Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: حراء

جنب

(جنب) الْقَوْم انْقَطَعت ألبانهم وَقلت وَيُقَال جنب الْعَام وَالشَّيْء أَو الْفرس جَانِبه وَفُلَانًا الشَّيْء أبعده عَنهُ
جنب: {عن جُنُب}: بُعد. {والجار الجنب}: الغريب. {جنبا فاطهروا}: أي ذوي جنابة. {اجنبني}: جنبني.
(ج ن ب) : (أَجْنَبَ) الرَّجُلُ مِنْ الْجَنَابَةِ وَهُوَ وَهِيَ وَهُمْ وَهُنَّ جُنُبٌ (وَفِي حَدِيثِ) صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ «أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَأْمُرُنَا أَنْ لَا نَنْزِعَ خِفَافَنَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ لَا مِنْ جَنَابَةٍ وَلَكِنْ مِنْ غَائِطٍ أَوْ نَوْمٍ أَوْ بَوْلٍ» وَفِي شَرْحِ السُّنَّةِ «إلَّا مِنْ جَنَابَةٍ لَكِنْ مِنْ بَوْلٍ» وَالْأَوَّلُ أَحْسَنُ (وَقَوْلُهُ) «الْمَاءُ لَا يَجْنُبُ» أَيْ لَا يَنْجَسُ مَجَازٌ (وَجُنِبَ) فَهُوَ مَجْنُوبٌ أَصَابَتْهُ ذَاتُ (الْجَنْبِ) وَهِيَ عِلَّةٌ مَعْرُوفَةٌ (وَجَنْبٌ) حَيٌّ مِنْ الْيَمَنِ إلَيْهِمْ يُنْسَبُ حُصَيْنُ بْنُ الْجُنْدُبِ الْجَنْبِيُّ وَكُنْيَتُهُ أَبُو ظَبْيَانَ بِالْكَسْرِ وَالصَّوَابُ الْفَتْحُ عَنْ أَهْلِ اللُّغَةِ وَحَدِيثُهُ فِي السِّيَرِ وَلَا (جَنَبَ) فِي (ج ل) جَنِيبًا فِي (ج م) .
(جنب)
فلَان فِي بني فلَان جَنَابَة نزل فيهم جنيبا (غَرِيبا) وَالرِّيح جنوبا هبت من الْجنُوب أَو إِلَيْهِ وَيُقَال جنبت ريحهما كَانَا متفقين متصافيين وَإِلَيْهِ جنبا اشتاق وَالشَّيْء بعد عَنهُ وأبعده وَدفعه وَأصَاب جنبه وَكسر جنبه وَالْبَعِير كواه فِي جنبه وَالْبَيْت وَنَحْوه جنبا ستره بالمجنب وَالْأَرْض سوها بالمجنب وَالْفرس أَو الْأَسير جنبا قَادَهُ إِلَى جنبه وَفُلَانًا الشَّيْء جنبا وجنوبا وجنابة نحاه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {واجنبني وَبني أَن نعْبد الْأَصْنَام}

(جنب) جنبا بعد واشتكى جنبه وَمَال إِلَى جنبه وظلع وتلوى من شدَّة الْعَطش وَإِلَيْهِ اشتاق وقلق فَهُوَ جنب وَالرِّيح جنبت وَفُلَان صَار جنبا

(جنب) جَنَابَة بعد وتقرب فَهُوَ جنيب وَصَارَ جنبا

(جنب) شكا جنبه وَأُصِيب بِذَات الْجنب وأصابته ريح الْجنُوب يُقَال جنب الْقَوْم أَو الزَّرْع فَهُوَ مجنوب

جنب


جَنَبَ(n. ac. جَنْب)
a. Hit in the side.
b. Thrust, put, turned aside.
c. Led along by his side.
d. [Fī], Alighted amongst; settled amongst.
e. Suffered from pleurisy.
f.(n. ac. جُنُوْب), Was in the south (wind).
جَنِبَ(n. ac. جَنَب)
a. Had the side-ache, the stitch.
b. Leant sideways, was on one side.

جَنَّبَa. Turned aside from; avoided; eluded, evaded

جَاْنَبَa. Kept, walked by the side of.
b. see II
أَجْنَبَa. see I (b)
تَجَنَّبَa. see II
إِنْجَنَبَa. see I (b)
إِجْتَنَبَa. see II
جَنْب
(pl.
جُنُوْب أَجْنَاْب)
a. Side, flank.
b. Vicinity, neighbourhood; tract, region.
c. [prec. by
Fī], By the side of; in comparison with; with respect
to.
جَنْبَةa. Retirement, seclusion.
b. Apart, aside.

جُنُبa. Intractable, refractory.

أَجْنَبُ
أَجْنَبِيّ
(pl.
أَجَاْنِبُ)
a. Stranger; settler.
b. see 10
جَاْنِب
(pl.
جَوَاْنِبُ)
a. Side.

جَنَاْب
(pl.
أَجْنِبَة)
a. see 1 (b)b. Excellency, Lordship (titles).

جُنَاْبa. Pleurisy.

جَنِيْب
(pl.
جَوَاْنِبُ
جَنَاْئِبُ)
a. Led (horse).
جَنُوْب
(pl.
أَجْنُب
جَنَاْئِبُ)
a. South.
b. South wind.

جَنُوْبِيّa. Southern, south.

N. Ac.
تَجَنَّبَإِجْتَنَبَa. Elusion, evasion; avoidance.

جِنْبَر جِنْبَار
a. Young owl.
b. Young bustard.
ج ن ب: (الْجَنْبُ) مَعْرُوفٌ. قَعَدَ إِلَى جَنْبِهِ وَإِلَى (جَانِبِهِ) بِمَعْنًى. وَ (الْجَنْبُ) وَ (الْجَانِبُ) وَ (الْجَنَبَةُ) النَّاحِيَةُ. وَالصَّاحِبُ (بِالْجَنْبِ) صَاحِبُكَ فِي السَّفَرِ. وَالْجَارُ الْجُنُبُ جَارُكَ مِنْ قَوْمٍ آخَرِينَ، وَ (جَانَبَهُ) وَ (تَجَانَبَهُ) وَ (اجْتَنَبَهُ) كُلُّهُ بِمَعْنًى. وَرَجُلٌ (أَجْنَبِيٌّ) وَ (أَجْنَبُ) وَ (جُنُبٌ) وَ (جَانِبٌ) بِمَعْنًى. وَ (جَنَبَهُ) الشَّيْءَ مِنْ بَابِ نَصَرَ وَ (جَنَّبَهُ) الشَّيْءَ (تَجْنِيبًا) بِمَعْنًى أَيْ نَحَّاهُ عَنْهُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} [إبراهيم: 35] وَ (الْجَنَابُ) بِالْفَتْحِ الْفِنَاءُ وَمَا قَرُبَ مِنْ مَحَلَّةِ الْقَوْمِ. وَ (الْجَنِيبُ) الْغَرِيبُ وَبَابُهُ ظَرُفَ وَرَجُلٌ (جُنُبٌ) مِنَ (الْجَنَابَةِ) سَوَاءٌ فَرْدُهُ وَجَمْعُهُ وَمُؤَنَّثُهُ وَرُبَّمَا قَالُوا فِي جَمْعِهِ (أَجْنَابٌ) وَ (جُنُبُونَ) تَقُولُ مِنْهُ: (أَجْنَبَ) وَ (جَنُبَ) أَيْضًا مِنْ بَابِ ظَرُفَ. وَ (الْجَنُوبُ) الرِّيحُ الْمُقَابَلَةُ لِلشَّمَالِ. 
جنب
أصل الجَنْب: الجارحة، وجمعه: جُنُوب، قال الله عزّ وجل: فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ [التوبة/ 35] ، وقال تعالى: تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ [السجدة/ 16] ، وقال عزّ وجلّ: قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ [آل عمران/ 191] .
ثم يستعار من الناحية التي تليها كعادتهم في استعارة سائر الجوارح لذلك، نحو: اليمين والشمال، كقول الشاعر:
من عن يميني مرّة وأمامي
وقيل: جنب الحائط وجنبه، وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ
[النساء/ 36] ، أي: القريب، وقيل:
كناية عن المرأة ، وقيل: عن الرفيق في السفر .
قال تعالى: يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ
[الزمر/ 56] ، أي: في أمره وحدّه الذي حدّه لنا.
وسار جَنْبَيْهِ وجَنْبَتَيْهِ، وجَنَابَيْهِ وجَنَابَتَيْهِ، وجَنَبْتُهُ: أصبت جنبه، نحو: كبدته وفأدته.
وجُنِبَ: شكا جنبه، نحو: كبد وفئد، وبني من الجنب الفعل على وجهين:
أحدهما: الذهاب على ناحيته.
والثاني: الذهاب إليه. فالأول نحو: جَنَبْتُهُ، وأَجْنَبْتُهُ، ومنه:
وَالْجارِ الْجُنُبِ [النساء/ 36] ، أي:
البعيد، قال الشاعر:
فلا تحرمنّي نائلا عن جنابة
أي: عن بعد. ورجل جَنِبٌ وجَانِبٌ. قال عزّ وجل: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ
[النساء/ 31] ، وقال عزّ وجل: وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ [الحج/ 30] ، واجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [الزمر/ 17] عبارة عن تركهم إياه، فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [المائدة/ 90] ، وذلك أبلغ من قولهم: اتركوه. وجنب بنو فلان: إذا لم يكن في إبلهم اللبن، وجُنِبَ فلان خيرا، وجنب شرا . قال تعالى في النار: وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى [الليل/ 17- 18] ، وذلك إذا أطلق فقيل: جنب فلان فمعناه: أبعد عن الخير، وذلك يقال في الدعاء في الخير، وقوله عزّ وجل: وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ [إبراهيم/ 35] ، من: جنبته عن كذا أي: أبعدته، وقيل: هو من جنبت الفرس، كأنما سأله أن يقوده عن جانب الشرك بألطاف منه وأسباب خفيّة. والتجنيب: الرّوح في الرّجلين، وذلك إبعاد إحدى الرجلين عن الأخرى خلقة.
وقوله تعالى: وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا
[المائدة/ 6] ، أي: إن أصابتكم الجنابة، وذلك بإنزال الماء أو بالتقاء الختانين، وقد جَنُبَ وأَجْنَبَ واجْتَنَبَ وتَجَنَّبَ، وسميت الجنابة بذلك لكونها سببا لتجنب الصلاة في حكم الشرع، والجَنُوب يصح أن يعتبر فيها معنى المجيء من جانب الكعبة ، وأن يعتبر فيها معنى الذهاب عنه، لأنّ المعنيين فيها موجودان، واشتق من الجنوب جَنَبَتِ الريحُ: هبّت جنوبا، فَأَجْنَبْنَا:
دخلنا فيها، وجُنِبْنَا: أصابتنا، وسحابة مَجْنُوبَة:
هبّت عليها.
[جنب] الجَنْبُ معروفٌ. تقول: قعدت إلى جنْب فلان وإلى جانب فلان بمعنى. وجنب: حى من اليمن. قال مهلهل: زوجها فقدها الاراقم في * جنب وكان الحباء من أدم والجنب: الناحية. وأنشد الاخفش:

الناس جنب والامير جنب * والصاحب بالجنب: صاحبك في السفر. وأما الجار الجُنُبُ فهو جارك من قوم آخرين. والجانب: الناحية، وكذلك الجَنَبَةُ : تقول: فلان لا يطور بجنبتنا. وجانبه وتجانبه وتجنبه واجتنبه كلُّهُ بمعنى. ورجلٌ أجنبيُّ وأجنبُ وجَنَبٌ وجانب كلُّه بمعنى. وضربه فجنَبَه، أي كسر جنبه. وجنبت الدابة، إذا قدتها إلى جنبك. وكذلك جنَبْتُ الأسيرَ جَنَبَاً بالتحريك. ومنه قولهم خَيْلٌ مُجَنَّبَةٌ، شدد للكثرة. وجنبته الشئ وجنبته بمعنىً، أي نَحَّيْتُهُ عنه. قال الله تعالى: (واجنُبْني وبَنيَّ أنْ نعبد الاصنام) . والجناب، بالفتح: الفناء، وما قَرُبَ من مَحَلَّةِ القوم، والجمع أجْنِبَةٌ. يقال: أخْصَبَ جَنابُ القومِ، وفلانٌ خصيبُ الجَنابِ، وجَديبُ الجَنابِ. وتقول: مَرُّوا يسيرون جَنابَيْهِ، أي ناحيتَيه . وفرسٌ طَوْعُ الجِنابِ بكسر الجيم، إذا كان سلس القياد. ويقال أيضاً: لَجَّ فلان في جِنابٍ قبيح، إذا لج في مُجانَبَةِ أهلِه. وجنَّبَ القومُ، إذا قَلَّتْ ألبانُ إبِلِهم. قال الجُمَيْحُ بن مُنقِذ يذكر امرأته: لَمَّا رأت إبلي قَلَّتْ حَلوبَتُها * وكلُّ عامٍ عليها عامُ تجنيبِ  والتجنيب أيضاً: انحناءٌ وتوتيرٌ في رجل الفرس، وهو مُسْتَحَبٌّ. قال أبو دُوادُ: وفي اليدين إذا ما الماءُ أسْهلَها * ثَنْيٌ قليلٌ وفي الرِجْلَينِ تَجنيبُ والجَنيبَةُ: بالدابةُ تُقادُ. وكل طائعٍ منقاد جنيبٌ. والاجنب: الذى لا ينقاد. والجنيبة: العَليقة، وهي الناقة تعطيها القومَ ليَمْتاروا لك عليها. قال الراجز :

رِكابُهُ في القوم كالجنائبِ * أي ضائعة لأنه ليس بمصلحٍ لمَالِهِ. والجنيبُ: الغريب. وجَنَبَ فلان في بني فلان يَجْنُبُ جَنابَةً، إذا انزل فيهم غريبا، فهو جانب، والجمع جُنَّابٌ. يقال: نِعْمَ القومُ هم لِجارِ الجَنابَةِ، أي لِجارِ الغُرْبَةِ. وقول الشاعر علقمة بن عَبَدة: فلا تَحْرِمَنِّي نائلاً عن جَنابَةٍ * فإنّي امرؤٌ وَسْطَ القِبابِ غريبُ أي عن بُعْدِ. والجَنْبَةُ: جِلدةٌ من جَنْبِ البعير. يقال أعطني جَنْبَةً أتَّخِذْ منها عُلْبَةً. ونزل فلان جَنْبةً أي ناحيةً واعتزل الناسَ. والجَنْبَةُ: اسمٌ لكل نَبْتٍ يَتَرَبَّلُ في الصيف. يقال مطرنا مطراً كَثُرَتْ منه الجَنْبَةُ. ورجل جُنُبٌ من الجَنابَة، يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث، وربّما قالوا في جمعه أجنابٌ وجُنُبون. تقول منه: أجنبَ الرجل وجَنُبَ أيضاً بالضم. والجَنوبُ: الريح التي تقابل الشمال. تقول: جنبت الريح، إذا تحوَّلَتْ جنوباً. وسحابةٌ مجنوبةٌ، إذا هبَّت بها الجَنوبُ. والمجنوب: الذي به ذاتُ الجَنْبِ، وهي قرحة تصيب الانسان داخل جنبه. وقد جَنَبَ وأجنب القومُ، إذا دخلوا في ريح الجَنوبِ. وجُنِبوا أيضاً، إذا أصابهم الجَنوبُ فهم مجنوبون. وكذلك القول في الصَبا والدبور والشمال. والمجنب بالكسر: الترس. وقال ساعدة ابن جؤية الهذلى يصف مشتار العسل: صب اللهيف لها السُبُوبَ بطَغْيَةٍ * تُنْبي العُقابَ كما يلط المجنب والمجنب أيضا: أقصى أرض العجم إلى أرض العرب، وأدنى أرض العرب إلى أرض العجم. قال الكميت :

بمعترك الطف فالمجنب * والمجنب، بالفتح: الشئ الكثير. يقال: إنّ عندنا لخيراً مَجْنَباً وشرّاً مَجْنَباً، أي كثيراً. والجَنَبُ بالتحريك الذي نُهيَ عنه : أن يَجْنُبَ الرجلُ مع فرسه عند الرِهانِ فرساً آخر لكي يتحول عليه أن خاف أن يُسْبَقَ على الأول. والجَنَبُ أيضاً: مصدر قولك جَنِبَ البعيرُ بالكسر يَجْنَبُ جَنَباً، إذا ظلع من جنبه. قال الاصمعي: هو أن تلتصق رئته بجنبه من شدة العطش. قال ابن السكيت: وقالت الاعراب هو أن يلتوى من شدة العطش. قال ذو الرمة يصف حمارا:

كأنه مستبان الشك أو جنب  وقال أيضا: هاجت به جوع غضف مخصرة * شوازب لاحها التقريب والجنب
[جنب] فيه: لا تدخل الملائكة بيتاً فيه "جنب" هو لفظ يستوي فيه الواحد وغيره والمذكر والمؤنث، وقد يجمع على أجناب وجنبين، يقال: أجنب يجنب، والجنابة الاسم، وهي في الأصل البعد، والجنب يبعد عن مواضع الصلاة، والمراد هنا من اتخذ ترك الاغتسال عادة فيكون أكثر أوقاته جنباً لقلة دينه وخبث باطنه، وقيل: أراد بالملائكة هنا غير الحفظة، وقيل: أراد ملائكة الخير كما روى في بعضها. وفي الحديث: الإنسان لا يجنب، وكذا الثوب والأرض والماء، يريد أن هذه الأشياء لا يصير شيء منها جنباً يحتاج إلى الغسل لملامسة الجنب. ج: ولا ينجس الماء بغمس الجنب يده. مف: إذا لم ينو به رفع الجنابة. تو: أي لا ينجس الثوب بعرق الجنب والحائض، والإنسان بمصافحة الجنب والمشرك، والماء بإدخال يد الجنب أو اغتساله، ويجنب من كرم أو من الإجناب وهو أفصح. وح: اغتسلت في جفنة فاغتسل صلى الله عليه وسلم منه وقال: إن الماء لا "يجنب" احتج به على طهورية الماء المستعمل، وأجيب بأنه اغترف منه ولم ينغمس إذ يبعد الاغتسال داخل الجفنة عادة، وفي بمعنى من فيستدل به على أن المحدث إذا غمس يده في الإناء للاغتراق من غير نية رفع الحدث عن يده لا يصير مستعملاً. نه: لا جلب ولا "جنب"بنيه قد عبدوا الأصنام، وقيل: إن دعاءه لمن كان مؤمناً من بنيه.
جنب: الجَنْبُ: مَعْروفٌ، والجَميعُ الجُنُوْبُ. وجانَبْتُ لبصَّيْدَ: سِرْتُ بِجَنْبِه أخْتِلُه. والجِنَابُ: الجَنْبُ. وجِنَابُ الصَّبِيِّ: أي إلى جَنْبِه، ويُقال: جَنَابٌ بالفَتْحِ. وَمَرُّوا يَسِيْرُوْنَ جَنَابَيْهِ وجَنْبَتَيْهِ وجَنَابَتَيْهِ: أي ناحِيَتَيْه. والجَوَانِبُ: مَعْروفةٌ. وهو لَيِّنُ الجانِبِ: أي سَهْلُ القُرْبِ. والجَنْبُ: الجانِبُ. وفي الحَديِث: " ذُو الجَنْبِ شَهِيْدٌ " وهو الذي يَطُولُ مَرَضُه. والجِنَابَانِ: الناحِيَتَانِ، وكذلك الجَنْبَتَانِ كجَنْبَتَي العَسْكَرِ والنَّهرِ. وجَنَّبْتُ فلاناً عن هذا الأمْرِ: أي نَحَّيْته؛ فاجْتَبَبَ. وجَنَّبْتُه: دَفَعْتُ عنه مَكْرُوهاً. والجَنْبَةُ: الاجْتِنابُ. والناحِيَةُ من كَلِّ شّيْءٍ؛ شَبِيْهٌ بالخَلْوَةِ من الناسِ. ورَجُلٌ ذُو جَنْبَةٍ: أي ذو اعْتِزَالٍ عن الناسِ. ومُجَانِبُكَ: الذي قاطَعَكَ. والجانَبُ: المُجْتَنَبُ الضَّعِيْفُ المَحْقُورُ. والقَصِيْرُ أيضاً، وكذلك الجَنَبُ. والجُنّابى: لُعْبَةٌ لهم يَتَجَانَبَانِ فَيَعْتَصِمُ كُلُّ واحِدٍ من الآخَرِ. والجُنّابُ: مِثْلُ الصِّنْوَان وهو أنْ تَخْرُجَ شَجَرَتانِ من أصْلٍ واحِدٍ. ورَجُلٌ أجْنَبِيٌّ وأجْنَبُ وجُنُبٌ وجَنِيْبٌ: وهو البَعِيدُ منك في القَرَابَةِ والدّارِ. ورَجُلٌ جُنُبٌ: ذُو جَنَابَةٍ، وقد أجْنَبَ، الواحِدُ والجَميعُ فيه سَوَاءٌ، ويُجْمَعُ على الأجْنَابِ. وجَنَابُ القَوْمِ: ما قَرُبَ من مَحَلَّتِهم. والجُنّابُ: الغُرَبَاءُ. والقُرَبَاءُ، وهو من الأضْدَاد. واجْتَنَبْتُ القَوْمَ: تَألَّفْتُهم واقْتَدَيْتُ بهم، والاسْمُ: الجَنِيْيَةُ. والجارُ الجُنُبُ: الذي جاوَرَكَ من قَوْمٍ آخَرِيْنَ، ذو جَنَابَةٍ: أي لاَ قَرَابَةَ له في الدَّلرِ ولا في النَّسَبِ. والجانَبُ: الغَرِيْبُ، من قَوْمِ جَنّابٍ وأجْنَابٍ. ولَجَّ في جِنَابٍ قَبِيحٍ بالكَسْرِ: أي في مُجَانَبَةِ أهْلِه. والجِنَابِيُّ: المُجَانِبُ المُتَنَحّي. ورَجُلٌ مُجْنِبٌ: يُعْطي الآجانِبَ والأباعِدَ. وقيل في قَوْلِ أبي النَّجْمِ: لَوْ كَانَ خلْقُ اللَّهِ جَنْباٌ واحِداً أي لو كانوا ناحِيَةٌ وكُنْتَ في ناحِيةٍ أُخْرى لَكُنْتَ زايِداً عليهم. ويُقال للآسِيرِ الذي يُجْنَبُ إلى جَنْبِ الدابَّةِ: جُنِيْبٌ. وفي الحَدِيث: " لاجَنَبَ في الإِسْلام " وهو أنْ يُجْنَبَ خَلَفَ الفَرَسِ الذي يُسَابِقُ عليه فَرَسٌ عُرْيٌ، فإذا بَلغَ الغايَةَ يُرْكَبُ لِيَغْلِبَ الآخَرِيْنَ. ورَجُلٌ طَوْعُ الجِنَابِ: وهو الذي إذا جُنِبَ كانَ سَهْلاً. وجُنِبَ الرَّجُلُ: من الجَنَابَةِ وجنب. وجَنَبَ وأجْنَبَ واجْتَنَبَ وتَجَنَّبَ، وقَوْمٌ أجْنَابٌ. والجَنَبُ في الدّابَةِ: شِبْهُ ظَلْعٍ ولَيْسَ به؛ يُقال: حِمَارٌ جَنِبٌ. والمُجَنَّبُ البَعِيْرُ الذي يَتَافَعُ عن ضاغطٍ بدَفِّه يَتَمَايَلُ عنه. والمُجَنِّبُ من الخَيْلِ: البَعِيدُ ما بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ من غَيْرِ فَحَجٍ؛ وهو مَدْحٌ، وقيل: هو انْحِنَاءٌ وتَوْتِيْرٌ. وهو أيضاً: الفَرسُ الذي يُنَحِّي اليَدَ والرِّجْلَ في شَقٍّ عن مَوْقِعِها، والاسْمُ: الجَنَبُ. والجَنُوْبُ: رِيْحٌ تُخَالِف الشَّمَالَ، والجَمْعُ الجَنَائبُ. وجَنَبَتِ الرِّيْحُ تَجْنُبُ جُنُوباً. والمَجْنُوْبُ والمُجَنَّبُ: الذي أصَابَتْه رِيْحُ الجَنَوْبِ، ومن قَوْلهم: جُنِبَ القَوْمُ وشُمِلُوا. وسَحَابَةٌ مَجْنُوبَةٌ: هَبَّتْ بها الجَنُوْبُ. والجَنْبَةُ مَجْزُوْمَةٌ: اسْمٌ يَقَعُ على عامَّةِ الشَّجَرِ التي تَتَرَبَّلُ في الصَّيْفِ. ولَبَنٌ حامِضٌ يُصَبُّ على حَلِيْبٍ. وعُلْبَةٌ تُتَّخَذُ من جِلْدِ جَنْبِ البَعِيرِ. وما سُلِخَ من جِلْدِ البَعِيرِ فاتُّخِذَ مِرْوَداً. والمَجْنَبُ: الخَيْرُ الكَثِيرُ، إنَّ عِنْدَه لَشَرّاً مَجْنَباً وخَيْراً مَجْنَباً. والجَنِيْبَةُ: صُوْفُ الشاةِ الثَّنِيَّةِ؛ وهي بَعْدَ العَقِيْقَةِ. وهي العَلِيْقَةُ أيضاً للبَعِيرِ الذي يُعَلِّقُه الرَّجُلُ مَعَ إبِلِ أصْحَابِ المِيْرَةِ، وهي الجَنَائبُ والعَلاَئقُ. وتُرَابُ المَعْدَنِ. والنَّظِيْرُ، يُقال: لا،َظِيْرَ له ولا جَنِيْبَةَ. والدّابَّةُ تُجْنَبُ والتابع. والقَرِيْنُ. والجَنِيْبُ: ضَرْبٌ من
التَّمْرِ الكَيِيرِ المَكْبُوسِ. والتَّجْنِيْبُ: صُدُوْدُكَ عن الرَّجُلِ، أعْرَضَ عَنّي مُجنِّباً. وهو أيضاً: ذَهَابُ ألْبَانِ الإبلِ، جَنَّبَتِ الإِبلُ تَجْنِيْباً. وجَنَّبَ بَنُو فلانٍ فَهُمْ مُجَنَّبُون وجِنَابٌ: إذا لم يَكُنْ في إبلهم لَبَنٌ، وهو عامُ تُجْنِيْبٍ. وجَنَّبَ النَّخْلُ: إذا لم يَحْمِلْ والمجنب: الترس. والمِجْنَبُ من الشَّرِابِ: الذي يَبِيْتُ لَيْلَتَه في الباطِيَةِ، وقيل: هو الذي اجْتُنِبَ فلم يُشْرَبْ، وقيل: أُبْرِزَ للجَنُوْبِ لِتُصَفِّيَهُ. وهو أيضاً: الطَّعَامُ القَفْرُ الذي لا أُدْمَ فيه. والجِنَابَانِ: بِنَاءانِ يُبْنَيَانِ مُتَحَاذِيَيْنِ. والجِنَابُ: سِمَةٌ كالكِشَاحِ، جَمَلٌ مَجْنُوبٌ وإبِلٌ مُجَنّنَّبَةٌ. والسَّمَاكُ الجَأْنَبُ: هو الأعْزَلُ مَهْمُوزٌ.تَّمْرِ الكَيِيرِ المَكْبُوسِ. والتَّجْنِيْبُ: صُدُوْدُكَ عن الرَّجُلِ، أعْرَضَ عَنّي مُجنِّباً. وهو أيضاً: ذَهَابُ ألْبَانِ الإبلِ، جَنَّبَتِ الإِبلُ تَجْنِيْباً. وجَنَّبَ بَنُو فلانٍ فَهُمْ مُجَنَّبُون وجِنَابٌ: إذا لم يَكُنْ في إبلهم لَبَنٌ، وهو عامُ تُجْنِيْبٍ. وجَنَّبَ النَّخْلُ: إذا لم يَحْمِلْ والمجنب: الترس. والمِجْنَبُ من الشَّرِابِ: الذي يَبِيْتُ لَيْلَتَه في الباطِيَةِ، وقيل: هو الذي اجْتُنِبَ فلم يُشْرَبْ، وقيل: أُبْرِزَ للجَنُوْبِ لِتُصَفِّيَهُ. وهو أيضاً: الطَّعَامُ القَفْرُ الذي لا أُدْمَ فيه. والجِنَابَانِ: بِنَاءانِ يُبْنَيَانِ مُتَحَاذِيَيْنِ. والجِنَابُ: سِمَةٌ كالكِشَاحِ، جَمَلٌ مَجْنُوبٌ وإبِلٌ مُجَنّنَّبَةٌ. والسَّمَاكُ الجَأْنَبُ: هو الأعْزَلُ مَهْمُوزٌ.
جنب: جنب، يقال: جنب له الجياد بمعنى أعطاه جيادا تقاد إلى جنبه، وأهداها له (تاريخ البربر 1: 435، 2: 230، 267، 391، 431).
ويقال أيضاً: جنب إليه (تاريخ البربر 2: 292).
وجنب المركب: جره وسحبه (تاريخ البربر 2: 336).
وكان في طرف السفينة أو على جانبها أو عليها (بوشر).
جانب: تقدم (هلو) ولعلها: تقدم على طول الشاطئ أي سار إلى جانبه، مثل جانب البرَّ أي سار جانب الساحل في معجم بوشر.
تجنب منه: تجنبه، ابتعد عنه، تنحى (بوشر).
تجانب، تجانبوا: تباعد بعضهم عن بعض (بوشر).
جَنْب: جناح الجيش (بوشر).
وجنب: بجانب، بقرب، وجنبى: بجانبي، بقربي. وقعد جنبه: قعد بجانبه، قريبا منه.
وبيتي جنب بيته: بيتي بجانب بيته، لصق بيته.
وجنب بعضهم: إزاء بعضهم، بعضهم قريب من بعض.
وجنب الشاطئ: حذاء الشاطئ (بوشر).
وعلى جنب: بعداً، منتحيا، ومنفردا (بوشر).
وخلى عن جنب: أبعده ونحاه (بوشر).
وفي جنب: بالنسبة إلى (لين نقلا عن تاج العروس) (فريتاج مختارات ص55). وفي رياض النفوس (ص58 ق): إن خطاياي كبيرة، (فقال لي فأنها صغيرة حقيرة في جنب عفو الله وكرمه).
وتعني أيضاً: الذي في جانب والذي يحصل في وقت حصول غيره، ففي كليلة ودمنة (ص 244): وكان محتملا لكل ضرر في جنب منفعة تصل إليك.
ومن الجنب للجنب: من جانب إلى جانب، من طرف إلى طرف (بوشر). جَنْبَة: في ألف ليلة وليلة (2: 101): اشترى لك جنبة ياسمين، وقد ترجمها لين بما معناه سَلّة.
جَنْبِيَة: اسم كان أهل مكة يطلقونه، أيام ابن بطوطة، على نوع من الخناجر المعقوفة.
(معجم الأسبانية ص290، بكنهجام 2: 195).
وجنبية وجمعها جنابي: منحدر الجبل، خيف (ألكالا).
جَنَاب. جناب الجبل: سفح الجبل (رولاند).
وجناب: لقب تشريف وتعظيم بمعنى صاحب السيادة (رولاند)، وصاحب السعادة (هلو، بوشر)، وصاحب الشوكة (بوشر)، وصاحب السمو (هلو).
ويطلق هذا اللقب على موظفي الدولة.
(دي ساسي مختارات 1: 158، أماري.
ديب ص214) كما يطلق على أم الخليفة (ابن جبير ص224 وما يليها).
ويقال أيضاً جنابك، مثل حاشا جنابك من البخل (بوشر)، والجناب العالي: صاحب السمة (بوشر).
وجناب الله: جلاله. يقال مثلا: جل جنابه تعالى عن أن (بوشر).
ويقال مجازاً: جناب الشريعة محترم، أي جلالها (دي ساسي، مختارات 2: 94).
غض من جنابه: قصر في احترامه وأساء اليه، ففي تاريخ تونس (ص97): فلما قدم على شعبان، أنف من القيام له وغض من جنابه فكان ذلك سبب العداوة. وتجد مثل هذا الاستعمال في ص104، 118 منه.
جَنوب: وردت في معجم فوك مع جمعها جُنَب بمعنى الضحية. الجنوبان: حنوا الهودج، وهماعودان معوجان على شكل قوس يلتقيان في أعلى وسط الهودج ليسند غطاء الهودج (فيشر 2: 157).
جَنِيب: كان من عادتهم أن يقودوا خلف السلطان عددا من الخيل مجهزة بعدتها تسمى جنائب (مملوك 1، 1: 192، أماري ص448، دي ساسي لطائف 1: 65).
وجنائب: خيل، فرسان. ففي القلائد (ص190): فلما اصح (أصْبَحَ عاقد كنانب، وعاقد جنائب، وصاحب ألوية.
وجنيب عكاز: ذو عكاز إلى جانبه (ملر ص50).
جَنَابَة: نجاسة، وحال من ينزل منه منيّ، أو يكون في جسمه نجاسة (بوشر).
جَنّابِيّ. في لطائف دي ساسي (1: 183): الحضرة الجنابية، ويظهر لأول وهلة أنها لقب تعظيم. غير أني فكرت في الكلمات الاخرى المشتقة من نفس الاصل (جنب) ولذلك أرى أن المؤلف قد استعمل كلمة جنابي بمعنى نجس من استعمال الكلمة بمعنى ضد معناها.
جَنَّاب: الثقيل الشرس الذي يريد ان يأكل كما يشاء يدفع من جانبيه بمرفقيه ليوسع المكان لنفسه (دوماس حياة العرب ص 315).
جَنّابِيّة. الجنابيات: الحجارة التي توضع إلى جانبي القبر في البرية وهي تحدد جانبيه المتقابلين (بروسلارد، مذكرات حول قبور أمراء بني زيّان وغيرهم ص 19).
جانب: جناح الجيش (بوشر).
وجانب: الجزء الجانبي من الحذاء والخف (بوشر).
والجانبان: الطرفان المتعاقدان (المقري 2: 290). وجانب بمعنى سار وسحب، لا بد من ملاحظة قولهم: أنطلق إلى جانبه. أي سار في طريقه (كليلة ودمنة ص274).
أما قولهم نخاف جانبكم الذي ذكره فريتاج فقارنه بما ذكره أماري (ديب ص24): وخوفناهم جانبكم وعقوبتكم لهم على سوء فعلهم.
وجانب بمعنى: جزء، قسم، حصة.
(أنظر لين) وتطلق على الجزء الأكبر (أنظر فليشر في Gersdoy's Repetorium 1839، ص433 حيث ينقل من مختارات دي ساسي 3: 380، وبوشر في مادة.
وفي طبعة لين ألف ليلة مقدمة: 12 ص93 حيث صحح ما كان قد قاله في كتابه المعجم، (هابشت ص87).
جانب من بضائع: قسم من بضائع، وما في ملكه الأجانب منه أي لا يملك إلا جزء منه.
وفّى جانباً: وفّي جزء من دينه.
وجانب من المبلغ، جزء منه على الحساب (بوشر).
ومضى من الليل جانب: أي مضى من الليل جزء كبير (فريتاج مختارات ص44، ميرسنج ص24، تاريخ البربر 1: 148، 196، 2: 121، ألف ليلة 2: 66، 577، 627، 3: 195) وحيث نجد في ألف ليلة برسل (4: 372): جانب الجيش، نجد في طبعة ماكن: بعض من الجيش.
ويقال أيضاً: اقطعوهم جانب الوداد والموالاة، بمعنى حفظوا لهم بعض مظاهر الوداد والموالاة (دي سلان، تاريخ البربر 2: 128).
ويقال: كان من الكرم والعطاء على جانب عظيم، أي كان كريما جدا معطاء (ألف ليلة برسل 7: 259).
ويقال: كان على جانب من الحيرة، أي كان شديد الحيرة (دي سلان المقدمة 1: 75).
وجانب: سمعة، شرف (أنظر لين)، ففي رحلة ابن جبير (ص60): وكان يحافظ على جانب هذا السلطان العظيم. ومن هذا قيل: وقع في جانبه بمعنى: أزرى عليه، ولامه. (أخبار ص144) ومثله في بيان (2: 105).
وجانب: لقب تعظيم مثل جناب بمعنى: فخامة، وسمو الخ. ويقال: الجانب الكريم (أماري ديب ص106) حيث نجد في الترجمة اللاتينية القديمة (ص306).
ما معناه: صاحب السلطان، المتسلط، السيد، وفيه (ص108): الجانب العلي.
بجانب: بجنب، بقرب (بوشر).
على جانب: لا تعني بقرب، بجنب فقط، بل تعني حوالَيْ أيضاً، ففي ألف ليلة (1: 60): عملت الخضرة على جانب الجرة.
في جانب: بخصوص، ففي أماري (ص389): فأمرهم أن يصعدوا المنابر فيتكلموا في جانب الموحدين بسوء. وتعني أيضاً: خلال، في: ففي مقدمة كوزج (ص13): وصار يسوق عليها في جانب الأقطار. والضمير في عليها يعود إلى الخيل والإبل. وفي جوانب تدل على نفس المعنى، ففي تاريخ البربر (2: 249): هلك في جوانب تلك الملحمة.
أجنب: يطلق العربي لفظة أجنب على الغريب الذي ليس من أهله، ففي رحلة ابن بطوطة (4: 388) مثلا: والنساء هناك يكون لهن الأصدقاء والأصحاب من الرجال الأجانب.
وأجنب: ما كان من جنس أو نوع آخر، يقول ابن العوام (1: 102) بعد كلامه عن ذرق الحمام: وأما ذرق غيرها من الطيور الاجانبة (الأجانب).
أجنبي: يطلق العربي لفظة أجنبي على الغريب الذي ليس من أهله، ففي رحلة ابن بطوطة 345): فأني أخاف أن تدخل على امرأة من النساء الأجنبيات. وفي ألف ليلة (1: 345): فأني أخاف أن تدخل على امرأة أجنبية فتروح روحك.
وأجنبي: تابع، ملحق، مكمل، متمم (بوشر).
وأجنبي عن: لا يتصل به، لا يختص به.
ففي فان دن برج (ص42): كلام أجنبي عن العقد.
وأجنبي: الشخص الثالث. (فان دن برج ص70 رقم 1).
مُجَنَّة: طنفسه، بساط، في القسم الثاني من معجم فوك. غير أنها مَجَنّبة في القسم الأول منه. (أنظر مِجُنَب عند لين).
مُجَنِّبَة: ليس معناها جناح الجيش فقط، بل تعني جناح القصر أيضاً، ففي رياض النفوس (ص97 و): في خارج المسجد أخذ عصاه وجاء إلى العمود الذي في المجنبة فأخذ يطعن فيه بعصاه.
وجانب الحوض (المقري 1: 374). وجناح، ملحق (مملوك2، 2: 7).
باب الجيم والنون والباء معهما ج ن ب، ن ج ب، ب ن ج، ن ب ج، ج ب ن مستعملات

جنب: الجنوب جمع الجنب. والجانِبُ والجَوانبُ معروفة. ورجلٌ ليِّنُ الجانِبِ (والجَنبِ) ، أي سهل القُربِ ويَجيء الجَنب في موضع الجانِب، قال:

النّاس جَنبٌ والأميرُ جَنبُ

كأنَّه عدله بجميع الناس. (وقوله- عزَّ وجلَّ- مُخبراً عن دُعاء إبراهيم إيّاه: وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ



، أي نجِّني)

. والجَنابانِ: النّاحِيتانِ. والجَنبتان: ناحيتا كلِّ شيءٍ كجَنَبتي العسكر والنَّهر ونحوهِما، والجميعُ الجَنَباتُ. والجَنيبةُ: كلُّ دابَّةٍ تُقادُ. وجَنَّبتُه عن كذا فاجتَنَبَ أي تَجنَّبه، قال اللُّه- عز وجلَّ-: وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ

وجَنَّبتُه أي دَفَعتُ عنه مكروهاً. والجَنَبَة: مصدر الاجتِنابِ. والجَنبَةُ: الناحيةُ من كلُّ شيءٍ، كأنه شِبهُ الخَلوَةِ من الناس. ورجلٌ ذو جَنبةٍ أي ذو اعتزالٍ عن الناس، مجتنب لهم. والمجانب: الذي قاطعك، وقد اجتنب قُربكَ. والجانبُ: المُجتنبُ الضَّعيفُ المحقُورُ، قال العجّاج:

لا جانِبٌ ولا مسقى بالغمر

والجُنابى: لُعبةٌ لهم، يَتَجانبُ الغُلامانِ فيعتصمُ كلُّ واحدٍ من الآخر. ورجلٌ أجنبِّي، وقد أجنبَ، والذَّكرُ، والأنثى فيه سواءٌ، وقد يجمع في لغةٍ على الأجنابِ، قالت الخنساءُ:

يا عينُ جُودي بدمعٍ منكِ تَسكابا ... وأبكي أخاكِ إذا جاورتِ أجنابا

والجارُ الجُنُبُ الذي جاوَرَكَ من قومٍ آخرين ذو جنابة لا قرابةَ له في الدارِ، ولا في النَّسبِ، قال الله- عز وجل-: وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى، وَالْجارِ الْجُنُبِ

والجَنُوبُ: ريحٌ تجيء عن يمين القِبلة، والجميع: الجَنائبُ، وقد جَنَبَتِ الرِّيح تَجنُبُ جُنوباً. والجَنَبُ في الدابة شبه ظلع، وليس بظلع.والجَنيبُ: الأسيرُ مشدُود إلى جَنب الدابَّة. وجَنابُ الدّارِ: ساحتها، وجَنابُ القوم ما قرب من مَحَلَّتهم. وأخصب

جَنابُ القوم. والجَنبَة، مجزومٌ، اسم يقع على عامَّةِ الشَّجَر يُترك في الصَّيف.

ويقال: لا جَنَبَ في الإسلام

، وهو أن يُجنب خلف الفرس الذي يُسابقُ عليه فرسٌ آخرُ عَرِيَ، فإذا بلغ قريباً من الغايةِ يُركبُ ذلك ليغلب الآخرين. والجَنيبُ: الغريبُ، والجانبُ أيضاً. والجَنيبُ: المَجنُوبُ. والجَنيبُ: الذي يشتكي جَنبه. والجَنيبُ: الذي يجتنِبك فلا يختلطُ بكَ

. وأجنَبنا منذ ثلاثٍ، أي دخلنا في الجنُوبِ. وجنبنا منذ أيام: أصابتنا ريحُ الجنوبِ. ويقال: أجنب فلانٌ، إذا أخذته ذاتُ الجنب، كأنها قرحةُ الجَنبِ. وجَنَبَ فلانٌ في حيِّ فلانٍ، إذا نزل فيهم غريباً، يَجنُبُ ويجنب. وجَنَّبَ بنو فلانٍ فهم مُجَنِّبون، إذا لم يكن في إبلهم لبن، قال الجُميجُ:

لما رأت إبلي قلَّت حلوبتُها ... وكلُّ عامٍ عليها عامُ تَجنيبِ

يُريد عام ذهاب اللبن، ويقول: كلُّ عامٍ يمرُّ بها هو عام تَجنيبِ. ويقال: إنَّ عند بني فلانٍ لشرا مجنبا وخيرا مجنبا، أي كثيرا. والمجنب: التُّرسُ، قال ساعِدةُ بنُ جُؤيَّة الهُذليُّ:

ضَرَبَ اللَّهيفُ لها السُّيوبَ بطغيةٍ ... تُنبي العُقابَ كما يلطُّ المِجنَبُ

ويقال: هذا رجل جَنابيٌّ: منسُوب لأهلِ جَنابٍ بأرضِ نجدٍ. ويقال: لجَّ فلانٌ في جَنابٍ قبيحٍ، أي في مُجانفةٍ وجَنفٍ. وأجنَبَ الرجل، إذا أصابته الجنابةُ. (ويقال: اتَّقِ اللَّه في جنبِ أخيك، ولا تقدح في شأنه، وأنشد:

خليليَّ كُنا واذكر اللَّه في جَنبي

أي في الوقيعة في. وضَرَبَه فجَنَبهُ، إذا أصاب جَنُبه. ويقال: مَرّوا يسيرون جنابيه، وجنابتيه، أي ناحِيتيه. وقعد فُلانٌ إلى جَنبِ فُلانِ، وإلى جانبِ فلانٍ. والجَأنَبُ، بالهمز، الرجلُ القصيرُ الجافي الخلقةِ، ورجلٌ جأنبٌ إذا كان كزاً قبيحاً. وقال أمرؤ القيس:

ولا ذاتُ خلقِ إن تأملت جأنبُ

ورجل أجنَبُ، وهو البعيد منك في القَرابةِ. وقال علقمة:

فلا تَحرِمَنّي نائِلاً عن جَنايةٍ ... فاني امرؤٌ وسط القِبابِ غَريب

نجب: قال الخليلُ: النَّجبُ قُشور الشَّجر الغُلبِ. ولا يقال لمِا لان من قِشر الأغصانِ نجب. ولا يقال: قِشرُ العُروقِ، ولكن نَجَبُ العروق، والقِطعةُ: نَجَبةٌ، وقد نَجَّبتُه تَنجيباً، وذهب فلانٌ يَنتَجبُ، أي يجمع النَّجَبَ

، قال ذو الرمة:

كأن رجليهِ ممّا كان من عشر ... صقبان لم يتقشر عنهما النجب

وانتجبتُه، أي استخلصته واصطفيته اختياراً على غيره. والمِنجابُ من السهام لما بري وأصلحَ، إلا أنه لم يُرش، ولم يُنصل بعد. وأنجَبَتِ المرأةُ إذا وَلدَت وَلَداً نجيباً، وقال الأعشى:

أنجب أيام والداه به ... إذ نجلاهُ فنِعم ما نَجَلا

وامرأةٌ مِنجابٌ، أي ذات أولادٍ نُجَباءَ، ونساءٌ مناجيبُ. والنَّجابةُ: مصدر النَّجيب من الرجال، وهو الكريمُ ذو الحَسَبِ إذا خَرَجَ خُرُوجَ أبيه في الكرمِ، والفعلُ: نَجُبَ ينجُبُ نجابةً، وكذلك النَّجابة في نجائِبِ الإبل، وهي عتاقُها التي يُسابقُ عليها.

نبج: نبجَتِ القبجةُ، إذا خرجت من جحرها، دخيل. والنبج: ضرب من الضراط. ويقالُ لمن تكلَّم بما شاء نباج. والأنبج: حملُ شجرةٍ بالهند تربَّبُ بالعسل على خِلقِة الخَوجِ، مُجَرَّفٌ الرأس، يُجلبُ إلى العراق وفي جوفه نواة

كنواةِ الخوجٍ، ومنه اشتقَّ الأنجِبات التي تُربَّبُ بالعسل من الأترجِّ والأهليلجَةِ

ونحوها.

بنج: البنجُ من الأدوية، معرب.

جبن: الجبن، مثقَّل، الذي يؤكل، وتجبَّن اللَّبنُ: صار كالجُبُنِّ. ورجلٌ جَبانٌ وامرأة جَبانةٌ، (ورجال جُبناءُ)

ونساءٌ جَباناتٌ. وأجبنتُه: حسبتُه جَباناً. والجَبينُ: حرف الجَبهةِ ما بين الصُّدغين منفصلاً

عن الناحيةِ، كلُّ ذلك جبين واحد، وبعضهم يقول: هما جَبينانِ. والجبّانةُ واحدة، والجَبابين

كثيرة. 
جنب
جنَبَ1 يَجنُب، جَنابةً وجَنْبًا، فهو جانِب، والمفعول مَجْنوب
• جنَب الشَّيءَ: بَعُدَ عنه "جنَب صديقَ السوء".
• جنَبه الشَّيءَ: نحّاه عنه وأبعده " {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ} ". 

جنَبَ2 يَجنُب، جَنْبًا، فهو جانِب، والمفعول مَجْنُوب
• جنَب الشَّخْصَ: أصاب جَنْبه. 

جنُبَ يَجنُب، جَنَابةً، فهو جُنُب
• جنُب الشَّخْصُ: صار جُنُبًا. 

جنب

اجتنبَ يجتنب، اجتنابًا، فهو مُجتنِب، والمفعول مُجتنَب
• اجتنب أصدقاءَ السُّوءِ: توقّاهم، ابتعد عنهم " {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} ". 

جنب
تجانبَ يتجانب، تجانُبًا، فهو مُتجانِب، والمفعول مُتجانَب
• تجانبَ لَعِبَ القمار: اجتنبه، ابتعد عنه. 

تجنَّبَ يتجنَّب، تجنُّبًا، فهو مُتجنِّب، والمفعول مُتجنَّب
• تجنَّب الخَطَرَ: ابتعد عنه، توقّاه "تجنَّب الاختلاطَ بالنَّاس- استطاع أن يتجنَّب ضربة الخصم- {وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى} ". 

جانبَ يجانب، مُجانَبةً، فهو مُجانِب، والمفعول مُجانَب
• جانبه الصَّوابُ: بعُد عنه.
• جانبه في طريق العودة: سار أو مشى إلى جَنْبِه ° المجانِب: المجاور، القريب.
• جانبَ الشَّخصَ: أبعده، تحاشاه "صَاحِبِ الكرامَ وجَانِبِ اللِّئام". 

جنَّبَ يجنِّب، تجنيبًا، فهو مُجنِّب، والمفعول مُجنَّب
• جنَّب المشاغبين: أبعدهم "جنَّب الأستاذُ مثيري الشَّغَب".
• جنَّبه الخطرَ: نحَّاه عنه، أبعده عنه "يجب على الزُّعماء أن يجنِّبوا شعوبَهم ويلات الحروب- {وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى} ".
• جنَّب الشَّيءَ: صار أو مشى إلى جانبه "جنَّب بسيّارته القطارَ". 

أجنبيّ [مفرد]: ج أجانبُ، مؤ أجنبيّة، ج مؤ أجنبيّات وأجانبُ:
1 - مَنْ لا يتمتّع بجنسيّة الدَّولة "عمالة أجنبيّة- البلاد/ العملات الأجنبيّة- الكفاح ضدّ التدخل الأجنبيّ" ° آداب أجنبيّة: آداب أقوام أخرى- لغات أجنبيّة: لغات أمم أخرى خلاف اللّغة القوميّة.
2 - بعيد في القرابة "يجب على المرأة ألاّ تتبرَّج بزينة أمام أيِّ أجنبيّ".
• أجنبيّ عن الأمر: من لا تعلُّق له به ولا معرفة. 

جانِب [مفرد]: ج جوانبُ:
1 - اسم فاعل من جنَبَ1 وجنَبَ2.
2 - شقّ الإنسان وغيره " {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ} ".
3 - ناحية وطرف "درس القضّية من جوانبها المختلفة- بحث عنه في جوانب الدَّار- مضى من الليل جانبٌ: جزء كبير- خفض له جانبه- فاض النهرُ على جانبيه- {وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ} " ° أخَذه جانبًا: إلى جهة جانبيّة- أمن جانبه: أحسّ بأمن منه- عزيز الجانب/ قويّ الجانب: ذو قوّة ومكانة وأثر- على جانب عظيم من الكرم: كريم جدًّا- على جانب كبير من الأهمّيّة: مهمّ جِدًّا- لين الجانب/ رقيق الجانب: لطيف، سلس، محبوب- مرهوب الجانب: يُخْشى منه، يرهبه الناس ويخافونه- منتفخ الجوانب: متكبِّر- مِنْ جانبٍ واحد: من طرف واحد- منيع الجانب/ مهيب الجانب: قويّ، مرهوب، يُخشى بأسه- وضَع الكتاب جانبًا: تركه أو أبعده عنه أي كفَّ عن قراءته- وفّى جانبًا: جزءًا من دينه- وقَف إلى جانبه: أيَّده- يحذر جانبه: يحذره.
4 - مقدار أو جزء "خصَّص جانبًا كبيرًا من وقته لأسرته" ° إلى جانب ذلك/ بجانبه: بالإضافة إليه. 

جانبيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى جانِب: "حوار/ طريق جانبيّ- شوارع جانبيّة" ° أمور جانبيّة: ثانويّة، عكسها رئيسيّة أو جوهريّة- اتِّصالات أو مباحثات جانبيّة: أي تجرى على الهامش- تأثير جانبيّ: مفعول سلبيّ لدواء ونحوه- خَطّ جانبيّ: خطّ على جانب شيء ما كملعب كرة القدم من النّاحية الواقعة خارج هذا الخطّ مباشرة- نَظْرة جانبيّة: أي بطرف العين.
• الطَّبلة الجانبيَّة: (سق) طبلة صغيرة ذات وجهين لها أسلاك مربوطة من أسفل. 

جَناب [مفرد]: ج أجنِبة:
1 - ناحية ° خصيب الجَناب/ رَحْب الجَناب: سَخِيّ- في جَنَابه: في كنفه ورعايته.
2 - لقب احترام وتشريف يُستعمل في المراسلة أو المخاطبة بمعنى: صاحب السيادة، صاحب السعادة، ويُطلق على موظّفي الدولة "جَناب الأستاذ الدكتور". 

جُناب [مفرد]
• الجُناب:
1 - (طب) التهاب في غشاء البلَّور المحيط بالرِّئة.
2 - (طب) قرحة تصيب الإنسان في داخل جنبه. 

جَنابة [مفرد]:
1 - مصدر جنُبَ وجنَبَ1.
2 - حال مَنْ ينزل منه منيّ أو يكون منه جماعٌ "أصابته جنَابة- اغتسل من الجَنابة". 

جَنْب [مفرد]: ج أجناب (لغير المصدر) وجُنوب (لغير المصدر):
1 - مصدر جنَبَ1 وجنَبَ2.
2 - (شر) جانِب، أحد شقيّ الجسم الأيمن أو الأيسر، وهو ما تحت الإبط إلى الكشح "نام على جَنْبه- جنب الجبل: منحدرهُ- {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} " ° بين جَنْبَيْهِ: في داخله وقرارة نفسه.
3 - ناحية وقُرْب "بيتُه جَنْب بيتي- أخذ جَنْبًا" ° الصَّاحب بالجنب: الرفيق، ويطلق على الزوجة وعلى الرفيق في السَّفر أو الصَّنعة أو التّعلُّم- جلَسَ على جَنْب: في ناحية- جَنْبًا إلى جَنْبٍ: متجاورين متلاصقين.
4 - أمر وشأن " {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ} " ° هذا قليل في جنب مودّتك: بالنسبة إليها.
• ذات الجنب: (طب) التهاب في الغشاء المحيط بالرِّئة يسبِّب سُعالاً، وحمَّى ونخسًا في الجنب، يزداد عند التنفُّس? ذو الجنب: الذي يشتكي جَنْبَه. 

جُنُب [مفرد]: ج أجناب:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جنُبَ.
2 - بُعْد " {فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} ".
3 - غريب ساكن في جوارك " {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ} ". 

جَنَبات [جمع]: مف جَنْبَة
• جَنَبات البيت وغيره: جوانبه ونواحيه "تجوّل في جَنَبات الحديقة" ° بين جَنَباته/ في جَنَباته: في أعماقه وداخله. 

جَنوب [مفرد]: ج أَجنُب وجنائب: جهة المقابلة للشّمال وتكون على يمينك وأنت متّجه إلى الشَّرق "جَنوب مصر/ إفريقيا" ° جَنوبًا: باتّجاه الجنوب أو إلى الجنوب.
• الجَنُوب: ريح تَهُبُّ من جهة الجَنوب، وهي الرِّيح القبليّة.
• الجَنوب المغناطيسيّ: (فز) رأس البوصلة المقابل لجهة الشمال والمتجه 180 درجة مع عقارب الساعة.
• الجَنوب الشَّرقيّ: الاتّجاه الواقع بين الجَنوب والشرق أو رأس بوصلة ملاحيَّة في اتِّجاه 135 درجة شرقيّ الشمال.
• الجنوب الغربيّ: الاتّجاه الواقع بين الجَنوب والغرب أو رأس بوصلة ملاحيَّة في اتِّجاه 135 درجة غربيّ الشمال.
• القطب الجنوبيّ: قطب على سطح الأرض واقع في الجنوب من محور دوران الأرض. 

جَنوبيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى جَنوب: "تقع أسوان جَنوبيّ مصر: في داخل مصر من الجَنوب- تقع السودان جَنوبيّ مصر: تَحُدّ مصرَ من الجَنوب- عاصفة جنوبيَّة" ° المنطقة المتجمِّدة الجَنوبيَّة: الأراضي والمياة المحيطة بالقُطْب الجنوبيّ.
2 - شخص يعيش في جَنوب البلاد. 
الْجِيم وَالنُّون وَالْبَاء

الجَنْب، والجَنَبَة، والجانِب: شقّ الْإِنْسَان وَغَيره.

وَالْجمع: جُنُوب، وجوانب، وجنائِب، الْأَخِيرَة نادرة.

وَحكى اللحياني: إِنَّه لمنتفج الجوانب. قَالَ: وَهُوَ من الْوَاحِد الَّذِي فرق فَجعل جمعا.

وجُنِب الرجل: شكا جَانِبه.

وَرجل جَنيب: كَأَنَّهُ يمشي فِي جَانب متعقفا، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

رَبّا الجُوع فِي أَوْنَيه حَتَّى كَأَنَّهُ ... جَنِيب بِهِ إنَّ الجنيب جنيب

أَي: جَاع حَتَّى كَأَنَّهُ يمشي فِي جَانب متعقفا.

وَقَالُوا: الْحر جانِبَي سُهَيْل: أَي فِي ناحيتيه، وَهُوَ اشد الْحر.

وجانبه مجانبة، وجِنَابا: صَار إِلَى جنبه، وَقَوله: اتَّقِ الله فِي جنب اخيك وَلَا تقدح فِي سَاقه، مَعْنَاهُ: لَا تقتله وَلَا تفتنه، وَهُوَ على الْمثل. وَقد فسرالجَنْب هُنَا بالوقيعة والشتم، وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

خليلَيّ كُفّا واذكرا الله فِي جَنْبِي

أَي فِي الوقيعة فيّ، وَقَوله تَعَالَى: (والصاحب بالجَنْب) يَعْنِي الَّذِي يقرب مِنْك وَيكون إِلَى جَنْبك.

وَكَذَلِكَ: جَار الْجنب: أَي اللازق بك إِلَى جَنْبك وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: هما خطان جنابتي أنفها: يَعْنِي الخطين اللَّذين اكتنفا جَنْبي انف الظبية، كَذَا وَقع فِي كتاب سِيبَوَيْهٍ. وَوَقع فِي الفرخ: جَنْبي انفها. والمُجَنِّبتان من الْجَيْش: الميمنة والميسرة.

والمُجَنَّبة، بِالْفَتْح: الْمُقدمَة.

وجَنَب الْفرس والاسير يَجْنُبه جَنَبا، فَهُوَ مجنوب، وجَنيب: قَادَهُ إِلَى جَنْبه.

وخيل جنائب، وجَنَبٌ، عَن الْفَارِسِي، وَقَول مَرْوَان بن الحكم: وَلَا نَكُون فِي هَذَا جنبا لمن بَعدنَا، لم يفسره ثَعْلَب؛ وَأرَاهُ من هَذَا، وَهُوَ اسْم للْجمع، وَقَوله:

جنوح تباريها ظلال كَأَنَّهَا ... مَعَ الركب حَفَّانُ النعام المجنَّبُ

المجنَّب: المجنوب، أَي المقود.

وجُنَّاب الرجل: الَّذِي يسير مَعَه إِلَى جنبه.

وجَنِيبتا الْبَعِير: مَا حمل على جَنْبَيه.

وجَنْبته: طَائِفَة من جَنْبه.

والجَنْبة: العلبة تعْمل من جنب الْبَعِير وَهِي فَوق الْمُعَلق من العلاب وَدون الحوأبة.

والجَنَب: أَن يُجْنب خلف الْفرس فرس فَإِذا بلغ قرب الْغَايَة ركب.

وجَنَب الرجل: دَفعه.

وَرجل جانِب، وجُنُب: غَرِيب.

وَالْجمع: اجناب، وَقد يفر فِي الْجَمِيع وَلَا يؤنث. وَكَذَلِكَ: الْجَانِب، وَالْأَجْنَبِيّ، والأجنب، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

هَل فِي الْقَضِيَّة أَن إِذا استغنَيْتُم ... أمِنْتُمُ فَأَنا الْبعيد الأجْنَبُ

وَالِاسْم: الجِنْبة، والجَنَابة، قَالَ:

إِذا مَا رأوني مُقبلا عَن جَنَابة ... يَقُولُونَ مَنْ هَذَا وَقد عرفوني

وَقَوله، أنْشدهُ ثَعْلَب:

جَذْبا كجَذْب صَاحب الجَنَابة

فسره فَقَالَ: يَعْنِي الْأَجْنَبِيّ. وجَنَّب الشَّيْء، وتجنّبه، واجتَنَبه: بعد عَنهُ، وجَنَّبه إِيَّاه، وجَنَبه يجْنُبُه، وأجْنَبه، وَفِي التَّنْزِيل: (واجنُبْنِي وبَنِيَّ أَن نعْبد الْأَصْنَام) وَقد قرئَ: (وأَجْنِبني وبَنَيَّ) بِالْقطعِ.

وَرجل جَنِب: يَتَجَنَّب قَارِعَة الطَّرِيق مَخَافَة الأضياف.

وَرجل ذُو جَنْبة: أَي اعتزال.

وَقعد جَنْبَةً: أَي نَاحيَة.

والجانِب: المجتنَبُ: المحقور.

وجار جُنُب ذُو جَنَابة: من قوم لَا قرَابَة لَهُم. ويضاف فَيُقَال: جَار الجُنُبِ.

والمَجاِنب: المباعد، قَالَ:

وإنِّي لِمَا كَانَ بيني وَبَينهَا ... لَمُوفٍ وَإِن شطَّ المَزَارُ المجانِبُ

وَفرس مُجَنَّب: بعيد مَا بَين الرجلَيْن.

والجَنَابَةُ: المنى.

وَقد اجْنب الرجل، وَهُوَ جُنُب، وَكَذَلِكَ: الِاثْنَان والجميع والمؤنث.

وَقد قَالُوا: جُنُبان وأَجْناب.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: كسر على " أَفعَال " كَمَا كسر بَطل عَلَيْهِ حِين قَالُوا: أبطال؛ كَمَا اتفقَا فِي الِاسْم عَلَيْهِ، يَعْنِي نَحْو جبل وأجبال وطنب وأطناب، وَلم يَقُولُوا: جنبة.

والجَنَاب: النَّاحِيَة والفناء.

وَفُلَان رحب الجَنَاب: أَي الرحل.

وَكُنَّا عَنْهُم جَنَابِينَ، وجَنَاباً: أَي متنحين.

والجَنِيبة: النَّاقة عطيها الرجل الْقَوْم ويعطيهم دَرَاهِم ليميروه عَلَيْهَا، قَالَ:

رِخْو الحِبَال مائل الحقائبِ

ركابُه فِي الحَيّ كالجنائبِ

يَعْنِي: أَنَّهَا ضائعة كالجنائب الَّتِي لَيْسَ لَهَا رب يفتقدها. والجَنِيَبة: صوف الثنى عَن كرَاع وَحده، وَالَّذِي حَكَاهُ يَعْقُوب وَغَيره من أهل اللُّغَة: الخبيبة ثمَّ قَالَ فِي مَوضِع آخر: الخبيبة: صوف الثنى مثل الجنيبة فَثَبت بِهَذَا أَنَّهُمَا لُغَتَانِ صحيحتان.

والمَجْنَب: الْكثير من الْخَيْر وَالشَّر، وخصّ أَبُو عبيد بِهِ الْكثير من الْخَيْر، قَالَ الْفَارِسِي: وَهُوَ مِمَّا وصفوا بِهِ، فَقَالُوا: خير مَجْنَب، قَالَ الْفَارِسِي: وَهَذَا يُقَال بِكَسْر الْمِيم وَفتحهَا.

وَطَعَام مِجْنَب: كثير.

والمِجْنَب: شبحة مثل الْمشْط إِلَّا أَنَّهَا لَيست لَهَا أَسْنَان، وطرفها الْأَسْفَل مرهف يرفع بهَا التُّرَاب على الاعضاد والفلجان.

وَقد جَنَب الأَرْض بالمِجْنَب.

والجَنَب فِي الدَّابَّة: شبه الضلع وَلَيْسَ بضلع.

وحمار جَنِب، قَالَ ذُو الرمة:

وَثْبَ المُسَحَّج من عاناتِ مَعْقُلةٍ ... كَأَنَّهُ مُسْتَبانُ الشَّكّ أَو جَنِب

وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الجَنب: الَّذِي يمشي فِي شقّ من نشاطه.

والجَنِب: الذِّئْب لتظالعه كيدا أَو مكراً، من ذَلِك.

والجَنَب: أَن يشْتَد عَطش الْإِبِل حَتَّى تلزق الرئة بالجنب.

وَقد جَنِب.

والجُنَاب: ذَات الجَنْب، فِي أَي الشقين كَانَ، عَن الهجري. وَزعم أَنه كَانَ فِي الشق الْأَيْسَر أذهب صَاحبه، وَأنْشد:

مَرِيض لَا يصحّ وَلَا أُبَالِي ... كَأَن بشِقّه وجع الجُنَاب

وَقد جُنِب.

والمُجْنَب، والمِجْنِب: الترس وَلَيْسَت وَاحِدَة مِنْهُمَا على الْفِعْل.

والجَنْبة: عَامَّة الشّجر الَّذِي يتربل فِي الصَّيف.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الجَنْبة: مَا كَانَ فِي نبتته بَين البقل وَالشَّجر، وهما مِمَّا يبْقى أَصله فِي الشتَاء ويبيد فَرعه.

والجَنُوب: ريح تخَالف الشمَال تأتى عَن يَمِين الْقبْلَة.

وَقَالَ ثَعْلَب: الجَنُوب من الرِّيَاح: مَا استقبلك عَن شمالك إِذا وقفت فِي الْقبْلَة.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: مهب الجَنُوب مطلع سُهَيْل إِلَى مطلع الثريا.

قَالَ الْأَصْمَعِي: إِذا جَاءَت الجَنُوب جَاءَ مَعهَا خير وتلقيح، وَإِذا جَاءَت الشمَال نشفت.

وَتقول الْعَرَب للاثنين إِذا كَانَا متصافيين: ريحهما جنوب، وَإِذا تفَرقا قيل: شملت ريحهما، وَلذَلِك قَالَ الشَّاعِر:

لعمري لَئِن رِيحُ المودَّة أَصبَحت ... شَمَالا لقد بُدَّلْتُ وَهِي جَنُوبُ

وَقَول أبي وجزة:

مَجْنوبةُ الأُنْس مشمولٌ مواعِدُها ... من الهِجانِ ذواتِ الشَّطْبِ والقَصَبِ

يَعْنِي أَن أُنْسُهَا على محبته، فَإِن التمس مِنْهَا إنجاز موعد لم يجد شَيْئا، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُرِيد أَنَّهَا تذْهب مواعدها مَعَ الْجنُوب، وَيذْهب أُنْسُهَا مَعَ الشمَال.

وَحكى ابْن الْأَعرَابِي أَيْضا أَنه قَالَ: الْجنُوب فِي كل مَوضِع حارة إِلَّا بِنَجْد فَإِنَّهَا بَارِدَة، وَبَيت كثير عزة حجَّة لَهُ: صَبَابةً ... عليّ وأُخْتاها بِمَاء عُيُون

وجَنْب: بطن من الْعَرَب لَيْسَ بأب وَلَا حَيّ، وَلكنه لقب.

وَقيل: هِيَ قَبيلَة من قبائل الْيمن.

والجَنَاب: مَوضِع.

(ج ب ن) الجَبَان من الرِّجَال الَّذِي يهاب التَّقَدُّم على كل شَيْء لَيْلًا كَانَ أَو نَهَارا. سِيبَوَيْهٍ: وَالْجمع جبناء، شبهوه بفعيل لِأَنَّهُ مثله فِي الْعدة وَالزِّيَادَة. الْمقْبرَة. وَهُوَ عِنْد سِيبَوَيْهٍ اسْم كالقذاف.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الجبابِين: كرام المنابت، وَهِي مستوية فِي ارْتِفَاع، الْوَاحِدَة: جَبَّانة.

(ن ج ب) النَّجيب من الرِّجَال: الْكَرِيم الحسيب.

وَكَذَلِكَ: الْبَعِير وَالْفرس إِذا كَانَا كريمين عتيقين.

وَالْجمع: أنجاب، ونُجَباء، ونُجُب.

وناقة نجيب، ونَجِيبة. وَالْجمع: نَجَائِب.

وَقد نَجُب يَنْجُب نجابة، وأنجب.

وأنجبت الْمَرْأَة، فَهِيَ مُنْجِبة، ومِنْجاب: ولدت النُّجَباء.

وَكَذَلِكَ الرجل.

والمنَتَجب: الْمُخْتَار من كل شَيْء.

والمِنْجاب من السِّهَام: المبري الَّذِي لَيْسَ عَلَيْهِ ريش وَلَا نصل.

والمِنْجاب: الضَّعِيف، قَالَ عُرْوَة بن مرّة الْهُذلِيّ:

بعثته فِي سَواد اللَّيْل يَرْقُبُني ... إِذْ آثر النومَ والدِفْءَ المناجيبُ بالف نَاقَة. وَقَوله: " لن تتعبه ": أَي أدوها سهلة.

والنَّجْب: اسْم مَوضِع، قَالَ الْقِتَال الْكلابِي:

عَفا النَّجْبُ بعدِي فالعُرَيشان فالبُتْرُ ... فبُرْق نِعاج من أُمَيْمَة فالحِجْرُ من الأترج والإهليلج وَنَحْوه.

قَالَ أَبُو حنيفَة: شجر الأَنْبَج كثير بِأَرْض الْعَرَب من نواحي عمان يغْرس غرسا، وَهُوَ لونان: أَحدهمَا ثَمَرَته فِي مثل هَيْئَة اللوز، لَا يزَال حلوا من أول نَبَاته، وَآخر فِي هَيْئَة الإجاص يَبْدُو حامضا ثمَّ يحلو إِذا أينع، وَلَهُمَا جَمِيعًا عجمة وريح طيبَة، ويكبس الحامض مِنْهُمَا وَهُوَ غض فِي الْحباب حَتَّى يدْرك فَيكون كَأَنَّهُ الموز فِي رَائِحَته وطعمه، ويعظم شَجَره حَتَّى يكون كشجر الْجَوْز وورقه كورقه، وَإِذا أدْرك فالحلو مِنْهُ أصفر، والمر مِنْهُ أَحْمَر.

ومَنْبِج: مَوضِع، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: الْمِيم فِي " منبج " زَائِدَة بِمَنْزِلَة الْألف لِأَنَّهَا إِنَّمَا كثرت مزيدة أَولا، فموضع زيادتها كموضع الْألف وَكَثْرَتهَا ككثرتها إِذا كَانَت أَولا فِي الِاسْم وَالصّفة.

وَكَذَلِكَ: النَّبَاج، وهما نباجان: نباج ثيتل، ونباج ابْن عَامر.

وَكسَاء مَنْبَجَانيّ: مَنْسُوب إِلَيْهِ على غير قِيَاس.

والنِّبَاج: موضعان.

جنب: الجَنْبُ والجَنَبةُ والجانِبُ: شِقُّ الإِنْسانِ وغيره. تقول:

قعَدْتُ إِلى جَنْب فلان وإِلى جانِبه، بمعنى، والجمع جُنُوبٌ وجَوانِبُ وجَنائبُ، الأَخيرة نادرة. وفي حديث أَبي هريرة، رضي اللّه عنه، في الرجل الذي أَصابَتْه الفاقةُ: فخرج إِلى البَرِّية، فدَعا، فإِذا الرَّحى تَطْحَنُ، والتَّنُّورُ مَمْلُوءٌ جُنوبَ شِواءٍ؛ هي جمع جَنْبٍ، يريد جَنْبَ الشاةِ أَي إِنه كان في التَّنُّور جُنوبٌ كثيرة لا جَنْبٌ واحد. وحكى اللحياني: إِنه لـمُنْتَفِخُ الجَوانِبِ. قال: وهو من الواحد الذي فُرِّقَ فجُعل جَمْعاً.

وجُنِب الرَّجُلُ: شَكا جانِبَه. وضَرَبَه فجنَبَه أَي كسَرَ جَنْبَه أَو أَصاب جَنْبَه.

ورجل جَنِيبٌ كأَنه يَمْشِي في جانِبٍ مُتَعَقِّفاً، عن ابن الأَعرابي،

وأَنشد:

رَبا الجُوعُ في أَوْنَيْهِ، حتَّى كأَنـَّه * جَنِيبٌ به، إِنَّ الجَنِيبَ جَنِيبُ

أَي جاعَ حتى كأَنـَّه يَمْشِي في جانِبٍ مُتَعَقِّفاً. وقالوا: الحَرُّ

جانِبَيْ سُهَيْلٍ أَي في ناحِيَتَيْه، وهو أَشَدُّ الحَرِّ.

وجانَبَه مُجانَبةً وجِناباً: صار إِلى جَنْبِه. وفي التنزيل العزيز:

أَنْ تقولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتا على ما فَرَّطْتُ في جَنْبِ اللّهِ. قال

الفرَّاءُ: الجَنْبُ: القُرْبُ. وقوله: على ما فَرَّطْتُ في جَنْبِ اللّهِ

أَي في قُرْبِ اللّهِ وجِوارِه.

والجَنْبُ: مُعْظَمُ الشيءِ وأَكثرهُ، ومنه قولهم: هذا قَليل في جَنْبِ

مَوَدّتِكَ. وقال ابن الأَعرابي في قوله في جنبِ اللّهِ: في قُرْبِ اللّهِ

منَ الجَنةِ. وقال الزجاج: معناه على ما فَرَّطْتُ في الطَّريقِ الذي هو طَريقُ اللّهِ الذي دعاني إِليه، وهو توحيدُ اللّهِ والإِقْرارُ بنُبوَّةِ

رسوله وهو محمدٌ، صلى اللّه عليه وسلم. وقولهم: اتَّقِ اللّهَ في جَنْبِ أَخِيك،

ولا تَقْدَحْ في ساقِه، معناه: لا تَقْتُلْه(1)

(1 قوله «لا تقتله» كذا في بعض نسخ المحكم بالقاف من القتل، وفي بعض آخر منه لا تغتله بالغين من الاغتيال.) ولا تَفْتِنْه، وهو على الـمَثَل. قال: وقد فُسِّر الجَنْبُ ههنا بالوَقِيعةِ والشَّتمِ. وأَنشد ابن الأَعرابي:

خَلِيليَّ كُفَّا، واذكُرا اللّهَ في جَنْبي

أَي في الوَقِيعة فيَّ. وقوله تعالى: والصاحِبِ بالجَنْبِ وابنِ

السَّبِيلِ، يعني الذي يَقْرُبُ منك ويكونُ إِلى جَنْبِك. وكذلك جارُ الجُنُبِ أَي اللاَّزِقُ بك إِلى جَنْبِك. وقيل: الصاحِبُ بالجَنْبِ صاحِبُك في السَّفَر، وابنُ السَّبِيل الضَّيفُ. قال سيبويه وقالوا: هُما خَطَّانِ جَنابَتَيْ أَنْفِها، يعني الخَطَّينِ اللَّذَين اكْتَنَفا جنْبَيْ أَنْفِ

الظَّبْيةِ. قال: كذا وقع في كتاب سيبويه. ووقع في الفرخ: جَنْبَيْ

أَنـْفِها.والـمُجَنِّبتانِ من الجَيْش: الـمَيْمَنةُ والـمَيْسَرَةُ.

والـمُجَنَّبةُ، بالفتح: الـمُقَدَّمةُ. وفي حديث أَبي هريرة، رضِي

اللّه عنه: أَنَّ النبيَّ، صلى اللّه عليه وسلم، بَعَثَ خالِدَ بنَ الوَلِيدِ

يومَ الفَتْح على الـمُجَنِّبةِ اليُمْنى، والزُّبَيرَ على الـمُجَنِّبةِ اليُسْرَى، واستعمل أَبا عُبَيْدةَ على البَياذِقةِ، وهُمُ الحُسَّرُ.وجَنَبَتا الوادي: ناحِيَتاهُ، وكذلك جانِباهُ.

ابن الأَعرابي يقال: أَرْسَلُوا مُجَنِّبَتَينِ أَي كَتيبَتَين أَخَذَتا ناحِيَتَي الطَّريقِ. والـمُجَنِّبةُ اليُمْنى: هي مَيْمَنةُ العسكر، والـمُجَنِّبةُ اليُسْرى: هي الـمَيْسَرةُ، وهما مُجَنِّبَتانِ، والنون مكسورة. وقيل: هي الكَتِيبةُ التي تأْخذ إِحْدَى ناحِيَتي الطَّريق. قال: والأَوَّل أَصح. والحُسَّرُ: الرَّجَّالةُ. ومنه الحَديث في الباقِياتِ الصَّالحاتِ: هُنَّ مُقَدِّماتٌ وهُنَّ مُجَنِّباتٌ وهُنَّ مُعَقِّباتٌ.

وجَنَبَ الفَرَسَ والأَسيرَ يَجْنُبُه جَنَباً. بالتحريك، فهو مَجْنُوبٌ

وجَنِيبٌ: قادَه إلى جَنْبِه. وخَيْلٌ جَنائبُ وجَنَبٌ، عن الفارسي. وقيل: مُجَنَّبةٌ. شُدِّدَ للكثرة.

وفَرَسٌ طَوعُ الجِنابِ، بكسر الجيم، وطَوْعُ الجَنَبِ، إِذا كان سَلِسَ

القِيادِ أَي إِذا جُنِبَ كان سَهْلاً مُنْقاداً. وقولُ مَرْوانَ(2)

(2 قوله «وقول مروان إلخ» أورده في المحكم بلصق قوله وخيل جنائب وجنب.) بن الحَكَم: ولا نَكُونُ في هذا جَنَباً لِمَنْ بَعْدَنا، لم يفسره ثعلب. قال: وأُراه من هذا، وهو اسم للجمع. وقوله:

جُنُوح، تُباريها ظِلالٌ، كأَنـَّها، * مَعَ الرَّكْبِ، حَفَّانُ النَّعامِ الـمُجَنَّب(3)

(3 قوله «جنوح» كذا في بعض نسخ المحكم، والذي في البعض الآخر منه جنوحاً بالنصب.)

الـمُجَنَّبُ: الـمَجْنُوبُ أَي الـمَقُودُ. ويقال جُنِبَ فلان وذلك إِذا

ما جُنِبَ إِلى دَابَّةٍ.

والجَنِيبَة: الدَّابَّةُ تُقادُ، واحدة الجَنائِبِ، وكلُّ طائِعٍ مُنْقادٍ جَنِيبٌ.

والأَجْنَبُ: الذي لا يَنْقادُ.

وجُنَّابُ الرَّجلِ: الذي يَسِير معه إِلى جَنْبِه.

وجَنِيبَتا البَعِير: ما حُمِلَ على جَنْبَيهِ. وجَنْبَتُه: طائِفةٌ من جَنْبِه.

والجَنْبةُ: جِلْدة من جَنْبِ البَعير يُعْمل منها عُلْبةٌ، وهي فوق

المِعْلَقِ من العِلابِ ودُونَ الحَوْأَبةِ. يقال: أَعْطِني جَنْبةً أَتَّخِذْ مِنْها عُلْبةً. وفي التهذيب: أَعْطِني جَنْبةً، فيُعْطِيه جِلْداً فيَتَّخِذُه عُلْبة.

والجَنَبُ، بالتحريك: الذي نُهِيَ عنه أَن يُجْنَبَ خَلْفَ الفَرَسِ

فَرَسٌ، فإِذا بَلَغَ قُرْبَ الغايةِ رُكِبَ. وفي حديث الزَّكاةِ والسِّباقِ:

لا جَلَبَ ولا جَنَبَ، وهذا في سِباقِ الخَيْل. والجَنَبُ في السباق،

بالتحريك: أَن يَجْنُبَ فَرَساً عُرْياً عند الرِّهانِ إِلى فَرَسِه الذي

يُسابِقُ عَلَيْهِ، فإِذا فَتَر الـمَرْكُوبُ تحَوَّلَ إِلى الـمَجْنُوبِ، وذلك إِذا خاف أَن يُسْبَقَ على الأَوَّلِ؛ وهو في الزكاة: أَن يَنزِل العامِلُ بأَقْصَى مواضع أَصحاب الصدقة ثم يأْمُرَ بالأَموال أَن تُجْنَبَ

إِليه أَي تُحْضَرَ فَنُهُوا عن ذلك. وقيل: هو أَن يُجْنِبَ رَبُّ المالِ

بمالِه أَي يُبْعِدَه عن موضِعه، حتى يَحْتاجَ العامِلُ إِلى الإِبْعاد في

اتِّباعِه وطَلَبِه. وفي حديث الحُدَيْبِيَةِ: كانَ اللّهُ قد قَطَعَ جَنْباً مِنَ المشْركين. أَراد بالجَنْبِ الأَمْرَ، أَو القِطْعةَ مِنَ الشيءِ.

يقال: ما فَعَلْتَ في جَنْبِ حاجَتي أَي في أَمْرِها. والجَنْبُ: القِطْعة من الشيءِ تكون مُعْظَمَه أَو شيئاً كَثِيراً منه.

وجَنَبَ الرَّجلَ: دَفَعَه.

ورَجل جانِبٌ وجُنُبٌ: غَرِيبٌ، والجمع أَجْنابٌ. وفي حديث مُجاهد في تفسير السيارة قال: هم أَجْنابُ الناس، يعني الغُرَباءَ، جمع جُنُبٍ، وهو الغَرِيبُ، وقد يفرد في الجميع ولا يؤَنث. وكذلك الجانِبُ والأَجْنَبيُّ والأَجْنَبُ. أَنشد ابن الأَعرابي:

هل في القَضِيَّةِ أَنْ إِذا اسْتَغْنَيْتُمُ * وأَمِنْتُمُ، فأَنا البعِيدُ الأَجْنَبُ

وفي الحديث: الجانِبُ الـمُسْتَغْزِرُ يُثابُ من هِبَتِه الجانبُ الغَرِيبُ أَي إِنَّ الغَرِيبَ الطالِبَ، إِذا أَهْدَى لك هَدِيَّةً ليَطْلُبَ أَكثرَ منها، فأَعْطِه في مُقابَلة هدِيَّتِه. ومعنى الـمُسْتَغْزِر: الذي يَطْلُب أَكثر مـما أَعْطَى.

ورجل أَجْنَبُ وأَجْنَبيٌّ وهو البعيد منك في القَرابةِ، والاسم

الجَنْبةُ والجَنابةُ. قال:

إِذا ما رَأَوْني مُقْبِلاً، عن جَنابةٍ، * يَقُولُونَ: مَن هذا، وقد عَرَفُوني

وقوله أَنشده ثعلب:

جَذْباً كَجذْبِ صاحِبِ الجَنابَهْ

فسره، فقال: يعني الأَجْنَبيَّ.

والجَنِيبُ: الغَرِيبُ. وجَنَبَ فلان في بني فلان يَجْنُبُ جَنابةً ويَجْنِبُ إِذا نَزَلَ فيهم غَرِيباً، فهو جانِبٌ، والجمع جُنَّابٌ، ومن ثَمَّ

قيل: رجلٌ جانِبٌ أَي غرِيبٌ، ورجل جُنُبٌ بمعنى غريب، والجمع أَجْنابٌ.

وفي حديث الضَّحَّاك أَنه قال لجارِية: هل من مُغَرِّبةِ خَبَرٍ؟ قال:

على جانِبٍ الخَبَرُ أَي على الغَرِيبِ القادِمِ. ويقال: نِعْم القَوْمُ

هُمْ لجارِ الجَنابةِ أَي لِجارِ الغُرْبةِ.

والجَنابةُ: ضِدّ القَرابةِ، وقول عَلْقَمَة بن عَبَدةَ:

وفي كلِّ حيٍّ قد خَبَطْتَ بِنِعْمةٍ، * فَحُقَّ لشأْسٍ، مِن نَداكَ، ذَنُوبُ

فلا تَحْرِمَنِّي نائِلاً عن جَنابةٍ، * فإِني امْرُؤٌ، وَسْطَ القِبابِ،

غرِيبُ

عن جَنابةٍ أَي بُعْدٍ وغُربة. قاله يُخاطِبُ به الحَرِثَ ابنَ جَبَلةَ

يمدحه، وكان قد أَسَرَ أَخاه شَأْساً. معناه: لا تَحْرِمَنِّي بعدَ

غُرْبةٍ وبُعْدٍ عن دِياري. وعن،في قوله عن جنابةِ، بمعنى بَعْدَ، وأَراد بالنائلِ إِطْلاقَ أَخِيهِ شَأْسٍ من سِجْنِه، فأَطْلَقَ له أَخاه

شأْساً ومَن أُسِرَ معه من بني تميم.

وجَنَّبَ الشيءَ وتجَنَّبَه وجانَبَه وتجَانَبَه واجْتَنَبَهُ: بَعُد عنه.

وجَنَبَه الشيءَ وجَنَّبَه إِيَّاه وجَنَبَه يَجْنُبُه وأَجْنَبَه: نَحَّاهُ عنه. وفي التنزيل العزيز إِخباراً عن إِبراهيم، على نبيِّنا وعليه الصلاة والسلام: واجْنُبْني وبَنيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنام؛ أَي نَجِّني.

وقد قُرئَ: وأَجْنِبْني وبَنيَّ، بالقَطْع. ويقال: جَنَبْتُه الشَّرَّ وأَجْنَبْتُه وجَنَّبْتُه، بمعنى واحد، قاله الفرّاءُ والزجاج.

ويقال: لَجَّ فلان في جِنابٍ قَبيحٍ إِذا لَجَّ في مُجانَبَةِ أَهلِه.

ورجل جَنِبٌ: يَتَجنَّبُ قارِعةَ الطريق مَخافةَ الأَضْياف.

والجَنْبة، بسكون النون: الناحية. ورَجُل ذو جَنْبة أَي اعْتزالٍ عن

الناس مُتَجَنِّبٌ لهم. وقَعَدَ جَنْبَةً أَي ناحِيةً واعْتَزَل الناسَ.

ونزل فلان جَنْبةً أَي ناحِيةً. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: عليكم بالجَنْبةِ فإِنها عَفافٌ. قال الهروي: يقول اجْتَنِبُوا النساءَ والجُلُوسَ إِلَيْهنَّ، ولا تَقْرَبُوا ناحِيَتَهنَّ.

وفي حديث رقيقة: اسْتَكَفُّوا جَنابَيْه أَي حَوالَيْه، تثنية جَناب، وهي الناحِيةُ. وحديث الشعبي: أَجْدَبَ بِنا الجَنابُ. والجَنْبُ: الناحِيةُ. وأَنشد الأَخفش:

الناسُ جَنْبٌ والأَمِيرُ جَنْبُ

كأَنه عَدَلَه بجميع الناس. ورجل لَيِّنُ الجانِبِ والجَنْبِ أَي سَهْلُ

القُرْب. والجانِبُ: الناحِيةُ، وكذلك الجَنَبةُ. تقول: فلان لا يَطُورُ

بِجَنَبَتِنا. قال ابن بري: هكذا قال أَبو عبيدة وغيره بتحريك النون.

قال، وكذا رَوَوْه في الحديث: وعلى جَنَبَتَيِ الصِّراطِ أَبْوابٌ

مُفَتَّحةٌ. وقال عثمان بن جني: قد غَرِيَ الناسُ بقولهم أَنا في ذَراكَ وجَنَبَتِك بفتح النون. قال: والصواب إِسكانُ النون، واستشهد على ذلك بقول أَبي صَعْتَرةَ البُولانيِّ:

فما نُطْفةٌ مِنْ حَبِّ مُزْنٍ تقاذَفَتْ * به جَنْبَتا الجُوديِّ، والليلُ دامِسُ

وخبر ما في البيت الذي بعده، وهو:

بأَطْيَبَ مِنْ فِيها، وما ذُقْتُ طَعْمَها، * ولكِنَّني، فيما تَرَى العينُ، فارِسُ

أَي مُتَفَرِّسٌ. ومعناه: اسْتَدْلَلْتُ بِرِقَّته وصفَائِه على عُذوبَتِه وبَرْدِه. وتقول: مَرُّوا يَسِيرُونَ جَنابَيْه وجَنابَتَيْه وجَنْبَتَيْه أَي ناحِيَتَيْهِ.

والجانِبُ الـمُجْتَنَبُ: الـمَحْقُورُ.

وجارٌ جُنُبٌ: ذو جَنابةٍ مِن قوم آخَرِينَ لا قَرابةَ لهم، ويُضافُ

فيقال: جارُ الجُنُبِ. التهذيب: الجارُ الجُنُب هو الذي جاوَرَك، ونسبُه في قوم آخَرِينَ. والمُجانِبُ: الـمُباعِدُ. قال:

وإِني، لِما قد كان بَيْني وبيْنَها، * لـمُوفٍ، وإِنْ شَطَّ الـمَزارُ الـمُجانِبُ

وفرَسٌ مُجَنَّبٌ: بَعِيدُ ما بين الرِّجْلَين من غير فَحَجٍ، وهو مدح.

والتَّجْنِيبُ: انحِناءٌ وتَوْتِيرٌ في رِجْلِ الفَرَس، وهو مُسْتَحَبٌّ.

قال أَبو دُواد:

وفي اليَدَيْنِ، إِذا ما الماءُ أَسْهَلَها، ثَنْيٌ قَلِيلٌ، وفي الرِّجْلَينِ تَجْنِيبُ(1)

(1 قوله «أسهلها» في الصاغاني الرواية أسهله يصف فرساً. والماء أراد به العرق. وأسهله أي أساله. وثني أي يثني يديه.)

قال أَبو عبيدة: التَّجْنِيبُ: أَن يُنَحِّيَ يديه في الرَّفْعِ والوَضْعِ. وقال الأَصمعي: التَّجْنِيبُ، بالجيم، في الرجلين، والتحنيب، بالحاء

في الصلب واليدين.

وأَجْنَبَ الرجلُ: تَباعَدَ.

والجَنابةُ: الـمَنِيُّ. وفي التنزيل العزيز: وإِن كُنْتم جُنُباً فاطَّهَّروا. وقد أَجْنَبَ الرجلُ وجَنُبَ أَيضاً، بالضم، وجَنِبَ وتَجَنَّبَ.

قال ابن بري في أَماليه على قوله جَنُبَ، بالضم، قال: المعروف عند أَهل اللغة أَجْنَبَ وجَنِبَ بكسر النون، وأَجْنَبَ أَكثرُ من جَنِبَ. ومنه قول ابن عباس، رضي اللّه عنهما: الإِنسان لا يُجْنِبُ، والثوبُ لا يُجْنِبُ، والماءُ لا يُجْنِبُ، والأَرضُ لا تُجْنِبُ. وقد فسر ذلك الفقهاءُ وقالوا أَي لا يُجْنِبُ الإِنسانُ بمُماسَّةِ الجُنُبِ إِيَّاه، وكذلك الثوبُ إِذا لَبِسَه الجُنُب لم يَنْجُسْ، وكذلك الأَرضُ إِذا أَفْضَى إِليها الجُنُبُ لم تَنْجُسْ، وكذلك الماءُ إِذا غَمَس الجُنُبُ فيه يدَه لم يَنْجُسْ.

يقول: إِنَّ هذه الأَشياءَ لا يصير شيءٌ منها جُنُباً يحتاج إلى الغَسْلِ لمُلامَسةٍ الجُنُبِ إِيَّاها. قال الأَزهري: إِنما قيل له جُنُبٌ لأَنه نُهِيَ أَن يَقْرَبَ مواضعَ الصلاةِ ما لم يَتَطهَّرْ، فتَجَنَّبَها وأَجْنَبَ عنها أَي تَنَحَّى عنها؛ وقيل: لـمُجانَبَتِه الناسَ ما لم يَغْتَسِلْ.

والرجُل جُنُبٌ من الجَنابةِ، وكذلك الاثْنانِ والجميع والمؤَنَّث، كما يقال رجُلٌ رِضاً وقومٌ رِضاً، وإِنما هو على تأْويل ذَوِي جُنُبٍ، فالمصدر يَقُومُ مَقامَ ما أُضِيفَ إِليه. ومن العرب من يُثَنِّي ويجْمَعُ ويجْعَلُ المصدر بمنزلة اسم الفاعل. وحكى الجوهري: أَجْنَبَ وجَنُبَ، بالضم.

وقالوا: جُنُبانِ وأَجْنابٌ وجُنُبُونَ وجُنُباتٌ. قال سيبويه: كُسِّرَ

(يتبع...)

(تابع... 1): جنب: الجَنْبُ والجَنَبةُ والجانِبُ: شِقُّ الإِنْسانِ وغيره. تقول:... ...

على أَفْعالٍ كما كُسِّرَ بَطَلٌ عليه، حِينَ قالوا أَبْطالٌ، كما اتَّفَقا في الاسم عليه، يعني نحو جَبَلٍ وأَجْبالٍ وطُنُبٍ وأَطْنابٍ. ولم يقولوا جُنُبةً. وفي الحديث: لا تَدْخُلُ الملائكةُ بَيْتاً فيه جُنُبٌ. قال ابن الأَثير: الجُنُب الذي يَجِبُ عليه الغُسْل بالجِماع وخُروجِ المَنّي. وأَجْنَبَ يُجْنِبُ إِجْناباً، والاسم الجَنابةُ، وهي في الأَصْل البُعْدُ. وأَراد بالجُنُبِ في هذا الحديث: الذي يَترُك الاغْتِسالَ مِن الجَنابةِ عادةً، فيكونُ أَكثرَ أَوقاتِه جُنُباً، وهذا يدل على قِلّة دِينِه وخُبْثِ باطِنِه. وقيل: أَراد بالملائكة ههُنا غيرَ الحَفَظةِ. وقيل: أَراد لا تحْضُره الملائكةُ بخير. قال: وقد جاءَ في بعض الرِّوايات

كذلك.والجَنابُ، بالفتح، والجانِبُ: النّاحِيةُ والفِناءُ وما قَرُبَ مِن

مَحِلَّةِ القوْمِ، والجمع أَجْنِبةٌ. وفي الحديث: وعلى جَنَبَتي الصِّراطِ

داعٍ أَي جانِباهُ.

وجَنَبَةُ الوادي: جانِبُه وناحِيتُه، وهي بفتح النون. والجَنْبةُ،

بسكون النون: النّاحِيةُ، ويقال أَخْصَبَ جَنابُ القوم، بفتح الجيم، وهو ما حَوْلَهم، وفلان خَصِيبُ الجَنابِ وجَديبُ الجَنابِ، وفُلانٌ رَحْبُ الجَنابِ أَي الرَّحْل، وكُنا عنهم جَنابِينَ وجَناباً أَي

مُتَنَحِّينَ.والجَنِيبةُ: العَلِيقةُ، وهي الناقةُ يُعْطِيها الرّجُلُ القومَ

يَمتارُونَ عليها له. زاد المحكم: ويُعْطِيهم دَراهِمَ ليَمِيرُوه عليها. قال الحسن بن مُزَرِّدٍ:

قالَتْ لَه مائِلَةُ الذَّوائِبِ:

كَيْفَ أَخِي في العُقَبِ النَّوائِبِ؟ * أَخُوكَ ذُو شِقٍّ عَلى الرَّكائِبِ

رِخْوُ الحِبالِ، مائلُ الحَقائِبِ، * رِكابُه في الحَيِّ كالجَنائِبِ

يعني أَنها ضائعةٌ كالجَنائِب التي ليس لها رَبٌّ يَفْتَقِدُها. تقول:

إِنَّ أَخاكَ ليس بِمُصْلِحٍ لمالِه، فمالُهُ كَمالٍ غابَ عنْه رَبُّه وسَلَّمه لِمَن يَعْبَثُ فِيهِ؛ ورِكابُه التي هو مَعَها كأَنها جَنائِبُ في الضُّرِّ وسُوءِ الحالِ. وقوله رِخْوُ الحِبالِ أَي هو رِخْوُ الشَّدِّ لرَحْلِه فحقائبُه مائلةٌ لِرخاوةِ الشَّدِّ.

والجَنِيبةُ: صُوفُ الثَّنِيِّ عن كراع وحده. قال ابن سَيده: والذي حكاه يعقوب وغيره من أَهل اللغة: الخَبِيبةُ، ثم قال في موضع آخر: الخَبِيبةُ صُوفُ الثَّنِيِّ مثل الجَنِيبةِ، فثبت بهذا أَنهما لُغَتانِ صَحيحتانِ.

والعَقِيقةُ: صُوفُ الجَذَعِ، والجَنِيبةُ من الصُّوفِ أَفْضلُ من العَقِيقة وأَبْقَى وأَكثر.

والـمَجْنَبُ، بالفتح: الكَثِيرُ من الخَيرِ والشَّرِّ. وفي الصحاح:

الشيءُ الكثير. يقال: إِن عندنا لخيراً مَجْنَباً أَي كثيراً. وخَصَّ به أَبو عبيدة الكَثِير من الخَيرِ. قال الفارسي: وهو مِـمّا وَصفُوا به،

فقالوا: خَيرٌ مَجْنَبٌ. قال الفارسي: وهذا يقال بكسر الميم وفتحها. وأَنشد شمر لكثير:

وإِذْ لا ترَى في الناسِ شَيْئاً يَفُوقُها، * وفِيهنَّ حُسْنٌ، لو تَأَمَّلْتَ، مَجْنَبُ

قال شمر: ويقال في الشَّرِّ إِذا كَثُر، وأَنشد:

وكُفْراً ما يُعَوَّجُ مَجْنَبَا(1)

(1 قوله «وكفراً إلخ» كذا هو في التهذيب أيضاً.)

وطَعامٌ مَجْنَبٌ: كثير. والمِجْنَبُ: شَبَحَةٌ مِثْلُ الـمُشْطِ إِلاّ أَنها ليست لها أَسْنانٌ، وطَرَفُها الأَسفل مُرْهَفٌ يُرْفَعُ بها التُّرابُ على الأَعْضادِ والفِلْجانِ. وقد جَنَبَ الأَرْضَ بالمِجْنَبِ.والجَنَبُ: مصدر قولك جَنِبَ البعير، بالكسر، يَجْنَبُ جَنَباً إِذا ظَلَعَ من جَنْبِه. والجَنَبُ: أَن يَعطَشَ البعِيرُ عَطَشاً شديداً حتى تَلْصَقَ رِئَتُه بجَنْبِه من شدَّة العَطَشِ، وقد جَنِب جَنَباً. قال ابن السكيت قالت الأَعراب: هو أَن يَلْتَوِيَ من شِدّة العطش. قال ذوالرمة يصف حماراً:

وَثْبَ المُسَحَّجِ مِن عاناتِ مَعْقُلَةٍ، * كأَنـَّه مُسْتَبانُ الشَّكِّ، أَو جَنِبُ

والـمُسَحَّجُ: حِمارُ الوَحْشِ، والهاءُ في كأَنه تَعُود على حِمار

وحْشٍ تقدم ذكره. يقول: كأَنه من نَشاطِه ظالِعٌ، أَو جَنِبٌ، فهو يَمشي في شِقٍّ وذلك من النَّشاطِ. يُشَبِّه جملَه أَو ناقَتَه بهذا الحمار. وقال أَيضاً:

هاجَتْ به جُوَّعٌ، غُضْفٌ، مُخَصَّرةٌ، * شَوازِبٌ، لاحَها التَّغْرِيثُ والجَنَبُ

وقيل الجَنَبُ في الدابة: شِبْهُ الظَّلَعِ، وليس بِظَلَعٍ، يقال:

حِمارٌ جَنِبٌ. وجَنِبَ البعير: أَصابه وجعٌ في جَنْبِه من شِدَّةِ العَطَش.

والجَنِبُ: الذئْبُ لتَظالُعِه كَيْداً ومَكْراً من ذلك.

والجُنابُ: ذاتُ الجَنْبِ في أَيِّ الشِّقَّينِ كان، عن الهَجَرِيِّ.

وزعَم أَنه إِذا كان في الشِّقِّ الأَيْسَرِ أَذْهَبَ صاحِبَه. قال:

مَريضٍ، لا يَصِحُّ، ولا أُبالي، * كأَنَّ بشِقِّهِ وجَعَ الجُنابِ

وجُنِبَ، بالضم: أَصابه ذاتُ الجَنْبِ.

والـمَجْنُوبُ: الذي به ذاتُ الجَنْب، تقول منه: رَجُلٌ مَجْنُوب؛ وهي قَرْحَةٌ تُصِيبُ الإِنسانَ داخِلَ جَنْبِه، وهي عِلَّة صَعْبة تأْخُذُ في الجَنْب. وقال ابن شميل: ذاتُ الجَنْب هي الدُّبَيْلةُ، وهي على تَثْقُبُ البطن ورُبَّما كَنَوْا عنها فقالوا: ذاتُ الجَنْب. وفي الحديث:

الـمَجْنُوبُ في سَبِيلِ اللّهِ شَهِيدٌ. قيل: الـمَجْنُوبُ الذي به ذاتُ

الجَنْبِ. يقال: جُنِبَ فهو مَجْنُوب، وصُدِرَ فهو مَصْدُورٌ. ويقال: جَنِبَ جَنَباً إِذا اشْتَكَى جَنْبَه، فهو جَنِبٌ، كما يقال رَجُلٌ فَقِرٌ وظَهِرٌ إِذا اشْتَكَى ظَهْرَه وفَقارَه. وقيل: أَراد بالـمَجْنُوبِ الذي

يَشْتَكِي جَنْبَه مُطْلَقاً. وفي حديث الشُّهَداءِ: ذاتُ الجَنْب شَهادةٌ. وفي حديث آخر: ذُو الجَنْبِ شَهِيدٌ؛ هو الدُّبَيْلةُ والدُّمَّل الكبيرة

التي تَظْهَر في باطن الجَنْب وتَنْفَجِر إِلى داخل، وقَلَّما يَسْلَمُ

صاحِبُها. وذُو الجَنْبِ: الذي يَشْتَكي جَنْبَه بسبب الدُّبيلة، إِلاّ أَنَّ

ذو للمذكر وذات للمؤَنث، وصارت ذات الجنب علماً لها، وإِن كانت في الأَصل صفة مضافة.

والـمُجْنَب، بالضم، والمِجْنَبُ، بالكسر: التُّرْس، وليست واحدة منهما على الفعل. قال ساعدة بن جُؤَيَّةَ:

صَبَّ اللَّهِيفُ لَها السُّبُوبَ بِطَغْيةٍ، * تُنْبي العُقابَ، كما يُلَطُّ المِجْنَبُ

عَنَى باللَّهِيفِ المُشْتارَ. وسُبُوبُه: حِبالُه التي يَتَدلَّى بها إِلى العَسَلِ. والطَّغْيةُ: الصَّفاةُ الـمَلْساءُ. والجَنْبةُ: عامَّة الشَّجَر الذي يَتَرَبَّلُ في الصَّيْفِ.

وقال أَبو حنيفة: الجَنْبةُ ما كان في نِبْتَتِه بين البَقْل والشَّجر،

وهما مـما يبقى أَصله في الشتاءِ ويَبِيد فَرْعه. ويقال: مُطِرْنا

مَطَراً كَثُرتْ منه الجَنْبةُ. وفي التهذيب: نَبَتَتْ عنه الجَنْبةُ،

والجَنْبَةُ اسم لكل نَبْتٍ يَتَرَبَّلُ في الصَّيف. الأَزهري: الجَنْبةُ اسم

واحد لنُبُوتٍ كثيرة، وهي كلها عُرْوةٌ، سُميت جَنْبةً لأَنها صَغُرت عن الشجر الكبار وارْتَفَعَتْ عن التي أَرُومَة لها في الأَرض؛ فمِنَ الجَنْبةِ النَّصِيُّ والصِّلِّيانُ والحَماطُ والـمَكْرُ والجَدْرُ والدَّهْماءُ

صَغُرت عن الشجر ونَبُلَتْ عن البُقُول. قال: وهذا كله مسموع من العرب.

وفي حديث الحجاج: أَكَلَ ما أَشْرَفَ من الجَنْبَةِ؛ الجَنْبَةُ، بفتح

الجيم وسكون النون: رَطْبُ الصِّلِّيانِ من النبات، وقيل: هو ما فَوْقَ البَقْلِ ودُون الشجر. وقيل: هو كلُّ نبْت يُورِقُ في الصَّيف من غير مطر.والجَنُوبُ: ريح تُخالِفُ الشَّمالَ تأْتي عن يمِين القِبْلة. وقال ثعلب: الجَنُوبُ مِن الرِّياحِ: ما اسْتَقْبَلَكَ عن شِمالك إِذا وقَفْت في القِبْلةِ.

وقال ابن الأَعرابي: مَهَبُّ الجَنُوب مِن مَطْلَعِ سُهَيلٍ إِلى مَطْلَعِ الثُرَيَّا. الأَصمعي: مَجِيءُ الجَنُوبِ ما بين مَطْلَعِ سُهَيْلٍ إِلى مَطْلَعِ الشمس في الشتاءِ. وقال عُمارةُ: مَهَبُّ الجَنُوبِ ما بين مَطلع سُهَيْل إِلى مَغْرِبه. وقال الأَصمعي: إِذا جاءَت الجَنُوبُ جاءَ معها

خَيْرٌ وتَلْقِيح، وإِذا جاءَت الشَّمالُ نَشَّفَتْ. وتقول العرب للاثنين،

إِذا كانا مُتصافِيَيْنِ: رِيحُهما جَنُوبٌ، وإِذا تفرَّقا قيل: شَمَلَتْرِيحُهما، ولذلك قال الشاعر:

لَعَمْري، لَئِنْ رِيحُ الـمَودَّةِ أَصبَحَتْ * شَمالاً، لقد بُدِّلْتُ، وهي جَنُوبُ

وقول أَبي وجزة:

مَجْنُوبةُ الأُنْسِ، مَشْمُولٌ مَواعِدُها، * مِن الهِجانِ، ذواتِ الشَّطْبِ والقَصَبِ

يعني: أَن أُنسَها على مَحَبَّتِه، فإِن التَمَس منها إِنْجازَ مَوْعِدٍ

لم يَجِدْ شيئاً. وقال ابن الأَعرابي: يريد أَنها تَذْهَب مَواعِدُها مع

الجَنُوبِ ويَذْهَبُ أُنـْسُها مع الشَّمالِ.

وتقول: جَنَبَتِ الرِّيحُ إِذا تَحَوَّلَتْ جَنُوباً. وسَحابةٌ مَجْنُوبةٌ إِذا هَبَّتْ بها الجَنُوب.

التهذيب: والجَنُوبُ من الرياحِ حارَّةٌ، وهي تَهُبُّ في كلِّ وَقْتٍ،

ومَهَبُّها ما بين مَهَبَّي الصَّبا والدَّبُورِ مِمَّا يَلي مَطْلَعَ سُهَيْلٍ. وجَمْعُ الجَنُوبِ: أَجْنُبٌ. وفي الصحاح: الجَنُوبُ الريح التي تُقابِلُ الشَّمال. وحُكي عن ابن الأَعرابي أَيضاً أَنه قال: الجَنُوب في كل

موضع حارَّة إِلا بنجْدٍ فإِنها باردة، وبيتُ كثير عَزَّةَ حُجَّة له:

جَنُوبٌ، تُسامِي أَوْجُهَ القَوْمِ، مَسُّها * لَذِيذٌ، ومَسْراها، من الأَرضِ، طَيِّبُ

وهي تكون اسماً وصفة عند سيبويه، وأَنشد:

رَيحُ الجَنُوبِ مع الشَّمالِ، وتارةً * رِهَمُ الرَّبِيعِ، وصائبُ التَّهْتانِ

وهَبَّتْ جَنُوباً: دليل على الصفة عند أَبي عثمان.

قال الفارسي: ليس بدليل، أَلا ترى إِلى قول سيبويه: إِنه قد يكون حالاً ما لا يكون صفة كالقَفِيز والدِّرهم. والجمع: جَنائبُ. وقد جَنَبَتِ الرِّيحُ تَجْنُبُ جُنُوباً، وأَجْنَبَتْ أَيضاً، وجُنِبَ القومُ: أَصابَتْهم

الجَنُوبُ أَي أَصابَتْهم في أَمـْوالِهِمْ. قال ساعدة بن جُؤَيَّةَ:

سادٍ، تَجَرَّمَ في البَضِيعِ ثَمانِياً، * يُلْوَى بِعَيْقاتِ البِحارِ، ويُجْنَبُ

أَي أَصابَتْه الجَنُوبُ.

وأَجْنَبُوا: دَخلوا في الجَنُوبِ.

وجُنِبُوا: أَصابَهُم الجَنُوبُ، فهم مَجْنُوبُونَ، وكذلك القول في

الصَّبا والدَّبُورِ والشَّمالِ.

وجَنَبَ إِلى لِقائِه وجَنِبَ: قَلِقَ، الكسر عن ثعلب، والفتح عن ابن

الأَعرابي. تقول: جَنِبْتُ إِلى لِقائكَ، وغَرِضْتُ إِلى لِقائكَ جَنَباً

وغَرَضاً أَي قَلِقْتُ لشدَّة الشَّوْقِ إِليك. وقوله في الحديث: بِعِ

الجَمْعَ بالدَّراهم ثم ابْتَعْ به جَنِيباً، هو نوع جَيِّد مَعْروف من أَنواع التمر، وقد تكرَّر في الحديث.

وجَنَّبَ القومُ، فهم مُجَنِّبُونَ، إِذا قلَّتْ أَلبانُ إِبلهم؛ وقيل: إِذا لم يكن في إِبلهم لَبَنٌ. وجَنَّبَ الرَّجلُ إِذا لم يكن في إِبله ولا غنمه دَرٌّ: وجَنَّبَ الناسُ: انْقَطَعَتْ أَلبانُهم، وهو عام تَجْنِيب. قال الجُمَيْحُ بنُ مُنْقِذ يذكر امرأَته:

لَـمَّا رَأَتْ إِبِلي قَلَّتْ حَلُوبَتُها، * وكُلُّ عامٍ عَلَيها عامُ تَجْنِيبِ

يقُول: كلُّ عامٍ يَمُرُّ بها، فهو عامُ تَجْنِيبٍ. قال أَبو زيد: جَنَّبَتِ الإِبلُ إِذا لم تُنْتَجْ منها إِلا الناقةُ والناقَتانِ. وجَنَّبها هو، بشدِّ النون أَيضاً. وفي حديث الحَرِثِ بن عَوْف: إِن الإِبل جَنَّبَتْ قِبَلَنا العامَ أَي لم تَلْقَحْ، فيكون لها أَلبان. وجنَّب إِبلَه وغَنَمه: لم يُرْسِلْ فيها فحلاً.

والجَأْنـَبُ، بالهمز: الرجل القَصِيرُ الجافي الخِلْقةِ.

وخَلْقٌ جَأْنَبٌ إِذا كان قَبِيحاً كَزّاً. وقال امرؤُ القيس:

ولا ذاتُ خَلْقٍ، إِنْ تَأَمَّلْتَ، جَأْنَبِ

والجَنَبُ: القَصِيرُ؛ وبه فُسِّرَ بيت أَبي العيال:

فَتًى، ما غادَرَ الأَقْوامُ، * لا نِكْسٌ ولا جَنَبُ

وجَنِبَتِ الدَّلْوُ تَجْنَبُ جَنَباً إِذا انْقَطَعَتْ منها وذَمَةٌ أَو وَذَمَتانِ. فمالَتْ.

والجَناباءُ والجُنابى: لُعْبةٌ للصِّبْيانِ يَتَجانَبُ الغُلامانِ فَيَعْتَصِمُ كُلُّ واحِدٍ من الآخر.

وجَنُوبُ: اسم امرأَة. قال القَتَّالُ الكِلابِيُّ:

أَباكِيَةٌ، بَعْدي، جَنُوبُ، صَبابةً، * عَليَّ، وأُخْتاها، بماءِ عُيُونِ؟

وجَنْبٌ: بَطْن من العرب ليس بأَبٍ ولا حَيٍّ، ولكنه لَقَبٌ، أَو هو

حَيٌّ من اليمن. قال مُهَلْهِلٌ:

زَوَّجَها فَقْدُها الأَراقِمَ في * جَنْبٍ، وكانَ الحِباءُ من أَدَمِ

وقيل: هي قَبِيلةٌ من قَبائِل اليَمَن.

والجَنابُ: موضع.

والمِجْنَبُ: أَقْصَى أَرضِ العَجَم إِلى أَرض العَرَبِ، وأَدنى أَرضِ

العَرَب إِلى أَرض العجم. قال الكميت:

وشَجْو لِنَفْسِيَ، لم أَنـْسَه، * بِمُعْتَرَك الطَّفِّ والمِجْنَبِ

ومُعْتَرَكُ الطَّفِّ: هو الموضع الذي قُتِلَ فيه الحُسَين بن عليّ، رضي اللّه عنهما.

التهذيب: والجِنابُ، بكسر الجيم: أَرض معروفة بِنَجْد. وفي حديث ذي المِعْشارِ: وأَهلِ جِنابِ الهَضْبِ هو، بالكسر، اسم موضع.

جنب

1 جَنَبَهُ He broke his side: (S, K:) or he hit, or hurt, his side. (TA.) [The aor. of the verb in this sense is probably جَنُبَ, and the inf. n., accord. to the TK, is جَنْبٌ.] b2: He led him by his side; (S, A, * Msb, K;) namely, a horse (S, A, Msb, TA) or the like, (S, A,) and a captive. (S, TA.) In this sense, its aor. is جَنُبَ, (A, Msb, TA,) and the inf. n. جَنَبٌ (S, A, Msb, K) and مَجْنَبٌ. (K.) Hence, طَوْعُ الجَنَبِ: see جِنَابٌ.

جَنَبٌ which is forbidden (S, A, TA) in a trad., [in which it is said, لَا جَلَبَ وَلَا جَنَبَ] (A, TA) relating to horse-racing and to [the collecting of] the poor-rate, (TA,) means [in the former case] A man's leading, by the side of a horse that he rides in a race, another horse, (S, A, K,) without a rider, (TA,) and when the horse that he rides has become languid and weak, (K,) or when he fears that he will not outstrip upon it, (S,) or when he draws near to the goal, (A,) transferring himself to the other, (S, A, K,) in order that he may outstrip: (A:) and in relation to the poorrate, it means the collector's alighting in the most remote of the places whence the portion appointed for the poor-rate is to be collected, and then ordering that the camels or the like [that constitute that portion] shall be led to him: or the going of the owner of the property to a distance, [or aside, or out of the way,] with his property, so that the collector is obliged to go to a distance in quest of it. (K. See more in art. جلب, first paragraph.) b3: He placed, or put, at a distance, or he put, or sent, away, or far away, or far off, or he removed far away, alienated, or estranged, him, or it; (K;) as though he put him, or it, aside, or as though he walked aside; as also ↓ جانبهُ (TA.) And He pushed, thrust, or drove, him, or it, away, aside, or to a distance. (K, * TA.) and جَنَبَهُ الشَّىْءَ (S, K, *) or الشَّرَّ (Fr, Zj, Msb,) aor. ـُ (S, Msb, K;) and ↓ جنّبهُ, (Fr, Zj, S, A, Msb, K,) but this has an intensive signification; (Msb;) and ↓ اجنبهُ; (Fr, Zj, A, K;) He put aside, or away, or he warded off, from him, (S,) or he removed from him, (S, Msb, K,) or removed far from him, (Msb, K,) the thing, (S, K, *) or evil. (Fr, Zj, A, Msb.) It is said in the Kur [xiv. 38], وَاجْنُبْنِى وَبَنِىَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ [and put Thou away from me and my sons our worshipping of idols], (S,) or, accord. to one reading, ↓ وَأَجْنِبْنِى. (TA.) b4: He yearned towards, longed for, or desired, him, or it. (K, * TA.) A2: جَنَبَ بِهِ, aor. ـُ [He went aside, apart, out of the way, to a distance, or far away, with him, or it: or, like جَنَبَهُ, in a sense explained above,] he placed, or put, at a distance, or he put, or sent, away, or far away, or far off, him, or it. (K, TA.) b2: جَنَبَ فِى بَنِى فُلَانٍ, (S, K, *) aor. ـُ inf. n. جَنَابَةٌ; (S;) and ↓ تجنّب; (so, app., in the TA;) He alighted, or descended and abode, or settled, as a stranger, among the sons of such a one. (S, K, * TA.) One says, نِعْمَ القَوْمُ هُمْ لِجَارِ الجَنَابَةِ [Excellent are the people, they,] to the neighbour who is a stranger. (S. [See also جُنُبٌ.]) And لَا تَحْرِمَنِّى عَنْ جَنَابَةٍ Do not thou by any means refuse me because of being remote (S, A, TA) in respect of relationship. (A, TA.) [See also جَنَابَةٌ mentioned below as a subst.] b3: جَنَبَتِ الرِّيحُ, (S, A, K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. جُنُوبٌ; (K;) and ↓ اجنبت; (TA;) The wind was, or became, such as is termed جَنُوب [i. e. south, or southerly]; (K;) it blew in the direction of the wind thus called: (A, TA:) or the former, (S,) or جَنِبَت, (TA,) the wind changed, or veered, so as to become جَنُوب (S, TA.) b4: [And hence, (see جَنُوبٌ,)]

جَنَبَ إِلَيْهِ, (IAar, K,) or إِلَى لِقَائِهِ, (TA,) aor. ـُ (K;) and جَنِبَ, aor. ـَ (Th, K;) [inf. n., app., جَنْبٌ, for the verb is said in the K to be like نَصَرَ and سَمِعَ;] (assumed tropical:) He was, or became, disquieted by vehement desire to see him, or to meet him. (K, * TA.) A3: جَنِبَ, aor. ـَ (S,) inf. n. جَنَبٌ, (S, K,) He (a camel) limped, or halted, by reason of [pain in] his side: (S:) or he had an affection resembling ظَلْع [i. e. limping, or halting], (K, TA,) but not the same as this: (TA:) and, (K,) or accord. to As, (S,) his lungs clave to his side by reason of vehement thirst: (S, K:) or, accord. to the Arabs of the desert, as ISk says, he became bent, or contorted, by reason of vehemence of thirst: (S:) and he (a camel) had a pain in his side from vehemence of thirst. (TA.) The epithet is ↓ جَنِبٌ; which is applied by Dhu-r-Rummeh to an ass. (S, TA.) b2: جنبت الدَّلْوُ [app. جَنِبَت] The bucket inclined to one side in consequence of the breaking of one or two of the thongs attacking it to the cross-bars. (L, TA.) A4: جَنِبَ and جَنُبَ and جَنَبَ are syn. with أَجْنَبَ in a sense explained below: see 4.

A5: جُنِبَ He had, or became affected by, the disease termed ذَاتُ الجَنْبِ [or pleurisy]: (S, Mgh, Msb:) he had a complaint of his side. (K.) A6: جُنِبُوا They were, or became, affected by the [south, or southerly, wind called] جُنُوب. (S, A, K.) And also, [in allusion to the fertilizing effect attributed to the wind so called,] They were, or became, affected by that wind in their cattle. (L, TA.) 2 جنّبهُ: see 1: b2: and see also 3.

A2: جنبّ, inf. n. تَجْنِيبٌ, He did not send the stallion-camel among his she-camels, nor the ram or he-goat among his ewes or she-goats. (K.) b2: جنّب القَوْمُ The milk of the people's camels became little: (S:) or the people's milk ceased; (K, TA;) or became little: or the people's camels had no milk: and جنّب said of a man, his camels had no milk, nor had his sheep or goats. (TA.) Hence, عَامُ تَجْنِيبٍ [A year of little, or no, milk]. (S, TA.) b3: جنّبت الأِبِلُ The camels, with the exception of one or two, brought forth no young. (Az, TA.) The camels did not conceive, so as to have milk. (TA.) A3: تَجْنِيبٌ [as an inf. n. of which the verb, if it have one in any of the following senses, is جُنِّبَ,] also signifies A bending, or curving, and tension [of the sinews] (تَوْتِيرٌ), of the hind leg of a horse; which is a quality approved: (S, K:) or, accord. to AO, a turning aside of his fore legs in raising them and putting them down: but accord. to As, it is in the kind legs, and تَحْنِيبٌ is in the back-bone and in the fore legs. (TA.) [See also 2 in art حنب; and see also مُجَنَّبٌ.]3 جانبهُ, (A, K,) inf. n. مُجَانَبَةٌ and جِنَابٌ, (K,) He was, or became, at, or by, his side: (A, K:) and he walked, or went, by his side. (A.) A2: Also i. q. بَا عَدَهُ; (A, K;) i. e. He was, or became, [distant, remote, far off, or aloof, from him; or] apart from him; or in a part, quarter, or tract, different from that in which he (the other) was; (TA;) thus bearing two contr. significations. (A, K.) جانبهُ and ↓ تجانبهُ and ↓ تجنّبُهُ and ↓ اجتنبهُ all signify the same, (S, K,) i. e. He was, or became, distant, remote, far off, or aloof, or he went, or removed, or retired, or withdrew himself, to a distance, or far away, or far off, or he alienated, or estranged, himself, or he stood, or kept, aloof, from him, or it; he shunned, or avoided, him, or it; as also ↓ جِنّبه (K) [and مِنْهُ ↓ تجنّب]. You say, جَانِبِ اللِّئَامَ [Remove thyself far from the mean, or ignoble; stand, or keep, aloof from them; shun, or avoid, them]. (A.) And لَجَّ فِى جِنَابٍ قَبِيحٍ He persisted in removing himself to a distance, or estranging himself, from his family. (S, A, K. [In two copies of the S, I find جناب here written with fet-h to the ج; but it is expressly said in the TA to be with kesr.]) b2: See also 1.4 اجنبهُ: see 1, in the former half of the paragraph, in two places.

A2: اجنب, (S, IAth, Mgh, Msb, K, &c.,) inf. n. إِجْنَابٌ; (IAth, TA;) and ↓ جَنِبَ; (IB, K;) but the former is more common than the latter; and the latter, than the next here following; (IB, TA;) and ↓ جَنُبَ (S, Msb, K,) [inf. n. جَنَابَةٌ, agreeably with analogy;] and ↓ جَنَبَ, aor. ـُ (L, TA;) and أُجْنِبَ, and ↓ استجنب, (K,) and ↓ تجنّب; (L, TA;) He was, or became, in the state of one who is termed جُنُب; (S, IAth, Mgh, L, Msb, K;) i. e., under the obligation of performing a total ablution, by reason of sexual intercourse and discharge of the semen. (IAth, TA.) لَا يُجْنِبُ, said by I' Ab, of a man, and of a garment, and of the ground, (TA,) and of water, (Mgh, TA,) means (tropical:) He, or it, will not become polluted (Mgh, TA) by the touch of him who is جُنُب so that one should need total ablution in consequence of the touching thereof. (TA.) A3: اجنبوا They entered upon [a time in which blew] the [south, or southerly,] wind termed الجُنُوب. (S, A, K.) b2: See also 1 in the latter half of the paragraph.5 تَجَنَّبَ see 1: b2: and 3, in two places: b3: and 4.6 تَجَاْنَبَ see 3.8 إِجْتَنَبَ see 3.10 إِسْتَجْنَبَ see 4.

جَنْبٌ, a word of well-known meaning; (S;) The side, or half, or lateral half, syn. شِقٌّ, (A, K,) of a man &c.; as also ↓ جَانِبٌ and ↓ جَنَبَةٌ: (K:) or the part of a man that is beneath the arm-pit, extending to the flank; as also ↓ جَانِبٌ, because it is the side of the person: (Msb:) pl. (of the first, Msb) جُنُوبٌ (Msb, K) and [of the same, a pl. of pauc.,] أَجْنَابٌ (CK) and [of جَانِبٌ]

جَوَانِبُ (Lh, ISd, K, but not in the CK) and [app. of جَنْبٌ (like as لَيَائِلُ is a pl. of لَيْلٌ) or of جَنَبَةٌ (like as حَوَائِجُ is pl. of حَاجَةٌ which is originally حَوَجَةٌ) or of both these] ↓ جَنائِبُ (M, K,) which is extr. (M, TA.) [Hence,] قَعَدْتُ إِلَى جَنْبِ فُلَانٍ and فلان ↓ الى جَانِبِ [I sat by the side of such a one]: both meaning the same. (S.) And ↓ إِنَّهُ لَمُنْتَفِخُ الجَوَانِبِ [Verily he is inflated in the side]: جوانب being here one of those words which are used in the sing. sense though in the pl. form. (Lh, TA.) And أَعْطَاهُ الجَنْبَ [lit. He gave him the side; meaning] he was, or became, submissive, manageable, easy, or tractable, to him. (A.) And جَارُ الجَنْبِ He who cleaves to one, keeping by one's side. (K. [Differing from جَارُ الجُنُبِ, q. v. infrà.]) And الصَّاحِبُ بِالجَنْبِ [in the Kur iv. 40] The travelling-companion; the companion in a journey: (S, K:) or he who is near one; or by one's side: or the companion in every good affair: or the husband: or the wife. (TA.) And ذَاتُ الجَنْبِ, (S, A, Mgh, Msb, K, &c.,) with which ↓ الجُنَابُ is syn., (K,) [and sometimes الجَنْبُ, as will be seen in what follows,] A well-known disease; (Mgh;) [the pleurisy; called by the first of these three appellations in the present day;] a severe disease, being an inflammatory tumour in the [pleura, or] membrane within the ribs: (Msb:) or an ulcer, or a purulent pustule, that comes within a man's side: (S, TA:) it is a severe disease in the side: accord. to El-Hejeree, it is in either side; and they assert that when it is in the left side, the patient perishes: accord. to ISh, the دُبَيْلَة; which is an ulcer that penetrates into the belly: or the ulcer (دُبَيْلَة and دُمَّل) that comes forth within the side, and discharges internally; the sufferer from which seldom recovers: he who suffers from it [and dies in consequence], or, as some say, he who is afflicted by a complaint of the side (absolutely) while warring in the cause of God, is reckoned a martyr: (TA:) [soldiers in a campaign are notoriously more subject to it than persons in most other circumstances; and it is app. for this reason that] it is termed دَآءُ الصَّنَادِيدِ [the disease of the courageous chiefs]. (A, TA.) ذُو الجَنْبِ, of which ذَاتُ الجُنْبِ is the fem., signifies Having a complaint of his side by reason of [the disease above mentioned, or what is termed] الدُّبَيْلَة. (TA. [See also مَجْنُوبٌ.]) b2: A poet says, النَّاسُ جَنْبٌ وَالأَمِيرُ جَنْبُ [The people are a side and the prince is a side]: (Akh, S, TA:) as though he reckoned the latter equal to all the people. (TA. [This is cited in the S and TA as though it were an ex. of جنب in the sense here next following: but it seems to be rather an ex. of this word in the sense first explained in the present paragraph.]) b3: I. q. نَاحِيَةٌ [A side; meaning a lateral, or an outward or adjacent, part or portion, region, quarter, or tract; or a part, region, quarter, or tract, considered with respect to its collocation or juxtaposition or direction, or considered as belonging to a whole; a vicinage, or neighbourhood]; (S, K;) as also ↓ جَانِبٌ (S, Msb, K) and ↓ جَنَابٌ and ↓ جَنْبَةٌ (S, K) and ↓ جَنَبَةٌ (S) and ↓ جَنَابَةٌ. (L, TA.) It is said that the primary signification of جَنْبٌ is the part of the body mentioned in the beginning of this paragraph, and that its use in the sense of نَاحيَةٌ is metaphorical, as is the case of يَمِينٌ and شِمَالٌ; but نَاحِيَةٌ is mentioned in the Msb as the primary signification of ↓ جَانِبٌ; (MF, TA;) though its primary signification accord. to the K and ISd seems to be that first mentioned. (TA.) You say, ↓ مَشَوْا جَانِبَيْهِ and ↓ جَنَابَيْهِ and ↓ جَنْبَتَيْهِ and ↓ جَنَابَتَيْهِ [They walked, or went on foot, on either side of him]. (A, TA. *) And ↓ مَرُّوا يَسِيرُونَ جَنَابَيْهِ (S, L) and ↓ جَنْبَتَيْهِ and ↓ جَنَابَتَيْهِ (L, TA) They went along journeying on either side of him. (S, L.) And كُنَّا عَنْهُمْ

↓ جَنَا بَيْنِ and ↓ جَنَابًا We were apart from them [on two sides and on one side]. (TA.) And نَزَلُوا الوَادِى ↓ فِى جَنَابَاتِ [They alighted in the sides of the valley, or in the tracts beside the valley]. (A.) And ↓ فُلَانٌ لَا يَطُورُ بِجَنَبَتِنَا Such a one will not approach our quarter: (S:) thus accord. to AO; with fet-h to the ن: IJ, however, says, people are wont to say, ↓ أَنَا فِى ذَرَاكَ وَجَنَبَتِكَ [meaning I am under thy protection and in thy quarter]; but that the correct expression is ↓ جَنْبَتِكَ, with the ن quiescent. (IB, TA.) The Arabs also said, سُهَيْلٍ ↓ الحَرُّ جَانِبَىْ, meaning (assumed tropical:) The heat is on either side of Suheyl [or Canopus: i. e., during the period next before, and that next after, the auroral rising of Canopus; which rising began, in central Arabia, at the commencement of the era of the Flight, about the 4th of August, O. S.]: this is the greatest heat. (TA.) One also says, ↓ أَحَاطُوا بِهِ مِنْ جَانِبَيْهِ [meaning They surrounded him on all his sides; lit., on his two sides]; dividing the surrounding parts into two, but not meaning that any of these remained vacant. (Expos. of the exs. cited as testimonies by Sb, TA in art. حول.) b4: Also, [and ↓ جَانِبٌ, which is thus used in the L in art. جنح, and by many authors,] A part, or portion, of a thing; (L;) the greater, or main, or chief, part or portion thereof; most thereof; (L, K;) or a great part or portion thereof; much thereof. (L.) Hence, [or perhaps from جَنْبٌ in the second of the senses assigned to it above, conveying the idea of juxtaposition, and thus of comparison,] هٰذَا قَلِيلٌ جَنْبِ مَوَدَّتِكَ [This is little in comparison with the magnitude of thy love; or simply, in comparison with thy love]. (TA.) b5: يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِى جنْبِ اللّٰهِ [in the Kur xxxix. 57] means ↓ فى جَانِبِه, i. e. (assumed tropical:) [O my grief, or regret, for my negligence, or remissness,] in respect of that which is the right, or due, of God! (A, Bd, TA,) i. e., (Bd,) in respect of obedience to God! (Bd, Jel:) or, in respect of [the means of attaining] nearness to God! (Fr, TA;) or, nearness to God in Paradise! (IAar, TA:) or, in respect of the way of God, to which He hath called me! i. e., the profession of his unity, and the confession of the prophetic office of Mohammad. (Zj, TA.) The saying of the Arabs, اِتَّقِ اللّٰهَ فِى جَنْبِهِ وَلَا تَقْدَحْ فِى سَاقِهِ [may be rendered (assumed tropical:) Fear God in respect of his (thy brother's) right, or due, and impugn not his honour, or reputation: or] means, accord. to the copies of the K, لَا تَقْتُلْهُ [slay him not], or, as in the L, and in the original draught of the author [of the K] لا تَغْتَلْهُ [slay him not clandestinely, or on an occasion of inadvertence], from الغِيلَةُ, and throw him not into trouble, or trial: (TA:) or, accord. to some, فى جنبه means in detracting from his reputation, or reviling him. (K, TA. [See also Freytag's Arab. Prov. i. 240.]) A poet, cited by IAar, says, خَلِيلَىَّ كُفَّا وَاذْكُرَا اللّٰهَ فِى جَنْبِى (assumed tropical:) [O my two friends, refrain, and be mindful of God in respect of my reputation; (see also جَانِبٌ;)] meaning, in detracting from my reputation, or reviling me: or, accord. to MF, in my case. (TA.) And one says, مَا فَعَلْتَ فِى جَنْبِ حَاجَتِى (assumed tropical:) What didst thou, or what hast thou done, in the case of the thing that I want? (L, TA.) جَنَبٌ: see جَنِيبٌ.

A2: طَوْعُ الجَنَبِ: see جِنَابٌ.

A3: جَنَبٌ also signifies Short; (K;) applied to a man. (TA.) جَنِبٌ: see جَنِبَ. b2: It is also applied as an epithet to a wolf, because he pretends to halt, from guile, or cunning. (L, TA.) b3: Also A man who goes aside, or to a distance, from the beaten way, for fear of guests' coming to him for entertainment. (K, TA.) جُنُبٌ, (El-Fárábee, S, A, Msb, K,) which is sometimes used in the sing. form as pl., and has no fem. form, (TA,) and ↓ جَانِبٌ and ↓ أَجْنَبِىٌّ, (El-Fárábee, S, Msb, K,) which is said by Az in art. روح to be seldom or never used by the Arabs, but is mentioned by him in its proper art., (Msb,) and ↓ أَجْنَبُ, (Az, S, Msb, K,) are syn., (El-Fárábee, S, Msb, K,) signifying A stranger; (K;) as also ↓ جَنِيبٌ: (S:) or a man who is distant, or remote: (Msb:) or distant, or remote, in respect of relationship: (Az and Msb in explanation of the third and fourth:) [or not a relation; as will be seen from what follows:] and ↓ جَانِبٌ [as an act. part. n.] signifies one alighting, or descending and abiding, or settling, as a stranger, among a tribe: (S:) pl. of the first أَجْنَابٌ, (A, TA,) and of the second جُنَّابٌ, (S, TA,) and of the fourth أَجَانِبُ. (Msb.) الجَارُ الجُنُبُ [occurring in the Kur iv. 40] (T, S, A, Msb, K) and جَارُ الجُنُبِ (TA) The person who is one's neighbour, but who belongs to another people; (T, S, A, Msb, K;) who is not of one's family nor of one's lineage; (A;) who is of another lineage than he of whom he is a neighbour; (T, TA;) who is not a relation: (MF:) or one who is distant, or remote, in an absolute sense: (TA:) or the person who is not a relation to another, and who comes to him, and asks him to protect him, and abides with him: such has the title to respect that belongs to him as neighbour of the other, and to his protection, and as relying upon his safeguard and promise. (TA in art. جور. [Differing from جَارُ الجَنْبِ, q. v. suprà.]) It is said in a trad., هُمْ أَجْنَابُ النَّاسِ They are the strangers of mankind, or of the people. (TA.) And in another trad., قَالَ لِجَارِيّةٍ هَلْ مِنْ مُغَرِبَةِ الخَبَرُ ↓ خَبَرٍ قَالَتْ عَلَى جَانِبٍ [He said to a girl, Is there any news from abroad? She answered,] It is for a stranger coming from a journey [to give such news]. (TA.) And one says, هُوَ مِنِّى ↓ أَجْنَبِىٌّ [He is a person not related to me]. (A.) b2: Also, ↓ the same four words, (of which only the last is mentioned in this sense in the S,) That will not be led; intractable. (K.) b3: جُنُبٌ is also an epithet from الجَنَابَةُ; (S, Mgh, Msb, K;) signifying A man under the obligation of performing a total ablution, by reason of sexual intercourse and discharge of the semen: (IAth, TA: [see 4:]) and is used alike as masc. and fem. (S, Mgh, Msb) and sing. (S, A, Mgh, Msb, K) and dual (Msb, TA) and pl.; (S, A, Mgh, Msb, K;) being regarded as quasi-coordinate to the class of inf. ns.; for the inf. n., when used as an epithet, must remain, in form, sing. and masc.: (MF in art. عفت:) or one may use the dual form جُنُبَانِ; (K;) and sometimes they used the pl. أَجْنَابٌ (S, Msb, K *) and جُنُبُونَ, (S, Msb,) and the fem. pl. جُنُبَاتٌ; (Msb;) but not جُنُبَةٌ, (K, TA,) applied to a female. (TA.) It is said in a trad., لَا تَدْخُلُ المَلَائِكَةُ بِيْتًا فِيهِ جُنُبٌ, meaning [The angels will not enter a house, or chamber, or tent, in which is] one who usually neglects the total ablution when under an obligation to perform it for the cause above mentioned. (IAth, TA.) جَنْبَةٌ: see جَنْبٌ, in four places: b2: and see جَانِبٌ. b3: Also Retirement, or secession, from others: (K, TA:) and in a trad., in which it is enjoined, used as meaning retirement from women; avoiding the sitting by them, and the approaching the place that they occupy. (TA.) You say, رَجُلٌ ذُو جَنْبَةٍ A man of retirement. (TA.) and نَزَلَ جَنْبَةً He alighted, or descended and abode, or settled, in a place aside, or apart. (S, TA.) and قَعَدَ جَنْبَةً He [sat apart, or] retired from others. (A, TA.) b4: The state of being a stranger; as also ↓ جَنَابَةٌ. (K. [Both are there mentioned as simple substs.; but the latter is an inf. n.: see جَنَبَ فِى بَنِى فُلَانٍ; and what next follows it: and see also 4.]) Both also signify Remoteness in respect of relationship. (TA.) A2: Also, جَنْبَةٌ, A piece of skin from the side of a camel, (S, L, K, *) of which is made a kind of milking vessel (عُلْبَة), (S, L,) larger than the مِعْلَق, but smaller than the جَوْبَة. (L.) A3: And Every kind of plant, (S,) or every kind of tree in general, (K,) that produces [new leaves such as are termed] رَبْل in the season of the صَيْف [which may mean either summer or spring]: (S, K:) or every kind of plant that produces leaves in that season without rain: (TA:) or a name given to many plants, all of them عُرُوق [perhaps meaning resembling roots, i. e. straggling, or spreading like roots]; so called because less than large trees and higher than those that have no root-stock (أَرُومَة) in the earth; comprising the نَصِىّ and صِلِّيَان and حَمَاط and مَكْر and حذر [so in the TA, but I do not find it elsewhere, and think it may be a mistranscription for حَزْر, of which حَزْرَة (the name of a certain sour tree) is probably the n. un.,] and دَهْمَآء; which are smaller than شَجَر and superior to بُقُول: all this has been heard from the Arabs: (T, TA:) or green and fresh صلّيان: (TA:) or what is [of a kind] between بَقْل and شَجَر; (AHn, K, TA;) being [in the TA وهما, but this is evidently a mistake for وَهِىَ,] of the kind of which the root remains in the winter while the branches perish: (AHn, TA:) or herbage of which the root is deep in the earth; such as the نَصِىّ and the صِلِّيَان. (TA voce خَضِرٌ.) جَنَبَةٌ: see جَنْبٌ, in four places: b2: and see جَانِبٌ.

جُنَبَةٌ A thing from which one retires, or withdraws himself, to a distance, or far away, or far off; from which one stands, or keeps, aloof. (K.) جَنَابٌ: see جَنْبٌ, in five places. [Hence,] كُنَّا عَنْهُمْ جَنَابَيْنِ and جَنَابًا We were remote, or retired, from them; or out of their way. (TA.) b2: Also, (S, A, Msb, K,) and ↓ جَانِبٌ, (Msb, * TA,) A court, or yard, or an open or a wide space in front of a house or extending from its sides: (S, A, K, TA:) and a place of alighting or abode; or a settlement, or place of settling: (A:) a mansion; an abode; a habitation; or a place to which a man betakes himself, or repairs, for lodging, covert, or refuge, in a city or town or village or other place of settled habitations; syn. رَحْلٌ: (K:) and a vicinage, neighbourhood, or tract adjacent to the place of abode or settlement, of a people or company of men: pl. أَجْنِبَةٌ. (S.) You say, أَنَا فِى جَنَابِ زَيْدٍ I am in the court, or yard, of Zeyd; and in his place of alighting or abode, or settlement. (A, TA.) and فُلَانٌ رَحْبُ الجَنَابِ, (A, TA,) and خَصِيبُ الجَنَابِ, (S, A,) the former meaning Such a one is possessed of an ample رَحْل [or mansion, &c., as explained above]: (TA:) [and the latter, such a one is surrounded by a plentiful, or fruitful, tract:] or both mean (tropical:) such a one is generous or bountiful [or hospitable]. (A.) And فَلَانٌ جَدِيبُ الجَنَابِ (S, TA) [meaning Such a one is environed by a tract affected with drought, or barrenness; as explained in the S in art. جدب: but generally used tropically, as meaning (assumed tropical:) such a one is ungenerous, illiberal, or inhospitable]. And أَخْصَبَ جَنَابُ القَوْمِ [The neighbourhood of the people, or the tract surrounding them, became plentiful, or fruitful]. (S, TA.) And أَجْدَبَ بِنَا الجَنَابُ [Our neighbourhood, or the tract surrounding us, became affected with drought, or barrenness]. (TA from a trad.) b3: رَجُلٌ لَيِّنُ الجَنَابِ [perhaps a mistranscription for الجَانِبِ] (tropical:) A man easy to deal with, compliant, or obsequious. (A.) b4: [الجَنَابُ is also a title often given by writers of letters and the like to any great man to whom others betake themselves, or repair, for protection; and sometimes to God; meaning (tropical:) The object of recourse; the refuge; the asylum: similar to الحَضْرَةُ, q. v., and used in the same manner, i. e., alone, and, without the article, prefixed to the name of the person to whom it is applied, or to a pronoun; but the latter is generally considered as implying greater respect than the former.]

الجُنَابُ i. q. ذَاتُ الجَنْبِ: see جَنْبُ. (K.) جِنَابٌ A cord tied to the head and neck of a beast, by which he is led, or drawn. (KL.) [Hence,] فَرَسٌ طَوْعُ الجَنَابِ A horse easily led; or easy to be led; tractable; [obedient to the جناب;] (S, A, K, TA;) as also ↓ طَوْعُ الجَنَبِ. (TA. [See 1, near the beginning.]) جَنُوبٌ, of the fem. gender, and, accord. to Sb, both a subst. and an epithet, [so that one says رِيحٌ جَنُوبٌ, as well as جَنُوبٌ alone and رِيحُ الجَنُوبِ,] (TA,) [The south wind: or a southerly wind:] the wind that is opposite to that called the شَمَال: (S, K:) [consequently, the wind that blows from the direction of the south pole, accord. to the S;] the wind that blows from the direction of the left hand of a person standing opposite to the kibleh [by which is here meant that corner of the Kaabeh in which is set the Black Stone; which corner is towards the east]: (Th, TA:) or the wind that blows from the quarter between the place where Canopus rises [S. 29? E. in central Arabia] and the place where the same star sets [S. 29? W. in the same latitude]: ('Omárah, TA:) or from the quarter between the place where Canopus rises and the place where the sun sets in winter [W. 26? S. in central Arabia]: (As, TA:) or it is a hot wind, that blows in every season; blowing from that part of the tract between the quarter whence blows the east wind (الصَّبَا) and that whence blows the west wind (الدَّبُور) which is next to the place where Canopus rises: (T, TA:) or the wind that blows from the quarter between the place where Canopus rises and that where the Pleiades set [W. 26? N. in central Arabia]: (IAar, K:) [the points whence it usually blows seem to differ somewhat in different parts:] As says that the جنوب is attended by good, and by fecundating influence; and the شمال by drying up [of the earth &c.]: (TA:) accord. to IAar, it is hot in every place, except in Nejd, where it is cold, or cool: (MF:) pl. جَنَائِبُ (T, K) and [of pauc.]

أَجْنُبٌ. (T, TA.) b2: One says, of two persons, when they are on terms of sincere friendship, رِيحُهُمَا جَنُوبٌ (assumed tropical:) [Their wind is south, or southerly]; and when they are separated, شَمَلَتْ رِيحُهُمَا (assumed tropical:) [Their wind has become north, or northerly]. (TA.) جَنِيبٌ, applied to a horse and a captive, (TA,) Led by one's side; as also ↓ مَجْنُوبٌ and ↓ مُجَنَّبٌ: (K:) or you say ↓ خَيْلٌ مَجَنَّبَةٌ, meaning horses led by the side; the teshdeed denoting application to many objects: (S, TA:) pl. [of the first, and of جَنِيبَةٌ, q. v., or only of this last,] جَنَائِبُ and [quasi-pl. n.] ↓ جَنَبٌ. (K.) One walking by the side of another; (A;) [and] so ↓ جُنَّابٌ. (K.) b2: Any animal or man that is obedient, tractable, or submissive. (S, TA.) You say, أَصْبَحَ جَنِيبَهُ He became compliant to him. (A.) A2: See also جُنُبٌ.

A3: Also, applied to a man, [app. Having a pain in the side; or having the pleurisy; like مَجْنُوبٌ: and hence, or from جَنِبَ, q. v., irregularly formed,] as though walking on one side, bent or crooked, مُتَعَقِّفًا: so in the L: in the M and K, on the authority of IAar, مُتَعَقِّبًا [to which I am unable to assign an appropriate meaning, except its modern one of lagging behind]: so in the saying of a poet, رَبَا الجُوعُ فِى أَوْنَيْهِ حَتَّى كَأَنَّهُ جَنِيبٌ بِهِ إِنَّ الجَنِيبَ جَنِيبُ [Hunger increased in him (lit. in the two sides of his saddle-bags); so that he seemed as though he walked on one side, bent thereby; for he who has a pain in his side walks on one side, in that manner]. (TA.) A4: Also An excellent kind of dates, (K, TA,) well known; (TA;) one of the best kinds of dates. (Mgh in art. جمع, Msb.) جَنَابَةٌ: see جَنْبٌ, in four places: and see جَانِبٌ.

A2: See also جَنْبَةٌ. b2: Accord. to IAth, its primary signification is Distance: and hence it signifies The state of him who is under the obligation of performing a total ablution, by reason of sexual intercourse and discharge of the semen. (TA.) b3: The sperma genitalis [itself]. (K. [But in a marginal note in my copy of that work I find this last signification rejected as erroneous.]) A3: See also the next paragraph.

جَنِيبَةٌ A led horse or mule or ass; (S, TA;) a horse that is led [by one's side], not ridden: (Msb:) pl. جَنَائِبُ. (A, TA.) b2: جَنِيبَتَا البَعِيرِ The [two equal] loads on the two sides of the camel. (K.) b3: [Hence, app.,] اِتَّقِ اللّٰهَ الَّذِى لَا جَنيبَةَ لَهُ (tropical:) Fear thou God, to whom there is no equal. (A, TA.) b4: Also جَنِيبُةٌ, (S,) or ↓ جَنَابَةٌ, (K,) or both, (TA,) A she-camel that one gives [or lends] to people, (S, M, K,) with money, (M, TA,) in order that they may bring corn or other provision for him; (S, M, K;) also called عَلِيقَةٌ: pl. جَنَائِبُ. (S.) A2: Also, (Kr, M, K,) and خَبِيبَةٌ, (M, TA,) The wool of a ثَنِّى [or sheep in its third year]: (Kr, M, K:) it is better and cleaner than what is termed عَقِيقَة, which is the wool of a جَذَع [or sheep in or before its second year]. (TA.) جَنُوبِىٌّ Of, or relating to, the quarter of the wind termed the جَنُوب; south, or southerly.]

جَنَائِبٌ as an extr. pl.: see جَنْبٌ, first sentence.

جُنَّابٌ: see جَنِيبٌ.

جَانِبٌ; pl. جَوَانِبُ: see جَنْبٌ, in eleven places. [Hence, لَانَ جَانِبُهُ (assumed tropical:) He was, or became, gentle, easy to deal with, compliant, or obsequious. and رَجُلٌ لَيِّنُ الجَانِبِ (assumed tropical:) A man who is gentle, easy to deal with, compliant, or obsequious; contr. of غَلِيظُ الجَانِبِ; see art. غلظ: and see جَنَابٌ.

And] تُزَنُّ بِلِينِ الجَانِبِ (assumed tropical:) [She is suspected of easiness, or compliance], (K in art. لمس,) towards him who desires of her that he may lie with her. (TA in that art.) [Hence also,] جَانِبَا الأَنْفِ (CK) and ↓ جَنَابَتَا and ↓ جَنْبَتَا and ↓ جَنَبَتَا (K) The two sides of the nose: (K:) or the two lines that surround the two sides of the nose of a doe-gazelle: (Sb, TA:) pl. [of the second, agreeably with analogy,] جَنَائِبُ. (TA.) b2: See also جَنَابٌ. [It often signifies The vicinage or neighbourhood of a people &c.: and a region or quarter or tract of a people or country: like ناحية. b3: The bank of a river; and any bank, or steep acclivity. b4: and A limit, bound, or boundary: see a tropical usage of its pl. (جَوَانِبُ) voce. حِنْوٌ. b5: And عَلَى جَانِبٍ means Beside, aside, or apart; and so جَانِبًا, and فِى جَانِبٍ. b6: جَانِبٌ مِنْ مَالٍ, in posi-classical writings, means A portion, and particularly a large portion, of property: and جَانِبٌ alone, in the same, a sum, and particularly a large sum, of money. b7: The latter, also, in post-classical writings, signifies, like جَنْبٌ, q. v., (assumed tropical:) A man's honour, or reputation, which should be preserved inviolate; so used in the K voce عِرْضٌ, in an explanation of the latter word taken from IAth; i. q. نَامُوسٌ and حُرْمَةٌ, as in the TK in that case.]

A2: Avoided and despised. (K, TA.) b2: [Hence, perhaps, دَعْ كَذَا جَانِبًا Let thou, or leave thou, such a thing alone: see an ex. voce أَوٌّ.] b3: See also جُنُبٌ, in four places. b4: And see مُجَنَّبٌ.

أَجْنَبُ: see جُنُبٌ, in two places.

أَجْنَبِىٌّ: see جُنُبٌ, in three places b2: You say also, هُوَ أَجْنَبِىٌّ مِنْ كَذَا, (A,) or عِنْ كذا, (TA,) (tropical:) He has no concern nor acquaintance with such a thing. (A, TA.) مَجْنَبٌ (S, AAF, K) and ↓ مِجْنَبٌ (AAF, K) Much (A'Obeyd, S, AAF, K) of good (A'Obeyd, K) and of evil. (K.) You say, إِنَّ عِنْدَنَا لَخَيْرًا مَجْنَبًا Verily with us is much good, and شَرًّا مَجْنَبًا much evil. (S.) And طَعَامٌ مَجْنَبٌ means Much [wheat or food]. (Sh, TA.) مُجْنِبٌ: see what next follows.

مِجْنَبٌ A shield; (S, A, K;) because it wards off from its possessor what is displeasing to him; (A, TA;) also with damm to the م [app. ↓ مُجْنِبٌ, act. part. n. of 4]. (K.) b2: A thing by which a person or thing is veiled, concealed, or hidden; a veil, curtain, or covering; (K, TA;) for a house, or chamber, or tent. (TA.) b3: A thing like a door, upon which the gatherer of honey stands; (K, TA;) he being let down [upon it] by means of ropes to [the place of] the honey [in the face of a rock or mountain]. (TA.) b4: A thing (شَبَحٌ [app. here meaning a wooden implement]) resembling a comb without teeth (K, TA) and thinedged in its lowest part, (TA,) with which earth is raised upon, or against, the أَعْضَاد and فُلْجَان [or raised borders of watering-troughs or the like, and streamlets for irrigation]. (K, TA. [In the CK, الفِلْجانِ is put for الفُلْجانِ.]) b5: The extreme part of the territory of the foreigners towards that of the Arabs: (S, K:) and the nearest part of the territory of the Arabs to that of the foreigners. (S) A2: See also مَجْنَبٌ.

