Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: جان

جنس

ج ن س : الْجِنْسُ الضَّرْبُ مِنْ كُلِّ شَيْءِ وَالْجَمْعُ أَجْنَاسٌ وَهُوَ أَعَمُّ مِنْ النَّوْعِ فَالْحَيَوَانُ جِنْسٌ وَالْإِنْسَانُ نَوْعٌ وَحُكِيَ عَنْ الْخَلِيلِ هَذَا يُــجَانِــسُ هَذَا أَيْ يُشَاكِلُهُ وَنَصَّ عَلَيْهِ فِي التَّهْذِيبِ أَيْضًا وَعَنْ بَعْضِهِمْ فُلَانٌ لَا يُــجَانِــسُ النَّاسَ إذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ تَمْيِيزٌ وَلَا عَقْلٌ وَالْأَصْمَعِيُّ يُنْكِرُ هَذَيْنِ الِاسْتِعْمَالَيْنِ وَيَقُولُ هُوَ كَلَامُ الْمُوَلَّدِينَ وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ. 
(جنس) الْأَشْيَاء شاكل بَين أفرادها ونسبها إِلَى أجناسها
ج ن س

الناس أجناس، وأكثرهم أنجاس. وهو مــجانــس لهذا، وهما متــجانــسان. ومع التــجانــس التآنس. وكيف يؤانسك، من لا يــجانــسك.
جنس: الجِنْسُ: كلُّ ضَرْبٍ من الشَّيْءِ، وجَمْعُه أجْناسٌ وجُنُوْسٌ. والجِنِّيْسُ: سَمَكَةٌ بين البَيَاضِ والصُّفْرَة. وشَيْءٌ جَنِيْسٌ: عَرِيْقٌ في جِنْسِه.
[جنس] الجنس: الضرب من الشئ، وهو أعم من النوع. ومنه المــجانــسة والتجنيس. وزعم ابن دريد أن الاصمعي كان يدفع قول العامة: هذا مــجانــس لهذا، ويقول إنه مولد.
ج ن س: (الْجِنْسُ) الضَّرْبُ مِنَ الشَّيْءِ، وَهُوَ أَعَمُّ مِنَ النَّوْعِ وَمِنْهُ (الْمُــجَانَــسَةُ) وَ (التَّجْنِيسُ) . وَعَنِ الْأَصْمَعِيِّ أَنَّ قَوْلَ الْعَامَّةِ: هَذَا مُــجَانِــسٌ لِهَذَا الْمَوْلِدِ. 

جنس


جَنَسَ
جَنَّسَ
a. [Bi], Made homogeneous with, similar, conformable to.
b. Specified; classified, classed.

جَاْنَــسَتَجَنَّسَa. Was, appeared homogeneous, similar, conformable
to.

جِنْس
(pl.
جُنُوْس
أَجْنَاْس
38)
a. Genus, species, kind, category, class.
b. Gender, sex.
c. Family, race, lineage.

جِنْسِيّa. Belonging to the genus, to the same sex;
generic.

جِنْسِيَّةa. Homogeneity, similarity; common origin.
جنس: جنَّس بالتشديد: استعملها أبو الوليد الاستعمالات الذي أشار إليها لين في معجمه، واستعملها كذلك معداة بالحرف (ب) (ص418، 649، 684، 699) وفيه أيضاً جَّنس بينه وبين (ص412).
جانــمس: شاكل (فوك). والحقيقة أنها تستعمل بمعنى جّنس، يقال: جانــس الأشياء وجانــس الشيء بغيره (المقري 2: 646).
وأقرأ فيه: مــجانــسة بدل محاسن (أنظر فليشر بريشت ص161).
تجنّس: صار من جنسه (أبو الوليد ص191) وفي مخطوطة أخرى منه استجنس.
تــجانــس، متــجانــس: متحد في الجنس، متشاكل (بوشر).
وحسن تــجانــس اللفظ: تطابقه وتناسبه (بوشر). وفي زيشر (3: 203): إذا كان عليها هو الله (فكيف تــجانــس مع المتــجانــسين) أي: كيف صار بشرا؟ استجنس: أنظر تجنس.
جِنْس يجمع على جنوس: أمة، شعب (رولاند).
طريدة من جنسَينْ: قادس (سفينة ذات مصطبتين (ألكالا) وطريدة من ثلاثة أجناس: قادس (سفينة) ذات ثلاث مصاطب (ألكالا).
جُنْسَه: جنطيانا (ألكالا).
جِنُسِيّ: تناسلي (بوشر).
جِنْسِيَّة: تــجانــس، تناسب، وحدة، اتحاد، رتباط (المقري 1: 882).

جنس: الجِنْسُ: الضَّربُ من كل شيء، وهو من الناس ومن الطير ومن حدود

النَحْوِ والعَرُوضِ والأَشياء جملةٌ. قال ابن سيده: وهذا على موضوع عبارات

أَهل اللغة وله تحديد، والجمع أَجناس وجُنُوسٌ؛ قال الأَنصاري يصف

النخل:تَخَيَّرْتُها صالحاتِ الجُنُو

سِ، لا أَسْتَمِيلُ ولا أَسْتَقِيلُ

والجِنْسُ أَعم من النوع، ومنه المُــجانَــسَةُ والتَجْنِيسُ. ويقال: هذا

يُــجانِــسُ هذا أَي يشاكله، وفلان يُــجانــس البهائم ولا يُــجانــس الناسَ إِذا لم

يكن له تمييز ولا عقل. والإِبل جِنْسٌ من البهائم العُجْمِ، فإِذا واليت

سنّاً من أَسنان الإِبل على حِدَة فقد صنفتها تصنيفاً كأَنك جعلت بنات

المخاض منها صنفاً وبنات اللبون صِنفاً والحِقاق صِنْفاً، وكذلك الجَذَعُ

والثَّنيُّ والرُّبَعُ. والحيوان أَجناسٌ: فالناس جنس والإِبل جنس والبقر

جنس والشَّاء جنس، وكان الأَصمعي يدفع قول العامة هذا مُــجانِــسٌ لهذا

إِذا كان من شكله، ويقول: ليس بعربي صحيح، ويقول: إِنه مولَّد. وقول

المتكلمين: الأَنواع مَجْنُوسَةٌ للأَجْناسِ كلام مولَّد لأَن مثل هذا ليس من

كلام العرب. وقول المتكلمين: تَــجانَــس الشيئان ليس بعربي أَيضاً إِنما هو

توسع. وجئْ به من جِنْسِك أَي من حيث كان، والأَعرف من حَِسِّك. التهذيب:

ابن الأَعرابي: الجَنَسُ جُمُودٌ

(* قوله «الجنس جمود» عبارة القاموس:

والجنس، بالتحريك، جمود الماء وغيره.) . وقال: الجَنَسُ المياه الجامدة.

جنس
الليث: الجِنس: كلُّ ضربٍ من الشيء ومن الناس والطير ومن حدود النَّحوِ والعَروضِ والأشياء جُمْلَةً، والجَميع: الأجناس، وزاد ابنُ دريد: الجُنُوس. والجِنْسُ: أعمُّ من النوع. والإبل جِنسٌ من البهائِم العُجْمِ، فإذا واليتَ شيئاً من أسنان الإبل على حدة فقد صنَّفتها تصنيفا، كأنَّكَ جعلتَ بنات المَخاضِ منها صنفا، وبنات اللَّبون صِنفا، والحِقاق صِنفا، وكذلك الجِذاع والثَّنِيّ والرُّبَع.
والحيوان أجناس: فالناس جنس، والإبل جنس، والبقر جنس والشّاء جنس.
وقال ابن عبّاد: شيء جَنِيس: أي عريق في جنسِه.
والجِنِّيس - مثال سكَّيت -: سمكة بين البياض والصُّفرة.
وقال ابن الأعرابي: الجَنَس - بالتحريك -: جمود الماء.
والتَّجْنِيْس - تفعيل -: من الجنس.
ويقال: هذا يُــجانِــس هذا: أي يُشاكِلُه.
وفُلان يُــجانِــس البهائمَ ولا يُــجانِــس الناس: إذا لم يكُن له تمييز ولا عقل.
وقال ابن دريد: كان الأصمعي يدفع قول العامّة: هذا مُــجانِــس لهذا إذا كان من شكله، ويقول: ليس بعربيٍّ خالِص، يعني لفظَةَ الجِنسِ. وقال ابن فارس: أنا أقول إنَّ هذا غلطٌ على الأصمعيِّ، لأنَّه الذي وضَعَ كتاب الأجناس، وهو أوّل من جاء بهذا اللقب في اللغة.
ويقال: جَنَسَتِ الرُّطبَة: إذا نَضِجَ كُلُّها.
والتركيب يدلُّ على الضَّرْبِ من الشيء.
(ج ن س) : (الْجِنْسُ) عَنْ أَئِمَّةِ اللُّغَةِ الضَّرْبُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَالْجَمْعُ أَجْنَاسٌ وَهُوَ أَعَمُّ مِنْ النَّوْعِ يُقَالُ الْحَيَوَانُ جِنْسٌ وَالْإِنْسَانُ نَوْعٌ لِأَنَّهُ أَخَصُّ مِنْ قَوْلِنَا حَيَوَانٌ وَإِنْ كَانَ جِنْسًا بِالنِّسْبَةِ إلَى مَا تَحْتَهُ وَالْمُتَكَلِّمُونَ عَلَى الْعَكْسِ يَقُولُونَ الْأَلْوَانُ نَوْعٌ وَالسَّوَادُ جِنْسٌ وَيُقَالُ فُلَانٌ يُــجَانِــسُ هَذَا أَيْ يُشَاكِلُهُ وَفُلَانٌ يُــجَانِــسُ الْبَهَائِمَ وَلَا يُــجَانِــسُ النَّاسَ إذَا لَمْ يُكْنَ لَهُ تَمْيِيزٌ وَلَا عَقْلٌ قَالَهُ الْخَلِيلُ وَعَنْ الْأَصْمَعِيِّ أَنَّ هَذَا الِاسْتِعْمَالَ مُوَلَّدٌ وَاَلَّذِي أَفَادَ أَهْلُ اللُّغَةِ بِالْجِنْسِ أَنَّ مَا شَارَكَهُ فِيمَا لِأَجْلِهِ اُسْتُحِقَّ الِاسْمَ كَانَ مَعَ ذَاكَ ضَرْبًا وَاحِدًا (وَالْأَوَّلُ) مَذْهَبُ الْفُقَهَاءِ أَلَا تَرَاهُمْ يَقُولُونَ فِي السَّلَمِ إنَّهُ لَا يَجُوزُ إلَّا فِي جِنْسٍ مَعْلُومٍ وَيَعْنُونَ بِهِ كَوْنَهُ تَمْرًا أَوْ حِنْطَةً وَفِي نَوْعٍ مَعْلُومٍ وَيَعْنُونَ بِهِ فِي التَّمْرِ كَوْنَهُ بَرْنِيًّا أَوْ مَعْقِلِيًّا وَفِي الْحِنْطَةِ كَوْنَهَا خَرِيفِيَّةً أَوْ رَبِيعِيَّةً وَأَمَّا قَوْلُهُ أَوْصَى بِثُلُثِ مَالِهِ لِأَهْلِ بَيْتِهِ فَهَذَا عَلَى بَنِي أَبِيهِ وَكَذَا إذَا أَوْصَى لِجِنْسِهِ لَا يَدْخُلُ فِي ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ قَرَابَاتِ الْأُمِّ هَذَا لَفْظُ رِوَايَةِ الزِّيَادَاتِ وَالْقُدُورِيِّ أَيْضًا وَهُوَ الصَّوَابُ وَفِي شَرْحِ الْحَلْوَائِيِّ لِحَسِيبِهِ قَالَ لِأَنَّ الْحَسِيبَ هُوَ كُلُّ مَنْ يُنْسَبُ إلَى مَنْ يُنْسَبُ هُوَ إلَيْهِ وَفِيهِ نَظَرٌ وَتَقْرِيرُهُ فِي (ح س) .
جنس
الجِنْسُ، بالكَسْرِ: أَعَمُّ من النَّوْعِ، وَمِنْه المُــجانَــسَةُ والتَّجْنيسُ، وَهُوَ كلُّ ضَرْبٍ من الشيءِ، وَمن النّاس وَمن الطَّيرِ، وَمن حُدودِ النَّحْوِ والعَروضِ، وَمن الأَشياء جُمْلَةً، قَالَ ابْن سِيدَه: وَهَذَا على موضوعِ عِباراتِ أَهلِ اللُّغَةِ، وَله تَحديدٌ، فالإبلُ: جِنْسٌ من الْبَهَائِم العُجْمِ، فَإِذا والَيْتَ سِنّاً من أَسنانِ الإبلِ على حِدَة فقد صَنَّفْتَها تَصنيفاً، كأَنَّكَ جعلتَ بناتِ المَخاضِ مِنْهَا صِنْفاً وبناتِ اللَّبون صِنفاً، والحِقاقِ صِنْفاً، وَكَذَلِكَ الجَذَعُ والثَّنِيّ والرُّبَع. والحَيوانُ أَجناسٌ، فالنّاسُ جِنْسٌ، والإبِلُ جِنْسٌ، والبَقَرُ جِنْسٌ، والشَّاءُ جِنْسٌ. ج، أَجناسٌ وجُنُوسٌ، الأَخيرةُ عَن ابْن دُرَيد، قَالَ الأَنصارِيُّ يَصِفُ نَخلاً:
(تَخَيَّرْتُها صالِحاتِ الجُنُو ... سِ لَا أَسْتَمِيلُ وَلَا أَسْتَقِيلُ)
وَمن سَجَعاتِ الأَساسِ: النَّاسُ أَجْناس، وأَكثَرُهم أَنْجاس. الجَنسُ، بالتَّحريك: جُمودُ الماءِ وغيرِه، عَن ابْن الأَعرابيّ، نَقله الأَزْهَرِيُّ عَنهُ، وَلَيْسَ عندَه وغَيرِه. وَقَالَ أَيضاً: الجُنُسُ، بضَمَّتينِ: المِياهُ الجَامِدَةُ. وكأَنَّه لغةٌ فِي الجُمُسِ بالميمِ، وَقد تقدَّم. والجَنِيسُ، كأَمير: العَريقُ فِي جِنْسِه، نقلَه ابنُ عَبّادٍ. الجِنِّيسُ، كسِكِّيتٍ: سمكَةٌ بينَ البَياضِ والصُّفْرَةِ، نقاه الصَّاغانِيّ أَيضاً.
والمُــجانِــسُ: المشاكِلُ، يُقال: هَذَا يُــجانِــسُ هَذَا، أَي يُشاكِلُه، وفُلانٌ يُــجانِــسُ البَهائِمَ وَلَا يُــجانِــسُ النّاسَ، إِذا لم يكن لَهُ تَمْييزٌ وعَقْلٌ. وجَنَسَتِ الرُّطَبَةُ، إِذا نَضِجَ كلُّها فكأَنَّها صارَت جِنساً واحِداً، أَو أَنَّها مثلُ جَمَسَتْ، بِالْمِيم، إِذا رَطُبَتْ وَهِي صُلْبَةٌ، كَمَا تقدَّم. والتَّجْنيسُ تَفعِيلٌ من الجنسِ، وَكَذَلِكَ المُــجانَــسَةُ مُفاعَلَةٌ مِنْهُ، وَقَول الجَوْهَرِيِّ عَن ابنِ دُرَيد: إنَّ الأَصمعِيَّ كَانَ يَقُول: الجِنْسُ المُــجانَــسَةُ من لُغات العامَّةِ، غلَطٌ، لأَنَّ الأَصمعيَّ واضِعُ كتابِ الأَجناسِ، وَهُوَ أَوَّلُ من جاءَ بِهَذَا اللَّقَبِ. قلتُ: هَذَا التَّغليطُ هُوَ نَصُّ ابنِ فارِس فِي المُجْمَلِ الَّذِي نقَلَ عَن الأَصمعِيِّ أَنَّه كَانَ يَدفَعُ قولَ العامَةِ: هَذَا مُــجانِــسٌ لهَذَا، إِذا كَانَ من شكلِه، وَيَقُول: لَيْسَ بعربيٍّ صَحِيح، يَعْنِي لَفْظَة الجِنْسِ، ويقولُ: إنَّه مُولّدٌ، وقولُ المُتَكَلِّمينَ: الأَنواعُ مَجنوسَةٌ للأجناسِ، كَلَام مولّد، لأَنَّ مثلَ)
هَذَا لَيْسَ من كَلَام العربِ، وقولُ المُتكَلِّمينَ: تَــجانَــسَ الشَّيْئانِ: لَيْسَ بعَرَبِيٍّ أَيضاً، إنَّما هُوَ تَوَسُّعٌ، هَذَا الَّذِي نَقله صَاحب اللِّسَان وغيرُه، فقولُ المُصَنِّفِ: كَانَ يَقُول: إِلَى آخِرِه، مَحَلُّ نَظَر، إِذْ لَيْسَ هَذَا من قولِه، وَلَا هُوَ مِمَّن يُنكِرُ عرَبيَّة لفظِ المُــجانَــسَةِ والتَّجنيس لغير مَعنى المُشاكَلَة، وَإِذا فُرِضَ ثُبوتُ مَا ذكرَه المُصَنِّف فَلَا يَلزَمُ من نَفيِ الأَصمعِيِّ لذَلِك نفيُه بالكُلِّيَّةِ، فقد نَقله غيرُهُ، وَلَا يَخفَى أَنَّ الجَوْهَرِيَّ ناقِلٌ ذلكَ عَن ابنِ دُرَيْدٍ، وَقد تابعَه على ذلكَ ابنُ جِنِّيّ عَن الأَصمعِيِّ، فَهُوَ عندَ أَهلِ الصِّناعَةِ كالمتواتر عَنهُ، فكيفَ يُنسَبُ الغَلَطُ إِلَى النّاقِلِ وَهُوَ بِهَذِهِ المَثابَةِ وأَيُّ جامِعٍ بينَ نَفيِ المُــجانَــسَةِ والجِناسِ وبينَ إثباتِ الأَجناسِ وأنَّه أَلّف فِيهَا وكيفَ يكونُ أَنَّه أَوَّلُ من جاءَ بِهَذَا اللَّقَبِ، وَقد ثبتَ ذلكَ من غيرِه من أئِمَّة اللُّغَةِ المُتَقَدِّمينَ وعل كُلِّ حالٍ فكلامُ المُصَنِّف مَعَ قُصورِه فِي النَّقْلِ لَا يَخلو عَن النَّظَرِ من وُجوهٍ شَتّى، فتأَمَّلْ تَرْشُدْ. ومِمّا يُستَدرَك عَلَيْهِ: قولُهُم: جِئْ بهِ من جِنسِك، أَي من حيثُ كانَ، والأَعرَفُ من حَسِّك والجِناسُ الَّذِي يذكرُه البيانِيُّونَ مُوَلَّدٌ. وعليُّ بنُ سَعادَةَ بنِ الجُنَيْسِ، كزُبَيْرٍ، الفارِقِيُّ العطّارِيُّ مَاتَ سنة. ولأَهل البديع كلامٌ فِي الجِناسِ وتعريفِه لَا يَسَعُ المَحَلُّ إيرادَه، وقَسَّموه، وجَعلوا لَهُ أَنواعاً، فَمِنْهَا الجِناسُ المُطْلَقُ، والمُماثِلُ، والتّامُّ، والمَقلوبُ، والمُطَرَّفُ، والمُذَيَّلُ، واللَّفظِيُّ، واللاحِقُ، والمَعنَوِيُّ، والمُلَفَّقُ، والمُحَرَّفُ، وَلَو أَردْنا ذِكْرَ شَواهِدِ كلٍّ مِنْهَا لخَرَجْنا عَن المَقصودِ، وَقد تضَمَّن بيانَ ذَلِك كلِّه الْمولى الفاضِلُ بديعُ زمانِه عليُّ بنُ تاجِ الدِّينِ القلعيّ الحَنَفِيُّ المَكِّيُّ فِي كِتَابه: شرح البديعيَّة، لَهُ، رَحمَه الله تَعَالَى، فراجِعْهُ إِن شِئْتَ. ومُــجانِــس، بالضَّمّ، قَريَةٌ من أَعمال قُوص.
جنس
تــجانــسَ يتــجانــس، تــجانُــسًا، فهو مُتــجانِــس
• تــجانــس الشَّيئان: مُطاوع جانــسَ: تماثلا، اتَّحدا في الجنس والصِّفات "ألوان/ مادّة متــجانــسة- النوم والموت يتــجانــسان". 

تجنَّسَ يتجنَّس، تجنُّسًا، فهو مُتجنِّس
• تجنَّس الشَّخصُ: مُطاوع جنَّسَ: اكتسب جنسيّة دولة،
 انتسب إلى غير أصله "تجنَّس بالجنسيَّة الأردنيّة".
• تجنَّستِ الأشكالُ: تماثلت. 

جانــسَ يــجانــس، مُــجانَــسةً وجِناسًا، فهو مُــجانِــس، والمفعول مُــجانَــس
جانــسه:
1 - شاكله وماثله "استطاعت الآلة أن تنتج أشكالاً يــجانــس بعضها بعضًا" ° يــجانــس البهائمَ ولا يــجانــس الناسَ: إذا لم يكن له تمييزٌ ولا عقل.
2 - اتَّحد معه في جنسه "هذا مُــجانــس لهذا- كيف يؤانِسك من لا يــجانِــسك؟ ". 

جنَّسَ يجنِّس، تجنيسًا، فهو مُجنِّس، والمفعول مُجنَّس
• جنَّس الأشياءَ: شاكل بين أفرادها.
• جنَّس الموادَّ: نسبها إلى أجناسها.
• جنَّس أجنبيًّا: أعطاه الجنسيَّة.
• جنَّس الكسورَ: (جب) حوّلها إلى كسور متَّحدة المقام. 

تــجانُــس [مفرد]:
1 - مصدر تــجانــسَ.
2 - (بغ) تآلف، توافق سمات الكلام من إيقاع ونبر واختيار ألفاظ لما فيها من معان وأصوات متــجانــسة بحيث يصبح حسن الوقع في السَّمع أو خلاّبًا للذِّهن.
• التَّــجانُــس الصَّوتيّ: (بغ) تكرار صوت أو أكثر في الكلمات المتوالية، وهو مظهر من مظاهر موسيقى الكلام.
• التَّــجانُــس الاستهلاليّ: (دب) وسيلة تُستخدم عادة في الشعر وعرضًا أو اتِّفاقًا في النثر، وهي تكرار حرف أو أكثر في مستهلّ جملة أو بيت شعريّ.
• اللاَّتــجانــس: عدم التوافق في الميول والآراء والأفكار والأذواق "يحاول البعض تقليل نسبة اللاتــجانــس بين الشرق والغرب". 

تــجانــسيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تــجانُــس: "لن يستطيع الغرب تفتيت الصفات التــجانــسيّة لأبناء المنطقة".
2 - مصدر صناعيّ من تــجانُــس: تطابُق، تماثُل، تناسب "التــجانــسيّة بين الزوجين كفيلة باستمراريّة زواجهما- التــجانــسيّة بين الألوان تُريح الأعصاب".
• تــجانــسيَّة المادَّة: (فز) تكوُّن عناصر المادَّة من جِنس واحد. 

تجنيس [مفرد]:
1 - مصدر جنَّسَ.
2 - (بغ) إتيان بالجناس ° تجنيس استهلاليّ: تكرار حروف متشابهة الصوت في كلمات متتابعة، تتابع كلمات مبدوءة بأحرف متماثلة.
• تجنيس الكسور: (جب) تحويلها إلى كسور متّحدة المقام مثل: 2/ 3، 1/ 2، 1/ 5 تُحوَّل إلى 20/ 30، 15/ 30، 6/ 30. 

جِناس [مفرد]:
1 - مصدر جانــسَ.
2 - (بغ) اتِّفاق كلمتين في كلِّ الحروف أو أكثرها مع اختلاف المعنى وهو على أنواع منها: الجناس التامّ وهو ما اتّفق فيه اللفظان في نوع من الحروف وهيئتها وعددها وترتيبها، والجناس الناقص وهو ما اختلف فيه اللفظان في عدد الحروف أو نسقها ° الجناس الاستهلاليّ: تكرار حرف أو أكثر في مستهلّ لفظين متجاورين. 

جِنْس [مفرد]: ج أجناس:
1 - طبقة في التَّصنيف فوق النَّوع مباشرة في عموميَّتها، فالحيوان جنس، والإنسان نوع "الليمون جنس أشجار لها أنواع كثيرة" ° اسم الجنس: هو ما كان شائعًا بين كلّ فرد من أفراد الجنس لا يختص به واحد دون غيره.
2 - نوع "كلُّ طَيْر يأوي إلى جنسه- الجنس البشريّ- دخلت أجناس مختلفة في الإسلام- يعمل في المؤسّسة موظّفون من الجنسين: من النوعين؛ الذكور والإناث" ° تمازج الأجناس: تعايش مشترك أو علاقات جنسيّة أو زواج يضمُّ أشخاصًا من أجناس مختلفة.
3 - اتّصال شهوانيّ بين الذكر والأنثى "جاذبيّة الجنس".
4 - (حي) أحد شطري الأحياء مميّزًا بالذكورة أو الأنوثة "جنس الرِّجال/ النِّساء" ° الجنس الخشن: الرِّجال، عكسه الجنس الناعم- الجنس النَّاعم/ الجنس اللَّطيف: كناية عن النِّساء- وحيد الجنس/ أحاديّ الجنس: ذو أعضاء تناسليّة من شقّ واحد.
5 - (دب) أحد القوالب التي تصبّ فيها الآثار الأدبيّة كالمسرحيّة والقصّة والشِّعر.
• علم الجنس: علم يبحث في العلاقات الجنسيّة وما يتّصل بها من أمور ومعضلات أو ما يصيبها من اضطراب.
• هرمون الجنس: (حي) هرمون يُؤثِّر في الأعضاء التناسليَّة والسلوك وتطوُّر الخصائص الجنسيّة الثانويَّة كالإستروجين
 والأندوجين. 

جِنسيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى جِنْس: تناسليّ، ويغلب استعماله فيما يتعلق بالاتّصال الشَّهوانيّ وبعمليَّة التوالد والأعضاء الجنسيَّة "مرض منقول جنسيًّا: عن طريق الاتصال الجنسيّ" ° اعتداء جنسيّ: اغتصاب؛ تصرُّف فاحش لرجل تجاه رجل آخر أو امرأة أو طفل أو لامرأة تجاه طفل مصحوبًا بالتهديد أو خطر الإساءة الجسديّة أو الإصابة أو التسبُّب بالخوف والعار والذلّ والكَرْب العقليّ- العلاج الجنسيّ: معالجة الاختلال الجنسيّ مثل العجز الجنسيّ والبرود الجنسيّ بتدخل وسائل الإرشاد أو العلاج النفسيّ أو تعديل السلوك- بُرود جِنْسيّ: فتور لدى الرَّجل أو المرأة عند العلاقة الجِنْسيَّة- تحرُّش جنسيّ- شذوذ جنسيّ: انحراف عن السُّلوك الجنسيّ الطّبيعيّ- ضعف جنسيّ.
• تكاثر لاجنسيّ: (حي) تكاثر لا يتمّ عن طريق الاتّصال الجنسيّ وإنما يتمّ عن طريق دمج حيوان منويّ وبويضة، وزرعهما معًا في رحم المرأة "انتشرت عمليّات التكاثر البشريّ اللاجنسيّ". 

جنسيَّة [مفرد]: ج جنسيَّات:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى جِنْس: "لذّة/ مجلّة جنسيّة" ° خصائص جِنْسِيَّة: مميزات، فروق وظائفيَّة ونفسيَّة تفرِّق بين الذَّكر والأنثى- خليَّة جنسيّة: خليَّة منويّة- علاقة جنسيَّة: اتِّصال شهوانيّ بين الذَّكر والأنثى.
2 - مصدر صناعيّ من جِنْس: صفة تلحق بالشَّخص من جهة انتسابه لشعب أو أمّة أو وطنٍ ما "الجنسيَّة: مصريّ" ° القوّات متعدِّدة الجنسيّات: أي التي ينتمي أفرادها إلى جنسيّات مختلفة وتوضع عادة في مناطق الحدود بين الدُّول المتنازعة- عديم الجنسيَّة: مَن فقد جنسيّته الأصليَّة ولم يحصل على جنسيَّة جديدة.
3 - روابط مشتركة تجمع بين أفراد الشعب، كالاشتراك في الأصل أو اللغة أو العقيدة.
• شَهْوة جنسيَّة: (نف) إحساس عضويّ كالجوع والعطش يدلّ على حاجة الفرد ذكرًا كان أو أنثى إلى عملية الجماع، وتهدف هذه الرغبة الجنسيّة إلى الإبقاء على النوع. 

مُتــجانِــس [مفرد]:
1 - اسم فاعل من تــجانــسَ.
2 - (حي) وصف للكائنات الحيّة المتّفقة في الأصل والشكل والنوع.
3 - وصف للموادّ التي تتّسق أطوارها كيميائيًّا وفيزيقيًّا.
• لا متــجانــس: (فز) وصف لمخلوط من مركبين غير متشابهين، بينهما حدود فاصلة، كمخلوط الماء والرمل.
• لفظة مُتــجانِــسة: (لغ) لفظة بينها وبين لفظة أخرى تطابق في الرسم (الإملاء) واختلاف في الاشتقاق أو المعنى. 

مُــجانِــس [مفرد]: اسم فاعل من جانــسَ. 

مُجنَّسة [مفرد]: صيغة المؤنَّث لمفعول جنَّسَ.
• القافية المجنَّسة: (عر) إيجاد جناس بين قافيتين: إحداهما مؤلَّفة من كلمة والأخرى من كلمتين أو أكثر بحيث تتّفقان في النطق. وهذا قريب في البلاغة من الجناس المركّب. 
(جنس) : جَنَسَتِ الرُّطَبَةُ: إذا نَضِجَ كُلُّها.
الجنس: اسم دال على كثيرين مختلفين بالأنواع.

الجنس: كلي مقول على كثيرين مختلفين بالحقيقة في جواب ما هو من حيث هو كذلك، فالكلي جنس، وقوله مختلفين بالحقيقة يخرج النوع، والخاصة، والفصل القريب، وقوله: في جواب ما هو، يخرج الفصل البعيد والعرض العام، وهو قريب إن كان الجواب عن الماهية وعن بعض ما يشاركها في ذلك الجنس، وهو الجواب عنها، وعن كل ما يشاركها فيه كالحيوان بالنسبة إلى الإنسان، وبعيد إن كان الجواب عنها، وعن بعض ما يشاركها فيه غير الجواب عنها، وعن البعض الآخر، كالجسم النامي بالنسبة إلى الإنسان. 

جنس

2 جنّسهُ بِهِ, (TK,) inf. n. تَجْنِيسٌ, from الجِنْسُ, (S, K,) [He made it homogeneous, or congenial, with it; or similar, or conformable, to it: expl. in the TK, not well, by شاكله; but the inf. n., with tolerable correctness, by ايكى شيئى برى برينه مشاكل قلمق. The usage of the term تَجْنِيسٌ in rhetoric, to signify the use of two or more words completely or partly conformable, is post-classical, like جِنَاسٌ, an inf. n. of جَانَــسَ.]3 جانــسهُ, [inf. n. مُــجَانَــسَةٌ and جِنَاسٌ,] It was, or became, homogeneous, or congenial, with it; or similar, or conformable, to it; syn. شَاكَلَهُ: (Mgh, Msb:) المُــجَانَــسَةُ is from الجِنْسُ. (S, TA.) You say, هٰذَا يُــجَانِــسُ هٰذَا This is homogeneous with this; syn. يُشَاكِلُهُ: (Mgh, Msb:) so says Kh. (Msb.) And كَيْفَ يُؤَانِسُكَ مَنْ لَا يُــجَانِــسُكَ [How will he be sociable with thee who will not be congenial with thee?]. (A.) And of a man who has not discrimination nor intelligence, one says, فُلَانٌ يُــجَانِــسُ البَهَائِمَ وَلَا يُــجَانِــسُ النَّاسَ [Such a one resembles the beasts, and does not resemble men]: (Mgh, Msb, * TA:) so says Kh. (Mgh.) But As says that this usage, (Mgh, Msb,) in the first and last of the above-mentioned phrases, (Msb,) is post-classical. (Mgh, Msb.) The usage of the term جِنَاسٌ by rhetoricians [to signify the complete or partial conformity of two or more words] is post-classical [like تَجْنِيسٌ]. (TA.) 6 تــجانــس الشَّيْآنِ [The two things were, or became homogeneous, congenial, similar, or conformable,] is a phrase of the scholastic theologians, not [classical] Arabic. (TA.) جِنْسٌ [A genus, kind, or generical class, comprising under it several species, or sorts; or comprised under a superior genus, in relation to which it is a species, or sort;] a ضَرةب of a thing; (S;) or of anything; (Mgh, Msb;) any ضَرْب of a thing; (A, K;) [as] of men, and of birds, and of the definitions of grammar and of the art of versification, and of things collectively; so accord. to the lexicologists; (ISd, TA;) a term of more common import than نَوْع [which is a species, or sort]: (S, A, Mgh, Msb, K:) thus animal is a جنس and man is a نوع, (Mgh, Msb,) because the latter is of more particular import than the former, though it is a جنس in relation to what is under it; but the scholastic theologians reverse the case, (Mgh,) for with them جنس is of more particular import than نوع: (Kull p. 139:) thus also camels are a جنس of beasts: (A, K:) pl. أَجْنَاسٌ [properly a pl. of pauc. but used also as one of mult.] (Mgh, Msb, K) and جُنُوسٌ. (IDrd, K.) You say, النَّاسُ أَجْنَاسٌ وَأَكْثَرُهُمْ أَنْجَاسٌ [Men are of several kinds, and most of them are impure]. (A, TA.) And فُلَانٌ مِنْ جِنْسِكَ, meaning أَصْلِكَ [i. e. Such a one is of thy stock]. (S in art. جنث.) b2: [Hence, اِسْمُ جِنْسٍ A generic noun: and اِسْمُ جِنْسٍ جَمْعِىٌّ a collective generic noun.] b3: أَوْصَى لِجِنْسِهِ signifies He left by will, of his property, to the children of his father, [or his kindred by the father's side,] exclusively of all relations of the mother: and so, لِأَهْلِ بَيْتِهِ. (Mgh.) b4: The assertion, in the K, that J's saying, on the authority of IDrd, that As used to say الجِنْسُ as meaning المُــجَانَــسَةُ is a vulgarism, is erroneous, is a matter for consideration; for As said not this, but [what has been cited above, voce جَانَــسَهُ, or] what will be found below, voce مُــجَانِــسٌ. (TA.) جِنْسِىٌّ Generic; generical.]

جِنْسِيَّةٌ Generical quality.]

مُــجَانِــسٌ Homogeneous; congenial; similar; conformable; syn. مُشَاكِلٌ. (K.) But IDrd asserts that As used to reject the saying of the vulgar, هٰذَا مُــجَانِــسُ لِهٰذَا [This is homogeneous with this, &c.], and to say, It is post-classical. (S.) [See also 3.]

الْفَتْوَى

(الْفَتْوَى) الْجَواب عَمَّا يشكل من الْمسَائِل الشَّرْعِيَّة أَو القانونية (ج) فتاو وفتاوى وَدَار الْفَتْوَى مَكَان الْمُفْتِي 
الْفَتْوَى: فِي السخاء وَالْكَرم. وَعند أَرْبَاب الْحَقَائِق أَن تُؤثر الْحق على نَفسك بالدنيا وَالْآخِرَة. ثمَّ اعْلَم أَن فتيا على وزن دنيا اسْم مَأْخُوذ من فتا بِالْفَتْح مصدر فَتى على وزن علم كَمَا أَن تقيا اسْم مَأْخُوذ من تقى وَالْفَتْوَى بِالْفَتْح لُغَة فِي فتيا كَمَا أَن تقوى لُغَة فِي تقيا وأصل فَتْوَى فتيا الْيَاء مَقْلُوبَة عَن الْوَاو للخفة. وَقَالَ بَعضهم إِن أفتى فرع فَتْوَى وفتوى فرع فتيا وفتيا فرع فتا مصدرا فافتا فرع الْمصدر بوسائط وَهَذَا الْفِعْل فِي الْمَزِيد من الْأَفْعَال المتصرفة يُقَال أفتى يُفْتِي إِفْتَاء واستفتى يستفتي استفتاء وَفِي الْمغرب أَن فَتْوَى مَأْخُوذ من فَتى وَمعنى فتيا حَادِثَة مُبْهمَة والافتاء تَبْيِين ذَلِك الْمُبْهم والاستفتاء السُّؤَال من الافتاء واشتقاقه اشتقاق صَغِير وَرُبمَا يمال فَتْوَى كَمَا يمال تقوى وَدَعوى وَيجْعَل حَرَكَة الْفَاء تَابِعَة لحركة الْوَاو فِي الْفَتْوَى لَا فِي التَّقْوَى وَالدَّعْوَى وَيكْتب الْألف فِي كلهَا على صُورَة الْيَاء لِأَن الْحَرْف الرَّابِع مَقْصُور إِلَّا وَقت الْإِضَافَة إِلَى الْمُضمر فَيُقَال فتواه ودعواه وتقواه بِخِلَاف فَتْوَى الْعلمَاء وَدَعوى الخصماء وتقوى الأتقياء وَجمع الْفَتْوَى فَتَاوَى بِفَتْح الْوَاو والمفتي من يبين الْحَوَادِث المبهمة. وَفِي الشَّرْع هُوَ الْمُجيب فِي الْأُمُور الشَّرْعِيَّة. والنوازل الفرعية. أُولَئِكَ هم خير الْبَريَّة. وَقَالَ السَّيِّد السَّنَد قدس سره فِي الشريفية شرح السِّرَاجِيَّة فِي بَاب مقاسمة الْجد وَمن رسم الْمُفْتِي أَنه إِذا كَانَ أَبُو حنيفَة رَحمَه الله تَعَالَى فِي جَانــب وصاحباه فِي جَانــب كَانَ هُوَ مُخَيّرا فِي أَي الْقَوْلَيْنِ شَاءَ انْتهى.
ثمَّ اعْلَم أَن هَا هُنَا إشارات ولطائف: الأولى: إِن أفتا بِاعْتِبَار الثلاثي الْمُجَرّد من الْأَفْعَال الْغَيْر المتصرفة وَبِاعْتِبَار الْمَزِيد فِيهِ من الْأَفْعَال المتصرفة فَيَنْبَغِي للمفتي أَن لَا يتَصَرَّف فِي الْأُصُول والنصوص بِوَجْه من الْوُجُوه بل لَهُ جَوَاز التَّصَرُّف وَالِاخْتِيَار فِي الفرعيات والمستنبطات والمجتهدات. الثَّانِيَة: إِن أفتا مُتَعَدٍّ فَيَنْبَغِي أَن يكون علمه مُتَعَدِّيا إِلَى الْغَيْر. وَالثَّالِثَة: إِن أفتا من بَاب الْأَفْعَال وَهُوَ أول أَبْوَاب الْمَزِيد فَمن وصل إِلَى دَرَجَة الْإِفْتَاء لَهُ رَجَاء فتح أَبْوَاب الْمَزِيد. وَالرَّابِعَة: إِن الْمُفْتِي يَنْبَغِي أَن يكون ذَا فتوة فَإِن بَين الافتا والفتوة أخوة فَلَا يطْمع من المستفتي شَيْئا وَلَا يتَطَرَّق إِلَيْهِ الملال من كَثْرَة السُّؤَال. وَالْخَامِسَة: إِن أول أفتا وَآخره. ألف يُشِير أَن الْمُفْتِي يَنْبَغِي أَن يكون فِي الِابْتِدَاء والانتهاء متصفا بِوَصْف الاسْتقَامَة والصدق وَالْقِيَام بِأُمُور الدّين وَالْألف الْقطعِي الَّذِي فِي أَوله يُشِير أَن أول مَا وَجب على الْمُفْتِي هُوَ قطع الطمع. وَالسَّادِسَة: إِن عدد حُرُوف افتا وَهُوَ بِحِسَاب الْجمل أَربع مائَة وَاثْنَانِ وَثَمَانُونَ يُشِير أَن عدد كتب الْمُفْتِي فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع لَا يَنْفِي أَن يكون نَاقِصا عَنهُ. وَقَالَ الْمُحَقِّقُونَ بعد تفحص كتب ظَاهر الرِّوَايَة أَن عدد كتب الافتاء يصل إِلَى ذَلِك الْعدَد وَتلك الْكتب خَمْسَة صنفها الإِمَام مُحَمَّد رَحمَه الله تَعَالَى وأساميها فِي هَذَا الْبَيْت.
(مَبْسُوط وجامعين وزيادات باسير ... در ظَاهر الرِّوَايَة ايْنَ بنج رانكر)
وَالْمرَاد بالجامعين: الْجَامِع الصَّغِير وَالْجَامِع الْكَبِير. وَالسَّابِعَة: إِن حُرُوف افتا خَمْسَة تُشِير أَن للمفتي أَن يُلَاحظ أَحْكَام الْكتب الْخَمْسَة الْمَذْكُورَة ويحفظ الْأَركان الْخَمْسَة الإسلامية. وَإِنَّمَا قُلْنَا إِن بَاب الْأَفْعَال أول أَبْوَاب الْمَزِيد لِأَن الْمَزِيد نَوْعَانِ مَا فِيهِ همزَة الْوَصْل وَمَا لَيست فِيهِ وَالْأَصْل هُوَ الثَّانِي لِأَنَّهُ لَا يسْقط فِيهِ حرف زَائِد من ماضيه لَا فِي الِابْتِدَاء وَلَا فِي الدرج. ثمَّ الأَصْل فِي ذَلِك الأَصْل بَاب الْأَفْعَال لِأَن الزَّائِد فِي أَوله حرف من مبدأ المخارج وَهِي الْهمزَة.
ثمَّ اعلموا أَيهَا الناظرون أَن هَا هُنَا فَوَائِد غَرِيبَة نافعة بالعبارة الفارسية فِي كتاب مُخْتَار الِاخْتِيَار كتبتها فِي هَذَا الْمقَام. لينْتَفع بهَا الْخَواص والعوام.
الْفَتْوَى: اعْلَم أَن الافتاء فرض كِفَايَة. أما فرض الْكِفَايَة قد يصبح فرض عين فِي وَقت يصبح من المتوجب والمتعين اعطاء على من كَانَ الافتاء عَلَيْهِ فرض كِفَايَة. وَفِي (الْكَشَّاف) أَن لُقْمَان الْحَكِيم كَانَ يُفْتِي قبل بعثة دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام، فَلَمَّا بعث دَاوُد ترك لُقْمَان الافتاء.
وَفِي الْكِفَايَة قَالَ إِن الْإِفْتَاء فرض كِفَايَة مثل الْقَضَاء، وَأدنى دَرَجَات فرض الْكِفَايَة هُوَ (الندبة) ، إِذا فالمندوب فِي أَمر الافتاء هُوَ من كَانَ أَهلا لذَلِك، لِأَن فِيهِ خطر عَظِيم لأجل ذَلِك هُوَ بَحر لَا يصل إِلَى شواطئه كل سابح. حَتَّى إِذا كَانَ هُوَ بِذَاتِهِ يُوصل النَّاس إِلَى بر السَّلامَة (ظهر الْمُفْتِي جسر جَهَنَّم) وَهِي إِشَارَة إِلَى أَن أَحْيَانًا هبوب رِيحه يكون شَدِيدا: {مِنْهُ آيَات محكمات هن أم الْكتاب وَأخر متشابهات وَمَا يعلم تَأْوِيله إِلَّا الله} فتعصف الرّيح وتتلاطم أمواج الِاشْتِبَاه والأشكال وتتراكم وَلَا ترسو وَلَا تَسْتَقِر عِنْدهَا سفية الراسخين على شاطئ التَّوْفِيق الإلهي وَلَا تتحرك فلك الْمُجْتَهدين من دون انسياب نسيم الْفَيْض اللامتناهي. أما شَرط الافتاء فَهُوَ الْإِسْلَام وَالْعقل. وَالْبَعْض قَالَ. إِن شَرط الْإِفْتَاء هُوَ نَفسه شَرط الْقَضَاء أَي الْإِسْلَام وَالْعقل وَالْبُلُوغ وَالْعَدَالَة. وَهَذَا مَا يكون من أهل الِاجْتِهَاد. وَأما الصَّحِيح فَهُوَ أَن هَذَا شَرط الْكَمَال، وَأول الشَّرْط الصِّحَّة، وأهلية الِاجْتِهَاد شَرط الأولية، وَفِي صَحِيح الْمذَاهب فِي (الْفُصُول) جَاءَ إِجْمَاع الْعلمَاء، أَن من الْوَاجِب أَن يكون الْمُفْتِي من أهل الِاجْتِهَاد من أجل أَنه هُوَ الَّذِي يبين أَحْكَام الشَّرْع هَذَا يكون مُمكنا عِنْدَمَا يكون عَالما بالدلائل الشَّرْعِيَّة.
قَالَ أَبُو حنيفَة رَحمَه الله تَعَالَى، لَا يحل لأحد أَن يُفْتِي بقولنَا حَتَّى يعلم من أَيْن قُلْنَاهُ. وَفِي (الغياث) جَاءَ أَن معنى هَذَا الْكَلَام هُوَ أَن لَا يُقَاس على الْمَسْأَلَة من عِنْده مَا دَامَ هُوَ لَا يعلم من أَي وَجه أعْطى الإِمَام جَوَابه على الْمَسْأَلَة الأولى. وَجَاء فِي (الْمُلْتَقط) وَغَيره، وَلِأَن جَوَابه غَالب على خطائه، فَمن الْجَائِز لنا الْأَخْذ إِذا مَا أعْطى هُوَ الْفَتْوَى حَتَّى وَلَو لم يكن الْآخِذ من أهل الإجتهاد، وَلَكِن لَا يحل لَهُ أَن يُفْتِي إِلَّا عَن طَرِيق الرِّوَايَة عَن قَول الْفُقَهَاء.
قَالَ فِي (المفاتيح) وَيَنْبَغِي أَن يكون الْمُفْتِي عَاقِلا بَالغا عَالما باللغة والنحو وَالْأَحَادِيث الْمُتَعَلّقَة بِالْأَحْكَامِ والناسخ والمنسوخ وَالصَّحِيح والسقيم وَأَن يكون فَقِيه النَّفس عَالما بالتواريخ وسير الصَّحَابَة ومذاهب الْأَئِمَّة وأصول الْفِقْه. وَجَاء فِي شرح (الْقَدُورِيّ) أَن الإِمَام أَبُو يُوسُف رَحمَه الله فِي هَذَا الْمَعْنى قد أَخذ الْأَمر بِشدَّة وَقَالَ، لَا يصل أحد إِلَى إِعْطَاء الْفَتْوَى إِذا لم يكن من أهل الْعقل والرأي وَإِذا لَا يعرف أَحْكَام الْكتاب وَالسّنة والناسخ والمنسوخ وأقوال الصَّحَابَة وسيرهم ووجوه الْكَلَام، وَيظْهر من هَذِه الْأَقْوَال جَوَاز الْإِفْتَاء مَعَ الِاجْتِهَاد والتقليد مَعَ أَوْلَوِيَّة الأول.
أما الْآدَاب والمستحبات فِي ذَلِك هِيَ أَنه إِذا لم يكن الْمُفْتِي من أهل الِاجْتِهَاد فليجب على الْفُرُوع فَذَلِك أسلم وأحوط، وَكَذَلِكَ أَن لَا يتجرأ على الافتاء استنادا إِلَى علمه وَيَقُول لقد أجازني علمي، لَكِن عَلَيْهِ أَن يلازم الْمُفْتِينَ وَيَأْخُذ الْإِجَازَة عَلَيْهِم حَتَّى يصبح على بَصِيرَة من أمره، قَالُوا وَإِن حفظ جَمِيع كتب أَصْحَابنَا فَلَا بُد أَن يتلمذ للْفَتْوَى حَتَّى يهتدى إِلَيْهِ. وَكَذَلِكَ لَا تقدم على الْجَواب قبل الْقِرَاءَة والمطالعة الجديدة والتأمل الطَّوِيل واجتنب الْمُبَادرَة والتعجيل فِي إِعْطَاء الْجَواب، حَتَّى إِذا وَقع الْخَطَأ عذرت وَمَسْأَلَة التَّحَرِّي فِي هَذَا الْمقَام هِيَ الدَّلِيل التَّام، ويروى عَن الإِمَام الْأَعْظَم رَحْمَة الله عَلَيْهِ أَنه لم يجب على كثير من الْمسَائِل الَّتِي سُئِلَ عَنْهَا. وَلَا يجب الِالْتِفَات إِلَى إلحاح المستفتي، ويروى عَن أَبُو نصر رَحْمَة الله عَلَيْهِ أَنه كَانَ يَقُول للَّذي يستفتيه ويلح عَلَيْهِ بِالْجَوَابِ وَيَقُول لَهُ أرد جَوَاب فقد أتيت من طَرِيق بعيد:
(فَلَا نَحن ناديناك من حَيْثُ جئتنا ... وَلَا نَحن عمينا عَنْك الذهبا)
وَكَذَلِكَ أَن تصبح ملولا من كَثْرَة السُّؤَال وَالْجَوَاب وَأَن لَا تُعْطِي جَوَابا وَأَنت مشتت الذِّهْن، فَإِذا أجبْت فَلَا تَدعِي الْجَواب لنَفسك وَتقول أَنا أَقُول إِن الحكم كَذَا وَأَنا أُفْتِي بِكَذَا وَغير ذَلِك بل قل بالرواية عَن الْعلمَاء هَكَذَا وَفِي الْكتاب الْفُلَانِيّ هَكَذَا.
وَكَذَلِكَ إِذا سُئِلَ عَن الْعِبَادَات صِحَّتهَا وفسادها وَوجه فَسَادهَا وصحتها، فاختر وَجه الْفساد، وَإِذا كَانَ السُّؤَال فِي الْمُعَامَلَات فاختر وَجه الصِّحَّة، وَكَذَلِكَ جَاءَ فِي (الْمُحِيط) وَفِي (الذَّخِيرَة) أَنه فِي هَذَا النَّوْع من الْمسَائِل فِي المعتقدات عَلَيْهِ أَن يخْتَار الْإِيمَان وَمهما أمكن أَلا يحكم بالْكفْر. وَأَيْضًا أَن لَا يَأْخُذ أجرا على الْإِفْتَاء نَفسه لِأَنَّهُ (طَاعَة) وَهَذِه الْمَسْأَلَة قد فصلناها فِي بَاب (الْأجر) ، وعَلى كل حَال فَإِن عدم أَخذ الْأجر فِي الْعِبَادَات أولى وَأَحْرَى لقَوْله تَعَالَى: {قل لَا أَسأَلكُم عَلَيْهِ أجرا} ، وَأَيْضًا إِذا سَأَلَهُ أحدهم عَن جَوَاب مَسْأَلَة فَلْيقل إِنَّه على قَول الإِمَام الْأَعْظَم جوابها هَكَذَا.
وَفِي بَاب السيوم من كتاب النِّكَاح لشيخ الْإِسْلَام خُوَاهَر زَاده جَاءَ إِذا زوجت امْرَأَة بكر بَالِغَة شافعية الْمَذْهَب من رجل شَافِعِيّ أَو حَنَفِيّ ووالدها كَانَ غَائِبا، فَإِن هَذَا النِّكَاح يكون صَحِيحا، على الرغم من أَنه عِنْد الشَّافِعِي غير صَحِيح، لِأَن عِنْده يجب أَن يكون الزَّوْج وَالزَّوْجَة على الْمَذْهَب الشَّافِعِي، وعَلى الرغم من اعتقادنا أَن الشَّافِعِي فِي هَذِه الْمَسْأَلَة كَانَ على خطأ، إِلَّا أَن الْوَاجِب علينا أَن نعطي الْجَواب بغض النّظر عَمَّا هُوَ اعتقادنا فِي الْمَسْأَلَة. وَإِذا كَانَ السُّؤَال مَا هُوَ جَوَاب الشَّافِعِي على هَذِه الْمَسْأَلَة، فَالْوَاجِب أَن نقُول إِنَّهَا صَحِيحَة وَعند أبي حنيفَة كَذَا رَحمَه الله تَعَالَى، وَالله أعلم. وَإِذا كَانَ السُّؤَال عَن مسَائِل مؤيده (مصدقه) فَإِن على الْمُفْتِي فِيهَا (ديانَة لَا قَضَاء) مَا هُوَ حكم الدّيانَة فِي هَذِه الْمَسْأَلَة. فَإِذا كَانَ الْجَواب مَكْتُوبًا فَيكْتب (لَيْسَ مُصدقا، بل قَضَاء) وَإِذا كَانَ الْجَواب شفويا فَيَقُول (مُصدق، وديانة لَيْسَ سليما) .
أَن لَا يُبَادر إِلَى الْجَواب فِي حُضُور شخص أعلم مِنْهُ، لَا تقريرا وَلَا تحريرا وَإِذا ورد عَلَيْهِ جَوَاب مفت آخر على مَسْأَلَة مَا وَيظْهر ان ذَلِك الْمُفْتِي قد أَخطَأ فَإِن ذَلِك الْمُفْتِي مَعْذُور فِي ترك الْجَواب ورد الْفَتْوَى إِذا مَا كَانَ مُجْتَهدا. أما إِذا كَانَ مَنْصُوص عَلَيْهِ فَهُوَ لَيْسَ مَعْذُورًا فِي الرَّد بل يحْتَفظ بِهِ أَو أَن يمزقه حَتَّى لَا يعْمل بِهِ.
وَقد أورد (كَمَال البياعي) أَنه فِي الْفَتَاوَى لَيْسَ مَعْذُورًا مُطلقًا فِي ردهَا إِذا علم بخطئه وَأدْركَ أَنه سيعمل بهَا.
وَإِذا وَردت عَلَيْهِ رقْعَة فِيهَا استفتاء لم يسْتَوْف الْقُيُود الأساسية لَهُ فَلَيْسَ لَهُ أَن لَا يُجيب عَلَيْهِ بل يُعِيدهُ للمستفتي حَتَّى يكمله، وَإِذا قَيده مَعَ التمَاس المستفتي فَإِنَّهُ غير سليم. وَعَلِيهِ أَن يُرَاعِي فِي الْقُيُود شُرُوط الإيجاز ويبتعد عَن الْأَطْنَاب وَكَذَلِكَ الحشو والتطويل، مِثَال الإيجاز: قَالَ زيد لِزَيْنَب كَذَا، وَمِثَال الْأَطْنَاب زيد الْحر والمكلف قَالَ لِزَيْنَب الْحرَّة والمكلفة كَذَا وَكَذَا. وَمِثَال الحشو زيد رجل ابْن عمر قَالَ لِزَيْنَب الْمَرْأَة وَابْنَة خَالِد كَذَا. وَمِثَال التَّطْوِيل زيد الْكَبِير فِي دَار الْإِسْلَام قَالَ على زَيْنَب الْكَبِيرَة فِي دَار الْإِسْلَام كلَاما نابيا وسبها. وَلَا يجب على الْكَلَام النابي حد الْقَذْف الَّذِي هُوَ عبارَة عَن ثَمَانِينَ جلدَة.
وَيجب أَن يحْتَرز من أَن يضر الْقَيْد بالمستفتي، وَأَن لَا يُعْطِيهِ الرقعة من دون اسْتِحْقَاق الْإِجَابَة أَو أَن يكون مشعرا بالحيلة والالتباس. وَإِذا كَانَت الْمَسْأَلَة من الخلافات الَّتِي لَهَا أَكثر من قَول فيعطي الْفَتْوَى على إِحْدَى الْأَقْوَال والطريقة فِي ذَلِك أَن يعلم أَنه فِي هَذِه الْحَادِثَة لَا تُوجد رِوَايَة أُخْرَى تنقض الْفَتْوَى، حَتَّى لَا يطعن بِهِ ويتهم لَدَى الْعَامَّة. وَأَن يجْتَنب مُطلقًا تَعْلِيم الْحِيَل والتلبيس حَتَّى لَا يسْتَحق الْحجر وَالْمَنْع، وَقَالَ الإِمَام الْأَعْظَم رَحمَه الله أَن الْحجر لَا يجوز إِلَّا على ثَلَاثَة وعد الْمُفْتِي الماجن من ضمنهم. وَجَاء فِي (الذَّخِيرَة) وَقد أَمر أَن تستر عَورَة الْمُرْتَد عَن الْإِسْلَام لِأَن زَوجته قد حرمت عَلَيْهِ لِأَنَّهُ أصبح كَافِرًا، نَعُوذ بِاللَّه مِنْهَا.
وَجَاء فِي (جَوَاهِر الْفَتَاوَى) وكل مفتي حَنَفِيّ يَأْمر مُطلقَة بِالثَّلَاثَةِ أَن تنقل مذهبها إِلَى الْمَذْهَب الشَّافِعِي وتقر أَن نِكَاحهَا كَانَ بَاطِلا بِسَبَب كَونهَا من دون ولي من الْوَاجِب على سُلْطَان الزَّمَان أَن يزجره ويمنعه. وَقد قَالَ صَاحب (الْجَوَاهِر) لقد أستفتي أَئِمَّة بخارا عَن هَذِه الْمَسْأَلَة فَكَانَت إجاباتهم على هَذَا النَّحْو. أجَاب الإِمَام ظهير الدّين المرغيناني بعد قَول المستفتي كَانَ من الْوَاجِب على سُلْطَان الزَّمَان زَجره وَمنع هَذَا الْمُفْتِي وتعزيزه وَالله أعلم، وَعَن أَئِمَّة السّلف، سُئِلَ عَن مثل هَذِه الْمَسْأَلَة فَأجَاب، أعتقد هَذَا رجل خرج من دنيا الْإِيمَان وَالله العاصم. وَالْقَاضِي الإِمَام فَخر الدّين حُسَيْن بن مَنْصُور الأوزجندي أجَاب بِمثل ذَلِك وَالله أعلم. أما الإِمَام قوام الدّين الصفار فَأجَاب لَا يجب أَن يفعل وَإِن فعل فَذَلِك لَيْسَ حَلَالا. وعَلى سُلْطَان الْوَقْت أَن يزجره وَأَن يحْجر على هَذَا الْمُفْتِي وَألا يفعل مثل ذَلِك. وَلَيْسَ سليما من الْمُفْتِي أَن يقبل الْهَدِيَّة وَلَكِن إِذا قبل الْهَدِيَّة بعد الاستفتاء وَالْجَوَاب عَلَيْهِ هُوَ أقرب للْحلّ وَأبْعد عَن الرِّشْوَة.
يَقُول شيخ الْإِسْلَام خُوَاهَر زَاده إِذا جَاءَ المستفتي بهدية إِلَى الْمُفْتِي بعد الاستفتاء وَالْجَوَاب عَلَيْهِ فَلَا عيب فِي قبُولهَا.
وَيجب عَلَيْهِ أَن يحْتَاط كثيرا فِي أُمُور الْفرج بِقدر الِاسْتِطَاعَة كَمَا جَاءَ فِي (الْمُحِيط) ، وَأَن يذيل الرِّوَايَة بِلَفْظ (هُوَ الْأَصَح) أَو (هُوَ الأولى) أَو (هُوَ الْأَيْسَر) أَو (افتى بِهِ فلَان) أَو (بِهِ أَخذ فلَان) أَو (عَلَيْهِ فَتْوَى فلَان) أَو (مَا فِي هَذَا الْمَعْنى) وَيجوز للمفتي أَن يُفْتِي اعْتِمَادًا على الرِّوَايَات بِمَا خَالف ذَلِك. أما إِذا كَانَت الرِّوَايَة مذيلة بِلَفْظ (عَلَيْهِ الْفَتْوَى) أَو (هُوَ الصَّحِيح) أَو (هُوَ الْمَأْخُوذ للْفَتْوَى) أَو (بِهِ يُفْتِي) وَمَا شابه ذَلِك، فَلَا يجوز عِنْدهَا للمفتي أَن يُفْتِي بِخِلَاف ذَلِك. وَقد جَاءَ فِي (الْمُضْمرَات) بعض عَلَامَات الْفَتْوَى هِيَ: (عَلَيْهِ الْفَتْوَى) _ بِهِ نَأْخُذ _ بِهِ يعْتَمد _ عَلَيْهِ الِاعْتِمَاد _ عَلَيْهِ عمل النَّاس الْيَوْم _ عَلَيْهِ عمل الِاعْتِمَاد _ هُوَ الصَّحِيح _ هُوَ الظَّاهِر _ هُوَ الْأَظْهر _ هُوَ الْمُخْتَار _ عَلَيْهِ فَتْوَى مَشَايِخنَا _ هُوَ الْأَشْبَه _ هُوَ الْأَوْجه. وَفِي حَاشِيَة (بزدوي) أَن لفظ (الْأَصَح) يَقْتَضِي أَن يكون غير صَحِيحا، أما لفظ (صَحِيح) فَلَا يَقْتَضِي أَن يكون غير صَحِيحا:
(انْظُر أَيهَا الْقلب كم هِيَ شُرُوط الافتاء عِنْد الْمُجْتَهدين ... )
(وَلَكِن فِي عصرنا فَإِن للمفتي حكم العنقاء والكيمياء ... )
وَمن الحرمان والخسران أنني قضيت مُدَّة من عمري الْعَزِيز فِي طلب هَذِه الطَّائِفَة فَلم أجد إِلَّا الْقَلِيل مِنْهُم الَّذين يتحلون بِهَذِهِ الصِّفَات، ولأنني حرمت من تَحْقِيق مقصودي فقد رَأَيْت كثيرا من الَّذين لَا علم لَهُم وَلَا عمل ويتصدون لهَذَا الْأَمر الْجَلِيل عَن جهل وَعدم الدّين فأنشدت قصيدة من ثَلَاثِينَ بَيْتا:
(قيل الْآن كَانَ مفتي كل مَدِينَة ... على اطلَاع على الْعُلُوم الدِّينِيَّة)
(وَكَانُوا من سالكي طَرِيق الله ... وَمن وارثي علم الْمُصْطَفى)
(وَكَانَ علمهمْ دستورا قبل حلمهم ... عُلَمَاء فِي الْعلم وحلمهم عَامر ومعمور) (تنير الدُّنْيَا من نور علمهمْ ويتضوع ... الْعَالم من عطر زهورهم)
(طويتهم نور تحرق الظلمَة وَلَكِن ... علمهمْ بِنَاء وَدينهمْ ثَابت)
(أقلامهم تسطر علم الْغَيْب ... ورسم توقيعهم بَرِيء من الْعَيْب)
(كل وَاحِد مِنْهُم فِي صفائه كَأَنَّهُ صوفي ... وَالثَّانِي أَبُو حنيفَة الْكُوفِي)
(سعيت سنوات عدَّة من أجل اكْتِسَاب ... الْكَمَال جادا وجاهدا)
(فدرست علم النَّحْو وَالصرْف ورأينا ... الْمنطق وَالْحكمَة وَالْبَيَان)
(وَبعد أَن أنفقت السنوات فِي هَذِه الْعُلُوم ... اتجهت إِلَى علم الْأُصُول)
(فَأَصْبَحت مَشْهُورا بَين الْخَاصَّة والعامة ... فِي علم الْأُصُول والْحَدِيث وَالْفِقْه وَالْكَلَام)
(بعد ذَلِك اتجهت لعلم الْفِقْه ... وقضيت السنوات فِي ممارسته)
(وَمُدَّة أُخْرَى سرا وجهرا كنت ... تركض وَرَاء الأساتذة)
(وَلما أَصبَحت فِي الدُّنْيَا صَاحب علم الْعلم ... فَجعلت من الْعلم أفضل من الْعَمَل)
(وَإِذا لم يبْق من الْمَرْء عَلامَة وَاسم ... فَلَا أثر لَهُ فِي هَذِه الدُّنْيَا)
(من هُوَ الْمُفْتِي فِي هَذِه الْأَيَّام ... أشخص جَاهِل بعيد عَن النّسَب وحسبه عاطل)
(لَك كل مَا أردْت من الفضول وَعدم الْمَعْنى ... فَهُوَ لَا يعرف من الْجَهْل الْمَوْجُود من عَدمه)
(يَقُولُونَ إِن الْحق وبال ... وَالدَّم الْحَرَام حَلَال)
وَهَكَذَا حَتَّى الآخر.

غب

باب الغين والباء غ ب، ب غ

غب: غَبَّتِ الأمور أي: صارت إلى أواخرها، قال:

غِب الصَّباح تحمد القوم السرى  والغب: ورد يوم وظمء يومٍ. وقال: زر غِبّاً تَزْدَدْ حُبّاً. ويقال: ما يَغُبُّهم لُطفي. ولهذا العطر مَغَبَّة طيبةٌ أي: عافية. واللحم يَغُبُّ غُبوباً إذا تغير فهو غابٌّ، والثمارُ مثله. والغَبَبُ للشاة والبقرة: ما تدلى عند النصيل. والغَبْغَبُ للديك والثور. والغَبَبُ: نصب ذبح عليه في الجاهلية. قال زائدة: الغبيبة شرابٌ يضرب بمجدحٍ ثم يجعل في سقاء ضارٍ يوماً وليلةً، فيخرج منه الزبد. وقال عرام: هو بالعين، وصحت معرفته.

بغ: البَغْبَغَةُ: حكايةٌ صوتٍ من الهدير، قال:

برجس بَغْباغِ الهدير البهبة

البُغَيْبِغة: ضيعة جعفر ذي الجناحين بالمدينة.
غب
غَبَّتِ الأمُورُ. صارَتْ إلى أواخِرِها.
والغِبُّ وِرْدُ يَوْم وظِمْءُ يَوْمٍ. وما يُغِبُّهم لُطْفي.
ورَجُلٌ مُغِبٌّ: تَأخُذُه الحُمّى غِبّاً، وغَبَّتْ عليه الحُمّى وأغَبَّتْ.
وإبلُ فلانٍ غابَّةٌ وغَوَابُّ: وَرَدَتْ غِبّاً.
ومِيَاهُ أغبَابٌ: بَعِيْدَةٌ.
وأغبَبْتُ القَوْمَ وغَبَبْتُ عنهم: من الغِبِّ.
وأغَبَّ القَوْم: وَرَدَتْ إبلُهم غِبَّاً.
ولهذا الأمْرِ مَغِبَّةٌ طَيِّبةٌ: أي عاقِبَةٌ.
وغَبَّ اللَّحْمُ يَغِبُّ غُبوباً وهو غابٌّ: إذا تَغَيَّرَ.
والغَبَبُ للبَقَر والشاء: ما تَدَلّى عند النَّصِيل، والغَبْغَبُ للدِّيك والثًور. وهو أيضاً: نُصبٌ كانوا يَذْبَحُون عليه في الجاهليّة.
والغَبِيْبَةُ: اللَّبَن الرائبُ - وهو - أيضاً -: شَرابٌ يُضْرَبُ بمِجْدَحَةٍ يُتخَذُ من مَغافِر العُرْفُط.
والغَبِيْبُ: المَسِيْلُ الصَّغِيرُ من الأرض. ومجرى الماء الذي ليس بقَعِيرٍ وفيه الطَّلْحُ، وجَمْعُه أغِبَّة وغُبّانٌ.
والغِبُّ: الغامِضُ من الأرض، وجَمْعُه أغبابٌ وغُبُوبٌ. والضارِبُ من البَحْر حتى يُمْعِنَ في البَرِّ.
وغَببْتُ عنه: أي أبْقَيْتَ عليه ودَفَعْتَ عنه. ومنه التغْبِيْبُ في الذَّبْح: وهو أنْ يَتْرُكَ بعضَ الأوْداج فلا يَفْرِيَه، يُقال: غَبَّبَ الذِّئبُ الغَنَمَ.
والتَغْبِيْبُ: التغْطِيَةُ.
الْغَيْن وَالْبَاء

غِبُّ الْأَمر، ومَغبَّته: عاقبته وآخرُه.

وغَبُّ الأمرُ: صَار إِلَى آخِره.

وجئتهُ غِبَّ الامر، أَي: بعده.

والغِبُّ: وِرْدُ يَوْم وظِمْءُ آخر.

وَقيل: هُوَ ليَوْم وليلتين.

وَقيل: هُوَ أَن يرْعَى يَوْمًا وَترد من الْغَد.

وَمن كَلَامهم: لأضربنّك غِبّ الْحمار، وظاهرة الفَرس، فغِبّ الْحمار: أَن يرْعَى يَوْمًا وَيشْرب يَوْمًا. وظاهرة الْفرس: أَن تشرب كُل يَوْم نصف النَّهَار.

وغبّت الْمَاشِيَة تِغب غَبّاً وغُبوبا: شربت غِباً.

وأغبَّها صاحبُها.

والغِبُّ من الحُمى: أَن نَأْخُذ يَوْمًا وَتَدَع آخر، وَهُوَ مُشْتَقّ من: غِب الْورْد، لِأَنَّهَا تَأْخُذ يَوْمًا وتُرَفِّه يَوْمًا.

وَهِي حُمَّى غبٌّ، على الصّفة للحُمى. وأغبّته الحٌمَّى، وأغبَّت عَلَيْهِ، وغَبَّت غِبّاً.

وَرجل مُغِبّ: أغبته الْحمى، كَذَلِك روى عَن أبي زيد، على لفظ الْفَاعِل.

وغَبَّ الطعامُ والتُمر، يَغِب غَبّاً، وغِبّاً، وغُبوبا، وغُبوبة: بَات لَيْلَة، فسد أَو لم يفْسد.

وَخص بَعضهم بِهِ اللَّحْم.

وَقيل: غَبّ الطعامُ: تغَيَّرت رَائِحَته.

وغبّ فلَان عندنَا غَبّاً، وأغبّ: بَات.

وَمَا يُغِبُّهم لُطفى، أَي: مَا يتاخر عَنْهُم يَوْمًا، قَالَ: على مُعْتفيه مَا تُغِبّ فواضلُه والغِبُّ: الإتيانُ فِي الْيَوْمَيْنِ، وَيكون أَكثر.

وأغب القومَ، وأغبّ عَنْهُم، وغَبّ عَنْهُم: جَاءَ يَوْمًا وَترك يَوْمًا.

وَقَالَ ثَعْلَب: غَبّ الشَّيْء فِي نَفسه، يَغِبّ غَبّاً، وأغبَّني: وَقع بِي.

وغَبَّب عَن الْقَوْم: دَفَعَ عَنْهُم.

والغَبِيبة، من البان الْغنم، مثلُ المُروَّب.

وَقيل: هُوَ صَبوح الْغنم غُدوة، وَيتْرك حَتَّى يَحْلُبوا عَلَيْهِ من اللَّيْل، ثمَّ يَمْخضوه من الْغَد.

والغَبيب: المَسيلُ الصَّغِير الضِّيق من مَتْن الْجَبَل وَمتْن الأَرْض.

وَقيل: فِي مُستواها.

والغُب: الغامض من الأَرْض، قَالَ:

كَأَنَّهَا فِي الغُبّ ذِي الغِيطان ذِئابُ دَجْنٍ دَائِم التَّهْتانِ

وَالْجمع: أغبابٌ، وغُبوب، وغُبَّان.

وَمن كَلَامهم: أَصَابَنَا مطرٌ سَالَ مِنْهُ الهُــجّان والغُبّان، وَقد تقدم ذكر " الهُــجّان ".

والغُبّ: الضاربُ من الْبَحْر حَتَّى يُمعن فِي الْبر.

وغَبَّب فِي الْحَاجة: لم يُبَالغ فِيهَا.

وغَبَّب الذئبُ على الْغنم، إِذا شدّ عَلَيْهَا ففَرَس. وغَبّب الفرسُ: دق العُنُقَ.

والتَّغبيب: أَن يَدعها وَبهَا شَيْء من حَيَاة.

والغُبة: البُلغة من الْعَيْش، كالغُفّة.

والغَبَب، والغَبْغَب: مَا تغضَّن من جلد منَبت العُثْنون الاسفل، وخَصّ بعضُهم بِهِ الدِّيكة والشاءَ والبَقر.

واستعاره العجّاج فِي الفَحْل، فَقَالَ: بذاتِ أثْنَاء تَمسُّ الغَبْغَباَ يَعْنِي: شِقشقة الْبَعِير.

واستعاره آخر للحرباء، فَقَالَ:

إِذا جعل الحِرَباءُ يَبْيضُّ رَأسه وتخصَرُّ من شَمس النَّهَار غَباغبُه

والغَبغب: نُصُبٌ كَانَ يُذبح عَلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّة.

وَقيل: كُل مَذْبح بمنَى: غَبْغبٌ.

غب

1 غَبَّتِ الإِبِلُ, (S,) or المَاشِيَةُ, (Msb, K,) aor. ـِ inf. n. غَبٌّ (S, Msb, K) and غُبُوبٌ, (Msb, K,) The camels, (S,) or cattle, (Msb, K,) came to water, (S,) or drank, (Msb, K,) on alternate days; one day and not the next day. (S, Msb, K.) b2: Hence, (IAth, TA,) غَبَّ said of a man means He came visiting at intervals of some days, or after some days. (AA, IAth, TA.) [See also غِبٌّ: and see غُبَيْسٌ.] b3: And غَبَّ عَنِ القَوْمِ, (Ks, S, Msb, K,) aor. ـُ the verb in this case being of the class of قَتَلَ, [but this is contr. to analogy, as well as to the derivation,] inf. n. غِبٌّ, with kesr, He came to the people, or party, day after day: (Msb:) or, as also القَوْمَ ↓ اغبّ, he came to the people, or party, on alternate days, coming one day and not the next: (Ks, S, K:) or he came to them once in two days or more. (TA.) It is said in a trad., فِى عِيَادَةِ المَرِيضِ ↓ أَغِبُّوا وَأَرْبِعُوا Visit ye the sick on alternate days and after intervals of two days: (S, TA:) not every day, lest he find your visits to be troublesome. (TA. [See also art. ربع.]) And you say, ↓ أَغْبَبْتُهُ, inf. n. إِغْبَابٌ, meaning I visited him [once] in every week. (A.) b4: And hence غَبَّتْ said of a fever. (Msb.) غَبَّتِ الحُمَّى and ↓ أَغَبَّت signify the same: (S:) you say, غَبَّتْ عَلَيْهِ الحُمَّى, The fever came upon him, (Msb,) or attacked him, (K,) one day and intermitted one day; (Msb, K;) as also ↓ أَغَبَّتْهُ and ↓ أَغَبَّتْ عَلَيْهِ. (K.) [See also غِبٌّ.] b5: You say also, غَبَّ عِنْدَنَا, (S, L, K,) and ↓ اغبّ, (L, K,) He passed the night, or a night, at our abode. (S, L, K.) Hence the saying, رُوَيْدَ الشِّعْرَ يَغِبَّ [so accord. to the TA, حَتَّى being understood, accord. to the explanation of Meyd, but in the CK, and in one of my copies of the S, and in Freytag's Arab. Prov. i. 522, يَغِبُّ,] (S, K,) i. e. Leave thou the poetry until some days shall have passed, that thou mayest see what will be its result, whether it will be praised or dispraised: (Meyd, TA:) or it may be from غَبَّت said of a fever, and may thus mean, leave thou the poetry to be kept back from people, [or to be intermitted,] i. e. do not repeat it to people in an uninterrupted manner, lest they become weary. (Meyd. [See also art. رود.]) b6: And [hence] غَبَّ, (T, S, L, Msb, K,) aor. ـِ (L, Msb,) inf. n. غَبٌّ and غِبٌّ and غُبُوبٌ and غُبُوبَةٌ, (L,) said of food, (L, Msb,) and of dates, or especially of flesh-meat as some say, (L,) It remained throughout a night, whether it became corrupt or not: (L, Msb:) and, said of food, it became altered [for the worse] in its odour: (L:) or, said of flesh-meat, it became stinking: (T, S, K;) as also ↓ اغبّ: (T, K:) and it (a thing) became corrupt. (TA. [See also 2.]) b7: غَبَّتِ الأُمُورُ means The affairs, or events, came to, or arrived at, their ends, conclusions, latter or last parts or states, issues, or results. (S, TA.) b8: And غَبَّ الشَّئْ فِى نَفْسِهِ, aor. ـِ inf. n. غَبٌّ, [app. meaning The thing came into his mind,] is a phrase mentioned by Th. (TA.) 2 غبّب فِى الحَاجَةِ, (S, O,) inf. n. تَغْبِيبٌ, (K,) He was remiss; or did not exert himself, or act vigorously or strenuously; (S, O, K;) in the needful affair: (S, O:) [and] so فِيهَا ↓ تغبّب [if not a mistranscription]. (Thus in a copy of the A.) [Hence,] كَتَبَ إِلَيْهِ يُغَبِّبُ مِنْ هُلْكِ المُسْلِمِينَ, (TA,) or عَنْ هَلَاكِ المسلمين, (thus in the O,) (tropical:) He wrote to him not acquainting him with the great number that had perished of the Muslims: (O, TA:) a metaphorical mode of expression; as though he were remiss, or fell short, in making known the essential state of the case. (TA, from a trad.) b2: And غبّب signifies also It (a thing) became very corrupt. (TA. [See also 1, last sentence but two.]) A2: غبّب الشَّاةَ, (O, L, *) inf. n. as above, (L, K,) He (a wolf) seized the sheep, or goat, by its throat, (O, K,) and fixed his canine teeth in it: (O:) or attacked the sheep, or goat, and broke its neck: and also left it with some remains of life in it. (L.) And غبّب الذِّئْبُ فِى الغَنَمِ The wolf made, or did, mischief among the sheep, or goats. (TA.) b2: And [hence, app.,] غبّب عَنِ القَوْمِ, (S, O,) inf. n. as above, (K,) He repelled from, or defended, the people, or party: (S, O, K:) so say Ks and Th. (TA.) 4 أَغْبَ3َ see 1, in seven places. b2: You say also, لَا يُغِبُّنَا عَطَاؤُهُ His gift will not come to us on alternate days, but will come every day. (S, O, K. *) b3: And اغبّت الحَلُوبَةُ The milch camel yielded milk on alternate days. (A.) And اغبّت الإِبِلُ The camels did not yield milk every day. (TA.) b4: See again 1, last sentence but two.

A2: اغبّ الإِبِلَ He watered the camels on alternate days: (S, O, Msb: *) from غِبٌّ [q. v.]. (S, O.) A3: And أَغَبَّنِى is said by Th to signify وَقَعَ بِى

[app. meaning He fell upon me in fight]. (TA.) 5 تَغبّب is app. from الغِبُّ in the sense of العَاقِبَةُ, and thus syn. with تَعَقَّبَ signifying He looked to the consequence, end, issue, or result, of an affair: see its part. n. مُتَغَبِّبْ, below.] b2: See [also] 2, first sentence.8 اغتبّت الخَيْلُ see اغتثّت.

R. Q. 1 غَبْغَبَ He acted dishonestly in buying and selling. (AA, TA.) غُبٌّ A sea dashing so that it goes far, or runs, upon the land: (JK, K, TA:) pl. غُبَّانٌ. (TA.) b2: And Depressed land: pl. [of pauc.] أَغْبَابٌ and [of mult.] غُبُوبٌ (K, TA) and غُبَّانٌ. (TA.) غِبٌّ [a subst., like ظِمْءٌ,] A coming (of camels, S, O) to water on alternate days; coming to the water one day and not the next day: (S, O, K:) or after [being kept from it] a day and two nights: or pasturing one day and coming to the water the next day; and this is the غِبّ of the ass. (TA.) [And وِرْدُ الغِبِّ signifies The coming of camels to the water in the second of two nights (as is shown by the context of a passage in which it occurs in the S and O and K voce طَلَقٌ), or in the second of two days.] But the saying of a rájiz, وَحُمَّرَاتٌ شُرْبُهُنَّ غِبُّ means And hummarahs [a species of birds] whose drinking is every hour or every little while (كُلَّ سَاعَةٍ). (S, O.) b2: Also [for سَيْرُ غِبٍّ] A journey of two days [whereof one is without any watering of the camels; i. e. in the case of which they are watered only on the first and third of three days]. (TA in art. نبج.) b3: And A visiting once in every week: (S, O, K:) so says El-Hasan: (S, O:) or at intervals of some days: after some days: (AA, IAth: [see also its verb:]) from the same word used in relation to camels. (IAth.) One says, زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا [or, accord. to common usage, حِبًّا, to assimilate it to غِبًّا, Visit once a week, or at intervals of some days; not frequently, or not every day: so thou shalt have more love: a prov., respecting which see Freytag's Arab. Prov. i. 587; where غُبًّا is put for غِبًّا]. (S, O.) [See another ex. voce تَرَجَّلَ, last sentence.] The saying of Zeyd-el-Fawáris يَرَانِى العَدُوُّ بَعْدَ غِبِّ لِقَائِهِ means [The enemy will see me] after the day of meeting with him by a day. (Ham p. 732.) b4: And The coming, or attacking, of a fever one day and intermitting one day: from the same word used in relation to camels. (S, O, Msb.) b5: and A tertian fever; that attacks one day and intermits one day: (K, TA:) you say حُمَّى غِبٌّ [a tertian fever]; using it as an epithet: (TA:) and حُمَّى الغِبِّ. (Msb in art. ثلث.) b6: And The end; conclusion; latter, or last, part or state; issue; or result; syn. عَاقِبَةٌ, (S, A, MA, O, Msb, K,) and آخِرٌ; (S, * O, * TA;) of an affair, (S, A, O, Msb,) of any kind, (S, O,) or of a thing; (K;) as also ↓ مَغَبَّةٌ, (MA, O, Msb, K,) and ↓ مِغَبٌّ. (MA.) And [hence] غِبَّ means After; syn. بَعْدَ: thus in the phrases غِبَّ الأَذَانِ [After the call to prayer] and غِبَّ السَّلَامِ [After salutation or the salutation]: and one says, غِبَّ الصَّبَاحِ يَحْمَدُ القَوْمُ السُّرَى

[After daybreak, the party commend nightjourneying: but more commonly, عِنْدَ الصَّبَاحِ: see art. سرى]. (TA.) b7: مَآءٌ غِبٌّ means Distant water: (A, TA:) and مِيَاهٌ أَغْبَابٌ distant waters. (A, K, TA.) غُبَّةٌ A sufficiency of the means of subsistence: (O, K, TA:) and so غُضَّةٌ. (TA.) A2: And غُبَّةُ, (S, O,) without ال, (K,) [and imperfectly decl.,] is the name of An eaglet that belonged to the Benoo-Yeshkur, (S, O, K,) and to which a certain story, or tradition, relates. (S, O,) غَبَبٌ and ↓ غَبْغَبٌ The flesh that hangs down under the part beneath the chin and lower jaw: (K;) or what hangs down beneath that part of an ox or cow [i. e. the dewlap], and beneath the beak of the cock: (S, O:) and the wrinkled skin of the part where the lower hairs of the chin grow: and the former word, what hangs down under the part beneath the lower jaw of the ox or cow and of the sheep or goat: and the غبغب is [what hangs down under the part beneath the lower mandible] of the cock and of the bull [i. e. the wattle of the cock and the dewlap of the bull]: (Lth, TA:) and this is also used in relation to an old woman: (Ks, TA:) and, metaphorically, in relation to the chameleon: and in like manner in relation to the stallion-camel, [as meaning the part below the under jaw,] as the camel has really no غبغب: (TA:) [the pl. of غَبَبٌ is أَغْبَابٌ: see طِمْطِمٌ.]

غَبِيبٌ: see غَابٌّ.

A2: Also A small and narrow water-course, from the hard and elevated part of a mountain, or of a tract of land: or in plain. or level, land: (TA:) and a watercourse that is not deep, and in which are [trees of the species called] طَلْح: pl. [of pauc.] أَغِبَّةٌ and [of mult.]

غُبَّانٌ. (JK.) A3: [And An affair or a business (“ res, negotium ”). (Freytag, from the Deewán of Jereer.)]

غَبِيبَةٌ Milk (S, O, K) of sheep or goats (S, O) drawn in the early morning, upon which other is milked at night, and which is then churned (S, O, K) on the morrow: (S, O:) [and] accord. to IAar, camel's milk such as is termed مُرَوَّب [q. v.]: and the milk that is termed رَائِب [q. v.]: (TA:) A'Obeyd is related on the authority of Sh to have assigned this last meaning to غبيبة (TA, voce غَبِيبَةٌ.) غُبِّيَّةٌ and غِبِّيَّةٌ: see غُبِّيَّةٌ, in art. غب.

غَابٌّ [part. n. of غَبَّ]. You say إِبِلٌ غَابَّةٌ and غَوَابُّ Camels coming to water, or drinking, on alternate days. (As, S, O, K.) b2: And Flesh-meat that has remained throughout a night: (S, O:) or stinking flesh-meat: (TA:) or food, and dates, and, as also ↓ غَبِيبٌ, flesh-meat, that has remained throughout a night, whether it have become corrupt or not: (L:) and applied also to bread. (S and K in art. بيت.) b3: And نَجْمٌ غَابٌّ means A fixed star [app. because of its twinkling, or shining with intermitted light]. (A.) غَبْغَبٌ: see غَبَبٌ.

A2: Also A place where victims are sacrificed: (O, TA:) or الغَبْغَبُ, (S, O, K, TA,) particularly, (TA,) a small mountain, (S, O, K, TA,) which is the place of sacrifice, (S, O,) in Minè: (S, K:) or the place in which was ElLát, at Et-Táïf: or the place where they used there to sacrifice to El-Lát: or غَبْغَبٌ is an appellation of any place of sacrifice in Minè. (TA.) b2: And الغَبْغَبُ is the name of An idol (صَنَمٌ), (O, K, TA,) which they used to worship in the Time of Ignorance, and upon which (عَلَيْهِ) they used to sacrifice; (O, TA; *) and IDrd says that some called it الغَبْغَبُ [q. v.], with the unpointed ع: (O:) or a stone which was set up before the idol, for, or [dedicated] to, Menáf, opposite the corner of the Black Stone [of the Kaabeh]; and there were two [whereof each was] thus called. (TA.) تَغِبَّةٌ False testimony: (K, TA:) of the measure تَفْعِلَةٌ, [being originally تَغْبِبَةٌ,] from غَبَّبَ الذِّئْبُ فِى الغَنَمِ, or from غَبَّبَ signifying “ it became very corrupt. ” (IAth, TA.) رَجُلٌ مَغِبٌّ [A man having a tertian fever, as is indicated in the TA,] is mentioned on the authority of Az, in the form of an act. part. n. (TA.) A2: And المُغِبُّ means The lion. (O, K.) مِغَبٌّ: see غِبٌّ, last sentence but two.

مَغَبَّهٌ: see غِبٌّ, last sentence but two.

مُغَبَّبَةٌ A ewe, or goat, that is milked on alternate days. (IAar, S, K.) A2: And مُغَبَّبٌ A bull having a غَبَب [or dewlap]. (Ham p. 293.) مُتَغَبِّبٌ app. A man looking to the consequence, end, issue, or result, of an affair; like مُتَعَقِّبٌ: see a verse in the Ham p. 154, and the verse next preceding it: and see its verb, above.]

إلى

(إلى) : التِّغلِيَةُ: أن تُسَلِّمَ من بَعِيد وتُشِيرَ، قال مُدْركٌ:
فتَغْدُو تُغَلِّي بالسَّلامِ كأَنَّها ... عَقيلَةُ بَيْضٍ لم تَدَنَّسْ ثِيابُها. 
(إلى) - وفي الحديث: "والشَّرُّ ليسَ إليْك".
قال الخَلِيلُ: معناه: لا يُتَقَرَّبُ به إليك. وقال غَيرُه: هو كقَوْل القائِلِ: فلان إلى بَنى تَمِيم، إذا كان عِدادُه فيهم وصَغْوهُ معهم، كما يقول الرجلُ لِصَاحِبِه: أَنَا بِك وإليك: أي الْتِجائِي وانْتِمائى إليك.
- في الحديث: "كانوا يَجْتَبّون أَلْيات الغَنَم أَحياءً".
الأَلْيات: جمع الأَلْية، ويَجْتَبّون ويَجُبّون: أي يَقطعَون ويَسْتَأصِلُون.
- وفي حَديثِ ابنِ عُمَر، رضي الله عنهما: "اللَّهُمَّ إليك.
: أي خُذْنى إليك، أو أشكُو إليك.
وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما: "أنَّه كان يقوم له الرجلُ من إليَتِه، فما يَجِلسُ في مَجلِسه". قال ابنُ الأَعرابى: إنما هو من إِلْيِه: أي مِنْ ذاتِ نفسه، ويروى: من لِيَته ويُذكَر في باب اللَّام.
- في حديث البَراء "السُّجودُ على أَلْيَتَى الكَفِّ.
أراد أَليةَ الِإبهام وضَرَّةَ الخِنْصر، فغَلَّب كالعُمَرَيْن والقَمَرين.
إلى: حرفُ جَرٍّ يَأْتِي لاِنتهاءِ الغايةِ زَمَانِيَّةً: {ثم أتِمُّوا الصِّيامَ إلى الليلِ} ، ومكانِيَّةً: {من المسجِدِ الحرامِ إلى المسجِدِ الأقْصَى} ، وللمَعِيَّةِ: وذلك إذا ضَمَمْتَ شيئاً إلى آخَرَ: {مَن أَنْصارِي إلى الله} ، الذَّوْدُ إلى الذَّوِدِ إِبِلٌ، وللتَّبْيِينِ: وهي المُبَيِّنَةُ لِفاعِلِيَّةِ مجرورِها بعدَ ما يُفِيدُ حُبًّا أو بُغْضاً من فِعْلِ تَعَجُّبٍ أو اسمِ تَفْضيلٍ: {ربِّ السِّجْنُ أحَبُّ إلَي} ، ولِمُرَادَفَةِ اللامِ: {والأمرُ إلَيْكِ} ، ولِمُوافَقَةِ في: {لَيَجْمَعَنَّكُمْ إلى يومِ القيامةِ} ، وللاِبْتِداءِ بها، قال:
تقولُ وقد عالَيْتُ بالكُورِ فَوْقَها ... أيُسْقَى فلا يَرْوَى إليَّ ابنُ أحْمَرَا.
أي مِنِّي، ولِمُوافَقَةِ عندَ، قال:
أمْ لا سَبِيلَ إلى الشَّبابِ وذِكْرُهُ ... أشْهَى إليَّ من الرَّحِيقِ السَّلْسَلِ
وللتَّوْكِيدِ، وهي الزائدةُ: {فاجْعَلْ أفْئدَةً من الناسِ تَهْوَى إليهم} بفتح الواوِ، أي: تَهْواهُم.
وإليكَ عَنِّي، أي: أمْسِكْ، وكُفَّ.
وإليكَ كذا، أي: خُذْهُ.
واذْهَبْ إليكَ، أي: اشْتَغِلْ بنفسِكَ.
إلى: إلى: حرف من حروف الصّفات. والآلاء: النّعم، واحدتُها: إِلىً. وأَليّة: يمين ومنها أُلْوة، قال:

يكذِّب أقوالي ويحنث أُلْوَتي 

وتفتح الهمزةُ أَيضاً، وقال:

أتاني على النّعمان جَوْرُ أَليّةٍ ... يجور بها من مُتْهِمٍ بعدَ مُنْجِدِ 

والأليّة: محمولةٌ على فَعُولة، وأَلْوة على فَعْلَةٍ، والفِعْل: آلَيْت إيلاء. وتقول: ما ألَّيْتُ عن الجهْد في حاجتك. وما أَلَوْتك نصحاً، والمَصْدَرُ: الأُلِيُّ والأُلُوّ، بمنزلة العُتِيّ والعُتُوّ، إلاّ أنّ الأُلِيّ أكثر، وقال في الفترة والعَجْز:

آلٍ وما في ضَبْرها أُلِيُّ

ولولا اضطرارُه إلى إقامة البَيْت لكان البَيْت قد وَصَفه بالعجز وهو يُريدُ معنىً غير آل. 

