جدح
جَدَحَ(n. ac. جَدْح)
a. Mixed, stirred up; compounded.
السويق وَغَيره فِي المَاء وَنَحْوه جدحــا خلطه وحركه وخوض فِيهِ بالمــجدح وَفِي الْمثل (جدح جُوَيْن من سويق غَيره) يضْرب لمن يتوسع فِي مَال غَيره ويجود بِهِ وَالشرَاب خوض فِيهِ بالمــجدح
جدح السويق واللبن بالمــجدح وهو عود في رأسه عودان معترضان يخاض به حتى يختلط. وخفق المــجدح: أي الدبران، ونوءه غزير. يقولون: أرسلت السماء مجاديح الغيث. وفي حديث عمر رضي الله تعالى عنه: " لقد استسقيت بمجاديح السماء " أراد الاستغفار.
الــجَدْحُ: خَوْضُ السَّوِيْقِ وغيرِه بالمِــجْدَح. والمِجْدَاحُ: تَرَدُّدُ رَيِّقِ الماءِ في السَّحَابِ، يقولونَ: أرْسَلَتِ السَّمَاءُ مَجَادِيْحَ الغَيْثِ. واسْتَسْقَيْتُ بِمَجَادِيْحِ السَّمَاء، واحِدُها مِــجْدَحٌ: وهو نَجْمٌ يُسْتَمْطُرُ به. وَمَجَادِيْحُ السُّيُوْلِ: آثارُها. والمِــجْدَحُ: سِمَةٌ لها ثَلاثَةُ أطْرافٍ. جَدَحْــتُ البَعِيْرَ. وزَجْرُ المَعَزِ: جِدِحْ.
الــجَدْح: أن يُخاضَ السَّوِيقُ بالمَاءِ ويُحرَّك حتَّى يَسْتَوِي وكذلك الّلبنُ ونَحوهُ، والمَــجْدَح: عود مَجُنَّح الرَّأس تُخاضُ به الأَشرِبةُ لتَرِقَّ وتَستَوِي، وهو شِبْه مِلْعَقَة، وربمَّا يكون لِرأْسِ العُود ثَلاثُ شُعَب، وبه سُمِّي ثَلاثة كوَاكِب تُسمَّى المَــجْدَح تَسْتَسقِي به العَرَب وقيل: هو الدَّبَران.
وأطْعَنُ بالقوم شَطْرَ الملو ... ك حَتَّى إِذا خَفَقَ المُــجدَحُ
وَالَّذِي يُرَاد من هَذَا الحَدِيث أَنه جعل الاسْتِغْفَار استسقاء بتأوّل قَول الله 96 / الف [تبَارك و -] تَعَالَى {اسْتَغْفِرُوْا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُّرْسِل السَّمَاءَ عَلِيْكُمْ مِّدْرَاراً} وَإِنَّمَا نرى أَن عمر تكلم [بِهَذَا -] على أَنَّهَا كلمة جَارِيَة على أَلْسِنَة الْعَرَب لَيْسَ على تَحْقِيق الأنواء وَلَا [على -] التَّصْدِيق بهَا وَهَذَا شَبيه بقول ابْن عَبَّاس [رَحمَه الله -] فِي رجل جعل أمرَ امرَأتِه بِيَدِهَا فطلّقته ثَلَاثًا فَقَالَ: خطَّأ اللهُ نَوْءَها أَلا طلقت [نَفْسها -] ثَلَاثًا لَيْسَ هَذَا [مِنْهُ -] دُعَاء عَلَيْهَا أَن لَا تمطر وَإِنَّمَا هُوَ على الْكَلَام الْمَقُول وَمِمَّا يبين لَك أَن عمر أَرَادَ إبطالَ الأنواءِ والتكذيبَ بهَا قَوْله: لقد اسْتَسْقَيْت بِمَجَادِيح السَّماءِ الَّتِي يُسْتَنْزَلُ بهَا الغيثُ فَجعل الاسْتِغْفَار هُوَ المجاديح لَا الأنواء.
