مِثْلي.
(وكافَّةٌ عَن عَمَلِ الجَرِّ وتَتَّصِلُ بأَحْرُفٍ وظُروفٍ فالأَحْرُفُ رُبَّ) ورُبَّتَ، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {رُبَّما يَوَدُّ الذينَ كَفَرُوا} ، فرُبَّ وُضِعَتْ للأسْماءِ فلمّا أُدْخِل فِيهَا مَا جُعِلَتْ للفِعْل؛ وَقَالَ الشاعرُ:
(رُبَّما أوْفَيْتُ فِي عَلَمٍ (تَرْفَعَنْ ثَوْبِي شَمالاتُ) أَوْفَيْتُ: أَشْرَفْتُ وصَعَدْتُ فِي عَلَمٍ أَي على جَبَلٍ، والشَّمالاتُ: جَمْعُ شمالٍ، وَهِي الرِّيحُ الَّتِي تهبُّ من ناحِيَةِ القُطْبِ وَهُوَ فاعِلُ تَرْفَعَنْ، والجُمْلةُ فِي محلِّ النَّصْبِ على الحالِ مِن فاعِلِ أَوْفَيْتُ؛ وكقولِ الشاعرِ:
ماوِيَّ يَا ربَّمَا غارةٍ
شَعْواء كاللَّذْعةِ بالمِيسَمِ يُريدُ يَا رُبَّتَ غارَة، ورُبَّما أُعْمِلَت رُبّ مَعَ مَا، وكقولِ الشَّاعرِ:
رُبَّما ضَرْبَةٍ بسَيْفٍ صَقِيلٍ
دُونَ بُصْرَى بطَعْنَةٍ نَجْلاءَ (والكافُ) : كَقَوْل الشَّاعرِ:
( {كَمَا سَيْفُ عَمْرٍ وَلم تَخُنْهُ مَضارِبُهْ يُريدُ: كسَيْفِ عَمْرٍ و.
(والباءُ) : كقولِ الشاعرِ:
(فَلَئِنْ صِرْتَ لَا تُحِيرُ جَواباً (} لَبِما قد تُرَى وأنْتَ خَطيبُ) (ومِن) ، نحوُ: إنِّي لمِمَّا أَفْعَل؛ قالَ المبرِّدُ: أُرِيدَ لرُبَّما أَفْعَل؛ وأَنْشَدَ:
(وإنَّا! لَمِمَّا نَضْرِبُ الكَبْشَ ضَرْبَةً)
على رأْسِه تُلْقِي اللِّسانَ مِن الفَمِ (والظّروفُ: بَعْدُ) ، كقولِ الشَّاعرِ، وَهُوَ المرَّارُ الفَقْعَسيُّ يخاطِبُ نَفْسَه: (أَعَلاقَةً أُمَّ الوَلِيدِ بعدَما 2 أفْنانُ رأْسِكِ كالثُّغامِ المُخْلِسِ (وبَيْنَ) : كقولِ الشَّاعرِ:
(بَيْنَمَا نَحْنُ بالأراكِ مَعاً (إِذْ أَتَى راكِبٌ على جَمَلِهْ (و) الَّزائِدَةُ (غَيْرُ الكافَّةِ نَوْعان: عِوَضٌ) عَن فِعْلٍ (وغَيْرُ عِوَضٍ. فالعِوَضُ فِي مَوْضِعَيْن: أَحدُهما: فِي قَوْلِهِم: {أَمَّا أَنْتَ مُنْطَلِقاً انْطَلَقْتُ) مَعَك، كأنَّه قالَ إِذا صِرْتَ مُنْطلقاً، وَمن ذلكَ قولِ الشَّاعرِ:
أَبا خراشة أَما أَنْتَ ذَا نَفَرٍ
فإنَّ قَوْمِي لم تَأْكُلْهم الضَّبُعكأنَّه قَالَ: أَأنْ كُنْتَ ذَا نَفَرٍ. (والثَّاني) : فِي قَوْلِهِم: (افْعَلْ هَذَا} إمَّا لاَ، ومَعْناهُ إنْ كُنْتَ لَا تَفْعَلُ غيرَهُ) ، فَهُوَ يدلُّ على امْتِناعِهِ مِن فِعْلِ مَا أُمِرَ بِهِ. وَقَالَ الجَوْهرِي فِي تَرْكيبِ لَا وقَوْلهم: إمَّا فافْعَلْ كَذَا بالإمَالَةِ أَصْلُه إنْ لَا وَمَا صِلَةٌ، ومَعْناهُ إنْ لَا يَكُنْ ذلكَ الأَمْر فافْعَلْ كَذَا. وَفِي اللُّبابِ: وَلَا لنَفْي الاسْتِقْبالِ نَحْو: لَا تَفْعَل، وَقد حُذِفَ الفِعْل فجرَتْ مَجْرَى النَّائِب فِي قوْلِهم: افْعَلْ هَذَا! إمّا لَا وَلِهَذَا أمالُوا أَلِفَها، انتَهَى. وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: وَقد أَمالَتِ العَرَبُ لَا إمالَةً خَفِيفَةً، والعَوامُّ يُشْبِعونَ إمالَتَها فتَصِيرُ أَلِفُها يَاء، وَهُوَ خَطَأٌ، وَهَذِه كَلمةٌ تَرِدُ فِي المُحاوَراتِ كَثِيراً، وَقد جاءَتْ فِي غيرِ مَوْضِعٍ مِن الحديثِ، ومِن ذلكَ فِي حديثِ بَيْعِ الثَّمَرِ: (إمَّا لَا فَلَا تَبايَعُوا حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُ الثَّمَرِ) ؛ وَفِي حديثِ جابِرٍ: (رأَى جَمَلاً نادًّا فقالَ: لمَنْ هَذَا الجَمَلُ؟ وَفِيه: فقالَ: أَتبِيعُونَه؟ قَالُوا: لَا بل هُوَ لَكَ، فَقَالَ: إِمَّا لَا فأَحْسِنُوا إِلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ أَجَلُه) . قَالَ الأزْهري: أَرادَ إنْ لَا تَبِيعُوه فأَحْسِنُوا إِلَيْهِ، وَمَا صِلَةٌ، والمَعْنى: إلاَّ فوُكَّدَتْ بِمَا، وإنْ حَرْفُ جَزاءٍ هُنَا. قَالَ أَبو حاتِمٍ: الْعَامَّة رُبَّما قَالُوا فِي مَوْضِعِ افْعَلْ ذلكَ إِمَّا لَا افْعَلْ ذلكَ بارى، وَهُوَ فارِسِيٌّ مَرْدودٌ، والعامة تقولُ أَيْضاً: أُمَّالي فيَضُمُّونَ الألِفَ، وَهُوَ خَطَأٌ أَيْضاً، قالَ: والصَّوابُ إمَّا لَا غَيْرُ ممالٍ لأنَّ الأدواتَ لَا تُمالُ.
قُلْتُ: وتبدلُ العامَّةُ أَيْضاً الهَمْزَةَ بالهاءِ مَعَ ضَمِّها.
وَقَالَ اللَّيْثُ: قولُهم: إِمَّا لَا فافْعَلْ كَذَا، إنَّما هِيَ على مَعْنى إنْ لَا تَفْعَلْ ذلكَ فافْعَلْ ذَا، ولكنَّهم لمَّا جَمَعُوا هَؤُلاء الأَحْرُفَ فصِرْنَ فِي مَجْرَى اللَّفْظِ مُثقلة فصَارَ لَا فِي آخرِها، كأنَّه عَجُزَ كَلِمةٍ فِيهَا ضَمِيرُ مَا ذكَرَت لَكَ فِي كَلامٍ طَلَبْتَ فِيهِ شَيْئا فرُدَّ عَلَيْك أَمْرُكَ فقُلْت! إمَّا لَا فافْعَلْ ذَا. وَفِي المِصْباح: الأَصْلُ فِي هَذِه الكَلِمةِ أنَّ الرَّجُلَ يَلْزمُه أَشْياءٌ ويُطالبُ بهَا فيَمْتَنع مِنْهَا فيَقْنع مِنْهُ ببعضِها، وَيُقَال لَهُ إمَّا لَا فافْعَلْ هَذَا، أَي إنْ لم تَفْعَل الجَمِيع فافْعَلْ هَذَا، ثمَّ حُذِفَ الفِعْل لكَثْرَةِ الاسْتِعْمالِ وزِيدَتْ مَا على إنْ تَوْكيداً لمَعْناها. قالَ بعضم: وَلِهَذَا تُمالُ لَا هُنَا لنِيابَتِها عَن الفِعْلِ كَا أُمِيلَتْ بَلَى وَيَا فِي النِّداءِ، ومِثْلُه: مَنْ أَطاعَكَ فأَكْرِمْه وَمن لَا فَلَا تَعْبَأْ بِهِ، وَقيل: الصَّوابُ عَدَمُ الإمالَةِ لأنَّ الحُروفَ لَا تُمالُ. .
(وغَيْرُ العِوَضِ) عَن الفِعْل، (يَقَعُ بعدَ الرَّفْعِ نحوُ: شَتَّانَ مَا زَيْدٌ وعَمْرٌ و) ، وشَتَّانَ مَا هُما، وَهُوَ ثابِتٌ فِي الفَصِيحِ وصَرَّحُوا بأنَّ مَا زائِدَةٌ، وزَيْد فاعِلُ شَتَّانَ، وعَمْرٌ وعَطْفٌ عَلَيْهِ؛ وشاهِدُه قولُ الأعْشى:
شَتَّانَ مَا يَومي على كُورِها
ويومُ حيّانَ أخي جابرِكذا فِي أَدَبِ الكِتابِ لابنِ قتيبَةَ. وأَمَّا قولُهم شَتَّانَ مَا بَيْنهما، فأثْبَتَه ثَعْلَب فِي الفَصِيح، وأَنْكَرَه الأصْمعي، وتقدَّمَ البَحْثُ فِيهِ فِي شتت. (وقولُه) ، أَي مُهَلْهلُ بنُ ربيعَةَ أَخي كليبٍ لمَّا نزلَ بعدَ حَرْبِ البَسُوس فِي قَبائِل جنب فحَطَبُوا إِلَيْهِ أُخْتَه فامْتَنَعَ فأَكْرَهُوه حَتَّى زَوّجَهم وَقَالَ:
أنكَحَها فقْدُها الأراقمَ فِي
جَنْبٍ وَكَانَ الخِبَاءُ من أَدَمِ (لَوْ بأَبانَيْنِ جاءَ يَخْطُبُها (ضرج مَا أَنْفُ خاطِبٍ بدَمِ) هان على تَغْلبَ الَّذِي لقيتْ
أُخْت بَني المالكينَ مِن جُشَمِلَيْسُوا بأَكْفائِنا الكِرام وَلَا
يُغْنون من غلَّةٍ وَلَا كرمِ (وبعدَ النَّاصِبِ الَّرافِعِ) كقولِكَ: (لَيْتَما زَيْدٌ قائِمٌ.
(وبعدَ الجازِمِ) ، كقولهِ تَعَالَى: { {وإمَّا يَنْزَغَنَّكَ) مِن الشَّيْطانِ نَزْغ فاسْتَعِذْ بااِ} ، وَقَوله تَعَالَى: {أَيًّا مَا تَدْعُوا} فلَّهُ الأَسْماء الحُسْنَى، وُصِلَ الجَزاء بِمَا، فَإِذا كانَ اسْتِفْهاماً لم يُوصَلْ بِمَا وإنَّما يُوصَلُ إِذا كانَ جَزاءً.
(وبعدَ الخافِضِ حَرْفاً كانَ) ، كقولهِ تَعَالَى: {} فَبِما رَحْمَةٍ مِن اللهِ} ) لِنْتَ لَهُم، وكَذلكَ قَوْله تَعَالَى: {فَبِما نَقْضِهم مِيثَاقَهم} ؛ وَقَوله تَعَالَى: { {ممَّا خطيآتهم} . وَقَالَ ابنُ الأنْبارِي فِي قولِه، عزَّ وجلَّ {} عَمَّا قَلِيلٍ ليُصْبحُنَّ نادِمِينَ} : يجوزُ أَنْ يكونَ عَنْ قَلِيلٍ وَمَا تَوْكِيدٌ، ويَجوزُ أَنْ يكونَ المعْنى عَن شيءٍ، قَلِيلٍ وَعَن وَقْتٍ قَلِيلٍ فيكونُ مَا اسْماً غَيْر تَوْكِيدٍ، ومِثْلُه { {ممَّا خَطَاياهُمْ} ، يَجوزُ أَنْ يكونَ مِن إساءَةِ خَطَاياهُمْ ومِن أَعْمال خَطاياهُم، فتحْكُمُ على مَا مِن هَذِه الجِهَةِ بالخَفْضِ، وتحْمِلُ الخَطايَا على إعْرابِها، وجَعَلْنا مَا مَعْرِفَةً لإِتْباعِنا المَعْرِفَةَ إيَّاها أَوْلى وأَشْبَهُ، وكَذلكَ {} فَبِمَا نَقْضِهم مِيثاقَهم} ، وَمَا تَوْكِيدٌ، ويَجوزُ أَنْ يكونَ التَّأْوِيلُ فبِإساءَتِهم نَقْضِهم مِيثاقَهُم. وَقَالَ ابنُ فارِس: وكثيرٌ مِن عُلمائِنا يُنْكِرُونَ زِيادَةَ مَا ويقولونَ لَا يَجوزُ أَنْ يكونَ فِي كتابِ اللهاِ، جلَّ عِزّهُ، حَرْفٌ يَخْلو مِن فائِدَةٍ ولَها تَأْوِيل يَجوزُ أَنْ يكونَ جِنْساً مِن التَّأْكِيدِ، ويَجوزُ أَن يكونَ مُخْتصراً مِن الخِطابِ وتَأْوِيلُه فِبما أَتَوه مِن نَقْضِ المِيثاقِ، وتكونُ الباءُ فِي معْنى مِن أَجْل، كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَالَّذين هُم بِهِ مُشْرِكُون} ، أَي مِن أَجْلِه وَله.
(أَو اسْماً) ، كقولهِ تَعَالَى: {أَيَّما الأَجَلَيْنِ) قَضَيْت} ، تَقْديرُه أَيْ الأَجَلَيْن.
(وتُسْتَعْملُ مَوْضِعَ مَنْ) ، كقولهِ تَعَالَى: {وَلَا تَنْكِحوا مَا نَكَحَ آباؤُكُم} مِن النِّساءِ إلاَّ مَا قد سَلَفَ، التَّقديرُ مَنْ نَكَحَ؛ وكَذلكَ قولهُ تَعَالَى: {فانْكِحُوا مَا طابَ لَكُمْ} ، مَعْناهُ مَنْ طابَ لَكُم؛ نقلَهُ الأزْهري. قَالَ ابنُ فارِس: ومِن ذلكَ قولهُ تَعَالَى: {ويَعْبِدُونَ مِن دُون ااِ مَا لَا يَضرُهم وَلَا يَنْفَعُهم} فَوحد، ثمَّ قَالَ: {وَيَقُولُونَ: هَؤُلاء شُفَعاؤُنا عنْدَ ااِ} ، فجرَتْ مَا مَجْرَى مَنْ فإنَّها تكونُ للمُفْرد والجَمْع، قَالَ: وحدَّثني عليُّ بنُ إِبْرَاهِيم عَن جَعْفرِ بنِ الحارِثِ الأسَدِي عَن أَبي حاتمٍ عَن أبي زيْدٍ أنَّه سَمِعَ العَرَبَ تقولُ: سُبْحانَ مَا يُسَبّح الرَّعْدُ بحَمْدِه.
(و) إِذا نَسَبْتَ إِلَى {مَا قُلْتَ: مَوَوِيٌّ.
و (قَصِيدَةٌ} مَوَوِيَّةٌ {وماوِيَّةٌ: آخِرُها مَا) . وَحكى الكِسائي عَن الرُّؤَاسِي: هَذِه قَصِيدَةٌ} مائِيَّةٌ {وماوِيَّةٌ ولائِيَّةٌ ولاوِيَّةٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قد تُبْدَلُ مِن أَلِفِ مَا الهاءُ؛ قَالَ الراجزُ:
قدْ وَرَدَتْ مِن أَمْكِنَهْمِنْ هَهُنا ومِنْ هُنَهْ إنْ لم أُروّها} فَمَهْ يُريدُ: فَمَا، وَقيل: إنَّ مَهْ هُنَا للزَّجْرِ أَي فاكْفُفْ عنِّي؛ قالَهُ ابنُ جنِّي؛ وَقَالَ أَبُو النّجْم:
مِنْ بَعْدِما وبَعْدِما وبَعْدِ! مَتْ صارَتْ نُفُوسُ القَوْمِ عِنْدَ الغَلْصَمَتْ وكادتِ الحُرَّةُ أَن تُدْعَى أَمَتْ أَرادَ: وبَعْدِما أَبْدَلَ الألِف هَاء، فلمَّا صَارَتْ فِي التَّقْدير وبَعْدمَهْ أَشْبَهَت الهاءُ هاءَ التَّأْنيثِ فِي نَحْو مَسْلَمَة وطَلْحَةَ، وأَصْلُ تِلْكَ إنَّما هُوَ التاءُ، فشبَّه الهاءَ فِي وبَعْدِمَهْ بهاءِ التأْنِيثِ فوَقَفَ عَلَيْهَا بالتاءِ كَمَا وَقَفَ على مَا أَصْله التَّاء بالتاءِ فِي الغَلْصَمَتْ، هَذَا قِياسُه.
وحَكَى ثَعْلب: مَوَّيْتُ مَاء حَسَنَةً: كَتَبْتُها.
والماءُ: الميمُ ممُالَةٌ والألفُ مَمْدودةٌ: أَصْواتُ الشاةِ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي هُنَا، وَقد تقدَّمَ فِي حَرْفِ الْهَاء.
وابنُ مَا مَا: مَدينَةٌ؛ قالَ ياقوتُ هَكَذَا فِي كتابِ العمراني وَلم يزدْ:
مهمة
وفيهَا فوائِدٌ: (الأولى:) قولهُ تَعَالَى: {فَلَا تَعْلَم نَفْسٌ مَا أَخْفى لَهُم} ، قَالَ ابنُ فارِس: يمكِنُ أَن تكونَ بمعْنَى الَّذِي وتكونُ نَصْباً بتَعْلَم نَفْسٌ، ومَنْ جَعَلَها اسْتِفْهاماً وقَرَأَ مَا أخْفى بسكونِ الياءِ كانَ مَا نَصْباً بأَخْفى. قَالَ الفرَّاء: إِذا قُرِىءَ مَا أخْفى لَهُم وجُعِل مَا فِي مَذْهَب أَي كانتْ مَا رَفْعاً بأَخْفى لأنَّك لم تُسَمِّ فاعِلَه، ومَنْ قَرَأَ أخْفى بإرْسالِ الياءِ وجعلَ مَا فِي مَذْهبِ الَّذِي كانتْ نَصْباً، وزَعَمَ بعضُ أهْلِ البَصْرةِ أنَّ مَنْ قَرَأَ مَا أخْفى، فَمَا ابْتِداءٌ، وأخفى خَبَرُه، قَالَ وَلَا يكونُ رفعا بأخفى كَمَا إنَّا نقولُ: زَيْدٌ ضَرَبَ، لَا يكونُ زَيْدٌ رَفْعاً بضَرَبَ.
الثَّانِيَةُ:) قَالَ ابنُ فارِس: فِي كتابِ سِيبَوَيْهٍ كلمةٌ أُشْكِلَ مَعْناها، وَهُوَ قولهُ: مَا أغفلَه عَنْك شَيْئا أَي دَعِ الشَّكَّ، واضْطَرَبَ أَصْحابُه فِي تَفْسيرِه وَلَكِن سَمِعْتُ أَبي يقولُ: سأَلْتُ أَبا عبدِ اللهاِ مُحَمَّد بن سَعْدان البَصِير النّحوي بهَمَذان عَنْهَا فَقَالَ: أَمّا أَصْحابه مِن المبرِّدِ وغيرِهِ فَلم يُفَسِّروها، وذَكَرَ مِنْهُم ناسٌ أنَّ مَا اسْتِفْهامٌ فِي اللّفْظِ تَعَجُّبٌ فِي المَعْنى ويَنْتَصِبُ شَيْئا بكَلامٍ آخر، كأَنَّه قالَ: دَعْ شَيْئا هُوَ غَيْر مَعْنيَ بِهِ، ودَعَ الشَّكَّ فِي أنَّه غَيْر مَعْنيَ بِهِ، فَهَذَا أَقْرَبُ مَا قيل فِي ذلكَ.
الثَّالثة:) مَا قَدْ تكونُ زائِدَةً بَيْنَ الشَّرْط والجَزاءِ كَقَوْلِه تَعَالَى: {فَأَما تَرين مِنَ البَشَرِ أَحَداً فَقولِي} ، وَقَوله تَعَالَى: {فَأَما نذهَبن بكَ فإنَّا مِنْهُم مُنْتَقِمُون} ، المَعْنى أَن نَذْهَب بكَ، وتكونُ النونُ جُلِبَتْ للتَّأكِيدِ فِي قولِ بعضِ النّحويِّين، وجائِزٌ فِي الكَلامِ إِسْقاطُ النونِ؛ أنْشَدَ أَبو زَيْدٍ: زَعَمَتْ تماضر أنَّني إِمَّا أَمت
تسدّ ولشَوْهاء الأصَاغِر خُلَّتيالَّرابعةُ:) مَاذَا قَدْ تأْتي بمعْنَى التّكْثيرِ كَمَا أَثْبَته ابنُ حُبَيْش واستدلَّ لَهُ بنَحْو مائَةِ شاهِدٍ نقَلَها الْمقري فِي نَفْحِ الطِّيب، وأَغْفَلَها المصنِّفُ وأَكْثَر النَّحويِّين، وَلم يَعْلَقْ بذهْنِي مِن تِلْكَ الشواهِدِ إلاَّ قولَ الشاعرِ:
وماذا بمِصْر مِن المُضْحِكَاتِ فراجِعِ الكِتابَ المُذكورَ فإنَّه بَعُدَ عَهْدي بِهِ.
الْخَامِسَة:) ذُكِرَ فِي أَنْواعِ الكافَّةِ المُتَّصِلَةُ بالظُّروفِ مَا يَتَّصِلُ ببَعْدو بَيْنَ، وَقد تُكَفّ إِذْ وحيثُ بِمَا عَن الأضافَةِ، والأوَّل للزَّمانِ وَالثَّانِي للمَكانِ، ويَلْزمُهما النَّصْبُ كَمَا فِي اللَّبابِ.
السَّادِسَة: قد تَأْتي {فَبِما بمعْنَى رُبَّما، أَنْشَدَ ابنُ الأعْرابي قولَ حسَّان:
إنْ يَكُنْ غَثَّ من رَقاشِ حَدِيثٌ
فبِما يأْكُلُ الحَدِيثُ السَّمِيناقال: فبِما أَي رُبَّما. قَالَ الأزْهري: وَهُوَ صَحِيحٌ مَعْروفٌ فِي كَلامِهم، وَقد جاءَ فِي شِعْر الأعْشى وغيرِه.