والأَلُوّة: عُودٌ يدخّن به ويُتَبَخَّر يُسَمَّى عُودَ الأَلُوّة، وهو أَجْوَدُ العُود. [وألا يألو، أي: لم يَدَعْ] قال:

نحن فضلنا جهدنا لم نأتَلِهْ 

وتقول عن الأئتلاء: تألّى، إذا اجترأ على أمر غيب فحلف عليه. والائتلاء والإيلاء واحد. والأَلْيةُ: أَلْيَةُ الشّاة وأَلْيةُ الإنسان. وكَبْشٌ أليان، ونعجةٌ أليانة، ويجوز في الشِّعْر: آلَى بوزن أفعل، وألياء بوزن فَعْلاء. وأَلْيَةُ الخِنْصِر: اللّحمة التي تحتها، وهي ألية اليد. والمِئلاة: خرقة مع النائحة سوداء تُشير بها، والجميع: المآلي، قال :

كأن مصفحات في ذراه ... وأنواحا عليهن المآلي
إلى
إلى: حرف يحدّ به النهاية من الجوانب الست، وأَلَوْتُ في الأمر: قصّرت فيه، هو منه، كأنه رأى فيه الانتهاء، وأَلَوْتُ فلانا، أي: أوليته تقصيرا نحو: كسبته، أي: أوليته كسبا، وما ألوته جهدا، أي: ما أوليته تقصيرا بحسب الجهد، فقولك: «جهدا» تمييز، وكذلك: ما ألوته نصحا. وقوله تعالى: لا يَأْلُونَكُمْ خَبالًا
[آل عمران/ 118] منه، أي: لا يقصّرون في جلب الخبال، وقال تعالى: وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ
[النور/ 22] قيل: هو يفتعل من ألوت، وقيل: هو من: آليت: حلفت. وقيل: نزل ذلك في أبي بكر، وكان قد حلف على مسطح أن يزوي عنه فضله .
وردّ هذا بعضهم بأنّ افتعل قلّما يبنى من «أفعل» ، إنما يبنى من «فعل» ، وذلك مثل:
كسبت واكتسبت، وصنعت واصطنعت، ورأيت وارتأيت.
وروي: «لا دريت ولا ائتليت» وذلك:
افتعلت من قولك: ما ألوته شيئا، كأنه قيل: ولا استطعت.
وحقيقة الإيلاء والأليّة: الحلف المقتضي لتقصير في الأمر الذي يحلف عليه. وجعل الإيلاء في الشرع للحلف المانع من جماع المرأة، وكيفيته وأحكامه مختصة بكتب الفقه.
فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ
[الأعراف/ 69] أي:
نعمه، الواحد: ألًا وإِلًى، نحو أناً وإنًى لواحد الآناء. وقال بعضهم في قوله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ [القيامة/ 22- 23] :
إنّ معناه: إلى نعمة ربها منتظرة، وفي هذا تعسف من حيث البلاغة .
و «أَلَا» للاستفتاح، و «إِلَّا» للاستثناء، وأُولَاءِ في قوله تعالى: ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ [آل عمران/ 119] وقوله: أولئك: اسم مبهم موضوع للإشارة إلى جمع المذكر والمؤنث، ولا واحد له من لفظه، وقد يقصر نحو قول الأعشى:
هؤلا ثم هؤلا كلّا أع طيت نوالا محذوّة بمثال 
إلى
إلى [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف جَرّ، يفيد انتهاء الغاية الزمانيَّة أو المكانيَّة "انتظرته من الساعة الثالثة إلى الخامسة- {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} - {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى} " ° إلامَ: إلى ما- إلى آخِره: وغير ذلك، أو ما شابه ذلك، وتكتب أحيانًا مختزلة بلفظ إلخ- إلى الجنوب منه: جنوبه- إلى اللِّقاء: مع السلامة أو حتى نلتقي- إلى جانــب ذلك/ إلى غير ذلك: بالإضافة إلى- إلى غد: حتى نلتقي غدًا- إلى متى: حتى أي وقت- إلى يمينه: في الــجانــب الأيمن منه- أنا منك وإليك: التجائي وانتمائي إليك- وما إليه: وأمثال ذلك.
2 - حرف جَرّ بمعنى عند "أم لا سبيل إلى الشباب وذكرهُ ... أشهى إليّ من الرحيق السلسلِ: أشهى عندي- {ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ} ".
3 - حرف جَرّ للمعيّة أو الإضافة "القليل إلى القليل كثير".
4 - حرف جَرّ بمعنى على " {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ} ".
5 - حرف جَرّ بمعنى في " {لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} ".
6 - حرف جَرّ بمعنى اللاّم "ياربّ أمري إليك- {وَالأَمْرُ إِلَيْكِ} ".
7 - حرف جَرّ زائدٌ للتوكيد. 

إليكَ [كلمة وظيفيَّة]:
1 - اسم فعل أمر بمعنى تَنَحَّ منقول عن حرف الجر (إلى) والكاف المتصرفة بحسب أحوال المخاطب ° إليك عنِّي: ابتعد عنّي، اتركني.
2 - اسم فعل أمر، منقول عن الجار والمجرور، بمعنى خُذْ "إليك هذا الكتابَ". 
إ ل ى : وَإِلَى مِنْ حُرُوفِ الْمَعَانِي تَكُونُ لِانْتِهَاءِ الْغَايَةِ تَقُولُ سِرْت إلَى الْبَصْرَةِ فَانْتِهَاءُ السَّيْرِ كَانَ إلَيْهَا وَقَدْ يَحْصُلُ دُخُولُهَا وَقَدْ لَا يَحْصُلُ
وَإِذَا دَخَلَتْ عَلَى الْمُضْمَرِ قُلِبَتْ الْأَلِفُ يَاءً وَجْهُ ذَلِكَ أَنَّ مِنْ الضَّمَائِرِ ضَمِيرُ الْغَائِبِ فَلَوْ بَقِيَتْ الْأَلِفُ وَقِيلَ زَيْدٌ ذَهَبْت إلَاه لَالْتَبَسَ بِلَفْظِ إلَهٍ الَّذِي هُوَ اسْمٌ وَقَدْ يَكْرَهُونَ الِالْتِبَاسَ اللَّفْظِيَّ فَيَفِرُّونَ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُونَ الِالْتِبَاسَ الْخَطِّيَّ ثُمَّ قُلِبَتْ مَعَ بَاقِي الضَّمَائِرِ لِيَجْرِيَ الْبَابُ عَلَى سَنَنٍ وَاحِدٍ.
وَحَكَى ابْنُ السَّرَّاجِ عَنْ سِيبَوَيْهِ أَنَّهُمْ قَلَبُوا إلَيْك وَلَدَيْك وَعَلَيْك لِيُفَرِّقُوا بَيْنَ الظَّاهِرِ وَالْمُضْمَرِ لِأَنَّ الْمُضْمَرَ لَا يَسْتَقِلُّ بِنَفْسِهِ بَلْ يَحْتَاجُ إلَى مَا يَتَوَصَّلُ بِهِ فَتُقْلَبُ الْأَلِفُ يَاءً لِيَتَّصِلَ بِهَا الضَّمِيرُ وَبَنُو الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ وَخَثْعَمٌ بَلْ وَكِنَانَةُ لَا يَقْلِبُونَ الْأَلِفَ تَسْوِيَةً بَيْنَ الظَّاهِرِ وَالْمُضْمَرِ وَكَذَلِكَ فِي كُلِّ يَاءٍ سَاكِنَةٍ مَفْتُوحٍ مَا قَبْلَهَا يَقْلِبُونَهَا أَلِفًا فَيَقُولُونَ إلَاك وَعَلَاكَ وَلَدَاكَ وَرَأَيْت الزَّيْدَانِ وَأَصَبْت عَيْنَاهُ.
قَالَ الشَّاعِرُ:
طَارُوا عَلَاهُنَّ فَطِرْ عَلَاهَا 
أَيْ عَلَيْهِنَّ وَعَلَيْهَا وَتَأْتِي إلَى بِمَعْنَى عَلَى وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ} [الإسراء: 4] وَالْمَعْنَى وَقَضَيْنَا عَلَيْهِمْ وَتَأْتِي بِمَعْنَى عِنْدَ وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ} [الحج: 33] أَيْ ثُمَّ مَحِلُّ نَحْرِهَا عِنْدَ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ وَيُقَالُ هُوَ أَشْهَى إلَيَّ مِنْ كَذَا أَيْ عِنْدِي وَعَلَيْهِ يَتَخَرَّجُ قَوْلُ الْقَائِلِ أَنْتِ طَالِقٌ إلَى سَنَةٍ وَالتَّقْدِيرُ عِنْدَ سَنَةٍ أَيْ عِنْدَ رَأْسِهَا فَإِنَّهَا لَا تَطْلُقُ إلَّا بَعْدَ انْقِضَاءِ سَنَةٍ، وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. 
إلى: إذا استعمل هذا الحرف بمعنى حتى لانتهاء الغاية فقد تسبق أحيانا بالواو الرابطة ففي كليلة ودمنة ((243)) مثلا: ومنذ مجيئه والى الآن لم يطلع له على خيانة. (كما في العبرية إلاّ وإلى).
وحين تكرر إلى فمعناها حتى، ففي مملوك (1: 34) مثلا: عدة من مائتي فارس إلى مائة فارس إلى سبعين فارس.
ومرادف عند إذا أرادوا استعمالها بهذا المعنى (انظر لين) ففي المقري (1: 578) مثلا: رجل إلى جانــبه أي عند جانــبه.
ومرادف بعد، ففي أخبار ((44)) مثلا: مات إلى أيام يسيرة، أي بعد أيام يسيرة. وفي المقرى (1: 465): فلم ينتبهوا إليه إلا إلى زمن، أي بعد زمن.
بمعنى حسب، بمقدار، باعتبار، ففي المقدمة (2: 48) مثلا: وكانت دنانير الفرس ودراهمهم بين أيديهم يردونها في معاملتهم إلى الوزن.
ومعناها في الرهان: مقابل، بدل، ضد، ففي ألف ليلة (برسل 4: 177) مثلا: والرهان بيني وبينك بستان النزه إلى قصرك قصر التماثيل، (لأن هذا هو الصواب في قراءتها كما قال لين وهو مصيب، وليس: وقصر، وقد ترجمها لين بما معناه: ((يكون رهاننا أنى أراهن ببستان النزه مقابل قصرك قصر التماثيل)).
وتستعمل إلى بدل ((ل)) فيقال مثلا: ردي إلى الجواب = ردي للجواب. وانقاد إليه = انقاد له. (انظر فليشر في تعليقه على المقري 1: 310، بريشت 181، 182).
كان إلى: بلغ، وصل، ففي لطائف الثعالبي ((68)) مثلا حيث يقول علي ليؤكد أن الرجال قد أصبحوا في كل جيل منهم أقصر من الذين قبلهم: ((كنت إلى منكب أبي، وكان أبي إلى منكب جدي)).
كان إلى: أي تابع، بمعنى كان مضموماً إلى، ويؤيد هذا المعنى ما جاء في البلاذري ((132)): وذكروا أن الجزيرة كانت إلى قنسرين، أي تابعة لها. قارن هذا بقوله (ص1): ولم تزل قنسرين وكورها مضمومة إلى حمص حتى الخ. غير إنه كثيراً ما يحذف الفعل كأن يقال: الزراعة وما إليها، أي وما يتبعها ويختص بها. (ابن العوام 1: 10) ومثله: ومن إليهم (بربر 1: 2) وقد تكررت مرتين، 3: 28، 139، وفي الحلل المراكشية (31ق) يقول بعد أن ذكر أسماء عدة مدن في الثغر الأعلى: وما إلى ذلك كله. وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (57ق): فاحتشد جميع أهل شرق الأندلس ومن إليه. (بتجرس 130، 131، بربر 1: 32، 41، 45 الخ، ابن بطوطة 4: 273، أماري ديب 87، 88، 89، 131، وأمثلة أخرى في بحوثي 1: 75، رقم 1 الطبعة الأولى). وهذا التعبير بإيجاز الحذف يكثر استعماله كثرة لم يتصورها ويجرز، وقد خلط يونج بينه وبين ما سبقه. وقد حرفه وغيره بعض المحققين الناشرين، من غير ما سبب، مثل دي ساسي، ديب 9: 470، وناشري رحلة ابن بطوطة 2: 138، (انظر التعليقات)، وفليشر في تعليقاته على أماري 497، (غير أن فليشر قد اعترف بخطئه في الملحق).
وإيجاز حذف آخر نجده في رياض النفوس (99ق): فقالوا: الشيخ يدعوك، فقال: إليه، فقد حذف هنا الفعل لنذهب.
وفي جمل مثل: كان إلى الطول ما هو، انظرها في: ما.

إلى: حرف خافض وهو مُنْتَهىً لابتداء الغاية، تقول: خرجت من الكوفة إلى

مكة، وجائز أَن تكون دخلتها، وجائز أَن تكون بلغتها ولم تدْخُلْها لأَنّ

النهاية تشمل أَول الحدّ وآخره، وإنما تمنع من مجاوزته. قال الأزهري :

وقد تكون إلى انتهاء غايةٍ كقوله عز وجل: ثم أَتِمُّوا الصِّيامَ إلى

الليلِ. وتكون إلى بمعنى مع كقوله تعالى: ولا تأْكلوا أَموالهم إلى

أَموالِكم؛ معناه مع أَموالِكم، وكقولهم: الذَّوْدُ إلى الذَّوْدِ إبِلٌ. وقال

الله عز وجل: مَن أَنصاري إلى الله؛ أَي مع اللهِ. وقال عز وجل: وإذا

خَلَوْا إلى شياطينهم. وأَما قوله عز وجل: فاغسِلوا وجوهَكُم وأَيَدِيَكم

إلى المرافِق وامْسَحُوا برُؤوسكم وأَرْجُلِكم إلى الكعبينِ؛ فإن العباس

وجماعة من النحويين جعلوا إلى بمعنى مع ههنا وأَوجبوا غسْلَ المَرافِق

والكعبين ، وقال المبرد وهو قول الزجاج: اليَدُ من أَطراف الأَصابع إلى

الكتف والرِّجل من الأَصابع إلى أَصل الفخذين، فلما كانت المَرافِق

والكَعْبانِ داخلة في تحديد اليدِ والرِّجْل كانت داخِلةً فيما يُغْسَلُ

وخارِجَةً مما لا يُغسل ، قال: ولو كان المعنى مع المَرافِق لم يكن في المَرافِق

فائدة وكانت اليد كلها يجب أَن تُغسل، ولكنه لَمَّا قيل إلى المَرافِق

اقتُطِعَتْ في الغَسْل من حدّ المِرْفَق. قال أَبو منصور: وروى النضر عن

الخليل أَنه قال إذا اسْتأْجرَ الرجلُ دابَّةً إلى مَرْوَ ، فإذا أَتى

أَدناها فقد أَتى مَرْوَ، وإذا قال إلى مدينة مرو فإذا أَتى باب المدينة فقد

أَتاها. وقال في قوله تعالى: اغسلوا وجوهكم وأَيديكم إلى المرافق؛ إنَّ

المرافق فيما يغسل. ابن سيده قال إلى مُنتهى لابتداء الغاية. قال سيبويه:

خرجت من كذا إلى كذا، وهي مِثْلُ حتى إلاَّ أَن لحتى فِعلاً ليس لإلى.

ونقول للرجل: إنما أَنا إليك أَي أَنت غايتي ، ولا تكونُ حتى هنا فهذا

أَمْرُ إلى وأَصْلُه وإن اتَّسَعَتْ، وهي أَعمُّ في الكلام من حتى، تقول :

قُمْتُ إليه فتجعله مُنْتَهاك من مكانك ولا تقول حَتَّاه. وقوله عز وجل:

مَن أَنصاري إلى الله؛ وأَنت لا تقول سِرْتُ إلى زيد تريد معه، فإنما جاز

مَن أَنصاري إلى الله لما كان معناه مَن ينضافُ في نُصرتي إلى الله فجاز

لذلك أَن تأْتي هنا بإلى؛ وكذلك قوله تعالى: هل لَكَ إلى أَن تَزَكَّى؛

وأَنت إنما تقول هل لك في كذا، ولكنه لما كان هذا دعاء منه، صلى الله عليه

وسلم ، له صار تقديره أَدعوك أَو أُرْشِدُكَ إلى أَن تزكَّى؛ وتكون إلى

بمعنى عند كقول الراعي :

صَناعٌ فقد سادَتْ إليَّ الغوانِيا

أَي عندي. وتكون بمعنى مع كقولك: فلانٌ حليمٌ إلى أَدبٍ وفقْهٍ؛ وتكون

بمعنى في كقول النابغة:

فلا تَتْرُكَنِّي بالوَعِيدِ كأَنَّني

إلى الناسِ مَطْلِيٌّ به القارُ أَجْرَبُ

قال سيبويه: وقالوا إلَيْكَ إذا قلت تَنَحَّ، قال: وسمعنا من العرَب

مَن يقال له إلَيْكَ، فيقول إلي، كأَنه قيل له تَنَحَّ، فقال أَتَنَحَّى ،

ولم يُستعمل الخبر في شيء من أَسماء الفعل إلاَّ في قول هذا الأَعرابي.

وفي حديث الحج: وليس ثَمَّ طَرْدٌ ولا إلَيْكَ إلَيْكَ؛ قال ابن الأثير:

هو كما تقول الطريقَ الطريقَ، ويُفْعَل بين يدي الأُمراء، ومعناه تَنَحَّ

وابْعُدْ، وتكريره للتأْكيد؛ وأَما قول أَبي فرعون يهجو نبطية استسقاها

ماء:

إذا طَلَبْتَ الماء قالَتْ لَيْكا،

كأَنَّ شَفْرَيْها، إذا ما احْتَكَّا،

حَرْفا بِرامٍ كُسِرَا فاصْطَكَّا

فإنما أَراد إلَيْكَ أَي تَنَحَّ، فحذف الأَلف عجمة؛ قال ابن جني: ظاهر

هذا أَنَّ لَيْكا مُرْدَفة، واحْتَكّا واصْطَكا غير مُرْدَفَتَين، قال:

وظاهر الكلام عندي أَن يكون أَلف ليكا رويًّا، وكذلك الأَلف من احتكا

واصطكا رَوِيٌّ، وإن كانت ضمير الاثنين؛ والعرب تقول إلَيْكَ عني أَي

أَمْسِكْ وكُفَّ، وتقول: إليكَ كذا وكذا أَي خُذْه؛ ومنه قول القُطامي:

إذا التَّيَّارُ ذو العضلاتِ قُلْنا:

إلَيْك إلَيْك، ضاقَ بها ذِراعا

وإذا قالوا: اذْهَبْ إلَيْكَ، فمعناه اشْتَغِلْ بنَفْسك وأَقْبِلْ

عليها؛ وقال الأَعشى:

فاذْهَبي ما إلَيْكِ ، أَدْرَكَنِي الحِلْـ

ـمُ، عَداني عن هَيْجِكُمْ إشْفاقي

وحكى النضر بن شميل عن الخليل في قولك فإني أَحْمَدُ إلَيْكَ الله قال:

معناه أَحمد معك. وفي حديث عمر، رضي الله عنه، أَنه قال لابن عباس، رضي

الله عنهما: إني قائل قولاً وهو إلَيْكَ، قال ابن الأثير: في الكلام إضمار

أَي هو سِرٌّ أَفْضَيْتُ به إلَيْكَ. وفي حديث ابن عمر: اللهم إلَيْكَ

أَي أَشْكو إليك أَو خُذْني إليك. وفي حديث الحسن، رضي الله عنه: أَنه

رأَى من قَوْمٍ رِعَةً سَيِّئَةً فقال اللهم إلَيْكَ أَي اقْبِضْني إليْكَ؛

والرِّعَةُ: ما يَظهر من الخُلُقِ. وفي الحديث: والشرُّ ليس إليكَ أَي

ليس مما يُتقرَّب به إليك، كما يقول الرجل لصاحبه: أَنا منكَ وإليك أَي

التجائي وانْتمائي إليك. ابن السكيت: يقال صاهَرَ فلان إلى بني فلان

وأَصْهَرَ إليهم؛ وقول عمرو:

إلَيْكُم يا بني بَكْرٍ إلَيْكُم،

أَلَمّا تَعْلَموا مِنَّا اليَقِينا؟

قال ابن السكيت: معناه اذهبوا إليكُم وتَباعَدوا عنا. وتكون إلى بمعنى

عند؛ قال أَوس:

فهَلْ لكُم فيها إليَّ، فإنَّني

طَبيبٌ بما أَعْيا النِّطاسِيِّ حِذْيَما

وقال الراعي:

يقال ، إذا رادَ النِّساءُ: خَريدةٌ

صَناعٌ، فقد سادَتْ إليَّ الغَوانِيا

أَي عندي ، وراد النساء: ذَهَبْنَ وجِئن، امرأةٌ رَوادٌ أَي تدخل وتخرج.

العقائد والعبادات

العقائد والعبادات
من أهم العقائد التى وردت في القرآن عقيدة الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر، وقد بينا كيف عرض القرآن هذه العقائد.
أما العبادات فمنها الصلاة، وقد أكثر القرآن من الحديث عنها، وعدها ركنا مؤكدا من أركان الدين، حددت له أوقاته، وليس ثمة ما يبيح تركها، حتى أشد ألوان الخوف في الحرب، ذلك لأن الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً (النساء 103).
والقرآن يجعل الصلاة سمة من سمات المؤمنين، ومظهرا من مظاهر التقوى ودليلا على تمام الخضوع لله، ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ (البقرة 2، 3). إِنَّما تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ (فاطر 18). وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ (البينة 5). ولذا كان من تمامها الخشوع في أدائها، قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ (المؤمنون 1، 2).
وإذا كان للصلاة هذه المنزلة الرفيعة من الدين، فقد أكثر القرآن من الأمر بها، والحث عليها، فقال: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (البقرة 43).
حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ (البقرة 238). قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ (إبراهيم 31). وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها (طه 132). وأثنى على هؤلاء الذين لا يصرفهم شاغل من الحياة عن أدائها، إذ قال: رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ (النور 37). وجعل الكسل في أدائها والنهوض إليها مظهرا من مظاهر النفاق، إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (النساء 142). وجعل الهزء بها كفرا، كالهزء بالدين نفسه، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِياءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَإِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوها هُزُواً وَلَعِباً ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ (المائدة 57، 58).
ويقرر القرآن أن الصلاة عبادة شاقة على النفس، وهو من أجل ذلك يضع الخاشعين مثالا يقتدى به، فهؤلاء لا يجدونها ثقيلة ولا شاقة، كما وضع إلى جانــب ذلك اليوم الآخر وما فيه من نعيم أو عذاب، يدفع المرء إلى الصلاة رغبة أو رهبة فقال: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ (البقرة 45 - 46). وأمر رسوله بالصبر على الصلاة إذ قال: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها (طه 132). ووعد القرآن وعدا كريما من يؤديها على وجهها بأن أجره عنده، ويعيش يوم القيامة في سلامة وأمن، إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة 277). وقد فرضت الصلاة ليتذكر الإنسان في الحين بعد الحين خالقه ورب نعمته، أو ليس الخالق المنعم جديرا بأن يذكر ويشكر، فهذه الصلاة وسيلة الذكر والشكران، إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي (طه 14).
ولذا كان من أكبر أمانى الشيطان أن يصد عن إقامة الصلاة لذلك المعنى الذى أشرت إليه، ويتخذ الشيطان الخمر والميسر وسيلة إلى نسيان الصلاة وذكر الله، إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (المائدة 91).
وكانت الصلاة بأشكالها المختلفة مظهر ذلك في الأديان التى سبقت الإسلام، وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (يونس 87). وإبراهيم يدعو ربه قائلا: رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي (إبراهيم 40). وعيسى يقول: إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا (مريم 30، 31). وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولًا نَبِيًّا وَكانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ وَكانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (مريم 54، 55). وذكر الله في الصلاة عدة مرات في الليل والنهار تدفع إلى تقواه، والوقوف عند حدود ما أمر به ونهى عنه، ولذلك قال سبحانه: وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ (العنكبوت 45). وفي ذكر الله في الصلاة تذكر لقدرته الباهرة، فيلجأ إليه المرء مستعينا بهذه القدرة على تحقيق ما يصبو إليه من أمان وآمال، ولذلك قرنها بالصبر، فقال: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ. والاستعانة بقدرة الله توحى إلى النفس بأن المرء ليس وحيدا في جهاده في تلك الحياة، فيقوى ذلك من روحه المعنوية، وتقوية هذه الروح أساس النجاح والظفر، فإذا انضم إليها الصبر، زال اليأس، وامتلأ القلب بالأمل.
تلك هى الدوافع التى وضعها القرآن إلى جانــب الصلاة، لتحث عليها، وتدفع إلى إقامتها. وعد كريم من الله بالثواب على أدائها، وهى مظهر لشكر الله على نعمه وأفضاله، والشكر على النعمة تدفع إليه الإنسانية المهذبة ويدفع إليه العقل السليم، ثم إنها بصورها المتعددة مظهر هذا الشكر عند الأمم السابقة، ولا يقف فضل الصلاة عند هذا الحد، بل هى ينبوع لطهارة النفس، وبعدها عن الشرور والمآثم، وفيها تقوية للمرء على مجابهة الحياة مزودا بقوة معنوية، ينجح بها فى الحياة، أولا يستحق هذا الينبوع العذب لتهذيب النفس ونجاحها أن يحافظ المرء عليها، وأن يؤديها موفيا أركانها في تؤدة واطمئنان، ولعل هذا هو السر في أن القرآن يستخدم كلمة «يقيم» فالمادة تدل على الدوام والاستمرار، كما تدلّ على معنى التقويم والتهذيب.
ولم يتعرض القرآن لتفصيل هيئة الصلاة، تاركا ذلك لفعل رسول الله، ولكنه عرض بعض أحكامها في إجمال، كقصر الصلاة، وصلاة الخوف، والوضوء.
وتقترن إقامة الصلاة في القرآن غالبا بإيتاء الزكاة، وقد جعلهما القرآن معا مظهرين من مظاهر الإسلام، فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ (التوبة 5). ولا سبيل لكم عليهم، لأنهم «إخوانكم في الدين».
ويقرر القرآن غريزة الملكية، ويعرف ما لها من آثار في تصرفات الإنسان وهو من أجل ذلك دعا هذه الأموال التى يبذلها المرء على سبيل الصدقة، دعاها قرضا يقرضه المتصدق لله، إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ (التغابن 17)، كما أضاف الأموال إلى أصحابها في قوله: وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ (التغابن 15).
وقرر كسبنا لها في قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ (البقرة 267). وفي ذلك تقرير لملكية الإنسان لما تحت يده؛ وليست غريزة الملكية بالضعيفة ولا الواهنة في نفس الإنسان، بل هى قوية عنيفة يقرر القرآن عنفها في قوله:
قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ وَكانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً (الإسراء 100). وقوله: وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ (النساء 128). ولذلك عالج القرآن هذه الناحية النفسية علاجا مستفيضا، كى تسمح النفس بما تملك، وتجود عن رضا ورغبة.
وإذا كانت غريزة الملكية هى التى تدفع إلى الشح، فقد أثارها القرآن إلى الصدقة مؤكدا أن ما سينفقه المرء في الصدقة اليوم، سيخلفه الله عليه غدا وكأنه يوحى إلى الإنسان بأنه إذا تصدق وزكى فلن يخسر شيئا، فلا داعى إلى الشح والإمساك، فضلا عما في الصدقة من استجابة إلى داعى الإنسانية، واتصاف بصفة الكرم وهو من صفات المروءة، قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (سبأ 39). بل إنه يخلفه مضاعفا، إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ (الحديد 18).
وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصابَها وابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَها ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (البقرة 265). مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (البقرة 261). وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (الروم 39). وفي ذلك تحريك لغريزة حب الذات التى تعمل على جلب الخير للنفس، فلا جرم كان وعدها بمضاعفة الجزاء مغريا لها بالصدقة والزكاة، بل إن الجزاء لا يقف عند حد العوض المضاعف، ولكن الله سيوفى المتصدقين أجرهم، ويتولى هو مكافأتهم، وحسبك جزاء الله جزاء يرضى النفس ويكفيها، الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة 262).
الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة 274). مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (الحديد 11). وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ (الأعراف 156). وإذا كان الأمر كذلك فليست هذه الصدقة في حقيقة الأمر سوى خير يعود نفعه على المرء نفسه، وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَما تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (البقرة 272). وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (البقرة 110)، وإذا كانت الزكاة والصدقة خيرا يجب اكتسابه، فمن الخير أن يستكثر الإنسان منه في هذه الحياة وأن يبادر إليه قبل أن تضيع الفرصة ولا تعود وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (المنافقون 10)، قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ (إبراهيم 31)، وفي ذلك إثارة لغريزة الخوف، أن يضيع على المرء خير مأمول.
ويمضى القرآن مخففا من آثار غريزة التملك، فيذكر هؤلاء الذين بأيديهم المال أن الذى أعطاهم ذلك المال إنما هو الله، وهو الذى يطالبهم بأن يعطوا عباده الفقراء بعض ما أعطاهم هو من المال، فيقول: وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللَّهِ الَّذِي آتاكُمْ (النور 33). ثم يصل إلى الحقيقة، فيبين لهم أن هذا المال الذى تحت أيديهم إنما هو في الواقع مال الله، وأنهم ليسوا بأكثر من مستخلفين فيه، أعطاه إياهم لينفقوه حيث يرشدهم إلى مواضع إنفاقه، آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (الحديد 7). وليس ما أعطيناه من مال سوى أحد الاختبارات التى اختبرنا الله بها، ليرى أنشكر أم نكفر، وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (الأنفال 28). وإذا كان المال في الواقع مال الله، فإن الشح به ليس من سمات الخير، ولا مؤذنا بفلاح صاحبه، أما ... مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (الحشر 5).
ويجعل القرآن من صفات المؤمن المثالى أداء الزكاة، ويعده عليها بخير ما يعد به من يعمل صالحا، فيقول: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (الذاريات 15 - 19). وفي اختيار كلمة الْمَحْرُومِ هنا ما يحرك في النفس الشفقة والرحمة والحنان.
واقترن طلب إيتاء الصدقة في القرآن بصفات إنسانية سامية، فنهى عن الرياء فى أدائها، أو اتباعها بالمن والأذى، أو اختيار أردأ المال للتصدق به، وجعل أداءها في السر خيرا، حتى تخلص من الرياء، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (البقرة 267). لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ (آل عمران 92). قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا (البقرة 263 - 264). أرأيت تخير القرآن لكلمة صفوان، يدل بها على قسوة قلب هذا المتصدق الذى يتبع صدقته بالمن والأذى، أو ينفق رياء، فهو لا ينبعث إلى الصدقة بعامل الشفقة والرحمة، ولكن بعامل الغرور والزهو، ولا أريد أن أسرف فى
الحديث عن أسواء المن والأذى والرياء، فهى من الوضوح بمكان، ويقول في الحديث عن كتمان الصدقة: إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئاتِكُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (البقرة 271).
هذا وقد توعد القرآن أولئك الذين لا ترق قلوبهم للإنسانية، ولا يعطفون على البائسين والمحرومين، وقرنهم بهؤلاء الذين لا يؤمنون بالله، وكأنما الكفر بالله قرين الكفر بالإنسانية، قال سبحانه: وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (الحاقة 25 - 34).
أما الصوم فلم يطل القرآن الحديث عنه، واقتصر على الحديث عن بعض أحكامه، ولكنه لم يترك بيان ما يحفزنا إلى الصوم، فأثارنا إليه بأننا لم ننفرد بأدائه، بل كان مفروضا على من سبقنا، وهو ينبوع من ينابيع تقوى الله بما فيه من إمساك النفس عما تشتهى، والتمكين للضمير كى يقوى ويشتد، كما أن اختصاص شهر رمضان بهذه العبادة، لما اختص به من ميزة نزول القرآن فيه: هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ (البقرة 185)، فكان هذا الشهر جديرا أن يتقرب فيه إلى الله.
وتحدث القرآن عن الحج، فقال: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا (آل عمران 97). وانتثر في القرآن الأسباب الباعثة على أداء هذه الفريضة، فقال:
وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالًا وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ لَكُمْ فِيها مَنافِعُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (الحج 27 - 34). فالحج مفروض لهذه المنافع التى يحصل عليها من يشهدونه في الأشهر الحرم، وأى منافع أكبر من انعقاد هذا المؤتمر الإسلامى الجامع يعرف فيه كل بلد ما يحتاج إليه البلد الآخر، وينعقد بين المسلمين في أرجاء الأرض أعظم الصلات السياسية والثقافية والاقتصادية، فإذا انعقد هذا المؤتمر كل عام، تم الربط بين قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وكونوا قوة لها قيمتها وقدرها، ومن الميسور الانتفاع بأيام الحج في تحقيق هذا الهدف، إذا أحسن استغلال وقت الحج على وجه يحقق هذه المنافع التى أشار إليها القرآن، وفي الحج كذلك منافع اقتصادية واضحة لسكان البيت الحرام.
وفضلا عن هذه المنافع الدنيوية، ذات الأثر البالغ في حياة الإسلام- تخلص النفوس في أيام الحج لذكر اسم الله فتخلع عن نفسها مظاهر هذه الحياة الدنيا، ويقف الحاج أمام الله عبدا قد تجرد من زخرف الدنيا وزينتها، ويومئذ يحاسب كلّ نفسه على ما قدم، وما يجب أن يفعل، وفي الحج تعظيم لحرمات الله وشعائره، يدفع إلى التقوى، ويحفز إلى تطهير القلوب، وهو الهدف المقصود من الحج، وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيها خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْها صَوافَّ فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذلِكَ سَخَّرْناها لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ (الحج 36، 37).
وتحدث القرآن في مواضع عن الكعبة، فقال: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً (آل عمران 96 - 97)، وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (آل عمران 26). وإن بيتا هذا شأنه جدير بأن يزوره المسلمون، ويعبدوا ربهم عنده.

ضلل

ضلل: {ضللنا في الأرض}: بطلنا وصرنا ترابا.
ض ل ل: (ضَلَّ) الشَّيْءُ ضَاعَ وَهَلَكَ يَضِلُّ بِالْكَسْرِ ضَلَالًا. وَ (الضَّالَّةُ) مَا ضَلَّ مِنَ الْبَهِيمَةِ لِلذَّكَرِ وَالْأُنْثَى. وَأَرْضٌ (مَضَلَّةٌ) بِفَتْحِ الضَّادِ وَكَسْرِهَا وَفَتْحِ الْمِيمِ فِيهِمَا أَيْ يُضَلُّ فِيهَا الطَّرِيقِ. وَفُلَانٌ يَلُومُنِي (ضَلَّةً) إِذَا لَمْ يُوَفَّقُ لِلرَّشَادِ فِي عَذْلِهِ. وَرَجُلٌ (ضِلِّيلٌ) وَ (مُضَلَّلٌ) أَيْ ضَالٌّ جِدًّا. وَ (الضَّلَالُ) ضِدُّ الرَّشَادِ وَقَدْ (ضَلَّ) يَضِلُّ بِالْكَسْرِ (ضَلَالًا) وَ (ضَلَالَةً) ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي} [سبأ: 50] فَهَذِهِ لُغَةُ نَجْدٍ وَهِيَ الْفَصِيحَةُ. وَأَهْلُ الْعَالِيَةِ يَقُولُونَ: (ضَلِلْتُ) أَضِلُّ بِالْكَسْرِ فِيهِمَا. وَ (أَضَلَّهُ) أَضَاعَهُ وَأَهْلَكَهُ. ابْنُ السِّكِّيتِ: (أَضْلَلْتُ) بَعِيرِي إِذَا ذَهَبَ مِنْكَ. وَ (ضَلَلْتُ) الْمَسْجِدَ وَالدَّارَ إِذَا لَمْ تَعْرِفْ مَوْضِعَهُمَا وَكَذَا كُلُّ شَيْءٍ مُقِيمٍ لَا يُهْتَدَى لَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَعَلِّي (أَضِلُّ) اللَّهَ» يُرِيدُ أَضِلُّ عَنْهُ أَيْ أَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ} [السجدة: 10] أَيْ خَفِينَا. قُلْتُ: أَصْلُ الْحَدِيثِ أَنَّ بَعْضَ الْعُصَاةِ الْخَائِفِينَ قَالَ لِأَهْلِهِ: إِذَا مِتُّ فَأَحْرِقُونِي ثُمَّ ذَرُّونِي فِي الرِّيحِ لَعَلِّي أَضِلُّ اللَّهَ تَعَالَى. قَالَ: وَ (أَضَلَّهُ) اللَّهُ (فَضَلَّ) تَقُولُ: إِنَّكَ تَهْدِي (الضَّالَّ) وَلَا تَهْدِي (الْمُتَضَالَّ) . وَ (تَضْلِيلُ) الرَّجُلِ أَنْ تَنْسُبَهُ إِلَى الضَّلَالِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ} [القمر: 47] أَيْ فِي هَلَاكٍ. 
(ضلل) : ضَلِّلْ ماءَك: أي سَرِّحْه [في البلاد] (ضرر) : الضَّرَرُ: شَفا الكَهْفِ يقالُ: لا تَمْشِ على هذا الضَّرَر؛ لا يَنْهَزْ بك.
(ضلل) - في الحديث: "لَولَا أَنَّ الله تَعالى لا يُحِبُّ ضَلالةَ العَمَل ما رَزَأْناكم عِقالًا".
: أي بُطْلان العَمَل، والبِطالَة: العَمَل الذي لا مَنْفَعةَ فيه، مأخوذ من الضَّلالِ الذي هو الضَّيَاع من قَولِه تعالى: {ضَلَّ سَعْيُهُمْ} .
(ض ل ل) : (ضَلَّ) الطَّرِيقَ وَعَنْهُ يَضِلُّ وَيَضَلُّ إذَا لَمْ يَهْتَدِ إلَيْهِ وَضَلَّ عَنِّي كَذَا أَيْ ضَاعَ (وَمِنْهُ) قَدْ تَضِلُّ الْبَرَاءَةُ عَنْهُ أَيْ يَضِيعُ الْمَكْتُوبُ وَضَلَلْتُ الشَّيْءَ نَسِيتُهُ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُمْ امْرَأَةٌ ضَالَّةٌ وَضَلَّتْ أَيَّامَ حَيْضِهَا وَأَضَلَّتْهَا.

ضلل


ضَلَّ(n. ac.
ضَلَل
ضَلَاْلَة)
a. Erred, went astray.
b. [acc.
or
'An], Wandered from, missed, lost (road).
c. Perished, came to nought; passed away, disappeared;
died.
d. Lost; mislaid.
e. Forgot.

ضَلَّلَa. Misled, led astray, led wrong.
b. Accused of error; thought wrong.
c. Caused to perish, brought to nought; destroyed.

أَضْلَلَa. see II
تَضَلَّلَa. Went away.

تَضَاْلَلَa. Pretended to be astray.

إِسْتَضْلَلَa. Endeavoured to mislead, to lead astray.

ضَلّa. see 22
ضَلَّةa. Perplexity, uncertainty, confusion.
b. Absence.

ضِلّa. see 22
ضِلَّةa. see 22 (a)
ضُلّa. A state of perishing; perdition, ruin.
b. Futile.

ضَلَلa. see 22 (a)
. —
مَضْلَلَة
17t
مَضْلِلَة
Error; the going astray.
b. Place in which one is led astray.

ضَاْلِلa. Erring; astray.

ضَاْلِلَة
(pl.
ضَوَاْلِلُ)
a. fem. of
ضَاْلِلb. Stray (beast); thing lost. —
ضَلَاْل ضَلَاْلَة
Error.
b. Ruin, perdition. —
ضَلُوْل ضِلِّيْل
Astray, misguided, misled, erring.
N. P.
ضَلَّلَa. see 26
N. Ag.
أَضْلَلَa. Leading astray, misleading (road).
b. [art.], Mirage.
ضِلَّةً
a. With impunity.

أُضْلُوْلَة (pl.
ضَلَاْلِيْ4ُ)
a. Error.
ض ل ل

ضل عن الطريق وعن القصد يضل ويضل، وضل الطريق، وأضله غيره وضلله. وضللت بعيري إذا كان معقولاً فلم يهتد لمكانه، وأضللته إذا كان مطلقاً فمرّ ولم تدر أين أخذ. وأضللت خاتمي. وأرض مضلة.

ومن المجاز: ضل في الدين، وهو ضال وضليل وصاحب ضلال وضلالة ومضلل. وقد ضللته: نسبته إلى الضلال، وواقع في أضاليل وأباطيل، وقد تمادى في أضاليل الهوى، وفعل ذلك ضلة، وفلان لضلة: لغية. وذهب دمه ضلة: هدراً. وضل عني كذا: ضاع. وضللته: نسيته. وأضلّني أمر كذا: لم أقدر عليه. وأنشد ابن الأعرابي:

إني إذا خلة تضيفني ... يريد مالي أضلني عللي

وضلّ الماء في اللبن واللبن في الماء إذا خفي فيه وغاب " أئذا ضللنا في الأرض " وأضل الميت: دفن. قال المخبل:

أضلت بنو قيس بن سعد عميدها ... وفارسها في الدهر قيس بن عاصم

و" وقعوا في وادي تضلل " إذا هلكوا، و" فلان ضل بن ضل " وقل بن قل؛ لا يعرف هو وأبوه. قال:

فإن إيادكم ضل بن ضل ... وإنا من إيادكم براء
ض ل ل : ضَلَّ الرَّجُلُ الطَّرِيقَ وَضَلَّ عَنْهُ يَضِلُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ ضَلَالًا وَضَلَالَةً زَلَّ عَنْهُ فَلَمْ يَهْتَدِ إلَيْهِ فَهُوَ ضَالٌّ هَذِهِ لُغَةُ نَجْدٍ وَهِيَ الْفُصْحَى وَبِهَا جَاءَ الْقُرْآنُ فِي قَوْله تَعَالَى {قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي} [سبأ: 50] وَفِي لُغَةٍ لِأَهْلِ الْعَالِيَةِ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَالْأَصْلُ فِي الضَّلَالِ الْغِيبَةُ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْحَيَوَانِ الضَّائِعِ ضَالَّةٌ بِالْهَاءِ لِلذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالْجَمْعُ الضَّوَالُّ مِثْلُ دَابَّةٍ وَدَوَابَّ وَيُقَالُ لِغَيْرِ الْحَيَوَانِ ضَائِعٌ وَلُقَطَةٌ وَضَلَّ الْبَعِيرُ غَابَ وَخَفِيَ مَوْضِعُهُ.

وَأَضْلَلْتُهُ بِالْأَلِفِ فَقَدْتُهُ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَأَضْلَلْتَ الشَّيْءَ بِالْأَلِفِ إذَا ضَاعَ مِنْكَ فَلَمْ تَعْرِفْ
مَوْضِعَهُ كَالدَّابَّةِ وَالنَّاقَةِ وَمَا أَشْبَهَهُمَا فَإِنْ أَخْطَأْتَ مَوْضِعَ الشَّيْءِ الثَّابِتِ كَالدَّارِ قُلْتَ ضَلَلْتُهُ وَضَلِلْتُهُ وَلَا تَقُلْ أَضْلَلْتُهُ بِالْأَلِفِ وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ أَضَلَّنِي كَذَا بِالْأَلِفِ إذَا عَجَزْتَ عَنْهُ فَلَمْ تَقْدِرْ عَلَيْهِ وَقَالَ فِي الْبَارِعِ ضَلَّنِي فُلَانٌ وَكَذَا فِي غَيْرِ الْإِنْسَانِ يَضِلُّنِي إذَا ذَهَبَ عَنْكَ وَعَجَزْتَ عَنْهُ وَإِذَا طَلَبْتَ حَيَوَانًا فَأَخْطَأْتَ مَكَانَهُ وَلَمْ تَهْتَدِ إلَيْهِ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الثَّوَابِتِ فَتَقُولُ ضَلَلْتُهُ وَقَالَ الْفَارَابِيُّ أَضْلَلْتُهُ بِالْأَلِفِ أَضَعْتُهُ فَقَوْلُ الْغَزَالِيِّ أَضَلَّ رَحْلَهُ حَمْلُهُ عَلَى الْفِقْدَانِ أَظْهَرُ مِنْ الْإِضَاعَةِ وَقَوْلُهُ لَا يَجُوزُ بَيْعُ الْآبِقِ وَالضَّالِّ إنْ كَانَ الْمُرَادُ الْإِنْسَانَ فَاللَّفْظُ صَحِيحٌ وَإِنْ كَانَ الْمُرَادُ غَيْرَهُ فَيَنْبَغِي أَنْ يُقَالَ وَالضَّالَّةِ بِالْهَاءِ فَإِنَّ الضَّالَّ هُوَ الْإِنْسَانُ وَالضَّالَّةُ الْحَيَوَانُ الضَّائِعُ وَضَلَّ النَّاسِي غَابَ حِفْظُهُ وَأَرْضٌ مَضَلَّةٌ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالضَّادُ يُفْتَحُ وَيُكْسَرُ أَيْ يُضَلُّ فِيهَا الطَّرِيقُ. 
[ضلل] ضل الشئ يضل ضلالا، أي ضاع وهلَك. والاسم الضُلُّ بالضم. ومنه قولهم: هو ضُلُّ بن ضُلٍّ ، إذا كانَ لا يُعْرفُ ولا يُعْرَفُ أبوه. وكذلك: هو الضَلاَلُ بن التَلاَلُ . والضَالّةُ: ما ضَلَّ من البهيمة للذكر والانثى.وأرض مضلة بالقتح: يضل فيها الطريقُ. وكذلك أرضٌ مَضِلَّةٌ، بفتح الميم وكسر الضاد. وفلان يلومُني ضَلَّةً، إذا لم يُوَفَّقْ للرشاد في عذْله. ورجلٌ ضِلِّيلٌ ومُضَلَّلٌ، أي ضالٌّ جداً، وهو الكثير التَتَبُّعِ للضَلالِ. وكان يقال لامرئ القيس: الملكُ الضِلِّيلُ. والضلضل والضلضلة: الارض الغليظة، عن الاصمعي، كأنه قصر الضلاضل. والضلضلة بضم الضاد وفتح اللام وكسر الضاد الثانية: حجر قدر ما يقله الرجل. وليس في الكلام المضاعف غيره. وأنشد الاصمعي :

وبعد إذ نحن على الضلضله * والضَلالُ والضَلالَةَ: ضدُّ الرشاد. وقد ضَلَلْتُ أضِلُّ. قال تعالى: " قُلْ إن ضللت فإنما أضل على نفسي) . فهذه لغة نجد، وهى الفصيحة. وأهل العالية يقولون: ضللت بالكسر أضل. وهو ضال تال، وهى الضَلالَةُ والتَلالَةُ. وأَضَلُّهُ، أي أَضاعَهُ وأهلكه. يقال أُضِلَّ الميّتُ، إذا دفن. وقال النابغة وآب مضلوه بعينٍ جَلِيَّةٍ وغودِرَ بالجَوْلانِ حزمٌ ونائلُ ابن السكيت: أَضْلَلْتُ بعيري، إذا ذهبَ منك! وضَلَلْتُ المسجدَ والدارَ، إذا لم تعرف موضعهما. وكذلك كل شئ مقيم لا يُهْتَدى له. وفي الحديث عن الرجل الذي قال: " لَعَليِّ أَضِلُّ الله "، يريد أضِلُّ عنه، أي أخْفَى عليه وأغيبُ. من قوله تعالى: (أَئِذا ضَلَلْنا في الأرض) أي خَفينا وغِبْنا. وأَضَلَّهُ الله فضَلَّ. تقول: إنَّك تهدي الضالَّ ولا تهدي المُتَضالَّ. وتَضْليلُ الرجلِ: أن تنسُبه إلى الضَلالِ. وقوله تعالى: (إنَّ المجرِمينَ في ضَلالٍ وسُعُرٍ) ، أي في هلاك. الكسائي: وقع في وادي تُضُلِّلَ، معناه الباطل، مثل تُخَيِّبَ وتَهُلِّكَ، كلُّه لا ينصرف. ويقال للباطل: ضُلٌّ بتَضْلالٍ. قال عمرو ابن شأسٍ الأسَديّ: تَذَكَّرْتَ لَيْلى لاتَ حين اد كارها وقد حنى الاضلاع ضل بتضلال وقول أبى ذؤيب:

رآها الفؤاد فاستضل ضلاله * يعنى: طلب منه أن يَضِلَّ فَضَلَّ، كما يقال جُنَّ جنونه. ومضلل بفتح اللام: اسم رجل من بنى أسد. وقال : فقبلي مات الخالدان كلاهما عميد بنى جحون وابن المضلل
ضلل
ضلَّ/ ضلَّ عن ضَلَلْتُ، يَضِلّ، اضْلِلْ/ ضِلَّ، ضَلاًّ وضَلالاً وضَلالةً، فهو ضالّ، والمفعول مضلول (للمتعدِّي)
• ضلَّ الشَّخصُ:
1 - زلَّ عن الشّيء ولم يهتدِ إليه، انحرف عن الطريق الصحيح " {وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُبِينًا}: كفر- {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ} " ° ضلَّ سعيُه: خاب عملهُ فلم ينفعه.
2 - نسي " {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} ".
• ضلَّت الحَقيقةُ/ ضلَّت عنه الحَقيقةُ: غابت، وخفي موضعها " {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} - {وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} - {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إلاَّ فِي ضَلاَلٍ} ".
• ضلّ الطَّريقَ/ ضلّ عن الطَّريق: تاه، لم يهتدِ إليه " {فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} " ° ضلَّ وِجْهَةَ أمره: لم يهتدِ إلى مقصده. 

أضلَّ يُضلّ، أضْلِلْ/أضِلَّ، إضلالاً، فهو مُضِلّ، والمفعول مُضَلّ
• أضلَّ الشَّخصَ: جعله لا يهتدي لطريق الحقّ، عكس أرشده "أضلَّهم الضبابُ- أضلّه الحبُّ: أعمى قلبَه- {وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ} ".
• أضلَّ اللهُُ أعمالَهم: أبطلها وأحبطها، ولم يجازِهم عليها " {وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} ".
• أضلَّ المَيِّتَ: دفنه. 

ضلَّلَ يضلِّل، تضليلاً، فهو مُضلِّل، والمفعول مُضلَّل
• ضلَّل فلانًا:
1 - صيَّره ضالاًّ، جعله ينحرف عن الطّريق الصّحيح، خدَعه، توَّهه "ضلَّل الناشئة- ضلَّل تحرّيات الشُّرطة: أفسدها- قام بعمليّة تضليل للعدوّ".
2 - نسبه إلى الضّلال، قال عنه: إنّه ضالّ "ضلَّل عاصيًا/ مُختلِسًا".
• ضلَّل الشَّيءَ: ضيّعه " {أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ} ". 

أضاليلُ [جمع]: مف أُضْلولة: أباطيل وأوهام، عكس حقائق "أضاليل الصُّحف/ السَّحرة- تمادى في أضاليل الهوى- نشر أضاليلَه بين السُّذَّج والعوامّ". 

ضالّ [مفرد]: ج ضالُّون وضُلاّل، مؤ ضالّة، ج مؤ ضالاّت وضَوالُّ: اسم فاعل من ضلَّ/ ضلَّ عن ° الابن الضَّالّ: الذي يعود للبيت بعد غياب طويل وحياة مُتهتِّكة. 

ضالّة [مفرد]: ج ضالاّت وضَوالُّ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل ضلَّ/ ضلَّ عن.
2 - كلّ ما ضاع وفُقِد من المحسوسات والمعقولات "الحكمة ضالّة المؤمن: مطلبه- نشد ضالَّته". 

ضَلال [مفرد]:
1 - مصدر ضلَّ/ ضلَّ عن.
2 - (نف) اعتقاد باطل لا يُمكن تغييره أو هزّه بالتدليل العقليّ. 

ضَلالة [مفرد]: مصدر ضلَّ/ ضلَّ عن. 

ضَلّ [مفرد]: مصدر ضلَّ/ ضلَّ عن. 

ضِلِّيل [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من ضلَّ/ ضلَّ عن.
 2 - صاحب غوايات "لُقِّب امرؤُ القيس بالملك الضِّلِّيل". 

مُضِلّ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أضلَّ.
2 - كافر " {وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا} ". 

مُضلِّل [مفرد]: اسم فاعل من ضلَّلَ.
• هجوم مُضلِّل: (سك) مناورة تُشَنّ لصرف أنظار العدوّ عن عمليّة مخطّطة كجزء من استراتيجيّة عسكريَّة. 
الضاد واللام ض ل ل

الضّلالُ والضَّلاَلةُ ضد الهُدَى ضَلِلَت تَضِلُّ هذه اللغة الفصيحةُ وضَلَلْتَ تَضِلَّ ضَلالاً وَضلالةً وقال كراعٌ وبنو تميمٍ يقولون ضَلِلْتُ أَضَلَّ وقال اللحيانيُّ أهلُ الحجازِ يقولون ضَلَلتُ أضِلُّ وأهلُ نَجْدٍ يقولون ضَلَلْت أَضَلُّ وقد قرأوا جميعاً {قُلْ إنْ ضَلِلْتُ وضَلَلْتُ} سبأ 50 قال وكان يحيى بن وَثَّاب يقرأ كلَّ شيءٍ في القرآن ضَلِلْتُ وضَلِلْنَا بكسر اللام ورَجُلٌ ضالٌّ وأمّا ما قرأه مَنْ قرأ ولا الضَّالينَ بهمزِ الألفِ فإِنَّه كَرِهَ الْتقاءَ الساكَنْينِ الألفِ واللام فحرّك الألفَ لالتقائِهما فانقلبت همزةً لأن الألفَ حرفٌ ضعيفٌ واسعُ المَخْرجِ لا يتحملُ الحركةَ فإذا اضطُرُّوا إلى تحرِيكه قَلَبُوه إلى أقربِ الحروفِ إليه وهو الهمزة وعلى ذلك ما حَكَاهُ أبو زَيْدٍ من قولِهم شَأبَّةٌ ومأدَّةٌ وأَنْشَدُوا

(يا عَجَبى لقد رَأَيتُ عَجَبا ... حِمَارَ قَبَّانٍ يَسُوقُ أَرْنَبا) (خاطِمَها زَأمَّها أنْ تَذْهَبَا ... )

يريد زَامَّها وحكَى أبو العباسِ عن أبي زيدٍ قال سَمِعْتُ عَمْرَو بن عُبَيْدٍ يقرأُ {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان} الرحمن 39 بِهَمْزِ جانّ فظَنَنْتُه قد لَحَنَ حتى سَمِعْتُ العربَ تقولُ شَأبَّةٌ ومَأدَّةٌ قال أبو العباس فقُلْتُ لأبي عُثْمانَ أَنْقِيسُ ذلك قال لا ولا أَقْبَلُه وضَلُولٌ كَضالٍّ قال

(لقد زَعَمتْ أُمامَةُ أنَّ مالِي ... بَنِيَّ وأنَّنِي رَجُلٌ ضَلُولُ)

وأضَلَّهُ جَعَلَه ضالا وفي التنزيل {رب إنهن أضللن كثيرا من الناس} إبراهيم 36 أي ضَلُّوا لأنّ بسببها الأَصنامَ لا تفْعَلُ شيئاً ولا تَعْقِلُ وهذا كما تقول قد أَفْتَنَتْنِي هذه الدارُ أي افْتَتَنْتُ بِسَبَبِهَا وقولُ أبي ذُؤَيْبٍ

(رآها الفُؤادُ فاسْتُضِلَّ ضَلالُهُ ... نِيَافاً من البِيضِ الكرامِ العَطابِلِ)

قال السُّكَّرِيُّ طُلِبَ منه أن يَضِلَّ فَضَلَ وضَلِلْتُ الدارَ والمَسْجِدَ والطريقَ وكلَّ شيء مُقِيمٍ لا تَهْتَدِي له وضَلَ هو عَنِّي ضَلالاً وضَلالةً وقولُه تعالى {وما كيد الكافرين إلا في ضلال} غافر 25 أي يذهب كيدهم باطلاً ويحيق بهم ما يريده الله تعالى وأضل البعير والفرس ذَهَبا عنه وقوله تعالى {أضل أعمالهم} محمد 1 8 قال أبو إسحاق معناه لم يُجازِهم على ما عَمِلُوا من خَيْرٍ هذا كما تقولُ لِلَّذي عَمِل عَملاً لم يَعُدْ عليه نَفْعُه قد ضَلَّ سَعْيُكَ التي لا تبرح إذ الأعرابيّ

(ضَلَّ أباهُ فادَّعَى الضَّلالاَ ... )

ضلَّ الشيءُ يَضِلُّ ضَلالاً ضاعَ والضلالة من الإِبلِ التي تبقى بمضيعةٍ لا يُعْرَفُ لها ربّ الذكرُ والأنثى في ذلك سواءٌ ووقع في وادي تضلَلٌ ويضلّلُ أي الباطِل والتَّضْليل تَصْيِيرُ الإنسانِ إلى الضَّلالِ قال الراعي

(وما أَتَيْتُ نُجَيْدَةَ بنَ عُوَيْمِرٍ ... أَبَغِي الهُدَى فَيزيدُني تَضْليلاَ)

هكذا قاله الراعي بالوَقْصِ وهو حذف التاء من مُتَفَاعِلُن فكَرِهَتِ الرُّوَاةُ ذلك وَرَوَتْه ولَمَا أَتَيْتُ على الكَمالِ والتَّضْلاَلُ كالتَّضْليل والضَّلْضَلة الضَّلالُ وأرضٌ مُضِلَّةٌ تَضِلُ الناسَ وكذلك طريق مُضِلّ ورجل ضِلِّيل كثير الضَّلال قال كعب بن زُهيرٍ

(كانت مواعيدُ عُرْقُوبٍ لَها مَثَلاً ... وما مَوَاعِيدُها إِلاَّ الأَضَالِيلُ)

وفلانٌ ضُلٌّ بن ضُلٍّ مُنْهَمكٌ في الضَّلال وقيل هو الذي لا يُعرفُ ولا يُعرف أبُوه وقيل هو الذي لا خيرَ فيه وفي المَثَل يا ضُلَّ ما تَجْرِي به العَصَا أي يا فَقْدَهُ ويا تَلَفَهُ يقوله قَصِيرُ بن سَعْدٍ لجَذِيمةَ الأَبْرشِ حين صار معه إلى الزَّبّاء فلما صار في في عَمَلِها نَدِمَ فقال له قَصيرٌ ارْكَبْ فَرَسِي هذا وانْجُ عليه فإنه لا يُشَقُّ غبارهُ وفَعَلَ ذلك ضِلَّةً أي في ضَلالٍ وهو لضِلَّةٍ أي لغَيْر رَشْدةٍ عن أبي زَيْد وذَهَب ضِلَّةً إذا لم يُدْرَ أيْن ذَهَبَ وذَهبَ دمُه ضِلَّةً إذا لم يُثْأَرْ به وفلان تِبْعُ ضِلَّةٍ مضافٌ أيْ لا خَيْرَ فيه ولا خيرَ عنده عن ثعلبٍ وكذلك رواه الكُوفيِّ وقال ابنُ الأعرابيِّ إنما تِبْعٌ ضِلَّةٌ على الوَصْفِ وفَسّره بما فسَّره به ثعلبٌ وقال مرَّةً هو تِبْعُ ضِلَّةٍ أي داهِيةٌ لا خيرَ فيه وضلَّ الرَّجُلُ مات وصار تُراباً وعظاماً فَضَلَّ فلم يَتَبَيَّنْ شيءٌ من خَلْقِه وفي التنزيل {أئذا ضللنا في الأرض} السجدة 10 وأضْلَلْتُهُ دَفَنْتُه وروى بيت النابغة الذبيانيّ

(فآبَ مُضِلُّوهُ بعَيْنٍ جَلَيَّةٍ ... وغُودِرَ بالجَوْلاَنِ حزم ونَائِلُ)

وأضَلَّت به أُمُّه دفَنَتْه نادرٌ عن ابن الأعرابيِّ وأنشدَ (فَتىً ما أضَلَّتْ به أُمُّهُ ... من القَوْمِ لَيْلَةَ لا مُدَّعَمْ)

قوله لا مُدَّعَم أي لا مَلْجأَ ولا دِعامَةَ وضَلَّ الشيءُ خَفِيَ وغابَ وضَلَلْتُ الشيء نَسِيته والضَّلَلُ الماءُ الذي يَجْرِي تحت الصَّخْرة لا تُصِيبُه الشمسُ وقيل هو الماءُ الذي يَجْرِي بين الشَّجرِ وضَلاضِلُ الماءِ بَقاياهُ والصَّادُ لغةٌ وأرضٌ ضُلْضِلَةٌ وضَلَضِلَةٌ وضُلْضِلٌ وضُلاضِلٌ غليظَةٌ الأخيرة عن اللحيانيِّ وهي أيضا الحجارةُ يُقِلُّها الرَّجُلُ وقال سيبويه الضَّلَضِلُ مقصورٌ عن الضَّلاضِل

ضلل: الضَّلالُ والضَّلالةُ: ضدُّ الهُدَى والرَّشاد، ضَلَلْتَ تَضِلُّ

هذه اللغة الفصيحة، وضَلِلْتَ تَضَلُّ ضَلالاً وضَلالةً؛ وقال كراع: وبنو

تميم يقولون ضَلِلْتُ أَضَلُّ وضَلِلْتُ أَضِلُّ؛ وقال اللحياني: أَهل

الحجاز يقولون ضَلِلْتُ أَضَلُّ، وأَهل نجد يقولون ضَلَلْت أَضِلُّ، قال

وقد قرئ بهما جميعاً قوله عز وجل: قُلْ إِن ضَلَلْتُ فإِنما أَضِلُّ على

نفسي؛ وأَهل العالية يقولون ضَلِلْتُ، بالكسر، أَضَلُّ، وهو ضالٌّ تالٌّ،

وهي الضَّلالة والتَّلالة؛ وقال الجوهري: لغة نجد هي الفصيحة. قال ابن

سيده: وكان يحيى بن وَثَّاب يقرأ كلَّ شيء في القرآن ضَلِلْت وضَلِلْنا،

بكسر اللام، ورَجُلٌ ضالٌّ. قال: وأَما قراءة من قرأَ ولا الضّأَلِّينَ،

بهمز الأَلف، فإِنه كَرِه التقاء الساكنين الأَلف واللام فحرَّك الأَلف

لالتقائهما فانقلبت همزة، لأَن الأَلف حرف ضعيف واسع المَخْرَج لا

يَتَحمَّل الحركة، فإِذا اضْطُرُّوا إِلى تحريكه قلبوه إِلى أَقرب الحروف إِليه

وهو الهمزة؛ قال: وعلى ذلك ما حكاه أَبو زيد من قولهم شأَبَّة ومَأَدَّة؛

وأَنشدوا:

يا عَجَبا لقد رأَيْتُ عَجَبا:

حِمَار قَبّانٍ يَسُوق أَرْنَبا،

خاطِمَها زَأَمَّها أَن تَذْهَبا

يريد زَامَّها. وحكى أَبو العباس عن أَبي عثمان عن أَبي زيد قال: سمعت

عمرو بن عبيد يقرأُ: فيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عن ذَنْبهِ إِنْسٌ ولا

جأَنٌّ، بهمز جانٍّ، فظَنَنْتُه قد لَحَن حتى سمعت العرب تقول شأَبَّة

ومأَدَّة؛ قال أَبو العباس: فقلت لأَبي عثمان أَتَقِيس ذلك؟ قال: لا ولا أَقبله.

وضَلُولٌ: كضَالٍّ؛ قال:

لقد زَعَمَتْ أُمامَةُ أَن مالي

بَنِيَّ، وأَنَّني رَجُلٌ ضَلُولُ

وأَضَلَّه: جعله ضَالاًّ. وقوله تعالى: إِنْ تَحْرِصْ على هُداهم فإِنَّ

الله لا يَهْدي مَنْ يُضِلُّ، وقرئت: لا يُهْدى من يُضِلُّ؛ قال

الزَّجّاج: هو كما قال تعالى: من يُضْلِلِ اللهُ فلا هادِيَ له. قال أَبو منصور:

والإِضْلالُ في كلام العرب ضِدُّ الهداية والإِرْشاد. يقال: أَضْلَلْت

فلاناً إِذا وَجَّهْتَه للضَّلال عن الطريق؛ وإِياه أَراد لبيد:

مَنْ هَدَاهُ سُبُلَ الخيرِ اهْتَدَى

ناعِمَ البالِ، ومن شاءَ أَضَلّ

قال لبيد: هذا في جاهِلِيَّته فوافق قوله التنزيل العزيز: يُضِلُّ من

يشاء ويَهْدِي من يشاء؛ قال أَبو منصور: والأَصل في كلام العرب وجه آخر

يقال: أَضْلَلْت الشيءَ إِذا غَيَّبْتَه، وأَضْلَلْت المَيِّتَ دَفَنْته.

وفي الحديث: سيكُون عليكم أُمَّةٌ إِنْ عَصَيْتُموهم ضَلَلْتم، يريد

بمعصيتهم الخروجَ عليهم وشَقَّ عَصَا المسلمين؛ وقد يقع أَضَلَّهم في غير هذا

الموضع على الحَمْل على الضَّلال والدُّخول فيه. وقوله في التنزيل العزيز:

رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كثيراً من الناس؛ أَي ضَلُّوا بسببها لأَن

الأَصنام لا تفعل شيئاً ولا تَعْقِل، وهذا كما تقول: قد أَفْتَنَتْني هذه

الدارُ أَي افْتَتَنتُ بسببها وأَحْبَبتُها؛ وقول أَبي ذؤيب:

رآها الفُؤَادُ فاسْتُضِلَّ ضَلالُه،

نِيَافاً من البِيضِ الكِرامِ العَطَابِل

قال السُّكَّري: طُلِبَ منه أَن يَضِلَّ فَضَلَّ كما يقال جُنَّ

جُنونُه، ونِيافاً أَي طويلة، وهو مصدر نافَ نِيَافاً وإِن لم يُسْتعمل،

والمستعمل أَناف؛ وقال ابن جني: نِيافاً مفعول ثان لرآها لأَن الرؤية ههنا رؤية

القلب لقوله رآها الفُؤَاد. ويقال: ضَلَّ ضَلاله، كما يقال جُنَّ

جُنونُه؛ قال أُمية:

لوْلا وَثَاقُ اللهِ ضَلَّ ضَلالُنا،

ولَسَرَّنا أَنَّا نُتَلُّ فَنُوأَدُ

وقال أَوس بن حَجَر:

إِذا ناقةٌ شُدَّتْ برَحْل ونُمْرُقٍ،

إِلى حَكَمٍ بَعْدي، فضَلَّ ضَلالُها

وضَلَلْت المَسْجدَ والدارَ إِذا لم تعرف موضعهما، وضَلَلْت الدارَ

والمَسْجدَ والطريقَ وكلَّ شيء مقيم ثابت لا تَهْتَدي له، وضَلَّ هو عَنِّي

ضَلالاً وضَلالةً؛ قال ابن بري: قال أَبو عمرو بن العلاء إِذا لم تعرف

المكانَ قلت ضَلَلْتُه، وإِذا سَقَط من يَدِك شيءٌ قلت أَضْلَلْته؛ قال:

يعني أَن المكان لا يَضِلُّ وإِنما أَنت تَضِلُّ عنه، وإِذا سَقَطَت

الدراهمُ عنك فقد ضَلَّت عنك، تقول للشيء الزائل عن موضعه: قد أَضْلَلْته،

وللشيء الثابت في موضعه إِلا أَنك لم تَهْتَدِ إِليه: ضَلَلْته؛ قال

الفرزدق:ولقد ضَلَلْت أَباك يَدْعُو دارِماً،

كضَلالِ مُلْتَمِسٍ طَريقَ وَبارِ

وفي الحديث: ضالَّة المؤمن؛ قال ابن الأَثير: وهي الضائعة من كل ما

يُقْتَنَى من الحيوان وغيره. الجوهري: الضّالَّة ما ضَلَّ من البهائم للذكر

والأُنثى، يقال: ضَلَّ الشيءُ إِذا ضاع، وضَلَّ عن الطريق إِذا جار، قال:

وهي في الأَصل فاعِلةٌ ثم اتُّسِعَ فيها فصارت من الصفات الغالبة، وتقع

على الذكر والأُنثى والاثنين والجمع، وتُجْمَع على ضَوالَّ؛ قال: والمراد

بها في هذا الحديث الضَّالَّةُ من الإِبل والبقر مما يَحْمِي نفسَه ويقدر

على الإِبْعاد في طلب المَرْعَى والماء بخلاف الغنم؛ والضّالَّة من

الإِبل: التي بمَضْيَعَةٍ لا يُعْرَفُ لها رَبٌّ، الذكر والأُنثى في ذلك

سواء. وسُئل النبي، صلى الله عليه وسلم، عن ضَوالِّ الإِبل فقال: ضالَّةُ

المؤمن حَرَقُ النار، وخَرَجَ جوابُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على

سؤَال السائل لأَنه سأَله عن ضَوالِّ الإِبل فنهاه عن أَخذها وحَذَّره

النارَ إِنْ تَعَرَّضَ لها، ثم قال، عليه السلام: ما لَكَ ولَها، مَعها

حِذاؤُها وسِقاؤها تَرِدُ الماءَ وتأْكل الشَّجَرَ؛ أَراد أَنها بعيدة المَذهَب

في الأَرض طويلة الظَّمَإِ، تَرِدُ الماءَ وتَرْعى دون راعٍ يحفظها فلا

تَعَرَّضْ لها ودَعْها حتى يأْتيها رَبُّها، قال: وقد تطلق الضَّالَّة

على المعاني، ومنه الكلمة الحكيمةُ: ضالَّةُ المؤمن، وفي رواية: ضالَّةُ كل

حكيم أَي لا يزال يَتَطَلَّبها كما يتطلب الرجُلُ ضالَّته. وضَلَّ

الشيءُ: خَفِيَ وغاب. وفي الحديث: ذَرُّوني في الرِّيح لَعَلِّي أَضِلُّ الله،

يريد أَضِلُّ عنه أَي أَفُوتُه ويَخْفَى عليه مكاني، وقيل: لَعَلِّي

أَغيب عن عذابه. يقال: ضَلَلْت الشيءَ وضَلِلْته إِذا جعلتَه في مكان ولم

تَدْرِ أَين هو، وأَضْلَلْته إِذا ضَيَّعْته. وضَلَّ الناسي إِذا غاب عنه

حفظُ الشيء. ويقال: أَضْلَلْت الشيء إِذا وَجَدتَه ضالاًّ كما تقول

أَحْمَدْته وأَبْخَلْته إِذا وجدتَه محموداً وبَخيلاً. ومنه الحديث: أَن النبي،

صلى الله عليه وسلم، أَتى قومَه فأَضَلَّهم أَي وجدهم ضُلاَّلاً غير

مُهْتدِين إِلى الحَقِّ، ومعنى الحديث من قوله تعالى: أََإِذا ضَلَلْنا في

الأَرض أَي خَفِينا وغِبْنا. وقال ابن قتيبة في معنى الحديث: أَي

أَفُوتُه، وكذلك في قوله لا يَضِلُّ ربي لا يَفُوتُه. والمُضِلُّ: السَّراب؛ قال

الشاعر:

أَعْدَدْتُ للحِدْثانِ كلَّ فَقِيدةٍ

أُنُفٍ، كلائحة المُضِلِّ، جَرُور

وأَضَلَّه اللهُ فَضَلَّ، تقول: إِنَّك لتَهْدِي الضالَّ ولا تَهْدِي

المُتَضالَّ. ويقال: ضَلَّني فلانٌ فلم أَقْدِر عليه أَي ذَهَب عَني؛

وأَنشد:

والسّائلُ المُبْتَغِي كَرائمها

يَعْلَم أَني تَضِلُّني عِلَلي

(* قوله «المبتغي» هكذا في الأصل والتهذيب، وفي شرح القاموس: المعتري

وكذا في التكملة مصلحاً عن المبتغي مرموزا له بعلامة الصحة).

أَي تذهب عني. ويقال: أَضْلَلْت الدابّةَ والدراهمَ وكلَّ شيء ليس بثابت

قائم مما يزول ولا يَثْبُت. وقوله في التنزيل العزيز: لا يَضِلُّ رَبي

ولا يَنْسى؛ أَي لا يَضِلُّه ربي ولا ينساه، وقيل: معناه لا يَغِيب عن شيء

ولا يَغِيب عنه شيء. ويقال: أَضْلَلْت الشيءَ إِذا ضاع منك مثل الدابّة

والناقة وما أَشبهها إِذا انفَلَت منك، وإِذا أَخْطَأْتَ موضعَ الشيء

الثابت مثل الدار والمكان قلت ضَلِلْته وضَلَلْته، ولا تقل أَضْلَلْته. قال

محمد بن سَلام: سمعت حَمَّاد بن سَلَمة يقرأُ في كتاب: لا يُضِلُّ ربي

ولا يَنْسى، فسأَلت عنها يونس فقال: يَضِلُّ جَيِّدةٌ، يقال: ضَلَّ فلان

بَعيرَه أَي أَضَلَّه؛ قال أَبو منصور: خالفهم يونس في هذا. وفي الحديث:

لولا أَن الله لا يُحِبُّ ضَلالةَ العَمل ما رَزَأْناكم عِقالاً؛ قال ابن

الأَثير: أَي بُطْلانَ العمل وضَياعَه مأْخوذ من الضَّلال الضياع؛ ومنه

قوله تعالى: ضَلَّ سَعْيُهم في الحياة الدنيا. وأَضَلَّه أَي أَضاعه

وأَهلكه. وفي التنزيل العزيز: إِنَّ المجرمين في ضَلالٍ وسُعُرٍ؛ أَي في هلاك.

والضَّلال: النِّسْيان. وفي التنزيل العزيز: مِمَّنْ تَرْضَوْن من

الشُّهَداء أَن تَضِلَّ إِحداهما فتُذَكِّر إِحداهما الأُخرى؛ أَي تَغِيب عن

حِفْظها أَو يَغيب حِفْظها عنها، وقرئ: إِنْ تَضِلَّ، بالكسر، فمن كَسَر

إِنْ قال كلام على لفظ الجزاء ومعناه؛ قال الزجاج: المعنى في إِنْ تَضِلَّ

إِنْ تَنْسَ إِحداهما تُذَكِّرْها الأُخرى الذاكرة، قال: وتُذْكِر

وتُذَكِّر رَفْعٌ مع كسر إِنْ

(* قوله «وتذكر وتذكر رفع مع كسر ان» كذا في

الأصل ومثله في التهذيب، وعبارة الكشاف والخطيب: وقرأ حمزة وحده ان تضل

احداهما بكسر ان على الشرط فتذكر بالرفع والتشديد، فلعل التخفيف مع كسر ان

قراءة اخرى) لا غير، ومن قرأَ أَن تَضِلَّ إِحداهما فتُذَكِّر، وهي قراءة

أَكثر الناس، قال: وذكر الخليل وسيبويه أَن المعنى اسْتَشْهِدوا امرأَتين

لأَن تُذَكِّرَ إِحداهما الأُخرى ومِنْ أَجل أَن تُذَكِّرَها؛ قال

سيبويه: فإِن قال إِنسان: فَلِمَ جاز أَن تَضِلَّ وإِنما أُعِدَّ هذا للإِذكار؟

فالجواب عنه أَنَّ الإِذكار لما كان سببه الإِضلال جاز أَن يُذْكَر أَن

تَضِلَّ لأَن الإِضلال هو السبب الذي به وَجَب الإِذكارُ، قال: ومثله

أَعْدَدْتُ هذا أَن يَميل الحائطُ فأَدْعَمَه، وإِنما أَعْدَدْته للدَّعم لا

للميل، ولكن الميل ذُكِر لأَنه سبب الدَّعْم كما ذُكِرَ الإِضلال لأَنه

سبب الإِذكار، فهذا هو البَيِّن إِن شاء الله. ومنه قوله تعالى: قال

فَعَلْتُها إِذاً وأَنا من الضّالِّين؛ وضَلَلْت الشيءَ: أُنْسِيتُه. وقوله

تعالى: وما كَيْدُ الكافرين إِلا في ضَلالٍ؛ أَي يَذْهب كيدُهم باطلاً

ويَحِيق بهم ما يريده الله تعالى. وأَضَلَّ البعيرَ والفرسَ: ذهَبا عنه.

أَبو عمرو: أَضْلَلْت بعيري إِذا كان معقولاً فلم تَهْتَدِ لمكانه،

وأَضْلَلْته إِضْلالاً إِذا كان مُطْلَقاً فذهب ولا تدري أَين أَخَذَ. وكلُّ ما

جاء من الضَّلال من قِبَلِك قلت ضَلَلْته، وما جاء من المفعول به قلت

أَضْلَلْته. قال أَبو عمرو: وأَصل الضَّلالِ الغَيْبوبة، يقال ضَلَّ الماءُ

في اللبن إِذا غاب، وضَلَّ الكافرُ إِذا غاب عن الحُجَّة، وضَلَّ الناسي

إِذا غابَ عنه حِفْظه، وأَضْلَلْت بَعيري وغيرَه إِذا ذهَب منك، وقوله

تعالى: أَضَلَّ أَعمالهم؛ قال أَبو إِسحق: معناه لم يُجازِهم على ما عَمِلوا

من خير؛ وهذا كما تقول للذي عمِل عَمَلاً لم يَعُدْ عليه نفعُه: قد

ضَلَّ سَعْيُك. ابن سيده: وإِذا كان الحيوان مقيماً قلت قد ضَلَلْته كما يقال

في غير الحيوان من الأَشياء الثابتة التي لا تَبْرَح؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:

ضَلَّ أَباه فادَّعى الضَّلالا

وضَلَّ الشيءُ يَضِلُّ ضَلالاً: ضاع. وتَضْلِيل الرجل: أَن تَنْسُبَه

إِلى الضَّلال. والتضليل: تصيير الإِنسان إِلى الضَّلال؛ قال الراعي:

وما أَتَيْتُ نُجَيدةَ بْنَ عُوَيْمِرٍ

أَبْغي الهُدى، فيَزِيدني تَضْليلا

قال ابن سيده: هكذا قاله الراعي بالوَقْص، وهو حذف التاء من

مُتَفاعِلُن، فكَرِهت الرُّواةُ ذلك ورَوَته: ولمَا أَتيتُ، على الكمال.

والتَّضْلالُ: كالتَّضْلِيل. وضَلَّ فلان عن القَصْد إِذا جار. ووقع في وادي

تُضُلِّلَ وتُضَلِّلَ أَي الباطل. قال الجوهري: وقَع في وادي تُضُلِّلَ مثل

تُخُيِّبَ وتُهُلِّك، كله لا ينصرف. ويقال للباطل: ضُلٌّ بتَضْلال؛ قال عمرو

بن شاس الأَسدي:

تَذَكَّرْت ليلى، لاتَ حينَ ادِّكارِها،

وقد حُنِيَ الأَضْلاعُ، ضُلٌّ بتَضْلال

قال ابن بري: حكاه أَبو علي عن أَبي زيد ضُلاًّ بالنصب؛ قال ومثله

للعَجَّاج:

يَنْشُدُ أَجْمالاً، وما مِنْ أَجمال

يُبْغَيْنَ إِلاَّ ضُلَّة بتَضْلال

والضَّلْضَلةُ: الضَّلالُ. وأَرضٌ مَضِلَّةٌ ومَضَلَّةٌ: يُضَلّ فيها

ولا يُهْتَدى فيها للطريق. وفلان يَلومُني ضَلَّةً إِذا لم يُوَفَّق للرشاد

في عَذْله. وفتنة مَضَلَّة: تُضِلُّ الناسَ، وكذلك طريق مَضَلٌّ.

الأَصمعي: المَضَلُّ والمَضِلُّ الأَرض المَتِيهةُ. غيره: أَرض مَضَلٌّ تَضِلُّ

الناس فيها، والمَجْهَلُ كذلك. يقال: أَخَذْت أَرضاً مَضِلَّةً

ومَضَلَّة، وأَخذْت أَرضاً مَجْهَلاً مَضَلاًّ؛ وأَنشد:

أَلا طَرَقَتْ صَحْبي عُميرَةُ إِنها،

لَنا بالمَرَوْراةِ المَضَلِّ، طَروق

وقال بعضهم: أَرضٌ مَضِلَّةٌ ومَزِلَّة، وهو اسم، ولو كان نعتاً كان

بغير الهاء. ويقال: فَلاةٌ مَضَلَّةٌ وخَرْقٌ مَضَلَّةٌ، الذَّكر والأُنثى

والجمع سواء، كما قالوا الولد مَبْخَلةٌ؛ وقيل: أَرضٌ مَضَلَّةٌ ومَضِلَّة

وأَرَضون مَضَلاَّت ومَضِلاَّتٌ. أَبو زيد: أَرض مَتِيهةٌ ومَضِلَّةٌ

ومَزِلَّة مِن الزَّلَق. ابن السكيت: قولهم أَضَلَّ الله ضَلالَك أَي ضَلَّ

عنك فذَهب فلا تَضِلُّ. قال: وقولهم مَلَّ مَلالُك أَي ذهَب عنك حتى لا

تَمَلَّ. ورجل ضِلِّيل: كثير الضَّلال. ومُضَلَّلٌ: لا يُوَفَّق لخير أَي

ضالٌّ جدّاً، وقيل: صاحب غَواياتٍ وبَطالاتٍ وهو الكثير التتبُّع

للضَّلال. والضِّلِّيلُ: الذي لا يُقْلِع عن الضَّلالة، وكان امرؤ القيس

يُسَمَّى الملِكَ الضِّلِّيل والمُضلَّل. وفي حديث عليٍّ وقد سُئل عن أَشعر

الشعراء فقال: إِنْ كان ولا بُدَّ فالملِك الضِّلِّيل، يعني امْرَأَ القيس،

كان يُلَقَّب به. والضِّلِّيل، بوزن القِنْدِيل: المُبالِغ في الضَّلال

والكثيرُ التَّتبُّع له. والأُضْلُولةُ: الضَّلال؛ قال كعب بن زهير:

كانت مَواعِيدُ عُرْقُوبٍ لها مَثَلاً،

وما مَواعِيدُها إِلا الأَضالِيلُ

وفلان صاحب أَضَالِيلَ، واحدتها أُضْلُولةٌ؛ قال الكميت:

وسُؤَالُ الظِّباءِ عَنْ ذِي غَدِ الأَمْـ

ـرِ أَضَالِيلُ من فُنُون الضَّلال

الفراء: الضُّلَّة، بالضم، الحَذَاقة بالدَّلالة في السَّفَر.

والضَّلَّة: الغَيْبوبةُ في خير أَو شَرٍّ. والضِّلَّة: الضَّلالُ. وقال ابن

الأَعرابي: أَضَلَّني أَمْرُ كذا وكذا أَي لم أَقْدِرْ عليه، وأَنشد:

إِنِّي، إِذا خُلَّةٌ تَضَيَّفَني

يُريدُ مالي، أَضَلَّني عَلِلي

أَي فارَقَتْني فلم أَقْدِرْ عليها. ويقال للدَّلِيل الحاذق الضُّلاضِل

والضُّلَضِلة

(* قوله «ويقال للدليل الى قوله الضلضلة» هكذا في الأصل،

وعبارة القاموس وشرحه: وعلبطة عن ابن الاعرابي والصواب وعلبط كما هو نص

الباب اهـ. لكن في التهذيب والتكملة مثل ما في القاموس).

قاله ابن الأَعرابي: وضَلَّ الشيءُ يَضِلُّ ضَلالاً أَي ضاع وهَلَك،

والاسم الضُّلُّ، بالضم؛ ومنه قولهم: فلان ضُلُّ بن ضُلٍّ أَي مُنْهَمِكٌ في

الضَّلال، وقيل: هو الذي لا يُعْرَف ولا يُعْرَف أَبوه، وقيل: هو الذي

لا خير فيه، وقيل: إِذا لم يُدْرَ مَنْ هو ومِمَّنْ هو، وهو الضَّلالُ

بْنُ الأَلال والضَّلال بن فَهْلَل وابْنُ ثَهْلَل؛ كُلُّه بهذا المعنى.

يقال: فلان ضُِلُّ أَضْلالٍ وصِلُّ أَصْلالٍ

(* قوله «ضل أضلال وصل أصلال»

عبارة القاموس: ضل أضلال بالضم والكسر، واذا قيل بالصاد فليس فيه الا

الكسر) بالضاد والصاد إِذا كان داهية. وفي المثل: يا ضُلَّ ما تَجْرِي به

العَصَا أَي يا فَقْدَه ويا تَلَفَه يقوله قَصِير ابن سعد لجَذِيمةَ

الأَبْرَش حين صار معه إِلى الزَّبَّاء، فلما صار في عَمَلِها نَدِمَ، فقال له

قَصِيرٌ: ارْكَبْ فرسي هذا وانْجُ عليه فإِنه لا يُشَقُّ غُبَارُه. وفعل

ذلك ضِلَّةً أَي في ضَلال. وهُو لِضِلَّةٍ أَي لغير رشْدةٍ؛ عن أَبي زيد.

وذَهَب ضِلَّةً أَي لم يُدْرَ أَين ذَهَب. وذَهَبَ دَمُه ضِلَّةً: لم

يُثْأَرْ به. وفلانٌ تِبْعُ ضِلَّةٍ، مضاف، أَي لا خَير فيه ولا خير عنده؛

عن ثعلب، وكذلك رواه ابن الكوفي؛ وقال ابن الأَعرابي: إِنما هو تِبْعٌ

ضِلَّةٌ، على الوصف، وفَسَّره بما فَسَّره به ثعلب؛ وقال مُرَّة: هو تِبْعُ

ضِلَّة أَي داهيةٌ لا خير فيه، وقيل: تِبْعُ صِلَّةٍ، بالصاد. وضَلَّ

الرَّجُلُ: مات وصار تراباً فَضَلَّ فلم يَتَبَيَّنْ شيء من خَلْقه. وفي

التنزيل العزيز: أَإِذا ضَلَلْنَا في الأَرض؛ معناه أَإِذا مِتْنا وصِرْنا

تراباً وعِظَاماً فَضَلَلْنا في الأَرض فلم يتبين شيء من خَلقنا.

وأَضْلَلْته: دَفَنْته؛ قال المُخَبَّل:

أَضَلَّتْ بَنُو قَيْسِ بنِ سَعْدٍ عَمِيدَها،

وفارِسَها في الدَّهْر قَيْسَ بنَ عاصم

وأُضِلَّ المَيِّتُ إِذا دُفِنَ، وروي بيت النابغة الذُّبْياني يَرْثي

النُّعمان بن الحرث بن أَبي شِمْر الغَسَّانيّ:

فإِنْ تَحْيَ لا أَمْلِكْ حَياتي، وإِن تَمُتْ

فما في حَياةٍ بَعْدَ مَوْتِك طائلُ

فآبَ مُضِلُّوهُ بعَيْنٍ جَلِيَّةٍ،

وغُودِرَ بالجَوْلانِ حَزْمٌ ونائلُ

يريد بِمُضِلِّيه دافِنيه حين مات، وقوله بعَيْنٍ جَلِيَّةٍ أَي بخبرٍ

صادقٍ أَنه مات، والجَوْلانُ: موضع بالشام، أَي دُفِن بدَفْن النُّعمان

الحَزْمُ والعطاءُ. وأَضَلَّتْ به أُمُّه: دَفَنتْه، نادر؛ عن ابن

الأَعرابي؛ وأَنشد:

فَتًى، ما أَضَلَّتْ به أُمُّه

من القَوْم، لَيْلَة لا مُدَّعَم

قوله لا مُدَّعَم أَي لا مَلْجَأَ ولا دِعَامَة. والضَّلَلُ: الماء الذي

يَجرِي تحت الصَّخرة لا تصيبه الشمس، يقال: ماءٌ ضَلَلٌ، وقيل: هو الماء

الذي يجري بين الشجر. وضَلاضِلُ الماء: بقاياه، والصادُ لُغةٌ، واحدتها

ضُلْضُلَةٌ وصُلْصُلة. وأَرضٌ ضُلَضِلة وضَلَضِلةٌ وضُلَضِلٌ وضَلَضِلٌ

وضُلاضِلٌ: غليظة؛ الأَخيرة عن اللحياني، وهي أَيضاً الحجارة التي

يُقِلُّها الرجلُ، وقال سيبويه: الضَّلَضِلُ مقصور عن الضَّلاضِل. التهذيب:

الضُّلَضِلَةُ كُلُّ حجر قَدْر ما يُقِلُّه الرَّجُلُ أَو فوق ذلك أَملس يكون

في بطون الأَودية؛ قال: وليس في باب التضعيف كلمة تشبهها. الجوهري:

الضُّلَضِلة، بضم الضاد وفتح اللام وكسر الضاد الثانية، حَجَرٌ قَدْر ما

يُقِلُّه الرجل، قال: وليس في الكلام المضاعف غيره؛ وأَنشد الأَصمعي لصَخْر

الغَيِّ:

أَلَسْت أَيَّامَ حَضَرْنا الأَعْزَلَه،

وبَعْدُ إِذْ نَحْنُ على الضُّلَضِله؟

وقال الفراء: مَكانٌ ضَلَضِلٌ وجَنَدِلٌ، وهو الشديد ذو الحجارة؛ قال:

أَرادوا ضَلَضِيل وجَنَدِيل على بناء حَمَصِيص وصَمَكِيك فحذفوا الياء.

