Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: جاع

الْعلم

الْعلم: بالفتحتين الْعَلامَة، والشهرة، والجبل الرفيع، والراية، وَمَا يعْقد على الرمْح، وَسيد الْقَوْم، وَجمعه الْأَعْلَام، وَعند النُّحَاة مَا وضع لشَيْء بِعَيْنِه شخصا أَو جِنْسا غير متناول غَيره بِوَضْع وَاحِد وَهَذَا هُوَ الْعلم القصدي وَأما الْعلم الاتفاقي فَهُوَ الَّذِي يصير علما أَي وَاقعا على معِين بالغلبة وَكَثْرَة الِاسْتِعْمَال لَا بِالْوَضْعِ والاصطلاح وَهُوَ على ثَلَاثَة أَصْنَاف اسْم ولقب وكنية واطلب كلا فِي مَحَله.
ثمَّ اعْلَم أَن علم بِفَتْح الْفَاء وَكسر الْعين على وزن سمع مَاض مَعْرُوف من أَفعَال الْقُلُوب من الْعلم بِمَعْنى (دانستن) وَهُوَ فعل الْقلب وَأما علم بتَشْديد الْعين على وزن صرف فَإِنَّهُ من التَّعْلِيم وَهُوَ من أَفعَال الْجَوَارِح، وَأما إِطْلَاق التَّعْلِيم على إِفَادَة الإشراقين فَهُوَ على سَبِيل التنزل وَالْمجَاز. وَيُؤَيّد مَا قُلْنَا مَا قَالَ الْفَاضِل الجلبي رَحمَه الله فِي حَاشِيَته على المطول أَن قَوْله مَا لم نعلم مفعول ثَان لعلم بِالتَّشْدِيدِ وَالْأول مَحْذُوف أَي علمنَا وَلَا ضير فِي ذَلِك إِذْ لَيْسَ علم من أَفعَال الْقُلُوب حَتَّى لَا يجوز الِاقْتِصَار على أحد مفعوليه انْتهى. وَالْعلم بِكَسْر الأول وَسُكُون اللَّام مصدر علم يعلم فِي اللُّغَة بِالْفَارِسِيَّةِ (دانستن) .
ثمَّ إِنَّه قد يُطلق على مَا هُوَ مبدأ انكشاف الْمَعْلُوم وَقد يُطلق على مَا بِهِ يصير الشَّيْء منكشفا على الْعَالم بِالْفِعْلِ وَفِي مَا بِهِ الانكشاف اخْتِلَاف مَذَاهِب لَا يتَجَاوَز عشْرين احْتِمَالا عقليا وَوجه ضبط تِلْكَ الِاحْتِمَالَات أَنه إِمَّا حَقِيقَة وَاحِدَة أَو حقائق متبائنة وعَلى الأول إِمَّا زَوَال أَو حُصُول، ثمَّ الْحُصُول إِمَّا حُصُول أثر مَعْلُوم فِي الْعَالم، أَو حُدُوث أَمر فِيهِ، أَو كِلَاهُمَا والأثر إِمَّا صُورَة مَعْلُوم أَو شبحه وَالْأول إِمَّا قَائِم بِنَفسِهِ، أَو منطبع فَهِيَ الْمدْرك، أَو مُتحد مَعَه، والمنطبع إِمَّا منطبع فِي مدرك أَو فِي الْآلَة، والزوال إِمَّا زَوَال أَمر عَن الْعَالم أَو عَن الْمَعْلُوم أَو كليهمَا وعَلى الثَّانِي من الشق الأول إِمَّا إِطْلَاق الْعلم عَلَيْهَا بالاشتراك أَو بِالْحَقِيقَةِ وَالْمجَاز ثمَّ الِاشْتِرَاك إِمَّا لَفْظِي أَو معنوي وَالصَّوَاب المقبول عِنْد الفحول وَالْحق الْحَقِيقِيّ بِالْقبُولِ إِنَّه لَيْسَ حَقِيقَة نوعية أَو جنسية حَتَّى يعرف بِأَمْر جَامع منطبق على جَمِيع جزئياته بل إِطْلَاقه على الْجَمِيع من بَاب إِطْلَاق الْعين على مدلولاته المتبائنة أَلا ترى أَن نَحْو انكشاف الْوَاجِب تَعَالَى لذاته أَو لغيره على اخْتِلَاف بَين الْحُكَمَاء والمتكلمين لَيْسَ إِلَّا كنحو وجوده المغائر للْكُلّ تقوما وتحصلا وتخصيصا وتشخيصا فَكَمَا أَنه لَا سَبِيل لنا إِلَى اكتناه ذَاته كَذَلِك لَا سَبِيل إِلَى اكتناه صِفَاته الَّتِي من جُمْلَتهَا الْعلم الَّذِي لَيْسَ بحدوث كَيْفيَّة وَلَا بِحُصُول أثر من الْمَعْلُوم فِيهِ وَلَا باتحاد الْمَعْلُوم مَعَه وَلَا بِحُضُور مثل وَلَا بحدوث إِضَافَة متجددة وَلَا بِزَوَال شَيْء عَنهُ لاستلزام الْجَمِيع مفاحش لَا تلِيق بجنابه تَعَالَى عَن ذَلِك علوا كَبِيرا وَكَذَا انكشاف المفارقات لأنفسها ولمبدعها ولغيرها لَيْسَ بِحُصُول الْأَثر وَلَا بِزَوَال الْمَانِع وَكَذَا الانكشاف لأنفسنا ولغيرنا من الْوَاجِب تَعَالَى والممكن والممتنع لَيْسَ إِلَّا على أنحاء شَتَّى وطرق متبائنة فَمن رام تَوْحِيد الْكثير أَو تَكْثِير الْوَاحِد فَقَط خبط خبطا عَظِيما وَبَقِي التفتيش فِي الْعلم الَّذِي هُوَ مورد الْقِسْمَة إِلَى التَّصَوُّر والتصديق فِي فواتح كتب الْمنطق بِأَنَّهُ نَحْو من الانكشاف إِمَّا بِزَوَال أَمر منا أَو بحدوث كَيْفيَّة فِينَا أَو بِحُصُول أثر من الْمَعْلُوم صُورَة أَو شبحا أَو باتحاد الْمَعْلُوم معنى أَو بِحُضُور مثل أَو بِإِضَافَة التفاتية وَالَّذِي يحكم بِهِ الْعقل السَّلِيم والذهن الْمُسْتَقيم هُوَ أَنا تَجِد فِينَا عِنْد إحساس الْأَشْخَاص المتبائنة أمورا صَالِحَة لمعروضية الْكُلية والنوعية والجنسية وَمَا وجدنَا فِي الْخَارِج أمرا يكون شَأْنه هَذَا، ثمَّ لما فتشنا عَن تِلْكَ الْأُمُور علمنَا أَنَّهَا لَيست بِأُمُور عدمية وَإِلَّا لما كَانَت قَابِلَة لابتناء الْعُلُوم عَلَيْهَا وَلَا آثارا متغائرة للأشخاص وَإِلَّا لما تسري أَحْكَامهَا إِلَى الْأَفْرَاد ولأعينها وَإِلَّا لترتب على الْأَشْخَاص مَا يَتَرَتَّب عَلَيْهَا وَبِالْعَكْسِ عكسا كليا فَعلمنَا أَن هَا هُنَا أمرا وَاحِدًا مشخصا بتشخصين تشخصا خارجيا وَهُوَ على نَحْو الْكَثْرَة وتشخصا ذهنيا وَهُوَ على نَحْو الْوحدَة والوحدة وَالْكَثْرَة أَمْرَانِ زائدان عَلَيْهِ عارضان لَهُ حسب اقْتِضَاء ظرف التحقق وَهَذَا هُوَ قَول من قَالَ إِن الماهيات فِي الْخَارِج أَعْيَان وَفِي الأذهان صور.
ثمَّ إِن الْعُقَلَاء اخْتلفُوا فِي أَن الْعلم بديهي أَو كسبي والذاهبون إِلَى كسبيته اخْتلفُوا فِي أَن كَسبه متعسر أَو متيسر وَإِلَى كل ذهب ذَاهِب، فَذهب الإِمَام الْغَزالِيّ رَحمَه الله تَعَالَى إِلَى أَنه لَيْسَ بضروري بل هُوَ نَظَرِي وَلَكِن تحديده متعسر وَطَرِيق مَعْرفَته الْقِسْمَة والمثال أما الأول فَهُوَ أَن يُمَيّز عَمَّا يلتبس من الاعتقادات كَمَا تَقول الِاعْتِقَاد إِمَّا جازم أَو غير جازم والجازم إِمَّا مُطَابق أَو غير مُطَابق والمطابق إِمَّا ثَابت أَو غير ثَابت فقد حصل عَن الْقِسْمَة اعْتِقَاد جازم مُطَابق ثَابت وَهُوَ الْعلم بِمَعْنى الْيَقِين فقد تميز عَن الظَّن بِالْجَزْمِ وَعَن الْجَهْل الْمركب بالمطابقة وَعَن التَّقْلِيد الْمُصِيب الْجَازِم بالثابت الَّذِي لَا يَزُول بالتشكيك وَأما الثَّانِي فَكَأَن تَقول الْعلم إِدْرَاك البصيرة المشابه لإدراك الباصرة أَو كاعتقادنا أَن الْوَاحِد نصف الِاثْنَيْنِ وَقيل هَذَا بعيد فَإِنَّهُمَا إِن أفادا تميز أصلحا مُعَرفا وَإِلَّا لم يحصل بهما معرفَة لماهية الْعلم لِأَن مُحَصل الْمعرفَة لشَيْء لَا بُد وَأَن يُقيد تميزه عَن غَيره لِامْتِنَاع حُصُول مَعْرفَته بِدُونِ تميزه عَن غَيره.
وَلَا يخفى مَا فِيهِ لِأَن الْكَلَام فِي تعسر مَعْرفَته بالكنه. فِي العضدي قَالَ الإِمَام الْعلم ضَرُورِيّ لِأَن غير الْعلم لَا يعلم إِلَّا بِالْعلمِ فَلَو علم الْعلم بِغَيْرِهِ لزم الدّور لكنه مَعْلُوم فَيكون لَا بِالْغَيْر وَهُوَ ضَرُورِيّ. وَالْجَوَاب بعد تَسْلِيم كَونه مَعْلُوما إِن تصور غير الْعلم إِنَّمَا يتَوَقَّف على حُصُول الْعلم بِغَيْرِهِ أَعنِي علما جزئيا مُتَعَلقا بذلك الْغَيْر لَا على تصور حَقِيقَة الْعلم بِالْغَيْر أَعنِي علما جزئيا مُتَعَلقا بذلك الْغَيْر وَالَّذِي يُرَاد حُصُوله بِالْغَيْر إِنَّمَا هُوَ تصور حَقِيقَة الْعلم لَا حُصُول جزئي مِنْهُ فَلَا دور للِاخْتِلَاف انْتهى.
وَالْحَاصِل أَن الإِمَام الْغَزالِيّ اسْتدلَّ على مَا ادَّعَاهُ بِأَن الْعلم لَو كَانَ كسبيا مكتسبا من غَيره لدار لِأَن غَيره إِنَّمَا يعلم بِهِ. وخلاصة الْجَواب أَن غير الْعلم إِنَّمَا يعلم بِعلم خَاص مُتَعَلق بِهِ لَا بتصور حَقِيقَة الْعلم وَالْمَقْصُود تصور حَقِيقَته بِغَيْرِهِ فَلَا دور فَافْهَم. وَقَالَ السَّيِّد السَّنَد قدس سره فِي شرح المواقف وَاعْلَم أَن الْغَزالِيّ صرح فِي الْمُسْتَصْفى بِأَنَّهُ يعسر تَحْدِيد الْعلم بِعِبَارَة محررة جَامِعَة للْجِنْس والفصل الذاتيين فَإِن ذَلِك متعسر فِي أَكثر الْأَشْيَاء بل فِي أَكثر المدركات الحسية فَكيف لَا يعسر فِي الإدراكات الْخفية.
ثمَّ قَالَ إِن التَّقْسِيم الْمَذْكُور يقطع الْعلم عَن مظان الِاشْتِبَاه والتمثيل بِإِدْرَاك الباصرة بفهمك حَقِيقَة فَظهر أَنه إِنَّمَا قَالَ بعسر التَّحْدِيد الْحَقِيقِيّ دون التَّعْرِيف مُطلقًا وَهَذَا كَلَام مُحَقّق لَا بعد فِيهِ لكنه جَار فِي غير الْعلم كَمَا اعْترف بِهِ انْتهى - وَذهب الإِمَام الرَّازِيّ رَحمَه الله تَعَالَى إِلَى أَنه بديهي لضَرُورَة أَن كل أحد يعلم بِوُجُودِهِ وَهَذَا علم خَاص بديهي وبداهة الْخَاص يسْتَلْزم بداهة الْعَام - وَفِيه نظر من وَجْهَيْن: أَحدهَا أَن الضَّرُورِيّ إِنَّمَا هُوَ حُصُول علم جزئي بِوُجُودِهِ وَهَذَا الْحُصُول لَيْسَ تصور ذَلِك الجزئي وَغير مُسْتَلْزم لَهُ فَلَا يلْزم تصور الْمُطلق أصلا فضلا عَن أَن يكون ضَرُورِيًّا، وتوضيحه أَن بَين حُصُول الشَّيْء وتصوره فرقا بَينا فَإِن ارتسام مَاهِيَّة الْعلم فِي النَّفس الناطقة بِنَفسِهَا فِي ضمن الجزئيات حُصُول تِلْكَ الْمَاهِيّة لَا تصورها كحصول الشــجَاعَــة للنَّفس الْمُوجب لاتصافها بهَا من غير أَن تتصورها وارتسام مَاهِيَّة الْعلم فِي النَّفس بِصُورَة تِلْكَ الْمَاهِيّة ومثالها يُوجب تصورها لَا حُصُولهَا كتصور الشــجَاعَــة الَّذِي لَا يُوجب اتصاف النَّفس بالشــجاعــة.
ومحصول التَّوْضِيح أَن الْفرق بَين حُصُول الْعلم نَفسه لِلْعَقْلِ وَبَين تصَوره بَين فَإِن الأول منَاط الاتصاف بِنَفس الْعلم دون العالمية بِالْعلمِ وَالثَّانِي منَاط العالمية بِالْعلمِ فَإِن حُصُول الشــجَاعَــة نَفسهَا مُوجب للاتصاف بهَا لَا لتصورها وَالْعلم بهَا وتصورها يُوجب العالمية بهَا لَا لحصولها والاتصاف بهَا نعم كم من شُــجَاع لَا يعلم أَن الشــجَاعَــة مَا هِيَ وَهُوَ شُــجَاع وَكم من جبان يعلم مَاهِيَّة الشــجَاعَــة وَهُوَ جبان وَثَانِيهمَا وُرُود المنعين الْمَشْهُورين من منع كَون الْعَام ذاتيا وَكَون الْخَاص مدْركا بالكنه.
وَحَاصِله أَن ذَلِك الاستلزام مَوْقُوف على أَمريْن أَحدهمَا كَون الْعلم ذاتيا للخاص وَلَا نسلم أَن يكون الْعلم الْمُطلق ذاتيا للْعلم الْخَاص وَثَانِيهمَا كَون الْخَاص متصورا بالكنه وَلَا نسلم أَن يكون الْعلم الْخَاص بديهيا متصورا بالكنه لم لَا يجوز أَن يكون متصورا بِالْوَجْهِ قيل إِن الْخَاص هَا هُنَا مُقَيّد والعالم مُطلق وبداهة الْمُقَيد تَسْتَلْزِم بداهة الْمُطلق لِأَنَّهُ جُزْء خارجي لمَفْهُوم الْمُقَيد فتصوره بِدُونِهِ مِمَّا لَا يتَصَوَّر وَأجِيب بِأَن منشأ هَذَا السُّؤَال عدم الْفرق بَين الْفَرد والحصة وللعلم أفرلد حصصية والفرد هُوَ الطبيعة الْمَأْخُوذَة مَعَ الْقَيْد بِأَن يكون كل من الْقَيْد وَالتَّقْيِيد دَاخِلا كزيد وَعَمْرو للْإنْسَان والحصة هِيَ الطبيعة المنضافة إِلَى الْقَيْد بِأَن يكون التَّقْيِيد من حَيْثُ هُوَ تَقْيِيد دَاخِلا والقيد خَارِجا كوجود زيد وَوُجُود عَمْرو وَعلم زيد وَعلم عَمْرو. وَلَا يخفى على الناظرين أَن هَذَا إِنَّمَا يتم إِذا كَانَ المُرَاد بِالْعلمِ الْمَعْنى المصدري وَأما إِذا كَانَ المُرَاد بِهِ مَا بِهِ الانكشاف فَلَا يتم وَأَنت تعلم أَن الْمَعْنى المصدري خَارج عَن مَحل النزاع والنزاع حِين إِرَادَة الْمَعْنى المصدري يكون لفظيا كالنزاع فِي الْوُجُود فَإِن من قَالَ بكسبيته يُرِيد مَا بِهِ الانكشاف وَيَدعِي بكسبيته لَا الْمَعْنى المصدري.
وَالْحَاصِل أَنه لَا شكّ فِي بداهة الْعلم الَّذِي يعبر عَنهُ بِالْفَارِسِيَّةِ بدانستن لِأَنَّهُ معنى انتزاعي لَا يتخصص إِلَّا بإضافات وتخصيصات فحقيقته لَيست إِلَّا مفهومة وحقائق أَفْرَاده لَيست إِلَّا مفهوماتها كَيفَ وَلَو كَانَت مفهوماتها عارضة لحقائقها لكَانَتْ مَحْمُولَة عَلَيْهَا بالاشتقاق وَهُوَ يسْتَلْزم كَون الْعلم عَالما وَالْعلم الْخَاص بديهي وَالْعَام جُزْء مِنْهُ وبداهة الْخَاص تَسْتَلْزِم بداهة الْعَام والمنعان الْمَذْكُورَان حِينَئِذٍ مُكَابَرَة لَا تسمع لَكِن هَذَا الْمَعْنى خَارج عَن مَحل النزاع كَمَا علمت وَإِن أُرِيد أَن الْعلم بِمَعْنى مبدأ الانكشاف بديهي بِالدَّلِيلِ الْمَذْكُور فَلَا يَخْلُو عَن صعوبة لوُرُود المنعين المذكورية بِلَا مُكَابَرَة فَإِن قلت لَو كَانَ الْعلم بديهيا لما اشْتغل الْعُقَلَاء بتعريفه قلت إِنَّمَا عرف الْعلم من ذهب إِلَى كسبيته لَا إِلَى بداهته فاشتغالهم بتعريفه لَا يدل عى كسبيته بِحَسب الْوَاقِع بل بِحَسب الِاعْتِقَاد. نعم يرد أَنا لَو سلمنَا أَن الذَّاهِب إِلَى كسبيته عرفه بِحَسب اعْتِقَاده لَكِن تَعْرِيفه لدلالته على حُصُوله بِالْكَسْبِ يُنَافِي البداهة لِأَن البديهي مَا لم يُمكن حُصُوله بِالْكَسْبِ لايحصل بِغَيْر الْكسْب وَلَا أَن يُقَال إِن الْمَعْنى الْمَذْكُور للبديهي مَمْنُوع كَيفَ وَلَو كَانَ تَعْرِيف البديهي مَا ذكر للَزِمَ بطلَان البداهة فِي عدَّة من الْأُمُور الَّتِي بداهتها قَطْعِيَّة بالِاتِّفَاقِ وَقيل الْجَواب بِأَن الْكَلَام فِي كنه الْعلم فَإِذا فرض أَنه ضَرُورِيّ لَا يلْزم على صِحَّته امْتنَاع تَعْرِيفه بالرسم لجَوَاز أَن يكون كنه شَيْء ضَرُورِيًّا دون اسْمه وَبَعض وجوهه فَلم لَا يكون تَعْرِيف الْعُقَلَاء تعريفا رسميا للْعلم لَيْسَ بصواب لِأَن تَعْرِيف الشَّيْء بالرسم بعد تصَوره بالكنه مُمْتَنع إِذْ بعد تصَوره بالكنه إِذا قصد تَعْرِيفه بِالْوَجْهِ يكون التَّعْرِيف لذَلِك الْوَجْه الْمَجْهُول لَا لذَلِك الشَّيْء.
وَلَا يخفى على من لَهُ نظر ثاقب أَن بَين علم الشَّيْء بِالْوَجْهِ وَالْعلم بِوَجْه ذَلِك الشَّيْء فرق بَين فَإِن الْوَجْه فِي الأول مُتَصَوّر تبعا وبالعرض ومرآة وَآلَة لتصور ذَلِك الشَّيْء الَّذِي قصد تصَوره بذلك الْوَجْه وَفِي الثَّانِي أَولا وبالذات من غير أَن يكون تصَوره آلَة لتصور غَيره ومرآة لَهُ فَإِن قلت إِن الْعلم من صِفَات النَّفس وَعلمهَا بِنَفسِهَا وصفاتها حضوري وَهُوَ لَا يَتَّصِف بالبداهة والكسبية قلت إِن المُرَاد بِالصِّفَاتِ الصِّفَات الانضمامية أَي الصِّفَات العينية الخارجية الْغَيْر المنتزعة وَالْكَلَام فِي الْعلم الْمُطلق وَهُوَ لَيْسَ من الصِّفَات الانضمامية وَبعد تَسْلِيمه عدم اتصاف الحضوري بالبداهة مَمْنُوع - اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يخترع اصْطِلَاح آخر وَلَا مشاحة فِي الِاصْطِلَاح، وَفِي بعض شُرُوح سلم الْعُلُوم وَالْحق أَن الْعلم نور قَائِم بِذَاتِهِ وَاجِب لذاته وَلَيْسَ تَحت شَيْء من المقولات فَإِن الْعلم إِنَّمَا حَقِيقَته مبدأ انكشاف الْأَشْيَاء وظهورها بِأَن يكون هُوَ بِنَفسِهِ مظْهرا ومصداقا لحمله والممكن لما كَانَ فِي ذَاته فِي بقْعَة الْقُوَّة وحيز الليسية كَانَ فِي ذَاته أمرا ظلمانيا لَا ظَاهرا وَلَا مظْهرا فَلَا يكون علما وَلَا فِي حد ذَاته عَالما فَكَمَا أَن قوامه ووجوده إِنَّمَا هُوَ بِالْعرضِ من تِلْقَاء إفَاضَة الْــجَاعِــل الْحق كَذَلِك عالميته إِنَّمَا هِيَ بِالْعرضِ من تِلْقَاء إفَاضَة الْعَالم الْحق فمصداق حمل الْوُجُود وَالْعلم على الْوَاجِب نفس ذَاته وعَلى الْمُمكن هُوَ من حَيْثُ استناده إِلَى الله تَعَالَى فَكَمَا أَن وجود الْمُمكن هُوَ وجود الْوَاجِب كَذَلِك علمه هُوَ علم الْوَاجِب تَعَالَى بل الْعلم هُوَ الْوُجُود بِشَرْط كَونه مُجَردا فَالْوَاجِب سُبْحَانَهُ يَجْعَل الْعقل أمرا نورانيا ينْكَشف الْأَشْيَاء عِنْد قِيَامهَا بهَا وَلَيْسَ الْعلم أمرا زَائِدا على وجودهَا الْخَاص الْمُجَرّد وَلذَا تدْرك ذَاتهَا بذاتها. نعم قد يفْتَقر إِلَى أَن يكون وجود الْمَعْلُوم لَهُ حَتَّى ينْكَشف عِنْده إِذا كَانَ هُوَ غير ذَاته وَصِفَاته وَذَلِكَ بإعلام الْمعلم وبإفاضة وجوده لَهُ فالعلم وَإِن كَانَ أظهر الْأَشْيَاء وأبينها وأوضحها لَكِن يمْتَنع تصَوره بالكنه وَنسبَة الْعُقُول إِلَيْهِ كنسبة الخدش إِلَى الشَّمْس وَنسبَة الْقَمَر إِلَيْهَا وَلذَا قَالَ المُصَنّف أَي مُصَنف السّلم فِيهِ أَن الْعلم من أجلى البديهيات وَإِنَّمَا اختفاء جَوْهَر ذَاته لشدَّة وضوحها كَمَا أَن من المحسوسات مَا يبلغ فِيهِ بذلك الْحَد حَتَّى يمْنَع عَن تَمام الْإِدْرَاك كَالْعلمِ فَإِنَّهُ مبدأ ظُهُور الْأَشْيَاء فَيجب أَن يكون ظَاهرا فِي نَفسه لَيْسَ فِيهِ شَرّ الظلمَة - وَلِهَذَا يفْتَقر إِلَى التَّشْبِيه لإِزَالَة خفائه وَأَنه لَيْسَ خفِيا فِي نَفسه بل لِأَن عقولنا أعجز عَن اكتناهه فَهَذَا التَّشْبِيه يشبه الْإِنَاء الَّذِي فِيهِ مَاء وضع لرؤية تِمْثَال الشَّمْس انْتهى.
والذاهبون إِلَى كسبية الْعلم وَأَن كَسبه متيسر اخْتلفُوا فِي تَعْرِيفه، وَالْمُخْتَار عِنْد الْمُتَكَلِّمين أَنه صفة توجب تميز شَيْء لَا يحْتَمل ذَلِك الشَّيْء نقيض ذَلِك التميز وهم لَا يطلقون الْعلم إِلَّا على الْيَقِين كَمَا ستعرف، وَعلم الْوَاجِب عِنْد الْمُتَكَلِّمين صفة أزلية تنكشف المعلومات عِنْد تعلقهَا بهَا وتعلقات علمه تَعَالَى على نَوْعَيْنِ كَمَا فصلنا فِي تعلقات علم الْوَاجِب تَعَالَى.
وَالْعلم عِنْد الْحُكَمَاء يتَنَاوَل الْيَقِين وَالشَّكّ وَالوهم والتقليد وَالْجهل، وَالْعلم الْمُطلق عِنْدهم أَي سَوَاء كَانَ حضوريا أَو حصوليا مُطلق الصُّورَة الْحَاضِرَة عِنْد الْمدْرك سَوَاء كَانَت نفس الْمَعْلُوم كَمَا فِي الحضوري أَو غَيره وَلَو بِالِاعْتِبَارِ كَمَا فِي الحصولي، وَسَوَاء كَانَت مُطَابقَة لما قصد تصَوره كَمَا فِي الْيَقِين أَولا كَمَا فِي الْجَهْل، وَسَوَاء احتملت الزَّوَال كَمَا فِي التَّقْلِيد وَالظَّن وَالشَّكّ وَالوهم أَولا كَمَا فِي الْيَقِين، وَسَوَاء كَانَت مرْآة لملاحظة مَا قصد تصَوره كَمَا فِي الْعلم بالكنه أَو بِالْوَجْهِ أَولا كَمَا فِي الْعلم بكنه الشَّيْء وَالْعلم بِوَجْه الشَّيْء وَالْمرَاد بالصورة الْمَاهِيّة فَإِنَّهَا بِاعْتِبَار الحضوري العلمي تسمى صُورَة وَبِاعْتِبَار الْوُجُود الْخَارِجِي عينا. وَيعلم من هَذَا التَّعْرِيف عدَّة أُمُور أَحدهَا أَن الْعلم أَمر وجودي لَا عدمي لِأَن الضَّرُورَة تشهد بِأَن وَقت الانكشاف يحصل شَيْء من شَيْء لَا أَنه يَزُول مِنْهُ لكنه لم يقم عَلَيْهِ برهَان قَاطع وَثَانِيها أَنه شَامِل للحضوري والحصولي ولعلم الْوَاجِب والممكن والكليات والجزئيات فِي الْآلَات أَو فِي نفس النَّفس وَثَالِثهَا أَنه شَامِل للمذهبين فِي الجزئيات، أَحدهمَا، أَن مدركها هُوَ النَّفس وَثَانِيهمَا أَن مدركها هُوَ الْحَواس وَرَابِعهَا أَنه شَامِل لمذهبي ارتسام صور الجزئيات المادية فِي الْآلَات أَو فِي نفس النَّفس لِأَن الْمدْرك يتَنَاوَل الْمُجَرّد وَالنَّفس والحواس وَكلمَة عِنْد لعِنْد ولفي والحضور والحصول كالمترادفين.
وَالتَّحْقِيق أَن الْمدْرك لجَمِيع الْأَشْيَاء النَّفس الناطقة سَوَاء كَانَ ارتسام الصُّور فِيهَا أَو فِي غَيرهَا وَسَيَأْتِي لَك تَفْصِيل الْمذَاهب. وَالْأَحْسَن فِي التَّعْمِيم أَن نقُول سَوَاء كَانَت تِلْكَ الصُّورَة الْحَاضِرَة عِنْد الْمدْرك عين الصُّورَة الخارجية كَمَا فِي الْعلم الحضوري أَو غَيرهَا كَمَا فِي الحصولي. وَسَوَاء كَانَت عين الْمدْرك بِالْفَتْح كَمَا فِي علم الْبَارِي تَعَالَى نَفسه أَو غَيره كَمَا فِي علمه بسلسلة الممكنات، وَسَوَاء كَانَت فِي نفس النَّفس كَمَا فِي علمهَا بالكليات أَو فِي الْآلَات كَمَا فِي علمهَا بالجزئيات، وَسَوَاء كَانَت مرْآة أَو لَا فَإِن كَانَت مرْآة فالمرآة والمرئي إِن كَانَا متحدين بِالذَّاتِ ومتغائرين بِالِاعْتِبَارِ. فَعلم الشَّيْء بالكنه وَإِن كَانَا بِالْعَكْسِ فَعلم الشَّيْء بِالْوَجْهِ، وَإِن لم يكن مرْآة فالعلم بكنه الشَّيْء إِن كَانَ الْحَاصِل كنهه وَالْعلم بِوَجْه الشَّيْء إِن كَانَ الْحَاصِل وَجهه، وَالْعلم الْحَقِيقِيّ إِنَّمَا هُوَ علم الشَّيْء بالكنه لَا بِالْوَجْهِ لِأَن الْحَاصِل فِيهِ حَقِيقَة هُوَ الْوَجْه لَا الشَّيْء وَلَا تلْتَفت النَّفس إِلَى الشَّيْء فِي الْعلم بكنه الشَّيْء وَوَجهه كَمَا لَا يخفى.
وَيعلم من هَذَا الْبَيَان أَن الْعلم الْمُطلق الْمَذْكُور على نَوْعَيْنِ النَّوْع الأول الْعلم الحضوري وَهُوَ أَن يكون الصُّورَة العلمية فِيهِ عين الصُّورَة الخارجية فَيكون الْمَعْلُوم فِيهِ بِعَيْنِه وذاته حَاضرا عِنْد الْمدْرك لَا بصورته ومثاله كَمَا فِي علم الْإِنْسَان بِذَاتِهِ وَصِفَاته كالصور الذهنية الْقَائِمَة بِالنَّفسِ فَإِن الْعلم بهَا إِنَّمَا هُوَ بِحُضُور ذواتها عِنْد الْمدْرك لَا بِحُصُول صورها عِنْده فَإِن النَّفس فِي إِدْرَاك الصُّور الذهنية لَا تحْتَاج إِلَى صُورَة أُخْرَى منتزعة من الأولى.
وَهَا هُنَا اعْتِرَاض مَشْهُور هُوَ أَن نفس الْعلم الحصولي علم حضوري مَعَ أَنه لَيْسَ عين الصُّورَة الخارجية وَالْحق أَن نفس الْعلم الحصولي من الموجودات الخارجية كَمَا سَيَجِيءُ فِي الْعلم الحضوري فَلَا تلْتَفت إِلَى مَا أُجِيب بِأَن المُرَاد بالصورة الخارجية أَعم من الْخَارِجِي وَمِمَّا يحذو حَذْو الْوُجُود الْخَارِجِي أَي للوجود الْخَارِجِي وَلما هُوَ مماثل لَهُ جَار مجْرَاه فِي ترَتّب الْآثَار الخارجية وَلَكِن يُمكن المناقشة بِأَنَّهُ حِينَئِذٍ يلْزم الِاتِّحَاد بَين الحضوري والحصولي مَعَ أَنَّهُمَا مُخْتَلِفَانِ بِالذَّاتِ لِأَن الْعلم الحصولي حَقِيقَة نوعية محصلة عِنْدهم ذاتي لما تَحْتَهُ ومغائر للحضوري مُغَايرَة نوعية فَإِذا تعلق الْعلم بِالْعلمِ الحصولي يكون ذَلِك الْعلم عين الحضوري فَيلْزم الِاتِّحَاد بَينهمَا وَالنَّوْع الثَّانِي الْعلم الحصولي وَهُوَ الَّذِي لَا يكون إِلَّا بِحُصُول صُورَة الْمَعْلُوم فَتكون الصُّورَة العلمية فِيهِ غير الصُّورَة الخارجية وَيُقَال لَهُ الانطباعي أَيْضا كَمَا فِي إِدْرَاك الْأَشْيَاء الخارجية عَن الْمدْرك أَي الْأَشْيَاء الَّتِي لَا تكون عينه وَلَا قَائِمَة بِهِ.
ثمَّ إِنَّهُم اخْتلفُوا فِي أَن الْعلم الحصولي، إِمَّا صُورَة الْمَعْلُوم الْمَوْجُودَة فِي الذِّهْن المكيفة بالعوارض الذهنية، وَإِمَّا قبُول الذِّهْن بِتِلْكَ الصُّورَة أَو إِضَافَة مَخْصُوصَة بَين الْعَالم والمعلوم فَإِن انكشاف الْأَشْيَاء عِنْد الذِّهْن فِي الْعلم الحصولي لَيْسَ قبل حُصُول صورها فِيهِ عِنْد الْحُكَمَاء الْقَائِلين بالوجود الذهْنِي فهناك أُمُور ثَلَاثَة الصُّورَة الْحَاصِلَة وَقبُول الذِّهْن بهَا من المبدأ الْفَيَّاض وَإِضَافَة مَخْصُوصَة بَين الْعَالم والمعلوم. فَذهب بَعضهم إِلَى أَن الْعلم الحصولي هُوَ الأول وَقَالَ السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره أَن هَذَا هُوَ الْمَذْهَب الْمَنْصُور. وَوجه بِأَن الْعلم يُوصف بالمطابقة وَعدمهَا وَإِنَّمَا الْمَوْصُوف بهما الصُّورَة، وَفِي شرح الإشارات أَن من الصُّورَة مَا هِيَ مُطَابقَة للْخَارِج وَهِي الْعلم - وَمَا هِيَ غير مُطَابقَة وَهِي الْجَهْل فالسيد السَّنَد قدس سره يَجْعَل الْعلم من مقولة الكيف وينحصر الاتصاف بالمطابقة وَعدمهَا فِي الصُّورَة الَّتِي من مقولة الكيف وينكر ذَلِك الاتصاف فِي الانفعال وَالنِّسْبَة.
وَأَنت تعلم أَن عدم جَرَيَان الْمُطَابقَة فيهمَا مَمْنُوع لجَوَاز جريانها بِاعْتِبَار الْوُجُود النَّفس الأمري أَو الْخَارِجِي بِاعْتِبَار مبدأ الانتزاع وَلَو وَجه بِأَن الصِّفَات الَّتِي يَتَّصِف بهَا الْعلم مثل البداهة والنظرية والاكتساب من الْحَد والبرهان والانقسام إِلَى التَّصَوُّر والتصديق إِنَّمَا ينطبق على الصُّورَة الْحَاصِلَة لَا على الْإِضَافَة والارتسام لَكَانَ أسلم وَبَعْضهمْ إِلَى أَنه هُوَ الثَّانِي فَيكون من مقولة الانفعال وَبَعْضهمْ إِلَى أَنه هُوَ الثَّالِث فَيكون من مقولة الْإِضَافَة، وَأما إِنَّه نفس حُصُول الصُّورَة فِي الذِّهْن فَلم يقل بِهِ أحد لِأَن الْعلم بِمَعْنى الْحُصُول معنى مصدري لَا يكون كاسبا وَلَا مكتسبا لِأَنَّهُ لايكون آلَة وعنوانا لملاحظة الْغَيْر كَمَا مر.
وَلِهَذَا قَالُوا إِن من عرف الْعلم بِحُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل تسَامح فِي الْعبارَة بِقَرِينَة أَنه قَائِل بِأَنَّهُ من مقولة الكيف فَعلم أَنه أَرَادَ الصُّورَة الْحَاصِلَة بِجعْل الْحُصُول بِمَعْنى الْحَاصِل وَالْإِضَافَة من قبيل جرد قطيفة لكنه قدم ذكر الْحُصُول تَنْبِيها على أَن الْعلم مَعَ كَونه صفة حَقِيقِيَّة يسْتَلْزم إِضَافَة إِلَى مَحَله بالحصول لَهُ، وَالْحَاصِل أَن الصُّورَة من حَيْثُ هِيَ هِيَ لما لم تكن علما بل إِنَّمَا الْعلم هُوَ الصُّورَة بِصفة حُصُولهَا فِي الذِّهْن حمل حُصُولهَا على الْعلم مُبَالغَة تَنْبِيها على أَن مدَار كَونهَا علما هُوَ الْحُصُول نعم لَو أخر ذكر الْحُصُول وَقَالَ هُوَ الصُّورَة الْحَاصِلَة لحصل ذَلِك التَّنْبِيه لَكِن لَا فِي أول الْأَمر وَلَا يخفى أَن تَعْرِيفه بِحُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل مَعَ ذَلِك التسامح لَيْسَ بِجَامِع لِأَن الْمُتَبَادر من صُورَة الشَّيْء الصُّورَة الْمُطَابقَة وَلَا يَشْمَل الجهليات المركبة وَهِي الِاعْتِقَاد على خلاف مَا عَلَيْهِ الشَّيْء مَعَ الِاعْتِقَاد بِأَنَّهُ حق وَلِأَنَّهُ يخرج عَنهُ الْعلم بالجزئيات المادية عِنْد من يَقُول بارتسام صورها فِي القوى أَو الْآلَات دون نفس النَّفس.
وَالْعلم فِي فواتح كتب الْمنطق المنقسم إِلَى التَّصَوُّر والتصديق هُوَ الْعلم الحصولي لِأَنَّهُ يَنْبَغِي أَن يكون لَهُ دخل فِي الاكتسابات التصورية والتصديقية واختصاص بهَا وَإِنَّمَا هُوَ الْعلم الحصولي وَلذَا قَالَ الْعَلامَة الرَّازِيّ فِي الرسَالَة المعمولة فِي التَّصَوُّر والتصديق أَن الْعلم الَّذِي هُوَ مورد الْقِسْمَة إِلَى التَّصَوُّر والتصديق هُوَ الْعلم المتجدد وَالْمرَاد بالمتجدد علم يتَحَقَّق كل فَرد مِنْهُ بعد تحقق الْمَوْصُوف بعدية زمانية وَهُوَ لَيْسَ إِلَّا الْعلم الحصولي، والحضوري وَإِن كَانَ بعض أَفْرَاده كَالْعلمِ الْمُتَعَلّق بالصورة العلمية متحققا بعد تحقق الْمَوْصُوف لَكِن جَمِيع أَفْرَاده لَيْسَ كَذَلِك فَإِن علم المجردات بذواتها وصفاتها حضوري وَهِي علل لعلومها وَلَا تنفك علومها عَنْهَا فَلَيْسَ بَين علومها ومعلوماتها بعدية زمانية وتعريفه الأشمل للجهليات وللمذهبين فِي الْعلم بالأشياء والأسلم عَن ارْتِكَاب الْمجَاز الصُّورَة الْحَاصِلَة من الشَّيْء عِنْد الْعقل.
وَإِن أردْت توضيح هَذَا التَّعْرِيف وتحقيقه وتنقيحه ودرجة كَونه أشمل وَأسلم من تَعْرِيفه بِأَنَّهُ حُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل مَعَ أَن فِي هَذَا التَّعْرِيف ارْتِكَاب إِضَافَة الصّفة إِلَى الْمَوْصُوف كَمَا مر بِخِلَاف التَّعْرِيف الْمَذْكُور فاستمع لما يَقُول هَذَا الْغَرِيب الْقَلِيل البضاعة أَن المُرَاد بالصورة إِمَّا نفس مَاهِيَّة الْمَعْلُوم أَي الْمَوْجُود الذهْنِي الَّذِي لَا تترتب عَلَيْهِ الْآثَار الخارجية فَإِن الْمَاهِيّة بِاعْتِبَار الْحُضُور العلمي تسمى صُورَة وَبِاعْتِبَار الْوُجُود الْعَيْنِيّ أَي الْخَارِجِي تسمى عينا أَو المُرَاد بهَا ظلّ الْمَعْلُوم وشبحه الْمُخَالف لَهُ بِالْحَقِيقَةِ على اخْتِلَاف فِي الْعلم بالأشياء.
فَإِن الْمُحَقِّقين على أَن الْعلم بالأشياء بِأَعْيَانِهَا وَغَيرهم على أَنه بإظلالها وأشباحها الْمُخَالفَة لَهَا بالحقائق وعَلى الأول مَا هُوَ الْحَاصِل فِي الْعقل علم من حَيْثُ قِيَامه بِهِ وَمَعْلُوم بِالنّظرِ إِلَى ذَاته وعَلى الثَّانِي صُورَة الشَّيْء وظله علم وَذُو الصُّورَة مَعْلُوم وَمعنى علم الْأَشْيَاء بِأَعْيَانِهَا أَن مَا فِي الذِّهْن لَو وجد فِي الْخَارِج متشخصا بتشخص زيد مثلا لَكَانَ عين زيد وبتشخص عَمْرو لَكَانَ عين عَمْرو. وَالْحَاصِل من الْحَاصِل فِي الذِّهْن نفس الْمَاهِيّة بِحَيْثُ إِذا وجد فِي الْخَارِج كَانَ عين الْعين وَبِالْعَكْسِ لَكِن هَذَا وجود ظِلِّي وَفِي الْخَارِج وجود أُصَلِّي وللكل أَحْكَام على حِدة وَلَا أَن مَا فِي الْخَارِج مَوْجُود فِي الذِّهْن بِعَيْنِه حَتَّى يلْزم كَون الْوَاحِد بالشخص سَوَاء كَانَ جوهرا أَو عرضا فِي مكانين فِي آن وَاحِد وَهُوَ محَال.
والوجود العلمي يُسمى وجودا ذهنيا وظليا وَغير أصيل أما تَسْمِيَته بالوجود الظلي على الْمَذْهَب الثَّانِي فَظَاهر، وَأما على الْمَذْهَب الأول فَلِأَن مُرَادهم أَنه وجود كوجود الظل فِي انْتِفَاء الْآثَار الخارجية المختصة بالوجود الْخَارِجِي كَمَا أَن الْوُجُود فِي مَا وَرَاء الذِّهْن يُسمى وجودا عينيا وأصيليا وخارجيا. فَإِن قيل إِن الْعلم بالأشياء بِأَعْيَانِهَا مُمْتَنع فَإِنَّهُ يسْتَلْزم كَون الذِّهْن حارا بَارِدًا مُسْتَقِيمًا معوجا عِنْد تصور الْحَرَارَة والبرودة والاستقامة والاعوجاج لِأَنَّهُ إِذا تصورت الْحَرَارَة تكون الْحَرَارَة حَاصِلَة فِي الذِّهْن وَلَا معنى للحار إِلَّا مَا قَامَت بِهِ الْحَرَارَة وَقس عَلَيْهِ الْبُرُودَة وَغَيرهَا وَهَذِه الصِّفَات منفية عَن الذِّهْن بِالضَّرُورَةِ وَأَيْضًا إِن حُصُول حَقِيقَة الْجَبَل وَالسَّمَاء مَعَ عظمها فِي الذِّهْن مِمَّا لَا يعقل قُلْنَا الْحَاصِل فِي الذِّهْن صُورَة وماهية مَوْجُودَة بِوُجُود ظِلِّي لَا بهوية عَيْنِيَّة مَوْجُودَة بِوُجُود أصيل والحار مَا تقوم بِهِ هوية الْحَرَارَة أَي ماهيتها الْمَوْجُودَة بِوُجُود عَيْني لَا مَا تقوم بِهِ الْحَرَارَة الْمَوْجُودَة بِوُجُود ظِلِّي فَلَا يلْزم اتصاف الذِّهْن بِتِلْكَ الصِّفَات المنفية عَنهُ والممتنع فِي الذِّهْن حُصُول هوية الْجَبَل وَالسَّمَاء وَغَيرهمَا من الْأَشْيَاء فَإِن ماهياتها مَوْجُودَة بِوُجُود خارجي يمْتَنع أَن يحصل فِي أذهاننا وَأما مفهوماتها الْكُلية وماهياتها الْمَوْجُودَة بالوجودات الظلية فَلَا يمْتَنع حُصُولهَا فِي الذِّهْن إِذْ لَيست مَوْصُوفَة بِصِفَات تِلْكَ الهويات لَكِن تِلْكَ الماهيات بِحَيْثُ لَو وجدت فِي الْخَارِج متشخصة بتشخص جبل الطّور وسماء الْقَمَر مثلا لكَانَتْ بِعَينهَا جبل طور وسماء قمر وَلَا نعني بِعلم الْأَشْيَاء بِأَعْيَانِهَا إِلَّا هَذَا.
وَالْحَاصِل أَن للموجود فِي الذِّهْن وجودا ظليا وَلذَلِك الْمَوْجُود فِي الْخَارِج وجود أُصَلِّي وَلكُل أَحْكَام على حِدة كَمَا أَشَرنَا إِلَيْهِ آنِفا وَالْمرَاد بِكَوْن الصُّورَة حَاصِلَة من الشَّيْء أَنَّهَا ناشئة مِنْهُ مُطَابقَة لَهُ أَو لَا بِخِلَاف صُورَة الشَّيْء فَإِن المُرَاد مِنْهَا الصُّورَة الْمُطَابقَة للشَّيْء لِأَن الْمُتَبَادر من إِضَافَة الصُّورَة إِلَى الشَّيْء مطابقتها لَهُ فتعريفه بِحُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل لَا يَشْمَل الجهليات المركبة بِخِلَاف التَّعْرِيف الْمَذْكُور كَمَا عرفت.
ثمَّ ننقل مَا حررنا فِي تعليقاتنا على حَوَاشِي عبد الله اليزدي على تَهْذِيب الْمنطق تَحْقِيقا للمرام وتفصيلا للمقام أَن الْعقل المرادف للنَّفس الناطقة هُوَ جَوْهَر مُجَرّد عَن الْمَادَّة فِي ذَاته لَا فِي فعله وَالْعقل الَّذِي هُوَ مرادف الْملك جَوْهَر مُجَرّد فِي ذَاته وَفِي فعله. وَقد يُطلق على الْقُوَّة المدركة وَالْمرَاد بِهِ هَا هُنَا أما الأول أَو الثَّالِث. فَإِن قيل، على أَي حَال يخرج علم الله الْوَاجِب المتعال لعدم إِطْلَاق الْعقل عَلَيْهِ تَعَالَى، قُلْنَا، المُرَاد بِهِ هَاهُنَا الْمدْرك والمجرد وَقيل الْمَقْصُود تَعْرِيف الْعلم الَّذِي يتَعَلَّق بِهِ الِاكْتِسَاب أَي مَا يكون كاسبا أَو مكتسبا وَعلمه تَعَالَى لكَونه حضوريا منزه عَن ذَلِك فَلَا بَأْس بِخُرُوجِهِ لعدم دُخُوله فِي الْمُعَرّف فَإِن قيل قواعدهم كُلية عَامَّة وَهَذَا التَّخْصِيص يُنَافِي تَعْمِيم قواعدهم قُلْنَا تَعْمِيم الْقَوَاعِد إِنَّمَا هُوَ بِحَسب الْحَاجة فَهَذَا التَّخْصِيص لَا يُنَافِي التَّعْمِيم الْمَقْصُود وَإِن كَانَ منافيا لمُطلق التَّعْمِيم فَلَا ضير وَقَوْلهمْ عِنْد الْعقل يعم المذهبين دون فِي الْعقل.
وتوضيحه أَن الْمُحَقِّقين اتَّفقُوا على أَن الْمدْرك للكليات والجزئيات المادية وَغَيرهَا هُوَ النَّفس الناطقة، وعَلى أَن نِسْبَة الْإِدْرَاك إِلَى قواها كنسبة الْقطع إِلَى السكين لَا أَن مدرك الكليات هُوَ النَّفس الناطقة ومدرك الجزئيات هُوَ الْآلَات كَمَا ذهب إِلَيْهِ الْمُتَأَخّرُونَ. ثمَّ بعد هَذَا الِاتِّفَاق اتَّفقُوا على أَن صور الكليات والجزئيات الْغَيْر المادية كمحبة عَمْرو وعداوة زيد ترتسم فِي النَّفس الناطقة وَاخْتلفُوا فِي أَن صور الجزئيات المادية ترتسم فِيهَا أَو فِي آلاتها. فَقَالَ بَعضهم إِنَّهَا ترتسم فِي آلاتها دون نَفسهَا لِأَن الصُّور الشخصية الجسمانية منقسمة فَلَو ارتسمت فِي النَّفس الناطقة لانقسمت بانقسامها لِأَن انقسام الْحَال يسْتَلْزم انقسام الْمحل وَهُوَ بَاطِل لِأَن النَّفس الناطقة بسيطة كَمَا تقرر فِي مَوْضِعه، وَيرد عَلَيْهِم أَن تِلْكَ الصُّور المرتسمة فِي الْآلَات عُلُوم بِنَاء على التَّعْرِيف الْمَذْكُور وَأَن الْمدْرك هُوَ الْعقل فَيلْزم أَن لَا يكون مَا قَامَ بِهِ الْعلم عَالما وَأَن يكون مَا لم يقم بِهِ الْعلم عَالما وَكِلَاهُمَا خلف، وَأَيْضًا الْمَانِع من الارتسام فِي النَّفس الناطقة هُوَ الانقسام إِلَى الْأَجْزَاء المتبائنة فِي الْوَضع لَا مُطلق الانقسام وَذَلِكَ من تَوَابِع الْوُجُود الْخَارِجِي وخواصه فَلَا يلْزم الْفساد من ارتسامها وَلَو كَانَت صور الجزئيات الجسمانية على طبق تِلْكَ الجزئيات فِي الانقسام والصغر وَالْكبر لَا متنع ارتسامها فِي الْآلَات أَيْضا كَنِصْف السَّمَاء وَالْجِبَال والأودية وأمثالها. وَقَالَ بَعضهم أَن صور الجزئيات المادية كصورة زيد ترتسم فِي النَّفس الناطقة وَهِي مدركة للأشياء كلهَا إِلَّا أَن إِدْرَاكهَا للجزئيات المادية أَي الجسمانية بِوَاسِطَة الْآلَات لَا بذاتها وَذَلِكَ لَا يُنَافِي ارتسام الصُّور فِيهَا، ودليلهم الوجدان الْعَام بِأَنا إِذا رَجعْنَا إِلَى الوجدان علمنَا أَن لأنفسنا عِنْد إِدْرَاكهَا للجزئيات المادية حَالَة إدراكية انكشافية لم تكن حَاصِلَة قبل ذَلِك الْإِدْرَاك. فَإِن قيل إِن معنى عِنْد هُوَ الْمَكَان الْقَرِيب من الشَّيْء فَكيف يتَنَاوَل مَا ارتسم فِي النَّفس فَكَمَا أَن فِي الْعقل لَا يَشْمَل المذهبين كَذَلِك عِنْد الْعقل لَا يَشْمَل صور الكليات والجزئيات الْغَيْر المادية لحصولها فِي الْعقل دون مَكَان قريب مِنْهُ. وَأجِيب عَنهُ بِأَن كلمة عِنْد بِحَسب الْعرف لاخْتِصَاص شَيْء بمدخولها كَمَا يُقَال هَذِه الْمَسْأَلَة كَذَا عِنْد فلَان أَي لَهَا اخْتِصَاص بِهِ. وَلَا شكّ أَن للصورة الْحَاصِلَة اخْتِصَاص بِالْعقلِ من جِهَة الْإِدْرَاك لِأَنَّهُ الْمدْرك للصورة فَيتَنَاوَل مَا ارتسم فِي النَّفس والآلات فَثَبت أَن عِنْد الْعقل يَشْمَل المذهبين دون فِي الْعقل لاخْتِصَاص كلمة فِي بالداخل. وَالْحمل على التَّوَسُّع بِحَيْثُ يتَنَاوَل الْحَاصِل فِي الْآلَات أَيْضا يدْفع الْمَحْذُور لكنه خلاف الظَّاهِر ومدار الْكَلَام على مُحَافظَة الظَّاهِر ورعاية الْمُتَبَادر فعلى هَذَا الْجَواب الْمَذْكُور إِنَّمَا يجدي نفعا لَو كَانَ عِنْد مَعَ رِعَايَة مَعْنَاهُ الْمُتَبَادر متناولا للمذهبين دونه فِي فِي - وَلَيْسَ كَذَلِك لما مر آنِفا.
ثمَّ اعْلَم أَن الصُّورَة من مقولة الكيف لكَونهَا عرضا لَا يَقْتَضِي لذاته قسْمَة وَلَا نِسْبَة فَيكون الْعلم الْمَعْرُوف بالصورة الْمَذْكُور من مقولة الكيف وَهُوَ الْمَذْهَب الْمَنْصُور كَمَا مر وَلَعَلَّ من ذهب إِلَى أَنه من مقولة الانفعال يَقُول بِأَنَّهُ من مقولة الكيف أَيْضا لَكِن لما كَانَ الْعلم أَي الصُّورَة الْمَذْكُورَة حَاصِلا بالانفعال أَي بانتقاش الذِّهْن بالصورة الناشئة من الشَّيْء وقبوله إِيَّاهَا قَالَ إِنَّه من مقولة الانفعال مُبَالغَة وتنبيها على أَن حُصُول الْعلم بالانفعال لَا بِغَيْرِهِ. وَاعْترض بِأَن الكيف من الموجودات الخارجية لِأَن الموجودات الخارجية تَنْقَسِم إِلَى الْجَوَاهِر الْخَمْسَة والأعراض التِّسْعَة فَكيف تكون الصُّورَة الذهنية أَي الْعلم من مقولة الكيف وَالْجَوَاب أَن الْعلم من الموجودات الخارجية والمعلوم من الموجودات الذهنية كَمَا مر. وَأجَاب عَنهُ جلال الْعلمَاء فِي الْحَوَاشِي الْقَدِيمَة على الشَّرْح الْجَدِيد للتجريد فِي مَبْحَث الْوُجُود الذهْنِي أَن عدهم إِيَّاهَا كيفا على سَبِيل الْمُسَامحَة وتشبيه الْأُمُور الذهنية بالأمور العينية فعلى هَذَا يكون الْعلم من الموجودات الذهنية.
فَإِن قيل الْأَشْيَاء حَاصِلَة فِي الذِّهْن بأنفسها فَيجب أَن يكون الْعلم بالجواهر جوهرا وبالكم كَمَا وبالكيف كيفا وَهَكَذَا وَلَا يُمكن أَن يكون من مقولة الكيف مُطلقًا قُلْنَا أجَاب شَارِح التَّجْرِيد بِالْفرقِ بَين الْقيام والحصول بِأَن حُصُول الشَّيْء فِي الذِّهْن لَا يُوجب اتصاف الذِّهْن وقيامه بِهِ كحصول الشَّيْء فِي الزَّمَان وَالْمَكَان فَمَا هُوَ جَوْهَر حَاصِل فِي الذِّهْن وموجود فِيهِ وَمَا هُوَ عرض وَكَيف قَائِم بِهِ وموجود فِي الْخَارِج وَكَون الْأَشْيَاء حَاصِلَة فِي الذِّهْن بأنفسها بِالْمَعْنَى الَّذِي ذكرنَا آنِفا لَا يُنَافِي هَذَا الْفرق وَمَا فِي هَذَا الْجَواب سيتلى عَلَيْك. وَالشَّيْخ أورد فِي الهيات الشِّفَاء إشكالين أَحدهمَا أَن الْعلم هُوَ المكتسب من صور الموجودات مُجَرّدَة عَن موادها وَهِي صور جَوَاهِر وإعراض فَإِن كَانَت صور الْإِعْرَاض إعْرَاضًا فصور الْجَوَاهِر كَيفَ تكون إعْرَاضًا فَإِن الْجَوْهَر لذاته جَوْهَر فماهيته لَا تكون فِي مَوْضُوع الْبَتَّةَ وماهيته مَحْفُوظَة سَوَاء نسبت إِلَى إِدْرَاك الْعقل لَهَا أَو نسبت إِلَى الْوُجُود الْخَارِجِي.
فَنَقُول إِن مَاهِيَّة الْجَوْهَر جَوْهَر بِمَعْنى أَنه الْمَوْجُود فِي الْأَعْيَان لَا فِي مَوْضُوع وَهَذِه الصّفة مَوْجُودَة لماهية الْجَوْهَر المعقولة فَإِنَّهَا مَاهِيَّة شَأْنهَا أَن تكون مَوْجُودَة فِي الْأَعْيَان لَا فِي مَوْضُوع أَي إِن وجدت فِي الْأَعْيَان وجدت لَا فِي مَوْضُوع وَأما وجوده فِي الْعقل بِهَذِهِ الصّفة فَلَيْسَ ذَلِك فِي حَده من حَيْثُ هُوَ جَوْهَر أَي لَيْسَ حدا لجوهر أَنه فِي الْعقل لَا فِي مَوْضُوع بل حَده أَنه سَوَاء كَانَ فِي الْعقل أَو لم يكن فَإِن وجوده لَيْسَ فِي مَوْضُوع انْتهى.
وَحَاصِل الْجَواب أَنه لَا إِشْكَال فِي كَون الشي الْوَاحِد جوهرا وعرضا باعتبارين وتغاير وجودين فَإِن الْجَوْهَر على مَا عرف ماهيته إِذا وجدت فِي الْخَارِج كَانَت لَا فِي مَوْضُوع وَالْعرض هُوَ الْمَوْجُود فِي الْمَوْضُوع فالصورة الجوهرية لكَونهَا بِحَيْثُ إِذا وجدت فِي الْخَارِج كَانَت لَا فِي مَوْضُوع جَوْهَر وَمن حَيْثُ إِنَّهَا مَوْجُودَة فِي الْمَوْضُوع عرض وَأَنت تعلم أَن بَين الْجَوْهَر وَالْعرض تباينا وتغايرا ذاتيا لَا اعتباريا.
وَأَيْضًا اعْترض الزَّاهِد فِي حَوَاشِيه على الرسَالَة القطبية المعمولة حَيْثُ قَالَ لَا يخفى عَلَيْك أَن القَوْل بعرضية الصُّورَة الجوهرية منَاف لحصر الْعرض فِي المقولات التسع لِأَن المقولات أَجنَاس عالية متبائنة بِالذَّاتِ اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون مُرَادهم حصر الْأَعْرَاض الْمَوْجُودَة فِي الْخَارِج انْتهى. وَقَالَ فِي الْهَامِش قَوْله اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون إِلَى آخِره إِشَارَة إِلَى أَن هَذَا الْجَواب غير تَامّ وَذَلِكَ لِأَن التَّحْقِيق عِنْدهم أَن الْإِضَافَة وَغَيرهَا من المقولات التسع لَيست مَوْجُودَة فِي الْخَارِج وَالصَّوَاب فِي الْجَواب أَن يُقَال مُرَادهم حصر الْأَعْرَاض الْمَوْجُودَة فِي نفس الْأَمر. وَالْمَوْجُود فِيهَا هَاهُنَا أَمْرَانِ الْحَقِيقَة العلمية والحقيقة الْحَاصِلَة فِي الذِّهْن من حَيْثُ هِيَ وكل مِنْهُمَا مندرج فِي مقولة. الأولى من مقولة الكيف، وَالثَّانيَِة فِي مقولة أُخْرَى من مقولة الْجَوْهَر وَغَيرهَا، وَأما الْحَقِيقَة الْحَاصِلَة فِي الذِّهْن من حَيْثُ إِنَّهَا مكيفة بالعوارض الذهنية بِأَن يكون التَّقْيِيد دَاخِلا والقيد خَارِجا أَو بِأَن يكون كل مِنْهُمَا دَاخِلا أَي الْمركب من الْعَارِض والمعروض فَلَا شكّ أَنَّهَا من الاعتبارات الذهنية وَلَيْسَ لَهَا وجود فِي نفس الْأَمر انْتهى. ضَرُورَة أَن التَّقْيِيد أَمر اعتباري فَكَذَا مَا هُوَ مركب مِنْهُ فَافْهَم. وَثَانِيهمَا أَنه إِذا حصلت حَقِيقَة جوهرية فِي الذِّهْن كَانَت تِلْكَ الْحَقِيقَة علما وعرضا فَيلْزم أَن يكون شَيْء وَاحِد علما ومعلوما وجوهرا وعرضا. وَأجَاب شَارِح التَّجْرِيد بِالْفرقِ بَين الْقيام والحصول إِلَى آخر مَا ذكرنَا آنِفا وَاعْترض عَلَيْهِ الزَّاهِد حَيْثُ قَالَ وَحَاصِله كَمَا يظْهر بِالتَّأَمُّلِ الصَّادِق أَن الْقَائِم بالذهن شبح الْمَعْلُوم ومثاله وَالْحَاصِل فِيهِ عين الْمَعْلُوم وَنَفسه فَهُوَ جمع بَين المذهبين انْتهى. ثمَّ اعْلَم أَن للزاهد فِي هَذَا الْمقَام فِي تصنيفاته تَحْقِيقا تفرد بِهِ فِي زَعمه وتفاخر بِهِ فِي ظَنّه وَتكلم عَلَيْهِ أَبنَاء الزَّمَان وجرحه بعض فضلاء الدوران وَأَنا شمرت بِقدر الوسع فِي تحريره وتفصيل مجملاته وَإِظْهَار مقاصده وإبراز مضمراته بعد إتْيَان كَلَامه ليظْهر على الناظرين علو مرامه.
فَأَقُول إِنَّه قَالَ فِي حَوَاشِيه على حَوَاشِي جلال الْعلمَاء على تَهْذِيب الْمنطق. اعْلَم أَن للْعلم مَعْنيين. الأول الْمَعْنى المصدري، وَالثَّانِي الْمَعْنى الَّذِي بِهِ الانكشاف. وَالْأول حُصُول الصُّورَة وَالثَّانِي هِيَ الصُّورَة الْحَاصِلَة وَلَا شكّ أَن الْغَرَض العلمي لم يتَعَلَّق بِالْأولِ فَإِنَّهُ لَيْسَ كاسبا وَلَا مكتسبا فَالْمُرَاد بِحُصُول الصُّورَة هَاهُنَا الصُّورَة الْحَاصِلَة على سَبِيل الْمُسَامحَة هَذَا مَا ذهب إِلَيْهِ النّظر الْجَلِيّ. ثمَّ النّظر الدَّقِيق يحكم بِأَن المُرَاد بِحُصُول الصُّورَة الْمَعْنى الْحَاصِل بِالْمَصْدَرِ وَحَقِيقَته مَا يعبر عَنهُ بِالْفَارِسِيَّةِ (بدانش) وَهِي حَالَة إدراكية يتَحَقَّق عِنْد حُصُول الشَّيْء فِي الذِّهْن تِلْكَ الْحَالة الإدراكية تصدق على الْأَشْيَاء الْحَاصِلَة فِي الذِّهْن صدقا عرضيا وَذَلِكَ لِأَنَّهُ إِذا حصل فِي الذِّهْن شَيْء يحصل لَهُ وصف يحمل ذَلِك الْوَصْف عَلَيْهِ فَيُقَال لَهُ صُورَة علمية وَهَذَا الْمَحْمُول لَيْسَ نفس الْمَوْضُوع وَإِلَّا لَكَانَ مَحْمُولا عَلَيْهِ حَال كَونه فِي الْخَارِج ضَرُورَة أَن الذَّات والذاتي لَا يَخْتَلِفَانِ باخْتلَاف الْوُجُود فَهَذَا الْحمل من قبيل حمل الْكَاتِب على الْإِنْسَان فالعرضي من مقولة الكيف سَوَاء كَانَ معروضه من هَذِه المقولة أَو من مقولة أُخْرَى انْتهى.
فَأَقُول مستعينا بِاللَّه الْملك العلام، وَهُوَ الْهَادِي إِلَى الْحق فِي كل مقصد ومرام، أَن فِي تَحْقِيق الْعلم نظرين نظر جلي فويق، وَنظر دَقِيق خَفِي عميق. وبالقبول حري وحقيق، وَعَن الجروح الْمَذْكُورَة سليم وعتيق. أما الأول فَهُوَ أَن الْعلم هُوَ الصُّورَة الْحَاصِلَة والتعريف الْمَشْهُور أَعنِي حُصُول صُورَة الشَّيْء المُرَاد بِهِ الصُّورَة الْحَاصِلَة على الْمُسَامحَة لَا الْمَعْنى المصدري إِذْ لَا يتَعَلَّق بِهِ الْغَرَض العلمي لِأَنَّهُ لَا يكون كاسبا وَلَا مكتسبا كَمَا مر وَحِينَئِذٍ يرد الإشكالات الْمَذْكُورَة فَيحْتَاج فِي دَفعهَا إِلَى أجوبة لَا تَخْلُو عَن إِيرَاد كَمَا لَا يخفى وَأما الثَّانِي فَهُوَ أَن الْعلم هُوَ الْوَصْف الْعَارِض للصورة الْمَحْمُول عَلَيْهَا حملا عرضيا لَا ذاتيا وَحِينَئِذٍ لَا إِشْكَال وَلَا إِيرَاد.
وتفصيل هَذَا الْمُجْمل أَنَّك قد علمت فِيمَا مر أَن الْأَشْيَاء بعد حُصُولهَا فِي الأذهان تسمى صورا فَأَقُول إِنَّه يحصل لتِلْك الصُّور فِي الأذهان وصف لَيْسَ بحاصل لَهَا وَقت كَونهَا فِي الْأَعْيَان وَذَلِكَ الْوَصْف هُوَ الْحَالة الإدراكية أَي كَيْفيَّة كَون تِلْكَ الصُّور مدركة ومنكشفة وَهَذَا الْوَصْف هُوَ الْعلم وَإِذا حصل للصور الذهنية هَذَا الْوَصْف أَي الْحَالة الإدراكية يحصل بِسَبَب هَذَا الْوَصْف وصف آخر لتِلْك الصُّور وَهُوَ كَونهَا صورا علمية وَذَلِكَ الْوَصْف الَّذِي هُوَ الْعلم حَقِيقَة يحمل على الشَّيْء الْحَاصِل فِي الذِّهْن حملا عرضيا وَيصدق عَلَيْهِ صدقا عرضيا فَيُقَال للصورة الإنسانية مثلا علم وَكَذَا يُقَال عَلَيْهَا إِنَّهَا صُورَة علمية وَلَيْسَ كل من هذَيْن المحمولين نفس الْمَوْضُوع وَإِلَّا لَكَانَ مَحْمُولا عَلَيْهِ حَال كَونه فِي الْخَارِج ضَرُورَة أَن الذَّات والذاتي لَا يَخْتَلِفَانِ باخْتلَاف الْوُجُود فَهَذَا الْحمل من قبيل حمل الْكَاتِب على الْإِنْسَان فالعارض من مقولة الكيف سَوَاء كَانَ معروضه من هَذِه المقولة أَو من مقولة أُخْرَى.
فَالْحَاصِل أَن الْعلم بِحَسب الْحَقِيقَة لَيْسَ نفس الْحَاصِل فِي الذِّهْن بل عَارض لَهُ وَإِطْلَاق الْعلم على الْحَاصِل فِي الذِّهْن من قبيل إِطْلَاق الْعَارِض على المعروض مثل طَلَاق الضاحك على الْإِنْسَان فالعارض الَّذِي هُوَ الْعلم كَيفَ يصدق عَلَيْهِ رسمه والمعروض تَابع للموجود الْخَارِجِي فِي الجوهرية والكيفية وَغَيرهمَا لاتحاده مَعَه وَبِهَذَا التَّحْقِيق ينْحل كثير من الإشكالات الْمَذْكُورَة.
وَأَيْضًا ينْدَفع الْإِشْكَال الْمَشْهُور فِي التَّصَوُّر والتصديق وَهُوَ أَن الْمُحَقِّقين ذَهَبُوا إِلَى أَنَّهُمَا مُخْتَلِفَانِ بِحَسب الْحَقِيقَة وَإِذا تعلق التَّصَوُّر بالتصديق يلْزم اتحادهما لِاتِّحَاد الْعلم والمعلوم وَحَاصِل الدّفع أَن التَّصَوُّر والتصديق قِسْمَانِ لما هُوَ علم بِحَسب الْحَقِيقَة لَا لما صدق هُوَ عَلَيْهِ وَالْعلم الَّذِي هُوَ عين الْمَعْلُوم هُوَ مَا يصدق عَلَيْهِ الْعلم أَي مَا هُوَ حَاصِل فِي الذِّهْن وَإِن تَأَمَّلت فِيمَا حررنا ينْدَفع مَا قيل إِن قَوْله فَيُقَال لَهُ صُورَة علمية يشْعر بِأَن الْحَالة الإدراكية الَّتِي هِيَ علم بِالْحَقِيقَةِ هِيَ الْوَصْف أَي هَذَا الْمَحْمُول أَعنِي كَونهَا صُورَة علمية، وَلَا يخفى مَا فِيهِ لِأَنَّهُ إِن أَرَادَ مَفْهُوم لفظ هَذَا الْمَحْمُول فَظَاهر أَنه لَيْسَ كَذَلِك لِأَنَّهُ لَيْسَ من الكيفيات النفسانية العلمية، وَإِن أَرَادَ مصداقه فَهُوَ الصُّورَة الْحَاصِلَة فَهَذَا هُوَ الَّذِي فر عَنهُ.
وتوضيح الدّفع أَن هَاهُنَا وصفين متغائرين أَحدهمَا الْحَالة الإدراكية وَهِي علم فِي الْحَقِيقَة وَثَانِيهمَا كَون الْحَاصِل فِي الذِّهْن صُورَة علمية وَلَيْسَ أَحدهمَا عين الآخر نعم إِذا حصلت الْحَالة الإدراكية أَي الصّفة الأولى للصورة فِي الذِّهْن يحصل لتِلْك الصُّورَة بِسَبَب الصّفة الأولى صفة أُخْرَى وَهُوَ كَونهَا صُورَة علمية فالفاء فِي قَوْله فَيُقَال للتفريع والتعقيب أَي بعد حمل ذَلِك الْوَصْف الأول على الشَّيْء الْحَاصِل فِي الذِّهْن يُقَال لَهُ صُورَة علمية أَي يحمل هَذَا الْوَصْف الثَّانِي على ذَلِك الشَّيْء. فَإِن قلت الْمَقْصُود إِثْبَات زِيَادَة الْوَصْف الأول وعرضيته أَي الْكَيْفِيَّة الإدراكية الَّتِي هِيَ الْعلم وَلَا فَائِدَة فِي إِثْبَات الْوَصْف الثَّانِي وزيادته وعروضه مَعَ أَنه لَيْسَ بِعلم نعم لَكِن لما كَانَ إِثْبَات زِيَادَة الْوَصْف الثَّانِي وعرضيته توجب زِيَادَة الْوَصْف الأول وعرضيته لِأَن الْوَصْف الثَّانِي وَهُوَ كَون الْحَاصِل فِي الذِّهْن صُورَة علمية من لَوَازِم الْوَصْف الأول أَعنِي الْحَالة الإدراكية تعرض لإِثْبَات الْوَصْف الثَّانِي وزيادته وعرضيته. وَإِنَّمَا قُلْنَا إِن الْوَصْف الثَّانِي من لَوَازِم الْوَصْف الأول لِأَن الْوَصْف الثَّانِي اللَّازِم مُنْتَفٍ فِي ظرف الْخَارِج لِأَن الشَّيْء فِي الْخَارِج لَا تطلق عَلَيْهِ الصُّورَة العلمية فالوصف الأول الْمَلْزُوم أَيْضا يكون منتفيا عَنهُ فِي الْخَارِج.
وَبَقِي هَاهُنَا اعْتِرَاض قوي تَقْرِيره أَن قَوْله يصدق إِلَى آخِره وَقَوله حصل إِلَى آخِره وَقَوله فالعرض من مقولة الكيف إِلَى آخِره نُصُوص وشواهد على أَن الْحَالة الإدراكية من عوارض الصُّورَة الْحَاصِلَة ومحمولاتها وصفاتها مَعَ أَنَّهَا الْعلم حَقِيقَة فَيلْزم أَن يكون كل وَاحِد مِنْهَا عَالما حَقِيقَة لِأَن الْعَالم وكل مُشْتَقّ مِنْهُ يصدق على مَا قَامَ بِهِ مبدؤه ومأخذه وَهُوَ هَاهُنَا الصُّورَة الْحَاصِلَة فَتكون هِيَ عَالِمَة حَقِيقَة لَا النَّفس الناطقة الإنسانية اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يُقَال إِن الْكَيْفِيَّة الإدراكية إِذا حصلت حصلت لَهَا جهتان جِهَة النِّسْبَة إِلَى النَّفس الناطقة وجهة النِّسْبَة إِلَى الصُّورَة الْحَاصِلَة كَمَا أَن للمصدر الْمُتَعَدِّي حِين حُصُوله نسبتان نِسْبَة إِلَى الْفَاعِل وَنسبَة إِلَى الْمَفْعُول كالضرب فَإِن لَهُ علاقَة بالضارب بالصدور وبالمضروب بالوقوع. والمصدر حَقِيقَة من عوارض الْفَاعِل وَمن صِفَاته فَإِن الضَّرْب حَقِيقَة صفة الضَّارِب لَكِن لَا بعد فِي أَن يعد من صِفَات الْمَفْعُول مجَازًا نظرا إِلَى العلاقة الثَّانِيَة فَيُقَال إِن الضَّرْب صفة الْمَضْرُوب كَمَا أَنه صفة الضَّارِب وَإِن كَانَ أَحدهمَا حَقِيقَة وَالْآخر تجوزا. وَلَا مشاحة أَيْضا فِي أَن يُقَال إِن الْمصدر مَحْمُول على الْمَفْعُول فِي ضمن مُشْتَقّ من مشتقاته فَإِن الضَّرْب مَحْمُول على الْمَفْعُول بِاعْتِبَار أَن مشتقا من مشتقاته مَحْمُول عَلَيْهِ.
وَحَاصِل هَذَا الْجَواب أَنه لَا بَأْس بِكَوْن الصُّورَة الْحَاصِلَة فِي الذِّهْن عَالِمَة وَيُمكن أَن يُقَال إِن الْعلم وصف للصورة الْحَاصِلَة بِحَال متعلقها لَا بِحَال نَفسهَا فَلَا يلْزم من كَون الْعلم وَصفا للصورة ومحمولا عَلَيْهَا كَونه وَصفا لَهَا على وزن الْمَوْصُوف بِحَال الْمَوْصُوف، وَإِنَّمَا قُلْنَا إِن الْعلم وصف الصُّورَة بِحَال متعلقها لِأَن معنى الْحَالة الإدراكية الَّتِي هِيَ الْعلم حَقِيقَة حَالَة إِدْرَاك النَّفس الناطقة للصورة الْحَاصِلَة فِيهَا فَهِيَ وصف النَّفس بِحَال نَفسهَا وَالصُّورَة بِحَال متعلقها الَّذِي هُوَ النَّفس الناطقة المدركة لَهَا. والمشتق الْمَبْنِيّ للْفَاعِل إِنَّمَا يصدق على مَا قَامَ بِهِ المأخذ، والمشتق الْمَبْنِيّ للْمَفْعُول إِنَّمَا يصدق على مَا قَامَ بِهِ المأخذ الْمَبْنِيّ للْمَفْعُول. أَلا ترى أَن الضَّارِب لَا يصدق على مَا قَامَ بِهِ الضَّرْب الْمَبْنِيّ للْمَفْعُول. والمضروب لَا يصدق على مَا قَامَ بِهِ الضَّرْب الْمَبْنِيّ للْفَاعِل. هَذَا مَا خطر بالبال، وَلَا يخفى مَا فِيهِ من الأشكال، لِأَن الْمُتَبَادر من الْإِدْرَاك الْمصدر الْمَبْنِيّ للْفَاعِل وَفِيه مَا فِيهِ أَيْضا وَلَعَلَّ الله يحدث بعد ذَلِك أمرا.
وَلَا يخفى على الذكي الوكيع مَا يرد على الزَّاهِد من الأبحاث القوية أَحدهَا أَن الْحَاصِل بِالْمَصْدَرِ يكون مُؤَخرا عَن الْمصدر فَكيف يَصح أَن يُقَال إِن المُرَاد بِحُصُول الصُّورَة الْمَعْنى الْحَاصِل بِالْمَصْدَرِ وَجعل ذَلِك الْمَعْنى علما حَقِيقَة لِأَن الْعلم على مَا قَالَ مبدؤ الانكشاف ومقدم عَلَيْهِ فَلَو كَانَ الْعلم عبارَة عَن الْحَاصِل بِالْمَصْدَرِ يكون مُؤَخرا عَن الْمصدر أَي عَن حُصُول الصُّورَة الملازم للانكشاف فَيلْزم أَن يكون الْعلم مُؤَخرا عَن الانكشاف أَيْضا. وَثَانِيها أَن الْعلم من الموجودات الخارجية فَلَو كَانَ وَصفا عارضا للصورة الذهنية يلْزم زِيَادَة الْعَارِض على المعروض فِي الْوُجُود فَإِن الْعَارِض فرض كيفا مَوْجُودا فِي الْخَارِج والمعروض مَوْجُود ذهني وَثَالِثهَا أَنه لَا يتَصَوَّر أَن يكون الْمَوْجُود الْخَارِجِي عارضا للوجود الذهْنِي فَإِن الْعَارِض يكون تَابعا لمعروضه فِي طرفه فَإِن وجود الْعَارِض الْمَحْمُول إِنَّمَا هُوَ وجود الْمَوْجُود الْمَوْضُوع فَيكون تَابعا لوُجُود الْمَوْضُوع وَوُجُود الْمَوْضُوع هَاهُنَا ذهني فَكيف يكون بعارضه الْمَحْمُول وجود خارجي. وَقد أجَاب عَنْهَا بعض أَبنَاء الزَّمَان بأجوبة مَا لَهَا خلاف ظَاهر بَيَان الزَّاهِد بل استحداث مَذْهَب آخر غير مذْهبه وَتَحْقِيق سوى تَحْقِيقه لم ألتفت إِلَيْهَا مَعَ أَن تردد البال وتشتت الْحَال لم يرخص أَيْضا بنقلها.
ثمَّ اعْلَم أَن هَاهُنَا تحقيقات وشبهات أذكرها للناظرين رَجَاء مِنْهُم دُعَاء بَقَاء الْإِيمَان، والتجاوز عَن جَزَاء الْعِصْيَان، قد أَشرت فِي العجالة إِلَى شُبْهَة مَشْهُورَة وجوابها بطرِيق الرَّمْز والألغاز وَهَاهُنَا أذكرها بتقرير وَاضح وتحرير لائح بِأَن البداهة والنظرية صفتان متبائنتان لَا يُمكن جَمعهمَا فِي شَيْء وَاحِد فالعلم لَا يكون إِلَّا بديهيا أَو نظريا على سَبِيل الِانْفِصَال الْحَقِيقِيّ وَهُوَ منقسم إِلَى التَّصَوُّر والتصديق المنقسمين إِلَى البديهي والنظري فَيلْزم انقسام الْعلم إِلَيْهِمَا أَيْضا فَإِن كَانَ نظريا كَمَا هُوَ الْحق أَو ضَرُورِيًّا كَمَا هُوَ مَذْهَب الإِمَام يلْزم انقسام الشَّيْء إِلَى نَفسه وَإِلَى غَيره وبطلانه أظهر من أَن يخفى. وَالْجَوَاب أَن الْعلم من حَيْثُ مَفْهُومه إِمَّا ضَرُورِيّ أَو كسبي وَلَا يلْزم مِنْهُ أَن يكون جَمِيع مَا صدق عَلَيْهِ ضَرُورِيًّا أَو جَمِيع مَا صدق عَلَيْهِ كسبيا بل يجوز أَن يكون بعض مَا صدق عَلَيْهِ ضَرُورِيًّا وَالْبَعْض الآخر كسبيا. وَحَاصِل الْجَواب أَن الضَّرُورِيّ أَو الكسبي هُوَ مَفْهُوم الْعلم والمنقسم إِلَيْهِمَا إِنَّمَا هُوَ مَا صدق عَلَيْهِ الْعلم وَلَا يلْزم من كَون مَفْهُوم شَيْء ضَرُورِيًّا أَو كسبيا أَن يكون جَمِيع مَا صدق عَلَيْهِ ذَلِك الشَّيْء أَيْضا كَذَلِك. أَلا ترى أَن الضَّرُورِيّ نَظَرِي مفهوما مَعَ أَن مَا صدق عَلَيْهِ إِنَّمَا يكون ضَرُورِيًّا بديهيا. فَإِن قلت، قَوْلهم الْعلم إِمَّا تصور أَو تَصْدِيق مُنْفَصِلَة حَقِيقِيَّة أَو مَانِعَة الْجمع أَو مَانِعَة الْخُلُو فعلى الْأَوَّلين لَا يفهم أَن للْعلم قسمَيْنِ، وعَلى الثَّالِث لَا يحصل الْجَزْم بالقسمين مَعَ أَنه الْمَقْصُود. وَالْجَوَاب أَن هَذِه الْقَضِيَّة لَيست بمنفصلة وَإِنَّمَا هِيَ حملية شَبيهَة بالمنفصلة والمنافاة قد تعْتَبر فِي القضايا المنفصلات وَقد تعْتَبر فِي الْمُفْردَات بِحَسب صدقهَا على الذَّات وَهِي الحمليات الشبيهة بالمنفصلات.
وَفِي الرسَالَة القطبية فِي الْحِكْمَة العملية الْعلم هُوَ الْمَوْجُود المستلزم عدم الْغَيْبَة فَإِن كَانَ بِآلَة فَهُوَ الْعلم وَإِن كَانَ بِغَيْر وَاسِطَة فَهُوَ الْمُشَاهدَة وَإِن كَانَ بِآلَة روحانية فَهُوَ الْمَعْقُول والجازم الَّذِي لَيْسَ مطابقا هُوَ الْجَهْل الْمركب والمطابق الَّذِي لَا مُسْتَند لَهُ هُوَ التَّقْلِيد الْحق وَالَّذِي لَهُ مُسْتَند وَكفى فِي التَّصْدِيق بِنِسْبَة أحد جزئيه إِلَى الآخر تصور أحد الطَّرفَيْنِ فَقَط فَهُوَ الفطري وَإِن لم يكف فَهُوَ الفكري وَإِن كَانَ غير جازم فأقرب الطَّرفَيْنِ إِلَى الْجَزْم ظن وأوسطها شكّ وأبعدهما وهم. والجازم المطابق الَّذِي لَهُ مُسْتَند إِن كَانَ برهَان الْآن فَهُوَ الْيَقِين وَإِن كَانَ ببرهان اللم فَهُوَ علم الْيَقِين، والمشاهدة إِن كَانَت على وَجه يُمكن أتم مِنْهَا فَهُوَ عين الْيَقِين، وَإِن كَانَ على وَجه لَا يُمكن أتم مِنْهَا فَهُوَ حق الْيَقِين انْتهى. قَالَ بعض الْحُكَمَاء لِابْنِهِ يَا بني خُذ الْعلم من أَفْوَاه الرِّجَال فَإِنَّهُم يَكْتُبُونَ أحسن مَا يسمعُونَ ويحفظون أحسن مَا يَكْتُبُونَ وَيَقُولُونَ أحسن مَا يحفظون.
الْعلم الحضوري وَالْعلم الحصولي قد عرفت تَعْرِيف كل مِنْهُمَا فِي تَحْقِيق الْعلم فَاعْلَم أَن كل وَاحِد مِنْهُمَا حَقِيقَة نوعية محصلة عِنْدهم ذاتي لما تَحْتَهُ مغائر للْآخر مُغَايرَة نوعية، وَالْعلم والمعلوم فِي الْعلم الحضوري متحدان بِالذَّاتِ وَالِاعْتِبَار. وَفِي الحصولي متحدان بِالذَّاتِ متغائران بِالِاعْتِبَارِ فَإِن الْعلم فِي الحصولي الْمَاهِيّة من حَيْثُ إِنَّهَا مكيفة بالعوارض الذهنية، والمعلوم فِيهِ الْمَاهِيّة مَعَ قطع النّظر عَن تِلْكَ الْحَيْثِيَّة. فَإِن قيل زعم بَعضهم أَن مَجْمُوع المعروض والعوراض الذهنية علم حصولي والمعروض فَقَط مَعْلُوم بِهِ فَيعلم من هَاهُنَا أَن التغاير بَينهمَا فِي الْعلم الحصولي بِالذَّاتِ، قُلْنَا، هَذَا المظنون غير صَحِيح لِأَن الْعلم عِنْدهم حَقِيقَة محصلة لَا أَمر اعتباري أَي لَيْسَ من الْأُمُور الَّتِي تحققها بِاعْتِبَار الْعقل واختراع الذِّهْن بل هُوَ أَمر مُحَقّق فِي نفس الْأَمر وَله حَقِيقَة محصلة مَوْجُودَة بِلَا اعْتِبَار واختراع فَلَو كَانَ الْعلم أَي مَا يصدق عَلَيْهِ الْكَيْفِيَّة العلمية مَجْمُوع الْعَارِض والمعروض مَجْمُوع الْإِنْسَان وعوارضه الذهنية مثلا يلْزم أَن يكون حَقِيقَة الْعلم ملتئمة عَن الْجَوْهَر وَالْعرض أَو عَن غَيرهمَا من المقولتين المتبائنتين.
وَلَا شكّ أَن كل حَقِيقَة مركبة كَذَلِك فَهُوَ أَمر اعتباري لَيْسَ لَهُ حَقِيقَة وحدانية محصلة مَعَ أَن منَاط الانكشاف هُوَ أَن يحصل المعروض فَقَط لَا أَن يحصل مَجْمُوع المعروض والعوارض على مَا تشهد بِهِ الضَّرُورَة، أَلا ترى أَنه لَو حصل المعروض فِي الذِّهْن خَالِيا عَن الْعَوَارِض لتحَقّق الانكشاف فَإِن قيل زعم بَعضهم أَن التغاير بَين الْعلم والمعلوم فِي الحضوري تغاير اعتباري كتغاير المعالج والمعالج فَلَيْسَ بَينهمَا اتِّحَاد بِالذَّاتِ وَالِاعْتِبَار قُلْنَا التغاير على نَوْعَيْنِ تغاير بِاعْتِبَار المصداق أَي التغاير الَّذِي هُوَ مصداق تحقق المتغائرين وتغاير بعد تحقق المتغائرين وَالْمُعْتَبر فِي الِاتِّحَاد بِالذَّاتِ هُوَ نفي التغاير الأول فالتغاير الثَّانِي لَا يضر فِي ذَلِك الِاتِّحَاد فقد اشْتبهَ على هَذَا الزاعم التغاير الأول بالتغاير الثَّانِي. وتفصيل هَذَا الْإِجْمَال أَن فِي المعالج والمعالج حيثيتين حيثية الْقُوَّة الفعلية وحيثية الْقُوَّة الانفعالية وَيُقَال المعالج بِالْكَسْرِ بِالِاعْتِبَارِ الأول والحيثية الأولى والمعالج بِالْفَتْح بِالِاعْتِبَارِ الثَّانِي والحيثية الثَّانِيَة وَالْعلم الحضوري لَيْسَ كَذَلِك لِأَن منَاط الانكشاف فِي الْعلم الحضوري هُوَ الصُّورَة الخارجية الْحَاضِرَة. نعم هَذِه الصُّورَة من حَيْثُ إِنَّهَا منَاط الانكشاف يُقَال لَهَا علم حضوري وَمن حَيْثُ إِنَّهَا منكشفة يُقَال لَهَا مَعْلُوم حضوري وَهَاتَانِ الحيثيتان متأخرتان عَن مصداق تحققهما وَهَذَا المصداق لَيْسَ إِلَّا وَاحِد، وَالْمرَاد باتحاد الْعلم والمعلوم فِي الْعلم الحضوري هُوَ الِاتِّحَاد بِاعْتِبَار المصداق وَهُوَ مُتحد فِي الْعلم الحضوري وَأَن تحدث بعد تحَققه حيثيتان بِخِلَاف المعالج والمعالج فَإِن مصداق تحققهما مُتَعَدد فيهمَا وَلَو كَانَ مصداق الْعلم والمعلوم فِي الْعلم الحضوري مُتَعَددًا بِأَن كَانَ التغاير بَينهمَا مَوْجُودا أَن تحققهما عِلّة لتحققهما مقدما على التغاير الَّذِي بعد تحققهما لَكَانَ الْعلم الحضوري صُورَة منتزعة من الْمَعْلُوم وَكَانَ علما حصوليا.
فَإِن قيل كَيفَ يكون الْعلم والمعلوم فِي الحصولي متحدين بِالذَّاتِ ومتغائرين بِالِاعْتِبَارِ قُلْنَا قَالَ الزَّاهِد أَن للشَّيْء الْحَاصِل صورته فِي الذِّهْن ثَلَاثَة اعتبارات الأول اعْتِبَاره من حَيْثُ هُوَ أَي مَعَ قطع النّظر عَن عوارضه الخارجية والذهنية وَالثَّانِي اعْتِبَاره من حَيْثُ الْعَوَارِض الخارجية وَالثَّالِث اعْتِبَاره من حَيْثُ الْعَوَارِض الذهنية وَذَلِكَ الشَّيْء بِالِاعْتِبَارِ الأول أَي من حَيْثُ هُوَ مَعْلُوم بِالْعلمِ الحصولي بِالذَّاتِ لحُصُول صورته فِي الذِّهْن وموجود فِي الْخَارِج لحصوله فِي الْخَارِج بِنَفسِهِ وموجود فِي الذِّهْن لحصوله فِي الذِّهْن بصورته الْحَاصِلَة فِيهِ وَالشَّيْء الْمَذْكُور بِالِاعْتِبَارِ الثَّانِي أَي من حَيْثُ الْعَوَارِض الخارجية مَعْلُوم بِالْعلمِ الحصولي بِالْعرضِ لِأَن الْعلم يتَحَقَّق عِنْد انتفائه. وَأَنت تعلم أَن الْعلم صفة ذَات إِضَافَة لَا بُد لَهُ من مَعْلُوم وموجود فِي الْخَارِج فَقَط لترتب الْآثَار الخارجية عَلَيْهِ دون الذهنية وَالشَّيْء المسطور بِالِاعْتِبَارِ الثَّالِث أَي من حَيْثُ الْعَوَارِض الذهنية علم حصولي لكَونه صُورَة ذهنية للاعتبار الأول وَعلم حضوري بِنَفس هَذَا الْعلم وَمَعْلُوم بِالْعلمِ الحضوري لكَونه صفة قَائِمَة بِالنَّفسِ وَعلمهَا بذاتها وصفاتها علم حضوري وموجود فِي الْخَارِج لترتب الْآثَار الخارجية واتصاف الذِّهْن بِهِ اتصافا انضماميا وَهُوَ يَسْتَدْعِي وجود الحاشيتين فِي الْخَارِج كَمَا حققناه فِي تَحْقِيق الاتصاف. وَلَا يخفى على الوكيع أَن جَمِيع مَا ذكر على تَقْدِير أَن يكون الْعلم الحصولي عبارَة عَن الصُّورَة الْحَاصِلَة لَا عَن كَيْفيَّة إدراكية، فَإِن قلت، إِن الْعلم الحضوري على مَا عرف بِكَوْن الصُّورَة العلمية فِيهِ الصُّورَة الخارجية وَنَفس الْعلم الحصولي أَي نفس الصُّورَة الْحَاصِلَة من الشَّيْء عِنْد الْعقل علم حضوري عِنْدهم لحضورها بِنَفسِهَا عِنْد الْعقل فَيلْزم أَن يكون تِلْكَ الصُّورَة خارجية وَغير خارجية قُلْنَا جَوَابه قد مر فِي تَحْقِيق الْعلم.
وَحَاصِله أَن الصُّورَة العلمية الْحَاصِلَة فِي الذِّهْن من حَيْثُ إِنَّهَا صُورَة علمية حَاصِلَة فِي الذِّهْن لَهَا وجود يحذو حَذْو الْوُجُود الْخَارِجِي فِي ترَتّب الْآثَار الخارجية فَتلك الصُّورَة بِهَذِهِ الْحَيْثِيَّة خارجية وَلَا مُنَافَاة بَين كَونهَا خارجية بِهَذَا الْمَعْنى وَبَين كَونهَا لَيست بخارجية بِمَعْنى أَنَّهَا لَيست بموجودة فِي الْخَارِج أَي مَا وَرَاء الذِّهْن - فَالْمُرَاد بالموجود الْخَارِجِي فِي الْعلم الحضوري أَعم مِمَّا لَهُ وجود خارجي حَقِيقَة وَمِمَّا لَهُ وجود خارجي حكما بِأَن يكون لَهُ وجود يحذو حَذْو الْوُجُود الْخَارِجِي فِي ترَتّب الْآثَار الخارجية. وَلَا شكّ أَن مَا لَهُ وجود فِي الْخَارِج كالنار مثلا يَتَرَتَّب عَلَيْهِ الْآثَار الخارجية مثل الإحراق واللمعان كَذَلِك تترتب على الصُّورَة الْحَاصِلَة فِي الذِّهْن آثَار خارجية كالفرح والانبساط والحزن والانقباض وَمن أَرَادَ زِيَادَة التَّفْصِيل وَالتَّحْقِيق فَليرْجع إِلَى الْعلم والتصور والتصديق.
وَهَا هُنَا سُؤال مَشْهُور تَقْرِيره أَن الحضوري لما كَانَ عين الْمَوْجُود الْخَارِجِي وَعلم الْوَاجِب عينه فَيلْزم أَن يكون الْوَاجِب عين الممكنات وَالْجَوَاب أَن معنى كَون ذَاته تَعَالَى عين علمه أَنه يَتَرَتَّب على ذَاته مَا يَتَرَتَّب على الْعلم من انكشاف المعلومات كَمَا يُقَال إِن الْعَالم الْفُلَانِيّ عين الْكتاب أما سَمِعت أَن مقصودهم من نفي الصِّفَات عَن ذَاته تَعَالَى إِثْبَات غاياتها.
(الْعلم) الْعَالم

(الْعلم) إِدْرَاك الشَّيْء بحقيقته وَالْيَقِين وَنور يقذفه الله فِي قلب من يحب والمعرفة وَقيل الْعلم يُقَال لإدراك الْكُلِّي والمركب والمعرفة تقال لإدراك الجزئي أَو الْبَسِيط وَمن هُنَا يُقَال عرفت الله دون عَلمته وَيُطلق الْعلم على مَجْمُوع مسَائِل وأصول كُلية تجمعها جِهَة وَاحِدَة كعلم الْكَلَام وَعلم النَّحْو وَعلم الأَرْض وَعلم الكونيات وَعلم الْآثَار (ج) عُلُوم وعلوم الْعَرَبيَّة الْعُلُوم الْمُتَعَلّقَة باللغة الْعَرَبيَّة كالنحو وَالصرْف والمعاني وَالْبَيَان والبديع وَالشعر والخطابة وَتسَمى بِعلم الْأَدَب وَيُطلق الْعلم حَدِيثا على الْعُلُوم الطبيعية الَّتِي تحْتَاج إِلَى تجربة ومشاهدة واختبار سَوَاء أَكَانَت أساسية كالكيمياء والطبيعة والفلك والرياضيات والنبات وَالْحَيَوَان والجيولوجيا أَو تطبيقية كالطب والهندسة والزراعة والبيطرة وَمَا إِلَيْهَا

(الْعلم) الْعَلامَة والأثر والفصل بَين الْأَرْضين وَشَيْء مَنْصُوب فِي الطَّرِيق يهتدى بِهِ ورسم فِي الثَّوْب وَسيد الْقَوْم والجبل والراية (ج) أَعْلَام

الْعَنْتَرُ

(الْعَنْتَرُ) : الشُّــجَاعُ. وَهَذَا مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ النُّونُ، وَالْأَصْلُ الْعِتْرُ، مِنْ عَتَرَ الرُّمْحُ. وَسُمِّي الشُّــجَاعُ بِذَلِكَ لِسُرْعَتِهِ إِلَى اللِّقَاءِ وَكَثْرَةِ حَرَكَاتِهِ فِيهِ.

