Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: ثناء

بَلاساغُونُ

بَلاساغُونُ:
السين مهملة، والغين معجمة: بلد عظيم في ثغور الترك وراء نهر سيحون قريب من كاشغر، ينسب إليه جماعة، منهم: أبو عبد الله محمد بن موسى البلاساغوني يعرف بالتّرك، تفقه ببغداد على القاضي أبي عبد الله الدامغاني الحنفي وقصد الشام فولي قضاء البيت المقدس ثم قضاء دمشق ولم تحمد سيرته، روى عن القاضي الدامغاني، وكان غاليا في التعصب لمذهب أبي حنيفة والوقيعة في مذهب الشافعي. قال الحافظ أبو القاسم: سمعت أبا الحسن بن قبيس الفقيه يسيء الــثناء عليه ويقول: إنه كان يقول لو كان لي ولاية لأخذت من أصحاب الشافعي الجزية، ومات بدمشق سنة 506.

التَّسْرِيرُ

التَّسْرِيرُ:
بالفتح ثم السكون، وكسر الراء، وياء ساكنة، وراء قال أبو زياد الكلابي: التسرير ذو بحار، وأسفله حيث انتهت سيوله سمّي السّرّ قال: وقال أعرابي طاح في بعض القرى لمرض أصابه فسأله من يأتيه أي شيء تشتهي؟ فقال:
إذا يقولون: ما يشفيك؟ قلت لهم: ... دخان رمث من التسرير يشفيني
مما يضمّ إلى عمران حاطبه ... من الجنينة، جزلا غير موزون
الرّمث: وقود وحطب حارّ ودخانه ينفع من الزّكام وقال أبو زياد في موضع آخر: ذو بحار واد يصب أعلاه في بلاد بني كلاب ثم يسلك نحو مهبّ الصبا ويسلك بين الشّريف شريف بني نمير وبين جبلة في بلاد بني تميم حتى ينتهي إلى مكان يقال له التّسرير من بلاد عكل، قال: وفي التسرير أثناء، وهي المعاطف، فيه منها ثني لغنيّ بن أعصر وثني نمير بن عامر، وفيه ماء يقال له الغريفة وجبل يقال له الغريف، وثني لبني ضبّة لهم فيه مياه ودار واسعة، ثم سائر التسرير إلى أن ينتهي في بلاد تميم قال الراعي:
حيّ الديار، ديار أم بشير، ... بنو يعتين فشاطئ التسرير
لعبت بها صفة النّعامة بعد ما ... زوّارها من شمأل ودبور

حُلْوانُ

حُلْوانُ:
بالضم ثم السكون، والحلوان في اللغة الهبة، يقال: حلوت فلانا كذا مالا أحلوه حلوا وحلوانا إذا وهبت له شيئا على شيء يفعله غير الأجر، وفي الحديث: نهي عن حلوان الكاهن، والحلوان: أن يأخذ الرجل من مهر ابنته لنفسه. وحلوان في عدة مواضع: حلوان العراق، وهي في آخر حدود السواد مما يلي الجبال من بغداد، وقيل: إنها سميت بحلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة كان بعض الملوك أقطعه إياها فسميت به.
وفي كتاب الملحمة المنسوب إلى بطليموس: حلوان
طولها إحدى وسبعون درجة وخمس وأربعون دقيقة، وعرضها أربع وثلاثون درجة، بيت حياتها أول درجة من الأسد، طالعها الذراع اليماني تحت عشر درج من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي، بيت ملكها من الحمل، عاقبتها مثلها من الميزان، وهي في الإقليم الرابع، وكانت مدينة كبيرة عامرة، قال أبو زيد: أما حلوان فإنها مدينة عامرة ليس بأرض العراق بعد الكوفة والبصرة وواسط وبغداد وسرّ من رأى أكبر منها، وأكثر ثمارها التين، وهي بقرب الجبل، وليس للعراق مدينة بقرب الجبل غيرها، وربما يسقط بها الثلج، وأما أعلى جبلها فإن الثلج يسقط به دائما، وهي وبئة ردية الماء وكبريتيته، ينبت الدفلى على مياهها، وبها رمان ليس في الدنيا مثله وتين في غاية من الجودة ويسمونه لجودته شاه انجير أي ملك التين، وحواليها عدة عيون كبريتية ينتفع بها من عدة أدواء.
وأما فتحها فإن المسلمين لما فرغوا من جلولاء ضمّ هاشم بن عتبة بن أبي وقاص وكان عمه سعد قد سيّره على مقدمته إلى جرير بن عبد الله في خيل ورتبه بجلولاء، فنهض إلى حلوان فهرب يزدجرد إلى أصبهان وفتح جرير حلوان صلحا على أن كفّ عنهم وآمنهم على ديارهم وأموالهم ثم مضى نحو الدينور فلم يفتحها وفتح قرميسين على مثل ما فتح عليه حلوان وعاد إلى حلوان فأقام بها واليا إلى أن قدم عمار بن ياسر، فكتب إليه من الكوفة أن عمر قد أمره أن يمد به أبا موسى الأشعري بالأهواز، فسار حتى لحق بأبي موسى في سنة 19، قال الواقدي: بحلوان عقب لجرير بن عبد الله البجلي، وكان قد فتح حلوان في سنة 19، وفي كتاب سيف: في سنة 16، وقال القعقاع بن عمرو التميمي:
وهل تذكرون، إذ نزلنا وأنتم ... منازل كسرى، والأمور حوائل
فصرنا لكم ردءا بحلوان بعد ما ... نزلنا جميعا، والجميع نوازل
فنحن الأولى فزنا بحلوان بعد ما ... أرنّت، على كسرى، الإما والحلائل
وقال بعض المتأخرين يذم أهل حلوان:
ما إن رأيت جواميسا مقرّنة، ... إلا ذكرت ثناء عند حلوان
قوم، إذا ما أتى الأضياف دارهم ... لم ينزلوهم ودلوهم على الخان
وينسب إلى حلوان هذه خلق كثير من أهل العلم، منهم: أبو محمد الحسن بن عليّ الخلّال الحلواني، يروي عن يزيد بن هرون وعبد الرزاق وغيرهما، روى عنه البخاري ومسلم في صحيحيهما، توفي سنة 242، وقال أعرابيّ:
تلفّتّ من حلوان، والدمع غالب، ... إلى روض نجد، أين حلوان من نجد؟
لحصباء نجد، حين يضربها الندى، ... ألذّ وأشفى للعليل من الورد
ألا ليت شعري! هل أناس بكيتهم ... لفقدهم هل يبكينّهم فقدي؟
أداوي ببرد الماء حرّ صبابة، ... وما للحشا والقلب غيرك من برد
وأما نخلتا حلوان فأول من ذكرهما في شعره فيما علمنا مطيع بن إياس الليثي، وكان من أهل فلسطين من أصحاب الحجاج بن يوسف، ذكر أبو الفرج عن أبي الحسن الأسدي حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه
عن سعيد بن سلم قال: أخبرني مطيع بن إياس أنه كان مع سلم بن قتيبة بالرّيّ، فلما خرج إبراهيم بن الحسن كتب إليه المنصور يأمره باستخلاف رجل على عمله والقدوم عليه في خاصته على البريد، قال مطيع ابن إياس: وكانت لي جارية يقال لها جوذابة كنت أحبّها، فأمرني سلم بالخروج معه فاضطررت إلى بيع الجارية فبعتها وندمت على ذلك بعد خروجي وتتبعتها نفسي، فنزلنا حلوان فجلست على العقبة أنتظر ثقلي وعنان دابتي في يدي وأنا مستند إلى نخلة على العقبة وإلى جانبها نخلة أخرى فتذكرت الجارية واشتقت إليها فأنشدت أقول:
أسعداني يا نخلتي حلوان، ... وابكياني من ريب هذا الزمان
واعلما أن ريبه لم يزل يف ... رق بين الألّاف والجيران
ولعمري، لو ذقتما ألم الفر ... قة أبكاكما الذي أبكاني
أسعداني، وأيقنا أن نحسا ... سوف يأتيكما فتفترقان
كم رمتني صروف هذي الليالي ... بفراق الأحباب والخلّان
غير أني لم تلق نفسي كما لا ... قيت من فرقة ابنة الدهقان
جارة لي بالريّ تذهب همّي، ... ويسلّي دنوّها أحزاني
فجعتني الأيام، أغبط ما كن ... ت، بصدع للبين غير مدان
وبزعمي أن أصبحت لا تراها ال ... عين مني، وأصبحت لا تراني
وعن سعيد بن سلم عن مطيع قال: كانت لي بالرّيّ، جارية أيام مقامي بها مع سلم بن قتيبة، فكنت أتستر بها وأتعشق امرأة من بنات الدهاقين، وكنت نازلا إلى جنبها في دار لها، فلما خرجنا بعت الجارية وبقيت في نفسي علاقة من المرأة، فلما نزلنا بعقبة حلوان جلست مستندا إلى إحدى النخلتين اللتين على العقبة وقلت، وذكر الأبيات، فقال لي سلم: فيمن هذه الأبيات، أفي جاريتك؟ فاستحييت أن أصدقه فقلت:
نعم، فكتب من وقته إلى خليفته أن يبتاعها لي، فلم يلبث أن ورد كتابه بأني قد وجدتها وقد تداولها الرجال وقد بلغت خمسة آلاف درهم فإن أمرت أن أشتريها، فأخبرني بذلك سلم وقال: أيما أحب إليك هي أم خمسة آلاف درهم؟ فقلت: أما إن كانت قد تداولها الرجال فقد عزفت نفسي عنها، فأمر لي بخمسة آلاف درهم، فقلت: والله ما كان في نفسي منها شيء ولو كنت أحبها لم أبال إذا رجعت إلي بمن تداولها ولا أبالي لو ناكها أهل منى كلهم، وذكر المدائني أن المنصور اجتاز بنخلتي حلوان وكانت إحداهما على الطريق وكانت تضيّقه وتزدحم الأثقال عليه فأمر بقطعها، فأنشد قول مطيع:
واعلما إن بقيتما أن نحسا ... سوف يلقاكما فتفترقان
فقال: لا والله لا كنت ذلك النحس الذي يفرق بينهما! فانصرف وتركهما، وذكر أحمد بن إبراهيم عن أبيه عن جده إسمعيل بن داود أن المهدي قال:
أكثر الشعراء في ذكر نخلتي حلوان ولهممت بقطعهما فبلغ قولي المنصور فكتب إليّ: بلغني أنك هممت بقطع نخلتي حلوان ولا فائدة لك في قطعهما ولا ضرر عليك في بقائهما وأنا أعيذك بالله أن تكون النحس الذي يلقاهما فيفرق بينهما، يريد بيت مطيع، وعن أبي نمير عبد الله بن أيوب قال: لما خرج المهدي فصار بعقبة حلوان استطاب الموضع فتغدّى به ودعا بحسنة فقال لها: ما ترين طيب هذا الموضع! غنيني بحياتي حتى أشرب ههنا أقداحا، فأخذت محكّة كانت في يده فأوقعت على فخذه وغنته فقالت:
أيا نخلتي وادي بوانة حبّذا، ... إذا نام حرّاس النخيل، جناكما
فقال: أحسنت! لقد هممت بقطع هاتين النخلتين، يعني نخلتي حلوان، فمنعني منهما هذا الصوت، فقالت له حسنة: أعيذك بالله أن تكون النحس المفرق بينهما! وأنشدته بيت مطيع، فقال: أحسنت والله فيما فعلت إذ نبّهتني على هذا، والله لا أقطعهما أبدا ولأوكلن بهما من يحفظهما ويسقيهما أينما حييت! ثم أمر بأن يفعل ذلك، فلم تزالا في حياته على ما رسمه إلى أن مات، وذكر أحمد بن أبي طاهر عن عبد الله ابن أبي سعد عن محمد بن المفضل الهاشمي عن سلام الأبرش قال: لما خرج الرشيد إلى طوس هاج به الدم بحلوان فأشار عليه الطبيب بأكل جمّار، فأحضر دهقان حلوان وطلب منه، فأعلمه أن بلادهم ليس بها نخل ولكن على العقبة نخلتان، فأمر بقطع إحداهما، فلما نظر إلى النخلتين بعد أن انتهى إليهما فوجد إحداهما مقطوعة والأخرى قائمة وعلى القائمة مكتوب، وذكر البيت، فأعلم الرشيد وقال: لقد عز عليّ أن كنت نحسكما ولو كنت سمعت هذا البيت ما قطعت هذه النخلة ولو قتلني الدم، ومما قيل في نخلتي حلوان من الشعر قول حمّاد عجرد:
جعل الله سدرتي قصر شي ... رين فداء لنخلتي حلوان
جئت مستسعدا فلم تسع داني، ... ومطيع بكت له النخلتان
وروى حماد عن أبيه لبعض الشعراء في نخلتي حلوان:
أيها العاذلان لا تعذلاني، ... ودعاني من الملام دعاني
وابكيا لي، فإنني مستحقّ ... منكما بالبكاء أن تسعداني
إنني منكما بذلك أولى ... من مطيع بنخلتي حلوان
فهما تجهلان ما كان يشكو ... من هواه، وأنتما تعلمان
وقال فيهما أحمد بن إبراهيم الكاتب من قصيدة:
وكذاك الزمان ليس، وإن أل ... لف، يبقى عليه مؤتلفان
سلبت كفّه العزيز أخاه، ... ثم ثنّى بنخلتي حلوان
فكأنّ العزيز مذ كان فردا، ... وكأن لم تجاور النخلتان

وحلوان أَيضاً:
قرية من أعمال مصر، بينها وبين الفسطاط نحو فرسخين من جهة الصعيد مشرفة على النيل، وبها دير ذكر في الديرة، وكان أول من اختطها عبد العزيز بن مروان لما ولي مصر، وضرب بها الدنانير، وكان له كل يوم ألف جفنة للناس حول داره، ولذلك قال الشاعر:
كلّ يوم كأنه عيد أضحى ... عند عبد العزيز، أو يوم فطر
وله ألف جفنة مترعات، ... كلّ يوم، يمدّها ألف قدر
وكان قد وقع بمصر طاعون في سنة 70 وواليها عبد العزيز فخرج هاربا من مصر، فلما وصل حلوان هذه استحسن موضعها فبنى بها دورا وقصورا واستوطنها وزرع بها بساتين وغرس كروما ونخلا، فلذلك يقول عبيد الله بن قيس الرّقيّات:
سقيا لحلوان ذي الكروم، وما ... صنّف من تينه ومن عنبه
نخل مواقير بالقناء من ال ... برنيّ، يهتز ثم في سربه
أسود، سكانه الحمام، فما ... تنفكّ غربانه على رطبه
وقال سعد بن شريح مولى نجيب يهجو حفص بن الوليد الحضرمي والي مصر ويمدح زبّان بن عبد العزيز ابن مروان:
يا باعث الخيل، تردي في أعنّتها، ... من المقطّم في أكناف حلوان
لا زال بغضي ينمّى في صدوركم، ... إن كان ذلك من حيّ لزبّان

وحلوان أيضا:
بليدة بقوهستان نيسابور، وهي آخر حدود خراسان مما يلي أصبهان.

رحبَةُ مالك بن طَوْقٍ

رحبَةُ مالك بن طَوْقٍ:
بينها وبين دمشق ثمانية أيّام ومن حلب خمسة أيّام وإلى بغداد مائة فرسخ وإلى الرّقة نيف وعشرون فرسخا، وهي بين الرقة وبغداد على شاطئ الفرات أسفل من قرقيسيا، قال البلاذري:
لم يكن لها أثر قديم إنّما أحدثها مالك بن طوق بن عتّاب التغلبي في خلافة المأمون، قال صاحب الزيج:
طولها ستون درجة وربع، وعرضها ثلاث وثلاثون درجة، قد ذكر من لغة هذه اللفظة في الترجمة قبله ويزيد ههنا، قال النضر بن شميل: الرّحاب في الأودية، الواحدة رحبة، وهي مواضع متواطئة ليستنقع الماء فيها وما حولها مشرف عليها، وهي أسرع الأرض نباتا، تكون عند منتهى الوادي في وسطه وتكون في المكان المشرف ليستنقع الماء فيها، وإذا كانت في الأرض المستوية نزلها الناس وإذا كانت في بطن المسيل لم ينزلها الناس وإذا كانت في بطن الوادي فهي أقنة أي حفرة تمسك الماء ليست بالقعيرة جدّا وسعتها قدر غلوة، والناس ينزلون في ناحية منها، ولا تكون الرحاب في الرمل وتكون في بطون الأرض وظواهرها، وقد نسبت إلى مالك بن طوق كما ترى.
وفي التوراة في السفر الأوّل في الجزء الثاني: إن الرحبة بناها نمرود بن كوش، حدث أبو شجاع عمر ابن أبي الحسن محمد بن أبي محمد عبد الله البسطامي فيما أنبأنا عنه شيخنا أبو المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد عبد الكريم بن أبي بكر محمد بن منصور السمعاني المروزي بإسناد له طويل أوصله إلى عليّ بن سعد الكاتب الرحبي رحبة مالك بن طوق قال: سألت أبي لم سميت هذه المدينة رحبة مالك بن طوق ومن كان هذا الرجل، فقال: يا بنيّ اعلم أن هارون الرشيد كان قد اجتاز في الفرات في حرّاقة حتى بلغ الشّذا ومعه ندماء له أحدهم يقال له مالك بن طوق، فلمّا قرب من الدواليب قال مالك بن طوق: يا أمير المؤمنين لو خرجت إلى الشطّ إلى أن تجوز هذه البقعة، فقال له هارون الرشيد: أحسبك تخاف هذه الدواليب، فقال مالك: يكفي الله أمير المؤمنين كلّ محذور ولكن إن رأى أمير المؤمنين ذلك رأيا وإلّا فالأمر له، فقال الرشيد: قد تطيرت بقولك، وقدّم السفينة وصعد الشطّ، فلمّا بلغت الحرّاقة موضع الدواليب دارت دورة ثمّ انقلبت بكلّ ما فيها، فعجب من ذلك هارون الرشيد وسجد لله شكرا وأمر بإخراج مال عظيم يفرّق على الفقراء في جميع المواضع وقال لمالك: وجبت لك عليّ حاجة فسل، فقال: يقطعني أمير المؤمنين في هذا الموضع أرضا أبنيها مدينة تنسب إليّ، فقال الرشيد: قد فعلت، وأمر أن يعان في بنائها بالمال والرجال، فلمّا عمرها واستوسقت له
أموره فيها وتحوّل الناس إليها أنفذ إليه الرشيد يطلب منه مالا فتعلّل عليه بعلّة ودافعه عن حمل المال ثمّ ثنّى الرسول إليه وكذلك راسله ثالثا وبلغ هارون الرشيد أنّه قد عصى عليه وتحصن فأنفذ إليه الجيوش إلى أن طالت بينهما المحاربة والوقائع ثمّ ظفر به صاحب الرشيد فحمله مكبّلا بالحديد فمكث في حبس الرشيد عشرة أيّام لم يسمع منه كلمة واحدة وكان إذا أراد شيئا أومأ برأسه ويده، فلمّا مضت له عشرة أيّام جلس الرشيد للناس وأمر بإخراجه فأخرج من الحبس إلى مجلس أمير المؤمنين والوزراء والحجّاب والأمراء بين يدي الرشيد، فلمّا مثل بين يديه قبّل الأرض ثمّ قام قائما لا يتكلّم ولا يقول شيئا ساعة تامة، قال: فدعا الرشيد النّطع والسيف وأمر بضرب عنقه، فقال له يحيى: ويلك يا مالك لم لا تتكلّم؟ فالتفت إلى الرشيد فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته! الحمد لله الذي خلق الإنسان من سلالة من طين. يا أمير المؤمنين جبر الله بك صدع الدين ولمّ بك شعث المسلمين وأخمد بك شهاب الباطل وأوضح بك سبل الحقّ! إن الذنوب تخرس الألسنة وتصدع الأفئدة. وايم الله لقد عظمت الجريرة فانقطعت الحجة فلم يبق إلّا عفوك أو انتقامك. ثمّ أنشأ يقول:
أرى الموت بين السيف والنطع كامنا ... يلاحظني من حيث ما أتلفّت
وأكثر ظني أنّك اليوم قاتلي، ... وأيّ امرئ ممّا قضى الله يفلت
وأيّ امرئ يدلي بعذر وحجّة ... وسيف المنايا بين عينيه مصلت؟
يعزّ على الأوس بن تغلب موقف ... يهزّ عليّ السيف فيه وأسكت
وما بي خوف أن أموت وإنّني ... لأعلم أن الموت شيء موقّت
ولكنّ خلفي صبية قد تركتهم ... وأكبادهم من خشية تتفتّت
كأنّي أراهم حين أنعى إليهم ... وقد خمّشوا تلك الوجوه وصوّتوا
فإن عشت عاشوا خافضين بغبطة ... أذود الرّدى عنهم، وإن متّ موّتوا
وكم قائل: لا يبعد الله داره، ... وآخر جذلان يسرّ ويشمت
قال: فبكى الرشيد بكاء تبسم ثمّ قال: لقد سكتّ على همّة وتكلّمت على علم وحكمة وقد وهبناك للصبية فارجع إلى مالك ولا تعاود فعالك، فقال:
سمعا لأمير المؤمنين وطاعة! ثمّ انصرف من عنده بالخلع والجوائز، وقد نسب إلى رحبة مالك جماعة، منهم: أبو عليّ الحسن بن قيس الرّحبي، روى عن عكرمة وعطاء، روى عنه سليمان التيمي، ومن المتأخرين أبو عبد الله محمد بن عليّ بن محمد بن الحسن الرحبي الفقيه الشافعي المعروف بابن المتفنّنة، تفقه على أبي منصور بن الرزاز البغدادي ودرّس ببلده وصنّف كتبا ومات بالرحبة سنة 577 وقد بلغ ثمانين سنة، وابنه أبو الــثناء محمود، كان قد ورد الموصل وتولى بها نيابة القضاء عن القاضي أبي منصور المظفر بن عبد القاهر بن الحسن بن عليّ بن القاسم الشهرزوري وبقي مدّة ثمّ صرف عنها وعاد إلى الرحبة، وكان فقيها عالما، وكان أسد الدين شيركوه وليّ الرحبة يوسف ابن الملّاح الحلبي وآخر معه من بعض القرى فكتب إليه يحيى بن النقاش الرحبي:
كم لك في الرّحبة من لائم، ... يا أسد الدين، ومن لاح
دمّرتها من حيث دبّرتها ... برأي فلّاح وملّاح
وله فيه:
يا أسد الدين اغتنم أجرنا، ... وخلّص الرحبة من يوسف
تغزو إلى الكفر وتغزو به ... الإسلام، ما ذاك بهذا يفي

الزجاجلة

الزجاجلة:
محلّة ومقبرة بقرطبة، منها عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله الزجاجلي أبو بكر من أهل قرطبة، استوزره الحكم المستنصر، وكان خيّرا فاضلا حليما أديبا طاهرا كثير الخير والمعروف طويل الصلاة والنسك، مات سنة 375 ودفن بالمقبرة المنسوبة إلى الزجاجلة، والناس كلّهم متفقون على الــثّناء عليه.