الجوهري: الضَّلَضِلُ والضَّلَضِلة الأَرض الغليظةُ؛ عن الأَصمعي، قال:

كأَنه قَصْر الضَّلاضِل.

ومُضَلَّل، بفتح اللام: اسم رجل من بني أَسد؛ وقال الأَسود بن يعْفُر:

وقَبْليَ مات الخالِدَان كِلاهُما:

عَمِيدُ بَني جَحْوانَ وابْنُ المُضَلَّلِ

قال ابن بري: صواب إِنشاده فَقَبْلي، بالفاء، لأَن قبله:

فإِنْ يَكُ يَوْمِي قد دَنَا، وإِخالُه

كَوَارِدَةٍ يَوْماً إِلى ظِمْءِ مَنْهَل

والخالِدَانِ: هُمَا خالِدُ بْنُ نَضْلة وخالِدُ بن المُضَلَّل.

ضلل
{الضَّلاَلُ،} والضَّلاَلَةُ، {والضُّلُّ، ويُضَمُّ،} والضَّلْضَلَةُ، {والأُضْلُولَةُ، بالضَّمِّ،} والضِّلَّةُ، بالكَسرِ، وهُما مُفْرَدا {أَضَالِيلَ فِي قَوْلَيْنِ،} والضَّلَلُ، مُحَرَّكَةً: ضِدُّ الْهُدَى، والرَّشادِ، وقالَ ابنُ الكَمالِ: {الضَّلالُ فَقْدُ مَا يُوَصِّل إِلَى المطلوبِ، وقيلَ: سُلُوكُ طَرِيقٍ لَا يُوَصِّلُ إِلى المَطْلُوبِ، وقالَ الرَّاغِبُ: هوَ العُدُولُ عَن الطريقِ المُسْتَقِيمِ، وتُضَادُّه الهِدَايةُ، قالَ اللهُ تَعالى: فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ومَنْ ضَلَّ فَإِنَّما} يَضِلُّ عَلَيْها، ويُقالُ: الضَّلالُ: لِكُلِّ عُدُلٍ عَن الحَقِّ، عَمْداً كانَ أَو سَهُواً، يَسِيراً كانَ أَو كثيرا، فَإِنَّ الطَّريقَ المُسْتَقِيمَ، الَّذِي هُوَ المُرْتَضَى، صَعْبٌ جِداً، وَلِهَذَا قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم: اسْتَقِيمُوا وَلنْ تُحْصُوا وَلذَاالأَلِفِ، فَإِنَّهُ كَرِهَ الْتِقاءَ السَّاكِنَيْنِ الأَلِفِ واللاَّمِ، فَحَرَّكَ الأَلِفَ لاِلْتِقائِهِما، فانْقَلَبَتْ هَمْزَةً، لأَنَّ الأَلِفَ حَرْفٌ ضَعِيفٌ واسِعُ المَخْرَجِ، لَا يَتَحَمَّلُ الحَرَكَةَ، فَإِذا اضْطُرُّوا إِلَى تَحْرِيكِهِ قَلَبُوهُ)
إِلَى أَقْرَبِ الحروفِ إِلَيْهِ، وهوَ الهَمْزَةُ، قالَ: وعَلى ذلكَ مَا حَكاهُ أَبُو زَيْدٍ، مِن قَوْلِهِمْ: شَأْبَّةٌ ومَأَدَّةٌ. قلتُ: وَهِي قَرَاءَةُ أيوبَ السَّخْتِيانِيُّ، وَقد بَسَطَهُ ابنُ جِنِّيٍ فِي الْمُحْتَسَبِ، وذكرَ تَوْجِيهَ هَذِه القِراءَةِ، فانْظِرْهُ. {والضَّلُولُ:} الضَّالُّ، قَالَ:
(لقد زَعَمَتْ أُمامَةُ أَنَّ مَالِي ... بَنِيَّ وأَنَّنِي رَجُلٌ {ضَلُولُ)
و} ضَلِلْتُ الدَّارَ، والمَسْجِدَ، والطَّرِيقَ، كَمَلِلْتُ، وكُلَّ شَيْءٍ مُقِيمٍ ثَابِتٍ لَا يُهْتَدَى لَهُ، {وضَلَّ هُوَ عَنِّيَ} ضَلالاً، {وضَلالَةً، أَي ذَهَبَ، وَفِي الصِّحاحِ: قالَ ابنُ السِّكِّيتِ:} ضَلِلْتُ المَسْجِدَ والدَّارَ، إِذا لَمْ تَعْرِفْ مَوْضِعَهُما، وكذلكَ كُلُّ شَيْءٍ مُقِيمٍ لَا يُهْتَدَى لَهُ، قالَ ابنُ بَرِّيٍّ: قالَ أَبُو عَمْرِو بنِ العَلاءِ: إِذا لَمْ تَعْرِف المكانَ قُلتَ: {ضَلِلْتُهُ، وَإِذا سَقَطَ مِنْ يَدِكَ شَيْءٌ قُلْتَ:} أَضْلَلْتُهُ، قالَ: يَعْنِي أَنَّ المَكانَ لَا {يَضِلُّ، وإِنَّما أنتَ} تَضِلُّ عَنهُ، وَإِذا سقَطَتِ الدَّرَاهِمُ منكَ، فقد {ضَلَّتْ عَنْكَ، تقولُ للشَّيْءِ الزائل فِي مَوضِعِهِ قد} أَضُلَلْتُهُ، وللشيء الثَّابِت فِي مَوْضِعه إلاَ أنّكَ لَمْ تَهْتَدِ إِلَيْهِ: {ضَلَلْتُهُ، قَالَ الْفَرَزْدَقُ:
(وَلَقَد} ضَلَلْتَ أَبَاكَ يَدْعُو دَارِماً ... {كضَلاَلِ مُلْتَمِسٍ طَرِيقَ وَبَارِ)
} وأَضَلَّ فُلاَنٌ الْبَعِيرَ، والْفَرَسَ: ذَهَبَا عَنْهُ، وانْفَلَتَا، قالَ أَبُو عَمْرٍ و: {أَضْلَلْتُ بَعِيرِي، إِذا كانَ مَعْقُولاً فلمْ تَهْتِدِ لِمَكانِهِ،} وأَضْلَلْتُهُ {إِضْلالاً، إِذا كانَ مُطْلَقاً فَذَهَبَ، وَلَا تَدْرِي أَيْن أَخَذَ، وكُلُّ مَا جاءَ مِنَ} الضّلالِ مِنْ قِبَلِكَ قلتَ: {ضَلَلْتُهُ، وَمَا جاءَ مِنَ المَفْعُولِ بِهِ، قلتَ:} أَضْلَلْتُهُ، {كَضَلَّهُما، قالَ يُونُسُ: يُقالُ فِي غيرِ الثَّابِتِ:} ضَلَّ فُلانٌ بَعِيرَهُ، أَي! أَضَلَّهُ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: خَالَفَهُم يُونُسُ فِي هَذَا. {وضَلَّ الشَّيْءُ،} يَضِلُّ، أَي بفتحِ العَينِ فِي الماضِي وكسرِها فِي المُضَارِعُ، وتُفْتَحُ الضَّادُ فِي المُضَارعُ، أَي مَعَ كَسْرِ العَيْنِ فِي الْمَاضِي، وَبِهَذَا يَنْدَفِعُ مَا أَوْرَدَهُ شيخُنا، قَضِيَّتُهُ فَتْحُ الضَّادِ فِي مُضارِعِ ضَلَّ المَفْتُوحِ، وَلَا وَجْهَ لَهُ، إِذْ لَا حَرْفَ حَلْقٍ فِيهِ، والمَفْتُوحُ إِنَّما سُمِعَ فِي المَكسورِ العَيْنِ كَمَلَّ، واللهُ أَعْلمُ انْتَهَى. نعمْ لَو قالَ: وضَلَّ، كزَلَّ ومَلَّ، لاَنْدَفَعَتْ عنهُ الشُّبْهَةُ، {ضَلاَلاً، مَصْدَرٌ لَهما، كسَمِعَ يَسْمَعُ، سَماعاً: ضَاعَ، وَمِنْه قولُه تَعالى:} ضَلَّ سَعْيُهُم فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا، أَي ضاعَ، وَهُوَ مجازٌ.
وضَلَّ الرَّجُلُ: ماتَ، وصارَ تُراباً وعِظَاماً، {فَضَلَّ، فلمْ يَبْنِ شَيْءٌ مِنْ خَلْقِهِ، وَفِي التَّنْزِيلِ العزيزِ: أَئِذَا} ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ، أَي مِتْنَا وصِرْنَا تُراباً وعِظاماً، {فَضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ، فَلم يَتَبَيَّنْ شَيْءٌ مِنْ خَلْقِنا، وقالَ الرَّاغِبُ: هُوَ كِنايةٌ عَن المَوْتِ، واسْتِحَالَةِ البَدَنِ، وقُرِئَ بالصَّادِ، كَمَا تَقَدَّم. (و) } ضَلَّ الشَّيْءُ: إِذا خَفِيَ وغَابَ، ومنهُ ضَلَّ الماءُ فِي اللَّبَنِ، وَهُوَ مَجازٌ، ويُقالُ: ضَلَّ)
الكافِرُ، إِذا غَابَ عَن الحُجَّةِ، وضَلَّ النَّاسِي، إِذا غابَ عنهُ حِفْظُهُ، وَفِي الحديثِ: أَنَّ رَجُلاً أوْصَى بَنِيهِ إِذا مِتُّ فاحْرِقُونِي، فإِذا صَرْتُ حُمَماً فاسْهَكُونِي، ثُمَّ ذُرُّونِي، لَعَلِّي {أَضِلُّ اللهَ، أَي أَغِيبُ عَن عَذَابِ اللهِ، وقالَ القُتَيْبِيُّ: أَي لَعَلِّي أَفُوتُ اللهَ ويَخْفَى عَليهِ مَكانِي. وضَلَّ فُلانٌ فُلاَناً: أُنْسِيَهُ،} والضَّلالُ: النِّسْيانُ، ومنهُ قَوْلُهُ تَعالى: مِمَّن تَرْضَوْنَ منَ الشُّهَداءِ أَنْ! تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الأُخْرى، أَي تَغِيبَ عَن حِفْظِها، أَو يَغِيبَ حِفْظُها عَنْهَا، قالَ الرَّاغِبُ: وذلكَ مِنَ النِّسْيانِ المَوْضُوعِ فِي الإِنْسانِ، وقُرِئَ: إِن تَضِلَّ، بِكَسرِ الهَمْزَةِ، فَمَنْ كَسَرَ إِنْ فالكَلامُ عَلى لَفْظِ الجَزاءِ ومَعْناهُ، قالَ الزَّجَّاجُ: المَعْنَى فِي إِن تَضِلَّ إِنْ تَنْسَ إِحْداهُما تُذَكَّرْها الذَّاكِرَةُ، قالَ: وتُذْكِرُ وتُذَكِّر رَفْعٌ مَعَ كَسرِ إِنْ لَا غَيْرُ، ومَنْ قَرَأَ: أَن تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذْكِّرَ، وَهِي قَرَاءَةُ أَكْثَرِ النَّاسِ، فذَكَرَ الخَليلُ وسِيبَوَيْه، أَنَّ المَعْنَى اسْتَشْهِدُوا امْرَأَتَيْنِ، لأَنْ تُذَكِّرَ إِحْداهُما الأُخْرَى، ومِنْ أَجْلِ أَن تُذَكِّرَها، فَإِنْ قالَ إِنْسانٌ: فلِمَ جازَ أَنْ تَضِلَّ، وإِنَّما اُعِدَّ هَذَا لِلإِذْكارِ فالجَوابُ عنهُ أَنَّ الإِذْكارَ لَمَّا كانَ سَبَبُهُ {الإِضْلالَ، جازَ أَنْ يُذْكَرَ أَنْ تَضِلَّ، لأنَّ الإِضْلالَ هُوَ السَّبَبُ الَّذِي بِهِ وَجَبَ الإِذْكارُ، قالَ: ومِثْلُهُ: أَعْدَدْتُ هَذَا أَنْ يَمِيلَ الحائِطَ فَأَدْعَمَهُ، وإِنَّما أعْدَدْتُهُ لِلدّعْمِ لَا للْمَيْلِ، ولكنَّ المَيْلَ ذُكِرَ، لأَنَّهُِ سَبَبُ الدَّعْمِ، كَما ذُكِرَ الإَضْلالُ لأنَّهُ سَبَبُ الإِذْكارِ، هَذَا هُوَ البَيِّنُ إِنْ شاءَ اللهُ تَعالى، وَمِنْه قولُهُ تَعالى: قالَ. فَعَلْتُهَا إِذاً وأَنا مِنَ} الضَّالِّينَ، تَنْبِيهاً أَنَّ ذلكَ منهُ سَهْوٌ.
ويُقالُ: {- ضَلَّنِي فُلانٌ، فَلم أَقْدِرْ عليهِ: أَي ذَهَبَ عَنِّي، قَالَ ابنُ هَرْمَةَ:
(والسَّائِلُ المُعْتَرِي كَرَائِمَها ... يَعْلَمُ أَنِّي} - تَضِلُّني عِلَلِي)
أَي تَذْهبُ عَنِّي. {والضُّلَّةُ، بالضَّمِّ: الْحِذْقُ بالدَّلالَةِ فِي السَّفَرِ، قالَهُ الفَرَّاءُ. (و) } الضَّلَّةُ، بالْفَتْحِ: الحَيْرَةُ، وَقد {ضَلَّ،} ضَلَّةً، إِذا تَحَيَّرَ، قالَهُ ابنُ السِّيدِ. وَأَيْضًا: الْغَيْبَةُ لِخَيْرٍ، ونَصُّ المُحْكَمِ: فِي خَيْرٍ، أَو شَرٍّ. {والضَّالَّةُ مِنَ الإبِلِ: الَّتِي تَبْقَى بِمَضْيَعَةٍ بَلا رَبٍّ يُعْرَفُِ، وقالَ ابنُ الأَثِيرِ:} الضَّالَّةُ هِيَ الضَّائِعَةُ مِنْ كُلَّ مَا يُقْتَنَى، مِنَ الحَيَوان وغَيرِهِ، وَهِي فِي الأَصْلِ فاعِلَةٌ، ثمَّ اتَّسِعَ فِيهَا فصارَتْ مِنَ الصِّفاتِ الغالِبَةِ، وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: الضَّالَّةُ: مَا! ضَلَّ مِنَ البَهِيمَةِ، لِلذَّكَرَِ والأُنْثَى، زادَ غيرُه: والاثْنَيْنِ والجَمِيعُ، ويُجْمَعُ عَلى {ضَوَالَّ، وَفِي الحديثِ: إِنَّا نُصِيبُ هَوَامِي الإِبِلِ، فقالَ:} ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ أَو المُسْلِمِ حَرَقُ النَّارِ، وَقد تُطلَقُ {الضَّالَّةُ على الْمعَانِي، وَمِنْه: الحِكْمَةُ ضَالَّةْ المُؤْمِنِ، أَي لَا يَزالُ يَتَطَلَّبُها كَما يَتَطَلَّبُ الرَّجُلُ} ضَالَّتَهُ. وقالَ الكِسائِيُّ: وَقَعَ فِي وَادِي {تُضُلِّلَ، بِضَمَّتَيْنِ وكَسْرِ اللاَّمِ المُشَدَّدَةِ، وَقد تُفْتَحُ الضَّادُ، وهذهِ عَن ابنِ عَبَّادٍ، وذَكَرَها أَيْضا ابنُ) سِيدَه، وَهُوَ الْبَاطِلُ، مِثلُ تُخُيِّبَ وتُهُلِّكَ، كُلُّه لَا يَنْصَرِفُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَفِي الأَساسِ: وَقَعُوا فِي وادِي تُضُلِّلَ، أَي هَلَكوا، وَهُوَ مَجازٌ.} وضَلَّلَهُ {تَضْلِيلاً،} وتَضْلاَلاً، بالفتحِ: صَيَّرَهُ إِلى {الضَّلالِ، وقيلَ: نَسَبَهُ إِليه، قالَ الرَّاعِي:
(وَمَا أَتَيْتُ نُجَيْدَةَ بنَ عُوَيْمِرٍ ... أَبْغِي الهُدَى فيَزِيدُنِي تَضْلِيلاَ)
قَالَ ابنُ سِيدَه: هَكَذَا قالَهُ الرَّاعِي بالوَقْصِ، وَهُوَ حَذْفُ التَّاءِ مِنْ مُتفاعِلُن، فكَرِهَتِ الرُّوَاةُ ذلكَ، ورَوضتْهُ، ولَما أَتَيْتُ على الكَمالِ. وأَرْضٌ} مَضَلَّةٌ، بفتحِ الضَّادِ، {ومَضِلَّةٌ، بكسرِها، نَقَلَهما الجَوْهَرِيُّ،} وضُلَضِلَةٌ، كعُلَبِطَةٍ، وَهَذِه عَن الصّاغَانِيِّ: يُضَلُّ فِيها الطَّرِيقُ، كَما فِي الصِّحاحِ، زادَ غيرُه: وَلَا يُهْتَدَى، وقيلَ: أَرْضٌ مَضَلَّةٌ: تَحْمِلُكَ إِلى الضَّلالِ، كَما هُوَ القِياسُ فِي كُلِّ مَفْعَلَةٍ، على مَا نَقَلَهُ الخَفاجِيُّ فِي شَرْخِ الشِّفاءِ، ومَرَّ فِي جهل، ومثلُهُ الحديثُ: الْوَلَدُ مَجْبَنَةٌ مَبْخَلَةٌ، وقالَ بعضُهم: أَرْضٌ {مَضِلَّةٌ، ومَزلَّةٌ، وَهُوَ اسْمٌ، وَلَو كانَ نَعْتاً لَكانَ بغيرِ الْهاءِ، ويُقالُ: فلاةٌ مَضَلَّةٌ، وخَرْقٌ مَضلَّة، الذَّكَرُ والأُنْثَى والجَمْعُ سَواءٌ، وقيلَ: أَرْضٌ مَضَلَّةٌ، وأَرْضُونَ} مَضَلاَّتٌ. (و) {الضِّلِّيلُ، كَسِكِّيتٍ: الْكَثِيرُ الضَّلالِ فِي الدِّينِ، وَهُوَ مَجازٌ، وَفِي العُبابِ: رَجُلٌ} ضِلِّيلٌ، أَي {ضَالٌّ جِداً، وهوَ الكثِيرُ التَّبَع} لِلضَّلاَلِ، قالَ رُؤْبَةُ: قُلْتُ لِزِيْرٍ لَمْ تَصِلْهُ مَرْيَمُهْخَيْرَ عندَهُ، كَذَلِك فَسَّرَاهُ، وقالَ ابنُ الأَعْرابي مَرَّةً: هُوَ تِبْعُ {ضِلَّة: أَي دَاهِيَةٌ لَا خَيْرَ فيهِ، ويُرْوَى: تِبْعُ صِلَّةٍ، بالصَّادِ المُهْمَلَةِ، كَمَا فِي اللّسانِ، والعُبابِ، وكَذَا} ضُلُّ {أَضْلاَلٍ، بالْكَسْرِ والضَّمِّ، أَي دَاهِيَة لَا خَيْرَ فِيهِ، وقيلَ: إِذا قِيلَ بالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ فَلَيٍَْ فيهِ إِلاَّ الكَسْرُ، وَقد تَقَدَّم.} وأَضَلَّهُ: دَفَنَهُ، والشَّيْءَ: غَيَّبَهُ، وهوَ مَجازٌ، قالَ المُخَبَّلُ:
( {أَضَلَّتْ بَنُو قَيْسِ بنِ سَعْدٍ عَمِيدَها ... وفَارِسَها فِي الدَّهْرًِ قَيْسَ بنَ عاصِمِ)
وقالَ النَّابِغَةُ، يَرْثِي النُّعْمانَ بنَ الحارِثِ الغَسَّانِيَّ:
(فَإِنْ تَحْيَ لَا أَمْلِكُ حَيَاتِي وإِنْ تَمُتْ ... فَمَا فِي حَياةٍ بعدَ مَوْتِكَ طَائِلُ)

(فآبَ} مُضِلّوُهُ بِعَيْنٍ جَلِيَّةٍ ... وغُودِرَ بالْجَوْلاَنِ حَزْمٌ ونَائِلُ)
أَي دَافِنُوهُ حينَ ماتَ، وعَيْنٌ جَلِيَّةٌ: أَي خَبَرٌ صادِقٌ أَنَّهُ ماتَ، والجَوْلاَنُ: مَوْضِعٌ بالشَّامِ. أَي دُفِنَ بِدَفْنِ النَّعْمانِ الحَزْمُ والعَطَاءُ. {وأَضَلِّتْ بهِ أُمُّهُ: دَفَنَتْهُ، نادرٌ، عَن ابْن الأَعْرابِيِّ، وأَنْشَدَ:
(فَتَىً مَا} أَضَلَّتْ بِهِ أُمُّهُ ... مِنَ القَوْمِ لَيْلَةَ لَا مُدَّعَمْ)
أَي لَا مَلْجَأَ وَلَا دِعَامَةَ. {والضَّللُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْماءُ الجَارِي تَحْتَ الصَّخْرَةِ، لَا تُصِيبُهُ الشَّمْسُ، يُقالُ: ماءٌ} ضَلَلٌ، أَو هُوَ الماءُ الْجَارِي بَيْنَ الشَّجَرِ. وقالَ اللِّحْيانِيُّ: {ضَلاَضِلُ الْمَاءِ، وصَلاَصِلُهُ: بَقاياه، الواحِدَةُ} ضُلْضُلَةٌ، وصُلْصُلَةٌ. وأَرْضٌ {ضَلْضِلَةٌ،} وضَلَضِلٌ، بِفَتْحَتَيْنِ فِيهِما، وكَعُلَبِطَةٍ، وعُلَبِطٍ، وعُلاَبِطٍ، وهذهِ عَن اللِّحْيانِيِّ، وقُنْفُذَةٍ، وهذِهِ عَن ابنِ دُرَيْدٍ: غَلِيظَةٌ، وقالَ سِيبَوَيْهِ:! الضَّلَضِلُ مَقْصُورٌ عَن {الضَّلاَضِلِ، وقالَ الفَرَّاءُ: مَكانٌ} ضَلَضِلٌ وجَنْدِلٌ: وَهُوَ الشَّدِيدُ ذُو الحِجَارَةِ، قالَ: أَرادُوا {ضَلَضِيِل وجَنَدِيل، على بِنَاءِ حَمَصِيصِ وصَمَكِيك، فَحَذَفُوا اليَاءَ، وقالَ الجَوْهَرِيُّ:} الضَّلَضِلُ، {والضَّلَضِلَةُ: الأَرْضُ الغَلِيظَةُ، عَن الأَصْمَعِيِّ، قالَ: كأَنَّهُ قَصْرُ الضَّلاضِلِ. وهِيَ أَيْضا، أَي} الضُّلَضِلَةُ كعُلَبِطَةٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وقُنْفُذَةٍ كَما فِي الجَمْهَرَةِ، والضَّلَضِلُ {والضَّلَضِلَةُ، بفَتْحَتَيْنِ فيهمَا، كَمَا هوَ نَصُّ الأَصْمَعِيِّ: الْحِجَارَةُ يُقِلُّهَا الرَّجُلُ، وليسَ فِي الكَلامِ المُضاعَفِ غيرُهُ، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ لِصَخْرِ الغَيِّ:) أَلَسْتَ أيامَ حَضَرْنَا الأَعْزَلَهْ وبعدُ إِذْ نحنُِ عَلى} الضُّلَضِلَهْ كَما فِي الصِّحاحِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: {الضُّلَضِلَةُ كُلُّ حَجَرٍ قَدْرَ مَا يُقِلُّهُ الرَّجُلُ، أَو فَوْقَ ذلكَ، أَمْلَسَ، يكونُ فِي بُطُونِ الأَوْدِيَةِ، وليسَ فِي بابِ التَّضْعِيفِ كَلِمَةٌ تُشْبِهُها. وكُعُلاَبِطٍ، وعُلَبِطَةٍ: الدَّلِيلُ الْحاذقُ، عَن ابْن الأَعْرابِيِّ، والصَّوابُ: وُلَبِطٍ، كَمَا هُوَ نَصُّ العُبابِ.} وتَضْلاَلٌ، بالفتحِ، ع، ويُقالُ لِلْباطِلِ: {ضُلَّ} بِتَضْلاَلِ، قالَ عَمْرُو بنُ شأْسٍ الأَسَدِيُّ:
(تَذَكَّرْتُ لَيْلَى لاتَ حِينَ ادِّكارِها ... وَقد حُنِيَ الأَضْلاَعُ {ضُلٌّ} بِتَضْلالِ.)
كَما فِي الصِّحاحِ، قالَ ابنُ بَرِّيٍّ: حَكاهُ أَبُو عليٍّ عَن أبي زَيْدٍ: {ضُلاًّ، بالنَّصْبِ، قالَ: ومِثْلُهُ لِلعَجَّاجِ: يَنْشُدُ أَجْمَالاً وَمَا مِن أَجْمَالْ يُبْغَيْنَ إِلاَّ} ضُلَّةً {بِتَضْلالْ قلتُ: ومَنْ رَوَاهُ هَكَذَا كأَنَّهُ قالَ: تَذَكَّرْتُ لَيْلَى} ضَلاَلاً. فَوَضعَ ضُلاًّ مَوْضِعَ ضَلاَلاً، وقالَ أَبُو سَهْلٍ: فِي نَوِادِرِ أبي زَيْدٍ: بِتَضْلاَلْ، مُقَيّداً، وَهَكَذَا رَوَاهُ الأَخْفَشُ، وَهُوَ غيرُ جائِزٍ فِي العَرُوضِ عندَ الخَلِيلِ، وإِطْلاقُها لَا يَجُوزُ فِي العَرَبِيَّةِ، والبيتُ حُجَّةٌ لِلأَخْفَشِ، وفيهِ كَلامٌ مَوْدُوعٌ فِي كُتُبِ الفَنِّ. وَفِي المَثَلِ: يَا {ضُلَّ مَا تَجْرِي بِهِ العَصَا، أَي يَا فَقْدَهُ، ويَا تَلَفَهُ، يَقُولُهُ قَصِيرُ بنُ سَعْدٍ لِجَذِيمَةَ الأَبْرَشِ، حينَ صارَ معهُ إِلَى الزَّبَّاءِ، فلَمَّا صارَ فِي عَمَلِها نَدِمَ، فقالَ لهُ قَصِيرٌ: ارْكَبْ فَرَسِي هَذَا وانْجُ عليهِ، فَإِنَّهُ لَا يُشَقُّ غُبَارُهُ. وكَعُلَبِطَةٍ، وهُدْهُدٍ، وعَلى الأَوَّلِ اقْتَصَرَ نَصْرٌ فِي كتابِهِ، وَكَذَا الصّاغَانِيُّ: ع، قالَ نَصْرٌ: يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ لِتَمِيمٍ، وأَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لِصَخْرٍ، وقيلَ لِصُخَيْرِ بنِ عُمَيْرٍ: أَلَسْتَ أيامَ حَضرْنَا الأَعْزِلَهْ وقبلُ إِذْ نحنُ على} الضُّلَضِلَهْ قلتُ: وسبَق هَذَا البيتُ مِنْ إِنْشادِ الجَوْهَرِيِّ لِلأَصْمَعِيِّ، شاهِداً على مَعْنى الحَجَرِ الَّذِي يُقِلُهُ الإِنْسانُ، وفيهِ: وبعدُ إِذْ نحنُ. {وضَلِيلاَءُ، بِفَتْحٍ فكَسْرٍ: ع، ويُقالُ: هُوَ بالظَّاءِ المُشالِةِ، كَما، سَيأْتِي. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:} أَضَلَّهُ: جَعَلَهُ ضَالاًّ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: {الإِضْلالُ فِي كلامِ العَرَبِ، ضِدُّ الإِرْشادِ، يُقالُ:} أَضْلَلْتُ: فُلاناً، إِذا وَجَّهْتُه لِلضَّلالِ عَن الطَّرِيقِ، وإياهُ أرادَ لَبيدٌ:)
(مَنْ هَدَاهُ سُبُلَ الخَيْرِ اهْتَدَى ... نَاعِمَ الْبالِ ومَن شاءَ {أَضَلّ)
قالَ لَبِيدٌ هَذَا فِي جاهِلِيَّتِهِ، فَوافَقَ قَوْلُهُ التَّنْزِيلَ العَزيزَ:} يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ ويَهْدِي مَنْ يَشاءُ. قَالَ: وَقد يَقَعُ {أَضَلَّهُم، فِي غيرِ هَذَا المَوْضِعِ، عَلى الحَمْلِ على} الضَّلالِ، والدُّخُولِ فِيهِ، كقولِهِ تَعَالَى: رَبِّ إِنَّهُنَّ {أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ، أَي} ضَلُّوا بِسَبَبِها، لأنَّ الأَصْنامَ لَا تَفْعَلُ شَيْئاً، وَلَا تَعْقِلُ.
وَقَالَ الرَّاغِبُ:! الإِضْلالُ ضَرْبان:{وأَضَلَ أَعْمالَهُمْ، ومَا} يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفاسِقِينَ، كذلكَ يُضِلُّ اللهُ الْكَافِرينَ، {ويُضِلُّ اللهُ الظَّالِمينَ، وعَلى هَذَا النَّحْو تَقْلِيبُ الأَفْئِدَةِ، والخَتْمُ على القَلْبِ، والزِّيادَةُ فِي المَرضِ، انْتَهى. ويُقالُ: هُوَ} ضَالٌّ تَالٌّ، وقولُه تَعَالَى: وَلَا {الضَّالِّينَ، قيلَ: عَنَى بهم النَّصارَى. وقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:
(رَآهَا الْفُؤادُ} فاسْتُضِلَّ {ضَلالُهُ ... نِيَافاً مِن الْبِيضِ الْكِرَامِ الْعَطابِلِ)

قالَ السُّكَّرِيُّ: طُلِبَ منهُ أَنْ} يَضِلَّ {فَضَلَّ، كَما يُقالُ: جُنَّ جُنُونُه، ومِثْلُهُ فِي الصَِّحاحِ. ويُقالُ:} ضَلَّ {ضَلالُهُ، قالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ:
(إِذا نَاقَةٌ شُدَّةْ بِرَحْلٍ ونُمْرُقٍ ... إِلَى حَكَمٍ بَعْدِي} فَضَلَ ضَلالُهَا)
{وأَضَلَّهُ} إِضْلالاً: ضيعه. وأهلكه {وأَضَلَّهُ: وَجَدَهُ} ضَالًّا. كأَحْمَدَهُ، وأَبْخَلَهُ، ومنهُ الحديثُ: أَتَى قَوْماً {فَأَضلَّهُم، أَي وَجَدَهُم} ضُلاَّلاً، غيرَ مُهْتَدِينَ إِلَى الحَقِّ. وقولُهُ تَعالى: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي {ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ، أَي هَلاَكٍ.} والضُّلَضِلَةُ، كعُلَبِطَةٍ: الضّلالُ. وقولُهُ تَعالى: لَا {يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى، أَي لَا يَضِلُّ عَن رَبِّي، وَلَا يَضِلُّ رَبِّي عَنْهُ، أَي لَا يُغْفِلُه، وقيلَ: أَي لَا يَفُوتُهُ، وقيلَ: لَا يَغِيبُ عَن شَيْءٍ، وَلَا يَغِيبُ عنهُ شَيْءٌ. وقَوْلُهُ تَعالَى: فِي} تَضْلِيلٍ، أَي فِي باطِلٍ {وإِضْلاَلٍ لأَنْفُسِهم.} والمُضِلُّ: السّرَابُ، قالَ الشاعِرُ: (أَعْدَدْتُ لِلْحَدَثانِ كُلّ نَقِيذَةٍ ... أُنُفٍ كَلائِحَةِ {المُضِلِّ جَرُورِ)
} والمُتَضَالُّ: أَنْ يَرَى أَنَّهُ {ضَالٌّ، يُقالُ: إِنَّكَ تَهْدِي} الضَّالَّ، وَلَا تَهْدِي {المُتَضالَّ.} وضَلالَةُ العَمَلِ: بُطْلاَنُهُ، وضَياعُهُ، وقالَ أَبُو إِسْحاقَ، فِي قَولِهِ تَعالى: {أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ، أَي لَمْ يُجازِهم عَلى مَا عِمِلُوا مِنْ خَيْرٍ، وَهَذَا كَما تَقُولُ لِلَّذِي عَمِلَ عَمَلاً لم يَعُدْ عليهْ نَفْعُهُ: قد} ضَلَّ سَعْيُكَ. {وضَلَّ عَن القَصْدِ، إِذا جَارَ. وفُلانٌ يَلُومُنِي} ضَلَّةً، إِذا لَمْ يُوَفَّقْ للرَّشَادِ فِي عَذْلِهِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وفِتْنَةٌ {مَضَلَّةٌ:} تُضِلُّ النَّاسَ، وكذلكَ: طَرِيقٌ {مَضَلٌّ، وقالَ الأَصْمَعِيُّ:} المَضَلُّ: الأَرْضُ المَتِيهَةُ، وقالَ غيرُهُ: أَرْضٌ {مَضَلٌّ:} يَضِلُّ الناسُ فِيهَا، والْمَجْهَلُ كَذَلِك. يُقالُ: أَخَذْت أرْضاً {مَضِلَّةً} ومَضلَّةً، وأَخَذْ أَرضًا مَجْهَلاً {مَضَلاً، وأَنْشَدَ:
(أَلاَ طَرَقَتْ صَحْبِي عُمَيْرَةُ إِنَّها ... لنا بالمْرَوْرَاةِ} المَضلِّ طَرُوقُ)
ويُقالُ: {أَضَلَّ اللهُ} ضَلالكَ، أَي {ضَلَّ عنهُ فذهَبَ فَلا} تَضِلُّ، نَقَلَهُ ابنُ السِّكِّيتِ، قَالَ: وقَوْلُهم مَلَّ مَلالُكَ، أَي ذهَبَ عَنْكَ حَتَّى لَا تَمَلَّ. {والأُضْلُولَةُ، بالضَّمِّ: الضَّلالُ، والجَمْعُ} الأَضَالِيلُ، قالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ: وَمَا مَوَاعِيدُها إِلاَّ {الأَضالِيلُ ويُقالُ: تَمادَى فِي} أَضالِيلِ الهَوَى، قالَ شَيخُنا: قيل: لَا واحِدَ لَهُ، وقيلَ: وَاحِدُهُ مُقَدَّرٌ، وقيلَ: مَسْمُوعٌ، وَهُوَ {أُضْلُولَةٌ، أَو} أُضْلُولٌ، أَو {إِضٍلِيلٌ، أَو غيرُ ذَلِك. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيِّ:} - أَضَلَّنِي أَمْرُ كَذَا وَكَذَا، أَي لم أَقْدِرُ عَلَيْهِ، وأَنْشَدَ:) (إِنِّي إِذا خُلَّةٌ تَضَيَّفَنِي ... تُرِيدُ مَالِي {أَضَلَّنِي عِلَلِي)
أَي فارَقَتْنِي، فَلم أَقْدِرْ عَلَيْهَا.} والضُّلُّ، بالضَّمِّ: اسْمٌ مِنْ ضَلَّ إِذا ضَاعَ وهَلَكَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.
وفَعَلَ ذلكَ {ضِلَّةً، اسْمٌ مِنْ} ضَلَّ إِذا ضَاعَ وهَلَكَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وفَعَلَ ذلكَ ضَلَّةً، أَي فِي {ضَلاَلَةٍ، وذَهَبَ ضِلَّةٍ، أَي لم يُدْرَ أينَ ذَهَبَ. ووقَعَ فِي وادِي} تَضْلَلَ، {وتِضْلِلَ، بفَتْحَتَيْنِ وبِكَسْرَتَيْنِ، كِلاهُما عَن ابنِ عَبَّادٍ. ويُقالُ:} ضَلِّلْ ماءَكَ، أسَرِّحْهُ. {وتَضلَّلَ الماءُ مِنْ تَحْتِ الحَجَرِ: أَي: ذَهَبَ.} وضَلَّ الشَّيْءُ: تَلِفَ.! والمُضَلَّلُ بنُ مالِكٍ، كَمُعَظَّمٍ، هُوَ جَدُّ خالِدِ بنِ قَيْسٍ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، وأياُ عَنَى الأَسْوَدُ بنُ يَعْفُرَ النَّهْشَلِيُّ بِقَوْلِهِ:
(فقَبْلِيَ ماتَ الخَالِدَانِ كِلاهُما ... عِميدُ بني جَحْوانَ وابنُ المُضَلَّلِ)
والثَّاني: خالِدُ بنُ نَضْلَةَ.
[ضلل] نه: فيه: لولا أن الله لا يحب "ضلالة" العمل ما رزأناكم عقالا، أي بطلان العمل وضياعه، من الضلال: الضياع. ومنه: ""ضل" سعيهم في الحيوة". وح: "ضالة" المؤمن حرق النار، وهي الضائعة من كل ما يقتني من الحيوان وغيره، ضل إذا ضاع، وضل عن الطريق إذا حار، ويجمع على ضوال، 

دائرة معدّل النهار

دائرة معدّل النهار:
[في الانكليزية] Solstice ،Equinoctial line
[ في الفرنسية] Solstice ،ligne equinoxiale
هي عندهم منطقة الفلك الأعظم وتسمّى أيضا بفلك معدل النهار والإضافة الأولى فيهما بيانية، وتسمّى أيضا دائرة الإستواء والاعتدال سمّيت بها لتعادل النهار والليل في جميع البقاع عند كون الشمس عليها، وتسمّى أيضا بالدائرة اليومية لحدوث اليوم بحركتها وبمنزلة الحمل والميزان لمرورها بأولهما وبالمدار الأوسط لتوسّطها بين المدارات الموازية لها. اعلم أنّ دائرة البروج والمعدل تتقاطعان على نقطتين متقابلتين على زوايا غير قائمة وتسمّيان بنقطتي الاعتدال، احداهما وهي النقطة التي إذا فارقتها الشمس حصلت في الشمال عن المعدل أي تقع عنه في جهة القطب الظاهر في معظم المعمورة تسمّى بنقطة الاعتدال الربيعي، وبالاعتدال الربيعي أيضا لتساوي النهار والليل حينئذ وحصول الربيع في أكثر البلاد وتسمّى أيضا بنقطة المشرق لكونها في جهة الشرق وبمطلع الاعتدال لأنّ نقطتي الاعتدالين تطلعان منها أبدا. وثانيتهما وهي المقابلة للأولى التي إذا فارقتها الشمس حصلت في الجنوب عن المعدل تسمّى بنقطة الاعتدال الخريفي والاعتدال الخريفي أيضا ونقطة المغرب ومغرب الاعتدال على قياس ما مرّ. ومنتصف ما بين النقطتين من دائرة البروج في جانــب الشمال يسمّى بنقطة الانقلاب الصيفي وبالانقلاب الصيفي أيضا لانقلاب الزمان من الربيع إلى الصيف في معظم المعمورة حينئذ، وفي جانــب الجنوب يسمّى بنقطة الانقلاب الشتوي وبالانقلاب الشتوي أيضا على قياس ما مرّ. وتسمّى هاتان النقطتان نقطتي الانقلاب ونقطتي الانقلابين وتسمّى نقطتا تقاطعي الدائرة المارّة بالانقلاب مع المعدل بنظيرتي الانقلابين. وقد تسمّيان أيضا بانقلابين، صرّح بذلك العلامة وحينئذ يسمّى تقاطعاها مع منطقة البروج بنظيرتي الانقلابين. وإلى هذا الاصطلاح مال صاحب المواقف حيث قال ولا بد أن تمرّ المارّة بالأقطاب بغاية البعد بين المنطقتين، فمن المعدّل بالانقلابين ومن المنطقة بنظيرتيهما، ولا يرد تخطئة المحقق الشريف في شرحه عليه حيث قال الصحيح عكس ذلك. ثم بهذه النقطة الأربع تنقسم منطقة البروج أربعة أقسام متساوية، ثم قسّموا كل قسم من الأقسام الأربعة بثلاثة أقسام متساوية، فيكون المجموع اثني عشر قسما.
وتوهّموا ستّ دوائر عظام تقاطع على قطبي البروج ويمرّ كلّ واحد منها برأسي قسمين متقابلين من تلك الأقسام، وحينئذ يفصل بين كل قسمين نصف دائرة من تلك الدوائر فتحيط بالأقسام كلها ست دوائر، وسمّوا كل قسم من الاثني عشر برجا.

ثرر

(ثرر) الْمَكَان نداه
(ثرر) : الثُّرّة: الحُفَرَةُ تُحْفَر لغَرْسِ الكَرْم، يُقال: ثَرَرْتُ أَثُرُّ.

ثرر


ثَرّ(n. ac.
ثَرّ
ثَرَاْرَة
ثُرُوْر
ثُرُوْرَة)
a. Yielded abundantly.
b. Scattered, dispersed.

ثَرّ
(pl.
ثِرَاْر
ثُرُوْر)
a. Abounding in, full of.

ثَرَّةa. Gossip (woman).
[ثرر] فيه وذكر السنة: غاضت لها الدرة ونقصت لها "الثرة" هو بالفتح كثرة اللبن. سحاب ثر كثير الماء، وناقة ثرة واسعة الإحليل وهو مخرج اللبن من الضرع وقد تكسر الثاء.
[ثرر] سحاب ثَرٌّ، أي كثير الماء وعين ثَرَّةٌ وهي سَحابة تأتي من قِبَلِ قِبْلة أهل العراق. قال عَنترة: جادت عليه كلُّ عين ثَرَّةٍ * فتركْنَ كلَّ قرارةٍ كالدرهمِ - وناقة ثَرَّةٌ وعَنْز ثَرَّة، أي واسعة الإحْليلِ. وربَّما قالوا: طعنة ثَرّة، أي غزيرة. وقد ثَرَّتْ تَثُرُّ وتَثِرُّ ثَرّاً. والثرثرة: كثرة الكلام وترديده. يقال: ثرثر الرجل، فهو ثَرْثارٌ مهذار. والثرثار: اسم نهر. وثَرَّرْتُ المكان، مثل ثَرَّيْتُهُ، إذا نديته
ث ر ر

سحابة ثرة، وعين ثرة: غزيرة، وقد ثرت تثر بالكسير، وثرت السحابة ماءها تثره بالضم. قال عنترة:

جادت عليها كل عين ثرة ... فتركن كل قرارة كالدرهم

أراد بالعين السحابة الناشئة من عين القبلة. ورجل ثرثار: مهذار.

ومن المجاز: ناقة ثرة وثرور: واسعة الأحاليل، كثيرة الدر. وطعنة ثرة وثرور. وفرس ثر: مسح. قال:

وقد أغدو على الفتيا ... ن بالمنجرد الثر

وفي كفي كالملح ... وفي متنيه كالذر

به أختلس الضرب ... ة تثني أول الشر
ثرر
ثَرَّ1 ثَرَرتُ، يَثُرّ، اثْرُرْ/ ثُرَّ، ثَرًّا وثُرُورًا، فهو ثارّ وثَرّ
• ثرَّت السَّحابةُ: غزر ماؤها "ينبوعٌ ثَرّ: واسع العطاء، لاينضب- شاةٌ ثَرَّة: غزيرة اللبن".
• ثرَّ الشَّخصُ: كثُر كلامُه. 

ثَرَّ2 ثَرَرْتُ، يَثُرّ، اثْرُر/ ثُرَّ، ثَرًّا، فهو ثارّ وثَرّ، والمفعول مَثْرور
• ثرَّت السَّحابةُ ماءَها: صبَّته. 

ثَرّ [مفرد]:
1 - مصدر ثَرَّ1 وثَرَّ2.
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ثَرَّ1 وثرَّ2 ° حصان ثَرّ: بعيد الخطو، متسع الرَّكْض. 

ثُرور [مفرد]: مصدر ثَرَّ1. 
[ث ر ر] عَيْنٌ ثَرَّةٌ وثَرّارَةٌ وثَرْثارَةٌ غَزِيرَةٌ وكَذلِك السَّحابَةُ وعَيْنٌ ثَرَّةٌ كثيرةُ الدًّمُوعِ ولم نَسْمَع فيها ثَرْثارَة أَنْشَدَ ابن دُرَيْد

(يا مَنْ لعَيْنٍ ثَرَّةِ المَدامِعِ ... )

(يَحْفِشُها الوَجْدُ بدَمْعٍ هامِعِ ... )

يَحْفِشُها يَسْتَخْرِجُ كلَّ ما فِيها وطَعْنَةٌ ثَرَّةٌ كَثيرةُ الدَّمِ على التَّشْبِيه بالعَيْنِ والمَصْدَرُ الثَّرارَةُ والثُّرُورَةُ ومَطَرٌ ثَرٌّ واسِعُ القَطْرِ مُتَدارِكُه وشاةٌ ثَرَّةٌ وثَرُورٌ بَيِّنَةُ الثَّرارَة واسِعَةُ الإحْلِيلِ غَرِيزَةُ اللَّبَنِ إِذا حُلِبَت وكذلكَ النّاقَةُ والجَمْعُ ثُرُرٌ وثِرارٌ وقد ثَرَّتْ تَثُرُّ وتَثِرٌّ ثَرّا وثُرُورًا وثُرُورَةً وثَرارَةً وإِحْلِيلٌ ثَرٌّ واسِعٌ ورَجُلٌ ثَرٌّ وثَرْثارٌ مُتَشَدِّقٌ كثيرُ الكَلامِ والأُنْثَى ثَرَّةٌ وثارَّةٌ وثَرْثارَةٌ والثَّرْثارُ أَيْضًا الصَّيَّاحُ عن اللِّحْيانِيُّ والثَّرْثارُ نَهْرٌ بعَيْنِه قالَ الأَخْطَلُ

(لعَمْرِي لَقَدْ لاقَتْ سُلَيْمٌ وعامِرٌ ... عَلَى جانِــبِ الثَّرْثارِ راغِيَةَ البَكْرِ) وثَرَاثِرُ واد معروف قالَ الشَّمّاخُ

(وأَحْمَى عَلَيْها ابْنا زُمَيْعٍ وهَيْثَمٍ ... مُشَاشَ المَراضِ اعْتادَهَا من ثَراثِرِ)

والثَّرْثَرَةُ كَثرةُ الكَلامِ والكَلامُ في تَخْلِيطِ وثَرَّ الشيءَ من يَدِه يَثُرُّه ثَرًا وثَرْثَرَة بَدَّدَه وحَكَى ابنُ دُرَيْدٍ ثَرْثَره بَدَّدَه ولم يَخُصَّ اليَدَ والإثْرارَةُ نَبْتٌ يُسَمَّى بالفارِسِيَّة الزّرِيكَ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ وجَمْعُها إِثْرارٌ

ثرر: عَيْنٌ ثَرَّةٌ وثَرَّارَةٌ وثَرْثارَةٌ: غَزيرَة الماء، وقد ثَرَّتْ تَثُرُّ وتَثِرُّ ثَرارَةً، وكذلك السحابة. وسحابٌ ثَرٌّ أَي كثير

الماء. وعين ثَرَّةٌ: كثيرة الدموع؛ قال ابن سيده: ولم يسمع فيها ثَرْثارةٌ؛ أَنشد ابن دريد:

يا مَنْ لِعَيْنٍ ثَرَّةِ المَدامِعِ

يَحْفِشُها الوَجْدُ بِدَمْعٍ هامِعِ

يحفشها: يستخرج كل ما فيها. الجوهري: وعين ثَرَّةٌ، قال: وهي سحابة تأْتي من قِبَلِ قِبْلَةِ أَهل العراق؛ قال عنترة:

جادتْ عليها كُلُّ عَيْنٍ ثَرَّةٍ،

فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرارَةٍ كالدّرْهَمِ

وطعنة ثَرَّةٌ أَي واسعة، وقيل: ثَرَّةٌ كثيرة الدم، على التشبيه بالعين، وكذلك عين السحاب. قال: وكل نعت في حدّ المدغم إِذا كان على تقدير فَعَلَ فأَكثره على تقدير يَفْعِل، نحو طَبَّ يَطِبُّ وثَرَّ يَثِرُّ، وقد يختلف في نحو خَبَّ يَخُِبُّ (* وقوله: «وقد يختلف في نحو خب يخب» يقتضي أَنه لم يتخلف فيما قبله وليس كذلك). فهو خَِبُّ، قال: وكل شيء في باب التضعيف فعله من يفَعل مفتوح فهو، في فعيل، مكسور في كل شيء، نحو شَحَّ يَشِحُّ وضَنَّ يَضِنُّ، فهو شحيح وضنين، ومن العرب من يقول: شحَّ يَشُحُّ وضَنَّ يَضُنُّ؛ وما كان من أَفعل وفعلاء من ذوات التضعيف، فإِنَّ فَعِلْتُ منه مكسور العين ويفعل مفتوح، نحو أَصم وصماء وأَشم وشماء؛ تقول: صَمِمْتَ يا رجل تَصَمُّ، وجَمِمتَ يا كَبْشُ تَجَمُّ، وما كان على فَعلْت من ذوات التضعيف غير واقع، فإِن يفعل منه مكسور العين، نحو عَفَّ يَعِفُّ وخَفَّ يَخِفُّ، وما كان منه واقعاً نحو رَدَّ يَرُدُّ ومَدَّ يَمُدُّ، فإِن يفعل منه مضموم إِلاَّ أَحرفاً جاءت نادرة وهي: شَدَّة يَشُدُه ويَشِدُّه وعَلَّه يَعُلُّه ويَعلُّه ونَمَّ الحديثَ يَنُمُّه ويَنِمهُّ وهَرَّ الشيءَ إِذا كرهه يَهُرُّه ويَهِرُّه؛ قال: هذا كله قول الفرّاء وغيره من النحويين؛ ابن سيده: والمصدر الثَّرارَةُ والثُّرُورَةُ. وسحابة ثَرَّةٌ: كثيرة الماء. ومطر ثَرُّ: واسعُ القَطْر مُتَدارَكُه. ومطر ثَرُّ: بَيِّنُ الثَّرارَةِ. وشاة ثَرَّةٌ وثَرُورٌ: واسعة الإِحليل غزيرة اللبن إِذا حلبت، وكذلك الناقة، والجمع ثُرُرٌ وثِرارٌ، وقد ثَرَّتْ تثُرُّ وتَثِرُّ ثَرّاً وثُروراً وثُرورَةً وثَرارَةً. وإِحْليل ثَرُّ: واسع. وفي حديث خزيمة وذكر السنة: غاضتْ لها الدَّرَّةُ ونقصت لها الثَّرَّةُ؛ الثرة، بالفتح: كثرة اللبن. يقال: ناقة ثَرَّة واسعة الإِحليل، وهو مخرج اللبن من الضرع، قال: وقد تكسر الثاء. وبول ثَرُّ: غَزِيرٌ. وثَرَّ يَثِرُّ ويَثُرُّ إِذا اتسع، وثَرَّ يَثُرُّ إِذا بَلَّ سَويقاً أَو غيره. ورجل ثَرُّ وثَرثارٌ: مُتَشَدِّق كثير الكلام، والأُنثى ثَرَّةٌ وثَرْثارَةٌ. والثَّرْثارُ أَيضاً: الصَّيَّاحُ؛ عن اللحياني. والثَّرْثَرَةُ في الكلام: الكَثْرةُ والترديد، وفي الأَكل: الإِكثار في تخليط. تقول: رجل ثَرْثارٌ وامرأَة ثَرثارَةٌ وقوم ثَرْثارُونَ؛ وروي عن النبي،صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: أَبْغَضُكُمْ إِليَّ الثَّرْثارُون المُتَفَيْهِقُونَ؛ هم الذين يكثرون الكلام تَكَلُّفاً وخروجاً عن الحق. وبناحية الجزيرة عَيْنٌ غزيرة الماء يقال لها: الثَّرْثارُ. والثَّرْثارُ: نهر بعينه؛ قال

الأَخطل:

لَعَمْري لقد لاقتْ سُلَيْمٌ وعامِرٌ،

على جانــب الثَّرْثارِ، رَاغِيَةَ البَكْرِ

وثَرْثارٌ: واد معروف. وثَراثِرُ: موضع: قال الشماخ:

وأَحْمَى عليها ابنا زُمَيْعٍ وهَيْثَمٍ

مُشَاشَ المَراضِ، اعْتادها من ثَراثِر

والثَّرّثَرةْ: كثرة الأَكل والكلام في تخليط وترديد، وقد ثَرْثَر الرجُل، فهو ثَرْثارٌ مهْذارٌ. وثَرَّ الشيءَ من يده يَثُرُّه ثَرّاً وثَرْثَرَةً: بَدَّدَهُ. وحكى ابنُ دريد: ثَرْثَرَهُ بَدَّدَه، ولم يَخُصَّ اليدَ.

والإِثْرارَةُ: نبت يسمى الفارسية الزريك؛ عن أَبي حنيفة، وجمعها

إِثْرارٌ. وثَرَّرْت المكانَ مثل ثَرَّيْتُه أَي نَدَّيْتُه.

وثُرَيْرٌ، بضم الثاء وفتح الراء وسكون الياء: موضع من الحجاز كان به مال لابن الزبير له ذكر في حديثه.

ثرر
: ( {الثَّرَّةُ مِن العُيُون: الغَزِيرَةُ) الماءِ، (} كالثَّرّارةِ {والثَّرْثَارَةِ} والثُّرْثُورَةِ) ، بالضمّ فِي الأَخِير. وَقد {ثَرَّتْ} تَثُرُّ {ثَرَارَةً، وكذالك السَّحَابُ. وَفِي الصّحَاح: عَيْنٌ} ثَرَّةٌ، قَالَ: وَهِي سَحابَةٌ تأْتِي مِن قِبَلِ قِبْلَةِ أَهلِ العِرَاقِ، قَالَ عنتَرةُ:
جَادَتْ عَلَيْهَا كلُّ عَيْنٍ ثَرَّةٍ
فَترَكْنَ كلَّ قَرَارَةٍ كالدِّرْهَمِ
(و) مِنَ المَجَازِ: {الثَّرَّةُ: (النّاقَةُ، أَو الشّاةُ الواسعةُ الإِحْلِيلِ، والغَزِيرَةُ مِنْهُمَا،} كالثَّرُورِ (كصَبُورٍ. وَفِي حَدِيث خُزَيْمَةَ: وذَكَرَ السَّنَةَ: (غضاَتْ لَهَا الدَّرَّةُ، ونَقَصَتْ لَهَا {الثَّرَّة) . قَالَ ابْن} الأَثِير: {الثَّرَّةُ، بِالْفَتْح كثرةُ اللَّبَنِ، (يُقَال) : ناقةٌ} ثَرَّةٌ: واسِعَةُ الإِحلِيلِ، وَهُوَ مَخْرَجُ اللَّبَنِ مِن الضِّرْع، قَالَ: وَقد تُكْسَرُ الثّاءُ. وشاةٌ ثَرَّةٌ {وثَرُورٌ: واسعةُ الإِحْلِيلِ، غَزِيرَةُ اللَّبَنِ إِذا حُلِبَتْ. (ج} ثُرُورٌ {وثِرَارٌ) ، بالضمِّ والكسرِ، هاكذا فِي النسَخ. وَالَّذِي فِي الأُصُول المعتَمدة: ثُرُرٌ} وثِرَارٌ، وإِحْليلٌ {ثَرٌّ: واسِعٌ.
(و) مِنَ المَجَازِ:} الثَّرَّةُ: (الطَّعْنَةُ الكَثِيرَةُ الدَّمِ) ، وَقيل: الواسِعَةُ وَفِي بعض النُّسَخ هُنَا زِيَادَة {كالثّارَةِ وَفِي الأَساس:} كالثَّرُورِ، على التَّشْبِيه بالعَيْن.
( {وثَرَّ} يِثِرُّ، مُثَلَّثَ الآتِي) ، أَي المُضَارِع ( {ثَرًّا) بِالْفَتْح (} وثُرُورَةً) بالضمّ، ( {وثَرَارَةً) بِالْفَتْح (} وثُرُوراً) بالضَّمّ، (فِي الكلّ) ، أَي ممّا ذَكَرَ من الْمعَانِي السَّابِقَة. قَالَ شَيخنَا: الضَّمُّ والكسرُ لغتانِ وَارِدَتانِ، الأُولَى شاذَّة، والثانيةُ على الْقيَاس، وَقد عَدَّه ابنُ مالكٍ وغيرُه ممّا جَاءَ فِيهِ الوَجْهان وذَكَرَهما الجوهريُّ وأَربابُ الأَفعالِ والتَّصْرِيف، وأَما الفتحُ فَلَا وَجْهَ لذِكْرِه لَا سَماعاً وَلَا قِيَاساً؛ لأَنّ الفتحَ إِنما يكونُ فِي الماضِي المفتوحِ الحَلْقِيِّ العَيْنِ أَو اللَّامِ، وذالك هُنَا مُنْتَفٍ كَمَا لَا يَخْفَى. قلتُ: وَمَا أَنْكَرَه شيخُنَا فقد ذكرَه صاحبِ اللِّسَان عَن بعضِ الْعَرَب، والمصنِّفُ مِن عادَتِه أَنه لم يزلْ يَتَتَبَّعُ النَّوادِرَ والغَرَائِبَ؛ لأَنه البحرُ المُحِيطُ الجامعُ للعجائب.
(و) {الثَّرَّةُ أَيضاً: (المرأَةُ الكثيرةُ الكلامِ،} كالثّارَّةِ {والثَّرْثَارَةِ) ، يُقَال: رجلٌ} ثَرْثَارٌ إِذا كَانَ مُتَشَدِّقاً كثيرَ الكلامِ.
( {والثَّرُّ: التَّفْرِيقُ والتَّبْدِيدُ) ، يُقَال: ثَرَّ الشَّيْءِ مِن يَدِه} يَثُرُّه {ثَرًّا؛ بَدَّدَه، (.
} كالثَّرْثَرَةِ) ، حَكَاه ابنُ دُرَيْدٍ وَلم يَخُصَّ اليَدَ ونَصُّ ابنُ دُرَيْد: {ثَرَرْتُ الشَّيْءَ} أَثُرُّه {ثَرًّا، إِذا بَدَدْتَه. قَالَ الصغانيُّ: وأَحْجِ بِهِ أَن يكونَ تصْحِيفَ نَدَّيْتَه، وأَما} ثَرْثَرْتُه بَدَّدْتُه فصَحِيحٌ.
(و) {الثَّرُّ: (الواسِعُ) . يُقَال؛ عَيْنٌ} ثَرّةٌ، أَي واسِعةٌ وكذالك إِحْيلٌ ثَرٌّ.
(و) الثَّرُّ: (المِكْثارُ) المُتَشَدِّقُ، يُقال: رجلٌ ثَرٌّ، أَي كثيرُ الكلامِ.
(و) الثَّرُّ (مِن السّحابِ: الكَثِيرُ الماءِ) ، يُقَال: سحابٌ ثَرٌّ. وثَرَّتِ السَّحَابَةُ مَاءَها {تَثُرّه} ثَرًّا.
(و) مِنَ المَجَازِ: ( {الثَّرْثَارُ) بِالْفَتْح (المِهْذَارُ) المُتَشَدِّقُ. ورُوِيَ عَن النّبيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلّم أَنه قَالَ: (أَبْغَضُكُم إِليَّ} الثَرْثارُونَ المُتَفَيْهِقُون) وهم الَّذين يُكثِرُون الكلامَ تكلُّفاً خُرُوجاً عَن الحقّ.
(و) الثَّرْثارُ أَيضاً: (الصَّيّاحُ) ، عَن اللِّحْيَانيّ.
(و) الثَّرْثَارُ: (نَهْرٌ) بعَيْنِه، وَقَالَ المبرّد فِي أَوّل الْكَامِل: سُمِّيَ بِهِ لكثرةِ مائِه، قَالَ الأَخطل مِن قصيدةٍ أَوّلُها:
لَعَمْرِي لقد لاقَتْ سُلَيْمٌ وعامِرٌ
على جانــبِ الثَّرثْارِ راغِيَةَ البَكْرِ
(و) الثَّرْثَارُ: (وادٍ كبيرٌ) بالجزيرة يَمدُّ إِذا كثرت الأَمطارُ، وأَمّا فِي الصَّيف فَلَيْسَ فِيهِ إلّا مناقِعُ، ومياهٌ جامدة، وعيونٌ قليلٌ مِلحةٌ، وَهُوَ فِي البَرِّيَّة ينحدرُ (بَين سِنْجارَ وتَكْرِيتَ) ، وَكَانَت عَلَيْهِ قُرىً كثيرةٌ عامرةً قد خَرِبت الْآن، وإِيّاه عَنَى الأَخطلُ فِي قَوْله وَقد جَمَعَه:
وأَحْمَى علينا ابْنَا زُمَيْعٍ وهَيْثَمٍ
مُشَاشَ المَراضِ اعْتَادَهَا مِن ثَرَاثِرِ
وَفِي أَنساب البلاذريِّ: الثَّرْثارُ: نهرٌ يَنْزِعُ من هِرْماس نَصِيبِينَ، ويُفَرّغُ فِي دِجْلَةَ بَين الكُحَيْلِ ورَأْسه الإِيَّلِ، وَله يومٌ معروفٌ، قَالَ الأَخطل:
لَعَمْرِي لقد لاقَتْ سُلَيْمٌ وعامِرٌ
إِلى جَانــب الثَّرْثارِ رَاغِيَةَ البَكْرِ
( {والأَثْرَارَةُ، بِالْكَسْرِ: الأَنْبِرْبَارِيسُ) ، ويُسَمَّى بالفارِسِيَّة الزّريكَ، عَن أَبي حَنِيفَةَ، نقلا عَن بعض الأَعراب.
(} والثُّرْثُورُ الكبيرُ والصّغيرُ: نَهْرانِ بإِرْمِينِيَةَ) ، نقلَه الصّغانيُّ.
( {وثَرَّرَ بِالْمَكَانِ تَثْرِيراً نَدَّاه) . وَالَّذِي فِي الأُصول المعتَمَدة: ثَرَّرْتُ المكانَ مثل ثَرَّيْتُه، أَي نَدَّيْتُه.
(} والثَّرْثَرَةُ: كثْرةُ الكلامِ وتَرْدِيدُه) فِي تَخْلِيطٍ، وَقد ثَرْثَرَ الرجلُ، فَهُوَ {ثَرْثَارٌ، مِهْذارٌ.
(و) } الثَّرْثَرَةُ: (الإِكثارُ من الأَكلِ وتَخْلِيطُه) . رجلٌ {ثَرْثَار، وامرأَةٌ} ثَرْثَارَةٌ، وقومٌ {ثَرْثَارُون، وَقد تقدَّم ذِكْرُ الحديثِ الَّذِي وردتْ فِيهِ هاذه اللَّفظة.
(و) من المَجاز: (فَرَسٌ} ثَرٌّ {ومُنْثَرٌّ) ، أَي (سَرِيعُ الرَّكْضِ) ؛ تَشْبِيهاً بالعَيْن} الثَّرَّةِ، كَمَا فِي الأَساس.
وممّا يُستدرَك عَلَيْهِ:
عَيْنٌ {ثَرَّةٌ: ثكيرةُ الدُّموعِ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلم يُسْمَع فِيهَا} ثَرْثَارةٌ، وأَنشدَ ابْن دُرَيد:
يَا مَنْ لِعَيْنٍ {ثَرَّةِ المَدامِعِ
يَحْفِشُها الوَجْدُ بدَمْعٍ هامِعِ
ومَطَرٌ ثَرٌّ: واسِعُ القَطْرِ مُتَداركُه، بَيِّنُ} الثَّرارَةِ.
وبَوْلٌ {ثَرٌّ: غَزِيرٌ.
} وثَرَّ {يَثِرُّ، إِذا اتَّسَعَ.
} وثَرَّ {يَثُرُّ، إِذا بَل سَوِيقاً أَو غيرَه.
} وثُرَيْر، كزُبَيْرٍ: موضعٌ عِنْد أَنْصَابِ الحَرَمِ بمكةَ، ممّا يَلِي المُسْتَوْفِزَةَ، وَقيل: صُقْعٌ مِن أَصْقَاعِ الحِجازِ، كَانَ بِهِ مالٌ لابنِ الزُّبَيْرِ، لَهُ ذِكْرٌ فِي الحدِيثِ، وَهُوَ أَنه كَانَ يَقُول: (لن تَأْكُلُوا ثَمَرَ! ثُرَيْرٍ بَاطِلا) .

دفف

د ف ف: (الدُّفُّ) بِالضَّمِّ الَّذِي يُضْرَبُ بِهِ، وَالْفَتْحُ لُغَةٌ فِيهِ. وَ (دَافَّهُ) (مُدَافَّةً) وَ (دِفَافًا) أُجْهِزَ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ. 

دفف: الدَّفُّ والدَّفَّةُ: الجَنْبُ من كل شيء، بالفتح لا غير؛ وأَنشد

الليث في الدفّة:

ووانِية زَجَرْتُ، عل وَجاها،

قَريح الدَّفَّتَيْنِ مِنَ البِطانِ

وقيل: الدَّفُّ صَفْحةُ الجنب؛ أَنشد ثعلب في صفة إنسان:

يَحُكُّ كُدوحَ القَمْلِ تَحْتَ لَبانِه

ودَفَّيهِ منها دامِياتٌ وحالِبُ

وأَنشد أَيضاً في صفة ناقة:

تَرى ظِلَّها عند الرَّواحِ كأَنه،

إلى دَفِّها، رَأْلٌ يَخُبُّ خَبِيبُ

ورواية ابن العلاء: يَحُكُّ جَنِيب، يريد أَن ظلها من سرْعتها يضطرب

اضطراب الرأْل وذلك عند الرَّواح، يقول إنها وقت كلال الإبل نَشِيطَةٌ

منْبَسِطةٌ؛ وقول ذي الرمة:

أَخو تَنائِفَ أَغْفَى عندَ ساهِمةٍ،

بأَخْلَقِ الدَّفِّ من تَصْديرها جُلَبُ

وروى بعضهم: أَخا تنائف، فهو على هذا

(* قوله «فهو على هذا إلخ» كذا

بالأصل، وعبارة الصحاح في مادة سهم: والساهمة الناقة الضامرة. قال ذو الرمة:

أخا تنائف البيت؛ يقول: زار الخيال أخا تنائف نام عند ناقة ضامرة مهزولة

بجنبها قروح من آثار الحبال. والاخلق: الأملس.) مضمر لأَن قبله زار

الخيال؛ فأَما قول عنترة:

وكأَنما تَنْأَى بِــجانِــبِ دَفِّها الـ

ـوحْشيِّ من هَزِجِ العَشِيِّ مُؤَوَّمِ

فإنما هو من إضافة الشيء إلى نفسه، والجمع دُفوف. ودفَّتا الرَّحْل

والسرج والمُصْحَف: جانــباه وضمامتاه

(* قوله «وضمامتاه» كذا في الأصل بضاد

معجمة، وفي القاموس بمهملة. وعبارة الاساس: ضماماه بالاعجام والتذكير.

والضمام، بالكسر، كما في الصحاح: ما تضم به شيئاً إلى شيء.) من جانــبيه. وفي

الحديث: لعله يكون أَوْقَرَ دَفَّ رَحْلِهِ ذهباً ووَرِقاً؛ دَفُّ

الرحْلِ: جانِــبُ كُورِ البعير وهو سَرْجُه. ودفَّتا الطبلِ: الذي على رأْسه.

ودَفّا البعير: جَنْباه. وسَنامٌ مُدَفِّفٌ إذا سَقَطَ على دَفَّي

البعير.ودَفَّ الطائرُ يَدُفُّ دَفّاً ودَفِيفاً وأَدَفَّ: ضَرَب جَنْبَيْه

بجناحيه، وقيل: هو الذي إذا حرّك جناحيه ورجلاه في الأَرض. وفي بعض

التَّنْزيه: ويسمع حركَةَ الطير صافِّها ودافِّها؛ الصافُّ: الباسِطُ جناحيه لا

يحركهما. ودَفِيفُ الطائِر: مَرُّه فُوَيْقَ الأَرض. والدَّفِيفُ أَن

يَدُفَّ الطائرُ على وجه الأَرض يحرّك جَناحيه ورجلاه بالأَرض وهو يطير ثم

يستقل. وفي الحديث: كلْ ما دَفَّ ولا تأْكلْ ما صَفَّ أَي كلْ ما حرَّك

جَناحَيْهِ في الطيران كالحمام ونحوه، ولا تأْكل ما صَفَّ جناحيه كالنُّسور

والصُّقُور. ودَفَّ العُقابُ يَدُفُّ إذا دنا من الأَرض في طيَرانِه.

وعُقابٌ دَفُوفٌ: للذي يَدْنُو من الأَرض في طيرانه إذا انْقَضَّ؛ قال امرؤ

القيس يصف فرساً ويشبهها بالعُقاب:

كأَني بفَتْخاء الجَناحَيْن لَقْوَةٍ

دَفُوفٍ من العِقْبانِ طأْطأْتُ شِمْلالي

وقوله شِمْلالي أَي شِمالي، ويروى شِمْلال دون ياء، وهي الناقة الخفيفة؛

وأَنشد ابن سيده لأَبي ذؤيب:

فَبَيْنا يَمْشِيان جَرَتْ عُقابٌ،

من العِقْبانِ، خائِتة دَفُوفُ

وأَما قول الراجز:

والنَّسْرُ قد يَنْهَضُ وهو دافي

فعلى محوّل التضعيف فَخَفَّفَ، وإنما أَراد وهو دافِفٌ، فقَلب الفاء

الأَخيرة ياء كراهيةَ التضعيف، وكَسَره على كَسْرة دافِفٍ، وحذف إحدى

الفاءين.

ودُفُوفُ الأَرض: أَسْنادُها وهي دَفادِفُها، الواحدة دَفْدَفَةٌ.

والدَّفِيفُ: العَدْوُ. الصحاح: الدَّفِيفُ الدَّبيبُ وهو السَّير

اللَّيِّن؛ واستعاره ذو الرمة في الدَّبَران فقال يصف الثُرَيَّا:

يَدِفُّ على آثارِها دَبَرانُها،

فلا هو مَسْبُوقٌ ولا هو يَلْحَقُ

ودَفَّ الماشي: خَفَّ على وجهِ الأَرض؛ وقوله:

إلَيْك أَشْكُو مَشْيَها تَدافِيا،

مَشْيَ العَجُوزِ تَنْقُلُ الأَثافِيا

إنما أراد تَدافُفاً فقلَبَ كما قدَّمْنا.

والدَّافَّةُ والدفَّافةُ: القوم يُجْدِبُون فيُمْطَرُون، دَفُّوا

يَدِفُّونَ. وقال: دَفَّتْ دافّةٌ أَي أَتى قَوْمٌ من أَهلِ البادِيةِ قد

أُقْحِمُوا. وقال ابن دريد: هي الجَماعةُ من الناس تُقْبِلُ من بلد إلى بلد.

ويقال: دَفَّتْ علينا من بني فلان دافَّةٌ. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه،

أَنه قال لمالك بن أَوْس: يا مالِ، إنه دَفَّتْ علينا من قومك دافَّةٌ

وقد أَمَرْنا لهم برَضْخٍ فاقْسِمْه فيهم؛ قال أَبو عمرو: الدافَّةُ القوم

يسيرون جماعةً، ليس بالشّديد

(* أراد: سيراً ليس بالشديد.). وفي حديث

لُحُومِ الأَضاحي: إنما نَهَيْتُكم عنها من أَجلِ الدَّافَّةِ؛ هم قوم

يَسِيرون جماعةً سَيْراً ليس بالشَّديد. يقال: هم قوم يَدِفُّونَ دَفِيفاً.

والدافَّةُ: قوم من الأَعْراب يريدون المِصْر؛ يريد أَنهم قَدِمُوا

المدينة عند الأَضحى فنهاهم عن ادِّخارِ لُحُوم اللأَضاحي ليُفَرِّقُوها

ويَتَصَدَّقُوا بها فيَنْتَفعَ أُولئك القادِمون بها. وفي حديث سالم: أَنه كان

يَلي صَدَقةَ عمر، رضي اللّه عنه، فإذا دَفَتْ دافَّةٌ من الأَعْراب

وجَّهَها فيهم. وفي حديث الأحنف قال لمعاوِيةَ: لولا عَزْمةُ أَمِيرِ

المؤمنين لأَخبرته أَن دافّةً دفَّتْ. وفي الحديث أَن أَعرابيّاً قال: يا رسولَ

اللّه، هل في الجنة إبل؟ فقال: نعم، إنَّ فيها النجائِبَ تَدِفُّ

برُكْبانها أَي تسير بهم سَيْراً لَيِّناً، وفي الحديث الآخر: طَفِقَ القومُ

يَدِفُّونَ حَوْلَه. والدَّافَّةُ: الجيش يَدِفُّون نحو العدوِّ أَي

يَدِبُّون. وتَدافَّ القومُ إذا ركِبَ بعضهُم بعضاً.

ودَفَّفَ على الجَريح كَذَفَّفَ: أَجْهَزَ عليه، وكذلك دافَّه مُدافَّةً

ودِفافاً ودافاه؛ الأَخيرة جُهَنِيَّةٌ. وفي حديث ابن مسعود: أَنه دافَّ

أَبا جهل يوم بَدْرٍ أَي أَجْهَزَ عليه وحَرَّرَ قَتْلَه. يقال:

دافَفْتُ عليه ودافَيْتُه ودَفَّفْت عليه تَدْفِيفاً، وفي رواية: أَقْعَصَ ابنا

عفراء أَبا جهل ودفَّف عليه ابن مسعود، ويروى بالذال المعجمة بمعناه. وفي

حديث خالد: أَنه أَسَرَ من بني جَذيمة قوماً فلما كان الليلُ نادى

مناديه: أَلا من كان معه أَسير فليدافِّه، معناه ليجهزْ عليه. يقال: دافَفْتُ

الرجل دِفافاً ومُدافَّة وهو إجْهازُك عليه؛ قال رؤْبة:

لما رآني أُرْعِشَتْ أَطْرافي،

كان مع الشَّيْبِ منَ الدِّفافِ

قال أَبو عبيد: وفيه لغة أُخرى: فَلْيُدافِه، بتخفيف الفاء، من

دافَيْتُه، وهي لغة لجُهَينة؛ ومنه الحديث المرفوع: أَنه أُتِيَ بأَسيرٍ فقال:

أَدْفُوه؛ يريد الدِّفْءَ من البَرْد، فقتلوه، فَوَداه رسول اللّه، صلى

اللّه عليه وسلم؛ قال أَبو عبيد: وفيه لغة ثالثة: فَلْيُذافِّه، بالذال

المعجمة. يقال: ذَفَّفْتُ عليه تذْفيفاً إِذا أَجْهَزْتَ عليه. وذافَفْتُ

الرَّجُلَ مُذافَّةً: أَجْهَزْتُ عليه. وفي الحديث: أَنَّ خُبَيباً قال وهو

أَسيرٌ بمكة: ابْغُوني حَديدةً أَسْتَطِيبُ بها، فأُعْطِيَ مُوسَى

فاسْتَدَفَّ بها أَي حلَق عانته واسْتَأْصَلَ حَلْقها، وهو من دَفَّفْتُ على

الأَسير. ودافَفْتُه ودافَيْتُه، على التحويل: دافَعْتُه.

ودفَّ الأَمْرُ يَدِفُّ واسْتَدَفَّ: تَهَيّأَ وأَمكن. يقال: خذ ما دفَّ

لك واسْتَدَفَّ أَي خذ ما تهيّأَ وأَمكن وتَسَهَّلَ مثل اسْتَطفَّ،

والدال مبدلة من الطاء. واسْتَدَفَّ أَمْرُهم أَي اسْتَتَبّ واستقام؛ وحكى

ابن بري عن ابن القطَّاع قال: يقال استدف واستذف، بالدال والذال

المعجمة.والدَّفُّ والدُّفُّ، بالضم: الذي يَضرب به النساء، وفي المحكم: الذي

يُضْرَب به، والجمع دُفُوفٌ، والدفَّافُ صاحبُها، والمُدَفِّفُ صانِعُها،

والمُدفدِفُ ضارِبُها. وفي الحديث: فَصْلُ ما بين الحرام والحلال الصوتُ

والدفُّ؛ المراد به إعلان النِّكاح، والدفْدفةُ استعجال ضربها. وفي حديث

الحسن: وإن دَفْدَفتْ بهم الهَماليجُ أَي أَسْرَعَتْ، وهو من الدَّفيف

السير اللَّيِّن بتكرار الفاء.

(دفف) أسْرع وَفُلَانًا دافه والدفوف صنعها
(دفف) : الدَّفافِينُ: خَشَب السَّفِينَة، الواحدُ دُفّان.
دفف صَوت وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: فصل مَا بَين الْحَلَال وَالْحرَام الصَّوْت والدُّفّ فِي النِّكَاح. أما الدُّفّ فَهُوَ هَذَا الَّذِي يضْرب بِهِ النِّسَاء وَقد زعم بعض النَّاس أَن الدُّفّ لُغَة فَأَما الْجنب فالدُفّ لَا اخْتِلَاف فِيهِ بِالْفَتْح. وَقَ
د ف ف

نقر الدف بالضم والفتح. ورجل دفّاف يعمل الدفوف. وبات يتقلب على دفيه وعلى دفتيه وهما جنباه. قال زهير:

له عنق تلوى بما وصلت به ... ودفّان يستفان كل ظعان

وقال آخر:

ووانية زجرت على حفاها ... قريح الدفتين من الظعان

ورماك الله بذات الدف وهي ذات الجنب. قال:

ويحك هل أخبر أني أشفى ... من أولق الجنّ وذات الدف

ودفت عليهم دافّة من الأعراب: قدمت عليهم جماعة يدفّون للنجعة وطلب الرزق. والدفيف: السير اللّين. ودفّ الطائر دفيفاً: حرك جناحيه وجلاه على الأرض. واستدفّ له الأمر: تهيأ.

ومن المجاز: حفظ ما بين الدفتين وهما ضماما المصحف من جانــبيه. وقرع دفّتي الطبل وهما جلداه. وقطعنا دفوف الأودية وأسنادها وهي ما ارتفع من جوانبها.
[دفف] الدَفُّ: الجنبُ. ودَفَّا البعيرِ. جنباه. والدف بالضم، هذا الذى تضرب به النساء. وحكى أبو عبيد عن بعضهم: أن الفتح فيه لغة. وسنام مدفف، إذا سقط على دَفَّي البعير. والدَفيفُ: الدبيبُ، وهو السيرُ الليُنُ. يقال: دَفَّتْ علينا من بني فلان دَافَّةٌ. والدافَّةُ: الجيشُ يَدِفُّونَ نحو العدوّ، أي يدِبّونَ. ودَفيفُ الطائِر. مَرُّهُ فُوَيْقَ الأرض. يقال: عُقابٌ دَفوفٌ، للذي يدنو من الأرض في طيرانه إذا انقض. قال امرؤ القيس يصف فرسا ويشبهها بالعقاب: كانى بفتخاء الجناحين لقوة دَفوفٍ من العِقْبانِ طَأْطَأْتُ شِمْلالي وداففت الرجل مدافة ودفافا: أجهزت عليه. ومنه حديث خالد بن الوليد رضى الله عنه: " من كان معه أسير فليدافه ". قال الاصمعي: يقال تَدافَّ القومُ، إذا ركبَ بعضُهم بعضاً. ويقال: خذْ ما اسْتَدَفَّ لك، أي خُذْ ما أمكن وتَسَهَّلَ، مثل اسْتَطَفَّ. والدالُ مبدَلَةٌ من الطاء. واسْتَدَفَّ أمرهم، أي استتب واستقام.
د ف ف : دَفَّ الطَّائِرُ يَدُفُّ مِنْ بَابِ قَتَلَ دَفِيفًا حَرَّكَ جَنَاحَيْهِ لِطَيَرَانِهِ وَمَعْنَاهُ ضَرَبَ بِهِمَا دَفَّيْهِ وَهُمَا جَنْبَاهُ وَأَدَفَّ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ يُقَالُ ذَلِكَ إذَا أَسْرَعَ مَشْيًا وَرِجْلَاهُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ ثُمَّ يَسْتَقِلُّ طَيَرَانًا وَدَفَّتْ الْجَمَاعَةُ تَدِفُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ دَفِيفًا سَارَتْ سَيْرًا لَيِّنًا فَهِيَ دَافَّةٌ وَدَافَفْتُهُ مُدَافَّةً وَدِفَافًا مِنْ بَابِ قَاتَلَ إذَا أَجْهَزْتَ عَلَيْهِ وَدَفَّ عَلَيْهِ يَدُفُّ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَدَفَّفَ تَدْفِيفًا مِثْلُهُ وَالذَّالُ الْمُعْجَمَةُ فِي بَابِ الْمُدَافَّةِ لُغَةٌ وَمَعْنَاهُ جَرَحْتُهُ جُرْحًا يُوَحِّي الْمَوْتَ وَالدَّفُّ الْجَنْبُ مِنْ كُلِّ شَيْءِ وَالْجَمْعُ دُفُوفٌ مِثْلُ:
فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَقَدْ يُؤَنَّثُ بِالْهَاءِ فَيُقَالُ الدَّفَّةُ وَمِنْهُ دَفَّتَا الْمُصْحَفِ لِلْوَجْهَيْنِ مِنْ الْــجَانِــبَيْنِ وَالدُّفُّ الَّذِي يُلْعَبُ بِهِ بِضَمِّ الدَّالِ وَفَتْحِهَا وَالْجَمْعُ دُفُوفٌ وَاسْتَدَفَّ الشَّيْءُ تَمَّ. 
(دفف) - في الحَدِيثِ: "طَفِقَ القَومُ يَدِفُّون حَولَه" . الدَّفِيفُ: سَيْرٌ لَيس بالسَّرِيع، وكأنه بخلاف الدَّفِيف، ومنه: دَفِيف الطَّائِر إذا أَرادَ النُّهوضَ قبل أن يَستقِلَّ، وأَصلُه ضرب بجَنَاحَيْه دَفَّيه ، وهما جَنْبَاه، وكذلك الدَّفَّة. ومنه دَفَّتَا المُصْحَف: ضِمامُه كأَنَّهما جَنْباه، والدُّفُّ: الذي يُلعَب به، قيل: سُمِّى به, لأنه جِلْد الجَنْب.
- ومنه حَدِيثُ عَبدِ الله بن عَمْرو: "أَنَّ امرأَتَه نَذَرَت أن تَضْرِبَ بالدُّفِّ على رأس رَسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أَوفِى بنَذْرِك".
ولَيْسَ هذا من الطَّاعَات التي يتَعَلَّق بها النُّذُور، وأحسَنُ حَالِهم أن يكون من المُبَاح، غَير أَنَّه لَمَّا اتَّصل بإِظْهار الفَرَح بسَلامة مَقدَمِ رَسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - من بَعض غَزَواته، وكانت فِيه مساءَةُ الكُفَّارِ وإِرغامُ المُنافِقِين صار فِعلُه كبَعْض القُرَب التي هي من بِرِّ أَهلِ الطَّاعات، ولهذا استُحِبَّ ضَربُه في النِّكاح، ولما فيه من الِإشَاعَة والخُروج به عن مَعنَى السِّفاح.
ومِثلُه قَولُه لحَسَّان حين استَنْشَده: كأَنَّما تَنضَح به وجُوهَ القَوم بالنَّبْل بِرَديِع؟.
دفف ذفف وَقَالَ [أَبُو عبيد -] فِي حَدِيث خَالِد [رَحمَه الله -] فِي غزَاة بني جَذيمة من [بني -] كنَانَة يَوْم فتح مَكَّة وَكَانَ أسَر مِنْهُم قوما فَلَمَّا كَانَ اللَّيْل نَادَى مناديه: من كَانَ مَعَه أَسِير فليدافِّه. قَالَ الْأمَوِي وَأَبُو عَمْرو: قَوْله: فليدافه يَعْنِي لِيُجْهِزْ عَلَيْهِ يُقَال مِنْهُ: قد داففتُ الرجل دِفافا ومُدافّة وَهُوَ إجهازُك عَلَيْهِ قَالَ العجّاج أَو رؤبة فِي رجل يعاتبه: [الرجز]

لما رَآنِي أُرعشت أطرافي ... كَانَ مَعَ الشيب من الدفاف بِالدَّال [ويروى: من الذِفاف -] [بِالذَّالِ -] . وَكَانَ الْأَصْمَعِي يَقُول: تدافّ الْقَوْم إِذا ركب بَعضهم بَعْضًا.

[الْغِفَارِيّ -] قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَلَا أرَاهُ مأخوذا إِلَّا من هَذَا وَفِيه لُغَة أُخْرَى: فليُدافِه مُخَفّفَة يُقَال مِنْهُ: دافيتُه وَهُوَ فِيمَا يُقَال لُغَة جهنية وَمِنْه الحَدِيث الْمَرْفُوع: إِنَّه أُتِي بأسير فَقَالَ لقوم مِنْهُم: اذْهَبُوا بِهِ فأدفوه يُرِيد الدِّفءَ من الْبرد فَذَهَبُوا بِهِ فَقَتَلُوهُ فوداه رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم. وَفِيه لُغَة أُخْرَى ثَالِثَة بِالذَّالِ يُقَال: ذَفّفتُ عَلَيْهِ تذفيفا إِذا أجهزتَ عَلَيْهِ وَمِنْه حَدِيث عَليّ رَضِي الله عَنهُ: إِنَّه نَادَى مناديه يَوْم الْجمل لَا يُذفّف على جريح وَلَا يُتبَع مُدْبر. والذفاف هُوَ السم الْقَاتِل. أَحَادِيث أبي ذَر رَحمَه الله
[دفف] نه في ح الأضحية: نهيتكم عنها من أجل "الدافة" هم القوم يسيرون جماعة سيرًا ليس بالشديد، من يدفون دفيفا، الدافة قوم من الأعراب يردون المصر، يريد أنهم قدموا المدينة عند الأضحى فنهاهم عن إدخار لحومها ليتصدقوا بها.وأرجى للمفعول، وكتب أي قدر وهو يدل على استحبابه في جميع الأوقات. ج: ما ترك إلا ما بين "الدفتين" أي ما هو مكتوب بينهما من كتاب الله، ويتم في اللوحين.
دفف
دفَّ بـ/ دفَّ على دَفَفْتُ، يَدُفّ ويَدِفّ، ادْفُفْ/ دُفَّ وادْفِفْ/ دِفَّ، دَفًّا ودَفيفًا، فهو دَافّ، والمفعول مدفوف به
• دَفَّ الطَّائِرُ بجناحيه: ضربَ جنبيه بجناحيه على الأرض استعدادًا للطيران "حمام يَدفُّ بجناحيه".
• دفَّت عليه الأمورُ: تدافعتْ، تتابعت. 

دَفّ1 [مفرد]: ج دُفُوف (لغير المصدر): مصدر دفَّ بـ/ دفَّ على.
• دَفُّ الشَّيءِ: جَنْبُه "باتَ مُؤَرَّقًا يتقلَّبُ على دَفَّيْه". 

دَفّ2/ دُفّ [مفرد]: ج دُفُوف: (سق) آلة للطَّرب، مُسْتديرة لها جلد مَشدودٌ يُنْقر عليه "وأصوات الرِّياح بكلِّ فَجٍّ ... أحبُّ إليَّ من نقر الدُّفوف- فَصْل مَا بَينَ الْحَرَامِ وَالْحَلاَلِ الصَّوْتُ والدُّفّ [حديث]: والمراد به إعلان الزواج وإشهاره". 

دَفَّاف [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من دفَّ بـ/ دفَّ على.
2 - صانِع الدُّفوف، أو بائعها أو ضاربها.
3 - رواق أسطوانيّ صغير ذو أبواب زجاجيّة على شكل دَفّ يقام عند مدخل بناء لمنع الهواء أو البرد "دَفّاف فندقٍ". 

دَفّة [مفرد]: ج دَفَّات ودِفاف: دَفّ، جنب، صفحة "دفّتا كتابٍ/ مُصْحفٍ: الغِلافان اللذان يكتنفانه من جانــبيه- باتَ يتقلَّبُ على دَفّتيه".
• دَفَّة السَّفينة: سُكَّانها؛ آلة في مُؤخّرها تحرّكها يمينًا ويسارًا، صفيحة مفصّلة عموديًّا من المعدن أو ألياف الزُّجاج أو الخشب مثبَّتة في مؤخِّر السفينة لإمالتها من جهة إلى أخرى أو لتوجّه مسارها "أَمْسَك/ قبض على دَفّة الحكم: تولّى الحكم- ذراع الدَّفَّة: رافعة تستخدم لإدارة الدَّفَّة وتحريكها" ° سيَّر دَفَّةَ الأمور: وجَّهها، تحكَّم في خطّ مسارها. 

