Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: ثعلبة

حنبل

حنبل: الحَنْبَلُ: الضَّخْمُ البَطْنِ في قِصَر. ويقال: هو الخُفُّ، أو الفَرْوُ الخَلَق. والحِنْبالُ والحِنْبالَةُ: القصير الكثير الكلام.

باب الخماسي من الحاء

حنبل



حَنْبَلٌ, [mentioned in the S and Msb in art. حبل,] applied to a man, (S, Msb,) Short: (S, Msb, K:) and, (K,) as some say, (Msb,) large in the belly, (Az, ISd, Msb, K,) and short: (Az, ISd, Msb:) and [in the CK “ or ”] fleshy; (ISd, K;) as also ↓ حِنْبَالٌ. (K.) A2: A fur-garment: (Az, S, K:) or an old and worn-out fur-garment. (ISd, K.) b2: An old and worn-out boot. (ISd, K.) A3: The sea; as also ↓ حِنْبَالَةٌ. (ISd, K.) حِنْبَالٌ: see above. b2: Also, (T, O, TA,) and ↓ حِنْبَالَةٌ, (T, O, K,) [but the latter has a more intensive signification,] Loquacious; a great talker. (T, O, K.) حِنْبَالَةٌ: see حَنْبَلٌ: A2: and see also حِنْبَالٌ.

حنبل: الحَنْبَل: القصير الضَّخْم البطن، وهو أَيضاً الخُفُّ الخَلَق،

وقيل: الفرْوُ الخَلَق، وأَطلقه بعضهم فقال هو الفَرْو. والحَنْبَل

والحِنْبَالة: البحر. والحَنْبَل والحِنْبَال والحِنْبَالة: القصير الكثير

اللحم. والحُنْبُل: طَلْعُ أُمّ غَيْلان؛ عن كراع. قال أَبو حنيفة: أَخبرني

أَعرابي من ربيعة قال: الحُنْبُل ثَمَر الغاف وهي حُبْلة كقرون

الباقِلَّى، وفيه حَبٌّ، فإِذا جَفَّ كُسِر ورُمِيَ بحَبِّه الظاهر وصُنِع مما تحته

سَوِيق مثل سَوِيق النَّبِق إِلا أَنه دونه في الحلاوة. والحَنْبَل: اسم

رجل. والحِنْبَال والحِنْبَالة: الكثير الكلام. وحَنْبَل الرجلُ إِذا

أَكثر من أَكل الحُنْبُل، وهو اللُّوبِيَاء. ابن بري: والحَنْبَل موضع بين

البصرة ولَيِنَةَ؛ قال الفرزدق:

فأَصبحت والمَلْقَى وَرَائِي وحَنْبَل،

وما فَتَرَتْ حتى حَدَا النَّجْمَ غارِبُه

حنبل
تحنبلَ يتحنبل، تَحَنْبُلاً، فهو مُتَحنبِل
• تحنبل فلانٌ: قلَّد الإمامَ ابن حَنْبَل في مذهبِه. 

حَنْبَلِيّ [مفرد]: ج حنابِلَة:
1 - اسم منسوب إلى الإمام أحمد بن حنبل.
2 - من يتبع مذهب الإمام أحمد بن حنبل في الإسلام. 

حَنْبَليّة1 [مفرد]: مذهب الإمام أحمد بن حنبل، أحد المذاهب الأربعة في الشريعة الإسلاميّة. 

حَنْبَليّة2 [جمع]: مف حنبليّ: أتباع مذهب الإمام أحمد بن حنبل. 
حنبل
الحَنْبَلُ: القَصِيرُ مِن الرِّجال. أَيْضا: الفَروُ كَذَا أطلقهُ الأزهريُّ. أَو خَلَقُهُ هَكَذَا خَصَّه ابنُ سِيدَه.
أَيْضا: الخُفُّ الخَلَقُ عَن ابْن سِيدَه.والحِنْبَالةُ، بالكَسرِ: الكَثِيرُ الكلامِ نَقَلَه الأزهريُّ والصَّاغاني. وتَحَنْبَلَ: إِذا تَطَأْطَأَ كَمَا فِي العُباب. قَالَ ووَتَرٌ حُنابِلٌ، كعُلابِطٍ: غَلِيظٌ شَدِيدٌ وَكَذَلِكَ عُنابِلٌ بِالْعينِ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الحِنْبالُ، بِالْكَسْرِ: الكَثِيرُ الكلامِ، كَمَا فِي التَّهذيب والعُباب. وحَنْبَلُ بنُ عَبدِ الله تابِعيٌّ، رَوَى عَن الهِرماس بن زِياد، وَعنهُ عبدُ السَّلام بن هاشِم البَزّار البَصْرِيّ.

بهد

بهد: بَهْدَى وذو بَهْدَى: موضعان.

بهد
مُهْمَلٌ عنده. الخارزنجي: البَوَاهِدُ: الدَّواهي.
(ب هـ د)

بَهْدا، وَذُو بَهْدا: موضعان.
بهد
: (بَهْدَى كسَكْرَى) ، أَهمله الجوهريّ وَقَالَ الصاغانيّ: هُوَ (ابْن سعْد بن الْحَارِث بن ثَعْلَبَة) بن الْحَارِث بنِ دُودانَ بنِ أَسَدٍ. (م) ، أَي مَعْرُوف.
قلت: وَفِيه نَظرٌ.
(وأُمُّ بَهْدٍ بِنتُ رَبِيعَةَ) بن سعْد بن لُجَيم، نقَلَه الصاغَانيّ. وبَنُو بَهْد: بطْنٌ فِي بني أَسدِ بن خُزَيمَةَ، مِنْهُم سالِمُ بن وابِصةَ بن عُقْبَةَ الشاعرُ البَهْدِيّ، ذكرَه ابْن السِّمعانيّ عَن الدّارَقطنيّ.
(والبَوَاهِد: الدَّوَاهي) ، نَقله الصَّغانيّ.
(وبَهْدَى أَو ذُو بَهْدَى: ع) مَوضِع، والصّواب مَوضعانِ، وعَلى الأَخيرة اقتصرَ الصاغانيّ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
بَهْدَادُ: لُغة فِي بَغْدَاد، نقلَه بعض شُرَّاح الفصيح عَن الفرّاءِ، وَقد مَرَّ ذالك.

حلل

(حلل) : التَّحْليلِ: الإِحْلِيلُ 
حلل: {حلائل}: أزواج. {محله}: منحره بمعنى الموضع الذي يحل فيه نحره.
حلل قَالَ أَبُو عبيد: أَصْحَاب الحَدِيث يَقُولُونَ: القسي - بِكَسْر الْقَاف
(حلل) الْعقْدَة حلهَا وَالشَّيْء رجعه إِلَى عناصره يُقَال حلل الدَّم وحلل الْبَوْل وَيُقَال حلل نفسية فلَان درسها لكشف خباياها (محدثة) وَالْيَمِين تحليلا وتحلة وتحلا جعلهَا حَلَالا بكفارة أَو بِالِاسْتِثْنَاءِ الْمُتَّصِل كَأَن يَقُول وَالله لَأَفْعَلَنَّ ذَلِك إِلَّا أَن يكون كَذَا وَيُقَال فعل كَذَا تحليلا لما لَا يُبَالغ فِيهِ وَالشَّيْء أَبَاحَهُ
حلل وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث إِبْرَاهِيم فِي المُحرِم يعدو عَلَيْهِ السَّبع أَو اللص قَالَ: أحِلَّ بِمن أحَلَّ بك قَالَ حدّثنَاهُ هشيم عَن مُغيرَة عَن إِبْرَاهِيم وَقد 3 رُوِيَ عَن الشّعبِيّ مثله. يَقُول: من ترك الْإِحْرَام وأحَلَ بك فقاتلك فأحْلِل أَنْت أَيْضا بِهِ وقَاتِله وَلَا تجْعَل نَفسك مُحْرِماً عَنهُ. وَيدخل فِي هَذَا السَّبع واللصَ وكل من عرض لَك] . 
حلل وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: لَا يَمُوت لمُؤْمِن ثَلَاثَة أَوْلَاد فَتَمَسهُ النَّار إِلَّا تَحِلَّة الْقسم. قَوْله: تحل الْقسم يَعْنِي قَول اللَّه تَعَالَى {وَإِنْ مّنْكُمْ إلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مّقْضِيًّا} فَلَا يردهَا إِلَّا بِقدر مَا يبر اللَّه بِهِ قسمه فِيهِ وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْعلم أصل للرجل يحلف: ليفعلن كَذَا وَكَذَا فيفعل مِنْهُ جُزْءا دون جُزْء ليبر فِي يَمِينه كَالرّجلِ يحلف: ليضربن مَمْلُوكه فيضربه ضربا دون ضرب فَيكون قد بر فِي الْقَلِيل كَمَا يبر فِي الْكثير وَمِنْه مَا قصّ اللَّه تعالي من نبأ أَيُّوب عَلَيْهِ السَّلَام حِين حلف: ليضربن امْرَأَته مائَة فَأمره اللَّه تعالي بالضغث وَلم يكن أَيُّوب عَلَيْهِ السَّلَام نَوَاه حِين حلف.
حلل وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث الْعَبَّاس [بن عبد الْمطلب -] رَحمَه الله قَالَ: كَانَ عمر [رَضِي الله عَنهُ -] لي جارا فَكَانَ يَصُوم النَّهَار وَيقوم اللَّيْل فَلَمَّا ولي قلت: لأنظرن الْآن إِلَى عمله فَلم يزل على وَتِيرَة وَاحِدَة حَتَّى مَاتَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الوتيرة المداومة على الشَّيْء [وَهُوَ -] مَأْخُوذ من التَّواتُر والتَّتابُع قَالَ: والوتيرة فِي غير هَذَا الحَدِيث الفترة عَن الشَّيْء وَالْعَمَل قَالَ زُهَيْر يصف بقرة فِي سَيرهَا: [الطَّوِيل]

نَجاءٌ مُجدٌّ لَيْسَ فِيهِ وتيرة ... وتذبيبها عَنْهَا بأسحم مذود

8 - / ب قَالَ: والوتيرة أَيْضا غُرّة الْفرس / إِذا كَانَت مستديرة قَالَ الْكسَائي: فَإِذا طَالَتْ فَهِيَ الشادخة وأنشدنا: [الرجز]

سقيا لكم يَا نُعمَ سَقيين اثنينْ ... شادخة الْغرَّة نجلاء العينْ

وبلل
ح ل ل

حل له كذا، فهو حل وحلال. وحل المحرم وأحل، فهو حل وحلال ومحل. وأحله الله وحلله: ضد حرمه. واستحل الحرام. وحللت الدار، وحللت بالقوم. وهي محلة القوم وحلتهم. وفلان في حلة صدق. ودار فلان في حلل العرب. وحي حلة وحلال: حالون في مكان. قال:

لقد كان في شيبان لو كنت عالما ... قباب وحي حلة ودراهم

وحلل يمينه، وتحلل في يمينه، ومن يمينه: استثنى، يقال: تحلل. وحلا أبا فلان. وأدخل السابقان بين فرسيهما محللاً ودخيلاً. ونزلوا ومعهم المحلات. وهي الأشياء التي لا بدّ للنازل منها: من رحًى وفأسٍ وقدرٍ ودلوٍ، ونحوها. قال:

لا تعدلن أتاويين تضربهم ... نكباء صر بأصحاب المحلات

وذهب حلة الغور أي قصده. وأنشد سيبويه:

سرى بعد ما غاب الثريا وبعد ما ... كأن الثريا حلة الغور منخل

ومكان محلال: يحل كثيراً. وتحلحل عن المكان. ورجل حلاحل: سيد. وشاة ضيقة الإحليل وهو مخرج اللبن. وحل الدين يحل: وجب. وحان محل الدين. وبلغ الهدي محله.

ومن المجاز: رجل محل: لا عهد له، ومحرم: له عهد. وفلان حلال للعقد، كاف للمهمات. والكرم في حلته. وكساه حلل الثناء. ولبس المحارب حلته، وبزته أي سلاحه.
(حلل) - قَولُه تَعالَى: {وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ} 
هي جَمْع حَلِيلَة الرَّجُل،: أي امْرَأته، والمَرأَة حَلِيلُ الرَّجل، والرَّجلُ حَلِيلُها؛ لأنها تَحِلّ معه ويَحِلُّ مَعَها. وقيل: إنها بِمعنى مُحَلَّة، لأنه يَحِلُّ لها وتَحِلُّ له، وقيل: لأنَّ كُلَّ واحد منهما يَحُلّ إِزارَ الآخَر.
- قَولُه تَبارَك وتَعالى: {حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} .
: أي المَوْضِع الذي يَحِلُّ فيه نَحْرُها، وكذلك مَحِلّ الدَّيْنِ: وَقتُ حُلُوله.
- في حَدِيثِ عِيسَى، عليه الصلاة والسلام، وَقْتَ نزوله: "أنه يَزِيدُ في الحَلَال".
قيل: إنه لم يَنكِحْ حتى رُفِعَ، فإذا نَزَل تَزوَّج فَزَاد فيما أَحلَّ اللهُ تَباركَ وتَعالى له.: أي ازْدَاد منه، فحِينَئِذ لا يَبقَى من أَهلِ الكِتاب أَحدٌ إلَّا عَلِم أنه عَبدُ الله، وأَيقنَ أنه بَشَر.
- في الحَدِيث: "أَنَّه كَرِه التَّبرُّجَ بالزِّينة لغَيْر مَحِلِّها".
قيل: هو ما جاءه القرآن: {ولا يُبدِينَ زِينَتَهُنَّ إلَّا لِبُعُولَتِهِنّ} .. الآية.
والتَّبرُّجُ: التَّبَذُّل. - في الحَدِيث: "بَعَث عَلِىٌّ إلى عُمَر بأُمِّ كُلْثُوم، فقال: هَلْ رَضِيتَ الحُلَّة". 
الحُلَّةُ: كِنَايَة عَنْها؛ لأَنَّ النِّساء يُكَنَّى عَنْهن باللِّباس. كَما قَال تَعالَى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ} .
- في حَدِيثِ عَبدِ المُطَّلب:
لا هُمَّ إنَّ المَرءَ يَمْـ ... ـنَعُ رَحْلَه فامْنَعْ حِلَالَك 
يقال: قَومٌ حِلَّة وحِلالٌ: أي مُقِيمُون مُتَجاوِرُون، يَعنِى سُكَّان الحَرَم.
حلل وبلل وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث الْعَبَّاس و [حَدِيث -] ابْنه عبد الله رحمهمَا الله فِي زَمْزَم: لَا أحلهَا لمغتسل وَهِي لشارب حل وبل. وَإِنَّمَا نرَاهُ نهى عَن هَذَا أَنه نزّه الْمَسْجِد أَن يغْتَسل فِيهِ من جَنَابَة قَالَ: فَأَما قَوْله: بِلّ فَإِن الْأَصْمَعِي قَالَ: كنت أَقُول فِي بِلّ: إِنَّه إتباع كَقَوْلِهِم: عطشان نطشان وجائع نائع حَتَّى أَخْبرنِي مُعتَمِر بن سُلَيْمَان أَن بلاّ فِي لُغَة حمير مُبَاح قَالَ أَبُو عبيد: وَهُوَ عِنْدِي على مَا قَالَ مُعْتَمر لأَنا قلّ مَا وجدنَا الِاتِّبَاع [يكون -] بواو الْعَطف وَإِنَّمَا الِاتِّبَاع بِغَيْر وَاو كَقَوْلِهِم: جَائِع نائع وعطشان نطشان وَحسن بسن وَأَشْبَاه ذَلِك إِنَّمَا يتَكَلَّم بِهِ من غير وَاو [فَإِذا جَاءَت وَاو الْعَطف فَهِيَ كلمة أُخْرَى وَقد كَانَ بعض النَّحْوِيين يَقُول فِي حَدِيث آدم عَلَيْهِ السَّلَام إِنَّه لما قَتل أحد ابنيه أَخَاهُ فَمَكثَ مائَة سنة لَا يضْحك ثمَّ قيل لَهُ: حياك الله وبيّاك قَالَ: وَمَا بيّاك قَالَ: أضْحكك. قَوْله: بيّاك أضْحكك يبين لَك أَنه لَيْسَ بِاتِّبَاع إِنَّمَا هِيَ كلمة أُخْرَى. قَالَ: وَيُقَال إِن بلاّ شِفَاء كَمَا يُقَال: [قد -] بَلَ الرجل من مَرضه وأبلّ واستبلّ إِذا برأَ. قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَمِمَّا يُحَقّق هَذَا الْمَعْنى قَوْله فِي زَمْزَم: إِنَّهَا طَعَام طعم وشفاء سقم.

أَحَادِيث خَالِد بن الْوَلِيد رَحمَه الله

حلل


حَلَّ(n. ac. حَلّ)
a. Untied, undid, loosened; solved; analyzed; melted
dissolved, liquefied; absolved, rerritted.
b. Unbent, unstrung (bow).
c. Spun, wound (cocoons).
d.
(n. ac.
حَلّ
مَحْلَل
مَحْلِل
حُلُوْل) [acc.
or
Bi], Alighted, stopped, settled in; inhabited, dwelt
in.
e. ['Ala], Befell (misfortune).
f.(n. ac. حُلُوْل) ['Ala], Was obligatory, binding upon.
g. Fell due (payment).
h.(n. ac. حِلّ
حَلَاْل), Was permitted, allowable, lawful.
i. [Min], Was, became free from, quit of.
j. [pass.], Melted, thawed (ice).
k. [pass.], Was inhabited.
حَلَّلَa. Annulled (oath).
b. Declared lawful, legitimised; regarded as
lawful.
c. [acc. & Bi], Caused to alight in.
حَاْلَلَa. Stayed, lodged, abode with.

أَحْلَلَa. Permitted, rendered lawful; made, declared free
quit.
b. Dissolved, annulled (covenant).
c. [acc. & Bi], Caused to alight, stay in.
d. [acc. & 'Ala], Imposed upon ( condition & c. ).
تَحَلَّلَa. Dissolved, melted; passed away, vanished.
b. [Fī], Made conditional, inserted a saving clause in (
oath ).
إِنْحَلَلَa. Was, became untied, undone, loosened; was solved; was
analyzed; was melted, dissolved, liquefied.
b. Became, was rendered null (oath).

إِحْتَلَلَ
a. [acc.
or
Bi], Alighted, stayed in.
إِسْتَحْلَلَa. Considered, regarded as lawful, allowable.
b. Asked to have loosed, to be freed from.

حَلّa. Act of untying, loosening; solution; liquefaction;
dissolution; absolution.
b. Piece of poetry turned into prose.
c. Oil of sesame.

حَلَّةa. Permission; dispensation; absolution.
b. Copper-kettle, cooking-pot.
c. Large reedbasket.

حِلّa. Lawful, legitimate, permitted, allowable.
b. Profane, not sacred ( territory, month ).
c. Free, under no constraint or obligation.
d. Disconnection.

حِلَّة
(pl.
حِلَل
حِلَاْل)
a. Quarter; place of alighting; abode.
b. Tribe.

حُلَّة
(pl.
حُلَل حِلَاْل)
a. Mantle, robe; dalmatic.

مَحْلَل
(pl.
مَحَاْلِلُ)
a. Halting-place.
b. Place.
c. A gathering at the house of one dead.

مَحْلَلَةa. Halting-place, encampment.
b. Inn, hostelry.
c. Quarter ( of a city ).
حَاْلِل
(pl.
حُلَّل
حُلُوْل
حُلَّاْل)
a. Untying, loosening &c.
b. Alighting, encamping, settling.
c. Due (debt).
حَلَاْلa. see 2 (a)
حَلَاْلَةa. see 28t
حِلَاْلa. see 2 (a)
حَلِيْل
(pl.
حَلَاْئِلُ)
a. Consort, spouse.

حُلُوْلa. Alighting.

حَلَّاْلَةa. Spinningmill.
N. P.
حَلڤلَa. Untied, unboud, loosened; relaxed, enfeebled;
dissolved; absolved.
(ح ل ل) : (حَلَّ الْمَنْزِلَ) حُلُولًا وَحَالَّ صَاحِبَهُ حَلَّ مَعَهُ (وَمِنْهُ) الْحَلِيلَةُ الزَّوْجَةُ لِأَنَّهَا تُحَالُّ زَوْجَهَا فِي فِرَاشٍ وَحَلَّ الْعُقْدَةَ حَلًّا مِنْ بَابِ طَلَبَ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ الشُّفْعَةُ كَحَلِّ الْعِقَالِ مِثَالٌ فِي قِصَرِ الْمُدَّةِ لِأَنَّهُ سَهْلُ الِانْحِلَالِ وَمَعْنَاهُ أَنَّهَا تَحْصُلُ فِي أَدْنَى مُدَّةٍ كَمِقْدَارِ حَلِّ الْعِقَالِ وَقَدْ أَبْعَدَ مَنْ قَالَ إنَّهَا تَذْهَبُ سَرِيعًا كَالْبَعِيرِ إذَا حُلَّ عِقَالُهُ وَحَلَّلَ يَمِينَهُ تَحْلِيلًا وَتَحِلَّةً إذَا حَلَّهَا بِالِاسْتِثْنَاءِ أَوْ الْكَفَّارَةِ (وَتَحِلَّةُ) الْقَسَمِ وَالْيَمِينِ مَثَلٌ فِي الْقِلَّةِ وَمِنْهَا فَتَمَسُّهُ النَّارُ إلَّا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ أَيْ مَسَّةً يَسِيرَةً (وَتَحَلَّلَ) مِنْ يَمِينِهِ خَرَجَ مِنْهَا بِكَفَّارَةٍ (وَتَحَلَّلَ) فِيهَا اسْتَثْنَى وَقَوْلُ الْأَشْعَرِيِّ مَا تَحَلَّلَ يَمِينِي عَلَى خَدْعَةِ الْجَارِ إنْ كَانَ الْحَدِيثُ مَحْفُوظًا فَعَلَى تَضْمِينِ مَا انْحَلَّ (وَحَلَّ) لَهُ الشَّيْءُ حِلًّا فَهُوَ حِلٌّ وَحَلَالٌ مِنْ بَابِ ضَرَبَ (وَمِنْهُ) الزَّوْجُ أَحَقُّ بِرَجْعَتِهَا مَا لَمْ تَحِلَّ لَهَا الصَّلَاةُ (وَالْحَلَالُ) مِمَّا يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ وَالْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ وَأَمَّا قَوْلُهُ فِي الْحَجِّ عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ إنْ صَادُوا وَهُمْ مُحْرِمُونَ فَحُكْمُهُمْ كَذَا وَإِنْ صَادُوا وَهُمْ (أَحِلَّةٌ) فَحُكْمُهُمْ كَذَا فَكَأَنَّهُ قَاسَهُ عَلَى زَمَانٍ وَأَزْمِنَةٍ وَمَكَانٍ وَأَمْكِنَةٍ (وَأَحَلَّهُ) غَيْرُهُ وَحَلَّلَهُ وَمِنْهُ «لَعَنَ اللَّهُ الْمُحَلِّلَ وَالْمُحَلَّلَ لَهُ وَرُوِيَ الْمُحِلُّ وَالْمُحَلُّ لَهُ» وَفِي الْكَرْخِيِّ (الْحَالُّ) وَهُوَ مِنْ حَلَّ الْعُقْدَةَ وَإِنَّمَا سُمِّيَ مُحَلِّلًا لِقَصْدِهِ التَّحْلِيلَ وَإِنْ كَانَ لَا يَحْصُلُ بِهِ وَذَلِكَ إذَا شَرَطَا الْحِلَّ لِلْأَوَّلِ بِالْقَوْلِ عَلَى قَوْلِ أَبِي يُوسُفَ وَمُحَمَّدٍ رَحِمَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى (وَقَوْلُهُمْ) وَلَوْ قَالَ أَحْلَلْتُكَ مِنْهُ فَهُوَ بَرَاءَةٌ مَبْنِيٌّ عَلَى لُغَةِ الْعَجَمِ (وَحَلَّ) عَلَيْهِ الدَّيْنُ وَجَبَ وَلَزِمَ حُلُولًا (وَمِنْهُ) الدَّيْنُ الْحَالُّ خِلَافُ الْمُؤَجَّلِ وَالْحُلَّةُ إزَارٌ وَرِدَاءٌ هَذَا هُوَ الْمُخْتَارُ وَهِيَ مِنْ الْحُلُولِ أَوْ الْحَلِّ لِمَا بَيْنَهُمَا مِنْ الْفُرْجَةِ فَاحْتَلَّ فِي ج ل.
ح ل ل: (حَلَّ) الْعُقْدَةَ فَتَحَهَا فَانْحَلَّتْ وَبَابُهُ رَدَّ يُقَالُ: يَا عَاقِدُ اذْكُرْ حَلًّا. وَ (حَلَّ) بِالْمَكَانِ مِنْ بَابِ رَدَّ وَ (حُلُولًا) وَ (مَحَلًّا) أَيْضًا بِفَتْحِ الْحَاءِ. وَ (الْمَحَلُّ) أَيْضًا الْمَكَانُ الَّذِي يُحَلُّ بِهِ. وَ (حَلَلْتُ) الْقَوْمَ وَحَلَلْتُ بِهِمْ بِمَعْنًى. وَ (الْحَلُّ) دُهْنُ السِّمْسِمِ. وَ (الْحِلُّ) بِالْكَسْرِ الْحَلَالُ وَهُوَ ضِدُّ الْحَرَامِ وَرَجُلٌ حِلٌّ مِنَ الْإِحْرَامِ أَيْ حَلَالٌ، يُقَالُ: هُوَ حِلٌّ وَهُوَ حِرْمٌ. قُلْتُ: لَمْ يَذْكُرِ الْجَوْهَرِيُّ فِي [ح ر م] أَنَّ الْحِرْمَ بِمَعْنَى الْمُحْرِمِ وَذَكَرَ الْأَزْهَرِيُّ فِي [ح ل ل] أَنَّهُ يُقَالُ: رَجُلٌ حِلٌّ وَحَلَالٌ وَحِرْمٌ وَحَرَامٌ وَمُحِلٌّ وَمُحْرِمٌ وَالْحِلُّ أَيْضًا مَا جَاوَزَ الْحَرَمَ، وَقَوْمٌ (حِلَّةٌ) أَيْ نُزُولٌ وَفِيهِمْ كَثْرَةٌ. وَالْحِلَّةُ أَيْضًا مَصْدَرُ قَوْلِكَ حَلَّ الْهَدْيُ. وَ (الْمَحَلَّةُ) مَنْزِلُ الْقَوْمِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} [البقرة: 196] وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يُنْحَرُ فِيهِ. وَمَحِلُّ الدَّيْنِ أَجَلُهُ. وَ (الْحُلَلُ) بُرُودُ الْيَمَنِ. وَ (الْحُلَّةُ) إِزَارٌ وَرِدَاءٌ وَلَا تُسَمَّى حُلَّةً حَتَّى تَكُونَ ثَوْبَيْنِ. وَ (الْحَلِيلُ) الزَّوْجُ وَ (الْحَلِيلَةُ) الزَّوْجَةُ وَهُمَا أَيْضًا مَنْ يُحَالُّكَ فِي دَارٍ وَاحِدَةٍ. وَ (الْإِحْلِيلُ) مَخْرَجُ اللَّبَنِ مِنَ الضَّرْعِ وَالثَّدْيِ. وَ (حَلَّ) لَهُ الشَّيْءُ يَحِلُّ بِالْكَسْرِ (حِلًّا) بِكَسْرِ الْحَاءِ وَ (حَلَالًا) وَهُوَ (حِلٌّ) بِلٌّ أَيْ طَلْقٌ. وَ (حَلَّ) الْمُحْرِمُ يَحِلُّ بِالْكَسْرِ (حَلَالًا) وَ (أَحَلَّ) بِمَعْنًى. وَ (حَلَّ) الْهَدْيُ يَحِلُّ بِالْكَسْرِ (حِلَّةً) بِكَسْرِ الْحَاءِ وَ (حُلُولًا) أَيْ بَلَغَ الْمَوْضِعَ الَّذِي يَحِلُّ فِيهِ نَحْرُهُ. وَ (حَلَّ) الْعَذَابُ يَحِلُّ بِالْكَسْرِ (حَلَالًا) أَيْ وَجَبَ وَيَحُلُّ بِالضَّمِّ (حُلُولًا) أَيْ نَزَلَ. وَقُرِئَ بِهِمَا قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي} [طه: 81] وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ} [الرعد: 31] فَبِالضَّمِّ أَيْ تَنْزِلُ. وَ (حَلَّ) الدَّيْنُ يَحِلُّ بِالْكَسْرِ (حُلُولًا) وَ (حَلَّتْ) (الْمَرْأَةُ) تَحِلُّ بِالْكَسْرِ (حَلَالًا) أَيْ خَرَجَتْ مِنْ عِدَّتِهَا. وَ (أَحَلَّهُ) أَنْزَلَهُ وَأَحَلَّ لَهُ الشَّيْءَ جَعَلَهُ حَلَالًا لَهُ. وَأَحَلَّ الْمُحْرِمُ لُغَةٌ فِي حَلَّ. وَأَحَلَّ أَيْضًا خَرَجَ إِلَى الْحَلِّ أَوْ خَرَجَ مِنْ مِيثَاقٍ كَانَ عَلَيْهِ. وَأَحَلَّ دَخَلَ فِي شُهُورِ الْحِلِّ كَأَحْرَمَ دَخَلَ فِي شُهُورِ الْحُرُمِ. وَ (الْمُحَلِّلُ) فِي السَّبْقِ الدَّاخِلُ بَيْنَ الْمُتَرَاهِنَيْنِ إِنْ سَبَقَ أَخَذَ وَإِنْ سُبِقَ لَمْ يَغْرَمْ. وَ (الْمُحَلِّلُ) فِي النِّكَاحِ الَّذِي يَتَزَوَّجُ الْمُطَلَّقَةَ ثَلَاثًا حَتَّى تَحِلَّ لِلزَّوْجِ الْأَوَّلِ. وَ (احْتَلَّ) نَزَلَ. وَ (تَحَلَلَّ) فِي يَمِينِهِ اسْتَثْنَى وَ (اسْتَحَلَّ) الشَّيْءَ عَدَّهُ حَلَالًا. وَ (التَّحْلِيلُ) ضِدُّ التَّحْرِيمِ وَقَدْ (حَلَلَّهُ تَحْلِيلًا) وَ (تَحِلَّةً) كَقَوْلِكَ: عَزَّزَهُ تَعْزِيزًا وَتَعِزَّةً. وَقَوْلُهُمْ: فَعَلَهُ (تَحِلَّةَ) الْقَسَمِ أَيْ فَعَلَهُ بِقَدْرِ مَا حَلَّتْ بِهِ يَمِينُهُ وَلَمْ يُبَالِغْ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا يَمُوتُ لِلْمُؤْمِنِ ثَلَاثَةُ أَوْلَادٍ فَتَمَسَّهُ النَّارُ إِلَّا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ» أَيْ قَدْرَ مَا يُبِرُّ اللَّهُ تَعَالَى قَسَمَهُ فِيهِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا} [مريم: 71] وَ (الْحُلَاحِلُ) بِالضَّمِّ السَّيِّدُ الرَّكِينُ وَالْجَمْعُ (الْحَلَاحِلُ) بِالْفَتْحِ. 
ح ل ل : حَلَّ الشَّيْءُ يَحِلُّ بِالْكَسْرِ حِلًّا خِلَافُ حَرُمَ فَهُوَ حَلَالٌ وَحِلٌّ أَيْضًا وَصْفٌ بِالْمَصْدَرِ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ وَالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ أَحْلَلْتُهُ وَحَلَّلْتُهُ وَمِنْهُ أَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ أَيْ أَبَاحَهُ وَخَيَّرَ فِي الْفِعْلِ وَالتَّرْكِ وَاسْمُ الْفَاعِلِ مُحِلٌّ وَمُحَلِّلٌ وَمِنْهُ الْمُحَلِّلُ وَهُوَ الَّذِي يَتَزَوَّجُ الْمُطَلَّقَةَ ثَلَاثًا لِتَحِلَّ لِمُطَلِّقِهَا وَالْمُحَلِّلُ فِي الْمُسَابَقَةِ أَيْضًا لِأَنَّهُ يُحَلِّلُ الرِّهَانَ وَيُحِلُّهُ وَقَدْ كَانَ حَرَامًا وَحَلَّ الدَّيْنُ يَحِلُّ بِالْكَسْرِ أَيْضًا حُلُولًا انْتَهَى أَجَلُهُ فَهُوَ حَالٌّ وَحَلَّتْ الْمَرْأَةُ لِلْأَزْوَاجِ زَالَ الْمَانِعُ الَّذِي كَانَتْ مُتَّصِفَةً بِهِ كَانْقِضَاءِ الْعِدَّةِ فَهِيَ حَلَالٌ وَحَلَّ الْحَقُّ حِلًّا وَحُلُولًا وَجَبَ وَحَلَّ الْمُحْرِمُ حِلًّا بِالْكَسْرِ خَرَجَ مِنْ إحْرَامِهِ وَأَحَلَّ بِالْأَلِفِ مِثْلُهُ فَهُوَ مُحِلٌّ وَحِلٌّ أَيْضًا تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ وَحَلَالٌ أَيْضًا وَأَحَلَّ صَارَ فِي الْحِلِّ وَالْحِلُّ مَا عَدَا الْحَرَمَ وَحَلَّ الْهَدْيُ وَصَلَ الْمَوْضِعَ الَّذِي يُنْحَرُ فِيهِ وَحَلَّتْ الْيَمِينُ بَرَّتْ وَحَلَّ الْعَذَابُ يَحِلُّ وَيَحُلُّ حُلُولًا هَذِهِ وَحْدَهَا بِالضَّمِّ مَعَ الْكَسْرِ وَالْبَاقِي بِالْكَسْرِ فَقَطْ وَحَلَلْتُ بِالْبَلَدِ حُلُولًا مِنْ بَابِ قَعَدَ إذَا نَزَلْتَ بِهِ وَيَتَعَدَّى أَيْضًا بِنَفْسِهِ فَيُقَالُ حَلَلْتُ الْبَلَدَ وَالْمَحَلُّ بِفَتْحِ الْحَاءِ وَالْكَسْرُ لُغَةٌ حَكَاهَا ابْنُ الْقَطَّاعِ
مَوْضِعُ الْحُلُولِ وَالْمَحِلُّ بِالْكَسْرِ الْأَجَلُ.

وَالْمَحَلَّةُ بِالْفَتْحِ الْمَكَانُ يَنْزِلُهُ الْقَوْمُ وَحَلَلْتُ الْعُقْدَةَ حَلًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ، وَاسْمُ الْفَاعِلِ حَلَّالٌ، وَمِنْهُ قِيلَ حَلَلْتُ الْيَمِينَ إذَا فَعَلْتَ مَا يُخْرِجُ عَنْ الْحِنْثِ فَانْحَلَّتْ هِيَ وَحَلَّلْتُهَا بِالتَّثْقِيلِ وَالِاسْمُ التَّحِلَّةُ بِفَتْحِ التَّاءِ وَفَعَلْتُهُ تَحِلَّةَ الْقَسَمِ أَيْ بِقَدْرِ مَا تُحَلُّ بِهِ الْيَمِينُ وَلَمْ أُبَالِغْ فِيهِ ثُمَّ كَثُرَ هَذَا حَتَّى قِيلَ لِكُلِّ شَيْءٍ لَمْ يُبَالَغْ فِيهِ تَحْلِيلٌ وَقِيلَ تَحِلَّةُ الْقَسَمِ هُوَ جَعْلُهَا حَلَالًا إمَّا بِاسْتِثْنَاءٍ أَوْ كَفَّارَةٍ وَالشُّفْعَةُ كَحَلِّ الْعِقَالِ قِيلَ مَعْنَاهُ أَنَّهَا سَهْلَةٌ لِتَمَكُّنِهِ مِنْ أَخْذِهَا شَرْعًا كَسُهُولَةِ حَلِّ الْعِقَالِ فَإِذَا طَلَبَهَا حَصَلَتْ لَهُ مِنْ غَيْرِ نِزَاعٍ وَلَا خُصُومَةٍ وَقِيلَ مَعْنَاهُ مُدَّةُ طَلَبِهَا مِثْلُ: مُدَّةِ حَلِّ الْعِقَالِ فَإِذَا لَمْ يُبَادِرْ إلَى الطَّلَبِ فَاتَتْ وَالْأَوَّلُ أَسْبَقُ إلَى الْفَهْمِ وَالْحَلِيلُ الزَّوْجُ وَالْحَلِيلَةُ الزَّوْجَةُ سُمِّيَا بِذَلِكَ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يَحُلُّ مِنْ صَاحِبِهِ مَحَلًّا لَا يَحُلُّهُ غَيْرُهُ وَيُقَالُ لِلْمُجَاوِرِ وَالنَّزِيلِ حَلِيلٌ وَالْحُلَّةُ بِالضَّمِّ لَا تَكُونُ إلَّا ثَوْبَيْنِ مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ وَالْجَمْعُ حُلَلٌ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَالْحِلَّةُ بِالْكَسْرِ الْقَوْمُ النَّازِلُونَ وَتُطْلَقُ الْحِلَّةُ عَلَى الْبُيُوتِ مَجَازًا تَسْمِيَةٌ لِلْمَحَلِّ بِاسْمِ الْحَالِّ وَهِيَ مِائَةُ بَيْتٍ فَمَا فَوْقَهَا وَالْجَمْعُ حِلَالٌ بِالْكَسْرِ وَحِلَلٌ أَيْضًا مِثْلُ: سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَالْحُلَّامُ وَالْحُلَّانُ وِزَانُ تُفَّاحٍ الْجَدْيُ يُشَقُّ بَطْنُ أُمِّهِ وَيُخْرَجُ فَالْمِيمُ وَالنُّونُ زَائِدَتَانِ وَالْإِحْلِيلُ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ مَخْرَجُ اللَّبَنِ مِنْ الضَّرْعِ وَالثَّدْيِ وَمَخْرَجُ الْبَوْلِ أَيْضًا. 
[حلل] حَلَلْتُ العُقدة أَحُلُّهَا حَلاًّ: فتحتها، فانحلت. يقال: " يا عاقد إذ كر حلا ". وحل بالمكان حلا وحُلولاً ومَحَلاًّ. والمَحَلُّ أيضاً: المكان الذي تَحُلُّهُ. وحَلَلْتُ القومَ وحَلَلْتُ بهم بمعنىً. والحَلُّ: دُهْنُ السِمسم. والحِلُّ بالكسر: الحلالُ، وهو ضدُّ الحرام. وأما الحلال في قول الراعى: وعيرني تلك الحلال ولم يكن ليجعلها لابن الخبيثة خالقه فهو لقب رجل من بنى نمير. ورجل حل من الاحرام، أي حَلالٌ. يقال: أنت حِلٌّ، وأنت حِرْمٌ . والحِلُّ أيضاً: ما جاوز الحَرَمَ. ويقال أيضاً: حِلاًّ، أي استثن. و " يا حالف اذكر حِلاًّ ". وقومٌ حِلَّةٌ، أي نُزولٌ وفيهم كثرةٌ. قال الشاعر : لقد كان في شَيْبانَ لو كنتَ عالما قباب وحى حلة ودراهم وكذلك حيٌّ حِلالٌ. قال زهير: لِحَيٍّ حِلالٍ يَعْصِمُ الناسَ أمرَهم إذا طرَقتْ إحدى الليالي بمعظمِ وأما قول الاعشى: وكأنها لم تلق ستة أشهر ضرا إذا وضعت إليك حلالها فيقال: هو متاع رحل البعير، ويروى بالجيم. والحِلَّةُ أيضاً: مصدر قولك حَلَّ الْهَدْيُ. ويقال أيضاً: هو في حِلَّةِ صدقٍ، أي بمَحَلَّة صدقٍ. والمَحَلَّةُ: منزِلُ القومِ. ومكانٌ مِحْلالٌ، أي يَحُلُّ به الناس كثيراً. وقوله تعالى: {حتى يبلغ الهَدْيُ محله} هو الموضع الذى ينحرفيه. ومحل الدين أيضا: أجله. قال أبو عبيد: الحُلَلُ: بُرودُ اليمن. والحُلَّةُ: إزارٌ ورداءٌ، لا تسمَّى حُلَّةً حتّى تكون ثوبين. والحليل: الزوج. والحليلة: الزوجة. قال عنترة، وحليل غانية تركت مجدلا تمكو فريصته كشدق الاعلم . ويقال أيضاً: هذا حَليلُهُ وهذه حَليلَتُهُ، لمن يُحالُّهُ في دارٍ واحدة. وقال: ولستُ بأطلسِ الثَوبين يُصْبي حَليلَتَهُ إذا هدأ النيامُ يعني جارتَه. والإحْليلُ: مخرجُ البول، ومخرجُ اللبن من الضرع والثَدْي. وحَلَّ لك الشئ يحل حلا وحلالا، وهو حِلٌّ بِلٌّ أي طِلْقُ. وحَلَّ المُحْرِمُ يَحِلُّ حَلالاً، وأَحَلَّ بمعنىً. وحَلَّ الهديُ يَحِلُّ حِلَّةً وحُلولاً، أي بلغَ الموضعَ الذي يَحِلُّ فيه نَحْرُهُ. وحَلَّ العذابُ يَحِلُّ بالكسر، أي وَجب. ويَحُلّ بالضم، أي نزل. وقرئ بهما قوله تعالى: {فَيَحِلُّ عليكم غَضَبي} . وأمَّا قوله تعالى: {أو تَحُلُّ قريبا ومن دارهم} فبالضم، أي تنزِل. وحَلَّ الدَيْنُ يَحِلُّ حُلولاً. وحَلَّتِ المرأةُ، أي خرجتْ من عدتها. وأما قول الشاعر : فما حل من جهل حبى حلمائنا ولا قائل المعروف فينا يعنف أراد حل على ما لم يسمَّ فاعلُه فطرح كسرة اللام الاولى على الحاء. قال الاخفش: سمعنا من ينشده كذا. قال: وبعضهم لا يكسر الحاء ولكن يشمها الكسر، كما يروم في قيل الضم. وكذلك لغتهم في المضعف، مثل رد وشد. وأحللته، أي أنزلته. قال أبو يوسف: المُحِلَّتانِ: القِدْرُ والرحى. قال: فإذا قيل المُحِلاَّتُ فهي القِدْرُ، والرحى، والدلو، والشَفرة، والفأس، والقدّاحة، والقربةُ. أي مَن كان عنده هذه الأدواتُ حَلَّ حيث شاء، وإلا فلا بدَّ له من أن يجاورَ الناس ليستعير منهم بعض هذه الاشياء. وأنشد: لا يعدلن أتاويون تضربهم نكباء صر بأصحاب المحلات أي لا يعدلن أتاويون أحدا بأصحاب المحلات، فحذف المفعول وهو مراد. ويروى: " لا يعدلن " على ما لم يسمَّ فاعلُه، أي لا ينبغى أن يعدل. وأحللت له الشئ، أي جعلته له حلالا. يقال أحللت المرأة لزوجها. وأحل المُحْرمُ: لغة في حَلَّ. وأَحَلَّ، أي خرج إلى الحِلِّ، أو من ميثاق كان عليه. ومنه قول زهير: * وكم بالقنان من محل ومحرم * أي من له ذمة ومن لا ذمة له. وأحللنا، أي دخلنا في شهور الحِلِّ. وأَحْرَمْنا، أي دخلنا في شهور الحُرُمِ. وأَحَلَّتِ الشاة، إذا نزل اللبنُ في ضرعها من غير نتاج. قال الثقفى :

تحل بها الطروقة واللجاب * والمحلل في السبق: الداخلُ بين المتراهِنَين إن سَبق أخَذ، وإن سُبِقَ لم يَغرَم. والمُحَلِّلُ في النكاح، هو الذي يتزوَّج المطلّقة ثلاثاً حتَّى تحل للزَوج الأول. وأَحَلَّ بنفسه، أي استوجَبَ العقوبة. ومكانٌ مُحَلَّلٌ، إذا أكثر الناس به الحلول. قال امرؤ القيس يصف جارية: كبكر المقاناة البياض بصفرة غذاها نمير الماء غير محلل لانهم إذا أكثروا به الحلول كدروه. وعنى بالبكر درة غير مثقوبة. واحتل، أي نزل. وتَحَلَّلَ في يمينه، أي استثنى. واستحل الشئ، أي عده حلالا. وحلحلت القوم، أي أزعجتهم عن موضعهم. وحَلْحَلْتُ بالناقة، إذا قلت لها: حَلْ بالتسكين، وهو زجر للناقة. وحوب: زجر للبعير، وحل أيضا بالتنوين في الوصل. قال رؤبة:

وطول زجر بحل وعاج * وتحلحل عن مكانه، أي زال. قال الشاعر :

ثَهْلانُ ذو الهضبات لا يتحلحل * والحلان: الجدى، نذكره في باب النون. والتحليل: ضد التحريم. تقول: حَلَّلْتُهُ تَحْليلاً وتَحِلَّةً، كما تقول غَرَّرَ تغْريراً وتَغِرَّةً. وقولهم: ما فعلتُه إلاَّ تَحِلّةَ القَسَمِ، أي لم أفعَلْ إلا بقَدْرِ ما حَلَّلْتُ به يميني ولم أبالغ. وفي الحديث: " لا يموتُ للمؤمن ثلاثة أولادٍ فتمسَّه النار إلا تَحِلَّةَ القسم " أي قدْر مايبر الله تعالى قسمه فيه بقوله تعالى: {وإنْ منكُمْ إلاَّ وارِدُها كان على رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيَّا} ، ثم قيل لكلِّ شئ لم يبالغ فيه تحليل. يقال: ضربته تحليلا. ومنه قول كعب بن زهير :

بأربع وقعهن الارض تحليل * يريد وقع مناسم الناقة على الارض من غير مبالغة. وقال الآخر: أرى إبلى عافت جدود فلم تذق بها قطرة إلا تحلة مقسم قال الفراء: الحَلَلُ في البعير: ضَعْفٌ في عرقوبه، فهو أَحَلُّ بَيِّنُ الحَلَلِ. فإن كان في الركبة فهو الطَرَقُ. والأَحَلُّ: الذي في رِجْله استرخاءٌ، وهو مذمومٌ في كلِّ شئ إلا في الذئب. قال الشماخ  يحيل به الذئب الا حل وقوته ذوات الهوادى من مناق ورزح يحيل، أي يقيما. والحلاحل: السيِّدُ الركينُ، والجمع الحَلاحِلُ بالفتح.
[حلل] فيه: طيبته "لحله" وحرمه، يقال: حل المحرم حلالاً وأحل إحلالاً، إذا حل له ما حرم عليه من محظورات الحج، ورجل حل أي حلال أي غير محرم، ولا متلبس بأسباب الحج، وأحل إذا خرج إلى الحل عن الحرم، وإذا دخل في شهور الحل. ومنه: "أحل" بمن "أحل" بك، أي من ترك إحرامه وأحل بك فقاتلك فأحلل أنت أيضاً به وقاتله وإن كنت محرماً، وقيل أي إذا أحل رجل ما حرم الله عليه منك فادفعه أنت من نفسك بما قدرت عليه. وفي آخرة من "حل" بك "فاحلل" به، أي من صار بسببك حلالاً فصر أنت به أيضاً حلالاً، والذي فيوالمستثنى متعلق بتمسه لأنه في حكم البدل من لا يموت، أي لا تمس النار من مات له ثلاثة إلا بقدر الورود. ن: وقيل: تقديره ولا تحلة القسم أي لا تمسه أصلاً ولا قدراً يسيراً لتحلة القسم. نه ومنه: شعر كعب:
وقعهن الأرض "تحليل"
أي قليل كما يحلف الرجل على الشيء أن يفعله فيفعل منه اليسير يحلل به يمينه. وفي ح عائشة قالت لامرأة: ما أطول ذيلها! فقال: اغتبتيها، قومي إليها فتحلليها، من تحللته واستحللته إذا سألته أن يجعلك في حل من قبله. وفي ح أبي بكر لامرأة حلفت أن لا تعتق مولاة لها فقال لها: "حلا" أم فلان، واشتراها وأعتقها، أي تحللي من يمينك، وهو منصوب على المصدر. ومنه ح من قال لعمر: "حلا" يا أمير المؤمنين فيما تقول، أي تحلل من قولك. وفي ح أبي قتادة: ثم ترك "فتحلل" أي لما انحلت قواه ترك ضمه إليه، وهو تفعل من الحل نقيض الشد. وقيل لأنس: حدثنا ببعض ما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: و"أتحلل" أي أستثني. وفيه: "الحال" المرتحل، في جواب: أي الأعمال أفضل؟ وفسر بالخاتم المفتتح وهو من يختم القرآن بتلاوته ثم يفتتح التلاوة من أوله، شبهه بالمسافر بلغ المنزل فيحل فيه ثم يفتتح سيره أي يبتدئه، ولذا قراء مكة إذا ختموا القرآن ابتدأوا وقرأوا الفاتحة وخمس آيات من أول البقرة إلى المفلحون، وقيل: أراد الغازي الذي لا يقفل عن غزو إلا عقبه بآخر. وفيه: "أحلوا" الله يغفر لكم، أي أسلموا، كذا فسر في الحديث، الخطابي: معناه الخروج من حظر الشرك إلى حل الإسلام وسعته، من أحل الرجل إذا خرج من الحرم إلى الحل، وروى بالجيم ومر، وهو عند الأكثر كلام أبي الدرداء، وقيل: هو حديث. وفيه: لعن الله "المحلل" و"المحلل" له، وروى:الحل، وفتحها من الحلول، أراد من ذكر في "إلا لبعولتهن" الآية، والتبرج إظهار الزينة. وفيه: غير الكفن "الحلة" وهي واحدة الحلل، وهي برود اليمن، ولا تسمى حلة إلا أن تكون ثوبين من جنس واحد. ومنه ح: لو أنك أخذت بردة غلامك وأعطيته معافريك، أو أخذت معافريه وأعطيته بردتك فكانت عليه "حلة" وعليك "حلة". ومنه ح: أنه رأى رجلاً عليه "حلة" قد ائتزر بأحدهما وارتدى بالآخر، أي ثوبين. ك: في "حلة" حمراء، هما بردان يمانيان منسوجتان بخطوط حمر مع سود. ومنه: وعليه "حلة" فسألته عن ذلك، أي عن تساويهما في اللبس، والعادة جارية بأن ثياب العبيد دون ثياب السيد، ويزيد في النووي بيانه. نه ومنه ح على: أنه بعث ابنته أم كلثوم إلى عمر لما خطبها فقال: قولي له: إن أبي يقول لك: هل رضيت "الحلة"؟ كني عنها بالحلة لأنها من اللباس "وهن لباس لكم". وفيه: فجاء أي المصدق بفصيل مخلول أو "محلول" بالشك، والمحلول بالحاء المهملة الهزيل الذي حل اللحم عن أوصاله فعري منه، والمخلول يجيء. وفي ح عبد المطلب:
لا هم أن المرء يمـ ... ـنع رحله فامنع "حلالك"
هو بالكسر القوم المتجاورون يريد سكان الحرم. وفيه: وجدوا ناساً "أحلة" كأنه جمع حلال كعماد وأعمدة، وإنما هو جمع فعال بالفتح كذا قيل، وليس أفعلة في جمع فعال بالكسر أولى منها في جمع فعال. وفي شعر كعب:
تمر مثل عسيب النخل ذا خصل ... بغارب لم تخونه "الأحاليل"
جمع إحليل وهو مخرج اللبن من الضرع، وتخونه تنقصه، يعني قد نشف لبنها، فهي سمينة لم تضعف بخروج اللبن منها، والإحليل يقع على ذكر الرجل وفرج المرأة. ومنه ح: أحمد إليكم غسل "الإحليل" أي غسل الذكر. وفيه: أن "حل" لتوطئ الناس وتؤذى وتشغل عن ذكر الله، حل زجر للناقة وحث لها، أي زجركووجه مطابقة قوله: والله، جواباً عن قوله: لعلك أردت، تضمن لعل الاستقصار على سبيل التلطف، ومن ثمة أظهرت العذر وأقسمت، واختلفوا في اشتراط التحلل. وفيه: من كسر أو عرج أو مرض فقد "حل" أي من حدث له بعد الإحرام مانع غير إحصار العدو كالمرض يجوز له أن يتركه وإن لم يشترط التحلل، وقيده بعضهم بالشرط. وح: فتلقاها رجل "فتحللها" أي غشيها وجامعها، من الحلال، وفي مختصر ط أي صار لها كالجل عليها، وهذا يدل أنه بالجيم. ج: أهل "الحل" والعقد، هم الذين يرجع الناس إلى أقوالهم ويعتدون بهم من الأكابر والعلماء والمقتدين. وح: "أحلتهما" آية وهي "أو ما ملكت أيمانكم" وحرمتهما آية أي "أن تجمعوا بين الأختين" وقد مر. ش: و"لم تحل" لأحد قبلي، روى بضم تاء وفتح حاء، وبفتح تاء وكسر حاء أي لم يبح لهم الغنائم بل تنزل النار وتحرقها.
حلل
حلَّ1 حَلَلْتُ، يَحُلّ، احْلُلْ/ حُلَّ، حَلاًّ، فهو حالّ، والمفعول مَحْلول
• حلَّ الشَّيءَ: فَكَّه "حلَّ أوصالَه/ المشكلةَ/ عُقْدَة الخلاف/ المسألةَ الحسابيّةَ- حلَّ الأسيرَ: أطلقه وحرَّره- {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي} " ° حلَّ الحزبَ السِّياسيّ: ألغى شرعيّة وجوده ومنعه من ممارسة نشاطه- حلَّ الكلامَ المنظوم: نثره- حلَّ اللُّغْزَ/ حلَّ الأمرَ: أوضحه وكشف عنه- حلَّ عقدةَ لسان

فلان: جعله فصيحًا- حلَّه من السِّحر: خلَّصه منه.
• حلَّ الجامدَ: أذابَه "حلَّ اللُّحومَ المجمَّدة/ الثَّلْجَ".
• حلَّ العهدَ: نقضه. 

حلَّ2/ حلَّ بـ1/ حلَّ على1/ حلَّ في حَلَلْتُ، يَحُلّ ويَحِلّ، احْلُلْ/ حُلَّ واحْلِلْ/ حِلَّ، حَلاًّ وحُلولاً، فهو حالّ، والمفعول مَحْلول
• حلَّ المكانَ/ حلَّ بالمكان: نزَل، أقام به، عكسُه ارْتَحَل "لما نبذنا العملَ بالكتاب والسنة حلّ بنا التعسُ والشقاءُ- {أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ} " ° حلَّ به: أصابه- حَلَلْتَ أهلاً ونزلْتَ سَهْلاً: تقال للتَّرحيب عند قدوم شخصٍ عزيز- حلَّ محلَّه: أخذ مكانَه- حلَّ منه مَحَلَّ الاستحسان: نال استحسانَه وإعجابَه.
• حلَّ البيتَ ونحوَه: سكَنه.
• حلَّ به في المكان: أنزله فيه.
• حلَّ عليهم ضيفًا/ حلَّ فيهم ضيفًا: نزل عندهم. 

حلَّ3 حَلَلْتُ، يَحِلّ، احْلِلْ/ حِلَّ، حَلالاً، فهو حِلّ وحَلال
• حلَّ الشَّيءُ: صار مُباحًا " {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ} " ° حلَّت اليمينُ: صدقت وبرَّت.
• حلَّتِ المرأةُ: خرجت من عدّتها.
• حلَّ المُحرِمُ: جاز له ما كان ممنوعًا أثناء إحرامه، خرج من إحرامه " {وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا} ".
• حلَّ الشَّخْصُ: جاوزَ الحَرَمَ " {وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا} ". 

حلَّ4/ حلَّ بـ2/ حلَّ على2 حَلَلْتُ، يَحِلّ، احْلِلْ/ حِلّ، حُلولاً، فهو حَالّ، والمفعول مَحْلُول به
• حلَّ الدَّيْنُ: وجب أداؤُه "حلّ عليه أمرُ الله: وجب".
• حلَّ الأمرُ بفلان/ حلَّ الأمرُ على فلان: نزَل به "حلَّ البلاءُ بالنَّاس/ على النَّاس- {فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى} " ° حلَّت البركة بقدومك: جاءت واستقرَّت. 

أحلَّ يُحلّ، أحْلِلْ/ أحِلَّ، إحلالاً، فهو مُحِلّ، والمفعول مُحَلّ (للمتعدِّي)
• أحلَّ الشَّخصُ/ أحلَّ المُحْرِمُ:
1 - خرج من إحرامه فجاز له ما كان ممنوعًا منه " {وَإِذَا أَحْلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا} [ق] ".
2 - جاوز الحَرَمَ.
3 - أخرج نفسَه من تَبعَة أوعهد "أحلَّ نفسَه من الاتّفاق".
• أحلَّ الشَّيءَ: رخَّصه وأباحه " {وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} " ° أحلَّ دمَه: أباح سفكَه وسمَح بإهداره- أحلَّ عليه الأمرَ: أوجبه.
• أحلَّه المكانَ/ أحلَّه بالمكان: جعله ينزله ويسكنه "مَهَّدَ الرَّئيسُ السَّادات لإحلال السَّلام- {الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ} "? أحلَّ الشَّيءَ محلّ العناية: أولاه وقتَه واهتمامَه وعنايتَه- أحلّه مَحَلَّه: وضعه، عيّنه مكانه. 

احتلَّ/ احتلَّ بـ يحتلّ، احْتَلِلْ/ احْتَلَّ، احتلالاً، فهو مُحتَلّ، والمفعول مُحتَلّ
• احتلَّ المكانَ/ احتلَّ بالمكان: حلَّه، نزَل به "احتلَّت قضيَّةُ فلسطين مكانَ الصّدارة في الصَّحافة اليوميّة- احتلَّ منصبًا مهمًّا في الجهاز الإداريّ".
• احتلَّ المستعمرُ بلدًا: اسْتولَى عليه قَهْرًا "احتلَّت إسرائيلُ معظمَ الأرض الفلسطينيّة- قام المُحْتَلُّ بتغيير هُويَّة المدينة- تصدَّى الفدائيّون لقوَّات الاحتلال" ° احتلال اقتصاديّ: استيلاء دولة ما على موارد دولة أخرى بطريقة غير مشروعة- الأرض المُحْتَلَّة: فلسطين- جيوش الاحتلال/ قُوّات الاحتلال: التي تحتّل بلادًا أخرى غير بلادهم. 

استحلَّ يستحلّ، اسْتَحْلِلْ/ اسْتَحِلَّ، استِحلالاً، فهو مُستحِلّ، والمفعول مُستحَلّ
• استحلَّ الشَّيءَ: عدَّه حلالاً مُباحًا "استحلَّ مخالفةَ أبيه من أجل الاستقلال بنفسه- استحلَّ شربَ الخمر للهروب من أزمته" ° استحلّ المحارمَ/ استحلّ الفروجَ/ استحلّ النِّساءَ: عدَّها حلالاً.
• استحلَّ فلانًا الشَّيءَ: سأله أن يُحلَّه ويُبيحَه له "استحلَّه
 السَّجائرَ". 

انحلَّ ينحلّ، انْحَلِلْ/ انْحَلَّ، انحِلالاً، فهو مُنحَلّ
• انحلَّ الشَّيءُ: مُطاوع حلَّ1: انفكَّ "انحلَّتِ العُقدةُ/ الخلافُ/ النِّزاعُ/ الماكينةُ/ المسألةُ الصعبة- انحلَّ الحزبُ: أُلغيت شرعيَّة وجوده وانفكَّت روابطه" ° انحلَّت عُقْدةُ لسانه: نطق بعد سكوت، استطاع الكلامَ، باح بسرِّه- انحلَّ من الخطايا: صار مغفورًا له.
• انحلَّ الجسمُ ونحوُه: أصابه ضعف "يشكو مجتمعنا من الانحلال الأخلاقيّ- عانى من انحلال في جسده: خَور، وهن، هزال"? انْحَلَّت عُراه: ضَعُف وتفكَّك- انحلَّ عزمُه: تحيَّر من أمره وتردَّد.
• انحلَّتِ المادَّةُ:
1 - تفتّتت وانقسمت إلى وحدات صغيرة "انحلَّتِ مادّة عضويَّة- انحلَّ الائتلافُ بعد مناقشة دامت ستة أسابيع".
2 - ذابت "ينحلُّ الملح في الماء".
• انحلَّ خُلُقُه/ انحلَّ فلانٌ: ساءَ وانحطَّ، تحلَّل من القيم الخلقيَّة السَّائدة "شابٌّ مُنْحَلٌّ". 

تحلَّلَ/ تحلَّلَ في/ تحلَّلَ من يتحلّل، تحلُّلاً، فهو مُتحلِّل، والمفعول متحلَّل فيه
• تحلَّل الشَّيءُ: مُطاوع حلَّلَ: تفسَّخت أجزاؤُه وانفصلت عناصرُه بعضُها عن بعضٍ "جُثَّة متحلِّلة- فُصلت الثّلاّجةُ فترة فتحلَّلت اللُّحومُ المحفوظةُ بداخلها".
• تحلَّل في يمينه/ تحلَّل من يمينه: جعلها حلالاً ومباحًا بكفَّارة "تحلَّل من قَسَمِه بإطعام عشرة مساكين".
• تحلَّل من الشَّيء: تخلَّص منه "تحلَّل من التَّبِعة/ القيم الأخلاقيّة السائدة/ التقاليد البالية" ° تحلُّل أخلاقيّ/ تحلُّل خُلُقيّ: تخلُّص من القيم الخلقيَّة السَّائدة- تحلُّل دينيّ: مروق واستخفاف بأوامر الدِّين ومقدّساته في غير مبالاة. 

حلَّلَ يحلِّل، تحليلاً وتَحِلَّةً، فهو مُحلِّل، والمفعول مُحلَّل
• حلَّل اليمينَ: برّرها، جعلها حلالاً ومباحًا بكفَّارة وجعل لها مخرجًا يُخرِج من الحِنْث " {قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} ".
• حلَّل الشَّيءَ:
1 - أحلَّه، رخَّصه وأباحه "حلَّل النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم أكلَ ميتة البحر من السمك- حلَّل اللهُ عزَّ وجلَّ الزَّواجَ وحرَّم الزِّنا".
2 - ردَّه إلى عَناصِره "حلَّل الناقدُ القصيدةَ تحليلاً دقيقًا- حلَّل الطّبيبُ دمَ المريض وبولَه" ° حلَّل المشكلةَ: أمعن في بحثها والتدقيق فيها.
• حلَّل الحيوانَ: ذبحه حسب الشَّريعة الإسلاميّة.
• حلَّل نفسيَّتَه: (نف) درسها لكشف خباياها. 

إحليل [مفرد]: ج أحاليلُ:
1 - (شر) مجرى البول الخارجيّ، وهو قناة بين المثانة وفتحة الإحليل يخرج منها البول "أُصيب بالتهاب في الإحليل".
2 - مخرج اللّبَن من الثَّدي والضَّرع.
• مِنْظَار الإحليل: (طب) أداة خاصّة لفحص الجزء الداخليّ من مجرى البول. 

احتلال [مفرد]:
1 - مصدر احتلَّ/ احتلَّ بـ.
2 - (سة) استيلاء دولة على أراضي دولة أخرى، أو جزء منها قهرًا. 

انحلال [مفرد]:
1 - مصدر انحلَّ.
2 - (سف) تفكّك وانتقال من المؤتلف إلى المختلف ومن الصحيح إلى الفاسد.
3 - (طب) عمليّة تخفق فيها الأنسجة إخفاقًا كُلِّيًّا أو جزئيًّا في تعويض الخلايا المصابة أو المستهلكة بها، وهو كذلك الاضمحلال التدريجيّ في الأنسجة النَّاتج من تغيُّرات كيميائيّة.
4 - (كم) تجزّؤ جسم إلى أجزاء صغيرة عن طريق التفاعل الكيميائيّ.
5 - (نف) حالة تتَّصف بانحراف كبير جدًّا في السُّلوك عن معايير المجتمع الذي نشأ فيه الفرد. 

تَحِلَّة [مفرد]: مصدر حلَّلَ.
• تَحِلَّة اليَمين: ما تُكفَّر به " {قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} ". 

تحلُّل [مفرد]:
1 - مصدر تحلَّلَ/ تحلَّلَ في/ تحلَّلَ من.
2 - (فز، كم) ردُّ الشَّيء إلى عناصره.
• تحلُّل ضوئيّ: (كم) تحلُّل كيميائيّ يسبِّبه الضَّوءُ أو طاقةٌ مشعَّة أخرى.
• تحلُّل كهربيّ: (كم) فكّ مكوِّنات مركَّب كيميائيّ إلى عناصره بتأثير تيَّار كهربيّ يمرّ في محلوله أو مصهوره. 

تَحْليل [مفرد]: ج تحليلات (لغير المصدر) وتحاليلُ (لغير المصدر):
1 - مصدر حلَّلَ.
2 - عمليّة تقسيم الكلّ إلى أجزائه وردّ الشّيء إلى عناصره "تفكير تحليليّ" ° التَّحليل الكهربيّ: هو إرجاع بعض الأجسام المركَّبة إلى عناصرها بواسطة التيّار الكهربائيّ، كردّ الماء إلى أكسجين وهيدروجين- بَحْثٌ تحليليّ: يتّخذ التحليل أساسًا- تحليل الجملة: بيان أجزائها ووظيفةِ كُلٍّ منها- تحليل الذَّات: دراسة المرء لذاته وعواطفه- عقلٌ تحليليّ: يفطن لأجزاء الشّيء خلافًا للعقل التركيبيّ الذي يفطن لمجموع الشّيء دون أجزائه- كشّاف تحليليّ: فهرسة تعتمد على سرد موادّها حسب المؤلّفين والموضوعات ونحوها- معمل تحليل أو تحليلات/ مختبر تحليل أو تحليلات: خاصّ بالتحليل الطبيّ أو الكيميائيّ.
• قدرة التَّحليل: (فز) قدرة الميكروسكوب أو التليسكوب على إنتاج صور منفصلة لأشياء موضوعة بشكل قريب.
• تحليل حجميّ: (كم) تحليل كمِّيّ يستخدم أحجامًا مُعايرة ومُقاسة بدقّة لمحاليل كيميائيَّة قياسيّة.
• تحليل كمِّيّ: (كم) اختبار مادّة أو خليط لتحديد كميّة أو نسبة الموادّ الكيميائيّة فيها.
• تحليل إشعاعيّ: (كم) تحليل مادّة لعناصرها الكيميائيّة بقذفها بجزئيّات نوويّة أو بأشعة جاما.
• تحليل نفسيّ/ تحليل نفسانيّ: (نف) فرع من علم النفس الحديث يبحث في العقل الباطن وما فيه من عقد ورغبات مكبوتة تمهيدًا لعلاجها.
• تحليل النُّظم: دراسة نشاط أو إجراء لتحديد الهدف المطلوب والأسلوب الأنجح لتحقيق هذا الهدف.
• التَّحليل الأساسيّ: (قص) البحث في البيانات الماليّة وكشوف الميزانيّة للشركة بهدف التنبُّؤ بالتحرّكات المستقبليّة لأسهمها. 

تحليليَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تَحْليل: "دراسة تحليليّة: تتَّخذ التحليلَ أساسًا لها".
• الهندسة التَّحليليَّة: (هس) فرع من فروع الهندسة يعبِّر عن الأشكال الهندسيَّة بالمحاولات الجبريّة. 

حالّ [مفرد]: اسم فاعل من حلَّ1 وحلَّ2/ حلَّ بـ1/ حلَّ على1/ حلَّ في وحلَّ4/ حلَّ بـ2/ حلَّ على2.
• أنزيم حالّ: (كم) أنزيم يتكوّن بطبيعته في الدموع وبياض البيض واللُّعاب وغيره من سوائل الجسم الأخرى، قادر على تدمير جدران خلايا بكتيريا مُعيَّنة، ولذلك يُستخدم كمُطَهِّر مُعتدل. 

حَلال [مفرد]:
1 - مصدر حلَّ3 ° ابن حلال: كريم الخلق حسن المعاملة- الحلو الحلال: الكلام الذي لا ريبة فيه- بنت الحلال: الزّوجة الصَّالحة- مال حلال: مكتسب بطريقة مشروعة.
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حلَّ3. 

حَلّ [مفرد]: ج حُلول (لغير المصدر):
1 - مصدر حلَّ1 وحلَّ2/ حلَّ بـ1/ حلَّ على1/ حلَّ في ° حلَّ البرلمان/ حلَّ المجلس النِّيابيّ: فضّ المجلس النيابيّ وإنهاء حقّ أعضائه في النِّيابة عن ناخبيهم- على حلّ شعره: ليس له ضابط أو رابط.
2 - شرح أو إجابة "اقرأ الأسئلة بدقَّة قبل كتابة الحلّ- قدَّم حلاًّ للأزمة الاقتصاديّة".
3 - طريق التغلّب على مشكلة "نطلب إيجادَ حَلٍّ للأزمة الفلسطينيّة- الحلّ السِّلميّ مقدَّم على الحلول العسكريّة كلِّها" ° أهل الحَلّ والرَّبط/ أهل الحَلّ والعَقْد: الولاة وعِلْية القوم الذين بيدهم تصريف الأمور- حَلٌّ وسط: يحاول الجمع بين طلبات الطرفين المتنازعين- قابل للحلّ: ممكن حلُّه. 

حِلّ [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حلَّ3 ° أشهر الحِلّ: هي ما سوى الأشهرُ الحرام وهي ثمانية أشهر- أنت في حِلٍّ من هذا الأمر: حُرٌّ لك أن تتصرَّف كما تشاء- هو حِلٌّ: حَلَّ من إحرامه، أو لم يُحرِم.
2 - ساكن مقيم " {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ. وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ} ".
3 - ما جاوز الحَرَم من أرض مكّة ويقابله الحَرَم "فعله في حِلّه وحِرْمه: في وقت إحلاله وإحرامه". 

حَلَّة [مفرد]: ج حَلاَّت وحِلَل:
1 - اسم مرَّة من حلَّ1 وحلَّ2/ حلَّ بـ1/ حلَّ على1/ حلَّ في وحلَّ3 وحلَّ4/ حلَّ بـ2/ حلَّ على2.
2 - إناءٌ معدنيّ يُطهى فيه الطَّعامُ "نسيت الطَّعام في الحلَّة على النّار حتّى احترق".
3 - زنبيل كبير من قصب يُجعل فيه الطعامُ.
 • حلَّة الضَّغط: حلَّة كاتمة، وعاء للطَّبخ محكم الغطاء لإنضاج الطَّعام في أقصر مدَّة وذلك بكتم البخار داخله. 

حُلَّة [مفرد]: ج حِلال وحُلَل:
1 - ثوب جيّد جديد غليظًا كان أو رقيقًا "ارتدى حُلَّة من أفخر الملابس" ° حُلَّة الشَّاطئ: ثوب يلبس على الشواطئ صيفًا- حُلَّة رسميَّة: لباس خاصّ بفئة معيّنة دون أخرى، يُلبس في المناسبات الرَّسميّة- كساه حلل الثناء: أطرى عليه ومدحه.
2 - سلاح "لبس الجنديُّ حُلَّتَه وذهب إلى القتال".
• الحُلَّتان: حُلَّة الشِّتاء، وحُلَّة الصَّيف.
• الحُلَّة الفضائيَّة: ثياب واقية مُصَمَّمة بحيث تسمح لمرتديها بحريّة الحركة في الفضاء. 

حِلَّة [مفرد]:
1 - منزل القوم وجماعة البيوت "نزل في حِلَّة أبناء عمِّه".
2 - مجتمع النَّاس. 

حُلول [مفرد]:
1 - مصدر حلَّ2/ حلَّ بـ1/ حلَّ على1/ حلَّ في وحلَّ4/ حلَّ بـ2/ حلَّ على2.
2 - اتّحاد الجسمين بحيث تكون الإشارة إلى أحدهما إشارة إلى الآخر.
• مذهب الحُلول: (سف) القول بأنّ الله حالٌّ وموجودٌ في كلِّ شيء (في اعتقاد المتصوِّفة). 

حُلوليَّة [جمع]
• الحُلوليَّة: (سف) فرقة من المتصوِّفة تعتقد مذهب الحلول، وهو القول بأنّ الله حالٌّ وموجودٌ في كلِّ شيء. 

حَليل [مفرد]: ج أَحِلاّءُ، مؤ حليلة، ج مؤ حليلات وحلائِلُ
• الحليلُ: الحَلال، ضد الحرام.
• حَليلُ الرَّجُلِ: زوجتُه.
• حَليلُ المَرْأةِ: زوجُها.
حَليلة [مفرد]: ج حليلات وحلائِلُ
• حَليلَة الرَّجُل: حَليلُه؛ زوجتُه " {وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ} ". 

مَحَلّ [مفرد]: ج مَحَلاَّت ومحالُّ:
1 - مصدر ميميّ من حلَّ2/ حلَّ بـ1/ حلَّ على1/ حلَّ في.
2 - اسم مكان من حلَّ2/ حلَّ بـ1/ حلَّ على1/ حلَّ في: مكان وموضع "مَحَلُّ العَمل/ اللهو/ الميلاد- مَحَلُّ الإقامة: المنزل الذي يقيم فيه المرء- المسألة مَحَلّ البحث- {حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحَلَّهُ} [ق]: مكان نحره" ° حلَّ محلَّه: أخذَ مكانَه- حمله على غير محلّه: أساء فهمَه- صادف محلَّه: وُضِع في مكانه المناسب- في غير محلّه: غير مناسب- كان في محلِّه/ في محلِّه: في مكانه الصحيح، في صُلْب الموضوع مباشرة- لا أرى محلاًّ للعجب: لا داعي له- لا محلّ له: لا علاقة له بالأمر، خارج الموضوع- محلّ نزاع: موضع خلاف- محلّ نظر: موضع نظر واهتمام.
3 - مَتْجَر، مركز عمل "افتتح عدَّة مَحَلاَّت للملابس الجاهزة".
• مَحَلُّ الإعراب: (نح) ما يستحقّه اللَّفظُ الواقع فيه من الإعراب لو كان معربًا.
• المَحَلاَّن: الدُّنيا والآخرة. 

مَحِلّ [مفرد]: ج محالُّ:
1 - اسم مكان من حلَّ1 وحلَّ2/ حلَّ بـ1/ حلَّ على1/ حلَّ في: مَحَلّ؛ مكان وموضع "مَحِلُّ الإقامة- {لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ} ".
2 - مَحَلّ؛ مَتْجَر، مركز عمل "مَحِلُّ البقالة/ الملابس- انتشرت المحالُّ التِّجاريّةُ في المدن الجديدة".
• مَحِلُّ الهَدْي: يوم النّحر، أو مكان النّحر بمنى " {وَلاَ تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} ".
• مَحِلّ الدَّيْن: حلول أجله. 

مَحَلَّة [مفرد]: ج مَحَلاَّت ومحالُّ:
1 - منزل القَوْم.
2 - حارة، قِسمٌ من أقسام المدينة "يقطُن في محلَّة فقيرة من العاصمة". 

مُحَلِّل [مفرد]:
1 - اسم فاعل من حلَّلَ.
2 - متخصِّص في التحليل وهو ردُّ الشّيء إلى عناصره "محلِّل نفسيّ/ معمليّ".
3 - متزوِّج المطلّقة ثلاثًا لتباح لزوجها الأوّل "لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُحَلِّلَ وَالْمُحَلَّلَ لَهُ [حديث] ".
4 - (قص) شخص يعمل بشركة وساطة ماليّة متخصِّص بعمل الأبحاث عن الشركات وقطاعات الأسواق لتقديم التَّوصيات اللاّزمة لشراء وبيع أوراق ماليّة معيَّنة.
• مُحَلِّل الشَّفْرة: من يستعمل أو يدرس أو يطوّر الأنظمةَ والكتابات السرِّية. 

مَحَلِّيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى مَحَلّ.
2 - داخليّ، متعلِّق بموضع معيّن أو خاصّ بمنطقة "حاول المجلسُ المحلّيّ للمدينة حلَّ مشكلة الصَّرف الصِّحّيّ" ° إنتاج محليّ: إنتاج يتمّ بأيدي أبناء البلد المقيمين فيه- توقيت محليّ: حالة ضبط الوقت في بلد من البلدان- أخبار مَحَلِّيَّة/ شئون مَحَلِّيَّة: داخليَّة أو خاصَّة ببلدٍ ما، عكسها أخبار أو شئون عالميَّة- الناتج المحليّ: مجموع القيم النهائية للسلع والخدمات التي ينتجها المجتمع خلال عام. 

مَحَلِّيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى مَحَلّ: "أخبار/ شئون مَحَليَّة: داخليَّة أو خاصَّة ببلدٍ ما، عكسها أخبار أو شئون عالميَّة".
2 - مصدر صناعيّ من مَحَلّ: إقليميّة، عكسها عالميّة "لابد لأدبنا أن يتجاوز المحليّة الضيِّقة إلى العالميّة" ° سوق محلِّيَّة: حركة التِّجارة داخل البلد.
• الإدارة المَحَلِّيَّة: خاصَّة بإقليم أو منطقة من المناطق، خلاف الإدارة المركزيَّة التي تتركَّز في العاصمة. 

مَحْلول [مفرد]: ج محاليلُ:
1 - اسم مفعول من حلَّ1 وحلَّ2/ حلَّ بـ1/ حلَّ على1/ حلَّ في وحلَّ4/ حلَّ بـ2/ حلَّ على2.
2 - (كم) مادّة متجانسة تتكوّن من مادّتين أو أكثر، وقد تكون هذه الموادّ صُلبة أو سائلة أو غازيّة أو خليطًا من هذه الموادّ "محلول مطهِّر/ مركَّز/ زيتيّ- قدَّم المستشفى بعضَ المحاليل لمعالجة الجفاف". 

حلل: حَلَّ بالمكان يَحُلُّ حُلولاً ومَحَلاًّ وحَلاًّ وحَلَلاً، بفك

التضعيف نادر: وذلك نزول القوم بمَحَلَّة وهو نقيض الارتحال؛ قال الأَسود

بن يعفر:

كَمْ فاتَني من كَريمٍ كان ذا ثِقَة،

يُذْكي الوَقُود بجُمْدٍ لَيْلة الحَلَل

وحَلَّه واحْتَلَّ به واحْتَلَّه: نزل به. الليث: الحَلُّ الحُلول

والنزول؛ قال الأَزهري: حَلَّ يَحُلُّ حَلاًّ؛ قال المُثَقَّب العَبْدي:

أَكُلَّ الدهر حَلٌّ وارتحال،

أَما تُبْقِي عليّ ولا تَقِيني؟

ويقال للرجل إِذا لم يكن عنده غَنَاء: لا حُلِّي ولا سِيرِي، قال ابن

سيده: كأَن هذا إِنما قيل أَوَّل وَهْلَة لمؤنث فخوطب بعلامة التأْنيث، ثم

قيل ذلك للمذكر والاثنين والاثنتين والجماعة مَحْكِيًّا بلفظ المؤنث،

وكذلك حَلَّ بالقوم وحَلَّهُم واحْتَلَّ بهم، واحْتَلَّهم، فإِما أَن تكونا

لغتين كلتاهما وُضِع، وإِمَّا أَن يكون الأَصل حَلَّ بهم، ثم حذفت الباء

وأُوصل الفعل إِلى ما بعده فقيل حَلَّه؛ ورَجُل حَالٌّ من قوم حُلُول

وحُلاَّلٍ وحُلَّل. وأَحَلَّه المكانَ وأَحَلَّه به وحَلَّله به وحَلَّ به:

جَعَله يَحُلُّ، عاقَبَت الباء الهمزة؛ قال قيس بن الخَطِيم:

دِيَار التي كانت ونحن على مِنًى

تَحُلُّ بنا، لولا نَجَاءُ الرَّكائب

أَي تَجْعلُنا نَحُلُّ. وحَالَّه: حَلَّ معه. والمَحَلُّ: نقيض

المُرْتَحَل؛ وأَنشد:

إِنَّ مَحَلاًّ وإِن مُرْتَحَلا،

وإِنَّ في السَّفْر ما مَضَى مَهَلا

قال الليث: قلت للخليل: أَلست تزعم أَن العرب العاربة لا تقول إِن رجلاً

في الدار لا تبدأْ بالنكرة ولكنها تقول إِن في الدار رجلاً؟ قال: ليس

هذا على قياس ما تقول، هذا حكاية سمعها رجل من رجل: إِنَّ مَحَلاًّ وإِنَّ

مُرْتَحَلا؛ ويصف بعد حيث يقول:

هل تَذْكُرُ العَهْد في تقمّص، إِذ

تَضْرِب لي قاعداً بها مَثَلا؛

إِنَّ مَحَلاًّ وإِنَّ مُرْتَحَلا

المَحَلُّ: الآخرة والمُرْتَحَل؛ . . .

(* هكذا ترك بياض في الأصل)

وأَراد بالسَّفْر الذين ماتوا فصاروا في البَرْزَخ، والمَهَل البقاء

والانتظار؛ قال الأَزهري: وهذا صحيح من قول الخليل، فإِذا قال الليث قلت للخليل

أَو قال سمعت الخليل، فهو الخليل بن أَحمد لأَنه ليس فيه شك، وإِذا قال

قال الخليل ففيه نظر، وقد قَدَّم الأَزهري في خطبة كتابه التهذيب أَنه في

قول الليث قال الخليل إِنما يَعْني نَفْسَه أَو أَنه سَمَّى لِسانَه

الخَليل؛ قال: ويكون المَحَلُّ الموضع الذي يُحَلُّ فيه ويكون مصدراً، وكلاهما

بفتح الحاء لأَنهما من حَلِّ يَحُلُّ أَي نزل، وإِذا قلت المَحِلّ، بكسر

الحاء، فهو من حَلَّ يَحِلُّ أَي وَجَب يَجِب. قال الله عز وجل: حتى

يبلغ الهَدْيُ مَحِلَّه؛ أَي الموضع الذي يَحِلُّ فيه نَحْرُه، والمصدر من

هذا بالفتح أَيضاً، والمكان بالكسر، وجمع المَحَلِّ مَحَالُّ، ويقال

مَحَلٌّ ومَحَلَّة بالهاء كما يقال مَنْزِل ومنزِلة. وفي حديث الهَدْي: لا

يُنْحَر حتى يبلغ مَحِلَّه أَي الموضع أَو الوقت اللذين يَحِلُّ فيهما

نَحْرُه؛ قال ابن الأَثير: وهو بكسر الحاء يقع على الموضع والزمان؛ ومنه حديث

عائشة: قال لها هل عندكم شيء؟ قالت: لا، إِلا شيء بَعَثَتْ به إِلينا

نُسَيْبَة من الشاة التي بَعَثْتَ إِليها من الصدقة، فقال: هاتي فقد

بَلَغَتْ مَحِلَّها أَي وصلت إِلى الموضع الذي تَحِلُّ فيه وقُضِيَ الواجبُ فيها

من التَّصَدّق بها، وصارت مِلْكاً لن تُصُدِّق بها عليه، يصح له التصرف

فيها ويصح قبول ما أُهدي منها وأَكله، وإِنما قال ذلك لأَنه كان يحرم

عليه أَكل الصدقة. وفي الحديث: أَنه كره التَّبَرُّج بالزينة لغير

مَحِلِّها؛ يجوز أَن تكون الحاء مكسورة من الحِلِّ ومفتوحة من الحُلُول، أَراد به

الذين ذكرهم الله في كتابه: ولا يبدين زينتهن إِلا لبُعُولتهن، الآية،

والتَّبَرُّج: إِظهار الزينة. أَبو زيد: حَلَلْت بالرجل وحَلَلْته ونَزَلْت

به ونَزَلْته وحَلَلْت القومَ وحَلَلْت بهم بمعنًى. ويقال: أَحَلَّ فلان

أَهله بمكان كذا وكذا إِذا أَنزلهم. ويقال: هو في حِلَّة صِدْق أَي

بمَحَلَّة صِدْق. والمَحَلَّة: مَنْزِل القوم.

وحَلِيلة الرجل: امرأَته، وهو حَلِيلُها، لأَن كل واحد منهما يُحَالُّ

صاحبه، وهو أَمثل من قول من قال إِنما هو من الحَلال أَي أَنه يَحِلُّ لها

وتَحِلُّ له، وذلك لأَنه ليس باسم شرعي وإِنما هو من قديم الأَسماء.

والحَلِيل والحَلِيلة: الزَّوْجان؛ قال عنترة:

وحَلِيل غانيةٍ تَرَكْتُ مُجَدَّلاً،

تَمْكُو فَرِيصَتُه كشِدْقِ الأَعْلَم

وقيل: حَلِيلَته جارَتُه، وهو من ذلك لأَنهما يَحُلاَّن بموضع واحد،

والجمع الحَلائل؛ وقال أَبو عبيد: سُمِّيا بذلك لأَن كل واحد منهما يُحَالُّ

صاحبَه. وفي الحديث: أَن تُزَاني حَلِيلة جارك، قال: وكل من نَازَلَكَ

وجَاوَرَك فهو حَليلك أَيضاً. يقال: هذا حَليله وهذه حَليلته لمن

تُحَالُّه في دار واحدة؛ وأَنشد:

ولَستُ بأَطْلَسِ الثَّوْبَيْن يُصْبي

حَلِيلَته، إِذا هَدَأَ النِّيَامُ

قال: لم يرد بالحَلِيلة هنا امرأَته إِنما أَراد جارته لأَنها تُحَالُّه

في المنزل. ويقال: إِنما سميت الزوجة حَلِيلة لأَن كل واحد منهما

مَحَلُّ إِزار صاحبه. وحكي عن أَبي زيد: أَن الحَلِيل يكون للمؤنث بغير

هاء.والحِلَّة: القوم النزول، اسم للجمع، وفي التهذيب: قوم نزول؛ وقال

الأَعشى:

لقد كان في شَيْبان، لو كُنْتَ عالماً،

قِبَابٌ وحَيٌّ حِلَّة وقَبائل

وحَيٌّ حِلَّة أَي نُزُول وفيهم كثرة؛ هذا البيت استشهد به الجوهري،

وقال فيه:

وحَوْلي حِلَّة ودَراهم

(* قوله «وحولي» هكذا في الأصل، والذي في نسخة الصحاح التي بايدينا:

وحيّ).

قال ابن بري: وصوابه وقبائل لأَن القصيدة لاميَّة؛ وأَولها:

أَقَيْس بنَ مَسْعود بنِ قيس بن خالدٍ،

وأَنتَ امْرُؤ يرجو شَبَابَك وائل

قال: وللأَعشى قصيدة أُخرى ميمية أَولها:

هُرَيْرَةَ ودِّعْها وإِن لام لائم

يقول فيها:

طَعَام العراق المُسْتفيضُ الذي ترى،

وفي كل عام حُلَّة وَدَارهِم

قال: وحُلَّة هنا مضمومة الحاء، وكذلك حَيٌّ حِلال؛ قال زهير:

لِحَيٍّ حِلالٍ يَعْصِمُ الناسَ أَمْرُهُم،

إِذا طَرَقَت إِحْدى اللَّيَالي بمُعْظَم

والحِلَّة: هَيئة الحُلُول. والحِلَّة: جماعة بيوت الناس لأَنها

تُحَلُّ؛ قال كراع: هي مائة بيت، والجمع حِلال؛ قال الأَزهري: الحِلال جمع بيوت

الناس، واحدتها حِلَّة؛ قال: وحَيٌّ حِلال أَي كثير؛ وأَنشد شمر:

حَيٌّ حِلالٌ يَزْرَعون القُنْبُلا

قال ابن بري: وأَنشد الأَصمعي:

أَقَوْمٌ يبعثون العِيرَ نَجْداً

أَحَبُّ إِليك، أَم حَيٌّ حِلال؟

وفي حديث عبد المطلب:

لا هُمَّ إِنَّ المَرْءَ يَمْـ

ـنَعُ رَحْلَه، فامْنَعْ حِلالَك

الحِلال، بالكسر: القومُ المقيمون المتجاورون يريد بهم سُكَّان الحَرَم.

وفي الحديث: أَنهم وَجَدوا ناساً أَحِلَّة، كأَنه جمع حِلال كعِماد

وأَعْمِدَة وإِنما هو جمع فَعال، بالفتح؛ قال ابن الأَثير: هكذا قال بعضهم

وليس أَفْعِلة في جمع فِعال، بالكسر، أَولى منها في جمع فَعال، بالفتح،

كفَدَان وأَفْدِنة. والحِلَّة: مجلس القوم لأَنهم يَحُلُّونه. والحِلَّة:

مُجْتَمَع القوم؛ هذه عن اللحياني. والمَحَلَّة: منزل القوم.