بَوَّانُ

بَوَّانُ:
بالفتح، وتشديد الواو، وألف، ونون:
في ثلاثة مواضع، أشهرها وأسيرها ذكرا شعب بوّان بأرض فارس بين أرّجان والنّوبندجان، وهو أحد متنزهات الدنيا، قال المسعودي، وذكر اختلاف الناس في فارس فقال: ويقال إنهم من ولد بوّان بن إيران بن الأسود بن سام بن نوح، عليه السلام، وبوّان هذا هو الذي ينسب إليه شعب بوّان من أرض فارس، وهو أحد المواضع المتنزهة المشتهرة بالحسن وكثرة الأشجار وتدفق المياه وكثرة أنواع الأطيار، قال الشاعر:
فشعب بوّان فوادي الراهب، ... فثمّ تلقى أرحل النجائب
وقد روي عن غير واحد من أهل العلم أنه من متنزهات الدنيا، وبعض قال: جنان الدنيا أربعة مواضع: غوطة دمشق وصغد سمرقند وشعب بوّان ونهر الأبلة، وقالوا: وأفضلها غوطة دمشق، وقال أحمد بن محمد الهمداني: من أرّجان إلى النوبندجان ستة وعشرون فرسخا، وبينهما شعب بوّان الموصوف بالحسن والنزاهة وكثرة الشجر وتدفّق المياه، وهو موضع من أحسن ما يعرف، فيه شجر الجوز والزيتون وجميع الفواكه النابتة في الصخر، وعن المبرّد أنه قال: قرأت على شجرة بشعب بوّان:
إذا أشرف المحزون، من رأس تلعة، ... على شعب بوّان استراح من الكرب
وألهاه بطن كالحريرة مسّه، ... ومطّرد يجري من البارد العذب
وطيب ثمار في رياض أريضة، ... على قرب أغصان جناها على قرب
فبالله يا ريح الجنوب تحمّلي، ... إلى أهل بغداد، سلام فتى صبّ
وإذا في أسفل ذلك مكتوب:
ليت شعري عن الذين تركنا ... خلفنا بالعراق هل يذكرونا
أم لعلّ الذي تطاول حتى ... قدم العهد بعدنا، فنسونا؟
وذكر بعض أهل الأدب أنه قرأ على شجرة دلب تظلل عينا جارية بشعب بوّان:
متى تبغني في شعب بوّان تلقني ... لدى العين، مشدود الركاب إلى الدّلب
وأعطي، وإخواني، الفتوّة حقّها ... بما شئت من جدّ وما شئت من لعب
يدير علينا الكأس من لو رأيته ... بعينك ما لمت المحبّ على الحبّ
وذكر لي بعض أهل فارس أن شعب بوّان واد عميق، والأشجار والعيون التي فيه إنما هي من جلهتيه، وأسفل الوادي مضايق تجتمع فيها تلك المياه وتجري، وليس في أرض وطيئة البتّة بحيث تبنى فيه مدينة ولا قرية كبيرة، وقد أجاد المتنبي في وصفه فقال:
مغاني الشعب، طيبا، في المغاني، ... بمنزلة الربيع من الزمان
ولكنّ الفتى العربيّ فيها، ... غريب الوجه، واليد، واللسان
ملاعب جنّة، لو سار فيها ... سليمان لسار بترجمان
طبت فرساننا والخيل حتى ... خشيت، وإن كرمن، من الحران
غدونا تنفض الأغصان فيها، ... على أعرافها، مثل الجمان
فسرت وقد حجبن الحرّ عني، ... وجئن من الضياء بما كفاني
وألقى الشرق منها، في ثيابي، ... دنانيرا تفرّ من البنان
لها ثمر، تشير إليك منه ... بأشربة، وقفن بلا أواني
وأمواه تصلّ بها حصاها ... صليل الحلي، في أيدي الغواني
ولو كانت دمشق ثنى عناني ... لبيق الثّرد صينيّ الجفان
يلنجوجيّ، ما رفعت لضيف ... به النيران، ندّيّ الدّخان
تحلّ به على قلب شــجاع، ... وترحل منه عن قلب جبان
منازل، لم يزل منها خيال ... يشيّعني إلى النّوبنذجان
إذا غنّى الحمام الورق فيها، ... أجابته أغانيّ القيان
ومن بالشعب أحوج من حمام، ... إذا غنّى وناح إلى البيان؟
وقد يتقارب الوصفان جدّا، ... وموصوفاهما متباعدان
يقول بشعب بوّان حصاني: ... أعن هذا يسار إلى الطّعان؟
أبوكم آدم سنّ المعاصي، ... وعلمكم مفارقة الجنان
فقلت: إذا رأيت أبا شــجاع ... سلوت عن العباد، وذا المكان
وكتب أحمد بن الضحاك الفلكي إلى صديق له يصف شعب بوّان: بسم الله الرحمن الرحيم، كتبت إليك من شعب بوّان وله عندي يد بيضاء مذكورة، ومنّة غرّاء مشهورة، بما أولانيه من منظر أعدى على الأحزان، وأقال من صروف الزمان، وسرّح طرفي في جداول تطرّد بماء معين منسكب أرقّ من دموع العشّاق، مررتها لوعة الفراق، وأبرد من ثغور الأحباب، عند الالتئام والاكتئاب، كأنها حين جرى آذيّها يترقرق، وتدافع تيارها يتدفّق، وارتجّ حبابها يتكسر في خلال زهر ورياض ترنو بحدق تولّد قصب لجين في صفائح عقيان، وسموط درّ بين زبرجد ومرجان، أثر على حكمة صانعه شهيد، وعلم على لطف خالقه دليل إلى ظلّ سجسج أحوى، وخضل ألمى، قد غنّت عليه أغصان فينانة، وقضب غيدانة، تشوّرت لها القدود المهفهفة خجلا، وتقيّلتها الخصور المرهفة تشبّها، يستقيدها النسيم فتنقاد، ويعدل بها فتنعدل، فمن متورد يروق منظره، ومرتجّ يتهدّل مثمره، مشتركة فيه حمرة نضج الثمار، ينفحه نسيم النّوّار، وقد أقمت به يوما وأنا لخيالك مسامر، ولشوقك منادم، وشربت لك تذكارا، وإذا تفضل الله بإتمام السلامة إلى أن أوافي شيراز كتبت إليك من خبري بما تقف عليه إن شاء الله تعالى. وبوّان، أيضا، شعب بوّان: واد بين فارس وكرمان، يوصف أيضا بالنزاهة والطيب ليس بدون الأول، أخبرني به رجل من أهل فارس. وبوّان أيضا: قرية على باب أصبهان، ينسب إليها جماعة، منهم: القاضي أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن سليم البوّاني من أهل هذه القرية، كان شيخا صالحا مكثرا، سمع الحافظ أبا بكر مردويه بأصبهان والبرقاني ببغداد وغيرهما، روى عنه الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الأصبهاني وغيره، وولي القضاء ببعض نواحي أصبهان، وتوفي في ذي القعدة سنة 484، وولد في صفر سنة 401.

الجُوعُ

الجُوعُ: ضِدُّ الشِّبَعِ، وبالفتح: المَصْدَرُ، جاعَ جَوْعاً ومَــجَاعَــةً، فهو جائِعٌ وجَوْعانُ، وهي جائعَةٌ وجَوْعَى، من جِياعٍ وجُوَّعٍ، كرُكَّعٍ.
وابنُ جاعَ قَمْلُهُ: لَقَبٌ كتَأَبَّطَ شَرّاً. ورَبيعَةُ الجوعِ: هو ابنُ مالِكِ بنِ زَيْدٍ أبو حَيٍّ من تَميمٍ.
وجاعَ إليه: عَطِشَ، واشْتاقَ.
وجائِعَةُ الوِشاحِ: ضامِرَةُ البَطْنِ،
وهي مِنِّي على قَدْرِ مَــجاعِ الشَّبْعانِ، أي: على قَدْرِ ما يَجوعُ.
و"سِمَنُ كَلْبٍ بِجوعِ أهْلِهِ"، أي: بوقُوعِ السُّوافِ في المال، أو كلبٌ: رجلٌ خِيفَ، فَسُئِلَ رَهْناً، فَرَهَنَ أهْلَهُ، ثُم تَمَكَّنَ من أمْوالِ من رَهَنَهُم أهْلَهُ، فَساقَها وتَرَكَ أهْلَهُ.
وعامُ مَــجاعَــةٍ ومَجْوَعَةٍ، كَمَرْحَلَةٍ: فيه الجُوعُ، ج: مَجايعُ.
وأجاعــهُ: اضْطَرَّه إلى الجوعِ،
كجَوَّعَه. و"أجِعْ كَلْبَكَ يَتْبَعْكَ"، أي: اضْطَرَّ اللَّئيمَ بالحَاجَة لِيَقَرَّ عندَكَ.
وتَجَوَّعَ: تَعَمَّدَ الجوعَ.
والمُسْتَجيعُ: من لا تَراه أبداً إلاَّ وهو جائِعٌ.

حلس

ح ل س : الْحِلْسُ كِسَاءٌ يُجْعَلُ عَلَى ظَهْرِ الْبَعِيرِ تَحْتَ رَحْلِهِ وَالْجَمْعُ أَحْلَاسٌ مِثْلُ: حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ وَالْحِلْسُ بِسَاطٌ يُبْسَطُ فِي الْبَيْتِ. 
(ح ل س) : (الْحِلْسُ) كِسَاءٌ يَكُونُ عَلَى ظَهْرِ الْبَعِيرِ تَحْتَ الْبَرْذَعَةِ وَيُبْسَطُ فِي الْبَيْتِ تَحْتَ حُرِّ الْمَتَاعِ (وَمِنْهُ) اسْتَحْلَسَ الْخَوْفَ لَزِمَهُ.
حلس: حِلْس نُفِضَت بك الأحلاسُ: أي حلو عندك وأقاموا (نفض إقامة) (معجم مسلم: نَفَضت بك الآمال أحلاس الغنى. وهو نفس المعنى السابق: تراجع الترجمة اللاتينية.
أَحْلَس وجمعه حُلس: أملس (بوشر، محيط المحيط). ويقولون هو احلس أملس. وهي حلساء ملساء (محيط المحيط).
حلس
تمحلَسَ لـ يتمحلَس، تََمَحْلُسًا، فهو مُتمحلِس، والمفعول مُتمحلَسٌ له (انظر: م ح ل س - تمحلَسَ لـ). 

محلَسَ يمحلِس، مَحْلَسةً، فهو مُمحلِس، والمفعول مُمحلَس (انظر: م ح ل س - محلَسَ). 
ح ل س

رأيته قاعداً على حلس وهو مسح يبسط في البيت وثجلل به الدابة.

ومن المجاز: كن حلس بيتك أي الزمه. ونحن أحلاس الخيل، ولست من أحلاسها وهم الآلفون لركوبها. ورفضت كذا ونفضت أحلاسه إذا تركته. وحلس بكذا: لزمه فهو حلس به. وقد حلس في هذا الأمر. وفلان يجالس بني فلان ويحالسهم أي يلازمهم. واستحلسنا الخوف: لزمناه. واستحلس النبت: غطى الأرض بكثرته وطوله، وفي أرض بني فلان عشب مستحلس. واستحلس الليل بالظلام: تراكم. واستحلس السنام: ركبته روادف الشحم ورواكبه. وأحلست السماء: مطرت مطراً رقيقاً دائماً. وأحلست فلاناً يميناً: أمررتها عليه.
(حلس) - في حديث أبى هريرة، رَضِى الله عنه، في مَانِعِى الزكاة "مُحْلَسٌ أَخفافُها شَوْكًا".
: أي طُورِقَت أَخفافُها بشَوكٍ من حَدِيد، مَأْخُوذ، من الحِلْسِ لمُلازَمَتِه الظَّهر، وحَلَسْتُ البَعِيرَ أَحْلِسُه: طَرحْت الحِلْسَ عليه، وحَلَسَتِ الِإِبِل بالأَرضِ والمَرْتَع: لَزِمَتْهما، وحَلِس بي هَذَا الأَمر: لَزِمَنِى.
ويُحتَمل أن يكون من قَولِهم: اسْتَحْلَس النَّبتُ، إذا غَطَّى الأرض، وعُشْب مُحلِس ومُتَحلِّس : تَراكَم بَعضُه فَوقَ بَعضٍ، وكذا أَرضٌ مُحلِسة ومُسْتَحْلِسَة: صار النَّباتُ فيها كالحِلْس، وكذا اللَّيل بالظَّلام والسَّنام بالشَّحم . 
حلس
الحِلْسُ: كُلُّ شَيْءٍ وَلِيَ الظَّهْرَ تَحْتَ الَّرحْلِ. وفُلانٌ من أحْلاسِ الخَيْلِ: في الفُرُوْسَةِ، وقيل: هو الكِفْلُ الذي ليس بفارِسٍ. وأحْلاسُ البَيْتِ: ما يُبْسَطُ تحت حُرِّ المَتَاعِ، حَلَسْتُ البَعيرَ أحْلِسُه. وأحْلَسَتِ السَّمَاءُ: مَطَرَتْ مَطَراً رَفِيْقاً دائماً. وعُشْبٌ مُسْتَحْلِسٌ: له طَرائِقُ بَعْضُها فوق بَعْضٍ من تَرَاكُمِه، ومُحْلِسٌ أيضاً. وأرْضٌ مُحْلِسَةٌ: صارَ النَّبَاتُ عليها كالحِلْسِ، ومُسْتَحْلِسَةٌ. وكذلك اللَّيْلُ بالظَّلام، والسَّنَامُ بالشَّحْم. ورأيْتُ حِلْساً من النّاس: أي كثيراً. والرّابعُ: من القِدَاحِ: الحِلْسُ. وقال النَّضْرُ: الحُلاساءُ من الإِبِلِ: التي قد حَلِسَتْ بالحَوْضِ والمَرْتَعِ، من قَولِهم: حَلِسَ بي هذا الأمْرُ. ورَجُلٌ مُحْلِسٌ: أي مُفْلِسٌ. والحَلْسُ: أنْ يَأْخُذَ المُصَدِّقُ النَّقْدَ مكانَ الإِبِلِ. والحَلْسَاءُ من الشّاءِ: التي شَعَرُ ظَهْرِها أسْوَدُ وتَخْتَلِطُ به شَعْرَةٌ حَمْراءُ. والمَحْلُوْسُ من الأحْرَاحِ: كالمَهْلُوْسِ، وهو القَليلُ اللَّحْمِ.
[حلس] الحِلْسُ للبعير، وهو كساءٌ رقيق يكون تحت البَرْذَعَةِ. وحكى أبو عبيد: حِلْسُ وحَلَسٌ، مثل شِبْهٍ وشَبَهٍ، ومِثْلٍ ومَثَلٍ. وأَحْلاسُ البيوتِ: ما يُبْسَطُ تحت الحُرِّ من الثياب. وفي الحديث: " كُنْ حِلْسَ بيتك " أي لا تبرحْ. وأمُّ حِلْسٍ: كُنْيَةُ الأتانِ. والحِلْسُ أيضاً: الرابع من سهام الميسر. وقولهم: نحنُ أحْلاسُ الخيل، أي نقتنيها ونلزم ظهورها. وأَحْلَسْتُ البعيرَ، أي ألبسته الحِلْسَ. وأَحْلَسْتُ فلاناً يميناً، إذا أَمْرَرْتَها عليه. وأَحْلَسَتِ السماءُ، أي مَطَرَتْ مَطَراً دقيقاً دائماً. واسْتَحْلَسَ النبتُ، إذا غطَّى الأرضَ بكثرته. والحَلِسُ بكسر اللام: الشــجاع. قال رؤبة: إذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِثُ * ويقال أيضا: رجل حلس، للحريص. وكذلك حلسم بزيادة الميم، مثل سلغد. وأنشد أبو عمرو: ليس بقصل حلس حلسم * عند البيوت راشن مقم * والاحلس: الذي لونه بين السواد والحُمْرة. تقول منه: احلس احلساسا. قال المعطل الهذلى يصف سيفاً: لَيْنٌ حُسامٌ لا يليق ضَريبَةً * في مَتْنِهِ دَخَنٌ وأثر أحلس
[حلس] في حديث الفتن: عد منها فتنة "الأحلاس" هي جمع حلس وهو كساء يلي ظهر البعير تحت القتب، شبهت به للزومها ودوامها، ويتم قريباً. شم ومنه: وجبريل ساقط "كالحلس" البالي من خشية الله، وهو بكسر حاء وسكون لام، وروى: حلس لاطئ، ويجيء في لام. نه ومنه: كونوا "أحلاس" بيوتكم، أي الزموها. ومنه: كن "حلس" بيتك حتى تأتيك يد خاطئة أو منية قاضية. وح: قالوا- أي بنو فزارة: يا خليفة رسول الله! نحن "أحلاس" الخيل، يريدون لزومهمدخنها كذا، واللطمة الضرب بالكف، وهو مجاز عن وصول تلك الفتن إلى كلم ن حضرها حتى يصير أهل الزمان فرقتين: مسلم خالص وكافر خالص، فإذا قيل: انقضت تلك الفتنة، تمادت أي بلغت الغاية، والفسطاط مدينة يجتمع فيها، وغضافته إلى الإيمان بجعل المؤمنين نفسه.
(ح ل س)

الحِلْسُ والحَلَسُ، كل شَيْء ولى ظهر الْبَعِير وَالدَّابَّة تَحت الرحل والقتب والسرج، وَهِي بِمَنْزِلَة المرشحة تكون تَحت اللبد. وَالْجمع أحْلاسٌ وأحْلُسٌ، قَالَ المرار الاسدي:

أَو كلُّ بازلِ عامها مَلْمومةٍ ... وجْناءَ مشرفةٍ مَكَان الأحْلُسِ

وَالْكثير، حُلوسٌ. وحَلَس النَّاقة وَالدَّابَّة يَحْلِسُهما حَلْسا، غشاهما بحِلْسٍ.

وحِلْسُ الْبَيْت، مَا يبسط تَحت حر الْمَتَاع من مسح وَنَحْوه.

وَفُلَان حِلْسُ بَيته: إِذا لم يبرحه، على الْمثل. وَمِنْه الحَدِيث فِي الْفِتْنَة: كن حِلْسا من أحلاسِ بَيْتك حَتَّى تَأْتِيك يَد خاطئة أَو منية قاضية.

وَرجل حِلْسٌ وحَلِسٌ ومُستحْلِسٌ، ملازم لَا يبرح الْقِتَال، وَقيل: مَكَانَهُ، شبه بحِلْس الْبَعِير أَو الْبَيْت.

وَفُلَان من أحلاسِ الْخَيل: أَي هُوَ فِي الفروسية كالحِلْسِ اللَّازِم لظهر الْفرس.

وَرجل حَلوسٌ: حَرِيص ملازم.

وأحلَسَت الأَرْض واستَحْلَستْ، كثر بذرها فالبسها. وَقيل: اخضرت واستوى نباتها.

واستحَلْس اللَّيْل بالظلام: تراكم.

واستَحْلَسَ السنام: ركبته روادف الشَّحْم.

وبعير أحْلَسُ: كتفاه سوداوان وأرضه وذروته أقل سوادا من كَتفيهِ. والحَلْساءُ من الْمعز: الَّتِي بَين السوَاد والحمرة، ولون بَطنهَا كلون ظهرهَا.

وأحْلَسَت السَّمَاء: مطرَت مَطَرا رَفِيقًا دَائِما.

والحَلْسُ: أَن يَأْخُذ الْمُصدق النَّقْد مَكَان الْإِبِل.

والإحْلاسُ: الْحمل على الشَّيْء، قَالَ:

وَمَا كنتُ أخْشَى الدهرَ إحلاسَ مُسلمٍ ... من الناسِ ذَنْبا جَاءَهُ وَهُوَ مُسْلِما

الْمَعْنى: مَا كنت أخْشَى إحْلاسَ مُسلم مُسلما ذَنبا جَاءَهُ، وَهُوَ، يرد " هُوَ " على مَا فِي " جَاءَهُ " من ذكر مُسلم. قَالَ ثَعْلَب: يَقُول: مَا كنت أَظن أَن إنْسَانا ركب ذَنبا هُوَ، وَآخر ينْسبهُ إِلَيْهِ دونه. وَمَا تَحَلّسَ منع بِشَيْء، وَمَا تحَلّس مِنْهُ شَيْئا، أَي أصَاب مِنْهُ.

والحِلْسُ: الرَّابِع من قداح الميسر. قَالَ الَّلحيانيّ: فِيهِ أَرْبَعَة فروض وَله غنم أَرْبَعَة أنصباء إِن فَازَ، وَعَلِيهِ غرم أَرْبَعَة أنصباء إِن لم يفز.

وَبَنُو حِلْسٍ: بطين من الأزد، ينزلون نهر الْملك.

وَأَبُو الحُلَيْسِ: رجل.

والأحْلَس الْعَبْدي: من رِجَالهمْ، ذكره ابْن الْأَعرَابِي.

حلس: الحِلْسُ والحَلَسُ مثل شِبْهٍ وشَبَهٍ ومِثْلٍ ومَثَلٍ: كلُّ شيء

وَليَ ظَهْرَ البعير والدابة تحت الرحل والقَتَبِ والسِّرْج، وهي بمنزلة

المِرشَحة تكون تحت اللِّبْدِ، وقيل: هو كساء رقيق يكون تحت البرذعة،

والجمع أَحْلاس وحُلُوسٌ. وحَلَس الناقة والدابة يَحْلِسُها ويَحْلُسُها

حَلْساً: غَشَّاهما بحلس. وقال شمر: اُحْلَسْتُ بعيري إِذا جعلت عليه

الحِلْسَ. وحِلْسُ البيت: ما يُبْسَطُ تحت حُرِّ المتاع من مِسْحٍ ونحوه،

والجمع أَحْلاسٌ. ابن الأَعرابي: يقال لِبِساطِ البيت الحِلْسُ ولحُصُرِه

الفُحولُ. وفلانٌ حِلْسُ بيته إِذا لم يَبْرَحْه، على المَثَل. الأَزهري عن

الغِتَّريفيِّ: يقال فلانٌ حِلْسٌ من أَحْلاسِ البيت الذي لا يَبْرَحُ

لبيت، قال: وهو عندهم ذم أَي أَنه لا يصلح إِلا للزوم البيت، قال: ويقال

فلان من أَحْلاس البلاد للذي لا يُزايلها من حُبِّه إِياها، وهذا مدح، أَي

أَنه ذو عِزَّة وشدَّة وأَنه لا يبرحها لا يبالي دَيْناً ولا سَنَةً حتى

تُخْصِب البلادُ. ويقال: هو مُتَحَلِّسٌ بها أَي مقيم. وقال غيره: هو

حِلْسٌ بها. وفي الحديث في الفتنة: كنْ حِلْساً من أَحْلاسِ بيتك حتى

تأْتِيَك يَدٌ خاطِئَة أَو مَنِيَّة قاضِية، أَي لا تَبْرَحْ أَمره بلزوم بيته

وترك القتال في الفتنة. وفي حديث أَبي موسى: قالوا يا رسول اللَّه فما

تأْمرنا؟ قال: كونوا أَحْلاسَ بُيُوتِكم، أَي الزموها. وفي حديث الفتن: عدَّ

منها فتنة الأَحْلاس، هو الكساء الذي على ظهر البعير تحت القَشَب، شبهها

بها للزومها ودوامها. وفي حديث عثمان: في تجهيز جيش العُسْرة على مائة

بعير بأَحْلاسِها وأَقتابها أَي بأَكسيتها. وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه،

في أَعلام النبوَّة: أَلم تَرَ الجِنَّ وإِيلاسَها، ولُحوقََها

بالقِلاصِ وأَحْلاسَها؟ وفي حديث أَبي هريرة في مانعي الزكاة: مُحْلَسٌ أَخفافُها

شوكاً من حديد أَي أَن أَخفافها قد طُورِقَتْ بشَوْكٍ من حديد

وأُلْزِمَتْه وعُولِيَتْ به كما أُلْزِمَتْ ظهورَ الإِبل أَحْلاسُها. ورجل حِلْسٌ

وحَلِسٌ ومُسْتَحْلِس: ملازم لا يبرح القتال، وقيل. لا يبرح مكانه،

شُبِّه بِحِلْسِ البعير أَو البيت. وفلان من أَحْلاسِ الخيلِ أَي هو في

الفُروسية ولزوم ظهر الخيل كالحِلْسِ اللازم لظهر الفرس. وفي حديث أَبي بكر:

قام إِليه بنو فزارة فقالوا: يا خليفة رسول اللَّه، نحن أَحلاس الخيل؛

يريدون لزومهم ظهورها، فقال: نعم أَنتم أَحْلاسُها ونحن فُرْسانُها أَي أَنتم

راضَتُها وساسَتُها وتلزمون ظُهورها، ونحن أَهل الفُروسية؛ وقولهم نحن

أَحْلاسُ الخيل أَي نَقْتَنيها ونَلْزَم ظُهورها.

ورجل حَلُوسٌ: حريص ملازم. ويقال: رجل حَلِسٌ للحريص، وكذلك حِلْسَمٌّ،

بزيادة الميم، مثل سِلْغَدٍّ؛ وأَنشد أَبو عمرو:

ليس بقِصْلٍ حَلِسٍ حِلْسَمِّ،

عند البُيوتِ، راشِنٍ مِقَمِّ

وأَحْلَسَتِ الأَرضُ واسْتَحْلَسَت: كثر بذرها فأَلبسها، وقيل: اخضرت

واستوى نَباتها. وأَرضٌ مُحْلِسَة: قد اخضرت كلها. وقال الليث: عُشْبٌ

مُسْتَحْلِسٌ تَرى له طرائقَ بعضها تحت بعض من تراكبه وسواده. الأَصمعي: إِذا

غطى النبات الأَرض بكثرته قيل قد اسْتَحْلَسَ، فإذا بلغ والتف قيل قد

استأْسد؛ واسْتَحْلَسَ النبتُ إِذا غطى الأَرضَ بكثرته، واستَحْلَسَ الليل

بالظلام: تراكم، واسْتَحْلَسَ السَّنامُ: ركبته رَوادِفُ الشَّحْم

ورواكِبُه.

وبعير أَحْلَسُ: كتفاه سوْداوانِ وأَرضه وذِرْوته أَقل سَواداً من

كَتِفَيْه. والحَلْساءُ من المَعَزِ: التي بين السواد والخُضْرَة لون بطنها

كلون ظهرها. والأَحْلَسُ الذي لونه بين السواد والحمرة، تقول منه: احْلَسَّ

احْلِساساً؛ قال المُعَطَّلُ الهذلي يصف سيفاً:

لَيْنٌ حُسامٌ لا يَلِيقُ ضَريبَةً،

في مَتْنِه دَخَنٌ وأَثْرُ أُحْلَسُ

(* قوله «قال المعطل إلخ» كذا بالأصل ومثله في الصحاك، لكن كتب السيد

مرتضى ما نصه: الصواب أَنه قول أَبي قلابة الطابخي من هذيل اهـ. وقوله

«لين» كذا بالأصل والصحاح، وكتب بالهامش الصواب: عضب.)

وقول رؤبة:

كأَنه في لَبَدٍ ولُبَّدِ،

من حَلِسٍ أَنْمَرَ في تَرَبُّدِ،

مُدَّرِعٌ في قِطَعٍ من بُرْجُدِ

وقال: الحَلِسُ والأَحْلَسُ في لونه وهو بين السواد والحُمْرة.

والحَلِسُ، بكسر اللام: الشــجاع الذي يلازم قِرْنَه؛ وأَنشد:

إِذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِبُ

وقد حَلِسَ حَلَساً. والحَلِسُ والحُلابِسُ: الذي لا يبرح ويلازم

قِرْنه؛ وأَنشد قول الشاعر:

فقلتُ لها: كأَيٍّ من جَبانٍ

يُصابُ، ويُخْطَأُ الحَلِسُ المُحامي

كأَيٍّ بمعنى كم. وأَحْلَسَتِ السماءُ: مَطَرَتْ مطراً رقيقاً دائماً.

وفي التهذيب: وتقول حَلَسَتِ السماءُ إِذا دام مطرها وهو غير وابل.

والحَلْسُ: أَن يأْخذ المُصَّدِّقُ النَّقْدَ مكان الإِبل، وفي التهذيب:

مكان الفريضة. وأَحْلَسْتُ فلاناً يميناً إِذا أَمررتها عليه.

والإِحْلاسُ: الحَمْلُ على الشيء؛ قال:

وما كنتُ أَخْشى، الدَّهرَ، إِحْلاسَ مُسْلِمٍ

من الناسِ ذَنْباً جاءَه وهو مُسْلِما

المعنى ما كنت أَخشى إِحلاس مسلم مسلماً ذَنْباً جاءه، وهو يرد هو على

ما في جاءه من ذكر مسلم؛ قال ثعلب: يقول ما كنت أَظن أَن إِنساناً ركب

ذنباً هو وآخر ينسبه إِليه دونه.

وما تَحَلَّسَ منه بشيء وما تَحَلَّسَ شيئاً أَي أَصاب منه. الأَزهري:

والعرب تقول للرجل يُكْرَه على عمل أَو أَمر: هو مَحْلوسٌ على الدَّبَرِ

أَي مُلْزَمٌ هذا الأَمرَ إِلزام الحِلْسِ الدَّبَرَ. وسَيْرٌ مُحْلَسٌ:

لا يُفْتَر عنه. وفي النوادر: تَحَلَّسَ فلان لكذا وكذا أَي طاف له وحام

به. وتَحَلَّسَ بالمكان وتَحَلَّز به إِذا أَقام به. وقال أَبو سعيد:

حَلَسَ الرجل بالشيء وحَمِسَ به إِذا تَوَلَّعَ.

والحِلْسُ والحَلْسُ، بفتح الحاء وكسرها: هو العهد الوثيق. وتقول:

أَحْلَسْتُ فلاناً إِذا أَعطيته حَلْساً أَي عهداً يأْمن به قومك، وذلك مثل

سَهْم يأْمن به الرجلُ ما دام في يده.

واسْتَحْلَس فلانٌ الخوفَ إِذا لم يفارقه الخوفُ ولم يأْمن. وروي عن

الشعبي أَنه دخل على الحجاج فعاتبه في خروجه مع أَبي الأَشعث فاعتذر إِليه

وقال: إِنا قد اسْتَحْلَسْنا الخوفَ واكتَحَلْنا السَّهَرَ وأَصابتنا

خِزْيةٌ لم يكن فيها بَرَرَرةٌ أَتْقِياء ولا فَجَرة أَقوياء، قال: للَّه

أَبوك يا شَعْبيُّ ثم عفا عنه. الفراء قال: أَنت ابنُ بُعثُطِها

وسُرْسُورِها وحِلْسِها وابن بَجْدَتها وابن سِمسارِها وسِفْسِيرِها بمعنى واحد.

والحِلْسُ: الرابع من قداح المَيْسِر؛ قال اللحياني: فيه أَر بعة فروض، وله

غُنْم أَربعة أَنصباء إِن فاز، وعليه غرم أَربعة أَنصباء إِن لم يفز.

وأُم حُلَيْسٍ: كنية الأَتان. وبنو حِلْس: بُطَيْنٌ من الأَزْدِ ينزلون

نَهْر المَلِك. وأَبو الحُلَيْس: رجل. والأَحْلَسُ العَبْدِي: من رجالهم؛

ذكره ابن الأَعرابي.

حلس
الحِلْس: كِساءٌ يكون على ظهر البعير تحت البرذعة؛ ويُبْسَط في البيت تحت حُرِّ الثياب، وجمعه: أحْلاس وحُلُوس وحِلَسَة؟ عن الفَرّاء -. ويقال: فلان حِلْسُ بيته: إذا لم يبرح منه. ومنه حديث أبي بكر - رضي الله عنه -: كُن حِلْسَ بيتك حتى تأتيكَ يدٌ خاطئة أو مَنِيَّةٌ قاضيَة. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم -: أنَّ امرأةً تُوُفّي عنها زوجها؛ فاشتكت عينها فأرادوا أن يداووها، فسُئِلَ عن ذلك فقال: كانت إحداكُنَّ تمكث في شرِّ أحلاسِها في بيتِها إلى الحَوْل، فإذا كان الحَوَل فَمَرَّ كلبٌ رَمَتهُ بِبَعرة ثمَّ خَرجَت، أفلا أربعة أشهرٍ وعشرا. أي كانت في الجاهلية إذا أحَدَّت على زوجها اشتمَلَت بهذا الكِسَاءِ سنةً جرداء. وفي حديثه الآخر: أنَّه ذَكَرَ الفِتَنَ حتى ذَكَرَ فتنة الأحْلاس، فقال قائل: يا رسول الله وما فِتنة الأحْلاس؟ قال: هي هَرَبٌ وحَرَبٌ؛ ثم فتنة السَرَّاء دَخَنُها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعُمُ أنّه مني وليس منّي؛ إنّما أوليائي المتَّقون، ثم تصطَلِحُ على رجل كَوَرِكٍ على ضِلَعٍ، ثم فتنة الدُّهَيماء لا تدع أحداً من هذه الأمة إلاّ لطَمْتَه. كأنَّ لها أحْلاساً تَغشَّيها الناس لِظُلمَتِها والْتشباسِها، أو هي ذات شرور ودَوَاهٍ راكِدَةٍ لا تُقلِعُ بل تِلْزَمُ لزومَ الأحْلاسِ، والسَّرّاءُ البطحاء.
ومنه حديثه الآخَر: مَرَرْتُ على جَبْرَئيْلَ ليلةَ أُسرِيَ بي كالحِلْسِ من خَشيةِ الله.
وأنشد ابن دريد:
ولا تَغُرَّنَك أحقادٌ مُزَمَّلَةٌ ... قد يُضرَب الدَّبَرُ الدامي بأحْلاسِ
وقال: هذا مَثَلُ يُضرب للرجل الذي يُظهر لك البِشرَ ويُضمِر غير ذلك.
وفي حديث معاوية - رضي الله عنه -: أنَّه دخل عليه الضَّحّاك بن قيس - رضي الله عنه - فقال:
تَطاوَلْتُ للضَحّاك حتى رَدَدْتُهُ ... إلى حَسَبٍ في قومِهِ مُتَقَاصِرِ
فقال الضَّحّاك: قد عَلِمَ قومنا أنّا أحْلاس الخيل، فقال: صدقت؛ أنتم أحْلاسُها ونحن فرسانها. أرادَ: أنتم راضَتُها وساسَتُها فتلزمون ظهورَها أبَداً، ونحن أهل الفروسيّة. ويَحتَمِل أنْ يذهَبَ بالأحلاس إلى الأكسية؛ ويريد أنَّكم بمنزلتها في الضَّعَةِ والذِّلَّةِ، كما يقال للمُسْتَضعَف: برذَعَة ووَلِيَّة.
وفي حديث أبي بكر - رضي الله عنه -: أنه مَرَّ بالناس في معسكَرِهشم بالجُرْفِ، فجعل يَنْسُبُ القبائل حتى مرَّ ببني فَزَازَة، فقام له رجل منهم، فقال له أبو بكر - رضي الله عنه -: مرحباً بكم، قالوا: نحن يا خليفة رسول الله الله أحْلاس الخيل وقد قدناها معنا، فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: بارك الله فيكم. وقال رؤبة بن يصِف الأسد:
أشجَعُ خَوّاضُ غِيَاضٍ جَوّاسْ ... في نَمِرات لِبدُهُنَّ أحْلاسْ
وقال ابن دريد: بنو حِلْسٍ بُطَيْنٌ من العرب، وهم من الأزد، ينزلون نهر الملك، وقوم ينزلون دُوْتبايا وماذَرْيَنْبُو من المُبارَكِ.
وحكى أبو عُبَيد في حِلْس البعير: حِلْسٌ وحَلَسٌ؛ مثال شِبْهٍ وشَبَهٍ ومِثْلٍ ومَثَلٍ.
وأُمُّ حِلْسٍ: كُنْيَةُ الأتَانِ.
والحِلسُ - أيضاً -: الرابع من سِهام المَيسَر. وقال ابن فارس: الحَلِس: الرابع من القِدَاح - بفتح الحاء وكسر اللام -، قال: والذي سَمِعتُه في الغريب المَصَنَّف: حِلُسٌ - بكسر الحاء وسكون اللام -.
وقال ابن عبّاد: رأيتُ حِلْساً من الناس: أي كثيراً.
وقال ابن حبيب: في كِنانة بن خُزَيمَة: حِلْسُ بن نُفاثة بن عَدي بن الدّيل بن عبد مناة بن كِنانة.
قال: وحِلْسٌ: وهم عِباد دخلوا في لَخْمٍ، وهو حِلْسُ بن عامر بن ربيعة بن تَدُوْلَ.
ويقال: فلان ابنُ حِلسِها: كما يقال ابن جدَّتِها.
قال: وفي كِنانَة - أيضاً -: حُلَيس بن يَزيد.
وقال الزبير بن بكّار: حُلَيْسُ بن عَلقَمَة الحارثيُّ سيد الأحابيش، وهو الذي قال النبي - صلى الله عليه وسلّم - يوم الحديبية: هذا من قومٍ يُعَظِّمونَ البُدْنَ فابْعَثوها في وجهه.
والحُلَيسيَّة: ماءة لبَني الحُلَيْسِ.
وقال ابن دريد في قوله:
يوم الحَليسِ بذي الفقاركأنّه كلب يضرب جماجم ورقاب
يعني: الحُليس بن عُتيبة.
وحَلِسْت البعير أحلِسَه حلساً - مثال ضَرَبْتَه أضرِبُهُ ضرباً -: إذا غَشَّيْتَه بِحِلْسٍ.
والعرب تقول للرجل يُكرَه على عمل أو أمر: هو مَحلوسٌ على الدَّبَرِ: أي مُلْزُم هذا الأمر إلزام الحِلْسِ الدَّبَرَ.
وحَلَسَت السماء: إذا دام مطرها وهو غير وابِل. والحَلْسُ والحِلْسُ - بالفتح والكسر -: العهد والميثاق.
وقال الأصمعي: الحَلْسُ: أن يأخُذ المُصَدِقُ النقد مكان الفريضة.
وقال ابن عبّاد: المحلوس من الأحرَاج: كالمَهلوس؛ وهو القليل اللحم.
والحَلساء من الشاءِ: التي شعر ظهرِها أسود ويختلِط به شعرَةٌ حمراء.
قال: والحُلاساء من الإبل: التي قد حَلِسَت بالحَوضِ والمَرْتَعِ؛ من قولهم: حَلِسَ بي هذا الأمر.
والحَلِسُ - مثال كَنِفٍ -: الشــجاع، قال رؤبة يمدح الحارث بن سُلَيم الهُجَيمي:
ذو صَولَةٍ تُرمى بك المَدَالِثُ ... إذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِثُ
وهو الشــجاع الذي لا يكاد يبرح.
ويقال - أيضاً -: رجل حَلِس: للحريص، وكذلك: حِلْسَم بزيادة الميم - مثال سِلْغَدٍّ -؛ عن أبي عمرو، وأنشد:
ليس بِقِصلٍ حَلِسٍ حِلْسَمُ ... عند البيوتِ راشنٍ مِقَمِ
والأحلَس: الذي لونه بين السواد والحَمرة، وقال أبو قِلابة، ويُروى للمُعَطَّل الهَذلي يصف سيفاً:
ليْنٌ حسامٌ لا يُليقُ ضَريبَةً ... في مَتْنِهِ دَخَنٌ وأثرٌ أحْلَسُ
وقيل الأحلس: الذي في وسطه لون يُخالف سائر الألوان التي تكون في وسطه. والحَلَسُ أصله أن يكون موضع الحِلْسِ من البعير يخالف لون البعير؛ فيقال: أثرٌ أحْلَسُ. أي قد خالَفَ لون السيف. وقال أبو عمرو: أحْلَسُ: أي لاصِق به، من قولهم: حَلِسَ به إذا لَصِقَ به.
وحَلِسَ بالمكان: إذا لزمه، وقال رؤبة يعاتب ابنه عبد الله:
أقول يكفيني اعتداء المعتدي ... وأسدٌ إن شَدَّ لم يُعَرِّدِ
كأنه في لِبَدٍ لِبَدِ ... من حَلِسٍ أتْمَرَ في تَزَبُّدِ
والحَلاس - بالضم -: هو أبو الحُلاس بن طلحة بن أبي طَلْحة بن عبد العُزّي بن عثمان بن عبد الدار، قُتِلَ كافراً.
وأم الحلاَّس: بنت خالد بن محمد بن عبد الله بن زهير بن أُمَيّة.
وأم الحلاَّس: بنت بَعلى بن أُمَيّة بن أبي عبيدة بن سعد بن زيد بن صخر ابن سُوَيد بن اباس بن الحارث بن البكّاء بن زيد بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مَنَاة بن تميم.
وقال ابن السكِّيت: الحَوَالِس: لعبة الصبيان العرب؛ وهي أن يُبَيَّتَ خمسة أبيات في أرض سهلة؛ ويُجمَع في كلِّ بيت خمسة بَعَرات؛ وبينها خمسة أبيات ليس فيها شيء؛ ثم يُجَرُّ البعر إليها. وقال الغَنَوي: الحَوَالِس لعبة يلعب بها الصبيان مثل أربعة عشر، قال: والحالس خطٌ منها. قال عبد الله بن الزبير الأسَدِيّ:
وأسلَمَني حِلْمي وبِتُّ كأنني ... أخو مَرِنٍ يُلْهيه ضَربُ الحَوالِسِ
وأحْلَسْتُ البعير: ألْبَسْتُهُ الحِلْسَ.
وأحْلَسْتُ فلاناً يميناً: إذا أمررتها عليه.
وأحْلَسَتِ السماءُ: مطرت مطراً دقيقاً دائماً.
والعرب تقول للرجل المُكرَه على الأمر: ما هو إلاّ مُحْلَسٌ على الدَّبَرِ: أي أُلْزِمَ هذا الأمر إلزام الحِلْسِ الدَّبَرَ.
وسيرٌ مُحْلِسٌ: لا يُفَتَّرُ عنه، قال:
ومَهْمَهٍ ليس به مُعَرَّسُ ... وتحت أعلاقِ القتود عِرْمِسِ
كأنَّها والسَّيرُ ناجٍ مُحْلِسُ ... أسْفَعُ مَوْشِي شواهُ أخْنَسُ
وأرض مُحْلِسَة: إذا صار النبات عليها كالحِلسِ لها، ومكان مُحلِس.
وقال أبو عمرو: الإحلاسُ: غَبن في البيع إذا غَبَنَه.
وقال ابن عبّاد: المُحْلِسُ: المُفْلِسُ.
واستَحْلَسَ النَّبْتُ: إذا غطى الأرض بكَثْرَتِه؛ مثل أحلَسَت، يقال: عشبٌ مُسْتَحْلِس.
واسْتَحْلَسَ السَّنام: إذا رَكِبَتْه رَوادف الشحم ورَواكبه.
واستَحلَسَ الخوف: إذا لم يفارقه الخوف ولم يأمَن. وفي حديث عامر بن شراحيل الشعبي: أنَه أُتي به الحجاج فقال: أَخَرَجْتَ عليَّ يا شعبي؟ فقال: أصلح الله الأمير؛ أجدَبَ بنا الجَنَابُ؛ وأحزن بنا المنزل؛ واستَحْلَسَنا الخوف؛ واكْتَحَلَنا السهر؛ فأصابتنا خَزْيَة لم تكن فيها بررة أتقياء ولا فَجَرة أقوياء، فقال: لله أبوك، ثم أرسَله. قولُه: اسْتَحْلَسْنا الخوفَ: أي صيّرنا كالحِلس الذي يُفْتَرَش.
والمُستَحلِس: الذي يبيع الماء ولا يسقيه.
واحْلَسَّ احلِساساً: صار أحْلَسَ؛ وهو الذي لونه بين السواد والحُمرة، وقد مضى ذكره.
وتحَلَّسَ فلان لكذا: أي طاف له وحام به.
وتَحَلَّس بالمكان: إذا أقام به.
والتركيب يدل على الشيء يلزم الشيء.
ح ل س: (حِلْسُ) الْبَيْتِ كِسَاءٌ يُبْسَطُ تَحْتَ حُرِّ الثِّيَابِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «كُنْ حِلْسَ بَيْتِكَ» أَيْ لَا تَبْرَحْ. 

حلس


حَلَسَ(n. ac.
حَلْس)
a. Rained continuously.

أَحْلَسَa. Covered the soil (vegetation).
b. see I
حِلْس
حَلَس
(pl.
حِلَسَة
حُلُوْس
أَحْلَاْس)
a. Woollen covering ( placed under the saddle).
b. Undergarment.

حَلِسa. Courageous.
b. Eagerly desirous.

أَحْلَسُa. Chestnut colour.
(حلس) : الحَوالِسُ: لُعْبَةٌ يَلعبُ بها الصِّبْيانُ، مثلُ أَرْبَعَ عَشَرةَ، والحالِسُ: خَطٌّ منها. قال ابنُ الزَّبِيرِ:
[فأَسْلَمَنِي حلْمِي فبثُّ كأَنَّني ... أخو حَزَنِ يُلْهِيه ضَرْبُ الحَوالِيس]

حلس

1 حَلَسَ البَعِيرَ, aor. ـِ (Sgh, L, K) and حَلُسَ, (L,) inf. n. حَلْسٌ; (TA;) and ↓ احلسهُ, (S, K, &c.,) inf. n. إِحْلَاسٌ; (TA;) He clad, or covered, the camel with a حِلْس [q. v.]; (S, K, &c.;) put upon him a حِلْس. (Sh.) A2: حَلَسَتِ السَّمَآءُ, (T, K,) inf. n. حَلْسٌ, (TA,) (tropical:) The sky rained continually; as also ↓ احلست: (K:) or rained a fine and continual rain; (T;) and so ↓ the latter. (T, S, A, K.) 4 أَحْلَسَ see 1, in three places: b2: and see 10, in two places.10 استحلسهُ He made it to be as a حِلْس. (TA.) b2: So the verb signifies in the phrase استحلس فُلَانٌ الخُوْفَ [in the CK فُلانًا الخَوْفُ] (TA) (tropical:) Such a one relinquished not fear. (Mgh, * K, TA.) b3: استحلس اللَّيْلُ بِالظَّلَامِ (tropical:) The night became dense with darkness. (A, TA.) b4: استحلس النَّبْتُ (tropical:) The herbage covered the land with its abundance (As, S, K, TA) and tallness; (Z, TA;) as also ↓ احلس. (K.) And الأَرْضُ ↓ أَحْلَسَتِ (tropical:) The land became altogether green [as though covered with a حِلْس: see the part. n. below]: (Sh, TA:) or, as also استحلستَ, became clad with sprouting herbage: or became green, with erect herbage. (TA.) حِلْسٌ A piece of cloth (كِسَآء), (S, A, Mgh, Msb, K,) of thin texture, (S, TA,) which is put on the back of a camel, (S, A, Mgh, Msb, K,) beneath the بَرْذَعَة, (S, A, Mgh, K,) or beneath the رَحْل; (Msb;) a piece of hair-cloth used as a covering for a horse or the like: (A:) or anything that is next the back of the camel or other beast, beneath the saddle, in the place of the مِرْشَحَة, being beneath the felt cloth: (TA:) and a [piece of cloth of the kind called] كِسَآء, (S, * A, Mgh, K,) or a piece of hair-cloth, (A,) or the like, (TA,) or a carpet, (IAar, Msb,) that is spread in a house or tent, (S, A, Mgh, Msb, K,) beneath the best of the pieces of cloth: (S, Mgh, K:) and ↓ حَلَسٌ signifies the same, in both applications: (A 'Obeyd, S, K:) pl. [of pauc.] أَحْلَاسٌ (S, Msb, K) and [of mult.] حُلُوسٌ (K) and حِلَسَةٌ. (Fr, Sgh, K.) b2: [Hence,] فُلَانٌ مِنْ أَحْلَاسِ الخَيْلِ (tropical:) Such a one is of those who train and manage horses and are constantly upon their backs. (TA.) And نَحْنُ أَحْلَاسُ الخَيْلِ (tropical:) We are acquirers of horses and constantly upon their backs. (S.) b3: أُمُّ الحِلْسِ (assumed tropical:) The she-ass. (S, K.) b4: هُوَ حِلْسُ بَيْتِهِ (tropical:) He is one who does not quit his place [or house or tent]: (K:) said [generally] in dispraise; meaning, that he is not fit for anything but to keep to the house or tent. (Az, TA.) [But it does not always imply dispraise; for] it is said in a trad., (S,) كُنْ حِلْسَ بَيْتِكَ, (S, A,) or كُنْ حِلْسًا مِنْ أَحْلَاسِ بَيْتِكَ, (TA,) (tropical:) Keep thou to thy house or tent; (A;) quit not thou thy house or tent: (S:) meaning, in a case of sedition. (TA.) You say also, فُلَانٌ مِنْ أَحْلَاسِ البِلَادِ, and حِلْسٌ بِهَا (tropical:) Such a one does not quit the country, by reason of his love of it: and this is said in praise; meaning, that he is a person of might and strength, and that he does not quit it, not caring for debt nor for dearth or drought, waiting until the country be fruitful. (Az, TA.) And فُلَانٌ كَالْحِلْسِ المُلْقَى [Such a one is like the castaway حلس] meaning, (assumed tropical:) is one who stands in no stead when an event presses heavily upon him, or oppresses him suddenly: and, accord. to El-Marzookee, هُوَ كَالْحِلْسِ, as meaning (assumed tropical:) He is one who does not sit a horse well; is not a horseman. (Ham p. 143.) And هٰذَا مِنْ أَحْلَاسِ فُلَانٍ (assumed tropical:) This is not of the implements, or apparatus, or the like, of such a one. (Ham ibid.) b5: حِلْسٌ مِنَ النَّاسِ (tropical:) A great one of men; syn. كَبِيرٌ; (K, TA;) because he keeps to his place of abode, not quitting it: but [SM adds] I have seen, in the Moheet, this expression explained by كَثِيرٌ [a multitude of men]; and Sgh explains it as meaning a company of men. (TA.) b6: هُوَ حِلْسُهَا [app., (assumed tropical:) He is the careful and skilful manager of it, constantly attending to it]: accord. to Fr, this expression, and هُوَ ابْنُ بُعْثُطِهَا, and سُرْسُورُهَا, and ابْنُ بَجْدَتِهَا, and ابْنُ سِمْسَارِهَا, and سَفِيرُهَا, all signify the same. (TA.) b7: رَفَضْتُ فُلَانًا وَ نَفَضْتُ أَحْلَاسَهُ (tropical:) I have forsaken, or abandoned, such a one. (A, TA.) A2: الحِلْسُ The fourth of the arrows used in the game called المَيْسِر; (A 'Obeyd, S, K;) as also ↓ الحَلِسُ: (IF, K:) it has four notches, and four portions assigned to it if it be successful, and the forfeiture of four portions if unsuccessful. (Lh, TA.) حَلَسٌ: see حِلْسٌ.

الحَلِسُ: see حِلْسٌ.

أَرْضٌ مُحْلِسَةٌ (tropical:) Land covered with abundant herbage, as though with a حِلْس: (K, TA:) or altogether green. (Sh, TA.)

نخَس

(ن خَ س)

نَخس الدابّة وَغَيرهَا، يَنْخُسها ويَنْخَسها ويَنْخِسُها، الاخيرتان عَن اللِّحِياني، نَخْساً: غرز جَنبها أَو مؤخّرها بعُود أَو نَحوه.

والنخَّاس: بَائِع الدَّوَابّ، سُمِّي بذلك لنخسه إِيَّاهَا حَتَّى تَنْشَط.

وحِرفته: النَّخاسة، والنَّخاسة.

وَقد يُسمىَّ بَائِع الرَّقِيق: نَخّاسا.

والأوّل هُوَ الأَصْل.

والناخس من الوُعول: الَّذِي نَخَس قرناه استه من طولهما، نَخَس ينخُس نَخْسا.

وَلَا سِنَّ فَوق الناخِس.

والناخِس: جَرب يكون عِنْد ذَنْب الْبَعِير، وبعير مَنخوس.

واستعار ساعدةُ ذَلِك للْمَرْأَة، فَقَالَ:

إِذا جَلَست فِي الدّار حكَّت عُجَانَها بعُرقوبها من ناخسٍ مُتقوِّبِ

والناخس: الدَّائرة الَّتِي تكون على جاعِــرَتي الفَرَس.

وفَرسٌ مَنخوس، وَهُوَ يُتطيَّر بِهِ.

والناخِس: ضاغِط يُصيب الْبَعِير فِي إبطه.

ونِخاسا الْبَيْت: عَموداه، وهما فِي الرواق من جَانِبي الأَعمدة، والجَمع: نُخُس.

والنِّخاسة والنِّخاس: شَيْء يُلْقَمه خُرْق البَكرة إِذا اتسعت وقلِق مِحْورها.

وَقد نَخَسها ينْخَسُها، وينْخُسُها، نَخسا، فَهِيَ منخوسة ونَخِيس، قَالَ:

دُرْنا ودارت بَكْرَة نَخيس لَا ضَيْقةُ المَجَرى وَلَا مَرُوسُ وَابْن نَخْسة: ابْن الزَّانية.

ونَخَس بِالرجلِ: هَيَّجه.

والنَّخِيسة: لَبن المَعْز والضأن يُخْلَطُ بَينهمَا.

وَهُوَ أَيْضا لبن النَّاقة يُخلط بِلَبن الشَّاة.

والنّخِسة: الزبدة.
نخَس
نَخَسَ الدَّابَّةَ، كنَصَر وجَعَلَ، الأَخِيرَةُ عنِ اللِّحْيَانِيّ، نَخْساً: غَرَزَ مُؤَخَّرَهَا أَو جَنْبَها بِعُودٍ ونَحْوِه وَفِي الأَساسِ: بنَحْوِ عُودٍ. والنَّخّاسُ، كشّدَّادٍ: بَيَّاعُ الدَّوابِّ، سُمِّيَ بذلِك لِنْخَسِه إِيّاهَا حتَّى تَنْشَطَ وَقد يَسَمَّى بائِعُ الرَّقِيقِ نَخّاساً، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وَهُوَ عَرَبِيٌّ صَحٍ يحٌ. والأَوّلُ هُوَ الأَصْلُ. والإسْمُ: النَّخَاسَةُ، بالكَسْرِ والفَتْح، وَهِي حِرْفَتُه، وَيُقَال: نَخَسُوه، أَي طَرَدُوه ناخِسِينَ بِه بَعْيرَه. وعِبَارَةُ الأَسَاس: نَخَسُوا بِفُلاَنٍ: نَخَسُوا دَابَّتَه وطَرَدُوه. وَفِي اللِّسَان: نَخَسَ بالرَّجُلِ: هَيَّجَه وأَزْعَجَه، وكذلِك إِذا نَخَسُوا دَابَّتَه وطَرَدُوه قالَ الشّاعِرُ:
(النَّاخِسِينَ بِمَرْوَانٍ بِذِي خُشُبٍ ... والمُقْحِمِينَ بِعُثْمَانٍ علَى الدَّارِ)
أَي نَخَسُوا بِهِ مِن خَلْفْه حَتَّى سَيَّرُوه من البِلاد مَطْرُوداً. والنَّاخِسُ: ضاغِطٌ فِي إِبْطِ البَعِيرِ، قَالَه ابنُ دُرَيْدٍ. والنّاخِسُ أَيضاً: جَرَبٌ يكونُ عِنْدَ ذَنَبِه، وَهُوَ مَنْحُوسٌ، وَقد نُخِسَ نَخْساً، وإستعار ساعِدَةُ ذلِكَ للمَرْأَةِ، فَقَالَ:
(إِذا جَلَسَتْ فِي الدَّارِ حَكَّتْ عِجَانَهَا ... بِعُرْقُوبِهَا مِنْ نَاخِسٍ مُتَقَوِّبِ)
والناخِسُ: الوَعِلُ الشابُّ المُمْتليءُ شَبَاباً، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: هُوَ وَعِلٌ ثُمَّ نَاخِسٌ، إِذا نَخَسَ قَرْنَاهُ ذَنَبَه من طُولهِمَا، وَلَا سِنَّ فوقَ الناخِسِ، كالنَّخُوسِ، كصَبُورٍ، قالَ: وإِنَّمَا يكونُ ذلِكَ فِي الذُّكُورِ، وأَنْشَدَ: يَا رُبَّ شاةٍ فارِدٍ نَخُوسِ وَهُوَ مَجَازٌ. ودَائِرَةُ النّاخِسِ: هِيَ التِّي تَكُونُ تَحْتَ جاعِــرَتَيِ الفَرَسِ إِلى الفَائِلَيْنِ، كَذَا نَصُّ الصّحَاح، وَفِي التَّهْذِيب: على جَاعِــرَتَيِ الفَرَس، وتُكْرَهُ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، أَي الدّائِرَةُ، وَفِي بعض النُّسَخِ: ويُكْرَه أَي يُكْرَه ذلِك عِنْد العَرَبِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: النِّخاسُ: دَائِرتانِ يَكُونانِ فِي)
دائِرَةِ الفَخِذَيْنِ، كدائِرَةِ كَتِفِ الإِنْسَان، والدّابَّةُ مَنْخُوسَةٌ: يُتَطَيَّرُ مِنْهَا. والنَّخِيسُ كأَمِيرٍ: مَوْضِعُ البِطَانِ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ. والنَّخِيسُ: البَكَرَةُ يَتَّسَع ثُقْبُها الَّذِي يَجْرْي فِيهِ المِحْوَرُ من أَكْل المِحْوَرِ فتُثْقَبُ خُشَيْبَةٌ فِي وسَطهَا وتُلْقَمُ ذَلِك الثُّقْبَ المُتَّسَعَ، وَتلك الخَشَبَةُ نَخَاسٌ نِخَاسَةٌ، بكسرِهما كَذَا هُوَ نَصُّ الصّحاح، مَعَ تَغْيِيرٍ يسيرٍ، وَلم يَذكُرِ النِّخاسَةَ، وإِنّمَا ذَكرها اللَّيْثُ، وأَنشد الجوهريّ للراجز: دُرْنَا ودَارَتْ بَكْرَةٌ نَخِيسُ وآخِرُه: لَا ضَيْقَةُ المَجْرَى وَلَا مَرُوسُ قالَ: وسَأَلتُ أَعرابياً مِن بَنِي تَمِيمٍ، بنَجْدٍ، وَهُوَ يَسْتَقِي وبَكَرَتُه نَخِيسٌ، فوضَعْتُ إِصْبَعي على النِّخَاسِ فقُلْتُ: مَا هذَا وأَرَدْتُ أَنْ أَتَعَرَّفَ مِنْهُ الخاءَ والحَاءَ، فَقَالَ: نِخَاسٌ. بالمُعْجَمة، فقُلْتُ: أَلَيْس قَالَ الشاعِر: وَبكْرَةٍ نَحَاسُهَا نُحَاسُ فَقَالَ: مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبائِنا الأَوَّلِين َ وَقد نَخَسَ البَكَرَةَ، كجَعَلَ وضَرَبَ، وعَلى الأَوّلِ إقْتصَر الجَوْهَرِيُّ يَنْخِسُهَا ويَنْخَسُهَا نَخْساً، فَهِيَ مَنْخُوسَةٌ ونَخِيسٌ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: إِذا إتَّسَعَتِ البَكَرَةُ وإتَّسَع خَرْقُهَا عَنْهَا، قيل: أَخَقَّتْ إِخْقاقاً فإنْخِسُوهَا نَخْساً، وَهُوَ أَنْ يُسَدَّ مَا إتَّسَع مِنْهَا بخَشَبةٍ أَو حَجَرٍ غيرِه. والنَّخِيسَةُ: لَبَنُ العَنْزِ والنَّعْجَةِ يُخْلَطُ بَيْنَهُمَا، عَن أَبِي زَيْدِ، حكاهُ عَنهُ يَعْقُوبُ، هَكَذَا فِي الصّحَاحِ. وقالَ غيرُه: لَبَنُ المَعْزِ والضَّأْنِ يُخْلَطُ بيْنَهما، وَهُوَ أَيْضاً لَبَنُ النّاقَةِ يُخْلَطُ بلَبَنِ الشّاةِ، وَفِي الحَدِيثِ إِذا صُبَّ لَبَنُ الضَأْنِ على لَبَنِ الماعِزِ فَهُوَ النَّخِيسَةُ، وكذَا الحُلْوُ والحامِضُ إِذا خُلِطَ بَيْنَهُما فَهُوَ النَّخِيسَةُ، قالَهُ أَبو عَمْروٍ. ونُخِسَ لَحْمُه، كعُنِيَ: قَالَ: قَلَّ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.
قلْت: وَفِي الصّحاح فِي ب ح س: وَيُقَال: نَخَّسَ المُخُّ تَنْخِيساً: بمَعْنَى بَخَّسَ، أَي نَقَصَ وَلم يَبْقَ إِلاّ فِي السُّلامَي والعَيْنِ، يُرْوَى بالباءِ والنُّونِ ومثلُه بخَطِّ أَبي سَهْل. وَمن المجازِ: يُقَال هُو ابْنُ نِخْسَةٍ بالكَسْرِ، أَي ابنُ زِنْتَيَة وَفِي التَّكْمِلَة مضبوطٌ بالفَتْح، قَالَ الشَّمَّاخُ:
(أَنَا الجِحَاشيُّ شَمَّاخٌ ولَيْس أَبي ... بنِخْسةٍ لدَعِيٍّ غَيْرِ مَوْجُودِ)
ومِن المَجاز: الغُدْرَانُ تَنَاخَسُ، أَي يَصُبُّ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ، قالَه أَبو سَعِيدٍ: كَأَنَّ الوَاحِدَ يَنْخَسُ الآخَرَ ويَدْفَعُه، وَمِنْه الحَدِيثُ: أَنَّ قادِماً قَدِمَ فسَأَلَهُ عَن خِصْب البِلادِ، فحَدَّثه أَنَّ سَحَابَةً وَقَعَتْ)
فاخْضَرَّ لهَا الأَرْضُ، وفيهَا غُدُرٌ تَنَاخَسُ، وأَصْلُ النَّخْسِ: الدَّفْعُ والحَرَكَةُ، ونَصُّ الأَزْهَريّ: كتَنَاخُسِ الغَنَمِ إِذا أَصَابَهَا البَرْدُ، فاسْتَدْفأَ بَعْضُها ببَعْضٍ. ومِثْلُه للصّاغَانِيّ، وَزَاد الزَّمَخْشَرِيُّ: كقولِهم: الأَمْواجُ تَنَاطَحُ. وَفِي العُبابِ: والتَّرْكيبُ يَدُلُّ على تَرْكِ شَيْءِ، وَقد شَذَّتِ النَّخِيسَةُ عَن هَذَا التَّرْكيب. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: نَخَسَ الدّابَّةِ، مِن حَدِّ ضَرَبَ، عَن اللِّحْيَانِيِّ. وفَرَسٌ مَنْخُوسٌ: بِهِ دائِرَةُ النَّاخِسِ. ونِخَاسَاً البَيْتِ: عَمُودَاهُ، وهُمَا فِي الرُّوَاقِ من جَانِبَيِ الأَعْمِدَة، والجَمْع: نَخُسٌ. والنَّخِيسَةُ: الزُّبْدَةُ. وأَنْخَسَ بِهِ: أَبْعَدَه، وَهُوَ مَجَازٌ. وتَكلَّم فنَخَسُوا بِهِ، مَجَازٌ أَيضاً. والنَّخَّاسُ، كشَدَّادٍ: عَلَمُ جَمَاعَةٍ من المُحَدِّثِينَ، أَوْرَدَهُم الحافِظ فِي التّبْصِيرِ. ونُوخَسُ، بضَمّ فسُكُون: قَريَةٌ من رُسْتَاقِ بُخَارَا.

غمر

(غمر) المَاء غمارة وغمورة كثر حَتَّى ستر مقره وَالرجل لم يجرب الْأُمُور فَهُوَ غمر
(غ م ر) : (الْغَمَر) بِفَتْحَتَيْنِ رِيحُ اللَّحْمُ وَسَهَكهُ (وَمِنْهُ) مَنْدِيلُ الْغَمَرِ (وَالْغِمْرُ) الْحِقْدُ.
(غمر) الرجل ألْقى بِنَفسِهِ فِي الشدائد فَهُوَ مغمر وَالْمَرْأَة وَجههَا بالغمرة طلته بهَا ليصفو لَونه
غ م ر: (الْغَمْرُ) بِوَزْنِ الْجَمْرِ الْكَثِيرُ وَقَدْ (غَمَرَهُ) الْمَاءُ أَيْ عَلَاهُ وَبَابُهُ نَصَرَ. وَ (الْغَمْرَةُ) بِوَزْنِ الْجَمْرَةِ الشِّدَّةُ وَالْجَمْعُ (غُمَرٌ) بِفَتْحِ الْمِيمِ كَنَوْبَةٍ وَنُوَبٍ. وَ (غَمَرَاتُ) الْمَوْتِ شَدَائِدُهُ. وَرَجُلٌ (غُمْرٌ) بِسُكُونِ الْمِيمِ وَضَمِّهَا أَيْ لَمْ يُجَرِّبِ الْأُمُورَ وَبَابُهُ ظَرُفَ وَالْأُنْثَى (غُمْرَةٌ) بِوَزْنِ عُمْرَةٍ. وَ (الْغُمْرَةُ) أَيْضًا طِلَاءٌ يُتَّخَذُ مِنَ الْوَرْسِ. وَقَدْ (غَمَّرَتِ) الْمَرْأَةُ وَجْهَهَا (تَغْمِيرًا) أَيْ طَلَتْ وَجْهَهَا لِيَصْفُوَ لَوْنُهَا وَ (تَغَمَّرَتْ) مِثْلُهُ. وَ (الْغَامِرُ) مِنَ الْأَرْضِ ضِدُّ الْعَامِرِ. وَقِيلَ: هُوَ مَا لَمْ يُزْرَعْ مِمَّا يَحْتَمِلُ الزِّرَاعَةَ. وَإِنَّمَا قِيلَ لَهُ: غَامِرٌ لِأَنَّ الْمَاءَ يَبْلُغُهُ فَيَغْمُرُهُ فَهُوَ فَاعِلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ كَسِرٍّ كَاتِمٍ وَمَاءٍ دَافِقٍ وَإِنَّمَا بُنِيَ عَلَى فَاعِلٍ لِيُقَابَلَ بِهِ الْعَامِرُ. وَمَا لَا يَبْلُغُهُ الْمَاءُ مِنْ مَوَاتِ الْأَرْضِ لَا يُقَالُ لَهُ غَامِرٌ. وَ (الِانْغِمَارُ) الِانْغِمَاسُ فِي الْمَاءِ. 
غمر
أصل الغَمْرِ: إزالة أثر الشيء، ومنه قيل للماء الكثير الذي يزيل أثر سيله، غَمْرٌ وغَامِرٌ، قال الشاعر:
والماء غَامِرُ جدّادها.
وبه شبّه الرّجل السّخيّ، والفرس الشّديد العدو، فقيل لهما: غَمْرٌ كما شبّها بالبحر، والغَمْرَةُ: معظم الماء الساترة لمقرّها، وجعل مثلا للجهالة التي تَغْمُرُ صاحبها، وإلى نحوه أشار بقوله: فَأَغْشَيْناهُمْ [يس/ 9] ، ونحو ذلك من الألفاظ قال: فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ [المؤمنون/ 54] ، الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ [الذاريات/ 11] ، وقيل للشَّدائِد:
غَمَرَاتٌ. قال تعالى: فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ [الأنعام/ 93] ، ورجل غَمْرٌ، وجمعه: أَغْمَارٌ.
والغِمْرُ: الحقد المكنون ، وجمعه غُمُورٌ والْغَمَرُ: ما يَغْمَرُ من رائحة الدّسم سائر الرّوائح، وغَمِرَتْ يده، وغَمِرَ عِرْضُهُ: دنس، ودخل في غُمَارِ الناس وخمارهم، أي: الذين يَغْمُرُونَ.
والْغُمْرَةُ: ما يطلى به من الزّعفران، وقد تَغَمَّرْتُ بالطّيب، وباعتبار الماء قيل للقدح الذي يتناول به الماء: غُمَرٌ، ومنه اشتقّ: تَغَمَّرْتُ: إذا شربت ماء قليلا، وقولهم: فلان مُغَامِرٌ: إذا رمى بنفسه في الحرب، إمّا لتوغّله وخوضه فيه كقولهم يخوض الحرب، وإمّا لتصوّر الغَمَارَةِ منه، فيكون وصفه بذلك كوصفه بالهوج ونحوه.
غمر
الغَمْرُ: الماءُ المُغَرِّقُ. وغِمَارُ البَحْرِ: جَماعَةُ الغَمْر. والسَّيِّدُ المعطاءُ. وفَرَسٌ غَمْرُ الجِرَاءِ: كثيرُ الجَرْي، والمَصْدَرُ الغَمْرُ. ورَجُلٌ غَمْرُ الخُلُقِ والرِّداءِ: أي كثيرُ المعروفِ سَخِيٌّ. والفَرَسُ الكثيرُ الجَرْي الجَوَادُ. واسْمُ مَوضِعٍ.
والغُمَرُ: قُدَيْحٌ صَغِيرٌ، والجميع الغِمْرَانُ.
والاغْتِمارُ: الاغْتِماسُ في غَمْرَةِ الحَرْبِ.
والغَمْرَةُ: مُنْهَمَكُ الباطِل. وكذلك الحَرْبُ والشِّدَّةُ.
والمُغامِر: الذي يَرْمي بنفسِه في المَهالِكِ. والغَمِيْرُ: نَباتٌ أخْضَرُ قد غَمَرَه اليَبِيْسُ. وهو من البَقْل: ما نَبَتَ في أُصُول اليَبِيْس الحَوْليِّ فَغَمَرَه. ووَجَدْتُ أرضاً بها أغْمِرَاءُ لجَمْع الغَمِيرِ، وتَغَمَّر غَنَمُها.
وغَمَرَ فلانٌ فلاناً: إذا عَلاهُ بفَضْلِه. وأغْمَرَني الحَرُّ: أي فَتَرَ فاجْتَرَأْتَ عليه.
وغمَارُ الناس: مُجْتَمَعُهم، وكذلك الغَمَار. والغُمْرُ: الذي لم يُجَرِّبِ الأمورَ، وهُمُ الأغْمارُ، ومَصدَرُه الغَمَارَةُ والغُمُوْرَةُ. والغَمَرُ: الرِّجُلُ الغُمْرُ.
ودارٌ غامِرَةٌ: خَرَابٌ. والغِمْرُ: الحِقْدُ.
والغَمَرُ: رِيْحُ اللَّحم والدَّنَسُ، غَمِرَتْ يَدُه غَمْراً. والغُمْرَةُ: طِلاءٌ يُطْلى به العَرُوسُ.
والغَمِرَةُ والنَّمِرَةُ: ثَوْبٌ أسْوَدُ تَلْبَسُه الجَواري والعِبْدَانُ.
والتِّغْمِيْرُ بالشَّيْءِ: الرَّمْيُ به والدَّفْعُ.
غ م ر : الْغِمْرُ الْحِقْدُ وَزْنًا وَمَعْنًى وَغَمِرَ صَدْرُهُ عَلَيْنَا غَمَرًا مِنْ بَابِ تَعِبَ، وَالْغِمْرُ أَيْضًا الْعَطَشُ وَرَجُلٌ غُمْرٌ لَمْ يُجَرِّبُ الْأُمُورَ وَقَوْمٌ أَغْمَارٌ مِثْلُ قُفْلِ وَأَقْفَالٍ وَالْمَرْأَةُ غُمْرَةٌ بِالْهَاءِ يُقَالُ غَمُرَ بِالضَّمِّ غَمَارَةً بِالْفَتْحِ وَبَنُو عُقَيْلٍ تَقُولُ غَمِرَ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَأَصْلُهُ الصَّبِيُّ الَّذِي لَا عَقْلَ لَهُ قَالَ أَبُو زَيْدٍ وَيُقْتَاسُ مِنْهُ لِكُلِّ مَنْ لَا خَيْرَ فِيهِ وَلَا غَنَاءَ عِنْدَهُ فِي عَقْلٍ وَلَا رَأْيٍ وَلَا عَمَلٍ وَغَمَرَهُ الْبَحْرُ غَمْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ عَلَاهُ.

وَالْغَمْرَةُ الزَّحْمَةُ وَزْنًا وَمَعْنًى وَدَخَلْتُ فِي غُمَارِ النَّاسِ بِضَمِّ الْغَيْنِ وَفَتْحِهَا أَيْ فِي زَحْمَتِهِمْ أَيْضًا.

وَالْغَامِرُ الْخَرَابُ مِنْ الْأَرْضِ وَقِيلَ مَا لَمْ يُزْرَعْ وَهُوَ يَحْتَمِلُ الزِّرَاعَةَ وَقِيلَ لَهُ غَامِرٌ لِأَنَّ الْمَاءَ يَغْمُرُهُ فَهُوَ فَاعِلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَمَا لَمْ يَبْلُغْهُ الْمَاءُ فَهُوَ قَفْرٌ وَغَمَرْتُهُ أَغْمُرُهُ مِثْلُ سَتَرْتُهُ أَسْتُرُهُ وَزْنًا وَمَعْنًى وَالْغَمْرَةُ الِانْهِمَاكُ فِي الْبَاطِلِ وَالْجَمْعُ غَمَرَاتٌ مِثْلُ سَجْدَةٍ وَسَجَدَاتٍ وَالْغَمْرَةُ الشِّدَّةُ وَمِنْهُ غَمَرَاتُ الْمَوْتِ لِشَدَائِدِهِ. 
غمر: غَمَر: بالغ في الإحسان: (عباد 1: 87 رقم 77) غمروه في السجن (ألف ليلة برسل 7: 103): لا بدّ أنها تعني حبسوه، وألقوه في السجن وفي طبعة ماكن: وضعوه.
غَمَّر (بالتشديد) = غَمَر: غَطَّى. (معجم الإدريسي ص356، 389، بوشر).
غَمَّر: غمرّه بالإحسان (بوشر).
أغْمر، إغمار= مغامرة. (معجم الإدريسي).
غَمْر: هُوَّة، هاوية. (بوشر، همبرت ص69) وفي معجم بوشر أيضاً: غُمر: هُوَّة، هاوية.
غُمْر: والجمع إغْمار: الحزمة من القشّ بقدر ما يحمل تحت الإبط. (بوشر، محيط المحيط).
غَمَرَ: مَرْهَم. ففي ابن الجوزي (ص147 و): ينبغي تعاهُدُ الشَعْر بالدُّهْن ومن أَجْوَد الغَمَر (كذا) أن يؤخذ حبُّ اليقطين الخ.
غمر: سدَر، ذهول، غشية، شدَة. ففي رياض النفوس (ص97 و): وطلب المريض بعد أن أكل أن يُغطّى فعرق عرقا عظيماً فلما كان بعد العصر افاق من غمرته ووجد الراحة.
غَمْرَة: سُكْر، نَشْوَة. (فوك).
غُمْريَّة: غَرارة، قلّة التجربة، عدم الخبرة، (معجم ابن جبير).
غمار (جمع): وردت في قطعة عربية من الشعر عند ريشارسن (صحاري 1: 114) وقد ترجمها هذا الرحالة بأكياس وجوالقات.
غمار (مفرد): انظره في مادة غماز.
غَمِير: حَشِيش رطب وكلأ جاف اختلطا عند الحصاد. (حسب ما يقوله ابن العوام (2: 523).
غَمَّر، والجمع غمّور: رزمة، حزمة قمح وغيره. قبضة حصيد. (هلو).
غَمَّار: قليل التجربة، عديم الخبرة، غَرّ (معجم بدرون). غامر: مغمور بالماء، مغطَّى بالماء. (دي ساسي طرائف 1: 228، 231).
مَغْمور: من أضناه الحزن. (البيان 1: 78، ألف ليلة 2: 309).
مَغْمور = غامر، غير آهل، ضد عامر (معجم الإدريسي) مَغْمُور: سكران، نشوان (هلو) مثل مغتمر في فصيح اللغة وهو الذي غطّى السُكّر على عقله وستره.
(غمر) - في الحَدِيث: "مَنْ بَاتَ وفي يده غَمَرٌ"
: أي وسَخ ودَسَمٌ وزُهُومَة. وقد غَمَرت يدُه غَمْرًا.
ومنه مِنْدِيل الغَمَر. والغَمَر - من اللَّحم كالوَضَر من السَّمَن والصَّمَر من السَّمَك، والقَتَم من الزيت.
- وفي الحديث: "أَعوذُ بك من مَوْتِ الغَمْر"
: أَي الغَرَق. والغَمْر: المَاءُ الكَثير.
- ومنه الحَدِيثُ: "مَثَل الصَّلواتِ الخَمْس مَثَل نَهْر غَمْرٍ"
: أي كَثِير يَغمُر مَنْ دَخَله.
- في حديث الخَنْدق: "حتى أَغْمَر بَطنَه"
: أي وَارَى التُّرابُ جِلدةَ بَطْنِه.
- وفي حديث حُجَيْر: "إنِّي لمَغْمُورٌ فيهم"
: أي ليسَ بمَشْهُور، وغَمَره القومُ؛ إذا علَوْا عليه في الشرَف.
ومنه: غُمارُ النَّاسِ؛ وهو جَمْعُهم إذا تَكاثَف، ومنه غُمرةُ الوَجْه؛ وهي ما يُطلَى به ممَّا يُلَوِّنُه - في الحَدِيث : "أَمَّا صَاحِبُكم فقد غَامَر."
: أي خاصم غيره، ودخل في غَمْرة الخُصومة؛ وهي مُعظَمُها. والمُغامِر: الذي يرمِي بنَفْسِه في الأمور .
وقيل: هو من الغِمْر ؛ وهو الحِقْد: أي حاقِدٌ غَيرَه.
قال أبو نَصْر: الغِمْرُ: حَرٌّ يَجِدُه من العَطَش.
- في حديث عَمْرِو بن حُرَيْث: "أَصابَنَا مَطَرٌ ظَهَر منه الغَمِيرُ"
قال الأَصْمَعِيّ: هو نَبْت البَقْل إذا يَبِس عن مَطَر.
وقال غَيرُه: هو نَباتٌ أَخضَر قد غَمَر ما قَبلَه من اليَبِيس، وأَكثَرُ البَابِ من الغَمْر؛ وهو السِّتْر.
غ م ر

غمّر إبله: سقاها قليلاً من الماء فتغمّرت. وفلان إذا شرب تغمر: من الغمر وهو القدح الصغير. قال:

ويروى شربه الغمر

وتقول: اكتف من العسّ بالغمر، ولا تجعل وجهك منديل الغمر. ويدي من اللحم غمرة. وفلان غمر ومغمر. غير مجرّبٍ، وهم أغمار، وفيه غمارة وغرارة. ودخلت في غمار الناس أي في زحمتهم. وفي قلبه غمر. واغتمر في الماء: اغتمس فيه.

ومن المجاز: فرس غمر، كما قيل: بحر. قال العجاج:

غمر الأجاريّ مسحاً ممعجاً

وفلان غمر البديهة. قال جرير:

طاح الفرزدق في الرّهان وغمّه ... غمر البديهة صادق المضمار يريد نفسه. وقال الطرماح

غمر البديهة بالنوا ... ل إذا غدا سبط الأنامل

أي يفاجيء بالنوال الواسع، وثوبٌ غمرٌ أي واسع، ورجل غمر الرداء. وليل غمرٌ أي شديد الظلمة. قال:

يجتبن أثناء بهيم غمر ... داجي الرواقين غداف الستر

وهو يضرب في غمرة الفتنة. وهو في سكرات الموت وغمراته. وفلان مغامر ومغمر: يرمي بنفسه في غمار الأمور. وفلان مغمور النّسب. وغمر فلاناً: علاه بفضله. ورأيته وقد غمر الجماجم بطول قوامه. وهو أغمرهم يداً أي أوسعهم فضلاً. وقال الجاحظ: الحمامة تعلم الذهاب والمجيء بترتيب وتدريج وتنزيل ولا يغمر بها بمرّةٍ واحدةٍ أي لا يخاطر بها من غمر بنفسه: رمى بها في الغمرة. وغمرت وجهها. وبلّت افبل أغارها إذا شربت شرباً قليلاً، وهو جمع: غمر، كأن لها أغماراً قد بلّتها. قال العجّاج:

حتى إذا ما بلّت الأغمار ... رياً ولما تقصع الأصرارا

غمر


غَمَرَ(n. ac. غَمْر)
a. Covered entirely, overflowed, submerged (
water ).
b. [acc. & Bi], Overwhelmed with.
c. Surpassed, excelled.
d. [ coll. ], Embraced; clasped
hugged.
e. see (غَمُرَ) (b).
غَمِرَ(n. ac. غِمْر
غَمَر)
a. ['Ala], Bore, concealed hatred, enmity against (
bosom ).
b.(n. ac. غَمَر), Was soiled, greasy (hand).
c. see (غَمُرَ) (b).
غَمُرَ(n. ac. غَمَاْرَة
غُمُوْرَة)
a. Was inexperienced, ignorant.
b. Was abundant, full, stood high (water).

غَمَّرَa. Anointed, smeared over (face).
b. [ coll. ], Deceived, beguiled.
c. Gave to drink.

غَاْمَرَa. Attacked furiously, rushed upon.
b. [Fī], Plunged into ( the fight ).

تَغَمَّرَa. see II (a)b. Drank out of a little cup; drank little.
c. [ coll. ], Was deceived
beguiled, duped.
تَغَاْمَرَ
a. [ coll. ], Embraced each other.

إِنْغَمَرَ
a. [Fī], Plunged, dived into; was immersed, dipped, plunged
into; sank in ( the water ).
إِغْتَمَرَa. see II (a)
& VII.
c. Covered, overwhelmed, submerged, drowned (
water ).
غَمْر
(pl.
غِمَاْر غُمُوْر)
a. Large body or sheet of water; water; the deep; the high
sea; the main.
b. Generous; liberal.
c. Large, ample, full, flowing (garment).
d. see 3 (a) & 4
غَمْرَة
(pl.
غَمَرَات
غُمَر
غِمَاْر)
a. Large body of water; deep water; flood; depth;
abyss.
b. Difficulty, trouble, distress, misfortune, adversity
calamity. —

غِمْرa. see 3 (a)
غُمْر
(pl.
أَغْمَاْر)
a. Inexperienced, ignorant; simpleton.
b. [ coll. ], Bosom; embrace.
c. [ coll. ], Sheaf; armful (
of wheat ).
d. see 3t (b)
غُمْرَةa. A certain cosmetic.
b. Saffron.

غَمَرa. Multitude, crowd, press, throng.

غُمَر
(pl.
غِمَاْر)
a. Cup, small bowl.