نَخْلٌ

نَخْلٌ:
بالفتح ثم السكون، اسم جنس النخلة: منزل من منازل بني ثعلبة من المدينة على مرحلتين، وقيل:
موضع بنجد من أرض غطفان مذكور في غزاة ذات الرقاع، وهو موضع في طريق الشام من ناحية مصر، ذكره المتنبي فقال:
فمرّت بنخل وفي ركبها ... عن العالمين وعنه غنى
وقيل في شرح قول كثير: [1] في هذا البيت إقواء.
وكيف ينال الحاجيّة آلف ... بيليل ممساه وقد جاوزت نخلا؟
نخل: منزل لبني مرّة بن عوف على ليلتين من المدينة، وقال زهير:
وإني لمهد من ثناء ومدحة ... إلى ماجد تبقى لديه الفواضل
أحابي به ميتا بنخل وأبتغي ... إخاءك بالقيل الذي أنا قائل

سَبِيبَةُ

سَبِيبَةُ:
بفتح أوّله، وكسر ثانيه ثمّ ياء مثناة من تحت ساكنة ثمّ باء موحدة، والسبيب شعر الناصية:
وهو موضع في قول ذي الرمّة:
نظرت بجرعاء السّبيبة نظرة ... ضحى وسواد العين في الماء غامس
وسبيبة: ناحية من أعمال إفريقية ثمّ من أعمال القيروان، ينسب إليها أبو عبد الله محمد بن إبراهيم السبيبي الخطيب بالمهدية، قاله السلفي وقال إنّه سمع على المنبر وهو يخطب ويقول في أثناء خطبته يذكر النصارى: جعلوا المسيح ابنا لله وجعلوا الله له أبا، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلّا كذبا.

شِرْبٌ

شِرْبٌ:
بالكسر ثمّ السكون: موضع في قول ابن مقبل حيث قال:
قد فرّق الدّهر بين الحيّ بالظّعن، ... وبين أثناء شرب يوم ذي يقن،
تفريق غير اجتماع ما مشى رجل ... كما تفرّق بين الشّام واليمن

الصُّغْدُ

الصُّغْدُ:
بالضم ثمّ السكون، وآخره دال مهملة، وقد يقال بالسين مكان الصاد: وهي كورة عجيبة قصبتها سمرقند، وقيل: هما صغدان صغد سمرقند وصغد بخارى، وقيل: جنان الدنيا أربع: غوطة دمشق وصغد سمرقند ونهر الأبلّة وشعب بوّان، وهي قرى متصلة خلال الأشجار والبساتين من سمرقند إلى قريب من بخارى لا تبين القرية حتى تأتيها لالتحاف الأشجار بها، وهي من أطيب أرض الله، كثيرة الأشجار غزيرة الأنهار متجاوبة الأطيار، وقال الجيهاني في كتابه: الصغد كصورة إنسان رأسه بنجيكت ورجلاه كشانية وظهره وفر وبطنه كبوكث ويداه ما يمرغ وبزماخر، وجعل مساحته ستة وثلاثين فرسخا في ستة وأربعين، وقال: منبرها الأجلّ سمرقند ثمّ كش ثمّ نسف ثمّ كشانية، وقال غيره: قصبة الصغد إشتيخن، وفضّلها على سمرقند، وبعضهم يجعل بخارى أيضا من الصغد، وقال: إن النهر من أصله إلى بخارى يسمى الصغد، ولا يصحّ هذا، والصغد في الأصل اسم للوادي والنهر الذي تشرب منه هذه النواحي، قالوا: وهذا الوادي مبدؤه من جبال البتّم في بلاد الترك يمتد على ظهر الصغانيان وله مجمع ماء يقال له وي مثل البحيرة حواليها قرى وتعرف الناحية ببرغر فينصبّ منها بين جبال حتى يتصل بأرض بنجيكت ثمّ ينتهي إلى مكان يعرف بورغسر، وبه رأس السّكر ومنه تتشعّب أنهار سمرقند ورساتيق يتصل بها من عرى الوادي من جانب سمرقند، وقد فضل الإصطخري الصغد على الغوطة والأبلّة والشعب قال: لأن الغوطة التي هي أنزه الجميع إذا كنت بدمشق ترى بعينيك على فرسخ أو أقل جبالا قرعا عن النبات والشجر وأمكنة خالية عن العمارة والخضرة، وأكمل النزه ما ملأ البصر ومد الأفق، وأمّا نهر الأبلّة فليس بها ولا بنواحيها مكان يستطرف النظر منه وليس بها مكان عال فلا يدرك البصر أكثر من فرسخ
ولا يستوي المكان المستتر الذي لا يرى منه إلّا مقدار ما يرى ومكان ليس بالمستتر ولا بالنزه، ولم يذكر شعب بوّان، قال: وأما صغد سمرقند فإنّي لا أرى بسمرقند ولا بالصغد مكانا إذا علا الناظر قهندزها أن يقع بصره على جبال خالية من شجر أو خضرة أو غيره وإن كان مزروعا غير أن المزارع في أضعاف خضرة النبات، فصغد سمرقند إذا أنزه البلدان والأماكن المشهورة المذكورة لأنّها من حد بخارى على وادي الصغد يمينا وشمالا يتصل إلى حد البتّم لا ينقطع، ومقداره في المسافة ثمانية أيّام، تشتبك الخضرة والبساتين والرياض وقد حفّت بالأنهار الدائم جريها والحياض في صدور رياضها وميادينها وخضرة الأشجار والزروع ممتدة على حافتي واديها، ومن وراء الخضرة من جانبيها مزارع تكتنفها ومن وراء هذه المزارع مراعي سوامها، وقصورها والقهندزات من كل قرية تلوح في أثناء خضرتها كأنّها ثوب ديباج أخضر وقد طرزت بمجاري مياهها وزينت بتبييض قصورها، وهي أزكى بلاد الله وأحسنها أشجارا وثمارا، وفي عامة مساكن أهلها المياه الجارية والبساتين والحياض قلّ ما تخلو سكة أو دار من نهر جار، وقال أبو يعقوب إسحاق بن حسّان بن قوهي الخرّمي وأصله من الصغد وأقام بمرو وكان صحب عثمان بن خزيم القائد وكان يلي أرمينية فسار خاقان الخزر إلى حربه وعسكر ابن خزيم إزاءه وعقد لأبي يعقوب على الصحابة وأشراف من معه فكرهوا ذلك فقال الخرّمي:
أبالصغد ناس أن تعيرني جمل ... سفاها ومن أخلاق جارتنا الجهل
هم، فاعلموا، أصلي الذي منه منبتي ... على كلّ فرع في التراب له أصل
وما ضرّني أن لم تلدني يحابر، ... ولم تشتمل جرم عليّ ولا عكل
إذا أنت لم تحم القديم بحادث ... من المجد لم ينفعك ما كان من قبل
وقال أيضا:
رسا بالصغد أصل بني أبينا، ... وأفرعنا بمرو الشاهجان
وكم بالصّغد لي من عمّ صدق ... وخال ماجد بالجوزجان
وقد نسب إلى الصغد طائفة كثيرة من أهل العلم، وجعلها الحازمي صغدين: صغد بخارى وصغد سمرقند منهم أيوب بن سليمان بن داود الصغدي، حدّث عن أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي والربيع بن روح ويحيى بن يزيد الخوّاص وغيرهم، وتوفي سنة 274.