مُجَنَّبٌ; and its fem., with ة: see جَنِيبٌ. b2: Also, the former, (TA,) or ↓ جَانِبٌ, (K, [but this is said in the TA to be a mistake,]) A horse wide in the space between the two kind legs, (K, TA,) without what is termed فَجَجٌ [which is an awkward kind of straddling, with the hocks wide apart]: it is a quality approved. (TA. [See also 2; and see مُحَنَّبٌ.]) مُجَنِّبٌ A man whose sheep or goats [&c.] have few young ones; [and therefore, having little milk;] (TA in art. يسر;) contr. of مُيَسَرٌ. (S and TA in that art. [See also 2.]) مُجَنَّبَةٌ The van, or fore part, (K, TA,) of an army. (TA.) المُجَنِّبَتَانِ The right and left wings of an army: (K: [Golius has erroneously written مِجْنَبَتَانِ, and has given J as the authority instead of the K:]) or مُجَنَّبَةٌ signifies a portion of an army (كَتِيبَةٌ) that takes one of the two sides of a way: but the former meaning is the more correct. (IAar, TA.) مَجْنُوِبٌ pass. part. n. of 1 [q. v.]. b2: See also جنِيبٌ. b3: Also Affected by the disease termed ذَاتُ الجَنْبِ [or pleurisy]: (S, Mgh, Msb, TA:) and said to mean also having a complaint of his side, absolutely. (TA.) b4: And Affected by the [south, or southerly, wind called] جَنُوب. (S, TA.) [And Affected by that wind in one's cattle: see 1, last sentence.] سَحَابَةٌ مَجْنُوبَةٌ A cloud brought by the blowing of that wind. (S, A, K.) The saying of Aboo-Wejzeh, مَجْنُوبَةُ الأُنْسِ مَشْمُولٌ مَوَاعِدُهَا means Her familiarity passes away with the جَنُوب [or south-wind], and her promises pass away with the شَمَال [or north wind]. (IAar, TA.)
جنب
: (الجَنْبُ، والجانِبُ والجَنَبَةُ مُحرَّكَةً: شِقُّ الإِنْسَانِ وغَيْرِه) ، وَفِي (الْمِصْبَاح) : جَنْبُ الإِنْسَانِ: مَا تَحْت إِبْطِه إِلى كَشْحِه، تَقول: قَعَدْتُ إِلى جَنْبِ فلانِ وجانِبِه، بِمَعْنى، قَالَ شيخُنا: أَصْلُ معْنَى الجَنْبِ: الجارِحةُ، ثمَّ استُعِيرَ للناحيةِ الَّتِي تَليها، كاستعارة سائرِ الجَوارِحِ لذَلِك، كاليَمِينِ والشِّمالِ، ثمَّ نقل عَن الْمِصْبَاح: الجانِبُ: الناحيةُ، وَيكون بِمَعْنى الجَنْبِ أَيضاً، لأَنه ناحيةٌ من الشخصِ، قلتُ: فإِطلاقُه بمعنَى خُصُوصِ الجَنْبِ مجازٌ، كَمَا هُوَ ظاهرٌ، وكلامُ المصنفِ وابنِ سِيده ظاهرٌ، وكلامُ المصنفِ وابنِ سِيده ظاهرٌ فِي أَنه حقيقةٌ، انْتهى، (ج جُنُوبٌ) بِالضَّمِّ كفَلْسٍ وفُلُوسٍ (وجَوانِبُ) نَقله ابْن سَيّده عَن اللحيانيّ (وجَنَائِبُ) الأَخيرةُ نادرةٌ، نبَّه عَلَيْهِ فِي (الْمُحكم) ، وَفِي حَدِيث أَبي هُرَيْرَةَ فِي الرَّجُلِ الَّذِي أَصابتْه الفَاقَةُ (فَخَرَجَ إِلى البرِّيّةِ فَدَعا فإِذَا الرَّحا تَطْحَنُ والتَّنُّورُ ممْلُوءٌ جُنُوبَ شِواءٍ) هِيَ جمْعُ جَنْبٍ، يريدُ جَنْبَ الشَّاةِ، أَي أَنَّه كانَ فِي التَّنُّورِ جُنُوبٌ كَثِيرةٌ لاَ جَنْبٌ واحِدٌ، وَحكى اللحيانيّ: إِنَّهُ لَمُنْتَفِخُ الجَوانِبِ، قَالَ: وَهُوَ منَ الواحِدِ الَّذِي فُرِّقَ فجُعِلَ جَمْعاً. (وجُنِبَ) الرَّجُلُ (كَعُنِيَ) أَي مبْنِيًّا للْمَفْعُول (: شَكَا جَنحبهُ، ورجُلٌ جَنِيبٌ) كأَميرٍ وأَنشد:
رَبَا الجُوعُ فِي أَوْنَيْهِ حتَّى كَأَنَّه
جَنِيبٌ بِهِ إِنَّ الجَنِيبَ جَنِيبُ
أَي جَاع حَتَّى (كأَنَّه يَمْشِي فِي جانِبٍ مُتَعَقِّباً) ، بِالْبَاء المُوحَّدةِ، كَذَا فِي (النُّسخ) عَن ابْن الأَعرابيّ وَمثله فِي (الْمُحكم) ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) متَعَقِّفاً بالفَاءِ بدَلَ البَاءِ، وقَالوا: الحَرُّ جانِبَيْ سُهَيْلٍ، أَي ناحِيَتَيْهِ، وَهُوَ أَشَدُّ الحَرِّ.
(وجانَبَه مُجَانَبةً وجِنَاباً) بِالْكَسْرِ (: صارَ إِلى جَنْبِه) ، وَفِي التَّنْزِيل: {2. 014 اءَن تَقول نفس. . ا} (الزمر: 56) أَي جانِبِه وحقِّهِ، وَهُوَ مجازٌ كَمَا فِي الأَساس، وَقَالَ الفرّاءُ: الجَنْبُ: القُرْبُ، وَفِي جَنْبِ اللَّهِ أَي فِي قُرْبِه وجِوارِه، وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: فِي جَنْبِ الله أَي فِي قُرْبِ اللَّهِ مِنَ الجَنَّةِ، وَقَالَ الزجّاج: فِي طَرِيقِ الله الَّذِي دَعَانِي إِليه، وَهُوَ تَوْحِيدُ اللَّهِ والإِقْرارُ بِنُبُوَّةِ رسُولِهِ محمدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (و) جانَبَه أَيضاً (: باعَدَه) أَي صَار فِي جانبٍ غيرِ جانِبِ فَهُوَ (ضِدٌّ، و) قَوْلهم (اتَّقِ اللَّهَ فِي جَنْبِهِ) أَي فلانِ (ولاَ تَقْدَحْ فِي ساقِهِ) أَي (لَا تَقْتُلْهُ) كَذَا فِي (النُّسخ) من القَتْلِ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : لاَ تَغْتَلْهُ مِنَ الغِيلَةِ، وَهُوَ فِي مُسوَّدَةِ المُؤَلّفِ (ولاَ تَفْتِنْه) ، وَهُوَ على المثَل (وقَدْ فُسِّر الجَنْبُ) : هَا هُنَا (بالوَقِيعَةِ والشَّتْمِ) وأَنشد ابْن الأَعرابيّ:
خَلِيلَيَّ كُفَّا واذْكُرَا اللَّهَ فِي جَنْبِي
أَي فِي الوَقِيعةِ فيَّ، قَالَ شيخُنَا نَاقِلاً عَن شيخِه سيِّدِي محمدِ بنِ الشاذِلِيِّ: لَعَلَّ مِنْ هذَا قَوْلَ الشاعرِ:
أَلاَ تَتَّقِينَ اللَّهَ فِي جَنْبِ عاشِقٍ
لَهُ كَبِدٌ حَرَّى علَيْكِ تَقَطَّعُ
وَقَالَ فِي شطر ابنِ الأَعرابيّ: أَي فِي أَمْرِي، قلتُ: وَهَذَا الَّذِي ذهبَ إِليه صحيحٌ، وَفِي حَدِيث الحُديْبِيَةِ كأَنَّ اللَّهَ قَدْ قَطَعَ جَنْباً مِنَ المُشْرِكِينَ أَراد بِالجَنْبِ الأَمْرَ أَوِ القِطْعَة، يقالُ مَا فَعلتَ فِي جَنْبِ حاجتِي، أَي فِي أَمْرِهَا، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) ، (و) كَذَلِك (جارُ الجَنْبِ) أَيِ (الَّلازِقُ بكَ إِلى جَنْبِكَ، و) قِيلَ (الصَّاحِبُ بِالجَنْبِ) هُوَ (صاحِبُكَ فِي السَّفَرِ) وقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَقْرُبُ مِنْك ويكونُ إِلى جَنْبِكَ، وفُسِّر أَيضاً بالرَّفِيقِ فِي كلّ أَمرٍ حَسَنٍ، وبالزَّوْجِ، وبِالمرْأَةِ، نَصَّ على بعضِه فِي (الْمُحكم) (و) كَذَلِك: جارٌ جُنُبٌ ذُو جَنَابةً مِنْ قومٍ آخَرِينَ، ويضافُ فَيُقَال: جارُ الجُنُبِ، وَفِي (التَّهْذِيب) (الجارُ الجُنُبُ بِضَمَّتَيْنِ) هُوَ (جارُكَ مِنْ غَيْرِ قَوْمِكَ) وَفِي نُسْخَة (التَّهْذِيب) : مَنْ جَاوَركَ ونَسَبُهُ فِي قَوْم آخَرِينَ، وَقيل هُوَ البعِيدُ مُطْلَقاً، وقِيلَ: هُوَ مَنْ لاَ قَرابةَ لَهُ حقِيقَةً، قَالَه شيخُنا.
(وجَنَابَتَا الأَنْفِ وجَنْبَتَاهُ) بسُكُونِ النُّونِ (ويُحرَّكُ: جَنْبَاهُ) وَقَالَ سيبويهِ: هُما الخَطَّانِ اللذانِ اكْتَنَفَا جَنْبَيْ أَنْفِ الظَّبْيَةِ، والجمْعُ: جَنَائِبُ.
(والمُجَنَّبةُ) بفَتْح النونِ أَي مَعَ ضَمِّ الْمِيم على صِيغةِ اسْم الْمَفْعُول (: المُقَدَّمةُ) من الجيْشِ (والمُجَنِّبَتَانِ بِالْكَسْرِ) ، مِنَ الجَيْشِ: (المَيْمِنَةُ والمَيْسَرةُ) وَفِي حَدِيث أَبي هُريرةَ (أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمبعَثَ خَالِدَ بنَ الولِيدِ يوْمَ الفَتْحِ علَى المُجَنِّبَةِ اليُمْنَى، والزُّبَيرَ علَى المُجَنِّبَةِ اليُسْرَى، واسْتَعْمَلَ أَبا عُبَيدةَ علَى البَيَاذِقَةِ، وهُمُ الحُسَّرُ) . وَعَن ابْن الأَعرابيّ: يقالُ: أَرْسَلُوا مُجَنِّبتَيْنِ، أَي كتيبَتَيْنِ أَخَذَتَا (ناحِيَتِي الطريقِ، و) جَنْبَتَا الوادِي: ناحِيَتَاهُ، وكَذَا جانِبَاه، والمُجَنِّبَةُ اليُمْنَى هِيَ مَيْمَنَةُ العسْكَرِ، والمُجَنِّبَةُ اليُسْرَى هِيَ المَيْسَرةُ، وهُمَا مُجنِّبَتَانِ، والنُّونُ مكْسُورةٌ، وقيلَ هِيَ الكَتِيبَةُ الَّتِي تأْخُذ إِحْدَى نَاحِيَتَيِ الطَّرِيقِ، قَالَ: والأَوَّلُ أَصحُّ، والحُسَّرُ: الرَّجَّالَةُ. وَمِنْه حَدِيث (الباقِيَات الصَّالحَات هُنَّ مُقَدِّمَاتٌ وهُنَّ مُعقِّبَاتٌ وهُنَّ مُجَنِّبَاتٌ) .
(وجَنَبَهُ) أَي الفَرسَ والأَسِيرَ يَجْنُبُه (جَنَباً مُحرَّكَةً ومَجْنَباً) مصْدَرٌ مِيمِيٌّ أَي (قَادهُ إِلَى جَنْبِهِ فهُو جَنِيبٌ ومجْنُوبٌ ومُجَنَّبٌ) كمُعَظَّم قَالَ الشَّاعِر:
جُنُوحٌ تُبَارِيهَا ظِلاَلٌ كَأَنَّهَا
مَعَ الرَّكْبِ حَفَّانُ النَّعَامِ المُجنَّبِ
المُجَنَّبُ: المجْنُوبُ أَيِ المعقُودُ.
(وخَيْل جَنَائِبُ وجَنَبٌ مُحرَّكَةً) ، عَن الفارسيِّ، وَقيل: مُجَنَّبةٌ، شُدِّدَ لِلْكَثْرةِ.
والجَنِيبةُ: الدَّابَّةُ تُقَادُ.
وكُلُّ طَائِع مُنْقَادٍ: جَنِيبٌ.
وَمن المجَازِ: اتَّقِ اللَّهَ الَّذِي لاَ جَنِيبَةَ لهُ. أَي لاَ عَدِيلَ، كَذَا فِي الأَساس ويقالُ: فُلاَنٌ تُقَادُ الجَنَائِبُ بَيْنَ يدَيْهِ، وهُو يَرْكَبُ نَجِيبَةً ويقُودُ جَنِيبَةً.
(و) جَنَبَه، إِذا (دَفَعَه و) جانَبَه، وَكَذَا ضَرَبَه فَجَنَبَه أَي (كَسرَ جَنْبَهُ) أَو أَصابَ جَنْبَهُ (و) جَنَبَه وجانَبَه (: أَبْعَدَهُ) كأَنَّه جعلَه فِي جانِبٍ، إِذا (اشْتَاقَ) إِليه.
(و) جَنَبَ فُلانٌ فِي بنِي فلانٍ يَجْنُبُ جَنَابَةً ويَجْنِبُ إِذا (نَزَلَ) فيهم (غَرِيباً) .
(و) هَذَا (جُنَّابُكَ، كَرُمَّانٍ) أَي (مُسَايِرُكَ إِلى جَنْبِكَ. وجَنِيبَتَا البعِيرِ: مَا حُمِلَ على جَنْبَيْهِ) .
وجَنْبَتُه: طائفَةٌ من جَنْبِه.
(والجانِبُ والجُنُبَ بضَمَّتَيْنِ) وَقد يُفْرَدُ فِي الْجَمِيع وَلَا يُؤَنَّثُ (و) كَذَلِك (الأَجْنَبِيُّ والأَجْنَبُ) هُوَ (الَّذِي لَا يَنْقَادُ، و) هُوَ أَيضاً (الغَرِيبُ) يُقَال: رجُلٌ جانِبٌ وجُنُبٌ أَي غَرِيبٌ، والجمْعُ أَجْنَابٌ، وَفِي حديثِ مُجَاهدٍ فِي تَفْسِير السَّيَّارَة قَالَ: (هُمْ أَجْنَابُ النَّاسِ) يَعْنِي الغُرَباءٍ، جمْعُ جُنُبٍ، وَهُوَ الغَرِيبُ، وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ فِي الأَجْنَب: هَلْ فِي القَضِيَّةِ أَنْ إِذا اسْتَغْنَيْتُمُ
وأَمِنْتُمُ فَأَنَا البعِيدُ الأَجْنَبُ
وَفِي الحَدِيث (الجانِبُ المُسْتَغْزِرُ يُثَابُ مِنْ هِبَتِهِ) أَي أَنَّ الغَرِيبَ الطَّالِبَ إِذا أَهْدَى إِلَيْكَ هَدِيَّةً لِيَطْلُبَ أَكْثَرَ مِنْهُ فأَعْطِهِ فِي مُقَابَلَةِ هَدِيَّتِهِ، والمُسْتَغْزِرُ: هُوَ الَّذِي يطْلُبُ أَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَى، وَيُقَال: رجُلٌ أَجْنَبُ وأَجْنَبِيٌ، وَهُوَ البعِيدُ منكَ فِي القَرابةِ، وَفِي حَدِيث الضَّحَّاكِ (أَنَّه قَالَ لِجَارِيَةَ: هَلْ منْ مُغَرِّبَةِ خَبَرٍ؟ قَالَ علَى جانِبِ الخَبَرُ) أَي على الغَرِيبِ القَادِمِ، ويُجْمَع جانِبٌ على جُنَّابٍ كرُمَّانٍ (والاسْمُ الجَنْبَةُ) أَي بِسُكُون النُّون مَعَ فتح الجِيم (والجَنَابةُ) أَي كسَحابة، قَالَ الشَّاعِر:
إِذَا مَا رَأَوْنِي مُقْبِلاً عنْ جَنَابةِ
يقُلُونَ مَنْ هاذَا وقَدْ عَرفُونِي
وَيُقَال: نِعْمَ القَوْمُ هُمْ لِجَارِ الجَنَابَةِ، أَي لجَارِ الغُرْبَةِ، والجَنَابَةُ: ضِدُّ القَرابة، وَقَالَ عَلْقَمةُ بن عَبَدَةَ:
وفِي كُلِّ حَيَ قَدْ خَبَطْتُ بِنِعْمَةٍ
فَحُقَّ لِشأْسٍ مِنْ نَدَاك ذَنُوبُ
فَلاَ تَحْرِمَنِّي نائِلاً عنْ جَنابَةٍ
فإِنِّي امْرُؤٌ وَسْطَ القِبابِ غَرِيبُ
(عَنْ جَنابةٍ) أَي بُعْدٍ وغُرْبةٍ يُخاطِبُ بِهِ الحارِث بنَ جَبَلَةَ، يمْدَحُه وَكَانَ قد أَسرَ أَخَاهُ شَأْساً فأَطْلَقَه مَعَ جُمْلَةٍ من بني تَميمٍ، وَفِي الأَساس: ولاَ تَحْرِمني عَن جَنَابةٍ، أَي من أَجْلِ بُعْدِ نَسبٍ وغُرْبةٍ، أَي لَا يصْدُر حِرْمانُكَ عَنْهَا، كَقَوْلِه: {2. 014 وَمَا فعلته عَن اءَمري} (الْكَهْف: 82) انْتهى، ثمَّ قَالَ: وَمن المجازِ: وهُو أَجْنَبِيٌّ عَن كَذَا، أَي لَا تَعَلُّقَ لَهُ بِهِ وَلَا معْرفَةَ، انْتهى. والمُجَانِبُ: المُساعِدُ، قَالَ الشَّاعِر: وإِنِّي لِمَا قَدْ كانَ بيْنِي وبيْنَهَا
لَمُوفٍ وإِنْ شَطَّ المَزَارُ المُجانِبُ
(وجَنَّبهُ) أَيِ الشيءَ (وتَجَنَّبهُ واجْتَنَبه وجانَبَه وتَجَانَبَه) كُلُّهَا بمعْنَى (: بَعُدَ عَنْهُ، و) جَنَبْتُهُ الشيءَ. و (جَنَّبهُ إِيَّاهُ، وجَنَبهُ كنَصَره) يجْنُبُه (وأَجْنَبَهُ) أَي نَحَّاهُ عَنهُ، وقُرِىءَ (وأَجْنِبْني وبنِيَّ) بالقَطْع، وَيُقَال: جَنَبْتُه الشرَّ، وأَجْنَبْتُه وجَنَّبْتُه بِمَعْنى واحدٍ، قَالَه الفرَّاءُ والزَّجاج.
(ورجُلٌ جَنِبٌ ككَتِفٍ: يَتَجَنَّبُ قارِعةَ الطَّرِيقِ مَخَافَةَ) طُرُوقِ (الأَضْيَافِ، و) رجُلٌ ذُو جَنْبةٍ (الجَنْبَةُ: الاعتزال) عَن النَّاس، أَي ذُو اعْتِزَالٍ عَن الناسِ مُتَجَنِّبٌ لَهُم، (و) الجَنْبةُ أَيضاً: (: النَّاحيةُ) يُقَال: قَعَدَ فلانٌ جَنْبةً، أَي ناحِيةً واعْتَزَلَ الناسَ، ونَزَلَ فُلانٌ جَنْبَةً: ناحِيةً، وَفِي حَدِيث عُمر رَضِيَ اللَّهُ عنهُ (علَيْكُمْ بالجَنْبة فإِنَّهَا عَفَافٌ) قَالَ الهَرَوِيُّ: يَقُول: اجْتَنِبُوا النِّسَاءَ والجُلُوسَ إِلَيْهِنَّ وَلَا تقْرَبُوا ناحِيَتَهُنَّ، وتَقُولُ، فُلانٌ لاَ يَطُورُ بِجَنَبَتِنَا، قَالَ ابنُ بَرّيّ: هَكَذَا قَالَ أَبو عبيدةَ بتحْرِيكِ النُّونِ، قَالَ: وَكَذَا رَوُوهُ فِي الحديثِ (وعلَى جَنَبَتَيِ الصِّراطِ أَبْوابٌ مُفَتَّحَةٌ) وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ جِنِّي: قَدْ غَرِيَ النَّاسَ بقَوْلهمْ: أَنَا فِي ذَرَاكَ وجَنَبَتِك، بِفَتْح النُّون، قَالَ: والصوابُ إِسْكانُ النُّون، وَاسْتشْهدَ على ذَلِك بقول أَبِي صَعْتَرَة البَوْلانِيِّ:
فَمَا نُطْفَةٌ مِنْ حَبِّ مُزْنٍ تَقَاذَفَتْ
بِهِ جَنْبَتَا الجُودِيِّ واللَّيْلُ دامِسُ
بِأَطْيَبَ مِنْ فِيها وَمَا ذُقْتُ طَعْمَهُ
ولاكِنَّنِي فِيما تَرَى العيْنُ فَارِسُ
مُتَفَرِّسٌ، ومعْنَاهُ: اسْتَدْلَلْتُ بِرِقَّتِهِ وصَفَائِهِ علَى عُذُوبتِه وبَرْدِهِ. وتقولُ: مَرُّوا يَسِيرُونَ جَنَابَيْهِ وجَنَابَتَيْه وجَنْبَتَيْهِ أَي ناحِيَتَيْهِ، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
(و) الجَنْبَةُ (: جِلْدٌ) ، كَذَا فِي النسخِ كُلِّها، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : جُلْدةٌ (لِلْبعِيرِ) أَي من جَنْبِهِ يُعْملُ مِنْهَا عُلْبَةٌ، وهِي فَوْقَ المِعْلَقِ مِنَ العِلاَبِ وَدون الحَوْأَبَةِ يُقَال: أَعْطنِي جَنْبَةً اتَّخِذْ مِنْهَا عُلْبَة، وَفِي (التَّهْذِيب) : أَعْطِنِي جَنْبةً، فَيُعْطِيهِ جِلْداً فَيتَّخِذُه عُلْبةً.
والجَنْبةُ أَيضاً: البُعْدُ فِي القَرابةِ، كالجَنَابةِ.
(و) الجنْبَةُ (: عامَّةُ الشجَرِ الَّتِي تَتَرَبَّلُ فِي) زَمَانِ (الصَّيْفِ) ، وَقَالَ الأَزهريُّ: الجَنْبةُ: اسمٌ لنُبُوتٍ كثيرةٍ وَهِي كلّها عُرْوَة سُمِّيَتْ جَنْبةً لأَنها صَغُرتْ عَن الشجَر الْكِبَار وارتفعتْ عَن الَّتِي لَا أُرُومةَ لَهَا فِي الأَرض، فَمن الجَنْبةِ النَّصِيُّ والصِّلِّيَانُ والحَمَاطُ والمَكْرُ والجَدْرُ والدَّهْمَاءُ صَغُرتْ عَن الشّجر ونَبُلَتْ عَن البُقُولِ، قَالَ: وَهَذَا كُله مسموعٌ من الْعَرَب، وَفِي حَدِيث الحَجّاج (أَكَلَ مَا أَشْرَفَ من الجَنْبةِ) ، هِيَ رَطْبُ الصِّلِّيَانِ من النَّباتِ، وَقيل: هُوَ مَا فَوْقَ البَقْلِ ودونَ الشجرِ، وَقيل: هُوَ كلّ نَبْتٍ يُورِقُ فِي الصِّيْفِ من غيرِ مَطَرٍ (وأَو) هِيَ (مَا كَانَ بيْنَ البَقْلِ والشَّجرِ) وهُمَا مِمَّا يَبْقَى أَصْلُه فِي الشِّتَاءِ ويَبِيد فَرْعُه، قَالَه أَبو حنيفةَ. ويقالُ: مُطِرْنا مَطَراً كَثُرَتْ مِنْهُ الجَنْبَةُ، وَفِي نُسْخَةٍ: نَبَتَتْ عَنهُ الجَنْبَةُ.
(والجَانِبُ: المُجْتَنَبُ) بِصِيغَة الْمَفْعُول (المحْقُورُ) ، وَفِي بعض النّسخ المهقور.
(و) الجانِبُ (: فَرسٌ بعِيدُ مَا بيْنَ الرِّجْلَيْنِ) من غَيْرِ فَحَجٍ، وَهُوَ مَدْحٌ وسيأْتي فِي التَّجْنِيبِ، وَهَذَا الَّذِي ذَكره المؤلّف إِنما هُوَ تَعْرِيف المُجنَّبِ كمُعظّم، وَمُقْتَضى الْعَطف يُنافي ذَلِك.
(والجَنَابةُ: المَنِيُّ) وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {2. 014 وان كُنْتُم جنبا فاطهروا} (الْمَائِدَة: 6) (وقَدْ أَجْنَبَ) الرَّجُلُ (وجَنِبَ) بالكَسْرِ (وجَنُبَ) بالضَّمِّ (وأُجْنِبَ) ، مبنيًّا للْمَفْعُول، (واسْتَجْنَبَ) وجَنَبَأَفْعَالٍ كَمَا كُسِّرَ بَطَلٌ عَلَيْهِ، حينَ قَالُوا أَبْطَالٌ، كَمَا اتَّفَقا فِي الِاسْم عَلَيْهِ، يَعْنِي نَحْو جَبلٍ وأَجْبال وطُنُب وأَطْنابٍ و (لَا) تَقُلْ (جُنُبَةٌ) فِي المؤنثِ، لأَنه لم يُسْمَعْ عَنْهُم.
(والجَنَابُ) بِالْفَتْح كالجانِب (: الفِنَاءُ) بِالْكَسْرِ، فِنَاءُ الدَّارِ (: والرَّحْلُ) يُقَال: فُلاَنٌ رَحْبُ الجَنَابِ أَيِ الرَّحْلِ (: والنَّاحِيَةُ، وَمَا قَرُبَ من مَحَلَّةِ القَوْمِ، وَالْجمع: أَجْنِبَةٌ، وَفِي حديثِ رُقَيْقَةَ (اسْتَكَفُّوا جَنَابَيْهِ) أَي حَوَالَيْهِ، تَثْنِيَةُ جَنَابٍ وَهِي النَّاحِيَةُ، وَفِي حَدِيث الشَّعْبِيّ (أَجْدَبَ بِنَا الجَنَابُ) . (و) الجَنَابُ (جَبَلٌ) على مَرْحَلَةٍ من الطَّائِفِ، يُقَال لَهُ: جَنَابُ الحِنْطَةِ (وعَلَمٌ، و) أَبُو عبْدِ اللَّهِ (مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عِنْرَانَ الجَنَابِيُّ مُحَدِّثٌ) روى عَنهُ أَبُو سَعْدِ بنُ عَبْدويه شيخُ الحافظِ عبدِ الغَنِيِّ، وضبَطَه الأَمِيرُ بالتَّثْقِيلِ، وَيُقَال: أَخْصَبَ جَنَابُ القَوْمِ، بِفَتْح الْجِيم، أَي مَا حَوْلَهُم، وفلانٌ خَصِيبُ الجَنَابِ، وجَدِيبُ الجَنَابِ، وَهُوَ مجَاز، وَفِي الأَساس: وأَنا فِي جَنَابِ زَيْدِ أَي فِنَائِه ومَحَلَّتِه، ومَشَوْا جَانِبَيْهِ وجَنَابَيْهِ (وجَنَابَتَيْه) وجَنْبَتَيْهِ، انْتهى، وَيُقَال كُنَّا عَنْهُم جَنَابِينَ وجَنَاباً أَي مُتَنَحِّينَ.
(و) الجَنَابُ (: ع) هُوَ جَنَابُ الهَضْبِ الَّذِي جاءَ ذِكْره فِي الحَدِيث.
(و) الجُنَابُ (بالضَّمِّ: ذَاتُ الجَنْبِ) أَيّ الشِّقَّيْنِ كَانَ، عَن الهَجَرِيّ، وزَعَم أَنه إِذا كَانَ فِي الشِّقِّ الأَيْسَرِ أَذْهَبَ صَاحِبَهُ قَالَ:
مَرِيضٌ لاَ يَصِحُّ وَلاَ يُبَالِي
كأَنَّ بِشِقِّهِ وَجَعَ الجُنَابِ
وجُنِبَ، بِالضَّمِّ: أَصَابَه ذَاتُ الجَنْبِ، والمَجْنُوبُ: الَّذِي بِهِ ذَاتُ الجَنْبِ، تَقول مِنْهُ: رَجُلٌ مَجْنُوبٌ وَهِي قَرْحَةٌ تُصِيبُ الإِنْسَانَ دَاخِلَ جَنْبِه، وَهِي عِلَّةٌ صَعْبَةٌ تَأْخُذُ فِي الجَنْبِ، وَقَالَ ابْن شُميل: ذَاتِ الجَنْبِ هِيَ الدُّبَيْلَةُ وَهِي قَرْحَةٌ تَنْقُبُ البَطْنَ، وإِنما كَنَوْا عَنْهَا فَقَالُوا: ذَات الجَنْبِ، وَفِي الحَدِيث (المَجْنُوبُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهِيدٌ) وَيُقَال أَراد بِهِ: الَّذِي يَشتَكي جَنْبَه مُطلقًا. وَفِي حَدِيث الشُّهَدَاءِ. (ذَاتُ الجَنْبِ شَهَادَةٌ) وَفِي حديثٍ آخَرَ (ذُو الجَنْبِ شَهِيدٌ) هُوَ الدُّبَيْلَةُ والدُّمَّلُ الَّذِي يَظْهَرُ فِي باطنِ الجَنْبِ ويَنْفَجِرُ إِلى داخِلٍ، وقَلَّمَا يَسْلَمُ صاحِبُهَا، وذُو الجَنْبِ: الَّذِي يَشْتَكِي جَنْبَه بسَبَبِ الدُّبَيْلَةِ إِلا أَن (ذُو) للمذكر و (ذَات) للمؤنث وصارتْ ذَاتُ الجَنْبِ عَلَماً لَهَا وإِن كَانَت فِي الأَصْلِ صِفَةً مُضَافَة، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) . وَفِي الأَساس: ذَاتُ الجَنْبِ: دَاءُ الصَّنَادِيدِ.
(و) الجِنَابُ (بِالْكَسْرِ) يُقَال (فَرَسق طَوْعُ الجِنَابِ) وطَوْعُ الجَنَبِ إِذا كَانَ (سَلِسَ القِيَادِ) أَي إِذا جُنِبَ كَانَ سَهْلاً مُنْقَاداً، وقولُ مَرْوانَ بنِ الحَكَم: لَا يكون هَذَا جَنَباً لِمَنْ بَعْدَنا، لم يُفسرْه ثَعْلَب: قَالَ: وأُرَاهُ من هَذَا، وَهُوَ اسمٌ للجَمْع، وَقَوله:
جُنُوحٌ تُبَارِيهَا ظِلالٌ كَأَنَّهَا
مَعَ الرَّكْبِ حَفَّانُ النَّعَامِ المُجَنَّبِ
المُجَنَّبُ: المَجْنُوبُ، أَي المَقُودُ، وَيُقَال: جُنِبَ فلانٌ، وَذَلِكَ إِذا مَا جُنِبَ إِلى دَابَّةٍ. (و) فِي الأَساس: وَيُقَال (لَجَّ) زَيْدٌ (فِي جِنَابٍ قَبِيح، بالكَسْر أَي) فِي (مُجَانَبَةِ أَهْلِهِ) .
والجِنَابُ بكَسْرِ الجِيم: أَرْضٌ مَعْرُوفَةٌ بنَجْدٍ، وَفِي حَدِيث ذِي المِعشار (وأَهْلُ جِنَابِ الهَضْبِ) هُوَ بالكَسْرِ: اسمُ مَوضِع، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
(والجَنَابَة كسَحَابة) كالجَنِيبَةِ: العَلِيقَةُ وَهِي (النَّاقَةُ) الَّتِي (تُعْطِيهَا) أَنْتَ (القَوْمَ) يَمْتَارُونَ عَلَيْهَا، زادَ فِي الْمُحكم (مَعَ دَرَاهِمَ لِيُمِيرُوكَ عَلَيْها) قَالَ الحَسَنُ بنُ مُزَرِّدٍ: قَالَتْ لَهُ مَائِلَةُ الذَّوَائِبِ
كَيْفَ أَخِي فِي العُقَبِ النَّوَائِبِ
أَخوكَ ذُو شِقَ على الركائبِ
رِخْوُ الحِبَالِ مَائِلُ الحعقَائِبِ
رِكَابُهُ فِي الحَيِّ كالجَنَائِبِ
يَعْنِي أَنَّهَا ضَائِعَةٌ. كالجَنَائِبِ الَّتِي لَيْسَ لَهَا رَبٌّ يَفْتَقِدُهَا. تَقول: إِنَّ أَخَاكَ ليْسَ بمُصْلِح لِمَالِهِ، فمَالُه كمَالٍ غَابَ عَنهُ رَبُّه وسَلَّمُه لِمَنْ يَعْبَث فِيهِ، ورِكَابُه الَّتِي هُوَ مَعَهَا كأَنَّها جَنَائبُ فِي الضُّرِّ وسُوءِ الحَالِ.
(والجَنِيبَةُ) أَيضاً (: صِوفُ الثَّنِيِّ) ، عَن كُراع، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَالَّذِي حَكَاهُ يعقوبُ وغيرُه من أَهل اللُّغَة: الخَبيبةُ: صُوفُ الثَّنِيِّ، مثل الجنِيبةِ، فثبتَ بِهَذَا أَنهما لُغَتَانِ صحِيحتَانِ، وَقد تأْتي الإِشارة إِليه هناكَ، والعَقِيقَة: صُوفُ الجَذَع. والجَنِيبةُ منَ الصُّوفِ: أَفْضَلُ من العَقِيقَةِ وأَنْقَى وأَكْثَرُ.
(والَمِجْنَبُ كمِنْبَرٍ ومَقْعَدٍ) حكى الوَجهينِ الفارسيُّ وَهُوَ الشيءُ (الكثيرُ من الخَيْرِ والشِّرِّ) وَفِي (الصِّحَاح) : الشيءُ الكثيرُ، يُقَال: إِنَّ عِنْدَنا لخيْراً م 2 جْنَباً، وشرًّا مَجْنبَاً أَي كثيرا، وخصَّ أَبو عبيدةَ بِهِ الكَثيرَ منَ الخَيْرِ، قَالَ الفارسيُّ: وهُو مِمَّا وَصفُوا بِهِ فقالُوا خَيْرٌ (مَجْنَبٌ) : كثير وأَنشد شَمِرٌ لكُثَيِّر:
وإِذْ لاَ تَرَى فِي النَّاسِ شَيْئا يَفُوقُهَا
وفيهنَّ حُسْنٌ لَوْ تَأَمَّلتَ مَجْنَبُ
قَالَ شَمِرٌ: وَيُقَال فِي الشَّرِّ إِذا كَثُر. وطَعامٌ مَجْنَبٌ: كَثِيرٌ.
(و) المِجْنَبُ بِالْكَسْرِ (كمِنْبرٍ) السِّتْرُ) وَقد جَنَبَ البيْتَ إِذا ستَرهُ بالمِجْنَبِ، (و) المِجْنَبُ: شيْءٌ (مِثْلُ البابِ يقومُ عَلَيْهِ مُشْتَارِ العَسلِ) ، قَالَ ساعدةُ بنُ جُؤَيَّةَ: صَبَّ الَّلهِيفُ لَهَا السُّبُوبَ بِطَغْيَة
تُنْبِي العُقَابَ كَمَا يُلَطُّ المِجْنَبُ
عَنَى بالَّهِيفِ: المُشْتارَ، وسُبُوبُه: حبالُهُ الَّتِي يتَدَلَّى بهَا إِلى العَسلِ، والطَّغْيَةُ: الصَّفَاةُ المَلْساءُ.
(و) المِجْنَبُ (: أَقْصى أَرْضِ العَجم إِلى أَرضِ العَربِ) وأَدْنَى أَرضِ العربِ إِلى أَرض الْعَجم، قَالَ الكُميت:
وشَجْوٍ لِنَفْسِيَ لَمْ أَنْسَهُ
بِمُعْتَرَكِ الطَّفِّ والمِجْنبِ
(و) المِجْنَبُ (: التُّرْسُ) لأَنه يَجْنُبُ صاحهبَه أَي يِقِيهِ مَا يَكْرَهُ كأَنه آلةٌ لذَلِك، كَذَا فِي الأَ (وتُضَمُّ مِيمُه، و) المِجْنَبُ الْكسر (شَبَحٌ كالمُشْطِ) إِلاَّ أَنَّه (بِلَا أَسْنَانٍ) وطَرَفُه الأَسفلُ مُرْهَفٌ (يُرْفَعُ بِهِ التُّرابُ على الأَعْضَادِ والفِلْجَانِ) وَقد جَنَبَ الأَرضَ بالمِجْنَبِ.
(والجَنَبُ مُحَرَّكَةً) مَصْدَرُ جَنِبِ البعِيرُ بِالْكَسْرِ يَجْنَبُ جَنَباً، وَهُوَ (شِبْهُ الظَّلَعِ) وَلَيْسَ بظَلَعٍ. (و) الجَنَبُ أَيضاً (: أَن يَشْتَدَّ العَطَشُ) أَي يعْطَشَ عطَشاً شَدِيدا (حَتَّى تَلْزَقَ الرِّئَةُ بالجَنْبِ) أَي من شِدَّةِ العطَسِ، قَالَ ابْن السكّيت: وَقَالَت الأَعرابُ: هُوَ أَنْ يلْتَوِيَ من شِدَّةِ العطَسِ، قَالَ ذُو الرّمّة يصف حِماراً:
وَثْبَ المُسَحَّجِ مِنْ عانَاتِ مَعْقُلَةٍ
كَأَنَّهُ مُسْتَبَانُ الشَّكِّ أَوْ جَنِبُ
والمُسَحَّجُ: حِمارُ الوَحْشِ، والهَاءُ فِي (كأَنه) تعودُ على حمارِ وَحْشٍ تقَدَّم ذِكْرُه، يَقُول: كأَنه من نَشَاطِه ظَالِعٌ أَو جَنِبٌ، فَهُوَ يمْشِي فِي شِقَ، وَذَلِكَ من النَّشَاطِ، يُشَبِّه ناقَتَه أَو جَمَلَه بِهَذَا الحِمارِ وَقَالَ أَيضاً:
هاجَتْ بِهِ جُوَّعٌ غُضْفٌ مُخَصِّرةٌ
شَوازِبٌ لاَحَهَا التَّقْرِيبُ والجَنَبُ
وَيُقَال: حِمارٌ جَنِبٌ. وجَنِبَ البعِيرُ: أَصابهُ وَجَعٌ فِي الجَنْبِ من شِدَّةِ العطَشِ (و) الجَنَبُ: (: القَصِيرُ) وَبِه فُسِّر بيتُ أَبِي العِيالِ:
فَتًى مَا غَادرَ الأَقْوَا
مُ لَا نِكْس وَلاَ جَنَبُ
وَفِي نخسة (الفَصِيلُ) بَدَلَ (القَصِيرِ) وَهُوَ خطأٌ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : و (الجَنِبُ) ، أَي ككَتِفٍ: الذِّئْبُ، لَتَظَالُعِه كَيْداً ومَكْراً، مِنْ ذَلِك.
والجَأْنَبُ بالهَمْزِ: القَصِيرُ الجَافِي الخِلْقَةِ، وخَلْقٌ جَأْنَبٌ إِذا كَانَ قَبيحاً كَزًّا.
(و) الجَنَبُ، التَّحْرِيكِ، الَّذِي نُهِيَ عَنهُ فِي حَدِيث الزَّكَاةِ والسِّبَاقِ، وَهُوَ (أَن يَجْنُبَ فَرَساً) عُرْياً فِي الرِّهَانِ (إِلى فَرَسِه) الَّذِي يُسَابِقُ عَلَيْهِ (فِي السِّبَاقِ، فإِذا فَتَرَ المَرْكُوبُ) أَي ضَعْفَ (تَحَوَّلَ) وانْتَقَلَ (إِلى الفَرَسِ) (المَجْنُوبِ) أَي المَقُودِ، وَذَلِكَ إِذا خعافَ أَن يُسْبَقَ على الأَوْل. (و) الجَنَبُ المَنْهِيّ عَنهُ (فِي الزَّكَاةِ: أَن يَنْزِلَ العامِلُ بأْقْصَى مَواضعِ الصَّدَقَةِ ثمَّ يأْمُرَ بالأَموالِ أَنْ تُجْنَبَ إِليه) ، وَقد مرَّ بَيانُ ذَلِك فِي جلب (و) قِيلَ: هُوَ (أَنْ يَجْنُبَ ربُّ المالِ بمالِه أَي يُبْعِدَهُ عَن موْضِعِه حَتَّى يَحْتَاج العاملُ إِلى الإِبْعَادِ فِي) اتِّبَاعِه و (طَلَبِه) .
(والجَنُوبُ) كصَبُورٍ (: رِيحٌ تُخَالِفُ) وَفِي لَفْظِ (الصِّحَاح) : تُقابِلُ (الشَّمَالَ) تأْتِي عَن يمِينِ القِبْلَةِ، وَقَالَ ثَعْلَب: الجَنُوبُ من الرِّياح: مَا اسْتَقْبلَكَ عَن شِمَالِكَ إِذا وقَفْتَ فِي القِبْلَةِ، وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: الجَنُوبُ (مَهَبُّها من مَطْلَعِ سُهَيْلٍ إِلى مَطْلع الثُّرَيَّا) ، وَعَن الأَصمعيّ: الجَنُوبُ: مَا بَين مَطْلَع سُهَيْلٍ إِلي مَطلعِ الشَّمْسِ فِي الشِّتَاءِ، وَقَالَ عُمَارةُ: مَهبّ الجَنُوبِ مَا بَين مَطْلَع سُهَيلٍ إِلى مَغْرِبه، وَقَالَ الأَصمعيّ: إِذا جاءَتِ الجَنوبُ جاءَ مَعهَا خَيْرٌ وتَلْقِيحٌ، وإِذَا جاءَت الشَّمَالُ نَشَّفَتْ، وَتقول العربُ للاثْنَيْنِ إِذا كَانَا مُتَصَافِيَيْنِ: رِيحُهُمَا جَنُوبٌ، وإِذا تَفَرَّقَا قِيلَ: شَمَلَتْ رِيحُهُمَا، وَلذَلِك قَالَ الشَّاعِر:
لَعَمْرِي لَئِنْ رِيحُ المَوَدَّةِ أَصْبحَتْ
شَمَالاً لَقَدْ بُدِّلْتُ وَهْيَ جَنُوبُ
وقولُ أَبِي وَجْزَةَ:
مَجْنُوبةُ الأُنْسِ مَشْمُولٌ مَواعِدُهَا
مِنَ الهِجَانِ ذَواتِ الشِّطْبِ والقَصَبِ
قَالَ ابْن الأَعرابيّ: يُرِيدُ أَنها تَذْهَبُ مَوَاعِدُها مَعَ الجَنُوبِ، ويذْهبُ أُنْسُهَا مَعَ الشَّمَال، وَفِي (التَّهْذِيب) الجَنُوبُ مِنَ الرياحِ: حارَّةٌ، وَهِي تَهُبُّ فِي كلّ وَقْتٍ، ومَهبُّها مَا بيْنَ مَهَبَّىِ الصَّبا والدَّبُورِ ممّا يَلِي مَطلَع سُهيلٍ، وَحكى الجوهريُّ عَن بعض الْعَرَب أَنه قَالَ: الجَنُوبُ حارَّةٌ فِي كلّ مَوضع إِلاّ بنَجْدٍ فإِنها باردةٌ، وبيْتُ كُثَيِّرِ عزَّةَ حُجَّةٌ لَهُ:
جَنُوبٌ تُسَامِي أَوْجُهَ القَوْمِ مَسَّهَا
لَذِيذٌ ومَسْراهَا من الأَرضِ طَيِّبُ
وَهِي تكون اسْماً وصِفَةً عِنْد سِيبَوَيْهٍ، وأَنشد:
رِيحُ الجَنُوبِ مَعَ الشَّمَالِ وتَارةً
رِهَمُ الرَّبِيعِ وصَائِبُ التَّهْتَانِ
وهَبَّتْ جَنُوباً دلِيلٌ على الصِّفَةِ عِنْد أَبي عُثْمَانَ، قَالَ الفارسيّ (لَيْسَ بدليلٍ، أَلاَ تَرى إِلى قَول سِيبَوَيْهٍ إِنه قد يكون حَالا) مَا لَا يكُونُ صِفةً كالقَفيِزِ والدِّرْهم.
(ج جنَائِبُ) ، زَاد فِي (التَّهْذِيب) : وأَجْنُبٌ، وَقد (جَنَبَتِ) الرِّيحُ تَجْنُبُ (جُنُوباً) وأَجْنَبَتْ أَيْضاً، أَي هَبَّتْ جَنُوباً (وجُنِبُوا بالضَّمِّ) أَي (أَصْابتْهُمُ) الجَنُوبُ، فَهُمْ مجْنُوبُونَ، وجُنِبَ القَوْمُ أَي أَصابتهمُ الجَنُوبُ، أَي فِي أَمْوالِهِم، قَالَ ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ:
سَادٍ تَجَرَّمَ فِي البَضِيعَ ثَمَانِياً
يُلْوِي بِعَيْقَاتِ البِحارِ ويُجْنَبُ
أَي أَصابتْه الجَنُوبُ، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) ، وَكَذَلِكَ القولُ فِي الصَّبَا والدَّبُورِ والشَّمَالِ، وجَنِبَتِ الرِّيحُ بِالْكَسْرِ، إِذا تَحوَّلَتْ جَنُوباً (وأَجْنَبُوا) إِذا (دخَلُوا فِيهَا) أَي ريحِ الجنُوبِ.
(وجَن 2 بَ إِلَيْهِ) أَي إِلى لِقَائِه (كنَصَر وسمِع) ، كَذَا فِي النُّسْخَة، وَفِي أُخرى كسمِع ونَصَر (: قَلِقَ) ، الكَسْرُ عَن ثَعْلَب والفَتْحُ عَن ابْن الأَعرابيّ، تقولُ، جَنِبْتُ إِلى لِقائِكَ وغَرِضْتُ إِلى لِقَائِكَ، جَنَباً وغَرَضاً، أَي قَلِقْتُ لِشِدَّةِ الشَّوْقِ إِليكَ.
(والجنْبُ) : النَّاحِيةُ، وأَنشد الأَخفش:
النَّاسُ جَنْبٌ والأَمِيرُ جَنْبُ
كأَنَّهُ عَدلَه بِجَمِيعِ الناسِ، والجَنْبُ أَيضاً (: مُعْظَمُ الشيءِ وأَكْثَرُه) وَمِنْه قولُهم: هَذَا قَلِيلٌ فِي (جَنْبِ مَودَّتِكَ) ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : الجَنْبُ: القِطْعةُ من الشيْءِ يكون مُعْظَمَه أَو كثيرا مِنْهُ.
(و) جَنْبٌ بلاَلاَم: بَطْنٌ من الْعَرَب، وَقيل: (حَيٌّ منَ اليمَنِ، أَو) هُوَ (لَقَبٌ لَهُم لاَ أَبٌ) ، وهم: عبْدُ اللَّهِ وجُعْفِيٌّ والحَكَمُ وجِرْوَةُ، بَنُو سَعْدِ العَشِيرَةِ بنِ مَذْحَجٍ، سُمُّوا جَنْباً لأَنَّهُم جَانَبُوا بَنِي عَمِّهِمْ صُدَاءَ ويَزِيدَ ابْنَيْ سَعْدِ العَشِيرَة من مَذْحُجٍ، قَالَه الدَّارَقُطْنِي، وَنَقله السُّهَيْلِيُّ فِي (الرَّوْض) ، قَالَ: وذَكرَ فِي موضعٍ آخَرَ خِلافاً فِي أَسمائهم، وَذكر مِنْهُم بَنِي غِلِيَ، بالغين، وَلَيْسَ فِي (الْعَرَب) غِلِيٌّ غَيره، قَالَ مهلهل:
زَوَّجَهَا فَقْدُهَا الأَرَاقِمَ فِي
جَنْبٍ وكانَ الحِبَاءُ مِنْ أَدِمِ
(و) جَنْبُ بنُ عبدِ الله (مُحَدِّثٌ كُوفِيٌّ) لَهُ رِوَاية.
(وجَنَّبَ تَجْنِيباً) إِذا (لَمْ يُرْسِلِ الفَحْلَ فِي إِبِله وغنَمِه، و) جَنَّبَ القَوْمُ فهم مُجَنِّبُونَ، إِذا (انْقَطَعَتُ أَلْبَانُهم) أَو قَلَّتْ، وقيلَ إِذا لم يكن فِي إِبلهم لَبَنٌ، وجَنَّبَ الرجُلُ، إِذا لم يَكنْ فِي إِبِله ولاَ غَنَمِه دَرٌّ، وَهُوَ عَامُ تَجْنِيبٍ، قَالَ الجُمَيْحُ بنُ مُنْقِذٍ: يذكرُ أَمرأَتَه: لَمَّا رَأَتْ إِبِلى قَلَّتْ حَلُوبَتْهَا
وكُلُّ عَامٍ عَلَيْهَا عامُ تَجْنِيبِ
يَقُول: كلُّ عامٍ يَمرُّ بهَا فَهُوَ عامُ تَجْنِيبٍ، وَقَالَ أَبو زيد: جَنَّبَتِ الإِبِلُ، إِذا لم تُنْتَجْ مِنْهَا إِلاّ النَّاقَةُ والنَّاقَتَانِ، وحَنَّبَهَا هُوَ بشَدِّ النُّونِ أَيضاً، وَفِي حَدِيث الْحَارِث بن عَوْفٍ (إِنَّ الإِبِلَ جَنَّبَتْ قِبَلَنَا العَامَ) أَي لم تَلْقَحْ فيكونَ لَهَا أَلْبَانٌ.
(وجَنُوبُ: امْرَأَةٌ) وَهِي أُخْتُ عَمْرٍ وذِي الكَلْبِ الشَّاعِرِ. قَالَ القَتَّالُ الكِلاَبِيُّ:
أَبَا كِيَةٌ بَعْدِي جَنُوبُ صَبَابَةً
عَلَيَّ وأُخْتَاهَا بِمَاءٍ عُيُونِ
وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : وجَنبَت الدَّلْوُ تَجْنَبُ جَنَباً، إِذا انْقَطَعَتْ مِنْهَا وَذَمَةٌ أَو وَذَمَتَانِ فمَالَتْ.
(والجَنَابَاءُ) بالمَدِّ (و) الجُنَابَى (كسُمَانَى) مُخَفَّفاً مَقْصُوراً، هَكَذَا فِي النُّسْخَة الَّتِي رَأَينَاهَا وَفِي (لِسَان الْعَرَب) بالضمّ وَتَشْديد النُّون، ويدلّ على ذَلِك أَنّ المؤلّف ضبَط سماني بِالتَّشْدِيدِ فِي سمن، فليكُنْ هَذَا الأَصحّ، ثمَّ إِنّه فِي بعض النسخِ المَدُّ فِي الثَّانِي، وَكَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) أَيضاً وَالَّذِي قيَّده الصاغانيُّ بالضمّ وَالتَّخْفِيف ككُسالَى، وَقَالَ (: لُعْبَةٌ لِلصِّبْيَانِ) يَتَجَانَبُ العُلاَمَان فيعتَصمُ كلُّ واحدِ منَ الآخَرِ.
(والجَوَانِبُ: بِلاَدٌ) ، نَقله الصاغانيُّ.
(و) جُنَّبٌ (كقُبَّرٍ: نَاحِيَةٌ) وَاسِعَةٌ (بالبَصْرَةِ) شَرْقِيَّ دِجْلَةَ مِمَّا يَلِي الفُرَاتَ.
(و) جُنَبَةٌ (كهُمَزَةٍ: مَا يُجْتَنَبُ) ، نَقله الصاغانيُّ.
(وجَنَّابَةُ مُشَدَّدَةً: د) أَي بَلَدٌ (يُحَاذِي) يُقَابِلُ (خَارَكَ) بساحلِ فارسَ (مِنْهُ القَرَامِطَةُ) الطائفةُ المشهورةُ كَبِيرهُم أَبُو سَعِيدٍ الحَسَنُ بنُ بَهْرَامَ الجَنَّابِيّ، قُتِلَ سنةَ إِحدى وثلاثمائة، ثمَّ وَلِي الأَمرَ بعدَه ابنُه أَبو طاهرٍ سُلَيْمَانُ، وَمِنْهُم: أَبو عليَ الحَسَنُ بنُ أَحمدَ بنِ أَبي سعيد المعروفُ بالأَعْصَمِ، حاصَرَ مصرَ والشامَ، تُوُفِّيَ بالرَّمْلَةِ سنة 366 جَرَت بَينهم وَبَين جَوْهرِ القائِد حُروبٌ إِلى أَن انْهَزَم القَرْمَطِيُّ بعَيْنِ الشِّمْسِ، وَقد استوفَى ذِكرَهم ابنُ الأَثير فِي (الْكَامِل) (و) إِليه نُسِبَ المحدّثُ أَبْو الحَسَنِ (عليُّ بنُ عبدِ الواحدِ الجَنَّابِيُّ يَروِي عَن أَبي عُمر الهَاشِمِيِّ، وَعنهُ أَبو العِزِّ القَلاَنسِيُّ.
(و) يُقَالُ (سَحَابَةٌ مَجْنُوبَةٌ) ، إِذا هَبَّتْ بهَا الجَنُوبُ) وَهِي الرِّيحُ الْمَعْرُوفَة.
(والتَّجْننِيبُ: انْحِنَاءٌ وتَوْتِيرٌ فِي رِجْلِ الفَرَسِ) وَهُوَ (مُسْتَحَبٌّ) ، قَالَ أَبو دُوَادٍ:
وَفِي اليَدَيْنِ إِذَا مَا المَاءُ أَسْهَلَهَا
ثَنْيٌ قَلِيلٌ وَفِي الرِّجْلَيْنِ نَجْنِيبُ
قَالَ أَبو عُبَيْدَة: التَّجْنِيبُ أَن يَحْنهيَ يَدَيْهِ فِي الرَّفْعِ والوَضْعِ، وَقَالَ الأَصمعيّ: التَّجْنِيبُ، بالجِيمِ، فِي الرِّجْلَيْنِ، والتَحْنِيبُ، بالحَاءِ، فِي الصُّلْبِ واليَدَيْنِ.
(وجَنْبَةُ بنُ طارِقِ) بنِ عَمْرِو بنِ حَوْطِ بنِ سَلْمَى ابنِ هَرْمِيّ بنِ رِيَاح (مُؤَذِّنُ سَجَاحِ المُتَنَبِّئَةِ) الكَذَّابَةِ (وعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ جَنْبَةَ شَيْخُ) أَبِي العَبَّاسِ (المُبَرّدِ) النَّحْوِيِّ.
(و) فِي الحَدِيث (بعٍ الجَمْعَ بالدَّرَاهِم ثُمَّ ابْتَعْ بالدَّرَاهِمِ جَنِيباً) (الجَنِيبُ) كأَمِيرٍ (تَمْرٌ جَيِّدٌ) معروفٌ من أَنْوَاعِه، والجَمْعُ: صُنُوفٌ من التَّمْرِ تُجْمَع، وَكَانُوا يَبيعُونَ صَاعَيْن من التَّمْرِبصاعٍ من الجَنِيبِ: فَقَالَ ذَلِك تَنْزِيهاً لَهُم عَن الرِّبَا.
(وجَنْبَاءُ) كصَــحْرَاءَ (: ع بِبِلَاد) بَنِي (تَمِيمٍ) ، نَقله الصاغانيّ. قلتُ: وَهُوَ على لَيْلةٍ من الوَقْبَاءِ (وآبَاءُ جَنَابٍ) بِالتَّخْفِيفِ (التَّمِيميُّ والقَصَّابُ وابنُ أَبِي حَيَّةَ) الأَوَّلُ شيخٌ لِيَحْيَى القَطَّانِ، وَالثَّانِي. اسْمُه عَوْنُ بنُ ذَكُوَانَ، وَالثَّالِث اسمُه يَحْيَى وَهُوَ الكَلْبِيُّ، رَوَى عَن الضَّحَّاكِ بنِ مُزَاحِم، وَعنهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ (و) كَذَا (جَنَابُ بنُ الحَسْحَاسِ) روى عَنهُ عبدُ اللَّهِ بنُ معاويةَ الجُمَحِيُّ (و) جَنَابُ بنُ (نِسْطَاسٍ) عَن الأَعْمَشِ، وابنُه محمدُ بنُ جَنَابٍ رَوَى عَن أَبِيهِ (و) أَبُو هَانِىءٍ جَنَابُ بنُ (مَرْثَدٍ) الرُّعَيْنِيُّ تابِعِيٌّ مُخَضْرَمٌ، وَقيل: صَحَابِيٌّ، (و) جَنَابُ بنُ (إِبْرَاهِيمَ) عَن ابْن لَهِيعَةَ (مُحَدِّثُونَ، و) جَنَابُ (بنُ مَسْعُودٍ) العُكْلِيُّ (و) جَنعابُ بنُ (عَمْرٍ و) والصوابُ: بن أَبِي عَمْرٍ والسَّكُونِيّ (شاعِرَانِ) والأَوّلُ فارِسٌ أَيضاً.
(و) جَنَّابٌ (بالتَّشْدِيدِ مِنْهُ، الوَلِيُّ المَشْهُورُ (أَبُو الجَنَّابِ) أَحمدُ بنُ عُمَرَ بنِ محمدِ بنِ عبدِ الله الصُّوفِيُّ (الخِيَوَقِيُّ) بالكَسْرِ الخُوَارَزْمِيُّ (نَجْمُ الكُبَرَاءِ) وَفِي نَفَحَات الأُنْس لعبد الرَّحْمَن الجَامِي أَنه نَجْمُ الدِّين الطَّامَّة الكُبْرَى، وَهَذِه الكُنْيَةُ كَناهَا لَهُ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمفي المَنَام، من كِبَارِ الصُّوفِيَّةِ، انْتَهَت إِليه المَشْيَخَةُ بخُوَارَزْمَ وَمَا يَلِيها، سَمِعَ بالإِسْكَنْدَرِيَّة أَبَا طَاهِرٍ السِّلَفِيَّ، وبتَبْرِيزَ محمدَ بن أَسْعَدَ العطاريّ وبأَصْبَهَانَ أَبَا المَكَارِمِ الَّلبَّانَ، وأَبَا سَعِيدٍ الرارانيّ، ومُحَمَّدَ بنَ أَبِي زَيْدٍ الكرانيّ، ومَسْعُودَ بنَ أَبِي مَنْصُورٍ الجَمَالِيُّ وأَبَا جَعْفَرٍ الصَّيْدَلانِيَّ، وغَيْرَهُم، حَدَّثَ بِخُوَارَزْمَ، وسَمِعَ مِنْهُ أَبُو مَحِمَّدٍ عَبْدُ العَزِيزِ بنُ هِلاَلٍ الأَنْدَلُسِيُّ، وذَكَرَه ابنُ جَرادة فِي تَارِيخ حَلَبَ، وَقَالَ قَدِمَ حَلَبَ فِي اجْتِيَازِهِ من مِصْرَ قُتِلَ بخُوَارَزْمَ سنة 618 على يَد التَّتَارِ شَهيداً.
(و) جُنَيْبٌ (كزُبَيْرٍ: أَبُو جُمْعَةَ الأَنْصَارِيُّ) منَ الصَّحَابَةِ (أَو هُوَ بالبَاءِ) وَقد تَقَدَّم ذِكْرُه فِي جبب.
وأَبُو الجَنُوبِ اليَشْكُرِيُّ اسمُه عُقْبَةُ بنُ عَلْقَمَةَ، رَوَى عَن عَلِيَ، وَعنهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الغَزِّيُّ،
وجِنَابٌ بالكعسْرِ: مَوْضعٌ لِبَنِب فَزَارَةَ.
(جنب) أُجْنِبَ الرجلُ: مثل أَجْنَبَ وجَنْبَ.
ج ن ب : جَنْبُ الْإِنْسَانِ مَا تَحْتَ إبْطِهِ إلَى كَشْحِهِ وَالْجَمْعُ جُنُوبٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَالْجَانِبُ النَّاحِيَةُ وَيَكُونُ بِمَعْنَى الْجَنْبِ أَيْضًا لِأَنَّهُ نَاحِيَةٌ مِنْ الشَّخْصِ.

وَالْجَنُوبُ هِيَ الرِّيحُ الْقِبْلِيَّةُ.

وَذَاتُ الْجَنْبِ عِلَّةٌ صَعْبَةٌ وَهِيَ وَرَمٌ حَارٌّ يَعْرِضُ لِلْحِجَابِ الْمُسْتَبْطِنِ لِلْأَضْلَاعِ يُقَالُ مِنْهَا جُنِبَ الْإِنْسَانُ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فَهُوَ مَجْنُوبٌ.

وَالْجَنَابَةُ مَعْرُوفَةٌ يُقَالُ مِنْهَا أَجْنَبَ
بِالْأَلِفِ وَجَنُبَ وِزَانُ قَرُبَ فَهُوَ جُنُبٌ وَيُطْلَقُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالْمُفْرَدِ وَالتَّثْنِيَةِ وَالْجَمْعِ وَرُبَّمَا طَابَقَ عَلَى قِلَّةٍ فَيُقَالُ أَجْنَابٌ وَجُنُبُونَ وَنِسَاءٌ جُنُبَاتٌ وَرَجُلٌ جُنُبٌ بَعِيدٌ.

وَالْجَارُ الْجُنُبُ قِيلَ رَفِيقُكَ فِي السَّفَرِ وَقِيلَ جَارُكَ مِنْ قَوْمٍ آخَرِينَ وَلَا تَكَادُ الْعَرَبُ تَقُولُ أَجْنَبِيٌّ قَالَهُ الْأَزْهَرِيُّ فِي روح وَقَالَ فِي بَابِهِ رَجُلٌ أَجْنَبُ بَعِيدٌ مِنْكَ فِي الْقَرَابَةِ وَأَجْنَبِيٌّ مِثْلُهُ وَقَالَ الْفَارَابِيُّ قَوْلُهُمْ رَجُلٌ أَجْنَبِيٌّ وَجُنُبٌ وَجَانِبٌ بِمَعْنًى وَزَادَ الْجَوْهَرِيُّ وَأَجْنَبُ وَالْجَمْعُ الْأَجَانِبُ وَجَنَبْتُ الرَّجُلَ الشَّرَّ جُنُوبًا مِنْ بَابِ قَعَدَ أَبْعَدْتُهُ عَنْهُ وَجَنَّبْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ.

وَالْجَنِيبُ مِنْ أَجْوَدِ التَّمْرِ.

وَالْجَنِيبَةُ الْفَرَسُ تُقَادُ وَلَا تُرْكَبُ فَعَيْلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ يُقَالَ جَنَبْتُهُ أَجْنُبُهُ مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا قُدْتَهُ إلَى جَنْبِك وَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «لَا جَلَبَ وَلَا جَنَبَ» تَقَدَّمَ فِي جَلَبَ.

وَالْجَنَابُ بِالْفَتْحِ الْفِنَاءُ وَالْجَانِبُ أَيْضًا. 
ج ن ب

رجل جنب وقوم جنب " وإن كنتم جنباً فاطّهّروا " وأجنب وتجنّب واجتنب، وجار جنب وهو الذي جاورك من قوم آخرين، لي من أهل الدار ولا من أهل النسب، وهؤلاء قوم أجناب. قالت الخنساء:

يا عين فيضي بدمع منك تسكابا ... وابكي أخاك إذا جاورت أجنابا

ولا تحرمني عن جنابة أي من أجل بعد نسب وغربة، ومعناه لا يصدر حرماتك عنها كقوله تعالى: " وما فعلته عن أمري " قال علقمة:

فلا تحرمني نائلاً عن جنابة ... فإني امرؤ وسط القباب غريب

وأنا في جناب فلان أي في فنائه ومحلته. ومشوا جانبيه وجنابيه وجنابتيه وجنبتيه. قال كعب ابن زهير:

يسعى الوشاة جنابيها وقولهم ... إنك يا بن أبي سلمى لمقتول

ونزلوا في جنبات الوادي. وقعد جنبة إذا اعتزل القوم. وتقول: طاب الكرام، وجانب اللئام. ولج فلان في جناب قبيح أي في مجانبة أهله. وجنبت الدابة أجنبها جنباً بالتحريك. وفي الحديث " لا جنب في الإسلام " وهو أن يجنب المسابق فرساً فإذا دنا من الغاية انتقل عليه ليسبق. وأعطاه الجنب: انقاد له. وفلان تقاد الجنائب بين يديه، وهو يركب نجيبه، ويقود جنبيه. وجانبه: مشى إلى جنبه، وهو جنيبه. وفرس طوع الجناب: سلس القياد. وأصحب جنبيه إذا طاوعه. وهو أجنبي مني وأجنب. وجنبته الشر فاجتنبه، وجنبته إياه فتجنبه. وقيل للترس: المجنب، لأنه يجنب صاحبه أي يقيه ما يكره كأنه آلة لذلك. وكان في إحدى المجنبتين وهما جناحا العسكر. وجنبت الريح: هبت جنوباً. وجنب القوم: أضابتهم، وسحابة مجنوبة. وأجنبوا: دخلوا فيها. والمجنوب في سبيل الله شهيد، وذات الجنب داء الصناديد.

ومن المجاز: اتق الله الذي لا جنيبة له أي لا عديل له. وأطاعت جنيبته إذا انقاد. قال ابن مقبل:

فإما تريني قد أطاعت جنيبتي ... وخيط رأسي بعد ما كان أوفرا

أي وافراً. وفرطت في جنب الله أي في جانبه وفي حقه. ورجل لين الجانب: سهل المعاملة سلس. قال:

لين الجانب في أقربه ... وعلى الأعداء سم كالذعف

وتقول: المسلمون جانب، والكفار جانب. وهو أجنبي من هذا الأمر أي لا تعلق له به ولا معرفة. وفلان رحب الجناب وخصيب الجناب: سخي.
(جنب) - في حَديثِ أبِي هُرَيْرة، رضِي الله عنه، في الرَّجل الذي أصابَتْه الفاقَةُ: "فَخَرَج إلى البَرِّيَّة فَدَعَا، فإذا الرَّحا تَطحَن، والتَّنُّور مَمْلُوء جُنُوبَ شِواء".
الجُنُوب: جَمْع جَنْب، وقد جَرَتِ العَادَةُ بأن يُشْوَى الجَنْب، وكان القِياسُ أن يُقال: جَنْبَ شِواء، لأنه نَصْبٌ على التَّمْيِيز، والتَّمْيِيز يكون مُوحَّد اللَّفظ قَلَّ ما يُجمَع.
على أَنَّه قد جاء بلَفْظِ الجَمْع في قَولِه تَبارَك وتَعالَى: {بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا} . وأَرادَ أنَّه كان في التَّنُّور جُنوبٌ كَثِيرَة، لا جَنْبٌ واحد، فلِهذَا جَمَعَه مع كَونِه تَمْيِيزًا.
- في حَديثِ الحَارِثِ بنِ عَوْف أنَّه جاء إلى نَجَبَة بنِ الحَارِث فقال: "إن الِإِبلَ جُنِّبَت قِبلَنا العَامَ".
: أي لم تَلْقَح فيَكُون لها أَلْبانٌ، قال الأَصمَعِيُّ: جَنَّب بَنُو فلان فَهُم مُجَنَّبُون، إذا لم يكن في إِبلهم لَبنٌ، وهو عام تَجْنِيب، وجَنَّبَ النَّخلُ: لم يَحمِلْ. - في الحَدِيث "ذُو الجَنْب شَهِيد".
: أي الذي يَطُولُ مَرضُه واضْطِجَاعُه.
- وفي حديث آخر: "ذَاتُ الجَنْب شَهادَةٌ".
وقد فُسِّر في كِتابِ أبِي عُبَيْد الهَرَوِيّ.
- في حَدِيث الشَّعْبِيّ: "أنَّ الحَجَّاجَ سَأَل رَجُلا: هل كَانَ وَراءَك غَيثٌ؟ قال: كَثُر الِإعصار ، وأُكِل ما أَشرفَ من الجَنْبَة".
الجَنْبَة: رَطْبُ الصِّلِّيان، فإذا يَبِس فهو الصِّلِّيان. وقيل: الجَنْبَة. يَقَع على عَامَّة الشَّجَر المُتَربِّلة في الصَّيف، وقيل: هي ما فَوقَ البَقْل ودُونَ الشَّجَر.
- في حَديِث الضَّحَّاك: "قال لِجارِية: هل من مُغَرِّبَةِ خَبَرٍ؟ قالت : على الجَانِبِ الخَبَرُ". : أي على الغَرِيب القَادِم. يقال: جَنَب فُلانٌ في بَنِي فُلان، إذا نَزَل فيهم غَرِيبًا، ورَجلٌ جانِبٌ، وقَومٌ جُنَّابٌ. وقال بَعضُهم: رَجلٌ جُنُب: غَرِيبٌ، والجَمْع أَجنابٌ، وجَارُ الجَنابَة: جارُ الغُربَة.
- في حديث جُبَيْر، رضي الله عنه: "أَتاه بتَمرٍ جَنِيبٍ".
: هو نَوعٌ من أجود التُّمور، وقيل الجَنِيبُ: التَّمْر المَكْبوسُ، وقيل: هو التِّين.
- في حَدِيث الشَّعْبِي: "أَجدَب بنا الجَنابُ".
الجَناب: ما حَولَ القَوْم، وجَناب الشَّيءِ: ناحِيَتُه، وجَنابُ الدَّار: فِناؤُها.
- وفي حديث آخر: "استَكَفُّوا جَنابَيْه" .
: أي حَوالَيْه .
- في الحَدِيثِ "لا تَدخُل المَلائِكة بيتًا فيه جُنُب، ولا كَلبٌ، ولا صُوَرَة".
الجُنُب - قيل هو الذي يَتْرك الاغْتِسالَ من الجَنابة عادةً، فيكُون أَكثرُ أَوقاتِه جُنُباً. وأما الكَلْب إذا اتَّخذَه لِلَّهو لا لِحاجةٍ وضَرُورة كحِراسةِ زَرْع، أو غَنَم أو صَيْد.
فأَمَّا الصُّورة فكل ما يُصَوَّر من الحَيوَان سَواءٌ في ذلك، المَنْصُوبَة القَائِمة التي لها أَشْخاص، وما لا شَخص له من المَنقُوشَة في الجُدُر، والصُّورَة فيها، وفي الفُرُش، والأَنْماطِ.
وقد رَخَّص بَعضُهم فيما كان منها في الأَنماط التي تُوطَأ وتُداسُ بالأَرجُل، وهذه الرُّخْصَة، إنما هي لمَنْ تَكُون في بيْتهِ، فأما في تَصْوِيرِه فُكلُّها سَواءٌ. وقيل: يَعنِي بالمَلائِكَة في هذا الحدِيثِ غَيرِ الحَفَظة، وقيل لا تَحضُره المَلائِكَةُ بالخَيْر وذَلِك في رِواية.
وقيل: هو للجُنُب الذي لم يَتوضَّأ بعدَ الجَنَابةِ.
- في حَدِيثِ ذى المِشْعَارِ : "وأَهلِ جِنابِ الهَضْب" وهو مَوضِع.
- في الحَديثِ: "ثم ابتَع بالدَّراهِم جَنِيبًا". هو جِنْس جَيِّد من التَّمْر.
- في حديث مُجاهِد في تَفسِيرِ السَّيَّارة من قوله تعالى: {مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ} أَجْناب النَّاس".
: أي الغُرَباء جَمْع جُنُب، قالت الخَنْساء :
* وابْكِي أَخاكِ إذا جاوَرْت أجْنابا *
- في الحديث: "الجَانِبُ المُسْتَغْزِرُ يُثابُ من هِبَته" يَعنِي الغَرِيبَ.
- في الحَدِيثِ : "لا جَلَب ولا جَنَب".
ذكر أبو عُبَيْد: أَنَّ الجَلَب يَكُون في السِّباق والصَّدَقَة، وذَكَر الجَنَب في السِّباق، ولم يَذْكُر وَجْهَه في الصَّدَقة، وهو أن يُجْنِب بماله ويُبْعِد حتَّى يَحْتَاجَ المُصَدِّقُ إلى الِإبْعادِ في اتِّباعِه وطَلَبِه، والله أعلم.

جلف

(جلف) الرجل جلفا وجلافة صَار جلفا
ج ل ف: قَوْلُهُمْ أَعْرَابِيٌّ (جِلْفٌ) أَيْ جَافٍ.
(جلف) الشَّيْء جلفه وَيُقَال جلف الدَّهْر فلَانا أَتَى على مَاله
(جلف) - في الحَدِيثِ فِيمَن تَحِلُّ له المَسْأَلَةُ في بَعضِ الرِّوايات: "ورجُلٌ أَصابَتْ مالَه جَالِفَةٌ"
الجَلْفُ أَحفَى من الجَرْفِ، وهو الاستِئْصَالُ: أي أَصابَت مالَه آفَةٌ أذهَبتْه واستَأْصَلَته، وقد يكون الجَلْفُ: القَشْرُ أَيضاً. 

جلف


جَلَفَ(n. ac. جَلْف)
a. Scraped off; stripped, tore off, carried away.
b. Cut, cut down.
c.(n. ac. جَلَف
جَلَاْفَة), Was rough, coarse.
جَلَّفَa. Destroyed, reduced to nothing.

إِجْتَلَفَa. Tore off, up; uprooted.

جَلْفَةa. Nib ( of a pen ).
جِلْف
(pl.
جُلُوْف أَجْلَاْف)
a. Pot, jar.
b. Skin; carcase, trunk.
c. Rough, rude, uncivil.

جِلْفَة
(pl.
جِلَف)
a. Slice, piece (bread).
b. see 1t
جُلْفَةa. Piece of skin.
b. Scratch.

جَلِيْف
(pl.
جُلْف
جُلُف
جَلَاْئِفُ)
a. Scraped, peeled, excoriated.

جِلِّيْفa. see 2 (c)
ج ل ف

جلفت ظفره عن إصبعه: استأصلته، وهو أبلغ من جرفت. وجلفت السنون أموالهم، وتعرقتهم الجلائف، وأصابتهم جليفة عظيمة وهي السنة. قال العجير:

وإذا تعرقت الجلائف ماله ... خلطت صحيحتنا إلى جربائه

وتقول: من استؤصل بالجلائف استوصل بالخلائف. وجلف الطين عن رأس الدن. وأطل جلفة قلمك وهي من مبراه إلى سنه، سميت بالمرّة من الجلف. يقال: جلفته بالسيف جلفة إذا بضعت من لحمه بضعة. وعندي جلف شاة وهي المسلوخة، جلف رأسها وقوائمها. وأعرابي جلف: جاف.
جلف
جلِفَ يَجلَف، جَلافةً وجَلَفًا، فهو جِلْف
• جلِف الشَّخْصُ: اتّصف بالحمق وغلظ الطبع "شخصٌ جِلْف- جلافة الطّبع- جلِف في معاملة أصدقائه". 

جَلافَة [مفرد]: مصدر جلِفَ. 

جَلَف [مفرد]: مصدر جلِفَ. 

جِلْف [مفرد]: ج أجلاف وأَجْلُف وجُلُوف: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جلِفَ. 
[جلف] فيه: رجل "جلف" أحمق، من الحلف وهي الشاة المسلوخة التي قطع رأسها وقوائمها، ويقال للدن أيضاً، شبه الأحمق بهما لضعف عقله. وفيه: كل شيء سوى "جلف" الطعام وظل ثوب وبيت يستر فضل، الجلف الخبز وحده لا أدم معه، وقيل: الخبز الغليظ اليابس، ويروي بفتح لام جمع جلفة الكسرة من الخبزة، وقيل: الجلف هنا الظرف مثل الخرج والوالق يريد ما يترك فيه الخبز. ط: جلف الخبز بكسر جيم وسكون لام الظرف أي لابد له من ظرف يضع فيه الخبز والماء، قوله: في سوى هذه، أي في شيء غير هذه، وأراد بالحق ما وجب له من الله من غير تبعة في الآخرة ولا سؤال عنه إذا اكتفى به من الحل. نه وفي ح: من تحل له الصدقة، رجل أصابت ماله "حالفة" أي سنة تذهب بأموال الناس، وهو عام في كل آفة من الآفات المذهبة للمال.
ج ل ف : الْجِلْفُ الْعَرَبِيُّ الْجَافِي قِيلَ مَأْخُوذٌ مِنْ أَجْلَافِ الشَّاةِ وَهِيَ الْمَسْلُوخَةُ بِلَا رَأْسٍ وَلَا قَوَائِمَ وَلَا بَطْنٍ وَقِيلَ أَصْلُ الْجِلْفِ الدَّنُّ الْفَارِغُ وَنَقَلَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ عَنْ الْأَصْمَعِيِّ أَنَّ الْجِلْفَ جِلْدُ الشَّاةِ وَالْبَعِيرِ وَكَأَنَّ الْمَعْنَى عَرَبِيٌّ بِجِلْدِهِ لَمْ يَتَزَيَّ بِزِيِّ الْحَضَرِ فِي رِقَّتِهِمْ وَلِينِ أَخْلَاقِهِمْ فَإِنَّهُ إذَا تَزَيَّا بِزِيِّهِمْ وَتَخَلَّقَ بِأَخْلَاقِهِمْ كَأَنَّهُ نَزَعَ جِلْدَهُ وَلَبِسَ غَيْرَهُ وَهُوَ مِثْلُ: قَوْلِهِمْ كَلَامٌ بِغُبَارِهِ أَيْ لَمْ يَتَغَيَّرْ عَنْ جِهَتِهِ وَقِيلَ الْجِلْفُ كُلُّ ظَرْفٍ وَوِعَاءٍ وَبِهِ وُصِفَ الرَّجُلُ وَالْجَمْعُ أَجْلَافٌ مِثْلُ: حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ وَجُلُوفٌ وَأَجْلُفٌ قَلِيلًا وَجَلَفْتُ الطِّينَ جَلْفًا مِنْ بَابِ قَتَلَ قَشَرْتُهُ وَالْجَالِفَةُ الشَّجَّةُ تَقْشُرُ الْجِلْدَ وَلَا تَصِلُ إلَى الْجَوْفِ. 
[جلف] الجَلْفُ: القَشْرُ، يقال: جَلَفْتُ الطينَ عن رأس الدَنِّ، أَجْلُفُهُ. بالضم والجالِفَةُ: الشَجَّةُ التي تقشِر الجلدَ مع اللحم. وطعنةٌ جالِفَةٌ: إذا لم تصل إلى الجوف، وهى خلاف الجائفة. وجلفت الشئ: قطعتُه واستأصلته. والجالِفَةُ: السنةُ التي تذهب بأموال الناس. ويقال أصابتهم جَليفَةٌ عظيمة، إذا اجْتَلَفَتْ أموالَهم، وهم قومٌ مُجْتَلَفونَ. والمُجَلَّفُ: الذي أخذ من جوانبه. قال الفرزدق: وعض زمان يابن مزوان لم يدع من المال إلا مسحتا أو مجلف قال أبو الغوث: المسحت: المهلك. والمجلف: الذى بقيت منه بقية. يريد إلا مسحتا أو هو مجلف. والمجلف أيضا: الرجل الذي جَلّفَتْهُ السنون، أي ذهبت بأمواله. يقال: جلفت كحل . وقولهم: أعرابي جلف، أي جافٍ. وأصله من أَجْلافِ الشاةِ، وهي المسلوخَةُ بلا رأسٍ ولا قوائم ولابطن. وقال أبو عبيدة: أصل الجلف الدنُّ الفارغ. قال: والمسلوخُ إذا أُخْرِجَ بطنُه جِلْفٌ أيضاً. وقال أبو عمرو: الجلف: كل ظرف ووعاء، وجمعه جلوف.
جلف: تجَلَّف: يظهر أن هذا الفعل مستعمل، ففي حيان- بسام (1: 143و): وحج مرة أخرى على الرغم من سوء صحته (وعلى تحلف (كذا) في ناضّه) وأرى أنها يجب أن تقرأ تجلُّف وأن تترجم (بما معناه): على الرغم من فقده كثيرا من ماله.
ولا تقرأ (تجلُّفهم) في العبارة التي ذكرها أماري (ص121) كما يرى الناشر وأقرأها (تخلُّفهم) (أنظر تخلف في مادة خلف).
جِلْف: في كتاب ترسترام الصــحراء الكبرى (ص 341) ما معناه: (والمحاصيل الزراعية هنا غير ثابتة المقدار بسبب الجفاف، والعرب يطلقون عليها اسم جلف أو الأراضي المتروكة لرحمة الله؟).
جلفة: ذكرها بوشر دون ضبط: قطعة من مائع جامد، والجُلْطة أي البقية الخاثرة من اللبن الرائب، والجزعة من الدم إذا تخثر (بوشر).
جِلْفَة: نوع أصيل من الخيل أصلها من اليمن ومنها أخذت هذا الاسم (علي بك 2: 276).
وأنظر المعجم الفارسي لرشادسن.
جُلْفِى: يلك (صدرية) طويل الأكمام (لين أخلاق وعادات مصر 2: 95).
جلْقي: بمعنى جِلف وهو الأحمق (معجم المتفرقات).
جَلِيف: بمعنى زوان، انظر ابن البيطار (1: 255). وفي عبارة القاموس التي نقلها فريتاج يجب قراءة كالأرز بدل كالأرزن التي جاءت في طبعة كلكته.
جالف: خصلة الشعر التي تغطى الصدغ (لين أخلاق وعادات مصر 2: 95).
أجْلَفُ = جِلف: جافى، غليظ (معجم مسلم).
الْجِيم وَاللَّام وَالْفَاء

جَلَف الشَّيْء يجلُفه جَلْفا: قشره.

وَقيل: هُوَ قشر الْجلد مَعَ شَيْء من اللَّحْم.

والجُلْفة: مَا جَلَفت مِنْهُ.

وجَلَف ظفره عَن إصبعه: قشطه.

وطعنة جالِفة: تقشر الْجلد وَلَا تخالط الْجوف.

وجَلَف الطين عَن رَأس الدن يَجْلُفُه جَلْفا: نَزعه.

وجُلِف: النَّبَات: أكل عَن آخِره.

والمجلَّف: الَّذِي أَتَى عَلَيْهِ الدَّهْر فَأذْهب مَاله.

وَقد جَلَّفَهُ، واجتَلَفه.

والجَلِيفة: السّنة الَّتِي تَجْلُف المَال.

والجلائف: السُّيُول.

وجَلَفه بِالسَّيْفِ: ضربه.

وجُلِف فِي مَاله جلفةً: ذهب مِنْهُ شَيْء.

والجِلْف: بدن الشَّاة المسلوخة بِلَا رَأس وَلَا بطن وَلَا قَوَائِم.

وَقيل: الجِلْف: الْبدن الَّذِي لَا رَأس عَلَيْهِ من أَي نوع كَانَ.

وَالْجمع من كل ذَلِك: أجلاف.

وشَاة مجلوفة: مسلوخة، والمصدر: الجَلاَفة.

والجِلْف: الجافي فِي خلقه وخلقه، شبه بجلف الشَّاة أَي أَن جَوْفه هَوَاء لَا عقل فِيهِ.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: الْجمع: أجلاف هَذَا هُوَ الْأَكْثَر؛ لِأَن بَاب فعل حكمه أَن يكسر على أَفعَال، وَقد قَالُوا: أجْلُف، شبهوه بأذؤب على ذَلِك لاعتقاب افْعَل وأفعال على الِاسْم الْوَاحِد كثيرا.

وَمَا كَانَ جِلْفا، وَلَقَد جَلِف، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والجِلْف: الدن. وَلم يحد على أَي حَال هُوَ. وَجمعه: جُلُوف، قَالَ عدي بن زيد: بَيت جُلُوف بَارِد ظلُّه ... فِيهِ ظِباء ودواخيل خوص

والجِلْف: كل ظرف ووعاء.

والجِلْف: الزق بِلَا رَأس وَلَا قَوَائِم.

والجِلْف: الفحال من النّخل، أنْشد أَبُو حنيفَة:

بهازِراً لم تَتَّخِذ مآزِرا ... فَهِيَ تُسَامِى حَوْل جِلْفٍ جازرا

يَعْنِي بالبازر: النّخل الَّتِي تتَنَاوَل مِنْهَا بِيَدِك، والجازر هُنَا: الْمُفْسد للنخلة عِنْد التلقيح.

وَالْجمع من كل ذَلِك: جُلُوف.

والجَلِيف: نبت شَبيه بالزرع فِيهِ غبرة، وَله فِي رءوسه سنفة كالبلوط، مَمْلُوءَة حبا كحب الأرزن، وَهُوَ مسمنة لِلْمَالِ، ونباته السهول، هَذِه عَن أبي حنيفَة.
جلف
الجلف: القشر، يقال: جلفت الطين عن رأس الدن أجلفه - بالضم -.
والجالفة: الشجة التي تقشر مع اللحم. وطعنة جالفة: إذا لم تصل إلى الجوف، وهي خلاف الجائفة.
والجالفة - أيضاً -: السنة التي تذهب بأموال الناس؛ من جلفت الشيء: إذا قلعته واستأصلته. ويقال: أصابتهم جليفة عظيمة: إذا اجتلفت أموالهم.
والجليف والجلف - بالكسر -: الجافي، يقال: أعرابي جلف، وأصله من أجلاف الشاة وهي المسلوخة بلا رأس ولا قوائم ولا بطن، وقال أبو عبيدة: اصل الجلف: الدن الفارغ، قال عدي بن زيدٍ العبادي:
بَيْتِ جُلوْفٍ بارِدٍ ظِلُّهُ ... فيه ظِبَاءٌ ودَوَاخِيْلُ خُوْصْ
وقيل: الجلف: أسفل الدن إذا أنكسر.
والمسلوخ إذا أخرج بطنه: جلف أيضاً.
وقال أبو عمرو: الجلف: كل ظرف ووعء، وجمعه: جلوف.
وقال الليث: الجلف: فحال النخل.
والجلف - أيضاً - من الخبز: الغليظ اليابس.
ويقال: إذا كان المال لا سمن له ولا ظهر ولا بطن يحمل قيل: هو كالجلف.
والجلفة: القطعة من كل شيء، وفي حديث النبي - صلى اله عليه وسلم -: ليس لابن آدم حق فيما سوى هذه الخصال: بيتيكنه وثوب يواري عورته وجلف الخبز والماء - ويروى: جرف الخبز - وقيل: الجلف: الخبز غير المأدوم الجشب، قال:
القَفْرُ خُيْرٌ من مَبِيْتٍ بِتُّهُ ... بِجُنُوْبِ زَخَّةَ عِنْدَ آلِ مُعَارِكِ
جاؤا بِجِاْفٍ من شَعِيْرٍ يابِسٍ ... بَيْني وبَينَ غُلامِهِمْ ذي الحارِكِ
الحارك: الكاهل.
وجلف الرجل: صار جلفاً، قال المرار بن سعيد الفقعسي:
ولم أجْلَفْ ولم يُقْصِرْنَ عَنِّي ... ولكنْ قد أنى لي أنْ أرِيْعا
أي لم أصر جلفاً، يقول: لم يكن تركي لهن من كبر ولم يقصرن عني زهداً؛ ولكن قد أنى لي أن أرجع إلى الحلم.
وخبز مجلوف: وهو الذي أحرقه التنور فلزقت به وأما قو قيس بن الخطيم:
كأنَّ لَبّاتِها تَبَدَّدَها ... هَزْلى جَرَادٍ أجْوافُهُ جُلُفُ
فأنه شبه الحلي التي على لبتها بجراد لا رؤوس لها ولا قوائم، وقيل: الجلف جمع جليف وهو الذي قشر، وذهب أبن السكيت إلى المعنى الأول.
وقال الليث: تقول جلفت ظفره عن إصبعه.
قال: والجلف أحفى من الجرف وأشد استئصالاً.
والجلفة: من السمات؛ كالجرفة.
وجلفة القلم - بالكسر -: ما بين مبراه إلى سنته، يقال: أطل جلفة القلم.
وقال أبن عباد: الجلفة من المعزى - بالتحريك -: التي لا شعر عليها إلا صغار لا خير فيها.
وقال أبن الأعرابي: الجلافي من الدلاء: العظيمة الكبيرة، وأنشد:
من سابغِ الجْلافِ ذي سَجْلٍ رَوِي ... وُكِّرَ تَوْكشيْرَ جُلاَفيِّ الدُّليْ
وقال الدينوري: الجليف نبت شبيه بالزرع فيه غبرة يسمق؛ وله في رؤوسه سنفة كالبلوط مملوءة حباً كحب الأرزن؛ وهو مسمنة لمال؛ ومنابته السهول.
وقال أبن الأعرابي: الجلاف - بالضم -: الططين.
قال: وأجلف الرجل: إذا نحى عن رأس الخنبجة. والمجلف: الذي أخذ من جوانبه، قال الفرزدق:
وعَضُّ زَمانٍ يا ابنَ مَرْوانَ لم يَدَعْ ... من المالِ إلاّ مُسْحَتاً أو مُجَلَّفُ
أي: أو ما هو مجلف. وقال أبو الغوث: المجلف: الذي بقيت منه بقية.
والمجلف والمجرف أيضاً: الرجل الذي جلفته السنون: أي ذهبت بأمواله.
ويقال: جلفت كحل: أي استأصلت السنة الأموال، قال تميم بن أبى بن مقبل يرثي عثمان بن عفان - رضي الله عنه -:
نَعَاءِ لِفَضْلِ العِلْمِ والحَزْمِ والتُّقى ... ومأْوى اليَتَامى الغُبْرِ عامُوا وأجْدَبُوا
ومَلْجَأ مَهْرُوئينَ يُلْفى به الحَيَا ... إذا جَلَّفَتْ كَحْلُ هو الأمُّ والأبُ
عاموا: أقرموا إلى اللبن.
والاجتلاف: الاستئصال.
وجاء متجلفاً: أي مهزولاً.
والتركيب يدل على القطع وعلى القشر.

جلف

1 جَلَفَهُ, (S, Msb, K,) aor. ـُ inf. n. جَلْفٌ, (S, Msb,) He peeled, pared, stripped, or scraped, it off; (S, Msb, K, TA;) namely, a thing; (TA;) as, for instance, (S, TA,) the mud, or clay, (S, Msb, TA,) from the head of a [jar of the kind called] دَنّ. (S, TA.) You say also, جَلَفَ ظُفْرَهُ عَنْ إِصْبَعِهِ He stripped off his nail from his finger. (Lth, TA.) And accord. to some, جَلْفٌ signifies The scraping off, or stripping off, the skin with somewhat of the flesh: and the act of pulling, or drawing, out, or up, or off; or displacing. (TA.) b2: Also i. q. جَرَفَهُ [He took away, carried away, or removed, the whole of it, or the greater part of it, or much of it; or he swept it away]: (K:) or, as some say, جَلْفٌ signifies a more intensive and more exterminating action than جَرْفٌ. (TA.) b3: And He cut it off; (S;) or pulled it, or plucked it, out, or up; or eradicated, or uprooted, it; (K;) and exterminated it; (S, K;) as also ↓ اجتلفهُ. (K.) b4: جَلَفَهُ بِالسَّيْفِ He struck him with the sword: (K:) or he cut, or cut a piece from, or cut in pieces, his flesh [with the sword]. (A, TA.) b5: جُلِفَ النَّبَاتُ The herbage was eaten to the uttermost. (TA.) b6: جُلِفَ فِى مَالِهِ جَلْفَةً He suffered the loss of somewhat of his property, or cattle. (TA.) A2: جَلِفَ, aor. ـَ inf. n. جَلَفٌ and جَلَافَةٌ, (assumed tropical:) He was, or became, rude in disposition, or in make; coarse, or churlish. (K.) 2 جَلَّفَتْهُ السِّنُونَ The years of drought, or barrenness, or dearth, destroyed his cattle. (S.) and جَلَّفَتْ كَحْلُ, (S,) or كَحْلٌ, (K,) The year of drought, or barrenness, or dearth, exterminated the cattle. (K.) And أَمْوَالَهُمْ ↓ اجتلفتْ [It destroyed their cattle] is also said of a year of great drought, or barrenness, or dearth. (S.) and الدَّهْرُ ↓ اجتلفهُ Time, or fortune, or misfortune, destroyed his property, or cattle. (TA.) 4 اجلف He (a man) removed the جُلَاف [or clay] from the head of the [jar called] خُنْبُجَة [i. q. دَنّ]. (IAar, K.) 8 إِجْتَلَفَ see 1; and see also 2, in two places.

جِلْفٌ A [jar of the kind called] دَنّ: (M, K:) or an empty دَنّ: (AO, S, Msb, K:) this is said (S, Msb) by AO (S) to be the primary signification of the word: (S, Msb:) or the lower part of a دَنّ when it is broken: (ISd, Sgh, K:) and a [receptacle such as is called] ظَرْف, (AA, S, Hr, Msb, K, [in the CK, erroneously, طَرْف,]) and وِعَآء, (AA, S, Msb, K,) of any kind, (AA, S, Msb,) such as a saddle-bag, or pair of saddlebags, and a sack, in which bread or other food is kept: (Hr, TA:) pl. [of mult.] جُلُوفٌ (S, M, Msb) and [of pauc.] أَجْلَافٌ and أَجْلُفٌ, which last is rare. (Msb.) b2: Also A [skin of the kind called] زِقّ without head and without legs. (IAar, K.) b3: And A skinned animal, (AO, S,) or a skinned sheep or goat, (K,) of which the belly has been taken forth, (AO, S, K,) and the head and legs of which have been cut off; (K;) the body of a skinned sheep or goat, without head and without belly and without legs: or, as some say, a body of any kind without a head upon it: (L:) or a beast without fat, and without back [to bear], and without belly to conceive: (IAth, TA:) or the skin of a sheep or goat, and of a camel: (As, Msb:) pl. أَجْلَافٌ (Sb, L) and sometimes أَجْلُفٌ: (Sb, TA:) and [it is also said that] أَجْلَافُ الشَّاةِ signifies the shinned sheep or goat that is without head and without legs and without belly. (S, Msb.) b4: Hence, i. e., from اجلاف الشاة, (S, Msb,) (tropical:) Rude in disposition or in make; coarse, or churlish; (S, M, Msb, K;) as also ↓ جَلِيفٌ; (K;) meaning that the person so termed is empty, without intellect: (M, TA:) applied to a DesertArab, (S,) or to an Arab: (so in a copy of the Msb:) or it is so applied as though meaning one with his skin; not having assumed the gentle and soft habits of the people of the towns or villages or cultivated lands; for when one does this, it is as though he pulled off his skin and clad himself with another: (Msb:) or (tropical:) stupid, foolish, or unsound in intellect; likened to a skinned sheep or goat because of the weakness of his intellect. (IAth, TA.) b5: Also Thick, or coarse, dry bread: or bread not rendered savoury by anything eaten therewith: or the edge [of a cake] of bread. (K.) [See also جِلْفَةٌ.]

A2: A male palm-tree, (Lth, K,) with the spadix of which the female palm-tree is fecundated: (Lth, TA:) pl. جُلُوفٌ. (TA.) A3: A certain well-known bird. (K.) جَلْفَةٌ [inf. n. of un. of جُلِفَ, q. v.].

A2: See also جِلْفَةٌ.

جُلْفَةٌ A part of a skin that is peeled, pared, stripped, or scraped, off. (L, K.) جِلْفَةٌ A broken piece of dry bread, (K, TA,) thick, or coarse, (TA,) and without anything to render it savoury: (K, TA:) pl. جِلَفٌ. (TA.) [See جِلْفٌ, of which it may be regarded as the n. un.] b2: A piece of anything: (Sgh, K:) pl. as above. (TA.) b3: The portion of a reed for writing that is between its مَبْرَى [or place where the paring is commenced] and its point; as also ↓ جَلْفَةٌ. (K.) جُلَافٌ Clay; such as is put upon the head of the [jar called] خُنْبُجَة. [See 4.] (IAar, K.) جَلِيفٌ Peeled, pared, stripped, or scraped, off; as also ↓ مَجْلُوفٌ. (K.) It is said by some that the last word in the following saying of Keys Ibn-El-Khateem, هَزْلَى جَرَادِ أَجْوَافُهُ جُلْفُ كَأَنَّ لَبَّاتِهَا تَبَدَّدَهَا is pl. of the former in this sense: but accord. to ISk, [the meaning of the verse is, As though emaciated locusts without heads and without legs occupied the two sides, or the whole, of the part of her breast where the necklace lay; for he says that] the poet likens the ornaments upon her لَبَّة to locusts without heads and without legs. (TA.) رِجْلٌ جَلِيفَةٌ [An excoriated leg]. (TA.) b2: جَلِيفَةٌ [or سَنَةٌ جَلِيفَةٌ] A year that destroys the cattle; (S, * K;) as also ↓ جَالِفَةٌ: (S, K:) any bane, or calamity, that destroys the cattle: pl. جَلَائِفُ and جُلُفٌ and جُلْفٌ. (TA.) You say, أَصَابَتْهُمْ جَلِيفَةٌ عَظِيمَةٌ A great destruction of their cattle befell them. (S, TA.) And سِنُونَ جَلَائِفُ and جُلُفٌ and جُلْفٌ Years that destroy the cattle. (K.) And جَلَائِفُ also signifies Torrents. (TA.) A2: See also جِلْفٌ.

جَالِفٌ [act. part. n. of جَلَفَ]. b2: جَالِفَةٌ [or شَجَّةٌ جَالِفَةٌ] A wound of the head that peels off the skin with the flesh: (S, K:) or that peels off the skin but does not penetrate into the interior. (Msb.) And طَعْنَةٌ جَالِفَةٌ A spear-wound, or the like, that does not penetrate into the interior; (S, K;) opposed to جَائِفَةٌ. (S.) b3: زَمَانٌ جَائِفٌ i. q. جَارِفٌ [A time, or season, that sweeps away, or destroys, the cattle]. (TA.) See also جَلِيفٌ.

مُجَلَّفٌ Having a portion, or portions, taken from its sides. (S, K.) b2: Having somewhat thereof remaining. (S, K.) So explained by Abu-l-Ghowth as occurring in the saying of ElFarezdak, وَعَضُّ زَمَانَ يَا ابْنَ مَرْوَانَ لَمْ يَدَعْ مِنَ المَالِ إِلَّا مُسْحَتًا أَوْ مُجَلَّفُ i. e., [And a biting of fortune, O Ibn-Marwán, left not, of the cattle, save] such as were destroyed, or they were such as had only a remnant remaining. (S.) b3: A man (S) whose cattle have been destroyed by years of drought, or barrenness, or dearth. (S, K.) And ↓ قَوْمٌ مُجْتَلَفُونَ A people, or party, whose cattle have been destroyed by a year of drought or the like. (S, TA.) مَجْلُوفٌ: see جَلِيفٌ. b2: Also A skinned sheep or goat. (L.) b3: خُبْزٌ مَجْلُوفٌ Bread burnt by the oven, (K, TA,) so that its outer parts stick to it. (TA.) قَوْمٌ مُجْتَلَفُونَ: see مُجَلَّفٌ.

مُتَجَلِّفٌ Lean, or emaciated; (K;) as also مُتَجَرِّفٌ. (TA.)

جلف: الجَلْفُ: القَشْر. جَلَفَ الشيءَ يَجْلُفُه جَلْفاً: قَشَرَه،

وقيل: هو قَشْرُ الجلد مع شيء من اللحم، والجُلْفَةُ: ما جَلَفْت منه،

والجَلْفُ أَجْفَى من الجَرْفِ وأَشدُّ اسْتِئصالاً. والجَلْفُ: مصدر جَلَفْت

أَي قشَرْتُ. وجَلَفَ ظُفُرَه عن إصْبَعِه: كَشَطَه. ورِجْل جَلِيفَةٌ

وطَعْنَةٌ جالِفةٌ: تَقْشُر الجِلْدَ ولا تخالط الجَوفَ ولم

تدخله.والجالِفةُ: الشجّة التي تَقْشِرُ الجلد مع اللحم وهي خلافُ الجائفة. وجَلَفْتُ

الشيء: قَطَعْتُه واسْتَأْصَلْتُه: وجَلَف الطِينَ عن رأْس الدَّنِّ

يَجْلُفه، بالضم، جَلْفاً: نَزَعه. ويقال: أَصابتهم جَلِيفةٌ عظيمةٌ إذا

اجْتَلَفَتْ أَموالَهم، وهم مُجْتَلَفُون. قال ابن بري: وجمع الجَلِيفةِ

جَلائِف؛ وأَنشد للعُجَيْر:

وإذا تَعَرَّقَتِ الجَلائِفُ مالَه،

قَرِنَتْ صَحِيحَتُنا إلى جَرْبائِه

ابن الأَعرابي: أَجْلَفَ الرجلُ إذا نَحَّى الجُلافَ عن رأْس

الخُنْبُجةِ. والجُلافُ: الطِّينُ.

وجُلِّفَ النباتُ: أُكِلَ عن آخِره. والـمُجَلَّفُ: الذي أَتى عليه

الدهرُ فأَذْهَبَ مالَه، وقد جَلَّفَه واجْتَلَفَه. والجَلِيفةُ: السنةُ التي

تَجْلُفُ المالَ. أَبو الهيثم: يقال للسنة الشديدة التي تَضُرُّ

بالأَموال جالفةٌ، وقد جَلَفَتْهُم. وفي بعض روايات حديث من تَحِلُّ له

المسأَلة: ورجل أَصابت ماله جالفة؛ هي السنةُ التي تَذْهَبُ بأَمـْوالِ الناسِ

وهو عامٌّ في كل آفةٍ من الآفات الـمُذْهِبةِ للمالِ. والجَلائفُ:

السِّنُونَ. أَبو عبيد: الـمُجَلَّفُ الذي ذهَبَ مالُه. ورجل مُجَلَّفٌ: قد

جَلَّفَه الدهرُ، وهو أَيضاً مُجَرَّف. والجالِفةُ: السنةُ التي تَذْهَبُ

بأَموالِ الناسِ. والمُجَلَّفُ الذي أُخِذ من جَوانِبه؛ قال الفرزدق:

وعَضُّ زَمانٍ، يا ابنَ مَرْوانَ، لمْ يَدَعْ

من المالِ إلا مُسْحَتاً أَو مُجَلَّفُ

وقال أَبو الغَوْثِ: الـمُسْحَتُ الـمُهْلَكُ. والـمُجَلَّف: الذي بقيت

منه بقية، يريد إلا مُسْحَتاً أَو هو مُجَلَّفٌ. والـمُجَلَّفُ أَيضاً:

الرجل الذي جَلَّفَتْه السِّنُونَ أَي أَذْهَبَتْ أَموالَه. يقال

جَلَّفَتْ كَحْلٌ، وزمانٌ جالِفٌ وجارِفٌ. ويقال: أَصابَتْهم جَلِيفةٌ عظيمة إذا

اجْتَلَفَتْ أَموالَهم، وهم قوم مُجْتَلَفُون.

وخبز مَجْلُوفٌ: أَحْرَقَه التَّنُّور فَلزِقَ به قُشوره. والجِلْفُ:

الخبز اليابِسُ الغَلِيظُ بلا أُدْمٍ ولا لَبن كالخَشِبِ ونحوه؛ وأَنشد:

القَفْرُ خَيْرٌ من مَبيتٍ بِتُّه،

بِجُنُوبِ زَخَّةَ، عندَ آلِ مُعارِكِ

جاؤُوا بِجِلْفٍ من شَعِيرٍ يابِسٍ،

بَيْني وبَيْنَ غُلامِهِمْ ذي الحارِكِ

وفي حديث عثمان: أَنَّ كل شيء، سِوى جِلْفِ الطعام وظِلِّ ثَوْبٍ وبيتٍ

يَسْتُر، فَضْلٌ؛ الجِلْفُ: الخُبْزُ وحده لا أُدْمَ مَعه، ويروى بفتح

اللام، جمع جِلْفةٍ وهي الكِسْرةُ من الخبز؛ وقال الهروي: الجِلْف ههنا

الظَّرْفُ مثل الخُرْجِ والجُوالِق، يريد ما يُتْرك فيه الخبز. والجَلائِفُ:

السُّيولُ. وجَلَفَه بالسيف: ضرَبه. وجُلِفَ في مالِه جَلْفةً: ذهَب منه

شيء. والجِلْفُ: بدن الشاةِ الـمَسْلُوخة بلا رأْس ولا بطن ولا

قَوائِمَ، وقيل: الجِلْفُ البدن الذي لا رأْس عليه من أَي نَوْع كان، والجمع من

كل ذلك أَجْلافٌ. وشاةٌ مَجْلُوفةٌ: مَسْلوخةٌ، والمصدر الجَلافةٌ.

والجِلْفُ: الأَعرابي الجافي، وفي المحكم: الجِلْفُ الجافي في خَلْقِه

وخُلُقِه، شُبِّه بِجِلْفِ الشاةِ أَي أَنَّ جَوْفَه هَواء لا عَقْلَ فيه؛ قال

سيبويه: الجمع أَجْلافٌ، هذا هو الأَكثر لأَن باب فِعْل يكسَّر على أَفعال،

وقد قالوا أَجْلُفٌ شبَّهُوه بأَذْؤُبٍ على ذلك لاعْتِقاب أَفْعُلٍ

وأَفْعالٍ على الاسم الواحد كثيراً. وما كان جِلْفاً ولقد جَلِفَ؛ عن ابن

الأَعرابي. ويقال للرجل إذا جَفا: فلان جِلْفٌ جافٍ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي

للمَرّار:

ولم أَجْلَفْ، ولم يُقْصِرْنَ عَنِّي،

ولكِنْ قَدْ أَنَى لي أَنْ أَريعا

أَي لم أَصِرْ جِلفاً جافِياً. الجوهري: قولهم أَعرابي جِلْفٌ أَي جافٍ،

وأَصله من أَجْلافِ الشاةِ وهي المسلوخة بلا رأْس ولا قَوائِمَ ولا بطن.

قال أَبو عبيدة: أَصل الجِلْفِ الدَّنُّ الفارِغُ، قال: والمسلوخ إذا

أُخْرِجَ جَوْفُه جِلْفٌ أَيضاً. وفي الحديث: فجاءه رجل جِلْفٌ جافٍ؛

الجِلْفُ: الأَحمق، أَصله من الشاة المسلوخة والدَّنِّ، شُبِّه الأَحمقُ بهما

لضعف عقله، وإذا كان المال لا سِمَنَ له ولا ظَهْر ولا بَطْنَ يَحْمِلُ

قيل: هو كالجِلْفِ. ابن سيده: الجِلْفُ في كلام العرب الدنُّ ولم يُحَدَّ

على أَي حال هو، وجمعه جُلُوف؛ قال عدي بن زيد:

بَيْتُ جُلُوفٍ بارِدٌ ظِلُّه،

فيه ظِباءٌ ودواخِيلُ خُوصْ

وقيل: الجِلْفُ أَسْفَل الدَّنِّ إذا انكسر. والجِلْفُ: كلُّ ظَرفٍ

ووِعاءٍ والظِّباءُ: جمع الظِّبْيَةِ، وهي الجُرَيِّبُ الصغِير يكون وِعاء

الـمِسْك والطِّيبِ. والجُلافى من الدِّلاء: العظيمةُ؛ وأَنشد:

مِنْ سابغِ الأَجْلافِ ذي سَجْلٍ رَوي،

وُكِّرَ تَوْكِيرَ جُلافى الدُّلي

ابن الأَعرابي: الجِلْفة القِرْفةُ. والجِلْفُ: الزِّقُّ بلا رأْس ولا

قوائم؛ وأَما قول قَيْس بن الخَطِيمِ يصف امرأَة:

كأَنَّ لَبّاتِها تَبَدَّدَها

هَزْلى جَرادٍ، أَجْوافُه جُلُف

(* قوله: هزلى جراد اجوافه جلف تقدم في بدد: هزلى جواد أجوافه جلف

بفتح الجيم واللام والصواب ما هنا.)

ابن السكيت: كأَنه شبَّه الحلي الذي على لَبَّتها بجراد لا رؤوس لها ولا

قوائم، وقيل: الجُلُفُ جمع الجَلِيفِ، وهو الذي قُشِر. أَبو عمرو:

الجِلْفُ كلُّ ظْرفٍ ووِعاءٍ، وجمعه جُلوف. والجِلْفُ: الفُحّالُ من النخل

الذي يُلْقَحُ بطَلْعِه؛ أَنشد أَبو حنيفة:

بَهازِراً لم تَتَّخِذْ مَآزِرا،

فهْي تُسامِي حَوْلَ جِلْفٍ جازِرا

يعني بالبَهازِرِ النخلَ التي تَتَناوَلُ منها بيدك، والجازِرُ هنا

الـمُقَشِّرُ للنخلة عند التلْقِيح، والجمع من كل ذلك جُلُوفٌ.

والجَلِيفُ: نبت شبيه بالزرع فيه غُبْرةٌ وله في رؤوسه سِنَفةٌ

كالبَلُّوطِ مـملوءَةٌ حبّاً كحبّ الأَرْزَنِ، وهو مَسْمَنةٌ للمال ونَباتُه

السُّهُول؛ هذه عن أَبي حنيفة، واللّه أَعلم

جلف
) جَلفَهُ، أَي الشَّيْءَ، يَجْفُهُ، جَلْفاً، من حَدِّ نَصَرَ: قَشَرَهُ: يُقَالُ: جَلَفَ الطِّينَ عَن رَأْسِ الدَّنِّ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، فَهُوَ جَلِيفٌ ومَجْلُوفٌ، أَي مَقْشُورٌ، وَقيل: الجَلْفُ: قَشْرُ الجِلْدِ مَعَ شيءٍ مِن اللَّحْمِ. جَلَفَهُ جَلْفاً: جَرَفَهُ، وَقيل: الجَلْفُ: أَجْفَى مِن الجَرْفِ، وأَشَدٌّ اسْتِئْصالاً. جَلَفهُ بِالسَّيْفِ: ضَرَبَهُ بِهِ، وَفِي الأَسَاسِ بَضَعَ لَحْمَهُ بَضْعاً. جَلَفَ الشَّيْءِ: قَلَعَهُ، وأسْتَأْصَلَهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ كاجْتَلَفَهُ.
والْجَالِفَةُ: الشَّجَّةُ الَّتِي تَقْشِرُ الْجِلْدَ باللَّحْمِ، وَفِي الصِّحاحِ: مَعَ اللَّحْمِ.
قَالَ: والطَّعْنَةُ الجَالِفَةُ: الَّتِي لم تَصِلْ إِلَى الْجَوْفِ، وَهِي خِلافُ الْجَائِفَة.
قَالَ: والْجَالِفَةُ: السَّنَةُ الَّتِي تَذْهَبُ بالأَمْوَال، زادَ فِي اللِّسَانِ: وَهِي الشَّدِيدَةُ، كالْجَلِيفَةِ، كسَفِينَة، وَهُوَ عَامٌّ فِي كلِّ آفَة مِن الآفاتِ المُذْهِبَةِ للْمَالِ، والجَمْعُ: الْجَلاَئِفُ، وَفِي الصِّحاحِ: يُقَالُ: أَصابَتْهُمْ جَلِيفَةٌ عَظِيمَةٌ: إِذا اجْتَلَفَتْ أَمْوَالَهُم، وهم قَوْمٌ مُجْتَلَفُونَ.
والجِلْفُ، بالْكَسْرِ: الرَّجُلُ الْجَافِي، كالْجَلِيفِ، كأَمِير، وَفِي الصِّحاحِ قَوْلُهم: أَعْرَابِيٌّ جِلْفٌ، أَي جَافٍ، وأَصْلُه مِن أَجْلاَفِ الشَّاةِ، وَهِي المَسْلُوخَةُ بِلا رَأْسٍ وَلَا قَوَائِم وَلَا بَطْنٍ.
وَقد جَلِفَ، كفَرِحَ جَلَفاً، وجَلاَفَةً، وَفِي المُحْكَمِ: الجِلْفُ: الْجَافِي فِي خَلْقِهِ وخُلُقِه، شُبِّهَ بجِلْفِ الشّاةِ، أَي: أَنَّ جَوْفَهُ هَوَاءٌ وَلَا عَقْلَ فِيهِ، قَالَ سِيبَوَيْه والجَمْعُ أَجْلاَفٌ، هَذَا هُوَ الأَكْثَرُ، لأَن بَاب فِعْلٍ يُكَسَّرُ علَى أَفْعَالٍ، وَقد قَالُوا: أَجْلُفٌ، شَبَّهُوهُ بأَذْؤُبٍ علَى ذَلِك لاعْتِقابِ أَفْعُلٍ وأَفْعَالٍ على الاسْمِ الواحِدِ كثيرا وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرَابِيِّ لِلْمَرَّارِ:
(ولَمْ أَجْلَفْ ولَمْ يُقْصِرْنَ عَنِّي ... ولكِنْ قَدْ أَنَي لِي أَنْ أَرِيعَا)
أَي: لم أصِرْ جَلْفاً جَافِيّاً.
وَفِي الحَدِيثِ:) فَجَاءَهُ رَجُلٌ جِلْفٌ جَافٍ (قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: الجِلْفُ: الأَحْمَقُ، شُبِّهَ بالشَّاةِ المَسْلُوخَةِ لضَعْفِ عَقْلِه، وإِذا كَانَ المالُ لاسِمَنَ لَهُ وَلَا ظَهْرَ وَلَا بَطْنَ يَحْمِلُ، قِيلَ: هُوَ كالجِلْفِ.
فِي المُحْكَمِ: الجِلْفُ فِي كلامِ العربِ: الدَّنُّ، وَلم يُحَدَّ علَى أَي حَال هُوَ، وجَمْعُه: جُلُوفٌ، قَالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ:
(بَيْتُ جُلُوفٍ بَارِدٌ ظِلُّهُ ... فِيهِ ظِبَاءٌ ودَوَاخِيلُ خُوصْ)
) أَو هُوَ الدَّنٌّ الفارِغُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عَن أَبِي عُبَيْدَةَ أَو أَسْفَلُهُ أَي: الدَّنّ إِذا انْكَسَرَ، نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه، والصَّاغَانيُّ.
وَقَالَ اللَّيْثُ: الجِلْفُ: فُحَّالُ النَّخْلِ الَّذِي يُلْقَحُ بِطَلْعِهِ، أَنْشَدَ أَبو حَنِيفَةَ: بَهَازِراً لم تَتَّخِذْ مآزِرَا فَهْيَ تُسَامِى حَوْلَ جِلْفٍ جَازِرَا والجَمْعُ: جُلُوفٌ.
والجِلْفُ: الغَلِيظُ الْيَابسُ مِن الْخْبْزِ. أَو هُوَ الخُبْزُ غَيْرُ الْمَأْدُومِ، كالجَشِبِ ونحوِه وَفِي حديثِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ:) إِنَّ كُلَّ شَيءٍ سَوَى جِلْفِ الطَّعَامِ، وظِلِّ ثَوْبٍ، وبَيْتٍ يَسْتُرُ فَضْلٌ (، قَالَ الشاعرُ:
(الْقَفْرُ خَيْرٌ مِن مَبِيتٍ بتُّهُ ... بِجُنُوبِ زَخَّةَ عِنْدَ آلِ مُعَارِكِ)

(جَاءُوا بِجِلْفٍ مِنْ شَعِيرٍ يَابِسٍ ... بَيْنِي وبَيْنَ غُلامِهِمْ ذِي الْحَارِكِ)
أَو: حَرْفُ الْخُبْزِ، وَبِه فُسِّر الحَدِيثُ:) ليسَ لابْنِ آدَمَ حَقٌّ فِيَما سِوَى هذِه الخِصَالِ، بَيْتٌ يُكِنُّهُ، وثَوْبٌ يُوَارِى عَوْرَتَهُ: وجِلْفُ الْخُبْزِ والْمَاءُ (، وَقد ذُكِرَ فِي) جرف (.
قلتُ: ويُرْوَي أَيضاً بفَتْحِ الَّلامِ، جَمْعُ جِلْفَةٍ، وَهِي الكِسْرَةُ. قَالَ الهَرَوِيُّ: الجِلْفُ فِي حَدِيث عُثْمَانَ: الظَّرْفُ مِثْلَ الخُرْجِ والجُوَالِقِ يُرِيدُ: مَا يُتْرَكُ فِيهِ الخُبْزُ.
قَالَ أَبو عمروٍ: الجِلْفُ: الْوِعَاءُ جَمْعُه: جُلُوفٌ.
الجِلْفُ مِن الْغَنَمِ: المَسْلُوخُ الذِي أُخْرِجَ بَطْنُه نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عَن أَبي عُبَيْدٍ، زادَ غيرُه: وقُطِعَ رَأْسُهُ وقَوَائِمُهُ، وَقيل: الجِلْفُ: البَدَنُ الَّذِي لاَ رَأْسَ عَلَيْهِ مِن أَيِّ نَوْعٍ كَانَ، والجَمْعُ: أَجْلافٌ، وَبِه شُبِّهِ الْجَافِي مِن الرِّجَالِ والأَحْمَقُ، كَمَا تَقَدَّمَ.
الجِلْفُ: طَائِرٌ، م مَعْرُوفٌ.
الجِلْفُ: الزِّقُّ بِلاَ رَأْسٍ، وَلَا قَوَائِمَ، عَن ابنِ الأعْرَابِيِّ.
الجِلْفَةُ، بهاءٍ: الْكِسْرَةُ مِن الْخُبْزِ الْيَابِسِ الغَلِيظِ الْقَفَارِ الذِي بِلَا أُدْمٍ، والجمعُ جِلَفٌ، بكَسْرٍ ففَتْحٍ، وَبِه رُوِيَ الحَدِيث المُتَقَدِّمُ.
والجِلْفَةُ: القِطْعَةُ مِن كُلِّ شَيْءٍ، نَقَلَهُ الصَّاغَانيُّ، والجمعُ: جِلَفٌ.)
الجِلْفَةُ مِن الْقَلَمِ: مَا بَيْن مَبْرَاهُ سِنَّتِهِ، ويُفْتَحُ فِي هذِه، قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: سُمِّيَتْ بالمَرَّةِ من الجَلْفِ وَمِنْه قَوْلُ عبدِ الحميد الكاتبِ لِسَلْمِ بنِ قُتَيْبَةَ وَالَّذِي قَرَأْتُ فِي مِنْهَاجِ الإِصَابَةِ، لأَبِي عَلِيٍّ الزِّفْتَاوِيِّ، الَّذِي كتَب عليهِ الحافظُ بنُ حَجَرٍ العَسْقَلاَنِيُّ، رَحِمَهما الله تَعَالَى، أَنه قَالَ لِرَغْبانَ، وَقد رَآهُ يَكْتُبُ بقَلَمٍ قَصِيرِ البُرَايَةِ، فيَيِجئُ خَطَّهَ رَدِيّاًّ: إِن كُنْتُ تُحِبُّ أَن تُجَوِّدَ خَطّكَ، وَفِي مِنْهَاجِ الإِصَابَةِ: أَتُرِيدُ أَن يَجُودَ خَطُّكَ قَالَ: نعم، قَالَ فَأَطِلْ جَلْفَتَكَ أَي: جَلْفَةَ قَلَمِكَ، وأَسْمِنْهَا، وحرف قطتك وَفِي الْمِنْهَاج وحَرِّفْ الْقَطَّةَ وأَيْمِنْهَا قَالَ: سَلْمٌ، أَو رَغْبَانُ: فَفَعَلْتُ ذلِكَ، فَجادَ خَطِّي. أَمَّا طُولُ الجَلْفَةِ، فَقَالَ أَبو الْقَاسِم: يكونُ مِقْدَارَ عُقْدَةِ الإِبْهِامِ وكمَنَاقِيرِ الحَمامِ، وَقَالَ عليُّ بنُ هِلاَلٍ: كلُّ قَلَمٍ تَقْصُرُ جَلْفَتُه فإِن الخَطَّ يَجِيءُ بِهِ أَوْقَصَ، وَتَكون الجَلْفَةُ علَى أَنْحَاءٍ مِنْهَا: أَن تُرْهِفَ جَانِبَي البَرْيَةِ، وتُسْمِنَ وَسَطَهَا شَيْئاً، وَهَذَا يصلُح لِلْمَبْسُوطِ والمُحَقَّقِ والمُعَلَّقِ، وَمِنْهَا: مَا تُسْتَأْصَلُ شَحْمَتُه كُلُّهَا، وَهَذَا يصلح للمُرْسَلِ والمَمْزُوج والمُفْتَّحِ، وَمِنْهَا: مَا يُرْهَفُ من جَانِبِهِ الأَيْسَرِ، وتَبْقَى فِيهِ بَقِيَّةٌ فِي الأَيْمَنِ، وَهَذَا يصلُح للطَّوَامِيرِ وَمَا شَابَهَها، وَمِنْهَا: مَا رُهِفَ مِن جَانِبِيْ وَسَطِه ويكونُ كأَنَّ القَطَّةَ مِنْهُ أَعْرَضُ مِمَّا تَحْتَهَا، وَهَذَا يَصْلُح فِي جَمِيعِ قَلَمِ الثُّلُثِ وفُرُوعِه. وأَمَّا الْقَطَّةُ، فَقَالَ محمدُ بن العَفِيفِ الشِّيرِازِيُّ: هِيَ علَى صِفاتٍ، مِنها: المُحَرَّفُ، والمُسْتَوِي، والقائمُ، والمُصَوَّبُ، وأَجْوَدُها المُحَرَّفَة المُعْتَدِلةُ التَّحْرِيفِ، وأَفْسَدُها المُستَوِي لأَنَّ المُسْتَوِيَ أَقَلُّ تَصَرُّفاً مِن المُحَرَّفِ، قَالَ: وهَيْئَةُ: المُحَرَّفِ أَن تُحَرَّفَ السِّكِّينُ فِي حَالِ الْقَطِّ، وإِذا كانَ السِّنُّ اليمُنَىْ أَعْلَى مِن اليُسْرَى، قيل: قلم محرف وَإِذ تَسَاويا قيل قَلَمٌ مُسْتَوٍ، كَذَا فِي المِنْهَاجِ وأَوْضَحْتُ ذَلِك بَياناً فِي كتابِي) حِكْمةِ الإِشْرَاقِ إِلَى كُتَّابِ الآفَاقِ (، وَهُوَ بَحْثٌ نَفِيسُ فَرَاجِعْهُ إِن شِئْتَ.
الجَلْفَةُ، بالْفَتْحِ: لُغَةٌ فِي الْجَرْفَةِ بالرَّاءِ لِسِمَةِ الْبَعِيرِ، وَقد تقدَّم بَيانُه فِي الرَّاء.
الجُلْفَةُ، بِالضَّمِّ: مَا جَلَفْتَهُ مِنْ الْجِلْدِ، أَي قَشَرْتَهُ، وَفِي اللِّسَانِ: مَا جَلَفْتَ مِنْهُ.
قَالَ ابنُ عَبَّادٍ: الجَلَفَةُ، بالتَّحْرِيك: الْمِعْزَي الَّتِي لَا شَعَرَ عَلَيْهَا إِلا صِغَارٌ وَلَا خَيْرَ فِيها.
وَقَالَ غيرُه: خُبْزٌ مَجْلُوفٌ: إِذا كَانَ أَحْرَقَةُ التَّنُّورُ فلَزِقَ بِهِ قُشُورُهُ.)
وَقَالَ ابنُ الأعْرَابِيِّ: الجُلاَفُ، كغُرَابٍ: الطِّينُ، قَالَ: والْجُلاَفَيُّ مِن الدِّلاَءِ: الْعَظِيمَةُ الكَبِيرَةُ، وأَنْشَدَ: مِنْ سَابغ الأَجْلاَفِ ذِي سَجْلٍ رَوِىْ وُكِّرِ تَوْكِيرَ جُلاَفِىِّ الدُّلِىْ قَالَ: وأَجْلَفَ الرَّجُلُ: نَحَّى الْجُلافَ عَن رَأْسِ الْخُنْبُجَةِ، كقُنْفُذَةٍ، تقدَّم فِي الْجِيم.
وَقَالَ أَبو حَنِفيَةَ: الجَلِيفُ، كَأَمِيرٍ: نَبْتٌ سُهْلِيُّ، بضَمِّ السِّينِ، مَنْسُوبٍ إِلَى السَّهْلِ علَى خِلافِ القياسِ، قَالَ: شَبِيهٌ بالزَّرْعِ، فِيهِ غُبْرَةٌ، وسِنْفَتُهُ فِي رُؤوسِهِ كالبَلُّوطِ مَمَلُوءَةٌ حَبّاً كالأَرْزَنِ، وَهُوَ مَسْمَنَةٌ لِلْمَالِ.
والمُجَلَّفُ، كمُعَظَّمٍ: مَنْ ذَهَبَتِ السِّنونَ وجَلَّفَتْ بِأَمْوَالِهِ، كالمُجَرَّفِ، بالرَّاءِ. قَالَ الجَوْهَرِيُّ: المُجَلَّفُ الَّذِي أَخِذَ مِن جَوَانِبِهِ، وأَنْشَدَ لِلْفَرَزْدَقِ:
(وعَضُّ زَمَانٍ يَا ابْنَ مَرْوَانَ لَمْ يَدَعْ ... مِن الْمَالِ إِلاَّ مُسْحَتاً أَو مُجَلَّفُ)
قَالَ أَبو الغَوْثِ: المُسْتَحُت: المُهْلَكَ، والمُجَلَّفُ: الَّذِي بَقِيَتْ مِنْه بَقِيَّةٌ، يُرِيدُ إِلاَّ مُسْحَتاً أَو هُوَ مُجَلَّفٌ. يُقَالُ: جَلَّفَتْ كَحْلُ تَجْلِيفاً أَي اسْتَأْصَلَتِ السَّنَةُ الأَمْوَالَ، قَالَ ابنُ مُقْبِلٍ يَرْثِي عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْه:
(نَعَاءِ لِفْضْلِ الحِلْمِ والعِلْمِ والتُّقَي ... ومَأْوَى اليَتَامَى الغُبْرِ عَامُوا وأَجْدَبُوا)

(ومَلْجَإِ مَهْرُوئِينَ يُلْفَى بِهِ الْحَيَا ... إِذا جَلَّفَتْ كَحْلٌ هُوَ الأُمُّ والأَبُ) عَامُوا: أَي قَرِمُوا إِلَى اللَّبَنِ.
والمُتَجَلِّفُ: الْمَهْزُولُ كالمُتَجَرِّفِ، وسِنُونَ جَلائِفُ، وجُلُفٌ، بضَمَّتَيْنِ، جَمْعُ جَلِيفَةٍ، كسَفائِنَ وسُفُنٍ يُقال أَيضاً: جُلَفٌ، بِضَمَّةٍ عَلَى التَّخْفِيفِ: تَجْلُفُ الأَمْوَالَ وتُذْهِبُهَا، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ للعُجَيْرِ السَّلُولِيِّ:
(وإِذا تَعَرَّقَتِ الْجَلاَئِفُ مَالَهُ ... قُرِنْتَ صَحِيحَتُنَا إِلَى جَرْبَائِهِ)
ومِن سَجَعَاتِ الأساس: مَن اسْتُؤْصِلَ بالْجَلائِفِ، اسْتُؤْصِلِ بالْخَلائِفِ.
ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: جَلَفَ ظُفُرَه عَن أُصْبُعِهِ: كَشَطَهُ: نَقَلَهُ اللَّيْثُ ورِجْلٌ جَلِيفَةٌ.)
والجَلْفُ: النَّزْعُ.
وجُلِفَ النَّبَاتُ، كعُنِي: أُكِلَ عَن آخِرِه.
والجَلْفةُ، بالفتْحِ: مَصْدَرٌ بِمَعْنى المَرَّةِ.
وَمن المَصْدَرِ قوْلُهم: جُلِف فِي مَالِه جَلْفةً، كعُنِي: إِذا ذَهَبَ مِنْهُ شَيْءٌ.
واجْتَلَفَه الدَّهْرُ: أَذْهَبَ مَالَه، وزَمَانٌ جَالِفٌ وجَارِفٌ.
والجَلائِفُ: السُّيُولُ.
والجِلْفُ، بالكَسْرِ: الأَحْمَقُ، وَهُوَ مَجازٌ.
وأَما قولُ قَيْسِ بنِ الخَطِيمِ:
(كَأَنَّ لَبَّاتِهَا تَبَدَّدَهَا ... هَزْلَي جَرَادٍ أَجْوَافُهُ جُلُفُ)
فإِنَّه شَبَّهَ الْحَلْيَ الَّتِي علَى لَبَّتِها بجَرَادٍ لَا رُؤُوسَ لَهَا وَلَا قَوَائِمَ.
وَقيل: الجُلُفُ: جَمْعُ جَلِيفٍ، وَهُوَ الَّذِي قُشِرَ، وذَهَبَ ابنُ السِّكِّيتِ إِلَى المَعْنَى الأَوَّلِ.
والجِلْفَةُ، بالكَسْرِ: فَرَسٌ مَنْسُوبٌ.

جمش

جمش: جِمَاش: ثقل (محيط المحيط).

جمش


جَمَشَ(n. ac. جَمْش)
a. Shaved.
ج م ش: (الْجَمِيشُ) الْمَكَانُ الَّذِي لَا نَبْتَ فِيهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «بِخَبْتِ الْجَمِيشِ» . 
ج م ش

ظل يجمشها جمشاً ويجمشها تجميشاً وهو ان يقرصها ويغازلها، من الجمش وهو الحلب بأطراف الأصابع، ورجل جماش: غزيل وامرأة جماشة. وركب جميش حليق، واطلى بالنورة فجمشت شعره.
(جمش)
نَبَات الأَرْض جمشا حصده وَرَأسه حلقه وَيُقَال جمش شعره والنورة الشّعْر حلقته والجسم أحرقته والضرع حلبه بأطراف الْأَصَابِع وَالْمَرْأَة غازلها بقرص أَو ملاعبة فَهُوَ جامش وجماش وَيُقَال جمشته الْمَرْأَة

(جمش) الْمَرْأَة جمشها
[جمش] فيه: الجميش الذي لا نبات به ومنه ح: إن لقيتها نعجة تحمل شفرة وزناداً بخبت "الجميش" فلا تهجها، الخبت الأرض الواسعة، والجميش كما مر، وخصه لأن الإنسان إذا سلكه طال عليه وفنى زاده واحتاج إلى مال أخيه يعني إن عرضت لك هذه الحالة فلا تعرض لنعم أخيك بوجه وإن سهل ذلك وهو معنى تحمل شفرة وزناداً أي معها آلة الذبح والنار.
[جمش] رَكَبٌ جَميشٌ: أَي حَليقٌ. وقد جَمَشَتْه جَمْشاً. والجَميشُ: المكانُ لا نبت فيه. وفى الحديث: " بخبت الجميش ". والخبت: المفارة وإنما قيل له جميش لانه لا نبت فيه كأنه حليق. وسنة جموش: إذا احتلقت النبت. قال رؤبة: دقا كرقش الوضم المرفوش * أو كاحتلاق النورة الجموش

جمش

1 جَمَشَهُ, (S, A, K,) aor. ـِ and جَمُشَ, (TA,) inf. n. جَمْشٌ, (S,) He shaved it, or removed its hair; (S, A, K;) namely, his pubes; (S;) or his head. (A, K.) And جَمَشَتْهُ She shaved it; namely, her pudendum; or removed its hair: and it (نُورَة, q. v.) removed it; namely, hair. (A.) جَمُوشٌ, applied to نُورَة [q. v.], That removes hair; (S, K;) as also ↓ جَمِيشٌ. (K.) b2: Applied to a year (سَنَةٌ), (assumed tropical:) That shaves off, (S,) or nips, shrinks, shrivels, or blasts, [lit., burns, see أَحْرَقَ,] (K,) the plants, or herbage. (S, K.) جَمِيشٌ, applied to the pubes, Shaven, or having its hair removed, (S, A, K, TA,) by means of نُورَة [q. v.]. (TA.) b2: Applied to a place, (assumed tropical:) [Shorn of its plants, or herbage; or] having in it no plants, or herbage. (S, K.) A2: See also جَمُوشٌ.
جمش
الجمْشُ: حَلْقُ النُّوْرَةِ، ورَكَبٌ جَمِيْشٌ: مَحْلُوْقٌ. والمُغَازَلَةُ والمُلاعَبَة. والصَّوْتُ أيضاً.
وفي المَثَل: " لَقِيْته حِيْنَ لا يَسْمَعُ جَمْشٌ جَمْشاً " أي حِيْنَ هَدَأ كل شَيْءٍ. والجَمِيْشُ: ضَرْبٌ من الحَلَبِ بأطْرَافِ الأصابع.
والجُمَاشُ: ما يُجْعَلُ بين الصُّخُور والحِجارَة إذا طُوِيَ القَلِيْبُ، يُقال: جَمِشَ يَجْمِشُ جَمْشاً.
وجُمَاشُ الرَّكِيَّةِ: ما اجْتَمَعَ في قَعْرِها من الحصى.
والجَمُوْشُ من الآبار: التي يَخْرُجُ ماؤها في نواحيها لأنَها ليستْ بحَبلٍ.
وامْرَأة جَمْشَاءُ: عَظِيمةُ الركَب.
وسَنَةٌ جَمُوْشٌ: نَحْوُ القاشُوْرَةِ.
(ج م ش)

الجَمْش: الصَّوْت.

والجَمْش: ضرب من الْحَلب بأطراف الْأَصَابِع.

والجَمْش: المغازلة ضرب بقرص وَلعب.

وَقد جمَّشه.

وجَمَش شعره يَجْمِشه، ويَجْمُشه: حلقه.

وجَمَشت النُّورة الشّعْر جَمْشاً: حلقته.

وجَمَشَتْ جِسمَه: أحرقته. ونورة جَمُوش، وجَمِيش.

وَركب جَميش: محلوق، قَالَ:

قد علمتْ ذاتُ جَمِيشٍ أبردُهْ

أحمى من التَّنُّور أحمى موقدُهْ

وَسنة جَمُوش: تحرق النَّبَات.

جمش: الجَمْش: الصَّوتُ. أَبو عبيدة: لا يُسْمِعُ فلانٌ أُذُناً جَمْشاً

يعني أَدنى صوتٍ؛ يقال لِلَّذي لا يَقْبَل نُصْحاً ولا رُشْداً، ويقال

للمُتَغابي المُتَصامِّ عنك وعمَّا يلزمه. قال: وقال الكلابي لا تَسْمَعُ

أُذُنٌ جَمْشاً أَي هم في شيء يُصِمّهم يَشتغلون عن الاستماع إِليك، هذا

من الجَمْش وهو الصوت الخفيّ. والجَمْش: ضربٌ من الحَلْب لجَمْشها

بأَطراف الأَصابع. والجَمْش: المُغَازَلة ضرْبٌ بقَرْص ولعِب، وقد جَمَّشَه وهو

يُجَمِّشها أَي يُقَرِّصُها ويُلاعِبُها. قال أَبو العباس: قيل

للمُغازَلة تَجْميش من الجَمْش، وهو الكلام الخفيُّ، وهو أَن يقول لِهَواه: هَيْ

هَيْ. والجَمْش: حَلْق النُّورة؛ وأَنشد:

حَلْقاً كحَلْق الجَمِيش

وجَمَش شَعره يَجْمِشُه ويَجْمُشه: حَلَقه. وجَمَشَت النُّورةُ الشعَرَ

جَمْشاً: حَلَقَتْه، وجَمَشَتْ جِسْمَه: أَحْرَقَتْه. ونُورة جَمُوش

وجَمِيش ورَكَبٌ جَمِيش: مَحْلوقٌ، وقد جَمَشه جَمْشاً؛ قال:

قَدْ عَلِمَت ذاتُ جَمِيش، أَبْرَدُهْ

أَحْمَى من التنُّور، أَحْمَى مُوقِدُهْ

قال أَبو النجم:

إِذا ما أَقْبَلَتْ أَحْوى جَمِيشاً،

أَتَيْتُ على حِيالِك فانْثَنَيْنا

أَبو عمرو: الدردان المَحْلوق

(* قوله «الدردان المحلوق» كذا بالأصل.).

ابن الأَعرابي: قيل للرجُل جَمَّاش لأَنه يَطلب الرَّكَب الجَمِيش.

والجَمِيش: المكانُ لا نبت فيه: وفي الحديث: بخَبْت الجميش، والخَبْتُ

المَفازَة، وإِنما قيل له جَمِيش لأَنه لا نبات فيه كأَنه حَلِيق. وسنة جَمُوش:

تُحْرِقُ النبات. غيرُه: سنةٌ جَمُوشٌ إِذا احْتَلَقَت النبت؛ قال رؤبة:

أَو كاحْتِلاقِ النُّورَةِ الجَمُوشِ

أَبو عمرو: الجِماشُ ما يُجْعَل تحت الطَّيِّ والجال في القَلِيب إِذا

طُوِيت بالحجارة، وقد جَمَشَ يَجْمُشُ ويَجْمِشُ. وروي عن النبي، صلى

اللَّه عليه وسلم: لا يحلّ لأَحدكم من مالِ أَخيه شيءٌ إِلا بِطِيبة نَفْسِه،

فقال عمرو ابن يثربيّ: يا رسول اللَّه، إِن لقيتُ غَنم ابن أَخي

أَأَجْتَزِرُ منها شاةً؟ فقال: إِن لقيتَها نَعْجَةً تَحْمِل شَفرةً وزناداً

بِخَبْت الجَمِيش فلا تَهِجْها؛ يقال: إِنَّ خَبْتَ الجَمِيش صــحراءٌ واسعةٌ

لا نبات لها فيكون الإِنسانُ بها أَشدَّ حاجةً إِلى ما يُؤكل، فقال: إِنْ

لقِيتَها في هذا الموضع على هذه الحال فلا تَهِجْها، وإِنما خَصَّ

خَبْتَ الجَمِيش بالذِّكْر لأَنَّ الإِنسانَ إِذا سلكه طالَ عليه وفَني زادُه

واحتاج إِلى مال أَخيه المسلم، ومعناه إِن عَرَضَت لك هذه الحالة فلا

تَعَرَّضْ إِلى نَعَمِ أَخيك بوجْه ولا سبَب، وإِن كان ذلك سهلاً، وهو معنى

قوله تحمل شفرة وزناداً أَي معها آلة الذبح وآلة الشيِّ، وهو مثل قولهم:

حَتْفَها تَحْمِل ضَأْنٌ بأَظلافِها، وقيل: خَبْتُ الجَمِيش كأَنه جُمِش

أَي خُلِق.

جمش
. جَمَشَ رَأْسَه يَجْمِشُه ويَجْمُشُه جَمْشاً: حَلَقَه، وجَمَشَتِ النُّورَةُ الشَّعرَ جَمْشاً: حَلَقَتْه. ومِنْهُ الجَمِيشُ: كأَمِيرٍ: الرَّكَبُ، مُحَرَّكَةً، أَي الفَرْجُ المَحْلُوقُ بالنُّورَةِ، وقَدْ جَمَشَه جَمْشاً، قَالَ:
(قد عَلِمَتْ ذاتُ جَمِيشٍ أَبْرَدُهْ ... أَحْمَى من التَّنُّورِ أَحْمَى مُوقِدُهْ)
وقالَ أَبو النّجْمِ:
(إِذا مَا أَقْبَلَتْ أَحْوَى جَمِيشاً ... أَتَيْتُ على حِيَالِكِ فانْثَنَيْنَا)
والجَمِيشُ: المَكَانُ لَا نَبْتَ فيهِ، كَأَنَّه جُمِشَ نَبْتُه، أَي حُلِقَ. وخَبْتُ الجَمِيشِ: صَــحْرَاءُ بناحَيِةِ مَكَّةَ، شَرَّفها اللهُ تَعَالَى، والخَبْتُ: المَفَازَةُ، وإِنما قِيل لَهُ: جَمِيشٌ لأَنَّه لَا نَبَاتَ فِيهِ، كأَنّه حَلِيقٌ، وَقد جاءَ ذِكْرُه فِي الحَدِيث. والجَمُوشُ، كصَبُور، من النُّورَةِ: الحالِقَةُ، كالجَمِيشِ، كأَميرٍ، يُقَالُ: نُورَةٌ جَمُوشٌ، وجَمِيشٌ، وفِعْلُهَا الجَمْشُ، قَالَ حَلْقاً كحَلْقِ النُّورَةِ الجَمِيشِ. وقالَ رُؤْبَة: أَو كاحْتِلاقِ النُّورَةِ الجَمُوشِ. والجَمُوشُ مِنَ الآبارِ: مَا يَخْرُج مَاؤُهَا من نَوَاحِيهَا. نَقَلَه الصّاغَانِيّ عَن ابنِ عبّادٍ.عَنْه الجَمْشُ:)
الحَلْبُ بأَطرَافِ الأَصَابِعِ، والجَمْشُ: الصَّوْتُ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: رَجُلٌ جَمّاشٌ: غِزِّيلٌ، وامْرَأَةٌ جَمّاشَةٌ كَذلِك.

جحر

ج ح ر : الْجُحْرُ لِلضَّبِّ وَالْيَرْبُوعِ وَالْحَيَّةِ وَالْجَمْعُ جِحَرَةٌ مِثْلُ: عِنَبَةٍ وَانْجَحَرَ الضَّبُّ عَلَى انْفَعَلَ أَوَى إلَى جُحْرِهِ. 
ج ح ر: جَمْعُ (الْجُحْرِ جِحَرَةٌ) كَعِنَبَةٍ وَ (أَجْحَارٌ) . وَ (الْجُحْرَانُ) الْجُحْرُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِذَا حَاضَتِ الْمَرْأَةُ حَرُمَ الْجُحْرَانُ» . 

جحر


جَحَرَ(n. ac. جَحْر)
a. Entered its burrow, or den (animal).
b. Retreated, retired.

أَجْحَرَ
a. [acc. & Bi], Compelled to retreat to.
تَجَحَّرَإِنْجَحَرَa. see I (a)
إِجْتَحَرَa. Burrowed; chose a lair.

جَحْرa. Cavern.

جَحْرَةa. Year of dearth.

جُحْر
(pl.
جِحَرَة
أَجْحِرَة
15t
جُحْرَاْن
أَجْحَاْر)
a. Burrow, hole; den, lair.

مَجْحَر
(pl.
مَجَاْحِرُ)
a. Hiding-place, covert.
جحر
الجُحْرُ: جَمْعُه: جِحَرَةٌ. وأجْحَرْتُه فانْجَحَرَ: أدْخَلْتَه الجُحْرَ. واجْتَحَرَ لِنَفْسِه جُحْراً. وأجْحَرْنا عامَنا: وهو من الجَحْرَةِ التي هي السَّنَةُ الشَّديدةُ. وجَحَرَ عنّا الرَّبيعُ: أي احْتَبَسَ في أوَّلِ السَّنَةِ ثُمَّ جاءَ في آخِرِها. والجُحْرَانُ: الفَرْجُ في حَدِيْثٍ لِعائشَةَ. والجَحْرُ: الغارُ البَعيدُ، وجَمْعُه: أجحارٌ.
جحر
جُحْر [مفرد]: ج أجحار وجَحَرة وجِحَرَة وجُحور:
1 - حُفْرة تأوي إليها الهوامّ وصغار الحيوانات "دخل الضبُّ الجُحرَ" ° لا يُلْدَغ المؤمن من جُحْر مرّتين [حديث]: أي لا يُصاب بأذًى من خطأ واحد مرّتين، ليكُن حذِرًا فطِنًا حتى لايُخدع مرتين.
2 - سكن غير صحيّ. 
[جحر] الجحر: واحد الجحرة والاجحار. وَأَجْحَرْتُهُ، أي ألجأته إلى أن دخل جُحرَهُ فانجحَر. وقد اجْتَحَرَ لنفسه جُحراً، أي اتّخذه. والجُحْرانُ: الجحر. ونظيره جئت في عقب الشهر وعقبانه. في الحديث: " إذا حاضت المرأة حرم الجحران ". والجحرة بالفتح: السنة الشديدة. قال الشاعر : إذا السنة الشهباء بالناس أَجْحَفَتْ * ونال كِرامَ المالِ في الجحرة الاكل - والجحرمة: الضيق وسوء الخلق، والميم زائدة. وجحرت عينه: غارت. وجَحَرَ فلانٌ: تَأَخَّرَ. ومَجاحِرُ القوم: مكامنهم. والجَواحِرُ: الدَواخل في الجحرة والمكامن .
[جحر] في صفة الدجال: ليست عينة بناتئة ولا "جــحراء" أي غائرة منجحرة في نفرتها، وقيل بخاء معجمة وسيجيء. وفيه: إذا حاضت المرأة حرم "الجحران" يكسر النون على التثنية، يريد الفرج والدبر، ويروي بضمها، وهو اسم الفرج، وقيل: يعني أن أحدهما حرام قبل الحيض فإذا حاضت حرماً جميعاً. ك: اطلع من جحر في بعض حجره، الأول بضم جيم الثقبة والثاني جمع حجرة. نه: وهو بسكون الحاء الحرق. ج ومنه: فلدغ أبو بكر من "الجحر". وح: لو دخلوا "جحر" ضب لتبعتموهم أي ثقبه الذي يأوى إليه. ط: لا يبولن أحدكم في "الجحر" لأنه مأوى الهوام المؤذية فلا يؤمن أن يصيبه مضرة منها، روى أن سعد بن عبادة قتله الجن حين بال في الجحر. تو ومنه: في "جحري" أذنيه. ش ومنه: لا يلدغ المؤمن من جحر.
(جحر)
(هـ) فِي صفَة الدَّجَّال «ليْسَتْ عينُه بِنَاتِئة ولا جَــحْرَاء» أى غائرة مُنْجَحِرَة فِي نُقْرَتها. وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: هِيَ بِالْخَاءِ، وَأَنْكَرَ الْحَاءَ، وَسَتَجِيءُ فِي بَابِهَا.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا «إِذَا حَاضَت الْمَرْأَةُ حَرُم الجُحْرَان» يُروَى بِكَسْرِ النُّونِ عَلَى التَّثنِية، تُرِيدُ الفَرْج والدَّبُر، ويُروى بِضَمِّ النُّون، وَهُوَ اسْمُ الفَرْج، بِزِيَادَةِ الْأَلِفِ وَالنُّونِ، تَمْيِيزًا لَهُ عَنْ غَيْرِهِ مِنَ الحِجَرَة. وَقِيلَ: المعْنى أَنَّ أَحَدَهُمَا حَرَامٌ قبْل الْحَيْضِ، فَإِذَا حَاضَتْ حَرُما جميعا. 
ج ح ر

جحرت الضباب، وانجحرت: دخلت في جحرتها. قال:

ولا ترى الضب بها ينجحر

وأجحرها المطر.

ومن المجاز: حصني جحرك. ومنه قول عائشة رضي الله عنها: " إذا حاضت المرأة حرم الجحران " أي اجتمع الاثنان في الحرمة بعد ما كانت الحرمة في أحدهما. ودخلوا في مجاحرهم أي في مكامنهم، وأجحرهم الفزع وأجحرت السنة الناس: أدخلتهم في المضايق، ولذلك سميت جحرة. يقال: أقحمتهم الجحرة. وقال الحطيئة:

وجدتكم لم تجبروا عظم مغرم ... ولا تنحرون النيب في الجحرات

وجحرت عينه: غارت. وجحر الربيع: احتبس. وأنشد أبو زيد:

لنعم القوم في الأزمات قومي ... بنو كعب إذا جحر الربيع

كهول معقل الطرداء فيهم ... وفتيان غطارفة فروع
(ج ح ر) : (وَقَوْلُهُ كَانَ) أَبُو حَنِيفَةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - لَا يَرَى بَأْسًا بِالْفَصِّ يَكُونُ فِيهِ الْحَجَرُ فِيهِ مِسْمَارُ ذَهَبٍ وَفِي نُسْخَةٍ أُخْرَى لَا بَأْسَ بِمِسْمَارِ الذَّهَبِ يُجْعَلُ فِي (جُحْرِ) الْفَصِّ أَيْ فِي ثَقْبِهِ هَذَا غَلَطٌ لِأَنَّ الْجُحْرَ جُحْرُ الضَّبِّ أَوْ الْحَيَّةِ أَوْ الْيَرْبُوعِ وَهُوَ غَيْرُ لَائِقٍ هَاهُنَا وَإِنَّمَا الصَّوَابُ (الْحَجَرُ) كَمَا فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى وَشَرْحِ الْبَيْهَقِيّ وَوَجْهُهُ عَلَى الرِّوَايَةِ الْأُولَى أَنْ يُجْعَلَ فِي التَّجْرِيدِ كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] وَالْمَعْنَى أَنَّ الْفَصَّ فِي نَفْسِهِ حَجَرٌ كَمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي نَفْسِهِ أُسْوَةٌ لَا أَنَّ فِي ذَلِكَ شَيْئًا آخَرَ (وَمِنْهُ) (وَفِي الرَّحْمَنِ لِلضُّعَفَاءِ كَافٍ) وَنَظِيرُهُ سَرَقَ نُقْرَةَ فِضَّةٍ فِيهَا عَشَرَةُ دَرَاهِمَ تُسَاوِي تِسْعَةً لَمْ يُقْطَعْ وَبِهَذَا صَحَّ اللَّفْظُ وَعَادَتْ الرِّوَايَاتُ عَلَى اخْتِلَافِهَا مُتَّفِقَةَ الْمَعْنَى وَسَلِمَ كَلَامُ مِثْلِ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - مِنْ الْهُجْنَةِ.
جحر: أجحره: اضطره إلى اللجوء في (انظر لين)، وفي ابن حيان (ص61 ق): فهزموا الخبيث كريبا وأصحابه وأحجروهم في المدينة وغلق أبوابها على نفسه. وفي (ص85 ق) منه: ثم استظهر أهل العسكر عليهم فقصوهم (ففضوهم) وأحجروهم ونصبوا المنجنيق عليهم. وفيه: وغلبهم على ربض الحصن فأجحرهم داخله (ص 87ق، 91ق). وفي هذه العبارة ورد في المخطوطة أحجر وهو خطأ، وتجد نفس الخطأ في تاريخ البربر 1: 26، 61) وتخمين الناشر، في شرح النص الأخير في الخطأ والصواب الملحق في الجزء الثاني، ليس صحيحا.
انجحر: دخل الجحر في الكلام عن الحيوانات تدخل جحورها، وفي المعجم اللاتيني: انجحر في المدينة بمعنى لجأ إليها (شرح مسلم، أبو الوليد 222).
وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص60 ق): فكلما مر الموحدون بمدينة من مدائنه أو حصن من حصونه انجحر الأشقياء الذين يضبطونها فيها انجحار الثعالب. وفي (ص58 ق) منه: وفر إلى مرسية وانجحر فيها مهزوما. وفي هذه العبارة الأخيرة جاء في المخطوطة انحجر خطأ، وتجد نفس الخطأ في حيان - بسام (3: 143و): فانجحر في وكره إلى أن نزل بأمان. وفي تاريخ تونس (ص98): وفر محمد أغا إلى صاحبه على أسوأ حال فانجحرا بالقصبة.
مُجْحَر: في معجم فريتاج ومعجم لين مَجحَر، بمعنى المكان الذي يلجأ اليه، المكمن. وفي بيت للنابغة الذبياني (منتخب دي ساسي 2: 144 وانظر ص440) نجد لفظة مُحْجَر بهذا المعنى واعتقد إن هذا خطأ وأن الصواب مُجْحَر.
(ج ح ر)

الجُحْرُ: كل شَيْء تحتفره الْهَوَام وَالسِّبَاع لأنفسها، وَالْجمع أجْحارٌ وجِحَرَةٌ. وَقَوله:

مُقَبِّضاً نَفسِي فِي طُمَيِرِ

تَجَمُّعَ القُنْفُذِ فِي الجُحَيرِ

فَإِنَّهُ يجوز أَن يَعْنِي بِهِ شوكه ليقابل قَوْله:

مُقَبِّضاً نفسِي فِي طُمَير

وَقد يجوز أَن يَعْنِي بجحرِه، الَّذِي يدْخل فِيهِ، وَهُوَ المجحَرُ.

ومجاحِرُ الْقَوْم، مكامنهم. وأجْحَرَه فانجَحَرَ، أدخلهُ الجُحْر فدخله. وجَحَرَ الضَّب، دخل جُحْرَه.

وأجْحَرَه إِلَى كَذَا، أَلْجَأَهُ.

والجواحِرُ، المتخلفات من الْوَحْش وَغَيرهَا، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

فألحقَنا بالهادِياتِ ودونَه ... جَواحِرُها فِي صَرَّةٍ لم تَقَّيل

وَقيل: الجاحِرُ من الدَّوَابّ وَغَيرهَا، المتخلف الَّذِي لم يلْحق.

والجَحْرَةُ: السّنة الشَّدِيدَة المجدبة القليلة الْمَطَر.

وجَحَرَتْ عينه، غارت.

وبعير جُحارِيَةٌ، مُجْتَمع الْخلق.

جحر: الجُحْرُ: لكل شيء يُحْتَفَرُ في الأَرض إِذا لم يكن من عظام

الخلق. قال ابن سيده: الجُحْرُ كل شيء تَحْتَفِرُه الهَوامُّ والسباع

لأَنفسها، والجمع أَجْحارٌ وجِحَرَةٌ؛ وقوله:

مُقَبِّضاً نَفْسِي في طُمَيْرِي،

تَجَمُّعَ القُنْفُذِ في الجُحَيْرِ

فإِنه يجوز أَن يعني به شوكه ليقابل قوله مقبضاً نفسي في طميري، وقد

يجوز أَن يعني جُجْره الذي يدخل فيه، وهو المَجْحَرُ. ومَجاحِرُ القوم:

مَكامِنُهُمْ. وأَجْحَرَهُ فانْجَحرَ: أَدخله الجُحْرَ فدخَله. وأَجْحَرْتُه

أَي أَلجأْته إِلى أَن دخلَ جُحْرَهُ. وجَحَرَ الضَّبُّ:

(* قوله: «وجحر

الضب إلخ» من باب منع كما في القاموس). دخل جُحْرَهُ. وأَجْحَرَهُ إِلى

كذا: أَلجأَه.

والمُجْحَرُ: المضطرُّ المُلْجَأُ؛ وأَنشد:

يَحمِي المُجْحَرِينا

ويقال: جَحَرَ عنَّا خَيْرُكَ أَي تَخَلَّفَ فلم يُصِبنا. واجْتَحَرَ

لنفسه جُحْراً أَي اتخذه. قال الأَزهري: ويجوز في الشعر جَحَرَتِ الهَناةُ

في جِحَرَتها. والجُحْرانُ: الجُحْرُ، ونظيره: جئت في عُقْبِ الشَّهْرِ

وفي عُقْبانِه. وفي الحديث: إِذا حاضت المرأَة حرم الجُحْران؛ مروي عن

عائشة، رضي الله عنها، رواه بعض الناس بكسر النون على التثنية يريد الفرج

والدبر. وقال بعض أَهل العلم: إِنما هو الجُحْرانُ، بضم النون، اسم القُبُل

خاصة؛ قال ابن الأَثير: هو اسم للفرج، بزيادة الأَلف والنون، تمييزاً له

عن غيره من الجِحَرَةِ، وقيل: المعنى أَن أَحدهما حرام قبل الحيض، فإِذا

حاضت حرماً جميعاً. والجَواحِرُ: المتخلفات من الوحش وغيرها؛ قال امرؤ

القيس:

فَأَلْحَقَنا بالْهَادِياتِ، ودُونَهُ

جَواحِرُها، في صَرَّةٍ لم تَزَيَّلِ

وقيل: الجاحر من الدواب وغيرها المتخلف الذي لم يلحق.

والجَحْرَةُ، بالفتح: السنة الشديدة المجدبة القليلة المطر؛ قال زهير بن

أَبي سلمى:

إِذا السَّنَةُ الشَّهْبَاءُ بالناسِ أَجْحَفَتْ،

ونالَ كِرامَ المالِ في الجَحْرَةِ الأَكْلُ

الجَحْرَةُ: السَّنَةُ الشديدة لأَنها تَجْحَرُ الناسَ في البيوت.

والشهباء: البيضاء لكثرة الثلج وعدم النبات. وأَجْحَفَتْ: أَضَرَّتْ بهم

وأَهلكت أَموالهم. ونال كرامَ المال يعني كرائم الإِبل، يريد أَنها تنحر وتؤكل

لأَنهم لا يجدون لبناً يغنيهم عن أَكلها. والجَحَرَةُ: السَّنة

(* قوله:

«والجحرة السنة إلخ» بالتحريك، وبسكون الحاء كما في القاموس). التي

تَجْحَرُ الناسَ في البيوت، سميت جَحَرَةً لذلك. الأَزهري: وأَجْحَرَتْ

نُجُومُ الشتاء إِذا لم تمطر؛ قال الراجز:

إِذا الشِّتاءُ أَجْحَرَتْ نُجُومُهُ،

واشْتَدَّ في غيرِ ثَرًى أُرُومُهُ

وجَحَرَ الربيعُ إِذا لم يصبك مطره. وجَحَرَتْ عينه: غَارت. وفي الحديث

في صفة الدَّجال: ليست عينه بِناتئَةٍ ولا جَــحْراءَ؛ أَي غائرة

مُنْجَحِرَة في نُقْرَتها؛ وقال الأَزهري: هي بالخاء المعجمة، وأَنكر الحاء،

وسنذكرها في موضعها. وبَعِير جُحارِيَةٌ: مجتمع الخَلْقِ.

والجَحْرَمَةُ: الضِّيقُ وسُوءُ الخُلق، والميم زائدة. وجَحَرَ فلانٌ:

تأَخر. والجَواحِرُ: الدَّواخل في الجِحَرَةِ والمَكامِنِ، وجَحَرَتِ

الشمسُ لِلْغُيوب، وجَحَرَتِ الشمس إِذا ارتفعت فأَزِيَ الظلُّ.

جحر

1 جَحَرَ, (A, K,) aor. ـَ (K;) and ↓ انجحر, (S, Msb, K,) and ↓ تجحّر, (K,) and ↓ استجحر, (A,) said of a [lizard of the kind called] ضَبّ, (A, Msb, K,) and of a jerboa, and of a serpent, (Msb,) [&c., (see جُحْرٌ,)] It entered its burrow, or hole; (S, A, K;) betook itself to it for refuge; or resorted to it. (Msb.) b2: [Hence,] جَحَرَتْ عَيْنُهُ [and ↓ تجحّرت or ↓ انجحرت (see جَحْرَآءُ)] (tropical:) His eye sank, or became depressed, in his head. (S, A, K.) b3: جَحَرَتِ الشَّمْسُ لِلْغُيُوبِ (assumed tropical:) [The sun set, or became near to setting]. (TA.) b4: And جَحَرَتِ الشَّمْسُ (assumed tropical:) The sun rose high, (K,) so that the shade receded and contracted. (TA.) b5: حَجَرَ said of a man, (assumed tropical:) He retreated, or retired; remained behind; or held back. (S, TA.) b6: جَحَرَ الرَّبِيعُ (tropical:) The [rain called] ربيع withheld itself: (A:) [or] the [season called] ربيع did not give us rain. (K.) b7: and جَحَرَ عَنَّا الخَيْرُ (assumed tropical:) Good, or prosperity, kept back from us, (K, * TA,) and did not betide us. (TA.) A2: See also 4.4 اجِحرهُ He made it (a [lizard of the kind called] ضَبّ [&c.]) to enter its burrow, or hole; (S, * K;) as also ↓ جَحَرَهُ: (K:) and it (rain) constrained it (a ضَبَ [&c.]) to enter its burrow, or hole. (A, * TA.) b2: [Hence,] أَجْحَرَهُمُ الفَزَعُ (tropical:) [Fright drove them into their dwellings]. (A.) b3: اجحرت السَّنَةُ (tropical:) Drought, or dearth, brought the people into strait, or narrow, circumstances. (A.) b4: And اجحرهُ إِلَى كَذَا (assumed tropical:) He constrained him, or compelled him, to have recourse to, or to betake himself to, or to do, such a thing. (K, * TA.) A2: اجحر القَوْمُ (tropical:) The people, or company of men, entered upon a time of drought, (K,) and difficulty. (TA.) b2: اجحرت النُّجُومُ (tropical:) The stars (i. e. the stars of winter, TA) occasioned no rain. (K, TA.) 5 تَجَحَّرَ see 1; each in two places.7 إِنْجَحَرَ see 1; each in two places.8 اجتحر لِنَفْسِهِ جُحْرًا It [a ضَبّ &c.] made for itself a burrow, or hole. (S, K.) 10 إِسْتَجْحَرَ see 1.

جَحْرٌ A deep-bottomed cavern. (K.) جُحْرٌ (S, A, Mgh, Msb, K) and ↓ جُحْرَانٌ (S, K) The burrow, or hole, (M, K,) of a [lizard of the kind called] ضَبّ, (A, Mgh, Msb, MF,) and (tropical:) of a jerboa, and (tropical:) of a serpent, (Mgh, Msb, MF, *) and (assumed tropical:) of any venomous reptile or the like, and wild beast, (M, K,) or of any creature that is not of a large size; (TA;) and [the den] of a hyena: (K in art. وجر:) pl. [of mult.] of the former, جِحَرَةٌ (S, Msb, K [in the CK جَحَرَةٌ]) and [of pauc.] أَجْحَارٌ. (S, K.) b2: And [hence,] the former, (A,) or ↓ the latter, or both, (IAth, TA,) (tropical:) The vulva of a woman; the pudendum muliebre: and (tropical:) the anus. (IAth, TA.) b3: Yousay, حَصِّنِى جُحْرَكِ (tropical:) [Protect thou (O woman) thy pudendum]. (A.) And it is said in a trad., (by 'Áïsheh, A,) ↓ إِذَا حَاضَتِ المَرْأَةُ حَرُمَ الجُحْرَانُ (S, TA) (tropical:) When a woman has the menstrual discharge, the vulva is forbidden: (TA:) or, (accord. to one reading, TA,) حَرُمَ الجُحْرَان, i. e. both (A) the vulva and the anus (TA) are forbidden; (A, TA;) one having been forbidden before. (TA.) b4: [Hence likewise,] the former signifies also (assumed tropical:) A hole, or aperture, (ثَعْلَبٌ,) whence rainwater flows. (K and TA in art. ثعلب.) جَحْرَةٌ (S, K) and جَحَرَةٌ (K) (assumed tropical:) A severe, hard, or distressful, year; (S, K;) one of drought, dearth, or unfruitfulness, (K,) and of little rain; because it drives the people into the tents, or houses. (TA.) عَيْنٌ جَحْرَآءُ i. q. ↓ مُتَجَحِّرَةٌ or ↓ مُنْجَحِرَةٌ, (accord. to different copies of the K,) i. e. (tropical:) An eye deep, or depressed, in its socket. (TA.) It occurs in a trad., in a description of Ed-Dejjál; but Az says that [in this instance] it is correctly جَخْرَآء, with خ. (TA.) جُحْرَانٌ: see جُحْرٌ, in three places.

جَاحِرٌ [Entering a burrow, or hole: and also] (assumed tropical:) remaining behind, not having come up to others; (K, TA;) applied to a horse or the like, &c. (TA.) جَوَاحِرُ [is its pl., signifying] Entering into burrows, or holes, (S, K,) and hiding-places: (S:) entering secretly into [their] habitations: (KL:) and also (assumed tropical:) remaining behind; applied to wild animals &c. (TA.) مَجْحَرٌ, (K,) pl. مَجَاحِرُ, (S, A,) (tropical:) A hidingplace; (S, A, K;) a place of refuge. (K.) عَيْنٌ مُتَجَحِّرَةٌ or مُنْجَحِرَةٌ: see جَحْرَآءُ.

جبر

جبر
: (الجَبْرُ: خِلافُ الكَسْرِ) ، والمادَّة موضُوعةٌ لإِصلاح الشيْءِ بضَرْب من القَهْر.
(و) من المُحْكَم لِابْنِ سِيدَه: الجَبْرُ: (المَلِكُ) ، قَالَ: وَلَا أَعْرفُ مِمَّ اشْتُقَّ، إِلّا أَن ابنَ جِنِّي قَالَ: سُمِّيَ بذالك لأَنه يَجبُر بجُودِه. وَلَيْسَ بقَوِيّ، قَالَ ابنُ أَحمر:
واسْلَمْ براوُوقٍ حُيِيتَ بِهِ
وانْعَمْ صَباحاً أَيُّهَا الجَبْرُ
قَالَ: وَلم يُسمَع بالجَبْرِ المَلِكِ إِلّا فِي شِعر ابنِ أَحمرَ، قَالَ: حَكَى ذالك ابنُ جنِّي، قَالَ: وَله فِي شِعر ابنِ أَحمرَ نظائرُ كلُّا مذكورٌ فِي موَاضعه. وَفِي التَّهْذِيب: عَن أَبي عَمْرو: يُقَال للمَلِك جَبْرٌ.
(و) الجَبْرُ: (العَبْدُ) ، عَن كُرَاع، ورُوِيَ عَن ابْن عَبّاس فِي جِبْرِيلَ ومِيكائِيلَ، كَقَوْلِك: عبدُ الله وعبدُ الرَّحمان. وَقَالَ الأَصمعيّ: معنى (إِيل) هُوَ الرُّبُوبِيّةُ فأُضِيفَ (جَبْر) (ومِيكا) إِليه. قَالَ أَبو عُبَيْد: فكأَنّ مَعْنَاهُ عبدُ إِيل، رجل إيل. (ضدٌّ) .
(و) قَالَ أَبو عَمْرو؛ (الجَبْرُ: (الرَّجُلُ) ، وأَنشدَ قولَ ابنِ أَحمرَ:
وانْعَمْ صَبَاحاً أَيُّهَا الجَبْرُ
أَي أَيُّها الرجلُ.
(و) الجَبْر أَيضاً: (الشُّجاعُ) وإِن لم يكن مَلِكاً.
(و) الجَبْرُ: (خِلافُ القَدَر) ، وَهُوَ تَثْبيتُ القَضَاءِ والقَدَر، وَمِنْه الجَبْريَّةُ، وسيأْتِي.
(و) الجَبْرُ: (الغُلامُ) ، وَبِه فَسَّر بعضٌ قولَ ابنِ أَحمرَ.
(و) الجَبْرُ: إسمُ (العُود) الَّذِي يُجْبَر بِهِ.
(ومُجَاهدُ بنُ جَبْر) أَبُو الحَجّاج المَخْزُوميُّ مَوْلَاهم المَكِّيُّ: (مُحَدِّثٌ) ثِقَةٌ، إِمامٌ فِي التَّفْسير. وَفِي العلْم، من الثَّالِثَة، مَاتَ بعدَ الْمِائَة بأَربع أَو ثَلَاث، عَن ثلاثِ وَثَمَانِينَ.
(وجَبَرَ العَظْمَ) مِن الكَسْر، (و) مِن المَجَاز: جَبَرَ (الفَقيرَ) مِن الفَقْر، وكذالك اليَتِيمَ، كَذَا فِي المُحْكَم (يَجْبُره) (جَبْراً) ، بفتحٍ فسكونٍ، و (جُبُوراً) ، بالضَّمّ، (وجِبَارَةً) ، بِالْكَسْرِ، عَن اللِّحْيَانيِّ.
(وجَبَّرَه) المُجَبِّرُ تَجْبِيراً، (فَبَرَ) العَظْمُ والفَقِيرُ واليَتِيمُ (جَبْراً) بفتحٍ فسكونٍ، (وجُبُوراً) بالضمّ، (وانْجَبَرَ) واجْتَبَرَ، (وتَجَبَّرَ) ، وَيُقَال: جَبَرْتُ العَظْمَ جَبْراً، وجَبَرَ العظْمُ بنَفسِه جُبوراً، أَي انْجَبرَ، وَقد جَمَع العَجّاج بسن المتعدِّي واللَّازمِ، فَقَالَ:
قد جَبَرَ الدِّينَ الإِلاهُ فجَبَرْ
قلتُ: وَقَالَ بعضْهم: الثَّانِي تأْكيدٌ للأَوّل، أَي قَصَدَ جَبْرَه فَتَمَّمَ جَبْرَه، كَذَا فِي البَصَائِر. قَالَ شيخُنا: وَقد خَلَطَ المصنَّفُ بَين مَصْدَرَى الّلازِمِ والمتعدِّي، وَالَّذِي فِي الصّحخاح وغيرِه التفصيلُ بَينهمَا؛ فالجُبُورُ كالقُعُودِ مصدرُ اللازمِ، والجَبْرُ مصدرُ المتعدِّي، وَهُوَ الَّذِي يَعْضُده القِياسُ. قلتُ: قولُ اللِّحْيَانِّي فِي النَّوادر: جَبَرَ اللهُ الدِّينَ جَبْراً، فجَبَرَ جُبُوراً، ولاكنه تَبِعَ ابنَ سِيدَه فِيمَا أَوردَه من نَصِّ عِبَارَته على عادَتِه، وَقد سُمِعَ الجُبُورُ أَيضاً فِي المتعدِّي، كَمَا سُمِهَ الجبْرُ فِي اللَّازم، ثمّ قَالَ شيخُنَا: وظاهرُ قولِه: جَبَرْتُ لعَظْمَ والفَقِيرَ، إِلخ، أَنه حقيقةٌ فيهمَا، والصَّوابُ أَن الثانيَ مَجازٌ.
قَالَ صاحبُ الواعِي: جَبَرْتُ لفقيرَ: أَغْنَيْتُه، مثْل جَبَرتُه من الكَسْر، وَقَالَ ابنُ دُرُسْتَوَيْه فِي شرح الفَصِيح: وأَصلُ ذالك، أَي جَبْرِ الفقيرِ، مِن جَبْرِ العَظْمِ المُنْكسِر، وهوَ إِصلاحُه وعِلاجُه حَتَّى يَبْرَأَ، وَهُوَ عامٌّ فِي كلّ شيْءٍ؛ على التشْبِيهِ والاستعارةِ، فلذالك قهيل: جَبَرْتُ الفقيرَ، إِذا أَغْنَيْتهَ؛ لأَنه شَبَّه فَقْرَه بانكسارِ عَظْمِه، وغِنَاه بجَبْره، ولذالك قيل لَهُ: فَقِيرٌ؛ كأَنه قد فُقِرَ ظَهْرُه، أَي كُسِرَ فَقارُه.
قلْت: وعبارةُ الأَساس صريحةٌ فِي أَن يكونَ الجَبْرُ بمعنىَ الغِنَى حَقِيقَة لَا مَجازاً، فإِنه قَالَ فِي أَوَّل التَّرْجَمَة: الجَبْرُ أَن يُغْنِيَ الرجلَ مِن فَقْرٍ، أَو يُصْلِحَ العَظْمَ من كَسْرٍ ثمَّ قَالَ فِي المَجَاز فِي آخر التَّرْجَمَة: وجَبَرتُ فلَانا فانْجَبَرَ: نَعَشْتُه فانْتَعَشَ. وسيأْتي.
وَقَالَ اللَّبْلِيُّ فِي شرح الفَصِيح: جَبَرَ من الأَفعال الَّتِي سَوَّوْا فِيهَا بَين اللَّازمِ والمتعدِّي، فجاءَ فِيهِ بلفظٍ وَاحِد، يُقَال: جَبَرتُ الشيءَ جَبْراً، وجَبَرَ هُوَ بنفسِه جُبُوراً، ومثلُه صَدَّ عَنهُ صُدُوداً، وصَدَدْتُه أَنا صَدًّا.
وَقَالَ ابْن الأَنباريِّ: يُقَال جَبَّرتُ اليَدَ تَجْبِيراً.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ فِي (فعل وأَفعل) : لم أَسمع أَحداً يَقُول: أَجبرتُ عَظْمَه. وَحكى ابنُ طَلْحَةَ أَنه يُقَال: أَجبرْتُ العَظْمَ والفَقِرَ، بالأَلف. وَقَالَ أَبو عليّ فِي (فعلت وأَفعلت) : يُقَال: جَبَرتُ العَظْمَ وأَجْبَرتُه. وَقَالَ شيخُنَا: حكايةُ ابنِ طَلْحَةَ فِي غَايَة الغَرَابةِ خَلَتْ عَنْهَا الدَّواوِينُ الْمَشْهُورَة.
(واجْتَبَرَه فتَجَبَّرَ) ، وَفِي المُحْكَم: جَبَرَ الرَّجلَ: (أَحْسَنَ إِليه، أَو) كَمَا قَالَ الفارسيّ: جَبَرَه. (أَغْنَاه بعدَ فَقْرٍ) ، قَالَ: وهاذه أَلْيقُ العِبَارتَيْن، (فاستَجْبَر واجتَبَرَ) .
وَقَالَ أَبو الهَيْثم: جَبَرتُ فاقَةَ الرجلِ، إِذا أَغنيتَه.
وَفِي التَّهْذيب: واجُتَبَرَ العَظْمُ مثل انْجَبَرَ، يُقَال: جَبَرَ اللهُ فلَانا فاجْتَبَرَ، أَي سَدَّ مَفاقِرَه، قَالَ عَمْرُو بن كُلْثُومٍ:
مَن عالَ مِنّا بعدَهَا فَلَا اجْتَبَرْ
وَلَا سَقَى الماءَ وَلَا راءَ الشجَرْ
معنى عالَ: جارَ ومالَ.
(و) جَبَرَه (على الأَمْر) يَجْبُرُهُ جَبْراً وجُبُوراً: (كأَجْبَرَه) ، فَهُوَ مُجْبَر، الأَخيرَةُ أَعْلَى، وَعَلَيْهَا اقتَصَر الجوهَرِيُّ كصاحب الفَصِيح، وحكاهما أَبو عليَ فِي (فعلت وأَفعلت) ، وكذالك ابْن دُرُسْتَوَيْهِ والخَطّابيُّ وصاحبُ الواعِي. وَقَالَ اللِّحْيَانِيّ: جَبَرَه لغةُ تَمِيم وَحْدَهَا، قَالَ: وعامَّةُ العربِ يَقُولُونَ: أَجْبَرَه. وَقَالَ الأَزهريُّ: وجَبَرَه لغةٌ معروفةٌ، وَكَانَ الشافعيُّ يَقُول: جَبَرَ السُّلْطَانُ، وَهُوَ حِجازيٌّ فَصِيحٌ؛ فهما لُغَتَانِ جَيِّدتانِ: جَبَرْتُه وأَجْبَرْتُهُ غير أَن النَّحْوِيِّين استَحبُّوا أَن يَجْعَلُوا جَبَرْتُ لِجَبْرِ العَظْمِ بعد كَسْرِه، وجَبْرِ الفَقِيرِ بعد فاقَتِه، وأَنْ يكون الإِجبارُ مَقْصُورا على الإِكراه؛ ولذالك جعلَ الفَرّاءُ الجَبّارَ مِن أَجبرتُ لَا مِن جَبَرتُ، كَمَا سيأْتي.
وَفِي البَصَائِر: والإِجْبَارُ فِي الأَصل: حَمْلُ الغيرِ على أَن يَجْبُرَ الأَمْرَ، لَكِن تُعُورِفَ فِي الإِكراه المجرَّد، فَقَوله: أَجْبَرْتُه على كَذَا، كَقَوْلِك: أَكْرَهْتُه.
(وتَجَبَّرَ) الرجلُ، إِذا (تَكَبَّرَ) .
(و) تجَبَّرَ النَّبْتُ و (الشَّجَرُ: اخْضَرَّ وأَوْرَقَ) ، وظَهَرَتْ فِيهِ المَشْرَةُ وَهُوَ يابِسٌ، وأَنشَدَ اللِّحْيَانيُّ لامرىءِ القَيْس:
ويَأْكُلْنَ مِن قَوَ لُعَاعاً ورِبَّةً
تَجَبَّرَ بعد الأَكْلِ فَهُوَ نَمِيصُ
قَوّ: موضعٌ، واللُّعَاع: الرَّقِيقُ من النَّبَات فِي أَوّل مَا يَنْبُتُ، والرِّبَّةُ: ضَرْبٌ من النَّبات، والنَّمِيصُ: النَّبَاتُ حِين طَلَعَ وَرَقُه. وَقيل: معنى هاذا القِيتِ أَنه عادَ نابِتاً مُخْضَرًّا بعد مَا كَانَ رُعِيَ؛ يَعْنِي الرَّوْضَ.
وتَجَبَّرَ النَّبْتُ، أَي نَبَتَ بعد الأَكل. وتبَّرَ النَّبْتُ والشَّجَرُ، إِذا نَبَتَ فِي يابِسِه الرَّطْبُ.
(و) تَجَبَّرَ (الكَلأُ: أُكِلَ، ثمَّ صَلَحَ قَلِيلاً) بعد الأَكل.
(و) تَجَبَّرَ (المَرِيضُ: صَلَحَ حالُه) . وَيُقَال للْمَرِيض: يَوْمًا تَرَاه مُتَجَبِّراً، وَيَوْما تَيْأَسُ مِنْهُ، معنى قَوْله؛ مُتَجَبِّراً. أَي صالِحَ الْحَال.
(و) تَجَبَّرَ (فلانٌ مَالا: أَصابَه، و) قيل تَجَبَّرَ (الرجلُ: عادَ إِليهما ذَهَبَ عَنهُ) . وحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: تَجَبَّرَ الرَّجلُ، فِي هاذَا المعنَى، فَلم يُعَدِّه. وَفِي التَّهْذِيب: تَجَبَّرَ فلانٌ: إِذا عادَ إِليه مِن مَاله بعضُ مَا ذَهَب.
(والجَبَرِيَّةُ، بالتَّحْرِيك: خلافُ القَدَرِيَّةِ) ، وَهُوَ كلامٌ مُوَلَّدٌ. وَفِي الصّحاح: الجَبْرُ خلَافُ القَدْرِ. قَالَ أَبو عُبَيْد: هُوَ كلامٌ مولَّد: قَالَ اللَّبلّى فِي شرح الفَصِيح: وهم فرقةٌ أَهلُ أَهواءٍ، مَنْسُوبُون إِلى شيخهم الحُسَيْنِ بنِ محمّدٍ النَّجَّار البَصْرِيِّ، وهم الَّذين يَقُولُونَ: لَيْسَ للعَبْد قُدْرَةٌ، وأَنّ الحَرَكاتِ الإِراديَّةَ بمثَابَة الرِّعْدَةِ والرَّعْشَةِ، وهاؤلاءِ يَلْزمُهُم نَفْيُ التَّكْلِيفِ.
وَفِي اللِّسَان: الجَبْرُ تَثْبِيتُ وُقُوعِ القَضَاءِ والقَدَرِ، والإِجبارُ فِي الحُكْمِ، يُقَال: أَجْبَرَ القاضِي الرجلَ على الحُكْم، إِذا أَكْرَمَه عَلَيْهِ.
وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: والجَبْرِيَّةُ: الَّذين يقولُون أَجْبَرَ اللهُ العِبَادَ على الذُّنُوب، أَي أَكْرَهَهُم، ومَعاذَ اللهِ أَن يُكْرِهَ أَحداً على مَعْصِيَة. (و) قَالَ بعضُهم: إِن (التَّسْكِينَ لحْنٌ) فِيهِ، والتَّحْرِيكَ هُوَ الصَّوابُ، (أَو هُوَ) أَي التَّسْكِينُ للجَبْر، قَالَ شيخُنَا وَهُوَ الظّاهِرُ الجارِي على القِيَاس. (و) قَالُوا فِي (التَّحْرِيك) : إِنه (للإِزْدِواج) أَي لمناسبة ذِكْرِه مَعَ القَدَرِيَّة، وَقد تقدَّم أَنها مُوَلَّدة.
وَفِي الفَصِيح قومٌ جَبْرِيَّةٌ بسكونِ الباءِ أَي خِلافُ القَدَرِيَّة وقالالحافظُ فِي التَّبصير: وَهُوَ طَريقُ متَكلِّمِي الشَّافِعِيَّة. وَفِي البصائر: وهاذا فِي قَول المتقدِّمين، وأَما فِي عُرْف المتكلِّمين، فَيُقَال لَهُم: المُجبرَة، وَقَالَ: وَقد يُستعمَل الجَبر فِي القَهر المجرَّد، نَحْو قَوْله صلّى الله عليْه وسلّم: (لَا جَبر وَلَا تَفويض) .
(والجَبّار) هُوَ (اللهُ) ، عزَّ اسْمُه و (تعالَى) وتَقدَّسَ القاهر خَلْقه على مَا أَراد من أَمْرٍ ونَهيٍ. وَقَالَ ابْن الأَنباريّ: الجبّار فِي صفة الله عزّ وجلّ: الَّذِي لَا يُنال، وَمِنْه جَبّارُ النَّخلِ. قَالَ الفَرْاءُ: لم أَسمع فَعْالاً من أفْعلَ إِلّا فِي حرفَين، وَهُوَ جَبّارٌ من أَجْبرتُ، ودَرَّاكٌ من أَدْرَكتُ.
قَالَ الأَزهريُّ: جَعلَ جَبّاراً فِي صِفة الله تعالَى، أَو صِفة العبَاد من الإِجبار، وَهُوَ القَهْر والإِكراه، لَا من جَبَرَ.
وَقيل: الجَبَّار: العالِي فَوقَ خَلْقِه، ويجوزُ أَن يكونَ الجَبّار فِي صِفَة الله تعالَى من جَبْره الفَقْرَ بالغِنَى، وَهُوَ تَباركَ وتعالَى جابِرُ كُلِّ كَسيرٍ وفَقيرٍ، وَهُوَ جابرُ ديِنه الَّذِي ارتَضاه كَمَا قَالَ العجّاج:
قد جَبَر الدِّينَ الإِلاهُ فَجَبَرُ
وَفِي حَدِيث عليَ كرَّم اللهُ وَجهَه: وجَبّار القُلوبِ على فِطَرَاتها) ؛ هُوَ مِن جَبْر العَظم المكسور كأَنه أَقام القُلوبَ وأَثْبتَها على مَا فَطَرَها عَلَيْهِ من معرفتِه، والإِقرار بِهِ، شَقِيَّها وسعِيدَها. قَالَ القُتَيْبِيُّ: لم أَجعلْه مِن أَجْبَرت؛ لأَنّ أَفْعلَ لَا يقَال (فِيهِ) فعْال. وَقيل: سُمِّيَ الجبَّارَ (لتكَبُّرِه) وعُلوِّه.
(و) الجَبَّار فِي صِفَةِ الخَلقِ: (كلُّ عاتٍ) متَمرِّدٍ. وَمِنْه قَوْلهم: وَيْلٌ لجَبّارِ الأَرْضِ من جَبّارِ السَّماءِ، وَبِه فَسَّرَ بعضُم الحديثَ فِي ذِكر النّارِ: (حَتَّى يَضَع الجَبَّارُ فِيهَا قَدَمَه) . ويَشْهد لَهُ قولُه فِي حديثٍ آخر: (إِنَّ النارَ قَالَت: وُكِّلْت بِثَلَاثَة: بمَن جَعَل مَعَ اللهِ إِلاهاً آخَرَ، وبكلِّ جَبّار عَنِيد، والمصَوِّرِين) . وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الجَبّار: المتكبِّر عَن عبادةِ الله تَعَالَى، وَمِنْه قولهُ: {وَلَمْ يَكُن جَبَّاراً عَصِيّاً} (مَرْيَم: 14) وَفِي الحَدِيث (أَن النبيَّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم حَضَرَتْه امرأَةٌ فأَمَرهَا بأَمْرٍ، فتأَبَّتْ، فَقَالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم: دَعُوهَا فإِنهَا جَبّارَةٌ) ، أَي عاتِيَةٌ متكبِّرةٌ. (كالجِبيِّرِ، كسِكِّيتِ) ، وَهُوَ الشَّدِيدُ التَّجبُّرِ.
(و) الجَبّارُ: (إسمُ الجَوْزاءِ) ، وَهُوَ مَجازٌ، يُقَال: طَلَعَ الجَبّارُ؛ لأَنها بصورةِ مَلِكٍ مُتَوَّجٍ على كُرْسِيَ. كَذَا فِي الأَساس.
(و) مِنَ المَجَازِ: (قَلْبٌ) جَبّارٌ (لَا تَدخلُه الرَّحْمَةُ) ؛ وذالك إِذا كَانَ ذَا كِبْرٍ لَا يَقْبلُ مَوعظةً.
(و) الجَبّار: (القَتَّالُ فِي غير حَقَ) . وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ} . وكذالك قولُ الرجلِ لمُوسَى عَلَيْهِ السّلامُ فِي التَّنْزِيل العَزِيز: {إِن تُرِيدُ إِلاَّ أَن تَكُونَ جَبَّاراً فِى الاْرْضِ} (الْقَصَص: 19) أَي قَتّالاً فِي غير الحَقّ. وكلُّه رجعٌ إِلى معنى التَّكَبُّر.
(و) قَالَ اللِّحْيَانيُّ: (العَظِيمُ الطَّوِيلُ القَوِيّ جَبّارٌ) ، وَبِه فُسِّرَ قولُه تَعَالَى: {إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ} قَالَ: أَرادَ الطُّولَ والقُوَّة والعِظَمَ، وَهُوَ مَجازٌ. وَفِي الأَساس: وَقد فُسِّرَ بعِظامِ الأَجْرَامِ. قَالَ الأَزهريُّ: كأَنَّه ذَهَب إِلى الجَبّار من النَّخِيل، وَهُوَ الطَّوِيلُ الَّذِي فاتَ يدَ المُتَنَاوِلِ. وَيُقَال: رجلٌ جَبّارٌ، إِذا كَانَ طَويلا عَظِيما قَوِيًّا؛ تَشْبِيها بالجَبَّار من النَّخْل.
(و) جَبّارُ (بنُ الحَكَمِ) السُّلميّ، قيل: لَهُ وِفَادَة: أَسْلَمَ وصَحِبَ ورَوَى، قالَه ابْن سَعْد.
(و) جَبّارُ (بنُ سُلْمَى) ، وَفِي بعض النُّسَخ: سَلْمُ بنُ مالِكِ بنِ جعفرٍ العامِريُّ، لَهُ وِفَادة، وَهُوَ جدّ والِدِ السَّفَّاح؛ فإِنْ أُمَّه أُمُّ سَلَمَةَ بنتُ يعقوبَ بنِ سَلَمَةَ بنِ المُغِيرة، وأُمّها هندُ بنتُ عبد اللهِ بنِ جَبّار. (و) جَبّارُ (بنُ صَخْرِ) بنِ أُمَيَّة بن خَنْسَاءَ بنِ عُبَيْدِ بنِ عدِيِّ بنِ غَنْمِ بنِ كَعْبِ بنِ سَلَمَةَ السُّلميُّ، بَدْرِيُّ كبيرٌ، وَقيل: إِن اسمَه جابِرٌ، والأَصَحُّ جَبّار، مَاتَ سنة ثَلَاثِينَ.
(و) جَبّارُ (بنُ الحارِثِ) الحَدَسيّ المناريّ، لَهُ وِفادَةٌ، وروايةُ حَدِيثِه عِنْد وَلَدِه: (صحَابِيُّون) رضيَ اللهُ عَنْهُم، (الأَخِيرُ سَمّاه) النبيُّ (صلَّى اللهُ عليْه وسلّم عبدَ الجَبّارِ) ، هاكذا ذَكَره المحدِّثون.
(وجَبّارٌ الطّائِيُّ: محدِّثٌ) عَن ابْن عَبّاس، وَعنهُ أَبو إِسحاقَ السَّبِيعِيُّ، قَالَه الذَّهبيّ، وَهُوَ غيرُ جَبّارِ بنِ عَمْرٍ والطّائِيِّ المَلَقَّبِ بالأَسَدِ الرَّهِيصِ.
وجَبّارٌ فارِسُ الضُّبَيبِ.
وأَبو الرَّيَّان بِشرُ بنُ جَبّار الجَبّاريّ، مَدَحَه ابنُ الرِّقاع.
وعُقْبَةُ بنُ جَبّارٍ، عَن ابْن مَسْعُود.
وبِشْرُ بنُ قَيسِ بنه جَبّار، مشهورٌ بالبُخْل، وَفِيه يقولُ الشَّاعِر:
لَو أَنَّ قِدْراً بَكَتْ مِن طُول مَجْلِسِها
على العُفُوق بَكَتْ قِدْرُ ابنِ جَبّارِ
مَا مَسَّهَا دَسَمٌ قد فَضَّ مَعْدِنَها
وَلَا رَأَتْ بَعْدَ نارِ القَيْنِ مِن نارِ
وعُقْبَةُ بنُ جابرٍ البَصْرِيّ الْمِنْقَريّ الجَبّارِيّ.
وَجَبّارُ بنُ سُلْمَى بنِ مالِ بنِ جعفرِ بنِ كلابٍ، الَّذِي طَعَنَ عامرَ بنَ فُهَيْرَةَ يَومَ بِئْرِ مَعُونَةَ، ثمَّ أَسْلَمَ، وانْظُرْه فِي فهر.
وجَبّارُ بن جَبْرٍ العَبْدِيّ، عَن أَبي الدَّرْدَاءِ بن محمّدِ بن نَعامَةَ، عَن أَبِيه، تاريخُ مَرْوَ.
وجَبّارُ بنُ مالكٍ الفَزَارِيّ، شاعرٌ فارهسٌ.
وشَمْعَلَةُ بنُ طَيْسَلَةَ بنِ جَبّارٍ، شاعرٌ إِسلاميّ. ذَكَرَهم الأَمِيرُ.
(و) الجَبّارُ، بِغَيْر هاءٍ، حَكاه السِّيرافيّ: (النَّخْلَةُ الطَّوِيلَةُ الفَتِيَّةُ) . قَالَ الجوهريّ: الجَبّارُ مِن النَّخل: مَا طالَ وفَاتَ اليَدَ، قَالَ الأَعشى:
طَرِيقٌ وجَبّارٌ رِوَاءٌ أُصُولُه
عَلَيْهِ أَبابِيلٌ مِن الطَّيْرِ تَنْعَبُ ونَخْلَةٌ جَبّارةٌ، أَي عظيمةٌ سَمِينةٌ، وَهُوَ مَجازٌ، وَهِي دُونَ السَّحُوقِ. وَفِي المُحْكَم: نخْلَةٌ جَبّارةٌ: فَتِيَّةٌ قد بَلَغَتْ غايةَ الطُّولِ، وحَمَلَتْ، والجَمْعُ جَبّارٌ، قَالَ:
فاخِراتٌ ضُلُوعها فِي ذُرَاها
وأَناضَ العَيْدَانُ والجَبّارُ
وَقَالَ أَبو حنيفةَ: الجَبّارُ: الَّذِي قد ارتُقِيَ فِيهِ وَلم يَسقُط كَرْمُه، قَالَ: وَهُوَ أَفْتَى النَّخْلِ وأَكرَمُه.
(و) قد (تُضَمُّ) ، وهاذه عَن الصَّغانيّ.
(و) الجَبّارُ أَيضاً: (المُتَكَبِّرُ الَّذِي لَا يَرَى لأَحَدٍ عَلَيْهِ حَقًّا) ، يُقَال: هُوَ جَبّارٌ من الجَبَابِرَة، (فَهُوَ بَيِّنُ الجِبْرِيَّةِ والجِبْرِيَاءِ، مكسورتَيْن) غير أَنْ الأُولَى مشدَّدةُ الياءِ التحتيَّة، والثانيةَ ممدوةٌ (والجِبِرِيَّةِ، بكَسَراتٍ) مَعَ تشديدِ التحيّة، (والجَبَرِيَّة) محرَّكة، ذَكَره كُرَاع فِي المجرَّد (والجَبَرُوَّةِ) ، بضمِّ الراءِ وتشديدِ الواوِ المفتوحَةِ، وَقد جاءَ فِي الحَدِيث: (ثمَّ يكونُ مُلْكٌ وَجَبَرْوَّةٌ) ؛ أَي عُتُوٌّ وقَهْرٌ. (والجَبَرُوتَا) ، على مِثَال رَحَمُوتَا، نقلَه شُرّاحُ الفَصِيح كالتُّدْمِيرِيِّ وَغَيره، و (الجَبَرُوتِ) ، الأَربعةُ (مُحَرَّكاتٌ) ، وهاذا الأَخيرُ من أَشهرِهَا، وَفِي الحَدِيث: (سُبْحَانَ ذِي الجَبَرُوتِ والمَلَكُوتِ) قَالَ ابنُ لأَثِير، والفِهْرِيُّ شارحُ الفَصِيح، وابنُ مَنْظُورٍ، وغيرُهم: هُوَ فَعَلُوت من الجَبْر والقَهْر والقَسْر، والتاءُ فِيهِ زائدةٌ للإِلحاق بقَبَرُوس، ومثلُه مَلَكُوت من المُلْك، ورَهَبُوت من الرَّهْبَة، ورَغَبُوت من الرَّغْبَة، ورَحَمُوت من الرَّحْمَة، قيل: وَلَا سادِسَ لَهَا، قَالَ شيخُنا: وَفِيه نَظَرٌ، وَفِي العِناية: الجَبْرُوتُ: القَهْرُ والكِبْرِيَاءُ والعَظَمةُ، ويُقَابِله الرَّأْفَةُ. (والجَبْرِيَّةِ) بسكونِ الموحَّدةِ وتشديدِ التحتيَّةِ (والجَبْرُوَّة) ، هُوَ مثل الَّذِي تقدَّم؛ غير أَن الموحَّدةَ هُنَا ساكنةٌ، (والتَّجْبَار والجَبُّورَةِ) مثلِ الفَرُّوجَةِ، (مَفْتُوحات، والجُبُّورَةِ والجُبْرُوتِ، مضمومتَيْن) ، فهالاءِ ثلاثةَ عشرَ مصادرَ، ذَكَرها أَئِمَّةُ الغَرِيب، وَهِي مفرَّقة فِي الدَّواوين، وَمِمَّا زيدَ عَلَيْهِ: جَبُّورٌ، كتَنّور، ذَكَره اللِّحْيَانيُّ فِي النَّوَادِر، وكُراع فِي المجرَّد، وجُبُور، بالضمّ، ذَكَره اللِّحْيَانيُّ، وجَبَريَّا محرَّكة، ذكره أَبو نصرٍ فِي الأَلفاظ، وجَبْرَؤوت، كعَنْكَبُوت، ذَكَره التدْمِيرِيُّ شارحُ الفصيحِ، والجِبْرِيَاءُ، ككِبْرِيَاءَ، أَوردَه فِي اللِّسَان، فَصَارَ الْمَجْمُوع ثمانيةَ عشرَ، وَمعنى الكلِّ الكِبْر. وأَنشد الأَحْمَرُ لمُغَلِّسِ بنِ لَقِيطٍ الأَسَدِيِّ يُعَاتِبُ رجلا كَانَ والِياً على أُضاخَ:
فإِن إِنْ عادَيْتَنِي غَضِبَ الحَصَى
عَلَيْك وذُو الجُبَّورة المَتغطرِفُ
يَقُول: إِن عادَيْتَنِي غَضِبَ عَلَيْك الخَلِيقَةُ، وَمَا هُوَ فِي العَدَد كالحَصَى، والمُتَغَطرف: المتكبِّر.
(وجَبْرَائِيلُ) : عَلَمُ مَلَك، مَمْنُوع من الصَّرف للعَلَمِيَّة والعُجْمَةِ، والتَّرْكِيبِ المَزْجِيِّ، على قولٍ، (أَي عبدُ اللهِ) . قَالَ الشِّهَاب: سُرْيانيٌّ، وَقيل؛ عِبْرانيّ، وَمَعْنَاهُ عبدُ الله، أَو عبدُ الرَّحمان، أَو عبدُ العَزِيز. وَذكر الجوهريُّ والأَزهريُّ وكثيرٌ من الأَئِمَّة أَنّ (جَبْر) (ومِيك) بِمَعْنى عَبْد. و (إِيل) إسم الله، وصَرَّح بِهِ البُخارِيُّ أَيضاً، ورَدَّه أَبو عليَ الفارسيُّ بأَنَّ إِيل لم يَذكره أَحدٌ فِي أَسمائه تعالَى. قَالَ الش 2 هَاب: وهاذا لَيْسَ بشيْءٍ. قا لشيخُنا: ونُقِلَ عَن بَعضهم أَنْ إِيلَ هُوَ العَبْدُ، وأَنْ مَا عَداه هُوَ الإِسمُ مِن أَسماءِ الله، كالرَّحمان والجَلالة، وأَيَّدَه اختلافُها دُونَ إِيل، فإِنه لازِمٌ، كَمَا أَنْ عَبْداً دَائِما يُذْكَرُ، وَمَا عَداه يَختلفُ فِي العربيَّة، وزادَه تأْييداً بأَن ذالك هُوَ المعروفُ فِي إِضافة العَجَمِ. وَقد أَشار لمثل هاذا البحثِ عبدُ الحَكِيم فِي حَاشِيَة البَيْضَاوِيِّ. قلتُ: وأَحسنُ مَا قِيل فِيهِ أَن الجَبْرَ بمنزلةِ الرَّجُلِ، والرجلُ عبدُ الله، وَقد سُمِعَ الجَبْرُ بِمَعْنى الرَّجُلِ فِي قَول ابنِ أَحْمَرَ، كَمَا تَقَدَّمتِ الإِشارُ إِليه، كَذَا حَقَّقَه ابنُ جِنِّي فِي الْمُحْتَسب. (فِيهِ لُغاتٌ) قد تَصَرَّفَتْ فِيهِ العربُ على عَادَتهَا فِي الأَسماءِ الأَعجميَّة، وَهِي كثيرٌ.
وَقد ذَكَر المصنِّف هُنَا أَربعَ عشرَةَ لُغَة:
الأُولَى: جَبْرَئِيلُ، (كَجَبْرَعِيل) ، قَالَ الجوهريُّ: يُهمَز وَلَا يُهمَز، قَالَ الشِّهاب: وَمن قَواعدهم المشهورةِ أَنَّهم يُبْدِلُون همزَةَ الْكَلِمَة بالعَيْن، عِنْد إِرادة البَيَانِ، وَعَلِيهِ جَرَى سِيبَوَيْهِ فِي الْكتاب، فمَن دُونَه، وَمِنْهُم مَن نَظَّءرَه بسَلْسَبِيل، وَبهَا قرأَ حمزةُ والكسائيُّ، وَهِي لغةُ قيس وتَمِيم. وَقَالَ الجوهريُّ: وأَنشدَ الأَخْفِشُ لكَعْبِ بنِ مَالك:
شَهِدْنا فَمَا تَلْقَى لنا مِن كَتِيبَةٍ
يَدَ الدَّهْرِ إِلّا جَبْرَئِيلُ أَمامُهَا
قَالَ ابْن بَرِّيَ: وَرفع (أَمامها) على الإِتباع؛ لنَقْلِه من الظُّرُوف إِلى الأَسماءِ.
(و) الثانيةُ: جِبْرِيلُ، بِالْكَسْرِ مثالُ (حِزْقِيل) ، وَهِي أَشهرُهَا وأَفصحْهَا، وَهِي قراءَةُ أَبي عَمْرو ونافعٍ وابنِ عامرٍ وحَفْص عَن عَاصِم، وَهِي لغةُ الحِجَاز، وَقَالَ حَسّان:
وجِبْرِيلٌ رسولُ اللهِ فِينَا
ورُوحُ القُدْسِ لَيْسَ لَهُ كِفَاءُ
(و) الثالثةُ: جَبْرَئِلُ، مثالُ (جَبْرَعِل) ، أَي بِدُونِ ياءِ بعد الهمزةِ وتُرْوَى عَن عَاصِم، ونَسَبَهَا ابنُ جِنِّي فِي الشّواذّ إِلى يحيَى بنِ يَعْمُرَ.
(و) الرابِعَةُ: جَبْرِيلُ، مثالُ (سَمُوِيل) ، بفتحٍ فسكونٍ فكسرٍ، وَهِي قراءَةُ ابنُ كَثيرٍ والحَسَنِ. قَالَ الشِّهَاب: وتضعيفُ الفَرّاءِ لَا بأَنه لَيْسَ فِي كَلَامهم فَعْلِيل، أَي بِالْفَتْح، لَيْسَ بشيْءٍ؛ لأَنّ الأَعْجَميَّ إِذا عُرِّبَ قد يُلْحِقونه بأَوزانهم، وَقد لَا يُلحقونه، مَعَ أَنه سُمِعَ سَمْوِيلُ لطائرٍ. قَالَ شيخُنَا: وَفِي سَماعِه نَظَرٌ، ومَن سمِعه لم يدَّعِ أَنه فَعْلِيلٌ بل فَعْوِيلٌ، وَهُوَ لَيْسَ بعزِيز. قلتُ: وَقد يأْتي للمصنِّف فِي سمل مَا يدلُّ على أَن سَمْوِيل فَعْوِيل لَا فَعْلِيل.
(و) الخامسةُ: جَبْرَائِلُ، بفتحِ فسكونٍ وهمزة مَكْسُورَة بِدُونِ ياءٍ بعد الأَلف، مِثَال (جبْراعِل) ، وَبهَا قرأَ عِكْرِمَةُ، ونَسبَهَا ابنُ جنِّي إِلى فَيّاضِ بنِ غَزْوانَ ويحْيى بنِ يَعْمُر أَيضاً.
(و) السادسةُ: جَبْرائيلُ، مثلُهَا مَعَ زيادةِ ياءٍ بعد الْهمزَة، مِثَال (جَبْراعِيل) .
(و) السابعةُ: جَبْرَئِلُّ، بفتحٍ فسكونٍ وهمزةٍ مَكْسُورَة وَلَام مشدَّدَةٍ، مثالُ (جَبْرَعِلّ) ، وتُرْوَى عَن عَاصِم، وَقد قِيل إِنّ مَعْنَاهُ عبدُ الله فِي لغتهم. قالَه ابنُ جِنِّي.
(و) الثامِنَةُ: جبْرَالُ، بِالْفَتْح، مثالُ (خَزْعَال) ، وسيأْتي أَنه لَيْسَ لَهُم فَعْلالٌ سِواه، عَن الفَرّاءِ (و) التاسعةُ: جِبْرَالُ، بِالْكَسْرِ، مثالُ (طِرْبَال) .
(و) العاشرةُ: (بِسُكُون الياءِ بِلَا هَمْزٍ: جَبْرَيْل) ، أَي مَعَ فتحٍ فسكونٍ فِي الأَول، وَهِي قراءَةُ طلحةَ بنِ مُصرِّف.
(و) الحاديةَ عشرةَ (بفتحِ الياءِ: جَبْرَيلُ) ، وَالْبَاقِي كالضَّبْط السَّابِق.
(و) الثانيةَ عشرةَ (بياءَيْن) تَحْتِيَّتَيْنِ: جَبْرَيِيلُ، كسَلْسَبيل.
(و) الثالثةَ عشرةَ: (جَبْرِينُ، بالنُّون) بَدَلَ اللَّامِ، (ويُكْسَرُ) . وَبِه تَتمُّ اللغاتُ أَربعَ عَشرةَ، فَفِي قَول شيخنَا: إِنّهَا عِنْد المصنِّف ثلَاثَ عشَرَةَ نَظَرٌ. وَقد ذَكر مِنْهَا البيْضاوِيُّ ثَمَان لُغَات، وَمَا بقِيَ أَورَدَه ابنُ مالِكٍ وأَرْبَابُ الأَفْعَال، وَقد نَظَم الشيخُ ابنُ مالِك سَبْعَ لغَات، من ذالك فِي قَوْله:
جِبْرِيل جِبْرِيلُ جَبْرَائِيلُ جبْرِئلٌ
وجَبْرَئِيلُ وجَبْرالٌ وجِبْرِينُ
قَالَ شيخُنَا: وذَيَّلَهَا الجَلَالُ السَّيُوطِيُّ بقوله:
وجَبْرَأَلُّ وجَبْرايِيلُ معْ بَدلٍ
جبْرائِلٌ وبِيَاءٍ ثمَّ جَبْرِينُ قَالَ شيخُنَا: وقولُه: (مَعَ بدلٍ) ، إِشارةٌ إِلى جبْرائِين؛ لأَن فِيهِ إِبدال الياءِ بِالْهَمْزَةِ وَاللَّام بالنُّون.
قلتُ: وَقد فاتَ المصنِّف جبْرايِيل الَّذِي ذَكَرَه السُّيُوطِيُّ، وَهُوَ بياءَيْن بعد الأَلِفِ، وَقد أَورَده الشِّهابُ، وَقَبله ابنُ جِنِّي فِي الشَّواذّ، فَقَالَ: وَبهَا قرأَ الأَعْمشُ، وكذالك جَبْرَايِلُ مَقْصُورا بالياءِ بدلَ الهمزةِ، وَقد ذَكَرَه السُّيُوطِيُّ، وجَبْرَأَلُ، بتَخْفِيف اللّام، أَورَده ابنُ مالكٍ. قَالَ ابنُ جِنِّي: ومِن أَلفاظهم فِي هاذا الإِسم أَن يَقُولُوا كُوريال الْكَاف بَين الْكَاف وَالْقَاف فغالبُ الأَمر على هاذا أَن تكونَ هاذه اللُّغَاتُ كلُّها فِي هاذا الإِسم إِنما يُرَاد بهَا جُبْرَال، الَّذِي هُوَ كُوريال، ثمَّ لَحِقَها من التَّحْرِيف على طُولِ الاستعمالِ مَا أَصارَها إِلى هاذا التَّفَاوُتِ، وإِن كَانَت على كلِّ أَحوالِهَا مُتَجَاذِبَةً، يَتَشَبَّثُ بعضُها بِبَعْض. واستدلَّ أَبو الحَسَنِ على زِيَادَة الْهمزَة فِي جَبْرئيلَ بقراءَة مَن قرأَ جَبْرِيل ونَحوه، وهاذا كالتَّضَيُّفِ من أَبي الحَسَنِ رَحِمَه اللهُ؛ لما قَدَّمْنَاه مِن التَّخْلِيط فِي الأَعجميِّ، ويَلزمُ مِنْهُ زيادةُ النُّون فِي زَرجُون؛ لقَوْله:
مِنْهَا فَظِلْتَ اليَوْمَ كالمُزَرَّج
والقَوْل مَا قَدَّمْنَاه.
(ويُذْكَرُ فِيهِ لُغاتٌ أُخَرُ) ، هاكذا تُوجَد هاذه العبارةُ فِي بعض النُّسخ، وَقد تَسقُط عَن بَعْضهَا.
(والجَبَارُ: كَسَحَاب: فِنَاءُ الجَبّانِ) نقلَه الفَرّاءُ عَن المفضَّل. والجَبَّان، ككَتّان: المَقْبرَةِ، والصَّــحراءُ، وسيأْتي فِي النُّون إِن شاءَ الله تَعَالَى.
(و) قَوْلهم: ذَهبَ دَمُه جُبَاراً. الجُبَار، (بالضَّمِّ: الهدَرُ) فِي الدِّيَّات، والسّاقِطُ مِن الأَرض، (والباطِلُ) ، وَفِي الحَدِيث؛ (المَعْدِنُ جُبَارٌ، والبِئْرُ جُبَارٌ، والعَجْمَاءُ جُبَارٌ) . قَالَ الأَزهريُّ: وَمَعْنَاهُ أَن تَنْفَلِتَ البَهيمةُ العَجْمَاءُ فتُصِيب فِي انفلاتِها إِنساناً أَو شَيْئا، فجُرْحُهَا هَدَرٌ، وكذالك البِئْرُ العادِيَّةُ يَسقطُ فِيهَا إِنسانٌ فيَهْلِكُ فدَمُه هَدَرٌ، والمَعْدِنُ إِذا انْهارَ على حافِرِهِ فقَتَلَه فدَمُه هَدَرٌ، وَفِي الصّحاح: إِذا انْهارَ على مَن يَعملُ فِيهِ فهَلَكَ لم يُؤخَذ بِهِ مُستأْجِرُه. وَفِي الحَدِيث: (السّائِمَةُ جُبَارٌ) أَي الدُّابَّةُ المُرْسلَة فِي رِعْيِهَا، وأَنشدَ المصنِّف فِي البَصائر:
وشادِنٍ وَجْهُه نَهَارُ
وخَدُّه الغَضُّ جُلَّنَارُ
قلتُ لَهُ: قد جَرَحْتَ قَلْبِي
فَقَالَ: جُرْحُ الهَوَى جُبَارُ
(و) الجُبَارُ (مِن الحُرُوب: مَا لَا قَوَدَ فِيهَا) وَلَا دِيَةَ، يُقَال: حَرْبٌ جُبَارٌ.
(و) الجُبَارُ: (السَّيْلُ) ، قَالَ تَأَبَّطَ شَرًّا:
بِهِ مِن نَجاءِ الصَّيْف بِيضٌ أَقَرَّها
جُبَارٌ لِصُمِّ الصَّخْرِ فِيهِ قَرَاقِرُ
يَعْني السَّيْلَ.
(و) الجُبار: (كُلُّ مَا أَفْسَدَ وأَهْلَكَ) ، كالسَّيْل وَغَيره.
(و) الجُبَار: (البَريءُ من الشَّيْءِ، يُقال: أَنا مِنْهُ خَلَاوةٌ وجُبارٌ) ، وَقد تقدَّم فِي فلج للمصنِّف: وَمِنْه قولُ المُتَبَرِّي من الأَمْر: أَنا مِنْهُ فالِجُ بنُ حَلَاوَةَ. فَتَأَمَّلْ ذالك.
(وجُبَارُ، كغُرَابٍ) : إسمُ (يَوْم الثَّلاثاءِ) فِي الجاهليَّة، من أَسْمَائهم الْقَدِيمَة، (ويُكْسَرُ) قَالَ:
أُرَجِّي أَنْ أَعيشَ وأَنَّ يَوْمي
بأَوَّلَ أَو بأَهْوَنَ أَو جُبَارِ
أَو التّالي دُبَارِ فإِنْ يَفتُنْى
فمُؤْنِسَ أَو عَرُوبَةَ أَو شِيَارِ
ونقلَه أَيضاً الفَرّاءُ عَن المفضَّل.
(و) جُبَارٌ، بالضمّ: إسمُ (مَاء) بَين المدينةِ وفَيْد، (لبني حُمَيْس بن عامِر) ، هاكذا فِي سَائِر النُّسَخ، وَفِي مُعْجم البَكْريِّ، لبَني جُرَش بن عامرٍ من جُهيْنَةَ، وهم الحُرَقة.
(و) قد يُسْتَعملُ الجبْرُ للإِصلاح المجرَّد، وَمِنْه: (جابرُ بنُ حَبَّةَ، إسمُ الخُبْز) ، معْرفَة، كَذَا فِي المُحكَم: (وكُنْيتُه أَبُو جابرٍ أَيضاً) ، وَهُوَ مَجازٌ، وَقد ذَكَره الجُرجانيُّ فِي الْكِنَايَات، وأَنشدَ الزَّمَخْشَريُّ فِي الأَساس:
فَلَا تَلُومِيني ولُومِي جابِرَا
فجابِرٌ كَلَّفَنِي هَواجِرَا
وأَنشدَنا شيخُنا الإِمامُ أَبو عبد الله محمْدُ بنُ الطِّيِّب رَحِمه اللهُ قَالَ: أَنشدنا الإِمامُ أَبو عبد اللهِ محمّدُ بنُ الشّاذِليِّ، أَعزَّه الله، فِي أَثناءِ قِراءَة المَقامات:
أَبو مالكٍ يَعْتادُنا فِي الظَّهائِرِ
يَجيءُ فيُلْقِي رَحْله عندَ جبرِ
قَالَ: وبو مَالك؛ كُنْيةُ الجُوع. وَقَالَ فِي اللِّسان: وكلُّ ذالك مِن الجَبْر الَّذِي هُوَ ضدُّ الكسْر.
(والجِبَارَةُ بِالْكَسْرِ والجَبيرَةُ: اليَارَقُ) ، وَهُوَ الدَّسْتَبنْدُ، كَمَا سيأْتي لَهُ فِي الْقَاف. جمعُه الجبائرُ، قَالَ الأَعْشَى:
فأَرتْكَ كفًّا فِي الخِضَا
بِ ومِعْصَماً مَلأَالجِبَارَهْ
(و) العبيرَةُ أَيضاً: (العِيدانُ الَّتِي تُجْبَرُ بهَا العِظامُ) على اسْتِواءٍ.
والمُجبِّرُ: الَّذِي يشُدُّ العِظَام المكْسُورَةَ ويُجبِّرُهَا.
وَقَالَ أَبو حَاتِم فِي تَقْويم المُبْتَدإِ: الجَبَائرُ: العِيدانُ الَّتِي تُشَدُّ على المَجْبُور. وَقَالَ ابْن الأَنْباريِّ: واحدَتُها جِبارةٌ، بالكسْر، كَمَا للمصنِّف والجوهريِّ وَغَيرهمَا. (وجِبارةُ بنُ زُرارةَ، بِالْكَسْرِ) ، كَذَا ضَبطَه الدَّارقُطْنيُّ وابنُ ماكُولا: (صَحَابيٌّ) بَلَويٌّ، شَهدَ فَتْح مصر، (أَو هُوَ) جُبارةُ (كثُمامةَ) ، ورُجِّحَ الأَوّلُ.
(وجوْبرُ) ، بِالْفَتْح: (نَهرٌ، أَو: لَا، بدمشقَ، أَو هِيَ) أَي القريةُ (بهاءٍ) ، وَالَّذِي فِي مُعجم ياقوت، نهرُ جَوْبَر بالبَصْرة (مِنْهَا أَي من جَوْبَرَة الَّتِي بدمشقَ: أَبو عبد الله (عبدُ الوهّاب بنُ عبد الرَّحيم) بن عبد الوهّاب الأَشْجَعِيُّ الغُوطِيُّ، عَن شُعَيْب بن إِسحاقَ، وَعنهُ أَبو الدَّحْداحِ. ذَكَره الأَمِيرُ.
وَقَالَ الحافظُ: رَوَى عَنهُ أَبو داوودَ فِي السُّنَن (وأَحمدُ بنُ عبدِ اللهِ بن يَزيدَ، الجوْبريان) الدِّمَشْقِيّان، حدَّث الأَخيرُ عَن صَفْوانَ بن صالحٍ، (ويُنْسَبُ إِليه: الجوْبَرَانيُّ، أَيضاً) .
(و) اشتَهَر بهَا (عبدُ الراحْمان بنُ محمّد بن يَحْيى) بن ياسرٍ الجَوْبَرانيُّ المحدِّثُ، وَفِي التَّبْصير: عبدُ الرحمان بن يَحْيَى بن ياسرٍ الجَوْبَريُّ شيخٌ لأَبي الْقَاسِم بنِ أَبي العلاءِ، وأَبُوه يَروِي عَن عُثمان بنِ محمّد الذَّهَبِيِّ.
(و) جَوْبرُ: (ة بنَيْسَابُورَ، مِنْهَا) : أَبو بكرٍ (محمّدُ بنُ عليِّ بن محمّد بن إِسحاق الجَوْبَريُّ، عَن حَمْزَةَ بنِ عبد العزيزِ القُرَشيِّ، وَعنهُ زاهِرُ بنُ طَاهِر.
(و) جَوْبَرُ: (ة بسَوادِ بغدادَ) ، وَهِي الَّتِي ذَكَرها ياقوتُ فِي المعجم. (وجُويْبَارُ، بضمِّ الجيمِ وسكُون الواوِ، و) الياءِ (المُثَنَّاةِ) من (تَحت، وَيُقَال: جُوبَارُ، بِلَا ياءٍ، وَكِلَاهُمَا صحيحٌ) ، وَكَذَلِكَ النَّسَبُ إِليها صحيحٌ بالوَجْهَيْن: جُويْبَارِيٌّ وجُوبَارِيٌّ، (وَمَعْنَاهُ مَسِيلُ النَّهْر الصَّغِير. وجُو) بالضمّ، جُويْ بزيادةِ الياءِ، بالفارسَّة: النَّهْرُ الصغيرُ، وبارُ: مَسِيلُه) وقُدِّمَ المُضَافُ إِليه على المُضاف على عَادَتِهم فِي التَّركِيب، (وَهِي: لَا بهرَاةَ، مِنْهَا: أَحمدُ بنُ عبدِ الله التَّيْمِيُّ) الهَرَويُّ، وَيُقَال فِيهِ؛ الشَّيْبَانيُّ أَيضاً (الوَضَّاعُ) الكَذّابُ، رَوَى عَن جَرِير بن عبد الحميد والفَضْل بنِ مُوسَى، وَغَيرهمَا، أَحاديثَ وَضَعَها عَلَيْهِم.
(و) جُوبَارَةُ (بسَمَرْقَنْدَ، مِنْهَا: أَبو عليَ الحَسَنُ بنُ عليَ) السَّمَرْقَنْدِيُّ.
(و) جُوَيْبَارُ: (مَحَلَّةٌ بنَسَفَ، مِنْهَا: محمّدُ بنُ السَّرِيِّ بنِ عَبّاد) النَّسَفِيُّ الجُوَيْبَارِيُّ، (رَأَى البُخَارِيَّ) صاحِبَ الصَّحِيح.
(و) جُويْبَارُ: (ة بمَرْوَ، مِنْهَا) أَبو محمّد (عبدُ الرَّحمن بنُ محمّد بن عبد الرَّحمان) البُويَنَجيُّ، على فَرْسخَيْن مِن مَروَ، تُعرَفُ جُويْباربُويَنَكَ، (صاحبُ) أَبي سعْد (السّمْعانيِّ) ، رَوى عَنهُ بمرْوَ رَوَى شَرَفَ أَصحاب الحَدِيث لأَبي بكر الخَطيب، عَن عبد الله بن السَّمَرْقَنْديِّ، عَنهُ.
(و) جُويْبَارُ: (محلَّةٌ بأَصْفَهانَ) ، وَيُقَال لَهَا: جُوبارُ أَيضاً، (مِنْهَا: محمّدُ بنُ عليَ السِّمْسَارُ) ، وأَبو مَنْصُور محمودُ بنُ أَحمدَ بن عبد المُنْعم بن مَا شاذَه، رَوَى عَنهُ السّمْعاني وغيرُه. .
(و) أَبو مَسْعُود (عبدُ الجَليل بنُ محمّد بن) عبد الواحِدِ بنِ (كوتاه الحافِظُ) ، عَن أَصحاب أَبي بكرِ بنِ مرْدَوَيْهِ، رَوَى عَنهُ السّمْعانِيُّ.
(و) جُويْبَارُ: قريةٌ، أَو (ع بجُرْجَانَ: مِنْهُ: طَلْحَةُ بنُ أَبي طَلْحَةَ) الجُرْجَانِيُّ، عَن يَحْيَى بن يَحْيَى، وَعنهُ أَبو بكر الإِسماعِيلِيُّ.
(وجَبْرَةُ) بِفَتْح فسكونٍ، (وجُبَارَةُ) بالضمِّ، (وجِبَارَةُ) بِالْكَسْرِ، (وجُوَيْبِرٌ) ، مصغَّر جَابر: (أَسماءٌ وجابِرٌ إثنانه وعشرونَ صَحابيًّا) ، وهم جابرُ بنُ أُسامةَ الجُهَنِيُّ، وجابرُ بنُ حابِسٍ اليَمَاميُّ، وجابرُ بنُ خَالِد الخَزْرَجيُّ، وجابرُ بن أَبي سبْرَةَ الأَسَديُّ، وجابرُ بنُ سُفْيَانَ الأَنْصَاريُّ، وجابرُ بنُ سُلَيْمٍ الهُجيْميُّ، وجابرُ بنُ سَمُرَةَ العامريّ، وجابرُ بنُ شَيْبَانَ الثَّقَفيُّ، وجابرُ بنُ ماجدٍ الصَّدَفيُّ، وجابرُ بنُ أَبي صَعْصَعةَ المازنيُّ، وجابرُ بنُ طارقٍ الأَحْمسيُّ، وجابرُ بن ظالمٍ الطُّائيُّ، وجابرُ بنُ حابسٍ العَبْديُّ، وجابرُ بنُ عبدِ اللهِ الرّاسِبِيُّ، وجابرُ بنُ عبدِ اللهِ الأَنّصارِيُّ، وجابرُ بنُ عُبَيْد، نَزَلَ البصرةَ، وجابرُ بن عَتِيك الأَنصارِيُّ، وجابرُ بنُ عُمَيْرٍ الأَنصاريُّ، وجابرُ بنُ النُّعْمَانِ البَلَوِيُّ، وجابِرُ بنُ ياسرٍ القِتْبَانِيُّ، وجابِرُ بنُ عيّاش. فهاؤلاءِ إثنان وَعِشْرُونَ صَحابيًّا.
وبَقي عَلَيْهِ مِنْهُم: جابرُ بنُ الأَزْرق الغاضِرِيُّ، نزَلَ حِمْصَ، وجابرُ بنُ عبدِ اللهِ العَبْدِيُّ، وجابرُ بنُ عَوْفٍ أَبو أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ. ذكَرهم لحافظ الذَّهَبيُّ فِي كتاب التَّجْرِيد.
(وجَبْرٌ خمسةٌ) ، وهم: جَبْرٌ الأَعْرَابيُّ المُحاربِيُّ، وجَبْرُ بنُ عبد الله القبْطِيّ، مَوْلَى أَبِي بصْرة، وجَبْرُ بنُ عتِيك، وجَبْرٌ الكِنْدِيٌّ، وجَبْرٌ أَبو عبدِ الله، وجَبْرُ بنُ أَنَس. وَقد اختُلِفَ فِي الأَخِير، وصوَّبُوا أَنه جُبَيْرُ بن إِيَاسٍ، وَقد تَصحَّفَ عَلَيْهِم.
(وجُبَيْرٌ ثمانيةٌ) ، وهم: جُبيْرُ بنُ إِياس الخَزْرَجِيُّ، وجُبَيْرُ بنُ بُحيْنَةَ الأَزْدِيّ، وجُبيْرُ بنُ الحُبَابِ بنِ المُنذِرِ، وجُبَيْرُ بنُ الحارِثِ القُرَشيّ، وجُبَيْرُ بنُ مُطْعِم بنِ عَديَ النَّوْفَلِيُّ، وجُبيْرُ بنُ النُّعْمَانِ الأَوْسِيُّ، وجُبيْرُ بنُ نُفَيْر الحَضْرمِيُّ، وجُبَيْرُ مَوْلَى كَبيرة بنت سُفْيانَ.
(وجِبَارةُ بِالْكَسْرِ واحِدٌ) ، وَهُوَ جبَارَةُ بنُ زُرَارةُ، وَقد تقدَّم الاختلافُ فِيهِ، وهاكذا ضَبَطَه ابنُ ماكُولا والدَّارَقُطْنِيُّ.
(و) أَبو القاسمِ (عِمْرانُ بنُ مُوسَى بن) يَحْيَى بنِ (جِبَارَةَ) ، بِالْكَسْرِ الحَمْرَاوِيُّ الجِبَاريُّ، من أَهل مصرَ، رَوَى عَن عِيسَى بن حَمّاد زُغْبَةَ، توفِّي سنة 301 هـ. (ومحمّدُ بنُ جعفرِ بنِ جِبَارةَ) الدِّمَشْقيُّ الجَوْهريُّ، وابنُه الحَسَنُ بنُ محمّد، الرّاوِي عَن خَيْثَمَة، ذَكَره الذَّهَبِيُّ: (مُحَدِّثان) .
وأَما سعدٌ الجُبَارِيُّ فبالضمِّ، لَهُ شِعْرٌ مذكورٌ فِي مُعجَم المُنذريِّ، وَهُوَ ضَبَطه، قَالَ: إِنه منسوبٌ إِلى بني جُبَارَةَ.
(وجَبْرَةُ بنتُ محمّد بن ثَابت) بن سِباع (مشهورةٌ) ، من أَتباع التَّابِعين، قلت: وَزوجهَا محمّد بنُ عبد الرحمان، رَوَى عَنهُ أَبو عَاصِم.
(و) جَبْرَةُ (بنتُ أَبي ضَيْغَمِ البَلَويَّةُ، شاعرةٌ تابعيَّةٌ) . قلتُ: الصَّواب فِيهَا بالحاءِ المهملَة، كَمَا ضَبَطَه الحافظُ، والعَجَب من المصنِّف، فإِنه قد ذَكَرَهَا فِي الْمُهْملَة على الصَّواب، ووَهِمَ هُنَا. فتَأَمَّلْ.
(وأَبو جُبَيْر كَزُبيْر) الكِنْديُّ، لَهُ حديثٌ فِي الوضُوءِ رَوَاه عَنهُ جُبَيْر بنُ نُفَيْر، وإِسْنَاده حَسَنٌ وَهُنَاكَ رجلٌ آخَر مِن الصَّحابة إسمه أَبو جُبَيْرٍ الحَضْرَمِيُّ، لَهُ حديثٌ (وأَبو جَبِيرَةَ، كسَفِينَة، ابنُ الحُصيّن) الأَوْسيُّ الأَشْهَليُّ، ذَكَره أَبو عَمْرو: (صَحابيّان) .
(و) أَبو جَبيرَةَ (بنُ الضَّحّاك) الأَشْهَلِيُّ أَخو ثابِتٍ، (مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِه) ، وُلِدَ بعد الهجرةِ، ورَوَى عَنهُ الشَّعْبيُّ، وقَيْص بن أَبي حَازِم، وابنُه مَحْمُود بنُ أَبي جَبيرَةً، نَزَلَ الكُوفةَ، لَهُ فِي النَّهْي عَن التَّنابُز، (وزَيْدُ بنُ جَبيرَةَ) ، من بَني عبدِ الأَشْهَل، (مُحَدَّثٌ) عَن أَبيه، ذَكَرَه البُخَارِيُّ فِي تَارِيخه. وأَما زيْدُ بنُ جَبِيرةَ الَّذِي روى عَن داوُودَ بنِ الحُصيْنِ فإِنه وَاهٍ ذَكَرَ الذَّهَبِيُّ فِي الدِّيوان (و) جُبَيْرَةُ (كجُهَيْنَةَ: أَحمدُ بنُ عليِّ بن محمّدِ بنِ جُبَيْرَةَ) بنِ البُصْلانِيّ، سَمِعَ عاصِمَ بنَ الحَسَنِ: (شيخٌ لابنِ عَساكِرَ) الحافظِ أَبي القاسمِ صاجبِ التَّارِيخ.
(والجُبَيْريُّون) جماعةٌ بالبَصْرَة يَنْتَسِبُون إِلى جُبَيْرِ بنِ حَيَّةَ بنِ مسعودِ بنِ مَعْتِّبِ بنِ مالكِ بنِ كَعْبِ بنِ عَمْرِو بنِ سعِيد بن عَوْفِ بنِ قَطِيف، رَوَى عَن المُغِيرَةِ بنِ شُعْبَةَ، ونَزَلَ البصرةَ. ومِمَّنْ يُنْسب إِليه (سَعِيدُ بنُ عبدِ الله) بن زِيادِ بن جُبيْرِ بن حيَّةَ، بصْرِيُّ، عَن ابْن بُرَيْدَةَ. (وابنُ زِيَادِ بنِ جُبَيْرٍ) ، هاكذا فِي النُّسَخ الموجودةِ، والمعروفُ فِي نسبهم أَنّ جُبيْرَ بنَ حَيَّةَ لَهُ وَلَدَانِ: عبدُ اللهِ وزِيادٌ، والأَخيرُ يرْوِي عَن أَبِيه، فلَفْظَةُ (ابْن) : (زائدةٌ، (وابنُ إِسماعِيلُ) ، وَهُوَ إِسماعيلُ بنُ سعِيدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ زِيادِ بنِ جُبَيْرٍ، على الصَّحيح، فالضميرُ راجعٌ إِلَى سعِيد لَا إِلى زِيَاد، كَمَا هُوَ ظاهرٌ، وَهُوَ يَرْوِي عَن أَبِيه سَعِيد، ذَكَره ابنُ أَبي حاتِمٍ عَن أَبِي ووَثَّقَه. (و) قَالَ ابنُ الأَثِير: (عُبيْدُ اللهِ بنُ يُوسُفَ) بنِ المُغِيرَةِ، شَيخٌ بَصْرِيٌّ من أَولاد جُبَيْرِ بنِ حَيَّةَ.
وفاتَه: أَبو عُبَيْدٍ قاسمُ بنُ خَلفِ بنِ فَتْحِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ جُبيْرٍ، سَكَنَ قُرْطُبَةَ، وسَمِعَ الحديثَ بالعِراق، وَعَاد إِلى الأَنْدَلُسِ، توفِّي سنَة 371 هـ.
(وجِبْرِينُ، كغِسْلِين: ة) كبيرةٌ (بناحِيَة عَزَازَ) الشّامِ، مِن فُتُوح عَمْرِو بنِ العاصِ، اتَّخَذَ بهَا ضَيْعَةً تُدْعى عَجْلانَ، باسم موْلًى لَهُ، (مِنْهَا: أَحمدُ بنُ هبةِ اللهِ النَّحْويُّ المُقْرِيُّ والنِّسْبَةُ إِليها جِبْرَانِيٌّ، على غير، قياسٍ) ؛ فإِن القِياس يَقْتَضِي أَن يكونَ جِبْرِينِيٌّ، (وضَبَطَه) الحافظُ (ابنُ نُقْطَةَ) صاحبُ الإِكمالِ (بالفَتْح) ، للخِفَّة.
(وجِبْرِينُ الفُسْتُقِ: لَا على مِيلَيْنِ مِن حلَبَ) ، أَوّلُ مرحَلةٍ من حلَبَ للمُتوجِّهِ إِلى أَنْطَاكِيَةَ، وَمِنْهَا: محمّدُ بنُ محمّدِ بن عُلْوانَ بن نَبْهَانَ الجبْرِينِيُّ، الحَلبِيُّ، ولد سنة 763 هـ، حدَّثَ.
(وبَيْتُ جِبْرِينَ) : قريةٌ كَبِيرَة بِفِلَسْطِينَ، (بَين غَزَّةَ والقُدْسِ، مِنْهَا) : أَبو الحَسَنِ (محمّدُ بنُ خَلَفِ بنِ عُمَرَ) جِبْرِينِيُّ (المحدِّثُ) ، روَى عَن أَحمدَ بنِ الفَضْلِ الصّائِغ، وَعنهُ أَبو بكرِ بنِ المُقْرِيء الأَصْبَهَانِيّ.
(والمجَبِّرُ: الَّذِي يُجَبِّر العِظامَ) ويشُدُّها على اسْتِواءِ.
(و) هُوَ (لَقَب) أَبي الحسَن (أَحمد بن مُوسَى بنِ القاسمِ) بنِ الصَّلْتِ بنِ الحارِثِ بن مَالك العَبْدَرِيِّ البَغْدادِيِّ (المحدِّثِ) ، ولَقَبُ أَبي الحارِثِ يَحْيَى بنِ عبدِ اللهِ بن الحارثِ التَّيْمِيِّ، وَيُقَال للأَخِير؛ الجَابرِيُّ أَيضاً؛ إِلى جَبْرِ العَظْمِ.
(و) المُجبَّر، (بِفَتْح الباءِ) ، هُوَ عبدُ الرَّحْمان الأَصغَرُ (بن عبد الرَّحْمان) الأَكبر (بنِ عُمَر بنِ الخَطّابِ) ، رَضِيَ اللهُ عَنه، وَيُقَال لَهُ أَبو المجَبَّرِ أَيضاً؛ وإِنما قيل لَهُ ذَلِك لأَنّه وَقَعَ وَهُوَ غلامٌ فَقيل لعمَّتِه حَفْصةَ: انْظُرِي إِلى ابْن أَخيكِ المُكَسَّر، فَقَالَت: بل المُجَبَّر، فبقِيَ لَقَباً عَلَيْهِ، قالَه أَبو عمْرو.
(و) جَبَّرٌ (كبَقَّمٍ: لَقبُ محمّدِ) وَفِي بعض النُّسخ: روْح (بن عِصَامِ) بنِ يزِيدَ (الأَصْفَهَانِيِّ المحدِّثِ) ، عُرِفَ والدُه بخادمِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَعنهُ ابنُه إِسماعيلُ، ومحمّدُ بنُ إِسحاقَ بنِ منْدَه.
(والمُتَجبِّرُ: الأَسدُ) ، لعُتُوِّه وقهْرِه.
(وأَجْبرَه: نَسبَه إِلى الجبْر) ، كأَكْفَره: نَسبه إِلى الكُفْر.
(وبابُ جبّارٍ، ككَتْانٍ: بالبَحْريْنِ) .
(ومحمّدُ بنُ جَابَارَ) الهَمْدانِيُّ، (زاهدٌ، صَحبَ الشِّبْليَّ) وَغَيره.
(ومَكِّيُ بنُ جَابَارَ) الدِّينَوَرِيّ: (مُحدِّثٌ) ثِقَةٌ، حَدَّث بدمشقَ بعد السِّتِّين وأَربَعمائة.
(والجابِرِيُّ: محدِّثٌ، لَهُ جُزْءٌ) فِي الحَدِيث (م) أَي معروفٌ، رَواه عَنهُ أَبو نُعَيْم، قَالَه الذَّهَبيُّ. قلتُ: وَهُوَ أَبو محمّد عبدُ الله بنِ جعفرِ بنِ إِسحاقَ بنِ عليِّ بنِ جابرِ بنِ الهَيْثَمِ الموْصَلِي الجابِرِيُّ؛ نِسْبَةً إِلى جدِّه، سكَنَ البصْرةَ، وسَمعَ عَن أَبي يَعْلَى الموْصلِيِّ وغيرِه، وَعنهُ أَبو نُعيْم، وَقد رَويْنَا هاذَا الجزْءَ مِن طَرِيق الحفظِ البِرْزاليِّ، عَن أَبي المنجّا بنِ اللَّتِّي، عَن أَبي رشِيد البِشْرِيِّ، عَن أَبي عليَ الحدّادِ، عَن أَبي نُعيْمٍ، عَنهُ.
(ومحمّدُ بنُ الحسنِ الجابِرِيُّ صاحبُ) أَبي الفَضْلِ (عِياضِ) بن مُوسَى اليحْصُبِيِّ (القاضِي) ، حدَّث بسَبْتَةَ قبل السِّتمائة بالشِّفاءِ، عَنهُ.
(ويُوسُفُ بنُ جَبْرَويْهِ الطَّيالِسِيُّ: مُحدِّثٌ) . وأَبو سَهْلٍ أَحمدُ بنُ عليِّ بنِ جَبْرَوَيْه الكَلْوذَانِيُّ، عَن الكُدَيْمِيِّ، وَعنهُ رزْقَوَيْه.
وأَمّا أَبو الحسنِ محمّدُ بنُ الحَسن بنِ جُبْرُوَيْهِ، فبالضمّ، حَدَّثَ عَنهُ أَبو الغَنَائِم النَّرْسِيُّ.
(وجُبْرَانُ) بنُ إِبراهيمَ الصّغانيّ (كعُثْمَانَ شاعرٌ) شِيعِيٌّ، قالَه الأَمِيرُ، ويَرْوِي عَن أَبي قُرَّةَ.
(وجَبْرُونُ بنُ عِيسى البَلَوِيُّ) ، حدَّث عَن سُحْنُون الفَقهيه، وَعَن يَحْيَى بنِ سليمانَ الحُفْريِّ القَيْروانِيِّ (و) جَبْرُونُ (بنُ سعيد الحَضْرَمِيُّ) قَاضِي الإِسكندريةِ، سَمِعَ محمّدَ بنَ خَلّاد الإِسكندرانيَّ. (و) جَبْرُونُ (بنُ عبد الجَبّارِ) بنِ واقِدٍ، سَمِعَ ابْن عُيَيْنَة. وجَبرُونُ بنِ واقِد الإِفْرِيقيُّ. (وعبدُ الوارِثِ بنُ سُفيَانَ بنُ جَبْرُونَ) ، من أَشياخ ابنِ عبد البَرِّ: (محدِّثون) .
والمَجْبُورَةُ وجابِرَةُ؛ إسْمَانِ لطَيْبَةَ (المشَرَّفَةَ) ، على ساكنها أَفْضَلُ الصّلاةِ والسّلامِ؛ والمَجْبَورَة كأَنَّهَا جُبِرَتْ بِه صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم، وجابِرَةُ كأَنّهَا جَبَرَتِ الإِيمانَ.
(والإِنْجِبَارُ: نَباتٌ نَفّاعٌ يُتَّخَذُ مِنْهُ شَرَابٌ) ، مذكورٌ فِي كتب الطِّبِّ.
وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
رجلٌ جبّارٌ: مُسَلَّطٌ قاهِرٌ، وَبِه فُسِّر قَوْله تَعَالَى: {وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ} (قلله: 45) أَي بمُسَلَّط فتَقْهَرَهم على الإِسلام.
والجبّارُ: الَّذِي يَقْتُلُ على الغَضبِ. وَفِي الحدِيث: (كَثَافَةُ جِلْدِ الكافرِ أَربعُون ذِراعاً بذِرَاعِ الجَبّار) ؛ أَراد بِهِ هُنَا الطَّوِيل، وَقيل: المَلِك، كَمَا يُقَال بذِراع المَلِك. قَالَ القُتَيْبِيُّ: وأَحْسَبُه مَلِكاً من ملُوك الأَعاجِمِ كَانَ تامَّ الذِّرَاعِ. وَفِي حَدِيث خَسْفِ جَيْش) البَيْدَاءِ: (فيهم المُسْتَبْصِرُ والمَجْبُورُ وابنُ السَّبِيل) ، وَهُوَ من جَبَرْتُ لَا أَجْبَرْتُ. وَقَالَ أَبو عُبَيْد: الجَبَائِرُ: الأَسْوِرَةُ مِن الذَّهب والفِضَّة، واحدتُا جِبَارةٌ وجَبِيرَةٌ، وَقَالَ الأَعشى:
فأَرَتْكَ كَفًّا فِي الخِضَا
بِ ومَعْصَماً مِلءَ الجِبَارهْ
وأَصَابَتْه مُصيبَةٌ لَا يَجْتبِرُها، أَي لَا مَجْبَرَ مِنْهَا.
ونارُ إِجُبيرَ، غير مَصْروف: نارُ الحُبَاحِبِ، حكَاه أَبو عليَ عَن أَبي عمْرٍ والشَّيبانيِّ.
وحَكَى ابنُ الأَعرابيِّ: جِنْبَارُ مِن الجبْر. قَالَ ابْن سِيدَه: هاذا نَصُّ لَفْظِه، فَلَا أَدرِي مِن أَيِّ جَبْر عَنَى: أَمِن الجبْرِ الَّذِي هُوَ ضِدُّ الكَسْر، وَمَا فِي طَرِيقه، أَم مِن الجَبْر الَّذِي هُوَ خِلافُ القَدَرِ؟ قَالَ: وكذالك لَا أَدرِي ماجِنْبارُ: أَوَصْفٌ أَم علَمٌ أَم نَوْعٌ أَم شَخْصٌ؟ وَلَوْلَا أَنه قَالَ: (مِن الجَبْر) لأُلْحقْتُه بالرباعِيِّ، ولقلتُ: إِنَّها لغةٌ فِي الجِنْبَّارِ الَّذِي هُوَ فرْخُ الحُبَارَى، أَو مُخَفَّفٌ عَنهُ.
وزيادٌ بنُ جُبيْر الطّائِيُّ الكوفِيُّ، من رجال البُخَارِيِّ.
والجِبَارُ، بِالْكَسْرِ: جَمْع الجَبْرِ بِمَعْنى المَلِكِ.
والجبِيرِيَّةُ: قريةٌ بِالْيمن، وَقد دَخلتَها وفيهَا الفُقهاءُ بَنو حُشْيبِر.
ومِن سَجَعَات الأَساس: وَمَا كَانَت نُبُوَّةٌ إِلّا تَنَاسَخَهَا مُلْكُ جَبَرِيَّة. أَي إِلَّا تَجبَّرَ المُلُوكُ بعدَها.
ومِن الْمجَاز: ناقَةٌ جَبّارةٌ، أَي عظيمةٌ.
وجبَرْتُ فلَانا فاجْتَبَرَ: نَعَشْتُه فانْتَعَشَ.
واسْتَجْبَرتُه: بالَغْتُ فِي تَعَهّدِه.
وفلانٌ جابِرٌ لي مُسْتَجْبِرٌ.
والجَبْرُ فِي الحِسَاب: إِلحاقُ شَيْءٍ بِهِ إِصلاحاً لما يُرِيدُ إِصلاحَه.
وباجَبّارَةُ: قريةٌ شرقيَّ مدينةِ المَوْصِلِ، كبيرةٌ عامرةٌ، قَالَ ياقوت: رأَيتُها غيرَ مرْةٍ.
وَفِي قُضاعةَ جابِرُ بنُ كَعْب بن عُلَيْمٍ، وَفِي خَوْلانَ جابِرُ بنُ هِلال، وَفِي غَنِيَ جابِرُ بنُ مَالك، وَفِي طَيِّءِ جابِرُ بنُ حَيِّ بنِ عَمْرِو بنِ سِلْسِلَةَ، وجابِرُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ قادِم الهمْدَانِيُّ: بُطُونٌ.
وأَحمدُ بن عِمْرَانَ بنِ جَبِير كَأَمِيرٍ النَّسَفِيُّ، حدَّثَ عَن محمّدِ بنِ عبدِ الرَّحمانِ الشّاميِّ.
وبَنُو جُبُارَة بالضمّ: قبيلةٌ.
وساحِلُ الجَوَابِرِ: كُورَةٌ بمصرَ.
(جبر) الْعظم جبره
(ج ب ر) : (الجويبار) فَارِسِيٌّ وَهُوَ الْجَدْوَلُ عَلَى شَطَّيْهِ أَشْجَارٌ.
(ج ب ر) : (جَبَرَ) الْكَسْرَ جَبْرًا وَجَبَرَ بِنَفْسِهِ جُبُورًا وَالْجُبْرَانُ فِي مَصَادِرهِ غَيْرُ مَذْكُورٍ وَانْجَبَرَ غَيْرُ فَصِيحٍ وَجَبَرَهُ بِمَعْنَى أَجْبَرَهُ لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ وَكَذَا قَلَّ اسْتِعْمَالُ الْمَجْبُورِ بِمَعْنَى الْمُجْبَرِ وَاسْتُضْعِفَ وَضْعُ الْمَجْبُورَةِ مَوْضِعَ الْمَجْنُونَةِ فِي كِتَابِ الصَّوْمِ مِنْ الْجَامِعِ الصَّغِيرِ) وَجُوَيْبِرٌ) فِي جو.
(جبر)
جبرا وجبورا صلح يُقَال جبر الْعظم الكسير وجبر الْفَقِير واليتيم والعظم الكسير جبرا وجبورا وجبارة أصلحه وَوضع عَلَيْهِ الْجَبِيرَة وَيُقَال جبر عظمه أصلح شؤونه وَعطف عَلَيْهِ وجبر الْفَقِير واليتيم كَفاهُ حَاجته وَفِي حَدِيث الدُّعَاء (اللَّهُمَّ اجبرني واهدني) وَيُقَال جبر مَا فَقده عوضه وَالْأَمر جبرا أصلحه وَقَومه وَدفع عَنهُ وَفُلَانًا على الْأَمر قهره عَلَيْهِ وأكرهه

