يأتي أيضا في: الميم.
يأتي أيضا في: الميم.
حشا: الحَشَى: ما دُون الحِجابِ مما في البَطْن كُلِّ من الكَبِد
والطِّحال والكَرِش وما تَبعَ ذلك حَشىً كُلُّه. والحَشَى: ظاهر البطن وهو
الحِضْنُ؛ وأَنشد في صفة امرأَة:
هَضِيم الحَشَى ما الشمسُ في يومِ دَجْنِها
ويقال: هو لَطيفُ الحَشَى إِذا كان أَهْيَفَ ضامِرَ الخَصْر. وتقول:
حَشَوْتُه سهماً إِذا أَصبتَ حَشَاه، وقيل: الحَشَى ما بين ضِلَعِ الخَلْف
التي في آخر الجَنْبِ إِلى الوَرِك. ابن السكيت: الحَشَى ما بين آخِرِ
الأَضْلاع إِلى رأْس الوَرِك. قال الأَزهري: والشافعي سَمَّى ذلك كله
حِشْوَةً، قال: ونحو ذلك حفظته عن العرب، تقول لجميع ما في البطن حِشْوَة، ما
عدا الشحم فإِنه ليس من الحِشْوة، وإِذا ثنيت قلت حَشَيانِ. وقال الجوهري:
الحَشَى ما اضْطَمَّت عليه الضلوع؛ وقولُ المُعَطَّل الهذلي:
يَقُولُ الذي أَمْسَى إِلى الحَزْنِ أَهْلُه:
بأَيّ الحَشَى أَمْسَى الخَلِيطُ المُبايِنُ؟
يعني الناحيةَ. التهذيب: إِذا اشْتَكَى الرجلُ حَشَاه ونَساه فهو حَشٍ
ونَسٍ، والجمع أَحْشَاءٌ. الجوهري: حِشْوَةُ البطن وحُشْوته، بالكسر
والضم، أَمعاؤُه. وفي حديث المَبْعَثِ: ثم شَقَّا بَطْني وأَخْرَجا حُِشْوَتي؛
الحُشْوَةُ، بالضم والكسر: الأَمعاء. وفي مَقْتل عبد الله بن جُبَيْر:
إِنْ حُشْوَتَه خَرَجَت. الأَصمعي: الحُشْوة موضع الطعام وفيه الأَحْشَاءُ
والأَقْصابُ.
وقال الأَصمعي: أَسفلُ مواضع الطعام الذي يُؤدِّي إِلى المَذْهَب
المَحْشاةُ، بنصب الميم، والجمع المَــحاشِــي، وهي المَبْعَرُ من الدواب، وقال:
إِياكم وإِتْيانَ النساءِ في مَــحاشِــيهنَّ فإِنَّ كُلَّ مَحْشاةٍ حَرامٌ.
وفي الحديث: مــحاشــي النساء حرامٌ. قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية، وهي
جمع مَحْشاة لأَسفل مواضع الطعام من الأَمْعاء فكَنَى به عن الأَدْبار؛
قال: ويجوز أَن تكون المَــحاشِــي جمع المِحْشَى، بالكسر، وهي العُظَّامَة
التي تُعَظِّم بها المرأَة عَجيزتها فكَنَى بها عن الأَدْبار. والكُلْيتانِ
في أَسفل البطن بينهما المَثانة، ومكانُ البول في المَثانة، والمَرْبَضُ
تحت السُّرَّة، وفيه الصِّفَاقُ، والصِّفاقُ جلدة البطن الباطنةُ كلها،
والجلدُ الأَسفل الذي إِذا انخرق كان رقيقاً، والمَأْنَةُ ما غَلُظَ تحت
السُّرَّة
(* قوله: والكليتان إلى... تحت السرة؛ هكذا في الأصل، ولا رابط
له بما سبق من الكلام). والحَشَى: الرَّبْوُ؛ قال الشَّمَّاخ:
تُلاعِبُني، إِذا ما شِئْتُ، خَوْدٌ،
على الأَنْماطِ، ذاتُ حَشىً قَطِيعِ
ويروى: خَوْدٍ، على أَن يجعل من نعت بَهْكنةٍ في قوله:
ولو أَنِّي أَشاءُ كَنَنْتُ نَفْسِي
إِلى بَيْضاءَ، بَهْكَنةٍ شَمُوعِ
أَي ذات نَفَس مُنْقَطِعٍ من سِمَنها، وقَطِيعٍ نعتٌ لحَشىً. وفي حديث
عائشة، رضي الله عنها: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، خرج من بيتها ومضى
إِلى البَقِيع فتَبِعَتْهُ تَظُنُّ أَنه دخل بعضَ حُجَرِ نسائه، فلما
أَحَسَّ بسَوادِها قصَدَ قَصْدَه فعَدَتْ فعَدَا على أَثرها فلم يُدْرِكْها
إِلا وهي في جَوْفِ حُجْرَتِها، فدنا منها وقد وَقَع عليها البُهْرُ
والرَّبْوُ فقال لها: ما لي أَراكِ حَشْيَا
(* قوله «ما لي أراك حشيا» كذا
بالقصر في الأصل والنهاية فهو فعلى كسكرى لا بالمد كما وقع في نسخ
القاموس). رابيَةً أَي ما لَكِ قد وقعَ عليك الحَشَى، وهو الرَّبْوُ والبُهْرُ
والنَّهِيجُ الذي يَعْرِض للمُسْرِع في مِشْيَته والمُحْتَدِّ في كلامه من
ارتفاع النَّفَس وتَواتُره، وقيل: أَصله من إِصابة الرَّبْوِ حَشاه. ابن
سيده: ورجل حَشٍ وحَشْيانُ من الرَّبْوِ، وقد حَشِيَ، بالكسر؛ قال أَبو
جندب الهذلي:
فنَهْنَهْتُ أُولى القَوْمِ عنهم بضَرْبةٍ،
تنَفَّسَ منها كلُّ حَشْيانَ مُجْحَرِ
والأُنثى حَشِيَةٌ وحَشْيا، على فَعْلى، وقد حَشِيا حَشىً. وأَرْنب
مُحَشِّيَة الكِلابِ أَي تَعْدُو الكلابُ خلفها حتى تَنْبَهِرَ. والمِحْشَى:
العُظَّامة تُعَظِّم بها المرأَة عَجِيزتَها؛ وقال:
جُمّاً غَنيَّاتٍ عن المَــحاشــي
والحَشِيَّةُ: مِرْفَقة أَو مِصْدَغة أَو نحوُها تُعَظِّم بها المرأَة
بدنَها أَو عجيزتها لتُظَنَّ مُبَدَّنةً أَو عَجْزاء، وهو من ذلك؛ أَنشد
ثعلب:
إِذا ما الزُّلُّ ضاعَفْنَ الحَشايا،
كَفاها أَن يُلاثَ بها الإِزارُ
ابن سيده: واحْتَشَتِ المرأَةُ الحَشِيَّةَ واحْتَشتْ بها كلاهما
لبستها؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
لا تحْتَشِي إِلا الصَّميمَ الصادقا
يعني أَنها تَلْبَسُ الحَشايا لأَن عِظَمَ عجيزتها يُغْنيها عن ذلك؛
وأَنشد في التَّعدِّي بالباء:
كانت إِذا الزُّلُّ احْتَشَينَ بالنُّقَبْ،
تُلْقِي الحَشايا ما لَها فيها أَرَبْ
الأَزهري: الحَشِيَّةُ رِفاعةُ المرأَة، وهو ما تضعه على عجيزتها
تُعَظِّمُها به. يقال: تحَشَّتِ المرأَةُ تحَشِّياً، فهي مُتَحَشِّيةٌ.
والاحْتِشاءُ: الامتلاءُ، تقول: ما احْتشَيْتُ في معنى امْتلأْتُ.