دَفيف [مفرد]: مصدر دفَّ بـ/ دفَّ على. 
[د ف ف] الدَّفُّ: الجَنْبُ من كُلِّ شَيءِ، وقِيلَ: الدَّفُّ: صَفْحةُ الجَنْبِ، أَنْشَدَ ثَعلَبٌ - في صِفَةِ إنسانٍ -: (يَحُكُّ كُدُوحَ القَمْلِ تَحتَ لَبانِه ... ودفَّيْه منها دامِياتٌ وجالِبُ)

وأَنْشَد أيضاً في صِفَةِ ناقِة:

(تَرَى ظِلَّها عندَ الرَّواحِ كأَنَّه ... إلى دَفِّها رَأْلٌ يخُبُّ جَنِيبُ)

ورِوايةُ أَبي العَلاِء: ((يَحكُّ جَنيبُ)) ، يريدُ أَنَّ ظِلَّها من سُرْعَتِها يَضْطَربُ اضْطِرابَ الرَّأْلِ، وذلك عِنْدَ الرَّواحِ، يقول: إنَّها وَقْتَ كَلالِ الإِبلِ نَشِيطَةٌ مُنْبَسِطَةٌ، وقَالَ ذُو الرمَّةِ:

(أَخُو تَنِائِفَ أَغْفَى عند ساهِمَةٍ ... بأَخْلَقِ الدَّفِّ من تًصِديرِها جُلَبُ)

وروَى بعضُهم: ((أخا تنائِفَ)) ، فهو على هذا مُضَمَّنٌ لأَنَّ قَبْلَه: ((زَارَ الخَيالُ)) . فأَمَّا قَوْلُ عَنْتَرةَ:

(وكأَنَّما تَنْأَي بــجانِــبِ دَفِّها الْوَحْشِيِّ ... بعد مُخِيلَةٍ وتَزَغُّمِ)

فإنَّما هو من إضافة الشَّيءِ إلى نَفْسِه، والجمعُ: دُفوفٌ. ودَفَّتَا الرَّجْلِ، والسَّرْجِ، والمُصْحَفِ: جانِــباه وضِمامَتاه. ودَفَّتَا الطَّبْلِ: [الجِلْدتانِ] اللتان على رَأْسِه. ودفَّ الطائِرُ يَدِفُّ دَفّا ودَفِيفاً، وأَدَفَّ: ضَرَبَ جَنْبَيْه بجَنَاحَيْه، وقِيلَ: هو إذا حَرَّكَ جَناحَيْه ورِجْلاه في الأَرْض. وفي بَعْضِ التَّنْريه: ((ويَسْمَعُ حَرَكَةَ الطَّيْرِ صافِّها ودافِّها)) الصَّافُّ: الباسِطُ جَنَاحَيْه لا يُحَرِّكُهما. وعقابٌ دفوفٌ، قال أبو ذُؤيبٍ:

(فَبَيْنَا يَمْشِيانِ جَرَتْ عُقابٌ ... من العِقْبَانِ خائِتَةٌ دَفُوفُ)

فأًَمَّا قَوْلُ الرّاجزِ:

(والنَّسْرُ قد يَنْهَضُ وهو دافِي ... ) فَعَلَى مُحَوَّلِ التَّضعيفِ، وإنَّما أَرادَ وهو دافِفٌ، فَقَلَبَ الفاءَ الأَخيرةَ ياءً؛ كراهِيَةَ التَّضْعِيفِ. والدَّفِيفُ: سَيْرٌ لَيِّنٌ، دَفَّ يَدِفُّ دَفِيقاً، واستعارَه ذُو الرُّمَّهِ في الدَّبَرانِ، فَقَالَ يَصِفُ الثُّرَيَّا:

(يَدِفُّ على آثارِها دَبَرانُها ... فلا هُوَ مُسْبُوقٌ ولا هَوَ يَلْحَقُ)

ودَفَّ الماشِي: خَفَّ على وَجْهِ الأَرْضِ، وقَوْلُه:

(إليكَ أَشْكوُ مَشْيَها تَدَافِيا ... )

(مَشْيَ العَجُوزِ تَنْقُلُ الأَثافِيا ... )

إنَّما أَرادَ: ((تَدَافُقاً)) فَقَلَبَ، كما قَدَّمْنا. والدَّافَّةُ والدَّفَّافَةُ: القَوْمُ يُجْدِبُونَ فَيْمْطَرُونَ، دَفُّوا يَدِفُّونَ. وقَالَ: دَفَّتْ دَافَّةٌ، أي: أَتَى قَوْمٌ من أَهْلِ البادَيِة قد أُقْحِمُوا. وقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هي الجَماعةُ من النّاسِ تُقْبِلُ من بَلَدِ إلى بَلَدٍ. وتَدَافَّ القَوْمٌ: رَكِبَ بَعْضُهم بَعْضاً. ودَفَّفَ على الجَرِيحِ، كَذَفَّفَ: أَجْهَرَ عليه، وكذلك دَافَّه مُدَافَّةً ودِفافاً، الأَخيرة جُهَنِيّة. ودافَفْتُه ودافَيْتُه - على التَّحْوِيل -: دافَعْتُه. ودفَّ الأَمْرُ يَدِفُّ، واسْتَدَفَّ: تَهيَّأَ وأَمْكَنَ. والدَّفُّ والدُّفُّ: الّذي يُضْرَبُ به، والجمعُ: دُفُوفٌ. والدَّفَّافُ: صاحِبُها. والمُدَفِّفُ: صانعُها. والمُدَفْدِفُ: ضارِبُها. والدَّفْدَفَةُ: اسْتِعْجالُ ضَرِبْها.
دفف
(! الدَّفُّ، بِالْفَتْحِ: الْجَنْبُ مِن كُلِّ شَيْءٍ، وذِكْرُ الفَتْحِ مُسْتَدْرَكٌ، أَوصَفْحَتُهُ أَي: الجَنْب، وَدَفَّا البَعِيرِ: جَنْبَاهُ، وَمِنْه:) أَصْبَرُ مِن عَوْدٍ بدَفَّيْهِ الجُلْبُ (، وَقَالَ الرَّاعِي:
(مَابَالُ {دَفِّكَ بالفِرَاشِ مَذِيلاَ ... أَقَذًى بعَيْنِك أَم أَرَدْتَ رَحِيلاَ)
وَقَالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ، رَضِيَ اللهُ عَنهُ:
(لَهُ عُنُقٌ تُلْوِي بِمَا وُصِلَتْ بِهِ ... } ودَفَّانِ يَشْتَفَّانِ كُلِّ ظِعَانِ)
وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ فِي صِفَةِ إِنْسَانٍ:
(يَحْكُّ كُدُوحَ الْقَمْلِ تَحْتَ لَبَانِهِ ... {ودَفَّيْهِ مِنْهَا دَامِيَاتٌ وحَالِبٌ)
وأنْشَدَ أَيضاً فِي صِفَةِ ناقَةٍ:
(تَرَى ظِلَّهَا عِنْدَ الرَّوَاحِ كَأَنَّهُ ... إِلَى} دَفِّهَا رَأْلٌ يَخُبُّ خَبِيبُ)
{كَالدَّفَّةِ، بالْهَاءِ، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ:
(ووَانِيَةٍ زَجَرْتُ علَى وَجَاهَا ... قَرِيحِ} الدَّفَّتَيْنِ مِنَ الْبِطَانِ)
وَمِنْه قَوْلُهُم: بَات يتَقَلَّبُ علَى {دَفَّتَيْهِ. الدَّفُّ: نَسْفُ الشَّيْءِ واسْتِئْصَالُهُ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. من الْمجَاز: الدَّفُّ مِن الرمْلِ، من الأَرْضِ: سَنَدُهُمَا. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ:} دُفُوفُ الأَرْضِ: أَسْنَادُها، وَفِي الأَسَاسِ: قَطَعَ دُفُوفَ الأَوْدِيَةِ وأَسْنَادَهَا، وَهِي مَا ارْتَفَعَ مِن جَوَانِبِهَا. الدَّفُّ: اللَّيِّنُ مِن سَيْرِ الإِبِلِ، وَكَذَا من سَيْرِ الطَّيْرِ، {كَالدَّفِيفِ، وَهَذِه نَقَلَهَا الجوْهَرِيُّ، الدَّفُّ: الْمَشْيُ الْخَفِيفُ، يُقَال:} دَفَّ)
المَاشِي علَى وَجْهِ الأَرْضِ، أَي: خَفَّ. الدَّفُّ: الَّذِي يَضْرِبُ بِهِ النِّسَاءُ، كَمَا فِي المُحْكَمِ، والعُبَابِ، قَالَ الصَّاغَانِيُّ: وَمِنْه الحديثُ:) فصلُ مَا بَيْنَ الْحَلاَلِ والْحَرَامِ، الصَّوْتُ {والدَّفُّ فِي النِّكَاحِ (. وأَراد بالصَّوْتِ الإِعْلانَ، وبِالضَّمِّ أَعْلَى، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وحكَى أَبو عُبَيْدٍ عَن بَعْضِهم، أَنَّ الفَتْحَ فِيهِ لُغَةٌ، ج:} دُفُوفٌ، بالضَّمِّ، كَمَا فِي المُحْكَمِ. الشِّهابُ أَحْمَدُ بنُ نُصَيْرٍ ابنِ نَبَأَ المِصْرِيُّ {- الدُّفُوفِيُّ، مُحَدِّثٌ، عَن ابنِ رَوَاحٍ، مَاتَ سنة، وأَخوه عليُّ، حَدَّثَ أَيضَاً. ويُؤْكَلُ مَا} دَفَّ: أَيْ مَا حَرَّكَ جَنَاحَيْهِ مِن الطَّيْرِ، كَالْحَمَامِ، ونحوِه، لاَ مَا صَفَّ: أَي كَالنُّسُورِ، والصُّقُورِ، ونحوِهما، وَهُوَ حديثٌ، والرِّوَايَةُ:) يُؤْكَلُ مَا دَفَّ، ولاَ يُؤْكَلُ مَا صَفَّ (، وَفِي أُخْرَى:) كُلْ مَا دَفَّ، ولاَ تأْكُلْ مَا صَفَّ (، وَفِي بَعْضِ التَّنْزِيهِ، ويَسْمَعُ حَرَكَةَ الطَّيْرِ صَافِّها ودَافِّها، الصَّافُّ: الباسِطُ جَنَاحَيْهِ لَا يُحَرِّكُهُمَا. من المَجَازِ: دَفَّتَا المُصْحَفِ جَانِــبَاهُ، وصِمَامَتَاهُ مِن جَانِــبَيْهِ، يُقَالُ: حَفِظَ مَا بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ. (و) {الدَّفَّتَانِ مِن الطَّبْلِ: الجِلْدَتَانِ اللَّتَان عَلَى رَأْسِهِ، يُقَال: ضَرَبَ دَفَّتَيِ الطَّبْلِ، وَهُوَ مَجَازٌ.} والدَّفِيفُ: الدَّبِيبُ، وَهُوَ السَّيْرُ اللَّيِّنُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ وَقَالَ غيرُه: {الدَّفِيفُ: العَدْوُ، واسْتَعَارَه ذُو الرُّمَّةِ فِي الدَّبَرَانِ، فَقَالَ يَصِفُ الثُّرَيَّا:
(} يَدِفُّ عَلَى آثَارِهَا دَبَرَانُهَا ... فلاَ هُوَ مَسْبُوقٌ وَلَا هُوَ يَلْحَقُ)
وَفِي الحديثِ:) أَنَّ أَعْرابِيًّاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ فِي الجَنَّةِ إِبِلٌ فقَال: نَعَمُ، إِنَّ فِيهَا النَّجَائِبَ! تَدِفُّ برُكْبَانِهَا) أَي تَسِيرُ بهم سَيْراً لَيِّنَاً. الدَّفِيفُ مِن الطَّائِرِ: مَرُّهُ فُوَيْقَ الأَرْضِ، أَو هُوَ أَنْ يُحَرِّكَ جَنَاحَيْهِ ورِجْلاَهُ فِي الأَرْضِ، وَفِي المُحْكَمِ: بالأَرْضِ، وَهُوَ يَطِير ثُمَّ يَسْتَقِلُّ، وَقد دَفَّ الطائُر، يَدِفُّ، {دَفَّاً،} ودَفِيفاً، قَالَ ابنُ عَبَّادٍ: {أَدَفَّ الطائرُ، مِثْلُ دَفَّ. قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ:} دَفْدَفَ: إِذا سَارَ سَيْراً لَيِّناً، قَالَ ابنُ عَبَّادٍ: {اسْتَدَفَّ، مِثْلُ} دَفَّفَ. {وَدَفَادِفُ الأَرْضِ: أَسْنَادُهَا، وَهِي مَا ارْتَفَعَ مِن جَوَانِبِها، الْوَاحِدُ} دَفْدَفَةٌ عَن ابنِ شُميْلٍ. {والدَّافَّةُ: الْجَيْشُ} يَدُفُّونَ نَحْوَ الْعَدُوِّ، أَي: يَدِبُّونَ، كَمَا فِي الصِّحاحِ وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هِيَ الجَماعَةُ مِن الناسِ، تُقْبِلُ مِن بَلَدٍ إِلَى بَلَد، ويُقَال: {دَفَّتْ علينا مِن بَنِى فُلانٍ} دَافَّةٌ، قَالَ الصَّاغَانِيُّ: وَهُوَ يُرْدَفُ بعَلَى، لأَنَّهُ بمَعْنَى قَدِمَ ووَرَدَ، وَقَالَ اَبو عمروٍ: {الدَّافَّةُ: القَوْمُ يَسِيروُنَ جَماعَةً سَيْراً لَيْسَ بالشَّدِيدِ، يُقَال: هم قَوْمٌ} يَدِفُّون {دَفِيفاً، وَقَالَ غيرهُ: الدَّافَّةُ: قَوْمٌ يُريدُونَ المِصْرَ، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: دَفَّتْ عَلَيْهِم دَافَّةٌ مِنَ الأَعْرَاب: قَدِمَ عَلَيْهِم جَمْعٌ يَدِفُّونَ لِلنُّجْعَةِ، وطَلَبِ الرِّزْقِ. وعُقَابٌ} دَفُوفٌ، كصَبُورٍ: إِذا كانتْ تَدْنُو مِن الأَرْضِ إِذا انْقَضَّتْ فِي طَيَرَانِهَا، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ لامْرِئِ القَيْسِ يَسِفُ فَرَساً، وشَبَّهَها بالعُقَابِ:)
(كَأَنِّي بِفَتْخَاءِ الْجَنَاحَيْنِ لَقْوَةٍ ... دَفُوفٍ مِنَ الْعِقْبَانِ طَأْطَأْتُ شِمْلاَلِي)
ويُرْوَى شِيْمالِي، بياءِ الإِشْباعِ أَي شِمالي، ويُرْوَى شِمْلاَلِ، بِدُونِ ياءٍ، وَهِي النَّاقَةُ الخَفِيفَةُ.
وأَنْضَدَ ابنُ سيدَه لأَبِي ذُؤَيْبٍ: (فَبَيْنَا يَمْشِيَانِ جَرَتْ عُقَابٌ ... مِنَ الْعِقْبَانِ خَائِتَهٌ دَفُوفُ)
قلتُ: وفَسَّره السُّكَّرِيُّ، فَقَالَ: دَفُوفٌ: {تَدُفُّ فِي الطَّيَرَانِ، أَي تُسْرِعُ. وسَنَامٌ} مُدَفِّفٌ، كَمُحَدِّثٍ: سَقَطَ علَى {دَفَّتَى الْبَعِيرِ، نَقَلَهُ الجَوْهَريُّ، والصَّاغَانِيُّ.} ودَافَفْتُهُ: أَجْهَزْتُ عَلَيْهِ، {مُدَافَّةً،} ودِفَافاً، وَمِنْه قَوْلُ رُؤْبَةَ: لَمَّا رَآنِي أُرْعِشَتْ أَطْرَافِي كَانَ مَعَ الشَّيْبِ مِنَ {الدِّفَافِ} كَدَفَّفْتُهُ {تَدْفِيفاً، وَمِنْه الحديثُ:) دَافَّ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضَى اللهُ عنهُ أَبا جَهْلٍ يَوْمَ بَدْرٍ (، أَي أَجْهَزَ عَلَيْهِ، وحَرَّرَ قَتْلَهُ، ويُرْوَى:) أَقْعَصَ ابْنَا عَفْراءَ أَبَا جَهْلٍ،} ودَفَّفَ عَلَيْهِ ابنُ مَسْعُودٍ (ويُرْوَى بالذَّالِ المُعْجَمَةِ، بِمَعْنَاه. وَفِي حَدِيث خالدِ بنِ الولِيدِ، رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّهُ أَسَرَ مِن بَنِي جَذِيمَةَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ قَوْماً، فلمَّا كَانَ اللَّيْلُ نَادَى مُنَادِيه: مَن كانَ مَعَهُ أَسِيرٌ {فلْيُدَافِّهِ ويُرْوَى بالتَّخْفِيفِ، وبالذَّالِ المُعْجَمَةِ مَعَ التَّثْقِيلِ، فَهِيَ ثَلاثُ لُغَاتٍ، الثانيةُ نَقَلَها أَبو عُبَيْدٍ، وَقَالَ: هِيَ لُغَةٌ لجُهَيْنَةَ، وَمِنْه الحديثُ المَرْفُوعُ: أَنَّهُ أُتيَ بأَسِيرٍ، فَقَالَ:} أَدْفُوهُ، يُرِيدُ الدِّفءَ من البَرْدِ، فقَتَلُوهُ، فَوَدَاهُ رَسُولُ اللهِ صلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم. {وتَدَافُّوا: رَكِبَ بَعْضُهُمْ بَعْضَاً، عَن اَصْمَعِيَّ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. يُقَال: خُذْ مَا} اسْتَدَفَّ لَك، أَيْ: مَا تَهَيَّأَ، وأَمْكَنَ، وتَسَهَّلَ، مِثْلُ اسْتَطَفَّ، والدَّالُ مُبْدَلَةٌ مِن الطَّاءِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.! واسْتَدَفَّ بِالْمُوسَى: اسْتَحَدَّ، وَمِنْه قَوْلُ خُبَيْبِ بنِ عَدِيٍّ رَضَيَ الله عَنهُ، لاِمْرَأَةِ عُقْبَةَ بنِ الحارِثِ: ابْغِينِي حَدِيدَةً أَسْتَطِيبُ بهَا، فأَعْطَتْهُ مُوسَى، {فَاسْتَدَفَّ بهَا، أَي: حَلَقَ عَانَتهُ، واسْتَأْصَلَ حَلْقَهَا، وَهُوَ مَجازٌ مِن دَفَفْتُ علَى الأَسِيرِ. (و) } اسْتَدَفَّ الأَمْرُ: أَي: اسْتَتَبَّ، واسْتَقَامَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وحَكَى ابنُ بَرِّيّ عَن ابنِ القَطَّاعِ، قَالَ: يُقَال: اسْتَدَفَّ، بالدَّال والذَّالِ. {ودَفَّف، تَدْفِيفاً: أَسْرَعَ،} كَدَفْدَفَ، وَهَذِه عَن ابنِ الأعْرَابِيِّ، وَمِنْه حديثُ الحسَن: وإِن {دَفْدَفَتْ بِهِمُ الهَمَاليجُ أَي: أَسْرَعَتْ، وَهُوَ مِن} الدَّفِيفِ. {وأَدَفَّتْ عَلَيْهِ الأُمُورُ: أَي تَتَابَعَتْ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. وممّا يًسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:} الدَّافَّةُ، {والدَّفَّافَةُ: القومُ يُجْدِبُونَ فَيُمْطَرُونَ، ونَسْرٌ دَافِي: أَي} دَافِفٌ، على مُحَوَّلِ التَّضْعِيفِ، وَكَذَلِكَ {- التَّدَافِي بمعنَى} التَّدَافُفِ. {ودَفَّفَ على الجَرِيحِ، كَذَفَّفَهُ، وَكَذَلِكَ:} دَافَ عَلَيْهِ، {ودَافَاهُ، على)
التَّحْوِيلِ.} ودَفَّ الأَمْرُ، {يَدِفُّ،} كاسْتَدَفَّ. {والدَّفَّافُ، كشَدَّادٍ: صاحِبُ} الدُّفُوفِ، {والمُدَفِّفُ: صَانِعُها،} والمُدَفْدِفُ: ضَارِبُهَا، {والدَّفْدَفَةُ: اسْتِعْجَالُ ضَرْبِها. ويُقَالُ: رَمَاهُ اللهُ بذَاتِ} الدَّفِّ، أَي: ذاتِ الجَنْبِ.
دفف وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عُمَر [رَضِيَ الله عَنْهُ -] أَنه قَالَ لمَالِك بن أَوْس [بن الْحدثَان -] : يَا مالِ إِنَّه قد دَفَّتْ علينا من قَوْمك دافَّة وَقد أمرنَا لَهُم بَرضخ فاقَسِمْه فيهم. قَالَ أَبُو عَمْرو: الدافّة الْقَوْم يَسِيرُونَ جمَاعَة سيرا لَيْسَ بالشديدويقال: هم قوم يَدِفّون دفيفا وَمِنْه الحَدِيث الْمَرْفُوع أَن أَعْرَابِيًا قَالَ: يَا رَسُول الله هَل فِي الْجنَّة إبل فَقَالَ: نعم إِن فِيهَا النجائب تَدِفّ بركبانها فِي الْجنَّة. 
دفف
الدَّفُّ - بالفتح -: الجنب، ودفا البعير: جنباه، ومنه المثل: أصبر من عود بدفيه الجلب. وقال الراعي:
ما بالُ دَفِّكَ بالفِراشِ مَذِيْلا ... أقَذَىً بِعَيْنِكَ أمْ أرَدْتَ رَحيلا
وقال كعب بن زهير - رضي الله عنه -، ويروى لأبيه زهير، وهو موجود في ديواني أشعارهما:
له عُنُقٌ تُلْوي بما وُصِلَتْ به ... ودَفّانِ يَشْتَفّانِ كُلَّ ظِعانِ
وكذلك الدفة - بالهاء -، قال:
ووانِيَةٍ زَجَرْتُ على حَفَاها ... قَرِيْحِ الدَّفَّتَينِ من البِطَانِ
ودفتا الطبل: اللتان على رأسه.
ودفتا المصحف: ضمامتاه.
ودف الشيء دفاً: أي نسفه واستأصله.
وقال أبن شميل: دفوف الأرض: أسنادها.
وقال أبو عبيد: الدف والدف - بالفتح والضم -: الذي يضرب به، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: فصل ما بين الحلال والحرام الصوت والدف في النكاح. وأراد بالصوت الإعلان.
ودفادف الأرض: لأ إسنادها، الواحد: دفدفة. والدفيف: الدبيب؛ وهو السير اللين، يقال: دفت علينا من بني فلان دافة، ومنه حديث عمر؟ رضي الله عنه - أنه قال لمالك بن أوس - رضي الله عنه -: يا مال إنه دفت علينا من قومك دافة؛ وقد أمرنا لهم برضخ فاقسمه بينهم. وعدى " دَفَّ " ب " على " على تأويل قدم وورد. ومنه حديث سالم: أنه كان يلي صدقة عمر - رضي الله عنه -، فإذا دفت دافة الأعراب وجهها أو عامتها فيهم وهي مسبلة. وفي حديث رقيقة بنت أبي صيفي: وطفق القوم بدفون حوله. وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ك ر ب.
والدفة: الجيش يدفون نحو العدو؛ أي يدبون.
وروي أن أعرابياً قال: يا رسول الله هل في الجنة إبل؟ قال: نعم إن فيها لنجائب تدفُّ بركبانها.
ودفيف الطائر: مره فوق الأرض، عقاب دفوف: للتي تدنو من الأرض في طيرانها إذا انقضت، قال امرؤ القيس يصف فرساً ويشبهها العقاب:
كأنّي بفَتْخاء الجَنَاحَيْنِ لَقْوَةٍ ... دَفُوْفٍ من العِقْبانِ طَأْطَأْتُ شِملالي
ويروى: " شيمالي " أي شمالي.
وفي الحديث: يؤكل ما دف ولا يؤكل ما صف. أي ما حرك جناحيه من الطير كالحمام ونحوه، دون ما صفهما كالنسور والصقور وحوها. وفي كلام بعضهم في التوحيد: ويسمع حركة الطير صافها ودافها.
وقال أبن عباد: أدف الطائر: مثل دف.
وقال غيره: أدفت عليه الأمور: إذا تتابعت.
وسنام مدفف: إذا سقط على دفتي البعير.
وداففت الرجل: إذا أجهزت عليه، ومنه حديث خالد بن الوليد - رضي الله عنه - أنه أسر من بني جذيمة يوم فتح مكة قوماً، فلما كان الليل نادى مناديه: من كان معه أسير فليدافه - ويروى: فليدافه؛ بالتخفيف، وبالذال المعجمة مع التثقيل -. ومعنى الثلاثة: فليجهز عليه. وفي حديث أبن مسعود - رضي الله عنه -: أنه داف أبا جهل يوم بدر، وقال رؤبة:
ذاك الذي تزعمه دفافي
وقال الأصمعي: يقال تداف القوم: إذا ركب بعضهم بعضاً.
ويقال: خذ ما استدف لك: - أي ما أمكن وتسهل - مثل استطف، والدال مبدلة من الطاء.
واستدف أمرهم: أي استتب واستقام.
واستدف الرجل: إذا أستحد، ومنه قول خبيب بن عدي - رضي الله عنه - لا امرأة عقبة بن الحارث: أبغيني حديدة أستطيب بها؛ فأعطته موسى فاستدف بها.
وقال أبن عباد: المستدف بمعنى المدفف.
وقال أبن العرابي: دفدف: إذا سار سيراً ليناً.
ودفدف - أيضاً -: إذا أسرع.
والتركيب يدل على عرض في الشيء وعلى سرعة.

الْحَشَفَة

الْحَشَفَة: مَا فَوق الْخِتَان من جَانــب الرَّأْس لَا من جَانــب الأَصْل.
(الْحَشَفَة) مَا يكْشف عَنهُ الْخِتَان فِي عُضْو التَّذْكِير وقرحة تخرج فِي حلق الْإِنْسَان وَالْبَعِير وصخرة تكون فِي الْبَحْر (ج) حشاف وأصل الزَّرْع يبْقى بعد الْحَصاد والخميرة الْيَابِسَة والعجوز الْكَبِيرَة (ج) حشف وحشاف

الْفَيْء

(الْفَيْء) الظل بعد الزَّوَال ينبسط شرقا وَالْخَرَاج وَالْغنيمَة تنَال بِلَا قتال (ج) أفياء وفيوء
الْفَيْء: الرُّجُوع من فَاء يفِيء إِذا رَجَعَ. والفيء فِي بَاب الْإِيلَاء الوطي إِذا قدر عَلَيْهِ وَإِلَّا أَن يَقُول فئت إِلَيْهَا. وَأَيْضًا الْفَيْء الْغَنِيمَة. وَإِنَّمَا سمي الظل الَّذِي من الزَّوَال إِلَى الْغُرُوب فَيْئا لرجوعه من جَانــب إِلَى جَانــب وَغلب اسْتِعْمَال الظل فِيمَا هُوَ من طُلُوع الشَّمْس إِلَى الزَّوَال. وَحكى أَبُو عُبَيْدَة عَن رؤبة كل مَا كَانَ عَلَيْهِ الشَّمْس فَزَالَتْ فَهُوَ فَيْء. وَمَا لم تكن عَلَيْهِ الشَّمْس فَهُوَ ظلّ. وَفِي شرح مُخْتَصر الْوِقَايَة لأبي المكارم رَحمَه الله فَيْء الزَّوَال هُوَ الظل الْحَاصِل للأشياء عِنْد اسْتِوَاء الشَّمْس إِلَى خطّ نصف النَّهَار وَهُوَ يخْتَلف طولا وقصرا باخْتلَاف الْأَمَاكِن والأزمان. وَغَايَة طوله عِنْد تحول الشَّمْس إِلَى الجدي وقصره عِنْد التَّحَوُّل إِلَى السرطان.
وَالتَّفْصِيل فِي هَذَا الْمقَام أَن فَيْء كل شَيْء عِنْد التَّحَوُّل إِلَى السرطان سَبْعَة فَإِن كَانَ الْفَيْء قدما عِنْده تتزايد فِي كل سَبْعَة عشرَة يَوْمًا نصف قدم إِلَى أَن يمْضِي أحد وَخَمْسُونَ يَوْمًا - ثمَّ فِي كل تِسْعَة نصفه إِلَى أَن يمْضِي سَبْعَة وَعِشْرُونَ يَوْمًا - ثمَّ فِي كل سَبْعَة نصفه إِلَى أَن يمْضِي مائَة وَخَمْسَة أَيَّام. وَبعد هَذِه الْأَيَّام يكون التَّحَوُّل إِلَى الجدي وَصَارَ الْفَيْء حِينَئِذٍ أحد عشر قدما وَنصفه ثمَّ ينقص نصف قدم على عكس التَّرْتِيب الْمَذْكُور إِلَى أَن يؤول إِلَى قدم وَاحِد بعد مُضِيّ تِلْكَ الْمدَّة.
وَهَذَا الْكَلَام على اعْتِبَار الظَّن والتقريب. وَتَحْقِيق ذَلِك مفوض إِلَى دقائق علم النُّجُوم انْتهى. وَفِيه أَيْضا وَوقت الظّهْر من وَقت الزَّوَال إِلَى وَقت بُلُوغ ظلّ كل شَيْء مثلَيْهِ سوى فَيْء الزَّوَال إِن كَانَ لَهُ فَيْء فِي وقته وَإِن لم يكن لَهُ فَيْء فِيهِ كَمَا فِي الْحَرَمَيْنِ فِي أطول الْأَيَّام فالتقدير ببلوغ ظله مثلَيْهِ انْتهى.
وَاعْلَم أَنه إِذا بلغ ظلّ كل شَيْء مثلَيْهِ سوى فَيْء الزَّوَال يخرج وَقت الظّهْر وَيدخل وَقت الْعَصْر فِي ظَاهر الرِّوَايَة عَن أبي حنيفَة رَحمَه الله تَعَالَى. وَعنهُ فِي رِوَايَة أَنه إِذا صَار الظل مثله سوى الْفَيْء يخرج الظّهْر وَيدخل الْعَصْر وَهُوَ قَوْلهمَا وَقَول الشَّافِعِي رَحمَه الله تَعَالَى. وَعِنْدَهُمَا أَيْضا بِرِوَايَة الْحسن وَأسد بن عَمْرو أَنه إِذا صَار مثله سواهُ خرج وَقت الظّهْر وَلم يدْخل وَقت الْعَصْر مَا لم يصر مثلَيْهِ فَكَانَ بَينهمَا وَقت مهمل وَهُوَ الَّذِي يُسَمِّيه النَّاس بَين الصَّلَاتَيْنِ. وفيء الزَّوَال عبارَة عَن ظلّ كل شَيْء يكون وَقت زَوَال الشَّمْس من كبد السَّمَاء. ولمعرفته طرق شَتَّى مِنْهَا الدائرة الْهِنْدِيَّة كَمَا فِي شرح الْوِقَايَة وأيسر الطّرق أَن يغرز خَشَبَة فِي كل مَكَان مستو غَايَة الاسْتوَاء فلهَا ظلّ قطعا فَمَا دَامَ الظل ينقص فَهُوَ قبل الزَّوَال. وَإِذا أَخذ فِي التزايد فَهُوَ بعد الزَّوَال وَإِذا لم يزدْ وَلم ينقص فَهُوَ وَقت الزَّوَال. والظل الْحَاصِل حِينَئِذٍ هُوَ الْفَيْء والظل الْأَصْلِيّ. فِي الْفَتَاوَى الْكَامِل لَا يدْخل وَقت الظّهْر بَعْدَمَا زَالَت الشَّمْس حَتَّى يصير ظلّ جِدَار عشرَة أَذْرع ذِرَاعا وَاحِدًا فَدخل وَقت الظّهْر وَهُوَ الْأَصَح وَعَلِيهِ الْفَتْوَى. وَفِي رِوَايَة لَا يدْخل الظّهْر حَتَّى لَا يخرج الظل الْأَصْلِيّ كلما خرج ذَلِك دخل وَقت الظّهْر.
وَإِنِّي التمست إِلَى جناب الأقدس الأطهر جَامع الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول حاوي الْفُرُوع وَالْأُصُول الَّذِي أخضرت رياض الرياضيات بزلال حِيَاض أفكاره وأنورت آفَاق سماوات الْعُلُوم الغريبة بِطُلُوع شموس أنواره. معاذي وأستاذي السَّيِّد السَّنَد شمس الدّين الْمَدْعُو بِسَيِّد مُحَمَّد ميرك بن شاه منيب الله الخجندي النقشبندي خلد الله ظلاله وضاعف عمره وجلاله الدائرة الْهِنْدِيَّة فرسمها بِحَيْثُ لَا يرى أحد مثلهَا وَكتب سلمه الله تَعَالَى فِي حاشيتها هَذِه الْعبارَة.
اعْلَم أَن وَقت الظّهْر إِلَى وُصُول ظلّ المقياس بقوس الْعَصْر للمثل على مَا أفتى بِهِ الشَّافِعِي رَحمَه الله تَعَالَى والمحققون من الْعلمَاء الْحَنَفِيَّة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم لَا كَمَا اشْتهر بَين النَّاس أَن وقته إِلَى وُصُول الظل قوسه للمثلين عِنْد أبي حنيفَة رَحمَه الله تَعَالَى فَإِن رِوَايَات الْمُحَقِّقين وَالْأَحَادِيث الصَّحِيحَة تنادي بِخِلَافِهِ وَقد سنح ببالي دَلِيل حسن لم يسبقني بِهِ أحد وَهُوَ أَن ارْتِفَاع الْعَصْر للمثلين (يح) حِين كَون الشَّمْس أول الجدي ودائرة على مَا استخرجنا بالأسطرلاب وَالرّبع الْمُجيب (الب) وَهُوَ سَاعَة وَنصف مثلا تَقْرِيبًا فَلَو كَانَ وَقت الظّهْر إِلَى وُصُول الظل قَوس الْعَصْر للمثلين يكون وقته فِي ذَلِك الْيَوْم أَي كَون الشَّمْس أول الجدي إِلَى أَن يبْقى من الْيَوْم سَاعَة وَنصف وَهُوَ غير الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول جدا على أَن هَذَا فِي بلدنا (يط) عرضا وَأما فِي مَكَّة المعظمة وَالْمَدينَة المشرفة يكون الْبَاقِي من الْيَوْم فِي نِهَايَة وَقت الظّهْر أقل مِمَّا ذكرنَا لِأَنَّهُمَا أعرض من بلدنا فَإِن عرض مَكَّة (كَا) وَالْمَدينَة (اله) وَلَا رِيبَة أَنه قد بَان مِمَّا نقدنا تزبيب الرِّوَايَات فِي بَاب المثلين فَافْهَم واحفظ وَقد نطق بحفظه الذّكر الْحَكِيم {حَافظُوا على الصَّلَوَات وَالصَّلَاة الْوُسْطَى} . أكملت الْعَمَل لمحبي فِي الله القَاضِي عبد النَّبِي سلمه الله وأبقاه انْتهى. والضابطة فِي معرفَة قدر فَيْء الزَّوَال أَن يغرز المقياس بِقدر سَبْعَة أَصَابِع فِي مَرْكَز الدائرة الْهِنْدِيَّة فَلَا يكون لَهُ ظلّ أصلا إِذا كَانَت الشَّمْس فِي الجوزاء وَمن السرطان إِلَى الْقوس يزِيد الظل اصبعا إِلَى سِتَّة أَصَابِع ثمَّ من الجدي إِلَى الثور ينقص اصبعا اصبعا.
وَاعْلَم أَن الشَّمْس تكون فِي الجوزاء فِي (خوردادماه) بالهندية اكهار. وَتَكون فِي السرطان فِي (تيرماه) يَعْنِي ساون. وَفِي الْأسد فِي (امْر دادماه) يَعْنِي بهادون. وَفِي السنبلة فِي (شهر يورماه) يَعْنِي آسين. وَفِي الْمِيزَان فِي (مهرماه) يَعْنِي كارتك. وَفِي الْعَقْرَب فِي (آبان) ماه يَعْنِي ماركيسر. وَفِي الْقوس فِي (آذرماه) يَعْنِي بوس. وَفِي الجدي فِي (دي ماه) يَعْنِي ماهو. وَفِي الدَّلْو فِي (بهمن ماه) يَعْنِي بهاكن. وَفِي الْحُوت فِي (اسفندار ماه) يَعْنِي جيت. وَفِي الْحمل فِي (فروردى ماه) يَعْنِي ويساك. وَفِي الثور فِي (اردي بهشت) يَعْنِي جيته.

دجج

دجج
دجَّ دجَجْتُ، يدُجّ ويدِجّ، ادجُجْ/ دُجَّ وادجِجْ/ دِجَّ، دَجًّا ودَجيجًا ودَجَــجانًــا، فهو داجّ
• دجَّ اللَّيلُ: أظلَم.
• دجَّ الشَّخصُ: دبّ وسار سيرًا ثقيلاً في تقارب خطو "دجّ الحمّال". 

تدجَّجَ بـ/ تدجَّجَ في يتدجَّج، تَدَجُّجًا، فهو مُتدجِّج، والمفعول مُتَدَجَّج به
• تدجَّج بالسِّلاحِ/ تدجَّج في السِّلاح: لبسَه كاملاً وكأنّه تغطَّى به "ذهب الجنديُّ إلى المعركة متَدَجِّجًا بسلاحه". 

دجَّجَ يُدجِّج، تدجيجًا، فهو مُدَجِّج، والمفعول مُدَجَّج
• دجَّج المقاتلَ بالسِّلاح: ألبَسَه إيّاه "جُنُودٌ مُدَجَّجون بسلاحهم". 

دَجاجَة/ دُجاجَة/ دِجاجَة [مفرد]: ج دَجاجات ودَجاج ودُجُج: (حن) طائر من الدواجن قصير الجناحين والذَّنب، يُرَبَّى للحمه وبيضه، منه أهليٌّ داجِنٌ، ومنه بَرِّيّ "دجاج روميّ: دجاج كبير الحجم، موطنه الأصليّ أمريكا الشماليّة، يُعرف بالدّجاج الهنديّ، أو دجاج الحبش". 

دجاجيَّات [جمع]: (حن) رُتْبة دَجاج تتميّز بجسمها المتوسِّط الحجم ورأسها الصَّغير، وتشمل الدّجاجَ والطَّاووسَ والحَجَلَ والسُّمانى وغيرها. 

دَجّ [مفرد]: مصدر دجَّ. 

دَجَــجان [مفرد]: مصدر دجَّ. 
1743 - 
دَجيج [مفرد]: مصدر دجَّ. 
(د ج ج) : (الدُّجُجُ) جَمْعُ دَجَاجٍ وَالْوَاحِدَةُ دَجَاجَةٌ وَبِهَا سُمِّيَ وَالِدُ نُعَيْمِ بْنِ دَجَاجَةَ الْأَسَدِيِّ.
د ج ج

هو من الداج، وليس من الحاج؛ وهم الذين يمشون معهم من أجير أو حمال أو نحوهم من دج دجيجاً، بمعنى دبّ دبيباً، ومنه الدجاج. وليل دجوجي: مظلم. ودججت السماء: تغيمت. وفارس مدجج: شاك. وقد تدجج في شكته: تغطّى بها.
د ج ج : الدَّجَاجُ مَعْرُوفٌ وَتُفْتَحُ الدَّالُ وَتُكْسَرُ وَمِنْهُمْ مِنْ يَقُولُ الْكَسْرُ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ وَالْجَمْعُ دُجُجٌ بِضَمَّتَيْنِ مِثْلُ: عَنَاقٍ وَعُنُقٍ أَوْ كِتَابٍ وَكُتُبٍ وَرُبَّمَا جُمِعَ عَلَى دَجَائِجَ. 
(دجج) - في حديث وَهْب بنِ مُنَبّه: "خرج جَالوتُ مدجِّجًا في السِّلاح".
: أي أَخَذَ السِّلاحَ التَّامَّ، وتَدجَّج أَيضًا. ويجوز مُدَجَّجًا، بفتح الجِيمِ، قيل سُمِّي به، لأنه يَدِجُّ: أي يَمشِي رُوَيْدًا؛ لِثَقل السِّلاح وقيل: لأنه يتغَطَّى بالسّلاح، ودَجَّجت السَّماءُ: تَغيَّمت.

دجج


دَجَّ(n. ac. دَجّ
دَجِيْج
دَجَــجَاْن)
a. Went along at a slow pace.

دَجَّجَa. Became clouded, overcast.
b. Armed (another).
تَدَجَّجَa. Armed himself.
b. Was armed to the teeth.

دُجّa. Chicken.

دُجَّة)
a. Intense darkness.

دَاْجِجa. Slow walker.

دَجَاْج
(pl.
دُجُج
دَجَاْئِجُ)
a. Fowls, poultry.

دَجَاْجَةa. Hen.

دَجَاْجِيّa. Poulterer.

دِجَاْج
دُجَاْجa. see 22
دَجُوْجِيّa. Intensely dark or black.

مْدَجِّج
a. Completely armed.
b. Hedgehog.
دجج قَالَ أَبُو عبيد: الداجّ الَّذين يكونُونَ مَعَ الحاجّ مثل الأجرَاء والجمالين والخدم وأشباههم [و -] قَالَ الْأَصْمَعِي: إِمَّا قيل لَهُم: داجّ لأنّهم يدجّون على الأَرْض. والدَّجَــجان هُوَ الدَّبيب فِي السّير قَالَ وأنشدني الْأَصْمَعِي: (الرجز) باتت تداعى قَربا أفايجِا ... تَدْعُو بِذَاكَ الدجــجانَ الدَّارِجَا

[يصف الْإِبِل فِي طلب المَاء. قَالَ أَبُو عبيد: فَالَّذِي أَرَادَ ابْن عمر أَن هَؤُلَاءِ لَيْسَ عِنْدهم شَيْء إِلَّا أَنهم يدِجُّون ويسيرون وَلَا حجّ لَهُم.
[دجج] في ح ابن عمر: رأى قومًا في الحج لهم هيأة أنكرها فقال: هؤلاء "الداج" وليسوا بالحاج، الداج أتباع الحاج كالخدم والأجراء والجمالين لأنهم يدجون على الأرض أي يدبون ويسعون في السير، والمراد بهما الجمع وإن كانا مفردين. وفيه: ذلك منزل "الداج" فلا تقربه. ومنه ح: ما تركت حاجة ولا "داجة" إلا أتيت، رويت بالتشديد، الخطابي: الحاجة القاصدون البيت، والداجة الراجعون، والمشهور التخفيف، وأراد بالحاجة الحاجة الصغيرة وبالداجة الكبيرة، ومر في الحاء. وفيه: خرج جالوت "مدججًا" في السلاح، بكسر جيم وفتحها، أي عليه سلاح تام، سمي به لأنه يدج أي يمشي رويدًا لثقله، أو يتغطى به من دججت السماء إذا تغيمت. ن: "الدجاجة" بفتح دال وكسرها يقع على الذكور والإناث. ك: فتح داله أفصح الثلاثة.
د ج ج: (الدُّجَّةُ) بِوَزْنِ الْحُجَّةِ شِدَّةُ الظُّلْمَةِ وَلَيْلَةٌ (دَيْجُوجٌ) مُظْلِمَةٌ وَلَيْلٌ (دَجُوجِيٌّ) بِفَتْحِ الدَّالِ فِيهِمَا. وَفِي الْحَدِيثِ: «هَؤُلَاءِ (الدَّاجُّ) وَلَيْسُوا بِالْحَاجِّ» قِيلَ: الدَّاجُّ بِتَشْدِيدِ الْجِيمِ الْأَعْوَانُ وَالْمَكَّارُونَ. وَ (الدَّجَاجُ) مَعْرُوفٌ وَفَتْحُ الدَّالِ أَفْصَحُ مِنْ كَسْرِهَا الْوَاحِدَةُ (دَجَاجَةٌ) ذَكَرًا كَانَ أَوْ أُنْثَى وَالْهَاءُ لِلْإِفْرَادِ كَحَمَامَةٍ وَبَطَّةٍ أَلَا تَرَى قَوْلَ جَرِيرٍ:

لَمَّا تَذَكَّرْتُ بِالدَّيْرَيْنِ أَرَّقَنِي ... صَوْتُ الدَّجَاجِ وَضَرْبٌ بِالنَّوَاقِيسِ
إِنَّمَا يَعْنِي زُقَاءَ الدُّيُوكِ. 
[دجج] الدُجَّةُ بالضم: شِدَّةُ الظُلمة. وليلة ديجوج: مظلمة. وليل دجوجى، وبعيرٌ دَجوجيٌّ، وناقة دَجوجيَّةٌ أي شديدة السواد. وناقة دجوجاة: منبسطة على الأرض. ورجل مُدَجِّجٌ ومُدَجَّجٌ، أي شاكّ في السلاح تقول منه: تَدَجَّجَ في شِكَّتِهِ، أي دخلَ في سِلاحِهِ، كأنه تغطَّى بها. ودجَّجَتِ السماءُ تدجيجاً: تغيَّمت. ومَرَّ القومُ يَدِجُّونَ على الأرض دَجيجاً وَدَجَــجانــاً، وهو الدَبيب في السير. قال ابن السكيت: لا يقال يَدِجُّونَ حتَّى يكونوا جماعةً، ولا يقال ذلك للواحد. وهم الدَاجَّةُ. وقولهم: هم الحاجُّ والداجُّ ، قالوا: فالداجُّ الأعوان والمُكارونَ. وفي الحديث: " هؤلاء الداجُّ ". وأمَّا الحديث: " ما تركتُ من حاجَةٍ ولا داجَةٍ إلا أَتيْتُ " فهو مخفّفٌ إتباع للحاجة. والدَجاج معروف، وفَتْحُ الدالِ فيه أفصح من كسرها، الواحدة دَجاجةٌ للذكر والأنثى، لأنَّ الهاءَ إنَّما دخلته على أنّه واحدٌ من جنسٍ، مثل حَمامَةٍ وبطة. ألا ترى إلى قول جرير: لمَّا تَذَكَّرتْ بالدَيْرَيْنِ أَرَّقَني * صوتُ الدجاج وضرب بالنواقيس إنما يعنى زقاء الديوك. والدجاجة: كبة من الغزل. ودجدجت بالدجاجة: صحت بها. ودجدج الليل: أظلم.
(د ج ج) و (د ج د ج)

دَجّ الْقَوْم يدِجّون دَجّا، ودَجِيجا، ودَجَــجانــاً: مَشوا مشيا رويدا فِي تقَارب خطو.

وَقيل: هُوَ أَن يقبلُوا ويدبروا.

وَقيل: هُوَ الدبيب بِعَيْنِه.

وَأَقْبل الحاجُّ والداجُّ، الْحَاج: الَّذين يحجّون، والدّاجّ: الَّذين مَعَهم من الأجراء والمكارين وَنَحْوهم.

وَقيل: هم الَّذين يدبون فِي اثارهم من التُّجَّار وَغَيرهم.

وَفِي كَلَام بَعضهم: أما وحَوَاجّ بَيت الله ودَوَاجِّه لأفعلنَّ كَذَا وَكَذَا.

والدَّجاجة، والدِّجاجة: مَعْرُوفَة؛ سميت بذلك لإقبالها وإدبارها، يَقع على الذّكر وَالْأُنْثَى.

وَجَمعهَا: دِجَاج، ودَجاج، ودَجائج. فَأَما دجائج: فَجمع ظَاهر الامر، وَأما دِجاج: فقد يكون جمع دِجاجة، كسِدْرة وسِدْر، فِي انه لَيْسَ بَينه وَبَين واحده إِلَّا الْهَاء. وَقد يكون تكسير: دِجَاجة، على أَن تكون الكسرة فِي الْجمع غير الكسرة الَّتِي كَانَت فِي الْوَاحِد، وَالْألف غير الْألف، لَكِنَّهَا كسرة الْجمع والفه، فَتكون الكسرة فِي الْوَاحِد ككسرة عين " عِمَامَة " وَفِي الْجمع ككسرة قَاف " قصاع " وجيم " جفان "؛ وَقد يكون جمع: دَجَاجة على طرح الزَّائِد كَقَوْلِك: صَحْفَة وصحاف، فَكَأَنَّهُ حِينَئِذٍ جمع دَجَّة.

وَأما دَجاج فَمن الْجمع الَّذِي لَيْسَ بَينه وَبَين واحده إِلَّا الْهَاء كحمامة، ويمامة ويمام.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا دَجَاجة، ودَجَاج، ودَجاجات. وَقَالَ: وَبَعْضهمْ يَقُول: دِجَاجة ودِجاج، ودِجاجات وَقَول جرير:

لمَّا تذكّرْتُ بالدَّيْرين أرَّقَني ... صوتُ الدَّجَاج وقَرْعٌ بالنَّواقيس

أَرَادَ: أرقني انْتِظَار صَوت الدَّجاج: أَي الديوك، وَذَلِكَ أَنه كَانَ مزمعا سفرا فأرق ينتظره.

ودَجْدَجت الدَّجاجةُ فِي مشيها: عدت.

والدُّجّ: الْفروج. قَالَ:

والدِّيكُ والدُّجُّ مَعَ الدَّجاج

وَقيل: الدُّجّ مولد.

الدَّجاج: الكبة من الْغَزل.

وَقيل: الحِفْش مِنْهُ. وَجَمعهَا: دَجَاج.

والدَّجَاجة: مَا نتأ من صدر الْفرس، قَالَ:

بَانَتْ دَجَاجَتُه عَن الصَّدْر

وهما دجاجتان عَن يَمِين الزُّور وشماله، قَالَ ابْن براقة الْهَمدَانِي:

يفتَرُّ عَن زَوْر دَجَاجتين

والدُّجَّة: الظلمَة. وَقد تدجدج اللَّيْل.

وليل دَجُوج، ودَجُوجيّ، ودُجاجِيّ ودَيْجُوج: مُظلم.

وَجمع الدَّيجوج: دياجيج ودَياجٍ، وَأَصله دياجيج، فخففوا بِحَذْف الْجِيم الْأَخِيرَة، التَّعْلِيل لِابْنِ جني.

وَشعر دَجُوجي، ودَجِيج: اسود.

وَقيل: الدَّجِيج، والدَّجْداج: الْأسود من كل شَيْء.

وَلَيْلَة دَجْداجة: شَدِيدَة الظلمَة.

ودجَّجت السَّمَاء: غيمت.

وتَدَجَّج فِي سلاحه: دخل.

والمُدَجَّج، والمدَجِّج: المتدجِّج فِي سلاحه.

والمُدَجَّج: الْقُنْفُذ، أرَاهُ لدُخُوله فِي شوكه، وإياه عَنى الشَّاعِر بقوله:

ومُدَجَّجٍ يَسْعى بشكَّته ... محمرَّةٍ عَيناهُ كالكَلْب

والدَّجَّة: جلدَة قدر إِصْبَعَيْنِ تُوضَع فِي طرف السّير الَّذِي تعلق بِهِ الْقوس وَفِيه حَلقَة فِيهَا طرف السّير.

ودِجَاجة: اسْم امْرَأَة.

ودَجُوج: مَوضِع، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

فَإنَّك عمري أيَّ نظرة عاشقٍ ... نظرتَ وقُدْسٌ دُوننَا ودَجُوجُ

وَمن خَفِيف هَذَا الْبَاب: دِجْ دِجْ: دعاؤك بالدجاجة.

دجج: دَجَّ القَوْمُ يَدِجُّونَ دَجّاً ودَجِيجاً ودَجَــجانــاً: مَشَوْا

مَشْياً رُوَيْداً في تَقارُبِ خَطْوٍ؛ وقيل: هو أَن يقبلوا ويدبروا؛

وقيل: هو الدبيب بعينه. ودَجَّ يَدِجُّ إِذا أَسرع، ودَجَّ يَدِجُّ ودَبَّ

يَدِبُّ، بمعنى: قال ابن مقبل:

إِذا سَدَّ بالمَحْلِ آفاقَها

جَهامٌ، يَدِجُّ دَجِيجَ الظُّعُنْ

قال ابن السكيت: لا يقال يَدِجُّون حتى يكونوا جماعة، ولا يقال ذلك

للواحد، وهم الدَّاجَّةُ. وفي الحديث: قال لرجلٍ أَين نزلت؟ قال: بالشق

الأَيسر من منة، قال: ذاك منزل الداجِّ فلا تنزله. ودَجَّ البيتُ إِذا

وَكَفَ.وأَقبل الحاجُّ والدَّاجُّ: الذين يحجون، والداجُّ: الذين معهم من

الأُجراء والمُكارينَ والأَعوان ونحوهم، لأَنهم يَدِجُّونَ على الأَرض أَي

يَدِبُّونَ ويَسْعَوْنَ في السفر، وهذان اللفظان وإِن كانا مفردين فالمراد

بهما الجمع، كقوله تعالى: مستكبرين به سامِراً تَهْجُرُونَ. وقيل: هم

الذين يدبون في آثارهم من التجار وغيرهم. وفي حديث ابن عمر: رأَى قوماً في

الحجِّ لهم هيئة أَنكرها، فقال: هؤلاء الداجُّ وليسوا بالحاجِّ.

الجوهري: وأَما الحديث: ما تركت من حاجَةٍ ولا داجَةٍ إِلا أَتَيْتُ،

فهو مخفف، إِتباع للحاجة. قال ابن بري: ذِكْرُ الجوهري هذا في فصل دجج

وَهَمٌ منه، لأَن الداجة أَصلها دوجة، كما أَن حاجة أَصلها حوجة، وحكمها

حكمها، وإِنما ذكر الجوهري الداجة في فصل دجج لأَنه توهمها من الداجَّةِ

الجماعةِ الذين يَدِجُّونَ على الأَرض أَي يَدِبُّون في السير، وليست هذه

اللفظة من معنى الحاجة في شيء. ابن الأَثير: وفي الحديث، قال لرجل: ما تركت

حاجَّة ولا داجَّة. قال؛ وهكذا جاء في رواية، بالتشديد. قال الخطابي:

الحاجَّةُ القاصدون البيت، والدَّاجَّةُ الراجعون، والمشهور هو بالتخفيف،

وأَراد بالحاجة الصغيرى، وبالداجة الكبيرة، وهو مذكور في موضعه. وفي كلام

بعضهم: أَمَا وَحَواجِّ بيت الله ودَواجِّه لأَفْعَلَنَّ كذا وكذا. وقال

أَبو عبيد: في حديث ابن عمر هؤلاء الداجُّ وليسوا بالحاجِّ، قال: هم الذي

يكونون مع الحاج مثل الأُجراء والجمَّالين والخدم وما أَشبههم؛ وقيل:

إِنما قيل لهم داجّ لأَنهم يدجون على الأَرض. والدَّجَــجانُ: هو الدَّبِيبُ

في السير؛ وأَنشد:

باتَتْ تُداعي قَرَباً أَفايِجا،

تَدْعُو بذاك الدَّجَــجانَ الدَّارِجَا

قال أَبو عبيد: فأَراد ابن عمر أَن هؤلاء لا حج لهم، وليس عندهم شيء

إِلاَّ أَنهم يسيرون ويَدِجُّونَ، ولا حج لهم. أَبو زيد: الداجُّ

التُّبَّاعُ والجَمَّالُون، والحاجُّ أَصحاب النيَّات، والزَّاجُّ المراؤُون.

والدِّجاجة والدِّجاجةُ: معروفة، سميت بذلك لإقبالها وإِدبارها، تقع على الذكر

والأُنثى، لأَن الهاء إِنما دخلته على أَنه واحد من جنس، مثل حمامة

وبطة؛ أَلا ترى إِلى قول جرير:

لَمَّا تَذَكَّرْتُ بالدَّيْرَيْنِ، أَرَّقَني

صَوْتُ الدَّجاجِ، وضَرْبٌ بالنَّواقيس

إِنما يعني زُقَاءَ الدُّيوك؟ والجمع دَجَاجٌ ودِجَاجٌ ودَجائج، وفتح

الدال أَفصح، فأَما دجائج فجمع ظاهر الأَمر، وأَما دِجاجٌ فقد يكون جمع

دجاجَةٍ كَسِدْرَةٍ وسِدَرٍ، في أَنه ليس بينه وبين واحدة إِلا الهاء، وقد

يكون تكسير دجاجة على أَن تكون الكسرة في الجمع غير الكسرة التي كانت في

الواحد، والأَلف غير الأَلف لكنها كسرة الجمع وأَلفه، فتكون الكسرة في

الواحد ككسرة عين عِمامة، وفي الجمع ككسرة قاف قِصاع وجيم حِفان. وقد يكون

جمع دجاجة على طرح الزائد، كقولك صَحْفَة وصِحاف فكأَنه حينئذ جمع

دَجَّةٍ. وأَما دَجاجٌ فمن الجمع الذي ليس بينه وبين واحده إِلا الهاء كحمامة

وحمام ويمامة ويمام. قال سيبويه: وقالوا دَجاجةٌ ودَجاجٌ ودَجاجاتٌ، قال:

وبعضهم يقول دِجاج ودَجاج ودَجاجات ودِجاجات؛ وقول جرير:

صوتُ الدَّجاج وقَرْعٌ بالنَّواقِيسِ

قال: أَراد أَرَّقني انتظار صوت الدجاج أَي الديوك، وذلك أَنه كان

مُزمِعاً سَفَراً فأَرِقَ ينتظره.

ودِجْ دِجْ: دعاؤك بالدَّجاجة. ودَجْدَجَ بالدُّجاجة: صاح بها فقال:

دِجْ دِجْ. ودَجْدَجْتُ بها وكَرْكَرْتُ أَي صِحْتُ. ودَجْدَجَتِ الدَّجاجةُ

في مشيها: عَدَتْ. والدُّجُّ: الفَرُّوج؛ قال:

والدِّيكُ والدُّجُّ مع الدَّجاج

وقيل: الدُّجُّ مولَّد؛ وقيل في قول لبيد:

باكَرْتُ حاجَتَها الدَّجاجَ بِسُحْرَةٍ

انه أَراد الديك وصَقِيعَه في سُحْرَةٍ. التهذيب: وجمع الدَّجاج دُجُجٌ.

والدَّجاجُ: الكُبَّةُ من الغَزْلِ، وقيل: الحِفْشُ منه، وجَمْعُها

دَجاجٌ؛ وأَنشد قول أَبي المقدام الخزاعي في أُحْجِيَّتِه:

وعَجُوزاً رأَيتُ باعَتْ دَجاجاً،

لمْ يُفَرِّخْنَ، قد رأَيتُ عُضالا

ثُمَّ عادَ الدَّجاجُ مِنْ عَجَبِ الدَّهـ

ـرِ فَراريجَ، صِبْيَةً أَبْذالا

والدِّجاجُ هذا جمع دَجاجةٍ لكُبَّةِ الغَزْلِ. والفَراريجُ: جمع

فَرُّوج للدُّرَّاعة والقَباءِ. والأَبْذالُ: التي تبتذل في اللباس.

والدَّجاجةُ: ما نَتَأَ من صَدْرِ الفَرَسِ؛ قال:

بانتْ دَجاجَتُه عن الصَّدْرِ

وهما دَجاجتان عن يمين الزَّوْرِ وشماله؛ قال ابن بُراقة الهَمْداني:

يَفْتَرُّ عن زَوْرِ دَجاجَتَيْنِ

والدُّجَّةُ، بالضم: شدّة الظلمة.

وقد تَدَجْدَجَ الليلُ؛ وليلٌ دَجوجٌ ودَجوجيٌّ ودُجاجي ودَيْجُوجٌ:

مظلم. وليلة دَيْجُوجٌ: كظلمة. ودَجْدَجَ الليلُ: أَظلم. وجمع الدَّيْجُوجِ

دَياجِيجٌ ودَياجٍ، وأَصله دَياجِيجٌ، فخففوه بحذف الجيم الأَخيرة؛ قال

ابن سيده: التعليل لابن جني.

وشَعَرٌ دَجوجِيٌّ ودَجِيجٌ: أَسود؛ وقيل: الدَّجِيجُ والدَّجْداجُ:

الأَسود من كل شيء. وليلة دَجْداجَةٌ: شديدة الظلمة.

ودَجَّجَتِ السماءُ تَدْجِيجاً: غَيَّمَت. وتَدَجَّجَ في سلاحه: دخل.

والمُدَجِّجُ والمُدَجَّجُ: المُتَدَجِّجُ في سلاحه. أَبو عبيد:

المُدَجْدِجُ اللابس السلاح التام؛ وقال شمر: ويقال مُدَجِّجٌ أَيضاً. الليث:

المُدَجِّجُ الفارس الذي قد تَدَجَّجَ في شِكَّتِه أَي شاكُّ السِّلاحِ،

قال أَي دخل في سلاحه كأَنه تغطى به. وفي حديث وهب: خرج داودُ مُدَججاً في

السلاح، روي بكسر الجيم وفتحها، أَي عليه سلاح تام، سُمي به لأَنَه

يَدِجُّ أَي يمشي رُوَيْداً لثقله؛ وقيل: لأَنه يتغطى به، من دجَّجَتِ السماءُ

إِذا تَغَيَّمَت.

والمُدَجَّجُ الدُّلْدُلُ من القنافذ. ابن سيده: والمُدَجَّجُ القنفذ،

قال: أُراه لدخوله في شوكه؛ وإِياه عنى الشاعر بقوله:

ومُدَجَّجٍ يَسْعَى بِشِكَّتِه،

مُحْمَرَّةٍ عَيْناه كالكَلْبِ

الأَصمعي: دَجَجْتُ السِّتْرَ دَجّاً إِذا أَرخيته، فهو مَدْجُوجٌ. ابن

الأَعرابي: الدُّجُجُ الجبال السود، والدُّجُجُ أَيضاً: تراكم الظلام.

والدُّجَّةُ: شدة الظلمة، ومنه اشتقاق الدَّيْجُوج بمعنى الظلام. وليل

دَجُوجِيٌّ وشعر دَجُوجِيٌّ وسواد دَجُوجِيٌّ، وتَدَجْدَجَ الليلُ، فهي

دَجْداجَةٌ؛ وأَنشد:

إِذا رِداءُ ليلةٍ تَدَجْدَجا

وبَعِير دَجُوجِيٌّ وناقة دَجُوجِيَّة أَي شديدة السواد. وناقة

دَجَوْجاةٌ: منبسطة على الأَرض.

والدِّجَّةُ: جلدة قدر أُصبعين توضع في طرف السَّيْر الذي تعلق به

القوس، وفيه حلقة فيها طرف السير. ودِجاجَةُ: اسم امرأَة

(* قوله «ودجاجة اسم

امرأة» قال الوزير أَبو القاسم المغربي في أنسابه: فأما الأسماء فكلها

دجاجة بكسر الدال، فمن ذلك دجاجة بنت صفوان شاعرة اهـ. من شرح القاموس

باختصار.).

ودَجُوجٌ: موضع؛ قال أَبو ذؤَيب:

فإِنَّكَ عَمْري، أَيَّ نَظْرَةِ عاشِقٍ

نَظَرْتَ، وقُدْسٌ دُونَنا ودَجُوجُ

ودَجُوجٌ: اسم بلد في بلاد قيس.

دجج
: ( {دَجَّ) الرَّجُلُ (} يَدِجُّ) ، بِالْكَسْرِ، ( {دَجِيجاً) } ودَجًّا، {ودَجَــجَانــاً، محرّكة: مَشَى مَشْياً روَيْداً فِي تَقَارُبِ خَطْوٍ، وَقيل: هُوَ أَنْ يُقْبِلَ ويُدْبِرَ.
ودَجَّ يَدِجُّ إِذا أَسرعَ.
} ودَجَّ {يَدِجّ إِذا (دَبَّ فِي السَّيْرِ) ، قَالَ ابْن السّكّيت لَا يُقَال:} يَدِجُّونَ، حَتَّى يَكُونُوا جمَاعَة، وَلَا يُقَال ذالك للواحِد، وهم {الدَّاجَّةُ.
(و) دَجَّ (البَيْتُ دَجًّا: وَكَفَ) .
(و) دَجَّ (فُلانٌ) إِذا (تَجَرَ) لأَنه يَدِبُّ على الأَرْض ويَسعَى فِي السَّفَر.
(و) دَجَّ دَجًّا، إِذا (أَرْخَى السِّتْرَ) ، فَهُوَ} مَدْجوجٌ حَكَاهُ، الأَصمعيّ.
( {والدُّجُجُ بضمَّتَيْن) : تَرَاكُمُ الظَّلامِ و (شِدَّةُ الظُّلْمَةِ،} كالدُّجَّةِ) ، بالضمْ، وَمِنْه اشتقاق {الدَّيْجُوج بِمَعْنى الظّلام.
(و) عَن ابنِ الأَعرابيِّ:} الدُّجُجُ (: الجِبَالُ السُّودُ) .
(و) يُقَال (أَسْوَدُ {دُجْدُجٌ} ودُجَاجِيٌّ بضمّهما) ، أَي (حَالِكٌ) شديدُ السَّوَادِ.
(ولَيْلَةٌ {دَيْجُوجٌ} ودَجْدَاجَةٌ) ، بِالْفَتْح: (مُظْلِمَةٌ) .
{ودَجْدَجَ اللَّيْلُ: أَظْلَمَ،} كتَدَجْدَجَ.
(ولَيْلٌ) {دَجُوجٌ، و (} - دَجُوجِيٌّ) {- ودُجَاجِيٌّ: شَديدُ الظُّلْمةِ وجمعُ} الدَّيْجُوجِ {دَيَاجِيجُ} ودَياجٍ، وأَصلُه {دَياجِيجُ، فخفَّفوا بِحَذْف الْجِيم الأَخيرة، قَالَ بن سِيدَه: التّعليلُ لابنِ جنِّى.
وشَعَرٌ} - دَجُوجِيٌّ {ودَجِيجٌ: أَسْوَدُ، وَقيل} الدَّجِيجُ {والدَّجْدَاجُ: الأَسْوَدُ من كلّ شَيْءٍ.
(وبَحْرٌ} دَجْدَاجٌ) . بالفَتح، على التَّشْبِيه فِي سَوادِ الماءِ.
(و) بَعِيرٌ دَجُوجِيٌّ، وناقَةٌ {دَجُوجِيَّةٌ، أَي شديدةُ السَّوَادِ.
و (نَاقَةٌ} دَجَوْجَاةٌ: مُنْبَسِطَةٌ على الأَرْضِ) .
(و) فِي حَدِيث وَهْبٍ (خَرجَ دَاوودُ {مُدَجِجَّاً فِي السِّلاح (} المُدَجِّجُ {والمُدَجَّجُ) أَي بِكَسْر الْجِيم وَفتحهَا. وَلَو قَالَ كمُحَدِّث ومُعَظَّمٍ لأَصاب: (الشَّاكُّ فِي السِّلاحِ) أَي عَلَيْهِ سِلاحٌ تامٌّ، سُمِّيَ بِهِ لأَنه} يَدِجُّ، أَي يَمشِي رُوَيْداً لثِقَلِه، وَقيل: لأَنَّهُ يَتَغَطَّى بِه، من {دَجَّجَت السَّمَاءُ، إِذا تَغَيَّمَتْ.
وَعَن أَبي عُبَيْدٍ:} المُدَجْدِجُ: اللاَّبسُ السِّلاح التَّامّ.
(و) المُدَجَّجُ: الدُّلْدُلُ من القَنَافِذ، وَعَن ابْن سِيدَه هُوَ (القُنْفُذُ) ، قَالَ: أُراهُ لدُخُولِه فِي شَوْكِهِ، وإِيَّاه عَنَى الشاعرُ بقوله:
{ومُدَجَّجٍ يَسْعَى بِشِكَّتِه
مُحْمَرَّةٍ عَيْنَاهُ كالكَلْبِ
(و) عَن الّيث: المُدَجَّجُ: الْفَارِس الَّذِي قد (} تَدَجَّجَ فِي شِكَّتَه) ، أَي شاكُّ السِّلاحِ، قَالَ: أَي (دَخَلَ فِي سِلاَحِه) .
( {وتَدَجْدَجَ) اللَّيْلُ (: أَظْلَمَ،} كدَجْدَجَ) ، فَهِيَ {دَجْدَاجَةٌ، وأَنشد:
إِذَا رِدَاءُ لَيْلَةٍ} تَدَجْدَجَا
{ومُدَجِّج كمُحَدِّث: وادٍ بَين مَكَّةَ والمدينةِ. زَعَمُوا أَن دَلِيلَ رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمتَنَكَّبَه لمَّا هاجَرَ إِلى الْمَدِينَة، ذكره فِي اللِّسَان فِي مدج، والصّوابُ ذِكْرُه هُنَا.
(} والدَّجَاجَةُ، م) أَي طائرٌ معروفٌ، أَكلَه النّبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلموالصّحابةُ، وأَثْنَى ابنُ القَيِّم على لَحْمِه وَكَذَا الحُكماءُ، (للذَّكَرِ والأُنْثَى) ، لأَن الهاءَ إِنما دخلَتْه على أَنه واحدٌ من جِنْسٍ مثل حَمامةٍ وبَطَّةٍ، أَلاَ تَرَى إِلى قولِ جَرِير:
لَمَّا تَذَكَّرْتُ بِالدَّيْرَيْنِ أَرَّقَى
صَوْتُ {الدَّجَاجِ وضَرْبٌ بِالنَّوَاقِيسِ
إِنَّمَا يَعنِي زُقَاءَ الدُّيوكِ (ويُثَلَّثُ) والفتحُ أَفصحُ، ثمَّ الكسْر.
وَفِي التَّوْشِيح: الدَّجَاجُ اسمُ جِنْسٍ واحدُهُ} دَجَاجَة، سُمِّيَت بذالك لإِقبالها وإِدبارها، وَالْجمع دَجَاجٌ ودِجَاٌ {ودَجائجُ فأَمّا دَجَائجُ فجمعٌ ظاهرُ الأَمْرِ، وأَمّا دِجَاجٌ، فقد يكون جَمْعَ دِجَاجَةٍ، كسِدْرَةٍ وسِدَرٍ فِي أَنه لَيْسَ بَينه وَبَين واحدِهِ إِلاّ الهاءُ: وَقد يكون تكسير دِجَاجَة، على أَن تكون الكسرَةُ فِي الجمعِ غيرَ الكسرةِ الَّتِي كَانَت فِي الواحدِ، والأَلِفُ غير الأَلَفِ، لاكنها كسرةُ الجَمْعِ وأَلِفُه، فتكونُ الكسرةُ فِي الواحِدِ ككسرةِ عينِ عِمَامةٍ، وَفِي الْجمع ككسرةِ قافِ قِصاعٍ، وجيم جِفَانٍ، وَقد يكون جمع دجَاجَةٍ على طرح الزّائدِ، كَقَوْلِك صَحْفَة وصِحَاف فكأَنه حينئذٍ جمعُ دَجَّةِ، وأَمّا دَجاجٌ فَمن الجَمع الَّذِي لَيْسَ بَينه وَبَين واحده إِلاّ الهاءُ، وَقد تقدَّمَ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا} دَجَاجَةٌ ودَجَاجٌ {ودَجَاجاتٌ، قَالَ: وَبَعْضهمْ يَقُول دِجاجٌ ودِجَاجَات وَقيل فِي قَول لبيد:
بَاكَرْتُ حَاجَتَهَا الدَّجَاجَ بِسُحْرَةٍ
إِنَّه أَرادَ الدضيكَ (وصَقِيعَه فِي سُحْرَةٍ) .
وَفِي التهدذيب، وَجمع الدَّجَاج دُجُجٌ.
(} ودَجْدَجَ: صَاحَ بِها، {بِدَجْدَجْ) ، بِالْفَتْح فيهمَا، كَذَا هُوَ مضبوط عندنَا، وَفِي بعض النُّسخ بكسرهما.
وَفِي اللِّسَان} دَجْدَجْتُ بهَا وكَرْكَرْتُ أَي صِحْتُ.
(و) الدَّجَاجُ (: كُبَّةٌ مِنَ الغَزْلِ) وَقيل: الحِفْشُ مِنْهُ، قَالَ أَبو المِقْدَام الخُزَاعيُّ فِي أُحْجِيَّتِه:
وعَجُوزاً رَأَيْتُ بَاعَتْ! دَجَاجاً
لم تُفَرِّخْنَ قَدْ رَأَيْتُ عُضَالاً
ثُمَّ عَادَ الدَّجَاجُ مِنْ عَجَبِ الدَّهْ
رِ فَرارِجيَ صِبْيَةً أَبْذَالاَ
والدَّجَاج هاذا جَمْعُ دَجاجَة، لِكُبَّةِ الغَزْلِ، والفَرَارِيجُ جَمْعُ فَرُّوجٍ للدُّرَّاعَةِ والقَبَاءِ. والأَبذالُ: الَّتِي تُبْتَذَلُ فِي اللِّبَاسِ.
(و) الدَّجَاج (: العِيَالُ) .
(و) الدَّجَاجُ (اسْمٌ) . (وذُو الدَّجَاجِ الحَارِثِيّ شاعِرٌ) .
(وأَبو الغَنَائِم) مُحَمّد بنُ عليِّ بنِ عليّ (بن {- الدَّجَاجيِّ،) إِلى بَيْعِ الدَّجَاجِ، عَن أَبي طاهِرٍ المُخلصيّ: وَعنهُ القَاضِي أَبو بكرٍ الأَنصاريّ، وتوفّي سنة 460.
(و) مهذّب الدّين (سَعْدُ بنُ عَبْدِ الله بنِ نَصْرٍ) ، وَفِي نخسة سَعْدُ الله بن نَصْرٍ، وَهُوَ الصّواب، على مَا قَالَه الذَّهبيّ، رَوَى مُسْنَدَ الحُمَيْدِيّ، عَن أَبي مَنْصُورٍ الخَيَّاطِ (و) عَنهُ (ابناه مُحَمَّدٌ والحَسَنُ، وحَفِيدُه عبدُ الحَقِّ ابنُ الحَسنِ) بن سَعْدٍ، مَاتَ عبد الْحق سنة 622.
(و) أَبو محمّدٍ (عبدُ الدَّائِمِ بنُ) الفَقيهِ أَبي محمّدٍ (عبدِ المُحْسِن) بن إِبراهِيم بنِ عبد الله بن عليَ الأَنصاريِّ.
وأَبو إِسحاقَ إِبرَاهِيمُ بنُ أَبي طاهِرٍ عبدِ المُنْعِم بن إِبراهِيمَ.
وأَبو عَلِيَ عبدُ الخالقِ بنُ إِبراهِيمَ، تَرجَمهم الصصابونيُّ فِي تَكلمة الإِكمال.
(} الدَّجَاجِيُّونَ، مُحَدِّثون) .
( {والدَّجَــجَانُ، كرَمَضَانَ) هُوَ (الصَّغِيرُ الرَّاضِعُ الدَّاجُّ) ، أَي الدَّابُّ (خَلْفَ أُمِّه، وَهِي بهاءٍ) ، وتقدّم أَن الدَّاجَّةَ أَيضاً اسمٌ لجماعةٍ يَدِجُّون.
والدَّجَــجَانُ أَيضاً مصدرُ دَجَّ بمعنَى الدَّبيبِ فِي السَّيْرِ وأَنشد:
بَاتَتْ تَدَاعَى قَرَباً أَفَايِجَا
تَدْعُو بِذَاك الدَّجَــجَانَ الدَّارِجَا
(و) فِي الحَدِيث (قَالَ لرجلٍ: أَين نَزلْتَ؛ قَالَ: بالشِّقّ الأَيْسَرِ مِن مَنًى. قَالَ: ذَاك مَنْزِلُ الدَّاجِّ، فَلَا تَنْزِلْه) .
وأَقبلَ الحَاجُّ والدَّاجُّ. الحَاجُّ: الَّذين يَحُجُّون، و (الدَّاجُّ) : الأُجَرَاءُ و (المُكَارُونَ والأَعْوَانُ) ونَحْوَهم، الَّذين مَعَ الحَاجِّ، لأَنهم} يَدِجُّونَ على الأَرْضِ، أَي يَدِبُّون ويَسْعَوْن فِي السَّفَر. وهاذان اللَّفظانِ وإِن كَانا مُفردَيْنِ فالمُرَادُ بهما الجمعُ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ} (سُورَة الْمُؤْمِنُونَ، الْآيَة: 67) .
(و) قيل: هم الّذين يَدِبُّون فِي آثارِهم من (التُّجَّار) وغيرِهم، (وَمِنْه الحَدِيثُ) المرويّ عَن عبد الله بنِ عُمَرَ، رَضِي الله عَنْهُمَا، رأَى قَوْماً فِي الحَجِّ لَهُمْ هَيْئَةٌ أَنكرَهَا فَقَالَ (هاؤُلاءِ الدَّاجُّ ولَيْسُو بالحاجِّ) ، قَالَ أَبو عُبيدٍ: هُم الَّذين يَكُونُونَ مَعَ الحاجِّ، مثلُ الأَجراءِ والجَمَّالِينِ والخَدَمِ وَمَا أَشبهَهُم، قَالَ فأَراد ابنُ عُمَر: هاؤلاءِ لاحَجَّ لَهُم، وَلَيْسَ عِنْدهم شيءٌ إِلاّ أَنهم يَسيرُون وَيدِجُّون، وَعَن أَبي زيدٍ: الدَّاجُّ: التُّبَّاع والجَمَّالون، والحَاجُّ: أَصحاب النِّيَّات (والزَّاجُّ: المراؤون) .
( {وَدَجُوجَى كَهَيُولَي: ع) .
(} ودُجَّجَتِ السَّمَاءُ تَدْجِيجاً) {كدَجّتَ إِذا (غَيَّمَتْ) ، وَفِي بعض الأَمَهات تَغَيَّبَتْ.
(} ودَجُوجٌ كصَبُورٍ: جَبَلٌ لِقَيْسٍ) ، أَو بَلدٌ لَهُم، قَالَ أَبو ذُؤيبٍ:
فَإِنَّك عَمْرِي أَيَّ نَظْرَةِ عَاشِقٍ
نَظَرْتَ وقَدْسٌ دُونَنَا ودَجُوجُ
وَيُقَال: هُوَ مَوْضعٌ آخَرُ.
( {والدَّيْدَــجَانُ من الإِبلِ: الحَمُولَةُ) ، أَي الَّتِي تَحْمِل حُمُولَةَ التُّجَّارِ، وَهُوَ فِي التّهذيب فِي الرُّباعيّ بالذّال الْمُعْجَمَة، وأَعاده المُصَنّف فِي الراءِ، وَسَتَأْتِي الإِشارة إِليه.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قَالَ ابْن الأَثير: وَفِي الحَدِيث (مَا تَرَكت حَاجَّةً وَلَا دَاجَّة) قَالَ هاكذا جاءَ فِي رِوايَةٍ بالتّشديد، قَالَ الخَطَّابِيّ الحاجَّة: القَاصِدُون البَيتَ، والدَّاجَّة: الرَّاجِعُون، وَالْمَشْهُور هُوَ التَّخْفِيف، وأَراد بالحَاجَةِ الحَاجَةَ الصَّغِيرَة، والدَّاجَةِ الحَاجَةَ الكَبِيرةَ.
وَفِي كَلَام بعضهِم: أَما وحَوَاجِّ بيتِ الله} ودَوَاجِّهِ لأَفْعَلَنْ كَذا وَكَذَا.
{ودَجْدَجَتِ الدَّجَاجَةُ فِي مِشْيَتِهَا، إِذا عَدَتْ.
} والدُّجُّ: الفَرُّوج، قَالَ:
والدِّيكُ والدُّجُّ مَعَ الدَّجَاجِ
وَقيل الدُّجُّ مُوَلَّدٌ، أَي لَيْسَ فِي كلامِ الفُصحاءِ المُتَقدِّمِينَ. والدَّجَاجَةُ: مَا نَتَأَ مِنْ صَدْرِ الفَرَسِ، قَالَ:
بَانَتْ {دَجَاجَتُه عَنِ الصَّدْرِ
وهُمَا} دَجَاجَتانِ عَن يَمينِ الزَّوْرِ وشِمَالِهِ، قَالَ ابنُ بَرَّاقَة الهَمْدَانِيّ:
يَفْتَرُّ عَنْ زَوْرِ دَجَاجَتَيْنِ
وَالدُّجَّةُ: جِلْدَةٌ قَدْرَ إِصْبَعَيْنِ تُوضَع فِي طَرَفِ السَّيْرِ الَّذِي يُعَلَّقُ بِهِ القَوْسُ وَفِيه حَلْقَةٌ فِيهَا طَرَفُ السَّيْرِ.
قَالَ الْوَزير أَبو القَاسم المَغربيّ فِي أَنسابه: فأَمَّا الأَسماءُ فكُلُّها دِجَاجَة، بِكَسْر الدّال، فَمن ذَلِك فِي ضَبَّة: دِجَاجَةُ ابْن زُهْرِيّ بن عَلْقَمَةَ، وَفِي تَيْمِ بن عبدِ مَنَاةَ: دِجَاجَةُ بنُ عبد القَيْسِ بن امْرِىء الْقَيْس، ودِجَاجةُ بِنْتُ صَفْوَانَ شاعرة.
والدِّرْبَاسُ وَعَمْرٌ ودِجَاجَةَ، رَوَيَا عَن أَبيهما عَن عَليّ.
وعبدُ الْعَزِيز بنُ محمَّدِ بن عَلِيَ الصالحيّ، عُرِف بِابْن! الدِّجاجِيّة، روى عَن حافظِ ابْن عَساكِر وأَبي المَفاخرِ البَيِقيّ وَتُوفِّي سنة 640.

الزاوية

(الزاوية) (من الْبناء) ركنة لِأَنَّهَا جمعت بَين قطرين مِنْهُ وضمت ناحيتين و (فِي علم الهندسة) الفرجة المحصورة بَين خطين متقاطعين يسميان الضلعين وَالْمَسْجِد غير الْجَامِع لَيْسَ فِيهِ مِنْبَر ومأوى للمتصوفين والفقراء و (عِنْد النجارين والبنائين) آلَة ذَات ضلعين مستقيمتين متصلتين يحدث من اتصالهما زَاوِيَة قَائِمَة (ج) زَوَايَا
الزاوية: لَيست بشكل بل هَيْئَة وَكَيْفِيَّة عارضة للمقدار من حَيْثُ إِنَّه محاط بِحَدّ كَمَا فِي رَأس المخروط المستدير أَو أَكثر إحاطة غير تَامَّة. وَبِعِبَارَة أُخْرَى هِيَ الْهَيْئَة الْعَارِضَة للسطح الْحَاصِلَة بتلاقي الخطين مثلا على نقطة من السَّطْح وَهِي قَائِمَة ومنفرجة وحادة لِأَنَّهُ إِذا وَقع خطّ مُسْتَقِيم على مثله بِحَيْثُ يحدث عَن جَنْبَيْهِ زاويتان متساويتان فَكل وَاحِدَة مِنْهُمَا تسمى قَائِمَة وهما قائمتان وَإِذا وَقع بِحَيْثُ يحدث هُنَاكَ زاويتان مُخْتَلِفَتَانِ فِي الصغر وَالْكبر فالصغرى تسمى حادة والكبرى منفرجة. وَأما إِذا وَقع خطّ مُسْتَقِيم على قَوس فَإِنَّهُ يحدث حادتان فِي الدَّاخِل ومنفرجتان فِي الْخَارِج. فَيعلم من هَذَا الْبَيَان أَن حُصُول الزاوية غير مُحْتَاج إِلَى الْإِحَاطَة التَّامَّة وَأما حُصُول الزوايا الثَّلَاث للمثلث فَهُوَ مَوْقُوف على الْإِحَاطَة التَّامَّة. لَكِن إِذا نظرت بدقة النّظر علمت أَن شكل المثلث من حَيْثُ هُوَ هُوَ مَوْقُوف على الْإِحَاطَة التَّامَّة والزوايا الثَّلَاث من حَيْثُ هِيَ هِيَ لَيست كَذَلِك.
الزاوية:
[في الانكليزية] Angle
[ في الفرنسية] Angle

وبالفارسية: كنج. وعند المهندسين تطلق بالاشتراك على معنيين. أحدهما الزاوية المسطّحة وتسمّى بسيطة أيضا، وهي هيئة عارضة للسطح المنحدب عند ملتقى خطين يحيطان به، سواء كانا مستقيمين أو غير مستقيمين، أو كان أحدهما مستقيما والآخر غير مستقيم، فإنّه إذا اتصل خطّان عند نقطة في سطح من غير أن يتّحدا خطا واحدا عرض لذلك السطح عند ملتقاهما هيئة انحدابية فيما بين الخطّين، وهي الزاوية هكذا. وقولنا من غير أن يتّحدا احترازا عمّا إذا اتصل قوسان على نقطة وصارتا قوسا واحدة وأمثالها، ولا تعتبر في تحقّق الزاوية إحاطة الخطّين بذلك السطح إحاطة تامة، بل ربما امتنع إحاطتهما به كذلك، كما إذا كان الخطان مستقيمين. ولا يعتبر أيضا أن يكون هناك خط آخر يحيط مع الخطّين المذكورين بذلك السطح وهو المسمّى بوتر الزاوية، ولا أن يكون الخطان متناهيين أو غير متناهيين، قصيرين أو طويلين، بخلاف الشكل إذ لا بد فيه من الإحاطة التامة، لأنّه عبارة عن هيئة حاصلة بإحاطة حدّ أو حدود.
والمراد بالحدود ما فوق الواحد وإحاطة الحدّ كما في الدائرة وغيرها، فالشكل العارض للمثلّث يتوقّف على أضلاعه الثلاثة وكل واحد من زواياه يتوقّف على خطين فقط، ويسمّى كل واحد منهما ضلع الزاوية. فعلى هذا تكون الزاوية المسطّحة من الكيفيات المختصة بالكميات. ومنهم من جعلها من باب الكمّ لقبولها التّفاوت والتّساوي. ولذا عرّفها صاحب التذكرة بأنّها سطح أحاط به خطان يلتقيان عند نقطة من غير أن يتّحدا خطّا واحدا. ومنهم من جعلها من باب الإضافة، ولذا قال أقليدس هي تماس خطين من غير أن يتّحدا وبطلانه ظاهر، إذ التّماس لا يوصف بالصّغر والكبر بخلاف الزاوية. ومنهم من جعلها من مقولة الوضع.
وذهب جماعة إلى أنّها أمر عدمي أعني انتهاء السّطح عند نقطة مشتركة بين خطّين يحيطان به، فهذه خمسة أقوال كذا في شرح المواقف في مبحث الكيفيات المختصّة بالكمّيات.
ثم اعلم أنّ الزاوية المسطّحة إن كانت بحيث إذا أخرج أحد ضلعيها يحيط مع الضلع الآخر بزاوية متساوية للزاوية الأولى، فكل واحد من الزاويتين قائمة سمّيت بها لكون أحد ضلعيها قائما على الآخر وتسمّى محدودة أيضا لكونها غير مختلفة قلة وكثرة ومعمودة أيضا، إذ كل من الضلعين عمود على الآخر هكذا-. وإن تفاوتت الزاويتان فالصّغرى حادّة لقلة الانفراج فيها والكبرى منفرجة لكثرة الانفراج فيها هكذا-. وثانيهما الزاوية المجسّمة وهي هيئة تحدث للجسم المنحدب عند نقطة منه من حيث هو، أي الجسم المنحدب ذو حدود متّصلة بها أي بتلك النقطة كزوايا المكعّب أو ذو حدّ كذلك أي متّصل بها كزاوية رأس المخروط المستدير. والمراد بالحدود السطوح إذ نهاية الجسم بالذات سطح وهذا أشمل ممّا قيل: الزاوية المجسمة هي ما يحصل عند تلاقي السطحين، لأنّه لا يشتمل لمثل زاوية رأس المخروط. فعلى هذا هي من الكيفيات المختصة بالكميات. وفي التذكرة الزاوية جسم أحاط به سطوح ملتقية عند نقطة يتّصل كلّ سطحين منها عند خطّ من غير أن يتحدا سطحا واحدا انتهى، فعلى هذا هي من باب الكمّ. وقد تطلق الزاوية على المقدار ذي الزاوية كما يطلق الشّكل على المشكّل كذا في شرح المواقف. وزاوية القطعة عندهم هي التي يحيط بها قوس القطعة وقاعدتها. والزاوية التي في القطعة هي التي يحيط بها خطان يخرجان من طرفي قاعدة القطعة ويتلاقيان على أيّ نقطة تفرض من قوسها. والزاوية التي يحيط بها خطان يخرجان من نقطة ما على المحيط، ويجوز أنّ قوسا منه يقال لها التي على تلك القوس، كذا في تحرير اقليدس في حدود المقالة الثالثة. اعلم أنّ جيب الزاوية عندهم هو جيب قوس هي أي تلك القوس من مقدار تلك الزاوية، ومقدار الزاوية المستقيمة الضلعين قوس بين الضلعين ومركز تلك القوس رأس تلك الزاوية. ومقدار زاوية سطح الكرة التي ضلعاها من الدوائر العظام قوس بين الضلعين من دائرة عظيمة، قطبها رأس تلك الزاوية. والمعتبر من زوايا سطح الكرة زاوية ضلعاها من الدوائر العظام، كذا ذكر عبد العلي البرجندي في شرح بيست باب وغيره.

ثغر

(ثغر) الْغُلَام ثغرا سَقَطت ثنيتاه فَهُوَ مثغور
ث غ ر: (الثَّغْرُ) مَا تَقَدَّمَ مِنَ الْأَسْنَانِ وَهُوَ أَيْضًا مَوْضِعُ الْمَخَافَةِ مِنْ فُرُوجِ الْبُلْدَانِ. وَ (الثُّغْرَةُ) الثُّلْمَةُ. 

ثغر


ثَغَرَ(n. ac. ثَغْر)
a. Broke; broke or pulled down, demolished; made a breach
or gap in.

أَثْغَرَa. Lost or shed his front-teeth.

إِثْتَغَرَ
(ث)
a. see IV
ثَغْر
(pl.
ثُغُوْر)
a. Frontier, border, boundary.
b. Front-tooth.
c. see 3t (a)d. Canal.

ثُغْرَة
(pl.
ثُغَر)
a. Pass, defile.
b. Breach, gap, opening.
c. Tract of land, plain.