غَاْمِرa. Overflowing, inundating.
b. Much, abundant.
c. Waste, uncultivated; fallow (land).
d. Immerged.
e. [ coll. ], Embracing;
comprehensive, inclusive.
غَاْمِرَةa. fem. of
غَاْمِر
غَمَاْرa. see 4
غَمَاْرَةa. Ignorance, inexperience, rawness.
b. see 4
غُمَاْر
غُمَاْرَةa. see 4
غَمِيْرa. see 1 (a)
N. P.
غَمڤرَa. Obscure, unknown.

N. Ag.
غَمَّرَa. see N. Ag.
III
N. P.
غَمَّرَa. Saffron.

N. Ag.
غَاْمَرَa. Rash, daring, venturesome; fool-hardy.

N. Ag.
إِغْتَمَرَa. Well-watered (tree).
b. Drunken, intoxicated.

غَمَرَات المَوْت
a. The pangs, the agony of death.
[غمر] الغَمْرُ: الماء الكثير. وقد غَمَرَه الماء يَغْمُرُهُ، أي علاه. ومنه قيل للرجل: غَمَرَهُ القومُ، إذا علوْه شرفاً. والغَمْرُ: الفرس الجواد. ورجلٌ غَمْرُ الخلق وغمرُ الرداء، إذا كان سخيًّا بيِّن الغُمورَةِ، من قوم غِمارٍ وغُمورٍ. قال كثير:غمر الرداء إذا تبسَّم ضاحِكا * غلِقَتْ لضِحكته رقابُ المال - وبحرٌ غَمْرٌ، وبحارٌ غِمارٌ وغُمورٌ أيضاً. يقال: ما أشدَّ غُمورَةَ هذا النهر. والغَمْرَةُ: الشدة، والجمع غمر، مثل نوبة ونوب. قال القطامى يصف سفينة نوح عليه السلام:

وحان لتالك الغمر انحسار * وغمرات الموت: شدائده. والغُمَرُ أيضاً القدح الصغير. قال أعشى باهلة يرثي أخاه المنتشرَ بن وهبٍ الباهليّ: تكفيه حُزَّةُ فِلْذانٍ ألَمَّ بها * من الشِواءِ ويَكفي شُرْبَهُ الغُمَرُ - ومنه التَّغَمُّرُ، وهو الشراب دون الرى. والغمرة: الزحمة من الناس والماء، والجمع غِمارٌ، ودخلت في غُمارِ الناس وغمار الناس، يضم ويفتح، أي في زحمتهم وكثرتهم. ورجلٌ غُمْرٌ: لم يجرِّب الامور، بين الغمارة من قوم أغْمارٍ. والأنثى غُمْرَةٌ. وقد غَمُرَ بالضم يَغْمُرُ غَمارةً. وكذلك المُغَمَّرُ من الرجال. وغامره، أي باطشه وقاتله ولم يبال الموت. قال أبو عمرو: رجلٌ مُغامِرٌ، إذا كان يقتحم المهالك. والغُمْرَةُ: طلاءٌ يتَّخذ من الوَرْسِ. وقد غَمَّرَتِ المرأةُ وجهها تَغْميراً، أي طلت به وجهها ليصفو لونها. وتَغَمَّرتْ مثله. والغمر، بالكسر: العطش. قال العجاج:

حتى إذا ما بلت الاغمارا * والغمر بالكسر أيضاً: الحقد والغلّ. وقد غمرصدره على بالكسر يغمر غمرا وغمرا، عن يعقوب. والغمر أيضا بالتحريك: ريح اللحم والسَهَكِ. وقد غَمِرَتْ يدي من اللحم فهي غَمِرَة، أي زَهِمَةٌ، كما تقول من السمك : سَهِكَةٌ. ومنه منديل الغَمَرِ. والغامِرُ من الأرض: خلاف العامِرِ. وقال بعضهم: الغامِرُ من الأرض: ما لم يُزرع ممَّا يحتمل الزراعة. وإنَّما قيل له غامِرٌ لان الماء يبلغه فيغمره. وهو فاعل بمعنى مفعول، كقولهم: سر كاتم وماء دافق وإنما بنى على فاعل ليقابل به العامر. وما لا يبلغه الماء من موات الارض لا يقال له غامر. والغمير: نبات أخضر قد غَمَرَهَ اليَبيس. قال زهير يصف وحشا: ثلاث كأقوس السراء وناشِطٌ * قد اخْضَرَّ من لَسِّ الغمير جحافله - والانغمار: الانغماس في الماء.
[غمر] فيه: مثل الصلوات الخمس كمثل نهر "غمر"، هو بفتح فساكن: الكثير، أي يغمر من دخله ويغطيه. ومنه: أعوذ بك من موت "الغمر"، أي الغرق. وح: جعل عمر على كل جريب عامر أو "غامر" درهمًا وقفيزًا، الغامر ما لم يزرع مما يحتمل الزراعة لأن الماء يغمره، وهو والعامر بمعنى مفعول، وإنما فعله لئلا يقصروا في المزارعة. وفي ح القيامة: فيقذفهم في "غمرات" جهنم، أي مواضع كثيرة النار. ومنه ح أبي طالب: وجدته في "غمرات" من النار، جمع غمرة. ن: هو بفتحتين جمع غمرة- بسكون ميم: المغطى من الشيء. وح: "لا يغمر" أصابعه، أي لا يغطيها. ش: من باب نصر. نه: ومنه ح معاوية: ولا خضت برجل "غمرة" إلا قطعتها عرضًا، الغمرة الماء الكثير فضربه مثلًا لقوة رأيه عند الشدائد، فإن من خاض الماء فقطعه عرضًا ليس كمن ضعف واتبع جرية حتى يخرج بعيدًا من موضع دخل فيه. ومنه ح: صفته: إذا جامع القوم "غمرهم"، أي كان فوق كل من معه. وح أويس: أكون في "غمار" الناس، أي جمعهم المتكاثف. وح: إني "لمغمور" فيهم، أي لست بمشهور كأنهم غمروه. وح الخندق: "أغمر" بطنه، أي وارى التراب جلده وستر. وح مرضه: اشتد به حتى "غمر" عليه، أي أغمى عليه، كأنه غطى على عقله وستر. وفي ح الصديق: أما صاحبكم فقد "غامر"، أي خاصم غيره. أي دخل في غمرة الخصومة أي معظمها، والمغامر الذي رمى بنفسه في الأمور المهلكة، وقيل: من الغمر- بالكسر: الحقد، أي حاقد غيره. وح: بطل "مغامر"، أي مخاصم أو محاقد. وح الشهادة: ولا ذي "غمر" على أخيه، أي حقد وضغن. ط: هو بكسر غين، أي لا يقبل شهادة عدو على عدو سواء كان أخاه من النسب أو أجنبيًا. نه: وفيه: من بات وفي يده "غمر"، هو بالتحريك الدسم والزهومة من اللحم كالوضر من السمن. ج: هو بفتح ميم. ط: فأصابه شيء، أي إيذاء من هوام وذوات السموم في النوم لرائحة الطعام في يده. نه: وفيه: لا تجعلوني "كغمر" الراكب صلوا عليّ أوله وأوسطه وآخره، هو بضم غين وفتح ميم قدح صغير، أراد أن الراكب يحمل رحلة وأزواده ويترك تعبه إلى آخر ترحاله ثم يعلقه على رحله كالعلاوة فليس عندهم بمهم، فنهاهم أن يجعلوا الصلاة عليه كالغمر الذي لا يقدم في المهام ويجعل تبعًا وحثهم على الصلاة أولًا ووسطًا وآخرًا. ومنه ح: فشكى إليه العطش فقال: أطلقوا لي "غمري"، أي ائتوني به. وفيه: قالت اليهود: لا يغرنك أن قتلت نفرًا من قريش "أغمارًا"، هو جمع غمر- بالضم: الجاهل الغر الذي لم يجرب الأمور. وح: أصابنا مطر ظهر منه "الغمير"، هو بفتح غين وكسر ميم: نبت البقل عن المطر بعد اليبس، وقيل: نبات أخضر قد غمر ما قبله من اليبس. ومنه: و"غمير" حوذان، وقيل: هو المستور بالحوذان لكثرة نباته. "غمر" - بفتح غين وسكون ميم: بئر قديمة بمكة. غ: (("غمرت" الموت)) شدائده. و"في "غمرتهم"" حيرتهم وجهلهم. و"تغمرت": شربت قليلًا. مد: "في طغمرة" من هذا" في غفلة غامرة لها. ش: "أغمر" نواله، أي أكثر عطاءه.
غمر
غمَرَ يَغمُر، غَمْرًا، فهو غامر وغَمْر، والمفعول مَغْمور (للمتعدِّي)
• غمَر الماءُ: كثُر وعَلا مَن دخلَه وغطّاه.
• غمَر الرّجُلُ: لم يجرِّب الأمورَ.
• غمَر الماءُ المكانَ: علاه وغطّاه "غمَرتِ الشَّمسُ الشَّاطئَ" ° غمره الفرحُ/ غمره الحزنُ: أحسَّ به إحساسًا قويًّا.
• غمَر أصحابَه بفضلِه: غطّاهم به، بالغ في الإحسان إليهم "غمَر فلانًا بعنايته"? غمره بلطفه: كلّمه بأنسٍ ووُدّ. 

غمُرَ يغمُر، غَمَارَةً وغُمُورَةً، فهو غُمْر
• غمُر الماءُ: غمَرَ؛ كثُر حتَّى غطّى المكانَ.
• غمُر الرّجُلُ: لم يجرِّب الأمورَ. 

انغمرَ/ انغمرَ في ينغمر، انغمارًا، فهو مُنغمِر، والمفعول مُنغمَر فيه
• انغمر الشَّيءُ: قلّت معرفة الناس به.
• انغمر في الماء: مُطاوع غمَرَ: انغمس أو غُطِّي وسُتِر "فاض النهرُ فانغمر جزءٌ من القرية تحت الماء". 

غامرَ/ غامرَ بـ يغامر، مُغامَرةً، فهو مغامِر، والمفعول مغامَرٌ به
• غامَر فلانٌ: جازف، رمى بنفسه في الشدائد أو المخاطر "غامر في الأدغال".
• غامر فلانٌ بماله: جازف به، عرَّضَه للخطر "غامر بثروته/ بنفسه/ بسمعته/ بحياته- المغامر ميَّال إلى خوض المخاطر- إذا غامرتَ في شرفٍ مرومٍ ... فلا تقنعْ بما دون النُّجومِ". 

غُمار [مفرد]
• غُمار القدم: (طب) مرض سببه غَمْرُ القدم مدّة طويلة في ماء حرارته منخفضة لكنّها فوق الصفر. 

غَمَارة [مفرد]: مصدر غمُرَ. 

غَمْر1 [مفرد]:
1 - مصدر غمَرَ.
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من غمَرَ: عميق، عكس ضَحْل ° رَجُلٌ غَمْرُ الرِّداء: كثير المعروف، سخيّ.
3 - شديد الظُّلْمة "ليلٌ غَمْر".
4 - كثيرُ العَدْو، واسعُ الجَرْي "جوادٌ غَمْر" ° غَمْر الخُلُقِ/ غَمْر الثَّوبِ: واسعُه. 

غَمْر2 [مفرد]: ج أغمار: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من غمَرَ: غِرّ، قليل الخبرة، لم يجرِّبْ الأمورَ "شابٌّ غَمْر". 

غُمْر [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من غمُرَ. 

غَمْرَة [مفرد]: ج غمَرَات وغَمْرات وغِمَار وغُمَر:
1 - شِدّة، زحمة "خاض غِمار الحروب- غمرة انتخابات- غمرةٌ ثمّ تنجلي [مثل] " ° خاض غمرات القتال: اقتحم أهوالَه- غِمار الحياة: تقلُّباتها- غَمَرات الموت: شدائده ومكارهه، سكراته.
2 - كثرة "غمرة رجال" ° غِمار النَّاس: جمعهم المزدحم.
3 - جهالة وضلالة وغفلة " {بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا} ".
4 - شدّة وسَكْرة " {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ} ".
5 - (نت) جنس نباتات مائيّة من فصيلة عرائس الماء، سوقها مدّادة. 

غُمورة [مفرد]: مصدر غمُرَ. 

مُغامرة [مفرد]: ج مُغامرات:
1 - مصدر غامرَ/ غامرَ بـ.
2 - مفاجأة مثيرة، وحدث خارق مليء بالمخاطر "قصّة مغامرات- حبّ/ روح المغامرة- حياة مليئة بالمغامرات". 

مغمور [مفرد]:
1 - اسم مفعول من غمَرَ.
2 - غير مشهور، خامل الذِّكر غير معروف "شاعر/ مطرب/ ممثِّل/ كاتب مغمور- عالِم مغمور- عاش مغمورًا- مغمور النّسب/ الأصل". 
(غ م ر)

مَاء غَمْر: كثير مغرق، وَجمعه: غِمار، وغُمور.

وَرجل غَمْر: وَاسع الْخلق كريم.

وَرجل غمر الرِّدَاء: كُثير الْمَعْرُوف، وَإِن كَانَ رِدَاؤُهُ صَغِيرا، قَالَ كثير:

غَمْر الرِّدَاء إِذْ تبسّم ضَاحِكا عَلقت لِضَحْكته رِقاُب المالِ

وَكله على الْمثل.

وغَمر الْبَحْر: معظمه، وَجمعه: غِمار، وغُمور.

وَقد غَمر المَاء غَمارةً، وغُمورة، وَكَذَلِكَ الْخلق.

وغمره المَاء يَغْمُره غَمْراً، واغتمره: غَطّاه.

وجيش يَغْتمر كلَّ شَيْء، يغطِّيه ويستغرقه، على الْمثل.

ونخل مُغتمر: يشرب فِي الغَمرة، عَن أبي حنيفَة، وانشد قَول لبيد فِي صفة النّخل:

يَشْربن رِفُهاً عِراكاً غير صادرةٍ فكلُّها كارعٌ فِي المَاء مُغْتمرُ

وفرسٌ غَمْرٌ: جواد كثير الْعَدو، قَالَ العجاج: غَمْرَ الأجارِي مِسَحًّا مِهْرجَا وغَمْرة كل شَيْء: مُنْهَمكه وشدّته، كغَمْرة الْهم وَالْمَوْت وَنَحْوهمَا.

وغَمَرات الْحَرْب، وغِمارها: شدائدها، قَالَ:

وَفَارِس فِي غِمار الموتِ منغمس إِذا تألَّى على مَكْروهه صدقا

وَجمع السَّلامَة اكثر.

وَهُوَ فِي غضمرة من لَهو وشَبِيبة وسُكْر، كُله على الْمثل.

والمُغامر، والمُغمِّر: الْملقى بِنَفسِهِ فِي الغمرات. وغَمرة النَّاس، وغَمْرُهم، وغُمارهم، وغِمارهم: جَمَاعَتهمْ ولَفيفُهم.

واغْتَمر فِي الشَّيْء: اغتْمس.

وَطَعَام مُغتمر، إِذا كَانَ بقشره.

والغَمير: شَيْء يخرج فِي البُهمى فِي أول الْمَطَر، رَطباً فِي يَابِس، وَلَا يعرف الغَمير فِي غير البُهمى.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الغمير: حب البهمى السَّاقِط من سُنبله حِين يَيْبَس.

وَقيل: الغمير: مَا كَانَ فِي الأَرْض من خُضْرَة قَلِيلا، إِمَّا ريحة وَإِمَّا نباتا.

وَقيل: الغمير: النبت ينْبت فِي اصل النبت حَتَّى يًغمره.

وَقيل: هُوَ الْأَخْضَر الَّذِي غمره اليًيبس، يذهبون إِلَى اشتقاقه، وَلَيْسَ بِقَوي.

وَالْجمع: أغمراء.

وتغمرت الْمَاشِيَة: أكلت الغمير.

وغمره: علاهُ بفضله وغطاء.

وَرجل مَغمور.

والغُمَر: قَدح صَغِير يتصافن بِهِ الْقَوْم فِي السّفر إِذا لم يكن مَعَهم من المَاء إِلَّا يسير، على حَصَاة يلقونها فِي إِنَاء، ثمَّ يُصب فِيهِ من المَاء قدر مَا يغمر الْحَصَاة، فيسقاها كل رجل مِنْهُم، قَالَ اعشى باهلة:

تكفيه حُزَّةُ فِلْذٍ إِن ألمّ بهَا من الشِّواء ويُرْوِى شُرْبَه الغُمَرُ

والتَّغَمُّر: الشّرْب بالغُمَر.

وَقيل: التغمُّر: اقلُّ الشّرْب.

وتَغمَّر الْبَعِير: لم يَرْوَ من المَاء، وَكَذَلِكَ العَيْر، وَقد غَمَّره الشُّربُ، قَالَ:

وَلست بصادرٍ عَن بَيت جاري صُدور العِير غَمَّره الوُرُودُ

وَحكى ابنُ الْأَعرَابِي: غَمَّره أصْحُناً: سقَاهُ إِيَّاهَا، فعداًه إِلَى مفعولين.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الغامرة: النّخل الَّتِي لَا تحْتَاج إِلَى السَّقْي. قَالَ: وَلم أجد هَذَا القَوْل مَعْرُوفا.

وصبيُّ غُمْرٌ، وغَمْرٌ، وغَمَرٌ، وغَمِرٌ، ومُغَمَّرٌ: لم يُجرّب الْأُمُور، وَقد غَمُر غَمارة. ويُقتاس من ذَلِك لكل من لَا غَناء عِنْده وَلَا رَأْي.

وَرجل غُمْرٌ، وغَمِر: لَا تجربة لَهُ بحرْب وَلَا أَمر، وَقد رُوى بَيت الشماخ:

لَا تَحسَبنِّي وَإِن كنتُ امْرأ غَمِراً كحية المَاء بَين الصَّخر والشِّيدِ

فَلَا ادري أهوَ إتباع أم هُوَ لُغَة؟ وهم الاغمار.

وَامْرَأَة غَمِرَة: غِرُّ.

والغُمْرة: طلاء تطلى بِهِ الْعَرُوس.

والغُمْرة، والغُمر: الزَّعْفَرَان.

وَقيل الورس.

وثوب مُغَمَّر: مصبوغ بالزعفران.

وَجَارِيَة مُغَمَّرة: مطلية.

ومُغْتمِّرة، ومغتمرة: متطلية.

والغَمَر: ريح اللَّحْم وَمَا يعلق بِالْيَدِ من دسمه.

وَقد غَمِرت يَده غَمَراً، فَهِيَ غَمِرة.

والغِمْر، والغَمْر: الحقد، وَالْجمع: غُمور.

وَقد غَمِر صَدره غِمْراً وغَمَراً.

والغامر من الأَرْض والدُّور: خلاف العامر.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الغامر، من الأَرْض كلهَا: مَا لم يسْتَخْرج حَتَّى يصلح للزَّرْع وَالْغَرْس.

والغَمْر، وَذَات الغَمْر، وَذُو الغَمْر: مَوَاضِع، وَكَذَلِكَ: الغُمَيْر، قَالَ:

هَجرتُك أَيَّامًا بِذِي الغَمر إِنَّنِي على هَجر أَيَّام بِذِي الْغمر نادمُ

وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: كأثل من الْأَعْرَاض من دون بِيشة ودُون الغُمير عامدات لغَضْوَرَا

وغَمْرٍ، وغُمَير، وغامِر، أَسمَاء.

وغَمرة: موضعٌ بطرِيق مكَّة.

غمر

1 غَمُرَ, as in some lexicons, or غَمَرَ, aor. ـُ accord. to all the copies of the K [consulted by SM], (TA,) or غَمِرَ, [aor. ـَ (as in the CK and my MS. copy of the K,) inf. n. غَمَارَةٌ and غُمُورَةٌ, [agreeably with analogy if غَمُرَ be the form of the verb, which is therefore most probably correct,] (K,) It (water) was, or became, much in quantity, abundant, copious, [or deep,] (K, B, TA,) so that it concealed its bottom. (B, TA.) You say مَا أَشَدَّ غُمُورَةَ هٰذَا النَّهْرِ How great is the abundance of the water of this river ! (S.) b2: [And (tropical:) He abounded in beneficence.] You say رَجُلٌ بَيِّنُ الغُمُورَةِ (tropical:) A man bearing evidence of abounding in beneficence. (S, K.) A2: غَمَرَهُ, (S, Msb, K,) aor. ـُ (S, Msb,) inf. n. غَمْرٌ, (Msb, K,) It (water, S, K, or the sea, Msb) [overflowed,] came over, or rose above, (S, Msb,) or covered, (K,) and concealed, (TA,) him, or it; (S, Msb, K;) as also ↓ اغتمرهُ: (K:) and he (a man) veiled, concealed, hid, or covered, him, or it. (Msb.) b2: Hence, غَمَرَهُ القَوْمُ (assumed tropical:) The people rose above him, or surpassed him, in eminence, (S, TA,) and in excel-lence. (TA.) b3: And رَأَيْتُهُ قَدْ غَمَرَ الجَمَاجِمَ بِطُولِ قَوَامِهِ (assumed tropical:) [I saw him to have overtopped the heads of others by the tallness of his stature]. (TA.) A3: غَمِرَ صَدْرُهُ عَلَىَّ, aor. ـَ (S, Msb, K, *) inf. n. غَمَرٌ (Yaakoob, S, Msb) and غِمْرٌ, (Yaakoob, S,) [or the latter is a simple subst.,] His bosom bore con-cealed enmity and violent hatred, or rancour, malevolence, malice, or spite, against me. (S, Msb, K.) A4: غَمِرَتْ يَدُهُ, (S, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. غَمَرٌ, (TA,) His hand was, or became, foul with the smell of flesh-meat, (S, K,) and with the grease thereof adhering to it. (K.) A5: غَمُرَ, aor. ـُ (S, Msb,) inf. n. غَمَارَةٌ, (S, [in my copy of the Msb written غَمَار, probably by a mistake of the copyist,]) He was inexperienced in affairs: (S, Msb:) Benoo-'Okeyl say غَمِرَ, aor. ـَ (Msb.) You say فِيهِ غَمَارَةٌ and غَرَارَةٌ [In him is a want of experience in affairs]. (TA.) 2 غمّرت وَجْهَهَا, inf. n. تَغْمِيرٌ, She (a woman) smeared her face with غُمْرَة [q. v.]; (S;) as also بِالغُمْرَةِ ↓ اغتمرت, (K,) and ↓ تغمّرت. (S, K.) A2: غُمِّرَ, inf. n. تَغْمِيرٌ, He (a man) was deemed ignorant. (TA.) A3: غمّر فَرَسَهُ, inf. n. as above, He gave his horse water to drink in a cup, (K,) in the small cup called غُمَر, (TA,) because of the scarcity of water. (K.) IAar mentions the phrase غمّرهُ أَصْحُنًا He gave him to drink some bowls of water: making the verb doubly transitive. (TA.) 3 غامر فِى القِتَالِ and غامس فِيهِ signify the same [i. e. (assumed tropical:) He plunged, or threw himself, into the midst of fight, or conflict]. (TA in art. غمس.) [See also مُغَامِرٌ.] b2: And غامرهُ (assumed tropical:) He engaged with him in fight, or conflict, not caring for death. (S, O.) b3: And غامر signifies also (assumed tropical:) He contended in an altercation, or a dispute. (O.) 5 تغمّرت: see 2.

A2: تغمّر He drank from a small cup such as is called غُمَر: (K:) he drank a small quantity of water: (TA:) he drank less than would satisfy his thirst: (S:) he drank the smallest draught, less than would satisfy his thirst: (TA:) he did not satisfy his thirst with water; (K, * TA;) said of a camel, (K,) and of an ass. (TA.) A3: And تغمّرت المَاشِيَةُ The cattle ate what is termed غَمِير [q. v.]. (K.) 7 انغمر He immerged, dipped, or plunged, himself, or he became immerged, dipped, or plunged, (S, K,) in water, (S, TA,) and in a thing; (TA;) as also ↓ اغتمر. (K.) 8 إِغْتَمَرَ see 1: A2: and 7: A3: and 2.

غَمْرٌ Much, abundant, copious, [or deep,] water; (S, K;) as also ↓ غَمِيرٌ: (K:) or much, abundant, copious, [or deep,] water, that drowns, or submerges: (ISd, TA:) or that covers over him who enters into it: (IAth, TA:) [also used as an epithet in which the quality of a subst. predominates, meaning much, abundant, copious, or deep, water;] and ↓ غَمْرَةٌ signifies the same as غَمْرٌ [when thus used; or a submerging deep, a deep place, or an abyss, of water]: (TA:) pl. غِمَارٌ and غُمُورٌ. (S, K.) You say بَحْرٌ غَمْرٌ An abundant sea: and [in the pl.] بِحَارٌ غِمَارٌ, and غُمُورٌ. (S.) And of a thing that has become much, you say, هٰذَا كَثِيرٌ

↓ غَمِيرٌ This is much. (Az.) [See also الغَمَرِ.] b2: The main of the sea: (K:) pl. as above. (TA.) A2: (tropical:) Liberal in disposition: (K, * TA:) pl. as above: (TA:) and in like manner, غَمْرُ الخُلُقِ: (TA:) or this last, and غَمْرُ البَدِيهَةِ, signify (tropical:) abounding in beneficence: pl. as above: (S, K: [see also رِدَآءٌ:]) and غَمْرُ البَدِيهَةِ (tropical:) a man who takes by surprise with large bounty. (TA.) b2: (tropical:) A horse fleet, or swift, or excellent, in running. (S, * K, * TA.) b3: (tropical:) A garment ample, or full. (K, * TA.) A3: (assumed tropical:) A mixed crowd of men, (K,) and their thronging, pressing, or pushing, and multitude; (TA;) as also ↓ غَمَرٌ and ↓ غَمْرَةٌ and ↓ غُمَارٌ and ↓ غَمَارٌ: (K: [in the TA, instead of the last two words, I find غُمَارَةٌ and غَمَارَةٌ, as from the K, and غُمَارٌ and غَمَارٌ are afterwards there added: but most probably these only (without ة) are correct:]) and ↓ غَمْرَةٌ and ↓ غُمَارٌ and ↓ غَمَارٌ signify a crowding, or pressing, of men, (S, Msb,) and of water: (S:) the pl. of ↓ غَمْرَةٌ is غِمَارٌ. (S.) You say النَّاسِ ↓ دَخَلْتُ فِى غُمَارِ, and ↓ غَمَارِهِمْ, (S, Msb, TA,) and ↓ غَمَرِهِمْ, (TA,) (assumed tropical:) I entered among the crowding, or pressing, of the people, (S, Msb, TA,) and their multitude: (S, TA;) as also فى خَمَرِهِمْ [and خُمَارِهِمْ &c.] (TA.) And ↓ أَكُونُ فِى غُمَارِ النَّاسِ, meaning I shall be among the dense congregation of the people, occurs in a trad. (TA.) A4: See also غُمْرٌ.

A5: لَيْلٌ غَمْرٌ means Intensely dark night. (TA.) غُمْرٌ (S, Msb, K) and ↓ غُمُرٌ (S, ISd) and ↓ غَمْرٌ and ↓ غِمْرٌ, accord. to the K, but this last is unknown, (TA,) and ↓ غَمَرٌ (K) and ↓ غَمِرٌ, (TA,) originally, A boy devoid of intelligence: and hence, (Msb,) a man (S, Msb) inexperienced in affairs: (S, Msb, K:) ignorant: (TA:) inexperienced in war and in counsel; not rendered firm, or sound, in judgment, by experience: (L:) one in whom is no profit nor judgment: (ISd, TA:) one in whom is no good nor profit with respect to intelligence or judgment or work: (Az, Msb:) and ↓ مُغَمَّرٌ signifies the same as غُمْرٌ; (S, TA;) or deemed ignorant: (TA:) the fem. of غُمْرٌ is with ة; (S, Msb;) and so is that of ↓ غَمِرٌ: (TA:) and the pl. of غُمْرٌ is أَغْمَارٌ; (S, Msb, TA;) and this may also be pl. of ↓ غَمَرٌ, like as أَسْبَابٌ is pl. of سَبَبٌ. (TA.) A2: See also غُمْرَةٌ.

غِمْرٌ Concealed enmity and violent hatred, or rancour, malevolence, malice, or spite. (S, Msb, K.) [See also غَمِرَ.] b2: And (assumed tropical:) Thirst: (S, Msb:) pl. أَغْمَارٌ. (S.) El-'Ajjáj says, حَتَّى إِذَا مَابَلَّتِ الأَغْمَارَا (tropical:) [Until, when they damped their thirst]. (S.) بَلَّتِ الإِبِلُ أَغْمَارَهَا means (tropical:) The camels drank a little. (TA.) A2: See also غُمْرٌ.

غَمَرٌ A drowning; being drowned: so in the phrase مَوْتُ الغَمَرِ Death by drowning. (TA.) A2: See also غَمْرٌ.

A3: The foul smell of flesh-meat, (S, Mgh, K,) and its grease adhering to the hand: (K:) and the smell of fish. (S.) Hence, مِنْدِيلُ الغَمَرِ (S, Mgh) The napkin, or rough napkin, with which the hand is cleansed therefrom. (L, TA.) A4: See also غُمْرٌ, in two places.

غَمِرٌ [part. n. of غَمِرَ]. You say يَدٌ غَمِرَةٌ A hand foul with the smell of flesh-meat, (S, K,) and with the grease thereof adhering to it. (K.) [See also سَهِكٌ.]

A2: See also غُمْرٌ, in two places.

A3: غَمِرَةٌ as an epithet applied to a she-camel, see voce غَبِرٌ.

غُمَرٌ A small drinking-cup or bowl, (S, K,) with which people divided the water among themselves in a journey when they had little of it; and this they [sometimes] did by putting a pebble into a vessel, and then pouring into it as much water as would cover the pebble, and giving it to each man among them: (TA:) or the smallest of drinking-cups or bowls: (K:) [see قَعْبٌ; and تِبْنٌ:] accord. to ISh, it contains twice or thrice the quantity of the measure called كِيلَجَة: [but this seems to be a large غمر, used for watering a horse; and the words which here immediately follow are app. not added by ISh, but relate to the غمر used by a man for himself or for another man:] the قَعْب is larger than it, and satisfies the thirst of a man: the pl. is أَغْمَارٌ. (TA.) El-Aashà of Báhileh says, in an elegy on his brother ElMunteshir Ibn-Wahb, تَكْفِيهِ حُزَّةُ فِلْذٍ إِنْ أَلْمَّ بِهَا مِنَ الشِّوَآءِ وَيُرْوِى شُرْبَهُ الغُمَرُ [A slice of camel's liver, roasted, if he lighted upon it, used to suffice him; and the غُمَر used to satisfy his thirst]. (S, TA.) And Mohammad is related, in a trad., to have said, لَا تَجْعَلُونِى كَغُمَرِ الرَّاكِبِ صَلُّوا عَلَى أَوَّلَ الدُّعَآءِ وَأَوْسَطَهُ وَآخِرَهُ Make ye me not like the غُمَر of the rider: salute me in the beginning of prayer and in the middle thereof and in the end thereof: meaning that they should not make the salutation of him to be a thing of no great importance, and to be postponed: for the rider puts on his camel his saddle and his travel-ling-provisions, and last of all hangs upon his saddle his drinking-cup. (IAth, TA.) غُمُرٌ: see غُمْرٌ.

غَمْرَةٌ Water that rises above the stature of a man. (Bd in xxiii. 56.) See also غَمْرٌ, first sentence. b2: Hence, (Bd,) فَذَرْهُمْ فِى غَمْرَتِهِمْ, in the Kur xxiii. 56, (tropical:) Therefore leave thou them in [the submerging gulf, or flood, of] their ignorance; (Fr, Bd;) or in their error: (Jel:) or in their error and obstinacy and perplexity: (Zj, in explanation of another reading, فى غَمَرَاتِهِمْ:) and in like manner, فِى غَمْرَةٌ, in the same chap., verse 65, signifies in overwhelming heedlessness: (Bd:) or in ignorance: (Jel:) and in the Kur li. 11, in overwhelming ignorance: (Bd, Jel:) or غَمْرَةٌ signifies [here] a state of obstinate perseverance in vain or false affairs: (Lth, Msb, TA:) and غَمَرَاتٌ is the pl. (Msb.) You say هُوَ فِى غَمْرَةٍ

مِنْ لَهْوٍ, and شَبِيبَةٍ, and سُكْرٍ, (tropical:) [He is in a submerging gulf, or flood, of frivolous diversion, and of youthful folly, and of intoxication]. (TA.) And غَمَرَاتُ جَهَنَّمَ signifies [The fiery depths of Hell; or] the places, of Hell, that abound with fire. (TA.) b3: [Hence] غَمْرَةُ الخُصُومَةِ (assumed tropical:) The main part of the contention. (TA.) [And غَمْرَةُ الحَرْبِ (assumed tropical:) The main part, i. e. the thick, or thickest, of the fight or battle. (See also غَمَرَاتُ الحَرْبِ in what follows.)] b4: Hence likewise, غَمْرَةٌ signifies also (tropical:) Difficulty, trouble, distress, or rigour, (S, Msb, K,) and pressure, of a thing: (K:) pl. غَمَرَاتٌ (S, Msb, K) and غِمَارٌ (K) and غُمَرٌ. (S.) Hence, (Msb,) غَمَرَاتُ المَوْتِ (tropical:) The rigours, or pangs, (شَدَائِدُ,) of death: (S, Msb:) or غَمْرَةُ المَوْتِ signifies the agony, i. e. the vehemence of the troubles or disquietudes, of death: (TA:) and غَمَرَاتُ الحَرْبِ, and غِمَارُهَا, (assumed tropical:) the rigours of war. (TA.) b5: See also غَمْرٌ again, latter half, in three places.

غُمْرَةٌ A kind of liniment, made from [the plant called] وَرْس, (S, TA,) used by a bride, for her person: (TA:) or [the plant] ورس [itself]: (TA:) or saffron; as also ↓ غُمْرٌ: (K:) or كُرْكُمٌ [which also means saffron and bastard saffron]: or gypsum; syn. جِصٌّ: or, accord. to Aboo-Sa'eed, a mixture of dates and milk, with which the face of a woman is smeared, to render her skin fine: and the pl. is غُمَرٌ. (TA.) [See also خُمْرَةٌ.]

غمرة, [thus in the TA, app. غُمَرَةٌ, of the class of صُرَعَةٌ &c.,] as an epithet applied to a man, Valid in judgment or opinion, in cases of difficulty. (TA.) غَمَارٌ: see غَمْرٌ, latter half, in three places.

غُمَارٌ: see غَمْرٌ, latter half, in four places.

غَمِيرٌ: see غَمْرٌ, in two places.

A2: Also A certain plant: (K:) or green herbage that is overtopped, or covered, and concealed, by what is dried up: (S, K: *) or herbage growing in the lower part, or at the root, of [other] herbage, (K, * TA,) so that the first [in growth] overtops, or covers, and conceals, it: (TA:) or any verdure that is little in quantity, (L, K, TA,) either ريحة [i. e.

رَيِّحَة, meaning what becomes green after the upper parts have dried,] or نبات [app. meaning herbage in general]: (L, TA:) or the grain of the [species of barley-grass called] بُهْمَى, (K, TA,) that falls from the ears thereof when it dries; so says AHn: or somewhat that comes forth in the بُهْمَى

in the first of the rain, succulent, or sappy, amid such as is dry; and غَمِير is not known in anything but the بُهْمَى: (TA:) the pl. is أَغْمِرَآءُ. (K.) ↓ غَمِيرَةٌ [is app. its n. un., but] is said by AO to mean Dry [trefoil, or clover, of the species called]

رَطْبَة and قَتّ, with which horses are foddered when they are prepared, by being reduced to scanty food, for racing or for a military expedition. (TA.) غَمِيرَةٌ: see what next precedes.

غَامِرٌ Much, or abundant: applied in this sense to property. (Ham p. 593.) [See also غَمْرٌ.]

A2: [In a state of immersion; immerged. (See أَتَانٌ; and see also a verse cited voce أَنْ, p. 106, first col.)] b2: And [hence, perhaps,] غَامِرَةٌ signifies Palm-trees (نَخْلٌ) not requiring irrigation: (AHn, K:) but Az did not find this to be known. (TA.) [See also مُغْتَمِرٌ.] b3: Applied to land, (S, Msb, TA,) and to a house, (TA,) [but written with ة when أَرْضٌ is mentioned, or دَارٌ,] it signifies the Contr. of عَامِرٌ; (S, TA;) and thus, (TA,) waste; desolate; in a state the contrary of flourishing; in a state of ruin; syn. خَرَابٌ: (Msb, K, TA:) [land to which this term is applied is thus called] because overflowed by water, so that it cannot be sown; or because it is covered with sand or dust; or because water generally exudes from it, so that it produces only reeds and the بَرْدِىّ [i. e. papyrus or other rushes]: by غَامِرٌ is meant ذُو غَمْرٍ; like as one says هَمٌّ نَاصِبٌ, meaning ذُو نَصَبٍ: (TA:) or any land that is not tilled (لَمْ يُسْتَخْرَجْ) so as to be fit for sowing (K, TA) and planting: (TA:) or land that is unsown, but capable of being sown: so called because the water reaches it and comes over it: of the measure فَاعِلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ; (S, Msb;) like the epithets in سِرٌّ كَاتِمٌ and مَآءٌ دَافِقٌ; and made of the measure فال only to correspond to عَامِرٌ as its opposite: (S, TA:) waste land which water does not reach is not called غَامِرٌ; (S;) but such is called قَفْرٌ. (Msb.) It is said in a trad., [which shows that the last two explanations given above are correct,] that 'Omar imposed a tax of a دِرْهَم and a قَفِيز upon every جَرِيب [of land], both عَامِر and غَامِر: and this he did in order that the people might not be remiss in sowing. (Az, TA.) أَغْمَرُ [More, or most, abundant, copious, or deep: applied to water. b2: ] More, or most surpassing, or excelling: so in the saying, هُوَ أَغْمَرُهُمْ بِطُولِ قَوَامِهِ He is the most surpassing of them by the tallness of his stature. (TA.) مُغَمَّرٌ A garment, or piece of cloth, dyed with [غُمْرَة, or] saffron. (M, TA.) b2: مُغْمَّرَةٌ and ↓ مُتَغَمِّرَةٌ and ↓ مُغْتَمِرَةٌ A girl having her face smeared with غُمْرَة. (TA.) A2: See also غُمْرٌ.

مُغَمِّرٌ: see مُغَامِرٌ.

مَغْموُرٌ [Overflowed, or covered, and concealed, by water, &c. b2: ] Rained upon. (TA.) b3: (assumed tropical:) Overcome, subdued, or oppressed. (TA.) b4: (assumed tropical:) An obscure man; of no reputation: (K, TA:) as though others surpassed him. (TA.) You say also, فُلَانٌ مغْمُورُ النَّٰسَبِ (assumed tropical:) Such a one is of obscure race. (TA.) مُغَامِرٌ (assumed tropical:) One who plunges, or rushes without consideration, into places of peril: (S:) one who throws himself into difficulties, troubles, or distresses; as also ↓ مُغَمِّرٌ: (K:) or one who enters into difficulties, troubles, or distresses, and makes another, or others, to do so; like مُغَامِسٌ. (Ham p. 338.) Applied to a courageous man as meaning (assumed tropical:) One who incurs the rigours, or pangs, of death. (TA.) And (assumed tropical:) One who contends in an altercation, or a dispute: or who enters into the main part [or the thick or thickest] of an altercation or a dispute: and some say that it is from الغِمْرُ, and means regarding, and regarded, with rancour, malevolence, malice, or spite. (TA.) مُغْتَمِرٌ Palm-trees (نَخْلٌ) imbibing water from a copious source. (AHn, K.) [See also غَامِرَةٌ, voce غَامِرٌ.] b2: And (assumed tropical:) A drunken man: (Sgh, K, TA:) as though intoxication had drowned his reason. (TA.) A2: See also مُغَمَّرٌ.

مُتَغَمِّرَةٌ: see مُغَمَّرٌ.

غمر: الغَمْرُ: الماء الكثير. ابن سيده وغيره: ماء غَمْر كثيرٌ

مُغَرِّقٌ بيّن الغُمورةِ، وجمعه غِمار وغُمور. وفي الحديث: مَثَلُ الصلوات

الخَمْسِ كمَثَلِ نهْرٍ غَمْر؛ الغَمْرُ، بفتح الغين وسكون الميم: الكثيرُ،

أَي يَغْمُر مَنْ دخله ويُغطِّيه. وفي الحديث: أَعوذ بك من مَوْتِ الغَمْر

أَي الغرَق. ورجل غَمْرُ الرِّداء وغَمْرُ الخُلُقِ أَي واسع الخلُق كثير

المعروف سخيّ، وإِن كان رداؤه صغيراً، وهو بيّن الغُمورة من قوم غِمارٍ

وغُمورٍ؛ قال كثيِّر:

غَمْر الرِّداء، إِذا تبَسَّمَ ضاحِكاً

غَلِقَتْ لِضَحْكَتِه رِقابُ المالِ

وكله على المثل، وبَحْر غَمْر. يقال: ما أَشدّ غُمورةَ هذا النهر وبحار

غِمارٌ وغُمورٌ. وغَمْرُ البحر: معظمه، وجمعه غِمارٌ وغُمورٌ؛ وقد

غَمُرَ الماءُ

(* قوله« وقد غمر الماء» ضبط في الأصل بضم الميم وعبارة القاموس

وشرحه «وغمر الماء» يغمر من حد نصر كما في سائر النسخ ووجد في بعض أمهات

اللغة مضبوطاً بضم الميم) .غَمارةً وغُمورةً، وكذلك الخلُق.

وغَمَره الماء يَغْمُرُه غَمْراً واغْتَمَره: عَلاه وغَطّاه؛ ومنه قيل

للرجل: غَمَرَه القومُ يَغْمُرونه إِذا عَلَوْه شرفاً. وجيش يَغْتَمرُ

كلَّ شيء: يُغطِّيه ويستغرقه، على المثل. والمَغْمورُ من الرجال: الذي ليس

بمشهور. ونخل مُغْتَمِر: يشرب في الغَمْرة؛ عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد قول

لبيد في صفة نخل:

يَشْرَبْنَ رِفْهاً عِراكاً غيرَ صادِرةٍ

فكلُّها كارِعٌ، في الماء، مُغْتَمِرُ

وفي حديث معاوية: ولا خُضْتُ برجل غَمْرةً إِلاَّ قَطَعْتُها عَرْضاً؛

الغَمْرة: الماء الكثير؛ فضربه مثلا لقوّة رأْيه عند الشدائد، فإِن من

خاضَ الماءَ فقطَعَه عرضاً ليس كمن ضَعُفَ واتَّبَع الجِرْيةَ حتى يخرج

بعيداً من الموضع الذي دخل فيه. أَبو زيد: يقال للشيء إِذا كثر: هذا كثير

غَميرٌ.

والغَمْرُ: الفرس الجواد. وفرس غَمْرٌ: جواد كثير العَدْو واسع الجَرْي؛

قال العجاج:

غَمْرَ الأَجارِيِّ مِسَحًّا مِهْرَجا

والغَمْرةُ: الشدة. وغَمْرةُ كل شيء: مُنْهَمَكه وشدَّتُه كغَمْرةِ

الهمّ والموت ونحوهما. وغَمَراتُ الحَرْب والموت وغِمارُها: شدائدها؛

قال:وفارِس في غِمارِ المَوْتِ مُنْغَمِس،

إِذا تَأَلَّى على مَكْروهةٍ صَدَقا

وجمع الغَمْرة غُمَرٌ مثل نَوْبة ونُوَب؛ قال القطامي يصف سفينة نوح،

على نبينا وعليه الصلاة والسلام، ويذكر قصته مع قومه ويذكر الطوفان:

ونادى صاحبُ التَّنُّورِ نوحٌ،

وصُبَّ عليهمُ منه البَوارُ

وضَجُّوا عند جَيْئَتِه وفَرُّوا،

ولا يُنْجِي من القدَرِ الحِذارُ

وجاشَ الماءُ مُنْهَمِراً إِليهم،

كأَن غُثاءه خِرَقٌ تُسارُ

وعامَتْ، وهي قاصِدةٌ، بإِذْنٍ،

ولولا اللّه جارَ بها الجَوارُ

إِلى الجوديّ حتى صارَ حِجْراً،

وحانَ لِتَالِكَ الغُمَرِ انْحِسارُ

فهذا فيه مَوْعِظةٌ وحكْم،

ولكنِّي امرؤٌ فيَّ افْتِخارُ

الحِجْر: الممنوع الذي له حاجز، قال ابن سيده: وجمع السلامة أَكثر.

وشــجاع مُغامِرٌ: يَغْشَى غَمَراتِ الموت. وهو في غَمْرةٍ من لَهْوٍ وشَبِيبة

وسُكْرٍ، كله على المثل. وقوله تعالى: وذَرْهُم في غَمْرَتِهم حتى حِين؛

قال الفراء أَي في جهلهم. وقال الزجاج: وقرئ في غَمَراتِهم أَي في

عَمايَتِهم وحَيْرتِهم؛ وكذلك قوله تعالى: بل قلوبُهم في غَمْرة مِنْ هذا؛

يقول: بل قلوب هؤلاء في عَمايةٍ من هذا. وقال القتيبي: أَي في غطاء وغفلة.

والغَمْرةُ: حَِيْرةُ الكفّار. وقال الليث: الغَمْرةُ مُنْهَمَك الباطل،

ومُرْتَكضُ الهولِ غَمْرةُ الحَرْب. ويقال: هو يضرب في غَمْرَةِ اللَّهْو

ويَتَسَكَّع في غمرة الفتنة، وغَمْرةُ الموت: شدّة همومِه؛ قال ذو

الرمة:كأَنَّني ضاربٌ في غَمْرةٍ لَعِبُ

أَي سابح في ماء كثير. وفي حديث القيامة: فيقذِفُهم في غَمَراتِ جهنَّم

أَي المواضع التي تكثر فيها النار. وفي حديث أَبي طالب: وجَدْتُه في

غَمَراتٍ من النار، واحدتها غَمْرةٌ. والمُغامِرُ والمُغَمِّرُ: المُلْقي

بنفسه في الغَمَراتِ. والغَمْرة: الزَّحْمةُ من الناس والماء، والجمع

غِمارٌ. وفي حديث أُويس: أَكُون في غِمارِ الناس أَي جَمْعِهم المتكاثف. وفي

حديث أَبي بكر، رضي اللّه عنه: أَمّا صاحِبُكم فقد غامَرَ أَي خاصَم غيرَه،

ومعناه دخل في غَمْرةِ الخصومة وهي معظمها. والمُغامِرُ: الذي رمى بنفسه

في الأُمور المُهْلكة، وقيل: هو من الغِمْر، بالكسر، وهو الحِقْد، أَي

حاقد غيره؛ وفي حديث خيبر:

شاكي السِّلاحِ بَطَلٌ مُغامِرُ

أَي مُخاصِمٌ أَو مُحاقِدٌ. وفي حديث الشهادة: ولا ذي غِمْرٍ على أخيه

أَي ضِغْنٍ وحقد.

وغَمْرةُ الناس والماء وغَمْرُهم وغُمارُهم وغِمارهم: جماعتهم ولَفيفُهم

وزحمتهم. ودخلت في غُمارِ الناس وغَمارِهم، يضم ويفتح، وخُمارِهم

وخَمارِهم وغَمَرِهم وخَمَرِهم أَي في زحمتهم وكثرتهم.

واغْتَمَر في الشيء: اغْتَمَس. والاغْتِمارُ: الاغْتِماسُ.

والانْغِمارُ: الانْغِماسُ في الماء. وطعامٌ مُغْتَمِرٌ إِذا كان بقشره.

والغَمِيرُ: شيء يخرج في البُهْمَى في أَول المطر رطباً في يابس، ولا

يعرف الغَميرُ في غير البهمي. قال أَبو حنيفة: الغَميرُ حبُّ البهمى الساقط

من سنبله حين يَيْبَس، وقيل: الغَميرُ ما كان في الأَرض من خُضْرة

قليلاً إِمَّا ريحةً وإِمَّا نباتاً، وقيل: الغَميرُ النبت ينبت في أَصل النبت

حتى يَغْمُره الأَول، وقيل: هو الأَخضر الذي غَمَرَه اليبيس يذهبون إِلى

اشتقاقه، وليس بقويّ، والجمع أَغْمِراء. أَبو عبيدة: الغَميرة الرَّطْبة

والقتُّ اليابس والشعير تعلفه الخيل عند تضميرها. الجوهري: الغَميرُ

نبات قد غَمَره اليَبِيس؛ قال زهير يصف وحشاً:

ثَلاثٌ كأَقْواسِ السَّراءِ وناشِطٌ،

قد اخْضَرَّ من لَسِّ الغَمير جَحافِلُهْ

وفي حديث عمرو بن حُرَيْثٍ: أَصابَنا مطرٌ ظهر منه الغَميرُ، بفتح الغين

وكسر الميم، هو نبت البقل عن المطر بعد اليُبْس، وقيل: هو نبات أَخْضَر

قد غَمَرَ ما قبله من اليَبِيس. وفي حديث قُسٍّ: وغَميرُ حَوْذانٍ، وقيل:

هو المستور بالحَوْذان لكثرة نباته. وتَغَمَّرت الماشيةُ: أَكلت

الغَمير. وغَمَرَه: علاه بفضله وغطّاه. ورجل مَغْمورٌ: خامل. وفي حديث صفته: إذا

جاء مع القوم غَمَرَهم أَي كان فوق كلِّ مَنْ معه؛ وفي حديث حُجَيْر:

إِنِّي لمَغْمورٌ فيهم أَي لست بمشهور كأَنّهم قد غَمَرُوه؛ وفي حديث

الخندق: حتى أَغْمَزَ بَطْنَه أَي وارَى التُّرابُ جِلْدَه وستَره؛ وفي حديث

مَرَضِه: أَنه اشتدّ به حتى غُمِرَ عليه أَي أُغْمِيَ عليه حتى كأَنه

غُطِّي على عقله وسُتِر.

والغِمْرُ، بالكسر: العطش؛ قال العجاج:

حتى إذا ما بَلَّت الأَغْمارا

والغُمَرُ: قَدَحٌ صغير يَتصافَنُ به القومُ في السفر إِذا لم يكن معهم

من الماء إلا يسيرٌ على حصاة يُلْقونها في إِناء ثم يصبّ فيه من الماء

قدر ما يَغْمُر الحصاة فيعطاها كلُّ رجل منهم. وفي الحديث: أَنه كان في

سَفَرٍ فشُكِيَ إِليه العَطَشُ، فقال: أَطْلقوا لي غُمَرِي أَي ائتوني به،

وقيل: الغُمَرُ أَصغر الأَقداح؛ قال أَعشى باهلة يرثي أَخاه المُنتَشِر

بن وهب الباهلي:

يَكْفِيه حُزّةُ فِلْذٍ، إن أَلَمَّ بها،

من الشِّواءِ ، ويُرْوِي شُرْبَه الغُمَرُ

وقيل: الغُمَر القَعْبُ الصغير. وفي الحديث: لا تجعلوني كغُمَرِ الراكب،

صَلُّوا عليَّ أَوّلَ الدعاء وأَوْسَطَه وآخرَه؛ الغُمَرُ، بضم الغين

وفتح الميم: القدح الصغير؛ أَراد أَن الراكب يحمل رَحْلَه وأَزوادَه ويترك

قَعْبَه إلى آخر تَرْحالِه ثم يعلّقه على رحله كالعِلاوة فليس عنده

بمُهمٍّ، فنهاهم أَن يجعلوا الصلاة عليه كالغُمَرِ الذي لا يُقدَّم في

المُهامّ ويجعل تبعاً. ابن شميل: الغُمَرُ يأْخذ كَيْلَجَتيْنِ أَو ثلاثاً،

والقَعْب أَعظمُ منه وهو يُرْوي الرجلَ، وجمع الغُمَرِ أَغْمارٌ. وتَغَمّرْت

أَي شربت قليلاً من الماء؛ قال العجاج:

حتى إذا ما بَلّت الأَغْمارا

رِيٍّا ولمَّا، يَقْصَعِ الاصْرارا

وفي الحديث: أَمَّا الخيلُ فغَمِّروها وأَما الرجالُ فأَرْوُوهم؛ وقال

الكميت:

بها نَقْعُ المُغَمَّرِ والعَذُوبِ

المُغَمَّر: الذي يشرب في الغُمَر إذا ضاق الماء. والتَّغَمُّر الشرب

بالغُمَرِ، وقيل: التَّغَمُّر أَقل الشُّرْب دون الريّ، وهو منه. ويقال:

تَغَمَّرْت، من الغُمَرِ، وهو القَدَح الصغير. وتغَمَّر البعيرُ: لم يَرْوَ

من الماء، وكذلك العَيْر، وقد غَمَّرَه الشُّرْب؛ قال:

ولست بصادِرٍ عن بَيْت جارِي،

صُدورَ العَيْر غَمَّرَه الوُرودُ

قال ابن سيده: وحكى ابن الأَعرابي غَمَّره أَصْحُناً سقاه إِياها،

فعدَّاه إِلى مفعولين.

وقال أَبو حنيفة: الغامِرةُ النخلُ التي لا تحتاج إِلى السقي، قال: ولم

أَجد هذا القول معروفاً.

وصبيّ غُمْرٌ وغَمْرٌ وغَمَرٌ وغَمِرٌ ومُغَمَّر: لم يُجرِّب الأُمور

بيّنُ الغمارة من قوم أَغْمارٍ، وقد غَمُر، بالضم، يَغْمُر غَمارةً؛ وكذلك

المُغَمَّر من الرجال إِذا استجهله الناس، وقد غُمِّرَ تَغْميراً. وفي

حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: أَن اليهود قالوا للنبي، صلى الله عليه

وسلم: لا يَغُرّك أَن قَتَلْتَ نَفَراً من قُريش أَغْماراً؛ الأَغْمارُ جمع

غُمْر، بالضم، وهو الجاهل الغِرُّ الذي لم يُجَرِّب الأُمور؛ قال ابن

سيده: ويُقْتاس من ذلك لكل من لا غَناء عنده ولا رَأْي. ورجل غُمْر وغَمِر:

لا تجربة له بحرب ولا أَمر ولم تحنِّكه التَّجارب؛ وقد روي بيت الشماخ:

لا تَحْسَبَنّي ، وإِن كُنْتُ امْرأً غَمِراً،

كحيّة الماء بين الصَّخْرِ والشِّيدِ

قال ابن سيده: فلا أَدري أَهو إِتباع أَم لغة؛ وهم الأَغمار. وامرأَة

غَمِرَةٌ: غِرٌّ. وغامَرَه أَي باطَشَه وقاتَلَه ولم يبال الموت. قال أَبو

عمرو:

رجل مُغامِرٌ إذا كان يقتحم المهالك. والغُمْرة: تَطْلى به العروس يتخذ

من الورس. قال أَبو العميثل: الغُمْرة والغُمْنة واحد. قال أَبو سعيد: هو

تمر ولبن يطلى به وجه المرأَة ويداها حتى ترِقَّ بشرتها، وجمعها الغُمَر

والغُمَنُ؛ وقال ابن سيده في موضع آخر: والغُمْرة والغُمْرُ الزعفران،

وقيل: الورس، وقيل: الجِصّ، وقيل: الكُرْكُم. وثوب مُغَمَّرُ: مصبوغ

بالزعفران. وجارية مُغَمَّرةٌ: مطلية. ومغْتَمِرة ومُتَغَمِّرة: مُتَطلّية.

وقد غَمَّرت المرأَةُ وجهها تَغْمِيراً أَي طلت به وجهها ليَصْفُو لونها،

وتَغَمَّرَت مثله؛ وغَمَّر فلانٌ جاريته.

والغَمَرُ، بالتحريك: السَّهَكُ وريحُ اللحم وما يَعْلَق باليد من

دَسَمِه. وقد غَمِرَت يدُه من اللحم غَمَراً، فهي غَمِرةٌ أَي زَهِمةٌ، كما

تقول من السَّهَك: سَهِكةٌ؛ ومنه منديل الغَمَر، ويقال لمنديل الغَمَرِ:

المَشُوش. وفي الحديث: مَنْ باتَ وفي يده غَمَرٌ؛ هو الدسم، بالتحريك، وهو

الزهومة من اللحم كالوَضَرِ من السَّمْن. والغِمْرُ والغَمَرُ: الحقد

والغلّ، والجمع غُمورٌ. وقد غَمِرَصدرُه عليّ، بالكسر، يَغْمَرُ غِمْراً

وغَمَراً. والغامر من الأَرض والدور: خلافُ العامِر. وقال أَبو حنيفة:

الغامِرُ من الأَرض كلِّها ما لم يستخرج حتى يصلح للزرع والغرس، وقيل:

الغامِرُ من الأَرض ما لم يزرع مما يحتمل الزراعة، وإنما قيل له غامِرٌ لأَن

الماء يبلغه فيَغْمُره، وهو فاعلٌ بمعنى مفعول، كقولهم: سرٌّ كاتمٌ وماءٌ

دافقٌ، وإنما بني على فاعِلٍ ليقاَبل به العامر، وما لا يبلغه الماء من

موات الأَرض لا يقال له غامِرٌ. قال أَبو عبيد: المعروف في الغامِر المعاشُ

الذي أَهله بخير، قال: والذي يقول الناسُ إِن الغامِرَ الأَرض التي

تُعْمَر، لا أَدري ما هو، قال: وقد سأَلت عنه فلم يبينه لي أَحد؛ يريد قولهم

العامِر والغامِر. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه مَسَحَ السَّوادَ

عامِرَه وغامِرَه، فقيل: إنه أَراد عامِرَه وخرابه. وفي حديث آخر: أَنه جعل

على كلِّ جَرِيبٍ عامِرٍ أَو غامِرٍ دِرْهماً وقفيزاً، وإنما فعل عمر، رضي

ا عنه، ذلك لئلا يُقَصِّرَ الناسُ في المُزارعةِ. قال أَبو منصور: قيل

للخراب غامِرٌ لأَن الماء قد غَمَرَه فلا تمكن زراعتُه أَو كَبَسَه الرمل

والتراب، أَو غَلب عليه النَّزُّ فنبت فيه الأَباءُ والبَرْدِيّ فلا

ينبت شيئاً، وقيل له غامِرٌ لأَنه ذو غَمْرٍ من الماء وغيره للذي غَمَره،

كما يقال: همٌّ ناصبٌ أَي ذو نصَب؛ قال ذو الرمة:

تَرَى قُورَها يَغْرَقْن في الآلِ مَرَّةً،

وآوِنةً يَخْرُجْنَ من غامِرٍ ضَحْلِ

أي من سراب قد غَمَرَها وعلاها.

والغَمْرُ وذات الغَمْر وذو الغَمْر: مواضع، وكذلك الغُمَيرْ؛ قال:

هَجَرْتُك أَيّاماً بذي الغَمْرِ، إنَّني

على هَجْرِ أَيّامٍ بذي الغَمْرِ نادِمُ

وقال امرؤ القيس:

كأَثْلٍ منَ الأَعْراضِ من دون بِئْشةٍ

ودُون الغُمَيرِ عامِدات لِغَضْوَرا

وغَمْرٌ وغُمَيْرٌ وغامِرٌ: أَسماء. وغَمْرة: موضع بطريق مكة؛ قال

الأزهري: هو منزل من مَناهِل طريق مكة، شرفها الله تعالى، وهو فَصْلُ ما بين نجد

وتهامة. وفي الحديث ذكر غَمْر، بفتح الغين وسكون الميم، بئر قديمة بمكة

حفرها بنو سَهْمٍ.

والمَغْمورُ: المقهورُ.والمَغْمورُ: المَمْطورُ. وليل غَمرٌ: شديد

الظلمة؛ قال الراجز يصف إبلاً:

يَجتَبْنَ أَثْناءَ بَهيِمٍ غَمْرِ،

داجي الرِّواقَيْنِ غُدافِ السِّتْرِ

وثوب غَمْرٌ إذا كان ساتراً.

غمر
. الغَمْر: الماءُ الكثيرُ، كالغَمِير كأَمِير. قَالَ أَبو زيد: يُقال للشَّيْءِ إِذا كَثُر، هَذَا كَثِيرٌ غَمِيرٌ. وَقَالَ ابْن ُ سِيدَه وغيرهُ: ماءٌ غَمْرٌ: كَثيرٌ مُغْرِقٌ، بَيِّنُ الغُمُورةِ. وَقَالَ ابنُ الأَثِير: أَي يَغْمثرُ مَنْ دَخَلَهُ ويُغَطِّيه، ج غِمَارٌ وغُمُورٌ، يُقَال: بَحْرٌ غَمْرٌ، وبحَارٌ غِمَارٌ وغُمُورٌ، ويُقَال: مَا أَشَدَّ غُمُورضةَ هَذَا النَّهْرِ. وَمن المَجازِ: الغَمْرُ: الكَرِيمُ السخِيُّ الواسعُ الخُلُق، وجمعُه غِمَارٌ وغُمُورٌ. وَمن المَجَازِ: الغَمْرُ من الخَيْل: الجَوَادُ، كَمَا يُقَالُ: فَرَسٌ بَحْرٌ، وسَكْبٌ، وفَرَسٌ غَمْرٌ: كثيرُ العَدْوِ واسِعُ الجَرْي. والغَمْرُ من الثِّياب: السابغُ الواسِعُ، وَهُوَ مَجاز. والغَمْرُ من النّاسِ: جَماعتُهم ولَفِيفُهم وزَحْمَتُهم وكَثْرَتُهم كغَمَرِهم، مُحَرَّكةً، وغَمْرَتِهِم، وغُمَارَتِهِم، بالضمّ، ويُفْتَح، وجَمْعُ الغَمْرَة غِمَارٌ، وَكَذَلِكَ غُمَارُهُم وغَمَارُهم يُضَمّ ويُفْتَح، يُقَال: دَخَلْتُ فِي غَمَارِ النَّاس وغُمَارِهِم وغَمَرِهِم وخَمَرِهِم، أَي فِي زَحْمَتهمْ وكَثْرَتِهم. وَمِنْه حَدِيث أُوَيْس: أَكُونُ فِي غمَارِ الناسِ أَي جَمْعِهم المُتَكَاثِف، وَقد تَقَدَّم. والغُمْرُ: مَنْ لم يُجَرِّب الأُمُورَ وَهُوَ الجاهلُ الغِرُّ. قَالَ ابْن سِيدَه: ويُقْتَاسُ من ذَلِك لِكُلّ مَنْ لَا غَناءَ عِنْدَه وَلَا رَأْى، ويُثَلَّثُ ويُحَرَّك، ويُقَال: رَجُلٌ غُمْرٌ وغَمْرٌ: لَا تَجْرِبةَ لَهُ بحَرْبٍ، وَلم تُحَنِّكْه التَّجاربُ. قلْت: الفَتْح والضَّمّ والتَّحْرِيك هُوَ المَنْصُوص عَلَيْهِ فِي الأُمَّهات اللُّغَويَّة، وأَمّا الكَسْر فغَيْرُ مَعْرُوف. وفاتَه الغَمِرُ، ككَتِف، والمُغمَّر، كمُعَظَّمِ ذكرهمَا صاحِبُ اللِّسَان. وأَنشد على الأَوَّل بَيْتَ الشَّمّاخ:
(لَا تَحْسَبَنِّي وإِنْ كُنْتُ أَمْرَءًا غَمِراً ... كحَيَّةِ المَاءِ بَيْنَ الصَّخْرِ والشِّيدِ)
هَكَذَا رُوِىَ. قَالَ ابنُ سِيدَه: لَا أَدْرِي أَهُوَ إِتْبَاعٌ أَم لُغَة وجَمْعُ الغُمْرِ، بالضَّمّ، أَغْمَارٌ. ويَصِحُّ أَنْ يَكُونَ جَمْعَ المُحَرَّكِ، كسَبَبٍ وأَسْبَاب. وَفِي حَدِيث ابنِ عَبّاس رَضِيَ الله عَنْهُمَا: لَا يَغُرُّكَ أَنْ قَتَلْتَ نَفَراً من قُرَيْش أَغْمَاراً. والمُغَمَّرُ من الرَِّجال: مَنْ اسْتَجْهَلَه الناسُ. وَقد غُمِّر تَغْمِيراً.
والغُمْرُ: اسمُ سَيْف خالِدِ بنِ يَزِيدَ بنِ مُعَاوِيَة بن أَبِي سُفْيَانَ، وَكَانَ قد قَرَأَ على كَعْبِ الأَحْبَارِ، وتَمَهَّرَ فِي النُّجُوم، وعَقِبُه بدمَشْقَ. والغُمْرُ، أَيضاً: اسمُ فَرِسِ الجَحّافِ بنِ حَكيمٍ، ذكرهُما)
الصاغانيّ. وَفِي الحَدِيثِ ذِكْرُ غَمْر، بِفَتْح فَسُكُون، وَهُوَ بِئرٌ قَديمةٌ بمكَّةَ، حَفَرها بَنُو سَهْم.
وغَمْرٌ، أَيضاً: ع يُعْرَفُ بغَمْرِ ذِي كِنْدَةَ بَيْنَه وبَيْنَهَا، أَي، مَكَّةَ يَوْمَان، وَراءَ وَجْرَةَ، قَالَ طَرَفَةُ:
(عَفَا منْ آل حُبِّى السَّهْ ... بُ فالأَمْلاحُ فالغَمْرُ)
والغَمْرُ، أَيضاً: ماءٌ باليَمَامَةِ، سُمِّىَ لِكَثْرَتِه. وغَمْرٌ: ع لِطَيِّئ. والغَمْرُ: اسمُ رَجُل من العَرَب، سُمِّىَ بِهِ مَجازاً. والغُمْرُ بالضَّمّ: الزَّعْفَرَانُ، كالغُمْرَة، بهَاءٍ وقيلَ: الوَرْسُ. وقِيلَ: الكُرْكُمُ.
وَقيل: الحُصُّ. وثَوْبٌ مُغَمَّرٌ: مَصْبُوغٌ بالزَّعْفَرَانِ ذكره ابنُ سِيدَه فِي المُحْكَم. قلتُ: وَهُوَ مُسْتَدْرَكٌ على الصَاغانيّ، فإِنّه اسْتَوْعَب أَسَامِيَ الزَّعْفَرَانِ فِي مادّة ش ع ر وَلم يَذْكُرْه. وَقد غَمَّرت المَرْأَةُ وَجْهَها تَغْمِيراً: أَي طَلَتْ بِهِ وَجْهَها لِيَصْفُوَ لَوْنُهَا، واغْتَمَرَتْ بِهِ، وتَغَمَّرتْ مِثْلُه.
وجارِيَةٌ مُغَمِّرَةٌ ومُتَغَمِّرَةٌ ومُغْتَمِرَةٌ: مُتَطَلِّيَة. والغَمَرُ، بالتَّحْرِيك: السَّهَكُ، وزَنَخُ اللَّحْمِ، وَمَا يَعْلَقُ باليَدِ مِن دَسَمِه، كالوَضَرِ من السَّمْنِ. وَمِنْه الحَدِيث: مَنْ بَاتَ وَفِي يَدِه غَمَرٌ، أَي الزُّهُومَة من اللَّحْم. وَقد غَمِرَتْ يَدُهُ من اللَّحْم، كفَرِحَ، غَمَراً، فَهِيَ غَمِرَةٌ، أَي زَهِمَةٌ، كَمَا تَقُول من السَّهَك: سَهِكَةٌ، وَمِنْه مِنْديلَ الغَمَرِ: المَشُوش. والغَمَر أَيضاً: الحِقْدُ والغِلُّ ويُكْسَر، ج غُمُورٌ، وَقد غَمِرَ صَدْرُه، كفَرِحَ، يَغْمَرُ غَمَراً وغِمْراً: غَلَّ. والغُمَرُ، كصُرَد: قَدَحٌ صَغيرٌ يَتَصافَنُ بِهِ القَوْمُ فِي السَّفَر إِذا لم يَكُنْ مَعَهُمْ من الماءِ إِلاَّ يَسيرٌ، على حَصاةٍ يُلْقُونَها فِي إِناءٍ، ثمَّ يُصَبُّ فيهِ من الماءِ قَدْرُ مَا يَغْمُرُ الحَصَاةَ، فيُعطاهَا كلُّ رَجُل مِنْهُم. وَفِي الحَدِيثِ: أَنَّه كانَ فِي سَفَر فَشُكِىَ إِلَيْه العَطَشُ، فَقَالَ: أَطْلِقُوا لي غُمَرِي أَي ائْتُونِي بِهِ. وَفِي حَدِيث آخَرَ: لَا تَجْعَلُوني كغُمَرِ الرَّاكب، صَلُّوا عَلَىَّ أَوّلَ الدُّعَاءِ وأَوْسَطَه وآخِرَه. قَالَ ابنُ الأَثِير: الغُمَرُ: هُوَ القَعْبُ الصَّغِير، أَرادَ أَنَّ الراكِبَ يَحْمِلُ رَحْلَه وأَزْوادَه، ويَتْرُك قَعْبَه إِلى آخِر تَرْحالِه، ثمَّ يُعَلِّقه على رَحْله كالعِلاَوَة، فلَيْس عِنْده بمُهِمّ، فنَهَاهم أَنْ يَجْعَلُوا الصَّلاةَ عَلَيْه كالغُمَرِ الَّذِي لَا يُقَدَّم فِي المَهامِّ، ويُجْعَل تَبَعاً، والغُمَرُ أَصْغَرُ الأَقْدَاحِ، قَالَ أَعْشَى باهِلَةَ يَرْثِي أَخاهُ المُنْتَشِرَ بنَ وَهْبٍ الباهِلِيّ:
(تَكْفِيهِ حُزَّةُ فِلْذٍ إِنْ أَلَمَّ بهَا ... منَ الشِّواءِ ويُرْوِى شُرْبَه الغُمَرُ)
وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: الغُمَرُ: يَأْخذ كَيْلَجَتيْنِ أَو ثَلَاثًا، والقَعْبُ أَعْظَمُ مِنْهُ، وَهُوَ يُرْوِى الرَّجلَ. وجَمْعُ الغُمَر أَغْمَارٌ. وغَمَّرَه تَغْمِيراً: سَقَاهُ بِهِ. وتَغَمَّرَ: شَرِبَ بِهِ، وَفِي الحدِيثِ: أَمّا الخَيْلُ فغَمِّرُوهَا، وأَمّا الرِّجَالُ فأَرْوُوهُم وقِيل التَّغَمُّر: أَقَلُّ الشُّرْبِ دُونَ الرِّيِّ، وَهُوَ مِنْهُ. وَمن المَجاز: رَجُلٌ غَمْرُ الرِّداءِ، بالفَتْح، وَكَذَلِكَ غَمْرُ الخُلُقِ، أَي كَثِيرُ المَعُروفِ سَخِيٌّ واسِعُ الخُلُقِ، وإِنْ كانَ) رِدَاؤُه صَغِيراً، وَهُوَ بَيِّنُ الغُمُورَة، بالضَّمّ، من قَوْم غِمَارٍ وغُمُور، قَالَ كُثَيِّر:
(غَمْرُ الرِّداءِ إِذَا تَبَسَّم ضاحِكاً ... غَلِقَتْ لِضَحْكَتِه رِقَابُ المالِ)
وَفِي كَلَام المصنّف نَظَرٌ من وَجْهَيْن: الأَوّل أَنه ذَكرَ أَوّلاً الغَمْرَ وَقَالَ فِيهِ: الكَرِيمُ الواسِعُ الخُلُقِ، وَهُوَ بعَيِْنه معنى غَمْرُ الرِّداءِ وغَمرُ الخُلُق. فَلَو ذَكَرَهما فِي مَحَلٍّ واحِد كانَ حَسَناً.
وَالثَّانِي أَنّه ذَكَرَ هُنَا غَمْر الخُلُق، وَلم يُفَسِّرُه، فإِنَّ قَوْله كَثِيرُ المَعْرُوف سَخِيّ هُوَ تَفْسِير غَمْرُ الرِّداءِ. فَلَو قَالَ: وَاسِع الخُلُق، كَانَ تَفْسِراً لَهما كَمَا هُوَ ظَاهر، فتَأَمّل. وغَمَرَ الماءُ يَغْمُرُ، من حَدّ نَصَرَ كَمَا فِي سَائِر النُّسَخ، ووُجِدَ فِي بعضِ أُمَّهَات اللُّغَة مضبوطاً بضَمِّ المِيم، غَمَارَةً بالفَتْح، وغُمُورَةً، بالضَّمّ: كَثُرَ. زَاد فِي البَصائر: حَتَّى سَتَرَ مَقَرَّه. وغَمَرَةُ الماءُ يَغْمُرُه، من حَدِّ نَصَرَ، غَمْراً، واغْتَمَرَهُ: غَطّاهُ وسَتَرَهُ. وَمِنْه سُمِّيَ الماءُ الكَثيرُ: غَمْراً، لأَنَّهُ يَغْمْر مَن دَخَلَه ويُغَطِّيه. وَمن المَجازِ: جَيْشٌ يَغْتَمِرُ كلَّ شيْءٍ، أَي يُغَطِّيه. ونَخْلٌ مُغْتَمِرٌ: يَشْرَبُ فِي الغمَرْةَ، عَن أَبي حَنِيفَةَ، وأَنشد قَوْلَ لَبِيد فِي صِفَة نَخْل:
(يَشْرَبْنَ رِفْهاً عِرَاكاً غَيرَ صادِرَةٍ ... فكُلُّهَا كَارِعٌ فِي المَاءِ مُغْتَمِرُ) قلتُ وَلم يَذكر المصنّف الغَمْرَةَ وأَحَالَ عَلَيْهِ هُنَا، وَهُوَ مِثْلُ الغَمْرِ الماءُ الكثيرُ. ورَجُلٌ مُغْتَمِرٌ: سَكْرَانُ، نَقله الصاغَانيّ، كأَنّه اغْتَمَرَه السُّكْرُ، أَي غَطَّى عَلَى عَقْلِه وسَتَرَه. والمَغْمُورُ: الخامِلُ، وَفِي حَديث حُجَيْر: إِنَّني لمَغْمُورٌ فِيهِم أَي لَسْتُ بمَشْهُور، كأَنّهُمْ قد غَمَرُوه، أَي عَلَوْه بفَضْلِهِم.
وتَغَمَّرَ البَعِيرُ: لَمْ يَرْوَ من الماءِ، وَكَذَلِكَ العَيْرُ. وَقد غَمَّرَهُ الشُّرْبُ. قَالَ الشاعِرُ:
(ولَسْتُ بصَادِرِ عَن بَيْتِ جَارِي ... صُدُورَ العَيْرِ غَمَّرَه الوُرُودُ)
والغامِرُ من الأَرض والدُّورِ: خلافُ العامرِ، وَهُوَ الخَرَابُ لأَنَّ المَاءَ قد غَمَرَهُ فَلَا تُمْكِنُ زرَاعَتُه، أَو كَبَسَهُ الرَّمْلُ والتُّرَابُ، أَو غَلَبَ عَلَيْهِ النَّزُّ فَنَبَتَ فِيهِ الأَبَاءُ والبَرْدِىُّ فَلَا يُنْبِتُ شَيْئا، وقيلَ لَهُ غامِرٌ لأَنّه ذُو غَمْر من الماءِ، وغَيْرُهُ الَّذي غَمَرَه، كَمَا يُقَال هَمٌّ ناصبٌ أَي ذُو نَصَبٍ.
وَبِه فُسِّرَ حديثُ عُمَرَ رضيَ الله عَنهُ: أَنَّه مَسَحَ السَّوَادَ: عامِرَهُ وغامِرَهُ. فَقيل: إِنّه أَراد عامِرَه وخَرَابَه. وَفِي حَدِيث آخَرَ: أَنَّه جَعَلَ علَى كُلِّ جَرِيبٍ عامرٍ أَو غامٍِ ر دِرْهَماً وقَفِيزاً وإِنَّمَا فعل ذَلِك رَضيَ الله عَنْهُ لئلاّ يُقَصِّرَ الناسُ فِي المُزَارَعَة قَالَه الأَزْهريّ. أَو الغَامِرُ مِنَ الأَرْض: كُلُّهَا مَا لَمْ تُسْتَخْرَجْ حَتَّى تَصْلُحَ للزِّرَاعَةِ والغَرْسِ. وقِيل: هُوَ مَا لَمْ يُزْرَعْ مِمّا يَحْتَمِلُ الزِّرَاعَة، وإِنّمَا قيل لَهُ غامِرٌ لأَنّ الماءَ يَبْلُغُه فيَغْمُرُه، وَهُوَ فاعلٌ بِمَعْنى مَفْعُول، كَقَوْلِهِم: سِرٌّ كاتمٌ، وماءٌ)
دافِقٌ، وإِنّمَاُبِنَي عَلَى فاعِل لِيُقَابَلَ بِهِ العامِرُ، وَمَا لَا يَبْلُغُه الماءُ من مَوَات الأَرْض لَا يُقَال لَهُ غامِر قَالَه أَبو حَنِيفَةَ. وَفِي بعض النُّسَخ: والأَرْضُ كُلُّهَا، بِالْوَاو. والغامرَةُ، بهاءٍ: النَّخْلُ الَّتِي لَا تَحْتَاجُ إِلى السَّقْي، قَالَه أَبو حنيفَة. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَلم أَجِدْ هَذَا القَوْلَ مَعْرُوفاً. وَمن المَجَازِ: غَمْرَةُ الشَّيْءِ، بِالْفَتْح: شِدَّتُه ومُنْهَمَكُه، كغَمْرَةِ الهَمِّ والمَوْتِ ونَحْوِهما، ومُزْدَحَمُهُ والأَخِيرُ يُسْتَعْمَل فِي المَاءِ والناسِ ج غَمَرَاتٌ، مُحَرَّكة، وغِمَارٌ، بالكَسْر. قلتُ: وتُجْمَعُ الغَمْرَةُ أَيضاً على غُمَر، مثل نَوْبَة ونُوَب، قَالَ القُطَامِيّ ويَذْكُر الطّوفانَ:
(إِلَى الجُودِىِّ حَتَّى صَارَ حِجْراً ... وحان لِتَالِكِ الغُمَرِ انْحسَارُ)
الحِجْر: المَمْنُوع الَّذِي لَهُ حاجِزٌ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وجَمْعُ السَّلامَة أَكْثَرُ. وغَمَرَاتُ الحَرْب، وغِمَارُها: شَدائِدُها. قَالَ:
(وفارِسٍ فِي غِمَارِ المَوْتِ مُنْغَمِسٍ ... إِذا تَأَلَّى على مَكْرُوهَةٍ صَدَقَاً)
ويُقَالُ: هُوَ فِي غَمْرَةٍ من لَهْوٍ وشَبِيبَة وسُكْر، وكلُّه على المَثَل. وَكَذَا قولُه تَعَالَى: فَذَْرُهْم فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِين. قَالَ الفَرَّاءُ: أَي فِي جَهْلِهِم. وَقَالَ الزَّجّاجُ: وقُرِئَ فِي غَمَرَاتِهِمْ أَي فِي عَمَايَتِهمْ وحَيْرَتِهِمْ. وَكَذَلِكَ قولُه تَعَالَى: بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَة مِنْ هذَا. أَي فِي عَمَايَة. وَقَالَ القُتَيْبيّ: أَي فِي غِطَاءٍ، وغَفْلَة، وَقَالَ اللّيْثُ: الغَمْرة: مُنْهَمَكُ الباطلِ. وغَمْرَةُ المَوْتِ: شِدَّةُ هُمُومِه. وغَمَرَاتُ جَهَنَّمَ: المواضِعث الَّتِي تَكْثُر فِيهَا النارُ. والمُغَامِرُ والمُغَمِّرُ، بضمّهما: المُلْقِى بِنَفْسِه فِيهَا، أَي فِي الغَمَرات. واغْتَمَر فِي الشَّيْءِ: اغْتَمَس، كانْغَمَرَ فِي الماءِ. وطَعَامٌ مُغْتَمِرٌ، إِذَا لم يُنَقَّ، وكانَ بقِشْرِه، هَكَذَا ذَكَرُوه هُنَا، وضَبَطُوه على صيغَة اسْم الفاعِل من اغْتَمَرَ.
وَالظَّاهِر أَنه مُغْتَمَر، كمُدَحْرَجٍ، وَقد تقدّم ذَلِك بِعَيْنِه فِي غ ث م ر: طَعَامٌ مُغَثْمَرٌ، بقِشْره، أَي لم يُنْخَل ولَمْ يُنَقّ، عَن ابنِ السِكْيت. وَفِي غ ذ م ر عَن أَبي زَيْد مَا يَقْرُب ذَلِك فلَعَلَّ الَّذِي هُنَا لُغَةٌ فِي الّذي سَبَقَ، فتأَمَّل. والغَمِيرُ، كأَمِيرٍ: حَبُّ البُهْمَي الساقِطُ من سُنْبُلِهِ حِينَ يَيْبَسُ قَالَه أَبو حَنيفَة، أَو الغَمِيرُ: نَبَاتٌ أَخْضَرُ قد غَمَرَه اليَبِيسُ قَالَه الجوهريّ، وأَنشد لزُهَيْر يَصِف وَحْشاً:
(ثَلاثٌ كأَقْوَاسِ السَّرَاءِ وناشِطٌ ... قدِ اخْضَرَّ مِن لَسِّ الغَمِيرِ جَحَافِلُهْ)
وَفِي حَدِيث عَمرو بن حُرَيٍْ ث: أَصابَنَا مَطَرٌ ظَهَرَ مِنْهُ الغَمِيرُ. وَكَذَا فِي حَدِيثِ قُسّ: وغَمِيرُ حَوْذان قِيل: هُوَ المَسْتُور بالحَوْذانِ لِكَثْرَة نَبَاتِه، أَو الغَمِيرُ: مَا كانَ فِي الأَرْض من خُضْرَة قَليلاً إِمّا رِيحَةً أَو نَباتاً، أَو الغَمِيرُ: الأَخْضَرُ الَّذِي غَمرَه اليَبِيسُ، يَذْهَبُون إِلى اشْتِقَاقِه، وَلَيْسَ)
بقَويٍّ، أَو الغَميرُ: النَّبْتُ يَنْبُتُ فِي أَصلِ النَّبْتِ حَتَّى يَغْمُرَه الأَوّلُ، ج أَغْمِرَاءُ. وَقيل: الغَميرُ: شَئٌ يَخْرُج فِي البُهْمَي فِي أَوّل المَطَرِ رَطْبَاً فِي يابِس، وَلَا يُعْرَف الغَمِيرُ فِي غير البُهْمَي.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الغَمِيرة: الرَّطْبَةُ والقَتُّ اليابِس والشَّعِير تُعْلَفه الخَيْلُ عِنْد تَضْمِيرها. وتَغَمَّرَتِ الماشِيَةُ: أَكَلَتْهَا، هَكَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ أَكَلَتْه، أَي الغَمِيرَ، أَو الضّمِيرُ راجعٌ إِلى الغَمِيرَة، وَلم يذكرهَا المُصَنّف، فتأَمّل. وغَمْرَةُ، بالفَتْح: مَنْهَلٌ بِطَرِيقِ مَكَّة، شَرَّفها الله تعالَى، فَصَلَ مَا بَيْنَ تِهامةَ ونَجْد، قَالَه الأزهريُّ. وَقَالَ الصاغانيّ: وقَدْ وَرَدْتُهَا. والغُمَيْرُ، كزُبَيْرٍ: ع قُرْبَ ذاتِ عِرْق، بينَهَا وَبَين البُسْتَان، وقضبْلَه بمِيلَيْن قَبْرُ أَبي رِغَال. وَقَالَ امرُؤُ القَيْس:
(كأَثْلٍ من الأَعْرَاضِ من دُونِ بِيشَةٍ ... ودُونَ الغُمَيْرِ عامِدَات لَغْضوَرَا)
والغُمَيْر أَيضاً: ع بديَارِ بَنِي كِلاب، عنْد الثَّلَبُوت. والغُمَيْر: ماءٌ بأَجَأَ لِطَيئ، قيلَ: هُوَ المَوْضِع الَّذِي ذَكَرَه المُصَنّف آنِفاً، يُقَال فِيهِ الغَمْرُ والغُمَيْرُ. والغِمَارُ، ككِتَابٍ: وَادٍ بنَجْد، وذُو الغِمَارِ: ع، نَقله الصاغانيّ. والغَمْرَانُ، بالفَتْح: ع بِبِلاد بَنِي أَسَد، هَكَذَا نَقَلَه الصاغانيّ، وضَبَطَه بِكَسْر النُّون. والغَمْرِيَّةُ: ماءٌ لِعَبْس بنِ بَغِيضِ ابْن رَيْثِ بن غَطَفانَ. والغَمْرَة، كزِنْخَةٍ: ثَوْبٌ أَسْوَدُ تَلْبَسُه العَبِيدُ والإِماءُ، نَقله الصاغانيّ. وغَمَّرَ بِه تَغْمِيراً: دَفَعَه أَو رَمَاهُ. وعِبَارَةُ الصاغانيّ: والتَّغْمِيرُ بالشَّيْءِ: الرَّمْيُ بِهِ، وَهُوَ الدَّفْعُ. وَفِي الحَدِيثِ: أَمَّا الخَيْلُ فَغَمَّروها، وأَمّا الرّجَالُ فأَرْوُوهم. يُقَال: غَمَّرَ فَرسَه تَغْمِيراً: سَقاهُ فِي الغُمَر، وَهُوَ القَدَح الصَّغير، وَذَلِكَ لِضيق المَاءِ فَهُوَ مُغَمَّر، قَالَ الكُمَيْت: بهَا نَقْعُ المُغَمَّرِ والعَذُوبِ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وحَكَى ابنُ الأَعرابيّ: غَمَّرَه أَصْحُناً: سَقَاهُ إِيّاها. فعَدّاه إِلى مَفْعُولَيْن. وَذُو غُمَرٍ، كصُرَدٍ: ع بنَجءد. قَالَ عُكّاشَة بن أَبي مَسْعَدة:
(حَيْثُ تَلاقَى وَاسِطٌ وذُو أَمَرْ ... وحَيْثُ لاقَتْ ذاتُ كَهْفٍ ذَا غُمَرْ)
ويُقَال: أَغْمَرَنِي الحَرُّ، أَي فَتَر فاجْتَرَأْتُ عَلَيْهِ ورَكِبتُ الطَّرِيقَ. هَكَذَا حَكَاهَا أَبو عَمْرٍ و. ثمَّ شَكَّ فَقَالَ: أَظُنُّه بالزاي مُعْجَمَةً قَالَه الصاغانيّ. وهَضْبُ اليَغَامِرِ، وَفِي بعض النُّسخ اليَغَامير: ع، هَكَذَا نَقَلَه المُصَنِّف، ولَعَلَّه هَضْبُ اليَعَامِير، بالعَيْنِ، وَقد تقدَّم فِي محلّه فَلْيُتأَمَّل. وَلم يَذْكُرْهما ياقُوت فِي مُعْجَمه. وممّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ: مَوْتُ الغَمْرِ: الغَرَقُ. وغَمَرَهُ القَوْمُ يَغْمُرُونَه، إِذَا عَلَوْه شَرَفاً وفَضْلاً. ورَجُلٌ غَمْرَةٌ: قَوِيُّ الرَّأْيِ عِنْد الشَّدَائد. وشُــجَاعٌ مُغَامرٌ: يَغْشَى غَمَراتِ المَوْتِ.
والمُغَامِرُ: المُخَاصمُ أَو الدّاخلُ فِي غَمْرَةِ الخُصُومَة، أَي مُعْظَمِها، وقِيل: هُوَ من الغمرْ بالكَسْر،)
وَهُوَ الحِقْد، أَي المُحَاقِدُ. وَقد حَديث الخَنْدَقِ: حَتَّى أَغْمَرَ بَطْنُه، أَي وَارَى التُّرَابُ جِلْدَهُ وسَتَرَهُ.
وغُمِرَ عَلَيْه، بِالضَّمّ: أَي أُغْمِيَ. والغِمْرُ، بالكَسْر: العَطَشُ، وجَمْعُه الأَغْمَارُ، قَالَ العَجّاج:
(حَتَّى إِذا مَا بَلَّت الأَغْمَارَا ... رِيّاً ولمَّا تَقْصَعِ الأَصْرارَا)
وتَغَمَّرَ: شَرِبَ من الماءِ قَلِيلاً. وامرأَةٌ غَمِرَةٌ، كفرحَةٍ: غِرٌّ. وغَامَرَهُ: باطَشَهُ وقاتَلَهُ، وَلم يُبَالِ المَوْتَ. والغُمْرَةُ: تُطْلَى بِهِ العَرُوسُ، تُتَّخَذُ من الوَرْس. قَالَ أَبو العَمَيْثَلِ: الغُمْرَةُ والغُمْنَةُ واحِدٌ.
وَقَالَ أَبو سَعِيد: هُوَ تَمْرٌ ولَبَنٌ يُطْلَى بِهِ وَجْهُ المَرْأَةِ ويَدَاها حَتَّى تَرِقَّ بَشَرَتُهَا، وجَمْعُه الغُمَرُ والغُمَن. وذاتُ الغَمْرِ وذُو الغَمْرِ: مَوْضِعانِ. قَالَ الشَّاعِر:
(هَجَرْتُكِ أَياماً بذِي الغَمْرِ إِنّنِي ... على هَجْرِ أَيَّامٍ بذِي الغَمْرِ نادِمُ)
وغَمْرٌ وغُمَيْرٌ وغامرٌ: أَسماءٌ. والمَغْمُورُ: المَقْهُور. والمَغْمُور. المَمْطُور. وليلٌ غَمْرٌ: شَديدُ الظُّلْمَة، قَالَ الراجِزُ يصف إِبلاً:
(يَجْتَبْنَ أَثْناءَ بَهيمٍ غَمْرِ ... داجِى الرَّواقَيْنِ غُدَافِ السِّتْرِ)
ورجُلٌ غَمْرُ البَديهَةِ، إِذا كَانَ يُفَاجِى بالنَّوَال الواسعِ. قَالَ الطِّرِمّاح:
(غَمْرُ البَديهَة بالنَّوا ... لِ إِذَا غَدَا سَبِطُ الأَنَامِلْ)
وكِلاهُمَا مَجاز. وفلانٌ مَغْمُورُ النَّسَبِ: غَيْرُ مَشْهُورِه، كأَنّ غَيْرَه عَلاَه فِيهِ. وَيُقَال: فِيهِ غَمَارَةٌ وغَرَارةٌ. ورأَيْتُه قد غَمَرَ الجَمَاجِمَ بطُولِ قَوَامِه وَهُوَ أَغْمَرُهُم بِهِ، أَي أَوْسَعُهُمْ فَضْلاً. وبَلَّت الإِبلُ أَغْمَارَها، إِذا شَرِبَتْ شُرْباً قَلِيلا، وَهُوَ جَمْع غِمْرٍ، بالكَسْر، كأَنّ لَهَا أَغْمَاراً قد بَلَّتْهَا، وَهُوَ مَجاز. وغُمَارَةُ، كثُمامَةَ: عَيْنُ ماءٍ بالبَاديَة، نُسِبَ إِلى غُمَارَةَ من وَلَدِ جَرِير نَقله الأَزهريّ.
وغَمْرُ بن يَزِيدَ بن عبْدِ المَلِك بن مَرْوَان، والغَمْرُ بنُ ضرَارٍ الضَّبِّىّ، والغَمْرُ بنُ أَبي الغَمْرِ، والغَمْرُ بن المُبَارَك، وأَبو الغَمْر عَبْدُونُ بنُ محمّد الجُهَنىُّ، وأَبو الغَمْرِ محمّد بن مُسْلم، وأَبو زَيْد عبدُ الرَّحمن بنُ الغَمْرِ، وأَحمدُ بنُ عبد الله بنِ أَبي الغَمْر، وإِبْرَاهِيمُ بنُ الغَمْرِ بن الحُصَيْنِ القِتْبانيُّ، وأَحْمَدُ بنَ الغَمْرِ الدِّمَشْقِيُّ، والحَارِث بنُ الغَمْرِ الحِمْصِيُّ، والغَمْرُ بنُ محمّد، وخَزْرَجُ بنُ عليّ بِن العَبّاسِ بنِ الغَمْر أَبو طَالب البَغْدَادِيُّ، وأَحْمَدُ بنُ شُــجَاعِ بنِ غَمْرٍ الأَندلسيُّ، ومَكِّيُّ بنُ محمّدِ بنِ الغَمْرِ المُؤَدِّبُ، وأَحْمَدُ بنُ الغَمْر بنِ مُحَمّد القاضِي الأَبِيوَرْدِيّ، وأَبو القَاسِمِ عبدُ المُنْعِمِ ابنُ عَلِيّ بنِ أَحْمَدَ بن القاسِم بنِ الغَمْرِ الكِلابِيُّ، وأَحْمَدُ بنُ شُــجَاع ابنِ غَمْرو، بِالْوَاو هَكَذَا، وَبِغير أل، من أَهْل الأَنْدَلُسِ، وأَبو الغَمْرُونِ مُوسَى ابنُ إِسماعِيلَ الإِخْمِيميُّ، وإِسماعِيلُ)
بنُ فُلَيْح الغَمْرِيُّ الغافِقِيُّ، وَمِنْهُم من ضَبَطَه بالضَّمّ أَيضاً، والوَلِيدُ بنُ بَكْر الغَمْرِي الأَنْدَلُسِيُّ السَّرَقُسْطِيُّ الحافِظُ الرَّحّالُ، وأَبو القَاسِم عليّ بنُ مَحْمُود الغَمْرِيُّ القَصّارُ البَغْدَاديُّ، وَصَدَقَةُ بنُ أَبي الحَسَنِ الغَمْرِيُّ، وعبدُ المَلِك بنُ محمّدِ بنِ سُلَيْمَانَ الغَمْرِيّ، وأَبو الغُصَيْنِ الغَمْرِيّ: مُحَدِّثون. وغُمَارَة، بالضَّمّ: قَبِيلَةٌ من البَرْبَرِ، وَمِنْهَا الحَسَنُ بنُ عبدِ الكَرِيم بنِ عَبْد السَّلامِ الغُمَارِيّ المُقْرِئ، سِبْطُ زِيَادَةَ. ومُنْيَةُ الغَمْرِ: قَرْيَةٌ كَبِيرَةٌ من قُرَى مِصْرَ، على شاطِئِ النِّيل، وَقد دَخَلْتُهَا

حسل

(حسل)
من الشَّيْء حسلا أبقى حسالة وبفلان أخس حَظه وَيُقَال حسل بِهِ

(حسل) بِنَفسِهِ ركب الدناءة وَقصر
(ح س ل) : (الْحِسْلُ) وَلَدُ الضَّبِّ (وَبِهِ) سُمِّيَ حِسْلُ بْنُ خَارِجَةَ الْأَشْجَعِيُّ وَقِيلَ حُسَيْلٌ عَلَى التَّصْغِيرِ.
ح س ل

" لا آتيك سنّ الحسل " مثل في التأبيد، لأنّ الضبّ لا تسقط له سن. واشترى بقة بحسيلها. وتقول: كم بين الحسيل والحسيّل.