ملس

(ملس) الشَّيْء جعله أملس وَيُقَال ملس الأَرْض بالملاسة سواهَا بالمملسة وَالشَّيْء خلصه
[ملس] نه: فيه: إنه بعث رجلًا إلى الجن فقال له: سر ثلاثًا "ملسا"، أي سيرًا سريعًا، والملس: الخفة والإسراع والسوق الشديد، وحقيقته: سر ثلاث ليال ذات ملس، أو سر ثلاثًا سيرًا ملسا، أو أنه ضرب من السير فنصبه على المصدر.
م ل س: (الْمَلَاسَةُ) ضِدُّ الْخُشُونَةِ وَبَابُهُ سَلِمَ. وَشَيْءٌ (أَمْلَسُ) وَقَدِ (امْلَاسَّ) الشَّيْءُ (امْلِيسَاسًا) ، وَ (مَلَّسَهُ) غَيْرُهُ (تَمْلِيسًا) (فَتَمَلَّسَ) وَ (امَّلَسَ) . وَرُمَّانٌ (إِمْلِيسِيٌّ) . 
(ملس)
فلَان ملسا ذهب ذَهَابًا سَرِيعا أَو ذَهَابًا سهلا رَفِيقًا وبالإبل وَنَحْوهَا سَاقهَا سوقا شَدِيدا وساقها سوقا فِي خُفْيَة وَفُلَانًا بِلِسَانِهِ داهنه وتملقه