المِــجْدَحُ، خَشَبَة فِي رَأسهَا خشبتان معترضتان. والــجَدْحُ والتَّجْدِيحُ، الْخَوْض بالمــجدَح، يكون ذَلِك فِي السويق وَنَحْوه، وكل مَا خلط فقد جُدِحَ.
وجَدَحَ السويق وَغَيره، شربه بالمــجدَح.
واستعاره بَعضهم للشر فَقَالَ:
ألمْ تَعْلَمي يَا عِصْمَ كيفَ حَفِيظَتي ... إِذا الشَرُّ خاضَتْ جانبَيْهِ المجادِحُ
وَقَول أبي ذُؤَيْب:
فنحالها بمُذَلَّقَين كأنَّما ... بهما من النَّضْح المــجدَّح أيدَعُ
عَنى بالمــجدَّح الدَّم المحرك، يَقُول: لما نطحها حرك قرنه فِي أجوافها. والمجْدُوحُ دم كَانَ يخلط بِغَيْرِهِ فيؤكل فِي الجدب.
والمجْدَاحُ، تردد ريق المَاء فِي السَّحَاب.
والمِــجْدَحُ والمُــجْدَحُ، نجم تزْعم الْعَرَب أَنَّهَا كَانَت تمطر بِهِ، قيل: هُوَ الدبران، قَالَ:
وأطْعَنُ بالقَوْم شَطْرَ المُل ... كِ حَتى إِذا خَفَقَ المِــجْدَحُ
وَفِي حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ: " لقد اسْتَسْقَيْت بِمَجَادِيح السَّمَاء "، قَالَ أَبُو عبيد: هُوَ جمع مِــجْدَح. قَالَ أَبُو الْحسن: لَا وَجه لَهُ إِلَّا أَن يكون من بَاب طوابيق فِي الشذوذ، أَو يكون جمع مِجْدَاح. وَقيل: المــجْدَحُ نجم صَغِير بَين الدبران والثريا، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:
باتَتْ وظَلَّتْ بأُوَام بَرْحِ
يَلْفَحُها المِــجدَحُ أَي لَفْحِ
لهَا زِمجْرٌ فَوْقَها ذُو سَطْح
زمجر، صَوت، كَذَا حَكَاهُ بِكَسْر الزَّاي، وَقَالَ: ثَعْلَب: أَرَادَ زمجر، فسكن، فعلى هَذَا يَنْبَغِي أَن يكون " زَمْجرٌ " إِلَّا أَن الراجز لما احْتَاجَ إِلَى تَغْيِير هَذَا الْبناء، غَيره إِلَى بِنَاء مَعْرُوف وَهُوَ فِعَلّ، كسبطر وقمطر، وَترك فَعَلاّ بِفَتْح الْفَاء لِأَنَّهُ بِنَاء مَعْرُوف، لَيْسَ فِي الْكَلَام مثل قمطر بِفَتْح الْقَاف.
وجَدَّحَ الشَّيْء: لطخه، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
فنَحا لَهَا بمُذَلَّقين كأنَّما ... بِهِما من النَّضْح المجدَّع أيدَعُ
أَرَادَ المــجَدَّحَ بِهِ.
والمِجْدَاحُ، سَاحل الْبَحْر، عَن الهجري وَزعم إِنَّهَا لُغَة حَضرمَوْت وشقهم.
جدح
1 جَدَحَ, aor. ـَ inf. n. جَدْحٌ, He mixed anything. (L.) جَدَحَ السَّوِيقُ, (S, A, Mgh, L, K,) وَنَحْوَهُ, aor. and inf. n. as above; and ↓ جدّحــهُ, inf. n. تَجْدِيحٌ; (L;) and ↓ اجتدحهُ, (S, L, K,) and ↓ اجدحــهُ; (K;) He stirred about the سويق [or meal made of parched barley or wheat], and the like, with water, [or milk, (see what follows,) or clarified butter, or fat of a sheep's tail, &c., (see لَتَّ,)] until the whole became of a uniform consistence: (L:) or he stirred it about with a مِــجْدَح: (A, L:) or he stirred about the سويق in milk, and the like, with a مــجدح, until it became mixed: (Lth, TA:) or he beat and mixed the سويق with a مــجدح: (Mgh:) i. q. لَتَّهُ: (S, K:) and ↓ جدّحــهُ, inf. n. تَجْدِيحٌ, he mixed it; in the K, لَطَخَهُ; but the right reading is خَلَطَهُ, as in the L and other lexicons: (TA:) and ↓ اجتدحهُ he drank it (شربه [but this is perhaps a mistranscription for ضَرَبَهُ he beat it]) with the مــجدح. (L, TA.) 2 جَدَّحَ see 1, in two places.4 أَــجْدَحَ see 1. b2: احدح الإِبِلَ He branded the camels on their thighs with the mark called مِــجْدَح. (K.) 8 إِجْتَدَحَ see 1, in two places.المُــجْدَحُ: see the next paragraph.