حسل


حَسَلَ(n. ac. حَسْل)
a. Drove (cattle).
b. Despised; rejected.
c. [Bi], Demeaned, debased (himself).

حِسْل
(pl.
حِسَلَة
حُسُوْل حِسْلَاْن
أَحْسَاْل)
a. Young lizard.

حُسَاْلَةa. Filings of silver.
b. Dregs of the people.

حَسِيْل
(pl.
حُسُل)
a. Cattle.
b. Refuse.

حَسِيْلَة
(pl.
حَسِيْل)
a. Bad dates.
حسل: حِسْل: ضرب من السعتر الطويل الورق (ابن البيطار 308: 1). أما عن كتابة هذه الكلمة وتلفظها فإنا نجد في مخطوطة 13 (3) إنها تعني أيضاً ولد الضب وهو المعنى المعروف لكلمة حِسْل.
وحسل: طحين البهش وهو ثمرة الدوم أي شجر المقل (ابن البيطار 1: 461) وفيه: وهو سويقة وهو الحسل. حُسالة: نخالة، وهو ما يتبقَّى من قشر الشعير ونحوه بعد نخله (ألكالا).
حسل
الحِسْلُ: وَلَدُ الضَّبِّ، وكُنْيَةُ الضَّبِّ: أبو حِسْلٍ، والجَميعُ: الحِسَلَةُ والحُسُوْلُ والأحْسَالُ. وفي المَثَلِ: " لا أفْعَله سِنَّ الحِسْلِ " أي أبداً. وهم سَوَاءٌ كأسْنَانِ الحِسْلِ. والحَسْلُ: السَّوْقُ الشَّديدُ. والنَّبْقُ الأخْضَرُ، الواحِدَةُ: حَسْلَةٌ. والشَّيْءُ الرُّذَالُ، وهو مَحْسُوْلٌ. والحُسَالَةُ: الرَّديءُ من كل شَيْءٍ. والحَسِيْلُ أوْلاَدُ البَقَرِ، الواحِدَةُ: حَسِيْلَةٌ وحُسْلانٌ. والحَسِيْلَةُ: حَشَفُ النَّخْلِ. وفُلانٌ يَحْسِلُ بنَفْسِه: أي يَرْكَبُ بها الدَّناءةَ.
حسل
حُسالة [مفرد]:
1 - حُثالة، نُفاية، رديء كلِّ شيء، وما لا خير فيه.
2 - أسافلُ النَّاس وأراذُلهم "هو من حُسالة الناس". 

حَسْل [جمع]
• الحَسْل: (نت) النَّبِقُ الأخضر، عُشب شُجيريّ دائم الخضرة، تستعمل أطرافه الغضَّة كتابل، ويستخرج منه زيت طيَّار يستعمل في تقطير بعض المشروبات الرُّوحيَّة. 

حسل

8 احتسل He hunted, caught, snared, or entrapped, the [young lizards termed] حُسُول, pl. of حِسْلٌ. (O, K. *) حِسْلٌ The young one of the [kind of lizard called] ضَبّ, (Az, S, Mgh, K,) when it first comes forth from its egg: (Az, S, K:) it is next called غَيْدَاقٌ; then, مُطَبِّخٌ; then, خُضَرِمٌ; and then, ضَبٌّ: (S and L voce مُطَبِّخٌ: [but see this word:]) pl. [of pauc.] أَحْسَالٌ (K) and [of mult.]

حُسُولٌ (S, K) and حِسْلَانٌ, with kesr, and حِسَلَةٌ, (K, TA,) with kesr and then fet-h. (TA. [In the CK حَسِلَةٌ.]) [Hence,] أَبُو الحِسْلِ, (S,) or أَبُو حِسْلٍ, and ↓ أَبُو حُسَيْلٍ, (K,) The [lizard called]

ضَبّ. (S, K.) [Hence also,] لَا آتِيكَ سِنَّ الحِسْلِ, i. e. I will not come to thee ever, (S, K,) until thy death: (S:) because the tooth of the حسل does not fall out: (S, K:) a prov. (S.) حُسَيْلٌ: see حِسْلٌ [of which it is the dim.].
[حسل] قال أبو زيد: يقال لفرخ الضبّ حين يخرج من بيضته حِسْلٌ، والجمع حُسولٌ. ويُكْنى الضبٌّ أبا الحِسْلِ. وقولهم في المثل: " لا آتيك سِنَّ الحِسْل " أي أبداً، لأنَّ سنّها لا تسقط أبداً حتى تموت. والحَسِيلُ: ولدُ البقرةِ، لا واحد له من لفظه. ومنه قول الشاعر :

وهن كأذناب الحسيل صوادر * والانثى حسيلة، عن الاصمعي. والحسالة، مثل الحُثالَة. والمَحْسولُ مثل المَخْسولِ، وهو المرذول، وقد حَسَلَهُ، أي رَذَلَهُ: وحُسِلَ به، أي أُخِسَّ حظُه. وفلانٌ يُحَسِّلُ بنفسه، أي يقصِّر ويركب بها الدناءةَ. والحَسيلَةُ: حَشَفُ النخل الذي لم يكن حلا بسره، فييبس ويودن باللبن أو بالماء، ويُمْرَسُ له تمرٌ حتى يحليه فيؤ كل لقيما. يقال: بلوا لنا من تلك الحسيلة. عن الكسائي.
الْحَاء وَالسِّين وَاللَّام

الحِسْلُ: ولد الضَّب حِين يخرج من بيضته. وَالْجمع أحْسالٌ وحِسْلانٌ وحِسَلَةٌ. والضب يكنى أَبَا حِسْلٍ وَأَبا الحُسَيْلِ.

والحَسْلُ: السّوْق الشَّديد.

والحسيلَةُ: حشف النّخل الَّذِي لم يحل بسره، ييبسونه حَتَّى ييبس، فَإِذا ضرب انفتَّ عَن نَوَاه وودنوه بِاللَّبنِ ومردوا لَهُ تَمرا حَتَّى يحليه، فيأكلونه لقيما.

والحسيلُ: ولد الْبَقَرَة الْأَهْلِيَّة، وَعم بَعضهم فَقَالَ: هُوَ ولد الْبَقَرَة. وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ، وَجَمعهَا حَسيلٌ، على لفظ الْوَاحِد الْمُذكر. وَقيل: الحسيل، الْبَقر الأهلي، لَا وَاحِد لَهُ من لَفظه.

وَهُوَ من حَسيلِتهم، عَن ابْن الْأَعرَابِي، أَي من خُشارتهم. والحسيل، الرذال من كل شَيْء. والحُسالَة كالحسيلة. وَأرى الَّلحيانيّ قَالَ: الحسالة من الْفضة كالسحالة، وَهُوَ مَا سقط مِنْهَا، وَلست مِنْهَا على ثِقَة. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الحسالة، مَا تكسر من قشر الشّعير وَغَيره. والمحسول: الخسيس، وَالْخَاء أَعلَى.

حسل: الحِسْل: ولد الضَّبِّ، وقيل ولد الضب حين يخرج من بَيْضته، فإِذا

كَبِر فهو غَيْداق، والجمع أَحْسال وحِسْلان، الكسرة في حِسْل غَيْرُ

الكسرة في حِسْلان، تلك وضْعِيَّة وهذه مُجْتَلَبَة للجمع، وحِسَلة وحُسُول،

هذه في الأَزهري. والضب يكنى أَبا حِسْل وأَبا الحِسْل وأَبا الحُسَيل.

وقال أَبو الدُّقيش: تقول العرب للضَّبِّ إِنه لَقاضي الدواب والطير، قال

الأَزهري: ومما يحقق قوله الدواب والطير، قال الأَزهري: ومما يحقق قوله

ما رويناه عن عامر الشعبي قال: سمعت النعمان ابن بشير على المنبر يقول:

يا أَيها الناس، إِني ما وجدت لي ولكم مَثَلاً إِلا الضَّبُع والثعلب

أَتَيا الضبَّ في جُحْره فقالا: أَبا الحِسْل قال: أَجئتما؟ قالا: جئناك

نَحْتَكِم، قال: في بيته يُؤتى الحَكَم، في حديث فيه طول، وقولهم في المثل:

لا آتيك سِنَّ الحِسْل أَي أَبداً لأَن سِنَّها لا تسقط أَبداً حتى تموت؛

وأَنشد ابن بري:

ثُمَّتَ لا أُرْسِلها سِنَّ الحِسِل

والحُسالة: الرَّذْل من كل شيء؛ وقال بعض العَبْسِيِّين:

قَتَلْتُ سَراتَكم، وحَسَلَتْ منكم

حَسِيلاً، مِثْلَ ما حُسِل الوِبار

قال ابن الأَعرابي: حَسَلْت أَبْقَيت منكم بَقِيَّة رُذالاً. والحُسالة:

مثل الحُثالة. والمَحْسول، مثل المَخْسول: وهو المَرْذُول. وقد حَسَله

وخَسَله أَي رَذَله. وحُسِل به أَي أُخِسَّ حَظُّه. وفلان يُحَسِّل بنفسه

أَي يُقَصِّر ويركب الدناءة، وهو من حَسِيلتهم؛ عن ابن الأَعرابي، أَي من

خُشارتهم. والحَسِيل: الرُّذال من كل شيء. والحُسالة: كالحَسِيلة. قال

ابن سيده: وأُرى اللحياني قال الحُسالة من الفِضَّة كالسُّحالة، وهو ما

سقط منها، ولست منها على ثِقَة. وقال أَبو حنيفة: الحُسالة ما تَكَسَّر من

قشر الشعير وغيره. والمَحْسول: الخَسِيس، والخاء أَعلى. والحَسْل:

السَّوْق الشديد. يقال: حَسَلها حَسْلاً إِذا ضبطها سَوْقاً.

والحَسِيلة: حَشَف النخل الذي لم يَحْلُ بُسْره يُيَبِّسونه حتى

يَيْبَس، فإِذا ضُرِب انْفَتَّ عن نَواه وَودَنُوه باللبن ومَرَدُوا له تمراً

حتى يُحَلَّيه فيأْكلونه لَقِيماً، يقال: بُلُّوا لنا من تلك الحَسِيلة،

ورُبَّما وُدِن بالماء. والحَسِيل: ولد البقرة الأَهلية وعَمَّ به بعضهم

فقال هو ولد البقرة، والأُنثى بالهاء، وجمعها حَسِيل على لفظ الواحد

المذكر، وقيل: الحَسِيلْ البقر الأَهلي لا واحد له من لفظه؛ ومنه قول

الشَّنْفَرَى الأَزدي يصف السيوف:

وهُنَّ كأَذناب الحَسِيل صَوادر،

وقد نِهِلَتْ من الدِّماءِ وعَلَّتِ

قال ابن بري: قال الجوهري والحَسِيل ولد البقرة لا واحد له من لفظه،

قال: صوابه والحَسِيل أَولاد البقر، وقال: قال الأَصْمعي واحدها حَسِيلة فقد

ثبت أَن له واحداً من لفظه، وشبه السيوف بأَذناب الحَسيل إِذا رأَت

أُمهاتها فحرَّكتها؛ وقيل لولد البقرة حَسِيل وحَسِيلة لأَن أُمه تُزْجِيه

معها. ابن الأَعرابي: يقال للبقرة الحَسِيلة والحائرة والعَجوز والبعبة

(*

قوله «والحاـرة» وقوله «البعبة» هكذا في الأصل من غير نقط للكلمتين، ولعل

الاولى الجائرة أو الخائرة من الجؤار أو الخوار) وأَنشد غيره:

عَليَّ الحَشِيش ورِيٌّ لها،

ويوم العُوار لحسْل بن ضَب

يقولها المستأْثر مَرْزِئة على الذي يفعله. قال أَبو حاتم: يقال لولد

البقرة إِذا قَرَم أَي أَكل من نبات الأَرض حَسِيل، قال: والحَسِيل إِذا

هَلَكت أُمُّه أَو ذَأْرتْه أَي نَفَرت منه فأُوجِر لبناً أَو دَقِيقاً فهو

مَحْسول؛ أَنشد:

لا تَفْخَرَنَّ بِلحيَةٍ،

كثُرَتْ مَنابِتُها، طوِيله

تَهْوى تَفَرُّقَها الرِّيا

حُ، كأَنَّها ذَنَبُ الحَسِيله

حسل
الحَسْلُ بِالْفَتْح: السَّوقُ الشَّدِيدُ كَمَا فِي المُحكَم والمُحِيط. أَيْضا: النَّبِقُ الأخضَرُ الواحِدة: حَسْلَةٌ، كَمَا فِي المُحِيط. قَالَ أَبُو زيد: الحِسْلُ بِالْكَسْرِ: وَلَدُ الضَّبِّ حِينَ يَخرُجُ مِن بَيضَتِه فَإِذا كَبِر فَهُوَ غَيداقٌ. واحْتَسَل الرجُلُ: اصْطادَها أَي الحُسُول، كَمَا فِي العُباب. ج: أَحْسالٌ وحُسُولٌ وحِسْلانٌ، بِالْكَسْرِ، وحِسَلَةٌ بِكَسْر فَفتح. وأَبو حِسْلٍ بِالْكَسْرِ، وَأَبُو حُسَيْل كزُبَيرٍ: كُنْيَةُ الضَّبِّ قَالَ الأزهريُّ: تَقول العَربُ: إِنَّه قاضِي الدَّوابِّ والطَّير، وممّا يُحَقِّقُه مَا رَويناه عَن النُّعمان بن بَشِير رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ علَى المِنْبَر: إنى مَا وجدتُ لي وكُم مَثَلاً إلاّ الضَّبُعَ والثَّعْلَب، أَتَيا الضَّبَّ فِي جُحْره، فَقَالَا: أَبَا حِسْلٍ، قَالَ: أَجَبتُكما، قَالَا: جِئناكَ نَحْتَكِم، فاخْرُجْ إِلَيْنَا، قَالَ: فِي بَيْتِه يُؤْتَى الحَكَم. قَوْلهم فِي المَثَل: لَا آتِيكَ سِنَّ الحِسْلِ: أَي أَبَداً لأنّ سِنَّها لَا تَسْقُط حَتَّى تَمُوتَ كَمَا فِي الصِّحاح. والحَسِيلَةُ كسَفِينةٍ: حَشَفُ النَّخْلِ الَّذِي لم يَحْلُ بُسْرُه فَيُيَبَّسُ فَإِذا ضُرِب انْفَتَّ عَن نَواهُ ويُوَدَّنُ باللَّبنَ أَو بِالْمَاءِ قَالَ الجوهريّ: وُيمْرَسُ لَهُ تَمْرٌ حَتَّى يُحَلِّيَه فيُؤكَلَ لَقِيماً يُقَال: بُلُّوا لَنا مِن تِلْكَ الحَسِيلَةِ، قَالَه الكِسائي. الحَسِيلَةُ: خُشارَةُ القَوْمِ عَن ابْن سِيدَه. الحَسِيلَةُ: وَلدُ البَقَرةِ عَن الأَصمَعِي، وخَصّ غيرُه بالأَهْلِيّة. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: يُقال للبَقَر: الحَسِيلَةُ، والخاثِرَةُ، والعَجوزُ، واليَفَنَةُ. والحَسِيلُ كأمِيرٍ: جَمْعُه، قِيل: الحَسِيلُ: البَقَرُ الأَهْلِيُّ لَا واحِدَ لَهُ مِن لَفْظِه، كَمَا فِي المُحْكَم، وَفِي الصِّحاح والعُباب: الحَسِيلُ وَلَدُ البَقرةِ، لَا واحِدَ لَهُ مِن لَفظه،)
قَالَ الشَّنْفَرَي:
(تَراها كأَذْنابِ الحَسِيلِ صَوادِراً ... وَقد نَهِلَتْ مِن الدِّماءِ وعَلَّتِ)
والأنثَى: حَسِيلَةٌ. الحَسِيلُ: رُذالُ الشَّيْء عَن ابنِ الأعرابيّ. ج: حُسُلٌ ككُتُبٍ. الحُسالَةُ كثُمامَةٍ: الفِضَّةُ أَو سُحالَتُها وَهَذَا عَن اللِّحياني، وَهُوَ مَقلُوبٌ. وَفِي المُحكَم: وأُرَى أَن اللحيانيَّ قَالَ: الحُسالَةُ مِن الفِضَّة، كالسُّحالَة: وَهُوَ مَا سَقَط مِنْهَا، وَلست مِنْهَا عَليّ ثِقَةٍ. الحُسالَةُ أَيْضا: مَا يُكَسَّرُ مِن قِشْرِ الشَّعِير وغيرِه كَمَا فِي المُحكَم، إِلَّا أَنه فِيهِ: مَا تَقَشَّر بدل مَا يُكَسَّر. والمَحْسُولُ كالمَخْسُولِ، وَهُوَ الخَسِيسُ والمَرْذُولُ قَالَ ابنُ سِيدَه: والخاءُ أعلَى. حَسَلَهُ حَسْلاً: رَذَلَهُ، حَسَلَ مِنْهُ حَسْلاً: أَبْقَى مِنْهُ بَقِيَّةً رُذالاً وَمِنْه قولُ شَدَّادِ بنِ مُعاوِيةَ أبي عَنْترةَ الْعَبْسِي:
(قَتَلْتُ سَراتَكُم وحَسَلْتُ مِنْكُم ... حَسِيلاً مِثْلَ مَا حُسِلَ الوِبارُ)
والحَسَلاتُ، مُحرَّكةً وَفِي العُباب: الحُسَيلاتُ: هَضَباتٌ وَفِي العُباب: جِبالٌ بدِيارِ الضِّبابِ، وَيُقَال أَيْضا: حَسْلَةٌ وحُسَيْلَةٌ. وَقَالَ نَصْرٌ: هِيَ أَجْبالٌ بِيضٌ للضِّباب إِلَى جَنْبِ رَمْلِ الغَضَى.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الحُسُولُ: السَّوقُ الشَّدِيدُ، عَن ابنِ عَبّاد. والحَسْلُ: الشَّيْء الرُّذالُ. والحُسالَةُ: الرَّدِيءُ مِن كلِّ شَيْء. وحُسالَةُ النّاسِ: خُشارَتُهم. وحُسِلَ بِهِ، كعُنيَ: أَي أَخَسَّ حَظَّه. وفُلانٌ يُحَسِّلُ بنَفْسِه: أَي يُقَصِّرُ وَيركَبُ بهَا الدَّناءةَ.
باب الحاء والسين واللام معهما ح س ل، س ل ح، س ح ل، ح ل س، ل ح س، ل س ح كلهن مستعملات

حسل: الضَبُّ يُكْنَى أبا حِسْل، والحِسْلُ: ولدُه، ويقال: إنه قاضي الدوابّ والطَّيْر، ويقال: وُصِفَ له آدَمُ وصورتُه- عليه السلام-، فقال الضَّبُّ: وَصَفتُم طَيْراً ينزل الطير من السماء والحوت [في] الماء، فمن كان ذا جَناحٍ فَلْيَطِرْ، ومن كان ذا حافر فليحفر. وجمعة حِسَلةٌ .

سحل: السَّحيل: ثَوْبٌ لا يُبْرَمُ غَزْلُة أي لا يفتل طاقَيْنِ طاقَْين، تقول: سَحَلُوه أي: لم يَفْتِلوا سَداه ، والجمع السُّحُل، قال :

على كلِّ حالٍ من سَحيلٍ ومُبْرَمِ

والمِسْحَلُ: الحِمارُ الوحشيُّ، والسَّحيل: أشدُّ نهيق الحمار. والسَّحْل: نَحْتُكَ الخَشَبَةَ بالمِسْحَل، أيْ: المِبْرَد، ويقال له ومِبْرَد الخَشَب، إذا شَتَمه. والمِسْحَل: من أسماء الرِّجال الخُطَباء، واللِّسان، قال الأعشى:

وما كنتُ شاحرداً ولكن حَسْبتُني ... إذا مِسْحَلٌ سَدَّى ليَ القَوْلَ أَنطِقُ

ومِسْحَل يقال، اسمُ جِنّيّ الأعشى في هذا البيت، ويُريد بالمِسْحَل المِقْوَل. والريحُ تَسْحَل الأرض سَحْلاً تَكْشِطُ أَدَمَتَها. والسُّحالةُ: ما تحات من الحديد إذا بُرِدَ، ومن الموازين إذا [تَحاتّتْ] ، ومن الذُّرَة والأَرُزِّ إذا دُقَّ شِبْهُ النُّخالة. والسَّحْل: الضرْب بالسياط مما يَكْشِطُ من الجِلد. والمِسَحلان: حَلْقَتان إحداهما مُدْخَلة في الأخرى على طَرَفَي شَكيم الدابّة، وتُجمَع مَساحِل، قال:  لولا شَباةُ المِسْحَلَيْنِ اندَقَّاً

وقال:

صُدودَ المَذاكي أفلتتها المساحل

والساحل: شاطىء البحر. والإسْحِل: من شَجَر السِّواك. ومُسْحُلان: اسمُ وادٍ، قال النابغة:

سأربِطُ كلبي أنْ يَريبك نَبْحُهُ ... وإنْ كنتُ أرْعَى مُسْحُلانَ وحامِرا

وشابٌّ مُسْحُلان : طويل حَسَن القامة.

سلح: السَّلْح: السُّلاح، ويقال: هذه الحشيشة تُسَلِّح الإِبِل تسليحاً. والسِّلاح من عِداد الحرب ما كان من حديد، حتى السَّيف وحدَه يُدعَى سِلاحاً، قال:

طَليحَ سِفارٍ كالسِلّاح المُفَرَّد

يعني السيف وحدَه. والسُّلْحة: رُبُّ خاثر يُصَبُّ في النِحْي. والمَسْلَحة: قومٌ في عُدَّةٍ قد وُكِّلوا بإزاء ثَغْر، والجميع المَسالِح، والمَسْلَحيٌّ: الواحد المُوَكَّل به. والاِسليح: شجرة تغرُز عليه الإبل. وسَيْلَحِين وسَيْلَحُون ونُصيبِين ونَصيُبون، كذا تُسميه العرب بلغتين.

حلس: الحِلْس: ما وَلِيَ البعير تحت الرحل ، ويقال: فلان من أحلاس الخيل، أي في الفُروسيّة أي كالحِلْس اللازم لظَهْر الفَرَس. والحِلْس للبيت: ما يُبْسَطُ تحت حُرِّ المتاع من مِسْحٍ وغيره. وحَلَسْتُ البعيرَ حَلْساً: غشَّيتُه بحِلْسٍ.

وفي الحديث في الفِتْنة كُنْ حِلْسَ بيتِكَ حتى تأتيك يدٌ خاطية أو مَنِيّةٌ قاضية .

وحَلسَتِ السماءُ: أمطرتْ مطراً رقيقاً دائماً. وعُشّبٌ مُسْتَحِلس: ترى له طرائق بعضها فوق بعض لتراكُمه وسواده. واستَحْلَسَ الليلُ بالظلام، أي: تراكَمَ. واستَحْلَسَ السَّنام إذا رَكِبَتْه رَوادِفُ الشَّحم ورَواكبُه. والحَلِس (بكسر اللام) : [الشــجاع الذي يُلازمُ قِرْنَهُ] والحِلْس: أن ياخذ المُصَدِّق مكان الإبل دراهمَ . والحِلْسُ: الرّابعُ من القِداح. والمُسْتَحلِس: الذي يلزم المكان.

لحس: اللَّحْسُ: أكل الدَّوابّ الصوف، وأكل الجَراد الخضر والشجر ونحوه. واللاحوس: المشئوم يَلْحَس قومه. واللَّحُوس: الذي يَتَتَبَّع الحلاوة كالذُّباب. والمِلْحَس: الشُّــجاع الذي يأكل كل شيء يرتفع إليه.

همج

(هـ م ج) : (الْهَمَجُ) ذُبَابٌ صَغِيرٌ كَالْبَعُوضِ يَسْقُطُ عَلَى وُجُوهِ الْغَنَمِ وَالْحَمِيرِ وَأَعْيُنِهَا الْوَاحِدَةُ هَمَجَةٌ.
هـ م ج

أذلّ من الهمج وهو ضرب من البعوض وقيل: الذباب الصغير الذي يقع على وجوه الحمير وأعينها وقيل: دودٌ يتفقّأ عن ذباب وبعوض.

ومن المجاز: ما هم إلا همجٌ ورعاع.
همج:
همج: رعاع (بقطر). وفي (محيط المحيط): (الهمج ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم والحمير وأعينها والغنم المهزولة. واحدته همجة والحمقى) (ياقوت 18:446:3، انظر 289:5 و 919:4 و 22:98:9) (= أرذال الناس) (البربرية 2:1، ابن بطوطة 224:4).
هـ م ج : الْهَمَجُ ذُبَابٌ صَغِيرٌ كَالْبَعُوضِ يَقَعُ عَلَى وُجُوهِ الدَّوَابِّ الْوَاحِدَةُ هَمَجَةُ مِثْلُ قَصَبٍ وَقَصَبَةٍ وَقِيلَ هُوَ دُودٌ يَتَفَقَّأُ عَنْ ذُبَابٍ وَبَعُوضٍ وَيُقَالُ لِلرَّعَاعِ هَمَجٌ عَلَى التَّشْبِيهِ. 
هـ م ج: (الْهَمَجُ) بِفَتْحَتَيْنِ جَمْعُ (هَمَجَةٍ) وَهِيَ ذُبَابٌ صَغِيرٌ كَالْبَعُوضِ يَسْقُطُ عَلَى وُجُوهِ الْغَنَمِ وَالْحَمِيرِ وَأَعْيُنِهَا. وَيُقَالُ لِلرِّعَاعِ الْحَمْقَى: إِنَّمَا هُمْ هَمَجٌ. 

همج


هَمَجَ(n. ac. هَمْج)
a. Drank their full.
b. [ coll. ], Dispatched; scamped (
affair ).
هَمِجَ(n. ac. هَمَج)
a. Hungered.

أَهْمَجَa. Galloped.
b. Concealed.

إِهْتَمَجَa. Was exhausted, wan.

هَمَجa. Gnats, flies.
b. Hunger; bad diet.
c. Fools.
d. Lean.

هَمَجَةa. Gnat.
b. Lean sheep.

هَمَجِيّ
(pl.
هَمَج)
a. Coarse, uncouth, lout; barbarian.

هَاْمِجa. Leaderless (army); shepherdless (
flock ).
هَمِيْجa. Young gazelle, antelope, doe, fawn.

هَمَج هَامِج
a. Severe hunger.
همج
الهَمَجُ: كُلُّ دُوْدٍ يَتَفَقَّأُ عن ذُبَابٍ أو بَعُوضٍ. والهَمِيْجُ من الظِّبَاء: الي يَدْخُلُ الهَمَجُ في مَنْخرِها. ورُذَالَةُ الناسِ: هَمَجٌ. وهَمِجَ البَعِيرُ من الماء: شَرِبَ منه، والهَمِجُ: الذي لا يَرْوى. والهَمِيْجُ: الخَمِيْصُ البَطْنِ. والسَّمِيْنُ. والهَمَجُ: شَهْوَةُ النُّفَسَاء ومَثَلٌ: " ما أنْتِ إلاّ مَنْفُوسَةٌ هَمِجَةٌ ". واهْتَمَجَتْ نَفْسُها: ضَعُفَتْ عن حَرٍّ أوجَهْدٍ. والهَمَجُ: الضُّمْرُ. والسِّمَنُ أيضاً. وكأنَّه من الأضْدَاد. وهَمِجَ المالُ: أبْطأَ الحَمْضُ ليه، وإبِلٌ هَمَجى. وأرْضٌ هَمَجَةٌ: رَقِيْقَةٌ ليستْ بصَلِيْبَةٍ.
وماءٌ هَمِجٌ: شَرُوْبٌ. وما أبْيَنَ هَمَجَه وهَمَجَتَه. وأهْمَجَ في الجَرْيِ: أسْرَعَ فيه. والهَمِجَةُ: الفاحِشَةُ الكلامِ من النِّساء. والهَمَجى مِثْلُه. وهَمَّجَ الغَضْبَانُ: نَظَرَ نَظَراً شَدِيداً.
[همج] الهمج: جمع همجة، وهو ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم والحمير وأعيُنِها. والهَمَجَةُ أيضاً: الشاة المهزولة. وقول أبي ذؤيب: كأنَّ ابنةَ السَهْمِيِّ يومَ لَقيتُها * مُوَشَّحةٌ بالطرَّتَيْنِ هَميجُ قالوا: ظبيةٌ ذُعِرَتْ من الهَمَج. ويقال للرَعاعِ من الناس الحَمْقى: إنَّما هم هَمَجٌ. وقول الراجز: قد هَلَكَتْ جارَتُنا من الهَمَجْ * وإنْ تَجُعْ تأكُلْ عَتودَّاً أوْ بذجْ قالوا: سوءُ التدبير في المعاش. وقيل الهَمَجُ: الجوعُ. وقولهم: هَمَجٌ هامِجٌ، توكيدٌ له، كقولك ليلٌ لائل. قال الحارث بن حِلِّزة: يَتْرُكُ ما رقَّحَ من عَيْشِهِ * يَعيثُ فيه هَمَجٌ هامج وهمجت الابل من الماء تَهْمَجُ هَمْجاً، بالإسكان، إذا شربت دفعةً واحدةً حتَّى رَوِيَتْ. وأَهْمَجَ الفرسُ، أي جدَّ في جريه.
هـمج
هامِج [مفرد]
• الهامجُ: المتروك بلا نظام يموج بعضه في بعض كالغنم بلا راعٍ والعسكر بلا قائد. 

هَمَج1 [مفرد]: سوء التّدبير في المعاش. 

هَمَج2 [جمع]: جج أهماج، مف همجيّ:
1 - رعاع من النّاس لا نظام لهم "وَسَائِرُ النَّاسِ هَمَجٌ رِعَاعٌ [حديث] " ° قومٌ هَمَج: لا خير فيهم.
2 - حَمْقَى. 

هَمَجِيّ [مفرد]: ج هَمَج، جج أهماج:
1 - اسم منسوب إلى هَمَج2: "عمل هَمَجيّ".
2 - وحشيّ غير متحضِّر "رجل هَمَجِيّ".
3 - مُفتقر للطِّيبة والشَّفَقة والعاطفة. 

همجيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى هَمَج1 وهَمَج2: "تعيش بعض شعوب إفريقيا حياة همجيَّة- أفعال همجيّة".
2 - مصدر صناعيّ من هَمَج1 وهَمَج2: حالة شعب لم يأخذ بأسباب الحضارة "لا زال بعض البشر يعيشون في همجيّة". 

همج

1 همج, [app. هَمِجَ, aor. ـَ inf. n. هَمَجٌ, He hungered; was hungry. (L.) b2: هَمَجَتِ الإِبِلُ مِنَ المَآءِ, (S, K,) aor. ـُ inf. n. هَمْجٌ, (S,) The camels drank of the water at one draught, (S, K,) until they satisfied their thirst. (S.) 4 اهمج, (inf. n. إِهْمَاجٌ, TA,) He (a horse, S, K, or other animal that runs, Lh,) strove or exerted himself, in his running, (S, K,) and then ran impetuously, so as to raise the dust. (TA.) هَمَجٌ Hunger: or (in the K, and) bad management of the means of subsistence. (S, K.) ↓ هَمَجٌ هَامِجٌ [Severe hunger: or very bad management of the means of subsistence:] (S, K:) the latter word is added to give intensiveness to the signification; (TA;) or to corroborate; (S, K;) as in the case of لَيْلٌ لَائِلٌ. (S.) b2: هَمَجٌ Small flies, like gnats, that fall upon the faces of sheep or goats, and asses, (S, K,) and into their eyes: (S:) or gnats; so called from هَمَجٌ signifying “ hunger; ” because when they are hungry they live, but when they become satiated they die: or صِغَار الدَّوَابِّ: (L:) [but this is evidently a mistake for صِغَارُ الذُّبَابِ the young ones, or little ones, of flies:]) or any grubs that burst forth from flies or from gnats: (Lth, A:) pl. of هَمَجَةٌ, (S,) [or rather this is the n. un. of هَمَجٌ, which is a coll. gen. n.]. b3: هَمَجٌ Lean sheep or goats: (K:) [a coll. gen. n.,] n. un. with ة. (S, K.) b4: هَمَجٌ (tropical:) Stupid, or foolish, men; or men of little sense: (K:) or stupid, or foolish, young men of the meaner sort: (S:) or simply young men of the meaner sort: or mixed and low set of men: or disorderly vagabonds: (TA:) you say also رَجُلٌ هَمَجٌ and هَمَجَةٌ a stupid, or foolish, man; and رِجَالٌ هَمَجٌ, and أَهْمَاجٌ: (TA:) or هَمَجَةٌ signifies a stupid, or foolish, man, who has not firm command of himself. (Aboo-Sa'eed.) b5: هَمَجٌ Old and weak ewes: (K:) [a coll. gen. n.,] n. un. with ة: which also signifies simply a ewe. (TA.) b6: قَوْمٌ هَمَجٌ A people in whom is no good. (TA.) b7: ↓ هَمَجٌ هَامِجٌ Young men of the meaner sort; like هَمَجٌ alone: and a mixed set of men who have no intelligence nor manliness. (TA.) هَمِيجٌ A doe-antelope scared, or frightened, by [the small flies called] هَمَجٌ: (S:) a young doe-antelope, (K,) of beautiful body: (L:) one lank in the belly: or one that has two streaks of a colour different from that of the rest of the body in [the two parts called] the طُرَّتَانِ: (K:) or one that has two such streaks on her back; which is only the case in such as are white; and also applied to the male: (TA:) or one that has been attacked by a pain in consequence of which her face has become flabby. (K.) هَامِجٌ: see هَمَجٌ. b2: (tropical:) [A people] left to mix tumultuously, one part with another. (K.) [The explanation seems to be borrowed from the Kur, xviii. 99.]
(هـ م ج)

هَمَجَت الْإِبِل من المَاء تَهْمَجُ هَمْجا: شربت مِنْهُ فاشتكت عَنهُ.

والهَمَجُ: ذُبَاب صَغِير يسْقط على وُجُوه الْإِبِل وَالْغنم وَالْحمير وأعينها، واحدته هَمَجَةٌ، وَقيل: هُوَ ضرب من البعوض، وَقيل: الهَمَجُ: صغَار الدَّوَابّ.

والهَمَجُ: الرعاع من النَّاس، وَقيل: هم الأخلاط، وَقيل: هم الهمل الَّذين لَا نظام لَهُم.

وكل شَيْء ترك بعضه يموج فِي بعضه فَهُوَ هامِجٌ، وَقَالُوا هَمَجٌ هامجٌ، فإمَّا أَن يكون من ذَلِك، وَإِمَّا أَن يكون على الْمُبَالغَة، قَالَ الْحَارِث ابْن حلزة:

يَتْرُكُ مَا رَقَّحَ مِنْ عَيْشِهِ ... يَعيثُ فيهِ هَمَجٌ هامِجُ وَرجل هَمَجٌ، وهَمَجَةٌ: أَحمَق، وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ لَا غير، وَجمع الهَمَجِ أهْماجٌ، قَالَ رؤبة:

فِي مُرْشِقاتٍ لَسْنَ بالأهْماجِ

والهَمَجَةُ: النعجة.

والهَميِجُ من الظباء: الَّذِي لَهُ جدتان على ظَهره سوى لَونه، وَلَا يكون ذَلِك فِي الْأدم مِنْهَا، يَعْنِي الْبيض، وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى بِغَيْر هَاء، وَقيل: هِيَ الَّتِي هزلها الرَّضَاع، وَقيل: هِيَ الْفتية الْحَسَنَة الْجِسْم. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

كأنَّ ابْنَةَ السَّهْمِيِّ يَوْمَ لَقِيتُها ... مَوَشَّحَةٌ بالطُّرَّتَيْنِ هَمِيجُ

والهَمِيجُ: الخميص الْبَطن.

واهْتَمَجَتْ نفس الرجل: ضعفت من جهد أَو حر.

واهْتُمِجَ الرجل نَفسه.

والهَمَجُ: الْجُوع، قَالَ الراجز:

قد هَلَكَتْ جارَتُنا مِنَ الهَمَجْ ... وإنْ تَجُعْ تأكُلْ عَتُودًا أوْ بَذَجْ

وأهْمَجَ الْفرس: اجْتهد فِي عدوه، وَقَالَ اللحياني: يكون ذَلِك فِي الْفرس وَغَيره مِمَّا يعدو.

همج: هَمَجَتِ الإِبلُ من الماء تَهْمُجُ هَمْجاً، وهي هامِجةٌ: شربت

منه فاشتكت عنه؛ وهي إِبِلٌ هَوامِجٌ.

والهَمَجُ: جمع هَمَجَةٍ، وهي ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم

والحُمُرِ وأَعينها. وفي حديث عليّ، رضي الله تعالى عنه: سبحان من أَدْمَجَ

قوائم الذَّرَّة والهَمَجَةِ؛ وهي واحدة الهمج ذبابٌ صغير يسقط على وجوه

الإِبل والغنم والحمير وأَعينها؛ وقيل: الهَمَجُ صغار الدواب. الليث:

الهَمَجُ كلُّ دُودٍ يَنْفَقِئُ عن ذباب أَو بَعُوض، ويقال لرُذالَة

الناس: هَمَجٌ؛ وقال ابن الأَعرابي: والهَمَجُ البَعُوضُ والذباب. والهَمَجُ،

في كلام العرب: أَصله البعوض، الواحدة هَمَجة، ثم يقال لرذال الناس:

هَمَجٌ هامِجٌ؛ قال ابن خالويه: الهَمَجُ الجوع، وبه سمِّي البعوض لأَنه إِذا

جاع عاش، وإِذا شبع مات. والهَمَجُ: الجوعُ. وهَمَجَ إِذا جاع؛ قال

الراجز:

قد هَلَكَتْ جارَتُنا من الهَمَجْ،

وإِن تَجُعْ تأْكلْ عَتُوداً أَو بَذَجْ

والهَمَجُ: الرَّعاعُ من الناس؛ وقيل: هم الأَخلاط، وقيل: هم الهَمَلُ

الذين لا نِظَامَ لهم.

وكل شيء ترك بعضه يَموجُ في بعض، فهو هامجٌ. وقالوا: هَمَجٌ هامِجٌ،

فإِما أَن يكون على ذلك، وإِما أَن يكون على المبالغة؛ قال الحارثُ بن

حِلِّزَةَ:

يَتْرُكُ ما رَقَّحَ من عَيْشِه،

يَعِيثُ فيه هَمَجٌ هامِجُ

وقولهم: هَمَجٌ هامِجٌ، توكيد له كقولك: لَيْلٌ لائِلٌ. ويقال للرَّعاع

من الناس الحَمْقَى: إِنما هم هَمَجٌ هامِج؛ وقول أَبي مُحْرِز

المُحارِبي:

قد هلكت جارتنا من الهَمَج

قالوا: سُوءُ التدبير في المعاش؛ وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: وسائرُ

الناسِ هَمَجٌ رَعاعٌ؛ شَبَّه عليٌّ، عليه السلام، رَعاعَ الناس بالبعوض.

والهَمَجُ: رُذالُ الناس. ويقال لأُشابَة الناس الذين لا عقول لهم ولا

مُرُوءَةَ: هَمَجٌ هامج. وقومٌ هَمَجٌ: لا خير فيه؛ قال حميد بن ثور:

هَمِيجٌ تَعَلَّلَ عن خادِلٍ،

نَتِيجُ ثلاثٍ، بَغِيضُ الثَّرَى

يعني الولد نتيج ثلاث بغيض. ورجل هَمَجٌ وهَمَجة: أَحمق، والأُنثى

بالهاء لا غير، وجمعُ الهَمَج أَهْماجٌ؛ قال رؤبة:

في مُرْشِقاتٍ لَسْنَ بالأَهْماج

أَبو سعيد: الهَمَجةُ من الناس الأَحمق الذي لا يتماسك، والهَمَجُ: جمع

الهَمَجة. والهَمَجة: الشاة المهزولة؛ وقول أَبي ذؤيب:

كأَنَّ ابْنةَ السَّهْمِيِّ، يَومَ لقِيتُها

مُوَشَّحَةً بالطُّرَّتَيْنِ، هَمِيجُ

قالوا: ظبيةٌ ذُعِرَتْ من الهَمَج. ويقال للنعجة إِذا هَرِمَتْ:

هَمَجَةٌ وعَشَمةٌ. والهَمَجةُ: النعجة.

والهَمِيجُ من الظباء: الذي له جُدَّتانِ على ظهره سِوَى لونه، ولا يكون

ذلك إِلاَّ في الأُدْمِ منها، يعني البِيضَ، وكذلك الأُنثى بغير هاءِ،

وقيل: هي التي لها جُدَّتانِ في طُرَّتَيْها؛ وقيل: هي التي هَزَلَها

الرَّضاعُ؛ وقيل: هي الفَتِيَّةُ الحَسَنةُ الجسم؛ قال أَبو ذؤيب يصف

ظبية:موشَّحة بالطُّرَّتَينِ هميج

ومعنى قوله هميج: هي التي أَصابها وجع فذَبُلَ وجهُها. يقال: اهْتَمَجَ

وَجْهُه أَي ذَبُلَ. والهَمِيجُ: الخَمِيصُ البطن. واهْتَمَجَتْ نفْسُ

الرجل: ضعفت من جُهْدٍ أَو حَرٍّ؛ واهْتَمَجَ الرجلُ نفْسُه.

وأَهْمَجَ الفرسُ إِهْماجاً في جَرْيه، فهو مُهْمِج ثم أَلْهَبَ في ذلك،

وذلك إِذا اجتهد في عَدْوِه. وقال اللحياني: يكون ذلك في الفرس وغيره

مما يَعْدُو؛ وأَنشد شمر لأَبي حَيَّةَ النُّمَيري:

وقلتُ لطِفْلة مِنهنَّ، لَيسَتْ

بِمِتْفال، ولا هَمْجَى الكَلامِ

قال: يريد الشَّرارَةَ والسَّمَاجَةَ. قال: وقال ابن الأَعرابي:

الإِهْماجُ والإِسْماجُ. وهَمَجَتِ الإِبلُ من الماءِ تَهْمُجُ هَمْجاً،

بالتسكين، إِذا شربت دَفْعَةً واحدة حتى رَوِيَتْ.

همج
: (الهَمَجَ، محرّكةً: ذُبابٌ صَغيرٌ كالبَعوض يَسقْط على وُجوهِ الغَنَم والحَميرِ) وأَعيُنِها. وَفِي بعض النُّسخ: والحُمُرِ. وَقيل: الهَمَجُ: صِغارُ الدِّوابِّ. وَعَن اللَّيث: الهَمَجُ: كلُّ دُودٍ يَنْفَقِيءُ عَن ذُبابٍ أَو بَعوضٍ؛ هاكطا فِي الأَساس. (و) الهَمَج: (الغَنَمُ المَهزولةُ. واحدتُه بهاءٍ. و) الهَمَجُ: (الحَمَقْى) من النَّاس، رجلٌ هَمَجٌ وهَمَجَةٌ: أَحمقُ. وجمْع الهَمَج أَهْمَاجٌ. وَقَالَ أَبو سعيد: الهَمَجةُ من النّاسِ: الأَحمقُ الَّذِي لَا يَتماسَكُ. (و) الهَمَج: (النِّعاجُ الهَرِمةُ) . وَيُقَال للنَّعجةِ إِذا هَرِمَت: هَمَجَةٌ وعَشَمَةٌ. والهَمَجَةُ: النَّعْجةُ. (و) عَن ابْن خَالَويْهِ: الهَمَجُ: (الجُوعُ) . قيل: وَبِه سُمِّيَ البَعوضُ، لأَنه إِذا جاعَ عاشَ وإِذا شَبِعَ مَاتَ. وهَمَجَ إِذا جَاع. قَالَ الرّاجز، وَهُوَ أَبو مُحْرِزٍ المُحَارِبيّ:
قد هَلَكَتْ جارَتُنَا من الهَمَجْ
وإِنْ تَجُعْ تأْكُلْ عَتُوداً أَو بَذَجْ
(و) الهَمَجُ: (سُوءُ التَّدبيرِ فِي المَعَاشِ) . وَبِه فسَّر بعضُهم قولَ الرّاجز المتقدِّم آنِفا.
(و) قَالُوا: (هَمَجٌ هامِجٌ) ، على الْمُبَالغَة. وَقيل: (تَوْكِيدٌ) لَهُ، كَقَوْلِك: لَيلٌ لائِلٌ.
(وهَمَجَت الإِبلُ من الماءِ) تَهْمُجُ هَمْجاً، بالتسكين: إِذا (شَرِبتْ مِنْهُ دَفعةً وَاحِدَة) حتّى رَوِيَتْ.
(وأَهْمَجَه: أَخْفَاه) كأَهْلَجَه. (و) أَهْمَجَ (الفَرَسُ) إِهْمَاجاً: (جَدَّ فِي جَرْيِه) فَهُوَ مُهْمِجٌ، ثمَّ أَلْهَبَ فِي ذالك، وذالك إِذا اجتَهَدَ فِي عَدْوِه. وَقَالَ اللِّحْيَانيُّ: يكون ذالك فِي الفَرسِ وغيرِه ممّا يَعْدو.
(والهَمِيجُ: الفَتِيَّةُ) الحَسَنَةُ الجِسمِ (من الظِّبَاءِ. و) الهَمِيجُ: (الخَمِيصُ البَطْنِ. أَو) الهَمِيجُ من الظِّبَاءِ: (الَّتِي لَهَا جُدَّتَانِ) ، بالضَّمّ، على ظَهْرهَا سِوَى لَوْنِها، وَلَا يكون ذالك إِلاّ فِي الأُدْم مِنْهَا، يَعْنِي البيضَ؛ وكذالك الأُنثَى بِغَيْر هاءٍ. وَقيل: هِيَ الّتي لَهَا جُدَّتَانِ (فِي طُرَّتَيْهَا. أَو الّتي أَصَابَها وَجَمٌ فذَبَلَ وَجْهُهَا) وَبِه فُسِّر قولُ أَبي ذُؤَيبٍ يَصف ظَبْيةً:
مُوَشَّحةٌ بالطُّرَّتَيْنِ هَمِيجُ
(واهْتَمَجَ) الرَّجلُ، هاكذا فِي (النُّسخ) ، والّطي فِي بعض الأُمّهات: (اهْتُمِجَ) ، بالبناءِ للفمعول، واهْتَمَجت نَفْسُه: (ضَعُفَ من) جَهْدٍ أَو (حَرًّ أَو غيرِه. و) اهْتَمَجَ (وَجْهُه ذَبَلَ) .
(والهَامِج) : تأَكيدٌ لهَمَجٍ، و (المتروكُ يَموجُ بَعضُه فِي بعضٍ) ، وَهُوَ مَجَاز.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
إِبلٌ هامِجةٌ وهَوَامجُ: تَشتكِي عَن شُرْب الماءِ.
وَمن المَجَاز: الهَمَجُ: الرَّعَاعُ من النّاس. وَقيل: هم الأَخْلاطُ. وَقيل: هم الهَمَلُ الّذين لَا نِظَامع لَهُم. وَيُقَال للرَّعاع من النّاس: إِنما هم هَمَجٌ هامِجٌ. وَفِي حَدِيث عليَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ: (وسائرُ النَّاس. وَيُقَال: لأُشابَةِ النَّاسِ الّذين لَا عقولَ لَهُم وَلَا مُروءَةَ: هَمَجٌ هامِجٌ. وقَوْمٌ هَمَجٌ: لَا خَيْرَ فيهم. قَالَ حُمَيْدُ بن ثَوْر:
هَميجٌ تعلَّلَ عَن خاذل
نَتيجُ ثلاثٍ بَغيضُ الثَّرَى
والهَمَج: ماءٌ وعُيُونٌ عَلَيْهِ نَخْلٌ من الْمَدِينَة، من جِهَة وَادي القُرَى.
والإِهْمَاجُ: الإِسْماجْ؛ قَالَه ابْن الأَعرابيّ.
وهِمَاجٌ، بِالْكَسْرِ: اسْم مَوضِع بعَينه. قَالَ مُزاحمٌ العُقَيْليّ:
نَظَرْتُ وصُحْبَتي بقُصورِ حَجْرٍ
بعَجْلَى الطَّرْف غائرةِ الحِجَاجِ
إِلى ظُعُنِ الفضِيلَة طالعاتٍ
خِلالَ الرَّمْل وارِدَاة الهِمَاجِ
وَقَالَ أَبو زِيَاد: الهِمَاج: مياهٌ فِي نِهْيِ تُرَبَةَ؛ كَذَا فِي (المعجم) . 

بَقَلَ

(بَقَلَ)
(س) فِي صِفَةِ مَكَّةَ «وأَبْقَلَ حَمْضُها» أَبْقَلَ الْمَكَانُ إِذَا خَرج بَقْلُهُ، فَهُوَ بَاقِل. وَلَا يُقَالُ مُبْقِل، كَمَا قَالُوا أوْرس الشَّجَرُ فَهُوَ وَارِس وَلَمْ يَقُولُوا مُورِس، وَهُوَ مِنَ النَّوادر.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ والنَّسَّابة «فَقَامَ إِلَيْهِ غُلَامٌ مِنْ بَنِي شَيْبَانَ حِينَ بَقَلَ وجههُ» أَيْ أَوَّلَ مَا نَبَتَتْ لحيَتُه.
بَقَلَ: ظَهَرَ،
وـ الأَرْضُ: أَنْبَتَتْ،
وـ الرِّمْثُ: اخْضَرَّ،
كأَبْقَلَ فيهما،
فهو باقِلٌ، والأَرْضُ بَقيلَةٌ وبَقِلَةٌ مُبْقِلَةٌ،
وـ وجْهُ الغُلامِ: خَرَجَ شَعْرُهُ،
كأَبْقَلَ وبَقَّلَ، وأَبْقَلَهُ الله تعالى،
وـ لبَعيرِهِ: جَمَعَ البَقْلَ.
والبَقْلُ: ما نَبَتَ في بَزْرِهِ لا في أُرومَةٍ ثابِتَةٍ.
وتَبَقَّلَ: خَرَجَ يَطْلُبُه.
والبَقْلَةُ: واحِدَتُهُ، وبالضم: بَقْلُ الرَّبيعِ، والأرْضُ بَقِلَةٌ وبَقيلَةٌ وبَقالَةٌ ومَبْقَلَةٌ، وبضمِّ القافِ.
وابْتَقَلَتِ الماشِيَةُ وتَبَقَّلَتْ: رَعَتِ البَقْلَ،
وـ القَوْمُ: رَعَتْ ماشِيَتُهُمُ البَقْلَ،
كأَبْقَلوا.
وبَقْلَةُ الضَّبِّ: نَبْتٌ.
والباقِلَّى ويُخَفَّفُ،
والباقلاءُ، مُخَفَّفَةً ممدودَةً: الفولُ، الواحِدَةُ: بهاءٍ، أو الواحِدُ والجَمِيعُ سَواءٌ، وأَكْلُهُ يُوَلِّدُ الرياحَ والأَحْلامَ الرَّدِيَّةَ والسَّدَرَ والهَمَّ وأَخْلاطاً غَليظَةً، ويَنْفَعُ للسُّعالِ وتَخْصيبِ البَدَنِ، ويَحْفَظُ الصِحَّةَ إذا أُصْلِحَ، وأَخْضَره بالزَّنْجَبيلِ للباءَةِ غايَةٌ.
والباقِلَّى القِبْطِيُّ: نَباتٌ حَبُّهُ أَصْغَرُ من الفولِ.
والبَقْلَةُ اليَمانِيَّةُ،
وبَقْلَةُ الضَّبِّ، وبَقْلَةُ الرُّماةِ،
وبَقْلَةُ الرُّمْلِ أَو البَراري،
والبَقْلَةُ الحامِضَةُ،
والبَقْلَةُ الأتْرُجِّيَّةُ: حَشائِشُ.
وبَقْلَةُ الأَنْصارِ: الكُرُنْبُ.
وبَقْلَةُ الخَطاطيفِ: العُروقُ الصُّفْرُ.
والبَقْلَةُ المُبارَكَةُ: الهِنْدَباءُ، أَو الرِجْلَةُ، وكذا البَقْلَةُ اللَّيِّنَةُ، وكذَا بَقْلَةُ الحَمْقاءِ.
وبَقْلَةُ المَلِكِ: الشاهْتَرَجُ.
والبَقْلَةُ البارِدَةُ: اللَّبْلاب.
والبَقْلَةُ الذَّهَبِيَّةُ: القَطْفُ.
وبُقولُ الأَوْــجاعِ: نَبْتٌ مُخْتَبَرٌ في إزالَةِ الأَوجَاعِ من البَطْنِ.
والبُوقالُ، بالضم: كوزٌ بلا عُرْوَةٍ.
وباقِلٌ: رجُلٌ اشْتَرَى ظَبْياً بأحَدَ عَشَرَ دِرْهَماً، فسُئِلَ عن شِرائِهِ، فَفَتَحَ كفَّيْهِ، وأَخْرَجَ لِسانَهُ يُشيرُ إلى ثَمَنِهِ، فانْفَلَتَ، فضُرِبَ به المَثَلُ في العِيِّ.
وبَنو باقِلٍ: حَيٌّ من الأَزْدِ، ويقالُ لهم: بَقْلٌ أَيْضاً.
وبنو بُقَيْلَةَ، كجُهيْنَةَ: بَطْنٌ.
وبَقَّلَ تَبْقيلاً: ساسَ.
والبَقَّالُ: لِبَيَّاعِ الأَطْعِمَةِ، عامِّيَّةٌ، والصَّحيحُ: البَدَّالُ، وقد تَقَدَّمَ. ومحمدُ بنُ أَبي القاسِمِ الخَوارَزْمِيُّ البَقَّالُ، والعَجَمُ يَزيدونَ آخِرَه ياءً: إمامٌ بارِعٌ، ذو تَصانيفَ حَسَنَةٍ.

الكناية

الكناية:
[في الانكليزية] Metonymy ،antonomasia
[ في الفرنسية] metonymie
بالكسر في اللغة واصطلاح النحاة أن يعبّر عن شيء معيّن بلفظ غير صريح في الدلالة عليه لغرض من الأغراض كالإبهام على السامعين، كقولك جاءني فلان وأنت تريد زيدا. والمراد بها في باب المبنيات ما يكنى به لا المعنى المصدري ولا كلّ ما يكنى به بل البعض المعيّن منه، وهو كم وكذا كناية عن العدد وكيت وذيت للحديث، ومنها كأين كذا في الفوائد الضيائية، قال ابن الحاجب: الكناية في باب المبنيات لفظ مبهم يعبّر به عما وقع مفسّرا في كلام متكلّم إمّا لإبهامه على المخاطب أو لنسيانه.
واعترض عليه بأنّ كم ليس من هذا القبيل ولا لفظ كذا في قولك عندي كذا رجلا لأنّه ليس حكاية لما وقع في كلام متكلّم مفسّرا، ولا كيت وذيت في قولك كان من الأمر كيت وذيت. بلى قولك قال فلان كذا فقال كيت وذيت داخل في حدّه. وأجيب بأنّ المراد صحة الوقوع لا الوقوع حقيقة أي عما يصحّ أن يقع في كلام متكلّم مفسّرا أو من شأنه أن يقع كذا في الموشح. ويطلق الكناية أيضا على الضمير لأنّه يكنى به عن متكلّم أو مخاطب أو غائب تقدّم ذكره. وعند الأصوليين والفقهاء مقابل للصريح. قالوا الصريح لفظ انكشف المراد منه في نفسه أي بالنظر إلى كونه لفظا مستعملا، والكناية لفظ استتر المراد منه في نفسه سواء كان المراد منهما أي من الصريح والكناية معنى حقيقيا أو مجازيا. فالحقيقة التي لم تهجر صريح والتي هجرت وغلب معناها المجازي كناية، والمجاز الغالب الاستعمال صريح وغير الغالب كناية. واحترز بقيد في نفسه عن استتار المراد في الصريح بواسطة غرابة اللفظ أو ذهول السامع عن الوضع أو عن القرينة أو نحو ذلك، وعن انكشاف المراد في الكناية بواسطة التفسير والبيان، فمثل المفسّر والمحكم داخل في الصريح ومثل المشكل والمجمل داخل في الكناية لما تقرّر من أنّ هذه الأقسام متمايزة بالاعتبار لا بالذات. وما يقال من أنّ المراد الاستتار والانكشاف بحسب الاستعمال بأن يستعملوه قاصدين الاستتار وإن كان واضحا في اللغة أو الانكشاف وإن كان خفيا في اللغة احترازا عن أمثال ذلك فلا يخفىقصدا، وبالذات إذ لا معنى لاستعمال اللفظ في غير معناه لينتقل منه إلى معناه فينافي إرادة الموضوع له لأنّ إرادته حينئذ لا يكون للانتقال إلى المعنى المجازي الداخل تحت الإرادة قصدا من غير تبعية، بل لكونه مقصودا بالذات فيلزم إرادة المعنى الحقيقي والمجازي معا بالذات وهو ممتنع. وبهذا يندفع ما يقال لو كان الاستعمال في غير ما وضع له منافيا لإرادته الموضوع له لامتناع الجمع بين الحقيقة والمجاز لكان استعماله فيما وضع له أيضا منافيا لإرادة غير الموضوع له لذلك كذا كذا في التلويح.

قال أبو القاسم في حاشية المطوّل: ذهب المحقّقون إلى أنّه يجوز كون المعنى الحقيقي في الكناية مستحيلا وحينئذ لا يعلم الفرق بينها وبين المجاز أصلا، فإنّ استحالة المعنى الحقيقي من أقوى قرائن المجاز، فإذا جوّز في الكناية استحالة المعنى الحقيقي ولم يجعل مانعا عن إرادة المعنى الحقيقي لينتقل منه إلى المقصود فلا يكون شيء من قرائن المجاز مانعا عن إرادته لينتقل منه إلى المقصد، فلا تتميّز الكناية عن المجاز في شيء من الصور. ولو سلّم فلا شكّ في عدم التمييز في صورة الاستحالة. قال صاحب الأطول: يمكن أن تجعل الكنايات كلها حقائق صرفة ويكون قصد ما به يجعل معنى كنائيا من قبيل قصد النتيجة بعد إقامة الدليل فيكون فلان كثير الرّماد حقيقة صرفة ذكرت دليلا على أنّه مضياف فيكون التقدير فهو مضياف ولا يكون هناك استعمال كثير الرماد في المضياف انتهى. وفرّق السّكّاكي وغيره بينهما بأنّ الانتقال فيها من اللازم إلى الملزوم وفي المجاز بالعكس كالانتقال من الأسد الذي هو ملزوم الشــجاع إلى الشــجاع.
وردّ بأنّ اللازم ما لم يكن ملزوما لم ينتقل منه لأنّ اللازم يجوز أن يكون أعمّ من الملزوم، والانتقال إنّما يتصوّر على تقدير تلازمهما وتساويهما، وحينئذ يكون الانتقال من الملزوم إلى اللازم كما في المجاز. وأجيب بأنّ المراد باللازم ما يكون وجوده على سبيل التّبعية كطول النجاد لطول القامة، ولذا جوّزوا كون اللازم أخصّ كالضاحك بالفعل للإنسان، فالكناية أن يذكر من المتلازمين ما هو تابع ورديف ويراد به ما هو متبوع ومردوف، والمجاز بالعكس، وفيه نظر لأنّ المجاز قد يكون من الطرفين كاستعمال الغيث في النبت واستعمال النبت في الغيث كذا في المطول. قال أبو القاسم ذكر أهل الأصول أنّه لمّا كان مبني المجاز على الانتقال من الملزوم إلى اللازم أي من المتبوع إلى التابع فإن كان اتصال الشيئين بحيث يكون كلّ منهما أصلا من وجه وفرعا من وجه جاز استعمال الأصل في الفرع دون العكس، فالعلّة أصل من جهة احتياج المعلول إليه والمعلول المقصود أصل من جهة كونه منزلة العلّة الغائية، وهي وإن كانت لوجودها معلولة لمعلولها إلّا أنّها لماهياتها علّة له، ومن هذا القبيل إطلاق النبت على الغيث فاندفع الاعتراض. والقول بأنّ اصطلاح أهل العربية مخالف لاصطلاح الأصول مما لا يلتفت إليه انتهى. اعلم أنّ الكناية في اصطلاحهم كما تطلق على اللفظ نفسه كذلك تطلق على المعنى المصدري الذي هو فعل المتكلم أعني ذكر اللازم وإرادة الملزوم، فاللفظ يكنى به والمعنى يكنى عنه كذا في المطول.

التقسيم:
الكناية ثلاثة أقسام الأولى الكناية المطلوب بها غير صفة ولا نسبة فمنها ما هي معنى واحد وهو أن يتفق في صفة من الصفات عرض اختصاص بموصوف معيّن فتذكر تلك الصفة ليتوصّل بها إلى ذلك الموصوف كقولنا مجامع الأضغان كناية عن القلوب والضغن الحقد. ومنها ما هي مجموع معان وهو أن تؤخذ صفة فتضمّ إلى لازم آخر وآخر لتصير جملتها مختصّة بموصوف فيتوصّل بذكرها إليه، كقولنا كناية عن الإنسان حي مستوى القامة عريض الأظفار ويسمّى هذه خاصّة مركّبة، وشرط هذين الكنايتين الاختصاص بالمكنى عنه.
الثانية الكناية المطلوب بها صفة من الصفات كالجود والكرم والشــجاعــة ونحو ذلك، وهي ضربان، قريبة وبعيدة، فإن لم يكن الانتقال بواسطة فقريبة إمّا واضحة إن حصل الانتقال منها بسهولة كطويل النّجاد وإمّا خفية كقولهم كناية عن الأبله عريض القفا، فإن عرض القفا وعظم الرأس بالإفراط مما يستدلّ به على بلاهة الرجل لكن في الانتقال نوع خفاء لا يطلع عليه كلّ أحد، وإن كان الانتقال من الكناية إلى المطلوب بها بواسطة فبعيدة كقولهم كثير الرماد كناية عن المضياف فإنّه ينتقل من كثرة الرماد إلى كثرة إحراق الحطب تحت القدر، ومنها إلى كثرة الطبخ ومنها إلى كثرة الضيفان ومنها إلى المطلوب. والثالثة المطلوب بها نسبة أي إثبات أمر لأمر أو نفيه عنه كقول زياد الأعجم:
إنّ السّماحة والمروءة والنّدى. في قبّة ضربت على ابن الحشرج.
فإنه أراد أن يثبت اختصاص ابن الحشرج بهذه الصفات فترك التصريح بأن يقول إنّه مختصّ بها أو نحوه إلى الكناية بأن جعلها في قبة مضروبة عليه. والموصوف في هذين القسمين قد يكون مذكورا كما مرّ وقد يكون غير مذكور كما يقال في عرض من يؤذي المسلمين المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده فإنّه كناية عن نفي صفة الإسلام عن المؤذي وهو غير مذكور في الكلام كذا في المطول. وقال في الإتقان استنبط الزمخشري نوعا من الكناية غريبا وهو أن تعمد إلى جملة معناها على خلاف الظاهر فتأخذ الخلاصة من غير اعتبار مفرداتها بالحقيقة والمجاز فتعبّر بها عن المقصود، كما تقول في نحو الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى. إنّه كناية عن الملك فإن الاستواء على السرير لا يحصل إلّا مع الملك، فجعل كناية عنه. وكذا قوله تعالى وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ كناية عن عظمته وجلالته من غير ذهاب بالقبض واليمين إلى جهتين حقيقة ومجازا انتهى.
قال السّكّاكي الكناية تتفاوت إلى تعريض وتلويح ورمز وإيماء وإشارة والمناسب للكناية العرضية وهي ما لم يذكر الموصوف فيها التعريض لأنّ التعريض خلاف التصريح. يقال عرّضت لفلان وبفلان إذا قلت قولا لغيره وأنت تعيّنه فكأنّك أشرت به إلى عرض أي جانب وتريد جانبا آخر، والمناسب لغير العرضية إن كثرت الوسائط بين اللازم والملزوم التلويح لأنّ التلويح هو أن تشير إلى غيرك من بعد وإن قلّت الوسائط مع خفائه أي خفاء اللزوم فالمناسب الرمز لأنّ الرمز أن تشير إلى قريب منك على سبيل الخفية لأنّه الإشارة بالشّفة والحاجب وبلا خفاءه فالمناسب الإيماء والإشارة كذا في المطول. فائدة:
للناس في الفرق بين الكناية والتعريض عبارات متقاربة. فقال الزمخشري الكناية ذكر الشيء بغير لفظه الموضوع له والتعريض أن يذكر شيئا يدلّ به على ذكر شيء لم يذكره، كما يقول المحتاج للمحتاج إليه جئتك لأسلّم عليك فكأنّ إمالة الكلام إلى عرض يدلّ على المقصود ويسمّى التلويح لأنّه يلوح منه ما تريده. وقال ابن الأثير: الكناية ما دلّ على معنى يجوز حمله على جانبي الحقيقة والمجاز بوصف جامع بينهما ويكون في المفرد والمركّب، والتعريض هو اللفظ الدالّ على معنى لا من جهة الوضع الحقيقي أو المجازي بل من جهة التلويح والإشارة فيختصّ باللفظ المركّب، كقول من يتوقّع صلة والله إني محتاج فإنّه تعريض بالطلب مع أنّه لم يوضع له حقيقة ولا مجازا، وإنّما فهم من عرض اللفظ أي جانبه. وقال السّبكي في الفرق بينهما الكناية لفظ استعمل في معناه مرادا به لازم المعنى فهو بحسب استعمال اللفظ في المعنى حقيقة والتجوّز في إرادة إفادة ما لم يوضع له، وقد لا يراد بها المعنى بل يعبّر بالملزوم عن اللازم وهي حينئذ مجاز. وأمّا التعريض فهو لفظ استعمل في معناه للتلويح بغيره نحو قوله تعالى قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا نسب الفعل إلى كبير الأصنام المتّخذة آلهة كأنّه غضب أن تعبد الصغار معه تلويحا لعابديها فإنّها لا تصلح للإلهية لما يعلمون إذا نظروا بعقولهم عن عجز كبيرها عن ذلك الفعل، والإله لا يكون عاجزا فهو حقيقة أبدا. وقال السّكّاكي التعريض ما سبق لأجل موصوف غير مذكور، ومنه أن يخاطب واحد ويراد غيره كذا في المطول والاتقان. وقال السّيّد السّند في توضيحه ما حاصله إن مقصود العلّامة الزمخشري بيان الفرق بينهما فلا يرد النقض على حدّ الكناية بالمجاز، فإنّ ذكر الشيء بغير لفظه الموضوع له حاصله استعمال اللفظ في غير ما وضع له، وذكر شيء يدلّ على شيء لم تذكره يفهم منه أنّ الشيء الأول مذكور بلفظه الموضوع له لأنّه الأصل المتبادر عند الإطلاق.
ويفهم منه أيضا أنّ الشيء الثاني لم يستعمل فيه اللفظ وإلّا لكان مذكورا في الجملة. وبالجملة فحاصل الفرق أنّه اعتبر في الكناية استعمال اللفظ في غير ما وضع له وفي التعريض استعماله فيما وضع له مع الإشارة إلى ما لم يوضع له من السّياق. وكلام ابن الأثير أيضا يدلّ على أنّ المعنى التعريضي لم يستعمل فيه اللفظ بل هو مدلول عليه إشارة وسياقا، وكذا كلام السّبكي بل تسميته تلويحا يلوح منها ذلك، وكذلك تسميته تعريضا ينبئ عنه. ولذلك قيل هو إمالة الكلام إلى عرض أي جانب يدلّ على المقصود، هذا هو مقتضى ظاهر كلام العلّامة.
وتوضيحه أنّ اللفظ المستعمل فيما وضع له فقط هو الحقيقة المجرّدة ويقابله المجاز لأنّه المستعمل في غير الموضوع له فقط، والكناية اللفظ المستعمل بالأصالة فيما لم يوضع له والموضوع له مراد تبعا، وفي التعريض هما مقصودان الموضوع له من نفس اللفظ حقيقة أو مجازا أو كناية والمعرّض به من السياق، فالتعريض يجامع كلا من الحقيقة والمجاز والكناية. وإذا كانت الكناية تعريضية كان هناك وراء المعنى الأصلي والمعنى المكنى عنه معنى آخر مقصود بطريق التلويح والإشارة، وكان المعنى المكنى عنه بينهما بمنزلة المعنى الحقيقي في كونه مقصودا من اللفظ مستعملا هو فيه، فإذا قيل المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده وأريد به التعريض بنفي الإسلام عن مؤذ معيّن فالمعنى الأصلي هاهنا انحصار الإسلام فيمن سلموا من لسانه ويده ويلزمه انتفاء الإسلام عن المؤذي مطلقا، وهذا هو المعنى عنه المقصود من من اللفظ استعمالا. وأما المعنى المعرّض به المقصود من الكلام سياقا فهو نفي الإسلام عن مؤذ معيّن. هكذا ينبغي أن يحقق الكلام ويعلم أنّ الكناية بالنسبة إلى المعنى المكنى عنه لا يكون تعريضا قطعا وإلّا لزم أن يكون المعنى المعرّض به قد استعمل فيه اللفظ وقد ظهر بطلانه، وهكذا المجاز والحقيقة بالنسبة إلى المعنى المجازي والحقيقي لا يكونان تعريضا أيضا، فاللفظ بالقياس إلى المعنى المعرّض به لا يوصف بالحقيقة ولا بالمجاز ولا بالكناية لفقدان استعمال ذلك اللفظ في ذلك المعنى. وما قيل بأنّ اللفظ إذا دلّ على معنى دلالة صحيحة فلا بد أن يكون حقيقة أو مجازا أو كناية فليس بشيء إذ مستتبعات التراكيب يدل عليها الكلام دلالة صحيحة وليس حقيقة فيها ولا مجاز ولا كناية لأنّها مقصودة تبعا لا أصالة فلا تكون فيها. والمعنى المعرّض به وإن كان مقصودا أصليا إلّا أنّه ليس مقصودا من اللفظ حتى يكون مستعملا فيه، وإنّما قصد إليه من السياق تلويحا وإشارة، وقد يتفق عارض يجعل المجاز في حكم حقيقة مستعملة كما في المنقولات والكناية في حكم الصريح كما في الاستواء على العرش وبسط اليد، وكذلك التعريض قد يصير بحيث يكون الالتفات فيه إلى المعنى المعرّض به كأنه المقصود الأصلي والمستعمل فيه اللفظ ولا يخرج بذلك عن كونه تعريضا في أصله كقوله تعالى. وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ فإنّه تعريض بأنّه كان عليهم أن يؤمنوا به قبل كلّ واحد، وهذا المعنى المعرّض به هو المقصود الأصلي هاهنا دون المعنى الحقيقي انتهى.
فائدة: في الكناية أربعة مذاهب. الأول أنّها حقيقة قال به ابن عبد السلام، وهو الظاهر لأنّها استعملت فيما وضعت له وأريد بها الدّلالة على غيره. الثاني أنّها مجاز الثالث أنّها لا حقيقة ولا مجاز وإليه ذهب صاحب التلخيص لمنعه في المجاز أن يراد المعنى الحقيقي مع المجازي، وتجويزه ذلك في الكناية. الرابع وهو اختيار الشيخ تقي الدين السبكي أنّها تنقسم إلى حقيقة ومجاز فإن استعملت في معناه مرادا به لازم المعنى أيضا فهو حقيقة، وإن لم يرد به المعنى بل عبّر بالملزوم عن اللازم فهو مجاز لاستعماله في غير ما وضع له. والحاصل أنّ الحقيقة منها أن يستعمل اللفظ فيما وضع له ليفيد غير ما وضع له والمجاز منها أن تريد غير موضوعة استعمالا وإفادة كذا في الاتقان في نوع المجاز.
الكناية: كلام استتر المراد منه بالاستعمال وإن كان معناه ظاهرا في اللغة، سواء كان المراد به الحقيقة أو المجاز فيكون تردده فيما أريد به، فلا بد فيه من النية أو ما يقوم مقامها من دلالة الحال ليزول التردد ويتعين ما يريد به.والكناية عند علماء البيان: أن يعبر عن شيء بلفظ غير صريح في الدلالة عليه كغرض من الأغراض كالإبهام على السامع أو لنوع فصاحة.وعند أهل الأصول: ما يدل على المرادج بغيره لا بنفسه.

حس

حس

1 حَسڤ3َحَسَّ, (first Pers\. حَسِسْتُ, or حَسَسْتُ, and حَسِيتُ, and حَسَيْتُ, and حَسْتُ,) as syn. with

أَحَسَّ: see 4, throughout. b2: حَسَّ لَهُ, first Pers\.

حَسَسْتُ, aor. ـِ (S, K;) and first Pers\. حَسِسْتُ, [aor. ـَ (Yaakoob, S, K;) inf. n. حِسٌّ (S, K) and حَسٌّ, (K,) or the latter is inf. n. of both verbs, but the former is a simple subst., (TA,) He was, or became, tender, or compassionate, towards him: (S, K:) [lit., he felt for him:] ISd says that, for رَقَقْتُ لَهُ, the explanation of حسستُ له, he found in the book of Kr the verb written with ف and ق; but that the former [?] is the right: (TA:) or he lamented for him; (Aboo-Málik, TA;) as also لَهُ ↓ حَسْحَسَ. (K, * TA.) The Arabs say, إِنَّ العَامِرِىَّ لَيَحِسُّ لِلسَّعْدِىِّ Verily the 'Ámiree is tender, or compassionate, towards the Saadee; because of the relationship that subsists between them. (TA.) And Abu-l-Jarráh El-'Okeylee said, مَارَأَيْتُ عُقَيْلِيًّا إِلَّا حَسَسْتُ لَهُ I have not seen an 'Okeylee without my feeling tenderness, or compassion, towards him; (S, TA;) for the same reason. (TA.) [See حَاسَّةٌ, second signification.]

A2: حَسَّهُ, [aor. ـُ inf. n. حَسٌّ,] He made his حِسّ [i. e. sound, or motion,] to cease. (Bd in iii. 145.) b2: Hence, (Bd, ubi suprà,) حَسَّهُمْ, aor. ـُ (S, A, Bd, Msb,) inf. n. حَسٌّ, (Msb, K,) [and app., accord. to Fr, حِسٌّ, or this may be a simple subst.,] He slew them: (Bd, Msb, K:) and extirpated them: (K:) or he slew them quickly: (A, TA:) or he extirpated them by slaughter: (Aboo-Is-hák, S:) or he slew them with a quick and extirpating slaughter: or with a vehement slaughter: (TA:) it occurs in the Kur iii. 145: (S, A:) accord. to Fr, حِسٌّ, [so in the TA,] in this instance, is the act of slaying and destroying. (TA.) [Hence, حُسَّ app. signifies It was utterly destroyed, so that nothing was left in the place thereof; and so ↓ احتسّ; for it is said that] حِسٌّ and اِحْتِسَاسٌ, with respect to anything, signify أَنْ لَا يُتْرَكَ فِى

المَكَانِ شَىْءٌ. (TA.) Also حَسَّهُمْ, aor. as above, He trod them under foot, and despised them. (TA.) And حَسَّ البَرْدُ الجَرَادَ The cold killed the locusts. (S.) b3: [Hence,] الجَرَادُ تَحُسُّ الأَرْضَ The locusts eat the herbage of the land. (TA.) and حَسَّ البَرْدُ الكَلَأَ, (S, K,) or الزَّرْعَ, (A,) aor. ـُ (S, TA,) inf. n. حَسٌّ, (TA,) (tropical:) The cold nipped, shrunk, shrivelled, or blasted, (lit., burned, أَحْرَقَ, q. v.,) the herbage, (S, K,) or the seed-produce. (A.) A3: حَسَّ الدَّابَّةَ, (S, TA,) or حَسَّهَا بِالمِحَسَّةِ, (A,) aor. ـُ (S,) inf. n. حَسٌّ, (S, K,) (tropical:) He curried the beast; removed the dust from it with the مِحَسَّة. (S, A, K, TA.) [See a proverb, voce حَشَّ.] Hence the saying of Zeyd Ibn-Soohán, on the day of the battle of the Camel, when he was carried off from the field, about to die, اِدْفِنُونِى فِى ثِيَابِى وَلَا تَحُسُّوا عَنِّى تُرَابًا (tropical:) [Bury ye me in my clothes, and] shake not off any dust from me. (S, TA.) 2 حَسَّسْتُ الشَّىْءَ [a mistake in the CK for حَسَسْتُ]: see 4.4 احسّ الشَّىْءَ, (S, Msb, K,) inf. n. إِحْسَاسٌ, (Msb,) He perceived, or became sensible of, (وَجَدَ,) the حِسّ (i. e. motion or sound, TA) of the thing: (S, K, TA:) he knew the thing by means of [any of] the senses: (IAth, accord. to his explanation of الإِحْسَاسُ as signifying العِلْمُ بِالحَوَاسِّ:) he ascertained the thing as one ascertains a thing that is perceived by the senses: (Bd in iii. 45:) he knew the thing; or he perceived it by means of any of the senses; syn. عَلِمَ بِهِ, (Msb,) and عَلِمَهُ, and عَرَفَهُ, and شَعَرَ بِهِ; (TA;) as also ↓ حَسَّهُ, aor. ـُ inf. n. حَسٌّ and حِسٌّ and حَسِيسٌ; (TA, in explanation of the saying in the K that حَسَسْتُ الشَّىْءَ [in the CK erroneously ↓ حَسَّسْتُ] signifies the same as أَحْسَسْتُهُ;) and in like manner احسّ بِهِ is syn. with شَعَرَ بِهِ; (L, Msb;) and so is بِهِ ↓ حَسَّ, aor. ـُ inf. n. حِسٌّ (L, Msb) and حَسٌّ and حَسِيسٌ; (L;) or حِسٌّ is a simple subst.: (M, L:) accord. to Fr, إِحْسَاسٌ is syn. with وُجُودٌ; and Zj says that the meaning of احسّ is عَلِمَ and وَجَدَ: (TA:) or احسّ signifies he perceived, or became sensible of; syn. وَجَدَ: and he thought, or opined: (Akh, S, K:) and he saw; syn. أَبْصَرَ: and he knew: (K:) and is trans. in these senses by itself, (Akh, S,) or by means of بِ: (TA:) and أَحْسَسْتُ بِهِ signifies I knew it certainly; was certain, or sure, of it; (S;) as also به ↓ حَسِسْتُ, (S, K,) with kesr; (K;) speaking of news, or tidings: (S:) and for أَحْسَسْتُ, some say أَحْسَيْتُ, (S, Msb, K,) changing the [second] س into ى; (S, Msb;) and أَحَسْتُ, (T, S, L, K,) with a single س, which is an extr. kind of contraction, (S, K,) but made in all other similar cases, where the last radical letter is quiescent; (Sb, L, TA;) and [thus] for أَحْسَسْنَ, we find أَحَسْنَ; (S;) and in like manner, for ↓ حَسِسْتُ, (S, K,) or ↓ حَسَسْتُ, (Msb,) some say حَسِيتُ, (T, S, M, L,) and حَسَّيْتُ, (M, L, Msb, K, [in the CK حَسْتُ, which is the modern vulgar form,]) and حَسْتُ. (Abu-l-Hasan, IAar, T, M, L.) You say, احسّهُ بِعَيْنِهِ [He perceived him, or it, with his eye]; (Ibn-Zekereeyà, TA in art. جس;) and so ↓ حَسَّهُ. (Sgh, TA ibid.) [In the present art. in the TA, it is said that حَسَّهُ بالنصل is syn. with أَحَسَّهُ: but بالنّصل is evidently a mistranscription for بِالبَصَرِ.] And it is said in the Kur [iii. 45], فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الكُفْرَ And when Jesus ascertained their unbelief as one ascertains a thing that is perceived by the senses: (Bd:) or opined it; or perceived it, or became sensible of it: (Akh, S:) or saw it: (Lh, TA:) or knew it, or perceived it sensibly. (Msb.) And in the same [xix. last verse], هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ Dost thou see of them any one? (TA.) You say also, هَلْ أَحْسَسْتَ الخَبَرَ Hast thou known the news? (TA.) And أَحْسَسْتُ بِالخَبَرِ, and أَحْسَيْتُ بِهِ, and به ↓ حَسِسْتُ, and حَسِيتُ به, I knew the news certainly. (S.) And أَحْسَسْتُ الخَبَرَ, and أَحَسْتُهُ, and ↓ حَسِيتُهُ, and حَسْتُهُ, I knew somewhat of the news. (T, L, TA.) And مَا أَحْسَسْتُ بِاخَبَرِ, and اَحَسْتُ بِه. مَا, and به ↓ ما حَسِيتُ, and ما حَسْتُ, I knew not aught of the news. (T, L, TA.) 5 تحسّس He listened to the discourse of people: (El-Harbee, K:) accord. to Aboo-Mo'ádh, it is (??) to تَسَمَّعَ and تَبَصَّرَ: (TA:) or he sought repeatedly, or time after time, to know a thing, by the sense (الحاسة) [of hearing &c.]: (Har p. 678:) or (so accord. to the TA, but in the K “ and,”) he sought after, (Msb, K.) or sought after repeatedly, or time after time, (Msb,) news, or tidings, of a people, in a good cause; (K;) تجسّس signifying the doing the same in an evil cause: A'Obeyd says, you say, تَحَسَّسْتُ الخَبَرَ and تَجَسَّسْتُهُ; and Sh says that تَنَدَّسْتُهُ is similar to it; and IAar, that تَحَسَّسْتُ الخَبَرَ and تَبَجَّسْتُهُ [but this is app. a mistranscription for تَبَحَّثْتُهُ] signify the same. (TA.) You say also, تحسّس مِنَ الشَّيْءِ He asked, or inquired, after news, or tidings, of the thing. (S, TA.) And تحسّس فُلَانًا, and مِنْ فُلَانٍ, He inquired, or sought for information, respecting such a one; as also تجسّس: or the former signifies he sought after him for himself; and the latter, “he sought after him for another. ” (TA, art. جس.) The passage in which it occurs in the Kur xii. 87, has been differently interpreted, accord. to the several explanations here given. (TA.) A2: See also 7.7 انحسّ (assumed tropical:) It became pulled out or up or off; became eradicated, or displaced; fell, or came, out; syn. اِنْقَلَعَ: (S, K:) it fell; fell off; or fell continuously, by degrees, or one part after another; syn. تَحَاتَّ, (S, K,) and تَسَاقَطَ: (A, TA:) it broke in pieces: (TA:) said by Az to be a dial. var. of انْحَتَّ. (TA.) You say, انحسّت

أَسْنَانُهُ (S, TA) (tropical:) His teeth fell, or came, out, (انقلعت,) and broke in pieces. (TA.) and اِنحسّ شَعَرُهُ (tropical:) His hair fell off continuously. (A.) And in like manner, أَوْبَارُ الإِبِلِ ↓ تَحَسَّسَتْ, (TA,) and ↓ تَحَسْحَسَتْ, (K, TA,) (tropical:) The fur of the camels fell off continuously, and became scattered. (K, * TA.) 8 احتسّ: see حَسَّهُ.

R. Q. 1 حَسْحَسَ لَهُ: see حَسَّ لَهُ.

R. Q. 2 تَحَسْحَسَتْ أَوْبَارُ الإِبِلِ: see 7.

حِسٌّ [accord. to some, a subst. from 1, q. v., in several senses explained above; but accord. to others, an inf. n. As a simple subst., it is often used as syn. with حَاسَّةٌ in the first of the senses assigned to the latter below; i. e., A sense; a faculty of sense; as, for instance, in the K in art. سمع. b2: Hence الحِسُّ المُشْتَرَكُ: see art. شرك].