مَثْغَر
(pl.
مَثَاْغِرُ)
a. see 1 (a)
ثَغَاْرِيْ4ُa. A kind of melon (plant).
ثغر: ثاغر الجند: لزم الثغور للدفاع (المقري 2: 699، 705، 706، أماري ديب 165، 181، 210، 221، المقدمة 1: 298.
واقرأ ثاغر في تاريخ لبربر 3: 334، 335) ثَغْر: لثة، منبت الأسنان (فوك) وموضع على حدود البلاد (بوشر، معجم البلاذري) أو ما يلي دار الحرب من المدن والحصون (بوشر).
الأربعة الثغور: الجهات الأربعة (الجريدة الآسيوية 1848، 11: 196 رقم 1).
ثغري: المرابط في الثغور، ومن هذا أخذ الاسم زكرى ( Zegris) المعروف عند رومان مراكش (موريسك)، وكذلك الاسم تاكارينوس Tagarinos أي موريسك أراجون.
[ثغر] الثَغْرُ: ما تقدَّم من الاسنان. يقال: ثغرثه، أي كسرت ثَغْره. وإذا سقطت رواضع الصبيِّ قيل ثغر فهو مثغور، فإذا نبتت قيل اتغر، وأصله اثتغر، فقلبت الثاء تاء ثم أدغمت. وإن شئت قلت: اثغر، تجعل الحرف الاصلى هو الظاهر. والثغر أيضاً: موضع المَخافة من فُروج البُلدان. والثُغْرَةُ بالضم: نُقْرةُ النَحر التي بين التَرقوَتين. والثُغرة أيضاً: الثُلمة. يقال: ثَغَرْناهُمْ، أي سددنا عليهم ثلم الجبل. قال الشاعر :

وهم ثغروا أقرانهم بمضرس * وهذه مدينة فيها ثغر وثلم.
ثغر
الثَّغْرُ: ثغْرُ المَرْأةِ، اسْمٌ له ما دامَ في مَنابِتِه. وثُغِرَ الصَّبِيُّ: إذا سَقَطَتْ أسْنانُه، وأثْغَرَ: نَبَتَ بعد السُّقُوط. والثَّواغِرُ: أصولُ الأسنانِ، الواحِدةُ ثاغِرَةٌ.
وثَغْرُ العَدوَ: ما يلي دارَ الحَرْبِ.
والثُّغْرَةُ: نُقْرَةُ النَّحْرِ. والناحِيَةُ من الأرض، وما في تلك الثُّغْرَةِ مِثْلُه.
والثَّغْرُ: شَجَرَةٌ خَشِنَةٌ بمكَّة. وهو - أيضاً -: نَبْتٌ يَنْبُتُ من مَطَرِ الصَّيْفِ في الإِكام تَغْزُرُ المالُ عليه.
وأمْسى القَوْمُ ثُغُوراً: أي مُتَفَرِّقِينَ، الواحِدُ ثَغْرٌ.
ث غ ر

له صبيان مثغر ومثغور، فالمثغر الذي أنبت ثغره، والمثغور الذي أسقط ثغره. ويقال للمكسور الثغر مثغور أيضاً. يقال ثغر فلان. وعن ابن دريد اثغر الصبي: أسقط ثغره. وطعنه قال: يثغرته، وهم الطعانون في الثغرز ولقوهم فثغروهم إذا سدّوا عليهم المخرج فلا يدرون أين يأخذون. وثغرت من الحائط شيئاً أي كسرت، وكل شيء ثلمته فقد ثغرته.

ومن المجاز: أمسى الناس ثغوراً أي متفرقين ضيعا. وفلان يسد الثغر، وكل فرجة يقال لها ثغرة. وهو يخترق ثغر المجد أي طرفه ومسالكه.
[ثغر] فيه: فلما مر الأجل قفل أهل ذلك "الثغر" هو موضع يكون حداً فاصلاً بين بلاد المسلمين والكفار وهو موضع المخافة من أطراف البلاد. والثغرة الثلمة. ومنه: وقد ثغروا منها ثغرة واحدة. وح عمر: يستبق إلى "ثغرة" ثنية. وح: أمكنت من سواء "الثغرة" أي وسط الثغرة، وهي نقرة النحر فوق الصدر. ك: من "ثغرة" نحره هي وهدة بين الترقوتين ينحر منها إلى شعرته بكسر شين ما ينبت على عانته، ورى بدلها: الثنة. نه وح: بادروا "ثغر" المسجد أي طرائقه، وقيل: ثغرة المسجد أعلاه. وفيه: يحبون أن يعلموا الصبي الصلاة إذا أثغر، الإثغار سقوط سن الصبي ونباتها والمراد هنا السقوط، ثغر فهو مثغور إذا سقطت رواضع الصبي، فإذا نبتت قيل: أثغر واتغر، بالثاء والتاء افتعل من الثغر وهو الأسنان المتقدمة. ومنه ح: ليس في سن الصبي شيء إذا لم "يتغر" يريد النبات بعد السقوط. وح ابن عباس: افتنا في دابة ترعى الشجر في كرش لم "تثغر" أي لم يسقط أسنانها. وفي ح الضحاك: أنه ولد وهو "مثغر" والمراد هنا النبات.
ث غ ر : الثَّغْرُ مِنْ الْبِلَادِ الْمَوْضِعُ الَّذِي يُخَافُ مِنْهُ هُجُومُ الْعَدُوِّ فَهُوَ كَالثُّلْمَةِ فِي الْحَائِطِ يُخَافُ هُجُومُ السَّارِقِ مِنْهَا وَالْجَمْعُ ثُغُورٌ مِثْلُ:
فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَالثَّغْرُ الْمَبْسِمُ ثُمَّ أُطْلِقَ عَلَى الثَّنَايَا وَإِذَا كُسِرَ ثَغْرُ الصَّبِيِّ قِيلَ ثُغِرَ ثُغُورًا بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ وَثَغَرْتُهُ أَثْغَرُهُ مِنْ بَابِ نَفَعَ كَسَرْتُهُ وَإِذَا نَبَتَتْ بَعْدَ السُّقُوطِ قِيلَ أَثْغَرَ إثْغَارًا مِثْلُ: أَكْرَمَ إكْرَامًا وَإِذَا أَلْقَى أَسْنَانَهُ قِيلَ اثَّغَرَ عَلَى افْتَعَلَ قَالَهُ ابْنُ فَارِسٍ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ إذَا نَبَتَتْ أَسْنَانُهُ قِيلَ اثَّغَرَ بِالتَّشْدِيدِ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ ثُغِرَ الصَّبِيُّ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ يُثْغَرُ ثَغْرًا وَهُوَ مَثْغُورٌ إذَا سَقَطَ ثَغْرُهُ وَلَا تَقُولُ بَنُو كِلَابٍ لِلصَّبِيِّ اثَّغَرَ بِالتَّشْدِيدِ بَلْ يَقُولُونَ لِلْبَهِيمَةِ اثَّغَرَتْ وَقَالَ أَبُو الصَّقْرِ اثَّغَرَ الصَّبِيُّ بِالتَّشْدِيدِ وَبِالثَّاءِ وَالتَّاءِ وَقَالَ فِي كِفَايَةِ الْمُتَحَفِّظِ إذَا سَقَطَتْ أَسْنَانُ الصَّبِيِّ قِيلَ ثُغِرَ فَإِذَا نَبَتَتْ قِيلَ اثَّغَرَ وَاتَّغَرَ بِالتَّاءِ وَالثَّاءِ مَعَ التَّشْدِيدِ وَثُغْرَةُ النَّحْرِ الْهَزْمَةُ فِي وَسَطِهِ وَالْجَمْعُ ثُغَرٌ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ. 
ثغر
ثَغْر [مفرد]: ج ثُغُور:
1 - فم أو مَبْسِم "بدت على ثغره ابتسامة ساخرة".
2 - مقدَّم الأسنان أو كلُّها "ابتسمت عن ثغر لؤلؤيّ".
3 - موضع غير محصَّن يُخشى هجوم العدو منه، وبه سُمِّيت المدينة على شاطئ البحر "ثَغْر الإسكندريَّة".
4 - فرجة في جبل أو بطن وادٍ، أو طريق مسلوك.
5 - (فق) مكان يفصل بين مناطق المسلمين والكافرين.
• ثُغور النَّبات: (نت) فتحات دقيقة على أسطح أوراق وسيقان النبات، تنظِّم معدَّل نتح الماء، وتبادل الغازات. 

ثَغْرة [مفرد]: ج ثَغَرات وثَغْرات: ثُلْمة، فَتْحة، نقطة ضعيفة "سد الثَّغرة بحجرٍ صغير- هاجم ثغرة في صفوف العدو" ° سَدّ ثغرة: عالج نقطة ضعف، ملأ فراغًا أو فجوة. 

ثُغْرَة [مفرد]: ج ثُغُرات وثُغْرات وثُغَر:
1 - ثُلْمة، فُرْجة في الجبل ونحوه "سَدَّ ثُغْرة في السُّور".
2 - فراغ أو نقطة ضعف "سد ثُغْرة في صفوف الجيش- نفتقر إلى الهيئات القادرة على سد الثُّغرات في حياتنا العمليَّة" ° فتَح ثُغرة: اخترق.
3 - (شر) نُقْرة النحر بين الترقوتين "ثُغْرة طفلٍ جميلة".
4 - شُقَّة
 الخلاف "اتسعت الثُّغرة بين الأحزاب".
5 - طريق سهل بين مرتفعين. 
(ث غ ر)

الثَّغْر، والثَّغْرة: كل جَوْبة مُنفتحة أَو عَورَة.

والثَّغْر: مَا يَلِي دَار الْحَرْب.

والثَّغر: مَوضِع المخافة.

والثغر: الْفَم.

وَقيل: هُوَ اسْم للأسنان كلهَا مَا دَامَت فِي منابتها.

وَقيل: هِيَ الْأَسْنَان كلهَا، كن فِي منابتها أَو لم تكن.

وَقيل: مُقدم الْأَسْنَان، قَالَ:

لَهَا ثنايا أربعٌ حسانُ وأربعٌ فثَغرها ثَمانُ

جعل الثغر ثمانيا، أَرْبعا فِي أَعلَى الْفَم وأربعاً فِي أَسْفَله.

وَالْجمع من كل ذَلِك: ثغور.

وثَغره: كسر أَسْنَانه، عَن ابْن الاعرابي، وانشد لجرير:

مَتى ألْقَ مَثْغُوراً على سُوء ثَغره أضَعْ فَوق مَا أبْقَى الرّياحيُّ مِبْرَدَا

وَقيل: ثُغِر، وأُثغر: دُقَّ فَمُه.

وثُغِر الْغُلَام ثَغْراً: سَقطت أسنانُه الرّواضع. وأثْغر، واثَّغر، ودّغر، على الْبَدَل، نَبتت أَسْنَانه.

وخَص بَعضهم بالإثغْار، والاتِّغاز: الْبَهِيمَة، أنْشد ثَعْلَب فِي صفة فرس:

قارحٌ قد فَرَّ عَنهُ جانــبٌ ورَباعٌ جانــبٌ لم يَثَّغِرْ

وَقيل: أثغر الْغُلَام: نبت ثغره، وأثَغر: ألْقى ثَغره.

والثُّغْرة، من النَّحر: الهَزمة الَّتِي بَين التَّرقوتين.

وَقيل: هِيَ الَّتِي فِي المَنحر.

وَقيل: الهزمة الَّتِي ينْحَر مِنْهَا الْبَعِير، وَهِي من الْفرس فَوق الجُؤجُؤ: مَا نتأ من نَحره بَين أعالي الفَهدتين.

وَالْجمع من ذَلِك كُله: ثُغر.

والثُّغَيْرةُ: النَّاحِيَة من الأَرْض.

والثَّغرة، من خِيَار العُشب، وَهِي خضراء، وَقيل: غبراء، تضخم حَتَّى تصير كَأَنَّهَا زَنْبِيل مُكْفأ، مِمَّا يركبهَا من الوَرق والغِصَنَة، وورقها على طول الاظافير وعرضها، وَفِيه مُلْحة قَليلَة مَعَ خضرتها، وزهرتها بَيْضَاء، ينْبت لَهَا غِصَنة فِي اصل وَاحِد، وَهِي تنْبت فِي جلَد الارض، وَلَا تنْبت فِي الرمل، وَالْإِبِل تاكلها أكلا شَدِيدا، وَلها أرْكٌ، أَي: تقيم الْإِبِل فِيهَا وتُعاود أكلهَا.

وَجَمعهَا ثَغْر، قَالَ كُثيِّر:

وفاضتْ دُموُع العَين حَتَّى كأنَّماَ بُرادُ القَذى من يَابِس الثَّغر يُكحلُ

ثغر

1 ثَغَرَهُ, (T, A, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. ثَغْرٌ, (T,) He broke it; (T, A;) namely, a part of a wall; (A;) he demolished it: this is [said to be] the primary signification: he demolished it, or pulled it down; namely, a wall: (T:) and he broke it (namely, anything, [as a wall and a vessel, &c.,] A) so as to make a gap in it, or a hollow in its edge. (A, K.) b2: Also, (IAar, S, Msb, K,) aor. as above, (Msb, K,) He broke his ثَغْر [or front teeth], (S, Msb, K,) or his teeth. (IAar, and TA as from the K.) And ثُغِرَ, in the pass. form, inf. n. ثُغُورٌ, He (a boy) had his ثَغْر [or front teeth] broken. (Msb.) b3: ثَغَرْتُ سِنَّهُ I pulled out his tooth. (El-Hujeymee, TA.) and ثُغِرَ He (a man) had a tooth, or teeth, pulled out. (As, TA.) b4: Also ثُغِرَ, (Az, S, Mgh, Msb, K,) inf. n. ثَغْرٌ, (Az, Msb,) He (a boy) shed his central milk-teeth, (Az, S, Mgh, K,) or his ثَغْر [or front teeth]: (Az, Msb:) or ↓ أَثْغَرَ has this latter meaning, (A, K,) or ↓ اِتَّغَرَ; (As, TA;) and ثَغِرَ, (K,) or ↓ اِتَّغَرَ, (Sh, TA,) or ↓ اِتَّغَرَ, (Msb,) signifies he shed his teeth: (Sh, Msb, K:) ثُغِرَ is said to have this last signification in the Kifáyet el-Mutahaffidh; and ↓ اثّغر and ↓ اتّغر are there said to have the contr. signification, explained below [see 8]. (Msb.) b5: ثُغِرَ also signifies He had his mouth bruised; and so ↓ أُثْغِرَ. (K.) A2: ثَغَرَ الثُّلْمَةَ, aor. ـَ He stopped up, or obstructed, the gap, or breach: thus the verb bears two contr. significations. (K.) And ثَغَرْنَاهُمْ We stopped up, or obstructed, against them the gaps, or passes of the mountain; (S, TA;) we stopped up, or obstructed, against them the place of exit, so that they knew not what way to take. (A.) 4 أَثْغَرَ see 1, in two places: b2: and 8 also, in two places.8 اِتَّغَرَ (Az, Sh, S, Mgh, Msb, K) and اِثَّغَرَ (Az, Mgh, Msb) and اِدَّغَرَ, (K,) originally اِثْتَغَرَ, (Az, S, K,) He (a boy) bred his central milkteeth, (S,) or his ثَغْر [or front teeth]; (Sh, * Msb, K;) as also ↓ أَثْغَرَ: (K:) or he bred his teeth after the former ones had fallen out: (Az, Mgh:) and ↓ أَثْغَرَ, inf. n. إِثْغَارٌ, of the measure of أَكْرَمَ, inf. n. إِكْرَامٌ, he grew his ثَغْر [or front teeth] after the former ones had fallen out: by some, اثّغر and اتّغر are used specially in relation to a beast: the Benoo-Kiláb thus used the former; not in relation to a boy. (Msb.) b2: See also 1, in five places.

ثَغْرٌ The front teeth; (S, A, K;) syn. مَبْسِمٌ; (Msb;) described by a poet as eight in number, four upper and four lower: (TA:) afterwards applied to the central incisors: (Msb:) or all the teeth (TA) while they remain in their places of growth, (K, TA,) before they fall out: (TA:) or the teeth, (K, TA,) all of them, whether in their places of growth or not: (TA:) or the mouth: (K:) pl. ثُغُورٌ. (TA.) [Hence, ضَحِكَ ثَغْرُهُ He laughed so as to show his front teeth, or his teeth.]

b2: Any gap, opening, interstice, or open intervening space, (M, K,) in a mountain, or in the bottom of a valley, or in a road along which people pass; (TA;) as also ↓ ثُغْرَةٌ: (A, * TA:) or the latter signifies a gap, or breach, in a wall &c.; the hollow of the broken edge of a vessel &c.; and its pl. is ثُغَرٌ. (S.) You say, هٰذِهِ مَدِينَةٌ

↓ فِيهِا ثُغَرٌ This is a city in which are gaps, or breaches. (S.) b3: (assumed tropical:) A frontier-way of access to a country, [in the CK, قُرُوح is erroneously put for فُرُوج, the word occurring in its place in MSS. of the K and in the S,] such as is a place of fear; (S, K;) as also ↓ ثُغْرُورٌ: (K:) the part of a country from which the invasion of the enemy is feared; so that it is like a gap in a wall, from which one fears the invasion of the robber: (Msb:) a place from, or through, which one fears the enemy's coming, in a mountain or fortress: (T, TA:) the frontier of a hostile country: (K:) a place that is a boundary between the countries of the Muslims and the unbelievers: (IAth, TA:) pl. ثُغُورٌ. (Msb.) You say, فُلَانٌ يَسُدُّ الثَّغْرَ (tropical:) [Such a one stops up, or obstructs, the frontieraccess of the country by his bravery]. (A.) b4: See also ثُغْرَةٌ, in two places. b5: أَمْسُوا ثُغُورًا (tropical:) They became dispersed, or scattered, (JK, A, K,) and lost, or in a state of perdition: (A, K:) sing. ثَغْرٌ. (JK, K.) ثُغْرَةٌ; pl. ثُغَرٌ: see ثَغْرٌ, in two places. b2: Also The pit of the uppermost part of the breast, or chest, between the two collar-bones; (S, M, K;) the pit in the middle of the نَحْر: pl. as above: (Msb:) in a camel, the pit which is the stabbingplace: and in a horse, [the part] above the جُؤْجُؤ, (K,) which is the prominent portion of the نَحْر, between the upper parts of the فَهْدَتَان [or two portions of flesh on the right and left of the breast]. (TA.) b3: A tract, or quarter, of the earth, or of land; (JK, K;) as also ↓ ثَغْرٌ. (TA.) You say, مَا بِتِلْكَ الثُّغْرَةِ مِثْلُهُ There is not, in that tract, or quarter, of the earth, his, or its, like. (TA.) b4: A plain, level, or even, road; (K;) as also ↓ ثَغْرٌ: (TA:) or any road that people tread, or pass along, with ease; because they furrow its surface: (T, TA:) pl. as above. (A.) [Hence,] ثُغَرُ المَسْجِدِ The ways leading to the mosque: or ثُغْرَةُ المَسْجِدِ means the upper part of the mosque [app. next to the kibleh]. (TA.) And هُوَيَخْتَرِقُ ثُغَرَ المَجْدِ (tropical:) [He travels] the ways of glory. (A.) ثُغْرُورٌ: see ثَغْرٌ.

ثَاغِرَةٌ The root, or lower part, of a tooth: pl. ثَوَاغِرُ. (JK.) مَثْغَرٌ The place through which a tooth passes, in the head [or gum]. (TA.) مُثْغَرٌ: see what follows.

مَثْغُورٌ Having his ثَغْر [or front teeth], (A,) or his teeth, (IAar, TA,) broken. (IAar, A, TA.) b2: Having his mouth bruised; as also ↓ مُثْغَرٌ. (TA.) b3: A boy (Az, S) shedding his central milk-teeth, (Az, S, K,) or his ثَغْر [or front teeth]. (Az, A, Msb.)

ثغر: الثَّغْرُ والثَّغْرَةُ: كُلُّ فُرْجَةٍ في جبل أَو بطن واد أَو

طريق مسلوك؛ وقال طَلْقٌ بن عدي يصف ظليماً ورئَالَهُ:

صَعْلٌ لَجُوجٌ ولها مُلِجُّ،

بِهنَّ كُلَّ ثَغْرَةٍ يَشُجُّ،

كَأَنه قُدَّامَهُنَّ بُرْجُ،

ابن سيده: الثَّغْرُ كل جَوْبَةٍ منفتحة أَو عَوْرة. غيره: والثَّغْرُ

الثَّلْمَةُ، يقال: ثَغَرْناهُم أَي سددنا عليهم ثَلْمَ الجبل؛ قال ابن

مقبل:

وهُمْ ثَغَروا أَقرانَهُمْ بِمُضَرَّسٍ

وعَضْبٍ، وحارُوا القومَ حتى تَزَحْزَحوا

وهذه مدينة فيها ثَغْرٌ وثَلْمٌ، والثَّغْرُ: ما يلي دار الحرب.

والثَّغْرُ: موضع المَخافَة من فُروج البُلْدانِ. وفي الحديث: فلما مر الأَجَلُ

قَفَلَ أَهلُ ذلك الثَّغرِ؛ قال: الثغر الموضع الذي يكون حدّاً فاصلاً

بين بلاد المسلمين والكفار، وهو موضع المخافة من أَطراف البلاد. وفي حديث

فتح قَيْسارِيَةَ: وقد ثَغَروا منها ثَغْرَةً واحدة؛ الثَّغْرَةَ:

الثُّلْمَةُ. والثَّغْرُ: الفَمُُ وقيل: هو اسم الأَسنان كلها ما دامت في

منابتها قبل أَن تسقط، وقيل: هي الأَسنان كلها، كنّ في منابتها أَو لم يكنّ،

وقيل: هو مقدّم الأَسنان؛ قال:

لها ثَنايا أَربعٌ حِسَانُ

وأَرْبَعٌ، فَثَغْرُها ثَمانُ

جعل الثغر ثمانياً، أَربعاً في أَعلى الفم وأَربعاً في أَسفله، والجمع

من ذلك كله ثُغُور.

وثَغَرَه: كسر أَسنانه؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد لجرير:

مَتَى أَلْقَ مَثْغُوراً على سُوءِ ثَغْرِهِ،

أَضَعْ فَوْقَ ما أَبْقَى الرِّياحِيُّ مِبْرَدَا

وقيل: ثُغِرَ وأُثغِرَ دُقَّ فَمُه. وثُغِرَ الغلامُ ثَغْراً: سقطت

أَسنانه الرواضع، فهو مثغور. واثَّغَرَ واتَّغَرَ وادَّغَرَ، على البدل: نبتت

أَسنانه، والأَصل في اتَّغَرَ اثْتَغَرَ، قلبت التاء ثاء ثم أُدغمت،

وإِن شئت قلت اتَّغَرَ بجعل الحرف الأَصلي هو الظاهر. أَبو زيد: إِذا سقطت

رواضع الصبي قيل: ثُغِرَ، فهو مَثْغُور، فإِذا نبتت أَسنانه بعد السقوط

قيل: اثَّغَر، بتشديد الثاء، واتَّغَر، بتشديد التاء، وروي اثْتَغَر وهو

افتعل من الثَّغْرِ ومنهم من يقلب تاء الافتعال ثاء ويدغم فيها الثاء

الأَصلية، ومنهم من يقلب الثاء الأَصلية تاء ويدغمها في تاء الافتعال، وخص

بعضهم بالاثِّغار والاتِّغار البهيمة؛ أَنشد ثعلب في صفة فرس:

قارحٌ قد فَرَّ عنه جانِــبٌ،

ورَباعٌ جانــبٌ لم يَتَّغِرْ

وقيل: اثَّغَرَ الغلامُ نَبَتَ ثَغْرُه، واثَّغَرَ: أَلقى ثَغَرَه،

وثَغَرْتُه: كَسَرْتُ ثَغْرَهَ.

وقال شمر: الإِئِّغارُ يكون في النبات والسقوط، ومن النبات حديث الضحاك:

أَنه وُلِدَ وهو مُثَّغِرٌ، ومن السقوط حديث إِبراهيم: كانوا يحبون أَن

يعلِّموا الصبي الصلاةَ إِذا اثِّغَرَ، الإِثِّغارُ: سقوط سِنَّ الصبي

ونباتها، والمراد به ههنا السقوط؛ وقال شمر: هو عندي في الحديث بمعنى

السقوط، يدل على ذلك ما رواه ابن المبارك بإِسناده عن إِبراهيم إِذا ثُغِرَ،

وثُغِرَ لا يكون إِلاَّ بمعنى السقوط. وقال: وروي عن جابر ليس في سن الصبي

شيء إِذا لم يَثَّغِرْ؛ قال: ومعناه عنده النبات بعد السقوط. وفي حديث

ابن عباس: أَفتنا في دابة ترعى الشجر في كَرِشٍّ لم تَثَّغِرْ أَي لم تسقط

أَسنانها. وحكي عن الأَصمعي أَنه قال: إِذا وقع مُقَدَّم الفم من الصبي

قيل: اثَّغَر، بالتاء، فإِذا قلع من الرجل بعدما يُسِنُّ قيل: قد ثُغِر،

بالثاء، فهو مثغور. الهُجَيْميُّ: ثَغَرْتُ سنَّه نَزَعْتها. واتَّغَرَ:

نبت، واثَّغَرَ: سَقَط ونَبَتَ جميعاً؛ قال الكميت:

تَبَيِّنَ فيه الناسُ، قبل اتّغارِه،

مَكارِمَ أَرْبَى فَوْقَ مِثْلٍ مِثالُها

قال شمر: اتِّغارُه سقوط أَسنانه، قال: ومن الناس من لا يَتَّغِرُ

أَبداً؛ روي أَن عبد الصمد بن علي بن عبدالله بن العباس لم يَتَّغِرْ قط،

وأَنه دخل قبره بأَسنان الصبا وما نغض له سِنُّ قط حتى فارق الدنيا مع ما بلغ

من العمر؛ وقال المَرَّارُ العَدَوِيُّ:

قارِحٌ قد مرَّ منه جانِــبٌ،

ورَباعٌ جانِــبٌ لم يَتْغِرْ

وقال أَبو زبيد يصف أَنياب الأَسد:

شِبالاً وأَشبْاه الزُّجاج مَغاوِلاً

مَطَلْنَ، ولم يَلْقَيْنَ في الرأْس مَثْغَرَا

قال: مثغراً منفذاً فَأَقَمْنَ مكانهن من فمه؛ يقول: إِنه لم يَتَّغِرْ

فَيُخْلِفَ سِنّاً بعد سِنٍّ كسائر الحيوان. قال الأَزهري: أَصل

الثَّغْرِ الكسر والهدم.

وثَغَرْتُ الجدار إِذا هدمته، ومنه قيل للموضع الذي تخاف أَن يأْتيك

العدوّ منه في جبل أَو حصن: ثَغْرٌ، لانتلامه وإِمكان دخول العدوّ منه.

والثُّغْرَةُ: نُقْرَة النَّحْرِ. والثُّغَيْرَةُ: الناحية من الأَرض.

يقال: ما بتلك الثُّغْرة مثله. وثُغَرُ المجدِ: طُرُقه، واحدتها ثُغْرَةٌ؛

قال الأَزهري: وكل طريق يَلْتَحِبُه الناسُ بسهولة، فهو ثُغْرَةٌ، وذلك

أَن سالكيه يَثْغَرُون وَجْهَهُ ويَجِدُون فيه شَرَكاً محفورَةً.

والثُّغْرَةُ، بالضم: نُقْرَةُ النحر، وفي المحكم: والثُّغْرَةُ من النحر

الهَزْمَةُ التي بين التَّرْقُوَتَيْنِ، وقيل: التي في المنحر، وقيل: هي الهزمة

التي ينحر منها البعير، وهي من الفرس فوق الجُؤْجُؤِ، والجُؤْجُؤُ: ما

نَتأَ من نحره بين أَعالي الفَهْدتينِ. وفي حديث عمر: تَسْتَبِقُ إِلى

ثُغْرَةِ ثَنِيَّةٍ. وحديث أَبي بكر والنسابة: أَمكنتَ من سواء الثُّغْرَةِ

أَي وسط الثُّغْرَةِ، وهي نُقْرَةُ النحر فوق الصدر. والحديث الآخر:

بادِرُوا ثُغَرَ المسجد؛ أَي طرائقه، وقيل: ثُغْرَةُ المسجد أَعلاه.

والثَّغْرَةُ: من خيار العُشْبِ، وهي خضراء، وقيل: غبراء تَضْخُمُ حتى

تصير كأَنها زِنْبِيلٌ مُكْفَأٌ مما يركبها من الورق والغِصَنَةِ، وورقها

على طول الأَظافير وعَرْضِها، وفيها مُلْحَةٌ قليلة مع خُضْرَتِها،

وزَهْرتَها بيضاء، ينبت لها غِصَنَةٌ في أَصل واحد، وهي تنبت في جَلَدِ الأَرض

ولا تنبت في الرمل، والإِبل تأْكلها أَكلاً شديداً ولها أَرْكٌ أَي تقيم

الإِبل فيها وتعاود أَكلها، وجمعها ثَغْرٌ؛ قال كثير:

وفاضتْ دُمُوعُ العَيْن حتى كأَنَّما

بُرادُ القَذَى، من يابس الثَّغْرِ، يُكْحَلُ

وأَنشد في التهذيب:

وكُحْلٌ بها من يابس الثَّغْرِ مُولَعٌ،

وما ذاك إِلاَّ أَنْ نَآها خَلِيلُها

قال: ولها زَغَبٌ خَشِنٌ، وكذلك الخِمْخِمْ أَي له زَغَبٌ خَشِنٌ، ويوضع

الثَّغْر والخِمْخِمُ في العين. قال الأَزهري: ورأَيت في البادية نباتاً

يقال له الثَّغَر وربما خفف فيقال ثَغْرٌ؛ قال الراجز:

أَفانياً ثَعْداً وثَغْراً ناعِما

ثغر
: (الثَّغْرُ: مِن خِيَارِ العُشْبِ) ، قَالَ الأَزهريُّ: رَأَيتُه بالبادِيَة. (و) قد (يُحَرَّكُ) . مُقْتَضاه أَن الفتحَ هُوَ الأَصلُ والتَّحْرِيكَ لغةٌ فِيهِ، وَلَيْسَ كذالك، بل التحريكُ أَصلٌ ورُبّمَا خُفِّفَ، وَمِنْه قولُ أَبي وجْزَةَ:
أَفانِياً ثَعْداً وثَغْراً نَاعِمَا
هاذا هُوَ الظّاهِرُ مِن سيَاقِ الأَزهريِّ والصَّغانيِّ. (واحِدُه بِاءٍ) . قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَهِي خضراءُ، وَقيل؛ غَبْرَاءُ تَضْخُمُ حَتَّى تَصِيرَ كأَنّها زِنْبِيلٌ مُكْفَأٌ؛ ممّا يَرْكَبُها مِن الوَرَقه والغِصَنَةِ. ووَرقُها على طُولِ الأْظَافِيرِ وعَرْضِها، وفيهَا مُلْحَةٌ قليلةٌ مَعَ خُضْرَتِها، وزَهْرَتُها بيضاءُ تَنْبُتُ لَهَا غِصَنَة فِي أَصْلٍ وَاحِد، وَهِي تَنْبُتُ فِي جَلَدِ الأَرضِ وَلَا تَنْبُتُ فِي الرَّمْلِ. قَالَ أَبو نَصْر: لَهُ شَوْك لَيْسَ بالقَويّ، والإِبلُ تَأْكُلُها أكْلاً شَدِيدا، قَالَ كُثَيِّر:
وفَاضَتْ دُمُوعُ العَيْنِ حَتَّى كأَنَّما
بُرادُ القَذَى مِن يابِسِ الثَّغْرِ يُكْحَلُ
وأَنشدَ فِي التَّهْذِيب:
وكُحْلٌ بهَا مِن يابِسِ الثَّغْرِ مُولَعٌ
وَمَا ذاكَ إِلّا أَنّ نَآها خَلِيلُها
قَالَ: وَلها زَغَبٌ خَشِنٌ، وكذالك الخِمْخِمُ، ويُوضَعَانِ فِي العَيْن.
(و) الثَّغْرُ: (كلُّ جَوْبَةٍ أَو عَوْرَة مُنْفَتِحَةٍ) . وعبارةُ المُحْكَمِ: الثَّغْرُ كلُّ جَوْبَةٍ مُنْفَتِحَةٍ أَو عَوْرَةٍ. وَقَالَ غيرُه الثَّغْرَةُ: كلُّ فُرْجَةٍ فِي جَبَلٍ، أَو بَطْنِ وادٍ، أَو طَرِيقٍ مَسْلُوكٍ. وكلُّ فُرْجَةٍ ثُغْرَةٌ، وَهُوَ مَجازٌ.
(و) الثَّغْرُ: (الفَمُ، أَو) هُوَ إسمُ (الأَسْنَانِ) كلِّهِا، كُنَّ فِي مَنَابِتِها أَو لم تَكُنّ، (أَو مُقَدَّمها) ، قَالَ الشَّاعِر:
لهَا ثَنَايَا أَرْبَعٌ حِسَانُ
وأَرْبَعٌ فَثَغْرُهَا ثَمَانُ
جَعَلَ الثَّغْرَ ثمانياً: أَربَعاً فِي أَعلَى الْفَم، وأَربعاً فِي أَسفله، (أَو) هُوَ الأَسْنَانُ كُلُّهَا (مَا دَامَتْ فِي مَنَابِتِهَا) قبلَ أَن تَسْقط، والجمعُ من ذالك كلِّه ثُغُورٌ.
(و) الثَّغْرُ: (مَا يَلِي دارَ الحَرْبِ. و) الثَّغْرُ: (موضعُ المَخافَةِ مِن فُرُوجِ البُلْدَان) ، وَيُقَال: هاذه الْمَدِينَة فِيهَا ثَغْرٌ وثَلْمٌ. وَفِي الحَدِيث: (فلمّا مَرَّ الأَجَلُ قَفَلَ أَهلُ ذالك الثَّغْرِ) . قَالَ ابْن الأَثِير: هُوَ الموضعُ الَّذِي يكونُ حدًّا فاصِلاً بَين بلادِ الْمُسلمين والكُفّار. وَقَالَ الأَزهريُّ: أَصْلُ الثَّغْرِ الكَسْرُ والهَدْمُ، وثَغَرْتُ الجِدَارَ: هَدَمتُه، وَمِنْه قِيلَ للموضِعِ الَّذِي تَخافُ أَن يَأْتِيكَ العَدُوُّ مِنْهُ، فِي جَبَلٍ أَو حِصْنٍ: ثَغْرٌ؛ لانْثِلامِه وإِمكانه دُخُولِ الَعدُوِّ مِنْهُ، (كالثُّغْرُورِ) بالضَّمِّ، وهاذه عَن الصَّغَانيِّ.
(و) الثَّغْرُ: (د، قُرْبَ كِرْمَانَ بساحِل بَرِ الهِنْدِ) . قَالَ الصَّغَانيُّ: وَهُوَ معرَّبُ تِيزَ، مُمَالاً.
(وثَغَرَ، كمنَعَ: ثَلَمَ) .
والثُّغْرَةُ: الثُّلْمَةُ.
(و) يُقَال: ثَغَرَ (الثُّلْمَةَ) ، إِذا (سَدَّها) .
وثَغَرَهم: سَدَّ عَلَيْهِم ثَلْمَ الجَبَلِ، قَالَ ابْن مُقْبِل:
وهم ثَغَرُوا أَقْرَانَهم بمُضَرَّسٍ
وعَضْبٍ وحازُه القَوْمَ حَتَّى تَزَحْزَحُوا وَفِي حَدِيث فَتْحِ قَيْسَارِيّةَ: (وَقد ثَغَرُوا مِنْهَا ثَغْرَةً وَاحِدَة) . (ضِدُّ) ، قَالَ شيخُنا: قد يُقال إِنه لَا ضِدِّيَّةَ بَين عامَ وخاصَ، فتَأَمَّلْ.
(و) ثَغَرَ (فلَانا: كَسَرَ ثَغْرَه) ، عَن ابْن الأَعرابيِّ، فَهُوَ مَثْغُورٌ، وأَنشد لجَرِير:
مَتَى أَلْقَ مَثْغُوراً على سُوءِ ثَغْرِه
أَضَعْ فوقَ مَا أَبْقَى الرِّيَاحِيُّ مِبْرَدَا
(والثُّغْرَةُ، بالضمّ: نُقْرَةُ النَّحْرِ) ، وَفِي المُحْكَم: والثُّغْرَةُ مِن النَّحْرِ الهَزْمَةُ الَّتِي (بَين التَّرْقُوَتَيْنِ) ، وَقيل: الَّتِي فِي المَنْحَرِ، (و) قيل: هِيَ (مِن البَعِيرِ: هَزْمَةٌ يُنْحَرُ مِنْهَا، و) هِيَ (مِن الفَرَسِ: فَوْقَ الجُؤْجُؤِ) ، (والجؤْجُؤُ مَانَتَأَ مِن نَحْه بَين أَعالِي الفَهْدَتَيْنِ) .
(و) الثَّغْرُ: (النّاحِيَةُ من الأَرض) كالثُّغْرَةِ، يُقَال: مَا بِتِلْكَ الثُّغْرَةِ مثلُه.
(و) الثَّغْرُ؛ (الطَّرِيقُ السَّهْلَةُ) . قَالَ الأَزهريُّ: وكلُّ طريقٍ يَلْتَحِبُه النَّاسُ بسُهُولَةٍ فَهِيَ ثُغْرَةٌ؛ وذالك أَنْ سَالِكِيه يَثْغَرُون وَجْهَه، ويَجِدُون فِيهِ شَرَكاً مَحْفُورَةً.
(وأَثْغَرَ الغُلَامُ: أَلْقَى ثَغْرَه) .
(و) إَثْغَرَ أَيضاً: (نَبَتَ ثَغْرُه؛ ضِدٌّ، كاثَّغَرَ وادَّغَرَ) ، على الْبَذْل.
(والأَصْلُ) فِي اتَّغَرَ (اثْتَغَرَ) ، قُلِبَتِ الثّاءُ تَاءً، ثمَّ أُدْغِمَتْ، وإِنْ شِئتَ قلتَ: اثَّغَرَ، بجَعْل الحرفِ الأَصليِّ هُوَ الظّاهر.
قَالَ أَبو زَيْد: إِذا سَقَطَتْ رَواضِعُ الصَّبِيِّ قيل: ثُغِرَ فَهُوَ مَثْغُورٌ، فإِذا نَبَتَتْ أَسنانُه بعد السُّقُوط قيل: اثَّغَرَ، بتشديدِ الثّاءِ، واتَّغَرَ، بتشديدِ التّاءِ، تقديرُه اثْتَغَرَ، وَهُوَ افْتَعَلَ مِن الثَّغْر، وَمِنْهُم مَني قْلِبُ تاءَ الافتعالِ ثاءً، ويُدغِمُ فِيهَا الثّاءَ الأَصليةَ، وَمِنْهُم مَن يَقْلِب الثّاءَ الأَصليَّةَ تَاء، ويُدغِمُها فِي تاءِ الافتعال. وخَصَّ بعضُهم بالاثِّغارِ والاتِّغارِ البَهِيمَةَ، أَنشدَ ثعلبٌ فِي صِفة فَرَس:
قارِحٌ قد فَرَّ عَنهُ جانِــبٌ
ورَبَاعٌ جانِــبٌ لم يَتَّغِرْ
قلتُ: البيتُ للمَرْارِ العَدَوِيِّ. وَقَالَ شَمِرٌ: الاثّغارُ يكونُ فِي النَّبات والسُّقُوط، ومِن النَّبَات حديثُ الضَّحّاك: (أَنّهُ وُلِدَ وهُو مثَّغِرٌ) ، ومِن السُّقُوط حديثُ إِبراهِيمَ: (كانُوا يُحِبُّون أَن يُعَلِّموا الصَّبِيَّ الصَّلاةَ إِذا اثَّغَرَ) ، أَي سَقَطَتْ أَسنانُه. قَالَ شَمِرٌ هُوَ عِنْدِي فِي الحديثِ بِمَعْنى السُّقُوط؛ يَدُلُّ على ذالك مَا رَواه ابنُ المُبَارَكِ بإِسناده عَن إِبراهِيمَ: (إِذا ثُغِرَ) ، وثُغِرَ لَا يكون إِلّا بِمَعْنى السُّقُوط. ورُوِيَ عَن جَابر: (لَيْسَ فِي سِنِّ الصَّبِيِّ شيءٌ إِذا لم يَثَّغِرُ، وَمَعْنَاهُ عِنْد النَّبَات بعد السُّقُوط. وحُكِيَ عَن الأَصمعيِّ أَنه قَالَ: إِذا وَقَعَ مُقَدَّمُ الفَمِ مِن الصَّبِيِّ قيل: اتَّغَر، بالتّاءِ. وَقَالَ شَمِرٌ: الاتِّغارُ: سُقُوطُ الأَسنانِ، قَالَ: ومِن النَّاس مَن لَا يَتَّغِرُ؛ مِنْهُم: عبدُ الصَّمَدِ بنُ عليِّ بن عبدِ الله بنِ عَبّاس، دَخَل قَبْرَه بأَسنانِ الصِّبا، وَمَا نَغَضَ لَهُ سِنٌّ قَطّ حَتَّى فارقَ الدُّنيا، مَعَ مَا بَلَغَ مِن العُمر.
(وثُغِرَ، كعُنِيَ: دُقَّ فَمُه، كأُثْغِرَ) ، فَهُوَ مَثْغُورٌ ومُثْغَرٌ.
(و) ثُغِرَ الغُلَامُ ثَغْراً، إِذا (سَقَطَت أَسنانُه أَو رَوَاضِعُه) . وحُكِيَ عَن الأَصمعيِّ: فإِذا قُلِعَ مِن الرَّجل بعد مَا يُسِنّ قيل: قد ثُغِرَ، بالثّاءِ، (فَهُوَ مَثْغُورٌ) ، وسَبَقَ إِنشادُ قولِ جَرِير.
(و) مِن المَجَاز: (أَمْسَوُا ثُغُوراً، أَي مُتَفَرِّقِين) ، ضُيَّعاً، نقلَه الصّغَانِيُّ: (الواحِدُ ثَغْرٌ) ، بفتحٍ فَسُكُون.
(و) ثَغُورٌ (كصَبُورٍ: حِصْنٌ باليَمَنِ لِحِمْيَرَ) ، نقلَه الصّغَانيُّ.
(و) ثُغْرَةُ، (كصُبْرَة: ناحِيَةٌ مِن أَعْرَاضِ المَدِينَةِ) المُشَرَّفَةِ (على ساكِنها) أَفضلُ (الصَّلاةِ والسّلامِ) ، عَن الصّغَانيِّ.
وممّا يُستدرَك عَلَيْهِ:
عَن الهُجَيْمِيِّ ثَغَرْتُ سِنَّه: نَزَعْتُهَا.
والمَثْغَرُ: المَنْفَذُ، قَالَ أَبو زُبَيْدٍ يصفُ أَنيابَ الأَسَد:
سِبَالاً وأَشْبَاهَ الزِّجَاجِ مَغَاوِلاً
مُطِلْنَ وَلم يَلْقَيْنَ فِي الرَّأْسِ مَثْغَرَا
قَالَ: مَثْغَراً: مَنْفَذاً؛ أَي فأَقَمْنَ مكانَهُنَّ مِن فَمِه، يَقُول: إِنّه لم يَتَّغِرْ فيُخْلِفَ سِنًّا بعد سِنَ كسائِرِ الحَيَوَانِ.
وثُغَرُ المَجْدِ: طُرُقُه، واحدتُهَا ثُغْرَةٌ. وَفِي الأَساس: ومِن المَجَاز: هُوَ يَخْتَرِقُ ثُغَرَ المَجْدِ: طُرُقَه ومَسَالِكَه. انْتهى. وَمِنْه الحديثُ: (بادِرُوا ثُغَرَ المَسجدِ) أَي طرائِقَه. وَقيل: ثُغْرَةُ المسجدِ: أَعلاه. وي حَدِيث أَبي بَكْرٍ والنَّسّابَةِ: (أَمْكَنْتَ مِن سَواءِ الثُّغْرَةِ) ؛ أَي وَسَطِها.
(ث غ ر) : (ثُغِرَ الصَّبِيُّ) فَهُوَ مَثْغُورٌ سَقَطَتْ رَوَاضِعُهُ (وَمِنْهُ) لَا شَيْءَ فِي سِنِّ صَبِيٍّ لَمْ يَثْغِرَ أَيْ لَمْ تَسْقُطْ سِنُّهُ بَعْدُ فَأَمَّا إذَا أَنْبَتَتْ بَعْدَ السُّقُوطِ فَهُوَ متغر بِالتَّاءِ وَالثَّاءِ وَقَدْ اتغرو اثَّغَرَ عَلَى افْتَعَلَ.

اليَهُودِيّةُ

اليَهُودِيّةُ:
نسبة إلى اليهود في موضعين: أحدهما محلة بجرجان والآخر بأصبهان، قال أهل السير: لما أخرجت اليهود من البيت المقدس في أيام بخت نصر وسيقوا إلى العراق حملوا معهم من تراب البيت المقدس ومن
مائه فكانوا لا ينزلون منزلا ولا يدخلون مدينة إلا وزنوا ماءها وترابها فما زالوا كذلك حتى دخلوا أصبهان فنزلوا بموضع منها يقال له بنجار وهي كلمة عبرانية معناها انزلوا فنزلوا ووزنوا الماء والطين الذي في ذلك الموضع فكان مثل الذي معهم من تراب البيت المقدس ومائه فعنده اطمأنوا وأخذوا في العمارات والأبنية وتوالدوا وتناسلوا وسمي المكان بعد ذلك اليهودية وهو موضع إلى جنب جيّ مدينة أصبهان وكانت العمارات متصلة والآن خرب ما بين جي واليهودية وبقيت جي محلة برأسها مفردة مستوليا عليها الخراب إلا أبياتا، ومدينة أصبهان العظمى هي اليهودية، ودرب اليهود: ببغداد ينسب إليه قوم من المحدثين، منهم: أبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى المؤدب البيّع اليهودي، سمع القاضي أبا عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، روى عنه أبو القاسم يوسف بن محمد المهرواني وأبو الخطاب بن البطر القارئ وغيرهما، وكان ثقة، ومات سنة 408 عن سبع وثمانين سنة.
وباب اليهود: بجرجان، ينسب إليه أبو محمد أحمد ابن محمد بن عبد الكريم الوزّان الجرجانــي اليهودي، قيل له ذلك لأن منزله كان بباب اليهود في مسجد في صفّ الغزّالين، روى عن أبي الأشعث أحمد بن المقدام وأبي السائب سليمان بن جنادة وغيرهما، روى عنه أبو بكر الإسماعيلي وأبو أحمد بن عدي، ومات سنة 307، وكان صدوقا.

الاختلاف

الاختلاف: افتعال من الخلاف، وهو تقابل بين رأيين فيما ينبغي انفراد الرأي فيه، ذكره الحرالي.
الاختلاف:
[في الانكليزية] Parallax
[ في الفرنسية] Parallaxe ،desaccord
لغة ضدّ الاتفاق. قال بعض العلماء إنّ الاختلاف يستعمل في قول بني على دليل، والخلاف فيما لا دليل عليه كما في بعض حواشي الإرشاد، ويؤيّده ما في غاية التحقيق منه أنّ القول المرجوح في مقابلة الراجح يقال له خلاف لا إختلاف. وعلى هذا قال المولوي عصام الدين في حاشية الفوائد الضّيائية في آخر بحث الأفعال النّاقصة: المراد بالخلاف عدم اجتماع المخالفين وتأخّر المخالف، والمراد بالاختلاف كون المخالفين معاصرين منازعين. والحاصل منه ثبوت الضعف في جانــب المخالف في الخلاف، فإنه كمخالفة الإجماع وعدم ضعف جانــب في الاختلاف لأنه ليس فيه خلاف ما تقرر، انتهى.
وعند الأطباء هو الإسهال الكائن بالأدوار. وإختلاف الدّم عندهم يطلق تارة على السّحج وتارة على الإسهال الكبدي، كذا في حدود الأمراض.
وعند أهل الحق من المتكلّمين كون الموجودين غير متماثلين أي غير متشاركين في جميع الصفات النفسيّة وغير متضادّين أي غير متقابلين ويسمّى بالتخالف أيضا. فالمختلفان والمتخالفان موجودان غير متضادين ولا متماثلين، فالأمور الاعتبارية خارجة عن المتخالفين إذ هي غير موجودة، وكذا الجواهر الغير المتماثلة لامتناع اجتماعها في محلّ واحد إذ لا محلّ لها، وكذا الواجب مع الممكن.
وأما ما قالوا الاثنان ثلاثة أقسام لأنهما إن اشتركا في الصفات النفسية أي في جميعها فالمثلان، وإلّا فإن امتنع اجتماعهما لذاتيهما في محلّ واحد من جهة واحدة فالضّدّان، وإلّا فالمتخالفان، فلم يريدوا به حصر الاثنين في الأقسام الثلاثة فخرج الأمور الاعتبارية لأخذ قيد الوجود فيها. وأيضا تخرج الجواهر الغير المتماثلة والواجب مع الممكن، أمّا خروجها عن المثلين فظاهر، وأمّا خروجها عن المتخالفين فلما مرّ، وأما خروجها عن الضدّين فلأخذ قيد المعنى فيهما. بل يريدون به أن الاثنين توجد فيه الأقسام الثلاثة.
وقيل التخالف غير التماثل فالمتخالفان عنده موجودان لا يشتركان في جميع الصفات النفسية، ويكون الضدّان قسما من المتخالفين فتكون قسمة الاثنين ثنائية بأن يقال الاثنان إن اشتركا في أوصاف النفس فمثلان وإلّا فمختلفان. والمختلفان إمّا متضادان أو غيره.
ولا يضرّ في التخالف الاشتراك في بعض صفات النفس كالوجود فإنه صفة نفسية مشتركة بين جميع الموجودات، وكالقيام بالمحل فإنه صفة نفسية مشتركة بين الأعراض كلها وكالعرضية والجوهرية. وهل يسمّى المتخالفان المتشاركان في بعض أوصاف النفس أو غيرها مثلين باعتبار ما اشتركا فيه؟ لهم فيه تردّد وخلاف، ويرجع إلى مجرد الاصطلاح لأن المماثلة في ذلك المشترك ثابتة بحسب المعنى، والمنازعة في إطلاق الاسم ويجيء في لفظ التماثل.
واعلم أنّ الاختلاف في مفهوم الغيرين عائد هاهنا أي في التماثل والاختلاف فإنه لا بدّ في الاتصاف بهما من الاثنينية فإن كان كل اثنين غيرين تكون صفاته تعالى متصفة بأحدهما، وإن خصّا بما يجوّز الانفكاك بينهما لا تكون متصفة بشيء منهما. ثم اعلم أنه قال الشيخ الأشعري كلّ متماثلين فإنهما لا يجتمعان. وقد يتوهّم من هذا أنه يجب عليه أن يجعلهما قسما من المتضادين لدخولهما في حدّهما، وحينئذ ينقسم اثنان قسمة ثنائية بأن يقال:
الاثنان إن امتنع اجتماعهما فهما متضادّان وإلّا فمتخالفان. ثم يقسم المتخالفان إلى المتماثلين وغيرهما. والحق عدم وجوب ذلك ولا دخولهما في حدّ المتضادين. أمّا الأوّل فلأنّ امتناع اجتماعهما عنده ليس لتضادّهما وتخالفهما كما في المتضادين، بل للزوم الاتّحاد ورفع الاثنينيّة، فهما نوعان متباينان وإن اشتركا في امتناع الاجتماع. وأمّا الثاني فلأن المثلين قد يكونان جوهرين فلا يندرجان تحت معنيين. فإن قلت إذا كانا معنيين كسوادين مثلا كانا مندرجين في الحدّ قطعا، قلت لا اندراج [أيضا] إذ ليس امتناع اجتماعهما لذاتيهما بل للمحلّ مدخل في ذلك، فإنّ وحدته رافعة للاثنينية منهما، حتى لو فرض عدم استلزامهما لرفع الاثنينية لم يستحل اجتماعهما. ولذا جوّز بعضهم اجتماعهما بناء على عدم ذلك الاستلزام. وأيضا المراد بالمعنيين في حدّ الضدّين معنيان لا يشتركان في الصفات النفسية. هذا كله خلاصة ما في شرح المواقف وحاشيته للمولوي عبد الحكيم.
وعند الحكماء كون الاثنين بحيث لا يشتركان في تمام الماهية. وفي شرح المواقف قالت الحكماء كلّ اثنين إن اشتركا في تمام الماهية فهما مثلان، وإن لم يشتركا فهما متخالفان. وقسّموا المتخالفين إلى المتقابلين وغيرهما، انتهى. والفرق بين هذا وبين ما ذهب إليه أهل الحق واضح. وأما الفرق بينه وبين ما ذهب إليه بعض المتكلمين من أنّ التخالف غير التماثل فغير واضح، فإنّ عدم الاشتراك في تمام الماهية وعدم الاشتراك في الصفات النفسية متلازمان، ويؤيده ما في الطوالع وشرحه من أنّ كل شيئين متغايران. وقال مشايخنا أي مشايخ أهل السنة الشيئان إن استقلّ كلّ منهما بالذات والحقيقة بحيث يمكن انفكاك أحدهما من الآخر فهما غيران وإلّا فصفة وموصوف أو كلّ وجزء على الاصطلاح الأول، وهو أنّ كل شيئين متغايرين إن اشتركا في تمام الماهية فهما المثلان كزيد وعمر فإنهما قد اشتركا في تمام الماهية التي هي الإنسان وإلّا فهما مختلفان، وهما إمّا متلاقيان إن اشتركا في موضوع كالسواد والحركة العارضين للجسم أو متساويان إن صدق كل منهما على كل ما يصدق عليه الآخر كالإنسان والناطق، أو متداخلان إن صدق أحدهما على بعض ما يصدق عليه الآخر، فإن صدق الآخر على جميع أفراده فهو الأعمّ مطلقا وإلّا فهو الأعمّ من وجه أو متباينان إن لم يشتركا في الموضوع والمتباينان متقابلان وغير متقابلين، انتهى. وقال السيّد السند في حاشيته إن اعتبر في الاشتراك في الموضوع إمكان الاجتماع فيه في زمان واحد لم يكن مثل النائم والمستيقظ من الأمور المتّحدة الموضوع الممتنعة الاجتماع فيه داخلا في التساوي لخروجه عن مقسمه، وإن لم يعتبر ذلك يكون السواد والبياض مع كونهما متضادين مندرجين في المتلاقيين لا في المتباينين، فلا تكون القسمة حقيقية، فالأولى أن يجعل اعتبار النسب الأربع قسمة برأسها واعتبار التقابل وعدمه قسمة أخرى كما هو المشهور.

حق

الحق: اسم من أسمائه تعالى، والشيء الحق، أي الثابت حقيقة، ويستعمل في الصدق والصواب أيضًا، يقال: قول حق وصواب.
الحق: في اللغة هو الثابت الذي لا يسوغ إنكاره، وفي اصطلاح أهل المعاني: هو الحكم المطابق للواقع، يطلق على الأقوال والعقائد والأديان والمذاهب، باعتبار اشتمالها على ذلك، ويقابله الباطل.
وأما الصدق فقد شاع في الأقوال خاصة، ويقابله الكذب، وقد يفرق بينهما بأن المطابقة تعتبر في الحق من جانــب الواقع، وفي الصدق من جانــب الحكم، فمعنى صدق الحكم مطابقته للواقع، ومعنى حقيقته مطابقة الواقع إياه.

حق اليقين: عبارة عن فناء العبد في الحق، والبقاء به علمًا وشهودًا، وحالًا لا علمًا فقط، فعلم كل عاقل الموت علم اليقين، فإذا عاين الملائكة فهو عين اليقين، فإذا أذاق الموت فهو حق اليقين، وقيل: علم اليقين: ظاهر الشريعة، وعين اليقين: الإخلاص فيها، وحق اليقين: المشاهدة فيها.
(حق)
الْأَمر حَقًا وحقة وحقوقا صَحَّ وَثَبت وَصدق وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {لينذر من كَانَ حَيا ويحق القَوْل على الْكَافرين} وَيُقَال يحِق عَلَيْك أَن تفعل كَذَا يجب ويحق لَك أَن تفعل كَذَا يسوغ وَهُوَ حقيق بِكَذَا جدير وحقيق عَليّ ذَلِك وَاجِب وَأَنا حقيق على كَذَا حَرِيص وَالصَّغِير من الْإِبِل حَقًا وحقة دخل فِي السّنة الرَّابِعَة وَالْأَمر حَقًا تيقنه وَصدقه يُقَال حققت حذر فلَان فعلت مَا كَانَ يحزره وَتقول حققت حزر فلَان وحققت ظَنّه فعلت مَا كَانَ يزره أَو يَظُنّهُ وَفُلَانًا غَلبه فِي الْخُصُومَة وضربه فِي حاق رَأسه أَو حق كتفه والعقدة أحكم شدها وَالطَّرِيق توسطه

(حق) لَهُ أَن يفعل كَذَا حق وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وأذنت لِرَبِّهَا وحقت}
الْحَاء وَالْقَاف

كَبْش شَقَحْطَبٌ: ذُو قرنين منكسرين.

والحَبَرْقَشُ: الضئيل من الْبكارَة والحملان، وَقيل: هُوَ الصَّغِير الْخلق من جَمِيع الْحَيَوَان.

والحَبَرْقَص: صغَار الْإِبِل، عَن ثَعْلَب.

وناقة حَبرْقَصةٌ: كَرِيمَة على أَهلهَا.

والحُبَرْقِيص: الْقصير الرَّدِيء، وَالسِّين فِي كل ذَلِك لُغَة.

والحِنْزَقْر والحِنْزَقْرَة: القصيرة من النَّاس. والقِرْزَحْلَة: من خرز الضرائر تلبسها الْمَرْأَة فيرضى بهَا قيمها، وَلَا يَبْتَغِي غَيرهَا، وَلَا يَلِيق مَعهَا أحد.

والقِرْزَحلَة: خَشَبَة طولهَا ذِرَاع أَو شبر، نَحْو الْعَصَا، وَهِي أَيْضا: الْمَرْأَة القصيرة.

وقِرْدَحمةُ: مَوضِع.

وحُبَقْنِيقٌ: سيئ الْخلق.
حق
الحَقُّ: نَقِيْضُ الباطِلِ، والحَقَّةُ: مِثْلُه، هذه حَقَّتي: أي حَقَّي. وحَقَّ الشَّيْءُ: وَجَبَ، يَحْقُّ ويَحِقُّ، وهو حَقِيْقٌ ومَحْقُوقٌ. وبَلَغَتُ حَقِيْقَةَ الأمْرِ: أي يَقِيْنَ شَأْنِه. والحَقِيْقَةُ: الرّايَةُ. والحُرْمَةُ أيضاً، من قَوْلهم: حامِي الحَقِيقَةِ.
وأَحَقَّ الرَّجُلُ: قال حَقّاً؛ أو ادَّعى حَقّاً فَوَجَبَ له، من قَوْلِه عزَّ وجلَّ: " لِيُحِقَّ الحَقَّ ".
والحاقَّةُ: النَّازِلَةُ التي حَقَّتْ فلا كاذِبَةَ لها. والحِقَاقُ: المُحَاقَّةُ. وحاقَقْتُ الرَّجُلَ: ادَّعَيْتَ أنَّكَ أوْلى بالحقِّ منه. وحَقَقْتُه: غَلَبْتُه على الحَقِّ، وأحْقَقْتُه: مِثْلُه. وقَوْلُ لَبِيْدٍ:
حتَّى تَهَجَّرَ في الرَّواحِ وهاجَها ... طَلَبَ المُعَقَّبِ حَقَّهُ المَظْلُومُ.
مَعْنَاه: حَجَّه وغَلَبَه، من قَوْلهم: حاقَّه فحقَّه. وفي حَديثِ عليٍّ - رضي الله عنه -: " إذا بَلَغَ النِّسَاءُ نَصَّ الحِقاقِ فالعَصَبَةُ أوْلَى بها " يعني: الإدراكَ، وهو أنْ تقولَ: أنا أَحَقُّ، ويقولُونَ: نَحْنُ أَحَقُّ. وَحَقَقْتُ ظَنَّه: مخَفَّفٌ بمعنى التشديد. ويقولونَ: لَحَقُّ لا آتِيْكَ، رَفْعٌ بلا تَنْوينٍ. وإنَّه لَحَقُّ عالِمٍ وحَاقُّ عالِمٍ، لا يُثَنّى ولا يُجْمَعُ. والرَّجُلُ إذا خَصَمَ في صغارِ الأشْياءِ قِيْلَ: هو نَزْرُ الحِقَاقِ. وفي الحَديث: متى تَغْلُوا تَحْتَقُّوا يقولُ كُلُّ واحِدٍ منهم: الحَقُّ في يَدي. وما كانَ يُحَقُّكَ أنْ تَفْعَلَ كذا: أي ما يَحٍقُّ لك. وحَقَقْتُ العُقْدَةَ فانْحَقَّتْ: أي شَدَدْتَها فانْشَدَّتْ. وحَقَقتُ الأمْرَ وأحْقَقْتُه: إذا كُنْتَ منه على يَقينٍ. وحَقَّ اللهُ الأمْرَ. وحَقَّ الأمرَ نَفْسُه. وحُقَقْتُ الرَّجُلَ وأحْقَقْتُه: فَعَلْتَ به ما كانَ يَحْذَرُه. وأحْقَقْتُ الرَّمِيَّةَ: قَتَلْتَها على المَكان. وأحَقَّ القَوْمُ من الربيع: سَمِنُوا. وأحَقَّتِ النَّاقَةُ واسْتَحَقَّتْ: مِثْلُه. والمَحَاقُّ من المال: اللاّتي لم يُنْتَجْنَ في العام الماضي ولم يُحْلَبْنَ. والحِقُّ: الجَذَعُ من الإِبِلِ بِسَنَةٍ يَسْتَحِقُّ الرُّكُوْبَ، والأُنثى حِقَّةٌ لأنَّها تَسْتَحِقُّ الفَحْلَ. وأَحَقَّتِ البَكْرَةُ من الإبلِ إحْقاقاً: صارَتْ حِقَّةً. وبَلَغَتِ النَّاقَةُ حِقَّتَها. وما حَقَّتِ السَّحَابَةُ القُلَّةَ حَتَّى الآنَ: أي ما بَلَغَتْ. واستَحَقَّ الرَّجُلُ مكانَ كذا: أعْجَبَه. والحُقَّةُ من خَشَبٍ: مَعْروفَةٌ. والحَقْحَقَةُ: سَيْرُ الليلِ في أوَّلِهِ. والأحَقُّ من الخَيْلِ: الذي لا يَعْرَقُ. وإذا طَبَّقَ حافِرُ رِجْلَيْه مَوْضِعَ حافِرِ يَدَيْه: فهو أَحَقُّ أيضاً، والاسْمُ الحَقَقُ، وهو عَيْبٌ. ويُقال لِمُلْتَقَى كُلِّ عَظْمَيْنِ من الفَرَس: حُقٌّ، إلاَّ الظَّهْر. ويُقال لِضَبْبٍ من التَّمْرِ: بَنَاتُ الحُقَيْقِ. وقَرَبٌ حَقْحَاقٌ: زادَ على مَرْحَلَةٍ. وكانَ هذا عند حَق لقاحِها: أي عند وُجُوبِه.
باب الحاء والقاف وما قبلهما مهمل ح ق، ق ح مستعملان

حق: الحقُّ نقيض الباطل. حقَّ الشيْء يَحِقُّ حَقّاً أي وَجَبَ وُجُوباً. وتقول: يُحِقُّ عليكَ أنّ تفعَلَ كذا، وأنتَ حقيقٌ على أن تفعَلَه. وحَقيقٌ فَعيلٌ في موضع مفعول. وقول اللهِ عزَّ وجَلّ - حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ

معناه مَحقوق كما تقول: واجب. وكلُّ مفعُول رُدَّ إلى فعيل فمذكره ومؤنثه بغير الهاء، وتقول للمرأة: أنتِ حقيقةٌ لذلك، وأنتِ محقوقة أن تفعلي ذلك، قال الأعشى:

لَمحقُوقَةٌ أنْ تَسْتَجيبي لصَوْته ... وأنْ تَعلمي أنَّ المُعانَ مُوَفَّقُ

والحَقَّةُ من الحَقِّ كأنَّها أوجَبُ وأَخَصُّ. تقول: هذه حَقَّتي أي حَقّي. قال:

وحَقَّهٌ ليست بقول التُرَّهة.

والحقيقة: ما يصيرُ إليه حقُّ الأمر ووجوبه. وبلغْتُ حقيقةَ هذا: أي يقين شأنه.

وفي الحديث: لا يبلُغُ أحدُكُم حقيقةَ الإِيمان حتى لا يعيبَ على مُسلِمٍ بعَيْبٍ هو فيه.

وحقيقةُ الرجل: ما لَزِمَهُ الدفاعُ عنه من أهل بيته، والجميع حقائق. وتقول: أَحَقَّ الرجُلُ إذا قال حَقّاً وادَّعَى حَقّاً فوَجَبَ له وحَقَّقَ، كقولك: صدَّق وقالَ هذا هو الحقُّ. وتقول: ما كان يَحُقُّك أن تَفْعَل كذا أي ما حَقَّ لك. والحاقَّةُ: النازلة التي حقَّتْ فلا كاذبةَ لها. وتقولُ للرجل إذا خاصَمَ في صِغار الأشياء: إنّه لنَزِقُ الحِقاقِ.

وفي الحديث: مَتَى ما يَغْلُوا يحتَقُّوا

أي يَدَّعي كلُّ واحدٍ أنَّ الحقَّ في يَدَيْه، ويغلوا أي يُسرفوا في دينهم ويختصموا ويتجادلوا. والحِقُّ: دونَ الجَذَع من الإِبِل بسنةٍ، وذلك حين يَسْتَحِقُّ للرُكُوب، والأُنثَى حِقَّةٌ: إذا استَحَقَّتِ الفَحْلَ، وجمعه حِقاق وحَقائِق، قال عَديّ:

لا حقة هُنَّ ولا يَنوبُ

وقال الأعشى

أيُّ قومٍ قَوْمي إذا عزت الخمر ... وقامتْ زِقاقُهُمْ والحِقاقُ

والرواية:

قامت حِقاقُهُم والزِّقاق

فمن رواه:

قامت زقاقُهم والحقاق

يقول: استوت في الثمن فلم يفضلُ زِقٌ حِقّاً، ولا حِقٌّ زِقّاً. ومثله:

قامت زقاقُهم بالحِقاق

فالباءُ والواوُ بمنزلة واحدة، كقولهم: قد قامَ القَفيزُ ودِرْهَم، وقام القَفيزُ بدرهم. وأنتَ بخَيرٍ يا هذا، وأنت وخَيْرٌ يا هذا، وقال :

ولا ضعافِ مُخِّهِنَّ زاهقِ ... لَسْنَ بأنيابٍ ولا حَقائقِ وقال :

أفانينَ مكتُوبٍ لها دونَ حِقِّها ... إذا حَمْلُها راشَ الحِجاجَيْن بالثُّكْلِ

جَعَلَ الحِقَّ وقتاً. وجمع الحُقَّةِ من الخَشَب حُقَق، قال رؤبة:

سوى مساحيهن تقطيط الحقق

والحَقْحَقَةُ: سَيْرُ أوّلِ اللُيل، وقد نُهِيَ عنه، ويقال: هو إتعابُ ساعة.

وفي الحديث: إيّاكُم والحَقْحَقةَ في الأعمال، فإنَّ أحَبَّ الأعمال إلى الله ما داومَ عليه العبد وإنْ قلَّ.

ونباتُ الحَقيق : ضرب من التَّمْر وهو الشِّيصُ.

قح: والقُحُّ الجافي من الناس والأشياء، يقالُ للبَطِّيخة التي لم تَنْضَج: إنَّها لقُحٌّ . والفعلُ: قَحَّ يقُحُّ قُحوحةً، قال:

لا أبتغي سَيْبَ اللئيم القُحِّ ... يكادُ من نحنحة وأح

يحكي سعال الشَّرِقِ الأَبَحِّ

والقُحُّ: الشَّيخُ الفاني. والقُحُّ: الخالصُ من كُلِّ شَيْءٍ. والقُحْقُحُ: فوقَ القَبِّ شيئاً. والقَبُّ: العظمُ الناتىء من الظَّهْر بين الأَلْيَتْين. 
حقَ
أصل الحَقّ: المطابقة والموافقة، كمطابقة رجل الباب في حقّه لدورانه على استقامة.
والحقّ يقال على أوجه:
الأول: يقال لموجد الشيء بسبب ما تقتضيه الحكمة، ولهذا قيل في الله تعالى: هو الحقّ ، قال الله تعالى: وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ ، وقيل بعيد ذلك: فَذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَماذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ [يونس/ 32] .
والثاني: يقال للموجد بحسب مقتضى الحكمة، ولهذا يقال: فعل الله تعالى كلّه حق، نحو قولنا: الموت حق، والبعث حق، وقال تعالى: هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً [يونس/ 5] ، إلى قوله: ما خَلَقَ اللَّهُ ذلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ [يونس/ 5] ، وقال في القيامة: وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ [يونس/ 53] ، ولَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ [البقرة/ 146] ، وقوله عزّ وجلّ: الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ [البقرة/ 147] ، وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ [البقرة/ 149] .
والثالث: في الاعتقاد للشيء المطابق لما عليه ذلك الشيء في نفسه، كقولنا: اعتقاد فلان في البعث والثواب والعقاب والجنّة والنّار حقّ، قال الله تعالى: فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ [البقرة/ 213] .
والرابع: للفعل والقول بحسب ما يجب وبقدر ما يجب، وفي الوقت الذي يجب، كقولنا:
فعلك حقّ وقولك حقّ، قال تعالى: كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ [يونس/ 33] ، وحَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ [السجدة/ 13] ، وقوله عزّ وجلّ: وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ [المؤمنون/ 71] ، يصح أن يكون المراد به الله تعالى، ويصحّ أن يراد به الحكم الذي هو بحسب مقتضى الحكمة. ويقال: أَحققْتُ كذا، أي: أثبتّه حقا، أو حكمت بكونه حقا، وقوله تعالى: لِيُحِقَّ الْحَقَّ [الأنفال/ 8] فإحقاق الحقّ على ضربين.
أحدهما: بإظهار الأدلّة والآيات، كما قال تعالى: وَأُولئِكُمْ جَعَلْنا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطاناً مُبِيناً [النساء/ 91] ، أي: حجة قوية.
والثاني: بإكمال الشريعة وبثّها في الكافّة، كقوله تعالى: وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ [الصف/ 8] ، هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ [التوبة/ 33] ، وقوله: الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ
[الحاقة/ 1] ، إشارة إلى القيامة، كما فسّره بقوله: يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ [المطففين/ 6] ، لأنه يحقّ فيه الجزاء، ويقال: حَاقَقْتُهُ فَحَقَقْتُهُ، أي خاصمته في الحقّ فغلبته، وقال عمر رضي الله عنه: (إذا النساء بلغن نصّ الحقاق فالعصبة أولى في ذلك) .
وفلان نَزِقُ الحِقَاق: إذا خاصم في صغار الأمور ، ويستعمل استعمال الواجب واللازم والجائز نحو: كانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ
[الروم/ 47] ، كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ [يونس/ 103] ، وقوله تعالى:
حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَ
[الأعراف/ 105] ، قيل معناه: جدير، وقرئ:
حَقِيقٌ عَلى قيل: واجب، وقوله تعالى:
وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ [البقرة/ 228] ، والحقيقة تستعمل تارة في الشيء الذي له ثبات ووجود، كقوله صلّى الله عليه وسلم لحارث: «لكلّ حقّ حقيقة، فما حقيقة إيمانك؟» ، أي: ما الذي ينبئ عن كون ما تدّعيه حقّا؟
وفلان يحمي حقيقته، أي: ما يحقّ عليه أن يحمى. وتارة تستعمل في الاعتقاد كما تقدّم، وتارة في العمل وفي القول، فيقال: فلان لفعله حقيقة: إذا لم يكن مرائيا فيه، ولقوله حقيقة: إذا لم يكن مترخّصا ومتزيدا، ويستعمل في ضدّه المتجوّز والمتوسّع والمتفسّح، وقيل: الدنيا باطل، والآخرة حقيقة، تنبيها على زوال هذه وبقاء تلك، وأمّا في تعارف الفقهاء والمتكلمين فهي اللفظ المستعمل فيما وضع له في أصل اللغة . والحِقُّ من الإبل: ما استحقّ أن يحمل عليه، والأنثى: حِقَّة، والجمع: حِقَاق، وأتت النّاقة على حقّها ، أي: على الوقت الذي ضربت فيه من العام الماضي.
الْحَاء وَالْقَاف

الحُرْقوص: هنى مثل الْحَصَاة أسيد أرقط بحمرة وصفرة، ولونه الْغَالِب عَلَيْهِ السوَاد يجْتَمع ويتلج تَحت الأناسي وَفِي أرفاغهم ويعضهم، ويشقق الأسقية، وَقيل: هِيَ دُوَيَّبةٌ مجزعة لَهَا حمة كحمة الزنبور تلدغ، تشبه أَطْرَاف السِّيَاط، وَلذَلِك يُقَال لمن ضرب: أَخَذته الحَراقيصُ. وَقيل الحُرْقوص: دُوَيْبَّةٌ سَوْدَاء مثل البرغوث أَو فَوْقه، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هِيَ دُوَيْبَّةٌ صَغِيرَة مثل القراد، وَأنْشد:

زُكْمَةُ عَمَّارٍ بَنو عَمَّارِ ... مِثلُ الحَراقيصِ على حِمارِ

وَقيل هُوَ النبر، وَقَالَ يَعْقُوب: هُوَ دويبة أَصْغَر من الْجعل.

والحُرْقُصاءُ: دويبة لم تحل.

والحَرْقَصَةُ: النَّاقة الْكَرِيمَة.

والصرَنْقَحُ: الْمَاضِي الجريء. وَقَالَ ثَعْلَب: الصَّرَنْقَحُ: الشَّديد الْخُصُومَة وَالصَّوْت وَأنْشد:

إِن مِن النِّسوان مَن هيَ رَوْضَةٌ ... تَهيجُ الرّياض قُبْلَها وتَصَوَّحُ

ومنهنَّ غُلٌّ مُقْفَلٌ مَا يَفُكُّهُ ... مِن القَوْمِ إِلَّا الأحْوَذِيُّ الصَّرَنْقَحُ والصَّرَنْقَحُ أَيْضا: الْمُحْتَال.

وصَلقَح الدَّرَاهِم: قلَّبها.

والصَّلاقِحُ: الدَّرَاهِم عَن كرَاع، وَلم يذكر وَاحِدهَا.

والصَّلَنْقَح: الصياح. وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى بِغَيْر هَاء، وَقَالَ بَعضهم: إِنَّهَا لَصَلَنَقَحَةُ الصَّوْت صُمادِ حِيَّة، فَأدْخل الْهَاء.

والقُراحِسُ: الشجاع الجريء، وَقيل: السَّيئ الْخلق.

والحُرْقوسُ: لُغَة فِي جَمِيع مَا تقدم من الحُقوص.

والحَساقِلُ: الصغار، كالحَساكِلِ، حَكَاهُ يَعْقُوب عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والقِلْحاس: الْقَبِيح.

والقُسْحُبُّ: الضخم، مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ، وَفَسرهُ السيرافي.

والسِّمْحاق من الشجاج: الَّتِي بَينهَا وَبَين الْعظم قشرة رقيقَة، وكل قشرة رقيقَة سِمْحاقٌ. وَقيل: السِّمْحاق من الشجاج: الَّتِي بلغت السِّحاءةَ الَّتِي بَين الْعظم وَاللَّحم، وَتلك السحاءة تسمى السمحاق. وَقيل: السمحاق: الَّتِي بَين الْعظم وَاللَّحم فَوق الْعظم وَدون اللَّحْم، وَلكُل عظم سمحاق، وَقيل: هِيَ الشَّجَّة الَّتِي تبلغ القشرة حَتَّى لَا يبْقى بَين اللَّحْم والعظم غَيرهَا.

وَفِي السَّمَاء سَماحيقُ من غيم.

وعَلى ثرب الشَّاة سَماحيق من شَحم، أَي شَيْء رَقِيق كالقشرة، وَكِلَاهُمَا على التَّشْبِيه.

والسِّمحاق: أثر الْخِتَان.

والسُّمحوق: الطَّوِيل الدَّقِيق.

وحَزْرَقَ الرجل: انْضَمَّ وخضع.

والمُحَزْرَق: السَّرِيع الْغَضَب، وَأَصله بالنبطية هَزْروقَي.

وحَزْرَق الرجل، وحَزْرَقَه: حَبسه وضيَّق عَلَيْهِ، قَالَ الْأَعْشَى:

فَذاك وَمَا أنجَى مِن الموتِ رَبَّه ... بِساباطَ حَتَّى مَاتَ وَهُوَ مُحْزرَق ومحزرق: قَالَ ابْن جني: اخبر أَبُو صَالح السَّلِيل بن أَحْمد عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن الْعَبَّاس اليزيدي، عَن الْخَلِيل بن أَسد النوشــجانــي، عَن الثَّوْريّ قَالَ: قلت لأبي زيد الْأنْصَارِيّ: أَنْتُم تنشدون قَول الْأَعْشَى:

بِساباطَ حَتَّى ماتَ وهْو محَزْرَق

وَأَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ ينشده " محزرق " بِتَقْدِيم الرَّاء على الزَّاي. فَقَالَ: إِنَّهَا نبطية، وَأم أبي عَمْرو نبطية، فَهُوَ أعلم بهَا منا.

والقُرْزُحَة من النِّسَاء: الذميمة القصيرة. قَالَ:

عَبْلَةُ لَا دَلُّ الخَراملِ دَلُّها ... وَلَا زِيُّها زِيُّ القِباح القَرازِحِ

والقُرْزُح: ثوب كَانَت النِّسَاء الْأَعْرَاب يلبسنه.

والقُرْزحُ: شجر، واحدته قُرْزُحَةٌ. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: القُرْزحَة: شجيرة جعدة لَهَا حب أسود.

والقُرْزُحَةُ: بقلة، عَن كرَاع. وَلم يحلهَا، وَالْجمع قُرْزُحٌ.

وقُرْزُحٌ: اسْم فرس.

والحَزاقِلُ: خشارة النَّاس، قَالَ:

بِحَمْدِ أميرِ المؤمنينَ أقَرَّهُمْ ... شبَابًا وأغْزاكمْ حَزاقِلَةَ الجُنْدِ

وحِزْقِلٌ: اسْم رجل.

والزَّحْقَلَة: دهورتك الشَّيْء فِي بِئْر أَو من جبل.

والزُّحْلوقَة: اثر تزلج الصّبيان من فَوق إِلَى اسفل، وَقَالَ يَعْقُوب: هِيَ آثَار تزلج الصّبيان من فَوق طين أَو رمل إِلَى اسفل، وَقَالَ الْكُمَيْت:

ووَصْلُهُنَّ الصِّبا إِن كُنْتِ فاعِلَةً ... وَفِي مقامِ الصّبا زُحْلوقَةٌ زَلَلُ

يَقُول: مقَام الصِّبَا بِمَنْزِلَة الزُّحْلوقَةِ. وتزحلقوا عَن الْمَكَان: تزلقوا عَلَيْهِ بأستاهم.

والمُزَحْلَق: الأملس.

وضربه فَقَحْزَنَه: صرعه.

والقَحْزَنَةُ: ضرب من الْخشب طولهَا ذِرَاع أَو شبر نَحْو الْعَصَا. حكى الَّلحيانيّ: ضربناهم بِقَحازِنِنا فارجعنوا، أَي بعصياننا فاضطجعوا.

وقَحْزَم الرجل: صرفه عَن الشَّيْء.

والحِنْفِظُ: ضرب من الطير، قَالَ ابْن دُرَيْد: لَا أَدْرِي مَا صِحَّته، وَقيل هُوَ الدراج.

وحِنْفِظٌ: اسْم.

وقَحْطَبَه بِالسَّيْفِ: ضربه.

وقَحْطَبَه: صرعه.

وقَحْطَبَةُ: اسْم رجل.

والحَرْقَدَةُ: عُقد الحنجور.

والحَراقِدُ: النوق النجيبة.

واقْدَحَرَّ للشر: تهَيَّأ، وَقيل تهَيَّأ للسباب والقتال.

وَهُوَ القِنْدَحْرُ.

والقَيْدَحور: السَّيئ الْخلق.

والقُرْدُح والقَرْدَحُ: ضرب من البرود.

والقُرْدُوح: الْقصير.

والقُدْوُح: الضخم من القردان.

وقَرْدَحَ الرجل: أقرّ بِمَا يطْلب مِنْهُ.

والمُقَرْدِحُ: المتذلل المتصاغر عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَقَالَ عبد الله بن خَالِد: يَا بني إِذا وَقَعْتُمْ فِي شَيْء لَا تطيقون دَفعه فقردحوا لَهُ، فَإِن اضطرابكم مِنْهُ اشد لدخولكم فِيهِ.

وذهبوا شعاليل بقَدَحْرَةٍ وقِندَحْرَةٍ، أَي بِحَيْثُ لَا يقدر عَلَيْهِ، عَن الَّلحيانيّ.

والحَقَلَّدُ: عمل فِيهِ أَثم، وَقيل: هُوَ الْإِثْم بِعَيْنِه، قَالَ زُهَيْر:

تَقِيٌّ نَقِيٌّ لم يُكَثِّرْ غَنيمةً ... بِنهْكَةِ ذِي قُربى وَلَا بحَقَلَّدِ والحَقَلَّدُ: الْبَخِيل السَّيئ الْخلق، وَقيل: السَّيئ الْخلق، من غير أَن يُقيد بالبخل.

والحَدْقَلَةُ: إدارة الْعين فِي النّظر.

والحُدَلِقَةُ: الْعين الْكَبِيرَة. وَقَالَ كرَاع: أكل الذِّئْب من الشَّاة الحدلقة، أَي الْعين. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ شَيْء من جَسدهَا لَا أَدْرِي مَا هُوَ.

والحَدَوْلَقُ: الْقصير الْمُجْتَمع.

والدَّحْقَلَة: انتفاخ الْبَطن.

والحَندَقوَقي والحَندَقوقُ والحِندَقوقُ: بقلة أَو حشيشة كالفث الرطب نبطية، وَيُقَال لَهَا بِالْعَرَبِيَّةِ: الذرق.

والحَندَقوق: الطَّوِيل المضطرب، مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ وَفَسرهُ السيرافي.

والقَحْدَمةُ والتقَحدمُ: الْهوى على الرَّأْس فِي بِئْر أَو من جبل، وَهِي بِالذَّالِ أَعلَى.

والقَمَحْدُوَة: الهنة النَّاشِزَة فَوق الْقَفَا، وَهِي بَين الذؤابة والقفا، منحدرة عَن الهامة، إِذا اسْتلْقى الرجل أَصَابَت الأَرْض من رَأسه، قَالَ:

فَإِن يُقبِلوا نطعُنْ صُدورَ نُحورِهمْ ... وَإِن يُدبِروا نضرِبْ أعالي القَماحِدِ

والقَمَحدُوَة أَيْضا: أَعلَى القَذالِ خلف الْأُذُنَيْنِ، وَهِي حد الْقَفَا، وَهِي أَيْضا مُؤخر القَذال، سِيبَوَيْهٍ: صحت الْوَاو فِي قَمَحدُوَة، لِأَن الْإِعْرَاب لم يَقع فِيهَا، وَلَيْسَت بِطرف فَيكون من بَاب عرق.

والدْحُموق والدُّمْحُوق: الْعَظِيم الْبَطن.

والقِنْذَحُر، والمُقذَحِرُّ: المتهئ للسباب الْمعد للشر، وَقيل: المُقذَحرُّ: العابس الْوَجْه، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وذهبوا شعاليل بقَذَحْرَة وقِنذَحرَة، أَي بِحَيْثُ لَا يقدر عَلَيْهِ، عَن الَّلحيانيّ، وَقد تقدم فِي الدَّال عَنهُ أَيْضا.

والحَذلقَة: التَّصَرُّف بالظرف.

والمُتحَذلقُ: المتكيس. وَقيل: المُتحَذلقُ المتكيس الَّذِي يُرِيد أَن يزْدَاد على قدره.

وَرجل حِذلِقٌ: كثير الْكَلَام صلف، وَلَيْسَ وَرَاء ذَلِك شَيْء. والحِذلاقُ: الشَّيْء المحدد، وَقد حُذلِقَ.

وتَقَحْذَم الرجل: وَقع منصرعا.

وتقَحذَم الْبَيْت: دخله.

والحَرْقَفَتان: رُؤُوس أعالي الْوَرِكَيْنِ بِمَنْزِلَة الحجبة قَالَ هدبة:

رأتْ ساعِديْ غُولٍ وَتَحْت قَميصهِ ... جَناجِنُ يَدمىَ حدُّها والحَراقِفُ

والحَرقَفَتانِ: مُجْتَمع رَأس الْفَخْذ وَرَأس الورك حَيْثُ يَلْتَقِيَانِ من ظَاهر.

وحَرقَفَ الرجل: وضع رَأسه على حراقيفه.

ودابة حُرقوفٌ: شَدِيدَة الهزال.

والحُرقوفُ: دويبة.

والفَرقحُ: الأَرْض الملساء.

وحَرْبَق عمله: أفْسدهُ.

وحَرْقمٌ: مَوضِع.

والحُلْقانةُ والحُلْقانُ من الْبُسْر: مَا بلغ الإرطاب ثُلثَيْهِ، وَقيل: الحلقانة للْوَاحِد، والحلقان للْجَمِيع، وَقد حَلْقَنَ، وَقيل نونه زَائِدَة، على مَا تقدم.

والقُنْحُلُ: شَرّ العبيد.

واحلَنْقَفَ الشَّيْء: أفرط اعوجاجه عَن كرَاع قَالَ هميان بن قُحَافَة:

وانعاجَتِ الأحْناءُ حَتَّى احْلنقَفتْ

والحَفَلَّقُ: الضَّعِيف الأحمق.

وقَحْلَف مَا فِي الْإِنَاء وقلحَفه: أكله أجمع.

والحَبَلَّقُ: الصَّغِير الْقصير.

والحَبَلَّقُ: غنم صغَار.

والحَبَلَّقةُ: غنم بجرش.

والحُلْقُوم: مجْرى النَّفس والسعال من الْجوف، وَهُوَ أطباق غراظيف لَيْسَ دونه من ظَاهر بَاطِن الْعُنُق إِلَّا جلد، وطرفه الْأَسْفَل فِي الرئة، وطرفه الْأَعْلَى فِي أصل عَكَدةَ اللِّسَان، وَمِنْه مخرج النَّفس وَالرِّيح والبصاق وَالصَّوْت. وَقَوْلهمْ: نزلنَا فِي مثل حلقوم النعامة. إِنَّمَا يُرِيدُونَ بِهِ الضّيق.

والحَلْقمةُ: قطع الْحُلْقُوم.

وحَلْقَمَه: ذبحه فقطح حلقومه.

وحلقَم التَّمْر، كحلقنَ. وَزعم يَعْقُوب أَنه بدل.

وحَلاقيمُ الْبِلَاد: نَوَاحِيهَا، وَاحِدهَا حلقوم على الْقيَاس.

والحِمْلاقُ، والحُمْلاقُ، والحُمْلوق: مَا غطى الجفون من بَيَاض المقلة، قَالَ:

قالبُ حِملاقيَهِ قد كَاد يُجَنّ

والحِملاقُ: مَا لزق بِالْعينِ من مَوضِع الْكحل من بَاطِن، وَقيل: الحملاق: بَاطِن الجفن الْأَحْمَر الَّذِي إِذا قلب للكحل بَدَت حمرته.

وحَملق الرجل، إِذا فتح عَيْنَيْهِ، وَقيل: الحَماليق من الأجفان: مَا يَلِي المقلة من لَحمهَا، وَقيل: هُوَ مَا فِي المقلة من نَوَاحِيهَا.

والمُحَملِقة من الْأَعْين: الَّتِي حول مقلتيها بَيَاض لم يخالطها سَواد، وَقيل: حَماليقُ الْعين: بياضها أجمع مَا خلا السوَاد.

وحَمْلَقَ إِلَيْهِ: نظر، وَقيل: نظر نظرا شَدِيدا، قَالَ الراجز:

والليثُ إِن أوعدَ يَوْمًا حَملَقا ... بمُقلةٍ تْوقِدُ فصًّا أزرقا

والقِلْحَمُّ: المسن الضخم من كل شَيْء، وَقيل: هُوَ من الرِّجَال الْكَبِير.

والمُقْلَحِمُّ: الَّذِي يتضعضع لَحْمه.

والقِلَحْمُ على مِثَال سبطر: الْيَابِس الْجلد عَن كرَاع.

وقَلْحَمٌ: اسْم. 
الْحَاء وَالْقَاف فِي الثنائي

الحقُّ: نقيض الْبَاطِل وَجمعه حُقُوقٌ وحقاق وَلَيْسَ لَهُ بِنَاء أدنى عدد. وَحكى سِيبَوَيْهٍ: لحَقُّ أنَّهُ ذاهبٌ بإضافَةِ حَقّ إِلَى أنَّه، كأنَّه: لَيَقينُ ذاكَ أمْرُكَ، وَلَيْسَت فِي كَلَام كل الْعَرَب فأمْرُك هُوَ خَبَرُ يقينُ، لِأَنَّهُ قد اضافه إِلَى ذَاك وَإِذا اضافه إِلَيْهِ لم يَجُزْ أَن يكون خَبرا عَنهُ قَالَ سِيبَوَيْهٍ: سَمعْنا فُصحاءَ الْعَرَب يَقُولُونَهُ، وَقَالَ الاخفش: لم اسْمَع هَذَا من الْعَرَب، إِنَّمَا وجدْتُه فِي الْكتاب، ووَجْهُ جَوازه على قلَّتهِ طُولُ الْكَلَام بِمَا أضيف هَذَا المبتدا اليه، وَإِذا طَال الْكَلَام جَازَ فِيهِ من الْحَذف مَا لَا يجوز فِيهِ إِذا قَصُر، أَلا ترى إِلَى مَا حَكَاهُ الْخَلِيل عَنْهُم: مَا أَنا بِالَّذِي قائلٌ لكَ شَيْئا. وَلَو قلتَ: مَا أَنا بالذَّي قائِمٌ لَقَبُح.

وَقَوله تَعَالَى (ولَا تَلْبِسُوا الحَقَّ بالباطلِ) قَالَ أَبُو إِسْحَاق: الحقُّ: أمْرُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا اتى بِهِ الْقرَان، وَكَذَلِكَ قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى (بَل نْقَذْفُ بالحَقِّ عَلى الباطلِ) .

وحَقَّ الأمْرُ يحِقُّ ويَحُقُّ حَقّاً وحُقُوقا: صارَ حَقاً وثبتَ. وَفِي التَّنْزِيل (قالَ الَّذِينَ حقَّ عَلَيْهمُ الْقَوْل) أَي ثَبت. قَالَ الزّجاج: هم الجنُّ والشياطينُ، وَقَوله تَعَالَى (ولكنْ حَقَّتْ كَلمَةُ العَذَابِ على الْكافرِين) أَي وجَبتْ وثبَتَتْ. وَكَذَلِكَ (لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أكْثَرِهمْ) .