مِــجْدَحٌ The instrument with which سَوِيق is stirred about with water &c.; (S, A, K, &c.;) which is a piece of wood the end whereof has several sides; (S, L;) or a piece of wood at the head of which are two cross pieces of wood; (A, Mgh, L;) and sometimes having three prongs: (IAth, TA:) pl. مَجَادِحُ. (L.) b2: It is sometimes used tropically, as relating to evil, or mischief. (L.) [Thus it means (tropical:) A stirrer-up of evil or mischief; or a thing that stirs up, or whereby one stirs up, evil or mischief.] b3: Also (assumed tropical:) Any one of the مَجَادِيحُ السَّمَآءِ [or stirrers-up of the sky, or of rain]; (L;) these being the أَنْوَآءٌ [or stars, or asterisms, which, by their auroral settings or risings, were believed by the Pagan Arabs to bring rain &c.]; (S, L, K;) of those انواء that seldom or never failed [to bring rain], accord. to the Arabs: (Mgh:) the ى in the pl. is added to give fulness to the sound of the kesreh; for the regular pl. is مَجَادِحُ, and the sing. of مجاديح should by rule be مِجْدَاحٌ. (A, IAth, Mgh.) One says, ارْسَلَتِ السَّمَآءَ مَجَادِيحُهَا (L) or مَجَادِيحُ الغَيْثِ (A) (assumed tropical:) [Its stirrers-up, or the stirrers-up of rain, or the stars or asterisms which were the bringers of it, sent forth rain]. It is related of 'Omar, that he ascended the pulpit to pray for rain, and, having only offered a prayer for forgiveness, descended; whereupon it was said to him, “Thou hast not prayed for rain; ” and he replied, لَقَدِ اسْتَسْقَيْتُ بِمَجَادِيحِ السَّمَآءِ (assumed tropical:) [I have indeed prayed for rain by words which are the stirrers-up of rain]; making the prayer for forgiveness to be a prayer for rain, in allusion to a passage in the Kur, lxxi. 9 and 10; and meaning thereby to deny the efficacy of the انواء. (A, * Mgh, * L.) المِــجْدَحُ, also pronounced ↓ المُــجْدَحُ, (S, K,) thus pronounced by El-Umawee, (S,) is moreover the name of (assumed tropical:) A particular star or asterism, one of those which the Pagan Arabs asserted to be bringers of rain: (L:) said to be الدَّبَرَانُ [the Hyades; or the five chief stars thereof; or the brightest star thereof, a of Taurus]; (S, A, L, K;) [which is called by this name of الدبران] because it rises latterly [with respect to the Pleiades], (S,) or because it follows (يَدْبُرُ, i. e. يَتْبَعُ,) the Pleiades: (T in art. دبر:) [whence] it is also called حَادِى النُّجُومِ [“ the urger of the stars,” properly, “with singing ”], (S,) or حَادِى النَّجْمِ [“ the urger of the asterism,”