ورَوْضة مِحْلال إِذا أَكثر الناسُ الحُلول بها. قال ابن سيده: وعندي

أَنها تُحِلُّ الناس كثيراً، لأَن مِفْعالاً إِنما هي في معنى فاعل لا في

معنى مفعول، وكذلك أَرض مِحْلال. ابن شميل: أَرض مِحْلال وهي السَّهْلة

اللَّيِّنة، ورَحَبة مِحْلال أَي جَيِّدة لمحَلّ الناس؛ وقال ابن الأَعرابي

في قول الأَخطل:

وشَرِبْتها بأَرِيضَة مِحْلال

قال: الأَرِيضَة المُخْصِبة، قال: والمِحْلال المُخْتارة للحِلَّة

والنُّزول وهي العَذاة الطَّيِّبة؛ قال الأَزهري: لا يقال لها مِحْلال حتى

تُمْرِع وتُخْصِب ويكون نباتها ناجعاً للمال؛ وقال ذو الرمة:

بأَجْرَعَ مِحْلالٍ مِرَبٍّ مُحَلَّل

والمُحِلَّتانِ: القِدْر والرَّحى، فإِذا قلت المُحِلاَّت فهي القِدْر

والرَّحى والدَّلْو والقِرْبة والجَفْنَة والسِّكِّين والفَأْس والزَّنْد،

لأَن من كانت هذه معه حَلَّ حيث شاء، وإِلا فلا بُدَّ له من أَن يجاور

الناس يستعير منهم بعض هذه الأَشياء؛ قال:

لا يَعْدِلَنَّ أَتاوِيُّون تَضْرِبُهم

نَكْباءُ صِرٌّ بأَصحاب المُحِلاَّت

الأَتاويُّون: الغُرَباء أَي لا يَعْدِلَنَّ أَتاوِيُّون أَحداً بأَصحاب

المُحِلاَّت؛ قال أَبو علي الفارسي: هذا على حذف المفعول كما قال تعالى:

يوم تُبَدَّل الأَرضُ غيرَ الأَرض والسمواتُ؛ أَي والسمواتُ غيرَ

السمواتِ، ويروى: لا يُعْدَلَنَّ، على ما لم يسمَّ فاعله، أَي لا ينبغي أَن

يُعْدل فعلى هذا لا حذف فيه.

وتَلْعة مُحِلَّة: تَضُمُّ بيتاً أَو بيتين. قال أَعرابي: أَصابنا

مُطَيْر كسَيْل شعاب السَّخْبَرِ رَوَّى التَّلْعة المُحِلَّة، ويروى: سَيَّل

شِعابَ السَّخْبَر، وإِنما شَبَّه بشِعاب السَّخْبَر، وهي مَنابِته، لأَن

عَرْضَها ضَيِّق وطولها قدر رَمْية حَجَر.

وحَلَّ المُحْرِمُ من إِحرامه يَحِلُّ حِلاًّ وحَلالاً إِذا خَرج من

حِرْمه. وأَحَلَّ: خَرَج، وهو حَلال، ولا يقال حالٌّ على أَنه القياس. قال

ابن الأَثير: وأَحَلَّ يُحِلُّ إِحْلالاً إِذا حَلَّ له ما حَرُم عليه من

مَحْظورات الحَجِّ؛ قال الأَزهري: وأَحَلَّ لغة وكَرِهها الأَصمَعي وقال:

أَحَلَّ إِذا خَرج من الشُّهُور الحُرُم أَو من عَهْد كان عليه. ويقال

للمرأَة تَخْرُج من عِدَّتها: حَلَّتْ. ورجل حِلٌّ من الإِحرام أَي حَلال.

والحَلال: ضد الحرام. رَجُل حَلال أَي غير مُحْرِم ولا متلبس بأَسباب

الحج، وأَحَلَّ الرجلُ إِذا خرج إِلى الحِلِّ عن الحَرَم، وأَحَلَّ إِذا

دخل في شهور الحِلِّ، وأَحْرَمْنا أَي دخلنا في الشهور الحُرُم. الأَزهري:

ويقال رجل حِلٌّ وحَلال ورجل حِرْم وحَرام أَي مُحْرِم؛ وأَما قول زهير:

جَعَلْن القَنانَ عن يَمينٍ وحَزْنَه،

وكم بالقَنان من مُحِلّ ومُحْرِم

فإِن بعضهم فسره وقال: أَراد كَمْ بالقَنان من عَدُوٍّ يرمي دَماً

حَلالاً ومن مُحْرم أَي يراه حَراماً. ويقال: المُحِلُّ الذي يَحِلُّ لنا

قِتالُه، والمُحْرِم الذي يَحْرُم علينا قتاله. ويقال: المُحِلُّ الذي لا

عَهْد له ولا حُرْمة، وقال الجوهري: من له ذمة ومن لا ذمة له. والمُحْرِم:

الذي له حُرْمة. ويقال للذي هو في الأَشهر الحُرُم: مُحْرِم، وللذي خرج

منها: مُحِلٌّ. ويقال للنازل في الحَرَم: مُحْرِم، والخارج منه: مُحِلّ،

وذلك أَنه ما دام في الحَرَم يحرم عليه الصيد والقتال، وإِذا خرج منه حَلَّ

له ذلك. وفي حديث النخعي: أَحِلَّ بمن أَحَلَّ بك؛ قال الليث: معناه من

ترك الإِحرام وأَحَلَّ بك فقاتَلَك فأَحْلِل أَنت أَيضاً به فقائِلُه

وإِن كنت مُحْرماً، وفيه قول آخر وهو: أَن المؤمنين حَرُم عليهم أَن يقتل

بعضهم بعضاً ويأْخذ بعضهم مال بعضهم، فكل واحد منهم مُحْرِم عن صاحبه،

يقول: فإِذا أَحَلَّ رجل ما حَرُم عليه منك فادفعه عن نفسك بما تَهَيَّأَ لك

دفعُه به من سلاح وغيره وإِن أَتى الدفع بالسلاح عليه، وإَحْلال البادئ

ظُلْم وإِحْلال الدافع مباح؛ قال الأَزهري: هذا تفسير الفقهاء وهو غير

مخالف لظاهر الخبر. وفي حديث آخر: من حَلَّ بك فاحْلِلْ به أَي من صار

بسببك حَلالاً فَصِرْ أَنت به أَيضاً حَلالاً؛ هكذا ذكره الهروي وغيره، والذي

جاء في كتاب أَبي عبيد عن النخعي في المُحْرِم يَعْدو عليه السَّبُع أَو

اللِّصُّ: أَحِلَّ بمن أَحَلَّ بك. وفي حديث دُرَيد بن الصِّمَّة: قال

لمالك بن عوف أَنت مُحِلٌّ بقومك أَي أَنك قد أَبَحْت حَرِيمهم وعَرَّضتهم

للهلاك، شَبَّههم بالمُحْرِم إِذا أَحَلَّ كأَنهم كانوا ممنوعين

بالمُقام في بيوتهم فحَلُّوا بالخروج منها. وفعل ذلك في حُلِّه وحُرْمه وحِلِّه

وحِرْمه أَي في وقت إحْلاله وإِحرامه. والحِلُّ: الرجل الحَلال الذي خرج

من إِحرامه أَو لم يُحْرِم أَو كان أَحرم فحَلَّ من إِحرامه. وفي حديث

عائشة: قالت طَيَّبْت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لحِلِّه وحِرْمه؛ وفي

حديث آخر: لحِرْمِه حين أَحْرَم ولحِلِّه حين حَلَّ من إِحرامه، وفي

النهاية لابن الأَثير: لإِحْلاله حين أَحَلَّ.

والحِلَّة: مصدر قولك حَلَّ الهَدْيُ. وقوله تعالى: حتى يَبْلغ الهَدْيُ

مَحِلَّه؛ قيل مَحِلُّ من كان حاجّاً يوم النَّحر، ومَحِلُّ من كان

معتمراً يوم يدخل مكة؛ الأَزهري: مَحِلُّ الهدي يوم النحر بمِنًى، وقال:

مَحِلُّ هَدْي المُتَمَتِّع بالعُمْرة إِلى الحج بمكة إِذا قَدِمها وطاف

بالبيت وسعى بين الصفا والمروة. ومَحِلُّ هَدْيِ القارن: يوم النحر بمنًى،

ومَحِلُّ الدَّيْن: أَجَلُه، وكانت العرب إِذا نظرت إِلى الهلال قالت: لا

مَرْحَباً بمُحِلِّ الدَّيْن مُقَرِّب الأَجَل. وفي حديث مكة: وإِنما

أُحِلَّت لي ساعة من نهار، يعني مَكَّة يوم الفتح حيث دخلها عَنْوَة غير

مُحْرِم. وفي حديث العُمْرة: حَلَّت العُمْرة لمن اعْتَمَرَ أَي صارت لكم

حَلالاً جائزة، وذلك أَنهم كانوا لا يعتمرون في الأَشهر الحُرُم، فذلك معنى

قولهم إِذا دَخَل صَفَر حَلَّت العُمْرَةُ لمن اعْتَمَر.

والحِلُّ والحَلال والحِلال والحَلِيل: نَقِيض الحرام، حَلَّ يَحِلُّ

حِلاًّ وأَحَلَّه الله وحَلَّله. وقوله تعالى: يُحِلُّونه عاماً

ويُحَرِّمونه عاماً؛ فسره ثعلب فقال: هذا هو النسِيء، كانوا في الجاهلية يجمعون

أَياماً حتى تصير شهراً، فلما حَجَّ النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: الآنَ

اسْتَدارَ الزمانُ كهيئته. وهذا لك حِلٌّ أَي حَلال. يقال: هو حِلٌّ

وبِلٌّ أَي طَلْق، وكذلك الأُنثى. ومن كلام عبد المطلب: لا أُحِلُّها لمغتسل

وهي لشارب حِلٌّ وبِلٌّ أَي حَلال، بِلٌّ إِتباع، وقيل: البِلُّ مباح،

حِمْيَرِيَّة. الأَزهري: روى سفيان عن عمرو بن دينار قال: سمعت ابن عباس

يقول: هي حِلٌّ وبِلٌّ يعني زمزم، فسُئِل سفيان: ما حِلٌّ وبِلٌّ؟ فقال:

حِلٌّ مُحَلَّل. ويقال: هذا لك حِلٌّ وحَلال كما يقال لضدّه حِرْم وحَرام

أَي مُحَرَّم. وأَحْلَلت له الشيءَ. جعلته له حَلالاً. واسْتَحَلَّ

الشيءَ: عَدَّه حَلالاً. ويقال: أَحْلَلت المرأَةَ لزوجها. وفي الحديث: لعن

رسول الله، صلى الله عليه وسلم، المُحَلِّل والمُحَلَّل له، وفي رواية:

المُحِلَّ والمُحَلَّ له، وهو أَن يطلق الرجل امرأَته ثلاثاً فيتزوجها رجل

آخر بشرط أَن يطلقها بعد مُوَاقَعته إِياها لتَحِلَّ للزوج الأَول. وكل شيء

أَباحه الله فهو حَلال، وما حَرَّمه فهو حَرَام. وفي حديث بعض الصحابة:

ولا أُوتي بحَالٍّ ولا مُحَلَّل إِلا رَجَمْتُهما؛ جعل الزمخشري هذا

القول حديثاً لا أَثراً؛ قال ابن الأَثير: وفي هذه اللفظة ثلاث لغات حَلَّلْت

وأَحْلَلت وحَلَلْت، فعلى الأَول جاء الحديث الأَول، يقال حَلَّل فهو

مُحَلِّل ومُحَلَّل، وعلى الثانية جاء الثاني تقول أَحَلَّ فهو مُحِلٌّ

ومُحَلٌّ له، وعلى الثالثة جاء الثالث تقول حَلَلْت فأَنا حَالٌّ وهو

مَحْلول له؛ وقيل: أَراد بقوله لا أُوتَى بحالٍّ أَي بذي إِحْلال مثل قولهم

رِيحٌ لاقِح أَي ذات إِلْقاح، وقيل: سُمِّي مُحَلِّلاً بقصده إِلى التحليل

كما يسمى مشترياً إِذا قصد الشراء. وفي حديث مسروق في الرجل تكون تحته

الأَمة فيُطَلِّقها طلقتين ثم يشتريها قال: لا تَحِلُّ له إِلا من حيث

حَرُمت عليه أَي أَنها لا تَحِلُّ له وإِن اشتراها حتى تنكح زوجاً غيره، يعني

أَنها حَرُمت عليه بالتطليقتين، فلا تَحِلُّ له حتى يطلقها الزوج الثاني

تطليقتين، فتَحِلّ له بهما كما حَرُمت عليه بهما. واسْتَحَلَّ الشيءَ:

اتخذه حَلالاً أَو سأَله أَن يُحِلَّه له. والحُلْو الحَلال: الكلام الذي

لا رِيبة فيه؛ أَنشد ثعلب:

تَصَيَّدُ بالحُلْوِ الحَلالِ، ولا تُرَى

على مَكْرَهٍ يَبْدو بها فيَعِيب

وحَلَّلَ اليمينَ تحليلاً وتَحِلَّة وتَحِلاًّ، الأَخيرة شاذة:

كَفَّرَها، والتَّحِلَّة: ما كُفِّر به. وفي التنزيل: قد فرض الله لكم تَحِلَّة

أَيمانكم؛ والاسم من كل ذلك الحِلُّ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

ولا أَجْعَلُ المعروف حِلَّ أَلِيَّةٍ،

ولا عِدَةً في الناظر المُتَغَيَّب

قال ابن سيده: هكذا وجدته المُتَغَيَّب، مفتوحة الياء، بخَطِّ الحامِض،

والصحيح المُتَغَيِّب، بالكسر. وحكى اللحياني: أَعْطِ الحالف حُلاَّنَ

يَمينه أَي ما يُحَلِّل يمينه، وحكى سيبويه: لأَفعلن كذا إِلاَّ حِلُّ ذلك

أَن أَفعل كذا أَي ولكن حِلُّ ذلك، فحِلُّ مبتدأ وما بعدها مبنيّ عليها؛

قال أَبو الحسن: معناه تَحِلَّةُ قَسَمِي أَو تحليلُه أَن أَفعل كذا.

وقولهم: فعلته تَحِلَّة القَسَم أَي لم أَفعل إِلا بمقدار ما حَلَّلت به

قَسَمي ولم أُبالِغ. الأَزهري: وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: لا يموت

لمؤمن ثلاثة أَولاد فتَمَسّه النار إِلا تَحِلَّة القَسَم؛ قال أَبو

عبيد: معنى قوله تَحِلَّة القَسَم قول الله عز وجل: وإِنْ منكم إِلا

واردُها، قال: فإِذا مَرَّ بها وجازها فقدأَبَرَّ الله قَسَمَه. وقال غير أَبي

عبيد: لا قَسَم في قوله تعالى: وإِن منكم إِلا واردها، فكيف تكون له

تَحِلَّة وإِنما التَّحِلَّة للأَيْمان؟ قال: ومعنى قوله إِلا تَحِلَّة

القَسَم إِلا التعذير الذي لا يَبْدَؤُه منه مكروه؛ ومنه قول العَرَب: ضَرَبْته

تحليلاً ووَعَظْته تَعْذيراً أَي لم أُبالِغ في ضربه ووَعْظِه؛ قال ابن

الأَثير: هذا مَثَل في القَلِيل المُفْرِط القِلَّة وهو أَن يُباشِر من

الفعل الذي يُقْسِم عليه المقدارَ الذي يُبِرُّ به قَسَمَه ويُحَلِّلُه،

مثل أَن يحلف على النزول بمكان فلو وَقَع به وَقْعة خفيفة أَجزأَته فتلك

تَحِلَّة قَسَمِه، والمعنى لا تَمَسُّه النار إِلا مَسَّة يسيرة مثل

تَحِلَّة قَسَم الحالف، ويريد بتَحِلَّتِه الوُرودَ على النار والاجْتيازَ

بها، قال: والتاء في التَّحِلَّة زائدة؛ وفي الحديث الآخر: من حَرَس ليلة من

وراء المسلمين مُتَطَوِّعاً لم يأْخذه الشيطان ولم ير النار تَمَسُّه

إِلا تَحِلَّة القَسَم؛ قال الله تعالى: وإِن منكم إِلا واردها، قال

الأَزهري: وأَصل هذا كله من تحليل اليمين وهو أَن يحلف الرجل ثم يستثني استثناء

متصلاً باليمين غير منفصل عنها، يقال: آلى فلان أَلِيَّة لم يَتَحَلَّل

فيها أَي لم يَسْتثْنِ ثم جعل ذلك مثلاً للتقليل؛ ومنه قول كعب بن زهير:

تَخْدِي على يَسَراتٍ، وهي لاحقة،

بأَرْبَعٍ، وَقْعُهُنَّ الأَرضَ تَحْلِيل

(* قوله «لاحقة» في نسخة النهاية التي بأيدينا: لاهية).

وفي حواشي ابن بري:

تَخْدِي على يَسَرات، وهي لاحقة،

ذَوَابِل، وَقْعُهُنَّ الأَرضَ تَحْلِيل

أَي قليل

(* قوله «أي قليل» هذا تفسير لتحليل في البيت) كما يحلف

الإِنسان على الشيء أَن يفعله فيفعل منه اليسير يُحَلِّل به يَمِينه؛ وقال

الجوهري: يريد وَقْعَ مَناسِم الناقة على الأَرض من غير مبالغة؛ وقال

الآخر:أَرَى إِبلي عافت جَدُودَ، فلم تَذُقْ

بها قَطْرَةً إِلا تَحِلَّة مُقْسِم

قال ابن بري: ومثله لعَبْدَةَ بن الطبيب:

تُحْفِي الترابَ بأَظْلافٍ ثَمانية

في أَرْبَع، مَسُّهنَّ الأَرضَ تَحْلِيلُ

أَي قليل هَيِّن يسير. ويقال للرجل إِذا أَمْعَن في وَعِيد أَو أَفرط في

فَخْر أَو كلام: حِلاًّ أَبا فلان أَي تَحَلَّلْ في يمينك، جعله في

وعيده إِياه كاليمين فأَمره بالاستثناء أَي اسْتَثْن يا حالف واذْكُر حِلاًّ.

وفي حديث أَبي بكر: أَنه قال لامرأَة حَلَفت أَن لا تُعْتِق مَوْلاة لها

فقال لها: حِلاًّ أُمَّ فلان، واشتراها وأَعتقها، أَي تَحَلَّلِي من

يمينك، وهو منصوب على المصدر؛ ومنه حديث عمرو بن معد يكرب: قال لعمر حِلاًّ

يا أَمير المؤمنين فيما تقول أَي تَحَلَّلْ من قولك. وفي حديث أَنس: قيل

له حَدِّثْنا ببعض ما سمعتَه من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال:

وأَتَحلَّل أَي أَستثني. ويقال: تَحَلَّل فلان من يمينه إِذا خرج منها

بكفارة أَو حِنْث يوجب الكفارة؛ قال امرؤ القيس:

وآلَتْ حِلْفةً لم تَحَلَّل

وتَحَلَّل في يمينه أَي استثنى.

والمُحَلِّل من الخيل: الفَرَسُ الثالث من خيل الرِّهان، وذلك أَن يضع

الرَّجُلانِ رَهْنَين بينهما ثم يأْتي رجل سواهما فيرسل معهما فرسه ولا

يضع رَهْناً، فإِن سَبَق أَحدُ الأَوَّليْن أَخَذَ رهنَه ورهنَ صاحبه وكان

حَلالاً له من أَجل الثالث وهو المُحَلِّل، وإِن سبَقَ المُحَلِّلُ ولم

يَسْبق واحد منهما أَخَذَ الرهنين جميعاً، وإِن سُبِقَ هو لم يكن عليه

شيء، وهذا لا يكون إِلاَّ في الذي لا يُؤْمَن أَن يَسْبق، وأَما إِذا كان

بليداً بطيئاً قد أُمِن أَن يَسْبِقهما فذلك القِمَار المنهيّ عنه،

ويُسَمَّى أَيضاً الدَّخِيل.

وضَرَبه ضَرْباً تَحْلِيلاً أَي شبه التعزير، وإِنما اشتق ذلك من

تَحْلِيل اليمين ثم أُجْري في سائر الكلام حتى قيل في وصف الإِبل إِذا

بَرَكَتْ؛ ومنه قول كعب

بن زهير:

نَجَائِب وَقْعُهُنَّ الأَرضَ تَحْليل

أَي هَيِّن. وحَلَّ العُقْدة يَحُلُّها حَلاًّ: فتَحَها ونَقَضَها

فانْحَلَّتْ. والحَلُّ: حَلُّ العُقْدة. وفي المثل السائر: يا عاقِدُ اذْكُرْ

حَلاًّ، هذا المثل ذكره الأَزهري والجوهري؛ قال ابن بري: هذا قول

الأَصمعي وأَما ابن الأَعرابي فخالفه وقال: يا حابِلُ اذْكُرْ حَلاًّ وقال: كذا

سمعته من أَكثر من أَلف أَعرابي فما رواه أَحد منهم يا عاقِدُ، قال:

ومعناه إِذا تحَمَّلْتَ فلا نُؤَرِّب ما عَقَدْت، وذكره ابن سيده على هذه

الصورة في ترجمة حبل: يا حابِلُ اذْكُرْ حَلاًّ. وكل جامد أُذِيب فقد

حُلَّ.والمُحَلَّل: الشيء اليسير، كقول امرئ القيس يصف جارية:

كبِكْرِ المُقاناةِ البَيَاض بصُفْرة،

غَذَاها نَمِير الماءِ غَيْر المُحَلَّل

وهذا يحتمل معنيين: أَحدهما أَن يُعْنَى به أَنه غَذَاها غِذَاء ليس

بمُحَلَّل أَي ليس بيسير ولكنه مُبالَغ فيه، وفي التهذيب: مَرِيءٌ ناجِعٌ،

والآخر أَن يُعْنى به غير محلول عليه فيَكْدُر ويَفْسُد. وقال أَبو

الهيثم: غير مُحَلَّل يقال إِنه أَراد ماء البحر أَي أَن البحر لا يُنْزَل عليه

لأَن ماءه زُعَاق لا يُذَاق فهو غير مُحَلَّل أَي غير مَنْزولٍ عليه،

قال: ومن قال غير مُحَلَّل أَي غير قليل فليس بشيء لأَن ماء البحر لا يوصف

بالقلة ولا بالكثرة لمجاوزة حدِّه الوصفَ، وأَورد الجوهري هذا البيت

مستشهداً به على قوله: ومكان مُحَلَّل إِذا أَكثر الناسُ به الحُلُولَ، وفسره

بأَنه إِذا أَكثروا به الحُلول كدَّروه. وكلُّ ماء حَلَّتْه الإِبل

فكَدَّرَتْه مُحَلَّل، وعَنى امرُؤ القيس بقوله بِكْر المُقَاناة دُرَّة غير

مثقوبة. وحَلَّ عليه أَمرُ الله يَحِلُّ حُلولاً: وجَبَ. وفي التنزيل:

أَن يَحِلَّ عليكم غَضَبٌ من ربكم، ومن قرأَ: أَن يَحُلَّ، فمعناه أَن

يَنْزِل. وأَحَلَّه اللهُ عليه: أَوجبه؛ وحَلَّ عليه حَقِّي يَحِلُّ

مَحِلاًّ، وهو أَحد ما جاء من المصادر على مثال مَفْعِل بالكسر كالمَرْجِعِ

والمَحِيص وليس ذلك بمطَّرد، إِنما يقتصر على ما سمع منه، هذا مذهب سيبويه.

وقوله تعالى: ومن يَحْلُِلْ عليه غَضَبي فقد هَوَى؛ قرئَ ومن يَحْلُل

ويَحْلِل، بضم اللام وكسرها، وكذلك قرئَ: فيَحُِلُّ عليكم غضبي، بكسر الحاء

وضمها؛ قال الفراء: والكسر فيه أَحَبُّ إِليَّ من الضم لأَن الحُلول ما

وقع من يَحُلُّ، ويَحِلُّ يجب، وجاء بالتفسير بالوجوب لا بالوقوع، قال:

وكلٌّ صواب، قال: وأَما قوله تعالى: أَم أَردتم أَن يَحِلَّ عليكم، فهذه

مكسورة، وإِذا قلت حَلَّ بهم العذابُ كانت تَحُلُّ لا غير، وإِذا قلت

عَليَّ أَو قلت يَحِلُّ لك كذا وكذا، فهو بالكسر؛ وقال الزجاج: ومن قال

يَحِلُّ لك كذا وكذا فهو بالكسر، قال: ومن قرأَ فيَحِلُّ عليكم فمعناه فيَجِب

عليكم، ومن قرأَ فيَحُلُّ فمعناه فيَنْزِل؛ قال: والقراءة ومن يَحْلِل

بكسر اللام أَكثر. وحَلَّ المَهْرُ يَحِلُّ أَي وجب. وحَلَّ العذاب يَحِلُّ،

بالكسر، أَي وَجَب، ويَحُلُّ، بالضم، أَي نزل. وأَما قوله أَو تَحُلُّ

قريباً من دارهم، فبالضم، أَي تَنْزل. وفي الحديث: فلا يَحِلُّ لكافر

يَجِد ريح نَفَسه إِلاَّ مات أَي هو حَقٌّ واجب واقع كقوله تعالى: وحَرَام

على قَرْية؛ أَي حَقٌّ واجب عليها؛ ومنه الحديث: حَلَّت له شفاعتي، وقيل:

هي بمعنى غَشِيَتْه ونَزَلَتْ به، فأَما قوله: لا يَحُلُّ المُمْرِض على

المُصِحّ، فبضم الحاء، من الحُلول النزولِ، وكذلك فَلْيَحْلُل، بضم اللام.

وأَما قوله تعالى: حتى يبلغ الهَدْيُ مَحِلَّه، فقد يكون المصدرَ ويكون

الموضعَ. وأَحَلَّت الشاةُ والناقةُ وهي مُحِلٌّ: دَرَّ لبَنُها، وقيل:

يَبِسَ لبنُها ثم أَكَلَت الرَّبيعَ فدَرَّت، وعبر عنه بعضهم بأَنه نزول

اللبن من غير نَتاج، والمعنيان متقاربان، وكذلك الناقة؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:

ولكنها كانت ثلاثاً مَيَاسِراً،

وحائلَ حُول أَنْهَزَتْ فأَحَلَّتِ

(* قوله «أَنهزت» أورده في ترجمة نهز بلفظ أنهلت باللام، وقال بعده:

ورواه ابن الاعرابي أنهزت بالزاي ولا وجه له).

يصف إِبلاً وليست بغنم لأَن قبل هذا:

فَلو أَنَّها كانت لِقَاحِي كَثيرةً،

لقد نَهِلَتْ من ماء جُدٍّ وعَلَّت

(* قوله «من ماء جد» روي بالجيم والحاء كما أورده في المحلين).

وأَنشد الجوهري لأُمية بن أَبي الصلت الثقفي:

غُيوث تَلتَقي الأَرحامُ فيها،

تُحِلُّ بها الطَّروقةُ واللِّجاب

وأَحَلَّت الناقةُ على ولدها: دَرَّ لبنُها، عُدِّي بعَلى لأَنه في معنى

دَرَّت. وأَحَلَّ المالُ فهو يُحِلُّ إِحْلالاً إِذا نزل دَرُّه حين

يأْكل الربيع. الأَزهري عن الليث وغيره: المَحالُّ الغنم التي ينزل اللبن في

ضروعها من غير نَتاج ولا وِلاد.

وتَحَلَّل السَّفَرُ بالرجل: اعْتَلَّ بعد قدومه.

والإِحْلِيل والتِّحْلِيل: مَخْرَج البول من الإِنسان ومَخْرج اللبن من

الثدي والضَّرْع. الأَزهري: الإِحْلِيل مَخْرج اللبن من طُبْي الناقة

وغيرها. وإِحْلِيل الذَّكَرِ: ثَقْبه الذي يخرج منه البول، وجمعه

الأَحالِيل؛ وفي قصيد كعب بن زهير:

تُمِرُّ مثلَ عَسِيب النخل ذا خُصَلٍ،

بغارب، لم تُخَوِّنْه الأَحالِيل

هو جمع إِحْلِيل، وهو مَخْرَج اللبن من الضَّرْع، وتُخَوِّنه: تَنْقُصه،

يعني أَنه قد نَشَفَ لبنُها فهي سمينة لم تضعف بخروج اللبن منها.

والإِحْلِليل: يقع على ذَكَرِ الرجل وفَرْج المرأَة، ومنه حديث ابن عباس:

أَحْمَد إِليكم غَسْل الإِحْلِيل أَي غَسْل الذكر. وأَحَلَّ الرجلُ بنفسه إِذا

استوجب العقوبة. ابن الأَعرابي: حُلَّ إِذا سُكِن، وحلَّ إِذا عَدا،

وامرأَة حَلاَّء رَسْحاء، وذِئْب أَحَلُّ بَيِّن الحَلَل كذلك. ابن

الأَعرابي: ذئب أَحَلُّ وبه حَلَل، وليس بالذئب عَرَج، وإِنما يوصف به لخَمَع

يُؤنَس منه إِذا عَدا؛ وقال الطِّرِمَّاح:

يُحِيلُ به الذِّئْبُ الأَحَلُّ، وَقُوتُه

ذَوات المَرادِي، من مَناقٍ ورُزّح

(* قوله «المرادي» هكذا في الأصل، وفي الصحاح: الهوادي، وهي الأعناق.

وفي ترجمة مرد: أن المراد كسحاب العنق).

وقال أَبو عمرو: الأَحَلُّ أَن يكون مَنْهوس المُؤْخِر أَرْوَح

الرِّجلين. والحَلَل: استرخاء عَصَب الدابة، فَرَسٌ أَحَلُّ. وقال الفراء:

الحَلَل في البعير ضعف في عُرْقوبه، فهو أَحَلُّ بَيِّن الحَلَل، فإِن كان في

الرُّكْبة فهو الطَّرَق. والأَحَلُّ: الذي في رجله استرخاء، وهو مذموم في

كل شيء إِلا في الذئب. وأَنشد الجوهري بيت الطرماح: يُحِيلُ به الذِّئبُ

الأَحَلُّ، ونسبه إِلى الشماخ وقال: يُحِيلُ أَي يُقِيم به حَوْلاً. وقال

أَبو عبيدة: فَرَس أَحَلُّ، وحَلَلُه ضعف نَساه ورَخاوة كَعْبه، وخَصّ

أَبو عبيدة به الإِبل. والحَلَل: رخاوة في الكعب، وقد حَلِلْت حَلَلاً.

وفيه حَلَّة وحِلَّة أَي تَكَسُّر وضعف؛ الفتح عن ثعلب والكسر عن ابن

الأَعرابي. وفي حديث أَبي قتادة: ثم تَرَك فتَحَلَّل أَي لما انْحَلَّت قُواه

ترك ضَمَّه إِليه، وهو تَفَعُّل من الحَلِّ نقيض الشَّدّ؛ وأَنشد ابن بري

لشاعر:

إِذا اصْطَكَّ الأَضاميمُ اعْتَلاها

بصَدْرٍ، لا أَحَلَّ ولا عَموج

وفي الحديث: أَنه بَعَث رجلاً على الصدقة فجاء بفَصِيل مَحْلُول أَو

مَخْلول بالشك؛ المحلول، بالحاء المهملة: الهَزِيل الذي حُلَّ اللحم عن

أَوصاله فعَرِيَ منه، والمَخْلُول يجيء في بابه.

وفي الحديث: الصلاة تحريمها التكبير وتَحْلِيلها التسليم أَي صار

المُصَلِّي بالتسليم يَحِلُّ له ما حرم فيها بالتكبير من الكلام والأَفعال

الخارجة عن كلام الصلاة وأَفعالها، كما يَحِلُّ للمُحْرِم بالحج عند الفراغ

منه ما كان حَراماً عليه. وفي الحديث: أَحِلُّوا الله يغفر لكم أَي

أَسلموا؛ هكذا فسر في الحديث، قال الخطابي: معناه الخروج من حَظْر الشِّرك إِلى

حِلِّ الإِسلام وسَعَته، من قولهم حَلَّ الرجلُ إِذا خرج من الحَرَم

إِلى الحِلِّ، ويروى بالجيم، وقد تقدم؛ قال ابن الأَثير: وهذا الحديث هو عند

الأَكثر من كلام أَبي الدرداء، ومنهم من جعله حديثاً. وفي الحديث: من

كانت عنده مَظْلِمة من أَخيه فَلْيسْتَحِلَّه. وفي حديث عائشة أَنها قالت

لامرأَة مَرَّتْ بها: ما أَطول ذَيْلَها فقال: اغْتَبْتِها قُومي إِليها

فَتَحلَّليها؛ يقال: تَحَلَّلته واسْتَحْلَلْته إِذا سأَلته أَن يجعلك في

حِلٍّ من قِبَله. وفي الحديث: أَنه سئل أَيّ الأَعمال أَفضل فقال:

الحالُّ المُرْتَحِل، قيل: وما ذاك؟ قال: الخاتِم المفتَتِح هو الذي يَخْتم

القرآن بتلاوته ثم يَفْتَتح التلاوة من أَوّله؛ شبَّهه بالمُسافر يبلغ

المنزل فيَحُلُّ فيه ثم يفتتح سيره أَي يبتدئه، وكذلك قُرَّاء أَهل مكة إِذا

ختموا القرآن بالتلاوة ابتدأُوا وقرأُوا الفاتحة وخمس آيات من أَول سورة

البقرة إِلى قوله: أُولئك هم المفلحون، ثم يقطعون القراءة ويُسَمُّون ذلك

الحالَّ المُرْتَحِل أَي أَنه ختم القرآن وابتدأَ بأَوَّله ولم يَفْصِل

بينهما زمان، وقيل: أَراد بالحالِّ المرتحل الغازِيَ الذي لا يَقْفُل عن

غَزْوٍ إِلا عَقَّبه بآخر.

والحِلال: مَرْكَبٌ من مراكب النساء؛ قال طُفَيْل:

وراكضةٍ، ما تَسْتَجِنُّ بجُنَّة،

بَعِيرَ حِلالٍ، غادَرَتْه، مُجَعْفَلِ

مُجَعْفَل: مصروع؛ وأَنشد ابن بري لابن أَحمر:

ولا يَعْدِلْنَ من ميل حِلالا

قال: وقد يجوز أَن يكون متاعَ رَحْل البعير. والحِلُّ: الغَرَض الذي

يُرْمى إِليه. والحِلال: مَتاع الرَّحْل؛ قال الأَعشى:

وكأَنَّها لم تَلْقَ سِتَّة أَشهر

ضُرّاً، إِذا وَضَعَتْ إِليك حِلالَها

قال أَبو عبيد: بلغتني هذه الرواية عن القاسم بن مَعْن، قال: وبعضهم

يرويه جِلالَها، بالجيم؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

ومُلْوِيَةٍ تَرى شَماطِيطَ غارة،

على عَجَلٍ، ذَكَّرْتُها بِحِلالِها

فسره فقال: حِلالُها ثِيابُ بدنها وما على بعيرها، والمعروف أَن الحِلال

المَرْكَب أَو متاع الرَّحْل لا أَن ثياب المرأَة مَعْدودة في الحِلال،

ومعنى البيت عنده: قلت لها ضُمِّي إِليك ثِيابَك وقد كانت رَفَعَتْها من

الفَزَع. وفي حديث عيسى، عليه السلام، عند نزوله: أَنه يزيد في الحِلال؛

قيل: أَراد أَنه إِذا نَزَل تَزَوَّجَ فزاد فيما أَحَلَّ اللهُ له أَي

ازداد منه لأَنه لم يَنْكِح إِلى أَن رُفِع.

وفي الحديث: أَنه كسا عليّاً، كرّم الله وجهه، حُلَّة سِيَراء؛ قال خالد

بن جَنْبة: الحُلَّة رِداء وقميص وتمامها العِمامة، قال: ولا يزال الثوب

الجَيِّد يقال له في الثياب حُلَّة، فإِذا وقع على الإِنسان ذهبت

حُلَّته حتى يجتمعن له إِمَّا اثنان وإِما ثلاثة، وأَنكر أَن تكون الحُلَّة

إِزاراً ورِداء وَحْدَه. قال: والحُلَل الوَشْي والحِبرَة والخَزُّ والقَزُّ

والقُوهِيُّ والمَرْوِيُّ والحَرِير، وقال اليَمامي: الحُلَّة كل ثوب

جَيِّد جديد تَلْبسه غليظٍ أَو دقيق ولا يكون إِلا ذا ثوبَين، وقال ابن

شميل: الحُلَّة القميص والإِزار والرداء لا تكون أَقل من هذه الثلاثة، وقال

شمر: الحُلَّة عند الأَعراب ثلاثة أَثواب، وقال ابن الأَعرابي: يقال

للإِزار والرداء حُلَّة، ولكل واحد منهما على انفراده حُلَّة؛ قال الأَزهري:

وأَما أَبو عبيد فإِنه جعل الحُلَّة ثوبين. وفي الحديث: خَيْرُ الكَفَن

الحُلَّة، وخير الضَّحِيَّة الكبش الأَقْرَن. والحُلَل: بُرود اليمن ولا

تسمى حُلَّة حتى تكون ثوبين، وقيل ثوبين من جنس واحد؛ قال: ومما يبين ذلك

حديث عمر: أَنه رأَى رجلاً عليه حُلَّة قد ائتزرَ بأَحدهما وارْتَدى

بالآخر فهذان ثوبان؛ وبَعَث عمر إِلى مُعاذ بن عَفْراء بحُلَّة فباعها واشترى

بها خمسة أَرؤس من الرقيق فأَعتقهم ثم قال: إِن رجلاً آثر قِشْرَتَيْن

يَلْبَسُهما على عِتْق هؤلاء لَغَبينُ الرأْي: أَراد بالقِشْرَتَين

الثوبين؛ قال: والحُلَّة إِزار ورداء بُرْد أَو غيره ولا يقال لها حُلَّة حتى

تكون من ثوبين والجمع حُلَل وحِلال؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

ليس الفَتى بالمُسْمِن المُخْتال،

ولا الذي يَرْفُل في الحِلال

وحَلَّله الحُلَّة: أَلبسه إِياها؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

لَبِسْتَ عليك عِطاف الحَياء،

وحَلَّلَك المَجْدَ بَنْيُ العُلى

أَي أَلْبَسك حُلَّته، وروى غيره: وجَلَّلَك. وفي حديث أَبي اليَسَر: لو

أَنك أَخَذْت بُرْدة غُلامك وأَعْطَيْتَه مُعافِرِيَّك أَو أَخَذْت

مُعافِريَّه وأَعطيته بُرْدتك فكانت عليك حُلَّة وعليه حُلَّة. وفي حديث

عَليّ: أَنه بعث ابنته أُم كلثوم إِلى عمر، رضي الله عنهم، لمَّا خَطَبَها

فقال لها: قُولي له أَبي يقول هل رَضِيت الحُلَّة؟ كَنى عنها بالحُلَّة

لأَن الحُلَّة من اللباس ويكنى به عن النساء؛ ومنه قوله تعالى: هُنَّ لِباس

لكم وأَنتم لباس لهن. الأَزهري: لَبِس فلان حُلَّته أَي سِلاحه.

الأَزهري: أَبو عَمْرو الحُلَّة القُنْبُلانِيَّة وهي الكَراخَة.

وفي حديث أَبي اليَسَر

(* قوله «وفي حديث أَبي اليسر» الذي في نسخة

النهاية التي بأيدينا أنه حديث عمر) والحُلاَّن الجَدْيُ، وسنذكره في

حلن.والحِلَّة: شجرة شاكَة أَصغر من القَتادة يسميها أَهل البادية

الشِّبْرِق، وقال ابن الأَعرابي: هي شجرة إِذا أَكَلَتْها الإِبل سَهُل خروج

أَلبانها، وقيل: هي شجرة تنبت بالحجاز تظهر من الأَرض غَبْراء ذات شَوْك

تأْكلها الدواب، وهو سريع النبات ينبت بالجَدَد والآكام والحَصباء، ولا ينبت

في سَهْل ولا جَبَل؛ وقال أَبو حنيفة: الحِلَّة شجرة شاكَة تنبت في غَلْظ

الأَرض أَصغر من العَوْسَجة ووَرَقُها صغار ولا ثمر لها وهي مَرْعى

صِدْقٍ؛ قال:

تأْكل من خِصْبٍ سَيالٍ وسَلَم،

وحِلَّة لَمَّا تُوَطَّأْها قَدَم

والحِلَّة: موضع حَزْن وصُخور في بلاد بني ضَبَّة متصل برَمْل.

وإحْلِيل: اسم واد؛ حكاه ابن جني؛ وأَنشد:

فلو سَأَلَتْ عَنَّا لأُنْبِئَتَ آنَّنا

بإِحْلِيل، لا نُزْوى ولا نتَخَشَّع

وإِحْلِيلاء: موضع. وحَلْحَل القومَ: أَزالهم عن مواضعهم.

والتَّحَلْحُل: التحرُّك والذهاب. وحَلْحَلْتهم: حَرَّكْتهم. وتَحَلْحَلْت عن المكان

كتَزَحْزَحْت؛ عن يعقوب. وفلان ما يَتَحَلْحل عن مكانه أَي ما يتحرك؛

وأَنشد للفرزدق:

ثَهْلانُ ذو الهَضَبات ما يَتَحَلْحَل

قال ابن بري: صوابه ثَهْلانَ ذا الهَضَبات، بالنصب، لأَن صدره:

فارفع بكفك إِن أَردت بناءنا

قال: ومثله لليلى الأَخيلية:

لنا تامِكٌ دون السماء، وأَصْلُه

مقيم طُوال الدهر، لن يَتَحَلْحلا

ويقال: تَحَلْحَل إِذا تَحَرَّك وذهب، وتَلَحْلَح إِذا أَقام ولم

يتحرَّك. والحَلُّ: الشَّيْرَج. قال الجوهري: والحَلُّ دُهْن السمسم؛ وأَما

الحَلال في قول الراعي:

وعَيَّرني الإِبْلَ الحَلالُ، ولم يكن

ليَجْعَلَها لابن الخَبِيثة خالِقُه

فهو لقب رجل من بني نُمَيْر؛ وأَما قول الفرزدق:

فما حِلَّ من جَهْلٍ حُبَا حُلَمائنا،

ولا قائلُ المعروف فينا يُعَنَّف

أَراد حُلَّ، على ما لم يسم فاعله، فطرح كسرة اللام على الحاء؛ قال

الأَخفش: سمعنا من ينشده كذا، قال: وبعضهم لا يكسر الحاء ولكن يُشِمُّها

الكسر كما يروم في قيل الضم، وكذلك لغَتُهم في المُضعَّف مثل رُدَّ

وشُدَّ.والحُلاحِل: السَّيِّد في عشيرته الشجاع الرَّكين في مجلسه، وقيل: هو

الضَّخْم المروءة، وقيل: هو الرَّزِين مع ثَخانة، ولا يقال ذلك للنساء،

وليس له فعل، وحكى ابن جني: رجل مُحَلْحَل ومُلَحْلَح في ذلك المعنى، والجمع

الحَلاحِل؛ قال امرؤ القيس:

يا لَهْفَ نفسي إِن خَطِئْن كاهِلا،

القاتِلِينَ المَلِكَ الحُلاحِلا

قال ابن بري: والحُلاحِل أَيضاً التامّ؛ يقال: حَوْلٌ حُلاحِل أَي تام؛

قال بُجَير بن

لأْي بن حُجْر:

تُبِين رُسوماً بالرُّوَيْتِج قد عَفَتْ

لعَنْزة، قد عُرِّين حَوْلاً حُلاحِلا

وحَلْحَل: اسم موضع. وحَلْحَلة: اسم رجل. وحُلاحِل: موضع، والجيم أَعلى.

وحَلْحَل بالإِبل: قال لها حَلْ حَلْ، بالتخفيف؛ وأَنشد:

قد جَعَلَتْ نابُ دُكَيْنٍ تَزْحَلُ

أُخْراً، وإِن صاحوا به وحَلْحَلوا

الأَصمعي: يقال للناقة إِذا زَجَرَتْها: حَلْ جَزْم، وحَلٍ مُنَوَّن،

وحَلى جزم لا حَليت؛ قال رؤبة:

ما زال سُوءُ الرَّعْي والتَّنَاجِي،

وطُولُ زَجْرٍ بحَلٍ وعاجِ

قال ابن سيده: ومن خفيف هذا الاسم حَلْ وحَلٍ، لإِناث الإِبل خاصة.

ويقال: حَلا وحَلِيَ لا حَليت، وقد اشتق منه اسم فقيل الحَلْحال؛ قال

كُثَيِّر عَزَّة:

نَاجٍ إِذا زُجِر الركائبُ خَلْفَه،

فَلَحِقْنه وثُنِينَ بالحَلْحال

قال الجوهري: حَلْحَلْت بالناقة إِذا قلت لها حَلْ، قال: وهو زَجْر

للناقة، وحَوْبٌ زَجْر للبعير؛ قال أَبو النجم:

وقد حَدَوْناها بحَوْبٍ وحَلِ

وفي حديث ابن عباس: إِن حَلْ لَتُوطِيءُ الناس وتُؤْذِي وتَشْغَل عن ذكر

الله عز وجل، قال: حَلْ زَجْر للناقة إِذا حَثَثْتَها على السير أَي إِن

زجرك إِياها عند الإِفاضة من عرفات يُؤَدِّي إِلى ذلك من الإِيذاء

والشَّغْل عن ذكر الله، فَسِرْ على هِينَتِك.

حلل
{حَلَّ المَكانَ، حَلّ بِهِ،} يَحُلّ {ويَحِلّ مِن حَدّى نَصَرَ وضَرَبَ، وَهُوَ ممّا جَاءَ بالوَجْهين، كَمَا ذكره الشَّيْخ ابنُ مالكٍ أَيْضا} حَلّاً {وحُلُولاً} وحَلَلاً، مُحرَّكةً بفَكّ التَّضْعِيف، وَهُوَ نادِرٌ: أَي نَزَل بِهِ. وَقَالَ الرَّاغِب: أصْلُ {الحَلِّ: حَلُّ العُقْدة، وَمِنْه:} وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَاني وحَلَلْتُ: نَزلْتُ، مِن حَلِّ الأَحْمالِ عندَ النُّزُول، ثمَّ جُرِّد استعمالُه للنُّزولِ، فقِيل: {حَلَّ} حُلُولاً: نَزَل. وَفِي المِصباح: {حَلَّ العَذابُ يَحُلّ} ويَحِلُّ {حُلُولاً، هَذِه وحدَها بالضمِّ والكسرِ، وَالْبَاقِي بِالْكَسْرِ فَقَط، فتأمَّلْ.} كاحْتَلَّهُ و {احْتَلَّ بِهِ قَالَ الكُمَيت:
(} واحْتَلَّ بَرْكُ الشِّتاءِ مَنْزِلَهُ ... وباتَ شَيخُ العِيالِ يَصْطَلِبُ)
قَالَ ابنُ سِيدَه: وَكَذَا {حَلَّ بالقَومِ،} وحَلَّهُم، {واحْتَلَّ بهم،} واحْتَلَّهم، فإمَّا أَن تَكُونَا لُغَتين، أَو الأصلُ: {حَلَّ بِهِ، ثمَّ حُذِفَت الباءُ وأُوصِلَ الفِعْلُ، فقِيل:} حَلَّهُ. فَهُوَ {حالٌّ، ج:} حُلُولٌ، {وحُلاَّلٌ، كعُمّالٍ، ورُكَّعٍ قَالَ: وقَدْ أَرى بالحَع حَيّاً} حُلَّلَا {وأحَلَّهُ المَكانَ، و} أَحلَّهُ بِهِ، {وحَلَّلَهُ إيّاه،} وحَلَّ بِهِ: جَعَلَه {يَحُل، عاقَبَتِ الباءُ الهمزةَ كَذَا فِي المُحكَم، قَالَ قَيسُ بن الخَطِيم:
(دِيارَ الَّتِي كادَتْ ونَحنُ على مِنًى ... } تَحُلُّ بِنا لَوْلَا نَجاءُ الرَّكائِبِ)
أَي تَجْعَلُنا {نَحُلُّ. وَقَالَ تَعَالَى: الَّذِي} أَحَلَّنَا دَارَ المُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ. {وحالَّهُ:} حَلَّ مَعَهُ فِي دارِه.)
{وحَلِيلَتُكَ: امرأتُكَ، وَأَنت} حَلِيلُها لأنّ كُلاً {يُحالُّ صاحِبَه، وَهُوَ أَمْثَلُ مِن قَوْلِ إنّه مِن} الحَلالِ: أَي يَحِل لَها {وتَحِل لَهُ، لأَنَّه لَيْسَ باسْمٍ شَرعيٍّ، إنّما هُوَ مِن قَديمِ الأسماءِ. والجَمعُ:} الحَلائِلُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُم وَقَالَ أَوسُ بن حَجَر:
(ولَستُ بأطْلَسِ الثَّوْبَيْنِ يُصْبِي ... } حَلِيلَتَهُ إِذا هَجَعَ النِّيامُ)
وَقيل: {حَلِيلَتُهُ: جارَتُه، وَهُوَ مِنْهُ، لِأَنَّهُمَا يَحُلَّانِ بموضعٍ وَاحِد. وشاهِدُ الحَلِيلِ بِمَعْنى الزَّوج، قولُ عَنْتَرَةَ العَبسِي:
(} وحَلِيل غانِيَةٍ تَرَكْتُ مُجَدَّلاً ... تَمْكُو فَرِيصَتُهُ كشِدْقِ الأَعْلَمِ)
ويُقال للمؤنث: {حَلِيلٌ أَيْضا كَمَا فِي المُحكَم.} والحَلَّةُ: ة بِنَاحِيَة دُجَيلٍ من بَغدادَ. أَيْضا: قُفٌّ مِن الشرَيْفِ، بينَ ضَرِيَّةَ واليَمامَةِ فِي دِيارِ عُكْل. أَو: ع، حَزْنٌ وصُخُورٌ ببِلادِ ضَبَّةَ مُتَّصِلٌ برَمْلٍ.
(و) ! الحَلَّةُ فِي اصْطِلاحِ أهلِ بَغدادَ: كهَيئَةِ الزِّنْبِيل الْكَبِير مِن القَصَب يُجْعَلُ فِيهِ الطعامُ، نَقله الصَّاغَانِي. قلت: وَفِي اصطِلاح مِصْرَ يُطْلَق على قِدْرِ النُّحاس، لأنَه يَحُلُّ فِيهَا الطَّعامُ. (و) {الحَلَّةُ:} المَحَلَّةُ أَي مِنْزلُ القومِ. (و) {الحَلَّةُ: ع، بالشامِ.} وحَلَّة الشَّيْء، ويُكسر: جِهَتُه وقَصْدُه قَالَ سِيبَويهِ: زَيدٌ حِلَّةَ الغَوْرِ: أَي قَصْدَه، وأنشَد لبِشْرِ بن عَمْروِ بن مَرثَدٍ:
(سَرَى بعدَ مَا غارَ الثُّرَيّا وبَعْدَ مَا ... كأنَّ الثُّرَيّا {حِلَّةَ الغَوْرِ مُنْخُلُ)
(و) } الحِلَّةُ بِالْكَسْرِ: القَومُ النُّزولُ اسمٌ للجَمع. أَيْضا: هَيئَةُ {الحُلُولِ. أَيْضا: جَماعةُ بُيوتِ النّاس لِأَنَّهَا} تُحَلُّ. أَو هِيَ مائةُ بَيتٍ. جَمعُ {حِلال، بِالْكَسْرِ. وَيُقَال: حَيٌّ} حِلالٌ، أى: كثيرٌ، قَالَ زُهَيرٌ:
(لِحَيٍّ {حِلالٍ يَعْصِمُ الناسَ أَمْرُهُمْ ... إِذا طَرَقَتْ إحْدَى اللَّيالي بمُعْظَمِ)
(و) } الحِلَّةُ أَيْضا: المَجْلِسُ، أَيْضا: المُجْتَمَعُ، ج: حِلالٌ بِالْكَسْرِ. قَالَ ابنُ الأعرابيّ: {الحِلَّةُ: شَجَرَةٌ إِذا أكلَتْها الإبِلُ سَهُلَ خُروجُ لَبنِها. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: هِيَ شَجَرةٌ شاكَةٌ أَصْغَرُ مِن العَوْسَجَة، إلّا أنَّها أَنْعَمُ، وَلَا ثَمَرَ لَهَا، وَلها وَرَقٌ صِغارٌ، وَهِي مَرْعَى صِدْقٍ ومَنابِتُها غَلْظُ الأرضِ، وَهِي كثيرةٌ فِي مَنابِتها، قَالَ فِي وَصْفِ بَعِيرٍ: يأكُل مِن خِصْبٍ سَيالٍ وسَلَم} وحِلَّةٍ لَمّا يُوَطِّئْها النَّعَم وَقَالَ غيرُه: هِيَ الَّتِي يُسمِّيها أهلُ الْبَادِيَة: الشِّبرِقَ، وَهِي غَبراءُ سريعةُ النَّبات، تَنْبُتُ بالجَدَدِ والآكامِ والحَصْباء، وَلَا تَنْبُت فِي سَهْلٍ وَلَا جَبَل. قَالَ أَبُو عَمْرو: {الحِلَّةُ القُنْبُلانِيَّةُ، وَهِي)
الكَراخَةُ، نقلَه الأزهريُّ. وَقَالَ الصاغانيُّ: الكَراخَةُ بلُغة أهلِ السَّواد: الشّقَّةُ مِن البَوارِي وَلَكِن وُجِد فِي نُسَخ التَّهْذِيب، مضبوطاً بِفَتْح الْحَاء، وَكَذَا يدُلُّ لَهُ سِياقُ العُباب. (و) } الحِلَّةُ المَزْيَدِيّةُ: د، بَناهُ أميرُ العَرب سيفُ الدَّوْلَة أَبُو الْحسن صَدَقَةُ بنُ منصورِ بنِ ذبَيس بنِ عَليّ بنِ مَزْيَدِ بنِ مَرثَد بن الدَّيَّان بن خالِد ابْن حَيِّ بن زنجى بن عَمْرو بن خَالِد بن مَالك بن عَوْف بن مَالك بن ناشِرة بن نصر بن سُواءةَ بن سعد بن مَالك بن ثَعْلَبة بن دُودَان بن أَسد الأسَدِيّ، خُطِب لَهُ مِن الفُرات إِلَى البَحر، ولُقِّب بمَلِك العَرَب، قُتِل فِي سنة. وولداه: تاجُ الْمُلُوك أَبُو النَّجم بَدْران، لَهُ شِعْرٌ حَسَنٌ، جَمَعه بعضُ الفُضلاء فِي ديوَان. وسيفُ الدَّولة أَبُو الأغَرّ دُبَيس، مَلَك الجزيرةَ إِلَى مَا بَين الأهْواز وواسِط. ووالده: أَبُو كَامِل بَهاءُ الدّولة مَنْصُور، وَلِىَ بعد أَبِيه أربعَ سِنِين، توفّي سنة. ووالده: أَبُو الأَغَر نور الدولة دُبَيس، وَلِىَ سِتّاً وستّين سنة، وَله أَيادٍ على العَرب، توفّي سنة. ووالده: سَنَدُ الدّولة عليٌّ، ملَك جزيرةَ بَني دُبَيس سنة، وَمَات سنة. أَيْضا: ة قُربَ الحُوَيْزَةِ، بناها مَلكُ العَرب أَبُو الأَغَرّ دُبَيسُ بنُ عَفِيف الأَسدِيّ، يَجْتَمِع مَعَ المَزْيَدِيِّينَ فِي ناشِرَةَ، مَلَك الجزيرةَ والأهوازَ وواسِطَ، وَتُوفِّي سنةَ، وخَلَّف ثلاثةَ عشَرَ ابْناً، آخِرهم همام الدّولة أَبُو الْحسن صَدَقة بن مَنْصُور بن حُسَيْن بن دُبَيس، مَاتَ سنة، وانْقَرض بِهِ ذَلِك البَيتُ. {وحِلَّةُ ابنِ قَيلَةَ: بَلدٌ من أعمالِ المَذارِ. (و) } الحُلَّةُ بالضمّ: إزارٌ ورِداءٌ، بُردٌ أَو غيرُه كَمَا فِي المُحكَم، وَيُقَال أَيْضا لكلّ واحدٍ مِنْهُمَا على انفرادِه: {حُلَّةٌ.
وَقيل: رِداءٌ وقَميصٌ وَتمامُها العِمامَةُ. وَقيل: لَا يَزالُ الثَّوبُ الجَيّدُ يُقَال لَهُ مِن الثِّيَاب حُلَّةٌ، فَإِذا وَقَع على الْإِنْسَان ذَهَبت} حُلَّتُه، حتّى يَجمعَهنّ لَهُ إمّا اثْنَان أَو ثَلَاثَة. وَقَالَ أَبُو عبيد: {الحُلَلُ بُرُودُ اليَمنِ، مِن مَواضِعَ مختلفةٍ مِنْهَا، وَبِه فَسَّر الحديثَ: خَيرُ الكَفَنِ} الحُلَّةُ. وَقَالَ غيرُه: {الحُلَلُ: الوَشْيُ والحِبَرُ والخَزُّ والقَزُّ والقُوهِيُّ والمَروِيُّ والحَرِير. وَقيل: الحُلَّةُ: كلُّ ثوبٍ جيّدٍ جديدٍ تَلْبَسُه، غَلِيظٍ أَو رَقِيقٍ. قيل: وَلَا تكونُ} حُلَّةً إلّا من ثَوْبَيْن كَمَا فِي المُحكَم: زَاد غيرُه: مِن جِنْسٍ واحدٍ، كَمَا قَيَّد بِهِ فِي المِصباح والنِّهاية. سُمِّيت حُلَّةً، لأنّ كلَّ واحدٍ من الثَّوبَيْن يَحُلُّ على الآخَرِ، كَمَا فِي إرشاد السارِي، أَو لأنّها مِن ثَوبين جَديدَيْن، كَمَا! حُلَّ طَيُّهما، ثمَّ استمرَّ عَلَيْهَا ذَلِك الاسمُ، كَمَا قَالَه الخَطَّابيُّ، وَنَقله السُّهَيلِيُّ فِي الرَّوْض. أَو مِن ثوب لَهُ بِطانَةٌ وعِندَ الْأَعْرَاب: مِن ثلاثةِ أثوابٍ: القَمِيص والإزار والرَداء. (و) {الحُلَّةُ: السِّلاحُ يُقَال: لَبِسَ فُلانٌ} حُلَّتَه: أَي سِلاحَه، نَقله الصاغانيُّ. ج: {حُلَلٌ} وحِلالٌ كقُلَلٍ وقِلالٍ. وَذُو {الحُلَّةِ لَقَبُ عَوْف بنِ الحارِث)
بنِ عَبدِ مَناةَ بن كِنانَةَ بنِ خُزَيمة بن مُدْرِكةَ بن إلياسِ بن مُضَر.} والمَحَلَّةُ: المَنْزِلُ يَنْزِلُه القومُ، قَالَ النابِغَةُ الذّبياني:
( {مَحَلَّتُهُم ذاتُ الإلهِ ودِينُهُمْ ... قَوِيمٌ فَمَا يَرجُونَ غَيرَ العَواقِبِ)
يُرِيد: مَحَلَّتُهم بَيت المَقْدِس. ويُروَى مَجَلَّتُهم أَي كِتابُهُم الإنجِيلُ، وَقد تقدَّم. ويُروَى: مَخافَتُهم.
(و) } المَحَلَّةُ: د، بمِصْرَ وَهِي {مَحَلَّةُ دَقَلاَ، وتُعرَفُ بالكبيرة، وَهِي قاعِدَة الغَربيَّة الْآن، مدينةٌ كَبِيرَة ذاتُ أسواقٍ وحَمّامات، وَبهَا تُصْنَع ثِيابُ الْحَرِير المُوَشّاة والدِّيباجُ وفاخَرُ الأَنماط، دخلتُها مِراراً. وَقد نُسِب إِلَيْهَا جماعةٌ كثيرةٌ من المُحَدِّثين وغيرِهم. مِنْهُم الْكَمَال أَبُو الْحسن عَليّ بن شُجاع بن سالِم العَبّاسِي} - المَحَلِّيُّ، سِبطُ الإِمَام الشاطِبِيِّ المُقرئ، حدّث عَن أبي الْقَاسِم هِبَةِ الله ابْن عَليّ بن مَسْعُود الأنصاريِّ وغيرِه، وَعنهُ الشَّرَفُ الدِّمياطيُّ، وذَكره فِي مُعْجَم شُيوخِه.
وَمن المتأخِّرين عَلَّامةُ العَصر الجَلالُ مُحَمَّد بن أَحْمد المَحَلِّيُّ الشافعيُّ، شارِحُ جَمْعِ الجَوامِع.
وعبدُ الجَواد بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد المَحَلِّيُّ الشَّافِعِي الضَّريرُ، وُلِد بهَا سنةَ وقَدِم مصر، فقرأعلى الشَّبرامُلُّسِيّ، وسُلطانٍ المَزَّاحِيِّ، أَخذ عَنهُ شيخ شيوخِنا مصطفى بن فتح الله الحَمَوِيّ. وعبدُ الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان المَحَلِّي الشَّافِعِي، الشَّيْخ المُحَقِّقُ، وُلِد بهَا، وقَدِم مصر، وأَخَذ عَن الشَّبرامُلّسِي، ونَزل دِمْياطَ، وَله حاشيةٌ على البَيضاويّ، توفّي بهَا سنةَ. المَحَلَّةُ: أَرْبَعَةَ عَشَرَ مَوضِعاً آخَر وَقَالَ بعضُهم: خَمسةَ عَشَرَ موضعا، قالَ الحافظُ فِي التَّبصير: بل بمِصْرَ نحوُ مائةِ قريةٍ، يُقالُ لكل مِنْهَا: مَحَلَّةُ كَذَا. قلت: وتفصيلُ ذَلِك: {مَحَلَّةُ دَمَنا، ومَحَلّة إنْشاق، كلاهُما فِي الدَّقَهْلِيّة، وَقد دخلتُهما. ومَحَلَّة مَنُوف. ومَحَلّة كرمين. ومَحَلَّتا أبي الهَيثَم، وعليٍّ.
ومَحَلّة المَحْرُوم، وتُعْرَف الآنَ بالمَرحوم، وَسَتَأْتِي فِي: حرم. ومَحَلّة مسير. ومَحَلّة الداخِل.
ومَحَلّة أبي الْحسن. ومحلة رُوح، وَقد دخلتُها. ومَحَلّة أبي عليٍّ المجاورةُ لشَبشِير. ومَحَلّة أبي عليٍّ. ومَحَلّة نسيب. ومَحَلّة إسْحاق. ومَحَلّة مُوسَى. ومَحَلّة العلوى. ومَحَلَّة القَصَب الشرقيّة.
ومَحَلّة القَصَب الغَربيّة. ومَحَلَّتا مَالك وَإِسْحَاق.} ومَحَلّتا أبكم وأُمّ عِيسَى. ومَحَلّة قلاية، وَهِي الكُنَيِّسة. ومَحَلّة الجندي. ومَحَلّة أبي العَطّاف. ومَحَلَّتا يُحَنَّس ونامون. ومحلة جريج، ومَحَلّتا كميس والخادِم. ومَحَلّة سُليمان. ومَحَلّة حسن. ومَحَلّة بُصْرى.! ومَحَلّة بطيط. ومَحلّة نُوح.
ومَحَلّة سموا. ومَحَلّة عليٍّ، مِن كُفُور دِمْياط. هَؤُلَاءِ كلّها فِي الغَرييّة. ومحلة أبي عليٍّ القنطرة. ومَحَلَّتا زِياد ومقارة. ومَحَلّة البرج. ومَحَلّة خلف. ومَحَلّة عَيّاد. هَؤُلَاءِ فِي السَّمَنُّودِيّة.) ومَحَلّة بطره، فِي الدَّنْجاوِيَّة. ومَحَلّة سُبك، فِي المَنُوفِيّة. ومَحَلَّة اللَّبن فِي جَزِيرَة بَني نَصْر.
ومَحَلَّتا نَصْر ومَسروق. ومَحَلّة عبدِ الرَّحْمَن. ومَحَلّة الْأَمِير. ومَحَلّة صا. ومَحَلّة دَاوُد. ومَحلّة كيل. ومَحَلّة مرقس. ومَحَلّة زيال. ومَحَلّة قيس. ومَحَلّة فرنوا. ومَحَلّة مَارِيَة. ومَحَلَّتا الشَّيْخ.
ومصيل. ومحلة نكلا. ومَحَلّة حَسن. ومَحَلّة الكروم مَرَّتين. ومَحَلّة مَتْبُول. ومَحَلّة بِشْر. ومَحَلّة باهت. ومَحَلّة غبَيد. هَؤُلَاءِ فِي البُحَيرة. ومَحَلّة حَفْص. ومَحَلّة حسن. ومَحَلّة بَني واقِد. ومَحَلّة جَعْفَر. ومَحَلّة بييج. ومَحَلّة أَحْمد، مِن حَوْفِ رَمْسِيس. ومَحَلّة نمير، مِن الكُفُور الشاسِعة. ومِن {مَحَلّة عبد الرَّحْمَن: السّيّدُ الْفَاضِل داودُ بنُ سُلَيْمَان الرَّحماني الشافعيُّ، وُلِد بهَا سنةَ، وقَدِم مصر، وأَخذ من الشَّوْبَرِيّ والبابُلِي والمَزَّاحِي والشَّبرامُلسِى. وَعنهُ شيخُ شيوخِنا مصْطَفى بنُ فتح اللَّه الحَمَوِيُّ. توفّي سنةَ. ومِن مَحَلّة الداخِل: الشِّهابُ أحمدُ ابْن أَحْمد الدَّواخِلِيُّ الشافعيُّ، أَخذ عَنهُ الشهَاب العَجَمِيُّ. وغالِبُ مَن يُنْسَب إِلَى هَذِه المَحَلاّت فَإلَى الجُزء الْأَخير، إلّا المَحَلَّة الكُبرَى، فَإِنَّهُ يُقال فِي النِّسبة إِلَيْهَا: المَحَلِّيُّ، كَمَا تقدّم. ورَوْضَةٌ} مِحْلالٌ: أكثرَ الناسُ {الحُلُولَ بهَا، نَقله الصاغانيُّ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وعِنْدِي أَنَّهَا} تُحِلّ الناسَ كثيرا لأنّ مِفْعالاً إِنَّمَا هُوَ فِي معنى فاعِلٍ، لَا مَفْعولٍ، وَكَذَا أرضٌ مِحْلالٌ وَهِي السَّهْلَةُ اللَّيِّنةُ، قَالَ امْرُؤ القَيس: (وتَحْسَبُ سَلْمَى لَا تَزالُ تَرَى طَلاً ... مِن الوَحْشِ أَو بَيضاً بمَيثاءَ {مِحْلالِ)
وَقَالَ الأَخْطَل: وشَرِبْتُها بأَرِيضَةٍ مِحْلالِ الأَرِيضَةُ: المُخْصِبَةُ.} والمِحْلالُ: المُختارُ {للحَلَّةِ والنُّزول. وَقيل: لَا يُقال للرَّوضةِ والأرضِ:} مِحْلالٌ حَتَّى تُمْرِعَ وتُخْصِب، ويكونَ نَباتُها ناجِعاً لِلْمَالِ، قَالَ ذُو الرمّة: بأَجْرَعَ {مِحْلالٍ مَرَبٍّ} مُحَلَّلِ قَالَ ابنُ السِّكِّيت: {المُحِلَّتانِ بضمّ الْمِيم وَكسر الْحَاء: القِدْرُ والرَّحَى، إِذا قِيل:} المُحِلّاتُ فَهِيَ هما أَي القِدْرُ والرَّحى والدَّلْوُ والقِربَةُ والجَفْنةُ والسِّكِّينُ والفَأسُ والزَّنْدُ لأنّ مَن كُنَّ مَعَه حَلَّ حيثُ شَاءَ، وإلّا فَلَا بُدَّ لَهُ من أَن يُجاوِرَ الناسَ ليستعيرَ بعضَ الأَشياءِ مِنْهُم، وأنشَد:
(لَا تَعْدِلَنَّ أَتاوِيِّينَ تَضْرِبُهم ... نَكْباءُ صِرٌّ بأصحابِ المُحِلّاتِ)
الأَتاوِيّون: الغُرَباءُ، هَذِه رِوايةُ ابنِ السِّكِّيت. وَرَوَاهُ غيرُه: لَا يَعْدِلَنّ، كَمَا فِي العُباب. وتَلْعَةٌ {مُحِلَّةٌ: تَضُم بَيتاً أَو بيتَين كَمَا فِي العُباب.} وحَلَّ مِن إحرامِه {يَحِلُّ مِن حَدِّ ضَرَب} حِلّاً بالكسرِ)
{وحَلالاً} وأَحَل: خَرَج مِنْهُ، مُستعارٌ مِن {حَلِّ العُقْدةِ، قَالَ زُهَير:
(جَعَلْنَ القَنانَ عَن يَمِينٍ وحَزْنَهُ ... وكَم بالقَنانِ مِن} مُحِل ومُحْرِمِ)
فَهُوَ {حَلالٌ، لَا} حالٌّ، وَهُوَ القِياسُ لكنه غيرُ وارِدٍ فِي كلامِهم بعدَ الاستقراءِ، فَلَا يُنافي أنّ القِياسَ يَقتَضِيه، لِأَنَّهُ لَيْسَ كلّ مَا يَقْتَضِيه القِياسُ يجوزُ النّطقُ بِهِ واستعمالُه، كَمَا عُلِم فِي أُصولِ النَّحو، وَهُنَاكَ طائفةٌ يُجوِّزون القِياسَ مُطلَقاً، وَإِن سُمِع غيرُه، والمعروفُ خِلافُه، قَالَه شيخُنا. استُعِير مِن الحُلُولِ بِمَعْنى النّزُول قولُهم: {حَلَّ الهَدْيُ} يَحِلُّ مِن حَدِّ ضَرَب {حِلَّةً بِالْكَسْرِ} وحُلُولاً بالضمّ: بَلَغَ المَوْضِعَ الَّذِي يَحِلُّ فِيهِ نَحْرُه وأخْصَرُ مِنْهُ: إِذا بَلَغَ مَوضِعَ حَلِّ نَحْرِه.
استُعِير مِن {حُلُولِ العُقْدةِ:} حَلَّت المَرأةُ {حِلّاً} وحُلُولاً: خَرَجتْ مِن عِدَّتِها. يُقال: فَعَلَهُ فِي {حِلِّهِ وحِرمِهِ، بِالْكَسْرِ والضمِّ فيهمَا: أَي فِي وَقْت إحلالِه وإحرامِه. والحِلُّ، بِالْكَسْرِ: مَا جاوَزَ الحَرَمَ وَمِنْه الحَدِيث: خَمْسٌ يُقْتَلْنَ فِي الحِلِّ والحَرَمِ. ورَجُلٌ} مُحِلٌّ: مُنْتَهِكٌ للحرَامِ، أَو الَّذِي لَا يَرَى للشَّهرِ الحَرامِ حُرمةً وَفِي حَدِيث النَّخَعِي: {أَحِلَّ بمَنْ} أَحَلَّ بِكَ أَي مَن ترَكَ الإحرامَ وأحَلَّ بك وقاتلَكَ، {فأَحْلِلْ بِهِ وقاتِلْه، وَإِن كنت مُحرِماً. قَالَ الصاغانيُّ: وَفِيه قولٌ آخَر: وَهُوَ أَن كُلَّ مُسلِمٍ مُحْرِمٌ عَن أخِيه المُسلِمِ، مُحَرَّمٌ عَلَيْهِ عِرضُه وحُرمَتُه ومالُه، يَقُول: فَإِذا} أَحَلَّ رجُلٌ بِمَا حُرِّم عَلَيْهِ منكَ، فادْفَعْه عَن نفسِك بِمَا قَدَرْتَ عَلَيْهِ. {والحَلال، ويُكسَر: ضِدُّ الحَرامِ مُستعارٌ مِن} حَلِّ العُقدةِ، وَهُوَ مَا انْتفى عَنهُ حُكمُ التحريمِ، فينتَظِمُ بذلك مَا يُكْرَه وَمَا لَا يُكْرَه، ذَكره الحَرالِّيُّ، وَقَالَ غيرُه: مَا لَا يُعاقَبُ عَلَيْهِ. {كالحِلِّ، بِالْكَسْرِ. و} الحَلِيلِ كأَمِيرٍ. وَقد {حَلَّ} يَحِل {حِلاًّ، بِالْكَسْرِ،} وأَحَلَّه اللَّهُ، {وحَلَّلَهُ} إحلالاً {وتَحْلِيلاً. يُقَال: هُوَ} حِلٌّ لَك: أَي {حَلالٌ، وَقيل: طَلْقٌ. مِن كلامِ عبد المُطَّلب فِي زَمْزَم: لَا} أحِلها لمغْتَسِلٍ، وَهِي لِشارِبٍ {حِلٌّ وبِلٌّ قيل: بِل إتْباعٌ، وَقيل: مُباحٌ، حِمْيريَّة، وَقد ذُكِر فِي الباءِ المُوحَّدة.} واسْتَحَلَّه: اتَّخَذَه {حَلالاً وَفِي العُباب: عَدَّه} حَلالاً، وَمِنْه الحَدِيث: أرأيتَ إِن مَنَع اللهُ الثَّمَرَ بِمَ {تَسْتَحِلُّ مالَ أَخِيك. أَو} اسْتَحلَّه: سأَله أَن {يُحِلَّه لَهُ كَمَا فِي المُحكَم. وكسَحابٍ: الحَلالُ بنُ ثَوْرِ بنِ أبي الحَلالِ العَتَكِيُّ عَن عبدِ المَجيد بنِ وَهْب، روى عَنهُ أَخُوهُ عُبيدُ الله بن ثَوْر. وَأَبُو الحَلال جَدّهما اسمُه رَبيعةُ بنُ زُرارَةَ، تَابِعي بَصْرِى يٌّ، عَن عثمانَ بنِ عَفّان، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَعنهُ هُشَيمٌ، وَقد قيل: اسمُه زُرارَةُ بن رَبِيعةَ، قالَهُ ابنُ حِبان.} والحَلالُ بن أبي {الحَلالِ العَتَكِيُّ، يَروِي المَراسِيلَ، روى عَنهُ قَتادَةُ، قالهُ ابنُ حِبان.
وبشْرُ بنُ} حَلالٍ العَدَوِيُّ، مِن أَتباعِ التابِعين، روى عَن الْحسن البَصْرِىّ، جالَسَه عشْرين سنة،)
وَعنهُ عِيسَى بن عُبَيد المَرْوَزِيّ، قَالَه ابنُ حِبّان. وأحمدُ بنُ حَلالٍ حَدِيثُه عِنْد المِصريِّين: مُحَدِّثون. مِن المَجازِ: الحُلْوُ الحَلالُ: الْكَلَام الَّذِي لَا رِيبَةَ فِيهِ أنْشد ثَعْلَب:
(تَصَيَّدُ بالحُلْوِ الحَلالِ وَلَا تُرَى ... على مَكْرَهٍ يَبدُو بهَا فيَعِيبُ)
(و) {الحِلالُ بالكسرِ: مَرْكَبٌ للنِّساء قَالَه اللَّيث، وَأنْشد لطُفَيل الغَنَوِيّ:
(وراكِضَةٍ مَا تَسْتَجِنُّ بجُنَّةٍ ... بَعِيرَ} حِلالٍ غادَرَتْه مُجَعْفَلِ)
أَيْضا: مَتاعُ الرَّحْلِ مِن البَعِير، ويُروى بالجِيم أَيْضا، وفُسِّر قولُه:
(ومُلْوِيَةٍ تَرَى شَماطِيطَ غارَةٍ ... على عَجَلٍ ذَكَّرتُها! بِحِلالِها)
بثِيابِ بَدَنِها، وَمَا على بَعيرِها، والمعروفُ أَنه المَركبُ، أَو مَتاعُ الرَّحْل، لَا ثِيابُ المرأةِ.
ومَعْنَى البَيتِ على ذَلِك: قلت لَهَا: ضُمِّي إليكِ ثِيابَكَ، وَقد كَانَت رفَعَتْها مِن الفَزَع. وَقَالَ الأَعْشَى: (فكأنَّها لم تَلقَ سِتَّةَ آشهُرٍ ... ضرّاً إِذا وَضَعَتْ إِلَيْك {حِلالَها)
} وحَلَّلَ اليَمِينَ، {تَحْلِيلاً} وتَحِلَّةً {وتَحِلّاً، وَهَذِه شاذَّةٌ: كَفَّرها، والاسمُ مِن ذَلِك:} الحِلُّ بِالْكَسْرِ قَالَ:
(وَلَا أَجْعَلُ المعروفَ حِلَّ أَلِيَّةٍ ... وَلَا عِدَةً فِي الناظِرِ المُتَغَيَّبِ)
{والتَّحِلَّةُ: مَا كُفِّرَ بِهِ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُم} تَحِلَّةَ أيمَانِكُم وقولُهم: لأَفْعَلَنَّ كَذَا إلّا {حِلُّ ذَلِك أَن أفعلَ كَذَا، أَي: ولكنْ حِلُّ ذَلِك،} فحِل مُبتدأةٌ، وَمَا بعدَها مَبنيٌّ عَلَيْهَا. وَقيل: مَعْنَاهُ: تَحِلَّةُ قَسَمِى، أَو تَحلِيلُه أَن أفعلَ كَذَا. وَفِي الحَدِيث: لَا يَمُوتُ للمؤمنِ ثَلاثَةُ أولادٍ فتَمَسَّه النارُ إلاّ تَحِلَّةَ القَسَمِ قَالَ أَبُو عُبَيدٍ: مَعْناه قَول اللهِ تَعَالَى: وإنْ مِنْكُم إلاَّ وَارِدُها فَإِذا مَرّ بهَا وجازَها، فقد أَبَرَّ اللَّهُ قَسَمَه. قَالَ القُتَبِيُّ: لَا قَسَمَ فِي قَوْله: وإنْ مُنْكُم إلاَّ وَارِدُها فيكونَ لَهُ تَحَلّةٌ، وَمعنى قَوْله: إلاّ تَحَلّةَ القَسَم: إلّا التَّعذِيرَ الَّذِي لَا يَنْداهُ مِنْهُ مَكْرُوهٌ، وأصلُه مِن قولِ العَرب: ضَرَبه {تَحْلِيلاً، وضَرَبه تعْذِيراً: إِذا لم يُبالِغ فِي ضَربه، وَمِنْه قَولُ كَعْب بن زُهَير، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ:
(تَخْدِى على يَسَراتٍ وَهِي لاحِقَةٌ ... ذَوابِلٌ وَقْعُهُنَّ الأَرضَ} تَحْلِيلُ)
أَصله من قَوْلهم: تَحَلَّل فِي يَمِينِه: إِذا حَلَف ثمَّ استَثْنَى اسْتِثْنَاءً متَّصلاً، قالَ امرُؤُ القَيس:
(ويَوْماً على ظَهْرِ الكَثِيبِ تَعَذَّرَتْ ... عليَّ وآلَتْ حَلْفَةً لم {تَحَلَّلِ)
وَقَالَ غيرُه:)
(أَرَى إبلِي عافَتْ جَدُودَ فَلم تَذُقْ ... بهَا قَطْرَةً إلَّا} تَحِلَّةَ مُقْسِمِ)
وَقَالَ ذُو الرمَة:
(قَلِيلاً {لِتَحْلِيلِ الأَلَى ثُمّ قَلَّصَتْ ... بِه شِيمَةٌ رَدْعاءُ تَقْلِيصَ طائرِ)
ثمَّ جُعِل مَثَلاً لكلّ شَيْء يَقِلُّ وقتُه. وَقَالَ بعضُهم: القولُ مَا قَالَه أَبُو عبيد، لِأَن تفسيرَه جَاءَ مَرْفُوعا فِي حديثٍ آخَر: مَن حَرَس لَيْلَة مِن وَراءِ الْمُسلمين مُتَطَوعاً لم يأخُذْه السُّلطان لم يَرَ النارَ إلّا تَحِلَّةَ القَسَم قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَإِنْ مِنْكُم إِلّا وَارِدُهَا قَالَ: مَوضِعُ القَسَم مردودٌ إِلَى قَوْله: فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُم والعَربُ تُقْسِم وتُضْمِر المُقْسَمَ بِهِ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: وَإنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ. وأَعْطِهِ} حُلاَّنَ يَمِينهِ، بالضمّ: أَي مَا يُحَلِّلُها نَقله ابنُ سِيدَه، وَهِي الكَفَّارةُ. قَالَ: {والمُحَلِّلُ كمُحَدِّثٍ، مِن الخَيل: الفَرَسُ الثالِثُ فِي وَفِي المُحكَم: مِن خَيلِ الرِّهانِ وَهُوَ أَن يضَعَ رجُلان رَهْنَيْن ثمَّ يأتِيَ آخَر فيُرسِلَ مَعَهُمَا فرسَه بِلَا رَهْنٍ إِن سَبَق أحَدُ الأَوَّلَيْن أَخَذَ رَهْنَيهما، وَكَانَ} حَلالاً لأجلِ الثَّالِث، وَهُوَ المُحَلِّلُ، وَإِن سَبَق {المُحَلِّلُ أخَذَهما وَإِن سُبِقَ فَمَا عَلَيْهِ شَيْء وَلَا يكون إلاّ فيمَن لَا، يُؤْمَنُ أَن يَسبِقَ، وَأما إِن كَانَ بَلِيداً بطيئاً قد أمِن أَن يَسبِقَ، فَهُوَ القِمارُ، ويُسمَّى أَيْضا: الدَّخِيلَ. (و) } المُحَلِّلُ فِي النِّكاح: مُتَزَوِّجُ المُطَلَّقةِ ثَلاثاً {لِتَحِلَّ للزَّوجِ الأَوّل وَفِي الحَدِيث: لَعَن اللَّهُ} المُحَلِّل {والمُحَلَّلَ لَهُ وَجَاء فِي تَفْسِيره: أَنه الَّذِي يَتزوَّجُ المُطًلّقةَ ثَلَاثًا بشَرط أَن يُطَلِّقَها بعدَ وَطْئِها لتَحِلَّ للأَوّل. وَقد} حَلَّ لَهُ امرأتَه، فَهُوَ {حالٌّ، وَذَاكَ} مَحْلُولٌ لَهُ: إِذا نَكَحها {لتَحِلَّ للزَّوج الأول. وضَرَبَهُ ضَرباً} تَحْلِيلاً: أَي كالتَّعْزِيزِ وَقد سَبق أَنه مُشْتَقٌ مِن {تَحْلِيلِ اليَمِين، ثمَّ أجْرِيَ فِي سائرِ الْكَلَام، حتّى قِيلَ فِي وَصْفِ الإبِل إِذا بَرَكَتْ. (و) } حَلَّ العُقْدَةَ {يَحُلُّها} حَلاً: نَقَضَها وَفكَّها وفَتحها، هَذَا هُوَ الأصْلُ فِي معنى {الحَلِّ، كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ الراغِبُ وغيرُه.} فانْحَلَّتْ: انْفَتَحتْ وانفَكَّتْ. وكُلُّ جامِدٍ أُذِيبَ فقد {حُلَّ} حَلاًّ، كَمَا فِي المُحكَم، وَمِنْه قَول الفَرَزْدَق:
(فَمَا! حِلَّ مِنْ جَهْلٍ حُبَى حُلَمائِنا ... وَلَا قائِلُ المَعْرُوفِ فِينا يُعَنَّفُ)
أَرَادَ: حُلَّ، بِالضَّمِّ، فطَرَح كسرةَ اللَّام عَليّ الْحَاء، قَالَ الأخْفَش: سَمِعنا مَن يُنشِده هَكَذَا. وحُلَّ المَكانُ مَبنِيّاً للْمَفْعُول: أَي سُكِنَ ونُزِلَ بِهِ. {والمُحَلَّلُ، كمُعَظَّمٍ: الشَّيْء اليَسِيرُ قَالَ امْرُؤ القَيس يصف جارِيةً:
(كبِكْرِ المُقاناةِ البَياضَ بِصُفْرةٍ ... غَذاها نَمِيرُ الماءِ غيرَ} مُحَلَّلِ)
أَي غَذاها غِذاءً لَيْسَ {بمُحَلَّلٍ: أَي لَيْسَ بيَسيرٍ، وَلكنه مُبالَغٌ فِيهِ. وكُلُّ ماءٍ} حَلَّتْه الإبِلُ فكَدَّرَتْهُ) {مُحَلَّلٌ. ويَحْتَمِلُ أَن يكونَ امْرُؤ الْقَيْس أَرَادَ بقوله هَذَا المَعْنَى: أَي غير مَحْلُولٍ عَلَيْهِ: أَي لم} يُحَلَّ عَلَيْهِ فيُكَدَّرَ. وَقيل: أَرادَ ماءَ البَحْر لأَنَّ البَحْرَ لَا يُنْزَلُ عَلَيْهِ لأَنَّ ماءَه زُعاقٌ لَا يُذاق، فَهُوَ غيرُ مُحَلَّلٍ: أَي غيرُ مَنْزُولٍ عَلَيْهِ. ومَن قَالَ: غير قَلِيل، فَلَيْسَ بِشَيْء لأنّ ماءَ الْبَحْر لَا يُوْصَفُ بقِلَّةٍ وَلَا كَثْرة، لمُجاوَزَة حَدِّ الوَصْفَ. وَفِي العُباب: عَنَى بالبِكْر دُرَّةً غيرَ مَثقوبةٍ. {وحَلَّ أمرُ اللَّهِ عَلَيْهِ،} يَحِل {حُلُولاً: وَجَبَ هُوَ مِن حَدِّ ضَرَب. وقِيل: إِذا قلتَ:} حَلَّ بهم العذابُ، كَانَت {يَحُلُّ، لَا غير، وَإِذا قلت: عَلَيَّ، أَو:} يَحِلُّ لَك، فَهُوَ بِالْكَسْرِ. ومَن قَرَأَ: {يَحُلَّ عَلَيكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُم فَمَعْنَاه: يَنْزِلُ. وَفِي العُباب:} حَلَّ العَذابُ {يَحِلُّ بِالْكَسْرِ: أَي وَجَبَ،} ويَحُل بِالضَّمِّ، أَي: نَزَلَ. وَقَرَأَ الكِسائيُّ قولَه تَعَالَى: {فَيَحُلَّ عَلَيكُم غَضَبِي ومَنْ} يَحْلُلْ بِضَم الْحَاء وَاللَّام، وَالْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا. وأمّا قولُه تَعَالَى: أَوْ {تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دارِهِم فبالضَّمِّ، أَي: تَنْزِل. وَفِي المِصْباح:.} حَلَّ العَذابُ {يَحُل} ويَحِل {حُلولاً، هَذِه وَحدهَا بالضمّ وَالْكَسْر، وَالْبَاقِي بالكسرِ فَقَط. وَقد مَرّ ذَلِك فِي أوّل المادَّة.} وأَحَلَّهُ اللَّهُ عَلَيْهِ: أَوْجَبه. مِن المَجاز: {حَلَّ حَقِّي عَلَيْهِ} يَحِلُّ بِالْكَسْرِ {مَحِلّاً بِكَسْر الْحَاء: وَجَبَ أحَدُ مَا جاءَ مَصْدَرُه على مَفْعِلٍ كالمَرجِعِ والمَحِيصِ، وَلَا يَطَّرِدُ بل يَقتصِرُعلى مَا سُمِع. حَلَّ الدَّيْنُ: صَار} حالّاً أَي انْتهى أَجلُه، فوجَب أداؤُه، وَكَانَت العربُ إِذا رَأَتْ الهِلالَ قَالَت: لَا مَرحَباً {بمُحِلِّ الدَّيْنِ ومُقَرِّبِ الْآجَال.} وأحَلَّت الشاةُ والناقَةُ: قَلَّ لَبَنُها وَفِي المُحكَم: دَرَّ لَبَنُها أَو يَبِسَ، فأكَلَت الرَّبيعَ فدَرَّتْ، وَهِي {مُحِل. وَفِي العُباب: إِذا نَزَل اللَّبَنُ فِي ضَرع الشاةِ مِن غيرِ نَتاجٍ فقد} أَحَلَّتْ، قَالَ أميَّةُ ابْن أبي الصَّلْت:
(غُيوثٌ تَلْتَقِى الأرحامُ فِيها ... {تُحِلُّ بهَا الطَّرُوقَةُ واللِّجابُ)
قَالَ ابنُ سِيدَه: هَكَذَا عَبَرهُ بعضُهم، وهما مُتقارِبان. قَالَ:} وأحَلَّت الناقَةُ على وَلدِها: دَرَّ لَبنُها، عُدِّيَ بعَلَى، لِأَنَّهُ فِي معنى: دَرَّتْ. {وتَحَلَّل السَّفَرُ بالرجُلِ: إِذا اعْتَلَّ بعدَ قُدُومِه كَمَا نقَله ابنُ سِيدَه. قَالَ:} والإحْلِيلُ {والتِّحْلِيلُ، بكسرهما: مَخْرَجُ البَولِ مِن ذَكرِ الْإِنْسَان وَلَو اقتصَر على الذَّكَر، أَو على: مِن الْإِنْسَان، كَمَا فعله ابنُ سَيّده، كَانَ أَخْصَرَ. قَالَ الرَّاغِب: سُمِّيَ بِهِ لكَونه} مَحْلُولَ العُقْدَةِ. أَيْضا: مَخْرَجُ اللَّبَنِ مِن الثَّدْيِ والضَّرع، والجَمْع: {أَحالِيلُ، قَالَ كَعْب ابْن زُهَير، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ:
(تُمِرُّ مِثْلَ عَسِيبِ النَّخْلِ ذَا خُصَلٍ ... فِي غارِزٍ لَم تَخَونْهُ} الأَحالِيلُ)
{والحَلَلُ، مُحرَّكةً: رَخاوَة فِي قَوائمِ الدابَّةِ، أَو استِرخاءٌ فِي العَصَبِ وضَعْف فِي النَّسا مَعَ رَخاوَةٍ)
فِي، الكَعْبِ يُقَال: فَرَسٌ} أَحَلُّ، وذِئبٌ {أَحَل، بَينِّ} الحَلَلِ. أَو يَخُصُّ الإِبِلَ. وَفِي العُباب: هُوَ ضَعْفٌ فِي عُرقُوبِ البَعِيرِ. وَفِي المُحكَم: عُرقُوبَى البَعيرِ، فَهُوَ بَعِيرٌ {أَحَلُّ بَيِّنُ} الحَلَلِ، وإنْ كانَ فِي رِجْلِه: فَهُوَ الطَّرقُ. {والأَحَلُّ: الَّذِي فِي رِجْلِه استِرخاءٌ، وَهُوَ مَذمومٌ فِي كلِّ شَيْء إلّا الذِّئبَ، قَالَ الطِّرِمّاح:
(يُحِيلُ بِهِ الذِّئبُ} الأَحَلُّ وقُوتُهُ ... ذَواتُ المَرادِى مِن مَناقٍ ورُزَّحِ)
يحِيل بِهِ: أَي يُقِيِمُ بِهِ حَوْلاً، وَلَيْسَ بالذِّئب عَرَجٌ، وَإِنَّمَا يُوصَفُ بِهِ لِخَمْعٍ يُؤْنَسُ مِنْهُ إِذا عَدا.
(و) {الحَلَلُ أَيْضا: الرَّسَحُ وامرأةٌ} حَلَّاءُ: رَسْحاءُ. أَيْضا: وَجَعٌ فِي الوَرِكَيْن والرّكْبتَيْن. وَقيل: هُوَ أَن يكونَ مَنْهُوسَ المُؤَخَّرِ أَرْوَحَ الرِّجْلَين. وَقد {حَلِلْتَ يَا رَجُلُ، كفَرِح،} حَلَلاً. والنَّعْتُ فِي كُلِّ ذَلِك للمُذَكَّر: {أَحَلُّ، للمُؤنَّث:} حَلَّاءُ. وَفِيه {حَلَّةٌ بالفَتح ويُكْسَر ضُبِط بالوَجْهين فِي المُحكَم: أَي ضَعْفٌ وفُتُورٌ وتَكَسُّرٌ.} والحِلُّ، بالكَسر: الغَرَضُ الَّذِي يُرمَى إِلَيْهِ. (و) {الحُل بالضمّ: جَمْعُ} الأَحَلِّ مِن الخَيلِ والإبِل والذِّئابِ. (و) {الحَل بالفَتْح: الشَّيْرَجُ وَهُوَ دُهْنُ السِّمْسِم.} والحُلَّانُ، بالضمّ: الجَدْيُ، أَو الحَمَلُ الصَّغِيرُ، وَهُوَ الخَرُوفُ. وَقيل: هُوَ لُغةٌ فِي الحُلَّامِ، وَهُوَ وَلَدُ المِعْزَى، قَالَه الأصمَعِيُّ. ورُوِي أَن عُمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَضَى فِي الأَرْنَبِ إِذا قَتله المُحرِمُ بِحُلَّانَ، وفُسِّر بجَدْيٍ ذَكَرٍ.
وأنّ عُثمانَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَضَى فِي أمِّ حُبَيْنٍ! بِحُلّانَ، وفُسِّر بحَمَلٍ. أَو خاصٌّ بِمَا يُشَقُّ عَن بَطْنِ أُمِّه فيُخْرَجُ وَفِي المُحكَم: عَنهُ بَطْنُ أُمّه. زَاد غيرُه: فوَجَدْته قد حَمَّم وشَعَّر. وَقيل: إِنَّ أهلَ الجاهليّة كَانُوا إِذا وَلَّدُوا شَاة شَرَطُوا أُذُنَ السَّخْلَة، وَقَالُوا: حُلَّان {حُلَّان: أَي حَلالٌ بِهَذَا الشَّرط أَن يُؤكَلَ. وذَكَره اللَّيثُ فِي هَذَا التَّركيب، وقالَ: جَمْعُه} حَلالِينُ، وَأنْشد لِابْنِ أحْمَر:
(تُهْدَى إِلَيْهِ ذِراعُ الجَفْرِ تَكْرِمَةً ... إمّا ذَبِيحاً وإمّا كَانَ {حُلاَّنا)
وَسَيَأْتِي ذِكرُه فِي النُّون أَيْضا. يُقال: دَمُه حُلَّانٌ: أَي باطِل.} وِإحْلِيلٌ بِالْكَسْرِ وادٍ فِي بِلادِ كِنانَة، ثمَّ لبَني نُفاثَة مِنْهُم، قَالَ كانفٌ الفَهْمِيُّ:
(فلَو تَسألي عَنّا لأُنْبِئْتِ أَنَّنا ... بإحْلِيلَ لَا نُزْوَى وَلَا نَتَخشَّعُ)
وَقَالَ نصر: هُوَ وادٍ تِهامِئيٌّ قُربَ مكَّة. {وِإحْلِيلاءُ بالمَدّ: جَبَلٌ عَن الزَّمخشري، وَأنْشد غيرُه لرجُلٍ مِن عُكْل:
(إِذا مَا سَقَى اللَّهُ البَلادَ فَلَا سَقَى ... شَناخِيبَ} إِحليلاءَ مِن سَبَلِ القَطْرِ)
(و) {إِحْلِيلَى بالقَصْرِ: شِعْبٌ لبَني أَسَدٍ فِيهِ نَخْلٌ لَهُم، وأنشَدَ عَرّامُ بنُ الأَصبَغ:)
(ظَلِلْنا} بإِحْلِيلَى بيَومَ تَلُفُّنا ... إِلَى نَخَلاتٍ قد ضَوَيْنَ سَمُومِ)
وجَعل نَصْرٌ إحليلَ وإحلِيلاءَ واحِداً، قَالَ: وَفِي بعض الشِّعر: ظَللْنا {بإحْليلاءَ، للضَّرورة، كَذَا رَوَاهُ مَمدُوداً.} والمَحِلُّ، بِكَسْر الْحَاء: ة باليَمَنِ. {وحَلْحَلَهُم: أزالَهم عَن مَواضِعِهم وأزْعَجَهم عَنْهَا وحَرَّكَهُم} فتَحَلْحَلُوا: تحرَّكوا وذَهَبُوا. وَلَو قَالَ:! حَلْحَلَه: أزالَه عَن مَوضِعِه وحَرَّكَهُ، {فتَحَلْحَلَ، كَانَ أخْصَرَ.} وتَحَلْحَلَ عَن مكانِه: زالَ، قَالَ الفَرَزْدَق:
(فادْفَعْ بكَفِّكَ إِن أَرَدْتَ بِناءَنا ... ثَهْلانَ ذَا الهَضَباتِ هَل {يَتَحلْحَلُ)
وَمثله: يَتَلْحلَحُ. (و) } حَلْحَلَ بالإبِلِ: قَالَ لَهَا: {حَلٍ حَلٍ، مُنوَّنتين، أَو:} حَلْ، مُسكَّنةً وَكَذَلِكَ حَلَى. وَقيل: حَلْ فِي الْوَصْل، وكلّ ذَلِك زَجْرٌ لإناث الإبِلِ خاصَّةً. وَيُقَال: حَلَى وحَلِى لَا حَلِيتِ، واشتقّ مِنْهُ اسمٌ، فَقيل: {الحَلْحَالُ، قَالَ كُثَيِّر عزة:
(ناجٍ إِذا زُجِرَ الرَّكائِبُ خَلْفَهُ ... فلَحِقْنَهُ وثُنِينَ} بالحَلْحالِ)
{والحُلاحِل، بالضمّ: ع والجِيمُ أعلَى. أَيْضا: السَّيدُ الشجاعُ الرَّكِينُ، وقِيل: الرَّكِينُ فِي مَجْلِسه، السَّيدُ فِي عَشيرَتِه. أَو الضَّخْمُ الكثيرُ المرُوءَةِ، أَو الرَّزِينُ فِي ثَخانةٍ، يَخُصُّ الرِّجالَ وَلَا يُقال للنِّساء. حُكِىَ} المُحَلْحَلُ بالبِناء للمَفْعُولِ، بمَعْناه وَكَذَلِكَ مُلَحْلَحٌ، والجَمع: {حَلاحِلُ، بِالْفَتْح، وَقَالَ النابغةُ الذُّبياني يَرثِي أَبَا حُجُر النُّعمان بن الْحَارِث الغَسّاني: أَبُو حُجُرٍ ذاكَ الملَيكُ} الحُلاحِلُ وَقَالَ آخَر:
(وعَرْبَةُ أرضٌ مَا يُحِلُّ حَرامَها ... مِن النَّاس إلاَّ اللَّوْذَعِيُّ الحُلاحِلُ)
يَعْنِي بِهِ رسولَ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.! وحَلْحَلَةُ: اسمٌ. قَالَ ابنُ دُرَيد: {حَلْحَلٌ كجَعْفَر: ع. قَالَ غيرُه:} حَلْحُولُ بِالْفَتْح: ة قُربَ جَيرُونَ بالشامِ بهَا قَبرُ يونسَ ابنِ مَتَّى عَلَيْهِ الصّلاةُ السلامُ هَكَذَا يَقُولُونَه بالفَتْحِ والقِياسُ ضَم حائِه لنَدْرَةِ هَذَا البِناءِ، نَبَّه عَلَيْهِ الصاغانيُّ. (و) {الحُلَيلُ كزُبَيرٍ: ع لسُلَيمٍ فِي دِيارِهم، كَانَت فِيهِ وَقائعُ، قَالَه نَصْر. الحُلَيلُ: فَرَسٌ مِن نَسْلِ الحَرُونِ الصّواب: مِن وَلَدِ الوَثِيم جَدِّ الحَرُون الِمِقْسَمِ بن كَثِيرٍ رَجُلٍ مِن حِمْيَر، من آلِ ذِي أَصْبَحَ، وَله يَقُول:
(لَيتَ الفَتاةَ الأَصْبَحِيَّةَ أَبْصَرَتْ ... صَبرَ الحثيلِ على الطَّريقِ اللاحِبِ)
كَذَا فِي كتاب الْخَيل، لِابْنِ الكَلْبي. (و) } حُلَيلٌ: اسمٌ وَهُوَ حُلَيل بنُ حُبشِيَّةَ بن سَلُول، رَأْسٌ فِي خُزاعَة، يُنسب إِلَيْهِ جَماعةٌ، مِنْهُم: بنْتُه حُبَّى زَوْجَة قُصَيّ بن كلاب. وَمِنْهُم كُرزُ بنُ عَلْقَمةَ)
الصّحابيّ، وغيرُ واحدٍ. وعُبيدُ الله بن حُلَيلٍ: مِصريٌّ تابعيٌّ. ويَزِيدُ بن حُلَيل النَّخَعِيُّ، رَوَى سَلَمةُ بنُ كُهَيلٍ، عَن ذَرٍّ، عَنهُ. {والحَلْحالُ بنُ دُرِّيٍّ الضَّبيّ، تابِعِيٌّ نَقله الصاغانيُّ فِي العُباب، روَى عَنهُ ابنُه كُلَيب. ووالده بِالذَّالِ المُعجمة وَفتح الرَّاء الخَفِيفة، كَذَا ضَبَطَه الحافِظُ.} وأحَلَّ الرجلُ: دخَلَ فِي أشْهُرِ {الحِلِّ، أَو خَرَج إِلَى} الحِلِّ. وَقيل: {أَحَلَّ: خَرَجَ مِن شُهورِ الحُرُم، أَو خَرَج مِن مِيثاقٍ وعَهْدٍ كَانَ عَلَيْهِ وَبِه فُسِّر قولُ الشَّاعِر: وكَم بالقَنانِ مِن} مُحِلٍّ ومُحْرِمِ! والمُحِلُّ: الَّذِي لَا عَهْدَ لَهُ وَلَا حُرمَةَ. أَحَلَّ بنَفْسِه: اسْتوجَبَ العُقوبَة. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: فِي المَثَل: يَا عاقِدُ اذْكُر {حَلاًّ، ويُروَى: يَا حابِلُ. وَهَذِه عَن ابنِ الْأَعرَابِي، ويُضرَب للنَّظَر فِي العَواقِب، وَذَلِكَ أنّ الرجُلَ يَشُدُّ الحِمْلَ شَدّاً يُشرِفُ فِي استِيثاقِه، فَإِذا أَرَادَ الحَلَّ أضَرَّ بنفسِه وبراحِلَتِه.} والمَحِل، بِكَسْر الْحَاء: مَصدَرُ {حَلَّ} حُلُولاً: إِذا نَزَل، قَالَ الْأَعْشَى:
(إنَّ {مَحِلّاً وإنّ مُرتَحلَا ... وإنَّ فِي السَّفْرِ إذْ مَضَوْا مَهْلَا)
وقولُه تَعَالَى: حَتَّى يَبلُغَ الهَدْى} مَحِلَّهُ قِيل: مَحِلّ مَن كَانَ حاجّاً يومَ النَّحْر، ومَحِلّ مَن كَانَ مُعتَمِراً يومَ يدخلُ مكَّةَ. وقِيل: المَوْضِعُ الَّذِي يَحِلُّ فِيهِ نَحْرُه. {ومَحِل الدَّيْنِ: أَجَلُهُ. والمَحَلُّ، بِفَتْح الْحَاء: المَكانُ الَّذِي} تَحُله وتَنزله، وَيكون مصدرا، جَمْعُه: {المَحالُّ. وجَمْعُ} المَحَلَّة: مَحَلّات.
{والمُحَيِّلَةُ، بِالتَّصْغِيرِ: قريةٌ بمِصْر من المَنُوفِيَّة، وَقد رأيتُها.} وحَلَلْتُ إِلَى القَوم: بِمَعْنى {حَلَلت بِهم.} والحِلَّةُ، بِالْكَسْرِ: جَمْع الحالِّ، بمَعْنى النازِل، قَالَ الشَّاعِر:
(لقد كَانَ فِي شَيبانَ لَو كُنْتَ عالِماً ... قِبابٌ وحَيٌّ حِلَّةٌ ودَراهِمُ)
وَفِي الحَدِيث: أَنه لَمّا رَأى الشَّمْسَ قد وَقَبَتْ، قَالَ: هَذَا حِينُ حِلُّها، أَي: الحِينُ الَّذِي يَحِلُّ فِيهِ أداؤُها، يَعْنِي صَلاَةَ المغرِب. {والحالُّ المُرتَحِلُ: هُوَ الخاتِمُ المُفْتَتِحُ، وَهُوَ المواصِلُ لتلاوةِ الْقُرْآن، يَخْتِمُه ثمَّ يَفْتَتِحُهُ، شُبِّه بالمِسفارِ الَّذِي لَا يَقْدَمُ على أهلِه. أَو هُوَ الغازِي الَّذِي لَا يَغْفُلُ عَن غَزْوِه.} والحَلالُ بنُ عاصِمِ بنِ قيس: شاعِرٌ من بَني بَدْرِ بن رَبِيعةَ بن عبد الله بن الْحَارِث بن نُمَير، ويُعْرَف بابنِ ذُؤَيْبَة، وَهِي أمه، وَإِيَّاهَا عَنَى الراعِي:
(وَعَيَّر فِي تِلْكَ الحَلالُ وَلم يَكُن ... لِيَجْعَلَها لابنِ الخَبِيثَةِ خالِقُهْ)
ورَجُلٌ {حِلٌ من الإحْرام: أَي حَلاَلٌ. أَو لم يُحْرِمْ. وأنتَ فِي} حِل مِنِّي: أَي طَلْقٌ. والحِلُّ: الحَالّ،)
وَهُوَ النّازِلُ، وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: وأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا البَلَدِ. ويُقال للمُمْعِنِ فِي وَعِيدٍ أَو مُفْرِط فِي قَوْل: {حِلّاً أَبَا فُلان: أَي} تَحَلَّلْ فِي يَمينِك. جَعَلَه فِي وَعيدِه كالحالِفِ، فَأمره بِالِاسْتِثْنَاءِ. وَكَذَا قولُهم: يَا حالِفُ اذْكُر حِلاً. {وحَلَّله} الحُلَّةَ: أَلْبَسَه إيَّاها. {والحُلَّة، بالضَّمِّ: كِنايَةٌ عَن المَرأَةِ. وأَرْسَلَ علِيٌّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أمَّ كُلْثومٍ إِلَى عُمَرَ رَضِي الله عَنهُ وَهِي صغيرةٌ، فَقَالَت: إنَّ أبي يقولُ لَكَ: هَلْ رَضِيتَ} الحُلَّة فقالَ: نَعم رَضِيتُها. {والحُلَّانُ، بِالضَّمِّ: أَن لَا يَقْدِرَ على ذَبْح الشَّاةِ وغيرِها، فيَطْعَنَها من حَيْثُ يُدْرِكُها. وَقيل: هُوَ البَقِيرُ الَّذِي} يَحِلُّ لَحْمُه بذَبْحِ أُمِّه. {وأَحالِيلُ: موضعٌ شَرقِيَّ ذاتِ الإِصاد. وَمن ثَمَّ أُجْرِىَ داحِسٌ والغَبراءُ. قَالَ ياقوتُ: يَظْهَرُ أَنَّه جَمْع الجمْع، لأنَّ} الحُلَّةَ هم القَومُ النزُولُ وَفِيهِمْ كَثْرةٌ، والجَمْع: {حِلَالٌ، وجَمْعُ حِلالٍ} أَحالِيلُ على غَيرِ قِياسٍ، لأنّ قِياسَه {أَحلالٌ. وقَدْ يُوصَفُ} بحِلالٍ المُفْرَدُ فيُقال: حَيٌّ {حِلَالٌ. انْتهى، وَفِيه نَظَرٌ.
} والحَلِيلَةُ: الجارَةُ. وَفِي الحَدِيث: {أَحِلُّوا للَّهَ يَغْفِر لكم: أَي أَسْلِمُوا لهُ، أَو اخْرُجُوا من حَظْرِ الشِّركِ وضِيقِه إِلَى حِلِّ الإسلامِ وسَعَتِه، ويُروَى بالجِيمِ، وَقد تَقدَّم. ومَكانٌ} مُحَلَّلٌ، كمُعَظّمٍ: أَكْثَرَ الناسُ بِهِ النزُول. وَبِه فُسِّر أَيْضا قَوْلُ امْرِئ القَيس السابِق: غَذاها نَمِيرُ الماءِ غَير مُحَلَّلِ وتَحَلَّلَه: جَعَلَه فِي حِل من قِبَلهِ، وَمِنْه الحدِيث: أَنّ عائِشةَ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا قالَتْ لامْرَأَةٍ مَرّتْ بهَا: مَا أَطْوَلَ ذَيْلَها، فَقَالَ: اغْتَبتِيها، قُومي إِلَيْهَا {فتَحَلَّلِيها.} والمُحِل: مَنْ {يَحِلُّ قَتْلُه، والمُحْرِمُ: مَنْ يَحْرُمُ قَتْلُه.} وتَحَلَّلَ مِنْ يَمِينِه: إِذا خَرَجَ مِنْهَا بكَفَّارَةٍ أَو حِنْثٍ يُوجب الكَفَّارَةَ أَو استثناءٍ. {وحَلَّ} يَحُلُّ {حَلّاً: إِذا عَدَا. وكشَدَّادٍ: مَنْ} يَحُلُّ الزِّيجَ، مِنْهُم الشيخُ أَمِينُ الدّين {الحَلَّال، قَالَ الحافِظُ: وَقد رَأَيْتُه وكانَ شَيخاً مُنَجِّماً.} والحَلْحالُ: عُشْبَةٌ، هَكَذَا يُسمِّيها أهلُ تُونُسَ، وَهِي اللَّحْلاحُ. {ومُحِلّ بنُ مُحْرِز الضَّبِّي، عَن أبي وائلٍ، صَدُوقٌ.} وحُلَيلٌ، كزُبَيرٍ: موضعٌ قريبٌ مِن أَجياد. وَأَيْضًا: فِي دِيارِ باهِلَةَ بنِ أَعْصُر، قريب مِن سرفة، وَهِي قارَةٌ هُنَاكَ معروفةٌ. وَأَيْضًا: ماءٌ فِي بَطْنِ المَروت، من أرضِ يَربُوع، قَالَه نَصْر.

