Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: حرم

صمت

(صمت) أصمت وَفُلَانًا أصمته وَالشَّيْء جعله مصمتا لَا فرَاغ فِيهِ
(صمت)
صمتا وصموتا وصماتا لم ينْطق وَيُقَال لغير النَّاطِق صَامت وَلَا يُقَال سَاكِت
صمت: صَمَّت (بالتشديد): جعله مصمتاً أي صلبا لا جوف له كالحجر (ديوان الهذليين ص169، البيت 24).
تصَمَّت: صَمَت، سكت، لم ينطق (فوك).
صمتة: صَمْت، سكوت (بوشر).
صامت: سلافة العنب المطبوخ، نوع من النبيذ (بوسييه) وعند كابل بروك (2: 59) بالإنجليزية ما معناه: ((جرة من النبيذ المغليّ الذي يسميه بالصامت. وعند دي يونج فان رودنبورج (ص393): صامت نوع من النبيذ المطبوخ. (هاي ص52، 53) وفيه صومِت.
مُصّمَت: صُلْب، متين. وفي اصطلاح الرياضيين جسم ذو ثلاثة سطوح (بوشر).
ص م ت: (صَمَتَ) سَكَتَ وَبَابُهُ نَصَرَ وَدَخَلَ وَ (صُمَاتًا) أَيْضًا بِالضَّمِّ. وَ (أَصْمَتَ) مِثْلُهُ. وَ (التَّصْمِيتُ) التَّسْكِيتُ وَالسُّكُوتُ أَيْضًا. وَرَجُلٌ (صِمِّيتٌ) كَسِكِّيتٍ وَزْنًا وَمَعْنًى. وَيُقَالُ: مَا لَهُ صَامِتٌ وَلَا نَاطِقٌ. فَالصَّامِتُ الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ وَالنَّاطِقُ الْإِبِلُ وَالْغَنَمُ أَيْ لَيْسَ لَهُ شَيْءٌ. قُلْتُ: هَذَا التَّفْسِيرُ أَخَصُّ مِمَّا فَسَّرَهُ بِهِ فِي [ن ط ق] . 

صمت


صَمَتَ(n. ac. صَمْت
صُمْت
صُمَاْت
صُمُوْت)
a. Was, became silent; kept silence; was taciturn
mute.

صَمَّتَa. Silenced.
b. see I
أَصْمَتَa. see I
& II (a).
c. Became hard (ground).
d. Made solid, massive.

صَمْتa. Silence.

صِمْتَةa. see 3t (b)
صُمْتَةa. Silence, muteness, speechlessness.
b. Quieter, plaything.

صَاْمِتa. Silent, mute.

صِمَاْتa. see 1
صُمَاْتa. Thirst.

صَمُوْتa. Silent; noiseless.
b. Penetrative (sword).
صُمُوْتa. see 1
صِمِّيْتa. Speechless; taciturn.

N. Ag.
صَمَّتَa. Silencer, quieter.

N. P.
أَصْمَتَa. Solid, massive.
b. Unmixed.

إِصْمِت إِصْمِتَة
a. Waterless desert.

رَمَاه بِصُمَاتِهِ
a. He silenced him (God).
صَمَجَة (pl.
صَمَت)
a. Lamp.
(ص م ت) : (صَمَتَ) صَمْتًا وَصُمُوتًا وَصُمَاتًا أَطَالَ السُّكُوتَ وَرُوِيَ «إذْنُهَا صُمَاتُهَا» (وَمِنْهُ) الصَّامِتُ خِلَافُ النَّاطِقِ (وَبَابٌ مُصْمَتٌ) مُغْلَقٌ (وَمِنْهُ) حُرْمَــةُ الْكُفْرِ حُرْمَــةٌ مُصْمَتَةٌ أَيْ مَقْطُوعٌ بِهَا لَا طَرِيقَ إلَى هَتْكِهَا وَحَقِيقَةُ الْمُصْمَتِ مَا لَا جَوْفَ لَهُ (وَمِنْهُ) صَلَّى وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الْإِمَامِ حَائِطٌ مُصْمَتٌ أَيْ لَا فُرْجَةَ فِيهِ (وَثَوْبٌ مُصْمَتٌ) عَلَى لَوْنٍ وَاحِدٍ وَفِي بَابِ الْكَرَاهِيَةِ الَّذِي سَدَاهُ وَلُحْمَتُهُ إبْرَيْسَمٌ وَقِيلَ هُوَ مَا يُنْسَجُ مِنْ إبْرَيْسَمٍ غَيْرِ مَطْبُوخٍ ثُمَّ يُطْبَخُ وَيُصْبَغُ عَلَى لَوْنٍ وَاحِدٍ وَإِنَاءٌ مُصْمَتٌ خِلَافُ مُفَضَّضٍ.
[صمت] في ح أسامة: لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم دخلت عليه يوم "أصمت" فلم يتكلم، صمت العليل وأصمت إذا اعتقل لسانه. ومنه: حجت مصمتة، أي ساكتة لا تتكلم. ك: هو بكسر ميم، قوله: إنك سؤال، أي كثير السؤال، ويعلم منه أنها عرفت من نفسها الاعتياد بكثرة الكلام وأن التزام السكوت لها أصلح. نه: وح: "أصمتت" أمامة بنت أبي العاص، أي اعتقل لسانها. وح صفة التمر: "صمتة" الصبي، أي إذا بكى أسكت بها. وفيه: نهى صلى الله عليه وسلم عن الثوب "المصمت" من خز، هو الذي جميعه إبريسم لا يخالطه قطن ولا غيره. وفيه: على رقبته "صامت"، أي ذهب وفضة، خلاف الناطق وهو الحيوان. ن: أو "ليصمت"، أي ليسكت من نصر، وأصمت بمعنى صمت. ك: وقد "أصمتت"، بلفظ مجهول ومعروف، أي سكتت. ط: لا "صمت" يوم إلى الليل، أي لا فضيلة له ولا هو مشروع عندنا شرعه فيمن قبلنا.
ص م ت

أخذه الصمات. ورماه الله تعالى بصماته. وصمت الرجل وأصمت. وأصمته وصمته. " وإنك لتشكو إلى غير مصمت ". وقال:

إنك لا تشكو إلى مصمت ... فأصبر على الحمل الثقيل أو مت

وصمتي صبيك: أطعميه الصمتة وهي قدر ما تصمته به من الطعم. وما عندها صمتة ليلة: قدر ما تصمت به صبيها ليلة واحدة. " ولقيته ببلدة إصمت ": بقفر لا أحد بها. وشيء مصمت: لا جوف له. وباب وقفل مصمت: قد أبهم إغلاقه. قال:

ومن دون ليلى مصمتات المقاصر

ومن المجاز: " ماله صامت ولا ناطق " ودرع صموت إذا صبت لم يسمع لها صوت. قال النابغة:

وكل صموت نثلة تبعية ... ونسج سليم كل قضاء ذابل

وامرأة صموت الخلخال. وشهدة صموت: ممتلئة ليست فيها ثقبة فارغة. قال العباس بن مرداس:

كأن صموتاً صافت النحل حولهاتناولها من رأس رهوة شائر وفرس مصمت: بهيم لا شية فيه على أي لون كان. والفهد مصمت النوم.
[صمت] صَمَتَ يَصْمُتُ صَمْتاً وصُموتاً وصُماتاً: سَكَتَ . وأَصْمَتَ مثله. والتَصْميتُ: التَسكيتُ. والتَصْميتُ أيضاً: السُكوتُ. ورجلٌ صميت، أي سكيت . والصمتة، بالضم: مثل السكْتَة. أبو زيد: رَمَيْتُهُ بصُماتِهِ وسكاته، أي بما صمت به وسكت. ويقال فلان على صُماتِ الأمر، إذا أَشْرَفَ على قضائه. وبات من القوم على صُماتٍ، أي بمرأىً ومسمعٍ في القرب. قال الشاعر:

وحاجةٍ كنتُ على صُماتِها * أي كنت على شَرَفٍ من إدراكها. ويروى: " بتاتها ". وتقول: ماله صامت ولا ناطق. فالصامِتُ: الذهب والفضة. والناطق: الإبل والغنم، أي ليس له شئ . والصامت من اللبن: الخاثر. والصَموتُ: الدِرع التي إذا صبت لم يسمع لها صوت. والصموت: اسم فرس. وقال : حتى أرى فارس الصموت عَلى * أَكْساءِ خَيْلٍ كأنَّها الإبِلُ أبو عبيد: المُصْمَتُ الذي لا جوف له. وقد أَصْمَتُّهُ أنا. وباب مُصْمَتٌ: قد أُبهِمَ إغلاقه. والمُصْمَتُ من الخيل: البهيم، أيّ لونٍ كان لا يخالط لونَه لونٌ آخر. أبو زيد: لَقيتُهُ بِوَحْشِ إصْمِتَ، ولقيته ببلدةِ إصْمِتَ ، إذا لقيتَه بمكانٍ قفر لا أنيسَ به، وهو غير مُجرىً .
باب الصاد والتاء والميم معهما ص م ت، م ص ت، ص ت م مستعملات

صمت: الصَّمْتُ: طُولُ السُّكوتِ. وأخَذَه الصُّماتُ. وقُفْلٌ مُصْمَتٌ: أبْهِمَ إِغلاقُه، وبابٌ مُصمَتٌ كذلك، قال:

ومن دون ليلى مصمتات المقاصر

والصِّماتُ : إِشرافُكَ على أمر، وتقول: هو منه على صمات. والصُّمْتَةُ: ما أصْمَتَكَ من قضاء حاجتك.

مصت: المَصت: لغة في المَسْط، فاذا جَعَلوا مكان السِّين صاداً جَعَلوا مكان الطّاءِ تاءً، وهو أن يُدخِلَ يَدَه فيقبضَ على الرَّحِمِ، فيمسُطها مسطاً، ويَمصُت (ما فيها مَصْتاً) .

صتم: الصَّتْمُ من كلِّ شيءٍ: ما عَظُمَ وتَمَّ واشتَدَّ، نحو: حَجَرٌ صَتْمٌ، وبَيْتٌ صَتْمٌ وجَمَل صَتْمٌ. واعطَيتُه ألفاً صَتْماً اي تاماً، [وقال زهير:

صَحيحاتُ أَلْفٍ بعدَ أَلْفٍ مُصَتَّم]

والأَصاتِمُ جماعة الأصْطَمّة بلغة تميم، جمعوها بالتاء على هذه اللغة لانّهم كرهِوا التفخيم أصاطم فرَدّوا الطاءَ الى التاء. والحُروف الصُّتْمُ: التي ليستْ من الحَلْق.
ص م ت : صَمَتَ صَمْتًا مِنْ بَابِ قَتَلَ سَكَتَ
وَصُمُوتًا وَصُمَاتًا فَهُوَ صَامِتٌ وَأَصْمَتَهُ غَيْرُهُ وَرُبَّمَا اُسْتُعْمِلَ الرُّبَاعِيُّ لَازِمًا أَيْضًا وَالصَّامِتُ مِنْ الْمَالِ الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ «وَإِذْنُهَا صُمَاتُهَا» وَالْأَصْلُ وَصُمَاتُهَا كَإِذْنِهَا فَشَبَّهَ الصُّمَاتَ بِالْإِذْنِ شَرْعًا ثُمَّ جُعِلَ إذْنًا مَجَازًا ثُمَّ قُدِّمَ مُبَالَغَةً وَالْمَعْنَى هُوَ كَافٍ فِي الْإِذْنِ وَهَذَا مِثْلُ قَوْلِهِ «ذَكَاةُ الْجَنِينِ ذَكَاةُ أُمِّهِ» وَالْأَصْلُ ذَكَاةُ أُمِّ الْجَنِينِ ذَكَاتُهُ وَإِنَّمَا قُلْنَا الْأَصْلُ صُمَاتُهَا كَإِذْنِهَا لِأَنَّهُ لَا يُخْبَرُ عَنْ شَيْءٍ إلَّا بِمَا يَصِحُّ أَنْ يَكُونَ وَصْفًا لَهُ حَقِيقَةً أَوْ مَجَازًا فَيَصِحُّ أَنْ يُقَالَ الْفَرَسُ يَطِيرُ وَلَا يَصِحُّ أَنْ يُقَالَ الْحَجَرُ يَطِيرُ لِأَنَّهُ لَا يُوصَفُ بِذَلِكَ فَصُمَاتُهَا كَإِذْنِهَا صَحِيحٌ وَلَا يَصِحُّ أَنْ يَكُونَ إذْنُهَا مُبْتَدَأً لِأَنَّ الْإِذْنَ لَا يَصِحُّ أَنْ يُوصَفُ بِالسُّكُوتِ لِأَنَّهُ يَكُونُ نَفْيًا لَهُ فَيَبْقَى الْمَعْنَى إذْنُهَا مِثْلُ سُكُوتِهَا وَقَبْلَ الشَّرْعِ كَانَ سُكُوتُهَا غَيْرَ كَافٍ فَكَذَلِكَ إذْنُهَا فَيَنْعَكِسُ الْمَعْنَى وَشَيْءٌ مُصْمَتٌ لَا جَوْفَ لَهُ وَبَابٌ مُصْمَتٌ مُغْلَقٌ 
صمت الصَّمْتُ: طُولُ السُّكُوْتِ، وكذلك الصّمَاتُ. وقُفْلٌ مُصمَتٌ: قد أُبْهِمَ إغْلاقُه، وبابٌ كذلك. واسْمُ الغَلَقِ: الصِّمَاتُ، وجمعه صمت. والصِّمَاتُ: المُوافَقَةُ. والقَصْدُ أيضاً. وباتَ فُلانٌ من القَوْمِ على صِمَاتٍ: أي بمَرْأىً ومَسْمَعٍ في القُرْبِ. وهو بِصِمَاتِ الأمْرِ وعلى صِمَاتِه: أي أشْرَفَ على قَضَائه. وأَخَذْتُ صِمَاتَ كذا: أي جِمَاعَه وعامَّتَه.
والصمَاتُ: خَيْطٌ يكونُ في عُرْوَةِ العِكْمِ، وجَمْعُه صُمُتٌ. وباتَ على صَمَاتِ الماءِ: أي على أَمه المُمْكِنِ وعلى قُدْرَةٍ منه.
وصَمَاتُ الأمْرِ: عَلَمُه.
وفُلانٌ صَمَاتُ أمْرِ بَني فُلانٍ: أي قِوَامُهم. وتَرَكَني ببَلْدَةٍ اصْمَتَةٍ وبَلَدٍ اصْمَتَ: أي فَلاةٍ لا أنِيْسَ بها، وُيقال: اصْمِتْ - أيضاً -: في مَعْنى لا ماءَ ولا شَجَر. وقيل: اصْمِتُ: اسْمُ بَلْدَةٍ. و " لَقِيْتُه بوَحْشِ اصْمِتَ " وبوَحْشِ الاصْمِتَيْنِ. وكُنْت ببَلْدَةٍ أصْمتَ؛ قَطَعَ الألِفَ ولم يَصْرِفْها. والصمُوْتُ: الشُهْدَةُ المُمْتَلِئَةُ التي لَيْسَتْ فيها ثقْبَةٌ فارِغَةٌ. وما ذُقْتُ صَمَاتاً: أي شَيْئاً. ولم يُصْمِتْهُ ذاكَ: أي لم يَكُفّه.
والصُّمْتَةُ من الطَّعَام: قَدْرُ ما يُصمتُ به صَبِيٌّ. وفي المَثَلِ في قِلَّةِ الاهْتِمام: " إنَكَ لَتَشْكُو إلى غَيْرِ مُصَمِّتٍ ".
وصَمَتَ الرجُلُ وأصْمَتَ: بمعنَى. والصمُوْتُ من الدِّرْعِ: التي إذا صُبَّتْ لم يسْمَعْ لها صَوْتٌ. والصامِتُ من الإبلِ: عِشْرُوْنَ ونَحْوُها.
ص م ت

صَمَت يَصْمُتُ صَمْتاً وصُمْتاً وصُموتاً وصُمَاتاً وأَصْمَتَ أَطَالَ السُّكْوتَ والاسمُ من صَمَتَ الصُّمْتَةُ وأصْمَتَه هو وصَمَّتَهُ وقيل الصَّمْتُ المَصْدَرُ وما سِوَى ذلك فهو اسْمٌ والصُّمْتَة والصِّمْتَةُ ما أُصْمِتَ به وصُمْتَةُ الصَّبِيِّ ما صُمِّتَ به ومنه قولُ بعض مُفَضِّلِي التَّمْرِ على الزَّبِيبِ وما لَهُ صُمْتَةٌ لِعِيالِهِ وصِمْتَةٌ جميعاً عن اللحيانيِّ أي ما يُطْعِمُهُم فيُصْمِتُهم به ورَمَاهُ بِصُماتِهِ أي بما صَمَتَ منه وما له صَامِتٌ ولا نَاطِقٌ الصَّامِتُ الذَّهَبُ والفِضَّةُ والناطِقُ الحيوانُ وضَرْبَةٌ صَمُوتٌ تَمُرُّ في العِظامِ لا تَنْبُو عن عَظْمِ فتُصَوِّتُ أنشد ثَعْلَب

(ويُذْهِبُ نَخْوةَ المُخْتالِ عنّي ... رقيقُ الحَدِّ ضَرْبَتُه صَمُوتُ) وصَمَّتَ الرَّجُل شكا إليه فَنَزَعَ إليه من شِكَايَتِه قال

(إنّكَ لا تَشْكُو إلى مُصَمِّتِ ... فاصْبِرْ على الحِمْلِ الثَّقيلِ أوْ مُتِ)

والحُروفُ المُصْمَتَةُ غيرُ حُروفِ الذَّلاقَةِ سُمِّيت بذلك لأنه صُمِتَ عنها أن يُبْنَى منها كلمةٌ رُباعِيّةٌ أو خماسيّةٌ مُعَرَّاةً من حُروفِ الذَّلاقَةِ وهو بِصِماتِه إذا شرف على قَصْدِه ولَقِيتُه ببَلْدةِ إِصْمِتَ وهي القَفْرة التي لا أحَدَ بها وقال كراع إنما هو بِبَلْدَةٍ إصْمِتَ الأول هو المعروفُ وترَكْتُهُ بصَحْراء إصْمِتَ أي حيث لا يُدْرى أين هو وتركْتُه بِوَحْشِ إصْمِتَ وإصْمِتَةَ عن اللحيانيِّ ولم يُفَسِّرْه وعندي أنه يَعْنِي به الفَلاة والمُصْمَتُ الذي لا جَوْفَ له وبابٌ مُصْمَتٌ وقُفْلٌ مُصْمَتٌ مُبْهَمٌ وثوبٌ مُصْمَتٌ لا يَخْلِطُ لَوْنَهُ لَوْنٌ وألْفٌ مُصَمَّتٌ مُتَمَّمٌ كَمُصَتَّمٍ وأنا على صِماتِ حاجَتِي أي شَرَفٍ من قَضَائِها قال

(وحاجةٍ بِتُّ على صِمَاتِها ... )

والصُّمَاتُ سُرْعةُ العَطَشِ في الناسِ والدَّوابِّ
صمت
صمَتَ يَصمُت، صَمْتًا وصُمُوتًا وصُماتًا، فهو صامِت
• صمَت الشَّخصُ: سكت ولم ينطق "عيٌّ صامت خيرٌ من عيٍّ ناطق- صمتَ دهرًا ونطق كفرًا- لا حكمة كالصَّمْت [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: الصَّمت زين وقليل فاعله- مَنْ صَمَتَ نَجَا [حديث]- {سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ} " ° خرَج عن صمته: تكلَّم، نطق. 

أصمتَ يُصمت، إصماتًا، فهو مُصمِت، والمفعول مُصمَت (للمتعدِّي)

• أصمت المريضُ: اعتُقِل لسانُه فلم يتكلَّم.
• أصمت الرَّجلُ: بالغ في الصَّمت.
• أصمت الشَّخصَ: أخرسه وأسكته.
• أصمت الشَّيءَ: جعله مُصْمتًا لا فراغ فيه. 

صمَّتَ يُصمِّت، تصميتًا، فهو مُصمِّت، والمفعول مُصمَّت
• صمَّت فلانٌ فلانًا: أسكته "صمَّتتِ الأمُّ ابنَها بإرضاعه".
• صمَّت فلانٌ الشَّيءَ: جعله مُصْمَتًا أي جامدًا لا جوف له كالحجر. 

صامِت [مفرد]: ج صامتون وصُمُوت وصوامتُ (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من صمَتَ ° المال الصَّامت: كالذَّهب والفضَّة وعكسه الناطق كالماشية- ما له صامت ولا ناطق: لا شيء عنده، فقير- مسدّس صامت: لا ينطلق منه صوت عالٍ.
2 - (لغ) صوت ساكن مثل الباء والميم والجيم، وعكسه العلَّة (الصَّائت).
• الإنذار الصَّامت: إنذار حريق يُنقل بشكل صامت بواسطة الهاتف عوضًا عن الجهاز التَّقليديّ.
• الشَّريك الصَّامت: شخص يقوم بعمل استثمارات ومشاريع، لكن لا يتقاسم الإدارة.
• المشهد الصَّامت: (فن) مشهد من مسرحيَّة يُمثَّل إيماءً.
• فنّ التَّمثيل الصَّامِت: (فن) أحد فروع فنّ التمثيل، ويقوم على حركات الجسم المختلفة وملامح الوجه، وقد تستخدم فيه الموسيقى التصويريّة وغيرها من وسائل التعبير ما عدا استخدام الكلمات المنطوقة.
• طبيعة صامتة: (فن) تمثيل لأشياء لا حياة فيها، كالفاكهة في الرَّسم أو التَّصوير. 

صُمات [مفرد]: مصدر صمَتَ: "البكر إذنُها صُماتُها [حديث] ". 

صَمْت [مفرد]:
1 - مصدر صمَتَ.
2 - (طب) فَقْد الصَّوت النَّاشئ عن علَّة في الأوتار الصَّوتيَّة. 

صُمْتة [مفرد]: ج صُمُتات وصُمْتات وصُمَت: (طب) فقدان الصَّوت نتيجة مرض، أو إصابة في الحبال الصَّوتيَّة، أو نتيجة لأسباب نفسيَّة متنوِّعة. 

صَموت [مفرد]: مؤ صَموت:
1 - صيغة مبالغة من صمَتَ: كثير الصَّمت والسُّكوت "فتاة/ شابٌّ صَموت".
2 - ما لا يُسمع صوتُه "مسدَّس/ خلخال صَموت". 

صُموت [مفرد]: مصدر صمَتَ. 

مُصْمَت [مفرد]:
1 - اسم مفعول من أصمتَ.
2 - خالص غير مختلط "لون مُصْمَت- أقمشة مُصْمَتة". 

صمت: صَمَتَ يَّسْمُتُ صَمْتاً وصُمْتاً

(* قوله «صمتاً وصمتاً» الأول

بفتح فسكون متفق عليه. والثاني بضم فسكون بضبط الأصل والمحكم. وأَهمله

المجد وغيره. قال الشارح: والضم نقله ابن منظور في اللسان وعياض في

المشارق.) وصُمُوتاً وصُماتاً، وأَصْمَتَ: أَطالَ السكوتَ.

والتَّصْميتُ: التَّسْكِيت. والتَّصْميتُ أَيضاً: السكوتُ.

ورجل صِمِّيتٌ أَي سِكِّيتٌ.

والاسم من صَمَتَ: الصُّمْتةُ؛ وأَصْمَتَه هو، وصَمَّتَه. وقيل:

الصَّمْتُ المصدر؛ وما سِوى ذلك، فهو اسْمٌ. والصُّمْتةُ، بالضم: مثل

السُّكْتةِ. ابن سيده: والصُّمْتة، والصِّمْتةُ: ما أُصْمِتَ به. وصُمْتةُ الصبيّ:

ما أُسْكِتَ به؛ ومنه قول بعضِ مُفَضِّلي التمْر على الزبيب: وما له

صُمْتةٌ لعِيالِه، وصِمْتَةٌ؛ جميعاً عن اللحياني، أَي ما يُطْعِمُهم،

فيُصْمِتُهم به. والصُّمْتةُ: ما يُصْمَتُ به الصبيُّ من تمر أَو شيء طريفٍ.

وفي الحديث في صفة التمرة: صُمْتةُ الصغيرِ؛ يريد أَنه إِذا بَكَى،

أُصْمِتَ، وأُسْكِتََ بها، وهي السُّكْتة، لما يُسْكَتُ به الصبي. ويقال: ما

ذُقْتُ صُماتاً أَي ما ذُقْتُ شيئاً.

ويقال: لم يُصْمِتْه ذاك أَي لم يَكفِه؛ وأَصلُه في النَّفْي، وإِنما

يقال ذلك فيما يُؤْكل أَو يُشْرَب.

ورماه بصُماتِه أَي بما صَمَتَ منه. الجوهري عن أَبي زيد: رَمَيْتُه

بصُماتِه وسُكاتِه أَي بما صَمَتَ به وسكَتَ.

الكسائي: والعرب تقول: لا صَمْتَ يوماً إِلى الليل، ولا صَمْتَ يومٌ

إِلى الليل، ولا صَمْتَ يومٍ إِلى الليل؛ فمَن نصب أَراد: لا نَصْمُتْ يوماً

إِلى الليل؛ ومَن رفع أَراد: لا يُصْمَتُ يومٌ إِلى الليل؛ ومَن خفض،

فلا سؤال فيه. وفي حديث علي، عليه السلام: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم،

قال: لا رَضاع بعد فِصالٍ، ولا يُتْم بعد الحُلُم، ولا صَمْتَ يوماً إِلى

الليل؛ الليث: الصَّمْتُ السكوتُ؛ وقد أَخَذه الصُّماتُ. ويقال للرجل

إِذا اعْتَقَلَ لسانُه فلم يتكلم: أَصْمَتَ، فهو مُصْمِتٌ؛ وأَنشد أَبو

عمرو:

ما إِنْ رأَيتُ من مُعَنَّياتِ

ذَواتِ آذانٍ وجُمْجُماتِ،

أَصْبَر منهنَّ على الصُّماتِ

قال: الصُّماتُ السكوتُ. ورواه الأَصمعي: من مُغَنِّياتِ؛ أَراد: من

صَرِيفهِن. قال: والصُّماتُ العَطَشُ ههنا.

وفي حديث أُسامة بن زيد، قال: لما ثَقُلَ رسولُ الله، صلى الله عليه

وسلم، هَبَطْنا وهَبَطَ الناسُ، يعني إِلى المدينة، فدخلتُ على رسول الله،

صلى الله عليه وسلم، يومَ أَصْمَتَ فلا يتكلم، فجعل يَرْفَع يَده إِلى

السماء، ثم يَصُبُّها عليَّ، أَعْرِفُ أَنه يَدْعُو لي؛ قال الأَزهري: قوله

يومَ أَصْمَتَ؛ معناه: ليس بيني وبينه أَحد؛ قال أَبو منصور: يحتمل أَن

تكون الرواية يوم أَصْمَتَ، يقال: أَصْمَتَ العليلُ، فهو مُصْمِتٌ إِذا

اعْتَقَل لسانُه. وفي الحديث: أَصْمَتَتْ أُمامة بنتُ العاص أَي اعْتَقَل

لسانُها؛ قال: وهذا هو الصحيح عندي، لأَِن في الحديث: يومَ أَصْمَتَ فلا

يتكلم. قال محمد بن المكرم، عطا الله عنه: وفي الحديث أَيضاً دليل أَظهر

من هذا، وهو قوله: يرفع يده إِلى السماء، ثم يَصُبُّها عليَّ، أَعرف أَنه

يدعو لي؛ وإِنما عَرَفَ أَنه يدعو له بالإِشارة لا بالكلام والعبارة،

لكنه لم يصح عنه أَنه، صلى الله عليه وسلم، في مرضه اعْتَقَلَ يوماً فلم

يتكلم، والله أَعلم. وفي الحديث: أَنَّ امرأَة من أَحْمَسَ حَجَّتْ مُصْمِتة

أَي ساكتةَ لا تتكلم.

ولقيته ببلدة إِصْمِتَ: وهي القَفْر التي لا أَحدَ بها؛ قال أَبو زيد:

وقَطَع بعضهم الأَلفَ من إِصْمِتَ ونَصَبَ التاءَ، فقال:

بوَحْشِ الإِصْمِتَيْن له ذُنابُ

وقال كراع: إِنما هو ببلدة إِصْمِتَ. قال ابن سيده: والأَولُ هو

المعروف. وتَرَكْتُه بصحراءَ إِصْمِتَ أَي حيثُ لا يُدْرى أَينَ هو. وتَرَكْتُه

بوحش إِصْمِتَ، الأَلف مقطوعة مكسورة؛ ابن سيده: تركتُه بوَحْشِ إِصْمِتَ

وإِصْمِتةَ؛ عن اللحياني، ولم يفسره. قال ابن سيده: وعندي أَنه

الفَلاةُ؛ قال الراعي:

أَشْلى سَلُوقِيَّةً باتَت، وباتَ لهَا،

بوَحْشِ إِصْمِتَ، في أَصْلابها، أَوَدُ

ولقيته ببلدة إِصْمِتَ إِذا لقيته بمكانٍ قَفْرٍ، لا أَنيسَ به، وهو

غيرُ مُجْرًى.

وما لَه صامتٌ ولا ناطقٌ؛ الصامِتُ: الذَّهب والفضة، والناطقُ: الحيوانُ

الإِبلُ والغنم، أَي ليس له شيء. وفي الحديث: على رقَبَتِه صامِتٌ؛ يعني

الذهب والفضة، خلاف الناطق،وهو الحيوان.

ابن الأَعرابي: جاء بما صاءَ وصَمَتَ؛ قال: ما صاءَ يعني الشاءَ

والإِبلَ، وما صَمَتَ يعني الذهب والفضةَ. والصَّمُوتُ من الدُّروع: اللَّيِّنةُ

المَسّ، ليست بخَشِنةٍ، ولا صَدِئَةٍ، ولا يكون لها إِذا صُبَّتْ

صَوْتٌ؛ وقال النابغة:

وكلُّ صَمُوتِ نَثْلةٍ تُبَّعِيَّةٍ،

ونَسْجُ سُلَيْمٍ كلّ قَضَّاء ذائِلِ

قال: والسيفُ أَيضاً يقال له: صَمُوتٌ، لرُسُوبه في الضَّرِيبة، وإِذا

كان كذلك قَلَّ صَوتُ خُروجِ الدَّم؛ وقال الزبير بن عبد المطلب:

ويَنْفِي الجاهِلَ المُخْتالَ عَنِّي

رُقاقُ الحَدِّ، وَقْعَتُه صَمُوتُ

وضَرْبةٌ صَمُوتٌ: تمرُّ في العِظام، لا تَنْبُو عن عَظْمٍ، فتُصَوِّتُ؛

وأَنشد ثعلب بيتَ الزبير أَيضاً على هذه الصورة:

ويُذْهِبُ، نَخْوةَ المُخْتالِ عَنِّي،

رَقيقُ الحَدِّ، ضَرْبَتُه صَمُوتُ

وصَمَّتَ الرجلَ: شَكَا إِليه، فنَزَع إِليه من شِكايتِه: قال:

إِنكَ لا تَشْكُو إِلى مُصَمِّتِ،

فاصْبِرْ على الحِمْلِ الثَّقيلِ، أَو مُتِ

التهذيب: ومن أَمثالهم: إِنك لا تَشْكُو إِلى مُصَمِّتٍ أَي لا تَشْكُو

إِلى من يَعْبَأُ بشَكْواكَ. وجارية صَمُوتُ الخَلْخالَيْن إِذا كانت

غَليظةَ الساقَين، لا يُسْمَعُ لِخَلْخالِها صوتٌ لغُموضه في رجليها.

والحروف المُصْمَتة: غيرُ حروف الذَّلاقةِ، سميت بذلك، لأَنه صُمِتَ

عنها أَن يُبْنَى منها كلمة رباعية، أَو خماسية، مُعَوَّاة من حروف

الذلاقة.وهو بصِماتِه إِذا أَشْرَفَ على قَصْدِه. ويقال: باتَ فلانٌ على صِماتِ

أَمْره إِذا كان مُعْتَزِماً عليه. قال أَبو مالك: الصِّماتُ القَصْدُ،

وأَنا على صِماتِ حاجتي أَي على شَرَفٍ من قضائها، يقال: فلان على صِماتِ

الأَمْر إِذا أَشْرَف على قضائه؛ قال:

وحاجةٍ بِتُّ على صِماتِها

أَي على شَرَف قضائها. ويروى: بَتاتِها. وباتَ من القوم على صِماتٍ أَي

بمَرأى ومَسْمَع في القُرْبِ. والمُصْمَتُ: الذي لا جَوفَ له؛

وأَصْمَتُّه أَنا. وبابٌ مُصْمَتٌ، وقُفْلٌ مُصْمَتٌ: مُبْهَم، قد أُبْهِمَ

إِغْلاقُه؛ وأَنشد:

ومن دونِ لَيْلى مُصْمَتاتُ المَقاصِرِ

وثوب مُصْمَتٌ: لونُه لونٌ واحدٌ، لا يُخالطه لونٌ آخَرُ. وفي حديث

العباس: إِنما نَهَى رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، عن الثَّوبِ المُصْمَتِ

من خَزٍّ؛ هو الذي جميعه ابْرَيْسَمٌ، لا يُخالطه قُطْنٌ ولا غيره.ويقال

للَونِ البَهيم: مُصْمَتٌ. وفرس مُصْمَتٌ، وخيل مُصْمَتاتٌ إِذا لم يكن

فيها شِيَةٌ، وكانت بُهْماً. وأَدْهَمُ مُصْمَتٌ: لا يخالطُه لونٌ غير

الدُّهْمةِ. الجوهري: المُصْمَتُ من الخيل البَهيمُ أَيَّ لونٍ كان، لا

يُخالِطُ لونَه لونٌ آخَر. وحَلْيٌ مُصْمَتٌ إِذا كان لا يخالطه غيرُه؛ قال

أَحمد بن عبيد: حَلْيٌ مُصْمَتٌ، معناه قد نَشِبَ على لابسه، فما

يَتحرَّكُ ولا يَتَزَعْزَعُ، مثلُ الدُّمْلُج والحَجْل، وما أَشبههما. ابن

السكيت: أَعطيتُ فلاناً أَلفاً كاملاً، وأَلفاً مُصْمَتاً، وأَلفاً أَقْرَعَ،

بمعنىً واحد. وأَلفٌ مُصَمَّتٌ مُتَمَّمٌ، كمُصَتَّمٍ.

والصُّماتُ: سُرعةُ العطش في الناس والدواب.

والتصامتُ من اللبن: الحائرُ.

والصَمُوت: اسم فرس المُثَلَّم بن عمرو التَّنُوخيّ؛ وفيه يقول:

حتى أَرى فارسَ الصَّمُوتِ على

أَكْساءِ خَيْلٍ، كأَنَّها الإِبِلُ

معناه: حتى يَهْزِمَ أَعداءَه، فيَسُوقَهم من ورائهم، ويَطْرُدَهم كما

تُساق الإِبل.

صمت

1 صَمَتَ, (S, M, A, Mgh, Msb,) aor. ـُ (S, M, Msb,) inf. n. صَمْتٌ (S, M, A, Mgh, Msb, K) and صُمْتٌ (M, L, TA) and صُمُوتٌ and صُمَاتٌ, (S, M, Mgh, Msb, K,) or the first of these is the inf. n. and the rest are simple substs.; (M;) and ↓ اصمت, (S, M, Msb,) inf. n. إِصْمَاتٌ; (K;) and ↓ صمّت, inf. n. تَصْمِيتٌ; (S, K; but only the inf. n. is mentioned;) He was, or became, silent, mute, or speechless; syn. سَكَتَ: (S, A, Msb, K:) or he was, or became, long silent or mute or speechless: (M, Mgh:) but there is a difference between سَكَتَ and صَمَتَ; for the former is said of him who has the power, or faculty, of speech, but abstains from making use of it; whereas the latter is sometimes said of that which has not the power, or faculty, of speech. (Er-Rághib, MF and TA in art. سكت.) The Arabs say, (Ks, TA,) and it is said in a trad., (TA,) لَا صَمْتَ يَوْمًا إِلَى اللَّيْلِ, or يَوْمٌ, or يَوْمٍ, i. e. There shall be no keeping silence a whole day [until night]. (Ks, K, TA. [In the “ Jámi' es-Sagheer,” we find لا صُمَاتَ instead of لا صَمْتَ: and El-Munáwee, in his Commentary on that work, says that the keeping silence for a whole day is forbidden by the words of this trad. because it is an imitation of a Christian custom.]) And إِذْنُهَا صُمَاتُهَا [in another trad., relating to the asking a virgin if she consent to be married, lit. Her permission is her silence,] means her silence is like her permission, i. e. it suffices. (Msb.) One says also, جَآءَ بِمَا صَآءَ وَصَمَتَ (assumed tropical:) [He brought what was vocal and what was mute]; مَا صَآءَ meaning sheep, or goats, and camels; and مَا صَمَتَ, gold and silver: (IAar, TA:) صَآءَ in this saying is formed by transposition from صَأَى [q. v.]. (S in art. صأى.) 2 صمّتهُ, (M, A, K,) inf. n. تَصْمِيتٌ; (S;) and ↓ اصمتهُ; (M, A, Msb, K;) He made him, or rendered him, silent, mute, or speechless: (S, A, Msb, K:) or he made him, or rendered him, long silent or mute or speechless. (M.) b2: [Hence,] صَمِّتِى صَبِيَّكِ Feed thy child with that which will silence it [or quiet it]. (A, TA.) b3: and صمّت الرَّجُلَ He inclined to the man who complained to him by reason of his complaint [and so quieted him; or he cared for the complaint of the man and so quieted him; see مُصَمِّتٌ]. (M, TA.) A2: See also 1, first sentence.4 اصمتهُ: see 2. b2: [Hence,] لَمْ يُصْمِتْهُ ذٰلِكَ That did not suffice him [so as to quiet him]: said only of what is eaten and drunk. (TA.) b3: and اصمتهُ He made it to be solid, not hollow; without a cavity. (A'Obeyd, S, K.) [For that which is without a cavity is generally non-sonorous.] b4: And أُصْمِتَتِ الأَرْضُ, or أَصْمَتَت, (accord. to different copies of the K, the latter accord. to the O,) The land became altered (أَحَالَت) [so as to be rugged, or hard, app. in consequence of its having been left untilled and unsown,] at the end of two years, (O, K,) and had rugged patches of urine and dung. (O.) A2: See also 1, first sentence. b2: أَصْمَتَ also signifies He was, or became, tonguetied, (O, TA,) and spoke not; (TA;) said of a sick man. (O, TA.) صُمْتَةٌ a subst. from صَمَتَ [as such signifying Silence, muteness, or speechlessness; like صَمْتٌ used as a subst., and صُمْتٌ &c.; and like سُكْتَةٌ and سِكْتَةٌ]. (M, TA.) b2: And (M, TA) A thing, (M, A, K, TA,) i. e. food, (A, K, TA,) or the like, (K, TA,) such as a date, or something pretty, (TA,) with which one silences [or quiets] (M, A, K, TA) a child; (A, K, TA;) as also ↓ صِمْتَةٌ; (Lh, M, TA;) like سُكْتَةٌ [in this sense as well as in the former sense]. (S.) A date is called صُمْتَةُ الصَّبِىِّ [The quieter of the child], (M, TA,) and صُمْتَةُ الصَّغِيرِ [The quieter of the little one], so in a trad., because when the little one cries, or weeps, he is silenced with it. (TA.) One says, مَا عِنْدَهَا صُمْتَةُ لَيْلَةٍ She has not as much as would silence [or quiet] her child during one night. (A.) and مَا لَهُ صُمْتَةٌ لِعِيَالِهِ and ↓ صِمْتَةٌ He has not what would feed and silence [or quiet] his household, or family. (Lh, M.) صِمْتَةٌ: see the next preceding paragraph, in two places.

مَا ذُقْتُ صَمَاتًا [I did not taste, or have not tasted,] anything. (K.) رَمَاهُ بِصُمَاتِهِ, (Az, K, A, K, [in a copy of the M بصِمَاتِه, but this I think a mistranscription,]) or ↓ بِصُمَاتَةٍ, (K accord. to the TA, and so in the M in art. سكت,) [both probably correct, for] one says also بِسُكَاتِهِ (Az, S) and بِسُكَاتَةٍ, (S, M, A, K, in art. سكت,) He (a man, Az, S, or God, A) smote him, or afflicted him, with a thing that silenced him. (Az, S, M, A, K.) [See رَمَاهُ بِسُكَاتٍ, in art. سكت.] b2: صُمَاتٌ signifies also Thirst: (As, TA:) or quickness of thirsting, (M, K, TA,) in men and in beasts. (M, TA.) فُلَانٌ عَلَى صِمَاتِ الأَمْرِ Such a one is, or was, at the point of accomplishing the affair. (S.) And أَنَا عَلَى صِمَاتِ حَاجَتِى I am at the point of accomplishing my want. (M.) And بَاتَ عَلَى

صِمَاتِ أَمْرِهِ He passed the night resolved upon his affair. (TA.) And هُوَ بِصِمَاتِهِ He is at the point of [attaining] his purpose: (M, TA:) Aboo-Málik says that صِمَاتٌ signifies قَصْدٌ [i. e. purpose, intention, &c.]. (TA.) And one says, بَاتَ مِنَ القَوْمِ عَلَى صِمَاتٍ He passed the night in a place where he was seen and heard by the people, near to them. (S, TA.) دِرْعٌ صَمُوتٌ (tropical:) A coat of mail from which no sound is heard to proceed when it is put on, (S, A, L, TA,) it being soft to the feel, not rough nor rusty: (L, TA:) or a heavy coat of mail. (K.) And جَارِيَةٌ صَمُوتُ الخَلْخَالَيْنِ (tropical:) A girl, or young woman, having thick legs, form whose pair of anklets no sound is heard to proceed, (K, TA,) by reason of their being depressed in her legs. (TA. [لَها in the CK is erroneously put for لَهُمَا.]) And سَيْفٌ صَمُوتٌ (assumed tropical:) A sword that penetrates deeply into the thing struck with it [so as not to make a sound by its being repelled by a bone]. (K, TA.) And ضَرْبَةٌ صَمُوتٌ (assumed tropical:) A blow [with a sword or the like] passing among the bones, not recoiling from a bone (M, K, TA) so as to make a sound. (TA.) b2: And شَهْدَةٌ صَمُوتٌ (tropical:) A honey-comb that is full; not having a cell empty. (A, K.) صُمَاتَة: see رَمَاهُ بِصُمَاتِهِ, above.

صِمِّيتٌ, applied to a man, (S,) i. q. سِكِّيتٌ, (S, K, TA,) [i. e. Much, or often, silent or mute or speechless; or] long silent &c. (TA.) صَامِتٌ Silent, mute, or speechless: (Msb:) pl. صَامِتُونَ (Kur vii. 192) [and صُمُوتٌ, occurring in the K in art. زم]. [Hence,] one says, مَا لَهُ صَامِتٌ وَلَا نَاطِقٌ (tropical:) [He has not mute nor vocal property; or he has not dead nor live stock]: (S, M, A:) by the former are meant gold and silver; (S, M, Msb, K;) and by the latter, camels, (S, K,) and sheep or goats, (S,) or animals: (M:) i. e. he has not aught. (S.) b2: Also, of camels, (assumed tropical:) Twenty, (O, K,) and the like. (O.) b3: And of milk, (assumed tropical:) Such as is thick. (S, O, K.) أَصْمَتُ: see مُصْمِتٌ.

لَقِيتُهُ بِوَحْشِ إِصْمِتَ and بِبَلْدَةِ إِصْمِتَ Az explains as meaning [I met him, or met with him, or found him,] in a desert place, in which was no one to cheer by his company: (S: [and in like manner the latter phrase is expl. in the M:]) accord. to Kr, بِبَلْدَةٍ إِصْمِتَ; but the phrase commonly known is بِبَلْدَةِ إِصْمِتَ: (M:) or تَرَكْتُهُ بِبَلْدَةِ إِصْمِتَ [I left him] in the desert, or waterless desert: or in such a place that it was not known where he was: (K:) and بِصَحْرَآءِ إِصْمِتَ (M, K) meaning as above, (K,) or having the latter of these two meanings: (M:) and بِوَحْشِ

إِصْمِتَ and ↓ إِصْمِتَةَ, (M, K,) mentioned, but not expl., by Lh, (M,) meaning as above, (K,) or app. meaning in the desert, or waterless desert: (M:) and some say, بِوَحْشِ الإِصْمِتَيْنِ: (TA:) اصمت is as above, with the disjunctive alif; and also with the conjunctive [i. e. اصْمِتَ]: (O, K:) it is imperfectly decl., (S, MF, TA,) because combining the quality of a proper name with the fem. gender or with the measure of a verb: (MF, TA:) it is said that the desert, or waterless desert, is thus called because in it one fears much; as though everyone [therein] said to his companion, اصمت [i. e. اُصْمُتْ or أَصْمِتْ, “Be thou silent ”]; like as they say of a مَهْمَه that it is so called because a man [therein] says to his companion, مَهْ مَهْ: (MA:) [for] accord. to some the word إِصْمِت is an imperative changed into a subst., and hence the ء is disjunctive, and it may be with kesr accord. to a dial. var. [of the imperative] that has not reached us: accord. to Yákoot, it is the name of a particular desert; but others say that the proper name [of that desert] is وَحْشُ إِصْمِتَ. (TA in art. وحش.) إِصْمِتَة: see the next preceding paragraph.

مُضْمَتٌ [primarily signifies Made, or rendered, silent, mute, or speechless. b2: And hence,] Solid; not hollow; having no cavity. (A 'Obeyd, S, M, Mgh, Msb, K.) [For that which is without a cavity is generally non-sonorous.] b3: And A door, (S, M, Mgh, Msb, K,) and a lock, (M, K,) closed, or locked, (S, M, Mgh, Msb, K,) so that one cannot find the way to open it. (S, M, * K. *) A poet says, وَمِنْ دُونِ لَيْلَى مُصْمَتَاتُ المَقَاصِرِ [And in the way to Leylà are what are closed, &c., of chambers to which the owner alone has access: مَقَاصِر being used by poetic license for مَقَاصَير, pl. of مَقْصُورَةٌ]. (TA.) b4: Also A garment, or piece of cloth, of one, unmixed, colour. (M, Mgh, K.) The garment thus termed that is disliked is That of which the warp and woof are both of silk: or such as is woven of undressed silk, and then dressed, and dyed of one colour: (Mgh:) [or] such as is termed مُصْمَتٌ مِنْ خَزٍّ, i. e. consisting entirely of silk, not mixed with cotton nor with other material, was forbidden by the Prophet. (TA.) b5: [Hence,] فَرَسٌ مُصْمَتٌ A horse of one, unmixed, colour; in which is no colour differing from the rest: (S, A, TA:) pl. خَيْلٌ مُصْمَتَاتٌ. (TA.) And أَدْهَمُ مُصْمَتٌ [applied to a horse] (assumed tropical:) Black unmixed with any other colour. (TA.) b6: [Hence also,] إِنَآءٌ مُصْمَتٌ (assumed tropical:) A vessel not silvered, or not ornamented with silver. (Mgh.) And بَيْضَةٌ مُصْمَتَةٌ (assumed tropical:) A helmet made of one piece. (AO, TA in art. بيض.) And حَلْىٌ مُصْمَتٌ (assumed tropical:) A woman's ornament that is not intermixed with another: or, accord. to Ahmad Ibn-'Obeyd, that has stuck fast upon its wearer, so that it does not move about; such as the armlet, and the anklet, and the like. (TA.) b7: The فَهْد [or lynx, an animal proverbial for much sleeping,] is said to be مُصْمتُ النَّوْمِ (tropical:) [app. meaning A heavy sleeper]. (A, TA.) b8: الحُرُوفُ المُصْمَتَةُ are All the letters [of the Arabic alphabet] except those called حُرُوفُ الذَّلَاقَةِ [or الحُرُوفُ الذُّلْقُ]; (M, TA;) i. e. (TA) all the letters except those comprised in the phrase مُرْ بِنَفْلٍ. (K, TA.) [What is here rendered “ except ” (i. e. مَا عَدَا) is said by MF to be omitted in most of the copies of the K.] b9: See also مُصَمَّتْ.

مُصْمِتٌ Tongue-tied; (O, TA;) not speaking: (TA:) applied to a sick man [when he is unable to speak]: (O, TA:) and ↓ أًصْمَتُ [signifies the same,] i. q. أَبْهَمُ and مُبْهَمٌ. (So in copies of the K in art. بهم. [In one of the explanations which I have given of مُبْهَمٌ in consequence of an omission (to be supplied in Book II.), أَصْمَتُ is made syn. with مُصْمَتٌ.]) أَلْفٌ مُصَمَّتٌ (assumed tropical:) A thousand completed; (M, K;) like مُصَتَّمٌ; (M;) as also ↓ مُصْمَتٌ. (K.) مُصَمِّتٌ [A silencer, or quieter: and hence, b2: ] One who cares for another's complaint. (M, * Meyd, TA.) One says, (M, Meyd, TA,) i. e. a rájiz says, addressing a camel belonging to him, (Har p. 642,) إِنَّكَ لَا تَشْكُو إِلَى مُصَمِّتِ فَاصْبِرْ عَلَى الحِمْلِ الثَّقِيلِ أَوْ مُتِ [Verily thou complainest not to one who cares for thy complaint; therefore endure with patience the bearing of the heavy burden, or die]. (M, Meyd, TA.) تَشْكُو إِلَى غَيْرِ مُصَمِّتٍ, i. e. [Thou complainest] to one who cares not for thy case, is a proverb. (Meyd.)
صمت
: (الصَّمْتُ) ، بِالْفَتْح، كَمَا يُفْهَمُ من إِطلاقِه، والصُّمّتُ، بالضَّمّ، كَمَا نقلَه ابنُ مَنْظُور فِي اللّسان، وعِياضٌ فِي الْمَشَارِق. وأَنشدني من سَمِع شيخَنا الإِمامَ أَبا عبدِ الله محمّدَ بنَ سالمٍ الحفنيّ، قُدِّس سِرُّه ونفعنا بِهِ، إِلقاءً فِي بعض دروسه: إِذا لم يَكنْ فِي السَّمْعِ مِنّي تَصامُمٌ
وَفِي بَصَرِي غَضٌّ وَفِي مَنْطِقي صَمْتُ
فحَظِّي إِذاً مِنْ صَوْمِيَ الجُوعُ والظَّمَا
فإِنْ قُلْت يَوْمًا إِنَّنِي صُمْتُ مَا صُمْتُ
ورِواية شيخِنا عَن شيخة ابنِ المسنّاوِيّ: (تَصَوُّنٌ) بدل: (تصامُم) .
(والصُّمُوتُ، والصُّمَاتُ) ، بالضَّمّ فيهمَا أَيضاً: (السُّكُوتُ) ، وَقيل: طُولُه. وَمِنْهُم مَنْ فَرَّقَ بَينهمَا، وَقد تقدّم فِي: سَكَت. وَقَالَ اللَّيْثُ: الصَّمْتُ: السُّكُوت. وَقد أَخذَهُ الصُّمَات. وأَنشد أَبو عَمْرٍ و:
مَا إِنْ رَأَيْتُ من مُغَنِّياتِ
أَصْبَرَ مِنْهُنَّ على الصُّمَاتِ
وَنقل شيخُنا عَن أَهل الِاشْتِقَاق: فُعالٌ، بالضَّمِّ، هُوَ الْمَشْهُور والمَقِيسُ فِي الأَصوات، كالصُّراخِ ونحْوِه. قَالُوا: والصُّمَاتُ محمولٌ على ضِدِّه (كالإِصْماتِ) .
قَالَ السُّهَيْلِيّ فِي الرَّوْض: صَمَتَ وأَصْمَتَ، وسَكَتَ وأَسْكَتَ: بمعْنًى، وتقدّمَ الفرْقُ بَينهمَا، وَفِي الحَدِيث: (أَنّ امرأَةً من أَحْمَسَ حَجَّتْ، وَهِي مُصْمِتَةٌ) ، أَي: ساكتةٌ لَا تتكَلَّمُ.
(والتَّصْمِيتُ) : السُّكُوت، والتَّسْكِيتُ والاسمُ من صَمَت: الصُّمْتَةُ.
(ورَماهُ بصُمَاتِهِ) ، بالضَّمّ، (أَي: بِما صَمَتَ مِنْهُ) . وروى الجَوْهَرِيُّ عَن أَبي زيد: رَمَيتُه بصُماتِهِ، وسُكاتِهِ أَي بِمَا صَمَتَ بِهِ وسَكتَ.
(وأَصْمَتَه) هُوَ، (وصَمَّتَهُ: أَسْكَتَهُ، لازِمانِ، مُتَعَدِّيانِ) .
(والصُّمَاتُ، بالضَّمّ) : العَطش، وَبِه فسَّرَ الأَصمعيُّ قولَ أَبي عَمْرٍ والسّابقَ ذِكرُهُ. وَقيل: (سُرْعَةُ العَطَشِ) فِي النّاس والدَّوابّ.
(والصّامِتُ مِن اللَّبَنِ: الخاثِرُ) ، ومثلُه فِي الصَّحاح.
(و) الصّامِتُ (من الإِبِلِ: عِشْرُون) .
(و) من المَجاز: مَا لهُ صامِتٌ، وَلَا ناطِقٌ. الصّامِتُ (من المالِ: الذَّهَبُ والفِضَّةُ، والنّاطِقُ مِنْهُ) الحيوانُ من (الإِبِل) والغَنَم، أَي: لَيْسَ لَهُ شيْءٌ.
وَعَن ابْن الأَعرابيّ: جاءَ بِمَا صَاءَ وصَمَتَ، قَالَ: مَا صاءَ: يَعْنِي الشّاءَ والإِبِلَ، وَمَا صَمَتَ: يَعْنِي الذَّهَبَ والفِضَّةَ.
(و) من المَجَاز: دِرْعٌ صَمُوتٌ، (الصَّمُوتُ، بِالْفَتْح) كصَبُور: (الدِّرْعُ الثَّقِيلُ) . وَفِي اللِّسان: الصَّمُوتُ من الدُّروع: اللَّيِّنَةُ المَسِّ، ليستْ بخَشِنَةٍ، وَلَا صَدِئَةٍ، وَلَا يكونُ لَهَا إِذا صُبَّتْ صَوْتٌ. وَقَالَ النّابغةُ:
وكُلُّ صَمُوتٍ نَثْلَةٍ تُبَّعِيَّةٍ
ونَسْجُ سُلَيْمٍ كُلَّ قَضّاءَ ذَائلِ
قَالَ: (و) يُطْلَقُ أَيضاً على (السَّيْفِ الرَّسُوبِ) ، وإِذا كَانَ كذالك، قلّ صَوتُ خُرُوجِ الدَّمِ، قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ عبد المُطَّلِب:
ويَنْفِي الجاهِلَ المُخْتالَ عَنِّي
رُقَاقُ الحَدِّ وَقْعَتُه صَمُوتُ
(و) من المَجَاز: الصَّمُوتُ: (الشَّهْدَةُ المُمتَلِئَةُ الَّتِي لَيست فِيهَا ثُقْبَةٌ فارِغةٌ) نَقله الصّاغانيُّ والزَّمَخْشرِيّ.
(و) الصَّمُوتُ: اسمُ (فَرَسِ العَبّاسِ بْنِ مِرْداسٍ) السُّلَمِيّ، رَضي الله عَنهُ. (أَو) فَرَس (خُفَافِ بنِ نُدْبَة) السُّلَمِيّ. وَفِي لِسَان الْعَرَب: وَهُوَ فَرَسُ المُثلَّمِ بْنِ عَمْرٍ والتَّنُوخِيّ، وَفِيه يقولُ:
حَتَّى أَرَى فارِسَ الصَّمُوتِ على
أَكساءِ خيْلٍ كأَنَّهَا الإِبِلُ
ومعناهُ: حَتَّى يَهْزِمَ أَعداءَه، فيَسُوقَهم مِن وَرائهم ويَطرُدَهم كَمَا تُسَاقُ الإِبلُ.
(وضَرْبَةٌ صَمُوتٌ) : إِذا كَانَت (تمُرُّ فِي العِظامِ، لَا تَنْبُو عَن عَظْمٍ) ، فتُصَوِّتُ؛ قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ عبد المُطَّلِب:
ويَنْفِي الجَالَ المُخْتالَ عَنِّي
رُقاقُ الحَدِّ وَقْعَتُهُ صَمُوتُ
وأَنشد ثَعْلَب بَيت الزُّبَيْر أَيضاً على هاذه الصُّورَة: ويُذْهِبُ نَخْوَةَ المُخْتَالِ عَنِّي
رَقِيقُ الحَدِّ ضَرْبتُهُ صَمُوتُ
(وترَكْتُه بِبَلْدَةِ إِصْمِت، كإِرْبِل) ، وَهِي القَفْرَةُ الّتي لَا أَحَدَ بهَا. (و) تَركْتُه (بصحْرَاءِ إِصْمِتَ) عَن ابْن سِيدَهْ: ترَكْتُهُ (بِوَحْشِ إِصْمِتَ وإِصمِتَةَ، بكسْرِهِنَّ) ، عَن اللِّحيانيّ. وَلم يُفسِّره، وَهُوَ (بقَطْعِ الهَمْزِ ووَصْلِه) . قَالَ أَبو زيد: وقطَعَ بعضُهم الأَلِفَ من إِصْمِتَ، ونَصَبَ التّاءَ، فَقَالَ:
بِوَحْشِ الإِصْمِتَيْنِ لَهُ ذُبابُ
وَقَالَ كُراع: إِنّمَا هُوَ ببلدةِ إِصْمِتَ قَالَ ابنُ سِيدَهْ: والأَوّل هُوَ المعروفُ (أَي بالفلاةِ) ، فسَّره ابنُ سِيدَهح. قَالُوا: سُمِّيَت بذالك لكثْرةِ مَا يَعْرِضُ فِيهَا من الخَوف، كأَنَّ كلّ وَاحِد يقولُ لصَاحبه: اصْمِتْ، كَمَا قَالُوا فِي مَهْمَهٍ: إِنَّها سُمِّيَت لقَوْل الرَّجُل لصاحبِه: مَهْ مَهْ؛ قَالَ الرّاعِي:
أَشْلَى سَلُوقِيَّةً باتَتْ وباتَ لَهَا
بِوَحْشِ إِصْمِتَ فِي أَصْلابِها أَوَدُ
(أَوْ) تركتُهُ بصَحْرَاءِ إِصْمِتَ: الأَلفُ مقطوعةٌ مَكْسُورَة، أَي: (بِحَيْثُ لَا يُدْرَى أَيْنَ هُوَ) . ولقيتُه ببلدةِ إِصْمِتَ: إِذا لقِيتهُ بمَكانٍ قفْرٍ لَا أَنيسَ بِهِ. ثمَّ إِنّ إِصْمِتَ من الأَسماءِ الّتي لَا تُجْرَى، أَي: لَا تَنصرف كَمَا صرّح بِهِ الجوهريّ وغيرُه، نَقله عَن أَبي زيد، والعِلَّتانِ هما: العَلَمِيّةُ والتّأْنيثُ، أَوْ وزنُ الفِعل، حقَّقه شيخُنا.
(والمُصْمَتُ) ، كمُكْرَم: الشِّيْءُ (الَّذِي لَا جَوْفَ لَهُ. وأَصْمَتُّه أَنا. و) يُقال: (بَابٌ) مُصْمَتٌ، (وقُفْلٌ مُصْمَتٌ) : أَي (مُبْهَمٌ) ، وَقد أُبْهِمَ إِغْلاقُه؛ وأَنشد:
ومِنْ دُونِ ليْلى مُصْمَتَاتُ المَقَاصِرِ
(و) عَن ابْن السِّكّيتِ: (أَلْفٌ مُصْمَتٌ) ، كَمَا تَقول: أَلْفٌ كامِلٌ، وأَلفٌ أَقْرَعُ، بِمَعْنى وَاحِد. (ويُشَدَّدُ) ، فَتَقول: أَلْفٌ مُصَمَّتٌ، أَي: (مُتَمَّمٌ) ، كمُصَتَّمٍ. (وثَوْبٌ مُصْمَتٌ) إِذا كَانَ (لَا يُخالِطُ لَونَه لوْنٌ) . وَفِي حَدِيث العَبّاس: (إِنّما نهَى رسولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الثَّوْبِ المُصْمَتِ من خَزَ) هُوَ الّذي جميعُه إِبْرَيْسَمٌ، لَا يُخالِطه قُطْنٌ، وَلَا غيرُه.
(والحُرُوفُ المُصْمَتَةُ: مَا عَدا) حُروفَ الذَّلاَقةِ، وَهِي مَا فِي قَوْلك: (مُرْ بِنفْلٍ) ، وأَيضاً قولُك فَرَّ مِنْ لُب. هَكَذَا فِي نسختنا، بل سَائِر النُّسَخ الّتي بأَيدينا، ومثلُه فِي التَّكْملة. وَزَاد: والإِصْمات أَنّه لَا يَكادُ يُبْنَى مِنْهَا كلمة رُبَاعِيّة، أَو خُماسِية، مُعَرّاة من حُرُوف الذَّلاقَة، فكأَنّه قد صُمِتَ عَنْهَا. وَقد سقطتْ لفظةُ (مَا عدا) من نُسْخَة شيخِنا، وَنقل عَن شَيْخه ابْن المسنّاوِيّ أَنّ الظّاهر أَنّ لَفْظَة (مَا عدا) إِنْ وُجدتْ فِي نُسْخَة، فَهُوَ إِصلاح؛ لأَنّ أَكثرَ الأُصولِ الّتي وُجِدت حالَ الإِملاءِ خالِيةٌ عَنْهَا، وثبَتتْ فِي نُسَخ قَليلَة.
(والصُّمْتةُ، بالضَّمِّ والكسْرِ) رواهُما اللِّحْيَاني: (مَا أُصْمِت) ، أَي: أُسْكِت (بِهِ الصَّبِيُّ مِنْ طعَامٍ ونحْوِه) ، تمْرٍ، أَو شيْءٍ ظرِيفٍ. وَمِنْه قولُ بعض مُفضِّلِي التَّمْرِ على الزَّبِيب: ومَا لَهُ صُمْتةٌ لِعِيالِه، أَي: مَا يُطْعِمُهم، فيُصْمِتُهُم بِهِ. وَفِي الحَدِيث فِي صفة التَّمْرَة: (صُمْتةُ الصَّغِير) يُرِيدُ: أَنَّه إِذا بَكَى، أُصْمِتَ وأُسْكِتَ بهَا، وَهِي السُّكْتَةُ، لِمَا يُسْكَتُ بِهِ الصَّبِيُّ.
وصَمِّتِي صَبِيَّكِ: أَي أَطْعِمِيه الصُّمْتة.
(والمُصْمِتُ) ، كمُحْسِنٍ: (سَيْفُ شَيْبانَ النَّهْدِيّ) ، نَقله الصّاغانيّ.
(والصِّمِّيتُ: السِّكِّيتُ زِنةً ومعْنًى) ، أَي طويلُ الصَّمْتِ.
وَيُقَال: (مَا ذُقْتُ صَمَاتاً كسَحابِ) : أَي مَا ذُقْتُ (شَيْئاً) .
(و) عَن الكِسائِيّ: تَقول العربُ: (لَا صَمْتَ يَوماً) إِلى اللَّيْلِ، بِفَتْح فَسُكُون؛ (أَو) لَا صَمْتَ (يَوْمٌ) ، بالرّفع، إِلى اللَّيْل، (أَو) لَا صَمْتَ (يَوْمٍ) ، بالخفضِ، (إِلى الليلِ) ، فمَن نَصبَ أَراد لَا يَصْمُت يَوْمًا إِلى اللَّيْل؛ وَمن رفع أَراد (أَي لَا يُصْمَت يومٌ تامٌّ) إِلى اللَّيْل، وَمن خفض فَلَا سؤالَ فِيهِ. وَفِي حَدِيث عليَ، رَضِي الله عَنهُ: أَن النَّبيّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (لَا رضاعَ بعدَ فِصالٍ، وَلَا يُتْمَ بعدَ الحُلُم، وَلَا صَمْتَ يَوْمًا إِلى اللّيل) .
(و) من المَجَاز: (جارِيَةٌ صَمُوتُ الخَلْخَالَيْنِ) : إِذا كَانَت (غلِيظة السّاقيْنِ، لَا يُسْمَع لهُمَا) أَي لَخلْخَالَيْها (حِسٌّ) ، أَي صَوتٌ، لِغُمُوضِه فِي جلْيَها.
(وأَصْمَتَتِ الأَرضُ) : إِذا (أَحالتْ آخِرَ حَوْلَيْنِ) .
وممّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ:
يُقالُ: لم يُصْمِتْهُ ذالك: أَي لم يَكْفِهِ، وأَصله فِي النَّفْيِ، وإِنّمَا يقالُ ذالك فِيمَا يُؤْكَلُ أَو يُشْرَبُ. ويُقالُ للرَّجُل إِذا اعتَقَلَ لِسانُه فَلم يَتكلّم: أَصْمَتَ، فَهُوَ مُصْمِتٌ. وَفِي حَدِيث أُسامَة بن زيْد قَالَ: (لمَّا ثَقُلَ رسولُ اللَّهِ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَبَطْنا وهَبَط النّاسُ، يَعْنِي إِلى المَدِينةِ، فدَخلْتُ إِلى رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمَ أَصْمَتَ فَلَا يتكلّم، فجَعَل يَرْفعُ يدَه إِلى السَّمَاءِ، ثُمَّ يَصُبُّها عليَّ، أَعرِفُ أَنَّهُ يَدْعُو لي) . قَالَ الأَزهريُّ: قَوْله: (يَومَ أَصْمَتَ) ، مَعْنَاهُ: لَيْسَ بيني وَبَينه أَحَدٌ. وَيحْتَمل أَن تكون الرِّوايةُ يَوْم أَصْمَتَ، يُقال: أَصْمَت العَلِيلُ، فَهُوَ مُصْمِتٌ، إِذا اعتَقَل لِسانَهُ. وَفِي الحَدِيث: (أَصمتَتْ أُمامَةُ بنتُ أَبي العاصِ) أَي اعتقَلَ لِسانُها. قَالَ: وهاذا هُوَ الصَّحيح عِنْدِي، لاِءَنّ فِي الحَدِيث يَوْمَ أَصْمَتَ فَلَا يتكلَّمُ. وردّهُ ابنُ منظورٍ، وَقَالَ: وهاذا يَعْنِي أَنَّهُ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَرضه، اعتقَلَ يَوْماً فَلم يتكلَّمْ لم يَصِحَّ.
وصَمَّتَ الرَّجُلَ: شكا إِليه، فنزَعَ إِليه من شِكَايته؛ قَالَ: إِنَّك لَا تَشكُو إِلى مُصَمِّتِ
فاصْبِرْ على الحِمْلِ الثَّقِيل أَوْ مُتِ
وَفِي التَّهذيب: وَمن أَمْثالِهِم: (إِنَّك لَا تشْكُو إِلى مُصَمِّت) أَي: لاتَشكو إِلى مَن يَعْبَأُ بشَكْوَاك.
ويُقال: بَات فلانُ على صِمَاتِ أَمْرِه: إِذا كَانَ مُعْتزِماً عَلَيْهِ.
وَهُوَ بصِمَاتِه: إِذا أَشْرَفَ على قَصْده. قَالَ أَبو مالكٍ: الصِّمَاتُ: القَصْدُ. وأَنا على صِمَاتِ حاجَتِي: أَي على شَرَفٍ من قَضائها؛ يُقال: فُلانٌ على صِمَاتِ الأَمْرِ: إِذا أَشرف على قَضائه، قَالَ:
وحاجَةٍ كُنْتُ على صِمَاتِهَا
أَي: على شرَفِ قضائِها. ويُرْوَى: بَتَاتِها.
وباتَ من الْقَوْم على صِمَاتٍ: بمَرْأَىً ومَسْمَعٍ فِي القُرْبِ.
ويُقالُ لِلَّوْن البهِيمِ: مُصْمَتٌ.
وَمن المَجَاز: فرَسٌ مُصَّمَتٌ، وخيْلٌ مُصْمَتَاتٌ: إِذا لم يكن فِيهَا شِيَةٌ. وَكَانَت بُهْماً. وأَدْهَمُ مُصْمَتٌ: لَا يُخالِطُه لَونٌ غيرُ الدُّهْمَة. وَفِي الصَّحاح: المُصْمَتُ من الْخَيل: البَهِيمُ، أَيَّ لوْن كَانَ، لَا يُخالِطُ لوْنُه لونٌ آخرُ.
وحَلْيٌ مُصْمَتٌ: إِذا كَانَ لَا يُخالِطُه غيرُهُ. وَقَالَ أَحمدُ بن عُبَيْدٍ: حَلْيٌ مُصْمَتٌ: مَعْنَاهُ: قد نَشِبَ على لابِسِه فَمَا يَتَحرَّكُ، وَلَا يَتَزعزعُ، مثلُ الدُّمْلُجِ والحِجْلِ وَمَا أَشبَهَهُما.
وَمن المَجاز: الفَهْدُ مُصْمَتُ النَّوْمِ. كَذَا فِي الأَساس.
واستدرك شيخُنا:
البيتُ المُصْمَت، وَهُوَ الَّذي لَيْسَ بمُقَفًّى وَلَا مُصرَّعٍ، بأَن لَا يَتَّحِدَ عَرُوضُهُ وضَرْبُه فِي الزِّنَةِ، أَي: فِي حَرف الرَّوِيّ ولَواحِقه، كَمَا حَقَّقَه العَرُوضِيُّون.

جثو

جثو: {جثيا}، {جاثية}: باركة على الركب.
ج ث و : جَثَا عَلَى رُكْبَتِهِ جُثِيًّا وَجُثُوًّا مِنْ بَابَيْ عَلَا وَرَمَى فَهُوَ جَاثٍ وَقَوْمٌ جثى عَلَى فُعُولٍ. 

جثو


جَثَا(n. ac. جُثُوّ)
a. Knelt, stooped down.

جَاْثَوَa. see VIb. Sat cross-legged, squatted.

أَجْثَوَ
a. ; Made to kneel down.

تَجَاْثَوَa. Sat knee to knee with.

جَثْوَة
(pl.
جُثًا [ ])
a. Heap of stones; mound, hillock.

جُثْوَةa. Knoll; grave, tomb.

جُثُوّa. Kneeling.
ج ث و

جثا على ركبتيه جثواً، ورأيته جاثياً بين يديه " وترى كل أمة جاثية " ورأيتهم جثياً عنده. وفي الحديث: " أنا أول من يجثو للخصومة بين يدي الله تعالى يوم القيامة " وتجاثوا على الركب، وجاثى خصمه مجاثاة. وصار فلان جثوة من تراب. قال طرفة:


ترى جثوتين من تراب عليهما ... صفائح صم من صفيح منضد
جثو
جثَا يَجثُو، اجْثُ، جَثْوًا وجُثُوًّا، فهو جاثٍ
• جثَا الشَّخصُ: جلس على ركبتيه "أَنَا أَوَّلُ مَنْ يَجْثُو لِلْخُصُومَةِ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ يَوْمَ القِيَامَةِ [حديث]- {وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً} ". 

أجثى يُجثي، أَجْثِ، إجْثاءً، فهو مُجْثٍ، والمفعول مُجثًى
• أجثاه: جعله يجلس على ركبتيه. 

إجثاء [مفرد]: مصدر أجثى. 

جاثٍ [مفرد]: ج جاثون وجُثِيّ وجِثِيّ، مؤ جاثية: اسم فاعل من جثَا.
• الجاثية: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 45 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها سبعٌ وثلاثون آية. 

جَثْو [مفرد]: مصدر جثَا. 

جُثُوّ [مفرد]: مصدر جثَا. 
الْجِيم والثاء وَالْوَاو

جثا يَجْثو جُثُواًّ، وجُثِياًّ: جلس على رُكْبَتَيْهِ للخومة وَنَحْوهَا، انشد ابْن الْأَعرَابِي:

إِنَّا أُناس مَعَدِّيُّون عادتُنا ... عِنْد الصَّباح جُثِىُّ الْمَوْت للرُّكَب قَالَ: أَرَادَ: جثى الركب للْمَوْت فَقلب.

وَقوم جُثِىّ، وجِثيّ.

وَقد تجاثَوْا فِي الْخُصُومَة مُجاثاة، وجِثَاء، وهما من المصادر الْآتِيَة على غير أفعالها.

وجَثَا جَثْوا، وجُثُوّاًّ، كجَذَا جَذْوا وجُذُواًّ: إِذا قَامَ على أَطْرَاف أَصَابِعه، وعده أَبُو عبيد فِي الْبَدَل. وَأما ابْن جني فَقَالَ: لَيْسَ أحد الحرفين بَدَلا من صَاحبه، بل هما لُغَتَانِ.

والجِثْوة، والجُثْوة، والجَثْوة: حِجَارَة من تُرَاب مُجْتَمع كالقبر.

والجِثْوة: الْقَبْر سمي بذلك.

وَقيل: هِيَ الرَّبوة الصَّغِيرَة.

وَقيل: هُوَ الكَوْمة من التُّرَاب.

والجُثْوة: البَدَن وَالْوسط، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَمِنْه قَول دَغْفَلٍ الذُّهْلِيّ: " والعنبر جُثْوتها " يَعْنِي: بدن عَمْرو بن تَمِيم ووسطها، وَقد تقدم.

والجِثوة، والجَثْوة، والجُثوة: لُغَة فِي الجِذوة، والجَذْوة، والجُذوة، وَزعم يَعْقُوب: أَن الثَّاء هُنَا بدل من الذَّال.
جثو
: (و (} الجثْوَةُ، مُثَلَّثَةً: الحِجارَةُ المَجْموعَةُ) ، ذَكَرَ الجَوْهرِيُّ التَّثْليثَ.
وقالَ غيرُهُ: هِيَ حِجارَةٌ مِن تُرابٍ مُتَجِمّعِ كالقَبْرِ.
وَفِي الحديْثِ: (فَإِذا لم نَجِدْ حَجَراً جَمَعْنا {جُثْوةً من تُرابٍ) .
(و) } الجُثْوَةُ، بالضمِّ: (الجَسَدُ) ، والجَمْعُ {جُثَا؛ عَن شَمِرٍ قَالَ:
يَوْمَ تَرَى} جُثْوَتَه فِي الأَقْبُرِ (و) {الجِثْوَةُ} والجَثْوَةُ: لُغَةٌ فِي (الجِذْوَةِ) والجُذْوَةِ.
قالَ الفرَّاءُ: جَذْوَةٌ مِن النارِ {وجَثْوَة؛ وزَعَمَ يَعْقوب أنَّه بدلٌ.
(و) الجُثْوَةُ: (الوَسَطُ) ؛) عَن ابنِ الأَعْرابيِّ؛ وَمِنْه قَوْلُ دغْفَل الذُّهْليّ: والعَنْبَرُ} جُثْوَتُها، يَعْنِي بَدَنَ عمروِ بنِ تمِيمٍ ووَسَطَها.
(! وِجُثَا الــحَرَمِ، بالضَّمِّ والكَسْرِ: مَا اجْتَمَعَ فِيهِ مِن) حِجارَةِ الجِمار، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقيلَ: مِن (الحِجارَةِ الَّتِي تُوضَعُ على حُدُودِ الــحَرَم. أَو) هِيَ (الأَنْصابُ) الَّتِي كَانَت (تُذْبَحُ عَلَيْهَا الذَّبائِحُ) ، واحِدَتُها {جَثْوَةٌ} وجُثْوَةٌ.
(ووَهِمَ الجَوْهرِيُّ) فِي قَوْلِه: مَا اجْتَمَعَ فِيه من حِجارَةِ الجمارِ، نَبَّه عَلَيْهِ الصَّاغانيُّ فِي التّكْمِلَةِ.
( {وجَثَا، كدَعا ورَمَى،} يَجْثُو ويَجْثي ( {جُثُوّاً} وجُثِيّاً، بضمِّهما) ، ظاهِرُه أَنّه بالسكونِ فيهمَا بعْدَ الضمِّ وليسَ كَذلِكَ، بل هُوَ على فُعُول فيهمَا، كَمَا هُوَ نَصنَ الجوهَرِيِّ وَهُوَ الصَّوابُ؛ (جَلَسَ على رُكْبتَيْه) للخُصُومَةِ ونحوِها.
وَفِي حدِيثِ عليَ: (أَنَا أَوَّل مَنْ يَجْثُو للخصومَة بينَ يَدَي اللَّهِ، عزّ وجلَّ.
(أَو) جَثَا {جَثْواً} وجُثُواً، كجَذَا جَذْواً وجُذُوَّاً: إِذا (قَامَ على أَطْرافِ أَصابِعِه.
(وعدَّهُ أَبو عبيدَةَ فِي البَدَلِ.
وأَمَّا ابنُ جنّي فقالَ: ليسَ أَحَد الحَرْفَيْن بَدَلاً مِنَ الآخر بِل هُما لُغَتانِ.
( {وأَجْثاهُ غيرُهُ، وَهُوَ جاثٍ ج} جُثِيٌّ، بالضَّمِّ) ؛) مِثْل جَلَسَ جُلوساً وقَوْم جُلُوس؛ (والكَسْر) لمَا بَعْده مِن الكسْرِ، وَبِهِمَا قُرِيءَ قَوْلَهُ: {وَنذر الظّالمِينَ فِيهَا {جِثِيّاً} .
وقالَ الرَّاغبُ: يصحُّ أَن يكونَ جَمْعاً نَحْو باكٍ وبُكِيَ، وَأَن يكونَ مَصْدراً مَوْصوفاً بِهِ.
وَفِي الحدِيثِ: (فلانٌ من جُثَى جَهَنَّم) أَي ممَّنْ} يَجْثُو على الركَبِ فِيهَا.
( {وجاثَيْتُ رُكْبَتِي إِلَى رُكْبَتِه) ، وَفِي بعضِ الصِّحاح} جاثَيْتُه.
( {وتَجاثَوْا على الرُّكَبِ) فِي الخصُومَةِ} مُجاثَاةً! وجِثاءً، وهُما مِن المَصادِرِ الآتِيَة على غيرِ أَفْعالِها.
( {والجَثاءُ، كسحَابٍ: الشَّخْصُ؛ ويُضَمُّ) ؛) نَقَلَه الصَّاغانيُّ.
(و) أَيْضاً: (الجَزاءُ والقَدْرُ والزُّهاءُ) .) يقالُ:} جُّثاءُ كَذَا أَي زهاؤُهم.
(و) {جُثَيٌّ: (كسُمَيَ: جَبَلٌ) بينَ فدكَ وخَيْبَرَ؛ وضَبَطَه نَصْر كرُبَّى، وقالَ: جَبَلٌ مِن جِبالِ أَجَأَ مُشْرفٌ على رملِ طيِّىء.
(} وجَثَوْتُ الإِبِلَ) والغَنَمَ {جثوا (} وجَثَيْتُها) {جَثْياً: (جَمَعْتُها) ؛) نَقَلَهُ الصَّاغانيُّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الجاثِيَةُ فِي قوْلِه تَعَالَى: {وَترى كُلَّ أُمَّةٍ {جاثِيَةً} ، مَوْضوعٌ مَوْضِع الجَمْع كقوْلِكَ جماعَةٌ قائِمَةٌ وجماعَةٌ قاعِدَةٌ: قالَهُ الرَّاغبُ؛ وَبِه سُمِّيَت سُورَةُ الجاثِيَة وَهِي الَّتِي تلِي الدّخانَ.
وقالَ ابنُ شُمَيْل: يقالُ للرَّجُلِ العظيمِ} الجُثْوَة بالضمِّ.
{والجُثَا: الجماعَةُ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (يصيرُونَ يَوْمَ القِيامَةِ} جُثاً كُلُّ أُمَّةٍ تَتْبَع نَبيَّهاً.
{والجُثْوَةُ: القَبْرُ؛ وَمِنْه قَوْلُ طرفَةَ:
تَرَى} جُثْوَتَيْنِ من تُرابٍ عَلَيهما
صَفَائِحُ صُمّ من صفيحٍ مُصَمَّد ِوالجَمْعُ {الجُثَا، وَمِنْه قوْلُ عدِيَ يمدَحُ النُّعْمان:
عَالِمٌ بِالَّذِي يكونُ نَقِيُّ ال
صّدْرِ عَفٌّ على} جُثاه يحور أَرادَ: يَنْحرُ النَّسكَ على {جُثَا آبائِهِ، أَي على قُبورِهم.
وقِيلَ:} الجُثَا صَنَمٌ كانَ يُذْبَحُ لَهُ.
{والجِثْوَةُ: الرَّبْوَةُ الصَّغيرَةُ.
وقيلَ: هِيَ الكُومَةُ من التُّرابِ.
وَفِي حديثِ عامِرٍ: (رأَيْتُ قبورَ الشّهداءِ جُثاً) ، يعْنِي أَتْربَة مَجْموعَة.
} والجاثِي: القاعِدُ.
وقيلَ: المُسْتَوْفِزُ على رُكْبَتَيْه؛ عَن مُجاهِد.
وقالَ أَبو معاذٍ: المُسْتَوْفِزُ الَّذِي رَفَعَ أَلْيَتَيْه ووَضَعَ رُكْبَتَيْه.
ويُرْوى: فلانٌ من جُثا جَهَنَّم، أَي مِن جَماعاتِ أَهل جَهَنَّم؛ عَن أَبي عبيدٍ.
وَفِي حديثِ إتْيان المرْأَةِ مُجَبَّاة، رُوِي {مُجَثَّاة، كأَنَّه أَرادَ} جُثِّيَتْ فَهِيَ {مُجَثَّاة، أَي حُمِلتْ على أَنْ} تَجْثُو على ركَبِها.
{والْجُثَّا: الجاثومُ بالليْل.
} والتجاثي فِي اشالَةِ الحجرِ: مِثْل التَّجاذِي وسَيَأَتي.

شف

(شف)
الثَّوْب وَنَحْوه شفوفا رق حَتَّى يرى مَا خَلفه وَالشَّيْء لم يحجب مَا وَرَاءه يُقَال شف الْإِنَاء وشف السَّائِل وَنحل ودق من هم أَو مرض وتحرك لخفته وَالرِّيح هبت بَارِدَة وَالشَّيْء شفا ضمره وأرقه وَيُقَال شفه الْحبّ أَو الْهم والهواء المَاء وَغَيره ذهب بِبَعْضِه والشارب المَاء أَو الشَّرَاب تقصى شربة وَلم يسئر مِنْهُ شَيْئا والرسم رسمه من خلال شفاف (محدثة)
باب الشين والفاء ش ف، ف ش يستعملان

شف: الشَّفُّ: السترُ الرّقيق يُري ما خلفه واستشففتُ ما وراءه، أي: أبصرت. والشِّفُّ: الربح، وهو الزِّيادةُ والفضلُ. والشِّفٌّ: من المهنأ، تقول: شفِّ لك يا فلان، إذا غبطته بشيء قلت له ذلك. والشفوف: نحول الجسمِ من الهمِّ والوجد، قال :

فأرسلت إلى سلمى ... بأن النَّفس مشفُوفه

وقال :

وهم يَشِفُّ الجسمُ مني مكانه ... وأحداث دهرٍ ما تعرى بلاؤها

والشَّفيفُ: بردُ ريحٍ في ندوة، واسم تلك الرِّيح: شفّان. والشَّفشاف: الرِّيح الطَّيبة البرد، والمصدر: الشَّفشفة.

فش: الفشُّ: حملُ الينبوتِ. الواحدةُ: فشّة، والجميع: الفشاش. والفشُّ: تتبُّعُ السَّرقة الدُّون، قال :

نحن وليناهُ فلا تفشُّه ... كيف يُواتيهِ ولا يؤشُّه

والفشّ: الفُساءُ والفش: الحلبُ، فششتُ النّاقة: حَلبتها، وافتششتها [أيضاً] والفشوش: الناقةُ الواسعة الإحليل. والفِشاشُ: الكساءُ الغليظ. والانفِشاشُ: الكسلُ عن الأمر. 
شف: الشَّفُّ: ضَرْبٌ من السُّتُوْرِ يُسْتَشَفُّ ما وَرَاءَه أي يُرى. وثَوْبٌ شَفٌّ وشِفٌّ. والشِّفُّ: من المَهْنَأِ. والزِّيَادَةُ والفَضْلُ، شَفَّ الشَّيْءُ يَشِفُّ، وأشَفَّ الشَّيْءُ على الشَّيْءِ إشْفَافاً، ويَسْتَشِفُّ: أي يَزِيْدُ. وو النُّقْصَانُ أيضاً. وهو من الأضْدَادِ. وفي حَسَبِه شِفٌّ: أي عَيْبٌ. وهو يَشِفُّ عليك في الفَضْلِ، ويَشِفُّ دُوْنَكَ في التَّقْصِير. وشَفَّفَ على صاحِبِه: إذا كانَ أفْضَلَ منه. وفلانٌ شُفَفٌ وشَفِيْفٌ: أي قَلِيلٌ مُقِلٌّ من مالٍ أو لإَسعَالٍ أو عَشِيْرَةٍ. والشُّفُوْفُ: القِلَّةُ. وشَفَّ الماءُ. وماءٌ مَشْفُوْفٌ: كَثُرَ عليه النّاسُ. والشُّفَافَةُ: بَقِيَّةُ الماءِ في الإِناء. وفي المَثَل: " لَيْسَ الرِّيُّ عن التَّشَافِّ ". وإنما أنْتَ شُفَافَةُ المِصْرِ: أي بَقِيَّتُه. والشُّفُوْفُ: نُحُوْلُ الجِسْمِ من الهَمِّ. ونَفْسٌ مَشْفُوْفَةٌ. والشَّفِيْفُ: بَرْدُ رِيْحٍ في نُدُوَّةٍ، واسْمُ الرِّيْحِ: شَفّانٌ. ووَجَعٌ يُصِيْبُ الانسانَ. والشَّفَاشِفُ: شِدَّةُ العَطَشِ. وشَفَّ لبفَمُ يَشِفُّ: وهو بَثْرٌ يَخْرُجُ فيه. ووَجَدْتُ في أسْناني شَفِيْفاً: أي بَرْداً. ورِيْحٌ شَفْشَفَةٌ: بَارِدَةٌ. والشَّفْشَفَةُ: تَشْيِيْطُ الصَّقِيْعِ نَبْتَ الأرْضِ فَيُحْرِقُه. وثَوْبٌ شَفْشَافٌ: إذا لم يُحْكَمُ [234أ] عَمَلُه. والشَّفِيْفُ: الرِّقَّةُ في الثَّوْبِ. وشَفَّ يَشِفُ: َحَرَّكَ. وأشْفَفْتُ بَعْضَ وَلَدي على بَعْضٍ: أي فَضَّلْت. فش: الفَشُّ: حَمْلُ الينْبُوتِ، الواحِدَةُ فَشَّةٌ، وجَمْعُه فِشَاشٌ. ومَنَاقِعُ الماءِ وٌَرَارَتُه. وتَتَبُّعُ السَّرَقِ الدُّوْنِ. والانْفِشَاشُ: الفَشَلُ والانْكِسَارُ عن الأمْرِ، فَشَشْتُه: كَسَرْته. وفَشَّ السِّقَاءَ يَفُشُّه: إذا عَصَرَه فأخْرَجَ منه الرِّيْحَ. وفي المَثَلِ: " َلَفُشَّنَّكَ فَشَّ الوَطْبِ " أي َلأخَرِجَنَّ غَضَبَكَ. وفَشَشْتُ الوَطْبَ: بمعناه. وانْفَشَّ الرَّجُلُ: سَكَنَ غَضَبُه. ويقولونَ: " فَشَاشِ فُشِّيْهِ من اسْتِهِ إلى فيه " للرَّجُلِ إذا غَضِبَ فلم يَقْدِرْ على تَغْيِيرٍ. والفَشُّ: الفُسَاءُ. والجُشَاءُ، وامْرَأَةٌ فَشُوْشٌ. والحَلَبُ أيضاً. وناقَةٌ فَشُوْشٌ: واسِعَةُ الإِحْلِيْلِ. والفِشَاشُ: الكِسَاءُ الغَلِيْظُ الرَّخْوُ، وكذلك الفَشْفَاش. وفَشْفَشَ فلانٌ امْرَأتَه: نَكَحَها. وثَوْبٌ فَشْقَاشٌ: لم يُحْكمُ عَمَلُه. والفَشَّةُ: كَوْكَبٌ كَبِيرَةٌ تَطْلُعُ من الشَّرْقِ. وفَشِيْشَةُ: لَقَبٌ لِحَيٍّ من العَرَبِ. والفَشْفَاشُ: المُنْتَفِخُ بالكَذِيِ المِكْثارُ إذا رُدَّ عليه.
الشين وَالْفَاء

شَفَّه الْحبّ والحزن يَشُفّه شَفّا، وشُفُوفا: لذع قلبه.

وَقيل: أنحله.

وَقيل: أذهب عقله، وَبِه فسر ثَعْلَب قَوْله:

وَلَكِن رأونا سَبْعَة لَا يشفُّنا ... ذكاءٌ وَلَا فِينَا غُلَام حَزَوَّرُ

وشفَّ كبِدَه: أحرقها، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

فهنّ عُكُوف كنَوْح الْكَرِيم ... فقد شَفَّ أكبادَهن الهَوى

وشفّه الْحزن: أظهر مَا عِنْده من الْجزع.

والشَّفّ، والشِّفّ: الثَّوْب الرَّقِيق.

وَقيل: السّتْر الرَّقِيق يرى مَا وَرَاءه.

وجمعهما: شُفوف.

وشَفّ السّتْر يشِفّ شُفُوفا، وشَفِيفاً، واستشَفّ: ظهر مَا وَرَاءه.

واستشفَّه هُوَ: رأى مَا وَرَاءه.

وشفّ المَاء يشُفَه شَفّا، واشتفه، واستشفه، وتشافَّه، وتشافَاه؛ وَهَذِه الْأَخِيرَة من محلول التَّضْعِيف لِأَن أَصله تشافه، كل ذَلِك: تقصى شربه، قَالَ بعض الْعَرَب لِابْنِهِ فِي وصاته: أقبح طاعم المقتف وأقبح شَارِب المشتف، واستعاره عبد الله بن سبره الْحَرَشِي فِي الْمَوْت فَقَالَ:

ساقيتُه الموتَ حَتَّى اشْتَفَّ آخِره ... فَمَا استكان لِمَا لَاقَى وَلَا ضَرَعا

أَي حَتَّى شرب آخر الْمَوْت، وَإِذا شرب آخِره فقد شربه كُله، وَفِي الْمثل: " لَيْسَ الرّيّ عَن التشاف ".

والشُّفَافة: بَقِيَّة المَاء وَاللَّبن فِي الْإِنَاء.

والشَّفّ والشِّفّ: الْفضل وَالرِّبْح وَالزِّيَادَة. وَهُوَ أَيْضا النُّقْصَان.

والشَّفِيف: كالشف يكون الزِّيَادَة وَالنُّقْصَان وَهُوَ أَيْضا النُّقْصَان.

وَقد شفَّ عَلَيْهِ يشِفّ شُفُوفا، وشَفَّف، واستشفّ.

وشَفَفْتُ فِي السّلْعَة: ربحت.

وأشفَّ عَلَيْهِ: فَضله فِي الْحسن وفاقه.

وأشَفّ بعض وَلَده على بعض: فَضله، وَفِي الحَدِيث: " قلت قولا شفا " أَي فضلا.

وشفَّ عَنهُ الثَّوْب يَشِفّ: قصر.

وشفَّ لَك الشَّيْء: دَامَ وَثَبت.

والشَّفَف: الرقة والخفة، وَرُبمَا سميت رقة الْحَال شغفا.

والشَّفِيف: شدَّة الْحر.

وَقيل: شدَّة لذع الْبرد.

وَوجد فِي أَسْنَانه شَفيفا: أَي بردا.

وَقيل: الشفيف: برد مَعَ ندوة.

والشَّفَّان: الرّيح الْبَارِدَة مَعَ الْمَطَر، قَالَ:

إِذا اجْتمع الشَّفَّانُ والبلد الجَدْبُ

وَقَول أبي ذُؤَيْب:

ويعوذ بالأرْطَى إِذا مَا شَفَّه ... قَطْرٌ وراحَتْه بَلِيلٌ زَعْزَعُ

إِنَّمَا يُرِيد: شفَّت عَلَيْهِ وقبضته لبردها. وَلَا يكون من قَوْلك: شفه الْهم والحزن لِأَنَّهُ فِي صفة الرّيح والمطر. وتَشَفشف النَّبَات: أَخذ فِي اليبس.

وشفشف الْحر النَّبَات وَغَيره: أيبسه.

والمُشَفْشَف، والمُشَفْشِف: السخيف السَّيئ الْخلق.

وَقيل الغيور، قَالَ الفرزدق:

ويُخْلِفن مَا ظنّ الغَيُور المشفشَف

ويروى: " المشفشِف " الْكسر عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَقيل: المشفشَف: الَّذِي كَأَن بِهِ رعدة واختلاطا من شدَّة الْغيرَة.

شف

1 شَفَّ, aor. ـِ inf. n. شُفُوفٌ (S, Mgh, O, Msb, K) and شَفِيفٌ (S, O, K) and شَفَفٌ, (CK, [but not in my MS. copy of the K nor in the TA,]) It (a garment, or piece of cloth,) was thin, fine, or delicate, (S, Mgh, O, Msb, K,) so that what was behind it was visible, (S, * IB, Mgh, [ for خَلَقَهُ in some copies of the S, and خَلْفَهُ in others, I read مَا خَلْفَهُ, which is the right reading accord. to IB and the TA, agreeably with the reading in the Mgh, which is مَا وَرَآءَهُ,]) or so as to tell what was beneath it: (O, K:) [and it, (a gem, or the like,) was translucent: or was transparent. (See شَفَّافٌ.)] One says, شَفَّ عَلَيْهِ ثَوْبُهُ His garment was thin, &c., upon him. (S.) b2: b3: And شَفَّ جِسْمُهُ, aor. ـِ inf. n. شُفُوفٌ, His body became lean, or emaciated. (S, O, K.) A2: شَفَّ, aor. ـِ inf. n. شِفٌّ, It (a thing, O, Msb) exceeded; or was, or became, redundant. (S, O, Msb, K.) Hence, in a trad., شَفَّ نَحْوًا مِنْ دَانِقٍ It exceeded by about a دانق. (Sh, O.) And one says, شَفَّ عَلَيْه, aor. ـُ [so in the L and TA, contr. to rule, probably a mistranscription for يَشِفُّ,] inf. n. شُفُوفٌ; and ↓ شفّف, and ↓ استشفّ; [app. meaning, as seems to be indicated by the context, It exceeded it:] and شَفِفْتُ فِى السِّلْعَةِ [app. a mistranscription for شَفَفْتُ] I gained in, or upon, the the article of merchandise: (TA: [and so, app., ↓ شَفَّفْتُ: see شَفَّى:]) and فى تِجَارَتِهِ ↓ استشفّ [He obtained what is termed شِفٌّ in his traffic; i. e.] he made gain, or profit, in his traffic; syn. رَبِحَ. (S and K in art. ربح.) b2: And sometimes (Msb) it signifies also the contr.; i. e. It fell short; or was, or became, deficient. (Msb, K.) One says, (O, Msb,) of a dirhem, (O,) هٰذَا يَشِفُّ قَلِيلًا This falls short, or is deficient, a little. (O, Msb.) And شَفَّ عَنْهُ الثَّوْبُ, aor. ـِ The garment was too short for him. (TA.) A3: Also شَفَّ, (O, K,) aor. ـِ (O,) It (a thing, O) was, or became, in a state of motion, commotion, or agitation. (O, K.) A4: And شَفَّ لَكَ الشَّىْءُ i. q. دَامَ and ثَبَتَ [app. meaning The thing belonged, or pertained, to thee permanently, or constantly; or may the thing belong, &c.]. (TA.) A5: شَفَّهُ, (S, M, O, K,) aor. ـُ inf. n. شَفٌّ (S, M, TA) and شُفُوفٌ, (M, TA,) It (anxiety) rendered him lean, or emaciated; (S, O, K;) as also ↓ شَفْشَفَهُ; (S;) both are also expl. as meaning it rendered him lean, or lank in the belly, so that he became slender: (TA:) or, accord. to the M, it (grief, and love,) pained his heart: or rendered him lean, or emaciated: or deprived him of his reason: and it is said of grief as meaning it manifested what he felt of impatience. (TA.) And شَفَّ النُّفُوسَ, as used in a verse of Towbeh Ibn-El- Homeiyir, It hurt and melted the souls. (Ham p. 594.) A6: See also 8, in two places.2 شَفَّّ see the preceding paragraph, in two places.4 أَشْفَفْتُهُمْ I preferred them, or judged them to excel. (K.) You say, أَشْفَفْتُ بَعْضَ وَلَدِى عَلَى

بَعْضٍ I preferred some of my children above some. (S. [And the like is said in the Mgh.]) And أَشْفَفْتُ هٰذَا عَلَى هٰذَا I preferred this above this. (Msb.) b2: And اشفّ فُلَانٌ الدِّرْهَمَ Such a one made the dirhem to exceed: or, made it to fall short. (TA.) A2: أَشَفَّ عَلَيْهِ [if not a mistranscription for أُشِفَّ, which I rather think it to be,] He excelled him, or surpassed him. (TA.) A3: أَشَفَّ الفَمُ The mouth had in it a fetid odour. (Ibn-Buzurj, TA.) 6 تَشَافَفْتُهُ I took away his or its, شِفّ, i. e. excess, or redundance. (O, K.) b2: See also the next paragraph, in three places.8 اشتفّ مَا فِى الإِنَآءِ (S, O, K) كُلَّهُ (K) He drank what was in the vessel, all of it, (S, O, K,) even the شُفَافَة [or last drop or remains], (O,) not leaving any of it remaining; (S;) [and so اِجْتَفَّ;] as also ↓ تشافّ: (S, O, K:) and ↓ استشفّ المَآءَ He drank the water to the uttermost, not leaving any of it remaining; as also ↓ شَفَّهُ, aor. ـُ inf. n. شَفٌّ: and المَآءَ ↓ شَفَفْتُ I drank much of the water without having my thirst satisfied. (TA.) [Hence,] in the trad. of Umm-Zara, وَإِنْ شَرِبَ اشْتَفَّ [And if he drank, he drank up all that was in the vessel]. (S, O.) And it is said in a prov., ↓ لَيْسَ الرِّىُّ عَنِ التَّشَافِّ (S, O, TA) i. e. The satisfying of thirst is not from the drinking up all that is in the vessel; for it is sometimes effected by less than this: (O, TA:) it is applied in forbidding one's going to the utmost in an affair, and persevering therein. (S, * O, TA.) Accord. to IAar, one says also تَشَافَيْتُ المَآءَ I exhausted the water; which, ISd says, is originally ↓ تَشَافَفتُ. (TA.) b2: 'Abd-Allah Ibn-Sebreh El-Harashee uses the first of these verbs metaphorically in relation to death; saying, سَاقَيْتُهُ المَوْتَ حَتَّى اشْتَفَّ آخِرَهُ meaning (tropical:) [I vied with him in giving the draught of death] until he drank the last of it, i. e., the last of death. (TA.) b3: And اشتفّ البَعِيرُ الحِزَامَ كُلَّهُ means The camel filled, and took up wholly, the girth, (O, K, TA,) so that nothing remained of it redundant, by reason of the largeness of the middle of his body. (TA.) 10 استشفّهُ, (O, K,) or استشفّ مَا وَرَآءَهُ, (S, Msb,) He saw what was behind it. (O, Msb, K.) [Thus the former signifies He saw through it: and it is used in this sense both properly and tropically.] b2: Hence the saying to the seller of cloths, اِسْتَشِفَّ هٰذَا الثَّوْبَ, [which may be rendered Look thou through this garment, or piece of cloth; but is expl. as] meaning make thou this garment, or piece of cloth, single, [by unfolding it,] and raise it, or hold it up, in shade, in order that I may see whether it be close in texture or flimsy. (TA.) b3: استشفّ also signifies [agreeably with the explanation of استشفّ مَا وَرَآءَهُ mentioned above] (assumed tropical:) He distinguished a thing plainly, like as one distinguishes plainly a thing behind glass. (Har p. 244.) b4: And one says, كَتَبْتُ كِتَابًا فَاسْتَشَفَّهُ, meaning (assumed tropical:) [I wrote a letter, or writing, &c., and] he examined attentively what was in it. (TA.) A2: See also 8.

A3: And see 1, in two places.

A4: [Freytag mentions as a signification of استشفّ “ Desiderio alicujus rei implevit; ”

with الى before the object: but he names no authority for this; and I doubt its correctness.] R. Q. 1 شَفْشَفَهُ: see 1, latter part. b2: Also, accord. to IAar, (O, TA,) inf. n. شَفْشَفَةٌ, (K, TA,) It (heat, and cold,) dried it up; namely, a thing, (O, K, TA,) such as herbage, (O, TA,) &c. (TA.) And accord. to AA, الشَّفْشَفَةُ signifies The hoar-frost's burning [meaning blasting] the herbage of the earth: or the burning of a medicament that is sprinkled upon a wound: (O:) or it has the former of these two meanings, and signifies also the sprinkling of a medicament upon a wound. (K. [But I think that, for وَذَرُّ الدَّوَآءِ in the K, we should read وَذَرِّ الدَّوَآءِ, and thus reconcile the K in this case with the O: see, however, what next follows; which may be regarded either as confirming the reading in the K, or as having misled its author, in this instance.]) A2: الشَّفْشَفَةُ signifies also The sprinkling of urine and the like. (K.) You say, شَفْشَفَ بِبَوْلِهِ He sprinkled his urine. (O.) A3: Also The trembling, and the being confused (الاِخْتِلَاطُ), (O, K, TA,) resulting from intense jealousy. (TA. [See مُشَفْشَفٌ.]) b2: And شَفْشَفَ عَلَيْهِ He was solicitously affectionate, or pitiful or compassionate, towards him, (TA.) [See, again, مُشَفْشَفٌ.]) R. Q. 2 تَشَفْشَفَ, said of herbage, It began to dry up. (TA.) شَفٌّ A thin, fine, or delicate, garment or piece of cloth; (Az, S, Mgh, O, * Msb, K; *) as also ↓ شِفٌّ (Az, S, O, Msb, K) and ↓ شَفِيفٌ: (Msb:) you say ثَوْبٌ شَفٌّ (S, Mgh, Msb) and ↓ شِفٌّ (S, Msb) and ↓ شَفِيفٌ. (Msb:) [see also شَفَّافٌ:] and the garment, or piece of cloth, itself, is termed شَفٌّ and ↓ شِفٌّ: (Har p. 70:) [i. e. each of these words is also used as a subst.; and this is perhaps meant in the O and K: or] شَفٌّ signifies also a certain thin, fine, or delicate, veil or covering: or, accord. to Aboo-Nasr, a certain thin, fine, or delicate, veil or covering, of wool, through which one sees what is behind it: (S:) pl. شُفُوفٌ. (O, Msb, K.) Among the verses of “ the Book ” [of Sb, cited as exs. therein], is the following: لَلْبْسُ عَبَآءَةٍ وَتَقَرُّ عَيْنِى

أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ لُبْسِ الشُّفُوفِ [Verily the wearing of a woollen cloak, my eye being therewithal unheated by tears, is more pleasing to me than the wearing of thin, fine, or delicate, garments]. (O.) A2: See also شِفٌّ.

A3: شفّ [app. شَفٌّ] also signifies Pimples, or small pustules, that come forth and then go away. (Ibn-Buzurj, TA.) شِفٌّ: see شَفٌّ, in three places.

A2: Also, (S, Mgh, O, K,) and ↓ شَفٌّ, (L, K,) but the former is that which is well known, (L, TA,) and ↓ شَفِيفٌ, (TA,) Gain, or profit; increase obtained in traffic: and excess, surplus, or redundance: syn. رِبْحٌ [q. v.] : and فَضْلٌ; (S, Mgh, O, K;) and زِيَادَةٌ. (Mgh, TA.) Hence (Mgh) نَهَى عَنْ شِفِّ مَا لَم يُضْمَنْ, meaning [He (the Prophet, TA) forbade] the رِبْح [i. e. gain, or profit, of that for which one has not made himself responsible to the purchaser]. (O, Mgh.) And one says, لِهٰذَا عَلَى هٰذَا شِفّق [There is, or pertains, to this, an excess above this]. (Ksh in ii. 15.) And قَالَ قَوْلًا شِفًّا He said a saying that was a redundance. (TA.) b2: And A deficiency: thus having two contr. meanings. (ISk and S and O in explanation of the first word, K in explanation of the first and second words, and TA in explanation of all.) b3: Also, the first word, i. q. مَهْنَأٌ: one says to a person when regarding him with a wish for the like of a thing that he has attained, or that he possesses, without desiring that it should pass away from him, شِفٌّ لَكَ يَا فُلَانُ [May it be an unalloyed gratification to thee, O such a one]. (TA.) b4: And A thing that is little, or small, in quantity; mean, or paltry. (TA.) [See also شَفِيفٌ, last signification.]

شَفَفٌ: see شَفِيفٌ, last signification.

A2: Also i. q. خِفَّةٌ [Lightness, &c.]. (TA.) b2: And sometimes it signifies Evilness, or narrowness of the circumstances, (رِقَّة,) of one's state, or condition. (TA.) شُفَافٌ: see شُفَافَةٌ.

شَفِيفٌ: see شَفٌّ, in two places: A2: and see شِفٌّ.

A3: Also Cold, as a subst.; (ISk, S, O, Msb;) thus in the saying, وَجَدَ فِى أَسْنَانِهِ شَفِيفًا [He felt, or experienced, in his teeth, cold]; (S, O;) and so ↓ شَفَّانٌ: (ISk, Msb:) or, as some say, (O,) the hurting, or paining, (لَذْع, [in the CK لَدْغ,] of cold: (S, O, K:) and intense cold, with rain and wind; and شِفَافٌ is its pl.: (TA:) or intense cold [alone]: (Msb:) or a cold wind in which is moisture: (O:) and ↓ شَفَّانٌ signifies the cold of a wind in which is moisture: (S:) or شَفِيفٌ has this last signification; and ↓ شَفَّانٌ, the signification next preceding it: one says, لَهَا ↓ أَلْجَأَهُ شَفَّانٌ شَفِيفٌ A cold and moist wind, having [much] cold and moisture, made him to betake himself to a covert: (IDrd, IF, Msb:) or شَفِيفٌ signifies rain and hail: (O:) or so ↓ شَفَّانٌ; [or rain and cold: for برد is written in my original without any syll. sign;] wherefore some of the lawyers say that it is rain and more: (Msb:) or شَفِيفٌ signifies also rain in which is hail: (K, TA:) or rain in which is cold: (CK:) or a cold wind; (K;) as also ↓ شَفْشَافٌ: (O, K:) or this last signifies a wind of mild cold: (S, TA:) and ↓ شَفَّانٌ, cold and wind: (O, K:) one says, غَدَاةٌ ذَاتُ شَفَّانٍ a morning having cold and wind (S, * O, K) with moisture. (S.) b2: And Intense heat (IDrd, EsSarakustee, O, Msb, K) of the sun: (IDrd, O, K:) thus having two contr. significations. (K.) b3: And Pain in the stomach. (Aboo-Sa'eed, O.) A4: [Also Affected with pain: or with hurt, or grief. (Freytag, from the Deewán of the Hudhalees.)]

A5: Also Small, or little, in number, quantity, or amount; and so ↓ شَفَفٌ. (O, K.) [See also شِفٌّ, last signification.]

شُفَافَةٌ A portion of water remaining in a vessel; (S, O, K;) and likewise, of milk: (TA:) or the last drop remaining in a vessel: (Ham p.

239:) IAth says that some of the later writers mention it as being with س. (TA.) Dhu-rRummeh uses the phrase الشَّفَا ↓ شُفَافَ, in a verse, as meaning In the remaining portion of the day. (O.) شَفَّافٌ Extremely [or very] thin or fine or delicate, so that a thing behind it is visible: (KL:) [translucent:] transparent: applied to a gem, or the like; and to a garment, or piece of cloth. (TA.) [See also شَفٌّ.]

شَفَّانٌ: see شَفِيفٌ, in six places.

شَفْشَافٌ A garment, or piece of cloth, not well or strongly or compactly [woven or] made. (O, K.) A2: See also شَفِيفٌ.

شَفَاشِفُ Vehement thirst. (O, K.) أَشَفُّ [a noun denoting excess]. It is said in a trad. of Ráfi', فَكَانَ الخَلْخَالُ أَشَفَّ مِنْهَا قَلِيلًا, meaning [And the anklet, or pair of anklets, was] more than they [in value or weight]; (syn. أَفْضَل and أَزْيَد;) i. e. more [in value or weight] than the dirhems. (Mgh.) And one says, فُلَانٌ أَشَفُّ مِنْ فُلَانٍ, meaning Such a one is a little greater, or older, (أَكْبَرُ قَلِيلًا,) than such a one. (TA.) مَشْفُوفٌ is said by Ibn-Buzurj to be like مَجْفُوفٌ [part. n. of جَفَّهُ; i. e. Collected; or collected together and taken away]. (TA.) مُشَفْشَفٌ (O, K) and ↓ مُشَفْشِفٌ, (K,) the latter on the authority of IAar, (TA,) Slender, shallow, or weak, in intellect, and evil in disposition. (O, K.) And [both words agreeably with different explanations of the verb] One in whom is, (K,) or, accord. to Saad, one who is as though there were in him, (O,) a trembling, and confusion, (O, K,) resulting from jealousy, (K,) or from vehement jealousy, (O,) and solicitous affection, or pity or compassion, for his حُرَم [or wives, or women under covert, and household, (in the CK his حَرَم,)] as though jealousy wasted his heart, and made him lank and lean: or evil in disposition, and very jealous: and ↓ the latter word, solicitously affectionate; or pitying, or compassionating. (TA.) مُشَفْشِفٌ: see the next preceding paragraph, in two places.

مت

(مت)
إِلَيْهِ بِقرَابَة وَنَحْوهَا متا توسل فَهُوَ مَاتَ وَالْحَبل نَزعه من الْبِئْر على غير بكرَة
مت: مت: (ينبغي أن تحذف الفقرة الثالثة من فريناج ويحل محلها ما يأتي): مت: مد، ومت الحبل نزعه على غير بكرة، ومت إلى فلان بقرابة وصل إليه وتوسل (م. المحيط، فليشر على المقري 2: 632 وبريشت 157 وبدرون 245: 9 وابن خلكان 1: 384 وسلان 17).
مت
مَتُّ: اسْمٌ أعْجَمِي. والمَتُ: المَدُّ. وتَوَصُّلٌ بقَرَابَةٍ أو دالَّةٍ يَمتُّ بها الرَّجُلُ. وماتَتُ فلاناً، أمَاتُه مُمَاتَّةً: أي أشَادُّه. وماتَتّه بالرحِمَ: سَألْته بها. والمَتُّ في القَدَحِ: مِثْلُ الفَتْلِ، وفي الغَزْلِ: سُرْعَةُ تَتَابُعِه.
ومتى: اسْمُ والِدِ يُوْنُسَ عليه السَّلامُ.
ومَتّى: لُغَةٌ في مَتَى.
والمَتّوْتُ من السَّمَكِ: الحَسّاس.
مت

1 مَتَّ, aor. ـُ inf. n. مَتٌّ, He extended, or stretched out, (S, K,) a rope, &c. (TA); i. q. مَدَّ (S, K) and مَطَّ and مَغَطَ. (TA.)

b2: مَتَّ

فِى السَّيْرِ i. q. مَدَّ. (TA.)

b3: مَتَّ, aor. ـُ inf. n. مَتٌّ, He drew [water], or drew up [a bucket], without a pulley. (S, K.)

b4: مَتَّ, aor. ـُ inf. n. مَتٌّ; (S, K;) and ↓ مَتْمَتَ, inf. n. مَتْمَتَةٌ; (K;) He sought to bring himself near [to another], or to approach [to him], or to gain access [to him], or to advance himself in [his] favour, (تَوَسَّلَ,) by relationship, (S, K,) or by what is termed حُرْمَــة, [see مَاتَّةٌ, below,] or by other means: (TA:) or i. q. تَوَصَّل [which seems here to signify nearly or exactly the same as توسّل] by relationship, or by what is termed دَالَّة [or blandishment, &c.] (L.)

b5: مَتَّ إِلَيْهِ بِالشَّىْءِ He sought to bring himself near to him, &c., (توسّل اليه,) by the thing. (M.)

b6: ↓ مَتْمَتَ He sought to bring himself near, &c., [to another,] by affection, or love, or by relationship. (IAar.)

b7: لَا تَمُتَّاْنِ

إِلَى اللّٰهِ بِحَبْلٍ وَلَا تَمُدَّانِ إِلَيْهِ بِسَبَبٍ [Ye two shall not approach, or obtain access, to God by means of any friend, nor shall ye do so by means of any relation]. A trad. (TA.)

b8: مَتَّهُ i. q. طَلَبَ إِلَيْهِ المَتَاتَ, q. v. infra. (L.)

3 ماتّ فُلَانًا He reminded such a one of what are termed مَوَاتّ [pl. of مَاتَّةٌ, q. v.]. (A.)

5 تَمَتَّى, originally تَمَتَّتَ, which has not been heard, (like تَظَنَّى for تَظَنَّنَ, TA,) i. q. تَمَطَّى. (K.)

b2: تَمَتَّى فِى الحَبْلِ He bore upon the rope in order to break it, (K,) or to stretch it out. (TA.) See also art. متو.

R. Q. 1 متمت: see 1, in two places.

مَتَّى dial. form of مَتَى, q. v. (K.) It occurs in the following instances: أَلَمْ تَسْأَلِ الأَطَلَالَ مَتَّى عُهُودُهَا

[Didst thou not ask the remains of the dwelling, when were their times?] AHát asked As respecting متّى in this hemistich, and he answered, I know not. AHát thinks that it is for مَتَى: or that it may be for مَتًّا, inf. n. of مَتَّ; and that the meaning may be [Didst thou not ask the remains of the dwelling,] whereof the times when men were present there are (or were) long past, or distant, or remote? but he confesses that he does not know. (L.) MF remarks upon it, that it is very extraordinary. (TA.)

مَتَاتٌ signifies مَا يُمَتّ بِهِ; (K;) i. e., That whereby one seeks to bring himself near [to another], or, to approach [to him], or, to advance himself in [his] favour; or to gain access [to him]. (TA.) طَلَبَ إِلَيْهِ الَمَتاتَ [He sought the means of drawing near to him, or, of advancing himself in his favour, &c.: or he sought access to him]. (TA.) [See also ↓ مَاتَّة, which signifies the same.]

مَاتَّةٌ i. q. حُرْمَــةٌ and وَسِيلَةٌ: [the former signifies, Anything that is sacred or inviolable; and here, such a bond, or tie, or the like; or a quality &c. to be regarded as sacred, or inviolable; or that which renders one entitled to respect and reverence: so says IbrD: the latter, a thing whereby one seeks to bring himself near, or to approach, to another, or to advance himself in his favour:] (S, K:) pl. مَوَاتُّ. (S.) [See also مَتَاتٌ, which signifies the same.]

b2: بَيْنَنَا رَحِمٌ

مَاتَّةٌ, i. e. قَرِيبَةٌ, Between us is a near relationship. (L.)

قطف

قطف: {قطوفها}: ثمرها، واحدها: قطف.
ق ط ف
هو زمن القطاف. وجنة دانية القطوف.

ومن المجاز: قطف رأسه. قال أبو النجم:

نشقّ عنه بالعراقي والدّلا ... فطائف الأجن الذي تجلّلا
(ق ط ف) : (قَطْفُ) الْعِنَب قَطْعُهُ عَنْ الْكَرْمِ قَطْفًا وَقِطَافًا أَيْضًا وَقَدْ يُجْعَلُ اسْمًا لِلْوَقْتِ أَيْضًا (وَمِنْهُ) بَاعَهُ إلَى الْقِطَافِ وَالْفَتْحُ فِيهِ لُغَةٌ (وَالْقَطِيفَةُ) دِثَارٌ مُخَمَّلٌ وَالْجَمْعُ قَطَائِفُ وَقُطُفٌ.
قطف
يقال: قَطَفْتُ الثّمرة قَطْفاً، والْقِطَفُ:
الْمَقْطُوفُ منه، وجمعه قُطُوفٌ. قال تعالى:
قُطُوفُها دانِيَةٌ [الحاقة/ 23] وقَطَفَتِ الدّابّةُ قَطْفاً فهي قَطُوفٌ، واستعمال ذلك فيه استعارة، وتشبيه بِقَاطِفِ شيء كما يوصف بالنّقض على ما تقدّم ذكره، وأَقْطَفَ الكَرْم: دنا قِطَافُهُ، والْقِطَافَةُ:
ما يسقط منه كالنّفاية.
(قطف) - في الحديث: "تُدِيفُون" ويُروَى: "تَدْفِنُون, وتَقْذِفُون فيه من القَطِيف"
القَطِيفُ: المقطوفُ مِن التَّمر
وقيل: سُرَّة القَطِيف من بلاد عَبدِ القَيْس مَوضِع نَخْلِهم، فلَعلَّه أراد به التَّمر الذي يأخذُونه مِن هذَا الموضع.
- في الحديث: "تَعِس عَبْدُ القَطِيفة"
يعني الذي يَعْمل لها، ويَهْتَمُّ بتَحصِيلِ الدُّنيا وزِينَتِها، وهي كِسَاء أبيضُ كَبِيرٌ. 
ق ط ف: (قَطَفَ) الْعِنَبَ مِنْ بَابِ ضَرَبَ. وَ (الْقِطْفُ) بِالْكَسْرِ الْعُنْقُودُ وَبِجَمْعِهِ جَاءَ الْقُرْآنُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ} [الحاقة: 23] . وَ (الْقِطَافُ) بِكَسْرِ الْقَافِ وَفَتْحِهَا وَقْتُ الْقَطْفِ. وَ (أَقْطَفَ) الْكَرْمُ دَنَا قِطَافُهُ. وَ (الْقَطِيفَةُ) دِثَارٌ مُخْمَلٌ وَالْجَمْعُ (قَطَائِفُ) وَ (قُطُفٌ) أَيْضًا مِثْلُ صَحِيفَةٍ وَصُحُفٍ كَأَنَّهُمَا جَمْعُ قَطِيفٍ وَصَحِيفٍ. وَمِنْهُ (الْقَطَائِفُ) الَّتِي تُؤْكَلُ. 
ق ط ف : قَطَفْتُ الْعِنَبَ وَنَحْوَهُ قَطْفًا مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ قَطَعْتُهُ وَهَذَا زَمَنُ الْقَطَافِ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ وَأَقْطَفَ الْكَرْمُ دَنَا قِطَافُهُ وَقَطَفَ الدَّابَّةُ يَقْطُفُ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَهُوَ قَطُوفُ مِثْلُ رَسُولٍ قَالَهُ فِي الْبَارِعِ وَالْمَصْدَرُ الْقِطَافُ مِثْلُ كِتَابٍ وَجَمْعُ الْقَطُوفِ قُطُفٌ مِثْلُ رَسُولٍ وَرُسُلٍ قَالَ الْفَارَابِيُّ الْقَطُوفُ مِنْ الدَّوَابِّ وَغَيْرِهَا الْبَطِيءُ.
وَقَالَ ابْنُ الْقَطَّاعِ: قَطَفَ الدَّابَّةُ أَعْجَلَ سَيْرَهُ مَعَ تَقَارُبِ الْخَطْوِ وَالْقَطِيفَةُ دِثَارٌ لَهُ خَمْلٌ وَالْجَمْعُ قَطَائِفُ وَقُطُفٌ بِضَمَّتَيْنِ. 
قطف
القِطْفُ: اسْمٌ للثِّمارِ المَقْطُوفةِ، والجميع القُطُوف، ومنه قولُه عَزَّ وجل: " قُطُوفُها دانِيَةٌ ".
والقَطْف: القَطْعُ. والقِطَافُ: اسْمً وَقْتِ القَطْف. وأقْطَفَ الكَرْمُ: أتى قِطافُه. وما أحْسَنَ قُطُوفَهم: أي أعنابَهم. والقَطِيْفَةُ: دِثَار، وجَمْعُه قُطُوف.
والقَطْفُ: نَبْتٌ رَخْصٌ عِرَاضُ الوَرَقِ يُطْبَخُ، الواحدة قَطْفَةٌ.
والقِطَافُ: مَصْدَرُ القَطُوفِ من الدَّوَابِّ والِإبل وهو البَطِيْءُ المُقارِبُ الخَطْوِ. وأقْطَفَ الرَّجُلُ: صارَ صاحِبَ دابَّةٍ قَطُوفٍ. وقَطَفَتِ الدابَّةُ تَقْطُفُ قِطَافاً وقُطُوفاً.
ويقولون: " أقْطَفُ من ذرَةٍ ". و: " لألْحِقَنَّ قَطُوْفِها بالمِعْنَاقِ ".
والقَطْفُ: الخَدْشُ، من قوله: خَمَشْنَ وُجُوهاً حُرِّةً لم تُقَطَّفِ

قطف


قَطَفَ(n. ac.
قَطْف)
a. Plucked, gathered, picked ( fruit, grapes).
b. Snatched away, carried off.
c. Scratched, lacerated.
d.(n. ac. قِطَاْف
قُطُوْف), Took short steps (horse).
قَطَّفَa. see I (a) (b), (c).
d. [ coll. ], Sifted, bolted.

أَقْطَفَa. Had ripe grapes.

إِقْتَطَفَa. see I (a) (b).
قَطْفa. Fruit-picking, fruit-harvest; vintage.
b. Apocope, abscission of a final syllable.

قِطْف
(pl.
قُطُوْف)
a. Bunch, cluster of grapes.
b. Plucked fruit.

قِطْفَةa. A kind of thistle.

قَطَف
( pl.
قُطُوْف)
a. Scar; trace, mark.
b. A kind of vegetable.

مَقْطَفa. Basket.

مِقْطَف
(pl.
مَقَاْطِفُ)
a. [ coll. ], Sieve; bolter.

قَطَاْف
قِطَاْف
23a. Vintage; fruit-harvest.
b. Slow pace (horse).
قِطَاْفَةa. Fallen grapes.

قَطِيْفَة
(pl.
قُطُف
قَطَاْئِفُ
46)
a. Plush.

قَطُوْف
(pl.
قُطُف)
a. Short-stepping.

قَطَّاْفa. Vintager; fruit-gatherer.

قَطَاْئِفُa. A kind of pastry.
b. Red dates.

مُقَطَّفَة
a. Short.

قطف



قِطْفٌ A bunch of grapes, &c.: pl. قُطُوفٌ: see an ex. voce ذَلَّلَ. b2: قِطْفٌ i. q.

مَقْطُوفٌ. (TA in art. بسط.) See بَسِيطٌ.

قَطَفٌ

: see بَقْلٌ.

قَطَافٌ and ↓ قِطَافٌ The time of gathering the crop of grapes: (S, Mgh, K:) or the latter has this meaning; and the former is allowable accord. to Ks: (T, TA:) and the latter is also an inf. n., (Mgh,) or may be so, (Ks, T, TA,) meaning the gathering of the crop of grapes: (Mgh:) [or both have this meaning; for] you say, هٰذَا زَمَانُ القَطَافِ and القِطَافِ. (Msb.) See جَدَادٌ.

قَطِيفٌ a coll. gen. n. syn. with قَطَائِفُ, mentioned in the TA voce أُبْلُوجٌ, which see. b2: قَطِيفَةٌ A villous, or nappy, دِثَار [or outer wrapping garment]. (S, Msb, K.) See also راَحُولَاتٌ.

قَطَائِفُ

: see my 1001 Nights, note 23 to chap. viii. See also زَلاَبِيَه. In the TA, art. كنف, it is applied to كُنَافَة.

مِقْطَفٌ (vulg.

مَقْطَفٌ) [pl. مَقَاطِف] A handbasket, made of palm-leaves: so called because originally used in gathering fruit. (See also قُفَّة and زَنْبِيل.)
[قطف] قَطَفْتُ العنبَ قَطْفاً. والقِطْفُ بالكسر: العنقود، وبجمعه جاء القرآن: {قُطوفُها دانِيَةٌ} . والقِطافُ والقَطافُ: وقتُ القَطْفِ. والقُطافَةُ بالضم: ما يسقط من العنب إذا قُطِفَ، كالجُرامة من التمر. وأقْطَفَ الكَرمُ، أي دنا قِطافُهُ، وأقْطَفَ القومُ، أي حان قِطافُ كرومهم. والقَطوفُ من الدواب: البطئ. وقال أبو زيد: هو الضيِّقُ المشي. وقد قَطَفَتِ الدابة قطفا، والاسم القطاف. ومنه قول زهير: بآزرة الفقارة لم يخنها قطاف في الركاب ولا خلاءوأقطف الرجل إذا كان دابته قطوفا. قال ذو الرمّة يصف جُنْدُباً : كأنَّ رِجليهِ رِجلاَ مُقَطَفٍ عَجِلٍ إذا تَجاوبَ من بُرْدَيْهِ تَرْنيمُ والقَطيفَةُ: دثارٌ مُخْمَلٌ، والجمع قَطائفُ وقطف أيضا، مثل صحيفة وصحف، كأنهما جمع قطيف وصحيف. ومنه القطائف التى تؤكل. والقطوف: الخدوش، حكاه أبو يوسف عن أبى عمرو الواحد قطف. وقد قَطَفَهُ يَقْطِفُهُ، أي خَدَشه. وأنشد لحاتم: سِلاحُكَ مَرقِيٌّ فلا أنت ضائرٌ عَدَواً ولكن وَجْهَ مَولاكَ تَقْطِفُ والقَطْفُ: نباتٌ رَخْصٌ عريض الورق، الواحدةُ قَطْفَةٌ، يقال له بالفارسية " سرنك ". والقطيف: اسم موضع.
[قطف] نه: فيه: كان جملي فيه «قطاف»، هو تقارب الخطو في سرعة، من القطف وهو القطع. ك: القطاف - بالكسر: البطوء، قوله: كان يقطف - بكسر طاء وضمها، أي بطيء السير مع تقارب الخطو، والقطوف بطيء المشي. صحاح القطوف من الدواب: البطيء الضيق المشي. نه: ومنه: ركب على فرس لأبي طلحة «يقطف». ومنه ح: «أقطف» القوم دابة أميرهم، أي إنهم يسيرون بسير داباه فيتبعونه كما يتبع الأمير. وفيه: يجتمع النفر على «القطف» فيشبعهم، هو بالكسر: العنقود، وهو اسم لكل ما يقطف كالذبح، ويجمع على قطاف وقطوف، وأكثرهم يروونه بالفتح وإنما هو بالكسر. ومنه ح الحجاج: أرى رؤوسًا قد أينعت وحان «قطافها»؛ الأزهري: هو اسم وقت القطف. وفيه: يقذفون فيه من «القطيف»، وروى: يديفون، أي المقطوف من الثمر. ك: «بقطاف» من «قطافها» - بكسر قافهما، أي بعنقود من عناقيدها. ومنه: إن أخذ «قطفًا» - بكسر قاف، ما يجتنى بقطف أي يجتنى، والمراد العنقود. نه: تعس عبد «القطيفة»، هي كساء له خمل، أي الذي يعمل لها ويهتم بتحصيلها. ج: والقطائف جمعه. ط: ومنه: جعل في قبره صلى الله عليه وسلم «قطيفة» حمراء ألقاها مولى من مواليه في قبره وقال: كرهت أن يلبسه أحد بعده. ن: وكان صلى الله عليه وسلم يفترشها، واسم ذلك المولى شقران. ومنه: تحته «قطيفة» فدكية، أي منسوبة إلى فدك.
باب القاف والطاء والفاء معهما ق ط ف، ط ف ق، ق ف ط مستعملات

قطف: القِطفُ: اسم الثمار المَقْطُوفةِ، والجميع القُطوفُ. وقول الله- عز وجل-: قُطُوفُها دانِيَةٌ

، أي ثمارها قريبة يتناولها القاعد والقائم. والقَطْفُ: قطفك العنب وغيره. (وكل شيء تقطِفُه عن شيء فقد قَطفتَه) حتى الجراد تقطف رءوسها. وأقْطَفَ الكرم: أنى قِطافُه، والقِطافُ اسم وقت القَطْفِ. وقال الحجاج: إني أرى رءوساً قد أينعت وحان قِطافها. والقَطيفةُ دثار. والقَطَفُ: نبات رخص عراض الورق، يطبخ، الواحدة قَطَفَةٌ. والِقِطافُ مصدر القَطُوف من الدواب والإبل، وهي البطيء المتقارب لخطو، وقطفت تقطف قطافا وقُطُوفاً. وأقْطَفَ الرجلُ: صار صاحب دابة قَطوفٍ، قال ذو الرمة:

كأن رجليه رجلاً مُقطِفٍ عجل

طفق: طَفِقَ، وطَفَقَ لغة رديئة، أي جعل يفعل، وهو مثل ظل وبات وما جمعهما

قفط: واقفاطَّتِ العنز للتيس اقفيطاطاً إذا حرصت على الفحل فمدت مؤخرها إليه حرصاً على السفاد، والتيس يقتفِطُ إليها ويقتفِطُها إذا ضم مؤخره إليها، تقافطا: تعاوناً على ذلك. ورقية للعقرب إذا لسعت: شجة قرنية، ملحة بحري قفطي. تقرأ سبع مرات. وقل هو الله أحد سبع مرات.

وسئل النبي- عليه السلام- عن هذه الرقية بعينها فلم ينه عنها، وقال: الرقى عزائم أخذت على الهوام.
الْقَاف والطاء وَالْفَاء

قطف الشَّيْء يقطفه قطفاً، وقطفانا، وقطافا، وقطافا عَن اللحياني: قطعه.

والقطف: من الثَّمر، وَهُوَ أَيْضا: العنقود سَاعَة يقطف. وَالْجمع: قطوف. وَفِي التَّنْزِيل: (قطوفها دانية) .

والقطاف، والقطاف: أَوَان قطف الثَّمر.

وأقطف الْعِنَب: حَان أَن يقطف.

وأقطف الْقَوْم: آن قطاف كرومهم.

والمقطف: المنجل الَّذِي يقطف بِهِ.

والمقطف: أصل العنقود.

وقطافة الشّجر: مَا قطف مِنْهُ.

والقطف فِي الوافر: حذف حرفين من آخر الْجُزْء، وتسكين مَا قبلهمَا، كحذفك " تن " من " مفاعلتن " فَيبقى " مفاعل "، ثمَّ تسكن اللَّام فَيبقى " مفاعل " فينقل فِي التقطيع إِلَى " فعولن "، وَلَا يكون إِلَّا فِي عرُوض أَو ضرب، وَلَيْسَ هَذَا بحادث للزحاف، إِنَّمَا هُوَ الْمُسْتَعْمل فِي عرُوض الوافر وضربه.وَإِنَّمَا سمي مقطوفا، لِأَنَّك قطفت الحرفين ومعهما حَرَكَة قبلهمَا، فَصَارَ نَحْو الثَّمَرَة الَّتِي تقطفها فيعلق بهَا شَيْء من الشَّجَرَة.

والقطيفة: كسَاء لَهُ خمل.

وقطفت الدَّابَّة تقطف، وتقطف قطافا، وقطوفا، الْأَخِيرَة عَن سِيبَوَيْهٍ، وَهِي قطوف: أساءت السّير وأبطأت. وَالْجمع: قطف.

وَفرس قطوف: يقطف فِي عدوه.

وَقد يسْتَعْمل فِي الْإِنْسَان، انشد ابْن الْأَعرَابِي:

امسى غلامي كسلاً قطوفا ... موصبا تحسبه مجوفا

واقطف الْقَوْم: إِذا كَانَت دوابهم قطفا.

والقطف: ضرب من مش الْخَيل.

وَفرس قطوف.

والقطف: الخدش، وَجمعه: قطوف.

قطفه يقطفه قطفاً، وقطفه: خدشه، قَالَ حَاتِم:

سِلَاحك مرقى فَمَا أَنْت ضائر ... عدواًّ وَلَكِن وَجه مَوْلَاك تقطف

وقطف المَاء فِي الْخمر: قطره، قَالَ جران الْعود:

ونلنا سُقاطاً من حَدِيث كَأَنَّهُ ... جني النَّحْل فِي أبكار عود تقطف

والقطفة، بِكَسْر الْقَاف وَإِسْكَان الطَّاء: من السطاح: وَهِي بقلة ربعية تسلنطح وتطول، وَلها شوك كالحسك، وجوفه احمر، وورقه اغبر.

والقطف: بقلة، واحدتها: قطفة.

والقطف: ضرب من العضاه. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: القطف: من شجر الْجَبَل، وَهُوَ مثل شجر الإجاص فِي الْقدر، ورقته خضاء معرضة، حَمْرَاء الاطراف خشناء، وخشبه صلب متين. وقطيف، والقطيف جَمِيعًا: قَرْيَة بِالْبَحْرَيْنِ.
قطف
قطَفَ يقطُف ويَقطِف، قَطْفًا وقِطافًا وقُطوفًا، فهو قاطِف، والمفعول مَقْطوف
• قطَف الزَّهْرَةَ: قطعها "قطَف وردة".
• قطَف الثَّمَرَ: جناه وجمعه "قطَف عنقودًا من العِنَب". 

اقتطفَ يقتطِف، اقْتِطافًا، فهو مُقْتَطِف، والمفعول

مُقْتَطَف
• اقتطفَ الفاكِهَةَ: قطَفها، جناها وجمعها "اقْتَطف العِنَبَ".
• اقتطفَ بيتين من القصيدة: اختارهما، اقتبسهما "اقْتَطف فِقْرة من مؤلّف" ° اقْتَطف القَوْلَ: أخذ خلاصتَه وفهِمه. 

قطَّفَ يقطِّف، تقطيفًا، فهو مُقَطِّف، والمفعول مُقطَّف
• قطَّفَ الثَّمَرَ: قطَفه، جناه وجمعه. 

قطائفُ [جمع]: مف قطيفة: رقائق من العجين، مُقوَّسة كالأهلَّة الصغيرة تُحشى بالزبيب والمكسّرات وتُقلى في السَّمْن وتُحَلَّى بالسُّكَّر ويكثر صنعُها في شهر رمضان. 

قِطاف [مفرد]:
1 - مصدر قطَفَ.
2 - أوان قطف الثمر "أَمضى القِطافَ في الرِّيف- حان القِطافُ".
3 - أوّل قطف الثَّمر. 

قَطْف [مفرد]: مصدر قطَفَ. 

قَطَف [جمع]: مف قَطَفَة: (نت) جنس من النبات من الفصيلة الرَّمراميّة تُعْلَفُهُ الماشية ينمو في الأرض الملحة، وتُطبَخ أوراقُ بعض أنواعه. 

قِطْف [مفرد]: ج قِطاف وقُطُوف:
1 - ما قُطِفَ من الثَّمر، اسم للثِّمار المقطوفة " {فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ. قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ} ".
2 - العنقود ساعة يُقطف "يَجْتَمِعُ النَّفَرُ عَلَى القِطْفِ فَيُشْبِعُهُمْ [حديث] ". 

قَطْفة [مفرد]: ج قَطَفات وقَطْفات:
1 - اسم مرَّة من قطَفَ.
2 - كميّة محصول مقطوف باليد "قَطْفة عَسَل". 

قُطوف [مفرد]: مصدر قطَفَ ° داني القُطوف: سهل المنال، في متناول اليد. 

قَطيفة [مفرد]: ج قطيفات وقطائفُ وقُطُف:
1 - نسيجٌ من الحرير أو القطن ذو أهداب تُتَّخَذ منه ثياب وفُرُش "اشترى قطعةَ قماش قَطيفة".
2 - فطيرة من عجين تُحشى بالزَّبيب والمُكسّرات وتُقلى بالسَّمْن وتُحَلَّى بالسُّكّر.
3 - (نت) نبات يزرع للزينة، كثير من أنواعه يتميَّز بما لسُوقه وأوراقه وأزهاره من لون أرجوانيّ. 

قَطيفيّات [جمع]: (نت) فصيلة نباتات من ذوات الفلقتين، أهم نباتاتها القطيفة، وعُرْف الديك والمُخلَّدة. 

مَقْطَف [مفرد]: ج مَقْاطِفُ: وعاء صغير مَجْدول من خوص النَّخْل ونحوه يستعمل لقطف الثمر، ثم ابتُذِل فصار وعاءً للتراب أو السِّماد أو الحَبّ أو غير ذلك من حاجات الزُّرَّاع والصُّنّاع. 