meaning, “of the Pleiades ”], and تَالِى النَّجْمِ [“ the follower of the asterism,” or, “of the Pleiades ”], (Kzw,) and التَّالِى and التَّابِعُ [“ the follower ”]: (Sh:) or it is a small star or asterism, between الدبران and الثُّرَيَّا [or the Pleiades]: (IAar, K:) [perhaps meaning the four stars that are the chief stars of the Hyades exclusively of a Tauri:] or three stars, (Mgh, TA,) like the three stones upon which a cooking-pot rests, (TA,) likened to a three-pronged مِــجْدَح; (Mgh, TA;) on the [auroral] rising of which, heat is expected: (TA:) the Arabs regarded it as one of the انواء which [by their auroral setting] foretokened rain. (IAth.) المِــجْدَحَــانِ is a name by which some of the Arabs called (assumed tropical:) The two wings of الجَوْزَآء [or Orion]. (Sh, TA.) b4: مِــجْدَحٌ also signifies (assumed tropical:) A certain mark made with a hot iron upon the thighs of camels. (K.) مُــجَدَّحٌ Beverage, or wine, (شَرَاب,) stirred about: (S, K:) and in like manner, blood, when it is stirred about in the body of a gored animal by the goring horn. (L.) مَجْدُوحٌ Blood drawn from a vein, used in times of dearth, or drought, (S, K,) in the Time of Ignorance: (S:) or blood which was mixed with something else, and eaten in times of dearth: (TA:) or a kind of food of the Pagan Arabs, being blood obtained by opening a vein of a she-camel, which blood was received in a vessel, and drunk. (T, TA.)
جدح: المِــجْدَحُ: خشبة في رأْسها خشبتان معترضتان؛ وقيل: المِــجْدَحُ ما
يُــجْدَحُ به، وهو خشبة طرفها ذو جوانب.
والــجَدْحُ والتَجْدِيحُ: الحَوْضُ بالمِــجْدَح يكون ذلك في السويق ونحوه.
وكلُّ ما خُلِطَ، فقد جُدِحَ. وجَدَحَ السويقَ وغيره، واجْتَدَحَه:
لَتَّه وشَرِبَه بالمِــجْدَح.
وشرابٌ مُــجَدَّحٌ أَي مُخَوَّضٌ، واستعاره بعضهم للشر فقال:
أَلم تَعْلَمِي يا عصْم، كيف حَفِيظَتي
إِذا الشَّرُّ خاضَتْ، جانِبيهِ، المَجادِحُ؟
الأَزهري عن الليث: جَدَحَ السويقَ في اللبن ونحوه إِذا خاضه بالمِــجْدَح
حتى يختلط؛ وفي الحديث: انزل فاجْدَحْ لنا؛ الــجَدْحُ: أَن يحرَّك
السويقُ بالماء ويُخَوَّضَ حتى يَسْتَوي وكذلك اللبن ونحوه. قال ابن الأَثير:
والمِــجْدَحُ عُودٌ مُجَنَّحُ الرَّأْس يُساطُ به الأَشْرِبةُ وربما يكون
له ثلاث شُعَب؛ ومنه حديث عليّ، رضي الله عنه: جَدَحُــوا بيني وبينهم
شِرْباً وبيئاً أَي خَلَطُوا.
وجَدَّحَ الشيءَ خَلَطَه؛ قال أَبو ذؤيب:
فنَحا لها بِمُدَلَّقَيْنِ، كأَنما
بهما من النَّضْحِ المُــجَدَّحِ أَيْدَعُ
عنى بالمُــجَدَّح الدم المحرَّك. يقول: لما نطحها حَرَّك قرنه في
أَجوافها.
والمَجْدُوحُ: دَم كان يخلط مع غيره فيؤكل في الجَدْب، وقيل:
المَجْدُوحُ دم الفَصيد كان يستعمل في الجَدْب في الجاهلية؛ قال الأَزهري:
المَجْدُوح من أَطعمة الجاهلية؛ كان أَحدهم يَعْمِدُ إِلى الناقة فتُفْصَدُ له
ويأْخذ دمها في إِناء فيشربه.