واحْتَشَت المُسْتحاضةُ: حَشَتْ نفْسَها بالمَفارِم ونحوها، وكذلك الرجل ذو
الإِبْرِدَةِ. التهذيب: والاحْتِشاءُ احْتِشاءُ الرجل ذي الإِبْرِدَةِ،
والمُسْتحاضة تحْتَشِي بالكُرْسُفِ. قال النبي، صلى الله عليه وسلم،
لامرأَةٍ: احْتَشِي كُرْسُفاً، وهو القطن تحْشُو به فرجها. وفي الصحاح: والحائض
تحْتَشِي بالكُرْسُفِ لتحبس الدم. وفي حديث المُسْتحاضةِ: أَمرها أَن
تغتسل فإِن رأَت شيئاً احْتَشتْ أَي اسْتَدْخلَتْ شيئاً يمنع الدم من القطن؛
قال الأَزهري: وبه سمي القُطْنُ الحَشْوَ لأَنه تُحْشَى به الفُرُش
وغيرها. ابن سيده: وحَشا الوِسادة والفراشَ وغيرهما يَحْشُوها حَشْواً
ملأَها، واسم ذلك الشيء الحَشْوُ، على لفظ المصدر. والحَشِيَّةُ: الفِراشُ
المَحْشُوُّ. وفي حديث علي: من يَعْذِرُني من هؤلاءِ الضَّياطِرةِ يتَخَلَّفُ
أَحدُهم يتَقَلَّبُ على حَشاياهُ أَي على فَرْشِه، واحدَتُها حَشِيَّة،
بالتشديد. ومنه حديث عمرو بن العاص: ليس أَخو الحرب من يَضَعُ خُورَ
الحَشَايا عن يمينه وشماله. وحَشْوُ الرجل: نفْسُه على المَثل، وقد حُشِيَ
بها وحُشِيَها؛ وقال يزيد بن الحَكَم الثَّقَفِيُّ:
وما بَرِحَتْ نفْسٌ لَجُوجٌ حُشِيتَها
تُذِيبُكَ حتى قِيلَ: هل أَنتَ مُكْتَوي؟
وحُشِيَ الرجلُ غيظاً وكِبْراً كلاهما على المَثَل؛ قال المَرَّارُ:
وحَشَوْتُ الغَيْظَ في أَضْلاعِه،
فهو يَمْشِي حَظَلاناً كالنَّقِرْ
وأَنشد ثعلب:
ولا تَأْنَفا أَنْ تَسْأَلا وتُسَلِّما،
فما حُشِيَ الإِنسانُ شَرّاً من الكِبْرِ
ابن سيده: وحُشْوَة الشاةِ وحِشْوَتُها جَوْفُها، وقيل: حِشْوة البطن
وحُشْوَتُه ما فيه من كبد وطحال وغير ذلك.
والمَحْشَى: موضع الطعام. والحَشا: ما في البطن، وتثنيته حَشَوانِ، وهو
من ذوات الواو والياء لأَنه مما يثنى بالياء والواو، والجمع أَحْشاءٌ.
وحَشَوْتُه: أَصَبْتُ حَشاه.
وحَشْوُ البيت من الشِّعْر: أَجزاؤُه غير عروضه وضربه، وهو من ذلك.
والحَشْوُ من الكلام: الفَضْلُ الذي لا يعتمد عليه، وكذلك هو من الناس.
وحُشْوةُ الناس: رُذالَتُهم. وحكى اللحياني: ما أَكثر حِشْوَةَ أَرْضِكم
وحُشْوَتها أَي حَشْوَها وما فيها من الدَّغَل. وفلان من حِشْوَة بني فلان،
بالكسر، أَي من رُذالهم. وحَشْوُ الإِبل وحاشِــيَتُها: صِغارها، وكذلك
حواشيها، واحدتها حاشِــيةٌ، وقيل: صِغارها التي لا كِبار فيها، وكذلك من
الناس.والــحاشِــيتانِ: ابنُ المَخاض وابن اللَّبُون. يقال: أَرْسَلَ بنو فلان
رائداً فانْتَهى إِلى أَرض قد شَبِعَتْ حاشِــيَتاها. وفي حديث الزكاة: خُذْ
من حَوَاشي أَموالهم؛ قال ابن الأَثير: هي صِغارُ الإِبل كابن المَخاض
وابن اللَّبُون، واحدتها حاشِــيَةٌ. وحاشِــيَةُ كل شيءٍ: جانبه وطَرَفُه، وهو
كالحديث الآخر: اتَّقِ كرائمَ أَمْوالهم. وحَشِيَ السِّقاءُ حَشىً: صار