مِقْطَف [مفرد]: ج مَقَاطِفُ: اسم آلة من قطَفَ: مِنْجَل يُقطف به الثَمَرُ. 
قطف: قطف: بمعنى جنى (الثمر) مصدره قطوف أيضا. (فوك، ألف ليلة 3: 641).
قطف: قطع، بتر. يقال مثلا: قطف الذنب، ففي كليلة ودمنة (ص180): مقطوف الذنب. كما يقال: قطف الرؤوس (أخبار ص103) وفي ابن القوطية (ص46 و): ممن قطف رأسه من الحشد.
قطف الشمعة: قص رأس الشمعة، أزال ما احترق من رأس الشمعة. (بوشر)، وفي ألف ليلة (3: 278): تقدم إلى الشمع الموقودة وقطف زهرته.
قطف (بالتشديد)، قطف الدقيق: لم يبالغ في نخله لئلا تخالط النخالة ما نخل منه (محيط المحيط).
مقطف، دقيق مقطف: منخول. (ميهرن ص36).
قطف اللحم: قطف الجزار اللحم أي نزع العظام منه. (محيط المحيط).
تقطف: تمايل، استدار يمنة ويسرة، مال من جهة إلى أخرى. (رسالة إلى السيد فليشر ص7، 8).
انقطف: قطف، جني. (فوك).
قطف، والجمع قطاف. ففي طرائف دي ساسي (1: 157): والخمر إنما حرم بعد حل قطافه. أي وإنما حرم الخمر ولو أن العنب حلال.
قطف: يسمى اليوم بقل الروم (انظر بقل الروم). (معجم المنصوري)، وهو نبات اسمه العلمي: atriplex hortensis وكذلك: atriplex halimus. كولومب ص27، غدامس ص288، ص329).
قطف سرمة: بقل الروم، سرمق. (بوشر). قطف بحري، (ابن البيطار 2: 308). Atriplex mariina عند دود نيس (1047).
قطف: بجلة 0شجيرة) قشرها أبيض فوق لحاء أخضر فاتح، ورقها قريب الشبه من ورق البقس (الشمشاد) غير إنه أكثر طراوة وأشد مرارة. (مجلة الشرق والجزائر 7: 286).
قطف: يجلة (شجيرة) تستعمل لوقود النار. (دوماس عادات ص305).
قطاف، واحدته قطافة= قطف: سرمق، بقل الروم. (فوك، الكالا).
قطوف: ثمر البطم. (بارت 1: 32). قطوف: حزمة حطب، ربطة عيدان. (بوشر).
قطيف: طنفسة طويلة الوبر تصنع في مدينة قسطنطينة، (مارتن ص77)، (شيرب). وعند موكيه (ص180): القطيفة أو الطنفسة بساط يتخذ خوانا للطعام وفراشا للنوم.
قطافة الشمعة: ما احترق من راس فتيلة الشمعة. (بوشر).
قطيفة: كساء ذو أهداب طويلة كان يستعمل قديما رداء وفراشا. ففي سيرة ابن هشام (ص1020): قطيفة قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسها ويفترشها. ثم أتخذت بعد ذلك غطاء ودثارا انظر (الملابس ص232، هوست ص266، وفيه تزن عادة ثلاثمائة ليبرة (الليبرة= 500 غرام) وعند بارت (5: 711): دثار الرجل (ابقدم). ومن هذا قيل: ولا يرقد في قطيفة، وقد ترجمها دوماس (عادات ص266) إلى الفرنسية بما معناه: لا ينام على الفراش.
قطيفة: غطاء الإبل أيضا. (البلاذري ص267).
قطيفة: طنفسة، بساط تركي (الملابس، هوست ص267).
قطيفة: نسيج من الحرير أو القطن صفيق أوبر تتخذ منه ثياب وفرشن قديفة. (الملابس، بوشر، همبرت ص20).
قطيفة: هو النبات المسمى باليونانية غيافليون (ابن البيطار 2ك 308).
قطيفة: سالف العروس. (بوشر).
قطيفة: شبيه يالمخمل. ففي فانسليب (ص100): القطيفة أو الشبيه بالمخمل. نوعان: بسيط غير مزخرف، وما يسميه العرب بالقطيف القدسي نسبة إلى بيت المقدس.
قطائف. في معجم المنصوري: قطائف هو صنف من الطعام يسمى بالمغرب المشهدة وبأفريقية المطنفسة وقد يخلط بعجينها أهل المشرق سكرا ولوزا وغير ذلك يتفننون فيها.
وفي برجرن (ص268): (عجينة من لباب الدقيق وزهرته عجنت عجنا جيدا وخفقت خفقا جيدا أيضا ثم تصب بالملعقة في أقماع وضعت فوق طابق أو مقلاة مليئة بالدهن الذائب أو دهن السمسم، ثم تصف بمشوط من حديد على صينية معدنية ويصب العسل أو عصير العنب المغلي المكثف. وقد تعمل أحيانا فطيرة ذات طبقات عديدة تحشى بالبندق وتحلى بالعسل). (المسعودي 8: 238 - 240، 406، لين ترجمة ألف ليلة 1: 435 رقم 99، 610 رقم 23) ويقول لين أنهم قلما يستعملون المفرد قطيفة، وانهم يقولون للواحدة من هذه الحلوى فرد قطائف.
وتعتبر كلمة قطائف عند المسعودي (ص406) اسم جمع استعملت للدلالة علة الفرد.
ويقول شارح مقامات الحريري (ص180) أنهم أطلقوا عليها هذا الاسم لأنها تلف لو لما عليها من نحو خمل القطائف الملبوسة.
قطاف: قاطف العنب. (جوليوس) وكذلك عند (بوشر، وهلو).
مقطف (أساء فريتاج تفسيره) والجمع مقاطف). سلة القطاف، قفة لجني الثمار، وهذا هو المعنى الأصلي (بوشر)؟ ثم استعملت للدلالة على السلة وعلى غمد المسن الحجري. (بوشر) وزنبيل وسفط (اسبينا مجلة الشرق والجزائر 8: 145) وانظر: معجم فليشر (ص38).
وفي محيط المحيط: والمقطف قنة من الخوص مستديرة لها طبق كالعلبة.
وفي حكاية باسم الحداد 0ص 94): فعند ذلك دلا لهم مقطف بحبل فحطوا فيه الخمسة أطيار الدجاج وصحن المامونية.
مقطف، في ألف ليلة (1: 20) خطأ ففي محيط المحيط ومعجم بوشر: مقطف.
مقطف: لابد أنها تدل على معنى آخر في عبارة القلائد (ص154): (وله أدب غض المقاطف، رطب المعاطف).
مقطف، والجمع مقاطف: مقص. (فوك).
مقطف: منخل صفيق من الحرير يقطف به الدقيق. (محيط المحيط).
مقطفة: نوع من الشعيرية، والاطرية، وهي فتائل من عجين ارفع من المعكرونة تطبخ في الحساء. (دوماس حياة العرب ص252).
قطف
قَطَفْتُ العنب أقطِفُه قَطْفاً: جَنَبْته. والقِطْفُ - بالكسر -: العُنقود. وقال الليث: القِطْفُ اسم للثمار المَقْطُوْفَةِ. وقوله تعالى:) قُطُوْفُها دانِيَةٌ (أي ثمارها دانية من متناولها لا يمنعه بُعد ولا شوك. وفي الحديث: يجتمع النفر على القطف فيُشبعهم، وقد كُتب الحديث بتمامه في تركيب ف ث ر.
وقال الدينوري: القِطْفَةُ: من السُّطّاح؛ وهي بَقْلَةٌ رِبْعِيَّةٌ تسلنطح وتطول، ولها شوك كالحسك وجوفه أحمر، وورقها أغبر، وهذا عن الأعراب القدم. وقال غيرهم من الرواة: القِطْفُ يُشبه الحسك. والقولان متَّفقان.
قال: والقَطَفُ - بالتحريك -: من شجر الجبل وهو مثل شجر الإجّاص في القدر؛ وورقته خضراء معرضة حمراء الأطراف خشناء، وخشبه صُلب متين تُتخذ منه الأصناق أي الحَلَقُ التي تُجعل في أطراف الأروية. أخبرني بذلك كله أعرابي، وأنشد:
أمِرَّة اللّيف وأصْنَاق القَطَفْ
وقَطَفٌ آخر: من احارا البقول، وهو الذي يسمى بالفارسية: السَّرْمَقَ. والقَطَافُ والقِطَافُ: وقت القَطْفِ. وفي حديث الحجّاج: أنه خطب حين دخل العراق فقال في خطبته: إني أرى رؤوسا قد أيْنَعَتْ وحان قِطافها.
والقِطَافُ: اسم من قَطَفَتِ الدابة تَقْطِفُ - بالكسر - قَطْفاً: إذا ضاق مشيُها، قال زهير بن أبي سُلمى يصِفُ ناقةً:
بآرِزَةِ الفَقَارَةِ لم يَخُنْها ... قِطَافٌ في الرِّكابِ ولا خِلاَءُ
وقال جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: خرجْت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض الغزوات، فبينا أنا على جملي أسير - وكان جملي فيه قِطَافٌ - فلحق بي فضرب عَجُز الجمل بسنوط؛ فانطلق أوسع جمل ركبته قط يواهق ناقته مواهقة. واشتاق القِطَافِ من القَطْفِ وهو القَطْعُ، لأن السير يجيءُ مُقطعاً غير مُطردٍ، والمُوَاهَقَةُ: المباراة في السير.
ودابة قَطُوْفٌ: من القِطَافِ، قال رُؤْبَةُ:
كأنَّهُنَّ في الدَّمِ السَّدِيْفُ ... أرَاكُ أيْكٍ مَشْيُها قَطُوْفُ
والقَطُوْفُ: فرس جبار بن مالك بن حمار الشَّمْخيِّ، قال نَجَبَة بن ربيعة الفزاري:
لم أنْسَ جَبّاراً ومَوْقِفَهُ الذي ... وَقَفَ القَطُوْفُ وكان نِعْمَ المَوْقِفُ
ويقال: لأُلحقَنَّ قَطُوْفَها بالمِعْنَاقِ.
ويقال: أقْطَفُ من ذرة، ومن حَلَمة، ومن أرنب.
والقُطُوْفُ: الخدوش، الواحد: قَطْفٌ، قال يعقوب عن أبى عمرو، يقال: قَطَفَه يَقْطِفُه: أي خدشه، قال حاتم:
سِلاحُكَ مَرْقيٌّ فلا أنتَ ضائرٌ ... عَدٌوّاً ولكنْ وَجْهَ مَوْلاكَ تقْطِفُ
والقَطَفُ والقُطْفَةُ: الأثر.
والقَطِيْفَةُ: دِثار مُخْمل، والجمع: قطائف وقُطُف، قال ذو الرُّمة يصف ظليما:
هَجَنَّعٌ راحَ في سَوْداءَ مُخْمَلَةٍ ... من القَطائِف أعْلى ثَوْبِهِ الهُدُبُ
والقَطِيْفَةُ: قرية دون ثنيَّة العقاب لمن طلب دمشق في طرف الربية من ناحية حمص.
وأما القَطائف التي تؤكل فلا تعرفها العرب، وقيل لها ذلك لأن على وجهها مثل خَمْلِ القطائف.
والقَطائفُ من التمر: صُهْبٌ مُنضمرة.
والقَطِيْفُ: قرية بالبحرين.
وقَطَافِ - مثال قَطَامِ -: الأمة.
والقُطَافَةُ: ما يَسقط من العنب إذا قَطِفَ كالجُرَامة من التمر. وأقْطَفَ الكَرم: أي دنا قِطَافُه. وأقْطَفَ القوم: أي حان قِطَافُ كُرومهم.
وأقْطَفَ الرجل: إذا كانت دابَّته قَطُوْفاً، قال ذو الرُّمَّة يصف جنديا:
كأنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلا مُطْطِفٍ عَجِلٍ ... إذا تَجَاوَبَ من بُرْدَيْهِ تَرْنِيْمُ
وقَطَّفَ في الشيء: أثر فيه.
والتَّقْطِيْفُ: مبالغة القَطْفِ وهو الخدش، وأنشد الأزهري:
وهُنَّ إذا أبْصَرْنَهُ مُتَبَذَّلاُ ... خَمَشْنَ وُجُوْهاً حُرَّةً لم تُقَطَّفِ
أي لم تُخدَّش.
والتَّقْطِيْفُ - أيضاً -: مبالغة القَطْفِ وهو جَني الثمر، قال العجاج:
كأنَّ ذا فَدّامَةٍ مُنَطَّفا ... قَطَّفَ من أعْنابِهِ ما قَطَّفا
والمُقطَّفَةُ من الرجل: القِصار.
والتركيب يدل على أخذ ثمرة من شجرها ثم يُستعار ذلك.

قطف: قطَف الشيءَ يَقْطِفُه قَطْفاً وقَطفاناً وقَطافاً وقِطافاً؛ عن

اللحياني: قَطعه. والقِطْف: ما قُطِف من الثمر، وهو أَيضاً العُنْقود ساعة

يُقْطَف. والقِطْف: اسم الثمار المقطوفة، والجمع قُطوف، والقِطف، بالكسر:

العُنْقود، وبجمعه جاء في القرآن العزيز قال سبحانه: قُطوفُها دانِية؛

أَي ثمارها قريبة التناول يَقْطِفها القاعد والقائم. وفي الحديث: يجتمع

النفَر على القِطف فيُشبِعهم؛ القِطف، بالكسر: العنقود، وهو اسم لكل ما

يُقْطَف كالذِّبْح والطِّحْن ويجمع على قِطاف وقُطوف، وأَكثر المحدثين

يروونه بفتح القاف، وإنما هو بالكسر.

والقَطاف والقِطاف: أَوانُ قَطْفِ الثمر، التهذيب: القِطافُ اسم وقت

القَطْف. قال الحجاج على المنبر: أَرى رؤوساً قد أَينعت وحان قِطافها؛ قال

الأَزهري: القِطاف اسم وقت القَطف، قال: والقَطاف، بالفتح، جائز عند

الكسائي أَيضاً، وقال: ويجوز أَن يكون القِطاف مصدراً.

وأَقْطَفَ العِنْبُ: حان أَن يُقْطَف. وأَقطفَ القوم: آن قِطافُ

كُرومهم، وأَجْززوا من الجَزاز في النخل إذا أَصْرَمُوا. وأَقْطَفَ الكَرْمُ:

دَنا قِطافه. التهذيب: القَطْف قَطعُك العِنب، وكلُّ شيء تَقطعه عن شيء،

فقد قطَفْته حتى الجراد تقطِف رؤوسها.

والمِقْطَف: المِنْجَل الذي يُقْطف به. والمِقْطفُ: أَصل العُنقود.

وقُطافة الشجر: ما قُطِفَ منه: والقُطافة، بالضم: ما يسقط من العنب إذا

قُطِف كالجُرامة من التمر. ابن الأَثير: وفي الحديث: يَقْذِفون فيه من

القَطيف، وفي رواية: يَديفون القَطيف: المَقطوف من الثمر، فعيل بمعنى

مفعول.والقَطفُ في الوافر: حذف حرفين من آخر الجُزْء وتسكين ما قبلها كحذفك

تُن من مفاعلتن وتسكين اللام فيبقى مفاعل فينقل في التقطيع إلى فعولن، ولا

يكون إلا في عروض أَو ضرب، وليس هذا بحادث للزّحاف، إنما هو المستعمل في

عروض الوافر وضربه، وإنما سمي مقطوفاً لأَنك قطفت الحرفين ومعهما حركة

قبلهما، فصار نحو الثمرة التي تقطعها فيَعْلق بها شيء من الشجرة.

والقَطِيفةُ: القَرْطفةُ، وجمعها القطائفُ، والقراطِف

(* قوله «وجمعها

القطائف والقراطف إلى قوله وفي الحديث» كذا بالأصل.) فُرش مُخْمَلَة.

والقَطيفة: دِثار مُخْمل، وقيل: كساء له خَمْل، والجمع القَطائفُ، وقُطُف مثل

صَحيفة وصُحف كأَنها جمع قَطيف وصَحِيف. وفي الحديث: تَعِس عبد

القَطيفة؛ هي كساء له خَمْل، أَي الذي يَعمل لها ويَهْتَمّ بتحصيلها؛ ومنه

القَطائف التي تؤكل. التهذيب: القَطائف طعام يُسَوَّى من الدقيق المُرَقِّ

بالماء، شبهت بخَمْل القطائف التي تُفْترش.

والقَطوف من الدَّواب: البطيء. وقال أَبو زيد: هو الضّيِّق المشْي.

وقَطَفَت الدابة تَقْطِف قَطْفاً وتقطُف قِطافاً وقُطوفاً وقَطُفَتْ، وهي

قَطوف: أَساءَتِ السَّيرَ وأَبطأَت، والجمع قُطُفٌ، والاسم القِطاف؛ ومنه

قول زهير:

بآرِزَةِ الفَقارةِ لم يَخُنْها

قِطافٌ في الرّكاب، ولا خِلاء

التهذيب: والقِطافُ مصدر القَطوف من الدوابّ، وهو المتقارِب الخَطو

البطِيء. وفَرس قَطوف: يَقْطِف في عَدْوه، وقد يستعمل في الإنسان؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:

أَمْسَى غُلامْي كَسِلاً قَطوفا،

مُوَصَّباً تَحْسَبُه مَجُوفا

وأَقْطَفَ الرجل والقوم إذا كانت دابَّته أَو دوابُّهم قُطُفاً؛ قال ذو

الرمة يصف جراداً:

كأَنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلا مُقْطِفٍ عَجِلٍ،

إذا تَجاوَبَ من بُرْدَيْه تَر نِيمُ

برداه: جَناحاه؛ يقول: تضرب رِجْلاه جناحَيه فيسمع لهما صويت كأَنه

تَرْنيم. والقَطْفُ: ضرب من مشي الخيل، وفرس قَطوف. وفي حديث جابر: فبينا

أَنا على جملي أَسِير وكان جملي فيه قِطاف، وفي رواية: على جمل لي قَطُوفٍ؛

القِطافُ: تقارُب الخَطْو في سُرْعة من القَطف وهو القَطع؛ ومنه الحديث:

رَكِب على فرس لأَبي طَلحَة تَقْطُف، وفي رواية: قطوف؛ ومنه الحديث:

أَقْطَفُ القومِ دابةً أَمِيرُهم أَي أَنهم يسيرون بسَيْر دابَّته

فيَتَّبعُونه كما يُتَّبع الأَمير. والقَطْف: الخَدْشُ، وجمعه قُطوفٌ. قطَفَه

يَقْطِفه قَطْفاً وقطَّفه: خدَشه؛ قال حاتم:

سِلاحُك مرقى فما أَنت ضائرٌ

عَدُوًّا، ولكنْ وَجْه مولاك تَقطِفُ

(* قوله «مرقى» كذا في الأصل براء، والذي في شرح القاموس بواو، ووقع في

بعض نسخ الصحاح همزها.)

وأَنشد الأَزهري:

وهنَّ إذا أَبْصَرْنه مُتَبَذِّلاً،

خَمَشْنَ وُجُوهاً حُرَّةً لم تُقَطَّفِ

أَي لم تُخَدَّش. وقطَّفَ الماءَ في الخَمْر: قطَّره؛ قال جرانُ

العَوْد:ونِلنا سُقاطاً مِن حَدِيثٍ كأَنه

جَنَى النحلِ، في أَبْكارِ عُودٍ تُقَطَّفُ

والقِطفةُ، بكسر القاف وإسكان الطاء، من السُّطَّاح: وهي بقلة رِبْعِية

تسْلَنْطِح وتَطولُ ولها شوك كالحَسَك، وجَوْفُه أَحْمر وورقه أَغْبر.

والقَطَفُ: بقْلة، واحدتها قَطَفةٌ. والقَطْفُ: نبات رَخْص عَرِيض

الورَق يطبخ، الواحدة قَطفة، يقال له بالفارسية سَرْنك، كذا ذكر الجوهري

القَطْف، بالتسكين؛ قال ابن بري: وصوابه القَطْف، بفتح الطاء، الواحدة

قَطَفَة، وبه سمي الرجل قَطَفَة. والقَطَفُ: ضَرب من العِضاه. وقال أَبو حنيفة:

القطَف من شجر الجبل وهو مثل شجر الإجّاص في القَدْر، ورقته خَضْراء

مُعْرَضَّة حمراء الأَطراف خَشْناء، وخشبه صُلب متين.

وقَطِيفٌ والقَطِيف جميعاً: قرية بالبحرين، وفي الصحاح: القَطِيفُ اسم

موضع.

قطف
قَطَفَ العِنَبَ يَقْطِفُه قَطْفاً: جنَاه قَالَ شيخُنا: ظاهرُه أَو صَرِيحُه أَنّه خاصٌّ بالعِنَبِ، ومثلُه فِي المُغْرِبِ والمِصْباحِ والصِّحاحِ وَغَيرهَا، وَفِي كَلامِ صَدْرِ الشَّرِيعةِ أَنّه جَنْيُ الثَّمَرِ من الأَشْجارِ.
قلتُ: وَفِي التَّهذِيب: الفَطْفُ: قَطْفُكَ العِنَبَ، وكلُّ شيءٍ نَقْطِفُه عَن شيءٍ فقد قَطَفْتَه حَتَّى الجَراد تَقْطِفُ رُؤُوسَها. ثمّ الذِي يَظْهرُ من سِياقِ عِبارَةِ هَؤُلاءِ أَنَّ مصدرَ قَطَفَ العِنَبَ القَطْفُ لَا غيرُ، وَالَّذِي فِي المُحْكَم أَنَّ قَطَفَ الشَّيْءَ بمعنَى قَطَعَه مصْدَرُه القَطْفُ، والقَطَفانُ، والقَطافُ، والقِطافُ عَن اللِّحْيانِيّ، ثمَّ نَقَل شيخُنا عَن البيْضاوي فِي تفسيرِ قَوْله تَعَالَى: قُطُوفُها دانِيَةٌ مَا نَصُّه: القَطْفُ: هُوَ الاجْتِناءُ بسُرْعةٍ، وقالَ الشِّهابُ: إِنَّه لَا بُدَّ فيهِ من السُّرْعَةِ لأَنّها شَأْنُه، ومثلُه فِي كُتُبِ الأَفْعالِ وغيرِها، قالَ: ثمَّ ظاهِرُ كَلَام المُصَنِّفِ أَيضاً بل صَرِيحُه، أَنًّ الفعلَ مِنْهُ كضَرَب، وَهُوَ الأَكْثرُ، وَفِي المِصْباحِ أَنّه يُقالً من بابَيْ ضرَبَ وقَتَلَ، فتَأَمَّلْ. قلتُ: وسَيَأْتِي للمُصَنِّفِ قَرِيبا أَنَّ الَّذِي من البابَيْنِ هُوَ قُطُوفُ الدَّابَّةِ، فتأَمَّلْ ذلِكَ. كَقَطَّفَه تَقْطِيفاً، وَهُوَ مُبالَغَةٌ فِي القَطْفِ، نَقَلَه الصاغانيُّ، وأَنشدَ للعَجَّاجِ: كَأَنَّ ذَا فَدّامَةٍ مُنَطَّفَا قَطَّفَ من أَعْنابِهِ مَا قَطَّفَا وقَطَفَت الدَّابَّةُ: ضاقَ مَشْيُها وقِيلَ: أَساءَت السَّيْرَ وأَبْطَأَت، وفسَّره بعضُهم بتَقارُبِ خَطْوِها.
وأَسْرَعَت تَقْطُفُ بالضَّمِّ وتَقْطِفُ بالكسرِ قِطافاً بالكسرِ وقُطُوفاً بالضَّمِّ. أَو القِطافُ بِالْكَسْرِ: الاسْمُ كَمَا فِي الصِّحاح، وَجمع القِطاف القُطُفُ وأَنشدَ الجَوْهَرِيُّ لزُهَيْرِ:
(بارِزَةِ الفَقارَةِ لَمْ يَخُنْها ... قِطافٌ فِي الرِّكابِ وَلَا خِلاءُ)
وَدابَّةٌ قَطُوفٌ: بَطِيءٌ، وقالَ أَبو زَيْدٍ: هُوَ الضَّيِّقُ المَشْيِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: القِطافُ: مَصْدَرُ القَطُوفِ من الدّوابِّ، وَهُوَ المُتَقارِبُ الخَطْوِ، البَطِيءُ، وفَرَسٌ قَطُوفٌ: يَقْطِفُ فِي عَذْوِه، وَفِي حَدِيثِ جابِرٍ: فبيْنا أَنا على جَمَلِي أَسِيرُ، وكَانَ جَمَلِي فِيهِ قِطافٌ وَفِي رِوايَةٍ على جَمَلٍ لِي قَطُوفٍ وَفِي حَديثٍ آخر: رَكِبَ على فَرَسٍ لأَبِي طَلْحَةَ تَقْطِفُ وَفِي رِواية: قَطُوف. وقَطَفَ فُلاناً: خَدَشَه يَقْطِفُه قَطْفاً. كقَطَّفَة تَقْطِيفاً، قالَ حاتِمٌ:
(سلاحُكَ مَرْقِيٌّ فَمَا أَنْتَ ضائِرٌ ... عَدُوّاً وَلَكِن وَجْهَ مَوْلاكَ تَقْطِفُ)
وأَنشَدَ الأزْهَريُّ:)
(وهُنَّ إِذا أَبْصَرْنَه مُتَبَذِّلاً ... خَمَشْنَ وُجُوهاً حُرَّةً لم تُقَطَّفِ)
أَي: لم تُخْدَشْ وَبِه قُطُوفٌ: خُدُوشٌ حَكَاهُ أَبو يُوسُفَ عَن أَبِي عَمْرٍ و، والواحِدُ قَطْفٌ، كَمَا فِي الصِّحَاح. والقِطْفُ، بالكسرِ: العُنْقُودُ ساعةَ يُقْطَفُ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وبجَمْعِه جاءَ القُرآن: قُطُوفها دانِيَةٌ.
وَقَالَ اللَّيْثُ: القِطْفُ اسمٌ للثِّمارِ المَقْطُوفَةِ ومَعْنَى الْآيَة: أَيْ ثِمارُها دانِيَةٌ من مُتناوِلِها، لَا يَمْنَعُها بُعْدٌ وَلَا شَوْكٌ، وَفِي الحديثِ: يَجْتَمِعُ النَّفَرُ على القِطْفِ فيُشْبِعُهم وَفِي النِّهاية: القِطْفُ، بالكسرِ: اسمٌ لكلِّ مَا يُقْطَفُ كالذِّبْحِ والطِّحْنِ، ويُجْمَع على قِطافٍ وقُطُوفٍ، وأَكثرُ المُحدِّثِين يَرْوُونه بفتحِ الْقَاف، وإِنّما هُوَ بالكسرِ. والقِطْفَةُ بهاءٍ: بقْلَةٌ رِبْعِيَّةٌ من السَّطّاحِ تَسْلَنْطِحُ وتَطُولُ، شائِكةٌ كالحَسَكِ، جَوْفُها أَحْمَرُ، وَوَرقُها أَغْبَرُ قالَ أَبو حَنِيفَة: وَهَذَا عَن الأَعرابِ القُدماءِ، وقالَ غيرُهُم من الرُّواةِ: القِطْفُ: يُشْبِه الحَسَكَ، والقَوْلانِ مُتَّفِقان. والقَطَفُ، مُحَرَّكَةً، وَكَذَا القَطَفَةُ بهاءٍ: الأَثَرُ نَقَلَه الصاغانِيُّ. والقَطَفُ: بَقْلَةٌ من أَحْرارِ البُقُولِ، وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهَا بالفَارسيّة: السَّرْمَقُ وعِبارَةُ الصِّحاح: القَطْفُ: نباتٌ رَخْصٌ عَرِيضُ الوَرَقِ يُطْبَخُ، الواحِدَةُ قَطْفةٌ، يُقال لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ: سَرْنَكْ قالَ ابنُ بَرِّيّ كَذَا ذَكَر الجَوْهَريُّ القَطْفَ بالتسكين، وصوابُه القَطَفُ، بفَتْح الطاءِ، الواحِدَةُ قَطَفَةٌ وَبِه سُمِّيَ الرِّجُلُ قَطفَةَ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القَطَفُ: شَجرٌ جَبَلِيٌّ بقَدْرِ الإِجاصِ وورَقتُه خَضْراءُ مُعْرَضَّةٌ، حَمْراءُ الأَطراف خَشْناءُ، وخَشَبُه صُلْبٌ مَتِينٌ، يُتَّخَذُ مِنْهُ الأَصْناقُ، أَي الحَلقُ الَّتِي تُجْعَلُ فِي أَطْرافِ الأرْوِيَةِ قالَ: أَخْبَرنِي بذلِك كُلِّه أعرابيٌّ، وأَنْشَدَ: أَمِرَّة اللِّيفِ وأَصْناق القَطَفْ وقولُه: بِهِ قُطُوفٌ: خُدُوشٌ، الواحِدُ قَطْفٌ هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخِ، وَهُوَ مُكَرَّرٌ يَنْبَغِي التَّنَبُّهُ لذلِك.
والقِطَافُ، كسَحابِ وكِتابٍ: وَقْتُ القَطْفِ نَقَله الجَوْهَرِيُّ، وَفِي التَّهْذِيب: القِطافُ: اسمُ وقتِ القَطْفِ، وقالَ الحَجّاجُ على المِنْبَرِ: أَرَى رُؤُوساً قد أَيْنَعَتْ وحانَ قِطافُها قَالَ: والقَطافُ، بالفتحِ: جائزٌ عندَ الكِسائِيِّ أَيضاً، قَالَ: ويَجوزُ أَيضاً أَن يكونَ القِطافُ مَصْدَراً. والقَطُوفُ كصَبُورٍ: فَرَسُ جابِر هَكَذَا فِي النُّسَخ، وصوابُه جَبّار بن مالِكِ بن حِمارٍ الشَّمْخِيِّ قَالَ نَجَبَةُ بنُ رَبِيعةَ الفَزارِيُّ:
(لم أَنْسَ جَبّاراً ومَوْقِفَه الَّذِي ... وَقَفَ القَطُوفُ، وكانَ نِعْمَ المَوْقِفُ)
وَفِي المثَلِ: أَقْطَفُ مِنْ ذَرَّةٍ وأَقْطَفُ من أَرْنَبٍ فالأَوَّلُ والثّانِي من القَطْفِ، وَهُوَ الأَخْذُ بسُرْعَة،)
والثالِثُ من قِطافِ الدّابَّةِ. والقَطِيفَةُ: دِثارٌ مُخَمَّلُ كَمَا فِي الصِّحاح، وَهِي القَرْطَفَة، وقالَ بَعْضُهم: هِيَ كِساءٌ مُرَبَّعٌ غَلِيظٌ لَهُ خَمْلٌ ووَبَرٌ، وَفِي الحَدِيث: تَعِسَ عَبْدُ القَطِيفَةِ قالَ ابنُ الأَثير: أَي الَّذِي يَعْمَلُ لَهَا، ويَهْتَمُّ لتَحْصِيلِها ج: قَطائِفُ، وقَطُفٌ بِضَمَّتَيْنِ مثل: صحِيفَةٍ وصُحَفٍ، كأَنَّها جمعُ قَطِيفٍ وصَحِيفٍ، قالَ ذُو الرُّمَةِ يَصِفُ ظَلِيماً:
(هَجَنَّعٌ راحَ فِي سَوْداءَ مُخْمَلَةٍ ... من القَطائِفِ أَعْلَى ثَوْبِه الهُدَبُ)
والقَطِيفَةُ: ة، دُونَ ثَنِيَّةِ العُقابِ لمَنْ طَلبَ دِمَشْقَ فِي طَرَفِ البَرِّيَّةِ من ناحِيَةِ حِمْصَ نَقَلَه الصاغانيُّ. وأَبُو قَطِيفَةَ: شاعِرٌ من بَنِي أُمَيَّةَ، وَهُوَ عَمْرُو بنُ الوَلِيدِ بن عُقْبَةَ ابنِ أَبِي مُعَيْطٍ، وَله قِصَّةٌ غَرٍ يبَةٌ ذَكَرَها ياقُوت فِي مُعْجَمِه فِي برام. وأَما القَطائِفُ المَأْكُولَةُ فإِنَّها لَا تَعْرِفُها العَرَبُ، أَو قِيلَ لَهَا ذلِكَ لِما عَلَيْها من نَحْوِ خَمْلِ القَطائِف المَلْبُوسَةِ وَفِي التَّهذِيب: القَطائِفُ: طَعامٌ يُسَوَّى من الدَّقِيق المُرَقِّ بالماءِ، شُبِّهَت بخَمْلِ القطائِفِ الَّتِي تُفْتَرَشُ. والقَطائِفُ: تَمْرٌ صُهِبُ مُتَضَمِّرةٌ نَقَل الصَّاغَانِي. والقَطِيفُ، كشَرِيفٍ: د، بالبحْرَيْن يُذْكَر مَعَ الحساءِ. وقطافِ، كقَطامِ: الأَمَةُ نَقَلَه الصاغانِيُّ. والقُطافَةُ، ككُنَاسَةٍ: مَا يَسْقُطُ من العِنَب إِذا قُطِفَ كالجُرامَةِ من التَّمْرِ، نَقَلَه الجَوْهَريُّ. وأَقْطَفَ الرَّجُلُ: صارَ لَه دابَّةٌ قَطُوفٌ قالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ جُنْدباً:
(كأَنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلاَ مُقْطِفٍ عَجِلٍ ... ذَا تَجاوَبَ من بُرْدَيْهِ تَرْنِيمُ)
وَأَقْطَفَ الكَرْمُ: دَنا قِطافُه. وأَقْطَفَ القومُ: حانَ قِطافُ كُرُومِهم كَمَا فِي الصِّحاح. والمُقَطَّفَةُ، كمُعَظَّمَةٍ: الرَّجُلُ القَصِيرُ نَقَلَه الصّاغانيُّ.
وَمِمَّا يُستدرك عَلَيْهِ: المِقْطَفُ، كمِنْبَرٍ: المِنْجَلُ الَّذِي يُقْطَفُ بِهِ. وأَيْضاً: أَصْلُ العُنْقُودِ. والقَطِيفُ، كأَمِيرٍ: المَقْطُوفُ من التَّمْرِ، فَعِيلٌ بِمَعْنى مَفْعُولٍ. والقَطْفُ فِي الوافِرِ: حَذْفُ حَرْفَيْن من آخِر الجُزْءِ، وتسكينُ مَا قَبْلَهُما، كحَذْفِكَ تن من مُفاعَلَتُنْ، وتَسْكِين اللَّام، فَيبقى مُفاعَلْ، فيُنْقَلُ فِي التَّقْطِيع إِلَى فعَوُلُنْ، وَلَا يكونُ إِلاّ فِي عَرُوضٍ أَو ضَرْبٍ، وَلَيْسَ هَذَا بحادِثٍ للزّحافِ، إِنّما هُوَ المُسْتَعْمَلُ فِي عَرُوضِ الوافرِ وضَرْبهِ، وإِنَّما سُمِّيَ مَقْطُوفاً، لأَنَّك قَطَفْتَ الحَرْفَيْنِ ومعهُما حَركة قبلَهُما، فصارَ نحوَ الثَّمَرَةِ الَّتِي تَقْطِفُها فيَعْلَقُ بهَا شَيءٌ من الشَّجَرةِ. وقَطُفَت الدّابَّةُ ككَرُمَ، فَهِيَ قَطُوفٌ، مثل قَطفَتْ، وَقد يُسْتَعْمَلُ القَطُوف فِي الإِنسانِ، أَنشد ابنُ الْأَعرَابِي: أَمْسَى غُلامِي كَسِلاً قَطُوفَا) مُوَصَّباً تَحْسَبُه مَجْوفَا والقطْفُ: ضَرْبٌ من مَشْي الخَيْلِ، وَفِي الحَديثِ: أَقْطَفُ القَوْمِ دابَّةً أَميرُهُمْ أَي أَنَّهُم يَسِيرُون بسيرِ دابَّتِه، فيَتِّبِعُونَه كَمَا يُتَّبَعُ الأَميرُ. وقَطَّفَ الماءَ فِي الخَمْرِ: قَطَّرَه، قالَ جِرانُ العَوْدِ:
(ونِلْنا سُقاطاً من حَدِيثٍ كأَنَّه ... جنَى النَّحْلِ فِي أَبْكارِ عُوذٍ تُقَطَّفُ)
قَالَ شَيْخُنا: وكانُوا يُسَمُّونَ الشَّمْسَ قَطِيفَةَ المَساكِين، وَمِنْه قَوْلهم: يَا شَمْسُ يَا قَطِيفَةَ المَساكِينُ قَرَّبَكِ اللهُ مَتَى تَعُودِينْ كَذَا فِي مُنْتَخَبِ رَبيعِ الأَبْرارِ وَقد سمَّوْا قَطَفَة، مُحَرَّكَةً، نَقَلَه ابنُ برِّيّ. والمَقْطَفُ، كمَقْعَد: مَا يُجْنَى فِيهِ الثَّمَرُ، والجَمْعُ مَقاطِفُ. والقَطْفُ: العَسَلُ ساعةَ يُجْنى عامَّيّةً. وأَبو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ الحَلاَوِي القَطائِفِيّ، حَدَّثَ عَن الجَوْهَرِيّ، مَاتَ سنة.
القطف: حذف سبب خفيف بعد إسكان ما قبله، كحذف "تن" من "مفاعلتن"، وإسكان لامه، فيبقى: "مفاعل"، فينقل إلى: "فعولن"، ويسمى: مقطوفًا.

بسس

بسس
بسَّ/ بسَّ بـ/ بسَّ من بَسَسْتُ، يَبُسّ، ابْسُسْ/ بُسَّ، بَسًّا، فهو باسّ، والمفعول مَبْسوس
• بسَّ الحَجَرَ: فتّته " {وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا} " ° بسَّ إليه من يتخبَّر خبرَه: دسّ إليه من يأتيه بخبره- بَسَّ عليه عقاربَه: أرسل عليه نمائمه وآذاه.
• بسَّ الدَّقيقَ:
1 - بلّله بالماءِ.
2 - خلطه بسَمْن أو زيْت أو نحوهما، ليصنع منه البسيسة.
• بسَّ الإبلَ/ بسَّ بالإبل: زجرها بقوله: بِسْ بِسْ.
• بسَّ من الشَّيء: نال منه ° بسَّت منه الأيَّامُ: نالت منه. 

بَسّ [مفرد]:
1 - مصدر بسَّ/ بسَّ بـ/ بسَّ من.
2 - هِرّ، سِنَّوْر أليف. 

بَسيسَة [مفرد]:
1 - حَلْوَى تُصنَع من دقيق الذُّرة والسُّكّر والسَّمن وغير ذلك.
2 - خبز يُجفَّف ويُدقّ ثم يُسفّ. 

بسس: بَسَّ السَّويقَ والدقيقَ وغيرهما يَبُسُّه بَسّاً: خلطه بسمن أَو

زيت، وهي البَسِيسَةُ. قال اللحياني: هي التي تُلتُّ بسمن أَو زيت ولا

تُبَلُّ. والبَسُّ: اتخاذ البَسيسَة، وهو أَن يُلتَّ السَّويقُ أَو الدقيق

أَو الأَقِطُ المطحون بالسمن أَو بالزيت ثم يؤكل ولا يطبخ. وقال يعقوب:

هو أَشد من اللَّتِّ بللاً؛ قال الراجز:

لا تَخْبِزَا خَبْزاً وبَسَّا،

ولا تُطِيلا بمُناخٍ حَبْسَا

وذكر أَبو عبيدة أَنه لص من غَطَفان أَراد أَن يخبز فخاف أَن يعجل عن

ذلك فأَكله عجيناً، ولم يجعل البَسَّ من السَّوقِ اللَّين. ابن سيده:

والبَسِيسَةُ الشعير يخلط بالنوى للإِبل. والبسيسة: خبز يجفف ويدق ويشرب كما

يشرب السويق. قال ابن دريد: وأَحسبه الذي يسمى الفَتُوتُ.

وفي التنزيل العزيز: وبُسَّتِ الجبالُ بَسّاً؛ قال الفراء: صارت

كالدقيق، وكذلك قوله عز وجل

(* قوله «وكذلك قوله عز وجل إلخ» كذا بالأصل وعبارة

متن القاموس وشرحه: وبست الجبال بسّاً أي فتت، نقله اللحياني فصارت أرضاً

قاله الفراء وقال أبو عبيدة فصارت تراباً وقيل نسفت كما قال تعالى ينسفها

ربي نسفاً وقيل سيقت كما قال تعالى وسيرت إلخ.): وسيرت الجبال فكانت

سراباً. وبست: فتت فصارت أَرضاً، وقيل نسفت، كما قال تعالى: ينسفها ربي

نسفاً؛ وقيل: سيقت، كما قال تعالى: وسيرت الجبال فكانت سراباً. وقال الزجاج:

بُسَّتْ لُتَّتْ وخلطت. وبَسَّ الشيءَ إِذا فَتَّتَه. وفي حديث المتعة:

ومعي بُرْدَةٌ قد بُسَّ منها أَي نيلَ منها وبَلِيَتْ. وفي حديث مجاهد: من

أَسماء مكة البَاسَّةُ، سميت بها لأَنها تَحْطِمُ من أَخطأَ فيها.

والبَسُّ: الحَطْمُ، ويروى بالنون من النَّسِّ الطرد.

الأَصمعي: البَسيسَة كل شيء خلطته بغيره مثل السويق بالأَقط ثم تَبُلُّه

بالرُّبِّ أَو مثل الشعير بالنوى للإِبل. يقال: بَسَسْتُهُ أَبُسُّه

بَسّاً. وقال ثعلب: معنى وبُسَّت الجبال بسّاً، خلطت بالتراب. وقال

اللحياني: قال بعضهم: فُتَّتْ، وقال بعضهم: سُوِّيتْ، وقال أَبو عبيدة: صارت

تراباً تَرِباً.

وجاء بالأَمر من حَسِّه وبَسِّه أَي من حيث كان ولم يكن. ويقال: جئْ به

من حِسِّك وبِسِّك أَي ائتِ به على كل حال من حيث شئت. قال أَبو عمرو:

يقال جاء به من حَسِّه وبَسِّه أَي من جهده. ولأَطلُبَنَّه من حَسِّي

وبَسِّي أَي من جُهْدي؛ وينشد:

ترَكَتْ بَيْتي، من الأَشْـ

ـياءِ، قَفْراً، مثلَ أَمْسِ

كلُّ شيءٍ كنتُ قد جَمَّـ

ـعْتُ من حَسِّي وبَسِّي

وبَسَّ في ماله بَسَّةً ووَزَمَ وَزْمَةً: أَذهب منه شيئاً؛ عن

اللحياني.وبِسْ بِسْ: ضرب من زجر الإِبل، وقد أَبَّسَ بها. وبَس بَسْ وبِسْ بِسْ:

من زجر الدابة، بَسَّ بها يَبُسُّ وأَبَسَّ، وقال اللحياني: أَبَسَّ

بالناقة دعاها للحلب، وقيل: معناه دعا ولدها لِتَدِرَّ على حالبها. وقال ابن

دريد: بَسَّ بالناقة وأَبَسَّ بها دعاها للحلب. وفي الحديث: أَن النبي،

صلى اللَّه عليه وسلم، قال: يخرج قوم من المدينة إِلى الشام واليمن

والعراق يُبِسُّون، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون؛ قال أَبو عبيد: قوله

يُبِسُّون هو أَن يقال في زجر الدابة إِذا سُقْتَ حماراً أَو غيره: بَسْ

بَسْ وبِسْ بِسْ، بفتح الباء وكسرها، وأَكثر ما يقال بالفتح، وهو صوت الزجر

للسَّوْق، وهو من كلام أَهل اليمن، وفيه لغتان: بَسَسْتُها

وأَبْسَسْتُها إِذا سُقْتَها وزجَرْتها وقلت لها: بِسْ بِسْ، فيقال على هذا يَبُسُّون

ويُبِسِّون.

وأَبَسَّ بالغنم إِذا أَسْلاها إِلى الماء. وأَبْسَسْتُ بالغنم

إِبْسَاساً. وقال أَبو زيد: أَبْسَسْتُ بالمَعَز إِذا أَشلَيْتَها إِلى الماء.

وأَبَسَّ بالإِبل عند الحلب إِذا دعا الفصيل إِلى أُمه، وأَبَسَّ بأُمه له.

التهذيب: وأَبْسَسْتُ بالإِبل عند الحلب، وهو صُويْتُ الراعي تسكن به

الناقة عند الحلب. وناقة بَسُوسٌ: تَدِرُّ عند الإِبْساس، وبَسْبَسَ

بالناقة كذلك؛ وقال الراعي:

لعَاشِرَةٍ وهو قد خافَها،

فَظَلَّ يُبَسْبِسُ أَو يَنْقُر

لعاشرة: بعدما سارت عشر ليال. يُبَسْبِسُ أَي يَبُسُّ بها يسكنها

لتَدِرَّ. والإِبْساسُ بالشفتين دون اللسان، والنقر باللسان دون الشفتين،

والجمل لا يُبَسُّ إِذا استصعب ولكن يُشْلَى باسمه واسم أُمه فيسكن، وقيل،

الإِبْساسُ أَن يمسح ضرع الناقة يُسَكِّنُها لتَدِرَّ، وكذلك تَبُسُّ الريح

بالسحابة. والبُسُسُ: الرُّعاة. والبُسُسُ: النُّوق الإِنْسِيَّة.

والبُسُسُ: الأَسْوِقَةُ الملتوتة.

والإِبْساسُ عند الحلب: أَن يقال للناقة بِسْ بِسْ. أَبو عبيد: بَسَسْتُ

الإِبل وأَبْسَسْت لغتان إِذا زجرتها وقلت بِسْ بِسْ، والعرب تقول في

أَمثالهم: لا أَفعله ما أَبَسَّ عبدٌ بناقته، قال اللحياني: وهو طوافه

حولها ليحلبها.

أَبو سعيد: يُبِسُّون أَي يسيحون في الأَرض، وانْبَسَّ الرجلُ إِذا ذهب.

وبُسَّهُمْ عنك أَي اطردهم. وبَسَسْتُ المالَ في البلاد فانْبَسَّ إِذا

أَرسلته فتفرق فيها، مثل بَثَثْتُه فانْبَثَّ. وقال الكسائي: أَبْسَسْتُ

بالنعجة إِذا دعوتها للحلب؛ وقال الأَصمعي: لم أَسمع الإِبْساسَ إِلا في

الإِبل؛ وقال ابن دريد: بَسَسْتُ الغنم قلت لها بَسْ بَسْ. والبَسُوسُ:

الناقة التي لا تَدِرُّ إِلا بالإِبْساسِ، وهو أشن يقال لها بُسُّ بُسُّ،

بالضم والتشديد، وهو الصُّوَيْتُ الذي تُسَكَّنُ به الناقةُ عند الحلب،

وقد يقال ذلك لغير الإِبل.

والبَسُوسُ: اسم امرأَة، وهي خالة جَسَّاس بن مُرَّة الشَّيْباني: كانت

لها ناقة يقال لها سَرَابِ، فرآها كُلَيْبُ وائلٍ في حِماه وقد كَسَرَتْ

بَيْض طير كان قد أَجاره، فَرَمى ضَرْعها بسهم، فَوَثَبَ جَسَّاس علة

كليب فقتله، فهاجت حَربُ بكرٍ وتَغْلِبَ ابني وائل بسببها أَربعين سنة حتى

ضربت بها العرب المثل في الشؤم، وبها سميت حرب البَسُوس، وقيل: إِن الناقة

عقرها جَسَّاسُ بن مرة. ومن أَمثال العرب السائرة «غيره: وفي الحديث»:

هو اَشْأَمُ من البَسُوسِ، وهي ناقة كانت تَدُِرُّ على المُبِسِّ بها،

ولذلك سميت بَسُوساً، أَصابها رجل من العرب بسهم في ضرعها فقتلها. وفي

البَسُوسِ قول آخر روي عن ابن عباس، قال الأَزهري: وهذه أَشْبه بالحق، وروى

بسنده عن ابن عباس في قوله تعالى: واتْلُ عليهم نَبَأَ الذي آتيناه آياتِنا

فانسَلَخ منها؛ قال: هو رجل أُعْطِيَ ثلاث دعوات يستجاب له فيها، وكان

له امرأَة يقال لها البَسُوسُ، وكان له منها ولد، وكانت له مُحبَّة،

فقالت: اجعل لي منها دعوة واحدة، قال: فلك واحدة فماذا تأْمرين؟ قالت: ادعُ

اللَّه أَن يجعلني أَجمل امرأَة في بني إِسرائيل، فلما علمت أَن ليس فيهم

مثلها رغبت عنه وأَرادت شيئاً آخر، فدعا اللَّه عليها أَن يجعلها كلبة

نَبَّاحَةً فذهبت فيها دعوتان، وجاء بنوها فلقالوا: ليس لنا على هذا قرار،

قد صارت أُمنا كلبة تُعَيِّرُنا بها الناسُ، فادع اللَّه أَن يعيدها إِلى

الحال التي كانت عليها، فدعا اللَّه فعادت كما كانت فذهبت الدعوات الثلاث

في البَسُوس، وبها يضرب المثل في الشُّؤْمِ.

وبُسْ: زجر للحافر، وبَسْ: بمعنى حَسْبُ، فارسية.

وقد بَسْبَسَ به وأَبَسَّ به وأَسَّ به إِلى الطعام: دعاه. وبَسَّ

الإِبل بَسّاً: ساقها؛ قال:

لا تَخْبِزَا خَبْزاً وبُسَّا بَسَّا

وقال ابن دريد: معناه لا تُبْطِئا في الخَبْزِ وبُسَّا الدقيق بالماءِ

فكلاه. وفي ترجمة خبز: الخَبْزُ السَّوْقُ الشديد بالضرب. والبَسُّ: السير

الرقيق. بَسَسْتُ أَبُسُّ بَسّاً وبَسَسْتُ الإِبل أَبُسُّها، بالضم،

بَسّاً إِذا سُقْتَها سوقاً لطيفاً. والبَسُّ: السَّوْقُ اللَّيِّنُ، وقيل:

البَسُّ أَن تَبُلَّ الدَّقيق ثم تأْكله، والخَبْزُ أَن تَخبِزَ

المَلِيلَ. والبَسيسَة عندهم: الدقيق والسويق يلت ويتخذ زاداً. ابن السكيت:

بَسَسْتُ السويقَ والدقيق أَبُسُّه بَسّاً إِذا بللته بشيءٍ من الماء، وهو

أَشد من اللَّتِّ. وبَسَّ الرجلَ يَبُسُّه: طرده ونحاه. وانْبَسَّ:

تَنَحَّى. وبَسَّ عَقاربه: أَرسل نمائمه وأَذاه. وانْبَسَّتِ الحيةُ: انْسابَتْ

على وجه الأَرض؛ قال:

وانْبَسَّ حَيَّاتُ الكَثِيبِ الأَهْيَلِ

وانْبَسَّ في الأَرض: ذهب؛ عن اللحياني وحده حكاه في باب انْبَسَّت

الحيات انْبِساساً، قال: والمعروف عند أَبي عبيد وغيره ارْبَسَّ. وفي حديث

الحجاج: قال للنعمان بن زُرْعَةَ: أَمِنَّ أَهلِ الرَّسِّ والبَسِّ أَنت؟

البَسُّ: الدَّسُّ. يقال: بَسَّ فلان لفلان من يتخبر له خبره ويأَتيه به

أَي دَسَّه إِليه.

والبَسْبَسَة: السِّعايَةُ بين الناس. والبَسْبَسُ: شجرٌ. والبَسْبَسُ:

لغة في السَّبْسَبِ، وزعم يعقوب أَنه من المقلوب. والبِسابِسُ: الكذب.

والبَسْبَس: القَفْرُ. والتُّرَّهات البَسابِسُ هي الباطلُ، وربما قالوا

تُرَّهاتُ البَسابِسِ، بالإِضافة. وفي حديث قُسٍّ: فبينا أَنا أَجول

بَسْبَسَها؛ البَسْبَسُ: البَرُّ المُقْفِرُ الواسع، ويروى سَبْسَبَها، وهو

بمعناه. وبَسْبَس بَوْلَه: كَسَبْسَبَه.

والبَسْباسُ: بَقْلَة: قال أَبو حنيفة: البَسْباسُ من النبات الطيب

الريح، وزعم بعض الرواةى أَنه النانخاه، وأَما أَبو زياد فقال: البَسْباسُ

طَيِّبُ الريح يُشْبِه طَعْمُه طعم الجزر، واحدته بَسْباسَةٌ. الليث:

البَسباسَة بقلة؛ قال الأَزهري: هي معروفة عند العرب؛ قال: والبَسْبَسُ شجر

تتخذ منه الرجال. قال الأَزهري: الذي قالَه الليث في البسبس أَنه شجر لا

أَعرفه، قال: وأَراه أَراد السَّبْسَبَ.

وبَسْباسَةُ: اسم امرأَة، والبَسُوس كذلك.

وبُسٌّ: موضع عند حنين؛ قال عباس بن مِرْداس السُّلَمِيُّ:

رَكَضْتُ الخَيْلَ فيها بين بُسٍّ

إِلى الأَوْراد، تَنْحِطُ بالنِّهابِ

قال: وأُرى عاهانَ بن كعب إياه عنى بقوله:

بَنِيكَ وهَجْمَةٌ كأَشاءِ بُسٍّ،

غِلاظُ منابِتِ القَصَراتِ كُومُ

يقول: عليك بنيك أَو انظر بنيك، ورفع هجمة على تقدير وهذه هَجْمَةٌ

كالأَشاء ففيها ما يَشْغَلْك عن النعيم.

بسس


بَسَّ(n. ac. بَسّ)
a. Drove slowly (camel).
b. Crushed, bruised.
c. Strove, endeavoured.

أَبْسَسَa. see I (a)
بَسّ
بَسَّة
بِسّ
(pl.
بِسَس)
a. Cat.

بَسِيْسَةa. Bruised wheat mixed with butter and olive oil.

بَسْ
a. Enough!
ب س س

بست الجبال: فتتت كالدقيق والسويق، ومنه قيل للسويق الملتوت: البسيسة. وأبس الحالب بالناقة: مسحها وسكنها بلسانه. ولا أفعل ذلك ما أبس عبد بناقة. وجيء به من حسك وبسك. وتقول أكلت ابني وائل البسوس، كما يأكل الحب السوس.

ومن المجاز: بس عليه عقاربه إذا أرسل عليه نمائمه. وجاء بالترهات البسابس أي بالأباطيل.
بسس وَقَالَ [أَبُو عبيد] : فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ: يخرج قوم من الْمَدِينَة إِلَى الْيمن وَالشَّام [وَالْعراق -] يُبِسُّون وَالْمَدينَة خير لَهُم لَو كَانُوا يعلمُونَ. قَوْله: يُبِسّون هُوَ أَن يُقَال فِي زجر الدَّابَّة: بَس بَسْ أَو بِسْ وبِسْ [وَأكْثر مَا يُقَال بِالْفَتْح -] وَهُوَ صَوت الزّجر [للسوق -] إِذا سُقتَ حمارا أَو غَيره وَهُوَ [من -] كَلَام أهل الْيمن وَفِيه لُغَتَانِ: بَسَسْت وأبسست فَيكون على هَذَا الْقيَاس يبسون ويبسون.
(بسس) - في حَديثِ المُغِيرة: "أَشأَمُ من البَسُوسِ".
البَسُوسُ: ناقَة، وقيل: فَرَسٌ، وقيل: جَارِية كانت الحَرب بِسَبَبِها بَيْن بنى بَكْر وتَغْلِب، رَمَاها كُلَيْب بن وائل فقَتَلها، وقُتِل في سَبَبِها نَاسٌ كثير، وصارت مَثَلاً في الشُّؤْم، والبَسُوس: التي لا تَدِرّ حتى يُقال لها: بُسْ بُسْ. وهي كلمة تُقالُ عند الحَلْب للإِبِل، وقيل: قد يقال لِغَيْر الِإبل أيضا، ويقال في زَجْرِ الحِمار والبَغْل: بَسْ، والفِعلُ منه بَسَسْت، وأبْسَسْت، إذا قلت ذلك.
- في حديث المُتْعَة: "مَعِى بُردةٌ قد بُسَّ منها".
: أي نِيلَ منها ونُهِكت بالبِلَى. من قوله تعالى: {وَبُسَّتِ الجِبَالُ بَسًّا} : أي فُتِّتَتْ. ويقال لمكة الباسَّة: أي تَبُسّ الجَبَابرَة فتَطْردُهُم، ورُوِى بالنُّون : أي تَزجُرُهم وتَسُوقهم.
[بسس] نه فيه: "يبسون" والمدينة خير لهم، بسست الناقة وأبسستها إذا سقتها وزجرتها وقلت لها بس بس بكسر باء وفتحها. ك: "يبسون" بضم موحدة وكسرها من الإفعال أي يسوقون سوقاً ليناً يريد يفتح اليمن فأعجب قوماً بلادها فيحملهم على المهاجرة إليها بأنفسهم وأصحابهم وأموالهم حتى يخرجوا والحال أن المدينة خير لهم لأنها مهبط الوحي والبركات لو كانوا من أهل العلم لعرفوها ولم يفارقوها. المظهري: أي ستفتح اليمن فيأتي منها قوم إلى المدينة حتى يظهر أهلها والمدينة خير لهم من غيرها وكذا الشام والعراق. غ: "بست" الجبال فتتت. نه: ومعي بردة قد "بس" منها أي نيل منها وبليت. و"الباسة" اسم مكة لأنها تحطم من أخطأ فيها. وفيه: أشأم من "البسوس" هي ناقة رماها كليب فثارت الحرب بين بكر وتغلب بسببها وصارت مثلاً في الشؤم، وهو في الأصل ناقة لا تدر حتى يقال لها عند الحلب بس بالضم والتشديد لتسكينها. وفيه: أمن أهل الرس "والبس" أنت؟ البس الدس. بس فلان لفلان من يتخبر له خبره، ويأتيه به أي دسه إليه، والبسبسة السعاية بين الناس. 
[بسس] أبو زيد: البسُّ: السَوْقُ الليّن. وقد بَسَسْتُ الإِبلَ أَبُسُّها بالضم بَسَّاً. والبَسُّ أيضاً: اتِّخاذ البَسيسَةِ، وهو أن يُلَتَّ السويقُ أو الدقيقُ أو الأقِطُ المطحونُ، بالسمن أو بالزيت، ثم يؤكل ولا يطبخ. قال يعقوب: هو أشد من اللت بللا. قال الراجز: لا تخبزا خبزا وبسا بسا * ولا تطيلا بمناخ حبسا * وذكر أبو عبيدة أنه لص من غطفان أراد أن يخبز فخاف أن يعجل عن ذلك، فأكله عجينا. ولم يجعل البس من السوق اللين. والابساس عند الحلب: أن يقال للناقة: بَِسْ بَسْ. وهو صوَيْتٌ للراعي يسكِّن به الناقة عند الحلب. وناقة بسوس، إذا كانت لا تدرُّ إلا على الإِبْساسِ. وقال أبو عبيد: بَسَسْتُ الإِبِلَ وأَبْسَسْتُ، لغتان، إذا زجرتها وقلت: بس بس. وفى الحديث: " يخرج قوم من المدينة إلى اليمن والشأم أو العراق يبسون، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ". وبس عَقارِبَهُ، أي أرسل نمائمه وأذاه. وبَسَسْتُ المالَ في البلاد فانْبَسَّ، إذا أرسلتَه فتفرَّقَ فيها، مثل بثثته فانبث. والبسوس: اسم امرأة، وهى خالة جساس ابن مرة الشيباني، كانت لها ناقة يقال لها سراب، فرآها كليب وائل في حماه وقد كسرت بيض طير كان قد أجاره، فرمى ضرعها بسهم، فوثب جساس على كليب فقتله، فهاجت حرب بكر وتغلب ابني وائل بسببها أربعين سنة، حتى ضربت بها العرب المثل في الشؤم، وبها سميت حرب البسوس. وقال أبو زيد: أبسست بالمعز، إذا أشليتها إلى الماء. والبسبس: القفر. والترهات البسابس، هي الباطل. وربما قالوا: تزهات البسابس، بالاضافة. قال الكسائي: يقال: جئ به من حسك وبسك، أي ائْتِ به على كلِّ حال من حيث شئت. وقال أبو عمرو: يقال جاء به من حَِسِّهِ وبَِسِّهِ، أي من جهده. ولأَطْلُبَنَّهُ من حَسِّي وبَِسِّي، أي من جهدي. وينشد: تَرَكَتْ بَيْتي من الأش‍ * ياءِ قَفْراً مثل أمس * كل شئ كنت قد جَ‍ * مَّعْتُ من حَسِّي وبسى * والبسباسة: نبت.
ب س س

بَسَّ السَّوِيقَ والدَّقيقَ وغَيرَهُما يَبُسُّهُ بَسّا خَلَطَه بِسَمْنٍ أو زيْتٍ وهي البَسِيسَة قال اللحيانيُّ هي التي تُلَتُّ بِسَمْنٍ أو زَيْتٍ ولا تُبَلُّ والبَسِيسَة الشَّعيرُ يُخلَطُ بالنَّوَى للإِبلِ والبَسِيسَةُ خُبْزٌ يُجفَّفُ ويُدَقُّ ويُشْرَبُ كما يُشْرَبُ السَّوِيقُ قال ابن دُرَيْدٍ وأَحْسَبُه الذي يُسَمَّى الفَتُوتَ وقوله تعالى {وبست الجبال بسا} الواقعة 5 قال ثعلبٌ معناه خُلِطَت بالتَّرابِ وقال اللحيانيُّ وقال بعضُهم فُتَّتْ وقال بعضُهم سُوِّيتْ وقال أبو عُبَيْدة صارت تُراباً تَرِباً وجاء بالأمْرِ مِنْ حِسِّه وبِسِّه ومِنْ حَسِّه وبَسِّه أي من حيثُ كان ولم يَكُنْ وبَسَّ في مالِه بَسَّةً أذْهبَ منهُ شيئاً عن اللحيانيِّ وبُسَّ بُسَّ ضَرْبٌ من زَجْرِ الإِبِلِ وقد أبَسَّ بها وبَسْ بَسْ وبَسْ بِسْ من زَجْر الدَّابَّة بَسَّ بها يَبُسُّ وأبَسَّ وقال اللحيانيُّ أبسَّ بالناقةِ دَعَاها للحَلْبِ وقيل معناه دعَا وَلَدَها لتَدِرَّ على حالبِهِا وقال ابن دُريْد بَسَّ بالناقَةِ وأَبَسَّ بها دعاها للحَلْبِ والعَرَبُ تقول لا أفَعَلُه ما أَبَسَّ عبْدٌ بِناقَةٍ قال اللحيانيُّ وهو طَوفَانه حَوْلَها ليَحْلِبَها وقال الكسائي أبْسَسْتُ بالنَّعْجة إذا دَعَوْتها وقال الأصْمعيُّ لم أسْمع الإِبْسَاسَ إلا في الإِبِل وقال ابن دُريد بَسْبَسْتُ الغَنَمَ قُلْتُ لها بُسْ بُسْ والبَسُوسُ الناقةُ التي لا تَدِرُّ إلا بالإِبْسَاسِ وحرْبُ البَسُوسِ منه لأنّ أصْل هذه الحَرْب إنَّما كانت لناقَةٍ عَقَرَهَا جَسَّاسُ بنُ مُرَّة وبُسَّ زَجْرٌ للحافِرِ وبَسْ بِمَعْنَى حَسْبُ فارِسيَّة وقد بَسْبَسَ به وأبَسَّ به وأبَسَّ به إلى الطَّعامِ دَعَاهُ وبَسَّ الإِبل بساً ساقَها قال

(لا تَخْبِزَا خَبْزاً وبُسَّابَسَّا ... )

وقال ابنُ دريدٍ معناه لا تُبْطئا في الخَبْز وبُسَّا الدَّقيقَ بالماءِ فكُلاهُ وبَسَّ الرَّجُلَ يَبُسُّه بَسّا طَرَدَهُ ونَحَّاه وانبسَّ تَنَحَّى وبَسَّ عَقَارِبَه أرْسَلَ نَمائِمَه وانبسَّتِ الحَيَّةُ انْسابتْ على وَجْهِ الأرضِ قال

(وانْبَسَّ حَيَّاتُ الكَثِيبِ الأهْيَلِ ... )

وانْبَسَّ في الأرضِ ذَهَبَ عن اللحيانيِّ وحدَه حكاه في باب انْبسَّتِ الحيَّاتُ والمعروفُ عند أبي عُبَيْدٍ وغيره ارْبَسَّ والبَسُّ شجرٌ والبسْبَسُ لغةٌ في السَّبْسَبِ وزعَم يعقوبُ أنه من المَقْلُوبِ والبسابِسُ الكَذِبُ وبَسْبَس بَوْلَه كسَبْسَبَ والبَسْبَاسُ بَقْلَةٌ قال أبو حنيفَةَ البَسْباسُ أيضاً من النَّباتِ الطَّيبُ الرِّيحِ وزعَم بعضُ الرُّواةِ أنه النَّانُخَاةُ قال وأما أبو زيَّادٍ فقال البَسْبَاسُ طَيِّبُ الرِّيحِ يُشِبهُ طَعْمُه طَعْمَ الجَزَرِ واحدتُه بَسْبَاسَةٌ وبَسْبَاسةٌ اسم امرأةٍ والبَسُوس كذلكوبُسٌّ موضِعٌ عند حُنَيْنٍ قال عباسُ بن مِرْداسٍ السُّلَميُّ

(رَكَضْتُ الخَيْلَ فيهَا بَيْنَ بُسٍّ ... إلى الأَوْرادِ تَنْحِطُ بالنِّهابِ)

وأُرَى عاهاَن بن كَعْبٍ إيّاهُ عَنَى بقَوْلِهِ

(بَنِيكَ وهَجْمَةٌ كأَشَاءِ بُسٍّ ... غِلاَظُ مَنابِتِ القَصَراتِ كُومُ)

يقول عليك بَنِيكَ أوِ انْظُرْ بَنِيكَ ورَفَعَ هَجْمة على تقدير وهذه هَجْمةٌ كالأَشَاءِ ففيها ما يَشْغَلُكَ عن النَّعيمِ
بسس
من أسماء مكَّة - حرسها الله تعالى -: الباسَّة والبسّاسة، لأنها تَبُسُّ من أَلْحَدَ فيها: أي تهلكه وتحطمه.
وقوله تعالى:) وبُسَّتِ الجِبالُ بَسَّا (أي فُتَّتَت وصارت أرضا، وقيل: نُسِفَت كما قال تعالى:) فَقُلْ يَنْسِفُها رَبّي نَسْفا (، وقيل: سِيقَت كما قال تعالى:) وسُيِّرَتِ الجبالُ فكانَتْ سَرابا (.
وقال أبو زيد: البَسُّ: السَّوق اللَّيِّنُ، وقد بَسَسْتُ الإبل أبُسُّها - بالضم - بَسَّاً.
والبَسُّ - أيضاً - اتخاذ البَسِيسَة؛ وهو أن يُلَتَّ السَّوِيق أو الدقيق أو الأقطِ المطحون بالسَّمن أو بالزيت ثم يؤكل ولا يُطبخ، قال يعقوب: هو أشدُّ من اللَّتِ، قال شَمْلَةُ اللِّصُّ:
لا تَخبِزا خُبزاً وبُسّا بَسّا
وذكر أبو عبيدة أنّهُ لصٌّ من غطفان أراد أن يخبِز فخافَ أن يُعجَلَ عن ذلك فأكله عجيناً، ولم يجعل البَسَّ من السَّوقِ اللَّيِّن.
وبَسَسْتُ الإبلَ: إذا زجرتها وقلت: بِسّ بِسّ. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: تُفتَح اليمن فيأتي قومٌ يَبُسُّونَ فيتحمّلون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وتُفتَح الشامُ فيأتي قوم يَبُسُّونَ فيتحمّلون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وتُفتَح العراقُ فيأتي قومٌ يَبُسُّونَ فيتحمّلون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون.
وبَسَّ عقارِبَه: أي أرسَلَ نمائِمَه وأذاه.
وَبَسَسْتُ المال في البلاد: أي أرسَلتُه وفرَّقته.
وقال الكِسائي: يقال جِيءَ به من حَسِّكَ وبَسِّكَ: أي ائْتِ به على كل حال من حيث شِئت. وقال أبو عمرو: يُقال جاء به من حسّه وبسّه: أي من جَهْدِه، ولأطلُبَنَّه من حَسِّي وبَسِّي: أي من جَهْدي، ويَنشد:
تركت بيتي من الأشي ... اء قفرا مثل أمسِ
كل شئ كنت قد جم ... عت من حسّي وبَسِّي
وقال ابن فارس: بَسٌّ: في معنى حَسب؛ ويسترذله بعضهم.
وقال ابن عبّاد: يقال للهرة الأهلية: البَسَّة.
والذَّكَر: بَسُّ، والجمع: بِساس.
قال: والبَسُّ: الطلب والجَهد.
ويقال: لا أفعل ذلك آخر باسوس الدهر: أي أبداً.
وناقة بسوس: لا تدرُّ إلا على الإبساس. والبسوس: اسم امرأة، وهي خالة جسّاس بن مُرة الشيباني، كانت لها ناقة يقال لها سراب، فرآها كُليب وائل في حِماه وقد كسرت بيض طائر قد أجاره، فرمى ضرعها بسهم، فوثب جساس على كُليب فقتله، فهاجت حرب بَكر وتَغلِب ابنَي وائل أربعين سنة، حتى ضَربت العرب المثل فيها بالشؤم. وبها سميَّت حرب البسوس.
وروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله تعالى:) واتْلُ عليهم نَبَأَ الذي آتَيْناه آياتِنا فانْسَلَخَ منها (قال: هو رجل أُعطيَ ثلاث دعوات يُستجاب له فيها، وكانت له امرأة يقال لها البسوس، وكان له منها ولد، وكانت لها صُحبَة. فقالت: اجعل لي منها دعوة واحدة، قال: فلك واحدة فماذا تريدين؟ قالت: ادع الله أن يجعلني أجمل امرأةٍ في بني إسرائيلَ، فلما علِمَت أنْ ليس فيهم مثلها رغبت عنه وأرادت سيئاً، فدعى الله عليها أن يجعلها كلبةً نبّاحة، فذهبت فيها دعوتان. فجاء بنوها فقالوا ليس لنا على هذا قرار؛ قد صارت أُمُّنَا كلبة يعيرنا الناس، فادعُ الله أن يَرُدها إلى الحال التي كانت عليها، فدعا الله فعادت كما كانت، فذهبت الدعوات الثلاث. وهي البسوس، وبها يضرب المثل في الشؤم فيقال: أشأمُ من البسوس.
وبَسوسي: موضع قرب الكوفة.
وقال اللحياني: يقال بُسَّ فلان في ماله بَسّاُ: إذا ذهب شئ من ماله.
ويقال في دعاء الغنم إذا دعوتها: بُس بُس وبَس بَس وبِس بِس - بالحركات الثلاث -.
وقال ابن الكَلبي: بُسٌ: هو البيت الذي كانت تعبُده بنو غطفان. وروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنَّه قال: حجَّ ظالم بن أسعد بن ربيعة بن مالك بن مُرَّة بن عوف بن سعد بن ذبيان، فرأى قريشاً يطوفون حول البيت ويسعَون بين الصفا والمروة، فمسح البيت برجله عرضه وطوله، ثم أخذ حجراً من الصفا وحجراً من المروة، ثم رجع إلى قومه فقال: يا معشر غطفان؛ لقريش بيت يطوفون حوله والصفا والمروة، وليس لكم شئ. فبنى بيتاً على قدر البيت، ووضع الحجرين فقال: هذا الصفا وهذا المروة، وسمّى البيت بُساً، فاجتزءوا بذلك عن الحج وعن الصفا والمروة. فأغار زهير بن جناب الكلبي فقتل ظالماً وهدم بناءه.
وبُسٌّ - أيضاً -: جبل قريب من ذاة عِرْقٍ، قال عاهان:
بَنونَ وهَجمَةٌ كأشَاءِ بُسٍّ ... صَفايا كَثَّةُ الأوبار كُوْمُ
وقيل: بُسٌ: أرض لبني نصر بن معاوية.
والبَسْبَسْ: القَفْر، قال ذو الرمة:
ألم تُسأل اليومَ الرُّسومُ الدَّوارِسُ ... بِحُزْوى وهل تدري القِفَارُ البَسَابِسُ
والتُّرَّهاتُ البَسَابِسُ: هي الباطل، وربما قالوا: تُّرَّهاتُ البَسَابِسِ - بالإضافة -.
وقال الليث: البَسْبَسُ: شجر تتخذ منه الرِّحال، ونسبَه الأزهري إلى التصحيف وقال: إنه السَّيْسَبُ.
وبَسْبَسُ بن عمرو - رضي الله عنه -: من الصحابة.
وبَسْبَاسَة: امرأة من بني أسد، وإيّاها عنى امرؤ القيس بقوله:
ألا زعَمَت بَسْبَاسَة اليوم أنَّني ... كَبِرْتُ وألاّ يشهَدَ اللَّهو أمثالي
ويُروى: " وألاّ يُحسِنَ السرَّ " أي النّكاح.
والبَسْبَاسَة: بَسْبَاسَتان، إحداهما: تعرفها العرب ويأكلها الناس والماشية، تذكر بها ريح الجزر إذا أكلتها وطعمه، ومَنبَتها الحُزون، قال طرفة بن العبد:
جمادٌ بها البَسْبَاسُ يرهَصُ مُعْزُها ... بناتِ اللبون والصلاقمة الحمرا
وقال الدينوري: زعم بعض الرواة أنّ البسباسَ هو نانْخُواه البَرِّ.
وفي طِيب ريح البَسْباس قال أعرابي:
يا حبذا ريح الجنوب إذا غدت ... في الفجر وهي ضعيفة الأنفاس
قد حُمِّلَت بَرد الثَرى وتحمَّلَت ... عبقاً من الجَثْجَاثِ والبسباسِ
والأخرى: ما تستعملها الأطباء، وهي أوراق صُفُر تُجلَب من الهند. وكل واحدة منهما غير الأخرى.
وقال ابن دريد: البَسيسَة: خُبْز يُجفَّف ويُدَق ويشرب كما يُشرَب السُوَيق، قال: وأحسِبُها الذي يسمى الفَتوت.
وقال ابن عبّاد: البَسيسَة: الإيكال بين الناس والسِّعاية.
وما أعطاه بَسيساً: أي شيئاً قليلاً من طعام.
وقال ابن الإعرابي: البُسُسُ - بضمّتين -: الأسوِقة المَلتوتَة.
والبُسُسُ: النُّوق الآنسة.
والبُسُسُ: الرُّعاة.
وأبْسَسْتُ الإبل: إذا زجرتَها، لغةٌ في بَسَسْتُها. والإبساس عند الحَلَبِ: أن يقال بُسْ بُسْ؛ وهو صُوَيت للراعي يُسَكِّن به الناقة عند الحلب. ومنه المثل: الإيناسُ قبلَ الإبساسِ: أي ينبغي أن يتلطف للناقة وتؤنس وتُسَكَّن ثم تُحلَب، يُضرب في وجوب البَسطِ من الرجل قبل الانبساط إليه. وفي المثل: لا أفعَلُه ما أبَسَّ عَبْدٌ بِناقة.
وقال أبو زيد: أبْسَسْتُ بالمَعَزِ: إذا أشليتها على الماءِ.
وبَسْبَسَتِ الناقة: إذا دامت على الشيء.
وبَسْبَسَ: أسرع في السير.
وبَسْبَسْتُ بالغنمِ: إذا دعوتها فقلت لها: بسْ، وكذلك بَسْبَسَ بالناقة، قال الراعي يصف ناقته أنَّه أجراها عشر ليالٍ ثمَّ سَكَّنَها:
ووَلَّت بوَخْدٍ كَوَخْدِ الظَّلِيْ ... مِ راح وخَمْلَتُهُ تُمْطَرُ
لعاشِرَةٍ وهو قد خافها ... وظلَّ يُبَسْبِسُ أو يَنْقُرُ
وتَبَسْبَسَ الماء: أي جرى، وهو مقلوب تسَبْسُبْ.
والإنبِساس: الانسياق والانسياب، قال أبو النجم يصف اشتداد الحر:
وماتَ دعموصُ الغديرِ المُثمَلِ ... وانْبَسَّ حَيّاتُ الكَثِيبِ الأهْيَلِ
هذه رواية الأصمعي، ورواه غيره: " وانْسَابَ ".
والتركيب يدل على السَّوْقِ، وعلى فَتِّ الشيء وخَلْطِه.
بسس
{البَسُّ: السَّوْقُ اللَّيِّنُ الرَّفيقُ اللَّطيفُ، كَمَا أَنَّ الخُبزَ هُوَ السَّوْقٌ الشَّديد العَنيفُ، وَقد} بَسَّ الإبلَ {- بَسّاً: ساقَها، قَالَ الرَّاجِزُ:
(لَا تَخْبِزا خَبْزاً} وبُسّا {بَسّا ... وَلَا تُطِيلا بمُناخٍ حَبْسا)
وفسَّرَه أَبو عُبيدة على غير مَا ذَكَرْنا، وَقد تقدَّمَ فِي خبز البَسُّ: اتِّخاذُ} البَسيسَةِ بأَنْ يُلَتَّ السَّويقُ، أَو الدَّقيقُ، أَو الأَقِطُ المَطحونُ، بالسَمْنِ أَو الزَّيْتِ، ثمَّ يُؤكَلُ وَلَا يُطْبَخ، وَقَالَ يَعْقُوب: هُوَ أَشدُّ من اللَّتِّ بَلَلاً، وأَنشدَ قولَ الرَّاجِزِ السَّابِق.
{البَسُّ: زَجْرٌ لِلْإِبِلِ} بِبَسْ {بَسْ، بكسرهما وبفتحِهما} كالإبْساسِ وَقد {بَسَّ بهَا} يَبُسُّ {ويَبِسُّ} وأَبَسَّ، وَمِنْه الحَدِيث: يخرُج قومٌ من المدينةِ إِلَى الشَّام واليَمَنِ والعِراقِ يُبِسُّونَ والمَدينةُ خَيْرٌ لَهُم لَو كَانُوا يعلَمون قَالَ أَبو عُبيد: قَوْله {يُبِسُّونَ هُوَ أَن يُقالَ فِي زَجْرِ الدَّابَّةِ إِذا سِيقَتْ حِماراً أَو غَيْرَه} بَسْ {بَسْ،} وبِسْ {بِسْ، بِفَتْح الْبَاء وكَسرِها، وأَكثر مَا يُقال بِالْفَتْح، وَهُوَ من كَلَام أَهل اليَمَن، وَفِيه لغتانِ} بَسَسْتُها {وأَبْسَسْتُها، وَقَالَ أَبو سعيد:} يُبِسُّونَ، أَي يَسيحُونَ فِي الأَرضِ. {البَسُّ: إرسالُ المالِ فِي البلادِ وتَفريقُها فِيهَا، كالبَثِّ، وَقد} بَسَّه فِي البلادِ {فانْبَسَّ، كبثَّه فانْبَثَّ.} البَسُّ: الطَّلَبُ والجَهْدُ، وَمِنْه قولُهم: لأَطْلُبَنَّه من حَسِّي {- وبَسِّي، أَي من جَهدِي، كَمَا سيأْتي.} البَسُّ: الهِرَّةُ الأَهلِيَّةُ، نَقله ابْن عبّادِ، والعامَّةُ تَكْسِرُ الباءَ، قَالَه الزَّمخشريُّ، الواحِدَةُ بهاءٍ، والجَمْعُ {بِساسٌ. يُقَال: جَاءَ بِهِ من حسِّه وبسِّه، مُثَلَّثَيِ الأَوَّلِ، أَي من جَهْدِه وطاقته، قَالَه أَبو عَمروٍ، وَقَالَ غيرُه: أَي من حيثُ كانَ وَلم يَكُنْ، وَيُقَال: جِئْ بِهِ من حسِّكَ} وبسِّك، أَي ائْتِ بِهِ على كلِّ حالٍ من حيثُ شِئْتَ.)
ولأَطْلُبَنَّه من حسِّي! - وبسِّي، أَي جَهدي وطاقَتي، ويُنشِدُ:
(تَرَكَتْ بَيْتِي من الأَش ... ياءِ قَفْراً مِثلَ أَمْسِ)

(كُلُّ شيءٍ كنتُ قدْ جَمَّ ... عْتُ مِنْ حسِّي وبسِّي)المثَلُ فِي الشُّؤْم، وَبهَا سُمِّيت حَرْبُ البَسُوس، وَقيل: إنّ الناقةَ عَقَرَها جَسّاسُ بنُ مُرَّة، وَفِي البَسُوسِ قولٌ أخَرُ رُوِيَ عَن ابنِ عبّاسٍ رَضِي الله عَنهُ عَنْهُمَا، قَالَ الأَزْهَرِيّ فِيهِ: إنّه أشبهُ بالحَقِّ، وَقد ساقَه بسَنَدِه إِلَيْهِ فِي قَوْله تَعالى: واتْلُ عليْهِم نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فانْسَلَخَ مِنْهَا قَالَ: كَانَت امرأةٌ مَشْئُومة اسْمهَا البَسُوس، أُعطِيَ زَوْجُها ثلاثَ دَعَوَاتٍ مُستَجاباتٍ، وَكَانَ لَهُ مِنْهَا ولَدٌ، فَكَانَت مُحِبَّةً لَهُ، فَقَالَت: اجْعلْ لي مِنْهَا دَعْوَةً وَاحِدَة. قَالَ: فلَكِ واحدةٌ، فَمَاذَا تريدين قَالَت: ادْعُ الله أَن يَجْعَلني أَجْمَلَ امرأةٍ فِي بني إِسْرَائِيل، فَفْعَل، فرَغِبتْ عَنهُ لَمّا عَلِمْتْ أنّه لَيْسَ فيهم مِثلُها، فأرادتْ سَيِّئاً، فَدَعَا اللهُ تَعَالَى عَلَيْهَا أَن يَجْعَلها كَلْبَةً نَبّاحةً، فذهبتْ فِيهَا دَعْوَتان، فجاءَ بَنوها، فَقَالُوا: لَيْسَ لنا على هَذَا قَرارٌ،)
قد صارتْ أمُّنا كَلْبَةً يُعَيِّرُنا الناسُ، كَذَا نصُّ التكملة، وَفِي اللِّسان يُعَيِّرُنا بهَا الناسُ، فادْعُ اللهُ تَعَالَى أَن يَرُدَّها إِلَى حالِها الَّتِي كَانَت عَلَيْهَا، فَفَعَل، فعادتْ كَمَا كَانَت، فَذَهَبت الدَّعَواتُ الثلاثُ بشُؤْمِها، وَبهَا يُضرَبُ المثَل. قَالَ اللِّحْيانيُّ: يُقَال: {بُسَّ فلانٌ، بالضَّمّ، فِي مالِه} بَسَّاً، إِذا ذَهَبَ شيءٌ من مالِه، كَذَا فِي التكملة، وَالَّذِي فِي اللِّسان: {بَسَّ فِي مالِه} بَسَّةً وَوَزَم وَزْمَةً: أَذْهَب مِنْهُ شَيْئا. {وبسْ} بسْ، مُثَلَّثَيْن: دعاءٌ للغنَمِ وَقد {بَسَّها، وَقَالَ ابنُ دُرَيْد:} بَسَسْتُ الغنَمَ: قلتُ لَهَا: {بسْ} بسْ، وَقَالَ الكِسائيُّ: {أَبْسَسْتُ بالنَّعجَةِ، إِذا دَعَوْتَها للحَلب، وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: لم أَسْمَعْ} الإبْساسَ إلاّ فِي الْإِبِل.! وبُسٌّ، بالضَّمّ وَالتَّشْدِيد: جبَلٌ قربَ ذاتِ عِرْقٍ، وَقيل: أَرض ٌ لبَني نَصْرِ بنِ مُعاويةَ بن بَكْرِ بنِ هَوازِن قربَ حُنَيْنٍ، وَيُقَال: بُسَى أَيْضا، وَهُوَ اسمٌ لجِبالٍ هُنَاكَ فِي دِيارِهم، وإيّاه عَنى عباسُ بنُ مِرْداسٍ السُّلَمِيُّ فِي قَوْله:
(رَكَضْتُ الخَيلَ فِيهَا بَيْنَ {بُسٍّ ... إِلَى الأَوْرالِ تَنْحِطُ بالنِّهابِ)
وَقَالَ عاهانُ بنُ كَعْب:
(بَنِيكَ وهَجْمَةٌ كأَشاءِ بُسٍّ ... غِلاظُ مَنابِتِ القَصَراتِ كُومُ)
قَالَ ابنُ الكَلبيِّ:} بُسّ: بيتٌ لغَطَفانَ بنِ سَعْدِ بن قَيْسِ عَيْلان كَانَت تَعْبُده، بناهُ ظالِمُ بنُ أَسْعَدَ بنِ رَبيعةَ بنِ مالِكِ بنِ مُرَّةَ بنِ عَوْفٍ لمّا رأى قُرَيْشاً يَطوفون بالكَعبة ويَسْعَون بَين الصَّفا والمَرْوةِ فَذَرَع البيتَ. ونصُّ العُباب: فَمَسَح الْبَيْت برِجْلِه عَرْضَه وطُولَه. وَأخذ حَجَرَاً من الصَّفا وَحَجَراً من المَروَةِ فَرَجَع إِلَى قَوْمِه وَقَالَ: يَا مَعْشَرَ غَطَفَانَ، لقُرَيشٍ بيتٌ يطوفونَ حَوْلَه، والصَّفا والمَروةُ، وَلَيْسَ لكم شيءٌ، فَبنى بَيْتا على قَدْرِ الْبَيْت، وَوَضَع الحجَرَيْنِ، فَقَالَ: هَذَانِ الصَّفا والمَروَة. فاجْتَزَؤُوا بِهِ عَن الحَجّ، فأغارَ زُهَيْرُ بنُ جَنَاب بنِ هُبَل بن عَبْد الله بنِ كِنانةَ الكلبيُّ فَقَتَل ظالِماً وَهَدَمَ بِناءَه، وَقد تقدّمَ للمُصنِّفِ فِي عزز أنّ العُزَّى سَمُرَةٌ عَبَدَتْها غَطَفَانُ، أوّلُ من اتَّخذَها ظالمُ بنُ أَسْعَدَ فوقَ ذاتِ عِرْقٍ إِلَى البُسْتان بتِسعةِ أَمْيَالٍ، بنى عَلَيْهَا بَيْتَاً وسَمّاهُ! بُسَّاً، وأقامَ لَهَا سَدَنَةً، فَيَعَث إِلَيْهَا رسولُ الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم خالدَ بنَ الْوَلِيد رَضِي الله عَنهُ فَهَدَم البيتَ وأَحْرَقَ السَّمُرَةَ، فانظرْ هَذَا مَعَ كلامِه هُنَا، فَفِيهِ نَوْعُ مُخالَفَةٍ، ولعلّ هَذَا البيتَ هُدِمَ مرَّتَيْن، مرَّةً فِي الجاهِليَّةِ على يَدِ زُهَيْرٍ، وقُتِلَ إذْ ذاكَ بانِيه ظالِمٌ، والمرَّةُ الثَّانِيَة عامَ الفَتح على يدِ خالدِ بنِ الْوَلِيد رَضِي اللهُ تَعَالَى عَنهُ، وقُتِلَ إِذْ ذاكَ سادِنُه رَبيعةُ بنُ جَريرٍ السُّلَميُّ، وَلَو قَالَ: {وبُسٌّ: بيتٌ لغَطَفانَ هِيَ العُزَّى، كَانَ قد أصابَ فِي جَوْدَةِ الاقْتِصار، على أنّ الصَّاغانِيّ ذكرَ)
فِيهِ لُغَة أُخرى وَهِي بُساءُ، بالضَّمّ والمَدِّ، فتَرْكُه قُصورٌ، وقولُه: جبَلٌ قُربَ ذاتِ عِرْقٍ، وأرضٌ لبَني نَصْر، ثمَّ قولُه: وبَيتٌ لغَطَفانَ، كلُّ ذَلِك واحدٌ، فإنّهم صرَّحوا أنّ أرضَ نَصْر هَذِه هِيَ الجبالُ الَّتِي فوقَ النَّخلَةِ الشّامِيَّةِ بذاتِ عِرْقٍ، وَبِه سُمِّيَ البيتُ المَذكور، وَبَنُو نَصْرِ بنِ مُعاويةَ مَعَ غَطَفَان شيءٌ واحدٌ لأنّهم أبناءُ عمٍّ أَقْرِباء، فَغَطَفانُ هُوَ ابنُ سعدِ بنِ قَيْسِ عَيْلان، ونَصرٌ هُوَ ابنُ مُعاويةَ بنِ بَكْرِ بن هَوازِنَ بنِ مَنْصُورِ بنِ عِكْرِمَةَ بنِ خَصَفَةَ بنِ قَيْسِ عَيْلان، ولبَني كَلْبٍ يَدٌ بيضاءُ فِي نُصْرَتِهم لقُريشٍ حِين بَنَوْا الكَعبةَ، ذَكَرَ ابنُ الكَلبيِّ فِي الأَنْسابِ مَا نصُّه: من بني عَبْد الله بنِ هُبَلَ بنِ أبي سالِمٍ الَّذِي أَتَى قُرَيْشاً حِين أَرَادوا بناءَ الكعبةِ وَمَعَهُ مالٌ فَقَالَ: دَعوني أَشْرَكْكُم فِي بِنائِها، فَأَذِنوا لَهُ، فَبَنَى جانِبَه الأَيْمن.} والبَسْبَس: القَفْرُ الْخَالِي، لغةٌ فِي السَّبْسَب، وَزَعَمَ يعقوبُ أنّه من المَقلوب، وَبِهِمَا رُوِيَ قولُ قُسٍّ: فَبَيْنَما أَنا أَجُولُ {بسَبْسَبِها.
} البَسْبَس: شجرٌ تُتَّخَذُ مِنْهُ الرِّحالُ، قَالَه اللَّيْث، أَو الصوابُ السَّبْسَبُ بِالْبَاء، وَقد تَصحَّفَ على اللَّيْث، قَالَه الأَزْهَرِيّ. {بَسْبَسُ بنُ عمروٍ الجُهَنِيُّ الصحابيُّ حليفُ الْأَنْصَار، شَهِدَ بَدْرَاً، وبُعِثَ عَيْنَاً للعِير، وَيُقَال:} بَسْبَسةُ، بهاءٍ. منَ المَجاز: التُّرَّهاتُ {البَسابِس، وربّما قَالُوا: تُرَّهاتُ البَسابِس، بالإضافةِ، هِيَ: الباطلُ وفَسَّره الجَوْهَرِيّ بالأباطيل. قَالَ الجَوْهَرِيّ:} البَسابِسَة: نبتٌ، وَلم يَزِدْ، وَقَالَ أَبُو حَنيفةَ: {البَسْباسُ من النَّبَات: الطَّيِّبُ الرِّيح، وزعمَ بعضُ الرُّواةُ أنّه النانخاه.
قلتُ: الصوابُ هما} بَسْبَاسَتان، إِحْدَاهمَا: شجرةٌ تَعْرِفُها العربُ، قَالَه الأَزْهَرِيُّ، قَالَ الصَّاغانِيّ: ويأكُلُها الناسُ والماشيةُ، تَذْكُرُ بهَا رِيحَ الجَزَرِ وطَعْمَه إِذا أَكَلْتَها. قلتُ: وَهُوَ قولُ أبي زِيادٍ. زَاد الصَّاغانِيّ: مَنْبِتُها الحُزُون، والأُخرى: أَوْرَاقٌ صُفْرٌ طَيِّبةُ الرّيِح تُجلَبُ من الهِند، قَالَ صاحبُ الْمِنْهَاج: وَقيل: إنّه قُشورُ جَوْز بَوا، وأنّ قُوَّتَه كقُوَّةِ النَّار مشك، وأَلْطَف مِنْهُ، وَهَذِه هِيَ الَّتِي تَسْتَعمِلُها الأطبّاءُ، ويريدونها إِذا أَطْلَقوا، ولكنّهم يَكْسِرون الأوّلَ، وكلُّ واحدةٍ مِنْهَا غيرُ الأُخرى. {وبَسْبَاسةُ: امرأةٌ من بني أسَدٍ، وإيّاها عَنى امرؤُ القَيسِ بقولِه:
(أَلا زَعَمْتَ بَسْبَاسَةُ اليومَ أنّني ... كَبِرْتُ وألاّ يَشْهَدَ اللَّهْوَ أَمْثَالي)
} والباسَّةُ {والبَسّاسَة: من أسماءِ مكّةَ شرَّفَها اللهُ تَعَالَى، الأولُ فِي حَدِيث مُجاهدٍ قَالَ: سُمِّيتْ بهَا لأنّها تَحْطِمُ من أَخْطَأَ فِيهَا،} والبَسُّ: الحَطْم، ويُروى بالنُّون، من النَّسِّ، وَهُوَ الطَّرْد. والثانيةُ ذَكَرَها الصَّاغانِيّ وَيَاقُوت، وَسَيَأْتِي، وقولُ الله عزَّ وجلَّ: {وبُسَّتِ الجبالُ} بَسَّاً أَي فُتِّتَت، نَقَلَه اللِّحْيانيّ، فصارَتْ أَرْضَاً، قَالَه الفَرّاء، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: فصارَتْ تُراباً، وَقيل: نُسِفَتْ، كَمَا قَالَ)
تَعَالَى: يَنْسِفُها ربِّي نَسْفَاً وَقيل: سِيقَتْ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: وسُيِّرَتِ الجبالُ فَكَانَت سَراباً وَقَالَ الزَّجَّاج: بُسَّتْ: لُتَّتْ وخُلِطَتْ، وَقَالَ ثعلبٌ: خُلِطَتُ بالتُّراب، ونقلَ اللِّحْيانيُّ عَن بعضِهم: سُوِّيَت. {والبَسِيس، كأميرٍ: القليلُ من الطعامِ الَّذِي قد} بُسَّ، أَي ذهبَ مِنْهُ شيءٌ وبَقِيَ مِنْهُ شيءٌ.
{البَسِيسَةُ، بهاءٍ: الخُبزُ يُجفَّفُ ويُدَقُّ ويُشرَبُ كَمَا يُشرَبُ السَّوِيقُ، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وأَحسبُه الَّذِي يُسمّى الفَتُوت، وَقيل:} البَسِيسَةُ عِنْدهم: الدَّقيقُ والسَّوِيقُ يُلَتُّ ويُتَّخذُ زاداً، وَقَالَ اللِّحْيانيُّ: هِيَ الَّتِي تُلَتُّ بزَيتٍ أَو سَمْن، وَلَا تُبَلُّ، وَقَالَ ابنُ سِيدَه: {البَسِيسَة: الشَّعيرُ يُخلَطُ بالنَّوى لِلْإِبِلِ. وَقَالَ الأَصْمَعِيّ:} البَسيسَةُ: كلُّ شيءٍ خَلَطْتَه بغَيرِه، مثل السَّويق بالأَقِطِ، ثمّ تَبُلُّه بالزُّبْد، أَو مثل الشعيرِ بالنَّوَى ثمَّ تَبُلُّه لِلْإِبِلِ. البَسيسَة: الإيكالُ بَين الناسِ بالسِّعايَة، عَن ابنِ عَبّادٍ، وَيُقَال: هُوَ {البَسيَسَةُ، بباءَيْن موحَّدتَيْن.} والبُسُسُ، بضمَّتَيْن: الأَسْوِقَةُ المَلْتوتَة، جمع {بَسِيسَةٍ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ.} البُسُسُ: النُّوقُ الآنِسَةُ الَّتِي تَدرُّ عِنْد {الإبْساس لَهَا، جمع بَسُوسٍ.} البُسُس: الرُّعاة، لأنّهم يَبُسُّون المالَ، أَي يَزْجُرونَه، أَو يَسُوقونَه. {وبَسْبَسَ: أَسْرَعَ فِي السَّيْر، نَقله الصَّاغانِيّ، وكأنّه لغةٌ فِي بَصْبَصَ بالصَّاد، كَمَا سَيَأْتِي.} بَسْبَسَ بالغنَمِ أَو الناقةِ: إِذا دَعاها للحَلبِ فَقَالَ لَهَا: {بسْ} بسْ، بكسرِهما وبفتحِهما، قَالَ الرَّاعِي:
(لعاشِرَةٍ وَهْوَ قد خافَها ... فظَلَّ يُبَسْبِسُ أَو يَنْقُرُ)
لعاشِرَةٍ: بعدَ مَا سارَتْ عَشْرَ لَيالٍ، {يُبَسْبِسُ: أَي} يَبُسُّ بهَا، يُسَكِّنُها لتَدُرَّ، والإبْساسُ بالشَّفَتَيْنِ دونَ اللِّسان، والنَّقْرُ باللسانِ دونَ الشفتَيْن، وَقد ذُكِرَ فِي مَوْضِعه. {بَسْبَسَت الناقةُ: داستْ على الشيءِ، نَقله الصَّاغانِيّ.} وبُسَيْسٌ الجُهَنيُّ، كزُبَيْرٍ: صحابيٌّ. قلتُ: هُوَ ابنُ عَمْرو الَّذِي تقدّم ذِكرُه، يُقَال فِيهِ: {بَسْبَسٌ كَجَعْفَرٍ،} وبَسْبَسَةُ، بهاءٍ، {وبُسَيْسَةُ، مصغَّراً بهاءٍ، هَكَذَا ذَكَرَه الأئمَّةُ، ثَلَاثَة أقوالٍ، وَلم يَذْكُروا مُصَغَّراً بغيرِ هاءٍ، فَفِي كلامِه نظَرٌ.} وتَبَسْبَسَ الماءُ: جرى على وَجْهِ الأَرْض، مثل تَسَبْسَبَ، أَو هُوَ مقلوبٌ مِنْهُ. {والانْبِساسُ: الانْسِيابُ على وَجْهِ الأَرْض، وَقد انْبَسَّتِ الحَيَّةُ وانْسابَتْ.} وانْبَسَّ فِي الأَرْض: ذَهَبَ. عَن اللِّحْيانيِّ وَحْدَه، حكاهُ فِي بَاب {انْبَسَّتِ الحَيّاتُ} انْبِساساً، والمعروفُ عِنْد أبي عُبَيْدٍ وغيرِه: ارْبَسَّ، وَسَيَأْتِي فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ اللهُ تَعَالَى. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: {أَبَسَّ بالمَعزِ} إبْساساً: أَشْلاها إِلَى المَاء. وأَبَسَّ بالإبلِ إِذا دَعا الفَصيلَ إِلَى أُمِّه، {وأَبَسَّ بأُمِّه لَهُ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: يَقُولُونَ: مَعِيَ بُرْدَةٌ قد} بُسَّ مِنْهَا، أَي نِيلَ مِنْهَا وبَلِيَتْ، قَالَ اللِّحْيانيُّ! أَبَسَّ بالناقةِ: دَعاها للحَلْب، وَقيل مَعْنَاه: دَعَا وَلَدَها لتَدِرَّ على حالِبِها، واقتصرَ)
المُصَنِّف على معنى الزَّجْر، والصحيحُ أنّه يُستعمَلُ فِيهِ وَفِي الدُّعاءِ للحَلب، وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: {بَسَّ بالناقةِ} وأَبَسَّ بهَا: دَعَاهَا للحَلب، {وبَسَّتِ الريحُ بالسَّحابة، على المثَل، قيل: وَلَا} يُبَسُّ الجمَلُ إِذا اسْتصعبَ، وَلَكِن يُشلى باسمِه واسمِ أمِّه فيَسكُن. {وبُسَّهُمْ عَنْك: أَي اطْرُدْهم.} وبَسَّهُ {بَسَّاً: نَحّاه.} وانْبَسَّ الرجلُ: تنَحَّى. {وبَسْبَسَ بِهِ،} وأَبَسَّ بِهِ: قَالَ لَهُ: {بَسْ، بِمَعْنى حَسْبُ.} وأَبَسَّ بِهِ إِلَى الطَّعام: دَعَاهُ. {وبَسَّ عَقارِبَه: أَرْسَلَ تمائمه وأَرْسَلَ أَذَاهُ، وَهُوَ مَجاز.} والبَسُّ: الدَّسُّ، يُقَال: {بَسَّ فلانٌ لفلانٍ مَن يَتَخَبَّرُ لَهُ خَبَرَه، ويأتيه بِهِ، أَي دَسَّه إِلَيْهِ، وَمِنْه حديثُ الحَجّاجِ قَالَ للنعمانِ بنِ زُرْعَةَ: أَمِنْ أَهْلِ الرَّسِّ} والبَسِّ أنتَ. {والبَسّ: شجَرٌ.} والبَسابِس: الكَذِب. {وبَسْبَسَ بَوْلَه: سَبْسَبَه.
وَيُقَال: لَا أفعلُ ذَلِك آخِرَ} باسُوسِ الدَّهرِ، أَي أبدا. {وبَسّان، بالفَتْح: من مَحالِّ هَرَاة.} وبَسُوسَى: موضعٌ قربَ الكُوفةِ. الثلاثةُ نَقَلَها الصَّاغانِيّ. {وبُسَّةُ، بالضَّمّ: جماعةُ نِسوَةٍ، وبالضَّمّ} بُسَّةُ بنتُ سُلَيْمان، زَوْجُ يُوسُفَ بنِ أَسْبَاط. وَمن أمثالِهم: لَا أَفْعَله مَا {أَبَسَّ عَبْدٌ بناقةٍ. وَمن كتاب الأساس: أَكَلَتهْم} البَسُوسُ، كَمَا يأكلُ الخشَبَ السُّوسُ. {وبَيْسُوس، فَيْعُول من} البَسِّ: قريةٌ بشَرقيِّ مِصر.
ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
ب س س : بَسَسْت الْحِنْطَةَ وَغَيْرَهَا بَسًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَهُوَ الْفَتُّ فَهِيَ بَسِيسَةٌ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ بَسَسْتُ السَّوِيقَ وَالدَّقِيقَ أَبُسُّهُ بَسًّا إذَا بَلَلْتَهُ بِشَيْءٍ مِنْ الْمَاءِ وَهُوَ أَشَدُّ مِنْ اللَّتِّ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ الْبَسِيسَةُ كُلُّ شَيْءٍ خَلَطْتَهُ بِغَيْرِهِ مِثْلُ: السَّوِيقِ بِالْأَقِطِ ثُمَّ تَبُلُّهُ بِالرُّبِّ أَوْ مِثْلُ: الشَّعِيرِ بِالنَّوَى لِلْإِبِلِ. 
ب س س: (الْبَسُّ) اتِّخَاذُ (الْبَسِيسَةِ) وَهُوَ أَنْ يُلَتَّ السَّوِيقُ أَوِ الدَّقِيقُ أَوِ الْأَقِطُ الْمَطْحُونُ بِالسَّمْنِ أَوْ بِالزَّيْتِ ثُمَّ يُؤْكَلُ وَلَا يُطْبَخُ وَهُوَ أَشَدُّ مِنَ اللَّتِّ بَلَلًا وَبَابُهُ رَدَّ وَ (بَسَّ) الْإِبِلَ وَ (أَبَسَّهَا) زَجَرَهَا وَقَالَ لَهَا ((بِسْ بِسْ)) وَفِي الْحَدِيثِ: «يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الْيَمَنِ وَالشَّامِ وَالْعِرَاقِ (يَبِسُّونَ) وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ» . قُلْتُ: هَكَذَا هُوَ مَضْبُوطٌ فِي الصِّحَاحِ وَالتَّهْذِيبِ وَشَرْحِ الْغَرِيبَيْنِ (يَبِسُّونَ) بِكَسْرِ الْبَاءِ. وَذَكَرَ الْبَيْهَقِيُّ فِي مَصَادِرِهِ أَنَّهُ مِنْ بَابِ رَدَّ يَرُدُّ وَ (الْبَسُوسُ) بِفَتْحِ الْبَاءِ اسْمُ امْرَأَةٍ مِنَ الْعَرَبِ هَاجَتْ بِسَبَبِهَا الْحَرْبُ أَرْبَعِينَ سَنَةً بَيْنَ الْعَرَبِ فَضُرِبَ بِهَا الْمَثَلُ فِي الشُّؤْمِ فَقَالُوا: أَشْأَمُ مِنَ الْبَسُوسِ وَبِهَا سُمِّيَتْ حَرْبُ الْبَسُوسِ. 

الشّبهة

الشّبهة:
[في الانكليزية] Suspicion
[ في الفرنسية] Soupcon ،suspicion
بالضم وسكون الموحدة خفاء الأمر، والإشكال في العمل مثل الأمور المشتبهة، كذا في بحر الجواهر. وفي جامع الرموز في بيان حدّ الزّنا في كتاب الحدود أنّ الشّبهة اسم من الاشتباه، وهي ما بين الحلال والحرام والخطاء والصّواب كما في خزانة الأدب، وبه يشعر ما في الكافي من أنّها ما يشبه الثابت وليس بثابت، وما في شرح المواقف من أنّ الشّبهة ما يشتبهه الدليل وليست به كأدلة المبتدعين.
وفي القاموس وغيره أنّها الالتباس كما عرفت سابقا. وهي على ما في جامع الرموز وفتح القدير وغيرهما من التلويح ومعدن الغرائب أنواع. منها شبهة العقد كما إذا تزوج امرأة بلا شهود أو أمة بغير إذن مولاها أو تزوّج مــحرّمــة بالنّسب أو الرّضاع أو المصاهرة فلا حدّ في هذه الشّبهة عند أبي حنيفة، وإن علم بالــحرمــة لصورة العقد، لكنه يعزّر. وأمّا عندهما فكذلك إلّا إذا علم بالــحرمــة. والصحيح الأوّل كما في الأوّل. ومنها شبهة في الفعل ويسمّى بشبهة الاشتباه وشبهة مشابهة وشبهة في الظّن، أي شبهة في حقّ من اشتبه عليه دون من لم يشتبه عليه، وهي أن يظنّ ما ليس بدليل الحلّ أو الــحرمــة دليلا، ولا بدّ فيها من الظّنّ ليتحقّق الاشتباه، فإذا زنى بجارية امرأته أو والده بظنّ أنّها تحلّ له بناء على أنّ مال الزوجة مال الزوج لفرط الاختلاط، وأنّ ملك الأصل ملك الجزء، أو حلال له، فهذه شبهة اشتباه سقط بها الحدّ لكن لا يثبت النّسب ولا تجب العدّة لأنّ الفعل قد تمحّض زنا. ومنها شبهة في المحلّ ويسمّى شبهة حكمية وشبهة ملك. وشبهة الدليل وهي أن يوجد الدليل الشرعي النافي للــحرمــة أو الحلّ مع تخلّف حكمه لمانع اتّصل به فيورث هذا الدليل شبهة في حلّ ما ليس بحلال وعكسه.
وهذا النوع لا يتوقّف تحقّقه على الظّنّ. ولذا كان أقوى من الشّبهة في الظّنّ أي في الفعل فإنّها ناشئة عن النصّ في المحلّ، بخلاف الشّبهة في الظّنّ فإنّها ناشئة عن الرأي والظّنّ، فإذا وطئ جارية الابن فإنّه يسقط الحدّ ويثبت النّسب والعدّة لأنّ الفعل لم يتمحّض زنا نظرا إلى الدليل، وهو قوله عليه السلام: «أنت ومالك لأبيك»، وكذا وطئ معتدّة الكنايات لقول بعض الصحابة: إنّ الكنايات رواجع. وأمّا جارية الأخ أو الأخت فليست محلا للاشتباه بشبهة فعل ولا شبهة محلّ فلا يسقط الحد.

قال في فتح القدير: تقسيم الشّبهة إلى الشّبهة في العقد والمحلّ والفعل إنّما هو عند أبي حنيفة. وأمّا عند غيره من أصحابه فلا تعتبر شبهة العقد. ثم قال: والشافعية قسّموا الشّبهة ثلاثة أقسام. شبهة في المحلّ وهو وطئ زوجته الحائض والصائمة والمــحرّمــة وأمته قبل الاستبراء وجارية ولده ولا حدّ فيه. وشبهة في الفاعل مثل أن يجد امرأة على فراشه فيطأها ظانّا أنّها امرأته فلا حدّ. وإذا ادّعى أنّه ظنّ ذلك صدّق [لا] بيمينه. وشبهة في الجهة. قال الأصحاب: كلّ جهة صحّحها بعض العلماء وأباح الوطء بها لا حدّ فيها وإن كان الواطئ يعتقد الــحرمــة كالوطء في النكاح بلا شهود ولا وليّ انتهى. وقال ابن الحجر في شرح الأربعين للنووي في شرح الحديث السادس: المشتبه بمعنى ما ليس بواضح الحلّ والــحرمــة أربعة أقسام. الأول الشكّ في المحل والمــحرّم فإن تعادلا استصحب السابق، وإن كان أحدهما أقوى لصدوره عن دلالة معتبرة في اليقين فالحكم له. والثاني الشّكّ في طرء مــحرّم على الحلّ المتيقّن، فالأصل الحلّ. والثالث أن يكون الأصل التحريم ثم يطرأ ما يقتضي الحلّ بظنّ غالب، فإن اعتبر سبب الظّن شرعا حلّ وألغي النّظر لذلك الأصل، وإلّا فلا. والرابع أن يعلم الحلّ ويغلب على الظّن طرء مــحرّم فإن لم تستند غلبته لعلامة تتعلّق بعينه لم يعتبر، وإن استندت لعلامة تتعلّق بعينه اعتبرت وألغي أصل الحلّ لأنّها أقوى منه. والتفصيل يطلب منه وقد سبق بيان المشتبه في لفظ الحل.

الحياة الدنيا

الحياة الدنيا
سمى القرآن الحياة الدنيا لعبا ولهوا، وتحدث في مواضع كثيرة عن مصير هذه الحياة، وأنها مهما بلغت من الجمال والزينة والبهاء فإنها صائرة إلى الفناء والزوال، إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعامُ حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا
لَيْلًا أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
(يونس 24). إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَإِنَّا لَجاعِلُونَ ما عَلَيْها صَعِيداً جُرُزاً (الكهف 7، 8). وأنها إذا وزنت بالآخرة ليست سوى متاع قليل ذاهب، اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتاعٌ (الرعد 26)، إِنَّما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا مَتاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دارُ الْقَرارِ (غافر 39)، فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (التوبة 38).
وإذا كان القرآن قد قلل من أمر هذه الحياة فإنه تحدث عن حقيقة لا مجال للشك فيها، لأن عمر الإنسان مهما طال، له نهاية لا ريب فيها، وهو عمر قصير محدود، وليس هو بالنسبة للخلود في الآخرة سوى فترة قصيرة عابرة، وليس ما يظفر به المرء في هذه الفترة القصيرة العابرة من متعة سوى قدر ضئيل محدود، إذا قيس بهذا النعيم الخالد، والسعادة الدائمة في جنة الخلد.
وليس معنى التقليل من متاع الحياة الدنيا التزهيد فيه، أو صرف الناس عن المتعة به، فإن الدين إنما جاء الكثير من أحكامه لتنظيم شئون هذه الحياة والرقى بها إلى مستوى رفيع، وإجادة استغلال ما أودع في هذه الطبيعة من القوى، والقرآن نفسه يدعو إلى الاستمتاع من غير إسراف، ويعجب ممن يــحرم طيبات من أحل الله، قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ (الأعراف 32). ولا يدعو الناس إلى أن ينصرفوا عن متع الحياة وما فيها من جمال ولذة. ولكن القرآن يعنف أولئك الذين يجعلون كل همهم الظفر بمتع تلك الحياة، ونسيان الحياة الآخرة، والانصراف التام عن التفكير فيها، وفي الحق أن ضلال هؤلاء واضح الوضوح كله، فإنهم قد اشتروا متاعا قليلا ينفد، بنعيم خالد مقيم، فلا عجب إذا رأينا القرآن ينفد رأى هؤلاء قائلا: الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً أُولئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ (إبراهيم 3). ويقول:
بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى (الأعلى 16، 17). ويهدد من يجعل همه تلك الحياة بقوله: مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (هود 15، 16). أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (البقرة 86). مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاها مَذْمُوماً مَدْحُوراً (الإسراء 18). وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِها فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ (الأحقاف 20). وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْساكُمْ كَما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا وَمَأْواكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ ذلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آياتِ اللَّهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْها وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (الجاثية 34، 35).
والقرآن بذلك كله يعنف رجلين: أحدهما قد كفر باليوم الآخر، وأنكره، واعتقد أن ليس ثمة سوى هذه الحياة الدنيا، فاغتربها، ونسى اليوم الآخر وما فيه، وذلك هو المقصود بمعظم هذه الآيات، وقد ذكرنا أن الإيمان باليوم الآخر، ركن أساسى من أركان الدين، إذ الإيمان به يدفع إلى العمل الصالح رغبة أو رهبة، وثانيهما رجل يؤثر الحياة الدنيا على الآخرة، ويجعل همه كله أن يظفر من الحياة الدنيا بأوفى نصيب، ومثل ذلك الرجل جدير ألا يحكمه ضميره، فيعمل ما لا يرضيه في سبيل الفوز بدنياه، فيبعد بقدر كبير عن قوانين الإنسانية السليمة، ولا يعنيه إلا أن ينال مآربه وآماله، وصور لنفسك تاجرا أو صانعا أو مستخدما لا يعنيه سوى الظفر بآماله في الغنى، ولا سلطان عليه من الإيمان بأنه محاسب يوم القيامة، وخيل لنفسك ما يرتكبه من الآثام، وما يلم بعمله من النقائص، وما قد يرتكبه من ألوان الغش والتزوير، ما دام كل هذا يدنيه من أمله في الثروة وبلوغ المناصب السامية، فالإيمان باليوم الآخر هو الرقيب الذى يدفع الإنسان إلى محاسبة نفسه، قبل أن يحاسب يوم الدين، وبه تستقيم شئون الحياة، ويخشى الناس الجزاء العادل إن هم فرطوا، أو أساءوا.
على هذا الوجه نفهم هذا العنف الموجه إلى هؤلاء الذين يؤثرون بحبهم وجهدهم تلك الحياة الدنيا، ولا نفهم أن القرآن يدعو إلى كراهية الحياة الدنيا، والزهد فيها والانصراف بالكلية عنها، إلى حيث العكوف في المساجد لعبادة الله والصدوف عن الدنيا وزينتها، لا نفهم أن القرآن يدعو إلى ذلك، ولا أن ذلك من أهدافه، كيف، وهو- كما قلنا- إنما جاء كثير منه لتنظيم شئون هذه الحياة. والمثل الكامل لصلة المرء بالحياة الدنيا والآخرة هو قوله سبحانه: فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ أُولئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسابِ (البقرة 200 - 202).
فالمثل الأعلى القرآنى هو أن يظفر المرء بدنيا حسنة فيها متعة وفيها سعادة، وأن يظفر بآخرة سعيدة، فيها متعة كذلك، وفيها سعادة، وقد عجب القرآن- كما رأينا- من هذا الذى يــحرم طيبات الله والاستمتاع بها، ودعا إلى الأخذ بنصيب من الحياة الدنيا في قوله: وَابْتَغِ فِيما آتاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا وَأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (القصص 77). وترك الفساد في الأرض، وكبح جماح النفس الطاغية التى يزدهيها الغنى، ينبع من الإيمان باليوم الآخر، الذى فيه يحاسب الإنسان مالك يوم الدين.
الحياة الدنيا: ما يشغل العبد عن الآخرة.

لقط

لقط: {فالتقطه}: أخذه على غير طلب ولا قصد.
(ل ق ط) : (اللَّقِيطُ) مَا يُلْقَطُ أَيْ يُرْفَعُ مِنْ الْأَرْضِ وَقَدْ غَلَبَ عَلَى الصَّبِيِّ الْمَنْبُوذِ لِأَنَّهُ عَلَى عَرْضِ أَنْ يُلْقَطَ وَ (اللُّقَطَةُ) الشَّيْءُ الَّذِي تَجِدُهُ مُلْقًى فَتَأْخُذُهُ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَلَمْ أَسْمَعْ اللُّقْطَةَ بِالسُّكُونِ لِغَيْرِ اللَّيْثِ.
(لقط)
الشَّيْء لقطا أَخذه من الأَرْض فَهُوَ لاقط ولقاط ولقاطة وَالْمَفْعُول ملقوط ولقيط والطائر الْحبّ أَخذه من هُنَا وَمن هُنَا وَالْعلم من الْكتب أَخذه من هَذَا الْكتاب وَمن ذَلِك الْكتاب وأصول الشّعْر استأصلها بالملقاط والمنظر أَو الصُّورَة صورها بِآلَة التَّصْوِير الشمسية (محدثة)
ل ق ط: (لَقَطَ) الشَّيْءَ أَخَذَهُ مِنَ الْأَرْضِ مِنْ بَابِ نَصَرَ وَ (الْتَقَطَهُ) أَيْضًا. وَيُقَالُ لِكُلِّ سَاقِطَةٍ: (لَاقِطَةٌ) أَيْ لِكُلِّ مَا نَدَرَ مِنْ كَلِمَةٍ مَنْ يَسْمَعُهَا وَيُذِيعُهَا. وَ (اللَّقِيطُ) الْمَنْبُوذُ يُلْتَقَطُ. وَ (اللَّقَطُ) بِفَتْحَتَيْنِ مَا الْتُقِطَ مِنَ الشَّيْءِ. وَمِنْهُ (لَقَطُ) الْمَعْدِنِ وَهِيَ قِطَعُ ذَهَبٍ تُوجَدُ فِيهِ. وَ (لَقَطُ) السُّنْبُلِ الَّذِي يَلْتَقِطُهُ النَّاسُ. وَكَذَا (لُقَاطُ) السُّنْبُلِ بِالضَّمِّ. وَ (تَلَقَّطَ) التَّمْرَ الْتَقَطَهُ مِنْ هَا هُنَا وَهَا هُنَا. 

لقط


لَقَطَ(n. ac. لَقْط)
a. Picked up; gleaned.
b. Cut off (fingers).
c. Mended.
d. [ coll. ], Overtook.
e. [ coll. ]. Caught; seized.

لَقَّطَ
a. [ coll. ]
see I (d) (e)
لَاْقَطَa. Faced.
b. Met.

تَلَقَّطَa. Picked up.

إِلْتَقَطَa. see Vb. Came upon; met; found.

لُقْطَةa. A find; a stray.
b. [ coll. ], Foundling.

لَقَط
(pl.
أَلْقَاْط)
a. Pickings.
b. Scrap, bit.
c. Gold-dust, gold-ore.

لُقَطَةa. see 3t (a)
مِلْقَط
(pl.
مَلَاْقِطُ)
a. Pincers, pliers; tongs.

لَاْقِطa. Gleaner; picker.
b. Mender.
c. Freedman.

لَاْقِطَةa. see 25t (b)
لَقَاْطa. see 24
لِقَاْطa. Gleaning.

لُقَاْطa. Gleanings.

لُقَاْطَةa. Refuse.
b. see 24
لَقِيْط
(pl.
لُقَطَآءُ
.).
a. Picked up.
b. . Foundling; waif, stray.
لَقِيْطَة
(pl.
لَقَاْئِطُ)
a. fem. of
لَقِيْطb. Vile, ignoble.

لَقَّاْطَةa. see 21 (a)
أَلْقَاْطa. Rabble, riff-raff.

مِلْقَاْطa. Tweezers.
b. Pen, reed.
c. Spider.

N. P.
لَقڤطَ
(pl.
مَلَاْقِيْطُ)
a. Picked up; gleaned.
b. Foundling.
c. [ coll. ], Caught, nabbed (
thief ).
d. [ coll. ], Captive, prisoner.

مَلْقَطَان
a. Fool.

لَاقِطَة الحَصَى
a. Crop; maw.
[لقط] لقط الشئ والتقطه: أخذه من الارض بلا تعب. يقال: " لكلِّ ساقطة لاقِطَةٌ "، أي لكلِّ ما نَدَر من الكلام من يسمعها ويُذيعها. ولاقِطَةُ الحصى: قانصة الطائرِ يجتمع فيها الحصَى. واللَقيطُ: المنبوذ يلتقط. وبنو اللقيطة سموا بذلك لان أمهم زعموا التقطعها حذيفة بن بدر في جوار قد أضرت بهن السنة، فضمها إليه ثم أعجبته فخطبها إلى أبيها وتزوجها. واللقط بالتحريك: ما التقط من الشئ. ومنه لقط المعدنِ، وهو قِطَعُ ذهبٍ توجد فيه. ولَقَطُ السُنْبُلِ: الذي يَلْتَقِطُهُ الناسُ، وكذلك لُقاطُ السُنبلِ بالضم. يقال: لَقَطْنا اليومَ لَقَطاً كثيراً. وفي هذا المكان لَقَطٌ من المرتع، أي شئ منه قليل. والألْقاطُ من الناس: القليل المتفرِّقون. وتَلَقَّطَ فلانٌ التَمرَ، أي التَقَطَهُ من هاهنا وهاهنا. ووردت الشئ التقاطا، إذا هجمت عليه بغتةً. ومنه قول الراجز  * ومنهل وردته التقاطا
لقط
لَقَطَ الإنسانُ الشَيْءَ يَلْقُطُ لَقْطاً: أخَذَه من الأرض. واللُقْطَةُ: ما يَجِدُه مُلْقىً فيَأخُذُه، وكذلك المَنْبُوذُ من الصِّبْيَانِ. واللُّقَطَةُ: الرجُلُ اللَقّاطَةُ.
واللَّقَاطُ واللَّقَطُ: السُّنْبُلُ الذي تُخْطِئُه المَنَاجِلُ فَيَلْتَقِطُه الناسُ. واللِّقَاطُ: اسْمُ ذلك الفِعْل.
وإذا هَجَمَ القَوْمُ على مَنْهَلٍ بَغْتَة وهم لا يُرِيْدُوْنَه قالوا: الْتَقَطْنا مَنْهَلاً وغَدِيراً.
واللَّقْطُ: قِطَعُ ذَهَبٍ أو فِضِّةٍ أمثالُ الشَّذْرِ تُوْجَدُ في المَعَادِنِ، ذَهَبٌ لَقِط.
واللَقِيْطَةُ: الرجُلُ المَهِيْنُ الرذلُ، سَقِيْط لَقِيْطٌ وساقِطٌ لاقِطٌ؛ وسَقِيْطةٌ لَقِيْطَة. ويُقال يا مَلْقَطَانُ: يُعْنى به الْفَسْلُ الأحْمَقُ. وإذا الْتَقَطَ الكلامَ لِنَمِيْمَةٍ قُلْتَ: إنَه لُقَّيْطى خُلَّيْطى.
واللَّقَطُ من النَّبْتِ: بَقْلَةٌ تَنْبُتُ في الصَّيْفِ، واللَقَطَةُ مِثْلُه. لَقَطٌ للمال: أي مَرْتَعٌ. وهو ما انْتَثَرَ من وَرَقِ الشَّجَرِ.
وداري بلَقَاطِ بني فلانٍ: أي بحِذائها.
وبَنُو اللَّقِيْطَةِ: قَوْمٌ من بني بَدْرٍ.
والمُلاقَطَةُ في خَبَب الفَرَس: شِبْهُ المُناقَلَةِ.
وإنْ رَقَعْتَ الثَّوبَ رقْعَةً قُلْتَ: لَقَطْتُه لَقْطاً. والقِبَةُ: اسْمُها اللَّقَاطَةُ، والجميع اللَّقَاطات. واللاقِطُ: المَوْلى. وجاءنا ألْقَاطٌ من الناس: أي أخلاطٌ.
ل ق ط

لقط الحصى وغيره والتقطه وتلقطه: قال ذو الرمة:

بنؤي كلا نؤي وأورق حائل ... تلقّط عنه الآخرون الأثافيا

والتقطوا لقطا كثيراً وألقاطاً ولقاطاً ولقاطاً وهو ما يلتقط من السنبل والثمر المنتشر، وهذه لقاطة من اللقاطات وهي ما كان مطروحاً من شاء أخذه، ووجدت لقطةً ولقطةً ولقيطاً، ورجل لقطة ولقّاطة. ووجدت في المعدن لقطاً: قطع ذهب وفضة.

ومن المجاز: التقطنا منهلاً وكلأً، ووردناه التقاطاً ونقاباً: فجأة من غير أن نطلبه. وهجمنا على القوم التقاطاً: من غير أن نشعر بهم. وفلان يلتقط كلام الناس: للنعيمة، وعادته اللقيطى، ويقال له إذا جاء بالنميمة: لقّيطى خليّطى. وفي مثل " لكل ساقطةٍ لاقطة ": لكلّ نادرة من يأخذها ويستفيدها. وإنه لسقيط لقيط، وساقط لاقط. وجاءنا أسقاط من الناس وألقاط، وقوم ألقاط: متفرّقون. ويقال للأحمق والحمقاء: يا ملقطان ويا ملقطانة. وأخرج القصاب اللقاطة. ولاقطة الحصى وهي القبة لأن الشاة كلّما أكلت من تراب أو حصى حصّلته فيها. قال أبو النجم في امرأتيه يذمّ إحديهما ويمدح الأخرى:

لو كنتما تمراً لكانت عجوةً ... ولكنتِ من ذاك الأقيرع ذي النوى

أو كنتما لحماً لكانت كبدةً ... والمتنتين وكنتِ لاقطة الحصى

ولقط الثوب ونقله: رقعه.
[لقط] فيه: ولا تحل "لقطتها" إلا لمنشد، هي بضم اللام وفتح القاف: المال الملقوط، والالتقاط أن يعثر على الشيء من غير قصد وطلب، وقيل: هي اسم الملتقط كالضحكة، والملقوط بسكون قاف، والأول أكثر وأصح. ك: هو بفتح قاف وسكونها: الملقوط، بخلاف القياس فإن الفتح قياسًا للاقط. نه: وهي في جميع البلاد لا تصح إلا لمن يعرفها سنة ثم يتملكها بعدهاب شرط الضمان لصاحبها إذا وجده، واختلف في مكة فقيل: هي كغيرها، وقيل: لا، لهذا الحديث، والمراد بالإنشاد الدوام عليه وإلا فلا فائدة للتخصيص. ط: والأكثر أنه لا فرق، ومعنى التخصيص أنه كغيره لا كمن يتوهم أنه إذا نادى في الموسم جاز له التملك. ك: وقال الحنفية والمالكية: لا فرق لعموم ح: اعرف عفاصها، قوله: لك أو لأخيك أو للذئب، أي إن أخذتها فهو لك، وإلا فلأخيك من اللاقطين، أو للذئب إن لم تأخذها أنت ولا غيرك، فهو إذن في أخذ الغنم، قوله: "لا يلتقط" لقطتها إلا لمعرف، أي لا يرفع ساقطتها إلا لمعرف يعرفها ولا يأخذها للتملك، أي يشهرها ثم يحفظها. ن: نهى عن "لقطة" الحاج، أي التقاطها للتملك، ويجوز للحفظ، وهو بفتح قاف أشهر، وبفتحتين لغة. نه: وفيه: إن رجلًا "التقط" شبكة فطلب أن يجعلها له، هي الآبار القريبة الماء، والتقاطها، عثوره عليها من غير طلب. وح: المرأة تحوز ثلاثة مواريث، عتيقها و"لقيطها" وولدها الذي لاعنت عنه، هو طفل يوجد ملقى على الطريق لا يعرف أبواه، وهو حر على الأكثر ولا ولاء عليه ولا يرثه ملتقطه، وبظاهره أخذ بعض مع ضعفه عند أكثر أهل النقل. ج: الإرث إنما يستحق بنسب أو نكاح أو ولاء ولا واحد بين اللقيط والملتقط. غ: ومنهل وردته "التقاطًا"، أي على غير قصد.
(ل ق ط)

اللقط: أَخذ الشَّيْء من الأَرْض.

لقطه يلقطه لقطاً، والتقطه.

وَالْعرب تَقول: إِن عنْدك ديكاً تلْتَقط الْحَصَى يُقَال ذَلِك للنمام.

وَحكى ابْن جني: اشتقطه، على بدل الشين من اللَّام، واضتقطه، على بدل الضَّاد من الشين، وَالدَّلِيل على أَن الضَّاد بدل من الشين: ظُهُورهَا مَعَ التَّاء كظهور الشين مَعهَا، وَنَظِيره قَوْله:

مَال إِلَى أَرْطَأَة حقف فالطجع

وَقد تقدم هُنَالك.

وَشَيْء ملقوط، ولقيط.

واللقيط: المنبوذ، لِأَنَّهُ يلقط. الْأُنْثَى: لقيطة، قَالَ الْعَنْبَري:

بَنو اللقيطة من ذهل بن شَيبَان

وَالِاسْم: اللقاط. واللقط، واللقطة، واللقطة، واللقاطة: مَا الْتقط.

وكل نثارة من سنبل أَو تمر: لقط.

والواحدة: لقطَة.

واللقاطة: مَا الْتقط من كرب النّخل بعد الصرام.

واللقاط: السنبل الَّذِي تخطئه المناجل، يلتقطه النَّاس، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة.

وَفِي الأَرْض لقط لِلْمَالِ: أَي مرعى لَيْسَ بِكَثِير. وَالْجمع: القاط.

والألقاط: الْفرق من النَّاس.

وَقيل: هم الاوباش.

واللقط: نَبَات سهلي ينْبت فِي الصَّيف والقيظ فِي ديار عقيل، يشبه الْخطر والمكرة، إِلَّا أَن اللقط تشتد خضرته وارتفاعه واحدته: لقطَة.

واللقط: قطع الذَّهَب الْمُلْتَقط.

واللقيطي: الْمُلْتَقط للْأَخْبَار.

واللقيطة، واللاقطة: الرجل السَّاقِط الرذل.

ولقيته التقاطا: إِذا لَقيته من غير أَن ترجوه أَو تحتسبه، قَالَ:

ومنهل وردته التقاطا

وَحكى ابْن الْأَعرَابِي: لَقيته لقاطاً: مُوَاجهَة.

وَيُقَال فِي النداء خَاصَّة: يَا ملقطان. وللانثى: يَا ملقطانة، كَأَنَّهُمْ أَرَادوا: يَا لاقط.

واللاقط: الْمولى.

ولقط الثَّوْب لقطاً: رَفعه.

ولقيط: اسْم رجل.

وَبَنُو لَقِيط، وَبَنُو ملقط: حَيَّان.
ل ق ط : لَقَطْتُ الشَّيْءَ لَقْطًا مِنْ بَابِ قَتَلَ أَخَذْتُهُ وَأَصْلُهُ الْأَخْذُ مِنْ حَيْثُ لَا يُحِسُّ فَهُوَ مَلْقُوطٌ وَلَقِيطٌ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَالْتَقَطْتُهُ كَذَلِكَ وَمِنْ هُنَا قِيلَ لَقَطْتُ أَصَابِعَهُ إذَا أَخَذْتَهَا بِالْقَطْعِ دُونَ الْكَفِّ وَالْتَقَطْتُ الشَّيْءَ جَمَعْتُهُ وَلَقَطْتُ الْعِلْمَ مِنْ الْكُتُبِ لَقْطًا أَخَذْتُهُ مِنْ هَذَا الْكِتَابِ وَمِنْ هَذَا الْكِتَابِ وَقَدْ غَلَبَ اللَّقِيطُ عَلَى الْمَوْلُودِ الْمَنْبُوذِ وَاللُّقَاطَةُ بِالضَّمِّ مَا الْتَقَطْتَ مِنْ مَالٍ ضَائِعٍ وَاللُّقَاطُ بِحَذْفِ الْهَاءِ.

وَاللُّقَطَةُ وِزَانُ رُطَبَةٍ كَذَلِكَ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ اللُّقَطَةُ بِفَتْحِ الْقَافِ اسْمُ الشَّيْءِ الَّذِي تَجِدُهُ مُلْقًى فَتَأْخُذُهُ قَالَ وَهَذَا قَوْلُ جَمِيعِ أَهْلِ اللُّغَةِ وَحُذَّاقِ النَّحْوِيِّينَ.
وَقَالَ اللَّيْثُ: هِيَ بِالسُّكُونِ وَلَمْ أَسْمَعْهُ لِغَيْرِهِ وَاقْتَصَرَ ابْنُ فَارِسٍ وَالْفَارَابِيُّ وَجَمَاعَةٌ عَلَى الْفَتْحِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَعُدُّ السُّكُونَ مِنْ لَحِنِ الْعَوَامّ وَوَجْهُ ذَلِكَ أَنَّ الْأَصْلَ لُقَاطَةٌ فَثَقُلَتْ عَلَيْهِمْ لِكَثْرَةِ مَا يَلْتَقِطُونَ فِي النَّهْبِ وَالْغَارَاتِ وَغَيْرِ ذَلِكَ فَتَلَعَّبَتْ بِهَا أَلْسِنَتُهُمْ اهْتِمَامًا بِالتَّخْفِيفِ فَحَذَفُوا الْهَاءَ مَرَّةً وَقَالُوا لُقَاطٌ وَالْأَلِفَ أُخْرَى وَقَالُوا لُقَطَةٌ فَلَوْ أُسْكِنَ اجْتَمَعَ عَلَى الْكَلِمَةِ إعْلَالَانِ وَهُوَ مَفْقُودٌ فِي فَصِيحِ الْكَلَامِ وَهَذَا وَإِنْ لَمْ يَذْكُرُوهُ فَإِنَّهُ لَا خَفَاءَ بِهِ عِنْدَ التَّأَمُّلِ لِأَنَّهُمْ فَسَّرُوا الثَّلَاثَةَ بِتَفْسِيرٍ وَاحِدٍ وَيُوجَدُ فِي نُسَخٍ مِنْ الْإِصْلَاحِ وَمِمَّا أَتَى مِنْ الْأَسْمَاءِ عَلَى فُعَلَةٍ وَفُعْلَةٍ وَعَدَّ اللُّقَطَةَ مِنْهَا وَهَذَا مَحْمُولٌ عَلَى غَلَطِ الْكُتَّابِ وَالصَّوَابُ حَذْفُ وَالْعَارِضِيِّ كَمَا هُوَ مَوْجُودٌ فِي بَعْضِ النُّسَخِ الْمُعْتَمَدَةِ لِأَنَّ مِنْ الْبَابِ مَا لَا يَجُوزُ إسْكَانُهُ بِالِاتِّفَاقِ وَمِنْهُ مَا يَجُوزُ إسْكَانُهُ عَلَى ضَعْفٍ عَلَى أَنَّ صَاحِبَ الْبَارِعِ نَقَلَ فِيهَا الْفَتْحَ وَالسُّكُونَ وَاللَّقَطُ بِفَتْحَتَيْنِ مَا يُلْقَطُ مِنْ مَعْدِنٍ وَسُنْبُلٍ وَغَيْرِهِ وَلَقَطَ الطَّائِرُ الْحَبَّ فَهُوَ لَاقِطٌ وَلَقَّاطٌ مُبَالَغَةٌ وَالْإِنْسَانُ لَاقِطٌ أَيْضًا وَلَقَّاطٌ وَلَقَّاطَةٌ بِالْهَاءِ وَلِكُلِّ سَاقِطَةٍ لَاقِطَةٌ بِالْهَاءِ لِلِازْدِوَاجِ فَإِذَا أُفْرِدَ وَقِيلَ لِكُلِّ ضَائِعٍ وَنَحْوِهِ قِيلَ لَاقِطٌ بِغَيْرِ هَاءٍ. 
لقط: لقط الطائر الحب أخذه بمنقاره (محيط المحيط).
لقط: التقط (أخذ من هنا وهناك) (بوشر) لقط العلم من الكتب أي إنه (أخذه من هذا الكتاب ومن هذا الكتاب). (محيط المحيط).
لقطكقطف. جنى (همبرت 50).
لقط أصابعه: في (محيط المحيط) (أخذها بالقطع دون الكف).
لقط: قطع، أسقط الفروع (ابن العوام 1، 162، 6، 4، 163، 1).
لقّط: (انظر فوك في مادة coligere) . جمع (همبرت 182، شيرب ديال 30).
لقّط: جمع، التقط (السنبل بعد الحصاد) (الكالا: espigar coger espigus) .
لقّط: قطف. جنى (الكالا: بالأسبانية القديمة cojedor como quiera مُلقّط) (ديلابورت 144) قطف الأثمار (الكالا: cogedor de frutas, coger fruta مُلقط).
التقط: جمع الطير الحب، أو الفتات بمنقاره (كارتاس 96، 7) رياض النفوس 47): كان عبد الرحيم يأخذ الفتات في يده ويبسطها فيتنزل الغراب على يده فيلتقط ما عليها من الفتات؛ وبالتعبير المجازي (انظر المقدمة 1، 327 والبربرية 130:1).
الملتقط: الجامع من هنا وهناك قسطاً من المعلومات السطحية (دي سلان، المقدمة 95).
التقط: جني (همبرت 50) انظر كوسج، كرست 81، 2 في الحديث عن فرس رائعة): وإن هَمَزها طارت إلى الغيوم، وصاحبها يلتقط النجوم.
التقط: أسقط الأغصان (ابن العوام 1، 16 6).
لُقَطة: الأمر الذي يعرض اتفاقاً أو مصادفة أو عرضاً (بوشر).
لقّاط: كمّاشة، مِلقط، كلبتان (دومب 96) (بوشر بربرية) (همبرت 86): لقّاط العافية: ملقط، كلاّبة صغيرة (دومب 80).
لاقط. لكل ساقطة لاقطة: (اللاقطة اسم فاعل ولكل ساقطة لاقطة أي لكل كلمة سقطت من فم الناطق نفس تسمعها فتذيعها. يضرب في حفظ اللسان) (محيط المحيط) (بوشر، الميداني 443:2).
مَلقط طير: الموضع الذي يلتقط الطير فيه حبه بالمنقار (المقري 1: 340). مِلقط والجمع ملاقط: شوكة الأكل (بوشر. همبرت 201).
مِلقط: كلاّبة صغيرة (همبرت 197) وعند (بوشر) مِلقط النار.
مِلقاط والجمع ملاقيط: مقراض (مِقص لقرض الذبالات) (بوشر).
ملقوط والجمع ملاقيط: في محيط المحيط ( ... والملقوط عند العامة المقبوض عليه من المجرمين ج ملاقيط).
ملقوطة: نوع من انواع السفن والمراكب (معجم الجغرافيا).
لقف قطف، جنى، جمع (الكالا) والمصدر لَقْف، قطف التفاح (فوك).
لقف: تعلم، حصل بعض المعرفة وعلى سبيل المثال فعلّمه الفارسية فلقفها وكان لبيباً (معجم الجغرافيا).
لقف: تَرّس (الكالا adaragar, escuolar) انظر ملقف.
لقف: تسوّر، تسلق (ألف ليلة 101:2): وكان هذا السرَّاق ينقب وسطانياً ويلقف فوقانياً. اقرأ أيضاً يلقف بدلاً من يعلق (في برسل 9، 276): هذا عائق أرض العراق وينقب وسطاني ويعلق فوقاني؛ وانظر مِلقَف.
تلقف من فلان: تعلّم، نسمَع من فلان (معجم الجغرافيا).
تلقفت: حملت، حبلت.
لقَف: مقاساة لهاث الموت نزاع الموت (هلو).
لقيف: حوض لقيف (انظر ديوان الهذليين ص45 البيت 12 وص68 البيت الثالث). ملقف والجمع ملاقف: ترس (ألف ليلة برسل 249:9، 260، 261، 263، انظر لقف).
ملقف: سقف صغير منحرف مسند إلى حائط أو أعمدة، في أعلى بناء البيت متجه إلى الشمال أو الشمال الغربي مخصص لكي يفسح المجال لإدخال النسيم إلى غرفة مفتوحة في أسفله (لين 1، 25 ملقف).
مِلقف: نوع من الكلاليب يستخدمه اللصوص): ثم سحب في يمينه وأخذ ملقفة في يساره وأقبل على قاعة الجلوس التي للخليفة ونصب سلّم التسليك ورمى ملقفة على قاعة الجلوس فتعلق بها وطلع على السلم إلى السطوح ... الخ انظر لقف).
لقط
لقَطَ يَلقُط، لَقْطًا، فهو لاقط، والمفعول مَلْقوط ولقيط
• لقَط الطَّائرُ الحَبَّ: أخذه بمنقاره من الأرض بسرعة بدون مسِّها ° حيثما سقَط لقَط [مثل]: يضرب للمحتال.
• لقَط الشَّخْصُ الشَّيءَ: أخذه من الأرض بلا تعب "لقط الحصى".
• لقَط الشَّخْصُ الصُّورةَ: صوَّرها بآلة التَّصوير.
• لقَط الشَّخْصُ العلمَ من الكتب: أخذه من عِدَّة كتب. 