ومَجادِيحُ السماء: أَنواؤُها، يقال: أَرسلت السماءُ مَجادِيحَها؛ قال
الأَزهري: المِــجْدَحُ في أَمر السماء، يقال: تَرَدُّدُ رَيِّق الماء في
السحاب؛ ورواه عن الليث، وقال: أَمّا ما قاله الليث في تفسير المجاديح:
إِنها تَردُّد رَيِّق الماء في السحاب فباطل، والعرب لا تعرفه. وروي عن عمر،
رضي الله عنه: أَنه خرج إِلى الاستسقاء فصَعِدَ المِنْبَر فلم يزد على
الاستغفار حتى نزل، فقيل له: إِنك لم تستسق فقال: لقد استسقيت بمَجاديح
السماء.
قال ابن الأَثير: الياء زائدة للإِشباع، قال: والقياس أَن يكون واحدها
مِجْداح، فأَما مِــجْدَح فجمعه مَجادِحُ؛ والذي يراد من الحديث أَنه جعل
الاستغفار استسقاء بتأَوّل قول الله عز وجل: استغفروا ربكم إِنه كان
غفَّاراً يُرْسِل السماءَ عليكم مِدْراراً؛ وأَراد عمر إِبطال الأَنْواءِ
والتكذيبَ بها لأَنه جعل الاستغفار هو الذي يستسقى به، لا المجاديح والأَنواء
التي كانوا يستسقون بها. والمَجاديحُ: واحدها مِــجْدَحٌ، وهو نجم من
النجوم كانت العرب تزعم أَنها مُمْطَرُ به كقولهم الأَنْواء، وهو المُــجْدَحُ
أَيضاً
(* قوله «وهو المــجدح أَيضاً» أَي بضم الميم كما صرح به الجوهري.)،
وقيل: هو الدَّبَرانُ لأَنه يَطْلُع آخراً ويسمى حادِيَ النُّجوم؛ قال
دِرْهَمُ بن زيد الأَنْصاري:
وأَطْعُنُ بالقومِ شَطْرَ المُلو
كِ، حتى إِذا خَفَقَ المِــجْدَحُ
وجاب إِذا خفق المــجدح في البيت الذي بعده، وهو:
أَمَرْتُ صِحابي بأَنْ يَنْزِلوا،
فنامُوا قليلاً، وقد أَصْبَحوا
ومعنى قوله: وأَطعُن بالقوم شطر الملوك أَي أَقصد بالقوم ناحيتهم لأَن
الملوك تُحِبُّ وِفادَتَه إِليهم؛ ورواه أَبو عمرو: وأَطْعَنُ، بفتح
العين؛ وقال أَبو أُسامة: أَطعُن بالرمح، بالضم، لا غير، وأَطعُن بالقول،
بالضم والفتح؛ وقال أَبو الحسن: لا وجه لجمع مَجاديح إِلا أَن يكون من باب
طوابيق في الشذوذ أَو يكون جمعَ مِجْداحٍ، وقيل: المِــجْدَحُ نجم صغير بين
الدَّبَرانِ والثريا، حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
باتتْ وظَلَّتْ بأُوامٍ بَرْحِ،
يَلْفَحُها المِــجْدَحُ أَيَّ لَفْحِ
تَلُوذُ منه بِجَناء الطَّلْحِ،
لها زِمَجْرٌ فوقَها ذو صَدْحِ
زِمَجْرٌ: صوتٌ، كذا حكاه بكسر الزاي، وقال ثعلب: أَراد زَمْجَرٌ،
فسكَّن، فعلى هذا ينبغي أَن يكون زَمَجْرٌ، إِلا أَن الراجز لما احتاج إِلى
تغيير هذا البناء غيّره إِلى بناء معروف، وهو فِعَلٌّ كسِبَطْرٍ وقِمَطْرٍ،
وترك فَعْلَلاً، بفتح الفاء، لأَنه بناء غير معروف، ليس في الكلام مثل
قَمْطَرٍ، بفتح القاف. قال شمر: الدَّبَرانُ يقال له المِــجْدَحُ والتالي
والتابع، قال: وكان بعضهم يدعو جَناحَي الجوزاء المِــجْدَحَــين، ويقال: هي
ثلاثة كواكب كالأَثافي، كأَنها مِــجْدَحٌ له ثلاث شُعَبٍ يُعتبر بطلوعها
الحَرُّ؛ قال ابن الأَثير: وهو عند العرب من الأَنْواء الدالة على المطر،
فجعل عمر، رضي الله عنه، الاستغفار مشبهاً للأَنْواء مخاطبة لهم بما
يعرفونه، لا قولاً بالأَنْواء، وجاء بلفظ الجمع لأَنه أَراد الأَنْواء جميعاً
التي يزعمون أَن من شأْنها المطر.