جبر


جَبَرَ(n. ac. جَبْر
جِبَاْرَة
جُبُوْر)
a. Set ( a bone ).
b. Restored; made, set right; set at ease.
c. [acc. & 'Ala], Compelled, constrained to.
d. (n. acc.
جَبْر
جُبُوْر), Was restored; was set, put right.
جَبَّرَa. see I (a) (b).
جَاْبَرَa. Pleased.

أَجْبَرَa. see I (c)
تَجَبَّرَa. Was re-set (bone).
b. Recovered.
c. ['Ala], Was haughty to, overbearing with.
تَجَاْبَرَa. Obliged one another.

إِنْجَبَرَa. see V (a)
إِجْتَبَرَإِسْتَجْبَرَa. Was set right, at ease.

جَبْرa. Constraint, compulsion.
b. [art.], Predestination.
c. [art.], Algebra.
d. Pride, haughtiness.

جَبْرَة
a. [ coll. ], Currycomb.

جَاْبِرa. Bone-setter.
b. Constraining, compelling.
c. Powerful, mighty.

جِبَاْرَةa. Bone-setting.
b. (pl.
جَبَاْئِرُ), Splint; bandage.
جَبَّاْر
( pl.

جَبَابِرَة )
a. Powerful, mighty.
b. [art.], Omnipotent, Almighty.
c. Strong, gigantic; giant.
d. Tyrannical; tyrant, oppressor.

جِبِّيْرa. Proud, haughty.

N. Ag.
تَجَبَّرَ
a. [art.], The Lion.
إِنْجِبَارِيّ
a. Mediocre, middling; common-place; lowly.
جُبْرُوْت جَبَرُوْت
a. Omnipotence.

جَبْرَائِيْل جِبْرِيْل
H.
a. Gabriel.
ج ب ر: (الْجَبْرُ) أَنْ تُغْنِيَ الرَّجُلَ مِنْ فَقْرٍ أَوْ تُصْلِحَ عَظْمَهُ مِنْ كَسْرٍ وَبَابُهُ نَصَرَ. وَ (جَبَرَ) الْعَظْمُ بِنَفْسِهِ أَيِ (انْجَبَرَ) وَبَابُهُ دَخَلَ وَ (اجْتَبَرَ) الْعَظْمُ مِثْلُ انْجَبَرَ. وَ (جَبَرَ) اللَّهُ فُلَانًا (فَاجْتَبَرَ) أَيْ سَدَّ مَفَاقِرَهُ. وَ (أَجْبَرَهُ) عَلَى الْأَمْرِ أَكْرَهَهُ عَلَيْهِ. وَ (الْجُبَارُ) بِوَزْنِ الْغُبَارِ الْهَدَرُ يُقَالُ ذَهَبَ دَمُهُ جُبَارًا. وَفِي الْحَدِيثِ: «الْمَعْدِنُ جُبَارٌ» أَيْ إِذَا انْهَارَ عَلَى مَنْ يَعْمَلُ فِيهِ فَهَلَكَ لَمْ يُؤْخَذْ بِهِ مُسْتَأْجِرُهُ. وَ (الْجَبَّارُ) بِالْفَتْحِ مُشَدَّدًا الَّذِي يَقْتُلُ عَلَى الْغَضَبِ. وَ (الْمُجَبِّرُ) بِوَزْنِ الْمُكَبِّرِ الَّذِي يُجْبِرُ الْعِظَامَ الْمَكْسُورَةَ وَ (تَجَبَّرَ) الرَّجُلُ تَكَبَّرَ. وَ (الْجَبْرُ) ضِدُّ الْقَدَرِ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هُوَ كَلَامٌ مُوَلَّدٌ وَالْجَبَرِيَّةُ بِفَتْحِ الْبَاءِ ضِدُّ الْقَدَرِيَّةِ. وَيُقَالُ أَيْضًا فِيهِ: (جَبْرِيَّةٌ) وَ (جَبْرُوَّةٌ) وَ (جَبَرُوتٌ) وَ (جَبُّورَةٌ) بِوَزْنِ فَرُّوجَةٍ أَيْ كِبْرٌ وَ (الْجِبِّيرُ) كَالسِّكِّيتِ الشَّدِيدُ التَّجَبُّرِ. وَ (الْجِبَارَةُ) بِالْكَسْرِ وَ (الْجَبِيرَةُ) الْعِيدَانُ الَّتِي تُجْبَرُ بِهَا الْعِظَامُ. وَ (جَبْرَئِيلُ) اسْمٌ يُقَالُ وَهُوَ جَبْرٌ أُضِيفَ إِلَى إِيلَ، وَفِيهِ لُغَاتٌ: (جَبْرَئِيلُ) بِوَزْنِ جَبْرَعِيلَ يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ وَ (جَبْرَئِلُ) بِوَزْنِ جَبْرَعِلَ وَ (جِبْرِيلُ) بِكَسْرِ الْجِيمِ وَ (جَبْرِينُ) بِفَتْحِ الْجِيمِ وَكَسْرِهَا. 
جبر: الإِجْبَارُ: أنْ تُجْبِرَ الانسانَ على ما لا يُرِيْدُ وتُكْرِهَه. وجَبَرْتُه أيضاً: بمعنى أجْبَرْتُه. والجَبْرُ: أنْ تَجْبُرُ كَسْراً، جَبَرْتُه فَجَبُرَ وجَبَرَ. وجَبَرْتُه فاجْتَبَرَ: إذا نَزَلَتْ به فاقَةٌ فأحْسَنَتَ إليه، واسْتَجْبَرْتُه. وأصَابَتْه مُصِيْبَةٌ لا يَجْتَبِرُها: أي لا مَجْبَرَ لها. وتَجَبَّرَ الرَّجُلُ: عادَ من مالِه بَعْضُ ما ذَهَبَ منه. والجُبُوْرُ: الانْجِبَارُ. والجَبْرُ: خِلافُ العَدْلِ. وقَوْمٌ جَبْرِيَّةٌ: خِلاَفُ العَدْلِيَّةِ. والجِبَارَةُ: الخَشَبَةُ التي تُوْضَعُ على الكَسْرِ حَتّى يَنْجَبِرَ العَظْمُ، والجَميعُ الجَبَائرُ. وكذلك دَسْتِيْفَةُ المَرْأةِ من الحَلْيِ: جِبَارَةٌ. وجُبَارُ: اسْمُ يَوْمِ الثّلاثاءِ في الجاهلِيّةِ. والجُبَارُ من الأرْشِ: ما يُهْدَرُ. والجَبّّارُ من الملُوكِ: العاتي والعَظِيمُ في نَفْسِه الذي لا يَقْبَلُ مَوْعِظَةَ أحَدِ. والقَلْبُ الجَبّارُ: المُتَكَبِّرُ. وفي الحَدِيثِ: " ما كانَتْ نُبُوَّةٌ قَطٌّ إلاّ تَنَاسَخَها مُلْكُ جَبَرِيَّةٍ " أي إلاّ تَجَبَّرَتِ المُلُوكُ بَعْدَها. والجُبُّوْرَةُ والجَبَرْوَّةُ. وفيه جِبْرِيَاءُ: أي تَجَبُّرٌ. والجَبرُ: المَلِكُ. وجَبْرَئيْلُ: جَبْرٌ هو الرَّجُلُ، وإيْلُ: هو الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ. وقَوْلُه تعالى: " إنَّ فِيها قَوْماً جَبّارِيْنَ " أي أقْوِيَاءَ أشِدّاءَ عِظَامَ الأجْشَامِ. وقولُه تعالى: " وما أنْتَ عليهِمْ بِجَبّارٍ " أي بِمُسَلَّطٍ. ويكونُ القَتّالَ أيضاً. والجَوْزَاءُ: جَبّارٌ. والجَبّارُ من النَخْلِ: الفَتِيُّ قد بَلَغَ غَايَةَ الطُّوْلِ، وكذلك الجُبّارُ بضمِّ الجِيم. وذِرَاعُ الجَبّارِ: مَنْسُوبٌ إلى ملك من مُلْوكِ الأعاجِمِ وكانَ تامَّ الذِّرَاعِ. والجابِرُ في قَوْلِه: فإمّا تَرَيْني في رِحَالَةِ جابرٍ. هو النَّجارُ؛ لانَّه يَجْبُرُ خَشَبَاتِ السَّرِيرِ وغَيْر ذلك ممّا يَصْنَعُه.
[جبر] فيه: "الجبار" قاهر العباد على ما أراد من أمر ونهي، يقال: جبر الخلق وأجبرهم، وقيل: هو العالي فوق خلقه. ومنه ح: يا أمة "الجبار" أضافها إليه لما كانت عليه من إظهار العطر والبخور، والتباهي به، والتبختر في المشي. ومنه: نخلة "جبارة" أي عظيمة تفوت يد المتناول. ومنه: حتى يضع "الجبار"بكسر جيم أصله جبروتي ومد لمشاكلة كبريائي. ش: نفى عنه جبرية التكبر بفتح جيم وسكون باء الكبر.
[جبر] أبو عَمرو: الجَبْرُ: أن تُغْني الرجل من فقر، أو تُصلح عَظمهُ مِنْ كَسْر. يقال: جَبَرْتُ العظم جَبْراً. وَجَبَرَ العظمُ بنفسه جبورا، أي انجبر. وقد جمع العجاج بين المتعدى واللازم فقال:

قد جبر الدين الاله فجبر * واجتبر العظْمُ مثل انْجَبَرَ. يقال: جَبَرَ الله فلاناً فاجْتَبَرَ، أي سدّ مفاقره. قال الراجز :

من عال منا بعدها فلا اجتبر  والعرب تسمى الخبز جابرا. ويقولون: هو جابرٌ بن حَبَّة. وكنيته أيضاً: أبو جابر. وأَجْبَرْتُهُ على الأمر: أكرهته عليه. وأجبرته أيضاً: نَسَبْته إلى الجَبْر، كما تقول أكفرته، إذا نسبتَه إلى الكفر. والجُبارُ: الهَدَرُ. يقال: ذهب دمه جبارا. وفى الحديث: " المعدن جبار "، أي إذا انهار على من يعمل فيه فهلك لم يؤخذ به مستأجره. وجبار أيضا: اسم يومِ الثلاثاء من أسمائهم القديمة. والجَبَّارُ من النخل: ما طال وفات اليد. قال الأعشى: طريقٌ وجَبَّارٌ رِواءٌ أصوله * عليه أبابيلٌ من الطير تَنْعَبُ - يقال: نخلة جَبَّارَةٌ، وناقة جَبَّارة، أي عظيمةٌ سمينة. والجَبَّارُ: الذي يقتلُ على الغضب. المجبر: الذى يجبر العظام المكسورة. وتَجَبَّرَ الرجل: تكبّر. وتَجَبَّر النبت، أي نَبَت بعد الأكل. وقال امرؤ القيس: ويأكلن من قَوٍّ لَعاعاً ورِبَّةً * تَجَبَّرَ بعد الاكل فهو نميص - والجبر: خلاف القدر. قال أبو عبيد: هو كلام مولد. والجبرية بالتحريك: خلاف القَدَرِيَّةِ. ويقال أيضاً: فيه جبرية، وجبروة وجبروت وجبورة مثل فروجة، أي كِبْرٌ. وأنشد الأحمر : فإنّكَ إن عاديتني غضب الحصى * عليك ذو الجبورة المتغطرف - والجبير، مثال الفسيق: الشديد التجبر. والجِبارَةُ والجَبيرَةُ، اليارَقُ . والجِبارَةُ والجَبيرة أيضاً: العيدان التي تُجْبَرُ بها العظام. وجبرائيل: اسم، يقال هو جبر أضيف إلى إيل. وفيه لغات: جبرئيل مثال جبرعيل يهمز ولا يهمز. وأنشد الاخفش: شهدنا فما تلقى لنا من كتيبة * يد الدهر إلا جبرئيل أمامها - ويقال: جبريل بالكسر: وأنشد حسان: وجبريل رسول الله فينا * وروح القدس ليس له كفاء - وجبرئل مقصور مثال جبرعل، وجبرين بالنون . 
جبر قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَكَذَلِكَ كل من لَا يقدر عَليّ الْكَلَام فَهُوَ أعجم ومُسْتَعْجِم وَمن هَذَا الحَدِيث: إِذا كَانَ أحدكُم يصلى واستعجمت عَلَيْهِ قِرَاءَته فَلْيُتِمَّ يَعْنِي إِذا انْقَطَعت فَلم يقدر على الْقِرَاءَة من النعاس. وَمِنْه قَول الْحَسَن: صَلَاة النَّهَار عجماء يُقَال: لَا تُسمع فِيهَا قراءةٌ. وَأما الْجَبَّار فَهُوَ الهدر وَغنما جعل جَرح العجماء هدرا إِذا كَانَت منفلتة لَيْسَ لَهَا قَائِد وَلَا سائق وَلَا رَاكب فَإِذا كَانَ وَإِنَّمَا وَاحِد من هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة فَهُوَ ضَامِن لِأَن الْجِنَايَة حِينَئِذٍ لَيست للعجماء إِنَّمَا هِيَ جِنَايَة صَاحبهَا الَّذِي أَوْطَأَهَا النَّاس وَقد روى ذَلِك عَن عَليّ وَعبد اللَّه وَشُرَيْح وَغَيرهم. وأما الحَدِيث الْمَرْفُوع: الرِجْل جُبار فَإِن مَعْنَاهُ أَن يكون الرَّاكِب يسير على دَابَّته فتنفح الدَّابَّة برجلها فِي سَيرهَا فَذَلِك هدر أَيْضا وَإِن كَانَ عَلَيْهَا رَاكب لِأَن لَهُ أَن يسير فِي الطَّرِيق وَأَنه لَا يبصر مَا خَلفه فَإِن كَانَ وَاقِفًا عَلَيْهَا فِي طَرِيق لَا يملكهُ فَمَا أَصَابَت بِيَدِهَا أَو برجلها أَو بِغَيْر ذَلِك فَهُوَ ضَامِن على كل حَال وَكَذَلِكَ إِذا أَصَابَت بِيَدِهَا وَهِي تسير فَهُوَ ضَامِن أَيْضا وَالْيَد والرِجل فِي الْوُقُوف سَوَاء هُوَ ضَامِن لَهُ. وَأما قَوْله: الْبِئْر جُبار فَإِن فِيهَا غير قَول يُقَال: إِنَّهَا الْبِئْر يسْتَأْجر عَلَيْهَا صَاحبهَا رجلا يحفرها فِي ملكه فتنهار على الْحَافِر فَلَيْسَ على صَاحبهَا ضَمَان وَيُقَال: هِيَ الْبِئْر تكون فِي مِلك الرجل فَيسْقط فِيهَا إِنْسَان أَو دَابَّة فَلَا ضَمَان عَلَيْهِ لِأَنَّهَا فِي ملكه فَهَذَا قَول يُقَال وَلَا أَحسب هَذَا وَجه الحَدِيث لِأَنَّهُ لَو أَرَادَ المِلك لما خص الْبِئْر خَاصَّة دون الْحَائِط وَالْبَيْت وَالدَّابَّة وكل شَيْء يكون فِي مِلك الرجل فَلَا ضَمَان عَلَيْهِ وَلكنهَا عِنْدِي الْبِئْر العادِيَّة الْقَدِيمَة الَّتِي لَا يعلم لَهَا حافر وَلَا مَالك تكون فِي الْبَوَادِي فَيَقَع فِيهَا الْإِنْسَان أَو الدَّابَّة فَذَلِك هدر بِمَنْزِلَة الرجل يُوجد قَتِيلا بفلاة من الأَرْض لَا يعلم لَهُ قَاتل فَلَيْسَ فِيه قسَامَة وَلَا دِيَة. وَأما قَوْله: والمَعْدِن جُبار فَإِنَّهَا هَذِه الْمَعَادِن الَّتِي تستخرج مِنْهَا الذَّهَب وَالْفِضَّة فَيَجِيء قوم يحفرونها بِشَيْء مُسَمّى لَهُم فَرُبمَا انهار الْمَعْدن عَلَيْهِم فَقَتلهُمْ فَيَقُول: دِمَاؤُهُمْ هدر لأَنهم عمِلُوا بِأُجْرَة وَهَذَا أصل لكل عَامل عمل عملا بكرَاء فَعَطب فِيهِ أَنه هدر لَا ضَمَان على من اسْتَعْملهُ إِلَّا أَنهم إِذا كَانُوا جمَاعَة ضمن بَعضهم لبَعض على قدر حصصهم من الدِّيَة.
جبر: جَبَر، يقال مجازا: جبر كسره بمعنى أصلح شؤونه، وعوضه عما خسر (فريتاج مختارات 38).
وفي لطائف الثعالبي (1: 12 اقرأ: ويجبر من كسره بدل: ويجير. (فهناك كتب أفضل من هذا الكتاب تصحح الأخطاء التي يحتويها) وفيها: جبر القلوب المنكسرة: آسى المحزونين. وجبر قلبه أو خاطره: آساه وعزاه. والمصدر منه جُبران، يقال: جبران الخاطر: مواساة، تعزية. وجبر خاطره أيضاً: أزال انكساره وأرضاه (بوشر، محيط المحيط). ويقال أيضاً: جبر الله كل غريب إلى وطنه (ابن جبير 340) أي أعاد الله كل غريب إلى وطنه.
جَبَر: عوض، يقال جبر الكيس أي عوض ما نقص من الدراهم في الكيس (المقري 1: 261، وانظر أيضاً ص 269 في نفس القصة).
وفي ابن القوطية (ص30 و): أرى للأمير أصلحه الله أن يجبر هذا من بيت المال.
وفي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة المؤلف (ص35): إن الخليفة بعد الهزيمة (ضاعف لهم جبر ما تلف في حربهم من أسلحتهم. وفي (ص63) منه: فاشتد عزم الناصر لدين الله على جبر الآلات وأقامته أضعافها فجبرت المجانيق والاكبش والسلاليم على أضعاف ما كانت.
وجبر: أعاد، أرجع، ففي مخطوطة كوبنهاجن (ص41): إلى أن فتحها المنصور عنوة وجبرها للإسلام بعد الحسام.
ويقال أيضاً: جبر عليه أي عوضه، ففي ابن القوطية (ص30 د): وجبر محمد الأمير المال على الأيتام. وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص31 د): وجبر الله عليهم أحوالهم التي انتهبت.
وجبر: وجد، عثر على (فوك، هدست 182، دومب 172، براكس 15، هلو، بوشر (بربرية).
وفي ألف ليلة (2: 66): كان عندي وجبره ولا بد أن معناها: كان عندي ولكن لم يعد لديّ.
وجبر عليه: تجبر عليه وتكبر (فوك).
وجبر الحصان: حسه وفرجنه (بوشر).
ويومُ جَبْرِ البَحْر: يوم قطع سد القناة (انظر لين، عادات 2: 292).
جابر، مجابرة: بمعنى الكلمة الإيطالية ( conforto) أي: مواساة، تسلية، عزاء، تفريج، سعة، رفاهية.
وجابره: لاطفه وأحسن إليه، ومجابرة: ملاحظة إحسان (فليشر بريشت 252، 309 في تعليقه على المقري 1: 769).
وجابر: وجد، عثر على (ألف ليلة، برسل 4: 374).
أجبر: استرد، استرجع، استعاذ الشيء الذي فقده (فوك) وفيه أجبر الشيء - وأجبر على الشيء: وجد ما فقده (الكالا).
تجبَّر، يقال: تجبر في نفسه أي أعجب بنفسه (االثعالبي لطائف 13).
بتجبّرُ: بتكبر، باستعلاء (بوشر).
تجبّرُ: صلابة، إصرار، عناد، عدم الرحمة (بوشر). انجبر له: استرده، استرجعه، استعاده (فوك) وانجبر: التقى، تلاقى (بوشر بربرية) جَبْر: قوّة، بأس، ويقال: جبرا وقهرا أي بالقوة والقسر.
وجبر: متكبر (محيط المحيط) جبرة: هو holosteum umbellatum عند شجاري الأندلس (ابن البيطار 1: 98، 243).
وجبرة: مِحسّة، فرجون (بوشر).
جَبْري: علم الجبر (الكالا).
جَبْريّة: تعويض، مال يدفع للشخص تعويضا له عما خسره (رتجرز 150، انظر التعليق في آخر ص151).
جَبْرتيّ: متخصص بعلم الجبر (بوشر).
جَبِيرة: (انظر لين) عود مسطح تجبر به العظام (بوشر) وجِبَارة أيضاً.
وجَبيرة: رباط لجبر العظام (بوشر)، وفي غدامس (ص344): (جبيرة: رباط ثابت يتألف من جبائر من الخشب، في طول العضو، يربط بينها بصورة متوازية خيوط من الصوف، أوهي مثبتة على قطعة من الصوف أو الجلد.
وجبيرة (مركبة من كلمة جيب العربية ومن اللاحقة البرتغالية eira) : حقيبة من جلد أو جعبة يعلقها الفارس في قربوس السرج وتتدلى منه كما تتدلى جعبة السيف (معجم الأسبانية 125 - 126).
وجبيرة: حقيبة وزارة (معجم الأسبانية 127) وعند دونانت (ص64): إن كاتب الباي يلقب بصاحب الجبيرة.
جَبَيْرَة: حقيبة وزارة (معجم الأسبانية 127).
جَبَّارة ويجمع أيضاً على جبابر (الكامل 347).
وجبّار: صلب، عنيد، عديم الرحمة (بوشر) جابر: مُجِبَر، الذي يصلح العظام المكسورة (الكالا).
جَوْبَرة: نوع من السمك (معجم البلاذري) مَجبُور: نوع من الكسكسي وهودون المحوّر (شيرب).
وريال مجبور: نقد جزائري (براكس، مجلة الشرق والجزائر 4: 137).
انجبار: انظره في حرف الألف.
ج ب ر : جَبَرْتُ الْعَظْمَ جَبْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ أَصْلَحْتُهُ فَجَبَرَ هُوَ جَبْرًا أَيْضًا وَجُبُورًا صَلَحَ يُسْتَعْمَلُ لَازِمًا وَمُتَعَدِّيًا وَجَبَرْتُ الْيَتِيمَ أَعْطَيْتُهُ وَجَبَرْتُ الْيَدَ وَضَعْتُ عَلَيْهَا الْجَبِيرَةَ وَالْجَبِيرَةُ عِظَامٌ تُوضَعُ عَلَى الْمَوْضِعِ الْعَلِيلِ مِنْ الْجَسَدِ يَنْجَبِرُ بِهَا وَالْجِبَارَةُ بِالْكَسْرِ مِثْلُهُ وَالْجَمْعُ الْجَبَائِرُ.

وَجَبَرْتُ نِصَابَ الزَّكَاةِ بِكَذَا عَادَلْتُهُ بِهِ وَاسْمُ ذَلِكَ الشَّيْءِ الْجُبْرَانُ وَاسْمُ الْفَاعِلِ جَابِرٌ وَبِهِ سُمِّيَ وَالْجَبْرُ وِزَانُ فَلْسٍ خِلَافُ الْقَدَرِ وَهُوَ الْقَوْلُ بِأَنَّ اللَّه يَجْبُرُ عِبَادَهُ عَلَى فِعْلِ الْمَعَاصِي وَهُوَ فَاسِدٌ وَتُعْرَفُ أَدِلَّتُهُ مِنْ عِلْمِ الْكَلَامِ بَلْ هُوَ قَضَاءُ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ بِمَا أَرَادَ وُقُوعَهُ مِنْهُمْ لِأَنَّهُ تَعَالَى يَفْعَلُ فِي مُلْكِهِ مَا يُرِيدُ وَيَحْكُمُ فِي خَلْقِهِ مَا يَشَاءُ وَيُنْسَبُ إلَيْهِ عَلَى لَفْظِهِ فَيُقَالُ جَبْرِيٌّ وَقَوْمٌ جَبْرِيَّةٌ بِسُكُونِ الْبَاءِ وَإِذَا قِيلَ جَبْرِيَّةٌ وَقَدَرِيَّةٌ جَازَ التَّحْرِيكُ لِلِازْدِوَاجِ وَفِيهِ جَبَرُوتٌ بِفَتْحِ الْبَاءِ أَيْ كِبْرٌ وَجُرْحُ الْعَجْمَاءِ جُبَارٌ بِالضَّمِّ أَيْ هَدَرٌ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ مَعْنَاهُ أَنَّ الْبَهِيمَةَ الْعَجْمَاءَ تَنْفَلِتُ فَتُتْلِفُ شَيْئًا فَهُوَ هَدَرٌ وَكَذَلِكَ الْمَعْدِنُ إذَا انْهَارَ عَلَى أَحَدٍ فَدَمُهُ جُبَارٌ أَيْ هَدَرٌ.

وَأَجْبَرْتُهُ عَلَى كَذَا بِالْأَلِفِ حَمَلْتُهُ عَلَيْهِ قَهْرًا وَغَلَبَةً فَهُوَ مُجْبَرٌ هَذِهِ لُغَةُ عَامَّةِ الْعَرَبِ وَفِي لُغَةٍ لِبَنِي تَمِيمٍ
وَكَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ يَتَكَلَّمُ بِهَا جَبَرْتُهُ جَبْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَجُبُورًا حَكَاهُ الْأَزْهَرِيُّ وَلَفْظُهُ وَهِيَ لُغَةٌ مَعْرُوفَةٌ وَلَفْظُ ابْنِ الْقَطَّاعِ وَجَبَرْتُكَ لُغَةُ بَنِي تَمِيمٍ وَحَكَاهَا جَمَاعَةٌ أَيْضًا ثُمَّ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ فَجَبَرْتُهُ وَأَجْبَرْتُهُ لُغَتَانِ جَيِّدَتَانِ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ فِي بَابِ مَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ أَبُو زَيْدٍ وَأَبُو عُبَيْدَةَ مِمَّا تَكَلَّمَتْ بِهِ الْعَرَبُ مِنْ فَعَلْتُ وَأَفْعَلْتُ جَبَرْتُ الرَّجُلَ عَلَى الشَّيْءِ وَأَجْبَرْتُهُ وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ الْجَبَّارُ الَّذِي جَبَرَ خَلْقَهُ عَلَى مَا أَرَادَ مِنْ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ يُقَالُ جَبَرَهُ السُّلْطَانُ وَأَجْبَرَهُ بِمَعْنًى وَرَأَيْتُ فِي بَعْضِ التَّفَاسِيرِ عِنْدَ قَوْله تَعَالَى {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ} [ق: 45] أَنَّ الثُّلَاثِيَّ لُغَةٌ حَكَاهَا الْفَرَّاءُ وَغَيْرُهُ وَاسْتَشْهَدَ لِصِحَّتِهَا بِمَا مَعْنَاهُ أَنَّهُ لَا يَبْنِي فَعَّالٌ إلَّا مِنْ فِعْلٍ ثُلَاثِيٍّ نَحْوَ الْفَتَّاحِ وَالْعَلَّامِ وَلَمْ يَجِئْ مَنْ أَفْعَلَ بِالْأَلِفِ إلَّا دَرَّاكٌ فَإِنْ حُمِلَ جَبَّارٌ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى فَهُوَ وَجْهٌ قَالَ الْفَرَّاءُ وَقَدْ سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ جَبَرْتُهُ عَلَى الْأَمْرِ وَأَجْبَرْتُهُ وَإِذَا ثَبَتَ ذَلِكَ فَلَا يُعَوَّلُ عَلَى قَوْلِ مَنْ ضَعَّفَهَا.

وَجِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فِيهِ لُغَاتٌ كَسْرُ الْجِيمِ وَالرَّاءِ وَبَعْدَهَا يَاءٌ سَاكِنَةٌ وَالثَّانِيَةُ كَذَلِكَ إلَّا أَنَّ الْجِيمَ مَفْتُوحَةٌ وَالثَّالِثَةُ فَتْحُ الْجِيمِ وَالرَّاءِ وَبِهَمْزَةٍ بَعْدَهَا يَاءٌ يُقَالُ هُوَ اسْمٌ مُرَكَّبٌ مِنْ جَبْرٍ وَهُوَ الْعَبْدُ وَإِيلَ وَهُوَ اللَّهُ تَعَالَى وَفِيهِ لُغَاتٌ غَيْرُ ذَلِكَ. 
جبر
أصل الجَبْر: إصلاح الشيء بضرب من القهر، يقال: جَبَرْتُهُ فَانْجَبَرَ واجْتَبَرَ، وقد قيل:
جَبَرْتُهُ فَجَبَرَ ، كقول الشاعر:
قد جبر الدين الإله فجبر
هذا قول أكثر أهل اللغة، وقال بعضهم: ليس قوله (فجبر) مذكورا على سبيل الانفعال، بل ذلك على سبيل الفعل، وكرّره، ونبّه بالأول على الابتداء بإصلاحه، وبالثاني على تتميمه، فكأنه قال: قصد جبر الدين وابتدأ به فتمّم جبره، وذلك أنّ «فعل» تارة يقال لمن ابتدأ بفعل، وتارة لمن فرغ منه. وتَجَبَّرَ بعد الأكل يقال إمّا لتصور معنى الاجتهاد والمبالغة، أو لمعنى التكلف، كقول الشاعر:
تجبّر بعد الأكل فهو نميص
وقد يقال الْجَبْرُ تارة في الإصلاح المجرد، نحو قول عليّ رضي الله عنه: (يا جَابِر كلّ كسير، ويا مسهّل كلّ عسير) ومنه قولهم للخبز:
جَابِر بن حبّة ، وتارة في القهر المجرد نحو قوله عليه السلام: «لا جَبْر ولا تفويض» والجَبْر في الحساب: إلحاق شيء به إصلاحا لما يريد إصلاحه، وسمي السلطان جَبْراً كقول الشاعر:
وأنعم صباحا أيها الجبر
لقهره الناس على ما يريده، أو لإصلاح أمورهم.
والإجبار في الأصل: حمل الغير على أن يجبر الآخر لكن تعورف في الإكراه المجرّد، فقيل: أَجْبَرْتُهُ على كذا، كقولك: أكرهته.
وسمي الذين يدّعون أنّ الله تعالى يكره العباد على المعاصي في تعارف المتكلمين مُجْبِرَة، وفي قول المتقدمين جَبْرِيَّة وجَبَرِيَّة. والجبّار في صفة الإنسان يقال لمن يجبر نقيصته بادّعاء منزلة من التعالي لا يستحقها، وهذا لا يقال إلا على طريق الذم، كقوله عزّ وجل: وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ [إبراهيم/ 15] ، وقوله تعالى:
وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا [مريم/ 32] ، وقوله عزّ وجل: إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ [المائدة/ 22] ، وقوله عزّ وجل:
كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ [غافر/ 35] ، أي: متعال عن قبول الحق والإيمان له. يقال للقاهر غيره: جَبَّار، نحو:
وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ [ق/ 45] ، ولتصور القهر بالعلو على الأقران قيل: نخلة جبّارة وناقة جبّار . وما روي في الخبر: «ضرس الكافر في النار مثل أحد، وكثافة جلده أربعون ذراعا بذراع الجبّار» فقد قال ابن قتيبة: هو الذراع المنسوب إلى الملك الذي يقال له: ذراع الشاة . فأمّا في وصفه تعالى نحو: الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ
[الحشر/ 23] ، فقد قيل: سمي بذلك من قولهم: جَبَرْتُ الفقير، لأنّه هو الذي يجبر الناس بفائض نعمه، وقيل: لأنه يجبر الناس، أي: يقهرهم على ما يريده .
ودفع بعض أهل اللغة ذلك من حيث اللفظ، فقال: لا يقال من: «أفعلت» فعّال، فجبّار لا يبنى من: أجبرت، فأجيب عنه بأنّ ذلك من لفظ الجبر المروي في قوله: «لا جَبْرَ ولا تفويض» لا من لفظ الإجبار ، وأنكر جماعة من المعتزلة ذلك من حيث المعنى فقالوا: يتعالى الله عن ذلك، وليس ذلك بمنكر فإنّ الله تعالى قد أجبر الناس على أشياء لا انفكاك لهم منها حسبما تقتضيه الحكمة الإلهية، لا على ما تتوهمه الغواة والجهلة، وذلك كإكراههم على المرض والموت والبعث، وسخّر كلا منهم لصناعة يتعاطاها، وطريقة من الأخلاق والأعمال يتحرّاها، وجعله مجبرا في صورة مخيّر، فإمّا راض بصنعته لا يريد عنها حولا، وإمّا كاره لها يكابدها مع كراهيته لها، كأنه لا يجد عنها بدلا ولذلك قال تعالى: فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ [المؤمنون/ 53] ، وقال عزّ وجل: نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا [الزخرف/ 32] ، وعلى هذا الحدّ وصف بالقاهر، وهو لا يقهر إلا على ما تقتضي الحكمة أن يقهر عليه، وقد روي عن أمير المؤمنين رضي الله عنه: (يا بارئ المسموكات وجبّار القلوب على فطرتها شقيّها وسعيدها) .
وقول ابن قتيبة : هو من: جبرت العظم، فإنه جبر القلوب على فطرتها من المعرفة، فذكر لبعض ما دخل في عموم ما تقدّم. وجَبَرُوت: فعلوت من التجبر، واسْتَجْبَرْتُ حاله: تعاهدت أن أجبرها، وأصابته مصيبة لا يَجْتَبِرُهَا أي: لا يتحرّى لجبرها من عظمها، واشتق من لفظ جبر العظم الجَبِيرَة:
للخرقة التي تشد على المَجْبُور، والجِبَارة للخشبة التي تشدّ عليه، وجمعها جَبَائِر، وسمّي الدّملوج جبارة تشبيها بها في الهيئة، والجبار:
لما يسقط من الأرش.
(ج ب ر)

الجَبْر: خلاف الْكسر. جَبَرَ العَظْمَ وَالْفَقِير واليتيم يَجْبُرُه جَبْراً، وجُبُورا، وجِبَارة، عَن اللحياني.

وجَبَّرَهُ فَجَبَرَ يَجْبُرُ جَبْرا، وجُبُورا، وانجبر، واجْتَبر، وتَجَبَّرَ.

وَقدر أجبارٌ: ضد قَوْلهم: قدر أكسار، كَأَنَّهُمْ جعلُوا كل جُزْء مِنْهُ جَابر فِي نَفسه، أَو أَرَادوا: جمع قدر جَبْر، وَإِن لم يصرحوا بذلك، كَمَا قَالُوا: قدر كسر، حَكَاهَا اللحياني.

والجبائر: العيدان الَّتِي تشدها على الْعظم لتَجْبُره بهَا.

واحدتها: جِبَارة وجَبِيرة.

وجَبَر الله الدَّين جَبْرا فَجَبَرَ جُبُورا، حَكَاهُ اللحياني، وَأنْشد قَول العجاج:

قد جبر الدَّينَ الإلهُ فجَبَرْ

وجَبَر الرجل: احسن إِلَيْهِ.

قَالَ الْفَارِسِي: جَبَره: أغناه بعد فَقْر، وَهَذِه أليق العبارتين.

وَقد استَجْبَر، واجْتَبر.

وأصابته مُصِيبَة لَا يجتبرها: أَي لَا مَجْبَرَ مِنْهَا.

وتَجَبّرَ النبت وَالشَّجر: اخضر وأورق وَظَهَرت فِيهِ المشرة وَهُوَ يَابِس، وانشد اللحياني لامرئ الْقَيْس:

تَجَبَّر بعد الْأكل فهْوَ نمِيصُ

وتَجَبَّر الْكلأ: أكل ثمَّ صلح قَلِيلا بعد الْأكل، قَالَ: وَيُقَال لمريض: يَوْمًا ترَاهُ متجبّرا وَيَوْما تيأس مِنْهُ. معنى قَوْله: متجبّرا: أَي صَالح الْحَال.

وتجبّر الرجل مَالا: عَاد إِلَيْهِ مَا ذهب مِنْهُ. وَحكى اللحياني: تجبّر الرجل، فِي هَذَا الْمَعْنى فَلم يعده.

وَجَابِر بن حَبَّة: اسْم للخبز، معرفَة، وكل ذَلِك من الجَبْر الَّذِي هُوَ ضد الْكسر.

وجابرة: اسْم مَدِينَة النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّهَا جَبَرَت الْأَيْمَان.

وجَبَر الرجل على الْأَمر يَجْبُرُه جَبْرَاً، وجُبُورا، وأجبره: أكرهه، والأخيرة أَعلَى. وَقَالَ اللحياني: جَبَرَه: لُغَة تَمِيم وَحدهَا، وَعَامة الْعَرَب تَقول: أجْبرهُ.

والجَبْرُ: خلاف الْقَدَرِيَّة، وَهُوَ كَلَام مولد.

والجَبَرية، والجَبْرِية، والجَبَرُوّة، والجَبَرُوت، والجُبُورة، والجِبُّورة بِكَسْر الْجِيم، كُله: الْكبر.

وَرجل جَبَّار: متكبر، والمتغطرف: المتكبر.

والجَبَّار: المتكبر الَّذِي لَا يرى لأحد عَلَيْهِ حَقًا؛ يُقَال: جبَّار بَين الجِبريَّة والجِبريَّة بِكَسْر الْجِيم وَالْبَاء، والجَبْرِيَّة والجَبُّروة، والجَبْرُوت والجُبُرُوت، والجُبُورة، والجَبُّورة، والجِبْرِياء، والتَّجْبار.

والجَبَّار: الله عز وَجل لكبره أَي يجْبر عباده على حكمه.

والجبَّار من الْمُلُوك: العاتي.

وَقيل كل عَاتٍ جَبَّار، وجِبِّير.

وقلب جَبَّار: لَا تدخله الرَّحْمَة.

وَرجل جَبَّار: مسلَّط قاهر، قَالَ الله عز وَجل: (ومَا أَنْت عَلَيْهِم بجَبَّار) . أَي مسلط تقهرهم على الْإِسْلَام.

والجَبَّار: المتكبر عَن عبَادَة الله، وَفِي التَّنْزِيل: (ولم يكن جَبَّارا عصيا) وَقَالَ حِكَايَة عَن عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام: (ولم يَجْعَلنِي جبَّارا شقيا) أَي متكبرا عَن عِبَادَته.

والجبَّار: الْقِتَال فِي غير حق، وَفِي التَّنْزِيل: (وإِذا بطشتم بطشتم جبارين) وَفِيه: (إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تكون جبَّارا فِي الأَرْض) : أَي قتالا فِي غير الْحق، وَكله رَاجع إِلَى معنى التكبر.

والجَبَّار: الْعَظِيم الْقوي الطَّوِيل، عَن اللحياني.

ونخلة جَبَّارة: فتية قد بلغت غَايَة الطول وحملت.

وَقيل: هِيَ الَّتِي فَاتَت الْيَد.

وَالْجمع: جَبَّار، قَالَ:

فاخرات ضروعها فِي ذُرَاها ... وأناضَ العَيْدان والجَبَّارُ وَحكى السيرافي: نَخْلَة جَبَّار، بِغَيْر هَاء. قَالَ أَبُو حنيفَة: الجَبَّار: الَّذِي ارتُقِىَ وَلم يسْقط كربه، قَالَ: وَهُوَ أفتى النّخل وأكرمه.

والجَبْر: الْملك، وَلَا اعرف مِم اشتق؛ إِلَّا أَن ابْن جني قَالَ: سمي بذلك لِأَنَّهُ يَجْبُرُ بجوده، وَلَيْسَ بِقَوي، قَالَ ابْن احمر:

اسْلَمْ براووقٍ حُبِيتَ بِهِ ... وانعم صباحا أيُّها الجَبْر

وَلم يسمع بالجَبْر: الْملك إِلَّا فِي شعر ابْن احمر، حكى ذَلِك ابْن جني، وَله فِي شعر ابْن احمر نَظَائِر، مِنْهَا مَا تقدم، وَمِنْهَا مَا يَأْتِي.

والجَبْر: العَبْد، عَن كرَاع.

والجَبْر: الرجل.

وَحرب جُبَار: لَا قَود فِيهَا وَلَا دِيَة.

والجُبَار من الدَّم: الهدر، وَفِي الحَدِيث: " الْمَعْدن جُبَار، والعجماء جُبَار " قَالَ:

حَتَم الدَّهرُ علينا أَنه ... ظَلَفٌ مَا نَالَ منا وجُبَار

وَقَالَ تأبط شرا:

بِهِ مِن نِجاء الصَّيْف بِيض أقرَّها ... جُبَار لصُمّ الصخر فِيهِ قَراقِرُ

جُبار: يَعْنِي سيلا، كل مَا اهلك وأفسد جُبَار.

والجَبِيرة، والجِبَار: السوار من الذَّهَب وَالْفِضَّة، قَالَ الْأَعْشَى:

فأرتك كَفاًّ فِي الخِضَا ... ب ومِعْصما مِلْء الجِبَارَهْ

ونار إجْبِيرَ، غير مَصْرُوف: نَار الحباحب، حَكَاهُ أَبُو عَليّ عَن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ. وجُبَار: اسْم ليَوْم الثُّلَاثَاء فِي الْجَاهِلِيَّة. قَالَ:

أرجَّى أَن أعيش وَإِن يومي ... بأوَّلَ أَو بأهونَ أَو جُبَارِ

وجَبْر، وَجَابِر، وجُبَير، وجُبَيرة، وجُبَيرة: أَسمَاء.

وَحكى ابْن الْأَعرَابِي: جِنْبا، من الجَبْر، هَذَا نَص لَفظه، وَلَا ادري من أَي جبر عَنى، أَمن الجَبْر الَّذِي هُوَ ضد الْكسر وَمَا فِي طَرِيقه؟ أم من الجَبْر الَّذِي هُوَ خلاف الْقدر؟. وَكَذَلِكَ لَا ادري مَا جنبار أوصف أم علم أم نوع أم شخص؟؟ وَلَوْلَا أَنه قَالَ: جنبار، من الْجَبْر لألحقته بالرباعي ولقلت: إِنَّهَا لُغَة فِي الجِنِبَّار الَّذِي هُوَ فرخ الحباري، أَو مخفف عَنهُ، وَلَكِن قَوْله: من الجَبْر تَصْرِيح بِأَنَّهُ عِنْده ثلاثيّ.
جبر
جبَرَ يَجبُر، جَبْرًا وجُبُورًا وجِبارةً، فهو جابِر، والمفعول مجبور (للمتعدِّي)
• جبَر العظمُ: صلَح.
• جبَر العظمَ المكسورَ: أصلح كسرَه، وضع عليه جبيرة ° جبَر القلوبَ المنكسرة: آسى المحزونين، واساهم.
• جبَر الفقيرَ/ جبَر اليتيمَ: كفاه حاجتَه، أصلح حاله، أحسن إليه "اللهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاجْبُرْنِي وَاهْدِنِي

[حديث] "? جبَر خاطرَه/ جبَر بخاطرَه: أجاب طلبَه، عزّاه وواساه في مصيبةٍ حلَّت به، أزال انكساره وأرضاه.
• جبَر الأمرَ: أصلحه وقوَّمه "جبَر النَّقْصَ في الميزانيَّة"? جبَر كسرَه: أصلح شئونه وعوّضه عمّا خسِر.
• جبَر الكسرَ: (جب) أكمله إلى الواحد الصَّحيح.
• جبَره على العمل وغيره: قهره عليه وأكرهه، ألزمه إيّاه "لم يستجب إلى طلب أمِّه فجبره أبوه عليه". 

أجبرَ يُجبر، إجبارًا، فهو مُجبِر، والمفعول مُجبَر
• أجبره على الموافقة: جبَرَه عليها؛ أكرهه عليها وألزمه بها "أجبره على الاعتراف/ الوفاء بوعده". 

انجبرَ ينجبر، انجبارًا، فهو مُنجبِر
• انجبر العظمُ: مُطاوع جبَرَ: تماسك، صلَح بعد كسر.
• انجبر الفقيرُ/ انجبر اليتيمُ: أخذ حاجَته ° انجبر خاطرُه: طاب. 

تجبَّرَ يتجبَّر، تجبُّرًا، فهو متجبِّر
• تجبَّر الظَّالمُ: تكبَّر وكان عاتيًا شديدًا "رجلٌ مُتجبِّر: عنيد، صُلْب، ليس في قلبه رأفةٌ ولا رحمة- لا يصحُّ أن يكون الحكيم مُتجبِّرًا" ° المُتجبِّر: الأسد. 

جبَّرَ يجبِّر، تجبيرًا، فهو مُجبِّر، والمفعول مُجبَّر
• جبَّرَ العظمَ المكسورَ: جبَره، أصلح كسرَه، وضع عليه جبيرة "جبَّر ذراعَه". 

إجبار [مفرد]:
1 - مصدر أجبرَ.
2 - (نف) دافع قويٌّ ومُتكرِّر للعمل بصورة مُعيَّنة وهو وسيلة للتخلُّص من القلق الناتج عن أفكار ورغبات مُتصارعة لا يمكن التعبير عنها. 

إجباريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى إجبار: إلزاميّ، ضدّه اخْتياريٌّ "السؤال الأوّل إجباريّ".
2 - ما تفرضه القوانينُ والشَّرائعُ "بيعٌ/ تعليمٌ/ تجنيدٌ إجباريّ".
• التَّسعير الإجباريّ: (قص) التَّسعير الجبريّ؛ السعر الرسميّ الذي تحدِّده الدولة للسلع بحيث لا يجوز للبائع أن يتعدَّاه. 

جِبارة [مفرد]: ج جِبارات (لغير المصدر) وجَبَائرُ (لغير المصدر):
1 - مصدر جبَرَ.
2 - حرفة المُجبِّر ومهنته "بلغت الجِبارة في الطبّ العربيّ شأوًا بعيدًا في الدِّقَّة".
3 - (طب) جَبيرة؛ ما يُشدّ على العظم المكسور من خشب وجبس ونحوهما لينجبر "عاقته الجِبارة عن الحركة". 

جبَّار [مفرد]: ج جبَّارون وجَبَابرة:
1 - صيغة مبالغة من جبَرَ: قاهر، متسلِّط، متكبِّر، متعالٍ عن قبول الحقّ، لا يرى لأحد عليه حقًّا، مستبدّ " {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ} - {وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا} " ° قَلْبٌ جبَّار: لا يقبل موعظة.
2 - كثير القتل مبالغ فيه " {وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ} ".
3 - هائل، عظيم، ضخم، عملاق "مجهود/ إنجاز/ مصنع جبَّار- إمكانات جبَّارة" ° عقلٌ جبَّار: فائقُ الذكاء.
• الجبَّار: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: العالي الذي لا يُنال، صاحب الجبروت والتَّكبُّر، المُصلح للأمور " {الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ} ". 

جَبْر [مفرد]: مصدر جبَرَ ° جبرًا: بالإكراه، عنوةً، قسْرًا.
• علم الجَبْر: (جب) فرعٌ من فروع الرِّياضيات يقوم على إحلال الرموز محلّ الأعداد المجهولة أو المعدومة.
• مَذْهب الجَبْر: (سف) مذهب يرى أصحابه أنّ العباد مُجْبَرون على أفعالهم لا اختيار لهم فيها حيث يسندون الفعل إلى الله تعالى، وهو خلاف القدر الذي هو إسناد فعل العبد إليه لا إلى الله تعالى "كانت الجهميّة تقول بالجَبْر". 

جَبَروت [مفرد]:
1 - قدرة طاغية، سلطة قاهرة، عظمةٌ وكِبْر "لن تُفلح إسرائيل في فرض جبروتها على الشَّعب الفلسطيني".
2 - قهر، سلطان، قدرة "سبحان ذي الجبروت والملكوت". 

جَبْريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى جَبْر: بالقوّة، بالقَسْر "بيع جبريّ" ° إقامة جبريَّة: فرض الإقامة على شخص سياسيّ في منزله أو في مكان يُخَصَّص له.
2 - خاصّ بعلم الجَبْر "معادلة جبريّة".
3 - (سف) من يؤمن بمذهب الجَبْر.
• المذهب الجَبْريّ: (سف) مذهب فلسفيّ يرى أصحابه أن العباد مُجبرون على أفعالهم لا اختيار لهم فيها حيث يسندون الفعل إلى الله تعالى، وهو خلاف القدر الذي هو إسناد فعل العبد إليه لا إلى الله تعالى.
• التَّسْعير الجَبْريّ: (قص) التَّسعير الإجباريّ؛ السعر الرسميّ الذي تحدِّده الدَّولة للسِّلع بحيث لا يجوز للبائع أن يتعدَّاه. 

جَبْريَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من جَبْر: إجبار وتسلُّط "لو كان الإسلام دين جَبْريّة وتسلُّط لفرض نفسه بحدِّ السيف".
• الجَبْريَّة:
1 - (سف) مذهب يرى أصحابه أن العباد مُجبرون على أفعالهم لا اختيار لهم فيها حيث يسندون الفعل إلى الله تعالى، وهو خلاف القدر الذي هو
 إسناد فعل العبد إليه لا إلى الله تعالى.
2 - أتباع هذا المذهب. 

جُبور [مفرد]: مصدر جبَرَ. 

جَبيرة [مفرد]: ج جبيرات وجَبَائرُ: (طب) جِبارة، ما يُشَدّ على العظم المكسور من خشب وجبس ونحوهما لينجبر "وضع ذراعه المكسورة في جبيرة من الجبس". 

جبر: الجَبَّارُ: الله عز اسمه القاهر خلقه على ما أَراد من أَمر ونهي.

ابن الأَنباري: الجبار في صفة الله عز وجل الذي لا يُنالُ، ومنه جَبَّارُ

النخل. الفرّاء: لم أَسمع فَعَّالاً من أَفعل إِلا في حرفين وهو جَبَّار

من أَجْبَرْتُ، ودَرَّاك من أَدركْتُ، قال الأَزهري: جعل جَبَّاراً في

صفة الله تعالى أَو في صفة العباد من الإِجْبار وهو القهر والإِكراه لا من

جَبَرَ. ابن الأَثير: ويقال جَبَرَ الخلقَ وأَجْبَرَهُمْ، وأَجْبَرَ

أَكْثَرُ، وقيل: الجَبَّار العالي فوق خلقه، وفَعَّال من أَبنية المبالغة،

ومنه قولهم: نخلة جَبَّارة، وهي العظيمة التي تفوت يد المتناول. وفي حديث

أَبي هريرة: يا أَمَةَ الجَبَّار إِنما أَضافها إِلى الجبار دون باقي

أَسماء الله تعالى لاختصاص الحال التي كانت عليها من إِظهار العِطْرِ

والبَخُورِ والتباهي والتبختر في المشي. وفي الحديث في ذكر النار: حتى يضع

الجَبَّار فيها قَدَمَهُ؛ قال ابن الأَثير: المشهور في تأْويله أَن المراد

بالجبار الله تعالى، ويشهد له قوله في الحديث الآخر: حتى يضع فيها رب

العزة قدمه؛ والمراد بالقدم أَهل النار الذين قدَّمهم الله لها من شرار خلقه

كما أَن المؤمنين قَدَمُه الذين قدَّمهم إِلى الجنة، وقيل: أَراد بالجبار

ههنا المتمرد العاتي، ويشهد له قوله في الحديث الآخر: إِن النار قالت:

وُكّلْتُ بثلاثة: بمن جعل مع الله إِلهاً آخر، وبكل جَبَّار عنيد،

وبالمصوِّرين. والجَبَّارُ: المتكبر الذي لا يرى لأَحد عليه حقّاً. يقال:

جَبَّارٌ بَيِّنُ الجَبَرِيَّة والجِبِرِيَّة، بكسر الجيم والباء،

والجَبْرِيَّةِ والجَبْرُوَّةِ والجَبَرُوَّةِ والجُبُرُوتِ والجَبَرُوتِ

والجُبُّورَةِ والجَبُّورَة، مثل الفَرُّوجة، والجِبْرِياءُ والتَّجْبَارُ: هو بمعنى

الكِبْرِ؛ وأَنشد الأحمر لمُغَلِّسِ بن لَقِيطٍ الأَسَدِيّ يعاتب رجلاً

كان والياً على أُوضَاخ:

فإِنك إِنْ عادَيْتَني غَضِبِ الحصى

عَلَيْكَ، وذُو الجَبُّورَةِ المُتَغَطْرفُ

يقول: إِن عاديتني غضب عليك الخليقة وما هو في العدد كالحصى. والمتغطرف:

المتكبر. ويروى المتغترف، بالتاء، وهو بمعناه.

وتَجَبَّرَ الرجل: تكبر. وفي الحديث: سبحان ذي الجَبَرُوت والمَلَكُوت؛

هو فَعَلُوتٌ من الجَبْر والقَهْرِ. وفي الحديث الآخر: ثم يكون مُلْكٌ

وجَبَرُوتٌ أَي عُتُوٌّ وقَهْرٌ. اللحياني: الجَبَّار المتكبر عن عبادة

الله تعالى؛ ومنه قوله تعالى: ولم يكن جَبَّاراً عَصِيّاً؛ وكذلك قول عيسى،

على نبينا وعليه الصلاة والسلام: ولم يجعلني جباراً شقيّاً؛ أَي متكبراً

عن عبادة الله تعالى. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، حضرته

امرأَة فأَمرها بأَمر فَتَأَبَّتْ، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم:

دَعُوها فإِنها جَبَّارَة أَي عاتية متكبرة. والجِبِّيرُ، مثال الفِسِّيق:

الشديد التَّجَبُّرِ. والجَبَّارُ من الملوك: العاتي، وقيل: كُلُّ عاتٍ

جَبَّارٌ وجِبِّيرٌ. وقَلْبٌ جَبَّارٌ: لا تدخله الرحمة. وقَلْبٌ جَبَّارٌ:

ذو كبر لا يقبل موعظة. ورجل جَبَّار: مُسَلَّط قاهر. قال الله عز وجل:

وما أَنتَ عليهم بِجَبَّارٍ؛ أَي بِمُسَلَّطٍ فَتَقْهَرَهم على الإِسلام.

والجَبَّارُ: الذي يَقْتُلُ على الغَضَبِ. والجَبَّارُ: القَتَّال في غير

حق. وفي التنزيل العزيز: وإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ؛ وكذلك

قول الرجل لموسى في التنزيل العزيز: إِن تُرِيدُ إِلا أَن تكونَ

جَبَّاراً في الأَرض؛ أَي قتَّالاً في غير الحق، وكله راجع إِلى معنى التكبر.

والجَبَّارُ: العظيمُ القَوِيُّ الطويلُ؛ عن اللحياني: قال الله تعالى: إِن

فيها قوماً جَبَّارِينَ؛ قال اللحياني: أَراد الطُّولَ والقوّة

والعِظَمَ؛ قال الأَزهري: كأَنه ذهب به إِلى الجَبَّار من النخيل وهو الطويل الذي

فات يَدَ المُتَناول. ويقال: رجل جَبَّار إِذا كان طويلاً عظيماً

قويّاً، تشبيهاً بالجَبَّارِ من النخل. الجوهري: الجَبَّارُ من النخل ما طال

وفات اليد؛ قال الأَعشى:

طَرِيقٌ وجَبَّارٌ رِواءٌ أُصُولُه،

عليه أَبابِيلٌ من الطَّيْرِ تَنْعَبُ

ونخلة جَبَّارَة أَي عظيمة سمينة. وفي الحديث: كَثافَةُ جلد الكافر

أَربعون ذراعاً بذراع الجَبَّار؛ أَراد به ههنا الطويل، وقيل: الملك، كما

يقال بذراع الملك، قال القتيبي: وأَحسبه مَلِكاً من ملوك الأَعاجم كان تام

الذراع. ابن سيده: ونخلة جَبَّارة فَتِيَّة قد بلغت غاية الطول وحملت،

والجمع جَبَّار؛ قال:

فاخِراتٌ ضُلُوعها في ذُراها،

وأَنَاضَ العَيْدانُ والجَبَّارُ

وحكى السيرافي: نخلة جَبَّارٌ، بغير هاء. قال أَبو حنيفة: الجَبَّارُ

الذي قد ارتقي فيه ولم يسقط كَرْمُه، قال: وهو أَفْتَى النخل

وأَكْرَمُه.قال ابن سيده: والجَبْرُ المَلِكُ، قال: ولا أَعرف مم اشتق إِلا أَن ابن

جني قال: سمي بذلك لأَنه يَجْبُر بِجُوده، وليس بِقَوِيٍّ؛ قال ابن

أَحمر:

اسْلَمْ بِراوُوقٍ حُيِيتَ به،

وانْعمْ صَباحاً أَيُّها الجَبْرُ

قال: ولم يسمع بالجَبْرِ المَلِكِ إِلا في شعر ابن أَحمر؛ قال: حكى ذلك

ابن جني قال: وله في شعر ابن أَحمر نظائر كلها مذكور في مواضعه. التهذيب:

أَبو عمرو: يقال لِلْمَلِك جَبْرٌ. قال: والجَبْرُ الشُّجاعُ وإِن لم

يكن مَلِكاً. وقال أَبو عمرو: الجَبْرُ الرجل؛ وأَنشد قول ابن أَحمر:

وانْعمْ صَباحاً أَيُّها الجَبْرُ

أَي أَيها الرجل. والجَبْرُ: العَبْدُ؛ عن كراع. وروي عن ابن عباس في

جبريل وميكائيل: كقولك عبدالله وعبد الرحمن؛ الأَصمعي: معنى إِيل هو

الربوبية فأُضيف جبر وميكا إِليه؛ قال أَبو عبيد: فكأَنَّ معناه عبد إِيل، رجل

إِيل. ويقال: جبر عبد، وإِيل هو الله. الجوهري: جَبْرَئيل اسم، يقال هو

جبر أُضيف إِلى إِيل؛ وفيه لغات: جَبْرَئِيلُ مثال جَبْرَعِيل، يهمز ولا

يهمز؛ وأَنشد الأَخفش لكعب ابن مالك:

شَهِدْنا فما تَلْقى لنا من كَتِيبَةٍ،

يَدَ الدَّهرِ، إِلا جَبْرَئِيلٌ أَمامُها

قال ابن بري: ورفع أَمامها على الإِتباع بنقله من الظروف إِلى الأَسماء؛

وكذلك البيت الذي لحسان شاهداً على جبريل بالكسر وحذف الهمزة فإِنه قال:

ويقال جِبريل، بالكسر؛ قال حسان:

وجِبْرِيلٌ رسولُ اللهِ فِينا،

ورُوحُ القُدْسِ ليسَ له كِفاءٌ

وجَبْرَئِل، مقصور: مثال جَبْرَعِلٍ وجَبْرِين وجِبْرِين، بالنون.

والجَبْرُ: خلاف الكسر، جَبَر العظم والفقير واليتيم يَجْبُرُه جَبْراً

وجُبُوراً وجِبَارَةٍ؛ عن اللحياني. وجَبَّرَهُ فَجَبر يَجْبُرُ جَبْراً

وجُبُوراً وانْجَبَرَ واجْتَبَر وتَجَبَّرَ. ويقال: جَبَّرْتُ الكَسِير

أُجَبِّره تَجْبيراً وجَبَرْتُه جَبْراً؛ وأَنشد:

لها رِجْلٌ مجَبَّرَةٌ تَخُبُّ،

وأُخْرَى ما يُسَتِّرُها وجاحُ

ويقال: جَبَرْتُ العظم جَبْراً وجَبَرَ العظمُ بنفسه جُبُوراً أَي

انجَبَر؛ وقد جمع العجاج بين المتعدي واللازم فقال:

قد جَبَر الدِّينَ الإِلهُ فَجَبَرْ

واجْتَبَر العظم: مثل انْجَبَر؛ يقال: جَبَرَ اللهُ فلاناً فاجْتَبَر

أَي سدّ مفاقره؛ قال عمرو بن كلثوم:

مَنْ عالَ مِنَّا بَعدَها فلا اجْتَبَرْ،

ولا سَقَى الماءَ، ولا راءَ الشَّجَرْ

معنى عال جار ومال؛ ومنه قوله تعالى: ذلك أدنى أَن لا تعولوا؛ أَي لا

تجوروا وتميلوا. وفي حديث الدعاء: واجْبُرْني واهدني أَي أَغنني؛ من جَبَرَ

الله مصيبته أَي رَدَّ عليه ما ذهب منه أَو عَوَّضَه عنه، وأَصله من

جَبْرِ الكسر.

وقِدْرٌ إِجْبارٌ: ضدّ قولهم قِدْرٌ إِكْسارٌ كأَنهم جعلوا كل جزء منه

جابراً في نفسه، أَو أَرادوا جمع قِدْرٍ جَبْرٍ وإِن لم يصرحوا بذلك، كما

قالوا قِدْرٌ كَسْرٌ؛ حكاها اللحياني.

والجَبائر: العيدان التي تشدّها على العظم لتَجْبُرَه بها على استواء،

واحدتها جِبارَة وجَبِيرةٌ. والمُجَبِّرُ: الذي يَجْبُر العظام

المكسورة.والجِبارَةُ والجَبيرَة: اليارَقَةُ، وقال في حرف القاف: اليارَقُ

الجَبِيرَةُ والجِبارَةُ والجبيرة أَيضاً: العيدان التي تجبر بها العظام. وفي

حديث عليّ، كرّم الله تعالى وجهه: وجَبَّار القلوب على فِطِراتِها؛ هو من

جبر العظم المكسور كأَنه أَقام القلوب وأَثبتها على ما فطرها عليه من

معرفته والإِقرار به شقيها وسعيدها. قال القتيبي: لم أَجعله من أَجْبَرْتُ

لأَن أَفعل لا يقال فيه فَعَّال، قال: يكون من اللغة الأُخْرَى. يقال:

جَبَرْت وأَجْبَرَتُ بمعنى قهرت. وفي حديث خسف جيش البَيْدَاء: فيهم

المُسْتَبْصِرُ والمَجْبُور وابن السبيل؛ وهذا من جَبَرْتُ لا أَجْبَرْتُ. أَبو

عبيد: الجَبائر الأَسْوِرَة من الذهب والفضة، واحدتها جِبَارة

وجَبِيرَةٌ؛ وقال الأَعشى:

فَأَرَتْكَ كَفّاً في الخِضَا

بِ ومِعصماً، مِثْلَ الجِبَارَهْ

وجَبَرَ الله الدين جَبْراً فَجَبَر جُبُوراً؛ حكاها اللحياني، وأَنشد

قول العجاج:

قَدْ جَبَرَ الدِّينَ الإِلهُ فجبَرْ

والجَبْرُ أَن تُغْنِيَ الرجلَ من الفقر أَو تَجْبُرَ عظمَه من الكسر.

أَبو الهيثم: جَبَرْتُ فاقةَ الرجل إِذا أَغنيته. ابن سيده: وجَبَرَ

الرجلَ أَحسن إِليه. قال الفارسي: جَبَرَه أَغناه بعد فقر، وهذه أَليق

العبارتين. وقد استَجْبَرَ واجْتَبَرَ وأَصابته مصيبة لا يَجْتَبِرُها أَي لا

مَجْبَرَ منها.

وتَجَبَّرَ النبتُ والشجر: اخْضَرَّ وأَوْرَقَ وظهرت فيه المَشْرَةُ وهو

يابس، وأَنشد اللحياني لامرئ القيس:

ويأْكُلْنَ من قوٍّ لَعَاعاً وَرِبَّةً،

تَجَبَّرَ بعدَ الأَكْلِ، فَهْوَ نَمِيصُ

قوّ: موضع. واللعاع: الرقيق من النبات في أَوّل ما ينبت. والرِّبَّةُ:

ضَرْبٌ من النبات. والنَّمِيصُ: النبات حين طلع ورقة؛ وقيل: معنى هذا

البيت أَنه عاد نابتاً مخضرّاً بعدما كان رعي، يعني الرَّوْضَ. وتَجَبَّرَ

النبت أَي نبت بعد الأَكل. وتَجَبَّر النبت والشجر إِذا نبت في يابسه

الرَّطْبُ. وتَجَبَّرَ الكَلأُ أُكل ثم صلح قليلاً بعد الأَكل. قال: ويقال

للمريض: يوماً تراه مُتَجَبِّراً ويوماً تَيْأَسُ منه؛ معنى قوله متجبراً

أَي صالح الحال. وتَجَبَّرَ الرجُل مالاً: أَصابه، وقيل: عاد إِليه ما ذهب

منه؛ وحكى اللحياني: تَجَبَّرَ الرجُل، في هذا المعنى، فلم يُعَدِّه.

التهذيب: تَجَبَّر فلان إِذا عاد إِليه من ماله بعضُ ما ذهب.

والعرب تسمي الخُبْزَ جابِراً، وكنيته أَيضاً أَبو جابر. ابن سيده:

وجابرُ بنُ حَبَّة اسم للخبز معرفة؛ وكل ذلك من الجَبْرِ الذي هو ضد

الكسر.وجابِرَةُ: اسم مدينة النبي، صلى الله عليه وسلم، كأَنها جَبَرَتِ

الإِيمانَ. وسمي النبي، صلى الله عليه وسلم، المدينة بعدة أَسماء: منها

الجابِرَةُ والمَجْبُورَةُ. وجَبَرَ الرجلَ على الأَمر يَجْبُرُه جَبْراً

وجُبُوراً وأَجْبَرَه: أَكرهه، والأَخيرة أَعلى. وقال اللحياني: جَبَرَه لغة

تميم وحدها؛ قال: وعامّة العرب يقولون: أَجْبَرَهُ. والجَبْرُ: تثبيت وقوع

القضاء والقدر. والإِجْبارُ في الحكم، يقال: أَجْبَرَ القاضي الرجلَ على

الحكم إِذا أَكرهه عليه.

أَبو الهيثم: والجَبْرِيَّةُ الذين يقولون أَجْبَرَ اللهُ العبادَ على

الذنوب أَي أَكرههم، ومعاذ الله أَن يُكره أَحداً على معصيته ولكنه علم

ما العبادُ. وأَجْبَرْتُهُ: نسبته إلى الجَبْرِ، كما يقال أَكفرته: نسبته

إِلى الكُفْرِ. اللحياني: أَجْبَرْتُ فلاناً على كذا فهو مُجْبَرٌ، وهو

كلام عامّة العرب، أَي أَكرهته عليه. وتميم تقول: جَبَرْتُه على الأَمر

أَجْبرُهُ جَبْراً وجُبُوراً؛ قال الأَزهري: وهي لغة معروفة. وكان الشافعي

يقول: جَبَرَ السلطانُ، وهو حجازي فصيح. وقيل للجَبْرِيَّةِ جَبْرِيَّةٌ

لأَنهم نسبوا إِلى القول بالجَبْرِ، فهما لغتان جيدتان: جَبَرْتُه

وأَجْبَرْته، غير أَن النحويين استحبوا أَن يجعلوا جَبَرْتُ لجَبْرِ العظم بعد

كسره وجَبْرِ الفقير بعد فاقته، وأَن يكون الإِجْبارُ مقصوراً على

الإِكْراه، ولذلك جعل الفراء الجَبَّارَ من أَجْبَرْتُ لا من جَبَرْتُ، قال:

وجائز أَن يكون الجَبَّارُ في صفة الله تعالى من جَبْرِه الفَقْرَ

بالغِنَى، وهو تبارك وتعالى جابر كل كسير وفقير، وهو جابِرُ دِينِه الذي ارتضاه،

كما قال العجاج:

قد جَبَرَ الدينَ الإِلهُ فَجَبَرْ

والجَبْرُ: خلافُ القَدَرِ. والجبرية، بالتحريك: خلاف القَدَرِيَّة،

وهو كلام مولَّد.

وحربٌ جُبَارٌ: لا قَوَدَ فيها ولا دِيَةَ. والجُبَارُ من الدَّمِ:

الهَدَرُ. وفي الحديث: المَعْدِنُ جُبَارٌ والبِئْرُ جُبَارٌ والعَجْماءُ

جُبَارٌ؛ قال:

حَتَمَ الدَّهْرُ علينا أَنَّهُ

ظَلَفٌ، ما زال منَّا، وجُبَار

وقال تَأَبَّط شَرّاً:

بِهِ من نَجاءِ الصَّيْفِ بِيضٌ أَقَرَّها

جُبَارٌ، لِصُمِّ الصَّخْرِ فيه قَراقِرُ

جُبَارٌ يعني سيلاً. كُلُّ ما أَهْلَكَ وأَفْسَدَ: جُبَارٌ. التهذيب:

والجُبارُ الهَدَرُ. يقال: ذهب دَمُه جُبَاراً. ومعنى الأَحاديث: أَن تنفلت

البهيمة العجماء فتصيب في انفلاتها إِنساناً أَو شيئاً فجرحها هدَر،

وكذلك البئر العادِيَّة يسقط فيها إِنسان فَيَهْلِكُ فَدَمُه هَدَرٌ،

والمَعْدِن إِذا انهارَ على حافره فقتله فدمه هدر. وفي الصحاح: إِذا انهار على

من يعمل فيه فهلك لم يؤخذ به مُستَأْجرُه. وفي الحديث: السائمةُ جُبَار؛

أَي الدابة المرسَلة في رعيها.

ونارُ إِجْبِيرَ، غير مصروف: نار الحُباحِبِ؛ حكاه أَبو علي عن أَبي

عمرو الشيباني. وجُبَارٌ: اسم يوم الثلاثاء في الجاهلية من أَسمائهم

القديمة؛ قال:

أُرَجِّي أَنْ أَعِيشَ، وأَنَّ يَوْمِي

بِأَوَّلَ أَو بِأَهْوَنَ أَو جُبَارِ

أَو التَّالي دُبارِ، فإِنْ يَفُتْني،

فمُؤنِس أَو عَرُوبةَ أَو شِيَارِ

الفراء عن المُفَضَّل: الجُبَارُ يوم الثلاثاء. والجَبَارُ: فِناءُ

الجَبَّان. والجِبَارُ: الملوك، وقد تقدّمَ بذراعِ الجَبَّار. قيل:

الجَبَّارُ المَلِكُ واحدهم جَبْرٌ. والجَبَابِرَةُ: الملوك، وهذا كما يقال هو كذا

وكذا ذراعاً بذراع الملك، وأَحسبه ملكاً من ملوك العجم ينسب إِليه

الذراع.

وجَبْرٌ وجابِرٌ وجُبَيْرٌ وجُبَيْرَةُ وجَبِيرَةُ: أَسماء، وحكى ابن

الأَعرابي: جِنْبَارٌ من الجَبْرِ؛ قال ابن سيده: هذا نص لفظه فلا أَدري من

أَيِّ جَبْرٍ عَنَى، أَمن الجَبْرِ الذي هو ضدّ الكسر وما في طريقه أَم

من الجَبْرِ الذي هو خلاف القَدَرِ؟ قال: وكذلك لا أَدري ما جِنْبَارٌ،

أَوَصْفٌ أَم عَلَم أَم نوع أَم شخص؟ ولولا أَنه قال جِنْبَارٌ، من

الجَبْرِ لأَلحقته بالرباعي ولقلت: إِنها لغة في الجِنبَّارِ الذي هو فرخ

الحُبَارَى أَو مخفف عنه، ولكن قوله من الجَبْرِ تصريحٌ بأَنه ثلاثي، والله

أَعلم.

جبر

1 جَبَرَ, (S, Msb, K, &c.,) aor. ـُ (Msb,) inf. n. جَبْرٌ (S, A, Msb, K, &c.) and جُبُورٌ, (M, K,) which latter, accord. to MF, is an inf. n. of the intrans. verb only, but it has been heard as an inf. n. of the trans. verb also, (TA,) and جِبَارَةٌ, (Lh, K,) He set a bone; reduced it from a fractured state; (S, A, Msb, K, &c.;) as also ↓ جبّر, (A, IAmb, K,) inf. n. تَجْبِيرٌ; (TA;) and ↓ اجبر, (Ibn-Talhah, MF, TA,) but this is extremely strange, and not found in the lexicons of celebrity, (MF,) and not heard by AO; (TA;) [and ↓ اجتبر.] One says also, يَدَهُ ↓ جبّر, (A, IAmb,) or جَبَرَهَا, (Msb,) He (a bone-setter) set his arm, or reduced it from a fractured state: (A:) or put upon it the جَبِيرَة [or splints]. (Msb.) b2: Hence, (TA,) جَبَرَ, (AAF, M, K, &c.,) inf. n. جَبْرٌ (S, A, K) and جُبُورٌ [but respecting this latter see above] and جِبَارَةٌ; (K;) and ↓ جبّر, (K,) inf. n. تَجْبِيرٌ; (TA;) and ↓ اجبر; (Ibn-Talhah, MF, TA; [but respecting this form see above;]) and ↓ اجتبر; (K;) (tropical:) He restored a man from a state of poverty to wealth, or competence, or sufficiency: (AAF, S, A, K, &c.:) or he benefited a poor man; conferred a benefit, or benefits, upon him: (M, K:) but the former is the more appropriate explanation: (AAF, TA:) and this signification is tropical; (IDrst, MF, TA;) the poor man being likened to one who has a broken bone, and his restoration to wealth, or competence, being likened to the setting of the bone; wherefore he is called فَقِيرٌ, as though the vertebræ of his back were broken: (IDrst, TA:) in the A it is mentioned as proper, not tropical; but the author of the A afterwards mentions جَبَرْتُ فُلَانًا as tropical in the sense of نَعَشْتُهُ (tropical:) [I recovered such a one from his embarrassment, &c.; repaired his broken fortune, or his condition]. (TA.) One says also, جَبَرْتُ فَاقَةَ الرَّجُلِ (tropical:) [I repaired the broken fortune of the man;] I restored the man to wealth, or competence, or sufficiency. (A Heyth, TA.) And جَبَرْتُ اليَتِيمَ (assumed tropical:) [I put the affairs of the orphan into a right, or good, state: or] I gave to the orphan. (Msb.) And جَبَرَ (tropical:) He restored anything to a sound, right, or good, state. (IDrst, TA.) And جَبَرَهُ اللّٰهُ (assumed tropical:) [May God render him sound, and strong]: said in relation to a child. (S and K in art. زرع.) And جَبَرْتُ نِصَابَ الزَّكَاةِ بِكَذَا (assumed tropical:) I made the amount of the property equal to that which renders it incumbent on the possessor to pay the poor-rate, by [adding] such a thing: the name of that thing is جبران [app. ↓ جُبْرَانٌ]: and the person who does this is termed ↓ جَابِرٌ. (Msb.) A2: جَبَرَ also signifies He compelled, or constrained, another. (B.) You say, جَبَرَهُ عَلَى الأَمْرِ, (Lh, Az, Msb, K,) aor. ـُ inf. n. جَبْرٌ and جُبُورٌ, (Msb,) a chaste form of the verb, of the dial. of El-Hijáz, (Az, TA,) or of the Benoo-Temeem and of many of the people of El-Hijáz, (Msb,) or of Temeem alone; (Lh, TA;) [but said in the Mgh to be of weak authority;] and ↓ اجبرهُ; (Th, S, Msb, K, &c.;) both these forms of the verb mentioned by Az, Fr, A 'Obeyd, and others, (Msb,) but the latter is the form used by the generality of the Arabs, (Lh, TA,) and by the grammarians [in general]; (TA;) He compelled him, against his will, to do the thing: (Lh, Th, Az, S, Msb, K:) ↓ إِجْبَارٌ originally signifying the inciting, urging, or inducing, another to restore a thing to a sound, right, or good, state. (B.) And عَلَى الحُكْمِ ↓ اجبرهُ He (a judge) compelled him to submit to, or to perform, the sentence. (L.) A3: Also جَبَرَ, [aor. ـُ inf. n. جُبُورٌ (S, Msb, K) and جَبْرٌ, (Msb, K,) which latter, accord. to MF [and the Mgh], is an inf. n. of the trans. verb only, but it has been heard as an inf. n. of the intrans. verb also; (TA;) and ↓ انجبر, (T, S, K,) and ↓ اجتبر, (T, S,) and ↓ تجبّر; (K;) It (a bone) became set, or reduced from a fractured state. (T, S, Msb, K.) b2: And [hence,] the first of these verbs, with the same inf. ns.; (K;) and ↓ اجتبر, (S, * K,) and ↓ انجبر, and ↓ تجبّر, and ↓ استجبر; (K;) (tropical:) He (a poor man, K, and an orphan, TA) became restored from a state of poverty to wealth, or competence, or sufficiency: (S, * K:) or received a benefit, or benefits: (K:) ↓ اجتبر is syn. with انتعش (tropical:) [he recovered, or became recovered, from his embarrassment, &c.]. (A.) [And (assumed tropical:) It (anything) became restored to a sound, right, or good, state.] El-' Ajjáj has used جَبَرَ transitively and intransitively in the same sentence, saying, قَدْ جَبَرَ الدِّينَ الإِلَاهُ فَجَبَرْ [(assumed tropical:) God hath restored the religion to a sound, right, or good, state, and it hath become restored thereto]: (S:) or, accord. to some, the second verb is corroborative of the first; the meaning being, God hath desired, or purposed, to restore the religion, &c., and hath completed its restoration. (B.) 2 جَبَّرَ see 1, in three places.4 أَجْبَرَ see 1, in five places.

A2: اجبرهُ also signifies He imputed to him [the tenet of] الجَبْر; (S, * L, K; *) he called him a جَبَرِىّ: (L:) like as اكفرهُ signifies “ he imputed to him infidelity. ” (S.) 5 تجبّر: see 1, latter part, in two places. Also (tropical:) What had gone from him (a man) returned to him: (K:) or some of his property that had gone from him returned to him. (T, TA.) (assumed tropical:) He (a sick man) became in a good state. (K.) (assumed tropical:) It (a plant, TA, and a tree, K) became green, and put forth leaves (K, TA) and fresh green twigs, when dry: produced fresh shoots in its dry parts: (TA:) it (herbage) became somewhat restored to a good state after having been eaten: (K, * TA:) or grew after having been eaten. (S.) b2: He (a man, S) magnified himself; behaved proudly, haughtily, or insolently. (S, A, K.) A2: (assumed tropical:) He (a man) obtained wealth, or property: (K:) but Lh explains it as meaning, intransitively, he obtained wealth, or property. (TA.) 7 إِنْجَبَرَ see 1, latter part, in two places.8 إِجْتَبَرَ see 1, in five places. You say also, أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ لَا يَجْتَبِرُهَا [(assumed tropical:) A calamity befell him from which he will not recover]; i. e. مِنْهَا ↓ لَا مَجْبَرَ [(assumed tropical:) there is no recovering from it]. (TA.) 10 إِسْتَجْبَرَ see 1, latter part.

A2: استجبرهُ (tropical:) He exerted himself much, or exceedingly, or to the utmost, in paying frequent attention to him, taking care of him, or putting his affairs into a right, or proper, state. (A.) جَبْرٌ, in computation, (assumed tropical:) The addition of something for the purpose of reparation. (TA.) [Hence, الجَبْرُ (assumed tropical:) Algebra; more commonly called الجَبْرُ وَالمُقَابَلَةُ perfective addition and compensative subtraction; or restoration and compensation; because of the frequency of these operations in the reduction of equations.]

A2: The contr. of قَدَرٌ: (S, Msb, K:) it is the assertion that God compels his servants, or mankind, to commit acts of disobedience; (Msb;) the virtual denial that actions proceed from man, and attributing them to God; the sect that hold the tenet thus termed asserting that man, with respect to his actions, is like the feather suspended in the air; whereas قَدَرٌ signifies the “ virtual attributing of optional, or voluntary, actions to man; asserting that man creates his own optional, or voluntary, actions: ” (IbrD:) A 'Obeyd says that it is a post-classical term. (S.) A3: A king; (AA, T, M, K;) of uncertain derivation: (M:) and a slave, or servant: (A 'Obeyd, Kr, K, &c.:) thus bearing two contr. significations: (K:) and a man: (AA, A 'Obeyd, K, &c.:) [see جَبْرَئِيلُ:] and a young man: and [a] courageous [man]. (K.) A4: [Also, app., Aloes-wood: الجَبْرُ is explained in the K as signifying العُودُ, which means wood in general, as well as aloes-wood in particular; and to this is added in the TA, الذى يُجْبَرُ بِهِ, as though the meaning were the wood with which one sets bones; but I think that يُجْبَرُ is a mistranscription for يُجَمَّرُ; and that the meaning is aloes-wood with which one fumigates.]

جَبَرِىٌّ or جَبْرِىٌّ: see جَبَرِيَّةٌ.

جَبَرُوَّةٌ and جَبْرُوَّةٌ and جَبَرُوتٌ &c.: see what next follows.

جَبَرِيَّةٌ (S, K) and جَبْرِيَّةٌ and جِبْرِيَّةٌ and جِبِرِيَّةٌ and ↓ جِبْرِيَآءُ (K) and ↓ جَبَرِيَّآءُ (Aboo-Nasr, TA) and ↓ جَبَرُوَّةٌ (S, K) and ↓ جَبْرُوَّةٌ (K) and ↓ جَبَرُوتٌ (S, Msb, K, one of the forms most known, of the measure فَعَلُوتٌ, like مَلَكُوتٌ and رَهَبُوتٌ and رَغَبُوتٌ and رَحَمُوتٌ, said to be the only other words of this measure, though, as MF says, this requires consideration, TA) and ↓ جُبْرُوتٌ (K) and ↓ جَبْرَؤُوتٌ (Et-Tedmuree, TA) and ↓ جَبَرُوتَى (K, like رَحَمُوتَى, [&c.], TA) and ↓ جَبُّورَةٌ (S, K) and ↓ جَبُّورٌ (Lh, Kr) and ↓ جُبُّورٌ (Lh, TA) and ↓ جُبُورَةٌ and ↓ تَجْبَارٌ, (K,) all inf. ns., (TA,) [or simple substs.,] meaning The quality denoted by the epithet جَبَّارٌ; (K;) i. e. self-magnification, pride, haughtiness, or insolence; or proud, haughty, or insolent, behaviour; (S, Msb, K;) &c. (K, TA.) Hence, مَا كَانَتْ نُبُوَّةٌ إِلَّا تَنَاسَخَهَا مُلْكٌ جَبَرِيَّةً [There has been no prophetic office but a kingly office has succeeded in its place through some one's selfmagnification, pride, haughtiness, or insolence]; i. e., but kings have magnified themselves, or behaved proudly or haughtily or insolently, after it. (A, TA.) A2: الجَبَرِيَّةُ (S, K) and الجَبْرِيَّةُ, (Th, Msb,) or the latter is a mispronunciation, or is the correct form, (K,) and the former is so pronounced in order to assimilate it to القَدَرِيَّةُ; (Msb, K; *) the latter is the pronunciation of the scholastic theologians of the persuasion of EshSháfi'ee (El-Háfidh in the “ Tabseer,” B) in old times, but the term used in the conventional language of the modern scholastic theologians is ↓ المُجْبَرَةُ; (B;) and الجبريّة, also, is a postclassical term; (TA;) The contr. of القَدَرِيَّةُ; (S, K;) the sect who hold the tenet termed جَبْرٌ [q. v.]; (Msb;) a sect of those who follow their own natural desires, whose founder was El-Hoseyn Ibn-Mohammad En-Nejjár El-Basree, who assert that man has no power; that [what are termed] voluntary motions are of the same predicament as a tremour; though this does not oblige them to deny the imposition of duties; (Lb, TA;) a sect who assert that God compels his servants, or mankind, to commit sins: (AHeyth, TA:) n. un. ↓ جَبَرِىٌّ or جَبْرِىٌّ. (Msb.) جَبْرَالُ and جِبْرَالُ: see جَبْرَئِيلُ.

جُبْرَانٌ: see 1.

جِبْرِيلُ and جَبْرِيلُ &c: see جَبْرَئِيلُ.

جِبْرِينُ and جَبْرِينُ: see جَبْرَئِيلُ.

جِبْرِيَآءُ and جَبَرِيَّآءُ: see جَبَرِيَّةٌ.

جَبْرَئِيلُ, (S, Msb, K, &c.,) imperfectly decl., because having the quality of a proper name and that of a foreign word, or being a compound regarded as forming a single word, as some say, (TA,) originally Syriac, or Hebrew, [?,] (Esh-Shiháb [El-Khafájee],) A proper name of an angel; (TA;) [Gabriel: and also, of a man:] signifying the servant of God: (A 'Obeyd, S, Msb, K, TA:) or (rather, TA) the man of God: (A 'Obeyd, TA:) being said to be composed of جَبْرٌ, (S, Msb, TA,) signifying “ servant,” or “ slave,” (Msb, TA,) or rather “ man,” (TA,) and إِيلٌ, (S, Msb, TA,) signifying “ God: ” (Msb, TA:) or both together signify the servant of the Compassionate: or the servant of the Mighty, or Glorious: (TA:) this form of the word is of the dialects of Keys and Temeem: (TA:) and there are other dial. vars.; namely, ↓ جَبْرَيِيلُ, without ء , and ↓ جَبْرَائِيلُ , (S, K,) and ↓ جَبْرَايِيلُ , and ↓ جَبْرَئِلُ , and ↓ جَبْرَائِيلُ , (K,) and ↓ جَبْرَايِيلُ , (Es-Suyootee, TA,) and ↓ جَبْرَائِلُ , (K,) and ↓ جَبْرَايِلُ , (Es-Suyootee, TA,) and ↓ جِبْرِيلُ, (S, Msb, K, which is the form most known and most chaste, and is of the dial. of El-Hijáz, TA,) and ↓ جَبْرِيلُ, (Msb, K, reckoned of weak authority by Fr, because the measure فَعِّيل [or فَعْلِيل] does not exist in the language, for as to سَمْوِيل, mentioned by Esh-Shiháb as against the objection of Fr, it is of the measure فَعْوِيل, MF, TA,) and ↓ جَبْرَيْلُ, and ↓ جَبْرَالُ, and ↓ جِبْرَالُ, (K,) and ↓ جِبْرِينُ, and ↓ جَبْرِينُ, (S, K,) and ↓ جَبْرَائِينُ. (Es-Suyootee, MF.) جَبْرَيِيلُ: see جَبْرَئِيلُ.

جَبْرَائِلُ and جَبْرَايِلُ: see جَبْرَئِيلُ.

جَبْرَائِيلُ and جَبْرَايِيلُ: see جَبْرَئِيلُ.

جَبْرَائِينَ: see جَبْرَئِيلُ.

جُبَارٌ A thing of which no account, or for which no revenge or retaliation or mulct, is taken. (S, A, Msb, K, TA.) You say, ذَهَبَ دَمَهُ جُبَارًا His blood went unrevenged, unretaliated, or unexpiated by a mulct. (S, A.) And جُرْحٌ جُبَارٌ A wound for which is no retaliation, nor any expiatory mulct. (A, TA.) And حَرْبٌ جُبَارٌ A war in which is no retaliation, (K, TA,) nor any expiatory mulct. (TA.) And المَعْدِنُ جُبَارٌ [The mine is a thing for which no mulct is exacted]: i. e., if the mine fall in upon him who is working in it, and he perish, his hirer is not to be punished for it. (S and Msb from a trad.) And البِئْرُ جُبَارٌ [The well is a thing for which no mulct is exacted]: i. e., if a man fall into an ancient well, and perish, his blood is not to be expiated by a mulct: (TA:) or, as some say, it relates to a hired man's descending into a well to cleanse it, or to take forth something from it, if he fall into it and die. (TA in art. بأر.) And جُرحُ العَجُمَآءِ جُبَارٌ The wound of the speechless beast, if it get loose and wound a man or other thing while loose, is a thing for which no retaliation or expiatory mulct is exacted. (T, A, * Msb. *) b2: Clear, or quit, of a thing: so in the saying, أَنَا مِنْهُ خَلَاوَةٌ وُجُبَارٌ [I am clear, or quit, of it]. (K. [See also فَالِجٌ.]) A2: A torrent. (K.) b2: Anything that corrupts, or mars, and destroys; (so accord. to some copies of the K, and the TA;) as the torrent, &c.: (TA:) or anything that is corrupted, or marred, and destroyed. (So accord. to other copies of the K.) A3: Tuesday; (S, K;) an ancient name thereof, (S,) used in the Time of Ignorance; (TA;) as also ↓ جِبَارٌ. (K.) جِبَارٌ: see what next precedes.

جِبَارَةٌ and ↓ جَبِيرَةٌ Splints; pieces of wood with which bones are set, or reduced from a fractured state: (S, K:) or bones which are put upon a diseased part of the person, to reduce it to a sound state: pl. جَبَائِرُ. (Msb.) b2: Also, both words, A wide bracelet; syn. يَارَقٌ: (S, K:) a bracelet (سِوَار) of gold or silver: pl. جَبَائِرَةٌ [or جَبَائِرُ, as above?]. (A 'Obeyd, TA.) جُبُورَةٌ: see جَبَرِيَّةٌ.

جَبِيرَةٌ: see جِبَارَةٌ.

جَبَّارٌ One who magnifies himself, or behaves proudly or haughtily or insolently, and does not hold any one to have any claim upon him, or to deserve anything of him: (K:) one who slays when in anger: (S, A:) one who slays unjustly: (K:) imperious, or domineering, by absolute force and power; overbearing; tyrannical; a tyrant: (TA:) any one who exalts himself, or is insolent and audacious, in pride and in acts of rebellion or disobedience; who is bold, or audacious, and immoderate, inordinate, or exorbitant; or excessively, immoderately, or inordinately, proud, or corrupt, or unbelieving, or disobedient, or rebel-lious; or who exalts himself and is inordinate in infidelity; or who is extravagant in acts of disobedience and in wrongdoing; or who is refractory, or averse from obedience; (K, * TA;) as also ↓ جِبِّيرٌ: (K:) or this latter signifies one who magnifies himself much, or behaves very proudly or haughtily or insolently: (S:) and the former, one who proudly, haughtily, or insolently, disdains the service of God: (Lh, TA:) fem. with ة: pl. masc. جَبَّارُونَ and جَبَابِرَةٌ. (A, TA.) b2: الجَبَّارٌ [A name of] God; so called because of his magnifying Himself [above every other being], (K,) and his highness: (TA:) meaning the Compeller of his creatures to do whatsoever He willeth: (Bd and Jel in lix. 23:) or the Compeller of his creatures to obey the commands and prohibitions which He pleaseth to impose upon them: (Msb, TA:) accord. to Fr, from أَجْبَرَ, and the only instance known to him of an epithet of the measure فَعَّالٌ from a verb of the measure أَفْعَلَ except دَرَّاكٌ [q. v.] from أَدْرَكَ: (Az, TA:) or, accord. to Fr, from جَبَرَ as syn. with أَجْبَرَ: (Msb:) it is also explained as meaning the Supreme; the High above his creatures: (Az, TA:) or the Unattainable; and hence applied to the palm-tree [of which the branches cannot be reached by the hand]: (IAmb, TA:) or it may signify (tropical:) the Restorer of the poor to wealth or competence or sufficiency. (Az, TA.) [God is also called] جَبَّارُ القُلُوبِ عَلَى فِطَرَاتِهَا (assumed tropical:) The Establisher of hearts according to their natural constitutions which He hath given them in the mothers' wombs, disposing them to know Him and to confess Him, both the unfortunate of them and the fortunate. (TA from a trad. of 'Alee.) b3: Also (tropical:) A name of الجَوْزَآءُ [the constel-lation Orion]; (A, K;) because it is [represented] in the form of a crowned king upon a throne. (A.) b4: ذِرَاعُ الجَبَّارِ (assumed tropical:) The cubit of the king: (A, TA:) or the long cubit: or, as KT thinks, by الجبّار is here meant a certain foreign king whose fore arm was of full length. (TA.) b5: قَلْبٌ جَبَّارٌ (tropical:) A heart that receives not admonition: (A:) or that admits not compassion. (K.) b6: جَبَّارٌ, (Seer, K,) without ة, (Seer, TA,) applied to a palm-tree (نَخْلَةٌ), signifies (tropical:) Tall and young; (Seer, K, TA;) as also ↓ جُبَّارٌ: (K:) or is applied to palmtrees collectively (نَخْلٌ), and signifies tall, and above the reach of the hand; (T, S;) and the epithet applied to a single palm-tree is with ة; (S, A;) in this sense; meaning less than سَحُوقٌ: (A:) or, with ة, it signifies a young palm-tree, that has attained its utmost height and has borne fruit: (M:) or that has been ascended [for the purpose of cutting off its fruit], and retains its excellence, surpassing therein other palm-trees. (AHn, TA.) b7: Also, hence, as Az thinks, (TA,) (tropical:) Huge, tall, and strong; a giant. (T, A, * K.) b8: And, with ة, (S, A,) and also without ة, (A,) applied to a she-camel, (tropical:) Great (S, A) and fat. (S.) جُبَّارٌ: see جَبَّارٌ.

جَبُّورٌ and جُبُّورٌ: see جَبَرِيَّةٌ.

جِبِّيرٌ: see جَبَّارٌ.

جَبُّورَةٌ: see جَبَرِيَّةٌ.

جَابِرٌ, (S,) and جَابِرُ بْنُ حَبَّةَ, (S, A, K,) names of (tropical:) Bread; (S, A, K;) and أَبُو جَابِرٍ is a surname thereof; (S, K;) and so أُمُّ جَابِرٍ: which last also signifies the ear of corn: (T in art. ام:) and i. q. الهَرِيسَةُ [grain, or wheat, bruised, or brayed, and then cooked]. (Har p. 227.) b2: فُلَانٌ جَابِرٌ لِى i. q. ↓ مُسْتَجْبِرٌ (tropical:) [Such a one exerts himself much, or exceedingly, or to the utmost, in paying frequent attention to me, taking care of me, or putting my affairs into a right, or proper, state]. (A.) b3: See also 1.

تَجْبَارٌ: see جَبَرِيَّةٌ.

مَجْبَرٌ [an inf. n. of 1]: see 8.

المُجْبَرَةُ: see جَبَرِيَّةٌ.

مُجَبِّرٌ One who sets bones, or reduces them from a fractured state; a bone-setter. (S, A, K.) مَجْبُورَةٌ A woman possessed by a jinnee, or genie; syn. مَجْنُونَةٌ; but this is held to be of weak authority. (Mgh.) المُتَجَبِّرُ The lion. (K.) مُسْتَجْبِرٌ: see جَابِرٌ.
(جبر) - قَولُه تَعالَى: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ} .
قال الجَبّان: أَصْلُ جَبْرَئِيل كَفْرئِيل ومَعْناه: عَبدُ اللهِ القادِر، وليس بعربي الأَصْل. وقيل: مَعْناه: رَجل الله. - ومنه حدِيث خَسْفِ جَيْشِ البَيْداء: "فِيهِم المُسْتَبْصِرُ، والمَجْبُور، وابنُ السَّبيل"
وهذا من جَبَرت، لا من أَجْبَرْت.
ج ب ر

جبر المجبر يده فجبرت. قال العجاج:

قد جبر الدين إلا له فجبر

ومسح على الجبائر، وليس الجبائر، وهي الأسورة، وقيل الدماليج، والواحدة فيهما جبارة وجبيرة. وذهب دمه جبارا، و" جرح العجماء جبار " وهو جبار من الجبابرة، وقد تجبر، وويل لجبار الأرض من جبار السماء. وفيه جبرية، وقوم جبرية، وفيهم جبرية. وهو كذا ذراعاً بذراع الجبّار أي بذراع الملك.

وفي الحديث: " دعوها فإنها جبارة " وما كانت نبوة إلا تناسخها ملك جبرية أي إلا تجبر الملوك بعدها.

ومن المجاز: نخلة جبارة: طويلة تفوت اليد، وهي دون السحوق. وناقة جبار: عظيمة، بغير تاء. وقد فسر قوله تعالى: " قوماً جبارين " بعظام الأجرام. وقلب جبار: لا يقبل موعظة وطلع الجبار أي الجوزاء لأنها في صورة ملك متوج على كرسي. وقلبي إلى جابر بن حبة وهو الخبز. قال:

فلا تلوميني ولومي جابراً ... فجابر كلفني الهواجرا

وجبر الله يتمه، وجبرت الفقير: أغنيته، شبه فقره بانكسار عظمه. وفي الدعاء: اللهم اجبرنا. وجبرت فلاناً فاجتبر أي نعشته فانتعش. قال:

من عال منا بعدها فلا اجتبر

واستجبرته إذا بالغت في تعهده، وفلان جابر لي مستجبر. وقال الراعي:

أعبد بن حار للدموع البوادر ... وللجد أمسى عظمه في الجبائر

أي عثر فتكسر حتى احتاج إلى المجبر، وهو من المجاز الحسن.

جهد

ج هـ د :(الْجَهْدُ) بِفَتْحِ الْجِيمِ وَضَمِّهَا الطَّاقَةُ وَقُرِئَ بِهِمَا قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ} [التوبة: 79] وَالْجَهْدُ بِالْفَتْحِ الْمَشَقَّةُ يُقَالُ: (جَهَدَ) دَابَّتَهُ وَ (أَجْهَدَهَا) إِذَا حَمَلَ عَلَيْهَا فِي السَّيْرِ فَوْقَ طَاقَتِهَا وَ (جَهَدَ) الرَّجُلُ فِي كَذَا أَيْ جَدَّ فِيهِ وَبَالَغَ وَبَابُهُمَا قَطَعَ. وَ (جُهِدَ) الرَّجُلُ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ فَهُوَ (مَجْهُودٌ) مِنَ الْمَشَقَّةِ. وَ (جَاهَدَ) فِي سَبِيلِ اللَّهِ (مُجَاهَدَةً) وَ (جِهَادًا) وَ (الِاجْتِهَادُ) وَ (التَّجَاهُدُ) بَذْلُ الْوُسْعِ وَ (الْمَجْهُودِ) . 
(جهد) - في الحَدِيثِ "إذا جَلَس بين شُعَبِها الأَرْبع، ثم جَهَدها، وجَبَ الغُسلُ" .
قال صاحب التَّتِمَّة: أي حَفَزَها ودَفَعها. وقيل: أَرادَ التقاءَ الخِتَانَيْن.
وقال ابنُ الأَعرابي: الجَهْد: من أَسماءِ النِّكاح.
(ج هـ د) : (جَهَدَهُ) حَمَّلَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ مِنْ بَابِ مَنَعَ (وَمِنْهُ) قَوْلُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فِي الْمُؤَذِّنِ يُجْهِدُ نَفْسَهُ وَقَوْلُ سَعْدٍ أَوْ رَجُلٌ يُجْهِدُ أَنْ يَحْمِلَ سِلَاحَهُ مِنْ الضَّعْفِ عَلَى حَذْفِ الْمَفْعُولِ وَتَقْدِيرهُ يُجْهِدُ نَفْسَهُ أَيْ يُكَلِّفُهَا مَشَقَّةً فِي حَمْلِ السِّلَاحِ وَأَجْهَدَ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ وَالْجَهْدُ وَالْجُهُودُ الْمَشَقَّةُ وَرَجُلٌ مَجْهُودٌ ذُو جَهْدٍ وَاجْتَهَدَ رَأْيَهُ وَالْجِهَادُ مَصْدَرُ جَاهَدْتُ الْعَدُوَّ إذَا قَابَلْتُهُ فِي تَحَمُّلِ الْجَهْدِ أَوْ بَذَلَ كُلٌّ مِنْكُمَا جُهْدَهُ أَيْ طَاقَتَهُ فِي دَفْعِ صَاحِبِهِ ثُمَّ غَلَبَ فِي الْإِسْلَامِ عَلَى قِتَالِ الْكُفَّارِ وَنَحْوِهِ.
جهد: {جُهدهم}: وسعهم وطاقتهم. {جَهْد}: مشقة.
(جهد)
جهدا جد وَيُقَال جهد فِي الْأَمر وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وأقسموا بِاللَّه جهد أَيْمَانهم} وَطلب حَتَّى وصل إِلَى الْغَايَة وَبلغ الْمَشَقَّة وبفلان امتحنه وَفُلَانًا بلغ مشقته وألح عَلَيْهِ فِي السُّؤَال وَالدَّابَّة حمل عَلَيْهَا فِي السّير فَوق طاقتها وَالْمَرَض أَو التَّعَب أَو الْحبّ فلَانا هزله وَاللَّبن مزجه بِالْمَاءِ وَأخرج زبده كُله وَالطَّعَام اشتهاه وَأكْثر من أكله والماشية المرعى أكثرت الْأكل مِنْهُ فَهُوَ جَاهد وَالْمَفْعُول مجهود وجهيد وَالْمَال فرقه جَمِيعًا هَهُنَا وَهَهُنَا

(جهد) النَّاس أجدبوا فهم مجهودون

(جهد) الْعَيْش جهدا ضَاقَ وَاشْتَدَّ فَهُوَ جهد

جهد


جَهَدَ(n. ac. جَهْد)
a. [Fī], Strove, laboured, toiled hard; did his utmost at.
b. [Bi & 'An], Tried, tested, examined respecting.
c. Distressed, harassed, exhausted.
d. Desired, longed for.

جَاْهَدَa. Strove, fought against; waged war against.

أَجْهَدَa. Made to strive, labour hard; urged on; distressed;
importuned.
b. Strove hard, laboured, toiled.
c. Wasted, dissipated.
d. Desired, longed for.
e. Appeared, came in sight, presented itself.

تَجَاْهَدَإِجْتَهَدَa. see I (a)
إِسْتَجْهَدَ
a. [Fī], Meditated upon, pondered.
جَهْد جُهْد
Effort, exertion.
b. Power, ability; vigour, energy.
c. Weariness; distress; pain.

جَاْهِد
(pl.
أَجْهَاْد)
a. Toiling, labouring, striving.
b. Painful, laborious, toilsome.

جَهَاْد
(pl.
جُهُد)
a. Hard, sterile land.
b. The open country.

جِهَاْدa. Fight, strife.
b. Holy War, Jihād .

جِهَاْدِيّa. Belonging or relating to the Jihad.

N. P.
جَهڤدَa. Overwrought, exhausted.
b. Zeal; efforts, pains, one's utmost.

N. Ag.
إِجْتَهَدَa. Diligent, assiduous, painstaking.

مُجَاهَدَة
a. see 23
جهد
الجَهْدُ: ما جَهَدَ الإنسان من مَرَضٍ أو أمْرٍ شاقٍّ. وهو مَجْهُوْدٌ. والجُهْدُ لُغَةٌ. جَهَدْتُ نَفْسي وأجْهَدْتُها، ويقولون: لأَبْلُغَنَّ جَهْدَايَ في الأمْرِ وجُهَيْدايَ. وجُهَاداكَ أنْ تَفْعَلَ ذاكَ: أي قُصَارَاكَ. والجَهْدُ: شَيْءٌ قَليلٌ يَعِيْشُ به الرَّجُلُ المُقِلُّ. وكُلُّ مَنْ بالَغَ في شَيْءٍ فقد جَهَدَ واجْتَهَدَ، وأجْهَدْتُه: حَمَلْتَه على ذاك. وجاهَدْتُ العَدُوَّ مُجَاهَدَةً وجِهَاداً: قاتَلْتَهُم. والإجْهَادُ: الإشْرَافُ والظُّهُوْرُ: أَجْهَدْنا: أصْحَرْنا وبَرَزْنا. والمَجْهُوْدُ: المُشْتَهى من الطَّعام واللَّبَنِ، والجاهِدُ: الشَّهْوَانُ، وجَمْعُه أجْهَاد.
والمُجْهِدُ: الغَضْبَان. وأجْهَدَ الشَّيْءُ: تَكَشَّفَ. والجَهَادُ: الأرْضُ الصُّلْبَةُ. وقيل: المُسْتَوِيَةُ المَلْسَاءُ ليس بها أكَمَةٌ. وأجْهَدَ القَوْمُ: أَخَذوا في الأرضِ الجَهَادِ. وكَلأَ جَهِيْدٌ وأرْضٌ جَهِيْدَةٌ: إذا كانتْ تَجْهَدُهما الماشِيَةُ بالرَّعْيِ. وأتاني بجُهْدٍ له: أي لَبَنٍ مَمْزُوْجٍ، وكلُّ شَيْءٍ مَزَجْتَه فقد جَهَدْتَه. وانَّه لَمُجْهَدٌ بكَ: أي مُخْتَلِطٌ.
جهد
الجَهْدُ والجُهْد: الطاقة والمشقة، وقيل:
الجَهْد بالفتح: المشقة، والجُهْد: الوسع.
وقيل: الجهد للإنسان، وقال تعالى: وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ [التوبة/ 79] ، وقال تعالى: وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ [النور/ 53] ، أي: حلفوا واجتهدوا في الحلف أن يأتوا به على أبلغ ما في وسعهم. والاجتهاد: أخذ النفس ببذل الطاقة وتحمّل المشقة، يقال:
جَهَدْتُ رأيي وأَجْهَدْتُهُ: أتعبته بالفكر، والجِهادُ والمجاهدة: استفراغ الوسع في مدافعة العدو، والجِهَاد ثلاثة أضرب:
- مجاهدة العدو الظاهر. - ومجاهدة الشيطان.
- ومجاهدة النفس.
وتدخل ثلاثتها في قوله تعالى: وَجاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ [الحج/ 78] ، وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ [التوبة/ 41] ، إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ [الأنفال/ 72] ، وقال صلّى الله عليه وسلم: «جاهدوا أهواءكم كما تجاهدون أعداءكم» . والمجاهدة تكون باليد واللسان، قال صلّى الله عليه وسلم «جاهدوا الكفار بأيديكم وألسنتكم» .
ج هـ د : الْجُهْدُ بِالضَّمِّ فِي الْحِجَازِ وَبِالْفَتْحِ فِي غَيْرِهِمْ الْوُسْعُ وَالطَّاقَةُ وَقِيلَ الْمَضْمُومُ الطَّاقَةُ وَالْمَفْتُوحُ الْمَشَقَّةُ وَالْجَهْدُ بِالْفَتْحِ لَا غَيْرُ النِّهَايَةُ وَالْغَايَةُ وَهُوَ مَصْدَرٌ مَنْ جَهَدَ فِي الْأَمْرِ جَهْدًا مِنْ بَابِ نَفَعَ إذَا طَلَبَ حَتَّى بَلَغَ غَايَتَهُ فِي الطَّلَبِ وَجَهَدَهُ الْأَمْرُ وَالْمَرَضُ جَهْدًا أَيْضًا إذَا بَلَغَ مِنْهُ الْمَشَقَّةَ وَمِنْهُ جَهْدُ الْبَلَاءِ وَيُقَالُ جَهَدْتُ فُلَانًا جَهْدًا إذَا بَلَغْتَ مَشَقَّتَهُ.

وَجَهَدْتُ الدَّابَّةَ وَأَجْهَدْتُهَا حَمَلْتُ عَلَيْهَا فِي السَّيْرِ فَوْقَ طَاقَتهَا.

وَجَهَدْتُ اللَّبَنَ جَهْدًا مَزَجْتُهُ بِالْمَاءِ وَمَخَضْتُهُ حَتَّى اسْتَخْرَجْتُ زُبْدَهُ فَصَارَ حُلْوًا لَذِيذًا قَالَ الشَّاعِرُ
مِنْ نَاصِعِ اللَّوْنِ حُلْوِ الطَّعْمِ مَجْهُودٍ
وَصَفَ إبِلَهُ بِغَزَارَةِ لَبَنِهَا وَالْمَعْنَى أَنَّهُ مُشْتَهًى لَا يُمَلُّ مِنْ شُرْبِهِ لِحَلَاوَتِهِ وَطِيبِهِ وَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «إذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا وَجَهَدَهَا» مَأْخُوذٌ مِنْ هَذَا شَبَّهَ لَذَّةَ الْجِمَاعِ بِلَذَّةِ اللَّبَنِ الْحُلْوِ كَمَا شَبَّهَهُ بِذَوْقِ الْعَسَلِ بِقَوْلِهِ حَتَّى تَذُوقِي عُسَيْلَتَهُ وَيَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ.

وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ جِهَادًا وَاجْتَهَدَ فِي الْأَمْرِ بَذَلَ وُسْعَهُ وَطَاقَتَهُ فِي طَلَبِهِ لِيَبْلُغَ مَجْهُودَهُ وَيَصِلَ إلَى نِهَايَتِهِ. 
(ج هـ د)

الجَهْدُ والجُهْدُ: الطَّاقَة، وَقيل: الجَهْدُ: الْمَشَقَّة، والجُهدُ: الطَّاقَة، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: طلبته جُهْدَك، أضافوا الْمصدر وَإِن كَانَ فِي مَوضِع الْحَال، كَمَا ادخُلُوا فِيهِ الْألف وَاللَّام حِين قَالُوا: أرسلها العراك، قَالَ: وَلَيْسَ كل مصدر يُضَاف، كَمَا انه لَيْسَ كل مصدر تدخله الْألف وَاللَّام.

وجَهِد يَجهَد جَهدا، واجتهد، كِلَاهُمَا جَدَّ. وجَهَد دَابَّته جَهْدا وأجهَدها: بلغ جَهدَها قَالَ الْأَعْشَى:

فَجالتْ وجالَ لَهَا أربَعٌ ... جَهَدنَ لَهَا مَعَ إجهادِها

وجَهْدٌ جاهِدٌ، يُرِيدُونَ الْمُبَالغَة، كَمَا قَالُوا: شعر شَاعِر، وليل لائل، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَتقول: جهد رَأْيِي أَنَّك ذَاهِب، تجْعَل جهد ظرفا وترفع أَن بِهِ، على مَا ذَهَبُوا إِلَيْهِ فِي قَوْلهم: حَقًا انك ذَاهِب.

وجُهِدَ الرجل: بلغ جُهده، وَقيل: غم، وَفِي خبر قيس بن ذريح انه لما طلق لبنى اشْتَدَّ عَلَيْهِ وجُهِدَ وضَمِنَ.

وجَهَدَ بِالرجلِ: امنحنه عَن الْخَبَر وَغَيره.

والجَهَاد الأَرْض المستوية، وَقيل: الغليظة، ويوصف بِهِ، فَيُقَال: أَرض جِهَاد، وَقَول الطرماح:

ذاكَ أم حَقْباءُ بَيُدانةٌ ... غَرْبَةُ الْعين جَهادُ السَّنام

جعل الجَهادَ صفة للأتان فِي اللَّفْظ، وَإِنَّمَا هُوَ فِي الْحَقِيقَة للْأَرْض، أَلا ترى انه لَو قَالَ: غربَة الْعين جَهادٌ، لم يجز، لِأَن الأتان لَا تكون أَرضًا صلبة وَلَا غَلِيظَة.

وأجْهَدَتْ لَك الأَرْض: برزت.

وَفُلَان مُجهِدٌ لَك: محتاط، قَالَ:

نازعتُها بالهَيْنُمان وغرَّها ... قيلي وَمن لكِ بالنصيح المُجْهِدِ

وجَهَدَه الْمَرَض والتعب وَالْحب يَجْهَدُه جَهْدا: هزله.

وأجهَد الشيب: كثر وأسرع، قَالَ عدي ابْن زيد:

لَا تُؤاتيك أَن صحَوتَ وَأَن أجْ ... هَدَ فِي العرِضَينِ مِنْك القَتِيرُ

والجُهدُ: الشَّيْء الْقَلِيل يعِيش بِهِ الْمقل، وَفِي التَّنْزِيل: (والَّذين لَا يَجِدونَ إِلَّا جُهْدَهُم) . والمجهودُ: المشتهى من الطَّعَام وَاللَّبن، قَالَ الشماخ:

تُضْحِى وَقد ضَمِنَتْ ضَرَّاتُها غُرَقا ... مِن ناصعِ اللونِ حُلوِ الطعمِ مَجهودِ

وَمن رَوَاهُ " حُلْو غير مجهود " فَمَعْنَاه: غير قَلِيل يُجهَدُ حلبه، أَو تُجهَد النَّاقة عِنْد حلبه.

وأجهدوا علينا فِي الْعَدَاوَة: جدوا.

وجاهدَ الْعَدو مُجاهدةً وجِهادا: قَاتله.

وَبَنُو جُهادةَ: حَيّ.
[جهد] نه فيه: لا هجرة بعد الفتح ولكن "جهاد" ونية، الجهاد محاربة الكفار وهو المبالغة واستفراغ ما في الوسع والطاقة من قول أو فعل، يقال: جهد الرجل
جهـد
جهَدَ يَجهَد، جَهْدًا، فهو جاهد، والمفعول مجهود (للمتعدِّي)
• جهَد الشَّخْصُ:
1 - جَدّ وبذل غاية وسعه "جهَد لينجح" ° لم يَأْلُ جَهْدًا: لم يُقصِّر.
2 - سعى حتَّى وصل إلى الغاية "سعَى جهدَه لمساعدة والديه".
3 - بلغ المشقَّة "عمل حتى جَهَد".
• جهَد خادمَه: حمّله فوق طاقته، أتعبه "جهده المرضُ/ الحبُّ". 

أجهدَ يُجهد، إجهادًا، فهو مُجْهِد، والمفعول مُجْهَد (للمتعدِّي)
• أجهد الشَّخصُ: وقع في الجهَد والمشقّة "ظلّ يعمل حتى أصابه الإجهاد".
• أجهد الشَّخصَ: أتعبه، جهَده، حمّله فوق طاقته "أجهد العمَّالَ/ دابّتَهُ" ° أجهد بدنه في العمل: أرهقه وأعياه- أجهد نفسَه في الأمر/ أجهد فِكْرَه في الأمر: بذل غاية جهده، جدَّ ولم يقصّر- حالة إجهاد: حالة تنتج عن إرهاق يتجاوز حدّ الاحتمال.
• أجهد العدُوَّ: حاول إنهاكه في صراع طويل. 

اجتهدَ/ اجتهدَ في يجتهد، اجتهادًا، فهو مُجتهِد، والمفعول مُجتهَد فيه
 • اجتهد فلانٌ/ اجتهد في الأمر:
1 - بذل مافي وسعه، لم يقعد عن السعي "اجتهد في دراستِه".
2 - (فق) جاء بحكم شرعيّ أو تأويل "اجتهد أصحاب المذاهب في تفسير الآيات وتأويلها". 

جاهدَ/ جاهدَ في يجاهد، مُجاهَدةً وجِهادًا، فهو مُجاهِد، والمفعول مُجاهَد (للمتعدِّي)
• جاهد الشَّخصُ/ جاهدَه الشَّخصُ: سعى وحاول بجِدّ، بذل وسعه "جاهد لنشر المعرفة- {وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا} ".
• جاهدَ العدُوَّ: قاتله وكافحه " {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ} ".
• جاهد في سبيل الله: جاد بنفسه " {يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لاَئِمٍ} " ° مجاهدةُ النفس: جهاد روحيّ للنفس بفطامِها عن الشهوات والرِّضا بمشيئة الله. 

إجهاد [مفرد]:
1 - مصدر أجهدَ.
2 - (طب) إرهاق جسديّ، حالة مزعجة ذهنيًّا أو عاطفيًّا تحدث استجابة لتأثيرات خارجيّة معاكسة، تتّسم عادة بتسارع معدّل سرعة ضَرَبات القلب وارتفاع في ضغط الدَّم وشدّ عضليّ وهبوط في الدورة الدمويّة. 

اجتهاد [مفرد]:
1 - مصدر اجتهدَ/ اجتهدَ في.
2 - (فق) حكم أو تفسير شرعيّ يقوم به فقيه عالم، استنباط الأحكام العامّة من الأدلة الشرعيّة "كانت اجتهاداته مَثار جدل بين الفقهاء".
3 - (قن) مجموعة الأحكام القضائيّة أو قرارات المحاكم التي يُستخرج منها قواعد عامّة لحلّ قضايا مشابهة. 

جِهاد [مفرد]:
1 - مصدر جاهدَ/ جاهدَ في.
2 - قتال من ليس لهم ذمّة من الكفّار أو القتال في سبيل الله.
3 - قتالٌ دفاعًا عن الدِّين والوطن "جهاد الفلسطينييّن ضد المحتلّ حق مشروع".
4 - كفاح "رحلته مليئة بالجهاد من أجل الدَّعوة إلى الله". 

جَهْد [مفرد]: ج جهود (لغير المصدر):
1 - مصدر جهَدَ.
2 - وسع وطاقة "لم يدّخر جَهْدًا في سبيل سعادة أبنائه- الجهود المبذولة لدفع عمليّة السَّلام كثيرة- {وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إلاَّ جَهْدَهُمْ} [ق] " ° بذَل قصارى جَهْدَه- جَهْدٌ جاهدٌ/ جَهْدٌ جَهِيد: عظيم بالغ، بصعوبة كبرى.
3 - نهاية وغاية " {وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} ".
4 - (سف) كلُّ نشاط يبذله الكائنُ الواعي جسميًّا أو عقليًّا، ويهدف غالبًا إلى غاية.
5 - مشقّة "كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ جَهْدِ الْبَلاَءِ [حديث] " ° جَهْد البلاء: فقر مدقع بعد خيرٍ موسع. 

جُهْد [مفرد]:
1 - جَهْد، وسع وطاقة "عمل جُهْد طاقته- {وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إلاَّ جُهْدَهُمْ} " ° بالجُهد: بالكاد، بصعوبة- جُهد ذاتيّ- جُهد عالٍ- مقياس الجُهد.
2 - شيء قليل يعيش به المقلُّ "مبدأ المتعة بأقل جُهد" ° جُهْد المُقِلّ: قدر مايحتمله حال القليل المال- قصارى جُهْده: أقصى مايملك من إمكانات.
3 - أهمّ عناصر الفعل الإداريّ، وقد يكون عضليًّا أو عقليًّا، ويختلف مقدار الجهد الذي يبذله الفرد باختلاف الأعمال التي يزاولها، وتحاول الهندسة البشريّة إدخال وسائل متنوِّعة لتخفيض الجهد المبذول في العمل.
• فرق الجهد: (فز) فرق في الحالة الكهربائيّة لنقطتين ينتج عنه تدفُّق الإلكترونات من إحدى النقطتين إلى الأخرى عند توصيلهما بموصِّل جيِّد للكهرباء ويُقاس هذا الفرق عادة بجهاز الفولتميتر ووحدة قياسه الفولت.
• مقياس فرق الجهد: (فز) أداة لقياس قوة كهربائيّة غير معروفة بالمقارنة مع القوَّة الاعتياديّة أو القياسيّة.
• الجُهد الكهربيّ: الحالة الكهربائيّة لموصِّل بالنسبة إلى موصِّلٍ آخر. 

جَهيد [مفرد]
• جَهْد جهيد: جهد شاقّ، مُضْنٍ، متواصل "استطاع بالجهد الجهيد أن يواصل إنجاز العمل". 

مجاهَدَة [مفرد]:
1 - مصدر جاهدَ/ جاهدَ في.
2 - (فق) محاربة النفس الأمّارة بالسوء بتحميلها ما يشقّ عليها بما هو
 مطلوب في الشرع. 

مُجتهِد [مفرد]:
1 - اسم فاعل من اجتهدَ/ اجتهدَ في ° لكلِّ مجتهِدٍ نصيب.
2 - (فق) عالم فقيه يستفرغ وسعه لإصدار حكم شرعيّ، وله شروط مقرّرة في علم أصول الفقه أو مَنْ يستنبط الأحكام الشَّرعيّة من أدلّتها. 

مجهود [مفرد]: ج مجهودون ومجهودات (لغير العاقل):
1 - اسم مفعول من جهَدَ.
2 - جَهْد، وسع وطاقة "بذل مجهودًا ضخمًا في سبيل تحقيق أهدافه". 

جهد: الجَهْدُ والجُهْدُ: الطاقة، تقول: اجْهَد جَهْدَك؛ وقيل: الجَهْد

المشقة والجُهْد الطاقة. الليث: الجَهْدُ ما جَهَد الإِنسان من مرض أَو

أَمر شاق، فهو مجهود؛ قال: والجُهْد لغة بهذا المعنى. وفي حديث أُمِّ

معبد: شاة خَلَّفها الجَهْد عن الغنم؛ قال ابن الأَثير: قد تكرر لفظ الجَهْد

والجُهْد في الحديث، وهو بالفتح، المشقة، وقيل: هما لغتان في الوسع

والطاقة، فأَما في المشقة والغاية فالفتح لا غير؛ ويريد به في حديث أُم معبد

في الشاة الهُزال؛ ومن المضموم حديث الصدقة أَيُّ الصدقة أَفضل، قال:

جُهْدُ المُقِلِّ أَيْ قدر ما يحتمله حال القليل المال. وجُهِدَ الرجل إِذا

هُزِلَ؛ قال سيبويه: وقالوا طلبتَه جُهْدَك، أَضافوا المصدر وإِن كان في

موضع الحال، كما أَدخلوا فيه الأَلف واللام حين قالوا: أَرسَلَها

العِراكَ؛ قال: وليس كل مصدر مضافاً كما أَنه ليس كل مصدر تدخله الأَلف

واللام.وجَهَدَ يَجْهَدُ جَهْداً واجْتَهَد، كلاهما: جدَّ. وجَهَدَ دابته

جَهْداً وأَجْهَدَها: بلغ جَهْدها وحمل عليها في السير فوق طاقتها. الجوهري:

جَهَدْته وأَجْهَدْته بمعنى؛ قال الأَعشى:

فجالتْ وجالَ لها أَرْبعٌ،

جَهَدْنا لها مَعَ إِجهادها

وجَهْدٌ جاهد: يريدون المبالغة، كما قالوا: شِعْرٌ شَاعر ولَيْل لائل؛

قال سيبويه: وتقول جَهْدواي أَنك ذاهب؛ تجعل جَهْد

(* قوله «تجعل جهد إلخ»

كذا بالأصل ولم يتكلم على بقية الكلمة.) ظرفاً وترفع أَن به على ما

ذهبوا إِليه في قولهم حقاً أَنك ذاهب. وجُهِد الرجل: بلغ جُهْده، وقيل:

غُمَّ. وفي خبر قيس بن ذريح: أَنه لما طلق لُبْنَى اشتدّ عليه وجُهِدَ

وضَمِنَ. وجَهَد بالرجل: امتحنه عن الخير وغيره.

الأَزهري: الجَهْد بلوغك غاية الأَمر الذي لا تأْلو على الجهد فيه؛

تقول: جَهَدْت جَهْدي واجْتَهَدتُ رأْبي ونفسي حتى بلغت مَجهودي. قال: وجهدت

فلاناً إِذا بلغت مشقته وأَجهدته على أَن يفعل كذا وكذا. ابن الكسيت:

الجَهْد الغاية. قال الفراء: بلغت به الجَهْد أَي الغاية. وجَهَدَ الرجل في

كذا أَي جدَّ فيه وبالغ. وفي حديث الغسل: إِذا جلس بين شعبها الأَربع ثم

جَهَدَها أَي دفعها وحفزها؛ وقيل: الجَهْد من أَسماء النكاح. وجَهَده

المرض والتعب والحب يَجْهَدُه جَهْداً: هزله. وأَجْهَدَ الشيبُ: كثر وأَسرع؛

قال عدي بن زيد:

لا تؤاتيكَ إِنْ صَحَوْتَ، وإِنْ أَجـ

ـهَدَ في العارِضَيْن منك القَتِيرُ

وأَجْهَدَ فيه الشيب إِجْهاداً إِذا بدا فيه وكثر.

والجُهْدُ: الشيء القليل يعيش به المُقِلُّ على جهد العيش. وفي التنزيل

العزيز: والذين لا يجدون إِلاَّ جُهْدَهم؛ على هذا المعنى. وقال الفراء:

الجُهْدُ في هذه الآية الطاقة؛ تقول: هذا جهدي أَي طاقتي؛ وقرئ: والذين

لا يجدون إِلا جُهدهم وجَهدَهم، بالضم والفتح؛ الجُهْد، بالضم: الطاقة،

والجَهْد، بالفتح: من قولك اجْهَد جَهْدك في هذا الأَمر أَي ابلغ غايتك،

ولا يقال اجْهَد جُهْدك.

والجَهاد: الأَرض المستوية، وقيل: الغليظة وتوصف به فيقال أَرض جَهاد.

ابن شميل: الجَهاد أَظهر الأَرض وأَسواها أَي أَشدّها استواء، نَبَتَتْ

أَو لم تَنْبُتْ، ليس قربه جبل ولا أَكمة. والصــحراء جَهاد؛ وأَنشد:

يَعُودُ ثَرَى الأَرضِ الجَهادَ، ويَنْبُتُ الـ

ـجَهادُ بها، والعُودُ رَيَّانُ أَخضر

أَبو عمرو: الجَماد والجَهاد الأَرض الجدبة التي لا شيء فيها، والجماعة

جُهُد وجُمُد؛ قال الكميت:

أَمْرَعَتْ في نداه إِذ قَحَطَ القط

ـرُ، فأَمْسى جَهادُها ممطورا

قال الفراء: أَرض جَهاد وفَضاء وبَراز بمعنى واحد. وفي الحديث: أَنه،

عليه الصلاة والسلام، نزل بأَرضٍ جَهادٍ؛ الجَهاد، بالفتح، الأَرض الصلبة،

وقيل: هي التي لا نبات بها؛ وقول الطرمَّاح:

ذاك أَمْ حَقْباءُ بَيْدانة،

غَرْبَةُ العَيْنِ جَهادُ السَّنام

جعل الجهاد صفة للأَتان في اللفظ وإِنما هي في الحقيقة للأَرض، أَلا ترى

أَنه لو قال غربة العين جهاد لم يجز، لأَن الأَتان لا تكون أَرضاً صلبة

ولا أَرضاً غليظة؟ وأَجْهَدَتْ لك الأَرض: برزت. وفلان مُجهِد لك: محتاط.

وقد أَجْهَد إِذا احتاط؛ قال:

نازَعْتُها بالهَيْنُمانِ وغَرَّها

قِيلِي: ومَنْ لكِ بالنَّصِيح المُجْهِدِ؟

ويقال: أَجْهَدَ لك الطريقُ وأَجهَدَ لك الحق أَي برز وظهر ووضح. وقال

أَبو عمرو بن العلاء: حلف بالله فَأَجْهد وسار فَأَجْهَد، ولا يكون

فَجَهَد. وقال أَبو سعيد: أَجْهَدَ لك الأَمر أَي أَمكنك وأَعرض لك. أَبو عمرو:

أَجْهَدَ القوم لي أَي أَشرفوا؛ قال الشاعر:

لما رأَيتُ القومَ قد أَجهَدوا،

ثُرْت إِليهم بالحُسامِ الصَّقِيلْ

الأَزهري عن الشعبي قال: الجُهْدُ في الغُنْيَة والجَهْدُ في العمل. ابن

عرفة: الجُهد، بضم الجيم، الوُسع والطاقة، والجَهْدُ المبالغة والغاية؛

ومنه قوله عزّ وجل: جَهْد أَيمانهم؛ أَي بالغوا في اليمين واجتهدوا فيها.

وفي الحديث: أَعوذ بالله من جَهْد البلاء؛ قيل: إِنها الحالة الشاقة

التي تأْتي على الرجل يختار عليها الموت. ويقال: جَهْد البلاء كثرة العيال

وقلة الشيء. وفي حديث عثمان: والناس في جيش العسرة مُجْهِدون أَي معسرون.

يقال: جُهِدَ الرجل فهو مجهود إِذا وجد مشقة، وجُهِدَ الناس فهم

مَجُهودون إِذا أَجدبوا؛ فأَما أَجْهَدَ فهو مُجْهِدٌ، بالكسر، فمعناه ذو جَهْد

ومشقة، أَو هو من أَجهَد دابته إِذا حمل عليها في السير فوق طاقتها. ورجل

مُجْهِد إِذا كان ذا دابة ضعيفة من التعب، فاستعاره للحال في قلة المال.

وأُجْهِد فهو مُجْهَد، بالفتح، أَي أَنه أُوقع في الجهد المشقة. وفي حديث

الأَقرع والأَبرص: فوالله لا أُجْهَدُ اليومَ بشيء أَخذته لله، لا

أَشُقُّ عليك وأَرُدُّك في شيء تأْخذه من مالي لله عز وجل.

والمجهود: المشتهَى من الطعام واللبن؛ قال الشماخ يصف إِبلاً بالغزارة:

تَضْحَى، وقد ضَمِنَتْ ضَرَّاتُها غُرَفاً

من ناصِعِ اللون، حُلْوِ الطَّعْمِ، مَجْهودِ

فمن رواه حلو الطعم مجهود أَراد بالمجهود: المشتهى الذي يلح عليه في

شربه لطيبه وحلاوته، ومن رواه حلو غير مجهود فمعناه: أَنها غزار لا يجهدها

الحلب فينهك لبنها؛ وفي المحكم: معناه غير قليل يجهد حلبه أَو تجهد الناقة

عند حلبه؛ وقال الأَصمعي في قوله غير مجهود: أَي أَنه لا يمذق لأَنه

كثير. قال الأَصمعي: كل لبن شُدَّ مَذْقُهُ بالماء فهو مجهود. وجَهَدت اللبن

فهو مجهود أَي أَخرجت زبده كله. وجَهدْتُ الطعامَ: اشتهيته. والجاهد:

الشهوان. وجُهِدَ الطعام وأُجْهِد أَي اشتُهِيَ. وجَهَدْتُ الطعامَ: أَكثرت

من أَكله. ومرعى جَهِيد: جَهَدَه المال. وجُهِدَ الرجل فهو مجهود من

المشقة. يقال: أَصابهم قحوط من المطر فجُهِدُوا جَهْداً شديداً. وجَهِدَ

عيشهم، بالكسر، أَي نكد واشتد.

والاجتهاد والتجاهد: بذل الوسع والمجهود. وفي حديث معاذ: اجْتَهَدَ

رَأْيَ الاجْتِهادِ؛ بذل الوسع في طلب الأَمر، وهو افتعال من الجهد الطاقة،

والمراد به رد القضية التي تعرض للحاكم من طريق القياس إِلى الكتاب

والسنة، ولم يرد الرأْي الذي رآه من قبل نفسه من غير حمل على كتاب أَو

سنة.أَبو عمرو: هذه بقلة لا يَجْهَدُها المال أَي لا يكثر منها، وهذا كَلأٌ

يَجْهَدُه المال إِذا كان يلح على رعيته. وأَجْهَدوا علينا العداوة:

جدُّوا.

وجاهَدَ العدوَّ مُجاهَدة وجِهاداً: قاتله وجاهَد في سبيل الله. وفي

الحديث: لا هِجرة بعد الفتح ولكن جِهاد ونِيَّةٌ؛ الجهاد محاربة الأَعداء،

وهو المبالغة واستفراغ ما في الوسع والطاقة من قول أَو فعل، والمراد

بالنية إِخلاص العمل لله أَي أَنه لم يبق بعد فتح مكة هجرة لأَنها قد صارت دار

إِسلام، وإِنما هو الإِخلاص في الجهاد وقتال الكفار. والجهاد: المبالغة

واستفراغ الوسع في الحرب أَو اللسان أَو ما أَطاق من شيء. وفي حديث

الحسن: لا يَجْهَدُ الرجلُ مالَهُ ثم يقعد يسأَل الناس؛ قال النضر: قوله لا

يجهد ماله أَي يعطيه ويفرقه جميعه ههنا وههنا؛ قال الحسن ذلك في قوله عز

وجل: يسأَلونك ماذا ينفقون قل العفو.

ابن الأَعرابي: الجَهاض والجَهاد ثمر الأَراك. وبنو جُهادة: حيّ، والله

أَعلم.

جهد
: (الجَهْدُ) ، بِالْفَتْح: (الطَّاقَةُ) والوُسْع، (ويُضَمّ. و) الجَهْد، بِالْفَتْح فَقَط: (المَشَقَّة) . قَالَ ابْن الأَثير: قد تكرَّرَ لفْظ الجَهْد والجُهْد فِي الحَدِيث، وَهُوَ بِالْفَتْح المَشقَّة، وَقيل المُبالغةُ والغاية. وبالضّمّ: الوُسْعُ والطّاقَةُ، وَقيل: هما لغتانِ فِي الوُسْع والطّاقَة، فأَمّا فِي المَشقّة والغايةِ فالفحُ لَا غَيرُ، ويريدُ بِهِ فِي حَدِيث أُمّ مَعْبد فِي الشَّاةِ الهُزالَ. وَمن المضموم حديثُ الصَّدَقة: (أَيُّ الصَّدَقة أَفضل؟ قَالَ: جُهْدُ المُقِلّ) أَي قَدْرُ مَا يَحتمله حالُ القليلِ المالِ. (و) فِي التنزيلِ {7. 030 وَالَّذين لَا يَجدونَ الا جهدهمْ} (التَّوْبَة: 79) قَالَ الفراءُ: الجُهْد فِي هاذه الآيةِ الطاقَةُ، تقولُ: هاذَا جُهْدِي، أَي طَاقَتي. وقُرِىء {7. 030 وَالَّذين لَا يَجدونَ الا جهدهمْ} و {جُهْدَهُمْ} ، بالضّمّ وَالْفَتْح، الجُهْد، بالضّمّ: الطَّاقَة، والجَهْد، بِالْفَتْح، من قَوْلك (اجَهَدْ جَهْدَك) فِي هاذا الأَمْرِ، أَي (ابلغْ غايَتَك) ، وَالْكَلَام فِي هاذا المَحلّ طَويلُ الذَّيْلِ، ولاكن اقتصرنا على هاذا القَدْرِ لئلاَّ يُمَلَّ مِنْهُ.
(وجَهَدَ، كمنَعَ) ، يَجْهَد جَهْداً: (جَدَّ، كاجْتَهَدَ. و) جَهَدَ (دَابَّتَه) جَهْداً (: بَلَغَ جَهْدَهَا) ، وحَمَل عَلَيْهَا فِي السَّيْر فوقَ طاقتِها، (كأَجْهَدَهَا) . وَفِي (الصّحاح) : جَهَدْته وأَجْهَدْته بِمَعْنى. قَالَ الأَعشى:
فجَالَتْ وَجَالَ لَهَا أَرْبَعٌ
جَهَدْنَ لَهَا مَعَ إِجْهَادِهَا
(و) جَهَدَ (بزَيْدٍ: امتَحَنَه) عَن الخَيْر وَغَيره. (و) جَهَدَ (المعرضُ فُلاناً) وَكَذَا التّعَبُ والحُبُّ يَجْهَده جَهْداً: (هَزَله. و) من الْمجَاز: جَهَدَ (اللَّبَنَ) فَهُوَ مجهودٌ، أَي (أَخْرَجَ زُبْدَه كُلَّه) . وَفِي (الأَساس) : يُقَال: سقاهُ لَبَنًا مَجهوداً، أَي منزوعَ الزُّبْد أَو أَكثرُه ماءٌ. يُقَال: لَا تَجْهَد لَبنَك ومَرقَتَك. ومَرَقةٌ مجهودةٌ.
(و) جَهَدَ (الطّعَامَ: اشْتَهَاه، كأَجْهَدَه) والمجهود: المُشتَهَى من الطَّعَام واللَّبَن. قَالَ الشَّمَّاخ يَصف إِبلاً بالغَزَارة:
تُضْحِي وَقد ضَمِنَتْ ضَرّاتُهَا غُرَقاً
من ناصِع اللَّون حُلْوِ الطَّعْمِ مَجهودِ
فمَن رَواه هاكذا أَراد بالمجهود المُشْتَهَى الّذي يُلَحُّ عَلَيْهِ فِي شُرْبِه لطِيبِه وحَلاَوتِه، وَمن رَوَاهُ (حُلْوٍ غيرِ مجهود) فَمَعْنَاه أَنَّهَا غِزَارٌ لَا يُجهدُهَا الحلَبُ فينهك لَبَنَها. وَقَالَ الأَصمعيّ فِي قَوْله: (غير مجهود) : أَي أَنّه لَا يُمْذَق، لأَنّه كثير. قَالَ الأَصمعيّ كل لَبنٍ شُدَّ مَذْقُه بالماءِ فَهُوَ مَجهود.
(و) جَهَدَ الطَّعَامَ: (أَكثَرَ مِنْ أَكلِهِ) ، وغَرْثَانُ جاهدٌ: شَهْوَانُ يَجْهَد الطّعَامَ لَا يَترُكُ من شَيْئا، وَهُوَ مَجاز.
(وجَهِدَ عَيْشُه، كفَرِح: نَكِدَ واشتَدَّ) ، وعَيشٌ مَجهود.
(و) فِي الحَدِيث (أَعوذُ باللَّهِ من (جَهْدِ البَلاَءِ) ودَرْكِ الشّقاءِ، وسُوءِ القَضَاءِ، وشَمَاتةِ الأَعداءِ) ، قيل إِنّها هِيَ (الحَالَة) الشَّاقَةُ (الّتي) تأْتِي على الرَّجل (يَخْتَارُ عَليها الموتَ، أَو) هُوَ (كَثْرةُ العيَالِ والفَقْرُ) وقِلَّةُ الشيْءِ.
(وجَهْدٌ جاهِدٌ، مُبالغةٌ) ، كَمَا قَالُوا شِعْرٌ شاعِرٌ ولَيلٌ لائِلٌ.
(و) فِي الحَدِيث (أَنّه صلى الله عَلَيْهِ وسلمنزَلَ بأَرْضٍ جَهَادِ) ، الجَهَادُ، (كسَحَاب: الأَرضُ الصُّلْبَةُ) ، وَقيل: هِيَ الَّتِي (لَا نَبَاتَ بهَا) ، وَقيل: هِيَ المُستَوهيَة؛ وَقيل الغَليظَة. وتُوصَفُ بِهِ فَيُقَال: أَرْضٌ جَهَادٌ، وَعَن ابنِ شُميل: الجَهَادُ: أَظْهَرُ الأَرضِ وأَسْوَاها، أَي أَشدُّهَا اسْتِوَاء، نَبَتَتْ أَو لم تَنْبُت، لَيْسَ قُرْبَه جَبَلٌ وَلَا أَكمةٌ. والصَّــحْرَاءُ جَهَادٌ. وأَنشد.
يَعُودُ ثَرَى الأَرضُ الجَهَادَ ويَنبُت ال
جَهَادُ بهَا والعُودُ رَيَّانُ أَخضَرُ
وَعَن أَبي عَمْرٍ و: الجَمَادُ والجَهَادُ: الأَرضُ الجَدْبَة الَّتِي لَا شَيءَ فِيهَا، والجماعَة جُمُدٌ وجُهُدٌ، قَالَ الكُميت:
أَمْرَعَتْ فِي نَدَاه إِذْ قَحَطَ القَطْ
رُ فأَمْسَى جَهَادُهَا مَمطورَا
وَقَالَ الفرّاءُ: أَرْضٌ جَهَادٌ وفَضَاءٌ وَبَرَازٌ بِمَعْنى واحدٍ.
(و) عَن ابْن الأَعرابيّ: الجَهَاضُ والجَهَادُ: (ثَمَرُ الأَرَاكِ) ، وَهُوَ البَرِيرُ والمَرْدُ، أَيضاً.
(و) الجِهَادُ، (بِالْكَسْرِ: القِتَالُ معَ العَدُوِّ، كالمُجَاهَدة) ، قَالَ الله تَعَالَى: {وَجَاهِدُوا فِى اللَّهِ} (الْحَج: 78) يُقَال جَاهَدَ العَدوَّ مُجاهدةً وجِهَاداً: قاتَلَه. وَفِي الحَدِيث (لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ ولاكنْ جِهَادٌ ونِيّةٌ) . الجِهَادُ: مُحَاربةُ الأَعداءِ، وَهُوَ المبالغةُ واستفراغُ مَا فِي الوُسْعِ والطاقَةِ من قَوْلٍ أَو فِعْلٍ، وَالْمرَاد بالنِّيّة إِخلاصُ العَمَلِ لله تَعَالَى. قَالَ شَيخنَا: والإِتيان ب (مَعَ) فِيهِ من لحْنِ العامّة كَمَا نَصُّوا عَلَيْهِ. وحَقيقة الجِهاد كَمَا قَالَ الرّاغب: استفراغُ الوُسْع والجُهْد فِيمَا لَا يُرْتَضَى وَهُوَ ثلاثةُ أَضْرُبٍ: مُجاهدةُ العَدُوِّ الظاهِرِ، والشيطانِ، والنَفْسِ. وَتدْخل الثلاثةُ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَجَاهِدُوا فِى اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ} (الْحَج: 78) .
(و) من الْمجَاز: (أَجْهَدَ) فِيهِ (الشَّيْبُ) إِجْهَاداً، إِذا بدَا و (كَثُر وأَسْرَعَ) وانتشَر. قَالَ عدِيُّ بن زيد:
لَا يُوَاتِيكَ إِذْ صَحَوْتَ وإِذْ أَجْ
هَدَ فِي العَارِضَيْنِ مِنك قَتِيرُ
(و) أَجْهَدَتْ لَك (الأَرْضُ) : بَرَزَتُ. و) أَجْهَدَ لَك الطّريقُ. وأَجهَدَ لَك (الحَقُّ) ، أَي بَرَزَ و (ظَهَرَ وَوَضَحَ. و) أَجْهَدَ (فِي الأَمْرِ: احتَاطَ) وَهُوَ مُجْهِدٌ لَك: مُحتَاطٌ. قَالَ:
نازعْتُها بالهَيْنَمَانِ وغَرَّها
قِيلِي، ومَنْ لكِ بالنَّصيح المُجْهدِ
(و) أَجهَدَ (الشَّيءُ: اخْتَلَطَ) ، نقلَه الصاغانيّ:
(و) أَجَهَد (مَالَه: أَفْنَاه وفَرَّقَه) . وَفِي حَدِيث الْحسن (لَا يجْهد الرّجُلُ مالَه ثُمَّ يَقْعُدُ يَسأَلُ النّاسَ) قَالَ النِّضر: قَوْله لَا يجْهد الرجلُ مالَه، أَي يُعْطِيهِ ويُفرِّقه جَميعَه هَا هُنَا، وَهَا هُنَا. ولاكن الَّذِي ضَبطه الصاغَانيّ بخطّه فِي الحَدِيث (لَا بَجْهَد الرَّجُل) ، من حَدّ ضَرَبَ وذكَر المعنَى الْمَذْكُور عَن النَّضْر، فتأْمَّلْ.
(و) أَجْهَدَ علينا (العَدُوُّ) ، إِذ (جَدَّ فِي العَداوة. و) عَن أَبي عَمحرٍ و: يُقَال: أَجَهدَ (لي القَوْمُ) ، أَي (أَشْرَفُوا. و) قَالَ أَبو سعيد: يُقَال: أَجهَدَ (لَك الأَمْرُ) فارْكَبْه، أَي (أَمكَنَك) وأَعْرَضَ لَك.
(وجُهَادَاكَ) ، بالضّمّ، (أَنْ تَفعَلَ) : أَي (قُصَارَاكَ) وغايَةُ أَمْرِك.
(وَبَنُو جُهَادَةَ) ، بالضّمّ: (بَطْنٌ مِنْهُم) ، أَي من الْعَرَب.
(و) قولُهم: لأَبْلُغَنَّ جُهَيْدَاك فِي هَذَا الأَمرِ، (الجُهَيْدَى) ، بالضّمّ (مخفَّفَة: الجَهْد) كالعُهَيْدَى من العَهْد، والعُجَيلَى من العجَلَة.
(و) من الْمجَاز (مَرْعًى جَهِيدٌ: جَهَدَهُ المالُ) وأَرْضٌ جَهَيدةُ الكَلإِ. وَعَن أَبي عَمْرٍ و: هاذه بقْلَةٌ لَا يَجْهَدُها المالُ، أَي لَا يُكْثِر مِنْهَا. وهاذا كلأُ يَجْهَدُه المالُ، إِذا كَانَ يُلِحُّ على رِعْيَته.
(و) فِي المشارِق لعياضٍ نقلا عَن ابْن عَرَفَة: الجُهْد، بالضّمّ الوُسْع والطّاقَة، والجَهْد المبالغةُ والغاية، وَمِنْه (قَوْله تَعَالَى: {جهد اءَيمانهم} (الْمَائِدَة: 53) أَي بالَغُوا فِي اليَمِينِ واجْتَهَدُوا) فِيهَا.
(والتَّجاهُد: بَذْلُ الوُسْعِ) والمَجهودِ، (كالاجْتِهادِ) ، افتعالٌ من الجَهْدِ: الطَّاقةِ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
جُهِدَ الرّجلُ، كغُنِيَ: بُلِغَ جُهْدُه، وَقيل غُمَّ. وَفِي (التَّهْذِيب) : الجَهْدُ: بلوغك غايَة الأَمرِ الَّذِي لَا تَأْلو على الجَهْدِ فِيهِ، تَقول: جَهَدْت جَهْدي وأَجْهَدتُ رأْيي ونَفْسِي حتَّى بَلَغْتُ مَجهودي، وجَهَدْت فُلاناً، إِذَا بَلَغتَ مَشقَّتَه، وأَجْهَدْتُه على أَن يَفْعَل كَذَا وَكَذَا. وَفِي حَدِيث الغُسْل: (إِذا جَلَسَ بَين شُعَبِهَا الأَربعِ ثُمَّ جَهَدَهَا) أَي دَفَعَهَا وحَفَزَها. وَقيل: الجَهْد من أَسماءِ النِّكاح. والجُهْد الشيءُ القليلُ يَعيش بِهِ المُقِلّ على جَهْد العَيْش. وَقَالَ أَبو عَمْرو بن العلاءِ: حَلَف بِاللَّه فأَجْهَدَ، وسارَ فأَجْهَدَ، وَلَا يَكون فَجَهَدَ.
والمُجْهِد كمُحْسِن: المُعْسِر. وجُهِدَ النّاس فهم مجهودون، إِذا أَجدَبُوا. وأَما أَجْهَدَ فَهُوَ مُجهِدٌ فَمَعْنَاه ذُو جَهْدٍ ومَشَقّةٍ، أَو هُوَ من أَجْهَدَ دَابَّتَه، إِذا حَمَلَ عَلَيْهَا فِي السَّيْر فوقَ طاقَتِها. ورَجلٌ مُجْهِدٌ، إِذا كَانَ ذَا دابّةٍ ضَعيفةً من التَّعب، فاستَعَاره للحالِ فِي قلّة المَال. واجهِدَ فَهُوَ مُجْهَد، كمُكْرَم، أَي أَنّه أُوقِعَ فِي الجَهْد، أَي المَشقّة. وَفِي حديثِ مُعَاذٍ: (أَجْتَهِدُ رَأْيي الاجتهادُ: بَذْلُ الوُسْع فِي طَلبِ الأَمر، وَالْمرَاد بِهِ رَدُّ القَضِيَّة مِن طَرِيق القِيَاسِ إِلى الكِتَاب والسُّنَّة. وَهُوَ مَجاز، كَمَا فِي (الأَساس) .
(والجَهْدَانُ، كسَحْبَانَ: مَن أَصابَه الجَهْدُ، أَي المَشَقّة) .
وسَمَّوْا مُجَاهِداً.
ج هـ د

جهد نفسه، ورجل مجهود، وجاء مجهوداً قد لفظ لجامه، وأصابه جهد: مشقة. قال رؤبة:

أشكو إليك شدة المعيش ... وجهد أعوام نتفن ريشي

نتف الحبارى عن قرا رهيش

وأقسم بالله جهد القسيم، وحلف جهد اليمين، واجتهد في الأمر، وجاهد العدو. وجهد الرجل: ألح عليه في السؤال. وبلغ جهده ومجهوده أي طاقته، ولأبلغن جهيداي في هذا الأمر، تصغير جهاد على الترخيم. وجهاداك أن تفعل كذا أي جهدك وغايتك.