حبل

ح ب ل: (الْحَبْلُ) الرَّسَنُ وَيُجْمَعُ عَلَى (حِبَالٍ) وَ (أَحْبُلٍ) . وَ (الْحَبْلُ) الْعَهْدُ وَالْحَبْلُ الْأَمَانُ، وَهُوَ مِثْلُ الْجِوَارِ. وَالْحَبْلُ الْوِصَالُ. وَ (حَبْلُ الْوَرِيدِ) عِرْقٌ فِي الْعُنُقِ وَ (الْحُبْلَةُ) بِوَزْنِ الْمُقْلَةِ ثَمَرُ الْعِضَاهِ. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ: «لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا الْحُبْلَةُ وَوَرَقُ السَّمُرِ» . وَ (الْحَبَلُ) بِالْفَتْحِ الْحَمْلُ وَقَدْ (حَبِلَتِ) الْمَرْأَةُ مِنْ بَابِ طَرِبَ فَهِيَ (حُبْلَى) وَنِسْوَةٌ (حَبَالَى) وَ (حَبَالَيَاتٌ) بِفَتْحِ اللَّامِ فِيهِمَا. وَ (حَبَلُ الْحَبَلَةِ) نِتَاجُ النِّتَاجِ وَوَلَدُ الْجَنِينِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «نَهَى عَنْ حَبَلِ الْحَبَلَةِ» وَ (الْحِبَالَةُ) الَّتِي يُصَادُ بِهَا. وَ (الْحَابُولُ) الْكَرُّ وَهُوَ الْحَبْلُ الَّذِي يُصْعَدُ بِهِ النَّخْلُ. 
بَاب الْحَبل

أخبرنَا ابو عمر عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ الْحَبل الْعَهْد وَالْحَبل الْمَوَدَّة وَالْحَبل الثّقل وَالْحَبل رمل مستطيل وَالْحَبل وَاحِد الحبال حَبل العاتق والطبل دَرَاهِم الْخراج وَمِنْه قَوْلهم فلَان يحب الطبلي أَي يحب دَرَاهِم الْخراج بِلَا تَعب والطبل الْخلق يُقَال مَا فِي الطبل مثله وأنشدني ثَعْلَب عَن ابْن نجدة قَالَ أَنْشدني أَبُو زيد

(هَدِيَّة أَهْدَيْتهَا لعكلي ... وأمهم خصصت دون الطبل)

النصب فِي أمّهم أَجود والطبل ربعَة الطّيب والطبل سلة الطَّعَام والطبل ثِيَاب عَلَيْهَا صُورَة الطبل تسمى الطبلية

حبل


حَبَلَ(n. ac. حَبْل)
a. [Bi], Bound, tied with ( a rope & c. ).
b. Laid snares for; snared, ensnared, trapped.

حَبِلَ(n. ac. حَبَل)
a. [Bi], Conceived, became pregnant with.
b. [Min], Was full of ( wine, anger ).

إِحْتَبَلَa. Snared, ensnared, trapped.

حَبْل
(pl.
أَحْبُل
حِبَاْل حُبُوْل
أَحْبَاْل)
a. Rope, cord, cable.
b. Bond, covenant.

حُبْلَى
(pl.
حَبَاْلَى)
a. Pregnant, enceinte.

حَبَل
(pl.
أَحْبَاْل)
a. Fœtus; conception.
b. Anger, grief.

حَاْبِلa. Snarer, fowler, hunter.
b. Enchanter.

حِبَاْلَة
(pl.
حَبَاْئِلُ)
a. Snare, net, noose.

حَبِيْلa. Trapped game.
b. Steadfast.

حَبَّاْلa. Cordwainer, rope-maker.

حَبْلَاْنُa. Full.
b. Full of anger.

N. P.
حَبڤلَإِحْتَبَلَa. Snared, trapped, caught, entangled.

حَنَالَّة
a. Opportunity.

أَحْبُوْلَة (pl.
أَحَاْبِيْلُ)
a. see 23t
(ح ب ل) : (الْحَبْلُ) رَمْلٌ يَسْتَطِيلُ وَيَمْتَدُّ مُسْتَعَارٌ مِنْ وَاحِدِ الْحِبَالِ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ عُرْوَةَ بْنِ مُضَرِّسٍ وَمَا تَرَكْتُ مِنْ حَبْلٍ إلَّا وَقَفْتُ عَلَيْهِ وَيَسْرِقُ الْحَبْلَ فِي (ب ي) (وَالْحَبْلَةُ) الْكَرْمَةُ وَهِيَ شَجَرَةُ الْعِنَبِ وَأَمَّا الْحَدِيثُ «نَهَى عَنْ حَبَلِ الْحَبَلَةِ» فَالْحَبَلُ مَصْدَرُ حَبِلَتْ الْمَرْأَةُ حَبَلًا فَهِيَ حُبْلَى وَهُنَّ حَبَالَى فَسُمِّيَ بِهِ الْمَحْمُولُ كَمَا سُمِّيَ بِالْحَمْلِ وَإِنَّمَا أُدْخِلَتْ عَلَيْهِ التَّاءُ لِلْإِشْعَارِ بِمَعْنَى الْأُنُوثَةِ فِيهِ لِأَنَّ مَعْنَاهُ أَنْ يَبِيعَ مَا سَوْفَ يَحْمِلُهُ الْجَنِينُ إنْ كَانَ أُنْثَى وَمَنْ رَوَى الْحَبَلَةَ بِكَسْرِ الْبَاءِ فَقَدْ أَخْطَأَ (وَالْحُبُلِيُّ) بِضَمَّتَيْنِ وَتَخْفِيفِ الْبَاءِ وَاللَّامِ وَبِيَاءِ النِّسْبَةِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ يَرْوِي عَنْ الْمَعَافِرِيِّ وَابْنِ عَمْرٍو وَالْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ وَعَنْ شُرَحْبِيلَ بْنَ شَرِيكٍ.
حبل
الحَبْلُ معروف، قال عزّ وجلّ: فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ [المسد/ 5] ، وشبّه به من حيث الهيئة حبل الوريد وحبل العاتق، والحبل:
المستطيل من الرّمل، واستعير للوصل، ولكلّ ما يتوصّل به إلى شيء. قال عزّ وجلّ: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً [آل عمران/ 103] ، فحبله هو الذي معه التوصل به إليه من القرآن والعقل، وغير ذلك ممّا إذا اعتصمت به أدّاك إلى جواره، ويقال للعهد حبل، وقوله تعالى: ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ [آل عمران/ 112] ، ففيه تنبيه أنّ الكافر يحتاج إلى عهدين:
- عهد من الله، وهو أن يكون من أهل كتاب أنزله الله تعالى، وإلّا لم يقرّ على دينه، ولم يجعل له ذمّة.
- وإلى عهد من الناس يبذلونه له.
والحِبَالَة خصّت بحبل الصائد، جمعها:
حَبَائِل، وروي (النّساء حبائل الشّيطان) .
والمُحْتَبِل والحَابِل: صاحب الحبالة، وقيل:
وقع حابلهم على نابلهم ، والحُبْلَة: اسم لما يجعل في القلادة. 
ح ب ل

نصب حبالته وحبائله. وحبل الصيد واحتبله: أخذه. وكأنها كفة حابل. وهي حبلى بينة الحبل، وهنّ حبالى، وأحبلها زوجها، وكان ذلك في محبل فلان أي حين حبلت به أمه.

ومن المجاز: جازوا حبى زرود وهما رملتان مستطيلتان. أنشد الزمخشري بنفسه، قال أنشدتهما بزرود:

زرود بحبليها الطويلين قصرت ... حبال القوى من ركبها وركابها

زرود زرود للقوى ما مشت بها ... أولات القوى إلا انثنت لا قوى بها

ونزلوا في حبال الدهناء. وهو أقرب إليه من حبل الوريد، وهو على حبل ذراعك أي ممكن لك مستطاع. وكانت بينهم حبال فقطعوها أي عهود ووصل. وهو يحطب في حبل فلان إذا أعانه ونصره. وإنّه لواسع الحبل وضيق الحبل، يعنون الخلق. وإنه لحبالة للإبل: ضابط لها لا تنفلت منه. وفلان نصب حبائله، وبث غوائلهح واحتبله الموت. واحتبلته فلانة وحبلته: شغفته. وهو محتبل مختبل، ومحبول مخبول. وفرس طويل. المحتبل، تراد أرساغه، وأصله في الطائر إذا احتبل. وكأنه حبيل براح وهو الأسد، كأنما حبل عن البراح، لأنه لا يبرح مكانه لجرأته. وحبلت العين القذى إذا لزمته ولم ترم به. وحبل فلان من الشراب إذا امتلأ، وبه حبل منه، وهو أحبل وحبلان وحبل الزرع إذا اكتنز السنبل بالحب، واللؤلؤ حبل للصدفن والخمر حبل للزجاجة، وكل شيء صار في شيء فالصائر حبل للمصير فيه. وله حبلة تغل صيعاناً وهي الكرمة، شبهت قضبان الكرم بالحبال، فقيل للكرمة الحبلة بزيادة التاء، وقد تفتح الباء، وأما الحبلة بالضم فثمر العضاه.
(حبل) - وفي حَديثٍ آخَرَ: "أَنَّه مُحبَّلُ الشَّعر".
بالَّلامِ، وقد فَسَّره الهَرَوِيّ ، ويُروَى مُحَبَّك".
- في حَديثِ عُروة بنِ مُضَرِّس: "أَتيتُك من جَبَلَى طَيِّئٍ، ما تَركتُ من حَبلٍ إلّا وَقَفتُ عليه". الحَبْل: المُسْتَطِيل من الرَّملِ، وقيل: هو الضَّخْم منه، وجَمعُه حِبالٌ. وقيل: الحِبالُ في الرَّمل كالجِبالِ في غَيرِ الرَّمل. وجَبَلا طَيِّيء يقال لهما: أَجأٌ وسَلْمَى.
وقال الأَخفَش: الحَبْل: جَبَل عَرفَة، وأنشد:
فراحَ بها من ذِي المَجازِ عَشِيةً ... يُبادِر أُولَى السَّابِقَاتِ إلى الحَبْل
- ومنه في حَدِيثِ بَدْر: "صَعَدْنا على حَبْل" .
: أي قِطْعَة من الرَّمل ضَخْمة مُمتَدَّة على وجه الأرض - يعنى - لِنَنْظُر إلى المُشرِكِين.
- في صِفَة الجَنَّة: "فإذا فيها حَبَائِلُ اللُّؤْلُؤِ".
: يعَنِي مواضعَ مرتَفِعةً كحِبال الرَّمْل، وكأنه جَمعٌ على غَيرِ قِياس؛ لأن الحَبائِلَ جَمعُ الحِبالَة.
- ومنه الحَدِيثُ: "النِّساءُ حبَائِلُ الشَّيطَان".
: أي مَصايِدُه، والحِبالَة: المِصْيَدة من أَيِّ شىءٍ كانَت، وحبَائِلُ الموتِ: أَسبابُه. - في حديث أبي قَتادَه: "فَضربْتُه على حَبْل عاتِقِه".
قال الأَصمَعِيُّ: هو مَوضِع الرِّداءِ من العُنُق. وقيل: هو وُصلَة ما بين العُنُق إلى المَنكِب، وقيل: هو عِرقٌ هُناك. وقيل: عَصَبة.
وحِبالُ الأَيدِي وغَيرِها من الأَعْضاء: عُروقُها وعَصَبُها، كأَنَّها حِبال تُشدُّ بها الأعضاءُ.
- في الحَدِيثِ: "بَينَنَا وبَيْن القَوم حِبال" .
: أي عُهودٌ ومَواثِيق، قال الأعشَى:
وإذا تُجَوِّزُها حِبالُ قَبِيلَةٍ ... أَخذَتْ من الأُخرى إليك حِبالَها
- في حَدِيثِ الرَّجْم: "إذا كان الحبَلُ أو الاعْترِاف".
يقال: حَبِلَت المرأةُ حَبَلاً، فهي حُبْلَى: إذا حَمَلت، أي إذا لم يَكُن لها زَوجٌ فَحَمَلَت، فصار حَملُها بمنزلة البَيِّنة على زِناها. 
حبل
الحَبْلُ: الرَّسَنُ، والجَميعُ: الحِبَالُ. والمُحَبَّلُ في شِعْرِ رُؤْبَةَ: الحَبْلُ. والمُحْتَبَلُ في قَوْلِ لبيد:
صاحِبٌ غَيْرُ طَوَيْلِ المُحْتَبَلْ
الرُّسْغُ ومَوْضِعُ الحَبُلِ. والحابُوْلُ: الحَبْلُ. ورَجُلٌ مُحَبَّلُ الشَّعَرِ: مُجَعَّدُه كالحَبْلِ. وجَعَلَ القَوْمُ حُبُوْلَهم على غَوَارِبِهم: أي حِبَالَهم. والحَبْلُ: العَهْدُ. والرَّمْلُ الضَّخْمُ الطَّويلُ مَعَ الأرْضِ. ومَوْضِعٌ بالبَصْرَةِ. ومَصْدَرُ قَوْلِكَ: حَبَلْتُ الصَّيْدَ واحْتَبَلْتُه: إذا أخَذْتَه. والحِبَالَةُ: المِصْيَدَةُ، وكذلك الأُحْبُوْلُ. وحَبَائُل المَوْتِ: أسْبابُه. واحْتَبَلَه المَوْتُ. وحَبْلُ العاتِقِ: وُصْلَةُ ما بين العُنُقِ والمَنْكِب. وحِبَاُل الأيْدي: عُرُوْقُها وعَصَبُها. ومن أمْثالِهم في بِرِّ الرَّجُلِ بصاحِبِه وقِلَّةِ الخِلافِ عليه: " هو على حَبْلِ ذِراعِكَ ". وحَبِلَتِ المَرْأةُ تَحْبَلُ حَبَلاً، وهي حُبْلى. وحَبَلُ الحَبَلَةِ: وَلَدُ الوَلَدِ الذي في البَطْنِ، وهو المَنْهِيُّ عن بَيعِهِ. ونِسَاءٌ حَبَالى وحَبَالَياتٌ. والحَبْلَةُ: من قُضْبانِ الكَرْم. وهي أيضا: نَوْعٌ من الشَّجَرِ كالسَّمِّ. وحَبَل الزَّرْعُ: صارَ السُّنبلَةُ في الكُمِّ. والحِبْلُ: الدّاهِيَةُ؛ وجَمْعُه: حُبُوْلٌ، وكذلك حَبُوْلٌ - على فَعُوْلٍ -، قال المرار:
حابِلَتي حَبُوْلُ
ويقال للرَّجُلِ الحَسَنِ الرِّعْيَةِ: أنَّه لَحِبْلٌ من أحْبَالِها. والمَحْبِلُ: الكِتَابُ الأوَّلُ؛ في قَوْلِ المُتَنَخِّلِ:
خُطَّ له ذلك في المَحْبِلِ
وقيل: هو حَلقَةُ الرَّحِمِ. وأتَيْتُه على حَبَاَّلِة انْطِلاقٍ: أي حِيْنِه. وحَبَلٌ من الشَّرَابِ، وبه حَبَلٌ. وهو حَبْلانُ: إذا امْتَلأَ بَطْنُه، وكذلك إذا امْتَلأَ غَضَباً. والحُبْلَةُ - بضَمِّ الحاءِ -: ضَرْبٌ من الحُلِيِّ، أنشد:
وقَلائدٌ من حُبْلَةٍ وسُلُوْسِ وهو أيضا: ثَمَرُ العِضَاهِ. والحابِلُ: السّاحِرُ، والحَبَلَةُ: السَّحَرَةُ. ومن أمْثالِهم في اسْتِحْكامِ البَلاءِ: " الْتَبَسَ الحابِلُ بالنّابِلِ " يُريدُ الاخْتِلاطَ، والحابِلُ: من السَّدى؛ والنّابِلُ: اللُّحْمَةُ. وقيل الحابِلُ: صاحِبُ الحِبَالَةِ، والنّابِلُ: صاحبُ النَّبْلِ. وإذا زَجَرْتَ الشّاءَ قُلْتَ: حَبَلْ حَبَلْ. والحَبْلُ في قَوْلِ أبي ذؤيب:
تُبَادِرُ أُوْلى السّابِقاتِ إلى الحَبْلِ
حَبْلُ عَرَفَةَ.
ح ب ل : الْحَبْلُ مَعْرُوفٌ وَالْجَمْعُ حِبَالٌ مِثْلُ: سَهْمٍ وَسِهَامٍ وَالْحَبْلُ الرَّسَنُ جَمْعُهُ حُبُولٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَالْحَبْلُ الْعَهْدُ وَالْأَمَانُ وَالتَّوَاصُلُ وَالْحَبْلُ مِنْ الرَّمَلِ مَا طَالَ وَامْتَدَّ وَاجْتَمَعَ وَارْتَفَعَ.

وَحَبْلُ الْعَاتِقِ وَصْلُ مَا بَيْنَ الْعَاتِقِ وَالْمَنْكِبِ.

وَحَبْلُ الْوَرِيدِ عِرْقٌ فِي الْحَلْقِ وَالْحَبْلُ إذَا أُطْلِقَ مَعَ اللَّامِ فَهُوَ حَبْلُ عَرَفَةَ قَالَ الشَّاعِرُ
فَرَاحَ بِهَا مِنْ ذِي الْمَجَازِ عَشِيَّةً ... يُبَادِرُ أَوْلَى السَّابِقَاتِ إلَى الْحَبْلِ
وَالْحِبَالُ إذَا أُطْلِقَتْ مَعَ اللَّامِ فَهِيَ حِبَالُ عَرَفَةَ أَيْضًا قَالَ الشَّاعِرُ
إمَّا الْحِبَالَ وَإِمَّا ذَا الْمَجَازِ ... وَإِمَّا فِي مِنًى سَوْفَ تَلْقَى مِنْهُمْ سَبَبًا
وَوَقَعَ فِي تَحْدِيدِ عَرَفَةَ هِيَ مَا جَاوَزَ وَادِيَ عُرَنَةَ إلَى الْحِبَالِ وَبِالْجِيمِ تَصْحِيفٌ.

وَحِبَالَةُ الصَّائِدِ بِالْكَسْرِ وَالْأُحْبُولَةُ بِالضَّمِّ مِثْلُهُ وَهِيَ الشَّرَكُ وَنَحْوُهُ وَجَمْعُ الْأُولَى حَبَائِلُ وَجَمْعُ الثَّانِيَةِ أَحَابِيلُ وَحَبَلْتُهُ حَبْلًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَاحْتَبَلْتُهُ إذَا صِدْتُهُ بِالْحِبَالَةِ.

وَحَبِلَتْ الْمَرْأَةُ وَكُلُّ بَهِيمَةٍ تَلِدُ حَبَلًا مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا حَمَلَتْ بِالْوَلَدِ فَهِيَ حُبْلَى وَشَاةٌ حُبْلَى وَسِنَّوْرَةٌ حُبْلَى وَالْجَمْعُ حُبْلَيَاتٌ عَلَى لَفْظِهَا وَحَبَالَى وَحَبَلُ الْحَبَلَةِ بِفَتْحِ الْجَمِيعِ وَلَدُ الْوَلَدِ الَّذِي فِي بَطْنِ النَّاقَةِ وَغَيْرِهَا وَكَانَتْ الْجَاهِلِيَّةُ تَبِيعُ أَوْلَادَ مَا فِي بُطُونِ الْحَوَامِلِ فَنَهَى الشَّرْعُ عَنْ بَيْعِ حَبَلِ الْحَبَلَةِ وَعَنْ بَيْعِ الْمَضَامِينِ وَالْمَلَاقِيحِ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَبَلُ الْحَبَلَةِ وَلَدُ الْجَنِينِ الَّذِي فِي بَطْنِ النَّاقَةِ وَلِهَذَا قِيلَ الْحَبَلَةُ بِالْهَاءِ لِأَنَّهَا أُنْثَى فَإِذَا وَلَدَتْ فَوَلَدُهَا حَبَلٌ بِغَيْرِ هَاءٍ وَقَالَ بَعْضُهُمْ الْحَبَلُ مُخْتَصُّ بِالْآدَمِيَّاتِ وَأَمَّا غَيْرُ الْآدَمِيَّاتِ مِنْ الْبَهَائِمِ وَالشَّجَرِ فَيُقَالُ فِيهِ حَمْلٌ بِالْمِيمِ وَرَجُلٌ حَنْبَلٌ أَيْ قَصِيرٌ وَيُقَالُ ضَخْم الْبَطْنِ فِي قِصَرٍ. 
[حبل] الحَبْلُ: الرَسَنُ، ويجمع على حبال وأحبل . وقال  أمن أجل حَبْلٍ لا أَباكَ ضربته بمِنْسَأَةٍ قد جر حبلك أحبلا والحبل: العهد. والحبل: الأمانُ، وهو مثل الجِوارِ. قال الأعشى : وإذا تُجَوِّزُها حِبالُ قَبيلَةٍ أَخَذَتْ من الأخرى إليك حِبالها والحَبْلُ: الوِصالُ. ويقال للرمل يستطيل حَبْلٌ. وحَبْلُ العاتِقِ: عصبٌ. وحَبْلُ الوريد: عِرْقٌ في العنق. وحَبْلُ الذراعِ في اليد. وفي المثل: " هو على حَبْلِ ذراعِكَ "، أي في القرْب منك. والحُبْلَةُ، بالضم: ثمر العضاه. وفى حديث سعد رضى الله عنه. " لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما لنا طعام إلا الحبلة وورق السمر ". ويقال: ضب حابل: يرعى الحبلة. والحبلة أيضا: حلى يجعل في القلائد. قال الشاعر  ويزينها في النحر حَلْيٌ واضحٌ وقَلائِدٌ من حُبْلَةٍ وسلوس والحبل بالكسر: الداهيةُ، والجمع الحُبولُ. قال كثير: فلا تعجلى ياعز أن تَتَفَهّمي بنُصْحٍ أتَى الواشون أم بجبول ويقال للواقف مكانه كالاسد لا يفِرّ: حَبيلُ بَراحٍ. والحَبَلُ: الحَمْلُ، وقد حَبِلَتِ المرأةُ فهي حبلى، ونسوة حبالى وحباليات، لانه ليس لها أفعل ففارق جمع الصغرى. والاصل حبالى بكسر اللام، لان كل جمع ثالثه ألف انكسر الحرف الذى بعدها نحو مساجد وجعافر، ثم أبدلوا من الياء المنقلبة من ألف التأنيث ألفا فقالوا: حبالى بفتح اللام، ليفرقوا بين الالفين، كما قلناه في الصحارى، وليكون الحبالى كحبلى في ترك صرفها، لانهم لو لم يبدلوا لسقطت الياء لدخول التنوين، كما تسقط في جوار. والنسبة إلى حُبْلى حُبْليٌّ وحَبْلَويٌّ وحُبْلاويٌّ. وقال أبو زيد: يقال حبْلى في كل ذات ظفر. وأنشد * أو ذيخة حبلى محج مقرب * ويقال: كان ذلك في مَحْبِل فلانٍ، أي في وقت حَبَلِ أمِّه به. وحَبَلُ الحَبَلَةِ: نِتاجُ النتاجِ وولد الجنين. وفى الحديث: " نهى عن حبل الحبلة ". وأحبله، أي ألقحه. والحَبَلةُ أيضاً بالتحريك: القضيبُ من الكرْم، وربَّما جاء بالتسكين. والحِبالَةُ: التي يصاد بها. والحابِلُ: الذي يَنصِب الحِبالَةَ للصيد. وفي المثل: " اختلط الحابِلُ بالنابل ". ويقال الحَابِلُ: السَدى في هذا الموضع، والنابلُ: اللُحْمَةُ. والمَحْبولُ: الوحشيُّ الذي نَشِب في الحبالةِ. والحابولُ: الكَرُّ، وهو الحَبْلُ الذي يُصْعَدُ به النخلُ. واحْتَبَلَهُ، أي اصطاده بالحِبالَةِ. ومُحْتَبَلُ الفرسِ: أرساغُه، ومنه قول لبيد: ولقد أَغْدو وما يَعْدِمُني صاحبٌ غير طويل المحتبل وحبال: اسم رجل من أصحاب طليحة ابن خويلد الاسدي، أصابه المسلمون في الردة فقال فيه: فإن تك أذواد أصبن ونسوة فلن تذهبوا فرغا بقتل حبال (210 - صحاح - 4) والحنبل: الرجل القصير، والفرو أيضا، واسم رجل.
[حبل] في صفة القرآن كتاب الله "حبل" ممدود من السماء إلى الأرض، أي نور ممدود أي نور هداه، ويشبهون النور بالحبل والخيط نحو "حتى يتبين لكم الخيط"أصل شجرة العنب، والعنب ثمرتها، وسميت الحبلة العنب مجازاً. نه ومنه ح: لما خرج نوح من السفينة غرس "الحبلة". وح: لما خرج نوح من السفينة فقد "حبلتين" كانتا معه، فقال الملك: ذهب بهما الشيطان، يريد ما فيهما من الخمر والسكر. ومنه ح: كان له "حبلة" تحمل كذا. وفيه: إنه نهى عن "حبل الحبلة" الحبل بالحركة مصدر سمي به المحمول والتاء للتأنيث، فأريد بالأول ما في بطون النوق من الحمل، والثاني حبل الذي في بطون النوق، ونهى عنه لأنه غرر وبيع ما لم يخلق بعد، وهو أن يبيع ما يحمله جنين في بطن أمه على تقدير أنثى فهو بيع نتاج النتاج، وقيل: أراد البيع إلى اجل ينتج فيه حمل في بطن أمه. ك: هما بفتح حاء وباء، وتسكين الباء في الأول غلظ، والحبلة جمع حابل، واتفقوا على أن الحبل مختص بالآدمية والحمل أعم. ومنه: يستسقطان "الحبل" بفتحتين. نه ومنه ح عمر: لما فتحت مصر أرادوا قسمتها فقال: لا حتى يغزو منها "حبل الحبلة" أي حتى يغزو منها أولاد الأولاد، ويكون عاماً في الناس والدواب، أي يكثر المسلمون فيها بالتوالد، فإذا قسمت لم يكن قد انفرد بها الآباء دون الأولاد، أو أراد المنع من القسمة حيث علقه على أمر مجهول. وفي صفة الدجال: أنه "محبل" الشعر، أي كأن كل قرن من قرون الشعر حبل، ويروى بالكاف، وقد مر. وفيه: أنه أقطع مجاعة "الحبل" بضم حاء وفتح باء موضع باليمامة. ك: لأن يأخذ "أحبله" جمع حبل كأفلس. ط: وأن وطأ "الحبالى" أي لا توطأ الجارية الحاملة من السبي حتى تضع حملها.
باب الحاء واللام والباء معهما ح ب ل، ح ل ب، ب ل ح، مستعملات

حبل: الحَبْلُ: الرَّسَنُ، [والحَبْل: العَهْدُ والأَمان] والحَبْل: التواصل، والحَبْل: الرَّمل الطويل الضَّخْم. والحَبْل: مَوضِع بالبصرة على شاطىء النَّهْر. والحَبْلُ: مصدَر حَبَلْتُ الصيَّدْ واحتَبَلْتُه أي: أَخَذْتُه، والجميع من هذه الأسماءِ كُلِّها: الحِبال. والحِبالة: المَصيِدة، وحَبائِلُ الموت: أسبابه، واحتَبَلَه الموتُ. وحَبْل العاتِق: وُصْلة ما بين العاتق والمنكب. [وحَبْلُ الوَريد: عِرْقٌ يَدِرُّ في الحَلْق. والوَريد: عرقٌ يَنْبِضُ من الحيوان لا دَمَ فيه] وفُلانٌ الحُبَليّ: مَنْسُوب إلى حَيٍّ من اليَمَن. والمُحَبَّل في قول رؤبة:»

كلُّ جُلالٍ يَمْلَأُ المُحَبَّلاَ

حَبْلٌ، وحَبِلَتِ المرأةُ حَبَلاً فهي حُبْلَى. وشاةٌ حُبْلَى، [وسِنَّورَةٌ حُبْلَى، وجمع الحبلى حبالى]  والحَبَلَةُ: طاقة من قُضْبان الكَرْمِ. والحَبْلُ: نوعٌ من الشَّجَر مثل السَّمُر. وحَبَل الحَبَلَة: وَلَد الوَلَد الذي في البطن ،

وكانت العرب ربَّما تَبايَعُوا على حَبَل الحَبَلَة فنَهَى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عن بيع المَضامين والمَلاقيح وحَبَل الحَبَلَة.

حلب: عَناق تُحْلُبَةٌ أي: بِكْرٌ تُحْلَبُ قبل أن يَفْسُدَ [لبنُها] . والحَلَبُ: اللَّبَن الحليب، والحِلابُ: المِحْلَبُ الذي يُحْلَبُ فيه، [قال:

صاحِ هل رَيْتَ أو سَمِعْتَ براعٍ ... رَدَّ في الضَّرْع ما قَرَى في الحِلابِ]

والإِحلابُ من اللَّبَن يَجْتَمِعُ عند الراعي نحو من الوَسْقِ فيُحْمَلُ إلى الحي، يقال: جاءوا باِحْلابَيْن وثلاثة أَحاليبَ، فأمّا في الشّاءِ والبَقَرِ فيقال: جاءوا بإِمخاضٍ وإمخاضَيْن وثلاثةِ أَماخيضَ، لأنّه يُمْخَضُ فيخُرُج زُبْده، ولا تُمْخَضُ ألبانُ الإبِل. والحَلَبُ من الجبِاية مثِل الصَّدَقة ونحوها مما لا يكون وَظيفةً معلومةَ. وناقةٌ حَلُوب: ذاتُ لَبَنٍ، فإذا صَيَّرتَها اسماً قُلْتَ: هذه الحَلُوبةُ لفلان، وقد يُخْرِجُونَ الهاءَ من الحلوبة وهم يعنونها، قال الأعشى: تُذْهِلُ الشَّيْخَ عن بَنيهِ وتُودِي ... بحَلُوُبِ المِعْزابِة المِعْزالِ

ويُرْوَى بلَبونٍ، وكذلك الرَّكوبةُ والرَّكُوبُ. وناقةٌ حَلْباةٌ رَكْباة أي ذاتُ لَبَنٍ تُحْلَبُ وتُرْكَبُ، قال:

لَيْسَتْ بحَلْباةٍ ولا رَكْباةِ

وحَلْبانة ورَكْبانة أيضاً، ولا يقال للذُّكُور شيءٌ من ذلك، وتصغير حَلْباة حُلَيْبِيَة. والمَحْلَبُ: شَجَر يُجْعَلُ حَبُّه في العِطْر. والحُلَّبُ: نباتٌ من أفضل المراعي. والحِلْبابُ: نباتٌ غيرُ الحُلَّب . والحَلْبَةُ: خَيْلٌ تَجْتَمِعُ للسِّباق من كل أَوْب، ولا تخُرجُ من موضع واحد، ولكن من كل حَيٍّ، قال :

نحن سَبَقنا الحَلَباتِ الأَرْبَعا ... الفَحْلَ والقُرَّحَ في شوطٍ مَعا

وإذا جاء القَومُ من كلّ وجْهٍ فاجتَمَعُوا لحَرْبٍ ونحوه قيلَ: قد أحْلَبُوا، والاِحْلابُ يراد به الإغاثة. ورُبَّما جمعُوا الحَلْبَة بالحلائب، ولا يقال للواحد منها حَليبة ولا حِلابة. وتَحَلَّبَ فُوهُ وتَحَلَّبَ النَّدَى أو الشَّيْء إذا سالَ. والحُلْبُ: حَبٌّ الواحدة حُلْبة، وهي الفريقة. والحُلْبُوبُ: اللَّوْنُ الأسود ، قال رؤبة:

واللَّوْنُ في حُوَّتِهِ حُلْبُوبُ

والحَلْبُ: الجُلُوسُ على الرُّكْبة وأنت تأكُل، يقال: احْلُبْ فَكُلْ.

لحب: قَطْعُكَ الشَّيْءَ طولاً، ولَحَبَه ولَحَّبَه بالشَّفْرة إذا قَطَعَ لحمه. ولَحَبَ مَتْنُ الفَرَس وعَجُزُه إذا امَّلَسَ في حُدُور، قال:

والمَتْنُ مَلْحُوبُ

وطريقٌ لاحِبٌ ولَحْبٌ (ومَلْحُوب) وقد لَحَبَ يَلْحُبُ لُحُوباً أي وَضَحَ، قال:

تَدَعُ الجَنوبَ إذا انتحت ... فيه طريقاً لاحِبا

بلح: البَلَحُ: الخَلالُ، وهو حَمْلُ النَّخْل ما دامَ أخضَرَ صِغاراً كحِصْرِم العِنَب. البَلَحُ: طائرُ أعظَمُ من النَّسْر مُحْتَرِق الرّيش، يقال: لا تَقَعُ ريشةٌ من ريشه وَسْطَ ريش سائر الطير إلاّ أحرَقَته، ويقال: هو النَسْر القديم إذا هَرِمَ، وجمعُه: بِلحان . والبُلوحُ: تَبَلُّد الحامل تحتَ الحَمْل من ثِقْله، يقال: حُمِلَ على البعير حتّى بَلَحَ، قال أبو النجم:

وبَلَحَ النَّمْلُ به بُلُوحا

أي حين ينقُل الحَبَّ في الحَرِّ.
حبل
حبَلَ يَحبُل، حَبْلاً، فهو حابِل، والمفعول مَحْبول
• حبَل فلانًا: قيَّده، شدَّه وربطه بالحبْل "حبَل اللصّ/ الدّابَّةَ".
• حبَل الصَّيْدَ: نصَب له الشَّرَك وصاده به "حبلتِ المرأةُ الرَّجلَ: أوقعته في شراك حبِّها- دار حابلُه على نابلهِ: تداخل أوّله بآخره، اختلط- اختلط الحابلُ بالنَّابل [مثل]: يُضرب في اضطراب الأمور". 

حبِلَ يَحبَل، حَبَلاً، فهو حَابلة وحُبْلَى
• حبِلتِ المرأةُ: حمَلتْ.
• حبِل الزَّرْعُ ونحوُه: امتلأت سنابلُه حَبًّا. 

أحبلَ يُحبِل، إحْبالاً، فهو مُحبِل، والمفعول مُحبَل
• أحبل الشَّخصَ: حبَلَه، شدَّه بالحَبْل "أحبَل السّارِقَ".
• أحبل المرأةَ: صيرَّها حُبْلَى. 

احتبلَ يحتبل، احْتِبالاً، فهو مُحْتَبِل، والمفعول مُحْتَبَل
• احتبل الصَّيدَ: حَبَله، نصَب له الحِبالةَ (المصيدة) ° احتبلته المرأةُ: أوقعته في شباك حبِّها- احتبله الموتُ بحبائله: تُوفِّي. 

حبَّلَ يحبِّل، تَحْبِيلاً، فهو مُحبِّل، والمفعول مُحبَّل
• حبَّل المرأةَ: أحبلها، صيَّرها حُبْلَى.
• حبَّل الشَّعْرَ: ضَفَّره. 

أُحْبول [مفرد]: ج أحابيلُ:
1 - مصيدة.
2 - خديعة. 

أُحْبولة [مفرد]: ج أحابيلُ وحَبائِلُ:
1 - أحبول، مصيدة "علِق الحيوانُ بالأحبولة" ° أوقعته في أحابيلِها: في شِراك حبّها- نصَب حبائلَه لفلان: دبَّر له.
2 - خديعة "ذهبت الفتاةُ ضحيّة أحابيل الدَّجال". 

حِبالة [مفرد]: ج حِبالات وحَبائِلُ: المصيدة، أداة مصنوعة من حبال يُؤخذ بها الصَّيد "علِق الصَّيدُ في الحِبالة- نصبوا في اللَّيل حِبالة للذِّئب" ° حبائِلُ الموت: أسبابه- وقَع في حِبالات الهوى: مصائده. 

حبَّال [مفرد]: ج حبّالون وحبّالَة:
1 - صانِع الحِبال.
2 - بائع الحِبال. 

حَبْل [مفرد]: ج أحبال (لغير المصدر) وحِبال (لغير المصدر):
1 - مصدر حبَلَ.
2 - ما فُتِل من ليف ونحوه ويستخدم في الشدِّ والرَّبط "قيَّد السارقَ بالحِبال- {فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ} " ° أرخى الحبلَ: تبسَّط- اضطرب حبلُه: لم يعد يسيطر على نفسه- انبتّ حبلُ المودّة بين الصديقين: زاد في شدّته وصرامته- انقطع حبلُ الحديث: اعترضه عارض- ترَكَ الحَبْلَ على الغارب/ ترَكَ الحَبْلَ على غاربه [مثل]: ترك الأمرَ يأخذ مجراه دون تدخل منه- تعلَّق بحبال الهواء: رجا
 أمرًا صعبًا أو مستحيلاً- حبل الكذب قصير: لا يدوم وسرعان ما ينكشف- حبله طويل: متباطئ متوانٍ- قطَع عليه حبلَ أفكاره/ قطَع عليه حبلَ تفكيره: منعه من متابعة تفكيره، حال دون تسلسل أفكاره، شوّش عليه- مَدَّ له الحبلَ: صبر عليه- وصل حبلَه: زوّجه ابنتَه- وصل حبلَ وُدِّها: وصل ما يربطه بها- يلعب على الحبلَيْن: انتهازيّ، يحاول الإفادةَ من كلِّ جهة.
3 - عهد وذمَّة وأمان "إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ حِبَالاً وَنَحْنُ قَاطِعُوهَا [حديث]- {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا}: دينه وعهده وقرآنه".
4 - (شر) عرق في البدن يشبه الحبل "حبال السّاق: عصبها- {حَبْلِ الْوَرِيدِ}: أحد العرقين في صفحتي العنق".
5 - كل ما يربط الإنسانَ بالإنسان، وصال، علاقة "قطع حبلَ المودّة" ° فلانٌ يحطب في حبل فلان: يعينه وينصره.
• الحَبْل السُّرِّيّ:
1 - (طب) أنبوب ذو أوعية دمويّة يشبه الحبلَ، يصل الجنين بالمشيمة، حيث ينقل الغذاء إليه ويخلِّصه من الفضلات، وينفصل عنه بعد الولادة تاركًا نُدبة صغيرة هي السُّرَّة.
2 - (نت) خيط رفيع يوصِّل البذرةَ بجدار الثمرة.
• الحَبْل الشَّوكيّ: (شر) حبل النّسيج العصبيّ الممتدّ من النُّخاع المستطيل إلى أسفل العمود الفقريّ، تتفرَّع منه الأعصابُ الشَّوكيَّة لباقي أجزاء الجسم.
• الحَبْل الظَّهْريّ: (شر) العمود الفقريّ الأوَّليّ، حبل مرن يُشكِّل الدعامةَ الأساسيَّة للجسم في الحبليّات السُّفلى.
• حَبْل الوَريد: (شر) عرق في العنق متّصل بالوتين، يُضرب به المثل في القرب " {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} " ° هو على حبل ذراعك: قريب منك ولا يخالفك.
• حَبْل السَّارية: حبل لبسط الشِّراع، وذلك برفع عارضة الشِّراع أو العمود الذي يحفظ الشِّراع منشورًا.
• الحَبْلان: اللَّيل والنَّهار.
• الحبال الصَّوتيَّة: (شر) الأوتار الصَّوتية التي تتأثَّر بها الأصوات، وهي عبارة عن أربع ثنيات في الحنجرة مكوّنة من أشرطة ليفيّة بيضاء، يُحدث الزَّوج الأسفل منها الأصوات عندما يهتزّ بمرور الهواء عليه.
• مِرْبَط الحبال: عمود غليظ في مركب أو رصيف ميناء لتثبيت حبال المركب. 

حَبَل [مفرد]:
1 - مصدر حبِلَ.
2 - (حي) إخصاب بويضة الأنثى بلقاح الذكر؛ لإنتاج كائن حيّ جديد، يأخذ عادة في النمو. 

حُبْلَة [مفرد]: ج حُبُلات وحُبْلات وحُبْل وحُبَل: (نت) ثمرة من فصيلة القطانيّات كالفول والعدس والفاصوليا وغيرها، وتكون ذات فلقتين وبضع بِزْرات وهي تتفتَّح عندما تنضج "حُبْلَة فول/ فاصوليا". 

حُبْلَى [مفرد]: ج حُبْلَيات وحَبَالَى: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حبِلَ: امرأة حامل، تحمل في بطنها جنينًا. 

حَبْليَّات [جمع]
• حبليَّات الظَّهر: (حن) شعبة حيوانات بحريّة، لها حبل ظهريّ وجهاز عصبيّ ظهريّ، لكنها بدون سلسلة فقريّة وجمجمة. 

مَحْبَل [مفرد]: ج مَحَابِلُ: اسم زمان من حبِلَ: وقت الحَمْل ومدّته.
• المَحْبَل:
1 - الرَّحِم "المحابلُ تدفع والمقابرُ تبلع [مثل] ".
2 - المَهْبِل. 

مَحْبِل [مفرد]: ج مَحَابِلُ
• المَحْبِل:
1 - الرّحِم، عضو عضليّ أجوف غليظ الجدار يوجد في بطن الثدييّات، وفيه يتكوَّن الجنين وينمو إلى أن يولد.
2 - المَهْبِل. 
(ح ب ل)

الحَبْلُ: الرِّبَاط. وَالْجمع أحْبُلٌ وأحْبالٌ وحِبالٌ وحُبولٌ. وحَبَلَ الشَّيْء حَبْلاً، شده بالحْبلِ، قَالَ:

فِي الرأسِ مِنْهَا حَيَّةٌ مَحبولٌ

وَمن أمثالهم: يَا حابِلُ اذكر حلا، أَي يَا من يشد الحبْلَ اذكر وَقت حلّه. وَرَوَاهُ الَّلحيانيّ: يَا حامِلَ، بِالْمِيم، وَهُوَ تَصْحِيف.

قَالَ ابْن جني: وذاكرت بنوادر الَّلحيانيّ شَيخنَا أَبَا عَليّ فرأيته غير رَاض بهَا، وَكَانَ يكَاد يُصَلِّي بنوادر أبي زيد إعظاما لَهَا، قَالَ: وَقَالَ لي وَقت قراءتي إِيَّاهَا عَلَيْهِ: لَيْسَ فِيهَا حرف، إِلَّا وَلأبي زيد تَحْتَهُ غَرَض مَا، قَالَ ابْن جني: وَهُوَ كَذَلِك لِأَنَّهَا محشوة بالنكت والأسرار.

والحَبْلُ الرسن. وَجمعه حبُولٌ. وَهُوَ المُحَبَّل.

والحابولُ: الكرُّ الَّذِي يصعد بِهِ على النّخل.

والحَبْل: الْعَهْد والذمة والأمان.

والحَبْلُ: التواصل.

وحَبْلُ العاتق: عصبَة بَين الْعُنُق والمنكب، قَالَ ذُو الرمة:

والقرطُ فِي حُرَّةِ الذِفْرَى مُعَلَّقُهُ ... تباعَدَ الْحَبل مِنْهَا فَهُوَ يَضطرِب وَقيل: حَبل العاتق، الطَّرِيقَة الَّتِي بَين الْعُنُق وَرَأس الْكَتف. وحَبْل الذِّرَاع ينقاد من الرسغ حَتَّى ينغمس فِي الْمنْكب، قَالَ:

خِطامُها حَبْلُ الذراعِ أجمعُ

وحَبْلُ الفقار: عرق ينقاد من أول الظّهْر إِلَى آخِره، عَن ثَعْلَب وَأنْشد الْبَيْت:

خِطامهُا حَبْلُ الفَقارِ أجمعُ

مَكَان قَوْله: حَبل الذِّرَاع. وَالْجمع كالجمع. وَهَذَا على حَبْلِ ذراعك، أَي مُمكن لَك لَا يُحَال بَيْنكُمَا. وَهُوَ على الْمثل. وَقيل: حِبَالُ الذراعين، العصب الظَّاهِر عَلَيْهِمَا، وَكَذَلِكَ هِيَ من الْفرس. وحِبالُ السَّاقَيْن، عصبهما، وحَبائِلُ الذّكر، عروقه.

والحِبالَة: المصيدة، مِمَّا كَانَت. وحبَلَ الصَّيْد حَبْلاً واحتَبَله، أَخذه بالحِبالَةِ، أَو نصبها لَهُ. وحَبَلتْه الحِبالَةُ، علقته. واستعاره الرَّاعِي للعين وَإِنَّهَا علقت القذى كَمَا علقت الحِبالَةُ الصَّيْد، فَقَالَ:

وَبَات بثَديَيها الرضيعُ كأنَّه ... قَذىً حَبَلتْه عينُها لَا يُنمُيها

وَقيل: المحبولُ، الَّذِي نصبت لَهُ الحِبالَةُ وَإِن لم يَقع فِيهَا. والمُحْتَبَلُ الَّذِي أَخذ فِيهَا، وَمِنْه قَول الْأَعْشَى: " ومحبولٌ ومحتَبَل ".

وَقَوله:

صاحِبٌ غيرُ طويلِ المُحْتَبَلْ

أَي غير طَوِيل الأرساغ.

والأُحبولُ: الحِبالَة.

وحَبائلُ الْمَوْت: أَسبَابه، وَقد احتَبَلَهم الْمَوْت. والحبْلُ: الرمل المستطيل، شبه بالحَبْلِ.

وَفُلَان حَبِيل براح، أَي شُجَاع. وَمِنْه قيل للأسد: حبيل براح، وَقد تقدم.

وَشعر مُحَبَّلٌ: مضفور.

والحِبْلُ: الداهية، وَجَمعهَا حُبولٌ. قَالَ:

فَلَا تَعَْلي يَا عَزَّ أَن تَتَفَهمي ... بنُصْحٍ أَتَى الواشُونَ أم بحُبولِ

وَقَالَ الأخطل:

وكنتُ سليمَ القلبِ حَتَّى أصابني ... من اللامِعاتِ المُبرِقاتِ حُبولُ

فَأَما رِوَايَة الشَّيْبَانِيّ: خُبولٌ، بِالْخَاءِ مُعْجمَة، فَزعم الْفَارِسِي أَنه تَصْحِيف.

وَيُقَال للداهية من الرِّجَال: إِنَّه لحَبْلٌ من أحبالِها. وَكَذَلِكَ يُقَال فِي الْقَائِم على المَال.

وثارَ حابِلُهم على نابِلِهم، إِذا أوقدوا الشَّرّ بَينهم.

والتَبَسَ الحابِلُ بالنابِلِ: الحابلُ سدى الثَّوْب، والنابل اللحمة، يُقَال ذَلِك فِي الِاخْتِلَاط.

وحوَّل حابِلَه على نابِلِه، أَي أَعْلَاهُ على أَسْفَله. وَاجعَل حابِلَه نابِلَه، وحابِلَه على نابِلِه: كَذَلِك.

والحَبَلَةُ والحُبْلَةُ: الْكَرم. وَقيل: الأَصْل من أصُول الْكَرم. والحبَلُ شجر الْعِنَب، واحدتها حَبَلَةٌ.

وحَبَلَةُ عَمْرو: ضرب من الْعِنَب بِالطَّائِف، بَيْضَاء محددة الْأَطْرَاف متداحضة العناقيد.

والحبَلُ: الامتلاء. وحَبِلَ من الشَّرَاب امْتَلَأَ.

وَرجل حَبْلانُ وَامْرَأَة حَبْلىَ: ممتلئان من الشَّرَاب. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: إِنَّمَا هُوَ رجل حُبْلانُ وَامْرَأَة حُبْلىَ.

والحبلانُ أَيْضا: الممتلئ غَضبا.

والحَبَلُ: الْحمل، وَهُوَ من ذَلِك لِأَنَّهُ امتلاء الرَّحِم. وَقد حَبِلَتْ حبَلاً. والحَبَلُ يكون مصدرا واسما، وَالْجمع أحبالُ. قَالَ سَاعِدَة فَجعله اسْما:

ذَا جُرأةٍ تُسقِطُ الأحبالَ رهبتُه ... مهما يكُنْ من مَسامٍ مكره يَسُم وَلَو جعله مصدرا وَأَرَادَ ذَوَات الأحبالِ لَكَانَ حسنا. وَامْرَأَة حابِلَةٌ، من نسْوَة حَبَلَةٍ، نَادِر وحُبْلَى من نسْوَة حُبْلَياتٍ وحَبالىَ وَكَانَ الأَصْل: حَبالٍ، كدعاو تكسير دَعْوَى. وَقد قيل: امْرَأَة حَبْلانَةٌ، وَمِنْه قَول بعض نسَاء الْأَعْرَاب: أجد عَيْني هجَّانة، وشفتي ذبَّانة، وَأرَانِي حَبْلانةً، وَقد تقدم شرح ذَلِك فِي " الْكتاب الْمُخَصّص ".

وَاخْتلف فِي هَذِه الصّفة، أعامة للإناث أم خَاصَّة لبعضها، فَقيل: لَا يُقَال لشَيْء من غير الْحَيَوَان حُبْلَى إِلَّا فِي حَدِيث وَاحِد: نهى عَن بيع حَبَلِ الحَبَلَةِ، وَهُوَ أَن يُبَاع مَا فِي بطن النَّاقة. وَقيل معنى حَبَلِ الحبَلَةِ، حمل الكرمة قبل أَن تبلغ، وَجعل حملهَا قبل أَن تبلغ حَبَلاً. وَهَذَا كَمَا نهى عَن بيع ثَمَر النّخل قبل أَن يزهى. وَقيل: حبَلُ الحبَلَةِ، ولد الْوَلَد الَّذِي فِي الْبَطن. وَكَانَت الْعَرَب فِي الْجَاهِلِيَّة تتبايع على حبَلِ الحبَلَةِ فِي أَوْلَاد أَوْلَادهَا فِي بطُون الْغنم الْحَوَامِل. وَقيل: كل ذَات ظفر حُبْلَى، قَالَ:

أَو ذِيخةٍ حُبلى مُحِجٍّ مُقرِبِ

والمَحْبَلُ: أَوَان الحبَلِ. والمَحبِلُ، مَوضِع الحبَلِ من الرَّحِم. وروى بَيت المتنخل الْهُذلِيّ:

لَا تَقِهِ الموتَ وقِيَّاتُه ... خُطَّ لَهُ ذَلِك فِي المَحبِلِ

والأعرف: فِي المهبل.

وحَبَّلَ الزَّرْع: قذف بعضه على بعض.

والحَبْلَةُ: بقلة لَهَا ثَمَرَة كَأَنَّهَا فقر الْعَقْرَب تسمى شَجَرَة الْعَقْرَب، يَأْخُذهَا النِّسَاء يتداوين بهَا، تنْبت بِنَجْد فِي السهولة.

والحُبْلَةُ: ثَمَر السّلم والسيال والسمر، وَهِي سنفة معقفة، فِيهَا حب صغَار أسود كَأَنَّهُ العدس وَقيل: الحُبْلَةُ ثَمَر عَامَّة العضاه، وَقيل هُوَ وعَاء ثَمَر السّلم والسمر. وَأما جَمِيع العضاه بعد فَإِن لَهَا مَكَان الحُبْلَةِ السنفة. وَقد أحْبَلَ العضاه.

والحُبْلَةُ: ضرب من الْحلِيّ يصاغ على شكل هَذِه الثَّمَرَة. يوضع فِي القلائد، قَالَ:

ويَزينها فِي النحْرِ حَلْيٌ واضِحٌ ... وقَلائِدٌ من حُبْلَةٍ وسُلوسِ والحُبْلَةُ: شَجَرَة تأكلها الضباب. وضب حابِلٌ، يرْعَى الحُبْلَةَ.

والحُبْلَةُ: بقلة طيبَة من ذُكُور البقل.

والإحْبلُ: اللوبياء.

والحَبالَّةُ: الانطلاق وَحكى الَّلحيانيّ أَتَيْته على حبالَّةِ انطلاق.

وأتيته على حَبَالَّةِ ذَلِك، أَي على حِين ذَاك وربَّانه. وَهِي على حَبالَّةِ الطَّلَاق، أَي مشرفة عَلَيْهِ. وكل مَا كَانَ على فعالة مُشَدّدَة اللَّام، فالتخفيف فِيهَا جَائِز، كحمارة القيظ وحمارته، وصبارة الْبرد وصبارته، الإ حَبالَّةَ ذَاك فانه لَيْسَ فِي لامها إِلَّا التَّشْدِيد، رَوَاهُ الَّلحيانيّ.

والمحْبَلُ: الْكتاب الأول.

وَبَنُو الحُبْلى: بطن، النّسَب إِلَيْهِ حُبْلِيُّ على الْقيَاس، وحُبَلِىّ على غَيره.

والحَبْل: مَوضِع بِالْبَصْرَةِ.

وَقَول أبي ذُؤَيْب:

وراحَ بهَا من ذِي المجازِ عَشِيَّةً ... يُبادِرُ أولى السابِقينَ إِلَى الحَبْلِ

قَالَ السكرِي: يَعْنِي جبل عَرَفَة.

والحابِلُ: أَرض، عَن ثَعْلَب، وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

أُبهَىّ إنَّ العْنزَ تَمنَعُ رَبَّها ... مِنْ أَن يَبيتَ وأهلُه بالحابِلِ

والحُبْلِيلُ: دُوَيْبَّة تَمُوت، فَإِذا أَصَابَهُ الْمَطَر عَاشَ، وَهُوَ من الْأَمْثِلَة الَّتِي لم يحكمها سِيبَوَيْهٍ.

حبل: الحَبْل: الرِّباط، بفتح الحاء، والجمع أَحْبُل وأَحبال وحِبال

وحُبُول؛ وأَنشد الجوهري لأَبي طالب:

أَمِنْ أَجْلِ حَبْلٍ، لا أَباكَ، ضَرَبْتَه

بمِنْسَأَة؟ قد جَرَّ حَبْلُك أَحْبُلا

قال ابن بري: صوابه قد جَرَّ حَبْلَك أَحْبُلُ؛ قال: وبعده:

هَلُمَّ إِلى حُكْمِ ابن صَخْرة، إِنَّه

سَيَحكُم فيما بَيْننا، ثم يَعْدِلُ

والحبْل: الرَّسَن، وجمعه حُبُول وحِبال. وحَبَل الشيءَ حَبْلاً: شَدَّه

بالحَبْل؛ قال:

في الرأْس منها حبُّه مَحْبُولُ

ومن أَمثالهم: يا حابِلُ اذْكُرْ حَلاًّ أَي يا من يَشُدُّ الحَبْلَ

اذكر وقت حَلِّه. قال ابن سيده: ورواه اللحياني يا حامل، بالميم، وهو تصحيف؛

قال ابن جني: وذاكرت بنوادر اللحياني شيخنا أَبا علي فرأَيته غير راض

بها، قال: وكان يكاد يُصَلِّي بنوادر أَبي زيد إِعْظاماً لها، قال: وقال لي

وقت قراءتي إِياها عليه ليس فيها حرف إِلاَّ ولأَبي زيد تحته غرض مّا،

قال ابن جني: وهو كذلك لأَنها مَحْشُوَّة بالنُّكَت والأَسرار؛ الليث:

المُحَبَّل الحَبْل في قول رؤبة:

كل جُلال يَمْلأ المُحَبَّلا

وفي حديث قيس بن عاصم: يَغْدو الناس بِحبالهم فلا يُوزَع رجل عن جَمَل

يَخْطِمُه؛ يريد الحِبال التي تُشَدُّ فيها الإِبل أَي يأْخذ كل إِنسان

جَمَلاً يَخْطِمُه بحَبْله ويتملكه؛ قال الخطابي: رواه ابن الأَعرابي يغدو

الناس بجمالهم، والصحيح بحِبالهم. والحابُول: الكَرُّ الذي يُصْعد به على

النخل. والحَبْل: العَهْد والذِّمَّة والأَمان وهو مثل الجِوار؛ وأَنشد

الأَزهري:

ما زلْتُ مُعْتَصِماً بحَبْلٍ منكُم،

مَنْ حَلِّ ساحَتَكم بأَسْبابٍ نَجا

بعَهْدٍ وذِمَّةٍ. والحَبْل: التَّواصُل. ابن السكيت: الحَبْل الوِصال.

وقال الله عز وجل: واعتصموا بحَبْل الله جميعاً؛ قال أَبو عبيد: الاعتصام

بحَبْل الله هو ترك الفُرْقة واتباعُ القرآن، وإِيَّاه أَراد عبد الله

بن مسعود بقوله: عليكم بحَبْل الله فإِنه كتاب الله. وفي حديث الدعاء: يا

ذا الحَبْل الشديد؛ قال ابن الأَثير: هكذا يرويه المحدثون بالباء، قال:

والمراد به القرآن أَو الدين أَو السبب؛ ومنه قوله تعالى: واعتصموا بحَبْل

الله جميعاً ولا تَفَرَّقوا؛ ووصفه بالشدَّة لأَنها من صِفات الحِبال،

والشدَّةُ في الدين الثَّباتُ والاستقامة؛ قال الأَزهري: والصواب الحَيْل،

بالياء، وهو القُوَّة، يقال حَيْل وحَوْل بمعنى. وفي حديث الأَقرع

والأَبرص والأَعمى: أَنا رجل مسكين قد انقطعت بي الحِبال في سَفَري أَي انقطعت

بي الأَسباب، من الحَبْل السَّبَبِ. قال أَبو عبيد: وأَصل الحَبْل في

كلام العرب ينصرف على وجوه منها العهد وهو الأَمان. وفي حديث الجنازة:

اللهم إِن فلانَ بْنَ فلانٍ في ذمتك وحَبْل جِوارك؛ كان من عادة العرب أَن

يُخِيف بعضها بعضاً في الجاهلية، فكان الرجل إِذا أَراد سفراً أَخذ عهداً

من سيد كل قبيلة فيأْمن به ما دام في تلك القبيلة حتى ينتهي إِلى الأُخرى

فيأْخذ مثل ذلك أَيضاً، يريد به الأَمان، فهذا حَبْل الجِوار أَي ما دام

مجاوراً أَرضه أَو هو من الإِجارة الأَمان والنصرة؛ قال: فمعنى قول ابن

مسعود عليكم بحبل الله أَي عليكم بكتاب الله وترك الفُرْقة، فإِنه أَمان

لكم وعهد من عذاب الله وعقابه؛ وقال الأَعشى يذكر مسيراً له:

وإِذا تُجَوِّزها حِبالُ قَبِيلة،

أَخَذَتْ من الأُخرى إِليك حِبالَها

وفي الحديث: بيننا وبين القوم حِبال أَي عهود ومواثيق. وفي حديث ذي

المِشْعار: أَتَوْك على قُلُصٍ نَواجٍ متصلة بحَبائل الإِسلام أَي عهوده

وأَسبابه، على أَنها جمع الجمع. قال: والحَبْل في غير هذا المُواصَلة؛ قال

امرؤ القيس:

إِني بحَبْلك واصِلٌ حَبْلي،

وبِرِيش نَبْلِك رائش نَبْلي

والحَبْل: حَبْل العاتق. قال ابن سيده: حَبْل العاتق عَصَب، وقيل:

عَصَبة بين العُنُق والمَنْكِب؛ قال ذو الرمة:

والقُرْطُ في حُرَّة الذِّفْرى مُعَلَّقُهُ،

تَباعَدَ الحَبْلُ منها، فهو يضطرب

وقيل: حَبْل العاتق الطَّرِيقة التي بين العُنُق ورأْس الكتف. الأَزهري:

حَبْلُ العاتق وُصْلة ما بين العاتق والمَنْكِب. وفي حديث أَبي قتادة:

فضربته على حَبْل عاتقه، قال: هو موضع الرداء من العنق، وقيل: هو عِرْق

أَو عَصَب هناك. وحَبْل الوَرِيد: عِرْق يَدِرُّ في الحَلْق، والوَرِيدُ

عِرْق يَنْبِض من الحيوان لا دَم فيه. الفراء في قوله عز وجل: ونحن أَقرب

إِليه من حَبْل الوريد؛ قال: الحَبْل هو الوَرِيد فأُضيف إِلى نفسه

لاختلاف لفظ الاسمين، قال: والوَرِيد عِرْق بين الحُلْقوم والعِلْباوَيْن؛

الجوهري: حَبْل الوَرِيد عِرْق في العنق وحَبْلُ الذراع في اليد. وفي المثل:

هو على حَبْل ذراعك أَي في القُرب منك. ابن سيده: حَبْل الذراع عِرْق

ينقاد من الرُّسْغ حتى ينغمس في المَنْكِب؛ قال:

خِطَامُها حَبْلُ الذراع أَجْمَع

وحَبْل الفَقار: عِرق ينقاد من أَول الظهر إِلى آخره؛ عن ثعلب؛ وأَنشد

البيت أَيضاً:

خِطامها حبل الفَقار أَجْمَع

مكان قوله حَبْل الذراع، والجمع كالجمع. وهذا على حَبْل ذراعك أَي

مُمْكِن لك لا يُحال بينكما، وهو على المثل، وقيل: حِبال الذراعين العَصَب

الظاهر عليهما، وكذلك هي من الفَرَس. الأَصمعي: من أَمثالهم في تسهيل الحاجة

وتقريبها: هو على حَبْل ذراعك أَي لا يخالفك، قال: وحَبْل الذراع عِرْق

في اليد، وحِبال الفَرَس عروق قوائمه؛ ومنه قول امرئ القيس:

كأَنَّ نُجوماً عُلِّقَتْ في مَصامِه،

بأَمراس كَتَّانٍ إِلى صُمِّ جَنْدَل

والأَمراس: الحِبال، الواحدة مَرَسة، شَبَّه عروق قوائمه بحِبال

الكَتَّان، وشبه صلابة حوافره بصُمِّ الجَنْدَل، وشبه تحجيل قوائمه ببياض نجوم

السماء. وحِبال الساقين: عَصَبُهما. وحَبائِل الذكر: عروقه.

والحِبالة: التي يصاد بها، وجمعها حَبائل، قال: ويكنى بها عن الموت؛ قال

لبيد:

حَبائلُه مبثوثة بَسبِيلهِ،

ويَفْنى إِذا ما أَخطأَتْه الحَبائل

وفي الحديث: النِّساء حَبائل الشيطان أَي مَصايِدُه، واحدتها حِبالة،

بالكسر، وهي ما يصاد بها من أَيّ شيء كان. وفي حديث ابن ذي يَزَن:

ويَنْصِبون له الحَبائل. والحَابِل: الذي يَنْصِب الحِبالة للصيد. والمَحْبُول:

الوَحْشيُّ الذي نَشِب في الحِبالة. والحِبالة: المِصْيَدة مما كانت.

وحَبَل الصيدَ حَبْلاً واحْتَبَله: أَخذه وصاده بالحِبالة أَو نصبها له.

وحَبَلَته الحِبالةُ: عَلِقَتْه، وجمعها حبائل؛ واستعاره الراعي للعين وأَنها

عَلِقَت القَذَى كما عَلِقَت الحِبالةُ الصيدَ فقال:

وبات بثَدْيَيْها الرَّضِيعُ كأَنه

قَذًى، حَبَلَتْه عَيْنُها، لا يُنيمُها

وقيل: المَحْبُول الذي نصبت له الحِبالة وإِن لم يقع فيها.

والمُحْتَبَل: الذي أُخِذ فيها؛ ومنه قول الأَعشى:

ومَحْبُول ومُحْتَبَل

الأَزهري: الحَبْل مصدر حَبَلْت الصيد واحتبلته إِذا نصبت له حِبالة

فنَشِب فيها وأَخذته. والحِبالة: جمع الحَبَل. يقال: حَبَل وحِبال وحِبالة

مثل جَمَل وجِمال وجِمالة وذَكَر وذِكار وذِكارة. وفي حديث عبد الله

السعدي: سأَلت ابن المسيَّب عن أَكل الضَّبُع فقال: أَوَيأْكلها أَحد؟ فقلت:

إِن ناساً من قومي يَتَحَبَّلُونها فيأْكلونها، أَي يصطادونها

بالحِبالة.ومُحْتَبَل الفَرَس: أَرْساغه؛ ومنه قول لبيد:

ولقد أَغدو، وما يَعْدِمُني

صاحبٌ غير طَوِيل المُحْتَبَل

أَي غير طويل الأَرساغ، وإِذا قَصُرت أَرساغه كان أَشدّ. والمُحْتَبَل

من الدابة: رُسْغُها لأَنه موضع الحَبْل الذي يشدّ فيه. والأُحْبُول:

الحِبالة. وحبائل الموت: أَسبابُه؛ وقد احْتَبَلهم الموتُ.

وشَعرٌ مُحَبَّل: مَضْفور. وفي حديث قتادة في صفة الدجال، لعنه الله:

إِنه مُحبَّل الشعر أَي كأَن كل قَرْن من قرون رأْسه حَبْل لأَنه جعله

تَقاصيب لجُعُودة شعره وطوله، ويروى بالكاف مُحَبَّك الشَّعر. والحُبال:

الشَّعر الكثير.

والحَبْلانِ: الليلُ والنهار؛ قال معروف بن ظالم:

أَلم تر أَنَّ الدهر يوم وليلة،

وأَنَّ الفتى يُمْسِي بحَبْلَيْه عانِيا؟

وفي التنزيل العزيز في قصة اليهود وذُلِّهم إِلى آخر الدنيا وانقضائها:

ضُرِبَت عليهم الذِّلَّة أَينما ثُقِفُوا إِلاَّ بحَبْل من الله وحَبْل

من الناس؛ قال الأَزهري: تكلم علماء اللغة في تفسير هذه الآية واختلفت

مذاهبهم فيها لإِشكالها، فقال الفراء: معناه ضربت عليهم الذلة إِلا أَن

يعتصموا بحَبْل من الله فأَضمر ذلك؛ قال: ومثله قوله:

رَأَتْني بحَبْلَيْها فَصَدَّت مَخافةً،

وفي الحَبْل رَوْعاءُ الفؤاد فَرُوق

أَراد رأَتني أَقْبَلْتُ بحَبْلَيْها فأَضمر أَقْبَلْت كما أَضمر

الاعتصام في الآية؛ وروى الأَزهري عن أَبي العباس أَحمد بن يحيى أَنه قال: الذي

قاله الفراء بعيد أَن تُحْذف أَن وتبقى صِلَتُها، ولكن المعنى إِن شاء

الله ضُرِبَت عليهم الذلة أَينما ثُقِفوا بكل مكان إِلا بموضع حَبْل من

الله، وهو استثناء متصل كما تقول ضربت عليهم الذلة في الأَمكنة إِلا في هذا

المكان؛ قال: وقول الشاعر رأَتني بحَبْلَيْها فاكتفى بالرؤية من التمسك،

قال: وقال الأَخفش إِلا بحَبْل من الله إِنه استثناء خارج من أَول

الكلام في معنى لكن، قال الأَزهري: والقول ما قال أَبو العباس. وفي حديث

النبي،صلى الله عليه وسلم: أُوصيكم بكتاب الله وعِتْرَتي أَحدهما أَعظم من

الآخر وهو كتاب الله حَبْل ممدود من السماء إِلى الأَرض أَي نور ممدود؛ قال

أَبو منصور: وفي هذا الحديث اتصال كتاب الله

(* قوله «اتصال كتاب الله»

أي بالسماء) عز وجل وإِن كان يُتْلى في الأَرض ويُنسَخ ويُكتَب، ومعنى

الحَبْل الممدود نور هُدَاه، والعرب تُشَبِّه النور الممتدّ بالحَبْل

والخَيْط؛ قال الله تعالى: حتى يتبين لكم الخيط الأَبيض من الخيط الأَسود من

الفجر؛ يعني نور الصبح من ظلمة الليل، فالخيط الأَبيض هو نور الصبح إِذا

تبين للأَبصار وانفلق، والخيط الأَسود دونه في الإِنارة لغلبة سواد الليل

عليه، ولذلك نُعِتَ بالأَسود ونُعِت الآخر بالأَبيض، والخَيْطُ والحَبْل

قريبان من السَّواء. وفي حديث آخر: وهو حَبْل الله المَتِين أَي نور هداه،

وقيل عَهْدُه وأَمانُه الذي يُؤمِن من العذاب. والحَبْل: العهد

والميثاق. الجوهري: ويقال للرَّمْل يستطيل حَبْل، والحَبْل الرَّمْل المستطيل

شُبِّه بالحَبل. والحَبْل من الرمل: المجتمِعُ الكثير العالي. والحَبْل:

رَمْل يستطيل ويمتدّ. وفي حديث عروة بن مُضَرِّس: أَتيتك من جَبَلَيْ طَيِّء

ما تركت من حبل إِلا وقفت عليه؛ الحَبْل: المستطيل من الرَّمْل، وقيل

الضخم منه، وجمعه حِبال، وقيل: الحِبال في الرمل كالجِبال في غير الرمل؛

ومنه حديث بدر: صَعِدْنا على حَبْل أَي قطعة من الرمل ضَخْمة ممتدَّة. وفي

الحديث: وجَعَل حَبْلَ المُشاة بين يديه أَي طريقَهم الذي يسلكونه في

الرَّمْل، وقيل: أَراد صَفَّهم ومُجْتَمعهم في مشيهم تشبيهاً بحَبْل الرمل.