A2: A sound: (K:) or a low, faint, gentle, or soft, sound; as also ↓ حَسِيسٌ: (S, Mgh, Msb, TA:) [in the present day it often signifies the voice of a man or woman; and particularly when soft:] a plaintive voice or sound, in singing or weeping, and such as that of a lute; syn. رَنَّهٌ: (TA:) or ↓ حَسِيسٌ, [or both,] the sound by which a thing is perceived: (Bd in xxi. 102:) and the former, motion: (K:) and the passing of anything near by one, so that he hears it without seeing it; as also ↓ حَسِيسٌ. (K TA.) It is said in the Kur [xxi. 102], ↓ لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا They shall not hear its low sound: (S:) [meaning, that of hellfire:] or the sound by which it shall be perceived: (Bd:) or the motion of its flaming. (TA.) and in a trad., فَسَمِعَ حِسَّ حَيَّةٍ And he heard the motion, and the sound of the passing along, of a serpent. (TA.) And you say, مَا سَمِعَ لَهُ حِسًّا وَلَا جِرْسًا He heard not any motion, nor any sound, of him, or it. (TA.) It may refer to a man and to other things; as, for instance, wind. (TA.) A3: A pain which attacks a woman after childbirth, (S, A, K,) in the womb: (A:) or the pain of childbirth, when the latter is [first] felt: but the former meaning is confirmed by a trad. (TA.) b2: حشسُّ الحُمَّى The commencement of fever, when the latter is [first] felt; (TA;) as also ↓ حِسَاسُهَا: (Lh, TA:) or حِسٌّ signifies a touch, or slight affection, of fever, at its very commencement. (TA.) A4: Cold that nips, shrinks, shrivels, or blasts, (lit., burns, يُحْرقُ, for which, in the TA, is substituted يَقْطَعُ,) the herbage. (S, K.) [See also حَاسَّةٌ.]

حَسَاسٌ, with fet-h, Perception by means of any of the senses; syn. وُجُودٌ. (L, TA.) Hence the proverb, لَا حَسَاسَ مِنِ ابْنَىْ مَوْقِدٍ [There is no perceiving of the two sons of the place of the kindling of fire]: (L, TA:) for they say that two men used to kindle a fire in a road, and, when people passed by them, to entertain them as guests; and a party passing by when they had gone, a man said these words. (L.) And hence the saying, ذَهَبَ فُلَانٌ فَلَا حَسَاسَ بِهِ Such a one has gone, and there is no perceiving him: or there is no perceiving his place. (TA.) حِسَاسُ الحُمَّى: see حِسٌّ.

سَنَةٌ حَسُوسٌ A year of severe sterility and drought; (S, K; *) in which is little good fortune; (TA;) as also ↓ حَاسُوسٌ: (K:) or a year that consumes everything. (TA.) حَسِيسٌ: see حِسٌّ, in four places.

A2: Slain; killed. (S, Msb.) حِسِّىٌّ [Relating to sense; sensible, or perceptible by sense;] opposed to مَعْنَوِيٌّ. (Kull p. 101 &c.) حَسَّاسٌ Having strong perception: an epithet applied in this sense to the devil. (TA.) b2: رَجُلٌ حَسَّاسٌ للْأَخْبَارِ A man having much knowledge of news. (Msb.) b3: القُوَّةُ الحَسَّاسَةٌ [The sensitive faculty]. (Er-Rághib, TA in art. حى.) حَاسُوسٌ One who searches for news or tidings; (TA;) like جَاسُوسٌ: (K, TA:) or the former relates to good, and the latter to evil. (K, TA.) A2: Unfortunate; unlucky; (IAar, K;) as also ↓ مَحْسُوسٌ; (Lh, TA;) applied to a man. (IAar, K.) b2: See also حَسُوسٌ.

حَاسَّةٌ sing. of حَوَاسُّ, (A, Msb, K,) which signifies The five senses; (S, Msb;) the hearing, the sight, the smell, the taste, and the touch: (S, Msb, K:) these are the external: the internal are also five; but authors disagree respecting the seats thereof. (TA.) [See also حِسٌّ.] b2: [A feeling; as in the saying,] أَطَّتْ لَهُ مِنِّى حَاسَّةُ رَحِمٍ [A feel-ling of relationship, or consanguinity, pleaded for him on my part]. (Aboo-Málik, TA.) b3: [An organ of sense; as when you say,] العَيْنُ حَاسَّةُ الرُّؤْيَةِ [العين is the organ of the sense of sight]. (S in art. عين.) A2: [حَاسَّةٌ also signifies (assumed tropical:) A thing that destroys, consumes, or injures, herbage or the like. Hence,] حَوَاسٌ الأَرْضِ Cold and hail [in one copy of the S heat] and wind and locusts and the beasts [that pasture]: (S, K:) these also being five. (S.) You say, أَصَابَتِ الأَرْضَ حَاسَّةٌ (assumed tropical:) Cold smote the land: (Lh, TA:) the ة is to denote intensiveness. (TA.) [See also حِسٌّ, last signification.] And أَصَابَتْهُمْ حَاسَّةٌ (tropical:) Injury befell them (S, TA) from cold (S, A, TA) or some other cause. (S.) حَاسَّةٌ also signifies (assumed tropical:) Wind that removes the dust into the pools of water left by torrents, and fills them, so that the moist earth dries up. (AHn, TA.) And (assumed tropical:) Locusts eating the herbage of the land. (TA.) You say also, مَرَّتْ بِالقَوْمِ حَوَاسُّ, meaning (assumed tropical:) Severe years passed over the people. (Lh, TA.) البَرْدُ مَحَسَّةٌ لِلْكَلَأ, (S, TA,) and لِلنَّبَاتِ, (A, TA,) (tropical:) The cold is a cause of nipping, shrinking, shrivelling, or blasting, (lit., of burning, see 1,) to the herbage. (S, TA.) مِحَسَّةٌ (tropical:) A currycomb; syn. فِرْجَونٌ; (S, A, * K;) it is an instrument of iron, having teeth like the مُشْط. (TA in art. نمص.) مَحْسُوسٌ pass. part. n. of 1, q. v. b2: [As a subst. it means A thing perceived by any of the senses; an object of sense: pl. مَحْسُوسَاتٌ.] b3: الطَّرِيقُ المَحْسُوسَةُ [lit., The way that is sensibly perceived; app., the milky way in the sky: or] the tract in the sky along which (مِنْهَا) the [wandering] stars [or planets] take their courses. (TA voce المَجَرَّةُ.) A2: أَرْضٌ مَحْسُوسَةٌ (assumed tropical:) Land smitten by locusts. (TA.) A3: See also حَاسُوسٌ.
الْحَاء وَالسِّين

نَاقَة حَنْدَلِسٌ: ثَقيلَة الْمَشْي، وَهِي أَيْضا: النجيبة، قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هِيَ الضخمة الْعَظِيمَة.

والحَنْدَلِسُ أَيْضا: أضخم الْقمل، قَالَ كرَاع: هِيَ فَنْعَلِل. والحَبَلْبَس: الْحَرِيص الملازم للشَّيْء لَا يُفَارِقهُ، كالحلبس.
حسَ
الحاسّة: القوة التي بها تدرك الأعراض الحسيّة، والحواسّ: المشاعر الخمس، يقال:
حَسَسْتُ وحَسَيْتُ وأَحْسَسْتُ، فَحَسَسْتُ يقال على وجهين:
أحدهما: يقال: أصبته بحسّي، نحو عنته ورعته، والثاني: أصبت حاسّته، نحو: كبدته وفأدته، ولمّا كان ذلك قد يتولّد منه القتل عبّر به عن القتل، فقيل: حَسَسْتُه ، أي: قتلته. قال تعالى: إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ [آل عمران/ 152] ، والحَسِيس: القتيل، ومنه: جراد مَحْسُوس: إذا طبخ ، وقولهم: البرد محسَّة للنبت ، وانحسّت أسنانه: انفعال منه، فأمّا حَسِسْتُ فنحو علمت وفهمت، لكن لا يقال ذلك إلا فيما كان من جهة الحاسة، فأمّا حَسَيْتُ فبقلب إحدى السينين ياء.
وأمّا أَحْسَسْتُهُ فحقيقته: أدركته بحاستي، وأحست مثله، لكن حذفت إحدى السينين تخفيفا نحو: ظلت، وقوله تعالى: فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ [آل عمران/ 52] ، فتنبيه أنه قد ظهر منهم الكفر ظهورا بان للحسّ فضلا عن الفهم، وكذا قوله تعالى: فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ [الأنبياء/ 12] ، وقوله تعالى: هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ [مريم/ 98] ، أي: هل تجد بحاستك أحدا منهم؟ وعبّر عن الحركة بالحسيس والحسّ، قال تعالى:
لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها [الأنبياء/ 102] ، والحُسَاس: عبارة عن سوء الخلق ، وجعل على بناء زكام وسعال.
حس
الحَسُّ: القَتْلُ الذَّرِيْعُ في قَولِه عَزَّ وجلَّ: " إذ تَحُسُّوْنَهُمْ بإِذْنِه " وإضرَارُ البَرْدِ وإحْراقُه الكَلأَ. والحَسْحَاسُ: السَّيْفُ المُبِيْرُ. والحِسُّ: الحَسِيْسُ تَسْمَعُه ولا تَرَاه، وكذلك: الحِسَاسُ. وتَحَسَّسْ خَبَراً: سَلْ واطْلُبْ، يُقال: حَسِسْتُ وأحْسَسْتُ وحَسِيْتُ وأحَسْتُ. وفُلانٌ حَسٌّ: أي ذكِيٌّ. والحِسُّ: وَجَعُ المَرْأةِ في رَحِمِها بعد الوِلاَدَةِ. وهو مَسُّ الحُمّى أيضاً.
وأجِدُ في نَفْسي حُسَاساً: أي الْتِهاباً. وانْحَسَّتْ أسْنَانُه وشَعَرُه: تَحَاتَّاً. وحَسِسْتُ له وحَسَسْتُ: رَقَقْتَ له.
ومَحَسَّةُ المَرْأةِ: دُبُرُها، ورُوِيَ بالشِّين. وحَسِّ: كَلِمَةٌ تُقالُ عند التَّوَجُّع. وحَسْحَسَ الرَّجُلُ: تَوَجَّعَ. وضَرَبَه فما قال حَسٍّ ولا بَسٍّ، وحِسٍّ وبِسٍّ، وحَسٍّ وبَسٍّ.
ولأَطْلُبَنَّه من حَسِّي وبَسِّي أي من جَهْدي. وجِئْ به من حَسِّكَ وبَسِّكَ أي من حَيْثُ شِئْتَ. وألْحِقِ الإِسَّ بالحِسَّ أي الشَّيءَ بالشَّيْءِ.
وباتَ فُلانٌ بِحِسَّةِ سَوْءٍ: أي بِحَالَةٍ سَيِّئَةٍ شديدةٍ وشِدَّةٍ. والحُسَاسُ: سَمَكٌ صِغَارٌ يُجَفَّفُ.
والحُسَاسُ: الشَّرُّ. والشُّؤْمُ. والحَرُّ. وتَحَسْحَسَتْ أوْبارُ الإِبلِ: سَقَطَتْ. وإذا طَلَبْتَ شَيْئاً فلم تَجِدْه قيل: لا حَسَاسَ. والحِسَاسُ: الحِسُّ. والحَسْحَسَةُ بالنّار: حَرْقُ الجِلْدِ.
وفَعَلَ ذاكَ قَبْلَ حُسَاسِ الأيْسَارِ وهو أنْ تَجْعَلَ اللَّحْمَ على الجَمْر، وبه سُمِّيَ عَبْدُ بني الحَسْحَاس.
وقَوْلُ الأفْوَهِ:
نَفْسي لهم عند انْكِسَارِ القَنا ... وقد تَرَدّى كُلُّ قِرْنٍ حَسِيْسْ
أي: كُلُّ قِرْنٍ نَجُدٍ كَريمٍ. والمِحَسَّةُ: الفِرْجَوْنُ.
باب الحاء مع السين ح س، س ح مستعملان

حس: الحَسُّ: القَتْل الذَريعُ. والحَسُّ: إضرارُ البَرْد الأشياءَ، تقول: أصابتْهم حاسَّةٌ من البَرْد، وباتَ فلان بِحَسَّةِ سَوءٍ : أي بحالٍ سيِّئةٍ وشدَّةٍ. والحَسُّ: نَفْضُك التُرابَ عن الدابَّة بالمِحَسَّة وهي الفِرْجَون. ويقالُ: ما سَمِعْتُ له حِسّاً ولا جرِسْاً، فالحِسُّ من الحركة، والجْرسُ من الصَّوْت. والحِسُّ: داءٌ يأخُذُ النُّفَساءَ في رَحِمها. وأَحْسَسْتُ من فُلانٍ أمراً: أي رأيتُ. وعلى الرؤيةِ يُفسَّر (قوله عَزَّ وجل) : فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ

أي رأَى. ويقال: مَحَسَّةُ المرأة: دُبُرُها. ويقالُ: ضُرِبَ فلان فما قالَ حَسٍّ ولا بَسٍّ، ومنهم من لا ينوِّن ويجُرُّ فيقول: حَسِّ، ومنهم من يكسر الحاء . والعرب تقول عند لَذْعِة نارٍ أو وَجَع: حَسٍّ حس . والحس: مس الحُمَّى أوّلَ ما تبدو . والحِسُّ: الحَسيسُ تسمَعُه يمُرُّ بك ولا تَراه، قال:

تَرَى الطَّيْرَ العِتاقَ يَظَلْنَ مِنْهُ  ... جُنُوحاً إنْ سَمِعْنَ له حسيساً

وتَحَسَّسْتُ خَبَراً: أي سأَلْتُ وطَلَبْتُ.

سح: السَّحْسَحَةُ: عَرْصَة المَحَلَّة وهي السّاحةُ. وسَحَّتِ الشّاهُ تَسِحُّ سَحّاً وسُحُوحاً أي حَنَّتْ. وشاةٌ سمينة ساحٌّ، ولا يقال: ساحَّةٌ. قال الخليل: هذا مما يُحْتَجُّ به، إنّه قولُ العرب فلا نَبْتَدُع شيئاً فيه. وسَحَّ المَطَرُ والدَّمْعُ يَسِحُّ سَحّاً وهو شدَّةُ انصبِابِه. وفَرَسٌ مِسَحٌّ: أي سريع، قال :

مسح إذا ما السابحات على الوَنَى ... أثَرْنَ الغُبارَ بالكَديدِ المُرَكَّلِ
الْحَاء وَالسِّين

اسْحَنْطَرَ: وَقع على وَجهه.

وَجَارِيَة سَلْطَحَةٌ: عريضة.

والسُّلاطِحُ: العريض. والسّلَنْطَحُ: الفضاء الْوَاسِع، وَقد تقدم فِي الصَّاد.

واسَّلَنْطَحَ: وَقع على وَجهه، كاسحنطر.

واسْلَنْطَحَ الْوَادي: اتَّسع.

والسِّرْداحُ والسِّرْداحةُ: النَّاقة الطَّوِيلَة، قَالَ:

أَن تركبَ الناجِيَةَ السَرْداحا

والسِّرْداح، أَيْضا، جمَاعَة الطلح، واحدته سِرداحةٌ.

والسِّرْداحُ: مَكَان لين ينْبت النجمة والنصي والعجلة.

وَأَرْض سِرْداحٌ: بعيدَة.

والسِّرْداحُ: الضخم، عَن السيرافي.

والحِنْدِس: الظلمَة.

والحَنادِسُ: ثَلَاث لَيَال من الشَّهْر، لظلمتهن.

وأسود حِنْدِسٌ: شَدِيد السوَاد، كَقَوْلِك: أسود حالك.

والدُّحْسُمُ والدُّحْمُسُ، والدُّحامِسُ والدُّحْسُمانِيُّ، كل ذَلِك: الْعَظِيم مَعَ سَواد.

والدُّماحِسُ: السَّيئ الْخلق.

والدُّحْسُمانِيُّ، والدُّحْمُسانِيُّ: السمين الحادر فِي أدمة.

ودَحْمَسَ اللَّيْل: أظلم.

وليل دَحْمَسٌ: مظلم، قَالَ:

وادَّرِعِيِ جِلبابَ ليلٍ دَحْمَس ... أسودَ داجٍ مثلَ لونِ السُّندسِ

وَأَرْض سِرْتاحٌ: كَرِيمَة.

والسُّلْحُوتُ: الماجنة، قَالَ: أدركتُها تأفِرُ دونَ العُنْتُوتْ ... تلكَ الخَرِيعُ والهَلوكُ السُّلْحُوتْ

والحُرْسُون: الْبَعِير المهزول، عَن الهجري، وَأنْشد لعمَّار بن البولانية الْكَلْبِيّ:

وتابعٍ غيرِ متبوعٍ حَلائلُه ... يُزجينَ أقْعِدَةً حُدْبا حَراسِينا

وَالْقَصِيدَة الَّتِي فِيهَا هَذَا الْبَيْت مجرورة القوافي وأولها:

ودَّعتُ نَجْداً وَمَا قلبِي بمحزونِ ... وَداعَ من قد سَلا عَنْهَا إِلَى حينِ

والمُسْحَنْفِرُ: الْمَاضِي السَّرِيع، وَهُوَ أَيْضا: الممتد.

واسحَنْفَرَ الرجل فِي مَنْطِقه: مضى فِيهِ.

واسحَنْفَر الْمَطَر: كثر، قَالَ أَبُو حنيفَة: المُسْحَنْفِرُ: الْكثير الصب الْوَاسِع قَالَ:

أغرُّ هزيمٌ مُسْتَهِلٌّ رَبابُه ... لهُ فُرَّقٌ مُسْحَنْفِراتٌ صَوادِرُ

وَأَرْض حَرْبَسِيسٌ: صلبة كَعربَسِيسٍ.

والسُّرْحوب: الطَّوِيل الْحسن الْجِسْم، وَالْأُنْثَى سُرحوبة، وَلم يعرفهُ الكلابيون فِي الْإِنْس.

والسُّرْحوبة من الْإِبِل: السريعة الطَّوِيلَة، وَمن الْخَيل: الْعَتِيق الْخَفِيف. وَخص بَعضهم بِهِ الْأُنْثَى من الْخَيل.

وَقيل: فرس سُرحوبٌ: سرح الْيَدَيْنِ بالعدو.

والحِرْسِمُ: السم، عَن الَّلحيانيّ، وَقَالَ مرّة: سقَاهُ الله الحرسم، وَهُوَ الْمَوْت.

والحِرْمِسُ: الأملس.

وَأَرْض حِرْماسٌ: صلبة شَدِيدَة.

وسنون حَرامِسُ: شَدَّاد مُجْدِبَة، وَاحِدهَا حِرْمِسٌ.

والحُمارِسُ: الشَّديد.

والحُمارسُ: اسْم للأسد، أَو صفة غالبة، وَهُوَ مِنْهُ.

والحُمارِسُ: الجريء الشــجاع، قَالَ: ذُو نَخْوَةٍ حُمارِسٌ عُرضِيُّ

والحِسْفِلُ: الرَّدِيء من كل شَيْء.

والسُّلَحْفاة والسُّلْحَفاة والسُّلَحْفَى والسُّلَحفِيةَ: من دَوَاب المَاء، وَقيل: هِيَ الْأُنْثَى من الغيالم.

والفَلْحَس: الرجل الْحَرِيص، وَالْأُنْثَى فَلْحَسةٌ، وَيُقَال للكلب أَيْضا: فَلْحَسٌ.

والفَلْحَسُ: الْمَرْأَة الرسحاء.

وَرجل فَلنْحَسٌ: أكول: حَكَاهُ كرَاع، وَأرَاهُ فلحسا.

والحَلْبَسُ والحَلْبِسُ والحُلابسُ: الشــجاع.

والحَلْبَسُ: الْحَرِيص الملازم للشَّيْء لَا يُفَارِقهُ.

وحَلْبَسٌ أَيْضا: من أَسمَاء الْأسد.

وحَلْبَسَ فَلَا حساس لَهُ، أَي ذهب، هَذِه عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وبطن سَحْبَلٌ: ضخم قَالَ هميان:

وأدرَجَتْ بطونها السَّحابِلا

والسّحْبَلَةُ من الْخصي: المتدلية الواسعة.

والسَّحْبَلُ: الدَّلْو الضخمة، قَالَ:

أنزِعُ غَرْبا سَحْبَلا رَوِيَّا ... إِذا عَلا الزَّورَ هَوى هُوِيَّا

وواد سَحْبَلٌ: وَاسع، وَكَذَلِكَ سقاء سَحْبَلٌ. وسبَحللٌ.

والسَّحْبَلُ والسّبَحْلَلُ: الْعَظِيم المسن من الضباب.

صحراء سَحْبلٍ: مَوضِع، قَالَ جَعْفَر بن علبة:

لَهُم صَدرُ سَيفي يومَ صحراءِ سَحْبَل ... ولي مِنْهُ مَا ضَمّتْ عَلَيْهِ الأناملُ والسِّبَحْلُ: الضخم.

والسِّبَحْلةُ: الْعَظِيمَة من الْإِبِل، وَهِي الغزيرة أَيْضا.

والسِّبَحْلةُ من النِّسَاء: الطَّوِيلَة الْعَظِيمَة، وَمِنْه قَول بعض نسَاء الْعَرَب تصف ابْنَتهَا:

سِبَحلَةٌ رِبَحْلَهْ تَنْمِيِ نباتَ النَّخلهْ

وَحكى الَّلحيانيّ: إِنَّه لَسِبَحْلٌ رِبَحلٌ. أَي عَظِيم وَقَالَ: هُوَ على الِاتِّبَاع، وَلم يُفَسر مَا عَنى بِهِ من الْأَنْوَاع.

وزق سِبَحلٌ: طَوِيل عَظِيم، وَكَذَلِكَ الرجل، وَقَول العجاج:

بِسَبْحَلِ الدَّنَّيْنِ عَيْسَجورِ

فَإِن ابْن جني قَالَ: أَرَادَ: بِسِبَحْلِ، فأسكن الْبَاء، وحرك الْحَاء، وَغير حَرَكَة السِّين.

والمُسْحَلِبُّ: الطَّرِيق الْبَين الممتد.

والمُسحَلِبُّ الْمُسْتَقيم.

وَجَاء يتَبَحْلَس، إِذا جَاءَ فَارغًا لَا شَيْء مَعَه، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والحِلَّسْمُ: الْحَرِيص، قَالَ:

ليسَ بِقِصْلٍ حَلِسٍ حِلّسْمِ ... عندَ البُيوتِ راشِنٍ مِقَمِّ

والحِنْفِس، والحِفْنِس: الصَّغِير الْخلق، وَقد تقدم بالصَّاد.

والسِّنَّحْفُ: الْعَظِيم الطَّوِيل، وَفِي حَدِيث عبد الْملك: إِنَّك لَسِنَّحْفٌ.

والسِّنحاف مثله، حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

والسَّحْنَبُ: الجريء الْمَاضِي.
الْحَاء وَالسِّين

حَسَّ بالشَّيْء يَحُسُّ حَسٍّا وحِسا وحَسيسا وأحَسَّ بِهِ واحَسَّه: شعر بِهِ. وَأما قَوْلهم: احَسْتُ بالشَّيْء فعلى الْحَذف كَرَاهَة التقاء المِثْلَيْنِ قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَكَذَلِكَ يُفْعَلُ فِي كل بِنَاء تُبْنَى الَّلامُ من الفعْل مِنْهُ على السّكُون وَلَا تصل إِلَيْهِ الْحَرَكَة، شبهوها بأقمْتُ. وَقَالُوا حَسِسْتُ بِهِ وحَسِيُته وحَسِيتُ بِهِ واحْسَيْتُ. وَهَذَا كُله من مُحَوَّلِ التَّضْعِيف. وَالِاسْم من كُلِّ ذَلِك الحِسُّ.

وحَسُّ الحُمَّى وحِساسُها: رَسُّهَا واولها عِنْدَمَا تُحَسُّ، الْأَخِيرَة عَن اللحياني.

والحِسُّ: وَجَعٌ يُصِيب الْمَرْأَة بعد الْولادَة، وَقيل: وَجَعُ الْولادَة عِنْدَمَا تحسها.

وتَحَسَّس الخَبرَ: تَطَلَّبَهُ وتَبَحَّثَه، وَفِي التَّنْزِيل (فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ) . وَقَالَ اللحياني تحسَّسَ فلَانا وَمن فلَان: أَي تَبَحَّثَ، والجيمُ لغيره.

وحَسَّ مِنْهُ خيرا واحَسَّ، كِلَاهُمَا: رأى، وعَلى هَذَا فسر قَوْله تَعَالَى (فلَما أحسَّ عِيسَى منْهُمُ الْكُفْرَ) وَحكى اللحياني: مَا احَسَّ منْهُمُ أحدا: أَي مَا رأى، وَفِي التَّنْزِيل (هَلْ تُحِس منْهُمْ منْ أحِدٍ) وَفِي خبرِ أبي العارِم " فنظْرتُ هَل أُحِسُّ سَهْمي فَلم ار شَيْئا " أَي نظرت فَلم اجده.

وَقَالَ: لَا حَساسَ من ابْني موقد النَّار. زَعَمُوا أَن رجلَيْنِ كَانَا يوقدان بالطرق نَارا فَإِذا مر بهما قوم اضافاهم فَمر بهما قوم وَقد ذَهَبا فَقَالَ رجل: لَا حَساسَ من ابْني موقد النَّار. وَقيل: لَا حَساسَ من ابْني موقد النَّار: لَا وجود، وَهُوَ أحسن. وَقَالُوا: ذهبَ فَلَا حَساسَ لَهُ: أَي لَا يُحسَّ بِهِ أَو لَا يُحَسُّ مَكَانَهُ.

والحَسِيسُ: الشَّيْء تَسْمَعُه مِمَّا يَمُرُّ قَرِيبا مِنْك وَلَا ترَاهُ، وَهُوَ عَام فِي الْأَشْيَاء كلهَا.

وَمَا سَمعَ لَهُ حِساًّ وَلَا جِرْسا. الحِسّ من الْحَرَكَة، والجِرْسُ من الصَّوْتِ، وَهُوَ يصلح للْإنْسَان وَغَيره.

وَقَالَ عبدُ منافِ بن رِبْعٍ الهُذليّ:

وللقسِيّ ازاميلٌ وغَمْغَمَةُ ... حِسَّ الجَنْوبِ تَسوق الماءَ والبَرَدَا والحِسُّ: الرَّنَّةَ.

وَجَاء بِالْمَالِ من حِسَّه وبِسَّه وحَسِّه وبَسِّه. وجئني بِهِ من حَسَّكَ وبَسَّكَ وحِسِّكَ وبِسِّكَ معنى هَذَا كُله: من حيثُ كَانَ وَلم يَكنْ. وَقَالَ الزَّجّاجُ: تَأْوِيله جِيءَ بِهِ من حَيْثُ تُدرِكُهُ حَاسًّةٌ من حَواسِّك أَو يُدْرِكه تَصَرُّف من تَصَرُّفك.

وحَسِّ - بِكَسْر السِّين وَترك التَّنْوِين -: كلمة تقال عِنْد الْأَلَم. قَالَ الراجز.

فَمَا أرَاهُمْ جَزَعا بحَسِّ ... عَطْفَ البَلاَيا المسَّ بعد المسِّ

وَالْعرب تَقول عِنْد لذعة النَّار والوجع: حَس. وضُرِبَ فَمَا قَالَ حَسٍّ وَلَا بَسٍّ، بالجرّ والتنوين، وَمِنْهُم من يجر وَلَا يُنَوِّن، وَمِنْهُم من يكسر الْحَاء وَالْبَاء فَيَقُول حِسٍّ وَلَا بِسّ، وَمِنْهُم من يَقُول حَسّا وَلَا بسّا، يَعْنِي التَّوجُّعَ.

وَبَات بِحَسَّةِ سَوْءِ وحِسَّة سَوْءٍ أَي بحالةٍ سَيِّئَة، وَالْكَسْر اقيَسُ، لِأَن الْأَحْوَال تأتى كثيرا على فِعْلَةٍ كالجيئَةِ والتِّلَّةِ والبيئَةِ.

وحَسَّهم يَحُسُّهم حَسًّا: قَتلهمْ قتلا كثيرا ذريعا مُسْتَاصَلاً وَفِي التَّنْزِيل (إذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإذْنهِ) أَي قتلونهم كَذَلِك وَالِاسْم الحُساسُ عَن ابْن الاعرابي.

وجَرادٌ محْسوسٌ: قتلته النَّار، وَفِي الحَدِيث " أَنه أُتِىَ بجَرادٍ مَحْسُوسٍ ".

وحَسَّهُم يَحُسُّهم: وطِئَهُمْ واهانهم، عَنهُ.

وحَسَّانُ: اسْم مُشْتَقّ من أحد هَذِه الْأَشْيَاء.

والحَسُّ: إِضْرَار الْبرد بالاشياء.

والحَسُّ: بَرْدٌ يُحْرِقُ الْكلأ، وَهُوَ اسْم، حسَّه يَحُسُّه حسًّا، وَقد تقدم أَن الصَّاد لُغَة عَن أبي حنيفَة.

والبَرْدُ محَسَّةٌ للنبات، بِفَتْح الْمِيم، أَي يَحُسُّا. وأصابت الأَرْض حاسَّةٌ أَي بَرْدٌ، عَن اللحياني انثه على معنى المبالَغَةِ أَو الجائِحَةِ.

والحاسَّة: الجرَادُ يَحُسُّ الأَرْض أَي يَأْكُل نباتها.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الحاسَّةُ: الرّيحُ تَحْثى التُّرَاب فِي الغُدُرِ فتملؤُها فيَيْبَسُ الثرى.

وَسنة حَسُوسٌ: تَأْكُل كل شَيْء قَالَ:

إِذا شَكَوْنا سَنَةً حَسُوسا ... تأكُل بَعْدِ الخُضْرَةِ اليَبيسا

أَرَادَ: تَأْكُل بعد الْأَخْضَر الْيَابِس إِذْ الخُضرةُ واليُبْسُ لَا يُؤْكلان لانهما عَرَضان.

وحسَّ الرَّأْس يَحُسُّه حَسًّا: إِذا جعله فِي النَّار فَكلما تشيط اخذه بشفرة.

وتَحسَّسَتْ اوبار الْإِبِل: تَطايَرَتْ وتَفَرَّقتْ.

وانحِسَّتْ أسنانُه: تساقَطَتْ وتَحاتَّتْ.

والحَسُّ والاحْتِساسُ فِي كل شيءٍ أَلا يُتْرَكَ فِي الْمَكَان شَيْء مِنْهُ.

والحُساسُ: سمكٌ صِغارٌ بالبَحْرَيْنِ يُجَفَّف حَتَّى لَا يبْقى فِيهِ شَيْء من مَائه. الْوَاحِدَة حُساسَةٌ.

والحُساسُ: الشُّؤْمُ النَّكَدُ.

والمَحْسُوسُ: المشئُوم، عَن اللحياني.

وَرجل ذُو حُساسٍ: رَدِيء الخُلُقِ قَالَ:

رُبَّ شَرِيبٍ لَك ذِي حُساسِ ... شِرَابُه كالحَزّ بالمَوَاسِي

قالحُساسُ هُنَا يكون الشُّؤْمَ وَيكون رداءة الخُلُقِ، وَقَالَ ابْن الاعرابي وَحده: الحُساسُ هُنَا: الْقَتْلُ. والشَّرِيبُ هُنَا: الَّذِي يُوارِدُكَ على الحَوْضِ. يَقُول: انتظارُكَ إِيَّاه قَتْلٌ لَك ولإبلك.

والحَسَّ: الشَّرُ، تَقول الْعَرَب: الحِقِ الحَسَّ بالأس. الأس هُنَا: الأصْلُ تَقول: الحقِ الشَّرَّ باهله. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: إِنَّمَا ألْصِقُوا الحَسَّ بالأسِّ: أَي ألْصِقُوا الشَّرَّ بأصولِ من عادَيْتُمْ. والحَسُّ: الحِقْدُ.

وحَسَّ الدَّابَّةِ يَحُسُّها حَسًّا: نفض عَنْهَا التُّرَابَ.

والمِحَسَّةُ - مَكْسُورَة -: مَا يُحَسُّ بِهِ، لِأَنَّهُ مِمَّا يُعْتَمَلُ بِهِ.

وحَسَسْتُ لَهُ احِسُّ وحَسِسْتُ حَسا فيهمَا: رَقَقْتُ، تَقول الْعَرَب: إِن العامرِيَّ ليَحِسُّ للسعدي - بِالْكَسْرِ - أَي يرق لَهُ وَذَلِكَ لما بَينهمَا من الرَّحمِ. قَالَ يَعْقُوب: قَالَ أَبُو الْجراح: مَا رأيْتُ عُقَيْليّا إِلَّا حَسِسْتُ لَهُ. وَالِاسْم الحِسُّ. قَالَ الْقُطِاميُّ:

أخُوك الَّذِي لَا تَمْلِكُ الحِسَّ نَفْسُهُ ... وترفَضُّ عِنْد المُحْفِظاتَ الكَتائِفُ

ويروى: عِنْد المُخْطِفاتِ.

وحَسَسْتَ لَهُ حَسًّا: رَفَقْتُ. هَكَذَا وجدته فِي كتابِ كُرَاع. وَالصَّحِيح رَقَقْتُ على مَا تقدم.

ومَحَسَّةُ الْمَرْأَة: دبرهَا.

والحُساسُ: أَن تَضَع اللَّحْم على الجَمْرِ، وَقيل: هُوَ أَن يُنْضَجَ أَعْلَاهُ ويُتْركَ داَخلُهُ وَقيل: هُوَ أَن يُقْشَر عَنهُ الرَّمادُ بعد أَن يُخرَج من الجَمْرِ. وَقد حَسَّه وحَسْحَسَهُ. وحَسَحستُه: صَوت نُشَيِشه، وَقد حَسْحَسَتْه النارُ.

وَرجل حَسْحاسٌ: خفيفُ الْحَرَكَة، وَبِه سُمَّيَ الرَّجُلُ.
(حس) كلمة تقال عِنْد الْأَلَم المفاجئ يُقَال ضرب فَمَا قَالَ حس (وَقد تنون)
(حس)
الشَّيْء حسا استأصله يُقَال حس الْبرد الزَّرْع أباده وَالْجَرَاد الأَرْض قضم نبتها وَرَأس الذَّبِيحَة كشط شعره بعد وَضعه فِي النَّار وَيُقَال حس عَنهُ الْغُبَار أزاله بالمحسه وَفُلَانًا قَتله باستئصال رَأسه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَلَقَد صدقكُم الله وعده إِذْ تحسونهم بِإِذْنِهِ} وَالشَّيْء وَبِه حسا وحسيسا أدْركهُ بِإِحْدَى حواسه وَالنُّفَسَاء توجعت من ألم الْولادَة وَله حسا تألم لألمه وَعطف عَلَيْهِ

علب

علب


عَلَبَ(n. ac.
عَلْب)
a. Marked, cut, notched.
b. Bound a sinew round the hilt of (sword).
c.(n. ac. عَلْب), Was, became hard, rough, coarse, tough.
d. Was tainted (meat).
عَلِبَ(n. ac. عَلَب)
a. see supra
(c) (d).
عَلَّبَa. see I (a) (b).
إِسْتَعْلَبَa. see I (c) (d).
c. Found coarse, tough &c.

عَلْب
(pl.
عُلُوْب)
a. Trace, mark, impression.
b. Stony ground.

عِلْبa. see 1 (b)
عُلْبَة
(pl.
عُلَب عِلَاْب)
a. Skin milking-vessel.
b. Bowl.
c. [ coll. ], Box; snuff-box.

عَلِبa. Hard, coarse, tough; rough.
b. Aged.

عِلْبَآء (pl.
عَلَابِي)
a. Sinew of the neck.

تَشَنَّجَ عِلْبَاؤُهُ
a. He has become old.

عُلْبُوْبَة
a. The best, choice of.
ع ل ب

شنج علباؤه إذا أسنّ وهي عصبة صفراء في صفحة العنق، وهما علباوان، وسيف معلوب ومعلب: مشدود بالعلباء عند قائمه.
(علب) الرجل اتخذ العلبة وصنع العلبة وَالسيف وَنَحْوه علبه وَالشَّيْء حزه وَأثر فِيهِ والفاكهة وَاللَّحم وَالْخضر وَنَحْوهَا وَضعهَا مطبوخة فِي العلب لتحفظ بطريقة خَاصَّة (مج)
ع ل ب : الْعِلْبَاءُ بِالْمَدِّ الْعَصَبَةُ الْمُمْتَدَّةُ فِي الْعُنُقِ وَالْمُخْتَارُ التَّأْنِيثُ فَيُقَالُ هِيَ الْعِلْبَاءُ وَالتَّثْنِيَةُ عِلْبَاوَانِ وَيَجُوزُ عَلْبَاءَانِ وَالْعُلْبَةُ مَعْرُوفَةٌ وَالْجَمْعُ عُلَبٌ وَعِلَابٌ. 
(علب)
الشَّيْء عُلَبًا صلب ويبس يُقَال علب اللَّحْم وَاللَّحم تَغَيَّرت رَائِحَته وَالشَّيْء عُلَبًا وعلوبا وسمه وخدشه أَو حزه وَأثر فِيهِ وَالسيف وَنَحْوه حزم مقبضه بعلباء الْبَعِير

(علب) الشَّيْء عُلَبًا علب وَيَده غلظت وَالْحَيَوَان أَخذه دَاء فِي علبائه ورمت مِنْهُ الرَّقَبَة وانحنت وَالسيف تثلم حَده
علب وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عبد الله [بن عمر -] أَنه رأى رجلا بِأَنْفِهِ أثر السُّجُود قَالَ: لَا تَعْلُبْ صُورَتك. يَقُول: لَا تؤثِّر فِيهَا أثرا يُقَال: عَلَبْتُ الشَّيْء أعْلُبه عَلْباً وعُلُوباً إِذا أثّرت فِيهِ [قَالَ ابْن الرِّقاع: (الْكَامِل) . ... يَتْبَعْنَ نَاجِية كأنّ بَدفِّها ... من غَرْضِ نَسْعَتِها عُلوبَ مَوَاسِمِ -] .
علب: عُلْب: واحدته علبة. وهو في اليمن = الشجرة المسماة سِدْر. ففي المستعيني في مادة سدر: وقال (أبو حنيفة) عن ابن زياد أهل اليمن يسمون السدر العُلبة وهي العُلب. (هذا في مخطوطة ن مع الضبط بالحركات)، وفي مخطوطة لا: القلبة وهو القلب، وهذا خطأ. ويرى لين أن كلمة oelb عند فورسكال هي عِلب، وياقوت (3: 710) يضبطها بكسر العين أيضاً.
عُلبةَ: دلو، قادوس، سطل. (بوشر 11: 511 رقم 37، 520).
علبة: حقة، صندوقة. (بوشر، هلو، ألف ليلة 1: 4).
علبة نشوق: حقة عاطوس، حقة برنوطي، منشقة. (بوشر) وانظر زيشر 22: 100 رقم 35).
عُلَبي: صانع الدلاء. (زيشر 11: 511 رق: 37). عُلبي: صناديقي، صانع الصناديق والحقق. (بوشر).
[علب] إنما كانت حلية سيوفهم الأنك و"العلابي"، هي جمع علباء وهي عصب في العنق يأخذ إلى الكاهل، وهما علباوان يمينًا وشمالًا، وما بينهما منبت عرف الفرس، والجمع ساكن الياء ومشددها، والتثنية علباءان، وكانت العرب تشد على أجفان سيوفهما العلابي الرطبة فتجف عليها وتشد الرماح بها إذا تصدعت فتيبس وتقوى. ك: هو بفتح عين العصب المذكور يشق ويشدد بها أسفل الغمد وأعلاه يجعل موضع الحلية، وقيل: ضرب من الرصاص ولذا قرن بالأنك. نه: ومنه ح: أحسبها سنامًا فإذا هو "علباء" عنق. وفي ح ابن عمر: رأى رجلًا بأنفه أثر السجود فقال: "لا تعلب" صورتك، من علبه إذا وسمه وأثر فيه، والعلب الأثر، يعني لا تؤثر فيها بشدة اتكائك على أنفك في السجود. غ: أي لا تشينن صورتك بشدة انتحائك على أنفك. نه: وفي ح وفاته صلى الله عليه وسلم: وبين يديه ركوة أو "علبة" فيها ماء، هو قدح من خشب وقيل من جلد وخشب يحلب فيه. ومنه ح: أعطاهم "علبة" الحالب.
(علب) - في حديث عُتْبةَ: "كُنتُ أَعمَد إلى البَضْعَةِ أَحسِبُها سَنَامًا، فإذا هي عِلْبَاءُ عُنُقٍ"
قال الأصمَعِيُّ: العِلْباوَان: الصَّفْراوَان اللَّتان تأخذان يَمِينًا وشِمَالًا إلى الكَاهل.
ويُسْتَحبُّ أَن يَكُونَ العِلْباءُ من الفَرَس مُمْتدًّا.
وعَلْبَى يُعَلْبِي: ظَهَرت عَلابِيُّه من الكَبر. وعَلِبَ البَعِيرُ: أَخذَه داءٌ في عِلْبَاوَيْه، وتَشَنَّج عِلْبَاؤُه؛ إذا أسَنَّ، والعُلْبُ: الغَلِيظُ العِلْبَاءِ.
وقال الفَرّاء: الأَصل عِلْبَاىٌ، فَهُمِزَت اليَاءُ حِينَ صارت طرفا خامسة، وكذلك تُهمَز الياء إذا كانت رابعة، مثل غِطَاء وسِقَاء؛ واذا كانت ثالثةً لم تُهْمَز، نحو رايَةٌ ورَايٌ. ومن العرب مَنْ يقول فيها أَيضًا رَاءٌ بالهمز.
وقال محمدُ بنُ زَيد: عِلبَاء، وما كان مِثلُه لا يكون إلا مُذَكَّرا ؛ لأن ما كان على هذا الوَزْن يُلحَق بسِرْدَاح وبِسِرْبَال، وكَذَلك ما كَانَ على هذا الوَزن مَكْسُورَ الأَوّل أو مَضمُومَه، فلا يَكُونُ للتَّأْنِيث أَبدًا، نحو القُوْبَاءُ ؛ لأنه يُلحَق بقُسْطَاس. أَمَّا ما كان مَفتُوحَ الأَوَّلِ فلا يكون للتَّذكير أَبدًا، نحو حَمْراء وصَفْراء.
- في حديث خَالدٍ، رضي الله عنه: "أَعْطَاهُم عُلْبَةَ الحَالِبِ."
وهي قَدَح من خَشَب.
[علب] العَلْب: واحد العُلوب، وهي الآثار. تقول منه: عَلَبْتُهُ أعلُبُهُ بالضم، إذا وسمته أو خدشته، أو أثرت فيه. وقال طرفة: كأن علوب النسع في دأياتها * موارد من خلقاء في ظهر قردد وكذلك التعليب. والعَلِبُ: المكان الغليظ. وطريق مَعْلوب: لاحب. قال بشر:

على كل معلوب يثور عكوبها * والعلباء: عصب العنق، وهما عِلباوان بينهما منبت العُرف. وإن شئت قلت عِلباءان، لأنَّها همزة ملحقة، فإن شئت شبهتها بهمزة التأنيث التى في حمراء، أو بالاصلية التى في كساء. والجمع العلابى. والعلابي أيضا: الرصاص، أو جنسٌ منه . وعَلِبَ البعيرُ، إذا أخذه داءٌ في جانبي عنقه. وعَلَبْتُ السيفَ أعْلُبه عَلْباً، إذا حزمتَ قائمه بعِلباء البعير. والمعلوب: اسم سيف الحارث ابن ظالم المرى. وعلباء: اسم رجل. وقال امرؤ القيس: وأفلتهن علباء جَريضاً * ولو أدْرَكْنَهُ صَفِرَ الوِطابُ ويقال: تشنَّج عِلباء الرجل، إذا أسنّ. وتيسٌ عَلِبٌ، وضبٌّ عَلِبٌ، أي مسنٌّ جاسئ. ويقال: عَلِب اللحم بالكسر يَعْلَب، أي اشتدَّ. وعَلِب النبات أيضاً، أي جَسَأ. والعِلاب: وسمٌ في طول العنق، ناقةٌ مُعَلَّبة. والعُلْبة: مِحْلبٌ من جلد، والجمع عُلَب وعِلابٌ. والمُعَلِّب: الذى يتخذ العلبة. قال الكميت يصف خيلا: سقتنا دماء القوم طورا وتارة * صبوحا له اقتار الجلود المعلب والاعلنباء: أن يشرف الرجل ويُشخص نفسه، كما يفعل عند الخصومة والشَتم. يقال: اعْلَنْبى الديك والكلب وغيرهما إذا تنفش شعره. وأصله من علباء العنق، وهو ملحق بأفعنلل بياء. وعليب : اسم واد. ولم يجئ على فعيل بضم الفاء وتسكين العين وفتح الياء شئ غيره.
علب
عَلِبَ النَّبْتُ وغيرهُ عَلَباً؛ فهو عَلِبٌ؛ واسْتَعْلَبَ: جَسَأً. واسْتَعْلَبْتُه: وَجَدْتَه جاسِئاً. والعَلِبُ: الضَّخْمُ المُسِنُّ. وعَلِبَ البَعيرُ عَلَبَاً، فهو أعْلَبُ: لِدَاءٍ يأخُذُ في جانِبَي العُنُق فَتَرِمُ منه.
والعَلَبُ: النَّخلُ، والواحِدَة عَلَبَةٌ ويُقال لِثَمرِها - ويكونُ رَديئاً يابساً -: العَلَبَةُ والعَلَبُ أيضاً. والعَلَبَةُ من الإبل: الكَثيرةُ العَصَب الصُّلْبَةُ. وجاء بإبِلٍ وغَنَمٍ عَلَبٍ، والواحدةُ عَلَبَةٌ وهي التي لا طِرْقَ بها ولا وَلَدَ ولا لَبَن.
والعَلَبُ أيضاً: المَسَانُّ من الإبل، والواحدة: عَلَبَةٌ. والعَلَبَةُ: الدِّبْرَةُ اليابِسة من الأرض، وهي العِلْبَاءُ من الأرض. والعِلْبُ: اليابِسُ من الأرض لا يُنْبِتُ شَيْئاً، وجَمْعُه: عُلُوْبٌ. والعُلُوْبُ: مَنَابِت السِّدْر، الواحِدُ: عِلْبٌ. وعُلْبُوبَةُ كلِّ شَيْءٍ: خِيَارُه. ومَالٌ عُلْبُوبٌ: كَثير. والعُلْبَةُ: كالقَدَح الضَّخْم يُحْلَبُ فيها.
وعَلْبَى: ظَهَرَتْ عَلاَبِيُّه من الكِبَر. والمُعَلْبَاةُ: التي ثُقِبَتْ بالمِدْرى في عِلْبَاوَيْها.
وعَلْبَيْتُه وعَلَبْتُه: قَطَعْتَ عِلْبَاءه: وهي عَصَبُ العُنُق. والمَعْلُوبُ والمُعَلَّبُ: المَشْدود بالعِلْباء. وسَيْفُ الحارِث بن ظالِمٍ كان سَمّاه المَعْلُوبَ، قال: وسَيْفُ الحارِثِ ا
لمَعْلُوْبِ أرْدى ... حَصِيْناً في الجَبَابِرَةِ الرَّدِيْنا
والمَعْلُوبُ: الفَرَسُ الشَّديدُ الخَلْق. وعَلَبْتُ الطَّرِيقَ عَلْباً وعُلُوباً: أثَّرْتَ فيه. وإبِلٌ مُعَلَّبَةٌ: مَوْسُومَة بالعِلاَب: وهو خَطٌّ في طُول العُنُق، وربَّما كان في الجانبين.
ويُقال في زَجْرِ المَعْزِ: إعْلَ عُلَيْبَ اسْوَ سُوَيْدٍ. وعُلَيْبٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ، وليس في كلامِهم فُعَيْلٌ غيره.
الْعين وَاللَّام وَالْبَاء

عَلِبَ النَّبَات عَلَبا فَهُوَ عَلِبٌ: جسأ.

واسْتَعْلَبَ البقل: وجده عَلِبا.

وعَلِبَ اللَّحْم عَلَبا واسْتَعْلَبَ: صلب.

وعَلِبَ عَلَبا: تَغَيَّرت رَائِحَته بعد اشتداده.

وعَلِبَت يَده: غلظت.

واسْتَعْلَبَ الْجلد: غلظ وَاشْتَدَّ.

والعَلِبُ: الْمَكَان الغليظ الشَّديد الَّذِي لَا ينْبت الْبَتَّةَ.

والعُلْبُ والعَلِبُ: الضَّب الضخم المسن لِشِدَّتِهِ.

وَرجل عِلْبٌ: لَا يطْمع فِيمَا عِنْده من كلمة أَو غَيرهَا.

وانه لَعِلْبُ شَرّ: أَي قويٌّ عَلَيْهِ، كَقَوْلِك: انه لحك شَرّ.

والعِلْباءُ - مَمْدُود -: عصب الْعُنُق وَهُوَ الْعقب، قَالَ اللحياني: العلباء مُذَكّر لَا غير.

وعَلَبَ السَّيف والسكين وَالرمْح يَعْلُبُه ويعِلبه عَلْبا، وعلَّبَه: حزم مقبضه بِعِلْباءِ الْبَعِير.

وعَلِبَ الْبَعِير عَلَبا وَهُوَ أعْلَبُ وَهُوَ دَاء يَأْخُذهُ فِي عِلْباوَيِ الْعُنُق فترم مِنْهُ الرَّقَبَة وتنحني.

والعِلابُ: سمة فِي طول الْعُنُق على العِلْباء.

وعلْبىَ عَبده: ثَقَب عِلْباءَهُ وَجعل فِيهِ خيطا. وعَلْبَى الرجل: انحط عِلْباوَاهُ كِبراً قَالَ:

إذَا المرْءُ عَلْبَى ثُمَّ أصْبَحَ جِلْدُه ... كَرَحْضٍ غَسيلٍ فالتَّيَمُّنُ أرْوَحُ

التَّيَمُّن: أَن يوضع على يَمِينه فِي الْقَبْر.

وعِلْباءُ اسْم رجل سمي بعِلباءِ الْعُنُق، قَالَ:

إنّي لمنْ أنْكَرَنِي ابْنُ اليَثرِبي ... قَتَلْتُ عِلْباء وهِنْدَ الجَمَلِي

وابْناً لِصَوْحانَ على دِينِ عَلِي

أَرَادَ ابْن اليثربي والجملي وَعلي فَخفف بِحَذْف الْيَاء الْأَخِيرَة.

والعُلْبَةُ: قدح ضخم من جُلُود الْإِبِل، وَقيل: العُلْبَةُ من خشب. كالقدح الضخم يحلب فِيهَا، وَقيل: إِنَّهَا كَهَيئَةِ الْقَصعَة من جلد وَلها طوق من خشب، وَالْجمع عُلَبٌ وعِلابٌ. وَقيل: العِلاَبُ: جفان تحلب فِيهَا النَّاقة، قَالَ:

صَاحِ يَا صَاحِ هَلْ سَمِعْتَ بِرَاعٍ ... رَدَّ فِي الضَّرْعِ مَا قَرَى فِي العِلاَبِ

ويروى: فِي الحلاب.

وعَلَبَ الشَّيْء يَعْلُبُه عَلْبا وعُلُوبا: أثر فِيهِ.

والعَلْبُ: أثر الضَّرْب وَغَيره، وَالْجمع عُلُوبٌ، قَالَ طرفَة:

كأنَّ عُلُوبَ النِّسْعِ فيِ دَأَيَاتِها ... مَوَارِدُ منْ خَلْقَاءَ فِي ظهْر قَرْدَدِ

وَطَرِيق مَعْلُوبٌ: أثر فِيهِ السابلة.

والعِلْبَةُ: غُصْن عَظِيم تتَّخذ مِنْهُ مقطرة قَالَ:

فِي رِجْلِه عِلْبَةٌ خَشْناءُ من قَرَظٍ ... قَدْ تَيَّمَتْهُ فَبالُ المَرْءِ مَقْبُولُ

وعَلِبَ السَّيْف عَلَبا: تثلم حَده. والمعْلُوبُ: سيف الْحَارِث بن ظَالِم، صفة لَازِمَة، فإمَّا أَن يكون من العَلْبِ الَّذِي هُوَ الشَّديد وَإِمَّا أَن يكون من التثلم كَأَنَّهُ عُلِبَ، قَالَ الْكُمَيْت:

وسيفُ الحارثِ المَعْلُوبُ أرْدَى ... حُصَيْنا فِي الجَبابِرَةِ الرَّدِينا

وعِلْباءُ: اسْم.

وعُلْيَبٌ وعِلْيَبٌ: وَاد مَعْرُوف على طَرِيق الْيمن، وَقيل: مَوضِع، وَالضَّم أَعلَى، وَهُوَ الَّذِي حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ وَلَيْسَ فِي الْكَلَام فُعْيَلٌ غَيره، قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:

والأثْلُ مِنْ سَعْيا وحَلْيَةَ مُنزَلٌ ... والدَّوْمُ جاءَ بِهِ الشُّجُونُ فَعُلْيَبُ

واشتقه ابْن جني من العَلْبِ الَّذِي هُوَ الْأَثر والحز، وَقَالَ: أَلا ترى أَن الْوَادي لَهُ أثر.

واعْلَنْبَي الديك وَالْكَلب والهر: تهَيَّأ للشر.
باب العين واللاّم والباء معهما ع ل ب، ع ب ل، ل ع ب، ب ع ل، ب ل ع مستعملات

علب: عَلِبَ النّباتُ يَعْلَبُ عَلَباً فهو عَلِبٌ. وهو الجاسي. واللحم يَعْلَبُ ويستَعْلَبُ إذا لم يكن رخصاً. واسْتَعْلَبْتُ البقل، أي: وجدْتُه عَلِباً. والعلبة الشيخ الكبير المهزول. والعُلْبُ: الضبُّّ الضّخْمُ المُسِنُّ. والعِلْباءُ: عَصَبُ العُنُق، وهما عِلباوان، وهُنَّ عَلاَبيُّ. ورمْح مُعَلَّبٌ، أي: مجلُوزٌ بعَصَبِ العِلْباء. والعُلْبَةُ من خشب كالقَدَح يُحْلَبُ فيها. ويقال: عَلَّبْتُ السّيفَ بالعَلابيّ تَعْليباً، وهو سيف مُعَلَّبٌ ومَعْلوبٌ. قال :

وسيفُ الحارثِ المعْلوبُ أَرْدَى ... حُصَيْناً في الجبابرةِ الرَّدِينا

وبعير أَعْلَبُ، وقد عَلِبَ عَلَباً، وهو داء يأخذ في جانِبَيْ عنقه تُرِمُ منه الرَّقَبَةُ وتنحني، تقول: قد حز علباويه، وعلبابيه وبالواو أجود. والعِلابُ سمة في طول العُنُق، ربّما كان شبراً، ورُبّما كان أقصر. وعَلَبْتُ الشيءَ أَعْلُبُهُ عَلْباً وعُلُوباً إذا أثّرت فيه. قال ابن الرَّقاع :

يتبعْنَ ناجية كأنّ بِدَفِّها ... من غَرْضِ نِسْعتها عُلُوبَ مواسم

عبل: العَبْلُ: الضَّخم، عَبُلَ يَعْبُلُ عَبالةً. قال :

خبطناهم بكلّ أزجّ لام ... كمرضاخ النّوى عَبْلٍ وقاحِ

وحَبْلٌ أَعْبَلُ، وصخرة عَبْلاء، أي: بيضاء. وقد عَبِلَ عَبَلاً فهو أعبل. قال أبو كبير الهذليّ :

أخرجت منها سلقة مهزولة ... عجفاء يَبْرُقُ نابُها كالأَعْبَلِ

أي: كحجرٍ أبيضَ صلب من حجارة المرو. والعَبَلُ: ثمر الأرطى، الواحدة بالهاء.

لعب: لَعِبَ يَلْعَبُ لَعِباً ولَعْباً، فهو لاعبٌ لُعَبَةٌ، ومنه التَّلعُّب. ورجل تِلِعّابة- مشددة العين- أي: ذو تلعُّبٍ. ورجل لُعَبَة، أي: كثير اللَّعِبِ، ولُعْبَة، أي: يُلْعَبُ به كلُعْبَة الشّطْرَنْجِ ونحوها. قال الرّاجز :

العَبْ بها أو اعْطِني ألعب بها ... إنك لا تُحْسِنُ تَلعاباً بها

والمَلْعَبُ حيث يُلْعَبُ. والمِلْعَبَةُ: ثوبٌ لا كُمَّ له، يلعب فيها الصبي. واللّعّاب من يكونُ حرفتُه اللَّعِب.. ولُعابُ الصّبيّ: ما سال من فيه، لَعَبَ يَلْعَبُ لَعْباً، ولعابُ الشّمس: السّراب. قال :

في صحن يهماء يهتَفُّ السّهامُ بها ... في قَرْقَرٍ بلُعاب الشّمسِ مَضْروجِ

قال شــجاع: المضروج من نعت القَرْقَر، يقول: هذا القرقر قد اكتسَى السّراب، وأعانه ذائب من شُعاع الشّمس، فقوّى السّراب. ولعاب الشّمس أيضاً: شعاعُها. قال :

حتى إذا ذاب لعابُ الشّمسِ ... واعترف الرّاعي ليومٍ نجسِ

ومُلاعِبُ ظِلِّهِ: طائر بالبادية. ومُلاعِبا ظِلّيهِما، والثلاثة: ملاعباتُ ظِلالِهِنَّ. وتقول: رأيت ثلاثة مُلاعِباتِ أظلالٍ لَهُنَّ، ولا تَقُلْ أظلالَهنّ، لأنّه يصيرُ معْرِفَةً. قال شــجاع: مُلاعِبُ ظلِّهِ عندنا: الخطّاف.

بعل: البَعْلُ: الزّوجُ. يقال: بَعَلَ يَبْعَلُ بَعْلاً وبُعَولة فهو بَعْل مستبعل، وامرأة مستبعل، إذا كانت تحظَى عند زوجها، والرّجل يتعرّس لامرأته يطلب الحُظْوَة عندها: والمرأة تتبعّل لزوجها إذا كانت مطيعةً له. والبَعْلُ: أرضٌ مرتفعة لا يُصيبُها مطر إلاّ مرّةً في السّنة. قال سلامة بن جندل :

إذا ما عَلَوْنا ظهرَ بَعْلٍ عَريضَةٍ ... تَخالُ علينا قَيْضَ بَيْضٍ مفلق ويقال: البَعْلُ من الأرضِ التي لا يَبْلُغُها الماءُ إنْ سيق إليها لارتفاعها. ورجل بَعِلٌ، وقد بَعِل يَبْعَلُ بَعَلاً إذا كان يصير عند الحرب كالمبهوت من الفرق والدّهش. قال أعشى هَمْدان:

فجاهَدَ في فُرسانِهِ ورجالِهِ ... وناهَضَ لم يَبْعَلْ ولم يتهيّب

وامرأة بَعْلَةٌ: لا تُحسنُ لبسَ الثّياب. والبَعْلُ من النَّخل: ما شرب بعروقه من غير سقي سماء ولا غيرها. قال عبد الله بن رَواحة :

هنالك لا أبالي سقيَ نَخْل ... ولا بَعْلٍ وإنْ عَظُمَ الإِتاءُ

الإِتاء: الثّمرة. والبَعْلُ: الذّكر من النّخل، والنّاس يسمّونه: الفّحْل. قال النّابغة :

من الواردات الماء بالقاعِ تستقي ... بأذنابِها قبلَ استقاءِ الحناجِر

أراد بأذنابها: العروق. والبَعْلُ: صَنَمٌ كان لقومِ إلياس. قال الله عز وجل: أَتَدْعُونَ بَعْلًا والتّباعُلُ والمُباعَلَةُ والبِعالُ: مُلاعَبة الرّجلِ أهلَه، تقول: باعَلَها مُباعَلة،

وفي الحديث: أيّام شرب وبعالٍ . بلع: بَلِعَ الماءَ يَبْلَعُ بَلْعاً، أي شرب. وابتلعَ الطّعامَ، أي: لم يَمضغْهُ. والبُلَعَةُ من قامة البكرة سَمُّها وثَقْبُها، ويُجمعُ على بُلَع. والبالوعةُ والبَلُّوعةُ: بئر يُضَيَّقُ رأسُها لماءِ المطر. والمَبلع: موضعُ الابتلاع من الحَلْق. قال :

تأمّلوا خَيْشومَه والمَبْلَعا

والبُلَعَةُ والزُّرَدَةُ: الإنسان الأكول. ورجل متبلّع إذا كان أكولاً. وسَعْدُ بَلْعٌ: نجم يجعلونه معرفة. ورجلٌ بَلْعٌ، أي: كأنّه يبتلِعُ الكلامَ. قال رؤبة :

بَلْعٌ إذا استنطقتني صموت 

علب: عَلِبَ النباتُ عَلَباً، فهو عَلِبٌ: جَسَـأَ؛ وفي الصحاح: عَلِبَ، بالكسر.

واسْتَعْلَبَ البَقْلَ: وجَدَه عَلِـباً. واسْتَعْلَبَتِ الماشيةُ البَقْلَ إِذا ذَوَى، فأَجَمَتْهُ واسْتَغْلَظَته. وعَلِبَ اللحمُ عَلَباً، واسْتَعْلَب: اشْتَدَّ وغَلُظَ. وعَلَبَ أَيضاً، بالفتح، يَعْلُبُ: غَلُظَ وصَلُبَ، ولم يكن رَخْصاً. ولحمٌ عَلِبٌ وعَلْبٌ: وهو الصُّلْبُ. وعَلِبَ عَلَباً تَغَيَّرَتْ رائحتُه، بعد اشتداده. وعَلِـبَتْ يَدُه: غَلُظَتْ. واسْتَعْلَبَ الجلدُ: غَلُظَ واشْتدَّ.

والعَلِبُ: المكانُ الغليظُ الشَّديدُ الذي لا يُنْبِتُ البَتَّةَ. وفي التهذيب: العِلْبُ من الأَرض المكانُ الغليظُ الذي لو مُطِرَ دهراً، لم يُنْبِتْ خَضراء. وكلّ موضع صُلْبٍ خَشنٍ من الأَرض: فهو عِلْبٌ.

والاعْلِنْباءُ: أَن يُشرِفَ الرَّجُلُ، ويُشْخِصَ نفسَه، كما يفعلُ عند

الخُصومة والشَّتم.

يقال: اعْلَنْبَـى الديكُ والكلبُ والـهِرُّ وغيرُها إِذا انتَفَشَ شَعَرُه، وتَهَيَّـأَ للشَّرِّ والقتال. وقد يُهْمزُ، وأَصله من عِلْباءِ العُنُق، وهو مُلحَقٌ بافْعَنْلَلَ، بياء. والعُلْبُ والعَلِبُ: الضَّبُّ الضَّخْمُ الـمُسِنُّ لشدَّته. وتيْسٌ عَلِبٌ، ووَعْلٌ عَلِبٌ أَي مُسِنٌّ جاسِـئٌ.

ورجل عِلْبٌ: جافٍ غَليظٌ. ورجل عِلْبٌ: لا يُطْمَع فيما عنده من كلمة أَو غيرها. وإِنه لَعِلْبُ شَرٍّ أَي قويّ عليه، كقولك: إِنه لَحِكُّ

شَرٍّ. ويقال: تَشَنَّجَ عِلْباءُ الرجُل إِذا أَسنَّ؛ والعِلباءُ، ممدود:

عَصَبُ العُنُق؛ قال الأَزهري: الغليظُ، خاصة؛ قال ابن سيده: وهو العَقَبُ.

وقال اللحياني: العِلْباءُ مذكر لا غير.

وهما عِلْباوانِ، يميناً وشمالاً، بينهما مَنْبِتُ العُنُق؛ وإِن شئت

قلت: عِلْباءَان، لأَنهما همزة مُلحقةٌ شُبهت بهمزة التأْنيث التي في

حمراء، أَو بالأَصلية التي في كساء، والجمع: العَلابيُّ. وعَلَبَ السيفَ والسِّكِّينَ والرُّمْحَ، يَعْلُبه ويَعْلِـبُه عَلْباً، فهو مَعْلُوبٌ، وعَلَّبَه: حَزَمَ مَقْبِضَه بعِلْباءِ البعير، فهو مُعَلَّبٌ. ومنه الحديث: لقد فَتَحَ الفُتُوحَ قومٌ، ما كانتْ حِلْية سُيُوفِهم الذَّهَبَ والفضةَ، إِنما كانت حِلْيتُها العَلابيَّ والآنكَ؛ هو جمعُ العِلْباء، وهو العَصَبُ؛ قال: وبه سُمِّي الرجلُ عِلْباءً. ابن الأَثير: هو عَصَبٌ في العُنق، يأْخذ إِلى الكاهل، وكانت العربُ تَشُدُّ على أَجْفانِ سُيوفها العَلابيَّ الرَّطْبةَ، فَتَجِفُّ عليها وتَشُدُّ بها الرِّماح إِذا تَصَدَّعَتْ فَتَيْبَسُ، وتَقْوَى عليه؛ ومنه قول الشاعر:

فظَلَّ، لثِـيرانِ الصَّرِيم، غَماغِمٌ * يُدَعِّسُها بالسَّمْهَرِيِّ الـمُعَلَّبِ

ورمح مُعَلَّبٌ: إِذا جُلِزَ ولُوِيَ بعَصَبِ العِلْباء. قال القُتَيْبي: وبلغني أَن العَلابيَّ الرَّصاصُ؛ قال: ولستُ منه على يقين. قال

الجوهري: العَلابيُّ الرَّصاصُ أَو جنس منه؛ قال الأَزهري: ما علمت أَحداً قاله، وليس بصحيح. وفي حديث عُتْبة:

كنت أَعْمِدُ إِلى البَضْعَةِ أَحْسِـبُها سَناماً، فإِذا هي عِلْباءُ عُنُقٍ. وعَلِبَ البعيرُ عَلَباً، وهو أَعْلَبُ وعَلِبٌ: وهو داءٌ يأْخذه في عِلْباوَيِ العُنُقِ، فتَرِمُ منه الرَّقَبةُ، وتَنْحنِـي.

والعِلابُ: سمة في طُول العُنق على العِلْباءِ؛ وناقة مُعَلَّبة.

وعَلْبَـى عَبْدَه إِذا ثَقَبَ عِلْباءَه، وجَعَل فيه خيطاً. وعَلْبَـى

الرجلُ: انْحَطَّ عِلْباواهُ كِبَراً؛ قال:

إِذا الـمَرْءُ عَلْبَـى ثم أَصبَح جِلْدُه * كرَحْضِ غَسيلٍ، فالتَّيَمُّنُ أَرْوَحُ

التَّيَمُّنُ: أَن يُوضَع على يمينه في القبر.

وعِلْباء: اسم رجل، سُمِّيَ بِعِلْباءِ العُنُق؛ قال:

إِنّي، لِـمَنْ أَنْكرنِـي، ابنُ اليَثْرِبِ

قَتَلْتُ عِلْباءً وهِنْدَ الجَملِ،

وابْناً لِصَوْحانَ على دِينِ علِـي

أَراد: ابنَ اليَثْرِبِـيِّ، والجَمَلِـيِّ، وعلِـيّ، فخفف بحذف الياءِ

الأَخيرة. والعُلْبةُ: قَدَحٌ ضخْم من جلود الإِبل. وقيل: العُلْبة من خشب، كالقَدَحِ الضَّخْمِ يُحْلَبُ فيها. وقيل: إِنها كهيئةِ القَصْعَةِ مِن جِلد، ولها طَوْق من خشب. وقيل: مِحْلَبٌ من جلد. وفي حديث وفاة النبي، صلى اللّه عليه وسلم: وبين يديه رَكْوَة أَو عُلْبةٌ فيها ماءٌ؛ العُلْبة: قدحٌ من خشب؛ وقيل: من جلدٍ وخشبٍ يُحْلَبُ فيه. ومنه حديث خالد: أَعطاهم عُلْبَةَ الحالبِ أَي القَدَحَ الذي يُحْلَبُ فيه؛ والجمعُ: عُلَبٌ وعِلابٌ.

وقيل: العِلابُ جِفانٌ تُحْلَبُ فيها الناقةُ؛ قال:

صاحِ، يا صاحِ! هل سمعْتَ بِراعٍ * ردَّ في الضَّرْعِ ما قَرَى في العِلابِ؟

ويُرْوى: في الـحِلاب.

والـمُعَلِّب: الذي يَتَّخِذُ العُلْبة؛ قال الكُمَيْتُ، يصف خيلاً:

سَقَتْنا دِماءَ القَوْمِ طَوْراً، وتارةً * صَبُوحاً، له أَقتارُ الجلُودِ الـمُعَلَّبِ(1)

(1 قوله «له أقتار الجلود المعلب» كذا أنشده في المحكم وضبط لام المعلب بالفتح والكسر.)

قال الأَزهري: العُلْبةُ جِلدة تُؤْخَذُ من جَنْبِ جِلْدِ البعير إِذا

سُلِخَ وهو فَطِـيرٌ، فتُسَوَّى مستديرةً، ثم تُمْلأُ رَمْلاً سهلاً، ثم

تُضَمُّ أَطرافُها، وتُخَلّ بخلالٍ، ويُوكَى عليها مقبوضةً بحَبْل،

وتُتْرَكُ حتى تَجِفَّ وتَيْبَسَ، ثم يُقْطَعُ رأْسُها، وقد قامت قائمةً

لجَفافِها، تُشْبِه قصعةً مُدَوَّرَةً، كأَنها نُحِتَتْ نَحْتاً، أَو خُرِطَتْ

خَرْطاً، ويُعَلِّقُها الراعي والراكبُ فَيَحْلُب فيها، ويَشْرَبُ بها،

وللبَدَوِيِّ فيها رِفْقُ خِفَّتِها، وأَنها لا تنكسر إِذا حَرَّكها البعيرُ أَو طاحت إِلى الأَرض.

وعَلَبَ الشيءَ يَعْلُبه، بالضم، عَلْباً وعُلُوباً: أَثـَّرَ فيه ووسَمَه، أَو خَدَشَه. والعَلْبُ: أَثَرُ الضَّرْبِ وغيره، والجمع عُلُوبٌ.

يقال ذلك في أَثر الـمِـيسَمِ وغيره؛ قال ابن الرِّقاعِ يصف الرِّكاب:

يَتْبَعْنَ ناجِـيةً، كأَنَّ بدَفِّها * من غَرْضِ نَسْعَتِها، عُلُوبَ مَواسِمِ

وقال طَرَفة:

كأَنَّ عُلُوبَ النِّسْعِ في دَأَياتِها * مَوارِدُ، من خَلْقاءَ، في ظَهر قَرْدَدِ

وكذلك التَّعْلِـيبُ.

قال الأَزهَري: العَلْبُ تأْثير كأَثرِ العِلابِ. قال وقال شمر:

أَقْرَأَني ابن الأَعرابي لطُفَيْلٍ

الغَنَوِيّ:

نهُوضٌ بأَشْناقِ الدِّياتِ وحَمْلِها، * وثِقْلُ الذي يَجْنِـي بمَنْكِـبِه لَعْبُ

قال ابن الأَعرابي: لَعْبٌ أَراد به عَلْبٌ، وهو الأَثَرُ. وقال أَبو

نصر: يقول الأَمْرُ الذي يَجنِـي عليه، وهو بمنكبه، خَفيفٌ.

وفي حديث ابن عمر: أَنه رأَى رجُلاً بأَنْفه أَثر السُّجود، فقال: لا

تَعْلُبْ صُورتَك؛ يقول: لا تُؤَثر فيها أَثراً، بشِدّةِ اتِّكائِك على

أَنفِك في السُّجود.

وطريقٌ مَعْلوبٌ: لاحِبٌ؛ وقيل: أَثـَّرَ فيه السابلةُ؛ قال بشر:

نَقَلْناهُمُ نَقْلَ الكِلابِ جِراءَها * على كُلِّ مَعْلُوبٍ، يَثُورُ عَكُوبُها

العَكوب، بالفتح: الغُبارُ. يقول: كنا مقتدرين عليهم، وهم لنا

أَذِلاَّء، كاقتدار الكلاب على جرائها. والـمَعْلوبُ: الطريق الذي يُعْلَبُ بجَنْبَتَيْه، ومثله الـمَلْحُوبُ.

والعِلْبةُ: غُصنٌ عظيم تُتَّخَذ منه مِقْطَرةٌ؛ قال:

في رِجْلِهِ عِلْبةٌ خَشْناءُ من قَرَظٍ، * قد تَيَّمَتْه، فَبالُ الـمَرْءِ مَتْبُولُ

ابن الأَعرابي: العُلَبُ جمع عُلْبة، وهي الجَنْبة والدَّسْماءُ والسَّمْراءُ. قال: والعِلْبة، والجمع عِلَبٌ، أُبْنَةٌ غليظة من الشجر، تُتَّخَذ منها الـمِقْطرة.

وقال أَبو زيد: العُلُوبُ مَنابِتُ السِّدْرِ، والواحِدُ عِلْبٌ.

وقال شمر: يقال هؤُلاء عُلْبُوبةُ القومِ أَي خِـيارُهم. وعَلِبَ السيفُ

عَلَباً: تَثَلَّمَ حَدُّه.

والـمَعْلُوب: اسمُ سَيْفِ الـحَرِثِ بن ظالم الـمُرِّيِّ، صفةٌ لازمَة.

فإِما أَن يكون من العَلْبِ الذي هو الشَّدُّ، وإِما أَن يكون من

التَّثَلُّم، كأَنه عُلِبَ؛ قال الكميت:

وسَيْفُ الـحَرِث الـمَعْلُوبُ أَرْدَى * حُصَيْناً في الجَبابِرة الرَّدِينا

ويقال: إِنما سماه مَعْلُوباً لآثار كانت في مَتْنِه؛ وقيل: لأَنه كان

انْحَنَى من كثرة ما ضَرَبَ به، وفيه يقول:

أَنا أَبو لَيْلى، وسَيْفِـي الـمَعْلُوبْ

وعِلْباءٌ: اسم رجل؛ قال امرؤُ القيس:

وأَفْلَتَهُنَّ عِلْباءٌ جَرِيضاً، * ولو أَدْرَكْتُه صَفِرَ الوِطابُ

وعُلَيْبٌ وعِلْيَبٌ: وادٍ معروفٌ، على طريق اليمن؛ وقيل: موضع، والضم أَعلى، وهو الذي حكاه سيبويه. وليس في الكلام فُعْيَلٌ، بضم الفاءِ وتسكين العين وفتح الياء غيره؛ قال ساعدةُ بنُ جُؤَيَّةَ:

والأَثْل من سَعْيَا وحَلْيةَ مَنْزِلٍ * والدَّوْمَ جاءَ به الشُّجُونُ فَعُلْيَبُ

واشْتَقَّه ابنُ جني من العَلْبِ الذي هو الأَثَرُ والـحَزُّ، وقال:

أَلا ترى أَن الوادِيَ له أَثَرٌ؟

علب

1 عَلَبَهُ, aor. ـُ (S, O, TA,) inf. n. عَلْبٌ (K, * TA) and عُلُوبٌ, (TA,) He made a mark, or an impression, upon it, (S, O, K, * TA,) accord. to Az, like the mark termed عِلَاب [q. v.]; (TA;) and he marked him, or it, with a hot iron; or scratched him, or it, so as to cause bleeding or not so: (S, O, TA;) and تَعْلِيبٌ [inf. n. of ↓ علّب] likewise signifies the doing thus [i. e. the making a mark &c.]: (S, TA: *) and, as also عَلْبٌ [inf. n. of عَلَبَ], the cutting [a thing], syn. جَزٌّ; (so in the CK and in my MS. copy of the K;) or inciding [it], or notching [it]; syn. حَزٌّ. (K accord. to the TA.) لَا تَعْلُبْ صُورَتَكَ i. e. Make not thou a mark upon thy صورة [here meaning face, as in some other instances,] occurs in a trad., as said to a man upon whose nose was seen a mark [of dust, or an impression,] made by pressing hard upon it in prostration. (O, TA.) A2: عَلَبَ السَّيْفَ, aor. ـُ (S, O, K) and عَلِبَ, (K,) inf. n. عَلْبٌ; (S, O, K;) and ↓ علّبهُ, (O,) inf. n. تَعْلِيبٌ; (O, K;) He bound round the hilt of the sword with the عِلْبَآء

[q. v.] of a camel: (S, O, K:) and in like manner one says of things similar to a sword, (K, TA,) as a knife, and a spear. (TA.) b2: [and عُلِبَ seems to signify sometimes It was tied with, or by, a sinew, or tendon: see a usage of its part. n. voce مَتْنٌ.]

A3: عَلِبَ, [aor. ـَ (TA,) inf. n. عَلَبٌ, (K, TA,) It (a sword) became broken in its edge. (K, * TA.) A4: And عَلِبَ, [aor. ـَ (S, O, TA,) inf. n. عَلَبٌ, (TA,) said of a camel, He was, or became, affected by a disease in the two sides of his neck; (S, O;) by what is termed ↓ عَلَبٌ, (TA,) which is a disease attacking in the عِلْبَاآنِ, (K, TA,) dual of عِلْبَآء [q. v.], in consequence of which the neck swells, and becomes bent. (TA.) A5: And عَلِبَ, aor. ـَ inf. n. عَلَبٌ; and عَلَبَ, aor. ـُ inf. n. عَلْبٌ; It was, or became, hard, or firm; (O, K;) and hard, tough, or coarse: (K:) each, said of flesh, or flesh-meat, and of a plant, has the former meaning: (O:) or the latter verb, said of flesh, or flesh-meat, has that meaning; and the former verb, said of a plant, has the latter meaning: (S:) or the former verb, said of flesh, or flesh-meat, means it was, or became, hard, or firm, and thick, or coarse; and the latter verb also, it was, or became, thick, or coarse, and hard, not soft, or tender. (Suh, TA.) And عَلِبَتْ يَدُهُ His hand was, or became, thick, coarse, or rough. (TA.) [See also 10.]

b2: And عَلِبَ, aor. ـَ inf. n. عَلَبٌ; and عَلَبَ, aor. ـُ and ↓ استعلب; said of flesh-meat, It became altered in odour [for the worse], after having been hard, or firm. (K.) 2 عَلَّبَ see 1, former half, in two places.10 استعلب, said of flesh, or flesh-meat, It was, or became, thick, or coarse; not soft, or tender: (O:) or it was, or became, hard, or firm, and thick, or coarse; and likewise said of skin. (L.) [And عَلِبَ and عَلَبَ are similarly explained.] b2: See also, 1, last sentence.

A2: استعلب البَقْلَ He found the herbs, or leguminous plants, to be hard, tough, or coarse. (TA.) And (TA) استعلبت البَقْلَ, said of cattle, They loathed the herbs, or leguminous plants, and found them, or deemed them, thick, or coarse, (O, K, TA,) being withered. (O, TA.) Q. Q. 1 عَلْبَى, said of a man, His عَلَبِىّ [or rather عِلْبَاآنِ, the former being pl., and the latter dual, of عِلْبَآء, q. v.,] became apparent, by reason of old age: (O, K:) or accord. to the T, his عِلْبَآء

became depressed. (TA.) A2: عَلْبَاهُ He cut his عِلْبَآء

[q. v.], (O, K, TA,) i. e., his slave's علباء: (K, TA:) or he perforated his (i. e. his slave's) علباء, (K, TA,) and put into it a string, or thread. (TA.) Q. Q. 3 اِعْلَنْبَى, inf. n. اِعْلِنْبَآءٌ, He (a man) raised himself; or drew, or stretched, himself up; like as is done on the occasion of altercation, (S, O, K,) and of reviling. (S, O.) b2: And hence, (K,) it is said also of a cock, and of a dog, (S, O,) and other than these,. (S, O, TA,) as a cat, meaning He prepared himself for evil, or mischief, (K, TA,) and fighting: (TA:) [or ruffled his feathers,] or bristled up his hair: it is from the عِلْبَآء of the neck, and quasi-coordinate to اِفْعَنْلَلَ, with ى [for the final ل]: (S, O, TA:) and sometimes it is with ء [in the place of the ى]. (TA.) b3: And one says also, اِعْلَنْبَأَ بِالحِمْلِ He rose, or raised himself, with the burden. (TA.) عَلْبٌ A mark, an impression, or a scar, (S, O, K, TA,) of beating, and of burning with a hot iron, &c.; (TA;) or such as is mangled and bleeding: (K in art. حبط:) [an inf. n. used as a subst. properly so termed:] pl. عُلُوبٌ. (S, O.) Tufeyl El-Ghanawee has used لَعْب for عَلْب in this sense. (IAar, TA.) b2: And A rugged place; (S, O, K, TA;) as also ↓ عِلْبٌ: (K, TA:) and ↓ the latter, (O,) or each, (K, TA,) a place, (K,) or a rugged (O, TA) and hard (TA) place of the earth, (O, TA,) which, if rained upon for a long time, will not give growth (O, K, TA) to any green thing: (O, TA:) and ↓ the latter signifies also any rough and hard place of the earth. (O.) b3: And A hard thing; as also ↓ عَلِبٌ; (K;) each applied in this sense to flesh, or flesh-meat; the former being an inf. n. used as an epithet. (O.) عُلْبٌ: see عَلِبٌ: b2: and عُلْبَةٌ, last sentence.

عِلْبٌ: see عَلْبٌ, in three places. b2: Also A place where the سِدْر [rhamnus nabeca, or rhamnus spina Christi, a species of lote-tree,] grows: pl. عُلُوبٌ. (Az, O, K.) [Accord. to Forskål, (Flora Aegypt. Arab., p. cvi.,) علب (thus written by him, and also “ œlb,” app. for عِلْب,) is an appel-lation applied by some in El-Yemen to the tree which he calls Rhamnus nabeca rectus.] b3: and A man such that one should not covet, or hope to get, what he has, (O, K,) whether of words or of other than words. (O.) b4: And one says, إِنَّهُ لَعِلْبُ شَرٍّ Verily he is strong to do evil, or mischief. (TA.) عَلَبٌ A certain disease of camels, expl. above: see 1, latter half.

عَلِبٌ: see عَلْبٌ, last sentence. b2: Also, applied to a he-goat, and to a [lizard of the species-called]

ضَبّ, Advanced in age, and hard, tough, or coarse: (S, O:) and applied to a mountain-goat, (O, K, TA,) in this sense; (TA;) or as meaning advanced in age; (O;) or large, or bulky, (K, TA,) advanced in age; because of his strength; (TA;) and [in the same sense applied to] a ضَبّ, as also ↓ عُلْبٌ: (K:) and applied to a man, as meaning thick, coarse, rough, or rude. (TA.) And A hard, tough, or coarse, plant. (TA.) A2: And A camel having the disease termed عَلَبٌ [q. v.]; as also ↓ أَعْلَبُ. (TA.) عُلْبَةٌ A milking-vessel of skin, (S, O, TA,) or of wood, like a large قَدَح [or bowl]: (TA:) or a large قَدَح of camel's skin, or of wood, into which one milks: (K:) or a bowl into which the she-camel is milked: or a قَدَح of wood, or of skin and wood: or a vessel of skin, in the form of a bowl, with a wooden hoop: Az says, it is a piece of skin taken from the side of a camel's hide while it is fresh; it is made round, and filled with soft sand; then its edges are drawn together, and perforated with a wooden skewer, and it is bound so as to be closed, [thus] contracted, by a cord [passed through the holes made with the skewer], and left until it becomes dry and tough; then its upper part is cut off, and it stands by reason of its dryness, resembling a round bowl, as though it were carved out, or fashioned by the turner; the pastor and the rider suspend it, and milk into it, and drink out of it; and it is convenient to the man of the desert by its lightness, and its not breaking when the camel shakes it about or when it falls to the ground: (TA:) IAar says that this word and جَنْبَةٌ and دَسْمَآءُ and سَمْرَآءُ all signify the same: (O:) the pl. is عُلَبٌ (S, O, Msb, K) and عِلَابٌ. (S, Msb, K.) A2: Also A tall palm-tree: (O, K:) [see ↓ عُلْبٌ (voce سَاجِدٌ), a coll. gen. n. used as a pl.; or a pl., and, if so, app. a contraction of عُلَبٌ, by poetic license: Sgh, however, adds,] but some say that it is ↓ عَلَبَةٌ [i. e.] بِالتَّحْرِيك. (O.) عِلْبَةٌ A thick knot of wood, (IAar, O, K, TA,) otherwise expl. as a great branch of a tree, (TA,) whereof is made the مِقْطَرَة, (IAar, O, K, TA,) which is a wooden thing having in it holes adapted to the size of the legs of the persons confined [by it, i. e. a kind of stocks]: (TA:) pl. عِلَبٌ. (IAar, O, TA.) A poet says, فِى رِجْلِهِ عِلْبَةٌ خَشْنَآءُ مِنْ قَرَظٍ

[Upon his leg was a rough kind of stocks of the wood of the tree called karadh]. (O, TA.) عَلَبَةٌ: see عُلْبَةٌ, last sentence.

عِلْبَآءٌ [perfectly decl., because the ء is a letter of quasi-coordination, i. e., added to render the word quasi-coordinate to the class of قِرْطَاسٌ and the like,] The عَصَب of the neck; [app. meaning the upper, cervical, tendinous portion of the trapezius muscle;] (S, O, K; [in all of which, mention is made of the علبآء of the camel, to which it seems to be most commonly applied, and also to that of a man;]) it is one of a pair, and between one علبآء and the other is the place of growth of the mane; (S, O;) Az explains it as specially applied to the thick عَصَب; and IAth, as the عَصَب in the neck, extending to the كَاهِل [or part between the two shoulder-blades]: ISd says that it is syn. with عَقَبٌ [q. v.]: (TA:) [it is also said that] it signifies the عَصَبَة [i. e. tendon, or sinew,] that extends in the neck: (Msb:) or the yellow عَصَبَة in the side (صَفْحَة) of the neck; one of a pair: (A:) and the عِلْبَاوَانِ in a man are [said to be] the two yellow tendons or sinews (العَصَبَتَانِ الصَّفْرَاوَانِ) in the مَتْن [or part next the spine, on either side,] of the neck: (Zj in his “ Khalk el-Insán: ”) [but of all the meanings thus assigned to it, the first seems to be the most proper, or at least the most usual: see Q. Q. 1:] the Arabs used to bind therewith, in the fresh, or moist, state, the أَجْفَان [or sheaths] of their swords, and also their spears when cracked, and it dried upon them, and became strong: (IAth, TA:) the word is masc., (Lh, TA,) or [it is masc. and fem., but] the making it fem. is preferred [though this is contr. to analogy]: (Msb:) the dual is عِلْبَاوَانِ (S, A, O, Msb) and عِلْبَا آنِ; (S, O, Msb, K;) [the former app. the more common, but the latter the more proper;] for the ء [in the sing.] is a letter of quasi-coordination [and therefore properly with tenween]; but if you will, you may liken it to the fem. ء that is in حَمْرَآءُ [of which the dual is more properly حَمْرَاوَانِ], or to the radical ء [or rather the ء that is substituted for the last radical letter] in كِسَآءٌ [of which the dual is more pro-perly كِسَا آنِ]: (S, O:) and the pl. is عَلَابِىُّ. (S, O, K.) You say of a man when he has become advanced in age, تَشَنَّجَ عِلْبَآءُ الرَّجُلِ [The علبآء of the man has become contracted]. (S, O.) b2: The pl. عَلَابِىُّ is expl. in the K as signifying also Lead: and in the S as signifying lead, or a kind thereof: (TA:) El-Kutabee says, “I have been told that العَلَابِىُّ signifies lead; but I am not sure of it: ” and Az says, “I know not any one who has said it, and it is not true; ” (O, TA;) and this is the case: (O:) MF observes that its explanation as signifying lead requires it to be a sing. of a pl. form, or a pl. that has no sing., like أَبَابِيلُ and عَبَادِيدُ: (TA:) in a trad., mention is made of swords of which the ornaments were العلابىّ and الآنُك; (O, TA;) and the coupling of these two words together has led to the supposition that the former means lead; but there is no evading the fact that it is the pl. of علبَآء meaning the عَصَب of the camel. (TA.) عُلْبُوبَةُ القَوْمِ The best persons of the people, or party. (Sh, O, K.) عِلَابٌ A mark made with a hot iron along the length of the neck [of a camel], (S, O, K,) upon, or over, the عِلْبَآء. (TA.) عَلَابِىُّ pl. of عِلْبَآءٌ [q. v.].

أَعْلَبُ: see عَلِبٌ, last sentence.

مُعْلِبَةٌ: see the next paragraph.