التقطَ يلتقط، التقاطًا، فهو مُلتقِط، والمفعول مُلتقَط
• التقط الدِّيكُ الحَبَّ: أخذه من الأرض بلا تعب.
• التقط التُّفَّاحَ: جمعه من هنا وهناك "التقط الحصَى".
• التقط الأخبارَ: تحصَّل عليها "يلتقط كلامَ الناس- جهاز الالتقاط".
• التقط صورةً: لقطها؛ صوَّرها بآلة التَّصوير.
• التقط الشَّخْصُ الشَّيءَ: عثر عليه من غير قصد ولا طلب " {فَالْتَقَطَهُ ءَالُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا} - {وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ} " ° التقط أنفاسَه: استراح، هدأ، اطمأن. 

تلقَّطَ يتلقَّط، تلقُّطًا، فهو مُتلقِّط، والمفعول مُتلقَّط
• تلقَّط أخبارَ النَّاس: التقطها؛ جمعها من هنا وهناك، تلقّاها من أماكنَ مختلفة. 

التقاط [مفرد]:
1 - مصدر التقطَ.
2 - (فز) تحويل أمواج لاسلكيّة أو إشارات كهربائيّة إلى شكل مفهوم مثل الضوء والصوت عن طريق هوائيّات ومعدّات إلكترونيّة. 

لاقِط [مفرد]: ج لاقطون ولواقِطُ (لغير العاقل)، مؤ لاقطة، ج مؤ لاقطات ولواقِطُ:
1 - اسم فاعل من لقَطَ.
2 - صارٍ من معدن يُرفع في الهواء لالتقاط موجات الإذاعة والتليفزيون واللاَّسلكي ونحوها "لاقِط الموجات" ° الصَّحن اللاَّقِط: طبق يقوم بالاستقبال والنّقل يتألَّف من عاكس مكافئ القطع.
• لاقِط الصوت: الفونوغراف، آلة تُسمع بها الأُسطوانات.
• لاقِط صوتيّ: (فز) ذراع الفونوغراف، أداة تحول ذبذبات إبرة الفونوغراف إلى نبضات كهربائيّة لتحويلها بعد ذلك إلى صوت. 

لاقطة [مفرد]: ج لاقطات ولواقِطُ:
1 - مؤنَّث لاقِط.
2 - كلّ كلمة سقطت من فم الناطق لها من يسمعها ويذيعها "لكلِّ ساقطة لاقطة [مثل]: لكل كلمة سقطت من فم الناطق من يسمعها ويذيعها/ لكلّ شيء مَنْ يطلبه ولو كان تافهًا".
• لاقطة الألغام: آلة للكشف عن الألغام.
• لاقطة الاهتزازات: (جو) آلة لتحديد نسب رجَّات الأرض.
• لاقطة الحَصَى: قانصة الطائر يجتمع فيها الحَصَى. 

لُقاط [مفرد]:
1 - ما يُلْقَط من السَّنابل.
2 - ما تجده مُلْقًى فتأخذُه "لُقاط اللَّيمون". 

لُقاطة [مفرد]: لُقاط؛ ما كان ساقطًا ممّا لا قيمةَ له "جمع اللُّقاطة من الأرض وألقى بها بعيدًا". 

لَقْط [مفرد]: مصدر لقَطَ. 

لَقْطَة [مفرد]: ج لَقَطات ولَقْطات:
1 - اسم مرَّة من لقَطَ: "لَقْطَةٌ واحدة".
2 - منظر في التَّصوير الضَّوئيّ أو السِّينمائيّ، تُؤخذ صورتُه على حدة "لَقْطَة خارجيّة- لَقْطَة من أسفل- لَقْطَة عن بُعد: صورة تُؤخذ عن بُعْد". 

لُقَطَة [مفرد]: ج لُقَطات:
1 - شيءٌ تجده مُلْقًى فتأخذه.
2 - (جو) قطعة من الذَّهب ملء الكفّ أو أكبر تُوجد في المعدن.
3 - مَنْ أو ما يُستحق الفوزُ به. 

لَقيط [مفرد]: ج لُقَطاءُ: صفة ثابتة للمفعول من لقَطَ: مولود يُوجد مُلْقًى على الطَّريق لا يُعْرَف أبواه فيلتقطه النَّاسُ "طفلٌ لقيطٌ- توجد مؤسَّسات خاصّة بتربية اللُّقطاء والعناية بهم". 

لَقيطَة [مفرد]: ج لقيطات ولَقائِطُ:
1 - مؤنَّث لَقيط: "بنت لَقِيطَة".
2 - شخص مهين رَذْلٌ من رجل أو امرأة ° ابن اللَّقيطَة: عبارة شَتْم وسبّ. 

مُلتقِط [مفرد]: اسم فاعل من التقطَ.
• ملتقِط الصَّوت: آلة تستقبل الأصوات عن طريق التَّموّجات الهوائيّة. 

مِلْقاط [مفرد]: ج مَلاقِيطُ: اسم آلة من لقَطَ: أداة من ساقين تُستعمل لالتقاط الأشياء الصَّغيرة "مِلْقاط للشَّعر- يلتقط السَّاعاتيّ أجزاء السَّاعة بالمِلْقاط" ° مِلْقاط الجَوْز: أداة تُستخدم لاستخراج قلب الجَوْزة. 

مِلْقَط [مفرد]: ج مَلاقِطُ: اسم آلة من لقَطَ: مِلْقاط؛ أداة من ساقين تُستعمل لالتقاط الأشياء الصَّغيرة.
• مِلْقط الجنين/ مِلْقط الولادة: (طب) آلة جراحيَّة ذات ساقين تستعمل لإخراج الجنين في بعض حالات الولادة الصعبة. 
لقط
لَقَطَ الشيء يَلْقُطُه لَقْطاً: أخذه من الأرض، قال أسامة الهذلي:
ولا تَسْقُطَنَّ سُقُوْطَ النَّوَاةِ ... من كَفَّ مرتَضح لاقِطِ
ومنه المثل: لكل ساقطة لاقِطَةٌ: أي لكل كلمة ندرت وسقطت من فم الناطق نفس تسمعها فتلقها فتذيعها، يضرب في حفظ اللسان، أي ربنا قيض لها من ينميها فيورط قائلها ولاقِطَةُ الحصى: قانصة الطير يجتمع فيها الحصى.
وقال ابن الأعرابي: اللاّقِطُ: الرَّفّاء.
وقولهم: هو ساقط ابن ماقط ابن لاقط، يتسابون بذلك، فالساقط عبد الماقط، والماقط عبد اللاّقط، واللاقط عبد معتق.
واللُّقَاطَةُ: ما كان سَاقطاً مطروحا من الشيء التافه الذي لا قيمة له ومن شاء أخذه.
وقال الليث: اللّقَاطُ: السنبل الذي تخطئه المناجل بلقطه الناس ويلتقطونه، واللَّقَاطُ: اسم ذلك الفعل كالحَصَادِ والحِصَاد.
قال: ويقال: يا مَلْقًطان؛ يعني به الفسل الأحمق، والأنثى مَلْقَطَانَةٌ. قال: إذا التقط الكلام لنميمة قلت إنه: لُقَّيْطى خليطى، حكاية لفعله.
ولَقَطُ السنبل - بالتحريك - الذي يلتقطهالاناس، يقال: لَقَطْنا اليوم لَقَطاً كثيراً.
واللَّقَطُ: ما التقط من الشيء، ومنه لَقَطُ المعدن: وهي قطع ذهب توجد فيه.
وفي هذا المكان لَقَطٌ من المرتع: أي شيء منه قليل.
والألْقَاطُ من الناس: الأخْلاط منهم، ويقال: القليل المتفرقون.
وقال أبو مالكٍ: اللقَطَةُ - واللقَطُ للجمع -: وهي بقلةٌ تتبعها الدوابُ لطيبها فتأكلها، وربما انتتَفَها الرجلُ فناولها بعيره، وهي بُقُولٌ كثيرةٌ يجمعها اللقَطُ. وقال ابنُ عباد: اللقَطُ من النبت: بقلةٌ تنبتُ في الصيف، وقال: واللقطةُ كذلك.
قال: واللقَطُ: ما انتثر من ورقِ الشجرَ في الأرض.
وقال الليثُ: اللقْطَةُ - بالتسكين -: اسمُ إلسي تجدهُ مُلقىً فتأخذهُ، وكذلك المنبوذُ من الصبيان: لُقطةٌ.
وأما اللقَطَةُ: فهو الرجُلُ اللقاطَةُ تباعُ اللقاطات يِلتقطها.
وقال ابنُ دريدٍ: اللقطَةُ - يعني مِثالَ التودةِ التي تُسميها العامةُ اللقطةَ -: معروفةٌ؛ وهي ما التقطه الإنسان فاحتاجَ إلى تعريفهِ.
وقال الأزهريُ: كلامُ العَرَبِ الفُصحاءِ على غير ما قالهُ الليثُ، روى أبو عبيد عن الأصمعي والأحمرَ: هي اللقطةُ والقُصعةُ والنفَقَةُ، مثَقلاتٌ كُلها وروي عن الفراء: اللقْطَة - بالتسكين -، وقولُ الأحمرِ والأصمعي أصوبُ.
وقال ابن دريد: اللقِيطُ والملقُوطُ: المولودُ الذي ينبذُ فَيُلْقَطُ.
وبنو لَقِيْطٍ: حيٌ من العرب.
ولَقِيْطُ بن أرطاةَ السكوني، ولَقيْيطُ بن صبرةَ أبو رزين العُقيلي ويُقالُ له لَقيطُ بن عامرٍ أيضاً، ولَقيطُ بن عدي اللخمي - رضي الله عنهم -: لهم صُحبةٌ.
وقال الفراءُ: ثوب لِقيطٌ: أي مرفوءٌ، تقول منه: القُطْ ثوبكَ.
وبِئرٌ لَقيطٌ: إذا التقطتْ التقاطاً؛ أي وقعَ عليها بغتةً.
وقال الليثُ: اللقيطةُ: الرجُلُ المهينُ الرذلُ، والمرأة كذلك.
وبنو اللقيطةِ: سموا بذلك لأن أمهم - زعموا - التقطها حُذيفةُ بنُ بدر في جوارٍ قد أضرت بهن السنةُ؛ فضمها إليه، ثم أعجبتهُ فخطبها إلى أبيها وتزوجها وهي بنتُ عُصم بن مروان بن وهب.
وأولُ أبياتِ الحماسةِ - وهو لقريط بن أنيفٍ العنبري -:
لو كُنت من مازِنٍ لم تستبِح إبلي ... بنو اللقيطةِ من ذهلِ بن شيبانا
وقعَ مُحرفا والروايةُ: " بنو الشقيقةِ " وهي بنتُ عباد بن زيد بن عمرو بن ذُهل بن شيبان.
وكلُ شيءٍ لُقطَ حتى النوى فهو لقيطٌ، قال الأعشى يمدحُ قيس بن معدي كرب:
مقَادُكَ بالخيلِ نحو العدُو ... وجذعانها كلقيطِ العجم
الباء مُقحمةٌ، ويروى: " للخيلِ ".
والمِلْقَاطُ: المنقاشُ.
والمِلْقاطُ - أيضاً -: القلمُ، وقال شمرٌ: سمعتُ حِميريةً تقولُ لِكلمةٍ أعدتها عليها: قد لَقَطتها بالملقاطِ: أي كتبتها بالقلمَ.
والمِلقَطُ: ما يُلقطُ به.
وبنو مِلقطٍ: حيٌ من العربَ، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سَلَمَةَ بن عامر بن هرمةَ:
كالدهمِ والنعمِ الهجانِ يحوزُها ... رَجُلانِ من نبهانَ أو من مِلقطِ
وأنشد ابنُ دريد وهو لعلْقمةَ بن عبدةَ:
أصبنَ الطريفَ والطريفَ بن مالكٍ ... وكان شِفاءً لو أصبنَ الملاقطا
يريدُ: عمرو بن مِلْقَطٍ الطائي.
وقال الأصمعيُ: يقال: أصبحتْ مراعينا مَلاقطَ من الجدب: إذا كانت يابسة لاكلأ فيها، أنشدَ:
نُمسي وجلُ المُرتعى مَلاَقِطُ ... والدندتُ البالي وحَمْضٌ حانِطُ
هكذا أنشده الأزهري. وفي كتابِ النبات للدينوري " وخَمْطٌ حانِطُ ".
وقال ابن دريد المِلقطُ: ما يُلقَطُ فيه وانشد:
قد تخذتْ سَلمى بقوِّ حائطا ... واستأجرتْ مُكرنِفاً ولاقطا
وطارِداً يُطاردُ الوَطاوِطا وقال بعضهم: المَلاَقِيْطُ: العناكبُ جمعُ مِلقاطٍ.
والتقطَ الشيء: مثل لَقَطَه.
ووردتُ الماءَ التقاطاً: إذا هجمتَ عليه بغتةً. والالتقاطُ: العثورُ على الشيءِ ومصادفتهُ من غير طلبٍ ولا احتساب ومنه حديث عُمر - رضي الله عنه - أن رجُلاً من بني تميم التقط شبكةً على ظهرِ جلالٍ بقلةِ الحزنِ فأتاهُ فقال: يا أمير المؤمنين اسقني شبكةً على ظهرِ جلالٍ بقلةِ الحزنِ فقال عُمرُ - رضي الله عنه -: ما تركتَ عليها من الشاربةِ؟ قال: كذا وكذا، قال الزبيرُ بن العوام؟ رضي الله عنه -: يا أخا تميمٍ تسألُ خير قليلاً فقال عُمرُ - رضي الله عنه -: مَهْ ما خيرٌ قليلٌ قربتانِ: قربةٌ من ماءٍ وقربةٌ من لبنٍ تُغاديانِ أهل البيتِ من مضر لا بل خيرٌ كثيرٌ قد أسقاكهُ الله. قال الصغانيُ مؤلفُ هذا الكتاب: الرجلُ التميمي هو أبو حبيبٍ - رضي الله عنه -، ولا يُعرفُ اسمهُ، وروى الحديث النضرُ بن شميلٍ عن الهرماسِ بن حبيب بن أبي مازنٍ، وقال ابنُ السيرافي: قال نُقادةُ الأسدي، وقال أبو محمد الأسودُ: قال منظورُ بن حبةَ؛ وليس لِمنظورٍ:
ومنهلٍ وردتهُ التقاطا ... لم ألقَ إذ وردتهُ فُراطا
الشبكةُ: ركابا تحفرُ في المكانِ الغليظِ؛ القامةَ والقامتين والثلاث؛ يحتبسُ فيها ماءُ السماء، سميت شبكةً لتجاورها وتشابكها، ولا يقال للواحدةِ منها شبكةٌ، وإنما هي اسم للجماع، وتُجمعُ الجملُ منها في مواضعَ شتى شباكاً.
ويقال: تَلَقط فُلانٌ الثمر: أي التقطهُ من هاهنا وهاهنا.
وقال أبو عبيدةَ: الملاقَطَةُ في سيرِ الفرسَ: أن يأخذ التقريبَ بقوائمه جميعاً.
ويُقال: داري بلقاطِ دارِ فُلانٍ: أي بحذائها، والمُلاقطةُ، المحاذاةُ.
والتركيبُ يدلُ على أخذِ شيءٍ من الأرض قد رأيته بغتةً ولم تردهُ؛ وقد يكونُ عن إرادةٍ وقصدٍ أيضاً.

لقط: اللَّقْطُ: أَخْذُ الشيء من الأَرض، لقَطَه يَلْقُطه لَقْطاً

والتقَطَه: أَخذه من الأَرض. يقال: لِكُلِّ ساقِطةٍ لاقِطةٌ أَي لكل ما نَدَر

من الكلام مَن يَسْمَعُها ويُذِيعُها. ولاقِطةُ الحَصى: قانِصةُ الطير

يجتمع فيها الحصى. والعرب تقول: إِنَّ عندك ديكاً يَلْتَقِط الحصى، يقال

ذلك للنّمّام. الليث: إِذا التقَط الكلامَ لنميمةٍ قلت لُقَّيْطَى

خُلَّيْطَى، حكاية لفعله.

قال الليث: واللُّقْطةُ، بتسكين القاف، اسم الشيء الذي تجِدُه مُلْقىً

فتأْخذه، وكذلك المَنبوذ من الصبيان لُقْطةٌ، وأَمّا اللُّقَطةُ، بفتح

القاف، فهو الرجل اللّقّاطُ يتبع اللُّقْطات يَلْتَقِطُها؛ قال ابن بري:

وهذا هو الصواب لأَنّ الفُعْلة للمفعول كالضُّحْكةِ، والفُعَلةُ للفاعل

كالضُّحَكةِ؛ قال: ويدل على صحة ذلك قول الكميت:

أَلُقْطَةَ هُدهدٍ وجُنُودَ أُنْثَى

مُبَرْشِمةً، أَلَحْمِي تأْكُلُونا؟

لُقْطة: منادى مضاف، وكذلك جنود أُنثى، وجعلهم بذلك النهايةَ في

الدَّناءة لأَنّ الهُدْهد يأْكل العَذِرةَ، وجعلهم يَدِينون لامرأَة.

ومُبَرْشِمة: حال من المنادى. والبَرْشَمةُ: إِدامة النظر، وذلك من شدّة الغيظ،

قال: وكذلك التُّخْمةُ، بالسكون، هو الصحيح، والنُّخَبةُ، بالتحريك، نادر

كما أَن اللُّقَطة، بالتحريك، نادر؛ قال الأَزهري: وكلام العرب الفصحاء غير

ما قال الليث في اللقْطة واللقَطة، وروى أَبو عبيد عن الأَصمعي والأَحمر

قالا: هي اللُّقَطةُ والقُصَعةُ والنُّفَقةُ مثقّلات كلها، قال: وهذا

قول حُذّاق النحويين لم أَسمع لُقْطة لغير الليث، وهكذا رواه المحدّثون عن

أَبي عبيد أَنه قال في حديث النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، إِنه سئل عن

اللقَطة فقال: احْفَظْ عِفاصَها ووِكاءها. وأَما الصبيّ المنبوذ يَجِده

إِنسان فهو اللقِيطُ عند العرب، فعيل بمعنى مفعول، والذي يأْخذ الصبي أَو

الشيء الساقِط يقال له: المُلْتَقِطُ.

وفي الحديث: المرأَةُ تَحُوز ثلاثةَ مَوارِيثَ: عَتِيقَها ولَقِيطَها

وولدَها الذي لاعَنَت عنه؛ اللَّقِيطُ الطِّفل الذي يوجَد مرْميّاً على

الطُّرق لا يُعرف أَبوه ولا أُمّه، وهو في قول عامة الفقهاء حُرّ لا وَلاء

عليه لأَحد ولا يَرِثُه مُلْتَقِطه، وذهب بعض أَهل العلم إِلى العمل بهذا

الحديث على ضَعفه عند أَكثر أَهل النقل.

ويقال للذي يَلْقُط السَّنابِلَ إِذا حُصِدَ الزرعُ ووُخِزَ الرُّطَب من

العِذْق: لاقِطٌ ولَقّاطٌ ولَقَّاطةٌ. وأَمَّا اللُّقاطةُ فهو ما كان

ساقطاً من الشيء التَّافِه الذي لا قيمة له ومَن شاءَ أَخذه.

وفي حديث مكة: ولا تَحِلُّ لُقَطَتُها إِلا لِمُنْشِد، وقد تكرر ذكرها

من الحديث، وهي بضم اللام وفتح القاف، اسم المالِ المَلْقُوط أَي الموجود.

والالتقاطُ: أَن تَعْثُر على الشيء من غير قَصْد وطلَب؛ وقال بعضهم: هي

اسم المُلْتَقِط كالضُّحَكةِ والهُمَزَةِ كما قدّمناه، فأَما المالُ

المَلْقُوط فهو بسكون القاف، قال: والأَول أَكثر وأَصح. ابن الأَثير:

واللقَطة في جميع البلاد لا تحِل إِلا لمن يُعرِّفها سنة ثم يتملَّكها بعد السنة

بشرط الضمان لصاحبها إِذا وجده، فأَمّا مكةُ، صانها اللّه تعالى، ففي

لُقَطتِها خِلاف، فقيل: إِنها كسائر البلاد، وقيل: لا، لهذا الحديث،

والمراد بالإِنشاد الدَّوام عليه، وإِلا فلا فائدة لتخصيصها بالإِنشاد، واختار

أَبو عبيد أَنه ليس يحلُّ للملتقِط الانتفاع بها وليس له إِلا الإِنشاد،

وقال الأَزهري: فَرق بقوله هذا بين لُقَطة الــحرم ولقطة سائر البلاد، فإِن

لُقَطة غيرها إِذا عُرِّفت سنة حل الانتفاع بها، وجَعل لُقطةَ الــحرم

حراماً على مُلْتَقِطها والانتفاعَ بها وإِن طال تعريفه لها، وحكم أَنها لا

تحلُّ لأَحد إِلا بنيّة تعريفها ما عاش، فأَمَّا أَن يأْخذها وهو ينوي

تعريفها سنة ثم ينتفع بها كلقطة غيرها فلا؛ وشيء لَقِيطٌ ومَلْقُوطٌ.

واللَّقِيطُ: المنبوذ يُلْتَقَطُ لأَنه يُلْقَط، والأُنثى لقيطة؛ قال

العنبري:لوْ كُنْتُ مِن مازِنٍ، لم تَسْتَبِحْ إِبِلي

بَنُو اللَّقِيطةِ من ذُهْلِ بنِ شَيْبانا

والاسم: اللِّقاطُ. وبنو اللَّقِيطةِ: سُموا بذلك لأَن أُمهم، زعموا،

التَقَطها حُذَيْفةُ بن بدر في جَوارٍ قد أَضَرّتْ بهنّ السنة فضمّها

إِليه، ثم أَعجبته فخطبها إِلى أَبيها فتزوَّجها.

واللُّقْطةُ واللُّقَطةُ واللُّقاطةُ: ما التُقِط. واللَّقَطُ،

بالتحريك: ما التُقِط من الشيء. وكل نُثارة من سُنْبل أَو ثمَر لَقَطٌ، والواحدة

لَقَطة. يقال: لقَطْنا اليوم لقَطاً كثيراً، وفي هذا المكان لَقَطٌ من

المرتع أَي شيء منه قليل. واللُّقاطةُ: ما التُقِط من كَربِ النخل بعد

الصِّرامِ. ولَقَطُ السُّنْبُل: الذي يَلْتَقِطُه الناس، وكذلك لُقاطُ

السنبل، بالضم. واللَّقاطُ: السنبل الذي تُخْطِئه المَناجِلُ تلتقطه الناس؛

حكاه أَبو حنيفة، واللِّقاطُ: اسم لذلك الفعل كالحَصاد والحِصاد. وفي الأَرض

لَقَطٌ للمال أَي مَرْعى ليس بكثير، والجمع أَلقاط. والأَلقاطُ:

الفِرْقُ من الناس القَلِيلُ، وقيل: هم الأَوْباشُ. واللَّقَطُ: نبات سُهْلِيّ

يَنْبُتُ في الصيف والقَيظ في ديار عُقَيْل يشبه الخِطْرَ والمَكْرَةَ

إِلا أَن اللقَط تشتدُّ خُضرته وارتفاعه، واحدته لَقَطة. أَبو مالك:

اللقَطةُ واللقَطُ الجمع، وهي بقلة تتبعها الدوابُّ فتأْكلها لطيبها، وربما

انتتفها الرجل فناولها بعيرَه، وهي بُقول كثيرة يجمعها اللَّقَطُ.

واللَّقَطُ: قِطَع الذَّهب المُلْتَقَط يوجد في المعدن. الليث: اللقَطُ قِطَعُ ذهب

أَو فضة أَمثال الشَّذْرِ وأَعظم في المعادن، وهو أَجْوَدُه. ويقال ذهبٌ

لَقَطٌ.

وتَلقَّط فلان التمر أَي التقطه من ههنا وههنا.

واللُّقَّيْطَى: المُلْتقِط للأَخْبار. واللُّقَّيْطى شبه حكاية إِذا

رأَيته كثير الالتِقاطِ للُّقاطاتِ تَعِيبه بذلك. اللحياني: داري بلِقاطِ

دار فلان وطَوارِه أَي بحِذائها: أَبو عبيد: المُلاقَطةُ في سَير الفرس

أَن يأْخذ التقْرِيبَ بقوائمه جميعاً. الأَصمعي: أَصْبحت مَراعِينا

مِلاقِطَ من الجَدْبِ إِذا كانت يابسة لا كَلأَ فيها؛ وأَنشد:

تَمْشي، وجُلُّ المُرْتَعَى مِلاقِطُ،

والدِّنْدِنُ البالي وحَمْضٌ حانِطُ

واللَّقِيطةُ واللاَّقِطةُ: الرجلُ الساقِطُ الرَّذْل المَهِينُ،

والمرأَة كذلك. تقول: إِنه لَسقِيطٌ لقِيطٌ وإِنه لساقِط لاقِط وإِنه لسَقِيطة

لقِيطة، وإِذا أَفردوا للرجل قالوا: إِنه لسقيط. واللاَّقِطُ الرَّفّاء،

واللاقِطُ العَبد المُعْتَقُ، والماقِط عبد اللاقِطِ، والساقِطُ عبد

الماقِطِ.

الفراء: اللَّقْطُ الرَّفْو المُقارَبُ، يقال: ثوبٌ لقِيطٌ، ويقال:

القُط ثوبَك أَي ارْفَأْه، وكذلك نَمِّل ثَوْبَكَ.

ومن أَمثالهم: أَصِيدَ القُنْفذُ أَم لُقَطةٌ؛ يُضرب

(* قوله «يضرب إلخ»

في مجمع الامثال للميداني: يضرب لمن وجد شيئاً لم يطلبه.) مثلاً للرجل

الفقير يَستغني في ساعة.

قال شمر: سمعت حِمْيرِيّةً تقول لكلمة أَعَدْتُها عليها: قد لقَطْتها

بالمِلْقاطِ أَي كتبتها بالقلم. ولَقِيتُه التِقاطاً إِذا لقيته من غير أَن

ترجُوَه أَو تَحْتَسِبه؛ قال نِقادة الأَسدي:

ومنهلٍ وردته التِقاطا،

لم أَلْقَ، إِذْ وَرَدْتُه، فُرَّاطا

إِلا الحَمامَ الوُرْقَ والغَطاطا

وقال سيبويه: التِقاطاً أَي فَجأَةً وهو من المصادر التي وقعت أَحوالاً

نحو جاء رَكضاً. ووردت الماء والشيء التِقاطاً إِذا هجمت عليه بغتة ولم

تحتسبه. وحكى ابن الأَعرابي: لقيته لِقاطاً مُواجَهة. وفي حديث عمر، رضي

اللّه عنه: أَن رجلاً من تميم التقط شَبكة فطلب أَن يجعلها له؛ الشَّبَكةُ

الآبارُ القَريبةُ الماء، والتِقاطها عُثُورُه عليها من غير طلب.

ويقال في النِّداء خاصة: يا مَلْقَطانُ، والأُنثى يا مَلْقطانة، كأَنهم

أَرادوا يا لاقِط. وفي التهذيب: تقول يا ملقطان تعني به الفِسْلَ

الأَحمق.واللاقِطُ: المَولى. ولقط الثوبَ لَقْطاً: رقَعَه.

ولقِيط: اسم رجل. وينو مِلْقَطٍ: حَيّانِ.

لقط

1 لَقَطَهُ, (S, Mgh, * Msb, K,) aor. ـُ inf. n. لَقْطٌ, (Msb, TA,) He picked it up, took it up, raised it, (Mgh,) or took it, (S, K,) from the ground, (S, Mgh, K,) without trouble or fatigue; as also ↓ التقطهُ: (S:) or both signify he took it from a place where it was not thought to be; this being the primary signification: and hence, he took it. (Msb.) It is said of a man: and you say also, لَقَطَ الطَّائِرُ الحَبَّ [The bird picked up from the ground the grains]. (Msb.) The Arabs say to a calumniator, ↓ إِنَّ عِنْدَكَ دِيكًا يَلْتَقِطُ الحَصَى [Verily thou hast a cock that picks up pebbles]. (TA.) And it is said in a proverb, أَصَيْدَ القُنْفُذِ أَمْ لَقْطَهُ [Is it by the hunting of the hedgehog or the picking up thereof from the ground?] applied to a poor man who becomes rich suddenly. (TA.) [In Freytag's Arab. Prov. (i. 726,) أَصَيْدُ القُنْفُذِ أَمْ لُقَطَةٌ: and there asserted to be said of him who finds a thing which he had not sought: or, accord. to Sharafed-Deen, of a thing of the nature of which we may be uncertain.] You say also, لَقَطْتُ العِلْمِ مِنَ الكُتُبِ (assumed tropical:) [I picked up science, or knowledge, from books;] I acquired science, or knowledge, from this and that book. (Msb.) And لَقَطْتُ

أَصَابِعَهُ (assumed tropical:) I took off his fingers, by cutting, without [the main part of] the hand. (Msb.) 3 مُلَاقَطَةٌ A horse's lifting the legs all together in the pace called تَقْرِيب: (AO, K: *) or, in the pace called خَبَب, of a horse, it is similar to مُنَاقَلَةٌ. (JK.) A2: Also, (K,) and ↓ لِقَاطٌ, (TA,) The being over against, or facing. (K, TA.) You say, دَارُهُ بِلِقَاطِ دَارِى His house is over against, or faces, my house. (Lh, K.) and لَقِيتُهُ لِقَاطاً I met him face to face. (IAar.) 5 تلقّط فُلَانٌ التَّمْرَ, or الثَّمَرَ, (S, accord. to different copies, and K, *) Such a one, [picked up, or] took up from the ground, from this and that place, the dates, or the fruits. (S, K. *) 8 التقطهُ: see 1, in two places. b2: Also, He collected it. (Msb.) b3: And (tropical:) He stumbled upon it, or lighted on it, (K, TA,) unexpectedly, (TA,) without seeking; (K, TA;) such a thing, for instance, as a well, and herbage. (TA.) Yousay also, وَرَدْتُ الشَّىْءَ الْتِقَاطًا (tropical:) I came upon the thing unexpectedly, or unawares; (S, TA:) and لَقِيتُهُ الْتِقَاطًا (tropical:) I met him unexpectedly: (TA:) التقاطا in this sense being one of those inf. ns. which are used as denotatives of state. (Sb, TA.) لَقَطٌ What is picked up, or taken from the ground, (S, Msb, K,) of a thing; (S, Msb;) as also ↓ لُقْطَةٌ and ↓ لُقَطَةٌ and ↓ لُقَاطَةٌ: (K:) or ↓ this last signifies what one picks up, of lost property; as also ↓ لُقَاطٌ, with the ة elided; and ↓ لُقَطَةٌ like رُطَبَةٌ: (Msb:) or ↓ لُقَاطَةٌ signifies also what falls, or drops, of a thing that is worthless, (K, TA,) or paltry, and is taken by any one who chooses to take it: (TA:) and the same, what is picked up from the stumps of the branches of palm-trees, [app. meaning dates picked up thence,] after the cutting off of the dates: (TA:) IAth says, that ↓ لُقَطَةٌ, with damm to the ل and fet-h to the ق, is often mentioned in trads., and signifies property which is found: (TA:) Az says, that لُقَطَةٌ, with fet-h to the ق, signifies a thing which one finds dropped, or thrown down, and takes; (Mgh, Msb;) and that all the lexicologists and skilful grammarians say so; (Msb;) and in like manner, A 'Obeyd, on the authority of As and of El-Ahmar; (TA;) only Lth, of all whom he has heard, saying that it is ↓ لُقْطَةٌ, with sukoon; (Mgh, Msb;) and Fr: (TA:) IF and ElFárábee and others mention only ↓ لُقَطَةٌ; and some reckon the pronunciation with sukoon as an error of the vulgar; and the reason is this; that the original word is ↓ لُقَاطَةٌ, which, in consequence of its being in frequent use, as applied to what is picked up in plundering, is contracted, sometimes, by the elision of the ة, into ↓ لُقَاطٌ, and sometimes, by the elision of the ا into ↓ لُقَطَةٌ; and if they made the ق quiescent, there would be two alterations in the word, and such double alteration does not exist in chaste language: (Msb:) IB, however, says that ↓ لُقْطَةٌ is correct; and he approves it; because فُعْلَةٌ has the sense of a pass. part. n., as in the instance of ضُحْكَةٌ; and فُعَلَةٌ has the sense of an act. part. n., as in the instance of ضُحَكَةٌ; and that it occurs in poetry: and IAth observes, that some say thus; but that ↓ لُقَطَةٌ is more common and more correct. (TA.) Anything that is scattered, of ears of corn, or of fruit; n. un. with ة: (TA:) what is picked up, or taken from the ground, (S, Msb, K,) by men, (S,) of ears of corn; (S, Msb, K;) as also ↓ لُقَاطٌ, with damm: (S:) and ↓ لَقَاطٌ, like سَحَابٌ, the ears of corn which the reaping-hooks miss, (AHn, K,) and which men pick up. (AHn.) What is picked up from a mine: (Msb:) pieces of gold found in a mine; (K;) or such are termed لَقَطُ مَعْدِنٍ: (S:) or لَقَطٌ signifies pieces of gold, or of silver, like what are termed شَذْر, and larger, in mines; which are the best thereof: and one says ذَهَبٌ لَقَطٌ: (Lth:) and ↓ مُلْتَقَطٌ, also, signifies gold found in a mine. (TA.) You say also, فِى هٰذَا المَكَانِ لَقَطٌ مِنَ المَرْتَعِ In this place is some small quantity of pasturage. (S.) And فِى الأَرْضِ لَقَطٌ لِلْمَالِ In the land is pasturage not much in quantity for the beasts. (TA.) The pl. is أَلْقَاطٌ. (TA.) لُقْطَةٌ: see لَقَطٌ, throughout the first sentence. b2: Accord. to Lth, it [also] signifies A man who repeatedly and perseveringly seeks after things to be picked up, and picks them up: (TA:) and some say, that ↓ لُقَطَةٌ signifies one who picks up: but the more common and correct signification of this latter is “ property which is found,” as before stated. (IAth.) لُقَطَةٌ: see لَقَطٌ, throughout the first sentence: — and see لُقْطَةٌ.

لَقَاطٌ: see لَقَطٌ, in the latter part of the paragraph.

لُقَاطٌ: see لَقَطٌ, in three places.

لِقَاطٌ: see 3. b2: [The act of picking up the ears of corn which the reaping-hooks miss;] the act denoted in the explanation of لَقَاطٌ. (JK, K, TA.) You say, هُوَ يَتَعَيَّشُ بِالِلّقَاطِ عَنِ اللَّقَاطِ [He constrains himself to obtain the means of life, or he obtains what is barely sufficient for his sustenance, by picking up, or gleaning, from the ears of corn which the reaping-hooks have missed]. (TK: but there given without any syll. signs.) [If the reading intended be بِاللَّقَاطِ عَنِ اللِّقَاطِ, the meaning of لِقَاطٌ is The act of missing ears of corn with the reapinghook; as is implied in the K, where لَقَاطٌ is imperfectly explained: but this I think improbable.] لَقَاطٌ and لِقَاطٌ are [respectively] like حَصَادٌ [as signifying what is “ reaped ”] and حِصَادٌ [as signifying the act of “ reaping ”]. (TA.) لَقِيطٌ i. q. ↓ مَلْقُوطٌ; (Msb, K;) i. e. A thing that is picked up, taken up, raised, (Mgh,) or taken, (Msb, K,) from the ground, (Mgh, K,) or from a place where it was not thought to be. (Msb.) b2: And, generally, (Mgh,) A foundling; or child that is cast out, (Az, S, Mgh, Msb, K,) and found by a man, (Az, TA,) or picked up; (S;) or because it is cast out with the object of its being picked up: (Mgh:) not what Lth asserts it to be; i. e. a child that is cast out in the roads, and there found, whose father and mother are unknown: of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ: (Az, TA:) and ↓ مَلْقُوطٌ signifies the same: (K:) [pl. of the former, لُقَطَآءُ.] b3: Also, A well upon which one lights unexpectedly, or unawares, (Lth, K,) without seeking it. (Lth.) لُقَاطَةٌ: see لَقَطٌ, first sentence, in four places.

لَقِيطَةٌ applied to a man, and to a woman, (tropical:) Low, ignoble, base, vile, or mean; (K, TA;) as also ↓ لَاقِطَةٌ applied to a man; (TA;) and so ↓ سَاقِطٌ مَاقِطٌ لَاقِطٌ, used together. (L in art. سقط.) It occurs in this sense preceded by سَقِيطَةٌ; but you say سَقِيطٌ when alone. (TA.) لَقَّاطٌ: see لَاقِطٌ.

لَقَّاطَةٌ: see لَاقِطٌ.

لَاقِطٌ and in an intensive sense ↓ لَقَّاطٌ and [in a doubly intensive sense] ↓ لَقَّاطَةٌ A man [who picks up things from the ground; and the second, who does so much, or often; and the third, who does so very much, or very often: or] who takes things from places where they were not thought to be: (Msb:) and all signify a man who picks up the ears of corn [that fall] when the crop is reaped, and [the fruit that falls] when the ripe dates are cut from the raceme: (TA:) and the first and second, a bird that picks up grains. (Msb.) b2: ↓ لِكُلِّ سَاقِطَةٍ لَاقِطَةٌ For every saying that falls from one, there is a person who will take it up: (Msb in art. سقط:) or for every word that falls from the mouth of the speaker, there is a person who will hear it and pick it up and publish it: (S, * K:) a proverb, (TA,) relating to the guarding of the tongue: (K:) the ة in لاقطة is to give intensiveness to the meaning, (Msb, in art. سقط,) or for the purpose of assimilation: (Msb in that art., and in the present one:) if you say لِكُلِّ ضَائِعٍ, or the like, you say لَاقِطٌ. (Msb in the present art.) b3: الحَصَى ↓ لَاقِطَةٌ The قَانِصَة [meaning stomach, &c.,] of a bird, (S, K,) in which pebbles become collected: (S:) or the omasum (قِبّة) of a sheep or goat [and the corresponding ventricle of a camel, as is shown in the TA in art. حصل; also called لَقَّاطَةُ الحَصَى (see قُرَيْحَآءُ);] because it conveys thereinto whatever it eats of earth and pebbles; (A, TA;) as also اللَّاقِطَةٌ [alone]. (TA.) A2: لَاقِطٌ also signifies (tropical:) Any freedman, or emancipated slave: (K:) or the slave of a freedman. (S in art. مقط, and TA in art. سقط:) the slave of the لاقط is called مَاقِطٌ; and the slave of the ماقط is called سَاقِطٌ: and hence the saying, هُوَ سَاقِطُ بْنُ مَاقِطِ بْنِ لَاقِطٍ. (K, TA [but in the CK, for هُوَ we find بَنُو, with the necessary difference in what follows it.]) See art. سقط. b2: See also لَقِيطَةٌ: and see أَلْقَاطٌ, which may be a pl. of لَاقِطٌ; as in لُقَّاطٌ, which is explained with أَلْقَاطٌ.

لَاقِطَةٌ: see لَاقِطٌ, in two places: A2: and see also لَقِيطَةٌ.

أَلْقَاطٌ pl. of لَقَطٌ, q. v. b2: (assumed tropical:) A small number of men, separated, or scattered, or dispersed. (S.) b3: [Also, perhaps as pl. of لَاقِطٌ, like as أَصْحَابٌ is pl. of صَاحِبٌ,] (tropical:) The refuse, or lowest, or basest, or meanest sort, of mankind, or of people; (K, * TA;) as also ↓ لُقَّاطٌ [which is doubtless a pl. of لَاقِطٌ, like as سُقَّاطٍ is of سَاقِطٌ, and مُقَّاطٌ of مَاقِطٌ]. (IAar, in TA, art. خشر.) مَلْقَطٌ [A place where a thing is picked up:] a place where a thing is sought, or to be sought: a mine: (TA:) [pl. مَلاقِطُ.] b2: أَصْبَحَتْ مَرَاعِينَا مَلَاقِطَ مِنَ الجَدْبِ Our places of pasturage became dried up, and destitute of herbage, by reason of the drought. (As.) مِلْقَطٌ A thing with which, (K,) or in which, (JM,) one picks up, or takes up, from the ground: (JM, K;) as also ↓ مِلْقَاطٌ. (TA.) مِلْقَاطٌ: see مِلْقَطٌ. b2: The [instrument called]

مِنْقَاش, (K, TA,) with which hair is plucked up. (TA.) مَلْقُوطٌ: see لَقِيطٌ, in two places. IAth explains مَالٌ مَلْقُوطٌ as signifying property found. (TA.) مُلْتَقَطٌ: see لَقَطٌ, last sentence but two. b2: Also, applied to a thing, i. q. سَاقِطٌ (assumed tropical:) [Vile, mean, or paltry]. (TA.)
لقط
لَقَطَهُ يَلْقُطُه لَقْطاً: أَخَذَهُ مِنَ الأَرضِ، فَهُوَ مَلْقُوطٌ ولَقِيطٌ.
ومِنَ المَجَازِ: لَقَطَ الثَّوْبَ يَلْقُطُه لَقْطاً: رَقَعَهُ، عَن الكِسَائِيِّ.
وَقَالَ الفَرّاءُ: لَقَطَ الثَّوْبَ، إِذا رَفأَهُ مُقَارِباً. وثَوْبٌ لَقِيطٌ: مَرْفُوءٌ، ويُقَالُ: الْقُطْ ثَوْبَك، أَي ارْفَأْهُ، وكذلِك: نَمِّلْ ثَوْبَك. وقالَ ابْن الأَعْرَابِيِّ: الّلاقِطُ: الرَّفّاءُ، وَهُوَ مَجازٌ. وَمن المَجَازِ أَيْضاً: كُلُّ عَبْدٍ أُعْتِقَ فَهُوَ لاقِطٌ، والماقِطُ: عَبْدُه أَي عَبْدُ الّلاقِطِ، والسّاقِطُ: عَبْدُه، أَي عَبْدُ الماقِط، وَمِنْه قولُهُم: هُوَ ساقِطٌ بنُ ماقِطِ بن لاقِطٍ، وَقد أَشَرْنَا إِلى ذلِك فِي س ق ط. واللُّقَاطَةُ، بالضَّمِّ: مَا كَانَ سَاقِطاً مِمَّا لَا قِمَةَ لَهُ من الشَّيْءِ التّافِهِ، وَمن شاءَ أَخَذَه. واللَّقَاطُ، كسَحَابٍ: السُّنْبُل الَّذِي تُخْطِئُه المَنَاجِلُ يَلْتَقِطُه النّاسُ، حكاهُ أَبو حَنِيفَةَ. واللِّقَاطُ، بالكَسْرِ: اسمُ ذلِكَ الفِعْلِ، كالحَصَادِ والحِصادِ.
وَمن المَجَازِ: يُقَال فِي النِّدَاءِ خَاصّةً: يَا مَلْقَطَانُ، كَأَنَّهُم أَرادُوا يَا لاقِطُ. وَفِي الأَسَاسِ: أَي يَا أَحْمَقُ، وَهِي بهاءٍ، وَفِي التَّهْذِيبِ: تَقُولُ: يَا مَلْقَطَانُ، يَعْنِي بِهِ الفَسْلُ الأَحْمَقَ.
واللَّقَطُ، مُحَرَّكَةً: مَا الْتُقِطَ من الشَّيْءِ، وكُلُّ نُثَارَةٍ من سُنْبُلٍ أَو ثَمَرٍ: لَقَطٌ، والوَاحِدَةُ لَقَطَةٌ.
واللُّقْطَة كحُزْمَةٍ، أَي بالضَّمِّ، عَن اللَّيْثِ، وَقَالَ غَيْرُه: هِيَ اللُّقَطَةُ، مثالُ هُمَزَةٍ، واللُّقَاطَةُ، مثل ثُمَامَة: مَا الْتُقِطَ من كَرَبِه بعد الصِّرامِ. قالَ اللَّيْثُ: اللُّقْطَةُ، بتَسْكِينِ القافِ: اسمُ الذِي تَجِدُه مُلْقًى فتَأْخُذُه، وكذلِكَ المَنْبُوذُ من الصِّبْيان: لُقْطَة، وأَما اللُّقَطَة، بفَتْح القافِ، فهُوَ: الرَّجُل اللَّقَّاطُ يتَتَبَّعُ اللُّقْطَاتِ يَلْتَقِطُها. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: وكلامُ العَرَبِ الفُصحَاءِ على غَيْرِ مَا قَال اللَّيْثُ فِي اللُّقْطَة واللُّقَطَة، وَرَوَى أَبو عُبَيْد عَن الأَصْمَعِي والأَحْمَرِ، قَالَا: هِيَ اللُّقَطَةُ، والقُصَعَةُ، والنُّفَقَة، مُثَقَّلاتٌ كلُّهَا، قَالَ: وَهَذَا قَوْلُ حُذّاقِ النَّحْوِيِّين وَلم أَسْمَع لُقْطَة لغَيْرِ اللَّيْثِ، وهكَذَا رَوَاهُ المُحَدِّثُون عَن أَبِي عُبَيْد، قَالَ: ورَوَاهُ الفَرّاءُ أَيْضاً اللُّقْطَة، بالتَسْكِينِ، وقولُ الأَحْمَرِ والأَصْمَعِيِّ أَصْوَبُ.
قَالَ: وأَمّا الصَّبِيُّ المَنْبُوذُ يجِدُه إِنْسانٌ فَهُوَ اللَّقِيطُ عِنْدَ العَرَبِ، لَا كَمَا زَعَمَه اللَّيْثُ، وَهُوَ المَوْلُودُ الَّذِي يُنْبَذُ على الطُّرُقِ، أَو يُوجَد مَرْمِيّاً على الطُّرُق لَا يُعْرَفُ أَبُوه وَلَا أُمُّه، فَعِيلٌ بمعنَى مَفْعُولٍ، كالمَلْقُوطِ، وَمِنْه الحَدِيثُ: المَرْأَةُ تَحُوزُ ثَلاثَةَ مَوَارِيثَ: عَتِيقَها ولَقِيطَها ووَلَدَهَا الَّذِي لاعَنَتْ عَنهُ وَهُوَ فِي قَوْلِ عامَّةِ الفُقَهَاءِ حُرٌّ، لَا وَلاَءَ عليهِ لأَحَدِ، وَلَا يَرِثُه مُلْتَقِطُه، وذَهَبَ بعضُ أَهْلِ العِلْمِ أَنَّ العَمَلَ بِهَذَا الحَدِيثِ علَى ضَعْفِه عندَ أَكْثَرِ أَهْلِ النَّقْل.)
قلتُ: وَمَا ردَّ بِهِ الأَزْهَرِيُّ على اللَّيْثِ قولَه فإِنَّ ابْنَ بَرِّيّ قد صَوَّبَه واسْتَحْسَنَه، وَقَالَ: لأَن الفُعْلَة للمَفْعُول كالضُّحْكَة والفُعْلَةَ للفاعلِ، كالضُّحَكَةِ، قَالَ: ويَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ ذلِكَ قَوْلُ الكُمَيْتِ:
(أَلُقْطَةَ هُدْهُدٍ وجُنُودَ أُنْثَى ... مُبَرْشِمَةً، أَلَحْمِى تَأْكُلُونا)
لُقْطَة: مُنَادَى مضافٌ، وكذلِك جُنُود أُنْثَى، وجَعَلَهم بذلِك النهايَة فِي الدناءَةِ، لأَن الهُدْهُدَ يَأْكُلُ العَذِرَةُ، وجَعَلَهُم يَدِينُون لامْرَأَةٍ، ومُبَرْشِمَة: حالٌ من المُنادَى. والبَرْشَمَةُ: إِدامةُ النظَرِ، وذلِكَ من شِدَّةِ الغَيْظِ، وكذلِك التُّخْمَةُ، بالسُّكُونِ، وَهُوَ الصحيحُ. والنُّخَبَةُ بالتَّحْرِيكِ نادِرٌ كَمَا أَن اللُّقْطَةَ، بالتَّحْرِيكِ نادرٌ كَمَا أَن اللُّقَطَةَ، بالتَّحْرِيكِ نادرٌ. انْتهى، فتَأَملْ. وَفِي الحَدِيث لَا تَحِلُّ لُقَطَتُهَا إِلاّ لِمُنْشِدٍ قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: وَقد تَكَرّرَ ذِكْرُهَا فِي الحَدِيثِ، وَهِي بضَمِّ الّلام وفَتْح القافِ: اسمُ المالِ المَلْقُوطِ، أَي المَوْجُود. وَقَالَ بَعْضُهم: هِيَ اسمُ المُلْتَقِط، كالضُحَكَةِ الهُمَزَة، وأَمّا المالُ المَلْقُوط فَهُوَ بسُكُونِ القافِ. قَالَ: والأَوّلُ أَكثرُ وأَصَحُّ. والَّلقِيطُ: بِئْرٌ الْتُقِطَت الْتِقَاطاً، أَي وُقِعَ عليهَا بَغْتَةً من غَيْرِ طَلَبٍ، عَن اللَّيْثِ، وفِعْلُه الالْتِقاط. ولَقِيطُ هُوَ النُّعْمَانُ بنُ عَصَرِ بنِ الرَّبِيعِ بنِ الحارِثِ البَلَوِيُّ حَلِيفُ الأَنْصَارِ، عَقَبِيٌّ بَدْرِيٌّ، وَفِي أَبِيهْ اخْتِلافٌ كَبِيرٌ، قُتِلَ لَقِيطٌ يومَ اليَمَامَةِ.
ولَقِيطُ بنُ الرَّبِيعِ بنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ عَبْدِ شَمْسٍ العَبْشَمِيُّ، صِهْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّم، أُسِرَ يومَ بَدْرٍ، وَهُوَ ابنُ أُخْتِ خَدِيجَةَ بنتِ خُوَيْلدٍ، وكُنْيَتُه أَبو العاصِ، مَشْهُورٌ بهَا. وقِيلَ: بل اسْمُه مهشم، وَقيل: هُشَيْم، وَقيل: قاسِمٌ. ولَقِيطٌ أَصَحُّ. ولَقِيطُ بنُ صَبْرَةَ وَالدِ عاصِمٍ: حِجَازِيٌّ، وَهُوَ وَافِدُ بني المَنْتَفِقِ، لَهُ فِ الوُضُوءِ. ولَقِيطُ بنُ عامِرِ بنِ المَنْتَفِقِ ابنِ عامِرٍ بنِ عُقَيْلٍ العامِرِيُّ العُقَيْلِيِّ، أَو رُزَيْنٍ، وَقَالَ البُخَارِيُّ: هُوَ لَقِيطُ ابنُ صَبْرَةَ الَّذِي تَقَدَّم ذِكْرُه، وفرَّقَ بينَهُمَا مُسْلِمٌ.
ولَقِيطُ بنُ عَدِيٍّ اللَّخْمِيُّ، كَانَ على كَمِينِ عَمْرِو بنِ العاصِ وَقْتَ فتحِ مِصْرَ.
ولَقِيطُ بنُ عَبّاد بنِ نُجَيْدٍ السَّامِيّ، لَهُ وِفَادَةٌ، ذَكَره ابنُ ماكُولا،: صحابِيُّون رَضِي الله عَنْهُم. لَقِيطُ بنُ أَرْطاةَ السَّكُونِيُّ: شامِيٌّ، روَى عَنهُ عَبْدُ الرّحْمنِ بنُ عائِذٍ.
ولَقِيطُ بنُ عَبْدِ القَيْسِ الفَزَارِيُّ حَلِيفُ الأَنْصَارِ، قَالَ سَيْفٌ: كَانَ أَمِيراً على كُرْدُوسٍ يَوْمَ اليَرْمُوكِ.
وأَبو لَقِيطٍ: من مَوالِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، كَانَ نُوبِيًّا، أَو حَبَشِيّاً، مَاتَ زَمَنَ عُمَر.
واللَّقِيطَة بهَاءٍ: الرَّجُلُ المَهِينُ الرَّذْلُ السّاقِطُ. وكَذَا المَرْأَةُ، قالَهُ اللَّيْثُ، وَهُوَ مَجَازٌ، تَقُول: إِنَّه) لَسَقِيطٌ لَقِيطٌ، وإِنَّهَا لَسَقِيطَةٌ لَقِيطَةٌ، وإِذا أَفْرَدُوا للرَّجُلِ قالُوا: إِنَّهُ لسَقِيطٌ.
وبَنُو اللَّقِيطَةِ: سُمُّوا بهَا، وَفِي الصّحاح: بذلِك، لأَنَّ أُمَّهَمُ زَعَمُوا الْتَقَطَها حُذَيْفَةُ بنُ بَدْرٍ، أَي الفَزَارِيُّ فِي جَوَارٍ قد أَضَرَّتْ بهِنَّ السَّنَةُ، فأَعْجَبَتْه فضَمَّها إِليه، فَخَطَبَها إِلى أَبِيهَا وتَزَوَّجَها، إِلى هُنَا نَصُّ الصّحاحِ، قَالَ الصّاغَانِيُّ وَهِي بِنْتُ عُصْمِ بنِ مَرْوَانَ بن وَهْبٍ، وهِيَ أُمُّ حِصْنِ بنِ حُذَيْفَةَ، وَفِي دِيوَانِ حَسّانَ رَضِيَ الله عَنهُ:
(هَلْ سَرَّ أَوْلادَ اللَّقِيطَةِ أَنَنا ... سَلْمٌ غَدَاةَ فَوَارِسِ المِقْدَادِ)
وأَوّلَ أَبْيَاتِ الحَمَاسَةِ اختِيَار أَبي تَمّامٍ حَبِيبِ بن أَوْسٍ الطائيّ مُحَرَّفٌ، وَهُوَ قَول بعض شُعَرَاءِ بَلْعَنْبر. قلتُ، هُوَ قُرَيْطُ بنُ أُنَيْفٍ:
(لَوْ كُنتُ من مازِنٍ لم تَسْتَبِح إِبِلِي ... بَنُو اللَّقِيطَةِ من ذُهْلِ بنِ شَيْبَانا)
وَهِي ثَمَانِيَةُ أَبياتٍ، كَذَا هُوَ فِي سائِرِ نُسَخِها، والرِّوَايَةُ: بنُو الشَّقِيقَةِ وَهِي بِنْتُ عَبَّادِ بنِ زَيْدِ بنِ عَمْرو ابنِ ذُهْلِ بنِ شَيَبانَ، هَكَذَا حَقَّقه الصاغَانِيُّ فِي العُبَابِ، ويَأْتِي فِي القافِ، قلتُ: ورواهُ أَبو الحَسَنِ مُحَمَّدُ ابنُ عليٍّ بنِ أَبِي الصَّقْرِ الواسِطِيُّ عَن أَبِي الحَسَنِ الخَيْشِيِّ النَّحْوِيِّ بَنو اللَّقِيطَةِ كَمَا هُوَ المَشْهُور. والمِلْقاطُ، بالكسرِ، القَلَمُ قَالَ شَمِرٌ: سَمِعْتُ حِمْيَرِيّةً تَقُولُ لكَلِمَةِ أَعَدْتُها عَلْيهَا: لقد لَقَطْتَها المِلْقَاطِ، أَي كتَبْتَها بالقَلَم. والمِلْقَاطُ: المِنْقَاشُ الّذِي يُلْقَطُ بِهِ الشَّعرُ.
والمِلْقَاطُ: العَنْكَبُوتُ، والجَمْعُ: مَلاقِيطُ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عَن بَعْضِهم. والمِلْقَط، كمِنْبَرٍ: مَا يُلْقَطُ بِهِ، كالمِلْقاط الّذِي تقدّمَّ ذِكْرُه. وَفِي الجمهرة: يَا يُلْقَط فِيه.
وبَنُو مِلْقط: حيٌّ من العَرَبِ، ذَكَرَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، وأَنْشدَ لِعَلْقَمَةَ ابْن عَبَدَة:
(أَصَبْنَ الطَّرِيفَ والطَّرِيفَ بنَ مالِكٍ ... وكانَ شِفاءً لَو أَصَبْنَ المَلاقِطا)
قلتُ: وهُمْ بَنُو مِلْقَطِ بنِ عَمْرِو بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ وَائلِ بن ثَعْلَبَة بنِ رُومانَ، من طيِّيءٍ، من وَلَدِه الأَسَدُ الرَّهِيصُ الَّذِي تَقَدَّم ذِكْرُه فِي رهص وَقَالَ ابنُ هَرْمَةَ:
(كالدُّهْمِ والنَّعَمِ الهِجَانِ يَحُوزُهَا ... رَجُلانِ من نَبْهانَ أَو مِنْ مِلْقَطِ)
وَمن المَجَازِ: الْتَقَطَه: عَثَرَ عليهِ من غَيْرِ طَلَبٍ. وَمِنْه الحَدِيثُ: أَنَّ رَجُلاً من تَمِيم الْتَقَط شَبكَةً فطَلَبَ أَنْ يَجْعَلَها لَهُ. الشَّبَكَةُ: الآبارُ القَرِيبَةُ من الماءِ، والْتَقَط الكَلأَ كذلِكَ.
وتَلَقَّطَه، أَي التَمْرَ، كَمَا فِي الصّحاحِ: الْتَقَطَه من هَا هُنا وَهَا هُنا.
وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يُقال: دَارُه بِلقَاطِ دَارِي، بِالْكَسْرِ أَي بحِذائها وَكَذَلِكَ بطِوارِها.)
والمُلاقَطة: المُحاذاة كالِّلقاطِ. وَيُقَال: لقيتُه لِقاطاً، أَي مُواجَهَةً، حَكَاهُ ابْن الأَعْرَابِيّ.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: المُلاقَطَةُ: أَنْ يَأْخُذَ الفَرَسُ التَّقْرِيبَ بقَوَائمِهِ جَمِيعًا.
وَمن المَجَازِ: الأَلْقَاطُ: الأَوْباشُ، يُقَال: جاءَ أَسْقَاطٌ من النّاسِ وأَلْقاطٌ.
وَمن المجازِ قَوْلُهم: لكُلِّ سَاقِطَةٍ لاقطِةٌ، أَي لِكلِّ كَلِمَة سَقَطَت من فَمِ النّاطِقِ نَفْسٌ تَسْمَعُها، فَتَلْقُطُهَا، فتُذِيعُها وأَخصَرُ مِنْهُ عِبَارَةُ الجَوْهَرِيِّ، أَي لكلّ مَا نَدَر من الكَلامِ من يَسْمَعُها ويُذِيعُها، يُضْرَبُ مَثَلاً فِي حِفْظِ اللِّسَانِ. وأَوَّلَه الزَّمَخْشَرِيُّ على معنى آخَرَ، فَقَالَ: أَي: لكلِّ نَادِرَةٍ مَنْ يَأْخُذُهَا ويَسْتَفِيدُها. وَقد تَقَدَّمَ ذِكْرُه فِي س ق ط.
وَمن المَجَازِ: أَخْرَجَ القَصّابُ الّلاقِطَةَ، ولاقِطَةُ الحَصَى، وَهِي قانِصَةُ الطَّيْرِ، زادَ الجَوْهَرِيُّ: يجْتَمِعُ فِيهَا الحَصَى. وَفِي الأَساسِ: هِيَ القِبَةُ، لأَنَّ الشّاةَ كُلَّمَا أَكَلَتْ من تُرَابٍ أَو حَصىً حَصَّلَتْه فِيهَا. وَمن المَجَازِ: إِنَّهُ لُقَّيْطَى خُلَّيْطَى، كسُمَّيْهَى، فِيهما، أَي مُلْتَقِطٌ للأَخْبَارِ لِيَنِمَّ بهَا. يُقَال لَهُ إِذا جاءَ بهَا: لُقَّيْطَى خُلَّيَطَى، يُعَابُ بذلِكَ.
والَّلقَطُ، مُحَرَّكةً: مَا يُلْتَقَطُ من السَّنَابِلِ، كاللُّقَاطِ، بالضَّمِّ، وَقد ذُكِرَ.
واللَّقَطُ أَيْضاً: قِطَعُ ذَهَبِ تُوجَدُ فِي المَعْدِنِ، كَمَا فِي الصّحاحِ، وقالَ اللَّيْثُ: اللَّقَطُ: قِطَعُ ذَهَبٍ أَو فِضَّةٍ أَمْثَالُ الشَّذْرِ، وأَعْظَمُ فِي المَعَادِن، وَهُوَ أَجْوَدُهُ، وَيُقَال: ذَهَبٌ لَقَطٌ.
وَقَالَ أَبُو مالِك: اللَّقَطُ: بَقْلَةٌ طَيِّبَةٌ تَتْبَعُهَا الدَّوَابُّ فتَأْكُلُها لطِيبِها، ورُبَّمَا انْتَتَفَها الرَّجُلُ فنَاوَلَهَا بَعِيرهُ، وهيَ بُقُولٌ كَثِيرَةٌ يَجْمَعُهَا اللَّقَطُ، الوَاحِدَةُ بهاءٍ. وَقَالَ غَيْرُه: هُوَ نَبَاتٌ سُهْلِيٌّ يَنْبُت فِي الصَّيْف والقَيْظِ فِي دِيَار عُقَيْلٍ، يُشْبِه الخِطْرَ والمَكْرَةَ، إِلاّ أَنَّ اللَّقَطَ تَشْدُّ خُضْرَتُه وارْتِفَاعهُ.
ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: الْتَقَطَ الشَيْءَ، أَي لَقَطَه وأَخَذَه من الأَرْضِ. والعربُ تَقول: إِنَّ عندَكَ دِيكاً يَلْتَقِطُ الحَصَى. يُقَال ذَلِك للنَّمّامِ.
والمُلْتَقَط: الشَيْءُ الساقِطُ. والذَّهَبُ يُوجَدُ فِي المَعْدِن.
ويقالُ للَّذِي يَلْقُط السَّنابِلَ إِذا حُصِدَ الزَّرْعُ ووُخِزَ الرُّطَب من العِذْقِ: لاَقِطٌ ولَقّاطٌ ولَقّاطَةٌ.
وَفِي هَذَا الْمَكَان لَقَطٌ من المَرْتَعِ. مُحَرَّكَة، أَي شْيءٌ مِنْهُ قَلِيلٌ، كَمَا فِي الصّحاحِ. وَقَالَ غَيْرُه: فِي الأَرض لَقَطٌ للمالِ، أَي مَرْعىً ليسَ بالكَثِير، والجَمْعُ: أَلْقَاطٌ. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: أَصْبَحَتْ مَرَاعِينَا مَلاقِطَ مِنَ الجَدْبِ: إِذا كانَتْ يابِسَةً وَلَا كَلأَ فِيهَا، وأَنْشَدَ:
(تُمْسِي وجُلُّ المَرْتَعَى مَلاَقِطُ ... والدِّنْدِنُ البالِي وحَمْضٌ حَانِطُ)

والأَلْقاطُ: الفِرْقُ من النّاسِ القَلِيل، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وَهُوَ غَيْرُ الأَوْبَاشِ الَّذِي ذَكَرَه المُصَنِّفُ.
والَّلاقِطَةُ: قِبَةُ الشّاةِ. والرَّجُلُ السّاقِطُ. وَمن أَمثالهم: أَصِيدَ القُنْفُذُ أَمْ لُقْطَةٌ، يُضْرَبُ للرَّجُلِ الفَقِير يَسْتَغْنِي فِي ساعةٍ. ويُقَال: لَقِيتُه الْتِقَاطاً، إِذا لَقِيتَهُ من غير أَنْ تَرْجُوَه أَو تَحْتَسِبَه.
وَفِي الصّحاحِ: وَرَدْت الشَّيْءَ الْتِقَاطاً، إِذا هَجَمْتَ عليهِ بَغْتَةً، وأَنْشَدَ للرّاجِزِ وَهُوَ نُقَادَةُ الأَسَدِيُّ: ومَنْهَلٍ وَرَدْتُه الْتِقاطَا وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: الْتِقَاطاً، أَي فَجْأَةً، وَهُوَ من المصادر الَّتِي وَقَعَتْ أَحْوَالاً نَحْو جاءَ رَكْضاً.
والمَلْقَطُ، كمَقْعَدٍ: المَعْدِنُ والمَطْلَبُ.
ولَقَطَ الذُّبابُ: سَفَدَ. نَقله ابنُ القَطّاع فِي كتاب الأَبْنِيَة.
والُّلقَاطَة فِي كتاب الأَبْنِيَة.
والُّلقَاطَة بالضَّمّ: مَوْضِعٌ قريبٌ من الحَاجِرِ.
ولَقَطٌ، محرَّكَةً: اسمُ ماءٍ بينَ جَبَلَيْ طَيِّئٍ وتَيْمَاء.
والَّلقِيطَةُ، كسَفِينَةٍ: بئرٌ بأَجَأَ، وتَعْرَف بالبُوَيْرَةِ، وماءٌ عَلَى مَرْحَلَةٍ من قُوص بالصَعِيد.
واللَّقِيطُ، كأَمِيرٍ: ماءٌ لَغِنيٍّ. وبَطْنٌ من العَرَبِ.
(لقط) - في الحديث : "لا تَحِلُّ لُقَطَةُ معُاهَد إلاَّ أن يَسْتَغنِىَ عنها صاحِبُها"
: أي إلّا أن يَتْرُكَها صاحِبُها لآخِذِها استِغْنَاءً عنها. كقوله تعالى: {وَاسْتَغْنَى اللَّهُ}
: أي تركَهُم الله استِغنَاءً عنهم، وهو الغَنِيُّ الحَمِيدُ.
قال الأَصْمَعِىُّ، وابن العربي والفَرَّاءُ: اللُّقَطَةُ - بفتح القاف -: اسم المال الملقوط.
وقال الخليل: هي بالفَتْح: اسمُ الملتَقِط، كسَائر ما جاء على هذا الوَزْن يكون اسمَ الفَاعِل كَهُمَزَة، ولُمَزَةٍ، وضُحَكَةٍ. فأمَّا بسُكُون القَافِ: فاسْمُ المالِ المَلقُوط. 

خقق

خقق


خَقَّ(n. ac. خَقِيْق)
a. Bubbled.

خَقّ
(pl.
خُقُوْق
أَخْقَاْق)
a. Crevice, cleft.
خ ق ق: (الْأُخْقُوقُ) لُغَةٌ فِي اللُّخْقُوقِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «فَوَقَصَتْ بِهِ نَاقَتُهُ فِي (أَخَاقِيقِ) جِرْذَانٍ» وَهِيَ شُقُوقٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا يَعْرِفُهُ الْأَصْمَعِيُّ إِلَّا بِاللَّامِ. 
[خقق] الخَقوقُ: الأتانُ التي يصوِّت حياؤها، وذلك عند الهزال. وقد خق الفرج يخق خقيقا. وكذلك قنب الفرس إذا صوت. والخقخقة: صوت القنب والفرج، إذا ضوعف . ويقال: أَخَقَّتِ البَكْرَةُ، إذا اتَسَعَ خَرْقُها. ويقال: الاخقوق لغة في اللخقوق، وفى الحديث: " فوقصت به ناقته في أخاقيق جرذان "، وهى شقوق في الارض. ولا يعرفه الاصمعي إلا باللام. ويقال للغدير إذا جفّ وتقلَّعَ : خَقٌّ. قال الراجز:

كَأَنَّما يَمْشينَ في خق يبس
خقق وقص وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَن رجلا كَانَ وَاقِفًا مَعَه وَهُوَ مــحرم فوقصت بِهِ نَاقَته فِي أخاقيق جرذان فَمَاتَ. عَن ابْن عَبَّاس أَن رجلا كَانَ وَاقِفًا مَعَ النَّبِيّ صلي الله عَلَيْهِ وَسلم فوقصت دَابَّته أَو رَاحِلَته وَهُوَ مــحرم قَالَ فَقَالَ رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم: اغسلوه وكفنوه وَلَا تخمروا وَجهه وَرَأسه فانه يبْعَث يَوْم الْقِيَامَة ملبيا - أَو قَالَ: ملبدا. ويروى: فوقصت بِهِ نَاقَته فِي أخاقيق جرذان. قَالَ الْأَصْمَعِي: إِنَّمَا هِيَ لَخَاقِيْقُ وَاحِدهَا: لخفوق وَهِي شقوق فِي الأَرْض. قَالَ أَبُو عُبَيْد: الوقص كسر الْعُنُق وَمِنْه قيل للرجل: أوْقَصُ إِذا كَانَ مائل الْعُنُق قصيرها. وَمن ذَلِك حَدِيث عَليّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: فِي القارصة والقامصة والواقصة بِالدِّيَةِ أَثلَاثًا. وتَفْسِيره أَن ثَلَاث جوَار كن يلعبن فركبت إِحْدَاهُنَّ صاحبتها فقرصت الثالثةُ المركوبَةَ فقمصت فَسَقَطت الراكبة فوقصت عُنُقهَا فَجعل عَليّ على القارصة ثلث الدِّيَة وعَلى القامصة الثُّلُث وَأسْقط الثُّلُث / الف يَقُول: لِأَنَّهُ حِصَّة الراكبة لِأَنَّهَا أعانت على نَفسهَا. / وَمِنْه قَوْلهم: وقصت الشَّيْء أَي كَسرته قَالَ ابْن مقبل [يذكر النَّاقة -] : [الْكَامِل]

فَبَعَثْتُهَا تقِصُ الْمَقَاصِرَ بَعْدَمَا ... كَرَبَتْ حَيَاةُ النَّارِ للمتنور قَوْله: تقص تكسر وتدق. وَوَاحِد المقاصر مَقْصَرَةٌ قَالَ أَبُو زِيَاد: قَوْله: مقصرة من قصر الْعشي. وقَالَ أَبُو عبيد: هُوَ عِنْدِي من اخْتِلَاط الظلام.

خقق: خقَّت الأَتانُ تخِقُّ خَقِيقاً، وهي خقُوق: صوَّتَ حَياؤها عند

الجماع من الهُزال والاسْتِرْخاء، وكذلك كلّ أنثى من الدوابّ. وخَقَّ

الفَرج يَخِقُّ خقِيقاً، وكذلك قُنْبُ الفرَس إذا صوّت، وخفَّت المرأة وهي

خَقوق وخَقَّاقة كذلك، وهو نعت مكروه؛ قال:

لو نِكْتَ مِنهنَّ خقُوقاً عَرْدا،

سَمِعْت رِزّاً ودَوِيّاً إدّا

أَبوعبيدة في كتاب الخيل: الخِقاقُ صوت يكون في ظَبْية الأُنثى من الخيل

من رَخاوة خِلْقتها وارْتِفاع مُلْتَقاها، فإذا تحرّكت لعَنَقٍ أَو غيره

احْتَشَتْ رَحمُِها الريحَ فصوَّتت فذلك الخِقاق، ويقال للفرس من ذلك

الخاقُّ.

والخَقُوق والخَقَّاقةُ من الأُتُن والنساء: الواسعة الدُبر. ويقال في

السِّباب: يا ابن الخَقُوق

والخَقَّاقةُ: الاسْتُ؛ ومن الأَحْراح مُخِقٌّ، وإخْقاقُه: صوته عند

النَّخْجِ. وحِرٌ مِخقّ: مصوت عند النخج.

قال أَبو زيد: إذا اتَّسعت البَكْرةُ أَو اتَّسع خَرْقُها عنها قيل:

أَخَقَّت إخْقاقاً فانخَسُوها نَخْساً، وهو أَن يُسدَّ ما اتسع منها بخشبة

أَو بحجر أَو بغيره. وخَقَّت البكرة: اتَّسع خَرْقُها عن المِحْوَر أَو

اتسعت النّعامةُ عن موضع طَرفها من الزُّرْنُوق.

والخَقِيقُ والخَقْخَقةُ: زُعاقُ قُنْب الدابة، وقد خَقِّ وخَقْخقَ. قال

ابن المظفر الخَقيقُ زُعاقُ قُنب الدابَّة فإذا ضوعف مخففاً قيل:

خَفْخَق. والخَقْخة: صوت القنب والفرجِ إذا ضُوعف. وخَقَّ القارُ وما أَشبهه

خَقّاً وخقَقاً وخَقِيقاً وخَقخق: غَلى وسُمع له صوت.

والخَقُّ: الغدير اليابس إذا جَفَّ وتَقَلْفَع؛ قال:

كأَنَّما يَمْشِين في خَقٍّ يَبَسْ

وقال ابن دريد: قال أَهل اللغة الخقُّ شبه حفرة عامضة في الأرض مثل

اللُّخْقُوق، قال: ولا أَدري ما صحته. والخَقُّ والأُخْقوق: قدر ما يختفي فيه

الدابة أَو الرجل، لغة في اللُّخْقوق؛ قال الليث: ومن قال اللخقوق فإنما

هو غلط من قبل الهمزة مع لام المعرفة، قال أَبو منصور: هي لغة لبعض

العرب يَتكلم بها أهل المدينة، وبهذه اللغة قرأ نافع، يقولون قال الأَحمر،

ومنهم من يقول قال لَحْمر، وقال ذلك سيبويه والخليل؛ حكاه الزجاج. وقيل:

الأَخاقِيقُ فقَرٌ في الأَرض وهي كُسور فيها في مُنْعَرَج الجبل وفي الأَرض

المتَفقِّرة، وهي الأَودية. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنَّ

رجلاً كان واقفاً معه وهو مــحرم فَوَقَصَت به ناقته في أَخاقِيقِ جِرْذان

فمات؛ وهي شُقوق في الأَرض، واحدها أُخْقُوق، ولا يعرفه الأَصمعي إلا

باللام؛ قال الأَصمعي: إنما هو لخَاقِيق جِرْذانٍ، واحدها لُخْقوق، وهي شقوق

في الأَرض؛ قال أَبو منصور وقال غيره: الأَخاقِيقُ صحيحة كما جاء في

الحديث، واحدها أُخْقُوق مثل أُخدود وأَخادِيدَ.

والخَقُّ والخَدُّ: الشَّقُّ في الأَرض. يقال: خَدَّ السيلُ فيها خَدّاً

وخَقَّ فيها خَقّاً. ابن شميل: خق السيل في الأَرض خقّاً إذا حَفر فيها

حَفْراً عميقاً.

وكتب عبد الملك بن مَرْوانَ إِلى وكيل له على ضَيْعة: أَمَّا بعد فلا

تَدَعْ خَقّاً من الأَرض ولا لَقَّاً إِلا سَوَّيْته وزرَعْتَه؛ فاللَّقُّ:

الشقّ المستطيل وهو الصَّدْعُ، والخَقُّ: حُفْرة غامضة في الأَرض وهو

الجُحْر؛ وأَنشد شمر لِلًعين المِنْقَريّ يصف ذكر فرس:

وقاسِحٍ كَعمُودِ الأَثْلِ يَحْفِزُه

دَرْكاً حِصان، وصُلْب غَيْر مَعْرُوقِ

مِثْل الهِراوة مِيثام، إِذا وقَبَتْ

في مَهْبِلٍ، صادَفَتْ داء اللًخاقِيقِ

(* قوله «مثل الهراوة إلخ» سيأتي للمؤلف في مادة لخق على غير هذا

الوجه).ابن الأَعرابي: الخِقَقةُ الرَّكَواتُ المُتلاحِماتُ، والخِقَقةُ أَيضاً

الشُّقوق الضيِّقةُ. وفي النوادر: يقال استخَقَّ الفرَسُ وأَخَقَّ

وامْتَخَض إِذا اسْتَرْخى سُرْمُه، يقال ذلك في الذكر.

خقق
{الإِخْقِيقُ، كإِزْمِيلٍ، وأُسْبُوع: الشَّقُّ فِي الأرْضِ قالَ الجَوْهَرِي:} الأُخقُوق: لُغةٌ فِي اللُّخْقُوقِ ج: {أَخاقِيقُ ولَخاقِيقُ، وَمِنْه الحَدِيث: فوَقَصَتْ بِهِ ناقَتُه فِي أَخاقِيقِ جُرْذانٍ وهِيَ شُقُوقُ الأرْضِ، وقالَ الأصْمَعِيُّ: هِيَ لَخاقِيقُ، وَلم يَعْرِفْه إِلاّ بالَّلام، قالَ الأزْهَرِي: وقالَ غيرُه: الأخاقِيقُ صَحِيحَة، كَمَا جاءَ فِي الحَدِيثِ، وَهِي الأخادِيدُ، قالَ اللَّيْثُ: ومَنْ قالَ: اللُّخْقُوقُ فإِنَّما هُو غَلَطٌ من قِبَلِ الهَمْزَةِ مَعَ لامَ المَعْرِفَة، قالَ الأزْهَرِي: وَهِي لُغَةُ بعضِ العَرَب، يتَكَلَّمُ بهَا أَهلُ المَدِينَةِ، وقِيلَ: الأخاقِيقُ: كُسُورٌ فِي الأرْضِ فِي مُنْعَرَج الجَبَل، وَفِي الأرْضِ المُتَفَقِّرَةِ، وهيَ الأوْدِيَة.
} كالخَقِّ وَهُوَ: شِبْهُ حُفْرةٍ غامِضَةٍ فِي الأرْضِ، نَقَله ابنُ دُرَيْد عَن أهْلِ اللُّغَةِ، قالَ: وَلَا أَدْرِي مَا صِحَّتُه: {أَخْقاقٌ،} وخُقُوقٌ، وقِيلَ: جمعُ الجَمْع {أَخاقِيقُ وَهُوَ قَوْلُ الرِّياشِيِّ، ونَصُّه: واحِدُ} الأَخاقِيقِ {خُق، وجمعُ} الخُقِّ: {أَخْقاقٌ} وخُقُوقٌ، {والأَخاقِيق: جَمْع الجَمْع.
وكتَبَ عبدُ المَلِكِ بْنُ مَرْوانَ إِلَى عامِلٍ لَهُ: أمّا بَعْدُ. فَلَا تَدَعْ} خَقاً من الأَرْضِ وَلَا لَقاً إِلاّ سَوَّيْتَهُ وزَرَعْتَهُ، ورواهُ ابنُ الأنْبارِيِّ بإسْنادِه أَنّه زَرَعَ كُلَّ حُقِّ ولُقٍّ، بالحاءَ المُهْملة المَضْمُومةِ، قالَ: فالحُق: الأرْضُ المُطْمَئَنَّةُ، واللُّقُّ: المُرْتَفِعَةُ، وَقد تَقَدَّمَ فِي مَوْضِعه. {وخَقَّ الفَرْجُ} يَخِقًّ {خَقِيقاً: إِذا صَوَّتَ عِنْد الجِماع.
(و) } خَقَّ القِدْرُ: غَلَى فصَوَّتَ هَكَذَا فى سائِرِ النُّسَخ، والّذِي فِي العُباب واللِّسانِ: {وخَقَّ القارُ، وَمَا أَشْبَهَهُ،} خَقًّاَ {وخَقَقاً} وخَقِيقاً: إِذا غَلَى فسُمِعَ لَهُ صَوْتٌ، قَالَ الصّاغانِي: وكَذلِكَ القِدْرُ، وبالغَيْنِ المُعْجَمةِ أَيضاً، فإِنْ أَبْقَيْتَ لَفْظَةَ القِدْرِ فَالصَّوَاب: غَلَتْ فصَوَّتَتْ، وإِلاّ فَهُو القارُ بدَلَ القِدْرِ.
{والخَقُوقُ. الأَتان الواسِعَةُ الدُّبُرِ عَن اللَّيْثِ والَّتِي يُسمَعُ صَوْتُ حَيائِها عِنْد الجِماع من الهُزالِ والاسْتِرْخاءَ، وكذلكَ كل أُنْثَى من الدَّوابِّ، وَقد} خَقَّتْ {تَخِق} خَقِيقاً.)
وَكَذَا المَرْأةُ، {كالخَقّاقَةِ فيهِما، قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وَهُوَ نَعتٌ مكْرُوهٌ.
قالَ اللَّيْثُ: ويُقال فِي السِّبابِ: يَا ابْنَ} الخَقُوقِ، قَالَ الشّاعِرُ: لَوْ نِكْتَ مِنْهُنَّ {خَقُوقاً عَرْدَا سَمِعْتَ رِزاً ودَوِياً إِدَّا} وأَخَقَّتِ البَكْرَةُ {إِخْقاقاً: إِذا اتَّسَعَ خَرْقُها عَن المِحْوَرِ، واتسَعَت النَّعامَةُ عَن مَوْضِع طَرَفِها من الزُّرنُوق وقالَ أَبُو زَيْد: إِذا اتَّسَعَت البَكْرَةُ، أَو اتَّسَعَ خَرْقُها عَنْهَا، قِيلَ:} أَخَقَّت {إِخْقاقاً فانْخُسُوها نَخساً، وَهُوَ أَنْ يَسُدَّ مَا اتَّسَع مِنْها بخَشَبَةِ أَو بحَجَرٍ، أَو بغَيْرِه.
(و) } أَخَقَّ الفَرْجُ فَهُوَ {مُخِقٌّ، أَي: صَوتَ عندَ الجِماع وحِرٌّ} مُخِقٌّ: مُصَوِّتٌ عِنْد النَّخْج، قالَه اللَّيْثُ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: {الخِقاقُ، بِالْكَسْرِ: صَوْتٌ يَكونُ فى ظَبْيَةِ الأُنْثَى من الخَيْل مِنْ رَخاوَةِ خِلْقَتِها، وارْتِفاع مُلْتَقاها، فَإِذا تَحَرَّكَت لعَلَقٍ ونَحْوهِ احْتَشَت رَحِمُها الرِّيحَ، فصَوَّتَتْ، فذلِك الخِقاقُ، قَالَه أبُو عُبَيْدَةَ فِي كِتابِ الخَيْلِ، قالَ: ويُقالُ للفَرَسِ من ذلِكَ:} الخاق.
{والخَقُوقُ، أَو الخَفَّاقَةُ من الاُتُنِ وَالنِّسَاء: الواسعة الدُّبُر،} والخَقّاقةُ: الاسْتُ: {والخَقِيقُ،} والخَقْخَقَةُ: زعاقُ قُنْبَ الدّابَّةِ. والخقخَقَةَ أَيْضا: صَوْتَ الفَرْج.
وقالَ ابنُ دُرَيْد: {الخَقُّ: الغَدِيرُ إِذا يَبِسَ وتَقلْفَعَ، وًأَنْشَد: كَأَنَّمَا يَمْشِينَ فِي} خَق يَبَسْ {وخَقَخَقَ القارُ والقِدْرُ: مثلُ} خَقَّ.
{وخَقَّ السَّيْلُ فِي الأرْضِ} خَقاً: إَذا حَفَر فِيها حَفْرًا عَمِيقاً، عَن ابْنِ شُمَيْلٍ. وقالَ ابنُ الأعْرابِيِّ: الخَقَقَةُ: الرَّكواتُ المُتَلاحِمات.
{والخَقَقَةُ أَيْضا: الشقُوقُ الضَّيِّقَةُ.
وَفِي النوادِرِ: يُقال:} اسْتَخَقَّ الفَرَسُ،! وأَخَقَّ، وامْتَخَضَ: إِذا اسْتَرْخَى سُرْمُه، يُقالُ ذلِكَ فِي الذَّكَرِ.

الحكم

(الحكم) الْعلم والتفقه وَالْحكمَة يُقَال الصمت حكم وَالْقَضَاء

(الحكم) من أَسمَاء الله تَعَالَى وَالْحَاكِم وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {أفغير الله أَبْتَغِي حكما} وَمن يخْتَار للفصل بَين المتنازعين وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَإِن خِفْتُمْ شقَاق بَينهمَا فَابْعَثُوا حكما من أَهله وَحكما من أَهلهَا} وَيُقَال رجل حكم مسن وهم حِكْمَة
الحكم: بِضَم الْحَاء وَسُكُون الْكَاف أثر الشَّيْء الْمُتَرَتب عَلَيْهِ. وَفِي الْعرف إِسْنَاد أَمر إِلَى أَمر آخر إِيجَابا أَو سلبا. فَخرج بِهَذَا مَا لَيْسَ بِحكم كالنسبة التقييدية. وَفِي اللُّغَة تَوْجِيه الْكَلَام نَحْو الْغَيْر للإفهام ثمَّ نقل إِلَى مَا يَقع بِهِ الْخطاب. وَلِهَذَا قَالُوا إِن مُرَاد الْأُصُولِيِّينَ بخطاب الله تَعَالَى هُوَ الْكَلَام اللدني.

وَالْحكم المصطلح عِنْد الْأُصُولِيِّينَ: هُوَ أثر حكم الله الْقَدِيم فَإِن إِيجَاب الله تَعَالَى قديم وَالْوُجُوب حكمه وأثره. وَالتَّفْصِيل فِي كتب الْأُصُول وَفِي التَّلْوِيح أَن إِطْلَاق الحكم على خطاب الشَّارِع وعَلى أَثَره وعَلى الْأَثر الْمُتَرَتب على الْعُقُود والفسوخ بالاشتراك اللَّفْظِيّ. ومرادهم بالمحكوم عَلَيْهِ من وَقع الْخطاب لَهُ وبالمحكوم بِهِ مَا تعلق بِهِ الْخطاب كَمَا يُقَال حكم الْأَمِير على زيد بِكَذَا.
وَيعلم من التَّوْضِيح فِي بَاب الحكم أَن مورد الْقِسْمَة الحكم بِمَعْنى الْإِسْنَاد أَي إِسْنَاد الشَّارِع أمرا إِلَى أَمر فِيمَا لَهُ تعلق بِفعل الْمُكَلف من حَيْثُ هُوَ مُكَلّف صَرِيحًا كالنص أَو دلَالَة كالإجماع وَالْقِيَاس. فَفِي جعل الْوُجُوب وَالْملك وَنَحْو ذَلِك أقساما للْحكم بِهَذَا الْمَعْنى تسَامح ظَاهر.

وَفِي اصْطِلَاح الْمَعْقُول: يُطلق على أَرْبَعَة معَان: الأول: الْمَحْكُوم بِهِ. وَالثَّانِي: النِّسْبَة الإيجابية أَو السلبية. وَالثَّالِث: التَّصْدِيق أَي إذعان أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة. وَالرَّابِع: الْقَضِيَّة من حَيْثُ إِنَّهَا مُشْتَمِلَة على الرابط بَين الْمَعْنيين. وَتَحْقِيق أَن الحكم فِي الْقَضِيَّة الشّرطِيَّة إِمَّا فِي الْجَزَاء أَو بَين الشَّرْط وَالْجَزَاء فِي الْقَضِيَّة الشّرطِيَّة بِمَا لَا مزِيد عَلَيْهِ فَإِن أردْت الِاطِّلَاع عَلَيْهِ فَارْجِع إِلَيْهَا.
وَاعْلَم أَن الحكم بِمَعْنى التَّصْدِيق هُوَ الإذعان كَمَا مر. ثمَّ مُتَعَلق الإذعان عِنْد الْمُتَقَدِّمين من الْحُكَمَاء هُوَ النِّسْبَة الَّتِي هِيَ جُزْء أخير من الْقَضِيَّة الَّتِي هِيَ من قبيل الْمَعْلُوم عِنْدهم - وَعند الْمُتَأَخِّرين مِنْهُم مُتَعَلق الإذعان هُوَ وُقُوع النِّسْبَة أَو لَا وُقُوعهَا الَّذِي هُوَ جُزْء أخير من الْقَضِيَّة فللقضية عِنْد الْمُتَقَدِّمين ثَلَاثَة أَجزَاء. وَعند الْمُتَأَخِّرين أَرْبَعَة كَمَا سَيَجِيءُ مفصلا فِي النِّسْبَة الْحكمِيَّة إِن شَاءَ الله تَعَالَى - وَالْحكم هُوَ إِدْرَاك أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة. والإدراك إِمَّا من مقولة الانفعال أَو الكيف فَالْحكم كَذَلِك وَانْظُر فِي الْإِدْرَاك حَتَّى يزِيد لَك الْإِدْرَاك.
وَاعْلَم أَن الإِمَام الرَّازِيّ مُتَرَدّد فِي كَون الحكم إدراكا أَو فعلا وَلم يذهب إِلَى تركيب التَّصْدِيق مَعَ فعلية الحكم كَمَا هُوَ الْمَشْهُور. نعم أَنه ذهب إِلَى تركيب التَّصْدِيق وَلِهَذَا قَالَ أفضل الْمُتَأَخِّرين مَوْلَانَا عبد الْحَكِيم رَحمَه الله فِي حَوَاشِيه على حَوَاشِي السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره على شرح الشمسية قَوْله إِذا أردْت تقسيمه على مَذْهَب الإِمَام أَي على القَوْل بالتركيب فَلَا يرد أَن الإِمَام لَا يَقُول بِكَوْن الحكم إدراكا مَعَ أَنه قد نقل الْبَعْض أَن الإِمَام مُتَرَدّد فِي كَون الحكم إدراكا أَو فعلا. وَفِي حصر التَّقْسِيم على هذَيْن الْوَجْهَيْنِ إِشَارَة إِلَى بطلَان القَوْل بتركيب التَّصْدِيق مَعَ فعلية الحكم كَمَا هُوَ الْمَشْهُور من الإِمَام انْتهى.

فَالْحكم: الَّذِي هُوَ جُزْء التَّصْدِيق عِنْد الإِمَام هُوَ الْإِدْرَاك الْمَذْكُور لَا غير. وَيُؤَيِّدهُ أَن الحكم حكمان حكم هُوَ مَعْلُوم بِمَعْنى وُقُوع النِّسْبَة أَو لَا وُقُوعهَا وَهُوَ جُزْء أخير للقضية المعقولة وَحكم هُوَ علم بِمَعْنى إِدْرَاكه وَهُوَ تَصْدِيق عِنْد الْحُكَمَاء وَشَرطه فِي مَذْهَب مستحدث وَشطر أخير وتصور عِنْد الإِمَام لكنه إذعاني فيكتسب من الْحجَّة نظرا إِلَى الْجُزْء الْأَعْظَم من المبادئ فَلَا يُنَافِيهِ اكتسابه من الْمُعَرّف نظرا إِلَى جُزْء إذعاني فَافْهَم واحفظ فَإِنَّهُ من الْجَوَاهِر المكنونة. وَعند الأصولين الحكم خطاب الله تَعَالَى الْمُتَعَلّق بِأَفْعَال الْمُكَلّفين باقتضاء الْفِعْل أَو التّرْك أَو بالتخير فِي الْفِعْل وَالتّرْك. والاقتضاء الطّلب وَهُوَ إِمَّا طلب الْفِعْل جَازِمًا كالإيجاب. أَو غير جازم كالندب. أَو طلب التّرْك جَازِمًا كالتحريم. أَو غير جازم كالكراهة التحريمية -. وَالْمرَاد بالتخيير الْإِبَاحَة - وَفِي التَّوْضِيح وَقد زَاد الْبَعْض أَو الْوَضع ليدْخل الحكم بالسببية والشرطية وَنَحْوهمَا.

اعْلَم أَن الْخطاب نَوْعَانِ: إِمَّا تكليفي وَهُوَ الْمُتَعَلّق بِأَفْعَال المتكلفين بالاقتضاء أَو التَّخْيِير وَإِمَّا وضعي وَهُوَ الْخطاب بِالْوَضْعِ بِأَن يكون هَذَا سَبَب ذَلِك أَو شطر ذَلِك كالدلوك سَبَب لصَلَاة الظّهْر وَالطَّهَارَة شَرط لَهَا - فَلَمَّا ذكر أحد النَّوْعَيْنِ وَهُوَ التكليفي وَجب ذكر النَّوْع الآخر وَهُوَ الوضعي وَالْبَعْض لم يذكر الوضعي لِأَنَّهُ دَاخل فِي الِاقْتِضَاء أَو التَّخْيِير لِأَن الْمَعْنى من كَون الدلوك سَببا للصَّلَاة أَنه إِذا وجد الدلوك وَجَبت الصَّلَاة حِينَئِذٍ وَالْوُجُوب من بَاب الِاقْتِضَاء لَكِن الْحق هُوَ الأول لِأَن الْمَفْهُوم من الحكم الوضعي تعلق شَيْء بِشَيْء آخر وَالْمَفْهُوم من الحكم التكليفي لَيْسَ هَذَا وَلُزُوم أَحدهمَا للْآخر فِي صُورَة لَا يدل على اتحادهما انْتهى.
الحكم:
[في الانكليزية] Verdict ،judgement ،gouvernment ،power
[ في الفرنسية] Verdict ،jugement ،gouvernement ،pouvoir
بالضم وسكون الكاف يطلق بالاشتراك أو الحقيقة والمجاز على معان. منها إسناد أمر إلى آخر إيجابا أو سلبا. وهذا المعنى عرفي، وحاصله أنّ الحكم نفس النسبة الخبرية التي إدراكها تصديق إيجابية كانت أو سلبية، وقد يعبّر عن هذا المعنى بوقوع النسبة ولا وقوعها، وقد يعبّر عنه بقولنا إنّ النسبة واقعة أو ليست بواقعة، وهذا المعنى من المعلومات فليس بتصوّر ولا تصديق لأنهما نوعان مندرجان تحت العلم. فالإسناد بمعنى مطلق النسبة والإيجاب الوقوع. والسلب اللاوقوع. واحترز بهما عمّا سوى النسبة الخبرية. وتوضيحه أنّه قد حقّق أنّ الواقع بين زيد والقائم هو الوقوع نفسه أو اللاوقوع كذلك، وليس هناك نسبة أخرى مورد الإيجاب والسلب، وأنّه قد يتصوّر هذه النسبة في نفسها من غير اعتبار حصولها أو لا حصولها في نفس الأمر، بل باعتبار أنّها تعلّق بين الطرفين تعلّق الثبوت أو الانتفاء، وتسمّى نسبة حكمية، ومورد الإيجاب والسلب ونسبة ثبوتية أيضا نسبة العام إلى الخاص أعني الثبوت لأنّه المتصوّر أولا، وقد تسمّى سلبية أيضا إذا اعتبر انتفاء الثبوت. وقد يتصوّر باعتبار حصولها أو لا حصولها في نفس الأمر، فإن تردّد فهو الشك وإن أذعن بحصولها أو لا حصولها فهو التصديق. فالنسبة الثبوتية تتعلّق بها علوم ثلاثة اثنان تصوّريان أحدهما لا يحتمل النقيض وهو تصوّرها في نفسها من غير اعتبار حصولها ولا حصولها. وثانيهما يحتمله. والثالث تصديقي فقد ظهر أنّ المعنى المذكور للحكم ليس أمرا مغايرا للوقوع واللاوقوع. وأنّ معنى قولنا نسبة أمر بأمر وإسناد أمر إلى أمر تعلّق أمر بأمر وقوعا كان أو لا وقوعا إن كان الإيجاب والسلب بمعنى الوقوع واللاوقوع، وإن أريد بالإيجاب والسّلب إدراك أنّ النسبة واقعة أو ليست بواقعة. فمعناه تعلّق أمر بأمر سواء كان موردا للإيجاب أو موردا للسلب، فإنّ الإيجاب والسّلب يطلق على كلا هذين المعنيين، كما صرّح بذلك المحقق التفتازاني في حاشية العضدي. وأنّ معنى قولنا إدراك أنّ النسبة واقعة أو ليست بواقعة ادراك أنّ النسبة الثبوتية واقعة في نفس الأمر أو ليست بواقعة فيها. ثم هذا التقرير على مذهب من يقول إنّ الحكم ليس من مقولة الفعل. وأما من يقول بأنّ الحكم من مقولة الفعل كالإمام الرازي والمتأخرين من المنطقيين فالمناسب عندهم في تفسير الحكم بإسناد أمر إلى آخر إيجابا أو سلبا أن يقال إنّ الإسناد لغة بمعنى تكيه دادن چيزي به چيزى،- إضافة شيء إلى شيء- وفي العرف ضم أمر إلى آخر، بحيث يفيد فائدة تامّة. وقد يطلق بمعنى مطلق النسبة. فعلى الأول قولنا إيجابا أو سلبا بيان لنوعه، وعلى الثاني يفيد لإخراج ما سوى النسبة الخبرية، والإيجاب لازم كردن والسلب ربودن كما في الصراح. وبالجملة فالمناسب على هذا أن يفسّر الإسناد والإيجاب والسلب بمعان منبئة عن كون الحكم فعلا. ولا يراد بالضم وبالنسبة التعلّق بين الطرفين وبالإيجاب والسلب الوقوع [فعلا] واللاوقوع، إذ لو أريد ذلك لم يبق الحكم فعلا، وعلى هذا القياس قولنا الحكم هو الإيجاب والسّلب أو الإيقاع والانتزاع أو النفي والإثبات فإنها مفسّرة بالمعاني اللغوية المنبئة عن كون الحكم فعلا.
فالحكم على هذا إمّا جزء من التصديق كما ذهب إليه الإمام أو شرط له كما هو مذهب المتأخرين من المنطقيين، ويجيء في لفظ التصديق زيادة تحقيق لهذا.
ومنها نفس النسبة الحكمية على ما صرّح به الچلپي في حاشية الخيالي بعد التصريح بالمعنى الأول. وهذا المعنى إنّما يكون مغايرا للأول عند المتأخرين الذاهبين إلى أنّ أجزاء القضية أربعة: المحكوم عليه وبه ونسبة تقييدية مسمّاة بالنسبة الحكمية ووقوع تلك النسبة أولا وقوعها الذي إدراكه هو المسمّى بالتصديق.
وأما عند المتقدمين الذاهبين إلى أنّ أجزاء القضية ثلاثة: المحكوم عليه وبه والنسبة التامة الخبرية التي إدراكها تصديق فلا يكون مغايرا للمعنى الأول، لما عرفت من أنّ النسبة الحكمية ليست أمرا مغايرا للنسبة الخبرية.
ومنها إدراك تلك النسبة الحكمية
ومنها إدراك وقوع النسبة أولا وقوعها المسمّى بالتصديق، وهذا مصطلح المنطقيين والحكماء وقد صرّح بكلا هذين المعنيين الچلپي أيضا في حاشية الخيالي. والتغاير بين هذين المعنيين أيضا إنما يتصوّر على مذهب المتأخرين. قالوا الفرق بين إدراك النسبة الحكمية وإدراك وقوعها أولا وقوعها المسمّى بالحكم هو أنّه ربّما يحصل إدراك النسبة الحكمية بدون الحكم، فإنّ المتشكّك في النسبة الحكمية متردّد بين وقوعها ولا وقوعها، فقد حصل له إدراك النسبة قطعا ولم يحصل له إدراك الوقوع واللاوقوع المسمّى بالحكم فهما متغايران قطعا. وأجيب بأنّ التردّد لا يتقوم حقيقة ما لم يتعلّق بالوقوع أو اللاوقوع فالمدرك في الصورتين واحد والتفاوت في الإدراك بأنّه إذعاني أو تردّدي. وبالجملة فيتعلّق بهذا المدرك علمان علم تصوّري من حيث إنّه نسبة بينهما وعلم تصديقي باعتبار مطابقته للنسبة التي بينهما في نفس الأمر، وعدم مطابقته إياها على ما مرّت الإشارة إليه في المعنى الأول. وأما على مذهب القدماء فلا فرق بين العبارتين إلّا بالتعبير. فمعنى قولنا إدراك النسبة وإدراك الوقوع واللاوقوع على مذهبهم واحد إذ ليس نسبة سوى الوقوع واللاوقوع، وهي النسبة التامة الخبرية. وأمّا النسبة التقييدية الحكمية المغايرة لها فممّا لا ثبوت له كما عرفت. فعلى هذا إضافة الوقوع واللاوقوع إلى النسبة بيانية. لكنّ هذا الإدراك نوعان: إذعاني وهو المسمّى عندهم بالحكم المرادف للتصديق وغير إذعاني وتسميته بالحكم عندهم محتمل غير معلوم، ويؤيد هذا ما ذكر السيّد السّند والمولوي عبد الحكيم في حواشي شرح الشمسية. وحاصله أنّ معنى قولنا إدراك وقوع النسبة أولا وقوعها ليس أن يدرك معنى الوقوع أو اللاوقوع مضافا إلى النسبة، فإنّ إدراكهما بهذا المعنى ليس حكما بل هو إدراك مركّب تقييدي من قبيل الإضافة، بل معناه أن يدرك أنّ النسبة واقعة ويسمّى هذا الإدراك حكما إيجابيا، أو أن يدرك أنّ النسبة ليست بواقعة ويسمّى هذا الإدراك حكما سلبيا، أعني معناه أن يدرك أنّ النسبة المدركة بين الطرفين أي المحكوم عليه والمحكوم به واقعة بينهما في حدّ ذاتها مع قطع النظر عن إدراكنا إيّاها أو ليست بواقعة كذلك، وهو الإذعان بمطابقة النسبة الذهنية لما في نفس الأمر أو في الخارج، أعني للنسبة مع قطع النظر عن إدراك المدرك بل من حيث إنها مستفادة من البداهة أو الحسّ أو النظر. فمآل قولنا إنّ النسبة واقعة أو ليست بواقعة.
وقولنا إنّها مطابقة واحدة والمراد به الحالة الإجمالية التي يقال لها الإذعان والتسليم المعبّر عنه بالفارسية بگرويدن لا إدراك هذه القضية، فإنّه تصوّر تعلّق بما يتعلّق به التصديق يوجد في صورة التخييل والوهم ضرورة أنّ المدرك في جانب الوهم هو الوقوع واللاوقوع، إلّا أنّها ليست على وجه الإذعان والتسليم فظهر فساد ما توهّمه البعض من أنّ الشكّ والوهم من أنواع التصديق، ولا التفصيل المستفاد من ظاهر اللفظ لأنّه خلاف الوجدان، ولاستلزامه ترتّب تصديقات غير متناهية. فقد ظهر أنّ الحكم إدراك متعلّق بالنسبة التامة الخبرية فإنّها لمّا كانت مشعرة بنسبة خارجية كان إدراكها على وجهين من حيث إنّها متعلّقة بالطرفين رابطة بينهما كما في صورة الشكّ مثلا. ومن حيث إنّها كذلك في نفس الأمر كما في صورة الإذعان. وهذا هو الحكم والتصديق.
وإنما قيل كون الحكم بمعنى إدراك وقوع النسبة أولا وقوعها يشعر بأنّ المراد بالنسبة النسبة الحكمية لا النسبة التامة الخبرية لأنّ الحكم على تقدير كونها تامة هو إدراك نفسها ليس بشيء عند التحقيق، وإنّ أجزاء القضية ثلاثة المحكوم عليه وبه والنسبة التامة الخبرية وهي نسبة واحدة هي اتحاد المحمول بالموضوع، أو عدم اتحاده به، وهو الحقّ عند المحققين، لا كما ذهب إليه المتأخرون من أنّ أجزاءها أربعة: المحكوم عليه وبه والنسبة الحكمية ووقوعها أولا وقوعها وأنّ الاختلاف بين التصوّر والتصديق بحسب الذات والمتعلّق، فإنّ التصوّر لا يتعلّق عندهم به التصديق، فالتصديق عندهم إدراك متعلّق بوقوع النسبة أولا وقوعها والتصوّر إدراك متعلّق بغير ذلك. والحق عند المحققين أنّ التصوّر يتعلّق بما يتعلّق به التصديق أيضا، فلا امتياز بين التصور والتصديق إلّا بحسب الذات واللوازم كاحتمال الصدق والكذب دون المتعلق.
واعلم أنّه ذكر السّيد الشريف أنّه يجوز أن يفسّر الحكم بالتصديق فقط وأن يفسّر بالتصديق والتكذيب، وهذا بناء على أنّ إذعان أنّ النسبة ليست بواقعة إذعان بأنّ النسبة السلبية واقعة.
فعلى هذا يجوز أن يعرف الحكم بإدراك الوقوع فقط وأن يعرف بإدراك الوقوع واللاوقوع معا.
التقسيم
الحكم سواء أخذ بمعنى التصديق أو بمعنى النسبة الخبرية ينقسم إلى شرعي وغير شرعي. فالشرعي ما يؤخذ من الشرع بشرط أن لا يخالف القطعيات بالنسبة إلى فهم الآخذ سواء كان مما يتوقف على الشرع بأن لا يدرك لولا خطاب الشارع كوجوب الصلاة، أو لم يكن كوجوده تعالى وتوحيده، وهو ينقسم إلى ما لا يتعلّق بكيفية عمل ويسمّى أصليا واعتقاديا وإلى ما يتعلّق بها ويسمّى عمليا وفرعيا، وغير الشرعي ما لا يؤخذ من الشرع كالأحكام العقلية المأخوذة من مجرّد العقل، والاصطلاحية المأخوذة من الاصطلاح. وأكثر ما ذكرنا هو خلاصة ما ذكره المولوي عبد الحكيم في حاشية الخيالي في الخطبة وحاشية شرح الشمسية.
ومنها المحكوم عليه.
ومنها المحكوم به. قال الچلپي في حاشية المطول في بحث التأكيد: إطلاق الحكم على المحكوم به متعارف عند النحاة كإطلاقه على المحكوم عليه انتهى. وهكذا ذكر السيّد الشريف في حاشية المطول.
ومنها نفس القضية على ما ذكر الچلپي أيضا في حاشية الخيالي، وهذا كما يطلق التصديق على القضية.
ومنها القضاء كما يجيء في لفظ الديانة.

وما ذكره الغزالي حيث قال: الحكم والقضاء والقدر: هو توجّه الأسباب لجانب المسبّبات هو الحكم المطلق. وهو سبحانه وتعالى مسبب لجميع الأسباب المجمل منه والمفصّل، وعن الحكم يتفرع القضاء والقدر. فإذن: التدبير الإلهي هو أصل لوضع الأسباب لكي تتوجه نحو مسبّبات وهو الحكم الإلهي. وقيام الأسباب الكلية وظهورها مثل الأرض والسّماء والكواكب والحركات المتناسبة لها وغير ذلك مما لا يتغيّر ولا يتبدّل حتى يحين وقتها فذلك هو القضاء. ثم توجّه الأسباب هذه للأحوال والحركات المتناسبة والمحدودة والمقدّرة لجانب الأسباب، وحددت ذلك لحظة بلحظة فهو القدر.

إذن فالحكم: هو التدبير الأزلي كله وأمره كلمح البصر. والقضاء: وضع كلّ الأسباب الكلية الدائمة.

والقدر: هو توجيه هذه الأسباب الكلية لمسبباتها المعدودة بعدد معين فلا تزيد ولا تنقص. وكذا ذكر المولوي عبد الحق المحدّث في ترجمة المشكاة في باب الإيمان بالقدر.
ومنها خطاب الله تعالى المتعلّق بأفعال المكلّفين. هكذا نقل عن الأشعري. وهذا المعنى مصطلحات الأصوليين.
والخطاب في اللغة توجيه الكلام نحو الغير ثم نقل إلى الكلام الذي يقع به التخاطب، وبإضافته إلى الله تعالى خرج خطاب من سواه إذ لا حكم إلّا حكمه ووجوب طاعة النبي عليه السلام وأولي الأمر والسيّد إنّما هو بإيجاب الله تعالى إياها. والمراد بالخطاب هاهنا ليس المعنى اللغوي، اللهم إلّا أن يراد بالحكم المعنى المصدري، بل المراد به المعنى المنقول من الكلام المذكور لكن لا مطلقا بل الكلام النفسي، لأنّ اللفظي ليس بحكم بل دال عليه سواء أريد بالكلام الذي يقع به التخاطب الكلام الذي من شأنه التخاطب فيكون الكلام خطابا به أزليا كما هو رأي الأشعري من قدم الحكم والخطاب بناء على أزلية تعلّقات الكلام وتنوعه في الأزل أمرا أو نهيا أو غيرهما، أو أريد به معناه الظاهر المتبادر أي الكلام الذي يقع به التخاطب بالفعل، وهو الكلام الذي قصد منه إفهام من هو متهيئ لفهمه كما ذهب إليه ابن القطّان من أنّ الحكم والخطاب حادثان بناء على حدوث تعلّقات الكلام وعدم تنوّعه في الأزل، وهذا معنى ما قال إنّ الحكم والخطاب حادثان بل جميع أقسام الكلام مع قدمه فهو لا يسمّى الكلام في الأزل خطابا. ومعنى تعلقه بأفعال المكلّفين تعلّقه بفعل من أفعالهم لا بجميع أفعالهم على ما يوهم إضافة الجمع من الاستغراق، وإلّا لم يوجد حكم أصلا إذ لا خطاب يتعلّق بجميع الأفعال فيشمل خواص النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيضا كإباحة ما فوق الأربع من النساء.
لا يقال إذا كان المراد بالخطاب الكلام النفسي ولا شكّ أنّه صفة واحدة فيتحقّق خطاب واحد متعلّق بجميع الأفعال لأنّا نقول الكلام وإن كانت صفة واحدة لكن ليس خطابا إلّا باعتبار تعلّقه، وهو متعدّد بحسب المتعلّقات، فلا يكون خطاب واحد متعلقا بالجميع، وخرج بقوله المتعلّق بأفعال المكلّفين الخطابات المتعلّقة بأحوال ذاته وصفاته وتنزيهاته وغير ذلك ممّا ليس بفعل المكلّف كالقصص. واعترض على الحدّ بأنه غير مانع إذ يدخل فيه القصص المبينة لأفعال المكلّفين وأحوالهم والأخبار المتعلّقة بأعمالهم كقوله تعالى: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ مع أنّها ليست أحكاما.
وأجيب بأنّ الحيثية معتبرة في الحدود، فالمعنى الحكم خطاب الله متعلّق بفعل المكلّفين من حيث هو فعل المكلّف وليس تعلّق الخطاب بالأفعال في صور النقض من حيث إنّها أفعال المكلّفين هذا لكن اعتبار حيثية التكليف فيما يتعلّق به خطاب الإباحة بل الندب والكراهة موضع تأمّل. ولذا أراد البعض في الحدّ قولنا بالاقتضاء أو التخيير للاحتراز عن الأمور المذكورة وكلمة أو لتقسيم المحدود دون الحدّ.
ومعنى الاقتضاء الطلب. وهو إمّا طلب الفعل مع المنع عن الترك وهو الإيجاب، أو طلب الترك مع المنع عن الفعل وهو التحريم، أو طلب الفعل بدون المنع عن الترك وهو الندب، أو طلب الترك بدون المنع عن الفعل وهو الكراهة. ومعنى التخيير عدم طلب الفعل والترك وهو الإباحة.
إن قيل إذا كان الخطاب متعلّقا بأفعال المكلّفين في الأزل كما هو رأي الأشعري يلزم طلب الفعل والترك من المعدوم وهو سفه. قلت السفه إنّما هو طلب الفعل أو الترك عن المعدوم حال عدمه. وأمّا طلبه منه على تقدير وجوده فلا، كما إذا قدّر الرجل ابنا فأمره بطلب العلم حين الوجود لكن بقي أنّه يلزم خروج الخطاب الوضعي من الحدّ، مع أنّه حكم فإنّ الخطاب نوعان: تكليفي وهو المتعلّق بأفعال المكلفين بالاقتضاء، والتخيير، ووضعي وهو الخطاب باختصاص شيء بشيء وذلك على ثلاثة أقسام:
سببي كالخطاب بأنّ هذا سبب لذلك كالدلوك للصلاة، وشرطي كالخطاب بأنّ هذا شرط لذلك كالطهارة للصلاة، ومانعي أي هذا مانع لذلك كالنجاسة للصلاة. فأجاب البعض عنه بأنّ خطاب الوضع ليس بحكم، وإن جعلها غيرنا حكما إذ لا مشاحة في الاصطلاح ولو سلّم أنّه حكم فلا نسلّم خروجه عن الحدّ إذ المراد من الاقتضاء والتخيير أعمّ من التصريحي والضمني، والخطاب الوضعي من قبيل الضمني إذ معنى سببية الدلوك وجوب الصلاة عند الدلوك.
ومعنى شرطية الطهارة وجوبها في الصلاة أو حرمــة الصلاة بدونها. ومعنى مانعية النجاسة حرمــة الصلاة معها أو وجوب إزالتها حالة الصلاة، وكذا في جميع الأسباب والشروط والموانع. وبعضهم زاد قيدا في التعريف ليشتمله، فقال بالاقتضاء أو التخيير أو الوضع، أي وضع الشارع وجعله. فإن قلت الحكم يتناول القياس المحتمل للخطأ فكيف ينسب إلى الله تعالى؟ قلت الحاكم في المسألة الاجتهادية هو الله تعالى إلّا أنه لم يحكم إلّا بالصواب.
فالحكم المنسوب إليه هو الحق الذي لا يحوم حوله الباطل، وما وقع من الخطأ للمجتهد فليس بحكم حقيقة بل ظاهرا وهو معذور في ذلك.
قال صدر الشريعة بعضهم عرّف الحكم الشرعي بهذا التعريف المذكور، فإذا كان هذا التعريف للحكم فمعنى الشرعي ما يتوقّف على الشرع فيكون قيدا مخرجا لوجوب الإيمان ونحوه. وإذا كان تعريفا للحكم الشرعي فمعنى الشرعي ما ورد به خطاب الشارع لا ما يتوقّف على الشرع، وإلّا لكان الحدّ أعمّ من المحدود لتناوله مثل وجوب الإيمان. ومعنى الحكم في قولنا الحكم الشرعي على هذا إسناد أمر إلى آخر، وإلّا لزم تكرار قيد الشرعي. وقال الآمدي الحكم خطاب الشارع لفائدة شرعية. قيل إن فسّر الآمدي الفائدة الشرعية بمتعلّق الحكم فدور، ولو سلّم أن لا دور فلا دليل عليه في اللفظ. وإن فسّرها بما لا تكون حسّية ولا عقلية على ما يشعر به كلامه حيث قال: هذا القيد احتراز عن خطابه بما لا يفيد فائدة شرعية كالإخبار عن المحسوسات والمعقولات، وردّ على طرد الحدّ إخبار الشارع بالمغيبات كقوله تعالى: وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فزيد قيد يختصّ به ليخرج ما أورد عليه إذ لا تحصل تلك الفائدة إلّا بالاطلاع على الخطاب لأنّ فائدة الإخبار عن المغيّبات قد يطّلع عليها لا من خطاب الشرع، إذ لكل خبر مدلول خارجي قد يعلم وقوعه بطريق آخر كالإحساس في المحسوسات والضرورة، والاستدلال في المعقولات والإلهام، مثلا في المغيبات فإن للخبر لفظا ومعنى ثابتا في نفس المتكلم يدلّ عليه اللفظ فيرتسم في نفس السامع، هو مفهوم الطرفين والحكم، ومتعلقا لذلك المعنى هو النسبة المتحققة في نفس الأمر بين الطرفين يشعر اللفظ بوقوعه في الخارج. لكن الإشعار بوقوعه لا يستلزم وقوعه بل قد يكون واقعا فيكون الخبر صادقا وقد لا يكون فيكون كاذبا، بخلاف الحكم بالمعنى المذكور فإنّه إنشاء والإنشاء له لفظ ومعنى يدلّ عليه لكن ليس لمعناه متعلّق يقصد الإشعار والإعلام به، بل إنّما يقصد به الإشعار بنفس ذلك المعنى الثابت في النفس كالطّلب مثلا في الإنشاءات الطلبية.
ومثل هذا المعنى لا يعلم إلّا باللفظ توقيفا، أي بطريق جعل السامع واقفا على ثبوته في النفس، فيختصّ بالخطاب الدال عليه. فمثل قوله تعالى كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ إن قصد به الإعلام بنسبة واقعة سابقة كان خبرا فلا يكون حكما بالمعنى المذكور، وإن قصد به الإعلام بالطلب القائم بالنفس كان إنشاء فيكون حكما. قيل هاهنا دور إذ معرفة الخطاب المفيدة فائدة مختصّة به موقوفة على تصوّر الفائدة المختصّة ضرورة توقّف الكلام على تصوّر أجزائه، وهي متوقّفة على الخطاب فيلزم الدور. قيل جوابه أنّ المتوقّف على الخطاب حصول الفائدة، وما توقّف عليه الخطاب تصوّرها وحصول الشيء غير تصوّره فلا دور. قيل لا حاجة إلى زيادة القيد بل الحدّ مطّرد ومنعكس لا غبار عليه وذلك بأن تفسّر الفائدة الشرعية بتحصيل ما هو حصولها بخطاب الشارع دون ما هو حاصل في نفسه ولو في المستقبل، ورد به خطاب الشرع أم لا، لكنه يعلم بخطابه كالمغيّبات، فإنّ الإخبار عنها لا يحصلها بل يفيد العلم بها.
لكن بقي بعد شيء وهو أنّ مثل قوله تعالى فَنِعْمَ الْماهِدُونَ ونِعْمَ الْعَبْدُ يدخل في الحدّ وليس بحكم.
ومنها الأثر الثابت بالشيء كما وقع في الهادية حاشية الكافية في بحث المعرب. وفي العارفية حاشية شرح الوقاية في بيان الوضوء كون الحكم بمعنى الأثر الثابت بالشيء إنما هو من أوضاع الفقهاء واصطلاحات المتأخرين انتهى. وفي التوضيح يطلقون الحكم على ما ثبت بالخطاب كالوجوب والــحرمــة مجازا بطريق إطلاق اسم المصدر على المفعول كالخلق على المخلوق. لكن لما شاع فيه صار منقولا اصطلاحيا وهو حقيقة اصطلاحية انتهى.
وحاصل هذا أنّ الحكم عند الفقهاء هو أثر خطاب الشارع.
ومنها الأثر المترتّب على العقود والفسوخ كملك الرقبة أو المتعة أو المنفعة المترتّب على فعل المكلّف وهو الشراء. وفي التلويح في باب الحكم إطلاق الحكم في الشرع على خطاب الشارع وعلى الأثر المترتّب على العقود والفسوخ إنّما هو بطريق الاشتراك انتهى. فعلم من هذا أنّ إطلاق الحكم على الأثر الثابت بالشيء ليس من أوضاع الفقهاء كما ذكره صاحب العارفية، اللهم إلّا أن يراد بالشيء خطاب الشارع أو العقود والفسوخ. نعم إطلاقه بهذا المعنى شائع في عرفهم وعرف غيرهم.
قال المولوي عصام الدين في حاشية الفوائد الضيائية: تفسير الحكم بالأثر المترتّب على الشيء مما أتى به أقوام بعد أقوام وإن لم أعثر على مأخذه في أفانين الكلام انتهى.
ومنها الخاصة كما وقع في الحاشية الهندية في بحث المعرب. قال في الهادية هذا من قبيل ذكر اللازم وإرادة الملزوم لأنّ حكم الشيء أي أثره لا يكون إلّا مختصا به ضرورة استحالة توارد المؤثّرين على أثر واحد.
تقسيم
ما يطلق عليه لفظ الحكم شرعا على ما اختاره صدر الشريعة في التوضيح هو ما حاصله أنّ الحكم إمّا حكم بتعلّق شيء بشيء أو لا. فإن لم يكن فالحكم إمّا صفة لفعل المكلّف أو أثر له. فإن كان أثرا كالملك فلا بحث هاهنا عنه، وإن كان صفة فالمعتبر فيه اعتبارا أوليا إمّا المقاصد الدنيوية أو الأخروية.
فالأول ينقسم الفعل بالنظر إليه تارة إلى صحيح وباطل وفاسد وتارة إلى منعقد وغير منعقد، وتارة إلى نافذ وغير نافذ، وتارة إلى لازم وغير لازم، والثاني إمّا أصلي أو غير أصلي.
فالأصلي إمّا أن يكون الفعل أولى من الترك أو الترك أولى من الفعل، أو لا يكون أحدهما أولى. فالأوّل إن كان مع منع الترك بدليل قطعي ففرض أو بظني فواجب، وإلّا فإن كان الفعل طريقة مسلوكة في الدين فسنة، وإلّا فندب. والثاني إن كان مع منع الفعل فحرام وإلّا فمكروه. والثالث مباح وغير الأصلي رخصة. وإن كان حكما بتعلّق شيء بشيء فالمتعلّق إن كان داخلا فركن، وإلّا فإن كان مؤثّرا فيه فعلّة، وإلّا فإن كان موصلا إليه في الجملة فسبب، وإلّا فإن توقّف الشيء عليه فشرط، وإلّا فعلامة. وإنّما قلنا هذا تقسيم ما يطلق عليه لفظ الحكم شرعا إذ لو أريد بالحكم خطاب الشارع أو أثره لا يشمل الحكم نحو الملك لأنّ الملك إنّما ثبت بفعل المكلّف لا الخطاب. فالمقصود هاهنا بيان أقسام ما يطلق عليه لفظ الحكم في الشرع. فإنّ التحقيق أنّ إطلاق الحكم على خطاب الشرع وعلى أثره وعلى الأثر المترتّب على العقود والفسوخ إنّما هو بطريق الاشتراك، هكذا ذكر في التلويح في باب الحكم. ومثل هذا تقسيمهم العلّة إلى سبعة أقسام كما يجيء في محله.
اعلم أنّ أفعال المكلّف اثنا عشر قسما لأنّ ما يأتي به المكلّف إن تساوى فعله وتركه فمباح، وإلّا فإن كان فعله أولى فمع المنع عن الترك واجب وبدونه مندوب. وإن كان تركه أولى فمع المنع عن الفعل بدليل قطعي حرام وبدليل ظنّي مكروه كراهة التحريم، وبدون المنع عن الفعل مكروه كراهة التنزيه، هذا على رأي محمد. وأمّا على رأيهما فهو أنّ ما يكون تركه أولى من فعله فهو مع المنع عن الفعل حرام، وبدونه مكروه كراهة التنزيه إن كان إلى الحلّ أقرب، بمعنى أنّه لا يعاقب فاعله لكن يثاب تاركه أدنى ثواب، ومكروه كراهة التحريم إن كان إلى الحرام أقرب، بمعنى أنّ فاعله يستحق محذورا دون العقوبة بالنار. ثم المراد بالواجب ما يشمل الفرض أيضا لأنّ استعماله بهذا المعنى شائع عندهم كقولهم الزكاة واجبة والحج واجب، بخلاف إطلاق الحرام على المكروه تحريما فإنه ليس بشائع. والمراد بالمندوب ما يشمل السّنة الغير المؤكّدة والنفل.
وأمّا السّنة المؤكّدة فهي داخلة في الواجب على الأصح، فصارت الأقسام ستة، ولكلّ منها طرفان، فعل أي الإيقاع، وترك أي عدم الفعل، فيصير اثنا عشر قسما، هكذا في التلويح وحواشيه.
خاتمة
قد عرفت أنّ الحكم عند الأصوليين هو نفس خطاب الله تعالى. فالإيجاب هو نفس معنى قوله افعل وهو قائم بذاته سبحانه، وليس للفعل من الإيجاب المتعلّق به صفة حقيقية قائمة به تسمّى وجوبا. فإنّ القول لفظيا كان أو نفسيا ليس لمتعلّقه منه صفة حقيقية، أي لا يحصل لما يتعلّق به القول بسبب تعلّقه به صفة موجودة لأنّ القول يتعلّق بالمعدوم كما يتعلّق بالموجود. فلو اقتضى تعلّقه تلك الصفة لكان المعدوم متصفا بصفة حقيقية، وهو أي معنى قوله افعل إذ أنسب إلى الحاكم تعالى لقيامه به يسمّى إيجابا، وإذا نسب إلى ما فيه الحكم وهو الفعل لتعلّقه به يسمّى وجوبا، فالإيجاب والوجوب متّحدان بالذات لأنّهما ذلك المعنى القائم بذاته تعالى المتعلّق بالفعل مختلفان بالاعتبار لأنّه باعتبار القيام إيجاب وباعتبار التعلّق وجوب، وكذا الحال في التحريم والــحرمــة وترتّب الوجوب على الإيجاب بأن يقال أوجب الفعل، فوجب مبني على التغاير الاعتباري، فلا ينافي الاتّحاد الذاتي. وهذا كما قيل التعليم والتعلّم واحد بالذات واثنان بالاعتبار لأنّ شيئا واحدا وهو إسباق ما إلى اكتساب مجهول بمعلوم يسمّى بالقياس إلى الذي يحصل فيه تعلّما، وبالقياس إلى الذي يحصل منه تعليما، كالتّحرّك والتّحريك. فلذلك الاتحاد ترى الأصوليين يجعلون أقسام الحكم الوجوب والــحرمــة تارة والإيجاب والتحريم أخرى ومرة الوجوب والتحريم. قيل ما ذكرتم إنما يدلّ على أنّ الفعل من حيث تعلّق به القول لم يتصف بصفة حقيقية يسمّى وجوبا، لكن لم لا يجوز أن يكون صفة اعتبارية هي المسمّاة بالوجوب، أعني كونه حيث تعلّق به الإيجاب، بل هذا هو الظاهر، فيكون كلّ من الموجب والواجب متصفا بما هو قائم به. ولا شكّ أنّ القائم بالفعل ما ذكرناه لا نفس القول، وإن كانت هناك نسبة قيام باعتبار التعلّق. ولو ثبت أنّ الوجوب صفة حقيقية لتمّ المراد إذ ليس هناك صفة حقيقية سوى ما ذكر إلّا أنّ الكلام في ذلك.
واعلم أنّ النزاع لفظي إذ لا شكّ في خطاب نفساني قائم بذاته تعالى متعلّق بالفعل يسمّى إيجابا مثلا، وفي أنّ الفعل بحيث يتعلّق به ذلك الخطاب الإيجابي يسمّى وجوبا. فلفظ الوجوب إن أطلق على ذلك الخطاب من حيث تعلقه بالفعل كان الأمر على ما سبق، ولا يلزم المسامحة في وصف الفعل حينئذ بالوجوب، وإن أطلق على كون الفعل تعلّق به ذلك الخطاب لم يتحدا بالذات، وتلزم المسامحة في عباراتهم حيث أطلق أحدهما على الآخر. هذا كله خلاصة ما في العضدي وحواشيه. 

لا

لا
ربما تأتي قبل الفعل لإثبات ضده كقوله:
{لا يُحِبُّ اَلظَلِمِينَ} .
أي يبغضهم :
ومنه قوله تعالى:
{لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ} .
أي يبطل ما علموه ، ويعلموا خلافه: وهو أن يعلموا أنهم لا يقدرون . والدليل على معنى الإثبات ما جاء من قوله:
{وأنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ} .

لا: الليث: لا حَرْفٌ يُنْفَى به ويُجْحَد به، وقد تجيء زائدة مع اليمين

كقولك لا أُقْسِمُ بالله. قال أَبو إِسحق في قول الله عز وجل: لا

أُقْسِمُ بيومِ القيامة، وأَشْكالِها في القرآن: لا اختلاف بين الناس أَن

معناه أُقْسِمُ بيوم القيامة، واختلفوا في تفسير لا فقال بعضهم لا لَغْوٌ،

وإِن كانت في أَوَّل السُّورة، لأَن القرآن كله كالسورة الواحدة لأَنه متصل

بعضه ببعض؛ وقال الفرّاء: لا ردٌّ لكلام تقدَّم كأَنه قيل ليس الأَمر

كما ذكرتم؛ قال الفراء: وكان كثير من النحويين يقولون لا صِلةٌ، قال: ولا

يبتدأُ بجحد ثم يجعل صلة يراد به الطرح، لأَنَّ هذا لو جاز لم يُعْرف خَبر

فيه جَحْد من خبر لا جَحْد فيه، ولكن القرآن العزيز نزل بالردّ على

الذين أَنْكَروا البَعْثَ والجنةَ والنار، فجاء الإِقْسامُ بالردّ عليهم في

كثير من الكلام المُبْتدإ منه وغير المبتدإ كقولك في الكلام لا واللهِ لا

أَفعل ذلك، جعلوا لا، وإِن رأَيتَها مُبتدأَةً، ردًّا لكلامٍ قد مَضَى،

فلو أُلْغِيَتْ لا مِمّا يُنْوَى به الجوابُ لم يكن بين اليمين التي تكون

جواباً واليمين التي تستأْنف فرق. وقال الليث: العرب تَطرح لا وهي

مَنْوِيّة كقولك واللهِ أضْرِبُكَ، تُريد والله لا أَضْرِبُكَ؛ وأَنشد:

وآلَيْتُ آسَى على هالِكِ،

وأَسْأَلُ نائحةً ما لَها

أَراد: لا آسَى ولا أَسأَلُ. قال أَبو منصور: وأَفادَنِي المُنْذري عن

اليزِيدي عن أَبي زيد في قول الله عز وجل: يُبَيِّن اللهُ لكم أَن

تَضِلُّوا؛ قال: مَخافَة أَن تَضِلُّوا وحِذارَ أَن تَضِلوا، ولو كان يُبَيّنُ

الله لكم أَنْ لا تَضِلوا لكان صواباً، قال أَبو منصور: وكذلك أَنْ لا

تَضِلَّ وأَنْ تَضِلَّ بمعنى واحد. قال: ومما جاء في القرآن العزيز مِن هذا

قوله عز وجل: إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السمواتِ والأَرضَ أَنْ تَزُولا؛ يريد

أَن لا تزولا، وكذلك قوله عز وجل: أَن تَحْبَطَ أَعمالُكم وأَنتم لا

تَشْعُرون؛ أَي أَن لا تَحْبَطَ، وقوله تعالى: أَن تقولوا إِنما أُنْزِلَ

الكتابُ على طائفَتَيْنِ مِن قَبْلنا؛ معناه أَن لا تقولوا، قال: وقولك

أَسأَلُك بالله أَنْ لا تقولَه وأَنْ تَقُولَه، فأَمَّا أَنْ لا تقولَه

فجاءَت لا لأَنك لم تُرد أَن يَقُوله، وقولك أَسأَلك بالله أَن تقوله سأَلتك

هذا فيها معنى النَّهْي، أَلا ترى أَنك تقول في الكلام والله أَقول ذلك

أَبداً، والله لا أَقول ذلك أَبداً؟ لا ههنا طَرْحُها وإِدْخالُها سواء

وذلك أَن الكلام له إِباء وإِنْعامٌ، فإِذا كان من الكلام ما يجيء من باب

الإِنعام موافقاً للإٍباء كان سَواء وما لم يكن لم يكن، أَلا ترى أَنك

تقول آتِيكَ غَداً وأَقومُ معك فلا يكون إِلا على معنى الإِنعام؟ فإذا قلت

واللهِ أَقولُ ذلك على معنى واللهِ لا أَقول ذلك صَلَحَ، وذلك لأَنَّ

الإِنْعام واللهِ لأَقُولَنَّه واللهِ لأَذْهَبَنَّ معك لا يكون واللهِ أَذهب

معك وأَنت تريد أَن تفعل، قال: واعلم أَنَّ لا لا تكون صِلةً إِلاَّ في

معنى الإِباء ولا تكون في معنى الإِنعام. التهذيب: قال الفراء والعرب

تجعل لا صلة إِذا اتصلت بجَحْدٍ قبلَها؛ قال الشاعر:

ما كانَ يَرْضَى رسولُ اللهِ دِيْنَهُمُ،

والأَطْيَبانِ أَبو بَكْرٍ ولا عُمَر

أَرادَ: والطَّيِّبانِ أَبو بكر وعمر. وقال في قوله تعالى: لِئلاَّ

يَعْلَمَ أَهْلُ الكتابِ أَنْ لا يَقْدِرُونَ على شيء من فَضْلِ اللهِ؛ قال:

العرب تقول لا صِلةً في كلّ كلام دخَل في أَوَّله جَحْدٌ أَو في آخره جحد

غير مُصرَّح، فهذا مما دخَل آخِرَه الجَحْدُ فجُعلت لا في أَوَّله

صِلةً، قال: وأَما الجَحْدُ السابق الذي لم يصرَّحْ به فقولك ما مَنَعَكَ أَن

لا تَسْجُد، وقوله: وما يُشْعِرُكُمْ أَنها إِذا جاءت لا يُؤْمِنون،

وقوله عز وجل: وحَرامٌ على قَرْيةٍ أَهْلَكْناها أَنهم لا يَرْجِعُون؛ وفي

الحَرام معنى جَحْدٍ ومَنْعٍ، وفي قوله وما يُشْعركم مثله، فلذلك جُعِلت لا

بعده صِلةً معناها السُّقوط من الكلام، قال: وقد قال بعضُ مَن لا يَعرف

العربية، قال: وأُراه عَرْضَ بأَبِي عُبيدة، إِن معنى غير في قول الله عز

وجل: غير المغضوب عليهم، معنى سِوَى وإِنَّ لا صلةٌ في الكلام؛ واحتج

بقوله:

في بئْرِ لا حُورٍ سرى وما شَعَرْ

بإِفْكِه، حَتَّى رَأَى الصُّبْحَ جَشَرْ

قال: وهذا جائز لأَن المعنى وقَعَ فيما لا يتبيَّنْ فيه عَمَلَه، فهو

جَحْدُ محض لأَنه أَراد في بئرِ ما لا يُحِيرُ عليه شيئاً، كأَنك قلت إِلى

غير رُشْد توجَّه وما يَدْرِي. وقال الفراء: معنى غير في قوله غير

المغضوب معنى لا، ولذلك زِدْتَ عليها لا كما تقول فلان غيرُ مُحْسِنٍ ولا

مُجْمِلٍ، فإِذا كانت غير بمعنى سِوَى لم يجز أَن تَكُرّ عليه، أَلا ترَى أَنه

لا يجوز أَن تقول عندي سِوَى عبدِ الله ولا زيدٍ؟ وروي عن ثعلب أَنه سمع

ابن الأَعرابي قال في قوله:

في بئر لا حُورٍ سرى وما شَعَر

أَراد: حُؤُورٍ أَي رُجُوع، المعنى أَنه وقع في بئرِ هَلَكةٍ لا رُجُوعَ

فيها وما شَعَرَ بذلك كقولك وَقع في هَلَكَةٍ وما شَعَرَ بذلك، قال:

ويجيء لا بمعنى غير؛ قال الله عز وجل: وقِفُوهُمْ إِنَّهم مسؤُولون ما لكم

لا تَناصَرُون؛ في موضع نصب على الحال، المعنى ما لكم غيرَ مُتناصِرين؛

قاله الزجاج؛ وقال أَبو عبيد: أَنشد الأَصمعي لساعدة الهذلي:

أَفَعَنْك لا بَرْقٌ كأَنَّ وَمِيضَه

غابٌ تَسَنَّمه ضِرامٌ مُثْقَبُ

قال: يريد أَمِنك بَرْقٌ، ولا صلة. قال أَبو منصور: وهذا يخالف ما قاله

الفراء إِن لا لا تكون صلة إِلا مع حرف نفي تقدَّمه؛ وأَنشد الباهلي

للشماخ:

إِذا ما أَدْلَجْتْ وضَعَتْ يَداها،

لَها الإِدْلاج لَيْلَه لا هُجُوعِ

أَي عَمِلَتْ يَداها عَمَلَ الليلةِ التي لا يُهْجَعُ فيها، يعني الناقة

ونَفَى بلا الهُجُوعَ ولم يُعْمِلْ، وترك هُجُوع مجروراً على ما كان

عليه من الإِضافة؛ قال: ومثله قول رؤبة:

لقد عرَفْتُ حِينَ لا اعْتِرافِ

نَفى بلا وترَكَه مجروراً؛ ومثله:

أَمْسَى بِبَلْدَةِ لا عَمٍّ ولا خال

وقال المبرد في قوله عز وجل: غَيْرِ المَغْضوبِ عليهم ولا الضالِّين؛

إِنما جاز أَن تقع لا في قوله ولا الضَّالين لأَن معنى غير متضمن معنى

النَّفْي، والنحويون يُجيزون أَنتَ زيداً غَيْرُ ضارِبٍ لأَنه في معنى قولك

أَنتَ زيداً لا ضارِبٌ، ولا يجيزون أَنت زيداً مِثْلُ ضارِب لأَن زيداً من

صلة ضارِبٍ فلا تتقدَّم عليه، قال: فجاءت لا تُشَدِّد من هذا النفي الذي

تضمنه غيرُ لأَنها تُقارِبُ الداخلة، أَلا ترى أَنك تقول جاءَني زيد

وعمرو، فيقول السامع ما جاءَك زيد وعَمرو؟ فجائز أَن يكون جاءَه أَحدُهما،

فإِذا قال ما جاءَني زيد ولا عمرو فقد تَبَيَّن أَنه لم يأْت واحد منهما.