ومن المجاز: سقاه لبناً مجهوداً وهو الذي أخرج زبده: وقيل هو الذي أكثر ماؤه، يقال: لا يجهد ماؤك لبنك ومرقتك، ومرقة مجهودة، ومرعى جهيد: جهده المال، وأرض جهيدة الكلإ. وجهد جهده، واجتهد رأيه. وأجهد فيه الشيب: كثر وانتشر. قال عديّ:

لا تواتيك إذ صحوت وإذ أج ... هد في العارضين منك القتير

وغرثان جاهد: شهوان يجهد الطعام لا يترك منه شيئاً.
[جهد] الجَهْدُ والجُهْدُ: الطاقةُ. وقرئ:

(والذين لا يجدون إلا جهدم) * و * (جهدم) *. قال الفراء: الجهد بالضم الطاقةُ. والجَهْدُ بالفتح من قولك: اجْهَدْ جَهْدَكَ في هذا الأمر، أي ابلُغ غايتك. ولا يقال اجْهَدْ جُهْدَكَ. والجَهْدُ: المشقَّةُ. يقال: جَهَدَ دابته وأَجْهَدَها، إذا حمل عليها في السير فوق طاقتها. وجَهَدَ الرجل في كذا، أي جَدَّ فيه وبالغ. وجَهَدْتُ اللبنَ فهو مَجْهودٌ، أي أخرجت زُبده كله. وجَهَدْتُ الطعامَ: اشتهيته. والجاهدُ: الشَهْوانُ . وجُهِدَ الطعامُ وأُجْهِدَ، أي اشْتُهِيَ. وجَهَدْتُ الطعامَ، إذا أكثرتَ من أكله. ومرعَى جهيدٌ: جَهَدَهُ المال. وجهد الرجل فهو مجهود، من المشقةِ، يقال أصابهم قُحوطٌ من المطر فجُهِدوا جَهْداً شديداً. وجَهِدَ عيشهم بالكسر، أي نَكِدَ واشتدَّ. والجَهادُ بالفتح: الأرضُ الصُلبةُ. وجاهَدَ في سبيل الله مجاهدةً وجهاداً. والاجتهادُ والتَجاهُدُ: بذل الوُسعِ والمجهود.

جهد

1 جَهَدَ, (S, A, L, &c.,) aor. ـَ (K,) inf. n. جَهْدٌ, (TA,) He strove, laboured, or toiled; exerted himself or his power or efforts or endeavours or ability; employed himself vigorously, strenuously, laboriously, diligently, studiously, sedulously, earnestly, or with energy; was diligent, or studious; took pains, or extraordinary pains; (S, A, L, K;) فِى كَذَا in such a thing; (S;) or فِى الأَمْرِ in the affair; (A;) as also ↓ اجتهد; (A, K;) and so ↓ جاهد, with respect to speech and actions: (L:) or جَهَدَ فِى الأَمْرِ, aor. and inf. n. as above, he did his utmost, or used his utmost power or efforts or endeavours or ability, in prosecuting the affair: (Msb:) and ↓ اجتهد and ↓ تجاهد he exerted unsparingly his power, or ability: (S, A, K:) or فِى الأَمْرِ ↓ اجتهد he exerted unsparingly his power, or ability, in the prosecution of the affair, so as to effect his utmost. (Msb.) You say also, اِجْهَدْ جَهَدَكَ فِى هذَا الأَمْرِ (tropical:) Do thine utmost in this affair: (Fr, S, K: *) but not جُهْدَكَ. (Fr, S.) And رَأْيَهُ ↓ اجتهد (tropical:) He took pains, or put himself to trouble or fatigue, to form a right judgment or opinion. (MA.) And رَأْيِى وَنَفْسِى حَتَّى ↓ اِجْتَهَدْتُ بَلَغْتُ مَجْهُودِى (assumed tropical:) I exerted my judgment and my mind so that I attained the utmost of my power, or ability. (T, L.) b2: جَهَدَبِهِ He tried, proved, or examined, him, (L, K,) عَنِ الخَيْرِ وَ غَيْرِهِ [respecting good qualities, &c.]. (L.) A2: جَهَدَهُ, (Mgh, L, Msb,) aor. ـَ (Mgh, L,) inf. n. جَهْدٌ, (L, Msb,) It, (an affair, and a disease,) and he, (a man,) affected him severely; harassed, embarrassed, distressed, afflicted, troubled, inconvenienced, fatigued, or wearied, him: (Msb:) it (disease, L and K, and fatigue, and love, L) rendered him lean; emaciated him: (L, K:) he burdened him beyond his power; imposed upon him that which was beyond his power; as also ↓ اجهدهُ: (Mgh:) and, [as also ↓ اجهدهُ,] he importuned him, harassed him, or plied him hard, in asking, begging, or petitioning. (A.) [Hence,] جُهِدَ, said of a man, He was severely affected, harassed, embarrassed, distressed, afflicted, troubled, inconvenienced, fatigued, or wearied: (S, L:) or was grieved, or made sorry or unhappy. (L.) and أَصَابَهُمْ قُحُوطٌ مِنَ المَطَرِ فَجُهِدُوا جَهْدًا شَدِيدًا Drought befell them, and they consequently became severely distressed. (S.) And جُهِدُوا They were, or became, afflicted with drought, barrenness, or dearth; or with drought, and dryness of the earth. (L.) And رَجُلٌ يَجْهَدُ أَنْ يَحْمِلَ سِلَاحَهُ مِنَ الضَّعْفِ, for يَجْهَدُ نَفْسَهُ, A man who imposes upon himself a difficulty, or trouble, or fatigue, or a difficult or severe task, or who strains, or strains himself, in the carrying of his weapons, or arms, by reason of weakness. (Mgh.) And جَهَدَ دَابَّتَهُ and ↓ اجهدها He jaded, harassed, distressed, fatigued, or wearied, his beast; i. q. ↓ بَلَغَ جَهْدَهَا: (K:) or he tasked, or plied, his beast beyond his power in journeying, or marching, or in respect of pace. (S, Msb.) And أَجْهَدْتُهُ عَلَى أَنْ يَفْعَلَ كَذَا وَ كَذَا [I importuned him, or harassed him, to do such and such things]. (L.) b2: Also, (S, Msb,) aor. as above, (A,) and so the inf. n., (Msb,) (tropical:) He deprived it (namely, milk,) of its butter, (S, A, K,) entirely: (S, K:) or churned it so as to extract its butter and render it sweet and pleasant: or mixed it with water: (Msb:) or diluted it so that it consisted for the most part of water: and in like CCC manner is used in relation to broth. (A.) b3: Hence, (Msb,) جَهَدَهَا (assumed tropical:) He lay with her; or compressed her: (L, Msb, from a trad.:) or i. q. دَفَعَهَا, and حَفَزَهَا [which has a similar meaning]. (L.) b4: جَهَدَ الطَّعَامِ (assumed tropical:) He desired the food eagerly; longed for it; (S, K;) as also ↓ اجهدهُ. (K.) And جُهِدَ الطَّعَامُ and ↓ أُجْهِدَ (assumed tropical:) The food was eagerly desired, or longed for. (S.) b5: Also (tropical:) He ate much of the food: (S, K:) he left nothing of it. (A.) You say also, هٰذَا كَلَأٌ يَجْهَدُهُ المَالُ (assumed tropical:) This is herbage, or pasture, of which the cattle eat perseveringly. (AA, TA.) A3: جَهِدَ It (a state of life) was, or became, hard, difficult, strait, or distressful. (S, K.) 3 جِهَادٌ, inf. n. of جاهد, properly signifies The using, or exerting, one's utmost power, efforts, endeavours, or ability, in contending with an object of disapprobation; and this is of three kinds, namely, a visible enemy, the devil, and one's self; all of which are included in the term as used in the Kur xxii. 77. (Er-Rághib, TA.) See also 1, first sentence. You say, جاهد العَدُوَّ, (JK, A, Mgh,) inf. n. as above (JK, Mgh, K) and مُجَاهَدَةٌ, (JK, K,) He fought with the enemy: (K:) or he encountered the enemy, imposing upon himself difficulty or distress or fatigue, or exerting his power or efforts or endeavours or ability, [or the utmost thereof,] to repel him, his enemy doing the like: and hence جاهد came to be used by the Muslims to signify generally he fought, warred, or waged war, against unbelievers and the like. (Mgh.) You say also, جاهد فِى سَبِيلِ اللّٰهِ, inf. n. جِهَادٌ (S, Msb) and مُجَاهَدَةٌ, (S,) [He fought, &c., in the way of God; i. e., in the cause of religion.]4 اجهد, as trans.: see 1, in six places. b2: Also He made, or incited, another, to strive or labour or toil, to exert himself or his power or efforts or endeavours or ability, &c.; trans. of 1 in the first of the senses assigned to it above. (JK.) b3: أُجْهِدَ He was thrown into a state of difficulty, distress, affliction, trouble, inconvenience, or fatigue. (L.) b4: اجهد مَالَهُ He consumed, or wasted, and dispersed, his property: (K:) or gave it away, and dispersed it, altogether, here and there. (En-Nadr, TA.) A2: As intrans., He (an enemy) strove, laboured, or exerted himself, in enmity, (K, TA,) عَلَيْنَا against us. (TA.) b2: He acted with energy, or with the utmost energy: so in the phrases سَارَ فَأَجْهَدَ He marched, or journeyed, and did so with energy, or with the utmost energy; and حَلَفَ بِاللّٰهِ فَأَجْهَدَ He swore by God, and did so with energy, &c.: in which cases one should not say فَجَهَدَ. (Aboo-' Amr Ibn-El-'Alà, L.) b3: He took the course prescribed by prudence, precaution, and sound judgment, فِى الأَمْرِ in the affair; syn. اِحْتَاطَ. (L, K.) b4: He became in a state of difficulty, embarrassment, distress, affliction, trouble, inconvenience, or fatigue. (L.) b5: (assumed tropical:) It (a thing) became mixed, or confused. (K.) A3: He entered upon land such as is termed جَهَاد: he went forth into the desert; and into the plain, or open country. (JK.) b2: It rose up; rose into view; appeared. (JK.) You say, اجهد لِىَ القَوْمُ The people, or company of men, came within my sight, or view; syn. أَشْرَفُوا. (AA, K.) And اجهد فِيهِ الشَّيْبُ Hoariness appeared upon him, and became much: (TA:) or (tropical:) became much, and spread: (A:) or became much, and was quick in its progress, (K, TA,) and spread. (TA.) And أَجْهَدَتْ لَهُ الأَرْضُ The land became open to him. (L, K. *) And in like manner, اجهد له الطَّرِيقُ, (L,) and الحَقُّ, (L, K, *) The road, and (assumed tropical:) the truth, became open, apparent, and manifest, to him. (L, K. *) And اجهد لَكَ الأَمْرُ (assumed tropical:) The thing became, or has become, within thy power, or reach; (Aboo-Sa'eed, K;) and offered, or presented, itself to thee. (Aboo-Sa'eed, TA.) 6 تَجَاْهَدَ see 1.8 إِجْتَهَدَ see 1, in five places. b2: اِجْتِهَادٌ as a conventional term means A lawyer's exerting the faculties [of the mind] to the utmost, for the purpose of forming an opinion in a case of law [respecting a doubtful and difficult point]: (KT:) the seeking to form a right opinion: (KL:) [investigation of the law, or the working out a solution of any difficulty in the law, by means of reason and comparison: and] the referring a case proposed to the judge, [respecting a doubtful and difficult point,] from the method of analogy, to the Kur-Án and the Sunneh. (L, TA. *) جَهْدٌ Power; ability; as also ↓ جُهْدٌ; (S, A, IAth, L, Msb, K;) the latter of the dial. of El-Hijáz, and the former of other dials.; (Msb;) and ↓ مَجْهُودٌ: (A:) جهد in the Kur ix. 80 is read both جَهْد and ↓ جُهد: (S:) and جَهْدٌ signifies also labour, toil, exertion, effort, endeavour, energy, diligence, painstaking, or extraordinary painstaking: (L: [see جَهَدَ:]) or ↓ جُهْدٌ has the signification first mentioned above, (Fr, S, IAth, Msb,) and جَهْدٌ, with fet-h, is from اِجْهَدْ جَهْدَكَ فِى هٰذَا الأَمْرِ, (Fr, S,) or from جَهَدَ فِى الأَمْرِ, being an inf. n. from this verb, (Msb,) and signifies, [as also ↓ مَجْهُودٌ,] one's utmost; the utmost of one's power or ability or efforts or endeavours or energy. (Fr, S, IAth, Msb, K.) You say, بَذَلَ الجَهْدَ, (Msb in art. بلغ, &c.,) and ↓ المَجْهُودَ, (S, A,) or جَهْدَهُ, (Mgh,) [and ↓ مَجْهُودَهُ,] He exerted unsparingly his power or ability: (Mgh:) [or his utmost power or ability or efforts or endeavours or energy; as shown above.] And بَلَغَ جَهْدَهُ, (A, L,) and ↓ مَجْهُودَهُ, (A,) He accomplished the utmost of his power or ability; did his utmost. (A, L. [Like جَهَدَ جَهْدَهُ. See also بَلَغَ جَهْدَ دَابَّتِهِ, below.]) And ↓ جُهَيْدَى is syn. with جَهْدٌ; (K;) as in the saying, لَأَبْلُغَنَّ جُهَيْدَاىَ فِى الأَمْرِ (JK, TK,) i. e. I will assuredly accomplish the utmost of my power, or ability, in the affair. (TK. [In a copy of the A, جُهَيْدَاكَ; and so in the TA, I believe from that same copy.]) [So, too, is ↓ جُهَادَى; as in the saying,] جُهَادَاكَ

أَنْ تَفْعَلَ The utmost of thy power, or ability, and the utmost of thy case, is, or will be, thy doing [such a thing]; syn. قُصَارَاكَ [q. v.], (JK, K,) and غَايَةُ أَمْرِكَ. (TA.) الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللّٰهِ جَهْدَ

أَيْمَانِهِمْ, in the Kur [v. 58, &c.], means Who swore by God with the most energetic of their oaths: (K, * Jel:) or the strongest, or most forcible, of their oaths; جهد being originally an inf. n., and in the accus. as a denotative of state with يَجْهَدُونَ understood before it, or as an inf. n. (Bd.) b2: Also Difficulty, or grievousness; embarrassment, distress, affliction, trouble, inconvenience, fatigue, or weariness; (S, A, IAth, Mgh, Msb, K;) so accord. to some who say that ↓ جُهْدٌ, with damm, has the first of the significations assigned to it above; (Msb;) as also ↓ مَجْهُودٌ: (Mgh:) a disease, or difficulty, that distresses or afflicts, a man; as also ↓ جُهْدٌ. (JK.) Hence, جَهْدُ البَلَآءِ, (Msb,) i. e. A state of difficulty, or trouble, to which death is preferred: or largeness of one's family, or household, combined with poverty. (L, K. *) [Hence also,] بَلَغَ جَهْدَ دَابَّتِهِ, [i. e. بَلَغَ مَشَقَّتَهَا,] i. q. جَهَدَهَا: see 1. (K.) b3: Also Small provision, upon which a man possessing little property can live (JK, L) with difficulty. (L.) And جَهْدٌ المُقِلِّ What a man who possesses little property can afford to give in payment of the poor-rate required by the law. (L, from a trad.) جُهْدٌ: see جَهْدٌ, in five places.

A2: Also Milk mixed [with water: see مَجْهُودٌ]. (JK.) جَهَادٌ Hard land: (JK, S:) or land in which is no herbage: (TA:) or hard land in which is no herbage: (K:) or level, or even, land: or rugged land: also used as an epithet; so that you say أَرْضٌ جَهَادٌ: (TA:) or level, smooth land, in which is no hill: (JK:) or the most plain and even of land, whether it have produced herbage or not, not having any mountain or hill near it: and such is what is termed a صَحْرَآء: (ISh, TA:) or an open tract of land: (Fr, TA:) or sterile, barren, or unfruitful, land, in which is nothing; as also جَمَادٌ: pl. جُهُدٌ. (AA, L.) A2: Also The fruit of the أَرَاك; (IAar, K;) and so جَهَاضٌ. (IAar, TA.) مَرْعًى جَهِيدٌ (tropical:) Pasture much eaten by cattle. (S, A, K.) And أَرْضٌ جَهِيدَةُ الكَلَأِ (tropical:) Land of which the herbage is much eaten by cattle. (A.) جُهَادَى: see جَهْدٌ.

جُهَيْدَى: see جَهْدٌ.

جَاهِدٌ [Striving, labouring, or toiling; &c.: see 1. Hence,] سَيْرُنَا جَاهِدٌ [Our journeying is laborious]. (TA in art. اخو.) And جَهْدٌ جَاهِدٌ [Intense labour or exertion, or the like: or severe difficulty or distress &c.]: an intensive expression, (K, TA,) like شِعْرٌ شَاعِرٌ and لَيْلٌ لَائِلٌ. (TA.) b2: (assumed tropical:) Eagerly desiring [food]; longing for [it]: (JK, S:) pl. أَجْهَادٌ. (JK.) b3: غَرْثَانُ جَاهِدٌ (tropical:) Hungry and greedy, leaving no food. (A.) مُجْهَدٌ A man thrown into a state of difficulty, embarrassment, distress, affliction, inconvenience, trouble, or fatigue. (L.) هُوَ مُجْهَدُ لَكَ He is one who takes the course prescribed by prudence, precaution, or sound judgment, for thee; syn. مُحْتِيطٌ. (L.) and نَصِيحٌ مُجْهِدٌ A sincere, or faithful, and careful, adviser, or counsellor. (L.) b2: رَجُلٌ مُجْهِدٌ A man in a state of difficulty, embarrassment, distress, affliction, inconvenience, trouble or fatigue: possessing little property; poor. (L.) b3: And A man whose beast is weak by reason of fatigue. (L.) مَجْهُودٌ Severely affected, harassed, embarrassed, distressed, afflicted, troubled, inconvenienced, fatigued, or wearied: (S, Mgh, L:) distressed, or afflicted, by disease or difficulty: (JK:) afflicted with drought, barrenness, or dearth; or with drought, and dryness of the earth: (L:) and angry. (JK.) b2: A hard, difficult, strait, or distressful, state of life. (TA.) b3: (tropical:) Milk deprived of its butter (S, A) entirely: (S:) or mixed with water: (Msb:) or diluted so as to consist for the most part of water; and in like manner, broth: (A:) or churned so that its butter is extracted and it is rendered sweet and pleasant: and used as meaning eagerly desired, or longed for, and drunk without its occasioning disgust, by reason of its sweetness and pleasantness: (Msb:) or eagerly desired, or longed for; and so food in general: (JK, L:) or eagerly desired, or longed for, and drunk with perseverance, on account of its pleasantness and sweetness. (L.) A2: See also جَهْدٌ, in six places.

جلد

ج ل د: (الْجَلَدُ) بِفَتْحَتَيْنِ لُغَةٌ فِي الْجِلْدِ عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ كَشَبَهٍ وَشِبْهٍ وَمَثَلٍ وَمِثْلٍ وَأَنْكَرَهُ ابْنُ السِّكِّيتِ. وَ (جَلَّدَ) جَزُورَهُ (تَجْلِيدًا) وَهُوَ كَسَلْخِ الشَّاةِ وَقَلَّمَا يُقَالُ سَلَخَ الْجَزُورَ. وَ (جَلَدَهُ) (ضَرَبَهُ) وَبَابُهُ ضَرَبَ وَالْجَلَدُ بِفَتْحَتَيْنِ الصَّلَابَةُ وَ (الْجَلَادَةُ) وَبَابُهُ ظَرُفَ وَسَهُلَ، وَ (جَلَدًا) أَيْضًا. وَ (مَجْلُودًا) فَهُوَ جَلْدٌ وَجَلِيدٌ وَقَوْمٌ جُلْدٌ بِوَزْنِ قُفْلٍ وَ (جُلَدَاءُ) بِوَزْنِ فُقَهَاءَ وَ (أَجْلَادٌ) . وَ (التَّجَلُّدُ) تَكَلُّفُ الْجَلَادَةِ وَالْجَلِيدُ الضَّرِيبُ وَالسَّقِيطُ وَهُوَ نَدًى يَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ فَيَجْمُدُ عَلَى الْأَرْضِ. 
الجلد: هو ضرب الجلد، وهو حكم يختص بمن ليس له بمحصن، لما دل على أن حد المحصن هو الرجم.
(جلد) الشَّيْء غشاه بِالْجلدِ وَيُقَال هَذَا الْكتاب فِي مجلدين وَفِي مجلدتين والذبيحة نزع جلدهَا
(جلد) جلادة وجلودة وجلدا قوي وصبر على الْمَكْرُوه فَهُوَ جلد (ج) أجلاد وجلاد وَهُوَ جليد (ج) جلداء وأجلاد
(ج ل د) : (التَّجْلِيدُ) مِنْ الْأَضْدَادِ بِمَعْنَى إزَالَةِ الْجِلْدِ (وَمِنْهُ) جَلَّدَ الْبَعِيرَ إذَا كَشَطَهُ وَبِمَعْنَى وَضَعَهُ (وَمِنْهُ) جَوْرَبٌ مُجَلَّدٌ وُضِعَ الْجِلْدُ عَلَى أَعْلَاهُ وَأَسْفَلِهِ (وَالْجَلْدُ) ضَرْبُ الْجِلْدِ (وَمِنْهُ) جَلَدَهُ الْجَلَّادُ وَرَجُلٌ جَلْدٌ وَجَلِيدٌ غَيْرُ بَلِيدٍ.
ج ل د

جلده بالسياط. وجلد الكتاب: ألبسه الجلد. وجلد البعير: كشطه عنه. وأريد دابة من دواب رجلك، وكسوة من ثياب جلدك. وجالدوهم بالسيوف: ضاربوهم. واستحر بينهم الجلاد والمجالدة، وتجالدوا واجتلدوا. وجلدت به الأرض: صرعته: قال العباس بن مرداس:

إذا حملت سلاحي فوق مشرفة ... من الجياد تردى العير مجلودا

وجلدت الأرض: من الجليد، وأرض مجلودة. وهو عظيم الأجلاد والتجاليد وهي جسه وأعضاؤه. ورجل جلد وجليد، وفيه جلد، ومجلود، وتجلد للشامتين.

ومن المجاز: جلدته على هذا الأمر: أجبرته عليه. وإن فلاناً ليجلد بخير أي يظن به الخير.

جلد


جَلَدَ(n. ac. جَلْد)
a. Hit, struck; beat, thrashed, whipped, flogged;
scourged.
b. [acc. & 'Ala], Forced, compelled to. — [ c ), Threw
down.
d. [pass.], Was frozen; was frost-bitten.
جَلُدَ(n. ac. جَلَد
جَلَاْدَة
جُلُوْدَة)
a. Was strong, sturdy, enduring.

جَلَّدَa. Skinned, flayed.
b. Bound (book).
c. Rendered strong. sturdy, enduring.

جَاْلَدَa. Fought with.
أَجْلَدَa. see I (b)b. Was frosty.

تَجَلَّدَa. Was persevering, patient.

تَجَاْلَدَa. Fought together.

جَلْد
(pl.
جُلْد
جِلَاْد أَجْلَاْد)
a. Hardy, sturdy, robust.
b. Whipping, thrashing, flogging; flagellation
scourging.

جِلْد
(pl.
جُلُوْد أَجْلَاْد)
a. Skin, hide; leather; binding.
b. (pl.
أَجْلَاْد), Body, person.
جِلْدَةa. Piece of skin; hide.
b. Miser, skin-flint.

جَلَدa. Firmament.
b. Hardiness, sturdiness; endurance; firmness.
c. Skin, hide.

مِجْلَدَة
(pl.
مَجَاْلِدُ)
a. Whip; scourge.
b. Discipline.

جَلَاْدَةa. Strength, endurance; firmness; patience.

جَلِيْد
(pl.
جُلَدَآءُ)
a. Strong, sturdy, hardy.
b. Frost; ice.

جُلُوْدَةa. see 22t
جُلُوْدِيّa. Seller of hides, leather-merchant.

جَلَّاْدa. Executioner.

N. Ag.
جَلَّدَa. Book-binder.

N. P.
جَلَّدَa. Bound (book).
b. Volume, tome.
جلد
الجِلْد: قشر البدن، وجمعه جُلُود. قال الله تعالى: كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها [النساء/ 56] ، وقوله تعالى: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ [الزمر/ 23] .
والجُلُود عبارة عن الأبدان، والقلوب عن النفوس. وقوله عزّ وجل: حَتَّى إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ [فصلت/ 20] ، وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا [فصلت/ 21] ، فقد قيل: الجلود هاهنا كناية عن الفروج ، وجلَدَهُ: ضرب جلده، نحو: بطنه وظهره، أو ضربه بالجلد، نحو: عصاه إذا ضربه بالعصا، وقال تعالى: فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً [النور/ 4] .
والجَلَد: الجلد المنزوع عن الحوار، وقد جَلُدَ جَلَداً فهو جَلْدٌ وجَلِيد، أي: قويّ، وأصله لاكتساب الجلد قوّة، ويقال: ما له معقول ولا مَجْلُود ، أي: عقل وجَلَد.

وأرض جَلْدَة تشبيها بذلك، وكذا ناقة جلدة، وجَلَّدْتُ كذا، أي: جعلت له جلدا. وفرس مُجَلَّد: لا يفزع من الضرب، وإنما هو تشبيه بالمجلّد الذي لا يلحقه من الضرب ألم، والجَلِيد: الصقيع، تشبيها بالجلد في الصلابة.
[جلد] فيه: ليرى المشركون "جلدهم" أي قوتهم وصبرهم. ومنه ح عمر: كان أجوف "جليداً" أي قوياً في نفسه وجسمه. وفي ح القسامة: إنه استحلف خمسة نفر فدخل رجل من غيرهم فقال: ردوا الأيمان على "أجالدهم" أي عليهم أنفسهم، وهو جمع الأجلاد وهو جسم الإنسان وشخصه، فلان عظيم الأجلاد وما أشبه "أجلاده بأجلاد" أبيه، أي شخصه وجسمه، والتجاليد بمعناه. ومنه: كان أبو مسعود تشبه "تجاليده" "بتجاليد" عمر، أي جسمه بجسمه. وفيه: قوم من "جلدتنا" أي من أنفسنا وعشيرتنا. ك: هو بكسر جيم، أراد به العرب فإن السمرة غالبة عليهم. نه وفيه: حتى إذا كنا بأرض "جلدة" أي صلبة. ومنه ح سراقة: وحل بي فرسييرى أن الدباغ لا ينفع في جلود ما لا يؤكل، وأجيب بحمله على استعماله قبل الدباغ، والشافعي يحمله على استعمالها مع شعرها وشعر الميتة نجس عنده. وح: إذا أصاب "جلد" أحدهم بول قطع، يجيء في ق.
[جلد] الجِلْدُ: واحد الجُلودِ: والجِلْدَةُ أخص منه. وأما قول الهذلى : إذا تجاوب نوح قامتا معه. * ضربا أليما بسبت يعلج الجلدا - فإنما كسر اللام ضرورة، لان للشاعر أن يحرك الساكن في القافية بحركة ما قبله، كما قال: علمنا أخواننا بنو عجل * شرب النبيذ واعتقالا بالرجل - وكان ابن الاعرابي يرويه بالفتح ويقول: الجلد والجلد، مثل شبه وشبه، ومثل ومثل، وقال ابن السكيت: وهذا لا يعرف. وتجليد الجزور مثل سلخ الشاة. يقال: جلد جزورة، وقلّما يقال: سَلَخَ. وفرسٌ مُجَلَّدٌ، إذا كان لا يجزع من الضرب. وجَلَدَهُ الحَدَّ جَلْداً، أي ضربه وأصاب جِلْدَهُ، كقولك: رَأَسَهُ وبَطَنَهُ. والمِجْلَدُ، قطعةٌ من جِلْدٍ تكون في يد النائحة تلطِم به وجهَها. والجَلَدُ: جِلْدٌ حُوار يُسْلَخُ فيُلبَس حُواراً آخر لتشَمَّه أم المسلوخ فترأمه قال العجاج: وقد أرانى للغوانى مصيدا * ملاوة كأن فوقى جلدا - والجلد: الكبار من النوقِ التي لا أولادَ لها ولا ألبانَ، الواحدة بالهاء. والجلد أيضا: الارض الصلبة. قال النابغة: إلا الاوارى لايا ما أبينها * والنؤى كالحوض بالمظلومة الجلد - وكذلك الأَجْلَدُ. قال جرير: أَجالَتْ عليهنَّ الروامس بعدنا * دقاق الحصى من كل سهل وأجلدا - والجمع الا جلاد والأجالِدُ. والجَلَدُ: الصلابةُ والجَلادَةُ. تقول منه: جَلُدَ الرجلُ بالضم، فهو جَلْدٌ وجَليدٌ، بيِّن الجَلَدِ، والجَلادَةِ، والجُلودَةِ، والمَجْلودِ، وهو مصدرٌ مثل المحلوفِ والمعقولِ. قال الشاعر:

واصْبِرْ فإنَّ أَخا المَجْلودِ مَنْ صَبَرا * وربما قالوا رجل جضد، يجعلون اللام مع الجيم ضادا إذا سكنت. وقوم جلد، وجلداء، وأجلاد. والتَجَلُّدَ: تَكَلُّفُ الجلادَة. والمُجالَدَةُ: المباطَلةُ وتَجالَد القومُ بالسيوف واجْتَلَدوا. وأَجْلادُ الرجلِ: جسمه وبدنه، وكذلك تَجاليدُهُ. والجَلْدَةُ: بالتسكين: واحدة الجِلادِ، وهي أدسمُ الإبلِ لبناً. والجِلادُ من النخل: الكبار الصلاب. قال الشاعر سويد بن الصامت: أدين وما دَيْني عليكم بمَغْرَمٍ * ولكن على الشم الجلاد القراوح - وشاة جلدة، إذا لم يكن لها لبنٌ ولا ولد. وفلان جلودي بفتح الجيم، قال الفراء: وهو منسوب إلى جلود: قرية من قرى إفريقية ولا تقل الجلودى. والجليد: الضريب والسقيط، وهوندى يسقط من السماء فيجمُدُ على الأرض. تقول منه: جلدت الارض، فهى مجلودة. وجلندى، بضم الجيم مقصور: اسم ملك عمان.
جلد: جَلَد الرضيع الثدي: استفرغ ما فيه حتى لم يبق فيه غير الجلد (محيط المحيط).
جلَد (بتشديد اللام) غشاه بالجلد (فوك، ألكالا، معجم المتفرقات).
مُجَلدة: دبابات خشب مغشاة بالجلد (مونج 134) ويرى كاترمير أنها مغشاه بجلد مغلي لا تعمل فيه النار.
وجلد: غطى الفطائر أو القطائف وغيرها بقشرة (ألكالا).
والمعنى الذي ذكره لين أخيرا وهو المعنى المستعمل اليوم تجده أيضاً في معجم فوك، ففيه Confortare صبَر.
وجلد: جمّد من البرد (بوشر) - وأصابه الجليد، تجمد (بوشر) - وتصلب، تقبض، تكمش (بوشر).
تجلد: أظهر الجلد، تصبر (ألف ليلة برسل 4: 40) - ومطاوع جلّد غشاه بالجلد (فوك). وغشاه الجليد، وتجمد (بوشر).
انجلد: جُلِد، ضرب بالسياط (فوك).
جِلْد: في القول السائر: البس له جلد النمر الذي ذكره فريتاج الفعل ألبس فيه ليس مزيد لبس كما ظن فريتاج بل هو فعل الأمر من لبس (فالتون 44 رقم 5).
وجلد: عكة، ظرف من جلد المعز.
يقال: جلد دهان أي عكة دهن، ظرف دهن (شيرب ديال ص164).
وجلد: ورقة من الرقوق أو الورق (معجم بدرون) وحِلْد الفَرَس: نوع من الحلوى. (وجلد الفرس (أو قمر الدين) يصنع من عجين المشمش المجفف ويعمل رقائق تطوى وتحفظ. وهي تشبه كل الشبه جلد الفرس الذي سميت به. والأتراك والعرب يتناولونه في السفر، يذيبونه في الماء ويغمسون فيه الخبز والكعك وهو طعام المترفين، (برتون 1: 191، ابن بطوطة 1: 186، 3: 425) وقد ترجمها مترجمو رحلة ابن بطوطة بما معناه: (نقنق الفرس) وهو ضرب من النقانق (المصير المحشو) وأرى هذا صوابا (انظر لين). وقد فهم برتون هذا التعبير نفس هذا الفهم.
ثم إن الحلوى التي ذكرها ابن بطوطة تصنع من مواد أخرى، فهي تصنع من رب العنب يخلط بالفستق واللوز.
جلد النُّحاس: اسم عيد كبير من أعياد دارفور (أنظر براون 1: 356).
أبو جِلْد: اسم الشهر الحادي عشر من شهور المسلمين وقد سمي بهذا الاسم لأن رجلاً يلبس جلد حيوان ويضع على رأسه قرونا يطوف بالبيوت في هذا الشهر (هوست 251) غير أن رولاند يسمى هذا الشهر جَلَب.
ويسميه دومب (ص58): أبو الجلايب.
جَلَد: رفيع السماء (سعدية نشيد 148).
وجَلَد: اسم حيوان ذي قرون في حجم العجل. (بركهارت نويبة ص489).
جَلْدَة: ضربة سوط (ابن بطوطة 4: 52، ألف ليلة 1: 52).
جِلْدَة: كيس التبغ (بوشر).
وجِلْدة الفَرُّوج: اسم طعام (المقري 2: 204) - والعامة تقول فلان جلدة بمعنى إنه بخيل في الغاية، تشبيها له بالجلد الذي لا وسم له ولا ندى (محيط المحيط).
جَلَدَة: بمعنى القوة والصبر على وقد ذكرها ملر في نصوص من ابن الخطيب وابن الخاتمة (2: 35) وهي تصحيف كلمة جَلاَدة.
جِلْدِيّ: صلب له قوام الجلد وصلابته (بوشر).
جليد: ضريب، سقيط. والبرد الشديد يجمد الأطراف (فوك، بوشر) - والدنيا جليد: فيها قرس، برد شديد يجمد (بوشر) وجليد: رطوبة العين، (أو ماء في قعر العين؟) ففي معجم المنصوري: جليد هو الماء الجامد شبهت به الرطوبة الوسطى من رطوبة العين فنسبت إليه.
وجليد: بلور. ففي المعجم اللاتيني- العربي: Cristalles جليد وحجر المها.
جَلادَة، يقال: مالي جلادة حتى: أي ليس لي قوة- أو ليس له صبر عليه أو ميل إليه (بوشر).
جَلِيدَة: صقيع، ضريب، سقيط (سعدية نشيد 147).
جلودي: دباغ، الصانع الذي يدبغ الجلود ويبيعها (بوشر).
جَلاد: السيّاف، الذي يتولى قتل المذنبين (ابن بطوطة 3: 218، ألف ليلة 2: 689، 691) - ودباغ الجلود (فوك، ألكالا) - وتاجر الجلود (ألف ليلة 1: 258).
جَلادة: سوط، مقرعة (فوك).
أجْلَدُ: وصف للرجل الصلب الحلق (الأغاني 62).
تَجْلِيد: تبلور (بوشر) - وجلد الكتاب (همبرت 3).
تجليدة: ضرب تجليد الكتاب وشكله (بوشر).
مَجْلَد (عامية مِجلد): آلة الجلد، سوط، مقرعة (فليشر معجم رقم 84).
مِجْلدَ: جلد الكتاب (همبرت 3).
مُجَلَّد: صلب، قوي (بوشر) - والجزء من الكتاب المؤلف من أجزاء.
ويجمع على مجلدات، ويذكر معه اسم العدد مذكرا (معجم أبو الفداء).
ونقرأ في المقدمة (3: 4) ثم درس مذهب أهل الظاهر اليوم ولم يبق إلا في الكتب (المخلدة). ويرى دي سلان (الترجمة 3: 5 ورقه 3) وفقا للمخطوطة وطبعة بولاق والترجمة التركية أنها (المجلَدة) أي الكتب التي جلدت وهي الكتب التي لم تعد تدرس، لان الكتب التي تدرس بالمدارس كانت دائما كراريس متفرقه.
مرقة مجلَّدة: مرقة مجمدة (بوشر)
(ج ل د)

الجِلْد، والجَلَد: الْمسك من جَمِيع الْحَيَوَان، الْأَخِيرَة عَن ابْن الاعرابي، حَكَاهَا ابْن السِّكِّيت عَنهُ، قَالَ: وَلَيْسَت بالمشهورة.

وَالْجمع: أَجْلاد وجُلود، وَقَوله تَعَالَى: (وقَالُوا لجلودهم) قيل مَعْنَاهُ: لفروجهم، كنى عَنْهَا بالجلود.

وَعِنْدِي: أَن الْجُلُود هُنَا مسوكهم الَّتِي تباشر الْمعاصِي.

والجِلْدة: الطَّائِفَة من الجِلْد.

وأَجْلاد الْإِنْسَان، وتجاليده: جمَاعَة شخصه.

وَقيل: جِسْمه؛ وَذَلِكَ لِأَن الجِلْد مُحِيط بهما، قَالَ الْأسود بن يعفر:

إمَّا تَرَيني قد فَنِيتُ وغاضني ... مَا نِيل من بَصَري وَمن أجلادي

" غاضني ": نقصني.

وَعظم مُجَلَّد: لم يبْق عَلَيْهِ إِلَّا الجِلْد، قَالَ:

أَقُول لحرف أذهب السيرْ نَحْضَها ... فَلم يُبْقِ مِنْهَا غَيْرَ عظمٍ مُجَلَّدِ

خِدِي بِي ابتلاكِ اللهُ بالشوق والهَوَى ... وشاقَكِ تَحنانُ الحَمَام المغرِّدِ

وَجلد الْجَزُور: نزع عَنْهَا جلدهَا كَمَا تسلخ الشَّاة، وَخص بَعضهم بِهِ الْبَعِير.

والجَلَد: أَن يسلخ جِلْدُ الْبَعِير أَو غَيره فيلبسه غَيره من الدَّوَابّ، قَالَ العجاج يصف أسدا: كَأَنَّهُ فِي جَلَد مُرَفَّل

وَقَالَ أَيْضا:

وَقد أَرَانِي للغواني مِصْيدا ... مُلاوة كَأَن فَوقِي جَلَدا

والجَلَد: جِلْد البو يحشى ثماما ويخيل بِهِ للناقة فتحسبه وَلَدهَا إِذا شمته فترأم بذلك على ولد غَيرهَا.

وجَلَّد البَوَّ: ألبسهُ الْجلد.

والمِجْلَد: قِطْعَة من جلد تمسكها النائحة بِيَدِهَا وتلطم بهَا خدها.

وَالْجمع: مجاليد، عَن كرَاع.

وَعِنْدِي: أَن مجاليد: جمع مِجلاد؛ لِأَن مِِفْعَلا ومِفْعَالا يعتقبان على هَذَا النَّحْو كثيرا.

وجَلَده بِالسَّوْطِ: يَجْلِده جَلْدا: ضربه.

وَامْرَأَة جَلِيد، وجَلِيدة، كلتاهما عَن اللحياني: أَي مجلودة، من نسْوَة: جَلَدَى، وجلائد.

وَعِنْدِي: أَن جَلْدَى: جمع جَلِيد، وجلائد: جمع جَلِيدة.

وَفرس مُجَلَّد: لَا يجزع من ضرب السَّوْط.

وجَلَد بِهِ الأَرْض: ضربهَا.

وجالدناهم بِالسُّيُوفِ مجالدة وجِلادا: ضاربناهم.

وجَلَدته الحيَّة: لدغته، وَخص بَعضهم بِهِ الْأسود من الْحَيَّات، قَالُوا: وَالْأسود يَجْلِد بِذَنبِهِ.

والجَلَد: الشِّدَّة والقُوَّة.

وَرجل جَلْد، وجَلِيد، من قوم أجلاد، وجُلَداء وجِلاَد، وجُلْد.

وَقد جَلْد جَلاَدة، وجُلُودة. وَالِاسْم: الجَلَد، والجُلُود.

وتجلَّد: أظهر الجَلَد، وَقَوله:

وكيفَ تَجَلُّدُ الأقوامِ عَنهُ ... وَلم يُقتَلْ بِهِ الثَّأر المُنِيمُ

عداهُ بعن؛ لِأَن فِيهِ معنى: تصبر.

وَأَرْض جَلَد: صلبة مستوية الْمَتْن غَلِيظَة.

وَالْجمع: أجلاد.

قَالَ أَبُو حنيفَة: أَرض جَلَد، بِفَتْح اللَّام وجَلْدة، بتسكين اللَّام.

وَقَالَ مرّة: هِيَ الأجالد، وَاحِدهَا: جَلَد، قَالَ ذُو الرمة:

فلمَّا تقضَّى ذَاك من ذَاك واكتستْ ... مُلاءً من الْآل المِتانُ الأجالد

والجِلاَد من النّخل: الغزيرة.

وَقيل: هِيَ الَّتِي لَا تبالي بالجَدْب، قَالَ الأنصاي:

أدِينُ وَمَا دَيْني عَلَيْكُم بمَغْرَمٍ ... وَلَكِن على الجُرْد الجِلاد القراوِحِ

كَذَا رَوَاهُ أَبُو حنيفَة. وَرِوَايَة ابْن قُتَيْبَة: " على الشم ". واحدتها: جَلْدة.

والجِلاد من الْإِبِل: الغزيرات اللَّبن، وَهِي المجاليد.

وَقيل: الجِلاد: الَّتِي لَا لبن لَهَا وَلَا نتاج، قَالَ:

وحارَدَتِ النُّكْدُ الجِلاَدُ وَلم يكن ... لعُقْبةِ قِدْر المستعيرين مُعْقِبُ

وناقة جَلْدة: مدرار، عَن ثَعْلَب. وَالْمَعْرُوف: أَنَّهَا الصلبة الشَّدِيدَة.

والجَلَد من الْغنم وَالْإِبِل: الَّتِي لَا أَوْلَاد لَهَا وَلَا ألبان، كَأَنَّهُ اسْم للْجمع.

وَقيل: إِذا مَاتَ ولد الشَّاة فَهِيَ جَلَدة، وَجَمعهَا: جِلاَد.

وَقيل: الجَلَد، والجَلَدة: الشَّاة الَّتِي يَمُوت وَلَدهَا حِين تضعها.

والجَلَد من الْإِبِل: الْكِبَار الَّتِي لَا صغَار فِيهَا، قَالَ: تواكلها الأزمانُ حَتَّى أجَأنها ... إِلَى جَلَد مِنْهَا قليلِ الأسافِل

والجَلِيد: مَا يسْقط من السَّمَاء على الأَرْض من الندى فيجمد.

وَأَرْض مجلودة: أَصَابَهَا الجليد.

وَإنَّهُ ليُجْلَد بِكُل خير: أَي يظنّ بِهِ.

وَرَوَاهُ أَبُو حَاتِم: يجلذ بِالذَّالِ.

واجتلد مَا فِي الْإِنَاء: شربه كُله.

وصرحت بجِلْدان، وجِلْداء: يُقَال ذَلِك فِي الْأَمر إِذا بَان.

وَقَالَ اللحياني: صرحت بجلدان: أَي بجِدّ.

وَبَنُو جَلْد: حَيّ.

وجَلْد، وجُلَيد، ومُجَالد: اسماء، قَالَ:

نَكَهْتُ مُجالداً وشِممت مِنْهُ ... كريح الْكَلْب مَاتَ قريب عَهْد

فَقلت لَهُ مَتى استحدثت هَذَا ... فَقَالَ اصابني فِي جَوف مهْدي

وجَلُود: مَوضِع، وَمِنْه فلَان الجَلْوديّ. والعامة تَقول: الجُلُوديّ.

وبعير مُجْلَنْدٍ: صلب شَدِيد.

وجُلَنْدَي: اسْم رجل. وَقَوله:

وجُلَنْداء فِي عُمّان مُقيما

إِنَّمَا مده للضَّرُورَة. وَقد روى: وجُلَنْدَي لَدَى عُمَان مُقيما
جلد
جلَدَ يَجلِد، جَلْدًا، فهو جالِد، والمفعول مَجْلود
• جلَده بالسَّوط: أصاب جِلْدَه به، ضربه به " {فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً} ". 

جلُدَ يَجلُد، جَلَدًا وجَلادةً وجُلودًا، فهو جَلْد
• جلُد الشَّخْصُ:
1 - قوي واشتدّ بأسه "شابٌّ جلْد- جلُد الفلسطينيّون في مقاومة العدوّ".
2 - صبَر على المكروه "جلُد على الشدائد". 

جلِدَ يَجلَد، جَلَدًا، فهو جالد
• جلِدت الأرضُ: أصابها الجليدُ. 

تجلَّدَ يتجلَّد، تجلُّدًا، فهو مُتجلِّد
• تجلَّد الشَّخْصُ:
1 - مُطاوع جلَّدَ: تصبَّر وتحلّى بالثَّبات والرِّضا بالقدر ولم يجزعْ "المؤمن دائمًا يتجلَّد عند المصائب".
2 - تكلَّف الجَلَدَ أو أظهره "تجلَّد عندما وجد سيّارته متهشِّمة". 

جالدَ يجالِد، مُجالدةً وجِلادًا، فهو مُجالِد، والمفعول مُجالَد
 • جالده بالسَّيف: ضاربه به. 

جلَّدَ يجلِّد، تجليدًا، فهو مُجلِّد، والمفعول مُجلَّد
• جلَّد الكتابَ ونحوَه: جمع أوراقَه وغلّفه بجلدٍ أو قماشٍ مقوَّى "كتاب مُجلَّد- قام بتجليد كتبه".
• جلَّد الشَّخْصَ: جعله ذا صبْر ومجالدة "جلَّد صديقَه عند وفاة أبيه". 

تجلُّد [مفرد]:
1 - مصدر تجلَّدَ ° التَّجلُّد لا التَّبلُّد.
2 - عمليّة تغطية مساحة من سطح الأرض بالجليد لتساقطه على شكل ثلج في نفس المنطقة أو لزحف الجليد عليها من منطقة مجاورة. 

تجليد [مفرد]: مصدر جلَّدَ.
• التَّجليد النِّصفيّ: طريقة تجليد للكتب يكون فيها ظهر وزاوية الكتاب مجلّدة بمادة تختلف عن بقية تجليد الكتاب. 

جَلادة [مفرد]: مصدر جلُدَ. 

جُلادة [مفرد]: ما تخلَّف من تجليد الكتب "تخلّص عمالُ المطبعة من الجُلادة". 
1203 - 
جَلْد [مفرد]: ج أجلاد (لغير المصدر {وجِلاد} لغير المصدر {، مؤ جَلْدَة} لغير المصدر {، ج مؤ جَلَدَات} لغير المصدر) وجَلْدات (لغير المصدر):
1 - مصدر جلَدَ.
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جلُدَ. 

جَلَد [مفرد]: مصدر جلُدَ وجلِدَ ° جَلَدُ السَّماء: القُبَّة الزرقاء. 

جِلْد [مفرد]: ج أجلاد وجُلود: (شر) قشرة رقيقة تغطّي جسم الإنسان والحيوان، وهي حماية له من عاديات الطبيعة وبها مراكز الحِسّ "ما حكَّ جِلْدَك مثلُ ظُفْرِك، فتولَّ أنت جميع أمرك [مثل]: لا يقوم بالأمر إلا أهله أو أصحابه، حثّ الإنسان على الثِّقة بنفسه والاعتماد عليها- {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا} " ° اقشعرَّ جلدُه: ارتعد من شدة الخوف أو الانقباض- جِلْد اصطناعيّ: بديل الجِلْد الطبيعيّ وهو مكوَّن من ألياف جلديّة كتَّلتها عصارة النَّبات- جِلْد كتاب: غطاء كتاب من جِلْد- جِلْدٌ لمَّاع: جِلْد صقيل- جلود خام: غير مدبوغة- سطح الجلد: ظاهره- كان جِلْدًا على عظْم: لم يكن عليه سوى الجِلْد، كان هزيلاً- لبِس له جِلْدَ النِّمر [مثل]: كشف له عن عداوته، عامله بوحشيَّة- نفذ بجلده: نجا بنفسه من الخطر.
• ترقيع الجِلْد: (طب) استخدام الجِلْد في الجراحة التجميليّة لتصحيح العيوب الجلديّة أو استبداله. 

جِلْدَة [مفرد]: ج جِلْدات: قطعة من الجِلْد "جلدة الرأس: فروته" ° هو جلدة على عظم: نحيل جدًّا.
• جِلْدَة الرَّجُلِ: قومه أو عشيرته? هو من أبناء جِلْدتنا/ هو من بني جِلْدتنا: من عشيرتنا، من أبناء وطننا.
• جِلْدَة الكتاب: غِلافُه إذا كان صُلْبًا متينًا ولو لم يكن من الجِلْد "قرأه من الجِلْدة للجِلدة". 

جِلْديّ [مفرد]: اسم منسوب إلى جِلْد: "اختصاصيّ الأمراض الجِلْديّة" ° أمراض جِلْديّة: مايصيب الجِلْدَ من أمراض.
• طفح جِلْديّ: (طب) حكّة شديدة ناتجة عن عدوى أو حساسيّة أو حالة توتُّر.
• الرُّقعة الجِلْديَّة: (طب) قطعة جِلْد بشريّ تُنقل من جسم المريض أو من جسم شخص آخر ليُرقَّع بها الجزء المصاب. 

جَلاّد [مفرد]:
1 - مَنْ يتولَّى الجَلْد والقتل، ضارب بالسِّياط.
2 - منفِّذ حكم الإعدام، المعذِّب عمومًا باسم السلطة الحاكمة.
3 - مَنْ يعامل أشخاصًا بقسوة وعنف "تحوَّل بعض المدرّسين إلى جلاَّدين للطَّلبة".
4 - بائع الجُلُود، دبَّاغ الجلود. 

جُلود [مفرد]: مصدر جلُدَ. 

جَليد [مفرد]: مياه متجمِّدة بتأثير البرودة "رياضة التَّزحلق على الجَليد" ° إذابة الجَليد: إزالة أسباب التَّوتر والبرودة في العلاقات- جَبَل جليد: كتلة من الجليد عائمة ومنفصلة عن جليد الساحل القطبيّ- كاسحة الجليد: سفينة معدَّة لتحطيم الجليد. 

جُلَيدة [مفرد]: ج جُلَيْدات: (شر) غشاء لا خلوي، تكوّنه الطبقة البشريّة في أصول أظافر الإنسان، وبعض
 الحيوانات. 

جَليديّ [مفرد]: اسم منسوب إلى جَليد: "جَرْفٌ جليديّ" ° عصر جَليديّ: عصر اكتست خلاله بالجَليد مناطقُ واسعةٌ من الأرض- ما قبل الجَليديّ: الزَّمن الجيولوجيّ الذي سبق العصر الجليديّ.
• جَبَل جَليديّ: كتلة كبيرة من الجليد تطفو على سطح المحيط وتكون منفصلة عن جليد القطبين. 

مُجَلَّد [مفرد]: ج مُجلّدات:
1 - اسم مفعول من جلَّدَ.
2 - كتاب ذو جِلْدة.
3 - جزء من الكتاب "صدر المعجم في ثلاثة مجلَّدات".
4 - جزء سنويّ أو ما يصدر من أعداد مجلَّة خلال سنة "المجلّد الرّابع". 

جلد

1 جَلَدَهُ, (S, A, Mgh, &c.,) aor. ـِ (Msb, K,) inf. n. جَلْدٌ, (S, Mgh, Msb,) He hit, or hurt, his skin; (S, K;) like as you say, رَأَسَهُ, and بَطَنَهُ: (S:) he beat his skin: (Mgh:) he beat him; namely, a criminal: (Msb:) he struck him with a whip, and with a sword: (TA:) he flogged him (A, K) with a whip, (K,) or with whips: (A:) جَلَدْتُ is sometimes written and pronounced جَلَدُّ. (MF on the letter د.) You say, جَلَدَهُ الحَدَّ, inf. n. as above, He inflicted upon him the flogging ordained by the law. (S, L.) b2: جَلَدَتِ الحَيَّةُ The serpent bit: (K:) or, accord. to some, one says of the serpent called أَسْوَدُ, specially, يَجْلِدُ بِذَنَبِهِ [it strikes with its tail]. (TA.) b3: جَلَدَ جَارِيَتَهُ, (K,) aor. and inf. n. as above, (TA,) (tropical:) He lay with his young woman, or female slave. (K, TA.) [Hence,] جَلَدَ عُمَيْرَةَ [(assumed tropical:) i. q. نَكَحَ اليَدَ], a metonymical phrase: جَلْدُ عُمَيْرَةَ meaning الخَضْخَضَةُ, and الاِسْتِمْنَآءُ بِاليَدِ, also termed التَّدْلِيلُ, and الاِعْتِمَارُ: the similar act of a woman is termed الإِلْطَافُ. (Har p. 572.) b4: جَلَدَ بِهِ الأَرْضَ He smote the ground with him; (TA;) he threw him down prostrate on the ground. (A, TA.) and جُلِدَ بِهِ He fell down (K, TA) upon the ground by reason of much sleepiness; as also جُلِدَ بِهِ نُوْمًا. (TA.) كُنْتُ أَتَشَدَّدُ فَيُجْلَدُ بِى, in a trad., means [I used to exert my strength, or energy, but] sleep would overcome me so that I fell down. (L.) b5: جَلَدَهُ عَلَى الأَمْرِ (tropical:) He compelled him against his will to do the thing. (A, K.) b6: يُجْلَدُ بِكُلِّ خَيْرٍ (or, as related by AHát, يجلذ, with ذ, TA) (tropical:) He is imagined to possess every good quality. (A, K.) But the saying of EshSháfi'ee كَانَ مُجَالِدٌ يُجْلَدُ means (assumed tropical:) Mujálid used to be pronounced a liar, (K, TA,) or suspected and accused of lying. (TA.) A2: جُلِدَتِ الأَرْضُ, (S, L, Msb,) the verb being in the pass. form, (Msb,) or جَلِدَت, (A, K,) a verb of the same form as فَرِحَ; (K;) [or both may be correct, like ضُرِبَت and ضَرِبَت in the same sense;] and ↓ أَجْلَدَت; (K;) [but this last I believe to be a mistake for أُجْلِدَت, like أُضْرِبَت;] The land was, or became, affected or smitten, by hoar-frost, or rime. (S, A, L, Msb, K.) And جلد البَقْلُ [in the TA جَلِدَ] The herbs, or leguminous plants, were, or became, affected, or smitten, thereby. (L, TA.) And ↓ أُجْلِدُوا They (men) were, or became, affected, or smitten, thereby. (L, K.) A3: جَلُدَ, aor. ـُ inf. n. جَلَادَةٌ and جُلُودَةٌ and جَلَدٌ (or this last is a simple subst., L) and مَجْلُودٌ, (an inf. n. like مَحْلُوفٌ and مَعْقُولٌ, (S, or from تَجَلَّدَ, M in art. عسر,) He (a man, S, L) was, or became, hardy, strong, sturdy, (S, * L, K, *) and enduring, or patient. (L.) 2 جلّد, (IAar, T, S, Mgh,) inf. n. تَجْلِيدٌ, (T, S, Mgh, K,) He skinned a camel (IAar, T, S, Mgh, K) that had been slaughtered: (S, K:) one seldom uses سَلَخَ thus [in relation to a camel]. (S.) b2: Also He covered a thing with skin; as, for instance, a pair of socks, or stockings: (Mgh:) and in like manner, [he bound] a book: (A, K: *) and he clad a young camel in the skin of another young camel: (L: [see جَلَدٌ:]) thus the verb bears two contr. significations. (Mgh.) A2: [He ordered to be flogged. (Freytag's Lex.: but without any indication of an authority.)]

A3: [He, or it, rendered a man hardy, strong, sturdy, and enduring, or patient: so in the present day.]3 جالدهُ He contended with him in fight, whether the fight were with swords or not. (A in art. طرد.) You say, جالدهُ بِالسَّيْفِ, (L,) inf. n. مُجَالَدَةٌ (S, A, L) and جِلَادٌ, (A, L,) He contended with him in fight with the sword. (S, * A, L.) And جَالَدُوهُمْ بِالسُّيُوفِ They contended with them in fight with swords. (A.) And جالدوا بِالسُّيُوفِ, (K, TA,) and ↓ تجالدوا (S, A, L, and so in the CK instead of جالدوا) بالسيوف, (S,) and ↓ اجتلدوا, (S, A, L,) They contended, one with another, in fight with swords. (S, A, * L, K.) b2: [See also حَاضَرَهُ.]4 اجلدهُ إِلَيْهِ (assumed tropical:) He constrained, compelled, or necessitated, him to have recourse to, or betake himself to, him, or it: (so in some copies of the K:) or he made him to stand in need of, or to want, him, or it. (AA, L, and so in some copies of the K and in the TA.) A2: أَجْلَدَتِ الأَرْضُ [or أُجْلِدَت]: and أُجْلِدُوا: see 1.5 تجلّد He affected hardiness, strength, sturdiness, and endurance, or patience; constrained himself to behave with hardiness, &c. (S, * A, * L, K. *) So in the phrase تجلّد لِلشَّامِتِينَ [He constrained himself to behave with hardiness, &c., to those who rejoiced at his misfortune]. (A, TA.) In the phrase تجلّد عَنْهُ [He constrained himself to endure with hardiness and patience the loss, or want, of him, or it], the verb is made trans. by means of عن because it implies the meaning of تَصَبَّرَ. (L.) b2: Also He feigned, or made a show of, hardiness, strength, sturdiness, and endurance, or patience. (L.) 6 تَجَاْلَدَ see 3.8 إِجْتَلَدَ see 3.

A2: اجتلد الإِنَآءَ, (Az, TA,) or مَافِى

الإِنَآءِ, (K,) He drank all that was in the vessel; (Az, K, TA;) as also احتلد. (Az, TA.) جَلْدٌ (sometimes pronounced جَضْدٌ, S) and ↓ جَلِيدٌ, (applied to a man, S, A, Mgh,) Hardy, strong, sturdy, (S, * A, * L, K, *) and enduring, or patient: (L:) not بَلِيد [q. v.]: (Mgh:) pl. [of either] جُلْدٌ, (S, L, K,) or جُلُدٌ, (so in some copies of the K,) and جُلَدَآءُ and أَجْلَادٌ [a pl. of pauc.] (S, L, K) and جِلَادٌ. (K.) And [the fem.]

جَلْدَةٌ A hardy and strong she-camel; strong to labour and to journey; that heeds not the cold: and also swift: pl. جَلْدَاتٌ: (L:) and a she-camel that yields a copious flow of milk: (Th, TA:) sing. of جِلَادٌ, (S,) which signifies she-camels abounding with milk; as also مَجَالِيدُ, (K,) pl. of ↓ مِجْلَادٌ; (TA;) or she-camels having neither milk nor young: (K:) [see also جَلَدٌ:] or she-camels that yield the most greasy, or unctuous, sort of milk: and so the sing., جلدة, applied to a ewe or a she-goat. (S.) جِلَادٌ (pl. of جَلْدَةٌ, TA) is also applied to palm-trees, meaning Large, hard, hardy, or strong: (S, K, TA:) or such as are not affected by drought. (TA.) And تَمْرَةٌ جَلْدَةٌ signifies A tough-skinned, excellent, date; as also ↓ جِلْدَةٌ: and a hard, compact, date. (L.) جِلْدٌ, (S, Msb, K, &c.,) the only form of the word mentioned by the generality of the lexicographers; (TA;) occurring at the end of a verse with kesr to the second as well as the first letter, ↓ جِلِدٌ, agreeably with a license allowed to a poet in such a case, to give to a quiescent letter in a rhyme the same vowel as that which the preceding letter has; (S;) and ↓ جَلَدٌ, (IAar, S, K,) like شِبْهٌ and شَبَهٌ, and مِثْلٌ and مَثَلٌ; but this is said by ISk to be unknown; (S;) The skin of any animal; (K;) the integument of the body and limbs of an animal: (Az, Msb:) or the exterior of the بَشَرَةٌ [or upper skin] of an animal: (Msb: [but this is a strange explanation:]) pl. جُلُودٌ (S, Msb, K) and (sometimes, Msb) أَجْلَادٌ [a pl. of pauc.]. (Msb, K.) b2: [The pl.] أَجْلَادٌ signifies also, and ↓ تَجَالِيدُ likewise, The body and limbs (S, A, L) of a man; (S;) the whole person, or body and limbs, of a human being; (L, K;) and his self: (L:) so called because enclosed by the skin: pl. of the former, أَجَالِدُ. (L.) You say, مَا أَشْبَهَ

أَجْلَادَهُ بِأَجْلَادِ أَبِيهِ How like are his person and body to the person and body of his father! (L.) And فُلَانٌ عَظِيمُ الأَجْلَادِ and ↓ التَّجَالِيدِ (A, L) Such a one is large and strong (L) in respect of the body and limbs. (A, L.) And رُدُّوا الأَيْمَانَ عَلَى أَجْلَادِهِمْ Repeat ye the oaths to the persons, themselves: occurring in a trad.: said on the occasion of a man's entering among others of whom an oath had been demanded. (L.) b3: الجِلْدُ also signifies (assumed tropical:) The penis. (Fr, L, K: but in the CK, in this sense, it is written الجَلْدُ.) Agreeably with this explanation, its pl. جُلُود is said by Fr to be used in the Kur xli. 20: (L:) or as meaning the pudenda: (L, K:) but ISd holds that this word there means the skins, with which, as in manual operations, acts of disobedience are performed. (L.) جَلَدٌ: see جِلْدٌ. b2: Also The skin of a camel, or other beast, with which another beast is clothed: (L:) the skin of a young camel, which (being stripped off, S) is put over the body of another young camel, in order that the mother of the skinned young one (smelling it, S) may conceive an affection for it [and suckle it]: (S, K:) or the skin of a young camel, which is stuffed with panic grass (ثُمَام), (K, TA,) or some other plant, (TA,) and put before a she-camel, in order that she may be induced thereby to affect that which is not her young one [and so yield her milk], (K, TA,) or, to affect the young one of another. (L, TA.) A2: A ewe or she-goat whose young one dies at the time of her bringing it forth; as also ↓ جَلَدَةٌ: pl. [of the former] جِلَادٌ and [of the latter] جَلَدَاتٌ. (TA.) b2: Also, [as a coll. gen. n.,] Great she-camels, having neither young ones nor milk; n. un. with ة: (S:) [see also جَلْدٌ:] or great camels, among which are no little ones; (K;) n. un. with ة: (TA:) and (app. as a quasipl. n., TA) sheep or goats, and camels, having neither young ones nor milk; (K;) app. meaning having no little ones to which they give such: (Mohammad Ibn-El-Mukarram, TA:) or she-camels having no young ones with them, so that they endure patiently the heat and cold: (Fr, TA:) or she-camels having no milk, and the young ones of which have gone away from them; including what are called بَنَاتُ اللَّبُونِ, and such as are above these in age; and also such as are called مَخَاصٌ, and عِشَارٌ, and حِيَالٌ; but when they have given birth to their young, they cease to be termed جَلَدٌ, and are called عِشَارٌ, and لِقَاحٌ: the pl. is أَجْلَادٌ and [pl. pl.] أَجَالِيدُ. (Az, TA.) A3: Hard ground; as also ↓ أَجْلَدُ: (S:) or hard and level ground; as also ↓ جَلَدَةٌ: (K:) or level but rough ground; (L;) as also ↓ أَجْلَدُ: (TA:) pl. (of the former, TA) أَجْلَادٌ and (of the latter, TA) أَجَالِدُ. (S, TA.) You also say أَرْضٌ جَلَدٌ, with fet-h to the ل; (AHn, TA;) and ↓ جَلْدَةٌ, with a quiescent ل; (Lth, AHn, TA;) and ارض ↓ جَلَدَةٌ also; and مَكَانٌ جَلَدٌ. (Lth, TA.) A4: Also, as a subst. or an inf. n., (L, [see جَلُدَ,]) Hardiness, strength, sturdiness, (S, * A, * L, K, *) and endurance, or patience. (T.) جِلِدٌ: see جِلْدٌ.

جَلْدَةٌ: see جَلَدٌ.

جِلْدَةٌ a more particular term than جِلْدٌ; (S, L;) signifying A piece, or portion, of skin. (L.) b2: One says also جِلْدَةُ العَيْنِ [app. meaning The eyelid]. (TA.) b3: And قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا A people, or company of men, of ourselves, and of our kinsfolk. (TA.) A2: See also جَلْدٌ.

جَلَدَةٌ: see جَلَدٌ, in three places.

جَلِيدٌ A woman flogged with a whip; as also with ة: pl. جَلْدَى and جَلَائِدُ: (Lh, L:) the former pl. thought by ISd to be of the former sing.; and the latter, of the latter. (L.) A2: Hoarfrost, or rime; i. e. dew that falls (S, A, K) from the sky (S) upon the ground (S, A, K) and congeals; (S, K;) also called ضَرِيبٌ and سَقِيطٌ; (S;) like صَقِيعٌ. (Msb.) b2: Congealed, or frozen, water; ice. (TA.) A3: See also جَلْدٌ.

جُلَيْدَةٌ [dim. of جِلْدَةٌ] One of the طَبَقَات [coats, or tunics,] of the eye. (TA.) جُلُودِىٌّ [A dealer in skins;] a rel. n. from جُلُودٌ, pl. of جِلْدٌ. (TA.) جَلَّادٌ One whose office it is to flog others with a whip. (Mgh.) [In the present day, An executioner, in a general sense.]

أَجْلَدُ: see جَلَدٌ, in two places.

تَجَالِيدُ: see جِلْدٌ, in two places.

مِجْلَدٌ A piece of skin which a wailing woman holds in her hand, and with which she slaps (S, K) her face (S) or her cheek: (K:) pl. مَجَالِيدُ; (Kr, K;) or, as ISd thinks, this is pl. of ↓ مِجْلَادٌ [as syn. with مِجْلَدٌ], for مِفْعَلٌ and مِفْعَالٌ are often interchangeable as measures of words of this kind. (TA.) مُجَلَّدٌ Covered with skin: thus applied to a pair of socks, or stockings, meaning having skin put upon the upper and lower parts. (Mgh.) [A book, or portion of a book, bound: b2: and hence, A volume: pl. مُجَلَّدَاتٌ.] b3: A bone covered only by the skin; having nothing remaining on it but the skin. (K.) A2: A horse [rendered hardy and enduring;] that is not frightened by, (K,) or not impatient at, (S, and so in some copies of the K,) being beaten (S, K) with the whip. (TA.) A3: A certain quantity of a burden, or load, of known measure and weight; (K;) six hundred pounds' weight. (IAar, TA in art. بهر.) مُجَلِّدٌ One who binds books, or covers them with skin. (K.) مِجْلَادٌ: see مِجْلَدٌ: A2: and see also جَلْدٌ.

مَجْلُودٌ [Having his skin hit, hurt, or beaten: flogged: &c. : see also جَلِيدٌ].

A2: أَرْضٌ مَجْلُودَةٌ Land affected, or smitten, by hoar-frost, or rime. (S, A, L, Msb, K.) A3: مَجْلُودٌ is also an inf. n. of جَلُدَ [q. v.]. (S, L, K.) مُجْتَلَدٌ A place of contending in fight with swords. (L from a trad.)

جلد: الجِلْدُ والجَلَد: المَسْك من جميع الحيوان مثل شِبْه وشَبَه؛

الأَخيرة عن ابن الأَعرابي، حكاها ابن السكيت عنه؛ قال: وليست بالمشهورة،

والجمع أَجلاد وجُلود والجِلْدَة أَخص من الجلد؛ وأَما قول عبد مناف بن ربع

الهذلي:

إِذا تَجاوَبَ نَوْحٌ قامتا معه،

ضرباً أَليماً بِسِبْتٍ يَلْعَجُ الجِلِدا

فإِنما كسر اللام ضرورة لأَن للشاعر أَن يحرك الساكن في القافية بحركة

ما قبله؛ كما قال:

علَّمنا إِخوانُنا بنو عَجِلْ

شُربَ النبيذ، واعتقالاً بالرِّجِلْ.

وكان ابن الأَعرابي يرويه بالفتح ويقول: الجِلْد والجَلَد مِثْلُ مِثْلٍ

ومَثَلٍ وشِبْه وشَبَه؛ قال ابن السكيت: وهذا لا يُعرف، وقوله تعالى

ذاكراً لأَهل النار: حين تشهد عليهم جوارحهم وقالوا لجلُودهم؛ قيل: معناه

لفروجهم كنى عنها بالجُلود؛ قال ابن سيده: وعندي أَن الجلود هنا مُسوكهم

التي تباشر المعاصي؛ وقال الفرّاءُ: الجِلْدُ ههنا الذكر كنى الله عز وجل

عنه بالجلد كما قال عز وجل: أَو جاءَ أَحد منكم من الغائط؛ والغائط:

الصــحراء، والمراد من ذلك: أَو قضى أَحد منكم حاجته.

والجِلْدة: الطائفة من الجِلْد. وأَجلاد الإِنسان وتَجالِيده: جماعة

شخصه؛ وقيل: جسمه وبدنه وذلك لأَن الجلد محيط بهما؛ قال الأَسود بن

يعفر:أَما تَرَيْني قد فَنِيتُ، وغاضني

ما نِيلَ من بَصَري، ومن أَجْلادي؟

غاضني: نقصني. ويقال: فلان عظيم الأَجْلاد والتجاليد إِذا كان ضخماً قوي

الأَعضاءِ والجسم، وجمع الأَجلاد أَجالد وهي الأَجسام والأَشخاص. ويقال:

فلان عظيم الأَجلاد وضئيل الأَجلاد، وما أَشبه أَجلادَه بأَجلادِ أَبيه

أَي شخصه وجسمه؛ وفي حديث القسامة أَنه استحلف خمسة نفر فدخل رجل من

غيرهم فقال: ردُّوا الإِيمان على أَجالِدِهم أَي عليهم أَنفسهم، وكذلك

التجاليد؛ وقال الشاعر:

يَنْبي، تَجالِيدي وأَقتادَها،

ناوٍ كرأْسِ الفَدَنِ المُؤيَدِ

وفي حديث ابن سيرين: كان أَبو مسعود تُشْبه تجاليدُه تجاليدَ عمر أَي

جسمُه جسمَه. وفي الحديث: قوم من جِلْدتنا أَي من أَنفسنا وعشريتنا؛ وقول

الأَعشى:

وبَيْداءَ تَحْسَبُ آرامَها

رجالَ إِيادٍ بأَجلادِها

قال الأَزهري: هكذا رواه الأَصمعي، قال: ويقال ما أَشبه أَجلادَه

بأَجلاد أَبيه أَي شخصه بشخوصهم أَي بأَنفسهم، ومن رواه بأَجيادها أَراد

الجودياء بالفارسية الكساءَ.

وعظم مُجَلَّد: لم يبق عليه إِلا الجلد؛ قال:

أَقول لِحَرْفٍ أَذْهَبَ السَّيْرُ نَحْضَها،

فلم يُبْق منها غير عظم مُجَلَّد:

خِدي بي ابتلاكِ اللَّهُ بالشَّوْقِ والهَوَى،

وشاقَكِ تَحْنانُ الحَمام المُغَرِّدِ

وجَلَّدَ الجزور: نزع عنها جلدها كما تسلخ الشاة، وخص بعضهم به البعير.

التهذيب: التجليد للإِبل بمنزلة السلخ للشاءِ. وتجليد الجزور مثل سلخ

الشاة؛ يقال جَلَّدَ جزوره، وقلما يقال: سلخ. ابن الأَعرابي: أَحزرت

(* قوله

«أحزرت» كذا بالأصل بحاء فراء مهملتين بينهما معجمة، وفي شرح القاموس

أجرزت بمعجمتين بينهما مهملة.) الضأْن وحَلَقْتُ المعزى وجلَّدت الجمل، لا

تقول العرب غير ذلك.

والجَلَدُ: أَن يُسلَخَ جلد البعير أَو غيره من الدواب فيُلْبَسَه غيره

من الدواب؛ قال العجاج يصف أَسداً:

كأَنه في جَلَدٍ مُرَفَّل

والجَلَد: جِلْد البوّ يحشى ثُماماً ويخيل به للناقة فتحسبه ولدها إِذا

شمته فترأَم بذلك على ولد غيرها.

غيره: الجَلَد أَن يسلخ جِلْد الحوار ثم يحشى ثماماً أَو غيره من الشجر

وتعطف عليه أُمه فترأَمه. الجوهري: الجَلَد جِلْد حوار يسلخ فيلبس حواراً

آخر لتشمه أُم المسلوخ فترأَمه؛ قال العجاج:

وقد أَراني للغَواني مِصْيَدا

مُلاوَةً، كأَنَّ فوقي جَلَدا

أَي يرأَمنني ويعطفن عليَّ كما ترأَم الناقة الجَلَدَ.

وجلَّد البوَّ: أَلبسه الجِلْد. التهذيب: الجِلْد غشاءُ جسد الحيوان،

ويقال: جِلْدة العين.

والمِجْلدة: قطعة من جِلْد تمسكها النائحة بيدها وتلْطِم بها وجهها

وخدها، والجمع مجاليد؛ عن كراع؛ قال ابن سيده: وعندي أَن المجاليد جمع مِجلاد

لأَن مِفْعلاً ومِفْعالاً يعتقبان على هذا النحو كثيراً. التهذيب: ويقال

لميلاء النائحة مِجْلَد، وجمعه مجالد؛ قال أَبو عبيد: وهي خرق تمسكها

النوائح إِذا نحنَ بأَيديهنّ؛ وقال عدي بن زيد:

إِذا ما تكرّهْتَ الخليقةَ لامْرئٍ،

فلا تَغْشَها، واجْلِدْ سِواها بِمِجْلَد

أَي خذ طريقاً غير طريقها ومذهباً آخر عنها، واضرب في الأَرض لسواها.

والجَلْد: مصدر جَلَده بالسوط يَجْلِدُه جَلْداً ضربه. وامرأَة جَلِيد

وجليدة؛ كلتاهما عن اللحياني، أَي مجلودة من نسوة جَلْدى وجلائد؛ قال ابن

سيده: وعندي أَن جَلْدى جمع جَليد، وجلائد جمع جليدة. وجَلَدَه الحدّ

جلداً أَي ضربه وأَصاب جِلْده كقولك رأَسَه وبَطَنَه. وفرس مُجَلَّد: لا

يجزع من ضرب السوط. وجَلَدْتُ به الأَرضَ أَي صرعته. وجَلَد به الأَرض:

ضربها. وفي الحديث: أَن رجلاً طَلَبَ إِلى النبي، صلى الله عليه وسلم، أَن

يُصَلِّي معه بالليل فأَطال النبي، صلى الله عليه وسلم، في الصلاة فجُلِدَ

بالرجل نوماً أَي سقط من شدة النوم. يقال: جُلِدَ به أَي رُميَ إِلى

الأَرض؛ ومنه حديث الزبير: كنت أَتشدّد فيُجلَدُ بي أَي يغلبني النوم حتى

أَقع. ويقال: جَلَدْته بالسيف والسوط جَلْداً إِذا ضربت جِلْدَه.

والمُجالَدَة: المبالطة، وتجالد القوم بالسيوف واجْتَلدوا. وفي الحديث:

فنظر إِلى مُجْتَلَدِ القوم فقال: الآن حَمِيَ الوَطِيسُ، أَي إِلى موضع

الجِلاد، وهو الضرب بالسيف في القتال. وفي حديث أَبي هريرة في بعض

الروايات: أَيُّما رجُلٍ من المسلمين سَبَبْتُه أَو لعنته أَو جَلَدُّه، هكذا

رواه بإِدغام التاءِ في الدال، وهي لغة. وجالَدْناهم بالسيوف مُجالدة

وجِلاداً: ضاربناهم. وجَلَدَتْه الحية: لدغته، وخص بعضهم به الأَسود من

الحيات، قالوا: والأَسود يَجْلِدُ بذنبه.

والجَلَد: القوة والشدة. وفي حديث الطواف: لِيَرى المشركون جَلَدَهم؛

الجَلَد القوّة والصبر؛ ومنه حديث عمر: كان أَخْوفَ جَلْداً أَي قوياً في

نفسه وجسده. والجَلَدُ: الصلابة والجَلادة؛ تقول منه: جَلُد الرجل، بالضم،

فهو جَلْد جَلِيد وبَيِّنُ الجَلَدِ والجَلادَة والجُلودة.

والمَجْلود، وهو مصدر: مثل المحلوف والمعقول؛ قال الشاعر:

واصبِر فإِنَّ أَخا المَجْلودِ من صَبَرا

قال: وربما قالوا رجل جَضْد، يجعلون اللام مع الجيم ضاداً إِذا سكنت.

وقوم جُلْد وجُلَداءُ وأَجلاد وجِلاد، وقد جَلُدَ جَلادَة وجُلودة، والاسم

الجَلَدُ والجُلودُ.

والتَّجَلُّد: تكلف الجَلادة. وتَجَلَّدَ: أَظهر الجَلَدَ؛ وقوله:

وكيف تَجَلُّدُ الأَقوامِ عنه،

ولم يُقْتَلْ به الثَّأْرُ المُنِيم؟

عداه بعن لأَن فيه معنى تصبر.

أَبو عمرو: أَحْرَجْتُهُ لكذا وكذا وأَوْجَيْتُهُ وأَجْلَدْتُه

وأَدْمَغْتُهُ وأَدْغَمْتُه إِذا أَحوجته إِليه.

والجَلَد: الغليظ من الأَرض. والجَلَد: الأَرض الصُّلْبَة؛ قال النابغة:

إِلاَّ الأَواريَ لأْياً ما أُبَيِّنُها،

والنُّؤيُ كالحوض بالمظلومةِ الجَلَدِ

وكذلك الأَجْلَد؛ قال جرير:

أَجالتْ عليهنَّ الروامِسُ بَعْدَنا

دُقاقَ الحصى، من كلِّ سَهْلٍ، وأَجْلَدا

وفي حديث الهجرة: حتى إِذا كنا بأَرض جَلْدة أَي صُلْبة؛ ومنه حديث

سراقة: وحل بي فرسي وإِني لفي جَلَد من الأَرض. وأَرض جَلَد: صلبة مستوية

المتن غليظة، والجمع أَجلاد؛ قاله أَبو حنيفة: أَرض جَلَدٌ، بفتح اللام،

وجَلْدة، بتسكين اللام، وقال مرة: هي الأَجالد، واحدها جَلَد؛ قال ذو

الرمة:فلما تَقَضَّى ذاك من ذاك، واكتَسَت

مُلاءً من الآلِ المِتانُ الأَجالِدُ

الليث: هذه أَرض جَلْدَة ومكان جَلَدَةٌ

(* قوله «ومكان جلدة» كذا

بالأصل وعبارة شرح القاموس؛ وقال الليث هذه أرض جلدة وجلدة ومكان جلد.) ومكان

جَلَد، والجمع الجلَدات.

والجلاد من النخل: الغزيرة، وقيل هي التي لا تبالي بالجَدْب؛ قال سويد

بن الصامت الأَنصاري:

أَدِينُ وما دَيْني عليكم بِمَغْرَم،

ولكن على الجُرْدِ الجِلادِ القَراوِح

قال ابن سيده: كذا رواه أَبو حنيفة، قال: ورواه ابن قتيبة على الشم،

واحدتها جَلْدَة. والجِلادُ من النخل: الكبار الصِّلاب، وفي حديث عليّ،

كرَّم الله تعالى وجهه: كنت أَدْلُوا بتَمْرة اشترطها جَلْدة؛ الجَلْدة،

بالفتح والكسر: هي اليابسة اللحاءِ الجيدة.

وتمرة جَلْدَة: صُلْبة مكتنزة؛ وأَنشد:

وكنتُ، إِذا ما قُرِّب الزادُ، مولَعاً

بكلّ كُمَيْتٍ جَلْدَةٍ لم تُوَسَّفِ

والجِلادُ من الإِبِلِ: الغزيرات اللبن، وهي المَجاليد، وقيل: الجِلادُ

التي لا لبن لها ولا نِتاح؛ قال:

وحارَدَتِ النُّكْدُ الجِلادُ، ولم يكنْ

لِعُقْبَةَ قِدْرُ المسْتَعير بن مُعْقِب

والجَلَد: الكبار من النوق التي لا أَولاد لها ولا أَلبان، الواحدة

بالهاءِ؛ قال محمد بن المكرم: قوله لا أَولاد لها الظاهر منه أَن غرضه لا

أَولاد لها صغار تدر عليها، ولا يدخل في ذلك الأَولاد الكبار، والله أَعلم.

والجَلْد، بالتسكين: واحدة الجِلاد وهي أَدسم الإِبل لبناً. وناقة

جَلْدة: مِدْرار؛ عن ثعلب، والمعروف أَنها الصلبة الشديدة. وناقة جَلْدة ونوق

جَلَدات، وهي القوية على العمل والسير. ويقال للناقة الناجية: جَلْدَة

وإِنها لذات مَجْلود أَي فيها جَلادَة؛ وأَنشد:

من اللواتي إِذا لانَتْ عريكَتُها،

يَبْقى لها بعدَها أَلٌّ ومَجْلود

قال أَبو الدقيش: يعني بقية جلدها. والجَلَد من الغنم والإِبِل: التي لا

أَولاد لها ولا أَلبان لها كأَنه اسم للجمع؛ وقيل: إِذا مات ولد الشاة

فهي جَلَدٌ وجمعها جِلاد وجَلَدَة، وجمعها جَلَد؛ وقيل: الجَلَدُ والجلَدة

الشاة التي يموت ولدها حين تضعه. الفراء: إِذا ولدت الشاة فمات ولدها

فهي شاة جَلَد، ويقال لها أَيضاً جَلَدَة، وجمع جَلَدَة جَلَد وجَلَدات.

وشاة جَلَدة إِذا لم يكن لها لبن ولا ولد. والجَلَد من الإِبل: الكبار التي

لا صغار فيها؛ قال:

تَواكَلَها الأَزْمانُ حتى أَجاءَها

إِلى جَلَدٍ منها قليلِ الأَسافِل

قال الفراء: الجَلَدُ من الإِبل التي لا أَولاد معها فتصبر على الحر

والبرد؛ قال الأَزهري: الجَلَد التي لا أَلبان لها وقد ولى عنها أَولادها،

ويدخل في الجَلَدِ بنات اللبون فما فوقها من السن، ويجمع الجَلَدَ

أَجْلادٌ وأَجاليدُ، ويدخل فيها المخاض والعشار والحيال فإِذا وضعت أَولادها زال

عنها اسم الجَلَدِ وقيل لها العشار واللقاح، وناقة جَلْدة: لا تُبالي

البرد؛ قال رؤبة:

ولم يُدِرُّوا جَلْدَةً بِرْعِيسا

وقال العجاج:

كأَنَّ جَلْداتِ المِخاضِ الأُبَّال،

يَنْضَحْنَ في حَمْأَتِهِ بالأَبوال،

من صفرة الماءِ وعهد محتال

أَي متغير من قولك حال عن العهد أَي تغير عنه.

ويقال: جَلَدات المخاض شدادها وصلابها.

والجَليد: ما يسقط من السماءِ على الأَرض من الندى فيجمد. وأَرض

مَجْلُودة: أَصابها الجليد. وجُلِدَتِ الأَرضُ من الجَلِيد، وأُجْلِد الناسُ

وجَلِدَ البَقْلُ، ويقال في الصّقِيعَ والضَّريب مِثْله. والجليد: ما جَمَد

من الماء وسقط على الأَرض من الصقيع فجمد.

الجوهري: الجليد الضَّريب والسَّقيطُ، وهو ندى يسقط من السماء فيَجْمُد

على الأَرض. وفي الحديث: حُسْنُ الخُلُق يُذيبُ الخطايا كما تُذيبُ الشمس

الجليدَ؛ هو الماء الجامد من البرد.

وإِنه ليُجْلَدُ بكل خير أَي يُظَن به، ورواه أَبو حاتم يُجْلَذُ،

بالذال المعجمة. وفي حديث الشافعي: كان مُجالد يُجْلَد أَي كان يتهم ويرمى

بالكذب فكأَنه وضع الظن موضع التهمة.

واجْتَلَد ما في الإِناء: شربه كله. أَبو زيد: حملت الإِناء فاجتلدته

واجْتَلَدْتُ ما فيه إِذا شربت كل ما فيه. سلمة: القُلْفَة والقَلَفَة

والرُّغْلَة والرَّغَلَة والغُرْلَة

(* قوله «والغرلة» كذا بالأصل والمناسب

حذفه كما هو ظاهر.) والجُلْدَة: كله الغُرْلة؛ قال الفرزدق:

مِنْ آلِ حَوْرانَ، لم تَمْسَسْ أُيورَهُمُ

مُوسَى، فَتُطْلِعْ عليها يابِسَ الْجُلَد

قال: وقد ذكر الأُرْلَة؛ قال: ولا أَدري بالراء أَو بالدال كله الغرلة؛

قال: وهو عندي بالراء. والمُجلَّدُ: مقدار من الحمل معلوم المكيلة

والوزن. وصرحت بِجِلْدان وجِلْداء؛ يقال ذلك في الأَمر إِذا بان. وقال

اللحياني: صرحت بِجِلْدان أَي بِجدٍّ.

وبنو جَلْد: حيّ.

وجَلْدٌ وجُلَيْدٌ ومُجالِدٌ: أَسماء؛ قال:

نَكَهْتُ مُجالداً وشَمِمْتُ منه

كَريح الكلب، مات قَريبَ عَهْدِ

فقلت له: متى استَحْدَثْتَ هذا؟

فقال: أَصابني في جَوْفِ مَهْدِي

وجَلُود: موضع بأَفْريقيَّة؛ ومنه: فلان الجَلوديّ، بفتح الجيم، هو

منسوب إِلى جَلود قرية من قرى أَفريقية، ولا تقل الجُلودي، بضم الجيم،

والعامة تقول الجُلُودي.

وبعير مُجْلَنْدٌ: صلب شديد.

وجْلَنْدى: اسم رجل؛ وقوله:

وجْلَنْداء في عُمان مقيما

(قوله «وجلنداء إلخ» كذا في الأصل بهذا الضبط. وفي القاموس وجلنداء، بضم

أَوله وفتح ثانيه ممدودة وبضم ثانيه مقصورة: اسم ملك عمان، ووهم الجوهري

فقصره مع فتح ثانيه، قال الأعشى وجلنداء اهـ بل سيأتي للمؤلف في جلند

نقلاً عن ابن دريد انه يمد ويقصر.)

إِنما مده للضرورة، وقد روي:

وجْلَنْدى لَدى عُمانَ مُقيما

الجوهري: وجُلَنْدى، بضم الجيم مقصور، اسم ملك عمان.

جلد
: (الجِلْدُ، بِالْكَسْرِ) ، اقْتصر عَلَيْهِ جَماهيرُ أَهلِ اللُّغَة (والتَّحْرِيك) مثل شِبْه وشَبَهٍ، الأَخيرة عَن ابْن الأَعرابيّ، حكَاها ابْن السِّكيت عَنهُ. قَالَ: وَلَيْسَ بالمشهورة، وأَمّا قَول عبد مَنَافِ بن رِبْعٍ الهُذَليّ:
إِذَا تَجاوب نَوْحٌ قامتَا معَهُ
ضَرْباً أَليماً بسِبْتِ يَلْعَج الجِلِدَا فإِنما كسر اللَّام ضَرورَةً، لأَنّ للشاعر أَن يُحرِّك السّاكنَ فِي القافِية بحركةِ مَا قَبله، كَمَا قَالَ:
عَلَّمَنا إِخوانُنا بَنو عَجِل
شُرْبَ النّبيذِ واعْتقالاً بالرِّجِلْ
وَكَانَ ابْن الأَعرابيّ يرويهِ بِالْفَتْح (المَسْكُ) ، بِالْفَتْح، (مِن كلِّ حَيوَانِ) ، قَالَ شَيخنَا: وَلَو قَالَ هُوَ مَعْرُوف كَانَ أَظهرَ، ولذالك أَعرضَ الجوهريّ عَن شَرْحِه. (ج أَجْلادٌ وجُلُودٌ) ، والجِلْدةُ أَخصُّ من الجِلْد. وَفِي (الْمِصْبَاح) : الجِلد من الْحَيَوَان: ظاهِرُ بَشَرتِه. وَفِي (التَّهْذِيب) الجِلْد عِشاءُ جَسَدِ الحَيوان. وَيُقَال جِلْدَةُ العَينِ.
(وأَجْلاَدُ الإِنسانِ وتَجاليدُه: جَمَاعةُ شَخْصِهِ، أَو جِسْمُهُ) وبَدَنُه، لأَنَّ الجلْد مُحيطٌ بهما. وَيُقَال: فُلانٌ عظيمُ الأَجْلادِ والتَّجالِيدِ، إِذا كَانَ ضَخْماً قَوِيَّ الأَعضاءِ والجِسْم. وجمْع الأَجلادِ أَجالِدُ، وَهِي الأَجسامُ والأَشخاص. وَيُقَال: عَظِيمُ الأَجلادِ وضَئيلُ الأَجْلادِ وَمَا أَشبَهَ أَجْلادَه بأَجْلادِ أَبيه، أَي شَخْصَة وجِسْمَه. وَفِي الحَدِيث: (رُدُّوا الأَيمانَ على أَجالِدهم (رُدُّوا الأَيمانَ على أَجالِدهم) أَي عَلَيْهِم أَنْفُسِهم. وَفِي حَدِيث ابْن سِيرِينَ: (كَانَ أَبو مَسعودٍ تُشْبِهُ تَجالِيدُه تَجاليدَ عُمرَ) أَي جِسْمُه جِسْمَه.
(وعَظْمٌ مُجَلَّدٌ، كمُعظَّمٍ: لم يَبْقَ عَلَيْهِ إِلاّ الجِلْدُ) ، قَالَ:
أَقولُ لحَرْفٍ أَذهبَ السَّيرُ نَحْضَهَا
فَلم يَبْقَ مِنْهَا غيرُ عَظْمٍ مُجلَّدِ
خِدِي بِي ابْتلاَك اللَّهُ بالشَّوْقِ والهوى
وشَاقَكِ تَحْنانُ الحَمَامِ المغرِّدِ
(و) فِي (التَّهْذِيب) : التَّجْليد للإِبل بمَنْزلة السَّلْخ للشَّاءِ، و (تَجْليدُ الجَزُورِ: نَزْعُ جِلْدها) ، يُقَال جَلَّدَ جَزورَه، وقَلَّمَا يُقَال سَلَخَ. وَعَن ابْن الأَعرابيّ: جَزَزْتَ الضَّأْنَ، وحَلَقْت المِعْزَى، وجَلَّدْت الجَمَلَ، لَا تَقول الْعَرَب غير ذالك.
(وجَلَده يَجْلِدُه) جَلْداً، من حَدِّ ضَرَبَ: (ضَرَبَه بالسَّوْطِ) ، وامرأَة جَلِيدٌ وجَلِيدةٌ، كلتاهمَا عَن اللِّحْيانيّ، أَي مجلودةٌ من نِسْوَةٍ جَلْدَى وجَلاَئدَ. قَالَ ابْن سَيّده: وَعِنْدِي أَنَّ جلْدَى جمعُ جَليدٍ، وجَلائدَ جَمْعُ جَلِيدة.
(و) جَلَدَه الحَدَّ جَلْداً، أَي ضَربَه، و (أَصابَ جِلْدَهُ) ، كقَولك: رأَسَه وبَطَنَه.
(و) من المَجاز: جَلَدَه (على الأَمْر: أَكْرَهَهُ) عَلَيْهِ، نقَله الصاغانيّ.
(و) مِنْهُ أَيضاً: جَلَد (جاريَتَه: جامَعَها) ، يَجلِدهَا جَلْداً.
(و) جَلَدَت (الحَيَّةُ: لَدَغَتْ) ، وخَصَّ بعضُهُم بِهِ الأَسْوَدَ من الحَيّاتِ، قَالُوا: والأَسْودُ يجْلِدُ بذَنَبه.
(والجلَدُ، محرّكةً) أَن يَسْلَخ جِلْدَ الْبَعِير أَو غَيره من الدّوابّ فيُلْبِسَه غيرَه من الدَّوابِّ، قَالَ العجّاج يَصف أَسَداً:
كأَنّه فِي جَلَدٍ مُرَفَّلِ
والجَلَدُ (: جِلْدُ البَوِّ يُحشَى ثُمَاماً ويُخَيَّلُ) بِهِ (للنَّاقَةِ فَتَرأَمُ بذالك غَيْرِ وَلَدِهَا) ، وَفِي بعض النُّسخ (على وَلَدِ غَيرهَا) وَمثله فِي (اللِّسَان) ، وَفِي عبارَة بَعضهم: الجَلَدُ: أَن يُسْلَخ جِلْدُ الحُوَارِ ثمّ يُحْشَى ثُمَاماً أَو غَيرُ من الشَّجر، وتُعطَف عَلَيْهِ أُمُّه فتَرْأَمه. (أَو جِلْدُ حُوارٍ) يُسْلخ و (يُلْبَسُ حُوَاراً آخرَ لتَرْأَمنَه أُمُّ المَسْلُوخة) . وَعبارَة الصّحاح: لتَشَمَّه أُمُّ المسلوخ فتَرْأَمَه. وجَلَّدَ البَوَّ: أَلْبَسه الجِلْدَ.
(و) الجَلَدُ أَيضاً: (الأَرْضُ الصُّلْبَة) مِنْهُ حديثُ سُراقَةَ (وحلّ بِي فرَسِي وإِني لَفِي جلَدٍ من الأَرض) (المُسْتَوِيةُ المَتْنِ) الغليظةُ، وكذالك الأَجْلَدُ، وجمْع الجَلَدِ أَجلادٌ وجَمع الأَجْلَدأَجَالِدُ (و) الجَلَد: (الشَّاةُ يموتُ ولدُها حِينَ تضَعُهُ كالجَلَدةِ، محرَّكةً فيهمَا) ، قَالَ أَبو حنيفَة: أَرْضٌ جَلدٌ، بِفَتْح اللَّام، وجَلَدَةٌ، بالهاءِ. وَقَالَ مرّةً: هِيَ الأَجالِدُ. وَقَالَ اللَّيث: هاذه أَرضٌ جَلْدَةٌ وجَلَدَةٌ ومَكان جلَدٌ. والجميعِ الجَلدَات. وشاةٌ جَلَدَةٌ، جمْعها جِلادٌ وجَلَدَاتٌ.
(و) الجَلَد: (الكِبَارُ من الإِبِل) الَّتِي (لَا صِغَارَ فِيهَا) ، الْوَاحِدَة بهاءِ. (و) الجَلَدُ (من الغَنمِ والإِبلِ: مَا لَا أَوْلاد لَهَا وَلَا أَلْبانَ) ، كأَنّه اسمُ جمْع.
قَالَ مُحَمَّد بن المكرّم: قَوْله لَا أَولادَ لَهَا، الظَّاهِر مِنْهُ أَن عرضَه لَا أَولادَ لَهَا صِغار تَدرّ عَلَيْهَا وَلَا تَدخُل فِي ذالك الأَولادُ الكِبَارُ. وَقَالَ الفراءُ الجلَدُ من الإِبل: الَّتِي لَا أَولاد مَعهَا، فتَصبِرُ على الحرِّ والبَرْد. قَالَ الأَزهَريّ: الجَلَدُ: الّتي لَا أَلبانَ لَهَا وَقد وَلَّى عَنْهَا أَوْلادُها. ويَدخُل فِي الجَلدَدِ بَناتُ اللَّبُون فَمَا فَوْقَهَا من السِّنّ، ويُجمع الجَلدُ أَجْلاداً وأَجاليدَ، ويَدخُل فِيهَا المَخاضُ والعِشَارُ والحِيَالُ، فإِذا وَضعَت أَولادهَا زالَ عَنْهَا اسمُ الجلَدِ وَقيل (لَهَا) العِشَارُ واللِّقَاحُ.
(و) الجَلَدُ: (الشِّدَّة والقُوَّة) والصَّبْرُ والصَّلاَبةُ. (وَهُوَ جلْدٌ وجَلِيدٌ) بيِّنُ الجَلَدِ والجلادةِ، وَرُبمَا قَالُوا جَضْدٌ، يَجعلونع اللامَ مَعَ الْجِيم ضاداً إِذا سكَنَت، وَقد تقدّم، (مِنْ) قَوم، (أَجْلادٍ وجُلَدَاءَ) بالضّمّ ففتْح ممدوداً، (وجلاد) ، بِالْكَسْرِ، (وجُلُدٍ) بضمّتين، وَفِي بعض النُّسخ بضمِّ فَسُكُون.
وَقد (جَلُدَ، ككَرُمَ، جَلاَدة) ، بالفتْح، (وجْلْودةً) ، بالضّم، (وجَلَداً) ، محرّكةً، (ومَجلُوداً) ، مصدر مثْل المَحلوف والمَعقول. قَالَ الشَّاعِر:
فاصْبرْ فإِنّ أَخا المَجلودِ مَن صبَرا
(وتَجلَّدَ) الرَّجلُ للشَّامتِين، (تَكلَّفهُ) ، أَي الجَلَد، وتَجلَّدَ: أَظْهرَ الجَلَد. وَقَوله:
وَكَيف تَجَلُّدُ الأَقوامِ عَنهُ
وَلم يُقْتَلْ بِهِ الثأْرُ المُنِيمُ
عدَّاه بعن لأَنَّ فِيهِ معنَى تَصَبّر.
(و) الجِلاَدُ، (ككِتَاب: الصِّلاَبُ الكبَارُ من النَّخْل) ، واحدَتُها جَلْدَة، وَقيل: هِيَ الّتي تُبالي بالجَدْب، قَالَ سُوَيد بن الصَّامت الأَنصاريّ:
أَدِينُ ومَادَيْنِي عليكمْ بمعغُرَمٍ
ولاكنْ على الجُرْدِ الجِلاَدِ القَرَاوِحِ
(و) الجِلاَدُ (من الإِبلِ: الغَزِيراتُ اللَّبَنِ) ، والجِلادُ أَدْسَمُ الإِبلِ لَبَناً، وَعَن ثَعْلَب: ناقةٌ جَلْدَةٌ. مِدْرارٌ، (كَالمَجَالِيدِ) ، جمْع مِجْلادٍ. (أَو) الجِلاَدُ من الإِبلِ (مَا لَا لَبَنَ لَهَا وَلَا نِتَاجَ) ، قَالَ:
وَحارَدَتِ النُّكْدُ الجِلادُ وَلم يكُنْ
لعُقْبَةِ قِدْرِ المُستعيرِينَ مَعْقِبُ
(و) الْمِجلَد، (كمِنْبَر: قطْعَةٌ مِنْ جِلْدٍ تُمسِكُها النَّائِحَةُ) بيدِها (وتَلْدِمُ) ، أَي تَلطِمُ (بهَا) وَجْهَهَا و (خَدَّهَا. ج مَجَاليدُ) ، عَن كُراع. قَالَ ابْن سَيّده: وَعِنْدِي أَن المَجاليد جمْعُ مِجْلادٍ، لأَنَّ مفْعَلاً ومِفْعالاً يَعتقبانِ على هاذا النَّحْوِ كثيرا.
(و) جَلَدْته بالسَّيْف والسَّوْط.
والمُجالدَةُ: المُبالطةُ. و (جَالَدُوا بالسّيفِ: تَضَارَبُوا) ، وَكَذَا تَجالَدوا واجْتَلَدُوا.
(والجَلِيدُ: مَا يَسْقُط) من السَّماءِ (علَى الأَرْضِ منَ النَّدَى فيَجْمُدُ) . وَقَالَ الجوهريّ: هُوَ الضِّريب والسَّقِيط. وَفِي الحَدِيث: (حُسْنُ الخُلُقِ يُذِيبُ الخَطَايَا كَمَا تُذِيب الشَّمْسُ الجَلِيد) . (والأَرْضُ مَجلودَةٌ) : أَصابَها الجَليدُ.
(وجَلِدَت) الأَرضُ، (كفَرِحَ، وأَجْلَدَت) ، وهاذه عَن الزّجّاج، وأَجلَدَ النّاسُ. وجَلِدَ البَقْلُ، وَيُقَال فِي الصقِيع والضَّريب مثْله، (والقَومُ أُجْلِدُوا) ، على مَا لم يُسَمَّ فَاعِلُه: (أَصابَهُم الجَلِيدُ) ، هُوَ الماءُ الجامدُ من البَرد.
(و) من المَجاز. (إِنَّهُ ليُجْلَدُ بكلِّ خَيرٍ) ، أَي (يُظَنُّ) بِهِ، وَرَوَاهُ أَبو حَاتِم يُجلَذ، بالذّال الْمُعْجَمَة.
(وقَول) الإِمام محمّد بن إِدريسَ (الشّافعيّ) رَضِي الله عَنهُ: (كَانَ مُجَالِدٌ يَجْلَدُ، أَي يُكذَّب) ، أَي يُتَّهَم ويُرْمَى بِالْكَذِبِ، فكأَنّه وَضَعَ الظّنَّ مَوضع التُّهمَةِ.
(وجُلِدَ بِه، كعُنِي. سَقَطَ) إِلى الأَرض من شِدّة النَّوم، وَمِنْه الحَدِيث: (أَنَّ رَجلاً طَلَب إِلى النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَن يُصلِّيَ معَه باللَّيْلِ فأَطَالَ النَّبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الصَّلاَة فجُلِدَ بالرَّجُلِ نَوماً) ، أَي سقَطَ من شِدّة النَّوْم. وَفِي حَدِيث الزُّبير: (كنتُ أَتَشدَّد فيُجلَدُ بِي) أَي يغلِبني النّومُ حتَّى أَقَعَ.
(واجْتَلَد مَا فِي الإِناءِ: شَرِبَه كُلَّه) . قَالَ أَبو زيد: حَمَلْت الإِناءَ فاجتَلَدْته: واجتَلَدْت مَا فِيهِ، إِذا شَرِبْتَ كُلَّ مَا فِيهِ.
(و) قُولهم (صَرّحَتْ بجِلْدَانَ) ، بِكَسْر الْجِيم، (وجِلْدَاءَ) ، ممدوداً (بمعنَى جِدَّاء) ، وَقد تقدّم بيانُه. يُقال ذَلِك فِي الأَمر إِذا بَان. وَقَالَ اللِّحيانيّ. صِرّحَتْ بجِلْدَان أَي بجِدّ.
(وَبَنُو جَلْدٍ) ، بِفَتْح فَسُكُون: (حَيٌّ) من سَعد العَشيرَة.
(و) جَلُودُ، (كقَبُول: ة بالأَندلُس) ، وَقيل بإِفْريقية، قَالَه الن السِّكّيت وتِلميذه ابنُ قُتيبة. وَفِي شُروح الشِّفَاءِ: هِيَ قَرْيَةٌ ببغدادَ أَو الشامِ، أَو مَحَلّة بنَيْسَابُورَ (مِنه) ، هاكذا بتذكير الضَّمِيرِ كَأَنَّه بِاعْتِبَار المَوضع (حَفْصُ بن عاصِمٍ) الجَلُودِيّ، وَقد أَنكرَ ذالك عليُّ ابنُ حمزَةَ، كَمَا سيأْتي. (وأَمَّا) الإِمام أَبو أَحمدَ محمّدُ بن عِيسَى بن عبد الرحمان بن عَمْرَويه بن مَنْصُور (الجُلُوديّ) النَّيسابوريّ الزّاهِدُ الصُّوفيُّ (رَاوِيَةُ) صَحِيح الإِمام (مْسْلم) بن الحَجّاجِ القُشَيْريّ (فبالضّمّ لَا غَيرُ) ، قَالَ أَبو سعيد السمعانيّ: نِسْبة إِلى الجُلُود جمْع جِلْد. وَقَالَ أَبو عَمرو بن الصّلاح: عِنْدِي أَنه مَنسوب إِلى سِكَّة الجُلُودِيِّين بنَيْسابُورَ الدارِسةِ. وَفِي التَّبصير لِلْحَافِظِ: وَقد اختُلف فِي جِيم رَاوِي صَحِيح مُسْلم، فالأَكثر على أَنّه بالضّمّ، وَقَالَ الرُّشَاطيّ: هُوَ بِالْفَتْح على الصّحيح وَكَذَا وَقعَ فِي رِواية أَبي عليّ المطريّ. وتعقَّبه القَاضِي عياضٌ بأَنَّ الأَكثر على الضّمّ، وأَنَّ من قالَه بِالْفَتْح اعتمدَ على مَا قَالَه ابْن السِّكّيت. قلْت: وَهُوَ عَجيبٌ؛ لأَنَّ أَبا أَحمدَ من نَيسابورَ لَا من إِفريقية، وعَصرُه متأَخِّر عَن عصْرِ الفرّاءِ وَابْن السِّكّيت بمدّة، فَكيف يُضبَط من لم يجىء بعدُ. والحَقُّ أَن راوِيَ مسلمٍ مَنْسُوب إِلى سِكَّة الجُلُودِ بنَيسابور، فَهُوَ بالضّمّ، انْتهى. قلت: وَمِنْهَا أَيضاً أَبو الفضْل أَحمدُ بن الحَسن بن محمّد بن عليَ الجُلُودي المُفسِّر، رَوَى عَن أَبي بكرِ بن مردويْه وَغَيره، قرَأْت حديثَه فِي الجزءِ الثَّانِي من (ووَهم الجوهَرِيُّ فِي قَوْله: وَلَا تَقل الجُلُوديّ، أَي بالضمّ) . وَفِي التبصير لِلْحَافِظِ ابْن حجر: وَقَالَ أَبو عُبيد البكريّ: جلُودُ، بِفَتْح أَوَّلِه، على وزْن فَعُول قرْيَةٌ من قُرَى إِفريقية، يُقَال فُلانٌ الجَلُوديّ، وَلَا يُقَال بالضّمّ إِلاّ أَن يُنسب إِلى الجُلُودِ: قَالَ: وهاذا إِنَّما يَتمُّ إِذَا غَلَبَت وصارَت بِالِاسْمِ نَحْو الأَنصار والشعوب. وَقَالَ الجوهريّ فِي (الصّحاح) : فُلانٌ الجَلُودِي، بِفَتْح الْجِيم، قَالَ الفرّاءُ: هُوَ مَنْسُوب إِلى جَلُودَ قرْيَةٍ من قُرَى إِفْرِيقية، وَلَا يُقَال بالضّمّ. وتَعقَّب أَبو عبدِ الله بنُ الجلاَّب هاذا بأَنّ عليّ بن حمزةَ قَالَ: سأَلّت أَهلَ إِفرِيقية عَن جَلُودَ هاذه فَلم يَعرفوها. انْتهى كلامُه.
(والجِلْدُ الذَّكرُ) ، قالَه الفرّاءُ وَبِه فسّر قَوْله تَعَالَى: {وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا} (فصلت: 21) قيل: {7. 029 اءَي لفروجهم} كنِيع عَنْهَا بالجُلُود، كَمَا قَالَ عزّ وجلّ: {7. 029 اءَو جَاءَ اءَحد. . الْغَائِط} (النِّسَاء: 43) و (الْمَائِدَة: 6) وَالْغَائِط: الصّــحراءُ، والمرادُ من ذالك: أَو قَضَى أَحدٌ مِنْكُم حَاجَة. وَقَالَ ابْن شيده: وَعِنْدِي أَن الجُلود هُنَا مُسُوكُهُم الَّتي تُبَاشِر المَعاصِيَ.
(وأَجْلدَه إِليه، أَي أَلجأَه وأَحْوَجه) كأَدْمَغَه وأَدْغَمَه، قَالَه أَبو عَمْرو.
(والمُجَلَّدُ: مَنْ يُجَلِّدُ الكُتُبَ) ، وَقد نُسِبَ إِليه جماعَةٌ من الرُّوَاة، مِنْهُم شَيخُ مَشَايِخنَا الوَجيهُ عبد الرحمان بن أَحمد السّليميّ الحَنَفيّ الدِّمشقيّ المعمَّر ولد سنَة 1046 وحدّث عَن الشَّيْخ عبد الْبَاقِي البَعليّ الأَثرِيّ وَغَيره وتُوفِّيَ بِدِمَشق سنة 1140.
(و) المُجَلَّدُ، (كمعَظَّمٍ: مِقْدارٌ من الحِمْلِ مَعلومُ الكَيْلِ والوَزْن) ، ونَصُّ التكملة: أَو الوَزن.
(وفَرَسٌ مُجَلَّدٌ: لَا يفْزَعُ) . وَفِي بعض النّسخ لَا يَجْزَع. (مَن الضَّرْب) أَي من ضَرْب السَّوط.
(والجَلَنْدَي والجَلَنْدَد) ، بفتحهما: (الفاجِرُ) الَّذِي يتبع الفُجُورَ. أَورده الأَزهريّ غي الرّبَاعيّ وأَنشد:
قامَتْ تُنَاجِي عَامِرًا فأَشهَدَا
وَكَانَ قِدْماً ناجِياً جَلَنْدَدَا
قد انتَهَى لَيْلَتَه حتَّى اغْتَدَى
(والعَاجزُ) ، بِالْعينِ وَالزَّاي (تَصْحِيفٌ) ، هاكذا نَقله الصاغَانيّ. وَنقل شيخُنَا عَن سيِّدي أَبي عليّ البوسيّ فِي حواسي الكُبْرَى أَنّه صرّحَ بأَنّه يُطلَق على كلَ مِنْهُمَا، قَالَ: وَعِنْدِي فِيهِ تَوقُّف، فتأَمّلْ.
(والمُجْلَنْدي، كالمِعْرَنْدِي) : الْبَعِير (الصُّلب) الشَّديد.
(وجُلَنْدَاءُ، بضمّ أَوّله وَفتح ثَانِيه ممدودَةً، وبضمِّ ثَانِيه مقصورَةً: اسمِ مَلكِ عُمَانَ) ، وَفِي كَلَام الخَفاجيّ فِي شرْح الشِّفَاءِ مَا يقتضِي أَنّه أَبو جُلَنْدَاءَ، بالكُنْية، وَالْمَشْهُور خِلافه، وَقد صرّحَ النَّوويّ وَغَيره بأَنّه أَسلم، وَالله أَعلم. وَفِي (شرح المفصَّل) لِابْنِ الْحَاجِب: الأَوْلَى أَن لَا تَدخل عَلَيْهِ أَل، وَمَعْنَاهُ القَوِيّ المتحمِّل، مِن الجلاَدة، كَمَا قَالَه المعرّيّ فِي بعض رسائله. (ووَهِمَ الجوهريُّ فقَصَرَه مَعَ فتح ثَانِيه. قَالَ الأَعشى:
وجُلَنْدَاءَ فِي عُمَانَ مُقِيماً ثمَّ قَيْساً فِي حَضْرَمَوْتَ المُنيفِ) وَيُقَال إِنَّ بَيت الأَعشى هاذا الَّذِي استدلّ بِهِ لَا دَلِيل فِيهِ، لجَوَاز كَونه ضَرُورَة. وَقد رُوِيَ.
وجُلُنْدَى لَدَى عُمَانَ مُقيما
(وسَمَّوْا جَلْداً) ، بِفَتْح فَسُكُون، (وجُلَيداً) ، مُصغَّراً، (وجِلْدةَ، بِالْكَسْرِ، ومُجَالِداً) قَالَ:
نكِهْتُ مُجَالِداً وشَممْتُ مِنْهُ
كَرِيح الكَلْبِ ماتَ قريبَ عهْد
فقُلْتُ لَهُ متَى استَحْدثْتَ هاذا
فَقَالَ: أَصابَني فِي جَوْف مَهْدِي (وعَبْد الله بن محمَّد بن أَبي الجَلِيدِ، كأَمِير، محدِّثٌ) ، روَى عَن صَفوانَ بن صالحٍ المؤذّن، كَذَا فِي (التبصير) لِلْحَافِظِ. وعبّاس بن جُلَيْد. كزْبَيْر، رَوَى عَن ابْن عُمَر. والجُلَيْد. كزُبَيْر، رَوَى عَن ابْن عُمَر. والجُلَيْد بن شعوة وفدَ على عُمَر.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قومٌ من جِلْدَتِنا، أَي من أَنفسنا وعَشيرتنا.
وجَلدْتُ بِهِ الأَرضَ أَي صَرَعْته. وجَلَدَ بِهِ الأَرضَ: ضرَبَها.
وَفِي الحَدِيث: (فنَظَر إِلى مُجْتلَد القَوْم فَقَالَ: الْآن حَمِيع الوَطِيسُ) أَي إِلى موْضع الجِلادِ، وَهُوَ الضَّرب بِالسّيف فِي الْقِتَال.
وَفِي حَدِيث عليّ كرّم الله وَجهَه (كنْت أَدْلُو بتمْرَة أَشترِطُها جِلْدَة) الجِلْدة، بِالْفَتْح وَالْكَسْر، هِيَ الْيَابِسَة اللِّحاءِ الجَيِّدة. وتَمْرة جَلْدَةٌ: صُلْبَةٌ مكتنزة.
وناقةٌ جَلْدَةٌ: صُلْبه شديدةٌ، ونُوقٌ جَلْدَات، وَهِي القوِيَّة على الْعَمَل والسَّيْر. وَيُقَال للنّاقة النّاجِيَةِ إِنّهَا لجَلْدةٌ وذاتُ مَجلود، أَي فِيهَا جلاَدة. قَالَ الأَسود بن يعفر:
وكنْت إِذا مَا قُدِّم الزَّادُ مُولَعاً
بكُلِّ كُمْيَتٍ جَلْدةٍ لم تُوَسَّفِ
وَقَالَ غَيره:
مِن اللَّواتِي إِذا لانتْ عَريكتُها
يَبقَى لَهَا بعْدَها أَلٌّ ومَجلودُ
قَالَ أَبو الدُّقيش: يَعْنِي بَقِيّة جلدهَا.
وناقةٌ جَلْدةٌ لَا تُبالِي البَرْدَ. وجَلْدات المَخاض: شِدَادها وصِلابها. وَقد جاءَ فِي قَول العجّاج.
وَقَالَ سَلمة: القُلْفَةُ والقَلَفَة والرُّغْلة والرَّغَلة والجُلْدَة، كلُّه الغُزْلة. قَالَ الفرزدق:
منْ آل حَوْرانَ لم تَمْسَسْ أَيُورَهُم
مُوسَى فتُطْلعْ عَلَيْهَا يابسَ الجُلَد
والجَلِيديّة من طَبَقَاتِ العَين.
وأَبو جلْدَة، بِالْكَسْرِ: مُسْهِر بن النُّعْمَان بن عَمْرِو بن رَبيعَةَ، من بني خُزَيْمَةَ بن لُؤَيّ بن غَالب، وأَبو جِلْدَة اليَشْكريُّ شَاعِر، وآخَرُ من بني عِجْل، ذكَره المشتغفريّ. وجَوَّزَ الأَمير أَنّه الَّذِي قَبْلَه، قَالَه الْحَافِظ، وأَبو الجِلْد: جيلان بن فَرْوَة الأَسديّ، بصْرِيُّ رَوَى عَنهُ عِمرَانُ الجَوْنيّ وَغَيره.
والجَلاَّد: من يَضْرب بالسِّياط، وأَيضاً بائعُ الجُلود.
ج ل د : جَلَدْتُ الْجَانِيَ جَلْدًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ ضَرَبْتُهُ بِالْمِجْلَدِ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَهُوَ السَّوْطُ الْوَاحِدَةُ جَلْدَةٌ مِثْلُ: ضَرْبٍ وَضَرْبَةٍ وَجِلْدُ الْحَيَوَانِ ظَاهِرُ الْبَشَرَةِ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْجِلْدُ غِشَاءُ جَسَدِ الْحَيَوَانِ وَالْجَمْعُ جُلُودٌ وَقَدْ يُجْمَعُ عَلَى أَجْلَادٍ مِثْلُ: حِمْلٍ وَحُمُولٍ وَأَحْمَالٍ وَالْجَلِيدُ كَالصَّقِيعِ يُقَالُ مِنْهُ جُلِدَتْ الْأَرْضُ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ إذَا أَصَابَهَا الْجَلِيدُ فَهِيَ مَجْلُودَةٌ وَالْجَلْمَدُ وَالْجُلْمُودُ مِثْلُ: جَعْفَرٍ وَعُصْفُورٍ الْحَجَرُ الْمُسْتَدِيرُ وَمِيمُهُ زَائِدَةٌ. 

جثث

ج ث ث

فلان صغير الجثة وهي شخصه قاعداً، ولهم همم دقاق إلى جثث ضخام. وجثه واجتثه: استأصله " اجتثت من فوق الأرض " وشجر مجتث: لا أصل له في الأرض.

جثث


جَثَّ(n. ac. جَثّ)
a. Cut off, cut down.
b. Pulled up, uprooted.

إِجْتَثَثَa. see I
جَثّa. Wax.

جُثّa. see 1b. High ground, upland.

جُثَّة
(pl.
جُثَث
أَجْثَاْث)
a. Body, person, figure.
b. Corpse.
ج ث ث: (الْجُثَّةُ) شَخْصُ الْإِنْسَانِ قَاعِدًا أَوْ نَائِمًا وَ (جَثَّهُ) مِنْ بَابِ رَدَّ قَلَعَهُ. وَ (اجْتَثَّهُ) اقْتَلَعَهُ. 
ج ث ث : الْجُثَّةُ لِلْإِنْسَانِ إذَا كَانَ قَاعِدًا أَوْ نَائِمًا فَإِنْ كَانَ مُنْتَصِبًا فَهُوَ طَلَلٌ وَالشَّخْصُ يَعُمُّ الْكُلَّ وَجَثَثْتُ الشَّيْءَ أَجُثُّهُ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَاجْتَثَثْتُهُ اقْتَلَعْتُهُ. 
[جثث] نه: فإذا الماء "فجثثت" منه أي فزعت منه وخفت، وقيل: قلعت من مكاني من "اجتثت من فوق الأرض" وقيل: أراد جئثت فأبدلت الهمزة ثاء، وقد مر. وفيه: قيل له صلى الله عليه وسلم: ما نرى هذه الكمأة إلا الشجرة التي اجتثت من فوق الأرض أي قطعت، فقال: بل هي من المن، واللقطع. وفيه: اللهم جاف الأرض عن جثته أي جسده.
[جثث] الجُثَّةُ: شخص الإنسان قاعداً أو نائماً. وجَثَّهُ: قلعه. واجْتَثَّهُ: اقتلعه. والجَثيثُ من النَخل: الفَسِيلُ. والجَثيثةُ: الفَسيلةُ. ولا تزال جثيثةً حتى تُطْعِمَ، ثم هي نخلة. والمجثة والمجثاث: حديدة يقطع بها الفسيل. وشعر جثاجث بالضم، ونبت جُثاجِثٌ أي ملتفٌّ. وبعيرٌ جُثاجثٌ، أي ضخم. والجث بالفتح: الشمع، ويقال هو كلّ قذَىً خالط العسلَ من أجنحة النحل وأبدانها . قال ساعدة بن جؤية: * لدى الثول ينفى جثها ويؤومها * والجثجاث: نبت، وهو من أحرار الشجر.
(جثث)
- فِي حَدِيثِ بَدْء الْوَحْيِ «فرفَعْت رَأْسِي فَإِذَا الملَك الَّذِي جَاءني بِــحراء فَجُثِثْتُ مِنْهُ» أَيْ فَزعْت مِنْهُ وخِفْت. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ قُلِعْتُ مِنْ مَكَانِي، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ
وَقَالَ الْحَرْبِيُّ: أَرَادَ جُئِثْتُ، فَجَعَلَ مَكَانَ الْهَمْزَةِ ثَاءً. وَقَدْ تَقَدَّمَ.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: مَا نَرَى هَذِهِ الكَمْأة إلاَّ الشَّجَرة الَّتِي اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ فَقَالَ: بَلْ هِيَ مِنَ المَنّ» ، اجْتُثَّتْ
: أَيْ قُطِعت.
والجَثّ: القَطْع.
وَفِي حَدِيثِ أَنَسٍ «اللَّهُمَّ جَافِ الْأَرْضَ عَنْ جُثَّتِهِ» أَيْ جَسَدِهِ. وَقَدْ تَكَرَّرَتْ فِي الْحَدِيثِ.
جثث
جَثَّ جَثَثْتُ، يَجُثّ، اجْثُثْ/جُثَّ، جَثًّا، فهو جاثّ، والمفعول مَجْثوث
• جثَّ الشَّجرةَ وغيرَها: قلعها واستأصلها "جثَّ أعشابًا مُضِرَّة".
• جثَّ الحَبْلَ: قطعه. 

اجتثَّ يجتثّ، اجْتَثِثْ/ اجْتَثَّ، اجتثاثًا، فهو مُجْتَثّ، والمفعول مُجْتَثّ (للمتعدِّي)
• اجتثَّ الشَّيءُ:
1 - مُطاوع جَثَّ: انقطع.
2 - انقلع.
• اجتثَّ الشَّجرةَ: قلعها، استأصلها "اجتثَّ الحشائش الضَّارّة/ الفسادَ- {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ} ".
• اجتثَّ الشَّيءَ: قطعه "علينا أن نجتثَّ حبلَ الخرافات والأباطيل المشعوذة". 

جَثّ [مفرد]: مصدر جَثَّ. 

جُثَّة [مفرد]: ج جُثَث: جَسَد، يغلب استعماله في الدلالة على جسم الميِّت "تناثرت جُثَث القتلى من الفريقين على أرض المعركة" ° جُثَّة الإنسان: شخصه- جُثَّة هامدة: بلا حراك- ذو جُثّة: بدين، جسيم، ضخم. 

مُجْتَثّ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من اجتثَّ.
2 - اسم مفعول من اجتثَّ.
• المُجْتَثّ: (عر) أحد بحور الشِّعر العربيّ، ووزنه: مُستَفْعِلُنْ فاعِلاتُنْ في كلِّ شطر. 

مِجَثّ [مفرد]: ج مَجاثّ: مِجثَّة، محراث خاص يستعمل لاقتلاع الأعشاب، حديدة يقلع بها الفسيل ونحوه. 

مِجَثَّة [مفرد]: ج مجثّات ومَجاثّ: مِجَثّ، محراث خاص يستعمل لاقتلاع الأعشاب، حديدة يقلع بها الفسيل ونحوه. 

جثث: الجَثُّ: القَطْعُ؛ وقيل: قَطْعُ الشيء من أَصله؛ وقيل: انتزاعُ

الشجر من أُصوله؛ والاجْتثاث أَوْحى منه؛ يقال: جَثَثْتُه، واجْتَثَثْتُه،

فانجَثَّ. ابن سيده: جَثَّه يَجُثُّه جَثّاً، واجْتَثَّه فانجَثَّ،

واجْتَثَّ.

وشجرة مُجْتَثَّة: ليس لها أَصل في الأَرض.

وفي التنزيل العزيز في الشجرة الخبيثة: اجْتُثَّتْ من فَوقِ الأَرض ما

لها من قَرار؛ فُسِّرَتْ بأَنها المُنْتزَعة المُقْتَلَعة، قال الزجاج:

أَي اسْتُؤْصِلَتْ من فوق الأَرض. ومعنى اجْتُثَّ الشيءُ في اللغة:

أُخِذَتْ جُثَّتُه بكمالها.

وجَثَّه: قَلَعه.

واجْتَثَّه: اقْتَلَعه. وفي حديث أَبي هريرة: قال رجل للنبي، صلى الله

عليه وسلم: فما نُرى هذه الكَمْأَة إِلاّ الشجَرة التي اجْتُثَّتْ من فوق

الأَرض؟ فقال: بل هي من المَنّ. اجْتُثَّتْ: قُطِعَتْ.

والمُجْتَثُّ: ضَرْبٌ من العروض، على التشبيه بذلك، كأَنه اجْتُثَّ من

الخفيف أَي قُطع؛ وقال أَبو إِسحق: سمي مُجْتَثّاً، لأَنك اجْتَثَثْتَ

أَصلَ الجُزء الثالث وهو «مف» فوقع ابتداء البيت من «عولات مُسْ».

الأَصمعي: صِغارُ النخلِ أَوّلَ ما يُقْلَعُ منها شيء من أُمه، فهو

الجَثيثُ، والوَدِيُّ والهِراء والفَسِيل.

أَبو عمرو: الجَثِيثةُ النخلة التي كانت نَواةً، فحُفِرَ لها وحُمِلَتْ

بجُرْثُومَتها، وقد جُثَّتْ جَثّاً. أَبو الخطاب: الجَثِيثةُ ما تَساقط

من أُصول النخل. الجوهري: والجَثِيثُ من النخل الفَسيل، والجَثيثة

الفسيلة؛ ولا تَزالُ جَثيثة حتى تُطْعِم، ثم هي نخلة. ابن سيده: والجَثيثُ أَولُ

ما يُقْلَعُ من الفَسيل من أُمه، واحدتُه جَثيثة؛ قال:

أَقْسَمْتُ لا يَذْهَبُ عنِّي بَعْلُها،

أَو يَسْتَوِي جثِيثُها وجَعْلُها

البَعْلُ من النخل: ما اكْتَفَى بماء السماء. والجَعْلُ: ما نالته

اليَدُ من النخل. وقال أَبو حنيفة: الجَثيثُ ما غُرِسَ من فِراخِ النَّخْل،

ولم يُغْرَسْ من النَّوى. الجوهري: المِجَثَّة والمِجْثاثُ حديدة يُقْلَع

بها الفسيل. ابن سيده: المِجَثُّ والمِجْثاثُ ما جُثَّ به الجَثِيثُ.

والجَثِيثُ: ما يَسْقُط من العنب في أُصول الكرم. والجُثَّةُ: شخص الإِنسان،

قاعداً أَو نائماً؛ وقيل جُثَّةُ الإِنسان شخصُه، مُتَّكِئاً أَو

مُضْطَجعاً؛ وقيل: لا يقال له جُثَّة، إِلاّ أَن يكون قاعداً أَو نائماً، فأَما

القائم فلا يقال جُثَّتُه، إِنما يقال قِمَّتُه؛ وقيل: لا يقال جُثَّةٌ

إِلاّ أَن يكون على سرْج أَو رَحْل مُعْتَمّاً، حكاه ابن دريد عن أَبي

الخطاب الأَخْفَشِ؛ قال: وهذا شيء لم يسمع من غيره، وجمعها جُثَثٌ

وأَجْثاثٌ، الأَخيرة على طرح الزائد، كأَنه جمعُ جُثٍّ؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:فأَصْبَحَتْ مُلْقِيةَ الأَجْثاث

قال: وقد يجوز أَن يكون أَجْثاثٌ جمعَ جُثَثٍ الذي هو جمعُ جُثَّة،

فيكون على هذا جمعَ جمعٍ. وفي حديث أَنس: اللهمَّ جافِ الأَرضَ عن جُثَّتِه

أَي جَسَدِه.

والجُثُّ: ما أَشرف من الأَرض فصار له شخص؛ وقيل: هو ما ارتفع من الأَرض

حتى يكون له شخص مثل الأَكَمَة الصغيرة؛ قال:

وأَوْفَى على جُثٍّ، ولِلَّيْلِ طُرَّةٌ

على الأُفْقِ، لم يَهْتِكْ جَوانِبَها الفَجْرُ

والجَثُّ: خِرْشاءُ العسل، وهو ما كان عليها من فراخها أَو

أَجْنِحَتِها.ابن الأَعرابي: جَثَّ المُشْتارُ إِذا أَخذَ العَسلَ بجثِّه ومَحارينِه،

وهو ما مات من النحل في العسل. وقال ساعدة بن جؤية الهذلي يذكر

المُشْتارَ تَدَلَّى بحِباله للعسَل:

فما بَرِحَ الأَسْبابُ، حتى وَضَعْنَهُ

لدى الثَّوْلِ، يَنْفِي جَثَّها، ويَؤُومُها

يصف مُشْتارَ عسل رَبَطه أَصحابه بالأَسْباب، وهي الحبالُ، ودَلَّوْه من

أَعلى الجبل إِلى موضع خَلايا النحل. وقوله يَؤُومُها أَي يُدَخِّنُ

عليها بالأُيام، والأُيامُ: الدُّخانُ. والثَّوْلُ: جماعة النحل.

الجوهري: الجَثُّ، بالفتح، الشَّمَعُ

(* قوله «الجث، بالفتح، الشمع إلخ»

بعد تصريح الجوهري بالفتح فلا يعول على مقتضى عبارة القاموس انه بالضم.

وقوله والجث غلاف التمرة بضم الجيم اتفاقاً، غير أَن في القاموس غلاف

الثمرة المثلثة، والذي في اللسان كالمحكم التمرة بالمثناة الفوقية.)؛ ويقال:

هو كلُّ قَذى خالَطَ العسل مِن أَجنحة النَّحْل وأَبدانها. والجُثُّ:

غِلافُ التَّمْرة. وجَثُّ الجرادِ: مَيِّتُه؛ عن ابن الأَعرابي.

الكسائي: جُئِثَ الرجلُ جَأْثاً، وجُثَّ جَثّاً، فهو مَجْؤُوثٌ

ومَجْثُوث إِذا فَزِعَ وخافَ. وفي حديث بدءِ الوَحْي: فَرَفَعْتُ رأْسي فإِذا

المَلَك الذي جاءَني بــحِراءٍ، فجُثِثْتُ منه أَي فَزعْتُ منه وخِفْتُ؛ وقيل:

معناه قُلِعْتُ من مكاني؛ من قوله تعالى: اجْتُثَّتْ من فوق الأَرض؛

وقال الحَرْبيُّ: أَراد جُئِثْتُ، فجعل مكان الهمزة ثاء، وقد تقدَّم.

وتَجَثْجَثَ الشَّعَرُ: كثُرَ. وشَعَرٌ جَثْجاثٌ وجُثاجِثٌ.

والجَثْجاثُ: نَبات سُهْليٌّ رَبيعي إِذا أَحَسَّ بالصيف وَلَّى وجَفَّ؛

قال أَبو حنيفة: الجَثْجاثُ من أَحرار الشجر، وهو أَخضر، ينبت بالقَيْظ،

له زهرة صَفْراء كأَنها زَهْرةُ عَرْفَجةٍ طيبةُ الريح تأْكله الإِبل

إِذا لم تجد غيره؛ قال الشاعر:

فما رَوْضَةٌ بالحَزْن طَيِّبةُ الثَّرى،

يُمُجُّ النَّدَى جَثْجاثُها وعَرارُها،

بأَطْيَبَ من فيها، إِذا جِئْتَ طارِقاً،

وقَدْ أُوقِدَتْ بالمِجْمرِ اللَّدْنِ نارُها

واحدتُه جَثْجاثَةٌ. وفي حديث قُسِّ بن ساعدة: وعَرَصاتِ جَثْجاثٍ،

الجَثْجاثُ: شَجر أَصفرٌ مُرٌّ طَيِّبُ الريح، تَسْتَطِيبُه العربُ وتكثر

ذكره في أَشعارها.

وجَثْجَتَ البعيرُ: أَكل الجَثْجاثَ.

وبعيرُ جُثاجِثٌ أَي ضَخْم. وشَعَرٌ جُثاجثٌ، بالضم، ونبت جُثاجث أَي

مُلْتَفٌّ.

جثث
: (} الجَثُّ: القَطْعُ) مُطلقًا، (أَو انْتِزَاعُ الشَّجَرِ من أَصْلِه) ، {والاجْتِثاثُ أَوْحَى مِنْهُ، يُقَال:} جَثَثْتُهُ {واجتثثته} فانْجَثَّ.
وَفِي الْمُحكم: {جَثَّهُ} يَجُثُّه {جَثًّا،} واجْتَثَّه {فانْجَثَّ} واجْتَثَّ، وشَجَرَةٌ! مُجْتَثَّةٌ: لَيْسَ لَهَا أَصْلٌ. وَفِي التَّنْزِيل العَزِيز فِي الشَّجَرَةِ الخَبِيثةَ { {اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الاْرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ} (سُورَة إِبْرَاهِيم، الْآيَة: 26) فُسِّرَتْ بالمُنْتَزَعَةِ المُقْتَلَعَةِ، قَالَ الزَّجّاج: أَي اسْتُؤْصلَتْ من فوقِ الأَرْضِ، ومعنَى} اجْتُثَّ الشيءُ، فِي اللُّغَة: أُخذَت {جُثَّتُه بكَمَالها،} وجَثَّهُ: قَلَعَهُ، {واجْتَثَّه: اقْتَلَعَهُ.
وَفِي حَدِيث أَبي هُرَيْرَة (قالَ رَجُلٌ للنبيّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا نُرَى هاذه الكَمْأَةَ إِلاَّ الشَّجَرَةَ الَّتِي} اجْتُثَّتْ من فَوْقِ الأَرْض، فَقَالَ: بَلْ هِيَ من المَنِّ) .
(و) الجُثُّ (بالضَّمّ: مَا أَشْرَفَ من الأَرْضِ) فصارَ لَهُ شَخْصٌ، وَقيل هُوَ مَا ارْتَفَعَ من الأَرْضِ (حتّى يكونَ كَأَكَمَةٍ صغيرَةٍ) ، قَالَ:
وأَوْفَى على جُثَ ولِلّيْلِ طُرَّةٌ
على الأُفْقِ لم يَهْتِكْ جَوَانِبَها الفَجْرُ
(و) {الجَثّ، مُقْتَضَى قاعدَتِه أَن يَكُون هُوَ وَمَا بعده بالضَّمّ، كَمَا هُوَ ظاهِرٌ، وَالَّذِي يفهم من الصّحَاح، وَغَيره من الأُمَّهات أَنه بالفَتْح كَمَا بَعدَه، فلْينظر. (: خِرْشاءُ العَسَلِ) وَهُوَ مَا كانَ عَلَيْهَا من فِرَاخِها أَو أَجْنِحَتِها، كَذَا فِي الْمُحكم وَاللِّسَان وَغَيرهمَا، والخِرْشاءُ بِكَسْر الخاءِ الْمُعْجَمَة ومَدِّ الشّين، هَكَذَا فِي نسختنا، وَهُوَ الصَّوَاب، وقَرَّر بعض المُحَشِّين فِي ضَبْطِه كلَاما لَا مُعَوَّلَ عَلَيْهِ، وإِنكارُ شيخِنا هاذه اللَّفْظَةَ وجَعلُها من الغَرَائِبِ الحُوشِيَّةِ غرَيبٌ مَعَ وجودهَا فِي اللِّسَان والمُحْكَمِ وَهُوَ نَقَلَ عبارَةَ اللّسان بعَينها، وأَسقطَ هَذِه اللّفظَة مِنْهَا، ثمَّ نقل عَن ابْن الأَعْرَابِيّ: أَنّ الجَثَّ مَا ماتَ من النَّحْل فِي العَسَلِ كمَيْتِ الجَرادِ، وَقَالَ: هُوَ ظاهِر، وَلَو عَبَّرَ بِهِ المُصَنّف كَمَا قَالَ: مَيِّتُ الجَرَادِ لَكَانَ أَخْصَرَ وأَظْهَرَ، ولعَمري هاذا مِنْهُ عجيبٌ، فإِن المصنّف ذَكرع ذَلِك بعَيْنِه، فإِنه قالَ (و) الجَثُّ (مَيِّتُ الجَرَادِ) ، عَن ابْن الأَعْرَابيّ.
وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ أَيضاً:} جَثَّ المُشْتَارُ، إِذا أَخَذَ العَسَلَ {بَجَثِّه ومَحَارِينِهِ، وَهُوَ مَا ماتَ من النَّحلِ فِي العَسَلِ، وَقَالَ ساعِدَةُ بن جُؤَيَّةَ الهُذَلِيّ، يذكر المُشْتَارَ تَدَلّى بحِبَالِه للعَسَل:
فَمَا بَرِحَ الأَسْبَابُ حَتَّى وَضَعْنَه
لَدَى الثَّوْلِ يَنْفِى} جَثَّهَا ويَؤُومُها
يَصِفُ مُشْتَارَ عَسَلٍ رَبَطَه أَصحابُه بالأَسْبابِ، وَهِي الحِبَالُ، ودَلُّوْه من أَعلَى الجَبَلِ إِلى مَوضعِ خَلايَا النَّحْلِ، وَقَوله: يَؤُومُها، أَي يُدَخِّنُ عَلَيْهَا بالأُيامِ، والأُيامُ: الدُّخانُ، والثَّوْلُ: جَمَاعَةُ النَّحْلِ.
(و) الجُثُّ (: غِلافُ الثَّمَرَةِ) كالجُفّ، والثّاءُ بدلٌ عَن الفاءِ، وهاذا بالضَّمّ دون غَيره.
(و) فِي الصِّحَاح: الجَثُّ (الشَّمَعُ، أَو) هُوَ (كُلُّ قَذًى خَالَطَ العَسَلَ من أَجْنِحَةِ النَّحْلِ) وأَبْدانِها.
( {والمِجَثَّةُ} والمِجْثَاتُ) ، بِالْكَسْرِ فيهمَا (: مَا جُثَّ بِهِ {الجَثِيثُ) ، كَذَا فِي الْمُحكم، وَفِي الصِّحَاح: حَدِيدَةٌ يُقْلَع بهَا الفَسِيلُ.
(و) قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الجَثيث: (هُوَ مَا غُرِسَ من فِرَاخِ النَّخْلِ) وَلم يُغْرَس من النَّوَى.
وَعَن ابْن سَيّده: الجَثِيثُ: مَا يَسْقُطُ من العِنَبِ فِي أُصولِ الكَرْمِ.
وَقَالَ الأَصمعيّ: صِغَارُ النَّخْلِ أَوّل مَا يُقْلَعُ مِنْهَا شيءٌ من أُمِّهِ فَهُوَ الجَثِيثُ، والوَدِيُّ والهِرَاءُ والفَسِيلُ.
وَعَن أَبي عَمْرو: الجَثِيثَةُ: النَّخْلَةُ الَّتِي كَانَت نَوَاةً فحُفِرَ لَهَا، وحُمِلَتْ بِجُرْثُومَتِهَا، وَقد جُثَّتْ جَثًّا.
وَعَن أَب الخَطّاب: الجَثِيثَةُ: مَا تَسَاقَطَ من أُصُوله النَّخْلِ.
وَفِي الصّحاح: والجَثِيثُ من النَّخْلِ: الفَسِيلُ، والجَثِيثَةُ: الفَسِيلَة، وَلَا تزَال} جَثِيثَةً حَتَّى تُطْعِمَ، ثمَّ هِيَ نَخْلَةٌ.
وَعَن ابْن سَيّده: الجَثِيثُ: أَوّلُ مَا يُقْلَعُ من الفَسِيلِ من أُمِّه، واحدتُها جَثِيثَةٌ، قَالَ: أَقْسَمْتُ لَا يَذْهَبُ عَنِّي بَعْلُها
أَو يَسْتَوِي {جَثِيثُها وجَعْلُهَا
البَعْلُ من النَّخْل: مَا اكْتَفَى بِمَاءِ السَّماءِ، والجَعْلُ: مَا نَالَتْه اليَدُ من النَّخْلِ.
(} وجُثَّةُ الإِنْسانِ بالضّمِ: شَخْصُه) مُتَّكِئاً أَو مُضْطَجِعاً: وَقيل: لَا يُقَال لَهُ {جُثَّةَ إِلاّ أَنْ يَكُونَ قاعِداً أَو نَائِماً، فأَمّا القائِمُ فَلَا يُقال جُثَّتُه، إِنما يُقَال قِمَّتُه.
وَقيل: لَا يُقَال: جُثّة، إِلا أَنْ يكونَ على سَرْجٍ أَو رَحْلٍ مُعْتَمًّا، حَكَاهُ ابْن دُرَيْد عَن أَبي الخطّابِ الأَخْفَشِ، قَالَ: وهاذا شيءٌ لم يُسْمَعْ من غيرِه.
وَجَمعهَا:} جُثَثٌ {وأَجْثَاثٌ، الأَخِيرة على طَرْحه الزائِد، كأَنَّهُ جَمْعُ جُثَ، أَنشد ابْن الأَعْرَابِيّ:
فأَصْبَحَتْ سْفِيَةَ} الأَجْثاثِ
قَالَ: وَقد يَجُوز أَنْ يكونَ أَجْثَاثٌ جمعَ جُثَثٍ الَّذِي هُوَ جَمْعُ جُثَّة، فَيكون على هاذا جَمْعَ جَمْعٍ.
وَفِي حَدِيث أَنس: (اللاهُمَّ جافِ الأَرْضَ عَن جُثَّته) أَي جَسَدِه.
(و) {الجِثُّ (بالكَسْرِ: البَلاَءُ) ، نَقله الصاغانيّ.
وَعَن الكسائيّ: جُئِثَ الرَّجُلُ جَأْثاً (وجُثَّ) جَثًّا، فَهُوَ مَجْئوث،} ومَجْثُوثٌ، إِذا (فَزِعَ) وخَاف، وَفِي حديثِ بدْءِ الوَحْيِ: (فرَفَعْتُ رَأْسِي فإِذَا المَلَكُ الَّذِي جاءَنِي بِــحِرَاءَ، فجُثِثْتُ مِنْهُ) أَي فَزِعْتُ مِنْهُ وخِفْتُ، وَقيل: مَعْنَاهُ قُلِعْتُ من مَكانِي، من قَوْله تَعَالَى: {اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الاْرْضِ} (سُورَة إِبْرَاهِيم، الْآيَة: 26) وَقَالَ الحَرْبِيُّ: أَراد جُئِثْتُ، فَجعل مكانَ الهَمْزَةِ ثاءً، وَقد تَقَدّم.
(و) جَثَّ (: ضَرَبَ) بالعَصا.
(و) جَثَّت (النَّخْلُ) ! تَجُثُّ بالضمّ (: رَفَعَتْ دَوِيَّها) ، أَو سَمِعْتَ لَهَا دَوِيًّا وَفِي نُسْخَة: (النَّخلُ: رَفَعَتْ وَدِيَّها) وَهُوَ خَطَأٌ.
( {وتَجَثْجَثَ الشَّعرُ: كَثُرَ) .
(و) تَجَثْجَثَ (الطَّائِرُ: انْتَفَضَ) ورَدَّ رَقَبَتَه إِلى جُؤْجُئهِ.
(و) مَرّ رجلٌ على أَعرابِيّ، فقالَ: السصلامُ عَلَيْكع، فقالع الأَعْرَابِيّ: (الجَثْجَاثُ) عَلَيْك. هُوَ (نَبَاتٌ) سُهْلِيٌّ رَبِيعِيّ، إِذا أَحَسَّ بالصَّيْفِ وَلَّى وجَفَّ.
قَالَ أَبو حنيفةَ: الجَثْجَاثُ من أَحرارِ الشَّجَرِ، وَهُوَ أَخضرُ يَنْبُتُ بالقَيْظِ، لَهُ زَهْرَةٌ صَفْرَاءُ، كأَنّها زَهرَةُ عَرْفَجَةٍ، طيِّبةُ الرّيح، تأْكله الإِبلُ إِذا لم تجدْ غيرَه: قَالَ الشَّاعِر:
فَمَا رَوْضَةٌ بالحَزْنِ طَيِّبَةُ الثَّرَى
يَمُجُّ النَّدَى} جَثْجَاثُهَا وعَرَارُهَا
بأَطْيَبَ من فِيهَا إِذا جِئتُ طارِقاً
وَقد أُوقِدَتْ بالمِجْمَرِ اللَّدْنِ نَارُهَا
واحِدَتُهُ {جَثْجَاثَةٌ، قَالَ أَبُو حَنِيفَة: أَخبَرَنِي أَعْرَابِيُّ من رَبِيعَةَ أَنّ الجَثْجَاثَةَ ضَخْمَة يَسْتَدْفِىءُ بهَا الإِنسانخ إِذا عَظُمَتْ، مَنابِتُهَا القِيعَانُ، وَلها زَهْرَةٌ صَفراءُ تأْكلُها الإِبلُ إِذا لم تَجدْ غَيْرَهَا.

وَقَالَ أَبو نَصر: الجَثْجَاثُ كالقَيْصُومِ، لطِيبِ رِيحِ، ومَنابِتُه فِي الرِّياضِ.
(و) الجَثْجَاثُ (من الشَّعَر: الكَثِيرُ،} كالجُثَاجِثِ) ، بالضمّ.
( {وجَثْجَثَ البَرْقُ: سَلْسَلَ) وأَوْمَضَ.
(وبَحْرُ} المُجْتَثِّ) : رابِع عَشر البُحُورِ الشَّعْريّة، كأَنّه {اجْتُثَّ من الخَفيفِ، أَي قُطِع، (وَزْنُه مُسْتَفْعِ لُنْ) هاكذا فِي النّسخ، مَفْرُوق الوَتِد، على الصّواب، (فاعِلاَتُنْ فاعِلاَتُنْ) مَرّتَيْن.
قَالَ أَبُو إِسحاق: سُمّى} مُجْتَثًّا؛ لأَنّكَ! اجْتَثَثْتَ أَصْلَ الجُزْءِ الثّالث وَهُوَ: مَفْ، فَوَقَعَ ابْتداءُ البَيْتِ من، عُولاتُ مُسْ. قَالَ الصاغانيّ. وإِنما استُعْمِل مَجْزُوءاً، وبيته:
البَطْنُ مِنْهَا خَمِيصٌ
والوَجْهُ مِثْلُ الهِلالِ
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
{جَثْجَثَ البَعِيرُ: أَكَلَ الجَثْجَاثَ.
وبَعِيرٌ} جُثَاجِثٌ، أَي ضَخْمٌ.
ونَبْتٌ جُثَاجِثٌ، أَي مُلْتَفٌّ.
{والجَثَّاثَة: ماءٌ لِغَنِيّ.
والجَثُّ: الدَّوِيُّ.
} والجثَّى بضمّ فتشديد: من جِبالِ أَجَإٍ، مُشْرِفٌ على رَمْلِ طَيِّىء.

جوب

جوب الأداء: عبارة عن طلب تفريغ الذمة.
جوب
عن الفارسية جوب بمعنى نهر وينبوع، أو بمعنى خشب وعصا.
جوب
عن الصيغة الانجليزية للاسم أيوب المأخوذ عن العبرية بمعنى المتبلى أو التائب. يستخدم للذكور.
(ج و ب) : (وَفِي الْحَدِيثِ «أَيُّ اللَّيْلِ أَجْوَبُ» ) أَيْ أَيُّ أَجْزَائِهِ وَسَاعَاتِهِ أَسْرَعُ جَوَابًا وَهُوَ مَجَازٌ فَيُقَالُ جَوْفُ اللَّيْلِ الْآخِرِ أَوْ الْغَابِرِ أَيْ الْجُزْءُ الْبَاقِي.
(جوب) الْقَمَر نور وكشف وجلى وعَلى فلَان بترس وَقَاه بِهِ وَالشَّيْء جَوْفه وَقطع وَسطه وَفِي حَدِيث عَليّ (أخذت إهابا معطونا فجوبت وَسطه وأدخلته فِي عنقِي) والمطر الأَرْض أصَاب بَعْضهَا وَلم يصب بَعْضهَا الآخر
ج و ب: (أَجَابَهُ) وَ (أَجَابَ) عَنْ سُؤَالِهِ وَالْمَصْدَرُ (الْإِجَابَةُ) وَالِاسْمُ (الْجَابَةُ) كَالطَّاعَةِ وَالطَّاقَةِ. يُقَالُ: أَسَاءَ سَمْعًا فَأَسَاءَ إِجَابَةً. وَ (الْإِجَابَةُ) وَ (الِاسْتِجَابَةُ) بِمَعْنًى وَمِنْهُ (اسْتَجَابَ) اللَّهُ دُعَاءَهُ. وَ (الْمُجَاوَبَةُ) وَ (التَّجَاوُبُ) التَّحَاوُرُ. وَ (جَابَ) خَرَقَ وَقَطَعَ، وَبَابُهُ قَالَ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِي} [الفجر: 9] وَ (جُبْتُ) الْبِلَادَ بِضَمِّ الْجِيمِ وَكَسْرِهَا مِنْ بَابِ قَالَ وَبَاعَ وَ (اجَتَبْتُهَا) قَطَعْتُهَا. 

جوب


جَابَ (و)(n. ac. جَوْب
تَجْوَاْب)
a. Made a cut, a hole in; cut, hollowed out.
b. Traversed, crossed.
c. [ coll.], (n. ac.
جَوْب), Brought, brought forth ( a child ).

جَاْوَبَa. Answered, replied to; conversed, argued with.
b. Reverberated, resounded, echoed.

أَجْوَبَ
a. [acc. & Ila], Answered, replied, responded to.
b. [acc. & 'An], Answered for.
تَجَاْوَبَa. Answered one another, conversed, argued
together.

إِنْجَوَبَa. Was rent, slit.
b. Cleared away (mist).
إِجْتَوَبَa. Hollowed, dug out.
b. Traversed, passed through.

إِسْتَجْوَبَ
a. [acc.
or
La], Answered favourably; heard.
جَوْب
(pl.
أَجْوَاْب)
a. Bucket; shield; shirt; chemise; fire place.
b. Kind, sort.
c. Journey.

جَوْبَة
(pl.
جُوَب)
a. Hollow, cavity.
b. Interval, interstice; opening, gap.

جَاْوِبَة
(pl.
جَوَائِب [] )
a. News, tidings.

جَوَاْب
(pl.
أَجْوِبَة)
a. Answer, reply, response.
b. Correlative complement.

جَوَّاْبa. Great traveller; guide across the desert.

جَوَاْئِبُa. Echoes.

N. Ag.
أَجْوَبَإِسْتَجْوَبَa. [art.], The Answerer of Prayer (God).
جوب: الجَوْبُ: من التَّرَسَةِ، والجَميعُ الأجْوَابُ، والجِلْدُ المُجَوَّبُ: المَجْعُولُ جَوْباً. وقَطْعُكَ الشَّيْءَ كما يُجَابُ الجَيْبُ، يُقال: جَيْبٌ مَجُوْبٌ ومُجَوَّبٌ ومُجَيَّبٌ. وجُبْتُ المَفَازَةَ: قٌطَعْتها. واجْتَبْتُ الظَّلاَمَ والقَمِيْصَ. وكُلُّ مُجَوَّفٍ قُطِعَ وَسَطُه فهو مَجُوْبٌ. وجُبْتُ القَمِيْصَ: قَوَّرْتُ له جَيْباً. وجَيَّبْتُه: جَعَلْتَ له جَيْباً. والجَيْبُ: من بَنَاتِ الواو. وجابَهُ يَجِيْبُه جَيْباً: بمعنى جابَه يَجُوْبُه جَوْباً. والجَوْبُ: دِرْعٌ تَلْبَسُه المَرْأةُ. واجْتَابَ الرِّدَاءَ: لَبِسَه. ورَجُلٌ جُوْبٌ: للخَرْقِ؛ أي جائبٌ، على مِثالِ بائرٍ وبُوْرٍ. والجَوَابُ: رَدِيْدُ الكَلامِ، أجَابَ يُجِيْبُ، ومَثَلٌ: " أسَاءَ سَمْعاً فأساءَ جابَةً " و " أجَابَةً ". ةإِنَّه لَحَسَنُ الجِيْبَةِ والجابَةِ: أي الجَوَابِ. والجَوائبُ: الجائبَاتُ من الأخْبَارِ، يُقال: أعِنْدَك جائبَةُ خَبَرٍ: أي خَبَرٌ ثابِتٌ، وقيل: ما يَأتي من الخَبَرِ في الجَوَابِ.
(جوب) - في حديث الاستِسْقاء "حتَّى صَارَت المَدِينَةُ مِثلَ الجَوْبَة".
الجَوْبة: الحُفرةُ الواسِعةُ المُسْتَدِيرة، وكل مُنْفَتِق بلا بِناءٍ جَوْبَة.
والجَوْبَة: الوَهْدَة المنقَطِعَة عَمَّا عَلَا من الأرض حوالَيْها.
والجَوبَة: التُّرسُ أيضا.
- ومنه في قِصَّة أُحدٍ: "وأَبُو طَلْحَة، رضي الله عنه، بين يَدَيْه مُجَوِّب عليه بحَجَفَة ".
: أي مُترِّس عليه يَقِيه بالحَجَفَة والجَوْبة.
- في الحَديث: "أَتاه قَومٌ مُجْتابي النِّمارِ"  : أي لابِسِيها. يقال: اجْتَبتُ الظَّلامَ والقَمِيصَ: لِبِسْتُهما ودَخَلْت فيهما، وكل مُجوّف قُطِع وَسَطُه، فهو مُجَوَّب.
وجُبتُ القَمِيصَ: قَوَّرتُ له جَيباً، والجَوْبُ: القَطْع. يقال: جَابَه يَجُوبه جَوْباً، ويَجِيبُه جَيْبًا.
- في حَدِيثِ خَيْفَان بن عَرابَة: "جَوْبُ أَبٍ".
: أي جِيبُوا من أَبٍ واحد.
جوب: جَوّب بالتشديد: أجاب (هلو) جَوّب على فلان (روتجرز ص189) أجابه، وجوّب به: أجاب به (روتجرز 189، 197).
انجاب: يقال: انجاب الثلج: ذاب (معجم المتفرقات).
استجاب: دوّى، رن (فوك) ويقال: الرعد يستجيب: يرتجز، ويرزم، ويقصف (فوك).
جابا: مجانا، بلا ثمن (بوشر، بركهارت جزيرة العرب 1: 51).
جوبة: بطيخة، غدير (معجم الادريسي وص388).
جَوَاب: تقال وحدها بمعنى جواب الشرط (أنظر لين) وهي جملة تقع بعد جملة الشرط مرتبة عليها.
وجملة الشرط هي المسبوقة بأداة الشرط أن ولو وأخواتهما. ويقال أن هذه الجملة جواب لَوْ، أو جواب لِلَوْ (رسالة فليشر ص17).
وجواب: صوت مجموعة ألحان ثماني وحدات في الموسيقى وهو ما يسمى بالفرنسية Replique ( صفة مصر 14: 125).
جَوَبَيرْ (مركبة من كلمة جواب واللاحقة الأسبانية إرو): مُجيب، من يجيب (فوك).
جائب، ذاهبا وجائبا أي باستمرار (تاريخ البربر 1: 607).
مجابة: مرت، ارض جدباء، صــحراء (معجم الادريسي).
مُجِيب: مدعي عليه، خصم المدعي بوشر).
مجيبة: انتقال المحكمة إلى مكان الجريمة (هلو). مُجاوِب: متبادل (هلو).
مُجَوَبَة: دفاع المدعى عليه، تفنيد الادعاء في المحكمة (بوشر).
ج وب

جاب الثوب واجتابه: قطعه. وجاب القميص: قور جيبه، وجوب القمص. وجاب الصخرة: خرقها " جابوا الصخر بالواد " وأجابه إلى كذا واستجابه واستجاب له. قال:

فلم يستجبه عند ذاك مجيب

واستجاب الله دعاءه. وتجاوبت القمريتان. و" أساء سمعاً فأساء جابة " أي إجابة كالطاعة والطاقة.

ومن المجاز: جاب الفلاة واجتابها، وجاب الظلام. قال يصف ناقة:

باتت تجوب أدرع الظلام

وهل عندك جائبة خبر؟ وهي المغلغلة التي جابت البلاد، وعند فلان جوائب الأخبار. قال أبو زبيد:

فاصدقوني وقد خبرتم وقد ثا ... بت إليكم جوائب الأنباء

وكلام فلان متناسب متجاوب، ولا يتجاوب أول كلامك وآخره. وأرض سهلة إذا أصابها اليسير من الغيث، أجابت بالكثير من النبت. قال العجاج:

تكسو الشراسيف إلى المجدل ... قرون جثل وارد مجثل

مغدودن يجيب غسل الغسل ... يسقى السعيط في رفاض الصندل
جوب
الجَوْبُ: قطع الجَوْبَة، وهي كالغائط من الأرض، ثم يستعمل في قطع كلّ أرض، قال تعالى: وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ
[الفجر/ 9] ، ويقال: هل عندك جَائِبَة خبر ؟
وجوابُ الكلام: هو ما يقطع الجوب فيصل من فم القائل إلى سمع المستمع، لكن خصّ بما يعود من الكلام دون المبتدأ من الخطاب، قال تعالى: فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا [النمل/ 56] ، والجواب يقال في مقابلة السؤال، والسؤال على ضربين:
طلب مقال، وجوابه المقال.
وطلب نوال، وجوابه النّوال.
فعلى الأول: أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ
[الأحقاف/ 31] ، وقال: وَمَنْ لا يُجِبْ داعِيَ اللَّهِ [الأحقاف/ 32] .
وعلى الثاني قوله: قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما فَاسْتَقِيما [يونس/ 89] ، أي: أعطيتما ما سألتما.
والاستجابة قيل: هي الإجابة، وحقيقتها هي التحري للجواب والتهيؤ له، لكن عبّر به عن الإجابة لقلة انفكاكها منها، قال تعالى:
اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ [الأنفال/ 24] ، وقال: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر/ 60] ، فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي [البقرة/ 186] ، فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ [آل عمران/ 195] ، وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ [الشورى/ 26] وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ [الشورى/ 38] ، وقال تعالى: وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي [البقرة/ 186] ، الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ [آل عمران/ 172] .
[جوب] الجواب معروف. يقال أجابه وأجاب عن سؤاله، والمصدر الإجابة، والاسم الجابة بمنزلة الطاعة والطاقة. يقال: " أساء سَمْعاً فأساء جابةً " هكذا يُتَكَلَّمُ بهذا الحرف. والإجابة والاستجابة بمعنىً. يقال استجابَ الله دعاءه. قال الشاعر كعبُ بن سعدِ الغَنَويُّ: وداعٍ دعا يا مَنْ يجيب إلى النَّدى * فلم يستجبه عند ذلك مجيب والمجاوبة والتجاوب: التحاوُرُ. وتقول: إنه لحسَنُ الجيبَةِ، بالكسر، أي الجواب. ورجلٌ ناصح الجيب أي أمين. والجيب للقميص، تقولُ: جُبْتُ القميصَ أجوبُهُ وأَجيبُهُ، إذا قورت جيبه. قال الراجز: باتت تجيب أدعج الظلام * جيب البيطر مدرع الهمام * والمجوب: حديدة يجاب بها أي يقطع. وجاب يجوب جَوباً، إذا خرق وقطع. قال الله تعالى: (وثَمودَ الذين جابوا الصخر بالواد) . قال أبو عبيد: وسمى رجل من بنى كلاب جوابا لانه كان لا يحفر بئرا ولا صخرة إلا أماهها. وجبت البلاد أجوبها وأجيبها، واجتبتها، إذا قطعتها. ويقال: هل جاءكم من جائبةِ خبرٍ، أي خَبَرٍ يجوب الأرض من بلد إلى بلد. وجَيَّبْتُ القميص تجييباً، إذا جعلتَ له جيباً. واجتبت القميصَ، إذا لبستَه. قال لبيد: فبِتِلْكَ إذْ رَقَصَ اللوامعُ بالضُحى * واجتاب أَرْدِيَةَ السرابِ إِكامُها والجَوْبَةُ: الفُرْجَةُ في السَحاب وفي الجبال. وانجابت السحابة: انكشفت. والجوبة: موضع ينجاب في الحَرَّةِ، والجمع جُوَبٌ. والجَوْبُ: التُرْسُ. والجَوْبُ كالبقيرة. وتجوب: قبيلة من حمير حلفاء لمراد، منهم ابن ملجم. قال الكميت : ألا إن خير الناس بعد ثلاثة * قتيل التجوبى الذى جاء من مصر وتجيب: بطن من كندة، وهو تجيب بن كندة بن ثور.
[جوب] "المجيب" هو الذي يقابل الدعاء والسؤال بالقبول والإعطاء. ك: من يدعوني "فأستجيب" بالنصب والرفع، والسين ليست للطلب بل بمعنى أجيب، والمراد بالسؤال الحاجة الدنيوية وبالدعاء الأخروية. وح "إجابة" الداعي، وهي لازمة إلى وليمة النكاح إذا لم تكن ثمة من الملاهي ومفارش الحرير ونحوها لوجوب الإعلان، وإجابة غيرها مستحبة عند الجمهور. ن: "أجب" ربك، أي للموت يعني جئت لقبض روحك. وفقولوا: آمين "يجبكم" الله، أي يستجيب دعاءكم و"فيجيبني" ملك في جميعها، بموحدة، وروى: فيجيئني، بالهمز من المجيء. وحتى رأيت المدينة مثل "الجوبة" بسكون واو بعد جيم مفتوحة وبموحدة الفجوة ومعناه تقطع السحاب عن المدينة وصار مستديراً حولها وهي خالية منه. ط: هي الحفرة المستديرة الواسعة، ولا علينا أي لا تمطر علينا. نه: وكل منفتق بلا بناء جوبة. ومنه: "فانجابت" عن المدينة، أي انجمع السحاب وتقبض بعضه إلى بعض وانكشف عنها. وفيه: فأتاه قوم "مجتابي" النمار، أي لابسيها، من اجتبت القميص والظلام أي دخلت فيهما، وكل شيء قطع وسطه فهو مجوب ومجوب، وبه سمي جيب القميص. ومنه ح على: أخذت "فجوبت" وسطه وأدخلته في عنقي. ومنه: وأما هذا الحي "فجوب" أب، أي جيبوا من أب واحد وقطعوا عنه. ومنه ح الصديق للأنصار يوم السقيفة: وإنما "جيبت" العرب عنا كما جيبت الرحا عن قطبها، أي خرقت العرب عنا فكنا وسطاً، وكانت العرب حوالينا كالرحا، وقطبها الذي تدور عليه. وفي ح لقمان: "جواب" ليل أي يسري ليله كله لا ينام، يصفه بالشجاعة، جاب البلاد بسير أي قطعها. وفيه: قيل: أي الليل "أجوب" دعوة، أي أسرع إجابة، وقياسه من جاب لا من أجاب، ويجوز كونه من جبت الأرض إذا قطعتها بالسير بمعنى أمضى دعوة وأنفذ إلى مظان القبول. وفي ح بناء الكعبة: فسمعنا "جواباً" من السماء فإذا بطائر أعظم من النسر، الجواب صوت الجوب وهو انقضاض الطائر. ومنه: وأبو طلحة "مجوب" عليه بحجفة، أي مترس عليه يقيه بها، ويقال للترس أيضاً: جوبة. ن: أي قاطع بينه وبين سلاح الكفار، من الجوب القطع، ويتجوب يتفعل منه. ط: فكبر حتى "جاوبه" الجبال، أي جاوبه بالصدى، كأنه استعظم ما سأل عنه فكبر، ولعل السؤال كان عن رؤية الرب. قوله: أنا بنو هاشم بعث له على التسكين وترك الغيظ والتفكر في الجواب، فإن بني هاشم أهل علم لا يسألون عن أمر مستبعد، ومن ثم لما تفكر أجاب بأنه سحبانه قسم رؤيته وكلامه وقف يجيء في قاف. غ: "جابوا الصخر" نقبوه وجعلوا منه بيوتاً. در: أساء سمعاً فأساء "إجابة" أي جواباً.
(ج وب)

جاب الشَّيْء جَوْبا، واجتابه: خَرَقَه.

وكل مُجَوَّف قطعت وَسطه فقد جُبْتَه.

وجاب الصَّخْرَة جَوْبا: نقبها، وَفِي التَّنْزِيل: (وثَمُود الَّذين جابوا الصخر بالواد) .

وَرجل جَوّاب: مُعْتَاد لذَلِك.

وجوّاب: اسْم رجل، قَالَ ابْن السّكيت: سمي بذلك لِأَنَّهُ كَانَ لَا يحْفر بِئْرا وَلَا صَخْرَة إِلَّا أماها.

وجاب النَّعل جَوْبا: قدها.

والمِجْوَب: الَّذِي يُجاب بِهِ.

وجاب الْمَفَازَة والظلمة جَوْبا، واجتابها: قطعهَا.

وجاب الْبِلَاد جَوْبا: قطعهَا سيرا.

وَجَوَاب الفلاة: دليلها لقطعه إِيَّاهَا.

وإنجاب عَنهُ الظلام: انْشَقَّ.

وانجابت الأَرْض: انخرقت.

والجوائب: الْأَخْبَار الطارئة؛ لِأَنَّهَا تجوب الْبِلَاد.

وَهل من جائبة خبر: أَي من طريفة خارقة، حَكَاهُ ثَعْلَب بِالْإِضَافَة.

والجابة: المدرى من الظباء حِين جاب قرنها: أَي قطع اللَّحْم وطلع.

وَقيل: هِيَ الملساء اللينة الْقرن. فَإِن كَانَ على ذَلِك فَلَيْسَ لَهَا اشتقاق.

وجُبْت الْقَمِيص: قوَّرت جيْبه، وَلَيْسَ من لفظ الجيب لِأَنَّهُ من الْوَاو، والجيب من الْيَاء. وَلَيْسَ بفيعل لِأَنَّهُ لم يلفظ بِهِ على فيعل. وَقد تقدم أَن فِي بعض نسخ المُصَنّف: جبت الْقَمِيص، بِالْكَسْرِ: أَي قورت جيبه.

والجُوَب: الْفروج لِأَنَّهَا تقطع مُتَّصِلا.

والجَوْبة: فجوة مَا بَين الْبيُوت.

والجَوْبة: الحفرة.

والجَوْبة: فضاء أملس سهل بَين أَرضين. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الجَوْبة من الأَرْض: الدارة. وَهِي الْمَكَان الوطئ من الأَرْض مثل الْغَائِط، وَلَا يكون فِي رمل وَلَا جبل، إِنَّمَا يكون فِي أجلاد الأَرْض ورحابها.

وَالْجمع: جُوَب، نَادِر.

والجَوْب: الدرْع تلبسه الْمَرْأَة.

والجَوْب: الدَّلْو الضخمة. عَن كرَاع.

والجَوْب: الترس. وَالْجمع: أَجْواب، وَهُوَ المِجْوَب.

والإجابة: رَجَعَ الْكَلَام.

وَقد أَجَابَهُ اجابة، وإجابا، وجَوَابا، وجَابة، واستجْوَبه، واستجابه، واستجاب لَهُ، قَالَ:

وداعٍ دَعَا يَا مَن يُجِيب إِلَى النَّدَى ... فَلم يستجبه عِنْد ذَاك مُجيبُ

وَالِاسْم الجَوَاب، والجابة، والمَجُوبة، الْأَخِيرَة عَن ابْن جني وَلَا تكون مصدرا لِأَن المفعلة عِنْد سِيبَوَيْهٍ لَيست من ابنية المصادر، وَلَا تكون من بَاب الْمَفْعُول لِأَن فعلهَا مزِيد. وَفِي الْمثل: " أَسَاءَ سمعا فأساء جابةً " هَكَذَا يتَكَلَّم بِهِ لِأَن الْأَمْثَال تحكى على موضوعاتها.

وَقَالَ كرَاع: الجابة مصدر كالاجابة.

وَإنَّهُ لحسن الجِيبة: أَي الْجَواب.

قَالَ سبويه: أجَاب من الْأَفْعَال الَّتِي اسْتغنى فِيهَا بِمَا افْعَل فعله، وَهُوَ افْعَل فعلا عَمَّا افعله وَعَن هُوَ افْعَل مِنْك، فَيَقُولُونَ: مَا اجود جَوَابه وَهُوَ اجود جَوَابا، وَلَا يُقَال: مَا اجوبه وَلَا هُوَ أجوب مِنْك. وَكَذَلِكَ يَقُولُونَ: أَجود بجوابه وَلَا يُقَال: أجوب بِهِ، وَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث: " أَن رجلا قَالَ يَا رَسُول الله أَي اللَّيْل أجوب دَعْوَة؟ فَقَالَ: جَوف اللَّيْل الغابر ". فسره شمر فَقَالَ: أجوب: أسْرع إِجَابَة. وَهُوَ عِنْدِي من بَاب أعْطى لفارهة، وارسلنا الرِّيَاح لَوَاقِح وَمَا جَاءَ مثله وَهَذَا على الْمجَاز لِأَن الْإِجَابَة لَيست لِليْل إِنَّمَا هِيَ لله تَعَالَى فِيهِ؛ فَمَعْنَاه: أَي اللَّيْل الله أسْرع إِجَابَة فِيهِ مِنْهُ، غَيره.

وانجابت النَّاقة: مدت عُنُقهَا للحلب، وَأرَاهُ من هَذَا كَأَنَّهَا اجابت حالبها، على أَنا لم نجد انفعل من أجَاب. قَالَ أَبُو سعيد: قَالَ لي أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء: اكْتُبْ لي الْهَمْز فكتبته لَهُ. فَقَالَ لي: سل عَن انجابت النَّاقة أمهموز أم لَا؟ فسالت فَلم اجده مهموزا؟ وتجاوب الْقَوْم: جاوب بَعضهم بَعْضًا، وَاسْتَعْملهُ بعض الشُّعَرَاء فِي الطير فَقَالَ جحدر:

وممَّا هاجني فازددت شوقا ... بكاء حَمَامَتَيْنِ تَجَاوبانِ

تجاوبتا بلَحْن أَعْجمِيّ ... على غُصْنَين من غَرَب وبانِ

وَاسْتَعْملهُ بَعضهم فِي الْإِبِل وَالْخَيْل فَقَالَ:

تنادَوا باعلى سُحْرَة وتجاوبت ... هوادر فِي حافتهم وصهيلُ

وَقَول ذِي الرمة:

كأنّ رجلَيْهِ رِجْلا مقطِف عجِل ... إِذا تجاوب من برديه ترنيمُ

أَرَادَ: ترنيمان: ترنيم من هَذَا الْجنَاح وترنيم من هَذَا الآخر.

وَأَرْض مُجَوَّبة: أصَاب الْمَطَر بَعْضهَا وَلم يصب بَعْضهَا.

وجابان: اسْم رجل، أَلفه منقلبة عَن وَاو، كَأَنَّهُ جَوْبان، فقلبت الْوَاو قلبا لغير عِلّة.