الصِّينُ

الصِّينُ:
بالكسر، وآخره نون: بلاد في بحر المشرق مائلة إلى الجنوب وشماليها الترك، قال ابن الكلبي عن الشرقي: سميت الصين بصين، وصين وبغرابنا بغبر بن كماد بن يافث، ومنه المثل: ما يدري شغر من بغر، وهما بالمشرق وأهلهما بين الترك والهند، قال أبو القاسم الزّجاجي: سميت بذلك لأن صين بن بغبر بن كماد أوّل من حلّها وسكنها، وسنذكر خبرهم ههنا، والصين في الإقليم الأوّل، طولها من المغرب مائة وأربع وستون درجة وثلاثون دقيقة، قال الحازمي:
كان سعد الخير الأندلسي يكتب لنفسه الصيني لأنّه سافر إلى الصين، وقال العمراني: الصين موضع بالكوفة وموضع أيضا قريب من الإسكندرية، قال المفجّع في كتاب المنقذ، وهو كتاب وضعه على مثال الملاحن لابن دريد: الصين بالكسر موضعان الصين الأعلى والصين الأسفل، وتحت واسط بليدة مشهورة يقال لها الصينية ويقال لها أيضا صينية الحوانيت، ينسب إليها صينيّ، منها الحسن بن أحمد ابن ماهان أبو عليّ الصيني، حدث عن أحمد بن عبيد الواسطي، يروي عنه أبو بكر الخطيب وقال: كان قاضي بلدته وخطيبها، وأمّا إبراهيم بن إسحاق الصيني فهو كوفيّ كان يتّجر إلى الصين فنسب إليها، وقال أبو سعد: وممن نسب إلى الصين أبو الحسن سعد الخير ابن محمد بن سهل بن سعد الأنصاري الأندلسي، كان يكتب لنفسه الصيني لأنّه كان قد سافر من المغرب إلى الصين، وكان فقيها صالحا كثير المال، سمع الحديث من أبي الخطّاب بن بطر القاري وأبي عبد الله الحسين بن محمد بن طلحة النّعّال وغيرهما، وذكره أبو سعد في شيوخه، ومات سنة 541، ولهم صينيّ آخر لا يدرى إلى أيّ شيء هو منسوب، وهو حميد ابن محمد بن علي أبو عمرو الشيباني يعرف بحميد الصيني، سمع السريّ بن خزيمة وأقرانه، روى عنه أبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان وغيره، وهذا شيء من أخبار الصين الأقصى ذكرته كما وجدته لا أضمن صحته فإن كان صحيحا فقد ظفرت بالغرض وإن كان كذبا فتعرف ما تقوّله الناس، فإن هذه بلاد شاسعة ما رأينا من مضى إليها فأوغل فيها وإنما يقصد التجار أطرافها، وهي بلاد تعرف بالجاوة على سواحل البحر شبيهة ببلاد الهند يجلب منها العود والكافور والسنبل والقرنفل والبسباسة والعقاقير والغضائر الصينيّة، فأمّا بلاد الملك فلم نر أحدا رآها، وقرأت في كتاب عتيق ما صورته: كتب إلينا أبو دلف مسعر بن مهلهل في ذكر ما شاهده
ورآه في بلاد الترك والصين والهند قال: إنّي لما رأيتكما يا سيّديّ، أطال الله بقاءكما، لهجين بالتصنيف مولعين بالتأليف أحببت أن لا أخلي دستوركما وقانون حكمتكما من فائدة وقعت إليّ مشاهدتها وأعجوبة رمت بي الأيّام إليها ليروق معنى ما تتعلّمانه السمع ويصبو إلى استيفاء قراءته القلب، وبدأت بعد حمد الله والــثناء على أنبيائه بذكر المسالك المشرقية واختلاف السياسة فيها وتباين ملكها وافتراق أحوالها وبيوت عبادتها وكبرياء ملوكها وحكوم قوّامها ومراتب أولي الأمر والنهي لديها لأن معرفة ذلك زيادة في البصيرة واجبة في السيرة قد حضّ الله تعالى عليها أولي التيقظ والاعتبار وكلّفه أهل العقول والأبصار فقال، جلّ اسمه: أَفَلَمْ يَسِيرُوا في الْأَرْضِ 12: 109، فرأيت معاونتكما لما وشج بيننا من الإخاء وتوكّد من المودّة والصفاء، ولما نبا بي وطني ووصل بي السير إلى خراسان ضاربا في الأرض أبصرت ملكها والموسوم بإمارتها نصر بن أحمد الساماني، عظيم الشأن كبير السلطان يستصغر في جنبه أهل الطّول وتخفّ عنده موازين ذوي القدرة والحول، ووجدت عنده رسل قالين بن الشخير ملك الصين راغبين في مصاهرته طامعين في مخالطته يخطبون إليه ابنته فأبى ذلك واستنكره لحظر الشريعة له، فلمّا أبى ذلك راضوه على أن يزوّج بعض ولده ابنة ملك الصين فأجاب إلى ذلك فاغتنمت قصد الصين معهم فسلكنا بلد الأتراك فأوّل قبيلة وصلنا إليها بعد أن جاوزنا خراسان وما وراء النهر من مدن الإسلام قبيلة في بلد يعرف بالخركاه فقطعناها في شهر نتغذّى بالبرّ والشعير، ثمّ خرجنا إلى قبيلة تعرف بالطخطاخ تغذّينا فيها بالشعير والدخن وأصناف من اللحوم والبقول الصحراويّة فسبرنا فيها عشرين يوما في أمن ودعة يسمع أهلها لملك الصين ويطيعونه ويؤدّون الإتاوة إلى الخركاه لقربهم إلى الإسلام ودخولهم فيه وهم يتّفقون معهم في أكثر الأوقات على غزو من بعد عنهم من المشركين، ثمّ وصلنا إلى قبيلة تعرف بالبجا فتغذّينا فيهم بالدخن والحمص والعدس وسرنا بينهم شهرا في أمن ودعة، وهم مشركون ويؤدّون الإتاوة إلى الطخطاخ ويسجدون لملكهم ويعظمون البقر ولا تكون عندهم ولا يملكونها تعظيما لها، وهو بلد كثير التين والعنب والزعرور الأسود وفيه ضرب من الشجر لا تأكله النار، ولهم أصنام من ذلك الخشب، ثمّ خرجنا إلى قبيلة تعرف بالبجناك طوال اللحى أولو أسبلة همج يغير بعضهم على بعض ويفترش الواحد المرأة على ظهر الطريق، يأكلون الدخن فقط، فسرنا فيهم اثني عشر يوما وأخبرنا أن بلدهم عظيم مما يلي الشمال وبلد الصقالبة ولا يؤدّون الخراج إلى أحد، ثم سرنا إلى قبيلة تعرف بالجكل يأكلون الشعير والجلبان ولحوم الغنم فقط ولا يذبحون الإبل ولا يقتنون البقر ولا تكون في بلدهم، ولباسهم الصوف والفراء لا يلبسون غيرهما، وفيهم نصارى قليل، وهم صباح الوجوه يتزوّج الرجل منهم بابنته وأخته وسائر محارمه، وليسوا مجوسا ولكن هذا مذهبهم في النكاح، يعبدون سهيلا وزحل والجوزاء وبنات نعش والجدي ويسمون الشعرى اليمانية ربّ الأرباب، وفيهم دعة ولا يرون الشّرّ، وجميع من حولهم من قبائل الترك يتخطفهم ويطمع فيهم، وعندهم نبات يعرف بالكلكان طيب الطعام يطبخ مع اللحم، وعندهم معادن البازهر وحياة الحبق، وهي بقر هناك، ويعملون من الدم والذاذي البرّي نبيذا يسكر سكرا شديدا، وبيوتهم من الخشب والعظام، ولا ملك لهم، فقطعنا بلدهم في أربعين يوما في أمن وخفض ودعة، ثم خرجنا إلى قبيلة
تعرف بالبغراج لهم أسبلة بغير لحى يعملون بالسلاح عملا حسنا فرسانا ورجّالة، ولهم ملك عظيم الشأن يذكر أنّه علويّ وأنّه من ولد يحيى بن زيد وعنده مصحف مذهّب على ظهره أبيات شعر رثي بها زيد، وهم يعبدون ذلك المصحف، وزيد عندهم ملك العرب وعلي بن أبي طالب، رضي الله عنه، عندهم إله العرب لا يملّكون عليهم أحدا إلّا من ولد ذلك العلوي، وإذا استقبلوا السماء فتحوا أفواههم وشخصوا أبصارهم إليها، يقولون: إن إله العرب ينزل منها ويصعد إليها، ومعجزة هؤلاء الذين يملّكونهم عليهم من ولد زيد أنّهم ذوو لحى وأنهم قيام الأنوف عيونهم واسعة وغذاؤهم الدخن ولحوم الذكران من الضأن، وليس في بلدهم بقر ولا معز، ولباسهم اللبود لا يلبسون غيرها، فسرنا بينهم شهرا على خوف ووجل، أدّينا إليهم العشر من كل شيء كان معنا، ثمّ سرنا إلى قبيلة تعرف بتبّت فسرنا فيهم أربعين يوما في أمن وسعة، يتغذّون بالبرّ والشعير والباقلّى وسائر اللحوم والسموك والبقول والأعناب والفواكه ويلبسون جميع اللباس، ولهم مدينة من القصب كبيرة فيها بيت عبادة من جلود البقر المدهونة، فيه أصنام من قرون غزلان المسك، وبها قوم من المسلمين واليهود والنصارى والمجوس والهند ويؤدون الإتاوة إلى العلوي البغراجي ولا يملكهم أحد إلّا بالقرعة، ولهم محبس جرائم وجنايات، وصلاتهم إلى قبلتنا، ثمّ سرنا إلى قبيلة تعرف بالكيماك، بيوتهم من جلود، يأكلون الحمص والباقلّى ولحوم ذكران الضأن والمعز ولا يرون ذبح الإناث منها، وعندهم عنب نصف الحبة أبيض ونصفها أسود، وعندهم حجارة هي مغناطيس المطر يستمطرون بها متى شاءوا، ولهم معادن ذهب في سهل من الأرض يجدونه قطعا، وعندهم ماس يكشف عنه السيل ونبات حلو الطعم ينوّم ويخدّر، ولهم قلم يكتبون به، وليس لهم ملك ولا بيت عبادة، ومن تجاوز منهم ثمانين سنة عبدوه إلّا أن يكون به عاهة أو عيب ظاهر، فكان مسيرنا فيهم خمسة وثلاثين يوما ثم انتهينا إلى قبيلة يقال لهم الغزّ، لهم مدينة من الحجارة والخشب والقصب ولهم بيت عبادة وليس فيه أصنام، ولهم ملك عظيم الشأن يستأدي منهم الخراج، ولهم تجارات إلى الهند وإلى الصين ويأكلون البرّ فقط وليس لهم بقول، ويأكلون لحوم الضأن والمعز الذكران والإناث ويلبسون الكتّان والفراء ولا يلبسون الصوف، وعندهم حجارة بيض تنفع من القولنج وحجارة خضر إذا مرّت على السيف لم يقطع شيئا، وكان مسيرنا بينهم شهرا في أمن وسلامة ودعة، ثمّ انتهينا إلى قبيلة يقال لهم التغزغز، يأكلون المذكّى وغير المذكّى ويلبسون القطن واللبود، وليس لهم بيت عبادة، وهم يعظمون الخيل ويحسنون القيام عليها، وعندهم حجارة تقطع الدم إذا علّقت على صاحب الرعاف أو النزف، ولهم عند ظهور قوس قزح عيد، وصلاتهم إلى مغرب الشمس، وأعلامهم سود، فسرنا فيهم عشرين يوما في خوف شديد ثمّ انتهينا إلى قبيلة يقال لهم الخرخيز، يأكلون الدخن والأرز ولحوم البقر والضأن والمعز وسائر اللحوم إلّا الجمال، ولهم بيت عبادة وقلم يكتبون به، ولهم رأي ونظر، ولا يطفئون سرجهم حتى تطفأ موادّها، ولهم كلام موزون يتكلمون به في أوقات صلاتهم، وعندهم مسك، ولهم أعياد في السنة، وأعلامهم خضر، يصلّون إلى الجنوب ويعظمون زحل والزهرة ويتطيرون من المريخ، والسباع في بلدهم كثيرة، ولهم حجارة تسرج بالليل يستغنون بها عن المصباح ولا تعمل في غير بلادهم، ولهم ملك مطاع
لا يجلس بين يديه أحد منهم الّا إذا جاوز أربعين سنة، فسرنا فيهم شهرا في أمن ودعة ثمّ انتهينا الى قبيلة يقال لها الخرلخ، يأكلون الحمص والعدس ويعملون الشراب من الدخن ولا يأكلون اللحم إلّا مغموسا بالملح، ويلبسون الصوف، ولهم بيت عبادة في حيطانه صورة متقدّمي ملوكهم، والبيت من خشب لا تأكله النار، وهذا الخشب كثير في بلادهم، والبغي والجور بينهم ظاهر ويغير بعضهم على بعض، والزنا بينهم كثير غير محظور، وهم أصحاب قمار، يقامر أحدهم غيره بزوجته وابنه وابنته وأمه فما دام في مجلس القمار فللمقمور أن يفادى ويفكّ فإذا انصرف القامر فقد حصل له ما قمر به يبيعه من التجار كما يريد، والجمال والفساد في نسائهم ظاهر، وهم قليلو الغيرة، فتجيء ابنة الرئيس فمن دونه أو امرأته أو أخته الى القوافل إذا وافت البلد فتعرض للوجوه فإن أعجبها إنسان أخذته إلى منزلها وأنزلته عندها وأحسنت إليه وتصرّف زوجها وأخاها وولدها في حوائجه ولم يقربها زوجها ما دام من تريده عندها إلا لحاجة يقضيها ثم تتصرّف هي ومن تختاره في أكل وشرب وغير ذلك بعين زوجها لا يغيره ولا ينكره، ولهم عيد يلبسون الديباج ومن لا يمكنه رقّع ثوبه برقعة منه، ولهم معدن فضّة تستخرج بالزيبق، وعندهم شجر يقوم مقام الإهليلج قائم الساق وإذا طلي عصارته على الأورام الحارّة أبرأها لوقتها، ولهم حجر عظيم يعظمونه ويحتكمون عنده ويذبحون له الذبائح، والحجر أخضر سلقيّ، فسرنا بينهم خمسة وعشرين يوما في أمن ودعة ثم انتهينا إلى قبيلة يقال لهم الخطلخ، فسرنا بين أهلها عشرة أيّام، وهم يأكلون البرّ وحده ويأكلون سائر اللحوم غير مذكاة، ولم أر في جميع قبائل الترك أشدّ شوكة منهم، يتخطّفون من حولهم ويتزوّجون الأخوات، ولا تتزوّج المرأة أكثر من زوج واحد، فإذا مات لم تتزوّج بعده، ولهم رأي وتدبير، ومن زنى في بلدهم أحرق هو والتي يزني بها، وليس لهم طلاق، والمهر جميع ما ملك الرجل، وخدمة الولي سنة، وللقتل بينهم قصاص وللجراح غرم، فإن تلف المجروح بعد أن يأخذ الغرم بطل دمه، وملكهم ينكر الشرّ ولا يتزوّج فإن تزوّج قتل، ثم انتهينا إلى قبيلة يقال لها الختيان، يأكلون الشعير والجلبان ولا يأكلون اللحم إلا مذكى، ويزوّجون تزويجا صحيحا وأحكامهم أحكام عقلية تقوم بها السياسة، وليس لهم ملك، وكلّ عشرة يرجعون إلى شيخ له عقل ورأي فيتحاكمون إليه، وليس لهم جور على من يجتاز بهم، ولا اغتيال، ولهم بيت عبادة يعتكفون فيه الشهر والأقلّ والأكثر، ولا يلبسون شيئا مصبوغا، وعندهم مسك جيّد ما دام في بلدهم فإذا حمل منه تغير واستحال، ولهم بقول كثيرة في أكثرها منافع، وعندهم حيّات تقتل من ينظر إليها إلّا أنّها في جبل لا تخرج عنه بوجه ولا سبب، ولهم حجارة تسكّن الحمّى ولا تعمل في غير بلدهم، وعندهم بازهر جيّد شمعيّ فيه عروق خضر، وكان مسيرنا فيهم عشرين يوما، ثمّ انتهينا إلى بلد بهيّ فيه نخل كثير وبقول كثيرة وأعناب ولهم مدينة وقرى وملك له سياسة يلقّب بهي، وفي مدينتهم قوم مسلمون ويهود ونصارى ومجوس وعبدة أصنام، ولهم أعياد، وعندهم حجارة خضر تنفع من الرمد وحجارة حمر تنفع من الطحال، وعندهم النيل الجيّد القانئ المرتفع الطافي الذي إذا طرح في الماء لم يرسب، فسرنا فيهم أربعين يوما في أمن وخوف ثمّ انتهينا إلى موضع يقال له القليب فيه بوادي عرب ممّن تخلف عن تبّع لما غزا بلاد الصين، لهم مصايف ومشات في مياه ورمال،
يتكلمون بالعربيّة القديمة لا يعرفون غيرها ويكتبون بالحميرية ولا يعرفون قلمنا، يعبدون الأصنام، وملكهم من أهل بيت منهم لا يخرجون الملك من أهل ذلك البيت، ولهم أحكام، وحظر الزنا والفسق، ولهم شراب جيّد من التمر، وملكهم يهادي ملك الصين، فسرنا فيهم شهرا في خوف وتغرير، ثم انتهينا إلى مقام الباب، وهو بلد في الرمل تكون فيه حجبة الملك، وهو ملك الصين، ومنه يستأذن لمن يريد دخول بلد الصين من قبائل الترك وغيرهم، فسرنا فيه ثلاثة أيام في ضيافة الملك يغيّر لنا عند رأس كل فرسخ مركوب، ثم انتهينا إلى وادي المقام فاستؤذن لنا منه وتقدّمنا الرّسل فأذن لنا بعد أن أقمنا بهذا الوادي، وهو أنزه بلاد الله وأحسنها، ثلاثة أيام في ضيافة الملك، ثمّ عبرنا الوادي وسرنا يوما تامّا فأشرفنا على مدينة سندابل، وهي قصبة الصين وبها دار المملكة، فبتنا على مرحلة منها، ثم سرنا من الغد طول نهارنا حتى وصلنا إليها عند المغرب، وهي مدينة عظيمة تكون مسيرة يوم ولها ستون شارعا ينفذ كل شارع منها إلى دار الملك، ثم سرنا إلى باب من أبوابها فوجدنا ارتفاع سورها تسعين ذراعا وعرضه تسعين ذراعا وعلى رأس السور نهر عظيم يتفرّق على ستّين جزءا كلّ جزء منها ينزل على باب من الأبواب تتلقاه رحى تصبّه إلى ما دونها ثم إلى غيرها حتى يصبّ في الأرض ثمّ يخرج نصفه تحت السور فيسقي البساتين ويرجع نصفه إلى المدينة فيسقي أهل ذلك الشارع إلى دار الملك ثمّ يخرج في الشارع الآخر إلى خارج البلد فكل شارع فيه نهران وكلّ خلاء فيه مجريان كل واحد يخالف صاحبه، فالداخل يسقيهم والخارج يخرج بفضلاتهم، ولهم بيت عبادة عظيم، ولهم سياسة عظيمة وأحكام متقنة، وبيت عبادتهم يقال إنّه أعظم من مسجد بيت المقدس وفيه تماثيل وتصاوير وأصنام وبدّ عظيم، وأهل البلد لا يذبحون ولا يأكلون اللحوم أصلا، ومن قتل منهم شيئا من الحيوان قتل، وهي دار مملكة الهند والترك معا، ودخلت على ملكهم فوجدته فائقا في فنه كاملا في رأيه فخاطبه الرسل بما جاءوا به من تزويجه ابنته من نوح بن نصر فأجابهم إلى ذلك وأحسن إليّ وإلى الرسل وأقمنا في ضيافته حتى نجزت أمور المرأة وتمّ ما جهّزها به ثمّ سلمها إلى مائتي خادم وثلاثمائة جارية من خواص خدمه وجواريه وحملت إلى خراسان إلى نوح بن نصر فتزوّج بها، قال: وبلغنا أن نصرا عمل قبره قبل وفاته بعشرين سنة، وذلك أنّه حدّ له في مولده مبلغ عمره ومدة انقضاء أجله وأن موته يكون بالسّلّ وعرّف اليوم الذي يموت فيه، فخرج يوم موته إلى خارج بخارى وقد أعلم الناس أنّه ميّت في يومه ذلك وأمرهم أن يتجهزوا له بجهاز التعزية والمصيبة ليتصوّرهم بعد موته بالحال التي يراهم بها، فسار بين يديه ألوف من الغلمان الأتراك المرد وقد ظاهروا اللباس بالسواد وشقوا عن صدورهم وجعلوا التراب على رؤوسهم ثمّ تبعهم نحو ألفي جارية من أصناف الرقيق مختلفي الأجناس واللغات على تلك الهيئة ثمّ جاء على آثارهم عامة الجيش والأولياء يجنبون دوابّهم ويقودون قودهم وقد خالفوا في نصب سروجها عليها وسوّدوا نواصيها وجباهها حاثين التراب على رؤوسهم واتصلت بهم الرعية والتجار في غمّ وحزن وبكاء شديد وضجيج يقدمهم أولادهم ونساؤهم ثم اتصلت بهم الشاكرية والمكارون والحمالون على فرق منهم قد غيّروا زيّهم، وشهر نفسه بضرب من اللباس، ثم جاء أولاده يمشون بين يديه حفاة حاسرين والتراب على رؤوسهم وبين أيديهم وجوه كتّابه وجلّة خدمه ورؤساؤه وقواده، ثمّ أقبل القضاة والمعدلون والعلماء
يسايرونه في غمّ وكآبة وحزن، وأحضر سجلّا كبيرا ملفوفا فأمر القضاة والفقهاء والكتّاب بختمه فأمر نوحا ابنه أن يعمل بما فيه واستدعى شيئا من حسا في زبدية من الصيني الأصفر فتناول منه شيئا يسيرا ثمّ تغرغرت عيناه بالدموع وحمد الله تعالى وتشهّد وقال:
هذا آخر زاد نصر من دنياكم، وسار إلى قبره ودخله وقرأ عشرا فيه واستقرّ به مجلسه ومات، رحمه الله، وتولى الأمر نوح ابنه، قلت: ونحن نشك في صحة هذا الخبر لأن محدثنا به ربما كان ذكر شيئا فسأل الله أن لا يؤاخذه بما قال، ونرجع إلى كلام رسول نصر، قال: وأقمت بسندابل مدينة الصين مدة ألقى ملكها في الأحايين فيفاوضني في أشياء ويسألني عن أمور من أمور بلاد الإسلام، ثم استأذنته في الانصراف فأذن لي بعد أن أحسن إليّ ولم يبق غاية في أمري، فخرجت إلى الساحل أريد كله، وهي أوّل الهند وآخر منتهى مسير المراكب لا يتهيأ لها أن تتجاوزها وإلّا غرقت، قال: فلمّا وصلت إلى كله رأيتها وهي عظيمة عالية السور كثيرة البساتين غزيرة الماء ووجدت بها معدنا للرصاص القلعي لا يكون إلّا في قلعتها في سائر الدنيا، وفي هذه القلعة تضرب السيوف القلعية وهي الهندية العتيقة، وأهل هذه القلعة يمتنعون على ملكهم إذا أرادوا ويطيعونه إن أحبوا، ورسمهم رسم الصين في ترك الذباحة، وليس في جميع الدنيا معدن للرصاص القلعي إلّا في هذه القلعة، وبينها وبين مدينة الصين ثلاثمائة فرسخ، وحولها مدن ورساتيق وقرى، ولهم أحكام حبوس جنايات، وأكلهم البرّ والتمور، وبقولهم كلّها تباع وزنا وأرغفة خبزهم تباع عددا، وليس عندهم حمامات بل عندهم عين جارية يغتسلون بها، ودرهمهم يزن ثلثي درهم ويعرف بالقاهري، ولهم فلوس يتعاملون بها، ويلبسون كأهل الصين الإفرند الصيني المثمن، وملكهم دون ملك الصين ويخطب لملك الصين، وقبلته إليه، وبيت عبادته له، وخرجت منها إلى بلد الفلفل فشاهدت نباته، وهو شجر عاديّ لا يزول الماء من تحته فإذا هبت الريح تساقط حمله فمن ذلك تشنجه وإنما يجتمع من فوق الماء، وعليه ضريبة للملك، وهو شجر حرّ لا مالك له وحمله أبدا فيه لا يزول شتاء ولا صيفا، وهو عناقيد فإذا حميت الشمس عليه انطبق على العنقود عدة من ورقه لئلّا يحترق بالشمس، فإذا زالت الشمس زالت تلك الأوراق، وانتهيت منه إلى لحف الكافور، وهو جبل عظيم فيه مدن تشرف على البحر منها قامرون التي ينسب إليها العود الرطب المعروف بالمندل القامروني، ومنها مدينة يقال لها قماريان، وإليها ينسب العود القماري، وفيه مدينة يقال لها الصنف، ينسب إليها العود الصنفي، وفي اللحف الآخر من ذلك الجبل مما يلي الشمال مدينة يقال لها الصّيمور، لأهلها حظّ من الجمال وذلك لأن أهلها متولدون من الترك والصين فجمالهم لذلك، وإليها تخرج تجارات الترك، وإليها ينسب العود الصيموري وليس هو منها إنّما هو يحمل إليها، ولهم بيت عبادة على رأس عقبة عظيمة وله سدنة وفيه أصنام من الفيروزج والبيجاذق، ولهم ملوك صغار، ولباسهم لباس أهل الصين، ولهم بيع وكنائس ومساجد وبيوت نار، لا يذبحون ولا يأكلون ما مات حتف أنفه، وخرجت إلى مدينة يقال لها جاجلّى على رأس جبل مشرف نصفها على البحر ونصفها على البرّ ولها ملك مثل ملك كله يأكلون البرّ والبيض ولا يأكلون السمك ولا يذبحون، ولهم بيت عبادة كبير معظّم، لم يمتنع على الإسكندر في بلدان الهند غيرها، وإليها يحمل الدارصيني ومنها يحمل إلى سائر الآفاق، وشجر
الدارصيني حرّ لا مالك له، ولباسهم لباس كله إلّا أنهم يتزيّنون في أعيادهم بالحبر اليمانية، ويعظمون من النجوم قلب الأسد، ولهم بيت رصد وحساب محكم ومعرفة بالنجوم كاملة، وتعمل الأوهام في طباعهم، ومنها خرجت إلى مدينة يقال لها قشمير وهي كبيرة عظيمة لها سور وخندق محكمان تكون مثل نصف سندابل مدينة الصين وملكها أكبر من ملك مدينة كله وأتم طاعة، ولهم أعياد في رؤوس الأهلّة وفي نزول النيرين شرفهما، ولهم رصد كبير في بيت معمول من الحديد الصيني لا يعمل فيه الزمان، ويعظمون الثّريّا، وأكلهم البرّ ويأكلون المليح من السمك ولا يأكلون البيض ولا يذبحون، وسرت منها إلى كابل فسرت شهرا حتى وصلت إلى قصبتها المعروفة بطابان، وهي مدينة في جوف جبل قد استدار عليها كالحلقة دوره ثلاثون فرسخا لا يقدر أحد على دخوله إلّا بجواز لأن له مضيقا قد غلّق عليه باب ووكل به قوم يحفظونه فما يدخله أحد إلّا بإذن، والإهليلج بها كثير جدّا، وجميع مياه الرساتيق والقرى التي داخل المدينة تخرج من المدينة، وهم يخالفون ملّة الصين في الذباحة ويأكلون السمك والبيض ويقتل بعضهم بعضا، ولهم بيت عبادة، وخرجت من كابل إلى سواحل البحر الهندي متياسرا فسرت إلى بلد يعرف بمندورقين منابت غياض القنا وشجر الصندل ومنه يحمل الطباشير، وذلك أن القنا إذا جفّ وهبّت عليه الريح احتك بعضه ببعض واشتدت فيه الحرارة للحركة فانقدحت منه نار فربما أحرقت منها مسافة خمسين فرسخا أو أكثر من ذلك فالطباشير الذي يحمل إلى سائر الدنيا من ذلك القنا، فأما الطباشير الجيد الذي يساوي مثقاله مائة مثقال أو أكثر فهو شيء يخرج من جوف القنا إذا هزّ، وهو عزيز جدّا، وما يفجر من منابت الطباشير حمل إلى سائر البلاد وبيع على أنّه توتيا الهند، وليس كذلك لان التوتيا الهندي هو دخان الرصاص القلعي، ومقدار ما يرتفع منه كلّ سنة ثلاثة أمنان أو أربعة أمنان ولا يتجاوز الخمسة، ويباع المنّ منه بخمسة آلاف درهم إلى ألف دينار، وخرجت منها إلى مدينة يقال لها كولم لأهلها بيت عبادة وليس فيه صنم وفيها منابت الساج والبقّم، وهو صنفان وهذا دون والآمرون هو الغاية، وشجر الساج مفرط العظم والطول ربّما جاوز مائة ذراع وأكثر، والخيزران والقنا بها كثير جدّا، وبها شيء من السّندروس قليل غير جيّد والجيّد منه ما بالصين، وهو من عرعر ينبت على باب مدينتها الشرقي، والسندروس شبه الكهربائيّة وأحلّها وفيها مغناطيس يجذب كل شيء إذا أحمي بالدّلك، وعندهم الحجارة التي تعرف بالسندانية يعمل بها السقوف، وأساطين بيوتهم من خرز أصلاب السمك الميت ولا يأكلونه، ولا يذبحون، وأكثرهم يأكل الميتة، وأهلها يختارون للصين ملكا إذا مات ملكهم، وليس في الهند طبّ إلّا في هذه المدينة، وبها تعمل غضائر تباع في بلداننا على أنّه صينيّ وليس هو صينيّ لأن طين الصين أصلب منه وأصبر على النار وطين هذه المدينة الذي يعمل منه الغضائر المشبه بالصيني يخمر ثلاثة أيام لا يحتمل أكثر منها وطين الصين يخمر عشرة أيام ويحتمل أكثر منها، وخزف غضائرها أدكن اللون وما كان من الصين أبيض وغيره من الألوان شفّافا وغير شفاف فهو معمول في بلاد فارس من الحصى والكلس القلعيّ والزجاج يعجن على البوائن وينفخ ويعمل بالماسك كما ينفخ الزجاج مثل الجامات وغيرها من الأواني، ومن هذه المدينة يركب إلى عمان، وبها راوند ضعيف العمل والصيني أجود منه، والراوند
قرع يكون هناك وورقه السادج الهندي، وإليها تنسب أصناف العود والكافور واللبان والقتار، وأصل العود نبت في جزائر وراء خطّ الاستواء، وما وصل إلى منابته أحد ولم يعلم أحد كيف نباته وكيف شجره ولا يصف إنسان شكل ورق العود وإنما يأتي به الماء إلى جانب الشمال، فما انقلع وجاء إلى الساحل فأخذ رطبا بكله وبقامرون أو في بلد الفلفل أو بالصنف أو بقماريان أو بغيرها من السواحل بقي إذا أصابته الريح الشمال رطبا أبدا لا يتحرّك عن رطبه، وهو المعروف بالقامروني المندلي، وما جف في البحر ورمي يابسا فهو الهندي المصمت الثقيل ومحنته أن ينال منه بالمبرد ويلقى على الماء فإن لم ترسب برادته فليس بمختار وإن رسبت فهو الخالص الذي ما بعده غاية، وما جفّ منه في مواضعه ونخر في البحر فهو القماري، وما نخر في مواضعه وحمله البحر نخرا فهو الصنفي، وملوك هذه المرافئ يأخذون ممن يجمع العود من السواحل ومن البحر العشر، وأمّا الكافور فهو في لحف جبل بين هذه المدينة وبين مندورقين مطلّ على البحر وهو لبّ شجر يشقّ فيوجد الكافور كامنا فيه فربما وجد مائعا وربما كان جامدا لأنّه صمغ يكون في لبّ هذا الشجر، وبها شيء من الإهليلج قليل والكابلي أجود منه لأن كابل بعيدة من البحر، وجميع أصناف الإهليلج بها وكل شجر مما نثرته الريح فجّا غير نضيج فهو الأصفر، وهو حامض بارد، وما بلغ وقطف في أوان إدراكه فهو الكابلي، وهو حلو حارّ، وما ترك في شجره في أيام الشتاء حتى يسود فهو الأسود مرّ حارّ، وبها معدن كبريت أصفر ومعدن نحاس يخرج من دخانه توتيا جيد، وجميع أصناف التوتيا كلها من دخان النحاس إلّا الهندي فإنّه كما ذكرنا يخرج من دخان الرصاص القلعي، وماء هذه المدينة وماء مندورقين من الصهاريج المختزن فيها من مياه الأمطار، ولا زرع فيها إلّا القرع الذي فيه الراوند فإنّه يزرع بين الشوك، وكذلك أيضا بطيخهم عزيز جدّا، وبها قنبيل يقع من السماء ويجمع بأخثاء البقر، والعربي أجود منه، وسرت من مدن السواحل إلى الملتان، وهي آخر مدن الهند ممّا يلي الصين وأوّلها ممّا يلينا وتلي أرض السند، وهي مدينة عظيمة جليلة القدر عند أهل الهند والصين لأنّها بيت حجهم ودار عبادتهم مثل مكّة عند المسلمين وبيت المقدس عند اليهود والنصارى، وبها القبة العظمى والبدّ الأكبر، وهذه القبة سمكها في السماء ثلاثمائة ذراع وطول الصنم في جوفها مائة ذراع، وبين رأسه وبين القبة مائة ذراع، وبين رجليه وبين الأرض مائة ذراع، وهو معلّق من جوفها لا بقائمة من أسفله يدعم عليها ولا بعلاقة من أعلاه تمسكه، قلت:
هذا هو الكذب الصراح لأن هذا الصنم ذكره المدائني في فتوح الهند والسند وذكر أن طوله عشرون ذراعا، قال أبو دلف: البلد في يد يحيى بن محمد الأموي هو صاحب المنصورة أيضا والسند كلّه في يده، والدولة بالملتان للمسلمين وملّاك عقرها ولد عمر بن علي بن أبي طالب، والمسجد الجامع مصاقب لهذه القبة، والإسلام بها ظاهر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بها شامل، وخرجت منها إلى المنصورة، وهي قصبة السند، والخليفة الأموي مقيم بها يخطب لنفسه ويقيم الحدود ويملك السند كلّه بره وبحره، ومنها إلى البحر خمسون فرسخا، وبساحلها مدينة الدّيبل، وخرجت من المنصورة إلى بغانين، وهو بلد واسع يؤدي أهله الخراج إلى الأموي وإلى صاحب بيت الذهب، وهو بيت من ذهب في صحراء تكون أربعة فراسخ ولا يقع عليها الثلج ويثلج ما حولها،
وفي هذا البيت رصد الكواكب، وهو بيت تعظمه الهند والمجوس، وهذه الصحراء تعرف بصحراء زردشت صاحب المجوس، ويقول أهل هذه البلدان:
إن هذه الصحراء متى خرج منها إنسان يطلب دولة لم يغلب ولم يهزم له عسكر حيثما توجه، ومنها إلى شهر داور ومنها إلى بغنين ومنها إلى غزنين وبها تتفرّق الطرق فطريق يأخذ يمنة إلى باميان وختلان وخراسان، وطريق يأخذ تلقاء القبلة إلى بست ثمّ إلى سجستان، وكان صاحب سجستان في وقت موافاتي إياها أبا جعفر محمد بن أحمد بن الليث وأمه بانويه أخت يعقوب بن الليث، وهو رجل فيلسوف سمح كريم فاضل، له في بلده طراز تعمل فيه ثياب، ويخلع في كل يوم خلعة على واحد من زوّاره ويقوّم عليه من طرازها بخمسة آلاف درهم ومعها دابّة النوبة ووليّ الحمام والمسند والمطرح ومسورتان ومخدّتان، وبذلك يعمل ثبت ويسلّم إلى الزائر فيستوفيه من الخازن، هذا آخر الرسالة.

طاطَرَى

طاطَرَى:
لا أدري أين هي، قال شيرويه بن شهردار: عبد الملك بن منصور بن أحمد الأديب أبو الفضل الطاطري روى عن الخليل القزويني وأبي بكر أحمد بن محمد بن السري بن سهل الهمذاني نزيل تبريز الأزرق السّمّاع، كان أديبا، وعبد الله بن منصور أبو الفضل الطاطري روى عن أبي بكر أحمد بن سهل بن السري الهمذاني قاضي شروان، سمع منه الأبيوردي، قاله شيرويه، وفي كتاب الشام: أنبأنا أبو عليّ الحدّاد أنبأنا أبو بكر بن ربذة أنبأنا سليمان بن أحمد: كلّ من يبيع الكرابيس بدمشق يسمّى الطاطري، ذكر ذلك في ترجمة مروان بن محمد الطاطري أحد أعيان المحدّثين، روى عن أنس بن مالك وطبقته، وكان أحمد بن حنبل يحسن الــثناء عليه وكان يرمى بالإرجاء، ومات في سنة 210، ومولده سنة أشرق الكوكب، وأما طرطاري وقد وجدته في بعض الكتب فلا أدري إلى أي ذلك ينسب ممن ذكرنا.

عَبّادُ

عَبّادُ:
بالفتح ثم التشديد، وآخره دال: قرية بمرو يسمّيها أهلها شنك عبّاد، بكسر الشين المعجمة، وسكون النون والكاف، ويكتبها المحدّثون سنج عبّاد، بكسر السين المهملة، وسكون النون والجيم، بينها وبين مرو نحو أربعة فراسخ، وليست بسنج المشهورة التي ينسب إليها السنجي، وينسب إلى هذه أبو منصور المظفر بن أردشير بن أبي منصور العبّادي الواعظ ذو اليد الباسطة فيه واللسان الطلق في فنّه حتى صار يضرب بحسن إيراده وبديهته على المنبر المثل، سمع بنيسابور أبا عليّ نصر الله بن أحمد الخشنامي وإسماعيل بن عبد الغافر الفارسي ومحمد بن محمود الرشيدي، ذكره أبو سعد في شيوخه ولم يحسن الــثناء على دينه وزعم أنه كان يشرب الخمر ويرتكب المحظور، وخرج رسولا من بغداد فتوفّي بعسكر مكرم في شهر ربيع الآخر سنة 547 ونقل تابوته إلى بغداد فدفن بالشونيزية وطبّق قبره بالآجرّ الأزرق.

غَزَالٌ

غَزَالٌ:
بلفظ الغزال ذكر الظباء: ثنيّة يقال لها قرن غزال، قال الأزهري: الغزال الشادن حين يتحرك ويمشي قبل الإثناء، قال عرّام: وعلى الطريق من ثنية هرشى بينها وبين الجحفة ثلاثة أودية مسميّات منها غزال: وهو واد يأتيك من ناحية شمنصير وذروة وفيه آبار، وهو لخزاعة خاصة وهم سكانه أهل عمود، ولذلك قال كثير يذكر إبلا:
قلن عسفان ثم رحن سراعا ... طالعات عشيّة من غزال
قصد لفت وهنّ متّسقات ... كالعدوليّ لاحقات التّوالي

الْقيَاس الاقتراني

الْقيَاس الاقتراني: مَا لَا يكون عين النتيجة وَلَا نقيضها مَذْكُورا فِيهِ بِالْفِعْلِ مثل الْعَالم متغير وكل متغير حَادث فالعالم حَادث. ثمَّ هُوَ على نَوْعَيْنِ: حملي وشرطي لِأَن مقدمتيه إِن كَانَتَا حمليتين مثل الْمِثَال الْمَذْكُور فاقتراني حملي - وَإِلَّا فاقتراني شرطي مثل إِن كَانَت الشَّمْس طالعة فالنهار مَوْجُود وَكلما كَانَ النَّهَار مَوْجُودا كَانَت الأَرْض مضيئة ينْتج كلما كَانَت الشَّمْس طالعة كَانَت الأَرْض مضيئة - وَالتَّفْصِيل أَن الْقيَاس بِحَسب الصُّورَة استثنائي إِن ذكر فِيهِ النتيجة أَو نقضيها. وَإِلَّا فاقتراني لعدم فصل مقدماته بأداة الِاسْتِــثْنَاء بِخِلَاف الاستثنائي ثمَّ الاقتراني حملي إِن تألف من الحمليات الصرفة وَإِلَّا فشرطي وبحسب الْمَادَّة إِن أَفَادَ تخيلا فشعري. أَو تَصْدِيقًا ظنيا فخطابي. أَو يَقِينا فبرهاني أَو مَبْنِيا على اعْتِرَاف النَّاس أَو الْخصم فجدلي وَإِلَّا فسفسطي ومغالطة.