(ملس) ملسا لَان وَنعم ملمسه وخلا مِمَّا يسْتَمْسك بِهِ فَهُوَ أملس وَهِي ملساء (ج) ملس

(ملس) ملاسة وملوسة ملس فَهُوَ مليس
م ل س

ثوب أمسل، وثياب ملس. وصخرة ملساء، وملس الشيء ملاسة واملاس وتملّس، وملسته. وملس أرضه بالملاسة والمملسة وهي الخشبة التي يملس بها.

ومن المجاز: قهوة ملساء: سلسة الجرع، كما قيل للماء: زلال وسلسال. قال أبو النجم:

تسقى الأراك النضر من زلالها ... برد الفراتيّة في قلالها

بالقهوة الملساء من جريالها

أي تسقي المساويك ريقتها التي هي كماء الفرات ممزوجاً بالخمر. وأرض ملساء. وسنة ملساء: بلا نبات. وبعير أملس: خلاف الأجرب: وبيد أماليس. وجلد فلان أملس إذا لم يتعلق به ذمّ. قال المتلمّس:

فلا تقبلن ضيماً مخافة ميتة ... وموتن بها حراً وجلدك أملس

" وبايعتك الملسى ": البيعة التي لا تتعلّق بها تبعةٌ ولا عهدة. وتملّس من الأمر: تخلّص منه. وتملس فلان من يدي وانملس. وتملّس من بين القوم. وملسته: خلّصته. واختلسن بصره وامتلس. وملست الإبل ملساً: أسرعت.
م ل س : مَلِسَ الشَّيْءُ مِنْ بَابَيْ تَعِبَ وَقَرُبَ مَلَاسَةً إذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ شَيْءٌ يُسْتَمْسَكُ بِهِ وَقَدْ لَانَ.

وَنَعُمَ مَلْمَسُهُ فَهُوَ أَمْلَسُ وَالْأُنْثَى مَلْسَاءُ مِثْلُ أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ وَمِنْهُ يُقَالُ فِي الْبَيْعِ الْمَلَسَى بِفَتْحِ الْكُلِّ وَهِيَ كَلِمَةٌ مُؤَنَّثَةٌ بِالْأَلِفِ يُقَالُ أَبِيعُكَ الْمَلَسَى لَا عُهْدَةً قَالَ الْأَزْهَرِيُّ أَيْ يَنْمَلِسُ وَيَنْفَلِتُ فَلَا تَرْجِعُ عَلَيَّ وَلَا عُهْدَةَ لَك عَلَيَّ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَى قَوْلِهِمْ الْمَلَسَى لَا عُهْدَةَ لَهُ ذُو الْمَلَسَى لَا عُهْدَةَ لَهُ وَهُوَ ذَهَابٌ فِي خُفْيَةٍ وَهُوَ نَعْتٌ لِفَعْلَتِهِ وَمَعْنَاهُ خَرَجَ مِنْ الْأَمْرِ سَالِمًا فَانْفَصَى عَنْهُ لَا لَهُ وَلَا عَلَيْهِ وَقِيلَ مَعْنَى الْمَلَسَى أَنْ يَبِيعَ الرَّجُلُ سِلْعَةً يَكُونُ قَدْ سَرَقَهَا فَيَقْبِضَ الثَّمَنَ ثُمَّ يَغِيبَ فَإِذَا اُنْتُزِعَتْ مِنْ يَدِ الْمُشْتَرِي لَا يَتَمَكَّنُ مِنْ مُطَالَبَةِ الْبَائِعِ بِضَمَانِ عُهْدَتِهَا. 

ملس


مَلِسَ(n. ac. مَلَس)
a. see (مَلُسَ)

مَلُسَ(n. ac. مَلَاْسَة
مُلُوْسَة)
a. Was smooth, glossy.

مَلَّسَa. Smoothed.
b. [acc. & Min], Freed, delivered from.
أَمْلَسَa. Became confused (darkness).
b. Lost its wool (sheep).
c. see II (a)
تَمَلَّسَa. see (مَلُسَ)
b. [Min], Escaped, slipped from; recovered from.

إِنْمَلَسَ
(a. ن
or
م )
see V (b)
إِمْتَلَسَ
(م)
a. see V (b)b. [pass.], (ت) Was taken away (
sight ).
إِمْلَسَّa. see (مَلُسَ)

إِمْلَاْسَّa. see (مَلُسَ)
& V (b).
مَلَسa. Blending.
b. Barren.

مَلَسَىa. Swift (she-camel).
b. Shifty; shuffler, scamp, rogue.

أَمْلَسُ
(pl.
مُلْس)
a. Smooth, even, level; glossy, satiny, velvety, sheeny;
sleek; glabrous.
b. Sweet (wine).
c. Fatiguing (journey).
مِمْلَسَةa. see 28t
مَلَاْسَةa. Glossiness, smoothness; gloss, polish; sheen
lustre.

مَلِيْسa. see 14 (a)
مَلُوْسa. see 4ya (a)
مَلَّاْسَةa. Roller (machine).
إِمْلِيْس
إِمْلِيْسَة
(pl.
أَمَاْلِسُ
أَمَاْلِيْسُ
69)
a. Desert.

إِمْلِيْسِيّa. Wild pomegranate.

مَلْسَآءُa. fem. of
أَمْلَسُb. Smooth part ( of the back ).
c. Barren (year).
d. [art.], The lowest heaven.
e. see مُلَيْسَآء

N. P.
مَلڤسَa. Castrated.

N. Ac.
أَمْلَسَa. Twilight.
مُلَيْسَآء
a. Sour milk.
b. Noon.

مَلَس الظَّلَام
a. Twilight, dusk.
[ملس] الملاسة: ضد الخشونة. وشئ أملس. وقد املاس الشئ امليساسا، ومَلَّسَهُ غيره تَمْليساً فتَمَلَّسَ وامَّلَسَ، وهو انْفَعَلَ فأُدغم. يقال: انْمَلَسَ من الأمر، إذا أفْلَتَ منه، ومَلَّسْتُهُ أنا. وقولهم في المثل: " هان على الأمْلَسِ ما لاقى الدبر ". فالاملس: الصحيح الظهر هاهنا. والدبر: الذى قد دبر ظهره. وقولهم: أتيته مَلَسَ الظلامِ، أي حين اختلط الظلام. والإمْليسُ بالكسر: واحد الأماليسِ، وهي المَهامِهُ ليس بها شئ من النبات. ويقال أيضاً: رُمَّانٌ إمْليسيٌّ، كأنه منسوب إليه. وناقة ملسى، مثال شمجى وجفلى، أي تَمَلَّسُ وتمضي لا يَعْلَق بها شئ من سرعتها. ويقال أيضا في البيع: " مَلَسى لا عُهْدَةَ " أي قد انْمَلَسَ من الأمر لا له ولا عليه. يقال أبيعك المَلَسى لا عُهْدَةَ، أي تَتَمَلَّسُ وتتفلَّتُ فلا ترجع إليَّ. ومَلَسْتُ الكبش أمْلُسُهُ مَلْساً، إذا سَلَلْتُ خُصْيَيْهِ بعُروقهما. ويقال صبيٌّ مَمْلوسٌ. والمَلْسُ أيضاً: السَوْقُ الشديدُ. قال الراجز * عهدي بأظعان الكتوم تملس * والملاسة بتشديد اللام: التى تسوى بها الارض.
ملس
المَلْسُ: سَلُ الخُصْيَةِ بعُرُوْقِها، خَصي مَمْلُوْسٌ. والسَّيْرُ الشدِيْدُ، وناقَةٌ مَلَسى وإنها لَمَالِسَةٌ: إذا خَفَّتْ على الأرْضِ ومَرتْ سَرِيْعَة.
ومَلَسَ ومَلُسَ: خَفَّ وأسْرَعَ. والمَلُوْسُ من الإبل: المِعْنَاقُ.
والمُلُوْسَةُ: مَصْدَرُ الأمْلَسِ، وأرْض مَلْسَاءُ وأرَضُوْنَ أمَالِيْسُ، وقيل: هي إمْلِيْسَةٌ وإمْلِيْسٌ. ورُفان امْلِيْسِي: لا عَجَمَ له.
والمَلْسَاءُ من الألْبَانِ: الحامِضُ الذي يُشَج به المَحْضُ. وخَمْرٌ مَلْسَاءُ: سَلِسَةُ الجَرْعِ. والمُلَيْسَاءُ: نِصْفُ النَّهارِ. وقيل: شَهْرٌ بين الصفَرِيةِ والشتَاءِ تَنْقَطِعُ فيه المِيْرَةُ.
والمُلَيسَاءُ: الذي يكونُ في الطَّعَام - بوَزْنِ المُرَيْرَاء -. ومَلَسَني الرجُلُ بِلِسانِه: أصْلَحَ مِنيِ؛ يَمْلُسُني.
وبِعْتَ الشيْءَ مَلَسى: أي بغيْرِ عُهْدَةٍ. وفي المَثَلِ في التحْذِيْرِ قَوْلُهم: " المَلَسى لا عُهْدَةَ " أي انْمَلَسَ من الأمْرِ لا لَهُ ولا عليه.
والمُمَلِّسُ والمُتَمَلَسُ: الذي يَبِيْعُ المَلَسى. وانْمَلَسَ من الأمْرِ: أفْلَتَ منه، وتَمَلسَ. والمَلاسُ: الذئْبُ؛ لأنَه يَمْلُس في ذَهابِه: أي يُسْرعُ. وخِمْسٌ أمْلَسُ: سَرِيْعٌ. وباتَ فلانٌ لَيْلَةَ ابْنِ أمْلَسَ: أي في لَيْلَةٍ شَدِيدةٍ.
وأمْلَسَتْ شاتُكَ إمْلاَساً: إذا سَقَطَ صُوْفُها. والأمْلَسُ من الإبِلِ: الذي لا دَبَرَ به. وفي المَثَلِ للرجُلِ الرخِي البالِ: " هانَ على الأمْلَس ما يَلْقى الدبِر ".
وامْتُلِسَ بَصَرُه: أي اخْتُطِفَ. وأتَيْتُه مَلَسَ الظلامِ - بمَعْنى مَلَثَ -: أي اخْتِلاطَه.
م ل س