وَإِنَّمَا قُلْنَا فِيهِ: إِنَّه فعلان وَلم نقل فِيهِ إِنَّه فاعال من " ج ب ن " لقَوْل الشَّاعِر:

عَشَّيتُ جابانَ حَتَّى اسْتَدّ مَغْرِضُه ... وَكَاد يهْلك لَوْلَا أَنه اطّافا

قولا لجابان فليلحق بطِيَّتِه ... نوم الضُّحَى بعد نوم اللَّيْل إسرافَا

فَترك صرف جَابَان، فَدلَّ ذَلِك على أَنه فَعْلان.

والجابتان: موضعان، قَالَ أَبُو صَخْر الْهُذلِيّ:

لمن الديار تلوح كالوشم ... بالجابتين فروضة الحَزْم 

جوب

1 جَابَهُ, (S, * TA,) aor. ـُ (S, TA,) inf. n. جَوْبٌ (S, A, K, TA) and تَجْوَابٌ, (Har p. 336,) He made a hole in it; or rent, or tore, it; (S, A, K, TA;) as also ↓ اجتابهُ: (K, * TA:) he made a hole through, or in, or into, it; perforated, pierced, or bored, it: (TA:) he cut it: (S, A, K, TA:) he cut it in like manner as one cuts a جَيْب [or an opening at the neck and bosom of a shirt &c.]: (L, TA:) he made, or cut, a hole in the middle of it; cut a piece out of the middle of it; hollowed it out; or excavated it. (TA.) You say, جاب الصَّخْرَةَ He made a hole in the rock; (A, TA;) perforated, pierced, or bored, it. (TA.) Hence, in the Kur [lxxxix. 8], وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالوَادِ (Fr, S, TA) And Thamood, who made holes in the rocks, (Fr, TA,) or cut the rocks, (Bd, Jel,) [or hollowed them out,] and made them dwellings, in the valley, (Fr, Bd, Jel, TA,) i. e., in Wádi-l-Kurà. (Bd, Jel.) You say also, جاب القَمِيصَ, (S, A, K,) aor. ـُ [inf. n. جَوْبٌ;] (S, K, and Msb in art. جيب;) and aor. ـِ (S, K,) [inf. n., app., جِيبٌ, originally جَوْبٌ; see a verse cited below, and a remark of Sh thereon;] and ↓ جوّبهُ; (A, K;) He hollowed out, or cut out in a round form, the جَيْب of the shirt: (S, and Msb in art. جيب:) or he cut the جَيْب of the shirt: (A:) or he made a جَيْب to the shirt; (K;) as also جَيَّبَهُ, (S, and Msb in art. جيب,) inf. n. تَجْيِيبٌ. (S.) And جاب الثَّوْبَ He cut the garment, or piece of cloth; [or cut it out;] as also ↓ اجتابهُ. (A.) And جاب النَّعْلَ, inf. n. جَوْبٌ, He cut out the sandal. (TA.) And جاب القَرْنُ [i. e. جاب اللَّحْمَ] The horn cut the flesh and came forth. (TA.) b2: [Hence, also,] جاب, (S, A, Msb, TA,) aor. ـُ (S, Msb, TA) and يَجِيبُ, (S, TA,) inf. n. جَوْبٌ; (TA;) and ↓ اجتاب; (S, A, TA;) (tropical:) He traversed, or crossed, (S, A, * Msb, TA,) or cut through by journeying, (TA,) a country, (S, TA,) or a land, (Msb,) and a desert, and the darkness: (A, * TA:) and جَوْبٌ signifies likewise the pouncing down of a bird. (TA.) A rájiz says, بَاتَتْ تَجِيبُ أَدْعَجَ الظَّلَامِ جِيبَ البِيَطْرِ مِدْرَعَ الهُمَامِ (assumed tropical:) [She passed the night cutting through the black darkness, like as the tailor cuts through the woollen tunic of the valiant chief, making the opening at the neck and bosom]: (S: [but in one copy, instead of جِيبَ, I here find جَيْبَ; and in art. بطر, شَقَّ:]) and Sh remarks that this [verb تجيب, or the inf. n. جيب,] is not from الجَيْبُ [meaning “ the opening at the neck and bosom ” of a shirt &c.], because its medial radical is و, and that of الجيب is ى: (TA:) [i. e., جاب, aor. ـب is originally جَوَبَ, aor. ـْ One says also, of news, يَجُوبُ الأَرْضَ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ (assumed tropical:) [It traverses the earth from country to country, or the land from town to town]. (S, TA.) And of proverbs, تَجُوبُ البِلَادَ (assumed tropical:) They are current in the countries, or towns. (TA.) b3: It is said in a trad., جِيبَتِ العَرَبُ عَنَّا كَمَا جِيبَتِ الرَّحَا عَنْ قُطْبِهَا (assumed tropical:) The Arabs were rent from us, like as the mill-stone is rent from its pivot; we being in the midst, and they around us. (TA.) A2: جَابَتِ الدَّعْوَةُ: see أَجْوَبُ.2 جوّب: see 1. b2: Also, said of the light of the moon, (assumed tropical:) It illumined, and rendered clear, [by penetrating,] a dark night. (TA.) A2: جوّب عَلَيْهِ [from جَوْبٌ “ a shield ”] He shielded him. (TA: so accord. to an explanation of the act. part. n.) 3 جَاْوَبَ [جاوبهُ, inf. n. مُجَاوَبَةٌ, He returned him answer for answer, or answers for answers; held a dialogue, colloquy, conference, disputation, or debate, with him; bandied words with him.] See 6, in two places.4 اجابهُ, (S, A, Msb, TA,) inf. n. إِجَابَةٌ (S, Msb, K, * TA) and إِجَابٌ (K, * TA) and ↓ جَابَةٌ, (Kr, TA,) or this last is a simple subst., (AHeyth, S, TA,) like طَاعَةٌ and طَاقَةٌ, (S, A,) used in the place of an inf. n.; (AHeyth, TA;) and ↓ استجابهُ (A, K, TA) and ↓ اِسْتَجُوَبَهُ and لَهُ ↓ اِستجاب; (K, TA;) [for] إِجَابَةٌ and ↓ اِسْتِجَابَةٌ are syn.; (S, TA;) He answered him, replied to him, responded to him, (Msb, TA,) either affirmatively or negatively. (Msb.) And اجاب قَوْلَهُ He answered, or replied to, his saying. (Msb.) And اجاب عَنْ سُؤَالِهِ (S, TA) He answered, or replied to, his question. (TA.) And اجاب دُعَآءَهُ, (Msb, TA, *) and دُعَآءَهُ ↓ استجاب, (S, A, TA,) and لَهُ ↓ استجاب, (Msb,) and مِنْهُ ↓ استجاب, (Har p. 307,) said of God, (S, A, Msb, TA,) [He answered his prayer;;] He accepted his prayer; (Msb;) He recompensed his prayer by gift and acceptance. (TA.) It is said in the Kur [ii. 182], أُجِيبُ دَعْوةَ الدَّاعِى إِذَا لِى ↓ دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا [I answer the prayer of him who prayeth to me;] therefore let them answer me; (TA;) i. e., let them answer my call by obedience, (Jel,) when I call them to belief and obedience: (Bd:) accord. to Fr, what is here meant [by the last verb] is تَلْبِيَة [q. v. in art. لبى]: (TA:) [or let them give me their assent, or consent, to my call; or let them obey my call: for you say, اجابهُ إِلَى شَىْءٍ and عَلَى شَىْءٍ, (for the latter of which there is authority in this art. in the TA, but the former is more common,) and] له ↓ استجاب, He obeyed him, or complied with his desire, in doing a thing, [or consented to do it,] when summoned, or invited, to do it. (Msb.) b2: اجابت الأَرْضُ (assumed tropical:) The land produced plants, or herbage. (Ham p. 94.) b3: دَمْعٌ يُجِيبُ (assumed tropical:) Tears running, or flowing; as though called for and answering the call. (Har p. 71.) A2: The forms أَجْوَبَ and أَجْوِبْ [as verbs of wonder] are not used: therefore you say, مَا أَجْوَدَ جَوَابَهُ and أَجْوِدْ بِجَوَابِهِ [How good is his answer, or reply!]; not مَا أَجْوَبَهُ nor أَجْوِبْ بِهِ: nor do you say, هُوَ

أَجْوَبُ مِنْكَ [meaning He is better in answering, or replying, than thou: but see أَجْوَبُ, below]. (Sb, TA.) 6 تجاوبوا i. q. بَعْضُهُمْ بَعْضًا ↓ جَاوَبَ [They returned one another answer for answer, or answers for answers; they answered one another; replied, one to another; held a dialogue, colloquy, conference, disputation, or debate, together; bandied words, one with another]: (K:) ↓ مُجَاوَبَةٌ and تَجَاوُبٌ both signify i. q. تَحَاوُرٌ. (S, TA.) In like manner one says of turtle-doves, (A,) of pigeons, of braying camels, and of neighing horses. (TA.) b2: [Hence,] يَتَجَاوَبُ أَوَّلُ كَلَامِهِ وَآخِرُهُ (tropical:) The first and the last parts of his speech correspond, or are consistent. (A, TA.) 7 انجاب [It (a garment) became rent, or slit: see مُنْجَابٌ]. b2: Said of a cloud, or a collection of clouds, It cleared away [so as to leave an open space]. (S, Msb.) It is said in a trad., وَانْجَابَ السَّحَابُ عَنِ المَدِينَةِ حَتَّى صَارَكَالإِ كْلِيلِ And the clouds became gathered and drawn together, and cleared away from the city [so that they became like a crown]. (TA.) b3: [It (a place) was, or became, clear, open, or unobstructed.] See جَوْبَةٌ

A2: انجابت She (a camel) stretched forth her neck, to be milked; (K;) as though she complied with the desire of her milker to be restrained [ for that purpose]: but Fr says that he had not found a verb of this measure from أَجَابَ. (TA.) 8 اجتاب: see 1, in three places. b2: He dug a well. (K.) And اجتابت, said of a wild cow, She hollowed out, or excavated, a place to shelter herself from the rain. (TA.) b3: He put on, i. e. clad himself with, (T, S, K,) a garment, (T,) or a shirt; (S, K;) he entered into a shirt: and in like manner, (assumed tropical:) the darkness. (TA.) 10 استجاب and اِسْتَجْوَبَ, inf. n. اِسْتِجَابَةٌ: see 4, nine places.

جَابٌ: see جَأُبٌ, in art. جأب جَوْبٌ [an inf. n. (of 1, q. v.,) used in the sense of a pass. part. n. Hence,] a tribe is said to be جَوْبُ أَبٍ as meaning Cut [as it were] from one father; [sprung from the loins of one father;] occurring in a trad. (TA.) b2: A fire-place; [so called because hollowed out;] syn. كَانُونٌ. (K.) b3: A large دَلْو [or bucket; because of its hollow form]. (Kr, K.) b4: A shield; (S, K;) as also ↓ جَوْبَةٌ (TA) and ↓ مِجْوَبٌ: (K:) [see a verse cited voce يَلَبٌ:] pl. of the first أَجْوَابٌ. (TA.) b5: A garment like the بَقِيرَة: [so called because it has a slit in the middle, through which the head is put:] (S:) or a woman's shift. (K.) b6: See also جَوْبَةٌ

A2: [A kind, or sort.] You say, فُلَانٌ فِيهِ جَوْبَانِ مِنْ خُلُقٍ [In such a one are two kinds of temper, or disposition]; i. e., he does not remain in one temper, or disposition. (TA.) And Dhu-Rummeh says, جَوْبَيْنِ مِنْ هَمَاهِمِ الأَغْوَالِ meaning Thou hearest two kinds of the sounds, or voices, [or mutterings,] of the ghools. (TA.) جَيْبٌ meaning The [part called] طَوْق of a shirt, (see art. جيب,) is, accord. to some, from the root جوب, because the middle of it is cut out: accord. to others, from the root جيب. (TA.) جَابَةٌ is an inf. n. of أَجَابَ, (Kr, TA,) or a simple subst. (A Heyth, S, TA) used in the place of an inf. n. (A Heyth, TA. See 4.) Hence, أَسَآءَ سَمْعًا فَأَسَآءَ جَابَةً [He heard ill, and therefore answered ill]: (S, A, K:) a prov., and therefore not to be rehearsed otherwise than in the original way, as above: [not to be altered by the substitution of إِجَابَةٌ or إِجَابًا for جَابَةً:] its origin is said to have been this: Sahl [or Suheyl] Ibn-' Amr had an insane son; and a man said to him, أَيْنَ

أَمُّكَ, i. e. “ Whither is thy tending? ” to which he (thinking that he said, أَيْنَ أُمُّكَ [“ Where is thy mother ! ”],) answered, “She is gone to buy flour: ” whereupon his father uttered the words of this prov. (TA. [See also Freytag's Arab. Prov. i. 603.]) See also جَوَابٌ

A2: جَابَةُ المِدْرَى is a dial. var. of جَأْبَةُ المدرى: (K: [see art. جأب:]) accord. to AO and Sh, it is without ء: accord. to the former, it means A doe-gazelle when her horn has come forth; and accord. to the latter, when her horn has cut the skin and come forth: (T, TA:) or it means having smooth horns; and if so, it has no [known] derivation. (TA.) [See also art. درى.]

جَوْبَةٌ A depressed place amid the houses of a people, into which the rain-water flows: (TA:) a pit, an excavation, or a hollow, (T, K, TA,) round and wide: (T, TA:) a gap, or an opening, in the clouds; and in mountains: and a clear space (↓ مَوْضِعٌ يَنْجَابُ) in a [stony tract such as is called] حَرَّة: (S:) a place (AHn, K) that is clear, (AHn,) plain and smooth, (AHn, K,) such as is termed دَارَةٌ, with few trees, like a round غَائط [or wide and depressed tract], (AHn,) in a tract that is hard, or hard and level, or level but rough, (AHn, K,) and such as is of large extent, not in sands nor in a mountain; so called because [for the most part] clear of trees: (AHn:) and an intervening space between houses; (K;) as also ↓ جَوْبٌ: (TA:) and a wide, or spacious, and smooth tract, between two lands: (K:) any wide gap, or opening: any gap, or opening, without buildings: (TA:) pl. جُوَبٌ (S, K) and جَوْبَاتٌ (TA.) b2: The former of these pls. also signifies The pudenda of women; syn. فُرُوجٌ. (TA.) b3: See also جَوْبٌ جِيبَةٌ i. q. جَوَابٌ, q. v. (S, K.) So in the phrase, إِنَّهُ لَحَسَنُ الجِيَبةِ [Verily he is good in respect of answer or reply or response: or here it seems rather to signify, agreeably with analogy, the mode, or manner, of answering or replying or responding]. (S.) جَوَابٌ An answer, a reply, or a response, (Msb, TA, *) to a letter, or writing, and to a saying, or question; and this is either affirmative or negative: (Msb:) [accord. to some, it is only after a question or demand; but this is not correct; for it is often a reply to an affirmation:] ↓ جِيبَةٌ [q. v.] is syn. therewith; (S, K;) and so are ↓ جَابَةٌ [q. v.] and ↓ مَجُوبَةٌ: (K:) the pl. of جواب is أَجْوِبَةٌ and جَوَابَاتٌ (Msb.) [Hence, in grammar, حَرْفُ جَوَابٍ A responsive, or replicative, particle. And جَوَابُ شَرْطٍ An apodosis; the complement, or correlative, of a condition; as أَكْرَمْتُكَ in the saying, إِنْ جِئْتَنِى أَكْرَمْتُكَ; also called جَزَآءُ شَرْطٍ, and جَوَابُ جَزَآءٍ. And جَوَابُ قَسَمٍ The complement of an oath.] b2: Also The sound of a bird pouncing down from the sky. (TA from a trad.) جَوَّابٌ [An excellent well-digger:] a surname given to Málik Ibn-Kaab El-Kilábee, (AO, ISk, S, K, *) because he dug not a well nor bored a rock without making it to yield water. (AO, ISk, S.) b2: (assumed tropical:) A traverser of countries; one who travels much. (TA.) Hence, جَوَّابُ لَيْلٍ سَرْمَدٍ (assumed tropical:) One who travels all the night without sleeping. (TA.) And جَوَّابٌ جَأّبٌ (assumed tropical:) One who traverses the countries and gains wealth. (TA.) And جَوَّابُ الفَلَاةِ (assumed tropical:) The guide of the desert. (TA.) الجَائِبُ العَيْنِ The lion. (K.) جَائِبَةُ خَبَرٍ (tropical:) News that traverses the earth, from country to country, or town to town: (S, A: *) or i. q. طَرِيقَة خَارِقَة [app. a mistranscription for طِرِيفَة خارقة, meaning recent news that traverses the land]. (K.) And [the pl.] جَوَائِبُ (assumed tropical:) Tidings from afar. (K.) And جَوَائِبُ الأَمْثَالِ (assumed tropical:) Current proverbs; such as traverse the countries. (TA.) أَجْوَبُ, [see 4,] in the following question, put to Mohammad, (TA,) أَىُّاللَّيْلِ أَجْوَبُ دَعْوَةً is either from جُبْتُ الأَرْضَ (K, TA) “ I traversed the land,” (TA,) and signifies (tropical:) More, or most, penetrating to the places whence the answer is imagined to proceed; (K, TA;) or [it signifies more, or most, quick in being answered,] from الدَّعْوَةُ ↓ جَابَتِ, of the measure فَعُلَت, [i. e., originally جَوُبَت,] “ the prayer became answered,”

which, however, is a verb not in use, like as فَقِيرٌ and شَدِيدٌ are imagined to be derived from فَقُرَ and شَدُدَ: (Z, TA:) or it signifies more, or most, quick of answer, [from أَجَابَ,] and is [anomalous, and] similar to أَطْوَعُ [“ more obedient ”], from الطَّاعَةُ, [i. e. from أَطَاعَ “ he obeyed,”] (M, L, TA,) and to أَعْطَى [“ more, or most, excellent in giving,” from أَعْطَى “ he gave ”], and لَوَاقِحَ [pl. of لَاقِحَةٌ a “ fecundating ” wind, (in the Kur xv. 22,) from أَلْقَحَ “ he, or it, fecundated ”], (M, L, K, TA,) and the like; (M, L, TA;) and if so, the word is anomalous because a word of the measure أَفْعَلُ of this kind is not derived from a verb of more than three letters, except in certain cases of deviation from the constant course of speech: (L, TA:) the meaning is, (tropical:) What part of the night is that [in which prayer most quickly penetrates? or] in which prayer is most quick in being answered? (Mgh:) or what part of the night is that in which God is most quick in answering prayer? (L, TA.) مَجُوبُ [pass. part. n. of 1, q. v.:] Anything cut in the middle, or of which the middle is cut out; as also ↓ مُجَوَّبٌ; (T, TA;) and the latter, anything hollowed out in the middle. (TA.) مِجْوَبٌ An iron instrument with which one cuts [or perforates or hollows out]. (S, TA.) b2: See also جَوْبٌ المُجِيبُ one of the names of God; The Answerer of prayer; He who recompenses prayer and petition by gift and acceptance. (TA.) مَجُوبَةٌ: see جَوَابٌ مُجَوَّبٌ: see مَجُوبٌ b2: [Hence,] أَرْضٌ مُجَوَّبَةٌ (assumed tropical:) A land of which one part has been rained upon (K, TA) and not another. (TA.) مِجْوَابٌ An instrument with which palm-sticks and canes &c. are bored by the maker of cages or crates or the like. (TA in art. ثطب.) مُتَجَاوِبٌ (tropical:) Speech, or language, of which the several parts correspond, or are consistent. (A, TA.) مُنْجَابٌ A garment rent, or slit. (Ham p. 338.)

جوب: في أَسماءِ اللّه الـمُجِيبُ، وهو الذي يُقابِلُ الدُّعاءَ

والسُّؤَال بالعَطاءِ والقَبُول، سبحانه وتعالى، وهو اسم فاعل مِن أَجاب يُجِيبُ. والجَوابُ، معروفٌ: رَدِيدُ الكلام، والفِعْل: أَجابَ يُجِيبُ. قال اللّه تعالى: فإِني قَريبٌ أُجِيبُ دَعْوةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ

فَلْيَسْتَجِيبُوا لي؛ أَي فَلْيُجِيبوني. وقال الفرَّاءُ: يقال: إِنها التَّلْبِيةُ،

والمصدر الإِجابةُ، والاسم الجَابةُ، بمنزلة الطاعةِ والطاقة.

والإِجابةُ: رَجْعُ الكلام، تقول: أَجابَه عن سُؤَاله، وقد أَجابَه

إِجابةً وإِجاباً وجَواباً وجابةً واسْتَجْوَبَه واسْتَجابَه واسْتَجابَ له. قال كعبُ ابن سَعْد الغَنَويّ يرثي أَخاه أَبا المِغْوار:

وَداعٍ دَعا يا مَنْ يُجيبُ إِلى النَّدَى، * فلم يَسْتَجِبْه، عِنْدَ ذاكَ، مُجِيبُ(1)

(1 قوله «الندى» هو هكذا في غير نسخة من الصحاح والتهذيب والمحكم.)

فقُلتُ: ادْعُ أُخرى، وارْفَعِ الصَّوتَ رَفعةً، * لَعَلَّ أَبا المِغْوارِ مِنْكَ قَرِيبُ

والإِجابةُ والاستِجابةُ، بمعنى، يقال: اسْتَجابَ اللّه دعاءَه، والاسم

الجَوابُ والجابةُ والـمَجُوبةُ،

الأَخيرةُ عن ابن جني، ولا تكون مصدراً لأَنَّ الـمَفْعُلةَ، عند سيبويه، ليست من أَبنية المصادر، ولا تكون من باب الـمَفْعُول لأَنَّ فِعْلها مزيد. وفي أَمثالِ العَرب: أَساءَ سَمْعاً فأَساءَ جابةً. قال: هكذا يُتَكلَّم به لأَنَّ الأَمثال تُحْكَى على موضوعاتها. وأَصل هذا المثل، على ما ذكر الزُّبَيْر ابن بكار، أَنه كان لسَهلِ بن عَمْرٍو ابنٌ مَضْعُوفٌ، فقال له إِنسان: أَين أَمُّكَ أَي أَين قَصْدُكَ؟ فظَنَّ أَنه يقول له: أَين أُمُّكَ، فقال: ذهَبَتْ تَشْتَري دَقِيقاً، فقال أَبُوه: أَساءَ سَمْعاً فأَساءَ جابةً. وقال كراع: الجابةُ مصدر

كالإِجابةِ. قال أَبو الهيثم: جابةٌ اسم يُقُومُ مَقامَ المصدر، وإِنه

لَحَسَنُ الجيبةِ، بالكسر، أَي الجَوابِ.

قال سيبويه: أَجاب مِنَ الأَفْعال التي اسْتُغْني فيها بما أَفْعَلَ

فِعْلَه، وهو أَفْعَلُ فِعْلاً، عَمَّا أَفْعَلَه، وعن هُوَ أَفْعَلُ مِنكَ،

فيقولون: ما أَجْوَدَ جَوابَه، وهو أَجْوَدُ جَواباً، ولا يقال: ما

أَجْوَبَه، ولا هو أَجْوَبُ منك؛ وكذلك يقولون: أَجْوِدْ بَجَوابهِ، ولا

يقال: أَجوِب به. وأَما ما جاءَ في حديث ابن عمر أَنَّ رجلاً قال: يا رسولَ اللّه أَيُّ الليلِ أَجْوَبُ دَعْوةً؟ قال: جَوْفُ الليلِ الغابِرِ،

فسَّره شمر، فقال: أَجْوَبُ من الإِجابةِ أَي أَسْرَعُه إِجابةً، كما يقال

أَطْوَعُ من الطاعةِ. وقياسُ هذا أَن يكون من جابَ لا مِن أَجابَ. وفي المحكم عن شمر، أَنه فسره، فقال: أَجْوَبُ أَسْرَعُ إِجابةً. قال: وهو عندي من باب أَعْطَى لفارِهةٍ، وأَرسلنا الرِّياحَ لوَاقِحَ. وما جاءَ مِثلُه، وهذا على المجاز، لأَنَّ الإِجابةَ ليست لِلَّيل إِنما هي للّه تعالى فيه، فَمعناه: أَيُّ الليلِ اللّهُ أَسرع إِجابةً فِيه مِنه في غَيْرِه، وما زاد على الفِعْل الثُّلاثي لا يُبْنَى مِنْه أفْعَلُ مِنْ كذا، إِلا في أَحرف جاءَت شاذة. وحَكى الزمخشريُّ قال: كأَنـَّه في التَّقْدير مِن جابَتِ الدَّعْوةُ بوزن فَعُلْتُ، بالضم، كطالَتْ، أَي صارَتْ مُسْتَجابةَ، كقولهم في فَقِيرٍ وشَديدٍ كأَنهما مِنْ فَقُرَ وشَدُدَ، وليس ذلك بمستعمل. ويجوز أَن يكون من جُبتُ الأَرضَ إِذ قَطَعْتَها بالسير، على معنى أَمْضَى دَعْوَةً وأَنـْفَذُ إِلى مَظانِّ الإِجابةِ والقَبُول. وقال غيره: الأَصل جاب يجوب مثل طاع يَطُوعُ. قال الفرَّاءُ قيل لأَعرابي: يا مُصابُ. فقال: أَنتَ أَصْوَبُ مني. قال: والأَصل الإِصابةُ مِن صابَ يَصُوبُ إِذا قَصَدَ،

وانجابَتِ الناقةُ: مَدَّت عُنُقَها للحَلَبِ، قال: وأُراه مِن هذا

كَأَنـَّها أَجابَتْ حالِبَها، على أَنـَّا لم نَجِدِ انْفَعَل مِنْ أَجابَ. قال

أَبو سعيد قال لي أَبو عَمْرو بن العلاءِ: اكْتُبْ لي الهمز، فكتبته له فقال لي: سَلْ عنِ انْجابَتِ الناقةُ أَمَهْموز أَمْ لا؟ فسأَلت، فلم

أَجده مهموزاً.

والمُجاوَبةُ والتَّجارُبُ: التَّحاوُرُ.

وتَجاوَبَ القومُ: جاوَبَ بَعضُهم بَعْضاً، واسْتَعمله بعضُ الشُعراءِ في الطير، فقال جَحْدَرٌ:

ومِـمَّا زادَني، فاهْتَجْتُ شَوْقاً، * غِنَاءُ حَمامَتَيْنِ تَجاوَبانِ(1)

(1 قوله «غناء» في بعض نسخ المحكم أيضاً بكاء.)

تَجاوَبَتا بِلَحْنٍ أَعْجَمِيٍّ، * على غُصْنَينِ مِن غَرَبٍ وبَانِ

واسْتَعمَلَه بعضُهم في الإِبل والخيل، فقال:

تَنادَوْا بأَعْلى سُحْرةٍ، وتَجاوَبَتْ * هَوادِرُ، في حافاتِهِم، وصَهِيلُ

وفي حديث بناءِ الكَعْبَةِ: فسَمِعنا جَواباَ مِن السَّماءِ، فإِذا بِطائِرٍ أَعظَم مِن النَّسْرِ؛ الجَوابُ: صَوْتُ الجَوْبِ، وهو انْقِضاضُ

الطير. وقولُ ذي الرمة:

كأَنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلا مُقْطِفٍ عَجِلٍ، * إِذا تَجاوَبَ، مِنْ بُرْدَيْهِ، تَرْنِيمُ

أَراد تَرْنِيمانِ تَرْنِيمٌ من هذا الجَناح وتَرْنِيمٌ مِن هذا الآخر.

وأَرضٌ مُجَوَّبةٌ: أَصابَ المطَرُ بعضَها ولم يُصِبْ بَعْضاً.

وجابَ الشيءَ جَوْباً واجْتابَه: خَرَقَه. وكُلُّ مُجَوَّفٍ قَطَعْتَ

وسَطَه فقد جُبْتَه. وجابَ الصخرةَ جَوْباً: نَقَبها. وفي التنزيل العزيز: وثَمُودَ الذين جابُوا الصَّخْرَ بِالوادِ. قال الفرَّاءُ: جابُوا

خَرَقُوا الصَّخْرَ فاتَّخَذُوه بُيُوتاً. ونحو ذلك قال الزجاجُ واعتبره بقوله: وتَنْحِتُون مِن الجِبال بُيُوتاً فارِهِينَ. وجابَ يَجُوبُ جَوْباً:

قَطَعَ وخَرَقَ. ورجُلٌ جَوَّابٌ: مُعْتادٌ لذلك، إِذا كان قَطَّاعاً للبِلادِ سَيَّاراً فيها. ومنه قول لقمان بن عاد في أَخيه: جَوَّابُ لَيْلٍ سَرْمد. أَراد: أَنه يَسْري لَيْلَه كُلَّه لا يَنامُ، يَصِفُه بالشَّجاعة.

وفلان جوَّابٌ جَأّبٌ أَي يَجُوبُ البِلاد ويَكْسِبُ المالَ.

وجَوَّابٌ: اسم رجل من بني كلابٍ؛ قال ابن السكيت: سُمي جَوَّاباً لأَنه كان لا يَحْفِرُ بئْراً ولا صخْرةً إِلا أَماهَها.

وجابَ النعلَ جَوْباً: قَدَّها. والمِجْوَب: الذي يُجابُ به، وهي حَديدةٌ يُجابُ بها أَي يُقْطَعُ. وجابَ المفَازةَ والظُّلْمةَ جَوْباً واجْتابَها: قَطَعَها. وجابَ البِلادَ يَجُوبُها جَوْباً: قَطَعَها سَيْراً.وجُبْتُ البَلدَ واجْتَبْتُه: قَطَعْتُه. وجُبْتُ البِلاد أَجُوبُها وأَجِيبُها إِذا قَطَعتها. وجَوَّابُ الفَلاةِ: دَلِيلُها لقَطْعِه إِيَّاها.والجَوْبُ: قطْعُك الشيءَ كما يُجابُ الجَيْبُ، يقال: جَيْبٌ مَجُوبٌ ومُجَوَّبٌ، وكلُّ مُجَوَّفٍ وسَطُه فهو مُجَوَّبٌ. قال الراجز:

واجْتابَ قَيْظاً، يَلْتَظِي التِظاؤُهُ

وفي حديث أَبي بكر، رضي اللّه عنه، قال للأَنـْصارِ يَوْم السَّقِيفةِ: إِنما جِيبَتِ العَرَبُ عنا كما جِيبَت الرَّحَى عن قُطْبها أَي خُرِقَتِ العَربُ عَنَّا، فكُنَّا وسَطاً، وكانت العرَبُ حَوالَينا كالرَّحَى.

وقُطْبِها الذي تَدُورُ عليه.

وانْجابَ عنه الظَّلامُ: انْشَقَّ. وانْجابَتِ الأَرضُ: انْخَرَقَتْ.

والجَوائِبُ: الأَخْبارُ الطَّارِئةُ لأَنها تَجُوبُ البِلادَ. تقول: هل

جاءَكم من جائبِة خَبَرٍ أي مِن طَريقةٍ خارِقةٍ، أَو خَبَرٍ يَجُوبُ

الأَرْضَ منْ بَلَدٍ إلى بَلَدٍ، حكاه ثعلب بالإِضافة. وقال الشاعر:

يَتَنازَعُون جَوائِبَ الأَمْثالِ

يعني سَوائِرَ تَجُوبُ البلاد.

والجابةُ: المِدْرى من الظِّباءِ، حين جابَ قَرْنُها أَي قَطَعَ اللحم

وطَلَع. وقيل: هي الـمَلْساءُ اللَّيِّنةُ القَرْن؛ فإِن كان على ذلك، فليس لها اشتقاق. التهذيب عن أَبي عبيدة: جابةُ المِدْرَى من الظِّباءِ، غير مهموز، حين طَلَعَ قَرْنهُ.

شمر: جابةُ المِدْرَى أَي جائِبَتُه حِينَ جابَ قَرْنُها الجِلدَ، فَطَلَعَ، وهو غير مهموز.

وجُبْتُ القَمِيصَ: قَوَّرْتُ جَيْبَه أَجُوبُه وأَجِيبُه. وقال شَمر:

جُبْتُه، وجِبْتُه. قال الراجز:

باتَتْ تَجِيبُ أَدْعَجَ الظَّلامِ،

جَيْبَ البِيَطْرِ مِدْرَعَ الهُمامِ

قال: وليس من لفظ الجَيْبِ لأَنه من الواو والجَيْبُ من الياءِ. قال:

وليس بفَيْعلٍ لأَنه لم يُلْفظ به على فَيْعَلٍ. وفي بعض نسخ الـمُصَنَّف: جِبْتُ القَمِيصَ، بالكسر، أَي قَوَّرْتُ جَيْبَه. وجَيَّبْتُه: عَمِلت له جَيْباً، واجْتَبْتُ القَمِيصَ إِذا لَبِسْتَه. قال لبيد:

فَبِتِلْكَ، إِذْ رَقَصَ اللَّوامِعُ بالضُّحَى، * واجْتابَ أَرْدِيةَ السَّرابِ إِكامُها

قوله: فَبِتِلْكَ، يعني بناقَتِه التي وصَفَ سَيْرَها، والباءُ في بتلك

متعلقة بقوله أَقْضي في البيت الذي بعده، وهو:

أَقْضِي اللُّبانةَ، لا أَفَرِّطُ رِيبةً، * أَو أَنْ يَلُومَ، بِحاجةٍ، لُوَّامُها

واجْتابَ: احْتَفَر. قال لبيد:

تَجْتابُ أَصْلاً قائماً، مُتَنَبِّذاً، * بُعُجُوبِ أَنْقاءٍ، يَمِيلُ هَيامُها(1)

(1 قوله «قائماً» كذا في التهذيب والذي في التكملة وشرح الزوزني قالصاً.)يَصِف بقرة احْتَفَرَت كِناساً تَكْتَنُّ فيه من المطر في أَصْل أَرطاةٍ.ابن بزرج: جَيَّبْتُ القَمِيصَ وجَوَّبْتُه. التهذيب: واجتابَ فلانٌ ثوباً إذا لَبِسَه. وأَنشد:

تَحَسَّرَتْ عِقَّةٌ عنها، فأَنْسَلَها، * واجْتاب أُخْرَى جَديداً، بَعْدَما ابْتَقَلا

وفي الحديث: أَتاه قَومٌ مُجْتابي(2)

(2 قوله «قوم مجتابي» كذا في النهاية مضبوطاً هنا وفي مادة نمر.) النِّمارِ أَي لابِسِيها. يقال: اجْتَبْتُ القمِيصَ، والظَّلامَ أَي دَخَلْتُ فيهما. قال: وكلُّ شيءٍ قُطِع وَسَطُه، فهو مَجْيُوبٌ ومَجُوبٌ ومُجَوَّبٌ، ومنه سُمي جَيْبُ القَمِيصِ. وفي حديث عليّ، كَرَّم اللّه وجهه: أَخَذْتُ إِهاباً مَعْطُوناً فَجَوَّبْتُ وَسَطه، وأَدْخَلْتُه في عُنُقي. وفي حديث خَيْفانَ: وأَما هذا الحَيُّ مِن أَنـْمارٍ فَجَوْبُ أَبٍ وأَوْلادُ عَلَّةٍ أَي إِنهم جِيبُوا من أَبٍ واحد وقُطِعُوا منه.

والجُوَبُ: الفُرُوجُ لأَنها تُقْطَع مُتَّصلاً.

والجَوْبة: فَجْوةُ ما بين البُيُوتِ. والجَوْبةُ: الحُفْرةُ.

والجَوْبةُ: فَضاءٌ أَمـْلَسُ سَهْلٌ بَيْنَ أَرْضَيْنِ. وقال أَبو حنيفة:

الجَوْبةُ من الأَرضِ: الدارةُ، وهي المكانُ الـمُنْجابُ الوطِيءُ من الأَرض، القليلُ الشجرِ مِثْلُ الغائط الـمُسْتَدير، ولا يكون في رَمْلٍ ولا جَبَلٍ، إِنما يكون في أَجلاد الأَرض ورِحابِها، سمي جَوْبةً لانْجِيابِ الشجر عنها، والجمع جَوْباتٌ، وجُوَبٌ، نادر. والجَوْبةُ: موضع يَنْجابُ في الحَرَّة، والجمع جُوَبٌ.

التهذيب: الجَوْبةُ شِبْهُ رَهْوة تكون بين ظَهْرانَيْ دُورِ القَوْمِ

يَسِيلُ منها ماءُ المطَر. وكل مُنْفَتِقٍ يَتَّسِعُ فهو جَوْبةٌ. وفي

حديث الاسْتِسْقاء: حتى صارت الـمَدينةُ مِثلَ الجَوْبةِ؛ قال: هي الحُفْرةُ الـمُسْتَديرةُ الواسِعةُ، وكلُّ مُنْفَتِقٍ بلا

بِناءٍ جَوْبةٌ أَي حتى صار الغَيْمُ والسَّحابُ مُحِيطاً بآفاق المدينةِ. والجَوْبةُ: الفُرْجةُ في السَّحابِ وفي الجبال. وانْجابَتِ السَّحابةُ: انْكَشَفَتْ. وقول العَجَّاج:

حتى إِذا ضَوْءُ القُمَيْرِ جَوَّبا، * لَيْلاً، كأَثْناءِ السُّدُوسِ، غَيْهَبا

قال: جَوَّبَ أَي نَوَّرَ وكَشَفَ وجَلَّى. وفي الحديث: فانْجابَ

السَّحابُ عن المدينةِ حتى صار كالإِكْلِيل أَي انْجَمَعَ وتَقَبَّضَ بعضُه إِلى بعض وانْكَشَفَ عنها.

والجَوْبُ: كالبَقِيرة. وقيل: الجَوْبُ: الدِّرْعُ تَلْبَسُه المرأَةُ.

والجَوْبُ: الدَّلْو الضَّخْمةُ، عن كراع. والجَوْبُ: التُّرْسُ، والجمع

أَجْوابٌ، وهو المِجْوَبُ. قال لبيد:

فأَجازَني منه بِطِرْسٍ ناطِقٍ، * وبكلِّ أَطْلَسَ، جَوْبُه في الـمَنْكِبِ

يعني بكل حَبَشِيٍّ جَوْبهُ في مَنْكِبَيْه. وفي حديث غَزْوة أُحُدٍ:

وأَبو طلحةَ مُجَوِّبٌ على النبي، صلى اللّه عليه وسلم، بحَجَفَةٍ أَي

مُتَرِّسٌ عليه يَقِيه بها. ويقال للتُّرْسِ أَيضاً: جَوبةٌ.

والجَوْبُ: الكانُونُ. قال أَبو نخلةَ:

كالجَوْبِ أَذْكَى جَمرَه الصَّنَوْبَرُ

وجابانُ: اسمُ رجل، أَلفُه منقلبة عن واو، كأَنه جَوَبانُ، فقلبت الواو قلباً لغير علة، وإِنما قيل فيه إِنه فَعَلانُ ولم يقل إِنه فاعال من ج ب ن لقول الشاعر:

عَشَّيْتُ جابانَ، حتى اسْتَدَّ مَغْرِضُه، * وكادَ يَهْلِكُ، لولا أَنه اطَّافا

قُولا لجَابانَ: فلْيَلْحَقْ بِطِيَّتِه، * نَوْمُ الضُّحَى، بَعْدَ نَوْمِ الليلِ، إِسْرافُ(1)

(1 قوله «إسراف» هو بالرفع في بعض نسخ المحكم وبالنصب كسابقه في بعضه أيضاً وعليها فلا اقواء.)

فَتَركَ صَرْفَ جابانَ فدلَّ ذلك على أَنه فَعَلانُ ويقال: فلان فيه

جَوْبانِ من خُلُقٍ أَي ضَرْبان لا يَثْبُتُ على خُلُقٍ واحدٍ. قال ذو

الرمة:

جَوْبَيْنِ مِن هَماهِمِ الأَغْوالِ

أَي تَسْمَعُ ضَرْبَيْنِ من أَصوات الغِيلانِ. وفي صفةِ نَهَرِ الجنة:

حافَتاه الياقوتُ الـمُجَيَّبُ. وجاءَ في مَعالِم السُّنَن: الـمُجَيَّبُ أَو الـمُجَوَّبُ، بالباءِ فيهما على الشك، وأَصله: من جُبْتُ الشيءَ إِذا

قَطَعْتَه، وسنذكره أَيضاً في جيب.

والجابَتانِ: موضِعانِ. قال أَبو صَخْرٍ الهُذلي:

لمَن الدِّيارُ تَلُوحُ كالوَشْمِ، * بالجَابَتَيْنِ، فَرَوْضةِ الحَزْمِ

وتَجُوبُ: قَبيلةٌ من حِمْيَر حُلَفاءُ لمُرادٍ، منهم ابن مُلْجَمٍ، لَعَنَهُ اللّه. قال الكميت:

أَلا إِنَّ خَيْرَ الناسِ، بَعْدَ ثلاثةٍ، * قَتِيلُ التَّجُوِبيِّ، الذي جاءَ مِنْ مِصْرِ

هذا قول الجوهري. قال ابن بري: البيت للوَليد بن عُقْبة، وليس للكميت كما ذكر، وصواب إِنشاده:

قَتِيلُ التُّجِيبِيِّ الذي جاءَ من مصرِ

وإِنما غَلَّطه في ذلك أَنه ظَنَّ أَن الثلاثة أَبو بكر وعمرُ وعثمانُ،

رضوانُ اللّه عليهم، فظَنَّ أَنه في عليّ، رضي اللّه عنه، فقال

التَّجُوبِيّ، بالواو، وإِنما الثلاثة سيِّدُنا رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، وأَبو بكر وعمر رضي اللّه عنهما، لأَن الوليد رَثَى بهذا الشِّعْر عثمانَ بن عفان، رضي اللّه عنه، وقاتِلُه كِنانةُ بن بِشر التُّجِيبيّ، وأَما قاتل عليّ، رضي اللّه عنه، فهو التَّجُوبِيُّ؛ ورأَيت في حاشيةٍ ما مِثالُه: أَنشد أَبو عبيد البَكْرِيّ، رحمه اللّه، في كتابه فَصْلِ المقال في شرح كتاب الأَمثال هذا البيت الذي هو:

أَلا إِنَّ خير الناس بعد ثلاثة

لِنائلةَ بنتِ الفُرافِصةِ بن الأَحْوَصِ الكَلْبِيَّةِ زَوْجِ عثمان، رضي اللّه عنه، تَرثِيه، وبعده:

وما لِيَ لا أَبْكِي، وتَبْكِي قَرابَتي، * وقد حُجِبَتْ عنا فُضُولُ أَبي عَمْرِو

جوب
: ( {الجَوْبُ: الخَرْقُ) والنَّقْبُ (} كالاجْتِيَابِ) {جَابَ الشيءَ} جَوْباً {واجْتَابَه: خَرَقَه، وكُلُّ مُجَوَّفٍ قَطَعْتَ وَسَطَه فَقَدْ} جُبْتَهُ، {وجَابَ الصَّخْرَةَ} جَوْباً: نَقَبَها، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {وَثَمُودَ الَّذِينَ {جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} (الْفجْر: 9) قَالَ الفراءُ: جَابُوا: خَرَقُوا الصِّخْرَ فاتَّخَذُوهُ بُيُوتاً ونحوَ ذَلِك. قَالَ الزجّاج: واعتبره بقوله: {2. 015 وتنحتون من. . فرهين} (الشُّعَرَاء: 149) (و) الجَوْبُ (: القَطْعُ) جَابَ} يَجُوبُ جَوْباً قَطَعَ وخَرَقَ، وجَابَ النَّعْلَ جَوْباً: قَدَّهَا، {والمِجْوَبُ: الَّذِي} يُجَابُ بِهِ، وَهِي حَدِيدةٌ يُجَابُ بهَا أَي يُقْطَعُ، وجَابَ المَفَازَةَ والظُّلْمَةَ جَوْباً واجْتَابَهَا: قَطَعَهَا، وجَابَ البِلاَدَ {يَجُوبُهَا جَوْباً: قَطَعهَا سَيْراً،} وجُبْتُ البِلاَدَ {واجْتَبْتُهَا: قَطَعْتُهَا، وجُبْتُ البِلاَدَ} أَجُوبُهَا {وَأَجِيبُهَا وَفِي حَدِيث خَيْفَانَ (وأَما هَذَا الحَي مِن أَنْمَارٍ فَجَوْبُ أَبٍ وَأَوْلاَدُ عَلَّةٍ) أَي أَنَّهُم من أَبٍ واحدٍ وقِطِعُوا مِنْهُ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : الجَوْبُ: قَطْعُكَ الشيءَ كَمَا يُجَابُ} الجَيْبُ، يُقَال: {جَيْبٌ} مَجُوبٌ {ومُجَوَّبٌ، وكُلُّ مُجوَّف وَسَطُه فَهُو مُجوَّبٌ، وَفِي حَدِيث أَبِي بكَرِ رَضِيَ اللَّه عنهُ (قَالَ لِلأَنْصارِ يوْم السَّقِيفَةِ: وإِنَّما} جِيبَتِ العربُ عنَّا كَمَا جِيبَتِ الرَّحا عنْ قُطْبِها) أَي خُرِقَتِ العربُ عنَّا فكُنَّا وَسَطاً وكانتِ العربُ حَوَالَيْنَا كالرَّحا وقُطْبِهَا الَّذِي تَدُورُ عَلَيْهِ.
(و) الجَوْبُ (: الدَّلْوُ العظِيمةُ) وَفِي بعض النسخِ: الضَّخْمةُ، حُكِي ذَلِك عَن كُراع.
والجَوْبُ كالبَقِيرةِ (و) قيل: هُوَ (دِرْعٌ لِلْمرْأَةِ) تَلْبَسُهَا.
(و) الجَوْبُ {والجَوْبةُ: (التُّرْسُ) وجمْعُه} أَجْوَابٌ. ( {كالمِجْوَبِ كمِنْبَرٍ) قَالَ لَبيد:
فَأَجَازَنِي مِنْهُ بِطِرْسٍ نَاطِقٍ
وبِكُلِّ أَطْلَسَ} جَوْبُهُ فِي المَنْكِبِ يَعِنِي بِكُلِّ حَبَشِيَ جَوْبُهُ فِي مَنْكِبَيْهِ، وَفِي حَدِيث غَزْوةِ أُحُدٍ (وأَبُو طَلْحةَ مُجَوِّبٌ على النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمبِحَجَفَةِ) أَيْ مُتَرِّس علَيْهِ يقِيهِ بِهَا.
(و) الجَوْبُ (: الكَانُونُ) قَالَ أَبُو نَخْلَةَ:
{كالجَوْبِ أَذْكَى جَمْرَهُ الصَّنَوْبَرُ
وَيُقَال: فُلاَنٌ فِيهِ} جَوْبانِ مِنْ خُلُقٍ أَي ضَرْبانِ، لَا يَثْبُتُ على خُلُقٍ واحدٍ، قَالَ ذُو الرمة:
{جَوْبَيْنِ مِنْ هَمَاهِمِ الأَغْوَالِ
أَي تَسْمُعُ ضَرْبَيْنِ من أَصْواتِ الغِلاَنِ،} والجُوَبُ: الفُرُوجُ، لاِءَنَّهَا تُقْطَعُ مُتَّصِلاً. والجَوْبُ: فَجْوَةُ مَا بيْنَ البُيُوتِ.
(و) الجَوْبُ اسْمُ (رجُلٍ) وَهُوَ جَوْبُ بنُ شِهابِ بنِ مالكِ بنِ مُعاوِيَةَ بنِ صَعْبِ بنِ دَوْمان بْنِ بَكِيل.
(و) الجَوْبُ (: ع) ، وقَبِيلَةٌ من الأَكْرادِ، وَيُقَال لَهُم: الَّتوْبيّة أَيضا، مِنْهَا: أَبُو عِمْرانَ مُوسى بنُ مُحمَّدِ بنِ سعِيدٍ {- الجَوْبِيُّ، كَتَب عَنهُ السِّلَفِيّ فِي (مُعْجم السَّفر) بدِمشْقَ، قَالَ أَبُو حامِدٍ، وَله اسْمانِ وكُنْيتانِ: أَبُو عِمْرانَ مُوسى، وأَبُو مُحمَّدٍ عبْدُ الرَّحْمنِ.
وشِهابُ الدِّينِ مُحمَّدُ بنُ أَحمد بنِ خَليلٍ الجَوْبِيُّ، وُلِد فِي رَجَب سنة 636 ورحلَ إِلى بغدادَ وخُراسانَ، وأَخَذ عَن القُطْبِ الرَّازِيِّ وغيرِه، وروَى عَن ابْن الحاجِبِ وابنِ الصَّابُونِيِّ، وتَولَّى القَضَاءَ بالقاهرةِ ثمَّ القُدْسِ ثمَّ دِمشقَ وتُوُفِّي سنة 693 كَذَا قَالَه عليُّ بنُ عبد الْقَادِر الطُّوخِيُّ فِي تَارِيخ قُضَاةِ مِصْرَ.
وَفِي أَسماء الله تَعَالَى} المُجِيبُ، وَهُوَ الَّذِي يُقَابِلُ الدعاءَ والسُّؤَالَ بالعطَاءِ والقَبُولِ، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَهُوَ اسمُ فاعلٍ من {أَجاب} يُجِيب، قَالَ الله تَعَالَى {2. 015 {أُجِيبُ دَعْوَة. .} فَلْيَسْتَجِيُبوا لي} (الْبَقَرَة: 186) أَي! فَلْيُجِيبُونِي، وَقَالَ الفراءُ يُقَال: إِنَّها التَّلْبِيَةُ، والمصْدرُ: {الإِجابةُ، والاسْمُ} الجَابَةُ بمَنْزِلَةِ الطَّاعةِ والطَّاقَةِ.
( {والإِجابُ} والإِجابَةُ) مصْدرانِ (و) الاسمُ من ذَلِك (الجَابَةُ) كالطَّاعةِ والطَّاقَةِ (والمَجُوبةُ) بِضَم الْجِيم، وَهَذِه عَن ابْن جِنّي (و) يقالُ: إِنَّهُ لَحَسَنُ ( {الجِيبَةِ، بالكَسْرِ) كلُّ ذلكَ بِمَعْنى (} الجَوَاب) .
{والإِجَابَةُ: رَجْعُ الكَلاَمِ. تقولُ: أَجَابَ عَن سُؤَالِهِ. (و) فِي أَمْثَالِ العَرَبِ (أَساءَ سَمْعاً فَأَساءَ إِجَابةً) هَكَذَا فِي النسخِ الَّتِي بأَيدِينا (لَا) يُقَالُ فِيهِ (غَيْرُ) ذلكَ وَفِي نُسْخَة الصِّحَاح جَابَة بِغَيْر همْزٍ، ثمَّ قَالَ: وَهَكَذَا يُتَكَلَّم بن، لأَنَّ الأَمْثَالَ تُحْكَى علَى مَوْضُوعَاتِهَا، وَفِي الأَمثال للميدانيُّ روايةٌ أُخْرَى وَهِي (ساءَ سَمْعاً فأَساءَ أَجَابةً) ، وأَصل هَذَا المثَلِ علَى مَا ذَكَر الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ أَنَّه كَانَ لسِهْلِ بنِ عمْرٍ وابنٌ مَضْفوفٌ فقالَ لَهُ أَنْسَانٌ: أَيْنَ أَمُّكَ؟ أَي أَيْنَ قَصْدُكَ، فظَنَّ أَنَّه يقولُ لَهُ أَيْنَ أُمُّكَ، فَقَالَ: ذَهَبَتْ تَشْتَرِي دَقِيقاً، فقالَ أَبُوه: (أَسَاءَ سَمْعاً فَأَسَاءَ جَابةً) وَقَالَ كُراع:} الجَابةُ: مصْدرٌ كالإِجابةِ، قَالَ أَبو الهَيْثَم: جابةٌ اسْمٌ يقُومُ مَقَام المصْدرِ، وَقد تَقَدَّم بيَانُ ذَلِك فِي سَاءَ فَرَاجعْ.
( {والجَوْبَةُ:) شِبْهُ رَهْوَةٍ تكونُ بينَ ظَهْرَانَيْ دُورِ القَوْم يسِيلُ فِيهَا ماءُ المَطَرِ، وكُلُّ مُنْفَتِقٍ مُتَّسعٍ فَهِيَ جَوْبةٌ، وَفِي حَدِيث الاسْتِسْقَاءِ (حتَّى صارتِ المدِينَةُ مِثْلَ الجَوْبةِ) قَالَ فِي (التَّهْذِيب) : هِيَ (الحُفْرَةُ) المُسْتَدِيرةُ الواسِعةُ، وكلُّ مُنْفَتِقٍ بِلَا بِنَاءٍ جَوْبَةٌ، أَي حَتَّى صَار الغَيْمُ والسَّحَابُ مُحِيطاً بآفاقِ الْمَدِينَة، والجَوْبةُ: الفُرْجَةُ فِي السَّحَابِ وَفِي الجِبالِ، وانْجَابَتِ السَّحَابَةُ: انْكَشَفَتْ، وَقَالَ العجاج:
حتَّى إِذا ضَوْءُ القُمَيْرِ} جَوَّبَا
لَيْلاً كأَثْنَاءِ السُّدُوسِ غَيْهَبَا أَي نَوَّر وكَشَفَ وجَلَّى، وَفِي الحَدِيث ( {وانْجابَ السَّحَابُ عَن المَدِينَةِ حَتَّى صَار كالإِكْلِيلِ) أَيِ انْجَمَعَ وتَقَبَّضَ بعضُه إِلى بعْضٍ وانْكَشَفَ عَنْهَا. (و) قَالَ أَبُو حنِيفَةَ: الجَوْبةُ مِنَ الأَرْضِ: الدَّارَةُ وَهِي (المكَانُ) } المُنْجابُ (الوطِىءُ) منَ الأَرْضِ القَلِيلُ الشَّجرِ، مِثْلُ الغَائِطِ المُسْتَدِيرِ، لَا يكونُ فِي رَمْلٍ وَلَا حَبْلٍ إِنما يكونُ (فِي جَلَدٍ) مِنَ الأَرْضِ ورَحْبِهَا، سُمِّي جَوْبةً {لانْجِيَابِ الشَّجرِ عَنْهَا (و) الجَوْبَةُ} كالجَوْبِ (: فَجْوَةُ مَا بيْنَ البُيُوتِ) وموْضِعٌ {يَنْجابُ فِي الحَرَّةِ (و) الجَوْبَةُ (: فَضَاءٌ أَمْلَسُ) سَهْلٌ (بيْنَ أَرْضَيْنِ، ج) } جَوْبَاتٌ، و ( {جُوَبٌ كَصُرَدٍ) ، وهذَا الأَخِيرُ (نَادِرٌ) .
قَالَ سيبويهِ: أَجَابَ من الأَفْعَالِ الَّتِي اسْتُغْنِيَ فِيهَا بِمَا أَفْعَلَ فِعْلَه، وهُوَ أَفْعَلُ فِعْلاً عمَّا أَفْعَلَهُ، وعنْ: هُو أَفْعَلُ مِنْكَ، فَيقُولُونَ: مَا أَجْوَدَ} جوابَهُ، وهُو أَجْوَدُ {جَواباً، ولاَ يُقَالُ: مَا أَجْوَبَه، وَلَا هُو أَجْوَبُ مِنْكَ، وكذلكَ يقْولُونَ: أَجْوِدْ} بِجوابِهِ، ولاَ يُقَالُ: أَجْوِبْ (بِهِ) (و) أَمَّا مَا جَاءَ فِي حَدِيث ابْنِ عُمر (أَنَّ رجُلاً قَالَ يَا رسُولَ اللَّهِ (أَيُّ الَّليْلِ! أَجْوَبُ دَعْوةً) فَقَال جَوْفُ اللَّيْلِ الغَابِرِ) فإِنَّه (إِمَّا مِن جُبْتُ الأَرْضَ) إِذا قَطَعْتَهَا بالسَّيْرِ (علَى معْنَى: أَمْضَى دَعْوَةً وأَنْفَذَ إِلى مظَانِّ الإِجابةِ) أَو من جابَتِ الدَّعْوَةُ بِوَزْن فَعُلَتْ بالضَّمِّ كطَالَتْ، أَي صَارَت مُسْتَجَابةً، كَقَوْلِهِم فيي فَقِيرٍ وشَدِيد كأَنهما من فَقُر وشَدُد، حُكِي ذَلِك عَن الزمخشريِّ، وَلَيْسَ ذَلِك بمُسْتَعْمَلٍ (أَوْ) أَنَّ أَجْوَب بِمَعْنى أَسْرَع إِجابةً كَمَا يُقَال: أَطْوَعُ من الطَّاعةِ، عزَاهُ فِي الْمُحكم إِلى شَمِرٍ، قَالَ: وهُو عِنْدِي مِنْ بابِ أَعْطَى لِفَارِهةٍ {2. 015 واءَرسلنا الرِّيَاح لَوَاقِح} (الْحجر: 22) وَمَا جاءَ مثلُه، وَهَذَا على المجازِ، لأَن الإِجابةَ لَيست لِلَّيْلِ، إِنَّمَا هِيَ لِلَّهِ تَعَالَى فيهِ، فمعْنَاهُ: أَيُّ الَّليْلِ اللَّهُ أَسْرَعُ إِجابةً فيهِ مِنْهُ فِي غَيْرِه، وَمَا زَاد على الفِعْلِ الثُّلاَثِيِّ لاَ يُبْنَى مِنْهُ أَفْعَلُ مِنْ كَذَا إِلاَّ فِي أَحْرُفٍ جاءَتْ شَاذَّةً، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) ، ونُقِلَ عَن الفراءِ: قِيلَ لاِءَعْرابيَ: يَا مُصابُ، فَقَالَ: أَنْتَ أَصْوَبُ مِنِّي، والأَصْلُ: الإِصابةُ مِنْ صَاب يَصُوبُ إِذا قَصَد.
( {والجوائِبُ: الأَخْبارُ الطَّارِئَةُ) لاِءَنَّهَا تَجُوبُ البِلاَد (و: قَوْلُهُمْ: هلْ مِنْ مُغَرِّبَةِ خَبرٍ و (هلْ مِنْ} جائِبةِ خبرٍ أَي طَرِيفَةٍ خَارِقَةٍ) أَو خَبرٍ يجُوبُ الاإِرْضَ من بلَدٍ إِلى بلَدٍ، حَكَاهُ ثعلبٌ بالإِضافة قَالَ الشَّاعِر:
يَتَنَازَعُونَ {جوائِب الأَمْثالِ
يعْني سوائِرَ تَجُوبُ البِلاَدَ.
(} وجَابَةُ المِدْرَى) من الظِّباءِ بِلَا همْزٍ، وَفِي بعض النّسخ الجَابةُ المِدْرَى (لُغَةٌ فِي جَأْبتِه) أَي المِدْرَى (بالهمْزِ) أَي حِينَ جابَ قَرْنُهَا أَي قَطَع اللَّحْمَ وطَلَع، وقِيلَ: هِيَ الملْساءُ الَّليِّنَةُ القُرُونِ، فإِن كَانَ كَذَلِك لَيْسَ لَهَا اشتقاقٌ، وَفِي (التَّهْذِيب) عَن أَبي عبيدَة: جَابةُ المِدْرَى مِن الظِّباء، غيرُ مهموزٍ: حِين طَلَعَ قَرْنُه، وَعَن شَمِرٍ: جَابةُ المِدْرَى حينَ جابَ قَرْنُهَا الجِلْدَ وطَلَعَ، وَهُوَ غَيْرُ مَهْمُوز، وَقد تَقَدَّم طَرَفٌ من ذَلِك فِي درأَ فراجعْ.
( {وانْجابَتِ النَّاقَةُ: مَدَّتْ عُنُقَهَا لِلْحَلْبِ) كأَنها أَجابتْ حالِبَها على إِناء، قَالَ الفراءُ: لمْ نَجِدِ انْفَعَل مِنْ أَجاب، قَالَ أَبو سعيدٍ: قَالَ أَبو عمرِو بنُ العلاءِ: اكْتُبْ لِي الهَمْزَ، فكَتَبْتُهُ لَهُ، فقالَ لِي: سَلْ عنِ انْجابتِ النَّاقَةُ، أَمهْمُوزٌ أَمْ لَا؟ فَسأَلْتُ فلَمُ أَجِدْهُ مهْمُوزاً.
(و) قَدْ} أَجَابَ عَن سُؤَالِهِ {وأَجَابَه و (} اسْتَجْوَبَه {واسْتَجَابَه} واسْتَجَابَ لَهُ) قَالَ كَعْبُ بنُ سَعْدٍ الغَنَوِيُّ يَرْثِي أَخَاهُ أَبَا المِغْوَارِ: وَدَاعٍ دَعَا يَا مَنْ {يُجِيبُ إِلَى النَّدَا
فَلَمْ} يَسْتَجِبْهُ عِنْدَ ذَاكَ {مُجِيبُ
فَقُلْتُ ادْعُ أُخْرَى وارْفَع الصَّوْتَ رَفْعَةً
لعَلَّ أَبَا المَغْوَارِ مِنْكَ قَرِيبُ
} والإِجَابَةُ {والاسْتِجَابَةُ بِمَعْنًى، يقالُ:} اسْتَجَابَ اللَّهُ دُعَاءَه، والاسْمُ: {الجَوَابُ، وَقد تقدَّم بقيّةُ الكلامِ آنِفاً.
(و) } المُجَاوَبةُ {والتَّجَاوُبُ: التَّجَاوُزُ: و (} تَجَاوَبُوا: {جَاوَبَ بعضُهُمْ بَعْضاً) واستعملَه بعضُ الشَّعَرَاءِ فِي الطَّيْرِ فقالَ جَحْدَرٌ:
وَمِمَّا زَادَنِي فَاهْتَجْتُ شَوْقاً
غِنَاءُ حَمَامَتَيْنِ} تَجَاوَبَانِ
{تَجَاوَبَتَا بِلَحْنٍ أَعْجَمِيَ
عَلَى غُصْنَيْنِ مِنْ غَرَبٍ وبَانِ
وَاسْتَعْملهُ بعضُهم فِي الإِبِلَ والخَيْلِ فقالَ:
تَنَادَوْا بِأَعْلَى سُحُرَةٍ} وتَجَاوَبَتْ
هَوَادِرُ فِي حَافَاتِهِمْ وصَهِيلُ
وَفِي حَدِيث بِنَاءِ الكَعْبَةِ (فَسَمِعْنَا {جوَاباً مِنَ السَّمَاءِ فإِذَا بِطَائِرٍ أَعْظَمَ مِنَ النَّسْرِ) الجَوَابُ: صَوْتُ الجَوْبِ وَهُوَ انْقِضَاضُ الطَّيْرِ، وقولُ ذِي الرُّمَّةِ:
كَأَنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلاَ مُقْطِفٍ عَجِلٍ
إِذَا} تَجَاوَبَ مِنْ بُرْدَيْهِ تَرْنِيمُ
أَرَادَ (تَرْنِيمَانِ) تَرْنِيمٌ مِن هذَا الجَنَاح وترنيم من هَذَا الآخَرِ، وَفِي الأَساس: ومِنَ المَجَازِ: وكَلاَمُ فلانٍ مُتَنَاسِبٌ {مُتَجاوِبٌ،} ويَتَجَاوَبُ أَوَّلُ كَلاَمِهِ وآخِرُهُ.
( {والجَابَتَانِ: مَوْضِعَانِ) قَالَ أَبو صَخر الهذليّ:
لِمَنِ الدِّيَارُ تَلُوحُ كالوَشْمِ
} بِالجَابَتَيْنِ فَرَوْضَةِ الحَزْمِ
(! وجَابَانُ) اسمُ (رَجُل) كُنْيَتُهُ: أَبُو مَيْمُونٍ، تَابِعِيٌّ يَرْوِي عَن عبدِ اللَّهِ ابنِ عُمرَ، أَلِفُه مُنْقَلِبَةٌ عَن واوٍ، كَأَنَّهُ جَوَبَانُ فقُلبَت الوَاوُ قَلْباً لِغَيْرِ عِلَّة وإِنّمَا قِيلَ إِنَّهُ فَعَلاَنُ وَلم يُقْلَ فِيهِ إِنَّه فَاعَالٌ من جبن لقَوْل الشَّاعِر:
عَشَّيْتُ {جابَانَ حتّى اشْتَدَّ مَغْرِضُهُ
وكَادَ يَهْلِكُ لَوْلاَ أَنَّهُ اطَّافَا
قُولاَ} لِجَابَانَ فَلْيَلْحَق بِطِيَّتِهِ
نَوْمُ الضُّحَى بَعْدَ نَوْمِ اللَّيْلِ إِسْرَافُ
فَتَرَكَ صَرْفَ جَابَانَ، فَدَلَّ ذلكَ على أَنَّه فَعَلاَنُ.
(و) جَابَانُ (: ة بوَاسِطِ) العِرَاق مِنْهَا ابنُ المُعَلِّم الشَّاعِرُ.
(و) جَابانُ (: مِخْلاَفٌ باليَمَنِ) .
( {وتَجُوبُ: قَبِيلَةٌ مِن) قَبَائِلِ (حِمْيَرَ) حُلَفَاء لمُرَادٍ، مِنْهُم ابنُ مُلْجَمٍ لَعَنَهُ اللَّهُ تعالَى، قَالَ الكُمَيْت:
أَلاَ إِنَّ خَيْرَ النَّاس بَعْدَ ثَلاَثَةٍ
قَتيلُ} - التَّجُوبِيِّ الَّذُي جَاءَ مِنْ مِصْرِ
هَذَا قولُ الجوهريّ، قَالَ ابْن بَرِّيّ: البيتُ للوَلِيدِ بنِ عُقْبَةَ، وَلَيْسَ للكميت كَمَا ذَكَر، وصوابُ إِنْشَادِه:
قَتِيلُ! التُّجِيبيِّ الَّذِي جَاءَ مِنْ مِصْرِ
وإِنَّمَا غَلَّطَهُ فِي ذَلِك أَنَّهُ ظَنَّ أَنَّ الثلاثَةَ أَبُو بَكُرٍ، وعُمَرُ وعُثْمَانُ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُم، فَظن أَنه عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنهُ، فَقَالَ التَّجُوِبى بِالْوَاو، وإِنما الثلاثةُ سيدُنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأَبو بكرٍ، وعمرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، لأَنَّ الولِيدَ رَثَى بهذَا الشِّعْرِ عُثْمَانَ بنَ عَفَّان رَضِيَ الله عَنهُ، وقَاتِلُه كِنَانَةُ بنُ بِشْرٍ التُّجِيبِيُّ، وأَمَّا قَاتِلُ عَلِيَ رَضِيَ الله عنهُ فَهُوَ التَّجُوبِيُّ، ورأَيْتُ فِي حاشِيةٍ مَا مِثَالُه، أَنشد أَبُو عُبَيْدٍ البَكْرِيُّ رَحمَه الله تَعَالَى فِي كِتَابه (فَصْل المَقَالِ فِي كتاب الأَمثال) هَذَا الْبَيْت الَّذِي هُوَ:
أَلا إِنَّ خَيْرَ النَّاسِ بَعِدَ ثَلاَثَةٍ
لِنَائِلَةَ بنتِ الفَرَافِصَةِ بنِ الأَحْوَصِ الكَلْبِيَةِ زَوْجِ عثمَانَ رَضِي الله عَنهُ تَرْثِيهِ، وبَعْدَه: ومَالِيَ لَا أَبْكِي وتَبْكِي قَرابَتِي
وقَدْ حُجِبَتْ عَنَّا فُضُولُ أَبِي عَمْرِو
كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
( {وتُجِيبُ) بالضَّم (ابنُ كِنْدَةَ) بن ثَوْرٍ (بَطْنٌ) مَعْرُوف، وَكَانَ يَنْبَغِي تأْخِيرُ ذِكْرهه إِلى جيب كَمَا صَنَعَه ابنُ منظورٍ الإِفريقِيُّ وغيرُه. (و) تُجِيبُ بِنْتُ ثَوْبَانَ بِنِ سُلَيْم) بنِ رَهَاءِ بنِ مُنَبِّهِ بنِ حَرْبِ بنِ عِلَّةَ بنِ جَلْدِ بنِ مَذْحُجٍ، وَهِي أُمُّ عَدِيَ وسَعْدٍ ابْنَىْ أَشْرَسَ، وَقد سبق فِي ت ج ب.
(} واجْتَابَ القَمِيصَ: لَبِسَهُ) قَالَ لَبيد:
فَبِتِلْكَ إِذْ رَقَصَ اللَّوَامِعْ بالضُّحَى
واجْتَابَ أَرْدِيَةَ السَّرَابِ إِكَامُهَا
قَوْله: فَبِتِلْكَ، يَعْنِي بِنَاقَتِهِ الَّتِي وصَفَ سَيْرهَا، والبَاءُ فِي بِتاك متعلِّقةٌ بقوله أَقْضِي، فِي الْبَيْت الَّذِي بعدَه وَهُوَ:
أَقْضِي اللُّبَانَةَ لاَ أُفَرِّطُ رِيبَةً
أَوّ أَنْ تَلُومَ بِحَاجَةٍ لُوَّامُهَا
وَفِي (التَّهْذِيب) : واجْتَابَ فلانٌ ثَوْباً، إِذَا لَبِسَه، وأَنشد:
تَحَسَّرَتْ عِقَّةٌ عَنْهُ فَأَنْسَلَهَا
واجْتَابَ أُخْرَى جَدِيداً بَعْدَمَا ابْتَقَةَ
وَفِي الحَدِيث: (أَتَاهُ قَوْمٌ {- مُجْتَابِي النِّمَارِ) أَي لاَبِسيهَا، يقالُ:} اجْتَبْت القَمِيصَ والظَّلاَمَ أَي دَخَلْتُ فيهمَا، وَفِي الأَساس: وَمن الْمجَاز: جَابَ الفَلاَةَ {واجْتَابَهَا، وجَابَ الظَّلاَمَ، انْتهى.
واجْتَابَ: احْتَفَرَ، كاجْتَافَ بالفَاءِ قَالَ لبيد:
} تَجْتَابُ أَصْلاً قَالِصاً مُتَنَبِّذاً
بِعُجُوبِ أَنْقَاءٍ يَمِيلُ هَيَامُهَا
يَصِفُ بَقَرَةً احْتَفَرَتْ كِنَاساً تَكْتَنّ فِيهِ من المَطَرِ فِي أَصْلِ أَرْطَاةِ (و) مِنْهُ اجْتَابَ (البِئرَ: احْتَفَرَهَا) وسيأْتي فِي جَوَّاب.
( {وجُبْتُ القَمِيصَ) بالضَّم: قَوَّرْتُ جَيْبَه (} أَجُوبُه وأَجِيبُه) قَالَ شَمهرٌ:! جُبْتُهُ وجِبْتُهُ، قَالَ الراجز: بَاتَتْ تَجِيبُ أَدْعَجَ الظَّلامِ
جَيْبَ البِيَطْرِ مِدْرَعَ الهُمَامِ
قَالَ: وَلَيْسَ من لفظ الجَيْبِ، لأَنه من الْوَاو، والجَيْب من اليَاءِ. وَفِي بعض النّسخ من الصِّحَاح: جِبْتُ القَمِيصَ، بِالْكَسْرِ، أَي قَوَّرْتُ جَيْبَهُ، وجَيَّبْتُهُ (وجَوَّبْتُه: عَمِلْتُ لَهُ جَيْباً) وَفِي (التَّهْذِيب) كُل شيءٍ قُطِعَ وَسَطَه فَهُوَ {مَجُوبٌ} ومُجَوَّبٌ، وَمِنْه سَمِّي جَيْبُ القَمِيصِ، وَفِي حديثِ عليّ رَضِي الله عَنهُ (أَخَذْتُ إِهاباً مَعْطُوناً {فَجَوَّبْتُ وَسَطَهُ وأَدْخَلْتُه فِي عُنُقي) وَعَن ابنِ بُزُرْجَ: جَيَّبْتُ القَمِيصَ وجَوَّبْتُه.
(وأَرْضٌ} مُجَوَّبَةٌ، كمُعَظَّمَةٍ) أَي (أَصَابَ المَطَرُ بَعْضَهَا) وَلم يُصِبْ بَعْضاً.
( {والجَائِبُ العَيْنِ:) مِنْ أَسْمَاءِ (الأَسَد) .
(} وجَوَّابٌ، كَكَتَّانٍ: لَقَبُ مَالِكِ بنِ كَعْبٍ) الكِلاَبِيِّ، قَالَ ابْن السكّيت: سُمِّيَ {جَوَّاباً، لأَنَّه كَانَ لَا يَحْفِرُ بِئراً وَلاَ صَخْرَةً إِلاَّ أَمَاهَهَا.
ورَجُلٌ} جَوَّابٌ إِذا كَانَ قَطَّاعاً للبِلاد سَيّاراً، وَمِنْه قولُ لُقْمَانَ بنِ عادٍ:
جَوَّابُ لَيْلٍ سَرْمَدْ
أَرَادَ أَنَّهُ يَسْرِي لَيْلَهُ كُلَّهُ لاَ يَنَامِ، يَصِفُه بالشَّجَاعَةِ، وفلانٌ جَوَّابٌ جآبٌ أَيْ يَجُوبُ البِلاَدَ وَيَكْسِبُ المَالَ، وجَوَّابُ الفَلاَةِ: دَلِيلُهَا، لِقَطْعِهِ إِيَّاهِا.
( {وجُوَبانُ: بالضَّمِّ: ة بِمَرْوِ) الشَّاهِجَانِ (مُعَرَّبُ كُوبَان) مَعْنَاهُ حَافِظُ الصَّوْلَجَانِ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
} جُوبَانُ بِالضَّمِّ: جَدُّ الشيخِ حسن بنِ تمرتَاشَ صَاحِب المَدْرَسَةِ بِتِبْرِيزَ.
{ومُجْتَابُ الظَّلاَمِ: الأَسَدُ.
} وجُوبة صَيْبَا بِالضَّمِّ من قُرَى عَثَّرَ.
وأَبُو الجَوَابِ الضَّبِّيُّ اسْمهُ الأَخْوَصُ بن! جَوابٍ رَوَى عَن عَمَّارِ بنِ زُرَيْق وَعنهُ الحَجَّاجُ بنُ الشَّاِر.
ج و ب : جَوَابُ الْكِتَابِ مَعْرُوفٌ وَجَوَابُ الْقَوْلِ قَدْ يَتَضَمَّنُ تَقْرِيرَهُ نَحْوُ نَعَمْ إذَا كَانَ جَوَابًا لِقَوْلِهِ هَلْ كَانَ كَذَا وَنَحْوُهُ وَقَدْ يَتَضَمَّنُ إبْطَالَهُ وَالْجَمْعُ أَجْوِبَةٌ وَجَوَابَاتٌ وَلَا يُسَمَّى جَوَابًا إلَّا بَعْدَ طَلَبٍ وَأَجَابَهُ إجَابَةً وَأَجَابَ قَوْلَهُ وَاسْتَجَابَ لَهُ إذَا دَعَاهُ إلَى شَيْءٍ فَأَطَاعَ وَأَجَابَ اللَّهُ دُعَاءَهُ قَبِلَهُ وَاسْتَجَابَ لَهُ كَذَلِكَ وَبِمُضَارِعِ الرُّبَاعِيِّ مَعَ تَاءٍ الْخِطَابِ سُمِّيَتْ قَبِيلَةٌ مِنْ الْعَرَبِ تُجِيبَ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهِ عَلَى لَفْظِهِ وَجَابَ الْأَرْضَ يَجُوبُهَا جَوْبًا قَطَعَهَا وَانْجَابَ السَّحَابُ انْكَشَفَ. 
جوب
جابَ/ جابَ في يَجوب، جُبْ، جَوْبًا، فهو جائب، والمفعول مَجُوب (للمتعدِّي)
• جابَ الصَّخرةَ: نقَبها، خرقها " {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} ".
• جابَ البلادَ ونحوَها/ جابَ في البلادِ: قطعها سيرًا أو تجوَّل فيها "جاب الأرضَ بحثًا عن عمل" ° ذاهبًا وجائبًا: باستمرار.
• جابَ الخبرُ البلادَ: عمَّها، انتشر فيها "جاب خبرُ نجاحه القريةَ كُلَّها". 

أجابَ/ أجابَ على/ أجابَ عن يُجيب، أجِبْ، إجابةً، فهو مُجيب، والمفعول مُجاب
• أجابه/ أجاب سؤالَه/ أجاب على سؤاله/ أجاب عن سؤاله: ردّ عليه وأفاده عمّا سأل "أجاب بالإيجاب- {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ} ".
• أجاب طَلَبَه/ أجابه إلى حاجته: قَبله وقضى حَاجته، استجاب له، لبّاه " {أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} ". 

اجتابَ يجتاب، اجْتَبْ، اجتيابًا، فهو مُجتاب، والمفعول مُجتاب
• اجتاب البلادَ: طاف فيها وجال "اجتابتِ البلادَ موجةٌ حارّةٌ". 

استجابَ لـ يستجيب، اسْتَجِبْ، استجابةً، فهو مُستجيب، والمفعول مُستجابٌ له
• استجابتِ الحكومةُ لمطالب الجماهير: قضت حاجتهم "استجاب اللهُ له- {فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ} " ° استجاب التماسًا: لبَّاه وأجاب إليه بالقبول.
• استجابَ لأوامر المدير: أطاعه فيما دعاه إليه، نفّذ أوامرَه "استجاب الوزراء لمطالب رئيس الجمهوريّة- {فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي} ". 

استجوبَ يستجوب، استجوابًا، فهو مُستجوِب، والمفعول مُستجوَب
• استجوب الشَّخصَ: طلَب منه الجوابَ "استجوب القاضي الشاهدَ".
 • استجوبتِ النِّيابةُ المتَّهمين: استنطقتهم، حقّقت معهم بالمساءلة "استجوب القاضي المتّهمَ". 

انجابَ ينجاب، انْجَبْ، انجيابًا، فهو مُنْجاب
• انجاب الظَّلامُ: مُطاوع جابَ/ جابَ في: انقشع وزال "انجابت الهمومُ عنه- انجاب الثَّلْجُ: ذاب".
• انجاب الأمرُ وغيرُه: انكشف "حقيقةٌ مُنْجابة- فَانْجَابَ السَّحَابُ عَنِ المَدِينَةِ حَتَّى صَارَ كَالِإْكِليلِ [حديث] ". 

تجاوبَ يتجاوب، تجاوبًا، فهو مُتجاوِب
• تجاوب القومُ: مُطاوع جاوبَ: تحاوروا وجاوب بعضهم بعضًا، ردّ كلّ منهم على الآخر "عبثًا نُكاتبه فلا يتجاوب".
• تجاوب مع رفيقه: استجاب له وواكبه وجاراه "تجاوبُ الشَّعبُ المصريّ مع حركات التَّنوير- تجاوب الطُّلابُ مع أستاذهم". 

جاوبَ يجاوب، مجاوبةً، فهو مُجاوِب، والمفعول مُجاوَب
• جاوب أستاذَه: ردّ عليه "جاوب العلماءُ السَّادَةَ الحضور- فَكَبَّرَ حَتَّى جَاوَبَتْهُ الْجِبَالُ [حديث] ". 

إجابة [مفرد]: ج إجابات (لغير المصدر) وأجوبة (لغير المصدر): مصدر أجابَ/ أجابَ على/ أجابَ عن ° إجابةً لطلبه: تلبيةً له. 

اجتياب [مفرد]: مصدر اجتابَ. 

استجابة [مفرد]: ج استجابات (لغير المصدر):
1 - مصدر استجابَ لـ ° سرعة الاستجابة- مرونة الاستجابة.
2 - (نف) ردُّ على منبّه أو دافع، وتكون على أنواع: لفظيّة وانفعاليّة وحركيّة ° المُثير والاستجابة: المُنبِّه وردُّ الفِعْل.
• زَمَن الاستجابة: الفاصل الزمنيّ بين حدوث المحفِّز والاستجابة له. 

استجواب [مفرد]: ج استجوابات (لغير المصدر):
1 - مصدر استجوبَ.
2 - (قن) استفسار يتقدّم به أحدُ النُّوّاب من شأنه فتح باب المناقشة "من حقِّ النُّوّاب استجواب الحكومة".
3 - (قن) استخلاص الحقيقة أو المعلومات بالمساءلة والتحقيق "أجرى رجال الشُّرطة استجوابًا للمتّهمين". 

انجياب [مفرد]: مصدر انجابَ. 

جائب [مفرد]: اسم فاعل من جابَ/ جابَ في. 

جواب [مفرد]: ج جوابات وأجوبة:
1 - ما يكون ردًّا على سؤال أو دعاء أو دَعْوَى، أو رسالة أو اعتراض ونحو ذلك "كان جواب الأستاذ كافيًا- تعجّله الجواب- {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إلاَّ أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ} " ° الجواب الشَّافي: القاطع الذي يُكْتَفى به عن المراجعة- حاضر الجواب: سريعُ الإتيان به، الذي يجيب فورًا إلى السؤال- عنده جوابٌ لكلّ سؤال: مُلِمٌّ بكلِّ شيء.
2 - (سق) نَغمة ثامنة في الدِّيوان الكامل من السُّلَّم الموسيقيّ.
• جواب الشَّرْط: (نح) الجزء الذي يتمّ به الكلام في الجملة الشَّرطيّة مثل: إنْ تذاكر تنجح. 

جَوْب [مفرد]: مصدر جابَ/ جابَ في. 

جَوّاب [مفرد]: صيغة مبالغة من جابَ/ جابَ في: مَنْ عادته جَوْب البلاد والتنقل من بلد إلى آخر "مؤرِّخ/ صحفيّ جوّاب" ° جوّاب آفاقٍ: كثير التنقُّل والتجوال- جوّاب تجاريّ: ممثل تجاريّ يتجوّل في البلدان لعقد اتِّفاقات خاصّة بمحلّ تجاريّ أو عدَّة محلاّت. 

مُجيب [مفرد]: اسم فاعل من أجابَ/ أجابَ على/ أجابَ عن.
• المُجيب: اسم من أسماء الله الحُسنى، ومعناه: الذي يستجيب لدعاء عبده، ويُنيل سائلَه ما يريد. 

مُستجيب [مفرد]: اسم فاعل من استجابَ لـ. 

جعب

[جعب]: فانتزع طلقاً من "جعبته" هي الكنانة التي تجعل فيها السهام. ط: و"جعابهم" بكسر جيم جمع جعبة بفتحها غلاف النشاب.
ج ع ب

نكبوا الجعاب، وسكبوا النشاب. ومعه جعبة فيها بنات الموت. وهو جعاب حسن الجعابة، وقد جعب لي فأحسن.
ج ع ب : الْجَعْبَةُ لِلنُّشَّابِ وَالْجَمْعُ جِعَابٌ مِثْلُ: كَلْبَةٍ وَكِلَابٍ وَجَعَبَاتٌ أَيْضًا مِثْلُ: سَجَدَاتٍ. 
(جعب)
الجعبة جعبا صنعها وَالشَّيْء جمعه وَقَلبه وَفُلَانًا صرعه

(جعب) الجعبة صنعها وَفُلَانًا صرعه
جعب: جَعْبَة: غمد، قراب (هلو، ابن بطوطة 4: 224). وصندوقة، علبة حُلي (ابن بطوطة 2: 436).
وأنبوبة، قسطل، قناة (بوشر بربرية، كرتاس 41) وما سورة بندقية (أنبوبها)، استون بندقية.
(شيرب، بوشر (بربرية)، هلو).

جعب


جَعَبَ(n. ac. جَعْب).
a. Prostrated, threw down.
b. Made quivers.

جَعَّبَa. see I
تَجَعَّبَإِنْجَعَبَa. Was thrown down.

جَعْبَة
(pl.
جِعَاْب)
a. Quiver.

جَعْجَعَة
a. Hopper (mill).
b. Noise, racket, din ( of camels ).

جَعْجَاع
a. Narrow space.
b. Battle-field.
c. Stallion.
[جعب] جَعَبْتُهُ، أي صَرَعْتُه مثل جَعَفْتُهُ. وربما قالوا جعْبَيْتُهُ جِعْباءً فتجعبى، يزيدون فيه الباء، كما قالوا سلقيته من سلقه. والجعبة: واحدة جعاب النشاب. والجعبوب: الرجل القصير الدميم .
جعب
جَعْبَة [مفرد]: ج جَعَبات وجَعْبات وجِعاب: وعاء السِّهام والنِّبال، وقد يجوز إطلاقها اليوم على ما يضع الجنديّ فيه الرصاص "قاتَل حتّى آخر سهمٍ في جَعبته" ° أفرغ ما في جَعْبَتِه: باح بمكنون صدره، باح بسرِّه- إنَّه جَعْبَة معلومات: يُطلق ذلك على شخص يعرف أشياء كثيرة أو يتذكّرها، ويكون دائم الاستعداد لإطلاع الآخرين عليها- ليس في جَعْبَته شيء: ليس عنده أخبار. 
جعب
الجَعبة: الكِنَانَة. والجِعابَةُ: صَنْعَةُ الجَعاب. وقد جَعبَ. والجَعْيِي: ضَرْبٌ من النمْل أحْمَر. ويُقال: نَمْلَةٌ جَعْبَاءُ: أي كبيرة، وكذلك الناقَةُ والشاة. ورجُلٌ أجْعَبُ: ضَخْمُ البَطنِ ضعيفُ العَمَل. والجُعْبُوْبُ: الدنيء من الرجال الضعيفُ. والقَصيرُ أيضاً.
والجُعْبُ: ما انْدَالَ من تحتِ السرةِ إلى القُحْقُح، وجَمْعُه جِعَبَة. والجِعِبا والجِعِباءُ: من أسماءِ الاسْتِ، وكذلك الجعْبَاءُ، قال:
كما جَادَ بالجَعْبَاءِ سَهْلُ بن سالِم
وجَعْبَيْتُه وجَعًبْتُه: صَرَعْتَه وأهْويتَه. وجَعَبْتُه جَعْباً: ضَرَبْتَه حتى سَقَط. وجَعَّبَ المَتَاعَ: رَمى بعضَه فوقَ بَعْضٍ.
(ج ع ب)

الجَعْبة: كنَانَة النُّشَّاب. وَالْجمع جِعابٌ. وجَعَّبَها: صنعها. والجَعَّابُ: صانع الجِعاب. والجِعابة: صناعته.

وجَعَبَه جَعْبا وجَعَّبَه، وجَعْباهُ، فَتَجَعَّبَ، وتَجَعْبَي، وانجَعَب. وجَعَب الشَّيْء جَعْبا: قلبه. وجَعَبَه جَعْبا: جمعه، وَأَكْثَره فِي الشَّيْء الْيَسِير.

والجَعْب: الكثيبة من البعر.

والجُعَبىَ: ضرب من النَّمْل. وَالْجمع جُعَبَيات.

والجِعِبَّى والجِعِبَّاء والجِعبَّاءة: الاست.

والجُعْبوب: النذل. وَقيل: هُوَ الضَّعِيف الَّذِي لَا خير فِيهِ، وَهُوَ الْقصير.
(ج ع ب) : (الْجِعَابُ) جَمْعُ جَعْبَةِ السِّهَامِ وَفِي شَرْحِ الْقُدُورِيِّ أَنَّ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ لِحَمَاسٍ مَا مَالُكَ فَقَالَ (الْجِعَابُ) وَالْأُدُمُ وَفِي نُسْخَةٍ أُخْرَى الْخِفَافُ جَمْعُ خُفٍّ وَالْأَوَّلُ هُوَ الصَّحِيحُ بِدَلِيلِ الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى وَهِيَ مَا قَرَأْتُ فِي الْفَائِقِ أَنَّهُ لَمَّا قَالَ لَهُ مَا مَالُكَ فَقَالَ أَقْرُنٌ وَآدِمَةٌ فِي الْمَنِيئَةِ وَهَكَذَا فِي الْغَرِيبَيْنِ وَهِيَ جَمْعُ قَرَنٍ وَهِيَ جَعْبَةٌ صَغِيرَةٌ تُضَمُّ إلَى الْجَعْبَةِ الْكَبِيرَةِ وَهُوَ نَظِيرُ أَجْبُلٍ وَأَزْمُنٍ فِي جَبَلٍ وَزَمَنٍ (وَالْآدِمَةُ) فِي جَمْعِ أَدِيمٍ نَظِيرُ أَكْثِبَةٍ وَأَطْرِقَةٍ فِي كَثِيبٍ وَطَرِيقٍ (وَالْمَنِيئَةُ) الدِّبَاغُ هَاهُنَا.

جعب: الجَعْبةُ: كِنانةُ النُّشَّابِ، والجمع جِعابٌ. وفي الحديث:

فانْتَزَعَ طَلَقاً من جَعْبَتِه. وهو متكرر في الحديث. وقال ابن شمَيل: الجَعْبَةُ: الـمُسْتَدِيرةُ الواسِعةُ التي على فمها طَبَقٌ من فَوْقِها.

قال: والوَفْضَةُ أَصغر منها، وأَعلاها وأَسْفَلُها مُسْتَوٍ، وأَما

الجَعْبةُ ففي أَعلاها اتِّساعٌ وفي أَسفلها تَبْنِيقٌ، ويُفَرَّجُ أَعْلاها

لئلا يَنْتَكِثَ رِيشُ السِّهام، لأَنها تُكَبُّ في الجَعْبةِ كَبّاً، فظُباتُها في أَسْفَلِها، ويُفَلْطَح أَعْلاها مِن قِبَل الريش، وكلاهما من شَقِيقَتَيْن من خَشَبٍ.

والجَعَّابُ: صانِعُ الجِعابِ، وجَعَّبَها: صَنَعَها، والجِعابةُ: صِناعَتُه.

والجَعابِيبُ: القِصارُ من الرجال.

والجُعْبُوب: القَصِيرُ الدمِيمُ، وقيل هو النَّذْلُ، وقيل هو الدَّنِيءُ من الرجال، وقيل هو الضَّعِيفُ الذي لا خَيْر فيه.

ويقال للرجل، إِذا كان قَصيراً دَمِيماً: جُعْبُوبٌ ودُعْبُوبٌ وجُعْسوسٌ.والجَعْبةُ: الكَثِيبةُ من البَعَر. والجُعَبَى: ضَرْبٌ من النمل(1)

(1 قوله «والجعبى ضرب إلخ» هذا ضبط المحكم.) . قال الليث: هو نمل أَحمر، والجمع جُعَبَياتٌ.

والجِعِبَّاءُ والجِعِبَّى والجِعْباءة والجَعْواءُ والناطِقةُ الخَرْساء: الدُّبر ونحو ذلك. وضربه فجَعَبَهُ جَعْباً وجَعَفَه إِذا ضَرَبَ به الأَرضَ، ويُثَقَّلُ فيقال: جَعَّبه تَجْعيباً وجَعْبأَه إِذا صَرَعَه.

وتَجَعَّبَ وتَجَعْبَى وانْجَعَب وجَعَبْتُه أَي صَرَعْتُه، مثل جَعَفْتُه. ورُبما قالوا: جَعْبَيْتُه جِعْباءً فتَجَعْبَى، يزيدون فيه الياء، كما قالوا سَلْقَيْتُه مِن سَلَقَه.

وجَعَبَ الشيءَ جَعْباً: قَلَبه. وجَعَبَه جَعْباً: جَمعه، وأَكثره في

الشيءِ اليسير.

والمِجْعَبُ: الصِّرِّيعُ من الرجال يَصْرَعُ ولا يُصْرَعُ.

وفي النوادر: جَيْشٌ يَتَجَعْبَى ويَتَجَرْبى ويَتَقَبْقَبُ ويَتَهَبْهَبُ ويَتَدرْبَى: يركب بعضُه بعضاً.

والـمُتَجَعِّبُ: الميِّتُ.

جعب

1 جَعَبَهُ (S, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. جَعْبٌ, (TA,) He prostrated him; he threw him down upon the ground; (S, K, TA;) like جَعَفَهُ; (S;) as also ↓ جعّبهُ, (K,) ing. n. تَعْجِيبٌ; (TA;) and ↓جَعْمَاهُ (S, K, [in the CK erroneously written جَعْبَأَه,]) like سَلْقَاهُ from سَلَقَهُ, (S,) inf. n. جِعْبَآءٌ. (S, TA [in the latter, in one place, probably by a mistake of a copyist, written جعباة].) b2: He in verted it, or him; he turned it, or him, upside down, or over, or inside out; syn. قَلَبَهُ. (K.) b3: He collected it; (K;) mostly used in relation to that which is small in quantity, paltry, or inconsiderable. (TA.) A2: جَعَبَ, (A, K,) and جَعَبَ جَعْبَةٌ, (A,) He made a quiver of the kind called جعبة. (A, K.) 2 جَعَّبَ see 1.5 تَجَعَّبَ see 7.7 انجعب and ↓ تجعّب (K) and ↓ تَجَعْبَى (S, K) He became prostrated, or thrown down upon the ground. (S, K.) Q. Q. 1 جَعْبَاهُ: see 1.

Q. Q. 2 تَجَعْبَى: see 7.

جَعْبَةٌ A كِنَانَة [or quiver] (A, K) for arrows (S, A, Mgh, Msb, K) of the kind called نُشَّاب (S, A, Msb, K) and for those that are called نَبْل also: (Ham p. 154:) but some make a distinction between جَعْبَةٌ and كِنَانَةٌ: the former, they say, is for نشّاب; and the latter, for نبل: (Mz, MF:) accord. to IDrd, the كنانة is only for نبل, and is of leather: that which is of wood is called جَفِير: and that which is of two pieces [of wood] joined together is called قرن [i. e. قَرَنٌ]: (Ham ubi suprà:) accord. to ISh, the جعبة is round and wide, with a cover on the top, over its mouth: the وَفْضَة is smaller, and its upper and lower parts are of equal size; whereas the جعبة is wide in its upper part, and contracted in its lower part; wide in its upper part that the feathers of the arrows [having ample room] may not become detached; for the arrows are put in the quiver with the points downwards: each of these two kinds is made of two corresponding pieces of wood: (TA:) the pl. is جِعَابٌ (S, A, Msb, K) and جَعَبَاتٌ. (Msb.) You say, نَكَبُوا الجِعَابَ وَسَكَبُوا النُّشَّابَ [They inverted, or inclined, the quivers, and poured forth the arrows]. (A, TA.) and مَعَهُ جَعْبَةٌ فِيهَا بَنَاتُ المَوْتِ [With him is a quiver in which are the daughters of death; i. e., deadly arrows]. (A, TA.) b2: Also The largest of drinking-vessels. (MF, TA.) جُعْبُوبٌ A man (S) short, and ugly, or contemptible; or ugly, and small in body: (S, K:) or weak, and destitute of good: or vile, or mean, and despicable: (K:) or a low, mean, or sordid, and weak man: pl. جَعَابِيبُ. (TA.) جِعَابَةٌ The art of making quivers of the kind called جِعَاب, pl. of جَعْبَةٌ. (A, K.) جِعَابِىٌّ: see what next follows.

جَعَّابٌ [and app. ↓ جِعَابِىٌّ also, as seems to be indicated in the K, where it is mentioned as a surname, but in the CK written جَعّابىّ,] A maker of quivers of the kind called جِعَاب. (A, K.) مِجْعَبٌ One who often prostrates, or throws down, others, (صِرِّيعٌ, [in some copies of the K, erroneously, صَرِيع,]) but is not himself prostrated, or thrown down. (K, TA.) مُنْجَعِبٌ or مُتَجَعِّبٌ (accord. to different copies of the K) Dead, or dying; syn. مَيِّتٌ. (K.)
جعب
: (الجَعْبَةُ: كِنَانَةُ النُّشَّابِ، ج جِعَابٌ) ، قَالَ شيخُنا: وَقد فَرَّقَ بعضُ اللغويينَ الفُقَهَاءٍ الِّلسَانِ فَقَالُوا: الجَعْبَةُ لِلنُّشَّاب، والكِنَانَةُ للنَّبْلِ، كَذَا فِي المُزْهِرِ، قَالَ: وقَدْ تُطْلَقُ الجَعْبَةُ على أَكْبَرِ أَوَانِي الشُّرْبِ، كَمَا يأْتي فِي شَرِبَ، انْتهى، وَفِي الحَدِيث (فانْتَزَعَ طَلَقاً مِنْ جَعْبَتِهِ) قَالَ ابْن شُمَيل: (الجَعْبَةُ: المُسْتَدِيرَةُ الوَاسِعَةُ الَّتِي على فَمِهَا طَبَقٌ مِنْ فَوْقِهَا، قَالَ: والوَفْضَةُ: أَصْغَرُ مِنْهَا، وأَعْلاَهَا وأَسْفَلُها مُسْتَوٍ، وأَمَّا الجَعْبَةُ فَفِي أَعْلاَهَا اتِّسَاعٌ وَفِي أَسْفَلِهَا تَبْنِيقٌ ويُفَرَّجُ أَعْلاَهَا لِئَلاَّ يَنْتَكِثَ رِيشُ السِّهَامِ، لاِءَنَّهَا تُكَبُّ فِي الجَعْبَةِ كَبًّا فَظُبَاتُهَا فِي أَسْفَلِهَا، ويُفَلْطَحُ أَعْلاَهَا مِنْ قِبَلِ الرِّيشِ، وكِلاَهُمَا مِنْ شَقِيقَتَيْن من خَشَبٍ. (وَجَعَبهَا: صَنَعَهَا، والجَعَّابُ) كشَدَّادٍ (صَانِعُهَا) أَيِ الجِعَابِ، وَوَقَعَ فِي نُسْخَة شَيخنَا بتذكير الضَّمِير، ومثلُه فِي نُسْخَة الأَساس، وَهُوَ بَعِيدٌ (والجِعَابَةُ) كَكِتَابَةٍ (صِنَاعَتُهُ) أَيِ الجَعَّابِ بِالتَّشْدِيدِ، وَوَقع فِي نُسْخَة (لِسَان الْعَرَب) بتأْنيث الضَّمِير هُنَا أَي الجَعْبَةِ. (و) الحَافِظُ (أَبُو بَكْرٍ) مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ سالِمٍ التَّمِيمِيُّ (بن الجِعَابِيِّ، مُحَدِّثٌ) مَشْهُورٌ، تَوَلَّى القَضَاءَ بالموْصِلِ، وَكَانَ يَتَشَيَّعُ، وَله تَصَانِيفُ، أَخَذَ الحِفْظَ عَن أَبي عُقْدَةَ رَوَى عَنهُ الدَّارَقُطْنِيُّ وتُوُفِّيَ ببغدادَ سنة 335 وَفِي الأَساس: تَقول: نَكَبُوا الجِعَابَ وسَكَبُوا النُّشَّابَ، ومَعَهُ جَعْبَةٌ فِيهَا بَنَابُ المَوْتِ، وَهُوَ جَعَّابٌ حَسَنُ الجِعَابَةِ، وجَعَّبَ لِي فَأَحْسَنَ.
(وجَعَبَه كَمَنَعَه) جَعْباً (: قَلَبَه، و) جَعَبَه جَعْباً (: جَمَعَه) وأَكْثَرُهُ فِي الشَّيْءِ اليَسِيرِ: (و) ضَرَبَه فَجَعَبَه جَعْباً وجَعَفَه إِذا (صَرَعَه) وضَرَبَ بِهِ الأَرْضَ، (كجَعَّبَه) بالتَّثْقيلِ تَجْعِيباً (وجَعْبَأَه) جَعْبَأَةً (فانْجعب وتَجَعَّبَ وتَجَعْبَى) وجَعْبَيْتُه جِعْبَاءً فَتَجَعْبَى: يَزِيدُونَ فِيهِ اليَاءَ كَمَا قَالُوا سَلْقَيْتُه من سَلَقَه وجَعَبَ.
(والجَعْبُ) بفَتْح فسُكُونٍ، كَذَا فِي الأُصول، وَالَّذِي فِي نُسْخَة (لِسَان الْعَرَب) : الجَعْبَةُ (: الكُثْبَةُ) ، وَفِي نُسْخَة (الكُثَيْبَةُ) بِالتَّصْغِيرِ، (من البَعْرِ) تَقُولُ العرَبُ: واللَّهِ لاَ أُعْطِيهِ جَعْباً، إِذا أَومِؤُوا إِلى الشَّيْءِ اليَسِيرِ.
(و) الجُعْبُ (بالضَّم: مَا انْدَالَ) أَي خَرَجَ (من تَحْتِ السُّرَّةِ إِلى القُحْقُحٍ) ، كهُدْهُدٍ.
(والجَعْبِيُّ) ، بالفَتْح: ضَرْبٌ من النَّمْلِ، قَالَ اللَّيْث: هُوَ (نَمْلٌ أَحْمَرُ، جَعْبِيَّاتٌ: وبِخَطِّ بَعْضِهِم) مِنَ المُقَيِّدِينَ (الجُعَبَى كالأُرَبَى) أَي بالضَّمِّ فالفَتْح، قَالَ شيخُنَا: وَهُوَ الَّذِي صحَّحَه ابْن سِيدَه، وعَلَى هَذَا (ج جُعَبَيَات، و) الجِعِبَّى (كالِزِّمِكَّى ويُمَدُّ) فَيُقَالُ: الجِعِبَّاءُ، وَكَذَا، الجَعْرَاءُ والنَّاطِقَةُ الخَرْسَاءُ (: الاسْتُ) ونحوُ ذلكَ أَي ليَشْمَلَ العَظْمَ المُحِيطَ بِهِ، كَذَا فَسَّره الجوهريُّ، وفَسَّرَه بالعَجُزِ كُلِّه أَيضاً كَذَا فِي حَاشِيَة شيخِنا، (كالجِعِبَّاءَةِ) بِزِيَادَة الهَاءِ (والجَعْبَاء) كالصَّــحْرَاءِ.
(والمِجْعَبُ كَمِنْبَرِ) مِنَ الرِّجَالِ.
((الصِّرِّيعُ) الَّذِي) يَصْرَعُ و (لاَ يُصْرَعُ) .
(والأَجْعَبُ:) الرَّجُلُ (البَطِينُ) الضَّخْمُ (الضَّعِيفُ العَمَلِ) . نَقله الصاغانيّ
(والمُنْجَعِبُ) وَفِي نُسْخَة (المُتَجَعِّبُ) (: المَيِّتُ) .
(والجُعْبُوبُ) بالضَّمِّ: (: الضَّعِيفُ) الَّذِي (لاَ خَيْرَ فِيهِ، أَو) الجُعْبُوبُ (: النَّذْلُ، أَو) هُوَ مِثْلُ دُعْبُوبٍ وجُعْسُوسٍ (: القَصِيرُ الدَّمِيِمُ) وجَمْعُه جَعَابِيبُ أَنْشَد ابنُ بَرِّيَ لسَلاَمَة بنِ جَنْدَلٍ:
لَا مُقْرِفينَ وَلَا سُودٍ جَعَابِيبِ
وقيلَ: هُوَ الدَّنِىءُ من الرِّجَالِ.
(و) فِي النَّوَادِر للِّحْيانيّ: (جَيْشٌ يَتَجَعْبَى) ويَتَجَرْبى وَيَتَقَبْقَبُ وَيَتَدَرْبَى ويَتَهَبْهَبُ (: يَرْكَبُ بعضُه بَعْضًا) .
(والجَعْبَاءُ: الضَّخْمعةُ الكَبِيرَةُ) يَحْتَمِلُ أَن يكونَ صفة للمرأَةِ وللاسْتِ والنَّمْلَةِ والناقةِ والشاةِ.

غلق

(غلق) : العَلْقُ: السِّقاءُ الثَّغِلُ.
(غلق) الْأَبْوَاب مُبَالغَة أغلقها
(غلق)
الْبَاب غلقا أوصده

(غلق) الْبَاب غلقا عسر فَتحه وَالرَّهْن غلقا وغلوقا لم يقدر راهنه على تخليصه من يَد الْمُرْتَهن فِي الْموعد الْمَشْرُوط فَصَارَ ملكا للْمُرْتَهن وَكَانَ ذَلِك فِي الْجَاهِلِيَّة فأبطله الْإِسْلَام والجاني والأسير لم يقدر فَهُوَ غلق وَفُلَان ضَاقَ صَدره وَقل صبره يُقَال إياك والغلق والضجر والقلق وَالشَّيْء فِي الشَّيْء نشب فِيهِ فَلَزِمَهُ
باب الغين والقاف واللام معهما غ ل ق يستعمل فقط

غلق: احتد فلانٌ فنشب في حدته فَغَلِقَ أي: غَضِبَ. وغَلِقَ الرهنُ في يد المرتهن إذا لم يفتك. وغَلِقَ ظهرُ البعير لكثرة الدبرِ غَلَقاً لا يبرأ. ونخلةٌ مُنْغَلقِةٌ، قد غَلِقَتْ أي: دودت أصولُ سعفها، وانقطع حملها. والمغلاق: المرتاج. والغلاق والغلق: ما يُفتحُ به ويُغْلَقُ. والمِغْلَقُ: السهم السابع في مضعف الميسر، سمي به لأنه يستَغلِقُ ما يبقى من آخر الميسر. وفي الميسر الآخر كل سهمٍ مِغْلَقٌ، قال لبيد:

بمَغالقٍ متشابهٍ أجسامها

والغَلْقَةُ: نباتٌ يدبغ به الأدمُ.
غلق
الْغَلَقُ والْمِغْلَاقُ: ما يُغْلَقُ به، وقيل: ما يفتح به لكن إذا اعتبر بِالْإِغْلَاقِ يقال له: مِغْلَقٌ ومِغْلَاقٌ، وإذا اعتبر بالفتح يقال له: مفتح ومفتاح، وأَغْلَقْتُ الباب، وغَلَّقْتُهُ على التّكثير، وذلك إذا أَغْلَقْتَ أبوابا كثيرة، أو أَغْلَقْتَ بابا واحدا مرارا، أو أحكمت إِغْلَاقَ باب، وعلى هذا: وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ
[يوسف/ 23] .
وللتّشبيه به قيل: غَلِقَ الرّهن غُلُوقاً ، وغَلِقَ ظهره دبرا ، والمِغْلَقُ: السّهم السابع لِاسْتِغْلَاقِهِ ما بقي من أجزاء الميسر، ونخلة غَلِقَةٌ: ذويت أصولها فَأُغْلِقَتْ عن الإثمار، والغَلْقَةُ: شجرة مرّة كالسّمّ.
غ ل ق: (أَغْلَقَ) الْبَابَ فَهُوَ (مُغْلَقٌ) وَالِاسْمُ (الْغَلْقُ) . وَ (غَلَقَهُ) لُغَةٌ رَدِيئَةٌ مَتْرُوكَةٌ. وَ (غَلَّقَ) الْأَبْوَابَ شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ وَرُبَّمَا قَالُوا: (أَغْلَقَ) الْأَبْوَابَ. وَ (الْغَلَقُ) بِفَتْحَتَيْنِ (الْمِغْلَاقُ) وَهُوَ مَا يُغْلَقُ بِهِ الْبَابُ. وَ (غَلِقَ) الرَّهْنُ مِنْ بَابِ طَرِبَ اسْتَحَقَّهُ الْمُرْتَهِنُ وَذَلِكَ إِذَا لَمْ يُفْتَكَّ فِي الْوَقْتِ الْمَشْرُوطِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا يُغْلَقُ الرَّهْنُ» وَ (اسْتَغْلَقَ) عَلَيْهِ الْكَلَامُ أَيِ ارْتُتِجَ عَلَيْهِ. وَكَلَامٌ (غَلِقٌ) أَيْ مُشْكِلٌ. 
غلق
الغَلَقُ: الضَّجَرُ وضِيْقُ الصَّدْر.
وغَلِقَ الرَّهْنُ: إِذا لمِ يُفْتَكَّ.
وغَلِقَ ظَهْرُ البَعِيرِ: إذا دَبرَ فلم يَبْرأُ.
وغَلِقَتِ النَّخلةُ: إذا دَوَّدَتْ أُصُولُ سَعَفِها وانْقَطَعَ حملُها.
والمِغْلاقُ: المِرْتاجُ.
والمِغْلَقُ: السَّهمُ السابعُ، والجميع المَغالِقُ.
وبابٌ غُلُقٌ وفُتُحٌ.
وفلان غلْقَةُ سوءٍ.
والغَلْقَةُ: شَجَرَةٌ بنَجدٍ يَخْرُجُ منها لَبَنٌ يُذبَغُ بها، يُقال: أدِيمٌ مَغْلُوقٌ.
وسِقَاءٌ غَلْق: نَغِلٌ. وأدَمٌ غلُوقٌ.
ورَجُلٌ غَلْقٌ: أي أحْمَر.
وغَلَقَ في الأرض يَغْلِقُ غَلْقاً: أي أمْعَنَ.
وفي الحديث: " لا طلاقَ في إغلاقٍ " وهو الإكْرَاه.
ومالٌ غِلْقٌ: أي حَرَامٌ.
ورَجُلٌ غَلِقُ الخُلق: ضَيِّق عَسِرٌ.
غ ل ق

باب فتح وباب غلقٌ.

ومن المجاز: غلق الرهن في يد المرتهن إذا لم يقدر على افتكاكه، وغلق فؤاده في يد فلانة. واحتد فلان فنشب في حدّته وغلق إذا اشتدّت به فلم تنشرح عنه. وإياك والغلق، والضجر والقلق. وإن بعيرك لغلق الظهر إذا لم يبرأ لكثرة الدبر، وقد غلق ظهره. واستغلق عليه الكلام، وأغلق عليه وأغلق إذا ضيق وأكره، ومنه: " لا طلاق في إغلاق " وكانت الأعاريب يقولون: إن قريشاَ لقنة خبثى لها فتحٌ وغلقٌ أي خدعٌ يفتحون بها الأمور ويغلقونها. ويقال: حلال طلق، وحرام غلق. وكان فلان مفتاحاً للخير، مغلاقاً للشر؛ والمغلاق والغلاق والغلق: ما يغلق به الباب، ويفتح بالمفتاح. وأغلق القاتل في يد الوليّ إذا أسلم يصنع به ما شاء، وتقول: أمر الوالي بالقاتل أن يغلق، وبالأسير أن يطلق.

غلق


غَلَقَ(n. ac. غَلْق)
a. Shut, closed.
b. [Fī], Went away, went far into ( the land ).

غَلِقَ(n. ac. غَلَق)
a. Was pledged, pawned; was forfeited; was unransomed
unredeemed.
b. Was disquieted; was vexed, annoyed.
c. Clave to.
d. see VII
غَلَّقَa. Shut, closed; fastened, locked.
b. [ coll. ], Finished, concluded
terminated.
غَاْلَقَa. Betted, wagered with.

أَغْلَقَa. see II (a)b. [acc. & 'Ala], Forced, compelled to.
c. Declared forfeited; confiscated.
d. Surrendered (slayer).
تَغَاْلَقَa. Betted, wagered together.

إِنْغَلَقَa. Was shut, closed, fastened.

إِسْتَغْلَقَ
a. ['Ala], Was shut, closed against; was final, definite
binding on (bargain); was obscure, unintelligible
to (speech).
غَلْقa. Shutting; closure.
b. Aged.

غَلْقَةa. A certain tree.

غِلْقa. Unlawfully acquired (property).

غَلَق
(pl.
أَغْلَاْق أَغَاْلِيْقُ)
a. Bolt; wooden lock.
b. Key-stone ( of an arch ).
غَلِقa. see 10b. Obscure, unintelligible.
c. Unredeemed; forfeit.

غُلُقa. Shut, closed, fastened, fast (door).

مَغْلَق
(pl.
مَغَاْلِقُ)
a. [ coll. ], Source of income:
shop, mill &c.
مِغْلَقa. see 4 (a)b. Arrow.

غِلَاْقَة
a. [ coll. ], Conclusion, end
close; completion; complement.
مِغْلَاْق
(pl.
مَغَاْلِيْقُ)
a. see 4 (a) & 20
(b).
N. P.
غَلڤقَأَغْلَقَ
IVa. see 10
غِلَاقَة حِسَابٍ
a. [ coll. ], Balance of an
account.
[غلق] أغلَقت الباب فهو مُغْلَقٌ، والاسم الغَلْقُ، ومنه قول الشاعر:

وباب إذا ما مالَ للغَلْقِ يَصْرِفُ * ويقال: هذا من غَلَقْتُ الباب غَلْقاً، وهي لغة رديئة متروكة. قال أبو الأسود الدؤلي: ولا أقولُ لِقِدْرِ القومِ قد غَلِيَتْ ولا أقول لباب الدار مَغْلوقُ وغَلَّقتُ الأبواب، شدد للكثرة. وربَّما قالوا: أغْلَقْتُ الأبواب. قال الفرزدق: مازلت أفتح أبوابا وأغلقها حتى أتيت أبا وعمرو بن عمار قال أبو حاتم السجستاني: يريد أبا عمرو ابن العلاء. وباب غلق، أي مغلق، وهو فعلٌ بمعنى مَفْعولٍ، مثل قارورةٍ فُتُحٍ، وجذعٍ قُطُلٍ. والغَلَقُ بالتحريك: المِغلاقُ، وهو ما يُغلق به الباب، وكذلك المُغْلوقُ بالضم. والمَغالِقُ: الأزلام، وكلُّ سهمٍ في الميسر مغلق. قال لبيد: وجزور أيسار دعوت لحتفها بمغالق متشابه أجسامها  وغلق الرهن غلقا، أي استحقَّه المرتهن، وذلك إذا لم يُفْتَكَكْ في الوقت المشروط. وفي الحديث: " لا يَغْلَقُ الرَهْنُ ". قال زهير: وفارَقَتْكَ برَهْنٍ لا فِكاكَ له يوم الوداعِ فأمسى الرَهْنَ قد غَلِقا ويقال: احتدَّ فلان فنِشب في حِدَّته وغَلِقَ. وغَلِقَ ظهر البعير لكثرة الدَبَرِ غَلَقاً لا يبرأ. واسْتَغْلَقَ عليه الكلام، أي ارْتُتِجَ عليه. وكلامٌ غلق، أي مشكل. وغلاق: اسم رجل من بنى تميم. وإهاب مغلوق، إذا جعلت فيه الغِلْقَةُ حين يعطن. قال ابن السكيت: وهى شجرة يعطن بها أهل الطائف.
غ ل ق : غَلِقَ الرَّهْنُ غَلَقًا مِنْ بَابِ تَعِبَ اسْتَحَقَّهُ الْمُرْتَهِنُ فَتَرَكَ فِكَاكَهُ وَفِي حَدِيثٍ «لَا يَغْلَقُ الرَّهْنُ بِمَا فِيهِ» أَيْ لَا يَسْتَحِقُّهُ الْمُرْتَهِنُ بِالدَّيْنِ الَّذِي هُوَ مَرْهُونٌ بِهِ.
وَفِي حَدِيثٍ «لِصَاحِبِهِ غُنْمُهُ وَعَلَيْهِ غُرْمُهُ» قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ أَيْ يَرْجِعُ إلَى صَاحِبِهِ وَتَكُونُ لَهُ زِيَادَتُهُ وَإِذَا نَقَصَ أَوْ تَلِفَ فَهُوَ مِنْ ضَمَانِهِ فَيَغْرَمُهُ أَيْ يَغْرَمُ الدَّيْنَ لِصَاحِبِهِ وَلَا يُقَابَلُ بِشَيْءٍ مِنْ الدَّيْنِ.
وَفِي الْبَارِعِ هُوَ أَنْ يَرْهَنَ الرَّجُلُ مَتَاعًا وَيَقُولَ إنْ لَمْ أُوَفِّكَ فِي وَقْتِ كَذَا فَالرَّهْنُ لَكَ بِالدَّيْنِ فَنَهَى عَنْهُ بِقَوْلِهِ لَا يَغْلَقُ الرَّهْنُ أَيْ لَا يَمْلِكُهُ صَاحِبُ الدَّيْنُ بِدَيْنِهِ بَلْ هُوَ لِصَاحِبِهِ وَرَجُلٌ مِغْلَاقٌ بِكَسْرِ الْمِيمِ إذَا كَانَ الرَّهْنُ يَغْلَقُ عَلَى يَدَيْهِ وَغَلِقَ الرَّجُلُ غَلَقًا مِثْلُ ضَجِرَ وَغَضِبَ وَزْنًا وَمَعْنًى وَيَمِينُ الْغَلَقِ أَيْ يَمِينُ الْغَضَبِ قَالَ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ صَاحِبَهَا أَغْلَقَ عَلَى نَفْسِهِ بَابًا فِي إقْدَامٍ أَوْ إحْجَامٍ وَكَأَنَّ ذَلِكَ مُشَبَّهٌ بِغَلْقِ الْبَابِ إذَا أُغْلِقَ فَإِنَّهُ يَمْنَعُ الدَّاخِلَ مِنْ الْخُرُوجِ وَالْخَارِجَ مِنْ الدُّخُولِ فَلَا يُفْتَحُ إلَّا بِالْمِفْتَاحِ وَغَلَقُ الْبَابِ جَمْعُهُ أَغْلَاقٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَالْمِغْلَاقُ بِكَسْرِ الْمِيمِ مِثْلُ الْغَلَقِ وَالْجَمْعُ مَغَالِيقُ.

وَالْمِغْلَقُ لُغَةٌ فِيهِ مِثْلُ الْمِفْتَحِ وَالْمِفْتَاحِ وَأَغْلَقْتُ الْبَابَ بِالْأَلِفِ أَوْثَقْتُهُ بِالْغَلَقِ وَغَلَّقْتُهُ بِالتَّشْدِيدِ مُبَالَغَةٌ وَتَكْثِيرٌ وَانْغَلَقَ ضِدُّ انْفَتَحَ وَغَلَقْتُهُ غَلْقًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ حَكَاهَا ابْنُ دُرَيْدٍ عَنْ أَبِي زَيْدٍ قَالَ الشَّاعِرُ 
وَلَا أَقُولُ لِبَابِ الدَّارِ مَغْلُوقٌ. 
غلق وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: لَا يغلق الرَّهْن. قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: لَا يغلق الرَّهْن قد جَاءَ تَفْسِيره عَن غير وَاحِد من الْفُقَهَاء فِي رجل دفع إِلَى رجل رهنا وَأخذ مِنْهُ دَرَاهِم فَقَالَ: إِن جئْتُك بحقك إِلَى كَذَا وَكَذَا وَإِلَّا فالرهن لَك بحقك فَقَالَ: لَا يغلق الرَّهْن. قَالَ أَبُو عبيد: فَجعله جَوَابا لمسألته وَقد روى عَن طاؤوس نَحْو هَذَا. وَقد ذهب بِمَعْنى هَذَا الحَدِيث بعض النَّاس إِلَى تَضْييع الرَّهْن يَقُول: إِذا ضَاعَ الرَّهْن عِنْد الْمُرْتَهن فَإِنَّهُ يرجع على صَاحبه فَيَأْخُذ مِنْهُ الدَّين وَلَيْسَ يضرّهُ تَضْييع الرَّهْن وَهَذَا مَذْهَب لَيْسَ عَلَيْهِ أهل الْعلم وَلَا يجوز فِي كَلَام الْعَرَب أَن يُقَال للرَّهْن إِذا ضَاعَ: قد غلق إِنَّمَا يُقَال: قد غلق إِذا اسْتَحَقَّه الْمُرْتَهن وَكَانَ هَذَا من فعل أهل الْجَاهِلِيَّة فَرده رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم وأبطله بقوله: لَا يغلق الرَّهْن وَقد ذكر بعض الشُّعَرَاء ذَلِك فِي شعره فَقَالَ زُهَيْر يذكر امْرَأَة: [الْبَسِيط]

وفارقتك برهن لَا فِكاك لَهُ ... يَوْم الوَداع فأمسى الرهنُ قد غلقا

يَعْنِي أَنَّهَا ارتهنت قلبه فَذَهَبت بِهِ فَأَي تَضْييع هَهُنَا. وَأما الحَدِيث الآخر فِي الرَّهْن: لَهُ غُنْمه وَعَلِيهِ غرمه. قَالَ أَبُو عبيد: وَهَذَا أَيْضا مَعْنَاهُ معنى الأول لَا يفترقان يَقُول: يرجع الرَّهْن إِلَى ربه فَيكون غنمه لَهُ وَيرجع رب الْحق عَلَيْهِ بِحقِّهِ فَيكون غرمه عَلَيْهِ وَيكون شَرطهمَا الَّذِي اشْترطَا بَاطِلا هَذَا كُله مَعْنَاهُ إِذا كَانَ الرَّهْن قَائِما بِعَيْنِه وَلم يضع فَأَما إِذا ضَاعَ فَحكمه غير هَذَا. 53 / ب

جَوف / وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ: اسْتَحْيوا من اللَّه ثمَّ قَالَ: الاستحياء من اللَّه أَن لَا تنسوا الْمَقَابِر والبلي وَأَن لَا تنسوا الْ
(غ ل ق) : (الْإِغْلَاقُ) مَصْدَرُ أَغْلَقَ الْبَابَ فَهُوَ مُغْلَقٌ (وَالْغَلْقُ) بِالسُّكُونِ اسْمٌ مِنْهُ وَأَنْشَدَ الْجَوْهَرِيُّ
وَبَابٌ إذَا مَا لُزَّ لِلْغَلْقِ يَصْرِفُ
أَيْ يَصِرُّ وَيُصَوِّتُ (وَعَلَيْهِ) مَا فِي السَّرِقَةِ مِنْ جَمْعِ التَّفَارِيقِ وَلَا يُعْتَبَرُ الْغَلْقُ إذَا كَانَ مَرْدُودًا أَيْ إذَا كَانَ الْبَابُ مُطْبَقًا غَيْرَ مَفْتُوحٍ (وَالْغَلَقُ) بِالتَّحْرِيكِ الْمِغْلَاقُ وَهُوَ مَا يُغْلَق وَيُفْتَح بِالْمِفْتَاحِ (وَمِنْهُ) فَإِنْ كَانَ لَلِبْسَتَانِ بَابٌ وَغَلَقٌ فَهُوَ خَلْوَة (وَالْغَلَقُ) أَيْضًا الرِّتَاجُ وَهُوَ الْبَابُ الْعَظِيمُ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُمْ فِي الشُّرُوطِ وَمَفَاتِيحُ أَغْلَاقِهَا يَعْنِي الْأَبْوَاب وَفِي الْحَدِيثِ «لَا طَلَاقَ فِي إغْلَاقٍ» أَيْ فِي إكْرَاهٍ لِأَنَّ الْمُكْرَهَ مُغْلَقٌ عَلَيْهِ أَمْرُهُ (وَعَنْ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ) أَغْلَقَهُ عَلَى شَيْءٍ أَكْرَهُهُ وَمَنْ أَوَّلَهُ بِالْجُنُونِ وَأَنَّ الْمَجْنُونَ هُوَ الْمُغْلَقُ عَلَيْهِ فَقَدْ أَبْعَد عَلَى أَنِّي لَمْ أَجِدهُ فِي الْأُصُول وَفِي سُنَنِ أَبِي دَاوُد الْإِغْلَاقُ أَظُنُّهُ الْغَضَب (وَمِنْهُ) إيَّاكَ وَالْغَلَقَ أَيْ الضَّجَر وَالْقَلَق وَقِيلَ مَعْنَاهُ لَا تُغْلَقُ التَّطْلِيقَاتُ كُلُّهَا دَفْعَةً وَاحِدَةً حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْهَا شَيْءٌ وَلَكِنْ تَطْلُقُ طَلَاقَ السُّنَّةِ (وَغَلِقَ الرَّهْنُ) مِنْ بَابِ لَبِسَ إذَا اسْتَحَقَّهُ الْمُرْتَهِنُ (وَمِنْهُ) أَذِنَ لِعَبْدِهِ فِي التِّجَارَة فَغَلِقَتْ رَقَبَتُهُ بِالدَّيْنِ إذَا اُسْتُحِقَّتْ بِهِ فَلَمْ يُقْدَر عَلَى تَخْلِيصهَا يُنْشَدُ لِزُهَيْرٍ
وَفَارَقْتُكَ بِرَهْنٍ لَا فِكَاكَ لَهُ ... يَوْمَ الْوَدَاعِ فَأَمْسَى الرَّهْنُ قَدْ غَلِقَا
أَيْ ارْتَهَنَتْ قَلْبَهُ فَذَهَبَتْ بِهِ (وَفِي الْحَدِيثِ) «لَا يَغْلَقُ الرَّهْنُ لِصَاحِبِهِ غُنْمُهُ وَعَلَيْهِ غُرْمُهُ» تَفْسِيره عَنْ أَبِي يُوسُفَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - أَنَّ الْفَضْلَ فِي قِيمَةِ الرَّهْن لِرَبِّ الرَّهْنِ وَلَا يَكُونُ مَضْمُونًا وَلَا يَغْلَقُ وَإِنْ كَانَ فِيهِ نُقْصَانٌ رَجَعَ بِالْفَضْلِ وَعَنْ أَبِي عُبَيْدٍ أَنَّهُمَا بِمَعْنَى وَاحِدٍ يَقُول يُرْجَعُ الرَّهْنُ إلَى رَبِّهِ فَيَكُونُ غَنْمُهُ لَهُ وَيَرْجِعُ رَبُّ الْحَقِّ عَلَيْهِ بِحَقِّهِ فَيَكُونُ غُرْمُهُ عَلَيْهِ (وَعَنْ النَّخَعِيِّ) فِي رَجُلٍ دَفَعَ إلَى رَجُلٍ رَهْنًا وَأَخَذَ مِنْهُ دِرْهَمًا فَقَالَ إنْ جِئْتُك بِحَقِّك إلَى كَذَا وَكَذَا وَإِلَّا فَالرَّهْنُ لَك بِحَقِّك فَقَالَ إبْرَاهِيمُ لَا يَغْلَقُ الرَّهْنُ فَجَعَلَهُ جَوَابًا لِلْمَسْأَلَةِ.
غلق: غلق. غلقوا المدائن: اختصار غلقوا ابوابَ المدائن. (أخبار ص9) وانظر: أغلق.
غلق القلوع: طوى القلوع، طوى الأشرعة (همبرت ص127).
غلق على: انقضّ على، هجم على صحن وصحفة ففي ألف ليلة (برسل 10: 456): وهو غالق على الصحن مثل الرخ.
غَلّق: كَمّل، أكمل، تمَّم، أنهى، أنجز (بوشر، محيط المحيط) وعند جريجور (ص38): غُلِّق الحَدُّ بمعنى كُمّل الشيء وأنجز حتى النهاية.
غَلَّق: سدَّد، ختم الحساب بدفع الرصيد أي باقي المبلغ. (بوشر). غلق المبلغ كَمّل المبلغ. دفع باقي المبلغ (بوشر) وفي ألف ليلة (برسل 9: 294): وآخذ من ثمنهم ثمن الحمار وغلقه اليهودي الباقي. (في طبعة ماكن: أعطى).
غلَّق الكلام: أبهمه. (بوشر).
غلَّق: عطَّر، طيَّب، ضمَّخ بالطيب. (معجم أبي الفدا) ولعل هذه من وضع اللغويين ليفسروا القسم الغَلِق.
أغلق، أغلق المدينة اختصار أغلق أبواب المدينة. (معجم البلاذري) وفي النويري (إفريقية ص35 و) انه منع حماداً من الدخول إلى مدينة أشير واغلقها دونه.
أغلق: سوّر أرضاً، بني لها سوراً. ففي الأخبار (ص63): أغلق غلقة عظيمة هَمَّ أن يجعلها مدينة.
اغلق الكلام: أبهمه وجعله غامضاً (بوشر).
اغلق: قبض، أمسك باليد. (ألكالا).
انغلق: مطاوع أغلق ضد فتح، ويقال: انغلق الجرح والشج أي التأم واندمل والتحم. (ألكالا).
انغلق: غُطِّي، سُتِر. ففي رحلة ابن جبير (ص31): انغلاق الجهات بالنوء فلا نميّز شرقاً من غرب.
انغلق: صار مظلماً، معتماً، دامساً لا يمكن النفوذ فيه (المقدمة 3: 70) والانغلاق: الظلام والعتمة (بوشر البيضاوي 1: 2).
انغلق البحر: صار غير صالح للملاحة ولا يسير فيه مركب. (معجم البلاذري، تقويم ص106).
انغلاق: عناد، صلابة الرأي، استبداد بالرأي. (معجم اللاتيني- العربي).
انغلق: انذهل وعسر عليه الكلام. (ألكالا).
استغلق، استغلقت المدينة: أغلقت أبوابها (المقري 1: 141، إضافات، معجم البلاذري).
استغلق الشيء: رآه غامضاً عسر الفهم (المقدمة 2: 401).
غَلْق. غَلْق الجَرْحَة: التيام الجرح واندماله (ألكالا).
غَلْق. والجمع إغلاق: حديقة (المعجم اللاتيني - العربي) وفي معجم فوك: غَلْق للثمار: بستان الثمر.
غَلَقَ: باب كبير (لين ابن جبير ص248، 268، 291).
غَلَق: عند البنّائين حجر يُجْعَل في وسط المِدْماك يُسكَّر به (محيط المحيط).
غَلِق= شديد الجِدال. (ديوان الهذليين ص134، البيت الثاني).
غَلْقَة، والجمع غِلْق: بستان، حائط، حديقة (فوك، أخبار ص63).
غَلْقَى: انظر ابن البيطار (2: 237). غَلاَق. غلاقَ، مضافة إلى اسم. في نهاية. ففي ألف ليلة (برسل 7: 77): وشرطوا عليه غلاق عشرة أيام أما المهر وأما الطلاق.
غُلاَق: غِلاقة، ضم الحساب بدفع الرصيد (بوشر).
غَلاَق: إيصال، مخالصة. (بوشر).
غَلُوق = غلِق: شديد الجدال (رايت ص91 رقم 17).
غليق: غَلَق، قفل. (رولاند).
غِلاَقَة: بقيّة الشيء يكمل بها، بقيّة الحساب تكملة الحساب، تكملة المبلغ بنقود أخرى صغيرة، رصيد حساب (بوشر، محيط المحيط).
تَغْلِيق. تغليق النيل: أقصى ارتفاع يبلغه ماء النيل حين الفيضان (فليشر في تعليقته على المقري 1: 25، بريشت ص173).
تَغْلِيق: مخالصة، براءة ذمة، وفاء الدين (بوشر).
مَغلق: سجن (سعديا نشيد 142).
مِغلق: مفتاح، والجمع مغالق (ابن جبير 328). مِغلق: سلسلة قيد (ابو الوليد 31: 786): ينعرجون من مغالقهم أي من ثقل قيودهم.
مُغلق: مبهم، مُشكل (بوشر، م. المحيط) والجمع مُغلقات: مبهمات، مشكلات (ابن بطوطة 4: 344).
مَغلَقة والجمع مغالق: أرض مسورة (فوك).
مَغلَقة: عقد، طوق، قلادة، (فوك).
مُغلّق: بريء الذمة من الدين (بوشر).
مغلوق: مليء، مفعم (ابن بطوطة 3: 386) (ابن العوام 4: 167).
مَغْلُوق: جاهل، غبي، غِرّ. (فوك).
غلق
غلَقَ يَغلِق، غَلْقًا، فهو غالق، والمفعول مَغْلوق
• غلَق البابَ ونحوَه: أوصده، أقفله، عكس فتحه "غلَق الدولابَ/ الدرجَ- غلَق بابَ المناقشة في الموضوع". 

غلِقَ1 يَغلَق، غَلَقًا، فهو غَلِق
• غلِق البابُ ونحوُه: غلَق؛ عسُر فتحُه "انهارت جدرانُ البئر فغَلِقت" ° غلِق الرَّهنُ في يد المرتهن: إذا عجز الرّاهن عن فكاكه في الوقت المشروط. 

غلِقَ2 يغلَق، غَلَقًا وغُلُوقًا، فهو غَلِق
• غلِق الرّجُلُ: ضاق صدرُه وقلّ صبرُه "إيّاك والغَلَق والضجر". 

أغلقَ يُغلق، إغلاقًا، فهو مُغلِق، والمفعول مُغلَق
• أغلق البابَ ونحوَه:
1 - غلَقه؛ أوصده، أقفله، عكس فتحه "أغلق نافذةً/ غرفة/ ممرًّا- أغلق على المجوهرات" ° أغلق الملفَّ: ختم القضيّة- أُغلِق عليه الأمرُ: لم يستطع حلَّه، تعذّر عليه إدراكه- أغلق فمَه: منعه من الكلام- اجتماع مُغلَق: ممنوع على الجمهور حضوره- سِرٌّ مغلَق: لا يعرفه أحد- كلامٌ مُغلق: مُشين، مُبهَم- يغلق عينيه: يرفض الأخذ في الاعتبار أو الاعتراف.
2 - أحكم الغلقَ أو القَفْل " {وَأَغْلَقَتِ الأَبْوَابَ} [ق] ".
• أغلق المنشأةَ: أوقف عملها واستغلالها "أغلق مصنعًا/ حسابًا في المصرف- أغلق المحلّ مؤقتًا- أغلق المدرسةَ: أوقف التَّعليمَ فيها لسبب ما".
• أغلق الحدودَ ونحوَها: منَع عبورَها واجتيازَها "بعد الانقلاب العسكريّ أغلقت الحكومة الحدود والمطارات والموانئ". 

استغلقَ/ استغلقَ على يَستغِلق، استغلاقًا، فهو مُستغلِق، والمفعول مستغلَقٌ عليه
• استغلق البابُ: عسُر فتحه.
• استغلقتِ المسألةُ: عسُر فهمُها أو حَلُّها.
• استغلق عليه الكلامُ: استعصى، لم يستطع التكلُّم، توقَّف فجأة عن الكلام لصعوبة أو تعذُّر واستحالة. 

انغلقَ ينغلق، انغِلاقًا، فهو مُنغلِق
• انغلقَ البابُ: مُطاوع غلَقَ: أُقْفِل، انسدّ؛ عكس انفتح "انغلق المتجرُ".
• انغلق الشَّخصُ: انطوى، انعزل عمَّا حوله "انغلق على نفسه بعد وفاة والده". 

غلَّقَ يُغلِّق، تغليقًا، فهو مغلِّق، والمفعول مغلَّق
• غلَّق الأبوابَ: بالغ في إغلاقها " {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ} ". 

إغلاق [مفرد]:
1 - مصدر أغلقَ.
2 - (قص) إيقاف العمل في المؤسَّسة أو المصنع من قبِل السُّلطة أو ربّ العمل "تمّ إغلاق المعمل بعد إفلاس صاحبه". 

انغلاق [مفرد]: مصدر انغلقَ.
• سوء انغلاق في الفكَّين: (طب) امتداد القواطع العلويّة والأنياب إلى الأمام فوق السّفليّة. 

غالِق [مفرد]: اسم فاعل من غلَقَ.
• غالِق الكاميرا: قطعة ميكانيكيّة في الكاميرا تنفتح وتنغلق للتحكم في فترة تعرض سطْح الفيلم للضوء. 

غَلْق [مفرد]: مصدر غلَقَ.
• غَلْقٌ هوائيّ: فقاعة أو كيس من الهواء أو البخار كما في أنبوب يمنع جريان السائل. 

غَلَق [مفرد]: ج أغاليقُ (لغير المصدر) وأغلاق (لغير المصدر):
1 - مصدر غلِقَ1 وغلِقَ2.
2 - ما يُغلق به الباب ويفتح بالمفتاح، قُفل، مِغْلاق "جعل لداره غَلَقًا". 

غَلِق [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من غلِقَ1 وغلِقَ2.
2 - ما أشكل من الكلام، غير مفهوم "في كتابته كلامٌ غلِق يصعب فهمه". 

غُلوق [مفرد]: مصدر غلِقَ2. 

مِغْلاق [مفرد]: ج مَغَالِيقُ:
1 - اسم آلة من غلَقَ: قُفل، أداة يُقفل بها الباب ونحوه "كُسِر مِغْلاق الباب".
2 - قطعة فولاذ متحرّكة تغلق القسم الخلفيّ من سَبَطانة (قناة جوفاء) سلاح ناريّ.
• مِغْلاق المؤخّرة: قطعة معدنيّة تغلق مؤخّرة العقب لماسورة قديمة. 

مُغْلَق [مفرد]: اسم مفعول من أغلقَ.
• منحنى مُغْلَق: (جب) ليس له نهايات كالدائرة. 

مِغْلَق [مفرد]: ج مَغالِقُ: اسم آلة من غلَقَ: مِغْلاق؛ أداة يُغلق بها البابُ ونحوه. 

مُغْلَقة [مفرد]: صيغة المؤنَّث لمفعول أغلقَ.
• دائرة مُغْلَقَة: دَائرة كهربيّة تُؤَمِّن مسارًا غير مُتقطِّع لتدفّق
 التيّار. 
[غلق] نه: فيه: لا "يغلق" الرهن بما فيه، من غلق الرهن غلوقا - إذا بقى في يد المرتهن لا يقدر راهنه على تخليصه، يعني أنه لا يستحقه المرتهن إذا لم يستفكه صاحبه، وكان هذا من فعل الجاهلية إذا لم يؤد الراهن ما عليه في الوقت المعين يملكهذا الدخول يوم الفتح لا يوم حجة الوداع. ك: وح: "فغلقتها" عليهم من ظاهر، بتشديد لام وخفتها وبألف - ثلاث لغات. وح: "غلقوا" الأبواب، قوله: لا يفتح غلقا، إعلام منه بأن الله لم يعطه قوة عليه وإن كان أعطاه أكثر منه، وهو الولوج حيث لا يلج الإنسان. وفيه: إذا "لا يغلق"، فإن الإغلاق إنما يتصور في الصحيح، ولذا انخرق بقتل عثمان ما لا يغلق إلى يوم القيامة، وهو منصوب بإذن، وروي رفعه، ومغلقا - بفتح لام، أي بين زمانك وزمان الفتنة باب هو وجود حياتك، وروي: ذلك أجدر أن لا يغلق، أي الكر أولى من الفتح في أن لا يغلق أبدا، وأشار بالكسر إلى قتل عمر، وبالفتح إلى موته، وقال عمر: إذا كان بالقتل فلا يسكن الفتنة أبدا، فإن قيل قال: أولا: بينك وبينها باب مغلق، وقال آخر: إن عمر هو الباب، قلت: المراد بين حياتك وبينها، أو الباب بدن عمر وهو بين الفتنة وبين عمر. ن: يعني أن تلك الفتن لا تخرج في حياتك فإنك حائل دونها، قوله: إنه رجل يقتل أو يموت، لعل حذيفة هكذا بالشك سمعه، أو علم أنه يقتل ولكنه كره أن يخاطب عمر بالقتل فإنه كان يعلم أنه الباب. ك: قوله: نعم، أي نعم يعلم علما جليا كما يعلم أن دون الغد الليلة، أي الليل أقرب من الغد، وإنما علمه عمر لحديث الــحراء: إنما عليك نبي وصديق وشهيدان، وكان ثمة هو والعمران وعثمان. غ: "أغلق" الأمر، لم ينفسح.
(غلل) نه: فيه: "الغلول": الخيانة في المغنم والسرقة من الغنيمة قبل القسمة، وكل من خان في شئ خفية فقد غل، وسميت غلولا لأن الأيدي فيها مغلولة أي ممنوعة مجعول فيها غل، وهي حديده تجمع يد الأسير إلى عنقه، ويقال لها جامعة أيضا. ومنه ح صلح الحديبية: لا "إغلال" ولا إسلال، الإغلال الخيانة أو السرقة الخفية - ومر في س، قيل الإغلال لبس الدرع، والإسلال سل السيوف. ومنه ح: ثلاث "لا يغل" عليهن قلب مؤمن، هو من الإغلال: الخيانة، ويروى بفتح ياء من الغل: الحقد والشحناء، أي لا يدخله حقد يزيله عن الحق، وروى: يغل - بخفة لام. من الوغول: الدخول في الشر، والمعنى أن هذه الخلال الثلاث تستصلح بها القلوب، فمن تمسك بها طهر قلبه من الغل والخيانة والشر، وعليهن - حال، أي لا يغل كائنا عليهن قلب مؤمن. ج: الخلال إخلاص العمل والنصيحة للولاة ولزوم الجماعة، ويغل بفتح ياء وكسر غين، وروى من الأغلال: الخيانة. ط: أي لا يخون قلبه فيها، قوله: ثلاث تأكيد لقوله: نضر الله امرأ سمع مقالتي، فإنه لما حرض على تعليم السنن قضاه برد ما عسى أن تعرض مانعًا - ومر في دعوة. نه: وفيه: "غللتم" والله، أي خنتم في القول والعمل ولم تصدقوا. وح: ليس على المستعير غير "المغل" ضمان ولا على المستودع غير "المغل" ضمان، أي إذا لم يخن في العارية والوديعة فلا ضمان عليه، من الإغلال:

غلق: غَلَقَ الباب وأَغْلَقه وغَلَّقه؛ الأُولى عن ابن دريد عزاها إلى

أَبي زيد وهي نادرة، فهو مُغْلَق، وفي التنزيل: وغَلَّقَت الأبواب؛ قال

سيبويه: غَلَّقت الأبواب للتكثير، وقد يقال أَغْلَقت يراد بها التكثير،

قال: وهو عربيّ جيد. وباب غُلُق: مُغْلَقٌ، وهو فُعُل بمعنى مَفْعول مثل

قارُورَة، وباب فُتُح أَي واسع ضخم وجِذْع قُطُل، والاسم الغَلْقُ؛ ومنه قول

الشاعر:

وباب إذا ما مالَ للغَلْقِ يَصْرِف

ويقال: هذا من غَلَقْتُ الباب غَلْقاً، وهي لغة رديئة متروكة؛ قال أَبو

الأسود الدؤلي:

ولا أَقولُ لقِدْرِ القوم قد غَلِيَتْ،

ولا أَقولُ لباب الدَّار مَغْلوقُ

وقال الفرزدق:

ما زِلْتُ أَفتح أَبواباً وأُغْلِقها،

حتى أَتَيْتُ أَبا عَمْرو بنَ عَمَّارِ

قال أَبو حاتم السجستاني: يريد أَبا عمرو بن العلاء. وغَلِقَ البابُ

وانْغَلقَ واسْتَغْلق إذا عسر فتحه. والمِغْلاقُ: المِرْتاجُ. والغَلَقُ:

المِغْلاقُ، بالتحريك، وهو ما يُغْلَقُ به الباب ويفتح، والجمع أَغْلاق؛

قال سيبويه: لم يجاوزوا به هذا البناء؛ واستعاره الفرزدق فقال:

فبِتْنَ بجانِبَيَّ مُصَرَّعاتٍ،

وبِتُّ أَفُضّ أَغْلاقََ الخِتامِ

قال الفارسي: أَراد خِتام الأَغْلاقِ فقَلَب. وفي حديث قتل أَبي رافع:

ثم عَلَّقَ الأَغالِيقَ على وَدٍّ؛ هي المفاتيح، واحدها إغْلِيقٌ،

والغَلاقُ والمِغْلاق والمُغْلوق: كالغَلَق. واسْتَغْلَقَ عليه الكلام أَي

ارْتُتِجَ عليه. وكلام غَلِقٌ أي مشكل. وفي الحديث: لا طلاق ولا عَتاق في

إغْلاقٍ أَي في إكراه، ومعنى الإغْلاقِ الإكراه، لأن المُغْلَق مكرَهٌ عليه

في أَمره ومضيَّق عليه في تصرفه كأَنه يُغْلَقُ عليه الباب ويحبس ويضيّق

عليه حتى يطلِّق. وإغْلاقُ القاتل: إسلامه إلى وليّ المقتول فيَحْكم في

دمه ما شاء. يقال: أُغْلِق فلان بجَرِيرِتِه؛ وقال الفرزدق:

أَسارى حديدٍ أُغْلِقَتْ بدِمائها

والاسم منه الغَلاقُ؛ وقال عدي بن زيد:

وتقول العُداةُ: أَوْدَى عَدِيٌّ،

وبَنُوهُ قد أَيْقَنُوا بالغَلاقِ

ابن الأعرابي: أَغْلَقَ زيدٌ عمراً على شيء يفعله إذا أَكرهه عليه.

والمِغْلَقُ والمِغْلاق: السهم السابع من قِداح المَيْسِر. والمَغالِقُ:

الأَزْلام، وكل سهم في الميسِر مِغْلَق؛ قال لبيد:

وجَزُور أَيْسارٍ دَعَوْتُ، لحتْفِها،

بمَغالِقٍ متشابِهٍ أَجْرامُها

(* في معلقة لبيد: أجسامها بدل أجرامها: وفي رواية التبريزي: أعلامها أي

علاماتها).

والمَغالقُ: قِداح الميْسر؛ قال الأسود بن يَعْفُر:

إذا قحطت والزَّاجِرِين المَغالِقَا

الليث: المِغْلَقُ السهم السابع في مُضَعَّفِ المَيْسِر، وسمي مِغْلَقاً

لأنه يَسْتَغْلِقُ ما يبقى من آخر الميَسِر، ويُجْمَع مَغالِقَ، وأنشد

بيت لبيد:

وجَزُور أَيْسارٍ دعوت لحتفها

قال أَبو منصور: غلط الليث في تفسير قوله بمَغالق، والمَغالقُ من نُعُوت

قِداح المَيْسر التي يكون لها الفوز، وليست المَغالِقُ من أَسمائها، وهي

التي تُغْلِقُ الخَطَر فتوجبه للقامر الفائز كما يُغْلَقُ الرهنُ

لمستحقه؛ ومنه قول عمرو بن قَمِيئة:

بأَيديهمُ مَقْرُومةٌ ومَغالِق،

يعود بأَرْزاقِ العيالِ مَنِيحُها

ورجل غَلِقٌ: سيء الخلق. قال الليث: يقال احْتَدَّ فلان فَغَلِقَ في

حِدَّتِهِ أي نشب؛ وروى أَبو العباس أن ابن الأَعرابي أَنشده:

وقد جَعَلَ الرِّكُّ الضعيفُ يُسِيلُني

إليك، ويُشْريك القليلُ فتَغْلَقُ

قال: الرِّكُّ المطر الضعيف؛ يقول: إذا أَتاك عني شيء قليل غضبت وأنا

كذلك فمتى نَتَّفق؟ ومنه قوله: أنت تَئِق وأنا مَئِق فكيف نتفق؟ قال أَبو

منصور: معنى قوله يُسِيلني إليك أي يُغضبني فيغريني بك، ويُشْرِيكَ أي

يغضبك فتَغْلق أي تغضب وتحتدّ عليّ. ويقال: أُغْلِقَ فلان فَغَلِقَ غَلَقاً

إذا أُغضب فغضب واحتدّ. قال أبو بكر: الغَلِقُ الكثير الغضب؛ قال عمرو بن

شأْس:

فأَغْلَقُ مِنْ دونِ امْرِئٍ، إن أَجَرْتُهُ،

فلا تُبْتَغَى عوراتهُ غَلَقَ البَعْلِ

أي أَغضب غضباً شديداً. قال: والغَلِقُ الضيّق الخُلُق العسر الرضا.

وغَلِقَ في حِدَّته غَلَقاً: نشب، وكذلك الغِلِقُ في غير الأَناسي.

والغَلَقُ في الرهن: ضد الفك، فإذا فَكَّ الراهنُ الرهنَ فقد أَطلقه من وثاقه عند

مُرْتَهنه. وقد أَغْلَقْتُ الرهن فَغَلِقَ أي أوجبته فوجب للمرتهن؛ ومنه

الحديث: ورجل ارتبط فرساً ليُغالِقَ عليها أي ليراهن، وكأنه كره

الرِّهان في الخيل إذ كان على رسم الجاهلية. قال سيبويه: وغَلِقَ الرَّهْنُ في

يد المرتهن يَغْلق غَلَقاً وغُلُوقاً، فهو غَلِقٌ، استحقه المرتهن، وذلك

إذا لم يُفْتَكّ في الوقت المشروط. وفي الحديث: لا يغْلَق الرهن بما فيه؛

قال زهير يذكر امرأَة:

وفارَقَتْكَ برَهْنٍ لا فكاكَ لَهُ،

يوم الوَدَاع، فأَمْسَى الرَّهْنُ قد غَلِقا

يعني أنها ارتهنت قلبه ورهنت به؛ وأَنشد شمر:

هل من نَجازٍ لمَوْعودٍ بَخِلْت به؟

أو للرَّهين الذي اسْتَغْلَقْت من فادي؟

وأنشد ابن الأعرابي لأوس بن حجر:

على العُمْرِ، واصطادَتْ فؤاداً كأنه

أَبو غَلِقٍ، في ليلتين، مؤجَّل

وفسره فقال: أَبو غَلِقٍ أي صاحب رهن غَلِقَ، أَجله ليلتان أن يُفَكّ،

وغَلِقَ أي ذهب. ويقال: غَلِقَ الرهنُّ يَغْلَقُ غُلُوقاً إذا لم يوجد له

تخلص وبقي في يد المرتهن لا يقدر راهنه على تخليصه، والمعنى أنه لا

يستحقه المرتهن إذا لم يَسْتَفِكَّه صاحبُه. وكان هذا من فعل الجاهلية أن

الراهن إذا لم يُؤدِّ ما عليه في الوقت المعين مَلَكَ المرتهنُ الرَّهْنَ،

فأَبطله الإسلام. وقوم مَغَاليقُ: يَغْلَقُ الرهن على أَيديهم. وقال ابن

الأَعرابي في حديث داحسٍ والغبراء: إن قيساً أتى حذيفة بن بدرٍ فقال له

حذيفة: ما غَدَا بك؟ قال: غَدَوْتُ لأواضِعَك الرِّهانَ؛ أراد بالواضعة

إبطال الرِّهان أي أَضعه وتَضعه، فقال حذيفة: بل غدوتَ لتُغْلِقَهُ أي لتوجبه

وتؤكده. وأَغْلَقْتُ الرهن أي أَوجبته فَغَلِقَ للمرتهن أي وجب له. وقال

أبو عبيد: غَلِقَ الرهنُ إذا استحقه المرتهن غَلَقاً. وروي عن النبي،

صلى الله عليه وسلم: لا يغْلَقُ الرهن أي لا يستحقه المرتهن إذا لم يَرُدَّ

الراهن ما رهنه فيه، وكان هذا من فعل الجاهلية فأَبطله النبي، صلى الله

عليه وسلم، بقوله: لا يغْلَقُ الرهنُ. أَبو عمرو: الغَلَقُ الضَّجَر.

ومكان غَلِقٌ وضَجِرٌ أي ضيق، والضَّجْرُ الاسم، والضَّجَرُ المصدر.

والغَلَقُ: الهلاك؛ ومعنى لا يَغْلَق الرهنُ أي لا يهلك. وفي كتاب عمر إلى أبي

موسى: إياك والغَلَقَ؛ قال المبرد: الغلق ضيق الصدر وقلة الصبر. وأَغْلَقَ

عليه الأمرُ إذا لم يَنْفسح. وغَلِقَ الأسيرُ والجاني، فهو غَلِقٌ: لم

يُفْدَ؛ قال أَبو دَهْبَلٍ:

ما زِلْتَ في الغَفْرِ للذنوب وإطْـ

لاقٍ لِعَانٍ، بجُرْمِه، غَلِق

شمر: يقال لكل شيء نَشِبَ في شيء فلزمه قد غَلِقَ، غَلِقَ في الباطل،

وغَلِقَ في البيع، وغَلَق بيعه فاسْتَغْلَقَ

(* قوله «وغلق بيعه فاستغلق»

هكذا هو بهذا الضبط في الأصل).

واسْتَغْلَق الرجلُ إذا أُرْتِجَ عليه فلم يتكلم. وقال ابن شميل:

اسْتَغْلَقَني فلان في بَيْعي إذا لم يجعل لي خياراً في ردِّه، قال:

واسْتَغْلَقتُ على بيعته؛ وأَنشد شمر للفرزدق:

وعَرَّد عن بَنِيهِ الكَسْبَ منه،

ولو كانوا أُولي غَلَقٍ سِغَابا

أُولي غَلَقٍ أي قد غَلِقُوا في الفقر والجوع. جمل غَلْق وغَلْقَةٌ إذا

هزل وكبر. النوادر: شيْخٌ غَلْقٌ وجمل غَلْقٌ، وهو الكبير الأعْجَفُ.

وغَلِقَ ظهرُ البعير غَلَقاً، فهو غَلِقٌ: انتقض دَبَرهُ تحت الأَدَاةِ

وكثُر غَلَقاً لا يبرأُ. ويقال: إن بعيرك لغَلِقُ الظهر، وقد غَلِقَ ظهرهُ

غَلَقاً، وهو أَن ترى ظهره أَجْمَعَ جُلُْبَتَين آثار دبَرٍ قد برأَت فأَنت

تنظر إلى صفحتيه تَبْرُقان. ابن شميل: الغَلَقُ شرُّ دَبَر البعير لا

يقدر أن تُعادَى الأَداةُ عنه أي ترفع عنه حتى يكون مرتفعاً، وقد عادَيْت

عنه الأَداةَ: وهو أن تجوب عنه القَتَب والحِلْس. وفي حديث جابر: شفاعة

النبي، صلى الله عليه وسلم، لمن أوثَقَ نفسَه وأَغْلَقَ ظهرَه. وغَلِقَ

ظهرُ البعير إذا دَبِرَ، وأَغْلَقَهُ صاحبه إذا أَثقل حمله حتى يَدْبَرَ؛

شبه الذنوب التي أَثقلت ظهر الإنسان بذلك. وغَلِقَت النخلة غَلَقاً، فهي

غَلِقةٌ: دوَّدَتْ أُصول سَعَفها وانقطع حَمْلُها.

والغِلْقةُ والغَلْقةُ: شجرة يَعْطِنُ بها أَهلُ الطائف وقال أَبو

حنيفة: الغَلْقة شجرة لا تطاق حِدَّة يَتَوَقَّعُ جانيها علي عينيه من بخارها

أو مائها، وهي التي تُمَرَّطُ بها الجلود فلا تترك عليها شعرة ولا لحمة

إلاَّ حلقته؛ قال المرار:

جَرِبْنَ فلا يُهْنَأْنَ إلاَّ بِغَلْقَةٍ

عَطِينٍ، وأَبوالِ النِّساءِ القَواعِدِ

وأورد الأزهري هذا البيت ونسبه لمزَزَّدّ. ابن السكيت: إهَابٌ مَغْلُوق

إذا جعلت فيه الغَلْقَة حين يُعْطَنُ، وهي شجرة تَعْطِنُ بها أهل الطائف،

وقال مرة: هي عشبة تجفَّف وتطحن ثم تُضْرَبُ بالماء وتنقع فيها الجلود

فتمرّط، وربما خلطت بها شجرة تسمى الشَّرْجَبان، يقال منه أَديم مَغْلوق.

وقال مرة: الغَلْقةُ، بالفتح، عن البكري وغيره، والغِلْقَةُ، بالكسر، عن

أَعرابي من ربيعة، كلاهما: شجرة تشبه العِظْلِمَ مُرَّة جدّاً ولا

يأْكلها شيء، والحبشة يطبخونها ثم يطلون بمائها السلاح فلا يصيب شيئاً إلا

قتله.وغَلاَّق: اسم رجل من بني تميم. وغَلاَّق: قبيلة أَو حيّ؛ أنشد ابن

الأَعرابي:

إذا تَجَلَّيْتَ غَلاَّقاً لِتَعْرِقَها،

لاحَتْ من اللُّؤْمِ في أَعْناقها الكُتبُ

إنِّي وأَتْيَ ابنِ غَلاَّقٍ لِيَقْرِيَني،

كغابط الكلب يَبْغي النِّقْيَ في الذَّنَبِ

ويروى: يبغي الطِّرْقَ، ويروى: يرجو الطِّرْق.

غلق
الغَلْقَةُ بالفَتْح، وَهُوَ الأكثرُ، كَذَا سمِعَه أَبُو حَنيفَة، عَن البَكْريّ ويُكْسَرُ كَذَا سمِعَه عَن أعرابيٍّ من رَبيعةَ. ويُقال: غَلْقَى كسَكْرَى عنْ غير أبي حَنيفَة: شُجيْرة تُشبِه العِظْلِم مُرةٌ جدا، لَا يأكُلُها شيْءٌ، تُجَفَّف، ثمَّ تُدَقّ، وتُضرَبُ بالماءِ، وتُنْقعُ فِيهَا الجُلودُ، فَلَا تبْقَى عَلَيْهَا شعْرَة وَلَا وَبَرَة إِلَّا أنْقَتْها منْها، وَذَلِكَ إِذا أَرَادوا طرْح الجُلودِ فِي الدِّباغ، بقَريّةً كانتْ أَو غنَميّة، أَو غيرَ ذَلِك، وَهِي تُدَقُّ وتُحْمَلُ فِي البِلادِ لهَذَا الشّأنِ، تكون بالحِجاز وتِهامَة. وَقَالَ ابنُ السّكيت: يُعْطِن بهَا أهْلُ الطّائِف. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: وَهِي شجَرةٌ لَا تُطاقُ حِدّةً، يتوقّعُ جانِيها على عيْنَيْه من بُخارِها أَو مائِها غايةٌ للدِّباغِ. وَقَالَ اللّيْثُ: وَهِي سُمٌّ يغْلَثُ بورَقِها للذّئابِ والكِلابِ فيقْتُلها، ويُدبَغُ بهَا أَيْضا. قَالَ مُزرِّدٌ: هَكَذَا نسبَه الأزهريّ لَهُ، وَقيل للمَرّار:
(جرِبْنَ فَلَا يُهْنأْنَ إِلَّا بغَلْقَةٍ ... عَطينٍ وأبوالِ النِّساءِ القواعِدِ)
قَالَ أَبُو حَنيفة: والحَبَشَة تَسُمُّ بهَا السِّلاح، وذلِك أَنهم يطبُخونَها ثمَّ يطْلون بمائِها السِّلاح، فيقْتُلُ مَنْ أصابَه. وإهابٌ مَغْلوقٌ: دُبِغَ بِهِ. وَقَالَ ابنُ السِّكيت: إِذا جعَلْتَ فِيهِ الغَلْقَة حِين يُعْطَنُ، كَمَا فِي الصِّحاح. وغلَقَ الْبَاب يَغْلِقُه من حدِّ ضرَبَ غلْقاً، نقَلَها ابنُ دُريد، وعَزاها الى أبي زيْدٍ: لُثْغَةٌ أَو لُغَيّة رَديئةٌ متْروكة فِي أغْلَقَه فَهُوَ مُغْلَقٌ، أَو نادِرَة، وَقد جاءَ ذَلِك فِي قوْلِ الشّاعِرِ:
(لَعِرْضٌ من الأعْراضِ يُمْسي حَمامُهُ ... ويُضْحي على أفنائِه الغِينِ يهْتِفُ) (أحَبُّ الى قَلبي من الدّيكِ رَنّةً ... وبابٍ إِذا مَا مالَ للغَلْقِ يصرِفُ)
وَهِي لُغة متروكة، كَمَا قَالَه الجوهريّ. قَالَ أَبُو الْأسود الدّؤَليّ:
(وَلَا أقولُ لقِدْرِ القوْمِ قد غَلِيَتْ ... وَلَا أقولُ لبابِ الدّارِ مغْلوقُ)

(لَكِن أقولُ لِبابي مُغْلَقٌ، وغلَت ... قِدْري وقابَلَها دَنٌّ وإبْريقُ)
وَأما غلق الْبَاب فَهِيَ لُغَة فَصيحة. وربّما قَالُوا: أغْلَقْتُ الأبوابَ، يُراد بهَا التّكثير، نَقله سيبَوَيه، قَالَ: وَهُوَ عرَبيٌّ جيّدٌ. وأنشَدَ الجوْهَريُّ للفَرزدق:
(مازلتُ أفتَحُ أبْواباً وأُغْلِقُها ... حَتَّى أتَيْتُ أَبَا عمْرِو بنَ عمّارِ)
قَالَ أَبُو حاتِم السِّجِسْتاني: يُريدُ أَبَا عَمرو بنَ العَلاءِ. وغلَق فِي الأرضِ يغلِق غلْقاً، مثل: فَلَق يفلِق يفلِق فَلْقاً: أمْعَنَ فِيهَا، عَن ابنِ عبّادٍ، وَهُوَ مجَاز. ورجُل غَلْق أَو جمَل غَلْق، بالفَتْح فيهِما، أَي: كَبيرٌ أعجَفُ، وَكَذَلِكَ جَمَل غَلْقة: إِذا هُزِلَ وَكبر. ونَصُّ النّوادِر: شيخٌ غلْق. أَو رجل) غَلْق، أَي: أحْمَرُ، وَكَذَلِكَ سِقاءٌ غَلْق، وأدَمٌ غَلْق، نَقَلَه ابنُ عبّاد. ويُقال: بابٌ غُلُق، بضمّتيْن أَي: مُغْلَق، وَهُوَ فُعُلٌ بِمَعْنى مفْعول، مثل: قارورةٌ فُتُحٌ، وبابٌ فُتُحٌ: واسِع ضخْم، وجِذْع قُطُل.
والغَلَقُ بالتّحريك: المِغْلاقُ، وَهُوَ مَا يُغْلَقُ بِهِ البابُ وَهُوَ المِرْتاج أَيْضا. قَالَ الراغِبُ: وقيلَ: مَا يُفتَح بِهِ، لَكِن إِذا عُبِّر بالإغلاقِ يُقال: مِغْلَق، ومِغْلاق، وَإِذا عُبِّر بالفتحِ، يُقال: مِفْتَحٌ ومِفْتاح.
كالمُغْلوق بِالضَّمِّ. نقَله الجوهريّ وضَبَطَه، وأهْمَل المُصَنِّفُ ضبْطَه، فاقْتَضَى اصْطِلاحُه فتْحَ الْمِيم، مَعَ أنّ هَذِه من جُمْلَةِ النّوادِرِ الَّتِي تقدّم ذكرُها فِي علق فَكَانَ واجبَ الضّبطِ، كَمَا لَا يَخْفَى. والمِغْلَقُ، كمِنْبَر: سهْمٌ فِي المَيْسِر، أَو هُوَ السّهْمُ السّابع فِي مُضَعَّفِ الميْسِر لاستِغْلاقِه مَا يَبقَى من آخِر الميْسِر، قَالَه اللّيثُ وَصَاحب المُفردات. ج مَغاليقُ، وأنْشَد اللّيْثُ للَبيد:
(وجَزورِ أيسارٍ دعوْتُ لحَتْفِها ... بمَغالِقٍ مُتشابِهٍ أجرامُها)
أَو غَلِط اللّيْثُ فِي تفْسيرِ قوْلِه: بمَغالِق. والمَغالِقُ: من نُعوتِ القِداحِ الَّتِي يكونُ لَهَا الفوْزُ، وليسَت المَغالِقُ من أسْمائِها، وَهِي الَّتِي تُغْلِقُ الخَطَر، فتوجِبُه للقامِرِ الفائِزِ، كَمَا يغْلَقُ الرَّهنُ لمُسْتَحِقِّه. وَمِنْه قولُ عَمْرو بنِ قَميئَة:
(بأيْديهِمُ مَقْرومةٌ ومَغالِقٌ ... يعودُ بأرْزاقِ العِيالِ مَنيحُها)
كَذَا فِي التّهذيبِ، وَهُوَ مَجاز. وَمن المَجاز: غلِقَ الرّهْنُ، كفَرِح غَلَقاً: استَحقّه المُرْتَهِن، وذلِك إِذا لم يُفْتَكَكْ فِي الْوَقْت المشْروطِ. وَفِي الحَدِيث: لَا يَغْلَق الرَّهْنُ هَذَا نصُّ الجوهريّ. وَقَالَ سيبَويْهِ: وغلِق الرّهْنُ فِي يَدِ المُرْتَهِن غَلَقاً وغُلوقاً، فَهُوَ غَلِقٌ: استَحَقّه المُرتَهِنُ وذلِك إِذا لم يُفتَكَّ فِي الوقْت المشْروطِ. وَفِي لحَدِيث: لَا يغْلَق الرَّهْنُ بِمَا فِيهِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيد فِي تفْسير هَذَا الحَدِيث أَي: لَا يستَحِقُّه المُرْتَهِن إِذا لم يُرَدّ الرّاهِنُ مَا رَهَنه فِيهِ، وَكَانَ هَذَا مِنْ فِعْلِ الجاهليّة فأبْطَلَه النبيُّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم بقولِه: لَا يَغْلَق الرّهْنُ. قَالَ شيخُنا: أَي: لابُدّ من نظَر مالِك الرّهنِ وبَيْعِه إيّاه بنَفْسِه، أَو أخذِه وإعطاءِ مَا رُهِنَ بِهِ وَإِن أبَى ألزَمَه القَاضِي بذلِك. وَفِي العُباب: فِي الحَديث: لَا يغْلَقُ الرّهْنُ بِمَا فِيه، لَك غُنْمُه، وَعَلَيْك غُرْمُه. وسُئلَ إبراهيمُ النّخعيّ عَن غَلَقِ الرّهْنِ، فَقَالَ: لَا يستَحِقُّه المُرْتَهِنُ إِذا لم يؤدِّ الرّاهِنُ مَا عليهِ فِي الوقْت المُعَيَّنِ، ونَماؤه وفضلُ قيمَتِه للرّاهِن، وعَلى المُرتَهِنِ ضَمانُه إِن هَلَك قَالَ زُهيرٌ يذكُرُ امْرَأَة:
(وفارَقَتْكَ برَهْنٍ لَا فَكاكَ لهُ ... يومَ الوداعِ فأمْسى الرّهْنُ قد غلِقا)
يَعْنِي أنّها ارتَهَنَت قلبَه، ورُهِنت بِهِ. وأنشَد شَمِر:)
(هلْ مِنْ نَجازٍ لمَوْعودٍ بخِلْت بهِ ... أَو للرّهينِ الّذي استَغْلَقْت من فادِي)
وَقَالَ عُمارةُ بنُ صَفْوانَ الضّبّيُّ:
(أجارَتَنا مَنْ يجْتَمِعْ يتفرَّقِ ... ومَنْ يكُ رهْناً للحَوادثِ يغْلَقِ)
وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: غَلِقَ الرّهْن يغْلَق غُلوقاً إِذا لم يوجَدْ لَهُ تخَلُّصٌ، وبَقِي فِي يدِ المُرتَهِن لَا يَقْدِرُ راهِنُه على تخْليصِه. وَمعنى الحَدِيث أنّه لَا يستَحِقُّه المرتَهِن إِذا لم يستفِكّه صاحبُه. وَكَانَ هَذَا من فِعْل الجاهِليّة أنّ الراهِنَ إِذا لم يؤَدِّ مَا عليهِ فِي الوقْتِ المُعيَّنِ مَلَك المرتَهِنُ الرّهْنَ، فأبطَلَه الإسلامُ. وَمن المَجاز: غلِقَت النّخلَةُ غلَقاً، فَهِيَ غلِقَةٌ: إِذا دوّدَتْ أُصولُ سَعَفِها، فانْقَطَع حمْلُها. وأغلَقَت عَن الإثْمار. وَمن المَجاز: غلِقَ ظَهْرُ البَعير غَلَقاً، فَهُوَ غَلِقٌ: إِذا دبِرَ دَبَراً لَا يَبْرأُ، وَهُوَ أَن تَرى ظهرَهُ أجمَعَ جُلْبَتَيْنِ آثَار دَبَرٍ قد بَرَأَتْ فأنْتَ تنظرُ الى صفحَتَيْه تبرُقان.
وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: الغَلَق: شَرّ دَبَر البَعير، لَا يقدِرُ أَن تُعادَى الأداةُ عَنهُ، أَي: تُرفَعُ عَنهُ حَتَّى يكون مرتَفِعاً، وَقد عادَيْت عَنهُ الأداة، وَهُوَ أَن تَجوب عَنهُ القَتَبَ والحِلْسَ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: يُقَال استَغْلَقَني فلانٌ فِي بَيْعَتِه نَصُّ ابنِ شُمَيلٍ فِي بَيْعي إِذا لم يجعَل لي خِياراً فِي ردّه. قَالَ: واستَغلَقَتْ عليَّ بيعَتُه: صارَ كذلِك، وَهُوَ مجَاز. وَمن المجازِ: استَغْلَق علَيْه الكَلام إِذا أُرْتِجَ علَيه فَلَا يتكلّمُ وَفِي الأساسِ: إِذا ضُيِّق عَلَيْهِ وأُكْرِه. وكلامٌ غلِق، ككَتِف أَي: مُشْكِلٌ وَهُوَ مجازٌ.
وغلاّقٌ كشدّادٍ: رجُلٌ من بَني تَميم، نقَلَه الجوهَريُّ. وَقَالَ غيرُه: هُوَ أَبُو حيٍّ، وأنشَدَ ابنُ الْأَعرَابِي:
(إِذا تجلّيتَ غلاّقاً لتَعرِفَها ... لاحَتْ من اللؤْمِ فِي أعْناقِها الكُتُب)

(إنّي وأتْيَ ابنَ غلاّقٍ ليقْرِيَني ... كغابِطِ الكَلْب يرْجو الطِّرقَ فِي الذّنَبِ)
وَأَيْضًا: شاعِر، وَهُوَ غَلاّقُ بنُ مَرْوانَ بنِ الحكَم بنِ زِنْباعٍ، لَهُ أشعارٌ جيّدة، أورَدَه المَرزُبانيّ، وَلكنه ضبَطَه بالعَيْنِ المُهْمَلَة. وخالِدُ بنُ غلاّق: مُحدِّثٌ وَهُوَ شيخٌ للجُرَيْريّ أَو هُوَ بالمُهْمَلَة، وَقد أشرْنا إِلَيْهِ، وذكرَه الحافظُ بِالْوَجْهَيْنِ. وعيْنُ غَلاقٍ، كقَطامٍ: ع نقَله الصّاغانيّ. وغَوْلَقان: ة بمَرْوَ نقَلَه الصَّاغَانِي. والإغْلاقُ: الإكْراهُ قَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: أغْلَقَ زيدٌ عَمْراً على شَيْء يفْعله: إِذا أكْرَهَه عَلَيْهِ. وَفِي الحَدِيث: لَا طَلاقَ وَلَا عِتاقَ فِي إغْلاق أَي: فِي إكْراهٍ، لأنّ المُغلَق مُكرَهٌ عَلَيْهِ فِي أمْرِه ومُضَيَّقٌ عَلَيْهِ فِي تصرّفه، كأنّه يُغْلَق عَلَيْهِ البابُ، ويُحبَس، ويُضيَّق عَلَيْهِ حَتَّى يُطَلِّقَ. والإغلاقُ: ضِدُّ الفَتْح. يُقال: فتحَ بابَه وأغْلَقَه، وَقد تقدّم شاهِدُه. والاسمُ الغَلْقُ بالفَتْحِ، نقَلَه)
الجوهريُّ، وتقدّم شاهِدُه. والإغلاقُ: إدبارُ ظهْرِ البَعيرِ بالأحْمال المُثْقَلَة. وَمِنْه حديثُ جابِرٍ رضيَ الله عَنهُ: شَفاعةُ رسولِ الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم لمَنْ أوثَقَ نفسَه، وأغلَق ظهرَه. شبّه الذّنوب الَّتِي أثْقَلَتْ ظهر الْإِنْسَان بثِقَلِ حِمْلِ البَعير. وَقيل: الإغلاقُ: عملُ الجاهِليّة، كَانُوا إِذا بلَغَتْ إبلُ أحدِهم مائَة أغْلَقوا بَعيراً بِأَن ينزِعوا سَناسِن فِقَرِه، ويَعْقِروا سَامَه، لِئَلَّا يُركَب، وَلَا يُنتفَعَ بظهْرِه، ويُسمّى ذَلِك البَعير المُعَنَّى، كَمَا سَيَأْتِي فِي عني. والمُغالَقَة: المُراهَنَة، وأصلُها فِي المَيْسِر. وَمِنْه الحَدِيث: ورجُلٌ ارْتَبَطَ فَرَستاً ليُغالِقَ عَلَيْهَا. وَمِمَّا يُستَدرَك عَلَيْهِ: غلّقْتُ الأبوابَ. قَالَ سيبَوَيْه: شُدِّد للتّكثير. قَالَ الأصْبهانيُّ: وَذَلِكَ إِذا أغْلَقْت أبواباً كَثِيرَة، أَو أغْلقت بَابا مِراراً، أَو أحْكَمْتَ إغلاقَ بَاب، وعَلى هَذَا) وغلَّقَتِ الأبوابَ (وغَلَّقَ البابَ. وانْغَلَق، واستَغْلق: عسُرَ فَتحُه. وَجمع الغَلَق، مُحرّكة: الأغْلاقُ. قَالَ سيبَوَيهِ: لم يُجاوِزوا بِهِ هَذَا البِناءَ، واسْتَعارَه الفرزدَقُ، فَقَالَ:
(فبِتْنَ بجانِبَيَّ مُصرَّعاتٍ ... وبِتُّ أفُضُّ أغْلاقَ الخِتامِ)
قَالَ الفارسيُّ: أرادَ خِتامَ الأغْلاقِ، فقلَب. وَفِي حَدِيث أبي رافِعٍ: ثُمّ علّقَ الأغاليقَ على وَدٍّ. هِيَ المَفاتيحُ، واحِدُها إغْليقٌ. والغَلاقُ، كسَحابٍ: المِغْلاقُ. وإغْلاقُ القاتِل: إسْلامُه الى وَليِّ المَقتولِ، فيحْكُم فِي دَمهِ مَا شاءَ. يُقال: أُغْلِقَ فلانٌ بجَريرَتِه، وَقَالَ الفَرَزْدَق: أسارَى حَديدٍ أُغْلِقَتْ بدِمائها والاسمُ مِنْهُ الغَلاقُ، قَالَ عَديُّ بن زَيْد:
(وتقولُ العُداةُ أودَى عَديٌّ ... وبَنوه قد أيقَنوا بالغَلاقِ)
والمِغْلاق: لُغةٌ فِي المِغْلَقِ لسَهْمِ القِداح. ورجُل غَلِقٌ، ككَتِفِ: سَيّئُ الخُلُق. وَقَالَ أَبُو بكر: كَثيرُ الغَضَب. وَقيل: الضّيِّقُ الخُلُقِ، العَسِر الرِّضا. وَقد أُغْلِقَ فُلانٌ: إِذا أُغْضِبَ، فغَلِق: غضِبَ واحتدّ. وَقَالَ الليثُ: يُقال: احتدّ فلَان فغَلِق فِي حِدّتِه، أَي: نشِبَ، وَهُوَ مجَاز. وغَلِقَ قلبُه فِي يدِ فُلانَةَ كذلِك. ويُقال: حَلالٌ طِلْق، وحَرام غِلْق. وفلانٌ مِفْتاحٌ للخير، مِغْلاق للشّرِّ، وَالْجمع مَغالِيق. وأنشَدَ ابنُ الْأَعرَابِي لأوْس بنِ حجَر:
(على العُمْر واصْطادَت فؤاداً كأنّه ... أَبُو غَلِقٍ فِي لَيْلَتَيْنِ مؤَجَّلُ)
وفسّره فَقَالَ: أَبُو غَلِقٍ، أَي: صاحِبُ رَهْنٍ غلِقَ أجَلُه ليلتانِ أَن يُفَكّ. وقومٌ مَغاليقُ: يغلَقُ الرّهن على الأيديهم. وغَلِق غَلَقاً: ذهَبَ. وأغْلَقَ الرّهنَ: أوجبَه، عَن ابنِ الأعرابيّ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو:)
الغَلَقُ: الضّجَر. ومكانٌ غَلِقٌ، أَي: ضَيِّقٌ، يُقَال: إيّاك والغَلَق. والغَلَق أَيْضا: الهَلاك. وَقَالَ المُبرِّدُ: الغَلَقُ: ضيقُ الصّدرِ، وقِلّةُ الصّبْر. وأغْلَق عَلَيْهِ الأمرُ: إِذا لم ينْفَسِح لَهُ. وغَلِقَ الأسيرُ والجاني، فَهُوَ غلِقٌ: إِذا لم يُفْدَ. قَالَ أَبُو دَهْبَل:
(مازِلْتَ فِي الغَفْرِ للذّنوبِ، وإطْ ... لاقٍ لِعانٍ بجُرْمِه غَلِقِ)
وَقَالَ شَمِر: يُقال لكلِّ شيْءٍ نَشِب فِي شَيْءٍ فلَزِمه: قد غلِقَ فِي الباطِل، وأنشَدَ شمِر للفرزْدَق:
(وعَرّدَ عَن بَنيهِ الكَسْبَ مِنْهُ ... وَلَو كانُوا أولِي غَلَقٍ سِغابا)
أولِي غَلَق، أَي: قد غَلِقوا فِي الفَقْر والجوعِ. وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: الغَلْقُ، بِالْفَتْح: السِّقاءُ النَّغِلُ.

غلق

1 غَلَقَ as syn. with أَغْلَقَ: see the latter.