مزدوج

المزدوج: هو أن يكون المتكلم بعد رعايته للأسجاع يجمع في أثناء القرائن بين لفظين متشابهين في الوزن والروي، كقوله تعالى: {وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ} وقوله صلى الله عليه وسلم: "المؤمنون هينون لينون".

الْقَمَر

الْقَمَر: كَوْكَب ليلِي مكدر أَزْرَق مائل إِلَى السوَاد مظلم غير نوراني كثيف صقيل قَابل للاستنارة من غَيره يكْسب النُّور عَنهُ بالمحاذاة وَإِنَّمَا يستضيء استضاءة يعْتد بهَا بضياء الشَّمْس لَا بضياء غَيرهَا من الْكَوَاكِب لضعف أضوائها كالمرآة المجلوة الَّتِي تستنير من المضيء المواجه لَهَا وينعكس النُّور عَنْهَا إِلَى مَا يقابلها فَيكون نصف الْقَمَر المواجه للشمس أبدا مستضيئا لَو لم يمْنَع مَانع كحيلولة الأَرْض بَينهمَا وَالنّصف الآخر مظلما فيستفاد من هَا هُنَا أَن نور الْقَمَر مُسْتَفَاد من الشَّمْس فعلى الْقَمَر مِنْهُ الشَّمْس والامتنان أصعب من جروح السنان - نعم مَا قَالَ الصائب رَحمَه الله تَعَالَى.
(باتيركى بسازكه ابروى عنبرين ... يكشب سفيد كشت زمنت هِلَال را)
وتتمة هَذَا المرام فِي المحاق إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
(الْقَمَر) جرم سماوي صَغِير يَدُور حول كَوْكَب أكبر مِنْهُ وَيكون تَابعا لَهُ وَمِنْه الْقَمَر التَّابِع للْأَرْض والأقمار الَّتِي تَدور حول كواكب المريخ وزحل وَالْمُشْتَرِي وَالْقَمَر الصناعي جسم يُطلق فِي الفضاء ليدور حول الأَرْض وَيحصل على السرعة الكافية للدوران باستخدام الصاروخ ذِي المراحل وَيحمل أجهزة تقوم برصد المعلومات وَجَمعهَا وإرسالها إِلَى المراكز العلمية على الأَرْض فِي أثْنَاء دورانه فِي الفضاء الجوي كَمَا يستخدم فِي الاتصالات الإذاعية المرئية والصوتية وَفِي الأرصاد الفلكية وَغير ذَلِك وَأول قمر أطلقهُ الْإِنْسَان فِي 4 أكتوبر سنة 1957 (ج) أقمار
و (قمر الدّين) حلوى تتَّخذ من المشمش المجفف يَجْعَل على شكل رقاق (مج)
واسترعى مَاله الْقَمَر إِذا تَركه هملا لَيْلًا بِلَا رَاع والقمران الشَّمْس وَالْقَمَر والشهور القمرية الَّتِي تؤقت بدورة الْقَمَر حول الأَرْض وَالسّنة القمرية اثْنَا عشر شهرا قمريا وأولها الْمحرم وَآخِرهَا ذُو الْحجَّة

(الْقَمَر) المضيء أَو ذُو الْقَمَر يُقَال ليل قمر وَلَيْلَة قمرة
الْقَمَر: كتب صَاحب (مطالع الْقَمَر) يَقُول إِنَّه لما ارتحل الْحَكِيم الْمُحَقق مَا شَاءَ الله الْمصْرِيّ عَن هَذِه الدُّنْيَا وإلتحقت روحه بالباري عز وَجل تاركة القفص الطيني، وجدوا فِي خزانَة كتبه صندوقا، نزعوا أقفاله فوجدوا فِيهِ قدرا من الْحَرِير الْأَبْيَض كتب عَلَيْهِ هَذَا الْفَصْل الَّذِي محصلته مَا يَلِي: كل من يُبَاشر عملا وَيكون الْقَمَر فِي برج الْعَقْرَب أَو السنبلة (الْعَذْرَاء) فَإِنَّهُ سَوف ينْدَم، وكل من يرتدي لباسا جَدِيدا وَالْقَمَر فِي برج الْأسد، يكون بَين النحسين وَيَمُوت فِيهِ (أَي اللّبْس) ، وكل من يُسَافر وَالْقَمَر فِي طَرِيقه إِلَى الْمُحْتَرِقَة لَا يرجع إِلَّا بِعَذَاب وصعوبة وَأَكْثَره أَن لَا يعود إِلَى وَطنه. وكل من يتَزَوَّج وَالْقَمَر فِي منزلَة سعد ذابح فَإِنَّهُ سيطلق فِي المحاق قبل الِاجْتِمَاع. وَإِذا مَا اجْتمع رجل مَعَ امْرَأَة فإمَّا أَن يَمُوت فِي هَذِه السّنة أَو أَنه سيفارقها بِصُورَة وَطَرِيقَة وَلَا أقبح مِنْهَا. وكل من ينْكح وَالْقَمَر فِي منزلَة (زبانا) فَإِن زوجه تَمُوت فِي المحاق.
وَهُنَاكَ أَحْكَام أُخْرَى للمواليد من النَّاس ذكرهَا هُنَا، وَهِي إِذا كَانَت الْكَفّ المخضبة فِي طالع الرجل حِين وِلَادَته فَإِنَّهُ لَا يتَزَوَّج أبدا، وكل مَوْلُود يُولد والزهرة وَعُطَارِد (اوفا) خَالَة بالمريخ فَإِن هَذَا الْمَوْلُود حتما سيدعو النَّاس إِلَيْهِ حَتَّى وَلَو كَانُوا تَحت الأَرْض الثَّانِيَة دَعْوَة خُفْيَة، وَإِذا كَانُوا فَوق الأَرْض فَإِنَّهَا تكون دَعْوَة عَلَانيَة وَإِذا ابتدأت بِالْخُصُومَةِ وَالْقَمَر فِي برج النحس، فَإنَّك تغلب، وَيَقُول أَن لَا تُسَافِر إِذا كَانَ أحد النيرين فِي طالعك فَإنَّك لن تعود أَو تمرض وَكلما كَانَ الطالع نحسا فِي وَقت السّفر فَإِن صَاحب الطالع مسعودا، فَهُوَ يدل على صِحَة الْبدن، وَكلما كَانَ الطالع سَعْدا، وَصَاحب الطالع منحوسا، فَهُوَ يدل على موت مفاجئ. وَإِذا كَانَ الْقَمَر فِي برج الْقوس فَلَا تُسَافِر لِأَنَّهُ يسبب فِي تَأْخِير الْأُمُور، وَلَا تقدم على الزواج حِين يكون الْقَمَر فِي برج السرطان لِأَنَّهُ لَا خير فِيهِ، وَلَا تكْتب شَيْئا وَالْقَمَر فِي الطالع فَإِنَّهُ لَا يستحسن، وَإِذا كَانَ الْقَمَر خَالِي السّير فَإِن الْوَقْت يكون مناسبا للصَّيْد وَالرُّكُوب والتبطل والاختلاء وَالشرب والضيافة. وَإِذا كَانَ الْقَمَر فِي الرَّأْس فَإِنَّهُ من الْحسن زِيَارَة السُّلْطَان والحكام وَطلب الْحَاجة مِنْهُم. (انْتهى) .
والضابطة المضبوطة فِي معرفَة أَن الْقَمَر فِي أَي برج من بروج الْفلك فِي هَذِه الْقطعَة: (كل مَا يَأْتِي من الْقَمَر أَجله ... مثنى وأضف عَلَيْهَا خَمْسَة)
(ثمَّ خُذ خَمْسَة مِنْهَا من مَوضِع الشَّمْس ... فَإنَّك ستعرف البرج وَمَكَان الْقَمَر)
وتوضيحها هَكَذَا، إِذا أردْت أَن تعرف مَكَان الْقَمَر فِي أَي برج هُوَ، فَانْظُر كم مضى من الشَّهْر ثمَّ ضاعفه وأضف عَلَيْهِ خَمْسَة من عنْدك ثمَّ احسب من البرج الَّذِي تكون فِيهِ الشَّمْس خَمْسَة، ثمَّ زد عَلَيْهَا وَاحِدًا وَبعدهَا كل زِيَادَة تبقى تنظر أَي برج توَافق فَيكون الْقَمَر فِيهَا.
وَمِثَال ذَلِك، الْيَوْم هُوَ الْحَادِي عشر من شهر شعْبَان سنة (1171) هجرية إِذا فقد ذهب من الشَّهْر أحد عشر يَوْمًا، فتضاعفه فَيُصْبِح اثْنَان وَعشْرين فنضيف عَلَيْهِ خَمْسَة ليُصبح سَبْعَة وَعشْرين، فَإِذا نَظرنَا وجدنَا الشَّمْس فِي برج الْحمل، ثمَّ نقسم الْخَمْسَة وَالْعِشْرين على خَمْسَة فَيبقى لدينا اثْنَان فَنَضْرِب هَذَا الْعدَد بِسِتَّة فَيُصْبِح اثْنَتَا عشر وَهُوَ مِقْدَار الدرجَة، مثلا _ الْحمل _ الثور _ الجوزاء _ السرطان _ الْأسد _ السنبلة (الْعَذْرَاء) ، إِذا حينها نَعْرِف أَن الْقَمَر فِي برج السنبلة (الْعَذْرَاء) وَقد قطع اثْنَتَا عشرَة دَرَجَة مِنْهُ.
وضابطة أُخْرَى:
(اضْرِب أَيهَا الْقَائِد الْأَيَّام الَّتِي قضيت من الشَّهْر بِثَلَاثَة ... )
(عشر ثمَّ اضف عَلَيْهَا ثَلَاثَة عشر ... )
(ثمَّ قسم الْحَاصِل ثَلَاثِينَ ثَلَاثِينَ ... )
(ووزعها على الشُّهُور من حَيْثُ هِيَ الشَّمْس فتعرف الْقَمَر ... )
أَي نحسب كم مضى من الشَّهْر فنضربه بِثَلَاثَة عشر ثمَّ نضيف عَلَيْهِ ثَلَاثَة عشر ونقسم الناتج ثَلَاثِينَ ثَلَاثِينَ وَتُعْطِي كل ثَلَاثِينَ لكل شهر ابْتِدَاء من الشَّهْر الَّذِي تكون فِيهِ الشَّمْس والشهر الَّذِي نصل إِلَيْهِ أخيرا يكون فِيهِ الْقَمَر.
مُلَاحظَة: يمكننا حِسَاب الدَّرَجَات بِهَذِهِ الطَّرِيقَة، نعد الْأَيَّام الَّتِي خلت من الشَّهْر ونضيف إِلَيْهَا (وَاحِد) فنعرف بذلك مِقْدَار الدَّرَجَات الَّتِي قطعت.

لقي

لقي: لقي: اسم مصدر لقيا (فوك).
إن كنت سنداناً فألقي: (إن كنت سنداناً فاحتمل) أي عليك أن تقاسي الشرور بصبر (بوشر).
لقي له محلاً أو وظيفة (بوشر).
لقّي: منح، وهب. أعطى (معجم مسلم).
لقّي: وضع (فوك) هذا الفعل بصيغة المضارع في معجمه في مادة pati مرادفاً لجعله يقاسي ووضع الله في مادة obviare؛ وقد ورد تالله يلقّيك فعلك عند (بوشر) بمعنى سيجازيك الله وفق أعمالك. إلاّ أن هذه الصيغة تستعمل، عادة في الجانب السيئ أي الأفعال السيئة، أي ليعاقبك الله على ما فعلته بنا، أو ليعاقبك الله على مات فعلته بالناس.
لُقّي الجواب: أجاب في الحال، دون تردد (وردت في ديوان الهذليين ص110): تخاصم قوماً لا تُلقَّى جوابهم وفي هامش الصحيفة نفسها لا تقوم لجوابهم ولا يَحْضرك لأنك لست تقدر على الجواب.
ويجب أن تنطق الكلمة بهذا الشكل في (كليلة ودمنة 263 حيث يقوم الملك لَنُلقَّى بالجواب.
في الملاحظة الذي أبداها دي ساسي (ص108) يبدو إنه قد أراد بهذه الكلمة معنى التلقي من الوحي لذلك بات من المناسب مقارنة ما ورد في السورة 27 من القرآن} (إنَّك لَتُلَقَّى القرآن) {أي لتؤتاه وفقاً لما قال البيضاوي في تفسيره.
لقَّى: في (ألف ليلة برسل 262:3): (وجد قمر الزمان البستاني وهو يقاس لهاث الموت فجلس قرب رأس الفراش وأغلق عينيه ولقّاه الشهادة ثم بادر إلى العناية بمراسم الدفن). وهذا، فيما أعتقد، يقصد منه إنه تلا، أو لقّن البستاني (الذي كان قد لقظ، بطبيعة الحال، نفسه الأخير) اعترافه الديني كما يفعل الملقّن في مصر في هذه الأيام قريباً من القبر (انظر لين 338:2).
لاقى ل: احتاط ل:، ذهب لملاقاة .. (بوشر).
لاقى: استقبل لاقاه بأحسن ملاقاة -أي أحسن- المترجم - (بوشر).
لاقى: حظي بلقاء فلان (بوشر).
لاقى: ابتلى. أحسّ، شعر (بوشر) وهي عند (فوك): pati.
ما لاقيت إلاّ و: إذا، إذا ب (بوشر).
لاقى حاله: وجد نفسه، شعرَ، أحسّ إنه في حالة معينة (بوشر).
ألقى: ألقت طلاً وضعت الناقة صغيرها (الجريدة الآسيوية 6:1، 5:1) وفي الحديث عن إحدى النساء ألقت جنيناً أو مُضغة وحملت حملاً كاذباً (معجم التنبيه).
ألقى بنفسه: انتصب بسرعة (معجم البيان).
ألقى بالاً إلى أول: تنبه على (انظرها في بال).
ألقى إليه السمع: أصغى (محيط المحيط).
ألقى: وضع كقولنا ألقى المتاع على الدابة أو وضعه (محيط المحيط) (كارتاس 31: 5): وركَّب في أعلى المارة سيف الإمام إدريس وسبب إلقائه في أعلى المنارة أن الأمير. ز الخ.
ألقى إلى وب: في (محيط المحيط): (وألقى إليه القول وبالقول والمودة وبالمودة أبلغه إياه) و (عبد الواحد 96:15، 188:4 والبربرية 1: 162 وابن الخطيب 21) وجّه ابن مسعدة ابنه من مالقة بكتاب في بعض الأغراض الضرورية ثم رغب أن ينعم على ولده بالمشافهة لإلقاء أمر ينوب عنه فبه. وكذلك تفيد معنى الاطلاع أو الإبلاغ مرة بعد مرة أي تكراراً. وقد وردت ألقى ل وألقى إلى عند (ابن بطوطة 3: 172، 197).
ألقى إليه أن: أوحى إليه فكرة أن .. (ابن بطوطة 3: 162): وشوا بقطب الدين عند السلطان وألقى إليه جلساؤه إنه يريد الانفراد بملك الهند أي أوحى إليه جلساؤه .. الخ (البربرية 1: 482 و2: 482 وماكني: 2: 500): فرأيت ليلة في المنام كأن رجلاً يأتيني في زي أهل المشرق كل ثيابه بيض وكان يلقي في نفسي إنه الحسين.
ألقى على: في (محيط المحيط): وألقى عليه القول أملاه وهو كالتعليم ومنه الحديث (ألقها على بلال فإنه أمدّ صوتاً). وألقى عليه لحناً أي علمه إياه (الأغاني 43: 16) كوسج، كرست 130. المقدمة 3: 393) وليس أودعه أو وضعه (كما توهمه دي سلان).
ألقى: أملى: ألقى درساً أو تصديراً اكتتب واستكتب التلاميذ درساً (ابن خلكان 1: 45 دي سلان، مرسنج 7: 1، 9:1) وبمعنى أوسع الأستاذ الذي يقدم الأسئلة ويجعل طلابه يرددون ما علّمهم إياه (حياة تيمور 2: 869): يلقي الدرس (وذلك بأن) يطرح المسائل على الطلبة ويعيدهم. أي يجعلهم يكررون ما قدمه لهم من علمه.
ألقى بيده إلى فلان: استسلم، خضع لأحدهم؛ وكذلك تأتي بمعنى التخلي للغير عن تدبير الأمور، أو شؤون المملكة (عباد 1: 284 رقم 151 معجم البيان).
وهناك أيضاً المعنى الثاني ألقى إليه بمقاليده (المعنى الحرفي: سلّم المحاصَر المفاتيح).
ألفت إليه الرياسة أقاليدها وأُلقِي إليه بالمقاليد: صار له السلطة العليا (عباد1: 294 رقم 209).
وفي المعنى الأول أيضاً: ألقى لفلان يد الاستسلام أو الغَلبَ (المعيار 5: 1 و6: 2) وألقى يده في يد فلان (عبد الواحد 2: 180).
ألقى الإذعان: خضع (ابن جبير 325: 13).
ألقى بينهم: بث فيهم روح الثورة (البربرية 2: 509).
تلقى الركبان: .. أن تَلَقْى القافلة فيخبرهم بكساد ما معهم ليغبنهم وهذا أمر ممنوع (معجم التنبيه).
تلقى: تسَلَّم، تلقف الشيء الساقط من الاعلى، (بوشر، ابن جبير 130:18): وربما رمى بعضهم بالسيوف في الهواء فيتلقونها قبضاً على قوائمها 183:4).
تلقى: تحرّز واحترز من أذى أو من تعدَّ بأن يعارضه بشيء يصدّه (كوسج كرلاست 3: 6): ضربه الآخر ضربة ثالثة فتلقاها المقتدر بيده اليسرى فقطعت إبهامه.
تلقَّى: تحمل جهد القيام بالشيء الفلاني، تحمل هموم الشخص أو الشيء الفلاني (بوشر).
تلقّى أحداً بالتصفيق: صفق لفلان (بوشر).
تلقَى ب: قدّم ل، ناول (الأغاني 41:5): تلقوه بالمجامر والطيب.
تلقّى: نال، (الادريسي 99:5): تلقى من الغلام الإرادة (حين يكون القصد إيراد معنى بذيء أو مخالف للحياء).
تلقّى: راقب، اشرف على (مملوك 1، 1، 203): هو الذي يتلقى حسبانات الدولة.
تلقّي القَسَم بحرف التنفيس: (في النحو) هي أن تترادف لام القسم من حرف السين. أما تلقّيه بالفاء فهي أن تترادف لام القسم مع حرف الفاء (علّق ابن عبد الملك في ص75 على البيت الآتي لتميم:
أقيم وترحل ذا لا يكون ... لئن صحّ هذا ستدمى عيون
وعلى البيت الآتي لابن حنّاط Hannat ( هل المقصود ابن الخياط- المترجم!).
لئن كان مِن قبله جَدُّه ... علينا الوصيَّ فهذا الأمين
بقوله: تلقي القسم بحرف التنفيس كما وقع في عجز البيت الأول من بيتي تميم لا يجوز كما لا يجوز تلقيه بإلغاء كما في عجز البيت الآخر من أبيات ابن الحنّاط. ثم يضيف ينبغي أن نقول مثلما ما ورد في القرآن الكريم:} (ولئن صبرتم لهو خيرٌ للصابرين) {.
وفي محيط المحيط في مادة لن: وتلقي القسم بها ويلن نادر جداً كقول أبي طالب:
والله لن يصلوا إليك بجمعهم ... حتى أوسَّدَ في التراب (دفينا)
تلاقوا بينهم: تلاقوا أو اجتمعوا (أخبار 7).
تلاقوا بينهم: تلقّوا (معجم مسلم).
التقى والتقى ب: (كليلة ودمنة 204، حيان بسام 1، 23): التقى بفارس.
التقى: وجد نفسه، كان في موضع كذا (بوشر).
التقى: تفادى ضربة بعد أن اعترضها بما يوقفها (= تلقًى) (معجم الطرائف): فالتقى الطعنة في الترس.
التقى: أحذف ما اقتبسه فريتاج من كوسجارتن كرست فهو تحريف ينبغي أن تحلّ محله كلمة (لفّ بوزن افتعل- انظر الكلمة).
الاستلقاء من غير نعاس: الانقطاع إلى تعاطي الانحراف الجنسي (اللواطة) (المقري 2: 470).
استلقى على قفاه: (ألف ليلة 1: 8): نام (محيط المحيط).
استلقى الشيء من الهواء: امسك الشيء الطائر، امسك الشيء في الهواء أو من الهواء (بوشر، ألف ليلة 2: 113): استلقى الاكرة عن الخليفة أي أمسك بها قبل أن تصيب الخليفة.
استلقى: تعرّف على (ألف ليلة برسل 3: 141): فلما سمع الخليفة كلام جعفر ضحك فلما ضحك استلقاه جعفر وقال له لعلك مولانا السلطان. وقد وردت كلمة عرف عند (ماكني).
اسلقّى: تلقى. امسك بالشيء الذي سقط من أعلى، تلقى بيده الشيء الذي رماه الآخرون.
اسلقّى الشيء من الهواء امسك بالشيء الطائر أو الذي يطير (بوشر).
لِقاء: معركة (معجم البلاذري) وقد وردت عند السيد كوج بفتح اللام أي لقاء وفقاً لمخطوطة الأساس) (وانظر مع ذلك محيط المحيط): وفي المغرب وقد غلب اللِقاء على الحرب.
لقاء: شكل، صورة، مظهر في بيت الشعر الذي ذكرته في مادة شزر. وهذا هو مظهر الأتراك والفرس.
لقاء= تلقاء= قُبالة (ديوان الهذليين ص18 المطلع). (لعل المصنف يقصد ما ورد في قصيدة صخر الغيّ في القسم الثاني من ديوان الهذليين ص223:
وليت مبلّغا يأتي بقولٍ ... لقاء أبي المثلّم لا يريث
قوله: لقاء أبي المثلم أي قبالته، لا يريث: لا يبطئ- المترجم).
لَقاة: في محيط المحيط: (اللقاة من الطريق وسطه. واللقيا اسم من اللقاء واللقْية المرّة ولا تقل لَقاة فإنها مولدة وليست من كلام العرب).
لقية والجمع لقايا: في محيط المحيط (اللقية مؤنث اللقي. وبعض العامة يستعملها لما يوجد في الأرض من الكنوز ويجمعونها على لقايا).
لقي لقية: عثر على أمر عظيم، لقي تحفة أو كنزاً (بوشر).
لاقية والجمع لواقٍ: صفعة (الكالا): نعطي لواقي.
ألقية والجمع ألاقي: نميمة، فرية، وشاية (البربرية 2: 433).
ملقى: مكان اللقاء (محيط المحيط، ابن خلكان 7: 132 ووست).
ملاقي: فتحة المرحاض (فريتاج) فتحة المراحيض المدورة (بوشر، ألف ليلة 6: 748).
ملاقاة: ملتقى نهرين (كاريت كاب 1: 59).
ملاقاة: جلسة (بوشر).
مُتَلقًى: متسلم (بوشر).
مُتَلقّى: مزارع، أكّار، مستأجر المزرعة (بوشر).
المتلاقي: البحر السادس عشر من أبحر الشعر، المتدارك (محيط المحيط).
لقي: {تلقاء}: تجاه. {من تلقاء نفسي}: جهة نفسي. {فتلقى}: قَبِل. ومنه {إذ تلقونه}.
(ل ق ي) : (لَقِيَهُ) لِقَاءً وَ (لُقْيَانًا) وَقَدْ غَلَبَ اللِّقَاءُ عَلَى الْحَرْبِ (وَأَلْقَى) الشَّيْءَ طَرَحَهُ عَلَى الْأَرْضِ وَمَعْنَى قَوْله تَعَالَى {إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ} [آل عمران: 44] مَا كَانَتْ الْأُمَمُ تَفْعَلُهُ (245 /) مِنْ الْمُسَاهَمَةِ عِنْدَ الِاخْتِلَافِ فَيَطْرَحُونَ سِهَامًا يَكْتُبُونَ عَلَيْهَا أَسْمَاءَهُمْ فَمَنْ خَرَجَ لَهُ السَّهْمُ سُلِّمَ لَهُ الْأَمْرُ وَالْأَزْلَامُ وَالْأَقْلَامُ الْقِدَاحُ وَ (الْإِلْقَاءُ) كَالْإِمْلَاءِ وَالتَّعْلِيمِ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَلْقِهَا عَلَى بِلَالٍ فَإِنَّهُ أَمَدُّ صَوْتًا» أَيْ أَرْفَعُ مِنْ قَوْلِهِمْ قَدٌّ مَدِيدٌ أَيْ طَوِيلٌ مُرْتَفِعٌ وَاشْتِقَاقُهُ مِنْ الْمَدَى خَطَأٌ.
ل ق ي : لَقِيتُهُ أَلْقَاهُ مِنْ بَابِ تَعِبَ لُقِيًّا وَالْأَصْلُ عَلَى فُعُولٍ وَلُقًى بِالضَّمِّ مَعَ الْقَصْرِ وَلِقَاءً بِالْكَسْرِ مَعَ الْمَدِّ وَالْقَصْرِ وَكُلُّ شَيْءٍ اسْتَقْبَلَ شَيْئًا أَوْ صَادَفَهُ فَقَدْ لَقِيَهُ وَمِنْهُ لِقَاءُ الْبَيْتِ وَهُوَ اسْتِقْبَالُهُ.