المَلَسُ والمَلاَسَةُ والمُلوسَةُ ضِدُّ الخُشونَة مَلُسَ مَلاَسَةً وامْلاسَّ وهْوَ أملَسُ ومَلِيِسٌ قال عَبِيدُ بن الأبرص

(صَدْقٍ مِنَ الهِنْدِيِّ أُلْبِسَ جُنَّةً ... لَحِقَتْ بِكَعْبٍ كالنَّواةِ مَلِيس)

وقَوْسٌ مَلَسَاءُ لا شَقَّ فيها لأنَّها إذا لم يكنْ فيها شَقٌّ فهي ملْسَاء ورجُلٌ مَلَسَي لا يَثْبُتُ على العهْدِ كما لا يَثْبُتُ الأمْلَسُ وفي المثل المَلَسَي لا عُهْدَةَ لهُ والمَلَسُ المكانُ المُسْتَوِي والجمعُ أمْلاسٌ وأَمالِيسُ جَمْعِ الجمْعِ قال الحطيئة

(وإنْ لم يكُنْ إلا الأَمالِيسُ أصْبَحَت ... لها حُلَّقٌ ضَرَّاتُهَا شَكِرَاتُ)

والكثير مُلُوسٌ وأرضٌ مَلَسٌ ومَلَسى ومَلْسَاءُ وإمْلِيسٌ لا تُنْبِتُ وسَنَةٌ ملْسَاءُ وجمْعُها أمالِيسُ على غيرِ قياسٍ جَدْبَةُ ورُمَّانٌ إمْليسٌ وإمْليسيٌّ حُلْوٌ لا عَجَمَ لَهُ وضَرَبَه على مَلْسَاءِ مَتْنِه ومُلَيْسَائِهِ أي حيث اسْتَوَى وتَزَلَّق والمُلَيْسَاءُ نَصْفُ النَّهارِ والمُلَيْسَاءُ الشَّهْرُ الذي تنقطِعُ فيِه المِيرةَ قال

(أَفِينَا تَسُومُ السَّاهِرِيَّةَ بعدمَا ... بَدا لَكَ من شَهْرِ المُلَيْساءِ كَوْكبُ)

ومَلَسَ الخُصْيَةَ يَمْلُسُها مَلْساً اسْتَلَّهَا بِعُروقِها ومَلَسَتِ الناقةُ تَمْلُسُ مَلْساً أسرعت وقيل المَلْسُ السَّيْرُ السَّهْلُ والشَّديدُ فهو من الأضدادِ وتَملَّسَ من الأَمْرِ تخلَّصَ ومَلَسَ الشيءُ يَمْلُسُ مَلْساً وأمْلَسَ انْخَنَسَ سريعاً وامْتُلِسَ بَصَرُهُ اخْتُطِفَ وناقةٌ مَلُوسٌ ومَلَسَى سَريعةٌ ومَلِسُ الظَّلامِ اخْتِلاطُهُ وقيل هو بعد المَلْثِ وأتيتُه مَلْسَ الظَّلام يُسْتعمل ظَرْفاً وغير ظَرفٍ والمِلْسُ حَجَرٌ يُجْعَلُ على باب الرَّداحَةِ وهو بَيْتٌ يُبْنَى للأسَدِ تُجْعَلُ لُحْمَتُهُ في مُؤَخَّرِهِ فإذا دَخَلَ فأخَذَها وقَع هذا الحَجرُ فَسَدَّ البابَ وتَمَلَّسَ من الشَّراب صحَا عن أبي حَنيفة
ملس: ملس: نجر، سحج، صقل بالمنجر (الصحاج أو المصولة) (الكالا وبالأسبانية: cepillo copillar con) ( هلو).
ملس: عزى (ألف ليلة، برسل 3: 79): ملس اللباس من وسط الجارية أي سحبه أو ملصه. ملس على: مس بلطف. جس، ربت (ألف ليلة 1: 335 و3، 5: 34).
ملس على لحيته: داعب لحيته (برسل 10: 378) وحين يراد أن يقال لأحدهم أن بإمكانه أو ينبغي عليه الرحيل: ملس على رأسك ورح أو قم وملس على رأسك (ألف ليلة 1: 74 و 2: 120 و 12: 205) وأرى أن الملاحظات التي ذكرها (لين) على هذه الكلمة غير كافية (انظر الترجمة 1، 230 رقم 43 والملحق).
ملس: داعب، داهن، ملق، تملق (هلو).
أملس: صار أملس، انصقل (انظر محيط المحيط في مادة نقش وفيه نقش حجر الرحى ضربه بالقدوم ليخشن بعد املاسه) (هكذا نقلتها من الأصل وقد ختمنا صاحب محيط المحيط بقوله (أو مولدة) -المترجم).
ملس: سوي، مستو، سهل (الكالا: Lisa cosa) إلا أنني أعتقد أن هناك خطأ ما وأنها جمع أملس لكلمة سبقتها عند (الكالا).
ملس والمؤنث ملساة: سوى، مستو، سهل (رحلة السندباد لانجليس 22).
ملسى: نعت للحصا (ألف ليلة برسل 12: 118): الخيل العواتق الملسيات مليس: مز (بوشر).
ملوسة: سمك من جنس القد. نازلي (بالأسبانية merluza وعند الكالا Pescado) ملاسة: منجر النجاز (انظر ملس). (دومب 95).
ملاسية: مسجة. مسيعة (يدلك بها الطين) (دومب 95).
ملاسي: الثمر المليء بالماء الذي يذوب في الفم (زيتشر 11: 524).
مليسي عامية امليسي: في محيط المحيط (والامليس والامليسة الفلاة ليس بها نبات يفال فلاة امليس وامليسة جمع اماليس وأماليس -شاذ- والرمان الامليسي كأنه منسوب إليه أو لأنه لا نوى له. والعامة تقول مليسي).
املس: حين يكون الحديث عن الثمر يقصد به القشر الناعم الصقيل كاللوز الأملس (البكري 3) والخوخ الأملس (التقويم 7: 83) (في الترجمة اللاتينية persica lenia إلا أنها ينبغي أن تقرأ laevia) راجع امليسي.
أملس: وحين يكون الحديث عن الصحراء يقصد به الفلاة ليس بها نبات (البربرية 1: 106).
أملس: هو الذي يقطع منه عضو الذكورة (ألف ليلة، برسل 12: 328): فبقى الرجل أملس من غير ذكر الملس: كانت الاقنان في صقلية صنفين هما الحرش والملس (ص36 من كتاب غريغوريوس حول العرب في صقلية): خمسة رجال من إقليم جلطو منهم اثنان حرش وثلاثة ملس (الجريدة الآسيوية 1845: 2: 318). لقد لاحظ نويل دي فرجير (المصدر نفسه ص332) أن كلمة ملس، في النسخة الإغريقية تقابل كلمة ascriptii المسجلة في القوانين اللاتينية.
امليسي: تشير الكلمة إلى مجموعة فواكه والى الرمان خاصة (الثعالبي لطائف 3: 4 الادريسي 1: 93 ابن العوام 1: 273 وإلى ثمرة الخروب. ابن العوام 1: 246 وإلى البلوط. ابن العوام 1: 254 والى الجوز. ابن العوام 1: 292 وإلى البندق 1: 349) ويبدو أن لها قشرة ملساء (انظر أملس).
مملس: في محيط المحيط (المملس عند الأطباء دواء ينبسط على سطح عضو خشن فيستر خشونته ويجعله كأنه أملس).
مملسة والجمع ممالس: منجر النجار (الكالا - cepillo) ( همبرت 84): مملسة والجمع ممالس: آلة تسوى بها الأرض (فوك، الكالا: plana de albanir) ( ابن بطوطة 2: 12): مملسة البناء.
ملس
ملُسَ يَملُس، مَلاَسةً ومُلُوسَةً، فهو أملَسُ ومَلِيس
• ملُس القماشُ وغيرُه: لان ونعُم ملمسُه وخلا ممّا يستمسك به، عكس خَشُنَ "ملُس الورقُ/ الجلدُ- ذقنٌ أملسُ- بشرةٌ ملساءُ- ملاسةُ رخام". 

ملِسَ يملَس، مَلَسًا وملاسةً، فهو أَمْلَسُ
• ملِس الجِلدُ وغيره: ملُس؛ لان ونعم ملمسُه وخلا ممّا يستمسك به، عكس خَشُنَ. 

املاسَّ يملاسّ، امليساسًا، فهو مُملاسّ
• املاسَّ السَّطحُ: صار أملس شيئًا فشيئًا. 

امَّلسَ/ امَّلسَ من يمَّلِس، امِّلاسًا، فهو مُمَّلِس، والمفعول مُمَّلَس منه
• امَّلس الشَّيءُ: انملس، انقبض.
• امَّلس من الأمر: أفلت "امَّلس الكوبُ من يدي: سقط". 

انملسَ/ انملسَ من ينملس، انملاسًا، فهو مُنملِس، والمفعول مُنملَس منه
• انملس الشَّيءُ: انقبض.
• انملس من الأمر: أفلت "انملس الكوبُ من يدي: سقط". 

تملَّسَ يَتملَّس، تملُّسًا، فهو مُتملِّس
• تملَّس الجلدُ: صار ليّنًا ناعمًا "تملَّس الرّخامُ بعد حكّه". 

ملَّسَ يملِّس، تمليسًا، فهو مُمَلِّس، والمفعول مُملَّس
• ملَّس الرّخامَ: نعّمه، صيّره ناعمَ الملمس "ملّس لوحَ خشَب/ قماشًا- ملّس شعرًا: أزال تجاعيدَه".
• ملَّس الأرضَ: سوّاها بالملاّسة، مهّدها، جعلها ملساء. 

أَمْلَسُ [مفرد]: ج مُلْس، مؤ مَلْسَاءُ، ج مؤ مَلْسَاوات ومُلْس: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ملُسَ وملِسَ. 

مَلاسة [مفرد]: مصدر ملُسَ وملِسَ. 

مَلَس [مفرد]: ج أملاس (لغير المصدر) ومُلوس (لغير المصدر): مصدر ملِسَ. 

مَلاَّسة [مفرد]: اسم آلة من ملُسَ وملِسَ: أداة تُسوَّى بها الأرض وتُملّس. 

مُلوسة [مفرد]: مصدر ملُسَ. 

مليس [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ملُسَ. 