A2: Also, inf. n. غَلْقٌ, He went away. (TA.) b2: And غَلَقَ فِى الأَرْضِ, aor. ـِ inf. n. غَلْقٌ, He went far into the land; (Ibn-'Abbád, O, K, * TA;) as also فَلَقَ, aor. ـِ inf. n. فَلْقٌ. (Ibn-'Abbád, O, TA.) A3: غَلِقَ said of a door: see 7. b2: [Hence,] غَلِقَ الرَّهْنُ, aor. ـَ (S, Mgh, O, Msb, K, &c.,) inf. n. غَلَقٌ, (S, O, Msb,) or غُلُوقٌ, (IAar, TA,) or both, (Sb, TA,) (tropical:) The pledge was, or became, a rightful possession [i. e. a forfeit] to the receiver of it (S, Mgh, O, Msb, K) when not redeemed within the time stipulated; (S, O, K;) or so غَلِقَ الرَّهْنُ فِى

يَدِ المُرْتَهِنِ: (Sb, TA:) or غَلِقَ الرَّهْنُ means the pledge remained in the hand [or possession] of the receiver of it, the pledger being unable to redeem it; (IAar, TA;) accord. to the Bári', it is when a man pledges a commodity and says, “If I do not pay thee within such a time, the pledge shall be thine for the debt. ” (Msb.) This is forbidden in a trad. (S, Mgh, O, Msb, &c.) It is said in a trad. of the Prophet on this subject, لَا يَغْلَقُ بِمَا فِيهِ لَكَ غُنْمُهُ وُعَلَيْكَ غُرْمُهُ [meaning It shall not become a forfeit to the receiver with what is involved in it: (or, accord. to an explanation of the first clause in the Msb, it shall not become a rightful possession to the receiver for the debt for which it was pledged:) to thee shall pertain the regaining of it, and its increase, and growth, and excess in value, if such there be, and upon thee shall be the obligation of the debt belonging to it, and the bearing of any unavoidable damage that it may have sustained]: (O:) or لَهُ غُنْمُهُ وَعَلَيْهِ غُرْمُهُ i. e., accord. to A 'Obeyd, to him (the owner) it shall return, and to him shall pertain its increase [if there be any], and if it have become defective, or have perished, [unavoidably,] he shall be responsible for it and shall pay the debt to him to whom it is owed without being compensated by [the remission of] aught of the debt: (Msb:) or لَكَ غُنْمُهُ وَعَلَيْهِ غُرْمُهُ, which means to thee (the pledger) shall pertain the increase of it (the pledge), and its growth, and its excess in value, [if it have any,] and upon him (the receiver of it) shall be the responsibility [to make compensation] for it if it perish [through his fault, in his possession], (O. [There are other, somewhat different, readings and explanations of this trad. in the Mgh &c.; but what I have here given, from the O and Msb, appear to me to be the most approvable. See also غُنْمٌ: and see art. رهن.]) Zuheyr says, وَفَارَقَتْكَ بِرَهْنٍ لَا فَكَاكَ لَهُ يَوْمَ الوَدَاعِ فَأَمْسَى الرَّهْنُ قَدْ غَلِقَا (assumed tropical:) [And she separated herself from thee with a pledge for which there is nothing wherewith it may be redeemed, on the day of valediction, so the pledge has become a forfeit to its receiver]: (S, Mgh, O, TA:) he means that she received his heart as a pledge, and went away with it. (Mgh, TA.) The saying of Ows Ibn-Hajar

أَبُو غَلَقٍ فِى لَيْلَتَيْنِ مُؤَجَّلِ means (assumed tropical:) The owner of a pledge that has become a rightful possession [or forfeit] to its receiver, the period for the release of which is two nights: to this he likens a captivated heart. (TA.) b3: One says also, of a slave who has received permission to traffic, غَلِقَتْ رَقَبَتُهُ بِالدَّيْنِ (assumed tropical:) His رَقَبَة [meaning person] has become a rightful possession [or a forfeit to his creditor or creditors] by reason of debt, when he is unable to free it. (Mgh.) b4: And غَلِقَ signifies also (assumed tropical:) He was unransomed, or unredeemed; said of a captive, and of a criminal. (TA.) b5: And (tropical:) He, or it, stuck fast: (S, O, TA:) thus in the saying, غَلِقَ قَلْبُهُ فِى يَدِ فُلَانَةَ [His heart stuck fast in the possession of such a woman or girl]: (TA:) and اِحْتَدَّ فَغَلِقَ فِى حِدَّتِهِ [He became excited by sharpness of temper, and stuck fast in his sharpness of temper]: (S, O. TA:) and غَلِقَ is said of anything that sticks fast in a thing, and cleaves to it: thus one says, غَلِقَ فِى

البَاطِلِ [He stuck fast in that which was vain, or false]: and the saying of El-Farezdak وَلَوْ كَانُوا أُولِى غَلَقٍ سِغَابَا means Had they been persons who had stack fast in poverty and hunger, cleaving thereto. (Sh, TA.) b6: Also, (Msb, TA,) inf. n. غَلَقٌ, (Mgh, Msb,) (assumed tropical:) He was, or became, disquieted, (Mgh,) or disquieted by grief; (Mgh, Msb;) or angry, (Msb, TA.) and excited by sharpness of temper. (TA.) Hence يَمِينُ الغَلَقِ (assumed tropical:) The oath of anger; said by some of the lawyers to be so called because he who swears it closes thereby against himself a door preventing him from advancing or drawing back. (Msb.) And hence إِيَّاكَ وَالغَلَقَ (assumed tropical:) Beware thou of, or avoid thou, the being disquieted, or disquieted by grief [or anger]: or, as some say, the meaning is, التَّطْلِيقَاتُ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْهَا ↓ لَا يُغْلَقُ شَىْءٌ (assumed tropical:) [i. e. The sentences of divorce shall not be closed, or concluded, at once, by one's saying

“ Thou art trebly divorced,” so that there shall not remain of them aught]; for one should divorce agreeably with the سُنَّة: (Mgh:) [or, accord. to the TA, إِيَّاكَ وَالغَلَقَ app. means beware thou of, or avoid thou, the state of straitness:] and الغَلَقُ signifies also the being in a state of perdition: (TA:) and contractedness of the mind or bosom, (Mbr, JK, TA,) and paucity of patience. (Mbr, TA.) b7: One says also, غَلِقَتِ النَّخْلَةُ, (O. K, TA,) inf. n. غَلَقٌ, (TA,) : The palm-tree had worms in the bases of its branches and was thereby stopped from bearing fruit; (O, K, TA;) and so عَنِ الإِثْمَارِ ↓ أُغْلِقَتْ. (TA.) b8: And غَلِقَ ظَهْرُ البَعِيرِ, (S, O, K, TA,) inf. n. غَلَقٌ, (S, O, TA,) (tropical:) The back of the camel became galled with galls not to be cured; (S, O, K, TA;) the whole of his back being seen to be two portions of cicatrized skin, the results of galls that had become in a healing state, and the two sides thereof glistening: ISh says that in the case of the worst galls of the camel, the furniture, or saddle and saddle-cloth, cannot be [partially] raised from contact with him [so as to be bearable by him]. (TA.) 2 غَلَّقَ see 4, former half, in three places.3 مُغَالَقَةٌ signifies (assumed tropical:) The contending for a bet, or wager; syn. مُرَاهَنَةٌ; (O, K;) originally, in the game called المَيْسِر: whence, in a trad., the phrase اِرْتَبَطَ فَرَسًا لِيُغَالِقَ عَلَيْهَا (assumed tropical:) [He tied up a mare in order that he should contend upon her in a race for a stake or stakes]. (O.) 4 اغلق البَابَ, (S, Mgh, O, Msb, K, &c.,) inf. n. إِغْلَاقٌ, (Mgh, K, &c.,) He made the door fast with a غَلَق, so that it could not be opened unless with a key; (Msb;) [i. e.] he locked the door; or bolted it: or he closed, or shut, it: (MA:) contr. of فَتَحَهُ: (O, K: *) and ↓ غَلَقَهُ, (S, O, Msb, K,) aor. ـِ (Msb, K,) inf. n. غَلْقٌ, (S, O, Msb,) signifies the same; (S, O, Msb, K;) mentioned by IDrd, on the authority of Az; but rare; (Msb;) or a mispronunciation; (K;) or bad, (S, O, K,) and rejected; (S;) and غَلْقٌ is [said to be] the subst. from أَغْلَقَ; (S, Mgh, K;) whence the saying of a poet, وَبَابٍ إِذَا مَا مَالَ لِلْغَلْقِ يَصْرِفُ [And a door that, when it turns to be locked, or closed, creaks]: (S, O, Mgh: *) and one says, الأَبْوَابَ ↓ غَلَّقْتُ [I locked, or closed, the doors]; the verb being with teshdeed to denote multiplicity [of the objects]; (Sb, S, TA;) [and] it is so to denote muchness [of the action] or intensiveness, (O,) [for] one says also, البَابَ ↓ غلّق, a chaste phrase; El-Isbahánee says that ↓ غَلَّقْتُ signifies I locked, or closed, (أَغْلَقْتُ,) many doors, or a door several times, or a door well or thoroughly; (TA;) and one says also أَغْلَقْتُ الأَبْوَابَ; (S, O, TA;) said by Sb to be a good Arabic phrase; (TA;) but this is rare; (O;) El-Farezdak says, مَا زِلْتُ أَفْتَحُ أَبْوَابًا وَأُغْلِقُهَا حَتَّى أَتَيْتُ أَبَا عَمْرِو بْنَ عَمَّارِ [I ceased not to open doors and to close them until I came to Aboo-'Amr Ibn-'Ammár], meaning, as AHát says, Aboo-'Amr Ibn-El-'Alà. (S, O, TA.) b2: [Hence] one says, أُغْلِقَ عَلَيْهِ الأَمْرُ (assumed tropical:) The affair was [as though it were closed against him; i. e., was made] strait to him. (TA. [See also 10.]) b3: And [hence] إِغْلَاقٌ signifies (assumed tropical:) The act of constraining: (Mgh, O, TA:) whence the saying in a trad., لَا طَلَاقَ وَلَا عَتَاقَ فِى إِغْلَاقٍ (assumed tropical:) [There is no divorcement of a wife, nor liberation of a slave, in a case of constraint]; (Mgh, * O, TA;) for the agent is straitened in his affair, (Mgh, TA,) as though the door were locked, or closed, against him, and he were imprisoned. (TA.) One says, أَغْلَقَهُ عَلَى شَىْءٍ (assumed tropical:) He constrained him to do a thing. (IAar, Mgh, TA.) b4: See also 1, last quarter, in two places. b5: One says also, اغلق الرَّهْنَ (tropical:) He made, or declared, the pledge to be due [or a forfeit to its receiver]. (IAar, TA.) And in like manner one says of the arrows termed مَغَالِق, [pl. of مِغْلَقٌ,] تُغْلِقُ الخَطَرَ i. e. (tropical:) They make the stake, or wager, or thing playedfor, to be due [or a forfeit] to the player (O, TA) who wins, or is successful. (TA.) b6: And اغلق القَاتِلَ (assumed tropical:) He delivered, or surrendered, the slayer to the heir, or next of kin, of the slain, that he might decide respecting his blood as he pleased. (O, TA.) And أُغْلِقَ فُلَانٌ بِجَرِيرَتِهِ (assumed tropical:) [Such a one was delivered, or surrendered, to be punished for his crime]. (TA.) And El-Farezdak says, أَسَارَى حَدِيدٍ أُغْلِقَتْ بِدِمَآئِهَا (assumed tropical:) [Captives in bonds of iron, delivered, or surrendered, to be punished for their bloods that they had shed]. (TA.) b7: And أُغْلِقَ فُلَانٌ (assumed tropical:) Such a one was angered. (TA.) b8: And الإِغْلَاقُ [or rather إِغْلَاقُ ظَهْرِ البَعِيرِ] signifies (assumed tropical:) The galling of the back of the camel by heavy loads: (K, TA:) whence the phrase مَنْ أَغْلَقَ ظَهْرَهُ [meaning (assumed tropical:) Such as has heavily burdened his back with sins], applied, in a trad., to one of those for whom the Prophet will intercede; the sins that have burdened the back of the man being likened to the weight of the load of the camel: [but] it is also said that الإِغْلَاقُ was a practice of the Time of Ignorance; that when the camels of any one of them amounted to a hundred, أَغْلَقُوا بَعِيرًا, i. e. (assumed tropical:) They displaced the سَنَاسِن [pl. of سِنْسِنٌ, q. v.] of one of the vertebræ of a camel, and wounded his hump, in order that he might not be ridden, and that no use might be made of his back; and that camel was termed مُعَنًّى [q. v. in art. عنو]. (TA.) 6 تغالقوا They contended, one with another, for bets, or wagers. See 3.]7 انغلق; (MA, TA;) and ↓ غَلِقَ, (TA,) inf. n. غَلَقٌ; (KL;) and ↓ استغلق; (KL, TA;) said of a door, (MA, KL, TA,) It was, or became, locked, or bolted; or closed, or shut; (MA, KL;) or difficult to be opened: (TA:) انغلق is the contr. of انفتح. (Msb.) b2: See a verse cited voce رَوِيْئَةٌ, in art. روأ. [And see also 10.]10 إِسْتَغْلَقَ see 7. b2: [Hence] one says, اِسْتَغْلَقَتْ رَحِمُ النَّاقَةِ فَلَمْ تَقْبَلَ المَآءَ (assumed tropical:) [The she-camel's womb became closed so that it did not admit the seminal fluid]. (Lth, K in art. ربع.) b3: And استغلق عَلَيْهِ الكَلَامُ (tropical:) Speech was as though it were closed against him, (S, O, K, TA,) so that he [was tongue-tied, or] spoke not: accord. to the A, it is said of one who is straitened, and required against his will to speak. (TA.) b4: And استغلق الأَمْرُ (assumed tropical:) i. q. أَعْضَلَ, q. v. (S and O in art. عضل.) b5: And استغلق الخَبَرُ (assumed tropical:) i. q. اِسْتَبْهَمَ, q. v. (Msb in art. بهم.) b6: And اِسْتَغْلَقَنِى فِى بَيْعِى, (ISh, O,) or فى بَيْعَتِهِ, (K,) (tropical:) He made me to be without the option of returning [in the selling to me, or in his sale]: (ISh, O, K, TA:) b7: and اِسْتَغْلَقَتْ عَلَىَّ بَيْعَتُهُ (ISh, O, K) (tropical:) His sale was to me without the option of returning. (K, TA.) غَلْقٌ is [said to be] the inf. n. of غَلَقَ as syn. with أَغْلَقَ: (S, O, Msb:) and (S, K) the subst. from the latter verb [q. v.]. (S, Mgh, K.) A2: As an epithet, (O, K,) applied to a man, or to a camel, (K,) or to each of these, (O,) Old, or advanced in age, and lean, meagre, or emaciated: (O, K, TA:) accord. to the “ Nawádir,” it is applied to an old man [app. as meaning lean, meagre, or emaciated]: (TA:) or red; (K;) or in this sense applied to a man, and to a skin for water or milk, and to leather: (Ibn-'Abbád, O:) or, accord. to AA, applied to a skin for water or milk, vitiated, or rendered unsound, in the tanning. (O.) مَالٌ غِلْقٌ (assumed tropical:) Unlawful property: (JK:) or property to which there is no access; (TA voce رِتْجٌ;) i. q. مَالٌ رِتْجٌ. (K and TA ibid.) One says حَلَالٌ طَلْقٌ: [see art. طلق:] and [in the contr. sense] حَراَمٌ غِلْقٌ (assumed tropical:) [Unlawful, inaccessible]. (TA.) غَلَقٌ [A lock;] a thing by means of which a door is made fast, (S, * O, * Msb, K, *) not to be opened save with a key; (S and K voce مِزْلَاجٌ;) a thing that is closed and opened with a key; (Mgh;) pl. أَغْلَاقٌ, (Sb, Msb, TA,) its only pl.: (Sb, TA:) and ↓ مِغْلَاقٌ is syn. therewith; (S, Mgh, O, Msb, K;) pl. مَغَالِيقُ: (Msb:) so too is ↓ مِغْلَقٌ: (Msb, TA:) and so ↓ مُغْلُوقٌ: (S, O, K:) and so ↓ غَلَاقٌ. (TA.) El-Farezdak has used its pl. metaphorically, [in a sense sufficiently obvious,] saying, فَبِتْنَ بِجَانِبَىَّ مُصَرَّعَاتٍ

وَبِتُّ أَفُضُّ أَغْلَاقَ الخِتَامِ meaning خِتَامَ الأَغْلَاقِ, the phrase being inverted by him. (TA.) b2: Also i. q. رِتَاجٌ, meaning A great door: whence the phrase مَفَاتِيحُ أَغْلَاقِهَا, by which are meant [the keys of] the [great] doors thereof. (Mgh.) غَلِقٌ [part. n. of غَلِقَ primarily signifying Being, or becoming, locked, or bolted; or closed, or shut. b2: And hence,] (tropical:) A pledge being, or becoming, a rightful possession [i. e. a forfeit] to the receiver of it, not having been redeemed within the time stipulated. (TA. [See also the verb.]) b3: And (assumed tropical:) A captive, and a criminal, unransomed, or unredeemed. (TA.) b4: (assumed tropical:) A narrow, or strait, place. (TA.) b5: (assumed tropical:) A man evil in disposition: or much, or often, in anger; thus expl. by Aboo-Bekr: or narrow in disposition, difficult to be pleased. (TA.) b6: And (tropical:) Speech, or language, [difficult to be understood,] dubious, or confused. (S, K, TA.) b7: And نَخْلَةٌ غَلِقَةٌ (tropical:) A palm-tree having worms in the bases of its branches and thereby stopped from bearing fruit. (TA.) b8: And غَلِقٌ applied to the back of a camel, (tropical:) Having incurable galls; the whole of it being seen to be two portions of cicatrized skin, and the two sides thereof glistening. (TA.) غُلُقٌ, applied to a door, [Locked; or bolted: or closed, or shut:] i. q. ↓ مُغْلَقٌ; (S, O, K;) of which ↓ مَغْلُوقٌ is a dial. var., but bad, (S, O,) and rejected. (S, TA.) غَلْقَةٌ, (S, O, K,) thus as heard by AHn from El-Bekree and others, (O,) and ↓ غِلْقَةٌ (O, K) as heard by him from one of the Desert-Arabs of Rabee'ah, the former the more common, (O,) and ↓ غَلْقَى, (K,) A certain tree [or plant] with which the people of Et-Táïf prepare hides for tanning by the treatment termed عَطْنٌ: (ISk, S, TA: [see عَطَنَ الجِلْدَ:]) accord. to information given to AHn by an Arab of the desert, (O,) a certain small tree, [or plant,] (O, K, TA,) resembling the عِظْلِم [q. v.], (O, TA,) bitter (O, K, TA) in an intense degree, not eaten by anything: it is dried, then bruised, and beaten, with water, and skins are macerated in it, in consequence of which there remains not upon them a hair nor a particle of fur nor a bit of flesh; this being done when they desire to throw the skins into the tan, whether they be of oxen or of sheep or goats or of other animals; and it is bruised, and carried into the various districts or towns for this purpose: (O, TA:) it is found in El-Hijáz and Tihámeh: (K, TA:) AHn says, it is a tree [or plant] not to be endured for pungency; the gatherer of it fears for his eyes from its exhalation or its juice: (TA:) it is of the utmost efficiency for tanning: (K, TA:) Lth says, (O, TA,) it is a bitter tree [or plant]; (O;) and it is a poison; a mixture being made with its leaves for wolves and dogs, which kills them; and it is used also for tanning therewith: (O, TA:) and AHn says, (TA,) the Abyssinians poison weapons with it, (K, TA,) cooking it, and then smearing with it the weapons, (TA,) and it kills him whom it smiles. (K, TA.) [Accord. to Forskål, (Flora Ægypt. Arab. p. lxvi.,) the names of “ Harmal حرمل, and Ghalget ed dib غلقت الديب,” by which he means حَرْمَل and غَلْقَة الذِّئْب, are now applied to Peganum harmala.]

غِلْقَةٌ: see the next preceding paragraph.

غَلْقَى: see the next preceding paragraph.

غَلَاقٌ: see غَلَقٌ.

A2: It is also a subst. from the verb in the phrase أُغْلِقَ فُلَانٌ بِجَرِيرَتِهِ [q. v.]: 'Adee Ibn-Zeyd says, وَتَقُولُ العُدَاةُ أَوْدَى عَدِىٌّ وَبَنُوهُ قَدْ أَيْقَنُوا بِالغَلَاقِ [And the enemies say, “'Adee has perished, and his sons have made sure of being surrendered ”]. (TA.) إِغْلِيقٌ [like إِقْلِيدٌ, which is more common,] A key; pl. أَغَالِيقُ. (TA.) [أَغَالِيقُ may also signify Locks, as a pl. pl., i. e. as pl. of أَغْلَاقٌ, which is pl. of غَلَقٌ.]

مُغْلَقٌ: see غُلُقٌ.

مِغْلَقٌ: see غَلَقٌ. b2: Also, (S, O, K, TA,) and ↓ مِغْلَاقٌ is a dial. var. thereof in this sense, (TA,) An arrow, (K,) i. e. any arrow, (S, O,) used in the game called المَيْسِر: (S, O, K:) or, (K,) accord. to Lth, (O,) المِغْلَقُ signifies السَّهْمُ السّابِعُ فِى مُضَعَّفِ المَيْسِرِ [i. e. the seventh arrow, app. belonging to the class, of the arrows of the game of الميسر, to which manifold portions are assigned; for المُضَعَّفُ as used in relation to the game called الميسر I do not find expl. otherwise than as an appellation of “ the second of the arrows termed الغُفْل, to which are assigned no portion; ” (see art. ضعف, and see also سَفِيحٌ;) and this cannot be here meant, as the seventh arrow (which is commonly called المُعَلَّى) has seven portions assigned to it: therefore it seems that مُضَعَّف is here used, if not mistakenly, in a sense which, though admissible, is unusual in a case of this kind]: (O, K:) pl. مَغَالِقُ: (S, O, K: in the CK [erroneously] مَغَالِيقُ:) or المُغَالِقُ is one of the epithets applied to the winning arrows, and is not one of their [particular] names; (O, K;) they being those that make what is played-for to be a forfeit to the player (تُغْلِقُ الخَطَرَ لِلْقَامِرِ): so accord. to Az, who says that Lth has made a mistake in his explanation. (O.) مِغْلَاقٌ: see غَلَقٌ. [Hence] one says, فُلَانٌ مِفْتَاحٌ لِلْخَيْرِ مِغْلَاقٌ لِلشَّرِّ (assumed tropical:) [Such a one is a key to that which is good, a lock to that which is evil]. (TA.) b2: And i. q. مِرْتَاجٌ [A thing with which a door is closed, or made fast, (app. a kind of latch,) affixed behind the door, in the part next to the lock]. (TA.) [See art. رتج: and see مِعْلَاقٌ, which seems to have the same, or a similar, meaning.]) b3: And رَجُلٌ مِغْلَاقٌ. (Msb,) and قَوْمٌ مَغَالِيقُ, (TA,) (assumed tropical:) A man, and a company of men, by means of whom (عَلَى يَدَيْهِ, Msb, and عَلَى أَيْدِيهِمْ, TA,) the pledge is made a forfeit (يُغْنَقُ). (Msb, TA.) And ذُو مِغْلَاقٍ means اَلَّذِى تُغْلَقُ عَلَى يَدِهِ قِدَاحُ المَيْسِرِ (assumed tropical:) [app. One by means of whom the arrows in the game called الميسر are withheld from the rest of the players; i. e. by his winning]: or, accord. to Z, يُغْلِقُ الحُجَّةَ عَلَى الخَصْمِ (assumed tropical:) [app. one who closes the argument against the adversary in a dispute]. (TA in art. علق.) b4: See also مِغْلَقٌ.

مَغْلُوقٌ: see غُلُقٌ.

A2: Also A hide in which [the plant called] غَلْقَة [q. v.] is put, when it is prepared for tanning by the treatment termed عَطْنٌ: (ISk, S, TA:) or a hide tanned with غَلْقَة. (O, K.) مُغْلُوقٌ: see غَلَقٌ.

جرأ

ج ر أ

ما كان جريئاً، ولقد جرؤ جراءة، وهو جريء المقدم. وكان الحجاج شديد الجرأة على الله. وجرأتك عليّ حتى اجترأت، وتجرّأت، واستجرأت. وما كنت أظن أن مثلك يستجريء على مثلي. وهو أجرأ من أسامة.
[جرأ] الجرأة مثال الجرعة: الشجاعة، وقد يترك همزه، فيقال: الجرة مثال الكرة، كما قالوا للمرأة: مرة. والجرئ: المقدام، تقول منه: جرؤ الرجل جراءة، بالمد. وهو جرئ المقدم، أي: جرئ عند الاقدام. وتقول: جرأتك على فلان، حتى اجترأت عليه. 
ج ر أ: (الْجُرْأَةُ) كَالْجُرْعَةِ وَ (الْجُرَةُ) كَالْكُرَةِ الشَّجَاعَةُ وَ (الْجَرِيءُ) بِالْمَدِّ الْمِقْدَامُ وَقَدْ (جَرُؤَ) مِنْ بَابِ ظَرُفَ وَ (جَرَّأَهُ) عَلَيْهِ تَجْرِئَةً فَاجْتَرَأَ.جَرَائِكَ فِي ج ر ي.
جَرَامِقَةٌ فِي (ج ق) . 
جرأ
الجُرأةُ - مثال الجُرْعةِ - والجُرَةُ - بتخفيفِ الهَمْز وتليينه - مثالُ الشُّبَةِ والكُرةِ كما يُقال للمرأةِ: المَرَةُ والجَراءَةُ والجَرَائيَةُ - كالكَراهةِ والكرَاهِيَةِ -:الشَّجَاعَةُ. والجَرِيءُ والمُجْتَرِىءُ: الأسَدُ. تقول: جرُءَ الرَّجُلُ. وهو جَريءُ المُقْدَمِ: أي جَريءٌ عند الإقْدام. وتقول: جَرَّأْتُكَ على فلانٍ حَتّى اجْتَرَأْتَ عليه.
وقال ابنُ هانئ: الجِرِّيْئَةُ - بالمَدِّ والهَمْز -: الحَوْصَلَةُ؛ لُغَةٌ في الجِرِّيَّة.
جرأ: جَرؤَ على فلان: أقدم عليه واجترأ (معجم المتفرقات، دي ساي مختار 2: 74).
أجرأ فلانا وأجرأه على: جَرأه وشجعه (عباد 1: 254، وأنظر 3: 104).
تجرأ: تجاسر، أقدم على. ويقال: تجرأ به (بوشر).
تجارأ: تجاشر، صار جريئا (كوسج مختار 20، ألف ليلة 1: 73).
انجرأ: ذكرها فوك في مادة audere اجترأ عليه: أقدم عليه، تجاسر (معجم المتفرقات، عباد: 1: 51) وفي معجم فوك (مادة iniuriari أي iniuiare) اجترأ له، واجترأ عليه.
استجرأ: جرؤ، تجاسر، يقال: ما يستجري يمشي بالليل أي لا يجرؤ على السير ليلا (بوشر).
جرآء: جراءة، جرأة (عباد 2: 158، وأنظر 3: 219).
جَرِيء: ويجمع على أجْرِئاء (انظر لين) وعند أبو حمو 88: ورتب في هذا الحصن (أجرئاء أجنادك).
جريء اللسان: سليط اللسان، من يتكلم بغطرسة ووقاحة (ابن بطوطة 4: 158. وقد جاء في النص جري وهو خطأ، وترجمت الكلمة بما معناه: فصيح، بليغ.
جُرّاءة: شجاعة، جَراءة (بوشر).
اجْتِراء: فسوق، إباحة، سلوك مناف للحشمة والوقار (بوشر) - وباجتراء: اجتراما، عثورا (بوشر).
[جرأ] في ح بناء الكعبة: تركها يريد أن "يجرئهم" على أهل الشام، هو من الجرأة الإقدام على الشيء، أراد أن يزيد في جرأتهم عليهم ومطالبتهم بإحراق الكعبة. ش: هو كالجرعة الشجاعة، ويقال: جرة كالكرة. ج: ويروى بحاء مهملة وموحدة من حرب إذا غضب، وحربته إذا حرشته وسلطته وعرفته بما يغضب منه، أراد أن يزيد في غضبهم. ومنه قول ابن عمر في أبي هريرة: لكنه "اجترأ" وجبنا، يريد أنه أقدم على الإكثار من الحديث وجبنا نحن عنه، فكثر حديثه وقل حديثنا. ومنه: وقومه "جرآء" عليه، بوزن علماء جمع جريء أي متسلطين غير هائبين له، والمعروف رواية: حراء، بمهملة ويجيء. ك: قلت أنا كما قاله أي أحفظ كما قاله صلى الله عليه وسلم، قال: إنك "لجريء" بفتح جيم ومد أي كثير السؤال عن الفتنة في أيامه صلى الله عليه وسلم فأنت اليوم جريء على ذكره عالم، أو قاله على جهة الإنكار أي إنك لجسور مقدام على قول النبي، وروى: عليها، أي على المقالة. ط: أي إنك غير هائب تجاسرت على ما لا أعرفه ولا يعرفه أصحابك، كما قال أي أحفظ بقوله حفظاً مماثلاً لما قال. ك ومنه: ما الذي "جرأ" صاحبك على الدماء، أي جسر عليا على القتال كونه جازماً بأنه من أهل الجنة وعارفاً أنه لو أخطأ في اجتهاده عفى عنه قطعاً، وروى: من الذي "جرأك" فمن بمعنى ما أو أراد به حاطباً أي قصته. ومنه ح: قال لمضر أي لأبي سفيان وهو كان الآتي للاستسقاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأنه كان كبيرهم فقال: استسق لمضر، أي لقريش، فقال: إنك "لجريء" حيث تشرك بالله وتطلب الرحمة. ط: ومن "يجترئ" عليه إلا أسامة أي لا يتجاسر عليه بطريق الإدلال إلا حبه أسامة.
جرأ
جرُؤَ على يجرُؤ، جُرأةً وجَراءةً، فهو جريء، والمفعول مَجْرُوء عليه
• جرُؤ على الأمر: أقدم عليه "عبّر عن آرائه بجراءةٍ- أصبحت لديهم الجُرْأة على مقاومة الاستعمار- جرُؤ على قول الحقّ- الجريء ينتصر على الخطر قبل أن يراه". 

اجترأَ/ اجترأَ على يجترئ، اجتراءً، فهو مُجترئ، والمفعول مُجترَأ عليه
• اجترأ الشَّخْصُ: تشجّع وأقدم "اجترأ بعض الشعراء فنظم في قوالب جديدة من الشعر".
• اجترأ الطَّالبُ على أستاذه: تطاول عليه "اجترأ على أمِّه وأبيه". 

تجرَّأَ يتجرَّأ، تجرُّؤًا، فهو مُتجرِّئ
• تجرَّأ الشَّخصُ: تشجَّع، تجاسَر "تجرّأ على مخالفة القانون". 

جرَّأَ يجرِّئ، تجرئةً، فهو مُجرِّئ، والمفعول مُجرَّأ
• جرَّأ ابنَه على قول الحقِّ: شجَّعه عليه "جرَّأ تلاميذه على استخدام المعامل الحديثة". 

تجرِئَة [مفرد]: مصدر جرَّأَ. 

جُرْأَة [مفرد]: مصدر جرُؤَ على. 

جَراءة [مفرد]: مصدر جرُؤَ على. 

جَريء [مفرد]: ج جريئون وجُرَءاءُ وأجْرِئاء وأجرياء، مؤ جريئة، ج مؤ جريئات: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جرُؤَ على ° جَريء اللِّسان: سليط اللسان. 

جر

أ1 جَرُؤَ, aor. ـُ inf. n. جَرَآءَةٌ (S, Msb, K) and جَرَائِيَةٌ and جَرَايَةٌ, with ى [in the place of ء], which is extr., (K,) and جُرْأَةٌ and جُرَةٌ, (S, K,) thus sometimes, without ء, like as one says مَرْأَةٌ and جُرْأَةٌ, (S,) [all mentioned as inf. ns. in the TK, and app. as such in the K, but only the first is explicitly mentioned as an inf. n. in the S and Msb, and ↓ استجرأ is said in the Msb to be a simple subst.,] He was, or became, bold, daring, brave, or courageous; (S, Msb, * K, TA;) so as to attempt, or venture upon, a thing without consideration or hesitation: (TA:) [said of a brute and the like, as well as of a man:] and ↓ استجرأ is syn. therewith. (IJ, W p. 146.) 2 جَرَّأْتُهُ عَلَيْهِ, (inf. n. تَجْرِىْءٌ, K,) I emboldened him, or encouraged him, against him. (S, Msb, * K, TA.) 5 تَجَرَّاَ see 8.8 اجترأ عَلَيْهِ, (S, K,) or ↓ تجرّأ, (Msb,) He became emboldened or encouraged, or he emboldened or encouraged himself, against him. (S, Msb, * K, TA.) b2: اجترأ عَلَى القَوْلِ He ventured upon the saying hastily and unhesitatingly. (Msb.) 10 إِسْتَجْرَاَ see 1.

جُرْأَةٌ Boldness, daringness, bravery, or courage; as also جُرَةٌ: (S: see 1:) the quality of venturing upon a saying [&c.] hastily and unhesitatingly. (Msb.) جَرِىْءٌ Bold, daring, brave, or courageous: (S, Msb, * K, TA:) pl. أَجْرَآءٌ, accord. to a MS. copy of the K; [and so in the CK;] but in the M, أَجْرِئَآءُ, with two hemzehs, on the authority of Lh; and so in some copies of the K; and sometimes جُرَأءُ, like حُلَمَآءُ, occurring in a trad., as some relate it; but the reading commonly known is حُرَأء, with the unpointed ح. (TA.) b2: جَرِىْءُ المُقْدَمِ Bold, daring, brave, or courageous, in venturing [against an adversary, or upon an undertaking]. (S.) b3: الجَرِىْءُ The lion; as also ↓ المُجْتَرِىءُ. (O, K.) جَرِيْئَةٌ A chamber (K, TA) constructed of stones, with a stone placed over its entrance, (TA,) for the purpose of entrapping wild beasts: (K, TA:) the piece of flesh-meat for the wild beast is put in the hinder part of the chamber; and when he enters to take the piece of meat, the stone falls upon the entrance, and closes it: (TA:) pl. جَرَائِىُ (accord. to some copies of the K,) or جَرَائِىءُ, (accord. to others,) mentioned by Az as one of the forms of pl. repudiated by the Arabic grammarians except in some anomalous instances. (TA.) الجِرِّيْئَةُ The قَانِصَة [here app. meaning the stomach, or triple stomach, or the crop, or craw, of a bird], and the حُلْقُوم [here app. meaning the gullet of a bird]; like الجِرِّيَّةُ; (K;) i. e. the حَوْصَلَة [meaning the stomach, or the crop, of a bird]: it is said in the T, on the authority of Az, that القِرِّيَّةُ and الجِرِّيَّةُ and النَّوْطَةُ signify the حَوْصَلَة of a bird. (TA.) المُجْتَرِىءُ: see جَرِىْءٌ.
جرأ
: (} الجُرْأَةُ كَالجُرْعَةِ و) {الجُرَةُ بتَخْفِيف الْهَمْز وتَلْيِينه مِثَال (الثُّبَةِ) والكُرَة، كَمَا يُقَال للمرأَة: المَرَةُ (و) } الجَرَاءَةُ {والجَرَائِيَة مثل (الكَرَاهَة والكَرَاهِيَة والجَرَايَةُ بِالياءِ) التحتِيّة المُبدَلة من الْهمزَة مَعَ بَقَاء الفَتحة وَهُوَ (نادِرٌ) صَرَّح بِهِ ابنُ سَيّده فِي (المُحكم) (: الشجاعَةُ) ، وَهِي الإِقدام على الشيءِ من غير رَوِيَّة وَلَا تَوقُّفٍ. وَفِي (النّهايةِ) و (الخُلاصة) : الجُرْأَةُ: الإِقدامُ على الشيءِ والهُجومُ عَلَيْهِ، وَقد (} جَرُؤَ كَكُرَم فَهُوَ {- جَرِيءٌ) كأَميرٍ: مقدامٌ. وَرجل} - جَرِيءُ المَقْدَمِ أَي جَرِيءٌ عِنْد الإِقدام (ج {أَجْرَاءٌ) كأَشْرافٍ، هَكَذَا فِي نُسختنا، وَالَّذِي فِي المُحكم: رجل جَريءٌ من قوم} أَجْرئاءَ، بهمزتين، عَن اللّحيانيّ، وَقد يُوجَد فِي بَعْضِ نُسخ الْقَامُوس كَذَلِك.
قلت: ويُجمَع أَيضاً على {جُرَآءَ كَحَليمٍ وحُلَماءَ، وَقد ورد ذَلِك فِي حديثٍ (وقَوْمُه جُرَآءُ عَلَيْهِ) أَي مُتَسلِّطِينَ عَلَيْهِ، قَالَ ابْن الأَثير: هَكَذَا رَوَاهُ وشرَحه بعضُ المتأَخّرين وَالْمَعْرُوف (خُرَآءُ) بِالْحَاء الْمُهْملَة، وسيأْتي.
(و) تَقول (} جَرَّأْتُه عَلَيْهِ {تَجْرِيئاً} فاجْتَرَأَ) وَمن ذَلِك حديثُ أَبي هُريرةَ قَالَ فِيهِ ابْن عُمَر (لكنَّه {اجْتَرَأَ وَجَبُنَّا) يُرِيد أَنه أَقدَمَ على الإِكثار من الحديثِ عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمفَكَثُر حَدِيثه، وَجَبُنَّا نَحن عَنهُ فَقَلَّ حَديثُنا.
(} والجَرِيءُ {والمُجْتَرِىءُ: الأَسَدُ) كَذَا فِي (الْعباب) .
(} والجَرِيئَةُ كالخَطِيئَةِ: بَيْتٌ) يُبْنَى مِن الْحِجَارَة ويُجعل على بَابه حَجرٌ يكون أَعلى الْبَاب (يُطْطَادُ فِيه السِّباعُ) ، لأَنهم يجْعَلُونَ لَحْمَةً للسَّبع فِي مُؤَخَّر البيتِ، فإِذا دخل السبعُ ليتناول اللحْمَةَ سَقط الحجرُ على الْبَاب فسَدَّه (ج! جَرَائِيءُ) ، رَوَاهُ أَبو زيدٍ، قَالَ: وَهَذَا من الأَوزانِ المَرفوضة عِنْد أَهلِ الْعَرَبيَّة إِلاَّ فِي الشُّذوذ.
(و) قَالَ ابنُ هَانِيء: {الجِرِّيئَة بالمدّ والهَمْز (كالسِّكِّينَةِ) ، وَفِي بعض النّسخ بِالتَّخْفِيفِ، وَفِي أُخرى بغَيْرهَا (: القانِصةُ والحُلْقُوم،} كالجِرِّيَّةِ) وَهِي الحَوحصَلة. وَفِي (التَّهْذِيب) : قَالَ أَبو زيد: هِيَ القِرِّيَّة، {والجِرِّيَّة، والنَّوْطَةُ، لحَوْصلَةِ الطَّائِر، هَكَذَا رَوَاهُ ثعلبٌ عَن ابْن نَجْدةَ بِغَيْر هَمْزٍ.
باب الجيم والراء و (وا يء) معهما ج رء، جء ر، ء ج ر، ر جء، ء ر ج، ي ر ج، ج ر ي، ج ي ر، ج ر و، ج ور، ر ج و، وج ر، ر وج، مستعملات

جرأ: فلان جَريء المقدم، وبه جرأة.. جرؤ جَراءةً، وهو جريءٌ، [أي] : جَسور وجرأته تجرئةً. [وجمع الجريء: أجرئاء بهمزتين ]

جأر: جأرت البقرةُ جُؤاراً: رفعت صوتها. وجأر القومُ إلى الله جؤاراً [وهو أن يرفعوا أصواتهم إلى الله متضرِّعين ] .

أجر: الأجرُ: جزاءُ العمل.. أجر يأجُرُ، والمفعول: مأجور. والأجيرُ: المُستأجُر. والإجارةُ: ما أعطيت من أجرٍ في عمل. وآجرتُ مملوكي إيجاراً فهو مُؤجر. والأجورُ: جَبر الكسر على عوج العظم. وأجرت يدُه تأجُرُ أجوراً فهي آجرة. والأجارُ: سطحٌ [ليس] حَواليه سُترة. والجميع: أجاجيرُ وأجاجرة. والإنجارُ: لغةٌ قبيحةٌ.

رجأ: أرجأت الشيء: أخرته، ومنه قول الله عز وجل في قراءة بعضهم: وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ

أي: مؤخرون حتى يُنزل الله فيهم ما يريد.

أرج: الأرجُ: نفحةُ الرِّيحِ الطَّيَّبة. تقول: أرجَ البيتُ يأرجُ أرجاُ فهو: أرجُ. والتأريجُ: شيء من كتب أصحاب الدواوين. والأوارجة من كتب أصحاب الدواوين في الخراج. والتَّأريجُ: شبهُ التأريش في الحرب، قال العجاج :

إنا إذا مذكي الحروب أرَّجا

يرج: واليارجانُ، كأنه فارسي: من حلي اليدين. واليارجُ: من الأدوية، مرُّ يستشفى به لحدّة النظر.

جري: الخيلُ تجري. والرّياح تجري، والشَّمسُ تجري جرياً إلا الماء فإنه يجري جرية. والجراء للخيل خاصة، قال :

غمر الجراء إذا قصرت عنانه

والإجريّا: طريقته التي يجري عليها من عادته. والإجريا: ضرب من الجري. وفرسٌ ذو أجاريّ [أي: ذو فنون من الجري ] ...والجريّ: الرسول، لأنك أجريته في حاجتك. والجارية: مصدرها: الجراء، بلا فعل. يقال: فعلت ذلك في جرائها، أي: حين كانت جارية.

جير: جَير: يمينٌ للعرب. فقولك: جير لا أفعل ذلك، كقولك: لا أفعل ذلك والله. الجيار: الصاروج. والجيار: حلق الحلق يأخذُ عند أكل السَّمنِ.

جرو: الجرو: جِروُ الكلب وجرو الأسد [وجرو السِباع] ويُجمع على أجرٍ. قال زهير :

ولأنت أشجع حين تتجه ... الأبطال من ليثٍ أبي أجري

والجروة: النفس. جور: الجور: نقيض العدل. وقومٌ جارةٌ وجَورَة، أي: ظلمة. والجور: ترك القصد في السَّير. والفعل منه: جار يَجورُ. والجَوّار: الأكّار الذي يعمل لك في كرمٍ أو بُستان. والجارُ: مجاورك في المسكن. والذي استجارك في الذِّمة تجيرهُ وتمنعه. والجِوار مصدر من المجاورة. والجِوارُ: الاسم. والجميع: الأجوار، قال:

ورسم دار دارس الأجوار

والجيرانُ: جماعةُ كلِّ ذلك، أي: الجيرة والأجوار.

رجو: الرجاء، ممدود: نقيض اليأس.. رجا يرجو رجاءً. ورجى يُرجِّي. وارتجى يرتجي. وترجى يترجَّى. ترجِّياً، ومن قال: رجاة أن يكون كذا فقد أخطأ، إنّما هو رجاء. والرّجا، مقصور: ناحيةُ كلِّ شيء. والاثنان: رجوان، والجميعُ: أرجاء. والرَّجوُ: المبالاة. [يقال] : ما أرجو، أي: ما أبالي، من قول الله عز وجل: ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً

أي، لا تخافون ولا تُبالون، وقال أبو ذؤيب : إذا لسعته النّحل لم يرج لسعها ... وخالفها في بيت نوب عواسل

أي: لم يكترث.

وجر: الوجر: أن توجز دواءً أو ماء في وسط حلق صبيِّ، شبهُ الإسعاط. والميجرةُ: شبهُ مسعطٍ يُوجَرُ به. وأوجرتُ فلاناً الرُّمحَ: طعنته في صدره، قال :

أوجرتُه الرُّمحَ شزراً ثم قلت له ... هذي المرأة لا لعب الزحاليق

والوجر: الخوفُ، تقول: إني منه لآوجَر، أي: خائف.. وقد وَجِرَ وَجَراً. وفلانة منه وجراء.

روج: روجتُ الدَّراهم: أرجتها، وتجاوزت في نقدها

جرأ: الجُرأَةُ مثل الجُرْعةِ: الشجاعةُ، وقد يترك همزه فيقال: الجُرةُ مثل الكُرةِ، كما قالوا للمرأَة مَرةٌ.

ورجل جَرِيءٌ: مُقْدِمٌ من قومٍ أَجْرِئاء، بهمزتين، عن اللحياني، ويجوز حذف إِحدى الهمزتين؛ وجمعُ الجرِيِّ الوكيلِ: اجْرياءُ، بالمدة فيها همزة؛ والجَرِيءُ: المِقْدامُ.

وقد جَرُؤَ يَجْرُؤُ جُرْأَةً وجَراءةً، بالمدّ، وجَرايةً، بغير همز،

نادر، وجَرائِيةً على فعالِيةٍ، واستَجْرَأً وتَجَرَّاً وجَرَّأَه عليه حتى

اجتَرَأَ عليه جُرْأَةً، وهو جَرِيءُ الـمَقْدَم: أي جَريءٌ عند الاقدامِ.

وفي حديث ابن الزبير وبِناء الكعبة: تَرَكها حتى إِذا كان الـمَوسِمُ وقَدِمَ الناسُ يريد أَن يُجَرِّئهم عل أَهل الشام، هو من الجُرأَةِ والإِقدامِ على الشيء. أَراد أَن يَزِيدَ في جُرْأَتهِم عليهم ومُطالبَتِهِم بإِحراقِ الكعبة، ويروى بالحاء المهملة والباء، وهو مذ كور في موضعه. ومنه حديث أَبي هريرة رضي اللّه عنه قال فيه ابن عمر رضي اللّه عنهما: لكنه اجْتَرَأَ وجَبُنَّا: يريد أَنه أَقْدَمَ على الإِكثار من الحديث عن النبي صلى اللّه عليه وسلم وجَبُنَّا نحن عنه، فكثُر حديثُه وقَلَّ حديثُنا. وفي الحديث: وقومُه جُرَآءُ عليه، بوزن عُلماءَ، جمع جَريءٍ: أَي مُتَسَلِّطين غيرَ هائِبين له. قال ابن الأَثير: هكذا رواه وشرحه بعض المتأَخرين،

والمعروف حِراءٌ بالحاء المهملة وسيجيء.

والجِرِّيَّة والجِرِّيئةُ: الحُلْقومُ. والجِرِّيئةُ، مـمدود: القانِصةُ، التهذيب. أَبو زيد: هي الفِرِّيَّةُ والجِرِّيَّةُ والنَّوْطةُ لِحَوْصَلةِ الطائر، هكذا رواه ثعلب عن ابن نجْدةَ بغير هَمْز؛ وأَماابن هانئ فإِنه قال: الجِرِّيئةُ <ص 45>

مهموز، لأَبي زيد، والجَرِيئةُ مثال خَطِيئةٍ: بَيْتٌ يُبْنى من حِجارة ويُجعل على بابه حَجَر يكون أَعلى الباب ويَجْعلون لحمَةَ السَّبُع في مُؤَخَّر البيت، فإِذا دَخل السبُعُ فَتناوَلَ اللَّحْمَةَ سقَط الحَجرُ على الباب فسَدَّه، وجَمْعُها جَرائِئُ، كذلك رواه أَبو زيد، قال: وهذا من الأُصول المرفوضة عند أَهل العربية إِلاَّ في الشُّذُوذ.

هلك

هلك

1 هَلَكَ

, inf. n. هَلَاكٌ &c., (S, K, &c.,) He, or it, perished, came to nought, came to an end, passed away, was not, was no more, or became non-existent or annihilated: (KL, PS in explanation of هَلاَكٌ, &c.:) or fell: or became in a bad, or corrupt, state; became corrupted, vitiated, marred, or spoiled: or went away, no one knew whither: (Mgh in explanation of هَلاَكٌ:) he died. (K.) b2: هَلَكَتْ أَرْضُهُ His land had its herbage dried up by drought: see جَرِبَ.2 وَادِى تُهُلِّكَ I. q.

تُضُلِّل4 أَهْلَكَهُ He destroyed, made an end of, or caused to perish or come to an end, made away, did away with, or brought to nought, him, or it; took away his life.6 تَهَالَكَ غَمًّا [app. He perished gradually by reason of grief.] (A, art. سوس: see 1 in that art.) b2: تَهَالَكَ عَلَيْهِ He was vehemently eager for it. (TA.) b3: تَهَالَكَ فِيهِ He strove, laboured, toiled, or exerted himself, in it, namely in running; as also ↓ اِهْتَلَكَ. (TA.) He strove, laboured, toiled, or exerted himself, and hastened, in it, namely an affair; as also ↓ استهلك فيه. (TA.) b4: تَهَالَكَتْ said of a she-camel, i. q. عَشِقَتْ [She vehemently desired the stallion]. (AA, TA in art. عشق.) 8 إِهْتَلَكَ see 6.10 اِسْتَهْلَكَ properly signifies He sought, or courted, destruction; like اِسْتَمَاتَ: see مُسْتَمِيتَ: and see an ex. voce شَرْشَرَةٌ. b2: اِسْتَهْلَكَ فِى كَذَا He (a man) distressed, troubled, or fatigued, himself in, or respecting, such a thing. (TA.) See also 6.

هَلَكَةٌ The drying up of the plants, or herbage. (AHn, TA.) See هَلاَكٌ.

هَلاَكٌ [Perdition; destruction; a state of perdition or destruction: a lost state;] death. (K.) b2: هَلاَكٌ and ↓ هَلَكَةٌ are syn. (S, Msb, K.) b3: اِرْتَبَكَ فِى اِنْهَلَكَاتِ He stuck fast in cases of perdition: see art. ربك.

هَالِكٌ Dead; or dying. (Bd, Jel in xii. 85) b2: هَالِكٌ sometimes means Subject to perish; as in the Kur, xxviii. last verse.

مَهْلُكٌ

: see أَلُوكٌ.

مَهْلِكٌ Death: see a verse cited voce سَهُوٌ.

مَهْلَِكَةٌ A cause of perdition, or of death. (TA in art. بخل.) b2: (tropical:) A place of perdition or death: and a desert: (KL:) or a [desert, or such as is termed] مَفَازَة; (S, K, TA;) because persons perish therein; (Z, TA;) or because it urges [or leads] to perdition. (TA.) See جَادَّةٌ.

هُوَ مُسْتَهْلِكٌ إِلَى كَذَا i. q.

مُسْتَمِيتٌ [q. v.]. (TA, art. موت, from the A.) b2: مُسْتَهْلِكُ الوِرْدِ A road that destroys him who seeks water, by reason of its far extent. (O.)
(هلك) : هَلَّكَهْ تَهْلِيكاً: مثل أَهْلَكَه إِهْلاكاً.
(هلك)
فلَان هَلَاكًا وهلوكا ومهلكا وتهلكة مَاتَ فَهُوَ هَالك (ج) هلكى وَهلك وهوالك وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {ليهلك من هلك عَن بَيِّنَة} وَفِيه {مَا شَهِدنَا مهلك أَهله} و {وَلَا تلقوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة}
هـ ل ك: هَلَكَ الشَّيْءُ هَلْكًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَهَلَاكًا وَهُلُوكًا وَمَهْلِكًا بِفَتْحِ الْمِيمِ وَأَمَّا اللَّامُ فَمُثَلَّثَةٌ وَالِاسْمُ الْهُلْكُ مِثْلُ قُفْلٍ وَالْهَلَكَةُ مِثَالُ قَصَبَةٍ بِمَعْنَى الْهَلَاكِ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَهْلَكْتُهُ وَفِي لُغَةٍ لِبَنِي تَمِيمٍ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ فَيُقَالُ هَلَكْتُهُ وَاسْتَهْلَكْتُهُ مِثْلُ أَهْلَكْتُهُ. 
(هلك) - قوله تبارك وتعالى: {إِلَى التَّهْلُكَةِ}
: أي الهَلاكِ، والتَّهلكَةُ: الهلَكَةُ، والخَصْلَةُ التي تُؤدِّى إلى الهَلاكِ، وأصْلُ الهَلاكِ: السُّقوطُ والبُطْلان بأىّ شىء كان.
- في الحديث "هَلَكْتُ وأَهْلَكْتُ"
: أي هَلَك مَالى.
- في الحديث: "فَتَهالَكْتُ عليه فَسَألتُه"
: أي سَقَطْتُ عليه، ورَمَيْتُ بنَفْسى عليه.
هـ ل ك: (هَلَكَ) الشَّيْءَ يُهْلِكُ بِالْكَسْرِ (هَلَاكًا) وَ (هُلُوكًا) وَ (مَهْلِكًا) بِفَتْحِ اللَّامِ وَكَسْرِهَا وَضَمِّهَا، وَ (تَهْلُكَةً) بِضَمِّ اللَّامِ، وَالِاسْمُ (الْهُلْكُ) بِالضَّمِّ. قَالَ الْيَزِيدِيُّ: (التَّهْلُكَةُ) مِنْ نَوَادِرِ الْمَصَادِرِ لَيْسَتْ مِمَّا يَجْرِي عَلَى الْقِيَاسِ. وَ (أَهْلَكَهُ) وَ (اسْتَهْلَكَهُ) . وَ (الْمَهْلَكَةُ) بِفَتْحِ اللَّامِ وَكَسْرِهَا الْمَفَازَةُ. وَ (هَلَكَهُ) فِي لُغَةِ تَمِيمٍ بِمَعْنَى (أَهْلَكَهُ) وَبَابُهُ ضَرَبَ. وَيُجْمَعُ (هَالِكٌ) عَلَى (هَلْكَى) وَ (هُلَّاكٍ) . وَجَاءَ فِي الْمَثَلِ: فُلَانٌ (هَالِكٌ) فِي (الْهَوَالِكِ) وَهُوَ شَاذٌّ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ فِي فَوَارِسَ. وَ (الْهَلَكَةُ) أَيْضًا (الْهَلَاكُ) . 
هلك
الهُلْكُ: الهَلاكُ، والهَلْكُ مِثْلُه، والاهْتِلاكُ: رَمْيُ الإنسان نَفْسَه في تَهْلُكَةٍ. والقَطاةُ تَهْتَلِكُ من خَوْف البازي، وقَوْمٌ هَلْكى وهالِكُوْنَ. والهُلاّكُ: الصَّعاليك. وهالِكُ أَهْلٍ: الذي يَهْلِكُ هو. والذي يَهْلِكُ أهْلُه. والهَلَكُ: مَشْرَفَةٌ المَهْوَاةِ من جَوِّ السُّكَاكِ، وهو جِيْفَةُ شَيْءٍ هالِكٍ. والمُهْتَلِكُ: الذي ليس له هَمٌّ إلاّ أنْ يَتَضَيَّفَ الناسَ. والمُسْتَهِلكُ والمُتَهالِكُ: المُجِدُّ المُسْتَعْجِلُ. ويقولون: أفْعَلُ ذاكَ إمّا هَلَكَتْ هُلْكٌ: أي أَفْعَلُه على ما خَيَّلَتْ. وهي الهَلْكَةُ الهَلْكاءُ، كالسَّوْءَةِ السَّوْآء.
وهالِكٌ في الهَوالِك. والهالِكِيُّ: الحَدّادُ، وقيل: الصَّقْيَل. والهَلُوْكُ: الفَاجِرَةُ، وهو من الرِّجالِ: السَّرِيعُ الإنْزَالِ. وتهالَكَ على الفِرَاشِ والمَتَاع: سَقَطَ عليه. والهِلَكُوْنُ: الأرضُ الجَدْبَةُ وإنْ كانَ فيها ماءٌ. والهَيْلَكُوْنُ: المِنْجَلُ الذي لا أسْنانَ له.

هلك


هَلِكَ(n. ac. هَلَك)
a. see I (a)
هَلَّكَa. see IV (a)
أَهْلَكَa. Made to perish; destroyed; ruined, spoilt.
b. Exasperated.
c. Sold (property).
d. [ coll. ], Damned.
تَهَاْلَكَ
a. ['Ala], Threw himself upon; was impatient for.
b. [Fī], Applied himself to.
c. Fell.

إِنْهَلَكَإِهْتَلَكَa. Rushed into danger; was lost.

إِسْتَهْلَكَa. see IV (a)b. Squandered, dissipated.

هَلْكa. Ruin, destruction; death.

هِلْكَة
(pl.
هِلَك)
a. Abject; wretch.

هُلْكa. see 1
هَلَكa. see 1b. Declivity.
c. Corpse.
d. Falling body.
e. Interval.

هَلَكَةa. see 1b. (pl.
هَلَك
& reg.), Year of dearth.
مَهْلَكَة
مَهْلِكَة
مَهْلُكَة
(pl.
مَهَاْلِكُ)
a. Dangerous place; desert, wild.

هَاْلِك
(pl.
هَلْكَى
1ya
هُلَّك
هُلَّاْك
هَوَاْلِكُ)
a. Perishing.
b. [ coll. ], Reprobate, damned.

هَاْلِكِيّa. Smith, blacksmith.
b. Polisher.

هَلَاْكa. see 1
هَلُوْكa. Whore.

هَلْكَآءُa. see 1
N. Ag.
أَهْلَكَa. Destructive; pernicious; deadly, lethal, fatal.

N. Ag.
تَهَاْلَكَa. Dangerous road.

N. Ag.
إِهْتَلَكَa. Parasite.

تَهْلُكَة
a. see 1b. Danger.

إِمَّا هَلَكَتْ هُلُكُ
a. Cost what it may.
هلك:
هلك: في (محيط المحيط): (والنصارى تقول هلكت نفس فلان أي سقطت في جهنم فيستعملونه بمقابلة الخلاص). هلك: دمّر (الكالا).
أهلك: أتلف: المصدر هلاك (7:219) (قرطاس 219).
أهلك: استنفد، نفاد الأقوات بالاستهلاك (بقطر).
أهلك: أعيا، حمّل ما لا يطاق، أبهظ، ثقّل على (بقطر).
تهالك: اشتاق جداً وعند (ماليتون 7:35) استسلم كلياً للحب: إني إذا أحببت تهالكت وإذا أبغضت أهلكت (قام الناشر بترجمة كلمة أهلك إلى pereo وهذا غير صحيح؛ وهناك صيغة تهالك في (حياّن - بسّام 46:1): تهالك في حب الدنيا (البربرية 6:433): متهالكاً في الرياسة، إذ هكذا ينبغي أن تقرأ مخطوطتنا 1351 بدلاً من الفعل متهامكاً الذي لا وجود له.
تهالك في بذل كل ما في مستطاعه من أجل ... (= جدُ في) (الحريري 4:98). (المقري 21:316:1): فتهالك في اقتناء السودان وابتاع منهم كثيراً.
أهتلك: وردت في ديوان (الهذليين 16:16).
استهلكوا في طاعته: أي بذلوا أنفسهم في الإخلاص له إلى حد الموت (المقري 16:2).
هَلَكَة: هلاك النفس، حالة الإنسان البعيد عن طريق الخلاص أو النجاة، أو المنغمس في الرذيلة (بقطر).
هالك: التراب الهالك: الزرنيخ الأبيض، سم النار (بقطر).
هالوك: حشيشة الأسد في مصر وأفريقيا، وسم النار في العراق (ابن البيطار 99:1 و568:2).
هويلكة: في (محيط المحيط): (الهالكة مؤنث الهالك والنفس الرشهة وبمصغّرها سمت العامة نباتاً يتشبث بالشجر فيهلكه (هل هي الهالوك؟).
مهلك والجمع مهالك: هاوية (بقطر).
مهلك: مهلكة ومهلُكة (بقطر).
مهلكة: خطر (بقطر).
كاد أن ينزل بي المهالك: أي يقتلني (كوسج كرست 2:89): من بعد فعله الذي فعله مع العبد من المهالك (أي قتله. وانظر 10:93).
(هـ ل ك) : (الْهَلَاكُ) السُّقُوطُ وَقِيلَ الْفَسَادُ وَقِيلَ هُوَ مَصِيرُ الشَّيْءِ إلَى حَيْثُ لَا يُدْرَى أَيْنَ هُوَ (وَالْهَلَكَةُ) مِثْلُهُ وَقَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «لَا يُغَادِرُ رُسُلِي فَهَلَكَ عَلَى أَيْدِيهِمْ» أَيْ اسْتَهْلَكُوهُ يُقَالُ هَلَكَ الشَّيْءُ فِي يَدِهِ إذَا كَانَ بِغَيْرِ صُنْعِهِ (وَهَلَكَ عَلَى يَدِهِ) إذَا اسْتَهْلَكَهُ قُلْتُ كَأَنَّهُ قَاسَهُ عَلَى قَوْلِهِمْ قُتِلَ فُلَانٌ عَلَى يَدِ فُلَانٍ وَمَاتَ فِي يَدِهِ وَلَا يُقَالُ مَاتَ عَلَى يَدِهِ وَيُقَالُ لِمَنْ ارْتَكَبَ أَمْرًا عَظِيمًا (هَلَكْتَ وَأَهْلَكْتَ) (وَفِي) حَدِيثِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - «لَا تَسْتَعْمِلُوا الْبَرَاءَ عَلَى جَيْشِ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّهُ هُلَكَةٌ» مَنْ الْهَلَكِ رُوِيَ بِالتَّحْرِيكِ بِوَزْنِ هُمَزَةٍ وَلُمَزَةٍ أَيْ يُهْلِكُ أَتْبَاعَهُ لِجُرْأَتِهِ وَشَجَاعَتِهِ وَرُوِيَ بِالسُّكُونِ أَيْ يَهْلِكُونَ مِنْهُ يَعْنِي بِسَبَبِهِ كَالضُّحْكَةِ لِمَنْ يَضْحَكُونَ مِنْهُ وَفِي نُسْخَةِ سَمَاعِي هَلَكَةً بِفَتْحَتَيْنِ كَأَنَّهُ جَعَلَ جُمْلَتَهُ هَلَاكًا مُبَالَغَةً فِي ذَلِكَ وَكُلُّ ذَلِكَ تَصْحِيحٌ لِلرِّوَايَةِ وَتَخْرِيجٌ لَهَا وَلَمْ يُذْكَرْ فِي أُصُولِ اللُّغَةِ إلَّا الْهِلْكَةُ بِكَسْرِ الْهَاءِ وَسُكُونِ اللَّامِ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ فُلَانٌ هِلْكَةٌ مِنْ الْهِلَكِ أَيْ سَاقِطَةٌ مِنْ السَّوَاقِطِ يَعْنِي هَالِكٌ وَهَذَا إنْ صَحَّ غَرِيبٌ وَالْمَعْنَى أَنَّهُ جَرِيءٌ مِقْدَامٌ يُقْدِمُ بِالْمُسْلِمِينَ فِي الْمَهَالِكِ وَالْمَتَالِفِ.
هـ ل ك

فيه الهلاك والهلك والهلكة: ووقعوا في المهلكة والمهالك. وألقى بيده إلى التّهلُكة. وهلكوا مهلكاً واحداً. وفلان هالك في الهوالك. واهتلك فلان: ألقى نفسه في التّهلكة. وأهلك الشيء واستهلكه. وهوى في هلكٍ وهو مهوًى بين جبلين. قال ذو الرمة:

ترى قرطها في واضح اللّيت مشرفاً ... على هلكٍ في نفنفٍ يتطوّح

ومن المجاز: مفازة تهلك فيها الأرواح. قال زهير:

وخرقٍ تهلك الأرواح فيه ... بعيد الغور مشتبه المتان

وهلك على الشيء وتهالك عليه إذا اشتدّ حرصه وشرهه. وأنا متهالك في مودّتك ومستهلك. قال القطاميّ:

لمستهلك قد كاد من شدّة الهوى ... يموت ومن طول العدات الكواذب

وتهالكت في هذا الأمر واستهلكت فيه إذا كنت مجداً فيه مستعجلاً. قال الحطيئة يصف طريقاً:

مستهلك الورد كالأسديّ قد جعلت ... أيدي المطيّ به عاديةً رغباً

ومرّ يهتلك في عدوه ويتهالك: يجدّ. قال الحارث ابن حرجة:

فلما يئست نسأت القلوص ... تهالك في سبسبٍ أغبر وتهالك على الفراش: تساقط عليه. وتهالكت في مشيتها: تفيّأت وتكسّرت، ومنه الهلوك: للفاجرة، والجمع الهلك. وقوم هلاّكٌ: صعاليك سيئو الحال. قال أبو طالب في مدح رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم:

يلوذ به الهلاّك من آل هاشم ... فهم عنده في نعمة وفواضل

وقال جميل:

أبيت مع الهلاّك ضيفاً لأهلها ... وأهلي قريبٌ موسعون ذوو فضل
[هلك] هلك الشئ يهلك هلا كا وهُلوكاً، ومَهْلَكاً ومَهْلِكاً ومَهْلُكاً، وتَهْلُكَةً، والاسم الهُلْكُ بالضم. قال اليزيدي: التَهْلُكَةُ من نوادر المصادر، ليست مما يجري على القياس. وأهلَكَهُ غيره واسْتَهْلَكَهُ. والمَهْلَكَةُ والمَهْلِكَةُ: المفازةُ. وقال أبو عبيد: تميم تقول هَلَكَهُ يَهْلِكُهُ هَلْكاً، بمعنى أهْلَكَهُ. وأنشد للعجَّاج:

ومَهْمَةٍ هالِكِ من تَعَرَّجا * يريد مهْلِك، كما يقال ليلٌ غاضٍ أي مُغْضٍ. ويقال: أراد هالِكَ المتعرِّجين، أي من تعرج فيه هلك. وقد يجمع هالك على هلكى وهلاك . قال الشاعر : ترى الأراملَ والهُلاَّكَ تتْبَعُهُ يَسْتَنُّ منه عليهم وابِلٌ رَذِمُ يعني به الفقراء. وقد جاء في المثل: فلانٌ هالِكٌ في الهَوالِكِ. وأنشد أبو عمرو بن العلاء لابن جِذْلِ الطِعانِ: فأيقنتُ أنِّي ثائرُ ابنِ مُكَدَّمٍ غَداتَئِذٍ أو هالك في الهوالك وهذا شاذ على ما فسرناه في فوارس. وقولهم: افْعَلْ ذاك إمَّا هَلَكَتْ هُلُكُ، بضم الهاء واللام، غير مصروف، أي على كلِّ حال. وتَهالَكَ الرجل على الفراش، أي سقط. واهْتَلَكَتِ القطاةُ خوفَ البازي، أي رمت بنفسها في المَهالِكِ. والهَلوكُ من النساء: الفاجرةُ المتساقطةُ على الرجال، ولا يقال رجلٌ هَلوكٌ. والهلك، بالتحريك: الشئ الذى يهوى ويسقط. وقال: رأت هلكا بنجاف الغبيط فكادت تجد لذالك الهجارا والهلكة أيضا: الهلاك، ومنه قولهم: هي الهَلَكَةُ الهَلْكاءُ، وهو توكيد لها، كما يقال: همج هامج. والهالكي: الحداد، نسب إلى الهالك ابن عمرو بن أسد بن خزيمة، وكان حدادا. ولذلك قيل لبنى أسد: القيون. قال الكسائي: يقال وقع في وادي تُهُلِّكَ بضم التاء والهاء واللام مشددة ، وهو غير مصروف، مثل تخيب، ومعناهما الباطل.
هلك
الْهَلَاكُ على ثلاثة أوجه: افتقاد الشيء عنك، وهو عند غيرك موجود كقوله تعالى: هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ
[الحاقة/ 29] .
- وهَلَاكِ الشيء باستحالة وفساد كقوله:
وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ
[البقرة/ 205] ويقال: هَلَكَ الطعام.
والثالث: الموت كقوله: إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ
[النساء/ 176] وقال تعالى مخبرا عن الكفّار:
وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ
[الجاثية/ 24] .
ولم يذكر الله الموت بلفظ الهلاك حيث لم يقصد الذّمّ إلّا في هذا الموضع، وفي قوله:
وَلَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّناتِ فَما زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا
[غافر/ 34] ، وذلك لفائدة يختصّ ذكرها بما بعد هذا الكتاب.
والرابع: بطلان الشيء من العالم وعدمه رأسا، وذلك المسمّى فناء المشار إليه بقوله:
كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ
[القصص/ 88] ويقال للعذاب والخوف والفقر: الهَلَاكُ، وعلى هذا قوله: وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ
[الأنعام/ 26] ، وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ
[مريم/ 74] ، وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها
[الأعراف/ 4] ، فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها [الحج/ 45] ، أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ
[الأعراف/ 173] ، أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا [الأعراف/ 155] . وقوله:
فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ [الأحقاف/ 35] هو الهلاك الأكبر الذي دلّ النبيّ صلّى الله عليه وسلم بقوله:
«لا شرّ كشرّ بعده النّار» ، وقوله تعالى: ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ
[النمل/ 49] . والْهُلْكُ بالضّمّ: الْإِهْلَاكُ، وَالتَّهْلُكَةُ: ما يؤدّي إلى الهلاك، قال تعالى: وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ [البقرة/ 195] وامرأة هَلُوكٌ: كأنها تَتَهَالَكُ في مشيها كما قال الشاعر:
مريضات أو بات التّهادي كأنّما تخاف على أحشائها أن تقطّعا
وكنّي بِالْهَلُوكِ عن الفاجرة لتمايلها، والهَالِكِيُّ: كان حدّادا من قبيلة هَالِكٍ، فسمّي كلّ حدّاد هالكيّا، والْهُلْكُ: الشيء الهالك.
[هلك] نه: فيه: إذا قال الرجل: "هلك" الناس، فهو "أهلكهم"ن يروى بفتح كاف فعل ماض بمعنى أن الغالين الذين يؤيسون الناس من رحمة الله يقولون: هلك الناس، أي استوجبوا النار سوء أعمالهم، فإذا قاله الرجل فهو الذي أوجبه لهم لا الله، أو هوا لذي لما قاله لهم وأيسهم حملهم على ترك الطاعة والانهماك في المعاصي فهو أوقعهم في الهلاك، ويروي بضمها بمعنى أن أكثرهم هلاكًا وهو رجل يولع بعيب الناس ويذهب بنفسه عجبًا ويرى له عليهم فضلًا. ط: وأما إذا قال تحزنا لما يرى في الناس من أمر دينهم فلا بأس به. ج: أو من الذين يرون خلود أهل الكبيرة في النار فهو أشد وزرا وأعظم من قارف الكبيرة. ن: واتفقوا على أن الذم فيمن قاله على الإزراء وتفضيل نفسه لأنه لا يعلم سر الله في خلقه، لا لمن قاله تحزنا لما يرى في نفسه وفي الناس من النقص، ومعنى الفتح أنه جعلهم هالكين لا أنهم هالكون حقيقة. نه: وفي ح الدجال: ثم قال: ولكن "الهُلك" كل الهلكبالماضي لتحقق وقوعه، وأتى في قيصر بالمضارعة إشعارًا بالاعتناء بشأنه، وذلك أن الروم كانوا سكان الشام وكان النبي صلى الله عليه وسلم في شأنه أشد رغبة، ومن ثم غزا تبوك. قس: فسلطه الله على "هلكته" - بفتح لام وكاف، وروي: فسلط - بضم سين. ط: أي على إتفاقه - ومر في حسد. وفيه: فإن الالتفات في الصلاة "هلكة" - بفتحتين، أي هلاك، فإنه طاعة للشيطان واستحالة الصلاة من الكمال إلى النقصان. ك: "هلكة" أمتى على يد أغيلمة، بفتحتين، وغلمة - بالنصب على الاختصاص، ومر في غ. وح: "يهلك" الناس هذا الحي - بالرفع، يعني بسبب وقوع فتن وحروب بينهم بتخبيط أحوال الناس، ولولا أن الناس - للتمني، أو شرطية حذف جوابه. وح: به "مهلكة" - بفتح ميم وكسر لام وفتحها، مكان الهلاك، وروى بلفظ اسم فاعل؛ وروى بزيادة: وبيئة - فعيلة من الوباء. ن: وكذا ضبط: في أرض دوية مهلكة. وفيه: يهلكون "مهلكا" واحدًا، أي يقع الهلاك على جميعهم في الدنيا. وح: ولن يهلك على الله إلا "هالك"، يعني من يحرم هذه الرحمة الواسعة أو غلبت سيئاته مع سعة المغفرة وكثرة أفراد الحسنة فهو الهالك، أي حتم هلاكه وسدت عليه أبواب الهدى. وح: لا "هلك" عليكم، بضم هاء أي الهلاك. وح: إنما "هلك" بنو إسرائيل حين اتخذ نساؤهم هذه، لعله كان محرمًا عليهم فعوقبوا باستعمالهم، والهلاك كان به وبغيره من المعاصي فعند ظهور ذلك فيهم هلكوا. ش: ما "هلك" امرؤ عرف قدره، هو قريب من معنى: ما ضاع امرؤ عرف قدره، لأن الضائع الهالك.
(هـ ل ك)

هَلَكَ يَهلِكُ هُلْكاً وهُلُكا وهَلاكا: مَاتَ، ابْن جني: وَمن الشاذ قِرَاءَة من قَرَأَ: (وَيهلَكَ الحَرثُ والنَّسلُ) قَالَ: هُوَ من بَاب ركن يركن، وَقَنطَ يقنط، وكل ذَلِك عِنْد أبي بكر لُغَات مختلطة، قَالَ: وَقد يجوز أَن يكون ماضي يهْلك هلك، كعطب، فاستغنى عَنهُ بهلك، وَبقيت يهْلك دَلِيلا عَلَيْهَا.

وَاسْتعْمل أَبُو حنيفَة الهَلَكَة فِي جفوف النَّبَات وبيوده، فَقَالَ، يصف النَّبَات: من لدن ابْتِدَائه إِلَى تَمَامه، ثمَّ توليه وإدباره إِلَى هَلَكَتِه وبيوده.

وَرجل هالِكٌ من قوم هُلَّكٍ وهُلاَّكٍ وهَلْكَى وهَوالِكَ، الْأَخِيرَة شَاذَّة، وَقَالَ الْخَلِيل: إِنَّمَا قَالُوا: هَلْكَى وزَمْنَى ومَرْضَى، لِأَنَّهَا أَشْيَاء ضربوا بهَا وأدخلوا فِيهَا وهم لَهَا كَارِهُون.

وهَلَكَ الشَّيْء وهَلَّكَه وأهلَكَه، قَالَ العجاج:

ومَهْمَهٍ هالِكِ مَن تَعَرَّجا

وَأنْشد ثَعْلَب:

قالتْ سُلَيمَى هَلِّكُوا يَسارا

وَفِي التَّنْزِيل: (وتِلْكَ القُرَى أهلَكناهُمْ لَمَّا ظَلَموا) واستَهلَكَ المَال: أنفقهُ وأنفذه، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

تَقولُ إِذا استَهلَكتُ مَالا لِلَذَّةٍ ... فُكَيْهَةُ هَشَّئٌ بِكَفَّيْكَ لائِقُ

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: يُرِيد: هَل شَيْء، فأدغم اللَّام فِي الشين، وَلَيْسَ ذَلِك بِوَاجِب كوجوب إدغام الشم وَالشرَاب، وَلَا جَمِيعهم يدغم هَل شَيْء.

وأهلَكَ المَال: بَاعه، وَفِي بعض أَخْبَار هُذَيْل أَن حبيبا الْهُذلِيّ قَالَ لمعقل بن خويلد: ارْجع إِلَى قَوْمك. قَالَ: كَيفَ أصنع بإبلي؟ قَالَ: أهلِكْها، أَي بعها.

والمَهلِكَة والمَهلَكَة: الْمَفَازَة، لِأَنَّهُ يُهْلَك فِيهَا كثيرا.

والهِلَكونَ: الأَرْض الجدبة وَإِن كَانَ فِيهَا مَاء. والهَلَكُ والهَلَكاتُ: السنون الجدبة، لِأَنَّهَا مُهلِكَةٌ، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

قالَت لَهُ أمُّ صَمْعا إِذْ تُؤامِرُهُ ... أَلا تَرى لِذَوي الأموالِ والهَلَكِ

الْوَاحِدَة هَلَكَةٌ، بِفَتْح اللَّام أَيْضا.

والهَلاكُ: الْجهد المُهلِكُ.

وهَلاكٌ مُهتَلِكٌ، على الْمُبَالغَة، قَالَ رؤبة:

مِن السِّنينَ والهَلاكِ المُهتَلِكْ

ولأذهَبنَّ إِمَّا هُلْكٌ وَإِمَّا مُلْك، وَالْفَتْح فيهمَا لُغَة، أَي لأذهبن فإمَّا أَن أَهْلِكَ وَإِمَّا أَن أَمْلِك.

وهالِكُ أهل: الَّذِي يَهلِك فِي أَهله، قَالَ الْأَعْشَى:

وهالِكِ أهلٍ يَعودونَهُ ... وآخَرَ فِي قَفْرَهٍ لم يُجَنْ

والهَلَكُ: جيفة الشَّيْء.

والهالِك والهَلَكُ: مشرفة المهواة من جو السكاك، لِأَنَّهَا مَهلَكَةٌ، وَقيل: الهَلَك: مَا بَين كل أَرض إِلَى الَّتِي تحتهَا إِلَى الأَرْض السَّابِعَة وَهُوَ من ذَلِك، فَأَما قَول الشَّاعِر:

المَوتُ تَأتِى لِميقاتٍ خَواطِفُه ... وَلَيْسَ يُعجِزُه هَلْكٌ وَلَا لوحُ

فَإِنَّهُ سكن للضَّرُورَة، وَهُوَ مَذْهَب كُوفِي، وَقد حجر عَلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ إِلَّا المكسور والمضموم، وَقيل: الهَلَكُ مَا بَين أَعلَى الْجَبَل وأسفله، ثمَّ يستعار لهواء مَا بَين كل شَيْئَيْنِ، وَكله من الْهَلَاك.

والتَّهلُكة: الْهَلَاك، وَفِي التَّنْزِيل: (وَلاَ تُلْقُوا بِأيْديكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) وَقيل: التَهلكُة: كل شَيْء عاقبته إِلَى الْهَلَاك.

والتُّهلوك الْهَلَاك، قَالَ: شَبِيبُ عادَى اللهُ من يَقلِيكا

وسبَّبَ اللهُ لَهُ تُهلوكا

وَوَقع فِي وَادي تُهُلِّكَ، أَي الْبَاطِل والهلاك، كَأَنَّهُمْ سموهُ بِالْفِعْلِ.

والاهتِلاك والانهِلاك: رمي الْإِنْسَان بِنَفسِهِ فِي تَهْلُكةٍ.

والقطاة تهتَلِك من خوف الْبَازِي، أَي ترمي بِنَفسِهَا فِي المهالك.

والمُهتَلِك: الَّذِي لَيْسَ لَهُ هم إِلَّا أَن يتضيفه النَّاس، يظل نَهَاره فَإِذا جَاءَ اللَّيْل أسْرع إِلَى من يكفله خوف الْهَلَاك لَا يَتَمَالَك دونه، قَالَ أَبُو خرَاش:

إِلَى بَيته يَأْوى الغريبُ إِذا شَتا ... ومهتلِكٌ بالي الدَّرِيسَينِ عائلُ

والهُلاَّك: الَّذين ينتابون النَّاس ابْتِغَاء معروفهم من سوء حَالهم، وَقيل: الهُلاَّك: المنتجعون الَّذين قد ضلوا الطَّرِيق، وَكله من ذَلِك، أنْشد ثَعْلَب:

أبيتُ مَعَ الهُلاَّك ضَيفاً لأهلِها ... وَأَهلي قَريبٌ موسِعونَ ذَوُو فَضْلِ

وَكَذَلِكَ المُتَهَلِّكون، أنْشد ثَعْلَب للمتنخل الْهُذلِيّ:

لَو أَنه جَاءَنِي جَوعانُ مُهْتَلِكٌ ... من بُؤَّس النَّاس عَنهُ الخيرُ محجوزُ

وأفعل ذَلِك إِمَّا هَلَكَتْ هُلُكٌ، وَبَعْضهمْ لَا يصرفهُ، أَي على مَا خيلت نَفسك وَلَو هلَكْتَ والعامة تَقول: إِن هلَك الهُلُكُ.

والهَلوك من النِّسَاء: الْفَاجِرَة الشبقة، وَلَا يُوصف للرجل الزَّانِي بذلك، وَقَالَ بَعضهم: الهَلوك: الْحَسَنَة التبعل لزَوجهَا.

وتهالَكَ الرجل على الْمَتَاع والفراش: سقط عَلَيْهِ.

وتهالكتِ الْمَرْأَة فِي مشيها، من ذَلِك.

والهالِكِيُّ: الْحداد، وَقيل: الصيقل، قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: أول من عمل الْحَدِيد من الْعَرَب الهالكُ بن أَسد بن خُزَيْمَة، فَلذَلِك قيل لبني أَسد: القيون. 
هـلك
هلَكَ يهلَك ويهلِك، هَلاكًا وهُلوكًا ومَهْلَكًا ومَهْلِكًا وتَهْلُكَةً وهُلْكًا، فهو هالِك، والمفعول مهلوك (للمتعدِّي)
• هلَك فلانٌ:
1 - مات "ما هلَك امرؤٌ عرَف قدرَه- {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ} - {مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ} - {وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} " ° شفا الهَلاك- هلَك على الشَّيء: حرِص عليه- وقَف على شفير الهلاك.
2 - كفر " {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ} ".
• هلَك الشَّيءُ: ذهب وزال " {هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ} ".
• هلَكَه في العمل: أفناه، أبلاه. 

أهلكَ يُهلك، إهلاكًا، فهو مُهلِك، والمفعول مُهلَك (للمتعدِّي)
• أهلك فلانٌ: ارتكب أمرًا عظيمًا.
• أهلَك اللهُ الظَّالمين:
1 - جعلهم يهلكون أو يموتون، أبادهم ولم يترك لهم أثرًا "كثيرًا ما نمنح أعداءنا وسائل إهلاكنا- {نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إلاَّ الدَّهْرُ} " ° أهلك الحرث والنَّسل: أفنى كلَّ شيء.
2 - عذَّبهم " {قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ} ".
• أهلَك الشَّيءَ: أفسده وخرّبه "أهلك ماله: فرّط فيه وأتلفه- {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَدًا} ". 

استهلكَ يستهلك، استهلاكًا، فهو مُستهلِك، والمفعول مُستهلَك
• استهلك مالَه: أهلكه، أنفقه "استهلك كلَّ ما عنده من موادّ غذائيّة".
• استهلك الطَّعامَ: تناوله "يستهلك المواطنون البيضَ بكثرة".
• استهلكتِ السَّيَّارةُ البنزينَ: استنفدته ° استهلك المعنى/ استهلك اللفظَ: استنفده وأفرغه.
• استهلك فلانٌ فلانًا: أهلَكهُ. 

انهلكَ/ انهلكَ في ينهلِك، انهلاكًا، فهو مُنهلِك، والمفعول مُنهلَك فيه
• انهلك الرَّجلُ: رَمى نفسَه في المهالك.
• انهلك في الأمر: واصله بجدّ وحِرْص "انهلك في عمله الجديد". 

تهالكَ على/ تهالكَ في/ تهالكَ من يتهالك، تهالُكًا، فهو مُتهالِك، والمفعول مُتهالَك عليه
• تهالك على التَّدخين: أقبل عليه في حرص شديد "تهالَكَ على الملذّات/ المال".
• تهالك المرءُ على فراشه: تساقطَ عليه.
• تهالكَ العُمَّالُ في إنجاز المشروع: جدّوا واستعجلوا إنجازه "تهالك في التفوق على منافسه".
• تهالكتِ المرأةُ في مشيتها: تأوّدت وتكسَّرت وتمايلت.
• تهالكَ فلانٌ من الإعياء: سقَطَ. 

تهلَّكَ في يتهلَّك، تهلُّكًا، فهو مُتهلِّك، والمفعول مُتهلَّك فيه
 • تهلَّكَ في المفاوز: دارَ فيها شبه المتحيِّر.
• تهلَّكَت المرأةُ في مشيتها: تهالكتْ، تفيّأت وتكسَّرت. 

هلَّكَ يُهلِّك، تهليكًا، فهو مُهلِّك، والمفعول مُهلَّك (للمتعدِّي)
• هلَّك فلانٌ: أهلك؛ ارتكبَ أمرًا عظيمًا.
• هلَّك فلانٌ فلانًا: أهلكه؛ جعلَه يموت. 

استهلاك [مفرد]:
1 - مصدر استهلكَ ° استهلاك دَيْن: تسديده على أقساط.
2 - (قص) استخدام سلعة أو خدمة في تحقيق منفعة بصورة مباشرة بدون استعمالها في إنتاج سلعة أو خدمة أخرى.
• الاستهلاك الجماعيّ: (قص) العمليات الاستهلاكيّة التي لا يمكن تنظيمها وإدارتها إلا بصورة جماعيَّة؛ نظرًا لطبيعة المشكلة وحجمها.
• الاستهلاك الذَّاتيّ: (قص) جزء من الإنتاج يستهلكه المُنتج وعائلته عوضًا عن تصريفه وطرحه في السُّوق.
• عارية استهلاك: (قن) عقد بين مُعير ومستعير يتّفق بموجبه الأول على أن يُسلِّم للثاني أشياء منقولة قابلة للاستهلاك، ويوافق الثاني على أن يردّ في المستقبل ما يماثل تلك الأشياء من حيث النوع والصِّنف والكميَّة. 

استهلاكيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى استهلاك: "تمَّ طرح كمِّيَّات كبيرة من السلع الاستهلاكيّة في الأسواق".
• مجتمع استهلاكيّ: (قص) الذي يتجاوز استهلاكه إنتاجه ° سلع استهلاكيَّة: سلع كالطَّعام أو الملابس التي تفي بحاجات الإنسان من خلال الاستهلاك أو الاستعمال المباشر لها.
• السُّوق الاستهلاكيَّة: (قص) سوق تهتم بتحقيق المنفعة الشخصيّة من السّلع أكثر من اهتمامها بإنتاج هذه السلع.
• ثقافة استهلاكيَّة: ثقافة غير متأصِّلة قوامها استعراض المعلومات.
• العقليَّة الاستهلاكيَّة: عقلية تافهة قاصرة عن التفكير والابتكار، تتبنّى آراء الآخرين دون تمحيص.
• أسئلة استهلاكيَّة: أسئلة شخصيّة متكررة تهتم بالاستفسار عن أمور خاصّة لا تخدم المجتمع ولا تفيد جديدًا، هدفها محاولة التغطية على موضوع حيويّ مهم، أو تضييع الوقت "كلّ الأسئلة التي طرحت في المؤتمر كانت أسئلة استهلاكيّة".
• المقدِّمة الاستهلاكيَّة للحكاية الشَّعبيَّة: عبارات تقليديّة تبدأ بها كل حكاية شعبيّة، مثل: كان يا ما كان. 

تَهْلُكة [مفرد]:
1 - مصدر هلَكَ.
2 - كل ما عاقبته الهلاك " {وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} ". 

مُستهلَك [مفرد]:
1 - اسم مفعول من استهلكَ.
2 - مستعمل كثيرًا "آلات/ طاقة مستهلكة" ° طريق مستهلك الوِرْد: يُجهد مَنْ سلكه. 

مُستهلِك [مفرد]:
1 - اسم فاعل من استهلكَ.
2 - مستعمِل "مستهلِك الآلات".
3 - خلاف المنتج "مستهلكو الخُضَر في المدينة". 

مَهْلَك [مفرد]: مصدر هلَكَ. 

مَهْلِك [مفرد]:
1 - مصدر هلَكَ.
2 - اسم زمان من هلَكَ: " {وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا} - {ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ}: وتحتمل هنا للزمان والمكان". 

مَهْلَكة [مفرد]: ج مَهالِكُ:
1 - اسم مكان من هلَكَ: مكان الهلاك.
2 - مفازة، صــحراء لا ماء فيها.
3 - حرْب "الحروب مهالك".
4 - سبب في الهلاك. 

هالك [مفرد]: ج هالكون وهَلْكى وهُلَّك وهُلاّك وهوالكُ، مؤ هالكة، ج مؤ هالكات وهُلَّك وهوالكُ: اسم فاعل من هلَكَ. 

هالوك [جمع]: (نت) نبات زهريّ متطفِّل يضعف الزّرع، من الفصيلة المركبة، منه أنواع تتطفَّل على الفول، والعدس والطماطم والباذنجان وغيرها، ولا تنبت بذوره إلا بجوار بذور عائلها. 

هلاك [مفرد]: مصدر هلَكَ ° خلَص من الهلاك: نجا وسلم. 

هَلَك [مفرد]
• الهَلَكُ:
1 - ما بين أعلى الجبل وأسفله.
2 - الشَّيء الذي يهوي ويسقط.
3 - هواء ما بين كلّ شيئين.
4 - بقايا الشَّيء الهالك كالجيفة. 

هُلْك [مفرد]: مصدر هلَكَ. 

هَلَكَة [مفرد]: ج هَلَكات وهَلَك: سَنة جدبة. 

هَلوك [مفرد]: ج هُلُك
• الهَلُوك: الساقطة، المرأة الفاجرة البغيّ. 

هُلوك [مفرد]: مصدر هلَكَ. 

هلك: لهَلْكُ: الهلاك. قال أَبو عبيد: يقال الهَلْك والهُلْكُ

اوالمُلْكُ والمَلْكُ؛ هَلَكَ يَهْلِكُ هُلْكاً وهَلْكاً وهَلاكاً: مات. ابن جني:

ومن الشاذ قراءة من قرأَ: ويَهْلَكُ الحَرْثُ والنَّسْلُ، قال: هو من باب

رَكَنَ يَرْكَنُ وقَنَطَ يَقْنَطُ، وكل ذلك عند أَبي بكر لغات مختلطة،

قال: وقد يجوز أَن يكون ماضي يَهْلكُ هَلِك كعَطِبَ، فاستغنى عنه بهَلَكَ

وبقيت يَهْلَك دليلاً عليها، واستعمل أَبو حنيفة الهَلَكَة في جُفُوف

النبات وبَيُوده فقال يصف النبات: من لَدُنِ ابتدائه إِلى تمامه، ثم

تَوَلِّيه وإِدباره إِلى هَلَكَتِه وبَيُوده.

ورجل هالِكٌ من قوم هُلَّكٍ وهُلاَّك وهَلْكَى وهَوَالِكَ، الأَخيرة

شاذة؛ وقال الخليل: إِنما قالوا هَلْكَى وزَمْنَى ومَرْضَى لأَنها أَشياء

ضُرِبُوا بها وأُدْخِلوا فيها وهم لها كارهون. الأَزهري: قومٌ هَلْكَى

وهالِكُون. الجوهري: وقد يجمع هالِك على هَلْكَى وهُلاَّك؛ قال زيادُ بن

مُنْقِذ:

تَرَى الأَرامِلَ والهُلاَّكَ تَتْبَعُه،

يَسْتَنُّ منه عليهم وابِلٌ رَزِمُ

يعني به الفقراء؛ وهَلَكَ الشيءَ وهَلَّكه وأَهْلَكَه؛ قال العجاج:

ومَهْمَهٍ هالِكِ مَنْ تَعَرَّجا،

هائلةٍ أَهْوالُه مَنْ أَدْلَجا

يعني مُهْلِك، لغة تميم، كما يقال ليل غاضٍ أَي مُغْضٍ. وقال الأَصمعي

في قوله هالِكِ من تَعَرَّجا أَي هالكِ المُتَعَرِّجين إِن لم يُهَذِّبوا

في السير أَي من تعرَّض فيه هَلَكَ؛ وأَنشد ثعلب:

قالت سُلَيْمى هَلِّكوا يَسارا

الجوهري: هَلَكَ الشيءُ يَهْلِكُ هَلاكاً وهُلوكاً ومَهْلَكاً

ومَهْلِكاً ومَهْلُكاً وتَهْلُكَةً، والاسم الهُلْكُ، بالضم؛ قال اليزيدي:

التَّهْلُكة من نوادر المصادر ليست مما يجري على القياس؛ قال ابن بري: وكذلك

التُّهْلوك الهَلاكُ؛ قال: وأَنشد أَبو نخَيْلة لشَبِيبِ بن شَبَّةَ:

شَبيبُ، عادى اللهُ من يَجْفُوكا

وسَبَّبَ اللهُ له تُهْلوكا

وأَهْلكه غيره واسْتَهْلَكه. وفي الحديث عن أَبي هريرة: إِذا قال الرجلُ

هَلَكَ الناسُ

فهو أَهْلَكهم؛ يروى بفتح الكاف وضمها، فمن فتحها كانت فعلاً ماضياً

ومعناه أَن الغالِين الذين يُؤيِسُون الناسَ

من رحمة ا لله تعالى يقولون هَلَك الناسُ

أَي استوجبوا النار والخلود فيها بسوء أَعمالهم، فإِذا قال الرجل ذلك

فهو الذي أَوجبه لهم لا الله تعالى، أَو هو الذي لما قال لهم ذلك وأَيأَسهم

حملهم على ترك الطاعة والانهماك في المعاصي، فهو الذي أَوقعهم في

الهلاك، وأَما الضم فمعناه أَنه إِذا قال ذلك لهم فهو أَهْلَكهم أَي أَكثرهم

هَلاكاً، وهو الرجلُ يُولَعُ بعيب الناس ويَذْهبُ بنفسه عُجْباً، ويرى له

عليهم فضلاً. وقال مالك في قوله أَهلكهم أَي أَبْسَلُهم. وفي الحديث: ما

خالَطتِ الصدقةُ مالاً إِلاَّ أَهْلَكَتْه؛ قيل: هو حضٌّ على تعجيل الزكاة

من قبل أَن تختلط بالمال بعد وجوبها فيه فتذهب به، وقيل: أَراد تحذير

العُمَّال عن اخْتِزال شيء منها وخلطهم إِياه بها، وقيل: أَن يأْخذ الزكاة

وهو غنّي عنها. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَتاه سائل فقال له:

هَلَكْتُ وأَهْلَكْتُ أَي أَهلكت عيالي. وفي التنزيل: وتلك القُرى أَهْلَكْناهم

لما ظلموا. وقال أَبو عبيدة: أَخبرني رُؤْبة أَنه يقول هَلَكْتَني بمعنى

أَهْلَكتني، قال: وليست بلغتي. أَبو عبيدة: تميم تقول هَلَكَه يَهْلِكُه

هَلْكاً بمعنى أَهْلَكه. وفي المثل: فلان هالِكٌ في الهوالك؛ وأَنشد

أَبو عمرو لابن جذْلِ الطِّعانِ:

تَجاوَزْتُ هِنْداً رَغْبَةً عن قِتالِه،

إِلى مالِكٍ أَعْشُو إِلى ذكْرِ مالكِ

فأَيْقَنْتُ أَني ثائِرُ ابن مُكَدَّمٍ،

غَداةَ إِذٍ، أَو هالِكٌ في الهَوالِكِ

قال: وهذا شاذ على ما فسر في فوارس؛ قال ابن بري: يجوز أَن يريد هالك في

الأُمم الهَوالِك فيكون جمع هالكة، على القياس، وإِنما جاز فوارس لأَنه

مخصوص بالرجال فلا لبس فيه، قال: وصواب إنشاد البيت:

فأَيقنت أَني عند ذلك ثائر

والهَلَكَة: الهَلاكُ؛ ومنه قولهم: هي الهَلَكَة الهَلْكاءُ، وهو توكيد

لها، كما يقال هَمَجٌ هامجٌ.

أبو عبيدة: يقال وقع فلان في الهَلَكَةِ الهَلْكى والسَّوْأَة

السَّوْأى. وقوله عز وجل: وجعلنا لمَهْلِكهِم مَوعِداً؛ أي لوقت هِلاكِهم أجَلاً،

ومن قرأ لمَهْلَكِهم فمعناه لإهلاكهم. وفي حديث أم زرع: وهو إمامُ

القَوْم في المَهالِك؛ أرادت في الحروب وأنه لثِقَته بشجاعته يتقدَّم ولا

يتخلف، وقيل: إنه لعلمه بالطُّرق يتقدَّم القومَ فيهديهم وهم على أثره.

واسْتَهْلَكَ المالَ: أنفقه وأنفده؛ أنشد سيبويه:

تقولُ، إذا اسْتَهْلَكْتُ مالاً للَذَّةٍ،

فُكَيْهَةُ: هَشَّيْءٌ بكَفَّيْكَ لائِقُ

قال سيبويه: يريد هل شيء فأدغم اللام في الشين، وليس ذلك بواجب كوجوب

إدغام الشم والشراب ولا جميعهم يدغم هل شيء. وأهْلَكَ المالَ: باعه. في بعض

أخبار هذيل: أن حَبيباً الهُذَليّ قال لمَعْقِلِ ابن خُوَيْلِد: ارجِعْ

إلى قومك، قال: كيف أصنع بإيلي؟ قال: أهْلِكْها أي بعْها. والمَهْلَكة

والمَهلِكة والمَهْلُكة: المَفازة لأنه يهلك فيها كثيراً. ومفازة هالكةٌ من

سَلَكها أي هالكة للسالكين. وفي حديث التوبة: وتَرْكُها مَهْلِكة أي

موضع لهَلاكِ نفْسه، وجمعها مَهالِكُ، وتفتح لامها وتكسر أيضاً للمفازة.

والهَلَكُونُ: الأَرض الجَدْبة وإن كان فيها ماء. ابن بُزُرج: يقال هذه أرض

آرمَةٌ هَلَكُونٌ، وأرض هَلَكون إذا لم يكن فيها شيء. يقال: هَلَكونُ

نبات أرضين. ويقال: ترَكها آرِمَةً هَلَكِينَ إذا لم يصبها الغَيْثُ منذ دهر

طويل. يقال: مررت بأرض هَلَكِينَ، بفتح الهاء واللام

(* قوله: «هَلَكينَ

بفتح النون دون تنوين»، هكذا في الأصل. وفي القاموس: أرضٌ هَلَكِينٌ

وأرضٌ هَلكونٌ، بتنوين الضمّ).

والهَلَكُ والهَلَكاتُ: السِّنُونَ لأنها مهلكة؛ عن ابن الأعرابي؛ وأنشد

لأسْودَ بن يَعْفُرَ:

قالت له أمُّ صَمْعا، إذ تُؤَامِرُه:

ألا تَرَى لِذَوي الأَموالِ والهَلَكِ؟

الواحدة هَلَكة بفتح اللام أيضاً. والهَلاكُ: الجَهْدُ المُهْلِكُ.

وهَلاكٌ مُهْتَلِكٌ: على المبالغة؛ قال رؤبة:

من السِّنينَ والهَلاكِ المِهْتَلِكْ

ولأَذْهَبَنَّ فإما هُلْكٌ وإما مُلْكٌ، والفتح فيهما لغة، أي

لأَذْهَبَنَّ فإما أن أهْلِكَ وإما أن أمْلِكَ. وهالِكُ أهْلٍ: الذي يَهْلِكُ في

أهْله؛ قال الأَعشى:

وهالِك أهْلٍ يَعودُونه،

وآخَرُ في قَفْزةٍ لم يُجَنْ

قال: ويكون وهالك أهلٍ الذي يُهْلِك أهْلَه. والهَلَكُ: جِيفَةُ الشيء

الهالِك. والهَلَكُ: مَشْرَفَةُ المَهْواةِ من جَوِّ السُّكاكِ لأنها

مَهْلَكة، وقيل: الهَلَكُ ما بين كل أرض إلى التي تحتها إلى الأرض السابعة،

وهو من ذلك؛ فأما قول الشاعر:

الموتُ تأتي لميقاتٍ خَواطِفُه،

وليس يُعْجِزُهُ هَلْكٌ ولا لُوح

فإنه سكن للضرورة، وهو مذهب كوفي، وقد حجر عليه سيبويه إلا في المكسور

والمضموم، وقيل: الهَلَكُ ما بين أعلى الجبل وأسفله ثم يستعار لهواء ما

بين كل شيئين، وكله من الهَلاك، وقيل: الهَلَكُ المَهْواة بين الجبلين؛

وأنشد لامرئ القيس:

أرى ناقَةَ القَيْسِ قد أصْبَحَتْ،

على الأَيْنِ، ذاتَ هِبابٍ نِوارا

رأتْ هَلَكاً بنِجاف الغَبِيط،

فكادَتْ تَجُدُّ الحُقِيّ الهِجارا

ويروى: تَجُدّ لذاك الهِجارا؛ قوله هِباب: نَشاط، ونِواراً: نِفاراً،

وتجدّ: تقطع الحبل نُفوراً من المَهْواةِ، والهِجار: حبل يشدّ في رسغ

البعير. والهَلَكُ: المَهْواة بين الجبلين؛ وقال ذو الرمة يصف امرأة

جَيْداء:تَرى قُرْطَها في واضِحِ اللَّيتِ مُشْرِفاً

على هَلَكٍ، في نَفْنَفٍ يَتَطَوّحُ

والهَلَكُ، بالتحريك: الشيء الذي يَهْوي ويسقُط. والتَّهْلُكَةُ:

الهلاك. وفي التنزيل العزيز: ولا تُلْقوا بأيديكم إلى التَّهْلُكة؛ وقيل:

التَّهْلُكة كل شيء تصير عاقبته إلى الهَلاك. والتُّهْلُوك: الهَلاك؛ وأنشد

بيت شَبيبٍ:

وسَبَّبَ الله له تُهْلوكا

ووقع في وادي تُهْلِّكَ، بضم التاء والهاء واللامُ مشددة، وهو غير مصروف

مثل تُخيبَ أي في الباطل والهلاك كأنهم سَمَّوْه بالفعل.

والاهْتِلاكُ والانْهِلاكُ: رمي الإنسان بنفسه في تَهْلُكة. والقَطاة

تَهْتَلِكُ من خوف البازي أي ترمي بنفسها في المَهالك. ويقال: تَهْتَلِكُ

تجتهد في طيرانها، ويقال منه: اهْتَلَكتِ القَطاةُ. والمِهْتَلِكُ: الذي

ليس له همٌّ إلا أن يَتَضَيَّفه الناسُ، يَظَلُّ نهارَه فإذا جاء الليل

أسرعَ إلى من يَكْفُله خَوْفَ الهَلاكِ لا يتمالك دونَه؛ قال أبو

خِراشٍ:إلى بَيْتِه يأوي الغريبُ إذا شَتا،

ومُهتَلِكٌ بالي الدَّريسَيْنِ عائِلُ

والهُلاّكُ: الصَّعاليك الذين يَنْتابون الناسَ ابتغاء معروفهم من سوء

حالهم، وقيل: الهُلاّك المُنْتَجِعون الذين قد ضلوا الطريق، وكله من ذلك؛

أنشد ثعلب لجَمِيل:

أبِيتُ مع الهُلاّكِ ضَيْفاً لأهْلِها،

وأهْلي قريبٌ مُوسِعُون ذوو فَضْلِ

وكذلك المُتَهَلِّكُون؛ أنشد ثعلب للمُتَنَخِّل الهُذَليّ:

لو أنه جاءني جَوْعانُ مُهْتَلِكٌ،

من بُؤَّس الناس، عنه الخيْرُ مَحْجُوزُ

وافْعَلْ ذلك إما هَلَكَتْ هُلُكُ أي على كل حال، بضم الهاء واللام غير

مصروف؛ قال ابن سيده: وبعضهم لا يصرفه أي على ما خَيَّلَتْ نَفْسُك ولو

هَلَكْتَ، والعامَّة تقول: إن هَلَكَ الهُلُكُ؛ قال ابن بري: حكى أبو علي

عن الكسائي هَلَكَتْ هُلُكُ، مصروفاً وغير مصروف. وفي حديث الدجال: وذكر

صفته ثم قال: ولكن الهُلْكُ كلُّ الهُلْكِ أن ربكم ليس بأعور، وفي رواية:

فإما هَلَكَتْ هُلَّكُ فإن ربكم ليس بأعور؛ الهُلْكُ الهَلاك، ومعنى

الرواية الأولى الهَلاكُ كلُّ الهَلاك للدجال لأنه وإن ادّعى الربوبية

ولَبَّس على الناس بما لا يقدر عليه الشر، فإنه لا يقدر على إزالة العَور لأن

الله منزه عن النقائص والعيوب، وأما الثانية فهُلَّكٌ، بالضم والتشديد،

جمع هالك أي فإن هَلَكَ به ناس جاهلون وضلُّوا فاعلموا أن الله ليس بأعور،

ولو روي: فإما هَلَكَتْ هُلُك على قول العرب افعل كذا إما هَلَكَتْ

هُلَّكُ وهُلُكٌ بالتخفيف منوَّناً وغير منوّن، لكان وجهاً قويّاً ومُجْراه

مُجْرى قولهم افْعَلْ ذلك على ما خَيَّلَتْ أي على كل حال. وهُلُكٌ: صفة

مفردة بمعنى هالكة كناقة سُرُحٌ وامرأة عُطُلٌ، فكأنه قال: فكيفما كان

الأمر فإن ربكم ليس بأعور، وفي رواية: فإما هَلَكَ الهُلُكُ فإن ربكم ليس

بأعور. قال الفراء: العرب تقول افعل ذلك إما هَلَكَتْ هُلُكُ، وهُلُكٌ

بإجراءٍ وغير إجراء، وبعضهم يُضيفه إما هَلَكتْ هُلُكُه أي على ما خَيَّلَتْ

أي على كل حال، وقيل في تفسير الحديث: إن شَبَّه عليكم بكل معنىً وعلى كل

حال فلا يُشَبِّهَنَّ عليكم أنَّ ربكم ليس بأعور، وقوله على ما

خَيَّلَتْ أي أرَتْ وشَبَّهَتْ، وروى بعضهم حديث الدجال وخزيه وبيان كذبه في

عوره.والهَلُوك من النساء: الفاجرة الشَّبِقَةُ المتساقطة على الرجال، سميت

بذلك لأنها تَتهالك أي تَتَمايل وتنثني عند جماعها، ولا يوصف الرجل الزاني

بذلك فلا يقال رجل هَلُوكٌ؛ وقال بعضهم: الهَلُوك الحَسَنة التَّبَعُّلِ

لزوجها. وفي حديث مازِنٍ: إني مُولَعٌ بالخمر والهَلُوكِ من النساء.

وفي الحديث: فتهالَكْتُ عليه فسألته أي سقطت عليه ورميت بنفسي فوقه.

وتَهالك الرجلُ على المتاع والفِراشِ: سقط عليه، وتَهالَكَتِ المرأةُ في

مشيها: من ذلك.

والهالِكِيُّ: الحدَّادُ، وقيل الصَّيْقَل؛ قال ابن الكلبي: أوّل من

عَمِلَ الحديدَ من العرب الهالكُ بن عمرو بن أسَد بن خُزيْمة، وكان حدّاداً

نسب إليه الحدّاد فقيل الهالِكيُّ، ولذلك قيل لبني أسد القُيونُ؛ وقال

لبيد:

جُنوحَ الهالِكِيِّ على يدَيْهِ،

مُكِبّاً يَجْتَلي نُقَبَ النِّصالِ

أراد بالهالِكيّ الحداد؛ وقال آخر:

ولا تَكُ مِثلَ الهالِكيِّ وعِرْسِه،

سَقَتْه على لَوْحٍ سِمامَ الذَّرارِحِ

فقالت: شَرابٌ بارِدٌ قد جَدَحْتُه،

ولم يَدْر ما خاضَتْ له بالمَجادِحِ

أي خلطته بالسويق. قال عرّام في حديثه: كنت أتَهَلَّكُ في مَفاوز أي كنت

أدور فيها شِبْهَ المتحير؛ وأنشد:

كأنها قَطرةٌ جاد السحابُ بها،

بين السماء وبين الأرْضِ تَهْتَلِكُ

واسْتَهْلَكَ الرجلُ في كذا إذا جَهَدَ نَفْسَه، واهْتَلَكَ معه؛ وقال

الراعي:

لهنَّ حديثٌ فاتِنٌ يَتْرُك الفَتى

خفيفَ الحشا، مُسْتَهْلِكَ الرِّبْح، طامِعا

أي يَجْهَدُ قَلْبَه في إثرها. وطريق مُسْتَهْلِكُ الوِرْد أي يُجْهِدُ

من سَلَكَه؛ قال الحُطَيئة يصف الطريق:

مُسْتَهْلِكُ الوِرْدِ، كالأُسْتيِّ، قد جعَلَتْ

أيدي المَطيِّ به عاديَّةً رُكُبا

الأُسْتِيُّ والأُسْديُّ: يعني به السَّدى والسَّتى؛ شبَّه شَرَك الطريق

بسَدَى الثوب. وفلان هِلْكَةٌ من الهِلَكِ أي ساقطة من السواقط أي

هالِكٌ. والهَلْكى: الشَّرِهُونَ من النساء والرجال، يقال: رجال هَلْكى ونساء

هَلْكى، الواحد هالِكٌ وهالكة. ابن الأَعرابي: الهالِكَة النفس

الشَّرِهَة؛ يقال: هَلَكَ يَهْلِكُ هَلاكاً إذا شَرِهَ؛ ومنه قوله:

ولم أهلِكْ إلى اللَّبَنِ

(* تمامه كما في شرح القاموس:

جللته السيف إذا مالت كوارته * تحت العجاج ولم اهلك إلى

اللبن)

أي لم أشْرَهْ. ويقال للمُزاحِمِ على الموائد: المُتَهالِكُ والمُلاهسُ

والوارش والحاضِرُ

(* قوله «والحاضر» كذا بالأصل. والذي في مادّة حضر:

رجل حضر ككتف وندس: يتحين طعام الناس ليحضره.) واللَّعْوُ، فإذا أكل بيد

ومنع بيد فهو جَرْدَبانُ؛ وأنشد شمر:

إنَّ سَدى خَيْرٍ إلى غيرِ أهْلِه،

كَهالِكَةٍ من السحابِ المُصَوِّبِ

قال: هو السحاب الذي يَصُوبُ المَطَر ثم يُقلِعُ فلا يكون له مطر فذلك

هَلاكه.

هـلك
هَلَكَ، كضَرَبَ ومَنَعَ وعَلِمَ وعَلى الثّاني قراءةُ الحَسَنِ وأَبي حَيوَةَ وابنِ أَبي إِسْحاقَ ويَهْلَكُ الحَرثُ والنَّسلُ بفَتْحِ الياءِ واللامِ، ورفعِ الثّاءِ واللامِ كَمَا فِي العُبابِ، وَفِي كتاب الشّواذِّ لابنِ جِنِّي رَوَاهُ هارُونُ عَن الحَسَنِ وَابْن أبي إِسْحاقَ، قَالَ ابنُ مُجاهِد: هُوَ غَلَطٌ قالَ أَبو الفَتْح: لَعَمْرِي إِنَّ ذَلِك تَركٌ لما عَلَيهِ أَهْلُ اللُّغَة، ولكِنْ قد جاءَ لَهُ نَظِيرٌ أَعْني قَوْلَنا: هَلَكَ يَهْلَكُ فَعَلَ يَفْعَلُ، وَهُوَ مَا حَكاهُ صَاحب الكِتابِ من قَوْلِهم: أَبى يَأْبى، وحَكَى غَيرُه: قَنَطَ يَقْنَطُ، وسَلا يَسلَى، وجَبَا الماءَ يَجْبَاه، ورَكَنَ يَركَنُ، وقَلاَ يَقْلَى وغَسَى اللّيل يَغْسَى، وكانَ أَبُو بَكْرٍ رَحِمَه الله يَذْهَبُ فِي هَذَا إِلَى أَنّها لُغاتٌ تَداخَلَتْ، وذلِكَ أَنّه قد يُقال: قَنَطَ وقَنِطَ ورَكَنَ ورَكِنَ، وسَلا وسَلِيَ، فتَداخَلَتْ مُضارِعاتُها، وأَيْضًا فإِنّ فِي آخِرِها أَلِفًا، وَهِي أَلف سَلا وقَلاَ وغسى وأبى، فضارَعَت الهَمْزَة نَحْو قَرَأَ وهَدَأَ.
وبَعْدُ: فإِذا كَانَ الحَسَنُ وابنُ أبي إِسْحاقَ إِمامَين فِي الثِّقَةِ واللُّغَةِ فَلَا وَجْهَ لمَنْعِ مَا قَرَآ بِهِ، وَلَا سِيّما وَله نَظِيرٌ فِي السَّماعِ، وَقد يَجُوزُ أَنْ يكونَ يَهْلَكُ جاءَ على هَلِكَ بمنزِلَةِ عَطِبَ، غير أَنّه اسْتُغْنىَ عَن ماضِيه بهَلَكْ انْتهى. هُلْكًا بالضّم وهَلاكًا بالفَتْح وتهْلُوكًا وَهَذِه عَن ابْن بَريّ، وهُلُوكًا، بضَمِّهما وَهَذِه نَقَلَها الجَوْهَرِيُّ مَعَ الثانيةِ، وقالَ شيخُنا: لَو قَالَ بضَمِّانَّ وأَسْقَطَ الضّمَّ الأَوّلَ لكانَ أَخْصَرَ وأوْجَزَ مَعَ الجَريِ على قاعِدَتِهِ المَأْلُوفةِ، فعُدُولُه عَنْهَا لغَيرِ نُكْتَة غيرُ صَواب. قلت: العُذْرُ فِي ذَلِك تَخَلُّلُ لفظِ هَلاكٍ، وَهُوَ بالفَتْحِ. نَعَم، لَو أَخَّرَ لَفْظَ هَلاكٍ بعد قولِه بضَمِّهِما كانَ كَمَا قالَهُ شَيخُنا، فتأَمَّل، ومَهْلُكَةً كَذَا فِي النُّسِخِ والصّوابُ مَهْلكًا، كَمَا هُوَ نَصّ الِّصحاحِ والعُباب، وتَهْلِكَةً، مثَلَّثَتَيِ اللامِ واقْتَصَر الجوهرِي على تثْلِيث لامٍ مَهْلُك، وأَمّا التَّهْلُكَة بضَم الّلامِ، فنُقِل عَن اليَزِيدِيِّ أَنَّه من نوادِرِ المَصادِرِ، وليسَتْ مِمَّا يَجْرِي على القِياسِ، وأَنشَد ابنُ بَريّ شاهِدًا على التّهْلُوكَ قولَ أَبي نُخَيلَةَ لشَبِيبِ بن شَبَّةَ:)
شبِيبُ عادَى اللُّه مَن يَجْفُوكا وسبَّبَ الله لَهُ تُهْلُوكا وقرَأَ الخلِيلُ قَوْله تَعَالَى: وَلَا تُلْقُوا بأَيْدِيكُم إِلى التَّهْلُكة بكسرِ اللامِ، وقولُه: مَاتَ تفْسِيرٌ لقولِه هَلكَ، وَلم يُقيِّدْه بِشَيْء لأَنه الأَكْثر فِي اسْتِعمالِهم، واخْتِصاصُه بمِيتةِ السّوءِ عرفٌ طارِئٌ لَا يُعْتدُّ بِهِ، بدَلِيل مَا لَا يُحْصَى من الْآي، والأَحادِيثِ، قالَ شيخُنا: ولُطُروِّ هَذَا العُرفِ قَالَ الشِّهابُ فِي شرحِ الشِّفاءِ: إِنْه يَمْنعُ إِطْلاقه فِي حق الأنْبِياءِ عليهِمُ الصّلاةُ والسّلامُ، وَلَا يُعْتدُّ بأَصْلِ اللّغةِ القدِيمَةِ كَمَا لَا يَخْفي عَمَّنْ لَهُ مَساسٌ بالقواعِدِ الشَّرعِيَّةِ، وَالله أَعْلمُ.
وأهْلكه غيرُه واسْتَهْلكه، وهَلَّكهُ تهْلِيكًا، وأَنشد ثَعْلَب: قالتْ سُليمَى هَلِّكُوا يَسارَا وقَوْلُ النَّبِيِّ صَلّى الّلهُ عليهِ وسَلّمَ: إِذا قَالَ الرَّجُلُ هَلكَ النّاسُ فهُوَ أَهْلكُهْم يرْوى برفِعِ الكافِ وفتْحها، فَمن رَفع الْكَاف أرادَ أَنَّ الغالِينَ الَّذين يُؤيسُون الناسَ من رَحْمَةِ الله تَعَالَى يَقُّولُون هَلكَ الناسُ، أَي: اسْتوْجَبُوا النارَ والخُلُودَ فِيهَا لسُوءِ أَعْمالِهِم، فإِذا قَالَ الرّجُلُ ذلِكَ فَهُوَ أَهْلكُهم، وقِيل: هُوَ أَنْساهُم لله تَعَالَى، وَمن رَوَى بفتْحِ الكافِ أَرادَ فهُوَ الَّذِي يُوجبُ لَهُم ذلِكَ لَا اللهُ تَعَالَى.
وقولهُ صَلَّى الله عليهِ وسَلَّمَ: مَا خالطَت الصَّدَقةُ مَالا إِلاّ أَهْلكتْه حَضٌّ على تعْجِيلِ الزَّكاةِ من قبلِ أَن تخْتلِط بالمالِ فَتذْهَبَ بِهِ، ويُقال: أَرادَ تحْذِيرَ العُمّالِ اخْتِزالَ شَيْء مِنْها وخلْطَهم إِيّاهُ بأَمْوالِهِم، وَفِي التَّنْزِيلِ: وتِلْكَ القُرَىَ أَهْلكْناهُم لمّا ظلمُوا.
وهَلكه يَهْلِكُه هَلْكًا بمَعْنى أَهْلكه لازِمٌ مُتعَدِّ قَالَ أَبو عُبَيدَة: أَخْبَرَني رُؤْبَةُ أَنّه يُقَال: هَلكْتَنِي بِمَعْنى أَهْلكْتني قَالَ: وليسَتْ بلُغتِي، قَالَ أَبو عُبَيدَةَ: وَهِي لُغةُ تمِيمِ، وأَنْشد الجَوْهَرِيُّ للعَجّاجِ: ومَهْمَهِ هالِك مَنْ تعَرَّجَا هائِلةٍ أَهْوالُه من أَدْلجَا أَي مُهْلِك، كَمَا يُقالُ: ليل غاضٍ أَي مُغض، ويُقال: هالِك المُتعَرِّجينَ، أَي مَنْ تعَرَّجَ فِيهِ هَلكَ.
ورَجُلٌ هالِكٌ من قوْمِ هَلْكى قَالَ الخلِيلُ: إِنّما قالُوا هَلْكى وزَمْنى ومَرضى لأَنّها أَشياءُ ضُرِبُوا بهَا، وأُدْخِلُوا فِيهَا.
وهُم لَهَا كارِهُون ويجْمَعُ أَيْضًا على هُلَّك وهُلاَّك كسُكَّرٍ ورُمّانٍ، قَالَ جميلٌ: (أَبِيتُ مَعَ الهُلاّكِ ضَيفًا لأَهْلِها ... وأَهْلِي قرِيبٌ مُوسِعُون ذوُو فضْلِ)
وَقَالَ أَبو طالِبِ:
(يُطِيفُ بهِ الهُلاَّكُ من آلِ هاشِمٍ ... فهُم عِنْدَه فِي نِعْمَةٍ وفواضِلِ)

وهَوالِكُ أَيْضًا، وَمِنْه المَثَلُ: فلانٌ هالِكٌ من الهَوالِكِ، وأَنْشَدَ أَبو عَمْرو لابْنِ جِذْلِ الطِّعانِ:
(تَجاوَزْتُ هِنْدا رَغْبَةً عَن قِتالِه ... إِلَى مالِك أَعْشُو إِلى ذِكر مالكِ)

(فأَيْقَنْتُ أَنِّي ثائِر ابْن مُكَدَّمٍ ... غَداتَئذٍ أَو هالِكٌ فِي الهَوالِكِ)
قالَ: وَهَذَا شَاذٌّ على مَا فسِّرَ فِي فوارِس، قَالَ ابنُ بَرِّيّ: يجوزُ أَن يُرِيدَ هالِكٌ فِي الأمَمِ الهَوالِكِ، فيكونُ جَمْعَ هالِكَة على القياسِ، وإِنّما جازَ فوارِس لأَنّه مَخْصُوصٌ بالرِّجالِ، فَلَا لَبس فيهِ، قَالَ: وصَوابُ إٍ نشادِ البَيتِ: فأَيْقَنْتُ أنِّي عندَ ذلِكَ ثائِرٌ والهَلَكَةُ مُحَرَّكَةً، والهَلْكاءُ بالفَتْحِ: الهَلاكُ، وَمِنْه قَوْلُهُم: هِيَ هَلَكةٌ هَلْكاءُ وَهُوَ تَوْكِيدٌ لَهَا، كَمَا يُقالُ: هَمَجٌ هامِجٌ.
وقالَ أَبو عُبَيدٍ: يُقال: وَقَع فلانٌ فِي الهَلَكَةِ الهَلْكَى، والسَّوْأَةِ السَّوْأى.
وقَوْلُهم: لأَذْهَبَنَّ فإِمّا هُلْكٌ وِإمّا مُلْك، بفَتْحِهمَا وبضَمِّهما ومَرّ فِي م ل ك أَنّه يُثَلَّثُ أَي: إمّا أَنْ أَهْلِكَ وِإمّا أَنْ أَمْلِكَ نَقله ابنُ السِّكيتِ.
واسْتَهْلَكَ المالَ: أَنْفَقَه وأَنْفَدهُ أَنْشَدَ سِيبَوَيْهِ:
(تَقُولُ إِذا اسْتَهْلَكْتُ مَالا لِلَذَّة ... فُكَيهَةُ هَشَّيئٌ بكَفَّئينَ لائِقُ)
قالَ سِيبَوَيْهِ: يريدُ هَلْ شَيءٌ فأَدْغَمَ اللاّمَ فِي الشِّينِ، ولَيسَ ذَلِك بواجِب كوُجُوبِ إِدغامِ الشّمّ والشَّراب، وَلَا جَمِيعُهم يُدْغِمُ هَلْ شَيءٌ.
وأَهْلَكَه: باعَهُ وَفِي بعض أَخْبارِ هُذَيْلٍ: أَنَّ حَبِيبًا الهُذَلِيَ قالَ لمَعْقِلِ بنِ خَوْيلدٍ: ارْجعْ إِلى قَوْمِكَ. قالَ: كَيفَ أَصْنَعُ بإِبِلِي قالَ: أَهْلِكْها، أَي: بِعْها.
وَمن المَجازِ: المَهْلَكَةُ، ويُثَلَّثُ: المَفازَةُ لأنّها تَهْلَكُ الأَرْواحُ فِيها، قالَه الزَّمَخْشَرِيُّ، وقالَ غَيرُه: لأَنَّها تَحْمِل على الهَلاكِ، وَفِي حَدِيثِ التَّوْبَةِ: وتَركُها بمَهْلَكَة بِفَتْح اللامِ وكَسرِها أَيضًا، والجَمْعُ المَهالِكُ.
والهَلَكُونُ كحَلَزُون، وتُكْسَرُ الهاءُ أَيْضًا، وَهَذِه عَن ابنِ بُزُرْجَ: الأَرْضُ الجَدْبَةُ وإِنْ كَانَ فِيها ماءٌ، وَقَالَ ابنُ بُزُرج يُقالُ: هَذِه أَرْضٌ هَلَكِينٌ أَي جَدْبَة، كَذَا ذكرَه ابنُ فارِسٍ وأَرْضٌ هَلَكُونٌ: إِذا لم تُمْطَر مُنْذُ دَهْرٍ هَكَذَا فِي النّسَخِ، ونصُّ أبنِ بُزُرْجَ: هَذِه أَرْضٌ آرمَة هِلَكُونَ، وأَرْضٌ هِلَكُونَ: إِذا لم يَكنْ فِيها شيءٌ، ويُقال: ترَكْتُها آرِمَةً هِلَكِينَ: إِذا لم يُصِبها الغيثُ منْذُ دَهْرِ طوِيل، يُقالُ: مَرَرْتُ بأَرْضٍ هَلَكِينَ بفتحِ الهَاءِ وَاللَّام.
ومِنَ المَجازِ: الهَلَكُ، مُحَرَّكةً: السِّنُون الجَدْبَةُ لأَنّها تُهْلِكُ عَن ابنِ الأَعْرابي، وأَنْشدَ لأَسْوَدَ بنِ يَعْفُرَ:
(قالتْ لهُ أَمُّ صَمْعا إِذْ تُؤامِرُهُ ... أَلا ترَى لِذِوي الأَموالِ والهَلَكِ)
الواحِدَةُ بهاءٍ، كالهَلَكاتِ مُحَرَّكةً أَيضًا.)
والهَلَكُ: مَا بَيْنَ كُلِّ أَرْض إِلى الَّتِي تحْتها إِلى الأَرْضِ السّابِعَةِ.
والهَلَكُ: جيفةُ الشَّيْء الهالِكِ نقَلَه اللّيثُ، وأَنْشَدَ قولَ امْرئَ القيسِ الآتِي قرِيبًا.
وقِيلَ الهَلَكُ: مَا بَين أَعْلَى الجَبَلِ وأَسْفَلِه، ومِنْهُ اسْتُعِيرَ بمَعْنَى هَواء مَا بَيْنَ كُلِّ شَيئَين وكُلُّه من الهَلاكِ، وَقيل: هُوَ المَهْواةُ بينَ الجَبَلَين وَقيل: مَشْرَفَةُ المَهْواةِ من جَوِّ السُّكاكِ، فأَمّا قولُ الشّاعِرِ: (المَوْتُ تَأْتِي لمِيقاتٍ خَواطِفُه ...ولَيسَ يُعجِزُهُ هَلْكٌ وَلَا لُوحُ)
فإِنّه سَكَّنَ للضَّرُرَةِ، وَهُوَ مَذْهَبٌ كُوفي، وَقد حَجَّرَ عَلَيْهِ سِيبَوَيْه إِلاّ فِي المَكْسُورِ والمَضْمُوم، وَقَالَ ذُو الرُمَّةِ يصفُ امْرَأَةً جَيداءَ:
(تَرَى قُرطَها فِي واضِحِ اللِّيتِ مُشْرِفِا ... على هَلَكٍ فِي نَفْنفٍ يَتَطَوَّحُ)
والهَلَكُ أَيْضًا: الشَّيْء الَّذِي يَهْوِي ويسقُطُ وَأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لامْرِئَ القَيسِ:
(رَأَتْ هَلكَاً بنِجافِ الغَبِيطِ ... فكادَتْ تَجُدُّ لِذاكَ الهِجَارَا)
وأَنْشَدَه غَيره شاهَدَاً على المَهْواةِ بينَ الجَبَلَيْنِ، وقَبلَه:
(أَرَى ناقَةَ القَيسِ قَدْ أَصْبَحَتْ ... عَلَى الأَيْنِ ذاتَ هِبابٍ نِوارَا)
قولُه: هِباب، أَي: نَشاط، ونِوارا، أَي: نِفارا، وتَجُدُّ: تَقْطَعُ الحَبلَ نُفُورا من المَهْواةِ، ويروى: تَجُدُّ الْخُقِيَ الهِجارَا، والهجارُ: حَبل يُشَدُّ بهِ رُسْغُ البَعِيرِ.
وَمن مَجازِ المَجازِ الهَلُوكُ كصَبُور: المَرأَةُ الفاجِرَةُ الشبِقَةُ المُتَساقِطَةُ على الرِّجالِ مَأْخُوذ من تَهالكَتْ فِي مَشْيِها: إِذا تَكَسَّرَتْ، أَو لأَنَّها تَتَهالَكُ أَي تَتَمايَلُ وتَتَثَنَّى عِنْدَ جِماعَها، وَلَا يُوصَفُ الرَجُلُ الزّانِي بذلِكَ، فَلَا يُقال: رَجُلٌ هَلُوكٌ.
وقالَ بعضُهُم: الهَلُوكُ: الحَسَنَةُ التَّبَعُّلِ لِزَوْجِها وَمِنْه حَدِيثُ مَازِن: إِنِّي مُولَعٌ بالخَمْرِ والهَلُوكِ من النِّساء، كأَنَّه ضِدّ.
وَمن المَجازِ: الهَلُوكُ: الرَجُلُ السَّرِيعُ الإِنْزالِ عِنْد الجِماعِ، فكأَنَّه يَرمِي نَفْسَه لذَلِك. عَن ابنِ عَبّاد.
وقولُهم: افْعَلْ ذلِكَ إِمّا هَلَكَتْ هُلُكُ بالضَّمّاتِ مَمنُوعَةً من الصَّرفِ، وَعَلِيهِ اقْتصَرَ الجَوْهَرِيُّ وَقد تُصْرَفُ لُغَة نَقلَها الفَرّاءُ وقيلَ: إِما هَلَكَتْ هُلُكُهُ بالإضافَةِ، أَي: على مَا خَيَلَت أَي عَلَى كُلً حَال وخيَلَت: أَي أَرَتْ وشبَّهَتْ. وحَكى الفرّاءُ عَن الكِسائيِ: إِمّا هَلَكَةُ هُلَكَ، جَعَله اسْمًا وأَضاف إِليهِ وَلم يُجْرِ هُلُكَ، وأَرادَ هِيَ هَلَكَةُ هُلكَ يَا هَذَا، كَمَا فِي العُبابِ، ووَقعَ فِي مُسْندِ الإِمامِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَل رَضِي الله عَنهُ فِي حَدِيثِ الدَّجّالِ وذكرَ صِفَتَه فَقَالَ: أَعْوَرُ جَعدٌ أَزْهَرُ هِجانٌ أَقْمَرُ كأَنَّ رأْسَه أَصَلَةٌ أَشْبَهُ النّاسِ بِعَبْد العُزَّى بنِ قَطَن فإمّا هَلَكَ الهُلُكُ فإِنَّ رَبَّكُمْ لَيسَ بأَعْوَرَ، هَكَذَا رُوىَ بأَلْ ورَواه غيرُه ولكِن الهُلْكُ كُلَّ الهُلْكِ أَي لكنِ الهَلاكُ كُلُّ الهُلاكِ للدَّجّالِ أَنّ الناسَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّه) سُبحانَه مُنَزَّهٌ عَن العَوَرِ وَعَن جَمِيعِ الآفاتِ، فإِذا ادَّعَى الرُّبُوبيَّة ولبَّسَ عَلَيْهِم بأَشْياءَ لَيسَتْ فِي البَشَرِ فَإِنَّهُ لَا يَقْدِرُ على إِزَالَة العَوَرِ الَّذِي يُسَجّلُ عَلَيْهِ بالبَشرِ، ويروَى فإِمّا هَلَكَتْ هُلَّكٌ كسُكَّر، أَي فإنْ هَلَكَ بِهِ ناسٌ جاهِلُون فضَلّوا فاعْلمُوا أَنَّ اللهَ لَيْسَ بأَعْوَرَ، قَالَ الصّاغاني: وَلَو رُوِي فإِمّا هَلَكَتْ هُلُك على قَوْلِ العَرَبِ: افْعَلْ ذَلِك إِمّا هَلكتْ هُلُكٌ لَكَانَ وَجْهًا قرِيبًا، ومُجراهُ مُجْرَى قوْلِهم: افْعَلْ ذَلِك عَلِى مَا خيَّلَتْ أَي: على كُلِّ حالٍ، وهُلُكٌ: صِفَةٌ مُفردَةٌ نَحْو قَوْلِكِ: امْرَأَةٌ عُطُلٌ، وناقَةٌ سُرُحٌ، بمَعْنَى هالِكَة، والهالِكَةُ نَفْسُه، والمَعْنَى: افْعَلْه فإِنْ هَلَكَت نفْسكَ.
قلتُ: وَهَذَا الَّذِي وَجَّهَه فقد رُوِيَ أَيضًا هَكَذَا وفَسَّرَه بِمَا سَبَقَ ابنُ الأَثِير فِي النِّهايَةِ وغيرِه، وقِيلَ فِي تَفْسِيرِ الحَدِيث: إِنْ شَبَّهَ عَلَيْكُم بكُلِّ مَعْنًى وعَلَى كُلِّ حَال فَلَا يُشَبِّهَنَّ عَلَيْكُم أَنَّ رَبَّكُم ليئسَ بأَعْوَرَ.
والتَّهْلُكَةُ بِضَم الّلامِ: كُلُّ مَا أَي كُلُّ شَيْء تَصِير عاقبِتُهُ إِلى الهَلاكِ وَبِه فُسِّرَت الآيةُ أَيضًا.
وقالَ الكِسائيُّ يُقال: وَقَعَ فلانٌ فِي وادِي تُهُلِّك، بضمِّ التاءِ والهاءِ وكَسْرِ اللامِ المُشَدَّدَةِ مَمْنوعًا من الصّرفِ، وَالَّذِي فِي العُبابِ والصِّحاحِ بضمِّ التّاءِ والهاءِ والّلامُ مُشَدَّدَةٌ، فَلم يُصَرِّحا أَنّ اللامَ مكسورةٌ، أَي: فِي الباطِلِ والهَلاكِ، مثل تُخُيِّبَ وتُضُلِّلَ كأَنَّهم سَمَّوْهُ بالفِعْلِ، وَهُوَ مَجازٌ. وَمن المَجازِ: الاهْتِلاكُ والانْهِلاكُ رَمْيُكَ نَفْسَك فِي تَهْلُكَة وَمِنْه: القَطاةُ تَهْتَلِكُ من خَوْفِ البازِيّ أَي تَرمِي بنَفْسِها فِي المَهالِكِ، قَالَ زُهَيرٌ:
(يَركُضْنَ عندَ الذُّنابي وَهِي جاهِدَةٌ ... يَكادُ يَخْطَفُها طَوْرًا وتَهْتَلِكُ)
وقالَ اللَّيثُ: المُهْتَلِكُ: الهالِكُ مَنْ لَا هَمَّ لَه إِلا أَنْ يَتَضَيَّفَه الناسُ يَظَلّ نَهارَه فإِذا جاءَ اللّيلُ أَسْرَعَ إِلى مَنْ يَكْفُلُه خَوْفَ الهَلاكِ لَا يَتَمالَكُ دُونَه، وأَنْشَدَ لأبي خِراش:
(إِلى بَيتِه يَأْوِي الغَرِيبُ إِذا شَتَا ... ومُهْتَلِكٌ بالِي الدَّرِيسَيْنِ عائِلُ)
وقالَ ابنُ فارِسٍ: المُهْتَلِكُ: الَّذِي يَهْتَلِكُ أَبداً إِلى من يَكْفُلُه، وَهُوَ مَجازٌ.
وَمن المَجازِ الهُلاَّكُ كَرُمّانٍ: الّذِينَ يَنْتابُون النّاسَ ابْتِغاءَ مَعْرُوفِهِم لسُوءِ حالِهم، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هم الصَّعالِيكُ.
وَقيل: هم المُنْتَجِعُونَ الّذِينَ ضَلُّوا الطَّرِيقَ وأَنْشَدَ ثعْلبٌ لجَمِيل:
(أَبِيتُ مَعَ الهُلاَّكِ ضَيفًا لأَهْلِها ... وأَهْلِي قَرِيبٌ مُوسِعُونَ ذوُو فَضْلِ)
كالمُهْتَلِكِينَ أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ للمُتَنَخِّلِ الهُذلِيِّ:
(لَو أَنَّه جاءَنِي جَوْعانُ مُهْتَلِكٌ ... من بُؤَّسِ النّاسِ عَنْهُ الخَيرُ مَحْجُوزُ)
والهالِكِيُ: الحَدّادُ، وَقيل: الصّيقلُ لأَنَّ أَوَّل من عَمِل الحَدِيد الهالِكُ بنُ عَمْرِو بن أَسَدِ بنِ خُزْيمة قَالَه ابنُ الكلْبِيِّ، قالَ لبِيدٌ رَضِي اللهُ تَعَالَى عَنهُ:)
(جُنُوحَ الهالِكِيِّ عَلى يَدَيْهِ ... مُكِبًّا يَجْتلِي نُقَبَ النِّصالِ)
أَي صَدَأَها، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: ولِذلِكَ يُقال لِبني أَسد: القُيُونُ.
وَمن المَجازِ: تهالك على الفِراش أَو المَتاعِ: إِذا تساقط عَلَيْهِ، وَفِي العُبابِ سَقط، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: (كأَنَّ عَلى فِيها إِذا رَدَّ رُوحَها ... إِلى الرَّأسِ رُوحُ العاشِقِ المُتهالِكِ)
وَفِي الحَدِيثِ: فتهالكْتُ عليهِ فسَأَلْتُه أَي: سَقطْتُ عَلَيْهِ ورَمَيتُ بنفْسِي فوْقه.
وَمن المَجازِ: تهالكتِ المَرأَةُ فِي مِشْيتِها: إِذا تمايَلتْ وَفِي الأَساسِ: تفيَّأَت وتكسَّرَتْ، وَمِنْه الهَلُوكُ للفاجِرَةِ، وَفِي العبابِ: تفَكَّكَت للرجالِ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابي: الهالِكَةُ: النَّفْسُ الشَّرِهَةُ، وَقد هَلَكَ الرَّجُلُ يَهْلِكُ هَلاكًا: إِذا شَرِهَ، وَمِنْه قولُه أَنْشَدَه الكِسائي فِي نَوادِرِه:
(جَلَّلْتُه السيفَ إِذ مالَتْ كِوارَتُه ... تَحْتَ العَجاجِ وَلم أَهْلِكْ إِلى اللَّبنَ)
أَي لم أَشْره وَهُوَ مَجازٌ.
ويُقال: فُلانٌ هِلْكَة، بالكَسرِ من الهِلَكِ، كعِنَبٍ، أَي: ساقطَةٌ من السَّواقِطِ أَي هالِكٌ.
والهَيلَكُون كحَيزَبُونٍ: المِنْجَلُ الَّذِي لَا أَسنانَ لَهُ نقَلَه الصّاغانِيُ، وكأَنَّه إِذا لم يكُنْ لَهُ أَسْنانٌ يُهْلِكُ مَا يُحْصَدُ بِهِ، وَلذَلِك سُمِّي.
والهَالُوكُ: سَمُّ الفَأْرِ.
وأَيْضًا: نَوْعٌ من الطَّراثِيثِ إِذا طَلَعَ فِي الزَّرْعِ يُضْعِفُه ويُفْسِدُه، فيَصْفَرُّ لونُه ويَتَساقَطُ، هَكَذَا يُسَمُّونَه بمصرَ، ويَتَشاءمُونَ بِهِ، وأَكْثَرُ ضَرَرِه على الفُولِ والعَدَسِ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: هَلَكَ يَهْلِكُ هَلْكًا بِالْفَتْح، عَن أبي عُبَيدٍ، وهَلَكَةً مُحَرَكَةً، عَن الصّاغانيِّ.
واسْتَعْمَلَ أَبو حَنِيفَةَ الهَلَكَةَ فِي جُفُوفِ النَّباتِ.
والهُلاكُ: الفُقَراءُ والصَّعالِيكُ، وَبِه فُسِّرَ قولُ زِيادِ بنِ مُنْقِذٍ:
(تَرَى الأَرامِلَ والهُلاَّكَ تَتْبَعُه ... يَسْتنُّ مِنْهُ عليهِم وابِلٌ رَذِمُ)
ومَفازَةٌ هالِكٌ، أَي: مهْلِكَةٌ، مَن تَعَرَّضَ فِيها هَلَكَ.
والهُلْكُ، بالضمِّ: الاسمُ من الهَلاكِ، نَقله الجَوْهَرِيُّ. وقولهُ تَعَالَى: وجَعَلْنَا لمَهْلِكِهِم مَوعِدًا أَي: لوَقْتِ هَلاكِهِم أَجَلاً، ومَنْ قَرَأَ لمَهْلَكِهم، فَمَعْنَاه لإِهْلاكِهِمْ.)
والمَهالِكُ: الخرُوبُ، وَهُوَ مجَاز، وَمِنْه حَدِيثُ أمِّ زَرْعٍ: وَهُوَ إِمامُ القَوْمِ فِي المَهالِكِ أَرادَتْ أَنَّه لثِقَتِه بشَجاعَتِه يَتَقَدَّمُ فِي الحُرُوبِ وَلَا يَتَخَلَّفُ، وقِيلَ: إِنَّه لعِلْمِه بالطّرُقِ يتَقَدَّمُ القَوْمَ فيَهْدِيهِم وهُم على أَثَرِه.
والهَلاكُ: الجَهْدُ المُهْلِكُ، وهَلاكٌ مُهْتَلِكٌ، على المُبالَغَةِ، قَالَ رُؤْبَةُ: مِنَ السِّنِينَ والهَلاكِ المُهْتَلِكْ وَفِي العُبابِ: المُنْهَلِكْ.
وهالِكُ أَهْل: الَّذِي يَهْلِكُ فِي أَهْلِه، قَالَ الأَعْشَى:
(وهالِكِ أَهْل يَعُودُونَه ... وآخَرَ فِي قَفْرَة لم يُجَنْ)
وَفِي العُبابِ يُجِنُّونَه بدل يَعُودُونَه.
ومَرَ يَهْتَلِكُ فِي عَدْوِه، ويَتَهالَكُ: أَي يَجِدّ، وَهُوَ مَجازٌ، ومِنْه: القَطاةُ تَهْتَلِكُ أَي تَجِدّ فِي طَيَرانِها، وَفِي حَدِيث عَرّامِ: كُنْتُ أَتَهَلَّكُ فِي مَفازَةٍ أَي أَدُورُ فِيهَا شِبهَ المُتَحَيِّرِ، وَكَذَلِكَ أَهْتَلِكُ، قَالَ:
(كأَنَّها قَطْرَةٌ جادَ السَّحابُ بِها ... بَيْنَ السَّماءِ وبَيْنَ الأَرْضِ تَهْتَلِكُ)
واسْتَهْلَكَ الرَّجُلُ فِي كَذا: إِذا جَهَدَ نَفْسَه، وافتَلَكَ مَعَه، وقالَ الرّاعِي:
(لَهُنَّ حَدِيثٌ فاتِنٌ يَتْرُكُ الفَتَى ... خَفِيفَ الحشًا مُسْتَهْلِكَ الرّيح طامِعَا)
أَي يجْهد قلبه فِي أَثرها.
وَيُقَال: أَنا مُتَهالِكٌ فِي مَوَدَّتِك، ومُستَهْلِكٌ، وتَهالَكْتُ فِي هَذَا الأَمْرِ واسْتَهْلَكْتُ فيهِ: كُنْتَ مُجِدًّا فِيهِ مُتَعَجَلا.
وطَرِيقٌ مُستَهْلِكُ الوِردِ، أَي: يُجْهِدُ مَنْ سَلَكَه، قالَ الحُطَيئَةُ يصِفُ الطَّرِيقَ:
(مُستَهْلِكُ الوِرْدِ كالأُسْتِيِّ قد جَعَلَتْ ... أَيْدِي المَطِيِّ بِهِ عادِيَّةً رُكبَا)
الأُسْتِيُّ والأسْدِيّ، يَعْنِي بهِ السَّدَى، شَبَّهَ شَرَك الطّرِيقِ بسَدَى الثَّوبِ، وَفِي العُباب: عادِيَّةً رُغُبَا وقالَ: أَي يُهْلِكُ هَذَا الطّرِيقُ من طَلَبَ الماءَ لبُعْدِه، أَي هُوَ طَرِيقٌ مُمْتَدُّ كسَدَى الثَّوْبِ.
وتَهالَكَ على الشَّيْء: اشْتَدَّ حِرصُه عَلَيْهِ.
والهَلْكَى: الشَّرِهُونَ من النِّساءِ والرجالِ، وَهُوَ هالكٌ، وَهِي هالِكَةٌ.
ويَقال للمُزاحِمِ على المَوائِدِ: المُتَهالِكُ، والمُلاهِس، فإِذا أَكَلَ بيَدٍ ومَنَعَ بيَدٍ فَهُو جَردَبانُ.
والهالِكَةُ من السَّحابِ: الَّذِي يَصُوبُ المَطَرَ ثمَّ يُقْلِعُ فَلَا يَكُونُ لَهُ مَطَرٌ، عَن شَمِر.
والهَلَكُ، محرَّكَةً: الجُرُفُ، وَبِه فُسرَ قولُ ذِي الرُّمَّةِ السابِق.
(هلك) : التُّهْلُوكُ: التَّهْلُكَةُ.

هضض

(هضض) الرجل ضرب الأَرْض برجليه ضربا شَدِيدا
هـ ض ض

هضّ الحجر وغيره: رضّه. وفحل هضّاض: يهضّ أعناق الفحول. وأقبلت الهضّاء: الجماعة من الخيل.

هضض


هَضَّ(n. ac. هَضّ)
a. Broke, pounded.
b. Hastened; had a graceful (gait).
c. Incited.

هَضَّضَa. Stamped.

إِنْهَضَضَa. Was broken.

إِهْتَضَضَa. see I (a)b. [Min], Took from.
c. [acc. & La], Trusted to.
هَضَاْضَةa. Fragment.

هَضِيْضa. Broken & c.

هَضَّاْضa. Pounder.

هَضَّآءُa. Company.

N. P.
هَضڤضَإِنْهَضَضَa. see 25
[هضض] هَضَّهُ يَهَضُّهُ، أي كسره ودقه، فانهض، والشئ هضيض ومهضوض ومُنْهَضٌّ. واهْتَضَّهُ أيضاً، أي كسره. قال العجاج * وكان ما اهتض الجحاف بهرجا * واهْتَضَضْتُ نفسي لفلان، إذا استزدتَها له. وفحلٌ هَضَّاضٌ: يَهُضُّ أعناقَ الفحول. والهَضَّاءُ: الجماعةُ من الناس، وهو فعلاء مثل الصــحراء، حكاه ثعلب. وأنشد لابي داود: إليه تَلْجَأُ الهَضَّاءُ طُرًّا * فليس بقائل هجرا لجار

هضض: الهَضُّ والهَضَضُ: كسْر دُونَ الهَدِّ وفوق الرَّضِّ، وقيل: هو

الكَسْرُ عامّةً، هَضَّه يَهُضُّه هَضّاً أَي كسَره ودقَّه فانْهَضَّ، وهو

مَهْضُوض وهَضِيضٌ ومُنْهَضٌّ. والهَضْهَضةُ كذلك إِلا أَنه في عَجَلةٍ

والهَضّ في مُهْلةٍ، جعلوا ذلك كالمَدّ والترْجِيع في الأَصْوات.

واهْتَضَّه: كسَره؛ قال العجاج:

وكان ما اهْتَضَّ الجِحافُ بَهْرَجا،

تَرُدُّ عنها رأْسَها مُشَجَّجا

واهْتَضَضْتُ نفسي لفلان إِذا اسْتَزَدْتَها له. والهَضْهَضَةُ: الفَحْل

الذي يَهُضُّ أَعْناقَ الفُحول. تقول: هو يُهَضْهِضُ الأَعْناقَ. وفَحْل

هَضّاضٌ: يَهُضُّ أَعناقَ الفُحول، وقيل: هو الذي يَصْرَع الرّجل

والبعير ثم يُنْحِي عليه بكَلْكَلِه، وقيل: هَضْهَضَها. والهَضَضُ: التكسر.

أَبو زيد: هَضَضْتُ الحجرَ وغيره هَضّاً إِذا كسرْته ودقَقْتَه. وجاءت

الإِبل تَهُضُّ السيْرَ هَضّاً إِذا أسرَعت، يقال: لشَدَّ ما هَضَّتْ؛ وقال

رَكّاضٌ الدُّبَيْري:

جاءت تَهُضُّ المَشْيَ أَيَّ هَضِّ،

يَدْفَعُ عنها بعضُها عن بَعْضِ

قال ابن الأَعرابي: يقول هي إِبل غَزِيراتٌ فتدْفع أَلبانُها عنها قطعَ

رُؤوسِها كقوله:

حتى فَدَى أَعْناقَهُنّ المَخْضُ

وهَضَّضَ إِذا دَقّ الأَرض برجليه دقّاً شديداً.

والهَضَّاء: الجماعةُ من الناس والخيل، وهي أَيضاً الكَتِيبةُ لأَنها

تهُضُّ الأَشياء أَي تكسرها. الأَصمعي: الهَضَّاء، بتشديد الضاد، الجماعة

من الناس؛ قال الطرمّاحُ:

قد تجَاوَزْتُها بهَضّاء كالجِنّـ

ـة، يُخْفُون بعضَ قَرْعِ الوِفاضِ

وهو فَعْلاء مثل الصــحْراء؛ حكاه ثعلب؛ وأَنشد:

إِليه تَلْجَأُ الهَضّاءُ طُرّاً،

فليسَ بقائِلٍ هُجْراً لجارِ

قال ابن بري: البيت لأَبي دُواد يَرْثي أَبا بِجاد وصوابه: هُجْراً

لجادِي، بالدال؛ وأَول القصيد:

مصِيفُ الهَمِّ يَمْنَعُني رُقادي،

إِليَّ فقد تَجافى بي وِسادِي

لفَقْدِ الأَرْيَحِيِّ أَبي بِجادِ،

أَبي الأَضْيافِ في السَّنة الجَمادِ

ابن الفَرج: جاء يَهُزُّ المَشْيَ ويَهُضُّه إِذا مشى مَشْياً حسناً في

تَدافُعٍ؛ أَنشد ابن الأَعرابي فيما رواه ثعلب عنه:

تَرَوَّحَتْ عن حُرُضٍ وحَمْضِ،

جاءتْ تَهُضُّ الأَرضَ أَيَّ هَضِّ

يَدْفَعُ عنها بعضُها عن بَعْضِ،

مَشْيَ العَذارى شِمْنَ عَيْنَ المُغْضي

قال: تهُضُّ تدُقّ؛ يقول: راحَتْ عن حُرُض فجاءت تهُضُّ المشْيَ مَشْيَ

العَذارى، يقول: العَذارى يَنْظُرْن إِلى المُغْضِي الذي ليس بصاحب رِيبة

ويَتَوَقَّيْنَ صاحبَ الرِّيبة، فشبَّه نظر الإِبل بأَعين العذارى

تَغُضُّ عمن لا خيرَ عنده، وشِمْنَ: نظَرْن.

وهَضْهاضٌ وهُضاضٌ وهِضاضٌ، جميعاً: وادٍ؛ قال مالك بن الحرث الهذلي:

إِذا خَلَّفْتُ باطِنَتَيْ سَرارٍ،

وبَطْنَ هُِضاضَ، حيثُ غَدا صُباحُ

أَنت على إِرادة البُقْعة. وهَضّاضٌ ومِهَضٌّ: اسْمانِ.

هـضض
{هَضَّهُ} يَهُضُّهُ {هَضًّا: كَسَرَهُ ودَقَّهُ، فَهُوَ} هَضيضٌ، {ومَهْضوضٌ. أَو} هَضَّهُ: كَسَرَهُ كَسْراً دونَ الهَدِّ وفَوْقَ الرَّضِّ، وَهُوَ قولُ اللَّيْثِ، {كاهْتَضَّهُ} وهَضْهَضَهُ، فيهمَا، شاهدُ {اهْتَضَّه قولُ العَجّاجِ: وكانَ مَا} اهْتَضَّ الجِحافُ بَهْرَجا نَرُدُّ عَنْهَا رَأسَها مُشَجَّجا وفَرَّقَ بعضُهم بَيْنَ! الهَضْهَضَة ِ {والهَضِّ، فَقَالَ:} الهَضْهَضَةُ: الكَسْرُ إلاَّ أَنَّهُ فِي عَجَلَةٍ، {والهَضُّ فِي مُهْلَةٍ، جَعَلوا ذَلِك كالمَدِّ والتَّرجيعِ فِي الأصْواتِ. وجاءَت الإبِلُ} تَهُضُّ السَّيْرَ {هَضًّا، أَي أسْرَعتْ، يُقال: لَشَدَّ مَا} هَضَّتِ السَّيْرَ وَقَالَ رَكّاضٌ الدُّبَيْريُّ: جاءَتْ {تَهُضُّ المَشْيَ أيَّ} هَضِّ يَدْفَعُ عَنْهَا بَعْضُها عَن بَعْضِ قالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: هِيَ إبِلٌ غَزيراتٌ فتَدْفَعُ عَنْهَا ألْبانُها قَطْعَ رُؤوسِها، كقَوْلِه: حتَّى فَدَى أَعْناقَهُنَّ المَخْضُ وَقَالَ ابْن الفَرَجِ: جاءَ فُلانٌ يَهُزُّ المَشْيَ {ويَهُضُّه، إِذا مَشى مَشْياً حَسَناً فِي تَدافُعٍ. وَقَالَ ابْن عَبّادٍ: هَضَّ وحَضَّ بمَعْنًى واحِدٍ. وسَمَّوْا} هَضَّاضاً، مُشَدَّدةً، {ومِهَضًّا، بالكَسْرِ.} والهَضَّاءُ: الجَماعَةُ من النَّاسِ، وَهُوَ فَعْلاءُ، مثلُ الصَّــحْراءِ، حَكَاهُ ثَعْلَب. وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ:
(إليْهِ تَلْجَأُ! الهَضَّاءُ طُرًّا ... فَلَيْسَ بقائلٍ هُجْراً لِجارِ)
هَكَذا أنْشدهُ الجَوْهَرِيّ، قالَ ابْن بَرِّيّ: البيتُ لأبي دُوادِ جارِيَةَ ابْن الحَجّاج الإياديّ يَرْثي أَبَا) بِجادٍ، وصوابُه: هُجْراً لِجادي بالدّال، وأوَّلُ القصيدة:
(مَصيفُ الهَمِّ يَمْنَعُني رُقادي ... إليَّ فقدْ تَجافى بِي وِسادي)

(لِفَقْدِ الأرْيَحِيِّ أبي بِجادٍ ... أبي الأضْبافِ فِي السَّنَةِ الجَمادِ) ثمَّ قالَ:
(إِذا مَا اغْبَرَّتِ الآفاقُ يَوْماً ... وحارَدَ رِسْلُ مَا الخورِ الجِلادِ)
إِلَيْهِ تَلْجَأُ إِلَخ. وَقَالَ الطِّرِمّاح، يَصفُ أشْجاراً مُلْتَفَّةً:
(قَدْ تَجاوَزْتُها بهَضّاءَ كالجِنَّ ... ةِ يُخْفونَ بعضَ قَرْعِ الوِفاضِ)
قلتُ: وَمَا ذَكَرَه الجَوْهَرِيّ عَن ثَعْلَبٍ هُوَ قولُ الأَصْمَعِيّ أَيْضا، ويُقال: {الهَضّاءُ: الجَماعَةُ من الخَيْلِ أَيْضا. يُقال: أقْبَل الهَضّاءُ، وَهِي أَيْضا: الكَتيبةُ لأنَّها تَهُضُ الأشْياءَ، أَي تَكْسِرُها. وفَحْلٌ} هَضّاضٌ، كَمَا فِي الصّحاح، وكَذلِكَ {هَضْهاضٌ:} يَهُضُّ، أَي يَدُقُّ أعْناقَ الفُحولِ، وَتقول: هُوَ {يُهَضْهِضُ الأعْناقَ. وقالَ ابْن دُرَيْدٍ: فَحْلٌ} هضَّاضٌ: يَصْرَعُ الرَّجُل والبَعيرَ ثمَّ يُنْحِي عَلَيْهِ بكَلْكَلِهِ. {والهَضاضَةُ، كسَحابَةٍ: مَا} يُهْتَضُّ من أحَدٍ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. {وانْهَضَّ: انْكَسَرَ، وَهُوَ مُطاوع} هَضَّهُ {واهْتَضَّه، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ.} واهْتَضَضْتُ نَفْسي لِفُلانٍ، إِذا اسْتَزَدْتها لَهُ.
{والمُهَضْهِضَةُ: المَرأةُ المُؤْذِيَةُ لِجاراتِها، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ، وَهُوَ مَجازٌ. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:} هَضَّضَ، إِذا دَقَّ الأرْضَ برِجْلَيْه دَقًّا شَديداً. {وهَضْهاضٌ} وهِضاضٌ، جَميعاً: وادٍ، قالَ مالِكُ بن الحارثِ الهُذَلِيُّ:
(إِذا خَلَّفْتُ باطِنَتَيْ سَرارٍ ... وبَطْنَ هُضاضَ حيثُ غَدا صُباحُ) أنَّثَ عَلَى إرادَةِ البُقْعَةِ، كَمَا فِي اللِّسان. قلتُ: ويُرْوى: خاصِرَتَيْ سَرارِ. وبَطن {هُضاض: وادٍ، وَرَوَاهُ الباهليُّ} هِضاض بالكَسْرِ، وصُباح: قومٌ، كَذَا فِي شرحِ الدِّيوان.

هرر

(هـ ر ر) : (الْهِرُّ) دُعَاءُ الْغَنَمِ وَهُوَ أَحَدُ الْأَقْوَالِ فِي الْمَثَلِ السَّائِرِ لَا يَعْرِفُ هِرًّا مِنْ بِرٍّ.
(هرر) - في حديث شُرَيح: "لا أعْقِل الكَلْبَ الهَرَّارَ"
: أي النَّبَّاحَ، وهَرِير الكلب دون نُباحِه: أي إذا قَتَل الرجُلُ كَلْبَ آخَر لا أُوجِبُ عليه شيئاً إذا كان نَبَّاحًا؛ لأنّه يُؤذِى بِنُباحِه.
- في حديث أبى الأَسْوَد الدُّؤلىّ: "في المرأة التي تُهَارُّ زَوْجَهَا"
: أي تَهِرُّ في وَجْهه.
هـ ر ر: (الْهِرُّ) السِّنَّوْرُ وَالْجَمْعُ (هِرَرَةٌ) كَقِرْدٍ وَقِرَدَةٍ
وَالْأُنْثَى (هِرَّةٌ) وَجَمْعُهَا (هِرَرٌ) كَقِرْبَةٍ وَقِرَبٍ. وَفِي الْمَثَلِ: فُلَانٌ لَا يَعْرِفُ هِرًّا مِنْ بِرٍّ. أَيْ لَا يَعْرِفُ مَنْ يَكْرَهُهُ مِمَّنْ يَبَرُّهُ. وَقِيلَ: (الْهِرُّ) هَنَا دُعَاءُ الْغَنَمِ وَالْبِرُّ سَوْقُهَا. وَ (هَرِيرُ) الْكَلْبِ صَوْتُهُ دُونَ نُبَاحِهِ مِنْ قِلَّةِ صَبْرِهِ عَلَى الْبَرْدِ وَقَدْ (هَرَّ) يَهِرُّ بِالْكَسْرِ (هَرِيرًا) . وَ (هَارَّهُ) هَرَّ فِي وَجْهِهِ. 

هرر


هَرَّ(n. ac. هَرِيْر)
a. [Ila], Snarled, yelped. whined, howled
snapped at (dog).
b.(n. ac. هَرّ), Made to whine.
c.
(n. ac.
هَرِيْر), Abhorred, detested; disliked.
d.(n. ac. هَرّ
هَرِيْر), Twanged (bow); became dry, crackled (
thorns ).
e.(n. ac. هَرّ
هُرَاْر), Suffered from diarrhœa, dysentery.
f. Had a tumour (camel).
g.(n. ac. هَرّ), Was illnatured, malicious.
h. [ coll. ], Was poured out;
leaked; fell ( leaves & c. ).
i. [ coll. ], Poured out.

هَاْرَرَa. Snarled at.

أَهْرَرَa. see I (b)b. [Bi], Called, led to water.
إِنْهَرَرَa. Was poured out.

هِرّ
(pl.
هِرَرَة)
a. Cat, tom-cat.
b. Abhorrence.
c. A cry, call.

هِرَّة
(pl.
هِرَر)
a. She-cat.

هُرّa. Much water or milk.
b. Lion.

هَاْرِرa. Snarling; whining; snappish; barker, howler.

هُرَاْرa. Tumour.
b. Diarrhœa, dysentery.

هَرِيْرa. Whining, howling; yelping.
b. Snappishness, ill-naturedness, maliciousness.

هُرُوْرa. Scattered grapes.

هَرَّاْرa. see 21b. [art.], December or January.
هـ ر ر : الْهِرُّ الذَّكَرُ وَجَمْعُهُ هِرَرَةٌ مِثْلُ قِرْدٍ وَقِرَدَةٍ وَالْأُنْثَى هِرَّةٌ وَجَمْعُهَا هِرَرٌ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ قَالَهُ الْأَزْهَرِيُّ.
وَقَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ: الْهِرُّ يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَقَدْ يُدْخِلُونَ الْهَاءَ فِي الْمُؤَنَّثِ وَتَصْغِيرُ الْأُنْثَى هُرَيْرَةُ وَبِهَا كُنِّيَ الصَّحَابِيُّ الْمَشْهُورُ.

وَهَرِيرُ الْكَلْبِ صَوْتُهُ وَهُوَ دُونَ النُّبَاحِ وَهُوَ مَصْدَرُ هَرَّ يَهِرُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَبِهِ يُشَبَّهُ نَظَرُ الْكُمَاةِ بَعْضِهِمْ إلَى بَعْضٍ وَمِنْهُ.

لَيْلَةُ الْهَرِيرِ وَهِيَ وَقْعَةٌ كَانَتْ بَيْنَ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ بِظَاهِرِ الْكُوفَةِ 
[هرر] نه: فيه: نهى عن أكل "الهر" وثمنه، الهر والهرة: السنور، ونهى عنه لأنه لا يصح تسليمه فإنه ينتاب الدور ولا يقيم في مقام واحد، وإن حبس أو ربط لم ينتفع به، ولئلا يتنازع الناس فيه إذا انتقل عنهمن وقيل: إنما نهى عن الوحشي منه دون الإنسي. ك: يا أبا "هر"، بتشديد راء، ومنهم من خفف. نه: وفيه: إنه ذكر قارئ القرآن وصاحب الصدقة قال رجل: يا رسول الله! أرأيت النجدة التي تكون في الرجل! فقال: ليست لهما بعدل، إن الكلب "يهر" من وراء أهله، معناه أن الشجاعة غريزة في الإنسان فهي يلقى الحروب ويقاتل طبعًا وحمية لا حسبة كالكلب يهر من طبعه دون أهله ويذب عنهم، يريد أن الجهاد والشجاعة ليسا بمثل القراءة والصدقة، هر الكلب هريرا فهو هار وهرار - إذا نبح وكشر عن أسنانه، وقيل: هو صوته دون نباحه. ومنه ح شريح: لا أعقل الكلب "الهرار"، أي إذا قتل رجل كلب آخر لا أوجب عليه شيئًا إذا كان نباحًا لأنه يؤذي بنباحه. وح: المرأة التي "تهار" زوجها، أي تهر في وجهه كما يهر الكلب. وح: وأعاد لها المطي "هارا"، أي يهر بعضها في وجه بعض من الجهد، وقد يطلق الهرير على صوت غير الكلب. ومنه ح: سمعت هريرًا "كهرير" الرحى، أي صوت دورانها.
[هرر] الهِرُّ: السنَّورُ، والجمع هِرَرَةٌ مثال قرد وقردة. والانثى هرة، وجمعها هرر، مثل قربة وقرب. ورأس هر: موضع. وهر: اسم امرأة. وقال : أصحوت اليوم أم شاقتك هر * ومن الحب جنون مستعر - والهر: الاسم من قولك هَرَرْتُهُ هَرًّا، أي كرهته. وفي المثل: " فلانٌ لا يَعْرِفُ هِرّاً من بِرٍّ " أي لا يعرف مَن يكرهه ممن يبرُّهُ. ويقال: الهِرُّ في هذا المثل: دعاءُ الغنم، والبِرُّ سوقُها. والهُرارُ: داءٌ يأخذ الإبل تسلح منه. وأنشد أبو عمرو لغيلان بن حريث: فإلا يكن فيها هرار فإننى * بسل يمانيها إلى الحول خائف - أي خائف سلا. والباء زائدة. تقول منه: هرت الابل تهر هرارا، وبعير مهرور، وناقة مهرورة. قال الكميت يمدح خالد بم عبد الله القسرى: ولا يصادفن شربا آجنا كدرا * ولا يهر به منهن مبتقل - قوله به، أي بالماء. يعنى أنه مرئ ليس بالوبئ. وذكر الابل وهو يريد أصحابها. وهرير الكلب: صوته دون نباحه من قلَّة صبره على البرد. وقد هر الكلب يَهِرُّ هَريراً. وقال يصف شدَّة البرد: إذا كبَّدَ النجمُ السماَء بشَتْوَةٍ * على حين هَرَّ الكلبُ والثلجُ خاشفُ - وهَرَّ فلانٌ الكأسَ والحرب هريرا، أي كرهها. قال عنتره:

حتى تهروا العواليا * وهاره، أي هَرَّ في وجهه. وهَرَّ الشِبْرِقُ والبُهْمى، إذا يبسَ وتنفَّشَ. وقال الشاعر: رعين الشبرق الريان حتى * إذا ماهر وامتنع المذاقا - والهراران: نجمان. وهرهرت بالغنم: دعوتها، عن أبى عمرو. وهرهرت الشئ: لغة في فرفرته، إذا حركته. وهذا الحرف نقلته من كتاب الاعتقاب لابي تراب من غير سماع. والهرهور: الماء الكثير، وهو الذي إذا جرى سمعت له: هرهر، وهو حكاية جريه.
هـ ر ر

له هرّ وهرّةٌ: ذكر وأنثى. وكلب هرّار، وهرّ هريراً وهو دون النباح، وهرّت إليّ الكلاب، وهرّتني الكلاب.

ومن المجاز: قول حرام بن وابصة الفزاري:

وإن الكناز اللحم من بكراتكم ... تهرّ عليها أمكم وتكالب

يريد أنها ترضعها للؤمها فتشق عليها وتؤذيها. وهرّ في وجه السائل: تجهّمه. وفلان هرّه الناس إذا كرهوا ناحيته. قال:

أرى الناس هرّوني وشهّر مدخلي ... وفي كلّ ممشًى أرصد النّاس عقربا

وهرّ الكأس إذا كرهها. وهرّ الحرب. وقال ابن الدمينة:

نهاري نهار الناس حتى إذا دنا ... ليَ الليل هرّتني إليك المضاجع

وهرّ الشوك إذا يبس فاجتنبته الراعية كأنه يهرّ في وجهها، وقيل معناه: صار كأنه أظفار هرّ. قال:

رعين الشّبرق الريّان حتى ... إذا ما هر وامتنع المذاقا

وأنشد المبرّد:

حلفت لهم والخيل تردي بنا معاً ... نفارقهم حتى يهرّوا العواليا

عوالي زرقاً من رماح ردينةٍ ... هرير الكلاب يتّقين الأفاعيا

وهذا يدلك على وجه المجاز دلالة مكشوفة. وهرّه الشتاء، وللشتاء هرير، كما يقال: كلب الشتاء والبرد. وطلع الهرّاران وهما قلب العقرب والنّسر الواقع لأن هرير الشتاء عند طلوعهما. و" فلان لا يعرف هرّاً من برّ " أي لا يميزّ فعل من يهرّ في وجهه من فعل من يبرّ به. ويقال: هلك من لا هرّار له أي لا سفيه له يهرّ عنه عدوّه. كما قال:

لا بدّ للسؤدد من أرماح ... ومن عديد يتّقى بالراح

من سفيه دائم النّباح
هـرر
هَرَّ1 هَرَرْتُ، يَهُرّ، اهْرُرْ/ هُرَّ، هَرًّا، فهو هارّ، والمفعول مَهْرور
• هرَّه الدَّواءُ: أطلق بطنَه. 

هَرَّ2/ هَرَّ في هَرَرْتُ، يَهِرّ، اهْرِرْ/ هِرَّ، هَريرًا، فهو هارّ، والمفعول مهرور (للمتعدِّي)
• هرَّ الكلبُ: صوَّت بدون نباح من شدّة البرد، كشَّر عن أنيابه.
• هَرَّ الكلبُ الضَّيفَ: نَبَحَهُ.
• هَرَّ فلانٌ في وجه السَّائل: عَبَس وصوَّت؛ تجهَّم. 

أهرَّ يُهرّ، أهْرِرْ/ أهِرَّ، إهرارًا، فهو مُهِرّ، والمفعول مُهَرّ
• أهرَّ البردُ الكلبَ: جعله ينبح، ويكشِّر عن أنيابه. 

مهرور [مفرد]:
1 - اسم مفعول من هَرَّ1 وهَرَّ2/ هَرَّ في.
2 - (طب) مصاب بداء الهُرار، وهو داء يصيب الإبل. 

هُرار [مفرد]:
1 - (طب) داء يصيب الإبل مثل الورم بين الجلد واللَّحم.
2 - (طب) استطلاق البطن.
3 - (طب) داء يأخذ الإبلَ فتسلح منه. 

هَرّ [مفرد]: مصدر هَرَّ1. 

هِرّ [مفرد]: ج هِرَرَة، مؤ هِرَّة، ج مؤ هِرَر:
1 - (حن) قِطّ، سِنَّور، حيوان أليف يدعّم جسمه هيكل عظميّ، يربط بين أجزائه عمود فقريّ، ويكاد يقتصر غذاؤه على اللّحوم، تلد أنثاه مرتين في السنة، وتضع من ثلاثة إلى خمسة صغار "دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا فَلاَ هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَلاَ هِيَ أَرْسَلَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ [حديث] ".
2 - صَوْت سَوْقِ الجمال أو الغنم، أو صوت دعائها. 

هَرَّار [مفرد]: صيغة مبالغة من هَرَّ1 وهَرَّ2/ هَرَّ في.
• الهَرَّار:
1 - الكلبُ يكشِّر عن أنيابه.
2 - السفيه. 

هَرير [مفرد]:
1 - مصدر هَرَّ2/ هَرَّ في.
2 - صوت الكلب دون النُّباح. 

هرر: هَرَّ الشيءَ يَهُرُّه ويَهِرُّه هَرّاً وهَريراً: كَرِهَهُ؛ قال

المفضل بن المهلب بن أَبي صُفْرَةَ:

ومَنْ هَرَّ أَطْرافَ القَنَا خَشْيَةَ الرَّدَى،

فليسَ لمَجْدٍ صالحٍ بِكَسُوبِ

وهَرَرْتُه أَي كَرِهْتُه أَهُرُّه وأَهِرُّه، بالضم والكسر. وقال ابن

الأَعرابي: أَجِد في وَجْهِهِ هِرَّةً وهَرِيرَةً أَي كراهية. الجوهري:

والهِرُّ الاسم من وقولك هَرَرْتُه هَرّاً أَي كرهته. وهَرَّ فلان الكأْسَ

والحرْبَ هَرِيراً أَي كرهها؛ قال عنترة:

حَلَفْنا لهم، والخَيْلُ تَرْدي بنا معاً:

نُزايِلُكُمْ حتى تَهِرُّوا العَوالِيا

الرَّدَيانُ: ضَرْبٌ من السَّيْرِ،وهو أَن يَرْجُمَ الفَرَسُ الأَرضَ

رَجْماً بحوافره من شدَّة العَدْوِ. وقوله نزايلكم هو جواب القسم أَي لا

نزايلكم، فحذف لا على حدِّ قولهم تالله أَبْرَحُ قاعداً أَي لا أَبرح،

ونزايلكم: نُبارِحُكُمْ، يقال: ما زايلته أَي ما بارحته. والعوالي: جمع

عاليةِ الرمح، وهي ما دون السِّنان بقدر ذراع. وفلان هَرَّهُ الناسُ إِذا

كرهوا ناحِيته؛ قال الأَعشى:

أَرَى الناسَ هَرُّونِي وشُهِّرَ مَدْخَلِي،

ففي كلِّ مَمْشًى أَرْصُدُ الناسَ عَقْربَا

وهَرَّ الكلبُ إِليه يَهِرُّ هَرِيراً وهِرَّةً، وهَرِيرُ الكلبِ: صوته

وهو دون النُّبَاحِ من قلة صبره على البرد؛ قال القَطَامِيُّ يصف شدَّة

البرد:

أَرى الحَقَّ لا يعْيا عَلَيَّ سبيلُه،

إِذا ضافَنِي ليلاً مع القُرِّ ضائِفُ

إِذا كَبَّدَ النجمُ السَماءَ بشَتْوَةٍ،

على حينَ هَرَّ الكلبُ، والثَّلْجُ خاشِفُ

ضائف: من الضيف. وكَبَّدَ النجمُ السماءَ: يريد بالنجم الثريا،

وكَبَّدَ: صار في وسط السماء عند شدَّة البرد. وخاشف: تسمع له خَشْفَة عند المشي

وذلك من شدة البرد. ابن سيده: وبالهَرِيرِ شُبِّهَ نَظَرُ بعض الكُماةِ

إِلى بعض في الحرب. وفي الحديث: أَنه ذكر قارئ القرآن وصاحب الصدقة فقال

رجل: يا رسول الله أَرأَيْتَكَ النَّجْدَةَ التي تكون في الرجل؟

فقال: ليستْ لها بِعِدْلٍ، إِن الكلب يَهِرُّ من وراءِ أَهله؛ معناه أَن

الشجاعة غَرِِيزة في الإِنسان فهو يَلقَى الحروبَ ويقاتل طبعاً

وحَمِيَّةً لا حِسبَةً، فضرب الكلب مثلاً إِذ كان من طبعه أَن يَهِرَّ دون أَهله

ويَذُبَّ عنهم، يريد أَنَّ الجهاد والشجاعة ليسا بمثل القراءَة والصدقة.

يقال: هَرَّ الكلبُ يَهِرُّ هَرِيراً، فهو هارٌّ وهَرَّارٌ إِذا نَبَحَ

وكَشَرَ عن أَنيابه، وقيل: هو صوته دون نُباحه. وفي حديث شُرَيْحٍ: لا

أَعْقِلُ الكلبَ الهَرَّارَ أَي إِذا قتل الرجلُ كلبَ آخر لا أُوجب عليه

شيئاً إِذا كان نَبَّاحاً لأَنه يؤْذي بِنُباحِه. وفي حديث أَبي الأَسود:

المرأَة التي تُهارُّ زوجَها أَي تَهِرُّ في وجهه كما يَهِرُّ الكلب. وفي

حديث خزيمة: وعاد لها المَطِيُّ هارّاً أَي يَهِرُّ بعضها في وجه بعض من

الجهد. وقد يطلق الهرير على صوت غير الكلب، ومنه الحديث: إِني سمعت

هَرِيراً كَهَرِيرِ الرَّحَى أَي صوت دورانها. ابن سيده: وكلب هَرَّارٌ كثير

الهَرِير، وكذلك الذئب إِذا كَشَرَ أَنيابه وقد أَهَرَّه ما أَحَسَّ به.

قال سيبويه: وفي المثل: شَرٌّ أَهَرَّ ذا نابٍ، وحَسُنَ الابتداءُ بالنكرة

لأَنه في معنى ما أَهَرَّ ذا ناب إِلاَّ شَرٌّ، أَعني أَنَّ الكلام عائد

إِلى معنى النفي وإِنما كان المعنى هذا لأَن الخبرية عليه أَقوى، أَلا

ترى أَنك لو قلت: أَهَرَّ ذا نابٍ شَرٌّ، لكنت على طرف من الإِخبار غير

مؤَكدف فإِذا قلت: ما أَهَرَّ ذا نابٍ إِلاَّ شَرٌّ، كان أَوْكَدَ، أَلا ترى

أَن قولك ما قام إِلاَّ زيد أَوْ كَدُ من قولك قام زيد؟ قال: وإِنما

احتيج في هذا الموضع إِلى التوكيد من حيث كان أَمراً مُهِماً، وذلك أَن قائل

هذا القول سمع هَرِيرَ كلب فأَضاف منه وأشفق لاستماعه أَن يكون لطارِقِ

شَرٍّ، فقال: شَرٌّ أَهَرَّ ذا نابٍ أَي ما أَهَرَّ ذا ناب إِلاَّ شَرٌّ

تعظيماً للحال عند نفسه وعند مُستَمِعِه، وليس هذا في نفسه كأَن يطرقه

ضيف أَو مسترشد، فلما عناه وأَهمه أَكد الإِخبار عنه وأَخرجه مخرج الإِغاظ

به. وهارَّه أَي هَرَّ في وجهه. وهَرْهَرْتُ الشيءَ: لغة في مَرْمَرْتُه

إِذا حَرَّكْتَه؛ قال الجوهري: هذا الحرف نقلته من كتاب الاعْتِقابِ

لأَبي تُرابٍ من غير سماع. وهرَّت القوسُ هَرِيراً: صَوَّتَتْ؛ عن أَبي

حنيفة؛ وأَنشد:

مُطِلٌّ بِمُنْحاةٍ لها في شِمالِه

هَرِيرٌ، إِذا ما حَرَّكَتْه أَنامِلُهْ

والهِرُّ: السِّنَّوْرُ، والجمع هِرَرَةٌ مثل قِرْدٍ وقِرَدَةٍ،

والأُنثى هِرَّةٌ بالهاء، وجمعها هِرَرٌ مثل قِرْبةٍ وقِرَبِ. وفي الحديث: أَنه

نهى عن أَكل الهرِّ وثَمَنِه؛ قال ابن الأَثير: وإِنما نهى عنه لأَنه

كالوحشيِّ الذي لا يصح تسليمه وأَنه يَنْتابُ الدُّورَ ولا يقيم في مكان

واحد، فإِن حبس أَو ربط لم ينتفع به ولئلا يتنازع الناس فيه إِذا انتقل

عنهم، وقيل: إِنما نهى عن الوحشي منه دون الإِنسي. وهِرّ: اسم امرأَة، من

ذلك؛ قال الشاعر:

أَصَحَوْتَ اليومَ أَمْ شاقَتْكَ هِرُّ؟

وهَرَّ الشِّبْرِقُ والبُهْمَى والشَّوْكُ هَرّاً: اشتدَّ يُبْسُه

وتَنَفَّشَ فصار كأَظفار الهِرِّ وأَنيابه؛ قال:

رَعَيْنَ الشِّبْرِقَ الرَّيَّانَ حتى

إِذا ما هَرَّ، وامْتَنَعَ المَذاقُ

وقولهم في المثل: ما يعرف هِرّاً من بِرٍّ؛ قيل: معناه ما يعرف من

يَهُرُّه أَي يكرهه ممن يَبَرُّه وهو أَحسن ما قيل فيه. وقال الفَزاريُّ:

البِرُّ اللُّطف، والهِرُّ العُقُوق، وهو من الهَرِيرِ؛ ابن الأَعرابي:

البِرُّ الإِكرام والهِرُّ الخُصُومَةُ، وقيل: الهِرُّ ههنَا السِّنَّوْرُ

والبِرُّ الفأْر. وقال ابن الأَعرابي: لا يعرف هاراً من باراً لو كُتِبَتْ

له، وقيل: أَرادوا هِرْهِرْ، وهو سَوْقُ الغنم، وبِرْبِرْ وهو دعاؤُها؛

وقيل: الهِرُّ دهاؤُها والبِرُّ سَوْقُها. وقال أَبو عبيد: ما يعرف

الهَرْهَرَةَ من البَرْبَرَةِ؛ الهَرْهَرَةُ: صوت الضأْن، والبَرْبَرَةُ: صوتُ

المِعْزَى. وقال يونس: الهِرُّ سَوْقُ الغنم، والبِرُّ دعاءُ الغنم. وقال

ابن الأَعرابي: الهِرُّ دعاءُ الغنم إِلى العَلَفِ، والبِرُّ دعاؤُها

إِلى الماء. وهَرْهَرْتُ بالغنم إِذا دعوتها.