وَأَلْقَيْتُ الشَّيْءَ بِالْأَلِفِ طَرَحْتُهُ وَأَلْقَيْتُ إلَيْهِ الْقَوْلَ وَبِالْقَوْلِ أَبْلَغْتُهُ وَأَلْقَيْتُهُ عَلَيْهِ بِمَعْنَى أَمْلَيْتُهُ وَهُوَ كَالتَّعْلِيمِ وَأَلْقَيْتُ الْمَتَاعَ عَلَى الدَّابَّةِ وَضَعْتُهُ وَاللَّقَى مِثَالُ الْعَصَا الشَّيْءُ الْمُلْقَى الْمَطْرُوحُ وَكَانُوا إذَا أَتَوْا الْبَيْتَ لِلطَّوَافِ قَالُوا لَا نَطُوفُ فِي ثِيَابٍ عَصَيْنَا اللَّهَ فِيهَا فَيُلْقُونَهَا وَتُسَمَّى اللَّقَى ثُمَّ أُطْلِقَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مَطْرُوحٍ كَاللُّقَطَةِ وَغَيْرِهَا

وَاللَّقْوَةُ دَاءٌ يُصِيبُ الْوَجْهَ 
ل ق ي: (لَقِيَهُ لِقَاءً) بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ وَ (لُقًى) بِالضَّمِّ وَالْقَصْرِ وَ (لُقِيًّا) بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ وَ (لُقْيَانًا) وَ (لُقْيَانَةً) وَاحِدَةً بِالضَّمِّ فِيهِمَا وَ (لَقْيَةً) وَاحِدَةً بِالْفَتْحِ وَ (لِقَاءَةً) وَاحِدَةً بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ. وَلَا تَقُلْ: لَقَاةً فَإِنَّهَا مُوَلَّدَةٌ وَلَيْسَتْ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ. وَ (أَلْقَاهُ) طَرَحَهُ، تَقُولُ: أَلْقِهِ مِنْ يَدِكَ. وَأَلْقِ بِهِ مِنْ يَدِكَ. وَ (أَلْقَى) إِلَيْهِ الْمَوَدَّةَ وَبِالْمَوَدَّةِ. وَ (الْتَقَوْا) وَ (تَلَاقَوْا) بِمَعْنًى. وَ (اسْتَلْقَى) عَلَى قَفَاهُ. وَ (تَلَقَّاهُ) أَيِ اسْتَقْبَلَهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ} [النور: 15] أَيْ يَأْخُذُ بَعْضٌ عَنْ بَعْضٍ. وَجَلَسَ (تِلْقَاءَهُ) أَيْ حِذَاءَهُ. وَ (التِّلْقَاءُ) أَيْضًا مَصْدَرٌ مِثْلُ (اللِّقَاءِ) . وَ (اللَّقَى) بِالْفَتْحِ الشَّيْءُ (الْمُلْقَى) لِهَوَانِهِ. وَ (اللَّقْوَةُ) دَاءٌ فِي الْوَجْهِ يُقَالُ مِنْهُ: (لُقِيَ) الرَّجُلُ بِالضَّمِّ فَهُوَ مَلْقُوٌّ. 
ل ق ي

رجل ملقوّ: به لقوةٌ، وقد لقي. ولقيته لقاء ولقياً ولقياً ولقياً ولقًى بوزن هدًى ولقياناً ولُقياناً ولاقيته والتقيته. قال:

لما التقيت عميراً في كتيبته ... عاينت كأس المنايا بيننا بددا

جمع بدّة وهو النصيب. ولاقيت بين الرجلين وبين طرفي القضيب، ولوقي بينهما، ولقيته لقيةً واحدة ولقًى كثيرة، والتقوا وتلاقوا، واستاق السبيَ والنعم ولم يلق قتالاً. ووقعت القذاة في ملاقي الأجفان: حيث تلتقي. وألقاه، وهو لقًى، وهي ألقاء. وهذا ملقى الكناسات. وفناؤه ملقى الرحال، واستلقى على قفاه.

ومن المجاز: " لقوةٌ صادفت قبيساً "، وهي الطروقة السريعة التّلقي لماء الفحل. وتلقّاه: استقبله. " ونهى عن تلقّي الركبان ". وتلقّيته منه: تلقّنته. وامرأة ضيقة الملاقي وهي شعب رأس الرحم. وهو يلقّى الكلام. وألقى عليه ألقيّةً وألاقيّ وهي مسائل المعاياة. ولُقّيَ فلان ألاقيّ من شر، وفلان ملقّى: ممتحن لا يزال يلقاه مكروه. ويقال: الشجاع موقّى، والجبان ملقّى. وركب متن الملقّى وهو الطريق. وتوجه تلقاء البلد وتلقاء فلان. وهو جاري ملاقيّ: مقابلي. ويا ابن ملقى أرحل الركبان. يريد ابن الفاجرة. ويقال: لقاء فلان لقاء أي حرب. وألقيت إليّ خيراً اصطنعته عندي. وألق إليّ سمعك.
(ل ق ي)

لقِيه لِقَاء، ولقاءةً، ولقياً. ولقياً، ولقياناً، ولقياناً، ولقيانة. ولقيةً، ولقىً، ولقاة. الْأَخِيرَة عَن ابْن جني، واستضعفها، وَدفعهَا يَعْقُوب، فَقَالَ: هِيَ مولدة لَيست من كَلَام الْعَرَب.

ولقاه، طائية، انشد اللحياني:

لم تلق خيل قبلهَا مَا قد لقت ... من غب هاجرة وسير مسأد

وَالِاسْم: التلقاء، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَيْسَ على الْفِعْل، إِذْ لَو كَانَ على الْفِعْل لفتحت التَّاء، وَقَالَ كرَاع: هُوَ مصدر نَادِر، وَلَا نَظِير لَهُ إِلَّا التِّبْيَان.

وتلقاه، والتقاه، والتقينا، وتلاقينا.

وَقَوله تَعَالَى: (لينذر يَوْم التلاق) وَإِنَّمَا سمي: يَوْم التلاقي لتلاقي أهل الأَرْض وَأهل السَّمَاء فِيهِ، وَقَوله انشده ثَعْلَب:

أَلا حبذا من حب عفراء ملتقى ... نعم وَألا لَا حَيْثُ يَلْتَقِيَانِ

فسره فَقَالَ: أَرَادَ ملتقى شفتيها، لِأَن التقاء " نعم " و" لَا " إِنَّمَا يكون هُنَالك.

وَقيل أَرَادَ: حبذا هِيَ متكلمة وساكتة، يُرِيد بملتقى نعم: شفتيها وبألا لَا: تكلمها، والمعنيان متجاوران.

واللقيان: الملتقيان.

وَرجل لقى، وملقى، وملقى، ولقاء: يكون ذَلِك فِي الْخَيْر وَالشَّر، وَهُوَ فِي الشَّرّ اكثر.

قيت مِنْهُ الألاقي، عَن اللحياني: أَي الشدائد، كَذَلِك حَكَاهُ بِالتَّخْفِيفِ.

والملاقي: أَشْرَاف نواحي الْجَبَل.

وَهِي أَيْضا: شعب رَأس الرَّحِم، وَاحِدهَا: ملقى، وملقاة.

وَقيل: هِيَ أدنى الرَّحِم من مَوضِع الْوَلَد. وَقيل: هِيَ الإسك، قَالَ الاعشى، يذكر أم عَلْقَمَة:

وَكن قد بَقينَ مِنْهُ أدّى ... عِنْد الملاقي وافي الشافر

وتلقت المراة، وَهِي متلق: علقت، وَقل مَا أَتَى هَذَا الْبناء للمؤنث بِغَيْر هَاء.

والملاقي من النَّاقة: لحم بَاطِن حيائها.

وَمن الْفرس: لحم بَاطِن ظبيتها.

وَألقى الشَّيْء: طَرحه، وَقَوله:

يمتسكون من حذار الالقاء ... بتلعات كجذوع الصيصاء

إِنَّمَا أَرَادَ: انهم يمتسكون بخيزران السَّفِينَة خشيَة أَن تلقيهم فِي الْبَحْر.

ولقاه الشَّيْء، والقاه إِلَيْهِ، وَبِه فسر الزّجاج قَوْله تَعَالَى: (وإِنَّك لتلقي الْقُرْآن) أَي: يلقى إِلَيْك الْقُرْآن وَحيا من عِنْد الله.

واللقى: الشَّيْء الْملقى. وَالْجمع: ألقاء. قَالَ الْحَارِث بن حلزة:

فتأوت لَهُم قراضبةٌ من ... كل حَيّ كَأَنَّهُمْ ألقاء

والألقية: مَا ألْقى.

وَقد تلاقوا بهَا: كتحاجوا، عَن اللحياني.

ولقاه الطَّرِيق: وَسطه، عَن كرَاع.
لقي
لقِيَ يَلقَى، الْقَ، لِقاءً ولُقيانًا ولُقْيَةً وتِلقاءً ولُقْيًا ولُقِيًّا ولُقًى ولَقْيًا، فهو لاقٍ، والمفعول مَلْقِيّ
• لقِي الشّخصَ: صادفه ورآه "لقِيه في الطَّريق- {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلاَمًا فَقَتَلَهُ} - {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ ءَامَنُوا قَالُوا ءَامَنَّا} ".
• لقِيت أفكارُهُ رواجًا: قابلته أو وجدته "لقِي صعوبةً في السَّفر للخارج- لَقِي اللحن الموسيقي رواجًا- لم تلق فكرتُه آذانًا مُصْغِيَة- {وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا} " ° لقِي آذانًا صمَّاء: لم يَلْقَ استجابة- لقِي الشَّخْصُ ربَّه: مات- لَقِي الصِّعابَ- لَقِي حتفَه/ لَقِي مصرعَه: مات، توفّي- لقِي منه الأمَرّين: أي: الشرّ والأمر العظيم- يَلْقَى جزاء فعلته: يُعاقَب.
• لقِي عدوَّه: قاتله وحاربه " {إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ} ". 

ألقى/ ألقى بـ يُلقي، ألْقِ، إلقاءً، فهو مُلْقٍ، والمفعول مُلْقًى
• ألقاه إلى الأرض/ ألقاه على الأرض/ ألقاه في الأرض: طرحه، رماه وقذف به "ألقاه أرضًا- {فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ} - {وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ. وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ}: أخرجت" ° ألقت الباخرةُ مَرَاسيها: حطَّت بعد أن وصلت ميناءها- ألقى القفّاز: تحدّى- ألقى جانبًا: أهمل وترك- ألقى حبلَه على غاربه: تركه يتصرّف على هواه- ألقى سلاحَه: استسلم، خضع- ألقى عصا التَّطواف: استقرَّ، أقام- أُلقي عليه القبْضُ: أمسكت به الشُّرطة- ألقى عنه الهمّ: طرحه- ألقى فيه متاعَه: وضعه- ألقى في يده زمامَ الأمر: فوضه إليه، جعل له الرأي فيه يقضي بما يشاء- ألقى نفسَه بين أحضانه: سلّم أمرَه إليه- لا يلقي له بالاً: لا يهتمّ به.
• ألقى الدَّرسَ: أملاه وعلّمه "ألقى خطابًا في السياسة- ألقى المحاضرةَ- {بَلِ الإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ. وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ}: قدّم"? ألقى الضَّوءَ على الموضوع/ ألقى ضوءًا على الموضوع: وضّحه وبيّنَه- ألقى عليه القولَ: أملاه- ألقى عليه سؤالاً: وجّهه إليه.
• ألقى إليه القولَ/ ألقى بالقول: أبلغه إيّاه "ألقى إليه بالمودّة: بذل له الحبّ- ألقى إليهم فكرته- {أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}: وجّه- {يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ}: ينزل الملَك"? ألقى إليه الأمرَ/ ألقى عليه الأمرَ: كلّفه به- ألقى إليه السَّمْعَ: أنصت، أصغى- ألقى إليه السَّلامَ: حيّاه به- ألقى إليه مقاليدَ
 الأمور: فوَّضها إليه- ألقى الأمرَ على عاتقه/ ألقى المسئوليَّةَ على عاتقه: كلّفه به/ بها وألزمه- ألقى باله إليه: استمع إليه باهتمام- ألقى نظرة على الشَّيء: اطّلع عليه.
• ألقاه من النَّافذة/ ألقى به من النَّافذة: رماه "ألقى الصيّادُ شباكَه- ألقى قنبلة على سيّارة للعدوّ- ألقى بنفسه في التهلكة- {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ إلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ}: وسوس وصنع العراقيلَ"? ألقى الرُّعب في قلبه: بعثه فيه- ألقى الكلامَ على عواهنه: قاله من غير فكر ولا رَوِيَّة ولا تأنّق- ألقى به عُرْض الحائط- ألقى في رُوعه: أوحى إليه، أوهمه به- ألقى متاعَه على الباخرة: وضعه. 

استلقى على يستلقي، اسْتَلْقِ، استلقاءً، فهو مُسْتَلْقٍ، والمفعول مُسْتَلْقًى عليه
• استلقى الشَّخْصُ على الأرض: تمدَّد، نام على ظهره "استلقى تحت ظلّ شجرة- استلقى على ظهره/ فراشِه- استلقى متكاسِلاً على المقعد". 

التقى/ التقى بـ يلتقي، الْتَقِ، التقاءً، فهو مُلْتَقٍ، والمفعول مُلْتَقًى (للمتعدِّي)
• التقى الحبيبان: تقابلا، لقِي أحدُهما الآخرَ "التقاء المثقّفين يحقّق تبادُل الأفكار".
• التقى الجيشان: التحما " {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللهِِ} ".
• التقى الشَّيئان: اجتمعا أو تحاذيا " {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ} " ° يلتقي معه في رأيه.
• التقى الشَّيءَ أو الشَّخصَ/ التقى بالشَّيءِ أو بالشَّخص: لِقيه، صادفه ورآه "التقى بأصدقائه القدامى- التقى مع أصدقائه- التقى الرئيسُ ووزيرُ الخارجية الأمريكيّ: اجتمعا". 

تلاقى يتلاقى، تلاقَ، تلاقيًا، فهو مُتلاقٍ
• تلاقى الصَّديقان: التقيا، تقابلا، لقِي أحدُهما الآخرَ "تلاقتِ الوجوهُ مرَّة أخرى". 

تلقَّى يتلقَّى، تَلَقَّ، تلقّيًا، فهو مُتَلَقٍّ، والمفعول مُتَلَقًّى
• تلقَّى ضيفَه بالتِّرحاب: استقبله به "تلقَّاه بوجهٍ طَلِقٍ- تلقّاه بالقبول والتسليم- {وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} " ° تلقّاه بالأحضان: رحَّب به.
• تلقَّى الهديَّةَ: أخذها "تلقَّى الأوامرَ من رئيسه المباشر- {فَتَلَقَّى ءَادَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ} "? تلقَّى الضَّوءَ الأخضر: مُنح الإذن بالبَدْء في عمل ما، أخذ الموافقة والقبول.
• تلقَّى العِلمَ بالجامعة: تعلَّمه بها "تلقَّى دورة تدريبيَّة- تلقَّى تعليمَه بالجامعة/ في الجامعة"? تلقّى الشَّيءَ منه: تلقَّنَه. 

لاقى يلاقي، لاقِ، لِقاءً ومُلاقاةً، فهو مُلاقٍ، والمفعول مُلاقًى (للمتعدِّي)
• لاقى بين طَرَفي القضيب: عطف طرفيه حتّى تلاقيا.
• لاقى الشَّخْصَ: قابله وصادفه "لاقاه في الحديقة- {فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاَقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ} ".
• لاقى الشَّيءَ أو الأمرَ:
1 - وجدَه "لاقى صعوبةً في تسجيل الماجستير- لاقى الجنودُ حتفَهم في المعركة- {وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُلاقوها} [ق]: داخلوها ومخالطوها" ° لاقى آذانًا صاغية.
2 - أصابه وناله " {وَمَا يُلاَقِيهَا إلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا} [ق] ".
• لاقى اللهَ: تُوُفِّي، صار إلى حسابه " {الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاَقُو رَبِّهِمْ} ". 

لقَّى يلقّي، لَقِّ، تلقيةً، فهو مُلَقٍّ، والمفعول مُلَقًّى
• لقَّاه الشّيءَ: أعطاه ومنحه إيّاه " {فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا} ". 

إلقاء [مفرد]: مصدر ألقى/ ألقى بـ ° الإلقاء الإنشاديّ/ الإلقاء الملحَّن: موسيقى تُعزف أثناء تأدية مقاطع قصصيّة- عِلْم الإلقاء. 

أُلقيَّة [مفرد]: ج ألاقي: ما يُلقى من الأحاجي والألغاز. 

استلقاء [مفرد]: مصدر استلقى على. 

التقاء [مفرد]: مصدر التقى/ التقى بـ. 

تَلاقٍ [مفرد]: مصدر تلاقى.
• يوم التَّلاقي: يوم القيامة؛ لتلاقي الخَلْق فيه، وقيل يوم يلتقي أهل الأرض والسَّماء، أو يوم يلتقي الخلق بالخالق، أو يوم يلتقي الظَّالم والمظلوم، أو يوم يلتقي الأوَّلون والآخرون، أو يوم يلتقي الإنسان بعمله " {يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاَقِ} ". 

تِلْقاء [مفرد]:
1 - مصدر لقِيَ.
2 - مكان أو جهة اللِّقاء والمقابلة " {وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ} " ° جلَسَ تِلْقاءَه: حذاءَه/ تجاهه/ أمامه.
3 - قِبَل أو جانب " {مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي} " ° فعل هذا الأمر من تِلْقاء نفسه: باختياره ودون إكراه. 

تِلْقائيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى تِلْقاء: ما يجيء نتيجة استجابة مباشرة وبشكل عفويّ بدون إلزام وإكراه "عمل تلقائيّ- نفَّذ الأوامرَ تلقائيًّا".
2 - (طب) خاصّ بالجهاز العصبيّ اللاّإراديّ. 

تلقائيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تِلْقاء: "حركة تلقائيّة".
2 - مصدر صناعيّ من تِلْقاء: ارتجاليّة "فعل هذا الأمر بتلقائيّة شديدة: بارتجال ومباشرة ودون تخطيط" ° تكلَّم بتلقائيّة.
3 - (طب) عمل عضليّ لا إراديّ كنبض القلب، عمل انعكاسيّ لعضو من أعضاء الجسم. 

تلقية [مفرد]: مصدر لقَّى. 

لِقاء [مفرد]: ج لقاءات (لغير المصدر):
1 - مصدر لاقى ولقِيَ ° إلى اللِّقاء: مع السلامة أو حتى نلتقي- حرارة اللِّقاء: مشاعر الودّ الحار- لِقاء الله/ لِقاء الآخرة: البعث.
2 - اجتماع، ملتقى "لِقاء أمنيّ موسّع- لِقاء الأجيال- لِقاء علميّ- {فَلاَ تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ}: مقابلته واستقباله".
3 - حوار وحديث "لِقاء صحفيّ- لِقاءات إذاعيّة".
4 - مقابِل "شكرًا لكم لِقاء ما تعلَّمت منكم". 

لُقًى [مفرد]: مصدر لقِيَ. 

لَقْي [مفرد]: مصدر لقِيَ. 

لُقْي [مفرد]: مصدر لقِيَ. 

لُقْيا [مفرد]: ج لُقًى: لقاء، مقابلة "لَقيته لُقًى كثيرة- بي شوق كبير لِلُقْياك". 

لُقْيان [مفرد]: مصدر لقِيَ. 

لُقْيَة [مفرد]: ج لُقُيات (لغير المصدر {ولُقْيات} لغير المصدر) ولَقايا (لغير المصدر):
1 - مصدر لقِيَ.
2 - ما يُوجد في بطن الأرض من الكنوز، أو ما يُصادَف مُلْقًى على الطُّرُق وغيرها ممّا أضاعه النَّاسُ. 

لُقِيّ [مفرد]: مصدر لقِيَ. 

لَقِيَّة [مفرد]: لُقْيَة؛ ما يُصادف مُلقًى على الطّرق وغيرها ممّا أضاعه الناسُ. 

مُتَلَقِّيان [مثنى]: مَلَكان موكّلان بالإنسان يراقبانه ويسجِّلان أقوالَه وأعمالَه " {إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ} ". 

مُلْتَقًى [مفرد]: ج مُلتقَيات:
1 - اسم مفعول من التقى/ التقى بـ.
2 - اسم مكان من التقى/ التقى بـ: مكان اللّقاء والمقابلة "هذا المقهى ملتقى الفنّانين- ملتقى الأحِبّة- *سألتك يا صخرة الملتقى*" ° ملتقى الطرق: مكان تقاطعها- ملتقى النهرين: مكان يجتمع فيه النهران.
3 - اسم زمان من التقى/ التقى بـ: وقت اللّقاء والمقابلة "ملتقى الأحِبّة قبل الغروب- الملتقى الساعة الواحدة" ° إلى الملتقى: إلى اللقاء المقبل.
4 - اجتماع أو ندوة للبحث والمشاورة في أمرٍ معيَّن "ملتقى حول شعراء المهجر". 

مُلَقِّيات [جمع]: مُلْقيات، ملائكة تنزل بالوحي إلى الأنبياء والرُّسل " {فَالْمُلَقِّيَاتِ ذِكْرًا} [ق] ". 

مَلْقًى [مفرد]: اسم مكان من لقِيَ: مكان اللِّقاء "مَلْقَى الطرق: ملتقاها". 

مُلْقِيات [جمع]: مُلَقَّيات، ملائكة تنزل بالوحي إلى الأنبياء والرُّسل " {فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا. عُذْرًا أَوْ نُذْرًا} ". 

جزء

الجزء: ما يتركب الشيء منه ومن غيره. وعند علماء العروض: عبارة عما من شأنه أن يكون الشعر مقطعًا به.

الجزء الذي لا يتجزأ: جوهر ذو وضع لا يقبل الانقسام أصلًا، لا بحسب الوهم أو الغرض العقلي، وتتألف الأجسام من أفراده بانضمام بعضها إلى بعض، كما هو مذهب المتكلمين.

جزء


جَزَأَ
a. Ao. A(n. ac. جَزْء), Divided.
b. [Bi], Was content, satisfied with.
جَزَّأَa. Divided, allotted, apportioned.