وقوله تعالى: ولا تَسْتَوي الحَسَنةُ ولا السَّيِّئةُ؛ يقارب ما ذكرناه

وإِن لم يَكُنْه. غيره: لا حرفُ جَحْد وأَصل ألفها ياء، عند قطرب، حكاية

عن بعضهم أَنه قال لا أَفعل ذلك فأَمال لا. الجوهري: لا حرف نفي لقولك

يَفْعَل ولم يقع الفعل، إِذا قال هو يَفْعَلُ غَداً قلت لا يَفْعَلُ غداً،

وقد يكون ضدّاً لبَلَى ونَعَمْ، وقد يكون للنَّهْي كقولك لا تَقُمْ ولا

يَقُمْ زيد، يُنهى به كلُّ مَنْهِيٍّ من غائب وحاضِر، وقد يكون لَغْواً؛

قال العجاج:

في بِئرِ لا حُورٍ سَرَى وما شَعَرْ

وفي التنزيل العزيز: ما مَنَعَك أَن لا تَسْجُد؛ أَي ما منعك أَن

تسْجُد، وقد يكون حرفَ عطف لإِخراج الثاني مما دخل فيه الأَول كقولك رأَيت

زيداً لا عَمراً، فإَن أَدْخَلْتَ عليها الواو خَرَجَتْ من أَن تكون حَرْفَ

عطفٍ كقولك لم يقم زيد ولا عمرو، لأَن حُروف النسق لا يَدخل بعضُها على

بعض، فتكون الواو للعطف ولا إِنما هي لتأْكيد النفي؛ وقد تُزاد فيها التاء

فيقال لاتَ؛ قال أَبو زبيد:

طَلَبُوا صُلْحَنا ولاتَ أَوانٍ

وإِذا استقبلها الأَلف واللام ذهبت أَلفه كما قال:

أَبَى جُودُه لا البُخْلَ، واستَعْجلتْ نَعَمْ

بهِ مِنْ فَتًى، لا يَمْنَعُ الجُوعَ قاتِلَهْ

قال: وذكر يونس أَن أَبا عمرو بن العلاء كان يجرّ البُخل ويجعل لا

مُضافة إِليه لأَنَّ لا قد تكون للجُود والبُخْلِ، أَلا ترى أَنه لو قيل له

امْنَعِ الحَقَّ فقال لا كان جُوداً منه؟ فأَمَّا إِنْ جَعَلْتَها لغواً

نصَبْتَ البُخل بالفعل وإِن شئت نصَبْتَه على البدل؛ قال أَبو عمرو: أَراد

أَبَى جُودُه لا التي تُبَخِّلُ الإِنسان كأَنه إِذا قيل له لا تُسْرِفُ

ولا تُبَذِّرْ أَبَى جُوده قولَ لا هذه، واستعجلت نعم فقال نَغَم

أَفْعلُ ولا أَترك الجُودَ؛ قال: حكى ذلك الزجاج لأَبي عمرو ثم قال: وفيه قولان

آخران على رواية مَن روى أَبَى جُودُه لا البُخْل: أَحدهما معناه أَبَى

جُوده البُخْلَ وتَجعل لا صِلةً كقوله تعالى: ما منَعك أَن لا تَسْجُدَ،

ومعناه ما منعكَ أَن تسجُدَ، قال: والقول الثاني وهو حَسَن، قال: أرى أَن

يكون لا غيرَ لَغْوٍ وأَن يكون البُخل منصوباً بدلاً من لا، المعنى: أبي

جُودُه لا التي هي للبُخْل، فكأَنك قلت أَبَى جُوده البُخْلَ وعَجَّلَتْ

به نَعَمْ. قال ابن بري في معنى البيت: أَي لا يَمْنَعُ الجُوعَ

الطُّعْمَ الذي يَقْتُله؛ قال: ومن خفض البُخْلَ فعلى الإِضافةِ، ومَن نصب

جَعَله نعتاً للا، ولا في البيت اسمٌ، وهو مفعول لأَبَى، وإِنما أَضاف لا إِلى

البُخل لأَنَّ لا قد تكون للجُود كقول القائل: أَتَمْنَعُني من عَطائك،

فيقول المسؤول: لا، ولا هنا جُودٌ. قال: وقوله وإِن شئت نصبته على البدل،

قال: يعني البخل تنصبه على البدل من لا لأَن لا هي البُخل في المعنى،

فلا يكون لَغْواً على هذا القول.

لا الناهية: هي التي يطلب بها ترك الفعل وإسناد الفعل إليها مجازًا؛ لأن الناهي هو المتكلم بواسطتها.
لا: تكونُ نافِيَةً، وهي على خَمْسَةِ أوْجُهٍ: عامِلَةٌ عَمَلَ إنَّ، وعَمَلَ ليس، ولا تَعْمَلُ إلا في النَّكِراتِ، كقولِهِ:
مَنْ صَدَّ عن نِيرانِها ... فأَنَا ابنُ قَيْسٍ لا بَراح
وتكونُ عاطِفةً بِشَرْطِ أن يَتَقَدَّمَها إثْباتٌ: كجاءَ زَيْدَ لا عَمْرٌو، أو أمْرٌ: كاضْرِبْ زَيْداً لا عمْراً، وأن يَتَغَايَرَ مُتعاطِفاها، فلا يجوزُ: جاءَنِي رجلٌ لا زَيْدٌ، لأنه يَصْدُقُ على زيدٍ اسمُ الرَّجُلِ، وتكونُ جَوَاباً مُناقضاً لِنَعَمْ، وتُحْذَفُ الجُمَلُ بعدَها كثيراً، وتُعْرَضُ بين الخافِضِ والمَخْفوضِ، نحوُ: جِئْتُ بِلا زادٍ، وغَضِبْتُ من لا شيءٍ، وتكونُ مَوْضوعةً لِطَلَبِ التَّرْكِ، وتَخْتَصُّ بالدُّخولِ على المُضارِعِ، وتَقْتَضِي جَزْمَهُ واسْتِقْبالَه: {لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وعَدُوَّكُمْ أوْلِياءَ} وتكونُ زائِدةً: {ما مَنَعَكَ إذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا ألاَّ تَتَّبِعَني} ، {ما مَنَعَكَ أنْ لا تَسْجُدَ} ، {لِئَلاَّ يَعْلَمَ أهلُ الكِتابِ} .
ل ا: لَا حَرْفُ نَفْيٍ لِقَوْلِكَ يَفْعَلُ وَلَمْ يَقَعِ الْفِعْلُ. إِذَا قَالَ: هُوَ يَفْعَلُ غَدًا قُلْتَ: لَا يَفْعَلُ غَدًا. وَقَدْ يَكُونُ ضِدًّا لِبِلَى وَنَعَمْ. وَقَدْ يَكُونُ لِلنَّهْيِ كَقَوْلِكَ: لَا تَقُمْ وَلَا يَقُمْ زَيْدٌ يُنْهَى بِهِ كُلُّ مَنْهِيٍّ مِنْ غَائِبٍ وَحَاضِرٍ. وَقَدْ يَكُونُ لَغْوًا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ} [الأعراف: 12] أَيْ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ. وَقَدْ يَكُونُ حَرْفَ عَطْفٍ لِإِخْرَاجِ الثَّانِي مِمَّا دَخَلَ فِيهِ الْأَوَّلُ كَقَوْلِكَ: رَأَيْتُ زَيْدًا لَا عَمْرًا، فَإِنْ أَدْخَلَتْ عَلَيْهَا الْوَاوَ خَرَجَتْ مِنْ أَنْ تَكُونَ حَرْفَ عَطْفٍ كَقَوْلِكَ: لَمْ يَقُمْ زَيْدٌ وَلَا عَمْرٌو لِأَنَّ حُرُوفَ الْعَطْفِ لَا يَدْخُلُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ فَتَكُونُ الْوَاوُ لِلْعَطْفِ وَلَا لِتَأْكِيدِ النَّفْيِ. وَقَدْ تُزَادُ فِيهَا التَّاءُ فَيُقَالُ: لَاتَ كَمَا سَبَقَ فِي [ل ي ت] وَإِذَا اسْتَقْبَلَهَا الْأَلِفُ وَاللَّامُ ذَهَبَتْ أَلِفُهَا لَفْظًا كَقَوْلِكَ: الْجِدُّ يَرْفَعُ لَا الْجَدُّ. 
لا: لا: حرف يُنْفَى به ويُجْحَد، وقد تَجيءُ زائدةً، وإنّما تَزيدها العَرَبُ مع اليَمين، كقولك: لا أُقْسِمُ باللَّه لأُكْرِمَنّك، إنّما تُريد: أُقْسِمُ باللَّه.. وقد تَطْرَحُها العَرَبُ وهي مَنْويّة، كقولك، واللَّهِ أَضْرِبُك، تريد: واللَّه لا أضربك، قالت الخنساء :

فآليتُ آسَى على هالك ... وأسأل باكية مالها

أي: آلت لا آسَى، ولا أسأل. فإِذا قلت: لا واللَّه أكرمُك كان أبين، فإِنْ قلت: لا واللَّه لا أكرمك كان المعنى واحداً. وفي القرآن: ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ ، وفي قراءة أخرى: أَنْ تَسْجُدَ والمعنى واحد.. وتقول: أَتَيْتُك لتغضبَ عليّ أيْ: لئلاّ تَغْضَبَ عليّ. وقال ذو الرّمّة :

كأنّهنّ خوافي أَجْدلٍ قَرِمٍ ... ولَّى ليسبقَه بالأَمْعَزِ الخَرَبُ

أي: لئلاّ يسبقه، وقال:

ما كان يَرْضَى رسولُ الله فعلهم والطيبان أبو بكرِ ولا عُمَرُ 

صار (لا) صلة زائدة، لأنّ معناه: والطّيّبان أبو بكر وعمر. ولو قلت: كان يرضى رسول الله فعلهم والطبيان أبو بكر ولا عمر لكان مُحالاً، لأنّ الكلام في الأوّل واجبٌ حَسَنٌ، لأنّه جحود، وفي الثّاني متناقض. وأمّا قَوْلًه: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ف (لا) بمعنى (لم) كأنّه قال: فلم يَقْتَحِمِ العَقَبة. ومثله قوله عز وجل: فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى  ، إلاّ أنّ (لا) بهذا المعنى إذا كُرِّرت أَفْصَحُ منها إذا لم تُكَرَّرْ، وقد قال أميّة :

وأيُّ عبدٍ لك لا ألما

أي: لم تُلْمِمْ. [وإذا جعلتَ (لا) اسماً قلت ] : هذه لاءٌ مكتوبة، فتَمُدُّها لِتَتِمَّ الكلمة اسماً، ولو صَغّرت قلت: هذه لُوَيّة مَكتوبَةٌ إذا كانت صغيرة الكِتْبة غير جليلة.
لا
لا [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف نفي يكون جوابًا، عكس نَعَم "هل جاء الطبيب؟ فتقول: لا".
2 - حرف يدخل على الجملة الاسميّة؛ فينصب المبتدأ ويرفع الخبر، وتسمَّى لا النافية للجنس "لا شكّ في صدقك- {لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ} " ° لا أبا لك/ لا أَب لك: تعبير يُقال للمبالغة في المدح لاعتماده في حياته على ذاته لا على والده- لا جرمَ: لابدّ أو حقًّا- لا ناقَةَ له فيه ولا جَمَل [مثل]: لا شأن له فيه.
3 - حرف يعمل عمل ليس، وتسمَّى (لا) النافية للوحدة "لا ولدٌ واقفًا".
4 - حرف نفي وعطف بشرط أن يتقدّمه إثبات "جاء محمدٌ لا عليٌ".
5 - حرف جزم يفيد النهي أو الدّعاء، يختصّ بالدخول على المضارع مع معنى الاستقبال، وتسمَّى (لا) الناهية " {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ. وَأَمَّا السَّائِلَ فَلاَ تَنْهَرْ} - {وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ} ".
6 - حرف يفيد الدُّعاء بالخير أو بالشرّ إذا دخل على الماضي ولم يتكرّر "لا عدمناك- لا رحمه الله- لا فُضَّ فوك".
7 - سابقة تلحق صدر الكلمة لتدلّ على الفقد أو الانقطاع أو الكفّ أو التلاشي، وتدخل في تركيب عدد من الكلمات "لا شعور/ لا مبالاة/ لاسلكيّة/ لا إنسانيّ/ لا أدريّة/ لا فقاريّة/ لا عقلانيّة/ لا نهاية/ لا مركزيّة/ لا نهائيّ".
8 - حرف زائد للتقوية والتأكيد " {وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ}: لا تستوي الحسنة والسيئة".
9 - حرف نفي غير عامل " {فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِم وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} ".
10 - حرف نفي يعترض بين الجارّ والمجرور "جئت بلا زاد". 

لاءات [جمع]: مف لا: عبارات نفي مبدوءة بـ (لا) "أصدر المؤتمر ثلاث لاءات حاسمة". 
[لا] لا: حرف نفى لقولك يفعل ولم يقع الفعل، إذا قال هو يفعل غدا . وقد يكون ضدا لبلى ونعم. وقد يكون للنهى، كقولك: لا تقم ولا يقم زيد، ينهى به كل منهى من غائب أو حاضر. وقد يكون لغوا. قال العجاج:

في بئر لا حور سرى وما شعر  وقال تعالى: (ما منعك أن لا تسجد) أي ما منعك أن تسجد. وقد يكون حرف عطف لاخراج الثاني مما دخل فيه الاول، كقولك: رأيت زيدا لا عمرا. فإن أدخلت عليها الواو خرجت من أن تكون حرف عطف، كقولك: لم يقم زيد ولا عمرو ; لان حروف النسق لا يدخل بعضها على بعض، فتكون الواو للعطف ولا إنما هي لتوكيد النفى. وقد تزاد فيه التاء فيقال: لات، وقد ذكرناه في باب التاء. وإذا استقبلها الالف واللام ذهبت ألفه، كما قال: أبى جوده لا البخل واستعجلت نعم * به من فتى لا يمنع الجوع قاتله وذكر يونس أن أبا عمرو بن العلاء كان يجر البخل ويجعل لا مضافة إليه، لان لا قد تكون للجود وللبخل، ألا ترى أنه لو قيل له امنع الحق فقال لا، كان جودا منه. فأما إن جعلتها لغوا نصبت البخل بالفعل , وإن شئت نصبته على البدل. وقولهم: إما لى فافعل كذا، بالامالة، أصله إن لا، وما صلة، ومعناه إن لا يكون ذلك الامر فافعل كذا. وأما قول الكميت: كلا وكذا تغميضة ثم هجتم * لدى حين أن كانوا إلى النوم أفقرا فيقول: كان نومهم في القلة والسرعة كقول القائل: لا وذا. و (لو) : حرف تمن، وهو لامتناع الثاني من أجل امتناع الأوَّل، تقول: لَوْ جِئتني لأكرمتك. وهو خلافُ إنْ التي للجزاء، لانها توقع الثاني من أجل وجود الاول. وأما (لولا) فمركبة من معنى إنْ ولَوْ، وذلك أنْ لولا يمنع الثاني من أجل وجود الأول، تقول: لولا زيدٌ لهلكنا، أي امتنع وقوع الهلاك من أجل وجود زيد هناك. وقد تكون بمعنى هَلاَّ، كقول الشاعر : تَعُدَّونَ عَقْرَ النيبِ أفضلَ مجدِكم * بنى ضَوْطرى لولا الكَمِيَّ المقنعا وهو كثير في القرآن. وإن جعلت لو اسماً شدَّدته فقلت قد أكثرتَ من اللو ; لان حروف المعاني والاسماء الناقصة إذا صيرت أسماء تامة، بإدخال الالف واللام عليها أو بإعرابها، شدد ما هو منها على حرفين ; لانه يزاد في آخره حرف من جنسه فيدغم ويصرف، إلا الالف فإنك تزيد عليها مثلها فتمدها، لانها تنقلب عند التحريك لاجتماع الساكنين همزة، فتقول في لا: كتبت لاء جيدة. قال أبو زبيد: ليتَ شعري وأين منِّيَ لَيْتٌ * إنَّ لَيْتاً وإنَّ لوًّا عَناءُ
لا
«لَا» يستعمل للعدم المحض. نحو: زيد لا عالم، وذلك يدلّ على كونه جاهلا، وذلك يكون للنّفي، ويستعمل في الأزمنة الثّلاثة، ومع الاسم والفعل غير أنه إذا نفي به الماضي، فإمّا أن لا يؤتى بعده بالفعل، نحو أن يقال لك: هل خرجت؟ فتقول: لَا، وتقديره: لا خرجت.
ويكون قلّما يذكر بعده الفعل الماضي إلا إذا فصل بينهما بشيء. نحو: لا رجلا ضربت ولا امرأة، أو يكون عطفا. نحو: لا خرجت ولَا ركبت، أو عند تكريره. نحو: فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى [القيامة/ 31] أو عند الدّعاء. نحو قولهم: لا كان، ولا أفلح، ونحو ذلك. فممّا نفي به المستقبل قوله: لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ [سبأ/ 3] وفي أخرى: وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ [يونس/ 61] وقد يجيء «لَا» داخلا على كلام مثبت، ويكون هو نافيا لكلام محذوف وقد حمل على ذلك قوله: لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ [القيامة/ 1] ، فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ [المعارج/ 40] ، فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ [الواقعة/ 75] ، فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ [النساء/ 65] وعلى ذلك قول الشاعر: لا وأبيك ابنة العامريّ
وقد حمل على ذلك قول عمر رضي الله عنه- وقد أفطر يوما في رمضان فظنّ أنّ الشمس قد غربت ثم طلعت-: لا، نقضيه ما تجانفنا لإثم فيه، وذلك أنّ قائلا قال له قد أثمنا فقال لا، نقضيه. فقوله: «لَا» ردّ لكلامه قد أثمنا، ثم استأنف فقال: نقضيه . وقد يكون لَا للنّهي نحو: لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ [الحجرات/ 11] ، وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ [الحجرات/ 11] ، وعلى هذا النّحو: يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ [الأعراف/ 27] ، وعلى ذلك: لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ [النمل/ 18] ، وقوله: وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ [البقرة/ 83] فنفي قيل تقديره: إنهم لا يعبدون، وعلى هذا: وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ [البقرة/ 84] وقوله:
ما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ [النساء/ 75] يصحّ أن يكون «لا تقاتلون» في موضع الحال : ما لكم غير مقاتلين. ويجعل «لَا» مبنيّا مع النّكرة بعده فيقصد به النّفي. نحو: فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ [البقرة/ 197] ، [وقد يكرّر الكلام في المتضادّين ويراد إثبات الأمر فيهما جميعا. نحو أن يقال: ليس زيد بمقيم ولا ظاعن. أي: يكون تارة كذا وتارة كذا، وقد يقال ذلك ويراد إثبات حالة بينهما. نحو أن يقال: ليس بأبيض ولا أسود] ، وإنما يراد إثبات حالة أخرى له، وقوله: لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ [النور/ 35] .
فقد قيل معناه: إنها شرقيّة وغربيّة . وقيل معناه:
مصونة عن الإفراط والتّفريط. وقد يذكر «لَا» ويراد به سلب المعنى دون إثبات شيء، ويقال له الاسم غير المحصّل. نحو: لا إنسان، إذا قصدت سلب الإنسانيّة، وعلى هذا قول العامّة:
لا حدّ. أي: لا أحد.

لا التي تكون للتبرئة: النحويون يجعلون لها وجوهاً في نصب المُفرد

والمُكَرَّر وتنوين ما يُنوَّنُ وما لا يُنوَّن، والاخْتِيارُ عند جميعهم

أَن يُنصَب بها ما لا تُعادُ فيه كقوله عز وجل: أَلم ذلك الكتابُ لا

رَيْبَ فيه؛ أَجمع القراء على نصبه. وقال ابن بُزرْج: لا صلاةَ لا رُكُوعَ

فيها، جاء بالتبرئة مرتين، وإِذا أَعَدْتَ لا كقوله لابَيْعَ لا بَيْعَ فيه

ولا خُلَّة ولا شفاعة فأَنتَ بالخيار، إِن شئت نصبت بلا تنوين، وإِن شئت

رَفَعْتَ ونوَّنْتَ، وفيها لُغاتٌ كثيرة سوى ما ذكرتُ جائزةٌ عندهم.

وقال الليث: تقول هذه لاء مَكْتوبةٌ فتَمُدُّها لتَتِمَّ الكلمة اسماً، ولو

صغرت لقلت هذه لُوَيَّةٌ مكتوبة إِذا كانت صغيرة الكِتْبة غيرَ جَليلةٍ.

وحكى ثعلب: لَوَّيْت لاء حَسَنَةً عَمِلْتها، ومدَّ لا لأَنه قد صيَّرَها

اسماً، والاسمُ لا يكون على حرفين وَضْعاً، واخْتارَ الأَلف من بين حروف

المَدِّ واللين لمكان الفَتْحة، قال: وإِذا نسبت إِليها قلت لَوَوِيٌّ

(* قوله« لووي إلخ» كذا في الأصل وتأمله مع قول ابن مالك:

وضاعف الثاني من ثنائي * ثانيه ذو لين كلا ولائي)

وقصِيدةٌ لَوَوِيَّةٌ: قافِيَتُها لا. وأَما قول الله عز وجل: فلا

اقْتَحَمَ العَقَبةَ، فلا بمعنى فَلَمْ كأَنه قال فلم يَقْتَحِمِ العَقَبةَ،

ومثله: فلا صَدَّقَ ولا صَلَّى، إِلاَّ أَنَّ لا بهذا المعنى إِذا

كُرِّرَتْ أَسْوَغُ وأَفْصَحُ منها إِذا لم تُكَرَّرْ؛ وقد قال الشاعر:

إِنْ تَغْفِرِ اللهمَّ تَغْفِرْ جَمَّا،

وأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لا أَلَمَّا؟

وقال بعضهم في قوله: فلا اقْتَحَمَ العَقَبةَ؛ معناها فما، وقيل:

فَهَلاَّ، وقال الزجاج: المعنى فلم يَقْتَحِم العقبةَ كما قال فلا صَدَّق ولا

صَلَّى ولم يذكر لا ههنا إِلاَّ مرة واحدة، وقلَّما تتَكَلَّم العرب في

مثل هذا المكان إِلاَّ بلا مَرَّتَيْنِ أَو أَكثر، لا تكاد تقول لا

جِئْتَني تُريد ما جِئْتَني ولا نري صلح

(*قوله «نري صلح» كذا في الأصل بلا نقط

مرموزاً له في الهامش بعلامة وقفة.) والمعنى في فلا اقْتَحَمَ موجود لأَن

لا ثابتة كلها في الكلام، لأَن قوله ثم كان من الذين آمنوا يَدُلُّ على

معنى فلا اقْتَحَمَ ولا آمَنَ، قال: ونحوَ ذلك قال الفراء، قال الليث:

وقد يُرْدَفُ أَلا بِلا فيقال أَلا لا؛ وأَنشد: فقامَ

يَذُودُ الناسَ عنها بسَيْفِه

وقال: أَلا لا من سَبيلٍ إِلى هِنْدِ

ويقال للرجل: هل كان كذا وكذا؟ فيقال: أَلا لا ؛ جَعَلَ أَلا تَنْبيهاً

ولا نفياً. وقال الليث في لي قال: هما حَرْفانِ مُتباينان قُرِنا

واللامُ لامُ الملكِ والياء ياء الإضافة؛ وأَما قول الكميت:

كَلا وكَذا تَغْمِيضةً ثمَّ هِجْتُمُ

لَدى حين أَنْ كانُوا إِلى النَّوْمِ، أَفْقَرا

فيقول: كانَ نَوْمُهم في القِلَّةِ كقول القائل لا وذا، والعرب إِذا

أَرادوا تَقْلِيل مُدَّة فِعْلٍ أَو ظهور شيء خَفِيَ قالوا كان فِعْلُه

كَلا، وربما كَرَّروا فقالوا كلا ولا؛ ومن ذلك قول ذي الرمة:

أَصابَ خَصاصةً فبَدا كَليلاً

كلا، وانْغَلَّ سائرُه انْغِلالا

وقال آخر:

يكونُ نُزولُ القَوْمِ فيها كَلا ولا

[لا] ن: "لا" وقرة عيني! هي زائدة أو نافية لمحذوف، أي لا شيء غير ما أقول. وكذا ح: "لا" أريد أن أخبركم عن نبيكم، لا زائدة، أو المعنى: لا أريد الخبر عنه بل أعظكم من عند نفسي، لكني الآن أزيدكم على ما أردت بحديثه صلى الله عليه وسلم. وح: "لا" وهو يدافعه الأخبثان، أي لا صلاة لمصل وهو يدافعه، وروى برك "لا" فهو مبتدأ ويدافعه خبره، والجملة معطوفة على أخرى، وفيه حذف أي لا صلاة حين يدافعه. وح: "لا" إنا ظننا، أي لا مانع إلا توهم أن البعض قائم فنزعجه. وح: "لا" عليكم أن لا تفعلوا، أي ما عليكم ضرر في ترك العزل، فإن ما قدر يكون وما لا فلا، فلا فائدة في العزل ولا ضرر في تركه. ك: أي ليس عدم الفعل واجبًا عليكم، وقيل: "لا" زائدة، أي لا بأس عليكم في فعله، قوله: نصيب سبيًا، أي نجامع الإماء المسبية. ن: "لا" إلا بالمعروف، أي لا حرج، ثم ابتدأ فقال: إلا بالمعروف، أو معناه: لا حرج إذا لم تنفقي إلا بالمعروف. وح: "لا" ها الله إذا لا نعمد إلى أسد، صوابه: ذا- بلا ألف، أي هذا يميني، وها- بالمد والقصر، ويلزم الجر بعدها لأنها بمعنى واو القسم، ونعمد- بنون التكلم، وكذا فنعطيك. ط: لا- نفي لكلام الرجل، ولا يعمد- جواب القسم، أي لا يقصد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أسد قتال فيأخذ سلبه، فيعطيك- بالنصب،أي لا كافي لك غير نفسك، وقد يذكر للذم وللتعجب ودفعًا للعين. وح "لا" واستغفر الله، أي استغفر الله إن كان الأمر على خلاف ذلك، وهو إن لم يكن يمينًا لكن شابهه حيث أكد الكلام وقرره. وح: "لا" هو حرام، أي لا تبيعوها فإن بيعه حرام، وأما الانتفاع به حلال عند الشافعي وأصحابه خلافًا للجمهور. وح: "لا" يكسب عبد مال حرام فيتصدق به فيقبل، هما بالرفع عطفًا على يكسب أي لا يكون اجتماع الكسب والتصدق سببًا للقبول. وح: ابسط يدك فلأبايعك، اللام مقحمة، أو الفاء مقحمة واللام للتعليل للأمر، ويحتمل كون اللام مفتوحة بتقدير: فإني أبايعك، والفاء جزائية. وح: "فلا" عليه أن يموت يهوديًا أو نصرانيًا، أي لا يتفاوت حال موته يهوديًا أو نصرانيًا بل هي سواء في كفران النعمة، وهو تشديد.
باب لي
(لا) - قوله تَبارك وتعالى: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى}
: أي لَم يَتصدَّق، ولم يُصَلِّ، وأكثَر مَا تجىء مكررة
- في الحديث: "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ "
: أي لَم يُؤمِنْ. ومنه قَول عُمَر - رضي الله عنه -: "وأَىُّ عَبدٍ لكَ لَا ألَمَّا "
: أي لم يُلِمَّ بالذّنب.
وقد تَجِيءُ "لاَ" زَائِدة نحو قوله تعالى: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ}
: أىَ ليَعْلَم أهل الكتاب، وهي من حُروُف العَطْفِ، وتُزادُ فيها التَّاء فيخفض بها، كقَول الشاعِرِ:
* طَلَبُوا صُلْحَنَا ولاتَ أَوَانٍ * - في حديث أبى قَتادةَ وغَيْره: "إِمَّا لا فلا تَفعَلُوا"
فالعَربُ تُمِيل هذه اللام؛ وقد تُكْتَب بالياء فيُغْلَط فيه، فيظنُّونَها لى التي هي قَرِينَةُ لك، وليس كذلك، ذكره الميداني.
- في حديث بَريرَةَ - رَضى الله عنها - مِن طَرِيق هِشَام بن عُرْوةَ: "اشْتَرِطى لَهُم الوَلَاءَ "
قيل: إنّ هذه اللَّفظَةَ غِيرُ محْفُوظَةٍ، ولَوْ صَحَّتْ لَكانَ معناهَا: لا تُبالِى بقَولِهم لا أَن تَشْتَرِطِيهِ لَهُم، فَيكُون خلفاً لِمَوعودِ شَرْطٍ، وَكان المُزَنيّ يتأوّله فيقُول: [معناه] : اشْتَرطِى عليهم، كمَا قالَ تعالى: {لَهُمُ اللَّعْنَةُ} : أي عليهم.
ولِلَّام وُجُوهٌ صُنِّفَ فيها كُتُبٌ مُفرَدةٌ:
قال الطحاوىُّ: هذه اللَّفْظَة لم نَجِدْها إلَّا في رِوَاية مَالِك وجَرِير بن عبد الحَميدِ، عن هِشَام بن عُرْوَة، ويزيد بن رُومَان، عن عُرْوَةَ. وقيل: هو كقَولَه تعالى: {وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} : أي عليها. وهو قول عبد الملِكِ بن هِشَام النّحوى. قال مُحمَّد بن العَبَّاس: فَذَكَرتُ ذلك لأَحمَدَ بن أبى عِمْرَان، فَقال: قد كَان مُحمّد بن شُجَاع يحمل ذلك على الوَعِيد الذي ظاهِرُه الأَمرُ وباطنه النَّهى.
- ومنه قوله تعالَى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ ..} الآية. وَقولُه تعالى {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} ؛ وقال: أَلا تَراه قد أَتْبَع ذلك صُعُودَ المِنبَر وخُطبتَه بِقَوله: "مَا بَال رِجَالٍ يَشتَرِطُون .. " الحديث، ثم أتبع ذلك بِقَوله عليه الصّلاة وَالسّلام: "إنما الوَلَاءُ لمن أعْتِق" وَذكر أبو بكرٍ الأثرم؛ أنّه سَأل أحمدَ بنَ حَنبَل - رحمه الله -: عن وجهه، فقال: نُرى - والله أعلَم -: أنَّ هذا كَانَ [قَدْ ] تَقدَّم مِن النبىّ - صلّى الله عليه وسلّم - القولُ فيه، فتقدَّم هؤلاء على نَهى النَّبىِّ - صلَّى الله عليه وسلّم - فقالَ: اشتَرِطى لهم. قال: قلتُ له: فَكأنّه عندك، لمّا تقَدَّمُوا على نَهْىِ النَّبِىّ - صلّى الله عليه وسلّم [وخلافِه ]. كان هذا تَغلِيظاً مِن النّبىّ - صلّى الله عليه وَسلم وغَضَباً، فقال: هكَذَا هو عِندنا - والله تعالى أعلم.
أخبرنا هِبَة الله السَّيِّدى [إجازَةً ]، أنا أبو بكر البَيْهَقِى، أنا الحاكم أبو عبد الله، أخبرني أبو أحمد بن أبى الحسَن، أنا عبد الرحمَنِ - يعنى - ابن محمد، ثنا أبى، ثنا حَرمَــلة، سمعتُ الشافعىَّ - رحمه الله - يقول: في حديث النّبىّ - صلَّى الله عليه وسلّم - حَيثُ قال: اشتَرطِى لهم الوَلاء. معناه: اشترطى عليهم الولاء. قال الله - عزّ وجلّ - {أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ}
: أي عليهم اللَّعْنة.
قال الحاكِمُ: ثنا الأصَمُّ، أنا الرّبيع، قال الشّافِعى: حَدِيثُ يحيى بن مَعين ، عن عَمْرَة، عن عائشةَ: أثبَتُ من حديث هِشَامٍ، وأَحسِبُه غلط في قوله: "واشتَرِطى لهم الوَلاءَ". وأحْسِبُ حديث عَمْرَةَ: أنَّ عائشة كانت شرطت لهم بِغَير أمْرِ النَّبى - صلّى الله عليه وسلّم -، وهي تَرى ذلك يَجوز، فأَعْلَمها رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلّم - أَنَّها إن أَعتَقتْها فالوَلَاء لها، وقال: لا يَمْنَعَنْك عنها مَا تقدَّم من شرطِكِ، ولا أَرَى أنّه أَمرَها أن تشتَرِط لهم ما لا يَجوُز.
لَا
: (! لَا: تكونُ نافِيَةً) ، أَي حَرْفٌ يُنْفَى بِهِ ويُجْحَدُ بِهِ، وأَصْلُ ألِفِها ياءٌ عنْدَ قُطْرب حِكايَةً عَن بعضِهم أَنَّه قالَ: لَا أَفْعَلُ ذلكَ فأمالَ لَا.
وقالَ اللَّيْثُ: يقالُ: هَذِه لَا مَكْتُوبةٌ، فتَمُدُّها لتتم الكَلِمة اسْماً، وَلَو صَغَّرْتَ لقُلْتَ: هَذِه لُوَيَّةٌ مَكْتوبَةٌ إِذا كانتْ صَغِيرَة الكتبةِ غَيْر جَلِيلةٍ.
وحكَى ثَعْلب لَوَّيْتُ لاءً حَسَنَةً عَمِلْتُها، ومَدَّلا لأنَّه قد صَيَّرها اسْماً، والاسْمُ لَا يكونُ على حَرْفَيْن وضعا، واخْتَار الألِفَ مِن بينِ حُروفِ المَدِّ واللِّين لمَكانِ الفَتْحةِ؛ قالَ: وَإِذا نَسَبْتَ إِلَيْهَا قلْتَ: لَوَوِيٌّ. وقَصِيدَةٌ لَوَوِيَّةٌ: قافِيَتُها لَا.
(وَهِي على خَمْسةِ أَوْجُهٍ) .
الأوَّل: (عامِلَةٌ عَمَلَ إنَّ) ، وإنَّما يَظْهَرُ نَصْب اسْمِها إِذا كانَ خافِضاً نَحْو: لَا صاحِبَ جُودٍ مَمْقوتٌ، وَمِنْه قولُ المُتَنبِّي:
فَلَا ثَوْبَ مَجْدٍ غَيْرُ ثَوْبِ ابنِ أَحْمد
على أَحَدٍ إلاَّ بلُؤْمٍ مُرقع أَو رافِعاً نَحْو: لَا حَسَناً فِعْلُه مَذْمومٌ؛ أَو ناصِباً لَا طالِعاً جَبَلاً حاضِرٌ؛ وَمِنْه لَا خَيْرَ مِن زيْدٍ عنْدَنا؛ وقولُ المتنبِّي:
قفَا قَليلاً بهَا عليّ فَلَا
أَقَلّ مِن نَظْرةٍ أُزوَّدُها (و) الثَّاني: عامِلَةٌ (عَمَلَ ليسَ) ، وَهُوَ نَفْيُ غَيْر الْعَام نَحْو: لَا رَجُلَ فِي الدَّارِ وَلَا امْرأَةً، والفَرْقُ بينَ نَفْي الْعَام ونَفْي غَيْر الْعَام أنَّ نَفْيَ العامِ نَفْيٌ للجِنْسِ تقولُ: لَا رَجُل فِي الدارِ أَي ليسَ فِيهَا مِن جِنْسِه أَحَدٌ؛ ونَفْيَ غَيْر الْعَام نَفْيٌ للجُزْءِ فإنَّ قوْلَكَ: لَا رَجُل فِي الدَّارِ! وَلَا امْرأَة، يَجوزُ أَنْ يكونَ فِي الدَّارِ رَجُلانِ أَو رِجالٌ وامْرأَتانِ أَو نِساءٌ. (وَلَا تَعْمَلُ إلاَّ فِي النّكِراتِ كقولهِ) ، أَي الشَّاعِر وَهُوَ سعْدُ بنُ ناشبٍ، وقيلَ سعْدُ بنُ مالِكٍ يُعَرِّضُ بالحارِثِ بنِ عبَّادٍ اليَشْكُري وَكَانَ قد اعْتَزَلَ حَرْبَ تَغْلب وبَكْر ابْنَي وائِلٍ:
(مَنْ صَدَّ عَن نِيرانَها (فأَنَا ابنُ قَيْسٍ لَا بَراح) والقَصِيدَةُ مَرْفوعَةٌ وفيهَا يقولُ: بِئْسَ الخِلائِفُ بَعدنَا
أَولادُ يَشْكُر واللّقاحِوأَرادَ باللّقاحِ بَني حنيفَةَ وتقدَّمَ للمصنِّفِ فِي الحاءِ. وقَوْلُهم: لَا بَراح مَنْصوبٌ كقَوْلهم: لَا رَيْبَ، ويَجوزُ رَفْعه فتكونُ لَا بِمَنْزِلَة ليسَ.
قُلْتُ: وَهَذِه عِنْدَهم تُسَمَّى لَا التَّبْرِئةِ، وَلها وُجُوهٌ فِي نَصْبِ الْمُفْرد والمُبكَرَّ وتَنْوِين مَا يُنَوَّن وَمَا لَا يُنَوَّن كَمَا سَيَأتي؛ والاخْتِيارُ عنْدَ جمِيعِ النّحويِّين أَن يُنْصَبَ بهَا مَا لَا يُعادُ فِيهِ كَقَوْلِه، عزَّ وجلَّ: {ألم، ذلكَ الكِتابُ لَا رَيْبَ فِيهِ} ، أَجْمع القُراءُ على نَصْبِه.
وَفِي المِصْباح: وجاءَتْ بمعْنَى ليسَ نَحْو: لَا فِيهَا غُول، أَي ليسَ فِيهَا؛ وَمِنْه قولُهم: لَا هَاء الله ذَا، أَي ليسَ واللهاِ ذَا، والمعَنْى لَا يكونُ هَذَا الأَمْر.
(و) الثَّالثُ: أنْ (تكونَ عاطِفَةً بشَرْطِ أَنْ يَتَقَدَّمَها إثْباتٌ: كجاءَ زَيْدٌ لَا عَمْرٌ و؛ أَو أمْرٌ: كاضْرِبْ زَيْداً لَا عَمْراً) ؛ أَو نِداءٌ نَحْو: يَا ابنَ أَخي لَا ابنَ عَمِّي. (و) بشَرْطِ (أَن يَتَغايَرَ مُتَعاطِفاها فَلَا يجوزُ جاءَني رجُلٌ لَا زَيْدٌ لأنَّه يَصْدُقُ على زيدٍ اسْمُ الرَّجُلِ) بخِلافِ جاءَني رجُلٌ لَا امْرأَة، وبشَرْط أَنْ لَا تَقْتَرِن بعاطِفٍ. فَهِيَ شُروطٌ ثلاثَةٌ ذكرَ مِنْهَا الشَّرْطَيْن وأغفلَ عَن الثالثِ، وَقد ذَكَرَه الجَوْهرِي وغيرُه كَمَا سَيَأْتي.
وَفِي المِصْباح: وتكونُ عاطِفَةً بعْدَ الأَمْرِ والدُّعاءِ والإِيجابِ، نَحْو: أَكْرِمْ زَيْداً لَا عَمْراً، واللهُمَّ اغْفِرْ لزَيْد، لَا عَمْرٍ و، وقامَ زَيْدٌ لَا عَمْرٌ و، وَلَا يجوزُ ظُهور فِعْل ماضٍ بعْدَها لئَلاَّ يلتبسُ بالدُّعاءِ، فَلَا يقالُ قامَ زَيْدٌ لَا قامَ عَمْرو. وَقَالَ ابنُ الدهان: وَلَا تَقَعُ بعْدَ كَلام مَنْفيَ لأنَّها تَنْفي عَن الثَّانِي مَا وَجَبَ للأوَّلِ، فَإِذا كانَ الأوَّلُ مَنْفيّاً فَمَاذَا يَنْفي، انتَهَى.
وَفِي الصِّحاح: وَقد تكونُ حَرْفَ عَطْفٍ لإخْراجِ الثَّانِي ممَّا دخلَ فِيهِ الأوَّل كقَوْلكَ: رَأَيْت زَيْداً لَا عَمْراً، فإنْ أَدْخَلْت عَلَيْهَا الْوَاو خَرَجَتْ مِن أَنْ تكونَ حَرْف عَطْفٍ كقَوْلكَ: لم يَقُمْ زَيْدٌ وَلَا عَمرو، لأنَّ حُرُوفَ النِّسَق لَا يَدْخلُ بعضُها على بعضٍ، فتكونُ الواوُ للعطْفِ وَلَا إنَّما هِيَ لتَوْكيدِ النَّفْي، انتَهَى.
وَفِي المِصْباح: قَالَ ابنُ السَّراج وتَبِعَه ابنُ جنِّي: مَعْنى لَا العاطِفَة التَّحْقيق للأَوّل والنَّفْي عَن الثَّانِي فتقولُ قامَ زَيْدٌ لَا عَمْرو، واضْرِبْ زَيْداً لَا عَمْراً، ولذلكَ لَا يجوزُ وُقُوعُها بعْدَ حُروفِ الاسْتِثْناءِ فَلَا يقالُ قامَ القَوْمُ إلاَّ زَيْداً وَلَا عَمْراً، وشبْه ذلكَ، وذلكَ أَنَّها للإخْراجِ مماَّ دَخَلَ فِيهِ الأوَّل، والأوّل هُنَا مَنْفيٌّ، ولأنَّ الواوَ للعَطْفِ وَلَا للعَطْفِ وَلَا يَجْتَمِعُ حَرْفانِ بمعْنًى واحِدٍ، قالَ: والنَّفْي فِي جَمِيعِ العربِيَّةِ متّسقٌ بِلاَ إلاَّ فِي الاسْتِثْناءِ، وَهَذَا القسْمُ داخِلٌ فِي عُمومِ قَوْلهم لَا يَجوزُ وُقُوعها بعْدَ كَلامٍ مَنْفيَ. قالَ السّهيلي: ومِن شَرْط العَطْف أَن لَا يصدق المَعْطوف عَلَيْهِ على المَعْطوف فَلَا يَجوزُ قامَ رجُلٌ لَا زَيْدٌ، وَلَا قامَتِ امرأَةٌ لَا هِنْد، وَقد نَصّوا على جَوازِ اضْربْ رجُلاً لَا زَيْداً فيحتاجُ إِلَى الفَرْقِ، انتَهَى الغَرَض مِنْهُ، وللحافِظِ تَقِيّ الدِّيْن السّبكي فِي هَذِه المَسْأَلةِ رِسَالَة بالخُصوصِ سَمَّاها نَيْل العُلا فِي العَطْفِ! بِلا، وَهِي جَوابٌ عَن سؤالٍ لولدِه القاضِي بَهاء الدِّيْن أَبي حامِدٍ أَحْمد بن عليَ السَّبكي وَقد قَرَأَها الصَّلاح الصَّفدي على التَّقي فِي دِمَشْق سَنَة 753، وحَضَرَ القِراءَةَ جُمْلةٌ مِن الفُضَلاءِ وَفِي آخِرها حَضَرَه القاضِي تَاج الدِّيْن عَبْدُ الوَهاب وَلَدُ المصنِّف، وفيهَا يقولُ الصَّفدي مقرظاً:
يَا مَنْ غَدا فِي العِلْم ذَا همةٍ
عَظِيمة بالفَضْلِ تملا الملالم تَرْقَ فِي النَّحْوِ إِلَى رتْبَةٍ
سامِيَةٍ إلاَّ بنَيْلِ العُلاوسأَخْتَصِرُ لكَ السَّؤالَ والجَوابَ، وأَذْكر مِنْهُمَا مَا يَتَعلَّقُ بِهِ الغَرَض:
قالَ يُخاطِبُ وَلَدَه: سَأَلْتَ أَكْرَمَك اللهاُ عَن قامَ رجُلٌ لَا زَيْد، هَل يصحُّ هَذَا التَّرْكِيب، وأنَّ الشَّيْخ أَبَا حيَّان جَزَمَ بامْتِناعِهِامْتَنَع جاءَ رَجُل لَا زَيْد كَمَا قَالُوهُ فَهَل يَمْتَنِع ذلكَ فِي العامِّ والخاصِ مِثْل قامَ الناسُ لَا زَيْد، وكيفَ يمنعُ أَحدٌ مَعَ تَصْريح ابنِ مالِكٍ وغيرِه بغيَّةِ قامَ الناسُ وزَيْدٌ، ولأيِّ شيءٍ يَمْتَنع العَطْف بِلا فِي نَحْو مَا قامَ إلاَّ زَيْدٌ لَا عَمْرو، وَهُوَ عَطْفٌ على مُوجبٍ لأنَّ زَيْداً مُوجبٌ وتعْلِيلهم بِأَنَّهُ يلْزمُ نَفْيه مَرَّتَيْن ضَعِيف لأنَّ الإطْنابَ قد يَقْتَضِي مِثْلَ ذلكَ لَا سيَّما والنَّفْي الأوَّل عامٌّ والنَّفْي الثَّانِي خاصٌّ، فأَسْوأُ دَرَجاتِه أَنْ يكونَ مِثْل مَا قامَ الناسُ وَلَا زَيْد؛ هَذَا جُمْلةَ مَا تضمَّنَه كتابك فِي ذلكَ، بارَكَ اللهاُ فِيك.
والجَوابُ: أَمَّا الشَّرْط الَّذِي ذَكَره أَبو حيَّان فِي العَطْفِ بِلا، فقد ذَكَرَه أَيْضاً أَبو الحَسَنِ الأبدي فِي شَرح الجَزُوليَّة فقالَ: لَا يُعْطَفُ بِلا إلاَّ بشَرْطٍ وَهُوَ أَنْ يكونَ الكَلامُ الَّذِي قَبْلها يتضَمَّنُ بمفْهومِ الخِطابِ نَفْي الفِعْل عمَّا بَعْدَها، فيكونُ الأوَّل لَا يَتَناوَلُ الثَّانِي نَحْو قَوْله جاءَني رجُلٌ لَا امْرَأَة، وجاءَني عالِمٌ لَا جاهِلٌ، وَلَو قُلْتَ: مَرَرْتُ برجُلٍ لَا عَاقِل لم يجزْ لأنَّه ليسَ فِي مَفْهومِ الكَلامِ الأوَّل يَنْفِي الفِعْلَ عَن الثَّانِي، وَهِي لَا تَدْخُل إلاَّ لتَأْكيدِ النَّفْي فإنْ أَرَدْتَ ذلكَ المَعْنى جِئْتَ بغَيْر فتقولُ: مَرَرْتُ برَجُلٍ غَيْر عَاقِلَ وغَيْر زَيْد، ومَرَرْت بِزَيْدٍ لَا عَمْرو، لأنَّ الأوَّل لَا يَتَناوَلُ الثَّانِي.
وَقد تضمَّنَ كلامُ الأبدي هَذَا زِيادَةً على مَا قالَهُ السَّهيلي وأَبو حيَّان، وَهِي قَوْله: إنَّها لَا تَدْخُل إلاَّ لتَأْكِيدِ المنَّفْي، وَإِذا ثَبَتَ أَنَّ لَا لَا تَدْخُلُ إلاَّ لتَأْكيدِ النَّفْي اتَّضَحَ اشْتِراط الشَّرْط المَذْكُور، لأَنَّ مَفْهوم الخِطابِ اقْتَضَى فِي قولِكَ قامَ رجُلٌ نَفْيَ المَرْأَةِ فدَخَلَتْ لَا للتَّصْريحِ بِمَا اقْتضاهُ المَفْهُوم، وكذلكَ قامَ زَيْدٌ لَا عَمْرو، أمَّا قامَ رجُلٌ لَا زَيْد فَلم يَقْتضِ المَفْهوم نَفْي زَيْد فلذلكَ لم يجزْ العَطْفُ! بِلا لأنَّها لَا تكونُ لتَأْكِيدِ نَفْي بل لتأَسِيسِه، وَهِي وَإِن كانَ يُؤْتَى بهَا لتَأْسِيسِ النَّفْي فكذلكَ فِي نَفْيٍ يقصدُ تَأْكِيدُه بهَا بخِلافِ غيرِها مِن أَدَواتِ النَّفي كلَمْ وَمَا، وَهُوَ كَلامٌ حَسَنٌ.
وأَيْضاً تَمْثِيل ابْن السَّراج فإنَّه قالَ فِي كتابِ الأُصول: وَهِي تَقَعُ لإخْراجِ الثَّانِي ممَّا دَخَلَ فِيهِ الأوَّل، وذلكَ قَوْله: ضَرَبْت زيْداً لَا عَمْراً، ومَرَرْتُ برجُلٍ لَا امْرأَةٍ، وجاءَني زَيْدٌ لَا عَمْرو، فانْظُرْ أَمْثِلَته لم يَذْكُر فِيهَا إلاَّ مَا اقْتَضاهُ الشَّرْطُ المَذْكُور.
وأيْضاً تَمْثِيل جَماعَة مِن النُّحاة مِنْهُم ابْن الشَّجَري فِي الأمالِي قالَ: إنَّها تكونُ عاطِفَةً فتَشْركُ مَا بَعْدَها فِي إعْرابِ مَا قَبْلها وتَنْفي عَن الثَّانِي مَا ثَبَتَ للأوَّل كَقَوْلِك: خَرَجَ زَيْدٌ لَا بكر، ولَقِيتُ أَخاكَ لَا أَباكَ، ومَرَرْتُ بحَمِيكَ لَا أَبِيكَ، وَلم يَذْكُر أَحدٌ مِن النّحاةِ فِي أَمْثلتِه مَا كونُ الأوَّل فِيهِ يحتملُ أَن يَنْدرجَ فِيهِ الثَّانِي، وخَطَرَ لي فِي سَبَبِ ذلكَ أَمْران: أَحَدُهما: أَنَّ العَطْفَ يَقْتَضِي المُغايَرَةَ، فَهَذِهِ القاعِدَةُ تَقْتَضِي أنَّه لَا بُدَّ فِي المَعْطوفِ أنْ يكونَ غَيْرَ المَعْطوفِ عَلَيْهِ، والمُغايَرَةُ عنْدَ الإطْلاقِ تَقْتَضِي المُبايَنَةَ لأنَّها المَفْهومُ مِنْهَا عنْدَ أَكْثَر الناسِ وإنْ كانَ التَّحْقيقُ أنَّ بينَ الأعَمِّ والأخَصِّ والعامِّ والخاصِّ والجُزْء، والكُلِّ مغايَرَةً، ولكنَّ المُغايَرَةَ عنْدَمَعَ إرادَةِ مَدْلُول رَجُل فِي احْتِمالِه لزَيْد وغَيْره لَا فائِدَةَ فِيهِ، ونقولُ أنَّه مُتنَاقِضٌ لأنَّه إِن أَرَدْتَ الإخبْارَ بنَفْي قِيامِ زَيْد وبالإخْبار بقِيامِ رجُلٍ المُحْتمل لَهُ ولغيْرِه كانَ مُتَناقِضاً، وَإِن أَرَدْتَ الإخْبارَ بقِيامِ رجُلٍ غَيْر زَيْد كَانَ طَرِيقُك أَنْ تقولَ غَيْر زَيْد، فَإِن قُلْتَ لَا بمعْنَى غَيْر لم تَكُنْ عاطِفَةً، ونحنُ إنَّما نَتَكلَّمُ على العَاطِفَةِ، والفَرْقُ بَيْنهما أنَّ الَّتِي بمعْنَى غَيْر مُقَيّدَةٌ للأُولى مُبَيِّنَةٌ لوَصْفِه، والعاطِفَة مُبَيِّنة حُكماً جَدِيداً لغَيْرِه، فَهَذَا هُوَ الَّذِي خَطَرَ لي فِي ذلكَ وَبِه يُتَبَيَّنُ أنَّه لَا فَرْقَ بينَ قَوْلك قامَ رَجُلٌ لَا زَيْد، وقَوْلك قامَ زَيْدٌ لَا رَجُل، كِلاهُما مُمْتَنِعٌ إلاَّ أَن يُرادَ بالرَّجُلِ غَيْرُ زَيْدٍ فحينَئِذٍ يصحُّ فيهمَا إنْ كانَ يصحُّ وَضْع لَا فِي هَذَا المَوْضِع مَوْضِع غَيْر وَفِيه نَظَرٌ وتَفْصيلٌ سنَذْكُره، وإلاَّ فنَعْدلُ عَنْهَا إِلَى صِيغَةِ غَيْر إِذا أُرِيدَ ذلكَ المَعْنى.
وبَيْنَ العَطْفِ ومَعْنى غَيْر فَرْقٌ، وَهُوَ أنَّ العَطْفَ يَقْتضِي النَّفْيَ عَن الثَّانِي بالمَنْطوقِ وَلَا تعرض لَهُ للأوَّل إلاَّ بتَأْكِيدِ مَا دَلَّ عَلَيْهِ بالمَفْهوم إنْ سَلِم، ومَعْنى غَيْر يَقْتَضِي تَقْييِد الأوَّل وَلَا تعرض لَهُ للثَّانِي إلاَّ بالمَفْهومِ إِن جَعَلْتها صِفَةً، وإنْ جَعَلْتها اسْتِثْناءً فحُكْمُه حُكْم الاسْتِثْناء فِي أَنَّ الدَّلالَةَ هَل هِيَ بالمَنْطوقِ أَو بالمَفْهومِ وَفِيه بَحْثْ.
والتَّفْصِيلُ الَّذِي وَعَدْنا بِهِ هُوَ أنَّه يَجوزُ قامَ رجُلٌ غَيْر زَيْد، وامْررْ برَجُلٍ غَيْر عاقِلٍ، وَهَذَا رَجُل لَا امْرأَة، وَرَأَيْت طَويلا لَا قَصِيرا. وَلَا يجوز: هَذَا رجل غير زيد،! وَلَا: رَأَيْتُ طَويلاً غَيْر قَصِيرٍ، فإنْ كَانَا عَلَمْين جازَ فِيهِ لَا وغَيْر، وهذانِ الوَجْهانِ اللذانِ خَطَرَا لي زائِدَانِ على مَا قالَهُ السّهيلي والأبدي مِن مَفْهومِ الخِطابِ لأنَّه إنَّما يَأْتي على القَوْلِ بمَفْهومِ اللّقَبِ وَهُوَ ضَعِيفٌ عنْدَ الأُصُوليِّين، وَمَا ذَكَرْته يأْتي عَلَيْهِ وعَلى غَيْرِه على أنَّ الَّذِي قَالَاه أَيْضاً وَجْه حَسَن يَصِيرُ مَعَه العَطْف فِي حُكْمِ المُبَيّن لمعْنَى الأَول مِن انْفِرادِه بذلِكَ الحُكْم وَحْده والتَّصْريح بعَدَمِ مُشارَكَة الثَّانِي لَهُ فِيهِ وإلاَّ لكانَ فِي حُكْم كَلامٍ آخر مُسْتَقِل، وليسَ هُوَ المَسْأَلةُ وَهُوَ مطردٌ أَيْضاً فِي قوْلكَ قامَ رجُلٌ لَا زَيْد وَقَامَ زيدٌ لَا رَجُل، لأنَّ كُلاًّ مِنْهُمَا عنْدَ الأُصُولِيِّين لَهُ حُكْم اللّقَب، وَهَذَا الوَجْه مَعَ الوَجْهَيْن اللذينِ خَطَرَا لي إنَّما هُوَ فِي لَفْظَةٍ لَا خاصَّة لاخْتِصاصِها بسَعَةِ النَّفْي ونَفْي المُسْتَقْبَل على خِلافٍ فِيهِ وَوضع الكَلام فِي عَطْفِ المُفْرداتِ لَا عَطْف الجُمَل، فَلَو جِئْتَ مَكانَها بِمَا أَو لم أَو ليسَ وجَعَلْته كَلاماً مُسْتَقلاَّ لم يَأْتِ المَسْأَلة وَلم يَمْتَنع.
وأَمَّا قولُ البَيانيين فِي قَصْرِ المَوْصُوف إفْراداً زَيْد كاتِبٌ لَا شاعِرٌ فصَحِيح لَا مُنافَاة بَيْنه وبَيْنَ مَا قُلْناه، وقَوْلُهم عَدَم تَنافِي الوَصْفَيْن مَعْناه أنَّه يُمْكِنُ صِدْقهما على ذاتٍ واحِدَةٍ كالعالِمِ والجاهِلِ، فإنَّ الوَصْفَ بأحَدِما يَنْفي الوَصْفَ بالآخرِ لاسْتِحالَةِ اجْتماعِهما، وأَمَّا شَاعِرٌ وكاتِبٌ فالوَصْفُ بأحدِهما لَا يَنْفِي الوَصْفَ بالآخرِ لإِمْكانِ اجْتماعِهما فِي شاعِرٍ كَاتِب فإنَّه يَجِيءُ نَفْي الآخر إِذا أُرِيدَ قَصْر المَوْصُوف على أَحَدِهما بِمَا تَفْهمُه القَرائنُ وسِياقُ الكَلام؛ فَلَا يقالُ مَعَ هَذَا كيفَ يَجْتَمِعُ كَلامُ البَيانِيِّين مَعَ كَلامِ السَّهيلي والشَّيْخ لظُهورِ إمْكانِ اجْتِماعِهما، وأَمَّا قَوْلك قامَ رَجُلٌ وزَيْد فتَرْكِيبٌ صَحِيحٌ ومَعْناهُ قامَ رَجُل غَيْر زَيْد وزَيْد، واسْتَفَدْنا التَّقْييد مِن العَطْفِ لمَا قَدَّمْناه مِن أنَّ العَطْفَ يَقْتَضِي المُغايَرَة، فَهَذَا المُتكلِّمُأنَّ النَّفْيَ الأوَّل عامٌّ وَالثَّانِي خاصٌّ صَحِيحٌ لكنَّه ليسَ مِثْل جاءَ زَيْدٌ لَا عَمْرو، لمَا ذَكَرْنا أَنَّ النَّفْيَ فِي غَيْرِ زَيْدٍ مَفْهومٌ وَفِي عَمْرٍ ومَنْطوقٌ، وَفِي الناسِ المُسْتَثْنى مِنْهُ مَنْطوقٌ فخَالَفَ ذلِكَ الْبَاب، وقَوْلُك فأَسْوأُ دَرَجاتِه أنْ يكونَ مِثْل مَا قامَ النَّاس وَلَا زَيْد مَمْنُوع وليسَ مِثْله، لأنَّ العَطْفَ فِي وَلَا زَيْد ليسَ بِلا بل بالواوِ، وللعَطْفِ بِلا حُكْم يخصّه ليسَ للواوِ، وليسَ فِيهِ قوْلنا مَا قامَ الناسُ وَلَا زَيْد أَكْثَر مِن خاصّ بَعْدَ عَام. هَذَا مَا قدَّرَه اللهاُ لي مِن كتابَتِي جَوَابا للولدِ بارَكَ اللهاُ فِيهِ، واللهاُ أَعْلم.
قُلْتُ: هَذَا خلاصَةُ السُّؤالِ والجَوابِ نقَلْتُهما مِن نسخةٍ سَقِيمةٍ فليَكُنِ النَّاظِرُ فيمَا ذَكَرْت على أهبةِ التأَمّل فِي سِياقِ الألفاظِ فعَسَى أَن يَجِدَ فِيهِ نَقْصاً أَو مُخالفَةً.
ثمَّ قَالَ المصنِّفُ: (وتكونُ جَواباً مُناقضاً لنَعَمْ) وبَلَى، ونَصُّ الجَوْهرِي: وَقد تكونُ ضِدّاً لبَلَى ونَعَم؛ (وتُحْذَفُ الجُمَلُ بعدَها كثيرا وتُعْرَضُ بينَ الخافِضِ والمَخْفوضِ نحوُ: جِئْتُ بِلا زادٍ، وغَضِبْتُ من لَا شيءٍ) ، وحينَئِذٍ تكونُ بمعْنَى غَيْر لأنَّ المَعْنى جِئْتُ بغَيْرِ زادٍ بغيرِ شيءٍ يُغْضَبُ مِنْهُ، كَمَا فِي المِصْباح. وَعَلِيهِ حَمَلَ بعضُهم قولَه تَعَالَى: {وَلَا الضَّالِّين} على بَحْثٍ فِيهِ.
وَقَالَ المبرِّدُ: إنَّما جازَ أَن تَقَعَ لَا فِي قولِه: {وَلَا الضَّالِّين} ، لأنَّ مَعْنى غَيْر مُتَضمِّنٌ مَعْنى النَّفْي، فجاءَتْ لَا تُشَدِّدُ مِن هَذَا النَّفْي الَّذِي تضمنه غَيْرُ لأنَّها تُقارِبُ الدَّاخِلَة، أَلا تَرى أنَّك تقولُ جاءَني زَيْدٌ وعَمْرو، فيقولُ السَّامِعُ: مَا جاءَكَ زَيْد وعَمْرو؟ فجازَ أَن يكونَ جاءَهُ أَحدُهما، فَإِذا قالَ مَا جاءَني زَيْد وَلَا عَمْرو فقد بيَّن أنَّه لم يَأْتِه واحِدٌ مِنْهُمَا، انْتهى.
وَإِذا جُعِل غَيْر بمعْنَى سِوَى فِي الآيةِ كانتْ لَا صِلَةً فِي الكَلام، كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ أَبو عبيدَةَ، فتأَمَّل.
(و) الَّرابعُ: أنْ (تكونَ مَوْضوعةً لطَلَبِ الترْكِ) . قَالَ شيْخُنا: هَذَا مِن عَدَمِ مَعْرفةِ اصْطِلاحِ فإنَّ مُرادَه لَا الناِهيَة، انتَهَى.
قُلْتُ: يبعدُ هَذَا الظَّنَّ على المصنِّفِ وكأنَّه أَرادَ التَّفَنّنَ فِي التَّعْبيرِ.
وَفِي الصِّحاح: وَقد تكونُ للنَّهْي كَقَوْلِك: لَا تَقُمْ وَلَا يَقُمْ زَيْد، يُنْهى بِهِ كلُّ مَنْهيَ مِن غائِبٍ وحاضِرٍ.
(وتَخْتَصُّ بالدُّخولِ على المُضارِعِ وتَقْتَضِي جَزْمَهُ واسْتِقْبالَه) نَحْو: قَوْله تَعَالَى: {لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وعَدُوَّكُم أَوْلياءَ} قَالَ صاحِبُ المِصْباح: لَا تكونُ للنَّهْي على مُقَابلةِ الأمْرِ لأنَّه يقالُ اضْرِبْ زَيْداً، فتقولُ: لَا تَضْرِبْه، ويقالُ اضْرِبْ زَيْداً وعَمْراً، فتقولُ: لَا تَضْرِبْ زَيْداً وَلَا عَمْراً بتَكْرِيرِها لأنَّه جوابٌ عَن اثْنَيْن فكَانَ مُطابقاً لمَا بُني عَلَيْهِ مِن حكْمِ الكَلامِ السابِقِ، فإنَّ قَوْلك اضْرِبْ زَيْداً وعَمْراً جُمْلتانِ فِي الأصْلِ، قَالَ ابنُ السَّراج: لَوْ قُلْت لَا تَضْرِبْ زَيْداً وعَمْراً لم يَكُنْ هَذَا نَهْياً عَن الاثْنَيْن على الحَقِيقَةِ لأنَّه لَوْ ضُرِبَ أَحدُهما لم يكُنْ مُخالِفاً، لأنَّ النَّهْيَ لَا يَشْملُهما، فَإِذا أَرَدْتَ الانْتهاءَ عَنْهُمَا جمِيعاً فنَهْيُ ذلكَ لَا تَضْرِبْ زَيْداً وَلَا عَمْراً فمَجِيئها هُنَا لانْتِظامِ النَّهْي بأَسْرِه وخُرُوجها إخْلال بِهِ، انتَهَى.
قَالَ صاحِبُ المِصْباح: ووَجْهُ ذلكَ أنَّ الأصْلَ لَا تَضْرِبْ زَيْداً وَلَا تَضْرِبْ عَمْراً لكنَّهم حذَفُوا الفِعْلَ الثَّانِي اتِّساعاً لدَلالَةِ المعْنى عَلَيْهِ، لأنَّ لَا النَّاهية لَا تَدْخُلُ إلاَّ على فِعْلٍ، فالجُمْلةُ الثانِيَةُ مُسْتقلةٌ بنَفْسِها مَقْصودَةٌ بالنَّهْي كالجُمْلةِ الأُولى، وَقد يَظْهَرُ الفِعْل وتُحْذَفُ لَا لفَهْم المَعْنى أَيْضاً نَحْو: لَا تَضْرِبْ زَيْداً وتَشْتم عَمْراً، وَمِنْه: لَا تأْكُلِ السَّمَك وتَشْرَب اللَّبَنَ، أَي لَا تَفْعَل واحِداً مِنْهُمَا؛ وَهَذَا بخِلافِ لَا تَضْربْ زَيْداً وعَمْراً حيثُ كانَ الظاهِرُ أَنَّ النَّهْي لَا يَشْملُهما لجَوازِ إرادَةِ الجَمْعِ بَيْنهما، وبالجُمْلةِ فالفَرْقُ غامِضٌ وَهُوَ أنَّ العامِلَ فِي لَا تأْكُلِ السَّمك وتَشْرب اللّبن مُتَعينٌ وَهُوَ لَا، وَقد يجوز حَذْف العامِلِ لقَرِينَةٍ، والعامِلُ فِي لَا تَضْرِب زَيْداً وعَمْراً غَيْرُ مُتَعّين إِذْ يَجوزُ أَنْ تكونَ الْوَاو بمعْنَى مَعَ فوَجَب إثْبات لَا رفْعاً للَّبْسِ؛ وَقَالَ بعضُ المُتَأخِّرين: يجوزُ فِي الشِّعْر لَا تَضْرِبْ زَيْداً وعَمْراً على إرادَةِ وَلَا عَمْراً؛ قالَ: وتكونُ لنَفْي الفِعْل، فَإِذا دَخَلَتْ على المُسْتَقْبل عَمَّتْ جَمِيعَ الأزْمِنَةِ إلاَّ إِذا خصَّ بقَيْدٍ ونَحْوِه، نَحْو: واللهاِ لَا أَقُومُ، وَإِذا دَخَلَتْ على الماضِي نَحْو: واللهاِ لَا قُمْت، قَلَبَتْ مَعْناه إِلَى الاسْتِقْبالِ وصارَ مَعْناه واللهاِ لَا أَقُومُ فإنْ أُريدَ الماضِي قيلَ واللهاِ مَا قُمْت، وَهَذَا كَمَا تَقْلِبُ لم مَعْنى المُسْتَقْبل إِلَى الماضِي نَحْو: لم أقُمْ، والمَعْنى مَا قُمْت.
(و) الْخَامِس: أَن (تكونَ زائِدَةً) للتَّأْكِيدِ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {مَا مَنَعَكَ إذْ رَأَيْتَهُم ضَلُّوا أَلاَّ تَتَّبِعَن} ، أَي أَن تَتَّبِعَني وَقَالَ الفرَّاء: العَرَبُ تقولُ لَا صِلَة فِي كلَ كَلامٍ دَخَلَ فِي أَوَّله جَحْدٌ أَو فِي آخرهِ جَحْدٌ غَيْر مُصَرَّح، فالجَحْدُ السابقُ الَّذِي لم يُصَرَّح بِهِ كقَوْلهِ تَعَالَى: {مَا مَنَعَك أنْ لَا تَسْجُدَ} ، أَي أنْ تَسْجُدَ.
وَقَالَ السّهيلي: أَي من السُّجودِ إِذْ لَو كانتْ غَيْر زائِدَةٍ لكانَ التَّقْديرُ مَا مَنَعَك مِن عَدَمِ السُّجودِ فيَقْتَضِي أنَّه سَجَدوا لأَمْرٍ بخِلافِه؛ وَقَوله تَعَالَى: {وَمَا يُشْعِرُكُم أَنَّها إِذا جاءَتْ لَا يُؤْمِنُون} ، أَي يُؤْمِنُون.
ومِثالُ مَا دَخَلَ الجَحْدُ آخِرَه قَوْله تَعَالَى: {لئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الكِتابِ} أَلاَّ يَقْدِرُونَ على شيءٍ مِن فَضْلِ اللهاِ قالَ: وأَمَّا قولهُ، عزَّ وجلَّ: {وحَرامٌ على قَرْيةٍ أهْلَكْناها أَنَّهم لَا يَرْجِعُونَ} ؛ فلأَنَّ فِي الحَرامِ مَعْنى جَحْدٍ ومَنْعٍ؛ قالَ: وَفِي قولهِ تَعَالَى: {وَمَا يُشْعِرُكُم} مِثْله، فلذلكَ جُعِلت بعْدَه صِلةً مَعْناها السُّقُوط مِن الكَلام.
وَقَالَ الجَوْهرِي: وَقد تكونُ لَا لَغْواً؛ وأَنْشَدَ للعجَّاج: فِي بئْرِ لَا حُورٍ سرى وَمَا شَعَرْ
بإفْكِه حَتَّى رَأَى الصُّبْحَ جَشَرْوقال أَبو عبيدَةَ: إنَّ غَيْر فِي قولهِ تَعَالَى: {غَيْر المَغْضُوبِ عَلَيْهِم} ، بمعْنَى سِوَى. وإنَّ لَا فِي {وَلَا الضَّالِّين} صِلَةٌ، واحْتَجَّ بقولِ العجَّاج هَذَا.
قَالَ الفرَّاء: وَهَذَا جائِزٌ لأنَّ المَعْنى وقَعَ فيمَا لَا يتبيَّن فِيهِ عَمَلَه، فَهُوَ جَحْدٌ محْضٌ لأنَّه أَرادَ فِي بئْرِ مَاء لَا يُحِيرُ عَلَيْهِ شَيْئا، كأَنَّك قلْتَ إِلَى غَيْر رُشْدٍ توَجَّه وَمَا يَدْرِي؛ قالَ: وغَيْر فِي الآيةِ بمعْنَى لَا، ولذلكَ زِدْتَ عَلَيْهَا كَمَا تَقول فلانٌ غيرُ مُحْسِنٍ وَلَا مُجْمِلٍ، فَإِذا كَانَت غَيْر بمعْنَى سِوَى لم يجزْ أَن يكُرَّ عَلَيْهِ، أَلا تَرَى أنَّه لَا يَجوزُ أَن يقولَ: عِنْدِي سِوَى عبدِ اللهاِ وَلَا زيدٍ؟ .
ورَوَى ثَعْلَب أَنَّه سَمِعَ ابنَ الأعْرابي يقولُ فِي قولِ العجَّاج: أَرادَ حُؤُورٍ أَي رُجُوع، المَعْنى أنَّه وَقَعَ فِي بئْرِ هَلَكةٍ لَا رجُوعَ فِيهَا وَمَا شَعَرَ بذلكَ.
وقولهُ تَعَالَى: {وَلَا تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئةُ} ؛ قالَ المبرِّدُ: لَا صِلَةٌ، أَي والسَّيِّئَة؛ وقولُ الشاعرِ أَنْشَدَه الفرَّاء:
مَا كَانَ يَرْضَى رسولُ اللهاِ دِينَهُمُ
والأطْيَبانِ أَبو بَكْرٍ وَلَا عُمَرُ قالَ: أَرادَ وعُمَر، وَلَا صِلَةٌ، وَقد اتَّصَلَتْ بجَحْدٍ قَبْلها؛ وأنْشَدَ أَبو عبيدَةَ للشمَّاخ:
أعايش مَا لأَهْلِك لَا أَرَاهُمُ
يُضَيّعونَ الهِجَانَ مَعَ المضيّعِقال: لَا صِلَةٌ، والمَعْنى أَراهُم يُضَيِّعُونَ السّوامَ، وَقد غَلَّطُوه فِي ذلِكَ لأنَّه ظَنَّ أنَّه أَنْكَر عَلَيْهِم فَسادَ المالِ، وليسَ الأَمْرُ كَمَا ظَنَّ لأنَّ امْرأَتَه قالتْ لَهُ: لمَ تُشدِّدُ على نَفْسِك فِي العَيْشِ وتُكْرِم الإِبِلَ؟ فقالَ لَهَا: مَالِي أَرَى أَهْلَكِ يَتَعهَّدُونَ أَمْوالَهم وَلَا يُضَيِّعُونَها وأَنْتِ تَأْمُرِيني بإضاعَةِ المالِ؟ .
وَقَالَ أَبو عبيدٍ: أَنْشَدَ الأصْمعي لساعِدَةَ الهُذَلي:
أَفَعَنْكَ لَا بَرْقٌ كأَنَّ ومِيضَه
غابٌ تَسَنّمه ضِرامٌ مُثْقَبُقالَ يريدُ أمنك بَرْقٌ وَلَا صِلَةٌ.
وَقَالَ الأزْهري: وَهَذَا يُخالِفُ مَا قالَهُ الفرَّاءُ: إنَّ لَا لَا تكونُ صِلَةً إلاَّ مَعَ حَرْفِ نَفْي تقدَّمه.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قد تَأْتي لَا جَواباً للاسْتِفْهامِ، يقالُ: هَل قامَ زَيْدٌ؟ فَيُقَال: لَا.
وتكونُ عاطِفَةً بعْدَ الأمْرِ والدُّعاءِ، نَحْو: أَكْرِمْ زَيْداً لَا عَمْراً، واللهُمَّ اغْفِرْ لزَيْدٍ لَا عَمْرو، وَلَا يَجوزُ ظُهورُ فِعْلٍ ماضٍ بَعْدَها لئَلاَّ يلتبسُ بالدُّعاء، فَلَا يقالُ: قامَ زَيْدٌ لَا قامَ عَمْرو.
وتكونُ عِوَضاً مِن حَرْفِ البَيانِ والقصَّة ومِن إحْدَى النُّونَيْن فِي أَنَّ إِذا خُفّف نَحْو قَوْله تَعَالَى: {أَفلا يَرونَ أَنْ لَا يرجعَ إِلَيْهِم قَوْلاً} .
وتكونُ للدُّعاءِ نَحْو: لَا سلم: وَمِنْه {وَلَا تحمل علينا إصْراً} ؛ وتَجْزمُ الفِعْلَ فِي الدُّعاءِ جَزْمه فِي النَّهْي.
وتكونُ مهيئةً نَحْو: لَوْلا زَيْد لكانَ كَذَا، لأنَّ لَو كانتْ تَلِي الفِعْل فلمَّا دَخَلَتْ لَا مَعهَا غَيَّرَتْ مَعْناها وَوليت الِاسْم.
وتَجِيءُ بمعْنَى غَيْر، كَقَوْلِه تَعَالَى: {مالكُم لَا تَناصَرُونَ} ، فإنَّه فِي مَوْضِع نَصْبٍ على الحالِ، المَعْنى مالَكُم غَيْر مُتناصِرِينَ، قالَهُ الزجَّاج.
وَقد تُزادُ فِيهَا التاءُ فيُقالُ لاتَ، وَقد مَرَّ للمصنِّفِ فِي التَّاءِ.
قَالَ أَبو زَيْدٍ: التاءُ فِيهَا صِلَةٌ، والعَرَبُ تَصِلُ هَذِه التَّاء فِي كَلامِها وتَنْزِعُها؛ والأصْلُ فِيهَا لَا، والمَعْنى لَيْسَ، وَيَقُولُونَ: مَا أَسْتَطِيعُ وَمَا أَسْطِيعُ، وَيَقُولُونَ ثُمَّتَ فِي مَوْضِع ثُمَّ، ورُبَّتَ فِي موضِع رُبَّ، وَيَا وَيْلَتنا وَيَا وَيْلنا.
وذَكَرَ أَبو الهَيْثم عَن نَصيرِ الرَّازِي أنَّه قالَ فِي قولِهم: لاتَ هَنّا أَي ليسَ حينَ ذلكَ، وإنَّما هُوَ لَا هَنَّا فأَنَّثَ لَا فقيلَ لاَةَ ثمَّ أُضِيفَ فتحوَّلَت الهاءُ تَاء، كَمَا أَنَّثُوا رُبَّ رُبَّتَ وثُمَّ ثُمَّتَ، قالَ: وَهَذَا قولُ الكِسائي: ويُنْصَبُ بهَا لأنَّها فِي مَعْنى ليسَ؛ وأَنْشَدَ الفرَّاء:
تَذَكَّر حُبَّ لَيْلى لاتَ حِينا قالَ: ومِن العَرَبِ مَنْ يَخْفِضُ بلاتَ، وأَنْشَدَ: طَلَبُوا صُلْحَنا ولاتَ أَوانٍ
فأَجْبنا أَنْ ليسَ حِينَ بَقاءِونقلَ شَمِرٌ الإجْماعَ مِن البَصْرِيِّين والكُوفيِّين أَنَّ هَذِه التَّاءَ هاءٌ وُصِلَتْ بِلا لغَيْرِ مَعْنًى حادِثٍ.
وتأْتي لَا بمَعْنى ليسَ؛ وَمِنْه حديثُ العَزْل عَن النِّساءِ فَقَالَ: (لَا عَلَيْكم أَنْ لَا تَفْعَلُوا، أَي ليسَ عَلَيْكم) .
وَقَالَ ابنُ الأعْرابي: لاوَى فلانٌ فلَانا: إِذا خالَفَهُ.
وَقَالَ الفرَّاءُ: لاوَيْتُ قُلْت لَا.
قَالَ ابنُ الأعْرابي: يقالُ لَوْلَيْتُ بِهَذَا المَعْنى.
قُلْت: وَمِنْه قولُ العامَّة: إنَّ اللهاَ لَا يُحبُّ العَبْدَ اللاَّوي أَي الَّذِي يُكْثرُ قَوْلَ لَا فِي كِلامِه.
قَالَ اللّيْث: وَقد يُرْدَفُ أَلا بِلا فيُقال أَلا لَا؛ وأَنْشَدَ:
فقامَ يذُودُ الناسَ عَنْهَا بسَيْفِه
وَقَالَ أَلالا مِن سَبِيلٍ إِلَى هِنْدٍ ويقالُ للرَّجُلِ: هَل كانَ كَذَا وَكَذَا؟ فيُقالُ: أَلالا، جعلَ أَلا تَنْبِيهاً وَلَا نَفْياً؛ وأَمَّا قولُ الكُمَيْت:
كَلا وكَذا تَغْمِيضةً ثمَّ هِجْتُمْ
لَدَى حِين أَنْ كانُوا إِلَى النَّوْمِ أَفْقَرافيقولُ: كأَنَّ نَوْمَهم فِي القلَّةِ كقولِ القائِلِ لاوذا، والعَرَبُ إِذا أَرادُوا تَقْلِيلَ مُدَّة فِعْلٍ أَو ظُهورِ شيءٍ خَفِيٍ قَالُوا: كانَ فِعْلُه كَلا، ورُبَّما كَرَّرُوا فَقَالُوا: كَلا وَلَا؛ ومِنَ الأوَّل قولُ ذِي الرُّمّة:
أَصابَ خَصاصَةً فبَدا كَليلاً
كَلا وانْفَلَّ سائِرُه انْفِلالاومِن الثَّانِي قولُ الآخرِ:
يكونُ نُزولُ القَوْمِ فِيهَا كَلا وَلَا ومِن سَجَعاتِ الحَرِيرِي: فَلم يَكُنْ إلاَّ كَلا وَلَا، إشارَة إِلَى تَقْلِيلِ المدَّةِ ومنهَا فِي الحمصيةِ بُورِكَ فِيك مِن طَلا كَمَا بُورِكَ فِي لَا وَلَا، إشارَة إِلَى قولهِ تَعَالَى: {لَا شَرْقِيَّة وَلَا غَرْبِيَّة} .
وَيَقُولُونَ: إمّا نَعَم مُرِيحَة وإمَّا لَا مُرِيحَة، وَيَقُولُونَ: لَا إحْدَى الرَّاحَتَيْن، وَفِي قولِ الأبوصيري يَمْدَحُ النَّبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
نَبِيِّنا الآمِرُ الناهِي فَلَا أَحَد
أَبَرّ فِي قوْلِ لَا مِنْهُ وَلَا نَعَموقال آخَرُ:
لَوْلا التَّشَهُّدُ كانتْ لاءهُ نَعَمُ فمدَّها.
مهمة.
اخْتُلِفَ فِي لَا فِي مَواضِع مِن التَّنْزيلِ هَل هِيَ نافِيَةٌ أَو زائِدَةٌ:
الأوَّل: قولهُ تَعَالَى: {لَا أُقْسِمُ بيَوْم القِيامَةِ} ، قَالَ اللَّيْث: تأْتي لَا زائِدَة مَعَ اليَمِين كقَوْلِكَ لَا أُقْسِمُ باللهاِ. وَقَالَ الزجَّاج: لَا اخْتِلافَ بينَ الناسِ أَنَّ مَعْنَى قَوْله تَعَالَى: {لَا أُقْسِمُ بيَوْم القِيامَةِ} وأشْكالِه فِي القُرْآنَ مَعْناهُ أَقْسِم، واخْتَلَفُوا فِي تَفْسِيرِ لَا فقالَ بعضٌ: لَا لَغْوٌ، وَإِن كَانَت فِي أَوَّل السُّورَةِ، لأنَّ القُرْآنِ كُلّه كالسُورَةِ الواحِدَةِ لأنَّه مُتَّصِلٌ بَعْضه ببعضٍ، وقالَ الفرَّاء: لَا رَدٌّ لكَلامٍ تقدَّمَ، كأنَّه قيلَ ليسَ الأَمْرُ كَمَا ذَكَرْتُم فَجَعلهَا نافِيَةً وَكَانَ يُنْكِرُ على مَنْ يقولُ إنَّها صِلَةٌ، وَكَانَ يقولُ لَا يبتدأُ بجَحْدٍ ثمَّ يجعلُ صِلَةً يُرادُ بِهِ الطَّرْح، لأنَّ هَذَا لَو جازَ لم يُعْرَف خَبَرٌ فِيهِ جَحْد مِن خَبَرٍ لَا جَحْدَ فِيهِ، ولكنَّ القُرْآنَ نزلَ بالرَّدِّ على الَّذين أَنْكَروا البَعْثَ والجنَّةَ والنارَ، فجاءَ الإقْسامُ بالرَّدِّ عَلَيْهِم فِي كثيرٍ مِن الكَلامِ المُبْتدأِ مِنْهُ وغَيْر المُبْتدأ كقَوْلكَ فِي الكَلامِ لَا واللهاِ لَا أَفْعَل ذَلِك، جَعَلُوا لَا، وَإِن رأَيْتَها مُبْتدأَةً، رَدًّا لكَلامٍ قد مَضَى، فَلَو أُلْغِيَتْ لَا ممَّا يُنْوَى بِهِ الجوابُ لم يَكُنْ بينَ اليَمِينِ الَّتِي تكونُ جَواباً وباليمين الَّتِي تُسْتَأْنفُ فَرْقٌ، انتَهَى.
وَقَالَ التَّقيُّ السَّبكي فِي رِسالَتِه المَذْكورَةِ عنْدَ قولِ الأَبدِي إنَّ لَا لَا تَدْخُلُ إلاَّ لتَأْكِيدِ النَّفْي مُعْتذراً عَنهُ فِي هَذِه المَقالَة بِما نَصَّه: ولعلَّ مُرادَه أنَّها لَا تَدْخُل فِي أثْناءِ الكَلامِ إلاَّ للنَّفْي المُؤَكّد بخِلافِ مَا إِذا جاءَتْ فِي أَوَّلِ الكَلامِ قد يُرادُ بهَا أَصْلُ النَّفْي كَقَوْلِه: لَا أُقْسِمُ وَمَا أَشْبَهه، انتَهَى.
فَهَذَا مَيْلٌ مِنْهُ إِلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الفرَّاء. وَمِنْهُم مَنْ قَالَ إنَّها لمجَرَّدِ التَّوْكيدِ وتَقْوِيَةِ الكَلامِ، فتأَمَّل.
الثَّاني: قولهُ تَعَالَى: {قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبّكُم عَلَيْكم أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا} ؛ فقيلَ: لَا نافِيَة، وَقيل: ناهِيَة، وَقيل: زائِدَةٌ، والجَمْيعُ مُحْتَمل، وَمَا خَبَرِيَّة بمعْنَى الَّذِي مَنْصُوبَة بأَتْلُ، و {حَرَّم رَبّكُم} صِلَةٌ، و {عَلَيْكم} مُتَعَلِّقٌ بــحَرَّمَ.
الثَّالث: قوْلُه تَعَالَى: {وَمَا يُشْعِرُكُم أنَّها إِذا جاءَتْ لَا يُؤْمِنُون} ، فيمَنْ فَتَح الهَمْزَةَ، فقالَ الخليلُ والفارِسِيُّ: لَا زائِدَةٌ وإلاَّ لكانَ عُذراً لَهُم، أَي للكُفَّار؛ ورَدَّه الزجَّاجُ وقالَ: إنَّها نافِيَةٌ فِي قراءَةِ الكَسْرِ، فيجبُ ذلكَ فِي قِراءَةِ الفَتْح، وَقيل: نافِيَةٌ وحُذِفَ المَعْطوفُ أَي أَو أنَّهمُ يُؤْمِنُون. وقالَ الخليلُ مَرَّة: أَنّ بمعْنَى لعلَّ وَهِي لُغَةٌ فِيهِ.
الَّرابع: قولُه تَعَالَى: {وحَرامٌ على قَرْيةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهم لَا يَرْجِعُون} ؛ قيلَ زائِدَة، والمَعْنى مُمْتَنِعٌ على أَهْلِ قَرْيةٍ قَدَّرْنا إهْلاكَهم لكُفْرِهم أَنَّهم يَرْجِعُون عَن الكُفْرِ إِلَى القِيامَةِ، وَهَذَا قَرِيبٌ مِن تَقْريرِ الفرَّاء الَّذِي تقدَّم؛ وَقيل: نافِيَةٌ، والمَعْنى مُمْتَنِعٌ عَلَيْهِم أَنَّهم لَا يَرْجِعُون إِلَى الآخِرَة.
الْخَامِس: قولهُ تَعَالَى: {وَلَا يَأْمُركُم أَنْ تَتَّخِذُوا المَلائِكَةَ والنَّبيِّين أَرْباباً} ، قُرىءَ فِي السَّبْع برَفْع {يَأْمركُم} ونَصْبِه، فمَنْ رَفَعَه قَطَعَه عمَّا قَبْلَه، وفاعِلُه ضَمِيرُه تَعَالَى أَو ضَمِيرُ الرَّسُولِ، وَلَا على هَذِه نافِيَةٌ لَا غَيْر؛ ومَنْ نَصَبَه فَهُوَ مَعْطوفٌ على {يُؤْتِيه ااُ الكِتابَ} ، وعَلى هَذَا لَا زائِدَةٌ مُؤَكِّدَةٌ لمعْنَى النَّفْي.
السَّادس: قولُه تَعَالَى: {فَلَا اقْتَحَمَ العَقَبةَ} ، قيل: لَا بمعْنَى لم، ومِثْله فِي: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى} ، إلاَّ لَا بِهَذَا المَعْنى إِذا كُرِّرَتْ أَسْوَغُ وأَفْصَحُ مِنْهَا إِذا لم تُكَرَّرْ؛ وَقد قالَ الشاعرُ:
وأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لَا أَلَمَّا؟ وَقَالَ بعضُهم: لَا فِي الآيةِ بمعْنَى مَا، وقيلَ: فَلَا بمعْنَى فهَلاَّ؛ ورَجَّح الزجَّاجُ الأوَّل.
مهمة وفيهَا فَوَائِد:
الأُولى: قولُ الشاعرِ:
أَبَى جُودُه لَا البُخْلَ واسْتَعْجلتْ نَعَمْ
بهِ مِنْ فَتًى لَا يَمْنَعُ الجُوعَ قاتِلَهْذَكَرَ يونُسُ أَنَّ أَبا عَمْرو بنَ العَلاءِ كانَ يجرُّ البُخْل ويَجْعَل لَا مُضافَةً إِلَيْهِ، لأنَّ لَا قد تكونُ للجُودِ وللبُخْلِ، أَلا تَرى أَنه لَو قيلَ لَهُ امْنَعِ الحَقَّ فقالَ: لَا كانَ جُوداً مِنْهُ؟ فأَمَّا إنْ جَعَلْتها لَغْواً نصبْتَ البُخْلَ بالفِعْل وإنْ شِئْتَ نصبْتَه على البَدَلِ؛ قَالَ أَبو عَمْرو: أَرادَ أَبى جُودُه لَا الَّتِي تُبَخِّلُ الإِنْسانَ كأنَّه إِذا قيلَ لَا تُسْرِفْ وَلَا تُبَدِّرْ أَبى جُودُه قولَ لَا هَذِه، واسْتَعْجَلَتْ بهِ نَعَمْ فقالَ: نَعَمْ أَفْعَلْ وَلَا أَتْركُ الجُودَ.
قَالَ الزجَّاجُ: وَفِيه قولانِ آخَرانِ على رِوايَةِ مَنْ رَوَى أَبَى جُودُه لَا البُخْل بنَصْبِ اللامِ: أَحَدُهما مَعْناه أَبَى جُودُه البُخْلَ وتَجْعل لَا صِلَةً؛ وَالثَّانِي: أَنْ تكونَ لَا غَيْرَ لَغْوٍ ويكونُ البُخْلُ مَنْصوباً بَدَلاً مِن لَا، المَعْنى أَبَى جُودُه لَا الَّتِي هِيَ للبُخْلِ، فكأَنَّك قُلْتَ أَبَى جُودُه البُخْلَ وعَجَّلَتْ بهِ نَعَم.
وَقَالَ ابنُ برِّي: مَنْ خَفَضَ البُخْل فعَلَى الإضافَةِ، ومَنْ نَصَبَ جَعَلَه نَعْتاً للا، وَلَا فِي البَيْتِ اسْمٌ، وَهُوَ مَفْعولٌ لأَبَى، وإنَّما أَضافَ لَا إِلَى البُخْل لأنَّ لَا قد تكونُ للجُودِ، قَالَ: وقولهُ إنْ شِئْتَ نصبْتَه على البَدَلِ قَالَ: يَعْني البُخْل تَنْصبُه على البَدَلِ مِن لَا لأنَّ لَا هِيَ البُخْل فِي المَعْنى، فَلَا تكونُ لَغْواً على هَذَا القَوْلِ.
الثَّانِيَة: قَالَ اللّيْثُ: العَرَبُ تَطْرحُ لَا وَهِي مَنْوِيَّة كقولِكَ: واللهاِ أَضْربُكَ، تُريدُ واللهاِ لَا أَضْرِبُك؛ وأَنْشَدَ:
وآلَيْتُ آسَى على هالِكٍ
وأَسْأَلُ نائحةً مالَهاأَرادَ لَا آسَى وَلَا أَسْأَل.
قَالَ الأزْهري: وأفادَ ابنُ المُنْذرِي عَن اليَزِيدِي عَن أَبي زيدٍ فِي قولهِ تَعَالَى: {يُبَيِّن ااُ لكُم أَن تَضِلُّوا} ، قَالَ: مَخَافَة أَن تَضِلُّوا وحِذارِ أَن تَضِلُّوا، وَلَو كانَ أَنْ لَا تَضِلُّوا لكانَ صَواباً؛ قَالَ الأزْهرِي: وكَذلكَ أَن لَا تَضِلَّ وأَنْ تَضِلَّ بمعْنًى واحِدٍ، قَالَ: وممَّا جاءَ فِي القُرْآنِ مِن هَذَا: {أَنْ تَزُولا} ، يُريدُ أَنْ لَا تَزُولا، وكَذلكَ قولهُ تَعَالَى: {أَن تَحْبَطَ أَعْمالُكُم وأَنْتُم لَا تَشْعُرونَ} ، أَي أَنْ لَا تَحْبَطَ؛ وقولُه تَعَالَى: {أَن تَقُولُوا إنَّما أُنْزِلَ الكِتابُ على طائِفَتَيْن مِن قَبْلنا} ؛ مَعْناه أَنْ لَا تَقولُوا.
الثَّالثة: أَنْ لَا إِذا كانتْ لنَفْي الجِنْس جازَ حَذْفُ الاسْم لقَرِينَةٍ نَحْو: لَا عَلَيْك، أَي لَا بَأَسَ عَلَيْك، وَقد يُحْذَفُ الخَبَرُ إِذا كانَ مَعْلوماً نَحْو: لَا بَأْسَ.
الرَّابِعَة: أَنْشَدَ الباهِلي للشمَّاخ:
إِذا مَا أدَلَجَتْ وضَعَتْ يَدَاها
لَها الإدْلاجُ لَيْلَة لَا هُجُوعِأَي عَمِلَتْ يَداها عَمَلَ الليلةِ الَّتِي لَا تهْجَعُ فِيهَا، يَعْني الناقَةَ، ونَفَى بِلا الهُجُوعَ وَلم يُعْمِلْ، وتَرَكَ هُجُوع مَجْروراً على مَا كانَ عَلَيْهِ مِن الإضافَةِ؛ ومِثْلُه قولُ رُؤْبة:
لقد عرَفْتُ حِينَ لَا اعْتِرافِ نَفَى بِلا وتَرَكَه مَجْروراً؛ ومِثْلُه:
أَمْسَى ببَلْدَةِ لَا عَمَ وَلَا خالِ الخامِسةُ: قد تُحْذَفُ أَلفُ لَا تَخْفيفاً كقِراءَةِ مَنْ قَرَأَ: {واتَّقُوا فِتْنَةً لتصِيبَنَّ الَّذين ظَلَمُوا} ؛ خَرَّجَ على حَذْفِ أَلفِ لَا، والقِراءَةُ العامَّة لَا تصِيبَنَّ، وَهَذَا كَمَا قَالُوا أَم واللهاِ فِي أَما واللهاِ.
السَّادسة: المَنْفِيُّ بِلا قد يكونُ وُجُوداً لاسْمٍ نَحْو: لَا إلَه إلاَّ الله، والمَعْنى لَا إلَه مَوْجودٌ أَو مَعْلومٌ إلاَّ اللهاُ، وَقد يكونُ النَّفْي بِلا نَفْي الصِّحَّة وَعَلِيهِ حَمَلَ الفُقهاءُ: (لَا نِكاحَ إلاَّ بوَلِيَ) ، وَقد يكونُ لنَفْي الفائِدِةٍ والانْتِفاعِ والشّبَه ونحوِه، نَحْو: لَا وَلَدَ لي وَلَا مالَ، أَي لَا وَلَدَ يشْبُهني فِي خُلْقٍ أَو كَرَمٍ وَلَا مالَ أَنْتَفِعُ بِهِ؛ وَقد يكونُ لنَفْي الكَمالِ، وَمِنْه: لَا وُضوءَ لمَنْ لم يُسَمِّ اللهاَ، وَمَا يَحْتمل المَعْنَيَيْن فالوَجْه تَقْديرُ نَفْي الصحَّةِ لانَّ نَفْيها أَقْرَبُ إِلَى الحَقِيقَةِ وَهِي نَفْي الوُجودِ، ولأنَّ فِي العَمَلِ بِهِ وَفاء بالعَمَلِ بالمَعْنى الآخر دون عكس.
السَّابعة: قَالَ ابنُ بُزُوْجَ: لَا صَلاةَ لَا رُكوعَ فِيهَا، جَاءَ بالتَّبْرِئةِ مَرَّتَيْن، وَإِذا أَعَدْتَ لَا كَقَوْلِه: {لَا بَيْعَ فِيهِ وَلَا خُلَّة وَلَا شَفاعَةَ} فأَنْتَ بالخِيارِ إنْ شِئْتَ نَصَبْتَ بِلا تَنْوينٍ، وَإِن شِئْتَ رفعْتَ ونَوَّنْتَ، وفيهَا لُغاتٌ كثيرَةٌ سِوَى مَا ذَكَرْنا.
الثَّامنة: يقولونَ: الْقَ زَيْداً وإلاَّ فَلَا، مَعْناه وإلاَّ تَلْقَ زَيْداً فدَعْ؛ قالَ الشاعرُ:
فطَلِّقْها فلَسْتَ لَهَا بكُفْؤ
وإلاَّ يَعْلُ مَفْرِقَكَ الحُسامُفأَضْمَرَ فِيهِ وإلاَّ تُطَلِّقْها يَعْلُ، وغَيْر البَيانِ أَحْسَن.
وسَيَأْتي قَوْلهم إمَّا لَا فافْعَل قرِيباً فِي بَحْثِ مَا.

رضع

رضع


رَضَعَ
رَضِعَ(n. ac. رَضَع
رَضَاْع
رَضَاْعَة)
a. Sucked (infant).
رَاْضَعَa. Put out to nurse.
b. Sucked together with; was the fosterbrother of.

أَرْضَعَa. Suckled.

إِرْتَضَعَa. Sucked its own teats (goat).
إِسْتَرْضَعَa. Required, sought a wetnurse.

رَضِع
(pl.
رُضُع)
a. Suckling.

مَرْضَع
(pl.
مَرَاْضِعُ)
a. Breast.

رَاْضِع
(pl.
رُضَّع)
a. see 5
رَاْضِعَة
(pl.
رَوَاْضِعُ)
a. Milk-tooth.

رَضِيْع
(pl.
رُضَعَآءُ)
a. Suckling.
b. Foster-brother.

رَضَّاْعa. Mean, sordid.

مُرْضِع مُرْضِعَة (pl.
مَرَاْضِعُ مَرَاْضِيْعُ)
a. Wet-nurse; foster-mother.
(رضع) : الرِّضْعُ: أَولادُ النَّحْلِ، لغةٌ في الرَّضَعِ.
(رضع) رضاعة لؤم فَهُوَ رَضِيع يُقَال لؤم ورضع إِذا مص اللَّبن من الضَّرع مَخَافَة أَن يسمعهُ أحد وَهُوَ يحلب فيطلب مِنْهُ شَيْئا
(رضع)
رضاعة لؤم فَهُوَ راضع ورضاع وَأمه رضعا ورضاعا ورضاعة امتص ثديها أَو ضرْعهَا وَيُقَال رضع الثدي أَو الضَّرع وَيُقَال هُوَ يرضع الدُّنْيَا ويذمها
(ر ض ع) : (الْمَرَاضِعُ) فِي الْقُرْآنِ جَمْعُ مُرْضِعٍ اسْم فَاعِلَةٍ مِنْ الْإِرْضَاعِ وَفِي قَوْلِهِ فَإِنْ جَاءُوا بِمَرَاضِعَ أَوْ فُطُمٍ جَمْعُ مُرْضَعٍ اسْم مَفْعُولٍ مِنْهُ وَفُطُمُ جَمْعُ فَطِيمٍ وَهُوَ نَظِيرُ عَقِيمٍ وَعُقُمٍ كَمَا ذَكَرَهُ سِيبَوَيْهِ.
رضع بن وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث أبي ميسرَة لَو رَأَيْت رجلا يرضع فسَخِرْتُ مِنْهُ خشيت أَن أكون مثله قَالَ: حَدَّثَنِيهِ ابْن مهْدي عَن سُفْيَان عَن أبي إِسْحَاق عَن أبي ميسرَة. قَوْله: يَرْضَع يَعْنِي أَن يرضع الْغنم من ضُروعها وَلَا يحلب اللَّبن فِي الْإِنَاء وَكَانَت الْعَرَب تعير بِهَذَا الْفِعْل وَلِهَذَا قيل للرجل: لئيم راضع أَي أَنه يرضع الْغنم من لُؤمه وَإِنَّمَا يفعل ذَلِك لِأَن لَا يسمع صَوت الْحَلب فيطلب مِنْهُ اللَّبن.

حَدِيث زيد صوحان رَحمَه الله
رضع
رَضِعَ الصبِيُ ورَضَعَ رَضَاعَةً ورَضَاعاً، وهو راضِعٌ ورَضِيْعٌ. وألامُ مُرْضع ومُرْضِعَةٌ. واسْتَأجَرْنا مُرْضِعاً: أي ظِئْراً؟ كأنًه اسمٌ لها؟ بغيرِ هاءٍ.
ولَئِيْمٌ رَاضِعٍ ورَضِيع ورَضاعٌ، وقد رَضُعَ يَرْضُعُ رَضَاعَةً، ورَضَعَ بالفتح أيضاً، ونُعِتَ به لأنه يَرْضَعُ الناقةَ لئلا يُسْمَعَ شُخْبُ اللبَن فَيُسْتَسْقى، وقيل: لَئِيْمٌ راضِعٌ: هو الذي يَرْضَعُ الناسَ أي يَسْألهم.
والراضِعَتَانِ من الأسْنَانِ: اللَتانِ شُرِبَ عليهما اللبَن. والرضُوْعَةُ: التي تُرْضِعُ كالحَلُوْبة.
والرضَاعَةُ: اسْم للدبُوْرِ، وقيل: لِرِيْح بينَ الدَبُوْرِ والجَنُوْب، وذلك لأنها إذا هًبَتْ على اللقَاح رَضِعَتْ ألْبانُها: أي قَلَّتْ. والرضْعُ: شَجَر تَرْعاه الإبلُ.
ر ض ع: (رَضِعَ) الصَّبِيُّ أُمَّهُ بِالْكَسْرِ (رَضَاعًا) بِالْفَتْحِ وَلُغَةُ أَهْلِ نَجْدٍ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَ (أَرْضَعْتَهُ) أُمُّهُ. وَامْرَأَةٌ (مُرْضِعٌ) أَيْ لَهَا وَلَدٌ تُرْضِعُهُ فَإِنْ وَصَفْتَهَا(بِإِرْضَاعِ) الْوَلَدِ قُلْتَ (مُرْضِعَةٌ) وَهُوَ أَخِي مِنَ (الرَّضَاعَةِ) بِالْفَتْحِ وَ (ارْتَضَعَتِ) الْعَنْزُ أَيْ شَرِبَتْ لَبَنَ نَفْسِهَا. قَالَ الْفَرَّاءُ: (الْمُرْضِعَةُ) الْأُمُّ وَ (الْمُرْضِعُ) الَّتِي مَعَهَا صَبِيٌّ تُرْضِعُهُ. وَلَوْ قِيلَ فِي الْأُمِّ بِغَيْرِ هَاءٍ لِاخْتِصَاصِهِ بِالْإِنَاثِ كَحَائِضٍ وَطَامِثٍ جَازَ وَلَوْ قِيلَ لِغَيْرِ الْأُمِّ مُرْضِعَةٌ جَازَ أَيْضًا. قَالَ الْخَلِيلُ: (الْمُرْضِعَةُ) الْفَاعِلَةُ لِلْإِرْضَاعِ وَ (الْمُرْضِعُ) ذَاتُ الرَّضِيعِ. 
رضع: رَضَع: امتص الثدي أو الضرع (ألكالا).
رَضَّع (بالتشديد): أرضع، جعله يرضع أي يمتص الثدي أو الضرع (فوك، ألكالا وفيه المصدر ترضيع، بوشر، همبرت ص27، باين سميث 1608، 1609).
رضيع: طفل يرضع، ويجمع على رضائع (بوشر) ويجمع على رِضاع، ويقال: الخراف الرضاع أي الخرفان (الحملان) التي ترضع (ألف ليلة برسل 2: 325).
ويقال مجازاً: رضيع الأدب أي ربيب الأدب، شاعر مجيد (بوشر).
رَضّاع: رضيع (ألكالا) وانظر فكتور.
رَضَّاعة: مُرضعة (دومب ص76، هلو الجريدة الآسيوية 1851، 1: 55).
رَضَّاعة البَقَر: عضاية ذات نقط حمر، وقد سميت بهذا لأنها تمتص اللبن من البقر (جاكسون ص66، هوست ص293).
راضع: هو في صناعة فتالة الحرير دولاب صغير يتقدم الحرير منه إلى الدولاب الأكبر (محيط المحيط).
مُرْضِع، وتجمع على مراضع وتستعمل مجازاً بمعنى السحاب (ديوان الهذليين ص251 بيت 22).
رضع
يقال: رَضَعَ المولود يَرْضِعُ ، ورَضِعَ يَرْضَعُ رَضَاعاً ورَضَاعَةً، وعنه استعير: لئيم رَاضِعٌ: لمن تناهى لؤمه، وإن كان في الأصل لمن يرضع غنمه ليلا، لئلّا يسمع صوت شخبه ، فلمّا تعورف في ذلك قيل: رَضُعَ فلان، نحو: لؤم، وسمّي الثّنيّتان من الأسنان الرَّاضِعَتَيْنِ، لاستعانة الصّبيّ بهما في الرّضع، قال تعالى:
وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ
[البقرة/ 233] ، فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَ
[الطلاق/ 6] ، ويقال: فلان أخو فلان من الرّضاعة، وقال صلّى الله عليه وسلم: «يــحرم من الرَّضَاعِ ما يــحرم من النّسب» ، وقال تعالى: وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكُمْ
[البقرة/ 233] ، أي:
تسومونهنّ إرضاع أولادكم.
(رضع) - في الحديث: "لا تَأْخُذ من راضِعِ لَبَن"
قِيلَ: الرّاضِعُ: ذَاتُ الدَّرِّ، والأَشبَه أن الراضِعَ: الصَّغِر الذي هو بعدُ يَرضع أُمَّه، إلا أن يُقَدَّر فيه شَىْءٌ محذوف .
قال الخَطَّابى: إنما نَهاهُ لأَنَّها خِيارُ المال، ولَفْظَةُ "مِنْ" فيه زَائِدة، كما يُقالُ: لا تَأكلْ من الحَرام، ويَجُوز أن يُرِيدَ الشَّاةَ الواحدة أو اللِّقْحَة، قد اتَّخذَها للدَّرِّ فلا يُؤخَذ منها شَىْء.
- وفي حديث ثَقِيف: "أَسلمَها الرُّضَّاعُ وتَركُوا المِصاعَ" .
الرُّضَّاع: اللِّئام، جمع رَاضِع. قيل سُمِّى به لأنه لِلُؤْمه يرضَع الغَنمَ ولا يَحلُبها لَيلًا، لِئَلا يُسمَع صَوتُ اللَّبَن، وقيل: لأنه يَرضَع الناس: أي يَسْأَلهُم.
- ومنه في رَجَزٍ يُروَى لفاطمةَ رضي الله عنها:
* ما بِىَ من لُؤْمٍ ولا رَضاعَه *  والفعل منه رَضُع بالضَّمّ، والمِصاعُ: المُضاربةُ بالسُّيوف.
- في حَديثِ قُسِّ: "رَضِيع أَيهُقَان"
: أي السِّباع في ذلك المكان تَرتَع هذا النَّبتَ وتَمَصُّه، بمنزلة اللَّبن لشِدَّة نُعومَة نَبتِ ذلك المَكان وكثْرِة مائِه.
[رضع] رَضِعَ الصبيُّ أمَّه يَرْضَعُها رَضاعاً، مثل سَمِعَ يَسْمَعُ سَماعاً. وأهلُ نجدٍ يقولون: رَضَعَ يَرْضِعُ رَضْعاً، مثال: ضَرَبَ يَضْرِبُ ضَرْباً. قال الأصمعي: أخبرني عيسى بن عمر أنّه سمع العرب تنشد هذا البيتَ لابن همَّام السَلوليِّ على هذه اللغة: وذَمُّوا لنا الدنيا وهم يَرْضِعونَها * أَفاويقَ حتى ما يَدِرُّ لها ثَعْلُ * وأَرْضَعَتْهُ أمُّهُ. وامرأةٌ مُرْضِعٌ، أي لها ولد ٌتُرْضِعُهُ، فإن وصفتها بإرضاع الولد قلت مُرْضِعَةٌ. والرَضوعَةُ: الشاةُ التي تُرْضِعُ. ويقال رَضاعٌ ورِضاعٌ، لغتان. والراضِعَتانِ: ثَنِيَّتا الصبيِّ اللتان يشرب عليهما اللبن. يقال: سقطتْ رَواضِعُهُ. وقولهم: لئيمٌ راضعٌ، أصله زعموا رجلٌ كان يَرْضَعُ إبله وغنمه ولا يحلُبها لئلا يُسْمَعَ صوتُ الشَخْبِ فيُطْلَبَ منه. ثم قالوا رَضُعَ الرجلُ بالضم يَرْضُعُ رضاعة، كأنه كالشئ يطبع عليه. وتقول: هذا أخي من الرَضاعةِ بالفتح، وهذا رَضيعِي كما تقول: أكيلى ورسيلى. وراضع فلان ابنه، أي دفعه إلى الظئر. قال أبو ذؤيب :

إن تميما لم يراضع مسبعا * وارتضعت العنزُ، أي شربتْ لبنَ نَفْسِها. قال الشاعر : إنِّي وجدتُ بَني أَعْيا وجاهِلَهُم * كالعَنْزِ تَعْطِفُ رَوْقيْها فترتضع
ر ض ع : رَضِعَ الصَّبِيُّ رَضَعًا مِنْ بَابِ تَعِبَ فِي لُغَةِ نَجْدٍ وَرَضَعَ رَضْعًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ لُغَةٌ لِأَهْلِ تِهَامَةَ وَأَهْلُ مَكَّةَ يَتَكَلَّمُونَ بِهَا وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ أَصْلُ الْمَصْدَرِ مِنْ هَذِهِ اللُّغَةِ كَسْرُ الضَّادِ وَإِنَّمَا السُّكُونُ تَخْفِيفٌ مِثْلُ: الْحَلِفِ وَالْحَلْفِ وَرَضَعَ يَرْضَعُ بِفَتْحَتَيْنِ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ رَضَاعًا وَرَضَاعَةً بِفَتْحِ الرَّاءِ وَأَرْضَعْتُهُ أُمُّهُ فَارْتَضَعَ فَهِيَ مُرْضِعٌ وَمُرْضِعَةٌ أَيْضًا وَقَالَ الْفَرَّاءُ وَجَمَاعَةٌ إنْ قُصِدَ حَقِيقَةُ الْوَصْفِ بِالْإِرْضَاعِ فَمُرْضِعٌ بِغَيْرِ هَاءٍ وَإِنْ قُصِدَ مَجَازُ الْوَصْفِ بِمَعْنَى أَنَّهَا مَحَلُّ الْإِرْضَاعِ فِيمَا كَانَ أَوْ سَيَكُونُ فَبِالْهَاءِ وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ} [الحج: 2] وَنِسَاءٌ مَرَاضِعُ وَمَرَاضِيعُ وَرَاضَعَتْهُ مُرَاضَعَةً وَرِضَاعًا وَرِضَاعَةً بِالْكَسْرِ وَهُوَ رَضِيعِيٌّ وَالرَّاضِعَتَانِ الثَّنِيَّتَانِ اللَّتَانِ يُشْرَبُ عَلَيْهِمَا اللَّبَنُ وَيُقَالُ الرَّاضِعَةُ الثَّنِيَّةُ إذَا سَقَطَتْ وَالْجَمْعُ الرَّوَاضِعُ قَالَ أَبُو زَيْدٍ الرَّاضِعَةُ كُلُّ سِنٍّ سَقَطَتْ مِنْ مَقَادِمِهِ وَيُقَالُ لَؤُمَ وَرَضُعَ عَلَى الِازْدِوَاجِ وَذَلِكَ إذَا مَصَّ مِنْ الْخِلْفِ مَخَافَةَ أَنْ يَعْلَمَ بِهِ أَحَدٌ إذَا حَلَبَ فَيَطْلُبَ مِنْهُ شَيْئًا فَهُوَ رَاضِعٌ وَلَوْ أُفْرِدَ قِيلَ رَضِعَ مِثْلُ: تَعِبَ أَوْ ضَرَبَ وَالْجَمْعُ رُضَّعٌ. 
ر ض ع

رضع الصبي الثدي وارتضعه رضعاً ورضعاً كخنقٍ وسرقٍ، ورضاعاً، ورضاعة. وصبيّ راضع، وصبيان رضع، وأرضعته أمه، وهي مرضع ومرضعة، وهنّ مراضع " حرمــنا عليه المراضع " وهو رضيعي، وراضعته وتراضعنا. وراضع ولده رضاعاً: دفعه إلى الظئر، واسترضع ولده: طلب إرضاعه " وإن أردتم أن تسترضعوا أولادكم " وارتضعت العنز: رضعت نفسها. قال:

إني وجدت بني أعيا وحاملهم ... كالعنز تعطف روقيها فترتضع

ومن المجاز: فلان يرضع الدنيا ويذمّها. قال عبد الله بن همام:

وذمّوا لنا الدنيا وهم يرضعونها ... أفاويق حتى ما يدرّ لها ثعل

وفلان رضيع اللؤم، وهم رضعاء اللؤم. وبينهما رضاع الكأس. وقال الأعشى:

تشب لمقرورين يصطليانها ... وبات على النار الندى والمحلق

رضيعي لبان ثدي أم تقاسما ... بأسحم داجٍ عوض لا نتفرق

ولئيم راضع ورضاع: مبالغ في اللؤم، وأصله أن يرضع شاته لئلا يسمع صوت حلبه. قالت لبابة الأسدية:

هجمة رضاع لئيم المنزدق ... لا يطعم الضيف إذا لم يفرق

ولما نقلوه إلى معنى المبالغة في اللؤم بنوا فعله على فعل فقالوا: رضع رضاعة فهو رضيع. ويقال للشحاذ: الراضع لأنه يرضع الناس بسؤاله. قال جرير:

ويرضع من لاقى وإن يلق مقعدا ... يقود بأعمى فالفرزدق سائله

وما حمله على ذلك إلا اللؤم والرضاعة وإلا اللؤم والرضع. وتقول: استعذ من الرضاعة، كما تستعيذ من الضراعة: من الذل. وهبت الرضاعة وهي ريح بين الدبور والجنوب تسمى: المصيرية لأنه يغرز عنها المال كأنها ترضع ألبانها فتذهب بها.
[رضع] نه فيه: فإنما "الرضاعة" من المجاعة، هي بالفتح والكسر الاسم من الإرضاع، فأما من اللؤم فالفتح أي الإرضاع المــحرم للنكاح في الصغر عند جوع الطفل فلا يــحرم إرضاع الكبير. وفي عهده: أن لا يأخذ من "راضع" لبن، أي ذات در ولبن بحذف مضاف، أي ذات راضع، فإن الراضع صغير يرضع بعد، ومن زائدة، ونهى عنها لأنها خيار المال، وقيل هو أن يكون عند رجل شاة واحدة أو لقحة قد اتخذها للدر. وفيه: أسلمها "الرضاع" وتركوا المصاع، هو جمع راضع وهو اللئيم، سمي به لأنه للؤمه يرضع غبله أو غنمه ولا يحلبه لئلا يسمع صوت حلبه، قيل لأنه يرضع الناس أي يسألهم، وفي المثل: لئيم راضع، والمصاع المضاربة بالسيف. ومنه: خذها واليوم يوم "الرضع" جمع راضع، أي خذ الرمية منى واليوم يوم هلاك اللئام. ك: هما بالرفع، أو رفع الثاني ونصب الأول على الظرف. نه ومنه رجز يروى لفاطمة: ما بي من لؤم ولا "رضاعه"
من رضع بالضم. ومنه ح: لو رأيت رجلًا "يرضع" فسخرت منه خشيت أن أكون مثله، أي يرضع الغنم من ضروعها ولا يحلب اللبن في الإناء للؤمه، أي لو عيرته بهذا لخشيت أن ابتلي به. ك: وقيل أي "رضع" اللؤم في بطن أمه. ن: أتى بصبي "يرضع" بفتح الياء أي لم يفطم بعد. وفيه: "ارضعيه" تــحرمــي عليه، أي على سالم، القاضي: لعلها حلبت ثم شربه من غير أن يمس ثديها، أو أنه عفى عن مسه للحاجة كما خص بالرضاعة مع الكبر. نه وفي ح الإمارة: نعمت "المرضعة" وبئست الفاطمة، ضرب المرضعة مثلًا للإمارة وما توصله إلى صاحبها من المنافع، ورب الفاطمةن مثلًا للموت الهاذم عليه لذاته ويقطع منافعها دونه. ك: فنعمت "المرضعة" أي أولها على وجاه ولذات حسية ووهمية، وبئست الفاطمة أي أخرها لأنه قتل وعزل ومطالبة فيا لآخرة. وفيه: ما أعلم أنك "أرضعتيني" ولا اخبرتيني، هما بتتحية قبل نون الوقاية. وفيه: إن له "مرضعًا" في الجنة.، بضم ميم أي من يتم الرضاعة، وروى بفتحها مصدرًا أي رضاعًا، وروى أن خديجة رضي الله عنها بكت بعد موت القاسم وقالت: درت لبنة القاسم فلو كان عاش حتى يستكمل رضاعته لهون على، فقال: إن له مرضعًا في الجنة يستكمل رضاعته، وإن شئت أسمعتك صوته في الجنة فقالت: بل اصدق الله ورسوله، وهو من فقهها، كرهت أن يفوت أجر الإيمان بالغيب. ط: أي يقسم له من لذات الجنة وروحها ما يقع موقع الرضاع. ج: "رضيع" عائشة، هو من يشرب أنت وهو لبنا واحدًا وهو الأخ من الرضاعة. غ: ""يرضعن" أولادهن" معناه الأمر. نه: "ريع" أيهقان، فعيل بمعنى مفعول أي النعام في ذلك المكان ترتع هذا النبت، وتمصه بمنزلة اللبن لشدة نعومته وكثرة مائه، ويروى بصاد ومر.
(ر ض ع)

رَضَعَ الصَّبِي وَغَيره يَرْضَعُ، ورَضِعَ، رَضْعا، ورَضَعا ورَضِعا، ورِضَاعا، ورَضَاعا ورِضَاعة ورَضَاعَة، فَهُوَ راضع، وَالْجمع: رُضَّع. ورَضِع، وَالْجمع: رُضُع. وَجمع السَّلامَة فِي الْأَخِيرَة أَكثر على مَا ذهب إِلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ فِي هَذَا الْبناء من الصّفة، وارْتَضَع: كرَضِع. قَالَ ابْن أَحْمَر:

أَنِّي رأيْتُ بني سَهْمٍ وعِزَّهُمُ ... كالعَنْزِ تَعْطِفُ رَوْقَيْها فَترْتَضِعُ

يُرِيد: تَرْضَعُ نَفسهَا، والعنز تفعل ذَلِك، يصفهم باللؤم. وأرْضَعَتْهُ أمه.

والرَّضِيع: المُرْضَع.

وراضَعَه مُراضعة ورِضَاعا: رضَعَ مَعَه.

والرَّضيعُ: المُرَاضِع. وَالْجمع: رُضَعاء.

وَامْرَأَة مُرْضِع: ذَات رَضِيع، أَو لبن رَضَاع. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

فمِثْلِكِ حُبْلَى قد طَرَقْتُ ومُرْضِعٍ ... فألْهَيْتُها عَنْ ذِي تمائمَ مُغْيِلِ

وَالْجمع: مَراضع، على مَا ذهب إِلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ، فِي هَذَا النَّحْو. وَقَالَ ثَعْلَب: المُرْضِعة: الَّتِي تُرضِع، إِن لم يكن لَهَا ولد، أَو كَانَ لَهَا ولد. والمُرْضِع: الَّتِي لَيْسَ مَعهَا ولد، وَقد يكون مَعهَا ولد. وَقَالَ مرّة: إِذا أَدخل الْهَاء أَرَادَ الْفِعْل، وَجعله نعتا، وَإِذا لم يدْخل الْهَاء: أَرَادَ الِاسْم. واستعار أَبُو ذُؤَيْب المَرَاضيعَ للنحل، فَقَالَ:

تَظَلُّ على الثَّمْراء مِنْهَا جَوَارِسٌ ... مَراضِيعُ صُهْبُ الرّيش زُغْبٌ رِقاُبها

والرَّضُوعة: الَّتِي تُرضِع وَلَدهَا. وَخص أَبُو عبيد بِهِ الشَّاة.

ولئيم راضِع: يَرْضَعُ الْإِبِل وَالْغنم من ضُرُوعها، بِغَيْر إِنَاء من لؤمه. وَقيل: هُوَ الَّذِي رَضَع اللؤم من ثدي أمه. وَقيل: هُوَ الَّذِي يَأْكُل خلالته شَرها، وَلَيْسَ هَذَا القَوْل بِقَوي. وَقيل: معنى قَوْلهم: لئيم راضع: أَن رجلا كَانَ يرضع الْإِبِل وَالْغنم، وَلَا يحلبها، لِئَلَّا يسمع صَوت الْحَلب، فَقيل ذَلِك لكل لئيم، إِذا أَرَادوا توكيد لؤمه، وَالْمُبَالغَة فِي ذمَّة. وَقد رَضُع رَضَاعةً فَهُوَ رَضيع، وَالِاسْم: الرَّضِع والرَّضَع.

والرَّاضِعتان: الثنيتان المتقدمتان، اللَّتَان يشرب عَلَيْهِمَا اللَّبن. وَقيل: الرَّواضع: مَا نبت من أَسْنَان الصَّبِي، ثمَّ سقط فِي عهد الرَّضَاع. وَقيل: الرَّواضِع: سِتّ من أَعلَى الْفَم، وست من أَسْفَله. والرَّاضِعة: كل سنّ تثغر.

والرَّضُوعة من الْغنم: الَّتِي تَرْضِع. وَقَول جرير:

ويَرْضَع من لاَقى وإنْ يَرَ مُقْعَداً ... يَقُود بأعمى فالفَرَزْدَقُ سائِلُهْ

فسره ابْن الْأَعرَابِي بِأَن مَعْنَاهُ: يستطيعه وَيطْلب مِنْهُ، أَي لَو رأى هَذَا لسأله، وَهَذَا لَا يكون، لِأَن المقعد لَا يقدر أَن يقوم، فيقود الْأَعْمَى.

والرَّضَعُ: سفاد الطَّائِر، عَن كرَاع. وَالْمَعْرُوف بالصَّاد.
رضع
رضَعَ يَرضَع ويَرضِع، رِضاعةً ورَضاعةً ورَضْعًا ورَضاعًا ورِضاعًا، فهو راضِع، والمفعول مَرْضوع
• رضَع الطِّفلُ أمَّه: امتصَّ ثديها "أخي في الرِّضاعة- الرِّضاعة الطَّبيعية أفضل لصحَّة الطِّفل- يَــحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ مَا يَــحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ [حديث]- {لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} " ° يرضَع الدنيا ويُذمُّها: لئيم، لا يحفظ جميلاً. 

رضِعَ يَرضَع، رَضَعًا، فهو راضِع ورَضِع، والمفعول مرضوع
• رضِعَ الطِّفلُ أُمَّه: رضَعها، امتصّ ثديها. 

أرضعَ/ أرضعَ لـ يُرضع، إرضاعًا، فهو مُرضِع ومُرضِعة، والمفعول مُرضَعٌ (للمتعدِّي)
• أرضعتِ الأمُّ: كان لها ولد تطعمه من لبنها.
• أرضعت الأمُّ ولدَها: أطعمته من لبنها "منعها الطبيب من إرضاع ابنها وهي مريضة- {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ} - {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ} ".
• أرضعت المرأةُ لفلان: أطعمت أولاده من لبنها " {وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى} ". 

ارتضعَ يرتضع، ارتضاعًا، فهو مُرتضِع، والمفعول مُرتضَع
• ارتضع الطِّفلُ ثَدْيَ أُمِّه: رضَعه؛ امتصَّه وشَرب منه. 

استرضعَ يسترضع، استرضاعًا، فهو مُسترضِع، والمفعول مُسترضَع
• استرضع الأبُ ولدَه: طلَب له امرأة تطعمه من لبنها " {وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلاَدَكُمْ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ} ".
• استرضع الطِّفلُ أمَّه: طلب منها أن تطعمه من لبنها. 

تراضعَ يتراضع، تراضُعًا، فهو مُتراضِع
• تراضع الطِّفلان: رضعا معًا، شربا من ثدي امرأة واحدة. 

راضعَ يُراضع، رِضاعًا ومُراضعةً، فهو مُراضِع، والمفعول مُراضَع
• راضَع فلانًا: رضَع معه، شرب معه من ثدي واحد "راضع الطِّفلُ ولد عمَّته".
• راضع ابنَه: دفعه إلى مُرضع غير أمِّه تطعمه من لبنها. 

رضَّعَ يُرضِّع، ترضيعًا، فهو مُرضِّع، والمفعول مُرَضَّع
• رضَّعت الأمُّ ولدَها: أرضَعتْه؛ جعلته يرضع أي يمتصّ ثديها. 

إرضاع [مفرد]: مصدر أرضعَ/ أرضعَ لـ ° زجاجة الإرضاع: زجاجة على فمها حلمة مثقوبة وفيها سائل مغذٍّ يعطى للأطفال أو صغار الحيوانات.
• حُمَّى الإرضاع: (طب) حُمَّى خفيفة قد تحصل للأمّ في بداية الإرضاع بسبب التلوّث. 

راضِع [مفرد]: ج رُضّاع ورُضَّع، مؤ راضِعة، ج مؤ راضِعات ورَوَاضِع (لغير العاقل): اسم فاعل من رضَعَ ورضِعَ. 

راضِعة [مفرد]: ج راضِعات ورَوَاضِع (لغير العاقل):
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل رضَعَ ورضِعَ.
2 - سِنّ نابتة زمن الرِّضاع وهما راضعتان. 

رَضاع [مفرد]: مصدر رضَعَ ° بينهما رَضاعُ الكأس: صُحبةٌ في الشَّراب- بينهما رَضاعُ اللَّبن: أُخُوَّةٌ في الرَّضاع. 

رِضاع [مفرد]: مصدر راضعَ ورضَعَ. 

رَضاعة [مفرد]: مصدر رضَعَ. 

رِضاعة [مفرد]: مصدر رضَعَ. 

رَضَّاعة [مفرد]: اسم آلة من رضَعَ: مِرْضَعة، وعاء يملأ باللّبن ونحوه لإطعام الطفل بدلاً من ثدي الأم. 

رَضْع [مفرد]: مصدر رضَعَ.
• الرَّضْع: (حي) الدُّور البيضيّ في انسلاخ بعض الحشرات وخروج اليرقة منها. 

رَضَع [مفرد]: مصدر رضِعَ. 

رَضِع [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من رضِعَ. 

رَضيع [مفرد]: ج رضائعُ ورُضَّع ورُضُع ورُضَعاءُ، مؤ رَضيعة، ج مؤ رَضيعات ورواضع: طفلٌ دون السنتين "لَوْلاَ شُيُوخٌ رُكَّعٌ وأطفالٌ رُضَّعٌ .. [حديث] ".
• رضيعُ فلان: أخوه من الرَّضاعة (شرب معه من ثدي امرأة واحدة) "هو رضيعي" ° رَضيع الأدب: ربيبه، شاعر مجيد- رَضيع اللُّؤم: لئيم. 

مُرضِعة [مفرد]: ج مُرضِعات ومَراضِعُ: من تقوم بإطعام ولدِها أو ولد غيرِها من لبنِها "المُرضِعة الحقيقية هي الأم- {وَــحَرَّمْــنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ} ". 

مِرْضَعة [مفرد]: ج مِرْضعات ومَراضِعُ: اسم آلة من رضَعَ: رضَّاعة، وعاء يُملأ باللّبن ونحوه لإطعام الطفل بدلاً من ثدي الأم. 

رضع: رَضَع الصبيُّ وغيره يَرْضِع مثال ضرب يضْرِب، لغة نجدية، ورَضِعَ

مثال سَمِع يَرْضَع رَضْعاً ورَضَعاً ورَضِعاً ورَضاعاً ورِضاعاً

ورَضاعةً ورِضاعة، فهو راضِعٌ، والجمع رُضَّع، وجمع السلامة في الأَخيرة أَكثر

على ما ذهب إِليه سيبويه في هذا البناء من الصفة؛ قال الأَصمعي: أَخبرني

عيسى بن عمر أَنه سمع العرب تنشد هذا البيت لابن همام السَّلُولي على هذه

اللغة

(*قوله «على هذه اللغة» يعني النجدية كما يفيده الصحاح.):

وذَمُّوا لنا الدُّنيا، وهم يَرْضِعُونها

أَفاوِيقَ حتّى ما يَدِرُّ لَها ثُعْلُ

وارتَضَع: كَرضِع؛ قال ابن أَحمر:

إِني رَأَيْتُ بَني سَهْمٍ وعِزَّهُمُ،

كالعَنْزِ تَعْطِفُ رَوْقَيها فَتَرْتَضِعُ

يريد تَرْضَع نفسها؛ يصِفهم باللُّؤْم والعنز تَفعل ذلك. تقول منه:

ارتضعتِ العنزُ أَي شربتْ لبن نفْسها. وفي التنزيل: والوالِداتُ يُرْضِعْن

أَولادهن حولين كاملين؛ اللفظ لفظ الخبر والمعنى معنى الأَمر كما تقول:

حسبُك درهم، ولفظه الخبر ومعناه معنى الأَمر كما تقول: اكْتفِ بدرهم، وكذلك

معنى الآية: لتُرْضِع الوالداتُ. وقوله: ولا جُناح عليكم أَن تسترضِعُوا

أَولادكم، أَي تطلبوا مُرْضِعة لأَولادكم. وفي الحديث حين ذكر الإِمارة

فقال: نِعمت المُرْضِعة وبِئست الفاطِمةُ، ضرب المُرْضعة مثلاً للإِمارة

وما تُوَصِّله إِلى صاحبها من الأَجْلاب يعني المنافع، والفاطمةَ مثلاً

للموت الذي يَهْدِم عليه لَذَّاتِه ويقطع مَنافِعها، قال ابن بري: وتقول

استرْضَعْتُ المرأَةَ ولدي أَي طلبت منها أَن تُرْضِعه؛ قال الله تعالى:

أَن تسترضِعُوا أَولادكم، والمفعول الثاني محذوف أَن تَسْتَرْضِعُوا

أَولادَكم مَراضِعَ، والمحذوف على الحقيقة المفعول الأَول لأَن المرضعة هي

الفاعلة بالولد، ومنه: فلان المُسْتَرْضِعُ في بني تميم، وحكى الحوفي في

البرهان في أَحد القولين أَنه متعد إِلى مفعولين، والقول الآخر أَن يكون على

حذف اللام أَي لأَولادكم. وفي حديث سويد بن غَفَلَةَ: فإِذا في عَهْد

رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَن لا يأْخذ من راضِعِ لبنٍ، أَراد بالراضع

ذاتَ الدَّرِّ واللبنِ، وفي الكلام مضاف محذوف تقديره ذات راضع، فأَمّا

من غير حذف فالراضع الصغير الذي هو بعدُ يَرْتَضِع، ونَهْيُه عن أَخذها

لأَنها خِيار المال، ومن زائدة كما تقول لا تأْكل من الحرام، وقيل: هو أَن

يكون عند الرجل الشاة الواحدة أَو اللِّقْحة قد اتخذها للدَّرِّ فلا

يؤْخذ منها شيء.

وتقول: هذا أَخي من الرَّضاعة، بالفتح، وهذا رَضِيعي كما تقول هذا

أَكِيلي ورَسِيلي. وفي الحديث: أَنّ النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: انظرن ما

إِخوانكن فإِنما الرضاعة من المَجاعَةِ؛ الرضاعة، بالفتح والكسر: الاسم

من الإِرْضاع، فأَمّا من الرَّضاعة اللُّؤْم، فالفتح لا غير؛ وتفسير

الحديث أَن الرَّضاع الذي يــحرِّم النكاح إِنما هو في الصِّغَر عند جُوع

الطِّفْل، فأَما في حال الكِبَر فلا يريد أَنّ رَضاع الكبير لا يُــحرِّم. قال

الأَزهري: الرَّضاع الذي يــحرِّم رَضاعُ الصبي لأَنه يُشْبعه ويَغْذُوه

ويُسكن جَوْعَتَه، فأَما الكبير فرَضاعه لا يُــحَرِّمُ لأَنه لا ينفعه من

جُوع ولا يُغنيه من طعام ولا يَغْذوه اللبنُ كما يَغذُو الصغير الذي حياته

به.

قال الأَزهري: وقرأْت بخط شمر رُبّ غُلام يُراضَع، قال: والمُراضَعةُ

أَن يَرضع الطفل أُمه وفي بطنها ولد. قال: ويقال لذلك الولد الذي في بطنها

مُراضَع ويجيء نَحِيلاً ضاوياً سَيِّء الغِذاء. وراضَع فلان ابنه أَي

دَفَعه إِلى الظِّئر؛ قال رؤبة:

إِنَّ تَمِيماً لم يُراضَعْ مُسْبَعا،

ولم تَلِدْهُ أُمُّه مُقَنَّعا

أَي ولدته مَكْشُوف الأَمر ليس عليه غِطاء، وأَرضعته أُمه. والرَّضِيعُ:

المُرْضَع. وراضَعه مُراضَعة ورِضاعاً: رَضَع معه. والرَّضِيعُ:

المُراضِع، والجمع رُضَعاء. وامرأَة مُرْضِع: ذاتُ رَضِيع أَو لبنِ رَضاعٍ؛ قال

امرؤ القيس:

فَمِثْلِكِ حُبْلَى، قد طَرَقْتُ، ومُرْضِعٍ،

فأَلْهَيْتُها عَنْ ذِي تَمَائِمَ مُغْيِلِ

والجمع مَراضِيع على ما ذهب إِليه سيبويه في هذا النحو. وقال ثعلب:

المُرْضِعة التي تُرْضِع، وإِن لم يكن لها ولد أَو كان لها ولد. والمُرْضِع:

التي ليس معها ولد وقد يكون معها ولد. وقال مرة: إِذا أَدخل الهاء أَراد

الفعل وجعله نعتاً، وإِذا لم يدخل الهاء أَراد الاسم؛ واستعار أَبو ذؤَيب

المَراضيع للنحل فقال:

تَظَلُّ على الثَّمْراء منها جَوارِسٌ،

مَراضِيعُ صُهْبُ الرِّيشِ، زُغْبٌ رِقابُها

والرَّضَعُ: صِغارُ النحل، واحدتها رَضَعة. وفي التنزيل: يوم تَرَوْنها

تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعةٍ عما أَرْضَعَت؛ اختلف النحويون في دخول الهاء

في المُرْضِعة فقال الفراء: المُرْضِعة والمُرْضِعُ التي معها صبيٌّ

تُرْضِعه، قال: ولو قيل في الأُم مُرْضِع لأَن الرَّضاع لا يكون إِلا من

الإِناث كما قالوا امرأَة حائض وطامث كان وجهاً، قال: ولو قيل في التي معها

صبي مُرضعة كان صواباً؛ وقال الأَخفش: أَدخل الهاء في المُرْضِعة لأَنه

أَراد، والله أَعلم، الفِعْل ولو أَراد الصفة لقال مرضع؛ وقال أَبو زيد:

المرضعة التي تُرْضِع وثَدْيُها في ولدها، وعليه قوله: تذهل كلّ مرضعة، قال:

وكلُّ مرضعة كلُّ أُم. قال: والمرضع التي دنا لها أَن تُرْضِع ولم

تُرْضِع بعد. والمُرْضِع: التي معها الصبي الرضيع. وقال الخليل: امرأَة

مُرْضِعٌ ذات رَضِيع كما يقال امرأَة مُطْفِلٌ ذات طِفْل، بلا هاء، لأَنك تصفها

بفعل منها واقع أَو لازم، فإِذا وصفتها بفعل هي تفعله قلت مُفْعِلة

كقوله تعالى: تذهل كل مرضعة عما أَرضعت، وصفها بالفعل فأَدخل الهاء في

نَعْتِها، ولو وصفها بأَن معها رضيعاً قال: كل مُرْضِع. قال ابن بري: أَما

مرضِع فهو على النسب أَي ذات رَضِيع كما تقول ظَبْيَةٌ مُشْدِنٌ أَي ذات

شادِن؛ وعليه قول امرئ القيس:

فمثْلِكِ حُبْلى، قد طَرَقْتُ، ومُرْضِعٍ

فهذا على النسب وليس جارياً على الفعل كما تقول: رجل دَارِعٌ وتارِسٌ،

معه دِرْع وتُرْسٌ، ولا يقال منه دَرِعٌ ولا تَرِسٌ، فلذلك يقدر في مرضع

أَنه ليس بجار على الفعل وإِن كان قد استعمل منه الفعل، وقد يجيءُ مُرْضِع

على معنى ذات إِرضاع أَي لها لبن وإِن لم يكن لها رَضِيع، وجمع

المُرْضِع مَراضِعُ؛ قال سبحانه: وحرَّمْــنا عليه المَراضِعَ من قَبْلُ؛ وقال

الهذلي:

ويأْوي إِلى نِسْوةٍ عُطُلٍ،

وشُعْثٍ مَراضيعَ مِثلِ السَّعالي

والرَّضُوعةُ: التي تُرْضِع ولدها، وخصّ أَبو عبيد به الشاة.