وحَقَّه يَحُقُّهُ حَقاً وأحَقَّه كِلَاهُمَا أثْبَتَهُ. وَصَارَ عِنْده حَقًا لَا يَشُكُّ فِيهِ.

وأحَقّه: صَيرَه حَقّا.

وحَقَّهُ وحَقّقَهُ: صَدَّقَه. وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: صَدَّقَ قائلَه.

وحَقَّ الأمْرَ يَحُقُّهُ حَقّا وأحَقَّه: كانَ مِنْهُ على يَقينٍ.

وحَقَّ حَذَرَ الرَّجُلِ يَحُقُّه حَقّا، وأحَقَّهُ: فَعَل مَا كَانَ يَحْذَرُه.

وحَّقه على الْحق واحقه: غَلَبه عَلَيْهِ.

واسْتَحَقّه: طلَبَ مِنْهُ حَقّه. واحْتَقَّ القومُ: قَالَ كُل وَاحِد مِنْهُم: الحقُّ فِي يَدِي. وَفِي الحَدِيث " مَتى مَا تَغْلُوا تَحْتَقّوا ".

وَالْحق من أَسمَاء الله عَزَّ وجَلَّ. وَقيل: من صِفَاته. وَفِي التَّنْزِيل (ثُمَّ رُدُّوا إِلَى الله مَوْلاهُمُ الحَقِّ) . وَقَوله (وَلَو اتبَعَ الحَقُّ أهوَاءهم) قَالَ ثعلبٌ: الْحق هُنَا: اللهُ جَلَّ وعزَّ. وَقَالَ الزَّجاجُ: وَيجوز أَن يكون الحقُّ هُنَا القُرآن، أَي لَو كَانَ التَّنْزِيل كَمَا يُحبُّون لفَسدتُ السَّمَوَات والأرضُ. وَقَوله تَعَالَى (وَجاءَتْ سَكْرَةُ المَوْتِ بالحَقّ) مَعْنَاهُ: جَاءَت السَّكرَةُ الَّتِي تدُلُّ الْإِنْسَان على أَنه ميِّتٌ بالحقِّ، أَي بالموْتِ الَّذِي خُلق لَهُ. ورُوي عَن أبي بكر رَضِي الله عَنهُ: وَجَاءَت سَكْرَةُ الحقّ بالموْتِ. وَالْمعْنَى وَاحِد. وَقيل الْحق هُنَا: الله تَعَالَى.

وقَوْلٌ حَقٌّ: وُصفَ بِهِ. كَمَا تَقول: قَوْلٌ باطلٌ. وَقَالَ اللحياني: وَقَوله تَعَالَى (ذلكَ عيسَى ابنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الحقّ) إِنَّمَا هُوَ على إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه. وَقِرَاءَة من قَرَأَ (فالحَقُّ والحَقَّ أقولُ) بِرَفْع الحَقِّ الأوِّلِ فَإِنَّمَا يُرِيد: فَأَنا الحقُّ. وَمن قَرَأَ: فالحقَّ والحقَ أقولُ بِنصب الحقّ الأوّلِ فتقديُره فأحُقُّ الحَقّ حَقاً. وَقَالَ ثَعْلَب: تَقْدِيره فاقول الحَق َّحَقاً. وَمن قَرَأَ فالحَقِّ أرَاد فبالحَقّ. وَهِي قَليلَة، لِأَن حُرُوف الجرّ لَا تُضْمَر.

ويَحُقُّ عَلَيْك أَن تفْعَل كَذَا: يجبُ، والكَسْرُ لُغَةٌ.

ويَحُقُّ لَك أَن تفْعَلَ، ويَحُقَّ لَك تَفْعَل قَالَ:

يَحُقُّ لِمَنْ أبُو مُوسَى أبُوه ... يُوَفِّقُه الَّذِي نَصَبَ الجبالا

وَقَوله تَعَالَى (وأذِنَتْ لرَبِّها وحُقَّتْ) أَي وحُقَّ لَهَا أنْ تفْعَل.

وحُقَّ أَن تفعل وحَقيقٌ أَن تفْعَل. وَفِي التَّنْزِيل (حَقيقٌ عَلي أنْ لَا أقولَ على الله إلاَّ الحَقَّ) .

وحَقِيقٌ فَعيلٌ فِي معنى مفْعُولٍ كقوْلك: أَنْت حقيقٌ أَن تفْعَله، أَي محْقوقٌ أَن تفعَلَه، وَيُقَال للمرأةِ: أَنْت حَقيقةٌ لذَلِك يَجْعلونه كالاسْم ومحقوقَةُ لذَلِك. وَأما قَول الاعشى:

وإنَّ امْرَأً أسْرىَ إليكِ ودونَهُ ... من الأرْضَ مَوْماةٌ وبَهْماءُ سَمْلَقُ

لمَحْقُوقَةٌ أَن تَسْتَجبيِ لصَوْتهِ ... وَأَن تَعْلَمي أنَّ المُعانَ مُوَفَّقُ فَإِنَّهُ أَرَادَ لخُلَّةٌ مْحقُوقَةٌ يَعْني بالخُلَّةِ الخليلَ، وَلَا تكون الهاءُ فِي محقوقةٍ للمبالغةِ، لِأَن المبُالغةَ إِنَّمَا هِيَ فِي أَسمَاء الفاعِلِين دون المفعوُلين، وَلَا يجوز أَن يكون التَّقديرُ: لمحقوقةٌ أنتِ، لِأَن الصِّلةَ إِذا جَرَتْ على غير مَوْصُوفها لم يَكُ عِنْد أبي الحسنِ الاخفشِ بُدٌّ من إبْرَازِ الضميرِ. وَهَذَا كُلُّهُ تَعليلُ الْفَارِسِي.

والحَقَّةُ والحِقَّهُ فِي معنى الحَقِّ.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: هَذَا العالِمُ حَقُّ العالمِ. يُرِيدُونَ بذلك التَّناهيِ، وأنَّهُ بلغ الغَايَة فِيمَا يصفهُ بِهِ من الخصالِ. قَالَ: وَقَالُوا: هَذَا عَبْدُ الله الحَقَّ لَا الْبَاطِل. دخلت فِيهِ اللامُ كدخوِلها فِي قوِلهْم: أرسَلَها العرَاكَ. إلاَّ أنَّه قد تُسْقَطُ مِنْهُ فَتَقول: حَقاً لَا بَاطِلا.

وحُقَّ لَك أنْ تفعل، وحُقِقْتَ أَن تَفْعَلَ. وَمَا كَانَ يَحُقُّكَ أَن تَفْعَله، فِي معنى: مَا حُقَّ لَك.

وأُحِقّ عَلَيْكَ القَضَاءُ فَحَقَّ، أَي أُثْبِتَ أُثْبِتَ.

والحَقيقَةُ: مَا يَصير إِلَيْهِ حَقُّ الأمْرِ ووَجُوبُه.

وبلغَ حَقيقَةَ الأمْرِ أَي يَقينَ شأنِه. وَفِي الحَدِيث " لَا يَبْلُغُ أحدُكُم حَقيقَةَ الْأَيْمَان حَتَّى لَا يَعيبَ على مُسْلمٍ بعَيْبٍ هُوَ فِيهِ) .

وَحَقِيقَة الرَّجُلِ: مَا يَلْزَمُهُ الدّفاعُ عَنهُ من أهْل بيتهِ.

والحَقيقَةُ فِي اللُّغَةِ: مَا أُقِرَّ فِي الاسْتعْمالِ على أصْلِ وضْعهِ. والمجازُ: مَا كَانَ بضد ذَلِك. وَإِنَّمَا يَقَعُ المجازُ ويعدل إِلَيْهِ عَن الْحَقِيقَة لمعان ثَلَاثَة، وَهِي الاتساعُ والتَّوْكيدُ والتَّشْبيهُ، فَإِن عَدِم هَذِه الاوصافَ كَانَت الحقيقةُ البَتَّةَ.

وَقيل: الحقيقةُ: الرَّايَةُ.

وحَقَّ الشيءُ يحِقُّ حَقاً: وَجَبَ، وَفِي التَّنْزِيل (ولَكِن حَقَّ القَوْلُ مِّني) .

وأحَقَّ الرَّجُلُ: ادّعى شَيْئا فوَجَب لَهُ.

واسْتَحَقَّ الشيءَ: اسْتَوجَبَه، وَفِي التَّنْزِيل (فإنْ عُثرَ عَلى أنهمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا) أَي استوجباه بالخيانة.

وَأما قَوْله تَعَالَى (لَشَهادَتُنا أحَقُّ من شَهادَتِهما) يجوز أَن يكون مَعْنَاهُ: اشد استحقاقا للْقَبُولِ. وَكَون إِذْ ذَاك على طرح الزَّائِد من اسْتحق أَعنِي السِّين وَالتَّاء.

وَيجوز أَن يكون أَرَادَ: أثْبَتُ من شَهادَتهما. مشتقٌّ من قَوْلهم. حَقَّ الشَّيْء: إِذا ثَبَتَ.

وحاقَّهُ فِي الأمْرِ مُحَاقَّةً وحِقاقا: ادَّعى أنَّه أوْلى بِالْحَقِّ مِنْهُ. وأكَثر مَا استعملوا هَذَا فِي قَوْلهم: حاقَّني، أَي اكثر مَا يستعملونُه فِي فعلِ الغائبِ.

وحاقَّهُ فَحَقَّهُ يَحُقُّه: غَلَبه. وَذَلِكَ فِي الخُصُومَةِ واستيجابِ الحقَّ.

ورَجُلٌ نَزِقُ الحِقائقِ: إِذا خاصَمَ فِي صِغِار الْأَشْيَاء.

والحاقَّةُ: النازِلَةُ. وَهِي: الدَّاهيَةُ أَيْضا.

والحاقَّةُ: الْقيامَةُ وَقد حَقَّتْ تَحُقُّ.

وَمن أيمانِهم: لحَقُّ لأفْعَلَنَّ. مبنيَّةٌ على الضِّم.

والحِقُّ من أَوْلَاد الإبلِ: الَّذِي بلغ أَن يُرْكَبَ ويُحمَلَ عَلَيْهِ ويَضَرِبَ، عني أَن يَضْرِبَ: النَّاقَةَ بَيِّنُ الإحْقاقِ والاسْتحْقاقِ. وَقيل: إِذا بَلَغْتْ أُمُّه أوَانَ الحَمْلِ من العامِ المُقْبلِ فَهُوَ حِقٌّ، بَين الحِقَّه وَقيل: إِذا بَلَغَ هُوَ وأُخْتُه أنْ يُحْمَل عَلَيْهِمَا فَهُوَ حقُّ، وَقيل: الحقُّ: الَّذِي اسْتكْمل ثَلَاث السنين وَدخل فِي الرَّابِعَة قَالَ:

إِذا سُهْيلٌ مَغْرِبَ الشَّمْسِ طَلَعْ ... فابْنُ اللَّبُونِ الحِقُّ والحِقُّ جَذَعْ

والجَمْعُ أحُقٌّ وحِقاقٌ وَالْأُنْثَى من كلِّ ذَلِك حِقَّةٌ بَيَّنَةُ الحِقَّةِ. وَإِنَّمَا حُكْمُهُ: بَيِّنَةُ الحَقاقَةِ والحُقُوقَةِ أَو غير ذَلِك من الأبْنيَةِ المخالفةِ للصفةِ، لِأَن المصْدَر فِي مثل هَذَا يُخالف الصَّفَةَ. وَنَظِيره فِي موافَقَته هَذَا الضَّرْبَ من المصادِرِ للاسْمِ فِي الْبناء قُولهم: أسَدٌ بَيِّنُ الأسَدِ.

والحِقَّةُ أَيْضا: الناقةُ الَّتِي تُؤْخَذُ فِي الصَّدَقة إِذا جازَتْ عِدَّتُها خَمْسا وأرْبَعين. والجمعُ من ذَلِك حِقَقٌ وحِقاقٌ وحَقائقُ. الأخيرةُ نادرةٌ. قَالَ

ومَسَدٍ أُمِرَّ من أيَانقِ ... لَسْنَ بأنْيابِ وَلَا حقائقِ والحِقَّةُ: نَبَزُ أُمِّ جَرِيرِ بنِ الخَطَفي. وَذَلِكَ لِأَن سُويْد بن كُراع خَطبها إِلَى ابيها فَقَالَ لَهُ: إِنَّهَا لصغيرةٌ ضَرَعَةٌ. قَالَ سويدٌ لقد رأيْتها وَهِي حقّةٌ أَي كالحِقَّةِ من الْإِبِل فِي عِظَمها.

وحَقَّتِ الحِقَّةُ تَحِقُ حِقَّةً وأحَقَّتْ. كِلَاهُمَا: صَارَتْ حِقَّةً. قَالَ الاعشى:

بِحِقَّتها حُبسَتْ فِي اللَّجين ... حَّتى السَّدِيسُ لَهَا قَدْ أَسَنْ

وَبَعْضهمْ يجعلُ الحِقَّةَ هُنا الوَقْتَ.

وأتَتِ الناقَةُ على حِقِّها: تَمَّ حَمْلُها وزادت على السَّنةِ أَيَّامًا من الْيَوْم الَّذِي ضُرِبَتْ فِيهِ عَاما أوَّلَ. وَقيل: حِقُّ النَّاقة واستحقاقِها: تمامُ حَمْلها. قَالَ ذُو الرمة:

أفانينُ مَكْتُوبٌ لَهَا دُونَ حِقِّها ... إِذا حَمْلُها رَاش الحِجاجَينِ بالثُّكْلِ

أَي إِذا نَبَتَ الشَّعَرُ على ولَدِها ألْقَتْهُ مَيْتا.

وصَبَغْتُ الثوبَ صَبغا تَحْقيقا أَي مُشْبَعا.

والحُقُّ والحُقَّةُ: هَذَا المنْحُوتُ من الخشبِ والعاجِ وغيرِ ذلكِ ممَّا يصلُح أنْ يُنْحتَ مِنْهُ، عَرَبيُّ معروفُّ قد جَاءَ فِي الشِّعْرِ الفصيحِ. وجمْعُ الحُقّ أحْقاقٌ وحِقاقٌ. وجَمْعُ الحُقَّةِ حُقَقٌ قَالَ:

سَوَّى مَساحِيهِنَّ تَقْطيطَ الحُقَقْ

وَصَفَ حَوَافرَ حُمُرِ الوَحْشِ، أَي أَن الحجارةَ سَوَّتْ حَوَافرَها. وَقد قَالُوا فِي جمع حُقَّةٍ حُقٌّ يجعلونه من بَاب سِدْرَةٍ وسِدْرٍ، وَهَذَا أكْثَرُهُ إِنَّمَا هُوَ فِي المخلُوق دُونَ المَصنُوعِ وَنَظِيره من المَصنُوع دَوَاةٌ ودَوىً وسَفينَةٌ وسَفينٌ.

والحُقُّ من الوَرِكِ. مَغْرِزُ رَأسِ الفَخذِ فِيهَا عَصَبَةٌ إِلَى رَأس الْفَخْذ إِذا انْقَطَعَتْ حَرِقَ الرجل. وَقيل: الحُقُّ: أصلُ الوَرِكِ الَّذِي فِيهِ عَظْمُ رَأسِ الفخذِ.

والحُقُّ أَيْضا: النُّقْرَةُ الَّتِي فِي رَأس الْكَتف. والحُقّ: رأسُ العَضُدِ الَّذِي فِيهِ الْوَابِلَةُ حكاهُ ابنُ دُرَيْد.

وحُقُّ الكُهٌول: بَيْتُ العنكبوت، وَمِنْه حَدِيث عَمْرو بن الْعَاصِ انه قَالَ لمعاوية رَضِي الله عَنهُ " أتَيْتُكَ من الْعرَاق وإنَّ أمْرَكَ كَحُقّ الكُهُولِ " أَي واه. حَكَاهُ الهَرَوِيَّ فِي الغريبينِ.

وحاقُّ وسَطِ الرَّأسِ: حُلاَوَةُ القَفا.

وأحَقَّ القومُ من الرَّبيع: أسَمنُوا، عَن أبي حنيفةَ يُريدُ سمنَت مَوَاشِيهمْ.

وحَقَّت الناقةُ وأحَقَّتْ واسْتَحَقَّتْ: سَمنتْ.

والاحَقُّ من الخَيْلِ: الَّذِي لَا يَعْرَقُ. وَهُوَ أَيْضا: الَّذِي يَضَعُ حافَر رِجْله موضعَ حافر يَدِهِ، وهما عَيْبٌ، قَالَ الشَّاعِر:

بأجْرَدَ منْ عِتاقِ الخَيْلِ نَهْدٍ ... جَوَادٍ لَا أحَقَّ وَلَا شَئِيتِ

هَذِه روايةُ ابْن دريدِ، وروايةُ أبي عُبَيْدِ:

وأقْدَرُ مُشْرِفُ الصَّهَوَاتِ ساطٍ ... كُمْيتٌ لَا أحقُّ وَلَا شَئِيتُ

والشئيتُ: الَّذِي يَقْصْرُ مَوقعُ حافر رِجْله عَن مَوْقع حافر يَده، وَذَلِكَ أَيْضا عَيْبٌ وَالِاسْم الحَقَقُ.

وبَناتُ الحَقيقِ: ضَرْبٌ من رَدِيء التَّمْرِ. وَقيل: هُوَ الشِّيص.

والحَقْحَقَةُ: شدَّةُ السَّيْرِ وقَرَبٌ مُحَقْحَقٌ جادٌ، مِنْهُ، وَقَالَ مُطَرّفُ بنُ الشَّخِّيرِ لابنهِ: يَا عَبْدَ الله عَلَيْك بالقَصدِ، واياكَ والحَقْحَقَةَ، يَعْنِي عَلَيْك بِالْقَصْدِ فِي الْعِبَادَة وَلَا تَحْمِل على نَفْسك فتسْأمَ.

وَقيل: الحَقْحَقَةُ: سَيرُ اللَّيْل فِي أوَّله. وَقيل: هُوَ كَفُّ ساعَةٍ وإتْعابُ ساعَةٍ.

وسَيْرٌ حَقْحاقٌ: شديدٌ. وَقد حَقْحَقَ وهَقْهَقَ، على البَدَل، وقَهْقَهَ، على القَلْبِ بعد البَدَلِ.

وأُمُّ حِقَّةَ، اسمُ امرأةٍ، قَالَ مَعْنُ بنُ أوسٍ:

فقد أنكرْتهُ أُمُّ حَقَّةَ حادِثا ... وأنكَرَها مَا شئتَ والوُدُّ خادِعُ 

حق

1 حَقَّ, aor. ـِ (S, Msb, K, &c.) and حَقُّ, (IDrd, Msb, K,) [the latter irregular,] inf. n. حَقَّةٌ (K, TA) and حَقٌّ (IDrd, TA) and حُقُوقٌ, (TA,) i. q. صَارَ حَقًّا [i. e., accord. to the primary meaning of حَقٌّ, as explained below, on the authority of Er-Rághib, It was, or became, suitable to the requirements of wisdom, justice, right or rightness, truth, or reality or fact; or to the exigencies of the case]: (TA:) it was, or became, just, proper, right, correct, or true; authentic, genuine, sound, valid, substantial, or real; established, or confirmed, as a truth or fact: and necessitated, necessary, requisite, or unavoidable; binding, obligatory, incumbent, or due: syn. وَجَبَ; (T, S, Msb, K, &c.;) and ثَبَتَ: (Msb, TA:) it was, or became, a manifest and an indubitable fact or event; as explained by IDrd in the JM; (TA;) it happened, betided, or befell, surely, without doubt or uncertainty. (K.) It is said in the Kur xxxvi. 6, لَقَدْ حَقَّ القَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ, i. e. The saying, “ I will assuredly fill Hell with genii and men together,” [Kur xi. 120 and xxxii. 13,] (Bd,) or the sentence of punishment, (Jel,) hath become necessitated [as suitable to the requirements of justice, or as being just or right,] to take effect upon the greater number of them; syn. وَجَبَ, (Jel, TA,) and ثَبَتَ. (TA.) And this, namely, ثَبَتَ, is the meaning of the verb in the phrase, حَقَّ عَلَيْكَ القَضَآءُ [The sentence was, or, emphatically, is, necessitated as suitable to the requirements of justice to take effect upon thee; or it was, or is, necessary, just, or right, that the sentence should take effect upon thee]. (TA.) [In like manner,] one says, يَحِقُّ عَلَيْكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا It is necessary for thee [as suitable to the requirements of wisdom or justice or the like], or incumbent on thee, or just or proper or right for thee, that thou shouldst do such a thing. (TA.) [Thus one says,] الحَقِيقَةُ مَا يَحِقُّ عَلَيْكَ

أَنْ تَحْمِيَهُ [The حقيقة is that which it is necessary for thee &c., or that which it behooveth thee, that thou shouldst defend it, or protect it]. (S, * K.) Accord. to Sh, the Arabs said, حَقَّ عَلَىَّ أَنْ

أَفْعَلَ ذٰلِكَ and حُقَّ: but accord. to Fr, when you say حَقَّ, you say عَلَيْكَ; and when you say حُقَّ, you say لَكَ. (TA.) [Accordingly] one says, حُقَّ لَكَ أَنْ تَفْعَلَ ذَا and حُقِقْتَ أَنْ تَفْعَلَهُ: both mean the same: (Ks, S, K:) [i. e., each has one, or the other, or both, of the meanings next following:] or the former means It was, or, emphatically, is, rendered حّقّ [or suitable to the requirements of wisdom or justice &c.] for thee, or necessary for thee, or incumbent on thee, or just or proper or right for thee, [or it behooved or behooves thee,] that thou shouldst do, or to do, this, or that: and [the latter, or] حُقِقْتَ بِأَنْ تَفْعَلَ, Thou wast, or, emphatically, art, rendered حَقِيق [or adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, proper, competent, or worthy,] that thou shouldst do, or to do, this, or that]: (A, TA:) and in like manner, حُقَّتْ signifies in the Kur lxxxiv. 2 and 5: (Bd, Jel: *) or حُقِقْتَ بِأَنْ تَفْعَلَ may mean thou wast, or art, known by the testimony of thy circumstances to be حَقِيق

&c. (A, TA.) And مَا كَانَ يَحُقُّكَ أَنْ تَفْعَلَهُ [virtually] means the same as مَا حُقَّ لَكَ [best rendered in this case It did not behoove thee to do it]. (TA.) One says also, حَقَّ أَنْ تَفْعَلَ [It was, or, emphatically, is, necessary &c. that thou shouldst do or to do such a thing]: but they did not say, حَقَقْتَ أَنْ تَفْعَلَ. (Fr, TA.) b2: But حَقَّ عَلَىَّ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا means Thy doing so distressed, or hath distressed, or afflicted, me; or, emphatically, distresses, or afflicts, me; like عَزَّ عَلَىَّ. (S and K and TA in art. عز.) And in like manner, حَقَّ أَنَّكَ ذَاهِبٌ [or حَقَّ مَا أَنَّكَ ذَاهِبٌ] means عَزَّ مَا أَنَّكَ ذَاهِبٌ [It is distressing to me that thou art going away]. (TA in art. عز.) And لَحَقَّ مَا is used in the same manner as لَعَزَّ مَا, q. v. (A and TA in art. عز.) You say also, حَقَّتِ الحَاجَةُ Want befell, or betided, or happened, and was severe, or distressing: (Msb, TA:) [which is said to be] from the phrase, حَقَّتِ القِيَامَةُ, aor. ـُ The resurrection included, or shall include, within its sphere [all] the created beings. (Msb.) A2: حَقَّتْ, aor. ـِ (K,) inf. n. حِقَّةٌ (S, * Msb, K,) and حِقٌّ, (K,) or, accord. to ISd, it should rather be حَقَاقَةٌ and حُقُوقَةٌ, because حِقَّةٌ is used as an epithet, [as will be seen below,] and the inf. n. in a case like this, by rule, should differ from the epithet, (TA,) She (a camel) became a حِقّ, or حِقَّة; i. e., entered the fourth year: (K:) and ↓ أَحَقَّ, inf. n. إِحْقَاقٌ, he (a camel) became a حِقّ: because, so they say, he is then fit to be laden: (Msb:) and ↓ احقّت she (a young camel) completed three years; (Aboo-Málik, K;) became a حِقَّة; (Ibn-'Abbád, K;) like حَقَّتْ. (TA.) You say, هُوَ حَقٌّ بَيِّنُ الحِقَّةِ [He is a حقّ, bearing evidence of being such]: (S:) and هِىَ حِقٌّ (K) and حِقَّةٌ (Msb, K) بَيِّنَةُ الحِقَّةِ [she is a حقّ or حقّة, bearing evidence &c.]: (Msb:) [a phrase] to which a parallel is scarcely known, (Msb,) or to which there is no parallel (K) except أَسَدٌ بَيِّنُ الأَسَدِ [a lion bearing evidence of being like a lion in boldness]. (TA.) b2: حِقٌّ [as inf. n. of حَقَّتْ] also signifies A she-camel's overpassing the days [corresponding to those] in which she was covered [in the preceding year]: (K:) or her completing [the time of] her pregnancy; as also ↓ اِسْتِحْقَاقٌ. (TA.) b3: And حَقَّتْ and ↓ احقّت and ↓ استحقّت She (a camel) became fat. (TA. [See also 8, last signification.]) A3: حَقَّهُ, (K,) aor. ـُ inf. n. حَقٌّ, (TA,) He, or it, rendered it [suitable to the requirements of wisdom, justice, rightness, truth, or reality or fact; or to the exigencies of the case; (see the first of the significations in this art.;) or] necessary, requisite, or unavoidable; binding, obligatory, incumbent, or due; or just, proper, or right; syn. أَوْجَبَهُ; (K;) [whence حُقَّ لَكَ أَنْ تَفْعَلَ ذَا, explained above;] as also ↓ حقّقهُ (K) and ↓ احقّهُ; (S, K;) which last some explain by صَيَّرَهُ حَقًّا [meaning as above; or he rendered it true;] or صيّره حقًّا لَا شَكَّ فِيهِ [he rendered it true, so that there was no doubt respecting it]; as also حَقَّهُ, inf. n. حَقٌّ: and حَقَّهُ signifies also he established it so that it became true and undoubted in his estimation: (TA:) or حَقَّهُ signifies, (S, Msb,) or signifies also, (K,) he assured, or certified, himself of it; he ascertained it; he was, or became, sure, or certain, of it; (A 'Obeyd, S, Msb, * K; *) and so ↓ تحقّقه (A 'Obeyd, S, K) and ↓ احقّهُ: (S, Msb: *) or he pronounced it, or held or believed it, to be established as a necessary truth or fact; as also ↓ احقّهُ: and ↓ حقّقهُ has a similar, but intensive, signification: (Msb:) or ↓ احقّهُ signifies he established it as true; or he judged, or decided, it to be so: (TA: [contr. of أَبْطَلَهُ: see an ex., from the Kur viii., voce أَبْطَلَ:]) and ↓ حقّقهُ, inf. n. تَحْقِيقٌ, signifies صَدَّقَهُ [as meaning he verified it, or proved it to be true or veritable; or he found it to be true or veritable; both of which significations are of very frequent occurrence]; (S, K;) as also حَقَّهُ, inf. n. حَقٌّ: and accord. to IDrd, ↓ حقّقهُ signifies [also] صَدَّقَ قَائِلَهُ [he proved, or found, or pronounced, the sayer of it to be ture]: and حقّق is also said to signify he said, “This thing is the truth; ” like صَدَّقَ. (TA.) You say, حَقَقْتُ عَلَيْهِ القَضَآءَ, aor. ـُ inf. n. حَقٌّ, I necessitated the sentence [as suitable to the requirements of justice] to take effect upon him; or necessitated [as suitable &c.] the taking effect of the sentence upon him; syn. أَوْجَبْتُهُ; as also ↓ أَحْقَقْتُهُ, inf. n. إِحْقَاقٌ. (TA.) And ↓ أُحِقَّ عَلَيْكَ القَضَآءُ The sentence was, or, emphatically, is, necessitated [as suitable to the requirements of justice] to take effect upon thee; syn. أُثْبِتَ. (TA.) And حَقَقْتُ حَذَرَهُ, (S, K,) or حِذْرَهُ, (so in one copy of the S,) aor. and inf. n. as above, (S,) [I rendered his caution, or fear, necessary; or justified it; meaning] I did that of which he was cautious, or that which he feared; (S, K;) as also حذره ↓ أَحْقَقْتُ: (S:) or, accord. to Az, the latter only is right. (TA.) And حَقَقْتُ ظَنَّهُ; (Ks, TA;) and ↓ حَقَّقْتُهُ, (Ks, S, TA,) inf. n. تَحْقِيقٌ: (S:) both signify the same; (Ks, TA;) i. e. صَدَّقْتُ; (S;) which means I found his opinion to be true; (Ksh and Bd and Jel, in xxxiv. 19;) or proved it to be true: (Ksh, ibid.:) and so قَوْلَهُ his saying: (S:) and تَحْقِيقٌ signifies [also] the strengthening, or confirming, a saying; or making it strong, or firm. (KL.) And أَنَا

أَحَقُّ لَكُمْ هٰذَا الخَبَرَ I will know, or ascertain, the truth, or real nature, of this piece of news or information, for you. (TA.) And أَظُنُّهُ وَ لَا

أَحُقُّهُ [I think it, but I do not know the truth of it, or am not certain of it]. (T in art. إِيَّا; &c.) And حَقَقْتُ العُقْدَةَ, [written in the TA without any syll. signs, so that it may be either thus or ↓ حَقَّقْتُهُ; but it is most probably the former, as the quasi-pass. is not تحقّقت, but انحقّت: it signifies lit. I made the knot right, or sure; meaning] (tropical:) I tied, or made fast, or tightened, the knot; (Ibn-'Abbád, TA;) or I tied, or tightened, firmly the knot. (A, TA.) b2: [He, or it, rendered him حَقِيق, i. e. adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, proper, or worthy, to do a thing &c.; whence حُقِقْتَ أَنْ تَفْعَلَهُ, or بِأَنْ تَفْعَلَ, explained above. b3: It was necessary for him, or incumbent on him, or just or proper or right for him, or it behooved him, to do a thing &c.; whence مَا كَانَ يَحُقُّكَ أَنْ تَفْعَلَهُ, explained above.] b4: Also, (S, K,) aor. ـُ (K,) inf. n. حَقٌّ, (TA,) He overcame him in disputing, or contending, for a right, or due; (S, K, * TA;) and so ↓ احقّهُ, (K,) inf. n. إِحْقَاقٌ, mentioned by Az on the authority of Ks, but, he adds, disallowed by A 'Obeyd. (TA.) See 3. b5: Also He (a man) came to him, namely, another man; (A 'Obeyd, S, K;) and so ↓ احقّهُ. (A 'Obeyd, S.) [Hence, app.,] حَقَّتْنِى الشَّمْسُ The sun reached me. (TA.) And لَا يحقُّ مَا فِى هٰذَا الوِعَآءِ رِطْلًا [app. يَحُقُّ] What is in this receptacle [does not reach, or amount, to a pound; i. e.,] does not weigh a pound. (TA.) A4: حَقَّ الطَّرِيقَ, (K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. حَقٌّ, (TK,) He went upon the حَاقّ of the road; (K;) i. e. the middle of it: the doing of which is forbidden, in a trad., to women. (TA.) And حَقَّ فُلَانًا, (K,) aor. and inf. n. as above, (TA,) He beat, or struck, such a one in, or upon, the حاقّ of his head; (K;) i. e. the middle of it: (TA:) or in, or upon, the حُقّ of his كَتِف; i. e. the small hollow upon the head of his shoulder-blade: (K:) or, as some say, the head of the upper arm, in which is the وَابِلَة. (TA.) 2 حقّقهُ, inf. n. تَحْقِيقٌ: see حَقَّهُ, above, in six places. [Hence تَحْقِيقُ الهَمْزَةِ The uttering of the hemzeh with its ture, or proper, sound; opposed to تَخْفِيفُهَا. Hence also] صَبَغْتُ الثَّوْبَ صَبْغًا تَحْقِيقًا I dyed the garment, or piece of cloth, with a saturating dyeing. (TA.) And تَحْقِيقٌ signifies also The weaving a garment, or piece of cloth, strongly, or firmly. (KL.) A2: حقّق فِى أَمْرِهِ He was serious, or in earnest, in his affair; contr. of هَزَلَ. (L in art. جد.) 3 حاقّهُ, (S, K,) inf. n. حِقَاقٌ and مُحَاقَّةٌ, (TA,) He disputed, litigated, or contended, with him, (S, K,) each of them laying claim to a right, or due: (S, TA:) the verb is mostly used in the third person. (TA.) You say, حَاقَّنِى وَ لَمْ يُحَاقَّنِى

فِيهِ أَحَدٌ [He disputed, &c., with me, and no one had disputed, &c., with me respecting it]. (TA.) [But] you say also, ↓ حَاقَقْتُهُ فَحَقَقْتُهُ I disputed, litigated, or contended, with him for a right, or due, and I overcame him in doing so. (TA.) And إِنَّهُ لَنَزِقُ الحِقَاقِ (tropical:) Verily he is one who disputes, or litigates, or contends, respecting small things. (S, K, TA.) And مَا لَهُ فِيهِ حَقٌّ وَ لَا حِقَاقٌ, i. e. [He has no right, or due, to exact, in respect of him, or it, nor any cause of] disputing, or litigating, or contending. (S.) And it is said respecting women, (K,) in a trad. of 'Alee, (TA,) إِذَا بَلَغْنَ نَصَّ الحِقَاقِ فَالعَصَبَةُ أَوْلَى, or الحَقَائِقِ: (K:) accord. to some, الحقاق here means the same as المُحَاقَّة: accord. to others, it properly signifies the camels thus called: and so الحقائق; this [likewise] being a pl. of ↓ حِقَّةٌ; or it is pl. of ↓ حَقِيقَةٌ. (TA. [See art. نص; in which this trad. is more fully, but somewhat differently, cited; and fully explained.]) A2: [Also, app., He acted seriously, or in earnest, with him in an affair: see 3 in art. جد: and see also 2 above, last signification.]4 احقّ, [inf. n. إِحْقَاقٌ,] He spoke truth; said what was true: [very common in this sense; contr. of أَبْطَلَ:] or he revealed, or manifested, or showed, a truth, or a right or due: or he laid claim to a right, (or to a thing, TA) and it was, or became, due to him. (Msb.) A2: See also حَقَّ, as an intrans. verb, in three places; relating to camels. b2: احقّ القَوْمُ The people's cattle became fat. (TA.) And احقّ القَوْمُ مِنَ الرَّبِيعِ The people's cattle became fat by means of the [herbage called] ربيع. (AHn, * ISd, TA.) A3: As a trans. verb: see حَقَّهُ, in nine places. You say also, أَحْقَقْتُ الأَمْرَ, inf. n. as above, (tropical:) I did, performed, or executed, the affair in a firm, solid, sound, or good, manner; or put it into a firm, solid, sound, or good, state. (TA.) b2: رَمَى فَأَحَقَّ الرَّمِيَّةَ (tropical:) He cast, or shot, and killed on the spot the animal at which he cast, or shot. (Ibn-'Abbád, Z, K, * TA.) b3: أَحَقَّتْ إِبِلُنَا رَبِيعًا and ↓ استحقّت ربيعا (assumed tropical:) Our camels found [herbage such as is termed] ربيع full-grown, and pastured upon it. (TA.) 5 تحقّق [It was, or became, or proved to be, a truth, a reality, or a fact.] [Hence,] تحقّق عِنْدَهُ الخَبَرُ The information was, or proved, true, right, correct, or valid, in his estimation. (S, K. *) A2: تحقّقهُ: see حَقَّهُ.6 تَحَاقٌّ is syn. with تَخَاصُمٌ; and ↓ اِحْتِقَاقٌ, with اِخْتِصَامٌ; [The disputing, litigating, or contending, together;] (S, K;) [for] تَخَاصَمُوا and اِخْتَصَمُوا signify the same; (K in art. خصم;) [or rather] the meaning of [تحاقّ and] ↓ احتقاق is [the disputing, &c., together for a right, or due;] each one's, or every one's, saying, “The right is mine,” and “ with me; ” or demanding his right, or due. (TA.) One says, تَحَاقٌّوا [They disputed, &c., together for a right, or due]. (TK.) And ↓ اِحْتَقَّا They two disputed, &c., (K, TA,) each of them demanding his right, or due. (TA.) And فُلَانٌ وَ فُلَانٌ ↓ احتقّ [Such a one and such a one disputed, &c., together for a right, or due]. (S.) One does not say of a single person [تحاقّ nor] ↓ احتقّ; like as one does not say of one only [تخاصم nor] اختصم. (S.) 7 اِنْحَقَّتِ العُقْدَةُ (tropical:) The knot became tied, or made fast, or tightened. (Ibn-' Abbád, K, TA.) 8 إِحْتَقَ3َ see 6, throughout.

A2: اِحْتَقَّتْ بِهِ الطَّعْنَةُ (assumed tropical:) The thrust, or piercing, killed him: (AA, K:) or (tropical:) went right, or directly, into him: (As, TA:) or (assumed tropical:) penetrated into his belly, or inside: (L, TA:) or hit, or struck, the socket, or turning-place, of his hip, which is termed its حُقّ. (K, * TA.) One says, رَمَى فُلَانٌ الصَّيْدَ فَاحْتَقَّ بَعْضًا وَ شَرَّمَ بَعْضًا (assumed tropical:) Such a one shot, or cast, at the objects of the chase, and killed some, and wounded some so that they escaped: (S:) or pierced into the bellies, or insides, of some, and wounded the skin of some without so piercing. (L.) A3: احتقّهُ إِلَى كَذَا He kept him, or held him, back, or retarded him, [until such a time, or such an event,] and straitened him. (TA.) A4: احتقّ الفَرَسُ The horse became lean, or light of flesh; or slender, and lean; or lean, and lank in the belly. (S, K, TA.) b2: and احتقّ المَالُ The cattle became fat: (K: [see also the last meaning of 1 as an intrans. verb:]) but in the A and O and L, احتقّ القَوْمُ the people's cattle became fat, and their fatness ended, or attained the extreme point. (TA.) 10 استحقّهُ He demanded it as his right, or due. (TA.) [And hence,] He had a right, or just title or claim, to it; he was, or became, entitled to it; he deserved it, or merited it; syn. اِسْتَوْجَبَهُ: (S, Msb, K:) or these two verbs are nearly the same; (TA;) [the former meaning he was, or became, adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, competent, or proper, for it; which is the most proper meaning of the phrase صَارَ حَقِيقًا بِهِ, as well as of the verb استحقّ; but this verb has also the former of these two meanings.] When a man purchases a house, and another lays claim to it, and establishes a just evidence of his claim, and the judge decides for him according to his evidence, one says of him, قَدِ اسْتَحَقَّهَا عَلَى المُشْتَرِى [He has a right to it in preference to the purchaser]; meaning that he is to possess it in preference to the purchaser. (TA.) And of a camel such as is termed حِقّ one says, استحقّ أَنْ يُرْكَبَ [He was, or has become, fit to be ridden], (K,) and أَنْ يُحْمَلَ عَلَيْهِ [to be laden]: (S, Msb:) and استحقّ الضِّرَابَ [He was, or has become, fit for covering]. (L, K.) b2: [Hence, It (an action, and anything,) deserved it, merited it, or required it.] And استحقّ إِثْمًا He did what necessitated sin; (Ksh and Bd and Jel in v. 106;) [was guilty of a sin;] and deserved its being said of him that he was a sinner; (Ksh ibid.;) i. q. اِسْتَوْجَبَهُ. (TA.) And استحقّوا They committed sins for which he who should punish them would be excusable, because they deserved punishment; like أَوْجَبُوا, and أَعْذَرُوا, and اِسْتَلَاطُوا. (IAar, TA in art. لوط.) b3: استحقّت

إِبِلُنَا رَبِيعًا: see 4, last sentence. b4: استحقّت النَّاقَةُ لَقَاحًا The she-camel conceived, or became pregnant; and استحقّ لَقَاحُهَا [signifies the same]. (TA.) b5: See also 1, as an intrans. verb, last two sentences. R. Q. 1 حَقْحَقَ, inf. n. حَقْحَقَةٌ, He went the pace, or in the manner, termed حَقْحَقَةٌ; (TA;) which means a pace, or manner of going, in which the beast is made to exert himself to the very utmost, and which is the most fatiguing to the ظَهْر [meaning the camel that is ridden, or the beast that carries one]: (S, Mgh, K:) or a journeying in the beginning, or first part, of the night; (Lth, S, K;) which is forbidden: (Lth, S, TA:) or, as some say, the fatiguing a while, and abstaining a while: (Lth, TA:) but Az says that Lth is not correct in either of his explanations of this word: (TA:) or an obstinate persisting in journeying: or an obstinate persisting in journeying until the camel that one is riding perishes or breaks down: (K:) or, accord. to Az, the correct meaning, confirmed by what the Arabs said, is the making the camel to go on, and urging him to that which fatigues him, and that which is beyond his power, until he breaks down with his rider: or, accord. to IAar, the jading of the weak [beast] by hard journeying. (TA.) It is related in a trad., that Mutarrif Ibn-Esh-Shikhkheer said to his son, when he took extraordinary pains in religious exercises, (S, TA,) and was immoderate therein, (TA,) خَيْرُ الأُمُورِ أَوْسَاطُهَا وَ الحَسَنَةُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ وَ شَرُّ السَّيْرِ [The best of affairs, or actions, or cases, are such of them as are between two extremes; and the good action is between the two things; and the worst kind of journeying is that in which the beast is made to exert himself to the very utmost, &c.]: (S, TA:) meaning, pursue thou the middle course in religious exercises, and burden not thyself, lest thou become disgusted; for the best of works is that which is continued, though it be small. (TA.) حَقٌّ contr. of بَاطِلٌ [used as a subst. and as an epithet or act. part. n.]: (S, Msb, K:) or, as an inf. n. [and used as a simple subst.], contr. of بُطْلَانٌ; and as an act. part. n., and a simple epithet, contr. of بَاطِلٌ. (Kull.) [As a subst.,] its primary signification is Suitableness to the requirements of wisdom, justice, right, or rightness, truth, reality, or fact; or to the exigencies of the case; as the suitableness of the foot of a door in respect of its socket, for turning round rightly: (Er-Rághib, TA:) [and particularly] the suitableness of a judgment, and of what involves, or implies, a judgment, [i. e., of a saying, and a religion, and a persuasion, or the like, (as will be shown by one of the explanations of its meanings as an epithet,)] to reality or fact; and the suitableness of reality or fact to a judgment: (Kull:) [the state, or quality, or property, of being just, proper, right, correct, or true; justness, propriety, rightness, correctness, or truth; reality, or fact; the state, &c., of being established, or confirmed, as a truth or fact; of being necessary, requisite, or unavoidable; of being binding, obligatory, incumbent, or due: (as shown above: see 1, first sentence:)] and existence in relation to substances, absolutely: and everlasting existence [in relation to God]: (Kull:) pl. حُقُوقٌ and حِقَاقٌ: it has no pl. of pauc. (TA.) As an act. part. n. and a simple epithet, it is applied to a judgment [as meaning] suitable to reality or fact; and to a saying, and a religion, and a persuasion, considered as involving, or implying, such a judgment: (Kull:) to that which is suitable to the requirements of wisdom, justice, right, or rightness; as when one says that every act of God is حَقّ: to a belief, in a thing, suitable to the reality of the case; as when one says that belief in the resurrection is حَقّ: and to an action, and a saying, accordant to what is requisite or obligatory, in quality and measure and time; as when one says that the action of another is حَقّ, and that his saying is حَقّ: (Er-Rághib, TA:) [thus it signifies just, proper, right, correct, or true; authentic, genuine, sound, valid, substantial, or real; established, or confirmed, as a truth or fact: and necessary, requisite, or unavoidable: and binding, obligatory, incumbent, or due:] also the necessarily-existing by his own essence [applied to God; as an epithet of Whom it has other meanings assigned to it by some, as will be seen below]: and anything existing, of an objective kind: (Kull:) existing as an established fact, or truth, (K, TA,) so as to be undeniable. (TA.) In the saying, هٰذَا عَبْدُ اللّٰهِ الحَقَّ لَا البَاطِلَ [This is 'Abd-Allah, truly; not falsely], the article ال is prefixed as it is in the phrase, أَرْسَلَهَا العِرَاكَ; but sometimes it is dropped, so that one says حَقًّا لَا بَاطِلًا. (Sb, TA.) And in the phrase, لَحَقُّ لَا آتِيكَ, a form of oath, the nom. case is used without tenween; but when the ل is dropped, one says, حَقًّا لَا آتِيكَ: (S, TA:) [the latter means Truly I will not come to thee: the former seems to be best explained by what here follows:] accord. to the A, لَحَقُّ لَا أَفْعَلُ is originally لَحَقُّ اللّٰهِ لَا أَفْعَلُ [The truth, or existence, of God is that by which I swear, I will not do such a thing]; the affixed noun [اللّٰه] being suppressed, and meant to be understood. (TA.) الحَقُّ بِيَدِى [The right is mine] and الحَقُّ مَعِى

[The right is with me and الحَقُّ عَلَيْكَ The right is against thee, which last is often used as meaning thou art in fault, or in the wrong,] are said by one disputing, or contending, for a thing. (TA.) [And in like manner one says الحَقُّ بِيَدِكَ and مَعَكَ as meaning Thou art in the right, and الحَقُّ عَلَىَّ as meaning I am in the wrong.] One says also, كَانَ ذٰلِكَ عِنْدَ حَقِّ لَقَاحِهَا, and لَقَاحِهَا ↓ حِقِّ (tropical:) That was on the occasion of the establishment of the fact of her conception, or pregnancy. (S, A, K, * TA.) And هٰذَا العَالِمُ حَقَّ العَالِمِ, [like هٰذَا العَالِمُ جِدَّ العَالِمِ,] This is the learned man, the extremely learned man. (Sb, TA.) And حَقُّ عَلِيمٍ meansVery [or extremely] knowing. (Ham p. 139.) [Respecting the expressions الحَقُّ اليَقِينُ and حَقُّ اليَقِينِ, see art. يقن.] b2: [From the primary and general signification, explained in the first sentence of this paragraph, are deduced several particular meanings here following.] b3: Equity, or justice. (K.) b4: [The right mode, or manner, of acting or being.] b5: Veracity (K) in discourse. (TA.) b6: Prudence. (K, TA.) b7: [A right, or due, of any kind: a just claim: a desert, or thing deserved: anything that is owed; as a fee, hire, or pay, and a price: a duty; an obligation:] the sing. of حُقُوقٌ. (S, K.) [You say, هٰذَا حَقِّى

This is my right, or due, &c. And هٰذَا حَقٌّ لِى

This is a right, or due, belonging to me; or a thing due, or owed, to me: or this is a duty to me. And هٰذَا حَقٌّ عَلَىَّ This is a right, or due, the rendering of which is binding, obligatory, or incumbent, on me: or this is my duty. and hence, حَقُّ الطَّرِيقِ The duty that relates to the road: see art. طرق.] ↓ حَقَّةٌ is a more particular, or peculiar, or special, term. (S, K.) You say, ↓ هٰذِهِ حَقَّتِى [This is my particular, or peculiar, or special, right or due &c.: but it is explained as] meaning حَقِّى. (S.) And ↓ هٰذِهِ حِقَّتِى This is my just, or necessary, or incumbent, right or due &c. (K.) b8: A share, or portion; as in the saying, أَعْطِ كُلَّ ذِى حَقٍّ حَقَّهُ Give thou to every one to whom belongs a share, or portion, his share, or portion, that is appointed, or assigned, to him. (TA.) b9: Property: a possession. (K.) b10: [An appertenance. Hence the pl.] حُقُوقٌ signifies The مَرَافِق [or appertenances, or conveniences, such as the privy and the kitchen and the like,] of a house. (Msb, TA.) b11: [A necessary, or requisite, thing.]

b12: A thing, or an event, that is decreed, or destined. (K, TA.) It is said to have this meaning in the Kur [xv. 8], in the words, مَا نُنَزِّلُ المَلَائِكَةَ

إِلَّا بِالحَقِّ [We send not down the angels save with that which is decreed, or destined]: (TA:) or, as some say, it means here revelation: (Ksh, Bd:) or punishment. (Ksh, Bd, Jel.) b13: [And hence,] Death. (K.) So accord. to some in the Kur [1. 18], where it is said, وَ جَآءَتْ سَكْرَةُ المَوْتِ بِالحَقِّ [And the confusion of the intellect by reason of the agony of death shall come with death: but other and obvious meanings are assigned to it in this instance]. (TA.) b14: [As an epithet,] الحَقُّ is one of the names of God: or one of the epithets applied to Him: (K:) meaning the Really-existing; whose existence and divinity are proved to be true: (IAth, TA:) or the Creator according to the requirements of wisdom, justice, right, or rightness. (Er-Rághib, TA.) b15: It is also applied to The Kurn. (K.) b16: And to [The religion of] El-Islám. (K.) A2: See also حَقِيقٌ, in two places.

A3: And see حَاقٌّ, in two places.

حُقٌّ: see حُقَّةٌ. b2: Also The breast, or mamma, of an old woman. (TA.) b3: A tuber of a truffle. (TA.) b4: The small hollow upon the head of the shoulder-blade: (K:) or, as some say, the حُقّ of the shoulder-blade is the head of the upper arm, in which is the وَابِلَة: (TA:) or this latter is another signification of حُقّ. (K.) b5: The head, (K,) or lower part of the head, (TA,) of the hip, in which is the thigh-bone; (K, TA;) the socket, or turning-place, of the hip. (TA.) b6: The socket, or turning-place, of the foot of a door. (TA.) You say, لَقِيتُهُ عِنْدَ حُقِّ بَابِ المَسْجِدِ, meaning I met him, or found him, near to the mosque: and المَسْجِدِ ↓ لَقِيتُهُ مِنْ حَاقِّ [app. means the same]. (TA.) b7: See also حَاقٌّ, in two places. b8: Also The web of a spider. (Az, K.) حِقٌّ A camel three years old, (S, Mgh,) that has entered the fourth year: (S, Mgh, Msb:) or a camel entering the fourth year: (K:) so called because fit to be laden (S, Msb) and made use of; (S;) or because fit to be ridden; or because fit for covering: (K:) the female is termed ↓ حِقَّةٌ, (S, Mgh, Msb, K,) and حِقٌّ also: (S, K:) the pl. (of حِقٌّ, Msb) is حِقَاقٌ (S, Mgh, Msb, K) and (of حِقَّةٌ, Msb) حِقَقٌ, (Msb, K,) and the pl. pl., (K,) i. e. pl. of حِقَاقٌ, (S,) is حُقُقٌ, (S, K,) and sometimes حَقَائِقُ, (S, TA,) or this is a pl. of حِقَّةٌ. (TA: see 3.) Or [so in the K, but it should rather be “ and,”] حِقٌّ signifies A she-camel whose teeth have fallen out by reason of extreme age. (K.) b2: One says, رَأَيْتَهَا وَ هِىَ حِقَّةٌ as meaning (assumed tropical:) [I saw her when she was] like a she-camel termed حقّة in bigness. (TA.) b3: And [the pl.] حِقَاقٌ is applied to The young ones of trees: (TA:) and particularly of the [species of mimosa termed]

عُرْفُط: (K, TA:) as being likened to the camels termed حقاق. (TA.) A2: Also (tropical:) The time of year in which a she-camel was covered in the preceding year; (S, TA;) and so ↓ حِقَّةٌ: (TA:) or the usual period of her gestation. (L in art. نضج.) You say, أَتَتِ النَّاقَةُ عَلَى حِقِّهَا (tropical:) The she-camel arrived at the time of year in which she had been covered in the preceding year: (S, TA:) and ↓ اتت على حِقَّتِهَا signifies the same; or she completed her period of gestation, and overpassed by some days the time of year in which she had been covered in the preceding year, to complete the formation of the fœtus. (TA.) And جَازَتِ الحِقَّ She (a camel) overpassed the year without bringing forth. (As, S.) [See also the last sentence but one in the explanations of 1 as an intrans. verb.] b2: كَانَ ذٰلِكَ عِنْدَ حِقِّ لَقَاحِهَا: see حَقٌّ حَقَّةٌ: see حَقٌّ, in two places: b2: and حَقِيقَةٌ, also in two places: b3: and حَاقَّةٌ.

حُقَّةٌ A receptacle of wood, (K, TA,) or of ivory, or of some other material proper to be cut, or shaped out; (TA;) a receptacle for perfume; (Har p. 518;) [generally a small round box, used for unguents and perfumes &c.; and applied also to a small cocoa-nut used as a box for snuff &c.;] a thing well known: (S:) [also a receptacle for wine: (see تَأْمُورٌ, in art. امر:)] pl. ↓ حُقٌّ, [or rather this is a coll. gen. n., as is indicated in the TA, and it is now used as a sing., like حُقَّةٌ,] and حُقَقٌ, (S, K,) which latter is pl. of حُقَّةٌ, (ISd, TA,) and حِقَاقٌ (S, K) and حُقُوقٌ and [of pauc.] أَحْقَاقٌ, (K,) which three are pls. of حُقٌّ. (TA.) b2: And (tropical:) A woman; (K, TA;) as being likened thereto. (TA.) A2: See also حَاقَّةٌ.

حِقَّةٌ: see هٰذِهِ حِقَّتِى, voce حَقٌّ.

A2: See also حِقٌّ, in three places.

حَقَقٌ, in a horse, The quality of not sweating: (S, * K:) which is a fault. (TA.) b2: And, in a horse also, The putting down the hind hoof in the place [that has just before been that] of the fore hoof: (S, * K:) which is also a fault. (K.) [See أَحَقُّ.]

حُقُقٌ [app. pl. of the act. part. n. حَاقٌّ, like بُزُلٌ pl. of بَازِلٌ, &c.,] Persons who have recently known, or been acquainted with, events, or affairs, good and evil. (TA.) b2: And Persons establishing a claim or claims. (TA.) حَقِيقٌ Adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, proper, competent, or worthy; syn. خَلِيقٌ, (Sh, S, Mgh, Msb, K,) and جَدِيرٌ; (K;) as also ↓ حَقٌّ, (Ibn- 'Abbád, K,) and [some say] ↓ مَحْقُوقٌ: (Sh, S, Mgh, K:) حَقِيقٌ is said to be of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ; but accord. to the A, it is not so, because its fem. is with ة; but is from the supposed verb حَقُقَ, and is like خَلِيقٌ from خَلُقَ, and جَدِيرٌ from جَدُرَ: and ↓ مَحْقُوقٌ signifies [properly] rendered adapted &c.: (TA:) the pl. of حقيق is أَحِقَّآءُ; and that of ↓ محقوق is مَحْقُوقُونَ. (S.) You say, هُوَ حَقِيقٌ بِهِ (Sh, S, Msb, K) and به ↓ مَحْقُوقٌ (Sh, S, K) and به ↓ حَقٌّ (Ibn-'Abbád, K) [He is adapted, &c., for it; or worthy of it]. And to a woman, أَنْتَ حَقِيقَةٌ بِكَذَا (A, TA) and حَقِيقَةٌ لِذٰلِكَ and لِذٰلِكَ ↓ مَحْقُوقَةٌ [Thou art adapted, &c., for such a thing and for that thing; or worthy of it]. (TA.) And أَنْتَ حَقِيقٌ بِأَنْ تَفْعَلَ (A, Mgh) and ↓ مَحْقُوقٌ (A) [Thou art adapted, &c., for thy doing such a thing; or worthy of doing it]. And هُوَ حَقِيقٌ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا [He is adapted, &c., for his doing such a thing; or worthy to do it]; (S;) in which case, ان is for بِأَنْ. (Mgh.) [And حَقِيقٌ بِكَذَا also signifies Having a right, or just title or claim, to such a thing; entitled to such a thing.] It is said in the Kur [vii. 103], حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقْولَ عَلَى

اللّٰهِ إِلَّا الحَقَّ, meaning I am disposed [not] to say [of God aught save] the truth: or, as some say, I am vehemently desirous [that I should not say &c.]; for, accord. to Aboo-'Alee, أَنَا حَقِيقٌ عَلَى

كَذَا means I am vehemently desirous of such a thing: but one reading, that of Náfi', is حَقِيقٌ عَلَىَّ أَنْ لَا أَقُولَ, It is binding, or obligatory, or incumbent, on me [that I should not say]. (TA.) حَقِيقَةٌ The essence of a thing as meaning that by being which a thing is what it is; [or that in being which a thing consists;] as when we say that a rational animal is the حقيقة of a human being: (KT:) or that by being which a thing is what it is, considered with regard to its reality, is termed حَقِيقَةٌ: considered with regard to its individuality, هُوِيَّةٌ: and without regard thereto, مَاهِيَّةٌ: (KT, TA:) the ultimate and radical constituent of a thing. (Msb, TA.) b2: [Also The essence of a thing as meaning the property or quality, or the aggregate of properties or qualities, whereby a thing is what it is; the essential property or quality, or the aggregate of the essential properties or qualities, of a thing; that which constitutes the particular and distinguishing nature of a thing or of a genus or species; i. q. ذَاتِيَّةٌ: and] the truth, reality, or true or real nature or state [or circumstances or facts, the very nature, and the gist, and the pith, marrow, or most essential part], of a case, or an affair: pl. حَقَائِقُ: see 3. (TA.) One says, بَلَغَ حَقِيقَةَ الأَمْرِ He arrived at [the knowledge of] the truth, reality, or true or real nature or state [&c.], of the case, or affair. (TA.) and ↓ الحَقَّةُ signifies حَقِيقَةُ الأَمْرِ; (S, K;) as also ↓ الحَاقَّةُ. (TA.) Hence the saying, لَمَّا عَرَفَ مِنِّى هَرَبَ ↓ الحَقَّةَ [When he knew the truth, reality, or true or real nature or state &c., of the case, or affair, from me, he fled]. (S, TA.) And مِنِّى هَرَبَ ↓ لَمَّا رَأَى الحَاقَّةَ [When he saw the truth, &c.]. (TA.) [حَقِيقَةً is often used as meaning In truth, or truly; in reality, or really; and in fact.] You say also, عَرَفْتُهُ حَقِيقَةَ المَعْرِفَةِ [I knew it with reality of knowledge]. (Msb in art. كنه.) And حَقِيقَةُ الإِيمَانِ means Genuine belief or faith; reality of belief or faith. (TA.) [And you say, هٰذَا شَىْءٌ لَا حَقِيقَةَ لَهُ This is a thing having no reality.]

A2: [Also A word, or phrase, used in its proper or original, or in a proper or an original, sense;] that which is constantly used according to its original application; or a name for that whereby is meant what it was [originally] applied to denote; (TA;) contr. of مَجَازٌ: (S, K:) of the measure فَعِيلَةٌ in the sense of the measure فَاعِلَةٌ, from حَقَّ الشَّىْءُ signifying ثَبَتَ: the ة is affixed for the conversion of the word from an epithet to a subst.: (TA:) [pl. as above]. [It is also called حَقِيقَةٌ لُغَوِيَّةٌ, and حَقِيقَةٌ لُغَةً; to distinguish it from what is termed حَقِيقَةٌ عُرْفِيَّةٌ, and حَقِيقَةٌ عُرْفًا, which is A word, or phrase, so much used in a particular tropical sense as to be, in that sense, conventionally regarded as proper; as, for instance, عَدْلٌ in the sense of “ just; ” it being properly an inf. n.] A مَجَاز, when much used, becomes what is termed حَقِيقَةٌ عُرْفًا. (Mz 24th نوع.) [حَقِيقَةٌ means also A proper (opposed to a tropical) signification.]

A3: الحَقِيقَةُ also signifies (tropical:) That which, or those whom, it is necessary for one, or it behooveth one, to defend, or protect, (S, L, K, TA,) of the people of one's house, (L,) or such as the wife, and the female neighbour, and property, &c.: (Ham p. 181:) pl. as above. (L.) You say, فُلَانٌ حَامِى الحَقِيقَةِ (tropical:) [Such a one is the defender, or protector, of that which, or those whom, it is necessary, &c., to defend, or protect]. (S, TA.) [See also ذِمَارٌ. And see an ex. of this signification, or of the next, in a verse cited in p. 288.] b2: Also (assumed tropical:) The banner, or standard: (S, K, and Ham ubi suprà:) this being included in the preceding meaning. (Ham.) b3: And (assumed tropical:) That which is sacred, or inviolable; that which one is under an obligation to respect, or honour. (TA.) حَقِيقَىٌّ rel. n. of حَقِيقَةٌ, Essential, &c.]

حَقَّانِىٌّ [Of, or relating to, الحَقّ as meaning justness, propriety, rightness, correctness, or truth; &c.: and hence just, proper, &c.; like حَقٌّ when used as an epithet: and of, or relating to, الحَقّ as meaning God:] a rel. n. from الحَقُّ, like رَبَّانِىٌّ from الرَّبُّ. (TA.) قَرَبٌ حَقْحَاقٌ [A night-journey to water] made with labour or exertion or haste; (K;) as also هَقْهَاقٌ and قَهْقَاهٌ; and so ↓ مُحَقْحِقٌ. (TA.) [See R. Q. 1.]

حَاقٌّ i. q. صَادِقٌ [as used in the phrase صَادِقُ الحَلَاوَةِ and صَادِقُ الحَمْلَةِ, &c.: see art. صدق]: so in the phrase حَاقٌّ الجُوعِ [Vehement hunger]: (K:) occurring in a trad. of Aboo-Bekr: but accord. to one reading, it is حَاقُ الجُوعِ, without teshdeed to the ق, from حَاقَ بِهِ البَلَآءُ, inf. n. حَيْقٌ and حَاقٌ, “trial, or trouble, beset him; ” and means the besetting of hunger: or it may mean حَائِقُ الجُوعِ [besetting hunger]. (TA.) One says also, رَجُلٌ حَاقُّ الرَّجُلِ and الرَّجُلِ ↓ حَاقَّةُ A man perfect in manliness: and حَاقُّ الشُّجَاعِ and ↓ حَاقَّةُ الشُّجَاعِ perfect in courage. (K, * TA.) And Az relates that he heard an Arab of the desert say, of a mark of mange, or scab, that appeared upon a camel, هٰذَا حَاقُّ صُمَادِحِ الجَرَبِ [This is a most sure, or a truth-telling, evidence of genuine mange, or scab]. (TA.) A2: Also The middle of the head; (S, K;) as also ↓ حَقٌّ: (K:) and of the back of the neck; as also ↓ حُقٌّ: (TA: [thus the latter is there written, in this instance, with damm:]) and of the eye: (TA:) and of a road: (K, * TA:) and of winter. (S.) One says, سَقَطَ عَلَى حَاقِّ رَأْسِهِ (S, K) and رأسه ↓ حَقِّ (K) He fell upon the middle of his head: (S, K:) and على حَاقِّ القَفَا and القفا ↓ حُقِّ upon the middle of the back of the neck. (TA.) And أَصَابَ حَاقَّ عَيْنِهِ He, or it, hit the middle of his eye. (TA.) And رَكِبَ حَاقَّ الطَّرِيقِ He went upon the middle of the road. (K, * TA.) And جِئْتُهُ فِى حَاقِّ الشِّتَآءِ I came to him in the middle of winter. (S.) And لَقِيتُهُ مِنْ حَاقِّ المَسْجِدِ: see حُقٌّ. b2: هُوَ فِى حَاقٍّ مِنْ كَذَا He is in straitness by reason of such a thing. (TA.) حَاقَّةٌ: see حَقِيقَةٌ, in two places. [In the sense in which it is there explained, its pl. is حَوَاقُّ; and so in other senses; agreeably with analogy: see the second of the sentences here following.]

b2: Also A severe calamity or affliction, the happening of which is fixed, or established; and so ↓ حَقَّةٌ; (K;) which signifies also, [according to another explanation,] like ↓ حُقَّةٌ, [simply,] a calamity; or a great, formidable, terrible, or momentous, thing, or event: (Az, K:) and حَاجَةٌ حَاقَّةٌ a want that befalls, or happens, and is severe, or distressing. (Msb.) b3: And الحَاقَّةُ [in the Kur lxix. 1 and 2] means The resurrection: (S, Msb, K:) because in it shall be [manifest] the true natures (حَوَاقّ) of things, or actions; or because in it shall be [or shall happen (Bd)] severe calamities (حَوَاقُّ الأُمُورِ); (Fr, S, Bd, K;) namely, the reckoning and the recompensing: (Bd:) or because in it things shall be surely known (Bd, Jel) which are denied; namely, the raising of the dead, and the reckoning, and the recompensing: (Jel:) or because including within its sphere [all] the created beings. (Msb. [Several other reasons are assigned; but these which I have mentioned appear to be the most generally approved.]) b4: See also حَاقٌّ, in two places.

أَحَقُّ [comparative and superlative of حَقِيقٌ]. You say, هُوَ أَحَقُّ بِكَذَا [He is more, and most, adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, proper, or competent, for such a thing; or more, and most, worthy, or deserving, of it: and he has a better, and the best, right to such a thing; or a more just, and the most just, title or claim to it; or he is more, and most, entitled to it]: this phrase is used in two senses: first, as denoting the possession of an exclusive right or title, i. e., without the participation of another; as when you say, زَيْدٌ أَحَقُّ بِمَالِهِ Zeyd is entitled to his property exclusively of any other person: secondly, as denoting the possession of a right or title in participation with another person, but in a superior degree; as in the saying, الأَيِّمُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا, (Msb,) i. e. The woman that has not a husband and is not a virgin [is more entitled to dispose of herself than is her guardian]; (Mgh in art. ايم;) meaning that they participate [in the right], but that her right is the stronger: (Msb:) a saying of Mohammad, in which the ايّم is opposed to the بِكْر, for it is added that the بكر is to be asked her permission: but one reading substitutes الثَّيِّبُ for الايّم. (Mgh ubi suprà.) In the saying, in the Kur [v. 106], لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا, it may be formed from اِسْتَحَقَّ by rejection of the augmentative letters, so that the meaning is, [Verily our testimony is] more deserving of being accepted [than the testimony of them two]: or it may be from حَقَّ الشَّىْءُ signifying ثَبَتَ, and so mean more true, or valid. (TA.) A2: Applied to a horse, That does not sweat. (S, K.) b2: And, likewise thus applied, That puts down his hind hoof in the place [that has just before been that] of his fore hoof. (S, * K.) [See حَقَقٌ.]

مُحِقٌّ Speaking truth; saying what is true; (Msb;) contr. of مُبْطِلٌ: (K:) or revealing, or manifesting, or showing, a truth, or a right or due: or laying claim to a right [or to a thing (see 4)] which is, or becomes, due to him. (Msb.) مُحَقَّقٌ, [in the CK, erroneously, حُقَّق,] applied to speech, or language, (tropical:) Sound, or compact, (S, K, TA,) and orderly. (TA.) b2: And, applied to a garment, or piece of cloth, (tropical:) Firmly, or compactly, woven, (S, K, TA,) and figured with the form of حُقَق [pl. of حُقَّةٌ, q. v.]. (TA.) مُحَقِّقٌ is often used as meaning A critical judge in matters of literature.]

مَحْقُوقٌ: see حَقِيقٌ, in six places.

مِحَاقٌّ, applied to cattle, Such as have not brought forth, nor been milked (لَمْ يُحْلَبْنَ [in the CK, erroneously, لم يُجْلَبْنَ]), in the next preceding year: (Ibn-'Abbád, K:) or whose first and second milkings are of biestings. (AHát, TA.) طَعْنَةٌ مُحْتَقَّةٌ (in [some of] the copies of the K, erroneously, مُحَقَّقَةٌ, TA) A thrust, or piercing, in which is no swerving from the right direction. (S, A, O, L, K.) مُحَقْحِقٌ: see حَقْحَاقٌ.

عدو

(عدو) : العِدْو: حَجَرٌ رقيقٌ واسعٌ، والجَمعُ عِداءٌ، مثلُ: جِروٍ وجِراءٍ.
عدو: {عدوان}: اعتداء. {يعدون}: يعتدون. و {بالعدوة}: شاطئ الوادي.

عدو


عَدَا(n. ac. عَدْو
عَدَوَاْن)
a. Ran.
b. . (n. ac.
عَدْو
عُدْوَاْن) [acc. & 'An], Turned, prevented, hindered from.
c. [acc.
or
'An], Turned, passed away from; neglected, left undone;
omitted.
d. ['Ala], Leapt, rushed at; assailed; charged.
e.(n. ac. عَدْوعُدْوَى []
عَدَآء []
عُدُوّ
عُدْوَاْن) ['Ala], Wronged, acted unjustly towards; oppressed.
ع د و

أعدى من ذئب "، وتقول: ما هو إلا ذئب عدوان، دينه الظلم والعدوان. واستعديت عليه الأمير فأعداني. ولي قبله عدوى أي استعداء. وفرّقتهم عدواء الدار وهي بعدها. قال ذو الرمة:

هام الفؤاد بذكراها وخامره ... منها على عدواء الدار تسقيم

وجئت على مركب ذي عدواء: غير مطمئن. والسلطان ذو عدوات وذو بدوات وذو عدوان وذو بدوان. " وما عدا مما بدا ". وكانت لهذا اللص عدوة. وتقول: ما له غدوة ولا روحه، إلا على عدوة أو جوحه. وما عدا أن صنع كذا. وعدت عواد عن كذا أي صرفت صوارف. ونزلوا بين عدوتي الوادي. وعدّ عن هذا الحديث أي خلّه. وتقول: صروف الدهر متماديه، ونوائبه متعاديه؛ أي متوالية. وبعنقي وجع من تعادي الوساد: من المكان المتعادي غير المستوي.
ع د و : عَدَا عَلَيْهِ يَعْدُو عَدْوًا وَعُدُوًّا مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَعُدْوَانًا وَعَدَاءً بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ ظَلَمَ وَتَجَاوَزَ الْحَدَّ وَهُوَ عَادٍ وَالْجَمْعُ عَادُونَ مِثْلُ قَاضٍ وَقَاضُونَ وَسَبُعٌ عَادٍ وَسِبَاعٌ عَادِيَةٌ وَاعْتَدَى وَتَعَدَّى مِثْلُهُ وَعَدَا فِي مَشْيِهِ عَدْوًا مِنْ بَابِ قَالَ أَيْضًا قَارَبَ الْهَرْوَلَةَ وَهُوَ دُونَ الْجَرْيِ وَلَه عَدْوَةٌ شَدِيدَةٌ وَهُوَ عَدَّاءٌ عَلَى فَعَّالٍ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَعْدَيْتُهُ فَعَدَا وَعَدَوْتُهُ أَعْدُوهُ تَجَاوَزْتُهُ إلَى غَيْرِهِ وَعَدَّيْتُهُ وَتَعَدَّيْتُهُ كَذَلِكَ وَاسْتَعْدَيْتُ الْأَمِيرَ عَلَى الظَّالِمِ طَلَبْتُ مِنْهُ النُّصْرَةَ فَأَعْدَانِي
عَلَيْهِ أَعَانَنِي وَنَصَرَنِي فَالِاسْتِعْدَاءُ طَلَبُ التَّقْوِيَةِ وَالنُّصْرَةِ وَالِاسْمُ الْعَدْوَى بِالْفَتْحِ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ الْعَدْوَى طَلَبُكَ إلَى وَالٍ لِيُعْدِيَكَ عَلَى مَنْ ظَلَمَكَ أَيْ يَنْتَقِمَ مِنْهُ بِاعْتِدَائِهِ عَلَيْك وَالْفُقَهَاءُ يَقُولُونَ مَسَافَةُ الْعَدْوَى وَكَأَنَّهُمْ اسْتَعَارُوهَا مِنْ هَذِهِ الْعَدْوَى لِأَنَّ صَاحِبَهَا يَصِلُ فِيهَا الذَّهَابَ وَالْعَوْدَ بِعَدْوٍ وَاحِدٍ لِمَا فِيهِ مِنْ الْقُوَّة وَالْجَلَادَةِ.

وَعُدْوَةُ الْوَادِي جَانِــبُهُ بِضَمِّ الْعَيْنِ فِي لُغَةِ قُرَيْشٍ وَبِكَسْرِهَا فِي لُغَةِ قَيْسٍ وَقُرِئَ بِهِمَا فِي السَّبْعَةِ وَالْعَدُوُّ خِلَافُ الصَّدِيقِ الْمُوَالِي وَالْجَمْعُ أَعْدَاءٌ وَعِدًى بِالْكَسْرِ وَالْقَصْرِ قَالُوا وَلَا نَظِيرَ لَهُ فِي النُّعُوتِ لِأَنَّ بَابَ فِعَلٍ وِزَانُ عِنَبٍ مُخْتَصٌّ بِالْأَسْمَاءِ وَلَمْ يَأْتِ مِنْهُ فِي الصِّفَاتِ إلَّا قَوْمٌ عِدًى وَضَمُّ الْعَيْنِ لُغَةٌ وَمِثْلُهُ سِوًى وَسُوًى وَطُوًى وَطِوًى وَتَثْبُتُ الْهَاءُ مَعَ الضَّمِّ فَيُقَالُ عُدَاةٌ وَيُجْمَعُ الْأَعْدَاءُ عَلَى الْأَعَادِي.
وَقَالَ فِي مُخْتَصَرِ الْعَيْنِ: يَقَعُ الْعَدُوُّ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ عَلَى الْوَاحِدِ الْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ وَالْمَجْمُوعِ قَالَ أَبُو زَيْدٍ سَمِعْت بَعْضَ بَنِي عُقَيْلٍ يَقُولُونَ هُنَّ وَلِيَّاتُ اللَّهِ وَعَدُوَّاتُ اللَّهِ وَأَوْلِيَاؤُهُ وَأَعْدَاؤُهُ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ إذَا أُرِيدَ الصِّفَةُ قِيلَ عَدُوَّةٌ وَمِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ إنَّ الْجَرَبَ لَيُعْدِي أَيْ يُجَاوِزُ صَاحِبَهُ إلَى مَنْ قَارَبَهُ حَتَّى يَجْرَبَ وَالِاسْمُ الْعَدْوَى فَيُقَالُ أَعْدَاهُ وَقَالَ فِي الْبَارِعِ إذَا كَانَ فَعُولٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ اسْتَوَى فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ فَلَا يُؤَنَّثُ بِالْهَاءِ سِوَى عَدُوٍّ فَيُقَالُ فِيهِ عَدُوَّةٌ. 
عدو
فَرَسٌ عَدَوَانٌ: كَثيرُ العَدْوِ. وعَدَا عليه عَدْواً وعُدُوّاً وعَدَاءً وعُدْواناً، واعْتَدى عليه وتَعَدّى: سَواء. والعَدْوى: طَلَبُكَ إلى الوالي الإِعْداءَ على مَنْ ظَلَمَكَ. وما يُعْدِي من الجَرَبِ وغيرِه، وفي الحديث: " لا عَدْوى ".
وعَدَا طَوْرَه وتَعَدّى: تَجَاوَزَ قَدْرَه، ومنه رَأَيْتُهم ما عَدا زَيْداً. وعَدَتْ بَيْنَنا عَوَادٍ: صَرَفَتْ صَوَارِفُ، ويُقال: عَادَتْ، كأنَّها فاعَلَتْ. والعَدَاءُ والعُدَوَاءُ والعادِيَةُ: الشُّغْلُ. والعادِيَةُ: الشَّرُّ والأذى. وعَدَاءُ الطَّريْقِ وعِدَاؤه وعِدْوَتُه وعِدْوُه: ما انْقَادَ مَعَكَ من عُرْضِه.
والعِنْدَأْوَةُ: الْتِوَاءٌ وعَسَرٌ، النُّوْنُ والهَمْزَةُ زائدتانِ. وعَدِّ الهَمَّ عنكَ: اصْرِفهُ ونَحِّه.
ويُجْمَعُ العَدُوُّ على الأعْدَاء، والعِدى والعُدى والعَدِيِّ والعُدَاةِ والعَدَايا والأعادي، وهي عَدُوَّةُ اللهِ، ولا نَظِيْرَ له، كأنَّه أُلحِقَ بِصَدِيْقَةٍ. وعَدْوَانُ: حَيٌّ من قَيْسٍ.
والعُدْوَةُ - بضَمِّ العَيْنِ وكَسْرِها -: صَلاَبَةٌ من شَاطِئِ الوَادي. والنّاحِيَةُ من الأرْض. والعُقْدَةُ لا حَمْضَ بها، وقيل: هي الخُلَّةُ. والعَدَوِيَّةُ: صِغَارُ الشَّجَرِ تَرْعَاه الإِبِلُ. وصِغَارُ سِخَالِ الغَنَم، ويُقال: هي العَذَوِيَّةُ - بالذّال المُعْجَمَة -.
والعِدّى: ما يُجْعَلُ على القَبْر من الصُّخُورْ. والعِدْوُ: حَجَرٌ رَقِيْقٌ واسِعٌ، ويُجْمَعُ على العِدَاء. والعِدَى: كُلُّ خَشَبَةٍ تُجْعَلُ بين خَشَبَتَيْن. ورَجُلٌ عِدَىً، وقَوْمٌ عِدَىً أيضاً: بُعُدٌ عنكَ. وغُرَباءُ أيضاً، ويُقال: قَوْمٌ أعْدَاء، بهذا المعنى. والعِدَى: البُعْدُ نَفْسُه.
وعَادِيَا اللَّوْحِ: طَرَفاه. وأُمُوْرٌ عِدْوَةٌ: بَعيْدَةٌ: وعَدَّيْتُ عَدَاءً: بَعُدْتَ. وعادَيْتُه من كَذا: مَيَّزْتَه.
وَعَدِّ شَيْئاً من إِبِلكَ: اعْزِلْهُ. وعَادى بَيْنَه: وَالى. وتَعَادَوْا: ماتَ بعضُهم في أثر بعضٍ.
ومَكانٌ مُتَعَادٍ: غَيْرُ مُسْتَو، وكأنَّه من العُدَوَاءِ: المَكانِ غيرِ المُسْتَوي. وهو الاناخَةُ القَليلةُ. والأرضُ الصُّلْبَةُ، أيضاً. وإِبلٌ عادِيَةٌ وعَوَادٍ: لا تَرْعى الحَمْضَ. والعَدِيُّ: الجَمَاعَةُ - بِلُغَةِ هُذَيْلٍ -. وهي الرَّجّالَةُ يَتَقَدَّمون الجَيْشَ أيضاً: ولا تَعَدّى من الأمْرِ شيئاً: أي لا تُغْني. والعَوَادِيُّ من الكَرْم: ما يُغْرَسُ في أُصُوْلِ الشَّجَرِ العِظَام الظَّلِيْلَة، ويُنْسَبُ إِليها فيُقال: عَادِيَّةُ العَنَمَةِ والعَرْعَرَةِ، ولا يُسَمّى الحَبَلَةَ. وأعْدَاه على كَذا: أعَانَه. والعِدَى: جَمْعُ العِدَةِ وهي الوَعْدُ، وهذا نادِرٌ من المَقْلُوْب. وعُدَيَّةُ: اسْمُ قَبيلةٍ. وهَضَبَة، أيضاً.
ويُقال: كَتَبَ المُصَدِّقُ عَلَيَّ عَدَاءً كثيراً: أي تَعَدّى الفَريضَةَ وأخَذَ فَوْقَ حَقَّه.
ابنُ الأعْرابيِّ: قالوا مَعْدِي كَرِبَ لأنَّه عَدِيُّ الفَسَادِ، والكَرِبُ: الفسادُ. فأمّا قَوْلُ ابنِ مُقْبِل:
مَعْدى القِلادَةِ من رَبْوٍ ولا بُهُرِ
فأرادَ به: إلاّ القِلادَةَ، وكأنَّه: ما عَدا القِلادَةَ، فأدْرَجَ الألفَ. وشَيْءٌ عادِيٌّ: قَدِيْمٌ، كالمجْدِ وغيرِه.
(ع د و) : (الْعَدْوُ) السُّرْعَةُ وَفَرَسٌ عَدَّاءٌ عَلَى فَعَّالٍ (وَبِهِ) سُمِّيَ الْعَدَّاءُ الَّذِي كَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - الْكِتَابَ الْمَشْهُورَ وَهُوَ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا مَا اشْتَرَى الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدِ بْنِ هَوْذَةَ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ اشْتَرَى مِنْهُ عَبْدًا أَوْ أَمَةً شَكَّ الرَّاوِي لَا دَاءَ
وَلَا غَائِلَةَ وَلَا خِبْثَةَ» بَيْعَ الْمُسْلِمِ لِلْمُسْلِمِ قَالَ الْمُصَنِّفُ الْمُشْتَرِي الْعَدَّاءُ لَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - هَكَذَا قَرَأْتُهُ فِي الْفَائِقِ وَهَكَذَا أُثْبِتَ فِي مُشْكِلِ الْآثَارِ وَنَفْيِ الِارْتِيَابِ وَمُعْجَمِ الطَّبَرَانِيِّ وَمَعْرِفَة الصَّحَابَةِ لِابْنِ مَنْدَهْ وَمَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ لِلدَّغُولِيِّ وَهَكَذَا فِي الْفِرْدَوْسِ أَيْضًا بِطُرُقٍ كَثِيرَةٍ وَفِي شُرُوط الْخَصَّافِ وَشُرُوطِ الطَّحَاوِيِّ بِتَعْلِيقِ أَبِي بَكْرٍ الرَّازِيِّ أَنَّ الْمُشْتَرِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَتَابَعَهُمَا فِي ذَلِكَ الْحَاكِمُ السَّمَرْقَنْدِيُّ وَالْأَوَّلُ هُوَ الصَّحِيحُ وَلَيْسَ فِي شَيْءٍ مِمَّا رَوَيْتُ وَرَأَيْتُ وَلَا عَيْبَ وَلَا لَفْظَةُ فِيهِ (قَالُوا) الدَّاءُ كُلُّ عَيْبٍ بَاطِنٍ ظَهَرَ مِنْهُ شَيْءٌ أَوْ لَا وَهُوَ مِثْلُ وَجَعِ الطِّحَالِ وَالْكَبِدِ وَالسُّعَالِ وَكَذَا وَكَذَا وَالْجُذَامِ وَهُوَ مَا يَبْدُو فِي الْأَعْضَاءِ مِنْ الْقُرُوحِ وَالْبَرَصِ وَهُوَ الْبَيَاضُ فِي ظَاهِرِ الْجِلْدِ وَرِيحِ الرَّحِمِ وَهِيَ عَلَى مَا زَعَمَ الْأَطِبَّاءُ مَادَّةٌ نَفَّاخَةٌ فِيهَا بِسَبَبِ اجْتِمَاعِ الرُّطُوبَاتِ اللَّزِجَةِ (وَالْغَائِلَةُ) الْإِبَاقُ وَالْفُجُورُ (وَالْخِبْثَةُ) أَنْ يَكُونَ مَسْبِيًّا مِنْ قَوْمٍ لَهُمْ عَهْدٌ (وَالْكَيَّةُ) لَيْسَتْ بِدَاءٍ وَلَا غَائِلَةٍ وَلَكِنَّهَا عَيْبٌ (وَعَدَاهُ) جَاوَزَهُ (وَمِنْهُ) اتَّجِرْ فِي الْبَزِّ وَلَا تَعْدُ إلَى غَيْرِهِ أَيْ لَا تُجَاوِزْ الْبَزَّ (وَعَدَا عَلَيْهِ) جَاوَزَ الْحَدَّ فِي الظُّلْمِ عَدْوًا وَعَدَاءً بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ (وَمِنْهُ) وَصْفُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - السَّبُعَ بِالْعَدَّاءِ فَقَالَ السَّبُعُ الْعَادِيُّ (وَفِي حَدِيثِ) عُثْمَانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ لَهُ إنَّ بَنِي عَمِّكَ عَدَوْا عَلَى إبِلِي (وَاسْتَعْدَى) فُلَانٌ الْأَمِيرَ عَلَى مَنْ ظَلَمَهُ أَيْ اسْتَعَانَ بِهِ فَأَعْدَاهُ عَلَيْهِ أَيْ أَعَانَهُ عَلَيْهِ وَنَصَرَهُ (وَمِنْهُ) فَمَنْ رَجُلٌ يُعْدِينِي أَيْ يَنْصُرُنِي وَيُعِينُنِي (وَالِاسْتِعْدَاءُ) طَلَبُ الْمَعُونَةِ وَالِانْتِقَامِ وَالْمَعُونَةُ نَفْسُهَا أَيْضًا (وَمِنْهَا) قَوْلُهُ رَجُلٌ ادَّعَى عَلَى رَجُلٍ عِنْدَ الْقَاضِي وَأَرَادَ عَنْهُ عَدْوَى أَيْ عَنْ الْقَاضِي نُصْرَةً وَمَعُونَةً عَلَى إحْضَارِ الْخَصْمِ فَإِنَّهُ يُعْدِيهِ أَيْ يَسْمَعُ كَلَامَهُ وَيَأْمُرُ بِإِحْضَارِ خَصْمِهِ وَكَذَا مَا رُوِيَ أَنَّ امْرَأَةَ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ اسْتَعْدَتْ فَأَعْطَاهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - هَدَبَةً مِنْ ثَوْبِهِ كَهَيْئَةِ الْعَدْوَى أَيْ كَمَا يُعْطِي الْقَاضِي الْخَاتَمَ أَوْ الطِّينَةَ لِتَكُونَ عَلَامَةً فِي إحْضَارِ الْمَطْلُوبِ
وَأَمَّا قَوْلُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - وَلَوْ سُبِيَتْ امْرَأَةٌ بِالْمَشْرِقِ فَعَلَى أَهْلِ الْمَغْرِبِ اسْتِعْدَاؤُهَا مَا لَمْ تَدْخُلْ دَارَ الْحَرْبِ فَفِيهِ نَظَرٌ.
عدو: عدا إلى أو في، عدا إليه أو فيه المرض: أعداه بالدواء والمرض. انتقل إليه المرض، وأصابه بالعدوى (بوشر).
عدا: أخفق، خاب نقص، أعوز، ففي الحديث عن أحد السقاة مثلاً: لم يَعْدُ المُنى، أي لم يخفق في تحقيق مناه. (المقري 1: 662) وأنظر تعليقة فليشر على هذه العبارة (بريشت من 216) حيث نجد فيه أمثلة مثل: لا عَدَى حَظَّك إقبال. أي لا ينقص النجاح حظّك. ويقال في الكلام عن الدراهم: عداه طالِبٌ. أي أخفق في أن يجد له طالباً. وأضيف إلى ذلك ما جاء في كليلة ودمنة (ص30): ما عدوتَ الذي في نفسي. أي لم تجاوز ما أراه فيك، يعني لم تكذب رأيي في عقلك وحكمتك وفي الأغاني (ص51): ما عدا صِفتَي وصفةُ (وصِفَةَ) ابن سريج. يريد أن يقول أن أمير المؤمنين لم يخطئ في التمييز بين موهبتي وموهبة ابن سريج.
وفي الكامل (ص119): فلما نهض (عبد الله بن يزيد أبو خالد القسري قال له عبد الملك يوما ما مالك؟ فلم يخبره) فقيل له: هلا خبرته بمقدار مالك؟ فقال: لم يَعْدُ أن يكون قليلاً فيحرقني أو كثيراً فيحسدني. أي لم يجاوز أن يكون قليلاً فيحقرني أو كثير فيحسدني.
عدا على: اجتاح، طغى على. يقال عدا الرمل على (معجم الادريسي).
عدا على فلان ب: اغتنم الفرصة ليغيضه ويهينه ب (تاريخ البربر 1: 431).
عَدَّى: عبر (بوشر) ويقال مثلاً عدّى النهر.
ففي الادريسي (الباب الخامس الفصل الرابع): بعد تعدية نهر. وفيه: وهو نهر كبير يعدى بالقوارب. ومنه قيل: مركب تعدية= معدية أي معبر (معجم ابن جبير).
عَدَّى الحدود: تجاوز الحد، تعدّى (بوشر) وحاول عبور نهر، ففي ملّر (نصوص من ابن الخطيب 1863، 2: 85).
ولما التقى الجمعان فرّ فراره ... ولكنهّ عَدَّى فقيده النهُر
عَدَّى على: مرّ من مكان وجاوز (بوشر).
عدَّى: ارتد، انعكس، أرتد من نقطة إلى أخرى.
ويقال عَّدى من والي: ارتده، ورُد ودفع من جسم إلى آخر. (بوشر).
عَدَّى: انصرف، جاوز، حاد عن، ترك، تخلَّى من، غادر، هجر، وكان علي لين (مادة عدا) أن لا يشك في عبارة المصباح. (انظر معجم مسلم).
عَدَّى عن: كفّ عن، تخلَّى عن، تحوّل عن، ترك، انفصل عن. تنازل عن حقه، أفلت، أهمل، عدل عن، أقلع عن، (بوشر).
عَدَّى عن: ترك، أغفل، أهمل، حذف، أسقط. ومرّ، قطع، عبر، جاز، انتقل. ولم يتكلم عن (بوشر).
عَدَّى: أفسد ما بين الأصدقاء الذين كانوا يعيشون في سلام وصفاء. (فوك، الكالا).
عَدَّى: انتكر، رفض، جحد ولم يوافق، وسخط، غضب، اغتاظ، تنازع (الكالا).
مُعَدِّى: مضاد، معاكس، مخالف، معاد، خصم، عدوّ. (فوك).
أعدى: (انظر معجم مسلم) غير أن هناك كثير مما يقال عن كتابة هذه الكلمة ومعنى البيت الذي نقل فيه. وقال السيد دي غويه إنه يترجم الآن الفعل أعدى بما معناه: نقل إلى، أوصل، وابلغ، أخبر، أفاد.
تَعَدَّى: لمعرفة استعمال هذا الفعل انظر رحلة ابن بطوطة (1: 35) ففيها: كانوا يظنوُّن أن القضاء لا يتعداه. أي لا يتجاوزه ليصبح قاضياً.
تَعَدىَّ: في ويجرز (ص20) حيث الكلام عن شعر ابن زيدون: لا تَعَدَّى به الرؤساء والملوك. ولم يفهم الناشر هذه الجملة. وهي تعني كما يقول دي ساسي في جريدة الجنوب: قد خصّ شعره بالأمراء والملوك لا يتجاوزهم إلى غيرهم.
تعدَّى: جاب، طاف، ساح، (هلو).
تعدَّى: اجتاز، جاز، قطع، عبر. (ابن بطوطة 1: 50).
تعدَّى إلى فلان ب: قدم له شيئاً. أهدى له شيئاً. (عباد 1: 313).
تعدّى: اختلف معه. (فوك، الكالا).
انعدى. انعدى من فلان: انتقل إليه المرض منه، انتقلت إليه العدوى منه. (بوشر).
ويقال أيضاً: انعدى من مرض أحد.
انعداء. عدوى، انتقال المرض من شخص إلى آخر. (هلو).
اعتدى على: اجتاح، اكتسح، يقال: اعتدت الرمال على. (معجم الادريسي).
اعتدا: في المعجم اللاتيني العربي contagium عِلّة واعْترا وتدنس. غير أني أرى أن الصواب اعتدا.
اعتدى: بمعنى استعدى أي استعان واستنصر. (المقري 2: 247) وانظر: إضافات.
أستعدي: ويقال أيضاً: استعدى بفلان: استعان به واستنصره. (المقري 2: 358).
عَدْو: سفْلِس، زهري (شيرب).
عَدْوَة: فسرت في ديوان الهذليين (ص13).
البيت الخامس. بحَمْلة كجِرْية السيل. وفي (ص224) منها: عَدْوَتي وعادتي وغارتي واحد.
عَدْوَة: عدوى، ومرض ذو عدوة: مرض معدٍ (بوشر).
عَدَّوَة، وعِدْوة، في معجم فوك: بَرَ عِدْوَة وبر العِدْوَة أي جانــب الوادي، وليس عَدْوَة كما في معجم فريتاج.
عَدْوَة: ذكرت في ديوان الهذليين (ص139 البيت الثاني).
عِدْوِى: ما وراء (فوك). وعِدْوِي نسبة إلى عِدْوة في قولهم بَرّ العِدْوة أي ما وراء البحر وهو الذي يصدر من شمال إفريقية. ويذكر الكالا، صُوف عدْوِى: صوف بني مرين (مرينوس) وضائنة الصوف العدوى: الغنم التي يجز منها هذا الصوف، وكان الأسبان قد استوردوا هذا النوع الجيد من الغنم من أفريقية. ولا تزال هذه الأغنام موجودة عند كثير من قبائل الجزائر. وقد سمي باسم قبيلة بني مرين التي تسكن الآن في أرباض تلمسان. (انظر: دفيك ص162 مادة مرينوس).
ولا تزال كلمة صوف عدوى مستعملة في تطوان وتعني عندهم مرينوس أي صوف بني مرين فيما يقول ليرشندي.
عُدْوان: اعتداء، تعدّ (بوشر).
عُدوان: انظر باين سميث (1205) تجد فيه: العدوان مع فرم خزائن وغيرها. والعدوان مع الافاريز، الاستدارات، الاسطامات .. الخ.
عَدَاويّ: عُدْواني. عِدائي (بوشر).
عَدَاوِية: عدوّ. وهي كلمة عامية (المقدمة 3: 369).
عَدَّاء: شديد الظلم، شديد البغي (الأغاني ص41= بدرون ص252).
عادية: رغبة في إلحاق الضرر بشخص، وإصابته بأذى. (معجم الادريسي).
تَعْدِيَة: تعدّ، تطاول، اغتصاب، أخذ الشيء غصباً وقسراً (بوشر).
تَعْدِيَة: بعنف، وتعدّى الشريعة ومخالفتها (بوشر).
تعدية الأوامر: خروج على القانون. نقض العقد أو الاتفاق (بوشر).
تعدية: عُدوان، عداوة، عمل عدواني (بوشر).
تعدية في الحرب: هجوم، مهاجمة (بوشر).
مُعْدٍ. ربان زورق ينقل الناس ويعبرهم من ضفة إلى أخرى (ألف ليلة 2: 574).
مَعْدِيَة وجمعها معاد قارب، مركب، صندل كبير أو صغير، يستخدم لعبور الناس والحيوانات، مُعْدِيّة. (مملوك 2، 1: 156).
معدية: طوْف، رمث (مملوك (2، 1: 156) مَعْدِيَة: قارب، مركب صغير، سفينة نقل. سفينة كبيرة لنقل البريد. (بوشر).
مَعْدِيَة: مخاضة، مجازة، معبر. (صفة مصر 11: 184، ديسكرياك ص259).
مَعْدَاويّ: نوتي، ربان زورق. (بوشر).
عدو
عدا/ عدا عن يَعدو، اعْدُ، عَدْوًا، فهو عادٍ، والمفعول مَعْدُوّ (للمتعدِّي)
• عدَا الغزالُ: جرى، ركض، سار بخطًى متباعدة، قفز قفزاتٍ متتابعةً "رياضة العَدْو- عدَا الحصانُ- عدَا بسرعة/ ببطء" ° عدَا الماءُ: جرى.
• عدا الشَّخصُ: اعتدى، تجاوز " {وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُوا فِي السَّبْتِ} ".
• عدَا الأمرَ/ عدَا عن الأمرِ: جاوزَه، تركَه، صرفه "عدَا قدرَه- عدَا عن مكانتِه- هذا الأمرُ لا يَعْدُو بالنسبة لي قطرةً من بحر"? لا يَعْدو أن يكون كذا: ليس إلاّ كذا.
• عدَاه عن الأمر: صرفه عنه وشغله " {وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ} ".
• عدا المريضُ زائريه: نقل إليهم مرضه. 