والهُرارُ: داءٌ يأْخُذُ الإِبلَ مثلُ الوَرَمِ بين الجلد واللحم؛ قال

غَيْلانُ بن حُرَيْث:

فإِلاَّ يكن فيها هُرارٌ، فإِنَّني

بِسِلٍّ يُمانِيها إِلى الحَوْلِ خائِفُ

أَي خائِفٌ سِلاَّ، والباء زائدة؛ تقول منه: هُرَّتِ الإِبِلُ تُهَرُّ

هَرّاً. وبعير مَهْرُورٌ أَصابه الهُرارُ، وناقة مَهْرُورَةٌ؛ قال الكميت

يمدح خالد بن عبد الله القَسْرِيَّ:

ولا يُصادفْنَ إِلاَّ آجِناً كَدِراً،

ولا يُهَرُّ به منهنَّ مُبْتَقِلُ

قوله به أَي بالماء يعني أَنه مَريءٌ ليس بالوَبِيءِ، وذكر الإِبِلَ وهو

يريد أَصحابها. قال ابن سيده: وإِنما هذا مثل يَضْرِبُه يخبر أَن

الممدوح هنيءُ العطية، وقيل: هو داء يأْخذها فَتَسْلَحُ عنه، وقيل: الهُرارُ

سَلْحُ الإِبل من أَيِّ داءٍ كان. الكسائيُّ والأُمَوِيُّ: من أَدواءِ

الإِبل الهُرَارُ، وهو استطلاق بطونها، وقد هَرَّتْ هَرّاً وهُراراً، وهَرَّ

سَلْحُه وأَرَّ: اسْتَطْلَقَ حتى مات. وهَرَّهُ هو وأَرَّهُ: أَطلقه من

بطنه، الهمزة في كل ذلك بدل من الهاء. ابن الأَعرابي: هَرَّ بِسَلْحِهِ

وهَكَّ به إِذا رمى به. وبه هُرارٌ إِذا اسْتَطْلَقَ بطنُه حتى يموت.

والهَرَّارَانِ: نَجْمانِ؛ قال ابن سيده: الهَرَّارانِ النَّسْرُ

الواقِعُ وقلبُ العقرب؛ قال شُبَيْلُ بن عَزْرَةَ الضُّبَعِيُّ:

وساق الفَجْرُ هَرَّارَيْهِ، حتى

بدا ضَوْآهُما غَيْرَ احتِمالِ

وقد يفرد في الشعر؛ قال أَبو النجم يصف امرأَة:

وَسْنَى سَخُونٌ مَطْلَعَ الهَرَّارِ

والهَرُّ: ضَرْبٌ من زجر الإِبل. وهِرٌّ: بلد وموضع؛ قال:

فَوَالله لا أَنْسَى بلاءً لقيتُه

بصَــحْراءِ هِرٍّ، ما عَدَدْتُ اللَّيالِيا

ورأْس هِرّ: موضع في ساحل فارسَ يرابَطُ فيه. والهُرُّ والهُرّهُورُ

والهَرْهارُ والهُراهِرُ: الكثير من الماءِ واللَّبَنِ وهو الذي إِذا جَرى

سمعت له هَرْهَرْ، وهو حكاية جَرْيِهِ. الأَزهري: والهُرْهُورُ الكثير من

الماءِ واللبن إِذا حلبته سمعت له هَرْهَرَةً؛ وقال:

سَلْمٌ تَرَى الدَّالِيَّ منه أَزْوَرا،

إِذا يَعُبُّ في السَّرِيِّ هَرْهَرَا

وسمعت له هَرْهَرَةً أَي صوتاً عند الحَلْب. والهَرُورُ والهُرْهُورُ:

ما تناثر من حب العُنْقُود، زاد الأزهري: في أَصل الكَرْم. قال أَعرابي:

مررت على جَفنةٍ وقد تحركت سُرُوغُها بقُطُوفها فَسَقَطَتْ أَهْرارُها

فأَكلتُ هُرْهُورَةً فما وقعت ولا طارت؛ قال الأَصمعي: الجفنة الكَرْمَة،

والسُّروغُ قضبان الكرم، واحدها سَرْغٌ، رواه بالغين، والقطوف العناقيد،

قال: ويقال لما لا ينفع ما وَقَعَ ولا طارَ. وهرّ يَهُرُّ إِذا أَكل

الهَرُور، وهو ما يتساقط من الكرم، وهَرْهَرَ إِذا تَعَدَّى. ابن السكيت: يقال

للناقة الهَرِمَة هِرْهِرٌ، وقال النضر: الهِرْهِرُ الناقة التي تَلْفِظُ

رَحِمُها الماءَ من الكِبَر فلا تَلْقَحُ؛ والجمع الهَراهِرُ؛ وقال

غيره: هي الهِرْشَفَّةُ والهِرْدِشَةُ أَيضاً. ومن أَسماءِ الحيات: القَزَازُ

والهِرْهِيرُ. ابن الأَعرابي: هَرَّ يَهَرُّ إِذا ساءَ

خُلُقُه.والهُرْهُور: ضرب من السُّفُن. ويقال للكانُونَيْنِ: هما الهَرَّارانِ وهما

شَيْبان ومِلْحانُ. وهَرْهَرَ بالغنم: دعاها إِلى الماءِ فقال لها: هَرْهَرْ.

وقال يعقوب: هَرْهَرَ بالضأْن خصها دون المعز. والهَرْهَرَةُ: حكاية

أَصوات الهند في الحرب. غيره: والهَرْهَرَةُ والغَرْغَرَةُ يحكى به بعض

أَصوات الهند والسِّنْدِ عند الحرب. وهَرْهرَ: دعا الإِبل إِلى الماءِ.

وهَرْهَرةُ الأَسد: تَرْديدُ زئِيرِه، وهي الي تسمى الغرغرة. والهَرْهَرَةُ:

الضحك في الباطل. ورجل هَرْهارٌ: ضَحَّاك في الباطل. الأَزهري في ترجمة

عقر: التَّهَرْهُرُ صوت الريح، تَهَرْهَرَتْ وهَرْهَرَتْ واحدٌ؛ قال وأَنشد

المؤَرِّجُ:

وصِرْتَ مملوكاً بِقاعٍ قَرْقَرِ،

يَجْري عليك المُورُ بالتَّهَرْهُرِ

يا لك من قُنْبُرَةٍ وقُنْبُرِ

كنتِ على الأَيَّام في تَعَقُّرِ

أَي في صر وجلادة، والله أَعلم.

هرر
{هَرَّهُ} يَهُرُّه، بالضمّ، {ويَهِرُّه، بِالْكَسْرِ،} هَرَّاً {وهَرِيراً: كَرِهَه، قَالَ المُفضّل بنُ المُهَلَّب بن أبي صُفْرَة:
(ومَن هَرَّ أطرافَ القَنا خَشْيَةَ الرَّدى ... فليسَ لمَجدٍ صالحٍ بكَسوبِ)
وَقَالَ الجَوْهَرِيّ:} الهِرُّ: الاسمُ من قَوْلِك: {هَرَرْتُه} أَهِرُّه {هَرَّاً.} هَرَّ الكلبُ إِلَيْهِ {يَهِرُّ، بِالْكَسْرِ،} هَريراً {وهِرَّةً، وَهُوَ أَي} هَريرُ الكلبِ: صَوْتُه، وَهُوَ دون نُباحِه، من قِلّةِ صَبْرِه على البَرد. قَالَ القُطَامِيّ يصفُ شِدّةَ البَرد:
(أرى الحقَّ لَا يَعْيَا عليَّ سبيلُه ... إِذا ضافَني لَيْلاً مَعَ القُرِّ ضائِفُ) (إِذا كَبَّدَ النَّجمُ السماءَ بشَتْوَة ... على حينِ هَرَّ الكلبُ والثلْجُ خاشِفُ)
قَالَ ابنُ سِيدَه: {وبالهَريرِ شُبِّه نظَرُ بعضِ الكُماةِ إِلَى بعضِ فِي الْحَرْب، وَفِي الحَدِيث: أنّ الكلبَ} يَهِرّ من وراءِ أَهْلِه، يَعْنِي أنّ الشجاعةَ غَريزةٌ فِي الْإِنْسَان فَهُوَ يَلْقَى الحروبَ ويُقاتِل طَبْعَاً وحَمِيَّةً لَا حِسْبَةً، فضربُ الكلبَ مثلا إِذْ كَانَ من طَبْعِه أَن يَهِرَّ دون أَهْلِه ويَذُبّ عَنْهُم. يُقَال: هَرَّ الكلبُ {يَهِرُّ} هَريراً فَهُوَ {هارٌّ} وهَرَّارٌ، إِذا نَبَحَ وَكَشَرَ عَن أَنْيَابِه، وَفِي حَدِيث شُرَيْح: لَا أَعْقِلُ الكلبَ {الهَرَّار، أَي إِذا قَتَلَ الرجلُ كلبَ آخَرَ لَا أُوجِب عَلَيْهِ شَيْئا إِذا كَانَ نَبّاحاً، لأنّه يُؤْذِي بنُباحه.} وهَرَّهُ البردُ {يَهِرُّه} هَرَّاً: صَوَّتَهُ، {كأَهَرَّه} إهْراراً، هَرَّت القَوسُ {هَريراً: صوَّتَتْ، عَن أبي حنيفَة وَأنْشد:
(مُطِلٌّ بمُنْحاةٍ لَهَا فِي شِمالِه ... } هَريرٌ إِذا مَا حَرَّكَتْه أنامِلُهْ)
منَ المَجاز: هرَّ الشِّبْرِقُ والبُهْمى والشوكُ هَرَّاً: يَبِسَ فاجْتَنبْتَه الرّاعيَةُ، كأنّه يَهِرّ فِي وُجوهِها، قَالَه الزَّمَخْشَرِيّ،)
وَقيل: هَرَّ، إِذا اشتدَّ يُبسُه وَتَنَفَّشَ فصارَ كأظفارِ {الهِرِّ وأنيابِه، قَالَ:
(رَعَيْنَ الشِّبْرِقَ الرَّيَّانَ حَتَّى ... إِذا مَا} هَرَّ وامْتَنعَ المَذاقا)
هَرَّ يَهِرُّ هَرَّاً: أكلَ {هَرورَ العِنَب، وَهُوَ مَا تناثَرَ من حَبِّه، كَمَا سَيَأْتِي قَرِيبا. هَرَّ بسَلْحِه وهَكَّ بِهِ: رمى بِهِ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ.} وهَرَّ {يَهَرُّ، بِالْفَتْح، إِذا ساءَ خُلُقُه، عَن ابْن الأَعْرابِيّ. والهِرّ، بِالْكَسْرِ: السِّنَّوْر، ج:} هِرَرَةٌ كقِرَدةٍ وقِرْد، وَهِي {هِرَّةٌ، ج:} هِرَرٌ كقِرَبٍ وقِرْبَة، وَقد جَاءَ ذِكرُها فِي حَدِيث الْإِفْك: حَتَّى هَجَرَتْني! الهِرَّة رَاجع حَيَاة الحَيَوانِ للدَّمِيريّ. {الهِرُّ: سَوْقُ الغنَم، والبِرُّ: دُعاؤُها، قَالَه يُونُس، وَبِه فُسِّر قَوْلهم: لَا يَعْرِف} هِرًّا من بِرٍّ، أَو الهِرُّ: دُعاؤُها والبِرُّ: سَوْقُها وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: الهِرُّ دُعاءُ الغنَمِ إِلَى العلَف، والبِرُّ: دُعاؤُها إِلَى المَاء. {وهِرُّ: اسمُ امْرَأَة، قَالَ الشَّاعِر: أَصَحَوْتَ اليومَ أم شاقَتْكَ} هِرّ {والهُرَار، بالضمّ: داءٌ كالوَرَمِ بَين جِلدِ الإبلِ ولَحمِها، قَالَ غَيْلانُ بن حُرَيْث:
(فإلاّ يكُنْ فِيهَا} هُرارٌ فإنّني ... بسِلٍّ يُمانِيها إِلَى الحَولِ خائفُ)
أَي خائفٌ سِلاّ، والباءُ زَائِدَة. والبعيرُ {مَهْرُورٌ: أَصَابَهُ} الهُرار، وناقةٌ {مَهْرُورة كَذَلِك، وَقيل: هُوَ داءٌ يَأْخُذها فَتَسْلَحُ عَنهُ، أَو هُوَ سَلْحُ الْإِبِل من أيِّ داءٍ كَانَ. قَالَ الكسائيّ والأُمويّ: من أَدْوَاءِ الإبلِ الهُرار، وَهُوَ استِطلاقُ بُطونِها، وَقد} هُرَّت {هَرَّاً} وهُرَاراً، {وهَرَّ سَلْحُه وأَرَّ: استَطْلَقَ حَتَّى مَاتَ،} وهَرَّه هُوَ وأَرَّه: أَطْلَقه من بَطْنِه، الهَمزةُ فِي كلّ ذَلِك بدلٌ من الهاءِ. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: بِهِ {هُرار، إِذا اسْتطلَقَ بَطْنُه حَتَّى يَمُوت. منَ المَجاز: طَلَعَ} الهَرّاران، وهما نَجْمَان. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ، وابنُ سِيدَه: هما النَّسْرُ الوقِعُ وقَلبُ العَقرَب، وَأنْشد الثَّانِي لشُبَيْل بن عَزْرَة الضُّبَعيّ:
(وساقَ الفَجرُ {هَرَّارَيْه حَتَّى ... بَدا ضَوْآهُما غَيْرَ احتِمالِ)
وَقد يُفرَد فِي الشِّعرِ، قَالَ أَبُو النَّجم يصف امْرَأَة: وَسْنَى سَخونٌ مَطْلَعَ} الهَرّارِ وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: إنّما سُمِّيا بذلك لأنّ {هريرَ الشتاءِ عِنْد طُلوعِهما. قَالَ الصَّاغانِيّ: وهما الكانُونان، وهما شَيْبَانُ ومِلْحان.} والهَرّار، كشَدّاد: فرَسُ مُعاوية بنِ عُبادة، نَقله الصَّاغانِيّ. {والهرُّ، بِالْفَتْح: ضَرْبٌ من زَجْرِ الإبلِ. (و) } هِرّ، بِالْكَسْرِ: د، وَمَوْضِع، قَالَ:
(فواللهِ لَا أَنْسَى بلَاء لَقِيتُه ... بصَــحراءِ هِرٍّ مَا عَدَدْتُ اللَّيالِيا)
قلت: وَهُوَ بلدٌ بالعجم ويُسمّى الْآن بإيرانشهر. {هُرّ، بالضمّ: قُفٌّ باليَمامة. قَالَ ياقوت: يجوز أَن يكون مَنْقُولًا من الفِعل لم يُسمَّ فاعلُه ثمَّ استُعمِل اسْما.} الهُرُّ: الكثيرُ من الماءِ واللبَن، وَهُوَ الَّذِي إِذا جرى سَمِعْتَ لَهُ {هَرْهَرْ، وَهُوَ)
حكايةُ جَرْيِهِ} كالهُرْهورِ {والهَرْهَارِ} والهُرَاهِرِ، كعُلابِط. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: {والهُرْهُورُ: الكثيرُ من الماءِ واللبَن إِذا حَلَبْته سَمِعْتَ لَهُ} هَرْهَرةً، وَقَالَ:
(سَلْمٌ ترى الدَّالِيَّ مِنْهُ أَزْوَرا ... إِذا يَعُبُّ فِي السَّرِيِّ {هَرْهَرا)
وسَمِعْت لَهُ} هَرْهَرةً، أَي صَوْتَاً عِنْد الحَلْب. {والهَرْهار: الرجلُ الضَّحَّاكُ فِي الْبَاطِل، وَقد} هَرْهَر {هَرْهَرةً.} الهَرْهَارُ: اللحمُ الغَثُّ، نَقَلَه الصَّاغانِيّ. الهرْهارُ: الْأسد، سُمِّي بِهِ {لهَرْهرَتِه، وَهِي تَرْدِيد زَئيرِه، وَهِي الَّتِي تُسمّى الغَرْغَرَة،} كالهُرِّ والهُراهِر، بضمِّهما. وَقَالَ النَّضرُ بن شُمَيْل: {الهِرْهِرُ كزِبْرِجٍ: الناقةُ يَلْفِظ رحِمُها الماءَ كِبَراً فَلَا تَلْقُح.
وَالْجمع} الهَراهِر، وَقَالَ غيرُه: هِيَ الهِرْشَفَّةُ والهِرْدِشَةُ أَيْضا وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: يُقَال للناقةِ الهَرِمَةِ: هِرْهِرٌ. {والهُرْهور، بالضمّ: ضَرْبٌ من السُّفُن. والهُرْهور: مَا تَناثَرَ من حَبِّ عنقودِ العِنَب. زَاد الأَزْهَرِيّ: فِي أصلِ الكَرْم،} كالهرورِ. مُقتضى إِطْلَاقه أَن يكون كصَبور، وَقد ضَبَطَه الصَّاغانِيّ بالضمّ وَزَاد: {والهُرورة، كلّ ذَلِك عَن الأصمعيّ، قَالَ: هُوَ مَا تَساقَط من الكَرْم من عِنَبِه الرَّديءِ، قَالَ: وَقَالَ أَعرابيّ: مَرَرْتُ على جَفْنَةٍ وَقد تحرَّكتْ سُروغُها بقُطوفها، فَسَقَطت} أَهْرَارُها، فَأَكَلْتُ {هُرْهورَةً، فَمَا وَقَعَتْ وَلَا طارَتْ. قَالَ الأصمعيّ: الجَفْنة: الكَرْمَة، والسُّروغ: جمع سَرْغٍ، بالغين مُعْجمَة: قُضبان الكَرْم. والقُطوف: العناقيد. قَالَ: وَيُقَال لما لَا يَنْفَع: مَا وَقَعَ وَلَا طارَ.} وهَرَّ {يَهُرُّ، إِذا أَكَلَ الهَرور، وَقد تقدّم فِي أوّل الْمَادَّة، وَهَذَا مَوضِع ذِكره.} الهُرْهور: الهَرِمَةُ من الشاءِ، {كالهِرْهِر، بِالْكَسْرِ، نَقله الصَّاغانِيّ، وَالَّذِي صرّح بِهِ ابْن السِّكِّيت أنّ} الهِرْهِرَ: الهَرِمَةُ من النُّوق، كَمَا سَبَقَت الإشارةُ إِلَيْهِ، ولكنّ الصَّاغانِيّ قَالَ فِي آخرِ كلامِه: وَكَذَلِكَ النّاقةُ، فَجَمَع بَين القولَيْن، والمصنِّف قلّده فقصّر فِيهِ، فتأَمَّلْ.
{الهُرْهُور: الماءُ الكثيرُ إِذا جرى سَمِعْتَ لَهُ} هَرْ هَرْ، وَهُوَ حكايةُ جَرْيِه، وَهَذَا بعينِه قد تقدّم قَرِيبا عِنْد ذِكرِ {الهُرّ، بالضمّ، فَهُوَ تَكْرَار مَعَ مَا قَبْلَه، وَفِي تَخْصِيصه الماءَ هُنَا دونَ اللبَن نَظَرٌ قَوِيٌّ، وَكَذَلِكَ الاقتِصار هُنَا على} الهُرْهور دون! الهُرّ، وهما وَاحِد، وَقد يضْطَرّ المصنّف إِلَى مثل هَذَا كثيرا فِي كَلَامه، من غيرِ نَظَرٍ وَلَا تأَمُّل، فيذكُرُ المادّةَ فِي مَوْضِع ثمَّ يعيدُها، إمّا بذِكر عِلّتِها، أَو بزيادةِ نَظائرِها فِي مَوضِع، وَهُوَ مخالفٌ لما اشْتَرَطَهُ على نَفْسِه من الِاخْتِصَار الْبَالِغ فِي كِتَابه، فتأمّل وكُن من المُنْصفين. {وَهَرْهَرَ بالغنَم: دَعاها إِلَى الماءِ فَقَالَ لَهَا هَرْ هَرْ. وَقَالَ يَعْقُوب: هَرْهَرَ بالضَّأْن، خَصَّها دونَ المَعزِ. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ:} الهَرْهَرَةُ: دُعاءُ الغنَم إِلَى العلَف، وَقَالَ غيرُه: الهَرْهَرَة: دُعاء الإبلِ إِلَى المَاء، فَفِي كَلَام المصنِّف قُصورٌ لَا يخفى، أَو {هَرْهَرَ بهَا: أَوْرَدَها الماءَ، كأَهرَّ بهَا} إهْرَاراً، وَهَذِه عَن الصَّاغانِيّ. {هَرْهَرَ الشيءَ: حرَّكَه، لُغَة فِي مَرْمَره، قَالَ الجَوْهَرِيّ: هَذَا الحرفُ نقلتُه من كتاب الاعْتِقاب لأبي تُرَاب، من غير سَماع، فرحم الله الجَوْهَرِيّ، مَا أَكْثَرَ ضَبْطَه وإتْقانِه. هَرْهَرَ الرجلُ: تعدَّى، نَقله الصَّاغانِيّ.} والهَرْهَرَةُ حِكايةُ صَوت الهِنْد، كالغَرْغَرَة، يَحكي بِهِ بعضَ أَصوات الهِند والسِّنْد فِي الحَرْب، وَفِي)
بعض الأُصول: عِنْد الْحَرْب. {الهَرْهَرَة: صَوْتُ الضَّأْن، خَصَّها يَعْقُوب دون المَعزِ، وَقد هَرْهَرَ بهَا، وَقد تقدّم.
الهَرْهَرَة: زَئيرُ الأَسدِ، وَهِي الغَرْغَرَة أَيضاً، وَبِه سُمِّيَ} هَرْهَاراً، وَقد تقدّم. {الهَرْهَرَة: الضَّحكُ فِي الْبَاطِل، ورَجُلٌ} هَرْهَارٌ، وَقد تقدّم. {والهِرْهِيرُ، بالكسْر: سَمَكٌ.} والهِرْهِير: جِنسٌ من أَخبث الحيّات، قيل إِنَّه مركَّب من السُّلحفاة وَبَين أَسودَ سالخٍ ينَام ستَّةَ أَشهُرٍ ثمَّ يتحرَّك، وَقَالُوا لَا يسلَمُ سَلِيمُه، وَفِيه جِناس الِاشْتِقَاق، وَفِي بعض النُّسخ: لَديغُه.
{وهَرُورٌ، كصَبور: حِصْنٌ من أَعمال المَوصل شماليَّها، بَينهمَا ثَلَاثُونَ فَرسخاً، وَهُوَ من أَعمال الهَكَّارِيَّة، بَينه وَبَين العِماديّة ثلاثةُ أَميالٍ، وَمِنْه مَعْدِنُ المُوميَا والحَديد. (و) } هَرورٌ، ع، وَهُوَ حِصْنٌوعامر بن عبد نهْم، وعبدُ الله بن عَامر، وَعبد الله بن عَائِذ، وَعبد الله بن عَمرو، وعَبْد الله بن عبد شمس، وعَبْد الله بن عبد العُزَّى، وَعبد الرّحمن بن صخْر، وَعبد الرَّحْمَن بن عَمْرو، وَعبد الرَّحْمَن بن غَنْم، وَعبد بن عبد غَنْم، وَعبد شمس بن صَخْر، وَعبد شمس بن عَامر، وَعبد شمس بن عبد عَمرو، وَعبد عَمرو بن عبد غنْم. رَوَاهُ ابْن الْجَارُود بسَنَدِه، وَعبد نعم بن عَامر. ذكره ابْن الجوْزيّ، وَعبد نِهْم بن عَامر، وَعبد نِهْم بن عُتبَة، وعُبيد بن عَامر، وَعَمْرو بن عَامر، وعَمرو بن عبد غَنْم، وصحّحه الفلاس، وعُمَيْر بن عَامر، فَهَذِهِ خَمْسَة وَثَلَاثُونَ قولا، وأَمّا مَا ذُكر فِي اسْمه خاصّةً دون أَبيه فخمسة أَقوال: جُرْثُوم، وَقيل: عبد تَيْم، وَقيل: عبد يَا لِيْل، وَقيل: عبد العُزَّى، وَقيل: كُرْدُوس، وصحَّح الأَخيرَ الفلاَّسُ. هَذِه الأَقوال من تَارِيخ ابْن عَسَاكِر وَمن كتابي الكُنى للْحَاكِم وَابْن الْجَارُود، وَقيل: اسْمه عبد الله، وَاخْتَارَهُ الْحَافِظ الدّمياطيّ، وَقيل: اسْمه عبد شمس وصَحَّحه يحيى بن مَعِين، والأَصحُّ من هَذِه الأَقوال كلّها عبد الرَّحْمَن بن صخْر، كَمَا قَالَه الْحَاكِم والنَّوَوِيّ وصحَّحه البخاريّ، وَقَالَ الشَّيْخ)
تَقِيّ الدّين القُشَيْرِيّ: الَّذِي عِنْد أَكثر أَصحاب الحَدِيث المُتأَخِرين فِي الِاسْتِعْمَال أَنَّ اسْمه عبد الرَّحْمَن بن صَخْر.
من المَجاز قولُهم لَا يعرِفُ {هِرّاً من بِرٍّ، وَفِي بعض الأُصول: مَا يَعرفُ، تقدّم فِي ب ر ر، وأَحسَن مَا قيل فِي تَفْسِيره: مَا يعرِفُ مَنْ} يَهِرُّه، أَي يكرههُ ممّن يبَرّه. ورأْسُ {هِرٍّ: ع، بأَرض فَارس، بالسَّاحل، يُرابَطُ فِيهِ.} وهُرَيْرَةُ من أَعلامِهِنَّ، أَي النِّساء. وهُريرَة: ع، آخر الدَّهْناءِ، ويُفهَم من كَلَام الصَّاغانِيّ أَنَّ آخر الدَّهْناءِ هُوَ المُسَمَّى {بهُرَيْرَة، وَلم يقيّد موضعا، وَمثله كَلَام الحفصيّ، فالصَّواب عدم ذكر المَوْضع.} وهِرَّانُ، بالكسْر: حِصْنٌ بذَمارَِ، من حصون اليَمن ومَعاقِلها. ويومُ! الهَرِيرِ، كأَمير: من أَيّامهم المَعروفة، وَكَانَ بَين بَكر بن وائلٍ وَبَين بني تَمِيم، وَهُوَ من الأَيّام الْقَدِيمَة، قُتِلَ فِيهِ الْحَارِث بن بَيْبَةَ المُجاشِعيّ سيِّدُ تَميم، قتَلَه قيسُ بنُ سِباع من فُرسان بَكْر بن وَائِل، فَقَالَ شاعرُهم:
(وعَمْرو وابنُ بَيْبَةَ كَانَ مِنْهُم ... وحاجب فاسْتَكانَ على الصَّغار) ومنَ المَجاز: {هارَّهُ} يُهارُّه، إِذا هَرَّ فِي وَجْهه كَمَا يَهِرُّ الكَلْبُ، وَمِنْه حَدِيث أَبي الأَسود: المَرأَةُ الَّتِي {تُهَارُّ زَوْجَها.
قَالَ سِيبَوَيْهٍ فِي الْكتاب: فِي المَثَل: شَرٌّ} أَهَرَّ ذَا نابٍ، يُضْرَبُ فِي ظُهُور أَمارات الشَّرِّ ومَخايِلِه، وإنَّما احتِيجَ فِي هَذَا الْموضع إِلَى التَّوكيد من حَيْثُ كَانَ أَمْراً مُهِمّاً، وَذَلِكَ لمّا سمع قَائِله {هَرِيراً، أَي} هَريرَ كَلْبٍ فأَضاف مِنْهُ وأَشْفَقَ لاستماعه أَن يكون من طارقِ شَرٍّ فَقَالَ ذَلِك تَعْظِيمًا للْحَال عِنْد نَفسه، وَعند مُسْتَمِعِه، وَلَيْسَ هَذَا فِي نفسِه، كأَنْ يَطْرُقَه ضَيْفٌ أَو مُسْتَرْشِد، فلمّا عناه وأَهمَّه أَكَّدَ الإخْبارَ عَنهُ وأَخرجه مُخْرَجَ الإغْلاظِ بِهِ، أَي مَا أَهَرَّ ذَا نابٍ إلاّ شَرٌّ، أَي أَنَّ الكلامَ عائدٌ إِلَى معنى النَّفْيِ، وإنَّما كَانَ الْمَعْنى هَذَا لأَنَّ الخَبَرِيَّةَ عَلَيْهِ أَقْوى، أَلا تَرى أَنَّكَ لَو قلتَ: أَهَرَّ ذَا نابٍ شُرٌّ لكنتَ على طَرَفٍ من الْإِخْبَار غير مؤكَّدٍ، فَإِذا قلت: مَا أَهَرَّ ذَا نابٍ إلاّ شَرٌّ كَانَ أَوْكَدَ، أَلا تَرى أَنَّ قَوْلك: مَا قَامَ إلاّ زيدٌ، أَوْكَدُ من قَوْلك: قَامَ زيدٌ، وَلِهَذَا حَسُنَ الابتداءُ بالنَّكِرَة لأَنَّه فِي معنى مَا تقدّم. وبسطَه فِي المُخْتَصر والمطوّل والإيضاح وشُروحِها وحَواشيها وَفِيمَا ذَكرْنَاهُ كِفايةٌ. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: {هَرَّ فلانٌ الحَرْبَ} هَريراً، أَي كَرِهَها وَهُوَ مَجاز، وَكَذَا هَرَّ الكأْس، وَهُوَ مَجاز أَيضاً، وَقَالَ عَنترَةُ فِي الحَرب:
(حَلَفْنا لهُم والخَيْلُ تَرْدِي بِنَا مَعاً ... نُزايِلُكُمْ حَتّى {تَهِرُّوا العَوالِيا)
وفلانٌ} هَرَّه الناسُ، إِذا كَرِهوا ناحِيتَه، وَهُوَ مَجاز أَيضاً، قَالَ الأَعشى:
(أَرى الناسَ! هَرُّوني وشُهِّرَ مَدْخَلي ... فَفِي كُلِّ مَمْشىً أَرْصَدَ الناسُ عَقْرَبا) {والهَرَّار كَشَدَّاد: الكَلْبُ إِذا كَشَّر عَن أَنيابه. وَقد يُطلق} الهَرير على صَوت غير الْكَلْب، وَمِنْه الحَدِيث: إنِّي سمعتُ {هَريراً} كهَرير الرَّحَى، أَي صوتَ دَوَرانها. وَفِي حَدِيث خُزيمة: وَعَاد لَهَا المَطِيُّ {هارًّا، أَي} يَهِرُّ بَعْضهَا فِي وَجه بعضٍ من الجَهْد. {والهِرُّ بالكسْر: العُقوق، وَبِه فسَّر الفَزارِيُّ المثلَ المَذكور، وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ:} الهِرُّ: الخُصُومة،)
وَبِه فَسَّر المثَل، وَقَالَ أَيضاً: لَا يَعْرِفُ {هارَاً من بارَا، لَو كُتِبَتْ لَهُ. وَقَالَ أَبو عُبَيد: مَا يَعرفُ} الهَرْهَرَةَ من البَرْبَرة.
{والتَّهَرْهُرُ: صَوت الرِّيح،} تهَرْهَرَت {وهَرْهَرَت واحدٌ، ذكره الأَزْهَرِيّ فِي تَرْجَمَة عقر، قَالَ وأَنشد المُؤَرِّجُ:
(وصِرْت مَمْلُوكا بقاعٍ قَرْقَرِ ... يَجري عليْك المُورُ} بالتَّهَرْهُرِ)

(يالك من قُبَّرَةٍ وقُنْبُرِ ... كُنْت على الأَيّام فِي تَعَقُّرِ)
{وهَرَّ فِي وَجه السائلِ، إِذا تَجَهَّمَه، وَهُوَ مَجاز، وهَرَّ الشتاءُ، وللشتاءِ} هَريرٌ، كَمَا قَالُوا: كَلِبَ الشِّتاءُ والبَرْدُ، وَهُوَ مَجاز. وَيُقَال: هَلَكَ من لَا هَرَّارَ لَهُ، كشَدّاد، أَي لَا سَفِيه لَهُ {يَهِرُّ عَنهُ عَدُوَّه، وَهُوَ مَجاز.} وهَرَّت الإبلُ: أَكْثَرَت من أَكلِ الحَمْض، عَن ابْن القطّاع. ومِمَّن تَكَنَّى بأَبي! هُريرةَ جماعةٌ من المحَدِّثين، فَمنهمْ أَبو هريرةَ مِسْكِينُ بن دِينارٍ الخَيّاط، عَن مُجاهدٍ، وَعنهُ وَكِيع. وأَبو هُريرةَ عُرَيْف بن دِرْهم الحَمَّال التَّيْميّ. وأَبو هُرَيْرَة عبد القُدُّوس، يَروي عَن الحسَن والجَريريّ. وأَبو هريرَةَ بيَّاعٌ السَّابِرِيّ. وأَبو هُريرة مُحَمَّد بن فِراس الصُّوفيّ، هَؤُلَاءِ الْخَمْسَة فِي كتاب الكُنى لِابْنِ الْجَارُود، وأَبو هُريرَة عُبيد الله بن هُبَيرة، عَنهُ ابْن لَهِيعَة، وأَبو هُريرةَ وهْبُ الله بن رِزْق كَانَ يسكن الحَمراءَ، وَهَذَانِ من كتاب ابنِ يُونُس. قلت: وأَبو هُرَيْرَة عبد الْملك بن عبد الرَّحْمَن القَلانِسيّ رَوَى عَنهُ أَبو الْفَتْح الخَوَرْنَقِيّ شيخٌ لِابْنِ السّمعانيّ. وأَبو عليّ الحَسَنُ بن الحُسَيْن الشافعِيّ، عُرف بِابْن أَبي هُريرة، عَن ابْن سُرَيْج، وَشرح مُخْتَصر المُزَنِيّ مَاتَ سنة، وَبَنُو أَبي هُرَيْرَة بَطْنٌ من بني الحَسَن، فِي وَادي سُرْدَرٍ من اليَمَن، يُقَال إنَّهم من ذُرِّيَّة الشريف يَحيى الْهَادِي بن الحُسَيْن بن الْقَاسِم الرَّسِّيّ المدفون بِجَامِع صَعْدَة. {والهُرارُ، كغُرابٍ: مَوضِعٌ فِي طرف الصَّمّان، عَن الصَّاغانِيّ. قلْت: هُوَ فِي ديار بني تَمِيم، وَقيل: هُوَ قُفٌّ باليَمامَة، قَالَ النَّمِرُ:
(هَل تَذْكُرينَ جُزِيتِ أَفْضَلَ صالِحٍ ... أَيّامَنا بمُلَيْحَةِ} فهُرارِها)
كَذَا فِي المعجم. {وهُرَيْر بن عبد الرَّحمن بن رافِع بن خَديج، كزُبَيْر، عَن أَبيه عَن جَدِّه، ووَلَداه رِفاعَة وَعبد الله حَدَّثا.} وهَرَّار، كشَدّاد، فِي بني ضَبة. وليلةُ! الهَريرِ، كأَمير. من ليَالِي صِفِّين، قُتِلَ فِيهَا مَا يقرُبُ من سبعين أَلْفَ قتيلٍ، ومِمَّن قُتِل حَيّان بن هَوْذَة النَّخْعِيّ، وَكَانَ صَاحب راية عليٍّ رَضِي الله عَنهُ. وأَخوه بَكْر ذَكرَه ابنُ العَديم فِي تَارِيخ حلب.

هجر

هجر
الهَجْرُ والهِجْرَان: مفارقة الإنسان غيره، إمّا بالبدن، أو باللّسان، أو بالقلب. قال تعالى:
وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ
[النساء/ 34] كناية عن عدم قربهنّ، وقوله تعالى: إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً
[الفرقان/ 30] فهذا هَجْر بالقلب، أو بالقلب واللّسان. وقوله:
وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلًا [المزمل/ 10] يحتمل الثلاثة، ومدعوّ إلى أن يتحرّى أيّ الثلاثة إن أمكنه مع تحرّي المجاملة، وكذا قوله تعالى:
وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا [مريم/ 46] ، وقوله تعالى:
وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ [المدثر/ 5] ، فحثّ على المفارقة بالوجوه كلّها. والمُهاجرَةُ في الأصل:
مصارمة الغير ومتاركته، من قوله عزّ وجلّ:
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا
[الأنفال/ 74] ، وقوله: لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ
[الحشر/ 8] ، وقوله:
وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ [النساء/ 100] ، فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِياءَ حَتَّى يُهاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ [النساء/ 89] فالظاهر منه الخروج من دار الكفر إلى دار الإيمان كمن هاجر من مكّة إلى المدينة، وقيل: مقتضى ذلك هجران الشّهوات والأخلاق الذّميمة والخطايا وتركها ورفضها، وقوله: إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي [العنكبوت/ 26] أي: تارك لقومي وذاهب إليه. وقوله: أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها [النساء/ 97] ، وكذا المجاهدة تقتضي مع العدى مجاهدة النّفس كما روي في الخبر: «رجعتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر» ، وهو مجاهدة النّفس. وروي:
(هاجروا ولا تهجّروا) أي: كونوا من المهاجرين، ولا تتشبّهوا بهم في القول دون الفعل، والهُجْرُ: الكلام القبيح المهجور لقبحه.
وفي الحديث: «ولا تقولوا هُجْراً» وأَهْجَرَ فلان: إذا أتى بهجر من الكلام عن قصد، وهَجَرَ المريض: إذا أتى ذلك من غير قصد، وقرئ: مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ
[المؤمنون/ 67] ، وقد يشبّه المبالغ في الهجر بالمُهْجِر، فيقال: أَهْجَرَ: إذا قصد ذلك، قال الشاعر:
كما جدة الأعراق قال ابن ضرّة عليها كلاما جار فيه وأهجرا
ورماه بهاجرات فمه أي: فضائح كلامه، وقوله: فلان هِجِّيراه كذا: إذا أولع بذكره، وهذي به هذيان المريض المهجر، ولا يكاد يستعمل الهِجِّير إلّا في العادة الذّميمة اللهمّ إلّا أن يستعمله في ضدّه من لا يراعي مورد هذه الكلمة عن العرب. والهَجِيرُ والهاجرة: الساعة التي يمتنع فيها من السّير كالحرّ، كأنها هجرت النّاس وهجرت لذلك، والهِجَار: حبل يشدّ به الفحل، فيصير سببا لهجرانه الإبل، وجعل على بناء العقال والزّمام، وفحل مهجور، أي: مشدود به، وهِجَار القوس: وترها، وذلك تشبيه بهجار الفحل.

هجر

1 هَجَرَهُ, (S, A, &c.,) aor. ـُ (Msb,) inf. n. هَجْرٌ (S, A, Mgh, Msb, K) and هِجْرَانٌ, (S, A, Mgh, K,) or the latter is a simple subst., (Msb,) He cut him off from friendly or loving, communion or intercourse; contr. of وَصَلَهُ: (S, Mgh:) he forsook, or abandoned, him; syn. قَطَعَهُ: (Msb, TA:) he cut him; meaning, he ceased to speak to him, or to associate with him; syn. صَرَمَهُ, (A, Mgh, K,) and قَطَعَ كَلَامَهُ. (Mgh.) It is said in the Kur, [iv. 38,] وَاهْجُرُوهُنَّ فِى المَضَاجِعٍ, i. e., [And cut ye them off from loving intercourse] in the sleeping-places, in order to obtain their obedience. (Msb.) See also 3. b2: He left it; forsook it; relinquished it; abandoned it; deserted it; quitted it: abstained from it: neglected it: shunned or avoided it; was averse from it: syn. تَرَكَهُ; (A, Msb, K, TA;) and رَفَضَهُ; (Msb;) and فَارَقَهُ: (B:) and أَغْفَلَهُ: and أَعْرَضَ عَنْهُ: (TA:) namely, a thing to which it was necessary for him to pay frequent attention: (Lth, TA:) as also ↓ أَهْجَرَهُ; (K;) which latter is of the dial. of Hudheyl: (TA:) and هُجِرَ he, or it, was left; &c. (IKtt.) هِجْرَانٌ may be with the body and with the tongue and with the heart or mind: it is with the first in the passage of the Kur cited above: it may be with any of the three in the Kur, [lxxiii. 10,] where it is said, وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا [And avoid thou them, i. e., avoid the associating with them in person, or speaking to them, or entertaining friendship for them in thy heart, with an avoiding of a becoming kind]: and it is with all the three in the following ex. in the Kur, [lxxiv. 5,] وَالرِّجْزَ فَاهْجُرْ [And idolatry avoid thou]. (B.) You say also, هَجَرَ الشِّرْكَ, inf. n. هَجْرٌ and هِجْرَانٌ, [He abstained from, or avoided, polytheism, or the associating of others with God,] هِجْرَةً حَسَنَةً [with a good manner of abstaining, or avoiding]. (Lh, K.) And it is said in a trad., وَلَا يَسْمَعُونَ القُرْآنَ إِلَّا هَجْرًا, meaning, [And they hear not the Kur-án save] with neglect of it, and aversion from it: the reading الّا هُجْرًا, mentioned by IKt, and his explanation of it, save with foul speech, are both said by El-Khattábee to be erroneous. (TA.) b3: هَجَرَ, [aor. ـُ inf. n. هَجْرٌ, He (a man) went, removed, retired, or withdrew himself, to a distance, far away, or far off. (TA.) b4: هَجَرَ فِى الصَّوْمِ, (K,) aor. ـُ inf. n. هِجْرَانٌ, (TA,) He abstained from sexual intercourse in fasting. (K.) A2: هَجَرَ, (Lth, Fr, S, A, K, &c.,) or هَجَرَ فِى كَلَامِهِ, (Msb,) aor. ـُ (Lth, Fr, S, &c.,) inf. n. هَجْرٌ, (Lth, S, A, Mgh, Msb,) with fet-h, (Mgh,) or هُجْرٌ, with damm, (K,) and هِجِّيرَى, (A, K,) or this is a simple subst., (Lth,) and إِهْجِيرَى, (K,) [or this and that which immediately precedes it are intensive inf. ns.,] He (a sick man, Lth, S, Msb, K, or one having the disease termed بِرْسَام, A'Obeyd, A, or having a fever, A'Obeyd, and one sleeping. Fr, K) talked nonsense; talked irrationally or foolishly or deliriously, (Lth, Fr, S, A, Mgh, Msb, K,) and confusedly: (Msb:) or هِجِّيرَى signifies the talking much, and saying what is evil. (Sb.) In the Kur, [xxiii. 69,] instead of تَهْجُرُونَ, in the phrase سَامِرًا تَهْجُرُونَ, [Holding discourse by night, talking irrationally or foolishly,] I'Ab reads تُهْجِرُونَ from ↓ أَهْجَرَ, [q. v.,] from الهُجْرُ. (TA.) b2: See also 4. b3: هَجَرَ بِهِ, aor. ـُ inf. n. هَجْرٌ, He dreamed of him or it; or saw him or it in sleep: or he did so and talked foolishly or deliriously. (TA.) 2 هجّر, (Lth, A, K, &c.,) inf. n. تَهْجِيرٌ, (S, Msb, K,) He journeyed in the time called the هَاجِرَة; (Lth, S, A, Mgh, K;) as also ↓ تهجّر; (IAar, S, A, K;) and ↓ اهجر: (K:) or he went forth in that time: (Az, TA:) or he was (صَارَ) in that time: (Msb: [but in my copy of that work, صار is perhaps a mistake for سَارَ:]) or ↓ اهجر has this last signification; (Lth, TA;) or signifies he entered upon that time; like اظهر (A.) b2: It (the day) attained to the time called he هَاجِرَة. (S, TA.) 3 هاجرهُ, (A,) inf. n. مُهَاجَرَةٌ; (B;) and ↓ اهتجرهُ; (A;) He cut him off from friendly, or loving, communion or intercourse, being so cut off by him; or he cut him, or ceased to speak to him, being in like manner cut by him: and he forsook, or abandoned, him, being forsaken, or abandoned, by him: (A, * B:) this is the primary signification of the former. (B.) b2: هاجر, (T, A, Msb, K,) inf. n. مُهَاجَرَةٌ (T, S, A, Msb) and هِجْرَةٌ, (A,) or the latter is a simple subst., (Mgh, Msb,) He (an inhabitant of the desert) went forth from his desert to the cities or towns: this is the primary acceptation, with the Arabs, of the verb [when intrans.]: also, he (any one) left his place of abode, emigrating to another people: (Az:) he departed, or went forth, from one land to another, (S, K,) or from one country, or district, or town, to another: (Msb:) and, as used in the Kur, ii. 215, [and in many other instances in the same and other books,] he went forth [or emigrated] from the territory of the unbelievers to the territory of the believers [or to any place of safety or refuge on account of religious persecution, &c.] (B.) See an ex. voce تَهَجَّرَ; and see هِجْرَةٌ.4 اهجرهُ: see هَجَرَهُ.

A2: اهجر فِى مَنْطِقِهِ, (S, * Mgh, Msb, K,) or simply اهجر, (A,) inf. n. إِهْجَارٌ (S, K) and هُجْرٌ, (Lh, Kr, K,) or the latter is, correctly speaking, a simple subst., (TA,) He spoke, or uttered, foul, evil, bad, abominable, or unseemly, language: (S, A, Mgh, K:) or he did so much; beyond what he used to do before; as also ↓ هَجَرَ, aor. ـُ (Msb,) inf. n. هَجْرٌ: (L, TA:) and in like manner, he talked much of that which was not fit, suitable, meet, or proper. (S.) b2: اهجر بِهِ He mocked, or scoffed, or laughed at him, derided him, or ridiculed him, and said respecting him what was foul, evil, bad, abominable, or unseemly. (Msb, K.) A3: See also 2, in two places.5 تهجّر He affected to be like the مُهَاجِرُون [or emigrants from the territory of the unbelievers to that of the believers]. (A'Obeyd, S, A, K.) Hence the trad., وَلَا تَهَجَّرُوا ↓ هَاجِرُوا, (A'Obeyd, S, A,) i. e., Perform ye the هِجْرَة with sincerity towards God, and affect not to be like those who do so without your being really such as do so: said by 'Omar. (A'Obeyd, TA.) A2: See also 2.6 تهاجروا [They cut one another off from friendly or loving communion or intercourse; or they cut, or ceased to speak to, one another: they forsook, or abandoned, one another: as also ↓ اهتجروا] (A.) You say also هُمَا يَتَهَاجَرَانِ, and ↓ يَهْتَجِرَانِ, i. e., يَتَقَاطِعَانِ [They two cut each other off &c.]: (K:) تَهَاجُرٌ is syn. with تَقَاطُعُ. (S.) 8 إِهْتَجَرَ see 3 and 6; the latter in two places. b2: [He journeyed in the time of the حَاجِرَة: see 8 in art. عشو.]

هَجْرٌ: see هُجْرٌ: A2: and see also هَاجِرَةٌ.

هُجْرٌ, a subst. from أَهْجَرَ; (S, Mgh;) or from its syn. هَجَرَ; (Msb;) Foul, evil, bad, abominable, or unseemly, language, or talk; (As, Ks, T, S, A, Mgh, Msb, K;) as also ↓ هَجْرَآءُ; (Sgh, K;) and ↓ هَاجِرَةٌ; of which last the pl. is هَوَاجِرُ, incorrectly said by IJ to be an irreg. pl. of هُجْرٌ; or ↓ هَاجِرَةٌ may be an inf. n., like كَاذِبَةٌ &c. (IB.) You say, قَالَ هُجْرًا وَبُجْرًا, and ↓ هَجْرًا وَبَجْرًا, [He said] a foul [and a wonderful] thing: ↓ هَجْرٌ is an inf. n., and هُجْرٌ is a simple subst. (L, TA.) And ↓ رَمَاهُ بِالْهَاجِرَاتِ He assailed him with foul words: هاجرات being a word of the same class as لَابِنْ and تَامِرٌ. (A, Msb.) and ↓ رَمَاهُ بِهَاجِرَاتٍ, and ↓ بِمُهْجِرَاتٍ, (S, K,) or بِالْهَاجِرَاتِ, (A,) and بِالْمُهْجِرَاتِ, (A, Msb,) He accused him of evil things that exposed him to disgrace: (S, K:) or of foul, or evil, actions. (A, Msb.) And ↓ تَكَلَّمَ بِالْمَهَاجِرِ (in the CK بالمُهاجِرِ) He spoke foul, or evil, language. (L, K.) هِجِرٌّ: see هِجْرَةٌ.

هُجْرَةٌ: see هِجْرَةٌ.

هِجْرَةٌ, a subst. from هَجَرَهُ, (S, K,) as also ↓ هِجْرَانٌ, (Msb,) signifying The cutting another off from friendly or loving communion or intercourse: (S:) cutting one; or ceasing to speak to him: (K:) forsaking, abandoning, deserting, or shunning or avoiding, one. (Msb.) It is said in a trad., لَا هِجْرَةَ بَعْدَ ثَلَاثٍ [There shall be no cutting off from friendly communion after three nights with their days,]: the meaning is, هَجْرٌ as contr. of وَصْلٌ; i. e., such anger as exists between Muslims, or a failing, or falling short, with respect to the duties of society, exclusively of what relates to religion: but the هِجْرَة of those who follow their own natural desires [in matters of religion], and of innovators [in religion], should continue even as long as they do not repent, and return to the truth. (TA.) b2: [Also, A mode, or manner, of cutting another off from friendly or loving communion or intercourse: &c. See 1, where an ex. occurs.] b3: Also, A removal from the desert to the towns or villages: this was its [primary] acceptation with the Arabs: and the forsaking of his country, or district, or the like, by an inhabitant of the desert, or by an inhabitant of a town, or village, or cultivated district, and taking up his abode in another country or district, or the like, an emigration; (TA;) the forsaking of one's home and removing to another place; (Mgh;) the forsaking of a country, or district, or the like, and removing to another; (Msb;) the going forth from one land to another; as also ↓ هُجْرَةٌ. (K:) [and an emigration from the territory of the unbelievers to the territory of the believers, or to any place of safety or refuge on account of religious persecution &c.: see 3, last signification:] a subst. from هَاجَرَ. (Msb, TA.) b4: [الهِجْرَةٌ, peculiarly, The emigration, or flight, (for it was really a flight,) of Mohammad, from Mekkeh to Yethrib, which latter was afterwards called El-Medeeneh. Hence, تَأْرِيخُ الهِجْرَةِ The era of the Hijreh, or Flight. The epoch of this era is not the date of the Flight itself, as some have imagined, (for this took place on an uncertain day, most probably the first or second, of the third lunar month of the Arabian year,) but is the first day of the Arabian year in which the Flight happened: and as I believe that all European writers who have attempted to fix it, prior to M. Caussin de Perceval, have erred respecting it, the true date, as shown by him, (see his “ Essai sur l'Histoire des Arabes,” &c., in the places referred to in the index to that work,) I think it important here to mention. The first year of the Flight was the two hundred and eleventh year of a period during which the Arabs made use of a defective luni-solar reckoning, making every third year to consist of thirteen lunar months; the others consisting of twelve such months. This mode of reckoning was abolished by Mohammad in the twelfth month of the tenth year of the Flight, at the time of the pilgrimage; whence it appears that the first year of the Flight commenced, most probably, on Monday, the nineteenth of April, A. D. 622; or perhaps on the eighteenth; for the actual appearance of the new moon properly marked its commencement, and, as the new moon happened about sunset on the sixteenth, it may perhaps have been seen on the eve of the eighteenth. According to M. Caussin de Perceval, the first ten years of the Flight commenced at the following periods.

1st.[Mon.]Apr. 19, 622 2nd.[Sat.]May 7, 623 3rd.[Th.]Apr. 26, 624 4th.[Mon.]Apr. 15, 625 5th.[Sat.]May. 3, 626 6th.[Th.]Apr. 23, 627 7th.[Tu.]Apr. 12, 628 8th.[Mon.]May. 1, 629 9th.[Fri.]Apr. 20, 630 10th.[Tu.]Apr. 9, 631 Thus it appears that the first and fourth and seventh years were of thirteen lunar months each; and the seventh was the last year that was thus augmented: therefore, with the eighth year commenced the reckoning by common lunar years; and from this point we may use the tables which have often been published for finding the periods of commencement of years of the Flight. We must not, however, rely upon the exact accuracy of these tables: for the commencement of the month was generally determined by actual observation of the new moon; not by calculation; and we often find that a year was commenced, according as the place of observation was low or high, or to the east or west of the place to which the calculation is adapted, or according as the sky was obscure or clear, a day later or earlier than that which is indicated in the tables; and in some cases, even two days later. The twelfth day of the third month of the first year of the Flight, the day of Mohammad's arrival at Kubà, was Monday: therefore the first day of the year was most probably the nineteenth of April, as two months of thirty days each, or twenty-nine days each, seldom occur together. But the tenth day of the first month of the sixty-first year, the day on which El-Hoseyn was slain at Kerbelà, was Friday: therefore the first day of that year, at that place, must have been Wednesday, the third of October, A. D. 680; not the first of October, as in most of the published tables above mentioned. (For the principal divisions of the Arabian year when the luni-solar reckoning was instituted, see زَمَنٌ)]. الهِجْرَتَانِ means [The two emigrations, or flights; namely,] the هِجْرَة to Abyssinia and the هِجْرَة to El-Medeeneh. (S, K.) And ذُو الهِجْرَتَيْنِ He (of the صَحَابَة [or Companions of Mohammad] TA) who emigrated, or who has emigrated, to Abyssinia and to El-Medeeneh. (K.) هَجْرَآءُ: see هُجْرٌ.

هِجْرَانٌ: see هِجْرَةٌ.

هِجْرِيَّا: see هِجِّيرٌ.

هَجِيرٌ Left; forsaken; relinquished; abandoned; deserted; quitted: abstained from: neglected: shunned or avoided. (TA.) A2: See also هَاجِرَةٌ, in three places.

هَجِيرَةٌ: see هَاجِرَةٌ.

هِجِّيرٌ Custom; manner; habit; wont: state; condition; case; syn. دَأْبٌ, (T, S, A, K,) and عَادَةٌ, (S, TA,) and دَيْدَنٌ, (TA,) and شَأْنٌ: (T, A, K:) and the speech, or language, of a man; [or what one is accustomed to say;] syn. كَلَامٌ: (T, TA:) as also ↓ هِجِّيرَى, (T, S, A, K,) and ↓ إِهْجِيرَى, (S, K,) and ↓ إِهْجِيرَآءُ, and ↓ أُهْجُورَةٌ, and ↓ هِجْرِيَّا, (K,) and إِجْرِيَّا, and إِجْرِيَّآءُ. (S.) You say, مَا زَالَ ذٰلِكَ هِجِّيرَهُ, (A, K, * TA [in the CK, هٰذَا هِجِّيرَتُهُ,]) and هِجِّيرَاهُ, (S, A, K,) and إِهْجِيرَاهُ, &c., (K,) That ceased not to be his custom, &c. (S, A, K. *) And ↓ مَا لَهُ هِجِّيرَى

غَيْرُهَا He has no custom, &c., other than it. (TA, from a trad.) هِجِّيرَى: see هِجِّيرٌ.

هَاجِرٌ, act. part. n. of 1, q. v. b2: Talking nonsense; talking foolishly or deliriously. (S, TA.) See 1, last signification but one.

هَاجِرَةٌ: see هُجْرٌ, in four places.

A2: الهَاجِرَةُ, (S, A, Mgh, Msb, K,) and ↓ هَجِيرٌ, (S, Msb, K,) and ↓ هَجِيرَةٌ, (A, K,) and ↓ هَجْرٌ, (S, K,) Midday when the heat is vehement: (S:) or midday in summer, or in the hot season: (Mgh, Msb:) or the period from a little before noon to a little after noon in summer, or in the hot season, only: (En-Nadr, ISk:) or from the time when the sun declines from the meridian: (Aboo-Sa'eed:) or midday, when the sun declines from the meridian, at the ظُهْر: or from its declining until the عَصْر: because people [then] shelter themselves in their tents or houses; as though they forsook one another (تَهَاجَرُوا): (K:) or the vehemence of the heat (K, TA) therein: (TA:) and الهُوَيْجِرَةُ [dim. of الهاجرة] the period a little after the هَاجِرَة: (EsSukkaree:) [pl. of the first, هَوَاجِرُ.] You say, طَبَخَتْهُ الهَوَاجِرُ [The vehement midday heats affected him with a hot, or burning, fever]. (A.) And ↓ صَلَاةُ الهَجِيرِ The prayer of noon; as also الهَجِيرُ, elliptically. (TA.) See also ظَهِيرَةٌ.

أُهْجُورَةٌ: see هِجِّيرٌ.

إِهْجِيرَى: see هِجِّيرٌ.

إِهجِيرَآءُ: see هِجِّيرٌ.

أَتَيْنَا أَهْلَنَا مُهْجِرِينَ We came to our family in the time of the هَاجِرَة. (S.) b2: مُهْجِرَاتٌ and مَهَاجِرُ: see هُجْرٌ.

هَلْ مُهَجِّرٌ كَمَنْ قَالَ Is one who journeys in the هَاجِرَة like him who stays during the time of midday? (TA, from a trad.) مَهْجُورٌ Cut off from friendly or loving communion or intercourse; forsaken, or abandoned: cut, or not spoken to. (Mgh, Msb.) In like manner مَهْجُورًا is used in the Kur, [xxv. 32,] signifying avoided, or forsaken, with the tongue, or with the heart or mind. (B.) [But see what here follows.]

A2: Talk, or language, uttered irrationally or foolishly or deliriously. It is related by Aboo-'Obeyd, on the authority of Ibráheem, that the words of the Kur, إِنَّ قَوْمِى اتَّخَذُوا هٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا, [xxv. 32,] mean, Verily my people have made this Kur-án a thing of which they have said what is not true: because the sick man, when he talks irrationally or foolishly or deliriously, says what is not true: and the like is related on the authority of Mujáhid. (S.) مُهَاجَرٌ A place to which one emigrates. (Msb.) مُهَاجِرٌ Any one, whether an inhabitant of the desert [as in the primary acceptation of the epithet] or an inhabitant of a town or village or cultivated district, who emigrates; or who forsakes his country or district or the like, and takes up his abode in another country or district or the like. Hence المُهَاجِرُونَ applied to The emigrants to El-Medeeneh: because they forsook their places of abode in which they were reared, for the sake of God, and attached themselves to an abode in which they had neither family nor property, when they emigrated to El-Medeeneh. (TA.)
هجر: {هاجروا}: تركوا بلادهم. {تهجرون}: من الهُجر، وهو الهذيان، ومن الهَجر وهو الترك.
(هجر) سَار فِي الهاجرة وَالنَّهَار انتصف وَاشْتَدَّ حره وَإِلَى الشَّيْء بكر وبادر إِلَيْهِ وَالدَّابَّة شدها وأوثقها بالهجار
(هجر)
هجرا تبَاعد وَيُقَال هجر الْفَحْل ترك الضراب وَالْمَرِيض هذى وَيُقَال هجر فِي مَرضه وَفِي نَومه وَفِي الشَّيْء وَبِه أولع بِذكرِهِ وَالشَّيْء أَو الشَّخْص هجرا وهجرانا تَركه وَأعْرض عَنهُ وَيُقَال هجر زوجه اعتزل عَنْهَا وَلم يطلقهَا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن فِي الْمضَاجِع واضربوهن} وَالدَّابَّة هجرا وهجورا أوثقها بالهجار 
هجر دلل خطب بَأْس [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي اللَّه عَنهُ -] أَنه كَانَ يطوف بِالْبَيْتِ وَهُوَ يَقُول: رَبَّنَآ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَّفِي الآْخِرَةِ حَسَنَةً وَّقِنَا عَذَابَ النَّارِ لَهُ هِجَّيري غَيرهَا. قَالَ الْكسَائي وَأَبُو زيد وَغير وَاحِد: قَوْله: هِجِّيراه كَلَامه ودأبه وشأنه وَقَالَ ذُو الرمة يصف صائدًا رمى حُمرا فأخطأها فَأقبل يتلهف وَيَدْعُو بِالْوَيْلِ وَالْحَرب فَقَالَ: [الْبَسِيط]

رمى فَأَخْطَأَ والأقدارُ غالبة ... فانْصَعْنَ والويلِ هِجِّيراه والحربُ
هـ ج ر: (الْهَجْرُ) ضِدُّ الْوَصْلِ وَبَابُهُ نَصَرَ وَ (هِجْرَانًا) أَيْضًا، وَالِاسْمُ (الْهِجْرَةُ) . وَ (الْمُهَاجَرَةُ) مِنْ أَرْضٍ إِلَى أَرْضٍ تَرْكُ الْأُولَى لِلثَّانِيَةِ. وَ (التَّهَاجُرُ) التَّقَاطُعُ. وَ (الْهَجْرُ) بِالْفَتْحِ أَيْضًا الْهَذَيَانُ وَقَدْ (هَجَرَ) الْمَرِيضُ مِنْ بَابِ نَصَرَ فَهُوَ (هَاجِرٌ) . وَالْكَلَامُ (مَهْجُورٌ) وَبِهِ فَسَّرَ مُجَاهِدٌ وَغَيْرُهُ قَوْلَهُ - تَعَالَى -: {إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} [الفرقان: 30] أَيْ بَاطِلًا. وَ (الْهَجْرُ) بِالْفَتْحِ وَ (الْهَاجِرَةُ) وَ (الْهَجِيرُ) نِصْفُ النَّهَارِ عِنْدَ اشْتِدَادِ الْحَرِّ. وَ (التَّهْجِيرُ) وَ (التَّهَجُّرُ) السَّيْرُ فِي الْهَاجِرَةِ. وَ (تَهَجَّرَ) فُلَانٌ تَشَبَّهُ بِالْمُهَاجِرِينَ. وَفِي الْحَدِيثِ: « (هَاجِرُوا) وَلَا تَهَجَّرُوا» . وَ (هَجَرٌ) بِفَتْحَتَيْنِ اسْمُ بَلَدٍ مُذَكَّرٌ مَصْرُوفٌ. وَفِي الْمَثَلِ: كَمُبْضِعِ تَمْرٍ إِلَى هَجَرٍ. 
هجر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: إِنِّي كنت نَهَيْتُكُمْ عَن زِيَارَة الْقُبُور فزوروها وَلَا تَقولُوا هْجرا. قَالَ أَبُو عبيد قَالَ الْكسَائي وَبَعضه عَن الْأَصْمَعِي وَغَيرهمَا: قَالَ: الهُجر الإفحاش فِي الْمنطق والخنا وَنَحْوه يُقَال مِنْهُ: أَهجر الرجل يُهجر إهجارا قَالَ الشماخ بْن ضرار الثَّعْلَبِيّ: [الطَّوِيل]

كَمَا جِدَة الأعراق قَالَ ابْن ضرةٍ ... عَلَيْهَا كلَاما جارَ فِيهِ وأهجرا

يروي: الأعراق والأعراض وَمِنْه حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَنه كَانَ يَقُول لِبَنِيهِ: إِذا طفتم بِالْبَيْتِ فَلَا تَلغُوا وَلَا تهجروا وَلَا تقاصّوا أحدا وَلَا تُكَلِّمُوهُ. هَكَذَا قَالَ هشيم: تهجروا [قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ -] : وَوجه الْكَلَام عِنْدِي: تُهْجروا فِي هَذَا الْموضع لِأَن الإهجار كَمَا أعلمتك من سوء الْمنطق وَهُوَ الهُجْر وَأما الهَجْر فِي الْكَلَام فَإِنَّهُ الهَذيان مثل كَلَام المحموم والمبرسم يُقَال مِنْهُ: هجرت فَأَنا أَهجر هجرا وهجرانا فَأَنا هَاجر وَالْكَلَام مهجور
هجر:
هجر: طلّق (هلو).
هجر: كان تحت هجران من الملك: أي أنه قد جرّ على نفسه سخط الملك (ابن جبير 18:345).
هجره أو هجر إلى ما يحل محله: رفض شيئاً لكي يعتمد على آخر (البربرية 389:1).
هاجر: اسم مصدر لما جاء عند (فوك) في مادة redire ad Deum في القسم الأول.
انهجر: وردت عند (فوك) في مادة vitare و ordire.
استهجار الدول: الحروب بين الأسر المالكة
(البربرية 330:2) هذا ما ورد في مخطوطتنا بدلاً من استهجان.
هِجرة: طلاق (هلو).
هِجرة: موضع اللجوء (روجرز 192 و195) الذي يلفظها بفتح الهاء دون حق.
له قدمُ هجرة: كان في خدمة وزيراً وغيره من ذوي الشأن منذ مدة طويلة (مملوك 201:2:1). وكذلك قديم هجرة (حياة تيمور 30:1 وهنا أساء -فريتاج- نطقها وترجمتها). هِجرة: عصابة تضعها الفتيات فوق الجبهة (أبو الوليد 788): عندهم عصابة تجعل من الأذن للأذن على الجبهة مثل التي يجعلون -كذا. في الأصل- البنات عندنا ويسمونها هجرة.
هجّرى: منسوب إلى الهجرة (بقطر) وعلى سبيل المثال تاريخ السنة الهجرية (م. المحيط).
هجير: معناها مطابق لمعنى الفعل نفح أي هب ويرتبط بهذه المادة لغة. في (فريتاج كرست 4:77): وكان وسط النهار وقد نفح الهجير وينبغي أن يترجم المعنى إلى ريح حارة. وفي طبعة أخرى لهذه الحكاية من (ألف ليلة 398:3) جاء ذكر مرادف الكلمة هاجرة ضمن معناها المعتاد: وقد اشتدت الهاجرة.
هجيّري: مثل سائر، بيت من الشعر يردد في كل مناسبة (الكامل 2:388 و12 والمقري 359:2).
مهاجر: في (فوك) saracenus (= مسلم).
(هـ ج ر) : (الْهَجْرُ) خِلَافُ الْوَصْلِ يُقَالُ هَجَرَ أَخَاهُ إذَا صَرَمَهُ وَقَطَعَ كَلَامُهُ هَجْرًا وَهِجْرَانًا فَهُوَ هَاجِرٌ وَالْأَخُ مَهْجُورٌ وَفِي بَابِ الْحَظْرِ وَالْإِبَاحَةِ فِي شَرْحِ الْقُدُورِيِّ أَنَّ خَادِمَ مَيْمُونَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - رَأَتْ فِرَاشَ امْرَأَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - نَاحِيَةً أَيْ بَعِيدَةً مِنْ فِرَاشِهِ فَقَالَتْ (هَجْرَى) أَنْتِ فَقَالَتْ لَا وَلَكِنِّي إذَا حِضْتُ لَمْ يَقْرَبْ فِرَاشِي كَأَنَّهَا جَعَلَتْهُ صِفَةً لَهَا كَعَقْرَى وَحَلْقَى فِي أَحَدِ الْأَوْجُهِ وَإِنْ لَمْ أَجِدْهُ (وَالْهَجَرُ) بِالْفَتْحِ أَيْضًا الْهَذَيَانُ وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {سَامِرًا تَهْجُرُونَ} [المؤمنون: 67] (وَالْهُجْرُ) بِالضَّمِّ الْفُحْشُ اسْمٌ مَنْ أَهْجَرَ فِي مَنْطِقِهِ إذَا أَفْحَشَ (وَالْهِجْرَةُ) تَرْكُ الْوَطَنِ وَمُفَارَقَتُهُ إلَى مَوْضِعٍ آخَرَ اسْمٌ مَنْ هَاجَرَ مِنْ بَلَدٍ إلَى بَلَدٍ مُهَاجَرَةً (وَقَوْلُ الْحَسَنِ) هِجْرَةُ الْأَعْرَابِيِّ إذَا ضَمَّهُمْ دِيوَانُهُمْ يَعْنِي إذَا أَسْلَمَ وَهَاجَرَ إلَى بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ فَهِجْرَتُهُ إنَّمَا تَصِحُّ إذَا ثَبَتَ اسْمُهُ فِي دِيوَانِ الْغُزَاةِ أَيْ فِي جَرِيدَتِهِمْ (وَيُقَالُ هَجَّرَ) إذَا سَارَ فِي الْهَاجِرَةِ وَهِيَ نِصْفُ النَّهَارِ فِي الْقَيْظِ خَاصَّةً ثُمَّ قِيلَ (هَجَّرَ إلَى الصَّلَاةِ) إذَا بَكَّرَ وَمَضَى إلَيْهَا فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا (وَفِي الْحَدِيثِ) «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إلَيْهِ» وَفِي الْحَدِيثِ «الْمُهَجِّرُ إلَى الْجُمُعَةِ كَالْمُهْدِي بَدَنَةً» قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ الْمُرَادُ التَّبْكِيرُ إلَيْهَا وَهَذَا تَفْسِيرُ الْخَلِيلِ.
هـ ج ر

هجره وهاجره واهتجره. قال عديّ:

فإن لم تندموا فثكلت عمراً ... وهاجرت المروّق والسماعا

وقال السائب أخو الزبير:

يا قوم جدّوا في قتال القوم ... واهتجروا النوم فما من نوم

وتهاجروا أياماً. والمهاجرون من الصحابة: جماعة. وما هذا الهجر والهجرة والهجران، وهاجرت من بلد إلى بلد مهاجرةً وهجرةً " ولا هجرة بعد الفتح " وفي الحديث: " هاجروا ولا تهجّروا ": ولا تشّبهوا بالمهاجرين. وهجر المبرسم هجراً بالفتح وهو دأبه في الهذيان. يقال: رأيته يهجر هجراً وهجّيري، ومنه قولهم: ما زال ذلك هجّيراه وهجّيره. وقول ذي الرمة:

والويل هجّيراه والحرب

يحتمل ألفه التأنيث والتثنية. وأهجر: نطق بالهجر، بالضّم وهو الفحش. يقال: " من أكثر أهجر " ورماه بالهاجرات والمهجرات: بالفواحش، والهاجرات: الكلمات التي فيها فحش فهي من باب لابنٍ وتامرٍ. قال بشر:

إذا ما شئت نالك هاجرات ... ولم تعمل بهنّ إليك ساقي

وخرج وقت الهجير والهاجرة. وطبخته الهواجر، وأهجروا دخلوا فيه كأظهروا وهجّروا، وتهجّروا ساروا فيه. قال:

وتهجير قذّاف بأجرام نفسه ... على الهول لاحته الهموم الأباعد

وقيل لأعرابية: هل عندك من غداء، قالت: نعم خبزٌ خمير، وحيسٌ فطير، ولبن هجير، وماء نمير؛ وهو اللبن الخاثر الطيّب لم يحمض بعد. وشدّ بعيره بالهجار وهو حبل يشدّ به يده إلى رجله مخالف للشّكال، وهو مهجور، وهجره، وبه فسّر قوله تعالى: " واهجروهن في المضاجع ".

ومن المجاز: هجر الفحل: ترك الضّراب، ونحوه قولهم: عدل الفحل. وقوس قويّة الهجار أي الوتر.

هجر


هَجَر(n. ac. هَجْر
هِجْرَاْن)
a. Broke with, cut, shunned; left, deserted, forsook
abandoned, quitted, relinquished.
b.(n. ac. هَجْر), Went away.
c.(n. ac. هَجْر
هُجْر
هِجِّيْرَى
إِهْجِيْرَى) [Fī], Raved, rambled, was delirious.
d. [Bi], Dreamed of.
e. Was excellent.
f. Praised.
g.(n. ac. هَجْر
هُجُوْر), Tethered.
h. see IV (d)
هَجَّرَa. Travelled during the noon-day heat.
b. Prayed before the time.

هَاْجَرَa. see I (a)b. [Min], Left; emigrated from.
أَهْجَرَa. see I (a)
& II (a).
c. [Fī], Doted, rambled in ( his talk ).
d. [Bi], Used foul, obscene language to.
تَهَجَّرَa. see II (a)b. Pretended to be an emigrant.

تَهَاْجَرَa. Separated, broke with each other.

إِهْتَجَرَa. see VI
هَجْرa. Separation; abandoning, forsaking.
b. Noon, mid-day; noon-day heat.
c. Halter.
d. see 21yi (a)
هَجْرَةa. Year, twelvemonth.

هِجْرa. see 5 (a)
هِجْرَةa. Breach, estrangement; separation.
b. Emigration, removal; expatriation.
c. [art.], The Hegira or flight of Muhammad from Mecca.

هُجْرa. Foul language; obscenity.

هُجْرَةa. see 2t (b)
هَجَرa. Town; province.

هَجِرa. Excellent, good, first-rate, first-class.
b. Slow walker.

أَهْجَرُa. Better, best; most excellent.
b. Longer; thicker.

هَاْجِرa. Rambling; delirious.
b. see 21yi (a)
هَاْجِرَة
( pl.
reg. &
هَوَاْجِرُ)
a. fem. of
هَاْجِرb. see 1 (b) & 3
هَاْجِرِيّa. Excellent, distinguished.
b. Townsman; villager.
c. Architect.

هِجَاْرa. Bowstring; cord, rope.
b. Ring.
c. Necklace, chain.
d. Diadem.

هَجِيْرa. Left, forsaken, abandoned; absent.
b. (pl.
هُجُر), Cistern.
c. Cup.
d. see 1 (b)e. A bitter plant.

هَجِيْرَةa. see 1 (b)
هَجُوْرِيّa. Noon-day meal; dinner.

هِجِّيْر
هِجِّيْرَة
هِجِّيْرَىa. Custom, habit, wont, manner.

هِجْرَاْنa. see 1 (a)
إِهْجِيْرَىa. see 30
هَجْرَآءُ
مَهَاْجِرُa. see 3
N. P.
هَجڤرَa. see 25 (a)b. Obsolete.
c. Absurd, nonsensical.

N. Ac.
هَجَّرَa. Noon-day journey.

N. Ag.
هَاْجَرَa. Emigrant, exile.

N. P.
هَاْجَرَa. Place of exile.

N. Ag.
أَهْجَرَa. see 21yi (a)b. Large.
c. Journeying at noon.

أُهْجُوْرَة هِجْرِيَّا إِهْجِيْرَآء
a. see 30
هَاجَر
a. Hagar.

أَلْمُهَاجِرُوْن
a. The companions of Muhammad.

رَمَاهُ بِهَاجِرَات
a. He has overwhelmed him with abuse.

لَقِيْتُهُ عَن هَجْر
a. I met him after an interval of separation.
ذَهَبَ الشَّجَرَة هَجْرًا
a. The tree has shot up.
هجر
الهِجْرَةُ: سُمِّيَتْ لأنَّ المُهاجِرِيْنَ هَجَروا دُوْرَهُم وعَشَائرَهم في الله عزَّ وجلَّ، وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: " هاجِروا ولا تُهَجِّروا " أي أخْلِصُوا الهِجْرَةَ ولا تَشَبَّهُوا بالمُهاجِرِين، والهِجْرَتانِ: هِجْرَةٌ إلى الحَبَشَةِ وهِجْرَةٌ إلى المَدِينة.
والهِجْرَانُ والهَجْرُ: تَرْكُ ما يَلْزَمُكَ تَعَاهُدُه، ومنه قوله عزَّ اسْمُه: " اتَّخًذُوا هذا القُرْآنَ مَهْجُوْراً ". والهَجْرُ: نِصْفُ النًّهار، وهو الهَجِيْرُ والهاجِرَةُ، وأهْجَرَ القَوْمُ وهَجًّروا: ساروا في ذلك الوًقْت، وسُمِّيَ لأنَّه يَهْجُرُ البَرْدَ. وقيل: هو من قَوْلهم: أهْجَرُ من ذاك أي أضْخَمُ.
والهُجْرُ: هَذَيَانُ المٌبَرْسَمِ، ومنه قولُه: " سامِراً تَهْجُرُوْنَ ". أي: تَهْذُوْنَ في النَّوْم، والاسْمُ: الهِجِّيْري، وهو يَهْجُرُ هَجْراً. وقيل: يقولونَ الهُجْرَ وهو الخَنَا وهو القَبِيْحُ من القَوْل، تقول منه: أهَجَرَ إهْجاراً.
ورَمَاهُ بِهاجِرَاتٍ ومُهْجِرَاتٍ: أي بفَواحِشَ. ومَثَلٌ: " مَنْ أكْثَرَ أهْجَرَ ". والهِجَارُ: مُخالِفٌ للشِّكَال، تُشَدُّ به يَدُ الفَحْلِ، فَحْلٌ مَهْجُوْرٌ، وهو وَتَرُ القَوْسِ أيضاً. والطَّوْقُ والتاجُ.
والهَجْرُ: الخِطَامُ. وهَجَرٌ: بَلَدٌ، والنّسْبَةُ إليه هَجَرِيٌّ، ومَثَلٌ: " كمٌُسْتَبْضِع التَّمْر إلى هَجَرٍ. والهَجِيْرُ: القَدَحُ الضَّخْمُ، والحَوْضُ أيضاً، وسُمِّيَ لأنَّه هَجُرَ على الحِياض أي عَظُمَ وفاقَ، من قولهم: ناقَةٌ مُهْجِرةٌ وهَجْرٌ: فائقةٌ في الشَّحْم والسِّمَنِ.
وبَعِيْرٌ مُهْجِرٌ: كَرِيْمٌ، وجَمْعُه مَهَاجِرٌ، ورَجُلٌ كذلك: إذا كان سَرِيّاً حَسَناً، وقد هَجُرَ فهو هَجْرٌ. وأهجَرَتِ النَّخْلَةُ: أكْثَرَتِ الحَمْلَ. والهَجِيْرُ: من حُمُرِ الوَحْشِ، لاسْتِعْلاجِ خَلْقِه. وفَحْلٌ هَجِيْرٌ: فادِرٌ حادِرٌ من كَثْرَةِ الضِّرَاب. ويَبِيْسُ الحَمْضِ - أيضاً -: هَجِيْرٌ. واللَّبَنُ إذا خَثُرَ وطابَ، وهَجْرٌ أيضاً: إذا قَرَصَ، هَجُرَ هُجُوْراً.
وما زال ذاكَ هَجِيْرَاه وإهْحِيْرَاه: أي دَأْبَه، وكذلك هِجْرِبّاه وهَجِّيْرَه. ولَقِيْتُه عن هَجْرٍ: أي بَعْدَ حَوْلٍ. وما بَلَدُ كذا إلاّ هَجَرٌ من الإهْجَار: أي خِصْبٌ.
هجر أسل لبب وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] : هَاجرُوا وَلَا تَهَجّروا واتّقوا الأرنبَ أَن يَحْذِفها أحدكُم بالعصا وَلَكِن ليذك لكم الأسَلُ الّرِماحُ والنبل. عَن زر بن حُبيش قَالَ: قدِمت المدينةَ فَخرجت فِي يَوْم عيد فإِذا رجل متلبّب أعْسر أيشر يمشي مَعَ النَّاس كأنّه رَاكب وَهُوَ يَقُول كَذَا وَكَذَا فَإِذا هُوَ عمر. قَوْله: هَاجرُوا وَلَا تهجروا يَقُول: أَخْلصُوا الْهِجْرَة وَلَا تشبّهوا بالمهاجرين على غير صحّة مِنْكُم فَهَذَا هُوَ التهجّر وَهُوَ كَقَوْلِك للرجل: هُوَ يَتَحَلّم وَلَيْسَ بحليم ويتشجّع وَلَيْسَ بِشُجَاعٍ أَي [أَنه -] يظْهر ذَلِك وَلَيْسَ فِيهِ. [وَقَوله -] : لِيُذَكِّ لكم الأسل الرماح والنبل فَهَذَا يردّ قَول من يَقُول: إِن الأسل الرماح خَاصَّة أَلا ترَاهُ [قد -] جعل النبل مَعَ الرمااح وَقد وجدنَا الأسل فِي غير الرماح إِلَّا أَن أَكثر ذَلِك وأفشاه فِي الرماح. وَبَعْضهمْ يَقُول فِي هَذَا النَّبَات الَّذِي قَالَ الله تَعَالَى فِيهِ لأيوب عَلَيْهِ السَّلَام {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضرِبَ بِّه وَلاَ تَحْنَثْ} إِنَّمَا قيل لَهُ الأسل لِأَنَّهُ شبّه بِالرِّمَاحِ. وَأما قَوْله: متلبّب فَإِنَّهُ المتحزِّم وكل من جمع ثِيَابه وتحزّم فقد تلبّب قَالَ أَبُو ذُؤَيْب: [الْكَامِل]

ونميمةٍ من قانصٍ مُتَلَبِّبٍ ... فِي كفّه جَشْءٌ أجشّ وأقطعُ ... يصف الْحمر أَنَّهَا سَمِعت نميمة القانص والنميمة الصَّوْت والجشء الْقوس الْخَفِيفَة. وَأما قَوْله: أعْسر أيسر فَهَكَذَا يرْوى فِي الحَدِيث. وَأما كَلَام الْعَرَب فَإِنَّهُ أعْسر يَسَرُ. وَهُوَ الَّذِي يعْمل بيدَيْهِ جَمِيعًا سَوَاء وَهُوَ الأضبط أَيْضا وَيُقَال من الْيُسْر: فِي فلَان يسرة. وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عُمَر [رَضِيَ اللَّه عَنْهُ -] أَنه أفطر فِي رَمَضَان وَهُوَ يرى أَن الشَّمْس قد غربت ثمَّ نظر فَإِذا / الشَّمْس طالعة فَقَالَ عمر: لَا نقضيه مَا تجانفنا فِيهِ لإثم. 1 / الف
هـ ج ر : هَجَرْتُهُ هَجْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ قَطَعْتُهُ وَالِاسْمُ الْهِجْرَانُ وَفِي التَّنْزِيلِ {وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ} [النساء: 34] أَيْ فِي الْمَنَامِ تَوَصُّلًا إلَى طَاعَتِهِنَّ وَإِنْ رَغِبَتْ عَنْ صُحْبَتِهِ وَدَامَتْ عَلَى النُّشُوزِ ارْتَقَى الزَّوْجُ إلَى تَأْدِيبِهَا بِالضَّرْبِ فَإِنْ رَجَعَتْ صَلَحَتْ الْعِشْرَةُ وَإِنْ دَامَتْ عَلَى النُّشُوزِ اُسْتُحِبَّ الْفِرَاقُ.

وَهَجَرَ الْمَرِيضُ فِي كَلَامِهِ هَجْرًا أَيْضًا خَلَطَ وَهَذَى.

وَالْهُجْرُ بِالضَّمِّ الْفُحْشُ وَهُوَ اسْمٌ مِنْ هَجَرَ يَهْجُرُ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَفِيهِ لُغَةٌ أُخْرَى أَهْجَرَ فِي مَنْطِقِهِ بِالْأَلِفِ إذَا أَكْثَرَ مِنْهُ حَتَّى جَاوَزَ مَا كَانَ يَتَكَلَّمُ بِهِ قَبْلَ ذَلِكَ.

وَأَهْجَرْتُ بِالرَّجُلِ اسْتَهْزَأْتُ بِهِ وَقُلْتُ فِيهِ قَوْلًا قَبِيحًا وَرَمَاهُ بِالْهَاجِرَاتِ أَيْ بِالْكَلِمَاتِ الَّتِي فِيهَا فُحْشٌ وَهَذِهِ مِنْ بَابِ لَابِنٍ وَتَامِرٍ وَرَمَاهُ بِالْمُهْجِرَاتِ أَيْ بِالْفَوَاحِشِ

وَالْهِجْرَةُ بِالْكَسْرِ مُفَارَقَةُ بَلَدٍ إلَى غَيْرِهِ فَإِنْ كَانَتْ قُرْبَةً لِلَّهِ فَهِيَ الْهِجْرَةُ الشَّرْعِيَّةُ وَهِيَ اسْمٌ مِنْ هَاجَرَ مُهَاجَرَةً وَهَذِهِ مُهَاجَرُهُ عَلَى صِيغَةِ اسْمِ الْمَفْعُولِ أَيْ مَوْضِعُ هِجْرَتِهِ.

وَالْهَجِيرُ نِصْفُ النَّهَارِ فِي الْقَيْظِ خَاصَّةً وَهَجَّرَ تَهْجِيرًا سَارَ فِي الْهَاجِرَةِ.

وَهَجَرُ بِفَتْحَتَيْنِ بَلَدٌ بِقُرْبِ الْمَدِينَةِ يُذَكَّرُ فَيُصْرَفُ وَهُوَ الْأَكْثَرُ وَيُؤَنَّثُ فَيُمْنَعُ وَإِلَيْهَا تُنْسَبُ الْقِلَالُ عَلَى لَفْظِهَا فَيُقَالُ هَجَرِيَّةٌ وَقِلَالُ هَجَرَ بِالْإِضَافَةِ إلَيْهَا.

وَهَجَرُ أَيْضًا بِالْوَجْهَيْنِ مِنْ بِلَادِ نَجْدٍ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهَا هَاجِرِيٌّ بِزِيَادَةِ أَلِفٍ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ فَرْقًا بَيْنَ الْبَلَدَيْنِ وَرُبَّمَا نُسِبَ إلَيْهَا عَلَى لَفْظِهَا وَقَدْ أُطْلِقَتْ عَلَى الْإِقْلِيمِ وَهُوَ الْمُرَادُ بِالْحَدِيثِ أَنَّهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - أَخَذَ الْجِزْيَةَ مِنْ مَجُوسِ هَجَرَ. 
[هجر] الهَجْرُ: ضد الوصل. وقد هَجَرَهُ هَجْراً وهِجْراناً. والاسم الهِجْرَةُ. والهجرتان: هجرة إلى الحبشة، وهجرة إلى المدينة. والمُهاجرة من أرضٍ إلى أرضٍ: تركُ الأولى للثانية. والتَهاجُرُ: التقاطعُ. والهَجْرُ أيضاً: الهَذَيانُ. وقد هَجَرَ المريض يَهْجُرُ هَجْراً، فهو هاجِرٌ والكلام مَهْجورٌ. قال أبو عبيد: يروى عن إبراهيم ما يثبِّتُ هذا القول في قوله تعالى:

(إنَّ قومي اتَّخَذوا هذا القرآن مَهْجوراً) * قال: قالوا فيه غير الحق. ألم ترَ إلى المريض إذا هجري قال غير الحق. قال: وعن مجاهد نحوه. والهُجْرُ بالضم: الاسم من الإهْجارِ، وهو الإفْحاشُ في المنطق، والخَنا. قال الشماخ: كما جدة الاعراق قال ابن ضَرَّةٍ * عليها كلاماً جارَ فيه وأَهْجَرا - وكذلك إذا أكثر الكلام فيها لا ينبغى. ورماه بهاجِراتٍ ومُهْجِراتٍ، أي بفضائح. والهَجْرُ والهاجِرَةُ: نصف النهار عند اشتداد الحرّ. قال ذو الرمّة: وبَيْداَء مِقْفارٍ يكاد ارتكاضُها * بآل الضُحى والهَجْرُ بالطرفِ يَمْصَحُ - تقول منه: هَجَّرَ النهارُ. قال امرؤ القيس: فدعْها وسلِّ الهَمَّ عنك بجَسْرَةٍ * ذَمولٍ إذا صام النهارُ وهَجَّرا - ويقال: أتينا أهلنا مُهْجِرينَ، كما يقال: مؤصلينَ، أي في وقت الهاجِرَةِ والأصيلِ. والتهجيرُ والتَهَجُّرُ: السير في الهاجرةِ. وتَهَجَّرَ فلان، أي تشبَّه بالمهاجرينَ. وفي الحديث: " هاجروا ولا تَهَجَّروا ". الفراء: يقال ناقةٌ مهجرة، أي فائقة في الشحم والسير. وبعيرٌ مُهْجِرٌ. ويقال: هو الذي يتناعَتُهُ الناسُ ويَهْجرونَ بذكره، أي ينعتونه. قال الشاعر: عركرك مهجر الضوبان أومه * روض القذاف ربيعا أي تأويم - وهذا أهجر من هذا، أي أكرمُ. يقال في كل شئ. وينشد:

وماء يمان دون طلق هجر * يقول: طلق لا طلق مثله. والهجير: يبيس الحمض الذي كسرته الماشية. وهُجِرَ أي تُرِكَ. قال ذو الرمّة: ولم يبقَ بالخَلْصاءِ ممَّا عَنَتْ له * من الرطب إلا ييسها وهجيرها - والهَجيرُ: الهاجِرَةُ. والهَجيرُ: الحوض الكبير. وأنشد القنانى. * يفرى الفرى بالهجير الواسع * وهجر: اسم بلد مذكر مصروف. وفى المثل: " كمبضع تمر إلى هجر ". والنسبة هاجرى على غير قياس. ومنه قيل للبناء هاجرى. والهِجِّيرُ، مثال الفِسِّيقِ: الدأب والعادةُ. وكذلك الهِجِّيرى والإهْجيرى. يقال: ما زال ذاك هِجِّيراهُ وإهْجيراهُ وإجْرِيَّاهُ، أي عادته ودأبه. الأصمعيّ: الهِجارُ: حبل يشدُّ في رسغ رِجل البعير، ثم يشدُّ إلى حَقِوِهِ إن كان عُرياناً، فإن كان مرحولاً شدَّ في الحَقَبِ. تقول منه: هَجَرْتُ البعيرَ أهْجُرُهُ هَجْراً. وهِجارُ القوس: وترُها: ويقال: المَهْجور الفحلُ يشدُّ رأسه إلى رجله.
باب الهاء والجيم والراء معهما هـ ج ر، هـ ر ج، ج هـ ر، ر هـ ج، ج ر هـ مستعملات

هجر:

في حديث عمر: هاجروا ولا تَهَجَّروا ،

أي: أخلصوا الهجرةَ [لله] ولا تَشَبَّهوا بالمهاجرين، كما تقول: يَتَحَلَّمُ، وليس بحليم. والهَجْرُ، والهاجرُ والهَجيرةُ: نصف النّهار. قال لبيد:

راح القطين بهجر بعد ما ابتكروا ... فما تُواصِلُه سَلْمَى وما تَذَرُ

وأَهْجَرْنا: صِرْنا في الهَجير، وهَجَّر مثله. قال:

وتهجير قذّافٍ باجرام نفسه ... على الهَوْل لاحته الهمومُ الأباعدُ

والهَجْرُ والهِجْران: تركُ ما يَلْزَمُك تَعَهُّدُهُ، ومنه آشتُقَّتْ هجرةُ المُهاجرينَ، لأنّهم هَجَروا عشائِرَهُمْ فتقطّعوهم في الله، قال الشاعر:

وأُكْثِرَ هَجْرَ البيتِ حتّى كأنّني ... مَلِلْتُ وما بي من مَلالٍ ولا هَجْرِ

وقال تعالى: إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً

أي: يهجرونني وإياه. وقال تعالى: مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ

أي: تَهْجُرون محمّداً. ومن قرأ تَهْجُرُونَ

أي: تقولون الهُجْر، أي: قول الخّنا، والإِفحاش في المنطِق، تقول: أَهْجَر إهْجاراً، قال الشماخ: .

كما جدةِ الأَعْراقِ قال ابنُ ضَرَّةٍ ... عليها كلاماً جار فيهِ وأَهْجَرا

والهَجْرُ: هَذَيانُ المُبَرْسَمِ ودأبُه وشأنُه، ويُقال: منه سامراً تَهْجُرون، أي: تَهذون في النَّوْم، تقول: هَجَرْتُ هَجْراً، والاسمُ: الهِجّيرَى، تقولُ: رأيُته يَهْجُر هَجْراً وهِجْيرَى وإجِّيَرى لغةٌ وإهْجيرَى لغةٌ فيه. والهِجارُ مُخالفٌ للشّكال تُشَدُّ به يَدُ الفَحْل إلى إحدى رجْلَيْه. يُقال: فَحْلٌ مهجورٌ. قال:

كأنّما شُدَّ هِجَاراً شاكِلا

وهَجَر: بلدٌ.

هرج: الهَرْجُ: القِتالُ والاختلاطُ. تقول: رأيتهم يَتَهارَجون، أي: يَتَسافدون. وبات فلانٌ يَهْرِجُها، من ذلك.

جهر: جَهَرَ بكلامِه وصَلاتِه وقِراءَتِه يَجْهَر جِهاراً، وأَجْهَر بقراءته- لغة. وجاهرتُهم بالأمر، أي: عالَنْتهم. وآجتَهَرَ القومُ فلاناً، أي: نظروا إليه عيِاناً جِهاراً. وكلُّ شيءٍ بدا فقد جَهَرَ. ورجلٌ جَهيرٌ إذا كان في الجسمِ والمنظر مُجْتَهَراً. وكلامٌ جَهيرٌ، وصوتٌ جَهيرٌ، أي: عالٍ، والفعل: جَهُر جَهارةً. قال:

ويَقْصُرُ دونَه الصَّوْتُ الجَهيرُ

وجَهَرْتُ البِئْرَ: أخرجت ما فيها من الحمأة والماء فهي مجهورة، قال:

وإنْ وَرَدْنا آجِناً جَهَرْناه والجَهَوَر: الجريءُ المُقْدِمُ الماضي. والجَهْوَرُ: الصوتُ العالي. ونعجةٌ جَهْراء، وكبشٌ أَجْهَرُ، أي: لا يبصران في الشَّمس، ويقال في كل شيء. والجَوْهر: كلٌّ حَجَرٍ يُستَخْرَجُ منه شيءٌ يُنْتَفَعُ به. وجَوْهرُ كلٍّ شيءٍ: ما خُلِقَتْ عليه جِبِلَّتُه. وآجتَهَرْتُ الجيشَ، أي: كثروا في عيني حين رأيتهم، وجَهَر لغة. قال العجاج:

كأنّما زُهاؤُه لمن جَهَرْ

جره: سَمِعْتُ جَراهِيَة القومِ، وهو كلامُهم وعلانيتُهم دون سرّهم.

رهج: الرَّهْجُ: الغُبار.
(هجر) - في حديث ابن عبّاس - رضي الله عنهما -: "لا هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْح"
- وفي حديث معاوية - رضي الله عنه -: "لا تَنْقَطِع الهِجْرةُ حتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ"
قال الحَربىّ: الهِجْرَةُ: هِجْرتَانِ؛ إحْدَاهما التي وَعَد الله تعالى عليها الجنّةَ، فقال جلّ وعَلَا: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ..} الآية، فكان الرَّجُلُ يَأتىِ النَّبِىَّ - صلَّى الله عليه وسلّم -، ويَدَعُ أَهْلَه وَمَالَه لا يَرْجِعُ في شىَء منه، ويَنْقَطِع بِنَفْسِه إلى مُهاجَرِه، ويَرِثُ قَريبَه الذي هَاجر معه، ويَرِثه قريبُهُ ذاك، فإن كان له قريب غيرُ مُهَاجرٍ لم يَتَوارثا، ثم نُسِخ ذلك بقَولِه تعالى وتَقدَّس: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} فخلَطَ بينهم في المِيرَاثِ.
- وقال النَّبِىُّ - صلَّى الله عليه وسلّم -: "لَا هِجْرِةَ بَعدَ الفَتْحِ"
: أي انقَطَعت الموَاريثُ بين المهاجِرين خاصَّةَ، ووَرِثَهم من لَمْ يهاجر من أهل مَكّة والأعْرَاب، كذا رُوى عن قتادة، وكان النَّبِىُّ - صلّى الله عليه وسلّم - يَكْرَه أن يَموُت الرَّجُلُ بالأرض التي هَاجَر منها؛ فَمِنْ ثَمّ قال: "لكِن البَائِسُ سَعْدُ بنِ خَوْلَةَ"، يَرْثى له رسُول الله - صلّى الله عليه وسلّم أنْ مات بمَكّة، وقال عليه الصّلاة والسّلام - حين قدم مكة -: "اللهُمّ لا تَجْعَل مَنَايانَا بهَا".
وكان ابنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - إذا مَرَّ بدَارِه بمكَّة غمَّضَ عَيْنَيْه، كَراهَةَ أن يَحنّ إليها، فلما فُتِحَتْ مَكّةُ صَارَت دَارَ إسْلامٍ كهيئة المَدِينَةِ، وانَقَطَعت الهِجْرَةُ.
- فأمّا قَوله عليه السَّلام: "لَا تَنْقَطِع الهِجْرَةُ حتَّى تَنْقَطِعَ التَّوبَة"
فمعناه: مَن اتّصَلَ بالمُسْلِمين مِن الأَعْرابِ، وغزَا مَعَهم فهو مُهاجِر، ولَيْسَ بدَاخِلٍ في فَضْلِ مَن هَاجرَ قَبل الفَتح. وقال الطَّحَاوى: قوله: "لا تَنقطِعُ الهِجْرَةُ مَا كان الجِهَادُ، أو ما قُوتِل الكفَّار" يَعنى كُفارَ مَكَّة حتى فُتِحت عليهم.
وقوله: "لا تَنْقَطِع الهِجْرَةُ حتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَة"
: أي الهِجْرة عن السُّوءِ.
وَرُوى هذا المعنى عن ضمضم، عن شُرَيح بن عبيد، عن مالك بن يُخامِر، عن عبد الرحمن بن عَوف - رضي الله عَنهم - مرفُوعاً، وكذلك مِن طريق فُدَيْك.
- في حديث أبى الدَّردَاءِ - رضي الله عنه -: "لا يَسْمَعونَ القُرآنَ إلَّا هَجْرًا"
الرواية الصَّحيحَةُ - بفَتح الهَاءِ؛ وهو التَّركُ له، والإِعْراضُ عنه. يُقالُ: هَجَرْتُ الشَّىءَ بمعنى أَغْفَلْتُه وتركْتُه.
- ومنه قَولُهُ تعالى: {اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا}
- في حديث آخرَ : "لا يذكر الله إلا مُهَاجرًا"
ورَوَاه بَعضُهم: "إلَّا هُجراً"؛ وهو غَلَطٌ؛ لأن أحَدًا مِنَ الطاعنِين لم يقل إنّ في القرآن فحْشاً، أَو يَدخلُهُ شىء من الخَنَا وقَبيحِ القَولِ؛ لِنَزَاهةِ ألفَاظِه، وبَراءتِه من القذَعِ، ومَنْ قال ذلك كذّبَهُ العَقلُ، وصحّةُ الفَهم.
- في الحديث: "كان يُصَلّى الهَجِيرَ"
وهي التي تَدعُونها الأُولى؛ وإنما سُمِّى الظُّهْر هَجيرًا لأنها تُصَلّى في الهاجِرةِ؛ وهي وَقتُ انتصاف النَّهار. وقيل: الهَاجِرَة بمعنى المَهجُورَةِ، لأنّ السَّيْرَ يُهْجَر فيها، كماءٍ دافِقٍ بمعنى مَدفُوقٍ.
- ومنه قوله: "والهُجْر إلَى الصَّلاةِ"
ذَهَب جَمَاعَةٌ إلى أَنّ مَعنَاه التَّبْكِيرُ، وعلى مذهب مَالكٍ أنّه بعد الزَّوَال؛ لأنَّ التَّهجِيرَ إنّما يَكُون نِصفَ النَّهار، كما قَالَ الأعشىَ:
أَرمِى بها البيْدَاءَ إذْ هجَّرت ... وأنت بَيْنَ القَرْوِ وَالعَاصِرِ
- في الحديث: "لا هِجْرَةَ بَعْدَ ثَلاثٍ"
يعنى بَيْنَ المُسْلمين فيما يَكُون بينهم من قِبَل عَتْب وَمَوْجِدَةٍ، أو تَقْصِير يقَع في حُقُوق العِشْرَة ونَحوِها، دونَ ما كان من ذلك في حقّ الدِّين، فإنّ هِجْرَة أهْلِ الأهْوَاءِ والبِدَع دَائمةٌ على مَرِّ الأوقاتِ والأزمَانِ، مَا لم تَظْهر منهم التَّوبة، والرُّجُوع إلى الحقِّ، وكان عليه الصّلاة والسّلام خاف على كعْب بن مَالك، وأَصحابِه النِّفاقَ، حين تَخَلَّفُوا عنه في غَزْوَةِ تَبُوك، فأَمَر بهِجْرانِهم نحو خَمْسِين يَوْماً.
وأمَّا هِجران الوَالد الوَلَدَ، والزَّوجِ الزَّوْجَةَ، ومَن في مَعناهما فَلَا يَضِيق أكثرَ من ثلاث؛ فقد هجر النَّبِىُّ - صلّى الله عليه وسلم نِسَاءَه شَهرًا، وهَجَرت عائشةُ ابنَ الزُّبَيْر - رضي الله عنهم -.
- وفي حديث ابن عُمر - رضي الله عنهما -: "إذا لقيتَ أولئك فأخبرهم أَنىِّ منهم بَرِىءٌ"
دلالة أَنّ الخلاف إذا وَقَع في أُصُول الدّين ممَّا يَتعلّق بمعتقدَات الإيمانِ، أوجَبَ البَراءة، وليس كَسَائر مَا يقع فيه الخِلاف من أُصُول الأَحْكام وفرُوعها التي مُوجَبَاتها العَمَل.
- في حديث مَرَضِ النَّبِىّ - صلّى الله عليه وسلّم -: "قالوا: ما شَأنُه؟ أهَجَرَ؟ "
: أي أهْذَى ، وأَهجَر: أَفحَش.
- في حديث عمر - رضي الله عنه -: "عَجِبْتُ لتَاجرِ هَجَرٍ - بالإضافَةِ - ورَاكِبِ البحر"
يُرِيدُ بَلدَة هَجَر ، وكَثْرة وبائِها؛ أي أنهما يُخطِران بأنفسهما.
الْهَاء وَالْجِيم وَالرَّاء

هجَرَهَ يَهْجُرُه هَجْراً وهِجْرانا: صرمه.

وهما يتَهجِرانِ ويتهاجران، وَالِاسْم الهِجرَة.

وهَجَرَ فلَان الشّرك هَجْرا وهِجْرانا وهِجْرَةً حَسَنَة، حَكَاهُ عَن اللحياني.

والهِجْرَة والهَجْرَةُ: الْخُرُوج من أَرض إِلَى أَرض.

وهاجَرَ: خرج من أَرض إِلَى أُخْرَى.

وهاجرَ أرضه وَقَومه: باعدهم.

والمهاجِرون: الَّذين ذَهَبُوا مَعَ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُشْتَقّ مِنْهُ، وَقَالَ عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ: هاجِروا وَلَا تَهَجَّروا، أَي لَا تشبهوا بالمهاجرين. والهِجِرُّ: المهاجَرة إِلَى الْقرى، عَن ثَعْلَب، وَأنْشد:

شمطاءُ جاءتْ من بلاِد الحَرِّ

قد تركَتْ حَيْزِ وقالتْ حَرّ

ثمَّ أمالتْ جانِبَ الخِمِرِّ

عَمدا على جانبِها الأيسرِّ

تَحسِبَ أنَّا قَرَبُ الهِجِرِّ

وهجَر الشَّيْء، وأهجَرَه: تَركه، الْأَخِيرَة هذلية قَالَ أُسَامَة:

كَأَنِّي أُصادِيها على غُبْرِ مانعٍ ... مقَلِّصَةٍ قد أهْجَرَتها فُحولُها

وهَجَر فِي الصَّوْم يَهجُر هِجْرانا: اعتزل فِيهِ النِّكَاح.

ولقيته عَن هَجْرٍ، أَي بعد حول وَنَحْوه، وَقيل: الهَجْر: السّنة فَصَاعِدا، وَقيل: بعد سِتَّة أَيَّام فَصَاعِدا، وَقيل الهَجْر: المغيب أيا كَانَ، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

لمَّا أتاهمْ بعد طولِ هجرهِ ... يسعَى غُلام أهلهِ ببِشْرهِ

ببشره، أَي يبشرهم بِهِ.

وَذَهَبت الشَّجَرَة هجْرا، أَي طولا وعظما.

وَهَذَا أهجَرُ من هَذَا: أَي أطول مِنْهُ وَأعظم.

ونخلة مُهجِرٌ ومُهجِرهٌ: طَوِيلَة عَظِيمَة، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: هِيَ المفرطة الطول والعظم.

وناقة مُهجِرةٌ: فائقة فِي الشَّحْم وَالسير.

والمُهْجِر: النجيب الْحسن الْجَمِيل.

وأهجرَت الْجَارِيَة: شبت شبَابًا حسنا.

والمُهْجِر: الْجيد الْجَمِيل من كل شَيْء، وَقيل: الْفَائِق الْفَاضِل على غَيره، قَالَ:

لمَّا دنا من ذاتِ حُسنٍ مُهجِرِ والهَجِير، كالمُهجِرِ، وَمِنْه قَول الأعرابية لمعاوية حِين قَالَ لَهَا: هَل من غداء، فَقَالَت: نعم خبز خمير، وَلبن هجير، وَمَاء نمير.

وجمل هَجْرٌ، وكبش هَجْر: حسن كريم.

وَهَذَا الْمَكَان أَهجر من هَذَا، أَي أحسن، حَكَاهُ ثَعْلَب، وَأنْشد:

تبدَّلتُ دَارا من دياركِ أهجَرا

وَلم نسْمع لَهُ بِفعل، فَعَسَى أَن يكون من بَاب أحنك الشاتين وأحنك البعيرين.

والهاجِريُّ: الْجيد الْحسن من كل شَيْء.

والهُجْر: الْقَبِيح من الْكَلَام، وَقد أهجرَ فِي مَنْطِقه إهجارا وهُجْرا، عَن كرَاع واللحياني. وَالصَّحِيح أَن الهُجْرَ الِاسْم، والإهجارَ الْمصدر.

وأهْجر بِهِ: اسْتَهْزَأَ، وَقَالَ فِيهِ قولا قبيحا.

وَقَالَ هَجْراً وبجراً، وهُجْراً وبجراً، إِذا فتح فَهُوَ مصدر، وَإِذا ضم فَهُوَ اسْم.

وَتكلم بالمَهاجرِ، أَي بالهُجْرِ.

ورماه بِهاجِراتٍ ومُهجِّراتٍ، أَي فضائح.

وهَجَر فِي نَومه ومرضه يَهْجُر هَجْرا وهِجِّيري وإهجيرَي: هذى، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: الهِجِّيرَي: كَثْرَة الْكَلَام وَالْقَوْل بالشَّيْء.

وهَجَر بِهِ فِي النّوم يَهجُر هَجْراً: حلم وهذى. وَفِي التَّنْزِيل: (مُستَكْبرِينَ بهِ سامرا تُهجِرونَ) و" تهجرون " فتُهجِرون: تَقولُونَ الْقَبِيح، وتهجرون: تهذون.

وَمَا زَالَ ذَلِك هِجِّيراه، وإهجيرَاه، وإهجِيرَاءَهُ. بِالْمدِّ وَالْقصر، وهِجِّيَره، وأُهْجُورتَه، أَي دأبه وشأنه.

وَمَا عِنْده غناء ذَلِك وَلَا هَجْراؤُه بِمَعْنى.

والهَجِيرُ والهَجِيرُة والهَجْرُ والهاجِرَةُ: نصف النَّهَار عِنْد زَوَال الشَّمْس مَعَ الظّهْر، وَقيل: من عِنْد زَوَال الشَّمْس إِلَى الْعَصْر، وَقيل: فِي كل ذَلِك: إِنَّه شدَّة الْحر.

وهَجَّرَ الْقَوْم، وأَهْجَروا، وتَهجَّروا: سَارُوا فِي الهاجِرَة، الْأَخِيرَة عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:

بأطلاحِ مَيْسٍ قد أضرَّ بِطِرْقِها ... تَهَجُّرُ رَكبٍ واعتِسافُ خُروقِ والهَجِيرُ: الْحَوْض الْعَظِيم، وَجمعه هُجُرٌ، وَعم بِهِ ابْن الْأَعرَابِي فَقَالَ: الهَجيرُ: الْحَوْض وَأنْشد:

فمالَ فِي الشَّدّ حَدِيثا كَمَا ... مالَ هَجِيرُ الرجُل الأعسَرِ

يَعْنِي بالأعسر: الَّذِي أَسَاءَ بِنَاء حَوْضه فَمَال فانهدم.

والهَجِير: مَا يبس من الحمض، قَالَ ذُو الرمة:

وَلم يبقَ بالخَلْصاء مِمَّا عَنَتْ بِهِ ... منَ الرُّطْبِ إِلَّا يُبْسُها وهَجِيرُها

والهِجَار: حَبل يعْقد فِي يَد الْبَعِير وَرجله فِي أحد الشقين، وَرُبمَا عقد فِي وظيف الْيَد ثمَّ حقب بالطرف الاخر، وَقيل: الهِجارُ: حَبل يشد فِي رسغ رجله ثمَّ يشد إِلَى حقوه إِن كَانَ عريا، وَإِن كَانَ مرحولا شدّ إِلَى الحقب.

وهَجَر بعيره يَهجُره هَجرا وهُجُوراً: شده بالهِجار، وَقَول العجاج:

غِلْمَتي مِنْهُم سَحيرٌ وبَحِرْ

وأبِقٌ من جَذبِ دَلْوَيها هَجِرْ

فسره ابْن الْأَعرَابِي فَقَالَ: الهَجِر: الَّذِي يمشي مُثقلًا ضَعِيفا كَأَنَّهُ شدّ بِهِجارٍ، وَذَلِكَ من شدَّة السَّقْي.

والهِجارُ: الْوتر، قَالَ:

على كلّ عَجْسٍ من رَكُوضٍ ترَى لَهَا ... هِجاراً يُقاسي طائِعا مُتَعادِيا

والهِجار: خَاتم كَانَت تتخذه الْفرس غَرضا، قَالَ الْأَغْلَب:

مَا إنْ رأينْا مَلِكا أغارَا

اكثرَ مِنه قِرَّةً وَقارَا وفارِساً يَسْتَلِبُ الهِجارَا

والهاجِرِيُّ: البَنَّاءُ.

وهَجَرُ: مَدِينَة، تصرف وَلَا تصرف، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: سمعنَا من الْعَرَب من يَقُول " كجالب التَّمْر إِلَى هجر يَا فَتى " فَقَوله: " يَا فَتى " من كَلَام الْعَرَبِيّ، وَإِنَّمَا قَالَ: " يَا فَتى " لِئَلَّا يقف على التَّنْوِين، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لَو لم يقل لَهُ " يَا فَتى " للزمه أَن يَقُول كجالب التَّمْر إِلَى هَجَرْ، فَلم يكن سِيبَوَيْهٍ يعرف من هَذَا أهوَ مَصْرُوف أم غير مَصْرُوف. وَالنّسب إِلَيْهِ هَجَرِيٌّ على الْقيَاس، وهاجِرِيٌّ على غير قِيَاس، قَالَ:

ورُبَّتَ غارَةٍ أوْضَعْتُ فِيها ... كَسَحّ الهاجِرِيّ جَرِيمَ تَمْرِ

والهَجْرُ والهُجَيْرُ: موضعان.

وهاجِرٌ: قَبيلَة، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

إِذا تَركَتْ شُرْبَ الرَّثِيئَةِ هاجِرٌ ... وهَكَّ الخَلايا لم تَرِقَّ عُيُوُنها

وَبَنُو هاجِرٍ: بطن من ضبة.
هـجر
هجَرَ/ هجَرَ في يهجُر، هَجْرًا وهِجْرانًا، فهو هاجِر، والمفعول مَهْجور وهجير
• هجَر بيتَه: تركه وأعرض عنه "هجَر المعاصي/ الدِّراسة/ الوظيفة- {وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلاً} ".

• هجَر زوجتَه: ابتعد عنها ولم يخالطها بدون طلاق " {وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ} " ° هجَر في الصَّوم: اعتزل النِّساء.
• هجَر فلانًا: خاصمه، قاطعه أعرض عنه وتركه "هجَر مخالطة الأشرار- لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ [حديث]- {وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلاً} ".
• هجَر في مرضه: هذَى، لغَا " {مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ} ". 

أهجرَ يُهجر، إهجارًا، فهو مُهجِر
• أهجر المسافرُ: سار في الهاجرة، أي: في نصف النَّهار عند اشتداد الحرّ. 

تهاجرَ يتهاجر، تهاجُرًا، فهو مُتهاجِر
• تهاجر القومُ: تباعد بعضُهم عن بعض وتقاطعوا "تهاجر الحبيبان- تهاجرت العائلات". 

تهجَّرَ يتهجَّر، تهجُّرًا، فهو مُتهجِّر
• تهجَّر فلانٌ:
1 - تشبَّه بالمهاجرين.
2 - أهجر، سار في الهاجرة. 

هاجرَ/ هاجرَ عن/ هاجرَ من يهاجر، مُهاجرةً وهِجْرةً، فهو مُهاجِر، والمفعول مُهاجَر (للمتعدِّي)
• هاجر الشَّبابُ: خرَجوا من بلدهم إلى بلد آخر " {وَالَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ} ".
• هاجر القومَ: ترَكهم وذهب إلى آخرين "هَاجَر بلادَه".
• هاجر عن وطنه/ هاجر من وطنه: تركه وخرج إلى غيره "يهاجر العُمَّال من بلادهم بحثًا عن العمل". 
5360 - 
هجَّرَ/ هجَّرَ إلى يهجِّر، تهجيرًا، فهو مُهجِّر، والمفعول مُهجَّر (للمتعدِّي)
• هجَّر النَّهارُ: انتصف واشتد حرُّه.
• هجَّر فلانٌ: أهجرَ، سار في الهاجرة.
• هجَّر فلانًا: أخرجه من بلده "هجَّر المستعمرُ النَّاسَ من أراضيهم- هجَّرت الحروبُ قُرًى بكاملها".
• هجَّر إلى الشَّيء: بادر وبكَّر. 

تَهْجير [مفرد]: مصدر هجَّرَ/ هجَّرَ إلى.
• التَّهجير القَسْريّ: عملية إبادة اليهود من خلال التَّهجير والتَّجويع وأعمال السُّخرة، وذلك عند النَّازيّة. 

تهجيريَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تَهْجير.
• سياسة تهجيريَّة: (سة) سياسة إكراه وتشريد وإرغام على مغادرة مسكن أو بلد من جرَّاء حربٍ أو نزاعٍ مُسلَّح أو فتنة سياسيَّة "مخطّطات تهجيريَّة وتطهير عرقي". 

مُهاجِر [مفرد]: اسم فاعل من هاجرَ/ هاجرَ عن/ هاجرَ من.
• المهاجِر: من هجَر ما نهى الله عنه.
• المهاجرون: الذين هاجروا مع النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم من مكة إلى المدينة " {لَقَدْ تَابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ} ". 

مَهْجَر [مفرد]: ج مَهاجِرُ: مكانٌ يُهاجر منه أو إليه "مَهاجِر العرب في أوربا وأمريكا- تتولى السِّفارة تسهيل شئون المسافرين في المَهْجَر".
• أهل المهْجَر: العرب الذين استقرّوا في الأمريكتين.
• أدباء المهْجَر: (دب) جماعات من العرب المسيحيين هاجرت من سوريا ولبنان إلى كندا وأمريكا الجنوبية والولايات المتحدة ونقلوا اللُّغة العربيَّة وآدابها إلى تلك المهاجر البعيدة فأنشأوا أدبا يعبرون به عن مشاعرهم وعواطفهم ويتحدَّثون عن غربتهم وحنينهم إلى أوطانهم، وأصبح أدبهم مدرسة كبرى بين مدارس الأدب الحديث ومذاهبه "جُبران من أدباء المهْجَر". 

مهْجور [مفرد]:
1 - اسم مفعول من هجَرَ/ هجَرَ في.
2 - ما تُرك استعماله من الكلام المهمل الوحشيّ "خطأ مشهور خير من صحيح مهجور". 

هاجِرة [مفرد]: ج هاجرات وهَواجِرُ:
1 - نصف النَّهار عند اشتداد الحرّ، وقت الظهيرَة الهاجرة "قصدتُ البحرَ عند
 الهاجرة" ° طبخته الهاجرة: لفحه نصف النَّهار عند اشتداد الحرّ.
2 - الهجير؛ شدّة الحرّ.
• خطُّ الهاجِرة: (جغ) خطّ رئيسيّ يرتكز عليه قياس درجات الطُّول. 

هَجْر [مفرد]:
1 - مصدر هجَرَ/ هجَرَ في.
2 - هاجِرَة؛ نصف النَّهار عند اشتداد الحرّ. 

هِجْران [مفرد]: مصدر هجَرَ/ هجَرَ في. 

هَجْرَة [مفرد]: ج هَجَرات وهَجْرات: اسم مرَّة من هجَرَ/ هجَرَ في. 

هِجْرة [مفرد]: ج هِجْرات (لغير المصدر):
1 - مصدر هاجرَ/ هاجرَ عن/ هاجرَ من.
2 - خروج من أرض إلى أخرى، سعيًا وراء الأمن أو الرزق "كثرت الهِجْرة إلى الخارج" ° الهجرة الوافِدة: الانتقال إلى بلد آخر بقصد المعيشة والإقامة فيه بصفة دائمة.
• الهِجْرة:
1 - (حن) انتقال الحيوان من مكان جغرافيّ إلى آخر في أوقات منتظمة من العام، لأسباب مختلفة.
2 - (نت) انتقال النَّباتات من مكان وجودها الأصليّ إلى أماكن جديدة تستوطن فيها.
• الهِجْرة النَّبويَّة: خروج النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم من مكَّة إلى المدينة سنة 622م ° دار الهجرة: المدينة المنوّرة.
• الهِجْرتان: أولاهما هجرة المسلمين في صدر الإسلام إلى الحبشة، والثَّانية هجرة النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم والمسلمين قبله وبعده ومعه إلى المدينة. 

هِجْرِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى هِجْرة.
• التَّاريخ الهِجْريّ: التَّاريخ الذي يبدأ بهجرة النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم من مكَّة إلى المدينة سنة 622م.
• السَّنة الهِجْريَّة: السَّنة القمرية عدد شهورها اثنا عشر شهرًا تبدأ بالمحرَّم وتنتهي بذي الحجَّة. 

هَجير [مفرد]: ج هُجُر:
1 - صفة ثابتة للمفعول من هجَرَ/ هجَرَ في: متروك.
2 - هاجِرة؛ نصف النَّهار عند اشتداد الحرّ، في القيظ بخاصة "اضطررنا إلى التَّوقُّف أثناء الهجير". 

هَجيرَة [مفرد]: هاجرة؛ شدَّة الحَرِّ عند منتصف النَّهار "وتوقدت عند الهجيرة شمسُه ... فتلمَّظتْ بلُعابها الصَّــحراءُ". 
[هجر] نه: فيه: لا "هجرة" بعد الفتح ولكن جهاد ونية. وفي آخر: لا تنقطع "الهجرة" حتى تنقطع التوبة، الهجرة ف الأصل الاسم من الهجر ضد الوصل ثم غلب على الخروج من أرض إلى أرض، يقال منه: هاجر مهاجرة، والهجرة هجرتان: أحداهما ما وعد عليها الجنة بقوله: "أن الله اشترى من المؤمنين"، فكان الرجل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ويدع أهله وماله لا يرجع ف شيء منه وينقطع بنفسه إلى مهاجره، وكان صلى الله عليه وسلم يكره الموت بأرض هاجر منها وقال حين قدم مكة: اللهم! لا تجعل منايانا بها، فلما فتحت مكة صارت دار إسلام كالمدينة وانقطعت الهجرة، والثانية من هاجر من الأعراب وعزا مع المسلمين ولم يفعل كما فعل أصحاب الهجرة الأولى فهو مهاجر وليس بداخل في فضل من هاجر تلك الهجرة، وهو المراد بقوله: لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، فبهذا يجمع بينهما، وإذا اطلق ذكر الهجرتين في الحديث فاملراد به هجرة الحبشة وهجرة المدينة. ط:أي تاجرها وراكب البحر سواء في الخطر، وهجر التي ينسب إليها القلال قرية من قرى المدينة. ن: كما بين مكة و"هجر" - بفتحتين، مدينة هي قاعدة البحرين. ك: قلال "هجر"، غير منصرف مذكر بلد بقرب المدينة غير هجر البحرين. وفيه: فأخدمها "هاجر" - بفتح جيم، ويجوز الهمز بدل الهاء، أي جعلها خادمًا.

هجر: الهَجْرُ: ضد الوصل. هَجَره يَهْجُرُه هَجْراً وهِجْراناً:

صَرَمَه، وهما يَهْتَجِرانِ ويَتَهاجَرانِ، والاسم الهِجْرَةُ. وفي الحديث: لا

هِجْرَةَ بعد ثلاثٍ؛ يريد به الهَجْر َ ضدَّ الوصلِ، يعني فيما يكون بين

المسلمين من عَتْبٍ ومَوْجِدَةٍ أَو تقصير يقع في حقوق العِشْرَة

والصُّحْبَةِ دون ما كان من ذلك في جانب الدِّين، فإِن هِجْرَة أَهل الأَهواء

والبدع دائمة على مَرِّ الأَوقات ما لم تظهر منهم التوبة والرجوع إِلى الحق،

فإِنه، عليه الصلاة والسلام، لما خاف على كعب ابن مالك وأَصحابه النفاق

حين تخلفوا عن غزوة تَبُوكَ أَمر بِهِجْرانهم خمسين يوماً، وقد هَجَر

نساءه شهراً، وهجرت عائشة ابنَ الزُّبَيْرِ مُدَّةً، وهَجَر جماعة من

الصحابة جماعة منهم وماتوا متهاجرين؛ قال ابن الأَثير: ولعل أَحد الأَمرين

منسوخ بالآخر، ومن ذلك ما جاء في الحديث: ومن الناس من لا يذكر الله إِلا

مُهاجِراً؛ يريد هِجْرانَ القلب وتَرْكَ الإِخلاص في الذكر فكأَنَّ قلبه

مهاجر للسانه غير مُواصِلٍ له؛ ومنه حديث أَبي الدرداء، رضي الله عنه: ولا

يسمعون القرآن إِلا هَجْراً؛ يريد الترك له والإِعراض عنه. يقال: هَجَرْتُ

الشيء هَجْراً إِذا تركته وأَغفلته؛ قال ابن الأَثير: رواه ابن قتيبة في

كتابه: ولا يسمعون القول إِلا هُجْراً، بالضم، وقال: هو الخنا والقبيح

من القول، قال الخطابي: هذا غلط في الرواية والمعنى، فإِن الصحيح من

الرواية ولا يسمعون القرآن، ومن رواه القول فإِنما أَراد به القرآن، فتوهم

أَنه أَراد به قول الناس، والقرآنُ العزيز مُبَرَّأٌ عن الخنا والقبيح من

القول. وهَجَر فلان الشِّرْك هَجْراً وهِجْراناً وهِجْرَةً حَسَنَةً؛ حكاه

عن اللحياني.

والهِجْرَةُ والهُجْرَةُ: الخروج من أَرض إِلى أَرض. والمُهاجِرُونَ:

الذين ذهبوا مع النبي، صلي الله عليه وسلم، مشتق منه. وتَهَجَّرَ فلان أَي

تشبه بالمهاجرين. وقال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: هاجِرُوا ولا

تَهَجَّروا؛ قال أَبو عبيد: يقول أَخْلِصُوا الهِجْرَةَ لله ولا تَشَبَّهُوا

بالمهاجِرِينَ على غير صحة منكم، فهذا هو التَّهَجُّر، وهو كقولك فلان

يَتَحَلَّم وليس بحليم ويَتَشَجَّع أَي أَنه يظهر ذلك وليس فيه. قال

الأَزهري: وأَصل المُهاجَرَةِ عند العرب خروجُ البَدَوِيّ من باديته إِلى

المُدنِ؛ يقال: هاجَرَ الرجلُ إِذا فعل ذلك؛ وكذلك كل مُخْلٍ بِمَسْكَنِه

مُنْتَقِلٍ إِلى قوم آخرين بِسُكناهُ، فقد هاجَرَ قومَه. وسمي المهاجرون

مهاجرين لأَنهم تركوا ديارهم ومساكنهم التي نَشَؤُوا بها لله، ولَحِقُوا بدار

ليس لهم بها أَهل ولا مال حين هاجروا إِلى المدينة؛ فكل من فارق بلده من

بَدَوِيٍّ أَو حَضَرِيٍّ أَو سكن بلداً آخر، فهو مُهاجِرٌ، والاسم منه

الهِجْرة. قال الله عز وجل: ومن يُهاجِرْ في سبيل الله يَجِدْ في الأَرض

مُراغَماً كثيراً وسَعَةً. وكل من أَقام من البوادي بِمَنادِيهم ومَحاضِرِهم

في القَيْظِ ولم يَلْحَقُوا بالنبي، صلي الله عليه وسلم، ولم يتحوّلوا

إِلى أَمصار المسلمين التي أُحدثت في الإِسلام وإِن كانوا مسلمين، فهم غير

مهاجرين، وليس لهم في الفَيْءِ نصيب ويُسَمَّوْنَ الأَعراب. الجوهري:

الهِجْرَتانِ هِجْرَةٌ إِلى الحبشة وهجرة إِلى المدينة. والمُهاجَرَةُ من

أَرض إِلى أَرض: تَرْكُ الأُولى للثانية. قال ابن الأَثير: الهجرة هجرتان:

إِحداهما التي وعد الله عليها الجنةَ في قوله تعالى: إِن الله اشترى من

المؤمنين أَنْفُسَهم وأَموالَهم بأَن لهم الجنَّة، فكان الرجل يأْتي

النبي، صلي الله عليه وسلم، ويَدَعُ أَهله وماله ولا يرجع في شيء منه وينقطع

بنفسه إِلى مُهاجَرِه، وكان النبي، صلي الله عليه وسلم، يكره أَن يموت

الرجل بالأَرض التي هاجر منها، فمن ثم قال: لكن البائِسُ سَعْدُ بن

خَوْلَةَ، يَرْثي له أَن ماتَ بمكة، وقال حين قدم مكة: اللهم لا يَجْعَلْ

مَنايانا بها؛ فلما فتحت مكة صارت دار إِسلام كالمدينة وانقطعت الهجرة؛ والهجرة

الثانية من هاجر من الأَعراب وغزا مع المسلمين ولم يفعل كما فعل أَصحاب

الهجرة الأُولى، فهو مهاجر، وليس بداخل في فضل من هاجر تلك الهجرة، وهو

المراد بقوله: لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، فهذا وجه الجمع بين

الحديثين، وإِذا أَطلق ذكر الهجرتين فإِنما يراد بهما هجرة الحبشة وهجرة

المدينة. وفي الحديث: سيكون هِجْرَةٌ بعد هِجْرَة، فخيار أَهل الأَرض

أَلْزَمُهُمْ مُهاجَرَ إِبراهيمَ؛ المُهاجَرُ، بفتح الجيم: موضع المُهاجَرَةِ،

ويريد به الشام لأَن إِبراهيم، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، لما خرج

من أَرض العراق مضى إِلى الشام وأَقام به. وفي الحديث: لا هِجْرَةَ بعد

الفتح ولكن جهادٌ ونِيَّةٌ. وفي حديث آخر: لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع

التوبة. قال ابن الأَثير: الهِجْرة في الأَصل الاسم من الهَجْرِ ضدِّ الوصلِ،

وقد هاجَرَ مُهاجَرَةً، والتَّهاجُرُ التَّقاطُعُ، والهِجِرُّ

المُهاجَرَةُ إِلى القُرَى؛ عن ثعلب؛ وأَنشد:

شَمْطاءُ جاءتْ من بِلادِ الحَرِّ،

قد تَرَكَتْ حَيَّهْ وقالت: حَرِّ

ثم أَمالتْ جانِبَ الخِمِرِّ،

عَمْداً على جانِبِها الأَيْسَرِّ،

تَحْسَبُ أَنَّا قُرُبَ الهِجِرِّ

وهَجَرَ الشيءَ وأَهْجَرَه. تركه؛ الأَخيرة هذلية؛ قال أُسامة:

كأَني أُصادِيها على غُبْرِ مانِعٍ

مُقَلَّصَةً، قد أَهْجَرَتْها فُحُولُها

وهَجَر الرجلُ هَجْراً إِذا تباعد ونَأَى. الليث: الهَجْرُ من

الهِجْرانِ، وهو ترك ما يلزمك تعاهده. وهَجَر في الصوم يَهْجُرُ هِجْراناً: اعتزل

فيه النكاح. ولقيته عن هَجْرٍ أَي بعد الحول ونحوه؛ وقيل: الهَجْر

السَّنَةُ فصاعداً، وقيل: بعد ستة أَيام فصاعداً، وقيل: الهَجْرُ المَغِيب

أَيّاً كان؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

لمَّا أَتاهمْ، بعد طُولِ هَجْرِه،

يَسْعَى غُلامُ أَهْلِه بِبِشْرِه

يبشره أَي يبشرهم به. أَبو زيد: لقيت فلاناً عن عُفْرٍ: بعد شهر ونحوه،

وعن هَجْرٍ: بعد الحول ونحوه. ويقال للنخلة الطويلة: ذهبت الشجرة هَجْراً

أَي طولاً وعِظماً. وهذا أَهْجَرُ من هذا أَي أَطول منه وأَعظم. ونخلة

مُهْجِرٌ ومُهْجِرَةٌ: طويلة عظيمة، وقال أَبو حنيفة: هي المُفْرِطَةُ

الطول والعِظَم. وناقة مُهْجِرَةٌ: فائقة في الشحم والسَّيْرِ، وفي التهذيب:

فائقة في الشحم والسِّمَنِ. وبعير مُهْجِرٌ: وهو الذي يَتَناعَتُه الناس

ويَهْجُرون بذكره أَي يَنْتَعِتُونه؛ قال الشاعر:

عَرَكْرَكٌ مُهْجِرُ الضُّوبانِ أَوَّمَه

رَوْضُ القِذافِ رَبيعاً أَيَّ تَأْوِيمِ

قال أَبو زيد: يقال لكل شيء أَفْرَطَ في طول أَو تمام وحُسْنٍ: إِنه

لمُهْجِرٌ. ونخلة مُهْجِرَةٌ إِذا أَفْرَطَتْ في الطول؛ وأَنشد:

يُعْلى بأَعلى السَّحْق منها

غشاش الهُدْهُدِ القُراقر*قوله «يعلى إلخ» هكذا بالأصل.

قال: وسمعت العرب تقول في نعت كل شيء جاوز حَدَّه في التمام: مُهْجِرٌ.

وناقة مُهْجِرَةٌ إِذا وصفت بِنَجابَةٍ أَو حُسْنٍ. الأَزهري: وناقة

هاجِرَة فائقة؛ قال أَبو وَجْزَةَ:

تُبارِي بأَجْيادِ العَقِيقِ، غُدَيَّةً،

على هاجِراتٍ حانَ منها نُزولُها

والمُهْجِرُ: النجيب الحَسَنُ الجميل يَتَناعَتُه الناسُ ويَهْجُرون

بكره أَي يتناعَتُونه. وجارية مُهْجِرَةٌ إِذا وُصِفَتْ بالفَراهَةِ

والحُسْنِ، وإِنما قيل ذلك لأَن واصفها يخرج من حد المقارب الشكل للموصوف إِلى

صفة كأَنه يَهْجُر فيها أَي يَهْذِي. الأَزهري: والهُجَيرة تصغير

الهَجْرة، وهي السمينة التامة.

وأَهْجَرَتِ الجاريةُ: شَبَّتْ شباباً حسناً. والمُهْجِر: الجيد الجميل

من كل شيء، وقيل: الفائق الفاضل على غيره؛ قال:

لما دَنا من ذاتِ حُسْنٍ مُهْجِر

والهَجِيرُ: كالمُهْجِرِ؛ ومنه قول الأَعرابية لمعاوية حين قال لها: هل

من غَدَاء؟ فقالت: نعم، خُبْزٌ خَمِير ولَبَنٌ هَجِير وماءٌ نَمِير أَي

فائق فاضل.

وجَمَلٌ هَجْر وكبشٌ هَجْر: حسن كريم. وهذا المكان أَهْجَر من هذا أَي

أَحسن؛ حكاه ثعلب؛ وأَنشد:

تَبَدَّلْتُ داراً من دِيارِكِ أَهْجَرَا

قال ابن سيده: ولم نسمع له بفعل فعسى أَن يكون من باب أَحنك الشاتين

وأَحنك البعيرين. وهذا أَهْجَرُ من هذا أَي أَكرم، يقال في كل شيء؛

وينشد:وماء يَمانٍ دونه طَلَقٌ هَجْرُ

يقول: طَلَقٌ لا طَلَقَ مثله. والهَاجِرُ: الجَيِّدُ الحَسَنُ من كل

شيء.والهُجْرُ: القبيح من الكلام، وقد أَهْجَرَ في منطقه إِهْجاراً

وهُجْراً؛ عن كراع واللحياني، والصحيح أَن الهُجْر، بالضم، الاسم من الإِهْجار

وأَن الإِهْجارَ المصدر. وأَهْجَرَ به إِهْجاراً: استهزأَ به وقال فيه

قولاً قبيحاً. وقال: هَجْراً وبَجْراً وهُجْراً وبُجْراً، إِذا فتح فهو مصدر،

وإِذا ضم فهو اسم. وتكلم بالمَهاجِر أَي بالهُجْر، ورماه بِهاجِرات

ومُهْجِرات، وفي التهذيب: بِمُهَجِّرات أَي فضائح. والهُجْرُ: الهَذيان.

والهُجْر، بالضم: الاسم من الإِهْجار، وهو الإِفحاش، وكذلك إِذا أَكثر الكلام

فيما لا ينبغي. وهَجَرَ في نومه ومرضه يَهْجُرُ هَجْراً وهِجِّيرَى

وإِهْجِيرَى: هَذَى. وقال سيبويه: الهِجِّيرَى كثرة الكلام والقول السيّء.

الليث: الهِجِّيرَى اسم من هَجَر إِذا هَذَى. وهَجَر المريضُ يَهْجُر

هَجْراً، فهو هاجِرٌ، وهَجَرَ به في النوم يَهْجُر هَجْراً: حَلَمَ وهَذَى.

وفي التنزيل العزيز: مستكبرين به سامِراً تَهْجُرُونَ وتُهْجِرُون؛

فَتُهْجِرُون تقولون القبيح، وتَهْجُرُونَ تَهْذُون. الأَزهري قال: الهاء في

قوله عز وجل للبيت العتيق تقولون نحن أَهله، وإِذا كان الليلُ سَمَرْتم

وهَجَرْتُمُ النبيَّ، صلي الله عليه وسلم، والقرآنَ، فهذا من الهَجْر

والرَّفْضِ، قال: وقرأَ ابن عباس، رضي الله عنهما: تُهْجِرُون، من أَهْجَرْتُ،

وهذا من الهُجْر وهو الفُحْش، وكانوا يسبُّون النبي، صلي الله عليه وسلم،

إِذا خَلَوْا حولَ البيت ليلاً؛ قال الفراء: وإِن قُرئَ تَهْجُرون، جعل

من وقولك هَجَرَ الرجلُ في منامه إِذا هَذَى، أَي أَنكم تقولون فيه ما

ليس فيه وما لا يضره فهو كالهَذيان. وروي عن أَبي سعيد الخدري، رضي الله

عنه، أَنه كان يقول لبنيه: إِذا طفتم بالبيت فلا تَلْغُوا ولا تهْجُروا،

يروى بالضم والفتح، من الهُجْر الفُحْش والتخليط؛ قال أَبو عبيد: معناه ولا

تَهْذُوا، وهو مثل كلام المحموم والمُبَرْسَمِ. يقال: هَجَر يَهْجُر

هَجْراً، والكلام مَهْجُور، وقد هَجَر المريضُ. وروي عن إِبراهيم أَنه قال

في قوله عز وجل: إِنَّ قومي اتَّخَذُوا هذا القرآنَ مَهْجُوراً، قال:

قالوا فيه غير الحق، أَلم ترَ إِلى المريض إِذا هجر قال غير الحق؟ وعن مجاهد

نحوه. وأَما قول النبي، صلي الله عليه وسلم: إِني كنت نَهَيْتُكم عن

زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا هُجْراً، فإِنَّ أَبا عبيد ذكر عن الكسائي

والأَصمعي أَنهما قالا: الهُجْرُ الإِفحاش في المنطق والخنا، وهو بالضم،

من الإِهْجار، يقال منه: يُهْجِرُ؛ كما قال الشماخ:

كماجِدَةِ الأَعْراقِ قال ابنُ ضَرَّةٍ

عليها كلاماً، جارَ فيه وأَهْجَرا

وكذلك إِذا أَكثر الكلام فيما لا ينبغي. ومعنى الحديث: لا تقولوا

فُحْشاً. هَجَر يَهْجُر هَجْراً، بالفتح، إِذا خلط في كلامه وإِذا هَذَى. قال

ابن بري: المشهور في رواية البيت عند أَكثر الرواة: مُبَرَّأَة الأَخلاق

عوضاً من قوله: كماجدة الأَعراق، وهو صفة لمخفوض قبله، وهو:

كأَنَّ ذراعيها ذِراعَا مُدِلَّةٍ،

بُعَيْدَ السِّبابِ، حاوَلَتْ أَن تَعَذَّرا

يقول: كأَنّ ذراعي هذه الناقة في حسنهما وحسن حركتهما ذراعا امرأَة

مُدِلَّة بحسن ذراعيها أَظهرتهما بعد السباب لمن قال فيها من العيب ما ليس

فيها، وهو قول ابن ضرتها، ومعنى تعَذَّر أَي تَعتذر من سوءِ ما رميت به؛

قال: ورأَيت في الحاشية بيتاً جُمِعَ فيه هُجْر على هواجِر، وهو من الجموع

الشاذة عن القياس كأَنه جمع هاجِرَةٍ، وهو:

وإِنَّكَ يا عامِ بنَ فارِس قُرْزُلٍ

مُعِيدٌ على قِيل الخنا والهَواجِرِ

قال ابن بري: هذا البيت لسلمة بن الخُرْشُبِ الأَنماري يخاطب عامر بن

طفيل. وقُرْزُلُ: اسم فرس للطفيل. والمعيد: الذي يعاود الشيءَ مرة بعد مرة.

قال: وكان عثمان بن جني يذهب إِلى أَن الهواجر جمع هُجْر كما ذكر غيره،

ويرى «أَنه من الجموع الشاذة كأَنَّ واحدها هاجرة، كما قالوا في جمع حاجة

حوائج، كأَنَّ واحدها حائجة، قال: والصحيح في هواجر أَنها جمع هاجرة

بمعنى الهُجْر، ويكون من المصادر التي جاءَت على فاعلة مثل العاقبة والكاذبة

والعافية؛ قال: وشاهد هاجرة بمعنى الهُجْر قول الشاعر أَنشده المفضل:

إِذا ما شئتَ نالَكَ هاجِراتِي،

ولم أُعْمِلْ بِهِنَّ إِليك ساقِي

فكما جُمِعَ هاجِرَةٌ على هاجِرات جمعاً مُسَلَّماً كذلك تُجْمَعُ هاجرة

على هواجر جمعاً مكسراً. وفي الحديث: قالوا ما شَأْنُه أَهَجَرَ؟ أَي

اختلف كلامه بسبب المرض على سبيل الاستفهام، أَي هل تغير كلامه واختلط

لأَجل ما به من المرض. قال ابن الأَثير: هذا أَحسن ما يقال فيه ولا يجعل

إِخباراً فيكون إِما من الفُحْشِ أَو الهَذَيانِ، قال: والقائلُ كان عُمَر

ولا يظن به ذلك.

وما زال ذلك هِجِّيراه وإِجْرِيَّاه وإِهْجِيراهُ وإِهْجِيراءَه، بالمد

والقصر، وهِجِّيره وأُهْجُورَتَهُ ودَأْبَه ودَيْدَنَهُ أَي دأْبه وشأْنه

وعادته. وما عنده غَناءُ ذلك ولا هَجْراؤُه بمعنى. التهذيب: هِجِّيرَى

الرجل كلامه ودأْبه وشأْنه؛ قال ذو الرمة:

رَمَى فأَخْطَأَ، والأَقدارُ غالِبةٌ

فانْصَعْنَ، والويلُ هِجِّيراه والحَرَبُ

الجوهري: الهِجِّير، مثال الفِسِّيق، الدَّأْبُ والعادة، وكذلك

الهِجِّيرى والإِهْجِيرَى. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: ما له هِجِّيرى غيرها؛ هي

الدَّأْبُ والعادةُ والدِّيْدَنُ.

والهَجِير والهَجِيرة والهَجْر والهاجِرَةُ: نصف النهار عند زوال الشمس

إِلى العصر، وقيل في كل ذلك: إِنه شدة الحر؛ الجهري: هو نصف النهار عند

اشتداد الحر؛ قال ذو الرمة:

وبَيْداءَ مِقْفارٍ، يكَادُ ارتِكاضُها

بآلِ الضُّحى، والهَجْرُ بالطَّرْفِ يَمْصَحُ

والتَّهْجِير والتَّهَجُّر والإِهْجارُ: السير في الهاجرة. وفي الحديث:

أَنه كان، صلي الله عليه وسلم، يصلي الهَجِيرَ حين تَدْحَضُ الشمسُ؛

أَراد صلاة الهَجِير يعني الظهر فحذف المضاف. وقد هَجَّرَ النهارُ وهَجَّرَ

الراكبُ، فهو مُهَجِّرٌ. وفي حديث زيد بن عمرو: وهل مُهَجِّر كمن قالَ أَي

هل من سار في الهاجرة كمن أَقام في القائلة. وهَجَّرَ القومُ

وأَهْجَرُوا وتَهَجَّرُوا: ساروا في الهاجرة؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي؛

وأَنشد:بأَطْلاحِ مَيْسٍ قد أَضَرَّ بِطِرْقِها

تَهَجُّرُ رَكْبٍ، واعْتِسافُ خُرُوقِ

وتقول منه: هَجَّرَ النهارُ؛ قال امرؤ القيس:

فَدَعْ ذا، وسَلِّ الهَمَّ عنك بِجَسْرَةٍ

ذَمُولٍ، وإِذا صامَ النهارُ وهَجَّرا

وتقول: أَتَيْنا أَهْلَنا مُهْجِرين كما يقالُ مُوصِلين. أَي في وقت

الهاجرة والأَصِيل. الأَزهري عن أَبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول

الله، صلي الله عليه وسلم: لو يعلم الناسُ ما في التهجير لاسْتَبَقُوا

إِليه. وفي حديث آخر مرفوع: المُهَجِّرُ إِلى الجمعة كالمُهْدي بَدَنَةً. قال

الأَزهري: يذهب كثير من الناس إِلى أَن التَّهْجِيرَ في هذه الأَحاديث

من المُهاجَرَة وقت الزوال، قال: وهو غلط والصواب فيه ما روى أَبو داود

المَصاحِفي عن النضر بن شميل أَنه قال: التَّهجير إِلى الجمعة وغيرها

التبكير والمبادرة إِلى كل شيء، قال: وسمعت الخليل يقول ذلك، قاله في تفسير

هذا الحديث. يقال: هَجَّرَ يُهَجِّرُ تَهْجِيراً، فهو مُهَجِّر، قال

الأَزهري: وهذا صحيح وهي لغة أَهل الحجاز ومن جاورهم من قيس؛ قال لبيد:

رَاحَ القَطِينُ بهَجْرٍ بَعْدَما ابْتَكَرُوا

فقرن الهَجْرَ بالابتكار. والرواحُ عندهم: الذهابُ والمُضيُّ. يقال: راح

القوم أَي خَفُّوا ومَرُّوا أَيَّ وقت كان. وقوله، صلي الله عليه وسلم:

لو يعلم الناس ما في التَّهْجِير لاسْتَبَقُوا إِليه، أَراد التَّبْكِيرَ

إِلى جميع الصلوات، وهو المضيّ إِليها في أَوَّل أَوقاتها. قال

الأَزهري: وسائر العرب يقولون: هَجَّر الرجل إِذا خرج بالهاجرة، وهي نصف النهار.

ويقال: أَتيته بالهَجِير وبالهَجْرِ؛ وأَنشد الأَزهري عن ابن الأَعرابي

في نوادره قال: قال جِعْثِنَةُ بن جَوَّاسٍ الرَّبَعِيّ في ناقته:

هلَْ تَذْكُرين قَسَمِي ونَذْري،

أَزْمانَ أَنتِ بِعَرُوضِ الجَفْرِ،

إِذ أَنتِ مِضْرارٌ جَوادُ الحُضْرِ،

عَلَيَّ، إِن لم تَنْهَضي بِوِقْري،

بأَربعين قُدِّرَتْ بِقَدْرِ،

بالخالديّ لا بصاعِ حَجْرِ،

وتُصْبِحي أَيانِقاً في سَفْرِ،

يُهَجِّرُونَ بَهَجِيرِ الفَجْرِ،

ثُمَّتَ تَمْشي لَيْلَهُمْ فَتَسْري،

يَطْوُونَ أَعْراضَ الفِجاج الغُبْرِ،

طَيَّ أَخي التَّجْرِ بُرُودَ التَّجْرِ

قال: المِضْرارُ التي تَنِدُّ وتَرْكَبُ شِقَّها من النشاط. قال

الأَزهري: قوله يُهَجِّرُون بهجير الفجر أَي يبكرون بوقت الفجر. وحكى ابن السكيت

عن النضر أَنه قال: الهاجِرَة إِنما تكون في القيظ، وهي قبل الظهر بقليل

وبعدها بقليل؛قال: الظهيرة نصف النهار في القيظ حين تكون الشمس بِحِيال

رأْسك كأَنها لا تريد أَن تبرح. وقال الليث: أَهْجَرَ القومُ إِذا صاروا

في ذلك الوقت، وهَجَّرَ القومُ إِذا ساروا في وقته. قال أَبو سيعد:

الهاجرة من حين نزول الشمس، والهُوَيْجِرَةُ بعدها بقليل. قال الأَزهري: وسمعت

غير واحد من العرب يقول: الطعام الذي يؤْكل نصف النهار الهَجُورِيُّ.

والهَجير: الحوض العظيم؛ وأَنشد القَناني:

يَفْري الفَريَّ بالهَجِير الواسِع

وجمعه هُجُرٌ، وعَمَّ به ابن الأَعرابي فقال: الهَجِير الحوض، وفي

التهذيب: الحوض المَبْنِيّ؛ قالت خَنْساء تصف فرساً:

فمال في الشَّدِّ حثِيثاً، كما

مال هَجِيرُ الرجُل الأَعْسَرِ

تعني بالأَعسر الذي أَساء بناء حوضه فمال فانهدم؛ شبهت الفرس حين مال في

عدوه وجَدَّ في حُضْرِه بحوض مُلِئَ فانْثَلَم فسال ماؤه. والهَجِيرُ:

ما يَبِس من الحَمْضِ. والهَجِيرُ: المتروك. وقال الجوهري: والهَجِيرُ

يَبِيسُ الحَمْضِ الذي كَسَرَتْهُ الماشية وهُجِر أَي تُرِكَ؛ قال ذو

الرمة:ولم يَبْقَ بالخَلْصاءِ، مما عَنَتْ به

من الرُّطْبِ، إِلاَّ يَبْسُها وهَجِيرُها

والهِجارُ: حَبْل يُعْقَدُ في يد البعير ورجله في أَحد الشِّقَّيْنِ،

وربما عُقِدَ في وَظِيفِ اليَدِ ثم حُقِبَ بالطَّرَفِ الآخر؛ وقيل:

الهِجارُ حبل يُشد في رُسْغ رجله ثم يُشَدُّ إِلى حَقْوِه إِن كان عُرْياناً،

وإِن كان مَرْحُولاً شُدَّ إِلى الحَقَبِ. وهَجَرَ بعيرَه يَهْجُرُه

هَجْراً وهُجُوراً: شَدَّه بالهِجارِ.

الجوهري: المَهْجُورُ الفحل يُشَدُّ رأْسه إِلى رجله. وقال الليث:

تُشَدُّ يد الفحل إِلى إِحدى رجليه، يقال فحل مَهْجُورٌ؛ وأَنشد:

كأَنَّما شُدَّ هِجاراً شاكِلا

الليث: والهِجارُ مخالف الشِّكالِ تُشَدُّ به يد الفحل إِلى إِحدى

رجليه؛ واستشهد بقوله:

كأَنما شُدّ هجاراً شاكلا

قال الأَزهري: وهذا الذي حكاه الليث في الهِجار مقارب لما حكيته عن

العرب سماعاً وهو صحيح، إِلا أَنه يُهْجَرُ بالهِجار الفَحْلُ وغيره. وقال

أَبو الهيثم: قال نُصَيْرٌ هَجَرْتُ البَكْرَ إِذا ربطت في ذراعه حبلاً

إِلى حقوه وقصَّرته لئلا يقدر على العَدْوِ؛ قال الأَزهري: والذي سمعت من

العرب في الهِجار أَن يؤْخذ فحل ويسوّى له عُرْوتانِ في طرفيه وزِرَّانِ ثم

تُشَدَّ إِحدى العروتين في رُسْغ رجل الفرس وتُزَرَّ، وكذلك العُرْوَة

الأُخرى في اليد وتُزَرَّ، قال: وسمعتهم يقولون: هَجِّرُوا خيلكم. وقد

هَجَّرَ فلان فرسه. والمهجور: الفحل يُشدّ رأْسه إِلى رجله. وعَدَدٌ

مُهْجِر: كثير؛ قال أَبو نُخَيْلَةَ:

هذاك إِسحق، وَقِبْصٌ مُهْجِرُ

الأَزهري في الرباعي: ابن السكيت التَّمَهْجُرُ التَّكَبُّر مع الغنى؛

وأَنشد:

تَمَهْجَرُوا، وأَيُّما تَمَهْجُرِ

وهم بَنُو العَبْدِ اللَّئِيمِ العُنْصُرِ

والهاجِرِيُّ: البَنَّاءُ؛ قال لبيد:

كعَقْرِ الهاجِرِيِّ، إِذا بَناه

بأَشْباهٍ حُذِينَ على مِثالِ

وهِجارُ القوس: وَتَرُها. والهِجارُ: الوَتَرُ؛ قال:

على كل (كذا بياض بالأصل.) من ركوض لها

هِجاراً تُقاسِي طائِفاً مُتَعادِيا

والهجار: خاتم كانت تتخذه الفُرْسُ غَرَضاً؛ قال الأَغلب:

ما إِنْ رَأَيْنا مَلِكاً أَغارَا،

أَكْثَرَ منه قِرَةً وقارَا،

وفارِساً يَسْتَلِبُ الهِجَارَا

يصفه بالحِذْق. ابن الأَعرابي: يقال للخاتم الهِجار والزينة؛ وقول

العجاج:

وغِلْمَتي منهم سَحِيرٌ وبَحِرْ،

وآبِقٌ من جَذْبِ دَلْوَيْها هَجِرْ

فسره ابن الأَعرابي فقال: الهَجِر الذي يمشي مُثْقَلاً ضعيفاً متقارِبَ

الخَطْوِ كأَنه قد شدّ بهِجار لا ينبسط مما به من الشر والبلاء، وفي

المحكم: وذلك من شدة السقي. وهَجَرٌ: اسم بد مذكر مصروف، وفي المحكم: هَجَرُ

مدينة تصرف ولا تصرف؛ قال سيبويه: سمعنا من العرب من يقول: كجالب التمر

إِلى هَجَرٍ يا فَتى، فقوله يا فتى من كلام العربي، وإِنما قال يا فتى

لئلا يقف على التنوين وذلك لأَنه لو لم يقل له يا فتى للزمه أَن يقول كجالب

التمر إِلى هجر، فلم يكن سيبويه يعرف من هذا أَنه مصروف أَو غير مصروف.

الجوهري: وفي المثل: كَمُبْضِع تمر إِلى هَجَرَ. وفي حديث عمر: عَجِبْتُ

لتاجِر هَجَرَ وراكب البحر؛ قال ابن الأَثير: هَجَرٌ بلد معروف بالبحرين

وإِنما خصها لكثرة وبائها، أَي تاجرها وراكب البحر سواء في الخَطَرِ،

فأَما هَجَرُ التي ينسب إِليها القلال الهَجَرِيَّة فهي قرية من قرى المدينة،

والنسب إِلى هَجَرَ هَجَرِيٌّ على القياس، وهاجِرِيٌّ على غير قياس؛

قال:ورُبَّتَ غارَةٍ أَوْضَعْتُ فيها،

كَسَحِّ الهاجِرِيِّ جَرِيمَ تمْرِ

ومنه قيل للبَنَّاءِ: هاجِرِيٌّ. والهَجْرُ والهَجِيرُ: موضعان.

وهاجَرُ: قبيلة؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

إِذا تَرَكَتْ شُرْبَ الرَّثِيئَةِ هاجَرٌ

وهَكَّ الخَلايا، لم تَرِقَّ عُيُونُها

وبنو هاجَرَ: بطن من ضَبَّة. غيره: هاجَرُ أَوَّلُ امرأَة جَرَّتْ ذيلها

وأَوّل من ثَقَبَتْ أُذنيها وأَوّل من خُفِضَ؛ قال: وذلك أَن سارة غضبت

عليها فحلفت أَن تقطع ثلاثة أَعضاء من أَعضائها، فأَمرها إِبراهيم، عليه

السلام، أَن تَبَرَّ قَسَمَها بِثَقْبِ أُذنَيْها وخَفْضِها، فصارت

سُنَّةً في النساء.

هجر
هَجَرَه يَهْجُره هَجْرَاً، بِالْفَتْح، وهِجْراناً، بِالْكَسْرِ: صَرَمَه وَقَطَعه. والهَجْرُ: ضِدُّ الوَصْل. هَجَرَ الشيءَ يَهْجُره هَجْرَاً: تَرَكَه وأَغْفَله واَعْرَض عَنهُ، وَمِنْه حديثُ أبي الدَّرْداء: وَلَا يَسْمَعون القرآنَ إلاّ هَجْرَاً يُرِيد التَّركَ لَهُ والإعراضَ عَنهُ، وَرَوَاهُ ابنُ قُتَيْبة فِي كِتَابه: إلاّ هُجْراً، بالضمّ، وَقَالَ: هُوَ الخَنا والقَبيح من القَوْل، وَقد غلَّطه الخَطَّابيّ فِي الرِّواية وَالْمعْنَى، راجِع النِّهاية لِابْنِ الْأَثِير، كَأَهْجَرَه، وَهَذِه هُذَليَّة، قَالَ أُسَامَة:وسلَّم، وَلم يتحَوَّلوا إِلَى أَمْصَار المُسلمين الَّتِي أُحدِثَت فِي الْإِسْلَام وإنْ كَانُوا مُسلمين فهم عيرُ مُهاجِرين،)
وَلَيْسَ لَهُم فِي الفَيْءِ نَصيبٌ، ويُسَمَّوْن الأعْراب. وَفِي البصائر للمصنّف: والهِجْرانُ يكون بالبَدَنِ وباللسان وبالقلب، وقولُه تَعَالَى: واهْجُروهُنَّ فِي الْمضَاجِع أَي بالأبْدان، وَقَوله: هَذَا الْقُرْآن مَهْجُوراً أَي بِاللِّسَانِ أَو بالقَلب وقولَه: واهْجُرْهُم هَجْرَاً جَميلا مُحْتَمل للثَّلَاثَة، وَقَوله: والرُّجْزَ فاهْجُرْ حَثَّ على المفارَقة بالوُجوه كلّها. والمُهاجَرَة فِي الأَصْل مُصارَمةُ الغَيرِ ومُتارَكَتُه. وَفِي قَوْلُهُ تَعالى: وَالَّذين هاجَروا وجاهَدوا الخروجُ من دارِ الكُفر إِلَى دارِ الْإِيمَان. والهِجْرَتان: هِجرَةٌ إِلَى الحبَشَة وهِجرَةٌ إِلَى الْمَدِينَة، وَهَذَا هُوَ المُراد من الهِجْرَتَيْن إِذا أُطلِقَ ذِكرُهما، قَالَه ابنُ الْأَثِير. والمُهاجَرَةُ من أرضٍ: تَرْكُ الأولى للثَّانِيَة، وَذُو الهِجْرَتَيْن من الصَّحابة: مَن هاجَرَ إليْهما. وَفِي الحَدِيث: لَا هِجْرَةَ بعدَ الفَتْح ولكنْ جِهادٌ ونِيَّة. وَفِي حديثٍ آخَرَ: لَا تَنْقَطِعُ الهِجْرَةُ حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ. انْظُر الْجمع بَينهمَا فِي النِّهاية. والهِجِرّ، كفِلِزٍّ: المُهاجَرَةُ إِلَى القُرى، عَن ثَعْلَب وَأنْشد:
(شَمْطَاءُ جاءَتْ من بلادِ الحَرِّ ... قد تَرَكَتْ حَيَّهْ وَقَالَت حَرِّ)
ثمّ أمالَتْ جانِبَ الخِمِرِّعَمْدَاً على جانِبِها الأَيْسَرِّ تَحْسَبُ أنَّا قُرُبَ الهِجِرِّ ولَقيتُه عَن هَجْرٍ بِالْفَتْح، أَي بعد حَوْلٍ ونحوِه، وَقيل: الهَجْرُ: السَّنَةُ فصاعِداً، أَو بعد سِتَّةِ أيّامٍ فصاعِداً، أَو بعدَ مَغيب أيَّاً كَانَ، أنْشد ابْن الأَعْرابِيّ
(لمّا أتاهُمْ بعد طُولِ هَجْرِهِ ... يَسْعَى غلامُ أَهْلِهِ ببِشْرِهِ)
وَقَالَ أَبُو زيد: لَقيتُ فلَانا عَن عُفْرٍ: بعد شَهر ونَحوه، وَعَن هَجْرٍ: بعدَ الحَولِ ونحوِه. عَن أبي زيد: يُقَال للنخلةِ الطَّويلة: ذَهَبَت الشجرةُ هَجْرَاً، أَي طُولاً وعِظَماً. ونَخلةٌ مُهْجِرٌ ومُهْجِرَةٌ: طويلةٌ عظيمةٌ. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: هِيَ المُفرِطة الطُولِ والعِظَمِ، وَهَذَا أَهْجَرُ مِنْهُ، أَي أَطْوَلُ مِنْهُ، أَو أَضْخَم، هَكَذَا فِي النّسخ، وَهُوَ نَصُّ التَّكملة. وَفِي بعضِ الأُصول: وأَعظم. وناقةٌ مُهْجِرَةٌ: فائقةٌ فِي الشَّحْمِ والسَّيْرِ. وَفِي التَّهْذِيب: فِي الشَّحم والسِّمَن، وَقيل: ناقةٌ مُهْجِرَةٌ، إِذا وُصِفت بنَجابةٍ أَو حُسْنٍ. والمُهْجِرُ، كمُحسِن: النَّجيبُ الحَسَنُ الجميلُ يَهْجُرون بذِكره، أَي يَتَنَاعَتُونه، يُقَال: بَعيرٌ مُهْجِرٌ، من ذَلِك، قَالَ الشَّاعِر:
(عَرْكَركٌ مُهْجِرُ الضُّوبانِ أَوَّمَهُ ... رَوْضُ القِذَافِ رَبيعاً أيَّ تَأْوِيمِ)
المُهْجِرُ: الجَيِّدُ الجَميلُ من كلِّ شيءٍ، وَقيل: الفائقُ الفاضلُ على غيرِه، قَالَ: لمّا دَنَا من ذَات حُسْنٍ مُهْجِرِ وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال لكلِّ شيءٍ أَفْرَطَ فِي طُولٍ أَو تَمامٍ وحُسْنٍ: إنّه لمُهْجِرٌ. قَالَ: وسمعتُ العربَ تقولُ فِي نَعْتِ كلِّ شيءٍ جاوزَ حَدَّه فِي التَّمام: مُهْجِرٌ. قلتُ: وإنّما قيل ذَلِك فِي كلّ ممّا ذُكِر لأنّ واصِفَه يَخْرُج من حَدّ المُقارِبِ الشَّكلِ)
للموصوفِ إِلَى صفة كأنّه يَهْجُرُ فِيهَا، أَي يَهْذِي. كالهَجِرِ، ككَتِف، هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ، وَهُوَ غَلَطٌ، وصوابُه: كالهَجير، كأَمير، فَفِي اللِّسَان وغيرِه: والهَجيرُ كالمُهْجِر، وَمِنْه قَوْلُ الأعْرابِيَّةُ لمُعاويةَ حِين قَالَ لَهَا: هَل من غَداءٍ فَقَالَت: نعم، خُبزٌ خَميرٌ ولَبَنٌ هَجيرٌ، وماءٌ نَميرٌ. أَي فائقٌ فاضِل. والهاجِر، يُقَال: بعير هاجِرٌ، وناقةٌ هاجِرةٌ، أَي فائقةٌ فاضِلة، وَالْجمع الهاجِرات. قَالَ أَبُو وَجْزَةَ: تَبارى بأَجْيادِ العَقيق غُدَيَّةًعلى هاجِراتِ حَان مِنْهَا نُزولُها وأَهجَرَت الناقةُ، هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ، ونَصُّ ابنِ دُرَيْد، على مَا فِي التكملة وَاللِّسَان: أَهْجَرَت الجاريةُ، إِذا شَبَّتْ شَباباً حَسَنَاً. وَقَالَ غيرُه: جاريةٌ مُهْجِرَةٌ، إِذا وُصِفَت بالفَراهةِ والحُسْن. والهَجْرُ، بِالْفَتْح: الحَسَنُ الكريمُ الجَيِّد، يُقَال: جَملٌ هَجْرٌ، وكَبشٌ هَجْرٌ، أَي حَسَنٌ كريمٌ، وَقَالَ الشَّاعِر: وماءٍ يَمانٍ دونه طَلَقٌ هَجْرُ يَقُول: طَلَقٌ لَا طَلَقَ مثله، كالهاجِرِيّ، وَهُوَ الجيِّدُ الحَسنُ من كلِّ شَيْء. الهَجْرُ أَيْضا: الخِطامُ، نَقَلَه الصَّاغانِيّ.
الهُجْرُ، بالضمّ: الْقَبِيح من الْكَلَام، والفُحشُ فِي المَنْطق، والخَنَا، نَقله الكسائيّ والأصمعيّ، كالهَجْراءِ، ممدوداً، نَقَلَه الصَّاغانِيّ. الهِجْرُ، بِالْكَسْرِ: الفائقةُ والفائقُ فِي الشَّحم والسَّيْر، من النُّوقِ والجِمالِ، نَقله الصَّاغانِيّ، يُقَال: ناقةٌ هِجْرٌ مثل مُهْجِرَةٍ. وأَهْجَرَ فِي مَنْطقه إهْجاراً وهُجْراً، بالضمّ، عَن كُراع واللِّحيانيّ، وَالصَّحِيح أَن الهُجْر بالضمّ الِاسْم من الإهْجار، وأنّ الإهْجار الْمصدر. أَهْجَرَ بِهِ إهْجاراً: اسْتَهزأَ بِهِ وَقَالَ فِيهِ قولا قبيحاً، وَقَالَ هَجْرَاً وبَجْرَاً، وهُجراً وبُجْراً، إِذا فَتَحَ فَهُوَ الْمصدر، وَإِذا ضمَّ فَهُوَ الِاسْم. وَتَكَلَّم بالمَهاجِر، أَي الهُجْرِ من القَول، ورَماهُ بهاجِراتٍ ومُهْجِرات، أَي بفَضائح، كَذَا فِي التَّهْذِيب، وَفِي الأساس: أَي بفَواحِش، قَالَ: والهاجِرات: هِيَ الكلماتُ الَّتِي فِيهَا فُحْشٌ، فَهِيَ من بابِ لابِن وتامِرٍ. الهُجْرُ أَيْضا: الهَذَيانُ وإكثارُ الْكَلَام فِيمَا لَا يَنْبَغِي. يُقَال: هَجَرَ فِي نَوْمِه ومَرضِه يَهْجُرُ هُجْراً، بالضمّ، وهِجِّيرَى، وإهْجيرَى، كِلاهما بِالْكَسْرِ: هَذَى. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: الهِجِّيرَى: كَثْرَةُ الْكَلَام وَالْقَوْل السيِّئ، وَقَالَ اللَّيْث: الهِجِّيرى: اسمٌ من هَجَرَ، إِذا هَذى، وَهَجَرَ المريضُ هَجْرَاً فَهُوَ هاجِرٌ، وَهَجَرَ بِهِ فِي النَّوم هَجْرَاً: حَلَمَ وهَذى، وَفِي التَّنْزِيل: مُستَكبرينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرون قَالَ الأَزْهَرِيّ: قَرَأَ ابنُ عبّاس: تُهْجِرون، من أَهْجَرْت، من الهُجْر وَهُوَ الإفْحاش، وَقَالَ الفَرّاء: وَإِن قُرئَ تَهْجُرون، جُعلَ من قَوْلك: هَجَرَ الرجلُ فِي مَنامِه، إِذا هَذى، وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: هُوَ مِثلُ كلامِ المَحْموم والمُبَرْسَم والكلامُ مَهْجُورٌ، وَقد هَجَرَ المريضُ ورُوي عَن إبراهيمَ فِي قَوْله عزَّ وجلَّ: إنّ قومِي اتَّخذوا هَذَا القُرآنَ مَهْجُوراً قَالَ: قَالُوا فِيهِ غَيْرَ الحقّ. أَلَمْ ترَ إِلَى المريضِ إِذا هَجَرَ قَالَ غَيْرَ الحقِّ. وَعَن مُجاهدٍ نَحْوُه. يُقَال: هَذَا هِجِّيراه وإهْجيراهُ وإهْجِيرَاؤُه، بالمدّ والقَصْر، وهِجِّيرُه، كسِكِّيتٍ، وأُهْجورَته، بالضمّ، وهِجْرِيَّاهُ وإجْرِيّاه، أَي دَأْبُه ودَيْدنُه وشَأْنَه وعادَتُه. وَفِي التَّهْذِيب: هِجِّيرى الرجلِ: كلامُه ودَأْبُه)
وشَأْنه. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(رَمى فَأَخْطَأَ والأقدارُ غالِبَةٌ ... فانْصَعْنَ والوَيْلُ هِجِّيراهُ والحَرَبُ)
وَفِي الصّحاح: الهِجِّيرُ مِثالُ الفِسِّيق: الدَّأْبُ وَالْعَادَة، وَكَذَلِكَ الهِجِّيرى والإهْجيرى، وَفِي حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ: مالَه هِجِّيرى غيرُها هِيَ الدَّأْبُ والعادةُ والدَّيْدَن. يُقَال: مَا عندَه غَناءُ ذَلِك وَلَا هَجْرَاؤُه، بِمَعْنى واحدٍ.
والهَجيرُ، كأَميرٍ، والهَجيرَةُ، بزيادةِ الهاءِ، والهَجْرُ، بِالْفَتْح، والهاجِرَةُ: نِصفُ النَّهارِ عندَ زَوالِ الشَّمسِ مَعَ الظُّهْرِ، أَو من عِنْد زَوالِها إِلَى العَصْر، سُمِّي بذلك لأنّ الناسَ يَسْتَكِنُّونَ فِي بُيُوتهم كأنّهم قد تَهاجَروا، وَحكى ابْن السِّكِّيت عَن النَّضْر أنّه قَالَ: الهاجرَةُ إنّما تكون فِي القَيْظ وَهِي قَبْلَ الظُّهرِ بِقَلِيل وبَعدَه بِقَلِيل، وَقَالَ أَبُو سعيد: الهاجرةُ من حِين تَزُول الشمسُ، والهُوَيْجِرَةُ بعْدهَا بِقَلِيل. أَو شِدَّةُ الحَرِّ فِي كلّ ذَلِك. وَفِي الصّحاح: هُوَ نِصفُ النَّهارِ عندَ اشتدادِ الحَرِّ. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(وبَيْداءَ مِقْفارٍ يكادُ ارْتكاضُها ... بآلِ الضُّحى والهَجْرُ بالطَّرْفِ يَمْصَحُ)
وهَجَّرْنا تَهْجِيراً، وأَهْجَرْنا، وتهجَّرْنا: سِرنا فِي الهاجرة. الأخيرةُ عَن ابْن الأَعْرابِيّ وَأنْشد:
(بأطْلاحِ مَيْسٍ قد أَضَرَّ بطِرْقِها ... تَهَجُّرُ رَكْبٍ واعْتِسافُ خُروقِ)
وَفِي حَدِيث زَيْدِ بن عَمْرو: وَهل مُهَجِّرٌ كَمَنْ قَالَ، أَي هَل مَن سارَ فِي الهاجِرَةِ كَمَنْ أقامَ فِي القائلة وَتقول مِنْهُ: هَجَّرَ النّهارُ، قَالَ امرؤُ القَيس:
(فَدَعْها وسَلِّ الهَمَّ عنكَ بجَسْرَةٍ ... ذَمولٍ إِذا صَامَ النَّهارُ وهَجَّرا)
وَتقول: أَتَيْنَا أَهْلَنا مُهْجِرين، كَمَا يُقَال: مُؤْصِلين أَي فِي وَقت الهاجِرَة والأَصيل. قَالَ الصَّاغانِيّ تبعا للأزْهريّ: التَّهجيرُ فِي قولِه صلّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسلَّم فِي حديثٍ مَرْفُوع: المُهَجِّرُ إِلَى الجُمُعَة كالمُهْدي بَدَنَةٍ قَالَ الأَزْهَرِيّ: يذهبُ كثيرٌ من الناسِ إِلَى أنّ التَّهجير فِي هَذِه الْأَحَادِيث، من المُهاجَرَة وَقْتَ الزَّوال، قَالَ: وَهُوَ غَلَطٌ، والصَّواب فِيهِ مَا روى أَبُو دَاوُود المَصاحفيّ عَن النَّضْر ابنُ شُمَيْل أنّه قَالَ: التَّهجير إِلَى الجُمُعَة وغيرِها: التَّبْكيرُ والمُبادَرةُ إِلَى كلّ شيءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الخليلَ يَقُول ذَلِك، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَهَذَا صحيحٌ، وَهِي لغةٌ أهلِ الحجازِ وَمن جاوَرَهم من قَيْس، قَالَ لَبيد: راحَ القَطينُ بهَجْرٍ بعدَما ابْتَكَروا فَقَرَنَ الهَجرَ بالابْتِكارِ، والرَّواحُ عِنْدهم الذَّهابُ والمُضِيُّ، يُقَال: راحَ القومُ، أَي خَفُّوا ومَرُّوا أيَّ وَقْتٍ كَانَ. وقولُه صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: وَلَو يَعْلَمون، وَفِي رِوَايَة: لَو يَعْلَمُ الناسُ، مَا فِي التَّهْجيرِ لاسْتَبَقوا إِلَيْهِ بِمَعْنى التَّبْكير إِلَى جَمِيع الصَّلَوات، وَهُوَ المُضِيُّ إِلَيْهَا فِي أوائلِ أَوْقَاتِها. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وسائرُ الْعَرَب يَقُولُونَ: هَجَّرَ الرجلُ: إِذا خَرَجَ)
بالهاجِرَة، وَهِي نِصفُ النَّهار، وَيُقَال: أَتَيْتُه بالهَجيرِ وبالهَجْر، وَأنْشد الأَزْهَرِيّ عَن ابْن الأَعْرابِيّ فِي نَوادِرِه قَالَ: قَالَ جِعْثِنَةُ بنُ جَوّاس الرَّبَعيّ يُخاطبُ ناقتَه:
(وتَصْحَبي أيانِقاً فِي سَفْرِ ... يُهَجِّرون بهَجيرِ الفَجْرِ)
أَي يُبِكِّرون بوَقتِ الْفجْر. زَاد الصَّاغانِيّ: وليسَ التّهجيرُ فِي هذَيْن الحَديثين من الهاجِرَة فِي شيءٍ. والهَجيرُ، كأَمير: الحَوضُ الْعَظِيم، وَقَالَ: يَفْرِي الفَرِيَّ بالهَجيرِ الواسِعِ ج هُجُرٌ، بضَمَّتَيْن، وعَمّ بِهِ ابنُ الأعرابيّ فَقَالَ: الهَجيرُ: الحَوضُ، وَفِي التَّهْذِيب: الحَوضُ المَبْنيّ، قَالَت خَنْسَاءُ تَصِف فرسا:
(فَمالَ فِي الشَّدِّ حَثيثاً كَمَا ... مالَ هَجيرُ الرجلِ الأَعْسَرِ) تَعْنِي بالأَعْسر الَّذِي أساءَ بناءَ حَوْضِه فمالَ فانْهَدَم، شَبّهت الفرَسَ حينَ مالَ فِي عَدْوِه وجَدّ فِي حُضْرِه بحَوضٍ مُلئَ فانْثَلَمَ فسالَ ماؤُه. الهَجيرُ: مَا يَبِسَ من الحَمْض، وَفِي الصّحاح: يَبِيسُ الحمضِ الَّذِي كَسَرَتهُ الماشيةُ وهُجِرَ، أَي تُرَك. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(وَلم يَبْقَ بالخَلْصاءِ ممّا عَنَتْ بِهِ ... من الرُّطْب إلاَّيبْسُها وهَجيرُها)
الهَجيرُ: الغليظُ الضَّخم من حُمُرِ الوَحشِ، والهَجير: القَدَحُ الضَّخَم، نَقله الصَّاغانِيّ. الهَجيرُ: ماءٌ، وَفِي التكملة: ماءَةٌ لبني عِجْل بن لُجَيْم، بَين الكُوفةِ والبَصْرة، نَقَلَه الصَّاغانِيّ، وَقيل: مَوضعٌ. منَ المَجاز: الهَجيرُ: الفَحلُ الفادِرُ السَّمين الجافِرُ من الضِّراب يُقَال: هَجَرَ الفَحلُ، إِذا تَرَكَ الضِّرابَ، كَقَوْلِهِم: عَدَلَ الفَحْلُ، كَمَا فِي الأساس. الهَجيرُ: اللَّبَنُ الخاثِر، هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ، وَالصَّوَاب فِيهِ: اللَّبن الْفَائِق الْجيد وَفِي الكِفاية: الهَجير: اللبَنُ الجيِّد، وَقد تقدّم فِي شرح قولِ الأعرابيّة لمعاوية. وَلم يَذْكُر أحدٌ من الأئمّة أنَّ الهَجيرَ هُوَ الخاثِرُ من اللّبن، وَمَا عَلِمْتُ للمُصنِّف فِي ذَلِك قُدوة، فتأَمَّلْ. منَ المَجاز: قَوسٌ قَويَّة الهِجار، ككِتابٍ، أَي الوَتَر، قَالَه الزَّمَخْشَرِيّ. الهِجار: خاتَمٌ كَانَت الفُرسُ تتَّخذه غَرَضَاً، أَي هَدَفَاً، عَن ابْن الأَعْرابِيّ، وَأنْشد للأغْلَبِ العِجْليّ:
(مَا إنْ عَلِمْنا مَلِكَاً أغارا ... أَكْثَرَ مِنْهُ قِرَةً وَقَارا)
وفارِساً يَسْتَلِبُ الهِجارا قَالَ: يصِفُه بالحِذْق. الهِجار: الطَّوْق، والتَّاج، والهِجارُ: حَبلٌ يُشَدُّ فِي رُسْغِ رِجلِ البعيرِ ثمَّ يُشدُّ إِلَى حَقْوِه إنْ كَانَ عُرْياناً، وَإِن كَانَ مَوْصُولاً، هَكَذَا فِي النّسخ وَهُوَ غلطٌ وصوابُه: وإنْ كَانَ مَرْحُولاً شُدَّ إِلَى الحَقَب. وَقيل: هُوَ حَبلٌ يُعقَد فِي يَدِه ورِجْله فِي أحدِ الشِّقَّيْن وربّما عُقِدَ فِي وَظيفِ اليَدِ، ثمَّ حُقِّبَ بالطرف الآخَر، وَهَجَرَ بَعيرَه يَهْجُره) هَجْرَاً، بِالْفَتْح، وهُجوراً، بالضمّ: شَدَّه بِهِ. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: المَهْجورُ: الفَحلُ يُشَدُّ رَأْسُه إِلَى رِجْله. وَقَالَ الليثُ: تُشَدُّ يَدُ الفَحل إِلَى إِحْدَى رِجلَيْه، يُقَال: فحلٌ مَهْجُور. قَالَ: والهِجارُ مُخالِفُ الشِّكالِ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَهَذَا الَّذِي حَكَاهُ الليثُ فِي الهِجارِ مُقارِبٌ لما حَكَيْتُه عَن العربِ سَماعاً، وَهُوَ صحيحٌ إلاّ أنّه يُهْجَرُ بالهِجار الفَحلُ وغيرُه. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: قَالَ نُصَيْرٌ: هَجَرْتُ البَكْرَ: إِذا رَبَطْت فِي ذِراعِه حَبلاً إِلَى حَقْوِه وقَصَّرْتَه لئلاّ يَقْدِر على العَدْوِ. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: وَالَّذِي سمعتُ من الْعَرَب فِي الهِجارِ أَن يُؤخذ فَحلٌ ويُسَوَّى لَهُ عُرْوَتان فِي طَرَفَيه وزِرّان، ثمَّ تُشَدُّ إِحْدَى العُرْوَتَيْن فِي رُسْغِ رِجلِ الفرَسِ وتُزَرُّ، وَكَذَلِكَ العُرْوَة الأُخرى فِي اليدِ وتُزَرّ، قَالَ: وسَمِعْتُهم يَقُولُونَ: هَجِّروا خَيْلَكم، وَقد هَجَّرَ فلانٌ فرسَه. والهَجِرُ، ككَتِف، الَّذِي يمشي مُثْقَلاً ضَعِيفا مُتقارِبَ الخَطْوِ، قَالَه ابْن الأَعْرابِيّ، وَأنْشد قَوْلَ العَجّاج:
(وغِلْمَتي مِنْهُم سَحيرٌ وبحِرْ ... وآبِقٌ مِن جَذْبِ دَلْوَيْها هَجِرْ)
قَالَ: كَأَنَّهُ قد شُدَّ بهِجارِ لَا يَنْبَسط ممّا بِهِ من الشّرِّ والبَلاءِ، وَفِي الْمُحكم: وَذَلِكَ من شدَّةِ السَّقْي. وَهَجَر، محرَّكةً: د، بِالْيمن بَينه وبينَ عَثَّرَ يومٌ وليلةٌ من جهةِ الْيمن، مُذكّر مَصْرُوفٌ وَقد يؤنَّث ويُمْنع، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: قد سَمِعْنا من العربِ مَن يَقُول: كجالب التَّمْرِ إِلَى هَجرٍ يَا فَتى، فَقَوله: يَا فَتى، من كَلَام العربيِّ، وإنّما قَالَ يَا فَتى لئلاّ يَقِفَ على التَّنوين، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لَو لم يقل لَهُ يَا فَتى لَلَزمه أَن يَقُول: كجالب التمرِ إِلَى هَجَر، فَلم يكن سِيبَوَيْهٍ يعرف من هَذَا أنّه مَصْرُوف أَو غيرُ مَصْرُوف، والنِّسبَةُ هَجريٌّ، على الْقيَاس، وهاجِرِيٌّ، على غيرِ قياسٍ، كَمَا قيل: حارِيّ بالنّسبة إِلَى الحِيرَة، قَالَ الشَّاعِر:
(ورُبَّتَ غارَةٍ أَوْضَعْتُ فِيهَا ... كسَحِّ الهاجِرِيِّ جَريمَ تَمْرِ)
وَقَالَ عَوْفُ بن الخَرِع:
(يَشُقّ الأَحِزَّةَ سُلاَّفُنا ... كَمَا شَقَّقَ الهاجريُّ الدِّبارا)
هَجَرُ: اسمٌ لجَمِيع أَرض البحْرَيْن. وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: بلدٌ مَعْرُوف بالبَحرَيْن، وَقَالَ غيرُه: هُوَ قَصَبَةُ بلادِ البحرَيْن، مِنْهُ إِلَى يَبْرِينَ سبعةُ أيّام، وَمِنْه المثَل: كمُبْضِعِ تَمْرٍ إِلَى هجرَ. ذكره الجَوْهَرِيّ، وَهُوَ كَقَوْلِهِم: كجالبِ الدُّرِّ إِلَى البَحر. مِنْهُ أَيْضا قولُ عمر رَضِي الله عَنهُ: عَجِبْتُ لتاجِرِ هَجَرَ، وراكبِ البَحر. كَأَنَّهُ أَرَادَ لكثرةِ وَبائه أَو لرُكوبِ البَحر. وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: وإنّما خَصَّها لكثرةِ وَبائِها، أَي تاجِرُها وراكِبُ البَحرِ سَواءٌ فِي الخَطَر. وكلامُ المُصنّف غَيْرُ مُحرّرٍ هُنَا. هَجرُ: ة، كَانَت قربَ الْمَدِينَة المُشرّفة، إِلَيْهَا تُنسَب القِلالُ الهَجَرِيَّة وَقد جَاءَ ذِكرها فِي حديثِ المِعراج، أَو أَنَّهَا تُنسَب إِلَى هَجَرِ الْيمن وَفِيه اختلافٌ. هَجَرُ: حِصَّةٌ، هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ، والصوابُ كَمَا فِي المعجم وَغَيره: هَجَرُ: حِصْنَةٌ، بكسرٍ فسكونٍ فنون مَفْتُوحَة، من مِخْلافِ مازنٍ، والهَجَر بلغَة حِمْيَر: الْقرْيَة.)
والهَجَران: قَريتان مُتقابِلَتان فِي رأسِ جبلٍ حَصينٍ قربَ حَضْرَمَوْت تَطْلُع إِلَيْهِ فِي مَنْعَة من كلّ جَانب. يُقَال لإحداهما: خَيْدُونُ وخَوْدُونُ، وللأُخرى: دَمُّون، قَالَ الحسنُ بن أَحْمد بن يَعْقُوب اليمنيّ: وَسَاكن خَوْدُونَ الصَّدِف، وساكنُ دَمُّونَ بَنو الْحَارِث بن عمروٍ المَقْصور بن حُجْرٍ آكلِ المُرار، وفيهَا يَقُول امرؤُ القَيْس: كأنِّي لم آلَهْ بدَمُّونَ مَرَّةًوَلَمْ أَشْهَدِ الغاراتِ يَوْمًا بعَنْدَلِ وكلُّ رجل من هاتَيْن القَريتَيْن مُطِلٌّ على قَلْعَته، وَلَهُم غيل يصُبُّ من سفح الجبلِ يَشْرَبونه وزُروعُ هَذِه الْقرى النَّخل والذُّرَة والبُرُّ، وَفِيهِمَا يَقُول المُتَمَثِّل: الهَجَران كفّة بكفّة، بهَا الدَّبْر مُحتَفّه. الدَّبْرُ عِنْدهم: الزَّرْعُ، يُقَال: مَا بلَدُه إلاّ هَجَرٌ من الأَهْجارِ، أَي خِصْبٌ، نَقله الصَّاغانِيّ. وهاجِرُ بِكَسْر الْجِيم: قَبيلةٌ من ضَبَّة، أنْشد ابْن الأَعْرابِيّ:
(إِذا تَرَكَتْ شُرْبَ الرَّثيئةِ هاجرٌ ... وهكَّ الخَلايا لم تَرِقَّ عُيونُها)
أمّا هاجَرُ، بِفَتْح الْجِيم، فإنّها أمُّ إِسْمَاعِيل صلّى الله على نبيِّنا وَعَلِيهِ وسلَّم، وَيُقَال لَهَا: آجَرُ أَيْضا، وَقد تقدّم فِي مَوْضِعه. وَفِي اللِّسَان: هاجَرُ: أوّلُ امرأةٍ جَرَّت ذَيْلَها وَثَقَبتْ أُذُنَيْها، وأوّل من خُفِضَ. قَالَ: وَذَلِكَ أنّ سارةَ غَضِبَت عَلَيْهَا فَحَلَفت أَن تقطع ثلاثةَ أعضاءٍ من أعضائها، فأمرَها إبراهيمُ عَلَيْهِ السّلام أَن تَبَرَّ قَسَمَها بثَقْبِ أُذُنَيْها وخَفْضِها، فَصَارَت سُنَّةً فِي النِّسَاء. والهَجْرُ، بِالْفَتْح. جَاءَ ذِكرُه فِي شِعر قَالَه الحازميّ. والهُجَيْرُ كزُبَيْر. موضعان.
والهاجِريُّ: البِناءُ، كأنّ مَنْسُوبٌ إِلَى هَجَر، مَأْخُوذٌ من قَوْلِ الشاعرِ الَّذِي تقدّم ذِكرُه عِنْد ذِكرِ هاجِريّ. الهاجِرِيُّ أَيْضا: مَن لَزِمَ الحَضَر، وَهَذَا على حَقِيقَته، فإنّ الهِجْرَةَ عِنْدهم هِيَ الانتقالُ من البَدْوِ إِلَى القُرى، كَمَا تقدّم.
والهَجُورِيّ، بِالْفَتْح: اسمُ الطّعامِ الَّذِي يُؤكَل نِصفَ النّهارِ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: سَمِعْتُ غيرَ واحدٍ من الْعَرَب يَقُول هَكَذَا.
والتَّهَجُّر: التَّشبُّه بالمُهاجِرين، وَمِنْه قَوْلُ عمر رَضِي الله عَنهُ: هاجِروا وَلَا تَهَجَّروا. قَالَ أَبُو عُبَيْد: يَقُول: أَخْلِصوا الهِجرَةَ لله تَعَالَى وَلَا تَشبَّهوا بالمُهاجِرين على غيرِ صِحَّةٍ مِنْكُم، فَهَذَا هُوَ التَّهَجُّر، وَهُوَ كقولِك: فلانٌ يَتحلَّم وَلَيْسَ بحليم، أَي أنّه يُظهِر ذَلِك وَلَيْسَ فِيهِ. وهجرَةُ البُحَيْح، كزُبَيْر: قربَ صنعاءِ الْيمن، نَقله ياقوت فِي المُعجَم، وهَجرَةُ ذِي غَبَبٍ، مُحرَّكةً وَضَبَطه الصَّاغانِيّ كصُرَد، قُربَ ذَمارِ بِالْيمن، نَقله ياقوت. ثمَّ إنّ مُقتضى سِياق المصنِّف أَنَّهُمَا بِالْفَتْح، ورأيتُ الصَّاغانِيّ قد ضَبَطَهما بِالْكَسْرِ بخطّه مُجَوِّداً، وَهُوَ الْمَشْهُور على الْأَلْسِنَة. وَذُو هَجَرَان الحِمْيَريّ، مُحرَّكةً، هُوَ ابنُ نُسْمى، بِضَم النُّون وَسُكُون السِّين الْمُهْملَة مَقْصُور، من بني مِيتَمٍ بن سَعْدٍ، كمِنْبَر، من الأَذْواء، وَهُوَ من الأَقْيال. يُقَال: عَدَدٌ مُهْجِرٌ، كمُحسِن، أَي كَثيرٌ، قَالَ أَبُو نُخَيْلةَ السَّعديّ: هذاكَ إسحاقُ وقِبْضٌ مُهْجِرُ قَالَ الصَّاغانِيّ: هَكَذَا أَنْشَده الأَزْهَرِيّ. وَفِي رَجْزِه: مُجْهِر، على الْقلب. وَإِسْحَاق هُوَ ابنُ مُسلِم العُقَيْليُّ.والمُتَهَجِّرُ: فرَسُ عبدِ يَغوثَ بن عَمْرِو بن مُرَّة بن هَمّام. والهُجَيْرَة: تَصْغِير الهَجْرَة بِالْفَتْح: وَهِي السَّنَةُ التّامّةُ، قَالَه ابْن)
الأَعْرابِيّ. هَكَذَا نَقَلَه الصَّاغانِيّ عَنهُ، كَمَا رأيتُه فِي التّكملة، وتَبِعَه المُصنِّف، وَهُوَ تَصحيفٌ قَبيحٌ، وصوابُه على مَا هُوَ فِي التّهذيب للأزهريّ نقلا عَن ابْن الأَعْرابِيّ. والهُجَيْرَة: تَصْغِير الهَجْرَة وَهِي السَّمينَةُ التّامةُ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الهَجْرُ: تَرْكُ مَا يَلْزَمُكَ تَعاهُدُه، قَالَه اللَّيْث. والمُهاجَرَة فِي الذِّكْر: تَرْكُ الإخلاصِ فِيهِ، فكأنّ قلبَه مُهاجِرٌ للسانِه، وَمِنْه الحَدِيث: ومنَ الناسِ مَن لَا يَذْكُر اللهَ إلاّ مُهاجِراً، يُرِيد هِجْرانَ الْقلب. وَهَجَره: أَغْفَله. ومُهاجَرُ إبراهيمَ، بِفَتْح الْجِيم: الشّامُ. وَمِنْه الحَدِيث: سَيكون هِجْرَةٌ بعد هِجرَةٍ، فخِيارُ أهلِ الأرضِ أَلْزَمُهم مُهاجَرَ إِبْرَاهِيم وإنّما أُضيف إِلَيْهِ لأنّه عَلَيْهِ السلامُ لمّا خرجَ من أرضِ الْعرَاق مضى إِلَى الشامِ وَأقَام بِهِ. وَهَذَا المكانُ أَهْجَرُ من هَذَا، أَي أحسنُ. حَكَاهُ ثَعْلَب. وَأنْشد: تَبدَّلَتُ دَارا مِن دِيارِكَ أَهْجَرا قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلم نسْمع لَهُ بفِعْل، فَعَسَى أَن يكون من بَاب أَحْنَكِ الشّاتَيْن، وأَحْنَكِ البَعيرَيْن، وَقَالَ هُجْراً وبُجْراً: أَي فُحشاً. وهَجَرَ بِهِ النومُ يَهْجُر هَجْرَاً: حَلَمَ. والهَواجِرُ، جمع هُجْر بِمَعْنى الفُحْش، على غير قِيَاس، وَهُوَ من الجموع الشاذّة، كأنّ وَاحِدهَا هاجِرَةٌ، كَمَا قَالُوا فِي جمع حاجةٍ: حَوائِج، كأنّ واحدَها حائِجَة، قَالَه ابنُ جنّي وَأنْشد:
(وإنَّكَ يَا عامِ ابنَ فارِسِ قُرْزُلٍ ... مُعيدٌ على قِيلِ الخَنَا والهَواجِرِ) قَالَ ابنُ بَرّيّ: البَيتُ لسَلَمةَ بن الخُرْشُب الأَنْماريّ يُخاطِبُ عامرَ بن الطُّفَيْل. وقُرْزُل: اسْم فرسٍ للطُّفَيْل. والمُعيد: الَّذِي يُعاوِدُ الشيءَ مرّةً بعد مرّةٍ. قَالَ: والصَّحيحُ فِي الهَواجِرِ أنّها جمع هاجِرَةٍ بِمَعْنى الهُجْر، وَيكون من المَصادر الَّتِي جاءَت على فاعِلَة، مثل العاقِبَة والكاذِبَة والعافِيَة، قَالَ: وشاهِد هاجِرَة بِمَعْنى الهُجْر قَوْلُ الشَّاعِر، أنْشدهُ المفضّل:
(إِذا مَا شِئتَ نالَكَ هاجِراتي ... وَلم أُعْمِلْ بهنَّ إليكَ ساقي)
فَكَمَا جُمِعَ هاجرَةٌ على هاجِراتٍ جَمْعَاً مُسلَّماً كَذَلِك يُجمَع هاجِرَةٌ على هَواجِرَ جمعا مُكَسَّراً. وهِجِّيرى الرجلِ: كلامُه، قَالَه الأَزْهَرِيّ. وصَلاةُ الهَجير، كأَمير: صلاةُ الظُّهر، وَفِي الحَدِيث: أنّه كَانَ يُصلّي الهَجيرَ حِين تَدْحَضُ الشمسُ على حذفِ مُضاف، وَقد هَجَّرَ النهارُ فَهُوَ مُهَجَّر. وَقَالَ الليثُ أَهْجَرَ القومُ: إِذا صَارُوا فِي ذَلِك الْوَقْت، وهَجَّروا: إِذا سَارُوا فِي ذَلِك الْوَقْت. والهُوَيْجِرَة، بعد الهاجِرَةِ بِقَلِيل، قَالَه السُّكَّريّ. والهجير، كأَمير: المَتروك، وَقد هُجِرَ إِذا تُرِك، نَقَلَه ابنُ القَطّاع. والهَجْرُ، بِالْفَتْح، والهجير، كأمير موضعان. وهما غير الْمَوْضِعَيْنِ اللَّذين ذكرهمَا المُصَنّف والهَجَرُ، مُحرَّكةً: مَوْضِعٌ، عَن ابْن دُرَيْد، قَالَ الصَّاغانِيّ: وَهُوَ غيرُ هَجَر الَّذِي لَا تَدْخُله الألفُ وَاللَّام.
وأَهْجَرَت الحاملُ: عَظُمَ بَطْنُها، نَقله ابنُ القَطّاع. وهِجْرةُ القِيريّ: من أعمالِ كَوْكَبان، وَقد تقدّم ذِكرها فِي قي ر. وهاجِرُ بن عبد مَناف الخُزاعيّ، بِكَسْر الْجِيم، وبنتُه لُبْنى بنت هاجِرِ أمُّ أبي لَهَب، ذكره السُّهَيْليّ فِي الرَّوْض،)
وَنَقله الشّاميّ فِي السِّيرَة. وهاجِرُ بن عُرَيْنة فِي نسَبِ عبد الرَّحْمَن بن رُماحِس الكِنانيّ، بِكَسْر الْجِيم أَيْضا. وَهَذَا نَقَلَه الحافظُ فِي التبصير. وهِجَارُ بن وَبَيْر بن أبي دُعَيْج، ككِتاب، بطنٌ من بني الحَسَنِ بن عليّ رَضِي الله عَنهُ.
والإمامُ أَبُو الحسَن عليّ الهُجْويريّ بالضمّ، مُؤلِّف: كَشْفُ المَحْجوب. والمَدْفون بلاهور، من قُدَماءِ المَشايخ، كأنّه إِلَى هُجْويرة قريةٌ من مُضافات غَزْنِينَ، فليُنظَرْ. والهَجَران، محرَّكة: اسمٌ للمُشَقَّر وعَطالَة، حِصنانِ باليَمامة، وهما غير اللَّذَان ذكرَهما المُصنِّف. ومَهْجُورٌ: اسمُ ماءٍ فِي نواحي الْمَدِينَة. ومَهْجَرةُ: بَلْدَةٌ فِي أوّلِ أعمالِ الْيمن، بَينهَا وَبَين صَعْدَةَ عِشرونَ فَرْسَخاً.
(هجر) : الأُهْجُوَرةُ: العادَةُ. 