مُعَلَّبٌ A sword having its hilt bound (A, O) with the عِلْبَآء of a camel; (O;) as also ↓ مَعْلُوبٌ. (A.) b2: And مُعَلَّبَةٌ A she-camel (S, K) marked with the mark called عِلَاب; (S, O, K;) as also ↓ مُعْلِبَةٌ. (K.) مُعَلِّبٌ One who makes the kind of vessel called عُلْبَةٌ. (S, O.) مُعَلْبَاةٌ One who has a perforation made in her عِلْبَاوَانِ [dual of عِلْبَآءٌ] with the instrument called مِدْرًى [q. v.]. (O.) مَعْلُوبٌ A conspicuous road (S, O, K, TA) that is marked in its two sides; or marked with the traces of travellers. (TA.) b2: And A sword broken in its edge. (O.) b3: See also مُعَلَّبٌ.
علب
: (العَلْبُ: الأَثَرُ والحَزُّ) يُقَال: عَلَبَ الشيءَ يَعْلُبُه بالضَّمِّ عَلْباً وعُلُوباً: أَثَّر فِيهِ وَوَسَمَه أَو خَدَشَه.
والعَلْبُ: أَثَرُ الضَّرْبِ وغَيْرِهِ، الْجمع عُلُوبٌ. يُقَال ذَلِك فِي أَثر المِيسَمِ وغَيْرِه. قَالَ ابنُ الرِّقاع يَصِفُ الرِّكابَ:
يَتْبَعْنَ ناجِيةً كأَنَّ بدَفِّها
من غَرْضِ نَسْعَتِهَا عُلُوبَ مَوَاسِمِ
وَقَالَ طَرَفَة:
أَنَّ عُلوبَ النِّسْعِ فِي دَأَيَاتِها
مَوَارِدُ من خَلْقاءَ فِي ظَهْر قَرْدَدِ
(كالتَّعْلِيبِ) ، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: العَلْب: تأْثِيرٌ كأَثَرِ العِلابِ. قَالَ: وَقَالَ شَمِر: أَقرأَنِي ابْنُ الأَعْرَابِيّ لطُفَيْلٍ الغَنَوِيّ:
نَهُوضٌ بأَشْنَاقِ الدِّيَاتِ وحَمْلِهَا
وثِقْلُ الَّذِي يَجْنِي بَمنْكِبِه لَعْبُ
قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: أَراد بِهِ عَلْبٌ وَهُوَ الأَثَر. وَقَالَ أَبُو نَصْر: يَقُولُ: الأَمْرُ الذِي يَجْنِي عَلَيْه وَهُوَ بمَنْكِبه خَفِيف.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَر (أَنَّه رَأَى رَجُلاً بأَنْفِه أَثَرُ السُّجاود فَقَال: لَا تَعْلُب صُورَتَك) ، يَقُول: لَا تُؤَثِّر فِيهَا أَثَراً لشِدَّة اتَّكَائِك على أَنْفِك فِي السُّجُود.
(و) العَلْبُ: (المَكَانُ الغَلِيظُ) الشَّدِيدُ من الأَرْضِ الَّذِي لَا يُنْبِتُ البَتَّةَ (ويُكْسَر) أَي فِي الأَخِيرِ (و) العَلْبُ: (حَزْم مَقْبِضِ السَّيْف وَحْوِهِ) كالسِّكّينِ والرُّمْح (بعِلْبَاءِ البَعِيرِ، أَي عَصَبِ عُنُقِه) . عَلَبَهُ (يَعْلُبُه) بالضَّم (ويَعْلِبُه) بالكَسْر فَهُوَ مَعْلُوبٌ، أَي حَزَمَ مَقْبِضَه بِهِ. وَفِي حَديث عُتْبَةَ (كنتُ أَعمِدُ إِلَى البَضْعَة أَحْسِبُها سَنَاماً فإِذا هِي عِلْبَءُ عُنُق) (كالنَّعّليب، و) قد عَلَّبتُه فَهُوَ مُعَلَّب. قَالَ امرؤُ القَيْسيِ:
فظَلَّ لثِيرَانِ الصَّرِيم غَمَاغِمٌ
يُدَعِّسُها بالسَّمْهَرِيِّ المُعَلَّبه
والعَلْبُ: (لشَّيءُ الصُّلْبُ) . يُقَال: لَحْمٌ عَلْبٌ أَي صُلْبٌ (كالعَلِب ككَتِف) ، قيقال: عَلِبَ اللَّحْمُ، بالكَسْر عَلَباً: اشْتَدَّ وغلُظَ، وعَلَب أَيضاً بالفَتْح يعلُب: غَلُظ وصَلُب وَلم يَكُن رَخْصاً، قَالَه السّهَيْلِيّ.
(و) العِلْبُ: (بالكَسْر: الرَّجُلُ لَا يُطمَعُ فِيمَا عنْدَه) من كَلمَة أَو غَيرِهَا. وَيُقَال: إِنَّه لعلْبُ شَرَ، أَي قَوِيّ عَلَيْهِ، كقَوْلِك: إِنَّه لَحِكُّ شَرٌّ. (والمَكَانُ) الغَليظُ من الأَرْض (الَّذِي لَو مُطِر دَهْراً لم يُنْبتْ خَضْرَاء، (ويُفْتَحُ) ، وَهُوَ عبارَة التَّهْذِيب. وكُلُّ مَوْضِع خَشِن صُلْب من الأَرْض فَهُوَ عِلْب. وَلَا يخفى أَن هَذَا المَعْنَى بِعَيْنِه قد تقدم فِي أَوّل المادّةِ، فَهُوَ تَكرار وَلم يُنَبِّه عَلَيْهِ شيخُنا (و) العِلْبُ: (مَنْبِتُ السِّدْرِ ج) أَي جَمْعُه (عُلُوبٌ) ، بِالضَّمِّ قَالَه أَبُو زَيْد.
(و) العَلَبُ: (بالتّحْرِيكِ: الصَّلَابَةُ والشِّدَّة والجُسُوءُ) . يُقَال: عَلِب النَبَاتُ عَلَباً فَهُوَ عَلِبٌ: جَسَأَ، قَالَه السُّهَيْلِيّ. وَفِي الصِّحَاح: عَلِب، بالكَسْر، وعَلِبَ اللحْمُ بِالْفَتْح والكَسْر: اشتَدَّ وصَلُب. وعَلِبَت يَدُه، بالكس: اشتَدَّ وصَلُب. وعَلِبَت يَه، بِالْكَسْرِ: غَلُظَت. (و) العَلَبُ: (تَغَيُّر رَائِحَةِ اللَّحْم بَعْدَ اشْتِدَادِه، الاستِعْلَابه) يُقَال: استعلَبَ اللحمُ والجِلْدُ، إِذا اشتَدَّ وغَلُظَ وَلم يكن هِشًّا مثل عَلِبَ. (وفِعْلُ الكُلِّ كفَرِح ونَصَر) ، على مَا أَسلفنا بيانَه.
(و) عَلِبَ البعيرُ بالكَسْر عباً وَهُوَ أَعْلَبُ وعَلِبٌ، وَهُوَ (دَاءٌ يأْخُذُه) (فِي العِلْباءَيْن) ، بالكَسْر تَثْنِية عِلْبَاء فتَرِمُ مِنْهُ الرَّقَبَةُ وتَنْحَنى. يُقَال: هما عِلْبَاوانِ يَمِيناً وَشمَالًا بَينهمَا مَنْبِتُ العُنُق، وإِن شِئْت قلت: عِلباءان، لأَنَّها همزَة مُلْحقَة، شُبِّهَت بهَمْزَة التَّأْنيث الَّتِي فِي حَمْرَاءَ، أَو بالأَصلية الَّتِي فِي كِسَاءٍ.
(و) عَلِبَ السيفُ عَلَباً، وَهُوَ (تَثَلُّمُ حَدِّ السَّيْفِ) .
(والعَلَابِيّ، مُشَدَّدَةَ اليَاءِ) التَّحْتِيَّة الَّتِي فِي آخِرِه؛ لأَنَّهُمَا ياءان: إِحْداهُما يَاءُ مَفَاعِيل، والثَّانِيَةُ المُبْدَلَة عَن الهَمْزَة المَمْدُودَةِ الَّتِي فِي آخر مفرده قَاله شَيْخُنا.
قَالَ القُتَيْبِيّ: بَلَغَني أَن العَلَابِيَّ: (الرَّصَاصُ) بالفَتْح، قَالَ: ولستُ مِنْهُ على يَقِين. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: العَلَابِيُّ: الرَّصَاصُ أَو جِنْسٌ منْه. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: مَا علمتُ أَحَداً قَالَه ولَيْسَ بِصَحِيح. وَقَالَ شَيْخُنا: وتَفْسيرُه بالرَّصَاصِ يَقْتَضِي أَنَّه مُفْرَدٌ على صيغَة الجَمع، أَو جَمْعٌ لَا وَاحدَ لَهُ كأَبَابِيل وعَبَابِيد.
قلتُ: وَقد وَرَد فِي الحَديث: (لقَدْ فَتَحَ الفُتُوحَ قَوْمٌ مَا كَانَتْ حلْيَةُ سُيُوفِهِم الذَّهَبَ والفضَّةَ إِنَّمَا كَانَتْ حِلْيَتُهَا العَلَابِيَّ والآنُكَ) . فَلَمَّا عَطَف عَلَيْهِ الآنُكَ ظَنَّ مَنْ ظَنَّ أَنّه الرّصاصُ. (و) الصَّحِيحُ الذِي لَا مَحيصَ عَنهُ أنَّه (جَمْعُ عِلْبَاءِ البَعِيرِ) ، بالكَسْرِ مَمْدُود، وَهُوَ العَصَبُ. قَالَ الأَز 2 هَرِيّ: الغَلِيظُ خَاصَّة. وَقَالَ ابْنُ سِيدَه: هُوَ العَقَبُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيّ: العِلْبَاءُ مُذَكَّر لَا غَيْر، وهما عِلْبَاوَانِ. وَقَالَ ابْنُ الأَثِير: هُوَ عَصَبٌ فِي العُنُق يَأْخُذُ إِلَى الكَاهِل، وكَانَت العَرَبُ تَشُدُّ على أَجْفَانِ سُيُوفِها العَلَابِيَّ الرَّطْبَةَ فتَجِفُّ عَلَيْهَا، وتَشُدُّ بِها الرِّماحَ إِذا تَصَدَّعَت فتَيْبَسُ وتَقْوَى عَلَيْهِ. ورُمْحٌ مُعَلَّبٌ، إِذَا جُلِزَ ولُوِيَ بعَصَبِ العِلْبَاءِ.
(وَعلْبَى) كسَلْقَى، مُلْحَقٌ بدَحْرَجَ (عَبْدَهُ) إِذا (ثَقَبَ عِلْباءَه) وجَعَل فِيهِ خَيْطاً (أَو قَطَعَها، و) عَلْبَى (الرجلُ: ظَهَرَت عَلَابِيّه كِبَراً) . وَفِي التَّهْذيب: انْحَطَّ عِلباؤُه قَالَ:
إِذَا المَرْءُ عَلْبَى ثُمَّ أَصْبَحَ جِلْدُه
كَرَحْضِ غَسيلٍ فالتَّيَمُّنُ أَرْوَحُ التَّيَمّن: أَن يُوضَع على يَمِينِه فِي القَبْرِ.
وَيُقَال: تَشَنَّجَ عِباءُ الرَّجُلِ، إِذَا أَسَنّ.
(والعُلْبَةُ بالضَّمّ: النَّخْلَةُ الطَّوِيلَة) نَقله الصّاغَانيْ (و) العُلْبَةُ: (قَدَحٌ ضَخْمٌ من جُلُودِ الإِبِل) وَقيل: مِحْلَبٌ من جِلْد (أَو مِنْ خَشَبٍ) كالقَدَح الضصَّخْم (يُحْلَبُ فِيهَا) ، وَقيل إِنها كهَيْئَةِ القَصْعَةِ من جِلْد، وَلها طَوْقٌ من خَشَب، وَفِي حَدِيثِ وفَاةِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم (وبَيْنَ يَدَيْه رَكْوَةٌ أَو عُلْبَةٌ فِيهَا مَاءً) العُلْبَةُ: قدَحٌ من خَشَب، وَقيل: مِنْ جِلْد وخَشَبٍ يُحْلَبُ فِيهِ. وَمِنْه حَدِيثُ خَالِدِ: (أَعْطَاهُم عُلْبَةَ الحَالِب) أَي القَدَحَ الّذي يُحْلَبُ فِيه. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: هِيَ العُلْبَةُ والجَنْبَةُ والدَّسْمَاءُ والسَّمْرَاءُ (ج عِلَابٌ وعُلَبٌ) قَالَ:
لم تَتَلَفَّع بِفَضْلِ مِئْزَرِهَا
دَعْدٌ وَلم تُسْقَ دَعْدُ بالعُلَبِ
وَقيل: العِلَابُ: جِفَانٌ تُحْلَبُ فِيهَا النَّاقَة. قَالَ:
صَاح يَا صَاحِ هَل سَمِعْتَ بِرَاع
رَدَّ فِي الضَّرْعِ مَا قَرَى فِي العِلابِ
ويروى: فِي الحِلَابِ.
والمُعلِّب: الَّذِي يَتَّخِذُ العُلْبَةَ. قَالَ الكُمَيْتُ يَصِفُ خَيْلاً:
سَقَتْنَا دماءَ القَوْمِ طَوْراً وتَارَةً
صَبُوحاً لَهُ اقتارُ الجُلُودِ المُعَلَّبِ
قَالَ الأَزْهَرِيُّ: العُلْبَةُ: جِلْدة تُؤْخَذ من جَنْب جِلْد البَعِير إِذا سُلِخ وَهُوَ فَطِير فتُسَوَّى مستديرةً، ثمَّ تملأُ رَمْلاً سَهْلاً، ثمَّ تُضَمُّ أَطرافُها وتُخَلُّ بِخِلال ويُوكَى عَلَيْهَا مَقْبُوضةً بِحَبل، وتُتْرَكُ حَتَّى تَجِفّ وتيْبَسَ، ثمَّ يُقْطَعُ رَأْسُهَا وَقد قَامَت قَائِمَةً لجَفَافِهَا تُشْبِه قَصْعَةً مُدَوَّرة كأَنَّها نُحِتَت نَحْتاً أَو خُرِطَت خَرْطاً ويُعَلِّقها الرَّاعِي والرَّاكبُ، فيَحْلُبُ فِيهَا وَيَشْرَبُ بهَا. وللبَدَوِيّ فِيهَا رِفْقُ خِفَّتِها وأَنَّها لَا تَنْكَسر إِذَا حَرَّكَها البَعِيرُ أَو طَاحَت إِلَى الأَرْضِ.
(وعُلْبَةُ بْنُ زَيْد) بْنِ صعيْفِيَ الأَنْصَارِيُّ الأَوسِيُّ، وَقيل: الحَارِثيّ، أَحَدُ البَكَّائِينَ، (ومُحَمَّدُ بْنُ عُلْبَةَ) القُرَشِيّ، عِدَادُه فِي المِصْرِيِّين، لَهُ ذِكْر فِي حَدِيث لُهَيْبٍ (صَحَابِيَّان) ، وَزَكَرِيَّا بْنُ عَلِي العُلْبِيّ مُحَدِّث.
(و) قَالَ ابنُ الأَعْرَبِيّ: العِلَبُ جمع عِلْبَة (بالكَسْر) وَهيَ (أبنَةٌ) ، بالضَّمِّ، هِيَ العُقْدَةُ تَكُون (غَلِيظَة من الشَّجَرِ تُتَّخَذُ مِنْهَا) ، وَفِي قَول آخر: غُصْنٌ عَظِيم تُتَّخَذُ مِنْهُ (المِقْطرَة) ، كمِكْنَسَة، وَهِي خَشَبَةٌ فِيهَا خُروقٌ على قَدْرِ سَعَةِ رِجْلِ المَحْبُوسين. قَالَ:
فِي رِجْلِه عِلبَةٌ خَشْناءُ من قَرَظٍ
قد تَيَّمَتْه فبَالُ المَرْءِ مَتْبُولُ
(اعْلَنْبَى الدِّيكُ أَو الكَلْبُ) والهِرُّ وغَيْرُهَا إِذَا (تَهَيَّأَ للِشَّرِّ) والقِتَالِ، وَقد يُهْمَز، وَقيل: إِذَا تَنَفَّشَ شَعَرُه، وأَصلُه من علْبَاءِ العُنُق، وَهُوَ مُلْحَق بافْعَنْلَلَ، بياء.
(وعُلْيَبٌ بالضَّمِّ و) عِلْيَبٌ بالكَسْر (كحِذْيَم) عَن ابْنِ دُرَيْدِ: اسْم (وَادٍ) مَعْرُوف على طَرِيقِ اليَمَنِ، وَقيل: مَوْضع والضَّمُّ أَعْلَى، وَهُوَ الَّذِي حَكَاه سيبَوَيْه. (وَ) حكى بَعْضُهم عَن أبي الحُسَيْن بن زنجيَ النَّحْوِيّ البَصْرِيّ أَنه قَالَ: (لَيْسَ) فِي كَلَامهم كَلِمَةٌ (عَلَى) وزن (فُعْيَل) بضَمِّ الفَاءِ وتَسْكِين العَيْن وفَتْحِ اليَاءِ (غَيْرُه) وتَصَحَّفَ على بَعْضِهِم فَقَال: إِلَّا أَغْيَب وَهُوَ خَطَأٌ. قَالَ سَاعِدَة:
والأَثْلُ من سَعْيَا وحَلْيَةَ مُنْزَلٌ
والدَّوْمُ جَاءَ بِهِ الشُّجُونُ فَعُلْيَبُ
وَقَالَ أَبو دَهْبَل:
ومَا ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْسِ حَتَّى تَبَيَّنَتْ
بِعُلْيَبَ نخْلاً مُشرِفاً ومُخَيَّمَا كَذَا فِي مُعْجَم يَاقُوت، واشتَقَّه ابنُ جِنّى من العَلْب الَّذِي هُوَ الأَثَر والحَزُّ، وَقَالَ: أَلا تَرَى أَنَّ الوَاديَ لَهُ أَثَرٌ. وَنقل شيخُنا عَن أَبِي حَيَّان: قَالَ الجَرْمِيّ: عُنْيَب، بالنُّونِ، وَلَا يَكُون فُعيل إِلَّا اسْماً وَسَيَأْتِي فِي ع ن ب.
(والعُلْيُبُ كقُنْفُذٍ: ع) نَقله أَبُو عَمْرو وَفِي يَاقُوتَةِ القُطْرُبِ.
(و) العَلِبُ (كَكَتِفٍ: الوَعِلُ) المُسِنُّ الجَاسِيءُ. وتيسٌ عَلِبٌ، ووعِلٌ عَلِبٌ أَي (الضَّخْم) المُسِنُّ، لشِدَّتِه. ورجُلٌ عَلِبٌ: جافِ غَلِيظٌ، (ويُضَمُّ) .
(و) عَلِبَ النبَاتُ عَلَباً فَهُوَ عَلِبٌ: جَسَأَ. وَفِي الصَّحَاح: عَلِبَ بالكَسْر، واسْتَعْلَبَ اللحمُ والجِلْدُ: اشتَدَّ وغَلُظَ. واسْتَعْلَبَ البَقْلَ: وجَدَه عَلِباً. و (استَعْلَبَت المعاشِيَةُ البَقْلَ) إِذا (أَجِمَتْهُ واستَغْلَظَتْ، و) ذَلِكَ إِذا ذَوَى. وَقَالَ شَمرُ: هؤلاءُ (عُلْبُوبَةُ القَوْم) أَي (خِيَارُهُم) .
(والإِعْلنْبَاءُ: أَن يُشْرِفَ الرجُلُ ويُشْخِصَ نَفْسَه، كَمَا يَفْعَلُ عِنْد الخُصُومَةِ) والشَّتْم (ومِنْه) يُقَالُ: (اعْلَنْبَى الدِّيكُ) والهِرُّ ونَحْوُهُمَ، وَقد تقَدَّم فِي كَلامِ المُؤَلِّف، فَهُوَ كالتّكرارِ فَلَو ذكَرَهُمَا فِي مَحَلَ واحِدٍ كَانَ أَحْسَن.
(و) عَلِبَ السيفُ عَلَباً، مُحَرَّكة: تَثَلَّم حَدُّه. و (المَعْلُوبُ: سيف الحَارِث بْنِ ظَالِمٍ) المُرِّيّ، صفةٌ لازِمَة. فإِمَّا أَن يكونَ من العَلْب الَّذي هُوَ الشَّدُّ وإِمَّا أَن يكون من التّثَلُّم، كأَنه عُلِب. قَالَ الكُمَيْتُ:
وسَيْفُ الحَارِث المَعْلُوبُ أَرْدَى
حُصَيْناً فِي الجَبَابِرَةِ الرَّدِينَا
وَيُقَال: إِنَّمَا سمّاه معْلُوباً لِآثار كَانَت بمَتْنِه، وَقيل: لأَنه كانَ انْحَنَى مِن كَثْرةِ مَا ضَرَب بِه، وَفِيه يَقُولُ:
أَنَا أَبُو لَيْلَى وسَيْفِي المَعْلُوبْ
وَقد تقدم فِي ش ذ ب.
(و) المَعْلُوب: (الطَّرِيقُ) الَّذي يُعْلَب بِجَنْبَتَيْه، وَمثله (اللَّاحِبُ) والمَلْحُوبُ. وطريقٌ مَعْلُوبٌ: لَاحِبٌ، وَقيل: أَثَّر فِيهِ السَّابِلَةُ. قَالَ بِشْر:
نَقَلْنَاهُمُ نَقْلَ الكِلَابِ جِرَاءَها
علَى كُلِّ مَعْلُوبٍ يَثُورُ عَكُوبُهَا
يَقُول: كُنْا مُقْتَدِرِين عَلَيْهم وَهُم لَنَا أَذِلَّاء كاقْتِدَارِ الكِلَابِ على جِرَائِهَا.
(وعِلْبَاءُ، بالكَسْرِ) ممدوداً: اسْم (رَجُل) . قَالَ امرؤُ القَيْس:
وأَفْلَتَهُنَّ عِلْبَاءٌ جَرِيضاً
وَلَو أَدْرَكْنَه صَفِرَ الوِطابُ
سُمِّيَ بعِلْبَاءِ العُنُق. قَالَ شَيْخُنا: والمَشْهُورُ بِهَذَا الاسْمِ عِلْبَاءُ بْنُ الهَيْثَمِ السَّدوسِيّ، انْتهى. وأَنْشَدَ فِي التَّهْذِيب:
إِنْي لِمَنْ أَنْكَرنِي ابنُ اليعثْرِبِي
قَتلتُ عِلْبَاءَ وهِنْدَ الجَمَلِي
وابْناً لِصَوْحَانَ على دِينِ عَلِي
أَراد ابنَ اليَثْرِبِيِّ والجَمَلِيِّ وَعلِيّ فخَفَّفَ بحَذْفِ الياءِ الأَخِيرَةِ.
قلتُ: وَفِي الصَّحَابَة مَنِ اسمُه علباءُ ثلاثَةٌ: عِلْبَاءُ الأَسَدِيّ بْنُ أَصْمَع العَبْسِيّ وعِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ السُّلَميّ.
(و) العِلَابُ (كَكتَابٍ: وَسْمٌ فِي طُولِ العُنُقِ) على العِلْبَاءِ. (ونَاقَةٌ مُعَلَّبَةٌ، كمُعَظَّمَة، ومُعْلِبَة، كمُحْسِنَة) : وُسِمتْ بِهِ.
(وعِلْبِيَةُ كهِبْرِيَة: مُوَيْهَةٌ) ، تَصْغيرُ مَاءَة، (الدّأّثِ) كشَدَّاد، بالمُهْمَلَة وَآخره مُثَلَّثَة وَهُوَ فِي بِلَادِ أَسَدٍ بقربِ جَبلِ عَبْدة (وعِلْبُ الكُرْمَة، بالكَسْرِ) أَي فِي أَوَّله وضَمّ الكَافِ وسُكُون الرَّاء، وَفِي نُسْخَة، اللومة، بِاللَّامِ وَالْوَاو، وَهُوَ تَحْرِيف، قَالَه شَيْخُنا: (آخِرُ حَدِّ اليَمَامَةِ من جِهَة البَصْرَة) ، أَي إِذا خرْجتَ مِنْهَا تُرِيدُ البَصْرَةَ.
وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الأَعْلَابُ: أَرضٌ لِعَكّ بْنِ عَدْنان، بَين مَكَّةَ والسَّاحل، لَهَا ذِكْرٌ فِي حَدِيثِ الرِّدَّة، كَذَا فِي مُعْجم يَاقُوتٍ، وسيأْتي لَا ذكْر فِي الأَحَاديث إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.
والمُعَلْبَاةُ: الَّتِي ثُقِبَت بالمِدْرَى (فِي) عِلْبَاوَيْهَا.
وَعَلْبَيْتُ: قطعتُ عِلْبَاءَه.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
علب
علَّبَ يعلِّب، تعليبًا، فهو مُعلِّب، والمفعول مُعلَّب
• علَّب الطّعامَ: وضعه في عُلَب بطريقةٍ خاصَّة تحفظه صالحًا للأكل مُدَّةً طويلة "علَّب اللَّحمَ/ الخضروات/ الفاكهةَ- اشترى مجموعة من المعلَّبات: مجموعة من المأكولات المطبوخة المعقَّمة التي تُحفظ في العلب". 

تعليب [مفرد]:
1 - مصدر علَّبَ.
2 - تعقيم الأغذية ونحوها، ووضعها في عُلب بطريقة تحفظها. 

عُلْبَة [مفرد]: ج عُلُبات وعُلْبَات وعُلَب: وعاء من صفيحٍ معدنيّ أو خشبٍ أو ورقٍ مقوًّى أو نحو ذلك تُحفظ فيه الأشياءُ "عُلبةُ كِبريت/ مجوهرات- عُلَبُ السَّردين- تُوضع الفواكه المحفوظة للشِّتاء في عُلَب معقَّمة" ° عُلَبُ اللَّيل: أماكنُ اللَّهو في اللَّيل. 

مُعَلَّب [مفرد]: اسم مفعول من علَّبَ.
• المُعَلَّبات: أغذية أو أطعمة محفوظة في عُلب بطريقة
 خاصّة، ولها مدَّة صلاحيَّة محدَّدة. 

مرط

(مرط) الشّعْر مُبَالغَة فِي مرطه وَالثَّوْب قصر كميه فَجعله مِرْطًا
(مرط)
الرجل وَنَحْوه مِرْطًا ومروطا أسْرع وَبِه أمه مِرْطًا وَلدته وَالشعر أَو الريش أَو الصُّوف عَن الْجَسَد نتفه وَفُلَانًا آذاه وَالشَّيْء جمعه يُقَال فلَان يمرط مَا يجده

(مرط) فلَان مِرْطًا خف شعر جسده وحاجبه وعينه فَهُوَ أمرط وَهِي مرطاء أَو مرطاء الحاجبين والريش عَن السهْم سقط فَهُوَ أمرط (ج) مراط ومرط ومرط
(م ر ط) : (الْمَرْطُ) سُقُوطُ أَكْثَرِ الشَّعْرِ وَمِنْهُ (حَاجِبٌ أَمْرَطُ وَالْمُرَيْطَاءُ) عَلَى لَفْظِ تَصْغِيرِ الْمَرْطَاءِ مَا بَيْنَ السُّرَّةِ وَالْعَانَةِ وَقِيلَ جِلْدَةٌ رَقِيقَةٌ فِي الْجَوْفِ وَعَنْ شِمْرٍ (الْمُرَيْطَاوَانِ) جَانِبَا عَانَةِ الرَّجُلِ اللَّذَانِ لَا شَعْرَ بِهِمَا (وَالْمُرُوطُ) جَمْعُ مِرْطٍ وَهُوَ كِسَاءٌ مِنْ صُوفٍ أَوْ خَزٍّ يُؤْتَزَرُ بِهِ وَرُبَّمَا تُلْقِيهِ الْمَرْأَةُ عَلَى رَأْسَهَا وَتَتَلَفَّعُ بِهِ.
م ر ط: (الْمِرْطُ) بِكَسْرِ الْمِيمِ وَاحِدُ (الْمُرُوطِ) وَهِيَ أَكْسِيَةٌ مِنْ صُوفٍ أَوْ خَزٍّ كَانَ يُؤْتَزَرُ بِهَا. وَ (تَمَرَّطَ) شَعْرُهُ أَيْ تَحَاتَّ. وَ (الْمُرَيْطَاءُ) بِوَزْنِ الْحُمَيْرَاءِ مَا بَيْنَ السُّرَّةِ إِلَى الْعَانَةِ. وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ لِأَبِي مَحْذُورَةَ حِينَ أَذَّنَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ: «أَمَا خَشِيتَ أَنْ تَنْشَقَّ مُرَيْطَاؤُكَ؟» . 
م ر ط

مرطت شعره: نتفته فانمرط وتمرّط، وتمرّطت لحيته: سقطت. وتمرّطت أوبار الإبل وتمعّطت. وتمّرط الذئب: سقط أكثر شعره، وذئب أمرط من ذئاب مرط فإن ذهب كله فهو أملط. ورجل أمرط: أجرد، وقد مرط مرطاً. وسهم أمرط ومرطٌ ومراط ومارط: لا ريش له، وقد مرط الريش عنه يمرط، وسهام مرط وموارط وأمراط. قال:

صب على شاء أبي رياط ... ذؤالة كالأقدح الأمراط

والخيل يمرطن: يعدون المرطى، وفرس مرطى: سريعة. وفلان يمرط ما يجده ويمترطه: يجمعه. وامترطت الشيء من يده: اختلسته. وكانت له لمة فينانة فكان يدخل أصابعه فيها ثم يمرطها حتى إذا امتدّت أرسلها فقلّصت وهو يقول: واشباباه. وأخاف أن تنشقّ مريطاؤك: ما بين الصدر إلى العانة.
مرط: مرط: في (فوك) جمعت أيضا على امراط وأعطاها معنى غامضا فهي عنده قطعة قماش فاخرة تلبسها النساء وضرب لها مثلا ما ورد في البيت الآتي الذي ذكره ابن حيان في (ص102) عن شاب جميل جدا:
قد قلدوك السيف يا سيدي ... والقرط أولى بك والمرط
(انظر الحماسة (ص579) ومعلقة امرئ القيس البيت 26، وديوان الهذليين في ما ذكرته في مادة ركل) وهذه الشواهد حاسمة في أن المرط هو الرداء الطويل وأعتقد ما ورد في (ألف ليلة 3: 409) يؤيد أن هذه الكلمة لا تحمل معنى آخر حيث نقرأ في هذا الكتاب (أن إسحاق الموصلي استقبل في ليلة من ليالي الشتاء في جو مضطرب صاحبة له وعليها مرط اخضر قد اتشحت به على رأسها وقاية من الديباج تقيها من المطر) لا شك أن السيدة قد ارتدت تنورة ذات شال على الظهر والصدر كي تتجنب، قدر الإمكان، المطر والبرد. وقد ذكر (النووي 33) أن الرجال أيضا يرتدون أحيانا المرط الذي هو نوع من الأردية الطويلة (الحماسة 504).
مرط وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عُمَر [رَضِيَ الله عَنْهُ -] حِين قدم مَكَّة فأذّن أَبُو مَحْذُورَة فَرفع صَوته فَقَالَ: أما خشيت يَا أَبَا مَحْذُورَة أَن تَنْشَق مُرَيطاؤك قَالَ الْأَصْمَعِي: المُرَيطاء ممدودة وَهِي مَا بَين السرّة إِلَى الْعَانَة وَكَانَ الْأَحْمَر يَقُول: هِيَ مَقْصُورَة وَكَانَ أَبُو عَمْرو يَقُول: تمدّ وتقصر وَلَا أرى الْمَحْفُوظ من هَذَا إِلَّا قَول الْأَصْمَعِي. قَالَ أَبُو عبيد: وَهَذِه كلمة لَا يتَكَلَّم بهَا إِلَّا بِالتَّصْغِيرِ وَلها نَظَائِر فِي الْكَلَام قَوْلهم: الثريا لَا يتَكَلَّم بهَا إِلَّا بِالتَّصْغِيرِ وَكَذَلِكَ الحُمَيّا وَهِي سَوْرة الشَّرَاب ودبيبه فِي الْجَسَد وَكَذَلِكَ القُصَيري وَكَذَلِكَ السُّكّيت من الْخَيل وَهُوَ الَّذِي يَجِيء آخر الْخَيل فِي السباق. 

مرط


مَرَطَ(n. ac. مَرْط)
a. Plucked out the hair.
b. Hastened.
c. Gathered.
d. [Bi], Cast out, ejected.
e. [ coll. ], Ate; nibbled;
craunched.
f. [ coll. ], Tore.
مَرِطَ(n. ac. مَرَط)
a. Was hairless, smooth; was glabrous.

مَرَّطَa. see I (a)b. Shortened the sleeves of (garment).
c. see VIII
مَاْرَطَa. see I (a)b. Scratched.

أَمْرَطَa. Was ready to be pulled out.
b. Dropped its dates (palmtree).
c. Cast forth (fœtus).
d. Was swift.

تَمَرَّطَa. Fell out (hair).
إِنْمَرَطَ
(م)
a. see V
إِمْتَرَطَa. Snatched away, seized; stole, pilfered, cribbed
prigged.
b. ( م)
see V
مِرْط
(pl.
مُرُوْط)
a. Woollen or silk garment.

مُرْطَةa. Portulaca linifolia.

مَرَطَىa. Swift pace.

مُرُط
(pl.
مِرَاْط أَمْرَاْط)
a. see 14 (b)
أَمْرَطُ
(pl.
مُرْط مِرَطَة)
a. Hairless, smooth; glabrous; bare.
b. Featherless (arrow).
c. Thief, robber.

مَاْرِط
(pl.
مُرَّط مَوَاْرِطُ)
a. see 14 (b)
مِرَاْطa. see 14 (b)
مُرَاْطَةa. Loose hairs.

مَرِيْطa. see 14 (b)b. Heel.
c. A certain vein.

مَرْطَآءُa. fem. of
أَمْرَطُ
مِمْرَاْطa. see N. Ag.
أَمْرَطَ
N. Ag.
أَمْرَطَa. Casting forth.

مُرَيْطَى
a. Pillar.

مُرَيْطَآء
a. The lower part of.
مرط
المَرْطُ: نَتْفُكَ الشعْرَ والرِّيْشَ عن الجَسَدِ. وتَمَرَّطَ الذِّئْبُ: سَقَطَ شَعْرُهُ، فهو أمْرَطُ: لا شَعْرَ على جَسَدِه وصَدْرِه إلّاَ القَلِيْلُ، وقد مَرِطَ مَرَطاً. والمرَاطَةُ: ما سَقَطَ من الشعْرِ. وسَهْم أمْرَطُ: قد سَقَطَ عنه قُذَذُه، ومِرَاطٌ: لا رِيْشَ عليه، والجَميعُ مِرَطَةٌ. وسَهْمٌ مارِطٌ: ذَهَبَ رِيْشُه. وأمْرَطَتِ النَّخْلَةُ: إذا سَقَطَ بُسْرُها غَضاً، وهي مُمْرِطٌ. والأمْرَطُ: اللِّصُّ. وامْتَرَطْتُ الشيْءَ من يَدِه: اخْتَلَسْته.
وفلان يَمْتَرِطُ وَيمْرُطُ: أي يَجْمِعُ ما يَجِدُه. والمُرَيْطَاءُ: ما بَيْنَ الصدْرِ إلى العانةِ. والمَرِيْطَانِ: عِرْقَانِ في الجَسَدِ. والمَرِيْطُ في رُسْغِ الفَرَسِ: بَيْنَ الثُّنَةِ وأمِّ القِرْدَانِ.
والمُرُوْطُ: سُرْعَةُ المَشْيِ والعَدْوِ. والخَيْلُ يَمْرُطْنَ مَرْطاً. وفَرَسٌ مَرَطن، ويَعْدُو المَرَطى. وبَاعَهُ المَرَطى: أي بلا عُهْدَةٍ. والمِرْطُ: كِسَاءٌ من صُوْفٍ أو خَزٍّ، وجَمْعُه مُرُوْطٌ. ومَرَطَ بسَلْحِه: رَمن به. ومَرَطَتِ النّاقَةُ بالوَلَدِ: مِثْلُ مَلَطَتْ به. والمِرْطُ: لَبُوسٌ من أيَ جِنْسٍ كانَ، ولا يُسَمَّى مِرْطاً حتّى يُقْطَعَ. وامِّرَاطُه: قِصرُ كُميْه.
[مرط] مَرَطَ الشَعَر يَمْرُطُهُ: نَتَفَه. والمراطة: ما سقط منه. وأمْرَطَ الشعرُ، أي حان له أن يُمْرَطَ. والمِرْطُ بالكسر: واحد المروطِ، وهي أكسيةٌ من صوف أو خَزٍّ كان يؤتزر بها. قال الشاعر : تَساهَمَ ثَوْباها ففي الدِرْعِ رَأدة * وفي المِرْطِ لَفَّاوانِ رِدْفُهُما عَبْلُ * قوله " تساهمَ " أي تقارع. وتَمَرَّطَ شعره، أي تَحاتَّ. ورجلُ أمْرَطُ بيِّن المَرَطِ، وهو الذي قد خفَّ عارِضاه من الشعر. والامرط من السهام: الذى قد سقطتْ قُذَذُهُ. ويقال أيضاً سهمٌ مُرُطٌ، إذا لم تكن له قذذ. قال لبيد يصف الشيب : مرط القذاذ فليس فيه مصنع * لا الريش ينفعه ولا التعقيب * ويجوز فيه تسكين الراء، فيكون جمع أمرط . وإنما صح أن يوصف به الواحد لما بعده من الجمع، كما قال الشاعر: وإن التى هام الفؤاد بذكرها * رقود عن الفحشاء خرس الجبائر * وسهام مراط، مثل سلب وسلاب. قال الراجز:

ذؤالة كالاقدح المراط * قال أبو عمرو: الامرط: اللص. حكاه عنه أبو عبيدة. والمرطى: ضرب من العَدْوِ. قال الأصمعيّ: هو فوق التقريب ودون الإهْذابِ. وقال يَصِفُ فرساً:

تَقْريبُها المَرَطى والشَدُّ إبْراقُ * والمُرَيْطاءُ: ما بين السُرَّةِ والعانة. قال الاصمعي: هي ممدودة، ومنه قول عمر رضي الله عنه لابي محذورة حين أذن ورفع صوته: " أما خشيت أن تنشق مريطاؤك ".
[م ر ط] المَرْطُ: نَتْفُ الشَّعَرِ والرِّيشِ والصُّوفِ، مَرَطَه يَمْرُطُه مَرْطاً: فَانْمَرَطَ. ومَرَّطَه فَتَمرَّطَ. والمُراطَةُ: ما سَقَطَ منه إذا نُتِفَ. وخَصَّ اللِّحيانِيُّ بالمُراطَةَ: ما مُرِطَ من الإبْطِ، أي: نُتِفَ. والأَمْرطُ: الخَفيفُ شَعَر الجَسَدِ والحَاجِبَيْنِ: والعَيْنَيِنِ من العَمَشِ، والجَمُعُ: مُرْطٌ على القَياسِ، ومَرِطَةٌ نَادِرٌ، وأُراه اسْماً للجَمْعِ، وقد مَرِطَ مَرَطاً. وذِئبٌ أَمْرَطُ: مُنْتتِفُ الشَّعَرِ. والأَمْرط: اللَّصُّ، على التَّشْبِيه بالذِّئبِ. وسُهمٌ أَمْرَطُ، ومِرِيطٌ ومِراطٌ ومُرُطٌ: لا رِيشَ عَليه، قَالَ الأَسَديُّ:

(مُرُطُ القِذاذِ فَليسَ فيه مَصْنَعٌ ... لا الرِّيشُ يَنْفَعُه ولا التِّعقِيبُ)

والجَمْعُ: أَمراطٌ، ومرِاطٌ، قَالَ:

(ذُؤالةٌ، كالأَقدُحِ الأَمراطِ ... )

وأَنشَدَ ثَعلبٌ. (وهُنَّ أمثالُ السُّري الأَمراطِ ... )

السُّري هُنا: جَمعُ سُرْوةٍ من السِّهامِ وقال الهذليّ:

(إلاّ عَوابِسُ كالمِراطِ مُعيدةٌ ... باللَّيْلِ مَوْرَدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ)

وقد تَقَدَّمًَ شَرْحُ هذا البيتَِ. وتَمرَّطَ السَّهْمُ: خَلاَ من الرِّيشِ. وتَمرَّطَتْ أَوْبارُ الإبلِ: تَطَايَرَتْ وتَفَرَّقَتْ. وأَمْرَطَ الشَّعَرُ: حانَ له أنْ يُمْرَطَ. وأَمْرَطَتِ النَّاقَةُ وَلَدَها، وهي مُمْرِطٌ: أَلْقَتْه لغَيرِ تَمامٍ، ولا شَعَرَ عليه، فإنْ كانَ ذَلَِكَ لها عادَةً فهي مِمْراطٌ. والمِرْطاوَانِ، والمُرْيْطَاوانِ: ما عَرِيَ من الشَّفَةِ السُّفْلَي، والسَّبَلَة فَوْقَ ذَلِكَ مما يَلِي الأَنْفَ. والمُرِيْطَاوان _ في بَعض اللُّغاتِ _: ما اكْتَنَفَ العَنْفَقَةَ من جَانِبَيْها. والمُرَيْطاوَان: ما بينَ السُّرَّةِ والعَانَةِ: وقِيلَ: هو ما خَفَّ شَعَرُه ممّا بينَ السُّرَّةِ والعَانَةِ، وقِيلَ: هي جِلْدَةٌ رَقَيقَةٌ بَيْنَهُما يَمِيناً وشِمالاً حيثُ تَمرَّطَ الشَّعَرُ إلَى الرُّفْعَينِ، وهي تَمدُّ وتَقْصَرُ. وقِيلَ: المُرَيْطَاوَانِ: عِرْقانِ في مَراق البَطْنِ، عَلَيْهما يَعْتَمِدُ الصَّائِحِ، ومنه قَوْلُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه للمُؤَذِّن أَبِي مَحْذُورةَِ: ((أمَا خَشٍِ يتَ أَنْ تَنْشَقَّ مُرَبْطَاؤَكَ)) . ولا يتُكَّلَمُ بها إلاّ مُصَغَرَّةً. والمُرَبْطاءُ: الإبطُ، قال الشاعر:

(كأنّ عُروقَ مُرَيطائِها ... إذا نَضَتِ الدِّرَع عنها الحِبالُ) والمُرَيْطاً: اللَّهاةُ، قَالَ الحَسَيْنُ بن عَيَّاشٍ: سَمِعْتُ أَعْرابِياّ مُنْبَجَّ الصَّوْتِ، فُقُلتُ: مَا لَكَ؟ قَالَ: إنَّ مُرَيْطايَ لَتَرِيبنُي، حَكَى هاتَينِ الأَخيِرتَيْنِ الهَرَويُّ في الغَرِيبَيْنِ. والمَرِيطُ من الفَرَسِ: ما بَيْنَ الثُّنَّةِ وأُمَّ القِرْدانِ، مُكبَّرٌ لم يُصَغَّرْ. ومَرَطَتْ به أَمُّه تَمرُطُ مَرْطاً: وَلَدَتْه. ومَرَطَ يَمْرُطُ مَرْطاً، ومُرُوطاً: أَسْرَعَ، والاسْمُ المَرَطَي. وفَرسٌ مَرَطَي: سَرِيعٌ، وكذلك النّاقَةُ. والمِرْطُ: كِساءٌ من خَزِّ أَو صُوفٍ أو كَتَّانِ، وقِيلَ: هو الثَوْبُ الأَخْضَرُ، وجَمْعُه. مُرُوطٌ.

مرط

1 مَرِطَ, aor. ـَ (K,) inf. n. مَرَطٌ, (S, Mgh,) He (a man, S) had little, scanty, or thin, hair upon the sides of his face, or of his cheeks; (S;) or upon his body, and eyebrow, and eye, in consequence of a weakness of this last, and of frequent shedding of tears: (K, TA:) or most of his hair fell off. (Mgh.) [See also مرت and مرد].

A2: مَرَطَ, aor. ـُ (S,) inf. n. مَرْطٌ, (K,) He plucked out hair (S, K,) as also ↓ مرّط, (K,) inf. n. تَمْرِيطٌ, (TA,) and feathers, and wool, from the body. (TA.) 2 مَرَّطَ see 1: b2: and 8.

A2: مرّط الثَّوْبَ, inf. n. تَمْرِيطٌ, He shortened the sleeves of the garment, and made it into a مِرْط. (K.) 3 مارطهُ, (K,) inf. n. مُمَارَطَةٌ and مِرَاطٌ, (TA,) He plucked out his hair, and scratched him with his nails. (K.) 4 امرط الشَّعَرُ The hair attained to the time at which it should be plucked out; it was time for it to be plucked out. (S, K.) b2: امرطت النَّخْلَةُ (assumed tropical:) The palm-tree dropped, or let fall, its ripe dates (JM, K) in a juicy, or sappy, state. (JM.) A2: امرطت النّاقَةُ وَلَدَهَا The she-camel cast her fœtus in an imperfect state, with no hair upon it. (IDrd.) 5 تمرّط الشَّعَرُ, (S, K,) quasi-pass. of مَرَّطَهُ, (TA,) The hair fell off by degrees; became scattered; (S, * K;) as also ↓ إِمَّرَطَ, of the measure إِفْتَعَلَ, [originally امترط,] (K,) or, [rather,] as in the TS, of the measure إِنْفَعَلَ, [originally إِنْمَرَطَ,] quasi-pass. of مَرَطَهُ. (TA.) [In like manner] you say also, تمرّطت أَوْبَارُ الإِبِلِ The fur of the camels became scattered. (TA.) and قُذَذُ السَّهْمِ ↓ إِمَّرَطَتْ The feathers of the arrow fell off. (TA, from a trad.) And تمرّط الذِّئْبُ The hair of the wolf fell off until little thereof remained upon him. (TA.) [See also مَرِطَ.]7 إِمَّرَطَ [said in the TS to be of the measure انفعل]: see 5, in two places.8 امترطهُ He seized it, took it hastily, or snatched it unawares, (K, TA,) from his hand: (TA:) or he collected it together, (K, TA,) namely, a thing that he had found; as also ↓ مرّطهُ. (TA.) A2: إِمَّرَطَ [said in the K to be of the measure افتعل]: see 5, in two places.

مِرْطٌ A [garment of the kind called] كِسَآء, of wool, or of خَزّ [q. v.], (S, Mgh, Msb, K, TA,) or of linen, (TA,) and (tropical:) of hair-cloth, being tropically applied to one of this last description in a trad. of 'Áïsheh, (MF,) used as an إِزَار, [i. e. a waist-wrapper,] (S, Mgh, Msb,) in former times, (S,) and sometimes a woman throws it over her head, (Mgh,) and wraps herself in it: (Mgh, Msb:) or a green [perhaps meaning gray as is often the case] garment: or any garment that is not sewed: (TA:) [see 2:) pl. مُرُوطٌ. (S, Mgh, Msb, K.) مُرُطٌ: see أَمْرَطُ, in two places.

مِرْطَاوَانِ: see مُرَيْطَآءُ.

مِرَاطٌ: see أَمْرَطُ.

مَرِيطٌ: see أَمْرَطُ.

مُرَاطَةٌ What falls, of hair, when it is plucked out; (S, K; *) or when it is combed: (K, * TA:) or what is plucked out from the arm-pit. (Lh.) مُرَيْطَى The uvula. (Hr, K.) b2: See also the next paragraph, in two places.

مُرَيْطَآءُ; so accord. to As (S, TA) and AO; accord. to El-Ahmar, ↓ مُرَيْطَى; but As disputed this with him, and overcame him; (TA;) [dim. of مَرْطَآءُ, fem. of أَمْرَطُ;] only used in the dim. form; (TA;) or it has the form of the dim. of مَرْطَآءُ: (Mgh:) The part between the navel and the pubes: (As, S, Mgh, K:) or between the breast and the pubes: (Lth, K:) or a thin skin between the navel and the pubes, (IDrd, K, *) on the right and left, where the hair is plucked out, extending to the groins; (IDrd;) as also ↓ مُرَيْطَى: (TA:) or a thin skin in the belly: (Mgh:) or [the dual] مُرَيْطَاوَانِ signifies the two sides of the pubes of a man, which have no hair upon them: (Mgh, TA; *) or the sing., (accord. to the K,) or the dual, (accord. to the TA,) two veins (K, TA) in the soft parts of the belly, (TA,) upon which he who cries out vehemently bears: (K, TA:) and (the dual, accord. to the TA) the bare part of the lower lip, over which is the سَبَلَة (K, TA) next the nose: (TA:) and (the dual again, accord. to the TA) the parts on either side of the tuft of hair between the lower lip and the chin; as also ↓ مِرْطَاوَانِ, with kesr. (K.) b2: The arm-pit. (K.) A2: A thing with which one ties, binds, or makes fast. (Hr, TA.) مَارِط: see أَمْرَاطُ, in two places.

أَمْرَطُ A man having little, or scanty, or thin, hair upon the sides of his face, or of his cheeks; (S;) or upon his body, and eyebrow, and eye, in consequence of a weakness of this last, and of frequent shedding of tears; (K, TA;) [in the CK, the word شعر is omitted in this explanation;]) or upon his body and breast; when all the hair has gone, he is said to be أَمْلَطُ: (TA:) pl. مُرْطٌ and مِرَطَةٌ; (K;) the former regular; the latter, extr., and thought by ISd to be a quasi-pl. n. (TA.) [The fem.] مَرْطَآءُ signifies A woman having no hair upon her pubes and what is next to it. (IDrd.) You say also هِىَ مَرْطَآءُ الحَاجِبَيْنِ She has little, or scanty, or thin, hair in the eyebrows: the mention of the eyebrows being indispensable. (TA.) And حَاجِبٌ أَمْرَط An eyebrow of which most of the hair has fallen off. (Mgh.) See also أَطْرَطُ. b2: A wolf of which some of the hair has fallen off; (Az, TA;) or whose hair has been plucked out. (K.) b3: And hence, as being likened thereto, (Az, TA,) (tropical:) A thief, or robber; (As, AA, T, S, K;) as also عُمْرُوطٌ. (As, T.) b4: An arrow of which the feathers have fallen off: (S:) or an arrow having no feathers; (K;) as also ↓ مَرِيطٌ and ↓ مِرَاطٌ (K) and ↓ مَارِطٌ (L, TA) and ↓ مُرُطٌ, (S, K,) as in the phrase مُرُطُ القِذَاذِ, in a verse [cited voce مَصْنَعٌ, wrongly asserted to be] of Lebeed, though we may read مُرْط, which is pl. of أَمْرَطُ, as this may be correctly applied as an epithet to the sing. because of the pl. which follows it: (S:) the pl. of ↓ مارط is مُرَّطُ and مَوَارِطُ; (L, TA;) and the pl. of ↓ مُرُطٌ is أَمْرَاطٌ [a pl. of pauc.] (K, TA) and مِرَاطٌ. (S, K.) b5: شَجَرَةٌ مَرْطَآءُ (assumed tropical:) A tree having no leaves upon it. (TA.) نَخْلَةٌ مُمْرِطٌ A palm-tree dropping, or letting fall, its ripe dates (JM, K) in a juicy, or sappy, state. (JM.) And ↓ مِمْرَاطٌ One that usually does so. (JM, K.) A2: نَاقَةٌ مُمْرِطٌ A she-camel casting her fœtus in an imperfect state, with no hair upon it. (JM.) And ↓ مِمْرَاطٌ One that usually does so. (JM.) [See مُمْرِجٌ.]

مِمْرَاطٌ: see مُمْرِطٌ, in two places.
مرط
المِرْطُ - بالكسر -: واحدُ المُرُوطِ؛ وهي أكسيةٌ من صوفٍ أو خز كان يؤتزر بها. وقال ابن عباد: هو لبوسٌ من أي جنسٍ كان، قال: ولا يسمى مِرطاً حتى يقطعَ. وفي حديثِ النبي؟ صلى الله عليه وسلم - أن نِساءَ المؤمنين كن يشهدن مع النبي صلى الله عليه وسلم الصبح ثم يرجعن متلفعاتٍ بمروطهن ما يعرفنَ من الغَلَسِ. وفي حديثٍ آخر: أن أبا بكرٍ؟ رضي الله عنه - استأذن على النبي " صلى الله عليه وسلم " وهو مُضطجعٌ على فراشهِ لابساً مِرطَ عائشةَ - رضي الله عنه - فأذن له. وقال الحكمُ الخضري:
تَسَلهَمَ ثَوْباها ففي الدرعِ رأدَةٌ ... وفي المِرْطَ لفاوانِ رِدفُها عبلُ
وقال امرؤ القيس:
فقمتُ بها أمشي تجرُ وراءنا ... على إثرنا أذيالَ مِرطٍ مُرجلِ
ويروى: " خرجتُ بها "، ويروى: " على أثرينا ذيلَ " و " نير ". وقال ذو الرمة:
وفي المِرطِ مي توالي صريمةٍ ... وفي الطوقِ ظبيٌ واضحُ الجيدِ أحورُ
وبين ملاثِ المِرِط والطوقِ نفنفٌ ... هضيمُ الحشى رادُ الوُشاحينِ أصفرُ
ومَرَطَ الشعرَ يمرطهُ - بالضم -: أي نتفهَ.
والمُرَاطةُ - بالضم -: ما سقط منه إذا سُرحَ قال رؤبة:
وقد غَدَتْ شامِطَةُ الأشماطِ ... عشواءُ تنسي سرقَ المراطِ
وقال أبو تراب: يقال مَرَطَ فُلانٌ فلاناً وهردةُ: إذا آذاه.
وقال الليثُ: المروطُ: سرعةُ المشيِ والعدوِ، ويقال: الخيلُ يمرطنَ.
وقال ابن عباد: فلانٌ يُمرطُ: أي يجمع ما يجدهُ.
ومَرَطَ بسلحهِ: رمى به.
ومَرَطَت الناقةُ: مثلُ مَلَطت بالولدَ.
ورجلٌ أمرطُ بين المَرَطِ: وهو الذي قد خف عارضاه من الشعرِ.
وقال ابن دريدٍ: رجلٌ أمرطُ: إذا لم يكن على جسدهِ شعرٌ، وامرأةٌ مَرطاءُ: لا شعرَ على ركبها وما يليه. وقال الأصمعيُ: الأمرطُ: الذي قد سقطَ شعرُ رأسه ولحيتهِ.
والأمرطُ من السهام: الذي قد سقطتَ قُذَذُه، ويقال سهمٌ مُرُطٌ - بضمتينِ -: إذا لم يكن له قُذَذٌ، قال نافعٌ؛ ويقالُ نُويفعُ بن لِقيطٍ الأسدي:
فَلَئن بليتُ فقد عَمرتُ كأنني ... غصنٌ تُفيئهُ الرياحُ رطيبُ
وكذاك حَقّاَ مَنْ يُعَمَّرْ يُفْنِهِ ... مَرُّ الزَّمانِ عليهِ والتَّقْلِيبُ
حتى يَعُودَ من البلى وكأنَّه ... بالكَفَّ أفْوَقُ ناصِل مَعْصُوبُ
مُرُطُ القِذاذِ فليس فيه مَصْنَعٌ ... لا الرَّيْشُ يَنْفَعهُ ولا التَّعْقيبُ
ويجوز تسكين الراء فيكون جمع أمْرَطَ، وإنما صح أن يوصف به الواحد لما بعده من الجمع؛ كما قال:
وإنَّ التي هامَ الفُؤادُ بِذِكرها ... رَقُود عن الفَحْشَاءِ خُرْسُ الجَبَائرِ
وأسهم مِرَاط - مثال سٌلب وسِلاَبٍ -: قال المُنَتَخل الهذلي:
وماءٍ قد وَرَدْتُ أُمَيمَ طامٍ ... على أرْجائه زَجَلُ الغَطَاطِ
قَليلٍ وِرْدُهُ إلاّ سِباعاً ... يَخِطنَ المشْيَ كالنَّبل المِراطِ
وقال غيره:
صُبَّ على آلِ أبي رِبَاطِ ... ذُؤالَةٌ كالأَقْدُح المِرَاطِ
يَهْفُو إذا قِيلَ له يَعَاطِ
وإنشاد إبراهيم الحربي - رحمه الله -:
حتّى رأى من خَمَرِ المحَاطِ ... ذا أكْلُبٍ كالأقْدُحِ الأمْرَاطِ
وقال أبو المقدام جساس بن قُطيبٍ:
وهُنَّ أمْثَالُ السَّرى الأمْرَاطِ ... يَخْرُجنَ من بُعْكُكَةِ الخِلاطِ
السَّرى: جمع سِروةٍ وهي السَّهم؛ وكذلك السَّريةُ.
وقال أبو عمرو: الأمْرَطُ: اللصّ؛ حكاه عنه ابو عبيدٍ.
والمُرَيْطُ: موضع، قال حاتم:
كأنَّ بِصَحْراءِ المُرَيط نَعامَةً ... تَبَادَرها جُنح الظَّلامِ نَعَائمُ
وهاشم بن حَرملة بن الأشعر بن اياس بن مُرَيط: مشهور.
وقال ابن دريد: سهم مَرِيْطُ ومّمْرُوط: إذا مُرِطت قُذَذُه.
قال والمَرِيطان - بفتح الميم -: عرقان في الجسد. وقال ابو عبيد: المَرِيطُ: ما بين الثُّنَّةِ وأُمّ القِردان من باطن الرُّسغ. والمَرَطى - مِثالُ جمزى -: ضربٌ من العدو، قال الأصمعي: هو فوق التقريبِ ودونَ الأهذابِ، قال طُفيلُ بن عوفٍ الغَنَويُ يصفُ فَرَساً سَلْهَبَةً:
تَقْرِيبها المَرطى والجوزُ معتدلٌ ... كأنها سُبَدٌ بالماءِ مغسولُ
وقال الفوهُ الأودي:
علموا الطعنَ مًعداً في الكُلى ... وادراعَ اللامِ والطرفُ يحارُ
وركوبَ الخيلِ تعدو المَرطى ... قد عَلاها نجدٌ فيه احمِرارُ
وقال الليثُ: فرسٌ مَرَطى، وهو يعْدو به المَرَطى.
والمُرَيْطَاءُ: ما بين السرةِ الى العانةِ، وقال الليثُ: ما بين الصدرِ إلى العانةِ من البطن، وقال ابن دريدٍ: هي جِلدةٌ رقيقةٌ بين العانةِ والسرة من باطنٍ.
وقال عُمَرُ لأبي محذُورةَ - رضي الله عنهما، واسمُ أبي محذُورةَ: أوسٌ، وقيل: سمرةُ بن مِعيرٍ - ورفع صوتهَ: أما خشيِتَ أن تنشق مُرَيطاؤكَ؟.
وسأل الفضلُ بن الربيع أبا عُبيدةَ والأحمرَ عن مد المريطاءِ وقصرها فقال أبو عبيدةَ: هي ممدودةٌ، وقال الأحمرُ: هي مقصورةٌ، فدخلَ الأصمعي فوافقَ أبا عبيدةَ واحتج على الأحمرِ حتى قَهرهَ.
وقال ابن دريدٍ: أمرَطَتِ النخلةُ: إذا سَقَطَ بسرها غضباً؛ فهي ممُرِطٌ، فإن كان ذلك من عادتها فهي ممرَاطٌ.
قال: وناقةٌ ممُرِطٌ وممِراطٌ: إذا كانت متقدمةً سريعةً في السير، وليس بثبتٍ.
وقال غيرهُ: أمرطَ الشعرُ: أي حانَ له أن يُمرطَ.
وأمرطتِ الناقةُ: أسرعتْ.
ومَرَطَ الثوبَ تمريطاً: جعلهَ مِرطاً وهو تقصير كُميه.
ومَرَط شَعَره: نتفه؛ مِثلُ مَرَطَه مَرَطاً. ومارَطه: مَرط شَعرهَ وخَدَشهَ.
وامترطَ: أي اختلسَ.
وامْتَرَطَ: جمعَ.
وامرطَ شَعَرُه وتمرطَ: أي تساقطَ وتحاتّ. والتركيبُ يدلُ على تحاتً شيءٍ أوحته.

مرط: المَرْطُ: نَتْفُ الشعر والرِّيش والصُّوف عن الجسد. مرَطَ شعرَه

يَمرُطُه مَرْطاً فانْمَرط: نتفه، ومرَّطه فتَمرَّط؛ والمُراطةُ: ما سقط

منه إِذا نُتِف، وخص اللحياني بالمُراطةِ ما مُرِطَ من الإِبْط أَي نُتِف.

والأَمْرَطُ: الخفِيفُ شعر الجسد والحاجبين والعينين من العمَش، والجمع

مُرْطٌ على القياس، ومِرَطةٌ نادر؛ قال ابن سيده: وأَراه اسماً للجمع،

وقد مَرِطَ مَرَطاً. ورجل أَمْرَطُ وامرأَة مَرْطاء الحاجِبَيْنِ، لا

يُستغنى عن ذكر الحاجبين، ورجل نَمِصٌ، وهو الذي ليس له حاجبان، وامرأَة

نَمْصاء؛ يستغنى في الأَنْمَص والنمْصاء عن ذكر الحاجبين. ورجل أَمرط: لا شعر

على جسده وصدره إِلاَّ قليل، فإِذا ذهب كله فهو أَمْلَطُ؛ ورجل أَمْرَطُ

بيِّن المَرطِ: وهو الذي قد خَفَّ عارِضاه من الشعر، وتمَرَّط شعرُه أَي

تحاتَّ. وذِئب أَمْرَطُ: مُنْتَتِفُ الشعر. والأَمْرَطُ: اللِّصُّ على

التشبيه بالذئب. وتمرَّط الذئب إِذا سقط شعره وبقي عليه شعر قليل، فهو

أَمرط. وسهم أَمرطُ وأَمْلَطُ: قد سقط عنه قُذَذُه. وسَهْم مُرُطٌ إِذا لم

يكن له قَذَذ. الأَصمعي: العُمْرُوطُ اللِّص ومثله الأَمْرطُ. قال أَبو

منصور: وأَصله الذئب يتمرَّط من شعره وهو حينئذ أَخبث ما يكون. وسهم أَمْرَط

ومَرِيطٌ ومِراطٌ ومُرُطٌ: لا ريش عليه؛ قال الأَسديّ يصف السَّهم، ونسب

في بعض النسخ للبيد:

مُرُطُ القِذاذِ فليس فيه مَصْنَعٌ،

لا الرِّيشُ يَنْفَعُه، ولا التَّعْقِيبُ

ويجوز فيه تسكين الراء فيكون جميع أَمْرَط، وإِنما صحَّ أَن يوصف به

الواحد لما بعده من الجمع كما قال الشاعر:

وإِنَّ التي هامَ الفُؤَادُ بذِكْرها

رَقُودٌ عن الفَحْشاءِ، خُرْسُ الجَبائر

واحدة الجَبائر: جِبارة وجَبيرة، وهي السوارُ ههنا. قال ابن بري: البيت

المنسوب للأَسدي مُرُط القِذاذ هو لنافِع بن نُفَيْعٍ الفَقْعَسِيّ،

ويقال لنافع بن لَقِيط الأَسدي، وأَنشده أَبو القاسم الزَّجَّاجي عن أَبي

الحسن الأَخفش عن ثعلب لنُويْفِع بن نُفيع الفقعسي يصف الشيب وكِبَره في

قصيدة له وهي:

بانَتْ لِطِيَّتِها الغَداةَ جَنُوبُ،

وطََرِيْتَ، إِنَّك ما عَلِمْتُ طَرُوبُ

ولقَدْ تُجاوِرُنا فتَهْجُرُ بَيْتَنا،

حتَّى تُفارِقَ، أَو يُقالَ مُرِيبُ

وزِيارةُ البيْتِ، الذي لا تَبْتَغِي

فِيهِ سَواءَ حدِيثِهِنَّ، مَعِيبُ

ولقد يَمِيلُ بيَ الضَّبابُ إِلى الصِّبا،

حِيناً، فأَحْكَمَ رأْبيَ التَّجْرِيبُ

ولقد تُوَسِّدُني الفتاةُ يَمِينَها

وشِمالَها البَهْنانةُ الرُّعْبُوبُ

نُفُجُ الحَقِيبةِ لا ترى لكعُوبها

حدّاً، وليسَ لساقِها ظُنْبوبُ

عَظُمَتْ رَوادِفُها وأُكْمِلَ خَلْقُها،

والوَالدانِ نَجِيبةٌ ونَجِيبُ

لَمَّا أَحلَّ الشيْبُ بي أَثْقالَه،

وعَلمتُ أَنَّ شَبابيَ المَسْلُوبُ

قالَتْ: كَبِرْتَ وكلُّ صاحِبِ لَذَّةٍ

لِبِلىً يَعُودُ، وذلك التَّتْبيبُ

هل لي من الكِبَر المُبينِ طَبيبُ

فأَعُودَ غِرّاً؟ والشَّبابُ عَجِيبُ

ذَهَبَتْ لِداتي والشَّبابُ، فليْسَ لي،

فِيمن تَرَيْنَ مِنَ الأَنامِ، ضَرِيبُ

وإِذا السِّنُونَ دَأَبْنَ في طَلَب الفَتَى،

لحِقَ السِّنُونَ وأُدْرِكَ المَطْلُوبُ

فاذْهَبْ إِلَيْكَ، فليْسَ يَعْلَمُ عالمٌ،

من أَين يُجْمَعُ حَظُّه المَكْتُوبُ

يَسْعَى الفَتَى لِينالَ أَفْضَلَ سَعْيهِ،

هيهاتَ ذاكَ ودُون ذاك خُطوبُ

يَسْعَى ويَأْمُلُ، والمَنِيَّةُ خَلْفَه،

تُوفي الإِكامَ له، عليه رَقِيبُ

لا المَوْتُ مُحْتَقِرُ الصَّغِيرِ فعادلٌ

عنْه، ولا كِبَرُ الكَبِيرِ مَهِيبُ

ولَئِنْ كَبِرْتُ، لقد عَمِرْتُ كأَنَّني

غُصْنٌ، تُفَيِّئُه الرِّياحُ، رَطِيبُ

وكذاكَ حقّاً مَنْ يُعَمَّرْ يُبْلِه

كَرُّ الزَّمانِ، عليه، والتَّقْلِيبُ

حتى يَعُودَ مِنَ البِلى، وكأَنَّه

في الكَفِّ أَفْوَقُ ناصِلٌ مَعْصُوبُ

مُرُطُ القِذاذِ، فليس فيه مَصْنَعٌ،

لا الرِّيشُ يَنْفَعُه، ولا التَّعْقِيبُ

ذَهَبَتْ شَعُوبُ بِأَهْلهِ وبِمالهِ،

إِنَّ المَنايا لِلرِّجال شَعُوبُ

والمَرْءُ مِنْ رَيْبِ الزَّمان كأَنه

عَوْدٌ، تَداوَلَه الرِّعاء، رَكُوبُ

غَرَضٌ لِكُلِّ مَنِيَّةٍ يُرْمَى بها،

حتى يُصابَ سَوادُه المَنْصوبُ

وجمع المُرُطِ السَّهْمِ أَمراطٌ ومِراطٌ؛ قال الرَّاجز:

صُبَّ، على شاء أَبي رِياطِ،

ذُؤالةٌ كالأَقْدُحِ المِراطِ

وأَنشد ثعلب:

وهُنَّ أَمْثالُ السُّرَى الأَمْراطِ

والسُّرَى ههنا: جمع سُرْوةٍ من السّهَام؛ وقال الهذلي:

إِلاَّ عَوابِسُ، كالمِراطِ، مُعِيدةٌ

باللَّيْلِ مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ

(* قوله «عوابس» هو بالرفع فاعل يشرب في البيت قبله كما نبه عليه المؤلف

عن ابن بري في مادة صيف، فما تقدم لنا من ضبطه في مادة عود خطأ.)

وشرح هذا البيت مذكور في موضعه. وتمَرَّط السَّهْمُ: خلا من الرِّيش.

وفي حديث أَبي سُفيان: فامَّرَطَ قُذَذُ السهْمِ أَي سقَطَ رِيشُه.

وتمرَّطتْ أَوْبارُ الإِبل: تطايرت وتفرقت.

وأَمْرَطَ الشعرُ: حان له أَن يُمْرَطَ. وأَمْرطَتِ الناقةُ ولدَها، وهي

مُمْرِطٌ: أَلقته لغير تمام ولا شعر عليه، فإِن كان ذلك لها عادة فهي

مِمْراطٌ. وأَمْرطت النخلةُ وهي مُمْرِطٌ: سقط بُسْرُها غَضّاً تشبيهاً

بالشعرِ، فإِن كان ذلك عادَتَها فهي مِمْراط أَيضاً.

والمِرْطاوانِ والمُرَيْطاوان: ما عَرِيَ من الشفةِ السُّفلى

والسَّبَلةِ فوق ذلك مما يلي الأَنفَ. والمُرَيْطاوان في بعض اللُّغات: ما اكتنف

العَنْفَقةَ من جانبيها، والمُريطاوان: ما بين السُّرّة والعانةِ، وقيل: هو

ما خفّ شعره مما بين السرة والعانة، وقيل: هما جانبا عانةِ الرجل اللذان

لا شعر عليهما؛ ومنه قيل: شجرة مَرْطاء إِذا لم يكن عليها ورق، وقيل: هي

جلدة رقيقة بين السرة والعانة يميناً وشمالاً حيث تَمَرَّطَ الشعرُ إِلى

الرُّفْغَين، وهي تمدّ وتقصر، وقيل: المريطاوان عِرْقان في مَراقِّ

البطن عليهما يعتمد الصَّائحُ، ومنه قول عمر: رضي اللّه عنه، للمؤذن أَبي

مَحْذُورةَ، رضي الله عنه، حين سمع أَذانه ورفع صوته: لقد خشيتُ

(* قوله

«لقد خشيت» كذا بالأصل، والذي في النهاية: أما خشيت.) أَن تنشقّ

مُرَيْطاؤكَ، ولا يُتَكَلم بها إِلاَّ مصغرة تصغير مَرْطاء، وهي المَلْساء التي لا

شعر عليها، وقد تقصر. وقال الأَصمعي: المُرَيْطاء، ممدودة، هي ما بين

السرة إِلى العانة، وكان الأحمر يقول هي مقصورة. والمُرَيْطاء: الإِبْط؛ قال

الشاعر:

كأَنَّ عُرُوقَ مُرَيْطائها،

إِذا لَضَتِ الدِّرْعَ عنها، الحِبال

(* قوله «لضت» كذا هو في الأصل، وشرح القاموس باللام ولعله بالنون كأَنه

يشبه عروق إِبط امرأَة بالحبال إِذا نزعت قميصها.)

والمريطاء: الرِّباط. قال الحسين بن عَيَّاش: سمعت أَعرابيّاً يسبّح

فقلت: ما لك؟ قال إِنَّ مُرَيْطاي ليرسى

(* قوله «ليرسى» كذا بالأصل على هذه

الصورة.)؛ حكى هاتين الأَخيرتين الهرويّ في الغريبين. والمَرِيطُ من

الفرس: ما بين الثُّنّةِ وأُمّ القِرْدانِ من باطن الرُّسْغِ، مكبر لم

يصغر.ومَرَطَتْ به أُمّه تَمْرُط مَرْطاً: ولَدتْه. ومَرَطَ يَمْرُطُ مَرْطاً

ومُرُوطاً: أَسْرَع، والاسم المَرَطَى. وفَرس مَرَطَى: سَرِيعٌ، وكذلك

الناقةُ. وقال الليث: المُرُوطُ سُرْعة المَشْي والعدْو. ويقال للخيل:

هنَّ يمرُطْنَ مُرُوطاً. وروى أَبو تراب عن مُدْرِك الجعْفريّ: مَرَط فلان

فلاناً وهَرَدَه إِذا آذاه. والمَرَطَى: ضَرْب من العَدْو؛ قال الأَصمعي:

هو فوق التقْرِيب ودون الإِهْذابِ؛ وقال يصف فرساً:

تَقْرِيبُها المَرَطَى والشَّدُّ إِبْراقُ

وأَنشد ابن بري لطُفيل الغَنويّ:

تَقْرِيبُها المَرَطَى والجَوْزُ مُعْتَدِلٌ،

كأَنها سُبَدٌ بالماء مَغْسُولُ

(* قوله «تقريبها إلخ» أَورده في مادة سبد بتذكير الضميرين وهو كذلك في

الصحاح.)

والمِمْرَطةُ: السريعة من النوق، والجمع ممَارِطُ؛ وأَنشد أَبو عمرو

للدُّبَيْري:

قَوْداء تَهْدِي قُلُصاً ممَارِطا،

يَشْدَخْن بالليلِ الشُّــجاعَ الخابِطا

الشــجاعُ الحيةُ الذكَر، والخابط النائم، والمرْطُ كِساء من خَزّ أَو

صُوف أَو كتّان، وقيل: هو الثوب الأَخضر، وجمعه مُرُوطٌ. وفي الحديث: أَنه،

صلّى اللّه عليه وسلّم، كان يصلي في مرُوط نسائه أَي أَكْسِيَتِهنّ؛

الواحد مِرْط يكون من صوف، وربما كان من خز أَو غيره يؤتَزر به. وفي الحديث:

أَن النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، كان يُغَلِّس بالفجر فينصرف النساء

مُتَلَفِّعات بمرُوطهنّ ما يُعرفْن من الغَلَس؛ وقال الحكم الخُضْري:

تَساهَمَ ثَوْباها ففي الدِّرْعِ رَأْدةٌ،

وفي المِرْطِ لَفّاوانِ، رِدْفُهما عَبْلُ

قوله تساهم أَي تَقارَعَ. والمِرْط: كل ثوب غير مَخِيط. ويقال للفالُوذ

المِرِطْراطُ والسِّرِطْراط، واللّه أَعلم.

مرط
المِرْطُ، بالكَسْرِ، كِسَاءٌ مِنْ صُوفٍ، أَوْ خَزٍّ، أَوْ كَتّانٍ يُؤْتَزَرُ بِهِ، وقِيلَ: هُوَ الثَّوْبُ، وقِيلَ: كُلُّ ثَوْبٍ غَيْرِ مَخِيطٍ. قَالَ الحَكَمُ الخُضْرِيّ:
(تَساهَمَ ثَوْباهَا فَفِ الدِّرْعِ رَأْدَةٌ ... وفِي المِرْطِ لَفَّاوَانِ رِدْفُهُمَا عَبْلُ)
تَسَاهَم، أَيْ تَقارَعَ ج: مُروطٌ ومنهُ الحَدِيثُ: كانَ يُصَلِّي فِي مُرُوطِ نِسَائهِ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: كَانَ يُغَلِّسُ بالفَجْرِ فَتَنْصَرِفُ النِّسَاءُ مُتَلَفِّعاتٍ بِمُرُوطِهِنَّ مَا يُعْرَفْنَ من الغَلَسِ. قَالَ شَيْخُنا: واسْتِعْمَال المِرْطِ فِي حَدِيثِ عائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فِي ثَوْبِ شَعَرٍ مَجَازٌ. والمَرْطُ، بالفَتْحِ: نَتْفُ الشَّعرِ، والرِّيشِ والصُّوفِ عَنِ الجَسَدِ، وَقد مَرَطَهُ يَمْرُطُهُ مَرْطاً. والمُرَاطَةُ، كثُمَامَةٍ: مَا سَقَطَ مِنْهُ فِي التَّسْرِيح، أَو النَّتْفِ، وخَصَّ اللِّحْيَانِيّ بالمُراطَةِ مَا مُرِطَ من الإِبِطِ، أَي نُتِفَ.
ومَرَطَ يَمْرُطُ مَرْطاً ومَرُوطاً: أَسْرَعَ. وَقَالَ اللَّيْثُ: المُرُوطُ: سُرْعُةُ المَشْيِ والعَدْوِ. يُقَالُ لِلْخَيْلِ: هَنَّ يَمْرُطْنَ مَرُوطاً. ومَرَطَ يَمْرُطُ مَرْطاً: جَمَعَ، يُقَالُ: هُوَ يَمْرُطُ مَا يَجِدُهُ، أَي يَجْمَعُهُ، كَمَا فِي الأَسَاسِ. ومَرَطَ بسَلْحِهِ مَرْطاً: رَمَى بِهِ. ومَرَطَتْ بَولَدِهَا: رَمَتْ، وقِيلَ: مَرَطَتْ بِهِ أُمُّهُ تَمْرُطُ مَرْطاً: وَلَدَتْهُ. والأَمْرَطُ: الخَفِيفُ شَعرِ الجَسَدِ والحَاجِبِ والعَيْنِ، الأَخِيرُ عَمَشاً، ج: مُرْطٌ بالضَّمِّ على القِيَاسِ ومِرَطَةٌ، كعِنَبَةٍ نَادِرٌ. قَالَ ابنُ سِيَده: وأُراهُ اسْماً للْجَمْعِ. وَقد مَرِطَ كفَرِحَ فَهُوَ أَمْرَطُ، وَهِي مَرْطَاءُ الحاجِبَيْنِ، لَا يُسْتَغْنَي عَن ذِكْرِ الحَاجِبَيْنِ. وقِيلَ: رَجُلٌ أَمْرَطُ: لَا شَعَرَ عَلَى جَسَدِهِ وصَدْرِه إِلاّ قَلِيلٌ، فإِذَا ذَهَبَ كُلُّه فهُوَ أَمْلَطُ. وَفِي الصّحاح: رَجُلٌ أَمْرَطُ بَيِّنُ المَرَطِ، وهُوَ الَّذِي قَدْ خَفَّ عَارِضَاهُ من الشَّعرِ. والأَمْرَطُ: الذِّئْبُ المُنْتَتِفُ الشَّعرِ.
والأَمْرَطُ: اللِّصُّ، حَكَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ عَن أَبِي عَمْرٍ و، كَمَا فِي الصّحاحِ، قِيلَ: هُوَ على التَّشْبِيهِ بالذِّئْبِ. وَفِي التَّهْذِيب: قَالَ الأَصْمَعِيُّ: العُمْرُوطُ: اللِّصُّ، ومِثْلُهُ الأَمْرَطُ. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وأَصْلُهُ الذِّئْبُ يَتَمَرَّطُ من شَعرِهِ وهُو حِينئذٍ أَخْبَثُ مَا يَكُونُ. والأَمْرَطُ من السِّهَامِ: مَا لَا رِيشَ عَلَيْهِ كالأَمْلَط. وَفِي الصّحاح: الَّذِي قَدْ سَقَطَتْ قُذَذُهُ، كالمَرِيطِ، والمِرَاطِ، والمُرُطِ كَأَمِيرٍ، وكِتَابٍ، وعُنُقٍ. الأَخِيرُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ أَيْضاً، وأَنْشَدَ للَبِيدٍ يَصِفُ الشَّيْبَ:)
(مُرُطُ القِذَاذِ فَلَيْسَ فِيه مَصْنَعٌ ... لَا الرِّيشُ يَنْفَعُهُ وَلَا التَّعْقِيبُ)
كَذَا وَقَعَ فِي نُسَخِ الصّحاحِ. قَالَ أَبو زَكَرِيَّا والصّاغَانِيّ: لَم نَجِدْهُ فِي شِعْرِه، وعَزَاهُ أَبُو زَكَرِيَّا فِي كِتَابِهِ تَهْذِيب الإِصْلاح لِنَافِعِ ابنِ لَقِيطٍ الأَسَدِيِّ. قَالَ: وذَكَرَ الكِسَائِيّ أَنَّهُ لِلْجُمَيْعِ بن الطَّمّاح الأَسَدِيّ. وَقَالَ ابنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لِنَافِعِ ابْنِ نُفَيْعٍ الفَقْعَسِيِّ. وأَنْشَدَه أَبُو القَاسِمِ الزَّجَّاجِيّ عَن أَبِي الحَسَن الأَخْفَشِ عَن ثَعْلَبٍ لنُوَيْفَعٍ بنِ نُفَيْعٍ الفَقْعَسِيّ، يَصِفُ الشَّيْبَ وكِبَرَهُ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ.
وصَوَّبَ الصاغَانِيُّ أَنَّه لِنَافِعِ بنِ لَقِيطٍ الأَسَدِيّ، وَقد تَقَدَّم ذلِكَ فِي ريش. وأَمّا القَصِيدَةُ الَّتِي هذَا البَيْتُ منهَا فَهِيَ هذِهِ: باتَتْ لِطِيَّتِهَا لغَدَاةَ جَنُوبُوطَرِبْتَ، إِنَّكَما عَلِمْتُطَرُوبُ
(ولَقَدْ تُجَاوِرُنا فتَهْجُرُ بَيْتَنَا ... حَتَّى تُفَارِقَ أَوْ يُقَالُ: مُرِيبُ)

(وزِيارَةُ البَيْتِ الَّذِي لَا تَبْتَغِي ... فِيهِ سَوَاءَ حَدِيثِهِنَّ مَعِيبُ)

(ولَقَدْ يَمِيلُ بِيَ الشَّبَابُ إِلى الصِّبا ... حِيناً، فأَحْكَمَ رَأْيِيَ التَّجْرِيبُ)

(ولَقَدْ تُوَسِّدُنِي الفَتَاةُ يَمِينَها ... وشِمَالَها، البَهْنانَةُ الرُّعْبُوبُ)

(نُفُجُ الحَقِيبَةِ لَا تَرَى لِكُعُوبِهَا ... حَدّاً، ولَيْسَ لِسَاقِها ظُنْبُوبُ)

(عَظُمَتْ رَوَادِفُهَا وأَكْمِلَ خَلْقُهَا ... والوَالِدانِ نَجِيبَةٌ ونَجِيبُ) (لَمَّا أَحَلَّ الشَّيْبُ بِي أَثْقَالَهُ ... وعَلِمْتُ أَنَّ شَبابِيَ المَسْلُوبُ)

(قالَتْ: كَبِرْتَ وكُلُّ صَاحِبِ لَذَّةٍ ... لِبِلىً يَعُودُ، وذلِكَ التَّتْبِيبُ)

(هَلْ لِي مِنَ الكِبَرِ المُبِينِ طَبِيبُ ... فأَعُودَ غِرّاً، والشَّبَابُ عَجِيبُ)

(ذَهَبَتْ لِدَاتِي والشَّبَابُ فَلَيْسَ لِي ... فِيمَنْ تَرَيْنَ من الأَنامِ ضَرِيبُ)

(وإِذَا السِّنُونَ دَأْبْنَ فِي طَلَبِ الفَتَى ... لَحِقَ السِّنُونَ وأَدْرِكَ المَطْلُوبُ)

(فاذْهَبْ إِلَيْكَ، فَلَيْسَ يَعْلَمُ عالِمٌ ... مِنْ أَيْنَ يُجْمَعُ حَظُّهُ المَكْتُوبُ)

(يَسْعَى الفَتَى لِيَنَالَ أَفْضَلَ سَعْيِهِ ... هَيْهَاتَ ذَاكَ، ودُونَ ذَاكَ خُطُوبُ)

(يَسْعَى ويَأْمُلُ، والمَنِيَّةُ خَلْفَهُ ... تُوفِي الإِكَامَ لَهُ عَلَيْهِ رَقِيبُ)

(لَا المَوْتُ مُحْتَقِرُ الصَّغِيرِ فَعَادِلٌ ... عَنْهُ وَلَا كِبَرُ الكَبِيرِ مَهِيبُ)

(ولَئِنْ كَبِرْتُ لَقَدْ عَمِرْتُ كَأَنَّنِي ... غُصْنٌ تُفَيِّئُه الرِّيَاحِ رَطِيبُ)

(وكَذاكَ حَقّاً مَنْ يُعَمَّرْ يُبْلِهِ ... كَرُّ الزَّمَانِ عَلَيْهِ والتَّقْلِيبُ)

(حَتَّى يَعُودَ من البِلَى وكَأَنَّهُ ... فِي الكَفِّ أَفْوَقُ ناصِلٌ مَعْصُوبُ)

(مُرُطُ القِذَاذِ فَلَيْسَ فِيهِ مَصْنَعٌ ... لَا الرِّيشُ يَنْفَعُه وَلَا التَّعْقِيبُ)

(ذَهَبَتْ شَعُوبُ بأَهْلِهِ وبمالِهِ ... إِنَّ المَنَايَا للرِّجَالِ شَعُوبُ)

(والمَرْءُ مِنْ رَيْبِ الزَّمَانِ كَأَنَّهُ ... عَوْدٌ تَدَاوَلَهُ الرِّعَاءُ رَكُوبُ)

(غَرَضٌ لِكُلِّ مَنِيَّةٍ يُرْمَى بِهَا ... حَتَّى يُصَابَ سَوَادُه المَنْصُوبُ)
وإِنّما ذَكَرْتُ هذِهِ القَصِيدَةَ بِتَمامها لِمَا فِيها من الحِكَمِ والآدابِ. والعِبْرَةُ لِمَنْ يَعْتَبِرُ من أُوِلي الأَلْبابِ. قَالَ الجَوْهَرِيُّ: ويَجُوزُ فِيهِ تَسْكِينُ الرَّاءِ فَيَكُون جَمْعَ أَمْرَطَ، وإِنّمَا صَحَّ أَنْ يُوصَفَ بِهِ الوَاحِدُ لِمَا بَعْدَه من الجَمْعِ، كَما قَالَ الشّاعِر: (وإِنَّ التَّي هامَ الفُؤادُ بذِكْرِها ... رَقُودٌ عَن الفَحْشَاءِ خُرْسُ الجَبَائرِ)
والجَبَائِر هِيَ الأَسْوِرَة. ج. أَمْرَاطٌ، كعُنُقٍ وأَعْنَاقٍ. وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ: وهُنَّ أَمْثَالُ الِسُّرَى الأَمْرَاطِ والسُّرِى جَمْع سُرْوَة من السِّهَام ومِرَاطٌ، كَكِتَابٍ، مِثْل سُلُبٍ وسِلاَبٍ، كَمَا فِي الصّحاحِ. قَالَ الراجز: صُبَّ على شَاءِ أَبِي رِيَاطِ ذُؤالَةٌ كالأقْدُحِ المِرَاطِ وَقَالَ الهُذَلِيّ:
(إِلاّ عوابِسُ كالمِراط مُعِيدَةٌ ... باللَّيْل مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ)
وفَاتَه من الجُمُوع مُرْطٌ، بالضَّمِّ جَمْعُ أَمْرَطَ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: المَرِيطُ، كأَمِيرٍ، من الفَرَسِ: مَا بَيْنَ الثُّنَّةِ وأُمِّ القِرْدَانِ مِن باطِنِ الرُّسْغِ مَكَبَّر لَمْ يُصَغَّر. والمَرِيطُ: عِرْقَانِ فِي الجَسَدِ، وهُمَا مَرِيطانِ، عَن ابْنِ دُرَيْدٍ. والمُرَيْطُ، كزُبَيْرٍ: ع، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ. ومُرَيْطٌ: جَدٌّ لِهَاشِمِ بنِ حَرْمَلَةَ ابنِ الأَشْعَرِ بن إِياسِ بنِ مُرَيْطٍ. والمَرَطَى، كَجَمَزَى: ضَرْبٌ من العَدْوِ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: وَقَالَ يَصِفُ فَرَساً: تَقْرِيبُها المَرَطَى والشَّدُّ إِبرَاقُ كَمَا فِي الصّحاحِ. وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لطُفِيْلٍ الغَنَوِيّ: تَقْرِيبُهَا المَرَطَى والجَوْزُ مُعْتَدِلٌ كأَنَّهَا سُبَدٌ بالماءِ مَغْسُولُ)
والمُرَيْطاءُ، كالغُبَيْرَاءِ: مَا بَيْنَ السُّرَّةِ إِلى العانَةِ، قَالَ الأَصْمَعِيّ، وَمِنْه قَوْلُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لأَبِي مَحْذُورَةَ حِينَ أَذَّنَ ورَفَعَ صَوْتَه. أَما خَشِيتَ أَنْ تَنْشَقَّ مُرَيْطاؤُك كَمَا فِي الصّحاحِ. وَلَا يُتَكَلَّمُ بِها إِلاَّ مُصَغَّرَةً. وسَأَلَ الفَضْلُ بنُ الرَّبِيعِ أَبا عُبَيْدَةَ والأَحْمَرَ عَنْ مَدِّ المُرَيْطَاءِ وقَصْرِهَا، فَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: هِيَ مَمْدُودَةٌ. وَقَالَ الأَحْمَرُ: هِيَ مَقْصُورَةٌ، فدَخَلَ الأَصْمَعِيُّ فَوَافَق أَبا عُبَيْدَةَ واحتَجَّ على الأَحْمَرِ حَتَّى قَهَرَهُ. والمُرَيْطاءُ: مَا بَيْنَ الصَّدْرِ والعانَةِ، قَالَه اللَّيْثُ. وقِيلَ: هُمَا جَانِبَا عَانَةِ الرَّجُلِ اللَّذَانِ لَا شَعرَ عَلَيْهِمَا. أَوْ جِلْدَةٌ رَقِيقَةٌ بَيْنُهمَا، أَي بَيْنَ السُّرَّةِ والعانَةِ يَمِيناً وشِمَالاً، حَيْثُ تَمَرَّطَ الشَّعرُ إِلى الرُّفْغَيْن، قَالَه ابنُ دُرَيْدٍ. تُمَدُّ وتُقْصَرُ. أَو المُرَيْطاوَان: عِرْقانِ فِي مَرَاقِّ البَطْنِ، يَعْتَمِدُ عَلَيْهِما الصَّائحُ ومِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ المُتَقَدِّمُ. والمُرَيْطَاوانِ: مَا عَرِيَ من الشَّفَةِ السُّفْلَى والسَّبَلَةِ فَوْقَ ذلِكَ مِمّا يَلِي الأَنْفَ. والمُرَيْطاوانِ، فِي بَعْضِ اللُّغاتِ. مَا اكْتَنَفَ العَنْفَقَةَ من جانِبَيْهَا، كالمِرْطاوَانِ، بالكَسْرِ. والمُرَيْطَاءُ: الإِبْطُ. قَالَ الشاعِرُ:
(كأَنَّ عُرُوقَ مُرَيْطائها ... إِذا نَضَتِ الدِّرْعَ عَنْهَا الحِبَالُ)
والمُرَيْطَى، بالقَصْرِ: اللَّهَاةُ، حَكاهُ الهَرَوِيُّ فِي الغَرِيبَيْنِ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أَمْرَطَتِ النَّخْلَةُ، إِذا سَقَطَ بُسْرُها، ونَصُّ الجَمْهَرَةِ: أَسْقَطَتْ بُسْرَها غَضّاً، وهِيَ مُمْرِطٌ، ومُعْتَادَتُهَا مِمْرَاطٌ، وَهُوَ مَجازٌ تَشْبِيهاً بالشَّعرِ. وَقَالَ غَيْرُه: أَمْرَطَتِ النَّاقَةُ، إِذا أَسْرَعَت وتَقَدَّمَتْ، مِنْ مَرَطَ، إِذا أَسْرَعَ، فَهِيَ مُمْرِطٌ ومِمْرَاطٌ، ولَيْس بِثَبَتٍ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أَمْرَطَت النَّاقَةُ وَلَدَها: أَلْقَتْهُ لغَيْرِ تَمَامٍ وَلَا شَعرَ عَلَيْه، وَهِي مُمْرِطٌ، وإِنْ كانَ ذلِكَ عادَتَها فهِيَ مِمْراطٌ أَيْضاً. وَفِي عِبَارَةِ المُصَنِّفِ نَقْصٌ ومَحَلُّ تَأَمّل.
وأَمْرَطَ الشَّعرُ: حَانَ لَهُ أَنْ يُمْرَطَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. ومَرَّطَ الثَّوْبَ تَمْرِيطاً: قَصَّرَ كُمَّيْهِ، فجَعَلَهُ مِرْطاً. ومرَّطَ الشَّعَر تَمْرِيطاً: نَتَفَهُ. وَامْتَرَطَهُ، من يَدِه: اخْتَلَسَه، أَو امْتَرَطَ مَا وَجَدَهُ، إِذا جَمَعَهُ، كمَرَّطَهُ. وتَمَرَّطَ الشَّعرُ، هُوَ مُطَاوِعُ مَرَّطَهُ تَمْرِيطاً. امَّرَطَ، كافْتَعَل، وَفِي التَّكْمِلَة كانْفَعَلَ: مُطَاوِعُ مَرَطَهُ مَرْطاً: تَسَاقَط وتَحَاتَّ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي سُفْيَان: فامَّرَطَ قُذَذُ السَّهْمِ أَي سَقَطَ رِيشُه.
وتَمَرَّطَتْ أَوْبارُ الإِبِل: تَطايَرَتْ وتَفَرَّقَتْ. وتَمَرَّطَ الذِّئْبُ، إِذا سَقَطَ شَعرُهُ وبَقِي عَلَيْهِ شعرٌ قَلِيلٌ.
ومَارَطَهُ مُمَارَطَةً ومِرَاطاً: مَرَّطَ شَعرَهُ وخَدَشَه. قَالَ ابنُ هَرْمَةَ يَصِفُ ناقَتَهُ:
(تَتُوقُ بعَيْنَيْ فَارِكٍ مُسْتَطارَةٍ ... رَأَتْ بَعْلَها غَيْرَي فقَامَتْ تُمَارِطُهْ)

ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَليه: شَجَرَةٌ مَرْطَاءُ: لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا وَرَقٌ. والمُرَيْطَاءُ: الرِّباط. وفَرَسٌ مَرَطَى، كجَمَزَى: سَرِيعٌ، وكَذلِكَ النَّاقَةُ: والمُرُوطُ: سُرْعَةُ المَشْيِ والعَدْوِ.
ورَوَىَ أَبو تُرَابٍ عَن مُدْرِكٍ الجَعْفَرِيّ: مَرَطَ فُلانٌ فُلاناً، وهَرَدَهُ، إِذا آذاه. والمِمْرَطُةُ: السَّرِيعَةُ من النُّوقِ، والجَمْعُ مَمَارِطُ، وأَنْشَدَ أَبو عَمْرٍ وللدُّبَيْرِيّ:
(قَوْدَاءَ تَهْدِي قُلُصاً مَمَارِطَا ... يَشْدَخْن بالَّليْلِ الشُّــجَاعَ الخَابِطا)
الشُّــجَاعُ: الحَيَّةُ الذَّكَرُ. والخابِطُ: النّائمُ. ويُقَالُ لِلْفَالُوذِ: المِرِطْرَاطُ والسِّرِطْراطُ، كَمَا فِي اللّسان.
وسَهْمٌ مَارِطٌ: لَا رِيشَ لَهُ، وسِهامٌ مُرْطٌ ومَوَارِيطُ، وأَمْرَاطٌ كَمَا فِي الأَساسِ. وحَرْمَلَةُ بنُ مُرَيْطَةَ، ذَكَرَهُ سَيْفٌ فِي الفُتُوح، وَقَالَ: كَانَ من صَالِحِي الصَّحابَةِ. قُلْتُ: هُوَ من بَلْعَدَوِيَّة من بَنِي حَنْظَلَةَ، وكانَ مَعَ المُهَاجِرِينَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم، وَهُوَ الَّذِي فَتَحَ مَنَاذِرَ وتِيرَى، مَعَ سَلْمَى بنِ القَيْنِ، فِي قِصَّةٍ طَوِيلَة. ويُقَال: امْرَأَةٌ مَرْطاءُ: لَا شَعَرَ عَلَى رَكَبِها وَمَا يَلِيهِ، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ.
م ر ط : الْمِرْطُ كِسَاءٌ مِنْ صُوفٍ أَوْ خَزٍّ يُؤْتَزَرُ بِهِ وَتَتَلَفَّعُ الْمَرْأَةُ بِهِ وَالْجَمْعُ مُرُوطٌ مِثْلُ حِمْلٍ وَحُمُولٍ. 
[مرط] نه: فيه: كان يصلي في "مروط" نسائه، أي أكسيتهن، ويكون من صوف وربما كان من خز أو غيره. ك: جمع مرط- بكسر ميم، وهي اللحفة أو الإزار أو الثوب الأخضر. ن: "مرط" مرجل- بجيم وحاء، أي عليه صور المراجل أي القدور، أو صور رحال الإبل. نه: وفيه: "فامرط" قذذ السهم، أي سقط ريشه، وسهم أمرط وأملط. وفي ح عمر: قال لأبي محذورة وقد رفع صوته بالأذان: أما خشيت أن تنشق "مريطاؤك"، هي جلدة بين السرة والعانة، وأصله مصغر مرطاء وهي الملساء التي لا شعر عليها، وقد تقصر.