وجِدِحْ: كجِطِحْ، سيأْتي ذكره.
: (المِــجْدَحُ، كمِنْبرٍ) : خَشَبةٌ فِي رأْسها خَشبتانِ مُعترِضتانِ. وَقيل: المِــجْدَحُ: (مَا يِــجْدَحُ بِهِ) ، وَهُوَ خَشبةٌ طَرَفُها ذُو جوانِبَ.
والــجَدْحُ والتَّجْديحُ: الخَوْضُ بالمِــجْدَحِ، يكون ذالك فِي (السَّوِيقِ) ونحوِه. وكلُّ مَا خُلِطَ: فقد جُدِحَ.
(و) المِــجْدَحُ: واحدُ المَجاديحِ: نَجْمٌ من النُّجومِ كَانَت العربُ تَزْعم أَنها تُمْطرُ بِهِ، لقَوْلِهم بالأَنْواءِ. وَقيل: هُوَ (الدَّبَرَانُ) لأَنه يَطْلُع آخِراً، ويُسمَّى حادِيَ النُّجومِ. قَالَ شَمِرٌ: الدَّبرانُ يُقَال لَهُ: المِــجْدَحُ والتَّالِي والتابعُ. قَالَ: وَكَانَ بعضُهم يَدْعُو جَناحَى الجَوْزاءِ المِــجْدَحَــيْنِ. (أَو) هُوَ (نَجْمٌ صغيرٌ بَينه و) بَين (الثُّرَيَّا) ، حَكَاهُ ابْن الأَعرابيّ. وأَنشد:
باتَتْ وظَلَّتْ بأُوامٍ بَرْحِ
يَلْفَحُها المِــجْدَحُ أَيَّ لَفْحِ
تَلُوذُ مِنْهُ بجَنَاءِ الطَّلْحِ
لَهَا زِمَجْرٌ فَوْقَها ذُو صَدْحِ
(ويُضَمّ الْمِيم) ، حَكَاهُ أَبو عُبيدٍ عَن الأُمويّ. قَالَ دِرْهَمُ بنْ زَيْد الأَنصاريّ:
وأَطْعُن بالقَوْمِ شَطْرَ المُلُو
كِ حَتَّى إِذَا خَفَقَ المِــجْدحُ
أَمرْتُ صَحابي بأَنْ يَنْزِلُوا
فنَامُوا قَليلاً وقَدْ أَصبَحُوا
وَيُقَال: إِنّ المِــجْدَح: ثَلاثةُ كواكِبَ كالأَثافِي، كأَنها مِــجْدَحٌ لَهُ ثَلاثُ شُعَبٍ، يُعتَبرُ بطُلوعِها الحَرُّ. قَالَ ابْن الأَثير: وَهُوَ عِنْد الْعَرَب من الأَنواءِ الدّالَّة على المَطَرِ.
(و) المِــجْدَحُ: (سِمَةٌ للإِبلِ على أَفخاذِها وأَــجْدَحَــها: وَسَمَها بهَا) . وَفِي نُسْخَة: بِهِ.
(ومَجادِيحُ السَّماءِ: أَنْواؤُها) . وَيُقَال: أَرْسَلتِ السّماءُ مَجادِيحَ الغْيثِ. قَالَ الأَزهريّ: المِــجْدَحُ فِي أَمرِ السّماءِ يُقَال: تَرَدُّدُ رَيِّقِ الماءِ فِي السَّحابِ، وَرَوَاهُ عَن اللّيث. وَقَالَ: أَمَّا مَا قَالَه اللّيث فِي تَفْسِير المَجاديحِ أَنها تَردُّدُ رَيِّقِ المَاءِ فِي السَّحاب فباطِلٌ، والعَرب لَا تَرفُه.