ورضُعَ الرجل يَرْضُع رَضاعة، فهو رَضِيعٌ راضع أَي لئيم، والجمع

الرّاضِعون. ولئيمٌ راضع: يَرْضع الإِبل والغنم من ضروعها بغير إِناء من لؤْمه

إِذا نزل به ضيف، لئلا يسمع صوت الشُّخْب فيطلب اللبن، وقيل: هو الذي

رَضَع اللُّؤْم من ثَدْي أُمه، يريد أَنه وُلد في اللؤْم، وقيل: هو الذي

يأْكل خُلالته شَرَهاً من لؤْمه حتى لا يفوته شيء. ابن الأَعرابي: الراضع

والرَّضيع الخَسيس من الأَعراب الذي إِذا نزل به الضيف رَضَع بفيه شاته

لئلا يسمعه الضيف، يقال منه: رَضُع يَرْضُع رَضاعةً، وقيل ذلك لكل لئيم إِذا

أَرادوا توكيد لؤْمه والمبالغة في ذمِّه كأَنه كالشيء يُطْبَع عليه،

والاسم الرَّضَع والرضِعُ، وقيل: الراضع الذي يَرْضَع الشاة أَو الناقة قبل

أَن يَحْلُبَها من جَشَعِه، وقيل: الراضع الذي لا يُمْسِك معه مِحْلَباً،

فإِذا سُئل اللبنَ اعتلَّ بأَنه لا مِحْلب له، وإِذا أَراد الشرب رضع

حَلوبته. وفي حديث أَبي مَيْسَرةَ، رضي الله عنه: لو رأَيت رجلاً يَرْضَع

فَسَخِرت منه خَشِيت أَن أَكون مثله، أَي يَرْضَع الغنم من ضُروعها ولا

يَحْلُب اللبن في الإِناء لِلُؤْمه أَي لو عَيَّرْتُه بهذا لخشيت أَن

أُبْتَلَى به. وفي حديث ثَقِيف: أَسْلَمها الرُّضّاع وتركوا المِصاع؛ قال ابن

الأَثير: الرُّضّاع جمع راضع وهو اللئيم، سمي به لأَنه للؤْمه يَرْضَع

إِبله أَو غنَمه لئلا يُسْمع صوتُ حَلبه، وقيل: لأَنه يَرْضَع الناسَ أَي

يسأَلهم. والمِصاعُ: المُضاربة بالسيف؛ ومنه حديث سلَمة، رضي الله عنه:

خُذْها، وأَنا ابنُ الأَكْوع،

واليَومُ يَوْمُ الرُّضَّع

جمع راضع كشاهد وشُهَّد، أَي خذ الرَّمْيةَ مني واليومُ يومُ هَلاك

اللِّئام؛ ومنه رجز يروى لفاطمة، رضي الله عنها:

ما بيَ من لُؤْمٍ ولا رَضاعه

والفعل منه رَضُع، بالضم، وأَما الذي في حديث قُسٍّ: رَضيع أَيْهُقانٍ،

قال ابن الأَثير: فَعِيل بمعنى مفعول، يعني أَن النعام في ذلك المكان

تَرْتَع هذا النبت وتَمَصُّه بمنزلة اللبن لشدة نعومته وكثرة مائه، ويروى

بالصاد المهملة وقد تقدم.

والراضِعتان: الثَّنِيَّتان المتقدمتان اللتان يُشرب عليهما اللبن،

وقيل: الرَّواضِعُ ما نبت من أَسنان الصبي ثم سقط في عهد الرضاع، يقال منه:

سقطت رواضعه، وقيل: الرواضع ست من أَعلى الفم وست من أَسفله. والراضعةُ:

كلُّ سِنٍّ تُثْغَر.

والرَّضُوعةُ من الغنم: التي تُرضِع؛ وقول جرير:

ويَرْضَعُ مَن لاقَى، وإِن يَرَ مُقْعَداً

يَقُود بأَعْمَى، فالفَرَزْدَقُ سائِلُهْ

(* رواية ديوان جرير: وإِن يلقَ مقعداً.)

فسره ابن الأَعرابي أَن معناه يَسْتَعْطِيه ويطلبُ منه أَي لو رأَى هذا

لَسَأَلَهُ، وهذا لا يكون لأَن المُقعد لا يقدر أَن يقوم فيَقودَ

الأَعمى.والرَّضَعُ: سِفاد الطائر؛ عن كراع، والمعروف بالصاد المهملة.

رضع

1 رَضِعَ أُمَّهُ, aor. ـَ and رَضَعَ, aor. ـِ (S, Msb, * K;) the former of the dial. of Tihámeh; (O, L;) the latter of the dial. of Nejd; (S, O, L;) or the former of the dial. of Nejd; and the latter of the dial. of Tihámeh, and used by the people of Mekkeh; (Msb;) and رَضَعَ, (Msb,) i. e. رَضَعَ ثَدْىَ أُمِّهِ, (IKtt, TA,) aor. ـَ (IKtt, Msb;) inf. n. رَضَاعٌ, (S, Msb, K,) of the first, (S, TA,) or of the third, (Msb,) and رِضَاعٌ, (K,) [which is also an inf. n. of 3,] and رَضَعٌ, (Msb, K,) of the first, (Msb, TA,) and رَضْعٌ, (S, Msb, K,) of the second, (S, Msb,) and رَضِعٌ, (Msb, K,) said by some to be the original form of the inf. n. of the second, (Msb,) and رَضَاعَةٌ, (Msb, K,) of the third, (Msb,) and رِضَاعَةٌ; (K;) or the last two are simple substs. form رَضَاعٌ; (IAth;) said of a child; (S, Msb;) He sucked the breast of his mother; (K;) and ↓ ارتضع signifies the same. (Msb, TA.) You say, هٰذَا أَخِى مِنَ الرَّضَاعَةِ [This is my foster-brother]; and هٰذَا رَضِيعِى. (S, K. *) The saying, in a trad., الرَّضَاعَةُ مِنَ المَجَاعَةِ, and الرِّضَاعَةُ, means The sucking which occasions interdiction of marriage [with the woman whose milk is sucked and certain of her relations] is that of an infant when hungry; not of a child that is grown up: (IAth:) or that consequent upon hunger which is stopped by the milk in the time of infancy of the child; not when the child's hunger is only to be stopped by solid food. (Mgh in art. جوع.) You also say, of a man, يَرْضَعُ إِبِلَهُ (S, K) and غَنَمَهُ (S) [He sucks the teats of his camels and of his ewes or she-goats, by reason of his sordidness: see رَاضِعٌ]. b2: رَضِعَ اللُّؤْمَ مِنْ ثَدْىِ

أُمِّهِ (tropical:) [He sucked meanness, sordidness, or ignobleness, from the breast of his mother]; (K;) i. e. he was born in meanness, sordidness, or ignobleness. (TA.) b3: يَرْضَعُ النَّاسَ (assumed tropical:) He begs of men; (K, TA;) asks gifts of them. (TA.) So, accord. to IAar, in the saying of Jereer, وَيَرْضَعُ مَنْ لَا قَى وَإِنْ يَرَ مُقْعَدًا يَقُودُ بِأَعْمَى فَالْفَرَزْدَقُ سَائلُهْ [And he begs of him whom he meets; and if he see a cripple leading a blind person, El-Farezdak asks of him]: but [properly speaking] the مُقعَد is one who cannot stand, so as to lead the blind. (TA.) b4: هُوَ يَرْضَعُ الدُّنْيَا وَيَذُمُّهَا (tropical:) [He sucks the sweets of the present world, and dispraises it]. (TA.) A2: رَضُعَ, (S, Z, K,) with damm, as though what the verb denotes were natural to the person of whom it is said, (S, TA,) or the verb has this form because it is changed in meaning so as to be intensive, (Z, TA,) aor. ـُ and رَضَعَ, aor. ـِ (Ibn-'Abbád, K;) inf. n., (Z, K,) of the former verb, (Z, TA,) رَضَاعَةً, (Z, K,) with fet- h only; (IAth, TA;) (tropical:) He (a man, S) was, or became, mean, sordid, or ignoble: (S, * K, TA:) or he was, or became, very mean, &c.: (Z, TA:) [see رَاضَعٌ:] or one says, لَؤُمَ وَرَضُعَ, for the sake of mutual resemblance; and the meaning is, [he was, or became, mean, sordid, or ignoble, and] he sucked from the teat of the she-camel, fearing lest, if he milked, any one should know of his doing so, and demand of him somewhat. (Msb.) A3: رَضَعَتْ أَلْبَانُهَا (tropical:) Their milk became little in quantity; said in reference to milch-camels abounding with milk. (TA. [But the context in the TA suggests that this is a mistake; that the phrase is said of the wind called رَضَاعَةٌ; and that the right reading is رَضَعَتْ أَلْبَانَهَا; and the meaning, (assumed tropical:) It rendered their milk little in quantity.]) 3 راضعهُ, (Msb, TA,) inf. n. مُرَاضَعَةٌ and رِضَاعٌ (Msb, K, TA) and also رِضَاعَةٌ, (Msb,) [but this last is anomalous, and, if correct, is probably a simple subst.,] He sucked with him; or had him sucking with him; (Msb, * K, * TA;) he had him as his رَضِيع [or foster-brother]. (Msb.) b2: [Hence,] بَيْنَهُمَا رِضَاعُ الكَأْسِ (tropical:) [Between them two is the sipping of the wine-cup, or cup of wine]. (TA.) b3: مُرَاضَعَةٌ also signifies An infant's sucking the breast of his mother while she has a child in her belly. (K.) A2: راضع ابْنَهُ He gave, or delivered, his son to the woman who should suckle him. (S, K.) [See also 4.]4 أَرْضَعَتْ She (a woman) had a child which she suckled. (K.) b2: ذَاتُ إِرْضَاعٍ, also, signifies (assumed tropical:) Having milk, though not having a child that is suckled. (IB.) A2: أَرْضْعَتْهُ أُمُّهُ His mother suckled him. (S, Msb, K. *) b2: You say also, أَرْضَعَ الوَلَدَ [app. meaning He caused the child to be suckled: or, perhaps, he suckled the child, by means of his wife or a female slave; because his semen genitale is considered as the source of the milk of a woman who has borne him a child; accord. to a saying of Lth, cited in an explanation of a usage of the word لَقَاحٌ or لِقَاحٌ]. (K voce مَلَحَ, q. v.) [See also 3.]6 تراضعا They both sucked the breast of a woman together; each with the other. (TA.) 8 ارتضع: see 1; first sentence. b2: ارتضعت العَنْزُ The she-goat drank [or sucked] her own milk [from her udder]. (S, K.) b3: Hence اِرْتِضَاعُ الكَأْسِ (assumed tropical:) The drinking [of the cup] of wine. (Har p. 284: [See also 3.]) 10 استرضع He sought, or demanded, a wetnurse. (K.) It is said in the Kur [ii. 233], وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ And if ye desire to seek, or demand, wet-nurses for your children; i. e., ان تسترضعوا اولادكم مَرَاضِعَ; the second objective complement [accord. to this order of the words], but the first in reality because the wetnurse is the agent with respect to the child, being suppressed; for you say, اِسْتَرْضَعْتُ المَرْأَةَ وَلَدِى, meaning I sought, or demanded, of the woman that she should suckle my child: (IB:) accord. to some, the verb is doubly trans.: accord. to others, the prep. لِ is suppressed in the Kur; the meaning being لِأَوْلَادِكُمْ. (El-Howfee, in the “ Burhán fee tefseer-el-Kurn. ”) رِضْعٌ A kind of trees upon which camels feed. (O, K.) رَضَعٌ The young ones [or suckers] of palmtrees; (IAar, K;) as also رَصَعٌ, (K,) accord. to Lth and IDrd and the S; (TA in art. رصع;) or the latter, accord. to Az, is a mistranscription: (K * and TA in that art.:) n. un. with ة. (TA.) A2: (tropical:) Meanness, sordidness, or ignobleness; a subst. from رَضُعَ; as also ↓ رَضِعٌ. (K.) رَضِعٌ: see رَاضِعٌ, in two places: A2: : and see رَضَعٌ.

رَضِيعٌ A foster-brother; syn. ↓ مُرَاضَعٌ: pl. رُضَعَآءُ (TA.) You say, هٰذَا رَضِيعِى, (S, Msb, * K, *) i. e. هٰذَا أَخِى مِنَ الرَّضَاعَةِ [This is my foster-brother]. (S, K. *) b2: [A child while it is a suckling;] a child before it is termed فَطِيمٌ [i. e. weaned]. (IAar, TA in art. طبخ. [See also رَاضَعٌ.]) [In explanations of the words وَطْبٌ and شَكْوَةٌ in the S, it is applied as an epithet to a kid, evidently as meaning Sucking; or a suckling; like رَاضِعٌ, q. v., and رَضِعٌ.] b3: See two other significations, voce رَاضَغٌ, in two places.

رَضَاعَةٌ, said in the K to be an inf. n. of 1 in the first of the senses explained in this art., is, accord. to IAth, a simple subst. (TA.) b2: [It is a regular inf. n. of رَضُعَ, q. v.]

A2: الرَّضَاعَةُ also signifies (tropical:) The [west wind, or westerly wind, called] دَبُور: or a wind between that and the [south wind, or southerly wind, called] جَنُوب: (IDrd, K, TA:) because, when it blows upon the milch-camels abounding with milk, their milk becomes little in quantity. (IDrd, TA.) رِضَاعَةٌ, said in the K to be an inf. n. of 1 in the first of the senses expl. in this art., is, accord. to IAth, a simple subst. (TA.) b2: [It is also said, in the Msb, to be an inf. n. of رَاضَعَهُ, q. v.]

رَضُوعَةٌ A female that suckles her young: (TA:) or a ewe or she-goat that suckles, or that has a young one which she suckles. (AO, S, K.) رَضَّاعٌ: see the next paragraph.

رَاضَعٌ Sucking the breast of his mother; a suckling; as also ↓ رَضِعٌ: pl. of the former رُضَّعٌ; and of the latter; رُضُعٌ. (K. [See also رَضِيعٌ, which signifies the same; as is shown below, voce مُرْضِعٌ; and by Bd in xxii. 2; &c.]) b2: One who sucks from the teat of the she-camel, fearing lest, if he milked, any one should know of his doing so, and demand of him somewhat: (Msb:) or a pastor who does not take with him a milkingvessel, and, when he is asked for milk, excuses himself on that ground, (K, TA,) and, when he desires to drink, sucks the teat of his milchbeast: (TA:) pl. رُضَّعٌ. (Msb.) The phrase لَئِيمٌ رَاضِعٌ [i. e. Mean, sordid, or ignoble; who sucks the teats of his she-camels, &c.,] originated, (S, K,) as they assert, (S,) from a certain man's sucking the teats of his she-camels (S, K) or ewes or she-goats, and not milking them, (S,) lest the sound of his milking should be heard and somewhat should be demanded of him: (S, K:) or the origin was the coming of a guest by night to a certain man of the Amalekites, whereupon the latter sucked the udder of his ewe, lest the guest should hear the sound of the streaming of the milk from the teat. (IDrd.) But when a single epithet is used, one says ↓ رَضِيعٌ. (Msb. [See, however, what follows.]) b3: [Hence,] (tropical:) Mean, sordid, or ignoble; (K, TA;) as also ↓ رَضِيعٌ and ↓ رَضَّاعٌ: pl. رُضَّعٌ and رُضَّاعٌ: (K:) and رَضِعُونَ, as a pl., [i. e. pl. of ↓ رَضِعٌ,] has the same signification, of mean, &c. (TA.) It is said in a trad. of Selemeh Ibn-El-Akwa', اليُوْمَ يُوْمُ الرُّضَّعِ, meaning (tropical:) To-day is the day of the destruction of the mean, &c. (TA.) b4: Also (tropical:) Mean, sordid, or ignoble, who has sucked meanness, sordidness, or ignobleness, from the breast of his mother; (ElYemámee, K, TA;) i. e. born in meanness, sordidness, or ignobleness. (TA.) b5: (tropical:) A beggar: (TA:) one who begs of men: (K:) thus Ibn-'Abbád explains لَئِيمٌ رَاضِعٌ. (TA.) b6: (assumed tropical:) One who eats the particles of food remaining between his teeth, lest anything [thereof] should escape him: (K:) or such is termed لَئِيمٌ رَاضِعٌ. (TA.) A2: A possessor of milk: after the usual manner of a possessive epithet [like لَابِنٌ]. (TA.) رَاضِعَةٌ A central incisor when it falls out: (Msb:) or the رَاضِعَتَانِ are the two central incisors (S, Msb, K, TA) of a child, (S K, TA,) over which the milk is drunk [or sucked]: (Msb, TA:) pl. رَوَاضَعُ: (S, Msb, K:) or the رَوَاضِع are the teeth of a child that grow and then fall out in the period of sucking; (Msb, * TA;) and they are said to be six in the upper part of the mouth and six in its lower part: (TA:) [the pl. is applied to all the milk-teeth of a child, and of a horse &c.; it applies to the teeth called رَبَاعِيَات that fall out, as well as to the ثَنَايَا, or central incisors, accord. to AO, in a passage relating to a colt, in his كتاب الخيل quoted in the TA in art. حفر; and to the teeth called قَوَارِح that fall out, accord. to a passage in the S, voce أَحْفَرَ, q. v., as well as the extract from the work of AO mentioned above, and in this case likewise relating to a colt.]

مَرْضَعٌ The breast, as being the place of sucking: pl. مَرَاضِعُ. (Ksh and Bd in xxviii. 11.) b2: and [as an inf. n.] The act of sucking the breast: pi. as above. (Ksh and Bd ibid.) مُرْضَعٌ Suckled: pl. مَرَاضَعُ; which is opposed to فُطُمٌ, pl. of فَطِيمٌ. (Mgh.) مُرْضِعٌ and مُرْضَعَةٌ A mother [or other woman] suckling: (Msb:) or one having with her a child which she suckles: the former epithet may with reason be applied to the mother because suckling is performed only by females, like as the epithets حَائِضٌ and طَامِثٌ are applied to a woman; and if مُرْضَعَةٌ were applied to her who has with her a child, it would be correct: (Fr, TA:) [but see another saying ascribed to Fr in what follows:] or the former, a woman having a child which she suckles; (Kh, S, IB, K;) after the manner of a possessive epithet; (IB;) i. e. having a رَضِيع; (Kh, IB;) like اِمْرَأَةٌ مُطْفِلٌ “ a woman having a طِفْل; ” (Kh;) or ظَبْيَةٌ مُشْدِنٌ “ a doe-gazelle having a شَادِن; ” though مُرْضِعٌ has a verb bearing a signification agreeing with this; and it sometimes occurs as meaning having milk, though not having a child that is suckled: (IB:) but the latter is used in describing a woman as performing an action; (Kh;) signifying suckling a child: (S, K:) the former is used when the [abstract] quality is meant: the latter, when the action is meant: but God knows: (Akh:) or the former signifies one who is near to suckling, but has not yet suckled: and one having with her the child that is suckled [by her] (الصَّبِىُّ الرَّضِيعُ): and the latter, [in the TA the former, but this is a mistranscription, as is shown by what follows,] one who is suckling, her teat being in the mouth of her child; and in this sense it is used in the Kur, in a passage which see below: (Az in the TA:) Th says, the latter signifies one who suckles, though she have not a child, or if she have a child: and the former, one who has not a child with her, and sometimes having with her a child: and in one place he says, when the action is meant, the latter is used, and it is made an epithet: and when the ة is not added, it is meant as a subst: (TA:) Fr and some others say that it is without ة when the proper signification of suckling is meant: and with ة when the tropical signification of a subject of the attribute of suckling in time past or future is meant: (Msb:) the pl. [of both, though said in the Mgh and TA to be that of the former,] is مَرَاضِعُ (Mgh, Msb, TA) and مَرَاضِيعُ. (Msb, TA.) The saying in the Kur [xxii. 2], يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا

أَرْضَعَتْ means [On the day when ye shall see it,] every woman that is suckling;, (Az, Kh,) in the act of doing so, (Kh,) with her teat in the mouth of her child; (Az,) [shall neglect, or become heedless of or diverted from, that which she shall have been suckling:] or مرضعة here has the last signification explained in the preceding sentence [so that the meaning is every woman who shall have been suckling or shall be going to suckle]. (Msb.) b2: It is said in a trad., نِعْمَتِ المُرْضِعَةُ وَبِئْسَتِ الفَاطِمَةُ, meaning (assumed tropical:) Excellent in the office of commander, or governor, and the profit, or advantage, which it brings to its possessor; and very evil is death, which destroys his delights, or pleasures, and stops the profits, or advantages, of that office. (TA.) b3: The pl. مَرَاضِيعُ is metaphorically applied as an epithet to bees (جَوَارِس, i. e. نَحْل). (TA.) مُرَاضَعٌ: see رَضِيعٌ. b2: Also An unborn child of a woman who is suckling another child: such a child proves to be meagre in body, slender in the bones, and ill nourished. (En-Nadr, Sgh.) مُسْتَرْضَعٌ [for مُسْتَرْضَعٌ لَهُ, agreeably with an opinion mentioned by El-Howfee, (see 10,) One for whom a wet-nurse has been sought, or demanded]. You say, فُلَانٌ المُسْتَرْضَعُ فِى بَنِى تَمِيمٍ [Such a one is he for whom a wet-nurse has been sought, or demanded, among the Benoo-Temeem]. (TA.)
رضع
رَضَعَ الصبيُّ أمَّهُ، كسَمِعَ وضَرَبَ، الثانيةُ لغةُ نَجدٍ، والأُولى لغةُ تِهامَة، كَمَا فِي الصحاحِ والعُبابِ واللِّسان. وَفِي المِصباحِ بعَكسِ ذَلِك، قَالَ الجَوْهَرِيّ: قَالَ الأَصْمَعِيّ: أَخْبَرَني عِيسَى بنُ عمرَ أنّه سَمِعَ العربَ تُنشِدُ هَذَا البيتَ لابنِ هَمّام السَّلُوليِّ على هَذِه اللُّغَة:
(وذَمُّوا لنا الدُّنيا وهمْ يَرْضِعونَها ... أفاويقَ حَتَّى مَا يَدِرُّ لَهَا ثُعْلُ)
وَفِي العُباب: هُوَ قَوْلُ عَبْد الله بنِ هَمّامٍ يُخاطبُ النعمانَ بنَ بشيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا:
(فَقَبْلَكَ مَا كانتْ تَلينا أَئِمَّةٌ ... يُهِمُّهُمُ تَقْوِيمُنا وهمُ عُضْلُ)

(يَذُمُّونَ دُنْياهمْ، وهمْ يَرْضِعونَها ... أفاويقَ حَتَّى مَا يَدِرُّ لَهَا ثُعْلُ)
هَكَذَا بكسرِ الضَّاد، رَضْعَاً، بالفَتْح، مصدر رَضَعَ كَضَرَبَ، ويُحرَّك، مصدر رَضِعَ كسَمِع ورَضاعاً ورَضاعَةً بفَتحِهما، أمّا الأوّلُ فمصدر رَضِعَ رَضاعاً، كسَمِع سَماعاً، وَنَقله الْجَوْهَرِي ويكسران قَالَ اللهُ تَعَالَى: أنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ بفَتحِ الرَّاء، وقرأَ أَبُو حَيْوَةَ، وَأَبُو رَجاء، والجارودُ، وابنُ أبي عَبْلَةَ: أَن يُتِمَّ الرِّضاعَةَ بكسرِ الرَّاء، ورَضِعاً، ككَتِفٍ، فَهُوَ راضِعٌ، ج: رُضَّعٌ، كرُكَّعٍ، وَهُوَ رَضِعٌ، ككَتِفٍ، ج: رُضُعٌ، كعُنُق: امْتصَّ ثَدْيَها. وَفِي الحَدِيث: انْظُرْنَ مَا إخوانِكُنَّ، فإنّما الرَّضاعةُ من المَجاعة، قَالَ ابنُ الْأَثِير: الرَّضاعةُ بالفَتْح والكَسرِ: الاسمُ من)
الْإِرْضَاع، فَأَما من الرَّضاعة: اللُّؤْمِ فالفَتح فَقَط. وتفسيرُ الحَدِيث: أنَّ الرَّضاعَ الَّذِي يُــحَرِّمُ النِّكاحَ إنّما هُوَ فِي الصِّغَرِ عِنْد جُوعِ الطِّفل، فأمّا فِي حالِ الكِبَرِ فَلَا. والرُّضوعة الَّتِي تُرْضِعُ وَلَدَها، وخَصَّ أَبُو عُبَيْدةَ بِهِ الشَّاة تُرْضِع. والرّاضِعَتان: ثَنِيَّتا الصبيِّ المُتَقدِّمَتانِ اللتانِ يَشْرَبُ عَلَيْهِمَا اللبَنَ. ج: رَواضِع، وَقيل: الرَّواضِعُ: مَا نَبَتَ من أسنانِ الصبيِّ ثمّ سَقَطَ فِي عَهْدِ الرَّضاع، يُقَال مِنْهُ: سَقَطَت رَواضِعُه، وَيُقَال: الرَّواضِعُ: سِتٌّ من أَعْلَى الفَمِ، وسِتٌّ من أَسْفَلِه.
منَ المَجاز: رَضُعَ الرجلُ، ككَرُمَ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ والزَّمَخْشَرِيّ، وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: رَضَعَ الرجلُ أَيْضا مثل مَنَعَ رَضاعَةً، بالفَتْح لَا غيرُ. وَمِنْه رَجَزٌ يُروى لفاطمةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: مَا بِي مِن لُؤْمٍ وَلَا رَضاعَهْ قَالَ الجَوْهَرِيّ: قَالُوا: رَضُعَ الرجلُ بالضَّمّ، كأنّه كالشيءِ يُطبَع عَلَيْهِ، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: ولمّا نُقِلَ إِلَى معنى المُبالَغةِ فِي اللُّؤْمِ بَنَوْا فِعلَه على فَعُلَ، فَقَالُوا: رَضُعَ رَضاعَةً، فَهُوَ راضِعٌ ورَضِعٌ ورَضّاعٌ، كشَدَّادٍ، مِن قومٍ رُضَّعٍ ورُضَّاعٍ، كرُكَّعٍ وكُفَّارٍ، أَي لَؤُمَ، أَي صارَ لَئيماً، وَمِنْه قَوْلُ سَلَمَةَ بنِ الأَكْوَع رَضِي الله عَنهُ: واليومُ يَوْمُ الرُّضَّعِ أَي: اليومُ يَوْمُ هَلاكِ اللِّئامِ. وَفِي حديثِ ثَقيفٍ: قالتْ عجوزٌ مِنْهُم: أَسْلَمَها الرُّضَّاعَ، وَتركُوا المِصَاعَ. أَي اللِّئام، والمِصَاع: المُضارَبَةُ بالسيفِ والاسمُ: الرَّضَع، مُحرّكةً، وككَتِفٍ. قَالَ اليَماميُّ: الرَّاضِع: اللئيمُ الَّذِي رَضَعَ اللؤْمَ من ثَدْيِ أمِّه، يريدُ أنّه وُلِدَ فِي اللؤْم. وَهُوَ مَجاز.
قيل: الرّاضِع: الرّاعي الَّذِي لَا يُمسِكُ مَعَه مِحْلَباً، فَإِذا سُئِلَ اللبَنَ اعتلَّ بذلك، أَي بأنّه لَا مِحلَبَ لَهُ، وَإِذا أرادَ الشُّربَ رَضَعَ حَلُوبَتَه. قيل: اللئيمُ الرّاضِع: مَن يأكلُ الخُلاَلَةَ من بَيْنِ أَسْنَانِه لُؤْماً لئلاّ يَفوتَهُ شيءٌ. قَالَ ابنُ عَبّادٍ: اللئيمُ الرّاضِع: مَن يَرْضَعُ الناسَ، أَي يَسْأَلُهم. قلتُ: وَبِه فَسَّرَ ابْن الأَعْرابِيّ قَوْلَ جَريرٍ:
(ويَرْضَعُ مَن لَاقَى وإنْ يَرَ مُقْعَداً ... يَقودُ بأَعْمى فالفَرَزْدَقُ سائِلُهْ)
قَالَ: أَي يَسْتَعْطيه ويطلبُ مِنْهُ، أَي لَو رأى هَذَا لَسَأَلَه. وَهَذَا لَا يكون لأنّ المُقعَدَ لَا يَقْدِرُ أَن يقومَ فيقودَ الْأَعْمَى. وَفِي الأساس، وتَقُولُ: استعِذُ باللهِ مِنَ الرَّضاعةَ، كَمَا تَستعيذُ بِهِ مِنَ الضَّراعَة. ونَقَل ابْن الأثيرِ أَيْضا مثل ذَلِك. وَفِي الصِّحاح: قَوْلَهَم: لئيمٌ راضعٌ، أَصلهُ زَعَمُوا أنَّ رجلا كانَ يَرْضَعُ إبلَهُ وَلَا يَحْتلُبُها لِئَلَّا يُسمعَ صَوْتُ حَلْبهِ فَيُطْلَبَ مِنْهُ. وقالَ ابنُ دُرَيدْ: كَانَ)
هَذَا فِي الحدِيثِ فِي العمالِقَةِ، فَكَثُرَ حتَّى صارَ كُلُ لئيم رَاضِعاً فَقلَ ذَلِك الفِعْلَ أَو لمْ يَفْعَلْ. قالَ وأَصْلُ الحديثِ أنَّ رَجُلاً مِنَ العَمالِيقِ طَرَقَهُ ضَيِفٌ لَيلاً فَمضَّ ضِرْعَ شَاتِه، لِئَلَّا يَسْمَعَ الضَّيفُ صَوْتَ الشَّخَبِ. قَالَ: والرَّضاعَة: كَسَحَابةٍ: اسمُ الدَّبُور، أَو رِيحٌ بَيْنَها وبَيْنَ الجَنوبِ، وَذَلِكَ لأنّها إِذا هَبَّتْ على اللِّقاحِ رَضَعَتْ أَلْبَانُها، أَي قَلَّت، وَهُوَ مَجاز. قَالَ: والرِّضْع، بالكَسْر: شجَرٌ تَرْعَاهُ الإبلُ كَمَا فِي العُباب. تَقول: هَذَا رَضيعُكَ، أَي أخوكَ من الرَّضاعةِ، بالفَتْح، كَمَا فِي الصِّحَاح، كَمَا تَقول: أَكيلُكَ، قَالَ الأعْشى:
(رَضيعَيْ لِبَانٍ ثَدْيَ أمٍّ تَقاسَما ... بأَسْحَمَ داجٍ عَوْضُ لَا نَتَفَرَّقُ)
قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: الرَّضَع مُحرّكةً: صِغارُ النَّحْل، واحدِتُها رَضَعَة كالرَّصَع، بالصَّاد، وَقد تقدّم عَن الأَزْهَرِيّ أنّه بالصادِ الْمُهْملَة تَصحيفٌ. وأَرْضَعَتِ المرأةُ، فَهِيَ مُرْضِعٌ أَي لَهَا ولَدٌ تُرضِعُه وَمِنْه قولُ امرئِ القَيسِ:
(فمِثلِكِ حُبْلى قد طَرَقْتُ ومُرْضِعٍ ... فَأَلْهَيْتُها عَن ذِي تَمائمَ مُحْوِلِ)
ويُروى مُرْضِعاً ويُروى مُغْيلٍ أَي ذاتِ رَضيعٍ فَإِن وَصَفْتَها بإرضاعِ الولَدِ أَلْحَقْتَ الهاءَ. وقلتَ: مُرْضِعَة، كَمَا فِي الصحاحِ والعُباب، وَمِنْه قَوْله تَعالى: يَوْمَوَقَالَ ابنُ بَرّي: أمّا مُرضِعٌ فَعَلَى النَّسَبِ، أَي ذاتُ رَضيعٍ، كَمَا تَقول: ظَبْيَةٌ مُشْدِنٌ، أَي ذاتُ شادِنٍ، وَعَلِيهِ قولُ امرئِ القَيسِ: فمِثلِكِ ... الخ فَهَذَا على النَسَب، وَلَيْسَ جارِياً على الفِعلِ، كَمَا تَقول: رجلٌ دارِعٌ تارِسٌ، أَي مَعَه دِرعٌ وتُرْسٌ، وَلَا يُقَال مِنْهُ: دَرِعٌ وَلَا تَرِسٌ، فَلذَلِك يُقَدَّرُ فِي مُرْضِعٍ أنّه لَيْسَ بجارٍ على الفِعلِ، وَإِن كَانَ قد استُعمِلَ مِنْهُ الفعلُ. وَقد يَجيءُ مُرضِعٌ على معنى ذاتِ إرْضاعٍ، أَي لَهَا لبَنٌ وَإِن لم يكن لَهَا رَضيع، هَذَا خُلاصَةُ مَا قَالَه النَّحَوِيُّون. وراضَعَ فلانٌ ابْنَه، أَي دَفَعَه إِلَى الظِّئْرِ. نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وَأنْشد لرُؤْبَة:
(إنَّ تَميماً لم يُراضَعْ مُسْبَعا ... وَلَمْ تَلِدْهُ أمُّهُ مُقَنَّعا)
أَي وَلَدَتْه أمُّه مكشوفَ الأمرِ، لَيْسَ عَلَيْهِ غِطاءٌ. قَالَ الجَوْهَرِيّ: ارْتَضَعَتِ العَنزُ، أَي شَرِبَتْ لَبَنَ نَفْسِها، وأنشدَ للشاعر، وَهُوَ عَمْرُو بنُ أَحْمَرَ الباهِليُّ:
(إنِّي وَجَدْتُ بَني أَعْيَا وجاهِلَهُم ... كالعَنْزِ تَعْطِفُ رَوْقَيْها فَتَرْتَضِعُ)
هَكَذَا هُوَ فِي الصِّحَاح، ويُروى: بَني سَهمٍ وجامِلَهم، ويُروى وعِزَّهُم يريدُ تَرْضَعُ نَفْسَها، يصِفُهم باللُّؤْم، والعَنزُ تفعلُ ذَلِك. واسْتَرضَعَ: طَلَبَ مُرضِعَةً، وَمِنْه قَوْله تَعالى: وَإِن أردتُم أنْ تَسْتَرْضِعوا أولادَكم فَلَا جُناحَ عَلَيْكُم، أَي: تَطْلُبوا مُرضِعةً لأولادِكم. قَالَ ابنُ بَرّيّ: وَتقول: اسْتَرْضَعْتُ المرأةَ ولَدي، أَي طَلَبْتُ مِنْهَا أَن تُرضِعَه، قَالَ اللهُ تَعَالَى: أَن تَسْتَرْضِعوا أولادَكم والمَفعولُ الثَّانِي محذوفٌ، أَي أَن تَسْتَرْضِعوا أولادَكم مَراضِع، والمحذوفُ فِي الحقيقةِ المفعولُ الأوّل لأنّ المُرضِعةَ هِيَ الفاعِلَةُ بالولَدِ، وَمِنْه فلانٌ المُسْتَرْضِع فِي بَني تَميم، وَحكى الحوفِيُّ فِي البُرهانِ فِي أحَدِ القولَيْن: أنّه مُتَعَدٍّ إِلَى مفعولَيْن، والقولُ الآخَر: أَن يكونَ على حَذْفِ اللَّام، أَي لأولادِكُم. قَالَ الأَزْهَرِيّ: قَرَأْتُ بخطِّ شَمِرٍ: رُبَّ غلامٍ يُراضَع. قَالَ: والمُراضَعَة: أَن يَرْضَعَ الطفلُ أمَّه وَفِي بَطْنِها ولَدٌ، قَالَ: وَيُقَال لذَلِك الولَدِ الَّذِي فِي بَطْنِها: مُراضَعٌ، ويجيءُ مُخْتَلاًّ ضاوِيَّاً سَيِّئَ الغِذاء، وَنَقله الصَّاغانِيّ عَن النَّضْر. المُراضَعَة: أَن يَرْضَعَ مَعَه آخَرُ، كالرِّضاع، بالكَسْر، يُقَال: راضَعَه مُراضَعَةً ورِضاعاً. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: رَضَعَ الصبيُّ ثَدْيَ أمِّه كَمَنَعَ، لغةٌ حَكَاهَا صاحبُ المِصباحِ وابنُ القَطّاع، واستَدْركَه شَيْخُنا. وارْتَضعَ كَرَضَعَ.)
والرَّاضِع: ذاتُ الدَّرِّ واللبَن، على النَّسَب. وتَراضَعا: رَضَعَ كلٌّ مِنْهُمَا مَعَ الآخَر. والرَّضيع: المُراضِع، والجمعُ رُضَعاء. وجَمعُ المُرْضِع: المَراضِع، قَالَ اللهُ تَعَالَى: وحَرَّمْــنا عَلَيْهِ المَراضِع. والمَراضيع، على مَا ذهب إِلَيْهِ سيبويهِ فِي هَذَا النحوِ، قَالَ الهُذَليُّ:
(ويَأْوي إِلَى نِسْوَةٍ عُطَّلٍ ... وشُعْثٍ مَراضيعَ مِثلِ السَّعالي) واستعارَ أَبُو ذُؤَيْبٍ المَراضيعَ للنَّحْلِ، فَقَالَ:
(تَظَلُّ على الثَّمْراءِ مِنْهَا جَوارِسٌ ... مَراضيعُ صُهْبُ الرِّيشِ زُغْبٌ رِقابُها)
والرَّاضِعون: اللِّئام. وَهُوَ يَرْضَعُ الدُّنْيَا ويَذُمُّها، وَهُوَ مَجاز. وَيُقَال: بَينهمَا رِضاعُ الكَأْسِ، وَهُوَ مَجاز أَيْضا. وَفِي حديثِ قُسٍّ: رَضيعُ أَيْهُقان. قَالَ ابنُ الأَثير: فَعيلٌ بِمَعْنى المَفعولِ، يَعْنِي أنَّ النَّعَامَ فِي ذَلِك المكانِ يَرْتَع هَذَا النَّبتَ ويمصُّه بمَنزِلَةِ اللبَن لشِدَّةِ نُعومَتِه وكَثرَةِ مائِه. ويُروى بالصادِ المُهمَلة، وَقد تقدّم. والراضِع: الشَّحَّاذ، لأنّه يَرْضَعُ الناسَ بسؤالِه، وَهُوَ مَجاز.
والرَّضَع، مُحرّكةً: سِفادُ الطائرِ، عَن كُراعٍ، والمعروفُ بالصادِ المُهمَلة.

بهم

بهم: {البهيمة}: الحيوان الذي لا يعقل.
(بهم) : بنو أسَد يذَكِّرونَ الإِبْهَامَ، فيقولونَ: هذا إِبْهَامٌ.
ب هـ م

أبهم الباب أغلقه. أنشد سيبويه:

الفارجي باب الأمير المبهم

واللون البهيم: ما لا شية فيه أي لون كان إلا الشهبة. يقال ليل بهيم، وليال دهم بهم. وفلان بهمة من البهم: للشجاع الذي يستبهم على أقرانه مأتاه. وقيل: سمي بالبهمة التي هي الصخرة المصمتة المبهمة.

ومن المجاز: أمر مبهم: لا مأتي له. وأبهم فلان عليّ الأمر وكلام مبهم: لا يعرف له وجه واستبهم عليه الأمر: استغلق. واستبهم على الرجل: أرتج عليه. وصوت بهيم: لا ترجيع فيه.
(بهم) - في الحديث: "أَنّ بَهمةً مرت بين يَدَيْه وهو يُصلَّى".
قال الليث: هي اسْمُ للذَّكَر والأُنثَى من أَولادِ بَقَر الوَحْش والغَنَم والماعز. وقيل: البَهْمَة: السَّخْلَة.
- وفي الحَديثِ: "أَنَّ النبى - صلى الله عليه وسلم - قال للرَّاعِى: ما وَلَّدت؟ قال: بَهْمَة، قال: اذْبَح مَكانَها شاةً".
ولولا أن البَهْمة اسمٌ لِجِنس خَاصٍّ، لَمَا كان في سُؤاله عليه الصلاة والسلام الرَّاعى وإجابته عنه ببَهْمة كَثِيرُ فائدةٍ؛ إذ يُعرَف أَنَّ ما تَلِد الشَّاةُ، إنّما يكون ذَكَراً أو أُنثَى. فلما أَجابَ عنه بِبَهْمة. قال: اذْبَح مكانها شَاةً، دَلَّ على أنه اسمٌ للأُنثَى دون الذَّكَر. : أي دَعْ هذِه الأُنثَى في الغَنَم للنَّسل، واذبَح مَكانَها ذَكَرًا، والله عز وجَلّ أعلم.

بهم


بَهَمَ(n. ac. بَهَاْمَة)
a. Left vague, doubtful; concealed.

بَهَّمَa. Was silent, perplexed, confounded.
b. Weaned ( lambs, calves ).
أَبْهَمَa. Was dubious, vague, obscure.
b. Closed, locked.
c. see Id. [acc. & 'An], Turned away from.
تَبَهَّمَa. see IV (a)
إِنْبَهَمَa. see IV (a)
إِسْتَبْهَمَa. see IV (a)b. ['Ala], Was closed against.
بَهْمَةa. Young animal.

بُهْمَة
(pl.
بُهَم)
a. Rock.
b. Intrepid, dauntless.
بُهْمَىa. A species of barleygrass.

أَبْهَمُ
(pl.
بُهْم)
a. Mute.

بَاْهِم
(pl.
بَوَاْهِمُ)
a. [ coll. ], Thumb; middle finger;
big toe.
بَهِيْم
(pl.
بُهُم)
a. Black.
b. Deaf.

بَهِيْمَة
(pl.
بَهَاْئِمُ)
a. Beast, brute, animal.

بَهِيْمِيّa. Bestial, brutish, animal.

بَهِيْمِيَّةa. Animal nature.

بَهْمُوْتa. Dragon.

N. P.
أَبْهَمَa. Vague, dubious; equivocal.

N. Ac.
أَبْهَمَa. Dubiousness, incertitude, vagueness;
equivocation.
b. [ pl.
أَبَاْهِمُ
أَبَاْهِيْمُ], Thumb; middle finger; big toe.
ب هـ م : (الْبِهَامُ) جَمْعُ بَهْمٍ وَ (الْبَهْمُ) جَمْعُ (بَهْمَةٍ) وَهِيَ وَلَدُ الضَّأْنِ ذَكَرًا كَانَ أَوْ أُنْثَى وَالسِّخَالُ أَوْلَادُ الْمَعْزِ فَإِذَا اجْتَمَعَتِ الْبِهَامُ وَالسِّخَالُ قِيلَ لَهُمَا جَمِيعًا بِهَامٌ وَبَهْمٌ أَيْضًا. وَأَمْرٌ (مُبْهَمٌ) لَا مَأْتَى لَهُ. وَ (أَبْهَمَ) الْبَابَ أَغْلَقَهُ. وَالْأَسْمَاءُ (الْمُبْهَمَةُ) عِنْدَ النَّحْوِيِّينَ هِيَ أَسْمَاءُ الْإِشَارَاتِ. وَ (اسْتَبْهَمَ) عَلَيْهِ الْكَلَامُ اسْتَغْلَقَ وَفِي الْحَدِيثِ: «يُحْشَرُ النَّاسُ حُفَاةً عُرَاةً (بُهْمًا) » أَيْ لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ، وَقِيلَ أَصِحَّاءُ. وَ (الْإِبْهَامُ) الْإِصْبَعُ الْعُظْمَى وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ وَجَمْعُهَا (أَبَاهِيمُ) . وَ (الْبَهِيمَةُ) وَاحِدَةُ (الْبَهَائِمِ) . وَالْفَرَسُ (الْبَهِيمُ) هُوَ الَّذِي لَا يَخْلِطُ لَوْنَهُ شَيْءٌ سِوَى لَوْنِهِ وَالْجَمْعُ (بُهُمٌ) كَرَغِيفٍ وَرُغُفٍ. 
بهم وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: يحْشر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة عُرَاة حُفَاة بهما. قَالَ أَبُو عَمْرو: البهم وَاحِدهَا بهيم وَهُوَ الَّذِي لَا يخالط لَونه لون سواهُ من سَواد كَانَ أَو غَيره قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ عِنْدِي أَنه أَرَادَ بقوله: بهما - يَقُول: لَيْسَ فيهم شَيْء من الْأَعْرَاض والعاهات الَّتِي تكون فِي الدُّنْيَا من الْعَمى وَالْعَرج والجذام والبرص وَغير ذَلِك من صنوف الْأَمْرَاض وَالْبَلَاء وَلكنهَا أجسام مُبْهمَة مصححة لخلود الْأَبَد. وَفِي بعض الحَدِيث تَفْسِيره قيل: وَمَا البهم قَالَ: لَيْسَ مَعَهم شَيْء. قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَهَذَا أَيْضا من هَذَا الْمَعْنى يَقُول: أَنَّهَا أجساد لَا يخالطها شَيْء من الدُّنْيَا كَمَا أَن البهيم من الألوان / لَا يخالطه غَيره 23 / ب وَلَا يُقَال فِي الْأَبْيَض: بهيم.
بهم
البُهْمَة: الحجر الصلب، وقيل للشجاع بهمة تشبيها به، وقيل لكلّ ما يصعب على الحاسة إدراكه إن كان محسوسا، وعلى الفهم إن كان معقولا: مُبْهَم.
ويقال: أَبْهَمْتُ كذا فَاسْتَبْهَمَ، وأَبْهَمْتُ الباب: أغلقته إغلاقا لا يهتدى لفتحه، والبَهيمةُ:
ما لا نطق له، وذلك لما في صوته من الإبهام، لكن خصّ في التعارف بما عدا السباع والطير.

فقال تعالى: أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ [المائدة/ 1] ، وليل بَهِيم، فعيل بمعنى مُفْعَل ، قد أبهم أمره للظلمة، أو في معنى مفعل لأنه يبهم ما يعنّ فيه فلا يدرك، وفرس بَهِيم: إذا كان على لون واحد لا يكاد تميّزه العين غاية التمييز، ومنه ما روي أنه: «يحشر الناس يوم القيامة بُهْماً» أي: عراة، وقيل: معرّون مما يتوسّمون به في الدنيا ويتزينون به، والله أعلم.
والبَهْم: صغار الغنم، والبُهْمَى: نبات يستبهم منبته لشوكه، وقد أبهمت الأرض: كثر بهمها ، نحو: أعشبت وأبقلت، أي: كثر عشبها. 
بهم: أبهم: جعله أبله، بليداً (بوشر).
انبهم عليه الأمر: خفي وأشكل. ففي ألف ليلة (1: 346): ورأته قد اختفى وكثر نحوله ورَقَّ إلى أن صار كالخلال وانبهم عليها أمره فلم تتحقق إنه هو.
استبهم. استبهام: استغلاق الكلام وعدم وضوحه (بوشر).
بُهام وجمعه بُهامات: بجيع، حوصل، أبو جراب (المعجم اللاتيني، الكالا) وبومة صمعاء (المعجم اللاتيني) وفيه: ulula هام وبُهَام.
بهيم: حيوان، وحش، ابله، بليد، غبي، فظ، أحمق (بوشر، همبرت 238) حمار (باجني 60، براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 348، ريشاردسون مراكش 1: 219) رذال الناس وحثالتهم (معجم البيان).
بَهَامة: بلاهة، حماقة، بلادة، غباء (بوشر، همبرت 238) فظاظة، غلظ الخلق (بوشر).
بهيمة: حيوان، وحش، بليد، أبله، غبي (بوشر).
وبهائم: ماشية، أنعام (هوست 293، الكالا وفيه صاحب بهائم: ganadero de ganado mayor باهم. باهم الرجل: إبهام الرجل وهو الإصبع الكبير في القدم (بوشر).
أَبْهَم. يقال: أبهم ما يكون أي كثير الغباء (بوشر).
ومؤنثه: بهماء، ففي البكري ص16: في بهماء تلك الصحارى أي في مجاهل تلك الصحارى (دي سلان).
إبهام: ازدواج (بوشر)، وهو أن يأتي المتكلم بكلام مبهم يحتمل معنيين متضادين لا يتميز أحدهما عن الآخر ويسمى التوجيه أيضاً.
مُبْهَم حديث لا يعرف عن راويه غير اسمه، يقال حديث مبهم (دي سلان المقدمة 2: 484).
مُبَهَّم: أحمق، أبله، بليد، غبي (هلو).
بهم البَهْمَةُ اسمٌ للذَّكَرِ والأُنْثَى مِنْ أَولاَدِ بَقَرِ الوَحشِ وَغيرِهَا. والبِهَامُ جَمْعُ بَهِيْمَةٍ من أولاد المِعزى. والبُهْمى نَباتٌ تجِدُ به الإِبلُ وَجْداً شَديداً ما دامَ أَخْضَر، والواحدةُ بُهْمَاةٌ. وأَبْهَمَتِ الأَرضُ نَبتَ علَيها البُهْمَى. والإِبْهَامُ الإِصبَعُ الكُبْرَى، والجَمعُ الأَبَاهِيمُ. وإِبْهَامُ الأمْرِ أَنْ يَشْتَبِهَ فلاَ يُعْرَفُ وَجْهُهُ. واسْتَبْهَمَ الأَمْرُ اسْتِبْهَاماً. وأَبْهَمْتُه فأَنَا مُبْهِمٌ وهوَ مُبْهَمٌ. وبَابٌ مُبْهَمٌ مُغلقٌ لا يُهْتَدَى لِفَتْحِهِ. والبَهِيمُ مِنَ الأَلْوَانِ مَا كَانَ لَوناً وَاحِداً لا شِيَةَ فيه. وصَوتٌ بَهِيمٌ لا يُرْجَعُ فيهِ. ولَيلٌ بَهيمٌ لا ضَوءَ فيه. والبُهْمَةُ الأبْطال. والكَتيبَةُ أيضاً. والجَماعةُ منَ النَّاس. وبَهَّمَ الرَّجلُ سُئِلَ عنِ الأَمْرِ فَأَطرقَ وَتحَيَّرَ. وكذلك إذا لم يُقَاتِلْ. وأَبْهَمْتُ الرَّجُلَ عَنْ كَذَا نَحَّيْتَه عنه. وتَبَهَّمَ عليه كلامُه أُرْتِجَ. وفي الحديث " يُحْشَرُ النَّاسُ بُهْمَاً " وَفُسِّرَ على أنَّ البَهِيمَ والمُبْهَمَ التَّامُّ الخَلْق، فمعناه أنَّهم يُحشَرونَ غير مَنْقوصِينَ بل وُفَاةَ الخَلْق. وقيل بل عُرَاةً لا شيءَ عليهم يُوارِيهم. وبَهَّمْتُ أَي أَدمْتُ النَّظَرَ إلى الشَّيءِ نَظَراً من غَيرِ أنْ يَشْفِيَني بَصَري منه.
[بهم] البِهامُ: جمع بَهْمٍ. والبَهْمُ: جمع بَهْمَةٍ، وهي أولاد الضأن. والبهمة اسم للمذكر والمؤنث. والسخال أولاد المعزى، فإذا اجتمعت البهام والسخال قلت لهما جميعا: بهام وبهم أيضا. وأنشد الاصمعي : لو أننى كنت من عاد ومن إرم غذى بهم ولقمانا وذا جدن لان الغذى السخلة. وقد جعل لبيد أولاد البقر بِهَاماً بقوله: والعينُ ساكنةٌ على أَطْلائِها عوذاً تأَجَّلَ بالفضاء بِهامُها ويقال: هم يُبَهِّمُونَ البَهْمَ تَبْهيماً، إذا أفردوه عن أمّهاته فَرعَوْهُ وحده. أبو عبيدة: البهمة بالضم: الفارس الذى لا يدرى من أين يُؤْتى، من شدّة بأسه، والجمع بُهَمٌ. ويقال أيضاً للجيش بُهْمَةٌ، ومنه قولهم: فلان فارسُ بُهْمَةٍ وليثُ غابةٍ. وأمرٌ مُبْهَمٌ، أي لا مَأْتى له. وأَبْهَمْتُ البابَ: أغلقتُه. والأسماء المُبْهَمَةُ عند النحويِّين هي أسماء الإشارات، نحو قولك: هذا، وهؤلاء، وذاك وأولئك. واسْتَبْهَمَ عليه الكلام، أي استغلَقَ. وتَبَهَّمَ أيضا، عن أبى زيد، إذا أرتج عليه. وفى الحديث: " يحشر الناس حفاة عراة بهما "، أي ليس معهم شئ. ويقال أصخاء. والابهام: الإصبع العَظمى، وهي مؤنَّثة، والجمع الأباهيمُ. والبَهيمَةُ: واحدة البَهائِمِ. وهذا فرس بهيم، وهذا فرس بهيم، أي مُصْمَتٌ، وهو الذي لا يخلط لونه شئ سوى لونه. والجمع بهم، مثل رغيف ورعف. وبهمى: نبت، قال سيبويه: تكون واحدة وجمعا. وألفها للتأنيث فلا تنون. وقال قوم: ألفها للالحاق، والواحدة بهماة. وقال المبرد: هذا لا يعرف، ولا تكون ألف فعلى بالضم لغير التأنيث. وأبهمت الارض: كثر بهماها.
باب الهاء والميم، والباء معهما ب هـ م مستعمل فقط

بهم: البَهْمَةُ: أسمٌ للذّكر والأُنثى من أولادِ بَقَرِ الوَحْش وضروب الغَنَم، والجميع: البَهْم والبِهام. والبَهْمُ أيضاً: صِغارُ الغَنَم. والبُهْمَي: نباتٌ تَجِدُ به الغَنَم وجداً شديداً ما دام أَخْضَرَ. فإذا يَبِسَ هرَّ شوكُه وامتنع. الواحد: بُهْمَي أيضا، ويقال للواحدة بُهماة أيضا. والإِبُهْام: الإِصْبَع الكُبْرَى [التي تلي المُسَبِّحة] ، والجميع: الأباهيم. [ولها مفصلان] وأَبْهَم الأَمْر، أي: اشْتَبَهَ، لا يُعْرَف وجهُه. واستَبْهَمَ عليَّ هذا الأمرُ. وكان ابن عباس سئل [عن قوله عز وجل] : وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ فلم يُبِّينْ أَدُخِلَ بها أم لا، فقال، أَبْهَمَوا ما أبهم الله . وباب مبهم: لا يهتدي لفتحه، قال الشاعر :

وكم من شُجاعٍ مارَسَ الحرب دهرَهُ ... فغاصَ عليهِ المَوْتُ والبابُ مُبْهَمُ

والبَهيمُ: ما كان من الألوان لوناً واحداً لا شِيَةَ فيه من الدُّهْمَة والكُمْتة. وصَوْتٌ بهيم، أي: لا ترجيعَ فيه.. وليلُ بهيمٌ: لا ضوءَ فيه إلى الصَّباح. والبهيمة: ذات أربع قوائم من دواب البر والبحر. ويحشر النّاسُ يومَ القيامةِ [غُرْلاً] بُهْماً ،

أي: ليس بهم شيء مما كان في الدُّنيا، نحو العَمَى والعَرَج، والجُذام والبَرَص. ويقال: بل عُراةُ ليس معهم شيءٌ من متاعِِ الدُّنيا. والبُهْمةُ: الأبطال، قال متممّ بن نويرة :

وللشَّرْب فابكي مالِكاً ولبُهمةٍ ... شديدٍ نواحيها على من تشجّعا
(ب هـ م) : (الْبَهْمَةُ) وَلَدُ الشَّاةِ أَوَّلُ مَا تَضَعُهُ أُمُّهُ وَهِيَ قَبْلَ السَّخْلَةِ (وَأَبْهَمَ الْبَابَ) أَغْلَقَهُ (وَفَرَسٌ بَهِيمٌ) عَلَى لَوْنٍ وَاحِدٍ لَا يُخَالِطُهُ غَيْرُهُ (وَكَلَامٌ مُبْهَمٌ) لَا يُعْرَفُ لَهُ وَجْهٌ (وَأَمْرٌ مُبْهَمٌ) لَا مَأْتَى لَهُ وَقَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «أَرْبَعٌ مُبْهَمَاتٌ النَّذْرُ وَالنِّكَاحُ وَالطَّلَاقُ وَالْعَتَاقُ» تُفَسِّرُهُ الرِّوَايَةُ الْأُخْرَى وَهِيَ الصَّحِيحَةُ «أَرْبَعٌ مُقْفَلَاتٌ» وَالْمَعْنَى أَنَّهُ لَا مَخْرَجَ مِنْهُنَّ كَأَنَّهَا أَبْوَابٌ مُبْهَمَةٌ عَلَيْهَا أَقْفَالٌ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - «أَبْهِمُوا مَا أَبْهَمَ اللَّهُ» ذُكِرَ فِي مَوْضِعَيْنِ أَمَّا فِي الصَّوْمِ فَمَعْنَاهُ أَنَّ قَوْله تَعَالَى {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 184] مُطْلَقٌ فِي قَضَاءِ الصَّوْمِ لَيْسَ فِيهِ تَعْيِينٌ أَنْ يُقْضَى مُتَفَرِّقًا أَوْ مُتَتَابِعًا فَلَا تَلْزَمُوا أَنْتُمْ أَحَدَ الْأَمْرَيْنِ عَلَى الْبَتِّ وَالْقَطْعِ وَأَمَّا عَنْ النِّكَاحِ فَمَعْنَاهُ أَنَّ النِّسَاءَ فِي قَوْله تَعَالَى {وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ} [النساء: 23] مُبْهَمَةٌ غَيْرُ مَشْرُوطٍ فِيهِنَّ الدُّخُولُ بِهِنَّ وَإِنَّمَا ذَلِكَ فِي أُمَّهَاتِ الرَّبَائِبِ يَعْنِي أَنَّ قَوْله تَعَالَى {اللاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ} [النساء: 23] صِفَةٌ لِلنِّسَاءِ الْأَخِيرَةِ فَتُخَصَّصُ بِهَا فَلَمَّا كَانَ كَذَلِكَ تَخَصَّصَتْ الرَّبَائِبُ أَيْضًا لِأَنَّهَا مِنْهَا بِخِلَافِ النِّسَاءِ لِلْأُولَى فَإِنَّهَا لَمْ تَدْخُلْ تَحْتَ هَذِهِ الصِّفَةِ وَكَانَتْ مُبْهَمَةً وَفِي امْتِنَاعِهَا عَنْ ذَلِكَ وُجُوهٌ ذَكَرْتُهَا فِي الْمُعْرِبِ (فِي الْحَدِيثِ) «مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَبِهَا وَنِعْمَتْ» أَيْ فَبِالسُّنَّةِ أَخَذَ وَنِعْمَتْ الْخَصْلَةُ هَذِهِ فَبِهَا فِي نِعْمَ.
[بهم] فيه: يحشر الناس عراة حفاة "بهما" جمع بهيم. وهو في الأصل من لا يخالط لونه لون سواه، يعني ليس فيهم شيء من العاهات والأعراض التي تكون في الدنيا كالعمي والعور والعوج وإنما هي أجساد مصححة للأبد في الجنة أو النار، وروى زيادة تفسير البهم بمن ليس معهم شيء من أعراض الدنيا، وهذا يخالف الأول في المعنى. ومنه ح: في خيل دهم "بهم". مخ: والأسود "البهيم" من الكلب والخيل الذي لا يخالط لونه لون غيره. ن: عليكم بالأسود "البهيم" أي خالص السواد والنقطتان بيضاوان فوق عينيه. ط: جعله شيطاناً لخبثها فإنه أضرإنما سأله ليعلم أذكراً ولد أم أنثى وإلا فتولد أحدهما معلوم. تو: بهمة بفتح موحدة. ن: ولنا "بهيمة" مصغر بهمة صغير أولاد الضأن. غ: الأنعام كلها بهائم لأنها استبهمت عن الكلام.
ب هـ م : الْبَهْمَةُ وَلَدُ الضَّأْنِ يُطْلَقُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالْجَمْعُ بَهْمٌ مِثْلُ: تَمْرَةٍ وَتَمْرٍ وَجَمْعٌ الْبَهْمِ بِهَامٌ مِثْلُ: سَهْمٍ وَسِهَامٍ وَتُطْلَقُ الْبِهَامُ عَلَى أَوْلَادِ الضَّأْنِ وَالْمَعْزِ إذَا اجْتَمَعَتْ تَغْلِيبًا فَإِذَا انْفَرَدَتْ قِيلَ لِأَوْلَادِ الضَّأْنِ بِهَامٌ وَلِأَوْلَادِ الْمَعْزِ سِخَالٌ وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ الْبَهْمُ صِغَارُ الْغَنَمِ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ يُقَالُ لِأَوْلَادِ الْغَنَمِ سَاعَةَ تَضَعُهَا الضَّأْنُ أَوْ الْمَعْزُ ذَكَرًا كَانَ الْوَلَدُ أَوْ أُنْثَى سَخْلَةٌ ثُمَّ هِيَ بَهْمَةٌ وَجَمْعُهَا بَهْمٌ.

وَالْإِبْهَامُ مِنْ الْأَصَابِعِ أَيْ عَلَى الْمَشْهُورِ وَالْجَمْعُ إبْهَامَاتٌ وَأَبَاهِيمُ وَاسْتَبْهَمَ الْخَبَرُ وَاسْتَغْلَقَ وَاسْتَعْجَمَ بِمَعْنَى أَبْهَمْتُهُ إبْهَامًا إذَا لَمْ تُبَيِّنْهُ وَيُقَالُ لِلْمَرْأَةِ الَّتِي لَا يَحِلُّ نِكَاحُهَا لِرَجُلٍ هِيَ مُبْهَمَةٌ عَلَيْهِ كَمُرْضِعَتِهِ.
وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ لَوْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً ثُمَّ طَلَّقَهَا قَبْلَ الدُّخُولِ لَمْ تَحِلَّ لَهُ أُمُّهَا لِأَنَّهَا مُبْهَمَةٌ وَحَلَّتْ لَهُ بِنْتُهَا وَهَذَا التَّحْرِيمُ يُسَمَّى الْمُبْهَمَ؛ لِأَنَّهُ لَا يَحِلُّ بِحَالٍ وَذَهَبَ بَعْضُ الْأَئِمَّةِ الْمُتَقَدِّمِينَ إلَى جَوَازِ نِكَاحِ الْأُمِّ إذَا لَمْ يَدْخُلْ بِالْبِنْتِ وَقَالَ الشَّرْطُ الَّذِي فِي آخِرِ الْآيَةِ يَعُمُّ الْأُمَّهَاتِ وَالرَّبَائِبَ وَجُمْهُورَ الْعُلَمَاءِ عَلَى خِلَافِهِ لِأَنَّ أَهْلَ الْعَرَبِيَّةِ ذَهَبُوا إلَى أَنَّ الْخَبَرَيْنِ إذَا اخْتَلَفَا لَا يَجُوزُ أَنْ يُوصَفَ الِاسْمَانِ بِوَصْفٍ وَاحِدٍ فَلَا يُقَالُ قَامَ زَيْدٌ وَقَعَدَ عَمْرٌو الظَّرِيفَانِ وَعَلَّلَهُ سِيبَوَيْهِ بِاخْتِلَافِ الْعَامِلِ لِأَنَّ الْعَامِلَ فِي الصِّفَةِ هُوَ الْعَامِلُ فِي الْمَوْصُوفِ وَبَيَانُهُ فِي الْآيَةِ أَنَّ قَوْلَهُ {اللاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ} [النساء: 23] يَعُودُ عِنْدَ هَذَا الْقَائِلِ إلَى نِسَائِكُمْ وَهُوَ مَخْفُوضٌ بِالْإِضَافَةِ وَإِلَى رَبَائِبِكُمْ وَهُوَ مَرْفُوعٌ وَالصِّفَةُ الْوَاحِدَةُ لَا تَتَعَلَّقُ بِمُخْتَلِفَيْ الْإِعْرَابِ وَلَا
بِمُخْتَلِفَيْ الْعَامِلِ كَمَا تَقَدَّمَ.

وَالْبَهِيمَةُ كُلُّ ذَاتِ أَرْبَعٍ مِنْ دَوَابِّ الْبَحْرِ وَالْبَرِّ وَكُلُّ حَيَوَانٍ لَا يُمَيِّزُ فَهُوَ بَهِيمَةٌ وَالْجَمْعُ الْبَهَائِمُ. 
بهـم
أبهمَ يُبهم، إبهامًا، فهو مُبهِم، والمفعول مُبهَم (للمتعدِّي)
• أبهم الأمرُ: خَفِيَ وأشكل واشتبه، كان غير واضح "تعقّدت القضيّة وأبهمت".
• أبهم فلانٌ الأمرَ: أخفاه وأشكله، وجعله غامضًا غير مفهوم "يتّصف أسلوب هذا الكاتب بالإبهام". 

استبهمَ/ استبهمَ على يستبهم، استبهامًا، فهو مُستبهِم، والمفعول مُستبهَم عليه
• استبهم الأمرُ/ استبهم الأمرُ على الشَّخص: استغلق وأشكل "استبهمت عليه المعادلة الرياضيّة فلم يفهمها- اسْتُبْهِم عليه الكلامُ". 

انبهمَ ينبهم، انبهامًا، فهو مُنْبَهِم
• انبهمَ الأمرُ: استبهم، استغلق وأشكل "فسَّر ما انبهم على طُلاّبه". 

إبهام [مفرد]: ج إبهامات (لغير المصدر {وأباهمُ} لغير المصدر) وأباهيمُ (لغير المصدر):
1 - مصدر أبهمَ.
2 - ازدواج، وهو أن يأتي المتكلم بكلام مبهم يحتمل معنيين متضادين "إبهام لغة/ أسلوب".
• الإبهام: (شر) الإصبع الغليظة الخامسة من أصابع اليد والرِّجل وهي ذات سُلامَيَين (مؤنّثة وقد تذكَّر) "هذه بصمة إبهامه اليمنى". 

أَبْهَمُ [مفرد]: ج بُهْم، مؤ بهماءُ، ج مؤ بُهْم: أعجمُ لا يُفْصح "الحيوان مخلوق أبهمُ". 

بَهْمَة [مفرد]: ج بَهَمات وبَهْمات وبِهام وبَهْم: صغير الضَّأن (للذكر والأنثى) "صَغيرين نَرْعَى البَهْمَ يا ليتَ أنَّنا ... إلى الآن لم نكبر ولم تكبر البَهْم". 

بُهْمَة [مفرد]: ج بُهْمات وبُهَم: رجلٌ لا يُدرى من أين يُؤتى لشدّة بأسه.
• البُهمة من اللَّيالي: التي لا يَطْلُعُ فيها القمر. 

بَهيم [مفرد]: ج بُهْم وبُهُم:
1 - أسود حالك "ليلٌ بهيمٌ" ° فرسٌ بهيم: على لون واحد، ليس فيه لون يخالف معظم لونه.
2 - حيوان، أبله، بليد، غبيّ.
• صوت بهيم: ما لا ترجيع فيه. 

بَهيمة [مفرد]: ج بهائمُ:
1 - كلّ ذات أربع قوائم من دوابّ البرِّ والبحر، ماعدا السِّباع.
2 - المواشي، الأنعام، الحيوانات الدَّاجنة " {أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ} ".
• البهيمة: الحيوان مطلقًا "كان الإقطاعيون يعاملون الفلاحين معاملة البهائم". 

بَهيميّ [مفرد]: اسم منسوب إلى بَهيمة. 

بَهيميَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى بَهيمة ° شهوة بهيميّة/ غريزة بهيميّة: حيوانيّة.
2 - مصدر صناعيّ من بَهيمة: وطء الحيوانات سواء أجراه الرجل مع أنثى الحيوان أو أجراه ذكر الحيوان مع المرأة، وهو دليل على شذوذ وانقلاب الحسّ التناسليّ فيهما. 

مُبْهَم [مفرد]: ج مبهمات:
1 - اسم مفعول من أبهمَ.
2 - ما يصعب إدراكه، ما لا مأتى له.
3 - غامض، لا يتحدد المقصود منه، لا يُعرف له وجه "عبارات مبهمة- كلامٌ/ رسمٌ مُبهَم" ° طريق مبهم: خفيّ لا يستبين- حديث مبهم: لا يُعرف عن راويه غير اسمه.
• المبهم من الظُّروف: (نح) ما ليس له حدود تحصره مثل: فوق، تحت، أمام، خلف.
• الأسماء المبهمة: (نح) أسماء الإشارة والموصول والضَّمائر وهي معارف غير محدَّدة المعنى بذاتها. 

بهم

2 بهّموا البَهْمِ, inf. n. تَبْهِيمٌ, They separated the بهم [i. e. lambs, or kids, or both,] from their mothers, (S, K,) and pastured them alone. (S.) A2: بهّموا بِالمَكَانِ, inf. n. as above, They stayed, or remained, in the place; (K, TA;) did not quit it. (TA.) b2: Also بهّم, said of a man, (assumed tropical:) He continued looking at a thing without his being relieved by doing so. (JK.) b3: (assumed tropical:) He was silent, and confounded, or perplexed, when asked respecting a thing. (JK.) b4: (assumed tropical:) He did not fight, or engage in conflict. (JK.) 4 ابهم, (K,) inf. n. إِبْهَامٌ, (JK,) (assumed tropical:) It (a thing, or an affair,) was, or became, dubious, confused, or vague, (JK, K, TA,) so that one knew not the way, or manner, in which it should be engaged in, done, executed, or performed; (JK, TA;) as also ↓ استبهم; (JK, K, TA;) for which grammarians often use ↓ انبهم; but this has not been heard in the [classical] language of the Arabs: (MF, TA:) [said to be] from بَهِيمٌ denoting a colour, whatever it be, except that which is termed شُهْبَة, in which is no colour differing therefrom. (Har p. 50.) A2: He closed, or locked, a door; (S, Mgh, TA;) [or, so that one could not find the way to open it; (see مُبْهَمٌ;)] and stopped it up. (TA.) [and hence,] one says of the thumb, تُبْهِمُ الكَفَّ, meaning It closes upon [the palm of] the hand, as a cover. (TA.) b2: [Hence also,] (assumed tropical:) He made a thing, or an affair, to be dubious, confused, or vague, (JK, TA, *) so that there was no way, or manner, of knowing it, (TA,) or so that one knew not the way, or manner, in which it should be engaged in, done, executed, or performed: (JK:) [in the former sense, or meaning (assumed tropical:) he made it to be dubious, confused, or vague,] said of speech, or language, (K in art. غمض, &c.,) and of information, or news, or a narration; (Msb;) contr. of أَوْضَحَ; (TA in art. غمض;) i. q. لمْ يُبَيِّنْ. (Msb.) b3: (assumed tropical:) He made, or held, a thing to be vague, or indefinite. (Mgh.) b4: And, said of a prohibited thing, (assumed tropical:) He made it, or held it, to be not allowable in any manner, nor for any cause: (Az, TA:) or to be prohibited unconditionally. (Mgh.) [See مُبْهَمٌ.] b5: (assumed tropical:) He made a man to turn away, or withdraw, or retire, (JK, K,) عَنْ كَذَا from such a thing, (JK,) or عَنِ الأَمْرِ from the affair. (K.) A3: ابهمت الأَرْضُ The land produced what is termed بُهْمَى: (JK, K:) or produced much thereof. (S.) 5 تَبَهَّمَ see 10.7 إِنْبَهَمَ see 4.10 إِسْتَبْهَمَ see 4. b2: You say, استبهم عَلَيْهِ الأَمْرُ (tropical:) The affair was as though it were closed against him, so that he knew not the way in which to engage in it, or execute it; syn. أُرْتِجَ عَلَيْهِ. (TA.) and استبهم عَلَيْهِ, (K,) or استبهم عليه الكَلَامُ, (S, TA,) (assumed tropical:) Speech was as though it were closed against him; or he was, or became, impeded in his speech, unable to speak, or tongue-tied; (S, * K, TA;) syn. اِسْتَغْلَقَ; (S;) and عليه كَلَامُهُ ↓ تبهّم [signifies the same]; syn. أُرْتِجَ; (JK, S; *) on the authority of Az. (S.) And استبهم الخَبَرُ (assumed tropical:) The information, or narration, was dubious, confused, vague, or difficult to be understood or expressed; or was not to be understood or expressed; as though it were closed [against the hearer or speaker]; syn. اِسْتَغْلَقَ, and اِسْتَعْجَمَ. (Msb.) بَهْمٌ is pl. of ↓ بَهْمَةٌ, (S, Msb, K,) as are also ↓ بَهَمٌ and بِهَامٌ, (K,) [or rather بَهْمٌ is a coll. gen. n., and ↓ بَهْمَةٌ is its n. un., and ↓ بَهَمٌ is a quasi-pl. n., and] بِهَامٌ is pl. of بَهْمٌ, (S, Msb,) and بِهَامَاتِ is a pl. pl. [i. e. pl. of بِهَامٌ]: (K:) ↓ بَهْمَةٌ signifies A lamb, and is applied to the male and the female; (S, Msb;) or, accord. to a trad. in which it occurs, it is a name for the female; (IAth, TA;) but بِهَامٌ, which is applied to lambs when they are alone, as سِخَالٌ is to kids when they are alone, is also applied to lambs and kids together: (S, * Msb:) or, accord. to IF, بَهْمٌ signifies young lambs or goats: (Msb:) and accord. to Az, (Msb,) or A'Obeyd, (TA,) ↓ بَهْمَةٌ is applied to a lamb or goat, whether male or female, after the period when it is termed سَخْلَةٌ, which is when it is just brought forth; (Msb, TA;) and its pl. is ابهم: (Msb: [so in my copy of that work, as though meant for أَبْهُمٌ; but perhaps a mistranscription for البَهْمُ:]) or it is applied to a lamb or goat when just brought forth, i. e., before it is termed سَخْلَةٌ: (Mgh: [and this is agreeable with its application in a trad. cited by IAth:]) or to the young one, not, as in the K, young ones, (TA,) of the sheep, and of the goat, and of an animal of the bovine kind (K, TA) both wild and not wild, alike to the male and the female, while small; or, as some say, when it has attained to youthful vigour: (TA:) Lebeed applies بِهَامٌ to the young ones of [wild] animals of the bovine kind: (S, TA:) accord. to Th, بَهْمٌ signifies young kids. (TA.) b2: سَعْدُ البِهَامِ One of the Mansions (K, TA) of the Moon: (TA:) or two stars which are not of the Mansions of the Moon. (S and L and K in art. سعد, q. v.) بَهَمٌ: see بَهْمٌ, in two places.

بَهِمٌ an epithet of which only the fem. form is mentioned. You say] أَرْضٌ بَهِمَةٌ Land abounding with what is termed بُهْمَى: (AHn, K:) the word بهمة is a possessive epithet. (TA.) بَهْمَةٌ: see بَهْمٌ, in four places.

بُهْمَةٌ A rock, or great mass of stone or of hard stone, (K, TA,) that is solid, not hollow. (TA.) b2: And hence, accord. to some, (TA,) or because his condition is such that one knows not how to prevail with him, (Ham pp. 334 and 610,) A courageous man, (K, and Ham ubi suprà,) or a horseman, (AO, S,) to whom one knows not the way whence to gain access, or whence to come, (AO, S, K,) by reason of his great might, or valour: (AO, S:) or, as in the Nawádir, رَجُلٌ بُهْمَةٌ signifies a man who will not be turned from a thing that he desires to do: (TA:) it is not applied as an epithet to a woman: (IJ, TA:) pl. بُهَمٌ. (S, A.) You say, هُوَ بُهْمَةٌ مِنَ البُهَمِ, meaning (assumed tropical:) He is a courageous man, of those to whom the approach is as though it were closed against his adversaries. (A, TA.) Accord. to IJ, it is an inf. n. used as an epithet, though having no verb. (TA.) [Hence,] it applies to one and to a number of persons. (Ham p. 494.) [For] it signifies also b3: (assumed tropical:) An army: (S, K:) or courageous men, or courageous men clad in armour; because one knows not the way in which to fight with them: or, as some say, a company of horsemen: (TA:) pl. as above. (K.) b4: (assumed tropical:) A difficult affair or case; (K, TA;) such that one cannot find the way to perform it, or manage it: pl. as above. (TA.) You say, وَقَعَ فِى بُهْمَةٍ لَا يُتَّجَهُ لَهَا (assumed tropical:) [He fell into a difficult, or an embarrassing, case, which one knew not the way to manage]. (TA.) The pl. is also explained as meaning (assumed tropical:) Dubious, confused, or vague, affairs or cases. (TA.) b5: (assumed tropical:) Blackness. (TA.) b6: And البُهَمُ (assumed tropical:) The three nights in which the moon does not [visibly] rise. (TA.) بُهْمَى, a word both sing. and pl., (Sb, S, K,) its alif [written ى] being a denotative of the fem. gender, wherefore it is without tenween; (Sb, S;) or [it is written بُهْمًى, with tenween, for it is a coll. gen. n., and] its n. un. is بُهْمَاةٌ, (S, K, and so in the JK,) its alif, some say, being a letter of quasi-coordination; but Mbr says that this is not known, and that the alif in a word of the measure فُعْلى is nought but a denotative of the fem. gender; (S;) and the n. un. بهماة is anomalous; (El-'Ash-moonee's Expos. of the Alfeeyeh of Ibn-Málik, § التأنيث;) [A species of barley-grass; app. hordeum murinum, or common wall-barley-grass;] a certain plant, (Lth, JK, S, K,) well known; (K;) the sheep and goats, (Lth, TA,) or the camels, (JK,) are vehemently fond of it as long as it is green; (Lth, JK, TA;) but when it dries up, its prickles bristle out, and it repugns; (Lth, TA;) it is of the herbs (بُقُول) that are termed أَحْرَاز [app. here meaning slender and sweet] when fresh and when dry, and comes forth at first undistinguishably as to species, from the earth, like as does corn; then it becomes like corn, and puts forth prickles like those [that compose the awn, or beard,] of the ear of corn, which, when they enter the noses of the sheep or goats and the camels, cause pain to their noses, until men pull them out from their mouths and their noses; and when it becomes large, and dries up, it is a pasture that is fed upon until the rain of the next year falls upon it, when its seed that has fallen from its ears germinates beneath it. (AHn, TA.) بَهِيمٌ Black: (K:) pl. بُهُمٌ. (TA.) And [app. used also as a subst., signifying] A black ewe (K, TA) in which is no whiteness: pl. as above and بُهْمٌ. (TA.) b2: Applied to a horse, to the male and the female, (S, * Mgh, * K,) Of one, unmixed, colour; in which is no colour differing from the rest: (S, Mgh, K:) pl. بُهُمٌ. (S.) لَا أَغَرُّ وَ لَا بَهِيمٌ [Not having a star, or blaze, on the forehead or face, nor of one, unmixed, colour, or not white nor black, (some such proposition as “This is a horse” being understood before لا,)] is a prov. applied to a dubious, confused, or vague, affair or case. (TA.) b3: A colour of one kind, (JK,) in which is no colour differing from the rest, (JK, and Har p. 50,) whatever colour it be, except that which is termed شُهْبَة: (Har ubi suprà:) or a colour that is clear, pure, or unmixed, not resembling any other, (AA, K, * TA,) whether it be black or any other colour, (AA, TA,) except, as Z says, that which is termed شُهْبَة. (TA.) b4: A night in which is no light (JK, TA) until the dawn. (TA.) b5: (tropical:) A sound, or voice, in which is no trilling, or quavering, or reiteration in the throat or fauces. (JK, K, * TA. *) b6: Perfect, or complete, in make; as also ↓ مُبْهَمٌ: pl. بُهْمٌ: so in the phrase in a trad. (respecting the day of resurrection, TA), يُحْشَرُ النَّاسُ بُهْمًا, i. e. Mankind shall be congregated perfect, or complete, in make, without mutilation, or defect: (JK:) or the meaning here is, sound, or healthy: (S:) or not having any of the diseases or noxious affections of the present state, as blindness, and elephantiasis, and leprosy, and blindness of one eye, and lameness, &c.: (A'Obeyd, K, * TA:) or naked; (JK, K;) not having upon them anything to conceal them: (JK:) or not having with them anything (S, TA) of worldly goods or commodities. (TA.) b7: (assumed tropical:) Unknown. (El-Khattábee, TA.) A2: See also إِبْهَامٌ.

بَهِيمَةٌ [A beast; a brute;] any quadruped, (Akh, M, Msb, K,) even if in the water, (Akh, M, K,) [i. e.,] of the land and of the sea; (Msb;) and (so in the Msb, but in the K “or”) any animal that does not discriminate: (Zj, Msb, K:) pl. بَهَائِمُ. (S, Msb, K.) بَهِيمِى Of, or relating to, beasts, or brutes.]

بَهِيمِيَّةٌ The nature of beasts, or brutes.]

أَبْهَمُ: see مُبْهَمٌ, in two places. b2: Also i. q. أَعْجَمُ [app. as meaning Destitute of the faculty of speech or articulation, like the beasts]. (K.) إِبْهَامٌ The thumb, and the great toe; (M, K;) the greatest إِصْبَع, (JK, T, S,) that is next to the forefinger, having two joints, so called because it closes upon [the palm of] the hand, as a cover; (T, TA;) the greatest of the أَصَابِع in the hand and in the foot: (M, K:) of the fem. gender, (S, Msb,) accord. to common repute; (Msb;) and sometimes masc.: (Lh, M, K:) and ↓ بَهِيمٌ signifies the same; mentioned by Az in the T, and by others; but Az adds that one should not say بِهَامٌ: (TA:) the pl. of ابهام is أَبَاهِيمُ (JK, S, M, Msb, K) and أَبَاهِمُ, (M, K,) which latter is used by poetic license for the former, (M,) and إِبْهَامَاتٌ. (Msb.) أَقْصَرُ مِنْ إِبْهَامِ الضَّبِّ [Shorter than the great toe of the (lizard called) ضبّ], and من ابهام القَطَاةِ [than the back toe of the (bird called) قطاة], and من ابهام الحُبَارَى [than the back toe of the (bird called) حبارى], are proverbs of the Arabs. (Har p. 335.) مُبْهَمٌ, applied to a door, Closed, or locked, (JK, K,) so that one cannot find the way to open it: (JK, TA:) and stopped up: (TA:) or having a lock upon it, with which it is fastened. (Mgh.) b2: A wall in which is no door. (TA.) b3: A chest having no lock [by means of which it may be opened]. (IAmb, TA.) b4: I. q. مُصْمَتٌ [as meaning Solid; not hollow; in the CK أَصْمَتُ, which signifies the same]; as also ↓ أَبْهَمُ: (K:) having no fissure in it: and ↓ the latter, applied to a heart is said to mean (assumed tropical:) impenetrable by admonition. (TA.) b5: (assumed tropical:) A thing, or an affair, made to be dubious, confused, or vague; (JK;) [such that there is no way, or manner, of knowing it; (see the verb;)] or such that one knows not the way, or manner, in which it should be engaged in, done, executed, or performed: (JK, S, Mgh, TA:) (assumed tropical:) speech, or language, [that is dubious, confused, or vague,] such that there is no way, or manner, of knowing it: (Mgh, TA:) applied to a road, (assumed tropical:) unapparent, or hardly apparent: (TA:) and, applied to the ordinance respecting the making up for the days in which one has broken a fast, [and to many other cases,] (assumed tropical:) undefined; in this instance meaning, as to whether the days may be interrupted, or whether they must be consecutive. (Mgh.) [Hence,] مُبْهَمَاتٌ (assumed tropical:) Difficult things, or affairs, such that one cannot find the way to perform them. (TA.) and الأَسْمَآءُ المُبْهَمَةُ, so termed by the grammarians, (assumed tropical:) The nouns of indication, (S, K,) such as هٰذَا and هٰؤُلَآءِ and ذَاكَ and أُولَائِكَ: (S:) accord. to Az, الحُرُوفُ المُبْهَمَةُ signifies (assumed tropical:) the particles which have no derivatives, and of which the roots are not known, as الَّذِى and مَا and مَنْ and عَنْ and the like. (TA.) b6: Applied to a vow, and to [certain ordinances respecting] marriage and divorce and emancipation, (assumed tropical:) From which there is no getting out, or extricating of oneself; as though they were closed doors with locks upon them: (Mgh:) and, applied to prohibited things, (assumed tropical:) not allowable in any manner, (T, K, TA,) nor for any cause; (T, TA;) or prohibited unconditionally; (Mgh;) as the prohibition of [the marriage with] the mother, and the sister, (T, Mgh, * K, TA,) and the like: (T, TA:) such a woman is said to be مُبْهَمَةٌ عَلَى الرَّجُلِ (assumed tropical:) [absolutely prohibited to the man; as though she were closed against him, or inaccessible to him]. (Msb. [But in this last work it seems to be مثبْهِمَةٌ, which is not agreeable with common usage.]) In the copies of the K, بُهْمٌ and بُهُمٌ are given as pls. of this word: but it seems that there is an omission or a misplacement in the passage; for these are said to be pls. of بَهِيمٌ, as shown above. (TA.) b7: (assumed tropical:) In a state of swooning or insensibility, speechless, and without discrimination; in consequence of a blow [&c.]. (TA.) b8: See also بَهِيمٌ.

مُسْتَبْهِمٌ عَنِ الكَلَامِ (assumed tropical:) Debarred from the faculty of speech. (Niftaweyh, TA.)

بهم: البَهِيمةُ كلُّ ذاتِ أَربَعِ قَوائم من دَوابّ البرِّ والماء،

والجمع بَهائم. والبَهْمةُ: الصغيرُ من أَولاد الغَنَم الضأْن والمَعَز

والبَقَر من الوحش وغيرها، الذكَرُ والأُنْثى في ذلك سواء، وقل: هو بَهْمةٌ

إذا شبَّ، والجمع بَهْمٌ وبَهَمٌ وبِهامٌ، وبِهاماتٌ

جمع الجمعِ. وقال ثعلب في نَوادِره: البَهْمُ صِغارُ المعَز؛ وبه فسِّر

قول الشاعر:

عَداني أَنْ أَزُورَك أَنَّ بَهْمي

عَجايا كلُّها إلا قليلا

أَبو عبيد: يقال لأَوْلاد الغنَم ساعة تَضَعها من الضأْن والمَعَز

جميعاً، ذكراً كان أَو أُنثى، سَخْلة، وجمعها سِخال، ثم هي البَهْمَة الذكَرُ

والأُنْثى. ابن السكيت: يقال هُم يُبَهِّمون البَهْمَ إذا حَرَمُــوه عن

أُمَّهاتِه فَرَعَوْه وحدَه، وإذا اجتَمَعَت البِهامُ والسِّخالُ قلت لها

جميعاً بِهامٌ، قال: وبَهِيمٌ

هي الإبْهامُ للإصْبَع. قال: ولا يقال البِهامُ، والأبْهم كالأَعْجم.

واسْتُبْهِم عليه: اسْتُعْجِم فلم يَقْدِرْ على الكلام. وقال نفطويه:

البَهْمةُ مُسْتَبْهِمَةٌ عن الكلام أَي مُنْغَلِق ذلك عنها. وقال الزجاج في

قوله عز وجل: أُحِلَّتْ لكم بَهِيمة الأَنْعامِ؛ وإنما قيل لها بَهِيمةُ

الأَنْعامِ لأَنَّ كلَّ حَيٍّ لا يَميِّز، فهو بَهِيمة لأَنه أُبْهِم عن

أَن يميِّز. ويقال: أُبْهِم عن الكلام.

وطريقٌ مُبْهَمٌ إذا كان خَفِيّا لا يَسْتَبين. ويقال: ضرَبه فوقع

مُبْهَماً أَي مَغْشيّاً عليه لا يَنْطِق ولا يميِّز. ووقع في بُهْمةٍ لا

يتَّجه لها أَي خُطَّة شديدة. واستَبْهَم عليهم الأَمرُ: لم يدْرُوا كيف

يأْتون له. واسْتَبْهَم عليه الأَمر أَي استَغْلَق، وتَبَهَّم أَيضاً إذا

أُرْتِجَ عليه؛ وروى ثعلب أَن ابن الأَعرابي أَنشده:

أَعْيَيْتَني كلَّ العَيا

ءِ، فلا أَغَرَّ ولا بَهِيم

قال: يُضْرَب مثلاً للأَمر إذا أَشكل لم تَتَّضِحْ جِهتَه واستقامَتُه

ومعرِفته؛ وأَنشد في مثله:

تَفَرَّقَتِ المَخاضُ على يسارٍ،

فما يَدْرِي أَيُخْثِرُ أَم يُذِيبُ

وأَمرٌ مُبْهَمِ: لا مَأْتَى له. واسْتَبْهَم الأَمْرُ إذا اسْتَغْلَق،

فهو مُسْتَبْهِم. وفي حديث عليّ: كان إذا نَزَل به إحْدى المُبْهَمات

كَشَفَها؛ يُريدُ مسألةً مُعضِلةً مُشْكِلة شاقَّة، سمِّيت مُبْهَمة لأَنها

أُبْهِمت عن البيان فلم يُجْعل عليها دليل، ومنه قيل لِما لا يَنْطِق

بَهِيمة.

وفي حديث قُسٍّ: تَجْلُو دُجُنَّاتِ

(* قوله «تجلو دجنات» هكذا في الأصل

والنهاية بالتاء، وفي مادة دجن من النهاية: يجلو دجنات بالياء).

الدَّياجي والبُهَم؛ البُهَم: جمع بُهْمَة، بالضم، وهي مُشكلات الأُمور. وكلام

مُبْهَم: لا يعرَف له وَجْه يؤتى منه، مأخوذ من قولهم حائط مُبْهَم إذا لم

يكن فيه بابٌ. ابن السكيت: أَبْهَمَ عليّ الأَمْرَ إذا لم يَجعل له

وجهاً أَعرِفُه. وإبْهامُ الأَمر: أَن يَشْتَبه فلا يعرَف وجهُه، وقد

أَبْهَمه. وحائط مُبْهَم: لا باب فيه. وبابٌ مُبْهَم: مُغلَق لا يُهْتَدى لفتحِه

إذا أُغْلِق. وأبْهَمْت البابَ: أَغلَقْته وسَدَدْته. وليلٌ بَهيم: لا

ضَوء فيه إلى الصَّباح. وروي عن عبد الله بن مسعود في قوله عز وجل: إن

المُنافِقين في الدَّرْك الأسْفَل من النار، قال: في تَوابيت من حديدٍ

مُبْهَمةٍ عليهم؛ قال ابن الأَنباري: المُبْهَة التي لا أَقْفالَ عليها. يقال:

أَمرٌ مُبْهَم إذا كان مُلْتَبِساً لا يُعْرَف معناه ولا بابه.

غيره: البَهْمُ جمع بَهْمَةٍ وهي أَولادُ الضأْن. والبَهْمة: اسم

للمذكّر والمؤنث، والسِّخالُ أَولادُ المَعْزَى، فإذا اجتمع البهامُ والسِّخالُ

قلت لهما جميعاً بهامٌ وبَهْمٌ أَيضاً؛ وأَنشد الأَصمعي:

لو أَنَّني كنتُ، من عادٍ ومِن إرَمٍ،

غَذِيَّ بَهْمٍ ولُقْماناً وذا جَدَنِ

لأَنَّ الغَذِيَّ السَّخلة؛ قال ابن بري: قول الجوهري لأَن الغَذِيَّ

السَّخْلة وَهَم، قال: وإِنما غَذِيُّ بَهْمٍ أَحدُ أَمْلاك حِمْير كان

يُغَذّى بلُحوم البَهْم، قال وعليه قول سلمى بن ربيعة الضبّيّ:

أَهلَك طَسْماً، وبَعْدَهم

غَذِيَّ بَهْمٍ وذا جَدَنِ

قال: ويدل على ذلك أَنه عطف لُقْماناً على غَذِيَّ بَهْمٍ، وكذلك في بيت

سلمى الضبيّ، قال: والبيت الذي أَنشده الأَصمعي لأفْنون التغلبي؛ وبعده:

لَمَا وَفَوْا بأَخِيهم من مُهَوّلةٍ

أَخا السُّكون، ولا جاروا عن السَّنَنِ

وقد جَعل لَبيد أَولادَ البقر بِهاماً بقوله:

والعينُ ساكنةٌ على أَطلائِها

عُوذاً، تأَجَّل بالفَضاء بِهامُها

ويقال: هُم يُبَهِّمُون البَهْمَ تَبْهِيماً إذا أَفرَدُوه عن أُمَّهاته

فَرَعَوْه وحْدَه.

الأَخفش: البُهْمَى لا تُصْرَف. وكلُّ ذي أَربع من دوابِّ البحر والبرّ

يسمَّى بَهِيمة.

وفي حديث الإيمان والقَدَر: وترى الحُفاةَ العُراة رِعاءَ الإِبل

والبَهْم يَتطاوَلون في البُنْيان؛ قال الخطابي: أَراد بِرِعاءِ الإبِل

والبَهْم الأَعْرابَ وأَصحابَ البَوادي الذين يَنْتَجِعون مواقعَ الغَيْث ولا

تَسْتَقِرُّ بهم الدار، يعني أن البلاد تفتَح فيسكنونها ويَتطاوَلون في

البُنْيان، وجاء في رواية: رُعاة الإبل البُهُم، بضم الباء والهاء، على نعت

الرُّعاة وهم السُّودُ؛ قال الخطابي: البُهُم، بالضم، جمع البَهِيم وهو

المجهول الذي لا يُعْرَف. وفي حديث الصلاة: أَنَّ بَهْمَةً مرّت بين يديه

وهو يصلِّي، والحديث الآخر: أَنه قال للراعي ما ولَّدت؟ قال: بَهْمة،

قال: اذْبَحْ مكانَها شاةً؛ قا ابن الأَثير: فهذا يدل على أَن البَهْمة اسم

للأُنثى لأَنه إنما سأله ليعلَم أذَكَراً ولَّد أَمْ أُنْثى، وإلاَّ فقد

كان يَعْلم أَنه إنما ولَّد أَحدَهما.

والمُبْهَم والأبْهَمُ: المُصْمَت؛ قال:

فَهَزَمتْ ظَهْر السِّلامِ الأَبْهَم

أَي الذي لا صَدْع فيه؛ وأَما قوله:

لكافرٍ تاهَ ضَلالاً أَبْهَمُه

فقيل في تفسيره: أَبْهَمُه قلبُه، قال: وأَراه أَراد أَنَّ قلب الكافر

مُصْمَت لا يَتَخَلَّله وعْظ ولا إنْذار. والبُهْمةُ، بالضم الشجاع،

وقيل: هو الفارس الذي لا يُدْرَى من أَين يُؤتى له من شدَّة بأْسِه، والجمع

بُهَم؛ وفي التهذيب: لا يَدْرِي مُقاتِله من أَين يَدخل عليه، وقيل: هم

جماعة الفُرْسان، ويقال للجيش بُهْمةٌ، ومنه قولهم فلان فارِس بُهْمةٍ

وليثُ غابةٍ؛ قال مُتَمِّم بن نُوَيْرة:

وللِشرْب فابْكِي مالِكاً، ولِبُهْةٍ

شديدٍ نَواحِيها على مَن تَشَجَّعا

وهُم الكُماة، قيل لهم بُهْمةٌ لأَنه لا يُهْتَدى لِقِتالهم؛ وقال غيره:

البُهْمةُ السوادُ أَيضاً، وفي نوادر الأَعراب: رجل بُهْمَةٌ إذا كان لا

يُثْنَى عن شيء أَراده؛ قال ابن جني: البُهْمةُ في الأَصل مصدر وُصف به،

يدل على ذلك قولهم: هو فارسُ بُهْمةٍ كما قال تعالى: وأَشْهِدُوا ذَوَيْ

عَدْلٍ منكم، فجاء على الأَصل ثم وصف به فقيل رجل عَدْل، ولا فِعْل له،

ولا يُوصف النساءُ بالبُهْمةِ.

والبَهِيمُ: ما كان لَوناً واحداً لا يُخالِطه غيره سَواداً كان أَو

بياضاً، ويقال للَّيالي الثلاث التي لا يَطْلُع فيها القمر بُهَمٌ، وهي جمع

بُهْمةٍ. والمُبْهَم من المُــحرَّمــات: ما لا يحلُّ بوجْهٍ ولا سبب كتحريم

الأُمِّ والأُخْت وما أَشبَهه. وسئل ابن عباس عن قوله عز وجل: وحَلائلُ

أَبنائِكم الذين من أَصلابِكم، ولم يُبَيّن أَدَخَل بها الإبنُ أَمْ لا،

فقال ابن عباس: أَبْهِموا ما أَبْهَمَ الله؛ قال الأَزهري: رأَيت كثيراً

من أَهل العلم يذهَبون بهذا إلى إبهام الأَمر واستِبهامِه، وهو إشْكالُه

وهو غلَطٌ. قال: وكثير من ذَوي المعرفة لا يميِّزون بين المُبْهَم وغير

المُبْهَم تمييزاً مُقْنِعاً، قال: وأَنا أُبيّنه بعَوْن الله عز وجل،

فقوله عز وجل: حُرِّمــت عليكم أُمَّهاتُكم وبنَاتُكم وأَخواتُكم وعَمّاتُم

وخالاتُكم وبَناتُ الأخِ وبناتُ الأُخْتِ، هذا كله يُسمَّى التحريمَ

المُبْهَم لأَنه لا يحلُّ بوجه من الوجوه ولا سبب من الأَسباب، كالبَهِيم من

أَلوان الخيل الذي لا شِيَةَ فيه تُخالِف مُعْظم لونِه، قال: ولمَّا سئل ابن

عباس عن قوله وأُمهاتُ نِسائِكم ولم يُبيِّن الله الدُّخولَ بهنَّ أَجاب

فقال: هذا من مُبْهَم التحريم الذي لا وجه فيه غير التحريم، سواء

دَخَلْتم بالنساء أَو لم تَدْخُلوا بهن، فأُمَّهات نِسائكم حُرِّمْــنَ عليكم من

جميع الجهات، وأَما قوله: ورَبائبُكم اللاتي في حُجوركم من نِسائكم

اللاتي دََخَلْتم بهنّ، فالرَّبائبُ ههنا لسْنَ من المُبْهمات لأَنَّ وجهين

مُبيَّنَين أُحْلِلْن في أَحدِهما وحُرِّمْــن في الآخر، فإذا دُخِل

بأُمَّهات الرَّبائب حَرُمــت الرَّبائبُ، وإن لم يُدخل بأُمَّهات الربائب لم

يَــحْرُمــن، فهذا تفسيرُ المُبْهَم الذي أَراد ابنُ عباس، فافهمه؛ قال ابن

الأَثير: وهذا التفسير من الأَزهري إنما هو للرَّبائب والأُمَّهات لا

للحَلائل، وهو في أَول الحديث إنما جَعل سؤال ابنِ عباس عن الحَلائل لا عن

الرّبائب. ولَونٌ بهيم: لا يُخالطه غيرُه. وفي الحديث: في خيل دهْمٍ بُهْمٍ؛

وقيل: البَهِيمُ الأَسودُ. والبَهِيمُ من الخيل: الذي لا شِيةَ فيه، الذكَر

والأُنثى في ذلك سواء، والجمع بُهُم مثل رغِيفٍ ورُغُف. ويقال: هذا فرس

جواد وبَهِيمٌ

وهذه فرس جواد وبَهِيمٌ، بغير هاء، وهو الذي لا يُخالط لونَه شيء سِوى

مُعْظَم لونِه. الجوهري: وهذا فرس بَهِيمٌ

أَي مُصْمَتٌ. وفي حديث عياش ابن أَبي ربيعة: والأسود البَهيمُ كأَنه من

ساسَمٍ كأَنه المُصْمَتُ

(* قوله «كأنه المصمت» الذي في النهاية: أي

المصمت). الذي لا يُخالِطُ لونَه لون غيرُه. والبَهيمُ من النِّعاج:

السَّوداءُ التي لا بياض فيها، والجمع من ذلك بُهْمٌ وبُهُمٌ فأما قوله في

الحديث: يُحْشَر الناسُ يوم القيامة حُفاةً عُراةً غُرْلاً بُهْماً أَي ليس

معهم شيء، ويقال: أَصِحَّاءَ؛ قال أَبو عمرو البُهْمُ واحدها بَهيم وهو

الذي لا يخالِط لَونَه لونٌ سِواه من سَوادٍ كان أَو غيره؛ قال أَبو عبيد:

فمعناه عندي أَنه أَراد بقوله بُهْماً يقولُ: ليس فيهم شيءٌ من الأَعراض

والعاهات التي تكون في الدنيا من العَمى والعَوَر والعَرَج والجُذام

والبَرَص وغير ذلك من صُنوف الأَمراض والبَلاءِ، ولكنها أَجسادٌ مُبْهَمَة

مُصَحَّحَة لِخُلود الأَبد، وقال غيره: لِخُلود الأَبَدِ في الجنة أَو

النار، ذكره ابن الأثير في النهاية؛ قال محمد بن المكرم: الذي ذكره الأَزهري

وغيره أَجْسادٌ مُصَحَّحة لخُلود الأَبد، وقول ابن الأَثير في الجنة أَو

في النار فيه نَظَر، وذلك أَن الخلود في الجنة إنما هو للنَّعيم المحْضِ،

فصحَّة أَجْْسادِهم من أَجل التَّنَعُّم، وأَما الخلود في النار فإنما هو

للعذاب والتأسُّف والحَسرة، وزيادةُ عذابِهم بعاهات الأَجسام أَتمُّ في

عُقوبتهم، نسأَل الله العافية من ذلك بكرمه. وقال بعضهم: رُوي في تمام

الحديث: قيل وما البُهْم؟ قال: ليس معهم شيء من أَعراض الدنيا ولا من

متاعِها، قال: وهذا يخالف الأَول من حيث المعنى. وصَوْتٌ بَهِيم: لا تَرْجيع

فيه.

والإبْهامُ من الأَصابع: العُظْمى، معروفة مؤنثة؛ قال ابن سيده: وقد

تكون في اليَدِ والقدَم، وحكى اللحياني أنها تذكَّر وتؤنَّثُ؛ قال:

إذا رأَوْني، أَطال الله غَيْظَهُمُ،

عَضُّوا من الغَيظِ أَطرافَ الأَباهيمِ

وأَما قول الفرزدق:

فقد شَهدَت قَيْسٌ فما كان نَصْرُها

قُتَيبةَ، إلاَّ عَضَّها بالأَباهِمِ

فإنما أَراد الأَباهِيم غير أَنه حذف لأَنَّ القصِيدةَ ليست مُرْدَفَة،

وهي قصيدة معروفة. قال الأَزهري: وقيل للإصْبَع إِبْهامٌ

لأَنها تُبْهِم الكفّ أَي تُطْبِقُ عليها. قال: وبَهِيم هي الإبْهام

للإصبع، قال: ولا يقال البِهامُ. وقال في موضع آخر: الإبْهام الإصْبَع

الكُبْرى التي تلي المُسَبِّحةَ، والجمع الأَباهِيم، ولها مَفْصِلان.

الجوهري: وبُهْمى نَبْت، وفي المحكم: والبُهْمى نَبْت؛ قال أَبو حنيفة:

هي خير أَحْرار البُقُولِ رَطْباً ويابساً وهي تَنْبُت أَوَّل شيء

بارِضاً، وحين تخرج من الأَرض تَنْبت كما يَنْبُت الحَبُّ، ثم يبلُغ بها

النَّبْت إلى أَن تصير مثل الحَبّ، ويخرج لها إذا يَبِسَتْ شَوْك مثل شوك

السُّنْبُل، وإذا وَقَع في أُنوف الغَنَم والإِبل أَنِفَت عنه حتى يَنْزِعه

الناسُ

من أَفواهها وأُنوفِها، فإذا عَظُمَت البُهْمى ويَبِسَتْ كانت كَلأً

يَرْعاه الناس حتى يُصِيبه المطَر من عامٍ مُقْبِل، ويَنْبت من تحتِه حبُّه

الذي سقَط من سُنْبُله؛ وقال الليث: البُهْى نَبْت تَجِد به الغنَم

وَجْداً شديداً ما دام أَخضر، فإذا يَبِس هَرّ شَوْكُه وامتَنَع، ويقولون

للواحد بُهْمى، والجمع بُهْمى؛ قال سيبويه: البُهْمى تكون واحدة وجمعاً

وأَلفها للتأنيث؛ وقال قومٌ: أَلفها للإلْحاق، والواحدة بُهْماةٌ؛ وقال

المبرد: هذا لا يعرف ولا تكون أَلف فُعْلى، بالضم، لغير التأنيث؛ وأَنشد ابن

السكيت:

رَعَتْ بارِضَ البُهْمى جَمِيماً وبُسْرةً،

وصَمْعاءَ حتى آنَفَتْها نِصالُها

والعرب تقول: البُهْمى عُقْر الدارِ وعُقارُ الدارِ؛ يُريدون أَنه من

خِيار المَرْتَع في جَناب الدَّار؛ وقال بعض الرُّواة: البُهْمى ترتفِع نحو

الشِّبْر ونَباتُها أَلْطَف من نَبات البُرِّ، وهي أَنْجَعُ المَرْعَى

في الحافرِ ما لم تُسْفِ، واحدتُها بُهْماة؛ قال ابن سيده: هذا قولُ أَهل

اللغة، وعندي أَنّ مَن قالُ بُهماةٌ فالأَلف مُلْحِقة له بِجُخْدَب، فإذا

نزع الهاء أَحال إعْتِقاده الأَول عما كان عليه، وجعل الأَلف للتأنيث

فيما بعد فيجعلها للإلْحاق مع تاء التأنيث ويجعلها للتأنيث إذا فقد

الهاء.وأَبْهَمَتِ الأَرض، فهي مبْهِمة: أَنْبَتَت البُهْمَى وكثُر بُهْماها،

قال: كذلك حكاه أَبو حنيفة وهذا على النسب. وبَهَّم فلان بموضع كذا إذا

أَقام به ولم يَبْرَحْهُ.

والبهائم: إسم أَرض، وفي التهذيب: البَهائم أَجْبُل بالحِمَى على لَون

واحد؛ قال الراعي:

بَكَى خَشْرَمٌ لمَّا رأَى ذا مَعارِكٍ

أَتى دونه، والهَضْبَ هَضْبَ البَهائِم

والأَسماءُ المُبْهَمة عند النحويين: أَسماء الإشارات نحو قولك هذا

وهؤلاء وذاك وأُولئك، قال الأَزهري:

الحُروف المُبْهَمة التي لا اشتقاقَ لها ولا يُعْرف لها أُصول مثل الذي

والذين وما ومَن وعن

(* قوله «ومن وعن» كذا في الأصل والتهذيب ونسخة من

شرح القاموس غير المطبوع، وفي شرح القاموس المطبوع: ومن نحن). وما

أَشبهها، والله أَعلم.

بهـم

(البَهِيمَةُ) ، كَسَفِينَةٍ: (كُلُّ ذاتِ أَرْبَعِ قَوائِمَ ولَوْ فِي الماءِ) كَذَا فِي المُحْكَم، وَهُوَ قولُ الأَخْفَش، (أَو كُلّ حَيٍّ لَا يُمَيِّزُ) فَهُوَ بَهِيمَةٌ، نَقله الزَّجّاج فِي تَفْسِير قَوْله - تَعَالَى - {أَحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَمِ} ، (ج: بَهائِمُ) .
(والبَهْمَةُ) ، بالفَتْح: الصَّغِيرُ من (أَوْلاد) الغَنَمِ (الضَّأْنِ والمَعَزِ والبَقَرِ) من الوَحْش وغَيْرها، الذَّكَر والأُنْثَى فِي ذلِكَ سَواءٌ. وَقيل: هُوَ بَهْمَةٌ، إِذا شَبَّ. وَفِي سِياق المصنِّف نَظَرٌ؛ لأَنَّ البَهْمَةَ مفردٌ، فالأَوْلَى: وَلَدُ الضَّأْنِ، وبِما ذكرنَا يَزُول الإِشْكال.
وَقَالَ ثَعْلَبٌ فِي نَوادِره: البَهْمُ صِغارُ المَعَزِ، وَبِه فَسّر قَول الشَّاعِر: (عَدانِي أَنْ أَزُورَكَ أَنَّ بَهْمِي ... عَجايا كُلَّها إِلاَّ قَلِيلاً)

وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: يُقال لأَوْلادِ الغَنَمِ ساعَةَ تَضَعها من الضَّأْن والمَعَز جَمِيعًا ذَكرًا كَانَ أَو أُنْثَى: سَخْلَة، وجمعُها: سِخالٌ، ثُمَّ هِيَ البَهْمَةُ للذَّكَر والأُنْثَى، (ج: بَهْمٌ) بِحَذْفِ الهاءِ، (ويُحرَّكُ، وبِهامٌ) ، بالكَسْرِ، و ((جج)) ؛ أَي: جَمْع الجَمْع: (بِهاماتٌ) ، بالكَسْر أَيْضا، وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: وَإِذا اجْتَمَعَت البِهامُ والسِّخالُ قلت لَهَا جَمِيعًا: بِهامٌ.
وَفِي الصِّحَاح: البِهامُ: جَمْعُ بَهْمٍ، والبَهْمُ: جَمْع بَهْمَةٍ.
قلتُ: فَإِذن البِهامُ جَمْعُ الجَمْع، ثمَّ قَالَ: وَأنْشد الأصمعيُّ لأفْنُون التَّغْلَبِيِّ:
(لَوْ أَنَّنِي كُنْتُ من عادٍ وَمن إِرَمٍ ... غَذِيَّ بَهْمٍ ولُقمانًا وذَا جَدَنِ)

لأنَّ الغَذِيَّ السَّخْلَةُ، قَالَ: وَقد جَعَلَ لبيدٌ أولادَ البَقَر بِهاماً بقوله:
(والعِينُ ساكِنَةٌ على أَطْلائها ... عُوذًا تَأَجَّل بالفَضاءِ بِهامُها)

وَقَالَ ابْن بَرّي: قولُ الجوهريّ: لأنَّ الغَذِيَّ السَّخْلَةَ وَهَمٌ. قَالَ: وإِنَّما غُذِيُّ بَهْمِ: أَحَدُ أَمْلاكِ حِمْيَر كَانَ يُغَذَّى بِلُحُومِ البَهْم. قَالَ: وَعَلِيهِ قَوْلُ سُلْمِيِّ بنِ رَبِيعَةَ الضَّبِّيِّ:
(أَهْلَكَ طَسْمًا وبَعْدَهُم ... غَذِيَّ بَهْمٍ وَذَا جَدَنِ)

قَالَ: ويدلُّ على ذَلِك أنّه عطفَ لُقمانًا على غَذِيّ بَهْم، وَكَذَلِكَ فِي بَيت سُلْمِي الضَّبِّيِّ، انْتهى.
وَفِي الحَدِيث أنّه قَالَ للرّاعِي: ((مَا وَلَّدتَ؟ قَالَ: بَهْمَةً، قَالَ: اذْبَحْ مَكانَها شَاة)) قَالَ ابنُ الأَثِير: فَهَذَا يَدُلُّ على أنَّ البَهْمَةَ اسمٌ للأُنْثَى؛ لأنّه إِنّما سألَه لِيَعْلَمَ أَذَكَراً وَلَّدَ أَمْ أُنْثَى، وإلاَّ فقد كَانَ يعلم أنّه إِنّما وَلَّد أَحَدهما. وَفِي حَدِيث الْإِيمَان: ((تَرَى الحُفاةَ العُراةَ رعاءَ الإِبِل والبَهْمِ يَتطاوَلُون فِي البُنْيان)) ، قَالَ الخَطّابِيُّ: أرادَ الأَعْرابَ وأصحابَ البَوادِي الَّذِين يَنْتَجِعون مَواقِعَ الغَيْثِ، تُفْتح لَهُم البلادُ فيسكنونَها ويتطاولونَ فِي الْبُنيان.
(والأَبْهَمُ) مثل (الأَعْجَم) .
(واسْتَبْهَمَ عَلَيْهِ) الكلامُ؛ أَي: (اسْتَعْجَمَ فَلم يَقْدِرْ على الكَلامِ) ، وَيُقَال: اسْتَبْهَم عَلَيْهِ الأَمْرُ؛ أَي: أُرْتِجَ عَلَيْه، وَهُوَ مجَاز.
(والبُهْمَةُ، بالضَّمِّ: الخُطَّةُ الشَّدِيدَةُ) والمُعْضِلَة، يُقَال: وَقَعَ فِي بُهْمَةٍ لَا يُتَّجه لَهَا، جمعه بُهَمٌ، كَصُرَدٍ.
(والبُهْمَة: (الشُّجاعُ) ، وَفِي الصِّحَاح: هُوَ الفارِسُ (الَّذِي لَا يُهْتَدَى) ، وَفِي الصِّحَاح: لَا يُدْرَى (من أَيْنَ يُؤْتَى) من شِدَّةِ بَأْسِه، عَن أبي عُبَيْدة، والجَمْع بُهَمٌ. وَفِي التَّهْذِيب: لَا يَدْرِي مُقاتِلُهُ من أَيْن يَدْخُلُ عَلَيْهِ. وَفِي النَّوَادِر: رَجُلٌ بُهْمَةٌ: إِذا كَانَ لَا يُثْنى عَن شيءٍ أَرَادَهُ. وَفِي الأساس: هُوَ بُهْمَةٌ من البُهَمِ؛ للشُّجاعِ الَّذِي يَسْتَبْهِمُ على أقرانِهِ مَأْتاه. (و) قيل: سُمِّي بالبُهْمَة الَّتِي هِيَ (الصَّخْرَةُ) المُصْمَتَة.
(و) البُهْمَةُ (الجَيْشُ) ، قَالَ الجوهريُّ: وَمِنْه قَوْلُهم: فلانٌ فارِسُ بُهْمَةٍ ولَيْثُ غابَةٍ، قَالَ مُتَمِّم:
(وللشَّرْبِ فابْكِي مالِكاً ولبُهْمَةٍ ... شَدِيدٍ نَواحِيها عَلَى مَنْ تَشَجَّعا)

وهُم الكُماة، قيل لَهُم: بُهْمَة؛ لأنّه لَا يُهْتَدَى لِقِتالهم، وَقيل: هُمْ جماعةُ الفرسان. وَقَالَ ابنُ جِنِّي: البُهْمَة فِي الأَصْل مَصْدَرٌ وُصِفَ بِهِ يَدُلُّ على ذَلِك قولُهم: هُوَ فارِسُ بُهْمَةٍ، كَمَا قَالَ الله _ تَعالَى _ {وَأشْهدُوا ذَوي عدل مِنْكُم} فجَاء على الأصْلِ، ثمَّ وُصِفَ بِهِ فَقيل: رَجُلٌ عَدْلٌ، وَلَا فِعْلَ لَهُ. ولاتُوصف النّساء بالبُهْمَة. (ج) : بُهَمٌ، (كَصُرَدٍ) .
(و) قَالَ ابْن السّكيت: (بَهَّمُوا البَهْمَ تَبْهِيمًا) : إِذا (أَفْرَدُوه عَن أُمَّهاتِه) فَرَعَوْهُ وَحْدَه، (و) بَهَّمُوا (بالمَكانِ) تَبْهِيمًا (أَي: أقامُوا) بِهِ ولَمْ يَبْرَحُوه.
(وَأَبْهَمَ الأَمْرُ) إِبْهامًا: (اشْتَبَه) فَلم يُدْرَ كَيفَ يُؤَتَى لَهُ، (كاسْتَبْهَمَ) .
قَالَ شيخُنا: والنُّحاة يَقُولُونَ فِي أبوابِ الحالِ والتَّمْيِيز: المُفَسَّر لما انْبَهَمَ، وَلم يُسْمَع فِي كلامِ العَرَب انْبَهَمَ، وَلم يُسْمَع فِي كلامِ العَرَب انْبَهَم، بل الصّوابُ اسْتَبْهَم، وتوقَّفْتُ مَرَّة لاشْتِهاره فِي جَمِيع مُصَنَّفاتِ النَّحْو أُمهاتِها وشُرُوحِها، ثمَّ رَأَيْت الراغِبَ تَعَرَّض لَهُ ونَقَلَه عَن شَيْخه العَلاّمة أبي الحَسَنِ عليِّ بنِ
سَمْعانَ الغِرْناطِيِّ، وَقَالَ: إنّ انْبَهَم غَيْرُ مسموع، وإِنَّ الصَّوَاب اسْتَبْهَمَ كَمَا قُلْتُ، ثمَّ زَاد: لأَنَّ انْبَهَمَ انْفَعَلَ وَهُوَ خاصٌّ بِمَا فِيهِ عِلاجٌ وَتَأْثِيرٌ، فَلَمَّا رأيتُه حَمِدْتُ الله لذَلِك وشَكَرْتُه، انتهَى.
(و) أَبْهَمَ (فُلانًا عَن الأَمْرِ) : إِذا (نَحّاه) .
(و) أَبْهَمَتِ (الأَرْضُ) فَهِيَ مُبْهِمَة: (أَنْبَتَت البُهْمَى) ، بالضَّمّ مَقْصُورًا؛ اسْم (لِنَبْتٍ، م) مَعْرُوف، قَالَ أَبُو حنيفَة: البُهْمَى: من أَحْرار البُقول رَطْبًا ويابِسًا، وَهِي تنْبت أوَّلَ شيءٍ بارِضًا حِين تَخْرُج من الأَرْض تَنْبُت كَمَا يَنْبُت الحَبُّ، ثمَّ تَبْلُغ إِلَى أنْ تَصِيرَ مثلَ الحَبِّ ويَخْرُج لَهَا شَوْكٌ مثل شَوْك السّنْبُلِ، وَإِذا وَقَعَ فِي أُنُوفِ الغَنَم والإبلِ أَنِفَتْ عَنهُ حَتَّى تَنْزِعَه الناسُ من أَفْواهِها وَأُنُوفِها، فَإِذا عَظُمَت البُهْمَى وَيَبِسَتْ كَانَت كَلأً يُرْعَى حَتَّى يُصِيبَهُ المَطَرُ من عامٍ مُقْبِلٍ فيَنْبُت من تَحْتِهِ حَبُّه الَّذِي سَقَطَ من سُنْبُلِه. وَقَالَ اللّيث: البُهْمَى نَبْتٌ تَجِدُ بِهِ الغَنَمُ وَجْداً شَدِيدًا مَا دَامَ أَخْضَرَ، فَإِذا يَبِسَ هَرَّ شَوْكُه وامْتَنَعَ، (يُطْلَقُ لِلْواحِدِ والجَمِيع) ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: البُهْمَى يكون واحِداً وَجَمْعًا، وَأَلِفُها للتَّأْنِيثِ. (أَو واحِدَتُه بُهْماةٌ) وَأَلِفُها للإِلْحاقِ. وَقَالَ المُبَرِّد: هَذَا لَا يُعْرَف وَلَا تَكُون أَلِفُ فُعْلَى بالضَّمّ لغَيْرِ التَّأنيث، وَأنْشد ابنُ السِّكّيت:
(رَعَتْ بارِضَ البُهْمَى جَمِيمًا وبُسْرَةً ... وَصَمْعاءَ حَتَّى آنَفَتْها نِصالُها)

(وأَرْضٌ بَهِمَةٌ، كَفَرِحَةٍ) أَي: (كَثِيرَتُهُ) على النَّسَب، حَكَاهُ أَبُو حنيفةَ.
(والمُبْهَمُ، كَمُكْرَمٍ: المُغْلَقُ من الأَبْواب) لَا يُهْتَدَى لِفَتْحه، وَقد أَبْهَمَه، أَي: أَغْلَقَه وسَدَّهُ، (و) المُبْهَمُ: (المُصْمَتُ كالأبْهَمِ) ، قَالَ:
(فَهَزَمَتْ ظَهْرَ السِّلامِ الأَبْهَمِ ... )

أَي: الَّذِي لَا صَدْعَ فِيهِ. وأمّا قَوْله:
(لكافِرٍ تاهَ ضَلالاً أَبْهَمُه ... )

قيل: أَرَادَ أنَّ قَلْبَ الكافِرِ مُصْمَتٌ لَا يَتَخَلَّلُه وَعْظ وَلَا إِنْذار.
(و) المُبْهَم (من المُــحَرَّمــات: مَا لَا يَحِلُّ بِوَجْهٍ) وَلَا سَبَبٍ (كَتَحْرِيمِ الأُمِّ والأُخْتِ) وَمَا أشبهه. وسُئِلَ ابنُ عَبّاس عَن قَوْله - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَحَلَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَبِكُم} وَلم يُبَيّن أَدَخَل بهَا الابْنُ أمْ لَا؟ فَقَالَ ابْن عَبَّاس: أَبْهِمُوا مَا أَبْهَمَ اللَّهُ. قَالَ الأَزْهريُّ: رأيتُ كثيرا من أهلِ العِلْمِ يذهبون بِهَذَا إِلَى إِبْهامِ الأَمْر واسْتِبْهامِهِ وَهُوَ إِشْكالُه، وَهُوَ غَلَط، قَالَ: وَكثير من ذَوِي المَعْرِفة لَا يُمَيِّزون بَين المُبْهَم وَغير المُبْهَم تَمْييزًا مُقْنِعًا، قَالَ: وَأَنا أُبَيّنُه بعَوْن الله _ تعالَى _. فقولُه عَزَّ وَجَلَّ: {حُرِّمَــتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّتُكُمْ وَخَلَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ} هَذَا كُلُّه يُسَمَّى التَّحْرِيمَ المُبْهَم؛ لأنَّه لَا يَحِلُّ بِوَجْهٍ من الوُجوه وَلَا بِسَبَبٍ من الأَسْباب، كالبَهِيم من أَلْوان الخَيْلِ الَّذِي لَا شِيَةَ فِيهِ تُخالِفُ مَعْظَمَ لَوْنِهِ.
قَالَ: ولمّا سُئل ابنُ عباسٍ عَن قَوْله - تعالَى - {وَأُمَّهَتُ نِسَائِكُمْ} وَلم يُبَيِّن اللَّهُ الدُّخولَ بِهِنَّ أجابَ فَقَالَ: هَذَا من مُبْهَمِ التَّحْرِيم الَّذِي لَا وَجْهَ فِيهِ غَيْر التَّحْرِيم، سواءٌ دَخَلْتُم بالنّساءِ أَو لَمْ تَدْخُلُوا بهنّ، فأُمَّهاتُ نِسائكم حُرِّمْــنَ عَلَيْكُم من جَمِيع الجِهات. وَأما قَوْله: {وَرَبَئِبُكُمُ الَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ الَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ} فالربائبُ هُنَا لسْن من المُبْهَمات، لأنَّ لَهُنَّ وَجْهَيْن مُبَيَّنَيْن أُحْلِلْن فِي أَحَدِهما وَــحُرِّمْــنَ فِي الآخَرِ، فَإِذا دُخِلَ بِأُمَّهاتِ الرِّبائبِ حَرُمَــت الرّبائبُ، وإنْ لم يُدْخَل بِأُمَّهات الرَّبائبِ لم يَــحْرُمْــن. فَهَذَا تَفْسِير المُبْهَم الَّذِي أَرَادَ ابنُ عَبّاسٍ، فافْهَمْه. قَالَ ابنُ الْأَثِير: وَهَذَا التَّفْسِير من الأَزْهَرِيِّ إِنّما هُوَ للرَّبائب والأُمَّهات لَا لِلْحلائل، وَهُوَ فِي الحَدِيث إِنّما جَعَلَ سؤالَ ابنِ عَبّاس عَن الحَلائل لَا عَن الرَّبائب. (ج: بُهْمٌ، بالضَّمِّ وبِضَمَّتَيْن) هَكَذَا فِي النُّسَخ، وَلَعَلَّ فِي الْعبارَة سقطا أَو تَقْدِيمًا وتأخيرًا فإنّ هَذَا الْجمع إنّما ذَكرُوهُ للبَهِيم بِمَعْنى النَّعْجة السَّوداء، فَتَأَمَّل ذَلِك.
(والبَهِيمُ) ، كَأَمِيرٍ: (الأَسْوَدُ) ، جَمْعُهُ بُهُمٌ، كَرَغِيفٍ ورُغُفٍ.
وَيُرْوَى حَدِيث الْإِيمَان والقَدَر: ((والحُفاةُ العُراةَ رِعاءً الإبلِ البُهْمَ)) على نَعْتِ الرِّعاء وهُمُ السُّودُ.
(و) البَهِيمُ: (فَرَسٌ لِبَني كِلابِ بن رَبِيعَةَ. و) البَهِيمُ: (مَا لَا شِيَةَ فِيهِ) تُخالِفُ مُعْظَمَ لَوْنِه (من الخَيْل) يكون (لِلذَّكَرِ والأُنْثَى) ، يُقال: هَذَا فَرَسٌ جَوادٌ وبَهِيمٌ، وَهَذِه فَرَسٌ جَوادٌ وَبَهِيمٌ، بِغَيْر هَاء، وَالْجمع بُهْم. وَقَالَ الْجَوْهَرِي: وَهَذَا فَرَسٌ بَهِيمٌ؛ أَي: مُصْمَتٌ. وَفِي حَدِيث عَيّاش بن أبي رَبِيعَةَ: ((والأَسْودُ البَهِيمُ كَأَنَّهُ من ساسَمٍ)) ، أَي المُصْمَت الَّذِي لَا يُخالِطُ لَوْنَهُ لَوْنٌ غيرُه.
(و) البَهِيمُ: (النَّعْجَةُ السَّوْداءُ) الَّتِي لَا بَياضَ فِيهَا، جَمْعُهُ بُهْمٌ وَبُهُمٌ.
(و) البَهِيمُ: (صَوْتٌ لَا تَرْجِيعَ فِيهِ) ، وَهُوَ مجازٌ. (و) قَالَ أَبُو عَمْرٍ و: البَهِيمُ: (الخَالِصُ الَّذِي لم يَشُبْهُ غيرُه) من لَوْنٍ سِواهُ، سَوادًا كَانَ أَو غَيْرَه. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: إِلاَّ الشُّهْبَة.
(و) فِي الحَدِيث: (( (يُحْشَرُ النَّاس) يومَ القِيامَة حُفاةً عُراةً غُرْلاً (بُهْمًا)) بالضَّمِّ، أَي: لَيْسَ بِهم شَيْءٌ مِمّا كَانَ فِي الدُّنيا) ، من الأَمْرَاض والعاهات (نَحْوُ) العَمَى والجُذامِ (والبَرَصِ) والعَوَرِ (والعَرجِ) وغَيْرِ ذَلِك من صُنُوف الأَمْرَاضِ والبَلاءِ، وَلكِنَّها أَجْسادٌ مُبْهَمَة مُصَحَّحَة لِخُلُود الأَبَدِ، قَالَه أَبو عُبَيْد، (أَو عُراةً) : لَيْسَ مَعَهُم من أَعْراضِ الدُّنْيا وَلَا من مَتاعِها شَيءٌ.
(والبَهائمُ: جِبالٌ بالحِمَى) على لَوْنٍ واحِدٍ (وماؤُها يُقال لَهُ المُنْبَجِسُ) ، وَقد أهمله المصنّف فِي ((ب ج س)) . (و) قيل: اسمُ (أَرْضٍ) قَالَ الراعِي:
(بَكَى خَشْرَمٌ لَمَّا رَأَى ذَا مَعارِكٍ ... أَتَى دُونَهُ والهَضْبَ هَضْبَ البَهائِم)

(وذُو الأباهِيم: زيدٌ القُطَعِيُّ) من بَنِي قُطَيْعَةَ (شاعرٌ) ، والأباهِيمُ جَمْع الإِبْهام كَمَا يُقَال: ذُو الْأَصَابِع.
(والإِبْهامُ، بالكَسْرِ) من الْأَصَابِع: العُظْمَى، معروفةٌ مُؤَنَّثة، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَقد تكون (فِي اليَدِ والقَدَمِ: أَكْبَرُ الأصابِع: و) حَكَى اللّحيانيّ أنّها (قَدْ تُذَكَّر) وتُؤَنَّث. وَقَالَ الأزْهَريّ: الإِبْهام: الإصْبَعُ الكُبْرَى الَّتِي تَلِي المُسَبِّحَة، وَلها مَفْصِلان، سُمِّيت: لأنّها تُبْهِمُ الكَفَّ، أَي: تُطْبِقُ عَلَيْهَا، (ج: أَباهِيمُ) ، قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا رَأَوْنِي أطالَ اللَّهُ غَيْظَهُمُ ... عَضَّوا من الغَيْظِ أَطْرافَ الأباهِيمِ)

(و) يُقال: (أَباهِمُ) لِضَرُورَة الشّعر كَقَوْل الفَرَزْدَق.
(فَقَد شَهِدَتْ قَيْسٌ فَمَا كَانَ نَصْرُها ... قُتَيْبَةَ إِلاَّ عَضَّها بالأَباهِمِ)

قَالَ ابنُ سِيدَه: فَإِنَّمَا أرادَ الأباهِيمَ غير أَنَّه حَذَفَ؛ لأنّ القصيدةَ لَيست مُرْدَفَةً، وَهِي قصيدةٌ مَعْرُوفَة.
(وسَعْدُ البِهامِ، كَكِتابٍ: من المَنازِلِ) القَمَرِيّة.
(والأَسْماءُ المُبْهَمَة: أَسْماءُ الإشاراتِ عِنْد النُّحاةِ) نَحْو قَوْلك: هذَا وَهَؤُلَاء وذَاكَ وأُولئِكَ، كَمَا فِي الصِّحَاح.
وَقَالَ الأزهريّ: الحُروفُ المُبْهَمَةُ الَّتِي لَا اشْتِقاقَ لَها وَلَا تُعْرَفُ لَهَا أُصُولٌ، مثل: الَّذِي، والَّذِينَ، وَمَا، ومَنْ، وَعَنْ وَمَا أَشْبَهها.
[] وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: البَهِيمُ، كَأَمِيرٍ: اسمٌ للإِبْهامِ الّتي هِيَ الإِصْبَعُ، نَقله الأزهريّ. قَالَ: وَلَا يُقال لَهَا بِهامٌ. وَقد أنكر شيخُنا عَلى ((ابنِ أبي زَيْدٍ القَيْرَوَانيّ)) حِين ذَكَر البَهِيمَ فِي رِسالتَه بِمَعْنى الإِبْهام، ونَدّد عَلَيْهِ وَقَالَ: لَا وَجْهَ لَهُ، مَعَ أَنّه موجودٌ فِي التَّهْذِيب وغَيْرِه من كُتُبِ اللَّغَة.
وَقَالَ نِفْطَوَيْه: البَهْمَةُ مُسْتَبْهِمَةٌ عَن الكَلامِ، أَي: مُنْغَلِقٌ ذَلِك عَنْها.
وتَبَهَّمَ: إِذا أُرْتِجَ عَلَيْهِ.
وَيُقَال: ((لَا أَغَرّ وَلَا بَهِيم)) يُضرب مثلا للأَمْرِ إِذا أَشْكَل وَلم تَتَّضِح جِهَتُه واسْتِقامَتُه وَمَعرِفَتُه.
وطَرِيقٌ مُبْهَمٌ: إِذا كَانَ خَفِيًّا لَا يَسْتَبِينُ.
ويُقال: ضَرَبَه فَوَقَع مُبْهَمًا أَي: مَغْشِيًّا عَلَيْهِ لَا يَنْطِقُ وَلَا يُمَيِّز.
وأَمْرٌ مُبْهَمٌ: لَا مَأْتَى لَهُ.
والمُبْهَمات: المُعْضِلات الشاقَّة.
والبُهَمُ، كصُرَدٍ: مُشْكِلاتُ الأُمُورِ.
وكَلامٌ مُبْهَمٌ: لَا يُعْرَف لَهُ وَجْه يُؤْتَى مِنْهُ.
وحائِطٌ مُبْهَمٌ: لم يكنْ فِيهِ بابٌ.
وَأَبْهَمَ [عَلَيْهِ] الأَمْرَ إِبْهامًا: لم يَجْعَل لهُ وَجْهًا يَعْرِفه.
ولَيْلٌ بَهِيمٌ: لَا ضَوْءَ فِيهِ إِلَى الصَّباح.
وصَنادِيقُ مُبْهَمَةٌ: لَا أَقْفالَ لَها، عَن ابنِ الأَنْبارِيّ.
وغَذِيُّ بَهْمٍ: أَحَدُ مُلوك اليَمَن، عَن ابْن برِّي، وَقد تقدّم.
والبَهِيمُ: المَجْهُول الَّذِي لَا يُعْرَف، عَن الخَطّابِيّ.
والبُهْمَةُ: السَّواد، وَيُقَال لِلّيالِي الثّلاث الَّتِي لَا يَطْلُع فِيهَا القَمَرُ: البُهَمُ، كَصُرَد.
وعبدُ الرِّحمنِ بن بَهْمان، يَأْتِي ذكره فِي النُّون. [] 
(بهم) : خَرَج بالبَهْمَاءِ: إِذا لم يُؤَامِرْ أَحَداً، ولا يَدْرِي ما بينَ يَدَيْه، وقيل: بالبَهْماء، أَي عَلَى كُلِّ حال.