كمي

ك م ي: (الْكَمِيُّ) الشُّــجَاعُ (الْمُتَكَمِّي) فِي سِلَاحِهِ أَيِ الْمُتَغَطِّي الْمُتَسَتِّرُ بِالدِّرْعِ وَالْبَيْضَةِ، وَالْجَمْعُ (الْكُمَاةُ) . وَ (الْكِيمِيَاءُ) مِثْلُ السِّيمِيَاءِ، اسْمُ صَنْعَةٍ وَهُوَ عَرَبِيٌّ. 

كمي


كَمَى(n. ac. كَمْي)
a. Concealed; secreted.
b. Clad (himself) in armour.
كَمَّيَa. see I
أَكْمَيَa. see I (a)b. Killed an armed man, a warrior.

تَكَمَّيَa. see I (a)b. Overwhelmed (misfortune).
إِنْكَمَيَa. Hid himself.

كَمِيّ [] (pl.
كُمَاة []
أَكْمَآء [] )
a. Armed, clad in armour; warrior.

مُتَكَمٍّ [ N.
Ag.
a. V]
see 25
تُكُمِّي الجَيْش
a. The army has lost its chiefs.
ك م ي

هو كميّ من الكماة وهو الذي كمى نفسه بالسلاح أي سترها. وكمى فلان شهادته: كتمها. وقال:

كم كاعب منهم قطعت لسانها ... وتركتهاع تكمى الجليّة بالعلل

اقتضّها بالفجور فهي تغتلّ لزوجها وتريد أن تستر خالها الظاهرة من ذهاب عذرتها بتلفيق العاذير، وقطع لسانها: أنها لا تقدر على الحجّة.
(ك م ي)

كمَى الشَّيْء، وتكمَّاه: ستره، وَقد تأوّل بَعضهم قَوْله:

بل لَو شهدتَ الناسَ إِذْ تُكُمُّوا

أَنه من تكميَّت الشَّيْء، وَقد تقدم.

وكَمَى الشَّهَادَة كَمْيا، وأكماها: كتمها وقمعها.

وتكَمَّتْهم الفِتنُ: غَشِيتهم.

وتكَّمى قِرْنه: قَصده.

وَقيل: كل مَقْصُود معتمَدٍ: متكمًّي.

وتَكَمَّى فِي سلاحه: تَغَطَّى بهَا.

والكَمِىُّ: اللابس السِّلَاح.

وَقيل: هُوَ الشــجاع الجريء، كَانَ عَلَيْهِ سلَاح أَو لم يكن.

وَقيل: الكَمِيّ: الَّذِي لَا يحيد عَن قِرنه وَلَا يُروغ عَن شَيْء.

وَالْجمع: أكماء، فأمّا كُماة فَجمع كامٍ، وَقد قيل: إِن جمع الكمِىّ: أكماء، وكُمَاة.

وكَمَيت إِلَيْهِ: تقدّمت، عَن ثَعْلَب.

والكِيمِياء: مَعْرُوفَة، أحسبها عَجَمِيَّة، وَلَا أَدْرِي أَهِي فِعْلِياء أم فِيعلاء؟؟ 
كمي
: (ي ( {كَمَى) فلَان شَهَادَته كرمى} يَكْمِيها: إِذا كتمها نَقله الْجَوْهَرِي وَابْن سَيّده، زَاد الْأَخير: وقمعها {كَأَكْمَى نَقله الْأَزْهَرِي وَابْن سَيّده عَن ابْن الْأَعرَابِي و} كَمَى نَفسه: سترهَا بالدرع والبيضة ضاهر سِيَاقه أَنه كرمى وَنَصّ الصِّحَاح أَنه كمي بِالتَّشْدِيدِ {والكَمِيُّ كغني: الشــجاع الجرئ، كَانَ عَلَيْهِ سلَاح أم لَا أَو لابس السِّلَاح وَفِي الرَّوْض: الْفَارِس الَّذِي تستر بِالسِّلَاحِ} كالمُتَكَمِّي، يُقَال: {تَكَمَّى فِي سلاحه، إِذا تغطى بِهِ، وَنَصّ الصِّحَاح:} الكَمَيِّ: الشــجاع {المُتَكَمِّي فِي سلاحه وَقَالَ الْأَزْهَرِي: اخْتلف فِي} الكَمِيِّ مِم أَخذ، فَقيل: لِأَنَّهُ {يَكْمِى شــجاعــته لوقت حَاجته إِلَيْهَا، وَلَا يظهرها متكثرا بهَا، بل إِذا احْتَاجَ إِلَيْهَا أظهرها، وَقيل: لِأَنَّهُ لَا يقتل إِلَّا} كَمِيًّا، لأَنهم يأنفون من قتل الخسيس قَالَ ابْن سَيّده: وَقيل: {الكَمِيُّ هُوَ الَّذِي لَا يحيد عَن قرنه، وَلَا يزوغ عَن شَيْء (ج:} كُمَاةٌ {وأَكْمِاءٌ) أما الْأَخير فَظَاهر وَأما} الكُمَأةُ فَقَالَ الْجَوْهَرِي: كَأَنَّهُمْ جمعُوا كام مثل قَاض وقضاة، قَالَ شَيخنَا: زعم أَن {الكُمَاةَ فِي الْحَقِيقَة: جمع} كَامٍ، كغاز وغزاة من! كَمَي نَفسه فِي السِّلَاح: سترهَا فِيهِ وَأهل الْعلم يتجوزون بقَوْلهمْ: {الكُمَاةُ جمع} كَمِىٍّ، وفعيل لَا يجمع كَذَلِك، وَإِنَّمَا استجازوه لتشارك فَاعل وفعيل كثيرا، كعالم وَعَلِيم وشاهدة وشهيد ة، قَالَه التبريزي عِنْد شرح قَول الحماسي
إِنَّا لمن معشر أفنى أوائلهم قَول {الكُمَاةِ أَلا أَيْن المحامونا وَشَاهد} الأَكْمَاءُ مَا أنْشد ابْن بري لضمرة بن ضَمرَة
تركت ابنتيك للْمُغِيرَة والقنا شوارع {والأَكْمَاءُ تشرق بِالدَّمِ} َوَأكْمَى: قتل {كَمِيَّ الْعَسْكَر، نَقله الْأَزْهَرِي وَقد تكموا بِالضَّمِّ، قتل كمي الْعَسْكَر نَقله الْأَزْهَرِي وَقد} تُكُمُّوا بِالضَّمِّ قتل {كَمِيُّهم، وَكَذَلِكَ تشرفوا وتزورواإذا قتل شريفهم وزيرهم قَالَ: بل لَو أشهدت الْقَوْم إِذْ} تُكُمُّوا و {أَكْمَى: ستر منزله نَقله الْأَزْهَرِي، أَي عَن الْعُيُون وَمِنْه الحَدِيث " أَنه مر على أَبْوَاب دور متسفلة فَقَالَ} أَكْمُوَها لِئَلَّا تقع عُيُون النَّاس عَلَيْهَا وَرُوِيَ أكيموها أَي ارفعوها لِئَلَّا يهجم السَّيْل عَلَيْهَا (و) {أَكْمَى (على الأمْرِ: عَزَمَ) عَلَيْهِ.
(} وتَكَمَّى: تَعَهَّدَ) .
(قالَ الأزْهرِي: كلُّ مَنْ تَعمَّدْته فقد {تَكَمَّيْته.
وقيلَ: سُمِّي} الكَمِيُّ {كَمِياً لكَوْنه} يَتَكَمَّى الأقْرانَ أَي يَتَعَهَّدَهُم.
(و) ! تَكَمَّى الشَّيءَ: (سَتَرَ) هُ؛ عَن ابنِ سِيدَه؛ وَبِه تأَوَّلَ بعضُهم قولَ الشَّاعرِ:
بل لَو شَهِدْت الناسَ إِذْ {تُكُمُّوا أَنَّه مِن} تَكَمَّيْت الشَّيْء.
( {والكِيمياءُ، بالكسْرِ والمدِّ: م) مَعْروفٌ.
وقالَ الجَوْهرِي: اسْمُ صَنْعةٍ، وَهُوَ عَرَبيَ.
وقالَ ابنُ سِيدَه: أَحْسَبُها أَعْجميَّة فَلَا أَدْرِي أَهي فِعْلِياء أَمْ فِيعِلاء.
قُلْت: وتقدَّمَ للمصنِّفِ فِي الميمِ ذلكَ وفسَّرْناه بأكْثَر ممَّا هُنَا.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} انْكَمَى الرَّجُلُ: اسْتَخْفَى؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
{وتَكَمَّى قِرْنه: قَصَدَه؛ وقيلَ: كلُّ مَقْصودٍ مُعْتَمد} مُتَكَمًّى.
{وتَكَمَّتْهُم الفِتْنُ: غَشِيَتْهم؛ نقلَهُ الجَوْهرِي وابنُ سِيدَه.
} وكَمَيْتُ إِلَيْهِ: تقدَّمْتُ؛ عَن ابنِ سيدَه.
{والكَمِيُّ: الحافِظُ لسرِّه. يقالُ: مَا فلانٌ} بكَمِيَ وَلَا نَكِيَ، أَي لَا {يَكْمِي سرَّه وَلَا يَنْكِي عَدُوَّه؛ نقلَهُ الأزْهرِي.
} والكماية، بالفَتْح: فعل الكُماة.
{واكْتَمَى: اسْتَتَرَ.

كمي: كَمى الشيءَ وتَكَمَّاه: سَتَرَه؛ وقد تَأَوَّل بعضهم قوله:

بَلْ لو شَهِدْتَ الناسَ إِذْ تُكُمُّوا

إِنه من تَكَمَّيت الشيء. وكَمَى الشهادة يَكْمِيها كَمْياً وأَكْماها:

كَتَمَها وقَمَعَها؛ قال كثيِّر:

وإِني لأَكْمِي الناسَ ما أَنا مُضْمِرٌ،

مخَافَةَ أَن يَثْرَى بِذلك كاشِحُ

يَثْرى: يَفْرَح. وانْكَمَى أَي اسْتَخْفى. وتَكَمَّتْهم الفتنُ إِذا

غَشِيَتْهم. وتَكَمَّى قِرْنَه: قَصَده، وقيل: كلُّ مَقْصود مُعْتَمَد

مُتَكَمّىً. وتَكَمَّى: تَغَطَّى. وتَكَمَّى في سِلاحه: تَغَطَّى به.

والكَمِيُّ: الشــجاع المُتَكَمِّي في سِلاحه لأَنه كَمَى نفسه أَي ستَرها

بالدِّرع والبَيْضة، والجمع الكُماة، كأَنهم جمعوا كامياً مثل قاضِياً وقُضاة.

وفي الحديث: أَنه مر على أَبواب دُور مُسْتَفِلة فقال اكْموها، وفي رواية:

أَكِيمُوها أَي استُرُوها لئلا تقع عيون الناس عليها. والكَمْوُ: الستر

(* قوله« والكمو الستر» هذه عبارة النهاية ومقتضاها أن يقال كما يكمو.)

، وأَما أَكِيموها فمعناه ارْفَعُوها لئلا يَهْجُم السيل عليها، مأْخوذ

من الكَوْمة وهي الرَّمْلة المُشْرِفة، ومن الناقة الكَوْماء وهي

الطَّويلة السَّنام، والكَوَمُ عِظَم في السنام. وفي حديث حذيفة: للدابة ثلاث

خَرَجاتٍ ثم تَنْكَمِي أَي تستتر، ومنه قيل للشــجاع كَمِيّ لأَنه استتر

بالدرع، والدابةُ هي دابةُ الأَرض التي هي من أَشراط الساعة؛ ومنه حديث أَبي

اليَسَر: فجِئْته فانْكَمى مني ثم ظهر.

والكَمِيُّ: اللابسُ السلاحِ، وقيل: هو الشــجاع المُقْدِمُ الجَريء، كان

عليه سلاح أَو لم يكن، وقيل: الكَمِيُّ الذي لا يَحِيد عن قِرنه ولا

يَرُوغ عن شيء، والجمع أَكْماء؛ وأَنشد ابن بري لضَمْرة بن ضَمرة:

تَرَكْتَ ابنتَيْكَ للمُغِيرةِ، والقَنا

شَوارعُ، والأَكْماء تَشْرَقُ بالدَّمِ

فأَما كُماةٌ فجمع كامٍ، وقد قيل إِنَّ جمع الكَمِيِّ أَكْماء وكُماة.

قال أَبو العباس: اختلف الناس في الكَمِيِّ من أَي شيء أُخذ، فقالت طائفة:

سمي كَمِيّاً لأَنه يَكْمِي شــجاعــته لوقت حاجته إِليها ولا يُظهرها

مُتَكَثِّراً بها، ولكن إِذا احتاج إِليها أَظهرها، وقال بعضهم: إِنما سمي

كَمِيّاً لأَنه لا يقتل إِلا كَمِيّاً، وذلك أَن العرب تأْنف من قتل الخسيس،

والعرب تقول: القوم قد تُكُمُّوا والقوم قد تُشُرِّفُوا وتُزُوِّروا

إِذا قُتل كَمِيُّهم وشَريفُهم وزَوِيرُهم. ابن بزُرْج: رجل كَمِيٌّ بيِّن

الكَماية، والكَمِيُّ على وجهين: الكَمِيُّ في سلاحه، والكَمِيُّ الحافظ

لسره. قال: والكامي الشهادة الذي يَكْتُمها. ويقال: ما فلان بِكَمِيٍّ ولا

نَكِيٍّ أَي لا يَكْمِي سرّه ولا يَنْكِي عَدُوَّه. ابن الأَعرابي: كل

من تعمَّدته فقد تَكَمَّيته. وسمي الكَمِيُّ كَمِيّاً لأَنه يَتَكَمَّى

الأَقران أَي يتعمدهم. وأَكْمَى: سَتَر منزله عن العيون، وأَكْمى: قتَل

كَمِيَّ العسكر. وكَمَيْتُ إِليه: تقدمت؛ عن ثعلب.

والكِيمياء، معروفة مثال السِّيمياء: اسم صنعة؛ قال الجوهري: هو عربي،

وقال ابن سيده: أَحسبها أَعجمية ولا أَدري أَهي فِعْلِياء أَم فِيعِلاء.

والكَمْوى، مقصور: الليلة القَمْراء المُضِيئة؛ قال:

فَباتُوا بالصَّعِيدِ لهم أُجاجٌ،

ولو صَحَّتْ لنا الكَمْوى سَرَينا

التهذيب: وأَما كما فإِنها ما أُدخل عليها كاف التشبيه، وهذا أَكثر

الكلام، وقد قيل: إِن العرب تحذف الياء من كَيْما فتجعله كما، يقول أَحدهم

لصاحبه اسْمع كما أُحَدِّثك، معناه كَيْما أُحَدِّثك، ويرفعون بها الفعل

وينصبون؛ قال عدي:

اسْمَعْ حَدِيثاً كما يَوْماً تُحَدِّثه

عن ظَهْرِ غَيْبٍ، إِذا ما سائلٌ سالا

من نصب فبمعنى كَيْ، ومن رفع فلأَنه لم يلفظ بكى، وذكر ابن الأَثير في

هذه الترجمة قال: وفي الحديث من حَلَف بِملَّةٍ غير مِلَّة الإِسلام

كاذباً فهو كما قال؛ قال: هو أَن يقول الإِنسان في يَمينه إِن كان كذا وكذا

فهو كافر أَو يهوديّ أَو نصراني أَو بَريء من الإِسلام، ويكون كاذباً في

قوله، فإِنه يصير إِلى ما قاله من الكفر وغيره، قال: وهذا وإن كان يَنعقد

به يمين، عند أَبي حنيفة، فإِنه لا يوجب فيه إِلا كفَّارة اليمين، أَما

الشافعي فلا يعدّه يميناً ولا كفَّارة فيه عنده. قال: وفي حديث الرؤية

فإِنكم تَرَوْنَ ربكم كما تَرَوْنَ القمَر ليلة البدْر، قال: وقد يُخيل إِلى

بعض السامعين أَن الكاف كاف التشبيه للمَرْئىّ، وإِنما هو للرُّؤية، وهي

فعل الرّائي، ومعناه أَنكم ترون ربكم رُؤية ينزاح معها الشك كرؤيتكم

القمر ليلة البدر لا تَرتابون فيه ولا تَمْتَرُون. وقال: وهذان الحديثان ليس

هذا موضعهما لأَن الكاف زائدة على ما، وذكرهما ابن الأَثير لأَجل لفظهما

وذكرناهما نحن حفظاً لذكرهما حتى لا نخل بشيء من الأُصول.

الْجعل الْمُؤلف

الْجعل الْمُؤلف: فَهُوَ جعل الشَّيْء شَيْئا وتصييره إِيَّاه. وأثره الْمُتَرَتب عَلَيْهِ هُوَ مفَاد الْهَيْئَة التركيبية الحملية وَلَا يتَعَلَّق بِشَيْء وَاحِد بل لَا بُد لَهُ من مجعول ومجعول إِلَيْهِ وَهَذَا الْجعل إِنَّمَا يتَعَلَّق بصيرورته إِيَّاه. وَقد تبين من هَذَا التَّحْقِيق أَن الْجعل الْبَسِيط متقدس عَن شوائب الْكَثْرَة مُتَعَلق بِذَات الشَّيْء فَقَط. وَهَذَا هُوَ التَّأْخِير الْحَقِيقِيّ فِي الشَّيْء. والجعل الْمركب بِالْحَقِيقَةِ تَأْثِير فِي بعض أَوْصَافه أَعنِي كَونه شَيْئا آخر وَهُوَ الْمَوْجُود أَو غَيره. فَإِن قيل جعل الشَّيْء وإخراجه من الليس إِلَى الايس هُوَ جعله مَوْجُودا أَي تَأْثِير فِي بعض أَوْصَافه وَهُوَ كَونه مَوْجُودا فَلَا جعل إِلَّا الْجعل الْمركب. قُلْنَا إِن أثر الْجعل الْبَسِيط وَمَا يفيضه الْــجَاعِــل بِهَذَا الْجعل ويبدعه أَولا وبالذات هُوَ نفس الْمَاهِيّة ثمَّ يستتبع ذَلِك جعلا مؤلفا للموجودية مفاده حمل الْوُجُود على المجعول وَحمله عَلَيْهِ حَيْثُ يُقَال الظلمَة مَوْجُودَة والنور مَوْجُود لَكِن هَذَا الْحمل والصدق لَيْسَ باستئناف إفَاضَة من الْــجَاعِــل أَو باقتضاء من الْمَاهِيّة الفائضة بل بِنَفس استيجاب ذَلِك الْجعل المتقدس الْبَسِيط على سَبِيل الاستلزام والاستتباع. فالحصل أَن تقرر الْمَاهِيّة وفعليتها وَإِن لم تنفك عَن اقتران الْوُجُود إِلَّا فِي اعْتِبَار الْعقل إِلَّا أَنَّهَا مستتبعة للموجودية والموجودية مسبوقة بهَا وفعلية تقرر الْمَاهِيّة بِجعْل الْــجَاعِــل معيار صِحَة انتزاع الموجودية بِالْفِعْلِ ومناط صدق حمل الْمَوْجُود فَتَأمل.
قَالَ بعض الظانين أَن الْجعل الْمركب يَنْتَهِي إِلَى الْجعل الْبَسِيط الْمُتَعَلّق بِالضَّرُورَةِ أَو الاتصاف أَو لمَفْهُوم مَا فَلَا جعل إِلَّا الْجعل الْبَسِيط. وَهَذَا بعيد بمراحل عَن التَّحْقِيق إِذْ النِّسْبَة الَّتِي هِيَ الصيرورة أَو الاتصاف فِي هَذَا الْجعل إِنَّمَا هِيَ ملحوظة من جِهَة إِنَّهَا بَين المجعول والمجعول إِلَيْهِ غير مُسْتَقلَّة بالمفهومية ورابطة بَين الطَّرفَيْنِ ومرآة لمخلوطية إِحْدَاهمَا بِالْأُخْرَى من غير أَن يتَوَجَّه الِالْتِفَات إِلَيْهَا برأسها وَمفَاده الْهَيْئَة التركيبية وَلم يتَعَلَّق الْجعل بهَا إِلَّا بِالْعرضِ من تِلْكَ الْحَيْثِيَّة لَا من حَيْثُ نَفسهَا وذاتها المتقررة فِي مرتبَة تقرر الذَّات حَتَّى يصير أثرا لجعل الْبَسِيط. نعم إِذا لوحظت لَا من تِلْكَ الْحَيْثِيَّة بل على الِاسْتِقْلَال وبالالتفات من حَيْثُ إِنَّهَا مَاهِيَّة مَا فَانْظُر فَإِنَّهُمَا حِينَئِذٍ ليسَا بمنظورين إِلَّا بِالْعرضِ فَأَيْنَ مُتَعَلق الْجعل الْمركب حَتَّى يتَعَلَّق بِهِ فَانْقَطع عرقه. وَحِينَئِذٍ يعود الْحَال إِلَى السُّؤَال بِأَن هَذِه الْمَاهِيّة هَل هِيَ مفتقرة فِي نَفسهَا إِلَى جَاعــل يفيضها أَو مستغنية عَنهُ لِأَن شَأْن الماهيات الِاسْتِغْنَاء بحقائقها التصورية عَن الْجعل والافتقار إِلَيْهِ فِي الْخَلْط بِمَا لَا يدْخل فِي قوامها كَمَا تقرر فِي مَوْضِعه.
ثمَّ اعْلَم أَن تخَلّل الْجعل الْمركب بَين الشَّيْء وَنَفسه كَقَوْلِنَا الْإِنْسَان إِنْسَان. وَبَين الشَّيْء وذاتي من ذاتياته كَقَوْلِنَا الْإِنْسَان نَاطِق محَال لعدم الْخَلْط وَالْحمل فِي مرتبَة الْمَاهِيّة من حَيْثُ هِيَ هِيَ وَالدُّخُول فِي أصل قوامها بل ذَلِك الْجعل مُخْتَصّ بالعرضيات سَوَاء كَانَت لَوَازِم الماهيات كَقَوْلِنَا الْأَرْبَعَة زوج. أَو الْعَوَارِض الممكنة الانفكاك كَقَوْلِنَا الثَّوْب أَبيض لِأَن نفس الشَّيْء بمرتبة مُجَرّدَة عَن العرضيات فِي مرتبَة التقرر وَصِحَّة سلبها عَن الْمَاهِيّة من حَيْثُ هِيَ هِيَ ولحوقها فِي مرتبَة مُتَأَخِّرَة.
وَإِن سَأَلت خُلَاصَة مَا ذكرُوا فِي انقسام الْجعل وتعريف قسميه فاستمع لما أتلو عَلَيْك أَن الْجعل قد يكون بِمَعْنى التصيير فَيكون حِينَئِذٍ مُتَعَدِّيا إِلَى مفعولين يكون الأول مِنْهُمَا مجعولا وَالثَّانِي مجعولا إِلَيْهِ وَهُوَ الْجعل الْمركب الاختراعي أَي إِفَادَة أثر على قَابل لَهُ. وَقد يكون بِمَعْنى الْخلق وَحِينَئِذٍ لَا يَقْتَضِي إِلَّا مَفْعُولا وَاحِدًا وَهُوَ الْجعل الْبَسِيط والإبداعي أَي إِخْرَاج نفس الْمَاهِيّة من الليس إِلَى الايس. وَأثر الأول هُوَ اتصاف شَيْء بِشَيْء وَأثر الثَّانِي هُوَ نفس الْمَاهِيّة لَا كَون الْمَاهِيّة مَاهِيَّة وَلَا كَون الْمَاهِيّة مَوْجُودَة بل هما من لَوَازِم جعل الْمَاهِيّة نَفسهَا وَلَا يحْتَاج إِلَى جعل جَدِيد.
ثمَّ إِنَّهُم اخْتلفُوا فِي أَن أثر الْفَاعِل الْحَقِيقِيّ عز شَأْنه وَجل برهانه مَاذَا إِمَّا نفس الماهيات أَو اتصافها بالوجود أَو غير ذَلِك من الْأَوْصَاف. وَذهب الإشراقيون إِلَى الْجعل الْبَسِيط. والمشائيون إِلَى الْمركب وَيَقُولُونَ إِن الماهيات الممكنة لَيست بمجعولة فأثره تَعَالَى على الأول بِالذَّاتِ هُوَ نفس الشَّيْء من حَيْثُ هُوَ هُوَ والوجود والاتصاف أثر بِالْعرضِ وعَلى الثَّانِي هُوَ الاتصاف من حَيْثُ هُوَ غير مُسْتَقل بالفهومية ورابطة بَين حَاشِيَته أَي مفَاد الْهَيْئَة التركيبية وَمعنى أَن الماهيات لَيست مجعولة أَنَّهَا فِي حد أَنْفسهَا لَا يتَعَلَّق بهَا جعل جَاعــل وتأثير مُؤثر. فَإنَّك إِذا لاحظت مَاهِيَّة السوَاد وَلم تلاحظ مَعهَا مفهوما سواهَا لم يعقل هُنَاكَ جعل إِذْ لَا مُغَايرَة بَين الْمَاهِيّة ونفسها حَتَّى يتَصَوَّر توَسط جعل بَينهمَا فَيكون إِحْدَاهمَا مجعولة تِلْكَ الْأُخْرَى. وَكَذَا لَا يتَصَوَّر تَأْثِير الْفَاعِل فِي الْوُجُود بِمَعْنى جعل الْوُجُود وجودا بل تَأْثِيره فِي الْمَاهِيّة بِاعْتِبَار الْوُجُود بِمَعْنى أَنه يَجْعَلهَا متصفة بالوجود لَا بِمَعْنى أَنه يَجْعَل اتصافها مَوْجُودا متحققا فِي الْخَارِج. فَإِن الصّباغ مثلا إِذا صبغ ثوبا فَإِنَّهُ لَا يَجْعَل الثَّوْب ثوبا وَلَا الصَّبْغ صبغا بل يَجْعَل الثَّوْب متصفا بالصبغ فِي الْخَارِج. وَإِن لم يَجْعَل اتصافه مَوْجُودا ثَابتا فِي الْخَارِج فَلَيْسَتْ الماهيات فِي أَنْفسهَا مجعولة وَلَا وجوداتها أَيْضا فِي أَنْفسهَا مجعولة بل الماهيات فِي كَونهَا مَوْجُودَة مجعولة. وَبِمَا ذكرنَا من تَحْقِيق الْجعل ينْدَفع الْإِشْكَال بقولنَا خلق الله الْعَالم وَتَقْرِيره فِي الْمَفْعُول بِهِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى فانتظر فَإِنِّي مَعَ المنتظرين.
وَيعلم من كَلَام الْعَارِف النامي مَوْلَانَا نور الدّين الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن الجامي قدس سره السَّامِي فِي شرح رباعياته أَن الصوفيين الْمُوَحِّدين متفقون مَعَ الْحُكَمَاء الْمُحَقِّقين فِي نفي المجعولية جعلا بسيطا عَن الْأَعْيَان الثَّابِتَة والماهيات. وَأَيْضًا صرح قدس سره السَّامِي هُنَاكَ فِي شرح هَذَا الرباعي.
(حكم قدر وقضابود بِي مَانع ... برموجب علم لَا يزالي وَاقع)

(تَابع باشد علم ازل أَعْيَان را ... أَعْيَان همه مرشيون حق را تَابع)

بِأَن الْأَعْيَان الثَّابِتَة لَيست بِأُمُور خَارِجَة عَن ذَاته تَعَالَى ومعلومة لَهُ تَعَالَى أزلا بل صور وشؤون ذاتية لَهُ تَعَالَى فَلَا يُمكن تطرق التَّغَيُّر فِيهَا لِأَن ذاتيات الله تَعَالَى منزهة عَن قبُول الْجعل والتغيير والتبديل. وَهَا هُنَا تحقيقات لم يظفر الْوَقْت بتحريرها لتشتت خاطري بإيذاء الإخوان وَهُوَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مستعان فِي كل حِين ومعين فِي كل آن. وَعَلِيهِ التكلان.

قطر

قطر


قَطَرَ(n. ac. قَطْر
قُطُوْر
قَطَرَاْن
تَقْطَاْر)
a. Dripped, dropped, trickled; exuded.
b.(n. ac. قَطْر), Dropped, dripped; made to flow, poured; distilled;
instilled.
c. Threw down, prostrated.
d. Smeared with tar (camel).
e. Sewed.
f. Arranged in a file (camels).
g.(n. ac. قُطُوْر) [Fī], Hastened, hurried away into ( the
country ).
قَطَّرَa. see I (b) (c), (f).
d. [acc. & 'Ala], Threw from ( his horse ); unhorsed.
e. Fumigated with aloes-wood.

أَقْطَرَa. see I (b) (c), (f).
d. Was ready to drip.

تَقَطَّرَa. see I (a)b. Fell on his side; threw himself down.
c. [Bi], Threw down.
d. Remained behind.
e. Fumigated himself with aloes-wood.

تَقَاْطَرَa. see I (a)b. Came in troops; was consecutive.

إِقْطَرَّa. Drooped (plant).
إِسْتَقْطَرَa. Made, wished to drip.

إِقْطَاْرَّa. see IX
قَطْرa. Dropping, dripping, trickling; distillation.
b. (pl.
قِطَاْر), Drop, drip; rain-drop; rain.
قَطْرَة
(pl.
قَطَرَات)
a. see 1 (b)b. Shower of rain.
c. [ coll. ], Eyewater.

قِطْرa. Copper; brass; molten iron.
b. A kind of striped cloth.

قُطْر
(pl.
أَقْطَاْر)
a. Side, flank.
b. Tract, region; quarter.
c. Aloes-wood.

قُطْرَةa. Trifle.

قَطِرa. see 2 (a)
قُطُرa. see 3 (c)
مِقْطَرa. Censer; incense-pan.

مِقْطَرَةa. see 20b. Bonds, chains.

قَاْطِرa. Dropping, dripping.
b. Gum, resin.

قِطَاْر
(pl.
قُطُر
قُطُرَات )
a. File, row, string ( of animals ).

قُطَاْرa. see 26
قُطَاْرَةa. Droppings, drippings.
b. A drop, a little (water).
قُطَاْرِيّ
قُطَاْرِيّa. Venomous black serpent.

قَطُوْرa. Heavy, charged with rain (cloud). —
قَطْرَاْنُ قِطْرَاْن
Tar, pitch.
قَطَرَاْنa. see 1 (a)
مِقْطَاْرa. see 26
N. P.
قَطڤرَa. Damp, wet, dripping (ground).
b. Tarred (camel).
N. Ac.
قَطَّرَa. Instillation.
b. Distillation.

قَطُرًا
a. In a lump.

قَطْرَةً قَطْرَةً
a. Drop by drop; stillatim.

قُطَيْرَة
a. see 3t
قَطِرَان
a. see 33
قُطْر الدَائِرَة
a. Diameter.

أَرْبَعَة أَقْطَار العَالَم
a. The four quarters of the world.
قطر: {قطرا}: نحاسا. {أقطار}: جوانب، واحدها قطر. {قطران}: ما يطلى من الإبل.
قطر الدائرة: الخط المستقيم الواصل من جانب الدائرة إلى الجانب الآخر بحيث يكون وسطه واقعًا على المركز.
(قطر) المَاء والدمع وَغَيرهمَا من السوائل قطره والسائل أغلاه حَتَّى تبخر ثمَّ سَالَ بخاره بالتبريد قَطْرَة قَطْرَة (مو) وَالْإِبِل وَغَيرهَا قطرها وَيُقَال قطر اللُّصُوص فِي المقطرة سلكوا فِيهَا
(قطر)
المَاء والدمع وَغَيرهمَا قطرا وقطرانا وقطورا سَالَ قَطْرَة قَطْرَة والصمغ من الشّجر قطرا خرج وَفِي الأَرْض قطورا ذهب وأسرع وَالْمَاء والدمع وَغَيرهمَا من السوائل قطرا أرْسلهُ وأساله والقطور فِي الْعين أسْقطه وَيُقَال قطر الله الصمغ من الشّجر وَفُلَانًا صرعه صرعة شَدِيدَة وَيُقَال قطره فرسه أَلْقَاهُ على أحد قطريه وَمَا قطرك علينا مَا صبك علينا مَا صبك علينا وَالْإِبِل قرب بَعْضهَا إِلَى بعض فِي سِيَاق وَاحِد فَهِيَ مقطورة يُقَال قطر الْبَعِير إِلَى غَيره ضمه إِلَيْهِ وساقهما مساقا وَاحِدًا والناقة أَو العربة ألحقها بالقطار وَالْبَعِير طلاه بالقطران وَالثَّوْب خاطه فَهُوَ مقطور
(ق ط ر) : (قَطَّرَ) الْمَاءَ صَبَّهُ تَقْطِيرًا وَقَطَرَهُ مِثْلُهُ قَطْرًا (وَأَقْطَرَهُ) لُغَة وَقَطَرَ بِنَفْسِهِ سَالَ قَطْرًا وَقَطَرَانًا (وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أُنَيْسٍ) فَلَمَّا رَأَيْتُهُ وَجَدْتُنِي أَقْطُرُ أَيْ أَقْطُرُ عَرَقًا أَوْ بَوْلًا مِنْ شِدَّة الْهَيْبَةِ وَانْتِصَابُهُ عَلَى التَّمْيِيزِ وَيُقَالُ بِهِ تَقْطِيرٌ إذَا لَمْ يَسْتَمْسِك بَوْلَهُ وَالْقِطَارُ الْإِبِلُ تُقَطَّرُ عَلَى نَسَقٍ وَاحِدٍ وَالْجَمْعُ قُطُرٌ (وَالْقِطْرُ) بِالْكَسْرِ النُّحَاسُ وَقِيلَ الْحَدِيدُ الْمُذَابُ وَكُلُّ مَا يَقْطُرُ بِالذَّوْبِ كَالْمَاءِ (وَالْقِطْرُ) أَيْضًا نَوْعٌ مِنْ الْبُرُودِ وَكَذَلِكَ (الْقِطْرِيَّةُ) (وَمِنْهُ) حَدِيثُ أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يَتَوَضَّأُ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ قِطْرِيَّةٌ»
ق ط ر: (الْقَطْرُ) الْمَطَرُ وَهُوَ أَيْضًا جَمْعُ (قَطْرَةٍ) . وَ (قَطَرَ) الْمَاءُ وَغَيْرُهُ مِنْ بَابِ نَصَرَ. وَ (قَطَرَهُ) غَيْرُهُ يَتَعَدَّى وَيَلْزَمُ. وَ (قَطَرَانُ) الْمَاءِ بِفَتْحِ الطَّاءِ. وَ (الْقَطِرَانُ) الَّذِي هُوَ الْهِنَاءُ بِكَسْرِهَا. وَ (قَطَرَ) الْبَعِيرَ طَلَاهُ بِالْقَطِرَانِ وَبَابُهُ نَصَرَ فَهُوَ (مَقْطُورٌ) وَرُبَّمَا قَالُوا: (مُقَطْرَنٌ) . وَ (الْقُطْرُ) بِالضَّمِّ النَّاحِيَةُ وَالْجَانِبُ وَجَمْعُهُ (أَقْطَارٌ) . وَ (الْقِطْرُ) بِوَزْنِ الْفِطْرِ النُّحَاسُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: «سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قِطْرٍ آنٍ» فِي قِرَاءَةِ بَعْضِهِمْ. وَ (الْقِطَارُ) بِالْكَسْرِ قِطَارُ الْإِبِلِ وَالْجَمْعُ (قُطُرٌ) بِضَمَّتَيْنِ وَ (قُطُرَاتٌ) بِضَمَّتَيْنِ أَيْضًا. وَ (الْقُطَارَةُ) بِالضَّمِّ مَا قَطَرَ مِنَ الْحُبِّ وَنَحْوِهِ. وَ (تَقْطِيرُ) الشَّيْءِ إِسَالَتُهُ قَطْرَةً قَطْرَةً. وَ (الْقَنْطَرَةُ) الْجِسْرُ. وَ (الْقِنْطَارُ) مِعْيَارٌ قِيلَ: هُوَ أَلْفٌ وَمِائَتَا أُوقِيَّةٍ. وَقِيلَ: مِائَةٌ وَعِشْرُونَ رِطْلًا. وَقِيلَ: مَلْءُ مَسْكِ ثَوْرٍ ذَهَبًا. وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: (قَنَاطِيرُ مُقَنْطَرَةٌ) . 
ق ط ر

السحاب في أقطار السماء. وهو يسكن قطر البلد. وأحاط بالشيء من أقطاره. وطعنه فقطّره: ألقاه على أحد قطريه. وقطر الماء، وقطرته. وبفلان تقطير إذا لم يستمسك بوله. ووقع القطر والقطار. ورأيت قطاراً من الإبل وقطراً، وقطروها وقطّروها، وإبل مقطورة ومقطّرة، وهي مقطور بعضها إلى بعض، وقطر البعير إلى البعير. وقطّر اللصوص في المقطرة وأسال الله تعالى عين القطر لسليمان عليه السلام وهو النحاس المذاب. ووجدت ريح القطر وهو العود. والعود في المقاطر: في المجامر. وأتي بالمقطر والمقطرة. وعليهم القبطرية، والبرود القطرية، وقطر: بلد. قال أبو النجم:

ونزلوا عند الصفا المشقّرا ... وهبطوا السند بجنبي قطرا

ومن المجاز: تقاطر القوم: جاءوا أرسالاً. وتقاطرت كتب فلان. وقطر في الأرض ومطر: ذهب. وأخذ متاعي فما أدري من قطر به ومن مطر به. وما قطرك علينا: ما صبّك علينا. ورماه الله بقطرة: بداهية صبّت عليه. قال:

فإن تك قطرة شقّت عصانا ... لقد عشنا زماناً مونقينا

مخصبين. وقام فلان بالملك فرفع حاشيتيه، وجمع قطريه. ويقال: " جمع فلان قطريه " إذا تكبر متغضّباً وأصله في الناقة إذا لقحت فزمّت برأسها وشالت بذنبها كبراً فيقال: جمعت قطريها. وفلان يستقطر الخير: يناله شيئاً بعد شيء.
قطر
القُطْرُ: الجانب، وجمعه: أَقْطَارٌ. قال تعالى: إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ [الرحمن/ 33] ، وقال:
وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطارِها [الأحزاب/ 14] وقَطَرْتُهُ: ألقيته على قُطْرِهِ، وتَقَطَّرَ: وقع على قُطْره، ومنه: قَطَرَ المطر، أي: سقط، وسمّي لذلك قَطْراً، وتَقَاطَرَ القوم: جاؤوا أرسالا كالقَطْر، ومنه قِطَارُ الإبل، وقيل: الإنفاض يُقَطِّرُ الجلب .. أي: إذا أنفض القوم فقلّ زادهم قطروا الإبل وجلبوها للبيع، والقَطِرَانُ: ما يَتَقَطَّرُ من الهناء. قال تعالى: سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ
[إبراهيم/ 50] ، وقرئ: (من قِطْرٍ آنٍ) أي:
من نحاس مذاب قد أني حرّها، وقال: آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً
[الكهف/ 96] أي: نحاسا مذابا، وقال: وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ
[آل عمران/ 75] وقوله:
وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً [النساء/ 20] والْقَنَاطِيرُ جمع القَنْطَرَةِ، والقَنْطَرَةُ من المال: ما فيه عبور الحياة تشبيها بالقنطرة، وذلك غير محدود القدر في نفسه، وإنما هو بحسب الإضافة كالغنى، فربّ إنسان يستغني بالقليل، وآخر لا يستغني بالكثير، ولما قلنا اختلفوا في حدّه فقيل: أربعون أوقيّة. وقال الحسن: ألف ومائتا دينار، وقيل: ملء مسك ثور ذهبا إلى غير ذلك، وذلك كاختلافهم في حدّ الغنى، وقوله:
وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ
[آل عمران/ 14] أي:
المجموعة قنطارا قنطارا، كقولك: دراهم مدرهمة، ودنانير مدنّرة.
(قطر) - قوله تعالى: {مِنْ أَقْطَارِهَا}
: أي جَوانِبهَا، الواحد قُطْرٌ. والقُطْرُ - أيضاً -: العُودُ الذي يُتَبَخَّر بِه، و {أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ} : نَواحيهنَّ.
- في الحديث: "أَنّه كان مُتَوَشِّحًا بِثوْبٍ قِطْرِىّ " القِطْرُ: ضَربٌ مِن البُرودِ فيه حُمرةٌ .. يقالُ: لجَمعِها القِطْريَّةُ. وقَطَر: مَوْضِعٌ.
قال الأزهري: أظُنّ القِطْرِيَّة نُسِبَت إليه، والأصل قَطَرِي، كما يُقَالُ: للفَخِذِ فِخْذٌ، قال جرير:
* لَدَى قَطَرِيَّاتٍ إذَا مَا تَغوَّلَتْ *
أرادَ: نَجائبَ نَسَبها إلى قَطَر.
وعن الأزهريّ أيضًا - قَالَ: القِطْرِيَّة: ثِياب حُمرٌ لَهَا أعْلاَم فيها بعض الخُشُونَةِ، مَنسُوبَة إلى قَطَر: موضع بين عُمَان وَسِيف البَحْر، وأنشَد:
كَسَاكَ الحَنْظَلىُّ كِسَاءَ خَزٍّ
وقِطْرِيًّا فأنْتَ بِهِ ثَقِيلُ
- في حديث عُمارة - رضي الله عنه: "أنه مَرَّت به قِطارة جِمالٍ حَمراء"
القِطارَةُ : أن تُشَدَّ الِإبِلُ على نَسَقٍ واحدٍ.
ومنه المَقطَرة؛ لأَنَّ مَن حُبِس فيها كانُوا على قِطَارٍ وَاحدٍ. وقد أقطَرتُ الإبلَ وقَطَّرتُها.
- ومن رباعِيّه قوله تعالى: {مِنْ قَطِرَانٍ}
قال الفَرّاء: أكثر القُرَّاء على أنه حرفٌ واحدٌ؛ وهو ما يُتَحَلَّب ويَسِيل منِ شَجر الأبَهل تُهنَأ به الإبل: أي تُطْلَى. أي يُجعَل القَطِرانُ لِبَاساً لهم؛ ليَزيد في حَرِّ النّارِ عليهم، فيَكُون مَا يُتَوقَّى به من العَذَاب عذابًا.
يُقال: قَطرْت البَعيرَ فهو مَقطورٌ؛ إذا طَلَيْتَه.
وقرأ عِكْرمَة وابنُ سِيرين وقَتَادةُ والسُّدِّيُّ: {مِنْ قَطْرٍ آنٍ} على حَرفين. والقِطْرُ: النُّحاس المذابُ، والآنِي: الذي قد انتَهى حَرُّه .
قطر
قَطَرَ الماءُ يَقْطُرُ قَطْراً وقَطَراناً. والقِطَارُ: جَماعَةُ القَطْرِ.
وبَعِيْرٌ قاطِرٌ: لا يَزال يَقْطُرُ بَوْلُه.
والقَطِرَانُ: ما يَتَحَلَّبُ من الشِّجَر الذي يُقال له الأبْهَلُ.
والقِطَارُ: أنْ تُقْطَرَ الإبِل بَعْضُها إلى خَلْفِ بعضٍ على نَسَقٍ واحِدٍ. والمِقْطَرَةُ مَأْخُوذَةٌ منه، لأنًّ مَنْ حبِسَ فيها كانوا على قِطارٍ واحِدٍ. وأقْطَرْت - الإِبلَ وقَطَرْتُها.
والقِطْرُ: النُّحَاسُ الذّائبُ.
والقُطْرُ: الشِّقُّ، ولا أدري على أيِّ قُطْرَيْه يَقَعُ. والعُوْدُ الذي يُتَبَخَّرُ به. وضَرْبٌ من البُرُودِ، ويُقال له القِطْرِيَّة. وأقْطارُ السَّمَاواتِ: نَواحِيهنَّ.
وأقطارُ الفَرَس: ما أشْرَفَ منه وهو كاثِبَتُه وعَجُزُه ورَأْسُه.
والقُطَارُ: الطَّوِيْلُ العَظِيمُ الأقطار. وتَقَطَّرَ الرَّجُلُ: اعْتَزَلَ في قُطْرٍ. وقيل: تَهَيَّأ.
وإذا صَرَعْتَ رَجُلاً صَرْعَةً شَدِيدةً قُلْتَ: قَطَّرْتُه تَقْطِيراً.
وقَطُوْرَاءُ: اسْمُ نَباتٍ، سَوَاديةٌ.
واقْطَارَّ النَّباتُ اقْطِيراراً واقْطَر اقْطِراراً: وذلك إذا أخَذَ في الانْثِناء والاعْوِجاج قَبْلَ الهَيْج ثمَّ يَهِيْجُ فَيَصْفَر.
والمُقْطَارُّ من الرِّجال: الغَضْبانُ.
واقْطَارَ النَّبْتُ: يَبِسَ - مَهْمُوزٌ -، والصَّحيحُ أنَه غير مَهْمُوزٍ.
واقْطَارَتِ الناقَةُ: نَفَرَتْ. وأقْطَرَ الشَّجَرُ: تَضَامَّتْ أقْطارُه.
والقَطَرُ: أنْ تَزِنَ جُلَةً من تَمْرٍ وتَأخُذَ ما بَقِيَ على حِساب ذلك ولا تَزِنَه، وهو مَكْرُوهٌ.
ويقولون: ما قَطَرَك علينا: أي ما صَبك علينا.
ورَجُلٌ مَقْطُورٌ: وهو الذي أصابَه بَلاءٌ.
ورَمَاه اللَّهُ بقَطْرَةٍ: أي بداهِيَةٍ عَمْيَاءَ صَمَاء. والقَطْرَةُ من الشَرِّ: كالصاعِقَة، مأخُوْذٌ من قَطَّرْتُه: أي قَتَلْته. وحًيّةٌ قُطَارِيٌ: شَدِيدٌ.
وقَطَرَ في الأرض قُطُوراً: أي ذَهَبَ فيها.
وذَهَبَ البعيرُ فلا أدري مَنْ قَطَرَ به: أي مَنْ ذَهَبَ به.
وفي كلام هُذَيْلٍ: بَذَّرْتُ قِطْرَ أبي: أي أكَلْتُ مالَه وأهْلَكْته.
ق ط ر : قَطَرَ الْمَاءُ قَطْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَقَطَرَانًا وَقَطَرْتُهُ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى هَذَا قَوْلُ الْأَصْمَعِيِّ.
وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: لَا يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ بَلْ بِالْأَلِفِ فَيُقَالُ أَقَطَرْتُهُ وَالْقَطْرَةُ النُّقْطَةُ وَالْجَمْعُ قَطَرَاتٌ وَتَقَاطَرَ سَالَ قَطْرَةً قَطْرَةً وَقَطَرْتُ الْمَاءَ فِي الْحَلْقِ وَأَقْطَرْتُهُ إقْطَارًا وَقَطَّرْتُهُ تَقْطِيرًا كُلُّهَا بِمَعْنًى وَالْقِطَارُ مِنْ الْإِبِلِ عَدَدٌ عَلَى نَسَقٍ وَاحِدٍ وَالْجَمْعُ قُطُرٌ مِثْلُ كِتَابٍ وَكُتُبٍ وَهُوَ فِعَالٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ مِثْلُ الْكِتَابِ وَالْبِسَاطِ وَالْقُطُرَاتُ جَمْعُ الْجَمْعِ
وَقَطَرْتُ الْإِبِلَ قَطْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ أَيْضًا جَعَلْتُهَا قِطَارًا فَهِيَ مَقْطُورَةٌ وَقَطَّرْتُهَا بِالتَّشْدِيدِ مُبَالَغَةٌ وَالْقِطْرُ النُّحَاسُ وِزَانُ حِمْلٍ وَيُقَالُ الْحَدِيدُ الْمُذَابُ وَالْقِطْرُ نَوْعٌ مِنْ الْبُرُودِ وَالْقِطْرِيَّةُ مِثْلُهُ نِسْبَةٌ إلَيْهِ وَالْقُطْرُ بِالضَّمِّ الْجَانِبُ وَالنَّاحِيَةُ وَالْجَمْعُ أَقْطَارٌ مِثْلُ قُفْلٍ وَأَقْفَالٍ وَطَعَنَهُ فَقَطَّرَهُ بِالتَّشْدِيدِ أَلْقَاهُ عَلَى أَحَدِ قُطْرَيْهِ أَيْ أَحَدِ جَانِبَيْهِ وَالْقَطْرُ الْمَطَرُ الْوَاحِدَةُ قَطْرَةٌ مِثْلُ تَمْرٍ وَتَمْرَةٍ وَالْقَنْطَرَةُ مَا يُبْنَى عَلَى الْمَاءِ لِلْعُبُورِ عَلَيْهِ وَهِيَ فَنْعَلَةٌ وَالْجِسْرُ أَعَمُّ لِأَنَّهُ يَكُونُ بِنَاءً وَغَيْرَ بِنَاءٍ وَالْقَطِرَانُ مَا يَتَحَلَّلُ مِنْ شَجَرِ الْأَبْهَلِ وَيُطْلَى بِهِ الْإِبِلُ وَغَيْرُهَا وَقَطْرَنْتُهَا إذَا طَلَيْتُهَا بِهِ وَفِيهِ لُغَتَانِ فَتْحُ الْقَافِ وَكَسْرُ الطَّاءِ وَبِهَا قَرَأَ السَّبْعَةُ فِي قَوْله تَعَالَى {سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ} [إبراهيم: 50] وَالثَّانِيَةُ كَسْرُ الْقَافِ وَسُكُونُ الطَّاءِ.

وَالْقِنْطَارُ فِنْعَالٌ قَالَ بَعْضُهُمْ لَيْسَ لَهُ وَزْنٌ عِنْدَ الْعَرَبِ وَإِنَّمَا هُوَ أَرْبَعَةُ آلَافِ دِينَارٍ وَقِيلَ يَكُونُ مِائَةَ مَنٍّ وَمِائَةَ رَطْلٍ وَمِائَةَ مِثْقَالٍ وَمِائَةَ دِرْهَمٍ وَقِيلَ هُوَ الْمَالُ الْكَثِيرُ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ.
[قطر] فيه: كان صلى الله عليه وسلم متوشحًا بثوب «قطري»، هو ضرب من البرود فيه حمرة ولها أعلام فيها بعض الخشونة، وقيل: حلل جياد تحمل من البحرين من قرية تسمى قطرا، وأحسب الثياب القطرية نسبت إليها، فكسر القاف للنسبة. ومنه ح عائشة: وعليها درع «قطري» ثمن خمسة دراهم. ط: هو بكسر قاف، وفي بعضها: قطن - بنون، وثمن بلفظ مجهول الماضي، وبلفظ الاسم منصوبًا بنزع خافض، وانظر - بلفظ الأمر. تو: ومنه: توضأ وعليه عمامة «قطرية»، هو بكسر قاف فسكون طاء، واستدل به على التعميم بالحمرة، وقد يقال بأنه مخصوص بذلك الزمان ونحوه، والآن صار التعمم به شعار السمرة فيكره أو يحرم، وفيه إبقاء العمامة حال الوضوء، وهو يرد على كثير من الموسوسين ينزعون عمائمهم عند الوضوء، وهو من التعمق المنهي عنه، وكل الخير في الاتباع وكل الشر في الابتداع. نه: وفيه: فنفرت نقدة «فقطرت» الرجل في الفرات فغرق، أي ألقته في الفرات على أحد قطريه أي شقيه، من طعنه فقطره - إذا ألقاه، والنقد: صغار الغنم. ومنه: إن رجلًا رمى امرأة يوم الطائف فما أخطأ أن «قطرها». وفيه: لا يعجبنك ما ترى من المرء حتى تنظر على أي «قطريه» يقع، أي على ان جنبيه يكون في خاتمة عمله على الإسلام أو غيره. ومنه ح عائشة تصف أباها: جمع حاشيتيه وضم «قطريه»، أي جمع، جانبيه عن الانتشار والتفرق. وفيه: إنه كان يكره «القطر»، هو بفتحتين أن يزن جلة من تمر أو عدلًا من متاع ونحوهما ويأخذ ما بقي على حساب ذلك ولا يزنه، وهو المقاطرة، وقيل: هو أن يأتي الرجل إلى آخر فيقول: يعني مالك في هذا البيت من التمر جزافًا بلا كيل ولا وزن، وكأنه من قطار الإبل - لاتباع بعضه بعضًا، يقال: أقطرت الإبل قطرتها. ومنه ح: مرت به «قطارة» جمال، القطارة والقطار أن تشد الإبل على نسق واحد بعد واحد. ك: «يقطر» ماء، أي يقر بماء رجلها به لقرب ترجيلها، أو هو مجاز عن نضارته وجماله. وذكرنا «يقطر» منيا، أي الحل يفضي بنا إلى الوطي ثم نحرم بالحج وذكرنا يقطر منيا أي بسبب قرب عهدنا بالجماع. ج: مواقع «القطر»، أي مواضع ينزل بها المطر. غ: «عين القطر» أي النحاس. مد: ومنه: «اقرغ عليه «قطرًا»». ش: في «أقطار» متباينة، جمع قطر - بالضم الناية والجانب. تو: مسح رأسه حتى لما «يقطر»، في «لما» توقع، أي قطره متوقع، وفيه استحباب تخفيف المسح وعدم المبالغة بحيث يقطر، وعمس بعض فاستدل به على التثقيل. مد: «سرابيلهم من «قطران»» هو ما يتحلب من شجر الأبهل فيطبخ فيهنأ به الإبل الجربى ويسرع فيه اشتعال النار. ط: هو بكسر طاء دعن يستحلب من شجر.
[قطر]القَطْرُ: المطرُ. والقَطْرُ: جمع قَطرَةٍ. وقد قَطَرَ الماءُ وغيرُه يَقْطُرُ قَطْراً، وقَطَرْتُهُ أنا، يتعدَّى ولا يتعدى. وقَطَرانُ الماءِ بالتحريك. وأما الهناء فهو القطران بكسر الطاء. تقول منه: قَطَرْتُ البعيرَ: طليته بالقطران. قال الشاعر : أتقتلني وقد شغفت فؤادها * كما قطر المهنوءة الرجل الطالى - والبعير مقطور، وربما قالوا: مُقَطْرَنٌ بالنون، كأنهم رَدُّوهُ إلى الأصل، وهو القَطِرانُ. وأقْطَرَ الشئ، أن حان له أن يَقْطُرَ. وقَطَرَ في الأرض قُطوراً: ذَهَبَ. والبعير القاطرُ: الذي لا يزال يَقْطُرُ بَولُه. والقُطْرُ بالضم: الناحية والجانب، والجمع الأقْطارُ. والقُطْرُ والقطر، مثل عسر وعسر: العود الذى يتبخر به. قال الشاعر : كأنَّ المُدامَ وصَوْبَ الغَمامِ * وريحَ الخُزامى ونَشْرَ القُطُرْ - والمقطرة: المجمرة. وأنشد أبو عبيد للمرقش الاصغر: في كل يوم لها مقطرة * فيها كباء معد وحميم - أي ماء حار تحمم به. والمقطرة أيضا: الفلق، وهي خشبَةٌ فيها خُروقٌ تُدخل فيها أرجل المخبوسين. والقطر بالكسر: النُحاسُ. ومنه قوله تعالى:

(عَيْن القِطْرِ) *. والقِطْرُ أيضاً: ضربٌ من البرود، يقال لها القِطْرِيَّةُ. والقِطارُ أيضا: قطار الابل. قال أبو النجم: وانحت من حرشاء فلج خردله * وأقبل النمل قطارا تنقله - والجمع قطر وقُطُراتٌ. والقُطارَةُ بالضم: ما قَطَرَ من الحُبِّ ونحوه. وتَقاطَرَ القومُ: جاءوا أرْسالاً، وهو مأخوذ من قِطارِ الإبل. والتَقَطُّرُ: لغة في التَقَتُّرِ، وهو التهيُّؤ للقتال. وطعنه فَقَطَّرَهُ تَقْطيراً، أي ألقاه على أحد قطريه، وهما جانباه، قتقطر، أي سقط. قال الهذلى : مجدلا يتسقى جلده دمه * كما تقطر جذع الدومة القطل - ويروى: " يتكسى جلده ". والقطل: المقطوع. وتقطير الشئ: إسالته قَطرةً قطرة. وتقطير الإبل، من القِطارِ. وفي المثل: " النَفاضُ يُقَطِّرُ الجَلَبَ "، أي إذا أنْفَضَ القومُ - أي فَنيَ زادُهُمْ - قَطَروا الإبل فجلبوها للبيع قطارا قطارا. قال أبو عبيد: اقطار النبت اقطيرارا: تهيأ لليبس. وقطري بن الفجاءة المازنى، زعم بعضهم أن أصل الاسم مأخوذ من قطرى النعال. والقنطرة: الجسر. والقنطر، بالكسر: الداهية. قال الشاعر:

إن الغريف يجن ذات القنطر * الغريف: الاجمة. والقنطار: معيار. ويروى عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنَّه قال: هو ألفٌ ومائتا أوْقية. ويقال: هو مائة وعشرون رطلاً. ويقال: ملءُ مسْكِ الثورِ ذهباً. ويقال غير ذلك، والله أعلم. ومنه قولهم: قَناطيرُ مقنطرة. 
قطر: قطر. قطر في الشخاخ: بال قطرة قطرة (بوشر). قطر. يقال سيفه يقطر بالدماء: سالت الدماء، قطرات قطرة بعد قطرة. (بوشر).
قطر مركبا: جر مركبا وسحب مركبا وراء مركبة (بوشر، همبرت ص121).
قطر (بالتشديك). تقطير البول عند الأطباء: هو أن يخرج البول قليلاً قليلا. (الجريدة الآسيوية 1853، 1: 348، محيط المحيط).
قطر: أغلى السائل حتى تبخر ثم سال بخاره بالتبريد قطرة قطرة. (الكالا، محيط المحيط، بوشر، همبرت ص93، المقدمة 3: 192، ابن العوام 1: 22).
تقطير اليبوسة: تصعيد بالطريقة الجافة أي بخلاف وضع ما يراد تسخينه في إناء يوشع في ماء سخن (ابن العوام 2: 407) وهو ضد تقطير الرطوبة (ابن العوام 2: 408).
قطر: قطر: سال قطرة قطرة. (بوشر).
قطر: سال، جرى. (بوشر).
قطر: طلى بالقطران. (ابن العوام 2: 541).
قطر: ذكرت في عبارة ديوان الهذليين، (ص171) في شرح البيت الرابع وهي: ويقال قطره عن فرسه وقطره الفرس أي رمى به وتقطر هو. وقد اصبح هذان الفعلان بعد مدة قنطر (انظره) وتقنطر.
تقطر الماء: سال قطرة قطرة. (محيط المحيط) وفي معجم فوك: نقط، شلشل.
تقطر الفارس: تجدل وصرع. انظرها في مادة قطر.
تقاطر. عليه ارحية كثيرة متقاطرة: ارحية كثيرة أنشئت على صف واحد متتابعة. (أماري ص8) نقطتان متقاطرتان: نقطتان متقابلتان من طرف قطر الدائرة إلى الطرف الآخر. (بوشر).
استقطر: قطر، صعد. (همبرت ص93، هلو) وفي ابن البيطار (1: 130): وإن استقطرت هذه البقلة حدثت فيها قرنفلية.
قطر: عند المولدين سكر يذاب بالماء ثم يغلى على النار حتى يأخذ قوامه ويستعمل في بعض الحلويات مكان العسل. (محيط المحيط).
وقد أخبرني السيد دي غويه إنه قطر النبات وأنه سيكتب مقالة مطولة عنه في المعجم الذي ينوي أن يلحقه في طبعته للمكتبة الجغرافية.
قطر مكة: دم التنين ودم الصعبان، عرق، خمر. (بوشر).
قطر الميزاب: أسم للبحر السادس عشر من بحور الشعر وهو المتدارك وذلك حين تسكن عين فعلن فيه فتكون فعلن (محيط المحيط ص 357).
عسل قطر: في ألف ليلة (4: 678): ما عندي عسل نحل وإنما عندي عسل قطر أحسن من عسل النحل وماذا يضر إذا كانت بعسل قطر. وقد ترجمها لين إلى الإنجليزية (3: 728 رقم 5) بما معناه: نوع جيد من العسل الأسود أو قند.
قطر: تصحيف قطر. (محيط المحيط) وفيه: وقطر الشام ونحوها الإقليم الواقعة فيه وأقطار الدنيا جهاتها الأربع.
قطر، وجمع الجمع اقاطير، ويقال: أربعة اقاطير الأرض أي أربعة نواحي الأرض. (بوشر). قطر- نوع، صنف. طيقة (المقدمة 2: 32/ 4). قطر- قطر دائرة. مكيال. قطر عمود. قطر سكة النقد، نصف قطر (من اصطلاحات المساحة). شعاع (بوشر).
قطرا= كهربا. لون اصفر ذهبي كهرمان أصفر (المستعيني: انظر الكهرمان الأصفر لديه).
قطرة: نقطة ماء. وجمعها قطار في معجم فوك.
قطرة: عند الأطباء دواء مائي يقطر في العين الرمداء. (محيط المحيط).
قطرة أيوب: دمعة أيوب (نبات). (بوشر). قطرة: والجمع قطرات وقطار: قطعة، شريحة لحم، أو شريحة سمك أو غير ذلك. (فوك، الكالا).
قطرة من صفيحة: قطعة من نعل الفرس القديم (فوك).
قطرة من خنزير: شريحة من لحم الخنزير أو من شحم الخنزير.
قطرة في قطرة: قطعة إلى قطعة، طرف إلى طرف عند نبريجا.
قطرة: يقول ابن جبير في كلامه عن القارو الزفت يقطعونها قطرات بعد عرضه على النار.
قطيرة، تصغير قطرة: قطعة صغيرة من الخبز. (الكالا، المعجم اللاتيني ص88 - 89).
قطرات (باين سميث 1522) أو قطارات: حذاء لا أطراف له، بابوج. (باين سميث 1482، 1522. (وقد تكررت فيه الكلمة عدة مرات) (بار علي رقم 4349) ومرادفة الخفاف المقطوعة أو المقطعة والمقاطيع والمقاطيب تدل على أن هذه الكلمة ذات علاقة بقطرة بمعنى قطعة. وقد أطلق هذا الاسم على هذا الحذاء لأنه يشبه وقد قطعت أطرافه حذاء مقطوع الأطراف. وقطارات جمع الجمع لكلمة قطار.
القطرات: قسم من طالب المركب وهي عارضة رئيسة تمتد على طول قعر المركب. (معجم الأسبانية ص89).
قطرة: سحابة، تتابع الأشياء طولا. (بوشر).
قطري: نسبة إلى قطر الدائرة. (بوشر).
قطرية: نعناع الجبل، نعناع بري. نبات القطرم نبات المارون.
واسمه العلمي Nepeta. ( بوشر).
فطار: عدد من الإبل بعضه خلف بعض، والكلمة مؤنثة في شرح ديوان الاخطل، وفيه: وقوله أروى يقول هذه القطار عليها وقاق مملوة، وتجد في طبعة وستنفيلد لوفيات الأعيان لابن خلكان (10: 109). الجمع قطران بهذا المعنى. ويقول السيد دي سلان في ترجمته لهذه العبارة (4: 199 رقم 12) إن في كل مخطوطاته قطاران. ومثل هذا الجمع لا يمكن قبوله فيما أرى، وأن الصواب قطارات كما جاء في طبعة بولاق، وكذلك فإن قطار يجمع على قطارات.
قطار: عدد من العبيد مقطورين أي بعضهم خلف بعض. (معجم الإدريسي).
قطور: دواء سائل يستعمل قطرات. ففي ابن وافد (ص16 ق): صفة قطور ينفع من الدود في الاذن، وبعد ذكر صفته: ويقطر في الأذن.
قطارة: ويركبون للاشربة والعلق نوعا من شراب العسل (أو بالأحرى بديلا منه) من السكر وعسل النحل ويسمونه القطارة، أي الذي يقطر منه السكر. (نهاية الرتبة في طلب الحسبة) ترجمها بيرناور في الجريدة الآسيوية 1861، 1: 16) قطارة: المقطر وهو صنف من التمر. 0براكس مجلة الشرق والجزائر 5: 212) ز قطار: مسقف، بناء السقوف، ومن يصلح السقوف المثقوبة. (شيرب) قطارة: انيق، آلة التقطيرن وعاء التقطير. (معجم الأسبانية ص1786، ص390) وأقرأها كذلك عند ابن العوام (2: 400) وهي صحيحة في (2: 401) منه.
قاطر: عند الأطباء الماء الذي يقطر من الانبيق عند تقطير الدواء (محيط المحيط).
باب القاف والطاء والراء معهما ق ط ر، ق ر ط، ط ر ق، ر ق ط مستعملات

قطر: القَطْر والقَطَرانُ مصدر قَطرَ الماء. والقِطارُ: قِطارُ الإبل بعضها إلى بعض على (نسق واحد) . والقِطارُ: جماعة القَطْر. واشتق اسم المِقْطَرةِ منه لان من حبس فيها صار على قِطارٍ واحد، مضموم بعضها إلى بعض، ويقال لها: الفلق ، تجعل أرجلهم في خروق، وكل خرق على قدر ساق الرجل. والقِطْرُ: النحاس الذائب. والقُطْرُ: الشق،

قال ابن مسعود: لا يعجبنك ما ترى من الرجل حتى ترى على أي قُطْرَيْهِ يقع

أي على جنبيه يقع في خاتمة عمله. والأقطارُ: النواحي. والقُطْرُ: عود يتبخر به. وأقطارُ الفرس: ما أشرف منه مثل كاثبته وعجزه ورأسه. وأقطار الجبل: أعاليه. وقَطور: اسم نبات، سوادية. والَقطِرانُ، ويخفف في لغة،: ما يتحلب من شجر الأبهل، يطبخ فيتحلب منه. وقَطَّرْتُ فلاناً تقطيراً: صرعته صرعة شديدة، قال:

قد علمتْ سلمَى وجاراتُها ... ما قَطَّرَ الفارسَ إلا أنا

وقال:

...... ... كأنما تَقَطَّرَ من أعلى يفاعٍ مُقَطَّعُ

أي كأنما خر. وبعير قاطِرٌ لا يزال يقطر بوله. وأقطارّ النبت اقطيراراً واقطَرَّ اقطِراراً أي أخذ في الانثناء والإعوجاج قبل الهيج ثم يهيج فيصفر.

قرط: القِرَطةُ: جماعة القرط في شحمة الأذن، وجارية مُقَرَّطةٌ. والقِراطُ: شعلة السراج، والجميع أقرِطةٌ. والقُرْطةُ: شبه حبة في المعزى، ويقال: في أولاد المعزى، وهو أن يكون للعنز أو التيس زنمتان معلقتان من أذنيها، فهي قَرطاءُ، والذكر أقرَطُ، مُقَرَّطٌ، يستحب في التيس لأنه يكون مئناثاً، والفعل: قَرِطَ يَقرَطُ قَرَطاً.

طرق: طرَقتُ منزلاً أي جئته ليلاً. والطَّرْقُ: نتف الصوف بالمطرقة. والمِطْرَقة للحدادين . وهي دون الفطيس وفي مثل: ضربك بالفطيس خير من المطرقة. والطرِّاقُ: الحديد يعرض ثم يدار فيجعل بيضة أو ساعداً أو نحوه فكل صنعة على حدة طِراقٌ. وجلد البغل إذا عزل عنه الشراك، وكل خصفة تخصف بها النعل فيكون حذوها سواء فهو طِراقٌ، قال الشماخ يصف الحمير حين صلبت حوافرها:

كساها من الصيداء نعلاً طِراقها ... حَوامي الكُراعِ والقنانُ النواشزُ

الصَّيْداءُ: أرض حجارتها الحصى.... وطِراقُ الترس: أن يقور جلد على مقدار الترس فتلزق به ترس مُطْرَقٌ. والطَّريقُ مؤنث، وكل أخدود من أرض أو صنفة من ثوب أو شيء ملزق بعضه ببعض فهو طريقة. والسماوات والأرضون طَرائقُ بعضها فوق بعض. وفلان على طريقة حسنة أو سيئة أي على حال. والطريقةُ من خلق الإنسان: لين وانقياد، وتقول: إن في طريقةِ فلان لعندأوة أي في لينه أحياناً بعض العسر. والطُّرْقةُ بمنزلة الطريقة من طرائقِ الأشياء المُطارَق، بعضها على بعض من وشي أو بناء أو غير ذلك، وإذا نضد فهو مُطارَقٌ، وطارَقتُ بعضه على بعض، والفعل اللازم أطرق أي أطرَقَتْ طَرائِقُه بمنزلة قدامى الجناح مُطْرَقٌ بعضه على بعض. وطَرْقُ الفحل: ضرابه لسنة. واستَطْرَقَ فلان فلاناً فحلاً أي أعطاه فحلاً ليضرب في إبله. وكل امرأة طَروقةُ زوجها، ويقال للمتزوج: كيف طروقتُكَ. وكل ناقة طَروقةُ فحلها، نعت لها من غير فعل. والعالي من الكلام أن الطَّروقة للقلوص التي بلغت الضراب، والتي يرب بها الفحل فيختارها من الشول فهي طروقته. والطّارقةُ: ضرب من القلائد. وقوله تعالى: وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ

، يقال: الطارق كوكب الصبح. والإِطراقُ: السكوت، قال:

فأطرق إطراق الشــجاع ولو يرى ... مساغا لنابيه الشــجاع لصَمَّما

وأم طريق: الضبع إذا دخل الرجل عليها وجارها قال: أَطرِقي أم طريق ليست الضبع هاهنا. ورجل طِرِّيقٌ: كثير الإطراقِ. والكروان الذكر اسمه طِرَّيقٌ، لأنه إذا رأى أحداً سقط على الأرض فأطرَقَ، يقال هذا إذا صادوه، فإذا رأوه من بعيد أطافوا به، ويقول بعضهم: أطرِقْ كرى فإنك لا ترى ما أرى هاهنا كرى، حتى يكون قريباً منه فيضربه بعصا، أو يلقي عليه ثوباً فيأخذه. والطَّرْقُ: خط بالأصابع في الكهانة، تقول: طَرَقَ يطرُقُ طرقا، قال:

ومن تَحَزَّى عاطساً أو طرقا  والطَّرْقُ: كل صوت من العود ونحوه طَرْقٌ على حدة، تقول: تضرب هذه الجارية كذا وكذا طرْقاً. والطِّرْقُ: الشحم، قال:

إني وأتي ابن غلاق ليقريني ... كغابط الكلب يبغي الطرق في الذنب

والطِّرقُ: حبالة يصاد بها الوحش تتخذ كالفخ. والطَّرقُ: من مناقع الماء يكون في بحائر الأرض، قال رؤبة:

للعد إذ أخلفه ماء الطَّرق

ويقال: بل هو موضع والطَّرقُ: ماء بالت فيه الدواب فاصفر، وطرقته الإبل تطرقه طرقاً. وماء طَرقٌ، قال:

وقال الذي يرجوا العلالة وزعوا ... عن الماء لا يطرق وهن طوارقه

فما زلن حتى عاد طَرْقاً وشبنه ... بأصفر تذريه سجالاً أيانقه

وطَرَّقَتِ المرأة، وكل حامل، تَطريقاً إذا خرج من الولد نصفه ثم احتبس بعض الاحتباس فيقال: طرقت ثم تخلصت. ورِجلٌ طَرْقاءُ: معوجة الساق، ومن غير فحج: في عقبها ميل. والطَّرْق: الضرب بالحصى، قال الشاعر: لعمركَ ما تدري الطَّوارِقُ بالحصى ... ولا زاجرات الطير ما الله صانع

رقط: دجاجة رقطاء: مبرقشة.
الْقَاف والطاء وَالرَّاء

قطر المَاء والدمع وَغَيرهمَا من السيال، يقطر قطراً، وقطورا، وقطراناً، وأقطر، الْأَخِيرَة عَن أبي حنيفَة، وتقاطر، انشد ابْن جني:

كَأَنَّهُ تهتان يَوْم ماطر ... من الرّبيع دائب التقاطر

هَكَذَا انشدهك دائب، بِالْبَاء. وَهُوَ فِي معنى: دَائِم، وَأَرَادَ: من أَيَّام الرّبيع.

وقطره الله، وأقطره، وقطره.

والقطر: مَا قطر من المَاء وَغَيره، واحدته: قَطْرَة. وَالْجمع قطار.

وسحاب قطور، ومقطار: كثير الْقطر، حَكَاهُمَا الْفَارِسِي عَن ثَعْلَب.

وَأَرْض مقطورة: أَصَابَهَا الْقطر.

واستقطر الشَّيْء: رام قطرانه.

واقطر: حَان أَن يقطر.

وغيث قطار: عَظِيم الْقطر.

وقطر الصمغ من الشَّجَرَة يقطر قطراً: خرج.

وقطارة الشَّيْء: مَا قطر مِنْهُ. وَخص اللحياني بِهِ قطارة الْحبّ.

وقطرت استه: مصلت.

وَفِي الْإِنَاء قطارة من مَاء: أَي قَلِيل، عَن اللحياني.

والقطران: عصارة الابهل والارز وَنَحْوهمَا يطْبخ ثمَّ تهنأ بِهِ الْإِبِل. قَالَ أَبُو حنيفَة: زعم بعض من ينظر فِي كَلَام الْعَرَب: أَن القطران هُوَ عصير ثَمَر الصنوبر إِنَّمَا هُوَ اسْم لوزة ذَاك وَأَن شجرته بِهِ سميت صنوبرا. وَسمع قَول الشماخ فِي وصف نَاقَته، وَقد رشحت ذفراها فَشبه ذفراها لما رشحت فاسودت بمناديل عصارة الصنوبر، فَقَالَ:

كَأَن بذفراها مناديل فَارَقت ... أكف رجال يعصرون الصنوبرا

فَظن أَن ثمره يعصر. والقطران: اسْم رجل، سمي بِهِ لقَوْله:

أَنا القطران وَالشعرَاء جربى ... وَفِي القطران للجربى هناء

وبعير مقطور، ومقطرن: مَطْلِي بالقطران. قَالَ لبيد:

بكرت بِهِ جرشية مقطورة ... تروى المحاجر بازل علكوم

وَقد قطره بِهِ: طلاه.

والقطر: النّحاس الذائب، وَقيل: ضرب مِنْهُ.

والقطر، والقطرية: ضرب من البرود.

والقطر: النَّاحِيَة والجانب. وَالْجمع: أقطار.

وقومك أقطار الْبِلَاد: على الظّرْف، وَهِي من الْحُرُوف الَّتِي عزلها سِيبَوَيْهٍ، ليفسر مَعَانِيهَا، وَلِأَنَّهَا غرائب.

وأقطار الْفرس وَالْبَعِير: نواحيه.

والتقاطر: تقَابل الأقطار.

وقطره: القاه على قطره.

وقطره فرسه، واقطره، وتقطر بِهِ: القاه على تِلْكَ الْهَيْئَة.

وتقطر هُوَ: رمى بِنَفسِهِ من علو.

وتقطر الْجذع: قطع أَو انجعف ن كتقطل.

وحية قطارية: تأوى إِلَى قطر الْجَبَل، بني " فعالاً " مِنْهُ، وَلَيْسَت بِنِسْبَة على لفظ: " الْقطر " وَإِنَّمَا مخرجه مخرج: أياري. قَالَ تأبط شرا:

أَصمّ قطاري يكون خُرُوجه ... بعيد غرُوب الشَّمْس مُخْتَلف الرمس

وتقطر: تهَيَّأ لِلْقِتَالِ.

والقطر، والقطر: الْعود الَّذِي يتبخر بِهِ.

وَقد قطر ثَوْبه. وتقطرت الْمَرْأَة.

والمقطر، والمقطرة: المجمر.

واقطر النبت، وأقطار: ولى واخذ يجِف. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَا يسْتَعْمل إِلَّا مزيدا.

وأسود قطاري: ضخم. عَن ابْن الْأَعرَابِي، وانشد:

أترجو الْحَيَاة يَا ابْن بشر بن مسْهر ... وَقد علقت رجلاك من نَاب أسودا

أَصمّ قطاري إِذا عض عضة ... تزيل أَعلَى جلده فتربدا

وناقة مقطار، على النّسَب: وَهِي الخلفة.

وَقد اقطارت: تَكَسَّرَتْ.

وقطر الْإِبِل يقطرها قطراً. وقطرها: قرب بَعْضهَا إِلَى بعض على نسق. وَفِي الْمثل: " النفاض يقطر الجلب ". مَعْنَاهُ: أَن الْقَوْم إِذا نفدت اموالهم قطروا إبلهم فساقوها للْبيع.

وَجَاءَت الْإِبِل قطاراً: أَي مقطورة.

والمقطرة: خَشَبَة فِيهَا خروق، كل خرق على قدر سَعَة السَّاق، مُشْتَقّ من ذَلِك، لِأَن المحبوسين فِيهَا على قطار وَاحِد.

وقطر فِي الأَرْض قطورا: ذهب فأسرع.

وَذهب ثوبي وبعيري فَمَا ادري من قطره، وَمن قطر بِهِ؟: أَي أَخذه.

لَا يسْتَعْمل إِلَّا فِي الْجحْد.

وَمَا رُوِيَ عَن ابْن سِيرِين رَحمَه الله أَنه كَانَ يكره الْقطر قَالَ النَّضر فِي تَفْسِيره: أَن يزن الرجل جلة من تمر، أَو عدلا من مَتَاع، وَيَأْخُذ مَا بَقِي على حِسَاب ذَلِك، فَلَا يزنه.

والمقاطرة: أَن يَأْتِي الرجل إِلَى صَاحبه فَيَقُول لَهُ: يَعْنِي مَالك فِي هَذَا الْبَيْت من النمر جزَافا بِلَا كيل وَلَا وزن عَن ابْن الْأَعرَابِي. حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

والمقطئر. الغضبان الْمُنْتَشِر من النَّاس.

وقطوراء " مَمْدُود ": نَبَات.

وقطري: اسْم رجل.

والقطراء " مَمْدُود ": مَوضِع، عَن الْفَارِسِي.

وقطر: مَوضِع الْبَحْرين. قَالَ عَبده بن الطَّبِيب: تذكر سَادَاتنَا اهلهم ... وخافوا عمان وخافوا قطر

والقطار: مَاء مَعْرُوف.

قطر

1 قَطَرَ, (S, Mgh, Msb, K,) aor. ـُ (S, Msb,) inf. n. قَطْرٌ and قَطَرَانٌ (S, Mgh, Msb, K) and قُطُورٌ; (K;) [and in an intensive sense, تَقْطَارٌ (see a verse cited voce غُسْلٌ);] and ↓ اقطر; (AHn, TA;) and ↓ تقاطر; (Msb, TA;) said of water, (S, Mgh, Msb, K,) and of tears, (K,) or other fluid, (S, * TA,) [It dropped, dripped, or fell in drops;] it flowed (Mgh, Msb, TA) drop by drop. (Msb.) b2: It occurs in a trad. as signifying قَطَرَ عَرَقًا, or بَوْلًا, [He let fall sweat, or urine, in drops,] in which each subst, is in the accus. case as a specificative: said of a person in intense awe or fear. (Mgh.) b3: قَطَرَ الصَّمْغُ مِنَى الشَّجَرَةِ The gum [exuded in drops or] came forth from the tree. (TA.) b4: قَطَرَتِ اسْتُهُ i. q. مَصَلَت [His anus voided excrement in drops]. (K.) A2: قَطَرَ فِى الأَرْضِ inf. n. قُطُورٌ, (tropical:) He went away into the country, or in the land; (S, K; *) and hastened; (K, * TA;) as also مَطَرَ, inf. n. مُطُورٌ. (TA.) A3: قَطَرَهُ, (As, S, Mgh, Msb, K,) [aor. ـُ inf. n. قَطْرٌ; (Mgh;) and ↓ اقطرهُ, (Mgh, Msb, K,) inf. n. إِقْطَارٌ; (Msb;) or the latter but not the former accord. to Az; (Msb;) and ↓ قطّرهُ, (S, Mgh, Msb, K,) inf. n. تَقْطِيرٌ; (S, Mgh, Msb;) He (God, K, or a man, S, Msb) made it (namely water &c.) [to drop, drip, dribble, or fall in drops;] to flow (S, Msb, TA) drop by drop: (S, Msb:) he poured it out, or forth. (Mgh.) Yousay قَطَرْتُ المَآءَ فِى الحَلْقِ, and أَقْطَرْتُهُ, and قَطَّرْتُهُ, [He made the water to fall drop by drop into the throat.] (Msb.) b2: مَا قَطَرَكَ عَلَيْنَا (tropical:) What hath poured thee (مَا صَبَّكَ) upon us? (TA.) b3: قَطَرَ فُلَانًا, (Lth, K,) inf. n. قَطْرٌ, (Lth,) (assumed tropical:) He prostrated such a one with vehemence. (Lth, K.) [Perhaps this is from قُطْرٌ, signifying the “ side; ” and if so it is not tropical. See also 2.] b4: قَطَرَ الثَّوْبَ (tropical:) He sewed the garment, or piece of cloth. (IAar, K.) A4: قَطَرَ الإِبِلَ, (Msb, K,) aor. ـُ (Msb,) inf. n. قَطْرٌ; (Msb, K;) and ↓ قطّرها, (S, Msb, K,) inf. n. تَقْطِيرٌ; (S;) but this has an intensive signification; (Msb;) and ↓ اقطرها; (K;) but this [says SM] I do not find in the [other] lexicons; Az and ISd mention only the first and second; (TA;) He disposed the camels in a file, string, or series; (S, * Msb;) he placed the camels near, one to another, in a file, string, or series; (K;) [and tied the halter of each, except the first, to the tail of the next before it.] It is said in a proverb, الجَلَبَ ↓ النُّفَاضُ يَقَطِّرُ The failure of provisions causes the camels, driven or brought from one place to another, to be disposed in files for sale. (S.) A5: قَطَرَ البَعِيرَ He smeared the camel with قَطِرَان [or tar]. (S, Msb.) 2 قطّرهُ: see 1. b2: بِهِ تَقْطِيرٌ [He has a dribbling of his urine] is said of a man who cannot retain his urine, (Mgh, K, *) by reason of cold affecting the bladder. (TA.) A2: قطّر الإِبِلَ: see 1.

A3: طَعَنَهُ فَقَطَّرَهُ (inf. n. تَقْطِيرٌ, S) He pierced him [with his spear] and threw him down on one of his sides. (S, Msb.) And قطّرهُ فَرَسُهُ; in the copies of the K قطّرهُ عَلَى فَرَسِهِ, but this is a mistake; (TA;) and ↓ اقطرهُ; and بِه ↓ تقطّر; (K;) vulgarly تَقَنْطَرَ بِهِ; (TA;) His horse threw him down on one of his sides. (K, * TA.) See قُطْرٌ: see also 1.

A4: قطّر ثَوْبَهُ, inf. n. as above, He fumigated his garment with قُطْر, i. e., aloes-wood. (K.) 4 اقطر: see 1. b2: It was time for it to drop, drip, or fall in drops; it was ready, or near, to drop, &c.; expl. by حَانَ لَهُ أَنْ يَقْطُرَ, (S,) and حَانَ أَنْ يَقْطُرَ. (K.) A2: اقطرهُ: see 1.

A3: اقطر الإِبِلَ: see 1.

A4: اقطرهُ فَرَسُهُ: see 2.5 تقطّر, quasi-pass. of 2, [It was made to drop, drip, or fall in drops; &c. See an ex. in a verse cited voce تَسَقَّى. b2: ] He fell [upon his side]. (S.) b3: تقطّر بِهِ فَرَسُهُ: see 2.

A2: تقطّرت She fumigated herself with قُطْر, i. e., aloes-wood. (K.) 6 تَقَاْطَرَ see 1.