وفي صفة الجنة: فإِذا فيها حَبائل اللؤلؤ؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في

كتاب البخاري والمعروف جَنابِذُ اللؤلؤ، وقد تقدم، قال: فإِن صحت الرواية

فيكون أَراد به مواضع مرتفعة كحِبال الرمل كأَنه جمع حِبالة، وحِبالة

جمع حَبْل أَو هو جمع على غير قياس.

ابن الأَعرابي: يقال للموت حَبِيلَ بَراح؛ ابن سيده: فلان حَبِيل بَراح

أَي شُجاعٌ، ومنه قيل للأَسد حَبِيل بَراح، يقال ذلك للواقف مكانه

كالأَسد لا يَفِرُّ. والحبْل والحِبْل: الداهية، وجَمْعها حُبُول؛ قال

كثيِّر:فلا تَعْجَلي، يا عَزّ، أَن تَتَفَهَّمِي

بنُصْحٍ أَتى الواشُونَ أَم بحُبُول

وقال الأَخطل:

وكنتُ سَلِيمَ القلب حتى أَصابَني،

من اللاَّمِعات المُبْرِقاتِ، حُبولُ

قال ابن سيده: فأَما ما رواه الشيباني خُبُول، بالخاء المعجمة، فزعم

الفارسي أَنه تصحيف. ويقال للداهية من الرجال: إِنه لحِبْل من أَحْبالها،

وكذلك يقال في القائم على المال. ابن الأَعرابي: الحِبْل الرجل العالم

الفَطِن الداهي؛ قال وأَنشدني المفضل:

فيا عَجَبا لِلْخَوْدِ تُبْدِي قِناعَها،

تُرَأْرِئُ بالعَيْنَيْنِ لِلرَّجُل الحِبْل

يقال: رَأْرَأَتْ بعينيها وغَيَّقَتْ وهَجَلَتْ إِذا أَدارتهما تَغْمِز

الرَّجُل.

وثار حابِلُهم على نابِلِهم إِذا أَوقدوا الشرَّ بينهم. ومن أَمثال

العرب في الشدة تصيب الناس: قد ثار حابِلُهم ونابِلُهم؛ والحابل: الذي

يَنْصِب الحِبالة، والنابلُ: الرامي عن قوسه بالنَّبْل، وقد يُضرب هذا مثلاً

للقوم تتقلب أَحوالهم ويَثُور بعضهم على بعض بعد السكون والرَّخاء. أَبو

زيد: من أَمثالهم: إِنه لواسع الحَبْل وإِنه لضَيِّق الحَبْل، كقولك هو

ضَيِّق الخُلُق وواسع الخُلُق؛ أَبو العباس في مثله: إِنه لواسع العَطَن

وضَيِّق العَطَن. والْتَبَس الحابل بالنابِل؛ الحابِلُ سَدَى الثوب،

والنابِلُ اللُّحْمة؛ يقال ذلك في الاختلاط. وحَوَّل حابِلَه على نابِلِه أَي

أَعلاه على أَسفله، واجْعَل حابِلَه نابِلَه، وحابله على نابله كذلك.

والحَبَلَةُ والحُبَلَةُ: الكَرْم، وقيل الأَصل من أُصول الكَرْم،

والحَبَلة: طاق من قُضْبان الكَرْم. والحَبَلُ: شجر العِنَب، واحدته حَبَلة.

وحَبَلة عَمْرو: ضَرْب من العنب بالطائف، بيضاء مُحَدَّدة الأَطراف

متداحضة

(* قوله: متداحضة، هكذا في الأصل) العناقيد. وفي الحديث: لا تقولوا

للعِنَب الكَرْم ولكن قولوا العنب والحَبَلة، بفتح الحاء والباء وربما سكنت،

هي القَضيب من شجر الأَعناب أَو الأَصل. وفي الحديث: لما خرج نوح من

السفينة غَرَس الحَبَلة. وفي حديث ابن سِيرِين: لما خرج نوح من السفينة

فَقَدَ حَبَلَتَيْن كانتا معه، فقال له المَلَك: ذَهَب بهما الشيطان، يريد ما

كان فيهما من الخَمْر والسُّكْر. الأَصمعي: الجَفْنة الأَصل من أُصول

الكَرْم، وجمعها الجَفْن، وهي الحَبَلة، بفتح الباء، ويجوز الحَبْلة،

بالجزم. وروي عن أَنس بن مالك: أَنه كانت له حَبَلة تَحْمِل كُرًّا وكان

يسميها أُمَّ العِيال، وهي الأَصل من الكَرْم انْتَشَرَت قُضْبانُها عن

غِرَاسِها وامتدّت وكثرت قضبانها حتى بلغ حَمْلُها كُرًّا.

والحَبَل: الامتلاء. وحَبِل من الشراب: امتلأَ. ورجل حَبْلانُ وامرأَة

حَبْلى: ممتلئان من الشراب. والحُبال: انتفاخ البطن من الشراب والنبيذ

والماء وغيره؛ قال أَبو حنيفة: إِنما هو رجل حُبْلانُ وامرأَة حُبْلى، ومنه

حَبَلُ المرأَة وهو امتلاء رَحِمها. والحَبْلان أَيضاً: الممتلئ غضباً.

وحَبِل الرجلُ إِذا امتلأَ من شرب اللبن، فهو حَبْلانُ، والمرأَة حَبْلى.

وفلان حَبْلان على فلان أَي غضبان. وبه حَبَلٌ أَي غَضَب، قال: وأَصله

من حَبَل المرأَة. قال ابن سيده: والحَبَل الحَمْل وهو من ذلك لأَنه

امتلاء الرَّحِم. وقد حَبِلت المرأَةُ تَحْبَل حَبَلاً، والحَبَل يكون مصدراً

واسماً، والجمع أَحْبال؛ قال ساعدة فجعله اسماً:

ذا جُرْأَةٍ تُسْقِط الأَحْبالَ رَهْبَتُه،

مَهْما يكن من مَسام مَكْرَهٍ يَسُم

ولو جعله مصدراً وأَراد ذوات الأَحبال لكان حَسَناً. وامرأَة حابلة من

نسوة حَبَلة نادر، وحُبْلى من نسوة حُبْلَيات وحَبالى، وكان في الأَصل

حَبالٍ كدَعاوٍ تكسير دَعْوَى؛ الجوهري في جمعه: نِسْوة حَبالى وحَبالَيات،

قال: لأَنها ليس لها أَفْعَل، ففارق جمع الصُّغْرى والأَصل حَبالي، بكسر

اللام، قال: لأَن كل جمع ثالثه أَلف انكسر الحرف الذي بعدها نحو مَساجِد

وجَعافِر، ثم أَبدلوا من الياء المنقلبة من أَلف التأْنيث أَلفاً، فقالوا

حَبالى، بفتح اللام، ليفْرِقوا بين الأَلفين كما قلنا في الصَّحارِي،

وليكون الحَبالى كحُبْلى في ترك صرفها، لأَنهم لو لم يُبْدِلوا لسقطت الياء

لدخول التنوين كما تسقط في جَوَارٍ، وقد ردّ ابن بري على الجوهري قوله

في جمع حُبْلى حَبَالَيَات، قال: وصوابه جُبْلَيَات. قال ابن سيده: وقد

قيل امرأَة حَبْلانة، ومنه قول بعض نساء الأَعراب: أَجِدُ عَيْني هَجَّانة

وشَفَتي ذَبَّانَة وأَراني حَبْلانة، واختلف في هذه الصفة أَعَامَّة

للإِناث أَم خاصة لبعضها، فقيل: لا يقال لشيء من غير الحيوان حُبْلى إِلا في

حديث واحد: نهي عن بيع حَبَل الحَبَلة، وهو أَن يباع ما يكون في بطن

الناقة، وقيل: معنى حَبَل الحَبَلة حَمْل الكَرْمة قبل أَن تبلغ، وجعل

حَمْلها قبل أَن تبلغ حَبَلاً، وهذا كما نهي عن بيع ثمر النخل قبل أَن يُزْهِي،

وقيل: حَبَل الحَبَلة ولدُ الولد الذي في البطن، وكانت العرب في

الجاهلية تتبايع على حَبَل الحَبَلة في أَولاد أَولادها في بطون الغنم الحوامل،

وفي التهذيب: كانوا يتبايعون أَولاد ما في بطون الحوامل فنهى النبي، صلى

الله عليه وسلم، عن ذلك. وقال أَبو عبيد: حَبَل الحَبَلة نِتَاج النِّتاج

وولد الجَنين الذي في بطن الناقة، وهو قول الشافعي، وقيل: كل ذات ظُفُر

حُبْلى؛ قال:

أَو ذِيخَة حُبْلى مُجِحّ مُقْرِب

الأَزهري: يزيد بن مُرَّة نهي عن حَبَل الحَبَلة، جعل في الحَبَلة هاء،

قال: وهي الأُنثى التي هي حَبَل في بطن أُمها فينتظر أَن تُنْتَج من بطن

أُمها، ثم ينتظر بها حتى تَشِبَّ، ثم يرسل عليها الفَحْل فتَلْقَح فله ما

في بطنها؛ ويقال: حَبَل الحَبَلة للإِبل وغيرها، قال أَبو منصور: جعل

الأَول حَبَلة بالهاء لأَنها أُنثى فإِذا نُتِجت الحَبَلة فولدها حَبَل،

قال: وحَبَل الحَبَلة المنتظرة أَن تَلْقِحَ الحَبَلة المستشعرة هذي التي

في الرحم لأَن المُضْمَرة من بعد ما تُنْتَج إِمَّرة. وقال ابن خالويه:

الحَبَل ولد المَجْر وهو وَلَد الولد. ابن الأَثير في قوله: نهي عن حَبَل

الحَبَلة، قال: الحَبَل، بالتحريك، مصدر سمي به المحمول كما سمي به

الحَمْل، وإِنما دخلت عليه التاء للإِشعار بمعنى الأُنوثة فيه، والحَبَل الأَول

يراد به ما في بطون النُّوق من الحَمْل، والثاني حَبَل الذي في بطون

النوق، وإِنما نهي عنه لمعنيين: أَحدهما أَنه غَرَر وبيع شيء لم يخلق بعد

وهو أَن يبيع ما سوف يحمله الجَنِين الذي في بطن أُمه على تقدير أَن يكون

أُنثى فهو بيع نِتَاج النِّتَاج، وقيل: أَراد بحبَل الحَبَلة أَن يبيعه

إِلى أَجل يُنْتَج فيه الحَمْل الذي في بطن الناقة، فهو أَجل مجهول ولا

يصح؛ ومنه حديث عمر لما فُتِحت مصر: أَرادوا قَسْمها فكتبوا إِليه فقال لا

حتى يَغْزُوَ حَبَلُ الحَبَلة؛ يريد حتى يَغْزُوَ منها أَولاد الأَولاد

ويكون عامّاً في الناس والدواب أَي يكثر المسلمون فيها بالتوالد، فإِذا

قسمت لم يكن قد انفرد بها الآباء دون الأَولاد، أَو يكون أَراد المنع من

القسمة حيث علقه على أَمر مجهول. وسِنَّوْرَة حُبْلى وشاة حُبْلى.

والمَحْبَل: أَوان الحَبَل. والمَحْبِل: موضع الحَبَل من الرَّحِم؛ وروي

بيت المتنخل الهذلي:

إِن يُمْسِ نَشْوانَ بمَصْروفة

منها بِرِيٍّ، وعلى مِرْجَل

لا تَقِهِ الموتَ وَقِيَّاتُه،

خُطَّ له ذلك في المَحْبِل

والأَعْرف: في المَهْبِل؛ ونَشْوان أَي سكران، بمَصْروفة أَي بخَمْر

صِرْف، على مِرْجَل أَي على لحم في قِدْر، وإِن كان هذا دائماً فليس يَقِيه

الموت، خُطَّ له ذلك في المَحْبِل أَي كُتِب له الموت حين حَبِلَتْ به

أُمُّه؛ قال أَبو منصور: أَراد معنى حديث ابن مسعود عن النبي، صلى الله

عليه وسلم: إِن النطفة تكون في الرَّحمِ أَربعين يوماً نُطْفة ثم عَلَقة

كذلك ثم مُضْغة كذلك، ثم يبعث الله المَلَك فيقول له اكتب رزقَه وَعَملَه

وأَجَلَه وشَقِيٌّ أَو سعيد فيُخْتَم له على ذلك، فما من أَحد إِلا وقد

كُتِب له الموت عند انقضاء الأَجَل المؤَجَّل له. ويقال: كان ذلك في مَحْبَل

فلان أَي في وقت حَبَل أُمه به. وحَبَّل الزَّرعُ: قَذَف بعضُه على بعض.

والحَبَلة: بَقْلة لها ثمرة كأَنها فِقَر العقرب تسمى شجرة العقرب،

يأْخذها النساء يتداوين بها تنبت بنَجْد في السُّهولة. والحُبْلة: ثمر

السَّلَم والسَّيَال والسَّمُر وهي هَنَة مُعَقَّفة فيها حَبٌّ صُغَار أَسود

كأَنه العَدَس، وقيل: الحُبْلة ثَمَرُ عامَّةِ العِضاه، وقيل: هو وِعَاءُ

حَبِّ السَّلَم والسَّمُر، وأَما جميع العِضَاه بَعْدُ فإِن لها مكان

الحُبْلة السِّنَفة، وقد أَحْبَل العِضَاهُ. والحُبْلة: ضَرْب من الحُلِيِّ

يصاغ على شكل هذه الثمرة يوضع في القلائد؛ وفي التهذيب: كان يجعل في

القلائد في الجاهلية؛ قال عبدالله بن سليم من بني ثعلبة بن الدُّول:

ولقد لَهَوْتُ، وكُلُّ شيءٍ هالِكٌ،

بنَقَاة جَيْبِ الدَّرْع غَير عَبُوس

ويَزِينُها في النَّحْر حَلْيٌ واضح،

وقَلائدٌ من حُبْلة وسُلُوس

والسَّلْس: خَيْط يُنْظَم فيه الخَرَز، وجمعه سُلوس. والحُبْلة: شجرة

يأْكلها الضِّبَاب. وضَبٌّ حابِل: يَرْعَى الحُبْلة. والحُبْلة: بَقْلة

طَيِّبة من ذكور البقل.

والحَبَالَّة: الانطلاق

(* قوله «والحبالة الانطلاق» وفي القاموس: من

معانيها الثقل، قال شارحه: يقال ألقى عليه حبالته وعبالته أي ثقله)؛ وحكى

اللحياني: أَتيته على حَبَالَّة انطلاق، وأَتيته على حَبَالَّة ذلك أَي

على حين ذلك وإِبَّانه. وهي على حَبَالَّة الطَّلاق أَي مُشْرِفة عليه. وكل

ما كان على فَعَالَّة، مشددة اللام، فالتخفيف فيها جائز كحَمَارَّة

القَيْظ وحَمَارَته وصَبَارَّة البَرْد وصَبَارتَه إِلاَّ حَبَالَّة ذلك

فإِنه ليس في لامها إِلاَّ التشديد؛ رواه اللحياني.

والمَحْبَل: الكتاب الأَوَّل.

وبنو الحُبْلى: بطن، النسب إِليه حُبْلِيّ، على القياس، وحُبَليُّ على

غيره. والحُبَل: موضع. الليث: فلان الحُبَليّ منسوب إِلى حَيٍّ من اليمن.

قال أَبو حاتم: ينسب من بني الحُبْلى، وهم رهط عبد اٍّلله ابن أُبيٍّ

المنافق، حُبَليُّ، قال: وقال أَبو زيد ينسب إِلى الحُبْلى حُبْلَويٌّ

وحُبْليٌّ وحُبْلاوِيٌّ. وبنو الحُبْلى: من الأَنصار؛ قال ابن بري: والنسبة

إِليه حُبَليٌّ، يفتح الباء. والحَبْل: موضع بالبصرة؛ وقول أَبي ذؤَيب:

وَرَاحَ بها من ذي المَجَاز، عَشِيَّةً،

يُبَادر أُولى السابقين إِلى الحَبْل

قال السكري: يعني حَبْلَ عَرفة. والحابل: أَرض؛ عن ثعلب؛ وأَنشد ابن

الأَعرابي:

أَبنيَّ، إِنَّ العَنْزَ تمنع ربَّها

من أَن يَبِيت وأَهْله بالحابِل

والحُبَليل: دُويَّبة يموت فإِذا أَصابه المطر عاش، وهو من الأَمثلة

التي لم يحكها سيبويه.

ابن الأَعرابي: الأَحْبَل والإِحْبَل والحُنْبُل اللُّوبِيَاء، والحَبْل

الثِّقَل. ابن سيده: الحُبْلة، بالضم، ثمر العِضاه. وفي حديث سعد بن

أَبي وَقَّاص: لقد رأَيتُنا مع رسول اٍّلله، صلى اٍّلله عليه وسلم، وما لَنا

طعام إِلاَّ الحُبْلة وورق السَّمُر؛ أَبو عبيد: الحُبْلة والسَّمُر

ضَرْبان من الشجر؛ شمر: السَّمُر شبه اللُّوبِيَاء وهو الغُلَّف من الطَّلْح

والسِّنْف من المَرْخ، وقال غيره: الحُبْلة، بضم الحاء وسكون الباء، ثمر

للسَّمُر يشبه اللُّوبِيَاء، وقيل: هو ثمر العِضَاه؛ ومنه حديث عثمان،

رضي اٍّلله عنه: أَلَسْتَ تَرْعَى مَعْوتَها وحُبْلتها؟ الجوهري: ضَبُّ

حابِل يَرْعَى الحُبْلة. وقال ابن السكيت: ضَبٌّ حابِلٌ ساحٍ يَرْعَى

الحُبْلة والسِّحَاء. وأَحْبَله أَي أَلقحه. وحِبَال: اسم رجل من أَصحاب

طُلَيْحة بن خويلد الأَسدي أَصابه المسلمون في الرِّدَّة فقال فيه:

فإِن تَكُ أَذْوادٌ أُصْبِنَ ونِسْوة،

فلن تَذْهَبوا فَرْغاً بقتل حِبَال

وفي الحديث: أَنَّ النبي، صلى الله عليه وسلم، أَقْطَع مُجَّاعة بن

مَرَارة الحُبَل؛ بضم الحاء وفتح الباء، موضع باليمامة، والله أَعلم.

حبل
الحَبلُ: الرِّباطُ، ج: أَحْبُلٌ وأَحْبالٌ وحِبالٌ وحُبُولٌ كَذَا فِي المُحْكم، قَالَ أَبُو طالِب بنُ عبدِ المُطَّلب:
(أَمِنْ أَجْلِ حَبلٍ لَا أَبَا لَكَ صِدْتَهُ ... بِمِنْسأةٍ قَدْ جَاءَ حَبلٌ بأَحْبُلِ)
وَقَالَ النَّابِغَة:
(خَطاطِيفُ حُجْنٌ فِي حِبالٍ مَتِينَةٍ ... تُمَدُّ بِها أَيْدٍ إليكَ نَوازِعُ)
وَفِي الحَدِيث: حبَائِل اللؤْلُؤِ كَأَنَّهُ جَمْعُ حَبلٍ علَى غيرِ قِياس، أَو هُوَ تَصْحِيفٌ، والصَّوابُ: جَنابِذُ بِالْجِيم والذال، وَقد تقدَّم ذِكرُه فِي مَوْضِعه، هَكَذَا صرَّح بِهِ أكثرُ أهلِ الغَرِيب، وتَبِعهم أكثرُ شُرّاح البُخارِيّ. قَالَ شيخُنا: والصَّواب أَنَّهَا رِوايةٌ صَحِيحةٌ، كَمَا حقَّقه عِياضٌ فِي المشارِق، وصَحَّحه الحافِظُ ابنُ حَجَرٍ وغيرُه. أَبُو جَعْفَر أحمدُ بنُ محمّد بن حَبلٍ النَّحْوِيّ قاضِي مالَقَةَ بعدَ الْعشْرين وَسَبْعمائة. ورَبِيعَةُ بنُ حاتِمِ بنِ سِنانٍ الحَبلِيّ المِصْرِيُّ، محدِّثٌ. ووَلَدُه محمدُ بنُ رَبِيعةَ، سَمِع مِنْهُ أَبُو الحَجّاج المِزِّيُّ الحافِظُ. وجَدُّه حاتِمٌ، سَمِع من أحمدَ بنِ مَعَدّ الأُقْلِيشِيّ.
وَأَخُوهُ عبدُ الله بنُ حاتِمٍ، سَمِع مِنْهُ المُنْذِرِي، وَذكره فِي مُعجَمه، وَقَالَ: مَاتَ سنةَ.
وككِتابٍ: حِبالُ بنُ رُفَيدَةَ التَّمِيمِيُّ التابِعِيّ وَهُوَ حِبالُ بن أبي الحِبال، يَروِي عَن الْحسن، وَعنهُ أَبُو إسحاقَ السَّبِيعِيُّ، نقلَه ابنُ حِبَّانَ، زَاد الحافِظُ، ورَوى عَن عائشةَ أَيْضا. وكشَدّادٍ: أَبُو إسحاقَ الحَبّالُ مُحدِّث مِصْرَ وحافِظُها فِي زَمن الفاطِمِيين. وجَماعَةٌ آخَرون يُعرَفُون بذلك، وَهُوَ الَّذِي يَفْتِلُ الحِبالَ ويَبيعُها. وحَبَلَه يَحْبُلُه حَبلاً: شَدَّهُ بِه أَي بالحَبل، قَالَ: فِي الرّأْسِ مِنْها حِبُّهُ مَحْبُولُ)
وَفِي المَثَل: يَا حابِلُ اذْكُر حَلاً أَي يَا مَن يَشُدُّ الحَبلَ اذكُر وَقْتَ حَلِّه. والحَبلُ: الرَّسَنُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فِي جِيدِهَا حَبلٌ مِن مَسَدٍ. كالمُحَبَّلِ، كمُعَظَّمٍ عَن ابْن سِيدَه، وَبِه فُسِّر قولُ رُؤْبَةَ: كلّ جُلالٍ يَملأُ المُحَبَّلَا ج: حُبُولٌ كَمَا فِي المُحْكَم، وَفِي التَّهْذِيب: والجَمِيعُ: الحِبالُ، وَفِي الصِّحاح: ويُجْمَعُ على حِبالٍ وأَحْبُلٍ. الحَبلُ: الرَّمْلُ المُستَطِيلُ كَمَا فِي الصِّحاح والمُحكَم، زَاد الأزهريُّ: المُجْتَمِعُ الكثيرُ العالِي،. وَكَذَلِكَ حِبالُ الدَّهْناءِ: رَمَلاَتٌ مُسْتَطِيلاتٌ. وَيُقَال: جاءُوا حَبلَى زَرُودَ، وهما رَمْلتَانِ مُسْتطيلتان. مِن المَجاز: الحَبلُ: العَهْدُ والذِّمَّةُ والأَمانُ يُقال: كانتْ بينَهم حِبالٌ فقَطَعُوها: أَي عُهُودٌ وذِمَمٌ. وقولُه تَعَالَى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبلِ اللهِ جَمِيعاً أَي بعَهْدِه. وَقَالَ الراغِبُ: واستُعِير للمُوَصِّل ولكُلِّ مَا يُتَوَصَّلُ بِهِ إِلَى شَيْء، قَالَ: واعْتَصِمُوا بِحَبلِ اللَّهِ جَمِيعاً فحَبلُه: هُوَ الَّذِي معَه التّوصُّلُ بِهِ إِلَيْهِ، من القُرآن وَالنَّبِيّ والعَقْلِ وغيرِ ذَلِك مِمَّا إِذا اعتصَمْتَ بِهِ أَدَّاكَ إِلَى جِوارِه، ويُقال للعَهَدِ: حَبلٌ. وَقَالَ أَبُو عبيد: الاعتِصامُ بحَبلِ اللَّهِ: اتِّباعُ القُرآنِ وتَركُ الفُرقة، وإيّاه أَرَادَ ابنُ مَسعُود رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، بقوله: علَيكُم بحَبلِ اللَّهِ فإنّه كِتابُه. قَالَ: والحَبلُ فِي كَلام العَرَبِ يَتصرَّفُ على وُجُوهٍ: مِنْهَا العَهْدُ: وَهُوَ الأمانُ، وَذَلِكَ أنّ العَربَ كَانَت تُخِيفُ بعضُها بَعْضًا، فَكَانَ الرجلُ إِذا أَرَادَ سَفَراً أخذَ عَهْداً مِن سَيِّدِ قَبِيلةٍ، فيَأْمَنُ بذلك مَا دَامَ فِي حُدُودِها، حتّى يَنْتهِيَ إِلَى أُخْرَى، فيأمَنُ بذلك، يُرِيدُ بِهِ الْأمان، فَقَالَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: عليكُم بِكتابِ اللَّهِ فإنّه أَمَان لكم وعَهْدٌ مِن عَذَاب الله. وقولهُ تَعَالَى: إِلاَّ بِحَبل مِنَ اللَّهِ وَحَبلٍ مِنَ النَّاسِ قَالَ ابنُ عرَفَة: أَرَادَ إلاّ بعَهْدٍ من الله وعَهْدٍ مِن النَّاس، فتِلْك ذِلَّتُهم، تَجْرِي عَلَيْهِم أحكامُ الْمُسلمين. وَقَالَ الراغِبُ: فِيهِ تنبيهٌ أَن الكافِرَ يَحتاج إِلَى عَهدَيْن: عَهْدٍ مِن الله، وَهُوَ أَن يكونَ مِن أهلِ كتابٍ أنزلَه اللَّهُ، وإلّا لم يُقَرَّ علَى دِينه، وَلم يُجْعلْ فِي ذِمَّةٍ، وَإِلَى عَهدٍ مِن النَّاس يَبذلُونه. الحَبلُ: الثِّقَلُ عَن الأزهريُّ. الحَبلُ: الدَّاهِيَةُ ويُكْسَر، كَمَا سَيَأْتِي. الحَبلُ: الوِصالُ والجَمْعُ: حِبالٌ، وَمِنْه حديثُ مُبايَعَةِ الْأَنْصَار: إنَّ بَينَنا وبَيْنَ القَوْمِ حِبالاً وَنحن قاطِعُوها أَي وصلا، وَقَالَ الأعشَى:
(فَإِذا تُجَوِّزُها حِبالُ قَبِيلَةٍ ... أَخَذَتْ مِن الأُخْرَى إليكَ حِبالَها)
الحَبلُ: التَّواصُلُ عَن ابنِ سِيدَه. الحَبلُ: العاتِقُ، أَو حَبل العاتِقِ: الطَّرِيقَةُ الَّتِي بَين العُنُقِ ورأْسِ الكَتفِ، أَو عَصَبَةٌ بينَ العُنُقِ والمَنْكِبِ كَمَا فِي المُحْكَم. وَقَالَ اللَّيثُ: وُصْلَةُ مَا بينَ العُنُقِ)
والمَنْكِب. وَفِي التَّهْذِيب: وُصْلَةُ مَا بينَ العاتِقِ والمَنْكِبِ. وَفِي الصِّحاح: حَبلُ العاتِقِ: عَصَبٌ.
الحَبلُ: عِرقٌ فِي الذِّراع يَنْقَادُ مِن الرُّسْغِ حتّى يَنْغَمِسَ فِي المَنْكِب. حَبلُ الفَقارِ: عِرقٌ يَنْقادُ فِي الظَّهْرِ من أوّله إِلَى آخِره. وقِيل: حِبالُ الذِّراعين: العَصَبُ الظاهِرُ عَلَيْهِمَا، وَكَذَا هِيَ مِن الفَرَس. الحَبْلُ: ع بالبَصْرة على شاطئ النَّهر، مُمتَدٌّ مَعَه، وَفِي عَدّة مَواضِعَ يُعْرَفُ برَأسِ مِيدانِ زِيادٍ، ويُكْسَر، أَو هما مُوْضِعَانِ. قولُ أبي ذُؤَيب:
(وراحَ بِها مِن ذِي المَجازِ عَشِيَّةً ... يُبادِرُ أُولَى السابِقاتِ إِلَى الحَبلِ)
هُوَ اسْمُ عَرَفةَ قَالَ نَصْرٌ: يَقُولُونَ مَرَّةً: الحَبلُ، ومَرَّةً: حَبلُ عَرَفَةَ. الحَبلُ: مَوْقِفُ خَيلِ الحَلْبَةِ قَبلَ أَن تُطْلَقَ. وحَبلَةُ: ة قُربَ عَسقَلانَ نَقله الصَّاغَانِي. والحابُولُ: حَبلٌ وَفِي المُحْكَم: الكَرُّ الَّذِي يُصْعَدُ بِهِ على النَّخْلِ. وَفِي الصِّحاح: الحابُول: الكَرُّ، وَهُوَ الحَبلُ: الَّذِي يُصْعَدُ بِهِ إِلَى النَّخْل.
والحِبالُ فِي السّاقِ: عَصَبُهَا ونَصُّ المُحْكَم: حِبالُ السّاقَيْنِ: عَصَبُهما. الحِبالُ فِي الذَّكَرِ: عُرُوقُه ونَصُّ المُحْكَم: حَبائِلُ الذَّكَر. الحِبالَةُ ككِتابَةٍ: المِصْيَدَةُ مِمّا كَانَت، عَن ابنِ سِيدَه. وَقَالَ الراغِبُ: وخُصَّت الحِبالةُ بحَبلِ الصائدِ، جَمْعُها: حَبائِلُ، ورُوى: إِنَّ النِّساءَ حَبائِلُ الشَّيطانِ. كالأُحْبُولِ والأحْبُولَة بضمِّهما، نقلَهما اللَّيث. وحَبَلَ الصَّيدَ حَبلاً واحْتَبَلَهُ: أخَذَه بِها: أَي بالحِبالَة، نَقله الأزهريُّ، زَاد ابنُ سِيدَه: أَو نَصَبَها لَهُ. قَالَ: والمَحْبُولُ: مَن نُصِبَتْ لَهُ الحِبالَةُ وَإِن لم يَقَعْ فِيهَا بَعْدُ، والمُحْتَبَلُ: مَن وَقَع فِيهَا وأُخِذَ، وَمِنْه قولُ الأعشَى: ومَحْبُولٌ ومُحْتَبَلُ وَفِي الأساس: هُوَ مُحْتَبَلٌ مُخْتَبَل، ومَحْبُولٌ مَخْبُول. وَفِي الصِّحاح: المَحْبُولُ: الوَحْشِيُّ الَّذِي نَشِبَ فِي الحِبَالة. وحَبائِلُ المَوْتِ: أسبابُه جَمْعُ حِبالَةٍ. مِن المَجاز: هُوَ حَبِيلُ بَراحٍ، كأمِيرٍ: أَي شُجاعٌ، وَهُوَ اسمٌ للأَسَد كَأَنَّمَا حُبِلَ عَن البَراحِ، لِأَنَّهُ لَا يَبرَح مِن مكانِه، لجُرأته. وَفِي الصِّحاح: ويُقال للواقِفِ مَكانَه كالأسدِ لَا يَفِرُّ: حَبِيلُ بَراحٍ. وكُزبَيرٍ أَبُو عبد الله محمدُ بنُ الفَضل بنِ العَبّاس بنِ حَفْص أبي حُبَيلٍ البُخارِيّ المُحدِّث. ووَلَدُهُ أَبُو أَحْمد عبد الله، حدَّث ببُخارى سنةَ سبعين وثلثمائة. والحِبلُ، بِالْكَسْرِ: الدَّاهِيَةُ، ويُفْتَح وَقد تقدَّم ذِكْرُ الفَتْح. كالحُبُولِ بالضمّ ج: حُبُولٌ بالضمّ، قَالَ كُثَيِّر:
(فَلَا تَعْجَلِي يَا عَزُّ أَن تَتَفَهَّمِي ... أجاءُوا بِنُصْحٍ أم أَتَوْا بحُبُولِ)
ويروى: بخُبول بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة: أَي: بفَسادٍ، وَأنْشد ابنُ سِيدَه للأَخْطَل:)
(وكنتُ سَلِيمَ القَلْبِ حتّى أصابني ... مِن اللَّامِعاتِ المُبرِقاتِ حُبُولُ)
قَالَ ابنُ الأعرابيّ: الحِبلُ: العالِمُ الفَطِنُ العاقِلُ قَالَ: وَأنْشد المُفَضَّل: (فيا عَجَبا للخَوْدِ تُبدِي قِناعَها ... تُرَأْرِئُ بالعَينَين لِلرجُلِ الحِبْلِ)
يُقال: إِنَّه لَحِبْلٌ مِن أحْبالِها: للدّاهِيَة مِن الرِّجال عَن ابنِ سِيدَه. قَالَ: يُقال ذَلِك أَيْضا للقائِمِ علَى المالِ الرَّفِيقِ بسِياسَتِه وَهُوَ مَجازٌ. قَالَ: وثار حابِلُهُم على نابِلِهم: إِذا أَوْقَدُوا الشَّرَّ بينَهم قَالَ الأَزهر: مَثَلٌ فِي الشِّدَّة، فالحابِلُ: صاحبُ الحِبالَة، والنَّابِلُ: الرَّامِي بالنَّبل، ويكونُ صاحِبَ النَّبل: أَي اختلَطَ أمرُهم، وَقد يُضْرَبُ للقَوم يَنْقَلِب حالُهم، ويثور بعضُهم على بعض. وَقَالَ أَبُو زيد: يُضْرَبُ فِي فَسادِ ذَواتِ البَين. الْتَبَسَ الحابِلُ بالنابِلِ الحابِلُ هُنَا: السَّدَى، والنّابِلُ: اللُّحْمَةُ يُقَال ذَلِك فِي الاختِلاط. وحَوَّل حابِلَهُ علَى نابِلِه: أَي جَعَل أَعْلاه أَسْفَلَه واجْعَلْ حابِلَه نابِلَه، وحابِلَه علَى نابِلِه كَذَلِك. والحُبلَةُ، بالضمّ ووقَع فِي نُسَخ المُحْكَم مضبوطاً بالفَتح: الكَرْمُ، أَو أصلٌ مِن أُصولِه، ويُحَرَّكُ كَمَا سَيَأْتِي. الحُبلَةُ: ثَمَرُ السَّلَمِ والسَّيَالِ والسَّمُرِ وَهِي هَنَةٌ مُعَقَّفةٌ، فِيهَا حَبٌّ صِغارٌ أَسْودُ، كَأَنَّهُ العَدَسُ، كَمَا فِي المُحْكَم. وَقَالَ الأزهريُّ عَن أبي عُبيدة: الحُبلَةُ والسَّمُر: ضَرْبان مِن الشَّجَر. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: هِيَ ثَمَرةُ السَّمُرِ، مِثلُ اللُّوبياء، وَمِنْه حديثُ سَعْدٍ رَضِي الهّ تَعَالَى عَنهُ: لَقَدْ رأيتُنا معَ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَا لَنا طَعامٌ إلاّ الحُبلَةُ ووَرَقُ السَّمُرِ، ثمَّ أصْبَحَتْ بَنو أسَدٍ تَعْزِرُني على الْإِسْلَام، لقد ضَلِلتُ إِذا وخابَ عَمَلَي.
أَو الحُبلَةُ: ثَمَرُ العِضاه عامَّةً. وَقيل: هُوَ وِعاءُ حبِّ السَّلَمِ والسَّمُرِ، وأمّا جَمِيعُ العِضاهِ بَعْدُ فإنّ لَهَا مَكانَ الحُبلَةِ: السِّنْفَة. ج: حُبلٌ كقُفْلٍ وصُرَدٍ. الحُبلَةُ: ضَربٌ مِن الحَلْيِ يُصاغُ على شَكْلِ هَذِه الثَّمَرة، يُوضَعُ فِي القَلائد، زَاد الأصمَعِيُّ: فِي الجاهِلِيّة وَأنْشد الصاغانيُّ لعَبدِ الله بنِ سَلَمَةَ الغامِدِيّ، يَصِفُ فَرَساً:
(ويَزِينُها فِي النَّحْرِ حَلْيٌ واضِحٌ ... وقَلائِدٌ مِن حُبلَةٍ وسُلُوسِ)
الحُبلَةُ: بَقْلَةٌ طَيِّبةٌ من ذُكُور البَقْلِ، عَن ابنِ سِيدَهْ. وَقَالَ مَرَّةً: شَجَرةٌ تأكُلُها الضِّبابُ. وضَبٌّ حابِلٌ: يأكُلُها، ونَص المحكَمِ: يَرعاها. والحَبَلُ، مُحرَّكةً: شَجَرُ العِنَبِ واحِدَتُه حَبَلةٌ، كَمَا فِي المُحْكَم ورُّبما سُكِّنَ. وَفِي الصِّحاح: الحَبَلَةُ أَيْضا بِالتَّحْرِيكِ: القَضِيبُ مِن الكَرم، ورّبما جَاءَ بالتَّسكين. وَفِي التَّهْذِيب: قَالَ اللَّيثُ: يُقال للكَرمة: حَبَلَةٌ قَالَ: وَأَيْضًا طاقٌ مِن قُضْبان الكَرم.
وَقَالَ الأصمَعِي: الجَفْنَةُ: الأَصْل مِن أُصول الكَرم، وجَمعُها الجَفْنُ، وَهِي الحَبلَةُ، بِفَتْح الْبَاء.)
وَفِي حَدِيث أنسٍ رَضِي الّه تَعَالَى عَنهُ: أَنه كَانَت لَهُ حَبلَةٌ تَحْمِلُ كُرّاً، وَكَانَ يُسمِّيها أُمَّ العِيال وَهِي الأَصْلَةُ مِن الكَرْم، انتشَرتْ قُضْبانُها على عَرائشِها. وَفِي الأساس: ولَه حَبلَةٌ تُقِلُّ صِيعاناً، وَهِي الكَرْمَةُ شُبهَتْ قُضْبانُ الكَرمِ بالحِبال، فقِيل للكَرمَة: الحَبلَةُ، بِزِيَادَة التَّاء، وَقد تُفْتَح الْبَاء. مِن المَجاز: الحَبلُ: الامْتِلاءُ نقلَه ابنُ سِيدَهْ كالحُبالِ، كغُرابٍ هَذِه عَن ابنِ الأعربي. وَقد حَبِلَ مِن الشرابِ والماءِ، كفَرِح: انْتَفَخ بَطْنُه وامتلأ فَهُوَ حَبلانُ، وَهِي حَبلَى: ممتلئان وَقد يُضَمَّان نقلَه ابنُ سِيدَه، عَن أبي حَنيفةَ. مِن المَجاز: الحَبلُ: الغَضَبُ، وَهُوَ حَبلانُ على فُلانٍ وَهِي حَبلانَةٌ: مُمتلئان غَضَباً. وبهِ حَبَلٌ: أَي غَضَبٌ وغَمٌّ نقلَه الأزهريُّ وابنُ سيدَه، قَالَ الأزهريُّ: وأصلُه مِن حَبَلِ المرأةِ. وحَبَلْ حَبَلْ: زَجْرٌ للشاءِ نَقله الصاغانيّ والجَمَلِ هَكَذَا فِي سائرِ النسَخ بالجِيم وَكسر اللَّام، على أَنه معطوفٌ على مَا قبلَه، وَهُوَ غَلَطٌ، والصَّوابُ: الحَمْل بِالْحَاء الْمُهْملَة وَرفع اللَّام: أَي والحَبَلُ: الحَمْلُ، قَالَ ابنُ سيدَه: وَهُوَ مِن ذَلِك، لأَنَّه امْتِلاءُ الرَحِمِ. حَبِلَت المرأةُ كفَرِحَ، حَبَلاً. والحَبَلُ مَصْدَرٌ واسمٌ ج: أَحْبالٌ قَالَ ساعِدَةُ، فجَعَله اسْما: ذَا جُرْأَةٍ تُسقِطُ الأَحْبالَ رَهْبَتُهُ وَلَو جَعلَه مصدرا وَأَرَادَ ذَواتِ الأَحْبال كَانَ حَسَناً، قَالَه ابنُ سِيدَه. وَهِي حابِلَةٌ مِن نِسوةٍ حَبَلَةٍ مُحرَّكةً، نادِرٌ وحُبلَى من نِسوةٍ حُبْلَيَاتٍ وحَبالَى وحَبالَياتٍ، قَالَ الصَّاغَانِي: لِأَنَّهُ لَيْسَ لَهَا أَفْعَلُ، ففارَقَ جَمْعَ الصّغْرَى، والأصلُ: حَبالِى، بِكَسْر اللَّام، لأنّ كُلَّ جَمْعٍ ثالِثُه أَلِفٌ يُكْسَرُ الحرفُ الَّذِي بعدَها، نَحْو مَساجِدَ وجَعافِرَ، ثمَّ أبدلُوا مِن الياءِ المُنقَلِبة مِن ألف التَّأْنِيث ألِفاً، فَقَالُوا: حَبالَى، بِفَتْح اللَّام، ليَفْرِقُوا بَين الألفَين، كَمَا قُلنا فِي الصَّحارِى، وليكونَ الحَبالَى كحُبلَى فِي تَركِ صَرْفِها، لأَنهم لَو لم يُبدِلُوا لسقَطت الياءُ لدخولِ التَّنْوِين، كَمَا تسقُط فِي جَوارٍ. وَقد جاءَ حَبلانَةٌ قَالَ ابنُ سِيدَه: وَمِنْه قولُ أعرابيّةٍ: أَجِدُ عَيني هَجَّانة، وشَفَتِي ذَبَّانة، وأَراني حَبْلانَة.
قَالَ: واختلِف فِي هَذِه الصِّفة، أعامَّةٌ للإناث، أم خاصَّةٌ لبَعْضِها فَقيل: لَا يُقال لشَيْء مِن غيرِ الحَيوان: حُبلَى، إلّا فِي حديثٍ واحِدٍ: نُهِىَ عَن بَيعِ حَبَلِ الحَبَلة كَمَا سَيَأْتِي. وَقيل: كُلُّ ذاتِ ظُفُرٍ حُبلَى، وَأنْشد أَبُو زيد: أَو ذِيخَةٌ حُبْلَى مُجِحٌّ مُقْرِبُ وَقَالَ النَّوَوِيُّ فِي التَّحرير: قَالَ أهلُ اللُّغة: الحَبَلُ: للآدَمِيّات، والحَمْلُ لغيرهنّ، ونَقل عَن أبي عُبيدةَ القولَ الَّذِي ذكره ابنُ سِيدَه. والنِّسبةُ إِلَى حُبلَى: حُبْلِيٌّ بالضّم وحُبْلَوِيٌّ وحُبلاوِيٌّ كَمَا فِي)
الصِّحاح. فِي الحَدِيث: نُهِىَ عَن بَيعِ حَبَلِ الحَبَلَةِ بتحريكهِما: أَي بَيعِ مَا فِي بَطْنِ الناقَةِ قَالَه أَبُو عبيد، وَهُوَ قولُ الشافِعِي. أَو مَعْنَاهُ: حَمْلُ الكَرمَةِ قبلَ أَن يَبلُغَ قَالَ ابنُ سِيدَه: وجَعَل حَملَها قبلَ أَن تبلُغَ حَبَلاً، وَهَذَا كَمَا نُهِي عَن بَيعِ ثَمَرِ النَّخْلِ قبل أَن يُزْهِيَ. ونَقَل السُّهَيلي فِي الرَوض عَن أبي الْحسن بنِ كَيسانَ: أَنه قَالَ: مَعْنَاهُ بَيعُ العِنَبِ قبل أَن يَطِيبَ. قَالَ السُّهَيلِي: وَهُوَ قولٌ غَرِيبٌ لم يذهَبْ إِلَيْهِ أحدٌ فِي تأويلِ الحَدِيث. قَالَ: وَكَذَلِكَ وَقَع فِي كتاب الْأَلْفَاظ لِابْنِ السِّكِّيت، وَإِنَّمَا اشْتبَه عَلَيْهِ وعَلى غيرِه دُخولُ الهاءِ فِي الحَبَلَة حتّى قَالُوا فِيهَا أقوالاً كُلُّها هَباءٌ. أَو نِتاجُ النِّتاجِ، وَهُوَ وَلَدُ الوَلَدِ الَّذِي فِي البَطْنِ، وَكَانَت العَرَبُ تَفْعلُه وَفِي المُحكَم: وَكَانَت الجاهِليَّةُ تَتَبايَعُ على حَبَلِ الحَبَلَةِ فِي أولادِ أولادِها، فِي بُطُونِ الغَنَم الحَوامِلِ. وَفِي التَّهْذِيب كَانَت تَتَبايَع أولادَ مَا فِي بُطُونِ الحَواملِ. وَفِي العُباب: قَالَ ابْن الأنبارِيّ: فالحَبَلُ: يُرادُ بِهِ مَا فِي بَطْنِ النوقِ، والحَبَلُ الآخَرُ: حَبَلُ الَّذِي فِي بَطْنِ الناقةِ، أدْخِلَت فِيهَا الهاءُ للمبُالَغة، كَمَا تَقول: نُكَحَةٌ وسُخَرَةٌ. المَحْبَلُ كمَقْعَدٍ: أوانُ الحَبَلِ وَفِي الصِّحاح: كَانَ ذَلِك فِي مَحْبَلِ فلانٍ: أَي وَقْتِ حَبَلِ أُمِّه بِهِ. المَحْبَلُ: الكِتابُ الأَوَّلُ عَن ابنِ سِيدَه، وَبِكُل مِن القولَينْ فُسِّر بيتُ المُتَنخِّل الهُذَلِيّ:
(لَا تَقِهِ المَوْتَ وَقِيَّاتُهُ ... خُطَّ لَهُ ذَلِك فِي المَحْبَلِ)
يروَى: فِي المَحْبِل كمَنْزِل هُوَ مَوضِعُ الحَبَلِ من الرَّحِم، والأَعْرَفُ: فِي المَهْبِلِ بِالْهَاءِ. وحَبَّلَ الزَّرْعُ تَحْبِيلاً: قَذَف بعضُه على بَعْضٍ كَمَا فِي المُحكَم، وَفِي الأساس: أَي اكْتَنَز السُّنْبُلُ بالحَبِّ، وَهُوَ مَجازٌ. والإِحْبِلُ، كإِثْمِدٍ، وأَحْمَدَ، والحُنْبُلُ كقُنْفُذٍ الأُولى والأَخيرةُ عَن ابْن الأعرابيّ: اللوبياء وَسَيَأْتِي الحُنْبُلُ أَيْضا للمصنِّف، واقتصَر ابنُ سِيدَه على الأولى. والحَبالَّةُ، بشَدِّ اللَّام: الانطِلاقُ عَن ابنِ سِيدَه. الحَبالَّةُ: زمَانُ الشَّيْء وحِينُه حَكَى اللِّحيانيُّ: يُقال: أَتيتُه علَى حَبالَّةِ الانطِلاق، وعَلى حَبالَّةِ ذَاك: أَي على حِينِ ذَاك ورُبَّانِه، وَهِي على حَبالَّةِ الطَّلاقِ: أَي مُشْرِفةٌ عَلَيْهِ. الحَبالَّةُ: الثِّقَل. يُقال: أَلْقَى علَيه حَبالَّتَه وعَبالَّتَه: أَي ثِقَلَه، نَقله الصَّاغَانِي. قَالَ ابنُ سِيدَه: وكُلُّ مَا كَانَ على فَعالَّةٍ، مُشَدَّدةِ اللامِ جائِز تَخفيفُها، كحَمارَّةِ القَيظِ وحَمارَتِه، وصَبارَّةِ البَردِ وصَبارَتِه إلّا الحَبالَّةَ فَإِنَّهَا لَا تُخَفَّفُ وَلَيْسَ فِيهَا إلّا تَشديدُ اللَّام. والحُبلَى كبُشْرَى: لَقَبُ سالِمِ بنِ غَنْمِ بن عَوْف بنِ الخَزْرَج، وغَنْمٌ: هُوَ قَوْقَلٌ كَمَا سَيَأْتِي، لُقِّب بِهِ لِعِظَمِ بَطْنِه. مِن وَلَدِه: بَنُو الحُبلى: بَطْنٌ مِن الأنصارِ ثمَّ مِن الخَزْرَج. وَهُوَ حُبلِيٌّ، بالضّمّ علَى القِياس، وبضمَّتيْن وَعَلِيهِ اقتصَر سِيبَوَيهِ، وَقَالَ: هُوَ مِمّا جَاءَ على غيرِ قِياسٍ فِي النَّسَب. نَقَل بعضُ أهلِ العربيّة عَن) سِيبَوَيه: الحُبَلِيُّ كجُهَنِيٍّ قَالَ السّهَيلِي: وَهُوَ خطأٌ لم يَضْبِطْه سِيبَوَيه هَكَذَا، وَقد نَقَلَه أَبُو عليٍّ فِي البارِع من كتاب سِيبوَيه، بالضَّمّ على الصَّحِيح، وإنّما أَوقَعَه فِي الوَهْم كونُ سِيبوَيه ذَكره مَعَ الجُذَمِيِّ، نِسبةً لجَذِيمَةَ، وَهُوَ إِنَّمَا ذَكره مَعَه لكَونِ كل مِنْهُمَا شاذّاً، لَا لكونِه مِثْلَه فِي الوَزن، فتأمَّلْ. والمشهورُ بِهَذِهِ النِّسبة الإمامُ أَبُو عبدِ الرَّحْمَن عبدُ الله بنُ يَزِيدَ الحُبْلِيُّ التابِعِيُّ، عَن أبي ذَرٍّ، وَأبي أيوبَ، وعبدِ الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ، وَعنهُ حُمَيدُ بن هَانِيء، وابنُ أَنْعُمٍ الإفْرِيقي، ثِقَةٌ تُوفي سنةَ مائَة. والحابِلُ: الساحِرُ نَقله الصَّاغَانِي، وَهُوَ مَجازُ. الحابِلُ: أَرْضٌ كَمَا فِي المُحكَم. والحُبلِيلُ، بالضّمّ: دُوَيْبَّةٌ تموتُ ثُمّ بالمَطَرِ تَعِيش وعِبارةُ المُحكَم: فَإِذا أَصابَه المَطَرُ عاشَ. قَالَ: وَهُوَ من الأمثلَةِ الَّتِي لم يَحْكِها سِيبَوَيه. ومُحْتَبَلُ الفَرَسِ: أرساغُه نقلَه الجوهريّ، وَهُوَ مَجازٌ، وَأَصله فِي الطائرِ إِذا احتُبِلَ، كَمَا فِي الأساس. وَفِي التَّهْذِيب: المُحْتَبَلُ مِن الدابَّةِ: رُسْغُها، وَمِنْه قولُ لَبِيدٍ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ:
(ولقَدْ أغْدُو وَمَا يَعْدِمُنِي ... صاحبٌ غَيْرُ طَوِيلِ المُحْتَبَلْ)
كَمَا فِي العُباب. وككِتابٍ: حِبالُ بنُ سَلَمةَ بنِ خُوَيْلِدٍ الأسَدِيُّ، رَجلٌ من أَصْحَاب طُلَيحةَ بنِ خُوَيْلدٍ، أُصِيب بالرِّدَّة، كَمَا فِي الصِّحاح. وَفِي العُباب: هُوَ بنُ أَخِي طُلَيحَةَ بنِ خُوَيْلدٍ الأسديّ، قَالَ طُلَيحَةُ:
(فَإِن تَكُ أَذْوادٌ أُصِبْنَ ونِسْوَةٌ ... فلَنْ تَذْهَبوا فَرغاً بقَتْلِ حِبالِ) حُبَلٌ كزُفَرٍ: ع بالبَصْرة، كَمَا فِي المُحْكَم، وَقَالَ نَصْرٌ مِن أَرض اليَمامَةِ. رَوى أَبُو عبيد أنّ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أقْطَعَ مُجَّاعَةَ بنَ مُرارَةَ بن سُلْمِيٍّ: الغُورَةَ وَعوانَةَ والحُبَلَ.
وبينَ الحُبَلِ والحِجْرِ نحوُ خَمْسةِ فَراسِخَ، وَأنْشد الصَّاغَانِي للَبيدٍ رَضِي الله عَنهُ:
(بالغُراباتِ فزَرَّافاتِها ... فَبِخِنْزِيرٍ فأَطْرافِ حُبَلْ)
وأَحْبَلَهُ إحْبالاً: أَلْقَحَهُ كَمَا فِي الصِّحاح. قَالَ أَبُو عَمْرو: يُقال: قد أَحْبَل العِضاهُ وعَلَّفَ، مِن الحَبَلَةِ والعَلَفِ: إِذا تَناثَرَ وَرْدُها وعَقَّدَ كَمَا فِي العُباب. المُحَبَّلُ كمُعَظَّمٍ: المُجَعَّدُ مِن الشَّعَر، شِبهَ الجَثْلِ هَكَذَا فِي النًّسَخ بِالْجِيم والمُثلّثة، والصّواب شِبهَ الحَبلِ. وَفِي المُحكَم: هُوَ المَضْفُور، وَمِنْه حديثُ قَتادَةَ: الدّجّالُ قَصْدٌ مِن الرِّجالِ، أَجْلَى الجَبِينِ، بَرَّاقُ الثَّنايا، مُحَبَّلُ الشَّعَرِ أَي كلّ قَرنٍ مِن قُرُونِه كَأَنَّهُ حَبلٌ لِأَنَّهُ يَجعَلُه تَقاصِيبَ. ويروى: مُحَبَّكُ بِالْكَاف، أَي لَهُ حُبُكٌ: أَي طَرائِقُ.)
وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: حَبلُ الوَرِيدِ، قَالَ الفَرَّاءُ: الحَبْلُ هُوَ الوَرِيدُ، فأُضِيفَ إِلَى نفسِه، لاختلافِ اللَّفْظين. قَالَ: والوَرِيدُ: عِرْقٌ بينَ الحُلْقُومِ والعِلْباوَيْنِ. وَيُقَال: هُوَ على حَبلِ ذِراعِك: أَي فِي القُرب منكَ، نقلَه الأزهريُّ والجوهريُّ والصاغانيُّ. وَقَالَ الزَّمخشريّ وابنُ سِيدَه: أَي مُمكِنٌ لَك مُستَطاعٌ، وَهُوَ مَجاز. وَقَالَ الأزهريُّ: يُضْرَبُ فِي تَسهيلِ الحاجةِ وتَقْريبِها. وامرأةٌ حَبْلانَةٌ: أَي غَضْبانَةٌ، عَن ابنِ عَرَفةَ. وَفِي المَثَلِ: خَشِّ ذُؤالَةَ بالحِبالَةِ، ذُؤالَةُ: الذِّئبُ، يُضْرَب لمَن لَا يُبالَى تَهَدُّدُه، أَي تَوعَّدْ غيرِي، فَإِنِّي أعرِفك. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: إنّما يقولُ هَذَا مَن يَأْمُرهُ بالتَّبرِيق والإِيعاد.
والحابِلُ: الَّذِي يَنْصِبُ الحِبالَةَ للصَّيد، كالمُحْتَبِل. وظَبيٌ حابِلٌ: يَرعَى الحُبْلَةَ. وحُبلان: بَطْنٌ مِن العَرب، وَهُوَ حُبلان بنُ سَهل بنِ عَمْرو بنِ قَيس بن مُعاوِيةَ بن جُشَم بن عبدِ شَمْس. هَكَذَا ضَبطه الصاغانيُّ، وَضَبطه الحافِظُ فِي التبصير بِالْجِيم، وَقد تقدَّم. ونِسوةٌ حَبَالَيَاتٌ: جَمْعُ حَبالَى. ويُقال: اللَّيلُ حُبلَى لستَ تَدْرِي مَا تَلِد. وَمَعْنَاهُ: طَوارِقُ اللَّيل لَا تُؤمَن. وَتَحبَّلَ الصَّيدَ: بِمَعْنى احتَبَلَه، وَمِنْه حديثُ سَعِيد بنِ المُسَيّب، وَسَأَلَهُ عبدُ الله بن يزيدَ السَّعْدِيّ عَن أكْلِ الضَّبع، فَقَالَ: أَو يَأكُلُها أحَدٌ فَقلت: إنّ نَاسا مِن قَومِي يتَحبَّلُونها فيأكلُونها. وحَبلَتْه الحِبَالَةُ: عَلِقَتْه، واستعاره الرَّاعِي للعَينْ، وَأَنَّهَا عَلِقَت القَذَى، كَمَا عَلِقَت الحِبالَةُ الصَّيدَ، فَقَالَ:
(وَبَات بثَدْيَيها الرَّضِيعُ كأنَّهُ ... قَذًى حَبَلْتُه عَينُه لَا يُنِيمُها)
واحْتَبَله الموتُ احتِبالاً، وَهُوَ مَجازٌ، نقلَه ابنُ سِيدَه والزَّمخشريُّ. واحْتَبَلَتْه فُلانَةُ: شَغَفَتْه، كحَبَلَتْه، وَهُوَ مَجازٌ. وحَبَلَةُ عَمْروٍ، بِالتَّحْرِيكِ وَالْإِضَافَة: ضَرْبٌ مِن العِنَبِ بِالطَّائِف، بَيضاءُ مُحدَّدةُ الأطْراف، مُتَداحِضَةُ العَناقِيد. والمَحْبِلُ، كمَجْلِسٍ: مَوضِعُ الحَبَلِ من الرَحمِ. والحَبلَةُ، بِالْفَتْح: شَجَرَةٌ تسمَّى شَجَر العَقْرَب، يأخُذها النِّساءُ يَتداوَيْنَ بهَا، تَنْبُت بنَجْدٍ فِي السهُولَة.
والحُبلَةُ، بالضمّ: وِعاءُ حَبِّ السَّلَمِ والسَّمُرِ. وَيُقَال: إنهُ لَواسِعُ الحَبلِ، وضَيِّق الحَبلِ، كضَيِّق الخُلُقِ وواسِعِه، وَهُوَ مَجازٌ. والحُبَالُ، كغُرابٍ: الشَّعَرُ الكثيرُ، نَقله الأزهريُّ. واحْتَبَلها زَوْجُها.
وَهُوَ يَحْتَطِبُ فِي حَبلِ فُلانٍ: إِذا أعانَهُ ونَصَره. وَهُوَ حِبَالةُ الإبِلِ: ضابِطٌ لَهَا، لَا تَنْفَلِت مِنْهُ.
ورجُلٌ أَحْبَلُ: مُمْتَلِئ مِن الشَّراب. نقَله الزَّمخشريُّ. واللُّؤْلُؤُ حَبلٌ لِلصَّدَفِ، والخَمرُ حَبلٌ للزُّجاجة، وكلُّ شَيْء صَار فِي شَيْء فالصائرُ حَبلٌ للمَصِير فِيهِ، كَمَا فِي الأساس. وبَنُو حَبِيلٍ، كأمِيرٍ: بَطْنٌ مِن العَرب فِي اليَمَن.)
حبل: حضبِل: حبلت المرأة (حملت). والمصدر منه حَبَالة أيضا (فوك)، وحبالة في معجم ألكالا وبوشر اسم، وهو حَبَل.

حبل

1 حَبَلَهُ, (K,) aor. ـُ inf. n. حَبْلٌ, (TA,) He bound, tied, or made fast, him, or it, with a rope, or cord. (K, TA.) b2: [Hence,] حَبْلٌ signifies [also] (assumed tropical:) The making a covenant. (KL.) b3: and (assumed tropical:) The obtaining أَمَان [i. e. a promise, or an assurance, of security or safety]. (KL.) b4: and The placing a snare for game. (KL.) And The catching game with, or in, a snare. (KL.) Yousay, حَبَلَ الصَّيْدَ, (Az, ISd, Msb, K,) aor. ـُ (Msb,) inf. n. حَبْلٌ; (Msb, TA;) and ↓ احتبلهُ, (Az, S, ISd, Msb, K,) and ↓ تحبّلهُ; (TA;) He took, or caught, the game with the حِبَالَة [or snare]: (Az, S, ISd, Msb, K:) or he set up the حِبَالَة for the game. (ISd, K.) And حَبَلَتْهُ الحِبَالَةُ The snare [caught him, or] clung to him: and hence, قَذًى

حَبَلَتْهُ عَيْنُهُ (tropical:) [Motes which his eye caught]; a metaphorical phrase, used by Er-Rá'ee; the eye being likened to the snare; and the motes, to game. (TA.) And حُبِلَ عَنِ البَرَاحِ (assumed tropical:) [He was prevented, as by a snare, or by a rope, from quitting his place] (TA.) And زَوْجُهَا ↓ اِحْتَبَلَهَا [app. meaning (assumed tropical:) Her husband entrapped her: or laid a snare for her]. (TA.) And ↓ احتبلهُ المَوْتُ (tropical:) [Death ensnared him; or took him]. (ISd, Z, TA.) And حَبَلَتْهُ فُلَانَةُ (tropical:) Such a woman smote his heart with her love; [or captivated him;] as also ↓ اِحْتَبَلَتْهُ. (TA.) [And accord. to the CK, حَبْلٌ also signifies the same as مُدَاهَنَةٌ [i. e. (assumed tropical:) The endeavouring to conciliate; &c.]: but the reading in the TA, and in my MS. copy of the K, is دَاهِيَة: which, however, occurs afterwards in the K as a meaning of حَبْلٌ and of حِبْلٌ.]

A2: حَبِلَتْ, (S, Mgh, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. حَبَلٌ, (S, Mgh, Msb, K, TA, [in the CK حَبْل,]) said of a woman, (S, Mgh, Msb,) and of any female beast, (Msb,) She was, or became, pregnant: (S, Msb, K:) حَبَلٌ and حَمْلٌ signifying the same: (AO, S, ISd, K: *) or the former applies only to human beings; and the latter, to others. (Msb, TA.) You say وَقْتُ حَبَلِ أٌمِّهِ بِهِ [The time of his mother's being pregnant with him]. (S.) b2: [Hence,] حَبَلٌ signifies also (tropical:) The being full. (ISd, K, TA.) You say, حَبِلَ مِنَ الشِّرَابِ and المَآءِ, aor. ـَ (K,) inf. n. حَبَلٌ, (K, * TK,) (tropical:) He became full of beverage, or wine, and of water, (K, TA,) and his belly became swollen [therewith, like that of a pregnant woman]. (TA.) b3: and (tropical:) The being angry. (K, * TA.) You say, حَبِلَ فُلَانٌ (tropical:) Such a one became angry. (TK.) 2 حبّل الزَّرْعُ, inf. n. تَحْبِيلٌ, (M, A, K, [in the CK, and in my MS. copy of the K, erroneously, الزَّرْعَ,]) (tropical:) The seed-produce shot forth (قَذَفَ) one part thereof upon another, or parts thereof upon others: (M, K, TA:) or the ears of the seedproduce [or corn] became compacted and filled with the grain. (A, TA.) 4 احبل العِضَاهُ The [trees called] عضاه [produced their حُبْل, or حُبَل; or] scattered their blossoms, and organized and compacted their fruit [i. e. their pods with the seeds therein]; expl. by تَنَاثَرَ وَرْدُهَا وَ عَقَدَ [meaning عَقَدَ الثَّمَرَ]: (A, O, K:) from الحُبْلَةُ [q. v.], like عَلَّفَ from العُلَّفَ. (AA, O, TA.) A2: احبلهُ, (S, K,) inf. n. إِحْبَالٌ, (TA,) He fecundated it; syn. أَلْقَحَهُ. (S, K.) 5 تَحَبَّلَ see 1.8 إِحْتَبَلَ see 1, in four places.

حَبْلٌ i. q. رَسَنٌ [as meaning A rope, or cord]; (S;) a certain thing well known; (Msb;) a thing with which one ties, binds, or makes fast, a beast &c.; syn. رِبَاطٌ: (M, K:) and i. q. رَسَنٌ [as meaning a halter]; (M, Msb, K;) as in the Kur cxi. 5; (TA;) and so ↓ مُحَبَّلٌ: (M, K:) in the former sense, the pl. [of pauc.] is أَحْبُلٌ (S, M, K) and أَحْبَالٌ (M, K) and [of mult.] حِبَالٌ (S, M, Msb, K) and حُبُولٌ (M, K) and حِبَالَةٌ (L voce جُرْحٌ) [and حُبُولَةٌ, agreeably with a usage of the Arabs, which is, to add ة to any pl. of the measure فِعَالٌ or of that of فُعُولٌ, (see حَجَرٌ,)] and ↓ حَبَائِلُ, which is anomalous, as in the phrase حَبَائِلُ اللُّؤْلُؤِ [cords of pearls], occurring in a trad.; or this is a mistranscription for جَنَابِذُ, (K, TA, [in the CK حَنائِدُ,]) with ج [and ن] and ذ: (TA:) and in the latter sense, the pl. is حُبُولٌ. (M, Msb, K.) In a trad. in which it is said that a man's hand is to be cut off for his stealing a حَبْل, the حبل of a ship may be mean. (Mgh in art. بيض.) b2: [Hence, (assumed tropical:) A bond; cause of union; or link of connexion:] connexion with another by the bond of love or friendship or the like; (S, K, TA;) pl. حِبَالٌ: (TA:) mutual connexion by such a bond. (ISd, Msb, K.) You say, وَصَلَ فُلَانٌ فِى حَبْلِ فُلَانٍ (assumed tropical:) Such a one married his daughter to such a one. (Har p. 223.) And هُوَ يَخْطُبُ فِى حَبْلِ فُلَانِ (assumed tropical:) He aids such a one in seeking, or demanding, a woman in marriage. (TA.) And it is said in a trad., إِنَّ بَيْنَنَا وَ بَيْنَ القَوْمِ حِبَالًا وَ نَحْنُ قَاطِعُوهَا (assumed tropical:) Verily there is between us and the party a connexion by the bond of love or friendship or the like, and we are severing it. (TA.) You say also, إِنَّهُ لَوَاسِعُ الحَبْلِ (tropical:) Verily he is large, or liberal, in disposition; [or in the scope of his friendship;] and ضَيِّقُ الحَبْلِ (tropical:) narrow therein. (TA.) b3: (tropical:) A covenant, or compact: (S, Msb, K, TA:) (tropical:) a covenant, or an obligation, by which one becomes responsible for the safety, or safe-keeping, of a person or thing: (K, TA:) and (tropical:) a promise, or an assurance, of security, or safety; (A 'Obeyd, S, Msb, K, TA;) such as a man, desiring to make a journey, used [and still uses] to take from the chief of a tribe: (A 'Obeyd, TA:) pl. حِبَالٌ. (TA.) You say, كَانَتْ بَيْنَهُمْ حِبَالٌ فَقَطَعُوهَا (tropical:) There were between them covenants, and obligations whereby they were responsible for one another's safety, and they broke them. (TA.) And it is said in the Kur [iii. 108], إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللّٰهِ وَ حَبْلٍ مِنَ النَّاسِ (tropical:) Unless [they have] a covenant from God and a covenant from men: (Ibn-'Arafeh, TA:) for the unbeliever requires a covenant from God, which consists in his being of those who have a revealed scripture without which he cannot retain his religion nor enjoy protection, and a covenant granted to him by men. (Er-Rághib, TA.) And it is also said in the Kur [iii. 98], وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّٰهِ i. e. (tropical:) [And hold ye fast] by the covenant of God: (TA:) or (tropical:) the means of approach, or access, unto God; i. e. the Kur-án, and the Prophet, and intelligence, &c., which are the means of obtaining the protection of God; for حَبْلٌ is metaphorically applied to (tropical:) any means of access to a thing: (Er-Rághib, TA:) or these words of the Kur mean (tropical:) and follow ye the Kur-án, and abstain from schism. (A'Obeyd, TA.) And in like manner, the saying of Ibn-Mes'ood, عَلَيْكُمْ بِحَبْلِ اللّٰهِ, means (tropical:) Keep ye to the Book of God; for it is a security for you, and a covenant, against the punishment of God. (A'Obeyd, TA.) b4: (tropical:) An elongated, or extended, tract of sand, (T, S, M, Mgh, K,) collected together, abundant, and high: (T, TA:) or حَبْلٌ مِنَ الرَّمْلِ means a long, extended, tract of sand, collected together, and elevated: (Msb:) [or simply a long, or long and elevated, tract of sand; likened to a rope, as is indicated in the Mgh:] pl. حِبَالٌ. (TA.) b5: [(assumed tropical:) A long, creeping, or twining, stalk or shoot or branch; likened to a rope or cord: pl. حِبَالٌ: often occurring in descriptions of plants by AHn and others.]

b6: See also حَبَلَةٌ. b7: الحَبْلُ (assumed tropical:) The وَرِيد; [a name applied to each of the two carotid arteries, and sometimes to each of the two external jugular veins;] also called حَبْلُ الوَرِيدِ; a vein between the windpipe and the [two sinews called the]

عِلْبَاوَانِ; (Fr, TA;) a certain vein in the neck, (S,) or in the حَلْق. (Msb.) b8: (assumed tropical:) The عَاتِق [or part between the shoulder-joint and the neck]: (K:) or الحَبْلُ, (K,) or حَبْلُ العَاتِقِ, (TA,) signifies the طَرِيقَة [app. here meaning, as it does in some other instances, oblong muscle] that is between the neck and the head of the shoulder-blade: or a sinew between the neck and the shoulderjoint: (K:) or حَبْلُ العَاتِقِ signifies a bond, or ligament, between the عاتق and the neck; (T, Msb, TA;) or between the neck and the shoulderjoint: (Lth, TA:) or certain sinews. (S.) b9: (assumed tropical:) A certain vein, or nerve, (عِرْق,) in the fore arm, (K, TA,) extending from the wrist until it becomes concealed in the shoulder-joint: (TA:) or حَبْلُ الذِّرَاعِ is [a vein, or nerve,] in the arm: (S:) or حِبَالُ الذِّرَاعَيْنِ signifies the sinews that appear upon the two fore arms; and in like manner, those of a horse. (TA.) One says, هُوَ عَلَى حَبْلِ ذِرَاعِكَ, (S, TA,) a prov., (S,) meaning (tropical:) He, or it, is near to thee: (T, S, Sgh:) or within thy power, or reach; or possible, or practicable, to thee; or easy to thee. (ISd, Z, TA.) b10: Also, (K,) or حَبْلُ الفَقَارِ, (TA,) (assumed tropical:) A certain vein, or nerve, (عِرْق,) in the back, (K, TA,) extending from the beginning thereof to its end. (TA.) b11: الحِبَالُ فِى السَّاقِ, (K,) or حِبَالُ السَّاقَيْنِ, (M,) (assumed tropical:) The sinews of the two shanks. (M, K.) b12: الحِبَالُ فِى الذَّكَرِ, (K,) or ↓ حَبَائِلُ الذَّكَرِ, (M,) (assumed tropical:) The veins (عُرُوق) of the penis. (M, K.) b13: الحَبْلُ also signifies The station of the horses collected for a race, before they are let go. (K.) [Probably it was marked by an extended rope; and for that reason was thus called.]

A2: Also Heaviness; weight, or weightiness; ponderousness; syn. ثِقَلٌ. (Az, K.) حُبْلٌ: see حُبْلَةٌ.

حِبْلٌ A calamity, or misfortune; (S, K;) as also ↓ حَبُولٌ: (K:) pl. حُبُولٌ. (S, K.) ISd cites as an ex. the saying of El-Akhtal, وَ كُنْتُ سَلِيمَ القَلْبِ حَتَّى أَصَابَنِى

مِنَ اللَّامِعَاتِ المُبْرِقَاتِ حُبُولُ [And I was sound of heart until calamities befell me from the resplendent females, exhibiting their beauty]. (TA.) b2: رَجُلٌ حِبْلٌ (assumed tropical:) A learned, sagacious, intelligent man. (IAar, K. *) [And حِبْلٌ also signifies (assumed tropical:) Very intelligent, or very cunning. Pl. أَحْبَالٌ.] You say, إِنَّهُ لَحِبْلٌ مِنْ أَحْبَالِهَا, meaning (tropical:) Verily he is one who possesses much intelligence, or much cunning: and verily he is a gentle manager of cattle. (ISd, K, TA.) حَبَلٌ: see حَبَلَةٌ.

A2: It is also an inf. n.; i. e., of حَبِلَتْ. (S, Mgh, Msb, K.) A3: And it is also a simple subst.: (K, TA: [in the CK, واسْمُ جَمْعٍ is erroneously put for واسْمٌ:]) [i. e.] it also signifies The fœtus in the womb: (Mgh:) pl. أَحْبَالٌ. (K.) It is said in a trad., نَهَى عَنْ حَبَلِ

↓ الحَبَلَةِ, (S, Mgh,) or نَهَى عَنْ بَيْعِ حَبَلِ الحَبَلَةِ, (Msb, K,) i. e. He forbade the selling of the offspring of the offspring (S, Msb, K) in the belly (Msb, TA) of the she-camel &c.; (Msb;) [i. e.,] the offspring of the fœtus (A'Obeyd, S, Msb) in the belly of the she-camel [&c.]; (A'Obeyd, Msb;) [i. e.,] what the fœtus will bring forth, if it be a female; (Mgh;) the ة in الحبلة being the sign of the fem. gender; (A'Obeyd, Mgh, Msb;) or a sign of intensiveness of the signification: (IAmb, TA:) for the Arabs in the Time of Ignorance used to sell the offspring of the offspring in the bellies (T, M, Msb, TA) of pregnant beasts, (T, Msb,) or of sheep or goats: (M, TA:) or the meaning is, what is in the belly of the she-camel: (A'Obeyd, Esh-Sháfi'ee, K:) or the produce of the grape-vine before it has attained to maturity: (M, K:) but Suh disapproves of this last explanation, as a mistake occasioned by the ة in الحبلة. (TA.) b2: (assumed tropical:) Anything that is in another thing: thus, for instance, the pearl is the حَبَل of the oyster-shell; and the wine is the حَبَل of the glass bottle. (A, TA.) A4: (tropical:) Fulness; (ISd, K, TA; [see حَبِلَ;]) as also ↓ حُبَالٌ. (IAar, K.) b2: (tropical:) Anger: (K, TA:) (tropical:) anger and grief; as in the saying بِهِ حَبَلٌ (tropical:) In him is anger and grief: (Az, ISd, K, TA:) from the same word as meaning the “ pregnancy ” of a woman. (Az, TA.) A5: حَبَلْ حَبَلْ A cry by which sheep or goats are chidden. (Sgh, K.) حَبْلَةٌ: see حَبْلَةٌ.

حُبْلَةٌ The fruit, or produce, of the [kind of trees called] عِضَاهُ, (S, K,) in general: (K:) or the pod, or receptacle of the seeds, of the سَمُر and سَلَم; [so accord. to Az; as appears from a comparison of passages in art. بل in the T and TA;] that of other [trees of the kind called] عضاه being termed سِنْفَةٌ: (TA:) or the fruit, or produce, of the سَمُر, resembling the [species of kidney-bean called] لُوبِيَآء; (IAar, TA;) or of the سَلَم and سَيَال and سَمُر, (M, K,) which is a curved thing, containing small black grains, resembling lentils: (M, TA:) or, accord. to AO, a species of tree; as is the سَمُر: (Az, TA:) pl. ↓ حُبْلٌ, [or rather this is a coll. gen. n.,] and [the proper pl. is]

حُبَلٌ. (K.) Hence, in a trad. of Saad, وَ مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا الحُبْلَةُ وَ وَرَقُ السَّمُرِ [We having no food except the حبلة and the leaves of the سمر]. (S, TA.) b2: A kind of ornament worn by women, (S, K, TA,) fashioned in the form of the fruit thus called, (TA,) and put upon necklaces, (S, TA,) used in the Time of Ignorance. (As, TA.) b3: A certain herb, (بَقْلَةٌ, ISd, K,) sweet, or pleasant, of the herbs termed ذُكُور: so says ISd: and in one place he says, a certain tree which [the lizards termed] ضِبَاب eat. (TA.) b4: See also what next follows.

حَبَلَةٌ (M, A, K) and ↓ حَبْلَةٌ, (M, A,) or ↓ حُبْلَةٌ, (K,) (assumed tropical:) A grape-vine; (M, A, K;) its branches being likened to ropes, or cords: (A, TA:) or a stock of a grape-vine: (K:) the first of these words has the latter signification (Mgh, TA) accord. to As: (TA:) or it signifies a stock of a grape-vine having its branches spread upon its trellises: (TA:) or the first and second signify a branch of a grape-vine: (S) or, accord. to Lth, حبلة [thus in the TA, without any syll. sign,] signifies a grape-vine: and also a طاق [app. here meaning an arch] of the branches of a grape-vine: so in the T: (TA:) and ↓ حَبَلَ and ↓ حَبْلٌ [are coll. gen. ns., and] signify grapevines. (K.) b2: حَبَلَةُ عَمْرٍو A sort of grapes of Et-Táïf, white, and pointed at the extremities. (TA.) A2: See also حَبَلٌ: A3: and see what next follows.

حُبْلَى Pregnant; (S, Mgh, Msb, K;) as also ↓ حَابِلَةٌ; (K;) and ↓ حَبْلَانَةٌ also occurs in the same sense: (ISd, K) applied to a woman, (S, Mgh,) or, accord. to Az, to any animal having a nail, (S,) or to any beast, as, for instance, a sheep, or goat, and a cat: (Msb:) pl. of the first حَبَالَى (S, Mgh, Msb, K) and حُبْلَيَاتٌ (Msb, K) and حَبَالَيَاتٌ, (S, TA,) which last is pl. of حَبَالَى: (TA:) and the pl. of حَابِلَةٌ is ↓ حَبَلَةٌ, (K,) which is extr. (TA.) One says, اللَّيْلُ حُبْلَى لَسْتَ تَدْرِى

مَا تَلِدُ (assumed tropical:) [The night is pregnant: thou knowest not what it will bring forth]: meaning that the events of the night are not to be trusted. (TA.) b2: See also حَبْلَانَةٌ.

حُبْلِىٌّ and ↓ حُبْلَوِىٌّ Of, or relating to, one that is حُبَلَى, i. e. pregnant. (S, K.) حَبْلَانَةٌ: see حُبْلَى. b2: [Hence,] حَبْلَانُ (tropical:) Full [of beverage, or wine, and of water; see حَبِلَ]; as also ↓ حُبْلَان: fem. of the former حَبْلَى; and of the latter; ↓ حُبْلَى [which is anomalous]: (AHn, ISd, K, TA:) and ↓ أَحْبَلُ a man full of beverage or wine. (Z, TA.) b3: And حَبْلَانُ (tropical:) Angry; (K, TA;) full of anger; عَلَى فُلَانٍ against such a one: (TA:) fem. with ة. (Ibn-'Arafeh, K, TA.) حُبْلَان: see the next preceding paragraph. [By rule, it should be with tenween, like عُرْيَانٌ, and should form its fem. with ة.]

حُبْلَوِىٌّ: see حُبْلِىٌّ.

حُبْلَاوِىٌّ: see حُبْلِىٌّ.

حُبَالٌ: see حَبَلٌ.

A2: Also (assumed tropical:) Much hair. (Az, TA.) حَبُولٌ: see حِبْلٌ.

حَبِيلُ بَرَحٍ (assumed tropical:) One who stands in his place like the lion, not fleeing: (S:) or (tropical:) courageous: (K, TA:) and an appellation given to (tropical:) a lion; (K, TA;) as though he were prevented, as by a snare, or by a rope, from quitting his place; not quitting it, by reason of his boldness. (TA.) حِبَالَةٌ (S, Msb, K) and ↓ أُحْبُولَةٌ (Lth, Msb, K) and ↓ أُحْبُولٌ (Lth, K) A snare; or thing by means of which one takes, catches, or snares, game, or wild animals, or birds; (S, M, K;) of whatever kind it be; (M, TA;) a شَرَك, and the like: (Msb:) or حبالة peculiarly applies to the cord (حَبْل) of him who takes, catches, or snares, game or the like: (Er-Rághib, TA:) pl. of the first حَبَائِلُ, (Msb, TA,) and of the second [and third] أَحَابِيلُ. (Msb.) It is said in a prov., خَشِّ ذُؤَالَةَ بِالحِبَالَةِ [Frighten thou the wolf to catch him with the snare]; ذؤالة meaning the wolf: applied to him whose threatening is not cared for: i. e., threaten another than me; for I know thee. (Meyd, TA.) b2: [Hence,] النِّسَآءُ حَبَائِلُ الشَّيْطَانِ (assumed tropical:) [Women are the snares of the Devil]. (TA.) And حَبَائِلُ المَوْتِ (assumed tropical:) The causes of death. (K.) And هُوَ حِبَالَةُ الإِبِلِ (assumed tropical:) He is one who takes good care of the camels, so that they do not escape from him. (TA.) b3: For the pl. حَبَائِلُ, see also حَبْلٌ, in two places; in the first sentence, and near the end of the paragraph.

حَابِلٌ One who binds, ties, or makes fast, a rope, or cord. (TA.) Hence, (TA,) يَا حَابِلُ اذْكُرْ حَلًّا, a prov., (K, TA,) meaning O binder, or tyer, of the rope, bear in mind the time of untying. (TA.) b2: The setter of the snare (حَبَالَة) for game; (S, TA;) as also ↓ مُحْتَبِلٌ. (TA.) It is said in a prov., اِخْتَلَطَ الحَابِلُ بِالنَّابِلِ (S) (assumed tropical:) The setter of the snare became confounded with the shooter of the arrows: (TA in art. خلط:) or, in this instance, (S,) الحابل signifies the warp; and النابل, the woof. (S, K.) And in another prov., ثَارَ حَابِلُهُمْ عَلَى نَابِلِهِمْ (assumed tropical:) They kindled mischief among themselves: (K, TA:) الحابل [properly] signifying the owner of the حِبَالَة; and النابل, the shooter with نَبْل, or the owner of نَبْل: i. e., their case became confused: and sometimes it is applied to a party whose case has become turned from its proper state, and who become roused, or stirred up, one against another. (Az, TA.) One says also, حَوَّلَ حَابِلَهُ عَلَى نَابِلِهِ (assumed tropical:) He turned it upside down. (K.) And اِجْعَلْ حَابِلَهُ نَابِلَهُ, and حَابِلَهُ عَلَى نَابِلِهِ, (assumed tropical:) Turn thou it upside down. (TA.) b3: (tropical:) An enchanter. (Sgh, K, TA.) A2: A [lizard of the kind called] ضَبّ that feeds upon the حُبْلَة [q. v.]; (S, M, K;) and so a gazelle. (TA.) A3: حَابِلَةٌ: see حُبْلَى.

حَابُولٌ A rope [in the form of a hoop] by means of which one ascends palm-trees; (S, M, K;) made of bark, or of [the fibres of the palmtree called] لِيف. (Har pp. 544-5.) أَحْبَلُ: see حَبْلَانُ, voce حَبْلَانَةٌ.

أُحْبُولٌ and أُحْبُولَةٌ: see حِبَالَةٌ.

مَحْبَلٌ The time of pregnancy: (K:) [or the time of one's mother's pregnancy: for] you say, كَانَ ذٰلِكَ فِى مَحْبَلِ فُلَانٍ That was in the time of such a one's mother's being pregnant with him. (S, TA.) So in the saying of El-Mutanakhkhil El-Hudhalee: خُطَّ لَهُ ذٰلِكَ فِى المَحْبَلِ لَا تَقِهِ المَوْتَ وَقِيَّاتُهُ [His possessions by means of which he preserves himself shall not preserve him from death: that was written for him in the time when his mother was pregnant with him: or the last word is المَهْبِلِ: so in the TA in arts. هبل and وقى: see what here follows, in the next sentence]: or the meaning is that here following. (TA.) b2: [The register of God's decrees; which is called] the first writing: (ISd, K:) but in the verse cited above, the last word, accord. to some, is ↓ المَحْبِل, (TA,) which means المَهْبِل, (K, TA,) and this is the reading best known, signifying the place of gestation in the womb. (TA.) مَحْبِلٌ: see what next precedes.

مُحَبَّلٌ: see حَبْلٌ, first sentence. b2: Also Hair crisped, or twisted and contracted: so accord. to the K; in which is added, شِبْهُ الجَثْلِ; but the right reading is شِبْهُ الحَبْلِ [like the rope or cord]: or having its locks twisted like ropes or cords: [thus many Ethiopian races, and some of the Arab women, twist their hair, like cords; and thus, generally, did the ancient Egyptians:] or, accord. to the M, i. q. مَضْفُورٌ [meaning plaited, or twisted]. (TA.) مَحْبُولٌ A wild animal caught, or entangled, in a حَبَالَة [or snare]: (S:) or one for which a حبالة has been set, though he may not as yet have fallen into it: and ↓ مُحْتَبَلٌ [in the CK erroneously مُحْتَبِل] one that has fallen into it, (ISd, K,) and been taken. (ISd, TA.) مُحْتَبَلٌ: see what next precedes. b2: Also [The place of the hobble; i. e.] (tropical:) the pastern of a beast: (T, TA:) or the pasterns of a horse: (S, K:) originally used in relation to a bird caught in a snare. (A, TA.) مُحْتَبِلٌ: see حَابِلٌ.

حزق

(حزق)
الْقَوْم بِهِ حزقا تجمعُوا حوله وَالشَّيْء عصره وضغطه يُقَال حزق الْخُف رجله وضيقه وَفُلَانًا ضيق عَلَيْهِ والأسير شدّ وثَاقه بِحَبل جمع فِيهِ بَين يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ والرباط وَنَحْوه أحكم شده
ح ز ق: (الْحِزْقُ) وَ (الْحِزْقَةُ) جَمَاعَةٌ مِنَ النَّاسِ وَالطَّيْرِ وَالنَّحْلِ وَغَيْرِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: «كَأَنَّهُمَا حِزْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ» وَ (الْحَازِقُ) الَّذِي ضَاقَ عَلَيْهِ خُفُّهُ، يُقَالُ: لَا رَأْيَ لِحَاقِنٍ وَلَا لِحَازِقٍ. 
ح ز ق

لا رأي لحازق، وهو الذي حزق الخف قدميه لضيقه، أي ضغطه. وحزق القوس: شدها بالوتر. وإبريق محزوق العنق: ضيقها. ورجل متحزق متشدد بخيل. ومررت بحدائق، رأيت فيها حزائق. وشهدت عند فلان حلقاً وحزقاً. وبين يديه حزقة وحزيقة وحزيق أي جماعة. ويقال: تتابعوا كأنهم حزق الجراد. قال لبيد: ورقاق عصب ظلمانه كحزيق الحبشيين الزجل وتقول: اقبل منهم حزيق، كأنّهم حريق.
حزق: حَزَق: حزقة البول: ضايقه حتى احتاج ايبول (ألف ليلة برسل 7: 176) وفي طبعة ماكن: ضايقني حصر البول.
حَزَّق (بالتشديد). حزِّق الضرع: امتلأ لبناً (محيط المحيط).
حَزْق: مغص، قداد، زحير (بوشر).
حَزْقَة: ضغطة، شدَّة (بوشر).
وحَزْقَة: مغص قُداد (بوشر).
وحَزقة: فوات (بوشر) وحزقة الحر: معظم الحر (محيط المحيط).
حُزُقَّة: سريع الغضب لا يحتمل كتم ما في نفسه (محيط المحيط).
حَزَاق الكلب، ويجمع على حَزائق: قلادة الكلب ذات مسامير من حديد (ألكالا).
حَزُوقة (بوشر) وحازوقة (محيط المحيط): فواق.
حزق
الحَزْقُ: شِدَّةُ الجّذْبِ في الرِّبَاطِ والوَتَرِ. والرَّجُلُ المُتَحَزِّقُ: المُتَشَدِّدُ على ما في يَدِه ضَنْكاً، وكذلك: الحُزُقُّ والحُزُقَّةُ. وهو - أيضاً -: القَصِيرُ. والحَزِيْقَةُ: كالحَدِيْقَة. وهي الجَماعَةُ أيضاً، والجَميعُ: الحَزائقُ والحُزُقُ. وحِزْقَةٌ وحِزَقٌ: من النَّعَام. وحَزَقُوا به: أحَاطُوا به. والحازِقَةُ: الجَمَاعَةُ تُحِيْطُ بالشَّيْءِ. وإبْرِيْقٌ مَحْزُوْقُ العُنُقِ: ضيِّقُها. والحازِقُ: الذي ضاقَ خُفُّه. والحَزِيْقُ: الضَّيِّقُ من الأماكِنِ. وتَحَازَقَ الأمْرُ تَحازُقاً: اشْتَدَّ. والأُحزُقَّةُ: نَحْوُ الحُزُقَّةِ، ويقولون: حَزُقَّةٌ. والحِزْقُ: مَرْكَبٌ شَبيْهٌ بالباصِرِ. والحِزَاقُ: السِّوَارُ الغَليظُ.
[حزق] الحزق والحزقة: من الناس والطيرِ والنخلِ وغيرها. وفي الحديث: " كأنهما حِزْقانِ من طير صَوافَّ ". والجمع الحِزَقُ، مثل فِرْقَةٍ وفرق. قال عنترة: تأوى إلى قلص النعام كما أوت حزق يمانية لاعجم طمطم وكذلك الحازقة والحزيق والحزيقة. قال ذو الرمة يصف حمر الوحش: كأنه كلما ارفضت حزيقتها بالصلب من نهسه أكفالها كلب والحُزُقُّ: القصيرُ الذي يقارِب الخَطْوَ. قال الشاعر : حُزُقٌّ إذا ما القوم أبدوا فكاهة تفكر إيَّاهُ يَعْنونَ أمْ قِرْدا والحُزُقَّةُ أيضا مثله. قال امرؤ القيس: وأعجبني مشى الحزقة خالد كمشى أتان حلئت عن مناهل وفى كلامهم : " حزقة حزقة، ترق عين بقه " ترق أي ارق، من قولك رقيت: في الدرجة. وحزقته بالحبل أحزقه حَزْقاً: شددته. والمُتَحَزِّقُ: البخيل المتشدِّد. والحازِقُ: الذي ضاق عليه خُفُّهُ، عن ابن السكيت. يقال: " لا رأى لحاقن ولا لحازق ". وحازوق: اسم رجل من الخوارج، فجعلته امرأته حزاقا، وقالت ترثيه: أقلب عينى في الفوارس لا أرى حزاقا وعينى كالحجاة من القطر
حزق
حزَقَ يَحزِق، حَزْقًا، فهو حازق، والمفعول مَحْزوق
• حزَقه البولُ: ضايقه حتَّى احتاج أن يبول.
• حزَق الشَّيءَ:
1 - عصره وضغطه وشدّه "حزَق الرِّباطَ ونحوَه".
2 - ضيّقه "حزّق ملبسَه".
• حزَق الرَّجلَ: ضيَّق عليه. 