أَمر

(أَمر) : الأَميرُ: الجارُ، لأَنَّ الجيرانَ يَسْتَاْمِرُ بعضُهم بعضاً.
(أَمر) فلَان أَمارَة نصب عَلامَة وَفُلَان صيره أَمِيرا وَالشَّيْء جعل لَهُ حدودا بالعلامات والسنان حدده والقناة ركب فِيهَا سِنَانًا
(أَمر) عَلَيْهِم أمرا وإمارة صَار أَمِيرا وَالشَّيْء أمرا وأمرة وأمارة كثر ونما فَهُوَ أَمر يُقَال قل بَنو فلَان بَعْدَمَا أمروا وَيُقَال من قل ذل وَمن أَمر فل وَفُلَان كثر مَاله وَالْأَمر اشْتَدَّ

(أَمر) عَلَيْهِم أَمارَة صَار أَمِيرا
(أَمر) الشَّيْء صَار مرا يُقَال قد أَمر هَذَا الطَّعَام فِي فمي وَيُقَال مَا أَمر فلَان وَمَا أحلى مَا قَالَ مرا وَلَا حلوا وَمَا يمر وَمَا يحلى مَا يضر وَمَا ينفع وَالْبر صَار فِيهِ المريراء وعَلى بعيره شدّ عَلَيْهِ المرار الْحَبل وَالشَّيْء صيره مرا وَجعله يمر وَيُقَال أَمر فلَانا بِكَذَا وَأمر يَده على الشَّيْء وَأمر عَلَيْهِ الْقَلَم وَالْحَبل فتله وَيُقَال أَمر الْأَمر أحكمه والدهر ذُو نقض وإمرار وَفُلَانًا عالجه وَضرب عُنُقه ليصرعه
أَمر
: (} الأَمْرُ: (معْرُوفٌ، وَهُوَ (ضِدُّ النَّهْيِ، {كالإِمَارِ} والإِيمارِ، بكسرِهما) الأَوَّلُ فِي اللِّسَان، وَالثَّانِي حَكَاه أَهلُ الغَرِيبِ، وَقد أَنكرَهما شيخُنا واستغربَ الأَخِيرَ، وَقد وَجَدتُه عَن أَبي الحَسَنِ الأَخْفَشِ، قَالَ: {وأَمِرَ بِالْكَسْرِ مالُ بني فلانٍ} إِيماراً: كَثُرَتْ أَموالُهم؛ فَفِي كلامِ المصنِّف نَظَرَّ وتأَمُّلٌ.
( {والآمِرَةُ) ، وَهُوَ أَحدُ المصادرِ الَّتِي جاءَتْ (على فاعِلَةٍ) كالعافِيَةِ، والعاقِبَةِ والخاتِمَةِ.
(} أَمَرَه و) {أَمَرَه (بِهِ) ، الأَخيرةُ عَن كُراع،} وأَمَرَه إِيّاه على حَذف الْحَرْف يأْمرُه أَمْراً وإِمَاراً.
( {وآمَرهَ) بالمدِّ، هاكذا فِي سائرِ النُّسَخِ، وَهُوَ لُغةٌ فِي أَمَرَه، وَقَالَ أَبو عُبَيْد:} آمَرْتُه بالمدّ {وأَمرْتُه لُغَتَانِ بِمَعْنى كَثَّرتُه. وسيأْتي.
(} فأْتَمَرَ) ، أَي قَبِلَ أَمْرَه، وَيُقَال: {ائتُمِرَ بخيرٍ؛ كأَنَّ نفسَه} أَمَرَتُه بِهِ فقَبِلَه.
وَفِي الصّحاح: {وائْتَمَرَ الأَمْرَ، أَي امتَثَلَه، قَالَ امرؤُ الْقَيْس:
ويَعْدُو على المَرْءِ مَا يَأْتَمِرْ
وَفِي الأَساس:} وائْتَمَرْتُ مَا {- أَمرْتَنِي بِهِ: امْتَثَلْتُ.
(و) وَقَعَ أَمرٌ عظيمٌ، أَي (الحادثةُ، ج} أُمُورٌ) ، لَا يُكَسَّر على غيرِ ذالك، وَفِي التَّنزِيل الْعَزِيز: {أَلاَ إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ! الاْمُورُ} (الشورى: 53) . وَيُقَال: {أَمْرُ فلانٍ مستقيمٌ،} وأُمُوره مستقيمةٌ.
وَقد وَقَعَ فِي مُصَنَّفات الأُصُول الفَرْقُ فِي الجَمع، فَقَالُوا: الأَمر إِذا كَانَ بمعنَى ضِدِّ النَّهْي فحمعُه {أَوَامِرُ، وإِذا كَانَ بمعنَى الشَّأْنِ فجمعُه} أمُور، وَعَلِيهِ أَكثُر الفُقَهاء، وَهُوَ الجارِي فِي أَلْسِنَة الأَقوام.
وحقَّق شيخُنَا فِي بعض الحَوَاشِي أُصولِيَّة مَا نصّه: اخْتلفُوا فِي واحدِ {أُمورٍ} وأوامِرَ؛ فَقَالَ الأُصولِيُّون: إِنّ {الأَمرَ بمعنَى القولِ المخصَّصِ يُجمَع على أَوامِرَ، وبمعنَى الفِعْلِ أَو الشأْن يُجمَع على أُمُورٍ، وَلَا يعْرَف مَن وافقَهم إِلا الجوهريّ فِي قَوْله: أَمَرَه بِكَذَا أَمْراً وجمعُه أَوامِرُ، وأَما الأَزهريُّ فإِنه قَالَ: الأَمْرُ ضِدُّ النَّهْيِ واحدُ الأُمُور. وَفِي المُحكَم: لَا يُجمَع الأَمرُ إِلّا على أُمور، وَلم يَذْكُر أَحدٌ من النُّحاة أَنَّ فَعْلاً يُجمَع على فَوَاعِلَ، أَو أَنَّ شَيْئا مِن الثُّلاثِيَّاتِ يُجْمَع على فَوَاعِلَ، ثمَّ نَقَلَ شيخُنَا عَن شرح البُرْهَان كلَاما يَنْبَغِي التَّأَمُّلُ فِيهِ.
وَفِي المِصباح: جَمْعُ الأَمْرِ أَوامرُ، هاكذا يَتكلَّم بِهِ النَّاس، ومِن الأَئِمَّةِ مَنْ يُصحِّحه وَيَقُول فِي تَأْوِيله: إِنّ الأَمْرَ} مَأْمُورٌ بِهِ، ثمَّ حُوِّلَ المفعولُ إِلى فَاعل، كَمَا قيل أَمْرٌ عارِفٌ وأَصلُه معرُوفٌ، وعيشةٌ راضيةٌ وأَصلُه مَرْضِيَّة، إِلى غير ذَلِك، ثمَّ جُمِع فاعلٌ على فَوَاعِلَ، {فأَوامِرُ جمعُ} مأْمورٍ. وبعضُهُم يَقُول: جُمِعَ على أَوامِرَ فَرْقاً بَينه وَبَين الأَمْرِ بمعْنَى الحالِ، فإِنه يُجمَع على فُعُول.
(و) الأَمْرُ: (مَصْدَرُ أَمَرَ) فلانٌ (علينا) {يَأْمُر،} وأَمِرَ، وأَمُرَ (مُثَلَّثَة، إِذا وَلِيَ) ، قَالَ شيخُنَا: اقتصرَ فِي الفَصِيح على الفتْح، وحَكَى ابنُ القَطّاع الضَّمَّ، ورَوَى غيرُهم الكسرَ، وأَنكره جماعةٌ.
قلتُ: مَا ذَكَره عَن الفَصِيح، فإِنه حَكَى ثعلبٌ عَن الفَرّاء: كَانَ ذالك إِذْ! أَمَرَ عَلَيْنَا الحَجّاجُ. بفتحِ المِيمِ وأَما بالكسرِ والضَّمِّ فقد حَكَاهُمَا غيرُ واحِدٍ من الأَئِمَّة، قَالُوا: وَقد {أَمِرَ فلانٌ بِالْكَسْرِ} وأَمُرَ بالضمِّ، أَي: صَار {أَمِيراً، وأَنشدُوا على الْكسر:
قد} أَمِرَ المُهَلَّبُ
فَكَرْنِبُوا ودَوْلِبُوا
وحيثُ شِئْتُمْ فاذْهَبُوا
(والاسمُ {الإِمْرَةُ، بِالْكَسْرِ) ، وَهِي} الإِمارة، وَمِنْه حيثُ طَلْحَةَ: (لعلَّكَ ساءَتْكَ {إِمْرَةُ ابنِ عَمِّكَ) .
(وقولُ الجوهريِّ: مصدرٌ، وَهَمٌ) ، قَالَ شيخُنا: وهاذا ممّا لَا يَنْبَغِي بمثلهِ الاعتراضُ عَلَيْهِ: إِذْ هُوَ لعلَّه أَراد كَوْنَه مَصدَراً على رَأْي مَن يقولُ فِي أَمثاله بالمصدريَّة، كَمَا فِي لنِّشْدَةِ وأَمثالِهَا، قَالُوا: إِنّه مصدرُ نَشَدَ الضَّالَّةَ، أَو جاءَ بِهِ على حذْفِ مضافٍ، أَي اسْم مصدر الإِمرة بِالْكَسْرِ، أَو غير ذالك مِمَّا لَا يخفَى عمَّن لَهُ إِلمامٌ باصطلاحهم.
(و) يُقَال: (لَهُ عليَّ} أَمْرَةٌ مُطَاعَةٌ، بِالْفَتْح) لَا غير؛ (للمَرَّةِ) الواحِدةِ (مِنْهُ) ، أَي من {الأَمْر، (أَيْ لَهُ عليَّ أَمْرَةٌ أُطِيعُه فِيهَا) وَلَا تَقُل:} إمْرَةٌ، بِالْكَسْرِ؛ إِنما {الإِمْرَةُ مِن الْولَايَة، كَذَا فِي التَّهْذِيب والصّحاح وشُرُوح الفَصِيح، وَفِي الأَساس: ولكَ عليَّ} أَمْرَةٌ مُطاعةٌ، أَي أَنْ {- تَأْمُرَنِي مَرَّةً واحِدَةً فأُطِيعَكَ.
(} والأَمِيرُ: المَلِكُ؛ لِنَفَاذِ {أَمْرِه، (وَهِي) أَي الأُنْثَى} أَمِيرَةٌ، (بهاءٍ) ، قَالَ عبدُ الله بنُ هَمّام السَّلُولِيُّ:
ولَوْ جاءُوا بِرَمْلَةَ أَو بِهِنْدٍ
لَبَايَعْنَا أَمِيرَةَ مُؤْمِنِينَا
قَالَ شيخُنَا: وَهُوَ بِنَاء على مَا كَانَ فِي الجاهليَّةِ مِن تَوْلِيَةِ النِّسَاءِ، وإِنْ مَنَعَ الشَّرْعُ ذالك، على مَا تَقَرَّر؛ (بَيِّنُ! الإِمارةِ) ، بالكسرِ؛ لأَنّها من الوِلايَات، وَهِي ملحقةٌ بالحِرَف والصَّنائع، (ويُفْتَحُ) وهاذا ممّا أَنكرُوه وَقَالُوا: هُوَ لَا يُعرَف، كَمَا فِي الفَصِيح وشُرُوحه، قَالَه شيخُنَا، وَقد ذَكَرَهما صاحبُ اللِّسَان وَغَيره، فتَأَمَّلْ، (ج أُمَراء) .
(و) الأَميرُ: (قائدُ الأَعْمَى) ؛ لأَنه يَملِكُ أَمرَه، وَمِنْه قَول الأَعشى:
إِذا كانَ هادِي الفَتَى فِي البِلا
دِ صَدْرَ القَنَاةِ أَطاعَ الأَميرَا
(و) الأَمِيرُ: (الجارُ) ؛ لانْقيادِه لَهُ.
(و) الأَمِيرُ: هُوَ {المُؤامَر، أَي (المُشَاوَر) ، وَفِي الحَدِيث: (} أَمِيرِي مِن الملائكةِ جِبْرِيلُ) ، أَي صَاحب {- أَمْرِي ووَلِيِّي. وكلُّ مَن فَزِعْتَ إِلى مُشَاوَرَتِه} ومُؤَامَرَتِه فَهُوَ {أَمِيرُك.
(و) } الأَمِيرُ: ( {المُؤَمَّرُ، كمُعَظَّمٍ: المُمَلَّكُ) ، يُقَال:} أُمِّرَ علَيْه فلانٌ، إِذا صُيِّر {أَمِيراً.
(و) } المُؤَمَّرُ: (المحَدَّدُ) بالعَلاماتِ، (و) قيل: هُوَ) المَوْسُومُ) . وسِنَانٌ {مُؤَمَّرٌ: أَي مُحَدَّدٌ، قَالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
وَقد كانَ فِينا مَنْ يَحُوطُ ذِمَارَنا
ويُحْذِي الكَمِيَّ الزّاعِبِيَّ} المُؤَمَّرَا
(و) {المؤَمَّرُ: (القَنَاةُ إِذا جَعَلْتَ فِيهَا سِنَاناً) ، والعربُ تَقول: أَمِّرْ قَنَاتَكَ، أَي اجعَلْ فِيهَا سِنَاناً.
(و) } المُؤَمَّرُ: (المُسَلَّطُ) . وَقَالَ خالدٌ فِي تفسِيرِ الزّاعِبِيِّ المُؤَمَّر: إِنّه هُوَ المُسَلَّط، والزّاعِبِيُّ الرُّمْح الَّذِي إِذا هُزَّ تَدافَعَ كُّه؛ كأَنّ مُؤَخَّرَه يَجْرِي فِي مُقَدَّمِه، وَمِنْه قيل: مَرَّ يَزْعَبُ بحِمْلِه، إِذا كانَ يَتَدَافَعُ، حَكَاه عَن الأَصمعِيِّ.
(و) فِي التَّنزِيل الْعَزِيز: {أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِى الاْمْرِ مِنْكُمْ} (النِّسَاء: 59) . قَالُوا: (أُولُو {الأَمْرِ: الرُّؤَسَاءُ والعُلَماءُ) ، وللمفسِّرين أَقوالٌ فِيهِ كَثِيرَة.
(} وأَمِرَ) الشيْءُ، (كفَرِحَ، {أَمَراً} وأَمَرَةٌ) ، بالتَّحْرِيك فيهمَا: (كَثُرَ وتَمَّ) . وحَكَى ابنُ القَطاع فِيهِ الضّمَّ أَيضاً، قَالَ المصنِّفُ فِي البَصائر: وأَمِرَ القَوْمُ، كسَمِعَ: كَثُرُوا؛ وذالك لأَنّهم، إِذا كَثُرَوا صارُوا ذَا! أَمْرٍ، مِن حيثُ إِنّه لَا بُدَّ لَهُم مِن سائِسٍ يَسُوسُهم، (فَهُوَ {أَمِرٌ) كفَرِح، قَالَ:
أُمُّ عِيَالٍ ضَنْؤُهَا غيرُ} أَمِرْ
والاسمُ {الإِمْرُ.
وزَرْعٌ} أَمِرٌ: كَثِيرٌ، عَن اللِّحيانيّ.
وَقَرَأَ الحَسَنُ: { {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} (الْإِسْرَاء: 16) على مِثَالِ عَلِمْنَا، قَالَ ابنُ سِيدَه: وعَسى أَن تكونَ هاذه لُغَة ثَالِثَة، وَقَالَ الأَعْشَى:
طَرِفُونَ وَلَّادُون كلَّ مُبَارَكٍ
} أَمِرُونَ لَا يَرِثُونَ سَهْمَ القُعْدُدِ
وَيُقَال: {أَمَرَهم للهُ} فأَمِرُوا، أَي كَثُرُوا.
(و) يُقَال: {أَمِرَ (} الأَمْرُ) {يَأْمرُ} أَمْراً إِذا (اشتدَّ) . والاسْمُ {الإِمْرُ بِالْكَسْرِ.
وتقولُ: (الْعَرَب) : الشَّرُّ} أَمِرٌ.
وَمِنْه حديثُ أَبي سُفْيَانَ: (لقد {أَمِرَ} أَمْرُ ابنِ أَبِي كَبْشَةَ وارتَفَعَ شَأْنُه، يَعْنِي النبيَّ صلَّى الله عليْه وسلَّم. (و) مِنْهُ حديثُ ابنِ مَسْعُود: (كُنّا نقولُ فِي الجاهِلِيَّةِ: قد {أَمِرَ بَنو فلانٍ، أَي كَثُرُوا.
} وأَمِرَ (الرَّجُلُ) فَهُوَ {أَمِرٌ: (كَثُرَت ماشِيَتُه) ، وَقَالَ أَبو الحَسَن:} أَمِرَ بَنو فلانٍ: كَثُرَتْ أَموالُهم.
( {وآمَره اللهُ) ، بالمدِّ، (} وأَمَره، كنَصَره) وهاذه (لُغَيَّةٌ) .
فأَماَّ قولُهُم: ومُهْرَةٌ {مَأُمْورَةٌ، فعلَى مَا قد أُنِسَ من الإِتباع، مثلُه كثيرٌ.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدَ:} آمَرتُه بالمدّ {وأَمَرتُه لغتانِ بِمَعْنى كَثَّرتُه، وأَمِرَ هُوَ، أَي كَثُرَ: فخُرِّجَ على تقديرِ قَوْلهم: عَلِمَ فلانٌ وأَعلمتُه أَنا ذالك، قَالَ يعقوبُ: وَلم يَقُلْه أَحدٌ غيرُه، أَي (كَشَّرَ نَسْلَه وماشِيَتَه) .
وَفِي الأَساس: وقَلَّ بَنو فلانٍ بعدَما} أَمِرُوا، وَفِي مَثَل: (مَنْ قَلَّ ذَلَّ ومَنْ أَمِرَ فَلّ) وإِنَّ مالَه! لأَمِرٌ، وعَهْدِي بِهِ وَهُوَ زَمِرٌ. ( {والأَمِرُ، ككَتِفٍ) : الرجلُ (المُبَارَكُ) يُقْبِلُ عَلَيْهِ المالُ. وامرأَةٌ} أَمِرَةٌ: مُبَاركةٌ على بَعْلها، وكلُّه من الكَثْرَة. وَعَن ابْن بُزُرْجَ: رجلٌ {أَمِرٌ وامرأَةٌ أَمِرَةٌ، إِذا كَانا مَيْمُونَيْنِ.
(وَرَجُلٌ} إِمَّرٌ) {وإِمَّرَةٌ (كإِمَّعٍ وإِمَّعَةٍ) ، بِالْكَسْرِ (ويُفْتَحَان) ، الأُولَى مفتوحةٌ، عَن الفَرّاءِ: (ضعيفُ الرَّأْيِ) أَحمقُ، وَفِي اللِّسَان: رجلٌ إِمَّرٌ وإِمَّرَةٌ: ضعيفٌ لَا رَأْيَ لَهُ، وَفِي التَّهْذِيب: لَا عَقْلَ لَهُ، (يُوَافِقُ كلَّ أَحدٍ على مَا يُرِيدُ مِن أَمْرِه كلِّه) وَفِي اللِّسَان: إِلّا مَا} أَمَرْتَه بِهِ، لِحُمْقِه، وَقَالَ امْرُؤُ القَيْس:
وَلَيْسَ بِذِي رَثْيَةٍ {إمَّرٍ
إِذَا قِيدَ مُسْتَكْرَهاً أَصْحَبَا
وَيُقَال: رجلٌ} إِمَّرٌ: لَا رَأْيَ لَهُ، فَهُوَ {يَأْتَمِرُ لكلِّ} آمِر ويُطِيعُه. قَالَ السّاجِعُ: إِذا طَلَعَتِ الشِّعْرَى سَفَراً فَلَا تُرْسِلْ فِيهَا {إِمَّرَةً وَلَا} إِمَّراً. قَالَ شَمِرٌ: معنه لَا تُرْسِلْ فِي الإِبلِ رجلا لَا عقلَ لَهُ يُدَبِّرُها. وَفِي حَدِيث آدَمَ عَلَيْهِ السّلام: (مَن يُطِعْ {إِمَّرَةً لَا يَأْكُلْ ثَمَرَةً) . قَالَ ابنُ الأَثِير: هُوَ الأَحمق الضعيفُ الرَّأْيِ الَّذِي يقولُ لغيرِه: مُرْنِي بأَمْرِكَ، أَي مَنْ يُطِعْ امرأَةً حمقاءَ يُــحْرَمِ الخَيْرَ، ومثلُه فِي الأَساس، قَالَ: وَقد يُطلَقُ} الإِمَّرةُ على الرَّجل، والهاءُ للْمُبَالَغَة، يُقَال: رجلٌ إِمَّرَةٌ، وَقَالَ ثعلبٌ فِي قَوْله: رجلٌ! إمَّرٌ، قَالَ: شُبِّه بالجَدْي.
(وهما) أَيضاً: (الصَّغِيرُ من أَولادِ لضَّأْنِ) ، أَي يُطلَقان عَلَيْهِ، وقِيل: هما الصَّغِيرَان من أَولادِ المَعزِ.
وَالْعرب تقولُ للرَّجل إِذا وَصَفُوه بالإِعدام: مالَه إِمَّرٌ وَلَا إِمَّرَةٌ، أَي مَاله خَرُوفٌ وَلَا رِخْلٌ، وَقيل: مَاله شيءٌ، والإِمَّرُ: الخَرُوفُ، والإِمَّرَةُ: الرِّخْلُ، والخروفُ ذَكَرٌ والرِّخْلُ أُنْثَى.
( {والأَمَرَةُ، حرَّكةً: الحِجَارةُ) . قَالَ أَبو زُبَيْدٍ (من قصيدة) يَرْثِي فِيهَا عُثمانَ بنَ عفّانَ، رَضِيَ اللهُ عَنهُ:
يَا لَهْفَ نَفْسِيَ إِنْ كَانَ الَّذِي زَعَمُوا
حقًّا وماذاا يَرُدُّ اليَومَ تَلْهِيفِي
إِنْ كَان عُثْمانُ أَمْسَى فَوقَه} أَمَرٌ
كراقِبِ العُونِ فوقَ القُنَّةِ المُوفِي
شَبَّه الأَمَرَ بالفحل يَرْقُبُ عُيُونَ أُتُنهِ.
(و) قَالَ ابنُ سِيدَه: الأَمَرَةُ: (العَلَامةُ) .
وَقَالَ غيرُه: الأَمرَة: العَلَم الصغيرُ مِن أَعلام المَفَاوِزِ من حِجارةٍ، وَهُوَ بفَتْحِ الهمزةِ وَالْمِيم.
(و) الأَمَرةُ أَيضاً: (الرّابِيَةُ) .
وَقَالَ ابنُ شُمَيل: الأَمَرَةُ ثلُ المَنارةِ فوقَ الجبلِ عَرِيضٌ، مثلُ البَيتِ وأَعظمُ، وطُولُه فِي السَّماءِ أَربعونَ قامَة صُنِعَتْ على عهدِ عادٍ وإِرَمَ، وَرُبمَا كَانَ أَصلُ إِحداهنّ مثلَ الدّارِ، وإِنما هِيَ جارٌ مُكوَّمةٌ بعضُها فَوق بعضٍ قد أُلزِقَ مَا بَينهَا بالطِّين، وأَنت تَراها كأَنَّهَا خِلْقَة.
(جَمْعُ الكُلِّ أَمَرٌ) .
قَالَ الفَراءُ: يُقَال: مَا بهَا أَمَرٌ، أَي عَلَمٌ.
وَقَالَ أَبو عَمْرو: {الأَمَرَاتُ: الأَعلامُ، واحدتُها} أَمَرَةٌ، وَقَالَ غيرُه {وأَمَارةٌ مثلُ} أَمَرَةٍ.
( {والأَمَارةُ} والأَمَارُ، بفتحِهما: المَوْعِدُ والوقْتُ) المحدُودُ، وعَمَّ ابنُ لأَعْرَابِيِّ {بالأَمَارةِ الوَقتَ؛ فَقَالَ: الأَمَارةُ: الوَقتُ، وَلم يُعَيِّن أَمَحدودٌ أَم غيرُ محدودٍ.
(و) } الأَمَارُ: (العَلَمُ) الصغيرُ من أَعلامِ المَفاوِزِ من حجارةٍ، وَقَالَ حُمَيد:
بِسَوَاءِ مَجْمَعَةٍ كأَنَّ! أَمَارَةً
مِنْهَا إِذا بَرَزَتْ فَنِيقٌ يَخْطِرُ وكلُّ عَلَامةٍ تُعَدُّ فَهِيَ أَمَارةٌ، وَتقول: هِيَ أَمَارةُ مَا بَيْنِي وبَيْنِكَ، أَي عَلامَة، وأَنشد:
إِذا طَلَعَتْ شمسُ النّهارِ فإِنَّها
أَمَارةُ تَسْلِيمِي عَلَيْك فَسَلِّمِي
وَقَالَ العَجّاج:
إِذْ رَدَّهَا بِكَيْدِه فارْتَدَّتِ
إِلى أَمَارٍ وأَمارٍ مُدَّتِي
قَالَ ابنُ بَرّيّ: (وأَمَارِ مُدَّتِي) بالإِضافةِ، والضميرُ المرتفعُ فِي رَدَّها يعودُ على الله تعالَى، يَقُول: إِذْ رَدَّ اللْهُ نفسِي بكَيْدِه وقوَّتهِ إِلى وقتِ انتهاءِ مُدَّتِي.
وَفِي حَدِيث ابنِ مَسْعُود: (ابْعَثوا بالهَدْيِ، واجْعَلوا بَينَكم وبينَه يومَ {أَمَارٍ) . الأَمَار} والأَمَارة: العَلَامَة، وَقيل: الأَمَار جمْع الأَمَارةِ، وَمِنْه الحديثُ الآخَرُ: (فَهَل للسَّفَرِ أَمَارة؟) .
( {وأَمْرٌ} إِمْرٌ) ، بِالْكَسْرِ: اسمٌ مِن أَمِرَ الشَّيءُ بِالْكَسْرِ إِذا اشتدَّ، أَي (مُنْكَرٌ عَجِيبٌ) قَالَ الرّاجز:
قد لَقِيَ الأَقْرَانُ منِّي نُكْرَا
داهِيةً دَهْيَاءَ إِدًّا {إِمْرَا
وَفِي التَّنزِيل الْعَزِيز: {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا} (الْكَهْف: 71) . قَالَ أَبو إِسحاق: أَي جئتَ شَيْئا عَظِيما من المُنْكَر، وَقيل:} الإِمْر، بِالْكَسْرِ؛ الأَمْرُ العظيمُ الشَّنِيعُ، وَقيل: العَجِيب، قَالَ: ونُكْراً أَقلُّ مِن قَوْله:! إمْراً؛ لأَنّ تَغْرِيقَ مَنْ فِي السَّفِينة أَنْكَرُ مِن قَتْلِ نفسٍ واحدةٍ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وذهبَ الكسائيُّ إِلى أَنّ معنى إِمْراً: شَيْئا داهِياً مُنكَراً عَجَباً، واشتقَّه مِن قَوْلهم: أَمِرَ القومُ، إِذا كَثُرُوا.
(و) يُقَال: (مَا بهَا) أَي بالدّارِ ( {أَمَرٌ محرّكةً} وتَأْمُورٌ) ، وهاذه عَن أَبي زَيْد، مَهْمُوز، ( {وتُؤْمُور) ، بالضَّمِّ فِي الأَخِير، وهاذه عَن أَبي الأَعرابيّ، والتاءُ زائدةٌ فِيهَا، وبالهمز ودونَه، أَثبتَهما الرَّضِيُّ وَغَيره وزادَ:} - وتُؤْمُرِيٌّ، (أَيّ أَحَدٌ) ، واستطردَ شيخُنا فِي شرح نَظْمِ الفَصِيح أَلفاظاً كَثِيرَة من هاذا القَبِيل، مِنْهَا: مَا بهَا شُفْرٌ (وشَفْرةٌ) وطُوئِيٌّ وطاوِيٌّ (وطُوَوِيٌّ وطُؤَوِيٌّ) وطُؤْرِيٌّ ودُورِيٌّ ودارِيٌّ ودِبِّيجٌ وآرِمٌ وأَرَمٌ وأَريمٌ (وإِرَمِيٌّ، وأَءيرَمِيٌّ) ونُمِّيٌّ ودُعْوِيٌّ وِدُبِّيٌّ وكَتِيعٌ وكُتَاعٌ ودَيّار (ودَيُّورٌ) وكَرّابٌ ووَابِنٌ ونافِخُ ضَرَمَةٍ ووَابرٌ وعَيْنٌ وعائِنَةٌ وَلَا عَريبٌ وَلَا صافِرٌ، قَالَ: ومعنَى هاذه الحُرُوفِ كلِّهَا: أَحَدٌ. وحَكَى جميعَها صاحِبُ كتابِ المَعَالِم، والمُطَرّز فِي كتاب الْيَاقُوت، وابنُ الأَنباريّ فِي كتاب الزّاهر، وابنُ السِّكِّيت، ابنُ سِيدَه فِي العَوِيص، وَزَاد بعضُهم على بعضٍ، وَقد ذَكَر المصنِّفُ بَعْضًا مِنْهَا فِي موَاضعهَا واستجادَ، فارجِع شَرْحَ شيخِنا فِي هَذَا المَحَل فإِنه بَسَطَ وأَفادَ.
( {والائْتِمَارُ: المُشَاوَرَةُ،} كالمُؤامَرَةِ {والاسْتِئْمارِ} والتَّأَمُّرِ) على التَّفَعُّلِ، {والتَّآمُرِ على التفَّاعُلِ.} وآمَرَه فِي {أَمْره ووَامَرَه} واستَأْمَره: شاوَرَه. وَقَالَ غيرُه: {آمَرْتُه فِي} - أَمْرِي {مُؤامرةً، إِذا شاوَرْته، والعامَّةُ تَقول: وَامَرْته.
ومِن} المُؤامَرةِ: المُشَاورةِ، فِي الحدِيث: ( {آمِرُوا النِّساءَ فِي أَنْفُسِهِن) ، أَي شاوِرُوهُنَّ فِي تَزْوِيجِهْنَّ، قَالَ ابنُ الأَثِير: وَيُقَال فِيهِ: وَأمَرْتُه، وَلَيْسَ بفَصِيحٍ. وَفِي حَدِيث عُمر: (} آمِرُوا النِّساءَ فِي بناتِهنَّ) ، وَهُوَ من جهةِ استطابَةِ أَنفسِهنَّ؛ وَهُوَ أَدْعَى للأُلفةِ وخَوْفاً من وُقُوعِ الوَحْشَةِ بَينهمَا إِذا لم يكن برِضَا الأُمِّ؛ إِذ البَناتُ إِلى الأُمَّهَاتِ أَمْيَلُ، وَفِي سَماع قولِهِنَّ أَرغبُ. وَفِي حَدِيث المُتْعَة: ( {فآمَرَتْ نفْسَها) أَي شاوَرَتْها واستأْمَرَتْهَا.
وَيُقَال:} تأَمَّرُوا على الأَمْر! وائْتَمَرُوا: تَمارَوْا وأَجْمَعُوا آراءَهم. وَفِي التَّنزِيل: {إِنَّ الْمَلاَ {يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ} (الْقَصَص: 20) قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: أَي يَتَشَاوَرُون عليكَ، وَقَالَ الزَّجَّاج: معنى قولِه: {يَأْتَمِرُونَ بِكَ} : يأْمُر بعضُهم بَعْضًا بقتلِكَ. قَالَ أَبو مَنْصُور:} ائتمرَ القومُ {وتآمَرُوا، إِذا أَمَرَ بعضُهُم بَعْضًا، كَمَا يُقَال: اقْتَتَل القومُ وتَقَاتَلُوا، اختَصُموا وتَخَاصَمُوا، وَمعنى، {يأتمرون بك} أَي} يؤُامِرُ بعضُهم بَعْضًا بقتلِكَ وَفِي قتلِكَ، قَالَ: وأَمّا قولُه: { {وائْتَمِرُواْ بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ} (الطَّلَاق: 6) فَمَعْنَاه واللهُ أَعلمُ} لِيأْمُرْ بعضُكم بَعْضًا بمعروفٍ. وَقَالَ شَمِرٌ فِي تفسِيرِ حديثِ عُمَرَ، رَضِي اللهُ عَنهُ: (الرِّجالُ ثلاثةٌ: رجلٌ إِذا نَزَلَ بِهِ أَمْرٌ {ائْتَمَرَ رَأْيَه) ، قَالَ: مَعْنَاهُ ارْتَأَى وشاوَرَ نفسَه قبلَ أَنْ يُواقِعَ مَا يُرِيدُ، قَالَ: وَمِنْه قولُ الأَعْشَى:
لَا يَدَّرِي المَكْذُوبُ كيفَ} يَأْتَمِرْ
أَي كَيفَ يَرْتَئِي رَأْياً ويُشاوِرُ نفسَه ويَعْقِدُ عَلَيْهِ؟ .
(و) {الائْتِمَارُ: (الهَمُّ بالشيْءِ) ، وَبِه فَسَّر القُتَيبيُّ قولَه تعالَى: {إِنَّ الْمَلاَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ} أَي يَهُمُّون بكَ، وأَنشد:
اعْلَمَنْ أَنْ كلَّ} مُؤْتَمِرٍ
مُخْطىءٌ فِي الرَّأْيِ أَحْيَانَا
قَالَ: يقولُ: مَن رَكب أَمْراً بغيرِ مَشُورةٍ أَخطأَ أَحياناً. وخَطَّأَ قولَ مَن فَسيَّر قولَ النَّمِر بنِ تَوْلَب أَو امْرِىء القَيس:
أَحارُ بنَ عَمْرٍ وفؤُادِي خَمِرْ
ويَعْدُو على المَرْءِ مَا يَأْتَمِرْ
أَي إِذا ائْتَمَرَ أَمْراً غيرَ رَشَدٍ عَدَا عَلَيْهِ فأَهْلَكَه، قَالَ: كَيفَ يَعْدُو على المرءِ مَا شاوَرَ فِيهِ والمُشَاوَرَةُ بَرَكةٌ؟ : وإِنما أَرادَ يَعْدُو على المرءِ مَا يَهُمُّ بِهِ من الشَّرِّ، وَقَالَ أَيضاً فِي قَوْله تعالَى: {وَأْتَمِرُواْ بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ} : أَي هُمّوا بِهِ واعْتَزِمُوا عَلَيْهِ، قَالَ: وَلَو كانَ كَمَا قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قولِه تعالَى: {إِنَّ الْمَلاَ {يَأْتَمِرُونَ بِكَ} أَي يَتشاوَرُونَ عليكَ لقَالَ:} يَتأَمَّرُون بكَ.
قَالَ أَبو مَنْصُور: وجائزٌ أَن يُقَال: {ائْتمر فلانٌ رَأْيَه، إِذا شاوَرَ عقلَه فِي الصَّوَاب الَّذِي يَأْتِيه، وَقد يُصِيبُ الَّذِي} يَأْتَمِرُ رأْيَه مرَّةً ويُخْطِيءُ أُخْرَى، قَالَ: فمعنَى قولِه: {يَأْتَمِرُونَ بِكَ} : أَي {يُؤامِرُ بعضُهِم بَعْضًا فيكَ، أَي فِي قَتْلِكَ، أَحْسَنُ مِن قَول القُتَيْبِيِّ: إِنّه بِمَعْنى يَهُمُّون بكَ.
وَفِي اللِّسَان:} والمُؤْتَمِرُ: المُسْتَبِدُّ بِرَأْيِه، وَقيل: هُوَ الَّذِي يَسْبِقُ إِلى القَوْلِ، وَقيل: هُو الَّذِي يَهُمُّ {بأَمْرٍ يَفْعَلُه، وَمِنْه الحديثُ: (لَا يَأْتَمرُ رَشَداً) ، أَي لَا يَأْتِي برَشَدٍ مِن ذاتِ نفسِه، وَيُقَال لكلِّ مَنْ فَعَلَ فِعْلاً مِن غيرِ مُشَاورةٍ: ائْتَمَرَ؛ كأَنَّ نفسَه أَمرتْه بشيْءِ} فَائتَمرها، أَي أَطاعَها.
(و) يُقَال: أَنتَ أَعْلَمُ {بتَأْمُورِك، (} التَّأْمُورُ: الوِعَاءُ) ؛ يريدُ أَنتَ أَعلمُ بِمَا عندكَ.
(و) قيل: التَّأْمُورُ (النَّفْسُ) ؛ لأَنها {الأَمّارة، قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَال: لقد عَلِم} تَأْمُورُكَ ذالك، أَي قد عَلِمَتْ نفْسُك ذالك، وَقَالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ:
أُنْبِئْتُ أَنَّ بَي سُحَيْمٍ أَوْلَجُوا
أَبْياتَهم تَأْمُورَ نَفْسِ المُنْذِرِ
قَالَ الاصمعيّ: أَي مُهْجةَ نفْسِه، وكانُوا قَتَلُوه.
(و) قيل: تَأْمُورُ النَّفْسِ: (حَيَاتُها) .
وَقيل: العقْلُ، وَمِنْه قولُهم: عَرَفْتُه {- بِتَأْمُورِي.
(و) التَّأْمُورُ: (القَلْبُ) نفسُه، تَفْعُول مِن الأَمْر، وَمِنْه قولُهم: حَرْفٌ فِي} تَأْمُورِكَ خَيْر مِن عَشَرَةٍ فِي وِعَائكَ. (و) قيل: التَّأْمُورُ: (حَبَّتُه وحَياتُه ودَمُه) وعُلْقَتُه، وَبِه فَسَّر بعضُهُم قولَ عَمْرِو بنِ مَعْدِ يكَرِبَ: (أَسَد فِي {تَأْمُورَتِهِ) ، أَي فِي شِدَّةِ شجاعتِه وقَلْبِه.
ورُبَّمَا جُعِلَ خَمْراً، ورُبَّما جُعِلَ صِبْغاً، على التَّشْبِيه.
(أَو) التَّأْمُورُ (الدَّمُ) مُطلقًا؛ على التَّشْبِيه، قالَه الأَصْمَعِيُّ.
وكذالك (الزَّعْفَرانُ) ، على التَّشبِيه، قالَه الأَصمعيُّ.
(و) التَّأْمُور: (الوَلَدُ، ووِعاؤُه) .
(و) التَّأْمُور: (وَزِيرُ المَلِكِ) ؛ لنفُوذِ أَمْرِه.
(و) التَّأْمُور: (لَعِبُ الجَوَارِي أَو الصِّبيانِ) ، عَن ثَعْلَب.
(و) التَّأْمُور: (صَوْمَعَةُ الرّاهِبِ، ونامُوسُه) .
(و) من الْمجَاز: مَا فِي الرَّكِيَّةِ تَأْمُور، يُعْنَى: شَيْءٌ من (المَاء) . قَالَ أَبو عُبَيْد: وَهُوَ قِيَاس على قَوْلهم: مَا بالدّار تَأْمُور، أَي مَا بهَا أَحَدٌ، وحَكَاه الفارسيُّ فِيمَا يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ.
(و) التَّأْمُورُ: (عِرِّيسَةُ الأَسَدِ) وخِيسُه، عَن ثَعْلَب، وَهُوَ} التَّأْمُورَةُ أَيضاً: وَيُقَال: احْذَرِ الأَسَد فِي {تَأْمُورِه ومِحْرَابِه وغِيلِه. وسَأَلَ عُمَرُ بنُ الخَطّاب رضيَ اللهُ عَنهُ عَمْرَو بنَ مَعْدِ يكَرِبَ عَن سَعْد، فَقَالَ: أَسَدٌ فِي تَأْمُورَتِه، أَي فِي عَرِينه، وَهِي فِي الأَصل الصَّوْمَعَةُ، فاستعارَها للأَسد، وَقيل: أَصلُ هاذه الكلمةِ سُرْيَانِيَّة.
(و) التَّأْمُور: (الخَمْرُ) نفسُها؛ على التَّشْبِيه بدَمِ الْقلب.
(و) التَّأْمور: (الإِبْرِيقُ) . قَالَ الأَعْشَى يصفُ خَمَّارة:
وإِذا لَهَا} تَامُورَةٌ
مَرْفُوعَةٌ لشَرابِهَا
وَلم يَهْمِزْها.
(و) قيل: التَّأْمور: (الحُقَّةُ) يُجْعَل فِيهَا الخَمْر، (! كالتّأْمُورةِ، فِي هاذه الأَربعِ، وَزْنُه تَفْعُولٌ) ، أَو تَفْعُولَةٌ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وقَضَيْنا عَلَيْهِ أَنَّ التّاءَ زَائدةٌ فِي هاذا كلِّه لعَدَمِ فَعْلُولٍ فِي كَلَام الْعَرَب. (وهاذا مَوْضِعُ ذِكْرِه، لَا كَمَا تَوَهَّمَ الجوهَرِيُّ) ، وَهُوَ مذهبُ أَهلِ الاشْتِقَاقِ، ووَزْنُه حينئذٍ فاعُولٌ وفَاعُولَةٌ. وَمَا اختارَه المصنِّفُ تَبَعاً لِابْنِ سِيدَه مالَ إِليه كثيرٌ مِن أَئِمَّة الصَّرْف.
( {- والتَّأْمُورِيُّ} - والتَّأْمُرِيُّ {- والتُّؤْمُرِيُّ) ، بالضمّ فِي الأَخير: (الإِنسانُ) ، تَقول: مَا رأَيتُ} تَأْمُرِيَّا أَحسنَ من هاذه المَرْأَة، وَقيل: إِنها من أَلفاظ الجَحْدِ؛ لُغَة فِي {- تأْمُورِيَ السَّابِق، وصُوِّبَ فِيهَا العُمُوم، كَمَا هُوَ ظاهِرُ المُصَنِّفِ، قالَه شيخُنَا.
(} وآمِرٌ {ومُؤْتَمِر، آخِرُ أَيامِ العَجُوزِ) ؛} فالآمِر: السَّادِس مِنْهَا، {والمُؤْتَمِرُ السابعُ مِنْهَا، قَالَ أَبو شِبْلٍ الأَعرابيُّ:
كُسِعَ الشِّتاءُ بسَبْعَةٍ غُبْرِ
بالصِّنِّ والصِّنَّبْ الوَبْرِ
} وبِآمِرٍ وأَخِيه {مُؤْتَمِرٍ
ومُعَلِّلٍ وبمُطْفِيءِ الجَمْرِ
كأَنَّ الأَوّلَ مِنْهُمَا} يأْمرُ الناسَ بالحَذَر، وَالْآخر يُشاوِرُهم فِي الظَّعْن أَو المُقام. وَفِي التَّهْذِيب: قَالَ البُشْتِيّ: سُمِّيَ أَحدُ أَيامِ العَجُوزِ {آمِراً؛ لأَنه} يأْمرُ الناسَ بالحَذَر مِنْهُ، وسُمِّيَ الآخَر {مُؤْتَمِرًا. قَالَ الأَزهريُّ: وهاذا خَطَأٌ وإِنّما سُمِّيَ} آمِراً لأَنّ الناسَ {يُؤامِرُ فِيهِ بعضُهم بَعْضًا للظَّعْن أَو المُقَام، فجَعَلَ} المؤتمرَ نَعْتاً لليوم، وَالْمعْنَى أَنه {يُؤْتَمرُ فِيهِ، كَمَا يُقَال: ليلٌ نائمٌ: يُنَامُ فِيهِ، ويومٌ عاصفٌ: تَعْصِفُ فِيهِ الرِّيح، ومثلُه كثير، وَلم يَقُلْ أَحدٌ وَلَا سُمِعَ مِن عربيٌّ: ائْتَمرتُه، آي آذَنْتُه، فَهُوَ بَاطِل.
(} والمُؤْتَمِرُ) بالّلام ( {ومُؤْتَمِرٌ) بغيرِها: (المُــحَرَّم) . أَنشد ابنُ الأَعرابي:
نَحن أَجَرْنَا كلَّ ذَيّالٍ قَتِرْ
فِي الحَجِّ مِن قَبْلِ دَ آدِى} المُؤْتَمِرْ أَنشدَه ثَعْلَب. (ج {مآمِرُ} ومآمِيرُ) قَالَ ابنُ الكَلْبيِّ: كَانَت عادٌ تُسَمِّي المُــحَرَّم {مُؤْتَمِراً، وصَفَرَ نَاجِراً، ورَبِيعاً الأَوّلَ خُوّاناً، وربيعاً الآخِرَ بُصَاناً، وجُمَادَى الأُولى رُبَّى وجُمادَى الآخِرَة حَنِيناً، ورَجَبَ الأَصَمَّ وشَعبانَ عاذِلاً، ورمضانَ ناتِقاً، وشَوالاً وَعِلاً، وَذَا القَعْدَةِ ورْنَةَ، وَذَا الحِجَّةِ بُرَكَ.
(} وإِمَّرَةُ، كإِمَّعَة: د) قَالَ عُرْوَةُ بنُ الوَرْد:
وأَهْلُكَ بينَ {إِمَّرَةٍ وكِيرِ
(و) } إِمَّرَةُ أَيضاً: (جَبَلٌ) قَالَ البكريّ: (إِمَّرَةُ) الحِمَى لغَنِيَ وأَسَد وَهِي أَدْنَى حِمَى ضَرِيَّة، حَمَاه عُثْمَانُ لإِبلِ الصَّدَقَةِ، وَهُوَ اليومَ لعامرِ بنِ صَعْصَعَة، وَقَالَ حبيبُ بنُ شَوْذبٍ: كَانَ الحِمَى حِمَى ضَرِيَّةَ على عَهْد عُثْمَانَ، سَرْحَ الغَنَمِ سِتَّةَ أَميالٍ، ثمَّ رادَ الناسُ فِيهِ فصارَ خَيالٌ {بإِمَّرَةَ، وخَيَالٌ بأَسْوَدِ العَيْنِ، والخَيَالُ: خُشُبٌ كانُوا يَنْصِبُونها وَعَلَيْهَا ثِيابٌ سُودٌ لِيُعْلَمَ أَنَّها حِمىً.
(ووادِي} الأُمَيِّرِ، مُصغَّراً: ع) قَالَ الرّاعِي:
وأُفْزعنَ فِي وادِي الأُمَيِّرِ بَعْدَما
كَسَا البِيدَ سَافِي القَيْظَةِ المُتَناصِرُ
(ويومُ! المَأْمُورِ) يومٌ (لبَنِي الحارثِ) بنِ كَعْب على بني دارِم، وإِيّاه عَنَى الفَرزدقُ بقوله:
هَل تَذْكُرُون بَلاءَكُمْ يومَ الصَّفَا
أَو تَذْكُرُون فَوَارِسَ المَأْمُورِ (و) فِي الحَدِيث: ((خَيْرُ المَال مُهْرَةٌ {مَأْمُورةٌ وسِكَّةٌ مَأْبُورةٌ)) . قالِ أَبو عُبَيْد: (أَي كثيرةُ النِّتَاج والنَّسْلِ، والأَصلُ} مُؤْمَرةٌ) ، مِن {آمَرَهَا اللهُ. (و) قَالَ غيرُه: (إِنّمَا هُوَ) مُهرةٌ} مَأْمُورةٌ (للإِزْدِوَاج) والإِتباع؛ لأَنّهم أَتْبَعُوه مَأْبُورَةٌ فلمّا ازدوجَ اللَّفظانِ جاءُوا {بمأْمُورةٍ على وزن مَأْبُورة، كَمَا قَالَت العربُ: إِنِّي آتِيَهِ بالغَدَيا والعَشايَا، وإِنما يُجْمَع الغَداةُ غَدَوَاتٍ، فجاءُوا بالغَدايا على لفظ العَشَايا تزويجاً للفْظَينَ، وَلها نظائرُ. وَقَالَ الجوهريُّ: والأَصلُ فِيهَا} مُؤْمَرةٌ على مُفْعَلَةٍ، كَمَا قَالَ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلّم: (ارْجِعْنَ مَأْمُوراتٍ غيرَ مَأْمُوراتٍ) ، وإِنّما هُوَ مَوْزُورات من الوِزْر، فِيل: مَأْزُورَات على لفظ مَأْجُورات لِيَزْدَوِجَا.
وَقَالَ أَبو زَيْد: مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ هِيَ الَّتِي كَثُرَ نَسْلُها، يَقُولُونَ: أَمَرَ اللهُ المُهرةَ، أَي كَثَّر وَلَدَها، وَفِيه لُغتانِ أَمَرَها فَهِيَ مَأْمُورة، {وآمَرَها فَهِيَ} مُؤْمَرَةٌ ورَوَى مُهَاجِرٌ عَن عليِّ بنِ عاصِمٍ: مُهْرَةٌ {مَأْمُورَةٌ، أَي نَتُوجٌ وَلُودٌ. وَفِي الأَساس وَمن المَجاز: مهرةٌ} مَأْمورةٌ، أَي كثيرةُ النِّتَاج؛ كأَنَّهَا {أُمِرَتْ بِهِ، وقِيل لَهَا كُونِي نَثُوراً فكانتْ: (أَو لُغَيَّةٌ، كَمَا سَبَقَ) ، أَي إِذا كَانَت مِن} أَمَرَها اللهُ فَهِيَ {مَأْمُورة، كنَصَر، وَقد تقدَّم عَن أَبي عُبَيد وغيرِه أَنهما لغتانِ.
(و) يُقَال: (} تَأَمَّرَ عَلَيْهِم) فحَسُنَت {إِمْرَتُه، أَي (تَسَلَّطَ) .
(} واليَأْمُورُ) ، بالياءِ المُثَنّاة التَّحْتِيَّة كَمَا فِي سَائِر النُّسَخ، ومثلُه فِي التكملة عَن اللَّيْث، وَالَّذِي فِي اللِّسَان وغيرِه من الأُمَّهات بالمُثنَّاةِ الفَوْقِيَّة كنَظَائِرها السَّابِقَة، والأَوّلُ الصَّوَابُ: (دابَّةٌ بَرِّيَّةٌ) لَهَا قَرْنٌ واحِدٌ متشعِّبٌ فِي وسَطِ رَأْسِه، قَالَ اللَّيْث: يجْرِي على مَن قَتَلَه فِي الــحَرَمِ والإِحرام إِذا صِيدَ الحُكْمُ، انْتهى. وَقيل: هُوَ مِن دَوابِّ البحرِ، (أَو جِنْسٌ من الأَوْعَالِ) ، وَهُوَ قولُ الجاحظِ، ذَكَره فِي بَاب الأَوْعَال الجَبَلِيَّة والأَيايِل والأَرْوَى وَهُوَ اسمٌ لجِنْسٍ مِنْهَا بِوَزْن اليَعْمُور.
( {والتّآمِيرُ) هِيَ (الأَعْلامُ فِي المَفاوِزِ) ليُهْتَدَى بهَا، وَهِي حجارةٌ مُكَوَّمَةٌ بعضُها على بعض، (الواحدُ} تُؤْمُورٌ) بالضّمِّ، عَن الفَرّاءِ: { (بَنُو عِيدِ بنِ {- الآمِرِيِّ، كعامريَ) : قبيلةٌ من حِمْيَر (نُسِبَ إِلي النَّجائِبُ العيدِيَّةُ) ، وَقد تقدَّم فِي الدّال الْمُهْملَة.
وممّا يُستدرَك عَلَيْهِ:
} الأَمِيرُ: ذُو {الأَمْر،} والأَمِير: {الآمِرُ، قَالَ:
والنّاسُ يَلْحَوْنَ الأَمِيرَ إِذَا هُمِ
خَطِئُوا الصَّوابَ وَلَا يُلامُ المُرْشِدُ
ورجلٌ} أَمُورٌ بِالْمَعْرُوفِ نَهُوٌّ عَن المُنْكَر.
{والمُؤْتَمِرُ المُسْتَبِدُّ برأْيهِ، وَمِنْه قولُهم:} أَمَرْتُه {فأْتَمِرَ، وأَبَى أَنْ} يَأْتَمِرَ.
{وأَمَّرَ} أَمَارَةً، إِذا صَيَّرَ عَلَماً.
{والتَّأْمِيرُ: تَوْلِيَةُ} الإِمارةِ.
وَقَالُوا: فِي وَجْهِ مالِكَ تَعْرِفُ {أَمَرَتَه، محرَّكةً، وَهُوَ الَّذِي تَعْرِفُ فِيهِ الخيرَ مِن كلِّ شيْءٍ،} وأَمَرَتُهُ زيادتُه وكثرَتُه.
وَمَا أَحسنَ {أَمارَتَهم، أَي مَا يَكْثرُون ويَكثرُ أَولادُهم وعَددُهم.
وَعَن الفَرّاءِ:} الأَمَرَة: الزِّيادة والنَّماءُ والبَركة، قَالَ: ووَجْهُ الأَمْرِ أَوّلُ مَا تَراه، وَقَالَ أَبو الهيْثَم: تقولُ العَربُ: فِي وجْهِ المالِ تَعْرِفُ {أَمَرَتَه، أَي نُقصانَه، قَالَ أَبو مَنْصُور: والصَّوابُ مَا قَالَ الفَرّاءُ، وَقَالَ ابْن بُزُرْج: قَالُوا: فِي وَجْه مالِكَ تَعرفُ} أَمَرَتَه، أَي يُمْنَه، {وأَمَارَتَهُ مثلُه،} وأَمْرَتُه، بفَتْحٍ فسُكُون.
وَقَالُوا:
يَا حَبَّذَا {الإِمَارهْ
ولَوْ عَلى الحِجَارَهْ
} - ومُرْنِي، بمعنَى: أَشِرْ عليَّ.
وفلانٌ بَعِيدٌ مِن! المِئْمَرِ قَريبٌ مِن المِئْبَرِ، وَهُوَ المَشُورَة: مِفْعَلٌ مِن المُؤامَرَةِ. والمِئْبر: النَّمِيمَةُ. وفلانة مُطِيعةٌ لأَمِيرِهَا: زَوْجِهَا. وَفِي الحَدِيث: ذُكِرَ ذُو {أَمَرٍ، محرَّكةً وَهُوَ موضعٌ بنَجّدٍ مِن ديار غَطَفَانَ، قَالَ مُدْرِكُ بنُ لأْيٍ:
تَرَبَّعَتْ مُوَاسِلاً وَذَا} أَمَرْ
فمُلْتَقَى البَطْنَيْنِ مِن حيثُ انْفَجَرْ
وَكَانَ رسولُ اصلَّى اعليْه وسلَّم خَرَجَ إِليه لجَمْع مُحَارِب، فهربَ القومُ مِنْهُ إِلى رُؤُوس الجِبال، وزَعِيمُهُم دُعْثُورُ بنُ الحارثِ المُحَارِبيُّ، فعَسْكَر الْمُسلمُونَ بِهِ.
وَذُو {أَمَرّ، مثلُه مشدَّداً: ماءٌ أَو قريةٌ مِن الشَّام.
} والأَمِيرِيَّة، ومَحَلَّةُ الأَمِير: قَرْيَتَانِ بِمصْر.
تَذْيِيلٌ:
قَالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: وَإِذَآ أَرَدْنَآ أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا} (الْإِسْرَاء: 16) ، قَالَ ابْن مَنْظُور: أَكثرُ القراءِ (أَمَرْنا) ، ورَوَى خارِجَةُ عَن نَافِع: (} آمَرْنَا) بالمَدّ، وسائرُ أَصحابِ نافِعٍ، رَوَوْه عَنهُ مَقْصُوراً. ورُوِيَ عَن أَبي عَمْرٍ و: (! أَمَّرْنَا) ، بالتَّسْدِيد، وسائرُ أَصحابِه رَوَوْه بتخفيفِ المِيمِ وبالقَصْر، وَرَوَى هُدْبَةُ عَن حَمّادِ بنِ سَلَمَةَ عَن ابنِ كَثِيرٍ بالتَّشديد، وسائرُ النَّاسِ رَوَوْه عَنهُ مخفَّفاً، وَرَوَى سَلَمَةُ عَن الفَرْاءِ: مَنْ قرأَ: (أَمَرْنَا) خَفِيفَةً فَسَّرها بعضُهُم أَمَرنا مُترفِيها بالطّاعَة ففسقُوا فِيهَا، أَن المُتْرَفَ إِذا أُمِرَ بالطَّاعَة خالَفَ إِلى الفِسْق، قَالَ الفَرّاءُ: وقرأَ الحَسَنُ: (آمَرنا) ، ورُوِيَ عَنهُ: (أَمَرنا) ، قَالَ: ورُوِيَ عَنهُ أَنه بِمَعْنى أَكْثَرْنَا، قَالَ: وَلَا نرَى أَنها حُفِظَتْ عَنْه؛ لأَنَّا لَا نعرفُ مَعْنَاهَا هُنَا، وَمعنى آمرنا بالمَدِّ أَكثَرْنا، قَالَ: وقرأَ أَبو العالِيَةِ: أَمَّرنا، وَهُوَ موافِقٌ لتفسِيرِ ابنِ عَبّاس؛ وَذَلِكَ أَنّه قَالَ: سَلَّطْنَا رُؤَسَاءَهَا ففسَقُوا، وَقَالَ الزَّجّاج نَحوا ممّا قَالَ الفَرّاءِ، قَالَ: ومَن قرأَ: (أَمَرنا) بالتَّخْفِيف، فَالْمَعْنى {أَمَرناهم بالطّاعة ففسَقوا، فإِن قَالَ قائلٌ: أَلستَ تَقول: أَمَرْتُ زيدا فضَرَب عَمْراً، وَالْمعْنَى أَنكَ} أَمَرْتَه أَن يَضْربَ، فَهَذَا اللفْظُ لَا يَدُلّ على غير الضَّرْب، ومثلُه قولُه: {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا} {أَمَرْتُكَ فَعَصَيْتَنِي؛ فقد عُلِمَ أَنّ المَعْصِيةَ مخَالَفَةٌ الأَمرِ، وذالك الفِسقُ مُخَالفَة أَمْرِ اللهِ، وقرأَ الحَسَنُ: {} أَمِرْنَا مُتْرَفِيهَا} على مِثال عَلِمْنَا، قَالَ ابنُ سِيدَه: وعسَى أَن تكون هاذه لُغَة ثَالِثَة قَالَ الجَوْهَريُّ: مَعْنَاهُ أَمَرْنَاهُم بالطّاعة فعَصَوْا، قَالَ: وَقد تكونُ مِن الإِمارة، قَالَ: وَقد قِيل: أَمِرْنَا مُتْرَفِيها: كَثَّرْنَا مُترَفِيها، والدليلُ على هاذا قولُ النبيِّ صلّى الله عليْه وسلّم: (خيرُ المالِ سِكَّةٌ مأْبُورَةٌ أَو مُهْرَةٌ مَأْمُورةٌ) ، أَي مُكَثِّرةٌ.
تَكْمِيلٌ:
وإِذَا أمَرْتَ مِن أَمَرَ قلتَ: {مُرّ؛ وأَصلُه اؤْمُرْ فَلَمَّا اجتمعتْ همزتانِ وكَثُرَ استعمالُ الكلمةِ حُذِفت الهمزةِ الأَصليّةُ، فَزَالَ السّاكنُ فاستُغْنِيَ عَن الهمزةِ الزائدةِ، وَقد جاءَ على الأَصْل، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {} وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلواةِ} (طه: 132) . وَفِي التَّهْذِيبِ: قَالَ اللَّيْث: وَلَا يُقال: أُومُرْ (فلَانا) وَلَا أُوخُذْ مِنْهُ شَيْئا، وَلَا أُوكُلْ. إِنّمَا يُقَال: {مُرْ وكُلْ وخُذْ، فِي الابتداءِ بالأَمْر؛ استثقالاً للضَّمَّتَيْنِ، فإِذا تقدَّم قبلَ الكلامِ واوٌ أَو فاءٌ قلت:} وأُمُرْ، {فأْمُرْ، كَمَا قَالَ عزّ وجلّ: {} وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلواةِ} ، فأَمّا كُلْ مِن أَكلَ يأْكُل فَلَا يكادُ يُدخِلُون فِيهِ الهَمْزةَ مَعَ الفاءِ والواوِ، ويقولُون: وكُلَا، وخُذَا، وارْفَعَاه فكُلَاه، وَلَا يَقُولُونَ: فَأْكُلَاه، قَالَ: وهاذه أَحْرفٌ جاءَتْ عَن العربِ نَوَادِرَ؛ وذالك أَنّ أَكثرَ كلامِهَا فِي كلِّ فِعْلٍ أَولُه همزةٌ، مثل أَبَلَ يأْبِلُ، وأَسَرَ يَأْسِرُ، أَنْ يَكْسِرُوا يَفْعِلُ مِنْهُ، وكذالك أَبَقَ يَأْبِقُ فإِذا كَانَ الفِعْلُ الَّذِي أَولُه همزةٌ ويفْعِلُ مِنْهُ مكسوراً مَرْدُوداً إِلى {الأَمْر، قيل: إِيسِرْ فلانُ، إِيبِقْ يَا غُلامُ، وَكَانَ أَصْلُه إِأْسِرْ بهمزتَيْن، فكَرِهُوا جَمْعاً بَين همزتَيْن فحَوَّلُوا إِحداهما يَاء، إِذْ كَانَ مَا قبلَها مكسوراً، قَالَ: وَكَانَ حَقُّ الأَمر مِن} أَمَرَ {يَأْمُرُ (وأَخذ يأْخُذُ وأَكلَ يأْكلُ) أَن يُقَال: أُؤمُرْ، أُؤْخُذْ، أُؤْكُلْ، بهمزتينْن، فتُرِكَتْ الْهمزَة الثانيةُ وحُوِّلتْ واواً للضَّمَّةِ، فاجتمعَ فِي الحَرْف ضَمَّتَان بَينهمَا واوٌ، والضَّمَّةُ مِن جنس الْوَاو، فستَثْقلَتِ العربُ جَمْعاً بَين ضَمَّتَين وواوٍ، وطَرَحُوا هِمْزَة (و) الواوَ؛ لأَنه بَقِيَ بعد طَرْحِهِما حرفان فَقَالُوا: مُرْ فلَانا بِكَذَا وَكَذَا وخُذْ من فلانٍ، وكُلْ، لم يَقُولُوا: أُكُلْ وَلَا أُخُذْ وَلَا أُمُرْ، كَمَا تقدَّم، فإِنْ قيل: لمَ رَدُّوا} وأْمُرْ إِلى أَصلها ولَمْ يَرُدُّا كُلَا وَلَا خُذَا؟ قيل: لسَعَةِ كلامِ العربِ؛ رُبمَا رَدُّوا الشيءَ إِلى أَصلِه، وَرُبمَا بَنَوْه على مَا سَبَقَ لَهُ، وَرُبمَا كَتَبُوا الْحَرْف مهمزاً، وَرُبمَا كَتَبُوه على تَرْكِ الهمزةِ وَرُبمَا كَتَبُوه على الإِدغام، وَرُبمَا كتبوه على ترك الإِدغام، وكلُّ ذَلِك جَائِز وَاسع.
تَتْمِيم:
العربُ تَقول: {أَمَرْتكَ أَن تفْعَل، ولِتَفْعَلَ، وبأَنْ تَفْعَلَ؛ فمَنْ قَالَ: أَمَرتُكَ بأَن تفعلَ فالباءُ للإِلصاق، وَالْمعْنَى وَقع الأَمْرُ بِهَذَا الفِعل، ومَن قَالَ: أَمرتُكَ أَن تفعلَ، فعلى حذفِ الباءِ، ومَن قَالَ: أَمرتُكَ لِتَفْعَلَ فقد أَخبرَنا بالعِلَّة الَّتِي لَهَا وَقَعَ الأَمْرُ، وَالْمعْنَى} أُمِرْنا للإِسلام. وقولُه عَزّ وجَلّ: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ} (النَّحْل: 1) قَالَ الزَّجّاج: أَمْرُ اللهِ مَا وَعَدَم بِهِ مِن المُجَازاةِ على كُفْرِهم مِن أَصنافِ الْعَذَاب، والدَّلِيلُ على ذَلِك قولُه تعالَى: {حَتَّى إِذَا جَآء {أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ} (هود: 40) ، أَي جاءَ مَا وَعَدْناهُم بِهِ، وَكَذَلِكَ قولُه تَعَالَى: {أَتَاهَآ أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا} (يُونُس: 24) ؛ وذالك أَنّهم استعجَلُوا العذابَ واستَبْطَئُوا أَمْرَ السَّاعةِ فأَعْلَمَ اللهُ أَنْ ذَلِك فِي قُرْبِه بمَنْزِلَةِ مَا قد أَتَى، كَمَا قَالَ عَزّ وجَلّ: {وَمَآ أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ} (النَّحْل: 77) .

المَأزِمَان

المَأزِمَان:
تثنية المأزم من الأزم وهو العض، ومنه الأزمة: وهو الجدب كأن السّنة عضّتهم، والأزم: الضيق، ومنه سمي هذا الموضع: وهو موضع بمكة بين المشعر الحرام وعرفة وهو شعب بين جبلين يفضي آخره إلى بطن عرنة وهو إلى ما أقبل على الصخرات التي يكون بها موقف الإمام إلى طريق يفضي إلى حصن وحائط بني عامر عند عرفة وبه المسجد الذي يجمع فيه الإمام بين الصلاتين الظهر والعصر، وهو حائط نخيل، وبه عين تنسب إلى عبد الله بن عامر بن كريز، وليس عرفات من الــحرم وإنما حد الــحرم من المأزمين فإذا جزتهما إلى العلمين المضروبين فما وراء العلمين من الحلّ أخذ من المأزم وهو الطريق الضيق بين الجبال، وقال الأصمعي:
المأزم في السنة مضيق بين جمع وعرفة، وقال ساعدة ابن جؤيّة:
ومقامهنّ، إذا حبسن بمأزم، ... ضيق ألف وصدّهنّ الأخشب
وقال عياض: المأزمان مهموز مثنى، وقال ابن شعبان: هما جبلا مكة وليسا من المزدلفة، وقال أهل اللغة: هما مضيقا جبلين، والمأزمان: المضايق، الواحد مأزم، وقال بعض الأعراب:
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة ... وأهلي معا بالمأزمين حلول
وهل أبصرنّ العيس تنفخ في البرى ... لها بمنى بالمــحرمــين ذميل
منازل كنّا أهلها فأزالنا ... زمان بنا بالصالحين حدول
والمأزمين أيضا: قرية بينها وبين عسقلان نحو فرسخ كانت بها وقعة بين الكنانيّة أهل عسقلان والأفرنج مشهورة.

دعب

(د ع ب) : (دَعَبَ) يَدْعَبُ دُعَابَةً مَزَحَ مِنْ بَابِ مَنَعَ وَلَبِسَ.
دعب: داعب: ضايق، أضجر (محيط المحيط).
دُعابة: فكاهة، مزاح، هزل (دي ساسي لطائف 1: 131).
[دعب] الدُعابة: المِزاح، وقد دَعَبَ فهو دَعَّابٌ لَعَّاب. والمداعبة: الممازحة. والدعبوب: الطريق الموطأ. والدعبوب: الضعيف.
د ع ب: (الدُّعَابَةُ) الْمِزَاحُ وَقَدْ دَعَبَ يَدْعَبُ كَقَطَعَ يَقْطَعُ فَهُوَ (دَعَّابٌ) بِالتَّشْدِيدِ. وَ (الْمُدَاعَبَةُ) الْمُمَازَحَةُ.
(دعب)
دعبا مزح وَتكلم بِمَا يستملح وَالشَّيْء دَفعه فَهُوَ داعب وَيُقَال ريح داعبة تذْهب بِكُل شَيْء ورياح دواعب

(دعب) دعبا دعب فَهُوَ دعب وحمق فَهُوَ أدعب وَهِي دعباء (ج) دعب
د ع ب : دَعَبَ يَدْعَبُ مِثْلُ: مَزَحَ يَمْزَحُ وَزْنًا وَمَعْنًى فَهُوَ دَاعِبٌ وَفِي لُغَةٍ مِنْ بَابِ تَعِبَ فَهُوَ دَعِبٌ وَالدُّعَابَةُ بِالضَّمِّ اسْمٌ لِمَا يُسْتَمْلَحُ مِنْ ذَلِكَ وَدَاعَبَهُ مُدَاعَبَةً وَتَدَاعَبَ الْقَوْمُ. 
[دعب] نه: كان فيه صلى الله عليه وسلم "دعابة" أي مزاح. ومنه ح: فهلا بكرا "تداعبها" و"تداعبك". ومنه ح عمر وذكر له على الخلافة فقال: لولا "دعابة" فيه. ش: هي بضم دال. ك ومنه: و"الدعابة" في الأهل، بالجر عطفًا على الانبساط، ولا تكلمي يجيء في كاف. ط ومنه: إنك "تداعبنا".

دعب


دَعبَ(n. ac. دَعْب
دُعَاْبَة)
a. Jested, joked with.
b. Pushed, thrust.

دَاْعَبَa. Jested, joked, played with.
b. Teased, worried (child).
تَدَعَّبَ
a. ['Ala], Acted presumptuously towards.
إِنْدَعَبَa. Jested, joked one with another.

دَعِبa. see 21
دَاْعِبa. Jesting, joking; facetious.

دُعَاْبَةa. Jesting, joking; facetiousness, pleasantry.

دَعَّاْب
دَعَّاْبَةa. see 21
مُدَاعَبَة [ N.
Ac.
دَاْعَبَ
(دِعْب)]
a. see 24t
دُعْبُب
a. Singer.

دُعْبُوْب
a. Brisk.
b. Stupid.
c. Effeminate.
د ع ب

فيه دعابة، وقد دعب ودعب بالفتح والكسر يدعب بالفتح فيهما. ورجل داعب ودعب إذا مزح وتكلم بما يستملح. ويقال: المؤمن دعب لعب، والمنافق عبس قطب؛ وداعبه مداعبة، وتداعبوا.

ومن المجاز: ماء داعب: يستن في جريه، ومياه دواعب. قال أبو صخر الهذلي:

ولكن تقر العين والنفس أن ترى ... بعقدته فضلات زرق دواعب

وريح داعبة: تذهب بكل شيء، ورياح دواعب، كما تقول: لعبت بها الرياح.
دعب
الدُعَابَةُ: المُزَاح، وقد دَعَبَ دَعْبَاً. والدُعْبُوْبُ: النَشيطُ. وحَنةٌ سوداءُ تُؤكَل. وقيل: هي أصْلُ بَقْلَة تُقْشَرُ وتُؤكَل، والواحدة: دُعْبُوْبَةٌ. والطًريقُ المُذَلَل، وقد دُعِبَ وهو
مَدْعُوب. والضَعيفُ من الرجال. والأحْمَقُ، ويُقال له: الداعِبُ أيضاً، ومَصْدَرُه الدعَابَةُ، والجميع الدَعَابِيْب.
وغَنَمٌ دُعْبُوْبٌ: كثيرةٌ، ودَعَابِيْبُ، وليس إلا للغَنَم. ومَروا دُعْبُوْباً: أي مُتَقَاطِرِيْنَ، فإنْ تَفَرقُوا قلتَ: مَروا دَعَابِيْبَ. ولَيْلَةٌ دُعْبُوْبٌ: طَويلة. ورِيْحٌ داعِبَةٌ ودُعْبية،: شَدِيدَة ودَعَبَتِ السيُوْلُ دَعْباً: صَوتَتْ.
(د ع ب)

داعَبَه مُداعَبَةً: مازحه، وَالِاسْم الدُّعابة.

وَقيل: الدُّعابة: اللّعب.

والدُّعْبُبُ: الدُّعابَةُ، عَن السيرافي.

وَرجل دَعَّابةٌ ودَعِبٌ وداعبٌ: لاعب.

وأدْعَبَ الرجل: أَمْلَح، أَي قَالَ كلمة مليحة.

وَرجل أدْعَبُ بَين الدُّعابة: أَحمَق.

والدَّعْبُ: الدّفع.

ودَعَبها يَدْعَبُها دَعْبا: نَكَحَهَا.

والدُّعابَة: نملة سَوْدَاء.

والدُّعْبُوب: ضرب من النَّمْل أسود.

والدُّعْبُوبُ: حَبَّة سَوْدَاء تُؤْكَل، الْوَاحِدَة دُعْبُوبة. وَقيل: هِيَ أصل بقلة تقشر فتؤكل.

وَلَيْلَة دُعْبوبٌ: مظْلمَة، أرى ذَلِك لسوادها. قَالَ ابْن هرمة:

ويَعْلَمُ الضَّيفُ إمَّا ساقَه صَرَدٌ ... أَو لَيْلةٌ من مُحَاقِ الشَّهْرِ دُعْبُوبُ

أَرَادَ أَو إظلام لَيْلَة، فَحذف الْمُضَاف وَأقَام الْمُضَاف إِلَيْهِ مقَامه.

والدُّعْبوب: الطَّرِيق الْمُذَلل الْوَاضِح.

قَالَت جنوب الهذلية:

وكلُّ قَوْمٍ وَإِن عزُّوا وَإِن كَثُرُوا ... يَوْما طرِيُقهُمُ فِي الشَّرّ دُعْبُوبُ

والدُّعُبوب: الضَّعِيف الَّذِي يهزأ مِنْهُ النَّاس. وَقيل: هُوَ الْقصير الدميم. وَقيل: المخنث.

والدُّعْبوبُ: النشيط. قَالَ:

يَا رُبَّ مُهْرٍ حَسَنٍ دُعْبُوبِ

ودُعْبَبٌ: ثَمَر نبت. قَالَ السيرافي: هُوَ عِنَب الثَّعْلَب.
دعب فجعلناهن وأَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلَام أَنه كَانَت فِيهِ دعابة. قَوْله: الدعابة يَعْنِي المزاح وَفِيه ثَلَاث لُغَات: المُزاحة والمُزاح والمَزح وَفِي حَدِيث آخر يرْوى عَنْهُ عَلَيْهِ السَّلَام [أَنه قَالَ -] : إِنِّي لأمزح وَمَا أَقُول إِلَّا حَقًا وَذَلِكَ فِيمَا يرْوى مثل قَوْله: اذْهَبُوا بِنَا إِلَى فلَان الْبَصِير نعوده لرجل مكفوف أَرَادَ الْبَصِير الْقلب و [مثل -] قَوْله للعجوز الَّتِي قَالَتْ: ادْع اللَّه أَن يُدخلني الْجنَّة فَقَالَ: إِن الْجنَّة لَا تدْخلهَا العجُز كَأَنَّهُ أَرَادَ قَول اللَّه جلّ ثَنَاؤُهُ {إنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إنْشَاءٍ فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكاراً عُرُباً أَتْرَاباً} يَقُول: فَإِذا صَارَت إِلَى الْجنَّة فَلَيْسَتْ بِعَجُوزٍ حِينَئِذٍ وَمِنْه قَوْله لِأَبْنِ أَبِي طَلْحَة وَكَانَ لَهُ نُغَر فَمَاتَ فَجعل يَقُول: مَا فعل النُّغَير يَا أَبَا عُمَيْر هَذَا وَمَا أشبهه من المزاح وَهُوَ حق كُله. قَالَ أَبُو عبيد: وَفِي حَدِيث النغير أَنه قد أحل صيد الْمَدِينَة وَقد حرمــهَا فَكَأَنَّهُ إِنَّمَا حرم الشّجر أَن تعضد وَلم يــحرم الطير كَمَا حرم طير مَكَّة [قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ -] : وَقد يكون هَذَا الحَدِيث أَن يكون الطَّائِر إِنَّمَا أَدخل من خَارج الْمَدِينَة إِلَى الْمَدِينَة / فَلم يُنكره لهَذَا وَلَا أرى هَذَا إِلَّا وَجه 39 / ب الحَدِيث وَمِمَّا يبين ذَلِك أَن الدعابة المزاح (المِزاح) قَوْله لجَابِر بْن عَبْد الله حِين قَالَ لَهُ: أبكرًا تزوجت أم ثَيِّبًا قَالَ: بل ثَيِّبًا قَالَ: فَهَلا بكرا تداعبها وتداعبك وَبَعْضهمْ يَقُول: تلاعبها وتلاعبك. قَالَ اليزيدي: يُقَال من الدعابة: هَذَا رَجُل دَعَّابة وَقَالَ بَعضهم: دَعِب وَكَانَ اليزيدي يَقُول: إِنَّمَا هُوَ من المزاح (المِزاح) وينكر مَا سواهَا قَالَ أَبُو عبيد: وَإِنَّمَا المزاح (المزاح) عندنَا مصدر مازحته ممازحة ومِزاحا فَأَما مصدر مزحت فَكَمَا قَالَ أُولَئِكَ: مزاحا.
دعب
دعَبَ يَدعَب، دَعْبًا ودُعابةً، فهو داعِب
• دعَب الشَّخصُ: مزَح وتكلَّم بما يُسْتَمْلَح ويُستحبُّ ويُستظرف. 

دعِبَ يَدعَب، دَعَبًا، فهو دَعِب
• دعِب الشَّخصُ: دعَب؛ مزح وتكلم بما يُستملح "طفلٌ دعِبٌ". 

تداعبَ/ تداعبَ على يتداعب، تداعُبًا، فهو مُتَداعِب، والمفعول مُتَداعَب عليه
• تداعب القومُ: تمازَحُوا، لاعب بعضُهم بعضًا "قضوا سهرتَهم وهم يتداعبون ويتضاحكون".
• تداعب على القومِ: وجَّه مِزاحَه إليهم متهكِّما. 

داعبَ يُداعب، مُداعَبةً، فهو مُداعِب، والمفعول مُداعَب
• داعب الشَّخصَ أو الحيوانَ: مازحَه ولاعَبه "داعَبَ قِطَّةً- هَلاَّ بِكْرًا تُدَاعِبُهَا وَتُدَاعِبُكَ [حديث] " ° داعَبَ النُّعاسُ جُفُونَه: أَخَذَه النُّعاسُ وقاربَ النَّومَ. 

دُعابَة [مفرد]:
1 - مصدر دعَبَ.
2 - مُلْحةٌ وفكاهة، مِزاح، قول مضحك "زِدْنًا من دُعاباتك اللَّطيفة". 

دَعْب [مفرد]: مصدر دعَبَ. 

دَعَب [مفرد]: مصدر دعِبَ. 

دَعِب [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من دعِبَ: مرِح. 

دعَّابة [مفرد]: صيغة مبالغة من دعَبَ: كثير المداعبة (وزيدت التَّاء للمبالغة). 

مُداعَبة [مفرد]:
1 - مصدر داعبَ.
2 - دُعابَةٌ، مُمازحة، مُلْحةٌ وفكاهة "هذه مُدَاعبةٌ لطيفة منك- مداعبةٌ مقبولة". 

دعب

1 دَعَبَ, (S, A, Mgh, Msb, K,) aor. ـَ (A, Mgh, Msb, K,) inf. n. دُعَابَةٌ (S, * Mgh, MF) and دُعْبُبٌ, (MF,) [see the former of these two ns. below,] He jested, or joked; (S, A, Mgh, Msb, K;) as also دَعِبَ, aor. ـَ (Mgh, Msb:) or he jested, or joked, with playing, or sporting. (TA.) b2: And i. q. دَفَعَ [He impelled, pushed, thrust, &c.]. (K.) b3: And Inivit [feminam]. (A, K.) b4: [The last, perhaps, from the same verb signifying He trod a road; mentioned by Freytag as used in this sense in the Deewán of the Hudhalees.]3 داعبهُ, (A, Msb, K,) inf. n. مُدَاعَبَةٌ, (S, A, Msb,) He jested, or joked, with him: (S, A, Msb, K:) [or he did so, playing, or sporting, with him: see 1.]5 تدعّب عَلَيْهِ He acted, or behaved, presumptuously, or boldly, towards him; syn. تَدَلَّلَ, (K, TA,) from الدَّلَالُ. (TA.) 6 تداعبوا They jested, or joked, [or they did so, playing, or sporting,] one with another. (A, Msb, K.) دَعِبٌ: see دَاعِبٌ.

دُعْبُبٌ: see دُعَابَةٌ.

A2: See also دَاعِبٌ: b2: and دُعْبُوبٌ. b3: Also A good, or an excellent, singer. (K.) b4: A youth soft or tender, thin-skinned, or fine-shinned, and plump. (K.) A3: The fruit of a certain plant: (K:) or (K, TA) the plant itself, namely, (TA,) عَنِبُ الثَّعْلَبِ; [see art. ثعلب;] (K, TA;) of the dial. of El-Yemen. (TA.) دُعْبُوبٌ, (K, TA,) applied to a man, (TA,) Brisk, lively, or sprightly. (K.) b2: Stupid, or foolish; as also ↓ أَدْعَبُ, (K, TA,) and ↓ دُعْبُبٌ: (TA:) and stupid, or foolish, and jesting, or joking. (TA.) b3: Weak, (S, K,) and an object of ridicule. (K.) b4: Short and ugly and contemptible. (K, * TA.) b5: I. q. مُخَنَّثٌ, (CK, and so in my MS. copy of the K,) or مُخَنِّثٌ, of the form of the act. part. n., (TA,) [Effeminate, &c.]

b6: Applied to a horse, Tall, or long-bodied; syn. طَوِيلٌ. (K.) A2: A road beaten, or trodden, (S, K,) travelled, (TA,) and plain, or conspicuous. (K, TA.) A3: A dark night. (K.) A4: Black ants; as also ↓ دُعَابَةٌ. (K.) b2: A certain black esculent grain: or the stem, or root, (أَصْل,) of a certain herb, or leguminous plant, (بَقْلَة,) which is peeled and eaten. (K.) رِيحٌ دُعْبِيَّةٌ: see دَاعِبٌ.

دُعَابَةٌ A jesting, or joking; (S, Msb;) such as is deemed pleasing, or facetious: (Msb:) or play, or sport; (A, K;) as also ↓ دُعْبُبٌ: (K:) both of which words are also used as inf. ns.: and the latter is also used as an epithet; [as explained below, voce دَاعِبٌ;] app. in an intensive sense [because originally an inf. n.]. (MF.) and Speech that causes laughter. (Har p. 18.) b2: Also Stupidity, or foolishness. (K.) A2: See also دُعْبُوبٌ.

دَعَّابٌ: see the next paragraph.

دَعَّابَةٌ: see the next paragraph.

دَاعِبٌ and ↓ دَعِبٌ (A, Msb, K) and [in a sense thought by MF to be intensive (see دُعَابَةٌ)]

↓ دُعْبُبٌ (K) and [in an intensive sense] ↓ دَعَّابٌ (S [there coupled with لَعَّابٌ, perhaps as an explicative adjunct,]) and [in a sense doubly intensive] ↓ دَعَّابَةٌ (K) Jesting, or joking, (A, Msb,) and saying what is deemed pleasing, or facetious: (A:) or playing, or sporting: (K:) [in the case of the third, app., and of the fourth, much, or often: and in the case of the last, very much, or very often.] b2: [Hence,] مَآءٌ دَاعِبٌ (tropical:) Water playing in its course, or running hither and thither: (A, K:) pl. مِيَاهٌ دَوَاعِبُ. (A.) And رِيحٌ دَاعِبَةٌ A wind, (A,) or violent wind, (TA,) that carries away everything; as it were, making sport with it: pl. رِيَاحٌ دَوَاعِبٌ: (A, TA:) and ↓ رِيحٌ دُعْبِيَّةٌ signifies the same; (TA;) or [simply] a violent wind. (K.) أَدْعَبُ: see دُعْبُوبٌ.
دعب
: (دَعَبَ كمَنَعَ: دَفَعَ، وجَامعَ، ومَازَحَ) مَعَ لَعِبٍ، كَذَا خَصَّصهُ بعضُهم (و) فلانٌ فِيهِ (الدُّعَابَة) هِيَ (والدُّعْبُب) كقُنْفُذٍ (بِضَمِّهِمَا: اللَّعِبُ) ، ويأْتِي فِي الأَوْصَافِ، فَهُوَ يُسْتَعْملُ مصدرا، وصِفةَ مبالغةٍ، أَو أَصالةً، والأَولُ أَظْهَرُ، قَالَه شيخُنا، (و) يُقَال (دَاعَبَهُ) مُدَاعَبَةً (: مَازَحَهُ) ، وتَدَاعَبُوا، (ورَجُلٌ دَّابَةٌ، مُشَدَّداً) الهاءُ للمُبَالَغَةِ.
(ودَعِبٌ، كَكَتِفٌ، ودُعُوبٌ، كقُنْفُذٍ ودَاعِبٌ) أَي (لاَعِبٌ) مَزَّاحٌ يَتَكَلَّمُ بِمَا يُسْتَمْلَحُ، وَيُقَال: المُؤْمِنُ دَعِبٌ لَعِبٌ، والمنافِقُ عَبِسٌ قَطِبٌ.
(والدُّعْبُوبُ، كعُصْفُورٍ: نَمْلٌ سُودٌ كالدُّعَابَةِ بالضَّمِّ، و) قَالَ أَبو حنيفةَ: الدُّعْبُوبُ (حَبَّةٌ سَوْدَاءُ تُؤْكَلُ) إِذَا أَجْدَبُوا (أَوْ) هُوَ (أَصْلُ بَقْلَةٍ تُقْشَرُ وتُؤْكَلُ، و) الدُّعْبُوبُ (: المُظْلِمَةُ مِنَ اللَّيَالِي) ويقالُ: لَيْلَةٌ دُعْبُوبٌ، إِذا كَانَت لَيْلَةً سَوْدَاءَ شديدَةً، قَالَ إِبراهيمُ بنُ هَرْمَةَ:
وَيَعْلَمُ الضَّيْفُ إِمَّا سَاقَهُ صَرَدٌ
أَوْ لَيْلَةٌ مِنْ مُحَاقِ الشَّهْرِ دُعْبُوبُ
(و: الطَّريقُ المُذَلَّلُ) المَسْلُوكُ (الوَاضِحُ) لِمَنْ سَلَكَ، قَالَ أَبُو خِرَاشٍ: طَرِيقُهَا سَرِبٌ بِالنَّاسِ دُعْبُوبُ. (و) الدُّعْبُوبُ: الرَّجُلُ (القَصِيرُ الدَّمِيمُ) الحَقِيرُ، (والضَّعِيفُ الَّذِي يُهْزَأُ) أَي يُسْخَرُ (مِنْهُ، و) الرجلُ (النَّشِيطُ، والمُخَنَّثُ) المَأْبُونُ، قَالَ أَبُو دُوَادٍ الإِيَادِيُّ:
يَا فَتًى مَا قَتَلْتُمُ غَيْرَ دُعْبُو
بٍ وَلاَ مِنْ قُوَارَةِ الهِنَّبْرِ
الهِنَّبْرُ: الأَدِيمُ. (و: الأَحْمَق) المُمَازِحُ (و: الفَرَسُ الطَّوِيلُ) .
(والدُّعْبُبُ، كقُنْفُذٍ: المُغَنِّي المُجِيدُ) فِي غِنَائِهِ (و: الغُلاَمُ الشَّابُّ البَضُّ: التَّارُّ (و: ثَمَرُ نَبْتٍ) عَن ابْن دُرَيْد، (أَوْ) هُوَ النباتُ بِنَفْسِه، وَهُوَ (عِنَبُ الثَّعْلَبِ) بلُغَةِ اليَمَنِ، وَقد جاءَ فِي قَول النَّجَاشِيِّ الرَّاجزِ:
فِيهِ ثَآلِيلُ كحَبِّ الدُّعْبُبِ
قِيلَ: أَصْلَهُ الدُّعُبُوبُ فَحَذَفَ الوَاوَ كَمَا يُقْصَرُ المَمْدُودُ.
(وتَدَعَّبَ عَلَيْهِ: تَدَلَّلَ) ، من الدَّلاَلِ.
(وتَدَاعَبُوا: تَمَازَحُوا) وَيُقَال: إِنَّهُ لَيَتَدَاعَبُ عَلَى النَّاسِ، أَي يَرْكَبُهُمْ بِمِزَاح وخُيَلاَءَ، ويَغُمُّهُمْ وَلاَ يَسُبُّهُمْ.
(والأَدْعَبُ) كالدُّعْبُبِ (: الأَحْمَقُ، والاسْمُ) مِنْهُ (الدُّعَابَةُ، بالضَّمِّ) وَقد تَقَدَّمَ.
(و) من المجازِ (مَاءٌ دَاعِبٌ: يَسْتَنُّ فِي سَيْلِهِ) كذَا فِي النسخِ أَي جَرْيِهِ، ومِيَاهٌ دَوَاعِبُ، وَفِي (التكملة) : فِي سَبِيلِهِ، ولعلَّه الصوابُ، (و) كذَا (رَيحٌ دَاعِبَةٌ و (دُعْبُبَةٌ، بالضَّمِّ: شَدِيدَةٌ) تَذْهَبُ بكلِّ شَيْءٍ، ورِيَاحٌ دَوَاعِبُ، كَمَا تَقُولُ لَعِبَتْ بِهِ الرِّيَاحُ.

دعب: داعَبَه مُداعَبةً: مازَحَه؛ والاسم الدُّعابةُ.

والـمُداعَبةُ: الـمُمازَحةُ. وفي الحديث: أَنه عليه السلام، كان فيه

دُعابةٌ؛ حكاه ابن الأَثير في النهاية.

وقال: الدُّعابةُ المِزاحُ. وفي الحديث: أَنه، صلى اللّه عليه وسلم، قال لجابرٍ، رضي اللّه عنه، وقد تَزوّجَ: أَبِكْراً تَزوّجْتَ أَم ثَيِّباً؟

فقال: بل ثَيِّباً. قال: فَهَلاَّ بِكراً تُداعِبُها وتُداعِبُك؟ وفي حديث عمر، وذُكِر له علي للخلافة، فقال: لولا دُعابةٌ فيه. والدُّعابةٌ:

اللَّعِبُ. وقد دَعَبَ، فهو دَعَّابٌ لَعّابٌ.

والدُّعْبُبُ: الدُّعابةُ، عن السيرافي. والدُّعْبُبُ: الـمَزَّاحُ، وهو

الـمُغَنِّي الـمُجِيدُ. والدُّعْبُبُ: الغلامُ الشَّابُّ البَضُّ.

ورجلٌ دَعَّابةٌ ودَعِبٌ وداعِبٌ: لاعبٌ.

وأَدْعَبَ الرجلُ: أَمْلَحَ أَي قال كلمة مليحةً، وهو يَدْعَبُ دَعْباً

أَي قال قولاً يُسْتَمْلَحُ، كما يقال مَزَحَ يَمْزَحُ؛ وقال الطِّرمَّاح:

واسْتَطْرَبَتْ ظُعْنُهُم، لـمَّا احْزَأَلَّ بهم، * مع الضُّحَى، ناشطٌ من داعِباتِ دَدِ

يعني اللَّواتِي يَمْزَحْنَ ويَلْعَبْن ويُدِأْددْن بأَصابعهنَّ.

ورجل أَدْعَبُ: بيَّن الدُّعابةِ،أَحمقُ.

ابن شميل: يقال: تَدَعَّبْتُ عليه أَي تَدَلَّلْتُ؛ وإِنه لَدَعِبٌ: وهو

الذي يتمايل على الناس، ويَرْكَبُهم بثَنِيَّتِه أَي بناحيتِه؛ وإِنه

ليَتَداعَبُ على الناسِ أَي يَرْكَبُهم بِمزاحٍ وخُيَلاء، ويَغُمُّهم ولا

يَسُبُّهم.

والدَّعِبُ: اللَّعَّابةُ.

قال الليث: فأَما الـمُداعَبةُ، فعلى الاشتراك، كالـمُمازَحةِ، اشترك

فيها اثنان أَو أَكثر.

والدَّعْبُ: الدّفْعُ.

ودَعَبَها يَدْعَبُها دَعْباً: نَكَحها.

والدُّعابةُ: نَمْلة سَوْداء.

والدُّعْبُوبُ: ضربٌ من النَّمل، أَسود. والدُّعابُ، والطَّثْرَجُ،

والحَرامُ، والحَذالُ: من أَسماءِ النَّمل. والدُّعْبوبُ: حبَّةٌ سوداء تؤكل، الواحدةُ دُعبوبةٌ، وهي مثلُ الدُّعاعة؛ وقيل: هي أَصل بَقْلةٍ، تُقْشَر فيؤْكل. وليلةٌ دُعْبوبٌ: ليلةُ سوءٍ شديدةٌ؛ وقيل: مُظْلمةٌ، سُميت بذلك لسَوادها؛ قال ابن هَرْمةَ:

ويَعْلَمُ الضَّيْفُ، إِمّا ساقه صَرَدٌ، * أَو ليلةٌ، من مُحاق الشَّهْر، دُعْبوبُ

أَراد ظلام ليلة، فحذف المضافَ، وأَقامَ المضافَ إِليه مقامه.

والدُّعْبوبُ: الطَّريقُ الـمُذَلَّلُ، الموطوءُ الواضحُ الذي يَسْلُكُه الناسُ؛ قالت جَنوبُ الهُذَليَّةُ:

وكلُّ قَوْم، وإِنْ عَزُّوا وإِنْ كَثُروا، * يَوْماً طَريقُهُمُ في الشَّرِّ دُعْبوبُ

قال الفرَّاءُ: وكذلك الذي يَطَؤُه كلُّ أَحد. والدُّعْبوبُ: الضَّعيفُ

الذي يَهْزَأُ منه الناسُ؛ وقيل: هو القصيرُ الدَّمِيمُ؛ وقيل: الدُّعْبُوبُ والدُّعْبُوثُ من الرجال: المأْبُونُ الـمُخَنَّثُ؛ وأَنشد: يا فَتىً! ما قَتَلْتُمُ غير دُعْبُو * بٍ، ولا مِن قُوارةِ الهِنَّبْرِ

وقيل: الدُّعْبُوب النَّشِيطُ؛ قال الراجز:

يا رُبَّ مُهْرٍ، حَسَنٍ دُعْبُوبِ، رَحْبِ اللَّبانِ، حَسَنِ التَّقْريبِ

ودُعْبُبٌ: ثَمَر نَبْتٍ. قال السِّيرافي: هو عِنَبُ

الثَّعْلَبِ. قال الأَزهري وقول أَبي صخر:

ولكن يُقِرُّ العَيْنَ والنفْسَ أَن تَرى، * بعُقْدَتِه، فَضْلاتِ زُرْقٍ دَواعِبِ

قال: دَواعِب جَوارٍ. ماءٌ داعِبٌ يَسْتَنُّ في سَبيله؛ وقال: لا أَدري

دَواعِب أَم ذَواعِب، فلينظر في شعر أَبي صخر.

بلش

بلش: بلش (مضارعه يبلِش) بلش به: تعلق به وافتتن به. وتعصب له - وبلشه به: فتنه به وورطه وولعه فيما لا يستحق ذلك (بوشر) - وبلشه في بلشة: أوقعه في ورطة، ويقال أيضاً: بلشه في دعوة ردية بهذا المعنى.
وبلشه بلشة: ورطه ورطة لا يخرج منها - وبُلِش في شيء: تورط فيه (بوشر).
ابتلش به: أعجب به، كلف به، ولع به، اغرم به، تعصب له. ويقال: انبلش بحبه: تدلّه به وافتتن (بوشر).
وانبلش: بلش، يقال: انبلش في بلشة عظيمة، أي تورط في ورطة عظيمة. (بوشر).
بلش: جنس من القصب، انظره في مادة قصب (المستعيني).
بلشة: ورطة (بوشر) وانظر بَلَش وانبلش بلاش، (عامية) مختصر بلا شيء أي بلا ثمن، مجاناً، ويقال كذلك: بالبلاش (بوشر) بليش وبلايش = حرمــل (المستعيني مادة حرمــل).
بَلِّيش، ويجمع على بَلالِش: قفة كبيرة يحفظ بها الخبز والطحين وغير ذلك (الكالا).

بلش


بَلَشَ
بَلَّشَ
a. [acc.
or
Bi], Began, engaged in, set about, set to.
بلش
. وممّا يُسْتَدْرَك عَليْه: البَلَشُونُ، بفَتْحَتَيْن وضَمٍّ: طائِرٌ مَعرُوفٌ، وَقد أَهْمَلَه الجَمَاعَةُ، وأَظُنُّه البَلَصُوصُ، الَّذي ذكرَه المصنّف فِي ب ل ص. وقَرْيَةٌ بمِصْرَ أَيضاً، تُعْرَف ببَلَشُونَ. وبَلَّشُ، كَبَّقم: حِصْنٌ بالمَغْرِب، إِلَيْهِ يُنْسَب قَاضِيه مُحَمَّدُ بنُ الصَّعْتَر، الشَّاعِر، نَقَلَ عَنهُ أثِيرُ الدِّينِ أَبُو حَيّانَ شيْئاً من شِعْرِه، بالمَوْضِع المَذْكُور، كَذَا فِي وَفَياتِ الصَّفَدِيّ، رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى.

صيد

صيد
الصَّيْدُ: مصدرُ صَادَ، وهو تناول ما يظفر به ممّا كان ممتنعا، وفي الشّرع: تناول الحيوانات الممتنعة ما لم يكن مملوكا، والمتناول منه ما كان حلالا، وقد يسمّى المَصِيدُ صَيْداً بقوله: أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ [المائدة/ 96] ، أي: اصْطِيَادُ ما في البحر، وأما قوله: لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ
[المائدة/ 95] ، وقوله: وَإِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا
[المائدة/ 2] ، وقوله: غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ [المائدة/ 1] ، فإنّ الصَّيْدَ في هذه المواضع مختصّ بما يؤكل لحمه فيما قال بدلالة ما روي: «خمسة يقتلهنّ المــحرم في الحلّ والــحرم: الحيّة والعقرب والفأرة والذّئب والكلب العقور» والأَصْيَدُ: من في عنقه ميل، وجعل مثلا للمتكبّر. والصِّيدَانُ برامُ الأحجارِ، قال:
وسود من الصِّيدَانِ فيها مذانب
وقيل له: صَادٌ، قال:
رأيت قدورَ الصَّادِ حول بيوتنا
وقيل في قوله تعالى: ص وَالْقُرْآنِ [ص/ 1] ، هو الحروف، وقيل: تلقّه بالقبول، من:
صَادَيْتُ كذا، والله أعلم.
صيد
صادَ يَصِيد، صِدْ، صَيْدًا، فهو صائد، والمفعول مَصيد
• صاد الطَّيرَ ونحوَه: قنَصه أو أمسكه بالمصيدة أو أصابه بالبارود "صاد السَّمكَ/ الحيوانَ- خاطِر بالسَّمكة الصغيرة لتصيد الكبيرة [مثل أجنبيّ]- {أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ} " ° صاد النَّاسَ بالمعروف: تألّفهم وجذبهم نحوه. 

اصطادَ يصطاد، اصْطَدْ، اصطيادًا، فهو مُصطاد، والمفعول مُصطاد
• اصطاد الوحشَ/ اصطاد الطَّيرَ ونحوَهما: قنصه وأخذه بحيلة "اصطاد سمكةً كبيرة- {وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا} " ° يصطاد في الماء العَكِر: يستفيد من اضطرابات الأمور، ينتهز الفرصةَ ليحقّق أهدافَه. 

تصيَّدَ يتصيَّد، تصيُّدًا، فهو مُتصيِّد، والمفعول مُتصيَّد
• تصيَّد الطَّيرَ ونحوَه: قنصه وأخذه بحيلة "تصيَّد فريستَه- ومن يجعل الضرغام بازًا لصيده ... تصيّده الضرغامُ فيما تصيدا" ° تصيَّد أخطاءَه: أخذ في تتبُّعها وبالغ في وصفها- تصيَّد الفرصةَ: اغتنمها. 

اصطياد [مفرد]: مصدر اصطادَ. 
3090 - 
صائد [مفرد]: اسم فاعل من صادَ ° إنَّه صائدُ منافع: يحتال لتحقيق منفعة لنفسه. 

صَيْد [مفرد]: ج صُيُود (لغير المصدر):
1 - مصدر صادَ ° مِنْ صَيْد خياله: من نتاج خياله، غير واقعيّ.
2 - ما يُصاد من السَّمك والطَّير والوحش " {وَــحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًــا} " ° صيدك لا تــحرِّمــه: عبارة تستعمل للحثِّ على انتهاز الفرصة. 

صَيود [مفرد]: ج صُيُد وصِيد: صيغة مبالغة من صادَ: ماهرِ في الصَّيد "كلبٌ/ رجلٌ صيود- امرأة صَيُود: تأخذ الرِّجالَ بحبائل مكرها". 

صَيَّاد [مفرد]: من حرفته أو هوايته الصَّيد "صيَّاد السَّمك" ° لا بُدَّ للصيَّاد من صحبة الكلب [مثل]: يقال فيمن يصاحب مَن دون مستواه.
• صَيَّاد المحار: (حن) طائر بحريّ ذو ريش أسود وأبيض ومنقار طويل برتقاليّ يغوص في الماء، ويلتقط حيوانات الصّدف، كالمحار.
• صَيَّاد الذُّباب: (نت) نبات من النباتات المتعدِّدة التي تقتات بالحشرات، ذات أوراق ناشئة من قاعدة السّاق مغطَّاة بإفراز لزج، تلتصق به الحشراتُ الصَّغيرة. 

مُصْطاد [مفرد]:
1 - اسم فاعل من اصطادَ.
2 - اسم مفعول من اصطادَ. 

مِصْيَد [مفرد]: ج مَصايِدُ: اسم آلة من صادَ: ما يُصاد به "مِصْيد الفئران". 

مَصْيَدة [مفرد]: ج مَصْيدات ومَصَائِدُ ومَصايِدُ:
1 - اسم مكان من صادَ: مكان الصَّيْد "مَصْيَدة الأسماك".
2 - مِصْيَد، آلة الصيد، كلّ أداة يُصاد بها. 

مِصْيَدة [مفرد]: ج مِصْيَدات ومَصَائِدُ ومَصايِدُ: اسم آلة من صادَ: مِصْيد؛ ما يُصاد به، آلة الصيد "مِصْيَدة فئران/ أرانب" ° وقَع في المِصْيَدة: وقع في مكيدة أُعدَّت له. 

صيد

1 صَادَهُ, (S, M, A, Mgh, Msb, K,) like بَاعَهُ, (MF,) [first Pers\. صِدْتُ,] aor. ـِ (S, Msb, K,) inf. n. صَيْدٌ; (S, M, Mgh, Msb;) and صَادَهُ, (S, &c.,) like هَابَهُ, (MF,) [first Pers\. صِدْتُ, as above, but originally صَيِدْتُ, whereas the first Pers\. of the former is originally صَيَدْتُ,] aor. ـَ (IAar, S, Msb, K;) and ↓ اصطادهُ, (S, M, A, L, Msb, K,) also written and pronounced اِصَّادَهُ; (L;) and ↓ تصيّدهُ; (M, A, L;) He took, captured, or caught, it; (Mgh, L;) [made it his prey;] snared, or ensnared, it; trapped, or entrapped, it; (MF;) or sought to take, capture, catch, snare, or trap, it; hunted it, or chased it: namely, [game, i. e.] any kind of wild animals, or the like, (L,) fowl, &c., (Msb,) and fish. (L.) [And صَادَ, and ↓ اصطاد, and ↓ تصيّد, without the mention of the object, this being understood, He took, captured, caught, snared or ensnared, trapped or entrapped, game, i. e. any kind of wild animals, or the like, fowl, &c., or fish; or he sought to take &c.; he hunted or chased, stalked, or lurked for game; he fowled; or he fished.] You say, ↓ خَرَجَ يَتَصَيَّدُ [&c., meaning He went forth to take &c., or seeking to take &c., game, or wild animals or the like; to hunt or chase, to stalk, or lurk for game; to fowl; or to fish]. (S, K.) And الوَحْشَ ↓ خَرَجَ يَتَصَيَّدُ He went forth [to take &c., or] seeking to take &c., the wild animals. (L.) And صِدْتُ فُلَانًا صَيْدًا i. q. صِدْتُ لَهُ [I took &c., or sought to take &c., for such a one, game, or a wild animal, or wild animals, or the like]. (M, * K.) And صاد المَكَانَ, and ↓ اصطادهُ, i. q. صاد فِيهِ [He took &c., or sought to take &c., game, or wild animals, or the like, in the place]: Sb mentions, as a phrase of the Arabs, صِدْنَا قَنَوَيْنِ meaning صِدْنَا وَحْشَ قَنَوَيْنِ: قَنَوَانِ being the name of a certain land [or of two mountains]. (M.) And الصَّقْرُ يَصِيدُ [The hawk preys]. (Msb and K in art. صقر.) ذَوَاتُ الصَّيْدِ is applied to beasts and to birds [That prey upon others; predatory]. (S and K in art. جرج, &c.) b2: [Hence,] one says, هُوَ يَصِيدُ النَّاسَ بِالمَعْرُوفِ (tropical:) [He captivates men by goodness, beneficence, or kindness]. (A.) b3: and اِقْتَصِدْ تَصِدْ (tropical:) Aim thou at that which is right and just: thou shalt obtain that which thou wantest. (A.) b4: خَرَجْنَا نَصِيدُ بَيْضَ النَّعَامِ (tropical:) [We went forth to take, or hunt after, the eggs of ostriches]. (T, TA.) b5: And صِدْنَا الكَمَأَةَ, (M, A, TA,) a good phrase of the Arabs, mentioned, but not expl., by IAar; app. meaning (tropical:) We drew forth truffles [from the ground] like as one draws forth wild animals [from their lurking-places]. (M, TA.) b6: And صِدْنَا مَآءَ السَّمَآءِ (tropical:) We took [or caught in vessels or collected] the water of the sky. (Th, M, A. *) A2: صَيِدَ, (Lth, S, M, L,) of the dial. of El-Hijáz, aor. ـْ (Lth, L,) inf. n. صَيَدٌ; (Lth, S, M, L;) and صَادَ, (Lth, M, L,) [aor. ـِ He (a camel) had the disease termed صَيَدٌ [expl. below]: (Lth, S, M, L:) the ى in صَيِدَ is preserved unchanged because it is so preserved in the original form, which is ↓ اِصْيَدَّ, (S,) though they may not have said اِصْيَدَّ; (Sb, M;) and the like is the case in عَوِرَ: (Sb, * S, M: *) the augmentative letters are rejected for the purpose of alleviation: hence, one does not say, in the case of verbs of this class, مَا أَفْعَلَهُ, [i. e. مَا أَصْيَدَهُ, and مَا أَعُوَرَهُ, and the like,] forming thus verbs of wonder, because the original form is augmented, and a verb of four letters cannot be formed from a verb of four letters, for a measure can only be formed from a measure that is less. (S.) Also, both verbs, (the former accord. to the S and M, and ↓ the latter likewise accord. to the M,) (assumed tropical:) He (a man) was unable to look aside, (S, M,) by reason of disease. (S.) And صَيِدَ, inf. n. صَيَدٌ, (assumed tropical:) He raised his head, by reason of pride: and (assumed tropical:) he (a king) looked not aside, to the right or left. (S.) And صَيِدَ (K, TA, in the CK [erroneously] صَئِدَ,) (tropical:) He (a man, TA) had an inclining, or a bending, neck. (K, TA.) A3: And صِدْتُ فُلَانًا (tropical:) I made such a one to have an inclining, or a bending, neck. (K, TA. [See also 4.]) 4 اصادهُ He made him, incited him, or induced him, to take &c., or to seek to take &c., wild animals, or the like, [fowl,] or fish. (L.) A2: Also He, or it, [app. meaning the vein called صَاد, or the disease termed صَيَد,] annoyed, or hurt, him; (K;) namely, a camel. (TK.) b2: And He cured him (i. e. a camel, TK) of the disease termed صَيَد, (K, TA,) by burning with a hot iron. (TA.) Thus it has two contr. significations. (K.) b3: And أَصْيَدَ بَعِيرَهُ He (God) caused his camel to have the disease termed صَيَد. (M.) 5 تَصَيَّدَ see 1, in four places.8 إِصْتَيَدَ see 1, in three places.9 إِصْيَدَّ see 1, in the latter half of the paragraph, in two places.

صَادٌ A certain vein (M, K) between the eyes of a camel, (K,) or between the eye and the nose; (M;) whence the disease termed صَيَد: pl. أَصْيَادٌ and pl. pl. أَصَايِدُ [in the CK أَصائِدُ]. (K.) b2: See also صَيَدٌ, in two places. b3: And see أَصْيَدُ, likewise in two places.

A2: Also Brass; syn. صُفْرٌ: and copper: (S, M, K:) or a species thereof: (K:) or cooking-pots made of صُفْر, (A'Obeyd, TA,) or of copper: (A'Obeyd, M, TA:) pl. صِيدَانٌ, (M, TA,) like تِيجَانٌ pl. of تَاجٌ: and some say that ↓ صَيْدَانٌ [q. v., thus written with fet-h to the ص,] signifies copper. (TA.) A3: See also art. صود.

صَيْدٌ an instance of فَعْلٌ in the sense of مَفْعُولٌ, (Msb,) or an inf. n. used as a subst. [properly so called, and therefore used in a sing. and in a pl. sense], (Msb, TA,) [i. e.] an inf. n. used in the place of the objective complement of its verb; (IJ, M;) [Game, chase, or prey; an object, or objects, of the chase or the like;] i. q. ↓ مَصِيدٌ (S, Mgh, K, TA) used as a subst.; (TA;) meaning what is taken, captured, or caught; or sought to be taken or captured or caught; [by the chase, or by means of a snare or trap, or by artifice of any kind;] of wild animals or the like; (L;) of fowl &c.; (Msb;) and of fish: (L:) or what is repugnant, or difficult of approach, (Mgh, L, K,) wild, or shy, by nature, not to be taken but by means of artifice, whatever it be, (Mgh,) but lawful to be taken, (L,) having no owner: (L, K:) or any wild animal, or wild animals, whether, or not, taken or sought to be taken: (IAar, M:) but this last application of the word is a deviation from general usage: (M:) pl. صُيُودٌ. (Mgh, Msb.) [Also The quarry of the hawk; the prey of any beast or bird &c.] صَيْدُكَ لَا تُــحْرَمْــهُ (Meyd, A, but in the latter صَيْدَكَ, [ for اِلْزَمْ صَيْدَكَ,]) is a prov. (Meyd, A) inciting one to seize an opportunity, (A,) applied to a man who seeks another to execute blood-revenge upon him, and lights upon him when he is inadvertent; meaning Thy prey has become within thy power, therefore be not thou neglectful of him [so as to suffer him to escape, or rather be not thou rendered hopeless of him]. (Meyd. [See also Freytag's Arab. Prov. i. 712; where تُــحْرَمُــهُ is put in the place of تُــحْرَمْــهُ.]) A2: See also صَيَدٌ.

صِيدٌ: see the next paragraph.

صَيَدٌ (S, M, A, L, K) and ↓ صِيدٌ, with kesr, (K,) or ↓ صَيْدٌ, (L,) and ↓ صَادٌ, (M, * L, K,) A certain disease in a camel's head, in consequence of which he raises it: (S:) a certain disease which causes a camel to raise his head: or a certain disease in a camel's head, which causes his neck to twist: (M:) or a certain disease which attacks camels in the head, in consequence of which there flows from their noses what resembles froth, or foam, and they raise their heads: (ISk, L, K: *) or a certain disease in a camel's neck, in consequence of which he is unable to turn his face aside: it is said that its cure is burning with a hot iron (A, TA) between the eyes: (TA:) [for] it arises from a vein between the eyes, called صَاد. (K.) [Hence,] also صَيَدٌ, (M, * A,) and ↓ صَادٌ, (M,) Fixedness of the face of a king, so that it does not turn aside (M, A) to the right or left, by reason of pride. (A. [See also صَيِدَ, of which it is the inf. n.]) [And the former, (tropical:) An inclination, or bending, of the neck: (see صَيِدَ:) hence,] one says, لَأُقِيمَنَّ صَيَدَكَ (tropical:) [I will assuredly straighten the bending of thy neck: or I will assuredly rectify thy proud stiffness]. (A.) صَيِدٌ: see أَصْيَدُ.

صَادِىٌّ [Of, or made of, brass or copper:] a rel. n. from صَادٌ signifying “ brass ” and “ copper. ” (S.) صَيْدَآءُ Stones, (S, A, L, K,) or stone, (M,) of a white colour, (M, L,) of which cooking-pots are made; (S, M, A, L, K;) as also ↓ صَيْدَانٌ. (A, L.) See also صَيْدَانٌ. b2: And Rugged land or ground, (S, M, K,) containing stones: (M:) or land of which the earth is red, having rough stones even with the ground: (ISh:) or even, or level, ground, in which are pebbles: (AA:) or pebbles [themselves]. (Aboo-Wejreh, L.) صَيْدَانٌ Copper: (L, K: see also صَادٌ:) and gold: (K:) [but this seems to be taken from the following passage in the T:] in the stone-cookingpot (البُرْمَة) there is sometimes [what is termed]

صَيْدَانٌ and ↓ صَيْدَآءُ, in which is an appearance like the glistening of gold and silver; and the best is that which is like gold: so says AA. (T, L.) See also art. صدن. b2: And Stone cookingpots: (S, L, K; and M in art. صدن:) a coll. gen. n.: n. un. with ة. (IB, L.) b3: See also صَيْدَآءُ. b4: صَيْدَانُ الحَصَى Small pebbles. (L. [See also art صدن.]) صَيْدَانَةٌ [as a n. un.: see صَيْدَانٌ, above. b2: Also] A [demon of the kind called] غُول. (ISk, S, K.) b3: And A woman of evil disposition, (ISk, S, K,) [and] so ↓ صَيُودٌ, (M,) and of much talk. (ISk, S, K.) b4: See also art. صدن.

صَيُودٌ: see صَيَّادٌ. b2: [Hence,] (assumed tropical:) A woman who takes, captures, or ensnares, something from her husband. (L, from a trad.) See also صَيْدَانَةٌ.

رَجُلٌ صَيَّادٌ [A man accustomed to, or in the habit of, taking, capturing, catching, snaring, or trapping, game, i. e. any kind of wild animals, or the like, fowl, &c., or fish; a sportsman; a hunter, a fowler, or a fisherman: see 1, second sentence]: (Msb:) and ↓ صَيُودٌ signifies the same as صَيَّادٌ: (K:) you say كَلْبٌ صَيُودٌ [A dog used for hunting]: (S, A:) and صَقْرٌ صَيُودٌ [A hawk used for catching game]: and the same epithet is applied to a female: (M:) its pl. is صُيُدٌ (S, M, A) and صِيدٌ; (Yoo, Sb, S, M;) the latter of the dial. of those, (S, M,) namely, the tribe of Temeem, (M,) who say رُسْلٌ [for رُسُلٌ]; (S, M;) the ص being with kesr in order that the ى may be preserved unchanged. (S.) b2: See also أَصْيَدُ, last sentence.

صَائِدٌ, applied to a man, Practising الصَّيْد [i. e. the taking, capturing, or catching, &c., of game, or any kind of wild animals, or the like, fowl, &c., or fish; hunting, fowling, or fishing: see 1, second sentence]. (Mgh, Msb.) b2: الصَّائِدُ in the dial. of El-Yemen signifies The shank; syn. السَّاقُ. (M.) صَيُّودٌ, like تَنُّورٌ [in measure], An arrow going right, or hitting the mark. (K.) أَصْيَدُ [More, or most, wont, or able, to take, or capture, or catch, game, or prey]. أَصْيَدُ مِنْ لَيْثِ عِفِرِّينَ وَمِنْ ضَيْوَنٍ [More wont, or able, to capture prey than the lion of 'Ifirreen and than the he-cat] is a prov. (Meyd.) A2: Also A camel having the disease termed صَيَد; (S, M, A, L;) and so ↓ صَادٌ, for ذُو صَادٍ, (L, K,) like مَالٌ for ذُو مَالٍ, (L,) or for ↓ صَيِدٌ: (L:) pl. of the first صِيدٌ. (L.) [Hence,] (assumed tropical:) A man unable to look aside, (S, M,) by reason of disease. (S.) (assumed tropical:) A man who raises his head by reason of pride. (S.) (tropical:) A king who looks not aside, (M, A,) to the right or left, by reason of his pride. (A.) (assumed tropical:) A king: (K:) originally used in relation to a camel, and a king is so called because he raises his head by reason of pride, or because he does not look to the right or left. (S.) And A man having an inclining, or a bending, neck. (K, TA.) b2: الأَصْيَدُ (assumed tropical:) The lion; (K;) because he walks proudly, not looking aside, as though he had the disease termed صَيَد; (TA;) as also ↓ المُصْطَادُ [as act. part. n. of 8]; and ↓ الصَّادُ; (K, TA;) thus likened to a camel having the disease above mentioned; or, as in some copies of the K, not الصَّادُ, but ↓ الصَيَّادُ. (TA.) مَصَادٌ and ↓ مُصْطَادٌ and ↓ مُتَصَيَّدٌ [A place of taking, capturing, or catching, &c., of game, or any kind of wild animals, or the like, fowl, &c., or fish; a place of hunting, fowling, or fishing]. (A. [The meaning is there indicated by the context, but not expressed.]) A2: مَصَادٌ also signifies The upper, or highest, part of a mountain. (MF, from Aboo-'Alee El-Yoosee. [But this, accord. to the S &c., belongs to art. مصد.]) مَصْيَدٌ and مِصْيَدٌ: see مِصْيَدَةٌ.

مَصِيدٌ pass. part. n. of 1: (Mgh, Msb:) see صَيْدٌ.

مِصْيَدَةٌ (S, M, A, Msb, K) and مَصْيَدَةٌ (M, and so in the handwriting of Az accord. to the L) and ↓ مِصْيَدٌ (S, L, Msb, K) and ↓ مَصْيَدٌ (so in the handwriting of Az accord. to the L) and ↓ مَصِيدَةٌ (M, Msb, K) A thing used for the purpose of الصَّيْد [or the taking, capturing, or catching, &c., of game, or any kind of wild animals, or the like, fowl, &c., or fish]; (T, S, M, A, Msb, K;) a snare, trap, gin, or net; (MA in explanation of the first and last;) [the first and third said by Golius, on the authority of Meyd, to be applied peculiarly to a net; but all signify also any kind of trap: see شَهْمٌ:] pl. مَصَايِدُ, without ء. (L, Msb.) مَصِيدَةٌ: see the next preceding paragraph.

مُصْطَادٌ: see أَصْيَدُ: b2: and see also مَصَادٌ.

مُتَصَيَّدٌ: see مَصَادٌ.
(صيد) صيدا كَانَ أَو صَار أصيد
صيد: {الصيد}: ما كان ممتنعا من الحيوان ولم يكن له مالك وكان حلالا أكله.
الصيد: ما توحش بجناحه أو بقوائمه، مأكولًا كان أو غير مأكول، ولا يؤخذ إلا بحيلة. 
(ص ي د) : (الصَّيْدُ) مَصْدَرُ صَادَهُ إذَا أَخَذَهُ فَهُوَ صَائِدٌ وَذَاكَ مَصِيدٌ (وَالْمِصْيَدَةُ) بِالْكَسْرِ الْآلَةُ وَالْجَمْعُ مَصَائِدُ وَيُسَمَّى الْمَصِيدُ صَيْدًا فَيُجْمَعُ صُيُودًا وَهُوَ كُلُّ مُمْتَنِعٍ مُتَوَحِّشٍ طَبْعًا لَا يُمْكِنُ أَخْذُهُ إلَّا بِحِيلَةٍ (وَالِاصْطِيَادُ) افْتِعَالٌ مِنْهُ.
ص ي د: (صَادَهُ) يَصِيدُهُ وَيَصَادُهُ (صَيْدًا اصْطَادَهُ) . وَ (الصَّيْدُ) أَيْضًا الْمَصِيدُ. وَخَرَجَ فُلَانٌ (يَتَصَيَّدُ) . وَ (الْمِصْيَدُ) وَ (الْمِصْيَدَةُ) بِالْكَسْرِ مَا يُصَادُ بِهِ. وَكَلْبٌ (صَيُودٌ) بِالْفَتْحِ وَكِلَابٌ (صُيُدٌ) بِضَمَّتَيْنِ وَ (صِيدٌ) أَيْضًا بِالْكَسْرِ. وَ (صَيْدَاءُ) بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ اسْمُ بَلَدٍ. 

صيد


صَيِدَ(n. ac. صَيَد)
a. Tossed his head, held his head high.

تَصَيَّدَa. see I
إِصْتَيَدَ
(ط)
a. see I
صَيْدa. Hunting; hunt.
b. Fishing, angling.
c. Game; prey, booty.

صَادa. Copper; brass.
b. Catarrhal flux ( of a camel ).
أَصْيَد []
a. Proud, haughty.
b. Prince, king.

مَصِيْد []
a. Game.

مِصْيَد []
مِصْيَدَة [ 20t ] (pl.
مَصَائِد [] )
a. Snare, net; trap.

صَائِد []
a. see 28
صَيُوْد [] (pl.
صِيْد [ ]صُيُد [ ])
a. see 28
صَيَّاد [] ( pl.
reg. )
a. Hunter, sportsman; trapper; fowler.
b. Fisher, angler.

صَيْدَان []
a. Copper.
b. Gold.

صَيْدَانَة []
a. Hag, fury, shrew, vixen.

صَيْدَآء []
a. Hard ground.
b. Saīda (city).
صَيْدَلَة
a. Pharmacy.

صَيْدَلَانِيّ
a. Druggist, pharmacist, apothecary.

صَيْدَح
a. see under
صَدَحَ
ص ي د : صَادَ الرَّجُلُ الطَّيْرَ وَغَيْرَهُ يَصِيدُهُ صَيْدًا فَالطَّيْرُ مَصِيدٌ وَالرَّجُلَ صَائِدٌ وَصَيَّادٌ قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ يُقَالُ صَادَ يُصَادُ وَبَاتَ يَبَاتُ وَعَافَ يَعَافُ وَخَالَ الْغَيْثَ يَخَالُهُ لُغَةً فِي يَفْعِلُ بِالْكَسْرِ فِي الْكُلِّ وَسُمِّيَ مَا يُصَادُ صَيْدًا إمَّا فَعْلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَإِمَّا تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ وَالْجَمْعُ صُيُودٌ وَاصْطَادَهُ مِثْلُ صَادَهُ وَالْمَصِيدَةُ وِزَانُ كَرِيمَةٍ وَالْمِصْيَدَةُ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَسُكُونِ الصَّادِ وَالْمِصْيَدُ بِحَذْفِ الْهَاءِ أَيْضًا آلَةُ الصَّيْدِ وَالْجَمْعُ مَصَايِدُ بِغَيْرِ هَمْزٍ. 
صيد
الصَّيْدُ: مَعْرُوفٌ.
والمصْيَدَةُ: التي يُصَادُ بها. ويقولون: صِدْنا كَمْاَةً، وصِدْنا ماءَ المَطَرِ. وصادَ يَصَادُ: بمعنى يَصِيْدُ.
وفي المَثَلِ: " صَيْدَكَ لا تُــحْرَمــه "، و " الحَرِيْصُ يَصِيْدُكَ لا الجَوَاد "، ويقولون: " اقْصِدِي تَصِيْدِي " للرجُلِ يَعْدِلُ عن الحَق فيُؤْمَرُ بتَوَخِّيه.
وأصَدْتَني مُنْذُ اليوم إصَادَةً: أي آذَيْتَني.
والصيَدُ: مَصْدَرُ الأصْيَدِ؛ وهوِ الذي لا يَلْتَفِتُ إلى الناسِ يميناً وشِمالاً. والذي لا يَسْتَطِيعُ الالْتِفَاتَ من داءٍ أو نحْوِه، والفِعْلُ صَيِدَ يَصْيَدُ، والدّاء: الصيَدُ. والصَّيَدُ: الكِبْرُ أيضاً، وكذلك الصّادُ. وضَرْبٌ من النُحَاسِ. وداءٌ في الرأْس؛ وهو الدُّوَامُ. وصاد: حَرْفٌ، تَصْغِيرُها صُوَيْدَةٌ. والصيُوْدُ والصيْدَانَةُ من النسَاءِ: السيِّئةُ الخُلُقِ.
والصَّيْدَانُ: الذَهَبُ. وصَيْدَانُ الحَصن: صِغَارُها. وبَلْدَةٌ صَيْدَاءُ: لا ماءَ بها ولا شَجَرَ، وقيل: هي الأرْضُ الغَلِيْظَةُ. وحَصى المَسْجِدِ أيضاً. والحِجَارَةُ التي تُتَّخَذُ منها البِرَامُ. والهَضْبَةُ المُشْرِفَةُ.
والمَصَادُ: المَلْجَأُ.
ص ي د

صاده واصطاده وتصيده، وخرج إلى مصاده ومصطاده ومتصيده، وله مصيدة يصيد بها ومصايد. وكلب صيود، وكلاب صيد. وعنده قدور من الصاد وهو النحاس، ومن الصيداء والصيدان وهي حجارة البرام. قال حسان رضي الله تعالى عنه:

رأيت قدور الصاد حول بيوتنا ... قنابل دهماً في المحلة صيماً

وقال أبو ذؤيب:

وسود من الصيدان فيها مذانب ال ... نضار إذا لم نستفدها نعارها

وبعير أصيد، وبه صيد وصاد وهو داء بالعنق لا يستطيع أن يلتفت معه، ويقال: دواء الصيد الكيّ. قال:

قد كنت عن أعراض قوم مذودا ... أشفى المجانين وأكوى الأصيدا

ومن المجاز: صدنا الكمأة، وصدنا ماء المطر، وهو يصيد الناس بالمعروف. وفي مثل " صيدك لا تــحرمــه " إذا حثّه على انتهاز الفرصة. ويقال: " اقصدي تصيدي " أي توخّ الحقّ والعدل تصب حاجتك. وملك أصيد: لا يلتفت من زهوه يميناً ولا شمالاً، وملوك صيد، وبه صيد وصاد. قال منظور بن فروة:

أبريء ذا الصاد وأكوى الأشوسا

وقال:

إذا استطيرت من جفون الأغماد ... فقأن بالصقع يرابيع الصاد

وقال الحجاج لابن الجارود: إن في عنقك لصيداً لا يقيمه إلا السيف. وتقول: لأقيمن صيدك، ولأقبضن يدك.
صيد: صاد فلاناً: خدعه وغشه وخاتله واحتال عليه (ريشر 20: 503).
تصيَّد: فتَّش، نقبَّ (بوشر).
صَيْد. لا ينفر لهم صيد: انظرها في مادة نفر.
صَيْد. واحدته صَيْدة: أرنب (ألكالا).
صَيْد الفَمْ: داء الحفر وهو مرض يفسد الدم. (دومب ص89).
صَيْدَة: قنيصة، طريدة (بوشر).
صَيّدَة: فريسة (بوشر).
صَيْدَة: رجل يُغبن أو يُغش كثيراً (بوشر).
صَيْدَة: ما تصيده الشبكة (بوشر).
صِيدات (جمع): أقمشة من الحرير. ففي النويري (مصر 2: 171و) في كلامه عن خيمة بركة الواسعة: مستوردة من داخلها بالصيدات والخطاي.
كلب صَيْدَيّ: كلب صيد (بوشر).
صِيَادَة: قنيصة، طريدة (هلو).
صَيَّاد: من يصيد الأرانب (ألكالا).
صَيَّاد سمك: بلشون، مالك الحزين (بوشر).
الصيادة: كواسر الطير وجوارحها (باين سميث 137).
الصياد عند العامة شبكة في مجرى الماء لتمسك ما يقع فيه من الأقذاء فلا ينفذ منها إلا الشيء النقي الصافي (محيط المحيط).
صائِدَة (بالأسبانية zaida) ومعناها صنف من البلشون، مالك الحزين، أو صنف من صغار الكركي.
أصيد: وتجمع على صِيد (محيط المحيط، أخبار ص49، المقريّ 3: 62) وأصايد (تاريخ البربر 2: 401).
مَصِيد: شباك صيد السمك (تاريخ البربر 1: 412).
مَصِيدة: وجمعها مَصِيدات: نزهة صيد (معجم أبو الفداء).
مَصْيَدة (بفتح الميم وكسرها) ومَصِيدة: مصيدة الفيران (دومب ص95) ويقال: مصيدة فقط (الكالا، بوشر) ومصيدة للخلد: فخّ الخُلْد (بوشر).
مصيدة: شبكة الصيد (بوشر).
مُتصيّد (انظر لين) وجمعه متصيّدات: موضع الصيد. (تاريخ جوكتان ص42، ابن بطوطة 3: 383) وقل مُتَصيَّد كما في الفخري (ص314).
مُتَصيَّد: موضع صيد السمك (البكري ص105).
صيدل صَيْدَلة: أدوية. ففي شكوري (ص209 و): وكان أميناً في المارستان على الخزانة التي فيها الصيدلة.
صَيْدَلانيّ: صفة صنف من الخرنوب (ابن البيطار 1: 355).
[صيد] صادَهُ يَصيدُهُ ويَصادُهُ صَيْداً، أي اصطاده والصَيْدُ أيضاً: المَصيدُ. وخَرَجَ فلانٌ يَتَصَيَّدُ. والمِصْيَدُ والمِصْيَدَةُ بالكسر: ما يُصادُ به. وكَلْبٌ صَيودٌ، وكلاب صيد وصيد أيضا في لغة من يخفف الرسل ويكسر الصاد لتسلم الياء. والصيد، بالتحريك: مصدر الأَصْيَدِ، وهو الذي يرفع رأسه كِبْراً. ومنه قيل للملك أصيد. وأصله في البعير يكون به داء في رأسه فيرفعه. ويقال: إنما قيل للملك أصيد لأنه لا يتلفت يميناً ولا شمالاً. وكذلك الذي لايستطيع الالتفات من داء. تقول منه صيد: بكسر الياء. وإنما صحت الياء فيه لصحتها في أصله لتدلَّ عليه وهو اصيد بالتشديد. وكذلك اعور لان عور اعور معناهما واحد، وإنما حذفت منه الزوائد للتخفيف، ولولا ذلك لقلت صاد وعار، وقلبت الواو ألفا كما قلبتها في خاف. والدليل على أنه افعل، مجئ أخواته على هذا في الالوان والعيوب، نحو اسود واحمر. وإنما قالوا: عور وعرج للتخفيف. وكذلك قياس عمى وإن لم يسمع، ولهذا لا يقال من هذا الباب ما أفعله في التعجب، لان أصله يزيد على الثلاثي، ولا يمكن بناء الرباعي من الرباعي، وإنما يبنى الوزن الاكثر من الاقل. والصاد: الصفر والنحاس. قال حسّان: رَأَيْتُ قُدورَ الصادِ حولَ بُيوتِنا * قَنابلَ دُهْماً في المَباَءةِ صُيَّما - والصادِيُّ منسوبٌ إليه. والصَيْدانُ بالفتح: بِرامُ الحِجارة. قال أبو ذؤيْب: وسودٍ من الصَِيْدانِ فيها مَذانِبٌ * نُضَارٌ إذا لم نستفدها نعارها - وأما الحجارة التى تعمل منها القدورُ فهي الصَيْداءُ. والصيداء : الارض الغليظة. وصيداء: اسم بلد. وبنو الصيداء: بطن من بنى أسد. قال ابن السكيت: الصَيْدانَةُ: الغولُ. قال: والصَيْدانَةُ من النساء: السيِّئةُ الخُلْقُ الكثيرةُ الكلام.
ص ي د

صادَه صَيْداً وتَصَيَّده واصْطَادَهُ وصادَهُ له وصادَهُ إيّاه وصادَ المكانَ واصطادَه صَادَ فيه قال (أحَبُّ ما اصْطَادَ مكانُ تَخْلِيَهْ ... )

وقيل إنه جَعَلَ المكانَ مُصْطاداً كما يُصَاد الوَحْشُ قال سيبَوَيْهِ ومن كلامِ العربِ صِدْنَا قَنَوَيْنِ يريد وحْشَ قَنَوَيْنِ وإنًّما قَنَوانِ اسْمُ أرضِ والصَّيْدُ ما تُصَيِّدَ وقوله تعالى {أحل لكم صيد البحر وطعامه} المائدة 96 يجوز أن يُعْنَى به عَيْنُ المُتَصَيَّدِ ويجوز أن يكونَ على قولِهِ صِدْنا قَنَوِيْنِ أي صِدْنا وَحْشَ قَنَوَيْن وقال ابنُ جِنِّي وُضِع المصدرُ موضعَ المَفْعولِ وقِيلَ كلُّ وَحْشٍ صَيْدٌ صِيدَ أو لم يُصَد حكاه ابنُ الأعرابيِّ وهذا قولٌ شاذٌّ والمَصيدَةُ والمِصْيَدَةُ كلُّه ما صِدْتَ به وحكَى ابنُ الأعرابيِّ صِدْنا كَمْأَةً قال وهو من جيِّد كلامِ العربِ ولم يُفَسِّرْه وعندي أنه يريدُ اسْتَثَرْنا كما يُسْتَثارُ الوَحْشُ وحكى ثعلبٌ صِدْنا ماءَ السَّماءِ أي أخذْناه وقولُه

(إلى العَلَمَيْن أَدْهَمَ الهَمُّ والمُنَى ... )

يريدُ الفُؤادُ وَحْشَهَا فيُصَادُها فسَّره ثعلبٌ فقال العَلَمان اسمُ امرأةٍ يقول أريدُ أن أنْساها فلا أَقْدِرُ على ذلك ولم يَزِدْ على هذا وصَقْر صَيُودٌ وكذلك الأُنْثَى والجمعُ صُيُدٌ وحكَى سيبَوَيْهِ عن يُونُسَ صِيدٌ وذلك فيمن قالَ رُسْلٌ وهي اللغةُ التَّميميَّةُ والصَّيُودُ من النِّساءِ السَّيِّئةُ الخُلُق والأَصْيَدُ الذي لا يَسْتطيعُ الاْلتِفاتَ وقد صِيدَ صَيَداً وصَادَ ومَلِكٌ أصْيَدُ لا يَلْتَفِتُ والاسمُ الصَّادُ والصَّيَدُ داءٌ يُصِيبُ البَعيرَ في رأسِه فيَلْوِي عُنُقَه وقيل هو داءٌ يَرْفَعُ له رأسَهُ صِيدَ صَيَداً وهو أَصْيَدُ وأصْيَدَ اللهُ بَعِيرَهُ قال سيبَوَيْهِ لم يُعِلُّوا الياءَ حين لَحِقَتْه الزِّيادةُ لأنهم كانوا لا يُعِلُّونَه قبل الزّيَادَةِ وإن لم يَقُولُوا اصْيَدَّ تَشْبِيها له بَعوِرَ والصَّادُ عِرْق بينَ العَيْنِ والأَنْفِ والصَّادُ النُّحاسُ وقيل الصَّادُ قُدُورُ النُّحاسِ قال حسانُ بن ثابتٍ

(رأيتُ قُدُورَ الصَّادِ حَوْلَ بُيُوتِنا ... قَبَائِلَ سُحْماً في المَحِلّةِ صُيَّما)

والجمعُ صِيدانٌ وقيلَ الصَّادُ الصُّفْرُ نَفْسُه والصَّيْداءُ حَجَرٌ أبيضُ يُعْمَلُ منه البِرامُ والصَّيْداءُ أرضٌ غليظةٌ ذات حِجارةٍ وبَنُو الصَّيداءِ حيٌّ وصَيْدَاءُ موضِعٌ وقيل ماءٌ بِعَيْنِه والصَّائدُ السَّاقُ بِلُغةِ أهلِ اليَمَنِ
[صيد] فيه: أشرتم أو "أصدتم"، من أصدته إذا حملته على الصيد وأغريته به. ن: أصدتم روى بتخفيف صاد أي أمرتم بالصيد- وبتشديدها؛ وروى: صدت. نه: وفيه: إنا "أصدنا" حمار وحش - بصاد مشددة، أصله: اصطدنا، كاصبر في اصطبر فأدغم بالقلب وهو افتعل من الصيد. ك: هو بوصل همزة افتعلنا، وروى: أصدنا - بفتح همزة وخفة صاد من الإصادة: إثارة الصيد. نه: وفيه: إنك كتون لفوت "صيود"، أي تصيد شيئًا من زوجها. وقال لعلي: أنت الذائد عن حوضي تذود عنه الرجال كما يذاد البعير "الصاد"، أي الذي به صيد وهو داء يصيب الإبل في رؤسها فتسيل أنوفها وترفع رؤسها ولا تقدر أن تلوي أعناقها، بعير صاد أي ذو صاد كرجل مال أي ذو مال، ويجوز أن يروى بكسر دال اسم فاعل من الصدى: العطش. در: الفارسي: حذفت الياء من الصادي في الوقف. نه: ومنه: إني رجل "أصيد" أفأصلي في قميص واحد؟ فقال صلى الله عليه وسلم: نعم، وأزرره، وهو من في رقبته علة لا يمكنه الالتفات معها، والمشهور: أصيد، من الاصطياد. ط: فإن الصياد يطلب الخفة وربما يمنعه الإزار من العدو خلف الصيد. نه: وفي ح جابر: كان يحلف أن ابن "صياد" الدجال، قد اختلفوا فيه كثيرًا وهو رجل من اليهود أو دخيل فيهم، اسمه ضاف، وكان عنده شيء من الكهانة أو السحر، وجملة أمره أنه كان فتنة امتحن الله به المؤمنين "ليهلك من هلك عن بينة ويحيي من حي عن بينة"، ثم إنه مات بالمدينة في الأكثر، وقيل: فد يوم الحرة. ك: كان يتكهن فيصدق أحيانًا ويكذب وشاع حديثه وتحدث أنه الدجال واستشكل أمره ولم يبين الله شيئًا من أمره فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يسلك طريقًا يختبر حاله بها ويبين أنه من الكهان، قوله:على لغة: ألم يأتيك. ك: الظاهر جزم يصاد، فلعله عطف على معنى لا يصيدونه. وباب "التصيد" على الجبال، قصد به التنبيه على أن المشقة للصيد وطلبه جائز وإن لم يكن لضرورة إليه بشرط أن لا يخرج عن حد الجواز. ن: إنى "أصدت" بفتح صاد مخففة ويقال بتشديدها، وروى: صدت، ومعي منه أي من الصيد فاضلة.

صيد: صاد الصَّيْدَ يَصِيدُه ويَصادُه صَيْداً إِذا أَخذه وتَصَيَّدَه

واصْطادَه وصادَه إِياه. يقال: صِدْتُ فلاناً صَيْداً إِذا صِدْتَه له،

كقولك بَغيتُه حاجة أَي بَغَيْتُها له. صادَ المكانَ واصْطادَه: صادَ فيه؛

قال:

أَحَبُّ ما اصْطادَ مكانُ تَخْلِيَه

وقيل: إِنه جَعَلَ المكانَ مُصْطاداً كما يُصْطادُ الوَحْش. قال سيبويه:

ومن كلام العرب صِدْنا قَنَوَيْن؛ يريد صدنا وحْشَ قَنَوَيْن، وإِنما

قَنوان اسم أَرض.

والصَّيْدُ: ما تُصُيِّدَ. وقوله تعالى: أُحِلَّ لكم صَيْدُ البحرِ

وطَعامُهُ؛ يجوز أَن يُعْنَى به عَيْنُ المُتَصيَّد، ويجوز أَن يكون على قوله

صِدْنا قَنَوَين أَي صِدْنا وَحش قنوين. قال ابن سيده: قال ابن جني:

وُضِعَ المَصْدَرُ مَوْضِعَ المَفْعُول، وقيل: كلُّ وحش صَيْدٌ، صِيدَ أَو

لم يُصَدْ؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ قال ابن سيده: وهذا قول شاذ. وقد تكرر في

الحديث ذِكْر الصَّيْد اسماً وفِعْلاً ومصدراً، يقال: صادَ يَصِيدُ

صَيْداً، فهو صائِد ومَصِيد. وقد يَقَعُ الصَّيْدُ على المَصِيد نَفْسِه

تَسْمِيَةً بالمصدر؛ كقوله تعالى: لا تقتلوا الصَّيْدَ وأَنتم حُرُم؛ قيل: لا

يقال للشيء صَيْدٌ حتى يكون ممتنعاً حلالاً لا مالك له.

وفي حديث أَبي قتادة قال له: أَصَدْتُمْ؛ يقال: أَصَدْتُ غيري إِذا

حَمَلْتَه على الصَّيْدِ وأَغْرَيْتَه به. وفي الحديث: إِنا اصَّدْنا حِمار

وَحْش؛ قال ابن الأَثير: هكذا يروى بصاد مشدّدة، وأَصلُه اصْطَدنْا فقلبت

الطاء صاداً وأُدغمت مثل اصْطَبر، وأَصل الطاء مبدلة من تاء افْتَعَل.

والمَصِيدَةُ والمِصْيَدَةُ والمَصْيَدَة كله: التي يُصادُ بها، وهي من

بنات الياء المعتلة، وجمعها مَصايِدُ، بلا همز، مثل معايِشَ جمع

مَعِيشَة. المِصيَدُ والمِصْيَدة، بالكسر: ما يُصادُ به. وبخط الأَزهري:

المَصْيَدُ والمَصْيَدَة، بالفتح.

وحكى ابن الأَعرابي: صِدْنا كَمْأَةً، قال: وهو من جيد كلام العرب، ولم

يفسره. قال ابن سيده: وعندي أَنه يريد استَثَرْنا كما يُسْتَثارُ الوحش.

وحكى ثعلب: صِدْنا ماءَ السماءِ أَي أَخَدْناه. التهذيب: والعرب تقول

خَرَجْنا نَصِيدُ بَيْضَ النعام ونَصِيدُ الكَمْأَةَ والافْتِعالُ منه

الاصْطِيادُ. يقال: اصْطادَ يَصْطادُ فهو مُصْطاد، والمَصِيدُ مُصْطادٌ

أَيضاً. وخرج فلان يَتَصَيَّدُ الوَحْش أَي يطلب صيدها؛ قال ابن سيده: وأَما

قول الشاعر:

إِلى العَلَمَيْن أَدْهَمَ الهَمُّ والمُنى،

يُرِيدُ الفُؤَادُ وَحْشَها فُيصَادُها

قال: فسره ثعلب فقال: العَلَمان اسم امرأَة؛ يقول: أُريد أَن أَنساها

فلا أَقْدِرُ على ذلك، ولم يزد على هذا التفسير. وكلب وصقر صَيُود وكذلك

الأُنثى والجمع صُيُد. قال: وحكى سيبويه عن يونس صِيدٌ أَيضاً، وكذلك فيمن

قال رُسْل مخففاً؛ قال: وهي اللغة التميمية وتُكْسَرُ الصاد لتسلم

الياء.والصَّيُودُ من النساء: السيئة الخُلُق. وفي حديث الحجاج: قال لامرأَةٍ:

إِنَّك كَنُونٌ كَفُوتٌ صَيُودٌ؛ أَراد أَنها تَصِيدُ شيئاً من زوجها،

وفَعُولٌ من أَبْنِية المُبالغة.