مِمْلَسَة [مفرد]: ملاّسة؛ خشبة تسوّى بها الأرض وتُمَلّس. 
ملس
المَلْسُ: السَّوْقُ الشديد، ومنه حديث النبيّ - صلى الله عليه وسلّم -: سِر ثَلاثاً مَلْساً. وقد كُتِبَ الحديث بتَمامِه في تركيب خ ل س. قال:
عَهْدي بأظُعانِ الكَتُومِ تُمْلَسُ
وقال أبو زيد: المَلوس مِن الإبِل: المِعْناق التي تراها أوَّلَ الإبِلِ في المَرْعى والمَوْرِد وكُلِّ مَسِيْرٍ.
ويقال: أتَيْتُه مَلَسَ الظَّلام ومَلَثَ الظَّلامِ: أي حينَ اخْتَلَطَ الظَّلام، قال الأخْطَل:
كَذَبَتْكَ عَيْنُك أمْ رَأيْتَ بِواسِطٍ ... مَلَسَ الظَّلامِ من الرَّبابِ خَيَالا
وناقَةٌ مَلَسى - مثال جَفَلى -: أي تَمَلَّسُ وتَمضي لا يَعْلَقُ بها شَيْءٌ من سُرْعَتِها.
ويقال - أيضاً - في البَيْع: مَلَسى لا عُهْدَةَ: أي قد انْمَلَسَ من الأمرِ لا لَهُ ولا عَلَيْه، يقال: أبيعُكَ المَلَسى لا عُهْدَةَ: أي تَتَمَلَّسُ وتَتَفَلَّتُ فلا تَرْجِعَ إلَيَّ.
ومَلَسْتُ الكَبْشَ أمْلُسُه مَلْساً: إذا سَلَلْتَ خُصْيَيْهِ بعُروقِهِما، يقال: صَبِيٌّ مَمْلوسٌ.
والمَلاسَة والمُلُوْسَة: ضِدَّ الخُشُونَة، وقد مَلَسَ ومَلُسَ.
وقال ابن عبّاد: مَلَسَني الرَّجُلُ بِلِسانِه يَمْلُسُني.
وشَيْئُ أمْلَسُ.
وفي المَثَل: هانَ على الأمْلَسِ ما لاقى الدَّبِرُ. الأمْلَس: الصحيح الظَّهْر، والدَّبِر: الذي قد دَبِرَ ظَهْرُه، يَضْرَب في سوء اهْتِمامِ الرَّجُلِ بِشَأْنِ صاحِبِه.
ويقال: خِمْسٌ أمْلَسُ: إذا كانَ مُتْعِباً شَديداً، قال:
يَسِيْرُ فيها القَوْمُ خِمْساً أمْلَسا
ويقال للخَمر: مَلْسَاءُ: إذا كانَتْ سَلِسَةً في الحَلْقِ، قال أبو النَّجْمِ يصف امْرَأةً:
تَسْقي الأراكَ النَّضْرَ مِن زُلالِها ... بَرْدَ الفُراتِيَّةِ في قِلالِها
بالقهوةِ المَلْسَاءِ مِن جِرْيالِها
والمُلَيْسَاءُ: بين المَغْرِبِ والعَتَمَة.
وقال ابن الأنباريّ: المُلَيْسَاء: نصف النهار، قال: وقال رَجُل من العَرَب لِرَجُلٍ: أكْرَهُ أنْ تَزُورَني في المُلَيْسَاء، قال: لِمَ؟ قال: لأنَّه يُفَوِّتْ الغَدَاءُ ولم يُهَيَّأِ العَشَاءُ.
وقال أبو عمرو: المُلَيْسَاء: شهر صَفَر. وهو نِصْفُ النَّهارِ أيضاً.
وقال الأصمعيّ: المُلَيْسَاء: شَهْرٌ بينَ الصَّفَرِيَّةِ والشِّتاءِ وهو وَقْتٌ تَنْقَطِعُ فيه المِيْرَة، وأنْشَد لزَيْد بن كَثْوَة:
أفِيْنا تَسُوْمُ السّاهِرِيَّةَ بَعْدَما ... بَدا لكَ من شهرِ المُلَيْسَاء كَوْكَبُ
يقول أتَعْرِضُ علينا الطِّيْبَ في هذا الوَقْتِ ولا مِيْرَةَ.
وقال ابن عبّاد: المُلَيْسَاء - ويقال: المَلْسَاء - من الألبان: الحامِض الذي يُشَجُّ به المَحْضُ.
والمُلَيْسَاء: الذي يكون في الطَّعام، بِوَزْنِ مُرَيْرَاء.
قال: وباتَ فلانٌ لَيْلَةَ ابنِ أمْلَسَ: أي في لَيْلَةٍ شَديدَةٍ.
وقَوْلُهم: أتَيْتُه مَلَسَ الظَّلامِ ومَلَثَ الظَّلامِ: أي حينَ اخْتَلَطَ الظَّلامُ.
والإمْلِيْسُ - بالكسر - وزاد ابن عبّاد: الإمْلِيْسَةُ: واحِدُ الأمالِيْس وهيَ المَهَامِهُ ليسَ بها شَيْءٌ من النّبات، وحَذَفَ ذو الرُّمَّةِ ياءَ الأمالِيْس لِحاجَتِهِ فقال:
أقولُ لِعَجْلى بَيْنَ بَمٍّ وداحِسٍ ... أجِدّي فقد أقْوَتْ عليك الأمالِسُ
ويقال: رُمّان إمْلِيْسِيٌّ، كأنَّه مَنسوب إليه. وقال أبو زُبَيد وسَمّى الإمْلِيْسَ مَلِيْساً:
فإيّاكُم وهذا العِرْقَ واسْموا ... لِمَوْماةٍ مَآخِذُها مَلِيْسُ
ومُلَيْسٌ - مصغَّراً -: من الأعلام.
والمَلاّسَة - بالفتح والتشديد -: التي تُسَوّى بها الأرْضُ.
وقال الزَّجّاج: مَلَسَ اللَّيْلُ وأمْلَسَ: إذا أظْلَمَ.
وقال ابن عبّاد: أمْلَسَتْ شاتُكَ: إذا سَقَطَ صُوْفُها. ومَلَّسْتُ الشَّيْءَ تَمْلِيْسا: إذا لَيَّنْتَه.
وامْلاسَّ الشَّيْء - مثال ادْهَامَّ - فَتَمَلَّسَ وامَّلَسَ وانْمَلَسَ من الأمْرِ - أيضاً -: إذا أفْلَتَ منه.
وقال ابن دريد: امْتُلِسَ بَصَرُه: إذا اخْتُطِفَ.
والتركيب يدل على تَجَرُّد في شَيْءٍ وألاّ يَعْلَقَ به شَيْئٌ. وأمّا مَلَسُ الظَّلامِ فَمِنْ بابِ الإبْدال وأصْلُه الثّاءُ.

ملس: الملَس والمَلاسَة والمُلُوسة: ضد الخُشونة. والمُلُوسة: مصدر

الأَمْلَس. مَلُسَ مَلاسَة وامْلاسَّ الشيء امْلِيساساً، وهو أَمْلَس

ومَلِيس؛ قال عبيد بن الأَبرص:

صَدْق مِنَ الهِنْدِيِّ أُلْبِسَ جُنَّة،

لَحِقَتْ بِكَعْبٍ كالنَّواة مَلِيس

ويقال للخمر: مَلْساء إِذا كانت سَلِسَة في الحَلْق؛ قال أَبو النجم:

بالقَهْوة المَلْساء مِنْ جِرْيالِها

ومَلَّسَه غيْرُه تَمْلِيساً فتملس وامّلَس، وهو انفعل فأُدغم،

وانْمَلَسَ في الأَمر إِذا أُفْلِتَ منه؛ وملَّسْته أَنا. وقوس ملساء: لا شَقّ

فيها لأَنها إِذا لم يكن فيها شق فهي ملساء. وفي المثل: هان على الأَمْلَسِ

ما لاقى الدَّبِرْ؛ والأَمْلَسُ: الصحيح الظَّهر هَهنا. والدَّبِرُ:

الذي قد دَبِرَ ظهره.

ورجُل مَلَسى: لا يثبت على العَهْد كما لا يثبت الأَملس. وفي المثل:

المَلَسى لا عُهْدَةَ له؛ يُضْرب مثلاً للذي لا يُوثق بِوَفائه وأَمانته؛

قال الأَزهري: والمعنى، واللَّه أَعلم، ذو المَلَسى لا عهدة له. ويقال في

البيع: مَلَسى لا عُهْدَة أَي قد انملس من الأَمر لا لَه ولا عليه. ويقال:

أَبِيعُك المَلَسى لا عُهْدة أَي تَتَمَلَّس وتَتَفَلَّتُ فلا تَرْجع

إِليَّ، وقيل: المَلَسى أَن يبيع الرجل الشيء ولا يضمن عُهْدَته؛ قال

الراجز:

لما رأَيت العامَ عاماً أَعْبَسا،

وما رُبَيْعُ مالِنا بالمَلَسى

وذُو المَلَسى: مثل السّلاَّل والخارِب يَسْرِق المتاع فيبيعه بدون

ثمنه، ويملِّس من فَوْرِه فيستخْفي، فإِن جاء المستحق ووَجَدَ مالَه في يدِ

الذي اشتراه أَخذه وبطل الثمن الذي فاز به اللصّ ولا يتهيأُ له أَن يرجع

به عليه. وقال الأَحمر من أَمثالهم في كراهة المعايب: المَلَسَى لا عهدة

له أَي أَنه خرج من الأَمر سالماً وانقضى عنه لا له ولا عليه، والأَصل في

الملسى ما تقدم.

وقال شمر: والأَمالِيْسُ الأَرض التي ليس بها شجر ولا يَبِيس ولا كلأ

ولا نبات ولا يكون فيها وَحْش، والواحد إِمْلِيسٌ، وكأَنه إِفْعِيْلٌ مِنَّ

المَلاسَة أَي أَنّ الأَرض ملساء لا شيء بها؛ وقال أَبو زيد فسماها

مَلِيساً:

فإيَّاكم وهذا العِرْقَ واسْمُوا

لِمَوْماة، مآخِذُها مَلِيْس

والمَلَس: المكان المستوي، والجمع أَملاس، وأَمالِيْسُ جَمع الجمع؛ قال

الحُطَيْئَة:

وإِنْ لم يَكنْ إِلا الأَماليسُ، أَصْبَحَتْ

لها حُلَّق، ضَرَّاتها شَكِراتُ

والكثير مُلُوس. وأَرض ملَسٌ ومَلَسى ومَلْساءُ وإِمْلِيسٌ: لا تُنْبِت.

وسنة ملساءُ وجمعها أَمالِس وأَمالِيْسُ، على غير قياس: جَدْبَة.

ويقال: مَلَّسْت الأَرض تمليساً إِذا أَجريت عليها المِمْلَقَة بعد

إِثارتها. والملاَّسة، بتشديد اللام: التي تسوى بها الأَرض.

ورُمّان إِمْليسٌ وإِمْلِيسِيّ: حُلْو طيّب لا عَجَم له كأَنه منسوب

إِليه.

وضَرَبَه على مَلْساء مَتْنِهِ ومُلَيْسائه أَي حيث استوى وتزلق.

والمُلَيْساء: نصف النهار. وقال رجل من العرب لرجُل: أَكره أَن تزورني في

المليساء، قال: لمَ؟ قال: لأَنه يَفُوت الغداء ولم يُهَيّإِ العَشاء.

والحُجَيْلاءُ: موضع، والغُمَيْصاءُ: نجم

(* هذه الأَلفاظ الأربعة حشوٌ لا رابطة

بينها وبين الكلام.). أَبو عمرو: المُلَيْساء شهر صفر. وقال الأَصمعي:

المُلَيْساء شهر بين الصَّفَرِيّة والشتاء، وهو وقت تنقطع فيه المِيرة. ابن

سيده: والمليساء الشهر الذي تنقطع فيه المِيرة؛ قال:

أَفِينا تَسُوم السّاهِرِيّةَ، بَعدَمَا

بَدا لكَ من شَهْرِ المُلَيْساء كوْكب؟

يقول: أَتَعْرِض علينا الطِّيبَ في هذا الوقت ولا ميرة؟

والمَلْسُ: سَلّ الخُصْيَتَيْن. ومَلَسَ الخُصْبَة يملُسها مَلْساً:

استلَّها بعروقها. قال الليث: خُصْيٌ مَمْلَوس. ومَلَسْتُ الكبْشَ أَمْلُسه

إِذا سَلَلْت خِّصْييه بعروقهما. ويقال: صَبِيٌّ مملوس. ومَلَسَت الناقة

تملُس مَلْساً: أَسرعت، وقيل: الملْس السير السَّهل والشديد، فهو من

الأَضداد. والمَلْس: السَّوق الشديد؛ قال الراجز:

عَهْدِي بأَظْعانِ الكَتُومِ تُمْلَس

ويقال: مَلَسْت بالإِبل أَملُس بها مَلْساً إِذا سُقتها سوقاً في

خُفْية؛ قال الراجز:

مَلْساً بِذَوْدِ الحَلَسِيِّ مَلْسا

ابن الأَعرابي: الملْس ضرب من السير الرقيق. والمَلْس: اللَّيّن من كل

شيء. قال: والملامسة لِينُ المَلْمُوس. أَبو زيد: الملموس من الإِبل

المِعْناق التي تراها أَول الإِبل في المرعى والمَوْرد وكلّ مَسِير. ويقال:

خِمْس أَمْلَسُ إِذا كان مُتْعباً شديداً؛ وقال المرّار:

يسير فيها القوم خِمْساً أَملَسَا

ومَلَسَ الرجلُ يملُس ملساً إِذا ذهب ذهاباً سريعاً؛ وأَنشد:

تملسُ فيه الريح كلّ مَمْلَس

وفي الحديث: أَنه بعَث رجُلاً إِلى الجن فقال له: سِرْ ثلاثاً مَلْساً

أَي سر سَيراً سَريعاً. والمَلْس: الخِفَّة والإِسراع والسَّوق الشديد.