عدَا على يَعْدو، اعْدُ، عُدْوانًا وعَدَاءً وعَدْوًا وعُدُوًّا، فهو عادٍ، والمفعول مَعْدوّ عليه
• عدا على الضُّعفاء: ظلمهم وجار عليهم، افترى عليهم، وتجاوز الحدَّ " {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} - {وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} " ° عدَى عليه: وثَب.
• عدا اللُّصوصُ على أمواله: سرقوها، أخذوها عنوةً بغير حَقٍّ "إيَّاك والعُدْوانَ على حقوق غيرك- يكافح ضدَّ عُدْوان العَدُوّ". 

أعدى يُعدي، أَعْدِ، إعداءً، فهو مُعْدٍ، والمفعول مُعْدًى
• أعدى فلانًا من خُلُقه أو مرضه: أصابه بالعَدْوى، نقل إليه المرض أو الخُلُق، أكسبه مثلَه "حُمَّى مُعْدية- أقوى من إعداء المرض- النَّعجة الجرباءُ تُعدي القطيع [مثل أجنبيّ]- *فإنَّ خلائقَ السفهاء تُعدي*" ° مرض مُعْدٍ: ينتقل من المرضى إلى الأصحَّاء.
• أعداه على فلانٍ: نصره وأعانه وقوَّاه عليه. 

استعدى يستعدي، اسْتَعْدِ، استعداءً، فهو مستعْدٍ، والمفعول مستعدًى
• استعدى النَّاسَ على أخيه:
1 - استعان بهم عليه "استعدى عليه الجميع- إيَّاك واستعداء الآخرين على جارك- لا تكن مستعديًا أحدًا على صديقك".
2 - استغاث بهم واستنصرهم. 

اعتدى على يعتدي، اعْتَدِ، اعتداءً، فهو مُعتَدٍ، والمفعول مُعتدًى عليه
• اعتدى على جاره: عدا عليه؛ ظلمه وجار عليه، افترى عليه وجاوز الحدَّ "اعتدى على حياة فلانٍ- {إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} " ° اعتدت دولةٌ على أخرى: هاجمتها عسكريًّا. 

انعدى من ينعدي، انْعَدِ، انعداءً، فهو مُنْعدٍ، والمفعول مُنعدًى منه
• انعدى من فلان: مُطاوع عدا/ عدا عن: انتقل إليه المرضُ منه. 

تعادى يتعادَى، تَعادَ، تعاديًا، فهو مُتعادٍ
• تعادى الزُّملاءُ: تخاصموا وكان بعضُهم لبعضٍ عَدُوًّا. 

تعدَّى/ تعدَّى على يَتعدَّى، تَعَدَّ، تعدّيًا، فهو مُتعدٍّ، والمفعول مُتعدًّى (للمتعدِّي)
• تعدَّى الفعلُ: (نح) احتاج إلى مفعول به، تجاوز أثرُه

الفاعلَ إلى المفعول به.
• تعدَّى مرحلةَ الطُّفولة: جاوزها "لم يتعدَّ الأربعين من عُمُره- تعدَّى قانونَ السَّير- {وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} ".
• تعدَّى على الشَّخص: عدا عليه؛ ظلمه وجار عليه، افترى عليه وجاوز الحدَّ "تعدّى عليه بالضَّرب- تعدّى على مِلْك فلان". 

عادى يعادي، عادِ، معاداةً وعِداءً، فهو معادٍ، والمفعول معادًى
• عادى جارَه: خاصمه وصار له عَدُوًّا، عكْسه صافاه "لا تكن معاديًا صديقك يومًا ما- سياسة معادية للشَّرق/ للغرب- {عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً} ". 

عدَّى/ عدَّى عن يُعدِّي، عَدِّ، تعديةً، فهو مُعدٍّ، والمفعول معدًّى
• عدَّى النَّهرَ: تَجاوَزَه "عدّى حدودَه".
• عدَّى الفعلَ: (نح) جعله متعدِّيًا "التضمين وسيلة من وسائل تعدية الفعل اللازم".
• عدَّى الأمرَ: أجازه وأنفذه.
• عدَّى فلانًا عن الأمر: صَرَفه عنه.
• عدَّى فلانٌ عن الأمر: خلاَّه وانصرف عنه. 

إعداء [مفرد]: مصدر أعدى. 

استعداء [مفرد]: مصدر استعدى. 

اعتداء [مفرد]: ج اعتداءات (لغير المصدر):
1 - مصدر اعتدى على.
2 - تهجُّم ظالم على شخص بالضَّرب أو غيره "قاموا بالاعتداء على جارهم".
3 - (نف) تهجُّم على الآخرين رغبة في السيطرة، أو نتيجة للشعور بالظُّلم أو نحو ذلك.
• اعتداء عسكريّ: هجوم دولة على دولة بغير مُسوِّغ "استنكر الرَّأي العامّ اعتداء أمريكا على العراق" ° معاهدة عدم اعتداء: معاهدة بين دولتين تتعهَّد فيها كلٌّ منهما بعدم الاعتداء أو الهجوم على الأخرى.
• اعتداء جنْسيّ: (قن) اغتصاب؛ تصرُّف فاحش لرجل تجاه رجل آخر أو امرأة أو طفل أو لامرأة تجاه طفل مصحوبًا بالتهديد أو خطر الإساءة الجسدية أو الإصابة أو التسبّب بالخوف والعار والذلّ والكَرْب العقليّ. 

انعداء [مفرد]: مصدر انعدى من. 

تعدية [مفرد]: مصدر عدَّى/ عدَّى عن. 

عادٍ [مفرد]: ج عادون وعُداة، مؤ عادِية، ج مؤ عادِيَات وعوادٍ: اسم فاعل من عدَا على وعدا/ عدا عن.
• العادي: العَدُوُّ أو الظَّالم "طردنا العُداة من أرضنا شرَّ طردة- {بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ}: متجاوزون الحدَّ في المعاصي". 

عاديَة [مفرد]: ج عادِيَات وعوادٍ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل عدَا على وعدا/ عدا عن: "كُفّ عنّا عاديتك" ° رفَعت عنك عادية فلان: ظلمه وشرّه- عادية السُّمّ: ضرره- عوادي الزَّمن/ عوادي الدَّهر: المصائب والبلايا، عوائقه وتقلُّباته.
2 - فرسٌ مُغيرةٌ " {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} ".
• العاديات: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 100 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها إحدى عشرة آية. 

عادِيّ [مفرد]: (انظر: ع و د - عادِيّ). 

عدَا [كلمة وظيفيَّة]: أداة استثناء، يتعيَّن كونها حرف جرّ أو فعلاً إذا لم تسبق بـ (ما)، ولذا يجوز جرّ ما بعدها باعتبارها حرف جَرّ، أو نصبه على أنّه مفعول به لها ويتعيَّن كونها فعلاً إذا سبقت بـ (ما) وينصب ما بعدها على المفعوليّة "حضر الطُّلابُ عدا محمّدًا- حضر الطُّلابُ عدا محمّدٍ- حضر الطُّلابُ ما عدا محمّدًا" ° فيما عدا ذلك: أي: بخلاف ذلك. 

عَداء [مفرد]: مصدر عدَا على. 

عِدائيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى عِدَاء: "تبدو النزعة العدائيَّة في معظم كتاباته".
2 - مصدر صناعيّ من عِدَاء: خصومة وصراع مُسلَّح أو غير مُسلَّح بين شخصين أو
 كيانين أو أكثر "تمَّ توقيع مذكرة لوقف العدائيّات بين الحكومة وحركة التّمرُّد". 

عَداوة [مفرد]: معاداة، كُره وخصام، تباعد القلوب، عكْسها صداقة "نشأت بينهما عداوة شديدة- ناصبه العداوة: أظهرها له، وقصده بها- صديقي مَنْ يقاسمني همومي ... ويرمي بالعداوة مَنْ رماني- {وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ} ". 

عَدَّاء [مفرد]: صيغة مبالغة من عدا/ عدا عن: "حصانٌ عدَّاء- عدَّاء مسافات طويلة- فاز بلقب أسرع عدَّاء". 

عَدْو [مفرد]: مصدر عدَا على وعدا/ عدا عن. 

عُدْوان [مفرد]:
1 - مصدر عدَا على ° ذو عُدْوان: إنسان جائر متسلّط.
2 - (سة) هجوم ظالم أو غزوٌ مفاجئ، أو إعلان الحصار البحريّ على سواحل الدَّولة المُعْتَدَى عليها "أدان مجلس الأمن العُدْوان الإسرائيليّ على مخيَّم جنين- {فَلاَ عُدْوَانَ إلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ} ". 

عِدْوان [مفرد]: ظلم واعْتِداء " {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عِدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا} [ق] ". 

عُدْوانيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من عُدْوان: تَعَدٍّ وانتهاك لحرمات الغير "عنده عُدْوانيَّة نفَّرت النَّاسَ منه- السِّياسةُ العُدْوانيّةُ لا تُؤتي ثمارَها". 

عَدْوَة [مفرد]: ج عَدَوات وعَدْوات: اسم مرَّة من عدا/ عدا عن: خَطوة "هو منِّي عَدْوة فرس: مسافة خطوة من خطوات الفرس". 

عُدْوَة [مفرد]: ج عُدُوات وعُدْوات وعِدَاء وعُدًى وعِدًى: جانــب، شاطئ "عُدْوة الوادي/ النَّهر- {إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى}: والعُدْوة هنا جانــب الوادي القريب من المدينة المنوَّرة". 

عَدُوّ [مفرد]: ج أعداء وعِدًى، جج أعادٍ، مؤ عدوّ وعدوّة: خَصم، عكْسه صديق (يُستعمل للمفرد والجمع والمذكَّر والمؤنَّث) "لا تكن عَدوًّا لوالديك- آخ الأكْفاء وواهن الأعداء [مثل]- جزى اللهُ الشَّدائدَ كلَّ خيرٍ ... عرَفتُ بها عَدُوّي من صديقي- {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ} " ° ظهر على عدُوّه: غلبه- عدوٌّ لَدودٌ: شديدُ العداوة والخصام- كرّ على العدُوّ: حمل وانقضّ- وضَع السّلاحَ في العَدُوّ: قاتله. 

عُدُوّ [مفرد]: مصدر عدَا على. 

عَدْوَى [مفرد]: (طب) انتقال المرض من المريض إلى الصَّحيح بوساطة ما، ما يُعدي من جرب أو غيره أي يسري من واحد إلى آخر عن طريق الاتّصال المباشر وغير المباشر "ناقل العَدْوَى: شخص أو حيوان لا يظهر أعراض المرض لكنه يُئوي الجُرْثومة وقادر على نقلها- ضدّ/ نشَر العَدْوَى- قد يكون الهواء سببًا في عَدْوَى الزُّكام" ° عَدْوَى الفوضى/ عَدْوَى الفساد: انتقال داء أخلاقيّ. 

مُتعدٍّ [مفرد]: اسم فاعل من تعدَّى/ تعدَّى على.
• الفِعْل المتعدِّي: (نح) الفعل الذي ينصب مفعولاً به بنفسه من غير وساطة حرف جرّ. 

مُعَدِّية [مفرد]: مَرْكب يُعْبَر عليه من شاطئ إلى شاطئ، زَوْرَق عبور، عبَّارة "مُعَدِّية للبضائع فقط- مُعَدِّية رحلات". 
الْعين وَالدَّال وَالْوَاو

عَدَا الرجل وَغَيره عَدْواً وعُدُواًّ وعَدَوَانا وتَعْدَاءً وعَدَّى: أحْضَر، قَالَ رؤبة:

منْ طُولِ تَعْداءِ الرَّبيع فِي الأنَقْ

وَحكى سِيبَوَيْهٍ: أَتَيْته عَدْواً. وضع فِيهِ الْمصدر على غير الْفِعْل، وَلَيْسَ فِي كل شَيْء قيل ذَلِك إِنَّمَا يحْكى مِنْهُ مَا سمع.

وَقَالُوا: هُوَ مني عَدْوَةُ الْفرس - رَفْعٌ - تُرِيدُ أَن تجْعَل ذَلِك مَسَافَة مَا بَيْنك وَبَينه.

وَقد أعْدَاه.

والعَدَوَانُ والعَدَّاء كِلَاهُمَا: الشَّديد العَدْوِ، قَالَ:

وَلَو أنَّ حَيا فائتُ الموتِ فاَته ... أَخُو الْحَرْب فَوق القارِح العَدَوَانِ

وَقَالَ الْأَعْشَى:

والقارِحَ العَدَّا وكلَّ طِمِرَّةٍ ... لَا تَسْتطيعُ يدُ الطَّويلِ قَذَالَها

أَرَادَ العدَّاءَ فَقَصَر للضَّرُورَة، وَأَرَادَ نيل قذالها فَحذف للْعلم بذلك.

والعِداءُ والعَدَاءُ: الطَّلق الْوَاحِد.

وتَعادى الْقَوْم: تباروا فِي العَدوُ.

والعَدِىُّ: جمَاعَة الْقَوْم يَعْدُون لقِتَال وَنَحْوه. وَقيل: العَدِىُّ: أول من يحمل من الرَّجَّالة وَذَلِكَ لأَنهم يسرعون العَدْوَ.

والعَدِىُّ: أول مَا يَدفع من الْغَارة، وَهُوَ مِنْهُ، قَالَ الْهُذلِيّ:

لما رأيْتُ عَدِىَّ القومِ يَسْلُبُهُمْ ... طَلْحُ الشَّوَاجِن والطَّرْفاءُ والسَّلَمُ

يسلبهم يَعْنِي يتَعَلَّق بثيابهم فيزيلها عَنْهُم.

والعادِيَةُ كالعَدِىِّ، وَقيل: هُوَ من الْخَيل خَاصَّة، وَقيل: العادِيَةُ: أول مَا يحمل من الرَّجَّالة دون الفرسان، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

وعادِيَةٍ تُلْقِي الثِّيابَ كأنَّما ... تُزَعْزِعُها تحتَ السمَّامَةِ رِيحُ

وعَدَا عَدْواً: ظلم وجار، وَقَوله تَعَالَى (فمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلَا عادٍ) قَالَ يَعْقُوب: هُوَ فَاعل من عَدَا يَعْدُو إِذا ظلم وجار، قَالَ: وَقَالَ الْحسن: أَي غير بَاغ وَلَا عَائِد. فَقلب.

وعَدَا عَلَيْهِ عَدْواً وعَدَاءً وعُدُوّا وعُدْوَانا وعِدْوَاناً وعُدْوَى، وتَعَدَّى واعْتَدَى كُله: ظلمه. وَقَوله عز وَجل (وقاتِلُوا فِي سَبِيل اللهِ الَّذين يُقاتِلُونكم وَلَا تَعْتَدُوا) قيل مَعْنَاهُ لَا تقاتلوا غير من أُمرتم بقتاله وَلَا تقتلُوا غَيرهم، وَقيل: وَلَا تَعْتَدوا أَي لَا تجاوزوا إِلَى قتل النِّسَاء والأطفال. وَقَوله عز وَجل (فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتدى عَلَيْكم) سمَّاه اعْتداء لِأَنَّهُ مجازاة اعتداءٍ فَسمى بِمثل اسْمه لِأَن صُورَة الْفِعْلَيْنِ وَاحِدَة وَإِن كَانَ أَحدهمَا طَاعَة وَالْآخر مَعْصِيّة، وَالْعرب تَقول: ظَلَمَنِي فلَان فظلمته أَي جازيته بظلمه، لَا وَجه للظلم أَكثر من هَذَا، وَقَوله (إِنَّه لَا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ) المعتدون: المجاوزون مَا أمروا بِهِ.

والعَدْوَى: الْفساد، وَالْفِعْل كالفعل. وعَدا عَلَيْهِ اللص عَداءً وعُدْوَانا وعَدَوَانا: سَرَقَه، عَن أبي زيد.

وذئب عَدَوانٌ: عَاد.

وَرجل مَعْدُوٌّ عَلَيْهِ ومَعْدِىٌّ، على قلب الْوَاو يَاء طلب الخفة حَكَاهَا سِيبَوَيْهٍ وَأنْشد:

وقَدْ عَلِمَتْ عِرْسِي مُلَيْكَةُ أنَّنِي ... أَنا الليثُ مَعْدِيًّا عَلَيْهِ وعادِيا وعَدا عَلَيْهِ: وثب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد لأبي عَارِم الْكلابِي:

لقد علم الذّئْبُ الَّذِي كَانَ عادِيا ... على الناسِ أَنِّي مائرُ السَّهْم نازعُ

وَقد يكون العادي هُنَا من الْفساد وَالظُّلم.

وعَدَاه عَن الْأَمر عَدْواً وعُدْوَانا وعَدَّاه، كِلَاهُمَا: صرفه وشغله.

والعَدَاءُ والعُدَوَاءُ والعادِيَةُ، كُله: الشّغل يَعْدُوك عَن الشَّيْء، وَقَوله أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

عَداكَ عَنْ رَيَّا وأُمِّ وَهْبِ ... عَادِى العوَادِي واختِلافُ الشَّعْبِ

فسره فَقَالَ: عادى العوادي: أَشدّهَا أَي أَشد الأشغال، وَهَذَا كَقَوْلِه: زيد رجل الرِّجَال أَي أَشد الرِّجَال.

وتَعادى الْمَكَان: تفَاوت وَلم يستو.

وَجلسَ على عُدَوَاءَ أَي على غير استقامة، ومركب ذُو عُدَوَاءَ أَي لَيْسَ بمطمئن. وَفِي بعض نسخ المُصَنّف: جِئْت على مركب ذِي عُدَوَاءٍ. مَصْرُوف وَهُوَ خطأ من أبي عبيد إِن كَانَ قَائِله لِأَن فُعَلاءَ بِنَاء لَا ينْصَرف فِي معرفَة وَلَا نكرَة.

والتَّعادِي: أمكنة غير مستوية. وَفِي الحَدِيث " وَفِي الْمَسْجِد تعادٍ ".

والعَداء. الْبعد وَكَذَلِكَ العُدَواءُ.

وَقوم عِدىً: متباعدون، وَقيل: غرباء والمعنيان متقاربان، وهم الْأَعْدَاء أَيْضا لِأَن الْغَرِيب بعيد.

والعُدْوَةُ: الْمَكَان المتباعد، عَن كرَاع.

والعُدَوَاءُ: أَرض يابسة صلبة، وَقد تكون حجرا يحاد عَنهُ فِي الْحفر، قَالَ العجاج يصف الثور:

وَإِن أصَابَ عُدَوَاءَ احْرَوْرَفا ... عَنْها ووَلاَّها الظُّلُوفَ الظُّلَّفا أكد بالظلف كَمَا قَالُوا: نعاف نعف وبطاح بطح، وَكَأَنَّهُ جمع ظلفا ظالفا.

وعَدَا الْأَمر وتَعَّداهُ كِلَاهُمَا: تجاوزه.

والتَّعَدِّي فِي القافية: حَرَكَة الْهَاء الَّتِي للمضمر الْمُذكر الساكنة فِي الْوَقْف. والمُتَعَدِّي: الْوَاو الَّتِي تلْحقهُ من بعْدهَا، كَقَوْلِه:

تَنْفُش مِنْهُ الخيلُ مَا لَا تَعْزِ لُهُو

فحركة الْهَاء هِيَ التَّعَدّي، وَالْوَاو بعْدهَا هِيَ الْمُتَعَدِّي وَكَذَلِكَ قَوْله:

وامتَدَّ عُرْشا عُنْقِهِ للُقْمَتِهِي

حَرَكَة الْهَاء هِيَ التَّعَدِّي، وَالْيَاء بعْدهَا هِيَ المتَعَدِّي، وَإِنَّمَا سميت هَاتَانِ الحركتان تعَدَيِّا وَالْيَاء وَالْوَاو بعدهمَا مُتَعَدّيا لِأَنَّهُ تجَاوز للحد وَخُرُوج عَن الْوَاجِب وَلَا يعْتد بِهِ فِي الْوَزْن لِأَن الْوَزْن قد تناهى قبله. جعلُوا ذَلِك فِي آخر الْبَيْت بِمَنْزِلَة الخزم فِي أَوله.

وعَّداه إِلَيْهِ: أجَازه وأنفذه.

وعَدَّى طوره وَقدره: جاوزه على الْمثل.

ورأيتهم عدا أَخَاك وَمَا عدا أَخَاك أَي مَا خلا، وَقد يخْفض بهَا دون مَا.

وعَدَّى عَن الْأَمر: جَازَ إِلَى غَيره وَتَركه.

وأعْداه الدَّاء: جَاوز غَيره إِلَيْهِ.

وأعدَاه من علته وخلقه وأعْدَاه بِهِ: جوَّزه إِلَيْهِ.

وَالِاسْم من كل ذَلِك: العَدْوَى.

والعَدْوَى: النُّصْرَة والمعونة.

وأعداه عَلَيْهِ: نصَرَه وأعانه.

واستعداه: استنصره واسْتعانه.

واستعدى عَلَيْهِ السُّلْطَان، مِنْهُ.

وأعداه: قوَّاه قَالَ:

ولَقَدْ أضاءَ لَك الطريقُ وأنهَجَتْ ... سُبلُ المكارم والهُدَى يُعْدِى أَي إبصارك الطَّرِيق يقويك على الطَّرِيق.

وعادَى بَين اثْنَيْنِ فَصَاعِدا معاداةً وعِداءً: وَالىَ. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

فَعادَى عِدَاءً بَين ثَوْرٍ ونَعْجَةٍ ... وَبَين شَبُوبٍ كالقَضِيمَةِ قَرْهَبِ

وعِدَاءُ كل شَيْء وعَدَاؤهُ وعِدْوَتُهُ وعُدْوَته وعِدْوُهُ: طَوَارُه.

والعِدَى والعَدَى: النَّاحِيَة، الْأَخِيرَة عَن كرَاع. وَالْجمع أَعدَاء.

والعِدَى والعُدْوَةُ والعِدْوَةُ كُله: شاطئ الْوَادي، حكى اللحياني هَذِه الْأَخِيرَة عَن يُونُس. قَالَ: وَمن الشاذ قِرَاءَة قَتَادَة (إِذْ أنْتُمْ بالعَدْوَةِ الدُّنيا) .

والعِدْوَةُ والعُدْوَةُ أَيْضا: الْمَكَان الْمُرْتَفع.

والعِدَى والعِدَاءُ: حجر رَقِيق يستر بِهِ الشَّيْء.

والعَدُوُّ: ضد الصّديق، يكون للْوَاحِد والاثنين والجميع وَالْأُنْثَى وَالذكر بِلَفْظ وَاحِد، وَفِي التَّنْزِيل (فإنَّهُمْ عَدُوّ لي) قَالَ سِيبَوَيْهٍ: عَدُوُّ وصف وَلكنه ضارع الِاسْم، وَقد يثنى وَيجمع وَيُؤَنث، وَالْجمع أعَدَاءٌ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَلم يكسر على فُعُلٍ وَإِن كَانَ كصبور كَرَاهِيَة الْإِخْلَال والاعتلال، وَلم يكسر على فِعْلان كراهيةَ الكسرة قبل الْوَاو لِأَن السَّاكِن لَيْسَ بحاجز حُصَيْن.

والأعادي جمع الْجمع، والعِدَى والعُدَى اسمان للْجمع، وَقَالُوا فِي جمع عَدُوَّةٍ: عَدَايا لم يسمع إِلَّا فِي الشّعْر، وَقَوله تَعَالَى (هُمُ العَدُوُّ فاحْذرْهمْ) قيل مَعْنَاهُ: هم العَدُوُّ الْأَدْنَى. وَقيل: مَعْنَاهُ: هم الْعَدو الأشد، لأَنهم كَانُوا أَعدَاء النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويظهرون أَنهم مَعَه.

والعادي: العَدُوُّ وَجمعه عُدَاةٌ، وَقد عادَاه وَالِاسْم العَداوَةُ.

وتعادى الْقَوْم: عادى بَعضهم بَعْضًا.

وَقَوْلهمْ: أعْدَى من الذِّئْب، قَالَ ثَعْلَب يكون من العَدْوِ وَيكون من العَدَاوَةِ، وَكَونه من العَدْوِ أَكثر، وَأرَاهُ إِنَّمَا ذهب إِلَى انه لَا يُقَال أفعل من فاعَلْتُ فَلذَلِك جَازَ أَن يكون من العَدْوِ لَا من العَدَاوَةِ.

وتَعادَى مَا بَينهم: اخْتلف.

وعَدِيتُ لَهُ: أبغضته، عَن ابْن الْأَعرَابِي. وعَدَّ عنَّا حَاجَتك أَي اطلبها عِنْد غَيرنَا فَإنَّا لَا نقدر لَك عَلَيْهَا، هَذِه عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وعادَى شَعَرَه: أَخذ مِنْهُ، وَفِي حَدِيث حُذَيْفَة " أنَّه خرج وَقد طَمَّ رَأسه فَقَالَ: إنَّ تَحت كل شَعْرَة لَا يُصِيبهَا المَاء جَنَابَة فَمن ثمَّ عاديت رَأْسِي كَمَا ترَوْنَ " التَّفْسِير لشمر، وروى أَبُو عدنان عَن أبي عُبَيْدَة: عادى شعره: رَفعه. حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

والعَدَوِيَّةُ: الشّجر يخْضَرُّ بعد ذهَاب الرّبيع، قَالَ أَبُو حنيفَة: قَالَ أَبُو زِيَاد: العَدَوِيَّةُ الربل، يُقَال: أصَاب المَال عَدَوِيَّةً، وَقَالَ أَبُو حنيفَة لم أسمع هَذَا من غير أبي زِيَاد.

والعَدَوِيَّةُ: صغَار الْغنم، وَقيل: هِيَ بَنَات أَرْبَعِينَ يَوْمًا.

وتعادى الْقَوْم: مَاتَ بَعضهم إِثْر بعض فِي شهر وَاحِد وعام وَاحِد قَالَ:

فَما لكِ من أرْوَى تَعادَيْتِ بالعَمَى ... ولاقَيْتِ كَلاَّبا مُطِلاّ ورَامِيا

يَدْعُو عَلَيْهَا بِالْهَلَاكِ.

والعُدْوَةُ: الْخلَّة من النَّبَات فَإِذا نسب إِلَيْهَا قيل: إبل عُدْوِيَّةٌ، على الْقيَاس، وإبل عُدَوِيَّةٌ على غير الْقيَاس، وعَوَادٍ على النّسَب بِغَيْر يائي النّسَب، كل ذَلِك عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وإبل عادِيَةٌ وعَوَادٍ: ترعى الحمض قَالَ كثير:

وَإِن الَّذِي يَنْوِى من المالِ أهْلُها ... أوَارِكُ لمَّا تأْتَلِفْ وعَوَادي

ويروى: يَبْغِي. ذكر امْرَأَة وَأَن أَهلهَا يطْلبُونَ من المَال مَا لَا يُمكن كَمَا لَا تأتلف هَذِه الْأَوْرَاك والعوادي فَكَأَن هَذَا ضد، لِأَن العوادي على هذَيْن الْقَوْلَيْنِ هِيَ الَّتِي ترعى الْخلَّة وَالَّتِي ترعى الحمض وهما مُخْتَلفا الطعمين، لِأَن الْخلَّة: مَا حلا من المرعى. والحمض مِنْهُ: مَا كَانَت فِيهِ ملوحة. والأوراك: الَّتِي ترعى الأرَاكَ وَلَيْسَ بحمض وَلَا خلة إِنَّمَا هُوَ شجر عِظَام.

وتَعَدَّى الْقَوْم: وجدوا لَبَنًا يشربونه فأغْناهم عَن اشْتِرَاء اللَّحْم. وتَعَدَّوْا أَيْضا: وجدوا مرَاعِي لمواشيهم فأغناهم ذَلِك عَن اشْتِرَاء الْعلف لَهَا. وَقَول سَلامَة بن جندل: يكونُ مَحْبِسُها أدْنى لمَرْتَعها ... وَلَو تَعادى ببَكْءٍ كلُّ محْلُوب

مَعْنَاهُ لَو ذهبت أَلْبَانهَا كلهَا.

وعَدِىّ: قَبيلَة وَالنِّسْبَة إِلَيْهِم عَدَوِيٍّ وعَدِيِّيٌّ، وَحجَّة من أجَاز ذَلِك أَن الْيَاء فِي عَدِيٍّ لما جرت مجْرى الصَّحِيح فِي اعتقاب حركات الْإِعْرَاب عَلَيْهَا فَقَالُوا عَدِيٌّ وعَدِيًّا وعَدِيٍّ جرى مجْرى حنيف فَقَالُوا عَدِيِّيٌّ كَمَا قَالُوا حنيفي فِي من نسب إِلَى حنيف.

وعَدْوَانُ: حَيّ قَالَ:

عَذِيرَ الحَيّ من عَدْوَا ... ن كَانُوا حَيَّةَ الأرْضِ

أَرَادَ: كَانُوا حيَّات الأَرْض، فَوضع الْوَاحِد مَوضِع الْجَمِيع.

وَبَنُو عِديً: حَيّ من بني مزينة، النّسَب إِلَيْهِ عِدَاوِيّ نَادِر قَالَ:

عِدَاوِيَّةٌ هيهاتَ مِنْك مَحَلُّها ... إِذا مَا هِيَ اخْتلَّتْ بِقُدْسٍ وآرَةِ

ويروى: بقدس أوارة.

ومعدى كرب، من جعله مَفْعِلاً كَانَ لَهُ مخرج من الْيَاء وَالْوَاو.

وَبَنُو عِدَاءٍ: قَبيلَة، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

ألمْ تَرَ أنَّنا وَبني عِدَاءٍ ... تَوَارَثْنا من الآباءِ دَاءَ

وهم غير بني عِديً من مزينة.

عدو

1 عَدَاهُ, (Mgh, K,) first Pers\. عَدَوْتُهُ, (Msb,) aor. ـْ (Mgh, Msb,) [inf. n. عَدْوٌ,] He passed from it, (Mgh, Msb, K,) namely, a thing, or an affair, (K,) to another, (Mgh, Msb,) and left it; (K;) and عَدَا عَنْهُ signifies the same; (K;) as also ↓ تعدّاه; (S, * K;) and in like manner one says, ↓ عَدَّيْتُهُ, inf. n. تَعْدِيَةٌ; (Msb;) [but I do not find this elsewhere, and think that correctly one should say, عَنْهُ ↓ عَدَّيْتُ; agreeably with what here follows:] the saying عَنْ هٰذَا ↓ عَدِّ means Leave thou this, and turn from it to another; and is app. from the phrase هَمَّكَ ↓ عَدِّ

إِلَى غَيْرِهِ [Turn thy anxiety to other than him, or it]; the objective complement being altogether left out, so that the verb becomes as though it were intrans.; and there are many instances similar to this in the language: (Har p. 478:) one says, عَنِّى الهَمَّ ↓ عَدَّيْتُ I turned away from me anxiety: and [hence] you say to him who has pursued you, عَنِّى إِلَى غَيْرِى ↓ عَدِّ, meaning Turn thou the beast upon which thou art riding towards other than me: (TA:) and عَمَّا تَرَى ↓ عَدِّ, meaning Turn thou thine eye from what thou seest. (S.) [See an ex. of the first of these verbs in the Ham p. 125.] One says also, عَدَاهُ الأَمْرُ and ↓ تعدّاهُ The thing, or affair, passed from him. (TA. [See an ex. in the first paragraph of art. عدم.]) And the Arabs say, إِنَّ الجَرَبَ لَيَعْدُو, meaning Verily the mange, or scab, passes from him that has it to him that is near to him so that the latter becomes mangy, or scabby. (Msb.) And مَا عَدَا فُلَانٌ أَنْ صَنَعَ [app. meaning Such a one did not leave, or, accord. to an explanation of the verb in a similar phrase in Har p. 333, did not delay, his doing such a thing]. (S.) Accord. to Er-Rághib, العَدْوُ primarily signifies Transition; [whence what here precedes;] or the going, or passing, beyond, or the exceeding, a limit, or the usual limit: and incompatibility to coalesce. (TA.) b2: And [hence,] عَدَاهُ, aor. as above, [inf. n. عَدْوٌ,] He went, or passed, beyond it; exceeded it; or transgressed it. (S, TA. *) So in the saying عَدَا طَوْرَهُ [He went, or passed, beyond his proper limit; exceeded it; or transgressed it]: and in like manner, الحَقَّ ↓ تعدّى and ↓ اعتداهُ signify He went, or passed, beyond, &c., what was true, or right; and so عَنِ الحَقِّ, and فَوْقَ الحَقِّ. (TA.) أَمَا عَدَا مَنْ بَدَا, a saying in which the vulgar erroneously omit the interrogative أ, means Does not he transgress that which is right who begins by acting injuriously? (TA.) And it is said عَدَا القَارِصُ فَحَرَزَ (tropical:) What was biting to the tongue attained to an excessive degree, so that it became acid: meaning that the affair, or case, became distressing. (S in art. قرص.) b3: And عَدَا عَلَيْهِ, inf. n. عَدْوٌ and عَدَآءٌ (S, Mgh, Msb, K) and عُدُوٌّ (S, Msb, K) and عُدْوَانٌ (ISd, Msb, K) and عِدْوَانٌ (ISd, K) and عُدْوَى; (K;) and ↓ تعدّى, and ↓ اعتدى; (S, Msb, K;) He acted wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically, against him; (S, Msb, K;) and transgressed against him, or exceeded the proper limit against him: (S, Msb:) [and he acted aggressively against him; agreeably with an explanation of the inf. n. of the last of these verbs in what follows: (see an ex. in a verse cited voce رِيحٌ:)] or he acted with excessive wrongfulness, &c., against him: (Mgh:) and ↓ اعدى signifies the same as the other verbs here mentioned; (K, TA;) whence (TA) one says, فِى مَنْطِقِكَ ↓ أَعْدَيْتَ Thou hast deviated from that which is right in thy speech: (S, TA:) ↓ الاِعْتِدَآءُ is the exceeding what is right; and it is sometimes in the way of aggression; and sometimes in the way of requital; and instances of the usage of its verb in both of these manners occur in the Kur ii. 190: (Er-Rághib, TA:) the first and third of the inf. ns. of عَدَا, mentioned above, occur in the Kur vi.108 accord. to different readings: (S, TA:) and [it is said that] العُدْوَانُ signifies sheer, or unmixed, wrongful or unjust or injurious or tyrannical conduct: (S:) or, as some say, the worst of [such conduct, i. e., of] الاِعْتِدَآء, in strength, or deed, or state or condition. (TA.) b4: And عَدَا عَلَيْهِ He acted corruptly towards him. (TA.) b5: And عُدِىَ عَلَيْهِ He had his property stolen, and was wronged. (TA.) And عَدَا عَلَى القُمَاشِ, inf. n. عَدَآءٌ [said in the TA to be like سَحَابٌ, but in the CK عَدًا,] and عُدْوَانٌ and عَدَوَانٌ, (K, TA,) but in the M written with damm and fet-h [i. e. عُدْوَان and عَدْوَان], (TA,) said of a thief, He stole the قماش [meaning goods, or utensils and furniture]. (K, TA.) And عَدَا فِى ظَهْرِهِ He stole what was behind him: (A in art. ظهر:) [or he acted wrongfully in respect of what was behind him: for] لِصٌّ عَادِى ظَهْرٍ is expl. by the words عَدَا فِى ظَهْرٍ فَسَرَقَهُ [so that it app. meansA thief who has acted wrongfully in respect of what was behind one, and stolen it]. (O and K in that art.) b6: And عَدَا عَلَيْهِ, (K, TA,) inf. n. عَدْوٌ, (TA,) signifies also He leaped upon him, or it. (K, TA.) b7: And عَدَا, (K,) or عَدَا فِى

مَشْيِهِ, (Msb,) aor. ـْ (Msb, K,) inf. n. عَدْوٌ (S, Mgh, Msb, K) and عَدًا and عُدُوٌّ and عَدَوَانٌ and تَعْدَآءٌ, (K,) signifies أَحْضَرَ [i. e. He ran; or rose in his running]; (S, * K, TA;) said of a man and of a horse: (TA:) or he went a pace nearly the same as that termed هَرْوَلَةٌ, (Msb, TA,) not so quick, (TA,) or which is not so quick, (Msb,) as that termed جَرْىٌ: (Msb, TA:) or he went a pace less quick than شَدٌّ and more so than مَشْىٌ: (TA in art. سعى:) or [he went quickly, or swiftly; for] العَدْوُ signifies السُّرْعَةُ: (Mgh:) [or rather he ran, whether gently or moderately or vehemently: that it often signifies he ran vehemently is shown by the prov. مِنْ سُلَيْكٍ ↓ أَعْدَى

More vehement in running than Suleyk, who is said to have outstripped fleet horses; and by numerous exs.:] and ↓ عّى signifies the same as عَدَا, denoting a quick pace. (TA in art. هبص.) b8: And [hence, perhaps,] عَدَا المَآءُ, aor. ـْ (assumed tropical:) The water ran. (TA.) A2: عَدَاهُ عَنِ الأَمْرِ, (S, K,) inf. n. عَدْوٌ and عُدْوَانٌ; as also ↓ عدّاهُ; (K;) signifies He, or it, diverted him; or turned him away, or back; (S, K;) and occupied him so as to divert him; (K;) from the thing, or affair. (S, K.) You say, عَدَتْ عَوَادٍ. (S, TA. See عَادِيَةٌ, voce عُدَوَآءُ: and see also the last sentence of the first paragraph of art. عود.) b2: عَدَانِى مِنْهُ شَرٌّ means بَلَغَنِى [i. e., app., Evil, or mischief, reached me from him, or it]. (TA. [See a signi-fication of 4.]) A3: عَدِيتُ لَهُ signifies I hated him, or it. (ISd, K.) A4: عَدَا is also a verb by which one makes an exception, with مَا [preceding it] and without مَا: (S, K:) you say, جَآءَنِى القَوْمُ مَا عَدَا زَيْدًا [The people, or party, came to me, except Zeyd]; and جَاؤُونِى عَدَا زَيْدًا [which means the like]; putting what follows it in the accus. case; the agent being implied in it: (S: [see this expl. in what has been said of خَلَا as used in the same manner:]) accord. to MF, it is a verb when what follows it is put in the accus. case; and when what follows it is put in the gen. case, it is a particle, by common consent: (TA: [and the like is said in the Mughnee; i. e., that it is similar to خَلَا in respect of the explanations there given of the different usages of this latter; but that Sb did not know it to have been used otherwise than as having the quality of a verb:]) one says, رَأَيْتُهُمْ عَدَا أَخَاكَ and مَا عَدَاهُ, meaning مَا خَلَا [i. e. I saw them, except thy brother]: and sometimes it governs the gen. case without ما: thus in the M: Az says, [as though regarding it as only a particle,] when you suppress [ما], you make it to govern the accus. case as meaning إِلَّا and you make it to govern the gen. case as meaning سِوَى. (TA.2 عداهٌ, (S, K,) inf. n. تَعْدِيَةٌ, (K,) He made him, or it, to pass [from a thing, or an affair, to another: see 1, first sentence]: (S, K:) and he made it to pass through, and go beyond; syn. أَنْفَذَهُ. (K.) b2: Hence تَعْدِيَةُ الفِعْلِ, a phrase of the grammarians, [generally meaning (assumed tropical:) The making the verb transitive,] as in خَرَجَ زَيْدٌ فَأَخْرَجْتُهُ [Zeyd went forth and I made him to go forth]. (TA.) b3: See also 1, first quarter, in seven places: b4: and again, in the latter half, in two places.3 عاداهُ, (K, TA,) inf. n. مُعَادَاةٌ, (S, K, TA,) [He treated him, or regarded him, with enmity, or hostility:] the verb in this phrase is that of which the epithet is عَدُوٌّ, and the subst. is عَدَاوَةٌ. (K, TA.) [It is perhaps from one of the three phrases next following]. b2: عادى الشَّىْءَ signifies He was, or became, distant, or aloof, from the thing; or he made the thing to be, or become, distant, or aloof; syn. بَاعَدَهُ. (TA.) And you say, فُلَانٌ لَا يُعَادِينِى وَلَا يُوَادِينِى, meaning لَا يُجَافِينِى وَلَا يُوَاتِينِى [app. Such a one will not make me to be, or become, remote, or aloof, from him, nor will he comply with me: but لَا يُوَادِينِى properly signifies he will not take from me the دِيَة, or bloodwit]. (TA.) And عَادِ رِجْلَكَ عَنِ الأَرْضِ Draw away thy leg, or foot, from the ground. (TA.) And عَادَى الأَدَاةَ عَنِ البَعِيرِ He raised [partially] the furniture (consisting of the saddle and saddle-cloth) from contact with the camel [so as to render it bearable by him]. (ISh, TA in art. غلق.) b3: عادى شَعَرَهُ He took [somewhat] from his hair: or he raised it, (K, TA,) in washing it: or he neglected it, and did not oil it, or anoint it: or he subjected it time after time to the purification termed وُضُوع, and to washing. (TA.) b4: عادى الوِسَادَةَ He folded the pillow. (TA.) b5: عادى القِدْرَ He lowered one of the three stones upon which the cooking-pot rested, in order that it (the pot) might incline upon the fire. (TA.) b6: عادى بَيْنَ الصَّيْدَينِ, (S, * K,) inf. n. عِدَآءٌ (S, K) and مُعَادَاةٌ, (K,) He made a succession, of one to the other, between the two animals of the chase, (S, K,) by throwing down one of them immediately after the other, (S,) in one طَلَق [or heat]. (S, K.) Imra-el-Keys says, [describing a horse,] فَعَادَى عِدَآءً بَيْنَ ثَوْرٍ وَنَعْجَةٍ

دِرَاكًا وَلَمْ يَنْضَحْ بِمَآءٍ فَيُغْسَلِ [And he made a succession, of one to the other, between a wild bull and a wild cow, by running down one after the other in a single heat, overtaking uninterruptedly, and not breaking out with water (i. e. sweat) so as to become suffused therewith]. (S. [See EM p. 49.]) In like manner also المُعَادَاةُ بَيْنَ رَجُلَيْنِ means The piercing, or thrusting, two men, one after the other, uninterruptedly. (TA.) b7: And عَادَيْتُهُ [sometimes] signifies I vied, or contended, with him in running; i. q. حَاضَرْتُهُ, from الحُضْرُ. (A in art. حضر.) 4 اعدى الأَمْرَ He passed from, or beyond, another, to the thing, or affair: so in the K. (TA.) But in the M it is said, اعداهُ الدَّآءُ signifies The disease passed from another to him. (TA.) And one says أَعْدَى فُلَانٌ فُلَانًا مِنْ خُلُقِهِ, or مِنْ عِلَّةٍ بِهِ, or جَرَبٍ, (S, TA,) i. e. Such a one made somewhat of his natural disposition, or of a disease, or malady, that was in him, or of mange, or scab, to pass [from him] to such a one; [or infected him therewith; (see two exs., in a verse and a hemistich, cited in the first paragraph of art. جنى;)] and اعداهُ بِهِ signifies the same: and اعدى صَاحِبَهُ He made his companion to acquire the like of what was in him. (TA.) And يُعْدِى is said of the mange, or scab, &c., meaning It passes from him that has it to another; (S, K;) and in like manner one says of a disease, ↓ يتعدّى: (Nh, TA:) but it is said in an explanation of a trad., لَا يُعْدِى شَىْءٌ شَيْئًا [i. e. A thing (meaning disease) does not pass by its own agency to a thing]. (S, TA.) [Therefore] one says, of the mange, or scab, [or the like,] اعداهُ اللّٰهُ God made it to pass from him that had it to one that was near to him, so that he became affected therewith. (Msb.) b2: One says also, of a man, قَدْ أَعْدَى النَّاسَ بِشَرٍّ He has made evil, or mischief, to cleave to men. (TA.) A2: See also 1, near the middle, in two places.

A3: اعداهُ عَلَيْهِ He aided, or assisted, him, (S, Mgh, Msb, K,) and strengthened him, (K,) against him; (S, Mgh, Msb, K;) and avenged him of him; (S, Msb;) namely, one who had wronged him. (S, Mgh, Msb.) and اعداهُ He (a judge) heard his accusation against another, and commanded to bring his adversary. (Mgh.) A4: اعداهُ, (S, Msb, K, TA,) namely, a horse, (S, TA,) and also a man, (TA,) [He made him to run, whether gently or moderately or vehemently: or, as sometimes used,] he made him, (K, TA,) or desired him, (S,) to go the pace termed حُضْر: (S, K, TA:) or he made him to go a pace nearly the same as that termed هَرْوَلَة, (Msb, TA,) not so quick, (TA,) or which is not so quick, (Msb,) as that termed جَرْى: (Msb, TA: [see 1, latter half:]) and ↓ استعداهُ signifies the same. (S.) 5 تَعَدَّوَ see 1, first quarter, in two places: and see 4. b2: [Hence تعدّى said of a verb, It was, or became, transitive.] b3: تعدّى الحَقَّ: and تعدّى

عَلَيْهِ: see 1, second quarter, in two places.

A2: تَعَدَّوْا They found milk, (K, TA,) which they drank, (TA,) and it rendered them in no need of wine: (K, TA:) so in the copies of the K; but correctly, of flesh-meat, as in the M. (TA.) b2: And They found pasturage for their cattle, and it rendered them in no need of purchasing fodder. (K, * TA.) A3: And تعدّى مَهْرَ فُلَانَةَ He took, or received, the dowry, or bridal gift, of such a woman. (K.) 6 تعادى القَوْمُ The people, or party, became affected, [or infected,] or smitten, (S, TA,) one with the disease of another, or one with the like of the disease of another: (S:) or died, one after another, (S, TA,) in one month, and in one year. (TA.) And تعادت الإِبِلُ The camels died in great numbers. (TA.) b2: And تعادى القَوْمُ عَلَىَّ بِنَصْرِهِمْ The people, or party, came upon me consecutively with their aid, or assistance. (TA.) b3: One says also, تعادى القَوْمُ (S, K) from العَدَاوَةُ (S) meaning The people, or party, treated, or regarded, one another with enmity, or hostility. (K.) b4: And تعادى مَا بَيْنَهُمْ (S, K) The case, or affair, that was between them became in a bad, or corrupt, state, (S,) or complicated, intricate, or confused, so as to be a subject of disagreement, or difference, between them. (K.) b5: And تعادى المَكَانُ The place was, or became, dissimilar in its several parts; and uneven. (TA.) and [hence] one says, بِعُنُقِى وَجَعٌ مِنْ تَعَادِى الوِسَادِ مِنَ المَكَانِ المُتَعَادِى i. e. [In my neck is a pain from the unevenness of the pillow from] the uneven place. (TA.) b6: And تعادى He, or it, was, or became, distant, remote, far off, or aloof, (S, * K, * TA,) عَنْهُ from him, or it. (S, TA.) A2: تعادوا They vied, competed, or contended for superiority, in going the pace termed العَدْو [meaning in running]. (K, TA.) 8 إِعْتَدَوَ see 1, second quarter, in three places. b2: الاِعْتِدَآءُ in supplication [to God] is The exceeding the limits of the [Prophet's] rule, or usage, that has been transmitted from generation to generation. (TA.) 10 الاِسْتِعْدَآءُ signifies The asking, or demanding, of aid, or assistance, (Mgh, Msb,) and of vengeance, or avengement, (Mgh,) and of strengthening: (Msb:) and also the act of aiding, or assisting. (Mgh.) You say, استعداهُ He asked, or demanded, of him (i. e. the prince, or governor, or commander, S, Mgh, Msb) aid, or assistance, (S, Mgh, Msb, K,) عَلَيْهِ against him, (S, Mgh, Msb,) namely, one who wronged him: (Mgh, Msb:) [or,] accord. to El-Khuwárezmee (who derives it from العَدِىُّ signifying الرَّجَّالَةُ الَّذِينَ يَعْدُونَ), استعدى [or استعدى القَاضِىَ] means he asked, or demanded, of the judge, that he should make his foot-messengers to run in quest of his antagonist and to bring him, for the purpose of exacting from him his right, or due. (De Sacy's Chrest. Arabe, sec. ed., iii. 100. [and an explanation similar to this, but not a similar derivation, is indicated in the Mgh by an explanation of أَعْدَاهُ, q. v.]) b2: See also 4, last sentence.

عَدَا, as a verb, or a preposition, or both, denoting an exception: see 1, last sentence.

عَدْوٌ an inf. n. of 1 [q. v.] b2: فَعَلَ كَذَا عَدْوًا بَدْوًا means He did thus openly, or publicly. (TA.) عِدْوٌ: see عِدًى: b2: and see also عَدَآءٌ.

عَدًى [or عَدًا]: see عُدْوَةٌ, in two places: and عَادٍ, last sentence.

عُدًى: see the next paragraph.

A2: [It is also a pl. of عَدُوٌّ, q. v.]

عِدًى The stones of a grave; as also ↓ عُدًى: (KL:) [i. e.] the broad stones with which the [oblong excavation called] لَحْد is covered over: (AA, TA:) or a thin stone with which a thing is concealed, or covered over; as also ↓ عِدَآءٌ; (K, TA;) the latter written in [a copy of] the M ↓ عَدَاءٌ, like سَحَابٌ; but [the former explanation seems to be the more correct, for] it is added in the K that one thereof is termed ↓ عِدْوٌ; and accord. to this, the word expl. above [or each of the two words expl. above] is a pl. (TA. [See also عِدْوَةٌ.]) b2: And Any piece of wood that is put between two [other] pieces of wood. (K, * TA.) A2: See also عُدْوَةٌ, in two places: and عَادٍ, last sentence: b2: and عُدَوَآءُ: b3: and عَدَآءٌ.

A3: [It is also a pl. of عَدُوٌّ, which see in two places.

A4: ] And عِدَى is used as a prefixed n. for عِدَة as syn. with وَعْد. (Fr; S and L in art. وعد, q. v.) عَدْوَةٌ [inf. n. un. of عَدَا: pl. عَدَوَاتٌ. b2: Hence the saying, السُّلْطَانُ ذُو عَدَوَاتٍ وَذُو بَدَوَاتٍ, expl. voce بَدَآءٌ, in art. بدو. See another reading of this saying voce عَدَوَانٌ.] b3: [Hence also,] one says, لَهُ عَدْوَةٌ شَدِيدَةٌ He has a vehement run of the kind termed عَدْو, inf. n. of عَدَا. (Msb) b4: عَدْوَةُ الأَمَدِ means The extent of the eyesight. (TA.) And one says, هُوَ مِنِّى عَدْوَةَ القَوْسِ [app. meaning He, or it, is at the distance of a bowshot from me]. (TA.) A2: See also عُدْوَةٌ. b2: عَدَايَا is used in poetry as a pl. of عدوة [app. عَدْوَةٌ, but in what sense is not shown]. (TA.) عُدْوَةٌ and ↓ عِدْوَةٌ, (S, Msb, K,) the former of the dial. of Kureysh and the latter of the dial. of Keys, (Msb,) and ↓ عَدْوَةٌ, (K,) all mentioned by ISd, (TA,) The side of a valley; (S, Msb, K;) as also ↓ عِدًى; (K;) which last likewise signifies [absolutely] a side, or lateral part or portion; and so ↓ عَدًى; (K, TA; [see both voce عَادٍ, last sentence;]) thus in the M; (TA;) and the pl. is أَعْدَآءٌ; (K, TA;) or this last signifies [particularly] the sides of a valley, and so do ↓ عِدًى and ↓ عَدًى: (TA:) the pl. of عُدْوَةٌ and ↓ عِدْوَةٌ is عِدَآءٌ and [of عُدْوَةٌ] عُدَيَاتٌ also. (S.) b2: And عُدْوَةٌ signifies also An elevated place; and so ↓ عِدْوَةٌ: (AA, S, K:) pl. [as above, i. e. of both] عِدَآءٌ and [of the former] عُدَيَاتٌ [also]. (K. [In some copies of the K, the latter pl. is written عَدَيَاتٌ; in the CK عُدْياتٌ; but it is correctly عُدَيَاتٌ, as above, thus in my copies of the S; and perhaps عِدَيَاتٌ may also be a pl., i. e. of عِدْوَةٌ, being thus written accord. to the TA in copies of the S.]) b3: And A place far extending: (K, TA:) mentioned by ISd. (TA.) b4: See also عَدَآءٌ. b5: [Reiske, as stated by Freytag, has expl. عُدْوَةٌ as signifying “ Atrium, impluvium domus: ” but this the former has app. done from his having found عدوة erroneously written for عَذِرَة.]

A2: عُدْوَةٌ signifies also The kind of plants, or herbage, termed خُلَّة; i. e., in which is sweetness. (TA.) عِدْوَةٌ: see عُدْوَةٌ, in three places: b2: and see also عَدَآءٌ. b3: [Freytag states, as from the Deewán of the Hudhalees, that, accord. to some, it signifies A stone with which a grave, or a well, is covered: and that the pl. is ↓ عَدَآءٌ: this latter, if correct, is a quasi-pl. n.: but perhaps it is correctly عِدَآءٌ: see عِدًى, first sentence.]

A2: أُمُور عِدْوَة [app. أُمُورٌ عِدْوَةٌ, or perhaps أُمُورُ عِدْوَةٍ,] signifies Remote affairs. (TA.) عَدْوَى Mange, or scab, or other disease, that passes, or is transitive, from one to another; (S, K, TA;) a transitive disease; and such is said to be the جَرَب, and the بَرَص, and the رَمَد, and the حَصْبَة, and the جُذَام, and the وَبَآء, and the جُدَرِىّ. (Kull p. 259.) You say, لَا تُقَرِّبْهُ مِنْهُ فَإِنَّ بِهِ عَدْوَى Do not thou bring him near to him, for in him is a disease such as the mange, or scab, that is transitive from one to another. (TK.) b2: And The transition of the mange, or scab, or other disease, from him that has it to another: (S, K, TA, TK:) the subst. from يَعْدُو said of the mange, or scab, expl. above, as meaning “ it passes ” &c. (Msb. [See 1, first quarter.]) It is said in a trad., لَا عَدْوَى, i. e. لَا يُعْدِى شَىْءٌ شَيْئًا [A thing (meaning disease) does not pass by its own agency to a thing]; (S;) or [lit.] there is no transition of the mange, or scab, or other disease, from him that has it to another. (TK.) b3: And i. q. فَسَادٌ [i. e. Badness, corruptness, unsoundness, &c.]. (K, TA. [In the CK erroneously written in this sense عُدْوٰى; which, however, being an inf. n. of عَدَا in the phrase عَدَا عَلَيْهِ, q. v., may be correctly used as having the same, or nearly the same, meaning.]) So in the saying, ?? [In him, or it, is badness, &c.]. (TK.) A2: A(??) A demand that one makes upon a prefect, or governor, [or judge,] to aid, or assist, him against him who has wronged him, i. e. to inflict penal retribution on him, (IF, S, Msb,) for his wrongdoing to him. (IF, Msb.) b2: and Aid, or assistance, against a wrongdoer, (S, Mgh, TA,) required of a judge, for the bringing into his presence the antagonist: and also applied to a signet, or a [sealed] piece of clay, given by the judge as a token to denote the summoning of him whose presence is required. (Mgh.) عُدَوَآءُ (S, K) and ↓ عَادِيَةٌ and ↓ عَدَآءٌ (K) Distance, or remoteness, (S, K, TA,) as also ↓ عِدًى, (Ham p. 377,) [or particularly] of a house, or an abode, or a dwelling. (S, TA.) [Hence,] one says, طَالَتْ عُدَوَاؤُهُمْ Their distance, or remoteness, one from another, and their separation, was, or became, long. (TA.) b2: Also (i. e. the first and ↓ second and ↓ third words) Occupation, or business, that turns one away, or back, from a thing: (K, TA:) or عُدَوَآءُ signifies a custom, or habit, of occupation or business: (TA:) and عُدَوَآءُ الشُّغْلِ, the hindrances, or impediments, of occupation or business: (S, TA:) and one says, جِئْتَنِى وَأَنَا فِى عُدَوَآءَ عَنْكَ i. e. [Thou camest to me when I was engaged] in an occupation that diverted [me from thee]: (so in one of my copies of the S:) the pl. of ↓ عَادِيَةٌ is عَوَادٍ: (TA:) عَوَادِى الدَّهْرِ means the accidents, or casualties, of time or fortune, that divert [or intervene as obstacles] by occupying or busying: (S:) and you say, عَوَادِ ↓ عَدَتْ, [lit.] meaning Things, or events, turning away, or back, turned, or have turned, away, or back; [but this phrase, when followed by دُونَ or بَيْنَ, I would rather render, simply, obstacles occurred, or have occurred;] (S, TA;) thus in the latter of two verses cited voce حَبَّ. (S.) b3: عُدَوَآءُ الدَّهْرِ means The shifting, and varying, of time or fortune. (TA.) b4: and عُدَوَآءُ الشَّوْقِ What has severely affected, distressed, or afflicted, its sufferer, of the yearning, or longing, of the soul, or of longing desire. (TA.) b5: And عُدَوَآءُ signifies also A مَرْكَب [i. e. beast, or saddle, or thing on which one rides,] that is not easy: (K:) or, accord. to As, a place where he who sits thereon is not in a state of ease: and one says, جِئْتُ عَلَى مَرْكَبٍ ذِى عُدَوَآءَ i. e. [I came upon a beast, or saddle, &c.,] that was not easy: (S:) and جِئْتُكَ عَلَى فَرَسٍ ذِى عُدَوَآءَ, the last word imperfectly decl., i. e. [I came to thee upon a horse] that was not easy: (TA:) and جَلَسَ عَلَى عُدَوَآءَ He sat upon an uneven thing or place; (M, TA;) the last word imperfectly decl., as is said by ISd. (TA.) b6: Also Dry, hard, land; (K, TA;) sometimes occurring in a well when it is dug; and sometimes it is stone, from which the digger turns aside: and one says, أَرْضٌ ذَاتُ عُدَوَآءَ, meaning land that is not even, or plain; not easy to walk or ride or lie upon: or, as some say, it means a rough, rugged, place: or an elevated place upon which the camel lies down and then reclines thereon upon his side, having by his side a depressed place, which causes him to tend downwards, in consequence whereof he becomes in the state termed تَوَهُّنٌ, [weak, or languid, and unable to rise,] i. e. in the condition of extending his body towards the low place while his legs are upon the عُدَوَآء, which is the elevated, so that he is unable to rise, and dies. (TA.) A2: And [it is said that] العُدَوَآءُ also signifies اناخة قليلة [app. إِنَاخَةٌ قَلِيلَةٌ, meaning A little, or brief, making of a camel to lie down upon the breast, as is done on the occasions of mounting and dismounting &c.]. (TA.) عُدْوِىٌّ and عُدَوِىٌّ [are rel. ns. of which only the fem. forms are mentioned, in what here follows]. عُدْوِيَّةٌ and عُدَوِيَّةٌ are rel. ns. of عُدْوَةٌ as meaning “ the kind of plants, or herbage, termed خُلَّة,” the former reg. and the latter irreg.; and عَوَادٍ [pl. of ↓ عَادٍ or of عَادِيَةٌ] is a possessive epithet [from the same], without the relative ى: [all are app. applied to camels, as meaning Having for their pasture the plants, or herbage, called عُدْوَة, above mentioned: but it is immediately added,] and عُدْوِيَّةٌ and عُدَوِيَّةٌ applied to camels signify that pasture upon the [plants called] حَمْض: (TA:) and ↓ عَادِيَةٌ and [the pl.] عَوَادٍ, so applied, have this latter meaning accord. to the M and K: but accord. to the S, they are applied to camels as meaning abiding among the [trees called] عِضَاه, not quitting them, and not pasturing upon the حَمْض; and so is [the pl.] عَادِيَاتٌ. (TA in another portion of this art.) [See also عَاذِيَةٌ, in art. عذو.]

عِدَوِىٌّ, being a rel. n. of عِدَةٌ, see in art. وعد.

عَدَوِيَّةٌ The herbage of the صَيْف [q. v., here app. meaning spring], after the departure of the رَبِيع [q. v., here app. meaning winter]: (S, K:) it is applied to the young trees which then become green and are depastured by the camels: (S:) or, as some say, the [plants, or herbage, called] رَبْل [q. v.]. (TA.) b2: And The young ones of sheep or goats. (K.) b3: And Female infants [of the age] of forty days; (K, TA; [in the CK, نَبات is erroneously put for بَنَات;]) but when their [hair termed] عَقِيقَة has been cut off, this appel-lation is no longer applied to them: so says Lth; but Az pronounces him to have erred: (TA:) or it is with غ (K, TA) and ذ, both dotted, or only the former of them dotted, and one of them is called غَدِىٌّ [or غَدَوِىٌّ, or غَذِىٌّ or غَذَوِىٌّ]: thus in the M, and thus accord. to Az. (TA.) عُدْوَانٌ [expl. in the S as signifying Sheer or unmixed, wrongful or unjust or injurious or tyrannical conduct,] is an inf. n. of عَدَا in the phrase عَدَا عَلَيْهِ [q. v.]; (ISd, Msb, K;) as also عِدْوَانٌ. (ISd, K.) عَدَوَانٌ, applied to a wolf, (S, K,) means يَعْدُو عَلَى النَّاسِ [i. e. That acts aggressively against men]; (S, TA;) i. q. ↓ عَادٍ [app. in this sense], (K, TA,) which occurs in a trad. applied to a beast of prey, (TA,) an epithet applied to a beast of prey by the Prophet: (Mgh:) one says سَبُعٌ عَادٍ and سِبَاعٌ عَادِيَةٌ. (Msb.) [In the S, immediately after the words يَعْدُو عَلَى النَّاسِ, it is added, and hence their saying, السُّلْطَانُ ذُو عَدَوَانٍ وَذُو بَدَوَانٍ; and thus I find the saying cited as from the S in arts. عدو and بدو of the PS: but I think that عَدَوَانٍ and بَدَوَانٍ, here, are mistranscriptions for عَدَوَاتٍ and بَدَوَاتٍ, as I find them written in my copies of the S and TA in the arts. above mentioned: see عَدْوَةٌ, above; and see بَدَآءٌ in art. بدو, where it seems to be clearly shown that بَدَوَاتٍ is correct, as pl. of بَدَاةٌ.] b2: Also, (S, K, and Ham p. 81,) and ↓ عَدَّآءٌ, (Mgh, Msb, K, and Ham ubi suprà,) That runs vehemently, or much; (S, Mgh, Msb, K; *) i. q. شَدِيدُ العَدْوِ, (S, TA,) or كَثِيرُ العَدْوِ; (Ham;) applied to a horse: (Mgh, and Ham:) [and to a man:] الشَّدِيدَةُ, in the K, is a mistake for الشَّدِيدُهُ, meaning الشَّدِيدُ العَدْوِ. (TA.) عَدَآءٌ an inf. n. of عَدَا in the phrase عَدَا عَلَيْهِ [q. v.]. (S, Mgh, Msb, K.) b2: And, as also ↓ عِدَآءٌ, A single طَلَق [or heat; i. e., a single run, at once, to a goal, or limit]; (K, TA;) of a horse. (TA.) A2: And عَدَآءُ كُلِّ شَىْءٍ, (S, K,) as also ↓ عِدَاهُ, (K, TA,) [the latter written in the CK عِداؤُهُ, but] the former is with the lengthened ا and the latter with the shortened ا, (TA,) and ↓ عِدْوُهُ and ↓ عِدْوَتُهُ and ↓ عُدْوَتُهُ, (K,) signify طَوَارُهُ, (S, K,) i. e. [The equal, of anything, in breadth and length; or] what is coextensive with anything in its breadth and its length. (S, TA.) One says, لَزِمْتُ عَدَآءَ الطَّرِيقِ, or النَّهْرِ, or الجَبَلِ, meaning طَوَارَهُ [i. e. I kept to the tract coextensive in its breadth and its length with the road, or the river, or the mountain]. (TA.) A3: See also عُدَوَآءُ, first and third sentences.

A4: And see عِدًى, and عِدْوَةٌ.

عِدَآءٌ: see the next preceding paragraph: A2: and see also عِدًى.

عَدُوٌّ And enemy, contr. of وَلِىٌّ, (S,) or of صَدِيقٌ, (K,) or of صَدِيقٌ مُوَالٍ; (Msb;) an epithet, but resembling a subst.: (S:) [and (like our word “ enemy ” in military parlance) a hostile party: for] it is used alike as sing. and pl. and masc. and fem.; (Msb, K;) as is said in the “ Muk-tasar el-' Eyn: ” (Msb:) but sometimes it is dualized and pluralized and feminized: (K:) the pl. is أَعْدَآءٌ; (S, Msb, K;) and the pl. of أَعْدَآءٌ is أَعَادٍ; (Msb, K; *) and عِدًى and عُدًى are also pls. of عَدُوٌّ; (S, Msb, K; [each improperly termed in the K اِسْمُ جَمْعٍ; for فِعَلٌ and فُعَلٌ are measures of pls., not of quasi-pl. ns.;]) the former said by ISk to be the only pl. of this measure among epithets; (S, Msb; *) and عُدَاةٌ, with damm and with ة, is another pl.; (Th, S, Msb;) and is pl. of ↓ عَادٍ, (K, TA,) which is syn. with عَدُوٌّ; (S, K, TA;) as in the saying of a woman of the Arabs, أَشْمَتَ رَبُّ العَالَمِينَ عَادِيَكَ [May the Lord of the beings of the universe make thy enemy to rejoice at thy affliction]: (S, TA:) the fem. form of عَدُوٌّ is عَدُوَّةٌ, (S, Msb,) which is said by Az to be used when the meaning of an epithet is intended: (Msb:) it is said by ISk, (S, TA,) and in the “ Bari',” (Msb,) that there is no instance of the measure فَعُولٌ in the sense of فَاعِلٌ but its fem. is without ة, except عَدُوَّةٌ, (S, Msb, K,) in the phrase هٰذِهِ عَدُوَّةٌ اللّٰهِ [This woman is the enemy of God]: accord. to Fr, عَدُوَّةٌ has the affix ة to assimilate it to صَدِيقَةٌ; for a word is sometimes formed to accord with its contr.: (S, TA:) Az says that he heard certain of the tribe of 'Okeyl say, [of some women,] هُنَّ وَلِيَّاتُ اللّٰهِ and عَدُوَّاتُ اللّٰهِ and أًوْلِيَاؤُهُ and أَعْدَاؤُهُ [i. e. They are the friends of God and the enemies of God]. (Msb.) [The pl.] عِدًى signifies also Persons distant, or remote, one from another: (ISd, K, TA:) and (K) strangers, or foreigners: (ISk, S, K, TA:) and such as are distant, or remote, in respect of relationship; or not relations: (TA:) as well as enemies: (M, TA:) كَالأَعْدَآءِ, which is added in the K after وَالغُرَبَآءُ, should be وَالأَعْدَآءُ. (TA.) عَدِىٌّ is a pl. [or rather a quasi-pl. n.] of عَادٍ, q. v. (S, TA.) عَدَاوَةٌ Enmity, or hostility; (S, K, TA;) like مُعَادَاةٌ [inf. n. of 3, q. v.]. (TA.) عَدَّآءٌ: see عَدَوَانٌ, last sentence.

عَادٍ [act. part. n. of عَدَا, q. v. b2: As such particularly signifying] Acting wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically; transgressing, or exceeding the proper limit: (Msb, TA:) pl. عَادُونَ. (Msb.) Hence the saying, لَا أَشْمَتَ اللّٰهُ بِكَ عَادِيَكَ i. e. [May God not make to rejoice at thy affliction] him who acts wrongfully to thee. (TA.) [And hence the phrase لِصٌّ عَادِى ظَهْرٍ, expl. in art. ظهر.] See also عَدَوَانٌ. And see عَدُوٌّ, with which it is syn. b3: Also Seizing, or carrying off, by force; or snatching at unawares. (TA.) and العَادِى signifies [particularly] The lion; (K, TA;) because of his injuriousness, and his seizing men and making them his prey. (TA.) b4: ↓ عَدِىٌّ is a pl. of عَادٍ, [or rather a quasi-pl. n.,] like as غَزِىٌّ is of غَازٍ; as such signifying Runners upon their feet: (S, TA:) or a company of men, (K, TA,) in the dial. of Hudheyl, (TA,) that run to the fight (K, TA) and the like: (TA:) or the first, of the footmen, [or foot-soldiers,] that charge, or assault; (K, TA;) because they run quickly: (TA:) like عَادِيَةٌ, (K, TA,) of which the pl. is عَوَادٍ, (TA,) in both senses: or this signifies the horsemen; (K, TA;) i. e. the first, of the horsemen, that charge, or assault, in a hostile, or predatory, incursion, especially; (TA;) or horses making a hostile, or predatory, incursion; and hence [the pl.] العَادِيَات in the Kur c. 1. (TA in the supplement to this art.) And accord. to ElKhuwárezmee, عَدِىٌّ particularly signifies The foot-messengers of the sovereign, and of the judge, who are made to run in quest of one against whom an accusation has been made, and to bring him, for the purpose of exacting from him the right, or due, of his accuser. (De Sacy's Chrest. Arabe, sec. ed., iii. 100.) A2: عَادِى العَوَادِى, a phrase used by a poet, is expl. by IAar as meaning The hardest, or most pressing, or most severe, of occupations that turn one away, or back, from a thing. (TA.) A3: See also عَادٍ and its fem. عَادِيَةٌ voce عُدْوِىٌّ.

A4: عَادِيَا اللَّوْحِ signifies طَرَفَاهُ [The two extremities, or two sides, of the tablet or the like]; (K, TA;) each of them being called عادى [i. e.

عَادِى اللَّوْحِ, or a mistranscription for عَادٍ], like عِدى [i. e. ↓ عِدًى or ↓ عَدًى, both mentioned above, voce عُدْوَةٌ, as meaning, absolutely, a side, or lateral part or portion]. (TA.) عَادِيَةٌ [fem. of.عَادٍ, q. v.

A2: As a subst., it signifies] Wrongdoing, injustice, injuriousness, or tyranny; and evil, or mischief; (S, TA;) as in the saying دَفَعْتُ عَنْكَ عَادِيَةَ فُلَانٍ [I repelled, or have repelled, from thee the wrongdoing &c., and the evil, or mischief, of such a one]: (S:) it is an inf. n. [or rather a quasi-inf. n.] like عَاقِبَةٌ: and signifies also sharpness, or hastiness, of temper; and anger. (TA.) Also The harm, or hurt, of poison. (Har p. 304.) A3: See also عُدَوَآءُ, in three places.

A4: عَوَادِى الكَرْمِ, (K, TA,) of which عَادِيَةٌ is the sing., (TA,) signifies The grape-vines that are planted at the feet, or roots, of great trees. (K, TA.) أَعْدَى [a noun denoting the comparative and superlative degrees, and having several different significations]. أَعْدَى مِنَ الجَرَبِ More transitive, or wont to pass from one to another, than the mange, or scab, is a prov. (Meyd.) and أَعْدَى مِنَ الثُّؤَبَآءِ is another prov., having a similar meaning [i. e. More wont to pass from one to another, or, as we commonly say, more catching, than yawning]; (Meyd;) for when a man yawns in the presence of others, they become affected as he is. (TA in art. ثأب.) b2: أَعْدَى مِنَ الذِّئْبِ is also a prov., and may mean More wrongful, or more inimical, or more vehement in running, than the wolf. (Meyd.) أَعْدَى مِنْ سُلَيْكٍ, another prov., (expl. in the latter half of the first paragraph,) is from العَدْوُ. (Meyd.) b3: هُوَ أَعْدَى شَىْءٍ [app. meaning It is the most effectual thing to aid, or assist, or to avenge; أَعْدَى in this case being irregularly formed from the augmented verb in the phrase أَعْدَاهُ عَلَيْهِ]. (TA in art. ادو: see آدَى in that art.) تَعَادٍ Uneven places, (K, TA,) dissimilar in their several parts: occurring in this sense in a trad. (TA.) As mentions the saying نِمْتُ عَلَى

↓ مَكَانٍ مُتَعَادٍ, meaning [I slept upon] a place dissimilar in its several parts; uneven: and هٰذِهِ

↓ أَرْضٌ مُتَعَادِيَةٌ This is land having in it burrows, and [trenches, or channels, such as are termed]

لَخَاقِيق. (S, TA.) مَا لِى عَنْ فُلَانٍ مَعْدًى means There is not for me any going beyond such a one to another, nor any stopping short of him. (S.) مَعْدُوٌّ: see what next follows.

فُلَانٌ مَعْدِىٌّ عَلَيْهِ and ↓ مَعْدُوٌّ (S, K *) mean [Such a one is] treated wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically: (K:) the ى in مَعْدِىٌّ is substituted for و because the latter [in this case] is deemed difficult of utterance. (S.) مُتَعَادٍ; and its fem., with ة: see تَعَادٍ.
باب العين والدّال و (واي) معهما ع د و، ع ود، د ع و، وع د، ود ع، يدع

عدو: العَدْوُ: الحُضْرُ. عدا يعدو عدواً وعدوّاً، مثقلةً، وهو التعدّي في الأمر، وتجاوز ما ينبغي له أن يقتصر عليه، ويقرأ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً على فُعُول في زنة: قُعُود. وما رأيت أحداً ما عدا زيداً، أي: ما جاوز زيداً، فإن حذفت (ما) خفضته على معنى سوى، تقول: ما رأيت أحداً عدا زيد. وعدا طورَه، وعدا قدرَه، أي: جاوز ما ليس له. والعدوان والإعتداء والعداء، والعدوى والتعدّي: الظُّلْمُ البراح. والعَدْوَى: طلبك إلى والٍ ليُعْدِيَك على من ظلمك، أيْ: ينتقم لك منه باعتدائه عليك. والعَدْوَى: ما يقال إنّه يُعْدِي من جَرَب أو داء.

وفي الحديث: لا عَدْوَى ولا هامةِ ولا صفرَ ولا غُولَ ولا طيرَةَ

أي: لا يُعْدي شيءٌ شيئاً. والعَدْوَةُ: عَدْوَةُ اللّص أو المغيرِ. عدا عليه فأخذ ماله، وعدا عليه بسيفِه فضربه، ولا يُريدُ عَدْواً على الرّجلينِ، ولكنْ من الظّلم. وتقول: عَدَتُ عوادٍ بيننا وخُطُوب، وكذلك عادت، ولا يُجْعَلُ مصدره في هذا المعنى: معاداة، ولكن يقال: عدى مخافةَ الإلتباس. وتقول: كُفَّ عنّي يا فلانُ عاديتَكَ، وعادية شرّك، وهو ما عَداك من قِبَلِهِ من المكروه. والعاديةُ: الخيلُ المغيرة. والعادية: شُغْلٌ من أشغال الدّهر تَعْدوك عن أمورك. أي: تشغلك. عداني عنك أمر كذا يعدوني عداءً، أي: شَغَلني. قال:

وعادك أن تلاقيها العداء

أي: شغلك. ويقولون: عادك معناه: عداك، فحذف الألف أمام الدال، ويقال: أراد: عاودك. قال :

إنّي عداني أن أزورميا ... صهب تغالى فوق نيّ نيّا

والعَداءُ والعِداءُ لغتان: الطَّلْقُ الواحد، وهو أن يعادي الفرس أو الصيّاد بين صيدين ويصرع أحدهما على أثر الآخر، قال :

فعادَى عِداءً بين ثَوْرٍ ونَعْجَةٍ

وقال :

يَصْرَعُ الخَمْسَ عَداءً في طَلَقْ

يعني يصرع الفرس، فمن فتح العين قال: جاوز هذا إلى ذاك، ومن كسر العين قال: يعادي الصيد، من العَدْو. والعَداء: طَوارُ الشيء. تقول: لَزِمتُ عَداء النّهر، وعَداءَ الطريق والجبل، أي: طواره. ويقال: الأكحل عرْقٌ عَداءَ السّاعد. وقد يقال: عِدْوة في معنى العَداء، وعِدْو في معناها بغير هاء، ويجمع [على أفعال فيقال] أعداء النهر، وأعداء الطريق. والتَّعداء: التَّفعال من كلّ ما مرَّ جائز. قال ذو الرّمة :

مِنْها على عُدْوَاءِ النَّأيِ تَسْتقيمُ

والعِنْدَأْوَة: التواءٌ وعَسَرٌ [في الرِّجْلِ] . قال بعضهم: هو من العَداءِ، والنون والهمزة زائدتان، ويقال: هو بناء على فِنْعالة، وليس في كلام العرب كلمة تدخل العين والهمزة في أصل بنائها إلاّ في هذه الكلمات: عِنْدأْوة وإمَّعة وعَباء، وعَفاء وعَماء، فأمّا عَظاءة فهي لغة في عَظاية، وإن جاء منه شيء فلا يجوز إلاّ بفصل لازم بين العين والهمزة. ويقال: عِنْدَأوة: فِعْلَلْوة، والأصلُ أُمِيتَ فِعْلُهُ، لا يُدرى أمن عَنْدَى يُعْنَدي أم عدا يعدو، فلذلك اختلف فيه. وعدّى تَعْدِيَةً، أي: جاوز إلى غيره. عدّيتُ عنّي الهمَّ، أي: نحّيتُه. وتقول للنّازل عليك: عدِّ عنّي إلى غيري. وعَدِّ عن هذا الأمر، أي: دعْهُ وخذ في غيره. قال النّابغة :

فعدِّ عمّا تَرَى إذ لا ارتجاعَ لَهُ ... وانْمِ القُتُودَ على عَيْرانَةٍ أُجُدِ

وتعدّيتُ المفازَةَ، أي: جاوزتُها إلى غيرها. وتقول للفعل المجاوِزِ: يتعدّى إلى مفعولٍ بعد مفعول، والمجاوز مثل ضرب عمرو بكراً،والمتعدّي مثل: ظنّ عمرو بكراً خالداً. وعدّاه فاعله، وهو كلام عامّ في كل شيء. والعَدُوُّ: اسمٌ جامعٌ للواحد والجميع والتّثنية والتّأنيث والتّذكير، تقول: هو لك عدوٌّ، وهي وهما وهم وهنَّ لك عدوٌّ، فإذا جعلته نعتاً قلت: الرّجلانِ عدوّاك، والرّجالُ أعداؤك. والمرأتان عدوتاك، والنسوة عداوتك، ويجمع العدوّ على الأعداء والعِدَى والعُدَى والعُداة والأعادي. [وتجمع العَدوّة على] عَدَايا. وعدْوانُ حيّ من قيس، قال :

عَذيرَ الحيِّ من عدوان ... كانوا حَيَّةَ الأرْضِ

والعَدَوان: الفَرس الكثير العَدْوِ. والعَدَوان: الذّئب الذي يعدو على النّاس كلّ ساعة، قال يصف ذئباً قد آذاه ثمّ قتله بعد ذلك :

تذكرُ إذْ أنت شديدُ القَفْز ... نَهْد القصيرَى عَدَوان الجمز

والعداوء: أرضٌ يابسةُ صُلْبة، وربما جاءت في جوف البئر إذا حُفِرَت، وربّما كانت حجراً حتى يحيد عنها الحفّار بعضَ الحَيْد. قال العجّاج يصفُ الثّور وحَفْرَهُ الكِنَاسَ :

وإن أصاب عُدَوَاءَ احْرَوْرَفا ... عنها وولاّها الظُّلوفَ الظُّلَّفا

والعُدوة: صلابة من شاطىء الوادي، ويقال: عِدوة، ويقرأ: إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا بالكسر والضم. عَدّي: فَعيلٌ من بنات الواو، والنسبة: عَدَوِيّ، ردّوا الواو كما يقولون: عَلَوِيّ في النسبة إلى عَلِيّ. والعَدَويّة من نَباتِ الصّيف بعد ذهاب الرّبيع يَخْضرُّ صغار الشّجر فترعاه الإبلُ. والعَدَويَّة: من صغارِ سِخال الغَنَم، يقال: هي بناتُ أربعينَ يوماً فإذا جُزَّتْ عنها عقيقتُها ذَهَبَ عنها هذا الاسم. ومَعْدي كرب، مَنْ جَعَلَهُ مَفْعِلاً فإنّه يكون له مخرجٌ من الواو والياء جميعاً، ولكنّهم جعلوا اسمين اسماً واحداً فصار الإعرابُ على الباء وسكّنوا ياء مَعْدِي لتحرُّكِ الدّال، ولو كانت الدّال ساكنة لنصبوا الياء، وكذلك كلُّ اسمينِ جعلا اسماً واحداً، كقول الشاعر :

... عرّدت ... بأبي نَعَامَةَ أمُّ رَأْلٍ خَيْفَقُ

عود: العَوْدُ: تثنيةُ الأمرِ عَوْداً بَعْدَ بَدْءٍ، بدأ ثم عاد. والعَوْدَةُ مرّة واحدة،

كما يقول: ملك الموت لأهل الميّت: إنّ لي فيكم عَوْدة ثمّ عَوْدة حتّى لا يبقى منكم أحد.

وتقول: عاد فلانٌ علينا معروفُه إذا أحسن ثمّ زاد قال :

قد أحْسَنَ سعدٌ في الذي كان بيننا ... فإنْ عادَ بالإحْسانِ فالعَوْدُ أحمدُ

وقول معاوية: لقد متّتْ برحِمٍ عَوْدة. يعني: قديمة. قد عَوَّدَتْ، أي: قَدُمَتْ، فصارت كالعَوْدِ القديم من الإبل. وفلان في مَعادة، أي: مُصيبة، يغشاه النّاس في مناوِح، ومثله: المَعاوِد: والمَعاوِد المآتم. والحجّ مَعادُ الحاجّ إذا ثنّوا يقولون في الدّعاء:

اللهمَّ ارزُقنا إلى البيتِ مَعاداً أو عَوْداً.

وقوله لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ يعني مكّة، عِدَةً للنبيّ صلى الله عليه وآله أن يَفْتحها ويَعودَ إليها. ورأيت فلانا ما يبدىء وما يُعيد، أي: ما يتكلّم بباديةٍ ولا عاديةٍ. قال عبيد بن الأبرص :

أقفر من أهله عبيد ... فاليوم لا يبدي ولا يُعِيدُ

والعادةُ: الدُّرْبة في الشيء، وهو أن يتمادى في الأمر حتّى يصيرَ له سجيّة. ويقال للرَّجُل المواظب في الأمر: مُعاوِد. في كلامِ بَعْضِهِم: الْزَموا تُقى الله واستعيدوها، أي: تعوّدوها، ويقال: معنى تَعَوَّدَ: أعاد. قال الرّاجز :

لا تَستطيعُ جَرَّه الغَوامِضُ ... إلاّ المُعِيداتُ بهِ النّواهِضُ

يعني: النّوق التي استعادتِ النَّهْضَ بالدّلو. ويقال للشّجاع: بطلٌ مُعاوِدٌ، أي: قد عاوَدَ الحربَ مرَّةً بعد مرّةٍ. وهو معيدٌ لهذا الشيء أي: مُطيقٌ له، قد اعتاده. والرّجال عُوّاد المريض، والنّساء عُوَّد، ولا يُقال: عُوّاد. واللهُ العَوَّادُ بالمغفرة، والعبد العَوَّاد بالذّنوب.. والعَوْدُ: الجَمَلُ المُسِنّ وفيه سَورة، أي بقيّة، ويجمع: عِوَدة، وعِيَدة لغة، وعوّد تعويداً بلغ ذلك الوقت، قال :

لا بُدَّ من صَنْعا وإنْ طال السَّفَرْ ... وإنْ تحنّى كلّ عَوْدٍ وانْعقَرْ

والعَوْدُ: الطّريقُ القديم. قال : عَوْدٌ على عَوْدٍ لأقْوامٍ أُوَل يريد: جمل على طريقٍ قديم. والعَوْدُ: يوصف به السُّودَدُ القديم. قال الطرماح :

هل المجدُ إلاّ السُّودَدُ العَوْدُ والنَّدَى ... ورَأْبُ الثَّأَى والصّبرُ عندَ المُواطِن

والعُوْدُ: الخشبةُ المُطَرّاة يدخن به. والعُودُ: ذو الأوتار الذي يضرب به، والجميع من ذلك كلّه: العِيدان، وثلاثة أعواد، والعَوَّادُ: متّخذُ العِيدان. والعِيدُ: كلُّ يومِ مَجْمَعٍ، من عاد يعود إليه، ويقال: بل سُمِّيَ لأنّهم اعتادوه. والياءُ في العيد أصلها الواو قُلبت لِكَسْرَةِ العَيْن. قال العجاج يصف الثور الوحشيّ ينتابُ الكِناس :

يَعْتاد أرباضاً لها آريُّ ... كما يَعودُ العيدَ نَصْرانيُّ

وإذا جمعوه قالوا: أعْياد، وإذا صغّروه قالوا: عُيَيْد، وتركوه على التّغيير. والعِيدُ يُذَكَّرُ ويُؤَنَّث. والعائدة: الصّلة والمعروف، والجميع:عوائد. وتقول: هذا الأمر أَعْوَد عليك من غيره. أي: أرفقُ بك من غيره. وفَحْلٌ مُعيدٌ: مُعتادٌ للضِراب. وعوّدتُه فتعوَّد. قال عنترة يَصِفُ ظليماً يَعْتادُ بيضَه كلَّ ساعة :

صَعْلٍ يَعودُ بذْي العُشَيْرَةِ بيضَهُ ... كالعَبْد ذي الفَرْوِ الطويلِ الأصْلَمِ

والعِيدِيّةُ: نجائبُ منسوبة إلى عاد بن سام بن نوح عليه السّلام، وقبيلته سُمّيت به. وأمّا عاديّ بن عاديّ فيقال: ملك ألف سنة، وهزم ألف جيش وافتضّ ألفَ عذراءَ، ووجد قبيل الإسلام على سريرٍ في خرقٍ تحتَ صخرةٍ مكتوبٍ عليها على طَرَفِ السّرير قِصَّتُه . قال زهير :

ألم تَرَ أنّ اللهَ أَهْلَكَ تُبّعاً ... وأَهْلَكَ لُقمانَ بن عادٍ وعادِيا

وأمّا عادٌ الآخرة فيقال إنّهم بنو تميم ينزلون رمالَ عالِجٍ، وهم الذين عَصَوا الله فمسخهم نسناساً لكلّ إنسان منهم يدٌ ورجلٌ من شِقٍّ ينقز نقز الظّبْي. فأمّا المسخُ فقد انقرضوا، وأمّا الشَّبُه الذي مُسِخوا عليه فهو على حاله . ويقال للشيء القديم: عاديّ يُنْسَبُ إلى عادٍ لقِدَمِهِ. قال :

عادِيّة ما حُفِرَتْ بعدَ إرَمْ ... قام عليها فتيةٌ سود اللمم دعو: الدِّعْوَةُ: ادّعاء الولد الدّعيّ غير أبيه، ويدّعيه غير أبيه. قال :

ودِعْوَة هاربٍ من لُؤْمِ أصلٍ ... إلى فحْلٍ لغير أبيه حوب

يقال: دَعيٌّ بيّنُ الدِّعْوَة. والادّعاء في الحرب: الاعتزاء. ومِنْه التّداعي، تقول: إليّ أنا فُلان.. والادعاء في الحرب أيضاً أنْ تقولَ يال فلان. والادّعاء أن تدّعي حقًّا لك ولغيرك، يقال: ادّعَى حقًّا أو باطلاً. والتّداعي: أن يدعوَ القومُ بعضُهم بعضاً.