أَجْزَأَa. Satisfied, sufficed.
b. [acc. & 'An], Satisfied without; served instead of, as a
substitute for.
تَجَزَّأَa. Was divided.
b. see I (b)
إِنْجَزَأَa. see I (b)
جُزْء (pl.
أَجْزآء []
a. Part, portion, share, lot.

جُزْئِيّ [] (pl.
جُزْئِيَّات)
a. Partial.
b. Special.
c. A particular, detail.
d. Small quantity.

أَجْزآءِيّ
a. Druggist, chemist.
جزء
جُزْءُ الشيء: ما يتقوّم به جملته، كأجزاء السفينة، وأجزاء البيت، وأجزاء الجملة من الحساب قال تعالى: ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً [البقرة/ 260] ، وقال عزّ وجل:
لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ [الحجر/ 44] ، أي: نصيب، وذلك جزء من الشيء، وقال تعالى: وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً [الزخرف/ 15] ، وقيل: ذلك عبارة عن الإناث، من قولهم: أَجْزَأَتِ المرأة: أتت بأنثى .
وجَزَأَ الإبل: مَجْزَءاً وجَزْءاً: اكتفى بالبقل عن شرب الماء. وقيل: اللّحم السمين أجزأ من المهزول ، وجُزْأَة السكين: العود الذي فيه السيلان، تصوّرا أنه جزء منه.
[جزء] نه: قرأ "جزءه" من الليل، الجزء النصيب والقطعة من الشيء والجمع أجزاء، وجزأته قسمته، ويشدد للتكثير. ومنه: الرؤيا الصالحة "جزء من ستة وأربعين جزأ من النبوة، إذ كان عمره ثلاثاً وستين، ومدة وحيه ثلاثاً وعشرين، ومدة الرؤيا سة أشهر، وروى: جزء من خمس وأربعين، ووجهه أنه مات في أثناء السنة الثالثة بعد الستين، وروى: من أربعين، فيحمل على من روى أن عمره ستون سنة، ويتم في الرؤيا. ومنه الهدى الصالح "جزء" من خمسة وعشرين من النبوة أي هذه الخلال من شمائل الأنبياء فاقتدوا بهم فيها وجزء معلوم من أجزاء أفعالهم ولا يريد أن النبوة تتجزأ، ولا أن من جمع هذه الخلال كان فيه جزء من النبوة، أو أراد أنها مما جاءت بها النبوة ودعت إليه. ومنه: أن رجلاً أعتق ستة مملوكين عند موته لم يكن له مال غيرهم "فجزأهم" أثلاثاً فأعتق اثنين، أي فرقهم أجزاء ثلاثة أي قسمهم على عبرة القيمة دون عدد الرؤس إلا أن قيمتهم تساوت فخرج عدد الرؤس مساوياً للقيم، وبظاهره قال الثلاثة، وقال أبو حنيفة: يعتق ثلث كل ويسعى في ثلثيه. ن: هو بتشديد زاي وتخفيفها. نه: وفي الأضحية ولن "تجزئ" عن أحد بعدك أي لن تكفي، أجزأني الشيء أي كفاني، ويروى بالياء أي في آخره ويجيء. ك: أي لا تجزئ جذعة المعز عن غيرك، ومر في جذع. نه ومنه: ليس شيء "يجزئ" من الطعام والشراب إلا اللبن، أي يكفي، جزأت الإبل بالرطب عن الماء أي اكتفت. وفيه: ما "أجزأ" منا اليوم أحدكما، أجزأ فلان أي فعل فعلاً ظهر أثره وكفى فيه ما لم يكفه غيره. وفيه أتى بقناع "جزء" الخطابي: زعم راويه أنه اسم الرطب، والمحفوظ: جرو، بالراء وهو القثاء. ك: أ"يجزئ" أن يمسح بعض الرأس، بمض مثناة من الإجزاء وبفتحها من جزى بمعنى كفى، ومن الإجزاء: يجزئ أحدنا الوضوء، بالرفع، ويجزئه التيمم ما لم يحدث. ومنه: الشاة تجزئ، وروى من جزى. وكذا ثم لا ترى أنها "تجزئك". ن: لا تجعل للشيطان "جزأ" أي حظاً بأن لا ترى أي لا تعتقد إلا وجوب الانصراف عن اليمين فإنه صلى الله عليه وسلم كان ينصرف يميناً ويساراً، ولا كراهة إلا في اعتقاد وجوب واحد فإن احتاج إلى جهة ينصرف إليها وإلا فاليمين أفضل. ويجزئ من ذلك ركعات، بفتح أوله من جزئ وبضمه من الإجزاء. و"جزاء" لعمرة الناس أي يقوم مقام عمرة الناس ويكفي عنها. ط: وأما خيبر "فجزأها" ثلاثة أجزاء، ووجهه أن خيبر ذات قرى كثيرة فتح بعضها عنوة، وكان له منها خمس الخمس، وكان بعضها صلحاً من غير قتال وكان فيئاً خاصاً به فاقتضت القسمة أن يكون الجميع بينه صلى الله عليه وسلم وبين الجيش أثلاثاً.
الْجِيم وَالزَّاي والهمزة

الجُزْءُ، والجَزْءُ: الْبَعْض.

وَالْجمع: أَجزَاء، سِيبَوَيْهٍ: لم يكسر الجُزء على غير ذَلِك.

وجزأ الشَّيْء جَزْءاً، وجزَّأه، كِلَاهُمَا: جعله أَجزَاء.

وجزَّأ المَال بَينهم، مشدد لَا غير: قسمه.

وأجزأ مِنْهُ جُزءا: أَخذه.

والمجزوء من الشّعْر: مَا حذف مِنْهُ جزءان أَو كَانَ على جزأين فَقَط، فالاولى على السَّلب، وَالثَّانيَِة على الْوُجُوب.

وجَزَأ الشّعْر جَزْءاً، وجَزّأه، فيهمَا: حذف مِنْهُ جزأين أَو بقاه على جزأين.

والجَزْءُ: الِاسْتِغْنَاء بالشَّيْء عَن الشَّيْء، وَكَأَنَّهُ الِاسْتِغْنَاء بالاقل عَن الْأَكْثَر، فَهُوَ رَاجع إِلَى معنى الجُزْء.

وجَزَأ بالشَّيْء، وتَجَزَّأ: قنع بِهِ.

وأجزأه هُوَ.

وجَزِئت الْإِبِل بالرطب عَن المَاء، وجَزَأت تَجْزَأ جَزْءا، وجُزْءاً وجُزُوءاً.

وَالِاسْم: الجُزء.

وأجزأها هُوَ، وجزّأها.

وأجْزَأ الْقَوْم: جزِئت إبلهم.

والجوازِئُ: الْوَحْش لتجزُّئها بالرطب عَن المَاء وَقَول الشماخ:

إِذا الأَرْطَى تَوَسَّد أبردَيه ... خُدُودُ جوازئٍ بالرمل عين

لَا يَعْنِي بِهِ الظباء كَمَا ذهب إِلَيْهِ ابْن قُتَيْبَة؛ لِأَن الظباء لَا تجزأ بالكلأ عَن المَاء وَإِنَّمَا عَنى الْبَقر. وَيُقَوِّي ذَلِك أَنه قَالَ: عين، وَالْعين: من صِفَات الْبَقر لَا من صِفَات الظباء، وَقَول ثَعْلَبَة بن عبيد: جوازئُ لم تَنْزِع لصَوْب غَمامة ... ورُوَّادها فِي الأَرض دائمة الركض

إِنَّمَا عَنى بالجوازئ: النّخل، يَعْنِي أَنَّهَا قد استغنت ع السَّقْي فاستبعلت.

وَطَعَام لَا جَزْأ لَهُ: أَي لَا يُتَجَزَّأ بقليله.

وأجزأ عَنهُ مَجْزأه، ومَجْزأته، ومْجزاه، ومُجْزأته أغْنى عَنهُ مغناه.

وَقَالَ ثَعْلَب: الْبَقَرَة تُجْزئ عَن سَبْعَة، وتُجْزِي، فَمن همز فَمَعْنَاه: تغني، وَمن لم يهمز فَهُوَ من الْجَزَاء.

وَرجل لَهُ جَزْء: أَي غناء، قَالَ:

إنّي لأرجو من شَبيب بِرّا

والجَزْءَ إِن أَخْدَرْتُ يَوْمًا قَرّا

أَي أَن يُجْزئ عني وَيقوم بأَمْري.

وَمَا عِنْده جُزْأة ذَلِك: أَي قوامه.

والجُزْأةَ: أصل مغرز الذَّنب، وَخص بِهِ بَعضهم أصل ذَنْب الْبَعِير من مغرزه.

والجُزْأةَ: نِصَاب السكين والإشفى والمئثرة، وَهِي الحديدة الَّتِي يُؤثر بهَا أَسْفَل خف الْبَعِير.

وَقد أجزأها، وجزَّأها.

وأجْزأت الْمَرْأَة: ولدت الْإِنَاث، قَالَ:

إِن أَجْزَأت حُرَّةٌ يَوْمًا فَلَا عَجٌب ... قد تُجزِئ الحُرة المذْكار أَحْيَانًا

وَأنْشد أَبُو حنيفَة:

زُوِّجتُها من بَنَات الاوس مُجْزئة ... للعَوْسج اللَّدْنِ فِي ابياتها زَجَلُ

وجزْء: اسْم.

وَأَبُو جَزْء: كنية.

والجازئ: فس لِلْحَارِثِ بن كَعْب. وجُزْء: اسْم مَوضِع، قَالَ الرَّاعِي:

كَانَت بجُزْء فَمنَّتها مذانِبُه ... وأخلفتها رياحُ الصَّيف بالغُبَر

ركو

ركو: تركّى عليه: ألقى عليه المشقة وتخلى عنها (محيط المحيط). رَكْوة: إبريق القهوة، دلوة، دلة (محيط المحيط).
(ر ك و) : (الرَّكْوَةُ) بِالْفَتْحِ دَلْوٌ صَغِيرٌ وَالْجَمْعُ رِكَاءٌ.
ر ك و : الرَّكْوَةُ مَعْرُوفَةٌ وَهِيَ دَلْوٌ صَغِيرَةٌ وَالْجَمْعُ رِكَاءٌ مِثْلُ: كَلْبَةٍ وَكِلَابٍ وَيَجُوزُ رَكَوَاتٌ مِثْلُ: شَهْوَةٍ وَشَهَوَاتٍ وَالرَّكِيَّةُ الْبِئْرُ وَالْجَمْعُ رَكَايَا مِثْلُ: عَطِيَّةٍ وَعَطَايَا. 
ر ك و

ملأ الركوة من الركية والجمع الركاء والركايا.


ومن المجاز: قول بشر:

بكل قرارة من حيث جالت ... ركية سنبك فيها انثلام

أراد محفر السنبك شبّهه بركية ثلم في شقّ منها.

ركو


رَكَا(n. ac. رَكْو)
a. Dug, raked up; excavated, hollowed out.
b. Bound; fastened.
c. Repaired.
d. Put off, deferred; adjourned.

أَرْكَوَa. see I (d)b. ['Ala], Reviled.
تَرَكَّوَإِرْتَكَوَ
a. ['Ala], Trusted in, relied upon.
رَكْوَة
رِكْوَة
رُكْوَة
(pl.
رَكَوَاترِكَآء [] )
a. Skiff, wherry.
b. Coffee-pot; tea-pot.

رَكِيَّة [] (pl.
رَكَايَا)
a. Well.
ركو
الرَّكْوَةُ: شِبْهُ تَوْرٍ من أدَم، والجميع الرِّكَاءُ.
والرَّكْوُ: أنْ تَحْفِرَ حَوْضاً مُسْتَطِيْلاً، وهو المَرْكُوُ والمَرْكاءُ.
والمُرْتَكي: الذي يَتَّخِذُ مَرْكُوّاً للماء.
ورَكَوْتُ عليه الأمْرَ: أي وَرَّكْتُه عليه.
وأرْكَيْتُ عليه حَقّي أو باطِلي: أثْبَته عليه.
ورَكَوْتَ عَلَيَّ هذا الأمْرَ: أي قَلَبْتَه عَلَيَّ، وذلك عن اشْتِراكٍ مِنْكُما قَبْلَ ذلك، وقيل: رَكَيْتَ - بالياء -.
ورَكَوْتُ عليهم بَقِيَّةَ يَوْمِهم أقَمْتُ.
ورَكَوْتُ إليه: تَحَدَّثْتُ إليه ساعَةً.
وأرْكَيْتُ الدَّيْنَ: إذا أخَّرْتَه.
ورَكَأتُ إلى كذا: لَجَأتُ إليه رَكْأَ ومَرْكَأً. وأرْكَيْتُ إليه - أيضاً -: أي الْتَجَأْتُ. ورَكَأتُه: صَدَدْته.
والمُرْكي: الدائمُ الواتِنُ الذي لا يَنْقَطِعُ.
وتَرَكْتُ الطَّعامَ في البَيْتِ مُرَاكِياً: أي كثيراً بَعْضُه فَوْقَ بَعْض.
والمُرَاكِيَةُ: شجَرَةٌ من الحَمْض تَرْعاها الإِبلُ، والجميع المُرَاكي.
وهو يَرْكُوْ الحَدِيثَ: أي يَقُصُّه. وهو الرَّكْوُ.
ورَكوْتُ على الرجُل: إذا ذَكَرْتَه بقَبِيْحٍ.
وهو أرْكى عليك: أي أهْوَنُ عليك.
ورَكْوَةُ الخُفِّ: أسْفَلُه.
والرَّكِيَّةُ: بِئْرٌ تُحْفَرُ، وجَمْعُها رَكِيٌ ورَكَايا.
والمُرْتَكي - بمعنى المُرَاكي -: الدائمُ المُقِيْمُ، وقد ارْتَكى.
(ر ك و)

الرَّكْوة: شبه تَوْر من أَدَم.

وَالْجمع: رَكَوات، ورِكَاء.

والرَّكْوة أَيْضا: زورق صَغِير.

والرُّكْوة: رقْعَة تَحت العواصر، والعواصر: حِجَارَة ثَلَاث بَعْضهَا فَوق بعض.

وركا الأَرْض رَكْوا: حفرهَا.

وركا رَكْوا: حفر حوضا مستطيلا.

والمَرْكُوّ من الْحِيَاض: الْكَبِير.

وَقيل: الصَّغِير، وَهُوَ من الاحتفار.

والرَّكِيَّة: الْبِئْر، وَالْجمع: رَكِيّ، ورَكَايا. وَإِنَّمَا قضيت عَلَيْهَا بِالْوَاو؛ لِأَنَّهُ من رَكَوت: أَي حفرت.

وركا الْأَمر رَكْوا: أصلحه، قَالَ:

وأمْرُك إلاَّ تَرْكُه متفاقِم

وركا على الرجل رَكْوا، وأركى: أثنى عَلَيْهِ ثَنَاء قبيحا.

وركوت عَلَيْهِ الْحمل، وأركيته: ضاعفته عَلَيْهِ وأثقلته بِهِ.

وركوت عَلَيْهِ الْأَمر: وَرَّكْتُه. وأركيتِ فِي الْأَمر: تَأَخَّرت.

وأركيت إِلَيْهِ: ملت واعتزيت، وَقَوله، أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

إِلَى أيِّما الْحَيَّيْنِ تُرْكَوْا فَإِنَّكُم ... ثِفَالُ الرَّحَى مِن تحتهَا لَا يريمها

فسر " تُرْكَوْا " بتُنْسَبوا وتُعْزَوْا. وَعِنْدِي: أَن الرِّوَايَة: إِنَّمَا هِيَ: تَرْكُوا أَو تُرْكُوا: أَي تنتسبوا وتعتزوا.

والرَّكاء: وَاد مَعْرُوف، قَالَ لبيد:

فَدَعْدَعَا سُرَّة الرَّكَاء كَمَا ... دَعْدَع ساقي الْأَعَاجِم الغَرَبا

وَفِي بعض النّسخ الموثوق بهَا من كتاب الجمهرة: الرِّكاء، بِالْكَسْرِ. وَإِنَّمَا قضيت على هَذِه الْكَلِمَات بِالْوَاو لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَام " ر ك ي " وَقد ترى سَعَة بَاب: ركوت.

ركو

1 رَكَا (ISd, K,) [aor. ـْ inf. n. رَكْوٌ, (ISd, TA,) He dug, or excavated, (ISd, K, TA,) the ground, forming an oblong hollow. (ISd, TA.) b2: He made, formed, or fashioned, in a suitable manner, a small watering-trough such as is termed مَرْكُوّ, (Az, TA,) or a watering-trough [in an absolute sense]; as also ↓ اركى. (TA.) 4 أَرْكَوَ see what next precedes.

رَكْوَةٌ (S, Mgh, Msb, K, &c.) and رِكْوَةٌ and رُكْوَةٌ, (K,) all well known, but the first is the most chaste, (MF,) A certain thing for water: (S:) it is [a small drinking-vessel] like a تَوْر, of leather; (ISd, TA;) a small drinking-vessel of skin: (Nh, TA:) or a small دَلْو [or bucket, generally of leather], (Mgh, Msb,) well known: (Msb:) all of these explanations have been strangely neglected by the author of the K: (TA:) pl. رِكَآءٌ (S, Mgh, Msb) and رَكَوَاتٌ; (S,) Msb;) the latter allowable. (Msb.) The prov. (S) صَارَتِ القَوْسُ رَكْوَةً [lit. The bow became a ركوة, app. meaning the bow became exchanged for a vessel such as is called ركوة, but see what follows,] is applied in relation to the retiring of good fortune, and reverse in the state of affairs. (S, K.) b2: A small زَوْرَق [or skiff]. (ISd, K.) b3: A رُقْعَة [or piece of cloth, or rag,] beneath the عَوَاصِر, (K,) which means three stones [with which grapes are pressed so as to force out the juice,] placed one above another: so in the M. (TA.) [Hence, accord. to the TK, the prov. above mentioned: but I see not why.] b4: (assumed tropical:) The فَلْهَم of a woman; i. e. her فَرْج [or vulva]: so in the copies of the K: but in the T, her قُلْفَة [i. e. the prepuce of the clitoris], on the authority of IAar; as being likened to the ركوة of water: (TA:) the pl. [app. in all its senses] is رِكَآءٌ and رَكَوَاتٌ [as above], (K,) or in the last sense رُكًى. (TA.) رَكِىٌّ: see what next follows, in two places.