وقد امّلَسَ في سَيْرِه إِذا أَسْرَعَ؛ وحَقِيقَةُ الحديث: سِرْ ثَلاثَ

ليالٍ ذات مَلْسٍ أَو سِرْ ثلاثاً سيراً مَلْساً، أَو أَنه ضربٌ من السَّير

فَنَصَبَه على المَصْدَر.

وتملَّس من الأَمر: تخلّص. ومَلَسَ الشيءُ يملُس ملْساً وامّلس:

انْخَنَسَ سريعاً. وامْتُلِس بَصَرُه: اخْتُطِفَ. وناقة مَلُوسٌ ومَلَسَى، مثال

سَمَجى وجَفَلى: سريعة تمرّ مرّاً سريعاً؛ قال ابن أَحمر:

مَلَسى يَمَانِيَة وشَيْخٌ هِمَّة،

مُتَقَطّع دُون اليَماني المُصْعِد

أَي تَملُس وتَمْضي لا يَعْلَق بها شيء من سرعتها. ومَلْسُ الظلامِ:

اختِلاطُه، وقيل: هو بعد المَلْث. وأَتيته مَلْسَ الظلام ومَلْثَ الظلام،

وذلك حين يَخْتَلط الليل بالأَرض ويختلط الظلام، يستعمل ظَرفاً وغير ظرف.

وروي عن ابن الأَعرابي: اختلط المَلْسُ بالمَلْثِ؛ والمَلْث أَوّل سواد

المغرب فإِذا اشتدّ حتى يأْتي وقت العشاء الأَخيرة، فهو المَلْس بالملث،

ولا يَتَمَيز هذا من هذا لأَنه قد دخل الملث في الملس.

والمِلْس: حجر يجعل على باب الرَّداحَة، وهو بيت يُبنى للأَسد تجعل

لُحْمَتُه في مُؤَخِّرِه، فإِذا دخل فأَخذها وقع هذا الحجر فسدّ الباب.

وتمَلَّس من الشَّراب: صحا؛ عن أَبي حنيفة.

ملس

1 مَلُسَ, aor. ـُ (M, A, Msb, K;) and مَلِسَ, aor. ـَ (Msb;) or the second form is مَلَسَ, aor. ـُ (K;) [but the last of the inf. ns. here following seems to indicate that مَلِسَ is correct;] inf. n. مَلَاسَةٌ (S, M, A, Msb, K) and مُلُوسَةٌ, (M, K,) [accord. to rule, both of the first,] and مَلَسٌ, (M, TA,) [accord. to rule, of the second;] It was, or became, smooth, sleek, or free from asperities; the inf. n. being the contr. of خُشُونَةٌ; (S, M, K;) it had in it nothing upon which to lay hold; it was, or became, smooth to the feel; (Msb;) and ↓ املاسّ signifies the same, (S, M,) inf. n. إِمْلِيسَاسٌ; (S;) and ↓ املسّ: (so in a copy of the A) and [in like manner] ↓ تملّس (S, A) and ↓ إِمَّلَسَ, of the measure إِنْفَعَلَ, the ن being incorporated into the م, both signify it was, or became, made, or rendered, smooth, &c. (S.) See also 4.

A2: مَلَسَ, aor. ـُ inf. n. مَلْسٌ, (tropical:) He (a man) went away quickly, or swiftly: (TA:) and مَلَسَتِ النَّاقَةُ, (M,) and الإِبِلُ, (A,) aor. and inf. n. as before, (M,) (tropical:) the she-camel, (M,) and the camels, (A,) went quickly, or swiftly: (M, A:) or مَلْسٌ signifies the going easily, or gently: and also, contr., the going vehemently: (M:) or a gentle mode of going or journeying: (IAar:) and the being light, or active, and quick. (TA.) It is said in a trad., سِرْ ثَلَاثًا مَلْسًا, i. e., ثَلَاثَ لَيَالٍ ذَوَاتِ مَلْسٍ; or ثَلَاثًا سَيْرًا مَلْسًا; (tropical:) [Journey thou three nights of quick, or of easy, journeying; or with a quick, or an easy, journeying;] or ملسا signifies a certain mode of going or journeying; and is in the accus. case as an inf. n. (TA.) مَلَسَ, aor. and inf. n. as above, also signifies (assumed tropical:) It (a thing) went back, or retired, (إِنْخَنَسَ,) quickly; (M;) and so ↓ إِمَّلَسَ. (M, TA.) A3: مَلَسَ الظَّلَامُ, [aor. ـُ (TK,) inf. n. مَلْسٌ, (A, K,) or مَلَسٌ, (S, M,) The darkness became confused; (S, M, A, K;) as also ↓ أَمْلَسَ, (TK,) inf. n. إِمْلَاسٌ: (K:) or became in the state after that which is termed مَلَثٌ, (M,) or مَلْثٌ. (TA.) See مَلْسٌ below.2 ملّسهُ, inf. n. تَمْلِيسٌ, He rendered it smooth, sleek, or free from asperities. (S.) You say, ملّس الأَرْضَ, (TA,) بِالْمَلَّاسَةِ, (A,) inf. n. as above, (TA,) [He smoothed the land with the ملّاسة;] he drew the مِمْلَقَة [or ملّاسة] over the land, [and so made it smooth, or even,] after the ploughing and sowing thereof. (TA.) A2: Also, (S, A,) inf. n. as above, (TA,) (tropical:) He made him to escape; or to be, or become, or get, clear, quit, free, or at liberty; مِنَ الأَمْرِ from the thing, or affair; (S, K;) and منْ يَدِ غَيْرِهِ from the hand of another. (A.) 4 أَمْلَسَ see 1. b2: أَمْلَسَتْ شَاتُكَ The wool of thy sheep, or ewe, fell off: (K:) from Ibn-'Abbád. (TA.) 5 تملّس: see مَلُسَ.

A2: It (a smooth thing) slipped forth from the hand [&c.]. (Har, p. 119.) b2: And hence, (Har, ubi supra,) (tropical:) He escaped; got away; or was, or became, or got, clear, quit, free, or at liberty; (S, * M, A, Msb, * K,) as also ↓ انملس, (S, A, K,) and ↓ إِمَّلَسَ, of the measure إِفْتَعَلَ, [or rather إِنْفَعَلَ,] and ↓ املاسّ; (K;) مِنَ الأَمْرِ from the thing or affair; (S, A, TA;) and مِنْ يَدِى from my hand. (A.) b3: [Hence,] تملّس مِنَ الشَّرَابِ (assumed tropical:) He recovered from the wine. (AHn, M.) 7 انملس and إِمَّلَسَ: see مَلُسَ: A2: and مَلَسَ: A3: and 5.8 إِمْتَلَسَ see 5.

A2: أُمْتُلِسَ بَصَرُهُ (tropical:) His sight was suddenly taken away. (M, A, K.) 9 إِمْلَسَّ see مَلُسَ.11 إِمْلَاْسَّ see مَلُسَ: A2: and 5.

مَلْسٌ: see أَمْلَسُ.

A2: Also, مَلْسٌ, (A, K,) or ↓ مَلَسٌ, (S, M,) The confusedness of the darkness: (S, M, A, K:) or it is after the مَلَث, (M,) or مَلْث: (TA:) the ملث is the first, or commencement, of the blackness of the west; and the ملس is when the blackness has become intense, so that the time of the last عِشَآء comes; then the ملس becomes confounded with the ملث, and the one is not distinguished from the other. (IAar.) You say, الظَّلَامِ ↓ أَتَيْتُهُ مَلَسَ, (S, M,) or مَلْسَ الظلام, (TA,) I came to him when the darkness had become confused; (S, TA;) when the night had become confused with the earth. (TA.) The word is used adverbially and otherwise. (M.) See مَلَسَ الظَّلَامُ.

مَلَسٌ: see إِمْلِيسٌ, in two places: A2: and مَلْسٌ, throughout.

مَلَسَى: see إِمْلِيسٌ.

A2: (tropical:) A she-camel that escapes and goes away so quickly that nothing attaches, or clings, to her: (S:) or quick, or swift, in the utmost degree: (Z, K:) or quick, or swift; as also ↓ مَلُوسٌ: (M:) or the latter signifies a she-camel excellent, or good, in the pace termed عَنَق, [so I render مِعْنَاقٌ,] that outstrips, and is seen to be first among the camels in the place of pasturage and the watering-place and every journeying. (Az, K. *) b2: Also, (assumed tropical:) A man who will not remain firm to a compact, covenant, engagement, or promise; like as the smooth thing will not remain firm. (M.) It is said in a proverb, (El-Ahmar, M,) alluding to dislike, or hatred, of faults or the like, (El-Ahmar, TA,) المَلَسَى لَا عَهْدَ لَهُ (assumed tropical:) [He who will not remain firm to a compact, &c., for him there is no compact, &c.]; (El-Ahmar, M;) meaning, that he has got out of the affair in safety, there being nothing due to him, nor anything to be demanded of him. (El-Ahmar, TA.) [But see what here follows.]

b3: It is said in a proverb, applied to him in whose fidelity one does not trust, (TA,) المَلَسَى

لَا عُهْدَةَ لَهُ, meaning ذُو المَلَسَى; (Az, L, Msb, TA;) i. e., (assumed tropical:) He who steals a commodity, and sells it for less than its price, and escapes immediately and hides himself, so that if he who has a just claim to it come, he finds his property in the hand of him who purchased it, he takes it, and the price which the thief gained goes for nought, and the purchaser cannot return to him to recover the price: (Az, TA:) or it means, (assumed tropical:) he who goes away privily, gets out of the affair in safety, there being nothing due to him, nor anything to be demanded of him: or املسى means, a (assumed tropical:) man's selling a commodity which he has stolen, and abating the price, and then absenting himself; so that when it is plucked from the hand of the purchaser, he cannot sue the seller as responsible for the loss thereof: (Msb:) or (tropical:) the sale to which attaches no claim upon the seller for having acted unjustly: (A, TA:) or (assumed tropical:) the selling a thing without making one's self responsible for any loss or the like that may be occasioned by it. (TA.) One says, also, in selling, مَلَسَى لَا عُهْدَةَ, meaning, that he has escaped from the affair, or become quit of it; that there is nothing due to him, nor anything to be demanded of him: [i. e., (assumed tropical:) I am quit of the affair: no claim shall be made for indemnification.] (S.) You say, also, أَبِيعُكَ المَلَسَى لَا عُهْدَةَ, meaning, (tropical:) [I sell to thee on the condition that] thou shalt get thee away, and not return to me, (S, Msb, K,) nor have any claim upon me for indemnification. (Msb.) [In some copies of the S, here and in art. عهد, the verbs by which the meaning is explained are of the third person, as though referring to the things sold; but the right reading I hold to be that which I have followed. See also art. عهد.]

مَلُوسٌ: see مَلَسَى.