تحزَّقَ يتحزَّق، تحزُّقًا، فهو مُتحزِّق
• تحزَّق الشَّيءُ:
1 - تجمَّع وانضغط "تحزَّقت قدمُه في الحذاء".
2 - ضاق وقصر "تحزَّق الثّوبُ". 

حازق [مفرد]:
1 - اسم فاعل من حزَقَ.
2 - من ضاق عليه خُفّه فحزَق رجلَه "لا رأي لحاقن ولا حازق- لا تطلب من حازق أن يسرع في المشي". 

حَزْق [مفرد]: مصدر حزَقَ. 
[حزق] فيه: لا رأي "لحازق" أي الذي ضاق خفه فحزق رجله أي عصرها وضغطها، فاعل بمعنى مفعول. ومنه: لا يصلي وهو حافن أو "حازق". وفي فضل الزاهراوين: كأنهما "حزقان" من طير. الحزق والحزيقة الجماعة من كل شيء، ويروى بالخاء ويجيء. ومنه: لم يكن أصحابه صلى الله عليه وسلم "متحزقين" ولا متماوتين، أي متقبضين ومجتمعين، وقيل للجماعة: حزقة، لانضمام بعضهم إلى بعض. وفيه: كان صلى الله عليه وسلم يرقص أحد الحسنين ويقول: "حزقة" "حزقة" ترق عين بقة، فترقى الغلام حتى وضع قدميه على صدره. الحزقة الضعيف المتقارب الخطو من ضعفه، وقيل: القصير العظيم البطن، ذكرها على سبيل المداعبة والتأنيس له، وترق بمعنى اصعد، وعين بقة كناية عن صغر العين، وحزقة بالرفع خبر محذوف أي أنت حزقة، وحزقة الثاني كذلك، أو خبر مكرر، أو منادى بحذف حرف نداء إن لم ينون كعين بقة. وفيه: اجتمع جوار فأرن وأشرن ولعبن "الحزقة" قيل: هي لعبة من اللعب، أخذت من التحزق: التجمع. وفيه: لما رجع مقاتلو الخوارج إلى على قالوا: أبشر فقد استأصلناهم، فقال: "حزق" عير، "حزق" عير، بقيت منهم بقية، العير الحمار، والحزق الشد البليغ والتضييق، أراد أن أمرهم بعد في إحكامه، كأنه حمل حمار بولغ في شده، وتقديره حمل عير فحذف المضاف، وقيل: الحزق الضراط، أي إن ما فعلتم بهم في قلة الاكتراث له ضراط حمار، وقيل: هو مثل يقال للمخبر بخبر غير تام ولا محصل، أي ليس الأمر كما زعتم.
الْحَاء وَالزَّاي وَالْقَاف

حَزَقَه حَزْقا: عَصَبَه وضَغَطَهُ.

والحَزْقُ: شِدَّة جَذْبِ الرّباطَ والوَتَرِ. حَزَقَه حَزْقا.

وحَزَقه بالحَبْلِ يَحْزِقه حَزْقا: شده.

وحَزَقَ القَوْسَ يَحْزِقُها حَزْقا: شدّ وَتَرَها.

وكُلُّ رِبَاطٍ: حِزَاقٌ.

وَرجل حُزُقَّةُ وحَزُقَّةُ ومُتَحَزِّقٌ: مُتشَدّد على مَا فِي يَدَيْهِ.

وَالِاسْم: الحزق.

وَرجل حُزُقٌ وحُزُقُّ وحُزُقَّةٌ: قصير يُقَارب الخَطْوَ. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

واعْجَبَني مَشْيُ الحُزُقَّةِ خَالِد ... كمَشْيِ أتانٍ حُلَّئَتْ بالمناهلِ

وَقيل: الحُزُقَّةُ: الْقصير الضخم الْبَطن الَّذِي إِذا مَشى ادار اسْتَه. والحُزُقُّ والحُزُقَّةُ - أَيْضا - السَّيئ الخُلُقِ البخيلُ انشد ابْن الاعرابي:

حُزُقٌّ إِذا مَا القَوْم ابْدَوْا فُكاهَةً ... تَذَكَّرَ إياهُ يَعْنُونَ أم قردا

والحزْقَة: القطعةُ من الجَرَادِ.

وَقيل: الحَزْقَة: القِطعَةُ من كل شَيْء حَتَّى الرّيح، والجمعُ حِزَقٌ، قَالَ: غَيَّر الجِدَّة من عِرْفانها ... حِزَقُ الرّيحِ وطُوفان المَطَرْ

وَهِي الحَزِيقَةُ والجمعُ حَزَائقُ، وحَزِيقٌ وحزُق والحازِقَةُ والحَزَّاقَة: العِيرُ. طائِيَّةٌ.

والحِزِيقَةُ كالحَدِيقَةِ.

وحازق وحازوق وحزاق أَسمَاء قَالَ:

أُقَلِّبُ طَرْفي فِي الفوارس لَا أرَى ... حِزَاقا وعَيْنِي كالحَجاةِ من القَطْرِ

وَقيل إِنَّمَا أَرَادَ حازوقا أَو حازقا فَلم يستقم لَهُ الشِّعْرُ فَغَيَّر، وَمثله كثير.

حزق

1 حَزَقَ, (S, K,) aor. ـِ inf. n. حَزْقٌ, (K,) He tied, or bound, a thing (S, K) with a rope: (S:) he tied, or bound, it strongly with a rope. (TA.) b2: He bound, or bound round, a foot, or a man. (K, accord. to different copies.) b3: He strung a bow. (TA.) b4: He pulled, or drew, a bond, and a bow-string, hard, or vehemently. (K.) b5: He, or it, squeezed, pressed, compressed, or pinched, a thing. (K.) You say of a tight boot, حَزَقَ رِجْلَهُ It compressed, or pinched, his foot. (K.) b6: He straitened; made strait, or narrow. (TA.) b7: حَزَقُوا بِهِ They surrounded, encompassed, or encircled, him, or it. (TA.) A2: He broke wind: (K:) said of an ass. (TA.) Hence the saying of 'Alee, in disparagement of the schismatics, حَزْقُ عَيْرٍ حَزْقُ عَيْرٍ; meaning “ the case is not as ye assert: ” said by El-Mufaddal to be a proverbial phrase, applied in relation to a man who relates a piece of information that is not complete nor realized. (TA.) 4 احزقهُ, (K,) inf. n. إِحْزَاقٌ, (TA,) He prevented, withheld, debarred, or forbade, him, (Az, K,) عَنْهُ from it. (TA.) 5 تحزّق i. q. تجمّع [It became collected, brought together, &c.]. (TA.) 7 انحزق i. q. انضمّ [It became drawn, collected, or gathered, together; or drawn and joined, or adjoined; &c.]. (TA.) حِزْقٌ and ↓ حِزْقَةٌ and ↓ حَازِقَةٌ and ↓ حَزِيقٌ and ↓ حَزِيقَةٌ (S, K) and ↓ حَزَاقَةٌ (K) A collection (S, K) of men, and of birds, and of palm-trees, &c. : pl. of the second حِزَقٌ. (S.) حَزَقٌ [Niggardliness, or tenaciousness, of that which is in one's hands]: see حُزُقٌّ.

حِزْقَةٌ: see حِزْقٌ: b2: and see also حَزِيقَةٌ.

حَزُقٌّ: see the next paragraph.

حُزُقٌّ and ↓ حُزُقَّةٌ Short: or short in step by reason of the weakness of his body: (K:) or short, and short in step: (S:) or narrow in judgment: (K:) so As, in explanation of the latter word; applied to a man and to a woman: (TA:) or this signifies short: and short and ugly: and the former, narrow in power and judgment, and avaricious, niggardly, or tenacious: (Sh, T, TA:) and the latter, (AO, TA,) or both, (K,) large-bellied and short, and, in walking, turning about his buttocks; as also ↓ أُحْزُقَّةٌ and ↓ حَزُقَّةٌ: [the last in the CK without teshdeed:] or [in the CK “ and ”] the first two words, and ↓ حَزُقٌّ and ↓ حَزُقَّةٌ, a short man who is short in step by reason of his shortness or of the weakness of his body: or a man niggardly, or tenacious, of that which is in his hands; and the subst. [signifying the quality thus denoted] is ↓ حَزَقٌ: (K:) also evil in disposition, (IAar, K,) and niggardly: (IAar, TA:) and straitened in circumstances: (Sh, K:) or الحُزُقَّةُ [in the CK الحُزَقَةُ] signifies [sometimes] a sort of game; (K;) as in a trad., in which it is said of some girls, لَعِبْنَ الحُزُقَّةَ [They played at the game of الحزقّة]. (TA.) حُزُقَّةٌ حُزُقَّهْ تَرَقَّ عَيْنَ بَقَّهْ (S, TA) is a saying of the Arabs, (S,) explained as meaning Short in step by reason of thy weakness, short in step &c., climb up, [O eye of a gnat or musquito;] and was said, as is related in a trad., by the Prophet, in dancing El-Hasan and El-Hoseyn; whereupon the child would climb up until he placed his feet upon the Prophet's chest: (TA:) حُزُقَّةٌ is for أَنْتَ حُزُقَّةٌ, or يَا حُزُقَّةُ: (IAth, TA:) and تَرَقَّ means اِرْقَى, from رَقِيتُ فِى الدَّرَجَةِ: (S:) and عَيْنَ بَقَّهْ is an allusion to smallness of the eye, (IAth, TA, and Har p. 619,) as being likened to the eye of the gnat or musquito; or denotes smallness of person. (Har.) حَزُقَّةٌ: see حُزُقٌّ, in two places.

حُزُفَّةٌ: see حُزُقٌّ.

حِزَاقٌ Anything with which one ties, binds, or makes fast. (TA.) [The meaning of بِالضُّرُوَرة assigned by Golius to حِزَاقًا is a mistake, occasioned by his misunderstanding a passage in the K, where it is said of a woman that she used حِزَاقًا by poetic license (لِلضَّرُورَةِ) for حَازِوقًا, a proper name of a man.]

حَزِيقٌ: see حِزْقٌ: b2: and see also حَزِيقَةٌ.

حَزَاقَةٌ: see حِزْقٌ.

حَزِيقَةٌ: see حِزْقٌ. b2: Also, (K,) and ↓ حِزْقَةٌ, (TA,) A part, or portion, (K, TA,) [of a swarm] of locusts; (TA;) as also خِرْقَةٌ; (K and TA in art. خرق;) or of anything; (K, TA;) even of wind: (TA:) pl. of the former حَزَائِقُ and حُزُقٌ (K, TA [in the CK حِزَقٌ, which is pl. of حِزْقَةٌ,]) and [coll. gen. n.] ↓ حَزِيقٌ. (K.) b3: And i. q. حَدِيقَةٌ [A walled garden; &c.]: (K:) or the like of a حديقة (Ibn-'Abbád, TA.) حَازِقٌ One who is pinched by a tight boot: (S, K:) of the measure فَاعِلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ. (K.) One says, لَا رَأْىَ لِحَازِقٍ

[No counsel, or advice, is possible to one who is pinched by a tight boot]. (S, TA.) [See also حَاقِنٌ.]

حَازِقَةٌ: see حِزْقٌ.

أُحْزُقَّةٌ: see حُزُقٌّ.

إِبْرِيقٌ مَحْزُوقُ العُنُقِ A narrow-necked ewer. (A, Nh, K.) مُتَحَزِّقٌ Very niggardly or tenacious or avaricious. (S, K.)

حزق: حزَقه حَزْقاً: عَصَبه وضغَطه. والحَزْقُ: شدة جَذْبِ الرِّباط

والوَترِ. حَزقه يَحْزِقُه حَزْقاً وحزَقه بالحبْل يَحْزِقه حَزْقاً: شدّه.

وحَزق القوسَ يَحزِقُها حَزْقاً: شدّ وترها، وكلُّ رِباط حِزاقٌ. ورجل

حَزُقّةٌ وحُزُقّةٌ ومُتَحَزِّق: بخيل مُتَشدِّد على ما في يديه ضَنّاً به،

والاسم الحَزَقُ؛ قال الأَزهري: وكذلك الحُزُقُ والحُزُقةُ والحَزَقُ

مثله؛ وأنشد:

فهي تَعادَى من حُزازٍ ذي حَزَقْ

وفي الحديث: أنّ عليّاً، رضي الله عنه، خطب أصحابه في أمرِ المارِقينَ

وحضَّهم على قتالهم فلما قتلوهم جاؤوا فقالوا: أبْشِر يا أمير المؤمنين

فقد استأْصَلْناهم فقال عليّ: حَزقُ عيرٍ قد بَقِيت منهم بَقِيّة؛ قال

المفضل: في قوله حزقُ عيرٍ هذا مثل تقوله العرب للرجل المُخْبِر بخَبَر غير

تامّ ولا مُحصِّلٍ، حَزْقُ عيْرٍ أي حُصاصُ حِمار أي ليس الأَمر كما

زعمتم؛ وقال أبو العباس في قوله: وفيه قول آخر: أراد عليّ أن أمرهم مُحكَم

بعدُ كحَزْقِ حِمل الحمار، وذلك أن الحمار يضْطرب بحمله، فربما ألقاه

فيُحْزَقُ حَزْقاً شديداً، يقول عليّ: فأمرُهم بعدُ مُحكَم؛ وقال ابن الأَثير:

الحزْقُ الشدّ البليغ والتضْييقُ؛ يقال: حزَقَه بالحبل إذا قوَّى شدَّه؛

أراد أن أمرهم بعدُ في إحكامه كأنه حمل حمار بُولِغ في شدِّه، وتقديرُه

حزْقُ حِمل عَير، فحذف المضاف وإنما خص الحمار بإحكامِ الحِمل لأنه ربما

اضطرب فألقاه، وقيل: الحَزْقُ الضُّراط، أي إنّ ما فعلتم بهم في قلة

الاكْتِراث له هو ضراط حمار.

ورجل حُزُقٌّ وحَزُقٌّ وحُزُقٌّ وحُزُقَّة: قصير يقارِب الخَطْو؛ قال

امرؤ القيس:

وأعْجَبَني مَشْيُ الحُزُقّةِ خالِدٍ،

كمَشْيِ أتانٍ حُلِّئتْ بالمَناهِلِ

وفي كلامهم: حُزُقَّةٌ حُزُقّهْ، ترَقَّ عينَ بَقّهْ؛ ترَقَّ أي ارْقَ

من قولك رَقِيتُ في الدَّرجة. وفي الحديث: أن النبي، صلى الله عليه وسلم،

كان يُرقِّص الحسن أو الحسين ويقول: حُزقة حزقه، ترَقَّ عين بقه؛ الحزقة:

الضعيف الذي يقارب خَطوه من ضَعف فكان يَرْقى حتى يضَع قدميه على صدر

النبي، صلى الله عليه وسلم؛ قال ابن الأثير: ذكرها له على سبيل المُداعَبة

والتأْنيس له، وترقَّ: بمعنى اصْعَد، وعين بقة: كناية عن صغر العين،

وحزقةٌ مرفوع على خبر مبتدإ محذوف تقديره أنت حزقة، وحزقة الثاني كذلك، أو

أنه خبر مكرّر، ومن لم ينوّن حزقة أراد يا حزقة، فحذف حرف النداء، وهو في

الشذوذ كقولهم أطْرِقْ كرا لأن حرف النداء إنما يحذف من العَلم المضموم أو

المضاف، وقيل: الحُزُقّة القصير الضخْمُ البطنِ الذي إذا مشى أدار

اسْتَه. والحُزُقّ والحُزُقّة أيضاً: السيء الخُلق البخيل؛ أنشد ابن الأَعرابي

لرجل من بني كلاب:

وليس بحَوّازٍ لأَحْلاسِ رَحْلِه

ومِزْوَدِه كَيْساً من الرّأي أو زُهْدا

حُزُقّ، إذا ما القومُ أبْدَوْا فُكاهةً،

تَذَكَّرَ آإيّاه يَعْنونَ أمْ قِرْدا

قال الأَزهري: قال أبو تراب سمعت شمراً وأبا سعيد يقولان: رجل حُزُقَّةٌ

وحُزُمّةٌ إذا كان قصيراً. وقال شمر: الحزق الضَّيق القُدرة والرأي

الشحِيحُ، قال: فإن كان قصيراً دَمِيماً فهو حزقة أيضاً. الأَصمعي: رج حُزُقة

وهو الضيقُ الرأي من الرجال والنساء، وأنشد بيت امرئ القيس وقد تقدَّم.

والحُزْقةُ: القِطعة من الجَراد، وقيل: الحِزقة القِطعة من كل شيء حتى

الر يح، والجمع حِزَقٌ؛ قال:

غَيَّرَ الجِدَّةَ من عِرْفانِها

حِزَقُ الريحِ وطُوفانُ المَطَرْ

وهي الحَزِيقةُ، والجمع حَزائقُ وحَزِيقٌ وحُزُقٌ. الأَصمعي: الحَزِيقُ

الجماعة من الناس؛ قال لبيد:

ورَقاق عَصِب ظِلْمانُه،

كحَزِيقِ الحَبَشِيِّينَ الزُّجلْ

الجوهري: الحِزْقُ والحِزْقةُ الجماعة من الناس والطير وغيرها. وفي

الحديث في فَضْل البقرة وآل عِمْرانَ: كأنهما حِزْقانِ من طيرٍ صوافَّ،

والجمع الحِزَق مثل فِرْقة وفِرَق؛ قال عنترة:

تأْوي له حِزَقُ النِّعامِ، كما أوَتْ

قُلُصٌ يَمانِيةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِمِ

(* قوله «تأوي له إلخ» رواية الجوهري والزوزني:

تأوي له قلص النعام، كما أوت * حزق يمانية لأعجم

طمطم).

ويروى حِزَقٌ. والحِزْقُ والحَزِيقةُ: الجماعة من كل شيء، ويروى بالخاء

(* قوله «ويروى بالخاء إلخ» أي قوله حزقان في الحديث المتقدم.) والراء

وسنذكره. وفي حديث أبي سلمة: لم يكن أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم،

مُتحزِّقِين ولا مُتَماوِتِين أي مُتَقَبِّضين ومجتمعين. وقيل للجماعة

حِزْقةٌ لانضام بعضهم إلى بعض.

قال ابن سيده: والحازِقةُ والحَزَّاقةُ العِير، طائية؛ وأنشد ابن بري في

الحازقة وجمعه حَوازِقُ:

ومَنْهَلٍ ليس به حَوازِقُ

قال: ويقال هو جمع حَوْزَقة لغة في حازقة؛ قال الجوهري: وكذلك الحازِقة

والحَزِيقُ والحَزِيقةُ؛ قال ذو الرمة يصف حُمُر الوحش:

كأنَّه، كلَّما ارْفَضَّت حَزِيقَتُها

بالصُّلْبِ من نَهْسِه أكْفالَها، كَلِبُ

وفي الحديث: لا رَأْي لحازِقٍ؛ الحازِقُ الذي ضاقَ عليه خُفُّه فَحَزَقَ

رجله أي عَصَرها وضَغَطَها، وهو فاعل بمعنى مفعول. وفي الحديث: لا

يصلِّي وهو حاقِنٌ أو حاقِبٌ أو حازِقٌ. الأَزهري: يقال أحْزَقْته إحزاقاً إذا

منعته؛ قال أبو وَجْزةَ:

فما المالُ إلاّ سُؤْرُ حَقِّك كلِّه،

ولكنّه عمّا سِوى الحقِّ مُحْزَقُ

والحَزِيقةُ: كالحَدِيقة. وحازِقٌ وحازُوقٌ وحِزَاقٌ: أسماء؛ قال:

أقَلِّبُ طَرْفي في الفوارِسِ لا أرَى

حِزاقاً، وعيْنِي كالحَجاة مِن القَطْرِ

فلو بِيَدِي مُلْكُ اليَمامةِ، لم تَزَلْ

قَبَائلُ يَسْبِينَ العَقائلَ من شَكْرِ

قال ابن سيده: حازُوق اسم رجل من الخَوارج جعلته امرأته حِزاقاً وقالت

تَرْثِيه ... وأنشد هذين البيتين: أقلب طرفي . . . وقال ابن بري: هو

لخِرْنِق ترثي أخاها حازُوقاً، وكان بنو شَكْر قتلوه وهم من الأَزْد، وقيل:

البيت للحنفية ترثي أخاها حازُوقاً، قتله بنو شَكْر على ما تقدَّم؛ قال ابن

سيده: وقيل إنما أراد حازوقاً أو حازقاً فلم يستقم له الشعر فغيَّره،

ومثله كثير.

وفي حديث الشعبي: اجتمع جَوارٍ فأرِنَّ وأشِرْنَ ولَعِبْن الحُزُقَّةَ؛

قيل: هي لُعْبة من اللُّعَب أُخذت من التَّحَزُّق التجمُّع.

حزق
حزق يحزِقُ حَزْقاً من حَدِّ ضَرَبَ أَي: حَبَق وَمِنْه قولُ عَليّ رضِيَ اللهُ عَنهُ فِي حَقَ المارِقينَ: حَزْقُ عَيْر، حَزْقُ عَيْرٍ أَي: حُصاصُ حِمارٍ، أَي لَيْسَ الأَمْر كَمَا زَعَمْتم، قَالَ المُفضل: هَذَا مثلٌ يضْرَبُ للرَّجُلِ المُخْبِرِ بَخبرٍ غيرِ تامِّ وَلَا مُحَصلٍ. وحَزَقَ الرِّباطَ والوَتَرَ حَزْقاً، أَي: جَذَبَهُما شَدِيداً وكلُّ رِباطِ: حزاقٌ. وحَزَقَ الرَّجُلَ يَحزقه حزَقاً عَصَبَهُ. وحَزَقَ الشَّيْء حَزقاً: عَصَرهَ وضَغَطَه. وبالحَبْلِ: شَدَّهُ. ويُقال: لَا رَأىَ لحازِقٍ، وَلَا حاقِن وَلَا حاقِبٍ، وَفِي الحَديثِ: لَا يُصَلِّي وَهُوَ حاقِنٌ، أَو حاقِب، أَو حازِقٌ الحازِقُ: من ضاقَ عَلَيْهِ خُفه نَقله الجوهرِي عَن ابنِ السِّكِّيتِ، زادَ الصاغانِيُّ: فحَزِقَ رِجْلَه، أَي: ضَغَطَها، فاعِل بمَعْنَى مَفْعول ومثلُه فِي النِّهايَةِ. وإِبْرِيقٌ مَحْزُوقُ العُنُقِ أَي: ضَيِّقُها كَمَا فِي الأساسِ والمُحيط. والحِزْقُ والحِزْقةُ بكَسْرِهما والحازِقَةُ، والحَزِيقُ، والحَزِيقَةُ، والحَزاقَةُ كسَحابَةٍ، ذكَرَهُنَّ الجَوْهَرِيُّ مَا عدا الأخيرَةَ، ونقلَها ابنُ سِيدَه، وَقَالَ: هِيَ طائِيَّةٌ بمَعْنَى العِير: الجَماعَةُ من النّاسِ والطَّيْرِ والنَّخْل وغيرِها، كَمَا فِي الصِّحاح، وَفِي الحَدِيث: كأنَّهما حِزْقانِ من طَيْر صوافَّ وقالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ حُمُرَ الوَحْشَ:
(كأَنَّه كُلّما ارفَضَّتْ حَزِيقَتُها ... بالصُّلْبِ من نَهْسِه أَكْفالَها كَلِبُ)
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: الحَزِيقَةُ: مثلُ الحَدِيقَة ويُقال: مَرَرْتُ بحَدَائقَ، رَأَيت فِيهَا حزائق. وقِيلَ: الحَزِيقَةُ: القطْعَة من الجَرادِ، وقِيلَ: القِطْعَةُ من كُل شيءٍ حَتّى الرِّيح ج: حَزائِقُ وحَزِيق وحُزقٌ هكَذا هُوَ بضمتَينِ، كسَفِينَةٍ وسُفُن، وَاقْتصر الْجَوْهَرِي على الأخيرِ، وَقَالَ: كفِرْقَةٍ وفِرَق، وأنشَدَ لعَنْتَرَةَ:
(تَأوِى لَهُ قُلُصُ النَّعام كَما أوَتْ ... حِزَق يَمانِيَة لأعْجم طِمْطِم)
وأنْشَدَ غيرُه فِي الرِّيح:
(غَيَّرَ الجِدَّةَ من عِرْفانِها ... حِزَقُ الرِّيح وطُوفانُ المَطَرْ) والحُزق، كعُتل وعُتلّةِ: القَصِيرُ الَّذِي يُقارِبُ الخَطر، نَقَلَهَ الجَوْهَري، وأَنْشَد لجامِع بنِ عَمْرو الكلابِيًّ:
(حُزُق إِذا مَا القَوْمُ أَبْدَوْا فكاهَةً ... تَذَكَّرَ: آإيّاه يَعْنونَ، أَم قِرْدَا)
وأَنشدَ لامْرِئ القَيْسِ:
(وأَعْجَبَنِي مَشْيُ الحُزُقَّةِ خالِدٍ ... كمَشْي أَتانٍ حُلِّئتْ بالمَناهِلِ)

أَو هُوَ: من يُقارِبُ خَطْوَه لضَعْفِ بَدَنِه عَن ابنِ الأنبارِيّ، وَبِه فُسِّرَ الحَدِيثُ: أَنّ النبىَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلم كانَ يُرَقصُ الحَسَنَ أَو الحُسَيْنَ، وَيَقُول: حُزُقة حُزُقهْ ترق عَيْنَ بَقهْ. قالَ: فكانَ يَرْقَى حَتّى يَضعَ قَدَمَيْهِ على صَدْرِ النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم، قَالَ ابنُ الأَثِير: ذَكَرَها لَهُ على سَبِيلِ المُداعَبَةِ والتأنِيس لَهُ، وتَرَقَّ: بمَعنى اصْعَدْ، وعَيْن بَقَّه: كنايةٌ عَن صِغَرِ العَيْنِ، وحُزُقَّة مَرْفُوع على خَبَرِ مُبْتَدَأ مَحْذوفٍ، تَقْدِيرُه: أَنْتَ حُزُقَّة، وحُزُقةٌ الثّانِي كَذلك، أَو أَنّه خَبَرٌ مكرَّرٌ، وَمن لم يُنَوِّنْ حُزُقَّة أَراد يَا حُزُقَّةَ، فحَذَف حرفَ النِّداءَ، وَهُوَ فِي الشُّذوذِ كقولِهِم: أَطْرِق كَرا، لأنَّ حرف النِّداءَ إِنَّما يُحذَفُ من العَلَم المَضْمُوم، أَو المُضاف. وَقَالَ الأصمعِيُّ: رَجُلٌ حُزُقَّة، وَهُوَ: الضَّيِّقُ الرّأيِ من الرِّجالِ، والنِّساءَ، وأَنشَدَ بيتَ امْرِئ القَيْسِ، وَقد تَقَدَّم، وَفِي التهْذِيب: قَالَ أَبو تُرابٍ: سَمعْتُ شَمِراً وأَبا سَعِيدٍ يَقُولان: رَجُلٌ حُزَقةَ، وحُزُمةٌ: إِذا كانَ قَصِيراً، وَقَالَ شَمِرٌ: الحُزُق: الضَّيِّقُ القُدرَةِ والرَّأيِ، الشََّحِيحُ، قالَ: فَإِن كانَ قَصِيراً دَمِيماً فَهُوَ حُزقَّةٌ أَيْضا.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الحُزُقَّة: هُوَ العَظِيمُ البَطْنِ، القَصِيرُ الّذِي إِذا مَشَى أَدارَ أليَتَيْهِ وَفِي بعضِ النسَخ استَه كالأحزقَّةِ كطُرْطُبةٍ، والحَزُقًّةُ بِفَتْح الحاءَ، وضَم الزّاي فَهِيَ أَرْبعُ لُغَات. أَو رَجُلٌ حَزُق وحَزُقَّة، بِفَتْح الحاَء وَضم الزّايِ، أَو بضَمهِما أَي الْحَاء والزّايِ: قَصِيرٌ يُقارِبُ خَطوَه، لقِصَرِهِ أَو لضَعفِ بَدَنِه لَا يَخْفى أَنّ هَذَا قد تَقَدَّمَ قَرِيباً، فَهُوَ تَكرار. أَو: الرجُلُ البَخِيلُ المُتَشَددُ على مَا فِي يَدَيهِ ضَنّاً بِهِ والاسمُ الحَزَقُ، مُحَركَةً وأنْشَدَ الأزْهَريُّ: فَهِيَ تَعَادَى من حَزازٍ ذِي حَزَق وَهُوَ أَيْضا: السَّيِّئ الخُلُقِ البَخِيلُ عَن ابنِ الأعرابِيّ وقِيلَ: هُوَ الضيقُ الأمرِ عَن شَمِرٍ، وَقد تَقَدَّم. أَو الحُزُقَّةُ: ضَرْب من اللَّعبِ أخِذَ من التَّحَزق، وَهُوَ التَّجَمُّعُ، وَمِنْه حَدِيثُ الشَّعبِيِّ: اجْتَمَع جَوارٍ فأرِن وأَشِرنَ، ولَعِبنَ الحُزُقَّةَ. وحازُوقٌ: اسمُ رَجُل خارِجيّ رَثَتْهُ أَي: راثِيَتُه، قَالَ أَبو مُحَمد: هِيَ ابْنَتُه واسمُها مُحَيّاةُ أَو أختُه وَهُوَ قولُ ابْن الكَلْبِي لَا أمُّه، ووَهِمَ الجَوهَرِي ولكنَّ الَّذِي فِي نُسَخ الصِّحاح فجَعَلَتْه امرَأَتُه حِزاقاً بالكسرِ للضرُورَةِ فَإِنَّهَا أَرادَتْ حازِقاً، أَو حَازُوقاً، فَلم يستَقِمْ لَهَا الشِّعرُ، فغَيرَته، ومثلُه كثير، ونِسْبَةُ المُصَنِّف هَذَا القَوْلَ للجَوْهرِيِّ خَطَأ، فإنّه إنّما قالَ: امرأَتُه، ومثلُه نَص ابنِ سِيدَه، والبَيتُ هذَا على مَا أَنشَدَه أَبُو مُحمَّد بنُ الأعرابِيِّ فِي كَتابِ الخَيل عِنْد ذكرِ لاحِق قَالَت أخْتُه:
(أقَلِّبُ عَيْنِي فِي الفوارسِ لَا أرَى ... حِزاقاً وعَينِي كالحَجاةِ من القَطرِ)

وبعدَه:
(فلَوْ بِيَدِي مُلْكُ اليَمامَةِ لم تَزَل ... قَبائِلُ تُسبِينَ العَقائِلَ من شُكْرِ)
وَفِي روايةٍ عَن أَبي مُحَمَّدٍ أَيضاً: تَبَصَّرتُ فِتيانَ اليَمامَةِ هَلْ أَرَى وروايةُ ابنِ الكَلْبِيّ: تَبَصَّرتُ أظْعانَ الحِجاز فَلا أَرَىإِلى طَلَبِ البَيانِ، فتأمّل، واللهُ أَعْلَمُ.
والحِزْقُ، بالكَسرِ: مركَبٌ شَبِيهٌ بالباصِرِ، نَقله ابْن عَباد. قالَ: والحِزاقُ ككِتابٍ: السِّوارُ الغَلِيظُ.)
وقالَ الأزهرِيُّ: أحْزَقَه إحْزاقاً: إِذا مَنَعَه قَالَ أَبُو وَجزة:
(فَمَا المَالُ إِلاّ سُؤرُ حَقِّكَ كُله ... ولكِنّه عَمّا سِوى الحَقِّ محزَقُ)
والمُتَحَزِّقُ: البَخِيلُ جِدُّاً وَمِنْه حَدِيثُ أَبى سلَمَةَ: لم يَكُن أصحابُ رَسول اللهِ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم مُتَحَزقِينَ وَلَا مُتَماوِتِينَ.
وَمِمَّا يُسْتَدرك عَلَيْهِ: حَزَقَ القوسَ حَزْقاً: شدّ وَتَرَها. والحَزْقُ: التَّضْيِيقُ، والشَّد البَلِيغ. وحزَقَه بالحَبْلِ: إِذا قَوى شَده. والحازِقَةُ، والحَزَّاقَةُ: العَيرُ، طائِيَّة، ذَكَره ابنُ سِيدَه، وأَنْشَدَ ابْن بَريّ فِي الحازقَةِ وجمعُه: حَوازِقُ: ومَنْهلٍ لَيسَ بهِ حَوازِقُ، قالَ: ويُقال: هُوَ جَمْعُ حَوزَقَةٍ، لغَة فِي حازِقَةٍ. والتَّحَزُّقُ: التجَمُّع. وانْحَزَق: انضمَّ. وسمَّوْا حازِقاً. وحَزَقُوا بِهِ: أحاطُوا بِهِ. والحَزِيقَةُ: الحَدِيقَة وحُزاقٌ، كغُرابِ وكِتاب: رمل، ويُقال: هُوَ بِالْخَاءِ المُعجَمة، كَمَا سيأتِي.

حزق


حَزَقَ(n. ac. حَزْق)
a. Tightened, bound tightly, strained; pressed.
b. Pinioned, garrotted.
حِزْق
حِزْقَةa. Company; body ( of men ); flock ( of
birds ); swarm ( of bees ).
حَاْزِقَةa. see 2
حَاْزُوْقَةa. Hiccough.

حتف

ح ت ف

مات حتف أنفه. وتقول: المرء يسعى ويطوف، وعاقبته الحتوف؛ قيل هو مصدر بمعنى الحتف، وهو قضاء الموت، ويدل عليه قول الأسود:

إن المنية والحتوف كلاهما ... يهوي المخارم يرقبان سوادي

وهو أيضاً جمع حتف. ويقال: حية حتفة، كما قيل امرأة عدلة. وقال أمية بن أبي الصلت:

والحية الحتفة الرقضاء أخرجها ... من حجرها أمنات الله والقسم
حتف
) الْحَتْفُ: الْمَوْتُ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وَلَا يُبْنَى مِنْهُ فِعْلٌ، وَكَذَا صَرَّحَ بِهِ ابنُ فَارِسٍ، والمَيْدانِيٌّ، والأَزْهَرِيُّ، قَالَ شيخُنَا: وحَكَى ابنُ القُوطِيَّةِ، وابنُ القَطَّاعِ وغيرُهما من أَرْبَاب الأَفْعَالِ أَنَّه يُقَالُ مِنْهُ: حَتَفَ، كَضَرَبَ وإِخَالُه فِي المِصْباحِ أَيضاً. انْتهى.
قلتُ: وإِليه يَلْحَظُ كلامُ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي الأَسَاسِ، حيثُ قَالَ:) الْمَرْءُ يَسْعَى ويَطُوف، وعَاقِبَتُه الحُتُوف (الحُتُوفُ: مَصْدَرٌ بمَعْنَى الحَتْفِ. وَهُوَ أََيضاً: جَمْعُ حَتْفِ فَتَأَمَّل.
ويُقال: مَاتَ فلانٌ حَتْفَ أَنْفِهِ، ويُقال أَيضاً: مَاتَ حَتْفَ فِيهِ، وَهُوَ قَلِيلٌ، كَأنَّه لأَنَّ نَفْسَهُ تَخْرُجُ بتَنَفٌّ سِه مِنْهُ، كَمَا يَتَنَفَّسُ من أَنْفِهِ، ويُقَال أَيضاَ: حَتْفَ أَنْفَيْهِ، وَمِنْه قَوْلُ الشاعِرِ:
(إِنَّمَا المَرْءُ رَهْنُ مَيْتٍ سَوِىٍّ ... حَتْفَ أَنْفَيْهِ أَو لِفِلْقٍ طَحُونِ)
ويَحْتَمِلُ أَن يكونَ المرادُ مِنْخَرَيْهِ، ويَحْتَمِلُ أَن يكونَ المُرَادُ أَنْفَهُ وفَمَهُ، فغَلَّبَ الأَنْفَ للتَّجاوُرِ، وَمِنْه الحَدِيثُ:) ومنْ مَاتَ حَتْفَ أَنْفِهِ فقد وَقَعَ أَجْرُهُ علَى اللهِ (: أَي فِي سَبِيلِ اللهِ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ أَن يَمُوتَ) عَلَى فِرَاشِهِ مِن غَيْرِ قَتْلٍ وَلَا ضرَْبٍ وَلَا غَرَقٍ وَلَا حَرَقٍ، وَلَا سَبُعٍ.
وَلَا غيرِه، وَفِي روايةٍ:) فَهُوَ شَهِيدٌ (، قَالَ عبدُ اللهِ بنُ عَتِيكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، وَهُوَ رَاوِي هَذَا الحَدِيث: واللهِ إِنَّهَا لَكَلِمَةٌ مَا سَمِعْتُها مِن أَحَدٍ من العَرَبِ قَطٌ قَبءلَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم، يَعْنِي قولَه:) حَتْفَ أَنْفِهِ (، وَفِي حديثِ عُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ، أنَّه قَالَ فِي السَّمَك:) مَا مَاتَ مِنْهَا حَتْفَ أَنْفِهِ فَلاَ تَأْكُلْهُ (، يَعْنِي السَّمَكَ الطَّافِيَ، قَالَ القَطَرِيُّ:)
(فإِنْ أَمُتْ حَتْفَ أَنْفشي لَا أَمُتْ كَمَداً ... علَى الطِّعَانِ وقَصْرُ الْعَاجِزِ الْكَمَدُ)
قَالَ أَبو أَحمد الحسنُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ سِعيدٍ العَسْكَرِيُّ: وإِنَّمَا خُصَّ الأَنْفُ لأَنَّه أَرَادَ أَنَّ رُوحَه تَخْرُجُ مِن أَنْفِهِ بِتَتَابُعِ نَفَسِهِ لأَنَّ المَيِّتَ علَى فِرَاشِهِ من غَيْرِ قَتْلٍ يَتَنَفَّسُ حَتَّى يَنْقَضِيَ رَمَقُهُ، فخُصَّ الأَنْفُ بذلِكَ لأَنَّ مِن جِهَتِهِ يَنْقَضِي الرَّمَقُ، أَو لأَنَّهُمْ كانُوا يَتَخَيَّلُونَ أَن الْمَرِيضَ تَخْرُجُ رُوحُهُ مِن أَنْفِهِ، ورُوحُ الْجَرِيحِ مِن جِرَاحَتِهِ، قالَه ابْن الأَثِيرِ فِي العُبَابِ: وَقيل: لأَنَّ نَفْسَهُ تخرُج بتَنَفُّسِهِ مِن فِيهِ وأَنْفِهِ، وغُلِّب أَحَدُ الاسْمَيْنِ علَى الآخَرِ لِتَجاوُرِهما، وانْتَصَبَ) حَتْفَ أَنْفِهِ (عَلَى المَصْدَرِ، كأَنَّه قِيلَ: مَوْتَ أَنْفِهِ، وَفِي اللِّسَانِ: كأَنَّهم تَوَهَّمُوا) حَتَفَ (وإِن لم يَكُنْ لَهُ فِعْلٌ.
وَفِي حَدِيثِ عامِرِ بنِ فُهَيْرَةَ: والْمَرْءُ يَأْتِي حَتْفُهُ مِنْ فَوْقِهِ يُرِيدُ أَنَّ حَذَرَهُ وجُبْنَهُ غيرُ دَافِعٍ عَنهُ الْمِنَيَّةَ إِذا حَلَّتْ بِهِ، وأَوَّلُ مَن قَالَ ذَلِك عَمْرُو بنُ مَامَةَ فِي شعره، كَمَا فِي اللسانِ.
قلتُ: وَقد جاءَ فِي بَيْتِ السَّمَوْأَلِ أَيضاً، وَهُوَ يُخَالِفُ مَا سبَق مِن قَوْلِ رَاوِي الحَدِيثِ: إِنَّهَا كلمةٌ لم يَسْمَعْها مِن أَحَدٍ مِن العَرَبِ قَطُّ قَبْلَ رسولِ الله صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم، وأَجابُوا بأَنَّه لم يَسْمَعْهَا، أَو أَنَّ الرِّوَايَةَ ليْسَتْ كذلكَ، كَمَا نَقَلَهُ شَيْخُنا، وَفِيه نَظَرٌ وتَأَمُّلٌ. ج: حُتُوفٌ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِحَنَشِ بنِ مَالِكِ:
(فَنَفْسَكَ أَحْرِزَ فإِنَّ الْحُتُو ... فَ يَنْبَأْةَ بِالْمَرْءِ فِي كُلِّ وَادِ)
وحَيَّةٌ حَتْفَةٌ: نَعْتٌ لَهَا، هَكَذَا فِي شِعْرِ أُمَيَّةَ، زَاد الزَّمَخْشَرِيُّ: كَمَا يُقَالُ: امْرَأَةٌ عَدْلَةٌ، قَالَ أُمَيَّةُ:
(والْحَيَّةُ والْحَتْفَةُ الرَّقْشَاءُ أَخرَجَهَا ... مِنْ بَيْتِهَا أَمَنَاتُ اللهِ والكَلِمُ)
والْحُتَيْفُ، كزُبَيْر: ابنُ السِّجْفِ، واسْمُهُ الرَّبِيعُ بنُ عَمْروٍ، والسِّجْفِ لَقَبُ أَبِيهِ، وَهُوَ ابنُ عبدِ الحارِثِ ابنِ طَرِيفِ بنِ عَمْرِو بنِ عامرِ بنِ ربِيعَةَ بنِ كعبِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ سَعْدِ بنِ ضَبَّةَ ابنِ أَدٍّ، ونَسَبَهُ ابنُ اليَقْظَان، فَقَالَ: هُوَ الحُتَيْفُ بنُ السِّجْفِ بنِ بَشِيرِ ابنِ أَدْهَمَ بنِ صَفْوَانَ بنِ صَبَاحِ بنِ طَرِيفِ بنِ عَمْروٍ: شَاعِرٌ، فَارِسٌ، قَالَ جَمِيلُ بنُ عَبَدَةَ بنِ سَلَمَةَ بنِ عَرَادَةَ يَفْخَرُ بفِعَالِ جَدِّهِ الحُتَيْفِ، وأُمُّ سَلَمَةَ ابنِ عَرَادَةَ سَلاَمَةُ بنتُ الحُتَيْفِ:
(حُتَيْفُ بنُ عَمْروٍ جَدُّنا كَانَ رِفْعَةً ... لضَبَّةَ أَيَّامٌ لَهُ ومَآثِرُ)
أَو هُوَ حَتْنَفٌ كجَعْفّرٍ، كَمَا قالَه ابنُ دُرَيْدٍ فِي كتابِ الاشْتِقاقِ، ووَافَقَهُ ابنُ الكَلْبِيِّ، وَهُوَ وَهَمٌ.)
وحُتَيْفُ بنُ زَيْدِ بنِ جَعْوَنَةَ النَّسَّابَةُ، هُوَ أَحَدُ بني المُنْذِرِ بنِ جَهْمةَ بنِ عَدِيِّ بنِ جُنْدَبِ بنِ العَنْبَرِ بنِ عَمْرِو بن تَمِيمٍ، لَهُ مَعَ دَغْفَلٍ النَّسَّابَةِ خَبَرٌ.
قلتُ ويُقالُ: وَفِيه أَيضاً: حَنْتَفٌ، كَمَا ضَبَطَه الحافظُ هَكَذَا. ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: حُتَافَةُ الخِوَانِ، بِالضَّمِّ كحُتَامَتِه: مَا انْتَثَرَ فَيُؤْكَلُ ويُرْجَى فِيهِ الثَّوابُ، ويُقالُ: هُوَ حُفَافَةٌ، بالفَاءِ، كَمَا سيأْتي.
والحَتْفُ، بالفَتْحِ: سَيْفٌ لِلنَّبِيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم، نَقَلَهُ شَيْخُنا.
حتف الحَتْفُ المَوْتُ، ماتَ حَتْفَ أنْفِه، والجَميعُ الحُتُوْفُ، وفي المثل " حَتْفُها تَحْمِلُ ضَأْنٌ بأظْلاَفِها " لِجِنايَةِ الرَّجُلِ على نَفْسِه، وحَيَّةٌ حَتْفَةٌ؛ نَعْتاً لها.

حتف


حَتَفَ(n. ac. حَتْف
حُتُوْف)
a. Died.
b. Killed.

حَتْف
(pl.
حُتُوْف)
a. Death; decease.

مَاتَ حَتْفَ أَنْفِهِ
a. He died a natural death.

حُتْفُل
a. Sediment, dregs. — [ Coll. ]

هُتْمُل
ح ت ف: (الْحَتْفُ) الْمَوْتُ وَالْجَمْعُ (حُتُوفٌ) وَمَاتَ فُلَانٌ (حَتْفَ أَنْفِهِ) إِذَا مَاتَ مِنْ غَيْرِ قَتْلٍ وَلَا ضَرْبٍ. وَلَا يُبْنَى مِنْهُ فِعْلٌ. 
[حتف] الحَتْفُ: الموتُ، والجمع الحُتوفُ. قال حنش بن مالك: فنفسك أَحْرِزْ فإن الحُتُو فَ يَنْبأْنَ بالمرء في كلِّ وادِ يقال مات فلان حَتْفَ أنفِه. إذا مات من غير قتْل ولا ضرب. ولا يبنى منه فعل. قال أبو يوسف: الحنتفان: الحنتف وأخوه سيف، ابنا أوس بن حميري بن رياح بن يربوع.
حتف وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِيمَن خرج مُجَاهدًا فِي سَبِيل اللَّه قَالَ: فَإِن لسعته دَابَّة أَو أَصَابَهُ كَذَا وَكَذَا فَهُوَ شَهِيد وَمن مَاتَ حتف أَنفه قَالَ الَّذِي سمع هَذَا الحَدِيث من النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: إِنَّهَا لكلمة مَا سَمعتهَا من اُحْدُ من الْعَرَب قطّ قبل رَسُول الله عَلَيْهِ السَّلَام فقد وَقع أجره على اللَّه وَمن قُتِل 
الْحَاء وَالتَّاء وَالْفَاء

الحَتْفُ: الْمَوْت، وَجمعه حُتُوفٌ.

وَمَات حَتْفَ أَنفه، إِذا مَاتَ بِلَا ضرب وَلَا قتل. وَقيل: إِذا مَاتَ فَجْأَة، نصب على الْمصدر كَأَنَّهُمْ توهموا حَتَفَ وَإِن لم يكن لَهُ فعل. وَوصف أُميَّة الْحَيَّة بالحَتْفَةِ فَقَالَ:

والحيَّةُ الحَتْفةُ الرَّقْشاءُ أخرَجها ... من بيِتها أمَناتُ اللهِ والكَلِمُ

وحُتافةُ الخوان كحتامته، وَهُوَ مَا ينتثر فيؤكل ويرجى فِيهِ الثَّوَاب.
حتف
أحتفَ يُحتف، إحتافًا، فهو محتِف، والمفعول محتَف
• أحتفَ القصفُ المدنيِّين الأبرياء: أهلكهم، أماتهم. 

حَتْف [مفرد]: ج حُتُوف: هلاك، موت "كالباحث عن حتفه بظِلفه/ سعى إلى حتفه بظِلفِه [مثل]: يُضرب لمن يتدّخل فيما لايعنيه فيصيبه ما لا يرضيه، ويكون هو سبب نكبة نفسه" ° لَقِي حتفَه: مات، توفّي- مات حَتْفَ أنفِه: مات على فراشه بصورة طبيعيّة، من غير قتل أو حرق أو غرق أو ما شابه ذلك. 
[حتف] ن: وكان فيه "حتفه" أي موته. نه: من مات "حتف" أنفه في سبيل الله فهو شهيد، وهو أن يموت على فراشه كأنه سقط لأنفه فمات، والحتف الهلاك، كانوا يتخيلون أن روح المريض تخرج من أنفه، فإن جرح خرجت من جراحته. در ابن الجوزي: لأن نفسه تخرج من فيه وأنفه فغلب أحد الاسمين، وهو أولى مما في النهاية لأن من تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم. نه: ما مات من السمك "حتف" أنفه فلا تأكله، يعني الطافي. ومنه: والجبان يجيء "حتفه" من فوقه، يعني أن حذره وجبنه غير دافع عنه المنية، يريد أن الموت يجيئه من السماء. وفيه: كنت أنا وأنت كما قيل: "حتفها" تحمل ضأن بأظلافها، هو مثل، وأصله أن رجلاً كان جائعاً بالبلد فوجد شاة ولم يكن معه ما يذبحها به، فبحثت الشاة الأرض، فظهر فيها مدية فذبحها بها، فصار مثلاً لكل من أعان على نفسه بسوء تدبيره.
ح ت ف : الْحَتْفُ الْهَلَاكُ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَتَبِعَهُ الْجَوْهَرِيُّ وَلَا يُبْنَى مِنْهُ فِعْلٌ يُقَالُ مَاتَ حَتْفَ أَنْفِهِ إذَا مَاتَ مِنْ غَيْرِ ضَرْبٍ وَلَا قَتْلٍ وَزَادَ الصَّغَانِيّ وَلَا غَرَقٍ وَلَا حَرَقٍ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ لَمْ أَسْمَعْ لِلْحَتْفِ فِعْلًا وَحَكَاهُ ابْنُ الْقُوطِيَّةِ فَقَالَ حَتَفَهُ اللَّهُ يَحْتِفُهُ حَتْفًا أَيْ مِنْ بَابِ ضَرَبَ إذَا أَمَاتَهُ وَنَقْلُ الْعَدْلِ مَقْبُولٌ وَمَعْنَاهُ أَنْ يَمُوتَ عَلَى فِرَاشِهِ فَيَتَنَفَّسَ حَتَّى يَنْقَضِيَ رَمَقُهُ وَلِهَذَا خُصَّ الْأَنْفُ وَمِنْهُ يُقَالُ لِلسَّمَكِ يَمُوتُ فِي الْمَاءِ وَيَطْفُو مَاتَ حَتْفَ أَنْفِهِ وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ تَكَلَّمَ بِهَا أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ السَّمَوْأَل
وَمَا مَاتَ مِنَّا سَيِّدٌ حَتْفَ أَنْفِهِ. 

حتف

1 حَتَفَ, aor. ـِ is a verb mentioned by IKoot and IKtt and others, as derived from حَتْفٌ signifying “ death,” though J says that no verb is formed from this word; as IF and Meyd and Az also assert: (MF, TA:) and حُتُوفٌ is its inf. n., as well as pl. of حَتْفٌ: [accord. to SM, it is intrans., signifying He died; for he says,] hence the saying in the A, المَرْءُ يَسْعَى وَيَطُوفُ وَعَاقِبَتُهُ الحُتُوفُ [Man labours, and goes about: and his end is dying]. (TA.) [But see what follows.]

A2: IF says that no verb is formed from حَتْفٌ signifying “ death; ” and so, after him, J; and Az says that he had heard no such verb: but IKoot mentions حَتَفَهُ, aor. ـِ inf. n. حَتْفٌ, as signifying He, or it, killed him; or caused him to die. (Msb.) حَتْفٌ Death: (S, Msb, K, &c.:) pl. حُتُوفٌ. (S, K.) You say, مَاتَ حَتْفَ أَنْفِهِ, (A 'Obeyd, S, Mgh, Msb, K,) and حَتْفَ فِيهِ, but this is rare, and حَتْفَ أَنْفَيْهِ, (K,) which may mean مَنْخِرَيْهِ, or it may mean أَنْفه وَفَمه, the انف being made predominant, (TA,) He died upon his bed; (A 'Obeyd, Mgh, Msb, K;) [a natural death;] respiring until he yielded his last breath; (Msb;) not from slaughter, nor beating, (A 'Obeyd, S, Msb, K,) nor drowning, nor burning, (A 'Obeyd, Sgh, Msb, K,) nor by a wild beast, &c.: (A 'Obeyd, TA:) the nose is particularized as meaning that the spirit passes forth from it with the breath; or because they imagined that the spirit of the sick man passes forth from his nose, and that of the wounded man from his wound; (IAth, K;) or because the spirit passes forth from the mouth and the nose, and the latter of these is made predominant: (O, TA:) and حتف is put in the accus. case in the manner of an inf. n. (TA.) This phrase was used in the time of paganism, by Es-Semow-al: (Msb, TA:) or, accord. to some, in the phrase attributed to him, the right reading is not مات حتف انفه, but مات فِى فِرَاشِهِ; and the former was first used by Mohammad. (Ham p. 52.) It is said of a human being: (S, Mgh:) and then of any animal when it dies without any accidental cause: (Mgh:) hence, of a fish that has died, and floats upon the water. (Msb, TA.) It is said in a trad. of 'Ámir Ibn-Fuheyreh, وَالمَرْءُ يَأْتِى حَتْفُهُ مِنْ فَوْقِهِ [And man, his death comes from above him]: meaning that his caution and his cowardice will not repel from him the decree of death when it befalls him: originally said by 'Amr Ibn-Mámeh. (L, TA.) A2: حَيَّةٌ حَتْفَةٌ [A dead serpent] is a phrase like اِمْرَأَةٌ عَدْلَةٌ: (Z, TA:) the latter word is here an epithet. (Z, K.)
باب الحاء والتاء والفاء معهما ح ت ف، ح ف ت، ت ح ف، ف ت ح، ت ف ح مستعملات

حتف: الحَتْفُ: المَوْتُ وقَضاؤه، (ويقال) : مات فُلانٌ حَتْفَ أنْفِه أي: بِلا ضَرْب ولا قَتْل، ويُجمَع على حُتُوف. ولا يقال: حَتَفَ فلان، ولا حَتَفَ نفسَه .

تحف: التُّحْفة [أُّبدِلَت التّاء فيها من الواو] إلاّ أنّ هذه التاء تلزم في التصريف كله، إلاّ في يَتَفَعَّل كقولهم : يَتَوَحَّف، ويقولون: أتْحَفْتُه تُحْفةً يعني طُرَفَ الفواكه. فتح: الفَتْحُ: نقيض الإِغلاق. والفَتْح: افتِتاح دارِ الحَرب. والفَتْح: أن تفتَحَ على مَن يَسْتَقْرِئُكَ. والفَتْح: أنْ تحكُمَ بين قَوْمٍ يَخْتَصِمون إليكَ، قال تعالى: رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ . والفَتْح: النُّصْرةُ، قال تعالى: إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ . واستَفْتَحْتُ اللهَ على فُلانٍ أيْ: سَأَلْتُه النَّصْرَ عليه ونحو ذلك. والمَفْتَح: الخِزانةُ، ولكُلِّ شَيْءٍ مَفْتَح، ومَفْتِح بالفَتْح والكَسْر، من صُنُوف الأشياء. والفَتّاح: الحاكم. وقوله تعالى: ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ يعني الكُنُوز وصنُوُف أمواله، فأمّا المَفاتيح فجَمْع المِفتاح الذي يُفتَحُ به المِغلاقُ. والفُتْحة: تَفَتُّح الإِنسان بما عنده من أموال أو أدب يَتَطاوَل به، يقال: ما هذه الفُتْحة التي أظهَرْتَها، وتَفَتَّحْتَ بها علينا. وفَواتِح القُرآن: أوائل السُّوَر. وافتِتاح الصَّلاة: التَكبيرةُ الأولى. وبابٌ فُتُحٌ أي: واسع.

حفت: الحَفْت: الهَلاكُ، تقول: حَفَتَه اللهُ ولَفَتَه أي أهلَكَه ودَقَّ عُنَقَه . ورجل [حَفَيْتأ] ، مهموز غير ممدود، إلى القِصَر ولُؤْم الخِلقة.

تفح: التُّفّاح: فاكهة، الواحدةُ تُفّاحة.

حتف: الحَتْفُ: الموت، وجمعه حُتُوفٌ؛ قال حنش بن مالك:

فَنَفْسَك أَحْرِزْ، فإنَّ الحُتُو

فَ يَنْبَأْنَ بالمَرْءِ في كلِّ واد

ولا يُبْنى منه فِعْل. وقول العرب: مات فلان حتف أَنفه أَي بلا ضرب ولا

قتل، وقيل: إذا مات فَجْأَةً، نصب على المصدر كأَنهم توهَّموا حَتَفَ وإن

لم يكن له فِعْلٌ. قال الأَزهري عن الليث: ولم أَسمع للحَتْفِ فِعْلاً.

وروي عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: مَنْ مات حَتْف أَنفه في

سبيل اللّه فقد وقع أَجره على اللّه؛ قال أَبو عبيد: هو أَن يموت موتاً

على فراشه من غير قتل ولا غَرَق ولا سَبُع ولا غيره، وفي رواية: فهو شهيد.

قال ابن الأَثير: هو أَن يموت على فراشه كأَنه سَقَطَ لأَنفه فمات.

والحَتْفُ: الهلاك، قال: كانوا يتخَيَّلُون أَن رُوحَ المريض تخرج من أَنفه

فإن جُرِحَ خرجت من جِراحتِه. الأَزهري: وروي عن عبيد اللّه بن عمير

(*

قوله «عبيد اللّه بن عمير» كذا بالأصل والذي في النهاية: عبيد ابن عمير.)

أَنه قال: في السمك: ما مات حتف أَنفه فلا تأْكله، يعني الذي يموت منه في

الماء وهو الطافي. قال وقال غيره: إنما قيل للذي يموت على فراشه مات حتف

أَنفه. ويقال: مات حَتْفَ أَنـْفَيْهِ لأَنَّ نَفْسه تخرج بتنفسه من فيه

وأَنفه. قال: ويقال أَيضاً مات حَتْفَ فِيه كما يقال مات حَتْف أَنفه،

والأَنفُ والفمُ مخرجا النفَس. قال: ومن قال حتف أَنفيه احتمل أَن يكون

أَراد سَمَّيْ أَنفه وهما مَنْخَراه، ويحتمل أَن يراد به أَنفه وفمه فَغَلَّب

أَحدَ الاسمين على الآخر لتجاورهما؛ وفي حديث عامر بن فُهَيْرَةَ:

والـمَرْءُ يأْتي حَتْفُه مِن فَوْقهِ

يريد أَن حَذَره وجُبْنَه غيرُ دافع عنه الـمَنِيّة إذا حلت به، وأَوّل

من قال ذلك عمرو بن مامة في شعره، يريد أَن الموت يأْتيه من السماء. وفي

حديث قَيْلَة: أَنَّ صاحبها قال لها كنتُ أَنا وأَنتِ، كما قيل: حَتْفَها

تَحْمِلُ ضَأْنٌ بأَظْلافِها؛ قال: أَصله أَن رجلاً كان جائعاً بالفَلاة

القَفْر، فوجد شاة ولم يكن معه ما يذبحها به، فبحثت الشاةُ الأَرض فظهر

فيها مُدْية فذبحها بها، فصار مثلاً لكل من أَعان على نفسه بسُوء تدبيره؛

ووصف أُميةُ الحيّةَ بالحتفة فقال:

والحَيّةُ الحَتْفةُ الرَّقْشاء أَخْرَجَها،

منْ بَيْتِها، أَمَناتُ اللّهِ والكَلِمُ

وحُتافةُ الخِوانِ كَحُتامَتِه: وهو ما يَنْتَثِر فيؤكل ويُرْجى فيه

الثَّواب.

حتف
الحتف: الموت، يقال: مات فلان حتف أنفه: إذا مات على فراه من غير قتل ولا ضرب ولا غرق ولا حرق. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: من خرج مجاهداً في سبيل الله فإن أصابته جاتحة أو لسعته دابة فمات فهو شهيد، ومن مات حتف أنفه فقد وقع أجره على الله، ومن قتل قعصاً فقد اسوجب المآب. قال عبد الله بن عتيك - رضي الله عنه - وهو راوي الحديث: والله إنها لكلمة ما سمعتها من أحد من العرب قط قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يعني قوله: " حتف انفه ". وفي حديث عبيد بن عمير أنه قال في السمك: ما مات منها حتف أنفه فلا تأكله، يعني السمك الطافي. قال القطري:
فإن أمُتْ حَتْفَ أنْفي لا أمُتْ كَمَداً ... على الطِّعَانِ وقَصْرُ العاجِزِ الكَمَدُ
قال أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري: إنما خص الأنف لأنه أراد أن روحه تخرج من أنفه بتتابع نفسه لأن الميت على فراشه من غير قتل يتنفس حتى ينقضي رمقه، فخص الأنف بذلك لن من جهته ينقضي الرمق. وقال غيره: إنما قيل له ذلك لأن نفسه تخرج بتنفسه من فيه وأنفه، وغلب أحد الاسمين على الآخر لتجاورهما، وانتصب حتف أنفه على المصدر كأنه يل: موت أنفه، ولا يبنى من الحتف فعل. ويقال - أيضاً -: مات حتف فيه وحتف أنفيه، قال:
إنَّما المَرْءُ رَهْنُ مَيْتٍ سَوِيٍّ ... حَتْفَ أنْفَيْهِ أو لِفِلقٍ طَحُونِ
ويحتمل أن يكون المراد: منخريه، ويحتمل أن يكون المراد أنفه وفمه فغلب الأنف للتجاور. وفي حديث قيلة - رضي الله عنها -: فتمثل حريث - رضي الله عنه - فقال: كنت أنا وأنت كما قال: حتفها ضأن تحمل بأظلافها. وأصلة: أن رجلاً كان جائعاً بالبلد القفر فوجد شاة ولم يكن معه ما يذبحها به، فبحثت الشاة عن مديةٍ فذبحت بها، فضب مثلا لمن أعان على نفسه بسوء تدبيره.
والجمع: حتوف، قال حنش بن مالك:
فَنَفْسَكَ أحْرِزْ فإنَّ الحُتُوْفَ ... يَنبَأنَ بالمَرْءِ في كُلِّ وادِ
وقال لبيد - رضي الله عنه - يصف بقرة:
لِتَذُوْهُنَّ وأيْقَنَتْ إنْ لم تَذُدْ ... أنْ قد أحَمَّ مَعَ الحُتُوْفِ حِمَامُها
وحية حتفة: نعت لها. وحتيف بن السجف - مصغراً -: هو حتيف بن السجف وأسم الحتيف: الربيع، وأسم السجف: عمرو بن عبد الحارث بن طرف بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن كعب بن ثعلبة بن سعد بن ضبة بن أد. ونسبة أبو اليقظان فقال: هو الحتيف بن السجف بن بشير بن أدهم بن صفوان بن صباح بن طريف بن عمرو، وهو شاعر فارس، قال حميل بن عبدة بن سلمة بن عرادة يفخر بفعال جده الحتيف - وأم سلمة بن عرادة سلامة بنت الحتيف -:
حُتَيْفُ بن عمرو جَدُّنا كان رِفْعَةً ... لِضَبَّةَ أيّامٌ له ومَآثِرُ
وقال أبن دريد في كتاب الاشتقاق: الحنتف بن السجف في بني ضبة، وهو وهم، لأن ذلك تميمي؛ والحتيف ضبي، ووافق ابن دريد أبن الكبي.
وحتيف بن زيد بن جعونة النسابة: هو أحد بني المنذر بن جهمة ن عدي بن جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم، له مع دغفل النسابة خبر.
(ح ت ف) : (قَوْلُهُمْ) مَاتَ (حَتْفَ) أَنْفِهِ إذَا مَاتَ عَلَى الْفِرَاشِ قِيلَ هَذَا فِي الْآدَمِيِّ ثُمَّ عَمَّ فِي كُلِّ حَيَوَانٍ إذَا مَاتَ بِغَيْرِ سَبَبٍ.

حشش

(حشش) : اسْتَحَشَّتْ يدُه، يَبِسَتْ، مثل حَشَّتْ وأَحَشَّتْ.
(حشش) - في حَدِيث زَينَبَ بِنتِ جَحْش، رَضى اللهُ عنها: " دَخَل علىَّ رسَولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -. فضَرَبَنِى بمَحَشَّةٍ معه".
: أي قَضِيبٍ، جَعلَت تَحرِيكَه لها كالعُودِ الذي تُحَشُّ به النَّارُ: أي تُحرَّك، كأنه حَرَّكَها بعُودٍ لِتَفْهَمَ ما يَقُول لها.
- في حَدِيثِ أَبِى السَّلِيْل قال: "جاءَت ابنَةُ أَبِى ذَرٍّ عليها مَحَشُّ صُوفٍ".
: أي مُخَلَّق، وهو كِساءٌ خَشِن.
- ومنه حَدِيثُ عُمَر، رضي الله عنه: "أَنَّه رَأَى رجلاً يحتَشُّ في الحَرَم فزَبَرهَ" .
: أي يَأخُذ الحَشِيش، وحَشَّ أَيضًا بمَعْناه، والمَحَشُّ: كِساءٌ يُوضَع فيه الحَشِيش كالمِخْلاة لِمَا يُخَتَلى فيه.
قال الأَصَمَعِىُّ: المِحَشُّ - يَعنِى بكَسْر المِيمِ - ما يُقطَع به الحَشِيش، والمَحَشُّ: مَوضِعُه الذي يُوضَع فيه. وحَشَّ فَرسَه: أي احتَشَّ له.
يقال: أَحُشُّك وتُروِّعُنِى، لِلَّذى تُحسِن إليهِ ويُسىءُ إليك. والحَشِيش: اليَابِس منه، كالخَلَا للرَّطب، والكَلأَ لَهُما.
ويقال: إنَّك لَبِمَحَشَّ صِدْق: أي بمَوضِعٍ كَثِيرِ الحَشِيش.
- في الحَدِيثِ: "إنَّ هَذِه الحُشوشَ مُحْتَضَرة".
: يَعْنِى الكُنُفَ والمَخارِجَ.
الوَاحِد: حَشٌّ بالفَتْح. وأصلُ الحَشِّ: حائِطٌ فيه نَخْل، ويُجْمَع أيضا حُشَّان، كبَطن وبُطْنان. وقد تُضَم حَاؤُه، فإذا استُعْمِل في الكَنِيف فبِالفَتْح لا غَيْر، سُمِّى للجمع فيه. وكُلُّ شىءٍ جَمعتَه فقد حَشَشْتَه.
وسُمِّيت حَفِيرةُ النَّخل به، لأنَّهم كانوا يَقضُون حوائِجَهم فيها.
وَحُشُّ كَوْكَب : مَوضِع بالمَدِينة.
- ومنه حَدِيثُ جَابِر، رَضِى الله عنه، مرفوعا: "نَهَى عن إتْيانِ النِّساءِ في حُشوشِهِنَّ".
كَنَى به عن أَدْبَارِهنّ.
- في حَدِيث زَمْزَم: "فانْفَلَتَت البقرةُ من جَازِرِها بحُشاشَةِ نَفسِها".
: أي بِرَمَقِ بَقِيَّة الحَياةِ. 

حشش


حَشَّ(n. ac. حَشّ)
a. Dried up.
b. Cut, mowed.
c. Fed on hay.
d. Kindled, stirred up ( fire, war ).

أَحْشَشَa. Became dry, ready for cutting.

إِحْتَشَشَa. Gathered, collected (hay).
حَشّ
حِشّ
حُشّ (pl.
حِشَّاْن
حُشَّاْن)
a. Orchard, garden.
b. (pl.
حُشُوْش), Privy.
مَحْشَشa. Place abounding in hay.

مِحْشَش
مِحْشَشَة
(pl.
مَحَاْشِشُ)
a. Scythe.
b. Poker.

حُشَاْش
حُشَاْشَةa. Last breath of life.

حَشِيْشa. Dry herbage; hay, fodder, grass.
b. Hashīsh: Indian hemp ( kind
of opium ).
حَشِيْشَة
(pl.
حَشَاْئِشُ)
a. Wisp of hay.

حَشُوْشa. Great hashish-smoker.
b. Mower; seller of hay.

حَشَاْئِشِيّa. Herbalist.
ح ش ش

حشت يده: يبست. وحش الولد في البطن، ومنه الحشيش. وفي مثل: " أحشك وتروثني " أي أطعمك الحشيش. وإنك بمحش صدق فلا تبرح وهو الموضع الذي يحش فيه. واحتش لدابته. وما بقي منه إلا حشاشة. قال ذو الرمة:

فلما رأين الليل والشمس حية ... حياة التي تقضي حشاشة نازع

ومن المجاز: حشّ النار: أثقبها وأطعمها الحطب، كما تحش الدابة. وحش السهم: راشه. وحش فلاناً: أصلح من حاله. وحش ماله من مال غيره: كثره به. ويقال للشجاع: نعم محش الكتيبة وهم محاش الحروب ومساعرها. وقعد فلان في الحش وهو البستان، فكني به عن المتوضإ. وما بقي من المروءة إلا حشاشة تتردد في أحشاء محتضر. وجئت وما بقي من الشمس إلا حشاشة نازع.
ح ش ش: (الْحَشُّ) بِفَتْحِ الْحَاءِ وَضَمِّهَا الْبُسْتَانُ وَهُوَ أَيْضًا الْمَخْرَجُ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَقْضُونَ حَوَائِجَهُمْ فِي الْبَسَاتِينِ، وَالْجَمْعُ (حُشُوشٌ) . وَ (الْحَشِيشُ) مَا يَبِسَ مِنَ الْكَلَإِ وَلَا يُقَالُ لَهُ رَطْبًا حَشِيشٌ. وَ (الْمَحَشُّ) بِفَتْحَتَيْنِ الْمَكَانُ الْكَثِيرُ الْحَشِيشِ. وَ (الْمِحَشُّ) بِكَسْرِ الْمِيمِ مَا يُقْطَعُ بِهِ الْحَشِيشُ. وَالْوِعَاءُ الَّذِي يُجْعَلُ فِيهِ الْحَشِيشُ يُفْتَحُ وَيُكْسَرُ، وَالْفَتْحُ أَجْوَدُ. وَ (حَشَّ) الْحَشِيشَ قَطَعَهُ وَبَابُهُ رَدَّ، وَ (أَحَشَّهُ) طَلَبَهُ وَجَمَعَهُ. وَ (الْحُشَّاشُ) بِالتَّشْدِيدِ الَّذِينَ (يَحْتَشُّونَهُ) . وَ (حَشَّ) فَرَسَهُ أَلْقَى لَهُ حَشِيشًا وَبَابُهُ أَيْضًا رَدَّ. وَفِي الْمَثَلِ: أَحُشُّكَ وَتَرُوثُنِي. وَلَوْ قِيلَ أَحُسُّكَ بِالسِّينِ لَمْ يَبْعُدْ. وَ (أَحَشَّتِ) الْمَرْأَةُ فَهِيَ (مُحِشٌّ) إِذَا يَبِسَ وَلَدُهَا فِي بَطْنِهَا. وَفِيهِ لُغَةٌ أُخْرَى جَاءَتْ فِي الْحَدِيثِ (حَشَّ) وَلَدُهَا فِي بَطْنِهَا. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: (حُشَّ) بِضَمِّ الْحَاءِ. 
(ح ش ش) : (الْحَشِيشُ) مِنْ الْكَلَأ الْيَابِسُ وَيُسْتَعَارُ لِلْوَلَدِ إذَا يَبِسَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ فَأَلْقَتْ حَشِيشًا أَيْ وَلَدًا يَابِسًا (وَحَشَشْتُ الْحَشِيشَ) قَطَعْتُهُ وَاَحْتَشَشْتُهُ جَمَعْتُهُ عَنْ الْجَوْهَرِيِّ (وَفِيهِ) نَظَرٌ وَعَلَيْهِ قَوْلُ الْقُدُورِيِّ فِي الْكَلَأِ لَيْسَ لَهُ أَنْ يَمْنَعَهُ وَلَا أَنْ يَبِيعَهُ حَتَّى يَحْتَشَّهُ فَيُحْرِزَهُ وَالْحَشُّ الْبُسْتَانُ وَيُكَنَّى بِهِ عَنْ الْمُسْتَرَاحِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَتَغَوَّطُونَ فِي الْبَسَاتِينِ (وَمِنْهُ الْحَدِيثُ) «إنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ فَإِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ الْخَلَاءَ فَلْيَقُلْ أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ الْخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ» وَهُمَا جَمْعَا خَبِيثٍ وَخَبِيثَةٍ وَالْمُرَادُ شَيَاطِينُ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ذُكْرَانُهُمْ وَإِنَاثُهُمْ وَالْمَحَشَّةُ كِنَايَةٌ عَنْ الدُّبُرِ.
(وَمِنْهَا) الْحَدِيثُ «أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - نَهَى أَنْ تُؤْتَى النِّسَاءُ فِي مَحَاشِّهِنَّ» وَرُوِيَ بِالسِّينِ وَعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - «مَحَاشُّ النِّسَاءِ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ» يَعْنِي أَدْبَارَهُنَّ.
حشش وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] أَنه أُتِيَ بِامْرَأَة مَاتَ عَنْهَا زَوجهَا فاعتدّت أَرْبَعَة أشهر وَعشرا ثمَّ تزوجّت رجلا فَمَكثت عِنْده أَرْبَعَة أشهر وَنصفا ثمَّ ولدت ولدا قَالَ: فَدَعَا عمر [نسَاء من -] نسَاء الْجَاهِلِيَّة فسألهن عَن ذَلِك فَقُلْنَ: هَذِه امْرَأَة كَانَت حَامِلا من زَوجهَا الأول فَمَا مَاتَ حَشَّ ولدُها فِي بَطنهَا فَلَمَّا مَسهَا الزَّوْج الآخر تحرّك وَلَدهَا قَالَ: فَألْحق عمر الولدَ بالأوّل. قَوْله: حَشَّ وَلَدهَا فِي بَطنهَا يَعْنِي أَنه يَبِس يُقَال: قد حَشّ يَحِشَ وَقد أحشت الْمَرْأَة وَهِي مُحِشّ إِذا فعل وَلَدهَا ذَلِك قَالَ: وَمِنْه قيل لليد إِذا شلّتْ ويبِستْ: قد حَشّت قَالَ أَبُو عبيد: وَبَعْضهمْ يرويهِ: حُشّ [وَلَدهَا] بِضَم الْحَاء. وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْفِقْه أَن الْوَلَد لما جَاءَت بِهِ لأَقل من سِتَّة أشهر من يَوْم تزَوجهَا الآخر لم يلْحق بِهِ لِأَن الْوَلَد لَا يكون لأَقل من سِتَّة أشهر فَلَو جَاءَت بِهِ لأكْثر من سِتَّة أشهر لحق بِالْآخرِ فَكَانَ وَلَده قَالَ أَبُو عبيد: وَكَذَلِكَ سَمِعت أَبَا يُوسُف يَقُول فِي هَذَا: مَا بَينهَا وَبَين سنتَيْن أَن الْوَلَد يلْحق بِالْأولِ مَا لم تُقِرّ الْمَرْأَة بِانْقِضَاء عدَّة قبل ذَلِك.
[حشش] حَشَشْتُ النار أَحُشُّها حَشَّاً: أوقدتها. والحَشُّ والحُشُّ: البستانُ، والجمع الحشان مثل ضيف وضيفان. والحش والحش أيضا: المخرج، لأنَّهم كانوا يَقضون حوائجَهم في البساتين. والجمع حُشوشٌ. والمَحَشَّةُ بالفتح: الدبر. ونهى عن إتيان النساء في محاشهن. وربما جاء بالسين. والحشيش: ما يبس من الكلأ. ولا يقال له رَطْباً حَشيشٌ. والمَحَشُّ: المكان الكثير الحَشيش. ومنه قولهم: " إنّك بمَحَشِّ صِدقٍ فلا تَبرحْه "، أي بموضع كثير الخير. والمِحَشُّ بالكسر: ما يُقْطَعُ به الحَشيشُ. والمَحَشُّ أيضاً: ما تُحرَّك به النارُ من حديد وكذلك المَحَشَّةُ. ومنه قيل للرجل الشجاع: نِعْمَ مِحَشُّ الكتيبة. وأما الذي يُجْعَل فيه الحَشيشُ ففيه لغتان: مَحَشٌّ ومَحِشٌّ، والفتح أفصح. وحَشَشْتُ الحَشيشَ: قطعته. واحْتَشَشْتُهُ: طلبته وجمعته. والحشاش: الذين يحتشون. وحششت فرسي: ألقيت له حشيشاً. وفي المثل: " أحشك وتروثنى "، ولو قيل أيضا بالسين لم يبعد. وحَشَّ الرجل سهمَه، إذا ألزَقَ به القذذ من نواحيه. ويقال للبعير: قد حُشَّ ظهرهُ بجنبَيْن واسعين فهو مَحْشوشٌ، أي إنه مُجْفَرُ الجنبَيْن. والحُشاشُ والحُشاشَةُ: بقيَّة الروح في المريض. وأَحَشَّتِ المرأةُ فهى مُحِشٌّ، إذا يبس ولدُها في بطنها وكذلك أَحَشَّت اليدُ: أي يبست وشلت. وفيه لغة أخرى جاءت في الحديث: " حش ولدها في بطنها ". قال أبو عبيد: وبعضهم يقول " حش " بضم الحاء.
ح ش ش : الْحَشُّ الْبُسْتَانُ وَالْفَتْحُ أَكْثَرُ مِنْ الضَّمِّ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ يُقَالُ لِبُسْتَانِ النَّخْلِ حَشٌّ وَالْجَمْعُ حُشَّانٌ وَحِشَّانٌ فَقَوْلُهُمْ بَيْتُ الْحُشِّ مَجَازٌ لِأَنَّ الْعَرَبَ كَانُوا يَقْضُونَ حَوَائِجَهُمْ فِي الْبَسَاتِينِ فَلَمَّا اتَّخَذُوا الْكُنُفَ وَجَعَلُوهَا خَلَفًا عَنْهَا أَطْلَقُوا عَلَيْهَا ذَلِكَ الِاسْمَ قَالَ الْفَارَابِيُّ الْحُشُّ الْبُسْتَانُ وَمِنْ ثَمَّ قِيلَ لِلْمَخْرَجِ الْحُشُّ.

وَقَالَ فِي مُخْتَصَرِ الْعَيْنِ الْمَحَشَّةُ الدُّبُرُ وَالْمَحَشُّ الْمَخْرَجُ أَيْ مَخْرَجُ الْغَائِطِ فَيَكُونُ حَقِيقَةً وَالْحُشَاشَةُ بَقِيَّةُ الرُّوحِ فِي الْمَرِيضِ وَقَدْ تُحْذَفُ الْهَاءُ فَيُقَالُ حُشَاشٌ وَالْحَشِيشُ الْيَابِسُ مِنْ النَّبَاتِ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ قَالَ فِي مُخْتَصَرِ الْعَيْنِ الْحَشِيشُ الْيَابِسُ مِنْ الْعُشْبِ وَقَالَ الْفَارَابِيُّ الْحَشِيشُ الْيَابِسُ مِنْ الْكَلَإِ قَالُوا وَلَا يُقَالُ لِلرَّطْبِ حَشِيشٌ وَحَشَشْتُهُ حَشًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ قَطَعْتُهُ بَعْدَ جَفَافِهِ فَهُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَأَلْقَتْ النَّاقَةُ وَلَدَهَا حَشِيشًا إذَا يَبِسَ فِي بَطْنِهَا وَأَحَشَّتْ اللُّمْعَةُ بِالْأَلِفِ إذَا يَبِسَتْ وَأَحَشَّتْ الْيَدُ بِالْأَلِفِ أَيْضًا إذَا يَبِسَتْ فَصَارَتْ كَأَنَّهَا حَشِيشٌ يَابِسٌ وَحَشَّ الشَّخْصُ الْبِئْرَ وَالْبَيْتَ حَشًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ كَنَسَهُ وَقَوْلُ بَعْضِهِمْ يَحْرُمُ عَلَى الْمُحْرِمِ قَطْعُ الْحَشِيشِ لَيْسَ عَلَى ظَاهِرِهِ فَإِنَّ الْحَشِيشَ هُوَ الْيَابِسُ وَلَا يَحْرُمُ قَطْعُهُ وَإِنَّمَا يَحْرُمُ قَلْعُهُ وَأَمَّا الرَّطْبُ فَيَحْرُمُ قَطْعُهُ وَقَلْعُهُ فَالْوَجْهُ أَنْ يُقَالَ يَحْرُمُ قَطْعُ الْخَلَا وَقَلْعُهُ وَقَلْعُ الْكَلَإِ لَا قَطْعُهُ. 
حشش
حَشَّ حَشَشْتُ، يَحُشّ، احْشُشْ/ حُشَّ، حَشًّا، فهو حَاشّ، والمفعول مَحْشوش
• حشَّ الحشيشَ ونحوَه: جزَّه وجمعه "حَشَشْتُ برسيمًا لأطعم الخرافَ- حشَّ النَّباتات الضارَّة/ الخُضرة". 

أحشَّ يُحِشّ، أحْشِش/ أحِشَّ، إحشاشًا، فهو مُحِشّ
• أحشَّ المكانُ:
1 - نبت فيه الحشيشُ.
2 - كثُر حشيشُه. 

احتشَّ يَحْتشّ، احْتَشِشْ/ احْتَشَّ، احتشاشًا، فهو مُحتشّ
• احتشَّ فلانٌ: جزّ الكلأَ والحشيشَ. 

حشَّشَ يحشِّش، تَحشِيشًا، فهو مُحَشِّش
• حشَّش الشَّخصُ: دخَّن الحشيشَ، وهو نبات مخدِّر. 

حُشاشَة [مفرد]:
1 - بقية الرُّوح والحياة في المريض "ما بقي فيه إلاّ حُشاشة الرّوح- وما بقي من المروءة إلاّ حشاشة تتردّد في أحشاء محتضر".
2 - روح القلب ورمق الحياة "رُدّه إليّ ياربُّ، فقد جفَّت دموعي وذابت حُشاشتي- أكل الحُبُّ من حُشاشة قلبي ... والبقايا تقاسمتها النِّساءُ" ° حُشاشة كبدي: أغلى شيء عندي- لطيف الحُشاشة: أنيس مهذَّب- نجا بحشاشة نفسه: بمفرده. 

حَشّ [مفرد]: مصدر حَشَّ. 

حَشَّاش [مفرد]: ج حَشَّاشون وحَشَّاشة:
1 - قاطع الحشيش وجامعه.
2 - بائع الحشيش.
3 - مُدْمِن تدخين الحشيش المُخَدِّر "رأيته يترنَّح كالحشَّاش- اكتشفت الشُّرطةُ مكانَ اجتماع الحشَّاشين". 

حَشِيش [جمع]: جج حَشَائِش، مف حَشيشة:
1 - كلأٌ، عُشبٌ يُجزّ ويُجمع "وضع الحشيشَ في المعالف".
2 - (نت) كلُّ نبات أخضر له أوراق طويلة شريطيّة، وهو على وجه الخصوص نباتات الفصيلة النجيليّة.
3 - مُخدِّر مستخرج من نبات القِنَّب الهنديّ، مادّة مخدِّرة "دخَّن حَشِيشًا- كم أهلك الحشيشُ من نفوس طيِّبة وأضاع من طاقات خلاَّقة".
• حشيشة الدِّينار: (نت) نبات مُعَمَّر من فصيلة القنَّبيَّات،
 يُزرع في أوربا، وله أزهار أنثويّة خضراء اللون مرتّبة على شكل أشواك مخروطيّة الشَّكل.
• علم الحشائش: (رع) فرع من فروع علم النبات الذي يعنى بدراسة الكلأ والنجيليّات. 

مِحَشّ [مفرد]: ج مَحَاشُّ:
1 - اسم آلة من حَشَّ: مِنْجَلُ الحَشِّ.
2 - ما تُحَرَّك به النَّارُ لتشتعل.
• مِحَش مائي: آلة ميكانيكيّة تُستعمل لحشِّ النَّباتات المائيّة في الأنهار. 

مَحْشَشَة [مفرد]: ج محاشِشُ:
1 - مكان التَّدخين "دخل المدمنون إلى المَحْشَشَة".
2 - مَقْهَى تدخين الحشيش. 

مِحَشَّة [مفرد]: ج مَحَاشُّ:
1 - مِحَشّ، منجل الحشّ.
2 - مِحَشّ، ما تُحرّك به النَّارُ لتشتعل. 

حشش: الحَشِيش: يابِسُ الكَلإِ، زاد الأَزهري: ولا يقال وهو رطب حَشِيش،

واحدته حَشِيشة، والطَّاقة منه حَشِيشة، والفِعْل الاحْتِشاش. وأَحَشَّ

الكلأُ: أَمْكَنَ أَن يُجْمع ولا يقال أَجَزَّ. وأَحَشَّت الأرضُ: كثر

حَشِيشُها أَو صار فيها حَشِيش. والعُشْبُ: جِنْس لِلْخَلى والحشِيش،

فالخَلى رَطْبُه، والحشِيشُ يابِسُه؛ قال ابن سيده: هذا قول جمهور أَهل اللغة،

وقال بعضهم: الحشِيش أَخْضَرُ الكلإِ ويابسُه؛ قال: وهذا ليس بصحيح لأَن

موضوعَ هذه الكلمة في اللغة اليُبْس والتقَبُّض. الأَزهري: العرب إِذا

أَطْلَقوا اسم الحشِيش عَنَوْا به الخَلى خاصَّة، وهو أَجْوَدُ عَلَفٍ

يَصْلُح الخَيْلُ عليه، وهي من خَيْر مراعِي النَّعَم، وهو عُرْوَةٌ في

الجَدْب وعُقْدة في الأَزَمات، إِلا أَنه إِذا حالت عليه السنة تغَيَّر لونُه

واسْودَّ بعد صُفرتِه، واحْتَوَتْه النَّعَم والخَيل إِلا أَن تُمْحِلَ

السنة ولا تُنْبِتَ البقلَ، وإِذا بدا القومُ في آخر الخَريف قبل وقوع

ربيع بالأَرض فَظَعَنُوا مُنْتحِعين لم ينزلوا بلداً إِلا ما فيه خَلًى،

فإِذا وقع ربيع بالأَرض وأَبْقَلَت الرّياضُ أَغْنَتْهم عن الخلى

والصِّلّيان. وقال ابن شميل: البقْلُ أَجْمَع رَطْباً ويابساً حشيشٌ وعلَفٌ

وخَلًى. ويقال: هذه لُمْعَة قد أَحَشَّت أَي أَمكنت لأَنْ تُخَشَّ، وذلك إِذا

يَبِست، واللُّمْعة من الخَلى، وهو المَوْضع الذي يكثر فيه الحلى، ولا

يقال له لُمْعة حتى يصفَرَّ أَو يَبْيَضَّ؛ قال الأَزهري: وهذا كلام كله

عربي صحيح.

والمَحَشّ والمَحَشَّة: الأَرض الكثيرة الحَشِيش. وهذا مَحَشُّ صِدْقٍ:

لِلْبَلَد الذي يَكثُر فيه الحشيش. وفلان بمَحَشِّ صِدْقٍ أَي بموضع كثير

الحشيش، وقد يقال ذلك لمن أَصاب أَيَّ خَيرٍ كان مَثَلاً به؛ يقال:

إِنَّك بمَحَشّ صِدْق فلا تبْرحْه أَي بموضع كثير الخير.

وحَشّ الحَشِيشَ يَحُشُّه حشّاً واحْتَشَّه، كِلاهما: جَمَعَه. وحَشَشْت

الحشيش: قطعْتُه، واحْتَشَشْتُه طلَبْتُه وجَمَعْته. وفي الحديث: أَنَّ

رجُلاً من أَسْلَمَ كان في غُنَيْمة له يَحُشُّ عَلَيها، وقالوا: إِنما

هو يَهُشُّ، بالهاء، أَي يَضْرب أَغْصانَ الشجَر حتى يَنْتَثِرَ ورَقُهامن

قوله تعالى: وأَهُشُّ بها على غَنمي، وقيل: إِنَّ يَحُشّ ويَهُشّ

بمعنًى، وهو مَحْمول على ظاهره من الحَشِّ قَطْعِ الحَشِيش. يقال: حشّه

واحْتَشَّه وحَشَّ على دابَتِه إذا قَطَع لها الحشيش. وفي حديث عُمَر، رضي

اللَّه عنه: أَنه رَأَى رجُلاً يحْتَشّ في الحَرَم فَزَبَرَهُ؛ قال ابن

الأَثير: أَي يأْخُذ الحشيش وهو اليابس من الكَلإِ. والحُشّاش: الذين

يَحْتَشُّون.