له من اللَّبَن شِبْهُ الجِلْدِ من باطن فلَصِقَ بالجلد فلا يَعْدَمُ أَن
يُنْتِنَ فيُرْوِحَ. وأَرضٌ حَشاةٌ: سَوْداء لا خير فيها. وقال في موضع
آخر: وأَرض حَشاةٌ قليلة الخير سوداءُ. والحَشِيُّ من النَّبْتِ: ما فسَد
أَصله وعَفِنَ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
كأَنَّ صَوْتَ شَخْبِها، إِذا هَما،
صَوتُ أَفاعٍ في حَشِيٍّ أَعْشَما
ويروى: في خَشِيٍّ؛ قال ابن بري: ومثله قول الآخر:
وإِنَّ عِندي، إِن رَكِبْتُ مِسْحَلي،
سَمَّ ذَراريحَ رِطابٍ وحَشِي
أَراد: وحَشِيٍّ فخفف المشدد. وتحَشَّى في بني فلان إِذا اضْطَمُّوا
عليه وآوَوْهُ. وجاء في حاشِــيَتهِ أَي في قومه الذين في حَشاه. وهؤلاء
حاشِــيَتُه أَي أَهله وخاصَّتُه. وهؤلاء حاشِــيَته، بالنصب، أَي في ناحيته
وظِلِّه. وأَتَيْتُه فما أَجَلَّني ولا أَحْشاني أَي فما أَعطاني جَليلة ولا
حاشِــيةً. وحاشِــيَتا الثَّوْبِ: جانباه اللذان لا هُدْبَ فيهما، وفي
التهذيب: حاشِــيَتا الثوب جَنَبَتاه الطويلتان في طرفيهما الهُدْبُ. وحاشِــيَةُ
السَّراب: كل ناحية منه. وفي الحديث: أَنه كان يُصَلِّي في حاشِــيَةِ
المَقامِ أَي جانبه وطَرَفه، تشبيهاً بــحاشِــيَة الثوب؛ ومنه حديث مُعاوية: لو
كنتُ من أَهل البادية لنزلتُ من الكَلإ الــحاشــيةَ. وعَيْشٌ رقيقُ الحَواشي
أَي ناعِمٌ في دَعَةٍ. والمَــحاشــي: أَكْسية خَشِنة تَحْلِقُ الجَسدَ،
واحدتها مِحْشاةٌ؛ وقول النابغة الذُّبياني:
إِجْمَعْ مِــحاشَــكَ يا يَزِيدُ، فإِنني
أَعْدَدْتُ يَرْبُوعاً لكم وتَمِيما
قال الجوهري: هو من الحَشْوِ؛ قال ابن بري: قوله في المِــحاشِ إِنه من
الحَشْوِ غلط قبيح، وإِنما هو من المَحْش وهو الحَرْقُ، وقد فسر هذه اللفظة
في فصل محش فقال: المِــحاشُ قوم اجتمعوا من قبائل وتحالَفُوا عند النار.
قال الأَزهري: المَــحَاشُ كأَنه مَفْعَلٌ من الحَوْشِ، وهم قوم لَفِيف
أُشابَةٌ. وأَنشد بيت النابغة: جَمِّعْ مَــحاشَــك يا يزيد. قال أَبو منصور:
غَلِطَ الليث في هذا من وجهين: أَحدهما فتحه الميم وجعله إِياه مَفْعَلاً
من الحَوْش، والوجه الثاني ما قال في تفسيره والصواب المِــحاشُ، بكسر
الميم، قال أَبو عبيدة فيما رواه عنه أَبو عبيد وابن الأَعرابي: إِنما هو
جَمِّعْ مِــحاشَــكَ، بكسر الميم، جعلوه من مَحَشَتْه أَي أَحرقته لا من
الحَوْش، وقد فُسِّر في موضعه الصحيح أَنهم يتحالفون عند النار، وأَما المَــحاشُ،
بفتح الميم، فهو أَثاثُ البيت وأَصله من الحَوْش، وهو جَمْع الشيء
وضَمُّه؛ قال: ولا يقال للفِيفِ الناس مَــحاشٌ. والحَشِيُّ، على فَعِيل:
اليابِسُ؛ وأَنشد العجاج:
والهَدَب الناعم والحَشِيّ
يروى بالحاء والخاء جميعاً.
وحاشــى: من حروف الاستثناء تَجُرُّ ما بعدها كما تَجُرُّ حتى ما بعدها.