مَلِيسٌ: see أَمْلَسُ, in two places: A2: and إِمْلِيسٌ.

مُلَيْسَآءُ: dim. of مَلْسَآءُ, fem. of أَمْلَسُ, which see, in two places.

مَلَّاسَةٌ An implement (S, A, K) of wood (A, TA) with which land is made smooth, or even; (S, A, K;) as also ↓ مِمْلَسَةٌ. (A, TA.) أَمْلَسُ Smooth; sleek; free from asperities; [contr. of خَشِنٌ;] (S, M, K;) having in it nothing upon which to lay hold; smooth to the feel; (Msb;) and ↓ مَلِيسٌ signifies the same; (TA;) and ↓ مَلْسٌ [in like manner], anything smooth or soft: (TA:) fem. of the first, مَلْسَآءُ: (M, A, &c.:) and pl. مُلْسٌ. (A.) You say, ثَوْبٌ أَمْلَسُ [A smooth garment, or piece of cloth]. And صَخْرَةٌ مَلْسَآءُ [A smooth rock]. (A, TA.) And قَوْسٌ مَلْسَآءُ and ↓ مَلِيسٌ A bow in which is no crack. (M.) and ضَرَبَهُ عَلَى مَلْسَآءِ مَتْنِهِ and ↓ مُلَيْسَائِهِ He struck him upon the even and smooth part of his back. (M.) b2: (tropical:) A camel (A) having a sound back, (S, K,) free from mange or scab. (A, TA.) So in the proverb, (S,) هَانَ عَلَى الأَمْلَسِ مَا لَاقَى الدَّبِرُ (tropical:) [What he that had galls on his back experienced was a light matter to him that had a sound back]: (S, K:) applied to him who has an ill concern for his companion. (K.) b3: أَرْضٌ مَلْسَآءُ: see إِمْلِيسٌ. b4: سَنَةٌ مَلْسَآءُ (tropical:) A year without herbage: (A:) or a year of sterility: pl. أَمَالِيسُ, contr. to rule. (M.) b5: المَلْسَآءُ (tropical:) The lowest heaven. (TA, art. جرب.) b6: قَهْوَةٌ مَلْسَآءُ (A) or خَمْرٌ مَلْسَآءُ (K) (tropical:) Wine easy to swallow; (A;) wine that descends easily in the throat. (K.) b7: مَلْسَآءُ [as an epithet in which the quality of a subst. predominates] (assumed tropical:) Sour milk with which pure [fresh] milk is mixed; as also ↓ مُلَيْسَآءُ. (IDrd, K.) b8: جِلْدُهُ أَمْلَسُ (tropical:) He has no blame attaching to him. (A, TA.) b9: خِمْسٌ أَمْلَسُ (tropical:) A fatiguing, severe [journey such as is called] خمس. (K.) إِمْلِيسٌ (S, K,) and with ة, (Ibn-'Abbád, K,) (tropical:) A desert in which is no herbage: pl. أَمَالِيسُ (S, K) and أَمَالِسُ, [the latter] contr. to general rule, (K,) the ى being suppressed by poetic licence: (TA:) or أَمَالِسُ signifies land in which are no trees, nor fresh nor dry herbage, nor wild animals; sing, إِمْلِيسٌ; app. from مَلَاسَةٌ, [inf. n. of مَلُسَ,] i. e., smooth land, in which is nothing: (Sh, L, TA: *) or أَمَالِيسُ is pl. of أَمْلَاسٌ, which is pl. [of pauc.] of ↓ مَلَسٌ, meaning, an even place, (M, TA,) in which is no herbage; (TA;) and the pl. of mult. is مُلُوسٌ: and you say also, ↓ أَرْضٌ مَلَسٌ and ↓ مَلَسَى and ↓ مَلْسَآءُ and إِمْلِيسٌ, meaning, land that produces no herbage; (M, TA;) and the pl. is أَمَالِسُ and أَمَالِيسُ, contr. to analogy [unless pls. of إِمْلِيسٌ, in which case the former only is so]. (TA.) b2: You say also, رُمَّانٌ إِمْلِيسٌ (T, M, TA,) and ↓ إِمْلِيسِىٌّ, (T, S, M, K, TA,) as though the latter were a rel. n. from إِمْلِيسٌ, (T, S, K, TA,) not, as is implied in the [S, and] K, as meaning a desert, but as syn. with ↓ إِمْلِيسِىٌّ; (TA;) (assumed tropical:) A sweet pomegranate, having no stones: (T, M, TA:) and accord. to Lth, رُمَّانٌ مَلِيسٌ signifies (assumed tropical:) the sweetest kind of pomegranate, which is that without stones. (TA.) [See شَنْبَآءُ, voce أَشْنَبُ.]

إِمْلِيسَةٌ: see إِمْلِيسٌ.

إمْلِيسِىٌّ: see إِمْلِيسٌ.

ممْلَسَةٌ: see مَلَّاسَةٌ.
ملس
المَلْسُ: السَّوْقُ الشَّديدُ، قالَ الرَّاجِزُ: عَهْدِي بِأَظْعانِ الكَتُومِ تُمْلَسُ ويقَال: مَلَسْتُ بالإِبِلِ أَمْلُسُ بِهَا مَلْساً، إِذا سُقْتَهَا سَوْقاً فِي خُفْيَةٍ، قَالَ الرّاجِزُ: مَلْساً بذَوْدِ الحَلَسِيِّ ملْسَاً والمَلْسُ: إخْتِلاطُ الظَّلامِ، وَقيل: هُوَ بَعْدَ المَلْث، كالإِمْلاس، يُقَالُ: أَتَيْتُه مَلْسَ الظَّلامِ، ومَلْثَ الظَّلامِ وَذَلِكَ حينَ يخْتَلِطُ الليلُ بالأَرْضِ، ويختلطُ الظلامُ، يُسْتَعْمَلُ ظَرْفاً وغيرَ ظَرْفٍ، ورُوِيَ عَن ابْن الأَعْرَابيّ: إختلَطَ المَلْسُ بالملْثِ، والمَلْثُ أَوَّلُ سَوَادِ المغْرِبِ، فإِذا إشْتَدَّ حتَّى يأْتِيَ وقْتَ العِشَاء الآخِرَة فَهُوَ المَلْس بالمَلْثِ، وَلَا يتميَّزُ هَذَا مِن هَذَا، لأَنَّه قد دَخَل المَلْثُ فِي المَلْسِ.
والمَلْسُ سَلُّ خُصْيَيِ الكَبْشِ بِعُرُوِقهِما، قَالَ اللَّيْثُ: خُصْى ٌ مَمْلُوسٌ، ويُقَالُ أَيْضاً: صَبِيٌّ مَمْلُوسٌ.
والمَلُوسُ، كصَبُورٍ، من الإِبِلِ: المِعْنَاقُ السّابِقُ الَّتِي تَرَاهَا أَوَّلَ الإِبِلِ فِي المَرْعَى والمَوْرِدِ وكُلِّ مَسِيرٍ. قَالَه أَبوُ زَيْدٍ. ومِن المجَاز: ناقَةٌ مَلَسَى، كجَمَزَي، أَي نِهَايَةٌ فِي السُّرْعَة، كَذَا قالَه الزَّمَخْشَرِيُّ، وَقَالَ غيرُه: أَي سَريعةٌ تَمُرُّ مَرّاً سَرِيعاً، وكذلِكَ ناقَةٌ مَلُوسٌ، كصَبُورٍ، قالَ ابنُ أَحْمَرَ:
(ملَسَى يَمَانِيَةٌ وشَيْخٌ هِمَّةٌ ... مُتَقَطِّعٌ دونَ اليَمَانِي المُصْعِدِ)
أَي تَمْلُسُ وتَمْضِي، لَا يَعْلَقُ بهَا شَيْءٌ من سُرْعَتهَا. ومِن المَجَاز: يُقَال: أَبِيعُكَ المَلَسَى لَا عُهْدَةَ، أَي تَتَمَلَّسُ وتَتَفَلَّتُ وَلَا تَرْجِعُ إِليِّ، وقَالَ الأَزْهَرِيُّ: ويُقال فِي البَيْع: مَلَسَى لَا عُهْدَةَ، أَي قد إنْملَسَ من الأَمْرِ، لَا لَه وَلَا علَيْه. وقيلَ: المَلَسَى: أَنْ يَبِيعَ الرَّجُلُ الشَّيْءَ وَلَا يَضْمَنَ عُهْدتَه، قَالَ الرّاجِزُ: لَمَّا رَأَيْتُ العَامَ عَاما أَعبْساً وصَارَ بَيْعُ مَالِنَا بِالْمَلَسَى وَقَالَ الزَّمخْشَريُّ: المَلَسَى: هِيَ البَيْعَةٌ الَّتِي لَا يَتَعَلَّقُ بهَا تَبِعَةٌ وَلَا عُهْدةٌ. والمَلاَسَةُ والمُلُوسَةُ، الأَوّلُ بالفَتْح، وَالثَّانِي بالضّمِّ: ضدُّ الخُشُونَةِ، وَكَذَلِكَ الملَسُ، محرَّكَةً، وقَدْ مَلسَ ككَرُمَ ونَصَرَ، مَلاَسَةً ومُلُوساً وَمَلْساً، فَهُوَ أَمْلَس ومَلِيسٌ، قالَ عَبِيد بنُ الأَبْرَصِ:
(صَدْقٍ مِنَ الهِنْديِّ أُلْبِسَ جُنَّةً ... لَحِقَتْ بِكَعْبٍ كالنَّوَاةِ ملِيسِ)