والمِحَشّ والمَحَشّ: منجل ساذَجٌ يُحَشُّ به الحشيش، والفتح أَجود،

وهُما أَيضاً الشيء الذي يُجْعل فيه الحشيش. وقال أَبو عبيد: المِحَشّ ما

حُشّ به، والمَحَشّ الذي يُجْعل فيه الحشيش، وقد تُكْسر ميمُه أَيضاً.

والحِشَاش خاصّة: ما يوضع فيه الحشيش، وجمْعُه أَحِشَّة. وفي حديث أَبي

السَّلِيل: قال جاءت ابْنةُ أَبي ذَرّ عليها مِحَشّ صُوفٍ أَي كساءٌ خَشن

خَلَقٌ، وهو من المِحَش والمَحَش، بالفتح والكسر، والكِساء الذي يوضع فيه

الحَشِيش.

وحَشَشْت فَرَسي: أَلْقَيْتُ له حَشِيشاً. وحَشّ الدابة يحُشّها حشّاً:

علَفَها الحشيشَ. قال الأَزهري: وسمعت العرب تقول للرجل: حُشَّ فَرَسَك.

وفي المثل

(* قوله «وفي المثل إلخ» في شرح القاموس: ثم إِن لفظ المثل هكذا

هو في الصحاح والتهذيب والأساس والمحكم، ورأيت في هامش الصحاح ما نصه:

والذي قرأته بخط عبد السلام البصري في كتاب الأمثال لأبي زيد: أَحشك

وتروثين، وقد صحح عليه.): أَحُشُّكَ وتَرُوثُني، يَعْني فرسَه، يُضْرَبُ

مثَلاً لكلّ من اصطُنِع عنده معروفُ فكافَأَه بضِدِّه أَوْ لَمْ يَشْكُرْه ولا

نَفَعه. وقال الأَزهري: يُضْرب مثَلاً لمن يُسِيء إِليك وأَنت تُحْسن

إِليه. قال الجوهري: ولَوْ قيل بالسين لم يَبْعُدْ، ومعنى أَحُشّك

أَفَأَحُشّ لك، ويكون أَحُشُّك أَعْلِفُك الحشيش، وأَحَشَّه: أَعانَه على جَمْع

الحشيش. وحَشَّت اليَدُ وأَحَشَّت وهي مُحِشّ: يَبِسَت، وأَكثر ذلك في

الشَّلَلِ. وحُكِي عن يونس: حُشّت، على صِيغة ما لم يُسمَّ فاعلُه،

وأَحَشَّها اللَّه. الأَزهري: حَشَّت يدُه تحِش إِذا دقَّت وصغُرت، واستحَشَّت

مثله. وحَشَّ الولَدُ في بطْن أُمِّه يَحِشُّ حَشّاً وأَحَشَّ واستحَشَّ:

جُووِزَ به وقْت الوِلادة فيَبِسَ في البَطْن، وبعضهم يقول: حُشَّ، بضمِّ

الحاء. وأَحَشَّت المرأَة والناقة وهي مُحِشّ: خَشَّ ولدُها في رحِمِها

أَي يَبِسَ وأَلْقَتْه حَشًّا ومَحْشُوشاً وأُحْشُوشاً أَي يابساً، زاد

الأَزهري: وحَشِيشاً إِذا يبس في بطنها. وفي الحديث: أَن رجُلاً أَراد

الخروج إِلى تبوك فقالت له أُمُّه أَو امرأَته: كيف بالوَدِيِّ؟ فقال:

الغَزْوُ أَنْمى لِلْوَدِيّ، فما مَاتَتْ منه وَدِيّةٌ ولا حَشَّت أَي

يَبِسَت.وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه: أَن امرأَة مات زوجُها فاعتدّت أَربعةَ

أَشهر وعشْراً ثم تزوّجت رجلاً فمكثت عنده أَربعة أَشهر ونصفاً ثم ولدت

ولداً، فدعا عمرُ نساءً من نساء الجاهلية فسأَلهن عن ذلك، فقلن: هذه امرأَة

كانت حاملاً من زوجها الأَوّل، فلما مات حَشَّ ولدُها في بطنها، فلما

مسها الزوج الآخر تحرَّك ولدُها، قال: فَأَلْحَقَ عمر الولدَ بالأَول. قال

أَبو عبيد: حَشَّ ولدُها في بطنها أَي يَبِس. والحُشّ: الولد الهالك في

بطن الحاملة. وإَن في بطنها لَحُستّاً، وهو الولد الهالك تنطوي عليه

وتُهْراق دَماً عليه تنطوي عليه أَي يبقى فلم يخرج؛ قال ابن مقبل:

ولقد غَدَوْتُ على التِّجارِ بِجَسْرة

قَلِقٍ حشُوش جَنِينها أَو حائِل

قال: وإِذا أَلقت ولدها يابساً فهو الحشيش، قال: ولا يخرج الحشيش من

بطنها حتى يُسْطى عليها، وأَما اللحم فإِنه يتقطع فيَبُول حَفْزاً في بولها،

والعِظام لا تخرج إِلا بعد السَّطْوِ عليها، وقال ابن الأَعرابي: حَشّ

ولدُ الناقة يَحِشُّ حُشُوشاً وأَحَشَّته أُمّه.

والحُشاشَة: رُوح القلب ورَمَقُ حياة النفْس؛ قال:

وما المَرْءُ، ما دامَتْ حُشاشةُ نَفْسِه،

بمُدْرِكِ أَطْرافِ الخُطُوبِ، ولا آلِ

وكل بقية حُشاشة. والحُشاش والحُشَاشة: بقية الروح في المريض. ومنه حديث

زمزم: فانْفَلَتَت البقرة من جازِرِها بحُشاشَةِ نفْسِها أَي برمق بقيّة

الحياة والروح. وحُشاشاكَ أَن تفعل ذلك أَي مَبْلَغُ جُهْدِكَ؛ عن

اللحياني، كأَنه مشتق من الحشاشة. الأَزهري: حُشاشاكَ أَن تفعل ذاك وغُناماك

وحُماداك بمعنَى واحد. الأَزهري: الحُشاشة رَمَق بقية من حياة؛ قال

الفرزدق:

إِذا سَمِعَتْ وطْءَ الرِّكابِ تنَفَّسَتْ

حُشاشَتُها، في غيرِ لَحْمٍ ولا دَم

وأَحَشّ الشحمُ العظمَ فاستَحَشّ: أَدَقّه فاستدقّ، عن ابن الأَعرابي؛

وأَنشد:

سَمِنَتْ فاسْتَحَشَّ أَكْرُعُها،

لا النِّيُّ نِيٌّ، ولا السَّنامُ سَنام

وقيل: ليس ذلك لأَن العِظام تَدِقّ بالشحم ولكن إِذا سَمِنَتْ دَقَّتْ

عند ذلك فيما يُرى.

الأَزهري: والمُسْتَحِشَّة من النوق التي دقَّت أَوظِفَتُها من عِظَمِها

وكثرةِ لحمها وحَمِشَت سَفِلَتُها في رأْي العين. يقال: استحشَّها الشحم

وأَحَشَّها الشحم. وقام فلان إِلى فلان فاستَحَشَّه أَي صَغُرَ معه.

وحَشَّ النارَ يَحُشُّها حَشّاً: جمع إِليها ما تفرق من الحطب، وقيل:

أَوقدها، وقال الأَزهري: حَشَشْتُ النارَ بالحطب، فزاد بالحطب؛ قال

الشاعر:تاللَّه لولا أَنْ تَحُشَّ الطُّبَّخُ

بِيَ الجَحِيمَ، حين لا مُسْتَصْرَخُ

يعني بالطُّبّخ الملائكةَ الموكَّلين بالعذاب. وحَشَّ الحرب يَحُشُّها

حَشّاً كذلك على المَثَل إِذا أَسعرها وهيجها تشبيهاً بإِسْعار النار؛ قال

زهير:

يَحُشُّونَها بالمَشْرَفِيَّة والقنَا،

وفِتْيانِ صِدْقٍ لا ضِعافٍ ولا نُكْل

والمِحَشُّ: ما تُحَرّكُ به النار من حديد، وكذلك المِحَشَّة؛ ومنه قيل

للرجل الشجاع: نِعْم مِحَشُّ الكَتِيبة. وفي حديث زينب بنت جحش: دخل عليّ

رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، فضربني بِمِحَشِّة أَي قضيب،

جعلَتْه كالعود الذي تُحَشُّ به النار أَي تحرّك به كأَنه حركها به لتَفْهَم ما

يقول لها. وفلان مِحَشُّ حَرْب: مُوقِد نارها ومُؤَرّثُها طَبِنٌ بها.

وفي حديث الرؤيا: وإِذا عنده نار يَحُشُّها أَي يُوقِدُها؛ ومنه حديث أَبي

بَصيرٍ: ويْلُ أُمِّه مِحَشُّ حَرْب لو كان معه رجال ومنه حديث عائشة

تصف أَباها، رضي اللَّه عنهما: وأَطْفَأَ ما حَشَّتْ يهود أَي ما أَوقَدَت

من نيران الفتنة والحرب. وفي حديث عليّ، رضي اللَّه عنه: كما أَزالوكُمْ

حَشّاً بالنِّصالِ أَي إِسْعاراً وتهييجاً بالرمْي. وحَشَّ النَّابِلُ

سهمَه يَحُشُّه حَشّاً إِذا راشَه، وأَلْزَقَ به القُذَذَ من نواحيه أَو

ركَّبها عليه؛ قال:

أَو كمِرِّيخٍ على شَرْيانَةٍ،

حَشَّه الرامِي بِظُهْرانٍ حُشُرْ

(* قوله «حشر» كذا ضبط في الأصل.)

وحُشّ الفرسُ بِجِنْبَيْنِ عظيمين إِذا كان مُجْفَراً. الأَزهري: البعير

والفرس إِذا كان مُجْفَرَ الجنبين يقال: حُشَّ ظهره بجنبين واسِعَين،

فهو مَحْشُوش؛ وقال أَبو دواد الإِيادي يصف فرساً:

منَ الحارِكِ مَحْشُوش،

بِجَنْبٍ جُرْشُعٍ رَحْبِ

وحَشَّ الدابة يَحُشُّها حَشّاً: حملها في السير؛ قال:

قد حَشَّها الليل بعُصْلُبِيِّ،

مُهاجِرٍ، ليس بأَعْرابيِّ

(* وفي رواية أخرى: لفها الليل.)قال الأَزهري: قد حشها أَي قد ضمَّها.

ويَحُشُّ الرجلُ الحطبَ ويَحُشُّ النار إِذا ضمّ الحطب عليها وأَوقَدَها،

وكل ما قُوّيَ بشيء أَو أُعِينَ به، فقد حُشّ به كالحادي للإِبل والسلاحِ

للحرب والحطب للنار؛ قال الراعي:

هو الطِّرْفُ لم تُحْشَشْ مَطِيٌّ بِمِثْلِه،

ولا أَنَسٌ مُسْتَوْبِدُ الدارِ خائِفُ

أَي لم تُرْمَ مَطِيٌّ بمثله ولا أَعينَ بمثله قوم عند الاحتياج إِلى

المعونة.

ويقال: حَشَشْتُ فلاناً أَحُشُّه إِذا أَصْلَحْت من حالِه، وحَشَشْت

مالَه بمالِ فلان أَي كَثَّرْت به؛ وقال الهذلي:

في المُزَنيِّ الذي حَشَشْت له

مالَ ضَرِيكٍ، تِلادُه نُكْد

قال ابن الفرج: يقال أُلْحِق الحِسَّ بالإِسّ، قال: وسمعت بعض بني أَسد

أَلحِق الحِشَّ بالإِشّ، قال: كأَنه يقول أَلحق الشيءَ بالشيء إِذا جاءك

شيء من ناحية فافعل به؛ جاء به أَبو تراب في باب الشين والسين

وتعاقُبِهما. الليث: ويقال حُشَّ عليّ الصيدَ؛ قال الأَزهري: كلام العرب الصحيحُ

حُشْ عليَّ الصيدَ بالتخفيف من حاشَ يَحُوش، ومن قال حَشَشْت الصيدَ بمعنى

حُشْته فإِني لم أَسمعه لغير الليث، ولست أَُبْعِده مع ذلك من الجَواز،

ومعناه ضُمَّ الصيد من جانبيه كما يقال حُشَّ البعيرُ بجَنْبَين واسعين

أَي ضُمّ، غير أَن المعروف في الصيد الحَوْش. وحَشَّ الفرَسُ يَحُشُّ

حَشّاً إِذا أَسْرَعَ، ومثله أَلْهَبَ كأَنه يتوقد في عَدْوِه؛ قال أَبو دواد

الإِيادي يصف فرساً:

مُلْهِب حَشُّه كحشِّ حَرِيقٍ،

وَسْكَ غابٍ، وذاكَ مِنْه حِضَار

والحَشّ والحُشّ: جماعة النخل، وقال ابن دريد: هما النخل المجتمع. والحش

أَيضاً: البستان

(* قوله «والحش البستان» هو مثلث.). وفي حديث عثمان:

أَنه دُفِنَ في حَشِّ كَوْكَبٍ وهو بُسْتان بظاهر المدينة خارج البَقِيع.

والحش: المُتَوَضَّأُ، سمي به لأَنهم كانوا يَذْهبون عند قضاء الحاجة إِلى

البَساتين، وقيل إِلى النخْل المجتمع يَتَغَوَّطُون فيها على نحو تسميتهم

الفناء عَذِرةً، والجمع من كل ذلك حِشَّان وحُشَّان وحَشَاشين؛ الأَخيرة

جمعُ الجمع، كلُّه عن سيبويه. وفي الحديث: أَنَّ رسولَ اللَّه، صلى

اللَّه عليه وسلم، اسْتَخْلى في حُشَّان. والمِحَشّ والمَحَشّ جميعاً: الحَشّ

كأَنه مُجْتَمَع العَذِرة. والمَحَشَّة، بالفتح: الدبرُ وذكره ابن

الأَثير في ترجمة حَشَن، قال: في الحديث ذكرُ حُشَّان، وهو بضم الحاء وتشديد

الشين، أُطُمٌ من آطامِ المدينة على طريق قُبور الشُّهَداءِ في الحديث:

أَنه، صلى اللَّه عليه وسلم، نَهَى عن إِتْيان النساء في مَحاشِّهِنّ، وقد

روي بالسين، وفي رواية: في حُشُوشهن أَي أَدْبارهن. وفي حديث ابن مسعود:

مَحاشُّ النساء عليكم حرام. قال الأَزهري: كنى عن الأَدبار بالمَحاشّ كما

يُكْنى بالحُشُوش عن مواضع الغائطِ. والحَشّ والحُشّ: المَخْرَج لأَنهم

كانوا يقضُون حوائجَهم في البساتين، والجمع حشوش. وفي حديث طلحة بن عبيد

اللَه أَنه قال: أَدْخَلوني الحَشّ وقَرَّبوا اللُّجَّ فوضَعُوه على

قَفَيّ فبايعْت وأَنا مُكْرَه. وفي الحديث: إِنَّ هذه الحُشُوش مُحْتَضَرة،

يعني الكُنُفَ ومواضعَ قضاء الحاجة. والحِشاشُ الجُوالِق؛ قال:

أَعْيَا فنُطْناهُ مَنَاطَ الجَرِّ،

بَيْنَ حِشَاشَيْ بازِلٍ جِوَرِّ

والحَشْحَشة: الحَرَكة ودُخُولُ بعضِ القوم في بعض. وحَشْحَشَتْه

النَّارُ: أَحْرَقَتْه. وفي حديث علي وفاطمة: دخَل عَلينارسولُ اللَّه، صلى

اللَّه عليه وسلم، وعلينا قَطِيفة فلما رأَيْناه تَحَشْحَشْنا؛ فقال:

مَكانَكُما التَحَشْحُش: التحرُّك للنهوض. وسمعت له حَشْحَشَة وخَشْخَشَة أَي

حركَةً.

حشش
. {حَشَّ النَّارَ} يَحُشُّها {حَشّا: أُوْقَدَها، كَذا نَصُّ الصّحَاح، وَقَالَ غيرُه: جَمَع إِلَيْهَا مَا تَفَرَّقَ من الحَطَبِ، وَقَالَ الأَزهريّ:} حَشَشْتُ النّارَ بالحَطَبِ. فزَادَ: بالحَطَب، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: حَشَّ النّارَ: أَشَبَّهَا وأَطْعَمَها الحَطَبَ كَمَا تُحَشُّ الدَّابَّةُ. وَقَالَ: هُوَ مَجاز. وحَشَّ الوَلَدُ فِي البّطْنِ {يَحِشُّ} حَشّاً: جُووِز بهِ وَقْت الوِلاَدَةِ فيَبِسَ فِي البَطْنِ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وبَعْضُهُم يَقُول:! حُشَّ، بِضَمِّ الحَاءِ، وَفِي الحَدِيث فلَمَّا ماتَ {حَشَّ وَلَدُهَا فِي بَطْنِهَا قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: حَشَّ وَلَدُهَا فِي بَطْنِهَا، أَيْ يَبِسَ. و} حَشَّتِ اليَدُ: شَلَّتْ ويَبِسَتْ، كَمَا قَالَه الجَوْهَرِيُّ، وَهُوَ الأَكْثَر، وقيلَ: دَقَّت وصَغُرَت، وحُكِىَ عَن يُونُسَ: {حُشَّتْ، بضَمِّ الحاءِ،} كأَحَشَّتْ، فهِيَ {مُحِشٌّ،} واسْتَحَشَّتْ مِثْلُه، الأَخِيرَةُ عَن يُونُس. وحَشَّ الوَدِيُّ مِنَ النَّخْلِ: يَبِسَ، وَمِنْه الحَدِيثُ أَنَّ رَجُلاً أَرادَ الخُرُوجَ إلَى تَبُوكَ، فقَالَتْ لَهُ أُمُّه، أَو امرأَتُه: كَيْفَ بالوَدِيِّ فَقَالَ: الغَزْوُ أَنْمَى لِلْوَدِيّ، فَمَا ماتَتْ مِنْهُ وَدِيّةٌ وَلَا {حَشَّتْ، أَيْ يَبِسَتْ. وحَشَّ الفَرَسُ} يَحُشُّ {حَشّاً، إِذا أَسْرَعَ، ومِثْلُه أَلْهَبَ، كأَنَّه يَتَوَقَّد فِي عَدْوِه، قالَ أَبو دُوَادٍ الإِيَادِيّ:
(مُلْهِبٌ} حَشُّهُ {كحَشِّ حَرِيقٍ ... وَسْطَ غابٍ وذاكَ مِنْه حِضَارُ)
و} حَشَّ {الحَشِيشَ} يَحُشُّه {حَشّاَ: قَطَعَهُ وجَمَعَه،} كاحْتَشَّهُ. وَمن المَجَازِ: {حَشَّ فُلاناً} يَحُشُّه {حَشّاً: أَصْلَحَ مِنْ حالِه، وَفِي العُبَابِ: مِنْ مالِه. و} حَشَّ المَالَ بِمَالِ غَيْرِه، إِذا كَثَّرَه بِهِ، وَهُوَ مَجاز أَيْضاً، قَالَ صَخْرُ الغَيِّ الهُذَلِيُّ:
(فِي المُزَنِي الّذِي {حَشَشْتُ لَهُ ... مالَ ضَرِيكٍ تِلادُه نَكِدُ)
قَالَ السُّكَّريُّ:} حَشَشْتُ لَهُ: جَعَلْتثه فِي مَاله، وقالَ الباهِلِيّ: {حَشَشْتُ لَهُ: قَوَّيْتُه بِهِ. وحَشَّ زَيْداً بَعِيراً،} وحَشَّهُ بِبَعِيرٍ: أَعْطَاهُ إِيّاهُ يَرْكَبهُ، الأَخِيرُ عَن ابنِ حَبِيب.ُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، ونصُّ ابنِ شُمَيْل: فِي بَطْنِ الحامِلَةِ، قَالَ: يُقَال إنّ فِي بَطْنِهَا {لَحُشّاً، وهُوَ الوَلَدُ الهَالِكُ تَنْطَوِي عَلَيْه، وتُهراَقُ دَماً عَلَيْهِ، أَيْ يَبْقَى فَلَا يَخْرُج، قَالَ ابنُ مُقْبِل:
(ولقَدْ غَدَوْتُ على التِّجَارِ بجَسْرةٍ ... قَلِقٍ} حُشُوشُ جَنِينِهَا أَو حَائلِ)
{وحُشُّ كَوْكَبٍ، وحُشُّ طَلْحَةَ: مَوْضِعَانِ بالمَديِنَةِ، ظاهِرُ ضَبْطِهما أَنّهما بالضّمِّ، وَالصَّوَاب أَنَّهما بِالْفَتْح، كَمَا ضَبَطه الصاغانيّ وأَبو عُبَيْدٍ البَكْرِيّ، أَما حشُّ كَوْكَبٍ فإنّه بُسْتانٌ بظاهِرِ المَدِينَةِ،)
خارِجَ البِقِيعِ، اشْتَرَاه سَيّدُنَا عُثْمَان، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ، وزادَهُ فِي البِقِيعِ، وَبِه دُفِنَ. وابنُ} حُشَّةَ الجُهَنِيّ: بالضَّمِّ: تابِعِيٌّ، عَن أَبِي هُرَيْرَة، رَضِيَ اللهُ تَعَالى عَنهُ، وعَنْهُ ابنُ أَبِي ذُؤَيْبٍ ومُحَمّدُ ابنُ عَبْدِ اللهِ بن القاسِمِ {الحَشّاشُ، ككَتّانٍ: مُحَدِّثٌ يَرْوِى عَن عَبْدِ الرّزّاقِ. وزُبَيْنَةُ بنُ مازِنِ بنِ مالِكٍ، وعَبْدُ الله،} وحِشّانُ، والحِرْمازُ واسْمُه الحارِثُ: بَنُو مالِكِ بنِ عَمْرو بنِ تَمِيمٍ، وكَعْبُ بنُ عَمْروِ بنِ تَمِيمٍ، يُقَال لِهذِهِ القَبَائِلِ: {الحِشّانُ، بالكَسْرِ، والَّذِي ذَكَرَه أَبو عُبَيْدٍ وغيرُه عَن أَئِمّةِ النّسَبِ أَنّه يُقَالُ لِبَنِي رَبِيعَةَ ودَارِمٍ وكَعْبِ بنِ مالِكِ بنِ حَنْظَلَةَ: الحِشّانُ، ولِبَنِي طُهَيَّةَ وبَنِي العَدَوِيَّةِ: الجُمَان، فَتَأَمَّل. و} الحُشَّاُن، بالضّمِّ: أُطُمٌ بالمَدِينَةِ، عَلَى طَرِيقِ قُبُورِ الشُّهَدَاءِ، نَقله ابنُ الأَثِيرِ، وَقَالَ الصّاغَانِيّ: وهُوَ من آطامِ اليَهُودِ. وضَبَطَه بالكَسْرِ. وَمن المَجَازِ: {المَحَشَّةُ: الدُّبُرُ،} كالحَشِّ، جَ {مَحَاشُّ،} وحُشُوشٌ، وَفِي الحَدِيث أَنَّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم نَهَى عَن إتْيَانِ النِّسَاءِ فِي! مَحَاشِّهِنّ.و {حُشَيْشٌ، كزُبَيْرٍ: ابنُ عِمْرَانَ، فِي تَمِيمٍ، هكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوَابُ: بن نِمْرَان بن سَيْفِ بنِ عُمَيْرِ بنِ رِيَاحِ بنِ يَرْبُوع. وحُشَيْشُ بنُ هِلاَلٍ فِي) بَجِيلَةَ، وَهُوَ الحارِثُ بن رِيَاح. وحُشَيْشُ بنُ عَدِيّ بنِ عامِرِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ الحارِثِ بن مالِكٍ، فِي كِنَانَةَ. وحُشَيْش بنُ حُرْقُوصٍ، فِي تمِيمٍ، أَيْضاً، وهُوَ ابنُ حُرْقُوصِ ابنِ مازِنِ بنِ مالِكِ بنِ عَمْروِ بنِ تمِيم، ومِنْهُمْ قَطَرِيُّ بنُ الفُجاءَةِ، واخْتُلِفَ فِي جَدِّ مَالِكِ بن الحارِثِ، ومالِكِ بن الحُوَيْرِث الصّحابِيَّيْنِ، رَضِيَ الله تَعالَى عَنْهُمَا، فقِيلَ هَكَذَا، وقِيلَ: كأَمِيرٍ، حَكَى ذلِكَ الأَمِيرُ.
} والمَحَشُّ: المَكَانُ الكَثِيرُ الكَلإِ والخَيْرِ، ومِنْهُ قَوْلُهُم: إنّكَ بمَحَشِّ صِدْقٍ فَلَا تَبْرَحْه، أَي بمَوْضِعٍ كَثِيرِ الحَشِيشِ، كَذَا فِي نُسَخِ الصّحَاح، وَفِي بَعْضِهَا: كَثِير الخَيْرِ، وصُحِّح عَلَيْهِ، وَفِي الأَخِيرِ مَجَازٌ. {والحُشَاشُ،} والحُشَاشَةُ بضَمِّهما: بَقِيَّةُ الرُّوحِ فِي القَلْبِ، وَهُوَ الرَّمَقُ فِي المَرِيضِ والجَرِيحِ، قَالَ الشّاعِرُ:
(وَمَا المَرْءُ مَا دَامَتْ {حُشَاشَةُ نَفْسهِ ... بمُدْرِكِ أَطْرَافِ الخُطُوبِ وَلَا آلِ)
وكُلُّ بَقِيَّةٍ: حُشَاشَةٌ، وَقَالَ الفَرَزْدَقُ:
(إِذا سَمِعَتْ وَطءَ الرِّكَابِ تَنَفَّسَتْ ... } حُشَاشَتُهَا فِي غَيْرِ لَحْمٍ وَلَا دَمِ)
{وحُشَاشَاكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا، بالضَّمِّ، وكَذا غُنَامَاكَ وحُمَادَاكَ، أَي قُصَارَاكَ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيّ: أَيْ مَبْلَغُ جُهْدِك، كأَنّه مُشْتَقٌّ مِنَ} الحُشَاشَةِ. ويَوْمُ! حُشَاشٍ من أَيّامِهِم، قَالَ عُمَيْرُ بنُ الجَعْدِ:
(أَأُمَيْمِ هَلْ تَدْرِينَ أَنْ رُبَ صاحِبٍ ... فَارَقْتُ يومَ حُشَاشَ غَيْرِ ضَعِيفِ) (يَسَرٍ إِذا هَبَّ الشِّتَاءُ ومُطْعِمٍ ... لِلَّحْمٍ غيرِ كُبُنَّةٍ عُلْفُوفٍ)
و {الحِشَاشُ، بالكَسْرِ: الجُوَالِقُ فِيهِ الحَشِيشُ، قَالَ الشّاعِرُ:
(أَعْيَا فَنُطْنَاهُ مَنَاطَ الجَرِّ ... بَيْنَ} - حِشَاشَيْ بَازِلٍ جِوَرِّ)
{وحِشاشَا كُلِّ شيْءٍ: جانِبَاه، نَقَلَه الصّاغانِيّ.} والحُشَّةُ، بالضَّمِّ: القُبَّةُ العَظِيمَةُ، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسخ: القُبَّةُ بالمُوَحَّدَة، والصَّوابُ القُنَّة بالنُّون، كَمَا ضبَطه الصّاغانِيّ، عَن ابنِ عَبّاد، ج {حُشَشٌ، بضَمٍّ ففَتْحٍ. وأَحْشَشْتُه عنْ حاجَتِه: أَعْجَلْتُه عَنْها، نَقَلَه الصّاغانيّ، كأَنَّه لُغَةٌ فِي أَعْشَشْتُه، بالعَيْنِ. و} أَحْشَشْتُ فُلاناً: {حَشَشْتُ مَعَهُ} الحَشِيشَ، أَيْ جَمَعْتُه وقَطَعْتُه، فكَأَنَّهُ أَعانَه فِي {الحّشِّ.
و} أَحَشَّ الكلأُ: أَمْكَنَ لأَنْ {يُحَشَّ ويُجْمَع، وَلَا يُقَال: أَجَزَّ، وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: يُقَال: هَذِه لُمْعَةٌ قد} أَحَشَّتْ، أَيْ أَمْكَنَتْ لأَن تُحَشَّ، وذلِكَ إِذا يَبِسَتْ، واللُّمْعَةُ من الحَلِيّ هُوَ المَوْضِع الذِي يَكْثُرُ فِيهِ الحَلِيّ، وَلَا يُقَالُ لهُ لُمْعَة حَتّى يَصْفَرَّ أَو يِبْيَضَّ. وأَحَشَّتْ المَرْأَةُ، والنّاقَةُ، تُحِشُّ، أَي يَبِسَ الوَلَدُ فِي بَطْنِهَا، وَهِي {مُحِشٌّ، وَقد أَلْقَتْهُ حَشّا.} واحْتَشَّ {الحَشِيشَ: طَلَبَه، وجَمَعَه. وأَمّا} حَشّه فبِمَعْنَى) قَطَعَه. {وتَحَشْحَشُوا: تَفَرَّقُوا، وأَيْضاً تَحَرَّكُوا للنُّهُوضِ،} كحَشْحَشُوا، يُقَال: سَمِعْتُ لَهُ! حَشْحَشَةً، بالحَاء والخَاء، أَيْ حَرَكَةً، عَن ابنِ دُرَيْدٍ. ويُقَال: {الحَشْحَشَة: دُخُولُ القَوْم بَعْضهِم فِي بَعْضٍ، فيكونُ ضِدَّ التَّفَرّق، فتَأَمَّل، وَفِي حَدِيِثِ عَلِيٍّ وفَاطِمَة، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنْهُمَا، دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم، وعَلَيْنَا قَطِيفَةٌ، فلمّا رَأَيْنَاهُ} تَحَشْحَشْنَا، فَقَال: مَكَانَكُما أَي تَحَرَّكْنَا. {والمُسْتَحِشَّةُ من النُّوقِ: الَّتِي دَقَّتْ أَوْظِفَتُها من عِظَمِهَا وكَثْرَةِ شَحْمِهَا، وحَمُشَتْ سَفِلَتُهَا فِي رَأْيِ العَيْن. وقَدْ} اسْتَحَشَّهَا الشَّحْمُ، {وأَحَشَّها} فاسْتَحَشَّ، أَيْ أَدَقَّ عَظْمَها فاسْتَدَقَّ. عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ، وأَنشد:
(سَمِنَتْ {فاسْتَحَشَّ أَكْرُعُهَا ... لَا النِّيُّ نِيٌّ وَلَا السَّنَامُ سَنَامُ)
وقِيلَ: لَيْسَ ذلِك لأَنّ العِظَام تَدِقُّ بالشَّحْمِ، ولكِنْ إِذا سَمِنَتْ دَقَّتْ عِنْدَ ذلِكَ فِيمَا يُرَى.} واسْتَحَشَّ: عَطِشَ، يُقَالُ: جاءَتِ الخَيْلُ {مُسْتَحِشَّةً، أَي عِطَاشاً، عَن ابنِ عَبّادٍ. و} اسْتَحَشَّ الغُصْنُ: طَالَ.
واسْتَحَشّ سَاعِدُها كَفَّهَا، إِذا عَصُمَ حَتَّى صَغُرَتِ الكَفُّ عِنْدَه، وهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِهمْ: قَامَ فُلانٌ إِلَى فُلاَنٍ {فاسْتَحَشَّه، أَيْ صَغُرَ مَعَه. وقالَ الفَرَّاءُ: سَمِعْتُ بعضَ بِنِي أَسَد يَقُول: أَلْحِق} الحِشَّ بالإِشِّ، قَال: كَأَنَّه يَقُول: أَلْحِق الشَّيْءَ بالشْيِء أَي إِذا جاءَكَ شَئٌ مِنْ نَاحِيَةٍ فافْعَلْ مِثْلَهُ ذَكَرَهُ أَبو تُرَابٍ فِي بابِ السِّينِ والشِّينِ وتَعَاقُبِهما، وَقد تَقَدَّم ذِكْرُه هُنَاكَ، قالَ الصّاغَانِيّ: والتَّرْكِيبُ يَدُلُّ على نَبَاتٍ أَو غَيْرِه يَجِفّ ثمّ يُسْتَعَارُ هَذَا فِي غَيره وَقد شَذَّ عَنْ هَذَا التَّرْكِيبِ: {الحُشَاشَة: بَقِيَّةُ النَّفْسِ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:} حَشَّ عَلَى غَنَمِه، كهَشَّ، أَي ْ ضَرَبَ أَغْصَانَ الشَّجَرَةِ حَتَّى نَثَرَ وَرَقَها، وَمِنْه {المَحَشَّةُ للعَصَا، وقِيلَ: القَضِيب.} وحَشَّ عَلَى دَابَّتِه: قَطَعَ لَهَا {الحَشِيشَ.} والحُشَّاشُ، كرُمَّان: الَّذِين {يَحْتَشُّونَ} الحَشِيشَ. {والحُشَاشُ، كغُرَابٍ، خاصّةً: مَا يُوضَعُ فِيهِ} الحَشِيشُ، وجَمْعُه {أَحِشَّه.} والمِحَشُّ، بالكَسْرِ والفَتْح: كِسَاءٌ من صُوف يُوضَعُ فِيهِ {الحَشِيشُ، نَقَلَهُ ابنُ الأَثِير.} وأَحَشَّ اللهُ يَدَه: دُعَاءٌ للعَرَبِ. {واسْتَحَشَّ الوَلَدُ فِي الرَّحِمِ: يَبِسَ.} والحَشِيشُ، {والمَحْشُوشُ،} والأُحْشُوشُ: {الحُشُّ، وَهُوَ الوَلَدُ الذَّي يَبِسَ فِي بَطْنِ أُمِّه، وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ:} حَشَّ وَلَدُ النَّاقةِ {يَحِشُّ} حُشُوشاً، {وأَحَشَّتْه أُمُّه.} وحَشَّ الحَرْبَ {يَحُشُّها} حَشّاً: أَسْعَرَها وهَيَّجَهَا، وَهُوَ مَجَازٌ تَشْبِيهاً باسْتِعَارِ النّار، قَالَ زُهَيْرٌ:
( {يَحُشُّونَهَا بالمَشْرَفِيَّةِ والقَنَا ... وفِتْيَانِ صِدْقِ لَا ضِعَافٍ وَلَا نُكْلِ)
} وحَشَّ النابِلُ سَهْمَه {يَحُشُّه} حَشّاً إِذا رَاشَه، كَمَا فِي العُبَابِ، وأَلْزَقَ بِهِ القُذَذَ من نَوَاحِيه، كَمَا فِي)
الصّحاحُ، أَوْ رَكَّبَهَا عَلَيْه. قَالَ:
(أَو كَمِرِّيخٍ على شِرْيَانَةٍ ... {حَشَّهُ الرّامِي بظُهْرَانٍ حُشُرْ)
وَهُوَ مَجازٌ، وَقَالَ الأَزهرِيُّ: إِذا كَانَ البَعِيرُ والفَرَسُ مُجْفَرَ الجَنْبَيْن يُقَال:} حُشَّ ظَهْرُه بجَنْبَيْنِ وَاسِعَيْن، فهُوَ! مَحْشُوشٌ. {وحَشَّ الدّابَّةَ} يَحُشُّهَا {حَشّاً: حَمَلَهَا فِي السَّيْرِ، قَالَ:
(قَدْ حَشَّهَا اللَّيْلُ بعَصْلَبِيِّ ... مُهَاجِرٍ لَيْسَ بأَعْرَابِيِّ)
قَالَ الأَزْهَرِيّ: قَدْ} حَشَّها، أَيْ ضَمَّهَا، وكُلُّ مَا قُوِّيَ بشَيْءٍ أَو أُعِينَ بِهِ فَقَدْ {حُشَّ بِهِ، كالحَادِي للإِبِلِ، والسِّلاحِ للحَرْبِ، والحَطَبِ للنارِ، قَالَ الرّاعِي:
(هُوَ الطِّرْفُ لَمْ} تُحْشَشْ مَطِيٌّ بمِثْلِهِ ... وَلَا أَنَسٌ مُسْتَوْبِدُ الدّارِ خائِفُ)
أَيْ لم تُرْمَ مَطِي بمِثْلهِ، وَلَا أُعِينَ بمِثْلِه قَوْمٌ عِنْد الاحْتِياجِ إلَى المَعُونَة. {والحُشّاشَةُ، كرُمّانَةٍ: القُنَّةُ العَظِيمَة، عَن ابنِ عَبّاد.} وحَشْحَشَتْه النارُ: أَحْرَقَتْه. ويُقَال: أَنْبَطُوا بِئْرَهُم فِي {حَشَّاءَ، أَي حِجَارَةٍ رِخْوَةٍ وحَصْبَاءَ، ويُقَال: خَشّاء، بِالْخَاءِ مُعْجَمَة، نقَلَه الصّاغَانيُّ. وغِبُّ الحَشِيشِ: من أَغْبَابِ بَحْرِ اليَمَنِ.} وحَشْحَشْتُه: خَضْخَضْتُه. {واسْتَحَشُّوا: قَلُّوا. وَمن المَجَازِ: مَا بَقِيَ من المُرُوءَةِ إلاَّ} حُشَاشَةٌ تَتَرَدَّدُ فِي أَحْشَاءِ مُحْتَضَرٍ. وجِئْتُ ومَا بَقِيَ من الشَّمْسِ إِلَّا حُشَاشَةُ نازِعٍ، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيّ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. {والحَشَّاءُ: فَرَسُ عَمْروِ بنِ عَمْروٍ، كانَ لَهَا مَا لِلْفَحْلِ وَمَا لِلأُنْثَى، وكانَتْ لَا تُجَارَى، وكَانَتْ ضَبُوباً.} واحْتَشَّ بَلَدُ كَذَا: لمْ يُعْرَفْ خَبَرُه. {وحَشَّ الوَدِيُّ: يَبِسَ.
} والحُشَّاشُ، كُرمّانٍ: الَّذِي يُقْطَعُ بِهِ الحَشِيشُ. وأَبو! حَشِيشَةَ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبي أُمَيَّة َ الطُّنْبُورِيّ، كانَ نَدِيمَ الخُلَفَاء، ولَه كِتَابٌ فِي أَخْبَارِ الطُّنْبُورِيَّين، أَجَادَ فِيه.
[حشش] في ح الرؤبا: وإذا عنده نار "يحشها". ك: بضم مهملة. نه: أي يوقدها، حششت النار ألهبتها. ومنه ح أبي بصير: ويل أمه "يمحش" حرب لو كان معه رجال. حش الحرب إذا هيجها تشبيهاً بأسعار النار. ومنه: يقال للشجاع:غ: و"حشت" يده شلت.

حربش

حربش: الحِرْبِش: هي الأفعى.

حربش: أَفْعى حِرْبِشٌ وحِرْبيشٌ: كثيرة السّمّ خَشِنة المسّ شديدة صوتِ

الجسدِ إِذا حَكَّت بعضها ببعض مُتَحَرِّشة. والحِرْبِيش: حية كالأَفعى

ذاتُ قَرْنَين؛ قال رؤبة:

غَضْبى كأَفعى الرِّمْثة الحِرْبِيش

ابن الأَعرابي: هي الخَشْناء في صوتِ مشيها. الأَزهري: الحِرْبِش

والحِرْبِشة الأَفعى، وربما شدَّدُوا فقالوا: حِرِبِّش وحِرِبِّشة. أَبو خيرة:

من الأَفاعي الحِرْفش والحَرافش وقد يقول بعضُ العرب الحِرْبِش؛ قال ومن

ثم قالوا:

هل بلد الحِرْبِشِ إِلاَّ حِرْبِشا؟

حربش
. الحِرْبِشُ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ، وقَال الفَرّاء: الحِرْبِشُ والحِرْبِشَةُ بِكَسْرِهِمَا، قالَ: وقَدْ تُشَدَّدُ باؤُهما، فيُقَالُ: حِرْبِّشٌ وحِرْبِّشَةٌ: الأَفْعَى، وَهَكَذَا نَقَلَهُ الأَزْهَرِيّ والصّاغَانِيّ، أَو الكَبِيرَةُ مِنْهَا. ونَصُّ أَبي عَمْرو: الكَثِيرَةُ السُّمّ مِنْهَا، أَو هِيَ الخَشْنَاءُ فِي صَوْتِ مَشْيِهَا، عَن أَبِي عَمْروٍ، وَقَالَ أَبو خَيْرَة: مِنَ الأَفَاعِي الحِرْفِشُ والحُرَافِشُ، وقَدْ يَقُولُ بعضُ العَرَبِ الحِرْبِشُ، قَالَ: وَمن ثَمَّ قَالُوا: هَلْ تَلِدُ الحِرْبِشُ إلاّ حِرْبِشَا. وهُوَ كقَوْلِهِم: هَلْ تَلِدُ الحَيَّةُ إلاّ حَيَّةْ. وحِرْبِشُ بنُ نُمَيْر بنِ وَالِبَةَ بنِ الحارِثِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ دُودَان، بالكَسْرِ. قُلْتُ: لَا يُحْتَاج إلَى هَذَا الضَّبْطِ فإنّ الكَسْرَ مَفْهُوم من سِيَاقِ العِبَارَةِ فِي بَنِي أَسَدِ بنِ خُزَيْمَةَ بنِ مُدْرِكَةَ بنِ الياسِ بنِ مُضَرَ، قالَه ابنُ حَبِيب.
وحِرْبِشٌ: رجلٌ آخَرُ فِي بَنِي العَنْبَرِ من بَنِي تَميمٍ. وعَجُوزٌ حِرْبِشٌ: خَشِنَة المَسِّ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الحِرْبِيشُ، كقِنْدِيلٍ: الخَشِنُ، يُقَال: أَفْعَى حِرْبِيشٌ، قَالَ رُؤْبَةُ يُخَاطب عَاذِلَتهَ:

(أصْبَحْتِ من حِرْصٍ على التَّأْرِيشِ ... غَضْبَى كأَفْعَى الرِّمْثَةِ الحِرْبِيشِ)
وَقَالَ غَيره: أَفْعَى حِرْبِشٌ، وحِرْبِيشٌ: كثيرةُ السّمِّ، شَدِيدةُ صَوْتِ الجَسَدِ إِذا حَكَتْ بَعْضَها ببعضٍ مُتَحَرِّشَةً، وَقيل: الحِرْبِيشُ: حَيّةٌ كالأَفْعَى ذاتُ قَرْنَيْنِ، وَبِه فُسِّر قولُ رُؤْبَةَ.

حير

(حير) : الحائِرَةُ من الشّاءِ: التي لا تَشِبُّ أَبَداً، وهو من الناسِ أَيضاَ، يُقال: ما هُو إِلاّ حائِرٌ من الحَوائِرِ: لا خَيْرَ فيه. 
(ح ي ر) : (الْحَيْرَةُ) التَّحَيُّرُ وَفِعْلُهَا مِنْ بَابِ لَبِسَ وَقَوْلُهُ بِحَيْثُ (لَا تَحَارُ) فِيهِ الْعَيْنُ أَيْ ذَهَبَ ضَوْءُهَا فَلَا يَتَحَيَّرُ فِيهِ الْبَصَرُ (وَالْحِيرَةُ) بِالْكَسْرِ مَدِينَةٌ كَانَ يَسْكُنُهَا النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ وَهِيَ عَلَى رَأْسِ مِيلٍ مِنْ الْكُوفَةِ.
حير
يقال: حَارَ يَحَارُ حَيْرَة، فهو حَائِر وحَيْرَان، وتَحَيَّرَ واسْتَحَارَ: إذا تبلّد في الأمر وتردّد فيه، قال تعالى: كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرانَ [الأنعام/ 71] ، والحائر:
الموضع الذي يتحيّر به الماء، قال الشاعر:
واستحار شبابها
وهو أن يمتلئ حتى يرى في ذاته حيرة، والحيرة: موضع، قيل سمّي بذلك لاجتماع ماء كان فيه.
(حير) - في حديث ابن سِيرِين في غُسْل المَيِّت: "يُؤخَذ من سِدْرٍ فيُجعل في مَحارَةٍ أو سُكُرَّجة" . المَحارة، والحَيْرُ، والحائِرُ: المَوضِع الذي يجتمع فيه الماء، وجَمْع المَحَارة: مَحارٌ. قال ذو الرمة:
.... ومَنْ نُشِغَ المَحارَا * .
: أي أُوجِر في حَلْقه الماءُ أو غَيرُه، وأصلُ المَحارة: الصَّدَفَة.

حير


حَارَ (ي)(n. ac. حَيْرحَيْرَةِ []
حَيَر []
حَيَرَان [] )
a. Was confused, bewildered, dumb founded; whirled
eddied (water).
b. [Fī], Was embarrassed at, by (affair).

حَيَّرَa. Confused, embarrassed, bewildered.
b. Was developed, grown (youth).
c. Was amassed (water).
إِسْتَحْيَرَa. Was confused, bewildered, embarrassed.

حَيْرa. Enclosure, garden.

حَيْرَةa. see 2t
حِيْرَةa. Stupefaction, stupor; embarrassment, perplexity
bewilderment.

حَاْيِرa. Confused, confounded, perplexed, irresolute.
b. (pl.
حِيْرَاْن
حُيْرَاْن), Reservoir.
c. Garden.

حَارَة []
a. House.
b. Street, quarter.

حَيْرَان [] (pl.
حَيَارَى
حُيَارَى )
a. see 21 (a)
[حير] نه فيه: الرجال ثلاثة فرجل "حائر" بائر، أي متحير في أمره لا يدري كيف يهتدي فيه. وفي ح ابن عمر: ما أعطى رجل أفضل من الطرق يطرق الرجل الفحل فيلقح مائة فيذهب حيرى دهر، ويروى: حيرى دهر- بياء ساكنة، وحيرى دهر بياء مخففة، والكل من تحير الدهر وبقائه، ومعناه مدة الدهر ودوامه، أي ما أقام الدهر، فقيل ما حيرى الدهر؟ قال: لا يحسب، أي لا يعرف حسابه لكثرته، يريد أن أجر ذلك دائم أبداً لموضع دوام النسل. ش: "تحار" فيه القطا، بفتح مثناة فوق أي تتحير. غ: حيرى وحارى الدهر وحيره أبد الدهر. نه وفيه: فيجعل في "محارة" أو سكرجة، هي والحائر موضع يجتمع فيه الماء وأصلها الصدفة، وميمها زائدة. و"الحيرة" بكسر الحاء البلد القديم بظهر الكوفة، ومحلة بنيسابور.
ح ي ر

حار الرجل في أمره فهو حائر وحيران، وامرأة حيرى، وهم وهن حيارى، وحيرته فتحير. وحار بصره.

ومن المجاز: حار الماء في المكان وتحيّر واستحار إذا اجتمع ووقف، كأنه لا يدري كيف يجري. وجفنة مستحيرة: ممتلئة. وأتانا بمرقة مستحيرة: كثيرة الإهالة. واستقينا من الحائر والحيران، وهو شبه حوض يتحيّر فيه ماء المطر. واستحار شباب المرأة إذا تم وامتلأ. قال أبو ذؤيب:

ثلاثة أحوال فلما تجرمت ... علينا بهون واستحار شبابها ولا أفعل ذلك حيريّ دهر، وحيري دهر بالتخفيف أي ما وقف الدهر ودام، ويجوز أن يراد ماكر ورجع من حار يحور. ونشأ الحير وهو سحاب ماطر يتحير في الجو ويدوم.
ح ي ر : حَارَ فِي أَمْرِهِ يَحَارُ حَيَرًا مِنْ بَابِ تَعِبَ وَحَيْرَةً لَمْ يَدْرِ وَجْهَ الصَّوَابِ فَهُوَ حَيْرَانُ وَالْمَرْأَةُ حَيْرَى وَالْجَمْعُ حَيَارَى وَحَيَّرْتُهُ فَتَحَيَّرَ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَأَصْلُهُ أَنْ
يَنْظُرَ الْإِنْسَانُ إلَى شَيْءٍ فَيَغْشَاهُ ضَوْءٌ فَيَنْصَرِفَ بَصَرُهُ عَنْهُ وَالْحَائِرُ مَعْرُوفٌ قِيلَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ الْمَاءَ يَحَارُ فِيهِ أَيْ يَتَرَدَّدُ وَالْحِيرَةُ بِالْكَسْرِ بَلَدٌ قَرِيبٌ مِنْ الْكُوفَةِ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهِ حِيرِيٌّ عَلَى الْقِيَاسِ وَسُمِعَ حَارِيٌّ عَلَى غَيْرِ قِيَاسِ وَهِيَ غَيْرُ دَاخِلَةٍ فِي حُكْمِ السَّوَادِ لِأَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فَتَحَهَا صُلْحًا نَقَلَهُ السُّهَيْلِيُّ عَنْ الطَّبَرِيِّ. 
[حير] حارَ يَحارُ حَيْرَةً وحَيْراً ، أي تحَيَّرَ في أمره، فهو حَيْرانُ، وقوم حَُيارى. وحَيَّرْتُهُ أنا فَتَحَيَّر. وتَحَيَّرَ الماءُ: اجتمَعَ ودار. والحائِرُ: مُجتَمَع الماء، وجمعه حيرانٌ وحوران. ورجلٌ حائرٌ بائِرٌ، إذا لم يتجه لشئ. واستحير الشراب: أسيغ. قال العجاج: تسمع للجرع إذا استحيرا * للماء في أجوافها خريرا - وتحير المكان بالماء واستحار: إذا امتلأ. ومنه قول أبي ذؤيب:

تقضَّى شبابي واسْتَحارَ شَبابُها * أي تردَّدَ فيها واجتمع. والمُسْتَحِيرُ: سَحابٌ ثقيل متردّد ليس له ريحٌ تَسوقُه. قال الشاعر يمدح رجلا: كأن أصحابه بالقفز يمطرهم * من مُستَحِيرٍ غزيرٌ صوبه ديمُ - والحَيْرُ بالفتح: شِبه الحظيرة أو الحمى، ومنه الحير بكربلاء. والحيرة بالكسر: مدينة بقرب الكوفة، والنسبة إليها حيرى وحارى أيضا على غير قياس، كأنهم قلبوا الياء ألفا. ويقال: لا آتيكَ حِيريّ دهر، أي أبدا. 
حير
الحائرُ: حَوْضٌ يُسَيَّبُ إليه مَسِيْلُ الماءِ، والجَميعُ: حِيْرَانٌ، ويُسَمّى أيضاً: الحَيْرَ؛ لأنَّه يَتَحَيَّرُ فيه الماءُ. وتَحَيَّرَتِ الأرْضُ بالماءِ. وتَحَيَّرَ الرَّجُلُ: ضَلَّ فلم يَهْتَدِ لِسَبِيْلِه. وحارَ بَصَرُه يَحارُ حَيْرَةً وحَيْراً، وهو حَيْرَانٌ، والجَميعُ: حَيَاري، وامْرَأةٌ حَيْرى. والطَّرِيْقُ المُسْتَحِيْرُ: الذي يَأْخُذُ في عَرْضِ مَفازَةٍ لا يُدْري أيْنَ مَنْفَذُه.
واسْتَحَاَر الرَّجُلُ بمكانِ كذا: نَزَلَهُ أيّاماً. واسْتَحَارَ شَبَابُه: تَمَّ وانْتَهى. والبَعيرُ: ظَلَعَ، وأصْبَحَ بَعِيْرُكم مُسْتَحِيْراً.
والمُسْتَحَارُ من الأرَضِيْين: الذي في وُهْدَانٍ. والحِيْرَةُ: بَلَدٌ بِجَنْبِ الكُوْفَةِ، والنِّسْبَةُ إليها: حارِيُّ، وحِيْرُوا بهذا المَوْضِعِ: أي أقِيْمُوْا، وبه سُمِّيَتِ الحِيْرَةُ. والحِيْرَتانِ: الحِيْرَةُ والكُوْفَةُ. والحارَةُ: كُلُّ مَحَلَّةٍ دَنَتْ مَنازِلُهم. والمَحَارَةُ: الصَّدَفُ. والحِيَرُ: الكَثيرُ من الأهْلِ والمالِ، وهو الحائرُ أيضاً، وكذلك الوَدَكُ، وثَرِيْدَةٌ مُسْتَحِيْرَةٌ ومُتَحَيِّرَةٌ: كَثيرةُ الوَدَكِ.
ويقولونَ: لا أفْعَلُه حِيْرىَّ دَهْرٍ: أي آخِرَه، وقد تُسَكَّنُ الياءُ الأخِيرةُ. وأصْبَحَتِ الأرْضُ حَيْرَةً: أي مُخْضَرَّةً مُبْقِلَةً.
حير: حار: تردد في الأمر ولم يتأكد منه ولم يدر وجه الصواب. (بوشر).
وحار: ارتاب وتذبذب (بوشر، همبرت ص44).
حَيَّر: منع، عاق، عَوَّق (ألكالا) وفيه مُحيَّر: ممنوع ومعوَّق.
وحَيَّر: كظَّ المعدة وأتخمها (ألكالا).
تَحَيَّر: حار، تردد، أرتاب (بوشر).
وتحيَّر: تذبذب (بوشر، همبرت ص44).
احتار: تَحيَّر، تردد اضطرب بالاً، قلق وذهل واندهش (دي سلسي طرائف 2: 99).
واحتار: حار، تردد، تحيَّر (بوشر).
حَيْر: يجمع على حِيَار (معجم البلاذري).
وحَيْر: بمعنى البستان (القلائد ص173 تصحيحات تبعا للمقري 1: 416، 174).
حَيْرَة: مانع، عائق (ألكالا، دي سلان، مقدمة 1 ص75).
وحَيْرَة: تردد، اضطراب البال، قلق (فوك، بوشر).
وحَيْرَة: تحيَّر، انجذاب، سحر (بوشر).
وحَيْرَة: تردد، ارتياب، لثلثة (بوشر).
حيرى: خيرى (المستعني في مادة جيرى).
ونجد عند العياشي: معدن الزجاج الحيري وهو مايترجمه بربروجر (ص121) بما معناه: معدن الزجاج الأسود وهو يقول انه يجهل ما يعني هذا.
حَيْرَانُ حَيْرَانٌ في كليلة ودمنة (ص270) حائر، متردد قلق مضطرب البال (بوشر).
حائر: متردد، مرتاب (هلو) وهذا هو صواب قراءة الكلمة بدل جائر.
وحائِر: كسلان، متوانٍ (دوماس حياة العرب ص237).
وحائِر: بمعنى بحيرة، غدير، بركة، مصنع وتجمع على حوائر (تاريخ البربر 1: 413، 1: 13 (وأقرأ فيه حائراً، 414، 2: 400) وهذا هو صواب قراءة الكلمة في العبارات الثلاثة التي جاءت فيه.
حائِر: حائط: سياج (معجم البلاذري).
حائِر: بستان، مزرعة (معجم البلاذري).
تحيير: تعليق، تأجيل، عدول عن، وهو استعمال مجازي (بوشر).
مُحَيَّر: لحن من ألحان الموسيقى (محيط المحيط).
محاير: بساتين (المخطوطة المجهولة الهوية في مكتبة كوبنهاجن ص101) وفيها في الكلام عن نزهة: وخرجوا إلى مجائر (كذا) الحضرة وذلك على ترتيب الأسواق وأهل الصنائع.
مِحْيار: وردت في شعر الشنفري وقد نقلها دي ساسي في الطرائف (2: 137) وانظر (ص360) وقد ترجم فيها دي ساسي محيار الظلام بقوله: رجل غير شجاع يخيفه الظلام.
مستحير: حائر، بحرة، غدير، مصنع. (ديوان الهذليين ص190 قصيدة 46).
حير
حارَ يَحار، حَرْ، حَيْرةً وحَيَرانًا وحَيْرًا وحَيَرًا، فهو حائر وحَيْرانُ/ حَيْرانٌ
• حار بصرُه: ارتدَّ بعد أن عجز عن مواصلة النَّظر إلى الشَّيء.
• حار فلانٌ: تردَّد واضطرب وارتبك، ضلَّ سبيله ولم يهتد للصَّواب "حار ماذا يفعل وقد حلّت به مصيبة تلو الأخرى- رجل حائر بائر: إذا لم يتّجه لشّيء، ضالّ، تائه- صار في حيرة من أمره- {كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ} " ° حار بأمره/ حار في أمره: أصبح حائرًا لا يدري ماذا يفعل. 

احتارَ يَحْتار، احْتَرْ، احتيارًا، فهو مُحتار
• احتار فلانٌ: حار؛ ضلَّ سبيلَه ولم يهتد للصواب، تردَّد وشكَّ "احتار في أمره- احتارت عقولُ المشاهدين". 

تحيَّرَ يتحيَّر، تحيُّرًا، فهو متحيِّر
• تحيَّر فلانٌ: مُطاوع حيَّرَ: وقع في حيرة، أي في تردّد واضطراب وشكَّ "تحيّر الطالب بين خيارين". 

حيَّرَ يحيِّر، تحييرًا، فهو مُحيِّر، والمفعول مُحيَّر
• حيَّر الشَّخْصَ:
1 - أوقعه في حيرة، جعله في حيرة "ما الذي حيّركم؟ - حيّر خصومَه برباطة جأشه- قرار مُحيِّر- شخص مُحيَّر التفكير".
2 - أربكه وأذهله وأثار دهشتَه. 

حائر [مفرد]: اسم فاعل من حارَ. 

حارَة [مفرد]:
1 - حيّ، محلّة متّصلة المنازل، مدخل ضيِّق لمجموعة من المنازل (انظر: ح و ر - حارَة) "يسكن في الحارَة المجاورة".
2 - (رض) أحد المجازات أو المدارات المتوازيّة التي تُعيِّن الحُدودَ لمُتبارٍ في سباق خاصّةً السباحة أو المضمار. 

حَيْر [مفرد]: مصدر حارَ. 

حَيَر [مفرد]: مصدر حارَ. 

حَيْرانُ/ حَيْرانٌ [مفرد]: ج حَيارَى/ حَيْرانون، مؤ حَيْرَى/ حَيْرانة، ج مؤ حَيارَى/ حيرانات: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حارَ. 

حَيَران [مفرد]: مصدر حارَ. 

حَيْرَة [مفرد]: ج حَيْرات (لغير المصدر) وحَيَرات (لغير
 المصدر):
1 - مصدر حارَ.
2 - اسم مرَّة من حارَ. 
1519 - 
حِيرَة [مفرد]: ج حِيرات: حَيْرة؛ تردّد واضطراب "في حِيرة من أمره: حائر مضطرب". 

حير

1 حَارَ, [sec. Pers\. حِرْتَ,] aor. ـَ (S, A, Mgh, Msb, K,) and some say يَحِيرُ, but this is a mistake, (MF,) inf. n. حَيْرَةٌ (S, A, Mgh, K) and حَيَرٌ (S, Msb, K) and حَيْرٌ and حَيَرَانٌ, (K,) He was, or became, dazzled by a thing at which he looked, (T, Msb, K,) so that he turned away his eyes from it: this is the primary signification: (T, Msb:) and so ↓ تحيّر (A, * Mgh, * K) and ↓ استحار, (K,) and حاربَصَرُهُ (A, * TA) and بصره ↓ تحيّر. (Mgh, and S and A and K in art. قمر, &c.) b2: And hence, (T, Msb,) He was, or became, confounded, or perplexed, and unable to see his right course; (T, Msb, K, * TA;) as also ↓ تحيّر (Msb, K) and ↓ استحار. (K.) And حار, (S, A,) or حار فِى أَمْرِهِ, (Msb,) i. q. فى امره ↓ تحيّر [He was, or became, confounded, &c., in his affair, or case]. (S, A.) And [حار (see its part. n. حَائِرٌ) and] ↓ تحيّر [and ↓ استحار] He erred, or lost his way. (TA.) b3: Also, said of water, (A, Msb, K,) and ↓ تحيّر (S, A, K) and ↓ استحار, (A, K,) (tropical:) It became collected, (S, A, K,) and stayed, (A,) or went round, (S, K, *) or went to and fro, or fluctuated, (Msb, K,) in a place, as though it knew not which way to run. (A.) b4: See also 5.2 حيّرهُ He, or it, caused him to become confounded, or perplexed, and unable to see his right course. (S, * Msb, KL.) b2: [Accord. to Golius, as on the authority of the KL, حيّر, said of water, means (assumed tropical:) It was whirled round in an eddy: but to have this meaning, which I do not find in my copy of the KL, the verb should be حُيِّرَ.]4 احار [He, or it, caused a thing to descend easily down the throat: or it transmitted food to the stomach: see 10: and see also 4 in art. حور]. (S and K voce مِشْفَرٌ, q. v.) 5 تحيّر: see 1, in six places. b2: Also (tropical:) It (a cloud) continued without motion, pouring forth its rain, and not being driven by the wind: (IAar:) or went not in any direction: (K:) [and so ↓ استحار: see مُتَحَيِّرٌ.] b3: Also (assumed tropical:) It continued; said of time; (TA;) and in like manner it is said of a man. (MF.) And بِهِ ↓ حِيرُوا [if not a mistranscription for تَحَيَّرُوا] occurs as meaning (assumed tropical:) Remain ye therein; referring to a place. (TA.) And بِمَكَانٍ ↓ استحار (assumed tropical:) He alighted and abode some days in a place. (TA.) b4: تحيّر بِالمَآءَ (tropical:) It (a place, S, K, and land, TA) became full of water; as also ↓ استحار. (S, K, TA.) b5: تحيّرت الجَفْنَةُ (tropical:) The bowl became full of grease and food; (K, TA;) like as a watering-trough or tank becomes full of water. (TA.) b6: See also what follows.10 إِسْتَحْيَرَ see 1, in four places: b2: and 5, in three places. b3: استحار الشَّبَابُ (S, IB, A, K) and ↓ تحيّر (K) (tropical:) The sap [or vigour] of youth (مَآءُ الشَّبَابِ) flowed: (IB:) or became complete, and filled the body of a woman: (A:) or completely occupied the body: (K:) or filled it to the utmost: (TA:) or collected, and flowed to and fro, in the body of a woman. (As, S.) A2: اسْتُحِيرَ الشَّرَابُ The beverage, or wine, was made to descend easily down the throat. (S.) حَيْرٌ [An enclosure] like a حَظِيرَة: or a place of pasturage in which it is prohibited to the public to pasture their beasts. (S, K.) b2: See also حَائِرٌ.

A2: حَيْرَمَا [erroneously written by Golius حَارَمَا] i. q. رُبَّمَا. (K.) إِنَّهُ فِى حِيرَ بِيرَ and حِيرٍ بِيرٍ, like حُورٍ بُورٍ; (K;) i. e. Verily he is in a bad state, and a state of perdition: or in error. (TA.) [See also art. حور.]

حَيَرٌ: see what next follows.

حِيَرٌ (IAar, K) and ↓ حَيَرٌ (IB, K) Much property, or many cattle; and a numerous family: (K:) and أَنْعَامٌ حِيَرَاتٌ many cattle. (TA.) كَانَ حِيَرًا [app. for كان ذَا حِيَرٍ] is expl. by Th as meaning He was a possessor of much property, and of a numerous household and family. (TA.) b2: حِيَرَ دَهْرٍ: see حَيْرِىَّ الدَّهْرِ.

حَارَةٌ: see art. حور.

أَصْبَحَتِ الأَرْضُ حَيْرَةً The land became green with plants or herbage, (K,) by reason of much collecting and continuance of water therein. (TA.) حَارِىٌّ Made in the town of El-Heereh: applied to a sword, and a camel's saddle. (TA.) and A kind of leathern housings, made in El-Heereh, with which camels' saddles are ornamented. (TA.) A2: حَارِىَّ دَهْرٍ and حَارِىَّ الدَّهْرِ: see what next follows.

لَا آتِيهِ حَيْرِىَّ الدَّهْرِ (Ibn-'Omar, * Sh, * K) and حِيرِىَّ الدَّهْرِ (Sb, Akh, IAar, K) and حِيرِىَّ دَهْرٍ, (S,) or حِيرِى دَهْرٍ, (CK,) or حَيْرِى دَهْرٍ, (K, TA,) with the last letter quiescent, (K,) and حَيْرِىَ دَهْرٍ, or حِيرِىَ دَهْرٍ, (accord. to different copies of the K,) and دَهْرٍ ↓ حَارِىَّ (ISh, K) and الدَّهْرِ ↓ حَارِىَّ (ISh) and دَهْرٍ ↓ حِيَرَ, (IAar, K,) (tropical:) [I will not come to him, or it, or I will not do it,] while time lasts; (A, * K, * TA;) or ever: (ISh, K:) or it may mean while time returns; from حَارَ of which the aor. is يَحُورُ. (A, TA.) Also حَيْرِىَّ الدَّهْرِ, or حِيرِىَّ الدَّهْرِ, (tropical:) For an incalculable period of time. (Ibn-'Omar, Sh, IAth.) حَيْرَانُ (T, S, A, K) and ↓ حَائِرٌ (T, A, K) and ↓ مُتَحَيِّرٌ (TA) A man in a state of confusion, or perplexity, and unable to see his right course: (K, * TA:) erring; having lost his way: (T, TA:) fem. [of the first] حَيْرَى (Lh, T) and حَيْرَآءُ: (A, K:) and pl. [of the same] حَيَارَى (S, A, K) and حُيَارَى (K) and حَيْرَى, like the fem. sing. (Lh.) You say, لَا تَفْعَلْ ذٰلِكَ أُمُّكَ حَيْرَى [Do not thou that: may thy mother become in a state of confusion, &c.]: and لَا تَفْعَلُوا ذٰلِكَ أُمَّهَاتُكُمْ حَيْرَى

[Do not ye that: may your mothers become &c.]. (Lh.) And بَائِرٌ ↓ رَجُلٌ حَائِرٌ A man who does not apply himself rightly to an affair; (S, TA;) who knows not the right course to pursue in his affair; as also فِى أَمْرِهِ ↓ مُتَحَيِّرٌ. (TA. [See also the same phrase in art. حور.]) b2: [رَوْضةٌ حَيْرَى is (tropical:) A meadow full of water. (TA.) b3: [حَيْرَى is also applied as an epithet to the midday sun of summer: see a verse cited in the second paragraph of art. دوم.]

حَيِّرٌ: see مُتَحَيِّرٌ.

حَائِرٌ: see حَيْرَانُ, in two places. b2: Also (tropical:) A place in which water collects (S, K, TA) and goes to and fro: (TA:) a watering-trough, or tank, to which a stream of rain-water flows: (K:) or what resembles a watering-trough, or tank, in which the rain-water collects and remains: (A:) a depressed place (K, TA) in which water collects and remains, or goes round, or goes to and fro, not passing forth from it: (TA:) or a place in the ground depressed in the middle and having elevated edges or borders, (AHn, TA,) in which is water: (TA voce يَعْبُوبٌ:) and hence, (TA,) a garden; as also ↓ حَيْرٌ; (K;) which is the form used by most persons, and by the vulgar; like as they say عَيْشةُ for عَائِشَةُ: or this form is wrong: it is disallowed by AHn, notwithstanding its being mentioned by A 'Obeyd; but he mentions it only in one place, and it is not found in every copy of his work: (ISd:) pl. حِيرَانٌ (S, A, K) and حُورَانٌ. (S, K.) Hassán Ibn-Thábit uses the phrase حَائِرُ البَحْرِ [in a verse which I have cited in the first paragraph of art. رب, app. as meaning (assumed tropical:) The depth of the sea; or part of the sea in which is a confluence of the water, and where it goes round, or to and fro]. (TA.) A2: Also Grease; oily animal matter, that flows from flesh or fat. (K.) أَحْيَرُ مِنْ ضَبٍّ, and مِنْ وَرَلٍ, [More confounded, or perplexed, and unable to see his right course, than a dabb, and than a waral,] are two proverbs; (Meyd;) accord. to Hamzeh El-Isfahánee, said because the dabb, [a kind of lizard, as is also the waral,] when it quits its hole, is confounded, and cannot find the right way to to it; and the like is said of the waral. (Har p. 166.) مُتَحَيِّرٌ: see حَيْرَانُ, in two places. b2: الَكَواكِبُ المُتَحَيِّرَةُ (assumed tropical:) [The erratic stars; i. e. the planets;] the stars that [at one time appear to] retrograde and [at another time to] pursue a direct [and forward] course; also called الخُنَّسُ. (S in art. خنس.) b3: سَحَابٌ مُتَحَيِّرٌ (assumed tropical:) Clouds continuing without motion, pouring forth rain, and not driven by the wind: (IAar:) and ↓ مُسْتَحِيرٌ (assumed tropical:) clouds (سحاب) heavy, and moving to and fro, (S, K) not having any wind to drive them along: (S:) and ↓ حَيِّرٌ (tropical:) clouds, or clouds covering the sky, syn. غَيْمٌ, (Az, K, TA,) rising with rain, and continuing without motion, or moving to and fro, but remaining, in the sky: (Az, TA:) or this last signifies (tropical:) clouds (سحاب) raining, and continuing without motion, or moving to and fro, but remaining in the sky. (A, TA.) b4: See also what follows, in two places.

مُسْتَحِيرٌ A way leading across a desert, of which the place of egress is not known. (K.) b2: (assumed tropical:) Anything (TA) continuing endlessly: (IAar, TA:) or hardly, or never, ending; as also ↓ مُتَحَيِّرٌ. (Sh, TA.) See also this latter word.

A2: جَفْنَةٌ مُسْتَحِيرَةٌ (tropical:) A full bowl: (A:) or (assumed tropical:) a bowl containing much grease. (K.) And ↓ مَرَقَةٌ مُتَحَيِّرِةٌ (assumed tropical:) Broth containing much grease. (TA.)
(ح ي ر)

حارَ بَصَرُه يَحارُ حَيْرةً وحَيْراً وحَيراناً، وتحَّيَر، إِذا نظر إِلَى الشَّيْء فعَشِيَ.

وتحيَّر واستحارَ وحارَ، لم يهتد لسبيله. وَهُوَ حائِرٌ وحَيْرانُ، من قوم حَيارَى، وَالْأُنْثَى حَيْرَى.

وَحكى الَّلحيانيّ: لَا تفعل ذَلِك أمك حَيْرَى، أَي مُتَحِّيرةٌ، كَقَوْلِك: أمك ثَكْلَى، وَكَذَلِكَ الْجَمِيع، يُقَال: لَا تَفعلُوا ذَلِكُم أُمَّهَاتكُم حَيْرَى.

وَقَول الطرماح:

يَطوِى البعيدَ كطَيِّ الثوبِ هِزَّتُهُ ... كَمَا تَردَّدَ بالديمُومَةِ الحارُ

أَرَادَ: الحائُر، كَمَا قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

....وهِيَ أدْماءُ سارُها

يُرِيد: سائرها.

وَقد حَّيرَه الْأَمر.

والحَيرُ: التحَيُّرُ، قَالَ:

حَيْرانُ لَا يُبْرِئُه من الحَيَرْ

وحارَ المَاء فَهُوَ حائرٌ، وتحَّيرَ: تردد. وَأنْشد ثَعْلَب:

فهُنَّ يَروِينَ بِظمءٍ قاصِرٍ ... فِي رَبَبِ الطِّينِ بماءٍ حائرٍ

والحائرُ: مُجْتَمع المَاء، وَقيل هُوَ حَوْض يسيب إِلَيْهِ مسيل المَاء من الأمطار، وَقيل: الحائر الْمَكَان المطمئن يجْتَمع فِيهِ المَاء فيتحير لَا يخرج مِنْهُ، قَالَ:

صَعدَةٌ نابِتَةٌ فِي حائر ... أيْنما الريحُ تميَّلْها تَملْ

وَقَالَ أَبُو حنيفةَ: من مُطمئنَّات الأَرْض الحائرُ، وَهُوَ المكانُ المطمئنُّ الْمُرْتَفع الْحُرُوف، وَلَا يُقَال: حَيْرٌ، إِلَّا أَن أَبَا عبيد قَالَ فِي تَفْسِير رؤبة:

حَتَّى إِذا مَا هاج حِيرانُ الذُّرَقْ

الحيرانُ جمع حَيْرٍ، وَلم يقلها أحد غَيره، وَلَا قَالَهَا هُوَ إِلَّا فِي تَفْسِير هَذَا الْبَيْت، وَلَيْسَ ذَلِك أَيْضا فِي كل نُسْخَة.

وَاسْتعْمل حسان بن ثَابت الحائرَ فِي الْبَحْر فَقَالَ:

ولأنتِ أحْسَنُ إِذْ برزتِ لنا ... يومَ الخروجِ بساحةِ العَقْرِ

من دُرَّةٍ أغْلىَ بهَا مَلِكٌ ... ممَّا تربَّبَ حائرُ البَحْرِ

وَالْجمع من كل ذَلِك: حِيرَانٌ وحُورَانٌ.

وَقَالُوا: لهَذِهِ الدَّار حائرٌ وَاسع. والعامة تَقول: حَيْرٌ، وَهُوَ خطأ.

والحائِرُ: كربلاء، سميت بِأحد هَذِه الْأَشْيَاء.

واستحارَ الْمَكَان بِالْمَاءِ وتَحَّيَرَ: تمَّلأ. وتَحَيَّر فِيهِ المَاء اجْتمع. وتحَيَّرَ المَاء فِي الْغَيْم اجْتمع، وَإِنَّمَا سمي مُجْتَمع المَاء حائِراً بتَحَيُّرِه فِيهِ يرجع أقصاه إِلَى أدناه.

وتحيَّرت الأَرْض بِالْمَاءِ لكثرته، قَالَ لبيد:

حتَّى تحيَّرت الدّبَارُ كأنَّها ... زَلَفٌ وأُلقِىَ قِتْيبُها المحزومُ

الدبار المشارات، والزلف المصانع.

واستَحارَ شباب الْمَرْأَة وتَحيَّرَ، امْتَلَأَ وَبلغ الْغَايَة، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

ثلاثةُ أحوالٍ فلمَّا تجرَّمَتْ ... إِلَيْنَا بسوءٍ واستحارَ شبابُها

وَقَالَ النَّابِغَة الذبياني، وَذكر فرج الْمَرْأَة: وَإِذا لمسْتَ لَمستَ أجْثَمَ جاثِماً ... مُتَحِّيراً بمكانِه مِلءَ اليَدِ

والحَيِّرُ: الْغَيْم ينشأ مَعَ الْمَطَر فيتحَيَّرُ فِي السَّمَاء وتَحَيَّر السَّحَاب، لم يتَّجه جِهَة.

والحائرُ: الودك. ومرقة مُتَحِّيرةٌ: كَثِيرَة الإهالة وَالدَّسم. وتحَيَّرت الْجَفْنَة، امْتَلَأت طَعَاما ودسما.

فَأَما مَا انشده الْفَارِسِي لبَعض الهذليين:

إمَّا صَرَمْتِ جديدَ الحِبا ... ل مني وغَّيركِ الآشِبُ

فياربَّ حَيْرى جُماديَّةٍ ... تَحَّدرَ فِيهَا النَّدى الساكِبُ

فَإِنَّهُ عَنى رَوْضَة مُتحيرةً بِالْمَاءِ.

والمحَارةُ: الصدفة، وَجَمعهَا مَحارٌ، قَالَ ذُو الرمة:

فأْلأَمُ مُرضَعٍ نُشِعَ المَحارَا

أَرَادَ: مَا فِي المحارِ.

ومَحارةُ الْأذن: صَدَفتُها، وَقيل: هِيَ مَا أحَاط بسموم الْأذن من قَعْر صحنيهما، وَقيل: محَارة الْأذن جوفها الظَّاهِر المتقعر. والمحارة أَيْضا: مَا تَحت الإطار.

والمحارَةُ: الحنك، وَمَا خلف الفراشة من أَعلَى الْفَم.

والمحارَةُ: منفذ النَّفس إِلَى الخياشيم.

والمحَارةُ: النقرة الَّتِي فِي كعبرة الْكَتف. والمحارَةُ: نقرة الورك.

والمحارَتانِ: رَأْسا الورك المستديران اللَّذَان تَدور فيهمَا رُؤُوس الفخذين.

والمحَارُ، بِغَيْر الْهَاء، من الْإِنْسَان: الحنك، وَمن الدَّابَّة حَيْثُ يحنك البيطار.

وَطَرِيق مُستَحيرٌ: يَأْخُذ فِي عرض مفازة وَلَا يدْرِي أَيْن منفذه، قَالَ: ضاحِي الأخاديدِ ومُستحيرِه

فِي لَا حبٍ يَركَبْنَ ضِيفيَ نِيْرِهِ

واستحارَ الرجل بمَكَان كَذَا وَكَذَا: نزله أَيَّامًا.

والحِيَرُ والحَيَرُ: الْكثير من المَال والأهل قَالَ:

أعوذُ بالرحمَنِ من مالٍ حَيَرْ

يُصلِينيَ الله بِهِ حَرَّ سَقَرْ

وَقَوله انشده ابْن الْأَعرَابِي:

يَا من رأىَ النعمانَ كَانَ حِيَرَا

قَالَ ثَعْلَب: أَي كَانَ ذَا مَال كثير وخول وَأهل.

والحارةُ: كل محلّة دنت مَنَازِلهمْ.

والحِيرَةُ: بلد بِجنب الْكُوفَة ينزلها نَصَارَى الْعباد، وَالنِّسْبَة إِلَيْهَا حارِيّ، وَهُوَ من نَادِر معدول النّسَب، قلبت الْيَاء فِيهِ ألفا وَهُوَ قلب شَاذ غير مقيس عَلَيْهِ غَيره.

وَالسُّيُوف الحارِيَّةُ: المعمولة بِالْحيرَةِ، قَالَ:

فلمَّا دخلناه أضَفْنا ظهورَنَا ... إِلَى كلِّ حارِيَ قَشيبٍ مُشَطَّبِ

يَقُول: أَنهم احتبوا بِالسُّيُوفِ. وَكَذَلِكَ الرّحال الحاريَّاتُ، قَالَ الشماخ:

يَسرِى إِذا نامَ بَنو السُرَياتْ

يَنامُ بَين شُعَبِ الحاريَّاتْ

والحاريُّ: أنماط نطوع تعْمل بِالْحيرَةِ تزين بهَا الرّحال، أنْشد يَعْقُوب:

عَقْماً ورَقْماً وحارِياًّ تُضاعفُه ... على قلائصَ أمثالِ الهَجانِيعِ

والمُستَحيرَةُ: مَوضِع، قَالَ مَالك بن خَالِد الخناعي: ويَمَّمْتُ قاعَ المستَحيرَةِ إنَّني ... بِأَن يَتلاحَوا آخِرَ اليومِ آربُ

وَلَا أفعل ذَلِك حِيرىَّ دهر، وحيرَى دهر، أَي أمد الدَّهْر. وحيرى دهر مُخَفّفَة من حيرِىّ، كَمَا قَالَ الفرزدق:

تأمَّلتُ نَسْراً والسّماكَيْنِ أْيهُما ... عليَّ من الغيثِ استَهلَّتْ مواطِرُه

وَقد يجوز أَن يكون وَزنه فعلى، فَإِن قيل: كَيفَ ذَلِك وَالْهَاء لَازِمَة لهَذَا الْبناء فِيمَا زعم سِيبَوَيْهٍ؟ فَإِن هَذَا قد يكون نَادرا من بَاب انْقَحْلٍ وَحكى ابْن الْأَعرَابِي: لَا آتيكَ حِيرِىَّ الدَّهْر، أَي طول الدَّهْر، وحِيَرَ الدَّهْر، قَالَ: وَهُوَ جمع حِيرىٍّ. وَلَا أَدْرِي كَيفَ هَذَا.

والحِيارانِ: مَوضِع، قَالَ الْحَارِث بن حلزة:

وَهُوَ الربُّ والشهيدُ على يو ... مِ الحِيَارَينِ والبلاءُ بلاءُ

حير: حار بَصَرُه يَحارُ حَيْرَةً وحَيْراً وحَيَراناً وتَحيَّر إِذا

نظر إِلى الشيء فَعَشيَ بَصَرُهُ. وتَحَيَّرَ واسْتَحَارَ وحارَ: لم يهتد

لسبيله. وحارَ يَحَارُ حَيْرَةً وحَيْراً أَي تَحَيَّرَ في أَمره؛

وحَيَّرْتُه أَنا فَتَحَيَّرَ. ورجل حائِرٌ بائِرٌ إِذا لم يتجه لشيء. وفي حديث

عمر، رضي الله عنه: الرجال ثلاثة، فرجل حائر بائر أَي متحير في أَمره لا

يدري كيف يهتدي فيه. وهو حائِرٌ وحَيْرانُ: تائهٌ من قوم حَيَارَى،

والأُنثى حَيْرى. وحكى اللحياني: لا تفعل ذلك أُمُّكَ حَيْرَى أَي

مُتَحَيِّرة، كقولك أُمُّكَ ثَكْلَى وكذلك الجمع؛ يقال: لا تفعلوا ذلك أُمَّهاتُكُمْ

حَيْرَى؛ وقول الطرماح:

يَطْوِي البَعِيدَ كَطَيِّ الثَّوْبِ هِزَّتُهُ،

كما تَرَدَّدَ بالدَّيْمُومَةِ الحَارُ

أَراد الحائر كما قال أَبو ذؤيب: وهي أَدْماءُ سارُها؛ يريد سائرها. وقد

حَيَّرَهُ الأَمر. والحَيَرُ: التَّحَيُّرُ؛ قال:

حَيْرانُ لا يُبْرِئُه من الحَيَرْ

وحارَ الماءُ، فهو حائر. وتَحَيَّرَ: تَرَدَّدَ؛ أَنشد ثعلب:

فَهُنَّ يَروَيْنَ بِظِمْءٍ قاصِرِ،

في رَبَبِ الطِّينِ، بماءٍ حائِرِ

وتَحَيَّر الماءُ: اجْتَمع ودار. والحائِرُ: مُجْتَمَعُ الماء؛ وأَنشد:

مما تَرَبَّبَ حائِرَ البَحْرِ

قال: والحاجر نحو منه، وجمعه حُجْرانٌ. والحائِرُ: حَوْضٌ يُسَبَّبُ

إِليه مَسِيلُ الماء من الأَمطار، يسمى هذا الاسم بالماء. وتَحَيَّر الرجلُ

إِذا ضَلَّ فلم يهتد لسبيله وتَحَيَّر في أَمره. وبالبصرة حائِرُ

الحَجَّاجِ معروف: يابس لا ماء فيه، وأَكثر الناس يسميه الحَيْرَ كما يقولون

لعائشة عَيْشَةُ، يستحسنون التخفيف وطرح الأَلف؛ وقيل: الحائر المكان

المطمئن يجتمع فيه الماء فيتحير لا يخرج منه؛ قال:

صَعْدَةٌ نابِتَةٌ في حائِر،

أَيْنَما الرِّيحُ تُمَيِّلْها تَمِلْ

وقال أَبو حنيفة: من مطمئنات الأَرض الحائِرُ، وهو المكان المطمئن

الوَسَطِ المرتفعُ الحروفِ، وجمعه حِيرانٌ وحُورانٌ، ولا يقال حَيْرٌ إِلا أَن

أَبا عبيد قال في تفسير قول رؤبة:

حتى إِذا ما هاجَ حِيرانُ الدَّرَقْ

الحِيران جمع حَيْرٍ، لم يقلها أَحد غيره ولا قالها هو إِلا في تفسير

هذا البيت. قال ابن سيده: وليس كذلك أَيضاً في كل نسخة؛ واستعمل حسان بن

ثابت الحائر في البحر فقال:

ولأَنتِ أَحْسَنُ إِذْ بَرَزْت لَنا،

يومَ الخُروجِ، بِسَاحَة العَقْرِ

من دُرَّةٍ أَغْلَى بها مَلِكٌ،

مما تَرَبَّبَ حائِرَ البَحْرِ

والجمع حِيرَانٌ وحُورَانٌ. وقالوا: لهذه الدار حائِرٌ واسعٌ، والعامّة

تقول: حَيْرٌ، وهو خطأٌ. والحائِرُ: كَرْبَلاءُ، سُميت بأَحدِ هذه

الأَشياء. واسْتحارَ المكان بالماء وتَحَيَّر: تَمَلأَ. وتَحَيَّر فيه الماء:

اجتمعَ. وتَحَيَّرَ الماءُ في الغيم: اجتمع، وإِنما سمي مُجْتَمَعُ الماء

حائراً لأَنه يَتَحَيَّرُ الماء فيه يرجع أَقصاه إِلى أَدناه؛ وقال

العجاج:

سَقَاهُ رِيّاً حائِرٌ رَوِيُّ

وتَحَيَّرَتِ الأَرضُ بالماء إِذا امتلأَتْ. وتَحَيَّرَتِ الأَرضُ

بالماء لكثرته؛ قال لبيد:

حتى تَحَيَّرَتِ الدَّبارُ كأَنَّها

زَلَفٌ، وأُلْقِيَ قِتْبُها المَحْزُومُ

يقول: امتلأَت ماء. والديار: المَشَارات

(* قوله: «المشارات» أي مجاري

الماء في المزرعة كما في شرح القاموس).

والزَّلَفُ: المَصانِعُ.

واسْتَحار شَبَابَ المرأَة وتَحَيَّرَ: امتلأَ وبلغ الغابة؛ قال أَبو

ذؤيب:

وقد طُفْتُ من أَحْوالِهَا وأَرَدْتُها

لِوَصْلٍ، فأَخْشَى بَعْلَها وأَهَابُها

ثلاثةَ أَعْوَامٍ، فلما تَجَرَّمَتْ

تَقَضَّى شَبابِي، واسْتَحارَ شبابُها

قال ابن بري: تجرّمت تكملت السنون. واستحار شبابها: جرى فيها ماء

الشباب؛ قال الأَصمعي: استحار شبابها اجتمع وتردّد فيها كما يتحير الماء؛ وقال

النابغة الذبياني وذكر فرج المرأَة:

وإِذا لَمَسْتَ، لَمَسْتَ أَجْثَمَ جاثِماً

مُتَحَيِّراً بِمكانِه، مِلْءَ اليَدِ

(* في ديوان النابغة: متحيِّزاً).

والحَيْرُ: الغيم ينشأُ مع المطر فيتحير في السماء. وتَحَيَّر السحابُ:

لم يتجه جِهَةً. الأَزهري: قال شمر والعرب تقول لكل شيء ثابت دائم لا

يكاد ينقطع: مُسْتَحِيرٌ ومُتَحَيِّرٌ؛ وقال جرير:

يا رُبَّما قُذِفَ العَدُوُّ بِعَارِضٍ

فَخْمِ الكَتائِبِ، مُسْتَحِيرِ الكَوْكَبِ

قال ابن الأَعرابي: المستحير الدائم الذي لا ينقطع. قال: وكوكب الحديد

بريقه. والمُتَحيِّرُ من السحاب: الدائمُ الذي لا يبرح مكانه يصب الماء

صبّاً ولا تسوقه الريح؛ وأَنشد:

كَأَنَّهُمُ غَيْثٌ تَحَيَّر وَابِلُهْ

وقال الطرماح:

في مُسْتَحِيرِ رَدَى المَنُو

نِ، ومُلْتَقَى الأَسَل النَّواهِل

قال أَبو عمرو: يريد يتحير الردى فلا يبرح. والحائر: الوَدَكُ:

ومَرَقَةٌ مُتَحَيَّرَةٌ: كثيرة الإِهالَةِ والدَّسَمِ. وتَحَيَّرَتِ الجَفْنَةُ:

امتلأَت طعاماً ودسماً؛ فأَما ما أَنشده الفارسي لبعض الهذليين:

إِمَّا صَرَمْتِ جَدِيدَ الحِبا

لِ مِنِّي، وغَيَّرَكِ الأَشْيَبُ

فيا رُبَّ حَيْرَى جَمادِيَّةٍ،

تَحَدَّرَ فيها النَّدَى السَّاكِبُ

فإِنه عنى روضة متحيرة بالماء.

والمَحارَةُ: الصَّدَفَةُ، وجمعها مَحارٌ؛ قال ذو الرمة

فَأَلأَمُ مُرْضَعٍ نُشِغَ المَحَارَا

أَراد: ما في المحار. وفي حديث ابن سيرين في غسل الميت: يؤخذ شيء من

سِدْرٍ فيجعل في مَحارَةٍ أَو سُكُرُّجَةٍ؛ قال ابن الأَثير: المَحارَةُ

والحائر الذي يجتمع فيه الماء، وأَصل المَحْارَةِ الصدفة، والميم زائدة.