وحاشَــيْتُ من القوم فلاناً: استَثنيْت. وحكى اللحياني: شَتمْتُهم وما
حاشَــيْتُ منهم أَحداً وما تحَشَّيْتُ وما حاشَــيْتُ أَي ما قلت حاشَــى لفلان
وما استثنيت منهم أَحداً. وحاشَــى للهِ وحَاشَ للهِ أَي بَرَاءةً لله
ومَعاذاً لله؛ قال الفارسي: حذفت منه اللام كما قالوا ولو تَرَ ما أَهل مكة،
وذلك لكثرة الاستعمال. الأَزهري: حاشَ لله كان في الأَصل حاشَــى لله، فكَثُر
في الكلام وحذفت الياء وجعل اسماً، وإِن كان في الأَصل فعلاً، وهو حرف
من حروف الاستثناء مثل عَدَا وخَلا، ولذلك خَفَضُوا بــحاشَــى كما خفض بهما،
لأَنهما جعلا حرفين وإِن كانا في الأَصل فعلين. وقال الفراء في قوله
تعالى: قُلْنَ حاشَ للهِ؛ هو من حاشَــيْتُ أُــحاشــي. قال ابن الأَنباري: معنى
حاشَــى في كلام العرب أَعْزِلُ فلاناً من وَصْفِ القوم بالحَشَى وأَعْزِلُه
بناحية ولا أُدْخِله في جُمْلتهم، ومعنى الحَشَى الناحيةُ؛ وأَنشد أَبو
بكر في الحَشَى الناحية بيت المُعَطَّل الهذلي:
بأَيِّ الحَشَى أَمْسى الحَبيبُ المُبايِنُ
وقال آخر:
حاشَــى أَبي مَرْوان، إِنَّ به
ضَنّاً عن المَلْحاةِ والشَّتْمِ
وقال آخر
(* هو النابغة وصدر البيت:
ولا أرى فاعلاً في الناس يشبهُه) :
ولا أُــحاشِــي من الأَقْوامِ من أَحَدِ
ويقال: حاشَــى لفلان وحاشَــى فُلاناً وحاشَــى فلانٍ وحَشَى فلانٍ؛ وقال عمر
بن أَبي ربيعة:
مَن رامَها، حاشَــى النَّبيِّ وأَهْلِه
في الفَخْرِ، غَطْمَطَه هناك المُزْبِدُ
وأَنشد الفراء:
حَشا رَهْطِ النبيِّ، فإِنَّ منهمْ
بُحوراً لا تُكَدِّرُها الدِّلاءُ
فمن قال حاشَــى لفلان خفضه باللام الزائدة، ومن قال حاشَــى فلاناً أَضْمَر
في حاشَــى مرفوعاً ونصَب فلاناً بــحاشَــى، والتقدير حاشَــى فِعْلُهم فلاناً،
ومن قال حاشَــى فلان خفَض بإِضمار اللام لطول صُحبتها حاشَــى، ويجوز أَن
يخفضه بــحاشــى لأَن حاشــى لما خلت من الصاحب أَشبهت الاسم فأُضيفت إِلى ما
بعدها، ومن العرب من يقول حاشَ لفلان فيسقط الأَلف، وقد قرئ في القرآن
بالوجهين. وقال أَبو إِسحق في قوله تعالى: قُلْنَ حاشَ لله؛ اشْتُقَّ من
قولك كنتُ في حَشا فلان أَي في ناحية فلان، والمعنى في حاشَ لله بَراءةً لله
من هذا، وإِذا قلت حاشــى لزيد هذا من التَّنَحِّي، والمعنى قد تنَحَّى
زيدٌ من هذا وتَباعَدَ عنه كما تقول تنَحَّى من الناحية، كذلك تــحاشَــى من
حاشــيةِ الشيء، وهو ناحيتُه. وقال أَبو بكر بنُ الأَنْباري في قولهم حاشــى
فلاناً: معناه قد استثنيتُه وأَخرجته فلم أُدخله في جملة المذكورين؛ قال
أَبو منصور: جعَلَه من حَشى الشيء وهو ناحيته؛ وأَنشد الباهلي في
المعاني:ولا يَتحَشَّى الفَحْلُ إِنْ أَعْرَضَتْ به،
ولا يَمْنَعُ المِرْباعَ منها فَصِيلُها
(* قوله «ولا يتحشى الفحل إلخ» كذا بضبط التكملة).
قال: لا يَتحَشَّى لا يُبالي من حاشــى. الجوهري: يقال حاشــاكَ وحاشــى لكَ
والمعنى واحد. وحاشــى: كلمة يستثنى بها، وقد تكون حرفاً، وقد تكون فعلاً،
فإِن جعلتها فعلاً نصبت بها فقلت ضربتهم حاشــى زيداً، وإِن جعلتها حرفاً
خفضت بها، وقال سيبويه: لا تكون إِلا حرف جر لأَنها لو كانت فعلاً لجاز أَن
تكون صلة لما كما يجوز ذلك في خلا، فلما امتنع أَن يقال جاءني القوم ما
حاشــى زيداً دلت أَنها ليست بفعل. وقال المُبرد: حاشــى قد تكون فعلاً؛
واستدل بقول النابغة:
ولا أَرى فاعِلاً في الناس يُشْبِهُه،
وما أُــحاشــي من الأَقْوام من أَحَدِ
فتصرُّفه يدل على أَنه فعل، ولأَنه يقال حاشــى لزيدٍ، فحرف الجر لا يجوز
أَن يدخل على حرف الجر، ولأَن الحذف يدخلها كقولهم حاشَ لزيدٍ، والحذف
إِنما يقع في الأَسماء والأفعال دون الحروف؛ قال ابن بري عند قول الجوهري
قال سيبويه حاشــى لا تكون إِلا حرف جر قال: شاهده قول سَبْرة بن عمرو
الأَسَدي:
حاشَــى أَبي ثَوْبانَ، إِنَّ به
ضَنّاً عن المَلْحاة والشَّتْمِ
قال: وهو منسوب في المُفَضَّلِيّاتِ للجُمَيْح الأَسَدي، واسمه مُنْقِذُ
بن الطَّمّاح؛ وقال الأُقَيْشِر:
في فِتْيةٍ جعَلوا الصليبَ إِلَهَهُمْ،
حاشــايَ، إِني مُسْلِمٌ مَعْذُورُ
المعذور: المَخْتُون، وحاشَــى في البيت حرف جر، قال: ولو كانت فعلاً لقلت
حاشــاني. ابن الأَعرابي: تَحَشَّيْتُ من فلان أَي تَذَمَّمْتُ؛ وقال
الأَخطل:
لولا التَّحَشِّي مِنْ رِياحٍ رَمَيْتُها
بكَالِمةِ الأَنْيابِ، باقٍ وُسُومُها
التهذيب: وتقول: انْحَشَى صوتٌ في صوتٍ وانْحَشَى حَرْفٌ في حَرْف.