رَكِيَّةٌ A well: (S, Msb, K:) or a well containing water; (MA;) otherwise a well is not thus called: (Durrat el-Ghowwás, in De Sacy's Chrest. Ar. ii. 332:) or a well not made neat; or not constructed [or cased] with bricks [&c.]: (MA:) pl. رَكَايَا (S, Msb, K) and ↓ رَكِىٌّ, (S, and so in some copies of the K,) or the former is the pl. and ↓ the latter is [properly speaking] a gen. n., [i. e. a coll. gen. n.,] and often occurs as a sing. and as a pl., (Nh, TA,) or the pl. is also رُكِىٌّ: (so in some copies of the K and in the TA:) accord. to ISd, it is from رَكَا in the first of the senses assigned to this verb above. (TA.) مَرْكُوٌّ [pass. part. n. of 1: b2: and hence, as a subst.,] A large watering-trough or tank: (AA, T, S, K:) [in the S and K is added, وَالجُرْمُوزُ الصَّغِيرُ, which may mean either that the small watering-trough is called جرموز, and such is the case, or that مَرْكُوٌّ also signifies a small جرموز, agreeably with what here follows, and with an explanation of this word in the TA voce حَوِىٌّ:] Az, after mentioning AA's explanation given above, says, but what I have heard from the Arabs is, that the مركوّ is a small watering-trough or tank, which a man makes, or forms, or fashions, in a suitable manner, with his hands, at the head of the well, when he has not, and cannot procure, a vessel in which to give water to a camel or to two camels: and that which is large is not thus called. (TA.) [But see an ex. voce سَلْسٌ.]
ركو
: (و) ! الرَّكْوَةُ، مُثَلَّثَةً) :
قالَ شيْخُنا: التَّثْليثُ فِيهَا مَشْهورٌ والأَفْصَح الفَتْح.
قُلْتُ: وَقد اقْتَصَرَ عَلَيْهِ الجوهريُّ وغيرُه.
قالَ الجوهريُّ: الَّتِي للماءِ.
وَقَالَ ابنُ سيدَه: شِبْهُ تَوْرٍ مِن أَدمٍ. وَفِي المِصْباح: دَلْوٌ صَغِيرَةٌ.
وَفِي النهايَةِ: إنَاءٌ صَغيرٌ مِن جلْدٍ يُشْرَبُ فِيهِ الماءُ.
وكلُّ ذلكَ أَعْرَض عَنهُ المصنِّفُ وَهُوَ عَجيبٌ مِنْهُ.
ثمَّ قالَ ابنُ سِيدَه: {والرَّكْوَةُ (زَوْرَقٌ صَغيرٌ) ؛ وَهَذَا غير الَّذِي ذَكَروه.
(و) } الرَّكْوَةُ: (رقعَةٌ تَحْتَ العَواصِرِ) ، والعَواصِرُ حِجارَةٌ ثلاثٌ بعضُها فَوْق بعضٍ؛ كَمَا فِي المُحْكَم.
(و) الرَّكْوَةُ (مِن المَرْأَة: فَلْهَمُها) ، أَي فَرْجُها؛ كَذَا فِي النّسخ.
وَفِي التّهذِيبِ قلْفَتُها، كَمَا هُوَ نَصُّ ابنِ الأعْرابيِّ والجَمْعُ {الرَّكَا وَهُوَ على التَّشْبيهِ} بَرَكْوَةِ الماءِ، (ج {رِكاءٌ) ككلْبَةٍ وكِلابٍ، (و) يَجُوزُ (} رَكَواتٌ) بالتحْرِيكِ كشَهْوةٍ وشَهَواتٍ.
( {والرَّكِيَّةُ) ، كغَنِيَّةٍ: (البِئْرُ، ج} ركِيٌّ) ، كعُتِيَ، وضُبِطَ فِي الصِّحاحِ بالفتحِ، ( {ورَكايَا) .
وَفِي النِّهايَةِ:} الرُّكِيُّ جنْسٌ {للرَّكيَّةِ وْالجَمْعُ} رَكايَا؛ وَمِنْه حدِيثُ: فأَتَيْنا على {رَكِيَ ذَمَّةٍ؛ والذَّمَّةُ القَلِيلَةُ الماءِ.
وَفِي حدِيثِ عليَ: (فَإِذا هُوَ فِي} رَكِيَ يَتبَرَّدُ، وَقد تَكَرَّرَ ذِكْرها مُفْرداً ومَجْموعاً.
(و) قَالَ ابنُ سيدَه: إنَّما قَضَيْت عَلَيْهَا بِالْوَاو لأنَّها من ( {رَكَا) الأرْضَ} رَكْواً إِذا (حَفَرَ) هَا حَفْراً مُسْتطِيلاً.
(و) رَكَا الأَمْرَ رَكْواً: (أَصْلَحَ) ؛ قالَ الشَّاعِرُ:
وأَمْرُكَ إِلَّا تَرْكُهُ مُتَفاقِمُ قالَ الأَزْهريُّ: أَي لَا تُصْلِحْه.
وَفِي الصِّحاحِ: هُوَ قَوْل سُوَيْد وصَدْرُه:.
فَدَعْ عَنْكَ قَوْماً قد كَفَوْكَ شُؤُونَهُم وشَأْنُكَ الخ.
قالَ فِي الحاشِيَةِ: تَرْكُه أَصْله تَرَكوه حذفَ الْوَاو للجَازِمِ.
(و) رَكَا (عَلَيْهِ) ؛ وَفِي المُحْكم: عَنهُ؛ (أَثْنَى) عَلَيْهِ ثَنَاءً (قَبِيحاً) .
وَفِي التكْمِلَةِ: أَسْمَعَه مَكْرُوهاً أَو زَجَره بقَبِيحٍ.
(و) {رَكَا} رَكْواً: (أَخَّرَ) ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (يَغْفِرُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ لكُلِّ مُسْلِمٍ إلاَّ للمُتَشاحِنَيْنِ فيُقالُ {ارْكُوهُما حَتَّى يَصْطَلِحا) .
قالَ الأزْهريّ: كَذَا رُوِيَ بضمِّ الألفِ أَي أَخّرُوهما.
قالَ ابنُ الأثيرِ: ويُرْوَى اتْرُكُوا، مِنَ التَّرْكِ؛ ويُرْوَى أَيْضاً: ارْهَكُوا.
(} كأرْكَى فيهمَا يقالُ: {أَرْكَى عَنهُ وَعَلِيهِ: إِذا أَثْنَى قَبِيحاً.
وأَرْكَى الأَمْرَ: أَخَّرَه؛ وَبِه رُوِيَ أَيْضاً الحدِيثُ المَذْكُور.
وَفِي الصِّحاحِ: قالَ أَبو عَمْروٍ: ويقالُ للغَرِيمِ} أَرْكِني إِلَى كَذَا، أَي أَخِّرْني.
وبخطِّ أَبي سَهْلٍ الهَرَويّ: يقالُ للفَزعِ بَدَلَ الغَرِيمِ.
(و) {رَكَا} رَكْواً: (شَدَّ) وأَصْلَحَ؛ عَن ابْن الأَعْرابيِّ.
(و) رَكَا (الحِمْلَ على البَعيرِ: ضاعَفَهُ) عَلَيْهِ وأَثْقَلَه بِهِ؛ نقلَهُ الجوهريُّ وابنُ سِيَدَه.
( {وأَرْكَى إِلَيْهِ: لَجَأَ) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
(و) } أَرْكَى (عَلَيْهِ الذَّنْبَ: ورَّكَهُ) .
وَفِي التَّهْذيبِ: أَرْكَى عليَّ ذَنْباً لم أَجْنِيهِ وكَذلِكَ الأَمْرَ؛ ونقلَهُ الجوهريُّ عَن الفرَّاء.
(و) قَوْلُهم فِي المَثَل: (صارَتِ القَوْسُ {رَكْوَةً) .
قالَ الجوهريُّ: (يُضْرَبُ فِي الإِدْبارِ وانْقِلابِ الأُمُورِ.
(} والمَرْكُوُّ: الحَوْضُ الكبيرُ) ؛ كَذَا هُوَ فِي نسخِ الصِّحاحِ؛ وَفِي بعضِ النسخِ: {والرّكْوَةُ، وَهُوَ غَلَطٌ، وكَوْن} المَرْكُوِّ هُوَ الحَوْضُ الكبيرُ قد نقلَهُ الأزهريُّ عَن أَبي عَمْروٍ.
(و) أَيْضاً: (الجُرْمُوزُ الصَّغِيرُ) ؛ وأَنْشَدَ الجوهرِيُّ:
السَّجْلُ والنُّطْفَةُ والذَّنُوبُ
حَتَّى تَرَى {مَرْكُوَّها يَثُوب ُيقولُ: أستقي تارَةً ذَنُوباً وتارَةً نُطْفَةً حَتَّى يرجعَ الحَوْضُ مَلآنَ كَمَا كانَ قَبْلَ أنْ يَشْرَبَ.
قالَ الأَزْهريُّ بَعْدَما نَقَلَ قَوْلَ أَبي عَمْرٍ والسابِقَ: وَالَّذِي سَمِعْته مِنَ العَرَبِ:} المَرْكُوُّ الحُوَيْضُ الصَّغيرُ يُسَوِّيه الرَّجُلُ بيَدَيْه على رأْسِ البِئرِ إِذا أَعْوَزَه إناءٌ يَسْقي فِيهِ بَعِيراً أَو بَعِيرَيْن.
ويقالُ: {ارْكُ} مَرْكُوّاً تَسْقِي فِيهِ بَعِيرَكَ، وأَمَّا الكَبيرُ فَلَا يُسَمَّى {مَرْكُوّاً.
(} وأَرْكَى لَهُم جُنْداً: هَيَّأَهُمْ) .
ونَصّ الصِّحاحِ والتَّهْذيبِ: هَيَّأَهُ لَهُم.
( {والمُراكِي} والمُرْتَكِي: الَّدائِمُ الثَّابِتُ) المُقِيمُ الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ، مِن {راكى على الأمْرِ} وارْتَكَى {مُراكَاةً} وارْتِكاءً.
( {والمُراكِيَةُ) ، بالضَّمِّ: (شجرةٌ من الحَمْضِ) تَرْعاهُ الإِبلُ، (ج} المَراكِي) ، بالفتْحِ.
(و) يقالُ: (أَنا {مُرْتَكٍ عَلَيْهِ) ، أَي (مُعَوِّلٌ) عَلَيْهِ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
(وَمَا لَهُ} مُرْتَكىً إلاَّ عليكَ) ، أَي (مُعْتَمَدٌ) ، نقلَهُ الجوهريُّ أَيْضاً.
( {والرَّكَّاءُ، كَشَدَّادٍ: وادٍ) ، هَكَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ} الرَّكَاءُ كسَحابٍ، كَمَا فِي المُحْكم، وأَنْشَدَ للبيدٍ:
فدَعْدَعا سُرَّةَ {الرَّكاءِ كَمَا
دَعْدَعَ ساقِي الأَعاجِمِ الغَرَباقالَ: وَفِي بعضِ نسخِ الجَمْهرةِ المَوْثوقِ بهَا:} الرِّكاء بالكَسْر، وبالوَجْهَيْن ضُبِط فِي نسخِ الصِّحاحِ أَيْضاً؛ ثمَّ قالَ: وإنَّما قَضَيْتُ على هَذِه الكَلِماتِ بالواوِ لأنَّه ليسَ فِي الكلامِ 

ذكو

ذكو: {ذكيتم}: قطعتم الأوداج.
(ذكو) فلَان ذكاء وذكاوة ذكى وَيُقَال ذكو قلبه حَيّ بعد بلادة فَهُوَ ذكي (ج) أذكياء

ذكو


ذَكَا(n. ac. ذَكًا [ ]ذَكَآء []
ذُكُوّ [] )
a. Blazed, flamed up.
b.(n. ac. ذَكًا [] ذَكَاة [ذَكَو]), Cut the throat of, slaughtered ( animal).
c. see infra.
ذكو: ذَكىً: جعله سريع الفهم، حاد الذهن، جعله ذكياً (لين غير أنه لم يذكر شاهداً على صحتها، فوك) ففي معيار الاختبار لابن الخطيب (ص19): وهواؤها يذكّى طبع البليد.
ذَكَّى: جعل الطعام شهياً لذيذاً (فوك).
أذكى، لا يقال: أذكى عليه العيون فقط، بل يقال أيضاً: أذكى له العيون (دي ساسي طرائف 2: 30).
تذكَّى: صار ذكياً، حاد الذهن، سريع الفهم (فوك). تذكى الطعام: صار شهياً لذيذاً (فوك).
ذَكْرَة: قربان، ضحية بسبب الخطيئة (السعدية نشيد 40).
ذَكَاء: طعم، مذاق (فوك).
ذَكِيّ: شهيّ، لذيذ (فوك، ألكالا).
وذكيّ: صفة لنوع من الكمثري، كمثري مسكي. (انظر معجم الإسبانية ص215).
وذَكِيّ: لاهب، مضطرم (فريتاج، المقري 1: 241).
ذَكاوة: ذكاء، سرعة الفهم، حدة الذهن.
ويقال: ذكاوة العقل أي ذكاؤه وحدة خياله (بوشر).
ذكاوة: أريج، سطوع الرائحة (بوشر).
(ذ ك و) : (الذَّكَاةُ) الذَّبْحُ اسْمٌ مِنْ ذَكَّى الذَّبِيحَةَ تَذْكِيَةً إذَا ذَبَحَهَا وَشَاةٌ ذَكِيٌّ أُدْرِكَتْ ذَكَاتُهَا وَقَوْلُهُ «ذَكَاةُ الْجَنِينِ ذَكَاةُ أُمِّهِ» نَظِيرُ قَوْلِهِمْ أَبُو يُوسُفَ أَبُو حَنِيفَةَ فِي أَنَّ الْخَبَرَ مُنَزَّلٌ مَنْزِلَةَ الْمُبْتَدَأِ لَا أَنَّهُ هُوَ هُوَ وَالنَّصْبُ فِي مِثْلِهِ خَطَأٌ وَقَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ - رَحِمَهُ اللَّهُ - ذَكَاةُ الْأَرْضِ يُبْسُهَا أَيْ إنَّهَا إذَا يَبِسَتْ مِنْ رُطُوبَةِ النَّجَاسَةِ طَهُرَتْ وَطَابَتْ كَمَا بِالذَّكَاةِ تَطْهُرُ الذَّبِيحَةُ وَتَطِيبُ (وَمِنْهُ) «أَيُّمَا أَرْضٍ جَفَّتْ فَقَدْ ذَكَتْ» أَيْ طَهُرَتْ وَهَذَا مِمَّا لَمْ أَجِدْهُ فِي الْأُصُولِ (وَأَمَّا قَوْلُهُ) غَصَبَ جِلْدًا ذَكِيًّا فَمَعْنَاهُ مَسْلُوخًا مِنْ حَيَوَانٍ ذَكِيٍّ عَلَى الْمَجَازِ وَأَصْلُ التَّرْكِيبِ يَدُلُّ عَلَى التَّمَامِ (وَمِنْهُ) ذَكَاءُ السِّنِّ بِالْمَدِّ لِنِهَايَةِ الشَّبَابِ وذكا النَّار بِالْقَصْرِ لِتَمَامِ اشْتِعَالهَا.
(ذ ك و)

ذكت النَّار ذُكُوّا وذكاً، واستَذْكَت كُله: اشتدّ لَهَبُها.

ونار ذَكِيَّة على النّسَب، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

يَنْفُحْن مِنْهُ لَهَبا مَنْفوحًا

لَمْعاً يُرَى لَا ذَكِياً مقدوحا

وَأَرَادَ: يَنْفُخن مِنْهُ لَهَبا منفوخاً ليُوَافق رَوِىْ هَذَا الرجز كُله، لِأَن هَذَا الرجز حَائيّ، وَمثله قَول رؤبة:

غَمْر الأجَارِيّ كريمُ السِّنْح أبْلَجُ لم يولَد بِنَجْم الشُحّ

يُرِيد: كريم السِنْخ.

وأذكاها، وذكَّاها: ألْقى عَلَيْهَا مَا تذكو بِهِ.

والذُّكْوة، والذُّكْية: مَا ذكَّاها بِهِ. الْأَخِيرَة من بَاب: جَبَوت الخَراج جِبَاية.

والذُّكْوة، والذَّكَا: الْجَمْرَة المتلهِّبة.

وذُكَاءُ اسْم الشَّمْس، معرفَة، قَالَ ثَعْلَبَة بن صُعَير الْمَازِني، يصف ظَلِيما ونعَامة:

فتذكَّرا ثَقَلا رَثِيدا بَعْدَمَا ... ألقتْ ذُكَاءُ يمينَها فِي كَافِر

وَابْن ذُكَاء: الصُّبْح، قَالَ حُمَيد:

فوردَتْ قبل انبلاج الفَجْر

وَابْن ذُكاءَ كامن فِي كَفْر

والذَّكاءُ: سرعَة الفطنة، وَقد ذَكَى، وذَكَا، وذكُو، فَهُوَ ذَكِيّ، وَقد يسْتَعْمل ذَلِك فِي الْبَعِير.

وذَكَا الرِّيحِ: شدَّتها من طِيب أَو نَتْن.

ومِسْك ذَكيٌّ، وذاكٍ: سَاطِع الرَّائِحَة، وَهُوَ مِنْهُ.

والذَّكَاء: السِّن.

وذَكَّى الرجل: أسَنَّ وبَدَّن.

والمُذَكَّى، أَيْضا: المُسِنّ من كلّ شَيْء، وخصّ بَعضهم ذَوَات الْحَافِر.

وَقيل: هُوَ أَن يُجَاوز القُروحَ بسَنة.

والمُذَكِّى، أَيْضا من الْخَيل: الَّذِي يذهب حُضْره وَيَنْقَطِع. والذَّكَاءُ والذَّكَاة: الذّبْح، عَن ثَعْلَب.

وَالْعرب تَقول: ذكاةُ الْجَنِين ذَكَاة أمّه: أَي إِذا اذُبحت الأمّ ذُبح الْجَنِين.

وذَكَّى الْحَيَوَان: ذَبَحه، وَمِنْه قَوْله: يذكِّيها الأسَل.

وجَدْي ذَكِيّ: ذبيح.

وَإِنَّمَا أثبتُّ هَذِه الْكَلِمَة فِي الْوَاو وَإِن كَانَ لَفظهَا الْيَاء؛ لأَنا قد وجدنَا " ذ ك و" على مَا انتظمه هَذَا الْبَاب، وَأما " ذ ك ي " فَعدم، وَقد ذكرت أَن الذُّكْيَة نَادِر.

والذّكَاوِين: صغَار السَّرْح، واحدتها: ذَكْوانة.

وذَكْوان: اسْم.

وذكَوْة: قَرْيَة، قَالَ الرَّاعِي:

يَبِتْنَ سُجُودا من نَهِيتٍ مُصَدَّرٍ ... بَذكْوةَ إطراقَ الظِبّاء من الوَبْلِ
ذكو
ذَكَا1 يَذكُو، اذْكُ، ذَكاءً، فهو ذاكٍ وذَكِيّ
• ذكا المسكُ: طاب، وفاح ريحُه "ذكتِ الرِّيحُ- رائحة المسكُ ذكيّة- مِسْكٌ ذكيّ".
• ذكا الشَّخصُ: كان سريع الفهم، متوقِّد البديهة "ذكا عقلُه: اشتدت فطنتُه- لديه ذكاء حادّ- طفلٌ ذكيّ". 

ذَكَا2 يَذكُو، اذْكُ، ذُكُوًّا وذَكاءً وذَكًا، فهو ذاكٍ وذَكِيّ
• ذكا الشَّيءُ: اشتعل، اشتدّ لهبُه "ذكتِ النارُ- ذكتِ الحربُ: اتَّقدت، وتسعّرت نارُها- ذكت الأحقادُ بينهم- ذكتِ الشمسُ: اشتدّت حرارتُها". 

ذَكَا3 يَذكُو، اذْكُ، ذَكاةً وذَكاءً، فهو ذاك، والمفعول مذكوّ وذَكِيّ
• ذكا الشَّاةَ ونحوَها: ذبحها "خروف ذكيّ: ذبيح- ذَكَاةُ الْجَنِينِ ذَكَاةُ أُمِّهِ [حديث] ". 

ذكُوَ يَذكُو، اذْكُ، ذكاءً وذكاوةً، فهو ذكيّ
• ذكُو فلانٌ: كان سريع الفهم، والإدراك، متوقِّد البديهة "يتمّيز الأطفالُ بذكاوة شديدة".
• ذكُو قلبُه: حَيَّ بعد بَلادَةٍ. 

ذكِيَ يَذكَى، اذْكَ، ذكاءً وذَكًا، فهو ذكِيّ
• ذكِي الشَّخصُ: كان سريع الفهم فَطِنًا "هذه المسألة لا يحلّها إلاّ ذكيّ فطن- ذكاءٌ لامع- حدَّة الذكاء". 

أذكى يُذكِي، أَذْكِ، إذكاءً، فهو مُذْكٍ، والمفعول مُذْكًى
 • أذكى النَّارَ: أشعلها وسعَّرها وزاد من لهيبها "أذكى النارَ بالنفخ- أذكى الخصومَة/ الحماسةَ/ الأحقادَ- أذكى الحربَ: أضرم نارها" ° أذكى عليهم العيونَ: نشر بينهم الجواسيسَ والطلائعَ- أذكى نارَ الثَّورة. 

استذكى يستذكي، اسْتذكِ، استذكاءً، فهو مُستذكٍ، والمفعول مُستذكًى (للمتعدِّي)
• استذكتِ النَّارُ: اشتدَّ لهيبُها "استذكتِ الحربُ/ الشمسُ".
• استذكى الغبيّ: ادّعى الذَّكاء وسرعة الفهم، وهو ليس كذلك "استذكى الطالب المهمل على أستاذه في حلّ المسألة".
• استذكى فلانٌ النَّارَ: أوقدها "استذكى نارَ الفتنة بين الطرفين". 

تذاكى يتذاكَى، تذاكَ، تذاكيًا، فهو مُتذاكٍ
• تذاكى فلانٌ: تصنَّع الذكاء "المتذاكي عاجز عن الابتكار". 

ذكَّى يُذكِّي، ذَكِّ، تذكيةً، فهو مُذَكٍّ، والمفعول مُذكًّى
• ذكَّى النَّارَ: أوقدها، وأتمَّ إشعالَها، وزاد من لهيبها بما يُلقى فيها من حطب.
• ذكَّى الشَّاةَ: ذبحها أثناء حياتها " {وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ} ". 

إذكاء [مفرد]: مصدر أذكى. 

استذكاء [مفرد]: مصدر استذكى. 

تذكية [مفرد]: مصدر ذكَّى. 

ذكًا [مفرد]: مصدر ذَكَا2 وذكِيَ. 

ذَكاء [مفرد]:
1 - مصدر ذَكَا1 وذَكَا2 وذَكَا3 وذكُوَ وذكِيَ.
2 - جمرة ملتهبة.
3 - (نف) قدرة على التحليل، والتركيب، والتمييز، والاختيار، والتكيُّف إزاء المواقف المختلفة "ذكاء المرء محسوب عليه".
• الذَّكاء الاجتماعيّ: (مع) حسن التّصرُّف في المواقف والأوضاع الاجتماعيّة.
• ذكاء اصطناعيّ: (حس) قدرة آلة أو جهاز ما على أداء بعض الأنشطة التي تحتاج إلى ذكاء مثل الاستدلال الفعليّ والإصلاح الذَّاتيّ. 

ذُكاء [مفرد]: اسم علم للشّمس غير منصرف للعلَميّة والتأنيث.
• ابن ذُكاءَ: الصُّبحُ. 

ذَكاة [مفرد]: مصدر ذَكَا3. 

ذَكاوة [مفرد]: مصدر ذكُوَ. 

ذُكُوّ [مفرد]: مصدر ذَكَا2. 