ومَحارَةُ الأُذن: صدفتها، وقيل: هي ما أَحاط بِسُمُومِ الأُذُنِ من قَعْرِ

صَحْنَيْها، وقيل: مَحارَةُ الأُذن جوفها الظاهر المُتَقَعِّرُ؛ والمحارة

أَيضاً: ما تحت الإِطارِ، وقيل: المحارة جوف الأُذن، وهو ما حول

الصِّماخ المُتَّسِعِ. والمَحارَةُ: الحَنَكُ وما خَلْفَ الفَراشَةِ من أَعلى

الفم. والمحارة: مَنْفَذُ النَّفَسِ إِلى الخياشيم. والمَحارَةُ:

النُّقْرَةُ التي في كُعْبُرَةِ الكَتِف. والمَحارَةُ: نُقْرَةُ الوَرِكِ.

والمَحارَتانِ: رأْسا الورك المستديران اللذان يدور فيهما رؤوس الفخذين.

والمَحارُ، بغير هاء، من الإِنسان: الحَنَكُ، ومن الداية حيث يُحَنِّكُ

البَيْطارُ. ابن الأَعرابي: مَحارَةُ الفرس أَعلى فمه من باطن.

وطريق مُسْتَحِيرٌ: يأْخذ في عُرْضِ مَسَافَةٍ لا يُدرى أَين مَنْفَذُه؛

قال:

ضاحِي الأَخادِيدِ ومُسْتَحِيرِهِ،

في لاحِبٍ يَرْكَبْنَ ضِيفَيْ نِيرِهِ

واستحار الرجل بمكان كذا ومكان كذا: نزله أَياماً.

والحِيَرُ والحَيَرُ: الكثير من المال والأَهل؛ قال:

أَعُوذُ بالرَّحْمَنِ من مالٍ حِيَرْ،

يُصْلِينِيَ اللهُ به حَرَّ سَقَرْ

وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

يا من رَأَى النُّعْمان كانَ حِيَرَا

قال ثعلب: أَي كان ذا مال كثير وخَوَلٍ وأَهل؛ قال أَبو عمرو بن العلاء:

سمعت امرأَة من حِمْيَر تُرَقِّصُ ابنها وتقول:

يا رَبَّنا مَنْ سَرَّهُ أَن يَكْبَرَا،

فَهَبْ له أَهْلاً ومالاً حِيَرَا

وفي رواية: فَسُقْ إِليه رَبِّ مالاً حِيَرَا. والحَيَرُ: الكثير من

أَهل ومال؛ وحكى ابن خالويه عن ابن الأَعرابي وحده: مال حِيَرٌ، بكسر الحاء؛

وأَنشد أَبو عمرو عن ثعلب تصديقاً لقول ابن الأَعرابي:

حتى إِذا ما رَبا صَغِيرُهُمُ،

وأَصْبَحَ المالُ فِيهِمُ حِيَرَا

صَدَّ جُوَيْنٌ فما يُكَلِّمُنا،

كأَنَّ في خَدِّه لنا صَعَرا

ويقال: هذه أَنعام حِيراتٌ أَي مُتَحَيِّرَة كثيرة، وكذلك الناس إِذا

كثروا.

والحَارَة: كل مَحَلَّةٍ دنت مَنازِلُهم فهم أَهل حارَةٍ. والحِيرةُ،

بالكسر: بلد بجنب الكوفة ينزلها نصارى العِبَاد، والنسبة إِليها حِيرِيٌّ

وحاريٌّ، على غير قياس؛ قال ابن سيده: وهو من نادر معدول النسب قلبت الياء

فيه أَلفاً، وهو قلب شاذ غير مقيس عليه غيره؛ وفي التهذيب: النسبة

إِليها حارِيٌّ كما نسبوا إِلى التَّمْرِ تَمْرِيٌّ فأَراد أَن يقول

حَيْرِيٌّ، فسكن الياء فصارت أَلفاً ساكنة، وتكرر ذكرها في الحديث؛ قال ابن

الأَثير: هي البلد القديم بظهر الكوفة ومَحَلَّةٌ معروفة بنيسابور. والسيوف

الحارِيَّةُ: المعمولة بالحِيرَةِ؛ قال:

فلمَّا دخلناهُ أَضَفْنا ظُهُورَنا

إِلى كُلِّ حارِيٍّ فَشِيبٍ مُشَطَّبِ

يقول: إِنهم احْتَبَوْا بالسيوف، وكذلك الرجال الحارِيَّاتُ؛ قال

الشماخ:يَسْرِي إِذا نام بنو السَّريَّاتِ،

يَنامُ بين شُعَبِ الحارِيَّاتِ

والحارِيُّ: أَنْماطُ نُطُوعٍ تُعمل بالحِيرَةِ تُزَيَّنُ بها

الرِّحالُ؛ أَنشد يعقوب:

عَقْماً ورَقْماً وحارِيّاً نُضاعِفُهُ

على قَلائِصَ أَمثالِ الهَجانِيعِ

والمُسْتَحِيرَة: موضع؛ قال مالك بن خالد الخُناعِيُّ:

ويمَّمْتُ قاعَ المُسْتَحِيرَةِ، إِنِّني،

بأَن يَتَلاحَوْا آخِرَ اليومِ، آرِبُ

ولا أَفعل ذلك حَيْرِيْ دَهْرٍ وحَيْرِيَّ دَهْرٍ أَي أَمَدَ الدَّهْرِ.

وحَيْرِيَ دَهْرٍ: مخففة من حَيْرِيّ، كما قال الفرزدق:

تأَمَّلْتُ نَسْراً والسِّماكَيْنِ أَيْهُمَا،

عَلَيَّ مِنَ الغَيْثَ، اسْتَهَلَّتْ مَواطِرُهْ

وقد يجوز أَن يكون وزنه فَعْلِيَ؛ فإِن قيل: كيف ذلك والهاء لازمة لهذا

البناء فيما زعم سيبويه؟ فإِن كان هذا فيكون نادراً من باب إِنْقَحْلٍ.

وحكى ابن الأَعرابي: لا آتيك حِيْرِيَّ الدهر أَي طول الدهر، وحِيَرَ

الدهر؛ قال: وهو جمع حِيْرِيّ؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيف هذا؛ قال

الأَزهري: وروى شمر بإِسناده عن الرَّبِيع بن قُرَيْعٍ قال: سمعت ابن عمر يقول:

أَسْلِفُوا ذاكم الذي يوجبُ الله أَجْرَهُ ويرُدُّ إِليه مالَهُ، ولم

يُعْطَ الرجلُ شيئاً أَفضلَ من الطَّرْق، الرجلُ يُطْرِقُ على الفحل أَو على

الفرس فَيَذْهَبُ حَيْرِيَّ الدهر، فقال له رجل: ما حَيْرِيُّ الدهر؟

قال: لا يُحْسَبُ، فقال الرجلُ: ابنُ وابِصَةَ ولا في سبيل الله، فقال: أَو

ليس في سبيل الله؟ هكذا رواه حَيْرِيَّ الدهر، بفتح الحاء وتشديد الياء

الثانية وفتحها؛ قال ابن الأَثير: ويروى حَيْرِيْ دَهْرٍ، بياء ساكنة،

وحَيْرِيَ دَهْرٍ، بياء مخففة، والكل من تَحَيُّرِ الدهر وبقائه، ومعناه

مُدَّةَ الدهر ودوامه أَي ما أَقام الدهرُ. قال: وقد جاء في تمام الحديث:

فقال له رجل: ما حَيْرِيُّ الدهر؟ فقال: لا يُحْسَبُ؛ أَي لا يُعْرَفُ

حسابه لكثرته؛ يريد أَن أَجر ذلك دائم أَبداً لموضع دوام النسل؛ قال: وقال

سيبويه العرب تقول: لا أَفعل ذلك حَيْرِيْ دَهْرٍ أَي أَبداً. وزعموا أَن

بعضهم ينصب الياء في حَيْرِيَ دَهْرٍ؛ وقال أَبو الحسن: سمعت من يقول لا

أَفعل ذلك حِيْرِيَّ دَهْرٍ، مُثَقَّلَةً؛ قال: والحِيْرِيُّ الدهر كله؛

وقال شمر: قوله حِيْرِيَّ دَهْرٍ يريد أَبداً؛ قال ابن شميل: يقال ذهب

ذاك حارِيَّ الدَّهْرِ وحَيْرِيَّ الدهر أَي أَبداً. ويَبْقَى حارِيَّ دهر

أَي أَبداً. ويبقى حارِيَّ الدهر وحَيْرِيَّ الدهر أَي أَبداً؛ قال:

وسمعت ابن الأَعرابي يقول: حِيْرِيَّ الدهر، بكسر الحاء، مثل قول سيبويه

والأَخفش؛ قال شمر: والذي فسره ابن عمر ليس بمخالف لهذا إِنما أَراد لا

يُحْسَبُ أَي لا يمكن أَن يعرف قدره وحسابه لكثرته ودوامه على وجه الدهر؛ وروى

الأَزهري عن ابن الأَعرابي قال: لا آتيه حَيْرِيْ دهر وحِيْرِيَّ دهر

وحِيَرَ الدَّهْرِ؛ يريد: ما تحير من الدهر. وحِيَرُ الدهرِ: جماعةُ

حِيْرِيَّ؛ وأَنشد ابن بري للأَغلب العجلي شاهداً على مآلِ حَيَر، بفتح الحاء،

أَي كثير:

يا من رَأَى النُّعْمانَ كانَ حَيَرَا،

من كُلِّ شيءٍ صالحٍ قد أَكْثَرَا

واسْتُحِيرَ الشرابُ: أُسِيغَ؛ قال العجاج:

تَسْمَعُ لِلْجَرْعِ، إِذا اسْتُحِيرَا،

للماءِ في أَجْوافِها خَرِيرَا

والمُسْتَحِيرُ: سحاب ثقيل متردّد ليس له ريح تَسُوقُهُ؛ قال الشاعر

يمدح رجلاً:

كأَنَّ أَصحابَهُ بالقَفْرِ يُمْطِرُهُمْ،

من مُسْتَحِيرٍ، غَزِيرٌ صَوْبُهُ دِيَمُ

ابن شميل: يقول الرجل لصاحبه: والله ما تَحُورُ ولا تَحُولُ أَي ما

تزداد خيراً. ثعلب عن ابن الأَعرابي: والله ما تَحُور ولا تَحُول أَي ما

تزداد خيراً. ابن الأَعرابي: يقال لِجِلْدِ الفِيلِ الحَوْرانُ ولباطن

جِلْدِهِ الحِرْصِيانُ.

أَبو زيد: الحَيِّرُ الغَيْمُ يَنْشَأُ مع المطر فَيَتَحَيَّرُ في

السماء.

والحَيْرُ، بالفتح: شِبْهُ الحَظِيرَة أَو الحِمَى،، ومنه الحَيْرُ

بِكَرْبَلاء.

والحِيَارانِ: موضع؛ قال الحرثُ بنُ حِلَّزَةَ:

وهُوَ الرَّبُّ والشَّهِيدُ عَلَى يو

م الحِيارَيْنِ، والبلاءُ بَلاءُ

حير
: ( {حَارَ) بَصَرُه (} يَحَارُ {حَيْرَةً} وحَيْراً {وحَيَراً} وحَيرَاناً) ، بالتَّحْرِيك فِيهِمَا، قَالَ العَجَّاجُ:
{حَيْرَانَ لَا يُبْرِئُه من} الحَيَرْ
وَحْيُ الزَّبُورِ فِي الكِتَاب المُزْدَبَرْ
( {وَتَحَيَّر،} واسْتَحَارَ) إِذا (نَظَرَ إِلَى الشَّيْءِ فعَشِيَ) بَصَرَهُ. (و) {حَارَ} واسْتَحَارَ: (لَمْ يَهْتَدِ لِسَبِيلِه) . {وحَارَ} يَحَار {حَيْرَةً (فَهُوَ} حَيْرَانُ) ، بفَتْح فسُكُون، أَي {تَحَيَّر فِي أَمْره.
(و) رجل (} حَائِرٌ) بَائِرٌ، إِذا لم يتَّجِه لِشَيْءٍ. وَقد جاءَ ذالِك فِي حَدِيثِ عُمَر رَضِيَ الله عَنهُ، كَمَا تَقَدّمَ فِي (بير) وَهُوَ المُتَحَيِّر فِي أَمره لَا يَدْرِي كَيفَ يَهْتَدِي فِيه. (وَهِي {حَيْرَاءُ) ، أَي كَصَحْرَاءَ، هاكذا فِي النُّسَخ، ومثلُه فِي الأَساس وَالَّذِي فِي التَّهذيب: وَهُوَ} حَائِرٌ {وحَيْرانُ: تائِهٌ، والأُنثَى} حَيْرَى.
وحَكَى اللَّحْيَانِيّ: لَا تَفْعَل ذالك، أُمُّك حَيْرَى. أَي {مُتَحَيِّرة، كَقَوْلِك: أُمُّك ثَكْلَى، وكذالك الجَميع. يُقَال لَا تَفْعَلُوا ذالِك أُمَّهاتُكم حَيْرَى.
(وَهُمْ} حَيَارَى) ، بالفَتْح، (ويُضَمُّ) . قَالَ شَيْخُنَا: واستعمَلَ بَعْض فِي مُضَارع {حَارَ} يَحِير كَبَاع يَبِيع، بِنَاء على أَنَّه يائِيُّ العَيْن وَهُوَ غَلَط ظاهِر لَا يعرِفُه أَحَد وإِن كَانَ رُبَّما ادُّعِيَ أَخْذُه من اصْطِلاح المُصَنِّف.
قلت: وَفِي المِصْبَاح: {حارَ فِي أَمْره} يَحارُ، من بَاب تَعِب: لم يَدْرِ وَجْهَ الصَّوَابِ، فَهُوَ {حَيْرَانُ:
وَفِي التَّهْذِيب: أَصْلُ} الحَيْرَة أَنْ يَنظُر الإِنسَانُ إِلى شَيْءٍ فيَغْشَاه ضَوْؤُه فيَصْرِفَ بصَرَه عَنهُ.
(و) من المَجاز: حَارَ (المَاءُ) فِي المَكَان: وَقَفَ و (تَرَدَّدَ) كأَنَّهُ لَا يَدْرِي كيفَ يَجْرِي، {كتَحَيَّرَ} واسْتَحَارَ.
( {والحَائِرُ: مُجْتَمَعُ المَاءِ) ،} يَتَّحَيَّرُ الماءُ فِيهِ يَرْجِعُ أَقْصَاهُ إِلَى أَدْناه، أَنْشَدَ ثَعْلَب:
فِي رَبَبِ الطِّينِ بماءٍ حائِرِ
وَقد {حارَ} وتَحَيَّر، إِذا اجْتَمَعَ ودَارَ. قَالَ: والحاجِرُ نَحْو مِنْهُ، وجَمعُه حُجْرَانٌ. وَقَالَ العَجَّاج:
سَقَاهُ رِيًّا {حائِرٌ رَوِيُّ
(و) } الحَائِرُ: (حَوْضٌ يُسَيِّبُ إِلَيْهِ مَسِيلُ مَاء) مِنَ (الأَمْطَارِ) يُسَمَّى هاذا الاسْمُ بالمَاءِ.
(و) قِيلَ الحَائِرُ: (المَكَانُ المُطْمَئِنّ) يَجْتَمِع فِيهِ المَاءُ {فيتحَيَّر لَا يَخْرُج مِنْهُ. قَالَ:
صَعْدَة نابِتَة فِي} حَائر
أَيْنَما الرِّيحُ تُميِّلْهَا تَمِلْ
وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة: من مُطْمَئِنَّات الأَرض الحائِرُ، وَهُوَ المَكَانُ المُطْمَئِن الوَسَطِ المُرْتَفِعُ الحُرُوفِ. (و) من ذالك سَمَّوُا (البُسْتَانَ) {بالحَائِر، (} كالحَيْر) ، بطَرْح الأَلف، كَمَا عَلَيْهِ أَكْثَرُ النَّاسِ وعَامَّتُهم، كَمَا يَقُولُونَ لعائِشَة. عَيْشَة يَسْتَحْسِنُون التَّخْفِيفَ (وَطرح الأَلف) . قيل: هُوَ خَطَأٌ، وأَنكَرَه أَبُو حَنِيفَة أَيضاً، وَقَالَ: وَلَا يُقَال حَيْر، إِلاَّ أَنَّ أَبَا عُبَيْد قَالَ فِي تَفْسِير قَوْلِ رُؤْبَة:
حَتَّى إِذا مَا هَاج! حِيرَانُ الدَّرَقْ {الحِيران جَمْع} حَيْر، لم يَقُلْهَا أَحَدٌ غَيره، وَلَا قَالَهَا هُوَ إِلاّ فِي تَفْسِير هاذا البَيْت. قَالَ ابنُ سِيدَه: ولَيْسَ ذالك أَيْضاً فِي كُلّ نُسْخَة.
(ج {حُورَانٌ} وحِيرَانٌ) ، بالضمِّ والكَسْر.
(و) {الحَائِرُ: (الوَدَكُ) ، وَقد تَقَدّم فِي حَوَر أَيضاً.
(و) الحَائِرُ: (كَرْبَلاَءُ) ، سُمِّيَت بِأَحَدِ هاذِهِ الأَشْيَاءِ، (} كالحَيْرَاءِ) ، هاكذا فِي النُّسَخ بالمَدِّ. والّذي فِي الصّحاح وغَيْرِه: الحَيْر، أَي بفَتْح فَسُكُون، بكَرْبَلاءَ، أَي سُمِّيَ لكَوْنه حِمًى. (و) الحَائِرُ: (: ع، بِهَا) ، أَي بَكْرْبَلاءَ، وَهُوَ المَوْضِعُ الذِي فِيهِ مَشْهَدُ الإِمامِ الحُسَيْن رَضِيَ الله عَنهُ، وَقد تقدّم فِي حور ذالك.
(و) من المَجَازِ قَالَ ابنُ الأَعرابِيّ: (لَا آتِيه {- حَيْرِيَّ الدَّهْرِ) ، بِفَتْح الحَاءِ (مُشَدَّدَةَ الآخِرِ) . وَرَوَى شَمِرٌ بإِسناده عَن الرَّبِيعِ بنِ قُرَيْعِ قَالَ: (سَمِعْتُ ابنَ عُمَر يَقُول: لم يُعْطَ الرجلُ شَيْئاً أَفْضَلَ من الطَّرْق، الرَّجلُ يُطْرِقُ على الفَحْل أَو على الفَرَس فيَذْهَب خَ} - حَيْرِيَّ الدَّهْر. فَقَالَ لَهُ رجلٌ: مَا حَيْرِيُّ الدَّهْرِ؟ قَالَ: لَا يَحْسَب) ، هاكَذَا رَواه بفَتْح الحاءِ وتَشْدِيد الْيَاءِ الثَّانِيَة وفَتْحِهَا، (وتُكْسَرُ الحَاءُ) أَيضاً، كَمَا فِي رِوَايَة أُخْرَى وَهِي فِي الصّحاح، ونقلَه ابنُ شُمَيْل عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ، وذَكَرَه سِيبَوَيْه والأَخْفَشُ، قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: (و) يُرْوَى: ( {- حَيْرِى دَهْرٍ) ، بِفَتْح الحَاءِ (سَاكِنَةَ الآخِرِ) ، ونقلَه الأَخفَشُ. قَالَ ابنُ جِنّي فِي} - حِيرِي دَهْرٍ، بالسُّكُون: عِنْدِي شيْءٌ لم يَذْكُره أَحَدٌ، وَهُوَ أَنَّ أَصْلَه {- حِيرِيّ دَهْرٍ، وَمَعْنَاهُ مُدَّةَ الدَّهْر، فكأَنَّه مُدَّةُ} تَحَيُّر الدَّهْرِ وبقَائِهِ. فَلَمَّا حُذِفت إِحْدَى الياءَين بَقِيَت الياءُ ساكِنَةً كَمَا كَانَت، يَعْنِي حُذِفْت المُدْغَمُ فِيهَا وأُبْقِيَت (المُدْغَمَةُ، وَمن قَالَه بتَخْفِيف الياءِ أَي! - حِيرِيَ دَهْرٍ فكأَنه حَذَف الأُولَى وأَبقَى) الْآخِرَة. فَعُذْر الأَول تَطَرُّفُ مَا حُذِفَ، وعُذْرُ الثَّاني سكُونُه. (وتُنْصَبُ مُخَفَّفَةً) ، من {- حَيْرِيّ، كَمَا قَالَ الفَزَزْدَق:
تأَمَّلْتُ نَسْراً والسِّماكَيْنِ أَيُّهُمَا
عَلَيَّ من الغَيْثِ استَهَلَّت مواطِرُهْ
وَهَذَا التَّخْفيف ذكره سِيبَوَيْه عَن بَعْض.
(و) نُقل عَن ابْن شُمَيْل يُقَال: ذَهَبَ ذالك (} - حَارِيَّ دَهْر) وحاريَّ الدَّهْرِ. (و) عَن ابْن الأَعْرَابِيّ. (حِيَرَ دَهْر، كعِنَب) ، فَهِيَ ستُّ لُغَات، كُلُّ ذالك (أَي مُدَّةَ الدَّهْر) ودَوَامَه، أَي مَا أَقام الدَّهْر. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْل) أَي أَبَداً، والكُلُّ من تَحَيُّر الدَّهْرِ وبَقَائِهِ.
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَيجوز أَنْ يُرَدَا: مَا كَرَّ ورَجَعَ، مِن حَارَ يَحُورُ. وَقَالَ ابْنُ الأَثِير فِي تَفْسِير قَوْلِ ابْنِ عُمَر السُّابِق: لَا يُحْسَب، أَي لَا يُعْرَف حِسَابُه لكَثْرَتِه، يريدأَنّ أَجْرَ ذالك دائِمٌ أَبداً لِمَوْضِع دَوامِ النَّسْلِ.
وَقَالَ شَمِرٌ: أَرادَ بقَوْله لَا يُحْسَب، أَي لَا يُمْكِن أَن يُعْرَف قَدْرُه وحِسَابُه لكثْرتِه ودَوَامِه على وَجْهِ الدَّهْرِ.
( {وحَيْرَ مَا، أَي رُبَّما) .
(و) من المَجاز: (} تَحَيَّر المَاءُ: دَارَ واجْتَمَعَ) . وَمِنْه الحَائِر، وَكَذَا {تَحَيَّر الماءُ فِي الغَيْم. (و) تَحَيَّر (المَكَانُ بالمَاءِ: امْتَلأَ) ، وَكَذَا} تَحيَّرت الأَرضُ بالماءِ، إِذا امتلأَتْ لكَثْرته قَالَ لَبِيد:
حَتَّى تَحَيَّرتِ الدِّبَارُ كأَنَّها
زَلَفٌ وأُلْقِيَ قِتْبُها المَحزُومُ
يَقُول: امتلأَت (مَاء) والدِّبَارُ: المَشَارَاتُ، والزَّلَفُ: المصانِعُ.
(و) من المَجاز: تَحَيَّر (الشَّبَابُ) ، أَي شَبابُ المَرأَة، إِذا (تَمَّ آخِذاً مِنَ الْجَسَدِ كُلَّ مَأْخَذٍ) ، وامْتَلأَ وبَلَغَ الغَايَةَ. قَالَ النَّابِغَة وذَكَرَ فَرْجَ المَرْأَة:
وَإِذا لَمَسْتَ لَمَسْتَ أَخْثَمَ جَاثِماً
{مُتَحَيِّراً بِمَكَانِه مِلْءَ اليَدِ
(} كاسْتَحَار، فِيهِما) ، أَي فِي الشَّبَابِ والْمَكَان. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
ثَلاَثَةَ أَعْوام فَلَمَّا تَجَرَّمَت
تَقَضَّى شَبَابِي {واسْتَحَارَ شَبَابُها
قَالَ ابنُ بَرِّيّ: تجَرَّمَت: تَكَمَّلَت. واسْتَحَارَ شَبَابُها: جَرَى فِيهَا ماءُ الشَّبَابِ. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ استحارَ شَبابُهَا. اجْتَمَعَ وتَردَّدَ فِيهَا كَمَا} يَتَحيَّرُ المَاءُ.
(و) {تَحَيَّرَ (السَّحَابُ: لم يَتَّجِه جِهَةً) . وَقَالَ ابْن الأَعرابِيّ:} المُتَحيِّر من السَّحَاب: الدَّائِمُ الَّذِي لَا يَبْرَحُ مَكَانَه يَصُبُّ المَاءَ صَبًّا، وَلَا تَسُوقُه الرِّيحُ، وأَنْشَد:
كأَنَّهُمُ غَيْثٌ تَحَيَّرَ وابِلُهْ
(و) من المَجاز: تَحَيَّرَتِ (الجَفْنَةُ: امتلأَت دَسماً وطَعَاماً) ، كَمَا يَمْتَلِىءُ الحَوْضُ بالماءِ.
(و) من المَجازِ عَن أَبِي زَيْد ( {الحَيِّر، ككَيِّس: الغَيْمُ) يَنْشَأُ مَعَ المَطَر} فيتَحَيَّرُ فِي السماءِ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: هُوَ سَحابٌ ماطِرٌ {يَتَحيَّر فِي الجَوِّ ويَدُومُ.
(و) } الحيَرُ، (كَعِنَبِ، و) {الحَيَرُ، (بالتَّحْرِيك: الكَثِيرُ من المَالِ والأَهْلِ) ، قَالَ الرّاجِز:
أَعُوذُ بالرَّحْمانِ مِنْ مَالٍ} حِيَرْ
يُصْلِينِيَ اللَّهُ بِهِ حَرَّ سَقَرْ
وأَنشد ابنُ الأَعرابِيّ:
يَا مَنْ رَأَى النُّعْمانَ كَانَ {حِيرَا
قَالَ ثَعْلَب: أَي كَانَ ذَا مَال كَثير وخَوَل وأَهْل. قَالَ أَبُو عَمْرو بْنُ العَلاءِ: سَمِعتُ امرَأَةً من حِمْيَر تَرَقِّصُ ابْنهَا وتقُولُ:
يَا رَبَّنا مَنْ سَرَّه أَن يَكْبَرَا
فهبْ لَهُ أَهْلاً ومالاً حِيَرَا
قَالَ ثَعْلَب: أَي كَانَ ذَا مَال كَثير وخَوَل وأَهْل. قَالَ أَبُو عَمْرو بْنُ العَلاءِ: سَمِعتُ امرَأَةً من حِمْيَر تَرَقِّصُ ابْنهَا وتقُولُ:
يَا رَبَّنَا مَنْ سَرَّه أَن يَكْبَرَا
فهبْ لَهُ أَهْلاً ومالاً} حِيَرَا وَفِي رِوَاية:
فسُقْ إِليه رَبِّ مَالا {حَيِرَا
وحَكَى ابنُ خَالَوَيْه عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ وَحْدَه: مالٌ} حِيَرٌ، بكسْرِ الحَاءِ. وأَنْشَد أَبُو عَمْرٍ وَعَن ثَعْلَب تَصْدِيقاً لقَوْلِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ:
حَتَّى إِذَا مَا رَبَا صَغيرُهُمُ
وأَصْبَح المَال فِيهِمُ {حِيَرَا
صَدَّ جُوَيْنٌ مَا يُكَلِّمُنا
كأَنَّ فِي خَدِّه لنا صَعَرَا
وروَى ابنُ بَرِّيّ: مَالٌ} حَيَرٌ، بالتَّحْرِيك. وَأنْشد للأَغلَبِ العِجْلِيِّ شاهِداً عَلَيْهِ:
يَا مَنْ رَأَى النُّعْمَانَ كَانَ {حَيَرَا
هاكذا رَواهُ.
(} والحِيرَةُ بالكَسْرِ: مَحَلَّةٌ بنَيْسَابُورَ) ، إِذا خَرجْتَ مِنْهَا عَلَى طَرِيق مَرْو. (مِنْهَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحمدَ ابْنِ حَفْص) بنِ مُسْلِم بْنِ يَزِيد بْنِ عَلِيّ الجُرَشِيّ {- الحِيرِيّ، وَولده القَاضِي أَخو بَكْر أَحْمَدُ بنُ الحَسَن بنِ أَحْمَد ابنِ مُحَمَّد الحِيرِيّ قَاضِي نَيْسَابور، روى عَنهُ الحاكِمُ أَبُو عَبْد الله، وَذكره فِي التَّاريخ وأَكْثَر عَنهُ أَبُو بكْر البَيْهَقِيّ وأَبُو صَالِح المُؤَذِّن الحافِظَان.
(و) } الحِيرَة: (د، قُرْبَ الكُوفَةِ) وَهِي دَاخِلَة فِي حُكم السّوادِ، لأَنَّ خَالِدَ ابْنَ الوَلِيد فَتحها صُلْحاً كَمَا نَقَلَه السُّهَيْليّ عَن الطَّبَرِيّ. وَفِي المَرَاصِد أَنَّها على ثَلاثَةِ أَمْيَال من الكُوفَة على النَّجَف. زَعَمُوا أَنَّ بَحآَ فَارِسَ كَانَ يَتَّصِل بهَا، وعَلى مِيل مِنْهَا من جِهةِ الشَّرْق الخَوَرْنَقُ والسَّدِيرُ، وَقد كانَتْ مَسْكنَ مُلْوكِ العَرَب فِي الجاهِليَّة وسَمَّوْهَا بالحيرَة البَيْضَاءِ، لحُسْنها، وَقيل: سُمِّيَت الحِيرَة لأَنَّ تُبَّعاً لَمّا قَصَدَ خُرَاسَانَ خَلَّفَ ضَعَفَةَ جُنْدِه بذالِك الموْضِع. وَقَالَ لَهُم: حِيرُوا بِهِ، أَي أَقِيمُوا. وَفِي الرَّوْضِ الأُنُف أَنَّ بُخْتَ نَصَّرَ هُوَ الَّذِي حَيَّر الحِيرَةَ لَمّا جَعَلَ فِيهَا سَبًّيَا العَرَبِ، فتحَيَّروا هُنَاكَ، كَذَا قَالَه شَيْخُنَا. وَقيل إِنَّ تبعا تَحَيَّر فِيهَا، قَالَه الشّرفيّ وقِيلَ غَيْر ذالك، وَقد أَطَالَ فِيهِ السَّمْعَانِيّ، فراجِعْه فِي الأَنْسَاب.
(والنِّسْبَةُ إِلَيْهَا {- حِيرِيٌّ) ، على القِيَاس، (و) سُمِعَ (} - حَارِيٌّ) على غَيرِ قِياس. قَالَ ابْن سِيده: وَهُوَ من نادِرِ مَعْدُولِ النَّسَبِ، قُلِبَت الياءُ فِيهِ أَلِفاً، وَهُوَ قَلْبٌ شَاذٌّ غَيرُ مَقِيسَ عَلَيْه غَيْرِ. وَفِي التَّهْذِيب. النِّسْبَة إِلَيْهَا حَارِيّ، كَمَا نَسَبُوا إِلى التَّمْر تَمْرِيّ، فأَراد أَن يَقُول حَيْرِيّ فسَكَّنَ اليَاءَ فصَارَتْ أَلِفاً ساكِنَةً. (مِنْهَا كَعْبُ بْنُ عَدِيّ) بنِ حَنْظَلَة بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرو بْنِ ثَعْلَبَةَ بن عَدِيّ بن مَلَكان بْنِ عَوْف بنِ عُذْرَةَ بْنِ زَيْد اللاّت التَّنوخِيّ الحِيرِيّ، أَسَلَمَ زمَن أَبِي بَر. وحَفِيدُه نَاعِمُ بن كَعْب، حَدَّث عَنهُ عَمْرُو بنُ الْحَارِث، وحدِيثُه عنْد المِصْرِيّين.
(و) الحيرَة: (ة بِفَارِسَ) ،. وَمِنْهَا أَبو إِسحَاق إِبراهِيمُ بنُ مُحَمَّد بنِ إِبراهِيم بْنِ حاتِمٍ الزَّاهِدُ العابدُ الحِيرِيّ، أَنْثَى عَلَيْهِ الحاكِمُ.
(و) الحِيرَةُ: (د، قُربَ عَانَةَ، مِنْهَا مُحَمَّدُ بْنُ مُكَارِم) الحيرِيّ، ذَكرَه الذَّهَبِيُّ.
( {والحِيرَتانِ: الحِيرَة والكُوفَةُ) ، على التَّغْلِيبِ، كالبَصْرَتَيْن والكُوفَتَين.
(} والمُسْتَحِيرَةُ: د) ، وَقد تَقَدَّم الشاهِدُ عَلَيْهِ مِنْ قَوْل مَالِك بْنِ خَالِدٍ الخُنَاعِيّ، وأَعادَه المُصَنِّف هُنَا، وهُمَا واحِدٌ.
(و) المُسْتَحِيرَة: (الجَفْنَةُ الوَدِكَةُ) : الكثِيرَةُ الوَدكِ.
(و) ! المسْتحِير، (بِلَا هاءٍ: الطَّريقُ الَّذِي يَأْخُذُ فِي عُرْضِ مَفَازةٍ) ، وَفِي بَعْضِ الأُصول: مَسَافَة، (وَلَا يُدْرَى أَيْنَ مَنْفَذُه) . قَالَ:
ضاحِي الأَخادِيدِ {ومُسْتَحِيرِهِ
فِي لاحِبٍ يَركَبنَ ضِيفَيْ نِيرِهِ
(و) } المُسْتَحِير: (سَحابٌ ثَقِيلٌ مُتَرَدِّدٌ) لَيْس لَهُ رِيح تَسُوقُه. قَالَ الشَّاعِرُ يمدَح رَجُلاً:
كَأَنَّ أَصحابَه بالقَفزِ يُمْطِرُهمْ
من {مُسْتحِيرٍ غَزِيرٌ صَوْبُهُ دِيَمُ
(} والحِيَارَانِ) ، بالكَسْرِ (: ع) قَالَ الحارِثُ بْنُ حِلِّزَةَ:
وهُوَ الرَّبُّ والشَّهِيدُ عَلَى يَوْ
مِ {الحِيارَيْنِ والبَلاءُ بَلاَءُ
(} وحَيِّرَةُ، ككَيِّسَة: د، بجَبل نِطَاعٍ) باليمامةِ، نَقله الصَّغَانِيُّ.
( {والحَيْر) ، بفتْح فسُكُون: (شِبْهُ الحَظِيرَةِ أَو الحِمَى) ، وَمِنْه} الحَيْرُ بكَرْبَلاَءَ، كَمَا فِي الصّحاح واللِّسَان، وَمِنْه المثَل (مَن اعتمَدَ على {حَيْرِ جارِه (أَصْبَح عَيْرُه فِي النَّدى)) أَورده المَيْدَانِيّ.
(و) الحَيْر: (قَصْرٌ كَانَ بِسُرَّ مِنْ رَأَى) . نَقَلَه الصّغانِيّ.
(} وحِيَارُ بَنِي القَعْقَاعِ، بالكَسْرِ: صُقْعٌ بِبَرِّيَّةِ قِنَّسَرِينَ) كَانَ الوَلِيدُ ابْنُ عَبْدِ المَلِك أَقطعهُ القَعْقَاعَ بْنَ خُلَيْد، فنُسِب إِلَيْه.
( {والحَارَةُ: كلُّ مَحَلَّة دَنَتْ مَنَازِلُهُم) ، فَهُم أَهلُ} حَارَةٍ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: هِي مُسْتَدارٌ من فَضَاءٍ، قَالَ: وبالطَّائِف {حَاراتٌ، مِنْهَا حارَةُ بَنِي عَوْف.
(} والحُويْرَةُ) ، تَصْغِيرُ {الحارَة: (حَارةٌ بِدِمَشْقَ، منْها إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَسْعُودٍ الحُوَيْرِيّ المُحَدِّثُ) ، سمِعَ ببَغْدَادَ شَرَفَ النِّسَاءِ بنْتَ الآبِنوسيّ وغَيرَها وعُمِّرَ وحَدَّث.
(و) : (إِنّه فِي} حِيرَ بِيرَ) ، مبنيًّا على الْفَتْح فيهمَا ( {وحِيرٍ بِيرٍ) ، بالخَفْضِ فيهمَا، (} كحُورٍ بُورٍ) ، أَي فَساد وهَلاكٍ، أَو ضَلال، وَقد تَقَدّم. وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
{حَيَّرتُه} فتحَيَّرَ.
{والحَيَرُ، بالتحرِيك:} التَّحيُّر.
{وتَحَيَّر: ضَلّ.
وبالبصْرة} حائرُ الحَجَّاج، معروفٌ، يابِسٌ لَا ماءَ فِيهِ، وأَكثرُ النَّاسِ يُسمِّيه الحَيْر. واستَعْمَلَ حَسَّانُ بنُ ثَابِت الحائِرَ فِي البحْر فَقَالَ:
ولأَنْتِ أَحسنُ إِذْ بَرَزْتِ لَنا
يَومَ الخُرُوجِ بساحَةِ العَقْرِ
مِنْ دُرَّةٍ أَغْلَى بهَا مَلِكٌ
ممّا تَرَبَّبَ حائِرُ البَحْرِ
وَقَالُوا: لهاذه الدارِ حَائِرٌ واسِعٌ. والعامَّة تَقول حَيْرٌ، وَهُوَ خَطَأٌ.
قَالَ الأَزهَرِيّ: قَالَ شَمِرٌ: والعَرَبُ تَقول: لكُلِّ شَيْءٍ ثابِتٍ دَائِمٍ لَا يَكَادُ يَنْقَطِع: مُسْتَحِيرٌ ومُتَحَيِّرٌ. وَقَالَ جرير:
يَا رُبَّما قُذِفَ العَدُوُّ بعَارِض
فَخْمِ الكَتَائِبِ مُسْتَحِيرِ الكَوْكَبِ
قل ابنُ الأَعرابِيِّ: المُسْتَحِيرُ: الدَّائِمُ الَّذِي لَا يَنْقَطِع، قَالَ: وكَوكَبُ الحدِيدِ: بَرِيقُه.
وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ:
فِي مُسْتَحِيرِ رَدَى المَنُو
نِ ومُلْتَقَى الأَسَلِ النَّواهِلْ
وَمرَقَةٌ {مُتَحيِّرَةٌ: كَثيرةُ الإِهالَةِ والدَّسمِ. وَفِي الأَساس: وأَتَى بمَرَقَةٍ كَثِيرَةِ} الإِحَارَةِ.
ورَوضَةٌ! حَيْرَى: مُتَحَيِّرةٌ بالماءِ. أَنشَدَ الفارِسِيّ لبَعْض الهُذَلِيّين:
إِمَّا صَرَمْتِ جَدِيد الحِبا
لِ مِنى وغَيَّرَكِ الآشِبُ
فيا رُبَّ حَيْرَى جُمَادِيَّةٍ
تَحَيَّرَ فِيهَا النَّدَى السَّاكِبُ
عنَى ذالك. {والمَحَارَةُ:} الحائِر.
{واسْتَحَارَ الرَّجلُ بمَكَانِ كَذَا ومَكَانِ كَذَا. نَزَلَه أَيّاماً. وَيُقَال: هاذِه أَنْعَامٌ} حِيرَاتٌ: أَي {مُتَحَيِّرةٌ كَثِيرَةٌ. وكذالك النَّاسُ إِذَا كَثُرُوا.
والسُّيُوفُ} الحارِيَّةُ: المعْمُولَةُ {بالحِيرَة، قَالَ:
فَلَمَّا دَخَلْنَاه أَضَفْنا ظُهُورَنا
إِلَى كلِّ حَارِيَ قَشِيبٍ مُشَطَّبِ
يَقُول: إِنّهم احْتَبَوْا بالسُّيوف، وكذالك الرِّحالُ} الحارِيَّاتُ. قَالَ الشَّمَّاخ:
يَسْرِي إِذا نَامَ بنُو السَّرِيَّاتِ
يَنامُ بينَ شُعَبِ الحارِيَّاتِ
{- والحارِيُّ: أَنْمَاطُ نُطُوعٍ تُعمَلُ بالحِيرَة تُزَيَّن بهَا الرِّحَالُ. أَنْشَد يَعْقُوب:
عَقْماً ورَقْماً} وحارِيًّا تُضاعِفُه
على قَلائِصَ أَمثالِ الهَجَانِيعِ
{واستُحِيرَ الشَّرابُ: أُسِيغَ، قَالَ العَجَّاج:
تَسْمعُ للجَرْعِ إِذَا} اسْتُحِيرَا
! وحِيارُ بن مُهَنَّا، ككِتَاب: من أُمَرَاءِ عَرَبِ الشَّام، نَقَله الذَّهَبِيّ.
واسْتَدْرَكَ شيهُنَا هُنا حَيْرُون، بفَتْح فَسُكُون، ونَقَلَ عَن الشِّهاب القَسْطَلانيّ فِي إرشاد السَّارِي أَنَّ سيِّدَنا إِبراهِيمَ الخَلِيلَ عَلَيْه السَّلام دُفِن بِهِ. قُلْت: وَهُوَ تَصحِيف. والصَّوابُءَنه حَبْرون بالمُوحَصدة، وَقد سبق فِي مَوْضعِه، ثمَّ رأَيتُ ابْنَ الجَوَّانيِّ النَّسّابةَ ذَكَرَ عِنْد سَرْدِ أَولادِ عِيصُو بنِ إِسْحَاق فِي المُقَدّمة الفَاضِلِيّةِ مَا نَصُّه: ودُفِن مَعَ أَخِيه يَعْقُوبَ فِي مَزْرعَة حَيْرون، هاكذا بالحَاءِ واليَاءِ. وَقيل: بل هِيَ مزْرَعة عَفْرُون عِنْد قَبْر إِبراهِيمَ الخَلِيلِ عَلَيْهِ السّلام، كَانَ شَرَاهَا لِقَبْرِه وفِيهَا دُفِنَت سَارَةُ. 
(حير) : الحُيارَى: لغة في الحَيَارَى.
ح ي ر: (حَارَ) يَحَارُ (حَيْرَةً) وَ (حَيْرًا) بِسُكُونِ الْيَاءِ فِيهِمَا تَحَيَّرَ فِي أَمْرِهِ فَهُوَ (حَيْرَانُ) وَقَوْمٌ (حَيَارَى) . وَ (حَيَّرَهُ فَتَحَيَّرَ) وَرَجُلٌ (حَائِرٌ) بَائِرٌ إِذَا لَمْ يَتَّجِهْ لِشَيْءٍ. وَ (الْحِيرَةُ) بِالْكَسْرِ مَدِينَةٌ بِقُرْبِ الْكُوفَةِ. 

حمر

ح م ر: (الْحُمْرَةُ) لَوْنُ الْأَحْمَرِ وَقَدِ (احْمَرَّ) الشَّيْءُ وَ (احْمَارَّ) بِمَعْنًى. وَرَجُلٌ (أَحْمَرُ) وَالْجَمْعُ (الْأَحَامِرُ) فَإِنْ أَرَدْتَ الْمَصْبُوغَ بِالْحُمْرَةِ قُلْتَ: أَحْمَرُ وَالْجَمْعُ (حُمْرٌ) . وَأَهْلَكَ الرِّجَالَ (الْأَحْمَرَانِ) اللَّحْمُ وَالْخَمْرُ، فَإِذَا قُلْتَ: الْأَحَامِرَةُ دَخَلَ فِيهِ الْخَلُوقُ. وَيُقَالُ: أَتَانِي كُلُّ أَسْوَدَ مِنْهُمْ وَأَحْمَرَ. وَلَا يُقَالُ وَأَبْيَضَ وَمَعْنَاهُ جَمِيعُ النَّاسِ عَرَبُهُمْ وَعَجَمُهُمْ. وَ (مَوْتٌ أَحْمَرُ) يُوصَفُ بِالشِّدَّةِ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: «كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ» وَسَنَةٌ (حَمْرَاءُ) شَدِيدَةٌ. وَ (الْحِمَارُ) الْعِيرُ وَالْجَمْعُ (حَمِيرٌ) وَ (حُمْرٌ) كَقُفْلٍ، وَ (حُمُرٌ) بِضَمَّتَيْنِ وَ (حُمُرَاتٌ) أَيْضًا وَ (أَحْمِرَةٌ) وَرُبَّمَا قَالُوا لِلْأَتَانِ: (حِمَارَةٌ) . وَ (الْيَحْمُورُ) حِمَارُ الْوَحْشِ. وَ (الْحَمَّارَةُ) أَصْحَابُ الْحَمِيرِ فِي السَّفَرِ الْوَاحِدُ (حَمَّارٌ) مِثْلُ جَمَّالٍ وَبَغَّالٍ. 
حمر خَزًّا نهك بن وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث يزِيد بن شَجَرَة وكَانَ عمر يَبْعَثهُ على الجيوش قَالَ: فَخَطب النَّاس فَقَالَ: اذْكروا نعْمَة الله عَلَيْكُم مَا أحسن أثر نعْمَته عَلَيْكُم إِن كُنْتُم ترَوْنَ مَا أرى من بَين أَحْمَر وأصفر وأخضر وأبيض وَفِي الرّحال وَمَا فِيهَا إِلَّا أنّه إِذا التقى الصفّان فِي سَبِيل الله فُتِّحت أَبْوَاب السَّمَاء وأبواب الجنّة وأبواب النَّار وتزيّنَ الحورُ الْعين فَإِذا أقبل الرجل بِوَجْهِهِ إِلَى الْقِتَال قُلْنَ: اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ اللَّهُمَّ اْنصُرْهُ وَإِذا أدبر احْتَجَبْنَ مِنْهُ وقلن: اللَّهُمَّ اغْفِر لَهُ فأنهَكُوْا وُجُوْهَ الْقَوْم فدى لكم أبي وَأمي وَلَا تُخزوا الحورَ الْعين قَالَ: حدّثنَاهُ أَبُو حَفْص الأبّار وَأَبُو الْيَقظَان كِلَاهُمَا عَن مَنْصُور عَن مُجَاهِد عَن يزِيد بن شَجَرَة. قَوْله: من بَين أَحْمَر وأصفر وأخضر بعض النَّاس يحملهُ على زِينَة الْحور الْعين وَلَا أرَاهُ أَرَادَ ذَلِك لِأَنَّهُ إِنَّمَا ذكر الْحور الْعين بعد ذَا وَلكنه أَرَادَ عِنْدِي زهرَة الأَرْض وَحسن نباتها وهيئة الْقَوْم فِي لباسهم وَمِمَّا يبين ذَلِك قَوْله: وَفِي الرّحال وَمَا فِيهَا قَالَ: فَذكرهمْ نعْمَة الله عَلَيْهِم فِي أنفسهم وَفِي أَهَالِيهمْ. وَقَوله: وَلَا تُخْزُوا الْحور الْعين لَيْسَ من الخزي لِأَنَّهُ لَا مَوضِع للخزي هَهُنَا وَلكنه من الخَزَاية وَهِي الاستحياء يُقَال من الْهَلَاك: خَزىَ الرجلُ يَخْزَى خِزْياً وَيُقَال من الْحيَاء: خزِىَ يَخْزَى خَزَايَةً وَيُقَال: خَزَيْتَ فلَانا إِذا استَحييتَ مِنْهُ قَالَ ذُو الرمّة فِي الخزاية يذكر ثورا فرَّ من الْكلاب ثمَّ كرَّ عَلَيْهَا (فَقَالَ:

[الْبَسِيط]

خَزَايةً أدرْكَتْه بعد جَوْلَتِه ... من جَانب الحَبْل مخلوطا بهَا الغَضَبُ

وَقَالَ الْقطَامِي) : (الْكَامِل)

حَرِجاً وَكرَّ كُرُورَ صَاحب نَجْدَةٍ ... خَزي الحَرَائِرُ أَن يكون جَبانَا

أَرَادَ: خزي الرجل الْحَرَائِر أَي استحيى مِنْهُنَّ أَن يفرَّ فَالَّذِي أَرَادَ ابْن شَجَرَة بقوله: لَا تخزوا الْحور الْعين أَي لَا تجعلوهن يستحيين مِنْكُم وَلَا تَعَرّضوا لذَلِك مِنْهُنَّ. وَقَوله: أنهَكُوا وجوهَ الْقَوْم يَقُول: أجْهِدُوهم أَي: ابلُغُوا جُهْدَكم وَلِهَذَا قيل: نَهِكَتْهُ الحُمَّى تَنْهَكُهُ نَهْكاً ونَهْكَةً إِذا جَهَدَتْهُ وأضنته.

حَدِيث عَلْقَمَة قيس رَحمَه الله
(حمر) : التَّحْمِيرُ: دَبْغٌ رَدِيءٌ.
(حمر) : التَّحْمِيرُ: أنَّ تَقْطَعَ [اللحمَ] كهَيْئَة الهَبْرِ.
(حمر) المَحْمِرُ من الإِبل: التي يلتَوى وَلَدُها في بَطْنِها فلا يُخْرُجُ حتى تَمُوتَ.
(حمر) تكلم الحميرية وَهِي لُغَة تخَالف لُغَة الْعَرَب فِي أَلْفَاظ كَثِيرَة وَركب محمرا أَي فرسا هجينا وَفُلَانًا قَالَ لَهُ يَا حمَار وَالشَّيْء حمره وصبغه بالحمرة وَاللَّحم قلاه بالسمن وَنَحْوه حَتَّى احمر (محدثة)
(ح م ر) : (فَرَسٌ مِحْمَرٌ) إذَا كَانَ هَجِينًا (وَالْيَحْمُورُ) فِي ذَبَائِحِ مُخْتَصَرِ الْكَرْخِيِّ ضَرْبٌ مِنْ الْوَحْشِ وَقِيلَ الْحِمَارُ الْوَحْشِيُّ (وَحُمْرُ النَّعَمِ) كَرَائِمُهَا وَهِيَ مَثَلٌ فِي كُلِّ نَفِيسٍ وَقِيلَ الْحَسَنُ أَحْمَرُ (وَحُمْرَانُ) مَوْلَى عُثْمَانَ مُرْتَجَلٌ أَوْ مَنْقُولٌ مِنْ جَمْعِ أَحْمَرَ كَعُمْيَانٍ فِي جَمْعِ أَعْمَى (حُمَيْرَاتٌ) فِي الذَّيْلِ.
(حمر)
الشَّيْء حمرا قشره فَهُوَ محمور وحمير وَيُقَال حمر الأَرْض وحمر السّير من الْجلد وَالرَّأْس وَالشعر وَالصُّوف والوبر حلقه وَالشَّاة وَنَحْوهَا سلخها

(حمر) الْفرس وَنَحْوه حمرا اتخم من أكل الشّعير وتغيرت رَائِحَة فَمه مِنْهُ وَالدَّابَّة صَارَت من السّمن كالحمار بلادة وَفُلَان تحرق غَضبا وغيظا وَيُقَال حمر عَلَيْهِ فَهُوَ حمر
ح م ر

ركب محمراً أي فرساً هجيناً، وركبوا محامر. وهو أشقى من أشقر ثمود، وأحمر ثمود. وأتاني منهم كل أسود وأحمر. ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مبعوث إلى الأسود والأحمر. وليس في الحمراء مثله أي في العجم. ونحن من أهل الأسودين، لا من أهل الأحمرين أي من أهل التمر والماء، لا من أهل اللحم والخمر. وأنشد أبو عبيد للأعشى:

إن الأحامرة الثلاثة أهلكت ... مالي وكنت بها قديماً مولعاً

اللحم والراح العتيق وأطلي ... بالزعفران فلن أزال مردعاً

ومن المجاز: جاء بغنم حمر الكلى، وسود البطون أي مهازيل. وموت أحمر. واحمر البأس: اشتد. وسنة حمراء. ومنه خرجوا في حمارة القيظ أي في شدته. ووطأة حمراء ودهماء أي جديدة واضحة بيضاء، ودارسة غير بينة. ورجل أحمر: لا سلاح معه، ورجال حمر.
حمر
الحِمَار: الحيوان المعروف، وجمعه حَمِير وأَحْمِرَة وحُمُر، قال تعالى: وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ [النحل/ 8] ، ويعبّر عن الجاهل بذلك، كقوله تعالى: كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً [الجمعة/ 5] ، وقال تعالى: كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ [المدثر/ 50] ، وحمار قبّان:
دويّبة، والحِمَارَان: حجران يجفّف عليهما الأقط ، شبّه بالحمار في الهيئة، والمُحَمَّر:

الفرس الهجين المشبّه بلادته ببلادة الحمار.
والحُمْرَة في الألوان، وقيل: (الأحمر والأسود) للعجم والعرب اعتبارا بغالب ألوانهم، وربما قيل: حمراء العجان ، والأحمران: اللحم والخمر ، اعتبارا بلونيهما، والموت الأحمر أصله فيما يراق فيه الدم، وسنة حَمْرَاء: جدبة، للحمرة العارضة في الجوّ منها، وكذلك حَمَّارَة القيظ: لشدّة حرّها، وقيل:
وِطَاءَة حَمْرَاء: إذا كانت جديدة، ووطاءة دهماء:
دارسة.
حمر وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام كُنَّا إِذا احمرّ الْبَأْس اتقينا برَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم فَلم يكن أحد منا أقرب إِلَى الْعَدو مِنْهُ. قَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: هُوَ الْمَوْت الْأَحْمَر وَالْمَوْت الْأسود قَالَ: وَمَعْنَاهُ الشَّديد قَالَ: وَأرى أَصله مأخوذا من ألوان السبَاع يَقُول: كَأَنَّهُ من شدته سبع إِذا أَهْوى إِلَى الْإِنْسَان وَيُقَال هوى قَالَ أَبُو زبيد يصف الْأسد: [الطَّوِيل] إِذا عَلقتْ قِرناً خطاطيفُ كفّهِ ... رأى الموتَ بالعينَينِ أسودَ أحمرا ... قَالَ أَبُو عبيد: فَكَأَن عليّا أَرَادَ بقوله: احمرّ الْبَأْس أنّه صارَ فِي الشدَّة والهول مثل ذَلِك. وَمن هَذَا حَدِيث عبد الله بن الصَّامِت قَالَ: أسْرع الأَرْض خرابا البصرةُ ومصرُ قيل: وَمَا يخربهما قَالَ: الْقَتْل الْأَحْمَر والجوع الأغبر. قَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: هَذِه وَطْأَة حَمْرَاء إِذا كَانَت جَدِيدَة ووطأة دهماء إِذا كَانَت دارسة قَالَ ذُو الرمة: [الطَّوِيل]

سِوَى وطأةٍ دهماءَ من غير جَعْدةٍ ... ثنى أختَها فِي غَرز كبداء ضامرِ ... فَكَأَن الْمَعْنى فِي هذَيْن الْحَدِيثين الْمَوْت الْجَدِيد مَعَ مَا يشبه بِهِ من ألوان السبَاع. 5 / ب
ح م ر : الْحُمْرَةُ مِنْ الْأَلْوَانِ مَعْرُوفَةٌ وَالذَّكَرُ أَحْمَرُ وَالْأُنْثَى حَمْرَاءُ وَالْجَمْعُ حُمْرٌ وَهَذَا إذَا أُرِيدَ بِهِ الْمَصْبُوغُ فَإِنْ أُرِيدَ بِالْأَحْمَرِ ذُو الْحُمْرَةِ جُمِعَ عَلَى الْأَحَامِرِ لِأَنَّهُ اسْمٌ لَا وَصْفٌ وَاحْمَرَّ الْبَأْسُ اشْتَدَّ وَاحْمَرَّ الشَّيْءُ صَارَ أَحْمَرَ وَحَمَّرْتُهُ بِالتَّشْدِيدِ صَبَغْتُهُ بِالْحُمْرَةِ وَالْحِمَارُ الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى أَتَانٌ وَحِمَارَةٌ بِالْهَاءِ نَادِرٌ وَالْجَمْعُ حَمِيرٌ وَحُمُرٌ بِضَمَّتَيْنِ وَأَحْمِرَةٌ وَحِمَارٌ أَهْلِيٌّ بِالتَّنْوِينِ وَجُعِلَ أَهْلِيٌّ وَصْفًا وَبِالْإِضَافَةِ وَحِمَارُ قَبَّانَ دُوَيْبَّةٌ تُشْبِهُ الْخُنْفُسَاءَ وَهِيَ أَصْغَرُ مِنْهَا ذَاتُ قَوَائِمَ كَثِيرَةٍ إذَا لَمَسَهَا أَحَدٌ اجْتَمَعَتْ
كَالشَّيْءِ الْمَطْوِيِّ وَأَهْلُ الشَّامِ يُسَمُّونَهَا قُفْلَ قُفَيْلَةَ وَالْحُمَّرُ بِضَمِّ الْحَاءِ وَفَتْحِ الْمِيمِ وَتَشْدِيدُهَا أَكْثَرُ مِنْ التَّخْفِيفِ ضَرْبٌ مِنْ الْعَصَافِيرِ الْوَاحِدَةُ حُمَّرَةٌ قَالَ السَّخَاوِيُّ الْحُمَّرُ هُوَ الْقُبَّرُ وَقَالَ فِي الْمُجَرَّدِ وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ يُسَمُّونَ الْبُلْبُلَ النُّغَرَةَ وَالْحُمَّرَةَ وَحُمْرُ النَّعَمِ سَاكِنُ الْمِيمِ كَرَائِمُهَا وَهُوَ مَثَلٌ فِي كُلِّ نَفِيسٍ وَيُقَالُ إنَّهُ جَمْعُ أَحْمَرَ وَإِنَّ أَحْمَرَ مِنْ أَسْمَاءِ الْحُسْنِ رَجُلٌ.

حَمْشُ السَّاقَيْنِ وِزَانُ فَلْسٍ أَيْ دَقِيقُ السَّاقَيْنِ وَحَمِشَ عَظْمُ سَاقِهِ مِنْ بَابِ تَعِبَ حَمْشَةً رَقَّ وَهُوَ أَحْمَشُ مِثْلُ: أَحْمَرَ.

الْحِمِّصُ حَبٌّ مَعْرُوفٌ بِكَسْرِ الْحَاءِ وَتَشْدِيدِ الْمِيمِ لَكِنَّهَا مَكْسُورَةٌ أَيْضًا عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ وَمَفْتُوحَةٌ عِنْدَ الْكُوفِيِّينَ وَحِمْصُ الْبَلَدُ الْمَعْرُوفَةُ بِالصَّرْفِ وَعَدَمِهِ. 
(حمر) - في حَدِيثِ عَلِىٍّ، رَضِى الله عنه: "يُقطَع السَّارِق من حِمارَّة القَدَم".
حِمارَّة القَدَم: ما أَشرَف بين مَفْصِلِها وأَصابِعِها من فَوْق.
- وفي حَدِيث جَابِرٍ، رضي الله عنه: "على حِمارَةٍ من جَرِيد" .
وهي ثَلاثَةُ أَعوادٍ تُشَدُّ أَطرافُها بَعضُها إلى بَعْض، ويُخالَف بين أَرجُلِها تُعَلَّق عليها الِإدَاوةُ.
وكذا حِمارةُ الصَّيْقَل، وحِمَارَة السَّرجِ، وحِمارَة الحَلَّاج: ما يُنْصَب لهم يُعمَلون عليها، ويَضَعُون عليها أمتِعَتَهم.
- في حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَة، رَضِى الله عنها: "كانت لنا دَاجِنٌ فَحَمِرت من عَجِين فماتَت".
الحَمَر: دَاءٌ يَعْتَرى الدَّابَّة من أَكلِ الشَّعِير. يقال: حَمِر حَمَرًا. كُلُّ حَمِرٍ أَبخَر.
- في حَدِيثِ عَبدِ الله، رضي الله عنه: "فنزَلْنا مع رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - مَنزِلاً فجاءت حُمَّرَة" . والحُمَّرة: جِنْس من الطيّر بَقدْر العُصفور تَكُون كَدْرَاءَ ورَقْشَاء ودَهْسَاء ، وقد تُخَفَّف مِيمُه.
- في الحَدِيث: "ما تَعْلَمون ما في هذه الأُمَّة من المَوْت الأَحْمَر".
يَعنِى: القَتْلَ، سُمِّى بذلك لِمَا فيه من حُمْرة الدَّم.
وفي حَدِيث عَلِىٍّ رَضِى الله عنه: "في حَمارَّة القَيْظِ".
القَيْظُ: الصَّيفُ، وحَمَارَّته، بتَشْدِيد الرَّاء، اشتِدادُ حَرِّه واحْتِدامُه، وهذا الوَزْن قد جَاءَ في أَحرُف منها: صَبَارَّةُ الشِّتاء، وهي وَسَطه، وفي خُلُقه زَعَارّة ، وأَلقَى عَلَىَّ عَبَالَّتَه ، وجاء على حَبالَّة ذلك: أي أَثَرِه، وجَاءُوا بَزَرَافَّتِهم،: أي جُمْلَتِهم. ومنهم مَنْ يُخَفَّف بعضَ ذلك، ويجوز أن تُسَمَّى حَمارَّة، لأنها تُحمِّر الوُجوهَ من الحَرِّ، أو تَحْمُرها،: أي تَقْشِرُها.
- وفي حَديثِه - صلى الله عليه وسلم -: "بُعِثْت إلى الأَحمَر والأَسْودِ" .
سُئِل ثَعْلَب: لِمَ خَصَّ الأحمرَ دون الأَبْيضِ؟ قال: لأنَّ العَربَ لا تقول: رَجلٌ أبيضُ، من بَياض اللَّون، إنما الأبيضُ عندهم الطَّاهِرُ النَّقِىُّ من العُيُوب. وقد يُسمِّى الأَحمرُ الأَبيضَ، لأن الحُمرةَ تبدو في البَياضِ، ولا تَبدُو في السَّواد.
والأَحَامِرة من الفُرسِ بالكُوفَة، كالأَسَاوِرَة بالبَصْرة، والأَبْنَاء باليَمَن.
حمر الحُمْرَةُ لَوْنُ الأحْمَرِ. واحْمَرَّ الشَّيْءُ احْمِرَارا. واحْمَارَّ يَحْمارُّ احْمِيْراراً. ويُقال للعَجَمِ الحَمْراءُ؛ لِحُمْرَةِ ألْوَانِهم. ورِجالٌ أحْمَرُوْنَ وأسْوَدُوْنَ. ومَوْتٌ أحْمَرُ، ومَنِيَّةٌ حَمْرَاءُ شَدِيْدَةٌ، وكذلك سَنَةٌ حَمْرَاءُ وسِنُوْنَ حَمْرَاواتٌ. وقد يكونُ الأحْمَرُ الأبْيَضَ في قَوْلِ أوْسٍ
وأحْمَرَ جَعْداً عليه النُّسُوْرُ
ويقولونَ: " الحُسْنُ أحْمَر " أي مَنْ طَلَبَ الجَمَالَ تَجَشَّمَ فيه المَشَقَّةَ. والحُمُوْرَةُ: الحُمْرَةُ. والأحْمَرَانِ: الخَمْرُ واللَّحْمُ. والأحامِرَةُ: الزَّعْفَرَانُ واللَّحْمُ والخَمْرُ. والحَمَرُ: داءٌ يَعْتَري من كَثْرَةِ الشَّعِير، حَمِرَ البِرْذَوْنُ. وكُلُّ حَمِرٍ أبْخَرُ، ومنه قَوْلُه: وافَرَسٍ حَمِرْ: أي أبْخَرُ. والحُمْرَةُ: تَعْتَري الإنْسَانَ. والحْمَارُ: العَيْرُ الأهْليُّ والوَحْشِيُّ، والجَميعُ: الحَمِيْرُ والحُمُرُ والحُمُرَاتُ. والأُنْثى حِمَارَةٌ. وفَرَسٌ مِحْمَرٌ: يَجْري مَجْرى الحِمارِ، والجَميعُ: المَحَامِرُ والمَحَامِيْرُ. والمَحْمُوْراءُ: جَمْعُ الحِمارِ. ويقولونَ: " أدْنى حِمَارَيْكِ فازْجُري " أي عليكِ بأدْنى أمْرِكِ ثُمَّ تَناوَلي الأبْعَدَ. وحِمَارَةُ القَدَمِ: هي المُشْرِفَةُ بين مَفْصِلِها وأصابِعِها من فَوْق. وهو في الرَّحْلِ: خَشَبَةٌ في مُقَدَّمِه، وكذلك خَشَبَةُ الصَّيْقَلِ. وحِمَارُ قَبّانَ: دُوَيْبَّةٌ صَغِيرةٌ لازِقَةٌ بالأرْضِ. والحِمَارانِ: حَجَرانِ يُجَفَّفُ عليهما الأقِطُ. والحُمَّرَةُ: ضَرْبٌ من الطَّيْرِ، وكذلك الحُمَرَةُ على وَزْنِ الزُّهَرَةِ. وحَمَّاَرُة القَيْظِ: شِدَّتُه، وحِمِرُّهُ: مِثْلُه. وحُمَّرُ الغَيْثِ: مُعْظَمُه وأشَدُّه. والحَمَائرُ: حِجَارَةٌ تُنْصَبُ حَوْلَ القُتْرَةِ، واحِدَتُها: حَمِيْرَةٌ. وحَمَرْتُ الأدِيْمَ حَمْراً: قَشَرْتُ عنه الشَّعَرَ والتِّحْلِىءَ. وحَمَرَ شاتَه: نَتَفَها، فهو مَحْمُوْرٌ. والحِمِرُّ - بِلُغَةِ أهْلِ الحِجازِ -: الغَيْمُ الذي يَحْمُرُ وَجْهَ الأرْضِ: أي يَقْشِرُه. وسَيْلٌ حِمِرٌّ: شَدِيْدٌ. ويُقال لِهِبْرِيَةِ الرَّأْسِ: الحَمَارَّةُ. وتَحَمْيَرَ الرَّجُلُ: ساءَ خُلُقُه. وكذلك إِذا تَكَلَّمَ بالحِمْيَرِيَّةِ، وحَمَّرَ: كذلك، ومنه: " مَنْ دَخَلَ ظَفَارِ حَمَّرَ ". والحُمْرَةُ: شَجَرَةٌ هي أحَبُّ شَيْءٍ إِلى الحَمِيرِ. ورُطَبٌ ذو حُمْرَةٍ: شَديدُ الحَلاَوَةِ. وأثَرٌ أحْمَرُ: أي حَدِيْثُ العَهْدِ طَرِيٌّ. والأحْمَرُ: صِنْفٌ من أصْنافِ التَّمْرِ. والوَطْأةُ الحَمْرَاءُ: الجَدِيدةُ، والسَّوْداءُ: الدّارِسَةُ واليَحْمُوْرُ: ضَرْبٌ من الطَّيْرِ. ويقولون: حَمَّرْنا للذِّئْبِ فَنَحْنُ مُحَمِّرُوْنَ: وهو حِيْلَةٌ لهم في قَتْلِه. والمُحَمَّرَاتُ من الغَنَمِ: البَهْمُ الصِّغَارُ؛ سُمِّيَتْ بذلك لأنَّها تَرْعى قُرْبَ الحَيِّ شِبْهَ الحُمُرِ لا تَبْعُدُ. والمِحْمَرُ: البَطِيءُ، وجَمْعُه: مَحَامِرُ، قال الحُطَيْئةُ:
وتَبَرَّرَ النُّجُبُ الجِيَادُ ... وبَلَّدَ الكُذُبُ المَحَامِرْ وفَرَسٌ مِحْمَرٌ: هَجِيْنٌ. ومن السَّمَكِ: صَغِيرٌ، ولا أحُقُّه. ورَجُلٌ حُمْرَانٌ: لا سِلاحَ عليه، ورَجُلٌ أحْمَرُ. وجاءَ فلانٌ بِغَنَمِه حُمْرَ الكُلَى: أي مَهَازِيْلَ.
[حمر] الحمرة: لون الاحمر. وقد احمر الشئ واحمار بمعنى. وإنما جاز ادغام احمار لانه ليس بملحق، ولو كان له في الرباعي مثال لما جاز إدغامه كما لا يجوز إدغام اقعنسس لما كان ملحقا باحرنجم. ورجل أحمر، والجمع الاحامر. فإن أردت المصبوغ بالحمرة قلت أحمر والجمع حمر. والحمراء: العجم، لان الشقرة أغلب الالوان عليهم. والاحامرة: قوم من العجم سكنوا بالكوفة. ومضر الحمراء بالاضافة، يفسر في (مضر) . وأهلك الرجال الاحمران: اللحم والخمر. فإذا قلت: الاحامرة دخل فيه الخلوق. وأنشد الاصمعي : إن الاحامرة الثلاثة أهلكت * مالى وكنت بهن قدما مولعا - الراح واللحم والسمين وأطلى * بالزعفران فلن أزال مولعا - قال: ويقال أتانى كل أسود منهم وأحمر، ولا يقال أبيض، يحكيها عن أبي عمرو بن العلاء، معناه جميع الناس عربهم وعجمهم. قال الشاعر: جمعتهم فأوعبتم وجئتم بمعشر * توافت به حمران عبد وسودها - يريد بعبد عبد بن أبى بكر بن كلاب. وموت أحمر، يوصف بالشدة. ومنه الحديث: " كنا إذا احمر البأس اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم ". ووطأة حمراء: جديدة. ووطأة دهماء: دارسة. وسنة حمراء، أي شديدة. وأحمر ثمود: لقب قدار بن سالف عاقر ناقة صالح عليه السلام، وإنما قال زهير: " كأحمر عاد " لاقامة الوزن لما لم يمكنه أن يقول ثمود، أو وهم فيه. قال أبو عبيد: وقد قال بعض النساب: إن ثمودا من عاد. والحمار: العير، والجمع حمير وحمر وحمرات وأحمرة. وربما قالوا للاتان: حمارة. وتوبة بن الحمير : صاحب ليلى الاخيلية. وهو في الاصل تصغير الحمار. واليحمور: حمار الوحش. والحمارة: حجارة تنصب حول الحوض لئلا يسيل ماؤه، وتنصب أيضا حول بيت الصائد قال الراجز حميد الارقط :

بيت حتوف أردحت حمائرة * وحمار قبان: دويبة. والحماران: حجران ينصبان ويوضع فوقهما حجر، وهو العلاة يجفف عليها الاقط. قال الشاعر : لا تنفع الشاوى فيها شاته * ولا حماراه ولا علاته - وقولهم: " أكفر من حمار "، هو رجل من عاد مات له أولاد بصاعقة، فكفر كفرا عظيما، فلا يمر بأرضه أحد إلا دعاه إلى الكفر، فإن أجابه وإلا قتله. والحمرة: ضرب من الطير كالعصفور. قال الشاعر : قد كنت أحسبكم أسود خفية * فإذا لصاف تبيض فيها الحمر - الواحدة حمرة. قال الراجز: وحمرات شربهن غب * إذا غفلت غفلة تعب - وقد يخفف فيقال حمر وحمرة. وأنشد ابن السكيت: إلا تداركهم تصبح منازلهم * قفرا تبيض عى أرجائها الحمر - وابن لسان الحمرة: أحد خطباء العرب. والحمارة: أصحاب الحمير في السفر، الواحد حمار، مثل جمال وبغال. والمحمرة: فرقد من الخرمية، الواحد منهم محمر، وهم يخالفون المبيضة. وحمارة القيظ، بتشديد الراء: شدة حره. وربما خفف في الشعر للضروة، والجمع حمار. وقولهم: " من دخل ظفار حمر "، أي تكلم بكلام حمير. فأخرج مخرج الخبر وهو أمر، أي فليحمر. والمحمر بكسر الميم: الفرس الهجين، وهو بالفارسية " پالانى "، والجمع المحامر. وأحامر بضم الهمزة: بلد. والحمير والحميرة: الاشكز، وهو سير أبيض مقشور ظاهره، تؤكد به السروج. يقال: حمرت السير أحمره بالضم، إذا سحوت قشره. وقال يعقوب: حمر الخارز سيره، وهو أن يسحى باطنه ويدهنه ثم يحرز به فيسهل. والحمر أيضا: النتق. يقال: حمر شاته يحمرها، إذا نتقها، أي سلخها. وحمير: أبو قبيلة من اليمن، وهو حمير ابن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. ومنهم كانت الملوك في الدهر الاول. واسم حمير العرنجج. والحمر، بالتحريك: سنق يصيب الدابة من الشعير فينتن فوه. يقال: حمر البرذون بالكسر، يحمر حمرا. قال امرؤ القيس: لعمري لسعد بن الضباب إذا غدا * أحب إلينا منك فافرس حمر - يعيره بالبخر. وغيث حمر، مثال فلز، أي شديد يقشر الارض.
[حمر] نه فيه: بعثت إلى "الأحمر" والأسود، أي العجم والعرب، لأن الغالب على العجم الحمرة والبياض وعلى العرب الأدمة والسمرة، وقيل: أراد الجن والإنس، وقيل: أراد بالأحمر الأبيض مطلقاً، يقال: امرأة حمراء، أي بيضاء، قال ثعلب: خص الأحمر دون الأبيض لأنه عند العرب الطاهر النقي من العيوب، فإذا أرادوا الأبيض من اللون قالوا: الأحمر، وفيه نظر فإنهم استعملوا الأبيض في ألوان الناس وغيرهم. ومنه ح: أعطيت الكنزين "الأحمر" والأبيض، هي ما أفاء الله على أمته من كنوز الملوك، فالأحمر الذهب كنوز الروم لأنه الغالب على نقودهم،"حمارة" القدم، وهي بتشديد الراء. وفيه: في "حمارة" القيظ، أي شدة الحر، وقد تخفف الراء. وفيه: فجاءت "حمرة" هي بضم الحاء وشدة الميم وقد تخفف طائر كالعصفور. ط: سرخ سر، تفرش جناحها أي تفرش جناحها وتضرب من الأرض، وروى: تفرش"، وأصله تتفرش، وتفرش من التفريش وهو أن ترتفع فوقهما وتظل عليهما أي على الفرخين. نه وفي ح عائشة: ما تذكر من عجوز "حمراء" الشدقين، وصفتها بالدرد وهو سقوط الأسنان من الكبر فلم يبق إلا حمرة اللثات. وفي ح على رجل من الموالي: اسكت يا ابن "حمراء" العجان، أي يا ابن الأمة، والعجان ما بين القبل والدبر وهي كلمة تقال في السب. ك: وإياك أن "تحمر" أو تصفر فتفتن، أي إياك وتصفير المسجد وتحميره، فتفتن من ضرب أو من الإفتان. "حمر" النعم، بضم حاء وسكون ميم أي أقواها وأجلدها، أي خير لك من أن تتصدق بها، وقيل: أن تقتنيها. ط: أي الإبل الحمر وهي أنفس أموال العرب فجعلت كناية عن خير الدنيا كلها. ن: والتشبيه للتقريب إلى الأفهام وإلا فذرة الآخرة خير من الأرض وما فيها. و"حمر" الوجوه، أي بيضها مشربة بحمرة. وربعة "أحمر" يأول بالأدمة وهي السمرة لتقاربهما لئلا ينافي وصفه في أخرى بأنه آدم. و"احمر" الشجر، كناية عن يبس ورقها وظهور عودها. ط: لجعلتني يهود "حمارا" أي سحرته، أي لولا استعاذتي بههذ الكلمات لتمكنوا من أن يقلبوا حقيقتي لبغضهم إياي حين أسلمت، أو لتمكنوا من إذلالي كالحمار فإنه مثل في الذلة. غ: "الأحامرة" اللحم والشراب والخلوق. ورجل "حامر" أي ذو حمار، و"الحمارة" أصحاب الحمير كالبغالة والجمالة.
حمر: حَمَّر (بالتشديد). حمَّر الوجه: زيَّنه (بوشر). ويقال: الله يحمَّر لك وجهك حين يراد تمني الخير للشخص بصور عامة. لن العرب ينسبون إلى الألوان الزاهرة وبخاصة اللون الأحمر منها صور السرور والسعادة (دوماس حياة العرب ص518).
وحمَّر: شوى اللحم حتى يحمر (بوشر) ويقال مثلا دجاجات محمَّرة أي مشوية (ألف ليلة 1: 579) وكذلك: فراخ محمَّرة (ألف ليلة 3: 205) وانظر: مُحَمَّر.
وفي منتخبات من قصة عنتر: اللوز المحمَّر.
حمَّر الكرم: أحاط عيون الكفر بقفر اليهود. انظر تحمير الكرم في ابن البيطار (2: 309). أو ترجمة كلامه في ذلك من قبل دي ساسي (عبد اللطيف ص274 - 275، وانظر تيفيز (2: 62).
تحمَّر: ذكرها فوك في مادة ( Ribescere) .
احمرَّ: صار أحمر وخجل واستحيا (ألكالا).
حُمْر: (عامية حمرة) ويراد بها الشاعر الشعبي أي العامي (المقدمة 3: 407) وهذا هو صواب قراتها.
حُمَر: دِفْلى: (المستعيني في مادة دفلى) وفيه: دفلى ويسمى حمر أيضاً.
حَمْرَة: نبات اسمه العلمي ( Hypericum) ( براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 345). وهي عند باجني (مخطوطات): (حمورة Hamûra) .
حَمُرة رأس: نبات اسمه العلمي: ( Calcendula sicula) ( براكس 1، 1: 282). حُمْرَة: حَصْبَة، حميرة، جدري الماء (معجم الاسبانية ص115. وقد ذكر المعجم اللاتيني - العربي Cerbum) =؟ Carbunculus ومقابله دُمَّل وداء الحُمْرة. وقد ذكر أيضا: داء الحمرة في مادة ( Eresimila) .
وحُمرة: مرض يصيب الخطمي الهندي. (ابن العوام 2: 292).
وحُمرة: طباشير أحمر فيما يظهر (المقري 1: 687).
وحُمرة: حناء، خضاب، غمرة (بوشر).
وحُمْرَة: شجرة الغَرقَد. وقد أطلق عليها هذا الاسم لأنها تحمل ثمرا أحمر (بركهارت سوريا ص474).
والجمع حُمَر: نمش. وهو نوع من الاحمرار أو البقع الحمراء التي تظهر على الجلد من أثر الحمى (بوشر). وحُمْرة عند أهل الرمل: شكل صورته = (محيط المحيط).
حَمَرة: قافلة مؤلفة من البغال فقط (اسبينا مجلة الشرق والجزائر 13: 150) وفيها ( Hamara) .
حَمُرَة: أبو الحناء (باجني مخطوطات).
وحَمُرَة: قطلب (باجني مخطوطات) حَمَرِيّة: بلادة، غباوة (بوشر).
وحمرية: (من غير شكل). حمرة (فوك).
حُمْرانِيّ: أحمر (فوك).
حَمْراية: صنف من التمر (براكس مجلة الشلاق والجزائر 5: 212).
حَمْرَنة: بلاده، غباوة، بلاهة، خرق (بوشر).
حِمَار: (الحيوان المعرف) يطلق على شارب الماء عند المسلمين الذين لا يلتزمون بتعاليم القرآن (برتون 1: 130).
وحمار: (من غير شكل): حُمْرة (بوشر).
وحِمار: نهاية القرن (مائة سنة) (الثعالبي لطائف ص30).
وحمار: آلة تجر بها المراكب إلى المرسى (المعجم اللاتيني- العربي وفيه: الحُمُر التي تجر بها المراكب إلى المرسى).
وقضيب الحمار (انظر قضيب): آلة طويلة على شكل الرافعة يستعملها الفلاحون لقياس الارضين والحفر.
وحمار الوَحْش: فرا، عير، حمار وحشي مخطط الجلد (ألكالا).
حمير: أسفلت، زفت، قير (بوشر).
وحمير؟ صنف من الريحان، صنف من الآس (ابن العوام 1: 248).
حُمُورة: حُمْرة تزين بها النساء وجوههن (ألكالا).
حَمِيرَة: اسفلت، زفت، قير، ففي الادريسي (كليم 2 قسم 5): وهذه الصحراء وبها جب حميرة.
حَمُوريّ: ضرب من التمر شديد الحمرة (باجني ص151) وفي (ص152) منه يسمى هذا الصنف من التمر: حمورة بكسرى.
وحَمُوري: حجر كريم (انظر نيبور رحلة إلى بلاد العرب ص25).
حُمَيِّر جَدة: حمار قَبَّان: (دومب ص66 بوشر). حَمَّر: نبات اسمه العلمي ( Ynonchophora capiomontiaa) ( باركس مجلة الشرق والجزائر 8: 282).
زحمَّر: حَمُرَة (باجني مخطوطات). حُمَّر: عامية حُمَر ضرب من القار معدني (محيط المحيط).
حَمَّار: عامل، صانع أخرق (بوشر).
حمَّيرا: رجل الحمام بلغة أهل الأندلس (ابن البيطار 1: 327، 2: 108). وتشديد الميم في مخطوطة أانظر مادة شنجار في معجم فريتاج.
حَمَامير: حلمات الثدي (دوماس حياة العرب ص166).
أَحْمَر: رأس احمر: عبد حبشي (زيشر 16: 476).
الحمراء أو بنو الحمراء (انظر لين) الموالي وهو الاسم الذي أطلقه العرب على سكان الأندلس من الأسبان (انظر تعليقاتي في زيشر 16: 598).
لحم أحمر: لحم لا شحم فيه (معجم المنصوري).
وأحمر: دينار (ألف ليلة برسل 9: 250) وفي طبعة ماكن دينار بدل أحمر.
والجمع حُمْر (المقري 1: 464).
وأحمر: طحين، دقيق (فوك) الأحمر: حجر احمر بلون الدم يستعمل دواء ويعمل منه الحبر الأحمر (كاليه 1: 885).
وأحمر: نوع من الطير (ياقوت 1: 885).
الأحمر: كوكب المريخ، مارس (المعجم اللاتيني - العربي).
والملك الأحمر: مارس، المريخ. وهو اله الحرب عند الوثنين (بوشر).
أَحْمَرانِيّ: ضارب إلى الحمرة (بوشر).
مُحَمَّر: لحم مفروم مشوي حتى أحمرَّ (ألف ليلة طبعة بولاق 1: 79، وطبعة ماكن 2: 258 مع تعليق لين في الترجمة (2: 459 رقم 13).
مُحمَّر: من مصطلح الطب وهو دواء جاذب (محيط المحيط).
حمر
احمارَّ يحمارّ، احميرارًا، فهو مُحْمارّ
• احمارَّت الطَّماطمُ: احمرَّت شيئًا فشيئا، صار لونُها كلون الدَّم تدريجيًّا. 

احمرَّ يحمرّ، احمِرارًا، فهو مُحمَرّ
• احمرَّ الشَّيءُ: صار بلون الدّمِ "احمرّ وجهُها حياءً- احمرَّت عيناه".
• احمرَّ البأسُ: اشتدَّ "كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [حديث] ". 

حمَّرَ يحمِّر، تحميرًا، فهو مُحمِّر، والمفعول مُحمَّر
• حمَّر الشَّيءَ: صبغه بلون كلون الدَّم "حمَّر الثّوبَ- حمَّرت شفَتَيْها- حمّر الوجهَ: زيّنه".
• حمَّر اللَّحمَ: قلاه بالسَّمن ونحوه حتَّى احمرّ "فراخ محمّرة: مشويَّة- بطاطس محمّرة".
• حمَّر الشَّخصَ: قال له يا حِمار. 

أَحمرُ [مفرد]: ج حُمْر، مؤ حمراءُ، ج مؤ حَمْراوات وحُمْر: ما لونه كلون الدَّم، ما اتَّصف بالحُمْرة "طوب أحمر- أحمر أقشر: شديد الحمرة- معلَّم عليه بالأحمر- الورد الأحمر- ما كلُّ بيضاء دُرَّة ولا كُلُّ حمراء جمرة [مثل]- {وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ} " ° الصَّليب الأحمر: مؤسَّسة دوليَّة خيريَّة أُسِّست في جنيف 1863 لمساعدة المنكوبين وحرجى الحرب وأسراها- أحمر الشِّفاه: مسحوق أحمر اللون يوضع على الشّفاه- الأسود والأحمر: جميع النَّاس، البشريّة- الجيش الأحمر: أطلق على الجيش السوفيتِّي منذ قيام الثورة الشيوعيّة عام 1917 - الحرّيّة الحمراء: التي تحققت بعد صراع دمويّ- الخطّ الأحمر: الحدّ الذي لا يمكن تجاوزه- السَّنة الحمراء: السنة الشديدة لزعمهم أنّ السماء تحمر في سنيّ الجدب- الضَّوء الأحمر: إشارة ضوئيّة تعني توقُّف السير- العين الحمراء- الموت الأحمر: القتل أو الموت الشديد- الهلال الأحمر: الرمز الذي يستعمل عند المسلمين لجمعيّات الإسعاف، مؤسَّسة خيريَّة تساعد النّاسَ عند حدوث الكوارث والنّكبات- الهنود الحُمْرُ: سكان الأمريكتين الأصليّون- حُمْر النَّعَم: هي كرائم الإبل يضرب بها المثل في الرغائب والنفائس، الجمال الحمر- لحم أحمر: لا شحم فيه- لَيْلَةٌ حمراءُ: ماجنة.
• الأحمر: لون لِطَرف من الطيف المرئيّ ذو موجة طويلة يراها المشاهد كطاقة مشعّة بطول موجيّ يتراوح بين 630: 750 نانومتر.
• الأَحْمران: الذهب والفضَّة أو الذهب والزَّعفران أو الخبز واللّحم أو اللّحم والخمر.
• أشعَّة تحت الحَمْراء: (فز) أشعَّة غير مرئيَّة ذات موجات أطول من موجات الأشعَّة المرئيَّة تعرف بتأثيرها الحراريّ، موقعها في الطيف قبل الأحمر.
• الكُرَيَّات الحُمْر: (طب) خلايا سابحة في الدّم، تنقل الأكسجين من الرّئتين إلى أنسجة الجسم، وتعيد غاز ثاني أكسيد الكربون من الأنسجة إلى الرِّئتين، وهي تعيش بضعة أسابيع ثمّ تنقسم وتتفتَّت. 

حِمار [مفرد]: ج أَحمِرة وحُمْر وحُمُر وحمير، مؤ حِمارة، ج مؤ حمائرُ: (حن) حيوان داجن من الفصيلة الخيليّة يُستخدم للحمل والركوب، ومنه الأهليّ والوحشيّ الذي يكون مخطَّطًا باللّونين الأبيض والأسود "جاء بقرنَيْ حمار: إذا جاء بالكذب والباطل؛ لأنّ الحمار لا قرن له- إنمّا هو حمار: للرجل المذموم- وقف حمار الشيخ في العقبة: استعصى عليه الأمر، عجز، احتار- ولو لبِس الحمارُ
 ثيابَ خَزٍّ ... لقال النّاسُ يا لك من حِمارِ- {كَأَنَّهُمْ حُمْرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ} [ق]- {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ}: - {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً}: " ° حِمار عُزَيْر [مثل]: يُضرب للمنكوب الذي ينتعش؛ لأنّ الله أحياه بعد مائة عام من موته.
• حمار الوَحْش: (حن) حيوان بَرّيّ، من ذوات الحوافر وفصيلة الخيليّات معروف بألوانه المخطّطة بالأبيض والأسود. 

حَمارَة [مفرد]: ج حَمار
• حَمارَةُ القَيْظ: شدّتُه أو شدّة حرِّه "سار في حَمارة القيظ فأُصيب بضربة شمس". 

حمارّة [مفرد]: ج حمارَّات وحمارّ
• حَمارَّةُ القَيْظ:
1 - حمارَتُه؛ شدّتُه أو شدّة حرِّه "فإذا أمرتكم بالمسير إليهم في أيّام الحرّ قلتم: حمارَّة القيظ! أمهلنا حتى يُسبّخ عنا الحرّ: حتَّى يخفّ الحَرُّ- خرجوا في حمارَّة القيظ".
2 - حمَّارة. 

حُمرة [مفرد]: ج حُمْرات:
1 - لونٌ كلونِ الدّمِ "ضرب إلى الحُمرة".
2 - صبغٌ يجعل اللّونَ كلون الدّمِ "اشترت حُمْرة للشَّعر".
3 - دُقاق الآجُرّ، وهو لبِن محروق مُعدّ للبناء "بقيت الحُمْرَةُ بعد أخذ الطُّوب السَّليم".
4 - مستحضر تجميليّ للوجنتين والشّفتين "وضعت الحُمْرةَ على شفتيها".
5 - (طب) مرض جلديّ مُعدٍ يحمرُّ فيه موضع الإصابة، تصحبه حُمّى عالية، حصبة "للحُمْرَة اليوم لَقاحٌ يجنّب الأطفالَ الإصابة بها". 

حَمَّار [مفرد]: ج حَمَّارون وحَمّارة:
1 - صاحب الحِمار.
2 - عامل على حِمار "ينقل الحمّارُ الأحمالَ على حماره". 

حُمَيْراءُ [مفرد]:
1 - تصغير حمراءُ: بيضاء.
2 - (طب) حُمَّى وبائيّة. 

يَحْمُور [مفرد]: ج يَحَاميرُ:
1 - (حن) حِمار الوحش.
2 - (حن) حيوان لبون من فصيلة الأيائل قصير الذَّنَب لكلّ من قرنيه ثلاث شُعَب، يعرف كذلك باليأمور.
3 - (شر) مادّة آحيّة زُلاليَّة يتألَّف منها العنصر الملوِّن في دم الفقاريَّات، وهو الهيموجلوبين. 
(ح م ر)

الحُمْرَةُ من الألوان، المتوسطة، مَعْرُوفَة، تكون فِي الْحَيَوَان وَالثيَاب وَغير ذَلِك مِمَّا يقبلهَا وحكاها ابْن الْأَعرَابِي فِي المَاء أَيْضا. وَقد أَحْمَر واحمارَّ. وكل أفعل من هَذَا الضَّرْب فمحذوف من أَفعَال، وأفعل فِيهِ أَكثر لخفته. وَقد أَجدت استقصاء هَذَا الضَّرْب عِنْد تَحْدِيد قوانين المصادر فِي " الْكتاب الْمُخَصّص ".