وفي الحديث: دع داعيةَ اللّبنِ

يعني إذا حلبت فدعْ في الضّرع بقيّةً من اللّبن. والدّاعيةُ: صريخ الخَيْلِ في الحروب. أجيبوا داعيةَ الخيل. والنّادبة تدعو الميت إذا نَدَبتْهُ. وتقول: دعا الله فلاناً بما يكره، أي: أنزل به ذلك. قال :

دعاكَ اللهُ من قَيْسٍ بأفعَى ... إذا نام العيونُ سرتْ عليكا

وقوله عز وجل: تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى ، يقال: ليس هو كالدّعاء، ولكنّ دعوتَها إيّاهم: ما تَفْعَلُ بهم من الأفاعيل، يعني نار جهنّم. ويقال: تداعَى عليهم العدوُّ من كلّ جانــبٍ: [أَقْبَل] . وتداعَتِ الحيطانُ إذا انقاضَّتْ وتَفَرَّزَتْ. وداعَيْنا عليهم الحيطانَ من جوانبها، أي: هدمناها عليهم. ودواعي الدّهر: صُروفُهُ. وفي هذا الأمر دعاؤه، أي: دعوى قسحة. وفلانٌ في مَدْعاة إذا دُعيَ إلى الطّعام. وتقول: دعا دُعاءً، وفلانٌ داعي قومٍ وداعية قومٍ: يدعو إلى بيعتهم دعوة. والجميعُ: دُعاةٌ.

وعد: [الوَعْدُ والعِدَةُ يكونان مصدراً واسماً. فأمّا العِدَةُ فتُجْمع: عِدات، والوعد لا يجمع] . والموعِدُ: موضع التّواعُدِ وهو الميعادُ. والمَوْعِدُ مصدرُ وَعَدْتُهُ، وقد يكون الموعِدُ وقتاً للعدة

، والموعدة: اسم للعدة. قال جرير :

تُعَلِّلُنا أُمامةُ بالعِداتِ ... وما تَشْفي القُلوبَ الصّادياتِ

والميعاد لا يكون إلاّ وقتاً أو موضعاً. والوعيد من التّهدّد. أوعدته ضرباً ونحوه، ويكون وعدته أيضاً من الشّرّ. قال الله عزّ وجلّ: النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا . ووعيد الفحل إذا همّ أن يصول. قال أبو النجم:

يرعد أن يوعدَ قلب الأعزل

ودع: الوَدْعُ والوَدْعَةُ الواحدة: مناقفُ صغار تخرج من البحر يزيّن به العثاكل، وهي بيضاء. في بطنها مَشْقٌ كشقِّ النواة، وهي جوف، في جوفها دُوَيْبة كالحَلَمة. قال ذو الرّمة :

كأنّ آرامها والشّمسُ ماتعةٌ ... وَدْعٌ بأرجائِهِ فذ ومنظوم والدَّعَةُ: الخفض في العيش والرّاحة. رجُلٌ مُتَّدع: صاحب دَعَةٍ وراحة. ونال فلان من المكارم وادعاً، أي: من غير أن تكلّف من نفسه مشقّة. يقال وَدُعَ يَوْدُعُ دَعَةً، واتَّدع تُدَعَة مثل اتَّهم تُهَمَة واتَّأد تُؤَدَة. قال :

يا رُبَّ هيجا هي خيرٌ من دَعَه

والتَّوديعُ: أن تودّع ثوباً في صوان، أي في موضع لا تصل إليه ريح، ولا غبار. والمِيدَعُ: ثوب يُجْعل وقايةً لغيره، ويوصف به الثّوبُ المبتذَلُ أيضاً الذي يصان فيه، فيقال: ثوبٌ مِيدَعٌ، قال :

طرحتُ أثوابيَ إلا الميدعا

والوداع: توديعُك أخاك في المسير. والوَداعُ: التَّرْك والقِلَى، وهو توديعُ الفِراق، والمصدر من كلٍّ: توديع قال :

غداة غدٍ تودّع كلّ عين ... بها كُحُلٌ وكلّ يدٍ خضيبِ

وقوله تعالى: ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى

أي: ما تَرَكَكَ. والمودوعُ: المودَّع. قال :

إذا رأيت الغرب المودوعا والعرب لا تقول: وَدَعتُهُ فأنا وادع. في معنى تركتُه فأنا تارك. ولكنّهم يقولون في الغابر: لم يدع، وفي الأمر: دعْه، وفي النّهي: لا تدعه، إلاّ أن يُضطّر الشّاعرُ، كما قال :

وكانَ ما قدّموا لأنفُسِهِمْ ... أكْثَرَ نفعاً منَ الّذي وَدَعُوا

أي تركوا ... وقال الفرزدق :

وعضّ زمان يا ابن مروان لم يدع ... من المال إلا مسحت أو مجلف

فمن قال: لم يدع، تفسيره، لم يترك، فإنّه يضمر في المسحت والمجلف ما يرفعه مثل الذي ونحوه، ومن روى: لم يُدَعْ في معنى: لم يُتْرَكُ فسبيلُه الرّفعُ بلا علّة، كقولك: لم يُضْرَبْ إلاّ زيدٌ، وكان قياسُه: لم يُودَعْ ولكنّ العربَ اجتمعتْ على حذف الواو فقالتْ: يَدَع، ولكنّكَ إذا جَهِلْتَ الفاعل تقول: لم يُودَعْ ولم يُوذَرْ وكذلك جميعُ ما كانَ مِثلَ يودع وجميع هذا الحدّ على ذلك. إلاّ أنّ العرب استخفّت في هذين الفعلين خاصّة لما دخل عليهما من العلّة التي وصفنا فقالوا: لم يُدَعْ ولم يُذَرْ في لغة، وسمعنا من فصحاء العرب من يقول: لم أُدَعْ وراءً، ولم أُذَرْ وراءً. والمُوادَعَةُ: شِبْهُ المُصالَحَة، وكذلك التَّوادُعْ. والوَديعةُ: ما تستودعه غيرَك ليحفظَه، وإذا قلت: أَوْدَعَ فلانٌ فلاناً شيئاً فمعناه: تحويل الوديعة إلى غيره:

وفي الحديث: ما تَقولُ في رجلٍ استُودِعَ وديعةً فأودَعَها غيرَه قال: عليه الضّمان.

وقول الله عزّ وجلّ: فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ . يُقال: المستودَع: ما في الأرحام. ووَدْعان: موضعٌ بالبادية. وإذا أمرت بالسكينةِ والوَداع قلت: تَوَدَّعْ، واتدع. ويقال: عليك بالمودوع من غير أن تجعلَ له فِعلاً ولا فاعلاً على جهةِ لفظِه، إنّما هو كقولك: المعسور والميسور، لا تقول: منه عسرت ولا يسرت. ووَدُعَ الرّجُلُ يَوْدُع وداعةً، وهو وادعٌ، أي: ساكن. والوَديعُ: الرَّجُلْ الساكن الهادىء ذو التَّدعة. ويقال: ذو وَداعةٍ. ووَدَاعة: من أسماء الرجال. والأودعُ: اسم من أسماء اليربوع.

يدع: الأَيْدَع: صبغ أحمر، وهو خشب البَقَّم. تقول: يَدَّعتُه [وأنا أُيَدِّعُهُ] تَيْديعاً قال :

فنحا لها بمُذَلَّقَيْنِ كأنّما ... بهما من النَّضْحِ المُجَدَّحِ أَيْدَعُ 

نوت

نوت


نَاتَ (و)(n. ac. نَوْت)
a. Staggered.

نَاتa. Mankind; men.
نُوْتِيّ [] (pl.
نُوْتِيَّة
3yit
نَوَاْتِيّ)
a. Sailor, seaman, mariner; pilot.
b. [ coll. ], Miserly; miser.

نَوَّات []
a. see 3yi (a)
[نوت] نه: فيه: كأنه قلع داري عنجه "نوتيه"، النوتي: الملاح الذي يدبر السفينة في البحر، من نات ينوت نوتًا- إذا تمايل من النعاس، كأن النوتي يميل السفينة من جانــب إلى جانــب. ومنه ح: في "ترى أعينهم تفيض من الدمع" أنهم كانوا "نواتين"، أي ملاحين.
[نوت] النَواتيُّ: الملاَّحون في البحر خاصّة، وهو من كلام أهل الشام، واحدهم نوتى. وأما قول الراجز : يا قبح الله بنى السعلات * عمرو بن يربوع شرار النات * ليسوا أعفاء ولا أكيات * فإنما يريد الناس وأكياس، فقلب السين . وهى لغة لبعض العرب، عن أبى زيد.
(نوت) - في تفسِير عبد الله بن عبّاس - رضي الله عنهما - لقَوله: {تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ}
: أنهم كانوا نَوَّاِتِينَ: أي مَلَّاحِينَ تَفسِيرُه في الحديث.
ويُقال: ناتَ يَنُوتُ نَوْتاً: تمايَل مِن النُّعاسِ، والمَلاَّح: النُّوتى، قالَه الجبَّانُ.

نوت

1 نَاتَ, aor. ـُ inf. n. نَوْتٌ, He (a man) moved from side to side in walking; as also نَاتَ, aor. ـِ (L:) or he so moved by reason of weakness, or infirmity: (K:) or, by reason of drowsiness, like as the sailor turns the vessel from side to side. (L.) نَاتٌ i. q. نَاسٌ Mankind; or men: (S, K:) like

أَكْيَاتٌ for أَكْيَاسٌ; the س being changed into ت [see art. س], accord. to the dial. of certain of the Arabs; as related by Az. (S.) نُوتِىٌّ [and ↓ نَوَّاتٌ] A sailor upon the sea, (S, K,) who turns about the ship in the sea: (TA:) pl. of the former نَوَاتِىُّ, (S, K,) [and of the latter]

نَوَّاتُونَ. (TA.) Accord. to J, from the language of the people of Syria: accord. to others, an arabicized word [from the Greek nau/ths]. (TA.) نَوَّاتٌ: see نُوتِىٌّ.
نوت: نَوتي ونوتي: الرافع، الذي يرفع بواسطة الرافعة أو العتلة (الكالا).
نوتي بضم النون= نوتي بفتح النون والجمع نوتية نواتية. في (محيط المحيط): (النوتي الملاح في البحر خاصة والعامة تستعمل النوتي للئيم للغاية في البخل). وانظر (فريتاج في مادة) نتو سوط نوني: قلس وجمعه قلوس وهو نوع من أنواع الحبال تستخدمه السفن لمعاقبة البحارة، وهو خنجر ناظر السجن أو خنجر العقاب (ألف ليلة- برسل 4: 330): وكان عنده سوط نوتي مضفور على مائة وستين طاق فأخذه بيده ولا زال يضرب نفسه حتى أدمى أجنابه وبدنه.
نوتي: الغاية في البخل واللؤم (محيط المحيط): انظر (نوتي).
نوتية: بحري، علم الملاحة في البحر أو كل ما يخص علوم البحرية (بوشر).
نوت
نُوتَة [مفرد]: ج نُوتات ونُوَت: كرّاسة صغيرة تقيّد فيها الملاحظاتُ والخواطرُ وما أشبه ذلك.
• نوتة (لا): (سق) مفتاح أو سلّم تكون نغمة (لا) هي الأساس فيه.
• نوتة (دو):
1 - (سق) مفتاح أو سلّم تكون نغمة (دو) هي الأساس فيه.
2 - (سق) النَّغمة الأولى في السُّلّم الدِّياتونيّ في التَّنغيم. 

نُوتيّ [مفرد]: ج نَواتِيُّ ونُوتيَّة: ملاّح يدير السّفينةَ في البحر "امتنع النُّوتيّ عن ركوب البحر وهو هائج". 

نوت: ناتَ الرجلُ نَوْتاً: تَمايلَ، وهو أَيضاً في نيت. والنُّوتِيُّ:

المَلاَّحُ. الجوهري: النَّواتِيُّ الملاَّحُونَ في البحر، وهو من كلام

أَهل الشام، واحدُهم نُوتيٌّ. وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه: كأَنه قِلَعُ

دارِيٍّ عَنَجَه نُوتِيُّه؛ النُّوتِيُّ: المَلاَّحُ الذي يُدَبِّرُ

السفينة في البحر. وقد ناتَ يَنُوتُ إِذا تَمايلَ من النُّعاس، كأَنَّ

النُّوتِيَّ يُمِيلُ السفينة من جانــب إِلى جانــب؛ وفي حديث ابن عباس رضي الله

عنهما، في قوله تعالى: تَرَى أَعْيُنَهم تَفِيضُ من الدَّمْع؛ إِنهم كانوا

نَوَّاتِينَ أَي مَلاَّحين، تفسيره في الحديث؛ وأَما قول عِلْباء بن

أَرْقَم:

يا قَبَّحَ اللهُ بَني السِّعلاةِ،

عَمْرو بنَ يَرْبُوع، شِرارَ النَّاتِ،

ليسُوا أَعِفَّاءَ، ولا أَكْياتِ

فإِنما يريد الناس وأَكياس، فقلب السين تاء، وهي لغة لبعض العرب، عن

أَبي زيد.

نبت

ن ب ت: (نَبَتَ) الشَّيْءُ مِنْ بَابِ نَصَرَ وَ (نَبَاتًا) أَيْضًا وَ (نَبَتَتِ) الْأَرْضُ وَ (أَنْبَتَتْ) بِمَعْنًى. وَكَذَا الْبَقْلُ. وَ (أَنْبَتَهُ) اللَّهُ فَهُوَ (مَنْبُوتٌ) عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وَ (الْمَنْبِتُ) بِكَسْرِ الْبَاءِ مَوْضِعُ النَّبَاتِ. 
ن ب ت : نَبَتَ نَبْتًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَالِاسْمُ النَّبَاتُ وَأَنْبَتَهُ اللَّهُ بِالْأَلِفِ فِي التَّعْدِيَةِ وَأَنْبَتَ فِي اللُّزُومِ لُغَةٌ وَأَنْكَرَهَا الْأَصْمَعِيُّ وَقَالَ لَا يَكُونُ الرُّبَاعِيُّ إلَّا مُتَعَدِّيًا فَيُقَالُ أَنْبَتَهُ اللَّهُ ثُمَّ قِيلَ لِمَا يَنْبُتُ نَبْتٌ وَنَبَاتٌ وَأَنْبَتَ الْغُلَامُ إنْبَاتًا أَشْعَرَ وَالْجَارِيَةُ مِثْلُهُ وَنَبَّتَ الرَّجُلُ الشَّجَرَ بِالتَّثْقِيلِ غَرَسَهُ. 
(نبت)
الزَّرْع نبتا ونباتا نَشأ وَظهر من الأَرْض وَيُقَال نَبتَت لَهُم نابتة نَشأ لَهُم نشء صغَار وَالْأَرْض صَارَت ذَات نبت وثدي الْجَارِيَة نبوتا نهد وارتفع
(نبت) في حديث أبي ثعلبة - رضي الله عنه -: "أتَيْتُ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: نُويْبِتَة، قلتُ: يا رسُولَ الله، نُوَيْبتَة خَيرٍ أَو نُويبِتَةُ شَرّ؟ "
النُّوَيبِتَةُ تَصغَيرُ نابِتَةٍ؛ وهم جَماعةٌ نَشَؤوا ولَحِقُوا من بَعْد، فصَارُوا زِيَادةً على ما كانُوا، وَقَد نبتَتْ لهم نابِتَةٌ: أي نَشَأَ فيهم صِغارٌ.
وقال الجَبَّانُ: النابِتَةُ: قَومٌ من الحَشَوِيَّةِ، كأنَّهم فِرقَةٌ حَدَثوا مِنْ بَعْدُ. 
نبت
النَبْتُ: الحَشِيْشُ وما يَنْبُتُ من الأرْضِ. والنَّبَاتُ: فِعْلُه، يُقال: أنْبَتَ اللهُ النبَاتَ إنْبَاتاً ونَبَاتاً. ونَبتُ الحَبَّ تَنْبِيْتاً. وهي النبَائتُ. والنّبْتَةُ: ضَرْبٌ من فِعْلِ النَبَاتِ.
والنَبِيْتُ: الأصْلُ.
والمَنْبِتُ: المَوْضِعُ الذي يَنْبُتُ منه الشيْءُ.
وأنْبَتَ البَقْلُ: بمعنى نَبَتَ. والنابِتَةُ: قَوْمٌ من الحَشوَّية لا رَأيَ لهم. واليَنْبُوْتَةُ: شَجَرُ الخَشْخَاشِ. وهوخَبِيْت نَبِيْتٌ: بمَعْنى الثّاء.
ن ب ت

ظهر النبت والنبات في الأرض، ونبت البقل نباتاً، وأنبته الله ونبّته، ونبّت الناس الشجر: غرسوه، ونبّتوا الحبّ: حرثوه.

ومن المجاز: نبت فلان في منبت صدق، وفي أكرم المنابت، وإنّه لحسن النبتة، وأنبته الله نباتاً حسناً، ومن ثبت نبت، ونبّت الصبي: ربّاه، وفلان ينبّت جاريته رجاء الرّبح فيها. ونبّت أجلك بين عينيك. ونبتت لبني فلان نابتة: نشأ لهم نشأ صغار، وإنّ بني فلان لنابتة شرّ، وهذا قول النابتة والنوابت وهم الحشوية. وتقول: ألم ينبت حلم فلان؟. قال النمر بن تولب:

على أنها قالت عشيّة زرتها ... هبلت ألم ينبت لهذا حلمه بعدي
[نبت] نه: في ح بني قريظة: فكل من "أنبت" منهم قتل، أي نبت شعر عانته، فجعله علامة بلوغه، وليس ذا حتمًا عند أكثر أهل العلم إلا في أهل الشرك لأنه لا يوقف على بلوغهم من جهة السن ولا يرجع إلى قولهم للتهمة في دفع القتل وأداء الجزية، واعتبره أحمد ومثله عن مالك. وفيه: فقالوا: نحن أهل بيت وأهل "نبت"، أي نحن في الشرف غاية وفي النبت نهاية، أي ينبت المال على أيدينا فأسلموا. وفيه: أتيته صلى الله عليه وسلم فقال: "نويبتة"، فقلت: نويبتة خير أو نويبتة شر؟ هي تصغير نابتة، من نبتت لهم نابتة، أي نشأ فيهم صغار لحقوا الكبار وصاروا زيادة في العدد. ومنه: أن دافة دفت وأن "نابتة" لحقت. غ: أي ناسا ولدوا فلحقوا وصاروا زيادة. و""تنبت" بالدهن" أي تنبت وفيها دهن ومعها. ط: وإن أصابك عام سنة- أي قحط- فدعوته "أنبتها" لك، أي صيرها ذات نبات أي بدلها خصبًا.
[نبت] النَبْتُ: النبات. يقال: نَبَتَتِ الأرض وأنْبَتَتْ، بمعنًى. ونَبَتَ البقل وأنْبَتَ بمعنى. وأنشد الفراء : رأيتَ ذوي الحاجات حولَ بيوتهم * قَطيناً لهمْ حتَّى إذا أنبتَ البَقْلُ أي نَبَتَ. وأنْبَتَهُ الله فهو منبوتٌ، على غير قياس. وأنْبَتَ الغلامُ، أي نَبَتَتْ عانَتُه. ونَبَّتُّ الشجرَ تنبيتاً: غرسته. يقال: نَبِّتْ أجلك بين عينيك. ونبت الصبى تنبيتاً: رَبَّيته. والمَنْبِتُ: موضع النبات. ويقال: ما أحسن نابِتَةَ بَني فلان، أي ما تَنْبُتُ عليه أموالُهم وأولادهم. ونَبَتَتْ لهم نابِتَةٌ، إذا نَشَأ لهم نَشَأٌ صِغار. وإنّ بني فلان لَنابِتَةُ شرٍّ. والنوابت من الاحداث: الاغمار. والنبيت: حى من اليمن. والينبوت: شجر.

نبت


نَبَتَ(n. ac. نَبْت
نَبَاْت)
a. Grew; sprouted. germinated; vegetated.

نَبَّتَa. Planted; sowed.
b. Reared, brought up.
c. [ coll. ], Quilted.
أَنْبَتَa. see Ib. Made to grow.

إِسْتَنْبَتَa. Endeavoured to make grow; grew, raised.

نَبْتa. see 22
نَبْتَةa. Plant.
b. Germination; growth.

نِبْتَةa. Growth.

مَنْبَتa. see 18 (a)
مَنْبِت
(pl.
مَنَاْبِتُ)
a. Planted, cultivated (land); plantation.
b. Origin, race, stock.

نَاْبِتa. Growing &c.

نَاْبِتَة
(pl.
نَوَاْبِتُ)
a. fem. of
نَاْبِتb. Young one, little one; child; offspring.

نَبَاْت
(pl.
نَبَاتَات)
a. Plant; vegetable; herb.
b. Vegetation; herbage, grass.

نَبَاْتِيّa. Vegetable.
b. Botanist.

نَبِيْتَة
(pl.
نَبَاْئِتُ)
a. Stream, rivulet.

نَبُّوْت
a. [ coll. ], Club, mace.

نَوَاْبِتُa. Raw youths.

مِنْبَاْتa. Verdant.

نَبَاْئِتُa. Ridges.

N. Ac.
نَبَّتَ
(pl.
تَنَاْبِيْت)
a. Trees, shrubs.

N. Ag.
تَنَبَّتَa. Firmly rooted.

عِلْم النَّبَات
a. Botany.

تِنْبِيْت
a. see N. Ac.
نَبَّتَ
أَهْل نَبْت
a. A flourishing community.

سُكَّر نَبَات
a. Sugar-candy.

يَنْبُوْت
a. A certain tree; poppy plant.

نَبْتَل
a. Strong, hardy.
نبت
النَّبْتُ والنَّبَاتُ: ما يخرج من الأرض من النَّامِيات، سواء كان له ساق كالشجر، أو لم يكن له ساق كالنَّجْم، لكن اختَصَّ في التَّعارُف بما لا ساقَ له، بل قد اختصَّ عند العامَّة بما يأكله الحيوان، وعلى هذا قوله تعالى: لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَباتاً
[النبأ/ 15] ومتى اعتبرت الحقائق فإنّه يستعمل في كلّ نام، نباتا كان، أو حيوانا، أو إنسانا، والإِنْبَاتُ يستعمل في كلّ ذلك. قال تعالى: فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً وَنَخْلًا وَحَدائِقَ غُلْباً وَفاكِهَةً وَأَبًّا
[عبس/ 27- 31] ، فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها
[النمل/ 60] ، يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ
[النحل/ 11] ، وقوله: وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً
[نوح/ 17] فقال النّحويّون: قوله: «نباتا» موضوع موضع الإنبات ، وهو مصدر. وقال غيرهم: قوله: «نباتا» حال لا مصدر، ونبّه بذلك أنّ الإنسان هو من وجه نبات من حيث إنّ بدأه ونشأه من التّراب، وإنه ينمو نموّه، وإن كان له وصف زائد على النّبات، وعلى هذا نبّه بقوله:
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ [غافر/ 67] ، على ذلك قوله: وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً [آل عمران/ 37] ، وقوله: تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ
[المؤمنون/ 20] الباء للحال لا للتّعدية، لأنّ «نبت» متعدّ تقديره: تَنْبُتُ حاملةً للدُّهْن. أي:
تنبت والدّهن موجود فيها بالقوّة ، ويقال: إنّ بني فلان لَنَابِتَةُ شَرّ ، ونبتت فيهم نَابِتَةٌ أي: نشأ فيهم نشء صغار.
نبت: المصدر نبوت (بوشر) germination. يستعمل، أيضا، في الحديث عن الشعر (الكالا) (نبت الشعر) (دي ساسي 2: 415 عن المعادن، الثعالبي لطائف 128:2).
نبت: قام (البكري 105 حجر نابت في البحر 106:13 و136:10) وفي (الادريسي كليم 22 قسم 5 B و D) : كثير القالات والتروش والجبال النابتة.
نبت: نما. طلع. تبرعم، أخرج جذورا جديدة بعد أن أعيد استنباته (بوشر).
نبت: استحداث ظواهر الانبات للحبوب المنقوعة بالماء، المكدسة أكواما (ابن البيطار 2: 259): من دقيق الشعير المنبت المجفف- وماء دقيق الحنطة المنبتة أو ماء دقيق الشعير المنبت فما كان منه متخذا من دقيق الشعير المنبت والنعنع.
نبت: نقى وبلور السكر (ابن البيطار 2: 36): وأما نبات السكر فمختلف حسب اختلاف الشيء الذي نبت منه لأنه إن كان نباته من سكر قد طبخ بماء الورد كان ... الخ.
نبت: ضرب، شك القماش من طرفيه (بوشر، المقدمة 2: 327).
أنبت: بدر (معجم البلاذري) (معجم التنبيه).
أنبت: استخرج المعادن (الثعالبي لطائف 122: 8).
نبت: زرع والجمع إنبات (عباد 1: 70). نبت والجمع إنبات: خراج. دمل abces ( الكالا- apostema) وباللاتينية ( Heumon) نبت عظيم nacido grano.
نبتة: زرع (محيط المحيط، ابن البيطار 2: 132): والنبتة كلها لونها أصفر. نبتة: (رايت في شرحه لديوان الفرزدق).
نبات: زرع. (اسم جمع مؤنث) (أبو الوليد 776:18 و19 والجمع نباتات) (محيط المحيط، فوك: بوشر، دي ساسي كرست 1: 191، 2).
النبات: علم النبات (الخطيب 35): ومنها في النبات شرح حشائش دسقوريدوس وأدوية جالينوس.
نبات: وبر النبات، دبة (زغب على الوجه) (ابن بطوطة 2: 116، 3: 312 ألف ليلة 1، 387، 388، 477 الخ).
نبات السكر: المحصول الناتج من تنقية السكر وبلورته (انظر فيما سبق سكر نبات أو سكر وحدها وهو سكر القند (سانح في ملاحظات ومستخلصات 13: 176 ابن بطوطة 3: 124، 136، 242، 385، 433 ألف ليلة 1: 110).
حلاوة النبات: نوع من الحلويات يدخل سكر القند في صناعته (فخري 9: 378).
نبات الجلاب: (ابن الجوزي 146).
نبات: صخور البحر (ابن بطوطة 2: 163) (انظر العبارة التي دونتها اقتباسا من البكري في بداية الكلام عن النبت).
bdjerad - ali / Nebat (germes d'ali) = l'homma aux sauterelles: نوع تمر (براكس 214).
النباتة: واحدة النبات (محيط المحيط، بوشر).
نباتة: خياطة. درز. صف من درزات أو غرزات الإبرة. كنانة. صف من الدرزات على الخياطة (بوشر).
نباتة والجمع نبات: فرع، فسيلة. نامية (قضيب فتي ناشئ على جذر نبات) (الكالا: nubita, PL. nubit) انظر جمع الكلمة عند ابن العوام 1: 155، 181:17 وفي مخطوطتنا وردت محرفة اللبات) (182، 3، 183، 5).
نباتي: متعلق بالنبات (بوشر).
النفس النباتية: هي النفس المنبتة التي تؤمن نمو الحيوانات والنباتات vegatative ( نعت تعريفي يدل على المقدور الإنساني) (بوشر).
نبوت: وعصا مدملكة الرأس يضرب بها) (بوشر).
نبوت والجمع نبابيت: وكذلك نبود والجمع نبابيد ونابوت: عصا كبيرة (بوشر، همبرت، 242، محيط المحيط): عصا من خمسة إلى ستة أقدام طولا، ضخمة ومجهزة بحلقة حديد صغيرة في الأسفل تمنعها من الانشطار، (كوبان 235، بركهارت نوبيا 131، 155 بيرتون 1: 187 ويرن 49 لين عادات 1، 178 وألف ليلة 1: 181) والخادم يمشي خلف عجيب بنبوت لو ضرب به جمل ما ثار (انظر برسل 3: 82). (برسل 4: 323): لعب النبوت: لعب العصا. لعيب النبوت: اللاعب بالعصا (بوشر). انظر (بروس 1: 44) حول استعمال هذه العصا في البواخر.
فول نابت: باقلاء تنقع في الماء إلى حد الذي تبدأ فيه بالإنبات ثم تغلى بالماء (لين عادات 2: 282).
نابوت = نبوت (بوشر).
تنبيت: درز، وغرز الإبر (بوشر).
مذبت ومنبت: طبقة أو لوح للخضراوات الصغيرة التي ستنقل فيما بعد إلى الألواح المربعة الكبيرة (ابن العوام 2: 141، 14 وانظر معجم الأسبانية 156).
منبت: أصل الأسرة أو الفرد ففي محيط المحيط في مادة نصب (لفلان منصب صدق أي منبت ومحتد) (المقدمة 1: 244، 7، 298، 10).
منبت: أسرة (المقدمة 1: 242 و16: 243، 8، 249، 5، 297، 3، 343، 13، و2). Famille.
منبت: صلصال، طين، خزف، فخار argile وباللاتينية argilla = منبت.
منبت: نقود (انظر المستعيني في مادة فضة).
منبتة: الموضع الذي تنمو فيه النباتات (عباد. اقرأها منبتة).
منبتة: طبقة أو لوح للبقول الصغيرة التي ستنقل فيما بعد إلى التربيعات الكبيرة (معجم الأسبانية 156).
منبوت. فول منبوت = فول نابت (انظر الكلمة في معجم الجغرافيا).
ينبوت: انظر (ابن البيطار 2: 603) ينبوت: موضع بذر المزروعات (؟) (معجم الجغرافيا).
مستنبت: الموضع الذي تنبت فيه النباتات (معجم مسلم).
مستنبت القصب: موضع إنبات سكر القصب (معجم مسلم).

نبت

1 نَبَتَ, (S, M, K,) aor. ـُ inf. n. نَبْتٌ and نَبَاتٌ; [which two ns. see mentioned as substs.;] and ↓ تنبّت; (M;) and ↓ انبت; (Fr, S, K;) [respecting which last see below;] It (a thing, M, or a leguminous [or other] plant, S, K,) grew; grew forth; sprouted; vegetated; or germinated. (S, M, K.) As disallows ↓ انبت in this sense; but AO allows it, alleging the words of Zuheyr, البَقْلُ ↓ حَتَّى إِذَا أَنْبَتَ [Until, when the leguminous plants grew]. نَبَتَ and ↓ أَنْبَتَ are said to be like مَطَرَتِ السَّمآءُ and أَمْطَرَت. In the Kur, xxiii. 20, Ibn-Ketheer, Aboo-'Amr and El-Hadremee read تُنْبِتُ: others, تَنْبُتُ: but ISd says, that, accord. to the former reading, some hold ب, which follows تُنْبِتُ, to be redundant; and others hold that مَا تُنْبُتُ is understood after تُنْبِتُ. Fr holds them to be syn. (TA.) b2: نَبَتَ عَلَىَ حَالَةٍ حَسَنَةٍ He, or it, grew in a good manner, condition, or state. (L.) b3: نَبَتَ, inf. n. نُبُوتٌ, (tropical:) It (a girl's breast) became swelling, prominent, or protuberant. (K.) b4: نَبَتَتِ الأَرْضُ, and ↓ أَنْبَتَت, The land produced, or gave growth to, plants, or herbage. (S, K.) 2 نبّت, inf. n. تَنْبِيتٌ, (tropical:) He fed or nourished, or reared or brought up, a child: (S, K:) he nourished a girl, and nursed her up well, hoping that she might profit excellently. (TA.) b2: نَبِّتْ

أَجَلَكَ بَيْنَ عَيْنَيْكَ [(tropical:) Plant the term of thy life before (lit. between) thine eyes; i. e., keep it ever before thee]. (S.) b3: نبّت, inf. n. تَنْبِيتٌ, He planted a tree. (M, S, K.) b4: He sowed seed, (M,) or grain. (A.) 4 انبتهُ, (S, K,) inf. n. إِنْبَاتٌ [for which نَبَاتٌ occurs, as shown below], (TA,) He (God) caused it, or made it, (a plant) to grow, vegetate, or germinate. (S, K.) b2: انبت, inf. n. إِنْبَاْتٌ; for which inf. n. نَبَاتٌ occurs in the Kur, iii. 32; and lxxi. 16; (tropical:) He (God) caused a child to grow. (TA.) b3: See 1. b4: انبت His (a boy's) hair of the pubes grew forth; (S, K;) he having nearly attained the age of puberty. (TA.) He (a boy) became hairy: and in like manner a girl. (Msb.) 5 تَنَبَّتَ see 1.10 استنبتهُ [He endeavoured to make it grow, or vegetate, or germinate]. (TA, art. بلس.) استنبتهُ بالبَذْرِ [He grew it, or raised it, by means of seed], and بِالنَّوَى [by means of date-stones], and بالغَرْسِ [by means of planting]. (Mgh, art. حرث.) نَبْتٌ and ↓ نَبَاتٌ [properly coll. gen. ns.] are syn., (S, K,) [signifying A plant, a herb: and plants, herbs, or herbage:] whatever God causes to grow, vegetate, or germinate, in the earth: (Lth:) the latter is an inf. n. used as a subst.: (Lth:) or it is a subst. which is used in the place of an inf. n. of أَنْبَتَ: (Fr:) n. un. of the former نَبْتَةٌ; (AHn;) [and of the latter نَبَاتَةٌ of which the pl. نَبَاتَاتٌ is mentioned in the K in this art., and frequently occurs in other works]. b2: أَهْلُ بَيْتٍ وَأَهْلُ نَبْتٍ A people of the highest rank, or nobility, and a people whose property has grown to the most flourishing state by means of their own exertions. (L, from a trad.) نِبْتَةٌ The manner, form, state, or condition, in which a thing grows, or germinates. (L.) b2: إِنَّهُ لَحَسَنُ النِّبْتَةِ Verily he, or it, is of a goodly manner, &c., of growth. (L.) نَبَاتٌ: see نَبْتٌ. b2: سُكَّر نَبَات [Sugar-candy; so called in the present day;] an admirable kind of sugar, of which are made pieces resembling crystal, intensely white and lustrous: app. Persian, and post-classical. (MF.) خَبِيتٌ نَبِيتٌ Vile, and contemptible, or despicable: (Lh, K:) said of a man, and of a thing. (TA.) In some copies of the K, and in the L, instead of حَقِيرٌ, we read فَقِيرٌ, [accord. to which, the meaning is vile, and poor]. (TA.) نَبِيتَةٌ sing. of نَبَائِتُ, which latter signifies the ridges that are raised along the edges of rivulets such as are called فُلْــجَان (in the CK, فَلْــجَان) to retain the water: النبائت being expl. by أَعْضَادُ الفُلْــجَانِ: so in the L, &c.: in several copies of the K we read, in the place of اعضاد, اغصان: but this is a mistake. (TA.) نَابِتٌ كُلِّ شَىْءٍ What is fresh, or new, of anything, when it is growing forth small. (TA.) نَبَتَتْ لَهُمْ نَابِتَةٌ There grew up unto them young offspring, (S, K,) that became conjoined to the old, and increased their number. (TA.) Dim.

نُوَيْبِتَةٌ. (L.) b2: إِنَّ بَنِى فُلَانٍ لَنَابِتَةُ شَرٍّ [Verily the sons of such a one are an evil offspring]. (S.) b3: مَا أَحْسَنَ نَابِتَةَ بَنِى فُلَانٍ How good is the manner, condition, or state, in which grow (مَا تَنْبُتُ عَلَيْهِ, see 1,) the camels &c., (أَمْوَال) and children of the sons of such a one! b4: نَابِتَةٌ (TA) and نَوَابِتُ [pl. of the former] (S, K) Inexperienced young men. (S, K.) You say, هٰذَا قَوْلُ النَّابِتَةِ, and النَّوَابِتِ, This is the saying of inexperienced young men. (TA.) b5: النَّوَابِتُ The name of a certain sect who introduced strange innovations in El-Islám. (A, TA.) El-Jáhidh couples them with the رَافِضَة. (MF.) مَنْبَتٌ: see مَنْبِتٌ.

مَنْبِتٌ (tropical:) Origin, or race, [from which a man springs;] syn. أَصْلٌ. (L.) So in the phrase إِنَّهُ لَفِى

مَنْبِتِ صِدْقٍ (tropical:) Verily he belongs to an excellent race; is of an excellent origin]: and so in the phrase فِى أَكْرَمِ المَنَابِتِ [of the most generous of origins, or races.] (TA.) b2: مَنْبِتٌ A place in which plants, or herbs, grow: (S, K:) dev. from the constant course of speech: analogically it should be ↓ مَنْبَتٌ: (K:) as the aor. of the verb from which it is derived is not يَنْبِتُ, with kesreh: but there are other examples like it; as مَسجِدٌ and مَطْلِعٌ &c.: ↓ مَنْبَتٌ, however, also sometimes occurs. (TA.) [Pl. مَنَابِتُ.]

أَرْضٌ مِنْبَاتٌ [Land abounding with plants, or herbage]. (K, voce رَحَبَةٌ, &c.) مَنْبُوتٌ (contr. to analogy, S, [for مُنْبَتٌ,]) A plant caused to grow, or germinate. (S, K.) مُتَنَبِّتٌ Firmly rooted; syn. مُتَأَصِّلٌ. (TA.) تَنْبِيتٌ and ↓ تِنْبِيتٌ, (K,) the latter so written, not as being so originally, but for the sake of agreement in sound [with respect to the first and second vowels], (AHei,) a subst., signifying What grows or germinates, of slender (i. e. small, TA,) trees, [or shrubs,] and large: (K:) ex., بَيْدَآءُ لَمْ يَنْبُتْ بِهَا تَنْبِيتُ [A desert in which there grew not aught of shrubs or of large trees]: (TA:) young shoots of palmtrees: (IKtt:) the prickles and branches that are cut off from a palm-tree, to lighten it. (AHn, as from 'Eesa Ibn-'Omar.) b2: Pieces of the hump of a camel. (L.) تِنْبِيثٌ: see تَنْبِيثٌ.

يَنْبُوتٌ [coll. gen. n.] A certain species of trees: (S:) poppy-plants; syn. شَجَرُ الخَشْخَاش: and other trees of a large kind: or the trees called خرّوب [see below]: (K:) or a kind of thorny trees, having branches and leaves, with a fruit of the kind called جِرْو, i. e., round; called in 'Omán غاف: n. un. with ة: AHn says that there are two species of ينبوت; one of these is a kind of thorny and short trees, also called خَرُّوب [q. v.] having a fruit resembling a bubble, in which are red grains, having an astringent effect upon the bowels, used as a medicine; the other species is a large species of trees: ISd says, An Arab of the desert, of the tribe of Rabeea, described to me the ينبوتة as [a tree] resembling a large apple-tree, the leaves of which are smaller than those of the apple, having a fruit smaller than the زُعْرُور, intensely black and intensely sweet, with grains, or stones, which are put into scales, or balances: [evidently meaning the carob, or locust-tree, (see خَرُّوب,) whence our term “ carob,” applied to a small weight, the twenty-fourth part of a grain]. (L [See غَافٌ and فُرْفُورٌ].)
نبت
نبَتَ يَنبُت، نَبْتًا ونَباتًا، فهو نابِت
• نبَت الزَّرعُ: خرج من الأرض وأخذ ينمو "نَبَتَتِ الحشائشُ بكثافة- {وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلآكِلِينَ} " ° نبتت لهم نباتة: نشأ لهم نشءٌ صغار.
• نبَتتِ الأرضُ: صارت ذات نباتٍ.
• نبَت الشَّعْرُ: برز ظاهرًا "نبتت سِنٌّ".
• نبَتت فِكرةٌ ونحوُها: تولَّدت، نشأت وتكوَّنت "الطبع الحسن هو التربة الملائمة التي تنبت فيها الفضيلة وتترعرع [مثل أجنبيّ] "? نبت فلانٌ في منبت صدْقٍ: كان سليل قومٍ عُرفُوا بالصِّدق. 

أنبتَ يُنبت، إنْباتًا، فهو مُنْبِت، والمفعول مُنْبَت (للمتعدِّي)
• أنبتتِ الأرضُ: نبتَت؛ أخرجت النّباتَ " {فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ} " ° أنبت الغلامُ: بلغَ مبلغ الرِّجال.
• أنبت الحبُّ: نبت؛ أخرج رأسَه من الأرض، نشأ ورَبا "جهاز إنباتيّ".
• أنبت اللهُ الزَّرعَ: جعله يخرج من الأرض وينمو "أنبت اللهُ الشّجرَ- {يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ} ".
• أنبت اللهُ النَّاسَ من الأرض: أنشأهم وأوجدهم "أنبت اللهُ الصبيّ نباتًا حسنًا- {وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأَرْضِ نَبَاتًا} ".
• أنبت الطِّفلَ: ربّاه ونشّأه " {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا} ". 

استنبتَ يستنبت، استِنباتًا، فهو مُستنبِت، والمفعول مُستنبَت
 • استنبت الشَّجرةَ:
1 - غرسها، زرعها "استنبت البكتريا والجراثيم".
2 - أنتجها تحت ظروف صناعيّة متحكِّم بها. 

نبَّتَ ينبِّت، تنبيتًا، فهو مُنبِّت، والمفعول مُنبَّت (للمتعدِّي)
• نبَّت الزَّرْعُ: بدا لأوّل ما يظهر من الأرض "نبَّت القمحُ/ النّباتُ".
• نبَّت الشجرةَ: استنبتها، غرسها، زرعها "نبَّت الحبَّ- {يُنَبِّتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ} [ق] " ° نبِّت أجلك بين عينيك: ضعه نُصب عينيك.
• نبَّت الصبيَّ: أنبته، ربّاه، وأحسن تعهّده. 

استِنبات [مفرد]: مصدر استنبتَ.
• استنبات بكتيريّ: (طب) زرع البكتريا، أو الأنسجة الحيّة للدراسة العلميَّة أو للأغراض الطبيّة. 

مَنْبَت/ مَنْبِت [مفرد]: ج منابِتُ:
1 - اسم مكان من نبَتَ: مكان الإنبات "منبت جيِّد- منبت أشجار: مشْتل- منبت أشواك/ الشَّعر".
2 - أصل "إنّه كريم المنبت- نبت في أكرم المنابت".
• منبت العشب: (جغ) منطقة من الأرض نباتها الطبيعيّ هو العشب. 

مَنْبتة [مفرد]: ج منابِتُ: اسم مكان من نبَتَ: مشْتل، أرض يبذر فيها البذْر لإنباته حتى إذا نبت يُنقل ليُغرس في مكان آخر. 

نابِتة [مفرد]: ج نوابِتُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل نبَتَ.
2 - غلام أو فتاة جاوزا حدّ الصِّغر، ولم يجرِّبا الأمورَ بعدُ، ناشئة "فلانٌ نابِتة خير- أهلاً بنابتة البلاد ومرحبًا ... جدَّدتم العهد الذي قد أخلقا: ". 

نَبات1 [مفرد]: مصدر نبَتَ. 

نَبات2 [جمع]: جج نباتات، مف نبتة: ما أخرجته الأرضُ ونحوها من شجر، وعشبٍ، ونحوه "نبات استوائيّ/ اقتصاديّ/ مائيّ/ طبيّ/ صخريّ/ الزينة" ° سكَّر نبات: حلوى شفّافة تصنع بغلي السكر مع إضافة خلاصة الشعير- نباتات صناعيّة: نباتات تستعمل غلاّتها في الصناعة كالنباتات السُّكّريّة، والليفيّة والعطريّة، والصباغيّة والدُّهنيّة .. إلخ- نباتات معمِّرة: نباتات تعيش أكثر من سنتين- في تبات ونبات- نبات مائيّ: نبات ينمو ويتكيَّف للعيش في بيئة مائيَّة- نبات هوائيّ: نبات ينمو متسلِّقًا على نبات آخر ولا يتغذّى عليه- نبات ملحيّ: نبات ينمو في بيئة مالحة- نبات ثوميّ: جنس من النباتات البصليّة من فصيلة الزنْبقيّات ذات سيقان طويلة يَحْمل أزهارًا مُلوَّنة وتشمل البصل والثوْم.
• علم النَّبات: (نت) علمٌ يبحث في حياة النبات وتركيب بنيته وتطوُّره، وتفصيل أنواعه.
• نباتات صحراويّة: (نت) نباتات ألفت الأقاليم اليابسة تتكيف مع العيش في موطن قاحل. 

نَباتيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى نبات: "خليّة نباتيّة".
2 - كلُّ ما صُنِع من النّبات "زيت/ دهن نباتيّ- الغذاء النباتيّ".
3 - من يتغذّى على النّبات وحده ولا يأكل اللحومَ "رجل نباتيّ".
4 - متخصّصٌ في علم النبات "عالمٌ نباتيّ".
• الشَّحم النَّباتيّ: دُهْن شَمْعيّ يُحْصل عليه من بعض النباتات ويستعمل في الصابون والشُّموع.
• علم الاجتماع النَّباتيّ: (جو) فرع من علم البيئة يتعلّق بدراسة خصائص المجتمعات النباتيّة وتصنيفها وعلاقاتها بالبيئة وتوزيعها. 

نباتيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى نبات.
2 - مصدر صناعيّ من نبات: اعتماد الكائن الحيّ على نظام غذائيّ يتألّف من الخُضار والحبُوب والفواكه والمكسَّرات والبُذور ويتضمّن البيض ومنْتجات الألبان أو من دونها.
• جغرافيا نباتيَّة: دراسة توْزيع النباتات جُغْرافيًّا.
• الحديقة النَّباتيَّة: مكان فيه أنواع شتَّى من النباتات تزرع لأغْراض عِلْميَّة وتعليميَّة وزينيَّة. 

نَبُّوت [مفرد]: ج نَبابيتُ: هراوة أو عصا غليظة، مستقيمة ضخمة مستوية قصيرة، لها في طرفها جزء مدوَّر مكتَّل، (مصريّة) "ضربه بالنبُّوت فأصاب رأسَه". 

نَبْت1 [مفرد]: مصدر نبَتَ. 

نَبْت2 [جمع]: جج نُبوت، مف نَبْتَة: نبات؛ ما أخرجته
 الأرضُ من زرعٍ وشجرٍ "غرس في حديقته نبْتَة ياسمين" ° نبْتة سُوء: من لا يُرْتَجى منه خير، ولا نفع. 

نَبْتَة [مفرد]: ج نَبَتات ونَبْتات ونبات ونبْت، جج نُبوت: (نت) ما ينبت من الأرض ° نصل النبْتة: الجُزْء المنْتشر من بتلة. 

نبتيّ [مفرد]: لون أحمر غامق. 

نبت: النَّبْتُ: النَّباتُ. الليث: كلُّ ما أَنْبَتَ الله في الأَرض،

فهو نَبْتٌ؛ والنَّباتُ فِعْلُه، ويَجري مُجْرى اسمِه. يقال: أَنْبَتَ

اللهُ النَّبات إِنْباتاً؛ ونحو ذلك قال الفرَّاءُ: إِنَّ النَّبات اسم يقوم

مقامَ المَصْدَر. قال اللهُ تعالى: وأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً. ابن

سيده: نَبَتَ الشيءُ يَنْبُت نَبْتاً ونَباتاً، وتَنَبَّتَ؛ قال:

مَنْ كان أَشْرَكَ في تَفَرُّقِ فالِجٍ،

فَلُبونُه جَرِبَتْ معاً، وأَغَدَّتِ

إِلاَّ كناشِرَةِ الذي ضَيَّعْتُمُ،

كالغُصْنِ في غُلَوائِه المُتَنَبِّتِ

وقيل: المُتَنَبِّتُ هنا المُتَأَصِّلُ. وقوله إِلاَّ كناشِرة: أَراد

إِلاّ ناشِرة، فزاد الكاف، كما قال رؤْبة:

لواحِقُ الأَقْرابِ فيه كالمَقَقْ

أَراد فيها المَقَقُ، وهو مذكور في موضعه. واختار بعضهم: أَنْبَتَ بمعنى

نَبَتَ، وأَنكره الأَصمعي، وأَجازه أَبو عبيدة، واحتج بقول زهير: حتى

إِذا أَنْبَتَ البَقْلُ، أَي نَبَتَ. وفي التنزيل العزيز: وشجرةً تخرجُ من

طُورسَيْناءَ تَنْبُتُ بالدُّهْن؛ قرأَ ابن كثير وأَبو عمرو الحَضْرَميُّ

تُنْبِتُ، بالضم في التاء، وكسر الباء؛ وقرأَ نافع وعاصم وحمزة والكسائي

وابن عامر تَنْبُتُ، بفتح التاءِ؛ وقال الفراءُ: هما لغتان نَبَتَتِ

الأَرضُ، وأَنْبَتَتْ؛ قال ابن سيده: أَما تُنْبِتُ فذهبَ كثير من الناس

إِلى أَن معناه تُنْبِتُ الدُّهْنَ أَي شَجرَ الدُّهْن أَو حَبَّ الدُّهْن،

وأَن الباءَ فيه زائدة؛ وكذلك قول عنترة:

شَرِبَِتْ بماءِ الدُّحْرُضَيْن، فأَصْبَحَتْ

زَوْراءَ، تَنْفِرُ عن حِياضِ الدَّيْلَمِ

قالوا: أَراد شَرِبَتْ ماءَ الدُّحْرُضَيْن. قال: وهذا عند حُذَّاقِ

أَصحابنا على غير وجه الزيادة، وإِنما تأْويله، والله أَعلم، تُنْبِتُ ما

تُنْبِتُه والدُّهْنُ فيها، كما تقول: خرج زيدٌ بثيابه أَي وثيابُه عليه،

ورَكِبَ الأَمير بسيفه أَي وسيفه معه؛ كما أَنشد الأَصمعي:

ومُسْتَنَّةٍ كاسْتِنانِ الخَروفِ،

قد قَطَّعَ الحَبْلَ بالمِرْوَدِ

أَي قَطَع الحَبْلَ ومِرْوَدُه فيه؛ ونحو هذا قول أَبي ذُؤَيْب يصف

الحمير:

يَعْثُرْنَ في حَدِّ الظُّباةِ، كأَنما

كُسِبَتْ بُرودَ بني تَزيدَ الأَذْرُعُ

أَي يَعْثُرْنَ، وهُنَّ مع ذلك قد نَشِبْنَ في حَدِّ الظُّباة، وكذلك

قوله: شَرِبَتْ بماءِ الدُّحْرُضَين، إِنما الباء في معنى في، كما تقولا:

شربت بالبصرة وبالكوفة أَي في البصرة وفي الكوفة، أَي شَرِبَتْ وهي بماءِ

الدُّحْرُضَين، كما تقول: ورَدْنا صَدْآءَ، ووافَينا شَحاةَ، ونَزَلْنا

بواقِصَةَ. ونَبَت البَقْلُ، وأَنْبَتَ، بمعنى؛ وأَنشد لزهير بن أَبي

سُلْمَى:

إِذا السنةُ الشَهْباءُ، بالناس، أَجْحَفَتْ،

ونال كرامَ النَّاسِ، في الجَحْرةِ، الأَكلُ

رأَيتَ ذوي الحاجاتِ، حَوْلَ بُيوتِهم،

قَطِيناً لهم، حتى إِذا أَنْبَتَ البَقْلُ

أَي نَبَتَ. يعني بالشهباء: البيضاءَ، من الجَدْبِ، لأَنها تَبْيَضُّ

بالثلج أَو عدم النبات. والجَحْرَةُ: السَّنةُ الشديدة التي تَحْجُرُ

الناسَ في بيوتهم، فيَنْحَرُون كرائمَ إِبلهم ليأْكلوها. والقَطينُ: الحَشَمُ

وسُكَّانُ الدار. وأَجْحَفَتْ: أَضَرَّتْ بهم وأَهلكت أَموالهم. قال:

ونَبَتَ وأَنْبَتَ مثل قولهم مَطَرَت السماءُ وأَمْطَرَتْ، وكلهم يقول:

أَنْبَتَ اللهُ البَقْلَ والصَّبيَّ نَباتاً. قال اللهُ، عز وجل: وأَنْبتها

نَباتاً حَسَناً؛ قال الزجاج: معنى أَنْبتها نَباتاً حَسَناً أَي جَعَلَ

نَشْوَها نَشْواً حَسَناً، وجاءَ نَباتاً على لفظ نَبَتَ، على معنى

نَبَتَتْ نَباتاً حَسَناً. ابن سيده: وأَنبَته الله، وفي التنزيل العزيز: والله

أَنْبَتَكم من الأَرض نَباتاً؛ جاءَ المصدر فيه على غير وزن الفعل، وله

نظائر.

والمَنْبِتُ: موضعُ النبات، وهو أَحد ما شَذَّ من هذا الضَّرْب، وقياسُه

المَنْبَتُ. وقد قيل: حكى أَبو حنيفة: ما أَنْبَتَ هذه الأَرضَ

فتَعَحَّبَ منه، بطرح الزائد. والمَنْبِتُ: الأَصْلُ.

والنِّبْتة: شَكْلُ النباتِ وحالتُه التي يَنْبُتُ عليها. والنِّبْتة:

الواحدةُ من النَّبات؛ حكاه أَبو حنيفة، فقال: العُقَيْفاءُ نِبْتَةٌ،

ورَقُها مثل وَرَق السَّذاب؛ وقال في موضع آخر: إِنما قدَّمناها لئلا يحتاج

إِلى تكرير ذلك عند ذكر كل نَبْتٍ، أَراد عندكل نوع من النَّبْت.

ونَبَّتَ فلانٌ الحَبَّ، وفي المحكم: نَبَّتَ الزرعَ والشَجر تَنْبِيتاً

إِذا غَرَسَه وزَرَعه. ونَبَّتُّ الشجرَ تَنْبيتاً: غَرَسْتُه.

والنَّابتُ من كل شيءٍ: الطَّريُّ حين يَنْبُتُ صغيراً؛ وما أَحْسَنَ

نابتةَ بني فلان أَي ما يَنْبُتُ عليه أَموالُهم وأَولادُهم. ونَبَتَتْ

لهم نابتةٌ إِذا نَشأَ لهم نَشءٌ صغارٌ. وإِنَّ بني فلان لنابتةُ شَرٍّ.

والنوابتُ، من الأَحداثِ: الأَغْمارُ. وفي حديث أَبي ثعلبة قال: أَتيتُ

رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: نُوَيْبِتةُ، فقلتُ: يا رسول الله،

نُوَيْبتةُ خير، أَو نُوَيْبتة شَرٍّ؟ النُّوَيْبِتة: تصغيرُ نابتةٍ؛ يقال:

نَبَتَتْ لهم نابتة أَي نَشأَ فيهم صغارٌ لَحِقوا الكِبار، وصاروا زيادة

في العدد. وفي حديث الأَحْنَفِ: أَن معاوية قال لمن ببابه: لا

تَتَكَلَّموا بحوائجكم، فقال: لولا عزْمةُ أَمير المؤْمنين، لأَخْبَرْتُه أَنَّ

دافَّةً دَفَّتْ، وأَنَّ نابتة لَحِقَتْ.

وأَنْبَتَ الغلامُ: راهقَ، واسْتَبانَ شَعَرُ عانتِه ونَبَتَ. وفي حديث

بني قُرَيْظةَ: فكلُّ من أَنْبَتَ منهم قُتل؛ أَراد نباتَ شعر العانة،

فجعله علامة للبلوغ، وليس ذلك حَدّاً عند أَكثر أَهل العلم، إِلا في أَهل

الشرك، لأَنه لا يُوقَفُ على بلوغهم من جهة السن، ولا يمكن الرجوع إِلى

أَقوالهم، للتُّهمة في دفع القتل، وأَداءِ الجزية. وقال أَحمد: الإِنبات

حدّ معتبر تقام به الحُدود على من أَنْبَتَ من المسلمين، ويُحْكى مثلُه عن

مالك.

ونَبَّتَ الجاريةَ: غَذَّاها، وأَحْسنَ القيام عليها، رجاءَ فضل رِبحها.

ونَبَّتُّ الصَّبيَّ تَنْبيتاً: رَبَّيته. يقال: نَبِّتْ أَجَلَك بين

عينيك.

والتَّنْبِيتُ: أَوَّل خروج النبات. والتنبيت أَيضاً: ما نَبَتَ على

الأَرض من النَّبات من دِقِّ الشجر وكِباره؛ قال:

بَيْداءُ لم يَنْبُتْ بها تَنْبِيتُ

والتَّنْبِيتُ: لغةٌ في التَّبْتيتِ،وهو قِطَعُ السَّنام.

والتَّنْبِيتُ: ما شُذِّب على النخلة من شوكها وسَعَفها، للتخفيف عنها، عزاها أَبو

حنيفة إِلى عيسى ابن عمر.

والنَّبائتُ: أَعْضادُ الفُلْــجان، واحدتها نَبيتة.

واليَنْبُوتُ: شجر الخَشخاش؛ وقيل: هي شجرة شاكةٌ، لها أَغْصان وورقٌ،

وثمرتها جِرْوٌ أَي مُدَوَّرة، وتُدْعى: نَعْمان الغافِ، واحدتُها

يَنْبوتة. قال أَبو حنيفة: اليَنْبوت ضربان أَحدهما هذا الضَّوكُ القِصارُ الذي

يسمى الخَرُّوبَ، له ثمرة كأَنها تفاحة فيها حب أَحمر، وهي عَقُولٌ

للبَطْنِ يُتَداوى بها؛ قال: وهي التي ذكرها النابغة، فقال:

يَمُدُّه كلُّ وادٍ مُتْرَعٍ لَجِبٍ،

فيه حُطامٌ من اليَنْبوتِ، والخَضَدِ

والضَّرْبُ الآخر شجرٌ عظام. قال ابن سيده: أَخبرني بعضُ أَعراب ربيعة

قال: تكون اليَنْبوتةُ مثل شجرة التفاح العظيمة، وورقها أَصغر من ورق

التفاح، ولها ثمرة أَصغر من الزُّعْرور، شديدة السَّواد، شديدة الحلاوة، ولها

عَجَم يوضع في الموازين.

والنَّبيتُ: أَبو حي؛ وفي الصحاح: حَيّ من اليَمن. ونُباتةُ، ونَبْتٌ،

ونابِتٌ: أَسماء.

اللحياني: رجل خَبيتٌ نَبِيتٌ إِذا كان خسيساً فقيراً، وكذلك شيء خبيثٌ

نَبيثٌ.

ويقال: إِنه لَحسَنُ النِّبْتة أَي الحالة التي يَنْبُتُ عليها؛ وإِنه

لفي مَنْبِتِ صِدْقٍ أَي في أَصلِ صِدْقٍ، جاء عن العرب بكسر الباء،

والقياس مَنْبَتٌ، لأَنه من نَبَتَ يَنْبُتُ، قال: ومثله أَحرف معدودة جاءت

بالكسر، منها: المسجِد، والمَطْلِع، والمَشْرِقُ، والمَغْرِبُ، والمَسْكِنُ،

والمَنْسِك.

وفي حديث عليّ، عليه السلام: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال لقوم

من العرب: أَنتم أَهلُ بَيْتٍ أَو نَبْتٍ؟ فقالوا: نحن أَهلُ بَيتٍ وأَهلُ

نَبْتٍ أَي نحن في الشرف نهاية. وفي النَّبْتِ نهاية، أَي يَنْبُتُ

المال على أَيدينا، فأَسْلَموا.

ونُباتَى: موضع؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّةَ:

فالسِّدْرُ مُخْتَلِجٌ، فَغُودِرَ طافِياً،

ما بَيْنَ عَيْنَ إِلى نُباتى الأَثْأَبِ

ويروى: نَباةَ كحَصاةٍ، عن أَبي الحسن الأخفش.

نبت
: (النَّبْتُ: النَّبَاتُ) ، قَالَ اللَّيْث: كلُّ مَا أَنْبَتَ الله فِي الأَرْضِ فَهُوَ نَبْتٌ، والنَّبَاتُ فِعْلُه، ويَجْري مَجْرى اسمِه، يُقَال: أَنْيَتَ الله النَّبَاتَ إِنْباتاً، وَنَحْو ذَلِك.
قَالَ الفَرّاءُ: إِنَّ النَّبَاتَ اسمٌ يَقُومُ مَقامَ المَصْدَرِ، قَالَ الله تَعَالَى: {وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا} (سُورَة آل عمرَان، الْآيَة: 37) وَفِي المُحْكَم: نَبَتَ الشَّيْءُ يَنْبُتُ نَبْتاً ونَبَاتاً، وتَنَبَّتَ.
(وَقد) اخْتَارَ بعضُهم أَنْبَتَ بِمَعْنى نَبَتَ، وأَنْكَره الأَسمعيُّ، وأَجازَه أَبو عُبَيْدَةَ واحتجّ بقولِ زُهيرٍ:
حَتَّى إِذَا أَنْبَتَ البَقْلُ
أَي نَبَتَ، وَفِي النتزيل الْعَزِيز: {وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَآء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ} (سُورَة الْمُؤمنِينَ، الْآيَة: 20) قَرَأَ ابنُ كَثِير وأَبو عَمْرو الحَضْرَمِيّ: تُنْبِتُ، بالضّم فِي التاءِ وَكسر الباءِ، وقرأَ نافِعٌ وعاصمٌ وحَمْزةُ والكِسائِيّ وابنُ عَامر: تَنْبُتُ، بِفَتْح التاءِ، وَقَالَ الفرّاءُ: هما لُغَتانِ.
(نَبَتَتِ الأَرْضُ وأَنْبَتَتْ) ، قَالَ ابنُ سِيدَه: أَمّا تُنْبِتُ فذَهَب كَثيرٌ من النّاس إِلى أَن مَعْنَاهُ تُنْبِتُ الدُّهْنَ، أَي شَجَرَ الدُّهْنِ أَو حَبَّ الدُّهْنِ، وأَن الباءَ فِيهِ زائدةٌ، وَكَذَلِكَ قولُ عنترة: شَرِبَتْ بمَاءِ الدُّهْرُضَيْنِ فأَصْبَحَتْ
زَوْرَاءَ تَنْفِرُ عَن حِياضِ الدَّيْلَمِ
قَالُوا: أَرادَ شَرِبَتْ ماءَ الدُّحْرُضَيْنِ قَالَ: وَهَذَا عِنْد حُذَّاقِ أَصحابِنا على غيرِ وجهِ الزّيادةِ، وإِنما تأْويلُه وَالله أَعلم: تُنْبِتُ مَا تُنْبِتُه، والدُّهْنُ فيهَا، كَمَا تقولُ: خرَجع زيْدٌ بثِيابِه، أَي وثِيابُه علَيْه، وركِبَ الأَميرُ بِسَيْفِه، أَي وسَيْفُه مَعَه.
(والمُنْبِتُ، كمَجْلِسٍ: مَوْضِعُه) أَي النّباتِ، وَهُوَ (شاذٌّ) ، وَجْهُ الشُّذوذِ لأَنّ المَفْعلَ من الثّلاثيّ إِذا كَانَ غير مكسورِ المُضارع لَا يكون إِلا بالفَتْح مَصْدَراً، أَو زَماناً، أَو مَكاناً (والقياسُ) مَنْبَتٌ (كمَقْعَد) وَقد قيل، ومثلُه أَحْرُفٌ معدودةٌ جاءَت بالكَسْرِ، مِنْها: المَسْجِدُ، والمَطْلِعُ، والمَسْرِقُ، والمَغْرِبُ، والمَسْكِنُ، والمَنْسِكُ.
(ونَبَتَ البَقْلُ، كأَنْبَتَ) ، بِمَعْنى.
وأَنْشَد لزُهَيْرِ بنِ أَبي سُلْمَى:
إِذا السَّنَةُ الشَّهْباءُ بالنَّاسِ أَجْحَفَتْ
ونالَ كِرامَ النّاسِ فِي الحَجْرَةِ الأَكْلُ
رَأَيْتَ ذَوهي الحَاجَاتِ حَوْلَ بُيُوتِهمْ
قَطِيناً لَهُمْ حتَّى إِذا أَنْبَتَ البَقْلُ
أَي نَبَتَ، يَعْنِي بالشَّهْباءِ البَيْضَاءَ من الجَدْبِ؛ لأَنّها تَبْيَضُّ بالثَّلْج، أَو عَدَم النَّبات، والحَجْرَةُ: السَّنَةُ الشَّدِيدةُ الَّتِي تَحْجُرُ النَّاسَ فِي بُيوتِهم، فيَنْحَرُوا كرائِمَ إبِلِهِمْ ليَأْكُلُوها، والقَطِينُ: الحَشَمُ وسُكَّانُ الدَّارِ، وأَجْحَفَتْ: أَضَرَّتْ بهم، وأَهْلَكَتْ أَمْوالَهم، قَالَ: نَبَتَ وأَنْبَتَ مثلُ قولِهم: مَطَرَتِ السَّماءُ وأَمْطَرَتْ، وكُلُّهم يَقُول: أَنْبَتَ الله البَقْلَ والصَّبِيَّ نَبَاتاً، قَالَ عزّ وجلّ: {وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا} (سُورَة آل عمرَان، الْآيَة: 37) وَهُوَ مجازٌ، قَالَ الزَّجَّاجُ: معنَى أَنْبَتَها نَبَاتاً حَسَناً، أَي جَعَل نَشْوَها نَشْواً حَسَناً، وجاءَ (نَبَاتاً) على لفظ نَبَتَ، على معنَى نَبَتَتْ نَباتاً حَسَناً، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {وَاللَّهُ أَنبَتَكُمْ مّنَ الاْرْضِ نَبَاتاً} (سُورَة نوح، الْآيَة: 17) جاءَ المصدَرُ فِيهِ على غَيْرِ وَزْنِ الفِعْل، وَله نَظَائِرُ.
(و) من المَجازِ: نَبَتَ (ثَدْيُ الجَارِيَةِ نُبُوتاً: نَهَدَ) وارْتَفَعَ.
(و) قَالُوا: (أَنْبَتَهُ الله) ، فَتَعَدّى، (فَهُوَ مَنْبُوتٌ) ، على غير قِيَاس، كَمَا نَبّه عَلَيْهِ الجوهريّ.
(وأَنْبَتَ الغُلامُ:) رَاهَقَ و (نَبَتَتْ عانَتُه) واسْتَبانَ شَعرُها، وَفِي حَدِيث بَنِي قُرَيْظَةَ: (فَكُلُّ مَنْ أَنْبَتَ مِنْهُم قُتِلَ) أَرادَ نَبَاتَ شَععرَ العَانَةِ، فجَعَله عَلامَة للبُلُوغ، وَلَيْسَ ذَلِك حَدًّا عندَ أَكْثَرِ أَهلِ العِلْمِ إِلاّ فِي أَهلِ الشِّرْكِ؛ لأَنّه لَا يُوقَفُ على بُلُوغِهِم من جِههِ السِّنِّ، وَلَا يُمْكِنُ الرُّجوعُ إِلى أَقْوالهم للتُّهَمَةِ فِي دَفْعِ القَتْلِ وأَداءِ الجِزْيَةِ، وقالَ أَحْمَدُ: الإِنْباتُ حَدٌّ مُعْتَبَرٌ تُقَام بِهِ الحُدودُ علَى من أَنْبَتَ من الْمُسلمين، ويحكى مثلُه عَن مالِك:
(و) من المَجازِ: (التَّنْبِيتُ: التَّرْبِيَةُ) ، وَنَبَّتُّ الصَّبِيَّ تَنْبِيتاً: رَبَّيْتُه، يُقَال: نَبِّتْ أَجَلَكَ بَيْنَ عَيْنَيكَ.
ونَبَّتَ الجارِيةَ: غَذَّاها وأَحْسَنَ القيامَ عَلَيْهَا؛ رَجَاءَ فَضْلِ رِبْحِها.
(و) التَّنْبِيتُ (: الغَرْسُ) يُقَال: نَبَّتَ الناسُ الشَّجَرَ، إِذا غَرَسُوه.
ونَبَّتُوا الحَبَّ: حَرَثُوه، كَذَا فِي الأَساس.
وَفِي المُحْكَم: نَبَّتَ الزَّرْعَ والشَّجَرَ تَنْبِيتاً، إِذا غَرَسَه وزَرَعَه، ونَبَّتُّ الشَّجَرَ تَنْبِيتاً: غَرَسْتُه.
(و) التَّنْبِيتُ أَيضاً (اسْمٌ لمَا يَنْبُتُ) على الأَرْضِ من النَّباتِ (مِنْ دِقِّ الشَّجَرِ) ، بِكَسْر الدَّال، أَي صِغارِه (وكِبارِه) .
قالَ رُؤُبةُ:
مَرْتٍ يُناصِي خَرْقَها مُرُوتُ
بَيْداءَ لم يَنْبُتْ بهَا تَنْبِيتُ (ويُكْسَرُ أَوَّلهُ) قا شيخُنا: وذِكْر أَوّلهِ مسْتَدْرَك، ونُقِل عَن أَبِي حَيّانَ أَنّ كَسْرَه إِتْباعٌ، لَا على جِهَةِ الأَصالَة.
وَقَالَ ابنُ القَطّاع: التَّنْبِيتُ: فَسيلُ النَّحْلِ.
وَفِي اللِّسَان: التَّنْبيتُ: قِطَعُ السَّنامِ.
والتَّنْبِيتُ: مَا شُذِّبَ على النَّخْلَةِ من شَوْكِها وسَعَفها للتَّخْفِيف عَنْهَا، عَزَاها أَبو حَنِيفَةَ إِلى عِيسَى بن عُمَرَ.
والنَّابِتُ من كُلّ شَيْءٍ: الطَّرِيُّ حِين يَنْبُت صَغِيراً.
(ونَابِتُ بنُ يَزِيدَ) سَمِعَ الأَوْزاعِي.
(و) أَبُو عَمْرٍ و (أَحمدُ بنُ نابِتٍ الأَنْدَلُسِيّ) ، عَن عُبَيْد الله بن يَحْيى اللَّيْثِيّ.
(وعليٌّ بنُ نابِتٍ الوَاعِظُ) الطَّالَقانِيّ، سَمعَ شُهْدَةَ، وَهُوَ من شُيُوخ الفَخْرِ ابنِ البُخَارِيّ، (مُحَدِّثُون) .
(و) عَن اللّحيانِيّ: رَجُلٌ (خَبِيتٌ نَبِيتٌ) أَي (خَسِيسٌ حَقِيرٌ) وَفِي بعض النّسخ: فقيرٌ بالفاءِ بدلَ الحاءِ وَكَذَلِكَ شَيْءٌ خَبِيتٌ نَبِيتٌ.
(و) من الْمجَاز يُقال: (نَبَتَتْ لَهُم نَابِتَةٌ) ، إِذا (نَشَأَ لَهُمْ نَشْءٌ صِغَارٌ) لَحِقُوا الكِبارَ وصارُوا زيادَةً فِي العَدَدِ.
وَمَا أَحْسَنَ نابِتَةَ بني فُلانٍ، أَي مَا نَبَتَتْ عَلَيْهِ أَمْوالُهم وأَوْلادُهم.
وإِنّ بَنِي فُلانٍ لنَابِتَةُ شَرَ، وَفِي حَدِيث الأَحْنَفِ (أَنّ معاوِيَةَ قَالَ لِمَنْ بِبابِهِ: لَا تَتَكَلَّموا بحوائِجِكمْ، فَقَالَ: لَوْلَا عَزْمَةُ أَميرِ المُؤمِنينَ لأَخْبَرْتُه أَنّ دَافَّةً دَفَّتْ، وأَنّ نابِتَةً لَحِقَتْ) .
(و) من المَجازِ: هَذَا قَوْلُ النَّابِتَةِ و (النَّوابِتُ) هُم (الأَغْمَارُ من الأَحْداثِ) .
وَفِي الأَساس: النَّوابِتُ طائِفَةٌ من الحَشْوِيَّة أَي أَنهم أَحْدَثُوا بِدَعاً غَرِيبةً فِي الإِسلام، قَالَ شيْخُنا: وللجاحِظِ فيهم رِسالةٌ قَرَنَهُم فِيهَا بالرَّافِضَةِ.
(اليَنْبُوتُ شَجَرُ الخَشْخَاشِ) وَقيل: هِيَ شجرَةٌ شَاكّة، لَهُ أَغْصانٌ وَوَرقٌ، وثمرَتُها جِرْوٌ، أَي مُدَوَّر، ويُدْعَى بِعُمَانَ: الغَافَ، واحدتُها يَنْبُوتَةٌ، قَالَ أَبو حَنيفةَ: اليَنْبُوتُ ضَرْبانِ: أَحَدُهما هَذَا الشَّوْكُ القِصَارُ، وسيأْتي.
(وشَجَرٌ آخرُ عِظَامٌ أَو شَجَرُ الخَرُّوبِ) وَهُوَ الضَّرْبُ الأَوّل فِي قولِ أَبي حَنِيفةَ الَّذِي عَبّر عَنهُ بالشَّوْكِ القِصار، لَهُ ثَمَرةٌ كأَنَّها تُفَّاحَة، فِيهَا حَبٌّ أَحمَرُ وَهِي عَقُولٌ للبَطْنِ يُتَدَاوَى بهَا، قَالَ: وَهِي الَّتِي ذَكَرَهَا النّابِغَةُ فَقَالَ:
يَمُدُّه كُلُّ وَاد مُتْرَعٍ لَجِبٍ
فِيهِ حُطَامٌ مِنَ اليَنْبُوتِ والخَضَدِ
وَقَالَ ابنُ سِيده: أَخْبَرنِي بعضُ أَعرابٍ رَبِيعَةَ قَالَ: تكون اليَنْبُوتَةُ مثلَ شجرةِ التُّفّاحِ العظيمةِ، وورقُها أَصغَرُ من وَرَق التُّفَّاحِ، وَلها ثَمَرَةٌ أَصغَرُ من الزُّعْرُورِ، شديدةُ السَّوَادِ شديدةُ الحَلاَوَةِ، وَلها عَجَمٌ يُوضَعُ فِي المَوَازِينِ.
(والنَّبَائتُ: أَغْصَانُ) ، هَكَذَا فِي نسختنا، وَصَوَابه أَعْضَادُ (الفُلْــجَانِ) كَمَا فِي لِسَان الْعَرَب وَغَيره، (الواحِدُ نَبِيتَةٌ) .
(والنَّبِيتُ: أَبوحَيَ) وَفِي الصّحاح: حَيٌّ (باليَمَن اسمُه عَمْرُو بنُ مالِكِ) ابنِ الأَوْسِ بن حَارِثَةَ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عَمحرِو بنِ عامِرٍ، وَهُوَ من أَجْدَادِ أُسَيْدِ ابنِ حُضَيْرٍ، وغيرِه من الصَّحابَة.
قلت: وفاتَه إِبراهيمُ بنُ هِبَةِ الله بن محمّدِ بنِ إِبراهِيمَ البَغْدَادِيّ، عُرِف بابنِ النَّبِيتِ، عَن أَبي الفضْل الأُرْمَوِيّ، وَكَانَ من العُدول بِمصْر، مَاتَ سنة 605.
(ونابِتٌ: ع بالبَصْرَةِ، مِنْهُ إِسحاقُ ابنُ إِبراهِيمَ) بنِ أَحمدَ بن يَعِيشَ الهَمْدَانِيّ (النَّابِتِيْ) ، عَن محمودِ ابنِ غَيْلان وَطبَقَتِه، وَعنهُ أَبو أَحْمَدَ الغَسّانِيّ، هَكَذَا فِي نسختنا، وَهُوَ الصَّحِيح، وَفِي بعضِها: مِنْهُ عليّ بن عبد العزيزِ النَّابِتِيّ، وَهُوَ خطأٌ؛ لأَنّه سيأْتي فِي نيت.
(وذاتُ النّابِتِ) مَوْضعٌ (مِنْ عَرَفاتٍ) نَقله الصّاغانيّ.
(ونُبَاتَي كسُكارَى: ع بالبَصْرَةِ) قَالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ:
فالسِّدْرُ مُخْتلِجٌ فغُودِرَ طافياً
مَا بَيْنَ عَيْنَ إِلَى نُبَاتَي الأَثْأَبُ
ويُرْوَى. نُبَاةَ، كحَصَاة، عَن أَبي الْحسن الأَخفش، وسيأْتي فِي المُعْتَلّ، ويروى أَيضاً: نَبَاتَ، كَسَحَابٍ، كلّ ذالك عَن السُّكَّرِيّ.
(وسَمَّوْا نَبَاتاً، كَسَحَابٍ، ونَبَاتَةَ) بِالْفَتْح، مِنْهُم:
نَبَاتَةُ بنُ حَنْظَلَةَ، من بني بَكْرِ بنِ كِلابٍ، كَانَ فارِسَ أَهلِ الشّام، ووَلِيَ جُرْــجَانَ والرَّيَّ لمَرْوَانَ.
(ونُبَاتَةَ) بالضَّم.
(و) نُبَيْتُ، (كزُبَيْرٍ) .
(و) نُبَيْتَةَ، مثل (جُهَيْنَة) .
(ونَبْتاً، ونَابِتاً) مِنْهُم:
النَّبْتُ بنُ مَالِكِ بنِ زيدِ بن كَهْلانَ بنِ سَبَإٍ، أَبو حَيَ باليَمَن.
ونابِتُ بنُ إسماعيلَ، عليهِ السّلام، وَلِيَ بعد أَبِيه، أُمّه السّيدةُ بنْتُ مضَاضِ ابنِ عَمْرٍ والجُرْهُمِيّ، قَالَه ابنُ قُتَيْبَةَ فِي المَعَارف.
(و) نُبَيْتَةُ، (كجُهَيْنَةَ، بنتُ الضَّحَّاكِ) ، كَذَا قَيَّدهُ ابنُ ماكُولا (صحابيّة) ، أَوْرَدَها فِي المُعْجَمِ ابنُ فَهْد (أَو هِيَ بالثَّاءِ) المثَلَّثَة (و) قد (تَقَدّم) .

(ومُحَمَّدُ بنُ سَعِيدِ بنِ نَبَاتٍ النَّبَاتِيّ، نِسْبَةٌ إِلى جَدِّه) وَهُوَ شيخٌ لأَبي محمدِ بنِ حَزْمغ وَقد رَوَى عَن أَبِي عَبْدِ الله بنِ مُفَرِّجٍ وغيرهِ.
(و) أَبُو العَبّاسِ (أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ) بنِ مُفَرِّج الأَنْدَلُسِيّ (النَّبَاتِيُّ، لمَعْرِفَتِه بالنَّبَاتَاتِ) والحَشَائِشِ، (مُحَدِّثانِ) ، سمع الأَخِيرُ عَن ابنِ زَرقون، ورَحعل فلَقِيَهُ ابنُ نُقْطَةَ، وَكَانَ مجموعَ الفَضَائِل، ويُعرَف أَيضاً بابنِ الرُّومِيّة، وَكَانَ غايَةً فِي معرفةِ النَّباتِ. (و) نُبَاتَةُ، (بالضَّمِّ) ، إِليه يَنْتَسِبُ (الحُسَيْنُ بنُ عبدِ الرَّحمانِ النُّباتِيّ الشَّاعِر؛ لأَنّه تِلْمِيذُ أَبي نَصْرٍ) ، وَفِي نُسْخَة: لأَنّه تَلْمَذَ أَبَا نَصْرٍ، (عبد العَزِيزِ بن عُمَرَ بنِ نُبَاتَةَ) الشّاعر، وَكَانَت وَفَاةُ أَبي نَصْرٍ سنة 405، وَله ثَمان وسَبْعُون سنة.
(واخْتُلِف فِي نُبَاتَةَ جَدِّ الخَطِيبِ) أَبي يَحْيى (عبدِ الرَّحِيمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ) محمَّدِ بنِ (إِسْماعِيلَ) الفَارِقِيّ الجُذامِيّ، خطيب الخطَباءِ، الَّذِي رأَى النَّبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمفي مَنامِه، وتَفَلَ فِي فَمِه، (والضمُّ أَكثَرُ وأَثبَتُ) ، وَمن ولدِه: القَاضِي الأَجَلُّ تاجُ الدّين أَبو سالمٍ طاهرُ، ابنُ القَاضِي عَلَمِ الدِّين عليّ، ابنِ القاضِي أَبِي القاسِم يَحْيى ابنِ طاهرِ بنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ.
(وعَبْدَانُ بنُ نُبَيْتغ المَروَزِيّ، كزُبَيْر، مُحدِّثٌ) ، عَن عبدِ الله بن المُبارَك، وَعنهُ حاجِبُ بنُ أَحْمَدَ الطَّوَاشِيّ.
وفاتَه نُبَيْتٌ مولى سُوَيْدِ بنِ غَفْلَةَ، شيخٌ لمُحَمَّدِ بنِ طَلْحَةَ بنِ مُصَرِّف، قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ضَبطْنَاه عَن أَبي سعيد الإِصْطَخْرِيّ، بالنُّون، وَذكره البُخاريّ فِي تَارِيخه فِي المُثَلَّثَةِ.
وأَحْمَدُ بنُ عُمرَ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بن نُبَيْتٍ القَاضي، أَبُو الحَسَن الشِّيرازِيّ، ذكره القَصَّارُ فِي طبقاتِ أَهلِ شِيرازَ، وَقَالَ: لَهُ رِواياتٌ عَن أَبي بَكْرِ بنِ سَعْدَانَ وغيرِه.
قَالَ شَيخنَا: وأَمّا الجَمَالُ مُحَمَّدُ بنُ نَبَاتَةَ المِصْريُّ الشّاعر، فإِنه بالفَتْح، كَمَا جَزمَ بِهِ أَئمّةٌ من شُيُوخنَا؛ لأَنّه كَانَ يُوَرِّي فِي شعره بالقَطْره النَّبَاتيّ، وَهُوَ بِالْفَتْح؛ لأَنَّه نِسْبَةٌ للنَّباتِ، وَهُوَ نَوْعٌ من السُّكَّرِ العَجيبِ يُعْمَلُ مِنْه قِطَعٌ كالبَلُّورِ، شَدِيدُ البَياض والصَّقالَةِ، والظاهِرُ أَنه فارِسِيّ حادِثٌ، وَكَانَ الأُوْلَى بالمُصَنِّفِ أَن يُنَبِّهَ عليهِ، ولاكنه أَغْفَلَه.
قلت: وَقَالَ الحَافِظ: وشاعرُ الوَقْتِ الجَمَالُ أَبو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ نَبَاتَةَ النَّباتِيُّ بالفَتْح، نُسِبَ إِلى جَدِّهِ، وَهُوَ من ذُرِّيَّةِ الخَطيب عبْدِ الرَّحِيمِ. قلت: ورَوى عَن عبد العَزِيزِ بنِ عبدِ المُنْعِمِ الحَرَّانِيِّ، وغيرِه، فانظُرْه مَعَ قولِ المُصَنِّفِ فِي جَدِّهِ: ابنَّ الضَّمّ فِيهِ أَثْبتُ وأَكثَرُ، وَكَذَا مَعَ قولِ شَيْخِنا: لأَنّه كَانَ يُوَرِّي فِي شِعْرِه، إِلى آخِره.
ثمَّ قَالَ شَيْخُنا: وأَنشدني شيخُنا الإِمامُ ابنُ الشَّاذِلِيّ أَعزّ الله ذاتَه:
حَلاَ نَباتُ الشَّعْرِ يَا عَاذِلي
لمّا غَدَا فِي خَدِّهِ الأَحْمَرِ
فشَاقَنِي ذاكَ العِذَارُ الّذِي
نَبَاتُه أَحْلَى مِن السُّكَّرِ
وَمِمَّا يُستدرك عَلَيْهِ من الْمُحكم:
نَبَتَ الشَّيْءُ يَنْبُتُ نَبْتاً ونَبَاتاً وتَنَبَّتَ. قَالَ:
مَنْ كَانَ أَشْرَكَ فِي تَفَرُّقِ فَالِج
فَلَبُونُه جَرِبَتْ مَعاً وأَغدَّتِ
إِلاّ كَناشِرَةَ الّذي ضَيَّعْتُمُ
كالغُصْنِ فِي غُلَوائِهِ المُتَنَبِّتِ
وَقيل: المُتَنَبِّتُ هُنَا: المُتأَصِّلُ.
والنِّبْتَةُ بالكَسْرِ شَكْلُ النَّباتِ، وحاَلتُه الَّتِي نَبَتَ عَلَيْها.
والنَّبْتَةُ: الواحِدَةُ من النَّبات، حَكَاهُ أَبُو حَنِيفَة، فَقَالَ: العُقَيْفاءُ نَبْتَةٌ ورَقُها مِثلُ وَرَقِ السَّذَابِ، وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: إِنما قَدَّمْنَاها لِئَلاّ يُحْتاجَ إِلى تَكْرِيرِ ذالك عِنْد ذِكْر كُلِّ نَبْتٍ، أَرادَ: عِنْدَ كُلِّ نوعٍ من النَّبْتِ.
والنّوَيْبِتَةُ، تصغِيرُ نَابِتَةٍ، وَقد جاءَ ذِكرُها فِي حديثِ أَبي ثَعْلَبةَ.
ويُقَال: إِنّه لَحَسَنُ النِّبْتَةِ، أَي الحَالَةِ الَّتِي يَنْبُتُ عليْهَا.
وإِنَّهُ لَفِي مَنْبِتِ صِدْقٍ، أَي فِي أَصْلِ صِدْقٍ، وَكَذَا فِي أَكْرَمِ المَنَابِتِ. وَهُوَ مجَاز.
ومَنْ ثَبَتَ نَبَتَ.
وتَقُولُ: أَلَمْ يَنْبُتْ حِلْمُ فُلانٍ؟ :
كَذَا فِي الأَساس.
ونَبَاتُ بنُ عَمْرٍ والفارِسِيّ كسَحَاب، حَدَّثَ بِمصرَ، سَمِعَ مِنْهُ ابنُ مَسْرُور. ونَبَاتُ، جاريةُ الحَسَنِ بنِ وَهْبٍ، لَهُ معهَا أَخْبَارٌ.
ومُنْيَةُ نَابِتٍ قَرْيَةٌ بمصرَ، وَقد نُسِب إِلَيْهَا جماعَةٌ من أَهلِ القَرْنِ التَّاسِعِ ممّن أَخذَ عَن الحَافِظِ ابنِ حَجَرٍ.
وأَبو مُحَمَّدٍ عبدُ الله بنُ أَحْمَدَ المَالَقِيّ، عُرِف بابنِ البَيْطَارِ، وبالنَّبَاتِيّ، وَهُوَ مُؤَلّف المُفْردَاتِ فِي النّباتَات وغيرِهَا، ماتَ سنة 646.
وَفِي حديثِ عليَ رَضِي الله عَنْه ((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قالَ لِقَوْمٍ منَ العَرَبِ: أَنتُم أَهْلُ بَيْت أَو نَبْتٍ؟ فقالُوا: نحنُ أَهْلُ بيتٍ وأَهْلُ نَبْتٍ) ، أَي نحنُ فِي الشَّرفِ نِهايَةٌ، وَفِي النَّبْتِ نِهايَةٌ، أَي يَنْبُتُ المَالُ على أَيْدِينَا. فأَسْلَمُوا.
والنَّبْتِيتُ: قريةٌ بمِصْر، مِنْهَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بن محمَّدٍ الضَّريرُ، من شُيُوخِ شيخِ الإِسْلامِ زَكَرِيّا.
وَمن المُتَأَخِّرينَ أَبُو مُحَمَّد عبدُ المُنْعِمِ النَّبْتِيتِيُّ، إِمَامُ المَشْهَدِ الحُسَيْنِيّ، ومُدَرِّسُه، سَمع منهُ بعضُ شيوخِ مشَايِخنا، مَاتَ سنة 1084.
والنَّبُّوتُ كتَنُّورٍ: الفَرْعُ النّابِتُ من الشَّجَرِ، ويُطْلَقُ عَلَى العَصَا المُسْتَوِيَة، لُغَةٌ مِصْرِيّة.
(نبت) الزَّرْع بدا لأوّل مَا يطهر من الأَرْض وَالشَّجر غرسه وَالصَّبِيّ رباه وَأحسن تعهده
(ن ب ت) : (وَفِي الْحَدِيثِ) مَنْ أَشْكَلَ بُلُوغُهُ (فَالْإِنْبَاتُ) دَلِيلُهُ وَهُوَ مَصْدَرُ أَنْبَتَ الْغُلَامُ إذَا نَبَتَتْ عَانَتُهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ فِي الْحَجْرِ وَلَا اعْتِبَارَ بِالنُّهُودِ وَالْإِنْبَاتِ النَّبِيتِ فِي س ت.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.