ذَكِيّ [مفرد]: ج أذكياء:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ذَكَا1 وذَكَا2 وذكُوَ وذكِيَ: "طالب ذكيّ- ريح ذكيَّة".
2 - صفة ثابتة للمفعول من ذَكَا3: مذبوح.
• الأسلحة الذَّكيَّة: (سك) نوع من الأسلحة التي تصيب أهدافها بدقّة بالغة، وتجيد المراوغة والمناورة، وتعقُّب الأهداف العسكريّة في الخنادق والأنفاق، وتستطيع تعديل الخطط الموضوعة لها طِبقًا لظروف المعركة والمواقع التي يُراد ضربُها.
• العقوبات الذَّكيَّة: (سة) تخفيف العقوبات المفروضة على بلدٍ ما لتقليل الأضرار على الشَّعب، والضغط على النظام لمنعه من إنتاج أو استيراد أسلحة محظورة. 
ذكو
: (و ( {ذَكَتِ النَّارُ) } تَذْكو ( {ذُكُوّاً) كعُلُوَ؛ كَمَا فِي المُحْكَم؛ (} وذَكاً) بالقَصْرِ؛ وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوهرِيُّ؛ ( {وذَكاءً بالمدِّ) ، وَهَذِه (عَن الزَّمَخْشريّ) وَحْده، ودَلِيلُه الحدِيثُ فِي ذِكْرِ النارِ: قَشَبَني رِيحُها وأَحْرقَني} ذَكاؤها؛ ( {واسْتَذْكَتْ) ، عَن ابنِ سِيدَه: (اشْتَدَّ لَهَبُها) ؛ وَفِي الصِّحاحِ: اشْتَعَلَتْ؛ (وَهِي} ذَكِيَّةٌ) ، بالتَّخفيفِ على النَّسَبِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ سيدَه:
يَنْفَحْنَ مِنْهُ لَهَباً مَنْفوحَا
لُمْعاً يُرى لَا {ذَكِياً مَقْدُوحا (} وذَكَّاها) {تَذْكِيةً (} وأَذْكَاها: أَوْقَدَها) .
وَفِي المُحْكَم: أَلْقَى عَلَيْهَا مَا {تَذْكُو بِهِ.
وَفِي التَّهْذِيبِ والصِّحاحِ:} ذَكَّيْتُها رَفَعْتُها.
وَفِي المِصْباحِ: أَتْمَمْتُ وَقُودَها.
( {والذُّكْوَةُ) ، بالضَّمِّ: (مَا} ذَكَّاها بِهِ) .
وَفِي التَّهذيبِ: مَا يُلْقى عَلَيْهَا مِن حَطَبٍ أَو بَعَر.
وإطْلاقُ المصنِّفِ يَقْتَضِي أَنَّه بالفتْحِ وليسَ كذلكَ.
( {كالذَّكْيَةِ) ، وَهَذِه أَيْضاً بالضمِّ.
قالَ ابنُ سِيدَه: الأخيرَةُ من بابِ جَبَوتُ الخَراجَ جِبايةً.
(و) } الذُّكْوَةُ أَيْضاً: (الجَمْرةُ المُلْتَهِبَةُ {كالذَّكا) ، مَقْصوراً، عَن ابنِ دُرَيْدٍ؛ قالَ أَبو خِراشٍ:
وظَلَّ لنا يَوْمٌ كأنَّ أُوارَهُ
} ذَكا النَّارِ من نَجْمِ الفُرُوغِ طَويلُوفي المُحْكَم: {كالذَّكاةِ.
(} والذَّكاءُ) ، كسَحابٍ: (سُرْعَةُ الفِطْنَةِ) .
وَفِي الصِّحاحِ: حِدَّةُ الفُؤادِ؛ زادَ غيرُهُ: بسُرْعَةِ إدْراكِهِ وفِطْنَتِه.
وَفِي المِصْباحِ: سُرْعَةُ الفَهْم.
وقالَ الرَّاغبُ: عبرَ عَن سُرْعَةِ الإدْراكِ وحِدَّةِ الفَهْم {بالذَّكاءِ، وذلكَ كقَوْلِهم: فلانٌ شعْلَةُ نارٍ.
وَقَالَ الْعَضُد:} الذَّكاءُ سُرْعَةُ اقْتِراحِ النَّتائجِ؛ وقالَ الشاعِرُ:
لَو لم يحل مَاء النَّدَى
فِيهِ لاحْرَقَه {ذَكاؤُه وَقد (} ذَكِيَ، كرَضِيَ وسَعَى وكَرُمَ) ؛ الثلاثَةُ عَن ابنِ سِيدَه، واقْتَصَر الجَوهرِيُّ كغيرِهِ على الأوَّل؛ {يَذْكَى} ويَذْكُو {ذَكاءً (فَهُوَ} ذَكِيٌّ) على فَعِيلٍ، وَقد يُسْتَعْملُ فِي البَعِيرِ، والجَمْعُ {الأذْكياءُ.
(و) } الذَّكاءُ: (السِّنُّ من العُمُرِ) ؛ وَمِنْه قوْلُ العجَّاج: فُرِرْتُ عَن {ذَكاءٍ.
وبَلَغَتِ الدابَّةُ الذَّكاءَ: أَي السِّنَّ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ المبرِّدُ فِي الكامِلِ:} الذَّكاءُ تمامُ السِّنِّ.
وَقَالَ الأزهرِيُّ: أَصْلُ الذَّكاءِ فِي اللّغَةِ كُلِّها تَمامُ الشيءِ، فَمِنْهُ الذَّكاءُ فِي السِّنِّ والفَهْمِ، وَهُوَ تَمامُ السِّنِّ.
وقالَ الخَليلُ: الذَّكاءُ فِي السِّنِّ أنْ يأْتي على قُرُوحِه سَنَةٌ وذلِكَ تمامُ اسْتِتْمامِ القُوَّة؛ قالَ زهيرٌ:
نُفَضّلُه إِذا اجْتَهَدُوا عليْهِ
تمامُ السِّنِّ مِنْهُ {والذَّكاءُ (و) } ذُكاءُ، (بالضَّمِّ غَيْرَ مَصْروفةٍ: الشَّمسُ) مَعْرفَة لَا تَدخُلُها الأَلِفُ واللامُ؛ تقولُ: هَذِه {ذُكاءُ طالِعةً مُشْتَقَّة من} ذَكَتِ النارُ! تَذْكُو؛ قالَ ثعلبَة بنُ صُعَير يَصِفُ ظلِيماً: فتَذَكَّرا ثَقَلاً رَثِيداً بَعْدَما
أَلْقَتْ ذُكاءُ يمينَها فِي كافِرِ (وابنُ {ذُكاءَ، بالمدِّ) أَي مَعَ الضمِّ: (الصُّبْحُ) .
قالَ الراغبُ: وذلكَ أنَّه تارَةً يُتَصورُ الصّبْح ابْناً للشمسِ، وتارَةً حاجِباً لَهَا فقيلَ حاجبُ الشمسِ.
وَفِي الصِّحاحِ والتَّهْذيبِ: يقالُ للصُّبْحِ ابنُ ذُكاءَ لأنَّه مِن ضَوْئِها؛ قالَ حُمَيْد:
فَوَرَدَتْ قبل انْبِلاجِ الفَجْرِ
وابنُ ذُكاءَ كامِنٌ فِي كَفْرِ (والتَّذْكِيَةُ: الذَّبْحُ) .
قالَ الراغبُ: حقيقَةُ} التَّذْكِيَةِ إخْراجُ الحرارَةِ الغَرِيزِيَّةِ لكنْ خُصّ فِي الشَّرْعِ بإِبْطالِ الحياةِ على وَجْهٍ دُونَ وَجْه، ويدلُّ على هَذَا الاشْتِقاقِ قَوْلهم فِي المَيِّتِ خامِدٌ وهامِدٌ، وَفِي النارِ الهامِدَةِ مَيِّتَةٌ.
( {كالذَّكا} والذَّكاةِ) ؛ ويقالُ: هُما اسْمانِ، والعَرَبُ تقولُ: ذَكاةُ الجَنِينِ ذَكاةُ أُمِّه أَي إِذا ذُبِحَتْ ذُبِحَ.
وَفِي المِصْباح: أَي {ذَكاةُ الجَنِينِ هِيَ ذَكاةُ أُمِّه، فحذِفَ المُبْتدأُالثاني إيجازاً لفَهْم المعْنى.
وقالَ المطرزي: النَّصْبُ فِي قوْلِه: ذَكاةَ أُمِّه خَطَأ.
وَفِي التَّهذِيبِ: ومعْنَى} التَّذْكِيَة أَن يُدْرِكَها وفيهَا بَقِيَّةٌ نَشْخُبُ مَعهَا الأوْداجُ، وتَضْطَربُ اضْطَرابَ المَذْبوحِ الَّذِي أُدْرِكَ {ذَكاتُه؛ قالَ: وأَهْلُ العِلْم يَقُولُونَ: إنْ أَخْرَجَ السبُعُ الحِشْوَةَ أَو قَطَع الجَوْفَ فخَرَجَتْ فَلَا} ذَكاةَ لذلكَ، وتأْويلُه أَن يصيرَ فِي حالةِ مَا لَا يُؤَثِّرُ فِي حياتِهِ الذَّبْحُ.
(وكغَنِيَ: الذَّبيحُ) . يقالُ: جَدْيٌ! ذَكِيٌّ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وإنّما أثبت هَذِه الكَلِماتِ فِي الواوِ وإنْ كانَ لَفْظُها الْيَاء لأنَّا وَجَدْنا ذكو على مَا انْتَظَمه هَذَا الْبَاب، وأمَّا ذكي فَعدم، وَقد ذَكَرْتُ أنَّ {الذَّكِيَّةَ نادِرٌ.
(و) يقالُ: (} ذَكَّى) الرَّجُلُ ( {تَذْكِيَةً) ، أَي (أَسَنَّ وبَدُنَ) ، فَهُوَ} مُذَكّ.
قالَ ابنُ سِيدَه: {والمُذَكِّي أَيْضاً: المُسِنُّ مِن كلِّ شيءٍ، وخَصَّ بعضُهم ذَات الحافِرِ، وقيلَ: هُوَ أَن يُجاوِزَ القُرُوحَ بسَنَةٍ.
وقالَ الراغبُ: خُصَّ الرَّجُل} بالذَّكاءِ لكَثْرَةِ رِياضَتِه وتَجاربِه، وبحسَبِ هَذَا الاشْتِقاقِ لَا يُسَمَّى الشيخُ {مُذكّياً إلاَّ إِذا كانَ ذَا تَجارِب ورِياضاتٍ، ولمَّا كانتِ التّجاربُ والرِّياضاتُ قلَّما تُوجَدُ إلاَّ فِي الشّيوخِ لطُولِ عمرِهم اسْتُعْمل الذَّكاءُ فيهم.
(} والمَذاكِي من الخَيْلِ) : العتاقُ المَسانُّ (الَّتِي أَتى عَلَيْهَا بعدَ قُروحِها سَنَةٌ أَو سَنَتانِ) ، الواحِدُ {مُذَكِّي، مثْلُ المُخْلِفِ من الإِبِلِ.
وَمِنْه المَثَلُ: جَرْيُ} المُذَكِّياتِ غِلابٌ؛ ويُرْوَى: جَرْيُ {المَذاكِي؛
وقيلَ:} المُذَكِّي مِن الخَيْلِ الَّذِي يَذْهَب حُضْرُه ويَنْقَطِعُ.
(ومِسْكٌ {ذَكِيٌّ} وذاكٍ {وذَكِيَّةٌ: ساطِعٌ رِيحُه) ؛ وأَصْلُ الذَّكاءِ فِي الرِّيحِ شِدَّتُها مِن طيبٍ أَو نَتَنٍ.
قالَ ابنُ الأنْبارِي: والمِسْكُ والعَنْبر يُذَكَّران ويُؤَنَّثان؛ قالَهُ أَبو هفان.
(وسحابَةٌ} مُذْكِيَةٌ، كمُحْسِنَةٍ) ؛ وَفِي التكمِلَةِ بالتَّشْدِيدِ لمُحَدِّثَةٍ؛ (مَطَرَتْ مَرَّةً بعد مرَّةٍ) أُخْرَى.
( {والذَّكاوِينُ: صِغارُ السَّرْجِ، جَمْعُ} ذَكْوانةٍ) ؛ كَمَا فِي المُحْكَم.
(وابنُ {ذَكْوانَ) : المُقْرِىءُ (رَاوِي ابنِ عامِرٍ) ، مَشْهورٌ.
(} وذَكْوَةُ: مَأْسَدَةٌ) فِي بلادِ قَيْس.
وَفِي المُحْكَم: قَرْيةٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
! أَذْكَيْتُ الحَرْبَ: أَوْقَدْتُها.
وقولُه تَعَالَى: {إلاَّ مَا {ذَكَّيْتُم} ، مَعْناه مَا أَدْرَكْتُم} ذَكاتَه.
{وذَكْوانُ: اسمُ قَبِيلَةٍ من سُلَيْم.
وأيْضاً: جَدُّ أَبي بكرٍ محمدِ بنِ أَحْمدَ بنِ عبدِ الرحمانِ} الذَّكْوانيّ الأَصْبهانيّ عَن أَبي بكْرٍ أَحْمَدَ بنِ موسَى التَّمِيميّ؛ وأَيْضاً جَدُّ أَبي جَعْفرٍ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْن بنِ حَفْص الذَّكْوانيّ الهَمْدانيّ ثِقَة رَوَى عَن جَدِّه؛ وَابْن عَمِّه أَبو محمدٍ عبدُ اللَّهِ بنُ الحَسَنِ بنِ حَفْص، محدِّثُونَ.
وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: الذَّكْوانُ شَجَرٌ، الواحِدَةُ {ذَكْوانَةٌ.
} واسْتَذْكَى الفَحْلُ على الأُتُن: اشْتَدَّ عَلَيْهَا.

ذكو

1 ذَكَتِ النَّارُ, (S, K, &c.,) aor. ـْ (S,) inf. n. ذَكًا (S, Mgh, K, &c.) and ذَكَآءٌ accord. to Z (K) and ذُكُوٌّ, (M, K, TA,) like عُلُوٌّ; (TA; [accord. to the CK ذَكْوٌ; and so accord. to the MA, as well as ذُكُوٌّ and ذَكًا;]) and ↓ استذكت; (K;) The fire blazed, or flamed; burned up; or burned brightly or fiercely: (S:) or blazed, or flamed, vehemently, or intensely: (K:) or blazed, flamed, or burned up, completely; agreeably with the primary signification of the root, which is “ completeness. ” (Mgh.) b2: ذَكَا المِسْكُ The mush gave forth odour, or fragrance; (MA;) [or a strong, or pungent, odour; for] the primary signification of ذَكًا in relation to odour is the being strong, [or pungent,] in sweetness or in fetidness. (TA.) b3: ذَكِىَ, aor. ـْ (S, Msb, K) and ذَكَا, (Msb, K,) aor. ـْ (K,) or ـْ (Msb;) and ذَكُوَ, (MA, K,) aor. ـْ (K;) all three mentioned by ISd; (TA;) inf. n. ذَكَآء; (S, MA, K, * TA; [in my copy of the Msb, the inf. n. of the first is said to be ذَكًى; but this is app. a mistranscription; or the author perhaps held ذَكًى, more properly written ذَكًا, to be the inf. n.; for he says that ذَكِىَ is of the class of تَعِبَ, of which the inf. n. is تَعَبٌ, and afterwards mentions ذَكَآءُ as though he held this to be a simple subst.;]) said of a man, (S, Msb,) He was, or became, sharp, or acute, in mind, (S, TA,) with quickness of perception, and of intelligence, understanding, sagacity, skill, or knowledge: (TA:) or quick of understanding, (Msb, K,) or intelligence, sagacity, skill, or knowledge: (K:) or quick of perception, and sharp, or acute, in understanding: (Er-Rághib, TA:) or quick in drawing conclusions. (TA. [See ذَكَآءُ, below.]) [Also, app., said of a camel, and the like, meaning He was, or became, sharp in spirit. See ذَكِىٌّ.]

A2: [ذَكَا seems to have been also used by some as meaning He (a beast) was, or became, legalty slaughtered; and consequently, legally clean: or to have been supposed to have this signification. b2: And hence,] أَيُّمَا أَرْضٍ جَفَّتْ فَقَدْ ذَكَتْ means (assumed tropical:) Whatever ground has become dry, it has become clean, or pure: but [Mtr, after mentioning this, adds,] I have not found it in the lexicons. (Mgh. [See also ذَكَاةٌ, below.]) 2 ذكّى النَّارَ, (T, Msb, K,) inf. n. تَذْكِيَةٌ, (S, TA,) He made the fire to blaze or flame, to burn up, or to burn brightly or fiercely; (T, S, K;) as also ↓ اذكاها: (S, K:) or he supplied the fire fully with fuel: (Msb, TA:) and السِّرَاجَ ↓ اذكى He lighted the lamp. (Har p. 53.) b2: [ذكّى العَقْلَ, and ذكّى alone, said of a medicine &c., It sharpened the intellect.]

A2: ذكّى, (Mgh, Msb,) inf. n. as above, (S, Mgh, Msb, K,) He slaughtered (S, Mgh, Msb, K) an animal, (Mgh,) or a camel and the like, (Msb,) in the manner [prescribed by the law,] termed ذَبْحٌ, (S, Mgh, K,) i. e., (Mgh, K,) in the manner termed ذَكَاةٌ [q. v. infrà]. (Mgh, Msb, K.) The proper signification of التَّذْكِيَةُ is The causing the natural heat to pass forth: but it is peculiarly applied in the law to signify the destroying of life in a particular manner, exclusive of any other manner. (Er-Rághib, TA.) إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ, in the Kur [v. 4], means Except that whereof ye shall attain to the ذَكَاة [or slaughter in the manner prescribed by the law] (Bd, Msb, TA) said of a man, (S,) He became old, or advanced in age, (S, K,) and big-bodied, or corpulent: (K:) [or he attained to full growth or age: said of a man, and of a horse and the like:] see ذَكَآءٌ, last sentence. [See also مُذَكٍّ, below.]) 4 أَذْكَوَ see 2, in two places. b2: [Hence,] أَذْكَيْتُ الحَرْبَ (assumed tropical:) I kindled war. (TA.) b3: أَذْكَيْتُ عَلَيْهِ العُيُونَ I sent against him the scouts. (S.) 10 إِسْتَذْكَوَ see 1, first sentence. b2: [Hence, app.,] استذكى الفَحْلُ عَلَى الأُنْثَى (assumed tropical:) The stallion pressed vehemently upon the female. (TA.) ذَكًا an inf. n. of 1; The blazing, or flaming, &c., of fire. (S, K, &c. [See 1, first sentence.]) b2: See also ذُكْوَةٌ.

A2: And see ذَكَاةٌ.

ذَكٍ a possessive epithet: (ISd, TA:) you say نَارٌ ذَكِيَةٌ, (K, TA,) without teshdeed, (TA, [in the CK ذَكِيَّةٌ,]) A fire blazing, or flaming, &c. (K, TA.) ذَكَاةٌ: see ذُكْوَةٌ.

A2: [Also] a subst. (Mgh, Msb, TA) syn. with تَذْكِيَةٌ (Mgh, Msb, K, TA) as signifying ذَبْحٌ [i. e. The slaughter of an animal for food in the manner prescribed by the law]; (Mgh, K, TA;) as also ↓ ذَكًا, (K, TA, [in the CK ذَكاء,) which is likewise said to be a simple subst.: (TA: [in the TK, ذَكًا and ذَكَاةٌ are both said to be inf. ns., of which the verb is ذَكَا, signifying ذَبَحَ; but this I do not find in any lexicon of authority:]) it is satisfactorily performed by the severing of the windpipe and gullet, as is related on the authority of Ahmad [Ibn-Hambal], or, as is also related on his authority, by severing them an also the وَدَجَانِ, [or two external jugular veins], less than which is not lawful; or, accord to A boo-Haneefeh, the severing of the windpipe and gullet and one of the ودجان; or, accord. to Málik, the severing of the أَوَدَاج [or external jugular veins] though it be without the severing of the windpipe. (Msb.) The saying ذَكَاةُ الجَنِينِ ذَكَاةُ أُمِّهِ is for ذَكَاةُ الجَنِينِ هِىَ ذَكَاةُ أُمِّهِ [The legal slaughter of the fœtus, or young in the belly, it is the legal slaughter of its mother]: (Msb, TA:) or it is an instance of the transposition of the inchoative and enunciative, (Mgh, Msb,) its implied meaning being ذَكَاةُ أُمِّ الجَنِينِ ذَكَاةٌ لَهُ [The legal slaughter of the mother of the fœtus, or young in the belly, is a legal slaughter of it also; so that the latter, like the former, may be lawfully eaten]; (Msb;) i. e., when she is legally slaughtered, it is legally slaughtered: (TA:) the use of the accus. case (Mgh, TA) in the like thereof, (Mgh,) [or] in the phrase ذكاة امّه, [i. e., the saying ذَكَاةَ أُمِّهِ,] is a mistake. (Mgh, TA.) b2: Hence the saying of Mohammad Ibn-El-Hanafeeyeh, ذَكَاةُ الأَرْضِ يُبْسُهُا (assumed tropical:) [The cleanness, or purity, of the ground is its becoming dry]; i. e., when it becomes dry from the moisture of uncleanness, it becomes clean, like as a beast becomes clean by means of legal slaughter. (Mgh. [See also 1, last sentence.]) ذُكْوَةٌ, (T, TA, &c.,) with damm, not ذَكْوَةٌ as the text of the K indicates it to be (TA) [and as it is written in the copies thereof], and ذُكْيَةٌ, (S, TA,) also with damm, (TA,) [in the copies of the K ذَكْيَة,] What is thrown upon the fire, (T, S, K, *) of firewood, or of camel's or similar dung, (T,) to make it blaze, or flame, or burn up, or burn brightly or fiercely. (S, K.) b2: Also the former, A blazing, or flaming, coal of fire; and so ↓ ذَكًا, (K, TA,) with the short ا, on the authority of IDrd; [in the CK ذَكَاء;] or, as in the M, ↓ ذَكَاةٌ. (TA.) ذَكْوَانٌ A kind of trees: n. un. with ة: (IAar, TA:) the pl. of the latter is ذَكَاوِينُ, and signifies small [trees of the kind called] سَرْح [q. v.]. (M, K, TA. [In the CK, السَّرْج is erroneously put for السَّرْح.]) ذَكَآءُ Sharpness, or acuteness, of mind, (S, Msb, TA,) with quickness of perception, and of intelligence, understanding, sagacity, skill, or knowledge: (TA:) or completeness of intelligence, with quickness of apprehension: (Msb:) or quickness of intelligence, understanding, sagacity, skill, or knowledge: (K:) or quickness of perception, and sharpness, or acuteness, of understanding: thus applied, it is like the phrase فُلَانٌ شُعْلَةُ نَارٍ: (Er-Rághib, TA:) or quickness in drawing conclusions. (TA. [See ذِهْنٌ: and see also 1.]) [It app. signifies also Sharpness of spirit; as a quality of a camel and the like. See ذَكِىٌّ.] b2: Also Age: (S, K:) or full, or complete, age: so says Mbr in the “ Kámil: ” (TA:) contr. of فَتَآءٌ: (Ham p. 217:) accord. to Az, its primary signification, universally, is a state of completeness: and الذَّكَآءُ فِى السِّنّ meanscompleteness of age: accord. to Kh, it means the age of completeness of strength, [app. in a horse, or any solid-hoofed animal, for he says that it is] when a year has passed after the قُرُوح [or finishing of teething]: (TA:) or ذَكَآءُ السِّنِّ means the utmost term of youthfulness; from the primary signification of the root, which is “ a state of completeness. ” (Mgh.) Hence the saying of El-Hajjáj, فُرِرْتُ عَنْ ذَكَآءٍ [I have been examined as to age; app. meaning (assumed tropical:) my abilities have been tested and proved]: and بَلَغَتِ الدَّابَّةُ الذَّكَآءَ The beast attained to [fulness of] age (S, TA.) [Hence, also,] one says, فَتَآ فُلَانٍ

كَذَكَآءِ فُلَانٍ and فُلَانٍ ↓ كَتَذْكِيَةِ [The youthfulness of such a one is like the fulness of age of such a one], i. e., the prudence, or discretion, of such a one notwithstanding his deficiency of age is like the prudence, or discretion, of such a one with his fulness of age. (Ham p. 217.) ذُكَآءُ, imperfectly decl., The sun: (S, K:) determinate, and not admitting the article ال: you say, هٰذِهِ ذُكَآءُ طَالِعَةٌ [This is the sun rising]: (S:) derived from ذَكَتِ النَّارُ. (TA.) b2: Hence, (S,) اِبْنُ ذُكَآءَ The dawn, or daybreak: (S, K:) because it is from the light of the sun. (S.) Homeyd says, [or, accord. to some, Besheer Ibn-En-Nikth, as in one of my copies of the S, in art. كفر,] فَوَرَدَتْ قَبْلَ انْبِلَاجِ الفَجْرِ وَابْنُ ذُكَآءَ كَامِنٌ فِى الكَفْرِ [And she, or they, came to the water before the bright shining of the daybreak, while the dawn lay kid in the darkness of night]. (S.) ذَكِىٌّ, applied to musk, and so ذَكِيَّةٌ, (K, TA,) for مِسْكٌ, as is said by IAmb, is both masc. and fem., and so is عَنْبَرٌ, (TA,) and ↓ ذَاكٍ, Diffusing odour: (K:) or having a strong [or pungent] odour. (TA. [See 1, second sentence.]) Yousay also رَائِحَةٌ ذَكِيَّةٌ A sharp [or pungent, or a strong,] odour [whether sweet or fetid]; syn. حَادَّةٌ. (K in art. حد.) b2: Applied to a man, Having the attribute, or quality, termed ذَكَآء, (S, Msb, K,) as meaning sharpness, or acuteness, (S, Msb,) or quickness, (K,) of mind, (S, Msb,) or of intel-ligence, &c.: (K, TA, &c.:) pl. أَذْكِيَآءُ. (Msb, TA.) It is also, sometimes, applied to a camel [or the like, as meaning Sharp in spirit: see فُؤَادٌ]. (TA.) A2: Also i. q. ذَبِيحٌ [meaning Slaughtered in the manner prescribed by the law, termed ذَبْحٌ and ذَكَاةٌ]: (K:) it is of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ: (Msb:) and [therefore] you say شَاةٌ ذَكِىٌّ, meaning [a sheep, or goat, slaughtered in the manner above mentioned; and also,] to whose ذَكَاة [or slaughter in that manner] one has attained [while life yet remained therein: see 2]: (Mgh, Msb:) ذَكِيَّةٌ [as its fem.] is extr. [like ذَبِيحَةٌ]. (TA.) b2: Hence, جِلْدٌ ذَكِىٌّ (tropical:) A skin stripped from an animal that has been slaughtered in the manner mentioned above. (Mgh.) ذَاكٍ: see the next preceding paragraph.

مُذْكٍ; and the fem., مُذْكِيَةٌ: see the following paragraph, in three places.

مُذَكٍّ, applied to a man, (TA,) Old, or advanced in age, and big-bodied, or corpulent: (K, TA:) [or full-grown, or of full age: see ذَكَآءٌ:] or an old man, but only such as is much experienced and disciplined: (Er-Rághib, TA:) and accord. to ISd, anything [i. e. any animal] old, or advanced in age: by some especially applied to a solid-hoofed animal; and said to mean one that has passed the قُرُوح [or finishing of teething] by a year: (TA:) or مَذَاكٍ, (S, K, TA,) which is its pl., (S, TA,) [(like as مُذَكِّيَاتٌ is pl. of the fem.,) and also pl. of its syn. ↓ مُذْكٍ,] signifies, applied to horses, (S, K, TA,) of generous race, advanced in age, (TA,) that have passed a year, or two years, after their قُرُوح: (S, K, TA:) the sing. is like مُخْلِفٌ applied to a camel: (S, TA:) or مُذَكٍّ signifies a horse of full age and of complete strength; as also ↓ مُذْكٍ: (Ham p. 217:) or a horse whose run becomes spent (يَذْهِبُ), and [then, but not before he has exhausted his power,] stops. (TA.) It is said in a prov., جَرْىُ المُذَكِّيَاتُ غِلَابٌ [The running of the horses that have attained to their full age and strength is a contending for superiority]: (Meyd, and so in some copies of the S:) it may mean that the horse in this case contends for superiority with him that runs with him; or that his second run is always more than his first, and his third than his second: (Meyd:) or, as some relate it, غِلَآءٌ; (Meyd, and so in other copies of the S in this art., and in the S and K in art غلو;) meaning that the running of such horses is several bowshots: (Meyd, and S and K in art. غلو:) it is applied to him who is described as entering into contests for excellence with his compeers. (Meyd.) b2: [Hence,] ↓ سَحَابَةٌ مُذْكِيَةٌ, (K,) or, as in the Tekmileh, مُذَكِّيَةٌ, (TA,) (assumed tropical:) A cloud that has rained time after time. (K, TA.) Quasi ذكى ذُكْيَةٌ: see ذُكْوَةٌ, in art. ذكو.

ذَكِىٌّ: see art. ذكو
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.