والأَمْلَسُ: الصَّحِيحُ الظَّهْرِ بغيْر جَرَبٍ. وَمِنْه المَثَلُ: هانَ عَلَى الأَمْلَسِ مَا لاَقَى الدَّبِرْ، والدَّبِرُ: الَّذِي قد دَبِرَ ظَهْرُه. يَضُرَبُ فِي سُوءِ إهْتِمَامِ الرجُلِ بشَأْنِ صاحِبِه، وَهُوَ مَجَازٌ. ويُقَال: خِمْسٌ أَمْلَسُ، أَي مُتَعِبٌ شَديدٌ، قَالَ المَرّارُ: يَسِير فِيها القَوْمُ خِمْساً أَمْلَسَاً وَمن المَجاز: الملْسَاءُ الخَمْرُ السَّلِسَةُ الجَرْعِ فِي الحَلْقِ، كَمَا قِيل للماءِ: زُلاَلٌ وسلْسَالٌ، قَالَ أَبو النَّجْم: بِالْقَهْوَةِ المَلْسَاءِ مِنْ جِرْيَالِهَا والمَلْسَاءُ: لَبَنٌ حامِضٌ يُشَجُّ بِه المَحْضُ، كالمُلَيْسَاءِ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ. ومُلَيْسٌ، كزُبَيْرٍ: اسْمٌ. وَقَالَ ابنُ الأَنْبَارِيّ: المُلَيْسَاءُ: نِصْفُ النَّهَارِ، قالَ: وقالَ رجلٌ مِنَ العَرَبِ لِرَجُلٍ: أَكْرَهُ أَنْ تَزُورَني فِي المُلَيْسَاءِ، قَالَ: لِمَ قَال: لأَنَّه يَفُوتُ الغَدَاءُ وَلم يُهَيَّأِ العَشَاءُ. والمُلَيْسَاءُ: بَيْنَ المَغْرِبِ والعَتَمَةِ، نقلَه الصّاغَانِيُّ. وَقَالَ أَبُو عَمْروٍ: المُلَيْسَاءُ: شَهْرُ صَفَر، وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: المُلَيْسَاءُ: شَهْرٌ بَيْنَ الصَّفَرِيَّة والشِّتاءِ، وَهُوَ وَقْتٌ تَنْقَطِعُ فيهِ المِيرَةُ. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: والمُلَيْسَاءُ: الشَّهْرُ الّذِي نَنْقَطِعُ فِيهِ المِيرَةُ، قَالَ:
(أَفينَا تَسُومُ السَّاهِريَّةَ بَعْدَمَا ... بَدا لَكَ مِنْ شَهْرِ المُلَيْسَاءِ كَوْكبُ)
يقُولُ: أَتَعْرِضُ علينا الطِّيبَ فِي هَذَا الوَقْتِ وَلَا مِيرَةَ. والمُلَيْسَاءُ: شَيْءٌ مِن قُمَاشِ الطَّعَامِ يُرْمَى بِهِ. والمُلَيْساءُ: حِصْنٌ بالطَّائِفِ، وإِليْه نُسِب العِزُّ عبدُ العِزيز بنُ أَحْمَدَ ابنِ عِيسَى بنِ مُحَمَّد بنِ عبدِ اللهِ بنِ سَعِيد بنِ عامِر بن جابرٍ المَذْحِجِيُّ المُلَيْسَائِيُّ، وُلِد بِهِ سنة، وأَمَّ بعْدَ أَبيه بجامِعِه، وتَزَوَّد إِلى الحَرَمَيْن، لَقِيَه البِقَاعِيُّ هُنَاك سنة، فكتَب عَنهُ شِعْراً، ولكنَّه ضَبطَه بالتَّشْديدِ. والإِمْلِيسُ، بالكَسْر، الإِمْلِيَسةُ بهاءٍ، وَهَذِه عَن ابْن عَبّاد: الفَلاَةُ لَيْسَ بهَا نَبَاتٌ، ج، أَمَاليِسُ، وأَمَالِسُ شاذٌّ، حُذِفَت ياؤُه لضَرُورَة الشِّعْر فِي قَول ذِي الرُّمَّة:
(أَقولُ لِعَجْلَي بَيْنَ يَمٍّ ودَاحِسٍ ... أَجِدِّي فَقَدْ أَقْوَتْ عَلَيْكِ الأَمَالِسُ)
وَقَالَ شَمِرٌ: الأَمَالِيسُ: الأَرْضُ الَّتِي لَيْسَ بهَا شَجَرٌ وَلَا يَبِيسٌ وَلَا كَلأٌ وَلَا نَبَاتٌ، وَلَا يَكُونُ فِيهَا وَحْشٌ، والواحِدُ: إِمْلِيسٌ، وكأَنَّهُ إِفْعِيلٌ مِن المَلاسَةِ، أَي أَنَّ الأَرْضَ مَلْسَاءُ لَا شَيْءَ بهَا، وَقَالَ أَبوُ زُبَيْدٍ فسَمَّاها مَلِيساً:
(فإِيّاكُمْ وَهَذَا العِرْقَ واسْمُوا ... لِمَوْمَاةٍ مَآخِذُهَا مَلِيسُ)

وَقيل: الأَمَالِيسُ: جَمْعُ أَمْلاَس، وأَمْلاسٌ: جَمْع مَلَسٍ، محرَّكَةً، وَهُوَ المكانُ المسْتَوِي لَا نَبَاتَ بِهِ، قَالَ الحُطَيْئَةُ
(وإِنْ لمْ يَكُنْ إِلاّ الأَمالِيسُ أَصْبَحَتْ ... لَهَا حُلَّقٌ ضَرَّاتُهَا شَكِرَاتِ)
والكَثِيرُ: مُلُوسٌ، وأَرْضٌ مَلَسٌ ومَلَسَى ومَلْسَاءُ وإِمْلِيسٌ: لَا تُنْبِتُ، وسَنَةٌ مَلْسَاءُ والجَمْعُ أَمَالِسُ وأَمالِيسُ، على غَيْر قياسٍ جَدْبَةٌ. والرُّمّانُ الإِمْلِيسُ: الحُلْوُ الطَّيِّبُ الّذِي لَا عَجَمَ لَهُ، وَكَذَا الإِمْلِيسِيُّ، كأَنه مَنْسُوبٌ إِليهِ أَي إِلى الإِمْلِيسِ، بمَعْنَى الفَلاةِ، بِحَسَبِ المَعْنَى التَّشْبِيهِيِّ، من حَيْثُ إِنّ الرُّمَّانَ بِلا نَوَاةٍ، كالفَلاَةِ بِلَا نَباتٍ، حَقَّقَه شَيْخُنَا. قلتُ: وأَصْلُ العِبَارَةِ فِي التَّهْذِيبِ: ورُمَّانٌ إِمْلِيسٌ وإِمْلِيِسِيٌّ: حُلْوٌ طَيِّبٌ لَا عَجَمَ فِيهِ، كأَنَّهُ مَنْسُوبٌ إِليه. فالضَّمِيرُ راجِعٌ إِلى إِمْلِيس، بِهَذَا المَعْنَى، وُصِفَ بِهِ الرُّمَّانُ، وَهُوَ إِفْعِيلٌ مِن المَلاَسَةِ، بمَعْنَى النُّعُومَةِ، لَا بمَعْنَى الفَلاَةِ، كَمَا نَقَلَه شيخُنَا، ولكنَّ المُصَنِّف لَمّا قَصِّر فِي النَّقْل أَوقَع الشُّرَّاحَ فِي حَيْرةٍ، مَعَ أَنه فاتَه أَيضاً مَا نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عَن اللَّيْث: رُمَّانٌ مَلِيسٌ وإِمْلِيسٌ: أَطْيَبُه وأَحْلاَه، وَهُوَ الَّذِي لَا عَجَمَ لَهُ، فتأَمَّلْ.
والمَلاَّسَةُ، كجَبَّانَةٍ: الخَشَبَةُ الّتِي تُسَوَّى بِهَا الأَرْضُ، يُقَال: مَلَّسْتُ الأَرْضَ تَمْلِيساً، إِذا أَجْرَيْتَ عَلَيْهَا المِمْلقَةَ بَعْدَ إِثارتِهَا. وَيُقَال: أَمْلَسَتْ شَاتُكَ يَا فُلانُ، أَي سَقَطَ صُوفُهَا، عَن ابنِ عَبّادٍ.
وأَمَّلَسَ من الأَمْر، عَلَى إفْتَعَلَ وتَمَلَّسَ وإمْلاَسَّ، كاحْمارَّ، وإنْمَلَسَ، كلُّ ذلِك بمَعْنَى: أَفْلَتَ، ومَلَّسَه غيرُه تَمْلِيساً. وقالَ ابنُ دُريْدٍ والزَّمَخْشَرِيُّ: إمْتُلِس بَصَرُه، مَبْنِيّاً للمفْعُولِ، أَي إخْتُطِفَ، وَكَذَا إخْتُلِس. وَفِي العُباب: التَّرْكِيبُ يَدُلُّ على تَجَرُّدٍ فِي شَيْءٍ، وأَلاّ يعْلَقَ بِهِ شَيْءٌ. وأَمَّا مَلَسُ الظَّلاَمِ فمِنْ بابِ الإِبْدالِ، وأَصلُه الثاءُ. ومِمّا يُسْتَدْركُ علَيْه: قَوْسٌ مَلْساءُ: لَا شَقَّ فِيها، لأَنَّها إِذا لَمْ يكُنْ فِيها شَقٌّ فَهِيَ مَلْسَاءُ. ورَجُلٌ مَلَسَي: لَا يَثْبُتُ على العَهْدِ، كَمَا لَا يَثْبُت الأَمْلَسُ، وَفِي المَثَل المَلَسي لَا عُهْدَةَ لَهُ، يُضْرب للّذِي لَا يُوثَقُ بوَفائه وأَمانَتِه، قيلَ: الذِي أَرادَ بِهِ: ذُو المَلَسَي، وَهُوَ مِثْلُ السَّلاّلِ والخَارِبِ يَسْرِقُ المَتَاعَ فيَبِيعُه بدُونِ ثَمنِه ويَتَمَلَّسُ من فَوْره فيَسْتَخْفِي، فإِنْ جَاءَ المُسْتَحقُّ ووَجدَ مالَه فِي يدِ الَّذي إشْتَرَاه أَخَذَه وبَطَل الثَّمَنُ الَّذِي فازَ بِهِ اللِّصُّ، ولاَ يَتَهَيَّأُ لَهُ أَنْ يَرْجِعَ بِه عليهِ، وَقَالَ الأَحْمَرُ: مِن أَمْثَالِهِم فِي كَرَاهَة المَعَايِبِ المَلَسَي لَا عُهْدَةَ لَهُ، أَي أَنَّه خَرَجَ من الأَمْرِ سالِماً وإنْقَضَى عَنهُ، لَا لَهُ وَلَا عَلَيْه. والأَصْلُ فِيه مَا تَقَدَّم.
ويُقَال: ضَرَبَه عَلَى مَلْسَاءِ مَتْنِه ومُلَيْسَائِه، أَي حَيْثُ اسْتَوَى وتَزَلَّقَ. وثَوْبٌ أَمْلَسُ، وثِيابٌ مُلْسٌ، وصَخْرةٌ مَلْسَاءُ. والمِمْلَسَةُ، بِالْكَسْرِ: هِيَ المَلاَّسَةُ. والمَلْسُ: السَّيْرُ السَّهْلُ والشَّدِيدُ، فَهُوَ من)
الأَضداد. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: المَلْسُ: ضَرْبٌ من السَّيْرِ الرَّفِيقِ. والمَلْسُ: اللَّيِّنُ من كلِّ شَيْءٍ.
والمَلاَسَةُ: ليِنُ المَلْمُوسِ. ومَلَسَ الرجُلُ يَمْلُسُ مَلْساً: ذَهَب ذَهَاباً سَريعاً قَالَ: تَمْلُسُ فِيه الرِّيحُ كُلَّ مَمْلَسِ والمَلْسُ: الخِفَّةُ والإِسْرَاعُ، وَفِي الحَدِيثِ: سِرْ ثَلاثاً مَلْساً، أَي ثَلاَثَ لَيَالٍ ذاتَ مَلْسٍ، أَو سِرْ ثَلاثاً سَيْراً مَلْساً، أَو أَنَّه ضَرْبٌ من السَّيْرِ فنُصِبَ على المَصْدَرِ. وتَمَلَّسَ من الأَمْر: تَخَلَّصَ، وَهُوَ مَجازٌ. وأمَّلَسَ: إنْخَنَسَ سَريعاً. والمِلْسُ: حَجَرٌ يُجْعَلُ على بَاب الرَّدَاحَةِ، وَهُوَ بَيْتٌ يُبْنَى لِلأَسَدِ تُجْعَلُ لَحْمَهُ فِي مُؤَخَّرِه، فإِذا دخَلها فأَخَذَهَا وَقَعَ هَذَا الحَجَرُ فَسَدَّ البَابَ. وسَنَةٌ مَلْسَاءُ: بِلَا نَبْتٍ، وَهُوَ مَجَازٌ. وجِلْدُه أَمْلَسُ، إِذا لم يَتَعَلَّقْ بِهِ ذَمٌّ. وَهُوَ مَجَازٌ. وتَمَلَّسَ من الشَّرَابِ: صَحَا، عَن أَبِي حَنِيفَةَ رَحِمَهُ الله. وَمَلْسَايَةُ: من قُرَى البَهْنَسَا. ومُولُسُ، كمُدْهُن: حِصْنٌ من أَعْمَالِ طُلَيْطُلَةَ.
وَقَالَ ابنُ عبَّادٍ: مَلَسَني الرجُلُ بلِسَانِه يَمْلُسُنِي. وَبَات فُلانٌ فِي لَيْلَةِ ابْن أَمْلَسَ، عَن ابْن عَبّادٍ أَيضاً.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.