ورُوِيَ عَن عُمرَ رَضِي الله عَنهُ أَنه خرجَ إِلى الاستسقاءِ، فصَعِدَ المِنْبَرَ فَلم يَزِدْ على الاستغفارِ حتّى نَزَلَ. فقِيل لَهُ: إِنّك لم تَسْتَسْقِ، فَقَالَ: لقد اسْتَسْقَيْت بمَجادِيحِ السَّماءِ. قَالَ ابنُ الأَثير: الياءُ زائدةٌ للإِشباعِ. قَالَ: والقِياس أَن يَكون واحِدُها مُجْدَاحاً، فأَمّا مِــجْدَحٌ فجمْعُه مَجادِحُ. وَالَّذِي يُرادُ من الحَديث أَنّه جَعلَ الاستغفارَ استسقاءً، وأَراد إِبْطالَ الأَنْواءِ والتَّكذيبَ بهَا، وإِنّما جعلَ الاستغفارَ مُشْبِهاً للأَنواءِ مخاطَبةً لَهُم بِمَا يَعرفونه لَا قَوْلاً بالأَنواءِ. وجاءَ بلفْظِ الجمْعِ لأَنه أَراد الأَنواءَ جَميعاً الّتي يَزْعُمون أَنّ مِن شأَنها المَطَرَ.
(والمَجْدوحُ: دَمٌ) كَانَ يُخْلَطُ مَعَ غيرِه فيُؤْكَل فِي الجَدْبِ. وَقيل: هُوَ دَمُ (الفصيدِ، كَانُوا يَسْتعمِلونه فِي الجَدْب) فِي الجاهِليَّة. قَالَ الأَزهريّ: المَجدوحُ: من أَطْعِمةِ الجاهليّة، كَانَ أَحدُهم يَعْمِدُ إِلى النَّاقة فَيْفصِدُها ويَأْخُذ دَمَها فِي إِناءٍ فيَشْرَبُه.
(وجَدَحَ، السَّويقَ) وغيرَه كمَنَع: لَتَّه، كأَــجْدَحَــه. واجْتَدَحَه) : شَرِبَه وبالمِــجْدَحِ. وَعَن اللّيث: جَدَحَ السَّويقَ فِي اللَّبنِ ونَحْوِه: إِذا خَاضَه بالمِــجْدَحِ حتَّى يَختلِط.
واجْتَدَحه أَيضاً: إِذا شَرِبَه بالمِــجْدحِ.
(وجَدَّحَــه تَجْديحاً) : إِذا (لَطَخَه) ، هاكذا فِي سَائِر النُّسخ. وَالصَّوَاب: خَلَطَه، كَمَا فِي (اللِّسَان) : وغيرِه من الأُمّهات. وعبارةُ اللّسان: والتَّجْدِيحُ الخَوْضُ بالمِــجْدحِ يكون ذالك فِي السَّوِيق ونَحْوِه. وكلُّ مَا خُلِطَ فقد جُدِح ... وجَدَّحَ الشَّيْءَ: إِذا خَلَطَه.
(وشَرَابٌ مُــجَدَّحٌ) ، أَي (مُخَوَّضٌ) . وَفِي قَول أَبي ذُؤيب:
فَنَحَا لَهَا بمُذلَّقَيْنِ كأَنَّما
بِهما مِن النَّضْحِ المُــجدَّحِ أَيْدَعِ
عنَى بالمُــجَدَّحِ الدَّمَ المُحرَّكَ، يَقُول: لمّا نَطَحَها حَرَّك قَرْنَه فِي أَجوافِها.
(وجِدِحْ، بكسرتين) كجِطِحْ: (زَجْرٌ للمَعْزِ) ، وسيأَتي.
(والمِجْداحُ: ساحِلُ البَحْرِ) ، جمعُه مَجادِحُ واستعاره بَعضهم للشّرّ فَقَالَ:
أَلَمْ تَعْلَمِي يَا عَصْم كَيفَ حَفِيظَتِي
إِذا الشَّرُّ خاضَتْ جَانِبَيْه المَجادِحُ