والحَشَى: موضع؛ قال:
إنَّ بأَجْزاعِ البُرَيْراءِ، فالحَشَى،
فَوَكْدٍ إلى النَّقْعَيْنِ مِنْ وَبِعَانِ
(* قوله «إن بأجزاع إلخ» كذا بالأصل والتهذيب، والذي في موضعين من
ياقوت: فإن يخلص فالبريراء إلخ أي بفتح الخاء المعجمة وسكون اللام).
حوش: الحُوشُ: بلادُ الجنّ من وراءِ رَمْلِ يَبْرين لا يمرّ بها أَحد من
الناس، وقيل: هم حيّ من الجن؛ وأَنشد لرؤبة:
إِليك سارَتْ من بِلادِ الحُوشِ
والحُوشُ والحُوشِيّةُ: إِبلُ الجنّ، وقيل: هي الإبلُ المُتَوحِّشةُ.
أَبو الهيثم: الإِبلُ الحُوشِيّةُ هي الوَحْشِيّةُ؛ ويقال: إِن فحلاً من
فحولِها ضرب في إِبل لمَهْرةَ بن حَيْدانَ فنُتِجَت النجائبُ المَهْريَّةُ
من تلك الفحول الحُوشِيّةِ فهي لا تكاد يدركُها التعب. قال: وذكر أَبو
عمرو الشيباني أَنه رأَى أَربع قِفَرٍ من مَهْرِيّةٍ عظْماً واحداً، وقيل:
إِبل حُوشِيّةٌ محرَّماتٌ بِعِزَّةِ نفوسِها. ويقال: الإِبلُ الحُوشِيّةُ
منسوبة إِلى الحُوشِ، وهي فُحولُ جنٍّ تزعم العرب أَنها ضربت في نَعَمِ
بعضهم فنُسِبَتْ إِليها.
ورجل حُوشِيٌّ: لا يخالط الناس ولا يأْلفهم، وفيه حُوشِيّةٌ.
والحُوشِيُّ: الوَحْشِيُّ. وحُوشِيُّ الكلامِ: وَحْشِيُّه وغريبه. ويقال: فلان
يَتَتَبّعُ حُوشِيَّ الكلام ووحْشِيَّ الكلام وعُقْميَّ الكلام بمعنًى واحد.
وفي حديث عمرو: لم يَتَتَبَّعْ حُوشيَّ الكلام أَي وحْشِيَّه وعَقِدَه
والغريب المُشْكِلَ منه. وليل حُوشِيٌّ: مظلم هائلٌ.