A2: تقاطر القَوْمُ (tropical:) The people came in consecutive companies; from قِطَارُ الإِبِلِ. (S, TA.) And hence also, تقاطرت كُتُبُ فُلَانٍ (tropical:) [The books, or letters, of such a one followed one another in a regular series]. (TA.) 10 استقطرهُ He sought, or desired, its dropping, or dripping, or flowing; [endeavoured to make it drop, or drip;] expl. by رَامَ قَطَرَانَهُ, (K, TA,) i. e., سَيَلَانَهُ. (TA.) b2: استقطر مَعْرُوفًا [He sought, or demanded, bounty, as it were drop by drop]. (K in art. نض.) Q. Q. 1 قَنْطَرَ: see art. قنطر.

Q. Q. 2 تَقَنْطَرَ: see art. قنطر.

قَطْرٌ [Drops;] pl. of قَطْرَةٌ: (S:) [or rather a coll. gen. n., having this signification; or] what drops, (K,) of water &c.: (TA:) n. un. قَطْرَةٌ; (K;) which signifies a drop: (Msb:) pl. of the former, قِطَارٌ: (K:) and of the latter, قَطَرَاتٌ. (Msb.) [See also قُطَارَةٌ.] You say سَالَ قَطْرَةً قَطْرَةً It flowed drop by drop. (Msb.) b2: Rain: (S, Msb:) n. un. قَطْرَةٌ [signifying a rain; a shower of rain]: (Msb:) pl. of the former, قِطَارٌ. (S.) قُطْرٌ A side, part, portion, quarter, tract, or region, (S, Msb, K,) of the heavens, and of the earth; (TA;) as also قُتْرٌ (S, K, art. قتر,) and قُتُرٌ: (K, ibid.) either side of a man: pl. أَقْطَارٌ. (S, Msb, K.) You say أَلْقَاهُ على احد قُطْرَيْهِ He threw him down on one of his sides. (S, * Msb, * K, * TA.) And لَا أَدْرِى عَلَى أَىِّ قُطْرَيْهِ يَقَعُ [I know not on which of his two sides he will fall; i. e., what will be his final state]. (JK.) and the pl. signifies The outer parts or regions (نَوَاحٍ) of a horse, and of a camel: the prominent parts of a horse, such as the withers (الكَاثِبَة) and the rump: the prominent parts of the upper portions of a camel, and of a mountain. (TA.) b2: فُطْرُ دَائِرَةٍ [The diameter of a circle;] a straight line extending from one side of a circle to the other side so that its middle falls upon the centre (KT.) [But this is app. post-classical.]

A2: قُطْرٌ (S, K) and ↓ قُطُرٌ (S) Aloes-wood with which one fumigates. (S, K.) قِطْرٌ (S, Mgh, Msb, K) and ↓ قَطِرٌ (ISk, TA) Copper, or brass: (S, Mgh, Msb:) so in the Kur [xiv. 51, accord. to one reading,] مِنْ قِطْرٍ آنٍ (S,) or مِنْ قَطِرٍ آنٍ, accord. to the reading of I'Ab, meaning, of copper, or brass, in the utmost state of heat: (TA:) [but the common reading is مِنْ قَطِرَانٍ:] or copper, or brass, in a state of fusion: (K:) so in the Kur, xxxiv. 11 (TA) [and xviii. 95]: or a certain kind thereof: (K:) or molten iron: (Mgh, Msb:) and anything that drops or flows (يَقْطُرُ) by fusion or melting, like water. (Mgh.) قَطِرٌ: see قِطْرٌ.

قُطُرٌ: see قُطْرٌ.

قَطْرَةٌ: see قَطْرٌ, in two places.

قَطِرَانٌ (S, Msb, K) and قِطْرَانٌ (Msb, K) and قَطْرَانٌ (K) [Tar, or liquid pitch;] what exudes from the tree called أَبْهَل, [or juniper, or the species of juniper called savin, both of which have this name in the present day,] (Msb, K, * TA,) and from the أَرْز [or pine-tree], and the like, (K, TA,) when subjected to the action of fire; (lit. when cooked;) used for smearing [mangy] camels, (Msb, TA,) &c.; (Msb;) i. q. هِنَآءٌ. (S.) [See also زِفْتٌ.]

قُطَارٌ A cloud, (K,) or rain, (TA,) having large drops. (K, TA.) قِطَارٌ A file, string, or series, of camels; a number of camels disposed in one series; (JK, Msb, K; *) one behind another; (JK;) [the halter of each, except the first, being tied to the tail of the next before it:] and the poet Abu-n-Nejm speaks of a قِطَار of ants: (S:) of the measure فِعَالٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ: (Msb:) pl. قُطُرٌ (S, Msb) and, (S,) or pl. pl., (Msb,) قُطُرَاتٌ; (S, Msb;) vulg. قِطَارَاتٌ. (TA.) قَطُورٌ and مِقْطَارٌ A cloud having many drops, or much rain. (Th, AAF, K.) قُطَارَةٌ What drops, or drips, (مَا قَطَرَ,) from a jar (حُبّ) and the like: (Lh, S:) or from a thing. (K.) See also قَطْرٌ. b2: A small quantity of water. (Lh, K. *) Ex. فِى الإِنَآءِ قُطَارَةٌ مِنْ مَآءٍ In the vessel is a little water. (Lh.) قَاطِرٌ Any gum that exudes in drops, or comes forth, (يَقْطُرُ,) from trees. (IDrd, K. *) b2: القّاطِرُ المَكِّىُّ: see دَمٌ in art. دمو. b3: A camel whose urine continually dribbles. (S, K.) قَنْطَرَةٌ and قِنْطَارٌ &c.: see art. قنطر.

مِقْطَرَةٌ [A kind of stocks]: see عِلْبَةٌ and فَلَقٌ.

مَقْطُورٌ. b2: أَرْضٌ مَقْطُورَةٌ Land rained upon. (K, TA.) A2: بَعِيرٌ مَقْطُورٌ, and ↓ مُقَطْرَنٌ, (S, K,) the latter after the form of the original [قَطِرَانٌ], (S, TA.) A camel smeared with قَطِرَان [or tar]. (S, K.) مُقَطْرَنٌ: see مَقْطُورٌ.
قطر
قطَرَ1 يَقْطُر، قَطْرًا وقُطُورًا وقَطَرانًا، فهو قاطِر، والمفعول مقطور (للمتعدِّي)
• قطَر الماءُ ونحوُه: سال قطْرُهُ قَطْرَةً قَطْرَةً "ما زال يقطُر عَرَقًا" ° قطَر قلبُه دَمًا: أُدْمِي قَلْبُه.
• قطَر البعيرَ: طلاه بالقَطِران.
• قطَر الدواءَ في عينيه: أساله. 

قطَرَ2 يَقطُر، قَطْرًا، فهو قاطِر، والمفعول مَقْطور
• قطَر السَّائقُ العربةَ: ضمَّها إلى غيرها وساقهما معًا. 

أقطرَ يُقطِر، إقطارًا، فهو مُقْطِر، والمفعول مُقْطَر
• أقطر الماءَ والدَّمْعَ وغيرَهما من السَّوائل: أسالَهُ وأسقطه قَطْرَة قَطْرَة "أقطر الدواءَ في العين". 

استقطرَ يستقطر، استقطارًا، فهو مُستقطِر، والمفعول مُستقطَر
• استقطر فلانٌ الخيرَ: ناله شيئًا بعد شيء.
• استقطر الماءَ وغيرَه: أراد تقطيره، أي تحويله إلى بخار بالتَّسخين ثمّ تكثيفه إلى سائل بالتَّبريد بقصد تنقيته أو فصله عن الشَّوائب. 

تقاطرَ يتقاطَر، تقاطُرًا، فهو مُتقاطِر
• تقاطر الماءُ: سقط قَطْرة قَطْرة.
• تقاطر الأطفالُ: تتابعُوا فرادى أو في جماعات صغيرة "تقاطَر المتفرِّجُونَ على الملعَبِ الرِّياضيّ". 

قطَّرَ يُقطِّر، تقطيرًا، فهو مُقطِّر، والمفعول مُقَطَّر
• قطَّر السَّائلَ:
1 - أغلاهُ حتَّى تبخّر ثم سال بخارُه بالتبريد قطرة قطرة "قطَّر الزهْرَ/ الكُحُول".
2 - صفّاه.
• قطَّر الماءَ والدَّمعَ ونحوَهما: جعله يسيل قطرة قطرة "قطَّر سائلاً علاجيًّا في العين". 

استقطار [مفرد]:
1 - مصدر استقطرَ.
2 - (كم) اسْتخلاص العناصر الأساسيّة السَّائلة من الأزهار ونحوها باستخدام جهاز مُعَيّن يُسمَّى الأنبيق. 

تَقْطير [مفرد]:
1 - مصدر قطَّرَ.
2 - (كم) تحويل سائل إلى بُخار بالحرارة ثمّ تبريده بقصْد تنقيته أو تَحْصيل سائلٍ آخر بجهاز التقطير "تَقْطِير الأزهار لاستخراج العطور- تَقْطِير الكُحُول- تقوم بعض الدول بتَقْطِير ماء البحر للحصول على الماء العَذب".
3 - (كم) تنقية الماء وتصفيته ممّا قد يعلق به من موادّ غريبة ضارَّة.
• تَقْطِير إتلافيّ: (كم) تفكيك الموادّ العضويّة كالخشب بالحرارة في غياب الهواء لإنتاج الفحم النباتيّ أو فحم الكوك. 

قاطِرَة [مفرد]: ج قاطِرات:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل قطَرَ1 وقطَرَ2.
2 - آلة بُخاريّة أو كَهْرَبائيّة تجُرُّ عربات على سكك حديديّة، يحرّكها البخار أو الكهرباء. 

قِطار [مفرد]: ج قِطارات وقُطُر، جج قُطُرات: مجموعة من
 عَرَبات السِّكَّة الحديديّة تجرُّها قاطِرَة، تنقل الناسَ والبضائعَ "قِطار رُكَّاب/ سريع / سباق/ بضائع/ سكة حديد- زادت حوادث القِطارات في الآونة الأخيرة" ° فاتَها قِطارُ الزَّواج: فاتتها فرصة الزّواج- فاتَهُ القِطارُ: تأخّر، وصل بعد فوات الأوان، ضاعت الفرصة عليه. 

قَطْر1 [مفرد]: مصدر قطَرَ1 وقطَرَ2. 

قَطْر2 [جمع]: جج قِطار، مف قَطْرَة:
1 - كلّ ما يَقْطُرُ من ماءٍ ودَمْع وغيْرِهما.
2 - مطر خفيف.
3 - نحاس منصهر انتهى حرُّه " {سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطْرآنٍ} [ق] ". 

قُطْر [مفرد]: ج أقْطار:
1 - ناحية، جِهَة، جانب " {إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ فَانْفُذُوا} " ° أقْطار الدُّنْيا: جهاتها الأربع.
2 - إقليم "القُطْر السوريّ/ المصريّ" ° أقْطار الضَّاد: الدُّول العربيّة.
• قُطْر الدَّائرة: (هس) الخطّ المستقيم الذي يَقْسم الدائرة ومُحيطها إلى قسمين متساويين مارًّا بمرْكزِها. 

قِطْر [مفرد]: نحاس، حديد مُذاب " {سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قِطْرآنٍ} [ق]- {وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ}: مَعْدِن النحاس". 

قَطَران [مفرد]: مصدر قطَرَ1. 

قَطْرَة [مفرد]: ج قَطَرات وقَطْرات:
1 - واحدة القَطْر، نُقطة، مَطَر "قَطْرَة ماء/ دواء- تساقطت قَطَرات النَّدى على الرَّمضاء- قطْرة مياه تساوي حياة" ° قَطْرَة في محيط: قليل جدًّا.
2 - (طب) دواء سائل يقطر في العين أو الجَفن. 

قُطْريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى قُطْر: "ينبغي توحيد الجهود القُطْريّة".
2 - مصدر صناعيّ من قُطْر: تجمُّع إقليميّ لدول تجمعُها خصائص مشتركة ومصالح متبادلة "نسعى إلى قطريّة عربيّة- لابد من وجود قطريّة إسلاميّة". 

قَطّارة [مفرد]:
1 - اسم آلة من قطَرَ1.
2 - (طب) أداة يُقطَّر بها الدّواء أو غيره نقطة نقطة.
3 - (كم) جهاز يستخدم في فصل سائلين أو أكثر بالتقْطير. 

قُطور [مفرد]: مصدر قطَرَ1. 

مُقطَّر [مفرد]: اسم مفعول من قطَّرَ.
• الماء المُقطَّر: (كم) الماء النّقيّ الخالي من الأملاح والعوالق وينتج عن تكثيف بخار الماء. 

مَقْطورة [مفرد]: ج مقطورات ومَقَاطِيرُ:
1 - صيغة المؤنَّث لمفعول قطَرَ1 وقطَرَ2.
2 - عربة تجرّها شاحنة أو جرَّار "مَقْطورة رَمْل" ° مَقْطورة الاستراحة: مَقْطورة في قطار مُزوَّدة بأرائك ووسائل لراحة المسافرين. 

قطر: قَطَرَ الماءُ والدَّمْعُ وغيرهما من السَّيَّالِ يَقْطُر قَطْراً

وقُطُوراً وقَطَراناً وأَقْطَر؛ الأَخيرةُ عن أَبي حنيفة، وتَقاطَرَ؛

أَنشد ابن جني:

كأَنه تَهْتانُ يومٍ ماطرِ،

من الربِيعِ، دائمُ التَّقاطُرِ

وأَنشده دائب بالباء، وهو في معنى دائم، وأَراد من أَيام الربيع؛

وقَطَره اللهُ وأَقْطَره وقَطَّره وقد قَطَرَ الماءُ وقَطَرْتُه أَنا، يَتَعَدَّى

ولا يَتَعَدَّى؛ وقَطَرانُ الماء، بالتحريك، وتَقْطِيرُ الشيء: إِسالته

قَطْرَةً قَطْرَةً.

والقَطْرُْ: المَطَرُ. والقِطارُ: جمع قَطْرٍ وهو المطر. والقَطْرُ: ما

قَطَرَ من الماء وغيره، واحدته قَطْرة، والجمع قِطار. وسحابٌ قَطُورٌ

ومِقْطار: كثير القَطْرِ؛ حكاهما الفارسي عن ثعلب. وأَرض مَقْطورة: أَصابها

القَطْر. واسْتَقْطَر الشيءَ: رامَ قَطَرَانَه. وأَقْطَرَ الشيءُ: حان

أَن يَقْطُرَ. وغيث قُطارٌ: عظيم القَطْر. وقَطَرَ الصَّمْغُ من الشجرة

يَقْطُر قَطْراً: خرج. وقُطَارةُ الشيء: ما قَطَرَ منه؛ وخص اللحياني به

قُطارةَ الحَبِّ، قال: القُطارة، بالضم، ما قَطَر من الحَبِّ ونحوه.

وقَطَرَتِ اسْتُه: مَصَلَتْ، وفي الإِناء قُطارَة من ماء أَي قليلٌ؛ عن

اللحياني. والقَطْرانُ والقَطِرانُ: عُصارَة الأَبْهَلِ والأَرْزِ ونحوهما

يُطْبَخ فيُتحلب منه ثم تُهْنَأُ به الإِبِل. قال أَبو حنيفة: زعم بعض من ينظر

في كلام العرب أَن القَطِرانَ هو عَصير ثمر الصَّنَوْبَر، وأَن

الصَّنَوْبَر إِنما هو اسم لَوْزَةِ ذاك، وأَن شجرته به سميت صَنَوْبراً؛ وسمع قول

الشماخ في وصف ناقته وقد رَشَحَتْ ذِفْراها فشبه ذفراها لما رشحت

فاسْوَدَّت بمناديلِ عُصارة الصَّنَوْبَر فقال:

كأَن بذِفْراها مَنادِيلَ فارقتْ

أَكُفَّ رِجالٍ، يَعْصِرُونَ الصَّنَوْبَرا

فظن أَن ثمره يعصر، وفي التنزيل العزيز: سَرابيلُهم من قَطِرانٍ؛ قيل،

وا أَعلم: إِنها جعلت من القطران لأَنه يُبالِغُ في اشْتِعالِ النار في

الجلود، وقرأَها ابن عباس: من قِطْرٍ آنٍ.

والقِطْرُ: النُّحاسُ والآني الذي قد انتهى حَرُّه. والقَطِرانُ: اسم

رجل سمي به لقوله:

أَنا القَطِرانُ والشُّعَراءُ جَرْبى،

وفي القَطِرانِ للجَرْبى هِناءُ

وبعير مَقْطُورٌ ومُقَطْرَنٌ، بالنون كأَنه رَدُّوه إِلى أَصله:

مَطْليٌّ بالقَطِرانِ؛ قال لبيد:

بَكَرَتْ به جُرَشِيَّةٌ مَقْطُورَةٌ،

تَرْوِي المَحاجِرَ بازلٌ عُلْكُومُ

وقَطَرْتُ البعير: طَلَيْتُه بالقَطِرانِ؛ قال امرؤ القيس:

أَتَقْتُلني، وقد شَغَفْتُ فؤادَها،

كما قَطَرَ المَهْنُوءةَ الرَّجُلُ الطالي؟

قوله: شغفت فؤادها أَي بلغ حبي منها شِغافَ قلبها كما بلغ القَطِرانُ

شِغافَ الناقة المهنوءة؛ يقول: كيف تقتلني وقد بلغ من حبها لي ما ذكرته،

إِذ لو أَقدمت على قتله لفسد ما بينه وبينها، وكان ذلك داعياً إِلى الفرقة

والقطيعة منها.

والقِطْرُ، بالكسر: النحاس الذائب، وقيل: ضرب منه؛ ومنه قوله تعالى: من

قِطْرٍ آنٍ. والقِطْرُ، بالكسر، والقِطْرِيَّة: ضرب من البُرود. وفي

الحديث: أَنه، عليه السلام، كان مُتَوَشِّحاً بثوبٍ قِطْرِيّ. وفي حديث

عائشة: قال أَيْمَنُ دَخَلْتُ على عائشة وعليها دِرْعٌ قِطْرِيٌّ تَمَنُهُ

خمسة دراهم؛ أَبو عمرو: القِطْرُ نوع من البُرود؛ وأَنشد:

كَساكَ الحَنْظَليُّ كساءَ صُوفٍ

وقِطْرِيّاً، فأَنتَ به تَفِيدُ

شمر عن البَكْراوِيّ قال: البُرُود والقِطْرِيّة حُمْرٌ لها أَعلام فيها

بعض الخشونة، وقال خالد بن جَنْبَةَ: هي حُلَلٌ تُعْمَلُ بمكان لا أَدري

أَين هو. قال: وهي جِيادٌ وقد رأَيتها وهي حُمْرٌ تأْتي من قِبَلِ

البحرين. قال أَبو منصور: وبالبحرين على سِيف وعُمان

(* قوله« على سيف وعمان»

كذا بالأصل، وعبارة ياقوت: قال ابو منصور في اعراض البحرين على سيف الخط

بين عمان والقعير قرية يقال لها قطر.) مدينة يقال لها قَطَرٌ، قال:

وأَحسبهم نسبوا هذه الثياب إِليها فخففوا وكسروا القاف للنسبة، وقالوا:

قِطْرِيٌّ، والأَصل قَطَرِيٌّ كما قالوا فِخْذٌ لِلفَخِذِ؛ قال جرير:

لَدَى قَطَرِيَّاتٍ، إِذا ما تَغَوَّلَتْ

بها البِيدُ غاولنَ الحُزُومَ الفَيافِيا

أَراد بالقَطَرِيَّاتِ نَجائبَ نسبها إِلى قَطَر وما والاها من البَرِّ؛

قال الراعي وجعل النعام قَطَرِيَّةً:

الأَوْبُ أَوْبُ نَعائِمٍ قَطَريَّةٍ،

والآلُ آلُ نَحائِصٍ حُقْبِ

نسب النعائم إِلى قَطَرٍ لاتصالها بالبَرِّ ومحاذاتها رِمالَ يَبْرِينَ.

والقُطْر، بالضم: الناحية والجانب، والجمع أَقْطار. وقومُك أَقْطارَ

البلادِ: على الظرف وهي من الحروف التي عزلها سيبويه ليفسر معانيها ولأَنها

غرائب. وفي التنزيل العزيز: من أَقطار السموات والأَرض؛ أَقطارُها:

نواحيها، واحدها قُطْر، وكذلك أَقتارُها، واحدها قُتْرٌ. قال ابن مسعود: لا

يعجبنك ما ترى من المرء حتى تنظر على أَيِّ قُطْرَيْه يقع أَي على أَي

شِقَّيه يقع في خاتمة عمله، أَعلى شق الإِسلام أَو غيره. وأَقطارُ الفَرَس:

ما أَشرف منه وهو كاثِبَتُه وعَجُزُه، وكذلك أَقطار الخيل والجمل ما

أَشْرَفَ من أَعاليه. وأَقطارُ الفَرس والبعير: نواحيه. والتَّقاطُرُ: تقابُلُ

الأَقطارِ. وطَعَنه فَقَطَّرَه أَي أَلقاه على قُطْرِه أَي جانبه،

فَتَقَطَّر أَي سقط، قال الهُذَليُّ المُتَنَخِّلُ:

التَّارِك القِرْنَ مُصْفَرّاً أَنامِلُه،

كأَنه من عُقارِ قَهْوَةٍ ثَمِلُ

مُجَدَّلاً يتَسَقَّى جِلْدُه دَمَهُ،

كما يُقَطَّرُ جِذْعُ الدَّوْمَةِ القُطُلُ

ويروى: يتَكَسَّى جِلْدُه. والقُطُلُ: المقطوعُ. وقول: مُصْفَرّاً

أَنامِلُه يريد أَنه نُزِفَ دَمُه فاصْفَرَّتْ أَنامِلُه. والعُقار: الخَمْر

التي لازَمَتِ الدَّنَّ وعاقَرَتْه. والثَّمِلُ: الذي أَخذ منه الشَّرابُ.

والمُجَدَّلُ: الذي سقط بالجَدالَةِ وهي الأَرض. والدَّوْمَةُ: واحدةُ

الدَّوْمِ وهو شجر المُقْل. الليث: إِذا صَرَعْتَ الرجلَ صَرْعَةً شديدة

قلت قَطَّرْتُه؛ وأَنشد:

قد عَلِمَتْ سَلْمَى وجاراتُها

ما قَطَّرَ الفارِسَ إِلاَّ أَنا

وفي الحديث: فَنَفَرَتْ نَقَدَةٌ فَقَطَّرَتِ الرجلَ في الفُراتِ

فغَرِقَ أَي أَلقته في الفُرات على أَحد قُطْرَيْه أَي شِقَّيْهِ. والنَّقَدُ:

صِغارُ الغَنَم. وفي الحديث: أَن رجلاً رمى امرأَةً يوم الطائف فما

أَخطأَ أَن قَطَّرَها. وفي حديث عائشة تَصِفُ أَباها، رضي الله عنهما: قد جمع

حاشِيَتَيْه وضَمَّ قُطْرَيْه أَي جمع جانبيه عن الإنتشارِ والتَّبَدُّدِ

والتَّفَرُّقِ، والله أَعلم. وقَطَرَه فَرَسُه وأَقْطَرَه وتَقَطَّر به:

أَلقاه على تلك الهيئة. وتَقَطَّرَ هو: رَمى بنَفْسه من عُلْوٍ. وتَقَطَّر

الجِذْعُ: قُطِعَ أَو انْجَعَبَ كَتَقَطَّلَ. والبعيرُ القاطِرُ: الذي لا

يزال يَقْطُرُ بولُه. الفراء: القُطارِيُّ الحَيّةُ مأْخوذ من القُطارِ

وهو سَمُّه الذي يَقْطُرُ من كثرته. أَبو عمرو: القُطارِيَّةُ الحية.

وحيةٌ قُطارِيَّةٌ: تأْوي إِلى قُطْرِ الجبل، بَنى فُعالاً منه وليست بنسبة

على القُطْرِ وإِنما مَخْرَجُه مَخْرَجُ أُيارِيّ وفُخاذِيّ؛ قال

تأَبَّطَ شرّاً:

أَصَمُّ قُطارِيٌّ يكونُ خروجُه،

بُعَيْدَ غُروبِ الشمسِ، مُخْتَلِفَ الرَّمْسِ

وتَقَطَّر للقتال تَقَطُّراً: تَهَيَّأَ وتحَرَّقَ له. قال: والتَقَطُّر

لغة في التَّقَتُّر وهو التَّهَيُّؤُ للقتال. والقُطْرُ والقُطُرُ، مثل

عُسْرٍ وعُسُرٍ: العُودُ الذي يُتَبَخَّر به؛ وقد قَطَّر ثوبَه

وتَقَطَّرَتِ المرأَةُ، قال امرؤ القيس:

كأَنَّ المُدامَ وصَوْبَ الغَمامْ،

ورِيحَ الخُزامى ونَشرَ القُطُرْ

يُعَلُّ بها بَرْد أَنْيابِها،

إِذا طَرّبَ الطائرُ المُسْتَحِرْ

شَبَّهَ ماءَ فيها في طيبه عند السَّحَر بالمُدم وهي الخمر، وصَوْب

الغَمام: الذي يُمْزَجُ به الخمر، وريح الخُزامى: وهو خِيْرِيُّ البَرِّ.

ونَشْر القُطُر: وهو رائحة العود، والطائر المُسْتَحِرُ: هو المُصَوِّتُ عند

السَّحَر.

والمِقْطَرُ والمِقْطَرَة: المِجْمَر؛ وأَنشد أَبو عُبيد للمُرَقِّشِ

الأَصْغَر:

في كلِّ يومٍ لها مِقْطَرَةٌ،

فيها كِباءٌ مُعَدٌّ وحَمِيمْ

أَي ماء حارٌّ تُحَمُّ به. الأَصمعي: إِذا تَهَيَّأَ النبتُ لليُبْسِ

قيل: اقْطارَّ اقْطِيراراً، وهو الذي يَنْثَني ويَعْوَجُّ ثم يَهِيجُ، يعني

النبات. وأَقْطَرَ النبتُ واقْطارَّ: وَلَّى وأَخذ يَجِفُّ وتَهَيَّأَ

لليُبْسِ؛ قال سيبويه: ولا يستعمل إِلا مزيداً. وأَسْوَدُ قُطارِيٌّ:

ضَخْمٌ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

أَتَرْجُو الحَياةَ يا ابنَ بِشْرِ بنِ مُسْهِرٍ،

وقد عَلِقَتْ رِجْلاكَ من نابِ أَسْوَدا

أَصَمَّ قُطارِيٍّ، إِذا عَضَّ عَضَّةً،

تَزَيَّلَ أَعْلى جِلْدِه فتَرَبَّدا؟

وناقة مِقْطار على النسب، وهي الخَلِفةُ. وقد اقْطارَّتْ: تَكَسَّرَتْ.

والقِطارُ: أَن تَقْطُر الإِبل بعضها إِلى بعض على نَسَقٍ واحد.

وتَقْطِيرُ الإِبل: من القِطارِ.

وفي حديث ابن سيرين: أَنه كان يكره القَطَرَ؛ قال ابن الأَثير:هو

بفتحتين أَن يَزِنَ جُلَّةً من تمر أَو عِدْلاً من متاع أَو حَبٍّ ونحوهما

ويأْخُذَ ما بقي على حساب ذلك ولا يزنه، وهو المُقاطَرة؛ وقيل: هو أَن يأْتي

الرجل إِلى آخر فيقول له: بعني ما لك في هذا البيت من التمر جُزافاً بلا

كيل ولا وزن، فيبيعه، وكأَنه من قِطارِ الإِبل لاتِّباع بعضه بعضاً. وقال

أَبو معاذ: القَطَرُ هو البيع نفسه؛ ومنه حديث عُمارة: أَنه مَرَّتْ به

قِطارةُ جمال؛ القِطارَةُ والقِطارُ أَن تُشَدَّ الإِبلُ على نَسَقٍ

واحداً خَلفَ واحد. وقَطَرَ الإِبلَ يَقْطُرها قَطْراً وقَطَّرها: قَرَّب

بعضَها إِلى بعض على نَسَقٍ. وفي المثل: النُّفاضُ يُقَطِّرُ الجَلَبَ؛

معناه أَن القوم إِذا أَنْفَضُوا ونَفِدَتْ أَموالهُم قَطَروا إِبلهم فساقوها

للبيع قِطاراً قِطاراً. والقطارُ: قِطارُ الإِبل؛ قال أَبو النجم:

وانْحَتَّ من حَرْشاءِ فَلْجٍ حَرْدَلُه،

وأَقْبَلَ النملُ قِطاراً تَنْقُلُه

والجمع قُطُرٌ وقُطُراتٌ.

وتَقَاطَرَ القومُ: جاؤوا أَرسالاً، وهو مأْخوذ من قِطارِ الإِبل: وجاءت

الإِبل قطاراً أَي مَقْطورة. الرِّياشِيُّ: يقال أَكْرَيْتُهُ

مُقاطَرَةً إِذاأَكراه ذاهباً وجائياً، وأَكريته وضعة وتوضعة

(* قوله« وضعة

وتوضعة» كذا بالأصل.) إِذا أَكراه دَفْعةً. ويقال: اقْطَرَّتِ الناقة

اقْطِراراً، فهي مُقْطَرَّةٌ، وذلك إِذا لَقِحتْ فشالتْ بذنبها وشَمَختْ برأْسها.

قال الأَزهري: وأَكثر ما سمعت العرب تقول في هذا المعنى: اقْمَطَرَّت،

فهي مُقْمَطِرَّة، وكأَن الميم زائدة فيها.

والقُطَيْرة: تصغير القُطْرَة وهو الشيء التافه الخسيس. والمِقْطَرَةُ:

الفَلَقُ، وهي خشبة فيها خروق، كل خرق على قدرِ سَعَةِ الساق، يُدْخَلُ

فيها أَرجل المحبوسين، مشتق من قِطار الإِبل لأَن المحبوسين فيها على

قِطارٍ واحد مضموم بعضهم إِلى بعض، أَرجلهم في خروق خشبة مفلوقة على قَدْرِ

سَعَةِ سُوقِهم. وقَطَرَ في الأَرض قُطوراً ومَطَر مُطُوراً: ذهب فأَسرع.

وذهب ثوبي وبعيري فما أَدري من قَطَره ومن قَطَرَ به أَي أَخذه، لا

يستعمل إِلا في الجَحْدِ. ويقال: تَقَطَّرَ عني أَي تَخَلَّفَ عني،

وأَنشد:إِنِّي على ما كانَ من تَقَطُّري

عنكَ، وما بي عنكَ من تأَسُّري

ولمُقطَئِرُّ: الغضبانُ المُنْتَشِرُ من الناس.

وقَطُوراءُ، مدودٌ: نبات، وهي سَوادِيَّة. والقَطْراء، ممدود: موضع؛ عن

الفارسي. وقَطَرٌ: موضع بالبحرين؛ قال عَبْدَةُ بن الطبيب:

تَذَكَّرَ ساداتُنا أَهْلَهُمْ،

وخافوا عُمانَ وخافوا قَطَرْ

والقَطَّارُ: ماء معروف. وقَطَرِيُّ بنُ فُجاءةَ المازنيُّ زعم بعضهم

أَن أَصل الاسم مأْخوذ من قَطَريّ النِّعالِ.

قطر
. قَطَرَ المَاءُ والدَّمْعُ وغَيْرُهما من السَّيّالِ، يَقْطُرُ قَطْراً، بالفَتْح، وقُطُوراً، بالضَّمّ، وقَطَرَاناً، محرَّكَةً: سالَ. وقَطَرَهُ الله تَعَالى، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى، وأَقْطَرَه، وقَطَّرَهُ تَقْطِيراً: أَسالَهُ قَطْرَةً قَطْرَةً. والقَطْرُ: المَطَرُ: والقَطْرُ: مَا قَطَرَ من المَاءِ وغَيْرِه، الواحِدَةُ قَطْرَةٌ، وَج قِطَارٌ، بالكَسْرِ.
وقَطْرٌ: ع بَيْنَ واسِطَ والبَصْرَةِ فِي جَوَانِب البَطائِح. وقُطْرٌ، وبالفَتْح، وَفِي بعض النسَخ: بالضَّمّ: د بَيْنَ شِيرَازَ وكِرْمَانَ. ويُقال: سَحَابٌ قَطُورٌ، كصَبُور، ومِقْطَارٌ: كَثِيرُ القَطْرِ، حَكَاهُمَا الفَارِسيّ عَن ثَعْلَب. وغَيْثٌ قُطَاٌ ر، كغُرَابٍ: عَظِيمُه، أَي القَطْرِ. وأَرْضٌ مَقْطُورَةٌ: مَمْطُورَة: أَصابَها القَطْرُ والمَطَرُ. واسْتَقْطَرضهُ: رامَ قَطَرَانَهُ، أَي سَيَلانَهُ. وأَقْطَرَ الشَّيْءُ: حَانَ أَنْ يَقْطُر. وقَطَرَ الصَّمْغُ من الشَّجَرَةِ يَقْطُرُ قَطْراً: خَرَجَ. والقُطَارَةُ، بالضَّمِّ: مَا قَطَرَ من الشَّيْءِ وخَصّ اللّحْيَانيّ بِهِ قُطَارَةَ الحُبِّ، قَالَ: القُطَارَةُ: مَا قَطَرَ من الحُبِّ ونَحْوِه. والقُطَارَةُ: المَاءُ القَلِيلُ وَفِي الإناءِ قُطارَةٌ من ماءٍ، أَي قَلِيلٌ عَن اللِّحْيَانيّ. وقَطَرَتِ اسْتُه: مَصَلَتْ. وقولُه تَعالى: سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ. القِطْران بالفَتْح، وبالكَسْر، وكظَرِبانٍ ثلاثُ لُغَات، وقَرَأَ بالوَجْهَيْن الأَعْمَشُ، وقَرَأَ بالأَوّلِ عِيسَى بنُ عُمَر: عُصَارَة الأَبْهَل والأَرْزِ، وَهُوَ ثَمَرُ الصَّنَوْبَرِ قَالَه أَبو حَنِيفَةَ ونَحْوِهما يُطْبَخُ فيَتَحَّلُب مِنْهُ ثمَّ يُهْنَأُ بِهِ الإِبِلُ. قِيل: وإِنّمَا جُعِلَت سَرابِيلُهُم مِنْهُ لأَنَّه يُبَالِغُ فِي اشْتِعَال النارِ فِي الجُلُودِ. والبَعِيرُ المَقْطُورُ، المُقَطْرَانُ، بالنُّونِ، كأَنَّه رَدّوه إِلى أَصْله: المَطْلِيُّ بِهِ، قَالَ لَبِيدٌ:
(بَكَرَتْ بِهِ جُرَشِيَّهٌ مَقْطورَةٌ ... تُرْوِي المَحَاجِرَ بازِلٌ عَلْكومُ)
وقَطَرَهُ وقَطْرَنَهُ: إِذا طَلاهُ بِهِ. والقَطِرَانُ كظَرِبانٍ: اسمُ شاعِر، سُمِّي بِهِ لقَوْله:
(أَنا القَطِرَانُ والشُّعَراءُ جَرْبَي ... وَفِي القَطِرَانُ للجَرْبَي هِنَاءُ)
والقِطَرانُ: فَرَسٌ أَدْهَمُ لِعَمْرِو ابْن عَبّاد العَدَوِيّ، سُمِّيَ بِهِ للَوْنِه وفَرَسٌ آخَرُ لعَبّادِ بن زِيَادِ ابنِ أَبِيهِ. قلتُ: الَّذِي قَرَأْتُ فِي كتَاب الخَيْل لابْنِ الكَلْبِيّ أَنّ فَرَسَ عَبّادٍ هَذَا يُسَمَّى القَطِرَانيّ، بياءِ النِّسْبَة. قَالَ: وكانَ من سَوَابِقِ أَهْلِ الشامِ من الخارِجِيّة الَّتِي لَا يُعْرَفُ لَهَا نَسَبٌ. وَفِيه يقولُ عبدُ المَلِك بنُ مَرْوَانَ:)
(سَبَقَ عَبّادٌ وصَلَّت لِحْيتُهْ ... وَكَانَ خَرّازاً تَجُودُ قِرْبَتُه)
وقولُه تَعَالَى: وأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ القِطْرِ. وَهُوَ بالكَسْر: النُّحاسُ الذّائبُ، كالقَطِر ككَتِفٍ كَذَا حَكَاهُ أَهلُ التَّفْسِير عَن ابنِ السِّكِّيت. وَمِنْه قراءَةُ ابنِ عَبّاسٍ: مِنْ قِطْرٍ آنٍ. القِطْرُ: النُّحاس. والآنِي الَّذِي انْتَهَى حَرُّهُ، أَو القِطْرُ: ضَرْبٌ مِنْهُ. أَي من النُّحَاس. والقِطْرُ: ضَرْبٌ، ونَصُّ أَبي عَمْرو: نَوْعٌ من البُرُودِ، وقَيَّده بعضُهُم بأَنْ يَكُونَ من غَلِيظِ القُطْنِ كالقِطْرِيَّةِ، وَفِي الحَدِيثِ: أَنَّه كَانَ مُتَوَشِّحاً بثَوْبٍ قِطْرِيّ، وأَنشد أَبو عَمْرو:
(كَسَاكَ الحَنْظَلِيُّ كِسَاءَ صُوفٍ ... وقِطْرِيّاً فأَنْتَ بِهِ تَفِيدُ)
وَقَالَ شِمَرٌ عَن البَكْرَاوِيّ: البُرُودُ القِطْرِيّة حُمْرٌ لَهَا أَعْلامٌ فِيهَا بعضُ الخُشُونَة. وَقَالَ خالِدُ بن جَنَبَةَ: هِيَ حُلَلٌ تُعْمَلُ بمكانٍ لَا أَدْرِي أَيْنَ هُوَ. قَالَ: وهيَ جِيَادٌ وَقد رَأَيْتُهَا وَهِي حُمْرٌ تأْتِي من قِبَلِ البَحْرَيْنِ. وَمن المَجَاز: بَذَّرْتُ قِطْرَ أَبِي: أَي أَكَلتُ مالَه. والقُطْرُ بالضَّمّ: الناحِيَةُ والجَانِبُ، ج أَقْطَارٌ، وَقَوله تَعَالَى: مِنْ أَقْطَارِ السَّموَاتِ والأَرْضِ. أَقطارُهَا: نَوَاحِيها، وَكَذَلِكَ أَقْتَارُها. والقُطْرُ والقُطُر، مثل عُسْر وعُسُر: العُودُ الّذِي يُتَبَخَّرُ بِهِ. وَقد قَطَّرَ ثَوْبَه تَقْطِيراً.
وتَقَطَّرَتِ المَرْأَةُ، أَي تَبخَّرَت. قَالَ امرُؤُ القَيْسِ:
(كَأَنّ المُدَامَ وصَوْبَ الغَمَامِ ... ورِيحَ الخُزَامَى ونَشْرَ القُطُرْ)

(يُعَلُّ بِهَا بَرْدُ أَنْيَابِها ... إِذا طَرَّبَ الطائرُ المُسْتَحِرْ)
والقَطَرُ، بالتَّحْرِيك، جاءَ حديثِ ابنِ سِيرينَ: أَنَّه كانَ يَكْرَهُ القَطَر، قَالَ ابْن الأَثِير: هُوَ أَنْ يَزِنَ الرَّجُلُ جُلَّةً من تَمْرٍ أَو عِدْلاً من حَبٍّ أَو مَتاع ونحوِهما فيأْخُذ هَكَذَا بالفَاءِ، تَبِعَ فِيهِ الصاغانيّ فإِنّه ذكره هَكَذَا، والّذِي فِي النّهَايَة: ويَأْخذ مَا بَقِيَ على حِسَابِ ذَلِك وَلَا يَزِنُه، كالمُقَاطَرَة: أَنْ يَأْتِيَ رَجُلٌ إِلى رَجُل فَيَقُول لَهُ: بِعْنِي مالَكَ فِي هَذَا البَيْتِ من التَّمْرِ جُزَافاً بِلَا كَيْلٍ وَلَا وَزْنٍ، فيَبِيعُه، وكَأَنَّهث من قِطَارِ الإِبِلِ. وكانَ أَبو مُعَاذ يقولُ: القَطَرُ: هُوَ البَيْع نَفْسُه. وقَطَرُ: د، بَيْنَ القَطِيفِ وعُمَانَ، وَفِي مُخْتَصر البُلْدَان: بَين البَحْرَيْن وعُمَانَ. وَفِي الْمُحكم: مَوْضِع بالبَحْرَيْن.
قَالَ عَبْدَةُ بن الطَّبِيب:
(تَذَكَّرَ سَاداتُنَا أَهْلَهُمْ ... وخافُوا عُمَانَ وخافُوا قَطَرْ) وأَنشدَ الزَّمَخْشَرِيُّ لأَبِي النَّجْم:
(ونَزَلُوا عِنْدَ الصَّفَا المُشَقَّرَا ... وهَبَطُوا السِّنْدَ بجَنْبَيْ قَطَرَا)
)
وَقَالَ أَبو منصُور: وبالبَحْرَيْن على سيف البَحْرِ بَيْنَ القَطِيفِ وعُمَان: بَلَدٌ، يُقَال لَهُ قَطَرُ، أَحْسَبُهم نَسَبُوا إِليها فَقَالُوا: ثِيابٌ قِطْرِيَّة، بالكَسْرِ على غيرِ قِياسٍ خَفَّفُوا وكَسَرُوا الْقَاف، والأَصْل قَطَرِيٌّ، محرّكة كَمَا قَالُوا: فِخْذٌ، للفَخِذ. ونَجَائِبُ قَطَرِيّاتٌ، بالتَّحْرِيكِ فِي قولِ جَرِير:
(لَدَى قَطَرِيّاتٍ إِذا مَا تَغَوَّلَتْ ... بِنَا البِيدُ غَاوَلْنَ الحُزُومَ القَيَاقِيَا)
أَراد بهَا نَجَائِبَ نَسَبَها إِلى قَطرَ وَمَا وَالاَها من البَرِّ. قَالَ الرّاعِي، وجَعَلَ النَّعَامَ قَطَرِيّة:
(الأَوْبُ أَوْبُ نَعائم قَطَرِيَّة ... والآلُ آلُ نَحَائص حُقْبِ)
نَسَبَ النَّعَائمَ إِلى قَطَرَ لاتّصَالها بالبَرِّ ومُحَاذاتِهَا رِمَالَ يَبْرِينَ. والتَّقاطُر: تَقَابُلُ الأَقْطَارِ وقَطَّرَهُ على فَرَسِه تَقْطِيراً، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ، وَهُوَ غَلَط، والصَّوابُ قطَّرَه فَرَسُه وأَقْطَرَه، وتَقَطَّر بِه والعامَّةُ تَقول: تَقَنْطَرَ بِهِ: أَلْقَاهُ على قُطْرِهِ، أَي جانِبِه وشِقِّه. وَكَذَا طَعَنَه فقَطَّرَه، أَي أَلقَاهُ على تِلْكَ الهَيْئَة، فتَقَطَّر، أَي سَقَط. وتَقَطَّرَ الرَّجُلُ: تَهَيَّأَ للقِتَالِ وتَحَرَّقَ لَهُ، لُغَةٌ فِي تَقَتَّرَ، وَقد تقدّم. وتَقَطَّرَ هُوَ: رَمَى بنَفْسِه من عُلْو. وتَقَطَّرَ الجِذْعُ جذْعُ النَّخِلَة: انْجَعَفَ، هَكَذَا بِالْفَاءِ فِي النُّسخ، أَي قُطِعَ، لغةٌ فِي تَقَطَّل، قَالَ المُتَنَخِّل الهُذَليّ:
(التارِكُ القِرْنَ مُصْفَرّاً أَنَامِلُه ... كأَنَّهُ مِنْ عُقَار قَهْوَة ثَمِلُ)

(مَجَدَّلاً يَتَسَقَّى جِلْدُه دَمَهُ ... كَمَا تَقَطَّرَ جِذْعُ الدَّوْمةِ القُطُلُ)
الدَّوْمَةُ: شَجَرَةُ المُقْلِ. والقُطُل: المَقْطُوع. وحَيَّةٌ قُطَارِيَّةٌ، وقُطَارِىٌّ، بضَمِّهما: سَوْدَاءُ كأَنَّهُ منسوبٌ إِلى القَطِرَانِ، على غَيْرِ قِيَاس، وَلم أَجِدْ أَحداً من الأَئّمة تَعرَّض لذَلِك، وإِنَّمَا نَصّ ابْن الأَعرابيّ فِي نَوَادِرِه: أَسْوَدُ قُطَارِيّ: ضَخْم فَظَنَّ أَنَّ الأَسْوَد صِفَةُ قُطارىٍّ، وسيأْتي. أَو تَأْوِي إِلى جِذْعِ النَّخْلِ، وَهَذَا أَيضاً خِلافُ مَا نَصُّوا عَلَيْهِ، فإِنَّ الأَزْهَرِيّ وغَيْرَهُ قَالَا عَن أَبِي عَمْروٍ: تَأْوِي إِلى قُطْرِ الجَبَلِ، بَنَي فُعَالاً مِنْهُ، ولَيْسَتْ بنِسْبَةٍ على القُطْرِ، وإِنّمَا مَخْرَجُه مَخْرَجُ أُيَارِىّ وفُخَاذِىّ، قَالَ تَأَبَّطَ شرّاً:
(أَصَمُّ قُطارِىٌّ يكُونُ خُرُوجُه ... بُعيْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ مُخْتَلِفَ الرَّمْسِ)
أَو يَقْطُرُ مِنْهُ السّمُّ لِكَثْرتِه، مأْخوذٌ من القُطَارِ، وَهَذَا قولُ الفَرَّاءِ، وَنَقله الصاغَانيّ أَيضاً.
واقْطَارَّ النَّبْتُ اقْطِيرَاراً: وَلَّى وأَخَذَ يَجِفُّ، وتَهَيَّأَ لليُبْسِ، كاقْطَرَّ اقْطِراراً. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَا يُسْتَعْمَلُ إِلاّ مزِيداً. وقالَ الأَصمعيّ: إِذا تَهَيَّأَ النَّبْتُ لِليُبْسِ قيل: اقْطَارَّ اقْطِيراراً، وَهُوَ الَّذِي يَنْثَنِي ويَعْوَجُّ ثمّ يَهِيجُ. واقْطَارَّ الرَّجُلُ اقْطِيرَاراً، فَهُوَ مُقْطَئِرٌّ: غَضِبَ وانْتَشَرَ. واقْطَارَّتِ الناقَةُ:) نَفَرَتْ فَهِيَ مِقْطَارٌّ على النَّسَبِ. واقْطَرَّتِ الناقَةُ، اقْطِراراً فَهِيَ مُقْطَرَّةٌ: وَذَلِكَ إِذا لَقِحَتْ فشالتْ بذنَبِهَا وشَمخَتْ برَأْسِهَا. زَاد الزَّمَخْشَرِيّ: كِبْراً. وَقَالَ الأَزْهريُّ: وأَكثرُ مَا سَمِعْتُ العربَ تقولُ فِي هَذَا المَعْنَى اقْمَطَرَّت، فَهِيَ مُقْمطِرَّة، وكأَنَّ المِيمَ زائدةٌ فِيهَا. وقَطَرَ الإِبِلَ يَقْطُرُها قَطْراً، وقَطَّرَهَا تَقْطِيراً، وأَقْطَرَها، وهذِه لم أَجِدْها فِي الأُمّهات، وَاقْتصر ابنُ سيدَه والأَزهريُّ على القَطْر والتَّقْطِير: قَرَّبَ بَعْضَها إِلى بَعْض على نَسَقٍ. وَفِي المَثَل: النُّفاضُ يُقَطِّرُ الجَلَبَ مَعْنَاهُ أَنّ القَوْم إِذا نَفِذَت أَموالُهُم قَطَرُوا إِبِلَهُم فساقُوهَا لِلْبَيع قِطَاراً قِطَاراً. ويُقال: جاءَتِ الإِبِل قِطَاراً قِطاراً، بالكَسْر، أَي مَقْطُورَةً، قَالَ أَبو النَّجْم:
(وانْحتَّ من حَرْشاءِ فَلْجٍ خَرْدَ لَهُ ... وأَقْبَلَ النَّمْلُ قِطَاراً تَنْقُلُه)
والجَمْعُ قُطُرٌ وقُطُراتٌ، والعامَّة تَقول: قِطَارَاتٌ. والمِقْطَرَةُ: المِجْمَرَة، كالمِقْطرِ، بكسْرهما، وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ للمرقِّش الأَصْغر:
(فِي كلِّ يَوْم لَهَا مِقْطَرَةٌ ... فِيها كِبَاءٌ مُعَدٌّ وحَمِيمْ)
أَي ماءٌ حارٌّ يَُحّم بِهِ. والمِقْطَرَةُ: الفَلَقُ، وَهِي خَشَبَةٌ فِيهَا خُرُوقٌ كُلُّ خَرْق على قَدْرِ سَعَةِ الساقِ، تُدْخَلُ فِيهَا أَرْجُل المَحْبُوسِينَ مُشْتَقٌّ من قِطَار الإِبِلِ لأَنَّ المحبوسين فِيها على قِطَارٍ واحِدٍ، مضْمُومٌ بعضُهم إِلى بَعْضٍ، أَرْجُلُهُم فِي خُرُوقِ خَشَبَة مَفْلُوقَة على قَدْرِ سَعَةِ سُوقِهِم.
وقَطَرَ فِي الأَرْضِ قُطُوراً ومَطَرَ مُطوراً: ذَهَبَ وأَسْرَع، وَهُوَ مَجاز. وقَطَرَ فلَانا قَطْراً: صَرَعه صَرْعَةً شَدِيدَة، قَالَه اللَّيْث، وأَنشد:
(قَد عَلِمَتْ سَلْمَى وجاراتُهَا ... مَا قَطَرَ الفارِسَ إِلاَّ أَنَا)
وقطرَ الثَّوْبَ: خاطَه، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ، وَهُوَ مَجازٌ. وَمن المَجَازِ أَيضاً: يُقال: ذَهَبَ ثَوْبِي وبَعِيرِي وَمَا أَدري مَنْ قَطَرَه، ومَنْ قَطَرَ بِهِ، أَي أَخَذ، وكذلِك: مَنْ مَطَرضهُ، وَمن مَطَرَ بِهِ، لَا يُسْتَعْمَل إِلاّ فِي الجَحْد. والمُقْطَئِرّ، كمُطْمَئِنٍّ: الغَضْبَانُ المُنْتَشرُ من الناسِ. والقَطْراءُ، ممدودٌ: ع، عَن الفارِسِيّ. و، القَطّارُ كشَدّادٍ: ماءٌ، أَحْسَبُه نَجْدِياً. والقاطِرُ المَكّيّ: عُصَارَةٌ حَمْراءُ، يقالُ لَهُ: دَمُ الأَخَوَيْنِ، وَهُوَ معروفٌ. وبَعِيرٌ قاطِرٌ: لَا يزَال يَقْطُرُ بَوْلُه. وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: كُلُّ صَمْغٍ يَقْطُرُ مِنْ شَجَرٍ فَهُوَ قاطِر. وقَطُورَاءُ، بالمَدِّ: نَبْتٌ، سَوادِيَّة. ومُرِّيُّ بنُ قَطَرِيّ، مُحَرَّكَةً تابِعِيٌّ.
وقَطَرِيُّ بنُ الفُجاءَة أَحدُ أَبْطالِ الخَوَارِجِ، شاعِرٌ من بَنِي مازِنِ بن مالِكِ بنِ عَمْرِو بن تَمِيمٍ، واسمُ الفُجَاءَةِ جَعْوَنَةُ، تقدّم ذِكْرُه فِي الهَمْزَة. وَعَن الرِّياشيّ: أَكْرَاهُ مُقاطَرَةً: أَي ذاهِباً وجائِياً،)
وأَكراه تَوْضَعةً: أَي دَفْعَةً. والقطْرَة، بالضّمّ: الشَّيْءُ التافِهُ اليَسِيرُ الخَسِيسُ، تَقول: أَعْطِنِي مِنْهُ قُطْرَةً، وقُطَيْرةً، والأَخِيرُ تَصْغِيرُ القُطْرَة. وَبِه تَقْطِيرٌ، أَي لم يَسْتَمْسِك بَوْلُه من بَرْدٍ يُصِيبُ المَثَانَة. وتَقَطَّرَ عَنهُ: تَخَلَّفَ، وأَنشد شَمِرٌ لرُؤْبَةَ:
(إِنِّي على مَا كانَ من تَقَطُّرِي ... عَنْكَ وَمَا بِي عَنْكَ من تَأَسُّرِ)
والقَطَرِيَّةُ، بالفَتْحِ: ناحِيَةٌ باليَمَامَة. وقُطْرُونِيَةُ مُخَفّفةً: د، بالرُّوم. وممّا يُسْتدرك عَلَيْهِ: أَقْطَرَ الماءُ: سالَ، لغةٌ فِي قَطَرَ، عَن أَبِي حَنِيفَةَ. وتَقَاطَرَ الماءُ، مِثْلُه. أَنشدَ ابنُ جِنّى:
(كأَنَّه تَهْتانُ يَوْمٍ ماطِرِ ... مِنَ الرَّبِيعِ دائمُ التّقاطُرِ)
والقَطِر، ككَتِفٍ: لُغَةٌ فِي القِطْر، بالكَسْر، وَقد تَقَدّم. وَقَالَ ابنُ مَسْعُودٍ: لَا يُعْجِبَنَّكَ مَا تَرَى من المَرْءِ حَتَّى تَنْظُرَ على أَيِّ قُطْرَيْهِ يَقَع، أَي على أَيِّ شِقَّيْهِ فِي خاتِمَةِ عَمَله. وأَقْطَارُ الفَرَسِ: مَا أَشْرَفَ مِنْهُ، وَهُوَ كاتِبَتُه وعَجُزُه. وَكَذَلِكَ أَقْطَارُ الجَبَل والجَمَلِ: مَا أَشْرَفَ من أَعالِيهِ. وأَقْطَارُ الفَرَس والبَعِيرِ: نوَاحِيه. وَفِي حَدِيثِ عائِشَةَ تَصِفُ أَباها رَضِيَ الله عَنْهُمَا: قد جَمَعَ حاشِيَتَيه وضَمّ قُطْرَيْه أَي جانِبَيْه عَن الانْتِشار والتَّفَرُّق. وَهُوَ مَجاز. وأَسْوَدُ قُطَارِىّ: ضَخْمٌ عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ. وتَقَاطَرَ القَوْمُ: جاءُوا أَرْسَالاً، وَهُوَ مَجاز مأَخُوذٌ من قِطَارِ الإِبِلِ. وَكَذَا تَقَاطَرَتْ كُتُبُ فلانٍ، من ذَلِك. وَمن المَجَازِ أَيضاً: مَا قَطَرَك عَلَيْنَا، أَي مَا صَبَّك. ورَمَاهُ الله بقَطْرَةٍ: بداهِيَةٍ صُبَّت عَلَيْهِ. قَالَ:
(فإِنْ تَكُ قَطْرَةٌ شَقَّتْ عَصَانَا ... لَقَدْ عِشْنَا زَماناً مُونِقِينَا)
ويُقَال: جَمَع فلانٌ قُطْرَيْه، إِذا تَكبَّر مُغْضَباً، مأْخُوذٌ من أَقْطَرَتِ الناقَةُ، إِذا شَمَخَتْ برَأْسِها، كَمَا فِي الأَساس. وعِصَامُ بنُ محمّدِ الثَّقَفِيُّ الأَصْبهانيُّ القَطْرِيُّ، بالفَتْح: شيخٌ لأَبِي نُعَيْم. ومحمّد بن عبد الحَكَم القِطْرِيُّ، بالكَسْر، وأَخُوه عبدُ اللهِ: مُحَدِّثان. والقَطْرانِيُّ، بالفَتْح: مَوْضِعٌ بِجَيْزَةِ مِصْرَ. وجَزِيرَةُ القُطُورِىّ بهَا أَيضاً.

فرسن

فرسن: الفِرْسِنُ: فِرْسِنُ البعير.
[فرسن] الفِرْسِنُ من البعير، بمنزلة الحافر من الدّابّة، وربَّما استعير في الشاة. قال ابن السراج: النون زائدة لانها من فرست. وقد ذكر.
فرسن: فرسن وتفرسن: ذكرهما فوك في مادة لاتينية معناها فرسية. وعند بوسييه: تفرسن تعلم ركوب الخيل، وأصبح فارسا ماهرا.
فرسن. الفراسن= الاكارع. أكارع الإبل. (ديوان الهذليين ص38، البيت السادس) فرسنة: فروسية. (فوك)
(فرسن) - ومن رباعيِّه في الحديث : "ولو فِرْسِنَ شَاة"
والفِرْسِنُ: عَظْم قليل اللحم، وهو للشاةِ والبعير بمنزلة الحافر للدَّابَّة. وقيل: هو خُفُّ البعير. ورجل مُفرسَن الوَجهِ: كثيرُ لحم الوجه. 
[فرسن] فيه: لا تحقرن من المعروف شيئا ولو "فرسن" شاة، هو عظم قليل اللحم، وهو خف البعير كالحافر للدابة، وقد يستعار لظلف الشاة، ونونه زائدة، وقيل أصلية. ك: لاتحقرن جارة لجارتها- اللام متعلقة بلا تحقرن، أي لا تحقر هدية جارتها حتى في أحقر الأشياء من أبغض البغيضين إذ حمل الجارة على الضرة، والفرسن- بكسر فاء وسين من البقر كقدم الإنسان، وهذا نهي للعطية من أن تمنع هدية الجارة لاستقلالها الموجودة عندها بل تجود بما تيسر، ويحتمل فهي المعطاة عن الاحتقار. ن: والظاهر الأول. ط: يا نساء المسلمات- بنصب نساء وجر مسلمات من إضافة الموصوف إلى صفته، وبضم النساء على النداء، ورفع المسلمات على اللفظ، ونصبه على المحل، وهو مبالغة، وإن كان لا ينتفع بالفرسن كحديثك من بنى مسجدًا ولو كفحص طائر، وهو حث على التحاب في الله، وخص النساء لأنهن مواد الشنان والمحبة.

فرسن: الفُرَاسِنُ والفِرْسَانُ من الأُسْد، واعْتَدَّ سيبويه

الفِرْناسَ ثلاثيّاً، وهو مذكور في موضعه. والفِرْسِنُ: فِرْسِنُ البعير، وهي

مؤنثة، وجمعها فَراسِنُ. وفي الفَراسِنِ السُّلامَى: وهي عظام الفِرْسِن

وقَصَبُها، ثم الرُّسْغ فوق ذلك، ثم الوَظِيفُ، ثم فوق الوَظِيفِ من يد

البعير الذِّراعُ، ثم فوق الذراع العَضُدُ، ثم فوق العَضُدِ الكتفُ، وفي رجله

بعد الفِرْسِنِ الرُّسغُ ثم الوظيفُ ثم الساق ثم الفخذ ثم الوَرِكُ،

ويقال لموضع الفِرْسِن من الخيل الحافرُ ثم الرُّسْغُ. والفِرْسِنُ من

البعير: بمنزلة الحافر من الدابة، قال: وربما استعير في الشاة. قال ابن

السراج: النون زائدة لأَنها من فَرسْتُ، وقد تقدم. والذي للشاة هو الظَّلْفُ.

وفي الحديث: لا تَحْقِرَنَّ من المعروف شيئاً ولو فِرسِنَ شاة؛

الفِرْسِنُ: عظم قليل اللحم، وهو خُفَّ البعير كالحافر للدابة.

فرسن



الفِرْسِنُ, of the camel, is What corresponds to the حَافِر [or hoof] of the horse or a similar beast: (S, K:) or the part which is below the رُسْغ [or pastern] and in which are the bones called سُلَامَى

[q. v.]: and sometimes it is (tropical:) of the sheep or goat: it is of the fem. gender: and the pl. is فَرَاسِنُ: (TA:) accord. to Ibn-Es-Sarráj, the ن is augmentative, because it is from فَرَسْتُ, (S, TA,) and [therefore] it has been mentioned before [in art. فرس, in which see more]. (S.) الفِرْسَانُ: see what next follows.

الفُرَاسِنُ The lion; (K, TA;) as also ↓ الفِرْسَانُ: and so [الفُرَانِسُ and] الفِرْنَاسُ. (TA.) See also the last paragraph below.

الفُرَاسِيُونُ, (K, TA,) with damm, (TA,) The كُرَّاث جَبَلِىّ [lit. mountain-leek]: (K, TA:) so it is said to be: it is a four-sided أَصْل [app. meaning stem], from which rise many white, foursided, branches, whereon sometimes grow rough leaves like the thumb; and it has a blossom inclining to blueness and yellowness: (TA:) it has the property of clearing the complexion, dissolves thick humours, is diuretic, opens obstructions, and is beneficial as a remedy for the bite of the dog, (K, TA,) i. e. of the mad dog: (TA:) [it is now applied in Cairo to euphrasia: (Forskål, Descr. Anim. &c., p. 145:) and marrubium plicatum. (Idem, Flora Aegypt. Arab., pp. lxviii. and 213.)]

مُفَرْسَنُ الوَجْهِ, with fet-h to the س, Having much flesh in the face. (K.) Perhaps the lion is hence called ↓ فُرَاسِنُ. (TA.)
فرسن
: (الفِرْسِنُ، كزِبْرِجٍ، للبَعيرِ كالحافِرِ لَّلدابَّةِ) أُنْثى، والجَمْعُ فَراسِنُ.
وَفِي الفَراسِنِ السُّلامَى، وَهِي عِظامُ الفِرْسِنِ وقَصَبُها، ثمَّ الرُّسْغ فوْقَ ذلكَ، ثمَّ الوَظِيفُ، ثمَّ فوْقَ الوَظِيفِ من يدِ البَعيرِ الذِّراعُ، وَفِي رِجْلِه بعْدَ الفِرْسِن الرُّسْغُ، ثمَّ الوَظِيفُ، ثمَّ السَّاقُ، ثمَّ الفخذُ، ورُبَّما اسْتُعِير للشَّاةِ وَمِنْه الحدِيثُ: (لَا تَحْقِرَنَّ من المَعْروفِ شَيْئا وَلَو فِرْسِنَ شاةٍ) .
وقالَ ابنُ السرَّاج: النونُ زائِدَةٌ لأنَّها مِن فَرسْتُ.
(والفُرَاسِنُ، كعُلابِطٍ: الأَسَدُ كالفِرْسانِ، بالكسْرِ، والفِرْناسِ. واعْتَدَّ سِيْبَوَيْه الفِرْناسَ ثلاثيّاً؛ وَهُوَ مَذْكورٌ فِي موْضِعِه.
(والمُفَرْسَنُ: الوَجْهِ، بفتْحِ السِّينِ: الكَثيرُ لَحْمِهِ، ولعلَّه بِهِ سمِّي الأسدُ فراسنا.
(والفُراسِيُونُ، بالضمِّ: أَصلُ مُرَبَّع تقومُ عَنهُ فُروعٌ كثيرَةٌ بيض مُزَغَّبة قد نَبَتَ فِيهَا أَوْراقٌ خشِنَةٌ كالإبْهامِ، وَله زهْرٌ إِلَى زرْقَةٍ وصفْرَةٍ، يقالُ: هُوَ (الكُرَّاثُ الجَبَلِيُّ جَلاَّءٌ مُذيبٌ للأَخْلاطِ الغَليظَةِ (والرِّياحِ الغَليظَةِ، (مُدِرٌّللفُضُلاتِ وَلَو بخوراً، (مُفَتِّحٌ للسُّدَدِ، جابرٌ لكلِّ كسرٍ ووثي، مُفَجِّرٌ لكلِّ صلابَةٍ كالداحِسِ، ويذهبُ السّلاقَ والدّمْعَة والظلْمَةَ ونزولَ الماءِ والجشا إِذا قطرت، ويَفْتَحُ الصَّمَم ويُزِيلُ أَوْــجاعَ الأُذُنِ والأسْنانِ وأَمْراضِ الفمِ والرَّبْوِ والسُّعالِ ويزيلُ أَوْــجاعَ الصَّدْرِ والمَعِدَةِ والكَبِدِ والطَّحالِ، ويُنَقِّي القرُوحَ ويدْملُها مَعَ العَسَلِ، (نافِعٌ لعَضَّةِ الكَلْبِ الكَلِبِ، وَهُوَ يضرُّ الكُلَى والمَثانَةَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
فِرْسانُ، بالكسْرِ: قرْيَةٌ بأَصْفَهان، مِنْهَا: أَبو الحَسَنِ إِسْحاقُ بنُ إبْراهيمَ بنِ أَيُّوب العَنْبريُّ عَن سُفْيان الثَّوْري.
والفِرْسانُ: الأَسَدُ، كالفِرْناسِ.
وأمَّا فرسَان، مثلَّث الفاءِ لقَرْيَةٍ بأفْريقيَةَ، تقدَّمَ ذِكْرُها فِي السِّين.

السّرقة

السّرقة
[في الانكليزية] Theft
[ في الفرنسية] Vol
كالسّرق محركتين بكسر الراء مصدر سرق منه شيئا أي جاء مستترا إلى حرز فأخذ مال غيره. وعند الفقهاء هو نوعان لأنّه إمّا أن يكون ضررها بذي المال أو به وبعامة المسلمين.
فالأول يسمّى السّرقة الصغرى، والثاني السّرقة الكبرى، وهما مشتركان في التعريف وأكثر الشروط. فعرّفهما صاحب مختصر الوقاية بأخذ مكلّف خفية قدر عشرة دراهم مضروبة مملوكا محرزا بلا شبهة بمكان أو حافظ، أي أخذ مكلّف بطريق الظلم كما هو المتبادر من الإضافة، فاحترز بالمكلّف عن غيره، فلا يقطع الصبي والمجنون ولا غيرهما إذا كان معه أحدهما، وإن كان الآخذ الغير. وعند أبي يوسف يقطع الغير. ولا يقطع بأخذ المصحف والكتب وآلات اللهو لاحتمال أن يأخذه للقراءة والنهي عن المنكر، فمن الظن بطلان التعريف منعا. وقوله خفية احتراز عن الأخذ مكابرة فإنّه غصب كما إذا دخل نهارا أو بين العشاءين في دار بابها مفتوح أو ليلا، وكلّ من الصاحب والسارق عالم بالآخر، فلو علم أحدهما لا الآخر قطع كما لو دخل بعد العتمة وأخذ خفية أو مكابرة معه سلاح أو لا، والصاحب عالم به أو لا، ولو كابره نهارا فنقب البيت سرا وأخذ مغالبة لم يقطع. وقوله قدر عشرة دراهم أي بوزن سبعة يوم السرقة والقطع، فلو انتقص عن ذلك يوم القطع لنقصان العين قطع لأنّه مضمون على السارق فكأنه قائم، بخلاف ما انتقص للسّعر فإنّه لا يقطع لأنّه غير مضمون عليه. وعن محمد أنّه يقطع. وذكر الطحاوي أنّ المعتبر يوم الأخذ والمتبادر أن يكون الأخذ بمرة فلو أخرج من الحرز أقل من العشرة ثم دخل فيه وكمل لم يقطع. وقوله مضروبة احتراز عن أخذ تبر وزنه عشرة وقيمته أقل فإنّه حينئذ لا يقطع، فيقوّم بأعز نقد رائج بينهم، ولا يقطع بالشّك ولا بتقويم بعض المقومين. وقوله مملوكا احتراز عن أخذ غير المملوك. وقوله محرزا أي ممنوعا من وصول يد الغير إليه. وقوله بلا شبهة تنازع فيه مملوكا ومحرزا فلا قطع بأخذ الأعمى لجهله بمال غيره ولا بالأخذ من السّيّد والغنيمة وبيت المال.
وقوله بمكان أي بسبب موضع معدّ لحفظ الأموال كالدور والدكاكين والحانات والخيام والصناديق. والمذهب أنّ حرز كلّ شيء معتبر بحرز مثله حتى لا يقطع بأخذ لؤلؤ من اصطبل، بخلاف أخذ الدابة. وقوله حافظ أي بسبب شخص يحفظ فلا قطع بالأخذ عن الصبي والمجنون ولا يأخذ شاة أو بقرة أو غيرها من مرعى معها راع، ولا بأخذ المال من نائم إذا جعله تحت رأسه أو جنبه. أما إذا وضع بين يديه ثم نام ففيه خلاف، كذا في جامع الرموز

وفي الدرر: السرقة لغة أخذ الشيء من الغير خفية أيّ شيء كان. وشرعا أخذ مكلّف أي عاقل بالغ خفية قدر عشرة دراهم مضروبة جيدة محرزا بمكان أو حافظ، فقد زيدت على المعنى اللغوي أوصاف شرعا منها في السارق وهو كونه مكلفا، ومنها في المسروق وهو كونه مالا متقوّما مقدرا، ومنها في المسروق منه وهو كونه حرزا. ثم إنها إمّا صغرى وهي السرقة المشهورة وفيها مسارقة عين المالك أو من يقوم مقامه. وإمّا كبرى وهي قطع الطريق وفيها مسارقة عين الإمام لأنه المتصدي لحفظ الطريق بأعوانه انتهى.
وفي كليات أبي البقاء السرقة أخذ مال معتبر من حرز أجنبي لا شبهة فيه خفية وهو قاصد للحفظ في نومه أو غيبته. والطرّ أخذ مال الغير وهو حاضر يقظان قاصد حفظه وهو يأخذه منه بنوع غفلة وخدع، وفعل كلّ واحد منهما وإن كان شبيها بفعل الآخر، لكنّ اختلاف الاسم يدل على اختلاف المسمّى ظاهرا، فاشتبه الأمر أنّه دخل تحت لفظ السارق حتى يقطع كالسارق أم لا فنظرنا في السرقة فوجدناه جناية، لكن جناية الطرار أقوى لزيادة فعله على فعل السارق، حيث يأخذ من اليقظان فيثبت القطع بالطريق الأولى كثبوت حرمة الضرب بحرمة التأفيف، وهذا يسمّى بالدلالة عند الأصوليين. بخلاف النباش فإنّه يأخذ مالا لا حافظ له من حرز ناقص خفية فيكون فعله أدنى من فعل السارق، فلا يلحق به ولا يقطع عند أبي حنيفة ومحمد، خلافا لأبي يوسف رحمهم الله. وعند الشافعي يقطع يمين السارق بربع دينار حتى سأل الشاعر المعري للإمام محمد رحمه الله:
يد بخمس مئين عسجد فديت ما بالها قطعت بربع دينار فقال محمد في الجواب: [لمّا] كانت أمينة ثمينة فلما خانت هانت كذا في الجرجاني.
وعند الشعراء ويسمّى الأخذ أيضا هو أن ينسب الشاعر شعر الغير أو مضمونه إلى نفسه.
قالوا اتفاق القائلين إن كان في الغرض على العموم كالوصف بالشــجاعــة أو السخاء أو نحو ذلك فلا يعدّ سرقة ولا استعانة ولا أخذا ونحو ذلك، لتقرره في العقول والعادات. وإن كان اتفاقهم في وجه الدلالة على الغرض كالتشبيه والمجاز والكناية وكذكر هيئات تدلّ على الصفة لاختصاص تلك الهيئات بمن تثبت تلك الصفة له كوصف الجواد بالتهلل عند ورود السائلين، فإن اشترك الناس في معرفته أي معرفة وجه الدلالة على الغرض لاستقراره فيهما أي في العقول والعادة كتشبيه الشــجاع بالأسد والجود بالبحر فهو كالأول، أي فالاتفاق في هذا النوع من وجه الدلالة على الغرض كالاتفاق في الغرض العام في أنّه لا يعدّ سرقة ولا أخذا، وإلّا أي وإن لم يشترك الناس في معرفته ولم يصل إليه كل أحد لكونه مما لا ينال إلّا بفكر صائب صادق جاز أن يدعى فيه السبق والزيادة بأن يحكم بين القائلين فيه بالتفاضل، وإنّ أحدهما فيه أكمل من الآخر، وإنّ الثاني زاد على الأول أو نقص عنه. وهذا ضربان خاصي في نفسه غريب لا ينال إلّا بفكر وعامي تصرف فيه بما أخرجه من الابتذال إلى الغرابة كما في التشبيه الغريب الخاصي والمبتذل العامي. وإذا تقرّر هذا فالسّرقة والأخذ نوعان، ظاهر وغير ظاهر. أمّا الظاهر فهو أن يؤخذ المعنى كله إمّا مع اللفظ كله أو بعضه، وإمّا وحده. فإن أخذ اللفظ كله من غير تغيير لنظمه فهو مذموم لأنّه سرقة محضة ويسمّى نسخا وانتحالا، كما حكي أنّ عبد الله بن الزبير دخل على معاوية فأنشد بيتين:
إذا أنت لم تنصف أخاك وجدته على طرف الهجران إن كان يعقل ويركب حدّ السّيف من أن تضيمه إذا لم يكن عن شفرة السّيف مزحل أي إذا لم تعط أخاك النصفة ولم توفّه حقوقه تجده هاجرا لك ومتبدلا بك إن كان به عقل وله معرفة. وأيضا تجده راكبا حدّ السيوف أي ويتحمّل شدائد تؤثر فيه تأثير السّيف مخافة أن يدخل عليه ظلمك أو بدلا من أن تظلمه متى لم يجد عن ركوب حدّ السيف مبعدا ومعدلا.
فقال له معاوية لقد شعرت بعدي يا أبا بكر، أي صرت شاعرا، ولم يفارق عبد الله المجلس حتى دخل معن بن أوس المزني الشاعر فأنشد قصيدته التي أولها:
لعمرك ما أدري وإنّي لأوجل على أيّنا تغدو المنية أول حتى أتمها وفيها هذان البيتان. فأقبل معاوية على عبد الله بن الزبير وقال له: ألم تخبرني أنّهما لك؟ فقال: اللفظ له والمعنى له، وبعد فهو أخي من الرضاعة وأنا أحقّ بشعره فقلته مخبرا عن حاله وحاكيا عن حالي هكذا في المطول وفي معناه أن يبدل بالكلمات كلها أو بعضها ما يرادفها، يعني أنه مذموم وسرقة محضة كما يقال في قول الحطيئة:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فإنّك أنت الطاعم الكاسي إنّه بدّل الكلمات وأبقى المعاني فقيل:
ذر المآثر لا تذهب لمطلبها واجلس فإنّك أنت الآكل اللابس وإن أخذ اللفظ كلّه مع تغيير نظمه أو أخذ بعض اللفظ لا كله سمّي هذا الأخذ إغارة ومسخا، وهو ثلاثة أقسام: لأنّ الثاني إمّا أن يكون أبلغ من الأول أو دونه أو مثله، فإن كان الثاني أبلغ لاختصاصه بفضيلة فممدوح ومقبول، وإن كان الثاني دونه فمذموم، وإن كان مثله فأبعد من الذمّ، والفضل للأول. وإنّما يكون أبعد من الذمّ إن لم يكن في الثاني دلالة على السرقة كاتفاق الوزن والقافية وإلّا فهو مذموم جدا. مثال الأول قول بشار:
من راقب الناس لم يظفر بحاجته وفاز بالطيّبات الفاتك اللهج أي الشــجاع القتال وراقب بمعنى خاف.

وقول سلم:
من راقب الناس مات همّا وفاز باللذة الجسور أي شديد الجرأة فبيت سلم مأخوذ من بيت بشّار إلّا أنّه أجود سبكا وأخصر لفظا.

ومثال الثاني قول أبي تمام:
هيهات لا يأتي الزمان بمثله إنّ الزمان بمثله لبخيل فأخذ منه أبو الطيب المصراع الثاني فقال:
أعدى الزمان سخاؤه فسخا به ولقد يكون به الزمان بخيلا يعني تعلّم الزمان منه السخاء وسرت سخاوته إلى الزمان فأخرجه من العدم إلى الوجود، ولولا سخاؤه الذي استفاد منه لبخل به على الدنيا واستبقاه لنفسه، كذا ذكره ابن جني. وقال ابن فورة: هذا تأويل فاسد لأنّ سخاءه غير موجود قبل وجوده فلا يوصف بالعدوى إلى الزمان وإنّما المراد سخا الزمان بالممدوح عليّ وكان بخيلا به لا يجود به على أحد ومستبقيا لنفسه، فلما أعداه سخاءه أسعدني بضمي إليه وهدايتي له. فالمصراع الثاني مأخوذ من المصراع الثاني لأبي تمام كذا في المطول والمختصر. لكن مصراع أبي تمام أجود سبكا من مصراع أبي الطيّب لأنّ قوله ولقد يكون لم يصب محله إذ المعنى به هاهنا لقد كان أي على المضي. ومثال الثالث قول أبي تمام:
لو حار مرتاد المنية لم تجد إلا الفراق على النفوس دليلا الارتياد الطلب أي المنية الطالبة للنفوس لو تحيّرت في الطريق إلى إهلاكها ولم يمكنها التوصّل إليها لم يكن لها دليل عليها إلّا الفراق فأخذ منه أبو الطيب فقال:
لولا مفارقة الأحباب ما وجدت لها المنايا إلى أرواحنا سبلا وإن أخذ المعنى وحده سمّي ذلك الأخذ سلخا وإلماما، من ألمّ بالمنزل إذا نزل به، فكأنّه نزل من اللفظ إلى المعنى. وهو أيضا ثلاثة أقسام كذلك، أي مثل أقسام الإغارة والمسخ، لأنّ الثاني إمّا أبلغ من الأول أو دونه أو مثله. مثال الأول قول أبي تمام:
هو الصنع إن يعجل فخير وإن يرث فللرّيث في بعض المواضع أنفع ضمير هو عائد إلى حاضر في الذهن وهو مبتدأ وخبره الصنع، والشرطية ابتداء الكلام، يعني أنّ الشيء المعهود هو الإحسان فإن يعجل فهو خير وإن يبطأ فالبطء في بعض الأوقات وبعض المحال يكون أنفع من العجلة. وقول أبي الطيب:
ومن الخير بطء سيبك عني أسرع السّحب في المسير الجهام السيب العطاء والسحب جمع سحاب والجهام هو السحاب الذي لا ماء فيه. يقول وتأخير عطائك عني خير في حقي لأنّه يدل على كثرته كالسحب إنما يسرع منها ما كان جهاما لا ماء فيه، وما كان فيه الماء يكون بطيئا. ففي بيت أبي الطيب زيادة بيان لاشتماله على ضرب المثل فكان أبلغ. ومثال الثاني قول البحتري:
وإذا تألّق في النديّ كلامه المصقول خلت لسانه من عضبه يعني إذا لمع في المجلس كلامه المنقّح حسبت لسانه سيفه القاطع. وقول أبي الطيب:
كأنّ ألسنهم في النطق قد جعلت على رماحهم في الطعن خرصانا جمع خرص بمعنى سنان الرماح يعني أنّ ألسنتهم عند النطق في المضاء والنفاذ تشابه أسنّتهم عند الطعن، فكأنّ ألسنتهم جعلت أسنة رماحهم. فبيت البحتري أبلغ لما في لفظي تألق والمصقول من الاستعارة التخييلية، فإنّ التألّق والصقال من لوازم السيف، وتشبيه كلامه بالسيف استعارة بالكناية، وبيت أبي الطيب خال عنهما. ومثال الثالث قول أبي زياد:
ولم يك أكثر الفتيان مالا ولكن كان أرحبهم ذراعا يعني أن الممدوح ليس أكثر الناس مالا ولكن أوسعهم باعا أي سخي. وقول أشجع:
وليس بأوسعهم في الغنى ولكنّ معروفه أوسع فالبيتان متماثلان هكذا في المطوّل والمختصر.
وأمّا غير الظاهر فمنه أن يتشابه المعنيان أي معنى البيت الأول والثاني كقول جرير:
فلا يمنعك من إرب لحاهم سواء ذو العمامة والخمار أي لا يمنعك من الحاجة كون هؤلاء على صورة الرجال، لأنّ الرجال منهم والنساء في الضعف سواء. وقول أبي الطيب:
ومن في كفه منهم قناة كمن في كفه منهم خضاب ويجوز في تشابه المعنيين أن يكون أحد البيتين نسيبا والآخر مديحا أو هجاء أو افتخارا أو غير ذلك، فإنّ الشاعر الحاذق إذا قصد إلى المعنى المختلس لينظمه احتال في إخفائه فيغير لفظه ويصرفه عن نوعه من النسيب أو المديح أو غير ذلك، وعن وزنه وعن قافيته كقول البحتري:
سلبوا وأشرقت الدماء عليهم محمرّة فكأنّهم لم يسلبوا يعني أنّهم سلبوا عن ثيابهم ثم كانت الدماء المشرقة عليهم بمنزلة الثياب لهم، وقول أبي الطيب:
يبس النجيع عليه وهو مجرّد عن غمده فكأنّما هو مغمد يعني أنّ السيف جرد عن غمده فكأنّ الدم اليابس عليه بمنزلة الغمد له. فنقل أبو الطيب المعنى من القتلى إلى السيف، كذا في المطول والمختصر. ومنه أن يكون معنى الثاني أشمل من معنى الأول كقول جرير:
إذا غضبت عليك بنو تميم وجدت الناس كلهم غضابا وقول أبي نواس:
ليس من الله بمستنكر أن يجمع العالم في واحد فالأول يختص ببعض العالم وهم الناس وهذا يشملهم وغيرهم لأنّ العالم ما سوى الله تعالى مشتقّ من العلم بمعنى العلامة لأنّ كل ما سواه دليل وعلامة على وجوده تعالى. ومنه القلب وهو أن يكون معنى الثاني نقيضا لمعنى الأول كقول أبي الشيص:
أجد الملامة في هواك لذيذة حبّا لذكرك فليلمني اللّوّم وقول أبي الطيب:
أأحبه وأحب فيه ملامة إنّ الملامة فيه من أعدائه الاستفهام للإنكار الراجع إلى القيد الذي هو الحال وهو قوله وأحب فيه ملامة، وما يكون من عدو الحبيب يكون ملعونا مبغوضا لا محبوبا، وهو المراد من قوله إنّ الملامة الخ، فهذا المعنى نقيض لمعنى بيت أبي الشيص، والأحسن في هذا النوع أنّ يبيّن السبب كما في هذين البيتين، إلّا أن يكون ظاهرا. ومنه أن يؤخذ بعض المعنى ويضاف إليه ما يحسنه كقول الأفوه:
وترى الطير على آثارنا رأي عين ثقة أن تمار أي ترى أيها المخاطب الطيور تسير كائنة على آثارنا رؤية مشاهدة لا تخيّل لوثوقها على أن ستطعم من لحوم قتلانا. وقول أبي تمام:
قد ظلّلت عقبان أعلامه ضحى بعقبان طير في الدماء نواهل أقامت مع الرايات حتى كأنّها من الجيش إلّا أنها لم تقاتل أي أنّ تماثيل الطيور المعمولة على رءوس الأعلام قد صارت مظللة وقت الضحى بالطيور العقبان الشوارب في دماء القتلى لأنّه إذا خرج للغزو وتساير العقبان فوق راياته رجاء أن تأكل لحوم القتلى وتشرب دماءهم، فتلقي ظلالها عليها، ثم إذا أقام أقامت الطيور مع راياته وثوقا بأنها تطعم وتشرب حتى يظن أنها من الجيوش، لكنها لم تقاتل. فأخذ أبو تمام بعض معنى قول الأفوه من المصراع الأول لكن زاد عليه زيادات محسّنة بقوله ظللت، وبقوله في الدماء نواهل، وبقوله أقامت مع الرايات إلى آخر البيت، وبإيراد التجنيس بقوله عقبان أعلامه وعقبان طير هكذا في المطول وحواشيه. وأكثر هذه الأنواع المذكورة لغير الظاهر ونحوها مقبولة بل منها ما يخرجه حسن التصرّف من قبيل الاتباع إلى حيز الإبداع. وكلما كان أشد خفاء بحيث لا يعرف أنّ الثاني مأخوذ من الأول إلّا بعد إعمال روية ومزيد تأمل كان أقرب إلى القبول. هذا الذي ذكر كله في الظاهر وغيره من ادعاء سبق أحدهما واتباع الثاني وكونه مقبولا أو مردودا، وتسمية كلّ بالأسامي المذكورة إنّما يكون إذا علم أنّ الثاني أخذ من الأول بأن يعلم أنه كان يحفظ قول الأول حين نظم أو بأن يخبر هو عن نفسه أنّه أخذه منه، وإلّا فلا يحكم بذلك لجواز أن يكون الاتفاق من توارد الخواطر، أي مجيئه على سبيل الاتفاق من غير قصد إلى الأخذ، فإذا لم يعلم الأخذ قيل: قال فلان كذا وقد سبقه إليه فلان بكذا، هذا كله خلاصة ما في المطول. أمّا هاهنا فمن الضّروري معرفة الفرق بين السّرقة وتوارد الخواطر كي لا يختلط أحدهما بالآخر. إذن، فليعلم بأنّ توارد الخواطر هو أن يرد في كلام أحد الشعراء مصراع من الشعر أو مضمون كلام شاعر ما في شعر أو كلام شاعر آخر دون أن يكون ذلك قد خطر على بال قائله بأنّه من كلام شاعر آخر، وذلك كما حصل للشاعر أمير خسرو الدّهلوي الذي توارد خاطره مع بيت للشاعر نظامي كنجوي حيث قال:

ما ترجمته:
يا من أنت موصوف بإكرام العبد فمنك الربوبيّة ومنّا العبوديّة بينما قال النظامي الكنجوي ما ترجمته:
أمران أو عملان بالبهاء والبركة الربوبيّة منك ومنّا العبوديّة وكذلك وقع مثل هذا في ما نظمه الملّا عبد الرحمن الجامي في منظومته يوسف وزليخا، فقد اتفق له توارد الخاطر مع منظومة شيرين وخسرو لمولانا النظامي الگنجوي، كما في البيت التالي للملا الجامي وترجمته:
ليت أمّي لم تلدني ولو أنّي حين ولدت لم يرضعني أحد وقال النظامي ما ترجمته:
يا ليت أمي لم تلدني وليتها إذ ولدتني أطعمتني لكلب ومثال آخر من أقوال الملّا جامي وترجمته:
لقد خلقت المرأة من الجانب الأيسر ولم ير أحد الصدق والاستقامة من اليسار بينما يقول النظامي ما ترجمته:
يقولون إنّ المرأة من الجانب الأيسر برزت ولا يأتي أبدا من اليسار الاستقامة ومن هنا يزعم بعضهم أنّ مولانا الجامي وأمير خسرو الدهلوي قد أغارا على منزل النظامي الگنجوي ونهبوا ما فيه.
والحق أنّه قلما توجد قصة في كتبهما أو بعض أبيات يمكن اعتبارها بشيء من التصحيف أو التغيير من كلام الخواجه نظامي الذي كانت آثاره نصب عين كلّ واحد منهما. فلا عجب إذن أن تتفاعل تلك الآثار في حافظة كلّ منهما. ثم عند ما يكتبون شيئا بدون تعمّد أو قصد تفيض من قرائحهما. وعليه فلا يكون مثل هذا التوارد مذموما.
كما يمكن أيضا أن تكون ثمّة توأمة فكرية لدى هذين الأستاذين، أو ثمّة علاقة روحيّة بينهما. كما أنّه ليس عجيبا أن يكون هذان العلمان الكبيران سواء المتقدّم أو المتأخّر متصلين اتصالا قويّا بالله الذي يفيض عليهما من لدنه؛ فإذن العلوم القديمة سواء بمعانيهما ومضامينهما أو بألفاظهما على سبيل الإلهام وردت على قلوبهم، كما هو حال أكثر الأولياء في عالم الرؤيا، حيث يتلقّون شيئا واحدا ذا مضمون واحد. فلماذا إذن يكون التعجّب من حدوث ذلك في حال اليقظة. وبناء على هذا يكون من سوء الأدب نسبة هؤلاء الأكابر إلى السّرقة، وهو غلط محض، لأنّ السّرقة هي أن يورد الشاعر كلام غيره عن سابق علم وتصميم في ما ينظمه بزيادة أو نقصان أو تبديل في الوزن أو بتبديل بعض الألفاظ. هكذا في مخزن الفوائد.
ومن هذا القبيل ما ورد أنّ بعض الصحابة خاصة سيدنا عمر رضي الله عنه أنّه كان قد قال عدة أمور فوافقه القرآن عليها. والسّبب في ذلك والله أعلم عائد لصفاء عقيدته وقداسة قلبه ونورانية روحه، ففاض عليه من حضرة علام الغيوب كلمات وافقت التنزيل الإلهي. ذلك أنّ القرآن الكريم نزل من اللوح المحفوظ إلى السّماء الدنيا مرّة واحدة، ومن ثمّ نزل منجّما حسب النوازل والمصالح على رسول الله صلّى الله عليه وسلم، كما هو مدوّن في كتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي.
عن ابن عمر أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: «إنّ الله جعل الحقّ على لسان عمر وقلبه». وعن أنس قال عمر: «وافقت ربي في ثلاث. قلت يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى؟» فنزلت وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى. وقلت يا رسول الله إنّ نساءك يدخل عليهن البرّ والفاجر. فلو أمرتهن أن يحتجبن فنزلت آية الحجاب. واجتمع على رسول الله صلّى الله عليه وسلم نساؤه في الغيرة فقلت لهن عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن فنزلت كذلك». وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن يهوديّا لقي عمر بن الخطاب فقال: «إنّ جبرئيل الذي يذكر صاحبكم عدو لنا فقال عمر: من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإنّ الله عدو للكافرين فنزلت كذلك».
وعن سعيد بن جبير أن سعد بن معاذ لما سمع ما قيل في عائشة رضي الله عنها قال:
سبحانك هذا بهتان عظيم، فنزلت كذلك انتهى من الاتقان.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.