هلج

(هلج)
هلجا أخبر بِمَا لَا يُوقن بِهِ وحلم أحلاما كَثِيرَة غامضة
هلج:
هلّج: هلجان = هرجان = أرقان: شجر لوز البربر (أنظر ارقان في الصفحة 61 من ترجمة هذا المعجم، مادة أرقان) (البكري 163) هليج، أهليج، هليلج = أهليلج: انظر اهليلج في الجزء الأول من ترجمة هذا المعجم.
(هـ ل ج) : (الْهَلِيلَجُ) مَعْرُوفٌ عَنْ اللَّيْثِ وَهَكَذَا فِي الْقَانُونِ وَعَنْ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ الْأَحْمَرِ الْإِهْلِيلِجَةُ بِكَسْرِ اللَّامِ الْأَخِيرَةِ وَكَذَا عَنْ شِمْرٍ وَلَا تَقُلْ هَلِيلِجَةٌ وَكَذَا قَالَ الْفَرَّاءُ.
هلج
الهَلِيْلَجُ: من الأَدْوِيَة، لُغَةٌ في إهْلِيْلَج. وهَلَجْتُ وهَرَجْتُ: وهو أنْ يَأْتِيَكَ من الأخبار بما لا تُوْقِنُ به. والهَلَجُ: ما تَراهُ في النَّوْمِ كالأضْغاث. ويَهْلِجُ في الكلام: يَهْذي. والهَلَجُ: الطَّمَعُ، هَلَّجَني تَهْلِيْجاً.
(هـ ل ج)

الهَلْجُ: مَا لم توقن بِهِ من الْأَخْبَار، هَلَج يَهْلِجُ هَلْجا.

والهَلْجُ: شَيْء ترَاهُ فِي نومك مِمَّا لَيْسَ برؤيا صَادِقَة.

والهَلْجُ: أخف النّوم.

والهَلِيلَجُ، والإهْلِيلِجَةُ: عقير مَعْرُوف، وَهُوَ مُعرب.
هـ ل ج: (الْإِهْلِيلِجُ) مُعَرَّبٌ، قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ بِكَسْرِ اللَّامَيْنِ وَكَذَا الْوَاحِدَةُ مِنْهُ. وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: هُوَ بِفَتْحِ اللَّامِ الثَّانِيَةِ. قَالَ وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ إِفْعِيلِلٌ بِالْكَسْرِ وَفِيهِ إِفْعِيلَلٌ بِالْفَتْحِ كَإِبْرِيسَمٍ وَإِطْرِيفَلٍ. 

هلج: الهَلْجُ: ما لم يُوقَنْ به من الأَخبار. هَلَجَ يَهْلِجُ هَلْجاً

إِذا أَخبر بما لا يُؤْمَنُ به. والهَلْجُ: شيءٌ تراه في نومك مما ليس

برُؤْيا صادقة. والهَلْجُ: أَخفُّ النوم.

والهالِجُ: الكثير الأَحلام بلا تحصيل. والهُلْجُ في النوم: الأَضْغاثُ.

والهَلِيلِجُ والإِهْلِيلَجُ والإِهْلِيلِجَةُ: عِقِّيرٌ من الأَدوية

معروف، وهو معرّب. الجوهري: ولا تقل هَلِيلِجةٌ. قال الفراء: وهو بكسر

اللام الأَخيرة، قال: وكذلك رواه الإِيادي عن شمر؛ وقيل: هو الإِهْلِيلَجُ،

بفتح اللام الأَخيرة؛ قال ابن الأَعرابي: وليس في الكلام إِفْعِيلِل،

بالكسر، ولكن إِفْعِيلَل مثل إِهْلِيلَج وإِبرِيْسَم وإِطْرِيفَل.

هـلج
إهليج1 [مفرد]: (هس) شكل هندسي شبه بيضيّ يُسمى القطع الناقص. 

إهليج2 [جمع]: (نت) جنس أشجار تنبت في الهند والصين وغيرهما، وأنواعها كثيرة، ثمرها على هيئة حبّ الصَّنوبر الكبار. 

هَلَج [جمع]: (نت) جنس نباتات شائكة من فصيلة السّذابيّات ثمارها نوويّة كالزَّيتون مُرّة الطَّعْم تُسهِّل المعدة قبل إدراكها، سكَّريَّة الطَّعم مأكولة بعد نضجها، ويسمَّى الزَّقُّوم أو بلح الصَّــحراء

هلج



إِهْلِيلَجٌ (IAar, S, K) and إِهْلِيلِجٌ, (Fr, Sh, K,) but this is disapproved by IAar, who observes that there are no words in Arabic of the measure إِفْعِيلِلٌ, but there are of the measure إِفْعِيلَلٌ, as إِهْلِيلَجٌ and إِبْرِيسَمٌ and إِطْرِيفَلٌ, (S,) and هَلِيلَجٌ, (L,) but this is disallowed by ISk, (S,) [a coll. gen. n.,] n. un. with ة, (K,) an arabicized word, (S,) from اهليله, (TA,) [or rather هلِيلَهْ, a Persian word,] A well-known fruit, [the fruit of the myrobalan, as well as the myrobalan-tree,] one kind of which is yellow, (K,) and another kind black, the latter being in the highest state of ripeness, and another kind called كَابُلِىٌّ: it is useful as a remedy for quinseys, and preserves the intel-lect, and removes the head-ache, (when used made into a conserve, TA,) and is, in the stomach, like an intelligent housewife, who is a good manager, in the house: (K, TA; but omitted in some copies of the K:) so is this medicine to the brain and stomach. (TA.) [See also بِلِيلَجٌ, in art. بلج.]
هلج
: (الإِهْلِيلَجُ) بِكَسْر الأَوّل وَالثَّانِي وَفتح الثَّالِث (وَقد تُكْسَر اللاّم الثانيةُ) ، قَالَه الفرّاءُ، وكذالك رَوَاهُ الإِياديّ عَن شَمِرٍ، وَهُوَ مُعرَّبُ إِهْليله، وإِنما فَتحوا اللاّمَ ليُوَافق وَزنُه أَوزانَ العَرب؛ حقّقه شَيخنَا (والواحِدة بهاءٍ) إِهْليلَجَة. قَالَ الجوهريّ: وَلَا تَقُلْ هَلِيلِجَة. قَالَ ابْن الأَعرابيّ: وَلَيْسَ فِي الكلامِ إِفْعِيلِل بِالْكَسْرِ وَلَكِن إِفْعِيلَل، مثل إِهلِيلَج وإِبْرِيسَم وإِطْرِيفَلِ (ثَمَرٌ، م) ، أَي معروفٌ، وَهُوَ على أَقاسمٍ. (مِنْهُ أَصْفرُ وَمِنْه أَسودُ وَهُوَ البالعُ النَّضيجُ، وَمِنْه كابِلِيٌّ) . وَله منافِعُ جَمَّةٌ، ذَكرَها الأَطبَّاءُ فِي كُتبهم، مِنْهَا أَنه (يَنْفَعُ من الخَوانِيقِ، ويَحفَظ العَقْلَ، ويُزِيل الصُّداعَ) بِاسْتِعْمَالِهِ مُرَبًّى، (وَهُوَ فِي المَعِدة كالكَذْبانُونَةِ) ، بِفَتْح فَسُكُون، (فِي البيتِ، وَهِي المَرْأَة العاقِلةُ المُدَبِّرة) تَتركُ البيتَ فِي غايةِ الصَّلاحِ، فكذالك هاطا الدَّواءُ للدِّماغِ والمَعدة.
(والهالِجُ: الكَثيرُ الأَحلامِ بِلَا تَحصيل) .
(وهَلَجَ يَهْلِجُ) ، بِالْكَسْرِ، (هَلْجاً: أَخْبرَ بِمَا لَا يُؤْمَن بِهِ) من الأَخبار؛ هاكذا فِي النُّسخ، وَفِي بعض الأُمّهات: بِمَا لَا يُوقَن بِهِ، بِالْقَافِ، بل الْمِيم.
(والهُلْجُ، بالضّمِّ: الأَضْغاثُ فِي النَّوْم) .
(و) الهَلْج (بِالْفَتْح) : أَخَفُّ النَّوْم، وشَيْءٌ تَراه فِي نَوْمك ممّا لَيْسَ برُؤْيَا صادقةٍ، و (جَدُّ محمَّد بن العبَّاس البَلْخُيّ المُحدِّث) .
وهَلَجعةُ، محرَّكَةً: جَدُّ يَعقوبَ بن زَيدِ بن هَلَجةَ بن عبد الله بن أَبي مُلَيكة التَّيْميّ، ثقةٌ، حَدَّث.
(وأَهْلَجَه) : إِذا (أَخْفاه) ، كأَهْمَجَه، أَو أَنّ اللاّم بدَلٌ عَن الْمِيم، كَمَا سيأَتي. وَقد مرّ فِي (هرج) شيْءٌ من ذالك.

هلج


هَلَج(n. ac. هَلْج)
a. Exaggerated, romanced.

أَهْلَجَa. Concealed.

هُلْجa. Strange dreams.

هَلَجa. A thorny tree.

إِهْلِيْلَِج هَلِيْلَج
a. p. The fruit of the myrobalan.
b. [ coll. ], Ellipse.
هِلْجَاب
a. Kettle, caldron.
[هلج] الاهليلج معرب. قال ابن السكيت: هو الا هليلج والا هليلجة بالكسر، ولا تقل هليلجة. وقال ابن الاعرابي: هو الاهليلج بفتح اللام الاخيرة. قال: وليس في الكلام إفعيلل ولكن إفعيلل، مثل: إهليلج، وإبريسم، وإطريفل.
هـ ل ج : الْإِهْلِيلَجُ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَاللَّامِ الْأُولَى وَأَمَّا الثَّانِيَةُ فَتُفْتَحُ وَقَالَ فِي مُخْتَصَرِ الْعَيْنِ إهْلِيلَجٌ بِفَتْحِ اللَّامِ وَهِلِيلَجٌ بِغَيْرِ أَلِفٍ أَيْضًا وَهُوَ مُعَرَّبٌ. 

هدب

(هـ د ب) : (رَجُلٌ أَهْدَبُ) طَوِيلُ الْأَهْدَابِ وَهُوَ شَعْرُ أَشْفَارِ الْعَيْنِ.
هـ د ب: (هُدْبُ) الْعَيْنِ مَا نَبَتَ مِنَ الشَّعْرِ عَلَى أَشْفَارِهَا. 
هدب:
هدّب: زيّن بالمخمل أو الأهداب (الملابس 24، محيط المحيط، الكامل 6:242).
تهدّبت: نزلت الغصون إلى الأرض (تدّلت) وفي (محيط المحيط): (تهدبت الشجرة طالت أغصانها وتدلّت) (المقري 149:2). وكذلك في الحديث عن الغيوم = كان ذا هيدب (محيط المحيط).
هُدب: وهدّب: شعر الجفن والجمع أهداب (محيط المحيط، يدوان الهذليين 1:43 المفصل 2:2 معجم التنبيه، عبد الواحد 13:107 ألف ليلة 5:44:3).
(هدب)
الشَّيْء هدبا قطعه وَيُقَال هدب الهدب أَخذه من شَجَره وَالثَّمَرَة جناها والناقة حلبها بأطراف الْأَصَابِع

(هدب) هدبا طَالَتْ أَشْفَاره وَالْعين طَال هدبها والشجرة طَالَتْ أَغْصَانهَا وتدلت فَهُوَ أهدب الْعين وَهِي هدباء (ج) هدب

(هدب) الثَّمَرَة جناها وَالثَّوْب جعل لَهُ هدابا

هدب


هَدَبَ(n. ac. هَدْب)
a. ['An], Warded off from.
هَدِبَ(n. ac. هَدَب)
a. Was convex, gibbous, curved, arched; bulged
out.
b. Was hump-backed.
c. ['Ala], Was kind, devoted to.
هَدَّبَa. see IV
أَهْدَبَa. Arched, bent, curved.
b. Rendered humpbacked.

تَهَدَّبَa. Was, became hump-backed.
b. ['Ala], Was kind, devoted to.
هَدَب
(pl.
هِدَاْب
أَهْدَاْب)
a. Unevenness, curvature; curve.

هَدَبَةa. Hump, protuberance.
b. Convexity.

هَدِبa. see 14b. Kind, compassionate.

أَهْدَبُ
(pl.
هُدْب)
a. Humpbacked; hunchback.

N. P.
هَدَّبَa. Convex, gibbous, curved, arched.
هـ د ب : هُدْبُ الْعَيْنِ مَا نَبَتَ مِنْ الشَّعْرَ عَلَى أَشْفَارِهَا وَالْجَمْعُ أَهْدَابٌ مِثْلُ قُفْلٍ وَأَقْفَالٍ وَرَجُلٌ أَهْدَبُ طَوِيلُ الْأَهْدَابِ.

وَهُدْبَةُ الثَّوْبِ طُرَّتُهُ مِثَالُ غُرْفَةٍ وَضَمُّ الدَّالِ لِلْإِتْبَاعِ لُغَةٌ وَفِي حَدِيثِ الْمُطَلَّقَةِ ثَلَاثًا قَالَتْ إنَّ مَا مَعَهُ كَهُدْبَةِ الثَّوْبِ شَبَّهَتْ ذَكَرَهُ فِي الِاسْتِرْخَاءِ وَعَدَمِ الِانْتِشَارِ عِنْدَ الْإِفْضَاءِ بِهُدْبَةِ الثَّوْبِ وَالْجَمْعُ هُدَبٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَالْهِنْدِبَاءُ فِنْعِلَاءُ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ تُفْتَحُ الدَّالُ فَتُقْصَرُ وَتُكْسَرُ فَتُمَدُّ وَاقْتَصَرَ ابْنُ قُتَيْبَةَ عَلَى الْفَتْحِ وَالْقَصْرِ. 
[هدب] الهُدْبَةُ: الخَمْلَةُ، وضم الدال لغةٌ فيه. وهُدْبُ الثوب وهُدَّاب الثوب: ما على أطرافه. ودِمَقْس مُهَدَّبٌ، أي ذو هُدَّابٍ. وهُدُبُ العين: ما نبَتَ من الشعر على أشفارها. والأهدب: الرجل الكثير أشفارِ العين. والهَدَبُ، بالتحريك كلُّ ورقٍ ليس له عَرْضٌ، كورق الأثل، والسَرو، والأرْطى، والطَرفاء: وكذلك الهُدَّابُ. وقال الشاعر : في كناسٍ ظاهرٍ يَسْتُرُهُ * من عَلُ الشَفَّانَ هُدَّابُ الفَنَنْ وهُدَّابُ النخل: سَعَفه. وهَدَبَ الناقةَ يَهْدِبُها هَدْباً: احتلبها. وهدب الثمرة، أي اجتناها. والهيدب: العَيِيُّ الثقيلُ. وهيدبُ السَحاب: ما تهدَّبَ منه إذا أراد الوَدْقَ، كأنَّه خيوط. قال أوس بن حجر : وانٍ مُسِفٍّ فُوَيْقَ الأرض هَيْدَبُهُ * يكاد يدفعُه مَنْ قام بالراح وهندب بفتح الدال، وهندبا، وهِندَباة: بَقلٌ. وقال أبو زيد: الهندِبا بكسر الدال يمدُّ ويقصر.
(هدب) - في حديث المُغِيرة: "له أذُنٌ هَدْبَاء"
: أي مُتغضِّفَةٌ مُتَدَلِّيةٌ.
- وفي حديث زياد: "أَهْدَبُ"
: أي طويل الهُدْب.
- في حديث أبى جُرَىّ - رضي الله عنه -: "كأنِّى أنظُرُ إلى هُدَّابِهَا"
: أي هُدْبِ الثَّوب وطُرَّته.  - وفي حديث وفْد مَذْحِج: "إنَّ لَنا هُدَّابَها"
: أي ورَقَ الأرْطَى ، واحِدَتُها: هُدَّابَةٌ. وكلُّ ما لم يَنْبَسِط وَرَقُه كالطَّرْفاءِ ونحوه فوَرَقه هَدَبٌ وهُدَّابٌ.
- وفي صِفَته عليه الصّلاة والسَّلام: "أنّه كان أهْدَبَ الأشْفارِ"
: أي طَوِيلَها، والهَدِبُ المُسْتَرْسِلْ الذي كَأنَّ لَه هُدْباً.
- و منه حديث المُغِيرة: "لَه أذُنٌ هَدْبَاءُ"
: أي سَاقِطَةٌ قد تَغضَّفت واسْتَرخَت، وشَجَرةٌ هَدْبَاءُ: تَدلَّتْ أَغصانُها من حَوَالَيها.
هدب
الهَدْبُ - جَزْمٌ -: ضَرْبٌ من الحَلَبِ، هَدَبَ الحالِبُ يَهْدِبُ هَدْباً. والهَدَبُ: أغصانُ الأرْطى ونَحْوِه مِمّا لا وَرَقَ له، والجميع الأهْدَابُ، والواحدة هَدَبَةٌ، وشَجَرَةٌ هَدْبَاءُ.
ورَجُلٌ أهْدَبُ: طَويلُ أشْفارِ العَيْنِ كثيرُها. والهَدِبُ: المُسْتَرْسِلُ الذي كأنَّ له هُدْباً. والهُدَابُ: اسْمٌ يَجْمَعُ هُدْبَ الثَّوْبِ والأرْطى.
وهَيْدَبُ السَّحابِ: تَسَلْسُلُه للوَدْقِ وانْصِبَابُه كأنَّه خُيُوطٌ مُتَّصِلَةٌ، وكذلك هَيْدَبُ الدَّمع. واللَّبْدُ إذا طالَ زِئْبِرُه: أهْدَبُ. والهُدَبِدُ: الغَلِيظُ من الألبانِ، وكذلك الهُدَابِدُ. وبَعْيِنه هُدَبِدٌ: أي عَمَشٌ وعَشىً.
والهُدُبُّ: الضَّخْمُ الجافي الذي لا خَيْرَ فيه. وأمَهٌ هَيْدَابَةٌ: سَوْدَاءُ، ومنه اسْمُ أبي هَيْدَابَةٌ الشاعر. ورَجُلٌ هَيْدَبيُّ الكلام وهَيْدَبُه: أي كَثيرُه وجَشبُه. وهي السُّرْعَةُ أيضاً في السَّيْرِ، من قولهم: فَرَسٌ هَدِبٌ وهُدّابٌ: سَرِيْعٌ. وهَدَبَ ثَمَرَ النَّخْلَةِ: اخْتَرَفَها، والناقَةَ: احْتَلَبَها.

هدب


هَدِبَ(n. ac. هَدَب)
a. Had long lashes (eye).
b. Had long branches (tree).
هَدَّبَa. see I (b)
أَهْدَبَa. see (هَدِبَ) (b).
تَهَدَّبَa. see (هَدِبَ) (b).
b. Was ragged (cloud).
إِهْتَدَبَa. see I (b)
هُدْب
(pl.
أَهْدَاْب)
a. Fringe; hem, border.
b. Eyelash.

هُدْبَة
(pl.
هُدَب)
a. see 3 (a) (b).
c. A certain bird.
d. Portion.

هَدَب
(pl.
هِدَاْب أَهْدَاْب)
a. Twigs, sprigs, branches; leaves; foliage ( of the cypress & c. ).
هَدِبa. Shaggy.
b. [art.], Lion.
هُدَبَةa. see 3t (c)
هُدُب
هُدُبَةa. see 3
هُدُبّa. see 29 (c)
أَهْدَبُa. Having long, sweeping eyelashes.
b. Having long branches (tree).
c. Long-feathered.

هُدَّاْبa. see 3 (a) & 4
(a).
c. Heavy, dull, slow, inert, loutish; stupid
foolish.

هَدْبَآءُa. fem. of
أَهْدَبُb. Flabby, pendulous (ear).
N. P.
هَدَّبَa. Fringed.

هِنْدَبَآء
a. see under
هَنَدَ

هَيْدَب
a. see 3 (a) & 29
(c).
c. Ragged cloud.
d. Tears.

هَيَادِب
a. Filaments, capillaments ( of a flower ).

هَيْدَبَى
a. Quick pace.

رَجُل هَيْدَبِيّ الكَلَام
a. A man of many words.

هُدَبِد
a. Thick, clotted milk.
b. Weak sight; nyctalopia.
c. Weak-sighted; nyctalops.
d. A black tree-gum.

هُدَابِد
a. see supra
(a)
هِدَبْل
a. Hairy, shaggy.
b. Slow.
هـ د ب

هو طويل الهدب والأهداب. وطال هدب الثوب وهدّابه. ورجل أهدب: سابغ الهدب، وامرأة هدباء. قال الجاحظ: ليس للعرب اسم لمن لا يبصر بالليل وهو الذي يقال له: شبكور أكثر من أن يقولوا: به هدبدٌ. قال:

ليس دواء الهدبد ... إلا سنام وكبد

ومن المجاز: نسر أهدب: سابغ الريش. ولبد أهدب: طال زئبره. قال:

عن ذي درانيك ولبدٍ أهدبا

وشجر أهدب: متدلّي الأغصان من حواليه، وشجرة هدباء؛ وقد هدبت هدباً. وقطع هدب الشجرة وهدّابها: أغصانها. وعثنون هدب: مسترسل. وسحاب هدب كأن له هدباً. قال جندل:

نازعنيهنّ مصافٍ لي محب ... من الخوافي وحفيّ بي نصب

إذا رآني وقليلاً نصطحب ... ليلاً وللظلماء عثنون هدب

أحال يملي وعبأت أكتتب

الخوافي: الجنّ، والمصافي الحفيّ: رئيه، عبأت: طفقت. وتدلى هيدب السحاب: ما تراه كأنه خيوط عند انصباب ودقه. وضربه فبدأ هدب بطنه أي ثربه.
[هدب] نه: فيه كان صلى الله عليه وسلم "أهدب" الأشفار، وروي: هدب الأشفار، أي طويل شعر الأجفان. ومنه ح: طويل العنق "أهدب". ش: هدب العين - بضم هاء وسكون دال: ما نبت من الشعر على أشفارها. نه: وفيه: عن لنا "هُدابها"، هو ورق الأرطى وكل ما لم ينبسط ورقه كالطرفاء والسرو، جمع هدابة. ومنه ح: كأني أنظر إلى "هدابها"، هُدب الثوب وهدبته وهدابه: طرفه مما يلي طرته. ومنه ح: إن ما معه مثل "هدبة" الثوب، أرادت متاعه وأنه رخو مثل طرف الثوب لا يغني عنها شيئًا. ن: هي بضم هاء وسون دال طرفه الذي لم ينسج، شبه بهدب العين: شعر جفنها. ج: وقع "هدبها" على حاشية قدميه، هدبة الإزار: طرفه مما يلي أوله آخره لا من حاشيته. نه: ومنه ح: له أذن "هدباء"، أي متدلية مسترخية. ك: ومنه: الإزار "المهدب" - بإهمال دال، أي له أهداب، جمع هدب: طرف الثوب. نه: وفيه: ما من مؤمن يمرض إلا حط الله عنه "هدبة" من خطاياه، أي قطعة منها وطائفة، الزمخشري: هي مثل الهدبة وهي القطعة، وهدب الشيء: قطعه، وهدب الثمرة: اجتناها. ومنه ح خباب: ومنا من أينعت له ثمرته فهو "يهدبها"، أي يجتنيها. ط: والمراد من الأجر أعم من الآخرة إذ المصعب لم يأخذ من الدنيا شيئًا وأما الآخرة فمدخرة له. ن: هو كناية عما فتح عليهم من الدنيا، وهو بفتح أوله وبضم دال وكسرها -يهدبها، أي عجل ثوابه، والمضارع لاستمرار الماضي والآتية استحضارًا له.
باب الهاء والدال والباء معهما هـ د ب، هـ ب د، ب د هـ مستعملان

هدب: الهَدَبُ: أغصانُ الأَرْطَى، ونحوه ممّا لا وَرَقَ له، وجمعُهُ أَهْدابٌ، والواحدةُ هَدَبةٌ والهَدَبُ: مصدر الأهدب والهدباء، يقال: شجرةٌ هدباءُ، وقد هَدِبَتْ هَدْباً. وهَدَبُها: تدلِّي أَغصانها من حَوالَيْها. ورجلٌ أهدبُ: طويلُ أَشْفارِ العَيْنَين كثيرهما. والهُدّابُ: اسمٌ يجْمَع هُدْبَ الثَّوْب، وهَدْبَ الأَرْطَى. الواحدةُ: هُدّابة. قال :

وشَجَرَ الهُدّابَ عنه فجفا ... بسلهبين فوق أنف أذلفا والهَدْبُ: ضَرْبُ من الحَلَب، هَدَبَ الحالِبُ النّاقة يَهْدِبُها هَدْباً. وهَيْدَبُ السَّحاب: إذا رأيت السَّحابةَ تَسَلْسَلُ في وَجْهها للوَدْق، فانْصَبَّ كأنّه خيوط مُتَّصلة، وكذلك: هَيْدَبُ الدَّمْع ويُقال لِلِّبْدِ ونَحْوِه إذا طال زِئْبِرُه: أَهْدَب، قال :

عن ذي دَرانِيكَ ولِبْدِ أهدبا

الدُّرْنُوكُ: المِنديلُ المُخْمَل. والهُدْبة: الواحدةُ من هُدْب الثَّوْب. والهَيْدَبُ من الرِّجال: العَيِيُّ الثَّقيل.

هبد: الهَبْدُ: كَسْرُ الهبيد. أي: الحَنْظَل. وتَهَبَّد الرَّجلُ والظلَّيمُ إذا أخذه من شجره.

بده: البَدْهُ: استقبالك إنساناً بأَمْرٍ مُفاجَأَةً [والاسم البديهة] و [البْديهةُ أول الرأي] وبادَهَني مُبادَهَةً، أي: باغَتَني مباغَتَةً. والبُداهةُ والبديهةُ: أوّلُ جَرْيِ الفَرَس. تقول: هو ذو بَدِيهةٍ وبَداهةٍ.
الْهَاء وَالدَّال وَالْبَاء

الهُدْبَةُ والهُدُبَةُ: الشعرة النابتة على شفر الْعين، وَالْجمع هُدْبٌ وهُدُبٌ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَا يكسر لقلَّة فعلة فِي كَلَامهم، وَجمع والهُدْبِ والهُدُبِ أهدابٌ.

والهَدَبُ كالهُدْبِ واحدته هَدَبَةٌ.

وهَدِبَتِ الْعين هَدَباً، وَهِي هَدْباءُ: طَال هُدْبُها، وَكَذَلِكَ أذن هَدباءُ، ولحية هَدباءُ.

ونسر أهدَبُ: سابغ الريش.

وهُدْبُ الثَّوْب: خمله، وَالْوَاحد كالواحد فِي اللغتين، وهَيدَبُه كَذَلِك، واحدته هَيدَبَةٌ.

والهَيدَبُ: السَّحَاب الَّذِي يتدلى وَيَدْنُو مثل هُدبِ القطيفة، وَقيل: هَيدَبُ السَّحَاب: ذيله، وَقيل: هُوَ أَن ترَاهُ يتسلسل فِي وَجهه للودق ينصب كَأَنَّهُ خيوط مُتَّصِلَة، وَكَذَلِكَ هَيْدَبُ الدمع، قَالَ الشَّاعِر:

بِدَمعٍ ذِي حَزازاتٍ ... على الخَدَّينِ ذِي هَيدَبْ

وَقَوله:

أرَيْتَ إِن أُعطِيَت نَهْدا كَعْثَبا

أذاكَ أم أُعطيتَ هَيْدا هَيْدَبا

لم يُفَسر ثَعْلَب هيدبا، إِنَّمَا فسر هيدا فَقَالَ: هُوَ الْكثير.

ولبد أهدَبُ: طَال زئبره، قَالَ:

عنْ ذِي دَرانيكَ ولِبدٍ أهدَبا

والدرنوك: المنديل.

وَفرس هَدِبٌ: طَوِيل شعر الناصية.

وهَدَبُ الشَّجَرَة: طول أَغْصَانهَا وتدليها، وَقد هَدِبَتْ هَدَبا فَهِيَ هَدْباءُ. والهَدَبُ: أَغْصَان الأرطى وَنَحْوه مِمَّا لَا ورق لَهُ، واحدته هَدَبةٌ، وَالْجمع أهداب.

والهَدَبُ من ورق الشّجر: مَا لم يكن لَهُ عير نَحْو الأثل والطرفاء والسرو والسمر.

والهُدَّابُ: اسْم يجمع هُدْبَ الثَّوْب وهَدَبَ الأرطى، واحدته هُدَّابَةٌ.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الهَدَبُ من النَّبَات: مَا لَيْسَ بورق إِلَّا انه يقوم مقَام الْوَرق.

وأهْدَبَتْ أَغْصَان الشَّجَرَة، وَهِي هَدباءُ: تهدلت من نعمتها واسترسلت. قَالَ أَبُو حنيفَة: وَلَيْسَ هَذَا من هَدَبِ الأرطى وَنَحْوه.

وهَدَبَ الثَّمَرَة يَهْدِبُها هَدْبا: اجتناها وَقَول أبي ذُؤَيْب:

يَسْتَنُّ فِي عُرُض الصــحراءِ فائِرُهُ ... كأنهُ سَبِطُ الأهْدابِ مَملوحُ

قيل فِيهِ: الأهدابُ: الأكتاف، وَلَا أعرفهُ.

والهَيدَبُ والهُدُبُّ من الرِّجَال: العيي الثقيل، وَقيل: الأحمق، وَقيل: الهَيْدَبُ: الضَّعِيف.

والهَيْدَبا: ضرب من مشي الْخَيل.

والهُدْبَةُ والهُدَبَةُ، الْأَخِيرَة عَن كرَاع: طوبئر أغبر يشبه الهامة إِلَّا انه أَصْغَر مِنْهَا.

وهُدْبَةُ: اسْم رجل.

وَابْن الهَيْدَبا: من شعراء الْعَرَب.

وهَيْدَبٌ: فرس عبد عَمْرو بن رَاشد.
هـدب
هدِبَ يهدَب، هَدَبًا، فهو أهدب وهَدِب
• هدِب الشَّخصُ: طالت أطرافُ جفون عينيه.
• هدِبت الشَّجرةُ: طالت أغصانُها وتدلَّت من حواليها. 

أهدبَ يُهدب، إهْدابًا، فهو مُهدِب
• أهدبتِ الشَّجرةُ: هدِبَتْ، طالت أغصانُها وتدلَّت من حواليها "أهدبت أشجارُ الحديقة وامتدَّت ظلالها". 

تهدَّبَ يتهدَّب، تهدُّبًا، فهو مُتهدِّب

• تهدَّبت العينُ: صارت ذات هُدْب، وهي شَعر رموش العين.
• تهدَّبت الأغصانُ: هدِبَتْ، طالت وتدلَّت.
• تهدَّب الثَّوبُ: صار ذا هُدّاب، وهي خيوط تبقى في طرفيْه من عرضيه دون حاشيته. 

هدَّبَ يهدِّب، تهديبًا، فهو مُهدِّب، والمفعول مُهدَّب
• هدَّب الثًَّمرةَ: جناها "هدَّب الفلاّحُ القطنَ".
• هدَّب الثَّوبَ: جعل له هُدبًا، وهي خيوط تبقى في طرفيه من عرضيه دون حاشيته ° حاشية مهدَّبة: زخرف من قماش مهدَّب، يُستعمل لتزيين أعلى الباب أو النّافذة أو يتدلَّى من طرف رفّ. 

أهدبُ [مفرد]: ج هُدْب، مؤ هَدْباء، ج مؤ هَدْباوات وهُدْب: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من هدِبَ: "هو معجب بفتاة هَدباء" ° أذن هَدْباء: متدلية، مسترخية- لحية هَدْباء: مسترسلة- نسر أهدب: سابغ الرِّيش. 

هَدَب [مفرد]: ج أَهْداب (لغير المصدر {، جج هِداب} لغير المصدر) وهَدَبَة (لغير المصدر):
1 - مصدر هدِبَ.
2 - (نت) أغصان الأرطى ونحوه مما لا ورق له.
3 - (نت) كلُّ ورق ليس له عرض كورق السَّرْو والطَّرفاء.
4 - (نت) زغب يقوم مقام الورق في بعض النباتات. 

هَدِب [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من هدِبَ. 

هُدْب/ هُدُب [جمع]: جج أَهْداب، مف هُدْبة وهُدُبة:
1 - شعر نابت على أطراف جفون العين، رموش (ويكثر استخدامه جمعًا) "مغطّى بأهْداب: ذو أهداب تغطِّي الجسم كاملاً كبعض البكتريا" ° تمسَّك بأهداب الأمر: ثبت عليه وأخلص له، تعلَّق به.
2 - طرف الثَّوب الذي لم يُنسَج.
• هُدْب العين: (شر) الجزء السَّميك من الغشاء الوعائيّ للعين الذي يقع بين غلاف العين المشيميّ والحدقة.
• الأهداب: (شر) زوائد دقيقة تشبه الشّعيرات متّصلة بالسّطح الطّليق للخليّة، وهي قادرة على الحركة الاهتزازيّة "تتحرّك بعض الكائنات وحيدة الخلية بالأهداب". 

هَدَبَة [مفرد]: ج هَدَبات وأَهْداب: (حن) حشرة من القِشريّات تُعرف باسم حمار قبّان. 

هُدْبيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى هُدْب/ هُدُب.
• غِشاء هُدْبيّ: (حن) عضو مهدَّب للسِّباحة، يتطوّر في بعض المراحل الأولى لتصير معظم الرّخويّات البحريَّة بطنيّة الأقدام. 

هَدْبيَّات [جمع]: (حن) شعبة من النقعيّات من الحيوانات الدُّنيا الأوالي. 

هُدّاب [جمع]: مف هَدَبة وهُدَّابة:
1 - خيوط تبقَى في طرفي الثوب بدون أن يكمُل نسجُها من عرضي الثَّوب دون حاشيته.
2 - (نت) سَعَف النّخل.
3 - (نت) أغصان الأرطى ونحوه ممّا لا ورق له.
4 - كلُّ ورق ليس له عَرْض. 

هُدَّابيّ [مفرد]
• هدَّابيّ الأرجُل: (حن) نوع من الحيوانات القشريّة التي تشمل اللزيق البحريّ والكائنات الشَّبيهة بها، وهي تلتصق بأجسام أخرى أو تتحوّل إلى كائنات طفيليّة في مرحلة البلوغ. 

هَيْدَب [مفرد]:
1 - سحاب متدلٍّ إلى الأرض، ويُرى كأنَّه خيوط عند انصباب المطر "بَدَتْ فتنٌ مِثْلُ سود الغمام ... ألقتْ على العالَمِ الهَيْدَبَا".
2 - ما تسلسل وانصبّ من الدُّموع "بدمع ذي حزازات ... على الخدَّين ذي هَيْدَب".
3 - ثدي المرأة المسترخي.
4 - غبيٌّ، ثقيل "رجلٌ هَيْدَبٌ: جافٌّ ثقيل كثير الشَّعر". 

هيدبَى [مفرد]: نوعٌ من مشي الخيل فيه جِدٌّ "مشت الخيلُ الهيدبَى". 
هدب
: (هذَبَهُ، يَهْذِبُه، هَذْباً: قَطَعهُ) ، كهَدَبَهُ، بالدّال المُهْملة، وَلم يذكُرْه ابْنُ مَنْظُور والجوْهَرِيُّ، وَهُوَ فِي الأَساس.
(و) هَذَبَه: (نَقَّاهُ) ، فِي الصَّحاح: التَّهْذيب كالتَّنقية (وأَخْلَصَهُ، و) قيل: (أَصْلَحَهُ) ، هذَبَهُ، يَهْذِبُهُ، هَذْباً، (كهَذَّبَهُ) تَهذيباً. (و) هَذَبَ (النَّخْلَةَ: نَقَّى عَنْها اللِّيفَ) .
قَالَ شيخُنَا، نقلا عَن أَهل الِاشْتِقَاق: أَصلُ التَّهْذيبِ والهَذْبِ: تَنْقيَةُ الأَشجارِ بقَطْع الأَطراف، لتَزيدَ نُمُوّاً وحُسْناً، ثمّ استعملوه فِي تنقيةِ كلّ شيءٍ وإِصلاحه وتخليصه من الشّوَائب، حتَّى صَار حَقِيقَة عُرْفيَّةً فِي ذَلِك، ثمّ استعملوه فِي تَنْقيحِ الشِّعْرِ وتَزْيينه وتَخْليصه ممّا يَشينُهُ عندَ الفُصَحاءِ وأَهْل اللِّسان. انْتهى.
قلتُ: والصَّحيحُ مَا فِي اللِّسَان: أَنّ أَصلَ التَّهْذيب تنقيةُ الحنظَل من شَحْمه، ومُعَالَجَةُ حَبِّه، حتّى تَذهَبَ مَرارتُه، ويَطيبَ؛ وَمِنْه قولُ أَوْس:
أَلَمْ تَرَيا إِذْ جئتُمَا أَنَّ لَحْمَها
بِهِ طَعْمُ شَرْيٍ لَمْ يُهَذَّبْ وحَنْظَلِ
(و) هَذَبَ (الشَّيْءُ) ، يَهْذِبُ، هَذْباً: (سالَ) .
(و) هَذَبَ (الرَّجُلُ) فِي مَشْيِه، (وغَيْرُهُ) كالفَرَس فِي عَدْوِه، والطَّائر فِي طَيرانه، يَهْذبُ، (هَذْباً) بِفَتْح فَسُكُون، (وهَذَابَةً) ، كسَحابَة: (أَسْرَعَ، كأَهْذَبَ) إِهْذَاباً، (وهَذَّبَ) تَهْذيباً، كلّ ذالك من الإِسْرَاع. وَفِي حَدِيث سرِيَّة عبد الله بْنِ جَحْش: (إِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُم الطَّلَبَ، فهَذّبُوا) أَي: أَسْرعُوا السَّيْرَ، وَفِي حَدِيث أَبي ذَرَ: (فجَعَلَ يُهْذبُ الرُّكُوعَ) ، أَي: يُسْرِعُ فِيهِ، ويُتَابعُهُ.
(و) أَمّا قولُه: (هاذَبَ) ، فقد حَكَاهُ يعقوبُ، قالَ: الطَّيْرُ يُهاذِبُ فِي طَيَرانه، أَي: يَمُرُّ مَرّاً سَرِيعا؛ وهاكذا أَنشدَ بيتَ أَبي خرَاش:
يُبادرُ جُنْحَ اللَّيْلِ فهْوَ مُهاذِبٌ
يَحُثُّ الجَنَاحَ بالتَّبَسُّط والقَبْضِ
والَّذي قرأْتُ فِي ديوَان شعره: فَهُوَ مُهابِذٌ. قَالَ لي الأَصمعيُّ: سَمِعْت ابْنَ أَبي طَرَفة يُنْشدُ: مُهابذٌ، وإِنَّما أَرادَ: مُهاذبُ، فَقَلَبَهُ، فَقَالَ: مُهابِذٌ، يُقال: هاذبَ يُهاذبُ إِذا عدا عَدْواً شَدِيدا. وَقد سَمعْتُ غيرَه يقولُ: مُهابِذٌ، أَي: جادٌّ. انْتهى.
والإِهذابُ، والتَّهْذِيبُ: الإِسراعُ فِي الطَّيَرَانِ، والعَدْوِ، والكلامِ؛ قَالَ امرُؤُ القَيْس:
فلِلسّاق أُلْهُوبٌ وللسَّوْط درَّةٌ
وللزَّجْر منهُ وقْعُ أَخْرَجَ مُهْذبِ
ووَجدْتُ فِي الْهَامِش: كَانَ فِي المَتْن بخطِّ أَبي سَهْل:
وللزَّجْر مِنْهُ وَقْعُ أَخْرجَ مُهْذبِ
وَقد كتبه بالحمرة على الْحَاشِيَة:
فللزَّجْرِ أُلْهُوبٌ وللسّارِق درَّةٌ
وللسَّوْط مِنْهُ ... ... .
كأَنَّهُ رَدٌّ على الجوهريّ.
(و) هَذَبَ (القَوْمُ: كَثُرَ لَغَطُهُمْ) وأَصواتُهم، نَقله الصّاغانيُّ.
(و) قَالَ الأَزهريّ: يقالُ: (أَهْذَبَت السَّحابَةُ ماءَهَا) إِذا (أَسالَتْهُ بسُرْعَة) ، وأَنشدَ قولَ ذِي الرُّمَّة:
ديارٌ عَفَتْهَا بَعْدَنَا كُلُّ دِيمَة
دَرُورٍ وأُخْرَى تُهْذبُ الماءَ ساجرُ
(و) يُقَال: (إِبلٌ مَهَاذِيبُ) : أَي (سِرَاعٌ) فِي سَيرها، وَقَالَ رُؤْبَةُ:
صَوَادقَ العَقْب مَهاذِيبَ الوَلَقْ
(و) يُقَال: مَا فِي مَوَدَّتِه هَذَبٌ: (الهَذَبُ، مُحَرَّكَةً: الصَّفاءُ، والخُلُوصُ) قَالَ الكُمَيْتُ:
مَعْدنُكَ الجَوْهَرُ المُهَذَّبُ ذُو الإِبْ
ريز بَخَ مَا فَوْقَ ذَا هَذَبُ
(والهَيْذَبَى: الهَيْدَبَى) ، وَهُوَ ضَرْبٌ من مَشْيِ الخَيْلِ. اسمٌ من هَذَبَ، يَهْذِبُ: إِذا أَسرعَ فِي السَّيْر، وَقد تقدمَ. هاكذا أَورده الأَزهريُّ فِي التهْذيب بالذّال الْمُعْجَمَة، كَمَا هُوَ صَنيعُ الجوهريّ، وَاقْتصر ابْنُ دُرَيْد فِي الجمهرة على ذكْرِهما فِي الدّالِ المُهْمَلَة، وذكرهما فِي الْمَوْضِعَيْنِ ابْنُ فَارس فِي المُجْمَل، وابْنُ عَبّاد فِي المُحِيطِ، وإِيّاهُمَا تَبِعَ المصنِّفُ. وَقَالَ ابْنُ الأَنْبَارِيّ: الهَيْذَبَى: أَنْ يَعْدُوَ فِي شِقَ، وأَنشدَ:
مَشَى الهَيْذَبَى فِي دَفِّهِ ثُمَّ فَرْفَرَا
ورواهُ بعضُهم: مَشَى الهِرْبِذَى وَهُوَ بِمَنْزِلَة الهَيْذَبَى.
(و) من المَجَاز: (رَجُلٌ مُهَذَّبٌ) : أَي (مُطَهَّرُ الأَخْلاقِ) . وَفِي اللِّسان: المُهَذَّبُ من الرِّجال: المُخَلَّصُ النَّقيُّ من العُيوب. وَقد تقدَّم بَيَان أَصل التَّهْذِيب.
وممّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ:
التَّهْذِيبُ فِي القدْح: العَمَلُ الثانِي، والتَّشْذيبُ: الأَوَّلُ، قَالَه أَبو حَنيفةَ، وَقد تقدَّمَتِ الإِشارة إِليه فِي شذب.
وحَمِيمٌ هَذِبٌ: هُوَ عَلى النَّسَب، أَي: ذُو أَهْذابٍ، وَقد جاءَ فِي قَول أَبي العِيال.
وَعَن الفَرَّاءِ: المُهْذِبُ: السَّرِيعُ، وَهُوَ من أَسماءِ الشَّيْطَانِ، ويُقالُ لَهُ: المُذْهِبُ، أَي المُحَسِّن للمعاصي، وَقد تقدّم فِي مَوْضِعه.
وهَذَّبَ عَنْهَا: فَرَّقَ، قَالَه السُّكَّريّ وأَنشدَ لبعضِ الهُذَلِيِّينَ:
فهَذَّبَ عَنْهَا مَا يَلِي البَطْنَ وانْتَحَى
طَرِيدةَ مَتْنٍ بَيْنَ عَجْبٍ وكاهِلِ

هدب: الـهُدْبة والـهُدُبةُ: الشَّعَرةُ النَّابِتةُ على شُفْر العَيْن،

والجمع هُدْبٌ وهُدُبٌ؛ قال سيبويه: ولا يُكسَّرُ لقلة فُعُلة في

كلامهم، وجمع الـهُدْبِ والـهُدُبِ: أَهْدابٌ. والـهَدَبُ: كالـهُدْب، واحدته هَدَبَةٌ.

الليث: ورجل أَهْدَبُ طويلُ أَشْفارِ العين، النابت كثيرُها. قال

الأَزهري: كأَنه أَراد بأَشفار العين الشعرَ النابتَ على حروف الأَجْفانِ، وهو غَلَط؛ إِنما شُفْرُ العين مَنْبِتُ الـهُدْبِ من حَرْفَي الجَفْنِ، وجمعه أَشْفارٌ. الصحاح: الأَهْدَبُ الكثير أَشْفار العين. وفي صفته، صلى اللّه عليه وسلم: كان أَهْدَبَ الأَشْفار؛ وفي رواية: هَدِبَ الأَشفار أَي طَويلَ شَعَر الأَجْفان. وفي حديث زياد: طَويلُ العُنُق أَهْدَبُ. وهَدِبَتِ العَيْنُ هَدَباً، وهي هَدْباءُ: طالَ هُدْبُها؛ وكذلك أُذُنٌ هَدْباءُ، ولِـحْيةٌ هَدْباءُ. ونَسْرٌ أَهْدَبُ: سابِـغُ الرِّيشِ. وفي الحديث: ما من مُؤْمن يَمْرَضُ، إِلا حَطَّ اللّهُ هُدْبةً من خَطاياه أَي قِطْعةً وطائفةً؛ ومنه هُدْبةُ الثوبِ. وهُدْبُ الثوب: خَمْلُه، والواحدُ كالواحدِ في اللغتين. وهَيْدَبُه كذلك، واحدتُه هَيْدَبةٌ.

وفي الحديث: كأَني أَنْظُرُ إِلى هُدَّابِها؛ هُدْبُ الثوب، وهُدْبَتُه،

وهُدَّابُه: طَرَفُ الثوبِ، مما يَلي طُرَّتَه. وفي حديث امرأَةِ

رِفاعةَ: أَنَّ ما معه مثلُ هُدْبةِ الثوب؛ أَرادت مَتاعَه، وأَنه رِخْوٌ مثل طَرَفِ الثَّوبِ، لا يُغْني عنها شيئاً. الجوهري: والـهُدْبة الخَمْلَة، وضم الدال لغة.

والـهَيْدَبُ: السحاب الذي يَتَدَلَّى ويدنو مِثلَ هُدْب القَطِـيفةِ.

وقيل: هَيْدَبُ السحابِ ذَيْلُه؛ وقيل: هو أَن تَراه يَتَسَلْسَلُ في

وَجْهه للوَدْقِ، يَنْصَبُّ كأَنه خُيُوطٌ مُتَّصِلة؛ الجوهري: هَيْدَبُ

السَّحابِ ما تَهَدَّبَ منه إِذا أَرادَ الوَدْقَ كأَنه خُيُوطٌ؛ وقال عَبيدُ

بنُ الأَبْرَص:

دَانٍ مُسِفٌّ، فُوَيْقَ الأَرْضِ هَيْدَبُه، * يَكادُ يَدْفَعُه، مَن قام، بالرَّاحِ

قال ابن بري: البيتُ يُروى لعَبيد بن الأَبْرص، ويُروى لأَوْسِ بن حَجَر يَصِفُ سَحاباً كَثيرَ الـمَطَر. والـمُسِفُّ: الذي قد أَسَفَّ على

الأَرْضِ أَي دَنا منها. والـهَيْدَبُ: سَحابٌ يَقْرُبُ من الأَرض، كأَنه

مُتَدَلٍّ، يكادُ يُمْسِكُه، من قام، براحته. الليث: وكذلك هَيْدَبُ

الدَّمْعِ؛ وأَنشد:

بِدَمْعٍ ذي حَزازاتٍ، * على الخَدَّيْنِ، ذي هَيْدَبْ

وقوله:

أَرَيْتَ إِنْ أُعْطِـيتَ نَهْداً كَعْثَبا، * أَذاكَ، أَمْ أُعْطِـيتَ هَيْداً هَيدَبا؟

قال ابن سيده: لم يُفَسِّرْ ثعلب هَيْدَباً، إِنما فَسَّرَ هَيداً،

فقال: هو الكثِـيرُ.

ولِبْدٌ أَهْدَبُ: طالَ زِئْبِرُهُ؛ الليث: يقال للِّبْد ونحوه إِذا طال

زِئْبرُه: أَهْدَبُ؛ وأَنشد:

عن ذِي دَرانِـيكَ ولِبْدٍ أَهْدَبا

الدُّرْنُوكُ: الـمِنْديلُ.

وفرس هَدِبٌ: طَويلُ شَعَر النَّاصِـيَةِ. وهَدَبُ الشَّجَرةِ: طُولُ

أَغْصانِها، وتَدَلِّيها، وقد هَدِبَتْ هَدَباً، فهي هَدْباءُ.

والـهُدَّابُ والـهَدَبُ: أَغْصانُ الأَرْطَى ونحوه مما لا وَرَقَ له، واحدَتُه هَدَبَةٌ، والجمع أَهْدابٌ.

والـهَدَبُ من وَرَقِ الشجَر: ما لم يكنْ له عَيْرٌ، نحوُ الأَثْلِ،

والطَّرْفاءِ، والسَّرْو، والسَّمُر. قال الأَزهري: يقال هُدْبٌ وهَدَبٌ

لوَرَقِ السَّرْو والأَرْطَى وما لا عَيرَ له. الجوهري: الـهَدَبُ،

بالتحريك، كلُّ وَرَق ليس له عَرْضٌ، كَوَرَق الأَثْلِ، والسَّرْوِ، والأَرْطَى، والطَّرْفاءِ، وكذلك الـهُدَّابُ؛ قال عُبَيْدُ بن زَيْدٍ العَبَّادي يصف ظَبْياً في كناسه:

في كِناسٍ ظاهِرٍ يَسْتُرُه * من عَلُ، الشَّفَّانَ، هُدَّابُ الفَنَنْ

الشَّفَّان: البَرَدُ، وهو منصوب بإِسقاط حرف الجرِّ أَي يَسْتُرُه

هُدَّابُ الفَنَن من الشَّفَّان. وفي حديث وَفْدِ مَذْحِـج: إِن لنا

هُدَّابَها.

الـهُدَّابُ: وَرَقُ الأَرْطَى، وكلُّ ما لم يَنْبَسِطْ وَرَقُه.

وهُدَّابُ النَّخْل: سَعَفُه. ابن سيده: الـهُدَّابُ اسم يَجْمَعُ هُدْبَ الثَّوْبِ. وهَدَبَ الأَرْطَى؛ قال العجاج يصف ثوراً وَحْشِـيّاً:

وشَجَرَ الـهُدَّابَ عَنه، فَجَفا * بسَلْهَبَيْنِ، فوقَ أَنْفٍ أَذْلَفا

والواحدةُ: هُدَّابةٌ وهُدْبةٌ؛ قال الشاعر:

مَناكِـبُه أَمثالُ هُدْبِ الدَّرانِكِ

ويقال: هُدْبةُ الثوبِ والأَرْطَى، وهُدْبُه؛ قال ذو الرمة:

أَعْلى ثَوْبِه هُدَبُ

وقال أَبو حنيفة: الـهَدَبُ من النبات ما ليس بورق، إِلا أَنه يقوم مقام الوَرَق.

وأَهْدَبَتْ أَغْصانُ الشَّجرة، وهَدِبَتْ، فهي هَدْباءُ: تَهَدَّلَتْ من نَعْمَتِها، واسْتَرْسَلَتْ؛ قال أَبو حنيفة: وليس هذا من هَدَبِ

الأَرْطَى ونحوه؛ والـهَدَبُ: مصدر الأَهْدَب والـهَدْباءِ؛ وقد هَدِبَتْ

هَدَباً إِذا تَدَلَّتْ أَغْصانُها من حَوالَيْها. وفي حديث الـمُغِـيرة: له

أُذُنٌ هَدْباءُ أَي مُتَدَلِّية مُسْتَرْخِـيَة. وهَدَبَ الشيءَ إِذا قَطَعَه.

وهَدَّبَ الثمرةَ تَهْديباً، واهْتَدَبَها: جَناها. وفي حديث خَبَّابٍ:

ومنَّا مَن أَيْنَعَتْ له ثَمَرتُه، فهو يَهْدِبُها؛ معنى يَهْدِبُها أَي

يَجْنِـيها ويَقْطِفُها، كما يَهْدِبُ الرجلُ هَدَبَ الغَضا والأَرْطى.

قال الأَزهري: والعَبَلُ مثلُ الـهَدَب سواءً. وهَدَبَ الناقةَ

يَهْدِبُها هَدْباً: احْتَلَبَها، والـهَدْبُ، جَزْمٌ: ضَرْبٌ من الـحَلَبِ؛ يقال:

هَدَبَ الحالبُ الناقةَ يَهْدِبُها هَدْباً إِذا حَلَبَها؛ روى الأَزهري

ذلك عن ابن السكيت؛ وقول أَبي ذؤَيب:

يَسْتَنُّ في عُرُضِ الصَّــحْراءِ فائِرُه، * كأَنـَّه سَبِـطُ الأَهْدابِ، مَمْلُوحُ

قال ابن سيده، قيل فيه: الأَهْدابُ الأَكْتافُ، قال: ولا أَعْرِفُه.

الأَزهري: أَهْدَبَ الشجرُ إِذا خَرَجَ هُدْبُهُ، وقد هَدَبَ الـهَدَبَ

يَهْدِبُه إِذا أَخَذَه من شَجره؛ قال ذو الرمة:

على جَوانِـبه الأَسْباطُ والـهَدَبُ

والـهَيْدَبُ: ثَدْيُ المرأَة ورَكَبُها إِذا كان مُسْتَرْخِـياً، لا انْتِصابَ له، شُبِّهَ بهَيْدَبِ السَّحابِ، وهو ما تَدَلى من أَسافله إِلى الأَرض. قال: ولم أَسمع الـهَيْدَبَ في صفة الودْق الـمُتَّصِل،

ولا في نَعْتِ الدَّمْعِ، والبيتُ، الذي احْتَجَّ به الليث، مَصْنُوع لا حُجَّة به. وبيتُ عَبيدٍ يَدُلُّ على أَنَّ الـهَيْدَبَ من نَعْتِ السَّحابِ؛ وهو قوله:

دانٍ مُسِفٌّ فُوَيْقَ الأَرضِ هَيْدَبُه

والـهَيْدَبُ والـهُدُبُّ من الرجال: العَيِـيُّ الثَّقيلُ، وقيل: الأَحْمَقُ؛ وقيل: الـهَيْدَبُ الضعيف. الأَزهري: الـهَيْدَبُ العَبامُ من الأَقْوام، الفَدْمُ الثَّقِـيلُ؛ وأَنشد لأَوْسِ بنِ حَجَر شاهداً على العَبامِ العَيِـيِّ الثَّقيل:

وشُبِّهَ الـهَيْدَبُ العَبامُ من * الأَقْوامِ، سَقْباً مُجَلِّلاً فَرَعا

قال: الـهَيْدَبُ من الرجال الجافي الثقيلُ، الكثير الشَّعَر؛ وقيل:

الـهَيْدَبُ الذي عليه أَهْدابٌ تَذَبْذَبُ من بِجادٍ أَو غيره، كأَنها

هَيْدَبٌ من سَحاب.

والـهَيْدَبى: ضَرْبٌ من مَشْي الخَيْل.

والـهُدْبةُ والـهُدَبةُ، الأَخيرَةُ عن كراع: طُوَيئِرٌ أَغْبَرٌ يُشْبِه الهامَة، إِلا أَنه أَصْغَرُ منها. وهُدْبَةُ: اسم رَجُل. وابنُ الـهَيْدَبى: من شُعَراء العرب.

وهَيْدَبٌ: فرسُ عَبْدِ عَمْرو بنِ راشِدٍ.

وهِنْدَبٌ، وهِنْدَبا، وهِنْدَباة: بَقْلَةٌ؛ وقال أَبو زيد: الـهِنْدِبا، بكسر الدال، يمدّ ويقصر.

هدب

1 هَدَبَهُ, aor. ـِ He cut it; or cut it off. (K, TA.) See also هَدَبَ. b2: هَدَبَ, (aor.

هَدِبَ, inf. n. هَدْبٌ, S,) He milked a camel: (ISk, S, K:) or he milked any animal with the ends of his fingers. (IKtt.) b3: هَدَبَ (S, K,) aor. ـُ or ↓ هدّب, inf. n. تَهْدِيبٌ; and ↓ اهتدب; (TA;) He plucked, or gathered, fruit, (S, K,) or [the kind of leaves called] هَدَبٌ. (TA.) A2: هَدِبَ, (inf. n. هَدَبٌ, TA;) and ↓ اهدب; It (a tree) had long and pendulous branches, or twigs. (K.) The latter verb is explained by IKtt as signifying It (a tree) had numerous branches. (TA.) This is not derived from the هَدَب of the أَرْطَى and the like (AHn.) b2: هَدِبَتِ العَيْنُ, aor. ـَ (inf. n. هَدَبٌ TA,) The eye had long lashes. (K.) 2 هَدَّبَ see 1.

A2: هدّب السَّوْطَ [?] i. q. عَذَّبَ, q. v (A, in TA, voce عذّب. q. v.) 4 أَهْدَبَ see 1. b2: اهدب It (a tree) produced, or put forth, its هَدَب. (TA.) 5 تهدّب [It (a part of a cloud) hung down like the unwoven end, or extremity, of a garment]. (S.) See هَيْدَبٌ.8 إِهْتَدَبَ see 1.

هُدْبٌ and ↓ هُدُبٌ, (K,) the latter a dial. form of the former, (TA,) coll. gen. ns., and ↓ هَيْدَبٌ, (K,) also a coll. gen. n., (TA,) and ↓ هُدَّابٌ [likewise a coll. gen. n.,] and ↓ هُدْبَةٌ, [which is rather the n. un. of هُدْبٌ,] (TA,) of a garment, or piece of cloth, i. q. خَمْلٌ: (K: in like manner, ↓ هُدْبَةٌ and ↓ هُدُبَةٌ are explained in the S by خَمْلَةٌ:) or rather, The [fringe, or] unwoven end, or extremity, of a garment, or of a piece of cloth; its end, or extremity, that has not been woven: or an end, or extremity, consisting of warp without woof: sometimes it is twisted, and [as it forms a fringe,] it preserves the edge [of the woven part] of the garment, &c.: (whereas خمل signifies the “ nap, or villous substance,” of a garment, &c.: [such is the meaning of the words ما يتخلّل التّوب كلّه كالزِّئْبِرِ: this is what is generally meant by خمل] and this is mostly in what are called قَطَائِفُ: (MF:) or the extremity of a garment, &c. next [the part called] the طُرَّة: (TA:) or the هدبة of a garment, &c., is the same as the طُرَّة: (Msb:) n. un. of the fist word, (هُدْبٌ or هُدُبٌ,) with ة (K:) so too of هيدب, (TA,) [and of هدّاب]. The pl. of هُدْبَةٌ is هُدَبٌ. (Msb.) b2: هُدْبٌ, (K,) or هُدْبُ العَيْنِ, (S,) and ↓ هُدُبٌ, (K,) which is a dial form of هدب, (TA,) coll. gen. ns., The eyelashes; the hairs that grow upon the edges of the eyelids: (S, K:) n. un. with ة: (K:) pl. أَهْدَابٌ. (Msb.) هَدَبٌ [generally signifies slender spring, like strings, garnished with minute, amplexicant, appressed, acute leaves, overlying one another like the scales of a fish: see عَبَلٌ:] the branches, or twigs, of the أَرْطَى and similar trees (K) that have no leaves; a coll. gen. n., of which the n. un. is with ة: and the pl., أَهْدَابٌ. (TA.) [The foliage of the cypress and tamarisk, and the like:] leaves of a tree that are permanent, (and that have not a projecting nerve along the middle. TA,) as those of the cypress (K) and tamarisk and سَمُر. (TA.) Those parts of a plant that are not وَرَق but that have the place of وَرَق. (AHn, K:) or any وَرَق that have not middle; (S, K;) as those of the أَثْل and سَرْو and أَرْطَى and طَرْفَآء; (S:) as also ↓ هُدَّابٌ, (S, K,) both of which are sell gen. ns., of which the as, an. are with ة: pl. أَهْدَابٌ, (K,) which is a regular pl. of هَدَبٌ (TA;) and ↓ هُدَّابٌ: (K, accord. to the TA: but in a MS. copy, هُدَّابَةٌ; and in the CK, هَدَّابَةٌ,) but in the M, هُدَّابٌ is said to be a noun signifying the هُدْب of a garment, &c., and the هَدَب of the أَرْطَى (TA) Az says, that عَبَلٌ is precisely the same as هَدَبٌ (TA.) b2: ↓ هُدَّابٌ is also said to signify Inclining branches, or twigs. (TA.) b3: Also, النَّخْلِ ↓ هُدَّابُ Palm branches; syn. سَعَفُهُ. (S) A2: أَهْدَابٌ is said to be used by Aboo-Dhu-eyb, in the phrase سَبِطُ الاهداب, as signifying The shoulder-blades. but ISd, who mentions this, denies its correctness. (TA.) هَدِبٌ A horse having a long forelock. The هدبان [pl. of هَدِبٌ, but whether هِدْبَانٌ or هُدْبَانٌ is not shown,] are among those horses that are held in high estimation among the Arabs, and are distinguished as belonging to different tents, or house. (TA.) b2: الهُدبُ (assumed tropical:) The lion. (K.) But accord. to Lth, ↓ أَهْدَبُ, as an epithet applied to felt and the like, signifies (assumed tropical:) Having long nap, or villous substance (TA,) and as an epithet applied to a lion, accord. to the A, it signifies (tropical:) Having long shag [or shaggy hair]: (TA:) whence it is seen that the correct word [applied to the lion [أَهْدَبُ, q. v.] and هَدِبٌ. (TA.) هُدُبٌ and هُدُبَةٌ: see هُدْبٌ.

هُدْبَةٌ (TA) and ↓ هُدَبَةٌ (Kr, K) A certain bird: (K:) or a small dust-coloured bird, resembling the هَامَة. accept in being smaller than this latter. (L.) El-Jáhidh says, The Arabs have not a name for that [kind of bird] which sees not in the night: it is that which is called شبكور [a Persian word, written شَبْكُورْ], more frequently than هدبة. (A.) A2: N, un. of هُدْبٌ, q. v.

هدبة [written without the syll. points: probably هُدْبَةٌ;] A piece, pace, or portion. (TA.) هُدَبَةٌ: see هُدْبَةٌ.

هُدُبٌّ: see هَيْدَبٌ.

هُدَّابٌ: see هُدْبٌ and هَدَبٌ and هَيْدَبٌ.

هِنْدَبٌ (S, K, a word of a rare measure, TA,) and ↓ هِنْدَبَاءٌ (K: [but it is not there said whether it be imperfectly or perfectly declinable: accord. to Ibn-Buzurj, as mentioned in the TA, it is fem., and therefore imperfectly decl.: but from the ns. an. given below, it appears to be masc., and perfectly decl.: probably, therefore, all the forms of the word ending with long or short alif may be correctly pronounced without, and with, tenween:]) and ↓ هِنْدَبَّى (ISk, S, Msb) and هِنْدِبَاءٌ and هِنْدِبًى; (Az, S, K, Msb;) but the word which is used by most of the Arabs of the desert is the first: (Az;) IKt only mentions the third form: (Msb:) also ↓ هَنْدَبَاةٌ, (S;) or [هندبى and هندباء are coll. gen. ns., and] هِنَدَبَاةٌ is a n. un., (AHn, K,) as also هندباءة: (AHn, TA:) A certain leguminous plant, (S, K,) well known, (K,) of the description termed أَحْرَار; [i. e., of a slender and soft nature, and eaten crude;) (TA;) [lichorium, intybus and endivia; wild and garden-succory, and endive: also called in the present day شكُوريَة] a plant of middling temperament, (مُعْتَدِلَةٌ,) useful for the stomach and the liver and the spleen, when eaten: and for the sting of a scorpion, when applied externally, with its roots: he who cooks it errs more than he who washes it [and so uses it]. (K.) F mentions the names of this plant in aro. هندب, as though the ن were a radical letter, which noone asserts it to be: J [and others], in art. هدب. (TA.) هِنْدَبًى, هِنْدَبَاءٌ, and هِنْدَبَاةٌ, see هِنَّدَبٌ.

هَيْدَبٌ: see هُدْبٌ. b2: [Its pl., هَيَادِبُ, is also applied to Filaments, capillaments, or fringe-like appertenances, of a flower. b3: هَيْدَبٌ; (tropical:) A (??) or clouds, hanging down, (K,) approaching [the earth], like the هُدْب [or unwoven end or extremity,] of a (قَطِيفَة: (TA:) or the هيدب of a cloud is its ذَيْل [or skirt]. (K:) or what hangs down, of it, like the unwoven and, or extremity, of a garment. (مَا تَهَذَّبَ مِنْهُ.) when it is about to rain, resembling strings (S) b4: هَيْدَبٌ (tropical:) A pendulous (or flabby. TA,) pubes of a woman: (K:) likened to the هيدب of a cloud (TA.) b5: هَيْدَبٌ (tropical:) Tears flowing in a continued succession. (K.) On the authority of Lth, who cites the following verse: بِدَمْعٍ ذِى حَرَارَاتٍ

عَلَى الخَدَّيْنِ ذِى هَيْدَبْ [With hot tears upon the cheeks, flowing in a continued succession]. But it is said in the L, I have not heard هيدب used as an epithet applied to rain falling continuously, aor. as an epithet applied to tears; and the verse which Lth adduces as an authority is forged. (TA.) b6: هَيْدَبٌ (S, K) and ↓ هُدُبٌّ and ↓ هُدَّابٌ (K) Impotent in speech or actions; syn. عَيِىٌّ; (in one copy of the K غَبِىٌّ, or unintelligent; TA;) and heavy, or dull: (S, K:) or هيدب signifies impotent in speech or actions; dull of speech and understanding; heavy: and hard, or churlish; heavy, or dull; having much hair: (Az:) or, as some say, one who has upon him dangling strings, or the like, hanging from the suspensory of a sword, or other thing, and resembling the هيدب of a cloud: or, as some say, this word signifies stupid; foolish; of little sense: and ↓ هدبّ, weak. (TA.) هَيْدَبَى A kind of pace of a horse, in which exertion, or energy, is employed; a certain hard pace of a horse. (K.) See also هَيْذَبَى.

رَجُلٌ هَيْدَبِىُّ الكَلَامِ (assumed tropical:) A man of much speech, or talk; of many words. (K.) App. from the هَيْدَب of a cloud. (TA.) أَهْدَبُ A man having long, or large, eyelashes. (K.) Lth explains it by the words طَوِيلُ أَشْفَارِ العَيْنِ كَثِيرُهَا; [and J in a similar manner;] but Az disapproves of this expression, because اشفار العين signifies “ the edges of the eyelids,”

whence the eyelashes grow: (TA:) أَهْدَبُ الأَشْفَارِ, and الاشفار ↓ هَدِبُ, [the same;] having long eyelashes. (TA.) عَيْنٌ هَدْبَاءُ An eye having long lashes. (TA.) b2: شَجَرَةٌ هَدْبَاءُ A tree having long and pendulous branches. (K.) b3: أُذُنٌ هَدْبَاءُ (tropical:) A pendulous, flabby, ear. (TA, from a trad.) b4: لِحْيَةٌ هَدْبَاءُ (tropical:) A lank, not crisp, beard: and so ↓ عُثْنُونٌ هَدِبٌ. (TA.) b5: نَسْرٌ أَهْدَبُ (tropical:) A vulture having long feathers which reach to the ground. (TA.) See هَدِبٌ.

مُهَدَّبٌ Having an unwoven end, or extremity; syn. ذُو هُدَّابٍ: occurring as an epithet applied to the kind of stuff called دِمَقْسٌ. (TA.)
هدب
: (الهُدْبُ، بالضَّمِّ) على الْمَشْهُور، (وبضَمَّتَيْنِ) لُغَةٌ فِيهِ: (شَعَرُ أَشْفار العَيْنَيْن) وهما من أَلفاظ الجموع كَمَا يَدُلُّ لَهُ فِيمَا بَعْدُ، فَكَانَ يَنْبَغِي أَن يُعَبّر فِي مَعْنَاهُ بأَشعارِ أَشفارِ العَينينِ، أَو أَنه أَراد الجِنْسَ. وَفِي لِسَان الْعَرَب: الهُدْبَةُ: الشَّعَرَةُ النّابِتَةُ على شُفْرِ العَيْنِ.
(و) الهُدْبُ: (خَمْلُ الثَّوْبِ، واحِدَتُهما بهاءٍ) ، أَي: الهُدْبَة. وطالَ هُدْبُ الثَّوْبِ وهُدّابُهُ. وَفِي الحَدِيث: (كأَنِّي أَنْظُرُ إِلى هُدّابِها) هُدْبُ الثَّوْبِ، وهُدْبَتُهُ، وهُدّابهُ: طَرَفُ الثَّوْبِ ممّا يَلِي طُرَّتَهُ. وَفِي حَدِيث امرأَةِ رِفاعةَ: (إِنَّ مَا مَعَهُ مثلُ هُدْبَةِ الثَّوْبِ) أَرادت مَتَاعَهُ، وأَنَّهُ رِخْوٌ مثلُ طَرَف الثَّوْبِ لَا يُغْنِي عَنْهَا شَيْئاً.
(ورَجُلٌ أَهْدَبُ: كَثيرُهُ) أَي الشَّعَرِ النّابِتِ على شُفْرِ العينِ. وَقَالَ الليْثُ: رجلٌ أَهْدَبُ: طَوِيلُ أَشْفارِ العَيْنِ كَثِيرُها. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: كأَنَّهُ أَرادَ بأَشْفارِ العَيْنِ الشَّعَرَ النّابتَ على حُروف الأَجْفان، وَهُوَ غَلَطٌ. إِنّما شُفْرُ الْعين: مَنْبِتُ الهُدْبِ من حَرْفَيِ الجَفْنِ، وجَمعُه أَشْفَارٌ. وَفِي الصَّحاح: الأَهْدَبُ: الكثيرُ أَشْفَارِ العَيْنِ. وَفِي صِفته، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (كَانَ أَهْدَبَ الأَشْفَارِ) . وَفِي رِوَايَة: (هَدبَ الأَشْفارِ) أَي: طويلَ شَعَرِ الأَجْفانِ. وَفِي حديثِ زِياد: (طويلُ العُنُقِ أَهْدَبُ) .
(وهَدِبَتِ العيْنُ، كفرِحَ) ، هَدَباً: (طالَ هُدْبُها، فَهُوَ أَهْدَبُ) العَيْنِ، وَهِي هَدْباءُ.
(و) من المَجَاز: (الهَيْدَبُ: السَّحَاب المُتَدَلِّي) الّذي يَدْنُو مثْلَ هُدْبِ القَطيفَةِ؛ (أَو) هَيْدَبُ السَّحَابِ: (ذَيْلُهُ) ، وَهُوَ أَنْ تَراهُ يتَسلسلُ فِي وَجْهِه للْوَدْقِ، يَنْصَبُّ كأَنَّه خُيوطٌ مُتَّصلَةٌ. وَفِي الصَّحاح: هَيْدَبُ السَّحابِ: مَا تَهَدَّبَ مِنْهُ، إِذا أَرادَ الوَدْقَ، كأَنَّه خُيوطٌ. قَالَ أَوْسُ بن حَجَرٍ، قَالَ ابْنُ بَرِّيّ: ويُرْوَى لِعَبِيدِ بْنِ الأَبرص يَصِفُ سَحَاباً كثيرَ الْمَطَر:
دَانٍ مُسِفّ فُوَيْقَ الأَرْضِ هَيْدَبُهُ
يَكَادُ يَدْفَعُهُ مَنْ قامَ بالرّاحِ
المُسِفُّ: الّذي قد أَسَفَّ على الأَرْض، أَي: دَنا مِنْهَا. والهَيْدَبُ: سَحابٌ يَقْرُبُ من الأَرْض، كأَنَّه مُتَدَلَ، يكَاد يُمْسِكُه من قامَ براحته. قلت: وقرأْت فِي المجلَّدِ الأَوَّل من التَّهْذيب للأَزْهَرِيّ، فِي بَاب عق، مَا نصُّه: وسحابَةٌ عَقّاقَةٌ مشقَّقَة بالماءِ، وَمِنْه قولُ المُعَقِّر بْنِ حِمار لبِنْتِهِ، وَهِي تَقودُه وَقد كُفَّ وسمِعَ صَوت رَعْدٍ: أَيْ: بُنَيَّةُ: مَا تَرَيْنَ؟ قَالَت: أَرى سَحَابَةً سَحْمَاءَ عَقّاقَةً كأَنَّها حُوَلاءُ ناقةٍ، ذاتُ هَيْدَبٍ دانٍ، وسَيْرٍ وانٍ. قَالَ: أَيْ بُنَيّةُ: وائِلي إِلى قَفْلَة، فإِنّها لَا تَنْبُتُ إِلاّ بمَنْجَاةٍ من السَّيْل. شبهت بحِوَلاءِ النّاقَةِ فِي تَشَقُّقهَا بالماءِ كَتَشَقُّقِ الحِوَلاءِ، وَهُوَ الّذي يَخْرُجُ مِنْهُ الوَلَدُ، والقَفْلَة: شَجَرَة، انْتهى.
(و) الهَيْدَبُ: (خَمْلُ الثَّوْبِ) ، وَالْوَاحد هَيْدَبَةٌ. وَكَانَ يَنْبَغِي أَن يُذْكَر عندَ قَوْله: (والهُدْبُ: خَمْلُ الثَّوْبِ) . أَمّا تفريقه فِي مَحلَّيْنِ، مُخِلٌّ لشَرْطه. قَالَ شيخُنا: على أَنَّ الخَمْلَ، عندَ كثيرينَ، غيرُ الهُدْب، فإِنّ الهُدْب قَالُوا فِيهِ: هُوَ طَرَفُ الثَّوْبِ الّذي لم يُنْسَجْ. وَقَالَ بعضٌ: وَقد يُفْتَلُ ويُحْفَظُ بِهِ طَرَفُ الثَّوبِ. والخَمْلُ: مَا يتخلَّلُ بِهِ الثَّوْب كلّه، وأَكثرُ مَا يكونُ فِي القطائفِ.
(و) من الْمجَاز: الهَيْدَبُ: (رَكَبُ المَرْأَةِ) ، أَي فَرْجُها إِذا كَانَ مُسْترخياً، لَا انتِصابَ لَهُ شُبِّه بهَيْدَبِ السَّحابِ وَهُوَ (المُتَدلِّي) من أَسافله إِلى الأَرض، قَالَ: أَرَيْتَ إِنْ أُعْطِيتَ نَهْداً كَعْثَبَا
إِذاك أَمْ أُعْطِيتَ هَيْداً هَيْدبا
وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لم يُفَسِّرَ ثعلبٌ هَيْدَباً، إِنّما فسّر هَيْداً، فَقَالَ: هُوَ الكثيرُ.
(و) من المَجَاز: الهَيْدَبُ: (المُتَسَلْسِلُ المُنْصَبُّ من الدُّمُوعِ) كأَنَّه خُيُوطٌ مُتَّصلَةٌ، عَن اللَّيْث؛ وأَنشد:
بدَمْع ذِي حَزَازاتٍ
على الخَدَّيْنِ ذِي هَيْدَبْ
(و) هَيْدَبٌ: (فَرَسُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ راشِدٍ) ، سُمِّيَت لطُول شَعَر ناصِيَتِها.
وَفِي لِسَان الْعَرَب قَالَ: وَلم أَسْمَع الهَيْدَب فِي صِفَة الوَدْق المُتَّصِلِ وَلَا فِي نَعْتِ الدُّمُوع. والبَيْتُ الّذي احْتَجَّ بِهِ اللَّيْث، مصنوعٌ لَا حُجَّةَ بِه، وبيتُ عَبِيدٍ يدُلُّ على أَنَّ الهَيْدَب من نَعْتِ السَّحابِ.
(و) الهَيْدَبُ من الرِّجال: (العَيِيُّ) ، وَفِي نسخةٍ: الغَبِيُّ، بالغين والمُوَحَّدَة قَالَ الأَزْهَرِيُّ: الهَيْدَبُ: العَبَامُ من الأَقوام، الفَدْمُ، (الثَّقِيلُ) ، الضَّخْمُ، الجافي؛ وأَنشد لاِءَوْسِ بْنِ حَجَرٍ شَاهدا:
وشُبِّهَ الهَيْدَبُ العَبَامُ من الْ
أَقْوام سَقْباً مُجَلِّلاً فَرَعا
قَالَ: الهَيْدَبُ من الرِّجال: الجافي، الثَّقِيلُ، الكثيرُ الشَّعَر. وقيلَ: الهَيْدَبُ: الّذِي عَلَيْهِ أَهْدَابٌ تَذَبْذَبُ من بِجادٍ أَو غيرِه، كأَنَّها هَيْدَبٌ من سَحَاب، (كالهُدُبِّ) كعُتُلَ، وَقيل: الْهُدُبُّ: الضَّعِيفُ، والهَيْدَبُ: الأَحمق، (والهُدّابِ) ، أَي: كرُمّان، وَمَا رأَيْته لِغيره.
(وهَدَبَهُ) أَي الشَّيءَ، (يَهْدبُهُ: قَطَعَهُ) .
(و) الهَدْبُ: ضَرْبٌ من الحَلْبِ، يُقَال: هَدَبَ الحالِبُ (النّاقَةَ) ، يَهْدِبُهَا، هَدْباً: (احْتَلَبَها) ، رواهُ الأَزْهَريُّ عَن ابْن السِّكِّيت. وَفِي بعض النُّسَخ: حَلَبها. وَفِي تَهْذِيب ابْنِ القَطَّاع: هَدَبْتُ كلَّ مَحْلُوبَة، هَدْباً: حَلَبْتُها بأَطْرافِ الأَصابِع.
(و) هَدَّبَ (الثَّمَرَةَ) تَهْدِيباً، واهْتَدَبَها. (اجْتَنَاها) ، وَفِي حديثِ خَبّابٍ: (ومِنَّا من أَيْنَعَت لَهُ ثَمَرَتُهُ، فَهُوَ يَهْدِبُهَا) أَي: يَجْنِيها ويَقْطِفُها كَمَا يَهْدِبُ الرّجلُ هَدَبَ الغَضَا والأَرْطَى.
(والهَدَبُ، مُحَرَّكَةً: أَغْصَانُ الأَرْطَى ونَحْوِهِ) مِمّا لَا وَرَقَ لَهُ، واحدَتُه هَدَبَةٌ، والجمعُ: أَهْدَابٌ.
(و) الهَدَبُ، أَيضاً: (مَا دَامَ من وَرَقِ الشَّجَرِ) ، وَلم يكُنْ لَهُ عَيْرٌ، (كالسَّرْوِ) والطَّرْفاءِ والسَّمُرِ.
(و) الهَدَبُ (مِن النَّبَاتِ: مَا ليْس بِوَرَقٍ، إِلاَّ أَنَّه يقُوم مَقَامَ الوَرَقِ) ، وَهَذَا عَن أَبي حنيفةَ؛ (أَو كُلّ وَرَق لَيْس لَهُ عَرْضٌ) ، بِفَتْح فَسُكُون، كورقِ الأَثْلِ والسَّرْوِ والأَرْطَى والطَّرْفاءِ، وهاذا عَن الجوهريّ، (كالهُدَّابِ، كرُمَّانِ) ؛ قَالَ عَدِيّ بْنُ زَيْدٍ العِبَادِيُّ يَصِفُ ظَبْياً فِي كِناسِه:
فِي كِناسٍ ظاهرٍ يَسْتُرُهُ
منْ عَلُ، الشَّفّانَ، هُدّابُ الفَنَنْ
الشَّفّانُ: البَرَدُ، وَهُوَ منصوبٌ بإِسقاط حرف الجرّ، أَي يستُرُه هُدّابُ الفَنَنِ من الشَّفَّانِ. وَفِي هَامِش نُسْخَة الصَّحاح مَا نصّه: أَرادَ: يَستُرُ هُدّابُ الفَنَنِ الشَّفّانَ من عَلُ. والشَّفّانُ: القَطْرُ القليلُ والفَنَنُ: الغُصْنُ. والهُدّابُ: مَا مالَ مِنْهُ. وَفِي حَدِيث وَفْدِ مَذْحِجٍ: (أَنّ لنا هُدّابَها) الهُدّاب: ورَقُ الأَرْطَى، وكُلُّ مَا لم يَنْبَسِطْ وَرَقُه. وهُدَّابُ النَّخْلِ: سعفُه. و (الواحِدَةُ) مِنْهَا (هَدَبَةٌ، وهُدَّابَةٌ) بِزِيَادَة الهاءِ فيهمَا، مُحرَّكاً. (و) أَما (هُدَّابٌ) ، فَفِي الْمُحكم: أَنّه اسمٌ يَجْمَعُ هُدْبَ الثَّوْبِ وهَدَبَ الأَرْطَى، وَاسْتشْهدَ بقول العَجّاج، وَفِي نُسْخَة هُنَا: هِدَابَة، ككِتَابَة، بَدَلَ هُدّابٍ، وَهُوَ خطأٌ.
(وهَدبَ الشَّجَرُ، كفَرِحَ) ، هَدَباً: (طالَ أَغْصانُهَا، وتَدَلَّتْ) من حوَالَيْها (كأَهْدَبَتْ) ، أَيْ: أَغصانُ الشَّجرة، تَهَدَّلتْ من نَعْمَتَها، واسترسَلتْ. قَالَ ابْنُ القَطّاع: أَهْدَبَ الشَّجَرُ: كَثُرَتْ أَغصانُه. وَقَالَ أَبو حنيفةَ: وَلَيْسَ هاذا من هَدَبِ الأَرْطَى، وَنَحْوه. انْتهى. وهَدَبُ الشَّجَرة: طُولُ أَغْصانِها وتَدَلِّيها.
وَقد هَدبَتْ، هَدَباً، (فَهِيَ هَدْباءُ) .
والهَدبُ: مصدرُ الأَهْدَبِ والهَدْباءِ.
(و) الهَدِبُ، (كَكَتِفٍ: الأَسَدُ) ، نَقله الصّاغانيُّ.
وَفِي الأَساس: وَمن المَجاز: لِبْدٌ أَهْدَبُ: إِذا طالَ زِئْبرُهُ.
(والهَيْدَبَى) ، بالدّال والذّال: (جنْسٌ من مَشْيِ الخَيْلِ، فِيهِ جِدٌّ) ؛ قَالَ امْرُؤُ القَيْس:
إِذا راعَهُ من جانبَيْه كِلَيْهِما
مَشَى الهَيْدَبَى فِي دَفِّه ثُمَّ فَرْفَرَا
(و) يُقَال: (رَجُلٌ هَيْدَبِيٌّ الكَلامِ) بياءِ النِّسْبَة، أَي: (كَثيرُه) ، كأَنَّه مأْخوذٌ من: هَيْدَبِ السَّحاب، وقَيَّده الصّاغانيُّ: كَبِيرُهُ، بالمُوحَّدَة.
(والهُدَبِيَّةُ، كعُرَنيَّة) مُقْتَضاهُ أَنْ يكونَ بضَمَ ففَتْح وبعدَ المُوَحَّدَة ياءٌ مشدَّدة، وَضَبطه ياقوت محركةً، وَقَالَ: كأَنَّه نِسْبَةٌ إِلى الهَدَب، وَهُوَ أَغصانُ الأَرْطَى ونحوِهَا ممّا لَا وَرَقَ لَهُ، وَضَبطه الصّاغَانيُّ أَيضاً هاكذا: (مَاءَةٌ قُرْبَ السَّوارِقيَّة) . فِي المعجم: قالَ عَرّام: إِذا جاوزتَ عينَ النّازِيَةِ، وَرَدْت ماءَةً يقالُ لَهَا الهَدَبيَّة، وَهِي ثلاثُ آبار لَيْسَ عليهنّ مَزارعُ وَلَا نَخْلٌ وَلَا شَجَرٌ. وَهِي بِقاعٌ كَبيرة تكون ثلاثةَ فراسخَ فِي طول مَا شاءَ اللَّهُ، وَهِي لبني خُفَاف، بينَ حَرَّتَيْنِ سَوْداوَيْن، وَلَيْسَ ماؤُهم بالعَذْبِ، وأَكثرُ مَا عندَهَا من النَّباتِ الحَمْضُ، ثمَّ تَنتهي إِلى السَّوارِقيّة على ثَلَاثَة أَمْيال مِنْهَا، وَهِي قَرْيَة غَنّاءُ كبيرةٌ من أَعمالِ المَدينة، على ساكنها أَفضلُ الصَّلاة والسَّلام.
(و) الهُدْبَةُ، بضَمّ فَسُكُون، و (كَهُمَزَة) ، الأَخِيرة عَن كُرَاع: (طائرٌ) ، وَفِي اللِّسَان: طُوَيْئرٌ أَغْبَرُ، يُشْبِهُ الهامَةَ، إِلاّ أَنّهُ أَصغرُ مِنْهَا. وَفِي الأَساس: قَالَ الجاحظ: لَيْسَ للْعَرَب اسْمٌ لِما لَا يبصرُ باللَّيْل، وَهُوَ الَّذي يقالُ لَهُ شَبْكُور، أَكثرَ من أَن يقولُوا: بِهِ هُدَبِدٌ.
(وابْنُ الهَيْدَبَى: شاعِرٌ) من شعراءِ الْعَرَب.
(وهُدْبَةُ بْنُ خَالدٍ) القَيْسيّ، (ويُعْرَفُ بهَدَّاب، ككتَّانٍ: مُحَدِّثٍ) .
وفاتَهُ: الحُسَيْنُ بن هَدَّاب المُقْري الضَّرِيرِ، مَاتَ سنة 562.
وَزَيْدُ بن ثابِت بْن هَدّاب الوَرّاق عَن المُبارَك بن كَامِل، مَاتَ سنة 617.
(وهُدْبَةُ بْنُ الخَشْرَمِ) بْنِ كُرَيْز من بني ذُبْيانَ بْنِ الحارِثِ بن سَعِيد بن زيد أَخِي عُذْرَةَ بنِ زَيْد، (شاعرٌ) قَتله سَعيدُ بن الْعَاصِ وَالِي المدينةِ، لاِءَمْر جَرى بينَه وبينَ زِيادةَ بن زَيْد الشّاعر، فَحصل بينَهما المُهاجاة، ثمَّ تقاتَلا، فَقتله، انْظُر قصَّتَهُما فِي كتاب البَلاذُرِيّ. وممّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
أُذُنٌ هَدْبَاءُ، أَي: متدلِّيَة، مسترخيَةٌ. وَهُوَ فِي حَدِيث المُغيرة.
ولِحيةٌ هَدْباءُ: مُسْتَرْسِلَة، وَكَذَا عُثْنُونٌ هَدِبٌ، وَهُوَ مجَاز.
وَمِنْه أَيضاً: نَسْرٌ أَهْدَبُ: إِذا كَانَ سابِغَ الرِّيش.
والهُدْبَةُ، أَيضاً: القطْعَةُ والطّائفة.
ودمَقْسٌ مُهَدَّبٌ، أَي ذُو هُدّاب.
وفَرَسٌ هَدِبٌ: طويلُ شَعَر النّاصِيَة.
والهُدْبَانُ من جِيَاد الخيلِ عندَهم، وينقَسمُ إِلى بيُوت.
قالَ الأَزهريُّ: والعَبَلُ، مثلُ الهَدَبِ سواءٌ.
والأَهْدَابُ فِي قَول أَبي ذُؤَيْبٍ:
يَسْتَنُّ فِي عُرُض الصَّــحْرَاءِ فائرُهُ
كأَنَّهُ سَبِطُ الأَهْدابِ مَمْلُوحُ
: الأَكْتَافُ، قَالَه ابْنُ سِيدَهْ. وأَنكره.
وَفِي التَّهذيب: أَهْدَب الشَّجَرُ: إِذا خَرَج هُدْبُه.
وَذكر الجوهريُّ وابْنُ منظورٍ هُنَا: الهِنْدَبَ والهنْدَبَا، وسيأْتي فِي كَلَام المصنِّف فِيمَا بعدُ.
وَفِي الأَساس، فِي المَجَاز: وضَرَبَه، فبَدَا هُدْبُ بَطْنِه، أَي: ثَرْبُهُ، هاكذا وجَدتُه، وَهُوَ خطأٌ، وصوابُه: هُرْب، بالرّاءِ، كَمَا سيأْتي فِي مَوْضِعه.

هبب

[هبب] هَبَّ من نَومه يَهُبُّ، أي استيقظ. وأهببته أنا. وهبَّت الريح هُبوباً وهَبيباً، أي هاجت. والهَبوبَةُ: الريح التي تثير الغَبَرَة، وكذلك الهَبوبُ والهَبيبُ. تقول: من أين هَبَبْتُ يا فلان؟ كأنك قلت: من أين جئت؟ أي من أين انتبهت لنا.وهب فلانُ يفعل كذا، كما تقول: طفِق يفعل كذا. وهَبَّ البعيرُ في السير هِباباً، أي نشِط. قال لبيد: فلها هِبابٌ في الزمامِ كأنَّها * صَهباءُ راح مع الجَنوب جَهامُها وهززت السيفَ والرمحَ فَهَبَّ هَبَّةً. وهَبَّته: هِزَّتُهُ ومَضاؤه في الضريبة، وهو سيف ذو هَبَّةِ. ويقال أيضاً: عِشْنا بذلك هَبَّةَ من الدهر، أي حِقبة، كما يقال سَبَّة. قال الأصمعي: الهَبَّةُ أيضاً: الساعة تَبْقى من السَحَر. والهِبَّةُ بالكسر: هِياج الفحل. تقول: هَبَّ التيسُ يَهِبُّ بالكسر هبييا وهبابا، إذا نب للسفاد. واهْتَبَّ مثله. وهو مِهبابٌ ومُهْتَبٌّ . وهبهبته : دعوته لينزو، فتهبهب: تزعزع. والهبهبى: الراعى. قال الأصمعي: يقال ثوبٌ هَبائِبُ وخَبائِبُ، إذا كان متقطِّعاً. وتهبَّب الثوبُ: بَليَ. ويقال لقِطَعِ الثوب هبب، مثال عنب. قال أبو زبيد:

على جناجنه من ثوبه هبب
(هـ ب ب) : (هَبَّةٌ) فِي (ع س) (فِي حَدِيثِ) رِفَاعَةَ فَإِنَّهُ قَدْ جَاءَنِي (هَبَّةً) أَيْ مَرَّةً وَأَصْلُهَا مِنْ قَوْلِهِمْ احْذَرْ هَبَّةَ السَّيْفِ أَيْ وَقْعَتَهُ.
هـ ب ب :
هَبَّتْ الرِّيحُ هُبُوبًا مِنْ بَابِ قَعَدَ هَاجَتْ.

وَهَبَّ مِنْ نَوْمِهِ هَبًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ اسْتَيْقَظَ.

وَهَبَّ السَّيْفُ يَهَب مِنْ بَابِ ضَرَبَ هَبَّةً اهْتَزَّ وَمَضَى وَمِنْهُ قِيلَ أَتَى امْرَأَتَهُ هَبَّةً أَيْ وَقْعَةً. 
هـ ب ب: (هَبَّ) مِنْ نَوْمِهِ إِذَا اسْتَيْقَظَ مِنْهُ. وَ (الْهَبُوبَةُ) الرِّيحُ تُثِيرُ الْغَبَرَةَ. وَ (هَبَّ) الْبَعِيرُ فِي السَّيْرِ أَيْ نَشِطَ. وَ (هَبْهَبَ) النَّجْمُ تَلَأْلَأَ وَ (الْهَبَّةُ) السَّاعَةُ. وَ (الْهِبَّةُ) هِيَاجُ الْفَحْلِ. وَ (هَبَّتِ) الرِّيحُ تَهُبُّ بِالضَّمِّ (هُبُوبًا) وَ (هَبِيبًا) أَيْضًا. 
(هبب) - في حديث ابن عُمر - رضي الله عنهما -: "فإذا هَبَّتِ الرِّكابُ"
: أي قامَتِ الإبِلُ للسَّيْر. يُقَالُ: هَبَّتِ الناقةُ في سَيْرِهَا هِبَاباً وهُبُوباً: نَشِطَت، وَهبَّتِ الرّيحُ هُبُوباً وهَبِيباً وهَبًّا، وهَبَّ النَّائمُ هَبًّا وهُبُوباً: استَيْقَظَ، وهَبَّ التَّيْسُ هَبِيباً وهِباباً: هَاجَ واغتَلَم فصَوَّت.
- وفي خَبَر: "هَبَّ التَّيْسُ"
: أي نَبَّ للسِّفادِ، واهتَبَّ أيضاً.
[هبب] نه: فيه: لا حتى تذوقي عسيلته، قالت: فإنه قد جاءني "هبة"، أي مرة واحدة، من هباب الفحل وهو سفاده، وقيل: أرادت بها الوقعة، من: احذر هبة السيف، أي وقعته. وفيه: "هب" التيس، أي هاج للسفاد. ش: وفيه: لقد رأيت أصحابه صلى الله عليه وسلم "يهبون" إليهما كما يهبون إلى المكتوبة أي ركعتي المغرب، أي ينهضون إليهما، والهباب: النشاط. ج: وفيه: إذا "هب" من الليل، أي انتبه من النوم. ش: "أهبنا" رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي أيقظنا. ك: وفيه: أرأيت إذاالركاب، أي هاجت الإبل وشوشت على المصلى. ط: أي قال نافع: أخبرني يا ابن عمر! إذا سارت الجمال إلى الصــحراء إلى أي شيء يصلي أو ما كان يفعل عند ذهابها إلى المرعى؟ قال ابن عمر: كان صلى الله عليه وسلم يأخذ الرحل فيعدله - بتشديد دال، أي ينصبه بين يديه أخرة الرحل. ومنه: حتى "تهب" متى تهب، أي تستيقظ. غ: و"هبة" من الدهر وسبة، قطعة منه مديدة.
هـ ب ب

ريح هابّة، وقد هبّت هبوباً، وأهبّها الله تعالى واستهبها. قال الكميت:

والحياض المملآت من الشر ... ب إذا المرزم استخبّ الحرورا

وجاءت من مهبّها، وقعد في مهبّ الريح، ومهابّ الرياح أربعة.

ومن المجاز: من أين هببت يا فلان: من أين جئت. وهبّ فلان حيناً ثم قدم أي سافر. وهبّ من نومه. وهبّت الناقة في سيرها هبوباً وهباباً. وللسيف هبّة: هزّة ومضاء. قال امرؤ القيس:

وأبيض كالمراق بلّيت حدّه ... وهبّته في الساق والقصرات

وقال الأعشى:

وذا هبّةٍ غامضاً كلمه ... وأرقب مطّرداً كالشّطن

وهبّ السيف، وأهببته. وهبذ التيس هبيباً.

وهبّ يفعل كذا: طفق. وعشنا هبّةً من الدهر. وتهيّب الثوب، وذهب هبباً: قطعاً، وثوبٌ هبب.

هبب


هَبَّ(n. ac. هَبّ
هَبِيْب
هُبُوْب)
a. Blew (wind).
b. Rose.
c. [Min], Awoke from (sleep).
d.(n. ac. هَبّ
هِبَاْب), Walked rapidly.
e.(n. ac. هَبّ
هُبُوْب), Quivered, flashed.
f.(n. ac. هَبّ
هَبَّة
هِبَّة), Cut.
g. Set about. began.
h.(n. ac. هِبَاْب), Was absent from; departed.
i. Was routed, overthrown.
j.
(n. ac.
هِبَّة
هِبَاْب
هَبِيْب), Rattled, snorted.
k.(n. ac. هَبّ
هِبَاْب
هُبُوْب), Came, arrived.
l. see II (b)
. II, Rent, tore.
b. [Bi], Called.
أَهْبَبَa. Made to blow (wind).
b. [acc. & Min], Awoke, aroused from.
c. Brandished, flourished (sword).
d. see II (a)
. V, Was worn out, ragged. VIII
see I (f) (j). X
see IV (a)
هَبَّةa. Breath, puff, gust ( of wind ).
b. A time, period.
c. Hour preceding the dawn.
d. see 2t (a)
هِبَّةa. Penetration; cutting ( of a sword ).
b. State, condition.
c. Vehemence.
d. (pl.
هِبَب), Rag, tatter.
هُبَّة
a. [art.], The wind.
هِبَبa. see 38
مَهْبَبa. Windy place.
b. Violence, fury ( of the wind ).

هَاْبِبَةa. Blowing; rising (wind).
هَبَاْبa. Dust, motes, specks.

هَبِيْبa. see 26
هَبُوْب
هَبُوْبَةa. Gale, blast.

هُبُوْبa. Gust ( of wind ).
أَهْبَاْبa. Ragged, tattered (garment).
مِهْبَاْبa. Rattling, hot (goat).
هَبَاْئِبُa. see 38
N. P.
هَبَّبَ
N. P.
إِهْتَبَبَa. see 45
هَبَّةً
a. Once.

هَبْ (a. Imp. of
وَهَبَ ), Suppose!
هـبب
هبَّ/ هبَّ إلى/ هبَّ في/ هبَّ لـ/ هبَّ من هَبَبْتُ، يَهُبّ، اهْبُبْ/ هُبَّ، هَبًّا وهُبوبًا وهبيبًا، فهو هابّ، والمفعول مهبوب إليه
• هبَّت الرِّيحُ ونحوُها: ثارتْ وهاجتْ "هبَّت العاصفةُ- هبَّ التَّيسُ" ° مِنْ كُلِّ ما هبّ ودَبّ: مِنْ جميع أصناف الناس- هبَّت رياح النَّصر: ظهرت علاماته- هبَّت ريحُه: جرى أمرُه على ما يريد- يَهبّ مع كل ريح: يتّبع الآخرين، يستجيب لكل دعوة.
• هبّ النَّجمُ: طلَع.
• هبّ السَّائرُ: نشِط وأسرع "هبَّ واقفًا- هبّ البعيرُ تجنّبًا للحرّ- هبَّت النَّاقةُ في عَدْوها".
• هبَّ إلى العمل/ هبّ للعمل: نهَض مسرعًا "هبّ إلى الصلاة عندما سمِع الأذان- هبّ لنجدة المستغيث- هبّ للمقاومة/ للحرب- *فيا قومُ هُبُّوا إنما العُمْر فرصة*".
• هبّ الكلبُ فيه: هاجمه.
• هبّ من نومه: استيقظ بسرعة، انتبه، فزِع من نومه " {قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ هَبَّنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} [ق] ".
• هبَّ يفعل كذا: بدأ، طفِق يفعله. 

أهبَّ يُهِبّ، أهبِبْ/ أهِبَّ، إهبابًا، فهو مُهِبّ، والمفعول مُهَبّ
• أهبَّ اللهُ الرِّيحَ: أثارها فجعلها تهُبّ "أهبَّت المروحة الكهربائية هواءً باردًا".
• أهبَّ فلانًا من نومه: أيقظه "أهبَّته أمُّه من نومه- {قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ أهَبَّنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} [ق] ". 

استهبَّ يستَهِبّ، اسْتَهْبِبْ/ اسْتَهِبَّ، استهبابًا، فهو مُسْتَهِبّ، والمفعول مُسْتَهَبّ
• استهبَّ الرِّيحَ:
1 - طلَب هُبوبها.
2 - جعل الريح تهبّ، أثارها وأهاجها. 

تهبَّبَ يتهبَّب، تهبُّبًا، فهو مُتهبِّب
• تهبَّب الثَّوبُ: أصبح قديمًا باليًا. 

هبَّبَ يهبِّب، تَهْبيبًا، فهو مُهبِّب، والمفعول مُهبَّب
• هبَّب الثَّوبَ: خرَّقه ومزَّقه.
• هبَّب الأمرَ: أساءه. 

مهَبّ [مفرد]: ج مَهابُّ: موضع هُبوب الرِّيح "لا تجلس في مَهَبّ الرِّياح- كريشة في مَهَبِّ الرِّيح" ° في مهبّ الرِّيح: معرّض للخطر. 

هَباب [جمع]:
1 - ذَرّات تتعلّق بالهواء من الدُّخان أو الغُبار "ثارت زوبعة فدخل الهَبابُ كُلَّ البيوت".
2 - (كم) جزيئات سوداء متبقِّية من الإحراق غير التّامّ للفحْم أو النّفط أو الخشب أو أيّ نوع آخر من الوقود، وهي مكوّنة بشكل أساسيّ من الكربون. 

هِباب [مفرد]: أثر دُخانٍ ناتج عن احتراق شيء "امتلأت السَّماء بهِباب القشّ المحترق". 

هَبّ [مفرد]: مصدر هبَّ/ هبَّ إلى/ هبَّ في/ هبَّ لـ/ هبَّ من. 

هَبَّة [مفرد]: ج هَبّات وهِبَب:
1 - اسم مرَّة من هبَّ/ هبَّ إلى/ هبَّ في/ هبَّ لـ/ هبَّ من.
2 - عَصْفَة "هَبَّة ريح/ دُخان" ° هبَّة الشَّعب: ثورته وانتفاضته. 

هِبَّة [مفرد]: ج هِبَب: اسم هيئة من هبَّ/ هبَّ إلى/ هبَّ في/ هبَّ لـ/ هبَّ من: "إنه لحسن الهِبَّة: الحال". 

هَبوب [مفرد]: ريح مُثيرة للغُبار "تسبَّبت الهَبُوبُ في حادث مُريع". 

هُبوب [مفرد]: مصدر هبَّ/ هبَّ إلى/ هبَّ في/ هبَّ لـ/ هبَّ من ° هُبوب الرِّيح: هياجها المصوِّت- هُبوب الفَحْل: صياحه وهياجُه للضِّراب.
• زاوية الهُبوب: (هس) الزاوية الحادّة بين وتر الجناح واتّجاه الرّياح. 

هَبِيب [مفرد]: مصدر هبَّ/ هبَّ إلى/ هبَّ في/ هبَّ لـ/
 هبَّ من. 

هبب: ابن سيده: هَبَّتِ الريحُ تَهُبُّ هُبُوباً وهَبِـيباً: ثارَتْ

وهاجَتْ؛ وقال ابن دريد: هَبَّتْ هَبّاً، وليس بالعالي في اللغة، يعني أَن المعروف إِنما هو الـهُبُوبُ والـهَبيبُ؛ وأَهَبَّها اللّهُ. الجوهري: الـهَبُوبةُ الريح التي تُثِـير الغَبَرة، وكذلك الـهَبُوبُ والـهَبيبُ.

تقول: من أَين هَبَبْتَ يا فلان؟ كأَنك قلت: من أَين جِئْتَ؟ من أَينَ

انْتَبَهْتَ لنا؟ وهَبَّ من نَومه يَهُبُّ هَبّاً وهُبُوباً: انْتَبه؛ أَنشد ثعلب:

فحَيَّتْ، فحَيَّاها، فهَبَّ، فحَلَّقَتْ، * مَعَ النَّجْم، رُؤْيا في الـمَنام كَذُوبُ

وأَهَبَّه: نَبَّهَه، وأَهْبَبْتُه أَنا. وفي حديث ابن عمر: فإِذا هَبَّتِ الرِّكابُ أَي قامَت الإِبلُ للسَّير؛ هو من هَبَّ النائمُ إِذا اسْتَيْقَظَ. وهَبَّ فلانٌ يَفْعَل كذا، كما تقول: طَفِقَ يَفْعَلُ كذا.

وهَبَّ السيفُ يَهُبُّ هَبَّةً وهَبّاً: اهْتَزَّ، الأَخيرةُ عن أَبي زيد. وأَهَبَّه: هَزَّه؛ عن اللحياني. الأَزهري: السيفُ يَهُبُّ، إِذا هُزَّ، هَبَّةً؛ الجوهري: هَزَزْتُ السيفَ والرُّمْحَ، فهَبَّ هَبَّةً، وهَبَّتُه هِزَّتُه ومَضاؤُه في الضَّريبة. وهَبَّ السيفُ يَهُبُّ هَبّاً وهَبَّةً وهِـبَّةً إِذا قطَعَ. وحكى اللحياني: اتَّقِ هَبَّةَ السيفِ، وهِـبَّتَه. وسَيْفٌ ذو هَبَّةٍ أَي مَضاءٍ في الضريبة؛ قال:

جَلا القَطْرُ عن أَطْلالِ سَلْمى، كأَنما * جَلا القَيْنُ عن ذِي هَبَّةٍ، داثِرَ الغِمْدِ

وإِنه لذو هَبَّةٍ إِذا كانت له وَقْعة شديدة. شمر: هَبَّ السيفُ،

وأَهْبَبْتُ السيفَ إِذا هَزَزْته فاهْتَبَّه وهَبَّه أَي قَطَعَه. وهَبَّتِ

الناقةُ في سَيرِها تَهِبُّ هِـباباً: أَسْرَعَتْ.

والـهِـبابُ: النَّشاطُ، ما كان. وحكى اللحياني: هَبَّ البعيرُ،

مِثْلَه، أَي نَشِطَ؛ قال لبيد:

فلها هِـبابٌ في الزِّمامِ، كأَنها * صَهْباءُ راحَ، مع الجَنُوبِ، جَهامُها

وكلُّ سائرٍ يَهِبُّ، بالكسر، هَبّاً وهُبُوباً وهِـباباً: نَشِطَ. يونس: يقال هَبَّ فلانٌ حِـيناً، ثم قَدِمَ أَي غابَ دَهْراً، ثم قَدِمَ.

وأَينَ هَبِـبْتَ عَنَّا (1)

(1 قوله «وأين هببت عنا» ضبطه في التكملة، بكسر العين، وكذا المجد.)؟ أَي أَينَ غِـبْتَ عَنَّا؟ أَبو زيد: غَنِـينا بذلك هَـِبَّةً من الدَّهْرِ أَي حِقْبةً. قال الأَزهري: وكأَن الذي رُوِيَ ليُونُسَ، أَصلُه من هِـبَّة الدَّهْرِ. الجوهري: يقال عِشْنا بذلك هِـبَّةً من الدَّهْرِ أَي حِقْبةً، كما يقال سَبَّةً. والـهِبَّةُ أَيضاً: الساعةُ تَبْقَى من السَّحَر. وروى النَّضْرُ بن شُمَيْل، بإِسناده في حديث رواه عن رَغْبانَ، قال: لقد رأَيتُ أَصحابَ رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم،

يَهُبُّونَ إِليهما، كما يَهُبُّونَ إِلى المكتوبة؛ يعني الركعتين قبل

المغرب أَي يَنْهَضُونَ إِليهما، والـهِبابُ: النَّشاطُ. قال النَّضْرُ:

قوله يَهُبُّون أَي يَسْعَوْنَ. وقال ابن الأَعرابي: هُبَّ إِذا نُبِّه (2)

(2 قوله «هب إذا نبه» أي، بالضم، وهب، بالفتح، إذا انهزم كما ضبط في التهذيب وصرح به في التكملة.) ، وهَبَّ إِذا انْهَزَمَ. والـهِبَّةُ، بالكسر: هِـيَاجُ الفَحْل.

وهَبَّ التَّيْسُ يَهُـِبُّ هَبّاً وهِـباباً وهَبِـيباً، وهَبْهَبَ: هاجَ، ونَبَّ للسِّفاد؛ وقيل: الـهَبْهَبَةُ صَوْتُه عند السِّفادِ. ابن سيده: وهَبَّ الفَحْلُ من الإِبلِ وغيرها يَهُبُّ هِـباباً وهَبِـيباً، واهْتَبَّ:

أَراد السِّفادَ.

وفي الحديث: أَنه قال لامرأَة رِفاعةَ: لا، حتى تَذُوقي عُسَيْلَتَه،

قالت: فإِنه يا رسول اللّه، قد جاءَني هَبَّةً أَي مَرَّةً واحدةً؛ من

هِـبابِ الفَحْل، وهو سِفادُه؛ وقيل: أَرادتْ بالـهَبَّةِ الوَقْعَةَ، من

قولهم: احْذَرْ هَبَّةَ السيف أَي وَقْعَتَه.

وفي بعض الحديث: هَبَّ التَّيْسُ أَي هاجَ للسِّفادِ، وهو مِهْبابٌ

ومِهْبَبٌ. وهَبْهَبْتُه: دَعَوْتُه (1)

(1 قوله «وهبهبته دعوته» هذه عبارة الصحاح، وقال في التكملة: صوابه وهبهبت به دعوته. ثم قال والهباب الهباء أي كسحاب فيهما.) ليَنْزُوَ، فتَهَبْهَبَ تَزَعْزَعَ. وإِنه لـحَسَن الـهِبَّةِ:

يُرادُ به الحالُ. والـهِبَّةُ: القِطْعة من الثوب. والـهِبَّة: الخِرْقة؛

ويقال لِقِطَع الثَّوْبِ: هِـبَبٌ، مثل عِنَب؛ قال أَبو زُبَيْدٍ:

غَذاهُما بدِماءِ القَوْمِ، إِذْ شَدَنا، * فما يَزالُ لوَصْلَيْ راكِبٍ يَضَعُ

على جَناجِنِه، مِن ثَوْبه، هِـبَبٌ، * وفيه، من صائكٍ مُسْتَكْرَهٍ، دُفَعُ

يَصِفُ أَسَداً أَتى لشِبْلَيْه بوَصْلَيْ راكبٍ؛ والوَصْلُ: كلُّ مَفْصِلٍ تامٍّ، مثل مَفْصِل العَجُز من الظَّهْر؛ والهاءُ في جَناجِنِه تَعُودُ على الأَسد؛ والهاءُ في قوله من ثوبه تعود على الراكب الذي فَرَسَه،

وأَخَذَ وَصْلَيْه؛ ويَضَعُ: يَعْدو؛ والصائك: اللاَّصِقُ.

وثَوْبٌ هَبايِبُ وخَبايِبُ، بلا همز فيهما، إِذا كان مُتَقَطِّعاً.

وتَهَبَّبَ الثوبُ: بَلي.

وثَوْبٌ هِـبَبٌ وأَهْبابٌ: مُخَرَّقٌ؛ وقد تَهَبَّبَ؛ وهَبـبه: خَرَّقَه، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

كأَنَّ، في قمِـيصِه الـمُهَبَّبِ، * أَشْهَبَ، من ماءِ الحديدِ الأَشْهَبِ

وهَبَّ النجمُ: طَلَع. والـهَبْهابُ: اسمٌ من أَسماءِ السَّراب. ابن سيده: الـهَبْهابُ السَّرابُ. وهَبْهَبَ السَّرابُ هَبْهَبةً إِذا تَرَقْرَقَ. والـهَبْهابُ: الصَّيَّاحُ.

والـهَبْهَبُ والـهَبْهَبِـيُّ: الجمل السريع؛ قال الراجز:

قد وَصَلْنا هَوْجَلاً بهَوْجَلِ،

بالـهَبْهَبِـيَّاتِ العِتاقِ الزُّمَّلِ

والاسْمُ: الـهَبْهَبةُ.

وناقةٌ هَبْهَبيَّةٌ: سريعةٌ خَفيفةٌ؛ قال ابن أَحْمر:

تَماثِـيلَ قِرْطاسٍ على هَبْهَبيَّةٍ، * نَضا الكُورُ عن لَحْمٍ لها، مُتَخَدِّدِ

أَراد بالتماثيل: كُتُباً يَكْتُبُونَها.

وفي الحديث: إِن في جهنم وادياً يقال له: هَبْهَبٌ، يَسْكُنُه الجَبَّارُون. الـهَبْهَبُ: السَّريعُ.

وهَبْهَبَ السَّرابُ إِذا تَرَقْرَقَ.

والـهَبْهَبِـيُّ: تَيْسُ الغَنَم؛ وقيل: راعيها؛ قال:

كأَنه هَبْهَبـيٌّ، نامَ عنْ غَنَمٍ، * مُسْـتَأْوِرٌ في سَوادِ الليلِ، مَذْؤُوبُ

والـهَبْهَبـيُّ: الـحَسَنُ الـحُداءِ، وهو أَيضاً الـحَسَنُ الخِدْمَةِ. وكلُّ مُحْسِنِ مهْنةٍ: هَبْهَبـيٌّ؛ وخَصَّ بعضُهم به الطَّبَّاخَ والشَّوَّاءَ.

والـهَبْهابُ: لُعْبة لصِـبيانِ العِراقِ؛ وفي التهذيب: ولُعْبةٌ

لصِبْيانِ الأَعْرابِ يُسَمُّونَها: الـهَبْهابَ؛ وقوله أَنشده ثعلب:

يَقُودُ بها دليلَ القَوْمِ نَجْمٌ، * كعَيْنِ الكَلْبِ، في هُبَّى قِـباعِ

قال: هُبَّى من هُبُوب الريح؛ وقال: كعَيْن الكلب، لأَنه لا يَقْدرُ أَن

يَفْتَحَها. قال ابن سيده: كذا وقع في نوادر ثعلب؛ قال: والصحيح

هُبًّى قِـباع، من الـهَبْوةِ، وهو مذكور في موضعه. وهَبْهَبَ إِذا زَجَرَ. وهَبْهَبَ إِذا ذَبَح. وهَبْهَبَ إِذا انْتَبَه.

ابن الأَعرابي: الـهَبْهَبـيُّ القَصَّابُ، وكذلك الفَغْفَغِـيُّ؛ قال الأَخطل:

على أَنـَّها تَهْدي الـمَطِـيَّ إِذا عَوَى، * من الليل، مَمْشُوقُ الذراعَيْنِ هَبْهَبُ

أَراد به: الخَفيفَ من الذئاب.

هبب
: ( {الهَبُّ،} والهُبُوبُ) ، بِالضَّمِّ: (ثَوَرَانُ الرِّيحِ، {كالهَبِيبِ) . فِي الْمُحكم:} هَبَّت الرِّيحُ، {تَهُبُّ} هُبُوباً،! وهَبِيباً: ثارَتْ، وهاجَتْ. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: {هَبّ} هَبّاً، وَلَيْسَ بالعَالي فِي اللغَة، يَعْنِي: أَنّ المعروفَ إِنّما هُوَ {الهُبُوب،} والهَبِيبُ. قلتُ: فالمُصَنِّفُ قدّمَ غيرَ الْمَعْرُوف على مَا هُوَ مستعملٌ مَعْرُوف. وَفِي بغية الآمال، لاِءَبي جَعْفَر اللَّبْلِيّ: أَنَّ القِيَاس فِي فَعَلَ المفتوحِ اللَّازِم المُضَاعَف أَن يكونَ مُضَارِعُهُ بِالْكَسْرِ، إِلاّ الأَفعالَ الثّمانيةَ والعشرينَ، مِنْهَا: {هَبَّتِ الرِّيحُ. (و) } الهَبّ، والهُبُوبُ، والهَبِيبُ: (الانْتِباهُ مِنَ النَّوْمِ) ، {هَبَّ،} يَهُبُّ. وأَنشد ثعلبٌ:
فَحَيَّتْ فحَيَّاهَا {فهَبَّ فحَلَّقَت
مَعَ النَّجْمِ رُؤْيَا فِي المَنَامِ كَذُوبُ
} وأَهَبَّ اللَّهُ الرِّيحَ، {وأَهَبَّهُ من نَوْمِه: نَبَّهَهُ، وأَهْبَبْتُه أَنا. قَالَ شيخُنَا: هَبَّ من نَوْمِهِ، من الأَفعال الّتي استعملَتها العربُ لازِمَةً كَمَا هُوَ الْمَشْهُور، ومتعدِّيةً أَيضاً، يُقَال: هَبَّ من نَوْمِهِ،} وهَبَّه غَيْرُهُ؛ واستلُّوا لذالك بقوله تعالَى فِي قراءَةٍ شاذَّةٍ: {قَالُوا يَا ويلنا من {هَبَّنا من مرقدنا} بدل قَوْله تَعَالَى فِي المُتواتِرَة: {مَن بَعَثَنَا} (يسلله: 52) ، وَقَالُوا: هَبَّنا مَعْنَاهُ: أَيْقَظَنا وبَعَثَنا، وأَنّه يُقَال: هَبَّنا ثُلاثِيّاً متعدّياً،} كأَهَبَّنا رُباعِيّاً. والقراءَةُ نقلهَا البيضاويُّ وغيرُه. وَجعلُوا الثُّلاثيَّ والمَزيدَ بِمَعْنى. ولكِنَّ ابْنَ جِنِّي فِي المُحْتَسب أَنكر هَذِه القِراءَة، وَقَالَ: لم أَرَ لهاذا أَصْلاً، إِلاّ أَن يكونَ على الْحَذف والإِيصال، وأَصلُهُ هَبَّ بِنَا، أَي: أَيْقَظَنَا. انْتهى.
وَفِي الأَساس، ريحٌ هابَّةٌ، وهَبَّت هُبُوباً، وأَهَبَّها الله، واسْتَهَبَّها. وَجعل هَبَّ من نَومه: انْتَبَهَ، من المَجَاز.
(و) منهُ أَيضاً، الهَبُّ: ال (نَّشاطُ) مَا كانَ. ورَوَى النَّضْرُ بنُ شُمَيْل بإِسناده فِي حديثٍ رَوَاهُ عَن رَغْبَانَ قَالَ: (لقد رأَيتُ أَصحابَ رسولِ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم! يَهُبُّونَ إِلَيْهِما كَمَا يَهُبُّونَ إِلى الْمَكْتُوبَة) ، يَعْنِي: الرَّكْعَتَيْنِ قبل المَغْرِب. أَي: يَنْهَضُونَ إِليهما. قَالَ النَّضْرُ: قولُهُ يَهُبُّونَ، أَي: يَسْعَوْن.
و (كُلُّ سائرٍ) هَبَّ، يَهِبّ، بالكَسْرِ، هَبّاً، وهُبُوباً: نَشِطَ.
(و) {هُبُوبُه: (سُرْعَتُه،} كالهِبابِ، بالكَسْرِ) : النَّشاط. {وهَبَّتِ النّاقةُ فِي سَيرها،} تَهُبُّ، بالضَّمّ، {هِبَاباً: أَسْرَعَت، وَحكى اللِّحْيَانيّ: هَبَّ البعيرُ، مثلُه، أَي نَشِطَ، قَالَ لَبِيدٌ:
فَلَها} هِبابٌ فِي الزِّمامِ كأَنَّها
صَهْباءُ راحَ مَعَ الجَنُوبِ جَهَامُها
(و) إِنّه لَحَسَنُ (الهِبَّة، بالكَسْرِ) يُرَادُ بِهِ (الحالُ) .
(و) {الهِبَّةُ: (القِطْعَةُ من الثَّوْبِ) .
} والهِبَّةُ: الخِرْقَةُ. (ج) {هِبَبٌ (كعِنَبٍ) ؛ قالَ أَبو زُبَيْدٍ:
غَذاهُمَا بِدِمَاءِ القَوْمِ إِذْ شَدَنا
فَمَا يَزَالُ لِوَصْلَيْ راكِبٍ يَضَعُ
على جَنَاجِنِهِ من ثَوْبِهِ هِبَبٌ
وَفِيه مِن صائكٍ مُسْتَكْرَهٍ دُفَعُ
يَصِفُ أَسداً أَتى لِشِلَيْهِ بوَصْلَيْ راكبٍ والوَصْلُ: كلُّ مَفْصِل تامًّ، مثْل مَفْصِلِ العَجُزِ من الظَّهْر. والهاءُ فِي (جَنَاجِنِه) تعودُ إِلى الأَسد؛ وَفِي (ثوبِه) إِلى الرّاكب، ويَضَعُ: يَعْدُو. والصّائِكُ: اللاّصِقُ.
(و) من المَجَاز: الهِبَّةُ: (مَضَاءُ السَّيْفِ) فِي الضَّرِيبَةِ، وهِزَّتُهُ. وَفِي الصَّحاح: هَزَزْتُ السَّيْفَ والرُّمْحَ،} فهَبَّ {هَبَّةً؛} وهَبَّتُهُ: هِزَّتُهُ، ومَضَاؤُه فِي الضَّرِيبَة. وحَكَى اللِّحْيَانيُّ: اتَّقِ {هَبَّةَ السَّيْفِ،} وهِبَّتَه.
وَسيف ذُو هَبَةٍ: أَي مضاءٍ فِي الضَّرِيبة؛ قَالَ:
جلا القَطْرُ عَن أَطْلالِ سَلْمَى كأَنَّما
جَلا القَيْنُ عَن ذِي هَبَّةٍ داصِرَ الغِمْدِ
وإِنَّهُ لَذُو هَبَّة: إِذا كَانَت لَهُ وقْعَة شَدِيدَة. (و) الهِبَّةُ، أَيضاً: (السّاعَةُ تَبْقَى من السَّحَرِ) ، رَوَاهُ الجوهريُّ عَن الأَصمعيّ.
(و) من الْمجَاز: عِشنا بذالك {هِبَّةً، وَهِي (الحِقْبَةُ من الدَّهْرِ) ، كَمَا يُقَال: سَبَّةً، كَذَا فِي الصَّحاح، وَهُوَ المَرْوِيُّ عَن أَبي زيدٍ، (ويُفْتَحُ فِيهِما) ، أَي فِي اللَّذَيْن ذُكِرَا قَرِيبا. وهاذا غيرُ مشهورٍ عندَ أَئمّةِ اللُّغَة، وإِنّما الوَجْهَانِ فِي الهَبَّة بِمَعْنى هَزِّ السَّيْف ومَضائِهِ، كَمَا أَسلفناه آنِفاً. وأَمّا مَا عداهُ، فَلم يُذْكَرْ فِيهِ إِلاّ الكسرُ فَقَط.
(وهَبَّهُ) السَّيْفُ، يَهُبّ، (هَبّاً، وهَبَّةً) بِالْفَتْح، (وهِبَّةً) بِالْكَسْرِ. وَهَذَا كَلَامه يؤيّد مَا قُلْنَاهُ. وَعَن شَمِر: هَبَّ السَّيْفُ، وأَهْبَبْتُ السَّيْفَ: إِذا هَزَزْتَهُ،} فاهْتَبَّهُ، وهَبَّهُ، أَي: (قَطَعَهُ) .
(و) من المَجَاز: {الهِبَّةُ، بِالْكَسْرِ: هِياجُ الفَحْلِ.
} وهَبَّ (التَّيْسُ، {يَهِبُّ) بِالْكَسْرِ، وَعَلِيهِ اقْتصر الجَوْهَرِيّ، وَهُوَ الْقيَاس، (} ويَهُبُّ) بالضَّمِّ شُذُوذاً، وَهُوَ غيرُ معروفٍ فِي دَواوينِ اللُّغَة، ولاكنّا أَسلفنا النّقل عَن أَبي جعفرٍ اللَّبْلِيّ أَنّه من جملَة الأَفعال الثّمانية والعِشْرِين، وَبِه صَرَّحَ ابْنُ مَالك. ثمّ رأَيْتُ الصّاغانيَّ نَقله عَن الفَرَّاءِ. فقولُ شيخِنا: فِي كَلَام المُصَنّف نَظَرٌ، لَا يخلُو من تَأَمُّلٍ. ( {هَبِيباً،} وهِبَاباً، {وهِبَّةً) بِالْكَسْرِ فيهمَا: هاجَ، و (نَبَّ لِلسِّفادِ،} كاهْتَبَّ، {وهَبْهَبَ) . وقيلَ:} الهَبْهَبَةُ: صوتُهُ عندَ السِّفاد. وَفِي الْمُحكم: وهَبَّ الفَحْلُ من الإِبِلِ وغيرِها، يَهِبُّ، {هِبَاباً،} وهَبِيباً، {واهْتَبَّ: أَرادَ السِّفادَ.
(و) هَبَّ (السَّيْفُ) ،} يَهُبُّ، هَبَّةً، وهَبّاً: (اهْتَزَّ) . الأَخِيرَةُ عَن أَبي زيد. وأَهَبَّهُ: هَزَّهُ، عَن اللّحيانيّ. وَقَالَ الأَزهريّ: السَّيْفُ يَهُبُّ، إِذا هُزَّ، هَبَّةً. وَقد تقدَّمَ.
(و) من المَجَاز يُقَال: هَبَّ (فُلانٌ) حِيناً، ثمّ قَدمَ، أَي: (غابَ دَهْراً) ثمّ قَدِمَ، وهاذا عَن يُونُسَ. وناسٌ يَقُولُونَ غابَ فلانٌ ثمَّ هَبَّ، وَهُوَ أَشْبَه، قَالَ الأَزهريّ: وكأَنّ الّذِي حُكِيَ عَن يُونُسَ أَصلُه من هِبَّة الدَّهْرِ. (و) قَالَ ابْن الأَعْرَابيّ: هُبَّ، بالضَّمّ: إِذا نُبِّهَ، وهَبَّ، بِالْفَتْح، (فِي الحَرْبِ) : إِذا (انْهَزَمَ) .
(و) من المَجَاز: (هَبَّ) فلانٌ (يَفْعَلُ كَذَا) ، كَمَا تقولُ: (طَفِقَ) يَفعَلُ كَذَا.
(و) وَقع فِي بعض الأَحاديثِ: (هَبَّ التَّيْسُ) أَي: هاجَ للسِّفادِ، وَقد تقدَّم.
و ( {- هَبَبْتُ بِهِ: دَعَوْتُهُ لِيَنْزوَ) ،} فَتَهَبْهَبَ: تَزَعْزَعَ، (وقَوْلُ الجَوْهَرِيّ: {هَبَبْتُهُ، خَطَأٌ) . والّذي نَقله المصنّف عَن الصَّحاح، هُوَ الصَّحِيح؛ ونَصُّه: هَبَبْتُهُ، لَا هَبَبْتُ بِهِ، والنُّسْخة الّتي نقلت مِنْهَا هِيَ بخطّ ياقوت صاحبِ المُعْجَم، موثوقٌ بهَا؛ لأَنَّها قُوبِلَتْ على نُسْخَة أَبي زَكَرِيّا التِّبْرِيزِيّ وأَبِي سَهْل الهَروِيّ. فَقَوْل شيخِنا: فِيهِ نَظَرٌ، دلَّ على أَنّ كلامَهُ هُوَ الخطأُ. فإِنّ هاذا اللَّفظَ، لم يَثْبُتْ فِي الصَّحاح، وَلَا قَالَه الجوهريُّ، وكأَنّ نُسخَتَهُ مُحرَّفةٌ، فبَنَى على التَّحريف، وخَطَّأَ بِناءً على التَّوْهِيم، والجوهريّ هُوَ الْعَالم الَرِيف بأَنواع التَّصْرِيف، فإِنّه إِنَّما قَالَ: هَبْهَبْته، بهاءَيْنِ وباءَيْن، وَهُوَ الصَّواب، انْتهى، مَحَلُّ تَأَمُّلٍ ونَظَرٍ. فإِنّ الصَّحيحَ مَا ذَكرْنَاهُ مَنْقُولًا؛ على أَنِّي رأَيتُ الصّاغانيَّ حدَّدَ سَهْمَ مَلامِه على الجَوْهَرِيِّ، وَنقل عَنهُ مثلَ مَا ذهبَ إِليه شيخُنا: وهَبْهبْته: دَعَوته، هَكَذَا فِي التكملة. وَالْعجب من كَلَام شَيخنَا، فِيمَا بعد، مَا نَصُّه: فالمصنف، رَحمَه الله تَعَالَى، زنّى، فحدَّ. وإِلا فنسخنا المصححَة وغيرُها من نُسَخٍ راجعناها كَثِيرَة، كُلّها خَالِيَة عَن دَعْوَاهُ، انْتهى، وحَقيقٌ أَن يَنشَد:
فَكَمْ من عائِبٍ قولا صَحِيحا
وآفَتُه من النُّسَخِ السَّقِيمَهْ
(} والهَبْهَبة: السُّرْعةُ) .
(و: تَرقْرُقُ السَّرَابِ) ، أَي: لمعانُهُ. وَقد هبْهَبَ هَبْهَبةً. (و) الهَبْهَبَة: (الزجْرُ) ، والفِعْلُ مِنْهُ: هَبْ هبْ، وبعضُهُم خَصَّهُ بالخَيْل، وسيأْتي فِي: هاب، وَهُوَ فِي روض السُّهيْليّ الّذي استدركه شَيخنَا نَاقِلا عَنهُ. وَفِي لِسَان الْعَرَب: وهَبْهَبَ: إِذا زَجَرَ، فَكيف يَدَّعِي أَنّ المصنِّف غَفَلَ عَنهُ تقصيراً؟ يَا للَّهِ لِلْعَجَبِ.
(و) الهَبْهَبَةُ: (الانْتِبَاهُ) من النَّوْم.
(و) الهَبْهَبَةُ: (الذَّبْحُ) ، يُقَال: هَبْهَبَ: إِذا ذَبَحَ.
( {- والهَبْهَبِيُّ) : الرَّجُلُ (الحَسَنُ الحُدَاءِ) .
(و) هُوَ أَيضاً: (الحسَنُ الخِدْمَةِ) ، وكُل مُحْسِنِ مهْنَةٍ:} هَبْهَبِيٌّ. وخصَّ بعضُهم بِهِ الطَّبّاخَ والشَّوَّاءَ. (و) عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ: {- الهبْهَبِيُّ: (القَصّاب) ، وكذالك الفَعْفَعِيّ.
(و) الهَبْهَبِيُّ: (السَّرِيعُ) ، والاسمُ الهَبْهَبَةُ، وَقد تقدّم، (} كالهَبْهَبِ، {والهَبْهَابِ) ، بِالْفَتْح فيهمَا. (و) } - الهَبْهَبِيُّ: (الجَملُ الخَفِيفُ، وَهِي بهاءٍ) ، يُقَال: ناقةٌ {هَبْهَبِيَّةٌ: سريعةٌ خَفِيفةٌ؛ قَالَ ابْنُ أَحْمَرَ:
تَمَاثِيلَ قِرْطاسٍ علَى هَبْهَبِيَّةٍ
نَضَا الكُورُ عَن لَحْمٍ لَهَا مُتَخَدِّدِ
أَراد بالتّمَاثِيل: كُتُباً يَكْتُبُونَها، كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
(و) فِي الصِّحَاح: الهَبْهَبِيُّ: (رَاعِي الغَنَمِ) ، واقتَصر على ذالك، (أَوْ تَيْسُها) . وَقد قدّمه ابْنُ مَنْظُور، وأَنشد:
كَأَنَّهُ هَبْهَبِيٌّ نامَ عَن غَنَمٍ
مُسْتَأْوِرٌ فِي سَوادِ اللَّيْلِ مَذْؤُوبُ
(} والهَبْهابُ: الصَّيَّاحُ) ، كَكتَّان.
(و) {الهَبْهابُ: اسْمٌ من أَسماءِ (السَّرابِ) ، وَفِي الْمُحكم: الهَبْهَابُ: السَّرَابُ.
} وهَبْهَبَ السَّرابُ،! هَبْهَبَةً: إِذا تَرَقرقَ. (و) الهَبْهابُ: (لُعْبَةٌ للصِّبْيانِ) أَي لِصِبْيانِ الأَعْرَابِ، يُسَمُّونَها الهَبْهاب.
(والهَبَابُ، كسَحَاب: الهَبَاءُ) ، نَقله الصَّاغانيّ.
( {وتَهَبْهَبَ) التَّيْسُ: إِذا (تَزَعْزَعَ) ، وَقد تقدَّم أَنَّه مطاوعُ:} هَبْهَبَ بِهِ. ذكرهُ الجوهريُّ، وغيرُهُ.
(و) من المَجَاز: ( {تَهَبَّبَ الثَّوْبُ: بَلِيَ) .
(و) فِي الصَّحاح: عَن الأَصمعيّ يقالُ: (ثَوْبٌ} هَبايِبُ) وخَبَايِبُ، أَي: بِلَا همز، ( {وأَهْبَابٌ} وهِبَبٌ) ، أَي: مُتَخَرِّق، (مُتَقَطِّعُ) . وَقد تَهَبَّبَ.
( {وهُبَيْبٌ، كزُبَيْرٍ، ابنُ مَعْقِل) هاكذا فِي نسختنا بِالْمِيم وَالْعين وَالْقَاف (صَحَابِيٌّ) ، لَهُ حديثٌ فِي خَبَرِ الإِزار. قلتُ: وَهُوَ حديثُ ابْن لَهيعَةَ، عَنْ زَيْدِ بن أَبي حَبِيب: أَنَّ أَسْلَمَ أَبا عِمْرَانَ أَخبره عَن} هُبَيْب: وَضبط ابْنُ فَهْدٍ والِدهُ مُغْفِل كمُحْسِن، قَالَ: لاِءَنَّه أَغْفَلَ سِمَةَ إِبِلِه، (ونُسِبَ إِليه وَادي هُبيْبٍ بِطَريقِ الإِسكنْدَرِيَّةِ) من جِهَة المَغْرِب، نَقله الصَّاغانيّ.
(و) من المَجَاز: (تَيْسٌ {مِهْبَابٌ) ، أَي: (كَثِيرُ النَّبِيبِ لِلسِّفادِ) . وَزَاد فِي لِسَان الْعَرَب: وكذالك تَيْسٌ} مهببٌ، أَي: كمعظم.
(و) فِي الصَّحاح: وهَبَّت الرِّيحُ، هُبُوباً، وهَبِيباً: أَي هاجَتْ. و (الهَبِيبُ والهَبُوبُ، والهَبُوبَةُ: الرِّيحُ المُثِيرَةُ لِلْغَبَرَةِ، و) تقولُ من ذالك: (مِنْ أَيْنَ هَبَبْتَ) ، يَا فُلانُ؟ كأَنّك قُلْتَ: (مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟) وَمن أَيْنَ انْتَبَهْت لنا؟ (و) من قَول يُونُسَ المتقدِّمِ ذِكرُهُ قولُهم: (أَيْنَ هَبِبْتَ حَنَّا بالكَسْر: أَي) أَينَ (غِبْت عَنّا) ؟ ثمّ إِنّ الَّذِي فِي نسختنا: هببت حنا، بالحاءِ الْمُهْملَة بدل الْعين، هُوَ بِعَيْنِه نَصُّ يُونُسَ.
(ورأَيْته هبَّةً) ، أَي: (مَرَّةً) وَاحِدَة فِي العَمْر. وَفِي الحديثِ أَنّه قَالَ لاِمْرأَة رِفاعَةَ: (لَا، حَتَّى تَذُوقِي عُسَيْلَتهُ. قَالَت: فإِنَّه قد جاءَنِي هَبَّةً) أَي: مَرَّةً واحِدةً، من هِبابِ الفَحْلِ، وَهُوَ سِفادُهُ. وَقيل: أَرادت {بالهَبَّةِ الوَقْعَةَ، من قَوْلهم: احْذرْ هَبَّةَ السَّيْفِ، أَي وَقْعتَه.
(و) هَبَّ السَّيْفُ.
و (} اهْتَبَّهُ: قَطَعَهُ) .
(و) قد {تَهَبَّبَ الثَّوْبُ.
و (} هبَّبَهُ: خَرَّقَهُ) ، عَن ابْن الأَعْرَابيّ وأَنشد:
كَأَنَّ فِي قَميصهِ {المُهَبَّبِ
أَشْهَبَ من ماءِ الحَدِيد الأَشْهَبِ
وَلَا يَخفى أَنَّه لَو ذكرهمَا فِي أَوَّل المادَّة، فِي محلِّهما، كَانَ حسنا لطريقته.
(} والهَبْهَبُ) ، كجَعْفَر: (الذِّئْبُ الخَفِيفُ) السَّرِيعُ، وَقد جاءَ فِي قَول الأَخْطَل:
على أَنَّها تَهْدِي المَطِيَّ إِذا عَوَى
من اللَّيْلِ مَمْشُوقُ الذِّراعَيْنِ هَبْهَبُ
وممّا يُستدرك عَلَيْهِ:
هَبَّ النَّجْمُ: إِذا طَلَعَ، وَفِي الحَدِيث: (إِنَّ فِي جَهَنَّمَ وادِياً، يُقَالُ لَهُ هَبْهَبٌ، يَسْكُنُه الجَبّارُونَ) .
{- والهَبْهَبِيُّ: الطَّبّاخُ، والشَّوّاءُ، وَقد تَقدَّم.
} وهُبَّى: من هُبُوب الرِّيح، هاكذا فِي نَوَادِر ثَعْلَب، وَهُوَ لَيْسَ بثَبتٍ.

هوأ

هوأ:
هوائي: (انظر الأشعار التي ذكرها (فريتاج) في (ديوان الهذليين 272).
هوأ: وألهَوْءُ: الهِمَّة. يُقال: هو يَهُوءُ بنفسه، أي: يَرْفَعُها، وأنا أَهُوءُ به عن كذا، أي: أَرْفَعُهُ.

[هوأ] ك:"هو" ذا "هو"، الضمير الأول للشأن وذا إشارة إلى ما القته الحُديا والثاني لما اتهموها به. نه: وفيه: إذا قام الرجل إلى الصلاة وكان قلبه و"هوؤه" إلى الله انصرف كما ولدته أمه، الهوء - بوزن الضوء: الهمةن يهوء بنفسه إلى المعالي - أي يرفعها ويهم بها.
هـ و أ: (هَاءِ) يَا رَجُلُ بِالْمَدِّ وَكَسْرِ الْهَمْزَةِ أَيْ هَاتِ، وَ (هَائِي) يَا امْرَأَةُ بِإِثْبَاتِ الْيَاءِ أَيْ (هَاتِي) وَ (هَاءَ) يَا رَجُلُ بِالْمَدِّ وَفَتْحِ الْهَمْزَةِ أَيْ هَاكَ وَ (هَاؤُمَا) وَ (هَاؤُمْ) مِثْلُ: هَاكُمَا وهَاكُمْ وَهَاءِ يَا امْرَأَةُ بِغَيْرِ يَاءٍ مِثْلُ هَاكِ. 
[هوأ] فلانٌ بعيدُ الهَوْءِ بالفتح، أي: بعيد الهِمَّةِ. تقول منه: هاءَ الرجلُ، وإنه لَيَهوءُ بنفسه، أي: يسمو بها إلى المعالي، والعامة تقول: يهوى بنفسه. أبو زيد: هُؤْتُ به خيراً، إذا أزْنَنْتُهُ به. والمُهْوَأنُّ بضم الميم: الصــحراء الواسعة . قال الراجز :

في مهوأن بالدبا مدبوش * وقولهم: هاء يا رجل بسكر الهمز، معناه: هاتِ، وللمرأة هائِي بإثبات الياء، مثل: هاتي، وللرجلين والمرأتين: هائِيا، مثل: هاتِيا، وللرجال: هاءُوا، وللنساء، هائين، مثل: هاتين، تقيم الهمزة في جميع هذا مقام التاء. وإذا قلت: هاء يا رجلُ بفتح الهمزة، كان معناه: هاكَ، وللاثنين: هاؤُما، وللجميع: هاؤُمْ، مثل: هاكما وهاكم، وللمرأة: هاءَ بالكسر بلا ياء، مثال: هاك، وهاؤما وهاؤن، تقيم الهمزة في هذا كله مقام الكاف. وفيه لغة أخرى، هَأْ يا رجل بهمزةٍ ساكنة، مثل: هَعْ، أي: خذْ، وأصله هاءْ أسقِطت الألف لاجتماع الساكنين، وللمرأة هائي، مثل: هاعي، وللرجلين والمرأتين: هاءَا، مثال: هاعا، وللرجال هاءوا، وللنساء: هأن، مثال: هعن بالتسكين. وإذا قيل لك هاءَ بالفتح قلت: ما أهاءُ، أي ما آخُذُ، وما أهاءُ على ما لم يسمّ فاعله، أي ما أعطى.
هوأ
فلان بعيد الهَوْءِ - بالفتح -: أي بعيد الهِمّة، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: من قام إلى الصلاة فكان هَوْؤُه وقلبُه إلى الله انْصَرَف كما ولدَتْه أمه، تقول منه: هَاءَ الرجل، وإنه لَيَهُوْءُ بنفسه: أي يسمو بها إلى المعالي، والعامة تقول: يَهوِي بنفسه.
أبو زيد: هُؤْتُ به خَيراً: إذا أزْننْتَه به، ويقال: هُؤْتُه بخير، وهُؤتُه بشرّ أيضاً.
وقال أبو عمرو: هُؤْتُ به: أي فَرِحْت به.
اليزيدي: هَو ائَتْ نفسي إلى كذا: أي همّت.
ويقال: لا هاء الله ذا ولاها الله ذا - بالمد والقصْر -: بمعنى لا والله ذا.
وهاءَ - بالمد -: يكون تلبية، قال: لا بل يُجيبُك حين تدعو باسمه.
فيقول: هاءَ، وطالما لبّى وقولهم: هاءِ يا رجل - بكر الهمزة - معناه: هاتِ، وللمرأة: هائِي مثال هاعِي، وللرجليَن والمرأتين: هائِيا مثال هاعِيا، وللرِّجل: هاؤوا مثال هاعُوا، وللنساء: هائين مثال هاعين، تُقيم الهمزة في كل هذا مقام التاء، وإذا قلت: هاءَ يا رجل - بفتح الهمزة - كان معناه: هاك؛ يا رجل - بفتح الهمزة - كان معناه: هاكَ؛ وللاثنين: هاؤُما؛ وللجميع: هاؤُم كثال هاكُما وهاكُم، وللمرأة: هاء - بالكسر بلا ياء - مثال هاكِ؛ وهاؤما وهاؤنَّ، تقيم الهمزة في هذا كلّه مُقام الكاف، وفيه لغة أخرى: هَأْ يا رجل - بهمزة ساكنة - مثال هَعْ، وأصله هاءْ؛ سَقَطَت الألف لاجتماع الساكنين، وللمرأة: هائي - مثال هاعِيْ -، وللرجلين والمرأتين: هاءا - مثال هَاعا -؛ وللرّجل: هاؤوا - مثال هاعُوا -، وللنِّساء: هَأْنَ - مثال هَعْنَ -. وإذا قيل لك: هَاءَ - بالفتح - قلْت: ما أهَاءُ: أي ما آخُذ؛ وما أُهَاءُ على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه: أي ما أعطى.
والمُهْوَئنٌ: العادة.
ومضى مُهْوَئنٌّ من الليل: أي هَوِيٌّ منه.
والمُهْوَئنُّ والمُهْوَأَنُّ: الصــحراء الواسعة، قال رُؤبة:
جاءوا بأُخْراهُمْ على خُنْشُوْشِ ... مِنْ مُهْوَأَنٍّ بالدَّبى مَدْبوشِ

هو

أ1 هَآءَ بِنَفْسِهِ إِلى المَعَالِى, (S, K,) aor. ـُ (S,) inf. n. هَوْءٌ, (TA,) He raised his mind to high things, or objects; purposed, or aspired to, high things. (S, K, TA.) The vulgar say, يَهْوِى

بِنَفْسِهِ. (S.) b2: مَا هُؤْتُ هَوْءَهُ I did not know it, nor desire, or mean, [to do it; i. e., I did it not knowingly, nor intentionally]. (TA.) b3: هُؤْتُ بِهِ خَيْرًا, (Az, S, K) and شَرًّا, (K,) and حُؤْتُهُ بِخَيْرٍ, and بِشَرٍّ, (Lh,) inf. n. هَوْءٌ, (TA,) I thought him to be possessed of good, (Az, S, K,) and, of evil. (K, TA.) b4: هُؤْتُهُ بِمَالٍ كَثِيزٍ I thought him to be possessed of much wealth. (TA.) b5: إِنِّى لَأَهُؤْءُ بِكَ عَنْ هٰذَا الأَمْرِ Verily I exalt thee above this thing; I hold thee above it]. (Lh.) b6: هُؤْتُ بِهِ I rejoiced in him, or it. (AA, K.) b7: هَوِئَ إِلَيْهِ, aor. ـْ He purposed, or intended, it. (K.) A2: هَآءِ and هَآءَ and هَأْ, in imperative senses, and the forms into which they are inflected, see below.3 هاوأهُ He contended with him for superior glory: like هَاوَاهُ. (IAar.) [See also art. هوى.]

هَآءِ, هَآءَ, هَأْ, &c. b2: هَاءِ, with kesr, is syn. with هَاتِ, Give; [or changed from this verb;] and is thus inflected: sing. masc. هَآءِ, fem. هائِى; dual. masc. and fem. هَائِيَا; pl. masc. هَاؤُوا, fem.

هَائِينَ: (S, K: like هَاتُوا; هَاتِيَا; هَاتِى, هَاتِ, هَاتِينَ: ء holding the place of ت: S.) b3: But هَآءَ, with fet-h, is syn. with هَاكَ, Take; [or changed from this word;] and is thus inflected: sing. masc. هَآءَ, fem. هَآءِ, without ى; dual masc. and fem. هَاؤُمَا; pl. masc. هَاؤُمُ, [so in the K, and so I find it in one copy of the S: in another copy of the latter, هَاؤُمُ, as it is pronounced before a conjunctive ا; for instance, in the Kur, lxix, 19:] fem. هَاؤُنَّ, (S, K:) or هَاؤُمْنَ: (L:) [which last does not exactly correspond with the model هَاكُنَّ: but I think it most probable that هَاكُنَّ is changed by idghám from هَاكُمْنَ; and in like manner, that هَاؤُنَّ is changed from هَاؤُمْنَ:] (like هَاكَ, هَاكِ; هَاكُمَا; هَاكُمْ, هَاكُنَّ: هَوُاَ holding the place of ك: S:) also, sing. masc.

هَأْ (originally هَآءُ, S), fem. هَائِى; dual masc. (S) and fem. (S, K) هَاآ; (S, K;) pl. masc. هَاؤُوا, (S,) fem. هَأْنَ: (S, K:) also, sing. masc. and fem.

هَأْ; dual. masc. هَاآ, fem. هَائِيَا; pl. masc. هَاؤُوا, fem. هَاؤُنَّ. (TA.) b4: [See a saying of 'Omar cited voce رَمَآءٌ, in art. رمى.] b5: When it is said to thee هَآءَ Take, thou sayest مَا أَهَآءُ What shall I take? syn. مَا آخُذُ; and مَا أُهَآءُ, in the pass. form, What shall I receive, or be given? syn. مَا أُعْطَى. (S.) [Also, in the TA, it seems to be said that أَهَآءَ signifies أَعْطَى He gave, or made to take: but this is uncertain; as the former verb is there written اهاءَ, and the latter is without the syll. points]. b6: هَآءَ is also syn. with لبَّيْكَ At thy service! &c.. (K, TA.) A2: لَا هَآءَ اللّٰهِ ذَا, or, more chastely, لَا هَا اللّٰهِ ذَا, or the former is a barbarism; originally لَا وَاللّٰهِ هٰذَا: ها and ذا are separated, and the name of God is introduced between them; (K;) and the meaning is No, by God, (I did not) this! (S, art. ها, q. v.) or No, by God, this (is what I swear by)! (K.) هَوْءٌ Mind; purpose; aspiration; desire; ambition. (S, K, TA.) Ex. بَعِيذُ الهَوْءِ A person of far-reaching aspiration, or ambition. (S, TA.) b2: هَوْءٌ Penetrating judgment. (K.) b3: وَقَعَ فى هَوْئِى, and ↓ هُوئِى, It occurred to my mind, or imagination. (K.) هُوْءٌ: See preceding sentence.

مُهْوَأَنٌّ (S, K) and ↓ مَهْوَئِنٌّ (K) A wide desert, or wide tract of the kind called صَحْرَآء. (S. K.) b2: Custom: syn. عَادَةٌ. (K.) b3: A part of the night. (K.) b4: The mention of مهوأنّ in this art., by J, says IB, and F after him, is wrong; for its measure is مفوعّل; the و being an augmentative letter. [But if so, F has himself done wrong, in mentioning it, not only here, but also in art. هون, (where, if the و be augmentative, it is equally inappropriate,) as though it were a quasi-quadriliteral-radical word, of the measure مفعاُلّ.] ISd gives it as formed by transposition from the root هنأ, and explains it as signifying a wide place. (TA.) مُهْوَئِنٌّ: see مُهْوَأَنٌّ.

هوأ: هاءَ بِنَفْسِه إِلى الـمَعالِي يَهُوءُ هَوْءاً: رَفَعَها وسَما

بها إِلى الـمَعالِي.

والهَوْءُ، الهِمَّةُ، وإِنَّه لبَعِيدُ الهَوْءِ، بالفتح، وبَعِيدُ الشَّأْوِ أَي بَعِيدُ الهمَّة. قال الراجز:

لا عاجِزُ الهَوْءِ، ولا جَعْدُ القَدَمْ

وإِنه لذو هَوْءٍ إِذا كان صائبَ الرَّأْي ماضِياً. والعامة تقول: يَهْوِي بِنَفْسِه. وفي الحديث: إِذا قامَ الرجلُ إِلى الصلاةِ، فكان قَلْبُه

وهَوْءُه إِلى اللّهِ انْصَرفَ كما ولَدَتْه أُمُّه. الهَوْءُ، بوزن الضَّوْءِ:

الهِمَّةُ. وفلان يَهُوءُ بنَفْسِه إِلى الـمَعالِي أَي يَرْفَعُها ويَهُمُّ بها. وما هُؤْتُ هَوْءَه أَي ما شَعَرْتُ به ولا أَرَدْتُه. وهُؤْتُ به خَيْراً فأَنا أَهُوءُ به هَوْءاً: أَزْنَنْته به، والصحيح هُوتُ، كذلك حكاه يعقوب، وهو مذكور في موضعه. وقال اللحياني: هُؤْته بخير، وهُؤْتُه

بِشَرٍّ، وهُؤْتُه بمال كثير هَوْءاً أَي أَزْنَنْتُه به. ووَقَع ذلك في هَوْئي وهُوئِي أَي ظَنِّي. قال اللحياني وقال بعضهم: إِني لأَهُوءُ بك عن

هذا الأَمْر أَي أَرْفَعُكَ عنه. أَبو عمرو: هُؤْتُ به وشُؤْتُ به أَي

فَرِحْتُ به.

ابن الأَعرابي: هَأَى أَي ضَعُفَ، وأَهَى إِذا قَهْقَهَ في ضَحِكه.

وهَاوَأْتُ الرجلَ: فاخَرْتُه كَهاوَيْتُه. والـمُهْوَأَنُّ، بضم الميم: الصَّــحراءُ الواسعة. قال رؤبة:

جاؤُوا بِأُخْراهُمْ على خُنْشُوشِ، * في مُهْوَأَنٍّ، بالدَّبَى مَدْبُوشِ

قال ابن بري: جَعْلُ الجَوْهَريِّ مُهْوَأَنًّا، في فصل هَوَأَ، وَهَمٌ

منه، لأَنَّ مُهْوَأَنًّا وزنه مُفْوَعَلٌّ. وكذلك ذكره ابن جني، قال:

والواو فيه زائدة لأَن الواو لا تكون أَصلاً في بناتِ الأَربعة.

والـمَدْبُوشُ: الذي أَكَل الجَرادُ نَبْتَه. وخُنْشُوشٌ: اسم موضع. وقد ذكر ابن سيده

الـمُهْوَأَنَّ في مقلوب هَنَأَ قال: الـمُهْوَأَنُّ: المكان البَعِيدُ. قال: وهو مثال لم يذكره سيبويه.

وهاءَ كلمة تُسْتَعَمَلُ عند الـمُناولةِ تقول: هاءَ يا رجلُ، وفيه

لغات، تقول للمذكر والمؤنث هاءَ على لفظ واحد، وللمذكَّرَين هاءَا، وللمؤَنثتين هائِيا، وللمذكَّرِين هاؤُوا، ولجماعة المؤَنث هاؤُنَّ، ومنهم من يقول: هاءِ للمذكر، بالكسر مثل هاتِ، وللمؤَنث هائِي، بإِثبات الياءِ مثل هاتي، وللمذكَّرَيْنِ والـمُؤَنَّثَيْنِ هائِيا مثل هاتِيا، ولجماعة المذكر هاؤُوا، ولجماعة المؤَنث هائِينَ مثل هاتِينَ، تُقِيمُ الهمزة، في جميع هذا، مُقامَ التاءِ، ومنهم من يقول: هاءَ بالفتح، كأَنَّ معناه هاكَ، وهاؤُما يارجلان، وهاؤُمُوا يا رِجال، وهاءِ يا امْرَأَةُ، بالكسر بلا ياءٍ، مثل هاعِ.

وهاؤُما وهاؤُمْنَ. وفي الصحاح: وهاؤُنَّ، تُقِيمُ الهمز، في ذلك

كُلِّه، مُقام الكاف. ومنهم من يقول: هَأْ يا رَجُل، بهمزة ساكنة، مثل هَعْ، وأَصله هاءْ، أُسقطت الأَلف لاجتماع الساكنين. وللاثنين هاءَا، وللجميع هاؤُوا، وللمرأَة هائِي، مثل هاعِي، وللاثنين هاءَا للرجلين وللمرأَتين، مثل هاعا، وللنسوة هَأْنَ، مثل هَعَنْ، بالتسكين. وحديث الرِّبا: لا تَبيعُوا الذهب بالذهب إِلا هاء؛ وهاء نذكره في آخره الكتاب في باب الالف اللينة، إِن شاءَ اللّه تعالى. وإِذا قيل لك: هاءَ بالفتح، قلت: ما أَهاءُ أَي ما آخُذُ، وما أَدري ما أَهاءُ أَي ما أُعْطِي، وما أُهاءُ على ما لم يُسمَّ فاعله، أَي ما أُعْطَى.

وفي التنزيل العزيز: هاؤُمُ أَقْرَؤوا كِتابِيَهْ. وسيأْتي ذكره في ترجمة ها.

وهاءَ، مفتوح الهمزة مـمدود: كلمة بمعنى التَّلْبِيةِ.

هوأ
: (} هَاءَ) فلَان (بِنَفْسِه إِلى المَعَالِي) {يَهُوء} ُ هَوْءًا (: رَفَعَها) وسَما بِها إِليها.
( {والهَوْءُ) مثلُ الضَّوْءِ (: الهِمَّةُ) ، وإِنه لبعيدُ} الهَوْءِ، وبعيد الشَّأْوِ، أَي بَعِيدُ الهِمَّةِ، قَالَ الراجِز:
لَا عَاجِزَ الهَوْءِ وَلاَ جَعْدَ القَدَمْ (و) إِنه لذُو هَوْءٍ أَي صائِبُ (الرَّأَي المَاضِي) والعامَّة تَقول يَهْوِي بنفْسِه. وَفُلَان {يَهُوءُ (بِنَفسِهِ) إِلى المَعالي أَي يَرْفَعُهَا ويَهُمُّ بهَا (} وهُؤْتُ بِهِ خَيْراً) فأَنَا {أَهُوءُ بِهِ هَوْءًا (أَو شَرًّا) أَي (أَزْنَنْتُه بِهِ) بِالزَّايِ والنُّونَيْنِ، أَي اتَّهَمْتُه (و) قَالَ اللِّحيانيُّ: (} هُؤتُه بِخَيْرْو) {هُؤْتُه (بِشَرَ) } وهُؤْتُه بمالٍ كثيرٍ {هَوْأً، أَي أَزْنَنْتُه بِهِ، وَفِي (الحكم) : وَالصَّحِيح} هُوتُ بِهِ، بِغَيْر همزٍ، كَذَلِك حَكَاهُ يعقوبُ.
(وَوَقَع) ذَلِك (فِي {- هَوْئِي) بِالْفَتْح (} - وهُوئِي) بِالضَّمِّ (أَي ظَنِّي، و) عَن أَبي عَمْرو: ( {هُؤْتُ بِهِ) وشُؤْتُ بِهِ، أَي (فَرِحْتُ) بِهِ.
(} وهَوِىءَ إِليه) كَفرِح (: هَمَّ) ، نَقله اليزيديُّ.
( {وهَاءَ، كجَاءَ) مَفْتُوح الْهمزَة ممدودٌ (تَلْبِيَةٌ) أَي بِمَعْنى التلْبِيَة، هَكَذَا فِي نسختنا الصَّحِيحَة، وَقد وَقع التَّصْحِيف هُنَا فِي نُسَخِ كَثيرةٍ فَلْيُحْذَرْ، (قَالَ) الشَّاعِر:
لاَ بَلْ يُجِيبُكَ حِينَ تَدْعُو بِاسْمِه
فَيَقُولُ هَاءَ وطَالَ مَا لَبَّي
(هاءَ) أَي لبيْك.
وهَاءَ كلمة تسْتَعْمل عِنْد المُناوَلَة، تَقول} هَاءَ يَا رجلُ. وَفِيه لُغاتٌ، تَقول للمذكر والمؤنث {هَاءَا، على لفظ وَاحِد وللمذكرين: هَاءَا، وللمؤنّثينِ:} هَائِيَا، وللمُذَكَّرِين {هاءُوا، ولجماعة الْمُؤَنَّث} هاءُون (و) مِنْهُم من يَقُول للمذكر (هَاءِ، بِالْكَسْرِ، أَي هاتِ) وللمذكَّرعيْنِ ( {هَائِيَا) ولجمع الْمُذكر (} هَاؤُوا) وللمؤِّنثة ( {- هَائِي) بإِثبات الْيَاء واللمؤنَّثَيْنِ (} هَائِيَا) ولجماعة الْمُؤَنَّث ( {هَائِينَ) كهَاتِيا هَاتُوا هَاتِي هَاتِين، تُقيم الهمزةَ فِي جَمِيع هَذَا مُقامَ التَّاء (و) مِنْهُم من يَقُول (هَاءَ) بِالْفَتْح (كَجَاءَ، أَي) كأَن مَعْنَاهُ (هَاكَ) و (} هَاؤُمَا) يَا رجلانِ و ( {هَاؤُمْ) يَا رجالُ، و (} هَاءِ، بِلاَ يَاءٍ) و (هَاؤُمَا) للمؤنثَيْنِ، ولجماعة النِّسوة كَمَا فِي (لِسَان الْعَرَب) {هَاؤُمْنَ. وَفِي (الصِّحَاح) (} هَاؤُنَّ) تُقيم الهمزَ فِي ذَلِك مُقامَ الْكَاف (وَفِيه لُغَةٌ أُخْرَى: {هَأْ يَا رَجُلُ) بِهَمْزَة سَاكِنة (كَهَعْ) وأَصله هاءْ، أسقطت الأَلف لِاجْتِمَاع الساكنين (} - وهَائِي، كَهَاعِي، للمرأَةِ، وللمرأَتين) وَكَذَا الذّكَرينِ ( {هَاءَا) مثل هَاعَا، (ولهنّ) أَي للنسوة (} هَأْنَ، كَهَعْنَ) بالتسكين. وأَمَّا حَدِيثُ الرِّبا (لاَ تَبِيعُوا الذَّهَبَ بالذَّهَبِ إِلا هَاءَ وهَاءَ) فسيأْتي ذكره فِي بَاب المعتل إِن شاءَ الله تَعَالَى. وإِذا قيل لَك: هَاءَ، بِالْفَتْح، قلت: مَا {أَهَاءُ، أَي (مَا) آخُذُ؟ وَلَا أَدْرِي مَا أَهَاءُ، أَي مَا أُعْطِي وَمَا أُهاءُ أَي على مَا لم يُسَمَّ فاعلُه أَي مَا أُعْطَى وَفِي التَّنْزِيل {1. 036 هاؤم اقْرَءُوا كِتَابيه} (الحاقة: 19) .
(} والمُهْوَأَنُّ) بِضَم الْمِيم وَفتح الْهمزَة (وتُكسَر هَمْزتُه) عَن ابْن خَالَوَيْهِ هُوَ (: الصَّــحْرَاءُ الواسعَةُ) قَالَ رُؤْبةُ:
جَاءُوا بِأُخْرَاهُمْ عَلَى خُنْشُوشِ
فِي مَهْوَأَنَ بِالدَّبَا مَدْبُوشِ
المَدْبُوش: الَّذِي أَكلَ الجَرَادُ نَبْتَه. وخُنْشُوشٌ: اسْم مَوضِع. (وَ) المُهْوَأَنُّ (: العَادَةُ) نَقله الصَّاغَانِي، (والطَّائِفَةُ مِن اللَّيْل) يُقَال: مَضَى {مُهْوَأَنٌّ من اللَّيْل أَي هُوِيٌّ مِنْهُ (و) قَالَ ابْن بَرّيّ (ذِكْرُهُ هُنا وَهَمٌ للجريريِّ، لأَن) } مُهْوَأَنًّا (وزْنُه مُفْوَعَلٌّ) وَكَذَلِكَ ذكره ابنُ جِنّي، قَالَ: (وَالْوَاو) فِيهِ (زائدةٌ، لأَنها) أَي الْوَاو (لَا تَكُونُ أَصْلاً فِي بَنَات الأَربعَةِ) وَقد ذكره ابنُ سِيده فِي مقلوب هنأَ، قَالَ: المُهْوَأَةُّ: المكانُ الْبعيد، قَالَ: وَهُوَ مثالٌ لم يذكُرْه سِيبَوَيْهٍ.
(وَ {لاَهَاءَ الله ذَا، بالمدِّ، أَي لَا وَاللَّهِ، أَو الأَفْصَحُ) فِيهِ (لاَهَا اللَّهِ ذَا، بِتَرْكِ المَدِّ، أَو) أَن (المَدّ) فِيهِ (لَحْنٌ) كَمَا ادَّعاه بعضٌ مِنْهُم (والأَصْلُ لاَ وَاللَّهِ، هَذَا مَا أُقْسِمٌ بِه. فأُدْخِلَ اسْمُ اللَّهِ بَيْنَ هَا، وَذَا) فتحصَّلة ثلاثةُ أَقوالٍ، والكلامُ فِيهِ مَبسوطٌ فِي (المُغني) و (التسهيل) و (شُرُوح البُخاريّ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
} هَاوَأْتُه: فاخَرْتُه، لغةٌ فِي هَاوَيْتُه، عَن ابنِ الأَعرابيّ.
وَمَا {هُؤْتُ} هَوْأَهُ أَي مَا شَعَرْتُ بِهِ وَلَا أَرَدْتُه.
وإِني {لأَهوءُ بك عَن هَذَا الأَمرِ، أَي أَرفعُك عَنهُ، نَقله اللِّحيانِيُّ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.