ورجل حُوشُ الفؤاد: حديدُه؛ قال أَبو كبير الهذلي:
فأَتَتْ به حُوشَ الفُؤَادِ مُبَطِّناً
سُهُداً، إِذا ما نامَ لَيْلُ الهَوْجَل
وحُشْنا الصيدَ حَوْشاً وحِياشاً وأَحَشْناه وأَحْوَشْناه: أَخذناه من
حَوالَيْه لنَصْرِفَه إِلى الحِبالةِ وضممناه. وحُشْتُ عليه الصيدَ
والطيرَ حَوْشاً وحِياشاً وأَحَشْتُه عليه وأَحْوَشْتُه عليه وأَحْوَشْتُه
إِياه؛ عن ثعلب: أَعَنْته على صيدهما. واحْتَوَشَ القومُ الصيدَ إِذا
نَفَّرَه بعضهم على بعضِهم، وإِنما ظهرت فيه الواو كما ظهرت في اجْتَورُوا. وفي
حديث عمر، رضي اللَّه عنه: أَنّ رجلين أَصابا صيداً قتلّه أَحدهما
وأَــحاشَــهُ الآخرُ عليه يعني في الإِحرامِ. يقال: حُشْتُ عليه الصيدَ
وأَحَشْتُهُ إِذا نَفَّرْتَه نحْوَه وسُقْته إِليه وجَمَعْته عليه وفي حديث سَمُرة:
فإِذا عنده وِلْدانٌ وهو يَحُوشُهم
(* قوله «وهو يحوشهم» في النهاية
فهو.) أَي يجمعهم. وفي حديث ابن عمر: أَنه دخل أَرضاً له فرأَى كلباً فقال:
أَحِيشُوه عليّ. وفي حديث معاوية: قَلَّ انْحِياشُه أَي حركتُه وتصَرُّفُه
في الأُمور. وحُشْتُ الإِبلَ: جَمعْتُها وسُقْتُها. الأَزهري: حَوّشَ
إِذا جَمَّع، وشَوّحَ إِذا أَنْكَرَ، وحاشَ الذئبُ الغنم كذلك؛ قال:
يَحُوشُها الأَعْرَجُ حَوْشَ الجِلَّةِ،
من كُلِّ حَمْراءَ كلَوْنِ الكِلّةِ
قال: الأَعرج ههنا ذئب معروفٌ. والتَحْوِيشُ: التَّحْوِيلُ. وتحوَّشَ
القومُ عنِّي: تَنَحَّوْا. وانْــحاشَ عنه أَي نَفَرَ. والحُواشةُ: ما
يُسْتَحْيا منه. واحْتَوَشَ القومُ فلاناً وتَحاوَشُوه بينهم: جعلوه وسَطَهُم.
واحْتَوَشَ القومُ على فلان: جعلوه وسطهم. وفي حديث علقمةَ: فَعَرَفْتُ
فيه تَحَوُّشَ القومِ وهيئَتهم أَي تأَهُّبَهُم وتَشَجُّعَهم. ابن
الأَعرابي: والحُواشةُ الاستحياءُ، والحُواسةُ، بالسين، الأَكل الشديد. ويقال:
الحُواشةُ من الأَمر ما فيه فَظِيعةٌ؛ يقال: لا تَغْش الحُواشةَ؛ قال
الشاعر:
غَشِيتَ حُواشةً وجَهِلْتَ حَقّاً،
وآثَرْتَ الغِوايةَ غيَرَ راضِ
قال أَبو عمرو في نوادره: التَحَوّشُ الاستحياءُ. والحَوْشُ: أَن تأْكل
من جوانب الطّعام.
والحائشُ: جماعةُ النخلِ والطرْفاءِ، وهو في النخلِ أَشهرُ، لا واحد له
من لفظه؛ قال الأَخطل:
وكأَنّ ظُعْنَ الحَيّ حائِشُ قَرْيةٍ،
داني الجَنَاةِ، وطَيِّبُ الأَثْمارِ
شمر: الحائشُ جماعةُ كل شجر من الطرفاء والنخلِ وغيرهما؛ وأَنشد:
فوُجِدَ الحائِشُ فيما أَحْدَقا
قَفْراً من الرامِينَ، إِذْ تَوَدّقَا
قال: وقال بعضهم إِنما جُعل حائشاً لأَنه لا منفذ له. الجوهري: الحائشُ
جماعة النخل لا واحد لها كما يقال لجماعةِ البقرِ رَبْرَبٌ، وأَصل
الحائشِ المجتمع من الشجر، نخلاً كان أَو غيرَه. يقال: حائِشٌ للطرفاء. وفي
الحديث: أَنه دخل حائِشَ نخلٍ فقضى فيه حاجَتَه؛ هو النخلُ الملتفُّ
المجتمِعُ كأَنه لالْتِفافِه يَحُوش بعْضَه إِلى بعض، قال: وأَصله الواو، وذكره
ابنُ الأَثير في حيش واعْتَذَر أَنه ذكره هناك لأَجل لفظِه؛ ومنه الحديث:
أَنه كان أَحبَّ ما استتَر به إِليه حائِشُ نخلٍ أَو حائط. وقال ابن
جني: الحائشُ اسم لا صفةٌ ولا هو جارٍ على فِعْلٍ فأَعَلّوا عينه، وهي في
الأَصل واو من الحوش، قال: فإِن قلت فلعله جارٍ على حاش جريانَ قائمِ على
قام، قيل: لم نَرَهم أَجْرَوْه صفةً ولا أَعْملُوه عمل الفِعْلِ، وإِنما
الحائِشُ البستانُ بمنزلة الصَّوْرِ، وهي الجماعة من النخلِ، وبمنزلة
الحديقة، فإِن قلت: فإِنّ فيه معنى الفعْلِ لأَنه يَحُوشُ ما فيه من النخلِ
وغيرِه وهذا يؤكد كونه في الأَصل صفةً وإِن كان قد استعمل استعمال
الأَسماء كصاحبٍ ووارِدِ، قيل: ما فيه من معنى الفِعْلِيَّةِ لا يوجب كونَه
صفةً، أَلا ترى إِلى قولهم الكاهل والغارب وهما وإِن كان فيهما معنة
الاكتهالِ والغروبِ فإِنهما اسمان؟ وكذلك الحائِشُ لا يُسْتَنْكَرُ أَن يجيء
مهموزاً وإِن لم يكن اسمَ فاعلٍ لا لشَيْءٍ غير مجيئه على ما يَلزم إِعْلالُ
عينِه نحو قائِمِ وبائعٍ وصائمٍ. والحائِشُ: شقٌّ عند مُنْقَطَعِ صدر
القدم مما يَلي الأَخْمَصَ.
ولي في بني فلان حُواشة أَي مَنْ ينصرني من قَرابةٍ أَو ذِي مودَّة؛ عن
ابن الأَعرابي.
وما يَنْــحاشُ لشيء أَي ما يكترث له. وفلان ما يَنْــحاشُ من فلان أَي ما
يكترث له.
ويقال: حاشَ للَّه، تنزيهاً له، ولا يقال حاشَ لَكَ قياساً عليه، وإِنما
يقال حاشــاك وحاشَــى لك. وفي الحديث: من خرج على أُمَّتي فقتل بَرّها
(*
قوله «فقتل برها» في النهاية: يقتل، وقوله «ولا ينــحاش» فيها: ولا يتــحاشــى.)
وفاجِرَها ولا يَنْــحاشُ لمؤمنهم أَي لايفزع لذلك ولا يكترث له ول
ينْفِرُ. وفي حديث عمرو: وإِذا ببَياض يَنْــحاشُ مني وأَنْــحاشُ منه أَي يَنْفرُ
مني وأَنفر منه، وهو مطاوع الشوْشِ النّفارِ؛ قال ابن الأَثير: وذكره
الهروي في الياء وإِنما هو من الواو. وزَجَرَ الذئبَ وغيرَه فما انْــحاشَ
لزَجْرِه؛ قال ذو الرمة يصف بيضة نعامة:
وبَيْضاء لا تَنْــحاشُ منّا وأُمُّها،
إِذا ما رَأَتْنا، زِيلَ منها زَوِيلُها
قال ابن سيده: وحكمنا على انْــحاشَ أشنها من الواو لما علم من أَنَّ
العين واواً أَكثرُ منها ياءً، وسواء في ذلك الاسم والفعل. الأَزهري في حشَا:
قال الليث المَــحَاشُ كأَنه مَفْعَلٌ من الحَوْشِ وهم قوم لَفِيفُ
أُشَابَةٌ؛ وأَنشد بيت النابغة:
جَمِّعْ مَــحَاشَــكَ يا يزيدُ، فَإِنَّني
أَعْدَدْتُ يَرْبُوعاَ لَكُمْ وتَمِيما
قال أَبو منصور: غلط الليث في المَــحاشِ من وجهين: أَحدهما فتحُه الميمَ
وجَعْلُه إِيّاه مَفْعَلاً من الحَوْشِ، والوجه الثاني ما قال في تفسيره،
والصواب المِــحَاشُ، بكسر الميم. وقال أَبو عُبَيْدةً فيما روى عنه أَبو
عبيد وابن الأَعرابي: إِنما هو جَمِّعْ مِــحَاشَــك، بكسر الميم، جعلوه من
مَحَشته أَي أَحْرَقته لا من الحَوْشِ، وقد فسر في الثلاثي الصحيح أَنهم
يتحالفون عند النار؛ وأَما المَــحَاشُ، بفتح الميم، فهو أَثاث البيت،
وأَصله من الحَوْشِ وهو جمع الشيء وضمه. قال: ولا يقال لِلَفِيفِ الناس
مَــحَاشٌ، واللَّه أَعلم.