والأَصْيَد: الذي لا يَسْتَطِيعُ الالتفاتَ، وقد صَيِدَ صَيَداً وصادَ،

ومَلِكٌ أَصْيَدُ، وأَصْيَدَ الله بَعيرَهُ؛ قال ابن سيده: قال سيبويه:

لم يُعِلُّوا الياء حين لحقته الزيادة وإِن لم يقولوا اصْيَدَّ تشبيهاً له

بعَوِرَ.

والصادُ: عِرْق بين الأَنف والعين. ابن السكيت: الصادُ والصِّيد

والصَّيَدُ داءٌ يصيب الإِبل في رؤُوسها فيسيل من أُنوفِها مِثْلُ الزَّبَد

وتَسْمُو عند ذلك برؤُوسها. وفي الحديث أَنه قال لعليّ: أَنتَ الذائِدُ عن

حَوْضِي يومَ القيامةِ، تَذُودُ عنه الرجال كما يُذادُ البَعِيرُ الصادُ؛

يعني الذي به الصَّيَدُ وهو داء يصيب الإِبل في رؤُوسها فَتَسهيلُ أُنوفها

وترفَعُ رؤُوسَهَا ولا تقدر أَن تَلْوِيَ معه أَعناقها. يقال: بعير صادٌ

أَي ذو صادٍ، كما يقال: رجل مالٌ ويومٌ راحٌ أَي ذو مالٍ وريح. وقيل:

أَصلُ صادٍ صَيِد، بالكسر. قال ابن الأَثير: ويجوز أَن يروى صادٍ، بالكسر،

على أَنه اسم فاعل من الصَّدَى العطش.

قال: والصِّيدُ أَيضاً جمع الأَصْيَدِ.

وقال الليث وغيره: الصَّيَدُ مصْدَر الأَصْيَد، وهو الذي يرفع رأْسه

كِبْراً؛ ومنه قيل للمَلِك: أَصْيَدُ لأَنه لا يلتفت يميناً ولا شمالاً،

وكذلك الذي لا يستطيع الالتفات من داء، والفعل صَيِدَ، بالكسر، يَصْيدُ؛

قال: أَهل الحجاز يُثْبتون الياء والواو نحو صَيِدَ وعَوِرَ، وغيرهم يقول

صادَ يَصادُ وعار يعار. قال الجوهري: وإِنما صحت الياء فيه لصحتها في أَصله

لتدل عليه، وهو اصْيَدَّ، بالتشديد، وكذلك اعْوَرَّ لأَن عَوِرَ

واعْوَرَّ معناهما واحد، وإِنما حذفت منه الزوائد للتخفيف ولولا ذلك لقلت صادَ

وعارَ وقَلَبْتَ الواو أَلفاً كما قلبتها في خاف؛ قال: والدليل على أَنه

افْعَلَّ مجيءُ أَخواته على هذا في الأَلوان والعيوب نحو اسْوَدَّ

واحْمَرَّ، ولذا قالوا عَوِرَ وعَرِجَ للتخفيف، وكذلك قياس عَمِيَ وإِن لم يسمع،

ولهذا لا يقال من هذا الباب ما أَفعله في التعجب، لأَن أَصله يزيد على

الثلاثيّ ولا يمكن بناء الرباعيّ من الرباعيّ، وإِنما يبنى الوزن الأَكثر

من الأَقل. وفي حديث ابن الأَكوع: قلت لرسول الله، صلى الله عليه وسلم:

إِني رجل أَصْيَدُ، أَفَأُصَلِّي في القميص الواحد؟ قال: نعم وازْرُره

عليك ولو بشَوْكَةٍ؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية وهو الذي في رقبته

علة لا يمكنه الالتفات معها. قال: والمشهور إِني رجل أَصْيَدُ من

الاصطياد. قال: ودواءُ الصَّيَد أَن يُكْوَى مَوْضِعٌ بين عينيه فيذهب الصَّيَد؛

وأَنشد:

أَشْفي المَجانِينَ وأَكْوي الأَصْيَدا

والصَّادُ: النحاسُ؛ قال أَبو عبيد: الصادُ قدُور الصُّفْرِ والنحاس؛

قال حسان بن ثابت:

رَأَيْتُ قُدوُرَ الصادِ حَوْلَ بُيُوتِنا،

قبَائِلَ سُحْماً في المَحِلة صُيَّما

(* قوله «قبائل» في الأساس قنابل.)

والجمع صِيدانٌ، والصادِيُّ منسوب إِليه، وقيل: الصادُ الصُّفْرُ

نَفْسُه. وقال بعضهم: الصَّيْدانُ النُّحاس؛ وقال كعب:

وقِدْراً تَغْرَقُ الأَوْصالُ فِيه،

من الصَّيْدانِ، مُتْرَعَةً رَكودا

والصَّيْدانُ والصَّيْداءُ: حجر أَبيض تُعْمَلُ منه البِرامُ. غيره:

والصِّيْدان، بالفتح، بِرامُ الحجارة؛ قال أَبو ذؤيب:

وسُودٍ منَ الصَّيْدانِ فيها مَذانِبٌ

نُضارٌ، إِذا لم نَسْتَفِدها نُعارُها

قال ابن بري: ويروى هذا البيت بفتح الصاد من الصَّيْدان وكسرها، فمن

فتحها جعل الصَّيْدان جمع صَيْدانة، فيكون من باب تمر وتمرة، ومن كسرها

جعلها جمع صاد للنحاس، ويكون صادٌ وصيدانٌ بمنزلة تاج وتيجان. وقوله فيها

مذانِبُ نُضارٌ، يريد فيها مغارِفُ معمولة من النُّضار، وهو شجر معروف.

قال: وأَما الحجارة التي تُعمل منها القُدور فهي الصَّيْداءُ، بالمدّ.

وقال النضر: الصَّيداءُ الأَرض التي تُرْبتها حمراء غليظة الحجارة مستوية

بالأَرض. وقال أَبو وَجُزةَ: الصَّيْداء الحصى؛ قال الشماخ:

حَذاها مِنَ الصَّيْداءِ نَعْلاً طِراقُها

حَوامي الكُراع المُؤْيَداتِ المعاور

أَي حذاها حوّة

(* قوله «حوة» كذا بالأصل المعوّل عليه والذي لياقوت في

معجمه حرة، بالراء.) نِعالها الصخور. أَبو عمرو: الصَّيْداءُ الأَرض

المستوية إِذا كان فيها حصر فهي قاع؛ قال: ويكون في البُرْمَةِ صَيْدانٌ

وصيداء يكون فيها كهيئة بريق الذهب والفضة، وأَجوده ما كان كالذهب؛

وأَنشد:طِلْحٌ كَضاحِيَة الصَّيْداء مَهْزُولُ

وصَيْدان الحصى: صغارها. والصَّيْداء: أَرْضٌ عَليظَةٌ ذاتُ حجارة.

وبنو الصَّيْداءِ: حيّ من بني أَسَد. وصَيْداء: موضع؛ وقيل: ماء بعينه.

والصائد: السّاقُ بلغة أَهل اليمن.

ابن السكيت: والصَّيْدانَةُ الغول. والصَّيْدانَةُ من النساء:

السَّيّئَةُ الخُلُق الكثيرة الكلام. وفي حديث جابر: كان يحلف أَنَّ ابنَ صَيَّادٍ

الدجالُ، وقد اختلف الناس فيه كثيراً. وهو رجل من اليهود أَو دَخِيلٌ

فيهم، واسمه صافُ فيما قيل، وكان عنده شيء من الكَهانَة أَو السِّحْر،

وجملة أَمره أَنه كان فِتْنَةً امْتَحَن اللهُ به عباده المؤمنين ليَهْلِكَ

مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيّنَة ويحيا مَنْ حَيَّ عن بينة، ثم إِنه مات بالمدينة

في الأَكثر، وقيل إِنه فُقِدَ يوم الحَرَّة فلم يجدوه، والله أَعلم.

صيد
: ( {صادَهُ} يَصِيدُه) ، كباع يَبِيعُ، (! ويَصَادُه) ، كهَابَ يَهَاب، بكسرِ العَيْنِ فِي الْمَاضِي، وفتحهَا فِي الْمُضَارع، كَمَا صرَّحَ بِهِ ابنُ الأَعرابيِّ وغيرُه: ( {اصطادَه) ، فَسَّرَ بالأَشْهَر، أَي أَخَذَه من الحِبَالةِ، أَو أَوقَعَ فِي الشَّرَكِ.
(وخَرَجَ) فلانٌ (} يَتَصَيَّدُ) الوَحْشَ، أَي يَطْلُب {صَيْدَها.
(و) كلُّ وَحْشٍ} صَيْدٌ، {صِيدَ أَو لم} يُصَدْ، حَكَاهُ ابنُ الاعرَابيِّ. قَالَ ابْن سَيّده: وهاذا قولٌ شاذٌّ. وَقد تركَّرَ فِي الحديثِ ذِكْرُ {الصَّيْدِ، إسماً، وفعْلاً، ومصدراً، يُقَال:} صادَ {يَصِيدُ} صَيْداً فَهُوَ {صائِدٌ} ومَصِيدٌ. وَقد يَقَعُ (الصَّيْدُ) على ( {المَصِيدِ) نفْسِهِ، تَسميةً بِالْمَصْدَرِ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ} (الْمَائِدَة: 95) (أَو) لَا يُقَالُ للشيْءِ: صَيْدٌ إِلَّا (مَا كانَ مُمْتَنِعاً) حَلالاً، (وَلَا مالِكَ لَهُ) .
وَفِي قَوْله تَعَالَى: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ} (الْمَائِدَة: 96) نقل ابْن سَيّده، عَن ابْن جِنِّي أَنهُ وُضِعَ المَصْدَرُ مَوضِعَ المفعولِ.
(و) صَيْد: (جَبَلٌ عالٍ باليَمَنِ) ، نَقله الصاغانيُّ. (وَمِنْه نَقِيلُ صَيْد) : عَقَبَةٌ منسوبةٌ إِلى ذالك الجَبَلِ.
(} والصَّيْدَانُ) بِالْفَتْح: (النُّحَاسُ) وَقَالَ كَعْبٌ:
وقِدْراً تَغْرَقُ الأَوْصالُ فِيهِ
من {الصَّيْدَانِ مُتْرَعةً رَكُودَا
(و) فِي التّهذيب، عَن أَبي عَمْرٍ و: وَيكون فِي البُرْمَةِ} صَيْدَانٌ! وصَيْدَاءُ، يكونُ (فِيهَا) كهَيْئةِ بَريقِ (الذَّهَب) والفِضَّةِ، وأَجوَدُه مَا كَانَ كالذَّهَبِ.
(و) الصَّيْدانُ، بِالْفَتْح: (بِرَامُ الحِجَارَةِ) ، قَالَ أَبو ذُؤَيب:
وسُودٌ من الصَّيْدانِ يهَا مذانِبٌ
نُضَارٌ إِذَا لم نَسْتَفِدْهَا نُعَارُهَا
قَالَ ابْن بَرِّيَ: يُرْوَى هاذا البيتُ بِفَتْح الصَّاد من الصَّيْدَانِ وَكسرهَا، فمَن فَتَحَهَا جعَلَ الصَّيْدَانَ جَمْعَ {صَيْدانة، فَيكون من بابِ تَمْرٍ وتَمْرة، ومَن كَسَرها جَعَلَها جَمْعَ صادٍ للنُّحاسِ، وَيكون} صادٌ {وصِيدانٌ مِثْلَ تاجٍ وتِيجَانٍ.
(} والصَّيْدَانَةُ: الغُولُ) ، عَن ابْن السِّكِّيتِ. (و) من النّساءِ: (السيِّئةُ الخُلُقِ، والكثيرةُ الكلامِ) ، عَنهُ أَيضاً.
( {والصَّيْدَاءُ: الأَرضُ الغَلِيظةُ) ذاتُ حِجارةٍ. وَقَالَ النَّضر: الصَّيْدَاءُ: الأَرضُ الَّتِي تُرْبَتُها حَمْرَاءُ غَلِيظَةُ الحِجَارةِ، مستويةٌ بالأَرضِ.
وَقَالَ أَبو وَجْزَةَ، الصَّيْدَاءُ: الحَصَى
وَعَن أبي عَمْرو: ا} لصيداء الأَرْض المستوِيَةُ، وإِذا كَانَ فِيهَا حَصًى فَهِيَ قاعٌ.
(و) صَيْدَاءُ، بِلَا لامٍ: (د، بساحِلٍ الشامِ) من أَعمال دِمَشْقَ، شَرقِي صُورِ، بَينهمَا سِتَّةُ فراسِخَ. قَالَ فِي (المراصد) : وأَهلهَا يَقْصِرُونَ وَلَا يُعَرِّفون. مِنْهَا: الحافظُ أَبو الحُسَين مُحَمَّد بن أَحمد بِن جُمَيع الغَسّانِيّ، صَاحب المسْنَد، مولده {بِصَيْدَاءَ سنة 305 هـ. وَتُوفِّي سنة 406 هـ.
(وآخَرُ بِحَوْرَانَ) وَفِي (المراصد) : وَيُقَال فِيهِ صَدَّاءُ، بحذْف الياءِ.
(و) صَيْدَاءُ (لغةٌ فِي صَدْآءَ) وصدَّاءَ: (اسمُ رَكِيَّة) ، مَرَّ ذِكْرُها فِي الْهَمْز، وَفِي: سعد، قَرِيبا.
(و) صَيْدَاءُ: اسمُ (امرأَةِ شَبَّبَ بهَا ذُو الرُّمَّةِ) الشاعِرُ المشهورُ، فَقَالَ:
وإِنَّ هَوَى صَيْدَاءَ فِي ذَاتِ نَفْسِهِ
سَائِرِ أَسبابِ الصَّبَابةِ رَاجِحُ
(و) الصَّيْداءُ: (أَحجارٌ) بِيضٌ (تُعْمَلُ مِنْهَا القُدُورُ) ،} كالصَّيْدانِ.
(وبَنُو الصَّيْداءِ: بَطْنٌ من أَسَدِ) بنِ خُزَيْمَةَ، وَهُوَ عَمْرو بن قُعَيْن بنِ الْحَارِث بن ثَعْلَبَة بن دُودانَ بن أَسَدٍ، مِنْهُم أَبو قُرَّة الأَسديُّ، وشَيخُ ابْن عُمَيْرَة بن حَسّان.
كتاب م كتاب ( {والمِصْيَدُ} والمِصْيَدَةُ، بكسرهما) ، هاكذا فِي الصّحاح، وبخطّ الأَزهريّ: بفتحهما. ( {والمَصِيدَةُ كمَعِيشة) ، ووزنَهُ فِي المصباحِ بِكَريمةٍ، وَفِيه نَظَرٌ. (مَا} يُصادُ بِهِ) ، وَهِي من بَنَات الياءِ المُعْتَلَّةِ، وَجَمعهَا، {مَصَايِدُ، بِلَا هَمْزٍ، مثل: مَعَايِشَ.
(و) يُقَال: (} صِدْتُ فُلاناً {صَيْداً، إِذا} صِدْتَهُ لَهُ) ، كَقَوْلِك بَغَيْتُه حَاجَة، أَي بَغَيْتُهَا لَهُ.
(و) مِنَ المَجَازِ: صِدْت فُلاناً، (إِذا جَعَلْتَهُ {أَصْيَدَ) ، عَن الصاغانيّ، (أَي مائِلَ العُنُقِ، وَقد} صيِدَ كفَرِحَ ( {يَصْيَد} صَيَداً، قَالَ اللَّيْث: وأَهلُ الحِجَاز يُثْبِتُون الياءَ والوَاوَ، نَحْو صَيدَ وعَوِرَ وغيرُهم يَقُول: صادَ، وعَارَ. قَالَ الجوهريُّ: وإِنَّمَا صحّت الياءُ لِصِحَّتِها فِي أَصْله، لتدُلَّ عَلَيْهِ، وَهُوَ {اصْيَدَّ، بِالتَّشْدِيدِ، وكذالك اعْوَرَّ، لأَنّ عَوِر واعْوَرَّ مَعْنَاهُمَا وَاحِد، وإِنما حُذِفَت مِنْهُ الزّوائِدُ للتَّخفيفِ، وَلَوْلَا ذَلِك لقلتَ: صَاد وعار، وقلبتَ الْوَاو أَلِفاً، كَمَا قَلَبْتَهَا فِي خَافَ. قَالَ: وَالدَّلِيل على أَنه افْعَلَّ، مجيءُ أَخواتِه على هاذا فِي الأَلوان والعيوب، نَحْو: اسوَدَّ واحْمَرَّ، وإِنما قَالُوا: عَوِرَ وعَرِجَ للتَّخْفِيف، وكذالك قياسُ عَمِيَ، وإِن لم يُسْمَع، لهَذَا لَا يُقَال مِن هاذا البابِ: مَا أَفْعَلَه، فِي التعجُّبِ، لأَنَّ أَصلَه يَزِيدُ على الثلاثيِّ، وَلَا يُمكن بناءُ الرُّباعيِّ مِن الرُّباعيِّ، وإِنما يُبْنَى الوزنُ الأَكثرُ من الأَقلِّ. كَذَا فِي اللِّسَان.
(وابنُ} صائِدٍ، أَو! صَيَّادٍ: الَّذِي كَانَ يُظَنُّ أَنَّهُ الدَّجَّالُ) ، وَفِي حَدِيث جابِر: (كَانَ يَحْلِف أَن ابنَ صَيَّادٍ الدَّجَّالُ) وَقد اختلفَ الناسُ فِيهِ كثيرا، وَهُوَ رَجلٌ من اليَهودِ، أَو دَخِيلٌ فيهم، واسْمه صافُ فِيمَا قيل، وَكَانَ عِنْده شيْءٌ من الكَهَانة أَو السِّحر، وجُمْلَةُ أَمْرِه أَنه كَانَ فتْنَة امتَحن اللهُ بِها عِبادَهُ الْمُؤمنِينَ. {مَنْ هَلَكَ عَن بَيّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَىَّ عَن بَيّنَةٍ وَإِنَّ} (الْأَنْفَال: 42) ثمَّ إِنه مَاتَ بِالْمَدِينَةِ فِي الأَكثر، وَقيل إِنه فُقِدَ يومَ الحَرَّةِ فَلم يَجِدُوه. وَالله أَعلم.
(و) {الصَّيُودُ، كقَبُولٍ:} الصَّيَّادُ) ، يُقَال كلبٌ {صَيُودٌ، وصَقْرٌ صَيُودٌ، وكذالك الأُنثى، وَالْجمع:} صُيُدٌ. قَالَ الأَزهريُّ: وحكَى سِيبَوَيْهٍ عَن يُونُس: {صِيدٌ أَيضاً. وذالك فِيمَن قَالَ: رُسْلٌ، مُخَفَّفاً، قَالَ: وَهِي اللُّغَةُ التَّمِيمِيَّةُ، وتُكْسَرُ الصادُ لِتَسْلَم الياءُ.
(و) الصَّيُود: (فَرَسٌ مَشْهُورٌ) نَجِيبٌ.
(و) الصَّيُّود، (كَتَنّورٍ: سَهْمٌ صائِبٌ) ، عَن ابْن دُرَيْدٍ.
(} والصَّادُ! والصِّيدُ، بِالْكَسْرِ، ويُحرَّك) ، الثلاثةُ عَن ابْن السّكّيت: (داءٌ يُصِيبُ الإِبِلَ) فِي رُؤُوسها (فَتَسِيلُ) من (أُنُوفها) مثلُ الزَّبَدِ (فَتَسْمُو) عِنْد ذالك (برأْسِها) ، وَفِي بعض النّسخ: برؤُوسها، وَلَا تَقدرُ أَن تَلْوِيَ مَعَه أَعناقَها.
قَالَ ابنُ السِّكِّيت: هما لُغتانِ جَيِّدتان فِي المُحَرَّك.
(و) يُقَال: (بَعِيرٌ صادٌ، أَي ذُو صَاد) كَمَا يُقَال: رَجُلٌ مالٌ، وَيَوْم رَاحٌ، أَي ذُو مالٍ، ورِيحٍ. وَقيل أَصْلُ صادٍ: صَيِدٌ، بالسر قَالَ ابْن الأَثير: وَيجوز أَن يُرْوَى: صادٍ، بِالْكَسْرِ، على أَنه اسْم فاعِلٍ من الصَّدَى: العَطَشِ، قَالَ: والصِّيد أَيضاً جمع الأَصيَدِ.
(و) قَالَ أَبو عُبَيْد: (الصَّادُ) قُدورُ (الصُّفْرِ والنُّحَاسِ) ، وَقيل: الصَّادُ: الصُّفْرُ نَفْسُه. قَالَ حَسَّانُ بنُ ثابِت:
رَأَيْتُ قُدورَ الصَّادِ حَوْلَ بُيُوتِنا
قَنَابِلَ سُحْماً فِي المَحِلَّة صُيَّمَا
والجمْع: صِيدانٌ، كتاجٍ وتِيجانٍ، وَقَالَ بعضُهم: الصَّيْدَانُ: النُّحَاسُ: (أَو ضَرْبٌ مِنْهُ) .
(و) الصّادُ: (عِرْقٌ بينَ عَيْنَي البَعِيرِ) وأَنْفِهِ، (وَمِنْه يُصِيبُهُ الصَّيَدُ) فَلَا يَسْتَطِيع الالْتِفَاتَ، (ج: أَصْيادٌ) . و (جج) ، أَي جمع الْجمع: (أَصايِدُ) ، قَالَ حَجْلٌ مَولَى بني فَزارة:
وحيثُ تَلقَى الْهامةُ الأَصايِدَا
وَيُقَال: دَوَاءُ الصَّيَدِ الكَيُّ بينَ عَيْنَيه فيذهَب الصَّيَدُ.
(وأَصادَه: آذاه) ، قَالَ أَبو مَالك: يُقَال: أَصَدْتَنا منذُ اليَومِ إِصادةً، أَي آذَيْتَنا.
(و) أَصادَه: (دَاوَاهُ من الصَّيَدِ) بالكَيِّ فأَزَالَهُ، قَالَت الخنساءُ:
وَكَانَ أَبو حسَّانَ صَخْرٌ أَصادَها
ودوَّخَها بالسَّيْفِ حَتَّى أَقَرَّتِ
(ضِدٌّ) . وَفِيه نَظرٌ، قُلِبت الياءُ فيهمَا أَلفاً، على أَصْلِ الْقَاعِدَة.
(و) قَالَ اللَّيْث وَغَيره: الصَّيَدُ: مصدرُ (الأَصْيَدِ) وَهُوَ: (المَلِكُ) لَا يَلْتَفِتُ من زَهْوِه، يَميناً وَلَا شِمالاً (و) الأَصْيَد، أَيضاً: (رافعُ رأْسِهِ كِبْراً) ، وَهُوَ مَجَاز، وإِنما قيل للمَلِكِ: أَصْيَدُ لكَوْنه يَرفَعُ رأْسَه كِبْراً والأَصْيَدُ: الّذِي لَا يَستطيع الالتفاتَ (و) الأَصْيَد: (الأَسَدُ) ، لكَوْنه يَخْتَالُ فِي مِشْيَتِهِ وَلَا يَلْتَفِتُ، كأَنّه بِهِ صَيَدٌ، ( {كالمُصْطادِ والصَّادِ) ، على التّمثيل بالبَعِيرِ الصادِ، وَيُوجد فِي بعض النّسخ:} والصَّيَّاد، بتَشْديد التَّحْتِيَّة، وَهُوَ بعَيْنه نصُّ التكملة. وَهُوَ الصّوابُ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
{صادَ المكَانَ،} واصطادَهُ: صادَ فِيهِ، قَالَ:
أَحَبُّ مَا {اصْطادَ مَكَانُ تَخْلِيَه
وَقيل: إِنه جعل المكانَ} مُصْطاداً، كَمَا {يُصطاد الوحشُ.
قَالَ سِيبَوَيْهٍ: من كلامِ الْعَرَب:} صِدْنَا قَنَوَيْنِ، يُرِيد: صِدْنَا وَحْشَ قَنَوَيْن، وإِنما قَنَوَانِ: اسمُ أَرْضٍ. وَيُقَال: {أَصَدْتُ غَيْرِي، إِذا حَمَلْته على الصَّيْد، وأَغرَيْته بِهِ. وَفِي الحَدِيث: (إِنَّا} اصَّدْنا حِمارَ وَحْشٍ) ، قَالَ ابْن الأَثير: هاكذا يُروَى بصاد مشدَّدة، وأَصله {اصطَدْنا، مثل اصَّبَرَ فِي اصْطَبَر، وأَصْلُ التّاءِ مبدلةٌ من تاءِ افتعل. وَحكى ابْن الأَعرابيّ:} صِدْنا كَمْأَةً. قَالَ الأَزهريّ: وَهُوَ مِن جَيِّدِ كلامِ العَرَبِ، وَلم يفسِّره. قَالَ ابْن سَيّده: وَعِنْدِي أَنه يُرِيد: استَثَرْنا كَمَا يُسْتَثارُ الوَحْشُ.
وَحكى ثَعْلَب: صِدْنا ماءَ السَّمَاءِ، أَي أَخذْناه. وَفِي التَّهْذِيب: والعربُ تَقول. خَرَجْنَا {نَصِيد بَيْضَ النّعَامِ،} ونَصِيدُ الكَمْأَةَ. وكلُّ ذَلِك مجازٌ. {واصْطاد فَهُوَ مُصْطادٌ،} والمَصِيدُ مُصطادٌ أَيضاً.
{والصَّيُودُ، من النّساءِ، كصَبُور: السَّيِّئةُ الخُلُقِ. وَفِي حَدِيث الحجّاج: (قَالَ لامرأَةٍ إِنك كَتُونٌ، كَفُوتٌ، صَيُودٌ) ، أَراد أَنها} تَصِيدُ شَيْئاً من زَوْجِها. وفَعُولٌ من أَبنيةِ المبالغةِ.
{وأَصْيَد اللهُ بَعِيرَه.
} والصَّيْدَاءُ: الحَصَى.
{وصَيْدَانُ الحَصَى: صِغَارُهَا.
} والصَائِدُ: السَّاقُ، بلُغة أَهْل الْيمن.
وَمن الْمجَاز: هُوَ {يَصِيدُ النّاسَ بِالْمَعْرُوفِ. وي المثَل: (} صَيْدكَ لَا تُــحَرِّمْــه) حثّ على انتهازِ الفُرَص.
وَيُقَال (اقْتَصِدْ {تَصِدْ) أَي تَوَخَّ الحَقَّ والعَدْلَ تُصِبْ حاجَتَك. وَتقول: لأُقِيمَنَّ صَيَدَكَ، ولأَقْبِضَنَّ يَدَك. كَذَا فِي الأَساس.
} والمصاد: أَعلَى الجَبَلِ. نَقله شيخُنَا عَن أَبي عليّ اليُوسِيّ.
{الصائِدُ: بطن من هَمْدان، وَهُوَ كَعْب بن شُرَحبيل بن شَرَاحيل بن عَمْرو بن جُثَم بن حاشد، مِنْهُم أَبو ثُمَامَة زِيادُ بن عَمْرِو بن عَرِيب بن حَنْظلة بن دارِم بن عبد الله بن كَعْب} الصَّائِد، قُتِل مَعَ الحُسَين، رَضِي اللهُ عَنهُ، ذَكَرَه ابنُ الكلبيّ.
وَمِنْهُم عبد الرحمان بن عبدِ رَبِّ الكعبةِ، مَذْكُور فِي الطَّبَقَة الأُولى من أَهل الْكُوفَة، عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ، وَعنهُ الشَّعْبيّ، ذكره أَبو عليّ الغَسّانيّ.
! وأَصْيَدُ بن سَلَمَة السُّلَمِيّ، وقصّته فِي (الإِصابة) . وأَصْيَدُ بن عبد الله الهُذَليّ. وَقيل: الغِفَارِيُّ، لَهُ ذِكْرُ فِي حديثٍ مُنْقَطِعٍ، كَذَا فِي (التَّجريد) .
{والصَّيّادُ اشتهَر بِهِ أَبو بكرٍ مُحَمَّد بن أَحمد بن يُوسُف نب وَصيفٍ، صَدُوق ثِقَة، روى عَنهُ الطّيب الْبَغْدَادِيّ.
وأَبو الخَيْرِ} الصَّيَّادُ اليَمَنيُّ: أَحدُ الأَولياءِ المَشْهُورِينَ فِي عَصْر المصنِّف.
{والصَّيْدِ: السَمِكَ، يَمانيةٌ، سمِعْته مِمَّن أَثِقُ بِهِ من عَرَبِ اليَمَنِ.
} والصَّيَّاديَّةُ: أُرزٌ يُطْبَخُ بالسَّمَكِ، عامِّيَّةٌ.

قوم

ق و م

رأيت أقواماً وأقاويم. وقام قومة واحدة، وقيل لأبي الدّقيش: كم تصلّي الغداة؟ فقال: اصلي الغداة قومتين والمغرب ثلاث قومات. وبه قوام: يقوم كثيراً من خلفة به. وفلان يقام به، وقيم بفلان، وأقامه من مكانه، وأقاموا بالدار. وأقاموا عنها: ظعنوا. وهذا مقام الساقي، وهذا مقام الحيّ ومقامتهم، ودار مقامتهم. وقوم العود وأقامه فقام واستقام وتقوّم. ومحٌ قويمٌ. وقوّم المتاع واستقامه. وهو طيول القامة والقوام، وهم طوال القيم والقامات. وقبض على قائم السيف، وقوائم السيوف. وقامت الدابة على قوائمها. وهذه قائمة الخوان والسرير.

ومن المجاز: بكم قام عليك هذا المتاع، وقد قام عليّ بكذا. وقام بعيرك مائة دينار، والبعيران قاما ثمناً واحداً. ودينار قائم: سواء لا يرجح وميّال: يرجح شيأ، ودنانير قوّم وقيمٌ. وعين قائمة: ذهب بصرها والحدقة صحيحة. وإذا أهلك البرد بعض النبات أو الشجر قيل: منه هامدٌ ومنه قائم. وقام قائم الظّهيرة، وقام ميزان النهار. قال:

وذاب للشمس لعاب فنزل ... وقام ميزان النهار فاعتدل وما قام له ولا يقوم له إذا لم يطقه، وقام بي ظهري ويداي وعيناي وعروقي وكذلك كلّ شيء من بدنك إذا أوجعك. وقامت دابّته: انقطعت. وماء قائم: دائم. وقام على الأمر: دام وثبت. قال:

متحامل ملث الظلام إذا ... لغب الظنون وقام ذو الصّبر

وقام الأمير على الرعية: وليها. قال الشمّاخ:

يظل بصحراء البسيطة قائماً ... عليها قيام الفارسيّ المتوّج

يعني العير يملك أمر الأثتن. وأقام الشيء: أدامه. وما للافن قيمة: ثبات ودوام على الأمر وهو الحيّ القيّوم: الدائم الباقي. وهو قائم بالملك، وهم قامة الملك وساسته. وهو قيّم القوم. ودين قيّم. وقام الماء: جمد. وقامت السوق: نفقت، وأقامها الله. وقامت لعبة الشطرنج: صارت قائمةً. واستقوا على القامة وهي البكرة. ومضت قويمةٌ من الليل. وأتيت بعد قويمةٍ. وقام على غريمه: طالبه. " إلاّ ما دمت عليه قائماً ". ورفع الكرم بالقوائم والكرمة بالقائمة. وقام بين يدي الأمير بمقامة حسنة وبمقامات: بخطبة أو عظة أو غيرهما.
قوم

( {القَوْمُ: الجَمَاعَةُ من الرِّجَالِ والنِّساءِ مَعًا) ؛ لِأَن قَومَ كلِّ رَجُل شِيعَتُه وعَشِيرَتُه، (أَوِ الرِّجَالُ خَاصَّةً) دُونَ النِّسَاءِ لَا واحِدَ لَهُ من لَفْظِهِ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: ومنهُ قَولُه تَعَالَى: {لَا يسخر} قوم من قوم} ، ثمَّ قَالَ: {وَلَا نسَاء من نسَاء} أَي: فَلَو كَانَت النِّساءُ مِنَ القَوْمِ لم يَقُلْ: وَلَا نِساءٌ من نِسَاءٍ، وَقَالَ زُهَيْرٌ:
(وَمَا أَدْرِي وسَوفَ إخالُ أَدْرِي ... أَقومٌ آلُ حِصْنٍ أم نِساءُ)

وَمِنْه الحَدِيثُ: " فلْيُسَبِّحِ القَومُ ولتُصَفِّقِ النِّساء " قَالَ ابنُ الأَثِير: القَوْمُ فِي الأَصْلِ مَصْدر {قَامَ، ثمَّ غَلَبَ عَلَى الرَّجَالِ دُونَ النِّساءِ، وسُمُّوا بِذَلك لأَنهم} قَوَّامُون على النِّساءِ بالأُمُورِ الَّتِي لَيْس للنِّساءِ أَنْ {يَقُمْنَ بِهَا. ورُويَ عَن أَبِي العَبَّاس: النَّفَرُ والقَوْمُ والرَّهْطُ، هَؤُلاءِ مَعْنَاهُمْ الجَمْعُ لَا وَاحِدَ لَهم من لَفْظِهِمْ للرِّجَالِ دُونَ النِّساء، (أَوْ) رُبَّمَا (تَدْخُلُه النِّساءُ علَى) سَبِيل (تَبَعِيَّةٍ) ؛ لأنَّ قَومَ كلِّ نَبِيٍّ رِجالٌ ونِساءٌ قَالَه الجوهَرِيُّ، يُذكَّر (ويُؤَنَّثُ) ؛ لأنَّ أسماءَ الجُموعِ الَّتِي لَا وَاحِد لَهَا من لَفْظِها إِذا كَانَ للآدَمِيِّينَ يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ مثل: رَهْطٍ ونَفَرٍ وقَوْمٍ. قَالَ الله تَعالَى: {وَكذب بِهِ} قَوْمك} فذكَّرَ. وَقَالَ الله تَعالَى: {كذبت قوم نوح} فأَنَّثَ، قَالَ الجوهَرِيُّ: فإنْ صَغَّرْتَ لَمْ تُدْخِلْ فِيهَا الهَاءَ، وقُلْت: {قُوَيْمٌ ورُهَيْطٌ ونُفَيْرٌ، وإِنَّما يَلْحَقُ التّانيثُ فِعْلَهُ، وتَدْخُل الهَاءُ فِيمَا يَكُون لغَيْرِ الآدَمِيِّين مِثْلِ: الإِبِلِ والغَنَمِ؛ لأَنَّ التّأنيثَ لازِمٌ لَهُ، فأمّا جَمعُ التَّكْسِيرِ مِثالُ: مَسَاجِدَ وجِمَالٍ، وَإِن ذُكِّرَ وأُنِّثَ، فإنَّما تُريدُ الجَمْعَ إِذا ذَكَّرْتَ، وتُرِيدُ الجَماعَةَ إِذا أَنَّثْتَ. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: وقَولُه تَعَالَى: {كذبت قوم نوح الْمُرْسلين} إنّما أَنّثَ عَلَى مَعْنَى: كَذَّبَتْ جَمَاعَةُ قَوْمِ نُوحٍ، وَقَالَ المُرْسَلِينَ وَإِن كَأنُوا كَذَّبُوا نُوحًا وَحْدَهُ؛ لأنّ مَنْ كَذَّبَ رَسُولاً واحِدًا من رُسُلِ الله فَقَدْ كَذَّبَ الجَمَاعَةَ وخَالَفَهَا؛ لأنَّ كُلَّ رَسُولٍ يَأْمُرُ بِتَصْدِيقِ جَمِيعِ الرُّسُلِ، وجائِزٌ أَن يَكُونَ كَذَّبَتْ جَمَاعَةٌ الرُّسُلَ. وحَكَى ثَعْلَبٌ أنّ العَربَ تَقُولُ: يَا أَيُّهَا القَوْمُ كُفُّوا عَنَّا وكُفَّ عَنَّا، على اللَّفْظِ وعَلى المَعْنَى. وَقَالَ مَرّة: المُخَاطَبُ وَاحِدٌ والمَعْنَى الجَمْعُ، (ج:} أَقْوامٌ) و (جج) جَمْعُ الجَمْعِ: ( {أَقَاوِمُ،} وأَقَاوِيمُ) ، قَالَ أَبو صَخْرٍ الهُذَلِيُّ وأَنْشَدَه يَعْقُوب:
(فَإِن يَعْذِرِ القَلْبُ العَشِيَّةَ فِي الصِّبَا ... فُؤادَك لَا يَعْذِرْك فِيهِ! الأَقَاوِمُ) ويُروى: الأَقَايِم. وعَنَى بالقَلْبِ العَقْلَ.
وأنشدَ ابنُ بَرِّيٍّ: لِخُزَزَ بنِ لَوْذَان:
(مَنْ مُبلِغٌ عَمْرَو بنَ لأْيٍ ... حَيثُ كَانَ من الأقاوِمْ)

قَالَ ابنُ بَرِّيّ: وَيُقَال: قَومٌ من الجِنِّ، ونَاسٌ من الجِنِّ، {وقَومٌ من الملائِكَةِ، قَالَ أُميَّةُ:
(وفِيهَا مِنْ عِبَادِ الله قَومٌ ... مَلائِكُ ذُلِّلُوا وهُمُ صِعابُ)

(و) قَالَ ابنُ السِّكِّيت: (يُقَال: أَقَائِمُ) } وأَقاوِمُ كَمَا فِي الصِّحاح.
( {وقَامَ) } يَقُومُ ( {قَوْمًا} وقَوْمَةً {وقِيامًا،) بالكَسْر (} وقَامَةً: انْتَصَب) . قَالَ ابنُ الأعْرابِيِّ: وَقَالَ عَبْدٌ لِرَجُلٍ أَرَادَ أَن يَشْتَرِيَهُ: لَا تَشْتَرِني فإنِّي إِذا جُعْتُ أبغَضْتُ {قَوْمًا، وَإِذا شَبِعْتُ أَحْبَبْتُ نَوْمًا، أَي: أبغضْتُ قِيامًا من مَوْضِعِي، قَالَ:
(قَدْ صُمْتُ رَبِّي فَتَقَبَّل صَامَتِي ... )

(} وقُمتُ لَيْلِي فَتَقَبَّل {قامَتِي ... )
وَقَالَ بَعضُهم: إِنَّمَا أَرَادَ صَوْمَتِي} وقَوْمَتِي، فأَبدلَ من الوَاوِ ألفا، وأَوردَ ابنُ بَرِّيّ هَذَا الرَّجَزَ شاهِدًا على القَوْمَةِ:
(قد قُمْتُ لَيلِي فتقَبَّل {قَوْمَتِي ... )

(وصُمتُ يَومِي فَتَقَبَّل صَوْمَتِي ... )
(فَهُوَ} قَائِمٌ من: {قُوَّمٍ} وقُيَّمٍ،) بالوَاوِ وبِالْيَاءِ، كسُكَّرٍ فِيهِما، ( {وقُوَّامٍ} وقُيَّامٍ) ، كَرُمَّانٍ فِيهِمَا، وَيُقَال: {قِيَّمٌ} وقِيَّامٌ، بكَسْرِهِمَا، وَقيل: قَوْم اسمٌ للجَمْع، ونِساءٌ {قُيَّمٌ} وقَائِمَاتٌ اعرَفُ كَمَا فِي التَّهْذِيبِ.
( {وقَاوَمْتُهُ 0} قِوامًا،) بالكَسْر: ( {قُمتُ مَعَه) ، صَحَّتِ الوَاوُ فِي قِوَامٍ لصِحَّتِها فِي} قَاوَم. وَفِي الحَدِيثِ: " من جَالَسَهُ أَو {قَاوَمَهُ فِي حَاجةٍ صَابَرَهُ ". قَالَ ابنُ الأَثِير: أَي: إِذا} قَامَ مَعَه لِيَقْضِيَ حَاجَتَه صَبَر عَلَيْهِ إِلَى أَن يَقْضِيَها.
(! والقَوْمَةُ: المَرَّةُ الوَاحِدَةُ) كَمَا فِي الصِّحاح.
(وَمَا بَيْنَ الرَّكْعَتَيْنِ) من {القِيامِ (} قَوْمَةٌ) . قَالَ أَبُو الدُّقَيْشِ: أُصلِّي الغَدَاةَ {قَوْمَتَيْنِ، والمَغْرِبَ ثَلاَثَ} قَوْمَاتٍ.
( {والمَقَامُ: مَوْضِعُ القَدَمَيْن) ، قَالَ:
(هَذَا} مَقَامُ قَدَمَيْ رَبَاحِ ... )

(غُدوةَ حَتَّى دَلَكَتْ بَرَاحِ ... )
(و) من المَجَازِ: ( {قامَتِ المَرأةُ تَنُوحُ) أَي: (طَفِقَتْ) وجَعَلَتْ، وَقد يُعْنَى بِهِ ضِدُّ القُعُودِ؛ لأَنَّ اَكْثَرَ نَوائحِ العَرَبِ} قِيَامٌ، قَالَ لَبِيدٌ:
( {قُومَا تَجُوبَانِ مَعَ الأَنْواحِ ... )
(و) من الْمجَاز: قَامَ (الأَمرُ) } قَوْمًا: (اعْتَدَل) واسْتَوَىَ، ( {كاسْتَقَام) ، ومثلُه أَجَابَ واسْتَجَابَ، وقَولُه تَعَالَى: {إِن الَّذين قَالُوا رَبنَا الله ثمَّ} استقاموا} أَي: عَمِلوا بِطَاعَتِه ولَزِمُوا سُنَّةَ نَبِيِّه صلى الله تَعالَى عَلَيْهِ وَسلم. وَقَالَ قَتَادَةُ: اسْتَقَامُوا على طَاعَةِ الله وَقَالَ الأَسْوَدُ ابنُ مَالِكٍ: ثمَّ استَقَامُوا: لم يُشْرِكُوا بِهِ شَيئًا. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: {أَقمتُ الشَّيْءَ} وقَوَّمْتُه فَقَامَ بِمَعْنَى {اسْتَقَامَ. قَالَ} والاسْتِقَامَةُ: اعتِدالُ الشّيءِ واسْتِواؤُهُ.
(و) قَامَ (فِي) هَكَذا فِي النُّسَخِ والصَّواب: قَامَ بِي (ظَهْرِي) أَي: (أَوْجَعَنِي) ، كَذَا نَصُّ أَبِي زَيْدٍ فِي نَوادِرِهِ، وَكَذَا قَامَتْ بِي عَيْنَايَ، وكُلُّ مَا أَوْجَعَكَ مِنْ جَسَدِكَ فَقَدْ {قَامَ بك.
(و) من المَجَازِ: قَامَ (الرَّجلُ المَرْأَةَ، و) قَامَ (عَلَيْهَا: مَانَهَا} وقَامَ بِشَاْنِهَا) مُتَكَفِّلاً بِأَمْرِهَا، فَهُوَ! قَوَّامٌ عَلَيْها مائِنٌ لَهَا.
(و) من المَجَازِ: قَامَ (المَاءُ) : ثَبَتَ مُتَحَيِّرًا لَا يَجِد مَنْفذًا، وَقيل: (جَمَدَ) ، وَمِنْه قَولُ المُتَنَبِّي:
(وكَذَا الكَرِيمُ إذَا {أَقَامَ بِبَلْدَةٍ ... سَالَ النُّضَارُ بِهَا وَقَامَ المَاءُ)

أَي ثَبَتَ مُتَحَيِّرًا جَامِدًا.
(و) } قَامَتِ (الدَّابَّة: وَقَفَتْ) عَنِ السَّيْرِ. وَفِي الأَساس: انْقَطَعَتْ، وَفِي الصِّحاح: وَقَفَتْ من الكَلالِ، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ إِذا وَقَفَ وَثَبَتَ يُقَال: إنّه قَامَ: يُقَال: {قُمْ لِي مِثْلَ قِفْ لي أَي: تَحَبَّسْ مَكَانَكَ حَتَّى آتِيَكَ، وَعَليه فَسَّروا قَوْله تَعالى: {وَإِذا أظلم عَلَيْهِم} قَامُوا} أَي: وَقَفُوا وثَبَتُوا فِي مَكَانِهم غَيرَ متقدِّمِين وَلَا متأَخِّرِينَ.
(و) من المَجَازِ: {قَامَتِ (السُّوقُ) اي: (نَفَقَتْ) ، فَهِيَ سُوقٌ} قَائِمَةٌ، {وأَقامَها الله تَعالَى.
(و) } قَامَ (ظَهْرَه بِهِ: أَوجَعَه) هَكَذا فِي النُّسَخِ بنَصْبِ الرَّاءِ، وَهُوَ يَقْتَضِي أَن يَكُونَ مفْعُولاً لِقَامَ وَهُوَ خَطَأٌ، والصَّوابُ: بِرَفْعِ الرَّاءِ على أَنه فَاعِلُ قَامَ. وحَقُّ العِبَارَةِ أَن يَقُولَ: {وقَامَ بِهِ ظَهْرُهُ: أَوجَعَه كَمَا هُوَ نَصُّ أبي زَيْد فِي النَّوادِر، ثمَّ إِنَّ هَذَا بَعْد تَصْحِيحه تَكْرَارٌ مَعَ مَا سَبَقَ، وقُصورٌ لَا يَخْفَى؛ فَإِنَّهُم صَرَّحوا: كُلُّ مَا أَوْجَعَكَ مِنْ جَسَدِكَ فَقَدْ قَامَ بِكَ، الظَّهرُ والعَيْنَانِ واليَدَانِ وغَيرُها فتأَمَّلْ.
(و) من المَجَازِ:} قَامَتِ (الأَمَةُ مِائَةَ دِينَارٍ) أَي: (بَلَغَت {قِيمَتُهَا) ذَلِك، وَكَذَا النَّاقَةُ. ويُقالُ: بِكَمْ} قَامَ عَلَيْكَ المَتَاعُ؟ أَي: بِكَمْ بَلَغَ ثَمَنُهُ، والبَعِيرَانِ {قَامَا ثَمنًا وَاحِدًا.
(و) } قَامَ (أَهْلَهُ) {قِيامًا: (قَامَ بِشَأْنِهِم) مُتَكفِّلاً بأَمْرِهِمْ (يُعَدَّى بِنَفْسِهِ) ، وَكَذَا قَامَ الرَّجلُ المرأةَ، وَقد سَبَق لَهُ، وَلم يُشِرْ هُنَاكَ أَنه يُعَدَّى بِنَفْسِهِ، واقْتَصَرَ عَلَيْهِ هُنَا، وقَدْ يُعَدَّى بِعَلَى أَيضًا، فَيُقَال: قَامَ على أَهْلِه.
(} وأَقَامَ بالمَكَانِ:! إِقَامَةً) ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: والهَاءُ عِوَضٌ عَنْ عَيْنِ الفِعْلِ؛ لأَنَّ أَصْلَه {إِقْوَامًا. وَفِي التَّهْذِيبِ:} أَقَامَ {إِقَامَةً، فَإِذا أَضَفْتَ حَذَفْتَ الهَاءَ كقوْلِه تَعالَى: {} وإقام الصَّلَاة} .
(و) {أَقَامَ (} قَامَةً) عَن كُرَاعٍ، وَقَالَ ابنُ سِيدَه: وعِنْدِي أَنَّ {قَامَةً اسمٌ، كالطَّاعَةِ والطَّاقَةِ: (دَامَ) ، وَفِي المُحْكَم: لَبِثَ.
(و) أَقَامَ (الشَّيْءَ) } إِقَامَةً (أَدَامَهُ) ، وَمِنْه قَولُه تَعَالى: { {ويقيمون الصَّلَاة} .
(و) } أَقَامَ (فُلانًا) مِنْ مَوْضِعِهِ: (ضِدُّ أَجْلَسَهُ) .
(و) {أَقام (دَرْأَه: أَزَالَ عِوَجَه) ، قَالَ الشَّنْفَرَى:
(} أَقيمُوا بَنِي عَمِّي صُدُورَ مَطِيِّكُمْ ... فإِنّي إِلَى قَومٍ سِوَاكُم لأَمْيَلُ)

وَكَذَا قَوْل الآخر:
(أَقِيمُوا بَنِي النُّعْمانِ عَنَّا صُدُورَكُمْ ... وإلاّ {تُقِيموا صَاغِرينَ الرُّؤُؤسَا)

عَدَّى أَقِيمُوا بِعَنْ؛ لأَنَّ فِيهِ مَعْنَى نَحُّوا أَو أَزِيلُوا، (} كقوّمه) {تَقْوِيمًا، عَن اللِّحْيَانِيِّ.
(} والمَقَامَةُ: المَجْلِسُ) ، {ومَقامَاتُ النَّاسِ: مَجَالِسُهم، وأنشدَ ابنُ بَرِّيّ للعَبَّاسِ بنِ مِرْدَاسٍ:
(فأيِّ مَا وأَيُّكَ كَانَ شَرًّا ... فَقِيدَ إِلَى} المَقَامَةِ لَا يَرَاهَا)

(و) من المَجَازِ: {المَقَامَةُ: (القَوْمُ) يَجْتَمِعُونَ فِي المَجْلِسِ، وَمِنْه قَوْلُ لَبِيدٍ:
(} ومَقَامَةٍ غُلْبِ الرِّقَابِ كأَنَّهُمْ ... جِنٌّ لَدَى بَابِ الحَصِيرِ {قِيَامُ)

والجَمْعُ} مَقَامَاتٌ، وأَنشدَ ابنُ بَرِّيٍّ لِزُهَيْرٍ: (وفِيهِم مَقاماتٌ حِسانٌ وُجُوهُهُمْ ... وأَندِيَةٌ يَنْتَابُها القَولُ والفِعْلُ)

(و) {المُقَامَةُ، (بِالضَّمِّ:} الإِقَامَةُ) ، يُقَال: {أَقامَ} إِقَامةً {ومُقَامَةً، (} كالمَقَامِ {والمُقَامِ) ، بالفَتْح والضَّمِّ، (و) قد (يَكُونَانِ للمَوْضِع) ؛ لِأَنَّك إِذا جَعَلْتَه من} قَامَ: {يَقُوم فَمَفْتُوحٌ، وَإِن جَعَلتَه من} أَقام {يُقِيمُ فمَضْمُومٌ، فَإِن الفِعلَ إِذا جاوزَ الثَّلاثَةَ فالموضِعُ مَضْمُومُ المِيمِ؛ لِأَنَّهُ مُشَبَّهٌ ببَناتِ الأرْبَعة نَحْو: دَحْرَجَ وَهَذَا مُدَحْرَجُنَا. وقولُه تَعالَى: {لَا} مقَام لكم} أَي: لَا مَوْضِعَ لَكم، وقُرِئَ بالضَّمِّ أَي لَا إِقَامَةَ. وقَولُه تَعالىَ: {حسنت مُسْتَقرًّا {ومقاما} أَي: مَوْضِعًا، قَالَ لَبِيدٌ:
(عَفَتِ الدِّيارُ مَحَلُّهَا} فمُقَامُهَا ... بِمِنًى تَأَبَّدَ غَولُها فرِجَامُها)

يَعْنِي: الإقامةَ.
( {وقَامَةُ الإِنْسَانِ، وقَيْمَتُه،} وقَوْمَتُه،) بفَتْحِهِما، ( {وقُومِيَّتُهُ،) بالضَّمِّ (} وقَوَامُهُ) أَي: (شَطَاطُهُ) وحُسْنُ طُولِهِ، وَيُقَال: صَرَعَهُ مِنْ قَيْمَتِه {وقَوْمَتِه} وقَامَتِه بِمَعنًى وَاحِد، حَكَاهُ اللِّحيانيُّ، عَن الكِسَائِيِّ. وَقَالَ العَجَّاج:
(صُلْبَ القَنَاةِ سَلْهَبَ {القُومِيَّهْ ... )
وَأنْشد ابنُ بَرِّيٍّ لَهُ هَكَذا:
(أَيّامَ كُنْتَ حَسَنَ القُومِيَّة ... )

(صُلْبَ القَناةِ سَلْهَبَ القَوْسِيَّهْ ... )

(ج:) أَي: جَمْعُ} القَامَةِ ( {قَامَاتٌ،} وقِيَمٌ، كَعِنَبٍ) . وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: هُوَ مِثْلُ تَارَاتٍ وتِيَرٍ، وَهُوَ مَقْصُورُ! قِيَامٍ، ولَحِقَهُ التَّغيُّر، لأَجل حَرفِ العِلَّة، وفَارقَ رَحَبَةً، ورِحَابًا حَيْثُ لم يَقُولُوا: رِحَب، كَمَا قَالُوا: {قِيَمٌ وتِيَرٌ.
(وهُوَ} قَوِيمٌ، {وقَوَّامٌ، كَشَدَّادٍ) أَيْ: (حَسَنُ} القَامَةِ ج:) {قِوَامٌ، (كَجِبَالٍ) فَهُوَ بالفَتْح اسمُ القَامَةِ، وبالكَسْرِ: جمع} قَوِيمٍ.
( {والقِيمَةُ، بالكَسْرِ واحِدَةُ: القِيَمِ) ، وَهُوَ ثَمَنُ الشَّيْءِ} بالتَّقْوِيمِ، وأَصلُه الوَاوُ؛ لأَنَّه {يَقُومُ} مَقَامَ الشَّيءِ.
(و) يُقالُ: (مَالَهُ {قِيمَةٌ إذَا لَمْ يَدُمْ عَلَى شَيْءٍ) وَلم يَثْبُتْ، وَهُوَ مَجَازٌ.
(} وقَوَّمْتُ السِّلْعَةَ) {تَقْوِيمًا. (و) أهلُ مَكَّةَ يَقُولُونَ: (} استَقَمْتُه) كَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ: {استَقَمْتُها (ثَمَّنْتُه) صَوابُه ثَمَّنْتُها أَي: قَدَّرْتُها. وَمِنْه حَدِيثُ ابنِ عَبَّاسٍ: " إِذَا} اسْتَقَمْتَ بنَقْدٍ فبِعْتَ بنَقْدٍ فَلَا بَأْسَ بِهِ ". قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: {اسْتَقَمتُ بِمَعْنَى:} قَوَّمتُ، وَهَذَا كَلامُ أَهْلِ مَكَّةَ يَقُولُونَ: {اسْتَقَمْتُ المَتَاعَ، أَي} قَوَّمْتُه، وهُمَا بِمَعْنًى.
وَفِي الحَدِيثِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: " لَو {قَوَّمْتَ لَنَا؟ فَقَالَ: اللَّهُ هُوَ} المُقَوِّمُ " أَيْ: لَوْ سَعَّرْتَ لَنَا، وهُوَ مِنْ {قِيمَةِ الشَّيءِ أَي: حَدَّدْتَ لنا} قِيمَتَها.
( {واسْتَقَامَ) الأمرُ: (اعْتَدَلَ) ، وَهَذَا قد تَقَدَّمَ فَهُوَ تَكْرَارٌ، وَهُوَ مُطاوِعُ} أَقَامَه {وقَوَّمَه.
(} وقَوَّمْتُه: عَدَّلْتُه، فَهُوَ قَوِيمٌ ومُسْتَقِيمٌ) . يُقَال: رُمْحٌ {قَوِيمٌ،} وقَوَامٌ {قَوِيمٌ، أَي:} مُسْتَقِيمٌ.
(و) قَولُهم: (مَا {أَقْوَمَهُ شَاذٌّ) نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: يَعْنِي كَانَ قِياسُه أَنْ يُقالَ فِيهِ: مَا أَشَدَّ تَقْوِيمَه؛ لأَنَّ} تَقوِيمَه زائدٌ على الثَّلاثَةِ، وَإِنَّمَا جَازَ ذَلِك لقَولهم: {قَوِيمٌ كَمَا قَالُوا: مَا أَشَدَّهُ وَمَا أَفْقَرَهُ وهُوَ مَنِ اشْتَدَّ وافْتَقَرَ لقَوْلِهِم: شَدِيدٌ وفَقِيرٌ.
(} والقَوَامُ، كَسَحَابٍ: العَدْلُ) ، وَمِنْه قَولُه تَعالَى: {وَكَانَ بَين ذَلِك {قواما} .
(و) } القَوَامُ: (مَا يُعاشُ بِهِ) ! ويَقُوم بحاجَتِه الضَّرُورية، وَمِنْه حَدِيثُ المَسْأَلَةِ: " أَوْ لِذِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ حَتَّى يُصِيبَ {قَوامًا من عَيْشٍ ".
(و) } القُوامُ، (بالضَّمِّ: دَاءٌ) يَأْخُذُ (فِي قَوَائِمِ الشَّاءِ) {تَقُومُ مِنْه فَلَا تَنْبَعِثُ، عَن الكِسَائِيِّ.
(و) } القِوَامُ، (بالكَسْر: نِظَامُ الأمرِ وعِمَادُه ومِلاكُه) الَّذِي {يَقُومُ بِهِ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِلَبِيدٍ:
(أَفَتِلْكَ أمْ وَحْشِيَّةٌ مَسْبُوعَةٌ ... خُذِلَتْ وهَادِيَةُ الصِّوَارِ} قِوَامُها)

( {كَقِيَامِه) باليَاء. يُقَال: فُلانٌ} قِوَامُ أَهْلِ بَيْتِه {وقِيَامُهم، وَهُوَ الَّذِي} يُقِيمُ شَأْنَهُم، ومِنه قَوْلُه تَعالَى: {وَلَا تُؤْتوا السُّفَهَاء أَمْوَالكُم الَّتِي جعل الله لكم {قيَاما} كَمَا فِي الصِّحاحِ. قَالَ الزَّجاج: أَيْ:} قِيَامًا {تُقِيمُكُم فَتَقومُون بهَا قِيَامًا. وَقَالَ الفَرَّاءُ: يَعْنِي الَّتِي بهَا} تَقُومُون {قِيَامًا. (} وقُومِيَّتُه) ، بِالضَّمِّ. يُقَال: فُلانٌ ذُو {قُومِيَّةٍ على مالِهِ وأَمْرِه، وهَذَا أمرٌ لَا قُومِيَّةَ لَهُ، أَي: لَا قِوَامَ لَهُ.
(} والقَامَةُ: البَكَرَةُ بأدَاتِها) كَمَا فِي الصِّحاحِ. وَقَالَ الأزْهَرِيُّ: {القَامَةُ عِنْد العَرَبِ البَكَرَةُ الَّتِي يُسْتَقَى بِها الماءُ من البِئْرِ، ورُوِيَ عَن أبِي زَيْدٍ أَنَّه قَالَ: النَّعَامَةُ: الخَشَبَةُ المُعْتَرِضَةُ على زُرْنُوقَيِ البِئْرِ ثمَّ تُعَلَّقُ القَامَةُ، وَهِي البَكْرَةُ من النَّعامَةِ، وَفِي المُحْكَمِ: القامَة: البَكْرَةُ الَّتِي يُسْتَقَى عَلَيْهَا، وَقيل: البَكْرَةُ وَمَا عَلَيها بأَدَاتِها، وَقيل: هِيَ جُمْلَةُ اعْوَادِها. وقالَ اللَّيْثُ: القَامَةُ: مِقْدَارٌ، كَهَيْئةِ رَجُلٍ يَبْنِي على شَفِيرِ البِئْرِ يُوضَعُ عَلَيْهِ عُودُ البَكْرَة، وَكَذَلِكَ كلُّ شَيءٍ فَوقَ سَطْحٍ ونحوِهِ فَهُوَ} قامَةٌ. وَقد ردَّهُ الأزْهَرِيّ، وصَوَّبَ مَا سَبَق عَن أَبِي زَيْد، وأنشَد الجَوْهَرِيّ:
(لَمَّا رَأَيتُ أَنَّها لَا {قَامَهْ ... )

(وأَنَّنِي مُوْفٍ على السَّآمَهْ ... )

(نَزَعْتُ نَزْعًا زَعْزَعَ الدِّعَامَهْ ... )

قَالَ ابنُ بَرِّيّ: قالَ أبُو عليٍّ: ذَهَبَ ثَعْلَبٌ إِلَى أنَّ قَامةَ فِي البَيْتِ جمع:} قَائِمٍ، كَبَائِعٍ وبَاعَةٍ، كأنّه أَرَادَ لَا {قَائِمِينَ على هَذَا الحَوْضِ يَسْتَقُونَ مِنْهُ، قَالَ: ومِمَّا يَشْهَدُ بِصِحَّةِ قَولِ ثَعْلب قَولُه:
(نَزَعتُ نَزْعًا زَعزَعَ الدِّعَامَهْ ... )

والدِّعَامَةُ إِنَّمَا تَكُونُ للبَكرة، فإنْ لَمْ تَكُنْ بَكْرَةٌ فَلَا دِعَامَةَ وَلَا زَعزَعَةَ لَهَا.
قَالَ: وشاهِدُ القَامَةِ بِمَعْنَى البَكْرَةِ قَولُ الرَّاجِزِ:
(إِنْ تَسْلَمِ} القَامَةُ والمَنِينُ ... )

(تُمْسِ وكُلُّ حَائِمٍ عَطُونُ ... )
(ج: {قِيَمٌ، كَعِنَبٍ) مِثْل تَارَةٍ وتِيَرٍ. قالَ الرَّاجِزُ:
(يَا سَعْدُ عَمَّ المَاءَ وِرْدٌ يَدْهَمُهْ ... )

(يَوْمَ تلاقَى شَاؤُهُ وَنَعَمُه ... )

(واخْتَلَفَتْ أمْراسُه} وقِيمُهْ ... )

(و) {القامَةُ: (جَبَلٌ بِنَجْدٍ) .
(} والقَائِمَةُ: واحِدَةُ {قَوَائِمِ الدَّابَّةِ) وَهِي أَرْبَعُها، وَقد يُستَعَارُ ذَلِكَ لِلإنْسانِ.
(و) } القَائِمَةُ: (الوَرَقَةُ من الكِتَابِ) ، وَقد تُطْلَقُ على مَجْمُوع البَرنَامَج.
(و) القَائِمَةُ (من السَّيْفِ: مَقْبِضُه، {كقَائِمِه) كَمَا فِي الصِّحاحِ، وقِيلَ: مَقْبِضُ السَّيْفِ هُوَ} القَائِمُ وَمَا سِوَى ذَلِك فَهُوَ: {قَائِمَةٌ، نَحْو:} قَائِمَةِ الخِوَانِ والسَّرِيرِ والدَّابَّةِ.! وقَوِائِمُ الخِوَانِ ونَحوُهَا: مَا {قَامَت عَلَيْهِ. ورَفَعَ الكَرْمَ بالقَوَائِم والكَرْمَةَ} بالقَائِمَةِ وَهُوَ مَجازٌ.
( {والقَيُّومُ،} والقَيَّامُ: الّذِي لَا نِدَّ لَهُ) كَمَا فِي النُّسَخِ، وَهُوَ غَلَطٌ، والصَّوَابُ: الَّذِي لَا بَدْءَ لَهُ كَمَا هُوَ نَصُّ الكَلبِيُّ المُفَسِّرِ، وهُمَا (من أسْمَائِهِ عَزَّ وَجَلَّ) ، وَفِي الصِّحَاحِ قَرَأَ عُمرُ: " الحَيُّ {القَيَّامُ "، وهُوَ لُغَةٌ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعاء " " وَلَك الحَمْدُ، أَنْتَ} قيَّامُ السَّمَواتِ والأرضِ "، وَفِي رِوَايةٍ: {قَيِّمُ، وَفِي أُخْرى:} قَيُّومُ، وَقَالَ ابنُ الأَعْرابِيّ: {القَيُّومُ} والقَيَّامُ والمُدَبِّرُ واحِدٌ. وَقَالَ الزّجّاجُ: هُمَا فِي صِفَاتِ اللهِ تَعالَى وأَسْمَائِهِ الحُسْنَى القَائِمُ بِتَدْبِيرِ أَمْرِ خَلْقِهِ فِي إِنْشَائِهِمْ، ورِزْقِهِم وعِلْمِه بِأمْكِنَتِهِم، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {القَيُّومُ:} القَائِمُ على كُلِّ شَيْءٍ، وَقَالَ قَتَادَةُ: القائِمُ على خَلْقِه بآجالِهِمْ وأَعْمَالِهِم وأَرْزَاقِهِم. وَقَالَ غَيْرُه: هُوَ {القائِمُ بِنَفْسِه مُطْلَقًا لَا بِغَيْره، وهُوَ مَعَ ذَلِكَ يَقُومُ بِهِ كُلُّ مَوْجُودٍ حَتَّى لَا يُتَصَوَّرَ وجُودُ شَيءٍ وَلَا دوَامُ وُجُودِه إِلَّا بِهِ. قُلتُ: وَلذَا قَالُوا فِيهِ: إنَّه اسمُ اللهِ الأعْظَمُ، وقالَ الفَرَّاءُ: صُورَةُ} القَيُّومِ من الفِعْل الفَيْعُولُ، وصُورَةُ {القَيَّامِ الفَيْعَالُ، وهما جَمِيعًا مَدْحٌ، وأَهْلُ الحِجَازِ أَكْثَرُ شَيْءٍ قَوْلاً لِلْفَيْعالِ مِنْ ذَوَاتِ الثَّلاثَة.
(و) مَضَتْ (} قُوَيْمَةٌ مِنْ نَهَارٍ أَوْ لَيْلٍ، (كَجُهَيْنَةَ) أَيْ: (سَاعَةٌ) أَوْ قِطْعَةٌ وَلم يَحُدَّه ابو عُبَيْد، وكذَلِكَ: مَضَى قُوَيْمٌ من اللَّيْلِ، بِغَيْر هَاءٍ، أَيْ: وَقْتٌ غَيرُ مَحْدُودٍ.
( {والقَوَائِمُ: جِبالٌ لِهُذَيْلٍ.} والقَائِمُ: بِناءٌ كَانَ بِسُرَّ مَنْ رَأَى) .
(و) ! القَائِمُ بِأَمْرِ اللَّهِ: (لَقَبُ أَبِي جَعْفَرٍ عبدِ اللَّهِ بنِ أحْمَدَ) بنِ إِسْحَقَ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ طَلْحَةَ بنِ جَعْفَرِ بنِ محمَّدِ بنِ هارُونِ الرَّشِيدِ (من الخُلَفَاءِ) العَبَّاسِيِّين السَّادِسُ والعِشْرونَ مِنهُم. ولِيَ الخِلافَةَ أَربعًا وأربَعِينَ سَنَةً وثَمَانيةَ أَشْهُرٍ، وتُوفِّي فِي شَعبَانَ سنةَ أَربعِمِائَةٍ وتِسْعٍ وسِتِّين عَن ثَمانٍ وأربَعِينَ سَنَةً.
( {ومُقَامَى، كَحُبَارى: ة باليَمَامَة) .
(} والمِقوَمُ، كَمِنْبَرٍ: خَشَبَةٌ يُمْسِكُها الحَرَّاث) ، والجَمْعُ: المقَاوِمُ.
(و) {المُقَوَّمُ، (كمُعَظَّمٍ: سَيفُ قَيْسٍ ابنِ المَكْشُوحِ المُرَادِيِّ) .
(} واقْتَامَ أَنفَهُ: جَدَعَهُ) ، افْتَعَلَ من {قَامَ.
(و) فِي حَدِيثِ عُمَرَ: " فِي (العَيْن} القَائِمَةُ) ثُلثُ الدِّيَةِ "، وَهِي (الّتِي ذَهَبَ بَصَرُهَا، والحَدَقَةُ صَحِيحَةٌ) باقِيَةٌ فِي مَوْضِعِها، وَهُوَ مَجَازٌ.
(وقَولُ حَكِيمِ بنِ حِزَامٍ) القُرَشِيِّ رَضِيَ اللَّهُ تَعالَى عَنهُ: " (بايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعالَى عَلَيه، وسَلَّمَ أَنْ لَا أخِرَّ إِلَّا {قَائِمًا) ، قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلَّى الله تَعالَى عَلَيهِ وسَلَّم: " أمَّا مِنْ قِبَلِنا فَلَا تَخِرُّ إِلَّا قَائمًا "، أَي: لَسْنَا نَدْعُوكَ وَلَا نُبَايِعُكَ إِلَّا قائِمًا (أَيْ:) على الحَقِّ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: مَعْناه بايَعْتُ أَنْ (لَا أَمُوتَ إِلَّا ثَابِتًا على الإسْلامِ) . وكُلُّ مَنْ ثَبَتَ على شَيْءٍ وتَمَسَّكَ بِه فَهُوَ قَائِمٌ عَلَيْهِ. وقَولُه تَعالَى: {أمة} قَائِمَة} إِنَّمَا هُوَ من المُوَاظَبَةِ على الدِّينِ والقِيَامِ بِهِ. وَقَالَ الفَرَّاءُ: القائِمُ: المُتَمَّسِّكُ بِدِينه، ثمَّ ذَكَر هذَا الحَدِيثَ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
{القَامَةُ: جَمْعُ} قَائِمٍ، عَن كُرَاعٍ. وأنشَد الأصْمَعِيُّ:
( {وقَامَتِي رَبِيعةُ بنُ كَعْبِ ... )

(حَسبُكَ أخْلاقُهُمُ وحَسْبِي ... )
أيْ: رَبِيعَةُ} قَائِمُونَ بِأَمْرِي. وقَال عَدِيُّ ابنُ زَيْدٍ: (وإِنِّي لابْنُ سَاداتٍ ... كِرَامٍ عَنْهُم سُدْتُ)

(وَإِنِّي لابْنُ {قَامَاتٍ ... كِرَامٍ عَنْهُم} قُمْتُ)

أَرَادَ {بِالقَامَاتِ الّذين} يَقُومُون بِالأمُورِ والأحْدَاثِ.
وقالَ ابُو الهَيْثَمِ: {القَامَةُ: جَمَاعَةُ النَّاسِ.
وقالَ ابنُ بَرِّيٍّ: قد تَرْتَجِلُ العَرَبُ لَفْظَةَ قَامَ بَين يَدَيِ الجُملِ فَتصيرُ كاللَّغْو، ومَعْنَى} القِيامِ: العَزْمُ، كَقَوْلِ العُمَانِيّ الرَّاجِزِ للرَّشِيدِ عِندما هَمَّ بِأَنْ يَعْهَدَ إِلَى ابْنِه القَاسِم:
(قُلْ لِلإمَامِ المُقْتَدَى بِأَمِّهِ ... )

(مَا قَاسِمٌ دُونَ مَدَى ابنِ أُمِّهِ ... )

(فقد رَضِينَاه فقُمْ فَسَمِّهِ ... )
أَي: فاعْزِمُ، ونُصَّ عَلَيْهِ، وَمِنْه قَولُه تَعالَى: {وَأَنه لما قَامَ عبد الله يَدعُوهُ} ، أَي لَمّا عَزَمَ. وقَولُه تَعالَى: {إِذْ {قَامُوا فَقَالُوا} أيْ عَزَمُوا فَقَالُوا.
قَالَ: وَقد يَجِيءُ} القِيامُ بمَعْنَى المُحَافَظَةِ والإِصْلاحِ، وَمِنْه قَولُه تَعالَى: {الرِّجَال {قوامون على النِّسَاء} وقَولُه تَعالَى: {إِلَّا مَا دمت عَلَيْهِ} قَائِما} أَي: مُلازِمًا مُحافِظًا.
{وقَامَ عِنْدَهُمُ الحَقُّ، أَيْ: ثَبَتَ وَلم يَبْرَحْ.
وَقَالَ اللِّحْيانِيُّ:} قامَتِ السُّوقُ، أَي: كَسَدَتْ، كأَنَّها وَقَفَتْ. فَهُوَ مَعَ مَا ذَكَره المُصنِّفُ ضِدّ.
وقَولُهُمْ: ضَرَبَهُ ضَرْبَ ابْنَةِ اقْعُديِ {وقُوميِ؛ أَي: ضَرْبَ أَمّةٍ سُمِّيَتْ بذَلِك لقُعُودِها وقِيامِها فِي خِدْمَةِ مَوَالِيهَا، وكأَنَّ هَذَا جُعِلَ اسْمًا وإنْ كَانَ فِعْلا لِكَوْنِهِ مِنْ عَادَتِها.
وقَولُه تَعالَى: {وَإِنَّهَا لبسبيل} مُقيم} أَيْ بَيِّنٍ وَاضِحٍ، قَاله الزَّجَّاج.
! والقَوامُ، بِالفَتْحِ: مِلاكُ الأمْرِ، لُغَةٌ فِي {القَوَامِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
} والقِيَمُ، كَعِنَبٍ: الاسْتِقَامَةُ، قَالَ كَعْبٌ:
(فَهُمْ صَرَفُوكُمْ حِينَ جُرْتُمْ عَن الهُدَى ... بِاَسْيَافِهِم حَتَّى اسْتَقَتْمْتُمْ على {القِيَمْ)

} واسْتَقَام فُلانٌ بِفُلانٍ، أَيْ: مَدَحَه وأَثْنَى عَلَيه.
{وقَامَ مِيزَانُ النَّهَار إِذا انْتَصَفَ، قَالَ الرَّاجِزُ:
(وقَامَ مِيزَانُ النَّهَارِ فاعْتَدَلْ ... )
وقَامَ} قَائِمُ الظَّهِيرَةِ، أيْ: قِيَامُ الشَّمْسِ وَقْتَ الزَّوَالِ.
وفُلانٌ {أَقْوَمُ كَلامًا مِنْ فُلانٍ، أَيْ: أَعْدَلُ.
} واسْتَقَامَ الشِّعْرُ: اتَّزَنَ. {والقُومُ، بِالضَّمِّ: القَصْدُ، قالَ رُؤْبَةُ:
(واتَّخَذَ الشَّدَّ لَهُنَّ} قُومَا ... )
{وقَاَوَمَه فِي المصَارَعَةِ وغَيْرِها.
} وتَقَاوَمُوا فِي الحَرْبِ: قَامَ بَعْضُهم لِبَعَض.
وهُوَ {قِيمَ أَهْلِ بَيْتِه، كَعِنَبٍ بِمَعْنَى} قِيَامُ، وبِهِ قُرِىءَ قَوْلُه تَعالَى: {جَعَلَ الله لَكُمْ {قِيمًا} أَي: بهَا} تَقُومُ أُمُورُكُم، وَهِي قِرَاءَةُ نافِعٍ. ودِينارٌ {قَائِمٌ إذَا كَانَ مِثْقَالاً سَوَاءً لَا يَرْجُحُ، وَهُوَ عِنْد الصَّيَارِفَةِ نَاقِصٌ حَتَّى يَرْجُحَ بِشَيْءٍ فَيُسَمَّى مَيَّالا. والجَمْعُ:} قُوَّمٌ، {وَقُيَّمٌ وَهُوَ مجازٌ.
} وتَقَاوَمُوه فِيمَا بَيْنَهُم، إذَا قَدَّرُوهُ فِي الثَّمَن، وإذَا انْقَادَ الشَّيْءُ واسْتَمَرَّت طَرِيقَتُه فَقد {اسْتَقَامَ لِوَجْهِه.
((} واسْتَقِيمُوا لَقُرَيْشٍ مَا {اسْتَقَامُوا لَكُم)) أَيْ: دُومُوا لَهُم فِي الطَّاعَةِ واثْبُتُوا عَلَيها.
} وقَوَّمَتِ الغَنَمُ: أَصَابَهَا! القُوَامُ {فَقَامَت.} وقَامُوا بِهِم: جَاؤُوهُم بِأَعْدَادِهم وأَقْرَانِهم وأَطَاقُوهُم.
وفُلانٌ لَا {يَقُومُ بَهَذَا الأمْرِ، أَيْ: لَا يُطِيقُ عَلَيْهِ، وإِذَا لم يُطِقْ شَيْئًا قيل: مَا قَامَ بِهِ.
وتُجْمَع قَامَةُ البِئْرِ على قَامٍ. قَالَ الطِّرِمَّاح:
(ومَشَى يُشْبِهُ أَقْرَابُه ... ثَوْبَ سَحْلٍ فَوْقَ أَعْوَادِ} قَامْ)

وقَالَ قَيْسُ بنُ ثُمَامَةَ الأرْحَبِيُّ:
(قَوْدَاءَ تَرْمَدُ مِنْ غَمْزِي لَهَا مَرْطَى ... كَأَنَّ هَادِيهَا {قَامٌ عَلَى بِئْرِ)

} وقائِمَتَا الرَّحْلِ: {مُقَدَّمُه ومُؤَخَّرُه.
} وقَيِّمُ الأَمْرِ، كَكَيِّس: مُقِيمُه.
وأَمْرٌ {قَيِّمٌ:} مُسْتَقِيمٌ.
وخُلُقٌ {قَيِّمٌ: حَسَنٌ.
ودِينٌ قَيِّمٌ:} مُسْتَقِيمٌ لَا زَيْغَ فِيهِ.
وكُتُبٌ {قَيِّمَةٌ:} مُسْتَقِيمَةٌ تُبَيِّنُ الحَقَّ من البَاطِلِ {وَذَلِكَ دين {القَيِّمة} ارادَ المِلَّةَ الحَنِيفِيَّة كَمَا فِي الصّحاح. وَقَالَ الفّرَّاءُ: هَذَا مِمَّا أُضِيفَ إِلَى نَفْسِه لاخْتِلافِ لَفْظَيْه.
} والقَيِّمُ: السَّيِّدُ، وسَائِسُ الأمْرِ، وهِيَ {قَيِّمَةٌ.
} وقَيِّمُ المَرْأَةِ: زَوْجُها فِي بعْضِ اللُّغَاتِ؛ لِأَنَّهُ {يَقُومُ بِأَمْرِهَا ومَا تَحتَاجُ إِلَيْهِ، قَالَ الفَرَّاءُ: أَصْلُ} قَيِّمٍ {قَوْيِمٌ عَلَى فَعْيِل، إذْ لَيْسَ فِي أبْنِيَةِ العَرَبِ فَيْعِل. وقَالَ سِيبَوَيْهِ: وَزْنُه فَيْعِلٌ وأصْلُه قَيْوِمٌ.
} والقَوَّامُ: المُتَكَفِّلُ بِالأمْرِ.
وَأَيْضًا: كَثِيرُ {القِيَامِ بِاللَّيْلِ.
} وقَامَ غلى الصّلاةِ: هَمَّ بِها وَتَوَّجَّه إلَيْها بِالعِنَايَةِ.
{والإقامَةُ بَعْدَ الأذانِ مَعْرُوفَة.
وجَمْعُ} قَيِّمٍ عِنْدَ كُرَاعٍ:! قَامَة. ((ودِينًا {قِيَمًا)) ، كَعِنَبٍ أَي:} مُسْتَقِيمًا، وهَكَذَا قُرِىءَ أَيْضا.
وَقَالَ الزَّجَّاجُ {قِيَمٌ: مَصْدَر كَالصِّغَرِ والكِبَرِ أَيْ:} الاسْتِقَامَة، وَقد مَرَّ شَاهِدُه من قولِ كَعْب.
وَإِذا أصابَ البَرْدُ شَجَرًا اَوْ نَبْتًا فأهْلَكَ بَعْضَها وبَقِيَ بَعْضٌ قِيل: مِنْهَا هامِدٌ وَمِنْهَا {قائِمٌ، وَهُوَ مَجاز. } وتَقَوَّمَ الرُّمْحُ: اعْتَدَلَ.
وقَدْ {قَامَتِ الصَّلاةُ:} قَامَ أهلُها أوْ حَانَ {قِيَامُهُم.
} والقَائِمُ: المُتَهَجِّدُ.
{والقَوْمُ: الأعْداءُ، والجَمْعُ:} قِيمَانٌ، بِالْكَسْرِ.
{والقَامَةُ: السَّادَةُ.
} والقِيَامَةُ: يَوْمُ البَعْثِ يَقُومُ فِيهِ الخَلْقُ بَين يَدَيِ الحَيّ {القَيُّومِ، قِيلَ: أصْلُه مَصْدَرُ} قَامَ الخَلْقُ من قُبُورِهِمِ {قِيَامًا} وقِيَامَةً، ويُقال: هُوَ تَعْرِيب {قَيْمًا بِالسُّرْيانية بِهَذَا المعْنَى. وَفِي المُحْكَمِ: يَوْمُ} القِيَامَة يَوْمُ الجُمْعَة، وَمِنْه قَولُ كَعْبٍ: ((أتَظْلِمُ رَجُلاً يَوْمَ {القِيَامَة)) ؟} .
وبِهِ {قَوَامٌ، كَسَحابٍ:} يَقُومُ كَثِيرًا مِنْ قَلَقٍ بِه، ومِنه: {القِيَامُ لِلإسْهَال بِلُغَةِ مَكَّةَ
ولَم} يَقُمْ لَه: لَمْ يُطِعْه.
{وقَامَ الأميرُ على الرَّعِيَّة: وَلِيَهَا.
} وقَامَتْ لُعْبَةُ الشِّطْرَنْجِ: صَارَتْ {قَائِمَةً، نَقَلَه الزَّمَخشرِيُّ.
} وقَامَ على غَرِيمِه: طَالَبَه.
وقَام بَيْنَ يَدَيِ الأمِير {بِمَقَامَةٍ حَسَنَةٍ} وبِمَقَامَاتٍ، أَيْ: بِخُطْبَةٍ أَو عِظَةٍ أَو غَيْرِهِمَا، وَهُوَ مَجاز.
وعُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ نُسِبَ إِلَى جَدِّهِ! قَيُّوم، وَهُوَ لَقَبُ جَدِّهِ جَعْفَرِ بنِ أحمدَ بنِ جَعْفَرٍٍ النَّهْرَاونِيِّ {القَيُّومِيِّ، نُسِبَ إِلَى جَدِّه} قَيُّومٍ، وَهُوَ لَقَبُ جَدِّه جَعْفَرٍ، حَدَّثَ عَن البَغَوِيّ وعَنه البُرْقَانِيُّ مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وثلاثمائة.
وعَفِيفٌ {القَائِمِيُّ مَوْلَى الْقَائِم بأمْرِ اللهِ، عَن أَبِي الحُسَيْنِ بنِ النَّقُورِ، مَاتَ سنةَ تِسْعِينَ وأَرْبَعِمائَةٍ.
} وقَيُّومٌ أَبُو يَحْيَى الأْزدِيُّ: صَحَابِيٌّ، لَهُ وِفَادَةٌ، وسَمَّاهُ صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم عَبْدَ! القَيُّوم.
قوم قَالَ أَبُو عبيد: فشبّه رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم أَبَا بكر بإبراهيم وَعِيسَى حِين قَالَ {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإنَهُمْ عِبَادُكَ وإنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإنَّكَ أنْتَ العَزِيْزُ الحَكِيْمُ} وَشبه عمر بِنوح حِين قَالَ {رَبِّ لاَ تَذّرْ عَلَى الأرْضِ مِنَ الْكافِرِيْنَ دَيَّاراً} وَأَرَادَ ابْن سَلام أَن عُثْمَان خَليفَة عمر. وَقَوله: يَوْم الْقِيَامَة أَرَادَ يَوْم الْجُمُعَة وَذَلِكَ أَن الْخطْبَة كَانَت يَوْم جُمُعَة وَيبين ذَلِك حَدِيث آخر يرْوى عَن كَعْب أَنه رأى رجلا يظلم رجلا يَوْم جُمُعَة فَقَالَ: وَيحك أتظلم رجلا يَوْم الْقِيَامَة
(ق و م) : (قَامَ قِيَامًا) خِلَافُ قَعَدَ وَاسْمُ الْفَاعِلِ مِنْهُ قَائِمٌ وَالْجَمْعُ قَائِمُونَ وَقُوَّامٌ (وَأَمَّا مَا فِي الْإِيضَاحِ وَالتَّجْرِيدِ) وَلَيْسَ فِي رَقِيقِ الْأَخْمَاسِ وَلَا فِي رَقِيقِ الْقُوَّامِ صَدَقَةُ الْفِطْرِ فَتَحْرِيفٌ ظَاهِرٌ وَإِنَّمَا الصَّوَابُ وَلَا فِي رَقِيقِ الْعَوَامّ هَكَذَا فِي مُخْتَصَرِ الْكَرْخِيِّ وَجَامِعِهِ الصَّغِيرِ وَهَكَذَا فِي الْقُدُورِيِّ وَتَفْسِيرُهُمْ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ لِأَنَّهُمْ قَالُوا جَمِيعًا هُمْ الَّذِينَ يَقُومُونَ عَلَى مَرَافِق الْعَوَامّ مِثْلُ زَمْزَمَ وَأَشْبَاهِهَا وَكَذَلِكَ رَقِيقُ الْفَيْءِ لِأَنَّ هَؤُلَاءِ لَيْسَ لَهُمْ مَالِكٌ مُعَيَّنٌ عَلَى أَنَّ رَقِيقَ الْقَوَامِ خَطَأٌ لُغَةً لِمَا فِيهِ مِنْ إضَافَةِ الْمَوْصُوفِ إلَى الصِّفَةِ (وَصَلَاةُ) الْفَجْرِ قَوْمَتَانِ (وَالْمَقَامُ) بِالْفَتْحِ مَوْضِعُ الْقِيَامِ (وَمِنْهُ) مَقَامُ إبْرَاهِيمَ وَهُوَ الْحَجَرُ الَّذِي فِيهِ أَثَرُ قَدَمَيْهِ وَهُوَ مَوْضِعُهُ أَيْضًا (وَأَمَّا الْمُقَامُ) بِالضَّمِّ فَمَوْضِعُ الْإِقَامَةِ وَقَامَتْ عَلَيْهِ الدَّابَّةُ كَلَّتْ حَتَّى وَقَفَتْ فَلَمْ تَبْرَحْ مَكَانَهَا (وَقَائِمُ السَّيْفِ) وَقَائِمَتُهُ مَقْبِضُهُ وَقَدْ يُقَالُ لِمِدَقِّ الْهَرَاسِ قَايِمَتُهُ أَيْضًا (وَعَيْنٌ قَائِمَةٌ) وَهِيَ الَّتِي غَيْرُ مُنْخَسِفَةٍ وَهِيَ الَّتِي ذَهَبَ بَصَرُهَا وَضَوْءُهَا وَالْحَدَقَةُ عَلَى حَالِهَا (الْمُقِيمُ) الْمُقْعِدُ فِي ق د.
قوم وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس إِذا استَقَمْتَ بِنَقْدٍ فَبِعْتَ بِنَقْد فَلَا بَأْس بِهِ وَإِذا اسْتَقَمْتَ بِنَقْدِ فَبِعْتَ بِنَسِيئة فَلَا خيرَ فِيهِ هَكَذَا يحدّثه ابْن عُيَيْنَة عَن عَمْرو عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس. قَوْله: إِذا استقَمْت يَعْنِي قوّمت وَهَذَا كَلَام أهل مَكَّة يَقُولُونَ: اسْتَقَمْت الْمَتَاع يُرِيدُونَ: قوّمته فَمَعْنَى الحَدِيث أَن يدْفع الرجلُ إِلَى الرجل الثَّوْب فيقوّمه بِثَلَاثِينَ ثمَّ يَقُول: بِعْه بهَا فَمَا زِدْت عَلَيْهَا فلك فَإِن بَاعه بِأَكْثَرَ من ثَلَاثِينَ بِالنَّقْدِ فَهُوَ جَائِز وَيَأْخُذ مَا زَاد على الثَّلَاثِينَ وَإِن بَاعه بِالنَّسِيئَةِ بِأَكْثَرَ مِمَّا يَبِيعهُ بِالنَّقْدِ فَالْبيع مَرْدُود لَا يجوز. وَقد كَانَ هشيم يحدثه بقريب من هَذَا التَّفْسِير إِلَّا أَنه كَانَ يحدّثه بِغَيْر لفظ سُفْيَان بن عُيَيْنَة قَالَ: حدّثنَاهُ هشيم قَالَ أخبرنَا عَمْرو بن دِينَار عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس: أَنه كَانَ لَا يرى بَأْسا أَن يدْفع الرجل إِلَى الرجل الثَّوْب فَيَقُول: بِعْه بِكَذَا وَكَذَا فَمَا زدْتَ فَهُوَ لَك. قَالَ أَبُو عبيد: وَهَذَا عِنْد من يَقُول بِالرَّأْيِ لَا يجوز لأنّه عِنْده إِجَارَة مَجْهُولَة يَقُول: لَا أَدْرِي كم يزِيد على ذَلِك وَهَذَا عندنَا مَعْلُوم جَائِز لِأَنَّهُ إِذا وقّت لَهُ وقتا فَمَا كَانَ وَرَاء ذَلِك من قَلِيل أَو كثير فالوقت يَأْتِي عَلَيْهِ وَقد رُوِيَ عَن أبي هُرَيْرَة مَا هُوَ أرخَصُ من هَذَا أَنه أكرَى نفسَه من بنت غَزوَان بطعامه وعُقبة يركبهَا فَهَذَا تَوْقِيت أَيْضا.

قوم
القَوْمُ: الرجَالُ دُونَ النِّساء.
وقَوْمُ كل رَجُل: شِيْعَتُه وعَشِيرتُه. وسُمِعَ في تَثْنِيَتِه: القَوْمانِ.
والأقاوِيْمُ: جَمْعُ الأقْوَام.
والمَقَامَةُ: الجَمَاعَةُ من الناس.
والقامَةُ: مِقْدَارُ قِيَامِ الرَّجُلِ، وهي أقْصَرُ من الباع بشِبْرٍ، وثلاثُ قِيَمٍ، والجميع القامات. وإنه لحَسَنُ القامَةِ والقِيْمَةِ والقُوْمَةِ والقُوْمِيَّةِ.
والقامَةُ: كهَيْئةِ رَجُل تُبْنى على شَفِيرِ البِئْرِ يُوْضَعُ عليها عُوْدُ البَكْرَةِ، والجميعُ القامُ.
والقَوْمَةُ: ما بين الرَّكْعَتَيْن من القِيَام، والجَميعُ القَوْماتُ.
وصَرَعَه من قامَتِه وقَوْمَتِه: واحِدٌ.
والمَقَامُ: مَوْضِعُ القَدَمَيْن.
وأقَمْتُ في المَكانِ مُقَاماً وإقامَةً.
والمُقَامُ والمُقَامَةُ: المَوْضِعُ الذي تُقِيْمُ فيه.
ورِجَالٌ قِيَامٌ، ونِسَاءٌ قيَّمٌ وقائماتٌ.
ودَنانِيْرُ قُيمٌ وقُوَّمُ. ودِينارٌ قائمٌ: إذا كانَ مِثْقالاً لا يَرْجَحُ.
وفلانٌ ذو قُوْمِيةٍ على مالِه وأمْرِه. وأمْر لا قُوْمِيَّةَ له: أي لا قَوَامَ له.
وقُرِىء: " دِيْناً قَيِّماً " و " قِيَماً ": أي مُسْتَوِياً.
والعَيْنُ القائمَةُ: أنْ يَذْهَبَ بَصَرُها والحَدَقَةُ صَحِيْحَةٌ.
وقائمُ السَّيْفِ: مَقْبِضُه. وما سِوَاه قائمَةُ كقائمةِ المائدَةِ والسَّرِيرِ.
والقائمُ في المُلْكِ: الحافِظُ له.
وقد قامَ قائمُ الظَّهِيْرَةِ: إذا قامَتِ الشَّمْسُ وكادَ الظِّلُّ يَعْقِلُ.
وقَيِّمُ القَوْم: الذي يَسُوْسُ أمْرَهم ويَقُومُ به. والقامَةُ: الساسَةُ.
والقَيِّمَةُ: المِلَّةُ المُسْتَقِيمةُ.
ورُمْحٌ قَوِيمٌ وقَوَامٌ. ورَجُلٌ قَوِيْمٌ.
والقِيَامُ: العِمَادُ.
وما زِلْتُ أُقَاوِمُه: أي أُنازِلُه.
والقِيَامَةُ: يَوْمٌ يَقُوْمُ فيه الخَلْقُ. وقيل: يَوْمُ الجُمُعَة.
والقَيُّوْمُ والقَيّامُ - واحِدٌ -: وهو الذي لا بَدِيْلَ له. وقيل: هو القائمُ على خَلْقِه بأرْزَاقِهم وآجالِهم.
والقِوَامُ من العَيْش: ما يُقِيْمُكَ ويُغْنِيْكَ.
وقَوَامُ الجِسْم: تَمَامُه وطُولُه.
والقِيْمَةُ: ثَمَنُ الشَّيْءِ بالتَقْوِيم. وقد ثَقَاوَمُوه بَيْنَهم. واسْتَقَمْتُ المَتَاعَ: قَوَمْتَه.
واقْتَامَ أنْفَه: أي جَدَعَه.
وأخَذَ الغَنَمَ قُوَامٌ: أي داء يَأخُذُها في قَوائِمها فَتَقُومُ منه.
وقامَ بي ظَهْري وقامَتْ بي عُرُوقي: إذا اشْتَكاها.
وماءٌ قائمٌ: أي دائمٌ.
وما لِفُلانٍ قِيْمَةٌ: إذا لم يَدُمْ على الشَّيْءِ.
والقائمُ: الطالِبُ يَقُوْمُ على الأمْرِ، من قَوْله عَز وجلَ: " إلاّ ما دُمْتَ عليه قائماً ". وهو يَقُوْمُ أهْلَه وقامَ أهْلَه: أي قامَ بشَأْنِهم، فَعَدّاه إلى المَفْعُول.
والرِّيَاحُ القُوْمُ: أرْبَعٌ، واحِدَتُها قَوْمَاءُ. ومَضَتْ قُوَيْمَة من النَّهار: أي ساعَةٌ منه.
ق و م : قَامَ بِالْأَمْرِ يَقُومُ بِهِ قِيَامًا فَهُوَ قَوَّامٌ وَقَائِمٌ وَاسْتَقَامَ الْأَمْرُ وَهَذَا قِوَامُهُ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ وَتُقْلَبُ الْوَاوُ يَاءً جَوَازًا مَعَ الْكَسْرَةِ أَيْ عِمَادُهُ الَّذِي يَقُومُ بِهِ وَيَنْتَظِمُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقْتَصِرُ عَلَى الْكَسْرِ وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا} [النساء: 5] وَالْقِوَامُ بِالْكَسْرِ مَا يُقِيمُ الْإِنْسَانَ مِنْ الْقُوتِ وَالْقَوَامُ بِالْفَتْحِ الْعَدْلُ وَالِاعْتِدَالُ قَالَ تَعَالَى {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67] أَيْ عَدْلًا وَهُوَ حَسَنُ الْقَوَامِ أَيْ الِاعْتِدَالِ وَقَامَ الْمَتَاعُ بِكَذَا أَيْ تَعَدَّلَتْ قِيمَتُهُ بِهِ وَالْقِيمَةُ الثَّمَنُ الَّذِي يُقَاوَمُ بِهِ الْمَتَاعُ أَيْ يَقُومُ مَقَامَهُ وَالْجَمْعُ الْقِيَمُ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَشَيْءٌ قِيَمِيٌّ نِسْبَةٌ إلَى الْقِيمَةِ عَلَى لَفْظِهَا لِأَنَّهُ لَا وَصْفَ لَهُ يَنْضَبِطُ بِهِ فِي أَصْلِ الْخِلْقَةِ حَتَّى يُنْسَبَ إلَيْهِ بِخِلَافِ مَا لَهُ وَصْفٌ يَنْضَبِطُ بِهِ كَالْحُبُوبِ وَالْحَيَوَانِ الْمُعْتَدِلِ فَإِنَّهُ يُنْسَبُ إلَى صُورَتِهِ وَشَكْلِهِ فَيُقَالُ مِثْلِيٌّ أَيْ لَهُ مِثْلٌ شَكْلًا وَصُورَةً مِنْ أَصْلِ الْخِلْقَةِ وَقَامَ يَقُومُ قَوْمًا وَقِيَامًا انْتَصَبَ وَاسْمُ الْمَوْضِعِ الْمَقَامُ بِالْفَتْحِ وَالْقَوْمَةُ الْمَرَّةُ وَأَقَمْتُهُ إقَامَةً وَاسْمُ الْمَوْضِعِ الْمُقَامُ بِالضَّمِّ وَأَقَامَ بِالْمَوْضِعِ إقَامَةً اتَّخَذَهُ وَطَنًا فَهُوَ مُقِيمٌ وَقَوَّمْتُهُ تَقْوِيمًا فَتَقَوَّمَ بِمَعْنَى عَدَّلْتُهُ فَتَعَدَّلَ وَقَوَّمْتُ الْمَتَاعَ جَعَلْتُ لَهُ قِيمَةً مَعْلُومَةً وَأَهْلُ مَكَّةَ يَقُولُونَ اسْتَقَمْتُهُ بِمَعْنَى قَوَّمْتُهُ وَعَيْنٌ قَائِمَةٌ ذَهَبَ بَصَرُهَا وَضَوْءُهَا وَلَمْ تَنْخَسِفْ بَلْ الْحَدَقَةُ عَلَى حَالِهَا وَقَائِمُ السَّيْفِ وَقَائِمَتُهُ مَقْبِضُهُ وَالْقَوْمُ جَمَاعَةُ الرِّجَالِ لَيْسَ فِيهِمْ امْرَأَةٌ الْوَاحِدُ رَجُلٌ وَامْرُؤٌ مِنْ غَيْرِ لَفْظِهِ وَالْجَمْعُ أَقْوَامٌ سُمُّوا بِذَلِكَ لِقِيَامِهِمْ بِالْعَظَائِمِ وَالْمُهِمَّاتِ قَالَ الصَّغَانِيّ وَرُبَّمَا دَخَلَ النِّسَاءُ تَبَعًا لِأَنَّ قَوْمَ كُلِّ نَبِيٍّ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ وَيُذَكَّرُ الْقَوْمُ وَيُؤَنَّثُ فَيُقَالُ قَامَ الْقَوْمُ وَقَامَتْ الْقَوْمُ وَكَذَلِكَ كُلُّ اسْمِ جَمْعٍ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ نَحْوُ رَهْطٍ وَنَفَرٍ وَقَوْمُ الرَّجُلِ أَقْرِبَاؤُهُ الَّذِينَ يَجْتَمِعُونَ مَعَهُ فِي جَدٍّ وَاحِدٍ وَقَدْ يُقِيمُ الرَّجُلُ بَيْنَ الْأَجَانِبِ فَيُسَمِّيهِمْ قَوْمَهُ مَجَازًا لِلْمُجَاوَرَةِ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ} [يس: 20] قِيلَ كَانَ مُقِيمًا بَيْنَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ مِنْهُمْ وَقِيلَ كَانُوا قَوْمَهُ وَأَقَامَ الرَّجُلُ الشَّرْعَ أَظْهَرَهُ وَأَقَامَ
الصَّلَاةَ أَدَامَ فِعْلَهَا وَأَقَامَ لَهَا إقَامَةً نَادَى لَهَا. 
ق و م: (الْقَوْمُ) الرِّجَالُ دُونَ النِّسَاءِ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ قَالَ زُهَيْرٌ:

وَمَا أَدْرِي وَلَسْتُ إِخَالُ أَدْرِي ... أَقَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أَمْ نِسَاءُ
وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ} [الحجرات: 11] ثُمَّ قَالَ: {وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ} [الحجرات: 11] وَرُبَّمَا دَخَلَ النِّسَاءُ فِيهِ عَلَى سَبِيلِ التَّبَعِ لِأَنَّ قَوْمَ كُلِّ نَبِيٍّ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ. وَجَمْعُ الْقَوْمِ (أَقْوَامٌ) وَجَمْعُ الْجَمْعِ (أَقَاوِمُ) وَ (أَقَائِمُ) . وَ (الْقَوْمُ) يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ لِأَنَّ أَسْمَاءَ الْجُمُوعِ الَّتِي لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا إِذَا كَانَ لِلْآدَمِيِّينَ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ مِثْلُ الرَّهْطِ وَالنَّفَرِ وَالْقَوْمِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ} [الأنعام: 66] وَقَالَ: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ} [الشعراء: 105] . وَ (قَامَ) يَقُومُ (قِيَامًا) . وَ (الْقَوْمَةُ) الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ، وَ (قَامَ) بِأَمْرِ كَذَا.
وَقَامَ الْمَاءُ جَمَدَ. وَ (قَامَتِ) الدَّابَّةُ وَقَفَتْ. وَقَامَتِ السُّوقُ نَفَقَتْ وَبَابُ الْكُلِّ وَاحِدٌ. وَ (قَاوَمَهُ) فِي الْمُصَارَعَةِ وَغَيْرِهَا. وَ (تَقَاوَمُوا) فِي الْحَرْبِ أَيْ قَامَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ. وَ (أَقَامَ) بِالْمَكَانِ (إِقَامَةً) . وَ (أَقَامَهُ) مِنْ مَوْضِعِهِ. وَأَقَامَ الشَّيْءَ أَيْ أَدَامَهُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ} [البقرة: 3] . وَ (الْمُقَاوَمَةُ) بِالضَّمِّ الْإِقَامَةُ وَبِالْفَتْحِ الْمَجْلِسُ وَالْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ. وَأَمَّا (الْمَقَامُ) وَ (الْمُقَامُ) فَقَدْ يَكُونُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِمَعْنَى الْإِقَامَةِ وَقَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى مَوْضِعِ الْقِيَامِ، لِأَنَّكَ إِذَا جَعَلْتَهُ مِنْ قَامَ يَقُومُ فَمَفْتُوحٌ. وَإِنْ جَعَلْتَهُ مِنْ أَقَامَ يُقِيمُ فَمَضْمُومٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: «لَا مَقَامَ لَكُمْ» أَيْ لَا مَوْضِعَ لَكُمْ وَقُرِئَ: {لَا مُقَامَ لَكُمْ} [الأحزاب: 13] بِالضَّمِّ أَيْ لَا إِقَامَةَ لَكُمْ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} [الفرقان: 76] أَيْ مَوْضِعًا. وَ (الْقِيمَةُ) وَاحِدَةُ (الْقِيَمِ) وَ (قَوَّمَ) السِّلْعَةَ (تَقْوِيمًا) وَأَهْلُ مَكَّةَ يَقُولُونَ: (اسْتَقَامَ) السِّلْعَةَ وَهُمَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَ (الِاسْتِقَامَةُ) الِاعْتِدَالُ يُقَالُ: (اسْتَقَامَ) لَهُ الْأَمْرُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ} [فصلت: 6] أَيْ فِي التَّوَجُّهِ إِلَيْهِ دُونَ الْآلِهَةِ. وَ (قَوَّمَ) الشَّيْءَ (تَقْوِيمًا) فَهُوَ (قَوِيمٌ) أَيْ مُسْتَقِيمٌ. وَقَوْلُهُمْ: مَا أَقْوَمَهُ شَاذٌّ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5] إِنَّمَا أَنَّثَهُ لِأَنَّهُ أَرَادَ الْمِلَّةَ الْحَنِيفِيَّةَ. وَ (الْقَوَامُ) بِالْفَتْحِ الْعَدْلُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67] وَ (قَوَامُ) الرَّجُلِ أَيْضًا قَامَتُهُ وَحُسْنُ طُولِهِ. وَ (قِوَامُ) الْأَمْرِ بِالْكَسْرِ نِظَامُهُ وَعِمَادُهُ. يُقَالُ: فُلَانٌ قِوَامُ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ (قِيَامُ) أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ الَّذِي يُقِيمُ شَأْنَهُمْ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا} [النساء: 5] . وَ (قِوَامُ) الْأَمْرِ أَيْضًا مِلَاكُهُ الَّذِي يَقُومُ بِهِ وَقَدْ يُفْتَحُ. وَ (قَامَةُ) الْإِنْسَانِ قَدُّهُ وَجَمْعُهَا (قَامَاتٌ) وَ (قِيَمٌ) مِثْلُ تَارَاتٍ وَتِيَرٍ. وَ (قَائِمُ) السَّيْفِ وَ (قَائِمَتُهُ) مَقْبِضُهُ. وَ (الْقَائِمَةُ) وَاحِدَةُ (قَوَائِمِ) الدَّوَابِّ. وَ (الْقَيُّومُ) اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى. وَقَرَأَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «الْحَيُّ (الْقَيَّامُ) » ، وَهُوَ لُغَةٌ، وَيَوْمُ الْقِيَامَةِ مَعْرُوفٌ. 
[قوم] القَوْمُ: الرجال دون النساء، لا واحد له من لفظه. قال زهير: وما أدري وسَوف إخالُ أدري أقَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أم نساءُ وقال تعالى: " لا يسخر قومٌ من قومٍ) ثم قال سبحانه: (ولا نساءٌ من نساءٍ) وربَّما دخل النساء فيه على سبيل التبَع، لأن قوم كلِّ نبيّ رجالٌ ونساء. وجمع القَوْمِ أقوامٌ، وجمع الجمع أقاوِمُ . قال أبو صخر . فإن يعذر القلبُ العَشِيَّةُ في الصِبا فُؤادَكَ لا يَعْذِرْكَ فيه الأقاوِمُ عَنى بالقلب العقل. ابن السكيت: يقال أقايمُ وأقاومُ. والقَوْمُ يذكَّر ويؤنث، لأن أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كان للآدميِّين يذكر ويؤنث، مثل رَهْطٍ ونَفَرٍ. قال تعالى: (وكذبَ به قومُك) فذكر. وقال تعالى: (كَذّبتْ قومُ نوحٍ) فأنث. فإن صغّرتَ لم تدخل فيها الهاء، وقلت قويم ورهيط ونفير. وإنما يلحق التأنيث فعله. وتدخل الهاء فيما يكون لغير الآدميين، مثل الابل والغنم، لان التأنيث لازم له. وأما جمع التكسير مثل جمال ومساجد وإن ذكر وأنث، فإنما تريد الجمع إذا ذكرت وتريد الجماعة إذا أنثت. وقام الرجل قِياماً. والقَوْمَةُ: المرّةُ الواحدةُ. وقامَ بأمر كذا. وقامَ الماءُ: جَمَدَ. وقامَتِ الدابة: وقَفَت . وقال الفراء: قامت السوق: نفقت. وقاومه في المصارعة وغيرها. وتَقاوَموا في الحرب، أي قامَ بعضُهم لبعض. وأقامَ بالمكان إقامَةً. والهاء عوض من عين الفعل، لأن أصله إقواماً. وأقامَهُ من موضعه. وأقامَ الشئ، أي أدامه، من قوله تعالى: (ويُقيمونَ الصَّلاةَ) . والمُقامَةُ بالضم: الإقامَة. والمَقامَةُ بالفتح: المجلسُ، والجماعة من الناس. وأما المَقامُ والمُقامُ فقد يكون كلُّ واحدٍ منهما بمعنى الإقامةِ وقد يكون بمعنى موضع القيام، لانك إذا جعلته من قام يقوم فمفتوح، وإن جعلته من أقام يقيم فمضموم، لان الفعل إذا جاوز الثلاثة فالموضع مضموم الميم، لانه مشبه ببنات الاربعة، نحو دحرج وهذا مدخرجنا. وقوله تعالى: (لا مَقامَ لَكُم) أي لا موضع لكم. وقرئ (لا مُقامَ لكم) بالضم أي لا إقامة لكم. و (حَسُنت مُسْتَقرًّا ومُقاما) ، أي موضعاً. وقول لبيد:

عَفَتِ الديارَ محلها فمقامها * يعنى الاقامة. والقيمة: واحدة القِيَمِ، وأصله الواو لأنه يقوم مقام الشئ. يقال: قومت السلعة. وأهل مكة يقولون: استقمت السلعة، وهما بمعنى. والاستقامة: الاعتدال. يقال: استقام له الأمر. وقوله تعالى: (فاسْتقيموا إليهِ) أي في التوجُّه إليه دون الآلهة. وقومت الشئ فهو قَويمٌ، أي مُستَقيمٌ. وقولهم: ما أقْوَمَهُ، شاذٌّ. وقوله تعالى: (وذلك دينُ القَيِّمَةِ) إنما أنّثه لأنه أراد المِلَّة الحنيفية. والقوامُ: العَدْلُ. قال تعالى: (وكان بين ذلك قَواما) . وقوامُ الرجل أيضاً: قامَتُهُ وحسن طوله. والقومية مثله. وقال :

أيام كنت حسن القومية * وقوام الأمر بالكسر: نظامه وعِماده. يقال: فلانٌ قِوامُ أهل بيته وقِيامُ أهل بيته، وهو الذى يقيم شأنهم: ومنه قوله تعالى: (ولا تُؤْتوا السُفهاءَ أموالَكُم التي جَعَلَ الله لَكم قِياماً) . وقِوامُ الأمر أيضا: ملاكه الذى يقوم به. قال لبيد:

خذلت وهادية الصوار قوامها * وقد يفتح. والقامة: البكرة بأداتها. وقال: لما رأيت أنها لاقامه وأنني موف على السآمه نزعت نزعا زعزع الدعامه والجمع قيم، مثل تارة وتير. وقامة الإنسان: قدّهُ، وتجمع على قاماتٍ وقيم، مثل تارات وتير. وهو مقصور قيام، ولحقه التغيير لاجل حرف العلة. وفارق رحبة ورحابا حيث لم يقولوا رحب، كما قالوا قيم وتير. وقائم السيف وقائمته: مقبضه. والقائِمَةُ: واحدة قَوائِمِ الدوابّ. والمِقْوَمُ: الخشبة التى يمسكها الحراث. ابن السكيت: ما فعل قوام كان يعترى هذه الدابة بالضم، إذا كان يقوم فلا ينبغث. الكسائي: القُوامُ: داءٌ يأخذ الشاة في قوائمها تقوم منه. والقَيُّومُ: اسمٌ من أسماء الله تعالى. وقرأ عمر رضى الله عنه: (الحى القيام) ، وهو لغة. ويوم القيامة معروف.
(قوم) - قَولُه تَباركَ وتَعالَى: {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا}
: أي وَسَطاً.
- في الحديث: "حِينَ قام قائمُ الظَّهيرة"
: أي قامَت الشَّمسُ وقْتَ الزَّوال.
قال الأَزهرىّ: هو مِن قَولِهم: قَامَت به دَابَّتُه: أي وَقَفَت - ومنه قَولُه تعالى: {وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا}
: أي وَقَفُوا.
قال: وسَمِعْتُ العربَ تَقول للدَّابَّة إذَا أَفلَتت: قُومي: أي قِفِي. والمعنى أَنَّ الشَّمسَ إذَا بَلَغت كَبِدَ السماءِ ووَسَطَها لا تزول إلّا بعد رَيْثٍ وبُطءٍ، فَيحسَب المتأَمِّلُ أنّها وقَفَتْ وَقفةً، فيُقَالُ لذَلك الوقُوف: قامَ قائِمُ الظَّهِيرَة. لأَنَّ الشمس دَائِبةُ السَّيْر والدَّوران لَيْلًا ونَهارًا لا تَقِف إلَا وَقْتَ الظُّهْر خاصَّة.
ومِثْلُه يُقَال: جاء فُلانٌ فقَامَ عَلينَا: أي وقَف.
وقيل: هو من القُوام؛ وهو دَاءٌ في قَوائم الدَّابة لا تَمشي معه.
- في حديث عُمَر - رضي الله عنه -: "في العَيْنِ القَائِمَةِ ثُلُثُ الدِّيَة"
قال الأَصمعِيُّ: هي التي ذَهَبَ مَاؤُها والحَدَقةُ صَحِيحَة .
- وفي حدِيثِ حَكِيم بن حِزَام - رضي الله عنه -: "بَايَعْتُه على أَن لا أَخِرَّ إلَّا قَائِماً".
قال أبو عُبَيد: أي لا أَمُوت إِلَّا مُسْلِماً.
وقال ابنُ عائشةَ: أي لا أَسقُطُ في أَمرِ من تجارَتي إلّا قَوِيًّا بِعَوْنِكَ إيَّاي وَدُعَائِكَ لي؛ لأَنّ السَّاقِطَ مِن عُلُوٍّ إذَا سقَطَ قائماً أَحسَنُ حَالًا مِمّن خرَّ علىَ وَجهِهِ.
فقال: أَمَّا مَن قِبَلي فَلَن أُوقِعكَ في أَمْرٍ مِنِ تجارتِك يُعْطِبكَ.
قال: وكيفَ يَكون مَعناه لا أَموتُ إلَّا مُسْلِماً؛ وقد قَال له عليه الصَّلاة والسَّلام: "أَمَّا مِن قِبَلي فَلَا"؟
قال الطَّحاوِي: قيل: أي لا أَسجدُ إلَّا مِن قِيامٍ؛ كما؛ قال:
- "لا صلاةَ لمن لا يُقِيمُ صُلْبَه في الرُّكوعَ والسُّجُودِ" وقيل: القِيامُ: العَزْمُ، كما في قَوله تعالى: {إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا} : أي بالمُطالَبةِ.
وقيل: كانَت بَيعتُه على الموتِ
- في الحديثِ : "لكَ الحمدُ أَنتَ قيَّامُ السَّمَواتِ وَالأَرض "
: أيْ عِمادُها ومُدبِّرُها، وكذلك القَيُّوم، ومعناهما: القَائِمُ بأُمُورِ الخَلْقِ وآجالِها وأرزاقِها، وأَصلهما قَيْوَام وقيْوُوم.
- في الحديثِ : "أَتاني مَلَكٌ فَقال: خَلْقُكَ قَيِّم"
: أي مُسْتَقِيمٌ حَسَنٌ.
- في الحديثِ: "حتّى يُصيبَ قَوامًا مِن عَيش "
: أي مَا يقيم به خَلَّتَه، وهو نحو العِمَاد الذي يَقومُ به الشيءُ.
- "ويَومُ القِيَامَةِ ".
قيل: هو مَصْدَر قَامَ الخَلقُ مِن قُبورهم قِيامَةً.
قال الجَبَّان: وإن لم يُقَل ذلك فهي تَعْرِيب "قِيَمْثَا". بمعناها في السُّرْيَانِيَّةِ. وقيِمَة الشيَّءِ: ما يَقُوم مقَامَه.
- في حديثِ أبي هريرة - رضي الله عنه -: "إنْ نَسَّاني الشَّيطانُ شَيئاً مِن صَلاَتي فَلْيُسَبِّح القَومُ ولْيُصَفِّق النِّساءُ " حديث مُرسَل. واسم القَوم في اللُّغة: إنّما يُطلَق على الرِّجالِ دُونَ النِّساءِ، قال زُهَيْر:
ومَا أدرِي وسوف إخال أَدْرِي
أَقَومٌ آل حِصْن أَم نِساءُ
والحديثُ أدَلُّ الدَّلائِل عليه، حَيثُ قابَل به النِّساءَ، فدَلّ أَنّهُنَّ لم يَدخُلْن فيه.
قال الخَلِيل: أَلا تَرَى إلى قَولِه تَعالَى: {لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ}، ثم قال: {وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ} .
وسُمُّوا بذلك لأَنّهم قَوَّامُون على النِّساء بالأُمورِ التي لَيْسَت للنِّسَاء أَن يَقُمْنَ بها؛ وسُمِّيت النِّساءُ نِساءً لتأَخُّرهنَّ عن مَنازِل الرِّجَالِ؛ من نَسأتُه: أخَّرته، أو نَسِيتُه: تَرَكتُه
وقيل القَوم في الأَصل مَصدرُ قام، فَوُصِفَ به، ثم غَلَب على الرِّجال لِقيامِهم بأُمُورِ النِّساءِ، وهي صفَةٌ غالبةٌ، جمع قَائِم، كصَاحِبٍ وصَحْب.
أَخبرَنا أبو على الحَدَّاد، فيما أرى، ثنا أبو نُعَيْم، نا محمد بن عبد الله هو الحاكم في كتابه، ثنا بكر بن محمد الصَّيرفي بمَرْو، ثنا إسحاقُ بن هَيَّاج البَلْخِيّ، ثنا أبو قُدامَة، قال: سمعت الحَسَنَ ابن الرَّبيع يقول: قال عبدُ الله بنُ المُبارَك.- في حديث ثَوْبَان: "استَقِيمُوا لِقُريْشِ ما اسْتَقَامُوا لَكُم "
تَفْسِير حديث أمّ سلَمة: "لا تُقَاتِلُوهمَ ما صَلُّوا."
- في حديثِ أَبِي الدَّردَاء: "رُبَّ قَائمٍ مَشكُورٌ له، ونائمٍ مَغْفُورٌ له"
: أيّ رُبَّ مُتَهجِّدٍ يَستَغْفِرُ لَأخِيه النَّائِم، فيُشكَر له فِعلُه ويُغفَر للنائم بدعائه.
- في الحديث: "أَنّه أَذِنَ في قَطع المَسَد والقَائِمَتَيْن"
يعني قائِمَتَي الرَّحْلِ، يُريدُ من شَجَرِ الــحَرَم.
قوم
يقال: قَامَ يَقُومُ قِياماً، فهو قَائِمٌ، وجمعه:
قِيامٌ، وأَقَامَهُ غيره. وأَقَامَ بالمكان إِقَامَةً، والْقِيَامُ على أضرب: قيام بالشّخص، إمّا بتسخير أو اختيار، وقيام للشيء هو المراعاة للشيء والحفظ له، وقيام هو على العزم على الشيء، فمن القِيَامِ بالتّسخير قوله تعالى: مِنْها قائِمٌ وَحَصِيدٌ [هود/ 100] ، وقوله: ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها [الحشر/ 5] ، ومن القِيَامِ الذي هو بالاختيار قوله تعالى: أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً [الزمر/ 9] . وقوله: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ [آل عمران/ 191] ، وقوله: الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ
[النساء/ 34] ، وقوله: وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً [الفرقان/ 64] . والقِيَامُ في الآيتين جمع قائم. ومن المراعاة للشيء قوله:
كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ
[المائدة/ 8] ، قائِماً بِالْقِسْطِ [آل عمران/ 18] ، وقوله: أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ [الرعد/ 33] أي: حافظ لها. وقوله تعالى: لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ [آل عمران/ 113] ، وقوله: إِلَّا ما دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً [آل عمران/ 75] أي: ثابتا على طلبه. ومن القِيَامِ الذي هو العزم قوله:
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ
[المائدة/ 6] ، وقوله: يُقِيمُونَ الصَّلاةَ
[المائدة/ 55] أي: يديمون فعلها ويحافظون عليها. والقِيَامُ والقِوَامُ: اسم لما يقوم به الشيء.
أي: يثبت، كالعماد والسّناد: لما يعمد ويسند به، كقوله: وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِياماً [النساء/ 5] ، أي:
جعلها ممّا يمسككم. وقوله: جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ [المائدة/ 97] أي: قِوَاما لهم يقوم به معاشهم ومعادهم.
قال الأصمّ: قائما لا ينسخ، وقرئ:
قيما بمعنى قياما، وليس قول من قال:
جمع قيمة بشيء. ويقال: قَامَ كذا، وثبت، وركز بمعنى. وقوله: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى
[البقرة/ 125] ، وقَامَ فلان مَقَامَ فلان: إذا ناب عنه. قال: فَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيانِ
[المائدة/ 107] . وقوله: دِيناً قِيَماً
[الأنعام/ 161] ، أي: ثابتا مُقَوِّماً لأمور معاشهم ومعادهم. وقرئ: قيما مخفّفا من قيام. وقيل: هو وصف، نحو:
قوم عدى، ومكان سوى، ولحم زيم ، وماء روى، وعلى هذا قوله تعالى: ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ
[يوسف/ 40] ، وقوله: وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً [الكهف/ 1- 2] ، وقوله: وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ
[البينة/ 5] فَالْقَيِّمَةُ هاهنا اسم للأمّة القائمة بالقسط المشار إليهم بقوله: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ [آل عمران/ 110] ، وقوله: كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ [النساء/ 135] ، يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ [البينة/ 2- 3] فقد أشار بقوله: صُحُفاً مُطَهَّرَةً إلى القرآن، وبقوله: كُتُبٌ قَيِّمَةٌ [البينة/ 3] إلى ما فيه من معاني كتب الله تعالى، فإنّ القرآن مجمع ثمرة كتب الله تعالى المتقدّمة. وقوله: اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ
[البقرة/ 255] أي:
القائم الحافظ لكلّ شيء، والمعطى له ما به قِوَامُهُ، وذلك هو المعنى المذكور في قوله:
الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى [طه/ 50] ، وفي قوله: أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ [الرعد/ 33] . وبناء قَيُّومٍ:
فيعول، وقَيَّامٌ: فيعال. نحو: ديّون وديّان، والقِيامَةُ: عبارة عن قيام الساعة المذكور في قوله: وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ
[الروم/ 12] ، يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ [المطففين/ 6] ، وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً [الكهف/ 36] ، والْقِيَامَةُ أصلها ما يكون من الإنسان من القيام دُفْعَةً واحدة، أدخل فيها الهاء تنبيها على وقوعها دُفْعَة، والمَقامُ يكون مصدرا، واسم مكان القيام، وزمانه. نحو: إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقامِي وَتَذْكِيرِي [يونس/ 71] ، ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَخافَ وَعِيدِ [إبراهيم/ 14] ، وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ [الرحمن/ 46] ، وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى [البقرة/ 125] ، فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ [آل عمران/ 97] ، وقوله: وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ [الدخان/ 26] ، إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ [الدخان/ 51] ، خَيْرٌ مَقاماً وَأَحْسَنُ نَدِيًّا [مريم/ 73] ، وقال: وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ [الصافات/ 164] ، وقال: أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ [النمل/ 39] قال الأخفش: في قوله قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ [النمل/ 39] : إنّ المَقَامَ المقعد، فهذا إن أراد أنّ المقام والمقعد بالذّات شيء واحد، وإنما يختلفان بنسبته إلى الفاعل كالصّعود والحدور فصحيح، وإن أراد أنّ معنى المقام معنى المقعد فذلك بعيد، فإنه يسمى المكان الواحد مرّة مقاما إذا اعتبر بقيامه، ومقعدا إذا اعتبر بقعوده، وقيل: المَقَامَةُ: الجماعة، قال الشاعر: 379-
وفيهم مَقَامَاتٌ حسان وجوههم
وإنما ذلك في الحقيقة اسم للمكان وإن جعل اسما لأصحابه. نحو قول الشاعر:
واستبّ بعدك يا كليب المجلس
فسمّى المستبّين المجلس. والاسْتِقَامَةُ يقال في الطريق الذي يكون على خطّ مستو، وبه شبّه طريق المحقّ. نحو: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ
[الفاتحة/ 6] ، وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً [الأنعام/ 153] ، إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ [هود/ 56] . واسْتِقَامَةُ الإنسان: لزومه المنهج المستقيم. نحو قوله:
إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا
[فصلت/ 30] وقال: فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ
[هود/ 112] ، فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ
[فصلت/ 6] والْإِقَامَةُ في المكان: الثبات. وإِقَامَةُ الشيء:
توفية حقّه، وقال: قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ
[المائدة/ 68] أي: توفّون حقوقهما بالعلم والعمل، وكذلك قوله: وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ [المائدة/ 66] ولم يأمر تعالى بالصلاة حيثما أمر، ولا مدح بها حيثما مدح إلّا بلفظ الإقامة، تنبيها أنّ المقصود منها توفية شرائطها لا الإتيان بهيئاتها، نحو: أَقِيمُوا الصَّلاةَ [البقرة/ 43] ، في غير موضع وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ [النساء/ 162] .
وقوله: وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى
[النساء/ 142] فإنّ هذا من القيام لا من الإقامة، وأمّا قوله: رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ [إبراهيم/ 40] أي: وفّقني لتوفية شرائطها، وقوله: فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ [التوبة/ 11] فقد قيل: عني به إقامتها بالإقرار بوجوبها لا بأدائها، والمُقَامُ يقال للمصدر، والمكان، والزّمان، والمفعول، لكن الوارد في القرآن هو المصدر نحو قوله: إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً
[الفرقان/ 66] ، والمُقَامةُ:
الإقامة، قال: الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ [فاطر/ 35] نحو: دارُ الْخُلْدِ [فصلت/ 28] ، وجَنَّاتِ عَدْنٍ [التوبة/ 72] وقوله: لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا
[الأحزاب/ 13] ، من قام، أي: لا مستقرّ لكم، وقد قرئ:
لا مُقامَ لَكُمْ
من: أَقَامَ. ويعبّر بالإقامة عن الدوام. نحو: عَذابٌ مُقِيمٌ
[هود/ 39] ، وقرئ: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ [الدخان/ 51] ، أي: في مكان تدوم إقامتهم فيه، وتَقْوِيمُ الشيء: تثقيفه، قال: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ [التين/ 4] وذلك إشارة إلى ما خصّ به الإنسان من بين الحيوان من العقل والفهم، وانتصاب القامة الدّالّة على استيلائه على كلّ ما في هذا العالم، وتَقْوِيمُ السّلعة: بيان قيمتها. والقَوْمُ: جماعة الرّجال في الأصل دون النّساء، ولذلك قال: لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ الآية [الحجرات/ 11] ، قال الشاعر:
أقوم آل حصن أم نساء
وفي عامّة القرآن أريدوا به والنّساء جميعا، وحقيقته للرّجال لما نبّه عليه قوله: الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ الآية [النساء/ 34] .
[قوم] نه: في ح المسألة: أو لذي فقر مدقع حتى يصيب "قوامًا"، أي ما يقوم بحاجته الضرورية، وقوام الشيء ما يقوم به، وقوام الأمر ملاكه. ط: هو بكسر قاف، والسداد- بكسر سين: ما يسد به الفقر. نه: "القوم" مصدر وصف به نغلب على الرجال لأنهم قوامون على النساء بأمورهن. وفيه: من جالسه أو "قاومه" في حاجة صابره، أي إذا قام معه ليقضي حاجته صبر عليه إلا أن يقضيها. وفيه: لو "قومت" لنا! فقال: الله هو "المقوم"، أي سعرت لنا وحددت لنا قيمتها. ومنه: إذا "استقمت" بنقد فبعت بنقد فلا بأس به، وإذا "استقمت" بنقد فبعت بنسيئة فلا خير فيه، استقمت المتاع: قومته، ومعناه أن يدفع إلى آخر ثوبًا فيقومه مثلًا بثلاثين ثم يقول: بعه بها وما زاد عليها فهو لك، فإن باعه نقدًا بأكثر منها فهو جائز ويأخذ الزيادة، وإن باعه نسيئة بأكثر مما يبيعه نقدًا فهو مردود لا يجوز. وفيه: حين "قام قائم" الظهيرة، أي قيام الشمس وقت الزوال، من قامت به دابته: وقفت، يعني أن الشمس إذا بلغت وسط السماء أبطأت حركة الظل إلى أن تزول فيحسب أنها قد وقفت وهي سائرة لكن لا يظهر أثره ظهوره قبل الزوال وبعده. وفي ح حكيم: بايعتهالدواب كالأرجل من الإنسان. وح: وكلُ حسن فيجيء "قوم يقيمونه" كما "يقام" القدح، أي كل واحدة من قراءتكم حسنة موجبة للثواب، ولا عليكم أن تقيموا ألسنتكم إقامة القدح وهو السهم وسيجيء أقوام يفعلونه، وفيه بناء الأمر على المساهلة فالاشتغال بتجويد الحروف من تسويلات الشيطان الصارفة عن فهم المعاني. ن: و"مقام" العائذ، مر في ع ور. وح: متى "تقوم مقامك"، بإهمال متى في أكثرها. وح: "قومي" عني، أمرها بالقيام مخافة من لمس حليلته في الإحرام. وح: "يقيم" بالسوق حلة، أي يعرضها للبيع. وح: فأبى علينا "قومنا"، أي ولاة الأمر من بني أمية، رأوا أنه لا يتعين صرفه إلينا فيصرفونه في المصارف، قوله: هو، أي خمس الخمس، لنا أي لذوي القربى. وح: يرجع "قائمكم"، مر في ر. ج: لعله أن "يقوم" في الله "مقامًا" يحمده عليه، رضاء هذا القول في حق سهيل إشارة إلى ما كان عند وفات النبي صلى الله عليه وسلم وارتداد الناس بمكة، فقام خطيبًا ووعظهم وثبتهم على الإسلام، فهذا هو المقام الذي يحمده عليه. تو: "لا يقام" شيء لغضبه إذا تعرض للحق بشيء، أي لم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له. و"قاومه" أي قام معه. شم: "المقام" المحمود، قيل: هو أن يكون أقرب من جبرئيل، ومر في ح. ش: الصلاة "القائمة"، أي الدائمة لا ينسخها ملة. وترد بعد حسن "التقويم"، أي بعد الحال الحسنة المستقيمة. غ: "لمن خاف "مقامي"" أي المقام الذي وعدته للثواب والعقاب، وقام بالأمر وأقامه: حفظه ولم يضيعه. و"عوجًا "قيمًا"" أي أنزل الكتاب قيمًا مستقيمًا. و"دينًا "قيمًا"" مستقيمًا، وقيمًا - مصدر كالصغر وهو الاستقامة. و""يقيمون" الصلاة يتمونها إيمانًا ووقتًا وعددًا. و"هو "قائم" على كل نفس" بأرزاقهم وآجالهم أو أخذ لها ومجاز. و"إلا ما دمت عليه "قائمًا"" أي مواظبًا بالاقتضاء. و"اظلم عليهم "قاموا"" أي وقفوا. و"دين "القيمة"" أي الملة القيمة بالحق. و"أحسن "تقويم"" صورة. و"أمة "قائمة"" متمسكة بدينها.
قوم: قام، ومضارعه يقوم: يطلق على وظيفة يشغلها رجل كفؤ. ففي كليلة ودمنة (ص22): عرض الملك على بيديا الوزارة فرفضها فقال له: أني فكرت في إعفائك فيما عرضته عليك فوجدته لا يقوم ألا بك ولا ينهض به غيرك ولا يضطلع به سواك.
قام. قامت القضية: لا زالت بلا حل. ففي كتاب محمد بن الحارث (ص288): القاضي الذي قام هذا السبب عنده.
قام: صور، رسم صورة. (بوشر) وفي مملوك (1، 1: 11): اسمه قائم دون شخصه.
أي اسمه مصور ومرسوم دون شخصه.
قام: بعث. عاد إلى الحياة بعد الموت (فوك).
قام وقعد: كان مضطربا ثائرا، هاج هائجه. (دي ساسي طرائف 1: 45 (وانظر ص89 رقم 13)، فليشر في تعليقه على المقري 1، 762، لريشت ص252، عبد الواحد ص84) وفي القلائد (ص119): وأنت خلال ذلك (تحفل وتحتشد، وتقوم وتقعد. وتبرق غيظا وترعد) ويظهر أن التعبير التام هو قام في ركائبه وقعد.
وقد جاء في تاريخ البربر (1: 571، 2: 295، 3192. وقد جاء قام فقط دون وقعد (1: 360، 2: 180، 208).
ويقال: قام وقعد في أمر (الماوردي ص15) وقام وقعد بأمر، معناه إما اجتهد، وبذل ما في وسعه ليشيد بذكره، ففي الحماسة (ص111): وملأت منه الأرض إذا قمت وقعدت بذكره: وإما اجتهد وبذل ما في وسعه ليشوه سمعته.
ففي الحماسة (ص726): ويقال قام بي فلان وقعد أي نثا عني قبيحا.
قام الحرب على رجل= قام الحرب على ساق- (معجم بدرون. وانظر مادة ساق في المعاجم العربية).
قام جالسا: جلس، استوى جالسا من رقدته.
ففي طرائف فريتاج (ص48): وكنت متكئة فقمت جالسة.
قام شاه: شب، قنطر، رفع الفرس يديه: شبا. (بوشر).
قام مقاما: انظر قام بخطبة فيما يلي.
قام الليل: أمضى الليل يصلي. (عبد الواحد ص128).
ويقال أيضا: قام فقط بهذا المعنى.
ففي الفخري (ص152): كم تقوم من الشهر. أي كم ليلة تقضي من الشهر في الصلاة (انظر: قيام وقوام وقائم). قام إلى فلان: قام إلى القاضي أي حضر قدام القاضي بعد أن بلغ بالحضور. (محمد بن الحارث ص 297).
قام ب: عني ب: أو دبر، ساس، ولي. (معجم الإدريسي: معجم البلاذري، دي يونج).
قام ب: التزم ب، تكفل ب، أخذ على عاتقه. (بوشر).
قام ب: أعطاه ما يكفيه. (معجم الإدريسي، معجم البلاذري، دي يونج، فوك، المقري 1: 658، فريتاج طرائف ص128 وما يليها).
قام ب: جهز، مون. أمد. ففي البكري (ص153): فسوق اغمات وريكة يقوم يوم الأحد بضروب السلع.
قام لفلان ب: جهزه ومونه (البكري ص37).
قام بما عليه: التزم وتكفل بكل التزاماته وتعهداته. (بوشر).
قام بدعوة فلان: اعترف به وأعلن إنه من حزبه وأنصاره. ففي النويري (الأندلس ص440): قام بالدعوة العباسية.
وفي رحلة ابن بطوطة (المخطوطة ص195 ق).
لما سمع بمحبة السلطان في بني العباس وقيامه بدعوتهم.
وكذلك: قام بأمر فلان (دي ساسي، طرائف 1: 57).
قام ب: ساوى، وازن، عادل، وازي.
ففي ملر (ص46): فمن قام خيره بشره دخل تحت خطة الاعتدال ومن قصر خيره عن شره الخ.
قام بكذا: تعدلت قيمته به. (محيط المحيط).
ويقال: قامت السلعة بكذا. (دي يونج، المقري 1: 363).
ويقال: قام عليه بكذا، وقام علي بكذا (فوك) وفي كرتاس (ص30): وقامت عليه العلية والأبواب بمال جليل، وهذا صواب العبارة وفقا لما جاء في مخطوطتنا.
قام ب: دفع سدد، أدى ففي المقري (2: 713): صالحهم أهلها على قطيعة يقومون بها.
وفي تاريخ البربر (1: 5): قام بالخراج للسلطان.
قام بواجبه: استقبله استقبالا حسنا إكراما له. (بوشر).
قام بوعده: وفي بوعده. (بوشر).
قام به: تكرس لدراسته وتفرغ لها.
ففي أماري (ص616): وأخذ عن المصريين أنواعا من فنون الهندسة لأنهم كانوا قائمين بها من قديم.
قام بخطبة: ألقى خطبة، خطب (المقري 2: أعدها وفي رحلة ابن جبير (ص77): قد حبر خطبا أعدها للقيام بها بين يدي سيدنا أمير المؤمنين وكذلك: قام مقاما (المقري 1: 1).
قام به ناعيه: أعلن الناعي موته. (ويجرز ص45) ومنه المثل: إذا كثر الناعي إليك قام الناعي بك. أي إذا كثر من يخبرك بموت كثير من أترابك فسيعلن قريبا موتك. (انظر ويجرز تعليقه رقم 3، ص55).
قام على: عني به، أو دبر، ساس، (معجم البلاذري).
قام على فلان: استعجله واستحثه ليحمله على عمل شيء. (ألف ليلة 2: 222، 3: 46).
قام على: احتج على، اعترض على. (بوشر).
قام على: عرف، علم، دري، اطلع، أدرك أتقن. (معجم البلاذري).
قام على: تفرغ لدراسة. (أماري ص643. المقدمة 2: 402، المقري 3: 675). وفي كتاب الخطيب (ص34 ف): قام على الصنعتين وهما الحديث والنبات (وقد صحح اعتمادا على المخطوطة برلين).
قام على أمره: دبر أمره بنفسه. (تاريخ البربر 1: 554) وكذلك: قام على نفسه. (المقدمة 2: 8، 11، 23).
قامت عليه نفسه: أصابه دوار، داخ (ابن خلكان 10، 28). قام عن: ابتعد، بعد، يقال مثلا: قام القوم عنه ثلاثة أيام. (معجم الطرائف).
قام عن: رفع الحصار. (بوشر).
قام عن: ولد من (؟) (معجم الطرائف).
قام عند القاضي حضر أمام القاضي للدفاع عن قضيته ففي كتاب محمد بن الحارث (ص241): فتوفي رجل من تجار قرطبة عظيم النعمة فقام مملوك له عند القاضي محمد بن بشير يذكر أن مولاه المتوفى اعتقه وأنه أنكحه ابنته وأوصى إليه بماله.
قيم عند القاضي على فلان: شكاه إلى القاضي وأقام عليه الدعوى.
ففي كتاب محمد بن الحارث (ص288): قيم عنده على بقى بن مخلد.
وفيه (ص298): ما قيم به عندك من أمر قومس. أي الشكوى التي رفعت إليك ضد قومس.
قام في: ادعى طالب. أقام الدعوى على شيء يرى أن له الحق فيه: ففي كتاب محمد بن الحارث (ص262): وولاه إبراهيم بن العباس القضاء فشهد عنده يوما يحيى في الماء الذي كان بفرن بريل الذي قام فيه بنو العباس وابن عيسى ضيعة قيم فيها عنده، أي عند القاضي.
وفي (ص236) منه: قام عنده (القاضي) فيها (أرحاء القنطرة) بعض من قام (في المقري 1: 556): قيم عليه (السلطان) فيها.
وقد تحذف كلمة فيه. ففي (ص241) من كتاب بن الحارث: قضى القاضي للملوك بما قام.
قام على فلان في: أنكر عليه الشيء أمام القاضي. لم يعترف له بحقه فيه.
ففي أخبار (ص128): قام عليه رجل في ضيعة كانت له تحت يده.
وفي كتاب محمد بن الحارث (ص224) قيم على معاوية بن صالح في الجارية واستحقت عليه.
قام لفلان: قاومه. كان ندا له في القوة (عبر الواحد ص84).
ويقال أيضا ما قامت له معه قائمة، أي لم يستطع أن يثبت ويصمد له (معجم بدرون).
قام مع. قام معنا بر جزيرة سرذانية على نحو ميل أو أقل = كنا قريبين الخ، (ابن جبير ص31).
قام من: تغذى من. ففي البكري (ص17): وبها شجر التوت الكثير ويقوم من الشجرة الواحدة منها من الحرير ما لا يقوم من خمس شجيرات من غيرها.
قام: تصحيف أقام بمعنى رفع، أعلى (الكالا).
قام. الفعل المضارع يقيم (وهو تصحيف أقام): رفع، نزع، سلب.
قام رجله: مات، توفي، قضي نحبه (بوشر).
قام الشيء من مطرحه: نحاه عن مكانه،، وزحله عن مكانه (بوشر).
قام يده للضرب: رفع يده للضرب (بوشر).
وأرى أن قام هو تصحيف اقام، فقد جاء في ألف ليلة (1: 81): فقام الملك عينه، أي رفع الملك عينه. (وليست عينه كما في المطبوع منه).
قوم (بالتشديد) وفي معجم الكالا قيم.
قيم الشعر أو الزغزب: قومه، وجعله مزبئرا منتصبا. (الكالا).
قوم: سدد الرمح. (الكالا، قصة عنتر ص3).
وفي معجم بوشر: قوم سنان الرمح (انظر معجم مسلم).
قوم: سدد المدفع وصوبه. (هلو).
قوم: أخضع العصاة والمتمردين (تاريخ البربر 1: 395).
قوم: قاد فرسا. قاد فيلا، قاد مركبا. (معجم مسلم). قوم سيرته: تهذيب، اصلح سيرته، اصلح خطأه. تأدب. (بوشر).
قوم: وطد، عزز، قوى. (معجم الإدريسي).
قوم: أسخط، أغضب أثار، حرض على العصيان.
ويقال: قوم الناس أي أثارهم وحرضهم على العصيان.
وقوم النفس: أوغر الصدر، امتلأت نفسه غيظا وحقدا، ثارت ثائرته. (بوشر).
قوم: اثار، هيج، حرض ويقال: قوم على بمعنى حرض على الحرب وأثار الناس وهيجهم على الآخرين. (بوشر).
قيم الصياح: انذر بالخطر والإسراع إلى السلاح. (الكالا).
قوم: أيقظ النائم. (الكالا).
قوم: بعث، أعاد إلى الحياة بعد الموت (فوك).
قوم: قدر ثمنه، سعره. ويقال: قوم ب: (طرائف دي ساسي 3: 53) وفي تاريخ اليمن (ص180): قوم ذلك القميص بنحو خمسمائة دينار.
قلوم: وازن، عادل، وازى. (فوك، بوشر).
قاوم: قوم، قدر الثمن، سعر (معجم الإدريسي).
قاوم ب: قابل، قارن، وازن بين الشيئين. قايس. (بوشر).
اقام: قدم دليلا، اتي بشهود. ويقال: أقام على أو أقام ب. (ويجرز ص32) وفي مخطوطة أمنه: بارقة بدلا من على أرقه. (ص104 رقم 147).
أقام: عرض شخصا في المسجد ليستطيع كل واحد ان يشكوه ويقيم عليه الدعوة. (معجم البلاذري).
أقام: بعثن أعاد إلى الحياة بعد الموت. (فوك).
أقام: كتب، سجل، حرر. (عباد 1: 38، 1: 428).
أقام: عيد، احتفل بعيد, (ملر ص52).
أقام: زود، جهز، أمد، مون. (الكالا).
وفي حيان (ص 62 ق): بعد إقامته لسائر نفقاتها، أي بعد أن زودت المدينة بكل نفقاتها.
أقام: وبخ، أنب، عنف، بكت.
ففي أخبار (ص82)، فكان ابن معوية بعد ذلك يقيم عيسى ويقول أنت مولانا لا تشك في قرب ولائك منا ففعلت وفعلت.
أقام: قوم، قدر الثمن، حدد السعر. (معجم البلاذري).
أقام: استعجل، استخدم. بقي زمنا.
ففي رحلة ابن بطوطة (3: 385): أقامت بقاياها أياما. أي استعملت بقاياها عدة أيام.
يقيمه ذلك: يكفيه ذلك. (زيشر 22: 78، وانظر ص137).
أقام المؤذن للصلاة: نادى لها (محيط المحيط).
أقام بالأذان: أذن المؤذن. ففي كرتاس (ص43): أقام المؤذنون بالأذان الأول من يوم الجمعة. وفي مخطوطتنا: نادى بدل أقام: ويستعمل الفعل أقام بمعنى تلا أو قرأ إقامة الصلاة وهو ما يتلى للدعوة إلى الصلاة بعد الأذان.
ففي رحلة ابن جبير (ص100): يبدأ مؤذن الشافعي بالإقامة ثم يقيم مؤذنو سائر الأئمة.
وفي رياض النفوس (63 و): وكان جبلة يصلي في مسجده يوم الجمعة الظهر أربع ركعات بأذان وإقامة فقال له المؤذن أترى أن أؤذن وأقيم في داخل المسجد فإن الوقت حاد فقال له جبلة تؤذن وتقيم في صحن المسجد وإلا فالزم دارك ولو منعنا أحد من الصلاة لرميناه بالنبل.
أقام وأقعد: جعله يقوم ويقعد أي مضربا تأثرا ويهيج هائجه. (فليشر في تعليقه على المقري 1: 762، بريشت ص252، دي ساسي طرائف 2: 92، عبد الواحد، ص119، تاريخ البربر (1: 18) ونفس المعنى في (عباد 1: 23). وفي تعليقة على هذه العبارة (ص25 رقم 71) تخليط واضطراب.
أقام خطبة: ألقى موعظة. (المقري 1: 566).
أقام الدين: رأس احتفالا دينيا. (البكري ص675).
أقام الرسم وغيره: انظرها في مادة رسم.
أقام سوقا: افتتح سوقا (معجم البلاذري) غير أن: أقيم السوق (ألف ليلة برسل 2: 210) معناها لا يزال السوق عامرا في وضع جيد.
وفي طبعة ماكن: عمر السوق.
أقام الصلاة: معناها في محيط المحيط أدام فعلها.
غير أن هذه العبارة لها معنى آخر عند محمد بن الحارث (ص256) فهو يقول كان أبن معمر قاضي قرطبة وصاحب الصلاة أيضا، قال: صليت صلاة الكسوف مع ابن معمر في الجامع بقرطبة سنة 218 فصلا واحسن الصلاة ولم يقم الصلاة وطول في صلاته بدأ الصلاة ضحى وفرغ في القائلة وقد تجلت الشمس وكنا في زمن الصيف.
أقام الأعراب: قرأ قراءة صحيحة فيها قواعد اللغة.
ففي رحلة ابن جبير (ص 180) في كلامه من خطيب غير عربي: لسانه لا يقيم الأعراب.
أقام القرآن: جعل قراء مأجورين يقرؤون القرآن. (المجلة الآسيوية 1852، 2: 222).
أقام القيامة، وأقام القيامة بفلان: انظرها في مادة قيامة.
أقام الهيبة: أوحى بالتجلة والاحترام. (عبد الواحد ص19).
أقام ب: جهز، مون. ففي ملر آخر أيام غرناطة (ص28) فوجد بلدا مقيما بالخيل والرجال والعدة والطعام.
أقام فلانا على: أخبره بالأمر وأنبأه به (معجم البلاذري).
أقام في: أشغل ب، كرس وقته له. يقال مثلا: أقام في ذلك ثلاثة سنين (م. الطرائف). تقوم: تحدد السعر (فاندنبرج ص90 رقم 2). لا يتقاوم: لا يقهر (بوشر).
لا يتقاوم بثمن: لا يمكن تثمينه (بوشر).
يتقاوم مع: يعادل، يوازن، يساوي ب، يعوض عن (فوك).
ينقام. ينقام على السوق (ألف ليلة برسل 10: 448) وفي طبعة ماكن (4: 465): يذهب إلى السوق. وأسم المفعول منقام (ألف ليلة برسل 9: 321) = مرتفع في طبعة ماكن.
انقام من الغفر: بدل الخفر، غير الحرس (بوشر).
استقام. استقام في مشيه: قام بواجبه. (بوشر).
استقامت الريح: صارت مؤاتية. (ابن بطوطة 2: 355).
استقام: مكث، لبث، بقي، أقام. (بوشر).
استقام: استمر، دام. (بوشر، همبرت ص250).
استقام على الطاعة: بقي مطيعا خاضعا، بقي مخلصا وفيا للسلطان. (تاريخ البربر 1: 79، 206، 207، 210) ويقال اختصارا: استقام للسلطان (معجم البلاذري) ومنه صارت الاستقامة وهي الإخلاص والوفاء للسلطان= الطاعة (حيان ص63 و، تاريخ البربر 1: 27) وفي حيان (ص16 ق) مشى على بعض الاستقامة أي كان مخلصا وفيا للسلطان بعض الإخلاص والوفاء. (انظر تاريخ البربر 1: 9، 190، 269).
استقام: توقف، (هلو).
استقام: كلف ثمنا. ساوى (همبرت ص105، هاد).
مستقام: بلغ ثمن كذا. (رولاند).
قوم: جماعة من الرجال تجمعهم جامعة من نفس المرتبة، ومرة، جمع من الناس. ففي كوسج (طرائف ص117) وأذن بدخول الأشراف أولا ثم بعدهم الأولياء وسائر وجوه الناس وجوهر قائم بين يديه يقدم الناس قوما بعد قوم.
قوم: أعداء. ويقال بدلها القيمان (جمع قوم أيضا، وتطلق في بعض نواحي جزيرة العرب على الجماعة التي تقوم بغارة للسلب وللنهب. (برتون 2: 112 - ديسكرياك ص360).
قوم: حالة الحرب (زيشر 22: 92، رقم 10).
قوم: كتيبة من الفرسان مسلحة تقدمها بعض القبائل لحاكم البلد حين يخرج للغزو، (شيرب، بومز ص46، سندوفال ص102، ص427، هيرش ص73).
القوم: الصوفية، أهل التصوف. (المقري 1: 568، 897، 2: 666، 3، 109، 427، المقدمة 3: 75، 77).
قوم: جوهر بالشيء وكنهه وماهيته وذاته (الكالا) وفيه ( essencia = ذات) قوم. ( koum el yazid) داء الفيل، جذام، قلعاط (دوماس حياة العرب ص426).
قيم: الذي يقرأ في القرآن (6: 162) دينا قيما، يذهبون إلى أن قيما مصدر (=قيام). استعمل وصفا (انظر البيضاوي والمفصل ص181).
قامة: باع، طول ذراعين، والجمع قيم (معجم الإدريسي، فوك).
قوما: نوع من الشعر العامي اخترع في بغداد في العهد العباسي، منبها لطلوع الفجر في شهر رمضان، وقد أطلق عليه هذا الاسم وهو فعل الأمر للاثنين من قام لأن منشدي هذا الشعر يقول أحدهما للآخر قوما لنسحر قوما. (الجريدة الآسيوية 1839، 2: 165 وما يليها، 1849، 250، زيشر 7: 368).
قومة: عصيان، تمرد. (بوشر، همبرت ص210).
قومة: ثورة، هيجان، حركة نقمة وسخط (بوشر).
قومة: أهل البلاد على بعضهم: حرب أهلية (بوشر).
قيمة: معنى هذه الكلمة غامض في عبارة تاريخ البربر (2: 473): كانت سجلماسة وطنا لهم وفي قيمة مجالاتهم: وقد ترجمها دي سلان (4: 364) إلى الفرنسية بشيء من التردد إلى ما معناه: وكانت سجلماسة مقرا لهم وهي مدينة تساوي كل المناطق التي تجوبها قبيلتهم.
قيمة: عن الشيء الذي يحمله المستأجر لأرض الموقف بإذن القيم على الوقف، كالعلف والسماد مثلا. (زيشر 8: 348).
قيمة: تقدير، تخمين، تثمين، تسعير (أماري ديب ص173، ص174).
لا قيمة له: لا ثمن، لا يقدر بثمن. لا يقوم وكذلك شيء تافه لا يساوي شيئا. (كوسج طرائف ص122).
قيمة: قائمة: كشف حساب، فاتورة. (هلو). قيمة: غرامة نقدية. والمعنى الأصلي: إعادة سعر الشيء إلى صاحبه (معجم البلاذري) وهي بالبرتغالية Coima ( معجم الأسبانية ص257). وفي (م. المحيط) قيمة: قيمة الإنسان قامته. ومنه القيمة عند بعض العامة لما يقيمه الإنسان بيده إلى ما فوق أعلى قامته.
قيمة: عصيان، تمرد، فتنة، صخب، جلبة، نزاع، خصام (هلو).
قيمة (تركية): لحم مفروم، طعام من لحم مفروم (برتون 2: 280).
قوم: عصيان تمردي ثوري. (بوشر).
مال قيمي: من مصطلح القانون، وهي الأشياء التي لا يمكن أن تعوض فإذا هلكت لا يمكن أن تعوض بأشياء أخرى من نوعها بل يجب دفع قيمتها أي ثمنها. (فاندنيرج ص47، محيط المحيط).
قوماني: عدو. (زيشر 22: 126).
قوام: عند الأطباء: قوام، كثافة، غلظ (الثبات). (معجم المنصوري) وفي محيط المحيط (ص1545): والمغلظ عند الأطباء ضد الملطف وهو دواء يجعل قوام الرطوبة اغلظ من المعتدل.
وفي البكري (ص179): قوام الكتان، وقد ترجمها دي سلان ال الفرنسية بما معناه كثافة الكتان وقوام الكتان.
قوام: (عامية): بغتة، فجأة، فوري، مفاجئ بأسرع وقت، بسرعة سريعا (بوشر، ألف ليلة برسل 4: 385، 9: 315، 363)، وفي العبارات الثلاثة الأخيرة جاء في طبعة ماكن: سريعا بدل هذه الكلمة.
قويم: قاس، صارم عنيف فظ، شديد، جلف، (انظرها في مادة حقي).
قيام: بعث، نشور، قيامة، وقد تكرر ذكرها في القرآن الكريم. (معجم أبو الفداء، زيشر).
قيام: عصيان، تمرد، ثورة (دي ساسي طرائف 2: 33).
قيام: كون الشيء عموديا، قائما، رأسيا. (بوشر).
قيام على: شكوى، اعتراض، مطالبة (بوشر).
قيام الليل: قضاء الليل في الصلاة (انظرها في مادة قام ومادة قائم).
وفي كتاب عبد الواحد (ص13) تدل كلمة قيام وحدها على هذا المعنى (انظرها في مادة قام ومادة قوام) (عبد الواحد ص218).
وفي حياة تيمور: قضى ليالي رمضان في الصلاة وهو ما يقول به أهل السنة وهو قيام رمضان ففي رياض النفوس (ص65 و): قال عبيد الله لأهل السنة: أناظركم في قيام رمضان فإن وجبت لكم الحجة رجعنا إليكم وإن وجبت لنا رجعتم الينا، الستم تعلمون وتروون أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقم إلا ليلة ثم قطع وأن عمر بن الخطاب استن القيام الخ.
ويقال لمن يقوم الليل في رمضان صلى القيام (أماري ص189). قيام نفسا: بركة على النفساء ودخولهما الكنيسة. احتفال قبول امرأة في الكنيسة بعد الولادة، إقبال. (بوشر).
قيام: اسهال، قشاء. (كليلة ودمنة عن 151).
قيامة: لما كان يوم القيامة وهو يوم البعث والنشور يوما رهيبا يخشاه كل الناس فقد أصبحت كلمة قيامة تدل على شدة الاضطراب وشدة الرعب والهلع وشدة الذهول والذعر.
فيقال مثلا: وجدت القيامة، قامت قيامته، وقامت عليه القيامة. (مملوك 1، 1: 95، حيان ص53 ق، ص54 ق، المقري 2: 12، 251).
ويقول السيد دي غويا أن قولهم قامت عليه القيامة وقامت قيامته يعني أيضا نقمة، سخط، غضب شديد. (الأغاني 5: 64، 70 طبعة بولاق).
أقمت قيامتك: عليك اللعنة، لعنك الله، بعدا وسحقا.
وفي مملوك (1، 1: 96): عدمتم سلامتكم، وأقمتم قيامتكم، أي أرجو أن تفقدوا سلامتكم وأن أرى لكم يوما مثل يوم القيامة.
غير أن قولهم: أقام القيامة بفلان يعني رفعه إلى الاوج وأطنب في مدحه وإطرائه وتعظيمه.
ففي كتاب الخطيب (ص44 و): تقيمون القيامة بحبيب والبحتري والمتنبي وفي عصركم من يهتدي إلى ما لم يهتدوا إليه المتقدمون ولا المتأخرون.
وارى ان المعنى الدقيق: أنكم تثيرون ضجة في مدح فلان بحيث يخيل أن القيامة قد قامت.
قيامة: تمرد، ثورة، صخب. (هلو).
قيامات الكواكب: ابتهال وتضرع ودعاء وترسل بالكواكب. وقد أطلق عليه هذا الاسم لأن الناس يدعون ويبتهلون ويتضرعون إليها وهم قيام. (المقدمة 3: 143، 145) قيامة: مهارة، حذق، براعة. (بوشر).
قيامة، والجمع قيام: سدا النسيج وهي خيوط تمد على نول الحياكة يصنع منها قماش .. (بوشر). قيم والأنثى قيمة: يستعملها استعمال الفعل قام فكما يقال: قام بأمره يقال: القيم بأمره (معجم الطرائف، أبو الوليد ص322).
قيم: مدير، مدبر، قهرمان، ناظر، سائس. مرب رئيس، يقال مثلا: القيم على الخيل أي السائس، وقيمة الجواري أي أمينة الــحرم، قهرمانة الــحرم. وقيم المنجمين أي رئيس المنجمين. (ألف ليلة برسل 3: 241).
القيم: أمين الخزانة، أمين بيت المال في المملكة. (معجم بدرون، معجم البلاذري)، (دي يونج).
قيم: مربي الطفل. (أخبار ص51).
قيم: مشرف على النظافة. (مجلة الشرف والجزائر 7: 85).
قيم: خادم في الحمامات العامة (المقري 2: 547).
قيم: لاعب الأقداح والطاسات، مشعوذ، مشعبذ. (لين عادات 2: 119).
قيم: لقب يطلق على سقاء الماء الذي يستطيع أن يحمل في العرس قربة مليئة بالرمل والماء مدة أطول مما يستطيع زملاؤه. (انظر لين عادات 1: 251).
قيم: ماهر، حاذق ... (بوشر، ألف ليلة، برسل 9: 306) وفي طبعة ماكن: شاطر بالغ الشطارة.
قيم ب: متضلع، محنك، طويل الباع (أماري ص619، ص646).
قيم، والجمع قوائم: سد النسيج وهي خيوط تمد على نول الحياكة ليصنع منها قماش. (فوك).
قيم: قيمة، ثمن. (المقدمة 2: 98).
قوام: من يقضي ليلة يصلي. (عبد الواحد ص243). وانظرها في مادة قام.
قوامة: جارية في حاشية سيدة كبيرة. ففي بسام (13، ص85 ق): وعلى رأس العلجة جاريات من القوامات أسيرات كأنها فلقات قمر.
قيوم: فريق (في الجيش). (دي سلان) (تاريخ البربر 2: 186).
قائم. نهض (وثب) قائما: نهض فجأة، نهض بشرعة. نهض بغتة: نهض على حين غفلة. (ألف ليلة 1: 44، 51).
قائم في الهواء: مرتفع، عال، (معجم الإدريسي).
خطبة قائمة: خطبة تلقى باتقان. (معجم الإدريسي).
العين القائمة: انظرها في مادة عين.
قائم: منحدر، وعر. (بوشر).
قائم: عمودي، رأسي. (المقدمة 1: 85). كان دورانه قائما: كان دورانه عموديا وشاقوليا. (معجم الإدريسي).
قائم الزاوية: مستطيل ومثلث فيه زاوية قائمة أي مقدارها تسعون درجة.
وقائم الزوايا شكل زواياه قائمة أي كل زاوية من زواياه تسعون درجة. (بوشر).
قائم: كبير، ضخم، خطير، جسيم، رفيع هام. يقال: جبل قائم، وعمود قائم، وبناية قائمة، ومبلغ قائم.
ويقال أيضا قائم بذاته بمعنى واسع وكبير.
مثلا: بلد قائم بذاته وسوق قائم بذاته، وكذلك يقال: قائم الذات بهذا المعنى (معجم الإدريسي).
قائم بذاته، أو قائم بنفسه: مستقل، حر، غير خاضع لغيره ولا متعلق به (معجم الإدريسي بوشر) ومنفرد (معجم الاديسي).
قائم بنفسه: جوهري، اصلي، ذاتي. حقيقي خاص بنفسه. (بوشر).
قائم: ثابت على الإسلام، ومنه قول حكيم بن حزام: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا آخر إلا قائما أي لا أموت إلا ثابتا على الإسلام (محيط المحيط).
قائم والجمع قوام وقوامة: مدبر، مدير، ناظر، سائس، رئيس، حارس. (ابن جبير ص43، 44).
قوام المملكة: وزراء المملكة. (انظرها في معطن).
قائم الأسطول: قائد البحرية (تاريخ البربر 2: 215).
قائم الخيل: سائس، مروض الجياد. (معجم الطرائف).
قائم المسجد: قواس المسجد. بواب المسجد (معجم أبي الفدا، الثعالبي لطائف ص13) ويقال أيضا: قائم فقط. (معجم بن الحارث ص296، ص330) (المقري 1: 364) وكان قائم المسجد في إمرة صاحب الصلاة. (محمد بن الحارث ص273).
قومة (جمع قائم): القائمون بالأذان، المؤذنون. (ابن جبير ص 94).
قائم الليل: من يقضي الليل يصلي.
ففي كتاب عبد الواحد (ص133): كان يعد في قوام الليل. وصوام النهار: (انظر في مادة قام).
قائم بالملك: ملك. جالس على العرش. جالس على كرسي الملك. (بوشر).
قائم: عكس ميل الشعر. (بوشر).
على القائم: بعكس ميل الشعر، المقلوب. (بوشر).
قائم: تطلق هذا الكلمة في لعب الشطرنج حيث لا غالب ولا مغلوب. انظر رولاند في جريدة الجمعية الآسيوية الملكية (13: 15) قائم: يطلق اسم قائم في مصر على أربع سواري تقام في صف واحد ي الاحتفال السنوي بالمولد النبوي وتربط عليها حبال تعلق فيها القناديل. (لين عادات 2: 208).
قائم الماء: بناء مرتفع يتوزع منه. (محيط المحيط).
قائمة: تستعمل بمعنى كلمة Pied ( أي رجل) بالفرنسية فيقال مثلا: قائمة المنضدة أي رجل المنضدة وقائمة السرير أي رجل السرير، وقائمة الآلة الحربية أي رجلها إلى غير ذلك. (معجم البلاذري).
قائمة: إطار الباب، كفاف الباب.
ففي رياض النفوس (ص 77 ق): فيأتي القمودي إلى باب البيت الذي هم فيه فيجعل يده على قوائم الباب ثم يقرأ هذه الاية الخ.
قائمة: دعامة من خشب، عمود من خشب، سند من خشب. (ابن العوام 1: 455).
قائمة: هاون، مدقة، مدق الهراس (محيط المحيط). القائمة من الزوايا عند أرباب المساحة: الزاوية الحادة على جانب خط مستقيم. (محيط المحيط، المقدمة 3: 101).
قائمة والجمع قائمات وقوائم: جدول، بيان، جرد، لائحة، كشف. (بوشر، هلة، محيط المحيط).
أقوم ب: أكثر كفاءة. أحق، جدر، قمن، أهل ل. (الماوردي ص5، المنتخب من تاريخ العرب ص 572).
إقامة. الإقامات: طعام، قوت، أسباب العيش (هلو) وزاد مؤونة. (مملوك 1، 1: 22، فليشر معجم ص99، دي ساسي طرائف 2: 86، ابن خلكان 10: 72، زيشر: 593).
تقويم، والجمع تقاويم: تعيين وتحديد مواضع النجوم في زمن معين. (المقدمة 3: 107، المقري 2: 549).
تقويم: لوحة فلكية. ففي الفخري (ص 326): فجعل ينظر في اصطرلابه وتقاويمه.
وفي ألف ليلة (3: 203): فضربت له تقويما.
تقويم البلدان: بيان طولها وعرضها (محيط المحيط).
تقويم البلدان: مؤلف تذكر فيه أوصاف البلدان (بوشر).
تقويم التواريخ: جداول تاريخية. (بوشر).
تقويم، والجمع تقاويم: روزنامة، نتيجة حساب الأوقات. (بوشر، محيط المحيط).
تقويم: تقدير ثمن المال. ففي مملوك 1، 1: 37): وقد انشأ وابتكر التصقيع وهو سجل مساحة الأرض والتقويم وهو تقدير ثمن المال. ومقاييس جائرة أخرى.
تقويم: تمرد، عصيان. (بوشر).
تقويم: مضاعفة قوة العدد في علم الحساب. (بوشر).
مقام: رتبة، مكانة، منصب، منزلة. (بوشر). والجمع مقامات.
وفي المقري (3: 755): وقد عرف لي مقامي.
مقام: درجة الولاية وهي كون الرجل وليا، ورتبة القداسة. (فهرست المخطوطات الشرقية في مكتبة ليدن (5: 1 رقم 2) وفيه (مقام؟)، ابن بطوطة 4: 343) وفي كرتاس (ص179): وكان مقامه التوكل.
وفي المقري (3: 675): ونال أسرار المعارف خصوصا مقام التوكل. والجمع مقامات. (كوسج طرائف ص61، تاريخ البربر 1: 50).
مقام الجمع: هو أن يعرض للمريد توهم الوحدة.
ومقام الفرق: هو أن يترقى المريد عن مقام الجمع إلى التمييز بين الموجودات. (المقدمة 3: 72).
مقام: من مصطلحات الموسيقى وهو درجة الصوت، نبرة الصوت (صفة مصر 14، 24، 37 رقم 1).
مقام الصوت: رنة الصوت، درجة ارتفاع الصوت في اللحن، خانة. (بوشر).
مقام الموسيقا: نغمة موسيقية، لحن موسيقي (بوشر).
مقام: درجة، رتبة، منصب، منزلة. (بوشر).
مقامات: درجات كنسية، درجات الاكليروس. درجات الكهنوت. (همبرت ص150).
مقام: سلطة، سيادة، رئاسة، سلطان. قدرة. (الكالا).
مقام: دور، سيرة، سلوك: طريقة التصرف في بعض المناسبات. ففي مخطوطة ابن خلدون (4: 8): كان لموسى في هذه الغزاة مقام محمود.
مقام: احترام، تشريف، إكرام، إظهار دلائل وعلامات الاحترام والإكرام. ففي ألف ليلة (3: 231): عمل له مقاما، أي أظهر له كل دلائل الاحترام.
مقام: لقب يطلق على السلاطين والملوك خاصة. (مملوك 121، 155، 1، 2، 49).
ولا يستعمل هذا اللقب في مصر فقط بل في غيرها من البلدان أيضا (الكالا، الخطيب ص172 و، ص255 ق، ابن بطوطة، الحلل ص1 ق، وغيرها).
عالي مقامكم: سموكم. (بوشر).
المقامات الخمسة عند الدروز هم الأشخاص الخمسة الذين حلت بهم الألوهية، وهم عبيد الله المهدي، والقائم بأمر الله، والمنصور بالله، والمعز بالله، والعزيز بالله. (دي ساسي، طرائف 2: 234).
مقام، والجمع مقامات: معركة، قتال.
ففي مخطوطة ابن خلدون (4: 8): هزموهم بعد مقام صعب.
وفي أخبار (ص87): أنا لم نجيء للمقام. أي أنا لم نجيء للعراك.
وفي تاريخ البربر (1: 15): وكانت لهم مقامات.
مقام: موضوع، مادة علم. مادة يكتب عنها. (المقدمة 3: 324).
مقام: نظام، نسق، نمط، طراز، أسلوب. (المقدمة 3: 122).
مقام، والجمع مقامات: صرح تذكاري يقام في موضع استقر فيه ولي من الأولياء. (مجلة الشرفاء الجزائر السلسلة الجديدة 4: 82)، وهو عادة مسجد فيه قبر الولي. (عواده ص596، بارت 1: 424، 533، سوسا تستجيوس لغة العرب في البرتغال طبعة مورا ص164، نيبور رحلة 1: 310، بركهارت سوريا ص612، زيشر 11: 437 رقم 3، ألف ليلة برسل 11: 41، 42، ماكن 494 وفيه مزار).
وفي تاريخ تونس (ص142): وله غير ذلك من المآثر والمحاسن والاعتناء بمقامات الصالحين وتجديد مشاهدهم.
وفي معجم بوشر: مقام للميت أي ضريح، قبر فخم.
مقام، والجمع مقامات، في مصطلح الحساب: مقام كسر، مخرج، وهو عدد أقل من الكسر. (بوشر) وانظرها في مادة قلم.
مقام: إذا أضيف كان معناه قابل للتطبيق.
يقال مثلا: هذه المادة ما هي مقام هذا القانون أي هذه المادة غير قابلة للتطبيق في هذه الحالة. (بوشر).
في المقام: حالا، وفي الحال، فورا. (معجم بدرون).
مقام: في بيت من الشعر للشماخ: ونفيت عنه مقام الذئب ... أي الذئب (المفصل ص41). مقام: مصدر بمعنى ليت في المكان. (كليلة ودمنة ص14، 16).
مقام: والجمع مقامات: أدوات المائدة، وهي الصحون والآنية وغطاء المائدة وفوطها التي توضع على مائدة الطعام. فليشر معجم 98، ألف ليلة برسل 12: 354، باسم ص12، 13، 14، 18، 26).
مقامو. صداقتنا مقامة واحدة (دي ساسي ديب 9: 495) وقد ترجمها دي ساسي إلى الفرنسية بما معناه: صداقتنا معه بقيت على حالتها الأولى.
مقامة والجمع مقاوم: اجتماع عام. مجلس عام.
ففي حيان (ص23 ق): يقوم بين يدي الخلفاء في المحافل والمقاوم. (وقد حذف ابن الآبار الكلمة الأخيرة حين نقل هذه العبارة في ص98).
ويقال فيما يظهر قام المقامة في نفس المعنى (حيان ص21 ق) وعند ابن الآبار (ص97): كان يقوم بين يدي الخليفة المقاوم.
مقامة: خطبة، عظة. ففي أسس البلاغة: وقام بين يدي الأمير بمقامة حسنة، وبمقامات بخطبة أو عظة أو غيرهما.
وفي رياض النفوس (ص96 و): وكان يقوم في جموع المسلمين فيحرضهم على الجهاد وبمقامات كانت عنده وبشعر.
وفي محيط المحيط: وتطلق المقامات على خطب من منظوم ومنثور وكمقامات الحريري.
مقامي: ما كان بقرب مقام إبراهيم. ففي رحلة ابن جبير (ص144): التراويح المقامية.
مقوم: كثير وجيد، حسن. (فوك).
مقوم: من يجهز الحجاج بالدواب والمؤونة. (بركهارت بلاد العرب 2: 6، وسوريا ص24، زيشر 22: 131).
مقاوم: معادل، مساو (بوشر).
استقامة: نزاهة، عدل، إنصاف، صلاح، إخلاص، خلوص. سداد، إحكام، صدق، أماني. (بوشر، همبرت ص232).
مستقيم: أمين، نزيه، مخلص، صادق. (بوشر).
قوم
قامَ/ قامَ إلى/ قامَ بـ/ قامَ على/ قامَ لـ يَقُوم، قُمْ، قَوْمًا وقِيامًا وقامةً، فهو قائم وقيِّم، والمفعول مَقوم (للمتعدِّي)
• قام الشَّخْصُ: وقف ونهض، انتصب، عكسه قعد "كان قاعدًا فقام- إذا قام بك الشرّ فاقعدْ به [مثل]- {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}: يوم يُبعثون- {فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ} " ° قام الرَّأي العامّ وقعد لهذا الحادث: تأثّر- قام القطارُ: تحرَّك- قامتِ الحربُ على قَدَم وساق: اشتدّ الأمر وصعب الخلاص منه- قامتِ الصَّلاةُ: حضرت- قامت قيامتُه: مات- لم تقم له قائمة: قُضِي عليه قضاءً تامًّا.
• قام الأمرُ: ظهر واستقرَّ "قام الحقُّ بعد الباطل- قامت علاقة بينه وبين جاره- يكسر النظم القائمة- {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ} - {وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً} ".
• قام الليلَ: صلَّى " {تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ} ".
• قام مقامَه: ناب عنه "قام مقامه في العمل- قام مقام الأب- {فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا} ".
• قام إلى الشّيء: تهيَّأ واستعدّ " {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} - {قُمْ فَأَنْذِرْ} ".
• قام بواجبه نحو والديه: فعله وأنجزه، دام عليه وثبت "قام برحلة/ بزيارة المريض/ بالتدابير اللازمة/ بوعده/ بدوره/ بشأنه/ بالمصاريف/ بأعباء الحكم/ بحملة اعتقالات/ بما وُكِّل إليه/ بدفع المبلغ/ بمؤامرة لقلب نظام الحكم- المدفعية قائمة بالعمل"? قام بأَوَده: أعطاه ما يحفظ رمقَه.
• قامَ البيتُ على الصّخر: بُنِي، ارتكز عليه "كلّ ظُلْم يقوم على الجهل والخوف- تفكير لا يقوم على منطق- قام على الكتاب والسنة".
• قام الوكيلُ على شئون اليتامى: راقبها ودام عليها، تولَّى أمرهم وثبت على ذلك "قام على خطَّة القضاء- قام الأمير على رعيّته- قام على أهله: تولَّى أمرَهم، وقام بنفقاتهم- {قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ}: راع وحافظ".
• قام للأمر: تولاَّه "قام الجيشُ لحماية المنطقة".
• قام يفعل كذا: شرع، أخذ في عمله "قام يدافع عن رأيه- {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ} ". 

أقامَ/ أقامَ بـ/ أقامَ في/ أقامَ لـ يُقيم، أَقِمْ، إقامةً، فهو مُقِيم، والمفعول مُقام
• أقام الصَّلاةَ: أدامها، وفَّاها بصورة كاملة " {وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَءَاتُوا الزَّكَاةَ} - {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ} ".
• أقام البناءَ: شيَّده "أقام قواعدَ البيت- {جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ} ".
• أقام العودَ ونحوَه: عَدَّله وأزال عِوَجَه ° أقام أَوَدَه: أزال اعْوِجاجَه، أصلح أمرَه، قوَّمه- أقام صلبَه: كفاه من الطعام ما يبقيه حيًّا.
• أقام الحقَّ والعدلَ: أظهرَهُ، وحقَّقَه "أقام دليلاً على صحَّة قوله- {وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ} ".

• أقام وجهَه: وجّه اهتمامَه " {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا} ".
• أقام حفلةً: هيَّأها "أقام حفلَ عشاء- أقام وليمةً في الصالة الكبرى".
• أقام الشَّعائرَ الدينيَّةَ: أدَّاها.
• أقامَ حكومةً: أسّسها، أنشأها "إقامة معارضة واسعة القاعدة".
• أقام فلانًا: أزاله من مكانه، ضدّ أقعدهُ? أقام الدُّنيا وأقعَدها: أحدث ضجَّة كبيرة، أثار الاهتمامَ، شغل النّاسَ.
• أقام عليه الدعوى: قدَّم شكوى ضدَّه أمام المحكمة.
• أقام له وزنًا: أولاه أهميّة أو أخذه بعين الاعتبار، وفّاه حقَّه " {وَأَقِيْمُوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [ق]- {فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} ".
• أقام بالمكان/ أقام في المكان: اتَّخذه مُقامًا، استقرّ فيه، استوطنه "أقام بالعاصمة- أقام في فندق- {يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ} "? أقام بين ظَهْرَيْهم/ أقام بين أَظْهرُهم: بينهم، في وسطهم- إقامة مؤقَّتة: فترة إقامة قصيرة- أقام رَدَحًا من الزَّمن- طائر مقيم: غير مهاجر.
• أقام للصَّلاة: نادى بها. 

استقامَ يستقيم، اسْتَقِمْ، استقامةً، فهو مُسْتَقِيم
• استقام العُودُ: استوى "استقام الطريقُ- {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} " ° استقام ميزانُ النَّهار: انتصف.
• استقام الإنسانُ: اعتدل في سلوكه وكانت أخلاقُه فاضلة " {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} - {قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا}: امضيا واستمرّا"? استقام على الطَّريق: اهتدى.
• استقام الشِّعرُ: اتَّزنَ. 

تقوَّمَ يتقوَّم، تقوُّمًا، فهو مُتقوِّم
• تقوَّم العودُ: اعتدل وزال عوجُه واستوى "تقوَّم الطريقُ/ سلوكُه". 

قاومَ يقاوم، مُقاومةً وقِوامًا، فهو مُقاوِم، والمفعول مُقاوَم
• قاومَ العدُوَّ: واجَهَهُ، وضادَّه "قاوم الإغراءَ/ الظُّلمَ/ البردَ/ مُيُولَه/ الحاكمَ المستبدّ/ الطغيانَ/ العدوانَ/ الهجومَ/ الضّربةَ- قاوم الرجالُ الحريقَ- يقاوم بشراسة".
• قاومَتِ الرِّياحُ سيرَ السَّفينة: منعتها السّيرَ أو التقدُّمَ.
• قاوم الجسمُ المرضَ: قام بردّ فعل ليزيل تأثيرَ المرض أو يخفّف من ضرره. 

قوَّمَ يُقوِّم، تقويمًا، فهو مُقوِّم، والمفعول مُقوَّم
• قوَّم المُعْوجَّ: سوَّاه وعَدَّلهُ، وأزال عِوَجَه "قوَّم الطريقَ المنحني- قوَّم الأخطاءَ: صَحَّحها- إعادة تقويم سياسة الدفاع- إن الغصونَ إذا قوَّمْتَها اعتدلت ... ولا يلينُ إذا قوَّمتَهُ الحطبُ".
• قوَّم السِّلْعَةَ ونحوَها: سعَّرها، وضع لها ثمنًا "قوَّم سِعْرَ الخُبْز بعشرة قروش". 

قيَّمَ يقيِّم، تقييمًا، فهو مُقَيِّم، والمفعول مُقيَّم (انظر: ق ي م - قيَّمَ). 

إقامة [مفرد]:
1 - مصدر أقامَ/ أقامَ بـ/ أقامَ في/ أقامَ لـ ° إقامة جبريَّة: فرض الإقامة على شخص سياسيّ في منزله أو في مكان يخصّص له.
2 - مكان السَّكن "إقامة فلان بشارع الحرّيَّة- طالت إقامتُه هنا" ° حدَّد إقامة فلان: ألزمه بالبقاء في مكان خاصّ لا يفارقه- طوى بِساطَ الإقامة: رحَل، سافر.
• إقامة علاقات دبلوماسيَّة: (سة) تبادل تمثيل دبلوماسيّ على مستوى تتّفق عليه دولتان. 

أَقْوَمُ [مفرد]: اسم تفضيل من قامَ/ قامَ إلى/ قامَ بـ/ قامَ على/ قامَ لـ: أكثر عدلاً، وقربًا من الصواب "هذا الرأي أقومُ من غيره- {إِنَّ هَذَا الْقُرْءَانَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} - {وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ}: أعون على إقامة الشهادة". 

استقامة [مفرد]: مصدر استقامَ. 

تقويم [مفرد]: ج تقاويمُ (لغير المصدر):
1 - مصدر قوَّمَ ° الطِّبّ النَّفسيّ التَّقويميّ: الدراسة المتعلّقة بالوقاية والمعالجة النفسيّة للمشاكل العاطفيّة والسلوكيّة- تقويم الأنف/ تقويم
 الأسنان.
2 - سجل يشمل ويبيِّن أيّام السَّنة موزَّعة على شهورها مع ذكر أيّام العطلات والأعياد وأوقات الصَّلاة والملاحظات النجوميّة والفلكيّة "الموت لا يعتمد تقويمًا".
3 - مطبوع سنويّ في الغالب يحتوي على حقائق نافعة ومعلومات إحصائيّة.
4 - (جغ) تعيين مواقع البلدان وبيان ظواهرها.
5 - (فك) نظام تقسيم الزَّمن إلى وحدات مثل السِّنين والأشهر والأسابيع والأيَّام "تقويم هجريّ/ ميلاديّ".
• تقويم النُّقود: (قص) إعادتها إلى قيمتها الأصليّة وتثبيتها "تقويم الجنيه بالنسبة إلى الدولار- إعادة تقويم العملة".
• تقويم الأداء: عمليّة تقويم أداء وسلوك الموظَّفين كُلٌّ على انفراد، وذلك لتقدير احتياجات التّدريب أو للاحتفاظ بالموظّفين أو لتعديل المرتّبات. 

تقويميَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تقويم: "رؤية/ نظرة/ دراسة/ مرحلة/ تقارير/ زيارة/ معالجة تقويميَّة- أسئلة تقويميَّة: لتحسين المستوى- شهادات تقويميَّة: تقديريَّة- اختبارات تقويميَّة: لتحديد المستوى".
• مسطرة تقويميَّة: (هس) مسطرة مقسَّمة إلى درجات لرصد أو لقياس الأطوال.
• جراحة تقويميَّة: (طب) عملية جراحيَّة تُجرى لتعديل أو استبدال أحد أجزاء الجسم المعطوبة أو المشوّهة بجزء آخر من نفس المريض أو من مريض آخر. 

قائم [مفرد]: ج قائمون وقوائمُ (لغير العاقل) وقُوَّام وقُوَّم وقُيَّام وقُيَّم، مؤ قائمة، ج مؤ قائمات وقوائمُ وقُوَّم وقُيَّم:
1 - اسم فاعل من قامَ/ قامَ إلى/ قامَ بـ/ قامَ على/ قامَ لـ ° قائم الزَّاوية.
2 - باق، ظاهر للعين " {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قُوَّمًا عَلَى أُصُولِهَا} [ق] ".
3 - مُكلَّف "قائم بأعمال المدير في غيابه" ° قائمٌ على رِجْلٍ: مشغول بأمر، مهموم به.
4 - متمسِّك بدينه " {مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ ءَايَاتِ اللهِ} ".
5 - مُستمرّ "جيش قائم- النظام القائم" ° ماء قائم: دائم.
6 - مُستقِلّ "قائم الذات- قائم بذاته/ بنفسه: معتمد على نفسه".
• القائم: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الحافظ المعطي لكُلِّ نفس ما به قوامها.
• قائم الماء: بناء مرتفع يتوزَّع منه الماء.
• قائم الباب: الجزء العموديّ من هيكله.
• قائم الصَّاري: عمود خشبيّ أو معدنيّ يستخدم لإطالة قاعدة الشِّراع، ويستخدم لدعم الأشرعة وحبالها.
• قائم السّفينة الخلفيّ: القائم الرئيسيّ العموديّ في مؤخّرة السّفينة يعمل على دَعْم الدَّفَّة.
• قائم بالأعمال: (سة) ممثل للدولة يختلف عن السفير والوزير المفوَّض في أنّه لا يمثل شخصَ رئيس الدولة، ويحمل أوراق اعتماده من وزير خارجيّة دولته إلى وزير خارجيّة الدولة المبعوث لها.
• الخطّ القائم: (هس) الخطّ الذي يؤلّف مع خطّ آخر زاوية قائمة قياسها تسعون درجة.
• الشَّيئان القائمان: السَّماوات والأرض. 

قائِمة [مفرد]: ج قائمات وقوائمُ (لغير العاقل):
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل قامَ/ قامَ إلى/ قامَ بـ/ قامَ على/ قامَ لـ ° زاوية قائمة: ذات 90 درجة.
2 - ورقة تقيَّد بها الأسماءُ والأشياءُ في صفٍّ قائم "قائمة أسماء الطلاب/ الطعام/ الحضور/ الأسعار- قائمة المرشحين لمجلس الشعب" ° قائمة المراجع/ قائمة المصادر: قائمة المؤلَّفات التي أشار إليها المؤلِّف أو استعان بها في إخراجه لبحثه- قائمة انتظار: قائمة بأسماء من ينتظرون موعدًا كالتعيين في الوظائف الحكوميّة- قائمة مشبوهة: لائحة بأسماء أشخاص مشبوهين تجب مراقبتُهم باستمرار.
• قائمة الدَّابَّة: رجلُها أو يدُها "حصان طويل القوائم: طويل الأرجل".
• قائمة الطَّاولة: ساقها، رجلها التي تقوم عليها "قائمة السرير أو الخِوان". 

قامَة [مفرد]: ج قامات (لغير المصدر):
1 - مصدر قامَ/ قامَ إلى/ قامَ بـ/ قامَ على/ قامَ لـ.
2 - وحدة قياس طولها ستّ أقدام تستخدم عادة في قياس أعماق البحر.
• قامة الإنسان: طوله، قدّه، قوامه "قامة ممشوقة/
 متوسِّطة- رَبْعة/ فارع القامة". 

قَوام [مفرد]:
1 - قامَة الإنسان "امرأة لها قوامٌ رشيق- ربعة القوام".
2 - عدلٌ " {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا}: عدلاً وسطًا بين الطَّرفين".
3 - ما يُعاش به "المال قَوام الحياة- {وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قَوَامًا} [ق] ". 

قِوام [مفرد]:
1 - مصدر قاومَ.
2 - هيئة أو كيان أو عماد أي شيء "قِوام مجتمع/ مذهب".
3 - عدد "قِوام كتيبة".
4 - كثافة "قوام سائل".
5 - مُصْلحًا للأمور " {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} ".
6 - مايقيم الإنسانَ من القوت ° قوام أهل بيته: ينفق عليهم، ويقيم شأنهم- هو قوام عائلته: سندها والقائم بأودها.
• قِوام الأمر: نظام الأمر وملاكه الذي يقوم به. 

قِوامَة [مفرد]: قيام على أمر أو مال، أو ولاية الأمْر "القِوامة على أموال اليتامى ليست بالأمر السَّهل". 

قَوْم [مفرد]: ج أقْوام (لغير المصدر):
1 - مصدر قامَ/ قامَ إلى/ قامَ بـ/ قامَ على/ قامَ لـ.
2 - جماعة من الناس تربطهم وحدة اللغة والثقافة والمصالح المشتركة وخصصت بجماعة الرِّجال (يذكّر ويؤنّث) "والقوم أشباه وبين حلومهم ... بَوْن كذاك تفاضل الأشياءِ- {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ} - {لاَ يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ} " ° أحاسن القَوْم: خيارهم- إذا كُنْتَ في قوم فاحلُب في إنائهم: الحثّ على موافقة من تكون في ضيافتهم- أكابر القوم: عظماؤهم وشرفاؤهم- حَلْقة القوم: دائرتهم- شَخْصٌ من علية القوم: من ذوي النفوذ- شقَّ عَصَا القوم: تمرَّد عليهم- طار القوم شعاعًا: الشعاع المتفرِّق المنتشر، تفرَّقوا- لسان القوم: المتكلِّم عنهم، لغتهم- هم قوم علينا: أعداء مجتمعون علينا.
• قَوْم الشَّخص: أقاربه عصبيَّة أو من هم بمنزلة الأقارب له، أهله وعشيرته " {وَكَانَ يَأْمُرُ قَوْمَهُ بِالصَّلاَةِ} [ق] ". 

قَوْمة [مفرد]: ج قَوْمات وقَوَمات:
1 - اسم مرَّة من قامَ/ قامَ إلى/ قامَ بـ/ قامَ على/ قامَ لـ.
2 - ثورة، نهضة "قام الشَّعب قَوْمة واحدة". 

قَوْميّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى قَوْم.
2 - من يؤمن بوجوب معاونته لقومه ومساعدتهم.
3 - وطنيّ "عيد/ زعيمٌ/ وعيٌ/ مجلسٌ قوميّ- التوزيع العادل للدخل القوميّ".
4 - مَنْ يدعو إلى القوميّة العربيّة "حزب البعْث حِزْب قَوْميّ".
• الدَّخْلُ القَوْميّ: (قص) جملةُ الأُجور والأرباح والفوائد والقيم لجميع السِّلع المنتجَة والخدمات المقدّمة في سنة معيّنة لدولة ما، أو هو مجموع دخول الأفراد والهيئات في خلال مدَّة معيّنة تقدّر عادة بسنةٍ. 

قَوْميَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى قَوْم.
2 - مصدر صناعيّ من قَوْم.
3 - صلة اجتماعيَّة عاطفيّة تنْشأ من الاشتراك في الوطن واللغة ووحدة التاريخ والأهداف.
4 - دعوة إلى توحيد العرب تحت شعار القوميّة العربيّة.
5 - (سة) مبدأ سياسيّ اجتماعيّ يُفضِّل معه صاحبه كلّ ما يتعلّق بأمّته على سواه ممّا يتعلّق بغيرها، أو هي الاعتقادُ السَّائد لدى الشَّعب في أنّه يشكّل جماعة متميِّزة ذات سمات خاصَّة تميِّزه عن الآخرين، مع توفّر الرَّغبة في حماية هذا التَّميُّز والارتقاء به ضمن حكومة ذاتيّة.
• الثَّروة القوميَّة: (قص) مجموعة القوى المنتجة في الدّولة. 

قَوّام [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من قامَ/ قامَ إلى/ قامَ بـ/ قامَ على/ قامَ لـ: "رجلٌ قوَّامٌ في الليل".
2 - متولٍّ للأمور، حسن القيام بها "قوَّام على ممتلكات- {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ}: يقومون بالنَّفقة عليهنَّ والذّبّ عنهنّ- {كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ}: القيام لله بحقوقه، في أنفسهم بالعمل الصالح وفي غيرهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- {كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ}: اشهد الحقّ ولو عاد ضررُ الشهادة عليك وإذا سئلت عن الأمر فقل الحقّ فيه ولو عادت مضرّته عليك". 

قَويم [مفرد]: ج قِوام وقِيام:
1 - مُعْتدِل غير معوجّ "رأي/ سلوكٌ قوِيم- سلك الطّريقَ القويم- ألا فاستقم في كُلِّ أمرك واقتصد ... فذلك نهجٌ للصِّراط قويمُ".
2 - حسن القامة. 

قِيام1 [مفرد]:
1 - مصدر قامَ/ قامَ إلى/ قامَ بـ/ قامَ على/
 قامَ لـ ° قيام السَّاعة: يوم البعث- موعد قيام الطائرة: موعد انطلاقها.
2 - ما يقوم به أمر النَّاس أو يصلح شأنهم " {وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَامًا} ". 

قِيام2 [جمع]: مف قائم: واقفون، أو ناهضون " {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} - {فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} ". 

قِيامة [مفرد]: قِوامة، قيام على الأمر أو المال أو ولاية الأمر.
• القيامة: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 75 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها أربعون آية.
• يوم القيامة: يوم بعث الخلائق للحساب " {فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} " ° عيد القيامة: عيد يحتفل به المسيحيّون- قامت قيامتُه: مات. 

قِيمَة [مفرد]: ج قِيمات وقِيَم
• القيمة الاسميَّة: المبلغ المدوَّن على وجه الكمبيالة أو الفاتورة.
• القيمة السُّوقيَّة: الكميّة التي يتوقّع البائعُ الحصولَ عليها من البضائع في السُّوق الحرّة.
• القيمة المضافة: ضريبة تُضاف إلى قيمة سعر المُنْتَج على كلّ مرحلة من مراحل تصنيعه وتوزيعه حتى تُمرَّر إلى المستهلك.
• قيمة الشَّيء:
1 - الثَّمن الذي يعادل تكلفته "قيمة بضاعة/ أسْهُم شركة- تخفيض قيمة النقد- قيمة السلعة المحليّة مقارنة مع الأجنبيّة".
2 - قَدْرُه "فلان ذو قيمة- قيمة الوقت- هو إنسان لا قيمة له- ليس للتَّهور قيمة- قيمة هذا المؤلَّف نابعة من صدق صاحبه" ° عديم القِيمة: يقال لما لا خَيْرَ فيه أو لا أهميِّة له.
• تعادُل القيمة: (قص) تكافؤ بين سِعْريْ عُملتَين عندما يمكن مبادلة الواحدة بالأخرى بنفس سعر التَّحويل الرَّسميّ السَّائد.
• فائض القيمة: (قص) الرِّبح المضاف إلى كلفة الإنتاج لسلعة ما، أو هو بوجه عام زيادة قيمة السلعة أو الدخل لسبب خارج عن السلعة أو الدخل ذاته.
• القِيَم: الفضائل الدِّينيّة والخُلقيّة والاجتماعيّة التي تقوم عليها حياة المجتمع الإنسانيّ "يحثُّ الكاتبُ في كتاباته على القيم الأخلاقيّة- {هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا} ".
• علم القيم: (سف) علم يشمل القيم أو الفضائل وبوجه خاصّ القيم الأخلاقيّة. 

قيَّام [مفرد]: صيغة مبالغة من قامَ/ قامَ إلى/ قامَ بـ/ قامَ على/ قامَ لـ.
• القيَّام: اسم من أسماء الله الحُسنى " {اللهُ لاَ إِلَهَ إلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيَّامُ} [ق] ". 

قيِّم [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قامَ/ قامَ إلى/ قامَ بـ/ قامَ على/ قامَ لـ ° قيِّم المرأة: زوجُها.
2 - مستقيم "أمر قيِّم- {فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ} - {وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}: ديانة مستقيمة معتدلة" ° الدِّيانة القيِّمة: المستقيمة.
3 - نفيسٌ ذو قيمة "مجلاّت قيِّمة- كتاب قيِّم- عنده كتب قيِّمات- {فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ} ".
4 - (قن) وصيّ تعيِّنه المحكمة على ممتلكات وأموال الفرد الذي يتّضح أنّه غير قادر على إدارتها، وقد يكون هذا الوصيّ شخصًا طبيعيًّا أو معنويًّا.
• القَيِّم: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: القائم على كلّ شيء بما يجب له، والمتكفِّل بتدبير خلقه، وهو المكتفي بذاته الذي لا قوامَ بغيره، وهو مع ذلك يقوم به كلّ موجود " {اللهُ لاَ إِلَهَ إلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيِّمُ} [ق] ". 

قيُّوم [مفرد]: دائم القيام على كلّ شيء.
• القيُّوم: اسم من أسماء الله الحُسْنى، ومعناه: القائم على كلّ شيءٍ بما يجب له، والمتكفّل بتدبير خلقه فلا قوامَ بغيره " {اللهُ لاَ إِلَهَ إلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} ". 

مُستقيم [مفرد]: ج مستقيمون ومستقيمات (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من استقامَ ° الدِّين المستقيم: الدّين الحقيقيّ أو الصَّحيح- الصِّراط المستقيم- الطَّريق المستقيم:
 طريق الهدى وسواء السَّبيل- المستقيم الرَّأي: الموافق الرَّأي الصَّحيح، الصحيح المعتقد.
2 - (شر) جزء الأمعاء الذي يصل ما بين نهاية القولون إلى الشّرَج.
3 - (هس) خطّ ليس بمنكسر ولا مُنْحَنٍ.
• الزَّاوية المستقيمة: ما يكون ضلعاها على استقامة من جهتي الرَّأس ومقدارها 180ْ. 

مَقام [مفرد]: ج مقامات:
1 - مصدر ميميّ من قامَ/ قامَ إلى/ قامَ بـ/ قامَ على/ قامَ لـ.
2 - اسم مكان من قامَ/ قامَ إلى/ قامَ بـ/ قامَ على/ قامَ لـ: مسكن، محلّ الإقامة "غادر مقامَه- {كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ. وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ} - {وَمَا مِنَّا إلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ} ".
3 - مجلس " {أَنَا ءَاتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ} ".
4 - ضريح، مكان مُقدَّس "مقام إبراهيم- عليه السلام- في المسجد الحرام بمكَّة- {فِيهِ ءَايَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ}: وهو الحجر الذي قام عليه إبراهيم حين رفع بناء البيت" ° أشرف على دار المقام: للدلالة على هرم الإنسان ومشارفته الفناء.
5 - منزلة، مركز اجتماعيّ في نظر الجماعة يصل إليه الفردُ بفضل التقدير الاجتماعيّ الذي يحصل عليه، ويصاحبه بعض مظاهر الاعتراف والاحترام والإعجاب "إنّه في مقام والدي- سعى وراء المقامات- وابعثه اللّهم المقامَ المحمود الذي وعدته- {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} - {وَمَا مِنَّا إلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ} " ° انحطّ مقامُه: سقط إلى مستوى أدنى ممّا كان عليه.
6 - مناسبة "لِكُلِّ مقام مقال: الدعوة إلى الملاءمة بين القول والموقف" ° في هذا المقام: في هذه المناسبة.
7 - (جب) عددُ أسفلُ في الكسر الاعتيادي "مقام الكسر".
8 - (سق) سُلَّم الموسيقى، تَسَلْسُل النَّغم درجة فوق أُخرى.
9 - (سق) علامة موسيقيَّة.
• المَقامات: (سف) حالات ثابتة ينالها السّالكُ بجهده الخاصّ أهمها التَّوبة والورع والزُّهد والفقر والصَّبر والتَّوكّل والرِّضا. 

مُقام [مفرد]:
1 - مصدر ميميّ من أقامَ/ أقامَ بـ/ أقامَ في/ أقامَ لـ: إقامة "ملَّ من طول مُقامه بالفندق".
2 - اسم مكان من أقامَ/ أقامَ بـ/ أقامَ في/ أقامَ لـ: "مُقام فلان بالعاصمة- استمرّ مُقامه بالمَغْرب شهرًا- {يَاأَهْلَ يَثْرِبَ لاَ مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا} ".
3 - اسم مفعول من أقامَ/ أقامَ بـ/ أقامَ في/ أقامَ لـ. 

مَقامة [مفرد]:
1 - مَجْلِس.
2 - (دب) قصَّة قصيرة مكتوبة بالسّجع تشتمل على موعظة أو مُلْحة ويُظْهِر الأدباءُ فيها براعتَهم اللّغَويَّة والفَنِّيَّة، وهي قالب أدبي قديم "مقامات بديع الزّمان الهمذانيّ/ الحريريّ". 

مُقاوِم [مفرد]:
1 - اسم فاعل من قاومَ.
2 - (فز) أداة توضع في طريق دائرة كهربائيَّة لمقاومة مرور التيَّار الكهربيّ. 

مُقاومة [مفرد]:
1 - مصدر قاومَ.
2 - صُعوبة تواجهُها قوَّة معيَّنة "مُقاومة الرِّياح- مقاومة التجربة: المعارضة ورفض الخضوع لإرادة الغير" ° مقاومة الهواء: هي القوّة التي يصادفها جسم متحرك في الهواء.
3 - (حي) قدرة الكائن الحيّ على أن يدرأ عن نفسه الأمراض والسّموم.
4 - (سك) منظمة عسكريّة أو شِبْهُ عسكريَّة تشنّ على العدُوّ المحتلّ حَرْب عِصابات في المدن وخارجها "مقاومة شعبيّة- جيوب المقاومة- المقاومة السلبيّة/ السِّرِّيّة/ الفلسطينيَّة- قام المتمرِّدون أخيرًا بمقاومة عنيفة لقوات الحكومة- مقاومة تدابير حكوميَّة تعسُّفيَّة".
5 - (نف) معارضة غريزيّة لأيَّة محاولة لنقل موضوع من اللاّشعور إلى الشُّعور.
6 - (سك) مواجهة الخطر أو العدوّ والثبات وعدم الاستسلام له، رغم قوّته وسيطرته الجزئيّة أو الكلِّيَّة على ميدان القتال.
• مقاومة كهربائيَّة: (فز) صعوبة يمثلها ناقل عند مرور تيَّار.
• جيوب المقاومة: (سك) بقايا القوّات المدافعة عن بلادها بعد احتلال الجيش الغازي لهذه البلاد. 

مُقوِّم [مفرد]: ج مقوِّمون ومقوِّمات (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من قوَّمَ.
2 - مَنْ يعطي قيمة لعمل أو شخص أو مجموعة "خبراء مقوِّمون".
3 - كلّ ما يتألّف أو يتركّب منه جسم أو جهاز أو مشروع من عناصر أساسيّة تسهم في قيامه ووجوده وفاعليّته "مُقَوِّمات الحياة/ الجمال- المقوِّمات العمرانيّة".
 • مقوِّم التَّيّار: (فز) جهاز يسمح للتيّار الكهربائيّ بالمرور خلاله في اتّجاه واحد، ويُستخدم لتحويل التيَّار المتردِّد إلى تيَّار مستمرّ. 

قوم: القيامُ: نقيض الجلوس، قام يَقُومُ قَوْماً وقِياماً وقَوْمة

وقامةً، والقَوْمةُ المرة الواحدة. قال ابن الأَعرابي: قال عبد لرجل أَراد أن

يشتريه: لا تشترني فإني إذا جعت أَبغضت قَوْماً، وإذا شبِعت أَحببت

نَوْماً، أي أَبغضت قياماً من موضعي؛ قال:

قد صُمْتُ رَبِّي، فَتَقَبَّلْ صامتي،

وقُمْتُ لَيْلي، فتقَبَّل قامَتي

أَدْعُوك يا ربِّ من النارِ التي

أَعْدَدْتَ للكُفَّارِ في القِيامةِ

وقال بعضهم: إنما أَراد قَوْمَتي وصَوْمَتي فأَبدل من الواو أَلفاً،

وجاء بهذه الأبيات مؤسَّسة وغير مؤسسة، وأَراد من خوف النار التي أَعددت؛

وأَورد ابن بري هذا الرجز شاهداً على القَوْمة فقال:

قد قمت ليلي، فتقبَّل قَوْمَتي،

وصمت يومي، فتقبَّل صَوْمَتي

ورجل قائم من رجال قُوَّمٍ وقُيَّمٍ وقِيَّمٍ وقُيَّامٍ وقِيَّامٍ.

وقَوْمٌ: قيل هو اسم للجمع، وقيل: جمع. التهذيب: ونساء قُيَّمٌ

وقائمات أَعرف. والقامةُ: جمع قائم؛ عن كراع. قال ابن بري رحمه الله: قد

ترتجل العرب لفظة قام بين يدي الجمل فيصير كاللغو؛ ومعنى القِيام

العَزْمُ كقول العماني الراجز للرشيد عندما همَّ بأَن يعهد إلى ابنه

قاسم:قُل للإمامِ المُقْتَدَى بأَمِّه:

ما قاسِمٌ دُونَ مَدَى ابنِ أُمِّه،

فَقَدْ رَضِيناهُ فَقُمْ فسَمِّه

أي فاعْزِمْ ونُصَّ عليه؛ وكقول النابغة الذبياني:

نُبِّئتُ حِصْناً وحَيّاً مِن بَني أَسَدٍ

قامُوا فقالُوا؛ حِمانا غيرُ مَقْروبِ

أَي عَزَموا فقالوا؛ وكقول حسان بن ثابت:

علاما قامَ يَشْتُمُني لَئِيمٌ،

كخِنْزِيرٍ تَمَرَّغَ في رَمادِ

(* قوله «علاما» ثبتت ألف ما في الإستفهام مجرورة بعلى في الأصل، وعليها

فالجزء موفور وإن كان الأكثر حذفها حينئذ).

معناه علام يعزم على شتمي؛ وكقول الآخر:

لَدَى بابِ هِنْدٍ إذْ تَجَرَّدَ قائما

ومنه قوله تعالى: وإنه لما قامَ عبد الله يدعوه؛ أي لما عزم. وقوله

تعالى: إذ قاموا فقالوا ربُّنا ربُّ السموات والأرض؛ أي عزَموا فقالوا، قال:

وقد يجيء القيام بمعنى المحافظة والإصلاح؛ ومنه قوله تعالى: الرجال

قوّامون على النساء، وقوله تعالى: إلا ما دمت عليه قائماً؛ أي ملازماً

محافظاً. ويجيء القيام بمعنى الوقوف والثبات. يقال للماشي: قف لي أي تحبَّس

مكانَك حتى آتيك، وكذلك قُم لي بمعنى قف لي، وعليه فسروا قوله سبحانه: وإذا

أَظلم عليهم قاموا؛ قال أهل اللغة والتفسير: قاموا هنا بمعنى وقَفُوا

وثبتوا في مكانهم غير متقدّمين ولا متأَخرين، ومنه التَّوَقُّف في الأَمر وهو

الوقُوف عنده من غير مُجاوَزة له؛ ومنه الحديث: المؤمن وَقَّافٌ

متَأَنٍّ، وعلى ذلك قول الأَعشى:

كانت وَصاةٌ وحاجاتٌ لها كَفَفُ،

لَوْ أَنَّ صْحْبَكَ، إذْ نادَيْتَهم، وقَفُوا

أي ثبتوا ولم يتقدَّموا؛ ومنه قول هُدبة يصف فلاة لا يُهتدى فيها:

يَظَلُّ بها الهادي يُقلِّبُ طَرْفَه،

يَعَضُّ على إبْهامِه، وهو واقِفُ

أَي ثابت بمكانه لا يتقدَّم ولا يتأَخر؛ قال: ومنه قول مزاحم:

أَتَعْرِفُ بالغَرَّيْنِ داراً تَأبَّدَتْ،

منَ الحَيِّ، واستَنَّتْ عَليها العَواصِفُ

وقَفْتُ بها لا قاضِياً لي لُبانةً،

ولا أَنا عنْها مُسْتَمِرٌّ فَصارِفُ

قال: فثبت بهذا ما تقدم في تفسير الآية. قال: ومنه قامت الدابة إذا وقفت

عن السير. وقام عندهم الحق أي ثبت ولم يبرح؛ ومنه قولهم: أقام بالمكان

هو بمعنى الثبات. ويقال: قام الماء إذا ثبت متحيراً لا يجد مَنْفَذاً،

وإذا جَمد أيضاً؛ قال: وعليه فسر بيت أبي الطيب:

وكذا الكَريمُ إذا أَقام بِبَلدةٍ،

سالَ النُّضارُ بها وقام الماء

أي ثبت متحيراً جامداً. وقامَت السُّوق إذا نفَقت، ونامت إذا كسدت.

وسُوق قائِمة: نافِقة. وسُوق نائِمة: كاسِدة. وقاوَمْتُه قِواماً: قُمْت معه،

صحَّت الواو في قِوام لصحتها في قاوَم. والقَوْمةُ: ما بين الركعتين من

القِيام. قال أَبو الدُّقَيْش: أُصلي الغَداة قَوْمَتَيْنِ، والمغرب ثلاث

قَوْمات، وكذلك قال في الصلاة.

والمقام: موضع القدمين؛ قال:

هذا مَقامُ قَدَمَي رَباحِ،

غُدْوَةَ حتَّى دَلَكَتْ بَراحِ

ويروى: بِراحِ. والمُقامُ والمُقامةُ: الموضع الذي تُقيم فيه.

والمُقامة، بالضم: الإقامة. والمَقامة، بالفتح: المجلس والجماعة من الناس، قال:

وأما المَقامُ والمُقامُ فقد يكون كل واحد منهما بمعنى الإقامة، وقد يكون

بمعنى موضع القِيام، لأَنك إذا جعلته من قام يَقُوم فمفتوح، وإن جعلته من

قام يُقِيمُ فَمضْموم، فإن الفعل إذا جاوز الثلاثة فالموضع مضموم الميم،

لأَنه مُشَبَّه ببنات الأَربعة نحو دَحْرَجَ وهذا مُدَحْرَجُنا. وقوله

تعالى: لا مقَامَ لكم، أي لا موضع لكم، وقُرئ لا مُقام لكم، بالضم، أي لا

إقامة لكم. وحَسُنت مُستقَرّاً ومُقاماً؛ أَي موضعاً؛ وقول لبيد:

عَفَتِ الدِّيارُ: مَحلُّها فَمُقامُها

بِمنىً، تأَبَّدَ غَوْلُها فَرِجامُها

يعني الإقامة. وقوله عزَّ وجل: كم تركوا من جنات وعيون وزُروع ومَقام

كَريم؛ قيل: المَقامُ الكريم هو المِنْبَر، وقيل: المنزلة الحسَنة. وقامت

المرأَة تَنُوح أَي جعَلت تنوح، وقد يُعْنى به ضدّ القُعود لأَن أكثر

نوائح العرب قِيامٌ؛ قال لبيد:

قُوما تَجُوبانِ مَعَ الأَنْواح

وقوله:

يَوْمُ أَدِيمِ بَقَّةَ الشَّرِيمِ

أَفضَلُ من يومِ احْلِقِي وقُومي

إنما أَراد الشدّة فكنى عنه باحْلِقي وقومي، لأَن المرأَة إذا مات

حَمِيمها أو زوجها أو قُتل حلَقَت رأْسها وقامَت تَنُوح عليه. وقولهم: ضَرَبه

ضَرْبَ ابنةِ اقْعُدي وقُومي أي ضَرْبَ أمة، سميت بذلك لقُعودها وقِيامه

في خدمة مواليها، وكأنَّ هذا جعل اسماً، وإن كان فِعْلاً، لكونه من

عادتها كما قال: إن الله ينهاكم عن قِيلٍ وقالٍ. وأَقامَ بالمكان إقاماً

وإقامةً ومُقاماً وقامةً؛ الأخيرة عن كراع: لَبِثَ. قال ابن سيده: وعندي أن

قامة اسم كالطّاعةِ والطّاقَةِ. التهذيب: أَقَمْتُ إقامةً، فإذا أَضَفْت

حَذَفْت الهاء كقوله تعالى: وإقام الصلاةِ وإيتاء الزكاةِ. الجوهري:

وأَقامَ بالمكان إقامةً، والهاء عوض عن عين الفعل لأَن أصلَه إقْواماً،

وأَقامَه من موضعه. وأقامَ الشيء: أَدامَه، من قوله تعالى: ويُقِيمون الصلاةَ،

وقوله تعالى: وإنَّها لبِسَبيل مُقِيم؛ أراد إن مدينة قوم لوط لبطريق

بيِّن واضح؛ هذا قول الزجاج.

والاسْتِقامةُ: الاعْتدالُ، يقال: اسْتَقامَ له الأمر. وقوله تعالى:

فاسْتَقِيمُوا إليه أي في التَّوَجُّه إليه دون الآلهةِ. وقامَ الشيءُ

واسْتقامَ: اعْتدَل واستوى. وقوله تعالى: إن الذين قالوا ربُّنا الله ثم

اسْتَقاموا؛ معنى قوله اسْتَقامُوا عملوا بطاعته ولَزِموا سُنة نبيه، صلى الله

عليه وسلم. وقال الأَسود بن مالك: ثم استقاموا لم يشركوا به شيئاً، وقال

قتادة: استقاموا على طاعة الله؛ قال كعب بن زهير:

فَهُمْ صَرفُوكم، حينَ جُزْتُمْ عنِ الهُدَى،

بأَسْيافِهِِمْ حَتَّى اسْتَقَمْتُمْ على القِيَمْ

قال: القِيَمُ الاسْتِقامةُ. وفي الحديث: قل آمَنتُ بالله ثم اسْتَقِمْ؛

فسر على وجهين: قيل هو الاسْتقامة على الطاعة، وقيل هو ترك الشِّرك.

أَبو زيد: أَقمْتُ الشيء وقَوَّمْته فَقامَ بمعنى اسْتقام، قال:

والاسْتِقامة اعتدال الشيء واسْتِواؤه. واسْتَقامَ فلان بفلان أي مدَحه وأَثنى عليه.

وقامَ مِيزانُ النهار إذا انْتَصفَ، وقام قائمٌ الظَّهِيرة؛ قال الراجز:

وقامَ مِيزانُ النَّهارِ فاعْتَدَلْ

والقَوامُ: العَدْل؛ قال تعالى: وكان بين ذلك قَواماً؛ وقوله تعالى: إنّ

هذا القرآن يَهْدِي للتي هي أَقْومُ؛ قال الزجاج: معناه للحالة التي هي

أَقْوَمُ الحالاتِ وهي تَوْحِيدُ الله، وشهادةُ أن لا إله إلا الله،

والإيمانُ برُسُله، والعمل بطاعته. وقَوَّمَه هو؛ واستعمل أبو إسحق ذلك في

الشِّعر فقال: استقامَ الشِّعر اتَّزَنَ. وقَوّمَََ دَرْأَه: أَزال

عِوَجَه؛ عن اللحياني، وكذلك أَقامَه؛ قال:

أَقِيمُوا، بَني النُّعْمانِ، عَنَّا صُدُورَكُم،

وإلا تُقِيموا، صاغِرِينَ، الرُّؤوسا

عدَّى أَقِيمُوا بعن لأَن فيه معنى نَحُّوا أَو أَزيلُوا، وأَما قوله:

وإلاَّ تُقِيموا صاغرين الرُّؤوسا فقد يجوز أَن يُعْنى به عُني بأَقِيموا

أي وإلا تُقيموا رؤوسكم عنا صاغرين، فالرُّؤوسُ على هذا مفعول بتُقيموا،

وإن شئت جعلت أَقيموا هنا غير متعدّ بعن فلم يكن هنالك حرف ولاحذف،

والرُّؤوسا حينئذ منصوب على التشبيه بالمفعول.

أَبو الهيثم: القامةُ جماعة الناس. والقامةُ أيضاً: قامةُ الرجل. وقامةُ

الإنسان وقَيْمَتُه وقَوْمَتُه وقُومِيَّتُه وقَوامُه: شَطاطُه؛ قال

العجاج:

أَما تَرَيني اليَوْمَ ذا رَثِيَّهْ،

فَقَدْ أَرُوحُ غيرَ ذي رَذِيَّهْ

صُلْبَ القَناةِ سَلْهَبَ القُومِيَّهْ

وصَرَعَه من قَيْمَتِه وقَوْمَتِه وقامَته بمعنى واحد؛ حكان اللحياني عن

الكسائي. ورجل قَوِيمٌ وقَوَّامٌ: حَسَنُ القامة، وجمعهما قِوامٌ.

وقَوام الرجل: قامته وحُسْنُ طُوله، والقُومِيَّةُ مثله؛ وأنشد ابن بري رجز

العجاج:

أَيامَ كنتَ حسَنَ القُومِيَّهْ،

صلبَ القناة سَلهبَ القَوْسِيَّهْ

والقَوامُ: حُسْنُ الطُّول. يقال: هو حسن القامةِ والقُومِيَّة

والقِمّةِ. الجوهري: وقامةُ الإنسان قد تُجمَع على قاماتٍ وقِيَمٍ مِثْل تاراتٍ

وتِيَر، قال: وهو مقصور قيام ولحقه التغيير لأَجل حرف العلة وفارق رَحَبة

ورِحاباً حيث لم يقولوا رِحَبٌ كما قالوا قِيَمٌ وتِيَرٌ. والقُومِيَّةُ:

القَوام أَو القامةُ. الأَصمعي: فلان حسن القامةِ والقِمّة والقُوميَّة

بمعنى واحد؛ وأَنشد:

فَتَمَّ مِنْ قَوامِها قُومِيّ

ويقال: فلان ذُو قُومِيَّةٍ على ماله وأَمْره. وتقول: هذا الأَمر لا

قُومِيَّة له أي لا قِوامَ له. والقُومُ: القصدُ؛ قال رؤبة:

واتَّخَذَ الشَّد لهنَّ قُوما

وقاوَمَه في المُصارَعة وغيرها. وتقاوموا في الحرب أي قام بعضهم لبعض.

وقِوامُ الأمر، بالكسر: نِظامُه وعِماده. أَبو عبيدة: هو قِوامُ أهل

بيته وقِيامُ أهل بيته، وهو الذي يُقيم شأْنهم من قوله تعالى: ولا تُؤتوا

السُّفهاء أَموالكم التي جَعل الله لكم قِياماً. وقال الزجاج: قرئت جعل

الله لكم قِياماً وقِيَماً. ويقال: هذا قِوامُ الأَمر ومِلاكُه الذي يَقوم

به؛ قال لبيد:

أَفَتِلْكَ أمْ وَحْشِيّةٌ مَسْبُوعَةٌ

خُذِلَتْ، وهادِيةُ الصِّوارِ قوامُها؟

قال: وقد يفتح، ومعنى الآية أي التي جعلَها الله لكم قِياماً تُقِيمكم

فتَقُومون بها قِياماً، ومن قرأَ قِيَماً فهو راجع إلى هذا، والمعنى جعلها

الله قِيمةَ الأَشياء فبها تَقُوم أُمورُكم؛ وقال الفراء: التي جعل الله

لكم قِياماً يعني التي بها تَقُومون قياماً وقِواماً، وقرأَ نافع المدني

قيَماً، قال: والمعنى واحد.

ودِينارٌ قائم إذا كان مثقالاً سَواء لا يَرْجح، وهو عند الصيارفة ناقص

حتى يَرْجَح بشيء فيسمى مَيّالاً، والجمع قُوَّمٌ وقِيَّمٌ. وقَوَّمَ

السِّلْعة واسْتَقامها: قَدَّرها. وفي حديث عبد الله بن عباس: إذا

اسْتَقَمْت بنَقْد فبِعْتَ بنقد فلا بأْس به، وإذا اسْتَقَمْت بنقد فبعته

بِنَسيئة فلا خير فيه فهو مكروه؛ قال أَبو عبيد: قوله إذا استقمت يعني

قوَّمت، وهذا كلام أهل مكة، يقولون: اسَتَقَمْتُ المَتاع أي قَوَّمْته، وهما

بمعنى، قال: ومعنى الحديث أن يدفَعَ الرجلُ إلى الرجل الثوب فيقوّمه مثلاً

بثلاثين درهماً، ثم يقول: بعه فما زاد عليها فلك، فإن باعه بأكثر من

ثلاثين بالنقد فهو جائز، ويأْخذ ما زاد على الثلاثين، وإن باعه بالنسيئة

بأَكثر مما يبيعه بالنقد فالبيع مردود ولا يجوز؛ قال أَبو عبيد: وهذا عند من

يقول بالرأْي لا يجوز لأَنها إجارة مجهولة، وهي عندنا معلومة جائزة،

لأَنه إذا وَقَّت له وَقْتاً فما كان وراء ذلك من قليل أو كثير فالوقت يأْتي

عليه، قال: وقال سفيان بن عيينة بعدما روى هذا الحديث يَسْتَقِيمه بعشرة

نقداً فيبيعه بخمسة عشر نسيئة، فيقول: أُعْطِي صاحب الثوب من عندي عشرة

فتكون الخمسة عشر لي، فهذا الذي كره. قال إسحق: قلت لأَحمد قول ابن عباس

إذا استقمت بنقد فبعت بنقد، الحديث، قال: لأنه يتعجل شيئاً ويذهب عَناؤه

باطلاً، قال إسحق: كما قال قلت فما المستقيم؟ قال: الرجل يدفع إلى الرجل

الثوب فيقول بعه بكذا، فما ازْدَدْتَ فهو لك، قلت: فمن يدفع الثوب إلى

الرجل فيقول بعه بكذا فما زاد فهو لك؟ قال: لا بأْس، قال إسحق كما قال.

والقِيمةُ: واحدة القِيَم، وأَصله الواو لأَنه يقوم مقام الشيء.

والقيمة: ثمن الشيء بالتَّقْوِيم. تقول: تَقاوَمُوه فيما بينهم، وإذا انْقادَ

الشيء واستمرّت طريقته فقد استقام لوجه. ويقال: كم قامت ناقتُك أي كم بلغت.

وقد قامَتِ الأمةُ مائة دينار أي بلغ قيمتها مائة دينار، وكم قامَتْ

أَمَتُك أي بلغت. والاستقامة: التقويم، لقول أهل مكة استقَمْتُ المتاع أي

قوَّمته. وفي الحديث: قالوا يا رسول الله لو قوَّمْتَ لنا، فقال: الله هو

المُقَوِّم، أي لو سَعَّرْت لنا، وهو من قيمة الشيء، أي حَدَّدْت لنا

قيمتها. ويقال: قامت بفلان دابته إذا كلَّتْ وأَعْيَتْ فلم تَسِر. وقامت

الدابة: وَقَفَت. وفي الحديث: حين قام قائمُ الظهيرة أي قيام الشمس وقت

الزوال من قولهم قامت به دابته أي وقفت، والمعنى أن الشمس إذا بلغت وسَط

السماء أَبْطأَت حركةُ الظل إلى أن تزول، فيحسب الناظر المتأَمل أنها قد وقفت

وهي سائرة لكن سيراً لا يظهر له أثر سريع كما يظهر قبل الزوال وبعده،

ويقال لذلك الوقوف المشاهد: قام قائم الظهيرة، والقائمُ قائمُ الظهيرة.

ويقال: قام ميزان النهار فهو قائم أي اعْتَدَل. ابن سيده: وقام قائم الظهيرة

إذا قامت الشمس وعقَلَ الظلُّ، وهو من القيام. وعَيْنٌ قائمة: ذهب بصرها

وحدَقَتها صحيحة سالمة. والقائم بالدِّين: المُسْتَمْسِك به الثابت عليه.

وفي الحديث: إنَّ حكيم بن حِزام قال: بايعت رسول الله، صلى الله عليه

وسلم، أن لا أخِرَّ إلا قائماً؛ قال له النبي، صلى الله عليه وسلم: أمّا من

قِبَلِنا فلا تَخِرُّ إلا قائماً أي لسنا ندعوك ولا نبايعك إلا قائماً

أي على الحق؛ قال أبو عبيد: معناه بايعت أن لا أموت إلا ثابتاً على

الإسلام والتمسُّك به. وكلُّ من ثبت على شيء وتمسك به فهو قائم عليه. وقال

تعالى: ليْسُوا سَواء من أهل الكتاب أُمَّةٌ قائمةٌ؛ إنما هو من المُواظبة

على الدين والقيام به؛ الفراء: القائم المتمسك بدينه، ثم ذكر هذا الحديث.

وقال الفراء: أُمَّة قائمة أي متمسكة بدينها. وقوله عز وجل: لا يُؤَدِّه

إليك إلا ما دُمت عليه قائماً؛ أي مُواظِباً مُلازِماً، ومنه قيل في

الكلام للخليفة: هو القائِمُ بالأمر، وكذلك فلان قائِمٌ

بكذا إذا كان حافظاً له متمسكاً به. قال ابن بري: والقائِمُ على الشيء

الثابت عليه، وعليه قوله تعالى: من أهل الكتاب أُمةٌ قائمةٌ؛ أي مواظِبة

على الدين ثابتة. يقال: قام فلان على الشيء إذا ثبت عليه وتمسك به؛ ومنه

الحديث: اسْتَقِيموا لقُريش ما اسْتَقامُوا لكم، فإنْ لم يَفْعَلوا

فضَعُوا سيُوفَكم على عَواتِقكم فأَبِيدُوا خضْراءهم، أي دُوموا لهم في الطاعة

واثْبُتوا عليها ما داموا على الدين وثبتوا على الإسلام. يقال: قامَ

واسْتَقامَ كما يقال أَجابَ واسْتجابَ؛ قال الخطابي: الخَوارِج ومن يَرى

رأْيهم يتأَوَّلونه على الخُروج على الأَئمة ويحملون قوله ما اسْتقاموا لكم

على العدل في السِّيرة، وإنما الاستقامة ههنا الإقامة على الإسلام، ودليله

في حديث آخر: سيَلِيكم أُمَراءُ تَقْشَعِرُّ منهم الجلود وتَشْمَئِزُّ

منهم القلوب، قالوا: يا رسول الله، أَفلا تُقاتلهم؟ قال: لا ما أَقاموا

الصلاة، وحديثه الآخر: الأَئمة من قريش أَبرارُها أُمَراءُ أَبرارِها

وفُجَّارُها أُمَراءُ فُجَّارِها؛ ومنه الحديث: لو لم تَكِلْه لقامَ لكم أي

دام وثبت، والحديث الآخر: لو تَرَكَتْه ما زال قائماً، والحديث الآخر: ما

زال يُقِيمُ لها أُدْمَها. وقائِمُ السيف: مَقْبِضُه، وما سوى ذلك فهو

قائمة نحو قائمةِ الخِوان والسرير والدابة. وقَوائِم الخِوان ونحوها: ما

قامت عليه. الجوهري: قائمُ السيف وقائمتُه مَقْبِضه. والقائمةُ: واحدة قوائم

الدَّوابّ. وقوائم الدابة: أربَعُها، وقد يستعار ذلك في الإنسان؛ وقول

الفرزدق يصف السيوف:

إذا هِيَ شِيمتْ فالقوائِمُ تَحْتها،

وإنْ لمْ تُشَمْ يَوْماً علَتْها القَوائِمُ

أَراد سُلَّت. والقوائم: مقَابِض السيوف.

والقُوام: داءٌ يأْخذ الغنم في قوائمها تقوم منه. ابن السكيت: ما فَعل

قُوام كان يَعتري هذه الدابة، بالضم، إذا كان يقوم فلا يَنْبَعث. الكسائي:

القُوام داءٌ يأْخذ الشاة في قوائمها تقوم منه؛ وقَوَّمت الغنم: أَصابها

ذلك فقامت. وقامُوا بهم: جاؤوهم بأَعْدادهم وأَقرانِهم وأَطاقوهم. وفلان

لا يقوم بهذا الأمر أي لا يُطِيق عليه، وإذا لم يُطِق الإنسان شيئاً

قيل: ما قام به. الليث: القامةُ مِقدار كهيئة رجل يبني على شَفِير البئر

يوضع عليه عود البَكْرة، والجمع القِيم، وكذلك كل شيء فوق سطح ونحوه فهو

قامة؛ قال الأَزهري: الذي قاله الليث في تفسير القامة غير صحيح، والقامة عند

العرب البكرة التي يستقى بها الماء من البئر، وروي عن أبي زيد أنه قال:

النَّعامة الخشبة المعترضة على زُرْنُوقي البئر ثم تعلق القامة، وهي

البَكْرة من النعامة. ابن سيده: والقامةُ البكرة يُستقَى عليها، وقيل: البكرة

وما عليها بأَداتِها، وقيل: هي جُملة أَعْوادها؛ قال الشاعر:

لَمّا رأَيْتُ أَنَّها لا قامهْ،

وأَنَّني مُوفٍ على السَّآمَهْ،

نزَعْتُ نَزْعاً زَعْزَعَ الدِّعامهْ

والجمع قِيَمٌ مثل تارةٍ وتِيَرٍ، وقامٌ؛ قال الطِّرِمّاح:

ومشَى تُشْبِهُ أَقْرابُه

ثَوْبَ سْحْلٍ فوقَ أَعوادِ قامِ

وقال الراجز:

يا سَعْدُ غَمَّ الماءَ وِرْدٌ يَدْهَمُه،

يَوْمَ تَلاقى شاؤُه ونَعَمُهْ،

واخْتَلَفَتْ أَمْراسُه وقِيَمُهْ

وقال ابن بري في قول الشاعر:

لَمّا رأَيت أَنها لا قامه

قال: قال أَبو عليّ ذهب ثعلب إلى أَن قامة في البيت جمع قائِم مثل بائِع

وباعةٍ، كأَنه أَراد لا قائمين على هذا الحوض يَسْقُون منه، قال: ومثله

فيما ذهب إليه الأَصمعي:

وقامَتي رَبِيعةُ بنُ كَعْبِ،

حَسبُكَ أَخلاقُهمُ وحَسْبي

أي رَبِيعة قائمون بأَمري؛ قال: وقال عديّ بن زيد:

وإنِّي لابنُ ساداتٍ

كِرامٍ عنهمُ سُدْتُ

وإنِّي لابنُ قاماتٍ

كِرامٍ عنهمُ قُمْتُ

أَراد بالقاماتِ الذين يقومون بالأُمور والأَحداث؛ ومما يشهد بصحة قول

ثعلب أن القامة جمع قائم لا البكرة قوله:

نزعت نزعاً زعزع الدِّعامه

والدِّعامة إنما تكون للبكرة، فإن لم تكن بكْرَةٌ

فلا دعامة ولا زعزعةَ لها؛ قال ابن بري: وشاهد القامة للبكرة قول

الراجز:إنْ تَسْلَمِ القامةُ والمَنِينُ،

تُمْسِ وكلُّ حائِمٍ عَطُونُ

وقال قيس بن ثُمامة الأرْحبي في قامٍ جمع قامةِ البئر:

قَوْداءَ تَرْمَدُّ مِنْ غَمْزي لها مَرَطَى،

كأَن هادَيها قامٌ على بِيرِ

والمِقْوَم: الخَشَبة التي يُمْسكها الحرّاث. وقوله في الحديث: إنه

أَذِنَ في قَطْع المسَدِ والقائمَتينِ من شجر الــحَرَم، يريد قائمتي الرَّحْل

اللتين تكون في مُقَدَّمِه ومُؤَخَّره.

وقَيِّمُ الأمر: مُقِيمهُ. وأمرٌ

قَيِّمٌ: مُسْتقِيم. وفي الحديث: أتاني مَلَك فقال: أَنت قُثَمٌ

وخُلُقُكَ قَيِّم أي مُسْتَقِيم حسَن. وفي الحديث: ذلك الدين القَيِّمُ أي

المستقيم الذي لا زَيْغ فيه ولا مَيْل عن الحق. وقوله تعالى: فيها كُتب

قيِّمة؛ أَي مستقيمة تُبيّن الحقّ من الباطل على اسْتِواء وبُرْهان؛ عن الزجاج.

وقوله تعالى: وذلك دِين القَيِّمة؛ أَي دين الأُمةِ القيّمة بالحق،

ويجوز أَن يكن دين المِلة المستقيمة؛ قال الجوهري: إنما أَنثه لأَنه أَراد

المِلة الحنيفية. والقَيِّمُ: السيّد وسائسُ الأَمر. وقَيِّمُ القَوْم:

الذي يُقَوِّمُهم ويَسُوس أَمرهم. وفي الحديث: ما أَفْلَحَ قَوْمٌ

قَيِّمَتُهُم امرأة. وقَيِّمُ المرأَةِ: زوجها في بعض اللغات. وقال أَبو

الفتح ابن جني في كتابه الموسوم بالمُغْرِب. يروى أَن جاريتين من بني

جعفر بن كلاب تزوجتا أَخوين من بني أَبي بكر ابن كلاب فلم تَرْضَياهما

فقالت إحداهما:

أَلا يا ابْنَةَ الأَخْيار مِن آلِ جَعْفَرٍ

لقد ساقَنا منْ حَيِّنا هَجْمَتاهُما

أُسَيْوِدُ مِثْلُ الهِرِّ لا دَرَّ دَرُّه

وآخَرُ مِثْلُ القِرْدِ لا حَبَّذا هُما

يَشِينانِ وجْهَ الأَرْضِ إنْ يَمْشِيا بِها،

ونَخْزَى إذَا ما قِيلَ: مَنْ قَيِّماهُما؟

قَيِّماهما: بَعْلاهُما، ثنت الهَجّمتين لأَنها أَرادت القِطْعَتَين أَو

القَطيعَيْنِ. وفي الحديث: حتى يكون لخمسين امرأَة قَيِّمٌ واحد؛

قَيِّمُ المرأَةِ: زوجها لأَنه يَقُوم بأَمرها وما تحتاج إليه. وقام بأَمر كذا.

وقام الرجلُ على المرأَة: مانَها. وإنه لَقَوّام علهيا: مائنٌ لها. وفي

التنزيل العزيز: الرجالُ قَوَّامون على النساء؛ وليس يراد ههنا، والله

أَعلم، القِيام الذي هو المُثُولُ والتَّنَصُّب وضدّ القُعود، إنما هو من

قولهم قمت بأَمرك، فكأنه، والله أَعلم، الرجال مُتكفِّلون بأُمور النساء

مَعْنِيُّون بشؤونهن، وكذلك قوله تعالى: يا أَيها الذين آمنوا إذا قُمتم

إلى الصلاة؛ أَي إذا هَمَمْتم بالصلاة وتَوَجّهْتم إليها بالعِناية وكنتم

غير متطهرين فافعلوا كذا، لا بدّ من هذا الشرط لأَن كل من كان على طُهر

وأَراد الصلاة لم يلزمه غَسْل شيء من أعضائه، لا مرتَّباً ولا مُخيراً

فيه، فيصير هذا كقوله: وإن كنتم جُنُباً فاطَّهروا؛ وقال هذا، أَعني قوله

إذا قمتم إلى الصلاة فافعلوا كذا، وهو يريد إذا قمتم ولستم على طهارة، فحذف

ذلك للدلالة عليه، وهو أَحد الاختصارات التي في القرآن وهو كثير جدّاً؛

ومنه قول طرفة:

إذا مُتُّ فانْعِينِي بما أَنا أَهْلُه،

وشُقِّي عَلَيَّ الجَيْبَ، يا ابنةَ مَعْبَدِ

تأْويله: فإن مت قبلك، لا بدّ أَن يكون الكلام مَعْقوداً على هذا لأَنه

معلوم أَنه لا يكلفها نَعْيَه والبُكاء عليه بعد موتها، إذ التكليفُ لا

يصح إلا مع القدرة، والميت لا قدرة فيه بل لا حَياة عنده، وهذا واضح.

وأَقامَ الصلاة إقامةً وإقاماً؛ فإقامةً

على العوض، وإقاماً بغير عوض. وفي التنزيل: وإقامَ الصلاة. ومن كلام

العرب: ما أَدري أَأَذَّنَ أَو أَقامَ؛ يعنون أَنهم لم يَعْتَدّوا أَذانَه

أَذانَاً ولا إقامَته إقامةً، لأَنه لم يُوفِّ ذلك حقَّه، فلما وَنَى فيه

لم يُثبت له شيئاً منه إذ قالوها بأَو، ولو قالوها بأَم لأَثبتوا أَحدهما

لا محالة. وقالوا: قَيِّم المسجد وقَيِّمُ الحَمَّام. قال ثعلب: قال ابن

ماسَوَيْهِ ينبغي للرجل أَن يكون في الشتاء كقَيِّم الحَمَّام، وأَما

الصيف فهو حَمَّام كله وجمع قَيِّم عند كراع قامة. قال ابن سيده: وعندي أَن

قامة إنما هو جمع قائم على ما يكثر في هذا الضرب.

والمِلَّة القَيِّمة: المُعتدلة، والأُمّة القَيِّمة كذلك. وفي التنزيل:

وذلك دين القَيّمة؛ أي الأُمَّة القيمة. وقال أَبو العباس والمبرد: ههنا

مضمرٍ، أَراد ذلك دِينُ الملَّةِ القيمة، فهو نعت مضمرٍ محذوفٌ محذوقٌ؛

وقال الفراء: هذا مما أُضيف إلى نفسه لاختلاف لفظيه؛ قال الأَزهري:

والقول ما قالا، وقيل: أباء في القَيِّمة للمبالغة، ودين قَيِّمٌ كذلك. وفي

التنزيل العزيز: ديناً قِيَماً مِلَّةَ إبراهيم. وقال اللحياني وقد قُرئ

ديناً قَيِّماً أي مستقيماً. قال أَبو إسحق: القَيِّمُ هو المُسْتَقيم،

والقِيَمُ: مصدر كالصِّغَر والكِبَر إلا أَنه لم يُقل قِوَمٌ مثل قوله: لا

يبغون عنها حِوَلاً؛ لأَن قِيَماً من قولك قام قِيَماً، وقامَ كان في

الأصل قَوَمَ أَو قَوُمَ، فصار قام فاعتل قِيَم، وأَما حِوَلٌ

فهو على أَنه جار على غير فِعْل؛ وقال الزجاج: قِيَماً مصدر كالصغر

والكبر، وكذلك دين قَوِيم وقِوامٌ.

ويقال: رمح قَوِيمٌ وقَوامٌ قَوِيمٌ

أَى مستقيم؛ وأَنشد ابن بري لكعب بن زهير:

فَهُمْ ضَرَبُوكُم حِينَ جُرْتم عن الهُدَى

بأَسْيافهم، حتَّى اسْتَقَمْتُمْ على القِيَمْ

(* قوله «ضربوكم حين جرتم» تقدم في هذه المادة تبعاً للأصل: صرفوكم حين

جزتم، ولعله مروي بهما).

وقال حسان:

وأَشْهَدُ أَنَّكَ، عِنْد المَلِيـ

ـكِ، أُرْسلْتَ حَقّاً بِدِينٍ قِيَمْ

قال: إلا أنّ القِيَمَ مصدر بمعنى الإستقامة. والله تعالى القَيُّوم

والقَيَّامُ. ابن الأَعرابي: القَيُّوم والقيّام والمُدبِّر واحد. وقال

الزجاج: القيُّوم والقيَّام في صفة الله تعالى وأَسمائه الحسنى القائم بتدبير

أَمر خَلقه في إنشائهم ورَزْقهم وعلمه بأَمْكِنتهم. قال الله تعالى: وما

من دابّة في الأَرض إلا على الله رِزْقُها ويَعلَم مُسْتَقَرَّها

ومُسْتَوْدَعها. وقال الفراء: صورة القَيُّوم من الفِعل الفَيْعُول، وصورة

القَيَّام الفَيْعال، وهما جميعاً مدح، قال: وأَهل الحجاز أَكثر شيء قولاً

للفَيْعال من ذوات الثلاثة مثل الصَّوَّاغ، يقولون الصَّيَّاغ. وقال الفراء

في القَيِّم: هو من الفعل فَعِيل، أَصله قَوِيم، وكذلك سَيّد سَوِيد

وجَيِّد جَوِيد بوزن ظَرِيف وكَرِيم، وكان يلزمهم أَن يجعلوا الواو أَلفاً

لانفتاح ما قبلها ثم يسقطوها لسكونها وسكون التي بعدها، فلما فعلوا ذلك

صارت سَيْد على فَعْل، فزادوا ياء على الياء ليكمل بناء الحرف؛ وقال

سيبويه: قَيِّم وزنه فَيْعِل وأَصله قَيْوِم، فلما اجتمعت الياء والواو والسابق

ساكن أَبدلوا من الواو ياء وأَدغموا فيها الياء التي قبلها، فصارتا ياء

مشدّدة، وكذلك قال في سيّد وجيّد وميّت وهيّن وليّن. قال الفراء: ليس في

أَبنية العرب فَيْعِل، والحَيّ كان في الأَصل حَيْواً، فلما إجتمعت الياء

والواو والسابق ساكن جعلتا ياء مشدّدة. وقال مجاهد: القَيُّوم القائم

على كل شيء، وقال قتادة: القيوم القائم على خلقه بآجالهم وأَعمالهم

وأَرزاقهم. وقال الكلبي: القَيُّومُ الذي لا بَدِيء له. وقال أَبو عبيدة: القيوم

القائم على الأشياء. الجوهري: وقرأَ عمر الحيُّ القَيّام، وهو لغة،

والحيّ القيوم أَي القائم بأَمر خلقه في إنشائهم ورزقهم وعلمه بمُسْتَقرِّهم

ومستودعهم. وفي حديث الدعاء: ولكَ الحمد أَنت قَيّام السمواتِ والأَرض،

وفي رواية: قَيِّم، وفي أُخرى: قَيُّوم، وهي من أبنية المبالغة، ومعناها

القَيّام بأُمور الخلق وتدبير العالم في جميع أَحواله، وأَصلها من الواو

قَيْوامٌ وقَيْوَمٌ وقَيْوُومٌ، بوزن فَيْعالٍ وفَيْعَلٍ وفَيْعُول.

والقَيُّومُ: من أَسماء الله المعدودة، وهو القائم بنفسه مطلقاً لا بغيره، وهو

مع ذلك يقوم به كل موجود حتى لا يُتَصوَّر وجود شيء ولا دوام وجوده إلا

به.

والقِوامُ من العيش

(* قوله «والقوام من العيش» ضبط القوام في الأصل

بالكسر واقتصر عليه في المصباح، ونصه: والقوام، بالكسر، ما يقيم الإنسان من

القوت، وقال أيضاً في عماد الأمر وملاكه أنه بالفتح والكسر، وقال صاحب

القاموس: القوام كسحاب ما يعايش به، وبالكسر، نظام الأمر وعماده): ما

يُقيمك. وفي حديث المسألة: أَو لذي فَقْرٍ مُدْقِع حتى يُصِيب قِواماً من عيش

أَي ما يقوم بحاجته الضرورية. وقِوامُ العيش: عماده الذي يقوم به.

وقِوامُ الجِسم: تمامه. وقِوام كل شيء: ما استقام به؛ قال العجاج:

رأْسُ قِوامِ الدِّينِ وابنُ رَأْس

وإِذا أَصاب البردُ شجراً أَو نبتاً فأَهلك بعضاً وبقي بعض قيل: منها

هامِد ومنها قائم. الجوهري: وقَوَّمت الشيء، فهو قَويم أي مستقيم، وقولهم

ما أَقوَمه شاذ، قال ابن بري: يعني كان قياسه أَن يقال فيه ما أَشدَّ

تَقْويمه لأَن تقويمه زائد على الثلاثة، وإنما جاز ذلك لقولهم قَويم، كما

قالوا ما أَشدَّه وما أَفقَره وهو من اشتدّ وافتقر لقولهم شديد وفقير.

قال: ويقال ما زِلت أُقاوِمُ فلاناً في هذا الأَمر أي أُنازِله. وفي

الحديث: مَن جالَسه أَو قاوَمه في حاجة صابَره. قال ابن الأَثير: قاوَمَه

فاعَله من القِيام أَي إذا قامَ معه ليقضي حاجتَه صبَر عليه إلى أن

يقضِيها.وفي الحديث: تَسْويةُ الصفّ من إقامة الصلاة أي من تمامها وكمالها، قال:

فأَمّا قوله قد قامت الصلاة فمعناه قامَ أَهلُها أَو حان قِيامهم. وفي

حديث عمر: في العين القائمة ثُلُث الدية؛ هي الباقية في موضعها صحيحة

وإنما ذهب نظرُها وإبصارُها. وفي حديث أَبي الدرداء: رُبَّ قائمٍ مَشكورٌ له

ونائمٍ مَغْفورٌ له أَي رُبَّ مُتَجَهِّد يَستغفر لأَخيه النائم فيُشكر

له فِعله ويُغفر للنائم بدعائه. وفلان أَقوَمُ كلاماً من فلان أَي أَعدَلُ

كلاماً.

والقَوْمُ: الجماعة من الرجال والنساء جميعاً، وقيل: هو للرجال خاصة دون

النساء، ويُقوِّي ذلك قوله تعالى: لا يَسْخَر قَوم من قوم عسى أَن

يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أَن يَكُنَّ خيراً منهن؛ أَي رجال من

رجال ولا نساء من نِساء، فلو كانت النساء من القوم لم يقل ولا نساء من

نساء؛ وكذلك قول زهير:

وما أَدرِي، وسوفَ إخالُ أَدري،

أَقَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أَمْ نِساء؟

وقَوْمُ كل رجل: شِيعته وعشيرته. وروي عن أَبي العباس: النَّفَرُ

والقَوْم والرَّهط هؤُلاء معناهم الجمع لا واحد لهم من لفظهم للرجال دون

النساء. وفي الحديث: إن نَسَّاني الشيطان شيئاً من هلاتي فليُسبِّح القومُ

وليُصَفِّقِ النساء؛ قال ابن الأَثير: القوم في الأصل مصدر قام ثم غلب على

الرجال دون النساء، ولذلك قابلن به، وسموا بذلك لأَنهم قوّامون على النساء

بالأُمور التي ليس للنساء أَن يقمن بها. الجوهري: القوم الرجال دون

النساء لا واحد له من لفظه، قال: وربما دخل النساء فيه على سبيل التبع لأَن

قوم كل نبي رجال ونساء، والقوم يذكر ويؤَنث، لأَن أَسماء الجموع التي لا

واحد لها من لفظها إذا كانت للآدميين تذكر وتؤنث مثل رهط ونفر وقوم، قال

تعالى: وكذَّبَ به قومك، فذكَّر، وقال تعالى: كذَّبتْ قومُ نوح، فأَنَّث؛

قال: فإن صَغَّرْتَ لم تدخل فيها الهاء وقلت قُوَيْم ورُهَيْط ونُفَير،

وإنما يلحَقُ التأْنيثُ فعله، ويدخل الهاء فيما يكون لغير الآدميين مثل

الإبل والغنم لأَن التأنيث لازم له، وأَما جمع التكسير مثل جمال ومساجد،

وإن ذكر وأُنث، فإنما تريد الجمع إذا ذكرت، وتريد الجماعة إذا أَنثت. ابن

سيده: وقوله تعالى: كذَّبت قوم نوح المرسلين، إِنما أَنت على معنى كذبت

جماعة قوم نوح، وقال المرسلين، وإن كانوا كذبوا نوحاً وحده، لأَن من كذب

رسولاً واحداً من رسل الله فقد كذب الجماعة وخالفها، لأَن كل رسول يأْمر

بتصديق جميع الرسل، وجائز أَن يكون كذبت جماعة الرسل، وحكى ثعلب: أَن العرب

تقول يا أَيها القوم كفُّوا عنا وكُفّ عنا، على اللفظ وعلى المعنى. وقال

مرة: المخاطب واحد، والمعنى الجمع، والجمع أَقْوام وأََقاوِم وأقايِم؛

كلاهما على الحذف؛ قال أَبو صخر الهذلي أَنشده يعقوب:

فإنْ يَعْذِرِ القَلبُ العَشِيَّةَ في الصِّبا

فُؤادَكَ، لا يَعْذِرْكَ فيه الأَقاوِمُ

ويروى: الأقايِمُ، وعنى بالقلب العقل؛ وأَنشد ابن بري لخُزَز بن

لَوْذان:مَنْ مُبْلغٌ عَمْرَو بنَ لأ

يٍ، حَيْثُ كانَ مِن الأَقاوِمْ

وقوله تعالى: فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين؛ قال الزجاج: قيل

عنى بالقوم هنا الأَنبياء، عليهم السلام، الذين جرى ذكرهم، آمنوا بما أَتى

به النبي، صلى الله عليه وسلم، في وقت مَبْعثهم؛ وقيل: عنى به من آمن من

أَصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، وأَتباعه، وقيل: يُعنى به الملائكة

فجعل القوم من الملائكة كما جعل النفر من الجن حين قال عز وجل: قل أُوحي

إليّ أَنه استمع نفر من الجن، وقوله تعالى: يَسْتَبْدِلْ قوماً غيركم؛ قال

الزجاج: جاء في التفسير: إن تولى العِبادُ استبدل الله بهم الملائكة،

وجاء: إن تَوَلَّى أهلُ مكة استبدل الله بهم أهل المدينة، وجاء أيضاً:

يَسْتَبْدِل قوماً غيركم من أهل فارس، وقيل: المعنى إن تتولوا يستبدل قوماً

أَطْوَعَ له منكم. قال ابن بري: ويقال قوم من الجنّ وناسٌ من الجنّ

وقَوْمٌمن الملائكة؛ قال أُمية:

وفيها مِنْ عبادِ اللهِ قَوْمٌ،

مَلائِكُ ذُلُِّلوا، وهُمُ صِعابُ

والمَقامُ والمَقامة: المجلس. ومَقامات الناس: مَجالِسُهم؛ قال العباس

بن مرداس أَنشده ابن بري:

فأَيِّي ما وأَيُّكَ كان شَرّاً

فَقِيدَ إلى المَقامةِ لا يَراها

ويقال للجماعة يجتمعون في مَجْلِسٍ: مَقامة؛ ومنه قول لبيد:

ومَقامةٍ غُلْبِ الرِّقابِ كأَنَّهم

جِنٌّ، لدَى بابِ الحَصِيرِ، قِيامُ

الحَصِير: المَلِك ههنا، والجمع مَقامات؛ أَنشد ابن بري لزهير:

وفيهِمْ مَقاماتٌ حِسانٌ وجُوهُهُمْ،

وأَنْدِيةٌ يَنْتابُها القَوْلُ والفِعْلُ

ومَقاماتُ الناسِ: مَجالِسهم أيضاً. والمَقامة والمَقام: الموضع الذي

تَقُوم فيه. والمَقامةُ: السّادةُ.

وكل ما أَوْجَعَك من جسَدِك فقد قامَ بك. أَبو زيد في نوادره: قامَ بي

ظَهْري أَي أَوْجَعَني، وقامَت بي عيناي.

ويومُ القِيامة: يومُ البَعْث؛ وفي التهذيب: القِيامة يوم البعث يَقُوم

فيه الخَلْق بين يدي الحيّ القيوم. وفي الحديث ذكر يوم القِيامة في غير

موضع، قيل: أَصله مصدر قام الخَلق من قُبورهم قِيامة، وقيل: هو تعريب

قِيَمْثَا

(* قوله «تعريب قيمثا» كذا ضبط في نسخة صحيحة من النهاية، وفي أخرى

بفتح القاف والميم وسكون المثناة بينهما. ووقع في التهذيب بدل المثلثة

ياء مثناة ولم يضبط)، وهو بالسريانية بهذا المعنى. ابن سيده: ويوم

القِيامة يوم الجمعة؛ ومنه قول كعب: أَتَظْلِم رجُلاً يوم القيامة؟

ومَضَتْ قُِوَيْمةٌ من الليلِ أَي ساعةٌ

أَو قِطْعة، ولم يَجِدْه أَبو عبيد، وكذلك مضَى قُوَيْمٌ

من الليلِ، بغير هاء، أَي وَقْت غيرُ محدود.

قوم: {القيم}: القائم المستقيم السداد لا عوج فيه. {أقاموا الصلاة}: أتوا بها في مواقيتها. {قيام}: جمع قائم، ومصدر، وما يقوم به الأمر نحو القوام، ومنه: {جعل الله لكم قياما}. القيوم: الدائم الذي لا يزول، وزنه فيعول كالقيصوم فأصله قيؤوم اجتمعت الواو والياء وسبقت أحدهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء فقيل: قيوم.

قوم


قَامَ (و)(n. ac. قَوْم [ ]قَوْمَة []
قَامَة []
قِيَام [] )
a. Rose; stood, stood up; was upright; was set up
erected.
b. Stopped, stood still; was motionless, immovable; was
frozen (water).
c. Rose again; resuscitated; revived.
d. Was worth, amounted to, stood at, cost.
e. Was animated, brisk (market).
f. Triumphed, prevailed (truth).
g. ['Ala], Revolted against.
h. ['Ala], Watched, observed.
i. [La], Rose to receive, out of respect to.
j. [acc.
or
'Ala], Provided for, maintained.
k. [Bi], Occupied (himself) with, engaged in.
l. [Bi], Kept ( promise, word ).
m. [Bi], Upheld.
n. [Bi], Hurt (back).
o. [Ila], Went, repaired to.
قَوَّمَa. Raised, set up, erected; made to stand up; stood
up.
b. Straightened; put, set right; rectified; corrected;
arranged.
c. Fixed the price of; priced; appraised
estimated.
d. [ coll. ], Awoke, aroused;
roused.
e. ( ي) [ coll. ], Was drawn (
game ).
قَاْوَمَa. Stood by, with.
b. [acc. & 'Ala], Confronted; withstood, opposed, resisted; defied.
c. [acc. & Fī], Disputed with.... about.
أَقْوَمَa. see II (a) (b).
c. Raised, brought to life again, resuscitated.
d. Installed, established; nominated, appointed.
e. [acc. & 'Ala], Set, stationed over.
f. [Bi], Remained, stayed, continued, rested in; halted at;
sojourned, dwelt, lived in.
g. Made to last, prolonged, lengthened
protracted.
h. [acc. & 'Ala], Commenced ( legal proceedings )
against; went to (law) with.
i. [Fī], Persisted in.
تَقَوَّمَa. Pass. of II (a), (b).

تَقَاْوَمَa. Rose against each other, fought; withstood, opposed
defied each other.

إِقْتَوَمَa. Mutilated ( the nose of ).
إِسْتَقْوَمَa. Was right, in good order; was well.
b. Was upright, honest.
c. [Ila], Returned to (God).
d. see II (c)
& IV (f).
f. [ coll. ], Was pregnant.

قَوْمa. Standing; rising; uprightness, erectness
perpendicularity; straightness.
b. Continuance, continuation; stay; stoppage; sojourn
&c.
c. (pl.
أَقَاوِم []
أَقْوَام [] أَقَاوِيْم [أَقَاْوِيْمُ]), People, nation; tribe.
d. Persons, people; some people.
e. Some one.
f. Abode, residence.

قَوْمَة []
a. see 1 (a)b. Station, post, place; position.
c. Pause ( in prayer ).
d. Revolt, rising, insurrection; sedition;
revolution.
e. see 1tA (a)
قَامَة []
a. Stature, figure; height.
b. (pl.
قِيَام
[قِوَاْم]), Water-wheel.
قَوْمِيَّة []
a. see 1tA (a)b. Means of subsistence, sustenance; livelihood.

قِيْمَة [] (pl.
قِيَم [ ])
a. Worth, value; amount; price; cost.
b. Perseverance; constancy.
c. see 1tA (a)
قُوْمa. see 1 (b)
مَقَام []
a. Place, post; position.
b. Stay; abode, dwelling, residence.
c. Position, station, rank, dignity.

مَقَامَة [] ( pl.
reg. )
a. Place of meeting; sitting, session.
b. Meeting, assembly.
c. Address, discourse.

مِقْوَم []
a. Plough-handle.

قَائِم [] (pl.
قُوَّم []
قُيَّم []
قِيَام []
قَوَّام [] )
a. Rising; standing; upright, erect; perpendicular
vertical.
b. Firm, constant, steady, persevering.
c. Insurgent, rebel.
d. Hilt; guard ( of a sword ).
قَائِمَة [] (pl.
قَوَائِم [] )
a. Foot, hoof.
b. see 21 (d)c. ( pl.
reg.
& ], Invoice.
d. [ coll. ], List.
e. [ coll. ], Register.

قَوَامa. Right, just, equitable, fair.
b. [ coll. ], Quick! At once!
c. see 1tA (e) & 1yit
(b).
قِوَامa. Sound, normal condition.
b. Support, stay, sustainer, maintainer ( of a
family ).
c. see 1yit (b)
قِيَام []
a. see 23 (a) (b).
قِيَامَة []
a. Resurrection.

قُوَامa. A certain disease ( in sheep ).

قَوِيْم [] (pl.
قِيَام [] )
a. Upright, erect, straight.
b. Solid; fixed, firm.
c. Handsome, well-made.

قَيِّم []
a. Supreme; chief, ruler; guardian.
b. True.
c. [ coll. ], Null; draw (
game ).
قَوَّام []
a. see 25 (c) & 25I
(a).
قَيَّام []
a. see 31
قَيُّوْم []
a. Self-existent, eternal.

تَقْوِيْم [ N.
Ac.
a. II ], (pl.
تَقَاْوِيْم), Straightening; rectification, correction; redress.

مُقَاوِم [ N.
Ag.
a. III], Opponent, adversary; opposer.

مُقَاوَمَة [ N.
Ac.
قَاْوَمَ
(قِوْم)]
a. Opposition, resistance; contradiction.

مُقَام [ N. P.
a. IV]
see 17 (a) (c).
إِقَامَة [ N.
Ac.
a. IV]
see 1 (e)b. Rations, allowance, pittance; provisions.

مُسْتَقِيْم [ N.
Ag.
a. X], Straight.
b. Right, in good order.
c. [ coll. ], Straightforward
honest.
إِسْتِقَامَة
a. Rectitude, uprightness.
b. see 23 (a)c. [ coll. ], Pregnancy.

مُقَامَة
a. see 17tA
قَوَامًا
a. Straight forward, straight on.

قَائِم الزَّاوِيَة
a. Rectangle.

زَاوِيَة قَائِمَة
a. Right angle.

القِيَام بِاللّٰهِ
a. Devoutness, piety.

القِيَام لِلّٰهِ
a. Return to God, conversion.

يَوْم القِيَامَة
a. The day of Resurrection.

الْقَيِّمَة
a. True religion; orthodoxy.

قَيِّم المَرْأَة
a. Husband.

قَائِم مَقَام
قَيِّم مَقَام
a. Representative, deputy, lieutenant.

قَائِمَقَام قَيِّمَقَام
a. [ coll. ]
see supra.

تَقْوِيْم البِلَاد
a. Register of the survey of land.

تَقْوِيْم السَّنَة
a. [ coll. ], Alamanac, calendar.

قَامَتْ تَنُوْح
a. She began to weep.

قَامَ مَقَامَهُ
a. He took his place, represented him.

قَوْمَس
a. see under
قَمَسَ
باب القاف والميم و (وا يء) معهما ق وم، وق م، وم ق، م وق، مء ق، ق مء مستعملات

قوم: القَوْمُ: الرجال دون النساء، قال الله [جل وعز] : لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ، عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ، وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ ، وقال زهير:

وما أدري، وسوف أخال أدري ... أقومٌ آل حصن أم نساء؟!

وقومُ كل رجل: شيعته وعشيرته. والقَوْمَةُ: ما بين الركعتين من القيام. قال أبو الدقيش: أصلي الغداة قومتين، والمغرب ثلاث قَومات. والقامةُ: مِقْدارُ قيامِ الرجل، أقصر من الباع بشبر، وثلاث قِيَمٍ وقامات. والقامة: مقدار قيام الرجل، كهيئة الرجل يُبنى على شفير بئر لوضع عود البكرة عليه، والجميع: القام، وكل شيء كذلك بني على سطح ونحوه فهو قامة. وفلان ذو قومية على ماله وأمره. وهذا الأمر لا قومية له، أي: لا قوام له، قال:

ألم تر للحق قُوميّةً ... وأمراً جلياً به يهتدى

وتقول: قُمْتُ قياماً ومَقاماً، وأَقَمْتُ بالمكان إقامةً ومُقاماً. والمَقامُ: موضع القَدَمَيْنِ، والمُقامُ والمُقامةُ: الموضع الذي تقيم فيه. ورجال قيامٌ، ونساء قُيَّم، وقائمات أعرف. ودنانير قُوَّم وقُيَّم، ودينار قائم، أي: مثقال سواء لا يرجح. وهو عند الصيارفة ناقص حتى يرجح فيسمى ميالاً. وعين قائمةٌ: ذهب بصرها، والحدقة صحيحة. وإذا أصاب البرد شجراً أو نبتاً، فأهلك بعضاً وبقي بعض قيل: منها هامد، ومنها قائم، ونحوه [كذلك] . وقائمُ السيف: مقبضه، وما سواه: قائمة بالهاء [نحو] قائمة السرير، والخوان والدابة. وقام قائِمُ الظهيرة، إذا قامت الشمس وكاد الظل يعقل. وإذا لم يطق الإنسان شيئاً قيل: ما قام [به] وَقَيِّمُ القَوْم: من يسوس أمرهم ويُقَوِّمُهُمْ. ورمح قَوِيمٌ، ورجل قويمٌ.

وفي الحديث: ولا أخر إلا قائماً

، أي: لا أموت إلا ثابتاً على الإسلام. والقائمُ في الملك ونحوه: الحافظ. وكل من كان على الحق فهو القائمُ الممسك به. والقيِّمة: الملة المستقيمة. وقوله: وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ

، أي: المستقيمة. والقِيِّامةُ: يوم البعث، يقوم الخلق بين يدي القَيُّوم، والقيام لغة، اللهم قيام السماوات والأرض، فهمنا أمر دينك. والقِوامُ من العيش: ما يُقِيمُك، ويغنيك. والقيامُ: العماد في قوله سبحانه: جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِياماً . وقِوامُ الجسم: تمامه وطوله. وقِوامُ كل شيء: ما استقام به. وقاومته في كذا، أي: نازلته. والقِيمةُ: ثمن الشيء بالتَّقْويم تقول: تقاوَموا فيما بينهم. وإذا انقاد، واستمرت طريقته، فقد استقام لوجهه.

وقم: الوَقْمُ: جذبك العنان إليك، لتكف منه. قال :

تراه، والفارس منه واقِمُ

ومق: ومِقْتُ فلاناً: [أحببته] وأنا أَمِقُهُ مِقَةً، وأنا وامِقٌ، وهو مَوْمُوق. وإنه لك ذو مِقةٍ، وبك ذو ثقة. موق: المُوقان: ضرب من الخفاف، ويجمع [على] أمْواق. والمُؤُوق: حمق في غباوة، والنعت: مائق، ومائقة، وقد ماق يمُوقُ مَوْقاً، واستماق. والمُوقُ: مؤخر العين في قول أبي الدقيش و [الماق] : مقدمها. ومؤخر العين مما يلي الصدغ، ومقدم العين: ما يلي الأنف. وآماق العين: مآخيرها ، ومآقيها: مقاديمها. قال أبو خيرة: كل مدمع موقٌ من مؤخر العين ومقدمها. وقد وافق الحديث قول أبي الدقيش

[جاء في الحديث] : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يكتحل من قبل مُوقِهِ مرة، ومن قبل ماقِهِ مرة

، أي: مقدمه مرة، ومن مؤخرها مرة.

مأق: المَأْقُ، مهموز: هو ما يعتري الصبي بعد البكاء. وامتأَقَ إليه: وهو شبه التباكي إليه لطول غيبته. وقالت [أم تأبط شراً تؤبنه] : ما أنمته على مَأْقةٍ. [وفي المثل] : أنا تئق، وأخي مَئِق فكيف نتفق!؟ والمُؤْقُ من الأرض، والجميع الأَمْاق: النواحي الغامضة من أطرافها، قال:  تفضي إلى نازحة الأَمْاق

قمأ: رجل قميء، وامرأة بالهاء، أي: قصير ذليل. قَمُؤَ [الرجل] قَماءةً. والصاغر: القميء، يصغر بذلك، وإن لم يكن قصيراً. وقَمَأَت الماشيةُ تقمأ قموء، فهي قامئِة، أي: امتلأت سمنا. وأقمأته: أذللته. 

قوم

1 قَامَ He stood still (Ksh and Bd in ii. 19) in his place. (Ksh.) b2: قَامَتِ الدَّابَّةُ The beast stopped (S, K, TA) from journeying, (TA,) from fatigue, or being jaded; (S, TA;) i. q. انقطعت. (A.) And قَامَتْ عَلَيْهِ الدَّابَّةُ His beast, being jaded, stopped with him, and moved not from its place. (Mgh.) b3: قَامَ He, or it, stood up, or erect; syn. اِنْتَصَبَ. (K.) and hence, He rose, i. e. from sitting or reclining. b4: قَامَ بِاللَّيْلِ He rose in the night to pray. b5: قَامَ رَمَضَانَ He passed the nights of Ramadán in prayer: (El-'Alkarnee in a marginal note in a copy of the Jámi' es-Sagheer, voce مَنْ:) or he performed the prayers [of Ramadán] called التَّرَاوِيح. (En-Nawawee, ibid.) b6: قَامَتِ الصَّلَاةُ The people rose to prayer: or the time of their doing so came. (TA.) b7: قَامَتِ السَّاعَةُ The resurrection, or the time thereof, came to pass. b8: قَامَتِ الشَّمْسُ وَكَادَ الظِّلُّ يَعْقِلُ [The sun became high, and the shade almost disappeared, at midday]. (JK.) b9: قَامَ عَلَيْهِ He rose up against him: see a verse cited voce حُوبٌ. b10: قَامَ بِالأَمْرِ He undertook the affair; took, or imposed, it upon himself; syn. تَكَفَّلَ بِهِ; and the epithet is قَائِمٌ and قَيِّمٌ: (Ham, p. 5:) [and] he managed, conducted, ordered, regulated, or superintended, the affair; syn. سَاسَهُ; (TA in art. سوس;) and قام عَلَيْهِ has this latter signification; and he tended, or took care of, it, or him; syn. سَاسَهُ and وَلِيَهُ: (Ham ubi supra:) [and] the former signifies he attended to the affair; [occupied himself with it]; (this should be the first explanation;) was mindful of it; kept to it constantly, or steadily; and is contr. of قَعَدَ عَنْهُ and تَقَاعَدَ: (JM, q. v.:) [or,] as contr. of قعد عنه and تقاعد, he acted vigorously in the affair; as also ↓ أَقَامَهُ; syn. جَدَّ فِيهِ, and تَجَلَّدَ. (Bd in ii. 2.) b11: You say, قَامَ بِشَأْنِهِ He undertook, or superintended, or managed, his affair, or affairs. And you say, قَامَ بِاليَتِيمِ, (Msb in art. عول,) and بِالصَّبِىِّ, (Idem, art. كفل,) He maintained the orphan, and the child; syn. عَالَهُ, and كَفَلَهُ: (Idem:) and قَامَ المَرْأَةَ, and عَلَيْهَا, He undertook the maintenance of the woman; or he maintained her; (مَانَهَا [i. e. قَامَ بِكِفَايَتِهَا (S and K in art. مون)];) and undertook, or managed, her affair, or affairs. (K.) and الرِّجَالُ يَقُومُونَ عَلَى النِّسَآءِ The men govern the women: (Bd, iv. 38:) or are mindful of them, and act well to them, or take care of them. (TA.) b12: قامَ بِعُذْرِى [He undertook, and it served, to excuse me]. (Msb and TA in art. عذر; &c.) b13: قَامَ بِهِ He, or it, was supported, or sustained, by it; subsisted by it: see the explanation of قَِوَامٌ in the Msb. b14: قَامَ عَلَيْهِ كَذَا It cost him such a thing, such a sum, or so much. b15: قَامَ often signifies ثَبَتَ: so in قَامَ فِى نَفْسِهِ أَنَّهُ كَذَا It was, or became, established in his mind that it was so. b16: قَامَ بِهِ قِيَامًا تَامًّا He managed it perfectly. b17: قَامَ يَفْعَلُ كَذَا He began to do such a thing; he betook himself to doing such a thing. (Zj, in TA, art. قدم.) b18: قَامَ المَآءُ (assumed tropical:) The water congealed, or froze; syn. جَمَدَ. (S, M, voce جَمَدَ.) b19: قَامَتْ عَيْنُهُ: see عَيْنٌ قَائِمَةٌ. b20: قَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ: see ظَهِيرَة: there expl. from JK. b21: قَامَ وَقَعَدَ: see قَعَدَ; and أَقْعَدَهُ; and see an ex. voce سُدَّةٌ. b22: قَامَ has also for an inf. n. مَقَامٌ, agreeably with a general rule: see Bd in x. 72, &c.; and see مَرَامٌ in art. روم.2 قَوَّمَهُ He made it straight, or even; namely, a crooked thing; as also ↓ أَقَامَهُ: (TK:) and made it right, or in a right condition; direct, or rightly directed. b2: قَوَّمَهُ بِكَذَا He valued it, or rated it, as equal to, or worth, such a thing. A phrase well known, and used in the present day. b3: قَوَّمَهُ He set its price; assigned it its price; valued it; (S, * Msb, K;) as also ↓ اِسْتَقَامَهُ. (Msb, K.) b4: ↓ قَوَّمْتُهُ فَتَقَوَّمَ i. q. عَدَّلْتُهُ فَتَعَدَّلَ. (Msb.) b5: قَوَّمَ He made a writing, and an account, or a reckoning, accurate, or exact, or right.3 قَاوَمَهُ [He rose against him, and withstood him, or opposed him, in contention;] namely, his adversary. (Mgh in art. نهض.) b2: It was equal, or equivalent, to it. (Msb.) b3: قَاوَمَهُ فِى الحَرْبِ He opposed him, or contended with him for equality, in war, or battle. (MA.) b4: قَاوَمَهُ فِى حَاجَةٍ He rose, or stood, with him [or assisted him] to accomplish some needful affair. (IAth, TA.) b5: قَاوَمَهُ It was equal, or equivalent, to it: see Msb: syn. عَادَلَهُ, q. v. (TA in art. بوأ.) b6: يُقَاوِمُ السُّمُوم [It counteracts poisons]. (TA, art. بلس.) 4 أَقَامَ He set up, put up, set upright, a thing. (Msb.) b2: أَقَامَهُ, said of food, [It sustained him, supported him]. (Msb.) b3: أَقَامَ عَلَى خَطَرٍ He stood to a bet, wager, or stake. (TA, voce نَدِبٌ.) b4: أَقَامَ عَلَيْهِ الحَّدَ He inflicted upon him the punishment termed حَدٌّ. (Mgh, art. حد.) b5: أَقَامَ دَرْأَهُ: see درأ. b6: أَقَامَ لِلصَّلَاةِ, inf. n. إِقَامَةٌ, He (the مُبَلِّغ) recited the form of words called إِقَامَة, q. v. infra. b7: أَقَامَ He remained, continued, stayed, tarried, resided, dwelt, or abode, in a place: he remained stationary. b8: أَقَامَ الصَّلَاةَ, He observed prayer: or أَدَامَ فِعْلَهَا. (S, Msb.) See also Bd, and Jel ii. 2. b9: أَقَامَ فِعْلًا He performed an action. b10: See 1. b11: أَقَامَهُ عَلَى الطَّرِيقِ He made him to keep to the road: and للقَصْدِ, to the right way. (L, art. لغد.) b12: See 10. b13: أَقَاَمَ الأَمْرَ He put the affair into a right state; like نَظَمَهُ: see the latter in the Msb. b14: أَقَامَهُ (K in art. عدل) He made it to be conformable with that which is right; namely, a judgment, a judicial decision. (TK in that art.) b15: See 2. b16: أَقَامَ بِهِ in the Hamáseh, p. 75, 1. 9, app. signifies He stood in his stead. b17: أَقَامَ He observed, or duly performed, a religious, or moral, ordinance or duty. b18: أَقَامَ البَيِّنَةَ [He established the evidence or proof; and so اقام بِهَا? the ب being redundant]. (Bd, iii. 68.) And [in like manner,] اقام حُجَّتَهُ i. q.

أَثْبَتَهَا; (TA in art. ثبت;) and so, app., بِحُجَّتِهِ; the ب being redundant, as in an ex. voce خُطَّةٌ; but this is the only ex. that I know, and it is without explanation: Golius mentions the phrase أَقَامَ بِى عَلَيْكُمْ; but without indicating his authority. b19: أَقَامَ عَلَى حَالٍ He abode, or continued, in a state, or condition; and اقام على أَمْرٍ the same; and he abode, continued, stayed, or waited, intent upon, or occupied in, an affair, a business, or a concern; he kept to it.5 تَقَوَّمَ It subsisted: see رُكْنٌ. b2: تَقَوَّمَ It had a price; was valued. b3: See 2.6 تَقَاوَمُوهُ فِيمَا بَيْنَهُمْ They valued it, or estimated its price, among them. (TA.) 10 اِسْتَقَامَ It became right; direct; in a right state; straight: even: tended towards the right, or desired, point, or object; had a right direction, or tendency; was regular. b2: اِسْتَقَامَ عَلَى طَرِيقِ الحَقِّ (K, art. رشد) He continued in the way of truth, or the right way; as also أَقَامَ ↓ عَلَيْهِ b4: لَمْ يَسْتَقِمِ الأَمْرُ The affair was, or became, difficult: see تَعَذَّرَ. b5: استقام لَهُ الأَمْرُ The affair, or case, became in a right state for him; syn. اِعْتَدَلَ. (S.) b6: اِسْتَقَامَ He, or it, was, or became, right, direct, rightly directed, undeviating, straight, or even: and he, or it, stood right, or straight, or erect. (MA, KL.) He went right on, straight on, or undeviatingly: (see زَعَبَ:) whence اِسْتَقَامَ عَلَى الطَّرِيقَةِ he went on undeviatingly in the way. (See Kur lxxii. 16.) He went right; pursued a right course; acted rightly, or justly. See also سَدَّ, with which it is syn. It (an affair) was direct in its tendency, or had a right tendency. It (discourse, &c.) had a right tenour. b7: See 2.

قَوْمٌ [A people, or body of persons composing a community: and people, or persons:] a company, or body, [or party, (see what follows,)] of men, [properly] without women: (S, Msb, K, &c.:) or of men and women together; (K;) for the قوم of every man is his party, and his kinsfolk, or tribe: (TA:) or (K) sometimes including women, as followers; (S, Msb, K;) for the قوم of every prophet is of men and women. (S, Msb.) b2: قَوْمٌ opposed to نِسَآءٌ: see a verse cited voce سَوْفَ.

قَامَةٌ The stature of a man; his height in a standing posture; it is a span (شِبْر) shorter than a باع: (JK:) tallness, height; and beauty, or justness, of stature. (K.) b2: قَامَةٌ A structure [or post] like the figure of a man, raised at the side of a well, whereon is placed the wood to which the pulley is attached: pl. قَامٌ: (JK:) also called ↓ قَائِمَةٌ: see K, voce عَمُود: or قَامَةُ البَكْرَةٌ signifies the sheave (بَكْرَة) with its apparatus. (S, K.) دِينٌ قِيَمٌ A right religion. (Kur, vi. 162.) See دِرَّةٌ.

الرِّيَاحُ القُوَّمُ The right [or cardinal] winds. (S, voce نَكْبَاءُ.) الدِّينُ القَيِّمُ (Kur ix. 36) The right, correct, or true, reckoning. (T in art. دين.) b2: قَيِّمُ الأَمْرِ i. q. ↓ مُقِيمُهُ and سَائِسُهُ: fem. قَيِّمَةٌ. (TA.) b3: قَيِّمٌ بِالأَمْرِ A manager of an affair; i. q. إِزَاؤُهُ. (S, Msb, art. ازى.) See قَامَ بِالأَمْرِ. b4: قَيِّمٌ A manager, conductor, orderer, regulator, or superintendent, of an affair: (TA:) a manager, conductor, &c., of the affairs of a people. (JK.) قَيِّمٌ عَلَى المَالِ A good [manager and] tender of camels, &c. (TA in art. بلو.) قِيمَةٌ The real value, or worth, of a thing; its equivalent; differing from ثَمَنٌ, q. v. (MF in art. ثمن.) قَوَامٌ Stature, and goodly stature, or tallness, of a man: (S:) symmetry, or justness of proportion. (Msb.) b2: قِوَامُ الأَمْرِ and قِيَامُهُ and قَوَامُهُ The stay, or support, of the thing, or affair, whereby it subsists, and is managed and ordered. (Msb.) And قِوَامٌ The food that is a man's support; (Msb;) [his subsistence.] b3: قِوَامٌ [The main stay of a thing.] b4: لَا قِوَامَ لَهُ بِهِ [He has not power to withstand him. (K, art. نجز.) قِوَامٌ Subsistence: see رُكْنٌ and طَبَعٌ.

قِيَامٌ [A state of purging, or flux of the belly: used in this sense in the S, K, voce هَيْضَةٌ].

قَوِيمٌ : see صَوِيبٌ.

القَيُّومُ : see يَا قَيُّومُ in the last paragraph of art. شره, where I have rendered it on the authority of an explanation in the TA.

قَوَّامٌ One who rises much, or often, in the night to pray. (TA.) See صَوَّامٌ.

قُومِيَّةٌ is written with damm in copies of the S, K, JK: in the CK, erroneously, قَوْمِيَّةٌ, in both senses. See voce مُتَشَمِّسٌ.

قَائِمٌ Appearing; conspicuous; [as though standing before one]: said of a thing whether standing or thrown down. (TA, in explanation of the phrase هٰذَا نُصْبُ عَيْنِى, art. نصب.) b2: قَائِمَةٌ, pl. قَوَائِمُ, Leg of a horse, &c. b3: عَيْنٌ قَائِمَةٌ An eye [blind, or white and blind, but still whole or] that has become white and blind, but not yet burst, (Az in L, art. سد,) or sightless, but with the black still remaining. (Mgh, Msb.) b4: قَائِمٌ and قَائِمَةٌ The hilt of a sword. (Msb.) b5: قَائِمَةٌ A leg of a table, and of a throne, or moveable seat, &c. (JK.) See also قَامَةٌ; and see إِسْنَادٌ. b6: قَوَمَةُ بَيْتِ النَّارِ (K, art. هربذ.) The servants of the fire-temple. (TA, same art.) b7: القَوَائِمُ The winds. So in a verse of Umeiyeh Ibn-Abi-s-Salt. (TA, voce سَدِرٌ.) b8: قَوَائِمُ المَائِدَةِ [The legs of the table]. (K, art. عقر.) b9: قَطٌّ قَائِمٌ A nibbing in which the pith and the exterior of the reed are made of equal length: opposed to مُصَوَّبٌ. (TA in art. حرف.) b10: مَآءٌ قَائِمٌ Frozen water. And stagnant water: see حِبَاك.

إِقَامَةٌ The form of words chanted by the مُبَلِّغ, not by the مُؤَذِّن, consisting of the common words of the أَذَان, with the addition of قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ (The time of prayer has come!) pronounced twice after حَىَّ عَلَى الفَلَاحِ. See ثَوَّبَ.

مَقَامٌ The place of the feet; (K;) a standingplace; (S, Msb;) as also ↓ مُقَامٌ: (S:) or the latter, a place of stationing: (Msb:) and both, a place of continuance, stay, residence, or abode: (K:) [a standing:] and the latter, a place of long continuance, stay, residence, or abode: (Expos. of the Mo'allakát, Calc., p. 138:) and both, continuance, stay, residence, or abode. (S, K.) مُقَامٌ : see مَقَامٌ.

مُقِيمٌ Lasting; continuing: (Bd, ix. 21:) unceasing. (Bd, ix. 69.) b2: أَخَذَهُ المُقِيمُ المُقْعِدُ: see art. قعد. b3: See قَيِّمٌ.

مَقَامَةٌ A standing-place. Hence, (assumed tropical:) A sittingplace. Hence, (assumed tropical:) The persons sitting there. Hence, (assumed tropical:) An oration, or a discourse, or an exhortation, (خُطْبَة او عِظَة,) or the like, there delivered; as also مَجْلِسٌ. (Mtr, in De Sacy's ed. of El-Hareeree, p. 5.) حَجَرٌ مُتَقَوِّمٌ (K, art. موس) A precious stone. (TA, same art.) المِعَى المُسْتَقِيمُ The rectum.

تَقْوِيمَاتٌ [pl. of تَقْوِيمٌ] Stellar calculations. (TA, voce اِيجٌ.)
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.