والأحْمَرُ من الْأَبدَان مَا كَانَ لَونه الحُمْرَةَ. والأحْمرانِ: الذَّهَب والزعفران. وَقيل: الْخمر وَاللَّحم، فَإِذا قلت: الأحامِرَةُ، فَفِيهَا الخلوق. قَالَ الْأَعْشَى:

إنَّ الأحامِرَةَ الثلاثةَ أهلَكتْ ... مَالِي وكُنتُ بهَا قَديما مُولَعا

ثمَّ أبدل بدل الْبَيَان فَقَالَ:

الْخمر واللَّحم السمِين وأطَّلي ... بالزعْفَرانِ فَلن أزالَ مُوَلَّعا

جعل قَوْله: وأطلي بالزعفران، كَقَوْلِه: والزعفران. وَهَذَا الضَّرْب كثير. وَرَوَاهُ بَعضهم:

الْخمر وَاللَّحم السمِينَ أُديمُه، والزَّعفران

والأحمَرُ: الْأَبْيَض، تطيرا بالأبرص وَفِي الحَدِيث: " بُعِثْتُ إِلَى الأحمَرِ والأسْوَدِ ". وَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام لعَائِشَة: " إياك أَن تكونيها يَا حميراء "، أَي يَا بَيْضَاء. وَقَوله:

جَمَعُتْم فأوعيتم وجئتمْ بمَعشرٍ ... تَوافتْ بِهِ حُمْرانُ عَبْدٍ وسُودُها

يُرِيد بِعَبْد، عبد بن أبي بكر بن كلاب. وَقَوله، أنْشدهُ ثَعْلَب:

نَضْخَ العُلوجِ الحُمْرِ فِي حَمَّامِها

إِنَّمَا عَنى الْبيض، وَقيل: أَرَادَ المُحَمَّرينَ بالطيب.

وبعير أحْمَرُ، لَونه مثل لون الزَّعْفَرَان إِذا أجسد الثَّوْب بِهِ. وَقيل: بعير أحْمَرُ، إِذا لم يخالط حُمْرَته شَيْء، قَالَ: قامَ إِلَى حَمْراءَ منْ كِرَامِها

بازِلَ عامٍ أوْ سَدِيسَ عامِها

وَهِي أَصْبِر الْإِبِل على الهواجر. قَالَ أَبُو نصر النعامي: هجِّرْ بحَمْراءَ، واسْرِ بورقاء، وصَبِّح الْقَوْم على صهباء. قيل لَهُ: وَلم ذَلِك؟ قَالَ: لِأَن الْحَمْرَاء أَصْبِر على الهواجر، والورقاء أَصْبِر على طول السرى، والصهباء أشهر وَأحسن حِين ينظر إِلَيْهَا. وَالْعرب تَقول: خير الْإِبِل حُمُرُها وصهبها. وَمِنْه قَول بَعضهم: مَا أُحِبُّ أَن لي بمعاريض الْكَلم حُمرَ النَّعمِ.

والحَمراءُ من الْمعز: الْخَالِصَة اللَّوْن.

والحَمْراءُ: العَجَمُ، لبياضهم.

والأحامِرةُ: قوم من الْعَجم نزلُوا الْبَصْرَة.

وَالسّنة الحمْراءُ: الشَّدِيدَة، لِأَنَّهَا وَاسِطَة بَين الْبَيْضَاء والسوداء، قَالَ أَبُو حنيفَة: إِذا أخلفت الْجَبْهَة فَهِيَ السّنة الْحَمْرَاء.

والمُحَمِّرَةُ: الَّذين علامتهم الحُمْرَةُ كالمبيضة والمسودة.

وَالْمَوْت الأحْمَرُ: موت الْقَتْل، وَذَلِكَ لما يحدث عَن الْقَتْل من الدَّم، وَرُبمَا كنوا بِهِ عَن الْمَوْت الشَّديد كَأَنَّهُ يلقى مِنْهُ مَا يلقى من الْحَرْب. قَالَ أَبُو زبيد الطَّائِي يصف الْأسد:

إِذا عَلِقَتْ قِرْنا خَطاطيف كَفِّه ... رَأى الموتَ رأْيَ العينِ، أسودَ احْمَرَا

وَقَالُوا: الحُسْنُ أحْمَرُ، أَي انه يلقى مِنْهُ مَا يلقى صَاحب الْحَرْب من الْحَرْب.

والحُمْرَةُ: دَاء يعتري النَّاس فيَحْمُّر موضعهَا.

وَالْوَطْأَةُ الحمرَاءُ: الجديدة.

وحَمْراءُ الظهيرة: شدَّتها، وَمِنْه حَدِيث عَليّ كرم الله وَجهه: " كُنَّا إِذا أحْمَرَّ الْبَأْس اتقيناه برَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلم يكن أحد أقرب إِلَيْهِ مِنْهُ " حكى ذَلِك أَبُو عبيد الْهَرَوِيّ فِي كِتَابه الموسوم بِالْمثلِ، وَقَالَ فِي شرح الحَدِيث: الْأَحْمَر وَالْأسود من صِفَات الْمَوْت، مَأْخُوذ من لون السَّبع كَأَنَّهُ فِي شدته سبع، وَقيل: شبه بالوطأة الحَمْراءِ لجدَّتها وَكَأن الْمَوْت جَدِيد.

وحَمارَّةُ القيظ وحَمارَتُه: شدَّته، التَّخْفِيف عَن الَّلحيانيّ، وَقد حكيت فِي الشتَاء وَهِي قَليلَة.

وحِمِرَّةُ الصَّيف، كحَمَارّتهِ.

وحِمِرَّةُ كل شَيْء وحِمِرُّهُ: شدَّته.

وقَرَبٌ حِمِرٌّ: شَدِيد. وحِمِرٌ الْغَيْث: معظمه وشدته. وغيث حِمِرٌّ: شَدِيد يقشر وَجه الأَرْض.

وحَمَر الشَّاة يحمُرها حَمْراً: نتقها.

وحَمَرَ الخارز سيره يحمُرُه حَمْراً: سَحا بَطْنه بحديدة ثملينه بالدهن ثمَّ خرز بِهِ فسهل.

وحَمَرَ رأسَه: حلقه.

والحِمَارُ: النَّهَّاق من ذَوَات الْأَرْبَع، أهليا كَانَ أَو وحشيا. وَجمعه أحمِرَةٌ وحُمرٌ وحَمِيرُ وحُمُورٌ، وحُمُرَاتٌ جمع الْجمع، كجزرات وطرقات. وَالْأُنْثَى حِمارَةٌ.

وَقَوله، أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

فَأدْنَي حِماريْكِ ازجُرِي إنْ أرَدْتِنا ... وَلَا تَذهبيِ فِي ريْقِ لُبٍّ مُضَلَّلِ

فسره فَقَالَ: هُوَ مثل ضربه، يَقُول: عَلَيْك بزوجك وَلَا يطمح بَصرك إِلَى آخر، وَكَأن لَهَا حِمَارَيْنِ، أَحدهمَا قد نأى عَنْهَا، يَقُول: ازجري هَذَا لِئَلَّا يلْحق بِذَاكَ. وَقَالَ ثَعْلَب: مَعْنَاهُ، أقْبِلي عليَّ واتركي غَيْرِي.

ومُقَيِّدَةُ الحِمارِ: الحَرَّةُ، لِأَن الحِمارَ الوحشي يعتقل فِيهَا فَكَأَنَّهُ مُقَيّد.

وَبَنُو مُقَيّدَة الْحمار: العقارب لِأَن أَكثر مَا تكون فِي الْحرَّة، أنْشد ثَعْلَب:

لعَمَرُكَ مَا خشِيتُ على أُبيٍّ ... رماحَ بَني مُقَيِّدَةِ الحِمارِ

وَلَكِنِّي خَشِيتُ على أُبيّ ... رِماحّ الجنّ أَو إياكَ حَارِ

وَقوم حمَّارَةٌ وحامِرَةٌ: أَصْحَاب حمير.

وَمَسْجِد الحَامِرَةِ: مِنْهُ. وَفرس محْمَرٌ: لئيم يشبه الْحمار فِي جريه من بطئه.

وَتسَمى الْفَرِيضَة الْمُشْتَركَة: الحِمَارِيَّةَ، سميت بذلك لأَنهم قَالُوا: هَب أَن أَبَانَا كَانَ حمارا.

وَرجل مِحْمَرٌ: لئيم، وَقَوله:

نَدْبٌ إِذا نكَّسَ الفُحْجُ المحاميرُ

يجوز أَن يكون جمع مِحْمَرٍ فاضطر، وَأَن يكون جمع مِحْمارٍ.

وحَمَر الْفرس حَمَراً فَهُوَ حَمِرٌ، سنق من أكل الشّعير، وَقيل: تَغَيَّرت رَائِحَة فِيهِ، مِنْهُ.

وحِمارَةُ الْقدَم: المشرفة بَين أصابعها ومفاصلها من فَوق.

والحِمارَةُ: حجر ينصب حول بَيت الصَّائِد. والحِمارَةُ أَيْضا: الصَّخْرَة الْعَظِيمَة، قَالَ الراجز يذكر بَيت صائد:

بَيتُ حُتوفٍ أُرْدِحَتْ حَمائِرُه

والحَمائِرُ أَيْضا: ثَلَاث خشبات يوثقن وَيجْعَل عَلَيْهِنَّ الوطب لِئَلَّا يقْرضهُ الخرقوص. واحدتها حِمارَةٌ.

والحِمارَةُ خَشَبَة تكون فِي الهودج.

والحِمارُ: خَشَبَة فِي مقدم الرحل تقبض عَلَيْهَا الْمَرْأَة، وَهِي فِي مُقَدّمَة الإكاف، قَالَ الْأَعْشَى:

وقَيَّدنيِ الشِّعرُ فِي بَيْتِه ... كَمَا قَيَّدَ الآسِرَاتُ الحِمارا

والحِمارُ: الْخَشَبَة الَّتِي يعْمل عَلَيْهَا الصيقل.

وحمارُ الطنبور مَعْرُوف.

وحِمارُ قَبَّانَ: دُوَيْبَّة لَازِقَة بِالْأَرْضِ ذَات قَوَائِم كَثِيرَة، قَالَ الشَّاعِر: يَا عجَبا لَقد رأيتُ العجَبا

حِمارَ قَبَّانٍ يَسوقُ أرْنَبا

والحِمارانِ، حجران يطْرَح عَلَيْهِمَا حجر رَقِيق يُسمى العلاة يجفف عَلَيْهِ الأقط.

والحَمائِرُ: حِجَارَة تنصب على الْقَبْر، واحدتها حِمارَةٌ.

والحُمَرُ والحَوْمَرُ، وَالْأولَى أَعلَى، التَّمْر الْهِنْدِيّ، وَهُوَ بالسراة كثير، وَكَذَلِكَ بِبِلَاد عمان، وورقه مثل ورق الْخلاف الَّذِي يُقَال لَهُ بلخي، قَالَ أَبُو حنيفَة: وَقد رَأَيْته فِيمَا بَين المسجدين، ويطبخ بِهِ النَّاس، وشجره عِظَام مثل شجر الْجَوْز، وثمره قُرُون مثل ثَمَر الْقرظ.

والحَمَرَةُ والحُمَّرَّةُ: طَائِر من العصافير. وَجَمعهَا الحُمَر والحُمَّرُ، وَالتَّشْدِيد أَعلَى، قَالَ:

قد كُنتُ أحسِبُكم أُسُودَ خَفِيَّةٍ ... فَإِذا لَصَافِ تَبيضُ فِيهَا الحُمَّرُ

وَقَالَ ابْن أَحْمَر:

إلاَّ تُلافِهمُ تُصْبِحْ مَنازِلُهم ... قَفراً تَبيض على أرْجائِها الحُمَرُ

وَقيل: الحُمَّرَةُ القُبَّرَةُ.

واليَحْمورُ طَائِر.

واليَحْمورُ أَيْضا، دَابَّة تشبه العنز.

وحَامِرٌ وأُحامِرُ: موضعان، لَا نَظِير لَهُ من الْأَسْمَاء إِلَّا أجارد، وَهُوَ مَوضِع.

وحَمْراءُ الأسَدِ، أَسمَاء مَوَاضِع.

والحِمارَةُ: حَرَّةٌ مَعْرُوفَة.

وحِمْيَرُ أَبُو قَبيلَة، ذكر ابْن الْكَلْبِيّ انه كَانَ يلبس حُللا حُمراً، وَلَيْسَ ذَلِك بِقَوي.

وَقَوله، أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

أرَيْتَكَ مولايَ الَّذِي لستُ شاتِما ... وَلَا حارِما، مَا بالُه يَتَحمْيَرُ فسره فَقَالَ: يذهب بِنَفسِهِ حَتَّى كَأَنَّهُ ملك من مُلُوك حِمْيَر.

وحَمَّرَ الرجل: تكلم بِكَلَام حِمْيَرَ، وَمِنْه قَول الْملك الحِمْيَرِيّ، ملك ظفار، وَقد دخل عَلَيْهِ رجل من الْعَرَب فَقَالَ لَهُ الْملك: ثب وثب بالحِميَريَّةِ، اجْلِسْ، فَوَثَبَ الرجل فاندقَّت رِجْلَاهُ. فَضَحِك الْملك وَقَالَ: لَيست عندنَا عَرَبِيَّتْ، من دخل ظفار حَمرَ، هَذِه حِكَايَة ابْن جني يرفع ذَلِك إِلَى الْأَصْمَعِي، وَأما ابْن السّكيت فَإِنَّهُ قَالَ: فَوَثَبَ الرجل فتكسر، بدل قَوْله: فاندقت رِجْلَاهُ.

وَقد سمت: أحْمَرَ وحُمَيراً وحُمْرانَ وحَمراءَ وحِماراً.

وَبَنُو حِمِرَّي: بطن من الْعَرَب، وَرُبمَا قَالُوا بَنو حِمْيَرِيّ.

وَابْن لِسَان الحُمَّرَةِ: من خطباء الْعَرَب.

وحِمِرّ: مَوضِع.

حمر

1 حَمَرَ, (S, K,) aor. ـُ (S,) inf. n. حَمْرٌ, (TA,) He pared a thong; stripped it of its superficial part: (S, K:) or he (a sewer of leather or of skins) pared a thong by removing its inner superficial part, and then oiled it, previously to sewing with it, so that it became easy [to sew with; app. because this operation makes it to appear of a red, or reddish, colour]. (Yaakoob, S.) b2: and [hence,] He pared, or peeled, anything; divested or stripped it of its superficial part, peel, bark, coat, covering, crust, or the like: and ↓ حمرّ, inf. n. تَحْمِيرٌ, signifies the same in an intensive degree, or as applying to many objects; syn. قشّر. (TA.) b3: Also, (S, K,) aor. and inf. n. as above, (S,) He skinned a sheep [and thus made it to appear red]. (S, K.) b4: He shaved the head [and thus made it to appear red, or of a reddish-brown colour, the common hue of the Arab skin]. (K.) And حَمَرَتِ المَرْأَةُ جِلْدَهَا [The woman removed the hair of her skin]. (TA.) The term حَمْرٌ is [also] used in relation to soft hair, or fur, (وَبَر,) and wool. (TA.) b5: حَمَرَهُ بِالسَوْطِ He excoriated him (قَشَرَهُ) with the whip. (TA.) b6: حَمَرَ الأَرْض, aor. and inf. n. as above, It (rain) removed the superficial part of of the ground. (TA.) b7: حَمَرَهُ بِاللِّسَانِ (assumed tropical:) He galled him (قَشَرَهُ) with the tongue. (TA.) A2: حَمِرَ, aor. ـَ (Lth, S, K,) inf. n. حَمَرٌ, (Lth, S,) He (a horse) suffered indigestion from eating barley: or the odour of his mouth became altered, or stinking, (K, TA,) by reason thereof: (TA:) or he became diseased from eating much barley, (Lth,) or he suffered indigestion from eating barley, (S,) so that his mouth stank: (Lth, S:) and in like manner one says of a domestic animal [of any kind]: part. n. ↓ حَمِرٌ. (TA.) A3: حَمِرَ عَلَىَّ, (Sh, K, *) aor. and inf. n. as above, (Sh,) He (a man) burned with anger and rage against me. (Sh, K. *) A4: حَمِرَتِ الدَّابَّةُ, (K,) aor. and inf. n. as above, (TA,) [The horse] became like on ass in stupidity, dulness, or want of vigour, by reason of fatness. (K.) 2 حمّر, inf. n. تَحْمِيرٌ: see 1. b2: Also He cut [a thing] like pieces, or lumps, of flesh-meat. (K.) b3: He dyed a thing red. (Msb.) b4: [He wrote with red ink. b5: See also تَحْمِيرٌ, below.]

A2: He called another an ass; saying, O ass. (K.) A3: He rode a مِحْمَر; i. e. a horse got by a stallion of generous race out of a mare not of such race; or a jade. (A, TA.) A4: He spoke the language, or dialect, of Himyer; (S, K;) as also ↓ تَحَمْيَرَ. (K.) 4 احمر He (a man, TA) had a white child (وَلَدٌ أَحْمَرُ,) born to him. (K.) A2: He fed a beast so as to cause its mouth to become altered in odour, or stinking, (K, TA,) from much barley. (TA.) 5 تحمّر He asserted himself to be related to [the race of] Himyer: or he imagined himself as though he were one of the Kings of Himyer: thus explained by IAar. (TA.) 7 انحمر مَا عَلَى الجِلْدِ [What was upon the skin became removed]: said of hair and of wool. (TA.) 9 احمرّ, (S, Msb, K,) inf. n. اِحْمِرَارٌ, (K,) It became أَحْمَر [or red]; (Msb, K;) as also ↓ احمارّ: (K:) both these verbs signify the same: (S:) or the former signifies it was red, constantly, not changing from one state to another: and ↓ the latter, it became red, accidentally, not remaining so; as when you say, جَعَلَ يَحْمَارُّ مَرَّةً وَيَصْفَارُّ أُخْرَى

He, or it, began to become red one time and yellow another. (TA.) [It is also said that] every verb of the measure اِفْعَلَّ is contracted from اِفْعَالَّ; and that the former measure is the more common because [more] easy to be pronounced. (TA.) b2: احمرّ البَأْسُ (tropical:) War, or the war, became vehement, or fierce: (S, A, IAth, Msb, K:) or the fire of war burned fiercely. (TA.) 11 إِحْمَاْرَّ see 9, in two places. Q. Q. 2 تَحَمْيَرَ: see 2. b2: Also He (a man, TA) became evil in disposition. (K.) حَمرٌ, applied to a horse &c.: see حَمِرَ.

A2: Also A man burning with anger and rage: pl. حَمِرُونَ. (Sh.) حُمَرٌ (incorrectly written, by some physicians and others, ↓ حُمَّرٌ, with teshdeed, MF) and ↓ حَوْمَرٌ (which is of the dial. of the people of 'Omán, a form disallowed by MF, but his disallowal requires consideration, TA) The tamarindfruit: (K:) it abounds in the Saráh (السَّرَاة) and in the country of 'Omán, and was seen by AHn in the tract between the two mosques [of Mekkeh and El-Medeeneh]: its leaves are like those of the خِلَاف called البَلْخِىّ: AHn says, people cook with it: its tree is large, like the walnut-tree; and its fruit is in the form of pods, like the fruit of the قَرَظ. (TA.) A2: Also, the former word, Asphaltum, or Jews' pitch; bitumen Judaicum; syn. قَفْرٌ يَهُودِىٌّ. (Ibn-Beytár: see De Sacy's Abd-allatif,” p. 274.) A3: See also حُمَّرٌ.

حُمْرَةٌ [Redness;] a well-known colour; (Msb, K;) the colour of that which is termed أَحْمَرُ: (S, A:) it is in animals, and in garments &c.; and, accord. to IAar, in water [when muddy; for it signifies brownness, and the like: but when relating to complexion, whiteness: see أَحْمَرُ]. (TA.) b2: الحُمْرَةُ [Erysipelas: to this disease the term is evidently applied by Ibn-Seenà, in vol. ii. pp. 63 and 64 of the printed Arabic text of his قانون; and so it is applied by the Arabian physicians in the present day:] a certain disease which attacks human beings, in consequence of which the place thereof becomes red; (ISk, TA;) a certain swelling, of the pestilential kind; (T, K;) differing from phlegmone. (Ibn-Seenà ubi suprà.) b3: ذُو حُمْرَةٍ Sweet: applied to fresh ripe dates. (K.) b4: See also حِمِرٌّ.

حَمْرَى: see حَمَارَّةٌ.

حَمْرَآءُ [originally fem. of أَحْمَرُ, q. v.]: see حَمَارَّةٌ.

حِمِرٌّ Violent rain, (S,) such as removes the superficial part of the ground. (S, K.) b2: A severe night-journey to water. (TA.) A2: The most copious portion of rain; and violence thereof. (TA.) b2: (assumed tropical:) The violence, vehemence, or intenseness, of anything; as also ↓ حِمِرَّةٌ and ↓ حُمْرَةٌ. (TA.) b3: See also حَمَارَّةٌ, in two places. b4: Also The evil, or mischief, of a man. (K.) حِمِرَّةٌ: see the next preceding paragraph.

حِمَارٌ [The ass;] the well-known braying quadruped; (TA;) i. q. عَيْرٌ; (Az, S;) applied to the male; (Msb;) both domestic and wild: (Az, K:) the former is also called حِمَارٌ أَهْلِىٌّ; (Msb;) and the latter, حِمَارٌ وَحْشِىٌّ, (K,) and حِمَارُ الوَحْشِ, and ↓ يَحْمُورٌ: (S, K:) أَتَانٌ is the appellation applied to the female; and sometimes ↓ حِمَارَةٌ: (S, Msb, K: *) pl. [of pauc.] أَحْمِرَةٌ and [of mult.]

↓ حَمِيرٌ [more properly termed a quasi-pl. n.] and حُمُرٌ (S, Msb, K) and حُمْرٌ (S) and حُمُورٌ and ↓ مَحْمُورَآءُ, (K,) the last [a quasi-pl. n.] of a very rare form [of which see instances voce شَيْخٌ], (TA,) and حُمُرَاتٌ, (S, K,) which is said to be a pl. of حُمُرٌ. (TA.) b2: [Hence,] مُقَييِّدَةُ الحِمَارِ (assumed tropical:) A stony tract, of which the stones are black and worn and crumbling, as though burned with fire; syn. حَرَّةٌ: because the wild ass is impeded in it, and is as though he were shackled. (TA.) b3: and [hence,] بَنُو مُقَيِّدَةِ الحِمَارِ (assumed tropical:) Scorpions: because they are generally found in a حَرَّة. (TA. [See an ex. in verses cited voce رُمْحٌ.]) A2: A piece of wood in the fore part of the [saddle called] رَحْل, (K, TA,) upon which a woman [when riding] lays hold: and in the fore part of the [saddle called]

إِكَاف: and, accord. to Aboo-Sa'eed, the stick upon which [the saddles called] أَقْتَاب [pl. of قَتَبٌ] are carried. (TA.) b2: The wooden implement of the polisher, upon which he polishes iron [weapons &c.]. (Lth, K. *) b3: Three pieces of wood, (T, K,) or four, (T,) across which is placed another piece of wood; with which one makes fast a captive. (T, K.) [The last words of the explanation are يُؤْسَرُ بِهَا.]) b4: حِمَارُ الطُّنْبُورِ [The bridge of the mandoline;] a thing well-known. (TA.) b5: حَمَارُ قَبَّانَ [The wood-louse; so called in the present day;] a certain insect; (S, K;) a certain small insect, (Msb, TA,) that cleaves to the ground, (TA,) resembling the beetle, but smaller, (Msb,) and having many legs: (Msb, TA:) when any one touches it, it contracts itself like a thing folded. (Msb.) The حمار قبّان is also called حِمَارُ البَيْتِ; app. because its back resembles a قُبَّة. (TA in art. قب, q. v.) b6: حِمَارَانِ Two stones, (S, K,) which are set up, (S,) and upon which is placed another stone, (S, K,) which is thin, (TA,) and is called عَلَاةٌ, (S,) whereon [the preparation of curd called]

أَقِط is dried. (S, K.) b7: الحِمَارَانِ The two bright stars [a and حَمِيرٌ] in Cancer. (Kzw.) حَمِيرٌ Anything pared, or peeled; divested, or stripped, of its superficial part, peel, bark, coat, covering, crust, or the like; as also ↓ مَحْمُورٌ. (TA.) [See 1.] b2: Also, and ↓ حَمِيرَةٌ, i. q. أُشْكُزٌّ, i. e. A thong, or strap, (S, K,) white, and having its outside pared, (S,) in a horse's saddle, (K,) or with which horses' saddles are bound, or made fast: (S:) so called because it is pared. (TA.) A2: See also حِمَارٌ.

حَمَارَةٌ: see حَمَارَّةٌ.

حِمَارَةٌ: see حِمَارٌ. b2: Also A great, (K,) or great and wide, (TA,) mass of stone, or rock: (K:) and stones set up around a watering-trough or tank, to prevent its water from flowing forth: (S:) and a stone, (K,) or stones, (S,) set up around the booth in which a hunter lurks: (S, K:) but J should have said that حَمَائِرُ signifies stones: that حِمَارَةٌ is the sing.: that this latter signifies any wide stone: and the pl., stones that are set round a watering-trough or tank, to prevent the water from overflowing: (IB:) and حَمَائِرُ المَآءِ signifies four large and smooth masses of stone at the head of the well, upon which the drawer of the water stands. (TA in art. خلق.) Also, the sing., A wide stone that is put upon a trench or an oblong excavation, in the side of a grave, in which the corpse is placed: (K:) or upon a grave: (TA:) pl. as above. (K.) b3: A piece of wood in the [woman's vehicle called] هَوْدَج. (K.) b4: Three sticks, or pieces of palm-branches, having their [upper] ends bound together and their feet set apart, upon which the [vessel of skin called]

إِدَاوَة is hung, in order that the water may become cool. (TA.) And its pl., حَمَائِرُ, Three pieces of wood bound together [in like manner], upon which is put the وَطْب [or milk-skin], in order that the [insect called] حُرْقُوص may not eat it. (TA.) b5: حِمَارَةُ القَدَمِ, (K,) or القدم ↓ حمارّة [thus, without any vowel-sign written], with teshdeed to the ر, (IAth,) The elevated, or protuberant, part of the foot, above the toes (K, TA) and their joints, where the food of the thief is directed, in a trad., to be cut off. (TA.) حِمَارِىٌّ Of, or relating to, asses; asinine.]

حِمَارِيَّةٌ [Asinineness]. (A in art. خطب.) حَمِيرَةٌ: see حَمِيرٌ.

حُمَيْرَآءُ dim. of حَمْرَآءُ, fem. of أَحْمَرُ, q. v.

الحِمْيَرِيَّةُ The language, or dialect, of [the race of] Himyer, who had words and idioms different from those of the rest of the Arabs. (TA.) حَمَارٌّ: see what next follows.

حَمَارَّةٌ, (S, K, &c.,) a word of a rare form, of which the only other instances are said to be حَبَالَّةٌ and زَرَافَّةٌ and زَعَارَّةٌ and سَبَارَّةٌ and صَبَارَّةٌ and عَبَالَّةٌ, (TA,) and sometimes ↓ حَمَارَةٌ, without teshdeed, in poetry, (S, K,) and in prose also, as is said by Lh and others, (TA,) (tropical:) The intenseness of heat (Lth, Ks, S, A, K) of summer; (Lth, Ks, S, A;) and so ↓ حَمْرَآءُ; (TA;) which also signifies the same in relation to the noon, or summer-noon; (K;) and ↓ حَمْرَى, (Az, TA in art. بيض,) and ↓ حِمِرٌّ: (TA:) or the most intense heat of summer; (TA;;) as also ↓ حِمِرٌّ: (K, TA:) and sometimes, though rarely, used in relation to winter [as signifying the intenseness of cold; like صَبَارَّةٌ]: (TA:) pl. [or rather coll. gen. n.] ↓ حَمَارٌّ. (S.) A2: See also حِمَارَةٌ, last sentence.

حُمَّرٌ and ↓ حُمَرٌ, (S, Msb, K,) the former of which is the more common, (S, Msb,) [coll. gen. ns.,] A kind of bird, (S, Msb, K,) like the sparrow: (S, Msb:) accord. to Es-Sakháwee, the lark; syn. قُبَّرٌ [q. v.]: and حُمَّرَةٌ is said in the Mujarrad to be an appellation applied by the people of El-Medeeneh to the [bird commonly called] بُلْبُل; as also نُغَرَةٌ: (Msb:) حُمَّرَةٌ and حُمَرَةٌ are the ns. of un.: (S, Msb, K:) pl. حُمَّرَاتٌ (S, TA) [and حُمَرَاتٌ].

A2: See also حُمَرٌ.

حَمَّارٌ: see حَمَّارَةٌ. b2: Also A seller of asses. (TA.) حَمَّارَةٌ, [a coll. gen. n.,] Owners, or attendants, of asses (S, K, TA) in a journey; (S, TA;) as also ↓ حَامِرَةٌ: (K:) n. un. ↓ حَمَّارٌ (S, TA) and ↓ حَامِرٌ. (TA.) A2: See also مِحْمَرٌ, in two places.

حَامِرٌ: see حَمَّارَةٌ.

حَوْمَرٌ: see حُمَرٌ.

حَامِرَةٌ: see حَمَّارَةٌ.

أَحْمَرُ [Red: and also brown, or the like:] a thing of the colour termed حُمْرَةٌ: (Msb, K:) it is in animals, and in garments &c.; and, accord. to IAar, in water [when muddy]: and so ↓ يَحْمُورٌ: (K:) fem. of the former حَمْرَآءُ: (Msb:) pl. حُمْرٌ and حُمْرَانٌ: (K:) or when it means dyed with the colour termed حُمْرَةٌ, the pl. is حُمْرٌ (S, Msb) and حُمْرَانٌ; for you say ثِيَابٌ حُمْرٌ and حُمْرَانٌ [red garments]: (TA:) but if you apply it as an epithet to a man, [in which case it has other meanings than those explained above, as will be shown in what follows,] the pl. is أَحَامِرُ (S) and حُمْرٌ: (TA:) or if it means a thing having the colour termed حُمْرَةٌ, the pl. is أَحَامِرُ, because, in this case, it is a subst., not an epithet. (Msb.) ↓ أَحْمَرِىٌّ also signifies the same as أَحْمَرُ: (Ham p. 379:) or, as some say, it has an intensive sense. (TA voce كَرُوبِيُّونَ.) It is said in the S, in art. دك, that حَمْرَاوَاتٌ is a pl. of حَمْرَآءُ, like as دَكَّاوَاتٌ, is of دَكَّآءُ; but it is not so. (IB in that art.) b2: Applied to a camel, Of a colour like that of saffron when a garment is dyed with it so that it stands up by reason of [the thickness of] the dye: (TA:) or of an unmixed red colour; (As, S in art. كمت, and TA;) and so the fem. when applied to a she-goat. (TA.) It is said that, of she-camels, the حَمْرَآء is the most able to endure the summer midday-heat; and the وَرْقَآء, to endure nightjourneying; and that the صَهْبَآء is the most notable and the most beautiful to look at: so said Aboo-Nasr En-Na'ámee: and the Arabs say that the best of camels are the حُمْر and the صُهْب. (TA.) [Hence,] حُمْرُ النَّعَمِ signifies (assumed tropical:) The high-bred, or excellent, of camels: and is proverbially applied to anything highly prized, precious, valuable, or excellent. (Mgh, Msb.) b3: Applied to a man, (AA, Sh, Az,) White (AA, Sh, Az, K) in complexion; (Az;) because أَبْيَضُ might be considered as of evil omen [implying the meaning of leprosy]: (AA, Sh:) or, accord. to Th, because the latter epithet, applied to a man, was only used by the Arabs as signifying “ pure,” or “ free from faults: ” but they sometimes used this latter epithet in the sense of “ white in complexion,”

applied to a man &c.: (IAth:) fem., in the same sense, حَمْرَآءُ: the dim. of which, ↓ حُمَيْرَآءُ, occurs in a trad., applied to 'Áïsheh. (K, * TA.) So, accord. to some, in the trad., بُعِثْتُ إِلَى الأَحْمَرِ وَالأَسْوَدِ, (TA,) i. e. I have been sent to the white and the black; because these two epithets comprise all mankind: (Az, TA:) [therefore, by the former we should understand the white and the red races; and by the latter, the negroes: but some hold that by the former are meant the foreigners, and] by the latter are meant the Arabs. (TA.) One says also, [when speaking of Arabs and more northern races,] أَتَانِى كُلُّ أَسْوَدَ مِنْهُمْ وَأَحْمَرَ, meaning Every Arab of them, and foreigner, came to me: and one should not say, in this sense, أَبْيَضَ. (AA, As, S.) الحَمْرَآءُ, also, is applied to The foreigners (العَجَمُ) [collectively]; (S, A, K;) because a reddish white is the prevailing hue of their complexion: (S:) or the Persians and Greeks: or those foreigners mostly characterized by whiteness of complexion; as the Greeks and Persians. (TA.) You say, لَيْسَ فِى

الحَمْرَآءِ مِثْلُهُ There is not among the foreigners (العَجَم) the like of him. (A.) And accord. to some, الأَحْمَرُ وَالأَبْيَضُ means The Arabs and the foreigners. (TA.) الحَمْرَآءُ [so in the TA, but correctly أَبْنَآءُ الحَمْرَآءِ,] is an appellation applied to Emancipated slaves: and اِبْنُ حَمْرَآءِ العِجَانِ, meaning Son of the female slave, is an appellation used in reviling and blaming. (TA.) b4: Also (tropical:) A man having no weapons with him: pl. حُمْرٌ (A, K) and حُمْرَانٌ. (K.) b5: الحُسْنُ أَحْمَرُ meansBeauty is in الحُمْرَة [app. fairness of complexion; i. e. beauty is fair-complexioned]: (TA:) or (assumed tropical:) beauty is attended by difficulty; i. e. he who loves beauty must bear difficulty, or distress: (IAth:) or the lover experiences from beauty what is experienced from war. (ISd, K.) b6: الأَحْمَرُ A sort of dates: (K:) so called because of their colour. (TA.) b7: الأَحْمَرُ وَالأَبْيَضُ Gold and silver. (TA.) And الأَحْمَرَانِ Flesh-meat and wine; (S, A, K;) said to destroy men: (S:) so in the saying, نَحْنُ مِنْ أَهْلِ الأَسْوَدَيْنِ لَا الأَحْمَرَيْنِ We are of the people of dates and water, not of flesh-meat and wine: (A:) or the beverage called نَبِيذ and flesh-meat. (IAar.) Also Wine and [garments of the kind called] بُرُود. (Sh.) and Gold and saffron; (Az, ISd, K;) said to destroy women; i. e. the love of ornaments and perfumes destroys them: (Az:) or these are called الأَصْفَرَانِ; (AO, TA;) and milk and water, الأَبْيَضَانِ; (TA;) and dates and water, الأَسْوَدَانِ. (A, TA.) And الأَحَامِرَةُ Flesh-meat and wine and [the perfume called] الخَلُوق: (S, K:) or gold and flesh-meat and wine; as also الأَخَاضِرُ: (TA in art. خضر:) or gold and saffron and الخَلُوق. (ISd, TA.) b8: المَوْتُ الأَحْمَرُ (assumed tropical:) Slaughter; (L, K;) because it occasions the flowing of blood: (TA:) and [so in the L, but in the K “ or ”] (tropical:) violent death: (S, A, L, K:) or death in which the sight of the man becomes dim by reason of terror, so that the world appears red and black before his eyes: (A 'Obeyd:) or it may mean (assumed tropical:) recent, fresh, death; from the phrase next following. (As.) b9: وَطْأَةٌ حَمْرَآءُ (tropical:) A new, or recent, footstep, or footprint: opposed to دَهْمَآءُ. (As, S, A.) b10: سَنَةٌ حَمْرَآءُ (tropical:) A severe year; (S, K;) because it is a mean between the سَوْدَآء and the بَيْضآء: or a year of severe drought; because, in such a year, the tracts of the horizon are red: (TA:) when الجَبْهَةُ [the tenth Mansion of the Moon (see مَنَازِلُ القَمَرِ in art. نزل)] breaks its promise [of bringing rain], the year is such as is thus called. (AHn.) b11: See also حَمْرَآءُ voce حَمَارَّةٌ. b12: جَآءَ بِغَنَمِهِ حُمْرَ الكُلَى, and, in like manner, سُودَ البُطُونِ, (tropical:) He brought his sheep or goats, in a lean, or an emaciated, state. (A, * TA.) أَحْمَرِىٌّ: see أَحْمَرُ.

تَحْمِيرٌ [an inf. n. (of حَمَّرَ) used as a subst.] A bad kind of tanning. (K. [For دِبْغٌ in the CK, I read دَبْغٌ, as in other copies of the K.]) مِحْمَرٌ i. q. مِحْلَأٌ; (K; in the CK مِحْلاء;) i. e. The iron instrument, or stone, with which one shaves off the hair and dirt on the surface of a hide, and with which one skins. (L, TA. [But for the last words of the explanation in those two lexicons, ينشف به, I read يُنْتَقُ بِهِ.]) A2: Also, (S, TA,) in the K, [and in a copy of the A,] مَحَمَّرٌ, which is a mistake, (TA,) A horse got by a stallion of generous, or Arabian, race, out of a mare not of such a race; or not of generous birth; or a jade; syn. هَجِينٌ; (S, A, K;) in Persian, پَالَانِىْ; (S, K;) as also ↓ حَمَّارَةٌ: (K:) or a horse of mean race, that resembles the ass in his slowness of running: and a bad beast: (TA:) pl. مَحَامِرُ (S, A, TA) and مَحَامِيرُ: (TA:) and accord. to the T, ↓ حَمَّارَةٌ signifies [not as it is explained above, as a sing., but] i. q. مَحَامِرُ; and Z explains it as an epithet applied to horses, signifying that run like asses. (TA.) b2: Also An ignoble, or a mean, man: (K, * TA:) and a man who will not give unless pressed and importuned. (K, * TA.) المُحَمِّرَةٌ A sect of the خُرَّمِيَّة, who opposed the مُبَيِّضَة (S, K) and the مُسَوِّدَة: (TA:) a single person thereof was called مُحَمِّرٌ: (S, K:) they made their ensigns red, in opposition to the مسوّدة of the Benoo-Háshim; and hence they were thus called, like as the حَرُورِيَّة were called المُبَيِّضَةُ because their ensigns in war were white. (T.) مَحْمُورٌ: see حَمِيرٌ.

مَحْمُورَآءُ: see حِمَارٌ يَحْمُورٌ The wild ass: see حِمَارٌ: (S, Mgh, K:) or a certain kind of wild animal: (Mgh:) [the oryx; to which the name is generally applied; and so in Hebrew: see also بَقَرُ الوَحْشِ, in art. بقر:] a certain beast (K, TA) resembling the she-goat. (TA.) b2: And A certain bird. (K.) A2: See also أَحْمَرُ.

حمر: الحُمْرَةُ: من الأَلوان المتوسطة معروفة. لونُ الأَحْمَرِ يكون في

الحيوان والثياب وغير ذلك مما يقبله، وحكاه ابن الأَعرابي في الماء

أَيضاً.

وقد احْمَرَّ الشيء واحْمَارَّ بمعنًى، وكلُّ افْعَلَّ من هذا الضرب

فمحذوف من افْعَالَّ، وافْعَلْ فيه أَكثر لخفته. ويقال: احْمَرَّ الشيءُ

احْمِراراً إِذا لزم لَوْنَه فلم يتغير من حال إِلى حال، واحْمارَّ

يَحْمارُّ احْمِيراراً إِذا كان عَرَضاً حادثاً لا يثبت كقولك: جَعَلَ يَحْمارُّ

مرة ويَصْفارُّ أُخْرَى؛ قال الجوهري: إِنما جاز إِدغام احْمارَّ لأَنه

ليس بملحق ولو كان له في الرباعي مثال لما جاز إِدغامه كما لا يجوز إِدغام

اقْفَنْسَسَ لما كان ملحقاً باحْرَنْجَمَ. والأَحْمَرُ من الأَبدان: ما

كان لونه الحُمْرَةَ. الأَزهري في قولهم: أَهلك النساءَ الأَحْمرانِ،

يعنون الذهب والزعفران، أَي أَهلكهن حب الحلى والطيب. الجوهري: أَهلك

الرجالَ الأَحمرانِ: اللحم والخمر. غيره: يقال للذهب والزعفران الأَصفران،

وللماء واللبن الأَبيضان، وللتمر والماء الأَسودان. وفي الحديث: أُعطيت

الكنزين الأَحْمَرَ والأَبْيَضَ؛ هي ما أَفاء الله على أُمته من كنوز الملوك.

والأَحمر: الذهب، والأَبيض: الفضة، والذهب كنوز الروم لأَنه الغالب على

نقودهم، وقيل: أَراد العرب والعجم جمعهم الله على دينه وملته. ابن سيده:

الأَحمران الذهب والزعفران، وقيل: الخمر واللحم فإِذا قلت الأَحامِرَةَ

ففيها الخَلُوقُ؛ وقال الليث: هو اللحم والشراب والخَلُوقُ؛ قال

الأَعشى:إِن الأَحامِرَةَ الثَّلاثَةَ أَهْلَكَتْ

مالي، وكنتُ بها قديماً مُولعَا

ثم أَبدل بدل البيان فقال:

الخَمْرَ واللَّحْمَ السَّمينَ، وأَطَّلِي

بالزَّعْفَرانِ، فَلَنْ أَزَاَلُ مُوَلَّعَا

(* قوله: «فلن أزال مولعا» التوليع: البلق، وهو سواد وبياض؛ وفي نسخة

بدله مبقعاً؛ وفي الأَساس مردّعاً).

جعل قولَه وأَطَّلي بالزعفران كقوله والزعفران. وهذا الضرب كثير، ورواه

بعضهم:

الخمر واللحم السمين أُدِيمُهُ

والزعفرانَ . . . . . . . . . .

وقال أَبو عبيدة: الأَصفران الذهب والزعفران؛ وقال ابن الأَعرابي:

الأَحمران النبيذ واللحم؛ وأَنشد:

الأَحْمَرينَ الرَّاحَ والمُحَبَّرا

قال شمر: أَراد الخمر والبرود. والأَحمرُ الأَبيض: تَطَيُّراً بالأَبرص؛

يقال: أَتاني كل أَسود منهم وأَحمر، ولا يقال أَبيض؛ معناه جميع الناس

عربهم وعجمهم؛ يحكيها عن أَبي عمرو بن العلاء. وفي الحديث: بُعِثْتُ إِلى

الأَحمر والأَسود. وفي حديث آخر عن أَبي ذر: أَنه سمع النبي، صلى الله

عليه وسلم، يقول: أُوتيتُ خَمْساً لم يؤتَهُن نبيّ قبلي، أُرسلت إِلى

الأَحمر والأَسود ونصرت بالرعب مسيرة شهر؛ قال شمر: يعني العرب والعجم والغالب

على أَلوان العرب السُّمرة والأُدْمَة وعلى أَلوان العجم البياض

والحمرة، وقيل: أَراد الإِنس والجن، وروي عن أَبي مسحل أَنه قال في قوله بعثت

إِلى الأَحمر والأَسود: يريد بالأَسود الجن وبالأَحمر الإِنس، سمي الإِنس

الأَحمر للدم الذي فيهم، وقيل أَراد بالأَحمر الأَبيض مطلقاً؛ والعرب

تقول: امرأَة حمراء أَي بيضاء. وسئل ثعلب: لم خَصَّ الأَحمرَ دون الأَبيض؟

فقال: لأَن العرب لا تقول رجل أَبيض من بياض اللون، إِنما الأَبيض عندهم

الطاهر النقيُّ من العيوب، فإِذا أَرادوا الأَبيض من اللون قالوا أَحمر:

قال ابن الأَثير: وفي هذا القول نظر فإِنهم قد استعملوا الأَبيض في أَلوان

الناس وغيرهم؛ وقال عليّ، عليه السلام، لعائشة، رضي الله عنها: إِياك أَن

تَكُونيها يا حُمَيْراءُ أَي يا بيضاء. وفي الحديث: خذوا شَطْرَ دينكم

من الحُمَيْراءِ؛ يعني عائشة، كان يقول لها أَحياناً تصغير الحمراء يريد

البيضاء؛ قال الأَزهري: والقول في الأَسود والأَحمر إِنهما الأَسود

والأَبيض لأَن هذين النعتين يعمان الآدميين أَجمعين، وهذا كقوله بعثت إِلى

الناس كافة؛ وقوله:

جَمَعْتُم فأَوْعَيْتُم، وجِئْتُم بِمَعْشَرٍ

تَوافَتْ به حُمرانُ عَبْدٍ وسُودُها

يريد بِعَبْدٍ عَبْدَ بنَ بَكْرِ بْنِ كلاب؛ وقوله أَنَشده ثعلب:

نَضْخَ العُلوجِ الحُمْرِ في حَمَّامِها

إِنما عنى البيضَ، وقيل: أَراد المحَمَّرين بالطيب. وحكي عن الأَصمعي:

يقال أَتاني كل أَسود منهم وأَحمر، ولا يقال أَبيض. وقوله في حديث عبد

الملك: أَراكَ أَحْمَرَ قَرِفاً؛ قال: الحُسْنُ أَحْمَرُ، يعني أَن الحُسْنَ

في الحمرة؛ ومنه قوله:

فإِذا ظَهَرْتِ تَقَنَّعي

بالحُمْرِ، إِن الحُسْنَ أَحْمَر

قال ابن الأَثير: وقيل كنى بالأَحمر عن المشقة والشدة أَي من أَراد

الحسن صبر على أَشياء يكرهها. الجوهري: رجل أَحمر، والجمع الأَحامر، فإِن

أَردت المصبوغ بالحُمْرَة قلت: أَحمر، والجمع حُمْر. ومُضَرُ الحَمْراءِ،

بالإِضافة: نذكرها في مضر. وبَعير أَحمر: لونه مثل لون الزعفران إِذا

أُجْسِدَ الثوبُ به، وقيل بعير أَحمر إِذا لم يخالط حمرتَه شيءٌ؛ قال:

قام إِلى حَمْراءَ من كِرامِها،

بازِلَ عامٍ أَو سَدِيسَ عامِها

وهي أَصبر الإِبل على الهواجر. قال أَبو نصر النَّعامِيُّ: هَجَّرْ

بحمراء، واسْرِ بوَرْقاءَ، وصَبَّح القومَ على صَهْباء؛ قيل له: ولِمَ ذلك؟

قال: لأَن الحمراء أَصبر على الهواجر، والورقاء أَصبر على طول السُّرى،

والصهباء أَشهر وأَحسن حين ينظر إِليها. والعرب تقول: خير الإِبل حُمْرها

وصُهْبها؛ ومنه قول بعضهم: ما أُحِبُّ أَنَّ لي بمعاريض الكلم حُمْرَ

النَّعَمِ. والحمراء من المعز: الخالصة اللون. والحمراء: العجم لبياضهم ولأَن

الشقرة أَغلب الأَلوان عليهم، وكانت العرب تقول للعجم الذين يكون البياض

غالباً على أَلوانهم مثل الروم والفرس ومن صاقبهم: إنهم الحمراء؛ ومنه

حديث علي، رضي الله عنه، حين قال له سَرَاةٌ من أَصحابه العرب: غلبتنا

عليك هذه الحمراء؛ فقال: لنضربنكم على الدين عَوْداً كما ضربتموهم عليه

بَدْءاً؛ أَراد بالحمراء الفُرْسَ والروم. والعرب إِذا قالوا: فلان أَبيض

وفلانة بيضاء فمعناه الكرم في الأَخلاق لا لون الخلقة، وإِذا قالوا: فلان

أَحمر وفلانة حمراء عنوا بياض اللون؛ والعرب تسمي المَوَاليَ الحمراء.

والأَحامرة: قوم من العجم نزلوا البصرة وتَبَنَّكُوا بالكوفة. والأَحمر: الذي

لا سلاح معه.

والسَّنَةُ الحمراء: الشديدة لأَنها واسطة بين السوداء والبيضاء؛ قال

أَبو حنيفة: إِذا أَخْلَفَتِ الجَبْهَةُ فهي السنة الحمراءُ؛ وفي حديث

طَهْفَةَ: أَصابتنا سنة حمراء أَي شديدة الجَدْبِ لأَن آفاق السماء تَحْمَرُّ

في سِنِي الجدب والقحط؛ وفي حديث حليمة: أَنها خرجت في سنة حمراء قَدْ

بَرَتِ المال الأَزهري: سنة حمراء شديدة؛ وأَنشد:

أَشْكُو إِليكَ سَنَواتٍ حُمْرَا

قال: أَخرج نعته على الأَعوام فذكَّر، ولو أَخرجه على السنوات لقال

حَمْراواتٍ؛ وقال غيره: قيل لِسِني القحط حَمْراوات لاحمرار الآفاق فيه ومنه

قول أُمية:

وسُوِّدَتْ شْمْسُهُمْ إِذا طَلَعَتْ

بالجُِلبِ هِفّاً، كأَنه كَتَمُ

والكتم: صبغ أَحمر يختضب به. والجلب: السحاب الرقيق الذي لا ماء فيه.

والهف: الرقيق أَيضاً، ونصبه على الحال. وفي حديث علي، كرم الله تعالى

وجهه، أَنه قال: كنا إِذا احْمَرَّ البَأْس اتَّقينا برسول الله، صلى الله

عليه وسلم، وجعلناه لنا وقاية. قال الأَصمعي: يقال هو الموت الأَحمر والموت

الأَسود؛ قال: ومعناه الشديد؛ قال: وأُرى ذلك من أَلوان السباع كأَنه من

شدته سبع؛ قال أَبو عبيد: فكأَنه أَراد بقوله احْمَرَّ البأْسُ أَي صار

في الشدة والهول مثل ذلك.

والمُحْمِّرَةُ: الذين علامتهم الحمرة كالمُبَيِّضَةِ والمُسَوِّدَةِ،

وهم فرقة من الخُرَّمِيَّةِ، الواحد منهم مُحَمِّرٌ، وهم يخالفون

المُبَيِّضَةَ. التهذيب: ويقال للذين يُحَمِّرون راياتِهم خلاف زِيٍّ

المُسَوِّدَةِ من بني هاشم: المُحْمِّرَةُ، كما يقال للحَرُورَيَّة المُبَيِّضَة،

لأَن راياتهم في الحروب كانت بيضاً.

ومَوْتٌ أَحمر: يوصف بالشدَّة؛ ومنه: لو تعلمون ما في هذه الأُمة من

الموت الأَحمر، يعني القتل لما فيه من حمرة الدم، أَو لشدّته. يقال: موت

أَحمر أَي شديد. والموت الأَحمر: موت القتل، وذلك لما يحدث عن القتل من

الدم، وربما كَنَوْا به عن الموت الشديد كأَنه يلْقَى منه ما يلْقَى من

الحرب؛ قال أَبو زبيد الطائي يصف الأَسد:

إِذا عَلَّقَتْ قِرْناً خطاطِيفُ كَفِّهِ،

رَأَى الموتَ رَأْيَ العَيْنِ أَسْوَدَ أحْمَرا

وقال أَبو عبيد في معنى قولهم: هو الموت الأَحمر يَسْمَدِرُّ بَصَرُ

الرجلِ من الهول فيرى الدنيا في عينيه حمراء وسوداء، وأَنشد بيت أَبي زبيد.

قال الأَصمعي: يجوز أَن يكون من قول العرب وَطْأَةٌ حمراء إِذا كانت طرية

لم تدرُس، فمعنى قولهم الموت الأَحمر الجديد الطري. الأَزهري: ويروى عن

عبدالله بن الصامت أَنه قال: أَسرع الأَرض خراباً البصرة، قيل: وما

يخربها؟ قال: القتل الأَحمر والجوع الأَغبر. وقالوا: الحُسْنُ أَحْمرُ أَي

شاقٌّ أَي من أَحب الحُسْنَ احتمل المشقة. وقال ابن سيده أَي أَنه يلقى منه

ما يلقى صاحب الحَرْبِ من الحَرْب. قال الأَزهري: وكذلك موت أَحمر. قال:

الحُمْرَةُ في الدم والقتال، يقول يلقى منه المشقة والشدّة كما يلقى من

القتال. وروى الأَزهري عن ابن الأَعرابي في قولهم الحُسْنُ أَحمر: يريدون

إن تكلفتَ الحسن والجمال فاصبر فيه على الأَذى والمشقة؛ ابن الأَعرابي:

يقال ذلك للرجل يميل إِلى هواه ويختص بمن يحب، كما يقال: الهوى غالب، وكما

يقال: إِن الهوى يميلُ باسْتِ الراكبِ إِذا آثر من يهواه على غيره.

والحُمْرَةُ: داءٌ يعتري الناس فيحمرّ موضعها، وتُغالَبُ بالرُّقْيَة. قال

الأَزهري: الحُمْرَةُ من جنس الطواعين، نعوذ بالله منها.

الأَصمعي: يقال هذه وَِطْأَةٌ حَمْراءُ إِذا كانت جديدة، وَوَطْأَةٌ

دَهْماء إِذا كانت دارسة، والوطْأَة الحَمْراءُ: الجديدة. وحَمْراءُ

الظهيرة: شدّتها؛ ومنه حديث عليّ، كرم الله وجهه: كنا إِذا احْمَرَّ البأْسُ

اتقيناه برسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، فلم يكن أَحدٌ أَقربَ إِليه منه؛

حكى ذلك أَبو عبيد، رحمه الله، في كتابه الموسوم بالمثل؛ قال ابن

الأَثير: معناه إِذا اشتدّت الحرب استقبلنا العدوّ به وجعلناه لنا وقاية، وقيل:

أَراد إِذا اضطرمت نار الحرب وتسعرت، كما يقال في الشر بين القوم: اضطرمت

نارهم تشبيهاً بحُمْرة النار؛ وكثيراً ما يطلقون الحُمْرَة على

الشِّدّة. وقال أَبو عبيد في شرح الحديث الأَحمرُ والأَسودُ من صفات الموت:

مأْخوذ من لون السَّبعُ كأَنه من شدّته سَبُعٌ، وقيل:شُبه بالوطْأَة الحمراءِ

لجِدَّتها وكأَن الموت جديد.

وحَمارَّة القيظ، بتشديد الراء، وحَمارَتُه: شدّة حره؛ التخفيف عن

اللحياني، وقد حكيت في الشتاء وهي قليلة، والجمع حَمَارٌّ. وحِمِرَّةُ

الصَّيف: كَحَمَارَّتِه. وحِمِرَّةُ كل شيء وحِمِرُّهُ: شدّنه. وحِمِرُّ

القَيْظِ والشتاء: أَشدّه. قال: والعرب إذا ذكرت شيئاً بالمشقة والشدّة وصفَته

بالحُمْرَةِ، ومنه قيل: سنة حَمْرَاء للجدبة. الأَزهري عن الليث:

حَمَارَّة الصيف شدّة وقت حره؛ قال: ولم أَسمع كلمة على تقدير الفَعَالَّةِ غير

الحمارَّة والزَّعارَّة؛ قال: هكذا قال الخليل؛ قال الليث: وسمعت ذلك

بخراسان سَبارَّةُ الشتاء، وسمعت: إِن وراءك لَقُرّاً حِمِرّاً؛ قال

الأَزهري: وقد جاءت أَحرف أُخر على وزن فَعَالَّة؛ وروى أَبو عبيد عن الكسائي:

أَتيته في حَمارَّة القَيْظِ وفي صَبَارَّةِ الشتاء، بالصاد، وهما شدة الحر

والبرد. قال: وقال الأُمَوِيُّ أَتيته على حَبَالَّةِ ذلك أَي على حِين

ذلك، وأَلقى فلانٌ عَلَيَّ عَبَالَّتَهُ أَي ثِقْلَه؛ قاله اليزيدي

والأَحمر. وقال القَنَاني

(*

قوله: «وقال القناني» نسبة إِلى بئر قنان، بفتح القاف والنون، وهو

أَستاذ الفراء: انظر ياقوت). أَتوني بِزِرَافَّتِهِمْ أَي جماعتهم، وسمعت

العرب تقول: كنا في حَمْرَاءِ القيظ على ماءِ شُفَيَّة

(* قوله: «على ماء

شفية إلخ» كذا بالأَصل. وفي ياقوت ما نصه: سقية، بالسين المهملة المضمومة

والقاف المفتوحة، قال: وقد رواها قوم: شفية، بالشين المعجمة والفاء مصغراً

أَيضاً، وهي بئر كانت بمكة، قال أَبو عبيدة: وحفرت بنو أَسد شفية، قال

الزبير وخالفه عمي فقال إِنما هي سقية). وهي رَكِيَّةٌ عَذْبَةٌ. وفي حديث

عليّ: في حَمارَّةِ القيظ أَي في شدّة الحر. وقد تخفف الراء. وقَرَبٌ

حِمِرٌّ: شديد. وحِمِرُّ الغَيْثِ: معظمه وشدّته. وغيث حِمِرٌّ، مثل

فِلِزٍّ: شديد يَقْشِرُ وجه الأَرض. وأَتاهم الله بغيث حِمِرٍّ: يَحْمُرُ

الأَرضَ حَمْراً أَي يقشرها.

والحَمْرُ: النَّتْقُ. وحَمَرَ الشاة يَحْمُرُها حَمْراً: نَتَقَها أَي

سلخها. وحَمَرَ الخارزُ سَيْرَه يَحْمُره، بالضم، حَمْراً: سَحَا بطنه

بحديدة ثم لَيَّنَه بالدهن ثم خرز به فَسَهُلَ.

والحَمِيرُ والحَمِيرَةُ: الأُشْكُزُّ، وهو سَيْرٌ أَبيض مقشور ظاهره

تؤكد به السروج؛ الأَزهري: الأُشكز معرّب وليس بعربي، قال: وسميت حَمِيرة

لأَنها تُحْمَرُ أَي تقشر؛ وكل شيء قشرته، فقد حَمَرْتَه، فهو محمور

وحَمِيرٌ. والحَمْرُ بمعنى القَشْر: يكون باللسان والسوط والحديد. والمِحْمَرُ

والمِحْلأُ: هو الحديد والحجر الذي يُحْلأُ به الإِهابُ وينتق به.

وحَمَرْتُ الجلد إذا قشرته وحلقته؛ وحَمَرَتِ المرأَةُ جلدَها تَحْمُرُه.

والحَمْرُ في الوبر والصوف، وقد انْحَمَر ما على الجلد. وحَمَرَ رأْسه:

حلقه.والحِمارُ: النَّهَّاقُ من ذوات الأَربع، أَهليّاً كان أَو وحْشِيّاً.

وقال الأَزهري: الحِمارُ العَيْرُ الأَهْلِيُّ والوحشي، وجمعه أَحْمِرَة

وحُمُرٌ وحَمِيرٌ وحُمْرٌ وحُمُورٌ، وحُمُرَاتٌ جمع الجمع، كَجُزُراتٍ

وطُرُقاتٍ، والأُنثى حِمارة. وفي حديث ابن عباس: قدَمْنا رسول الله، صلى

الله عليه وسلم، ليلةَ جَمْعٍ على حُمُرَاتٍ؛ هي جمع صحةٍ لحُمُرٍ، وحُمُرٌ

جمعُ حِمارٍ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

فأَدْنَى حِمارَيْكِ ازْجُرِي إِن أَرَدْتِنا،

ولا تَذْهَبِي في رَنْقِ لُبٍّ مُضَلَّلِ

فسره فقال: هو مثل ضربه؛ يقول: عليك بزوجكِ ولا يَطْمَحْ بَصَرُك إِلى

آخر، وكان لها حماران أَحدهما قد نأَى عنها؛ يقول: ازجري هذا لئلاَّ يلحق

بذلك؛ وقال ثعلب: معناه أَقبلي عليَّ واتركي غيري. ومُقَيَّدَةُ

الحِمَارِ: الحَرَّةُ لأَن الحمار الوحشي يُعْتَقَلُ فيها فكأَنه مُقَيَّدٌ. وبنو

مُقَيَّدَةِ الحمار: العقارب لأَن أَكثر ما تكون في الحَرَّةِ؛ أَنشد

ثعلب:

لَعَمْرُكَ ما خَشِيتُ على أُبَيٍّ

رِماحَ بَنِي مُقَيِّدَةِ الحِمارِ

ولكِنِّي خَشِيتُ على أُبَيٍّ

رِماحَ الجِنِّ، أَو إِيَّاكَ حارِ

ورجل حامِرٌ وحَمَّارٌ: ذو حمار، كما يقال فارسٌ لذي الفَرَسِ.

والحَمَّارَةُ: أَصحاب الحمير في السفر. وفي حديث شريح: أَنه كان يَرُدُّ

الحَمَّارَةَ من الخيل؛ الحَمَّارة: أَصحاب الحمير أَي لم يُلْحِقْهم بأَصحاب

الخيل في السهام من الغنيمة؛ قال الزمخشري فيه أَيضاً: إِنه أَراد

بالحَمَّارَةِ الخيلَ التي تَعْدُو عَدْوَ الحمير. وقوم حَمَّارَة وحامِرَةٌ:

أَصحاب حمير، والواحد حَمَّار مثل جَمَّال وبَغَّال، ومسجدُ الحامِرَةِ منه.

وفرس مِحْمَرٌ: لئيم يشبه الحِمَارَ في جَرْيِه من بُطْئِه، والجمع

المَحامِرُ والمَحامِيرُ؛ ويقال للهجين: مِحْمَرٌ، بكسر الميم، وهو بالفارسية

بالاني؛ ويقال لمَطِيَّةِ السَّوْءِ مِحْمَرٌ. التهذيب: الخيل

الحَمَّارَةُ مثل المَحامِرِ سواء، وقد يقال لأَصحاب البغال بَغَّالَةٌ، ولأَصحاب

الجمال الجَمَّالَة؛ ومنه قول ابن أَحمر:

شَلاًّ كما تَطْرُدُ الجَمَّالَةُ الشَّرَدَا

وتسمى الفريضة المشتركة: الحِمَارِيَّة؛ سميت بذلك لأَنهم قالوا: هَبْ

أَبانا كان حِمَاراً. ورجل مِحْمَرٌ: لئيم؛ وقوله:

نَدْبٌ إِذا نَكَّسَ الفُحْجُ المَحامِيرُ

ويجوز أَن يكون جمع مِحْمَرٍ فاضطرّ، وأَن يكون جمع مِحْمارٍ. وحَمِرَ

الفرس حَمَراً، فهو حَمِرٌ: سَنِقَ من أَكل الشعير؛ وقيل: تغيرت رائحة فيه

منه. الليث: الحَمَرُ، بالتحريك، داء يعتري الدابة من كثرة الشعير

فَيُنْتِنُ فوه، وقد حَمِرَ البِرْذَوْنُ يَحْمَرُ حَمَراً؛ وقال امرؤ

القيس:لعَمْرِي لَسَعْدُ بْنُ الضِّبابِ إِذا غَدا

أَحَبُّ إِلينا مِنكَ، فَا فَرَسٍ حَمِرْ

يُعَيِّره بالبَخَرِ، أَراد: يا فا فَرَسٍ حَمِرٍ، لقبه بفي فَرَسٍ

حَمِرٍ لِنَتْنِ فيه. وفي حديث أُمِّ سلمة: كانت لنا داجِنٌ فَحَمِرَتْ من

عجين: هو من حَمَرِ الدابة. ورجل مِحْمَرٌ: لا يعطِي إِلاَّ على الكَدِّ

والإِلْحاحِ عليه. وقال شمر: يقال حَمِرَ فلان عليّ يَحْمَرُ حَمَراً إِذا

تَحَرَّقَ عليك غضباً وغيظاً، وهو رجل حَمِرٌ من قوم حَمِرينَ.

وحِمَارَّةُ القَدَمِ: المُشْرِفَةُ بين أَصابعها ومفاصلها من فوق. وفي

حديث عليّ: ويُقْطَعُ السارقُ من حِمَارَّةِ القَدَمِ؛ هي ما أَشرف بين

مَفْصِلِها وأَصابعها من فوق. وفي حديثه الآخر: أَنه كان يغسل رجله من

حِمَارَّةِ القدم؛ قال ابن الأَثير: وهي بتشديد الراء. الأَصمعي: الحَمائِرُ

حجارة تنصب حول قُتْرَةِ الصائد، واحدها حِمَارَةٌ، والحِمَارَةُ

أَيضاً: الصخرة العظيمة. الجوهري: والحمارة حجارة تنصب حول الحوض لئلا يسيل

ماؤه، وحول بيت الصائد أَيضاً؛ قال حميد الأَرقط يذكر بيت صائد:

بَيْتُ حُتُوفٍ أُرْدِحَتْ حَمَائِرُهْ

أُردحت أَي زيدت فيها بَنِيقَةٌ وسُتِرَتْ؛ قال ابن بري: صواب انشاد هذا

البيت: بيتَ حُتُوفٍ، بالنصب، لأَن قبله:

أَعَدَّ لِلْبَيْتِ الذي يُسامِرُهْ

قال: وأَما قول الجوهري الحِمَارَةُ حجارة تنصب حول الحوض وتنصب أَيضاً

حول بيت الصائد فصوابه أَن يقول: الحمائر حجارة، الواحد حِمَارَةٌ، وهو

كل حجر عريض. والحمائر: حجارة تجعل حول الحوض تردّ الماء إِذا طَغَى؛

وأَنشد:

كأَنَّما الشَّحْطُ، في أَعْلَى حَمائِرِهِ،

سَبائِبُ القَزِّ مِن رَيْطٍ وكَتَّانِ

وفي حديث جابر: فوضعته

(* قوله: «فوضعته إلخ» ليس هو الواضع، وإنما رجل

كان يبرد الماء لرسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، على حمارة، فأرسله

النبي يطلب عنده ماء لما لم يجد في الركب ماء. كذا بهامش النهاية). على

حِمارَةٍ من جريد، هي ثلاثة أَعواد يُشَدَّ بعض ويخالَفُ بين أَرجلها

تُعَلَّقُ عليها الإِداوَةُ لتُبَرِّدَ الماءَ، ويسمى بالفارسية سهباي، والحمائر

ثلاث خشبات يوثقن ويجعل عليهنّ الوَطْبُ لئلا يَقْرِضَه الحُرْقُوصُ،

واحدتها حِمارَةٌ؛ والحِمارَةُ: خشبة تكون في الهودج.والحِمارُ خشبة في

مُقَدَّم الرجل تَقْبِضُ عليها المرأَة وهي في مقدَّم الإِكاف؛ قال

الأَعشى:وقَيَّدَنِي الشِّعْرُ في بَيْتهِ،

كما قَيَّدَ الآسِراتُ الحِمارا

الأَزهري: والحِمارُ ثلاث خشبات أَو أَربع تعترض عليها خشبة وتُؤْسَرُ

بها. وقال أَبو سعيد: الحِمارُ العُود الذي يحمل عليه الأَقتاب، والآسرات:

النساء اللواتي يؤكدن الرحال بالقِدِّ ويُوثِقنها. والحمار: خشبة

يَعْمَلُ عليها الصَّيْقَلُ. الليث: حِمارُ الصَّيْقَلِ خشبته التي يَصْقُلُ

عليها الحديد. وحِمَار الطُّنْبُورِ: معروف. وحِمارُ قَبَّانٍ: دُوَيْبِّةٌ

صغيرة لازقة بالأَرض ذات قوائم كثيرة؛ قال:

يا عَجَبا لَقَدْ رَأَيْتُ العَجَبا:

حِمَارَ قَبَّانٍ يَسُوقُ الأَرْنَبا

والحماران: حجران ينصبان يطرح عليهما حجر رقيق يسمى العَلاةَ يجفف عليه

الأَقِطُ؛ قال مُبَشِّرُ بن هُذَيْل بن فَزارَةَ الشَّمْخِيُّ يصف جَدْبَ

الزمان:

لا يَنْفَعُ الشَّاوِيِّ فيها شاتُهُ،

ولا حِماراه ولا عَلاَتُه

يقول: إِن صاحب الشاء لا ينتفع بها لقلة لبنها، ولا ينفعه حماراه ولا

عَلاَته لأَنه ليس لها لبن فيُتخذ منه أَقِط. والحمَائر: حجارة تنصب على

القبر، واحدتها حِمارَةٌ. ويقال: جاء بغنمه حُمْرَ الكُلَى، وجاء بها سُودَ

البطون، معناهما المهازيل.

والحُمَرُ والحَوْمَرُ، والأَوَّل أَعلى: التمر الهندي، وهو بالسَّراةِ

كثير، وكذلك ببلاد عُمان، وورقه مثل ورق الخِلافِ الذي قال له

البَلْخِيّ؛ قال أَبو حنيفة: وقد رأَيته فيما بين المسجدين ويطبخ به الناس، وشجره

عظام مثل شجر الجوز، وثمره قرون مثل ثمر القَرَظِ.

والحُمَّرَةُ والحُمَرَةُ: طائر من العصافير. وفي الصحاح: الحُمَّرة ضرب

من الطير كالعصافير، وجمعها الحُمَرُ والحُمَّرُ، والتشديد أَعلى؛ قال

أَبو المهوش الأَسدي يهجو تميماً:

قَدْ كُنْتُ أَحْسِبُكُمْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ،

فإِذا لَصَافٍ تَبِيضُ فيه الحُمَّرُ

يقول: قد كنت أَحسبكم شجعاناً فإِذا أَنتم جبناء. وخفية: موضع تنسب

إِليه الأُسد. ولصاف: موضع من منازل بني تميم، فجعلهم في لصاف بمنزلة

الحُمَّر، متى ورد عليها أَدنى وارد طارت فتركت بيضها لجبنها وخوفها على نفسها.

الأَزهري: يقال للحُمَّرِ، وهي طائر: حُمَّرٌ، بالتخفيف، الواحدةُ

حُمَّرَة وحُمَرَة؛ قال الراجز:

وحُمَّرات شُرْبُهُنَّ غِبُّ

وقال عمرو بن أَحْمَر يخاطب يحيى بن الحَكَم بن أَبي العاص ويشكو إِليه

ظلم السُّعاة:

إِن نَحْنُ إِلاَّ أُناسٌ أَهلُ سائِمَةٍ؛

ما إِن لنا دُونَها حَرْثٌ ولا غُرَرُ

الغُرَرُ: لجمع العبيد، واحدها غُرَّةٌ.

مَلُّوا البلادَ ومَلَّتْهُمْ، وأَحْرَقَهُمْ

ظُلْمُ السُّعاةِ، وبادَ الماءُ والشَّجَرُ

إِنْ لا تُدارِكْهُمُ تُصْبِحْ مَنازِلُهُمْ

قَفْراً، تَبِيضُ على أَرْجائها الحُمَرُ

فخففها ضرورة؛ وفي الصحاح: إِن لا تلافهم؛ وقيل: الحُمَّرَةُ

القُبَّرَةُ، وحُمَّراتٌ جمع؛ قال: وأَنشد الهلالي والكِلابِيُّ بيتَ

الراجز:عَلَّقَ حَوْضِي نُغَرٌ مُكِبُّ،

إِذا غَفِلْتُ غَفْلَةً يَغُبُّ،

وحُمَّراتٌ شُرْبُهُنَّ غِبُّ

قال: وهي القُبَّرُ. وفي الحديث: نزلنا مع رسولُ الله، صلى الله عليه

وسلم، فجاءت حُمَّرَةٌ؛ هي بضم الحاء وتشديد الميم وقد تخفف، طائر صغير

كالعصفور. واليَحْمُورُ: طائر. واليحمور أَيضاً: دابة تشبه العَنْزَ؛ وقيل:

اليحمور حمار الوحش.

وحامِرٌ وأُحامِر، بضم الهمزة: موضعان، لا نظير له من الأَسماء إِلاَّ

أُجارِدُ، وهو موضع. وحَمْراءُ الأَسد: أَسماء مواضع. والحِمَارَةُ:

حَرَّةٌ معروفة.

وحِمْيَرٌ: أَبو قبيلة، ذكر ابن الكلبي أَنه كان يلبس حُلَلاً حُمْراً،

وليس ذلك بقوي. الجوهري: حِمْيَر أَبو قبيلة من اليمن، وهو حمير بن سَبَأ

بن يَشْجُب بن يَعْرُبَ بن قَحْطَانَ، ومنهم كانت الملوك في الدهر

الأَوَّل، واسم حِمْيَر العَرَنْجَجُ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

أََرَيْتَكَ مَوْلايَ الذي لسْتُ شاتِماً

ولا حارِماً، ما بالُه يَتَحَمَّرُ

فسره فقال: يذهب بنفسه حتى كأَنه ملك من ملوك حمير. التهذيب: حِمْيَرٌ

اسم، وهو قَيْلٌ أَبو ملوك اليمن وإِليه تنتمي القبيلة، ومدينة ظَفَارِ

كانت لحمير. وحَمَّرَ الرجلُ: تكلم بكلام حِمْيَر، ولهم أَلفاظ ولغات تخالف

لغات سائر العرب؛ ومنه قول الملك الحِمْيَرِيِّ مَلِك ظَفارِ، وقد دخل

عليه رجل من العرب فقال له الملك: ثِبْ، وثِبْ بالحميرية: اجْلِسْ،

فَوَثَبَ الرجل فانْدَقَّتْ رجلاه فضحك الملك وقال: ليستْ عندنا عَرَبِيَّتْ،

من دخل ظَفارِ حَمَّر أَي تَعَلَّم الحِمْيَرِيَّةَ؛ قال ابن سيده: هذه

حكاية ابن جني يرفع ذلك إِلى الأَصمعي، وأَما ابن السكيت فإِنه قال: فوثب

الرجل فتكسر بدل قوله فاندقت رجلاه، وهذا أَمر أُخرج مخرج الخبر أَي

فلْيُحَمِّرْ.

ابن السكيت: الحُمْرة، بسكون الميم، نَبْتٌ. التهذيب: وأُذْنُ الحِمَار

نبت عريض الورق كأَنه شُبِّه بأُذُنِ الحمار.

وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: ما تَذْكُر من عَجُوزٍ حَمْراءَ

الشِّدقَيْنِ؛ وصفتها بالدَّرَدِ وهو سقوط الأَسنان من الكِبَرِ فلم يبق إِلاَّ

حُمْرَةُ اللَّثَاةِ. وفي حديث عليّ: عارَضَه رجل من الموالي فقال: اسكت

يا ابْنَ حْمْراء العِجانِ أَي يا ابن الأَمة، والعجان: ما بين القبل

والدبر، وهي كلمة تقولها العرب في السَّبِّ والذمِّ.

وأَحْمَرُ ثَمُودَ: لقب قُدارِ بْنِ سالِفٍ عاقِرِ ناقَةِ صالح، على

نبينا وعليه الصلاة والسلام؛ وإِنما قال زهير كأَحمر عاد لإِقامة الوزن لما

لم يمكنه أَن يقول كأَحمر ثمود أَو وهم فيه؛ قال أَبو عبيد: وقال بعض

النُّسَّابِ إِن ثموداً من عادٍ.

وتَوْبَةُ بن الحُمَيِّرِ: صاحب لَيْلَى الأَخْيَلِيَّةِ، وهو في الأَصل

تصغير الحمار.

وقولهم: أَكْفَرُ من حِمَارٍ، هو رجل من عاد مات له أَولاد فكفر كفراً

عظيماً فلا يمرّ بأَرضه أَحد إِلاَّ دعاه إِلى الكفر فإِن أَجابه وإِلاَّ

قتله. وأَحْمَرُ وحُمَيْرٌ وحُمْرانُ وحَمْراءُ وحِمَارٌ: أَسماء. وبنو

حِمِرَّى: بطن من العرب، وربما قالوا: بني حِمْيَريّ. وابنُ لِسانِ

الحُمَّرةِ: من خطباء العرب. وحِمِرُّ: موضع.

حمر
: (الأَحْمَر: مَا لَوْنُه الحُمْرَةُ) ، يَكُونُ فِي الحَيَوانِ والثِّيَاب وغَيْرِ ذالك مِمَّا يَقْبَلُها. (و) من المَجاز: الأَحمَرُ: (مَنْ لَا سِلاَحَ مَعَه) فِي الحَرْبِ، نقلَه الصَّغانِيّ، (جَمْعُهُمَا حُمْرٌ وحُمْرَانٌ) ، بضمّ أَوَّلِهِمَا يُقَال: ثِيابٌ حُمْرٌ وحُمْرانٌ، ورِجَالٌ حُمْرٌ.
(و) الأَحْمر: (تَمْرٌ) ، لِلَوْنِه. (و) الأَحْمَرُ: (الأَبْيَضُ، ضِدّ) . وَبِه فَسَّر بعْضٌ الحَدِيث: (بُعِثْتُ إِلَى الأَحْمَرِ والأَسَوَدِ) . والعَربُ تَقُولُ امرأَةٌ حَمْرَاءُ، أَي بيضاءُ. وسُئل ثَعْلَب: لِمَ خَصَّ الأَحمر دُونَ الأَبْيض، فَقَالَ: لأَنَّ الْعَرَب لَا تَقولُ: رَجُلٌ أَبيضُ من بَيَاضِ اللَّوْنِ، إِنَّمَا الأَبيضُ عِنْدَهم الطّاهِرُ النَّقِيُّ من العُيُوبِ، فإِذا أَرادُوا الأَبيضَ مِنَ اللَّوْن قَالُوا أَحْمر. قَالَ ابنُ الأَثِير: وَفِي هاذا القَوْل نَظَر، فإِنَّهم قد استَعْمَلُوا الأَبيضَ فِي أَلْوانِ النَّاس وغَيْرِهم. (ومِنْهُ الحَدِيث) (قَالَ عَلِيٌّ لعائِشَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا: إِيّاكِ أَن تَكُوهنيها (يَا حُمَيْرَاءُ)) أَي يَا بيضاءُ. وَفِي حَدِيثٍ آخَر (خُذُوا شَطْر دِينِكم مِن الحُمَيْرَاءِ) يَعْني عائِشَة. كانَ يَقُولُ لهَا أَحْيعاناً ذالِك، وَهُوَ تَصْغِير الحَمْرَاءِ، يُرِيد البَيْضَاءَ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: والقَولُ فِي الأَسْوَدِ والأَحْمَر إِنَّهما الأَسودُ والأَبيضُ، لأَنَّ هاذَين النَّعْتَيْن يَعُمَّانِ الادمِيِّين أَجْمَعِين، هاذا كَقَوْلِه: بُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً. وقَولُ الشَّاعر:
جَمَعْتُمْ فَأَوْعَيْتُمْ وجِئْتُمْ بمَعْشَرٍ
وافَتْ بِهِ حُمْرانُ عَبْدٍ وسُودُها
يُرِيد بعَبْدٍ عَبْدَ بْنَ أَبِي بَكْر بْنِ كِلاَب.
وقولُه أَنْشَدَه ثَعْلَب:
نَضْخ العُلُوجِ الحُمْرِ فِي حَمَّامِها
إِنَّمَا عَنَى البِيضَ.
وحُكِيَ عَنِ الأَصْمَعِيّ: يُقَال: أَتَانِي كُلُّ أَسْوَدَ منْهم وأَحْمَر، وَلَا يُقَالُ أَبْيضَ. مَعْنَاه جَمِيعُ النَّاسِ عربهم وعجمهم.
وَقَالَ شَمِرٌ: الأَحْمَر: الأَبيضُ تَطَيُّراً بالأَبْرص، يَحْكِيه عَن أَبي عمْرِو بْنِ العَلاءِ.
(و) قَالَ الأَزْهَرِيُّ فِي قَوْلهم: أَهْلَك النِّسَاءَ الأَحْمرانِ، يعْنُونَ (الذَّهب والزَّعفَران) ، أَي أَهلكهُنَّ حُبُّ الحَلْي والطِّيب. (و) قَالَ الجَوْهَرِيّ: أَهلك الرِّجَالَ الأَحْمَرَانِ: (اللَّحْمُ والخَمْرُ) . وَقَالَ غَيْرُه: يُقَال للذَّهَب والزَّعَفَرانِ: الأَصْفَرَانِ. ولِلْمَاءِ واللَّبنِ: الأَبْيضَانِ، وللتَّمر والماءِ: الأَسَوَدَانِ. وَفِي الحَدِيث: (أُعطِيتُ الكَنْزَينِ الأَحْمَرَ والأَبْيَضَ) . والأَحمرُ: الذَّهَبُ. والأَبيَضُ: الفِضَّة. والذَّهب كُنُوزُ الرُّوم لأَنَّهَا الغالِبُ على نُقُودِهم. وَقيل: أَرادَ العَرَبَ والعجَم جَمَعُم الله على دِينهِ ومِلَّتهِ.
(والأَحَامِرَةُ: قومٌ مِنَ العَجَم نَزَلُوا بالبَصرةِ) وتَبَنَّكُوا بالكُوفَة.
(و) قَالَ اللَّيْثُ: الأَحَامِرَةُ: (اللَّحْمُ والخَمْرُ والخَلُوقُ) . وَقَالَ ابْن سِيدَه: الأَحمَرانِ: الذَّهَبُ والزَّعفَرانُ، فإِذا قُلْت الأَحامِرة فَفِيها الخَلُوقُ. قَالَ الأَعشي:
إِنَّ الأَحامِرَةَ الثَّلاَثَةَ أَهْلَكَتْمالِي وكُنْتُ بِهَا قَدِيماً مُولَعَاً
الخَمْرَ واللَّحْمَ السَّمِينَ وأَطَّلِي
بالزَّعْفَرانِ فَلَنْ أَزالَ مُبَقَّعَا وَقَالَ أَبو عُبَيْدة: الأَصفَرانِ: الذَّهَبُ والزَّعْفَرانُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابِيّ: الأَحْمَرَانِ: النَّبِيذُ واللَّحْم. وأَنْشَدَ:
الأَحْمَرَيْنِ الرَّاحَ والمُحَبَّرَا
قَالَ شَمِر: أَردَ الخَمْرَ والبُرُودَ
وَفِي الأَساسِ: ونَحْنُ مِن أَهْل الأَسَوَدَيْن، أَي التَّمْر والمَاءِ الأَحْمَرَين، أَي اللَّحْم والخَمْر.
(و) فِي الحَدِيث (لَو تَعْلَمُون مَا فِي هاذِهِ الأُمّة من (المَوْت الأَحْمَر)) يَعْنِي (القَتْل) ، وذالكَ لما يَحْدُث عَن القَتْل مِنَ الدَّم، (أَو) هُوَ (الموتُ الشَّديدُ) ، وَهُوَ مَجَازٌ، كَنوْا بِهِ عَنهُ كأَنَّه يُلْقَى مِنْهُ مَا يُلْقَى مِنَ الحَرْب. قَالَ أَبو زُبَيد الطّائيّ يَصفُ الأَسَد:
إِذا عَلَّقَت قِرْناً خَطاطِيفُ كَفِّه
رَأَى المَوْتَ رَأْىَ العَيْن أَسْوَدَ أَحْمَرَا
وَقَالَ أَبو عُبَيْد فِي مَعْنَى قَوْلهم: هُوَ المَوْتُ الأَحْمَرُ، يَسْمَدِرُّ بَصَرُ الرّجل من الهَوْل فيَرى الدُّنْيَا فِي عَيْنيه حَمْرَاءَ وسَوْداءَ. وأَنْشَدَ بَيتَ أَبي زُبَيْد. قَالَ الأَصْمَعِيّ: يَجُوزُ أَن يكونَ من قَوْل العَرَب: وَطْأَةٌ حَمْرَاءُ، إِذا كانَت طَرِيَّة لم تَدْرُس، فمعنَى قَوْلهمْ: المَوْتُ الأَحْمَر: الجَديد الطَّريّ. قَالَ الأَزهَريّ: ويُرْوَى عَن عَبْد الله بن الصّامِت أَنّه قَالَ: أَسرَعُ الأَرض خَراباً البَصْرَةُ، قيل: وَمَا يُخَرِّبُها؟ قَالَ: القَتْل الأَحمَرُ، والجُوعُ الأَغبَرُ.
(وقَوْلُهُم) : وَهُوَ مِنْ حَديث عبد الْملك (أَراك أَحمرَ قَرِفاً) . قَالَ: (الحُسْن أَحْمَرُ، أَي) الحسْن فِي الحُمْرة. وَقَالَ ابْن الْأَثِير أَي شَاقٌّ، أَي مَنْ أَحَبَّ الحُسْنَ احْتملَ المَشَقَّة. وَقَالَ ابنُ سَيّده: أَي أَنَّه (يَلْقى العَاشِقُ مِنْهُ مَا يَلْقَى) صاحِبُ الحَرْب (مِنَ الحَرْب) . وروَى الأَزهريُّ عَن ابْن الأَعرابيّ فِي قَوْلهم: الحُسْن أَحمرُ، يُريدُون: إِن تَكَلَّفْت الحُسْن والجَمَالَ فاصْبر يه على الأَذَى والمَشَقَّة. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ أَيضاً: يُقَال ذالك للرَّجُل يَمِيل إِلى هَواه وَيَخْتَصُّ بمَنْ يُحِبّ، كَمَا يُقَالُ: الهَوَى غَالِبٌ، وكما يُقَال: إِنَّ الهَوَى يَمِيل بِاسْتِ الرَّاكب، إِذا آثَرَ مَنْ يَهْواه على غَيْره.
(والحَمْرَاءُ: العَجَمُ) ، لبَيَاضهم، ولأَنَّ الشُّقْرَةَ أَغلَبُ الأَلوانِ عَلَيْهم. وكانَت العربُ تَقول للعَجَم الّذين يَكُونُ البياضُ غَالِبا على أَلوانهم، مِثْلِ الرُّومِ والفُرسِ ومَن صاقَبَهم: إِنَّهُم الحَمْراءُ. ومنْ ذالك حَديث عَليّ رَضيَ اللَّهُ عَنْه حينَ قَالَ لَهُ سَرَاةٌ من أَصْحَابه العَربِ. (غَلَبَتْنَا عَلَيْك هاذه الحَمْراءُ. فَقَالَ: ليَضْرِبُنَّكُم على الدِّين عَوْداً كَمَا ضَرَبْتُمُوهم عَلَيْهِ بَدْأً) أَراد بالحَمْراءِ الفُرْسَ والرُّومَ. والعَرَبُ إِذا قَالُوا: فُلانٌ أَبيضُ وفُلانَةُ بيضاءُ فمَعْنَاه الكَرَمُ فِي الأَخْلاق لَا لَوْنُ الخِلْقَة، وإِذَا قَالُوا: فُلانٌ أَحمرُ، وفلانَةُ حمراءُ عَنَتْ بياضَ اللَّوْتنِ.
(و) من المَجاز: (السَّنَةُ) الحَمْرَاءُ: (الشَّدِيدَةُ) ، لأَنَّهَا واسِطَةٌ بَيْن السَّوداءِ والبَيْضاءِ. قَالَ أَبُو حَنِيفَة: إِذا أَخْلَفَت الجَبْهَةُ فَهِيَ السَّنَة الحَمْرَاءُ. وَفِي حَديث طَهْفَةَ: (أَصابَتْنَا سَنَةٌ حَمْراءُ) ، أَي شَدِيدَةُ الجَدْبِ؛ لأَنَّ آفَاقَ السَّمَاءِ تَحْمَرُّ فِي سِنِي الجَدْبِ والقَحْطِ. وأَنْشَد الأَزْهَرِيُّ:
أَشْكُو إِلَيْكَ سَنَوَاتٍ حُمْراً
قَالَ: أَخرجَ نَعْتَه على الأَعْوَامِ فذَكَّر، ولوأَخْرَجَه على السَّنَوَاتِ لقالع حَمْرَوات. وَقَالَ غَيره: قيل لِسِنِي القَحْطِ حَمْراوَات لاحْمِرارِ الآفَاقِ فِيهَا.
(و) من المَجاز: الحَمْرَاءُ: (شِدَّةُ الظَّهِيرَة) وشِدَّةُ القَيْظ. قَالَ الأُموِيُّ: وسَمِعْتَ العَربُ تَقولُ: كُنَّا فِي حَمْراءِ الٌ عيْظِ على ماءِ شُفَيَّةَ، وَهِي رَكِيَّةٌ عَذْبَةٌ. (و) الحَمراءُ: اسمُ (مَدِينَةَ لَبْلَةَ) بالمَغْرِب. (و) الحَمْراءُ: (ع بفُسْطَاط مِصْر) . كَانَ بالقُرْبِ مِنْهُ دَارُ اللَّيْث بْنِ سَعْد، ذكَره ابنُ الأَثِير. ومِمّن كَانَ يَنْزِلُه الياسُ بنُ الفرجِ بْنِ المَيْمُون مَوْلَى لَخْم، وأَبو جُوَين رَيَّانُ بنُ قائِد الحَمْرَوِيّ آخرُ مَنْ وَلِيَ بِمِصْرَ لبَنِي أُمَيَّةَ. وأَبُو الرَّبِيع سَلْمَانُ ابنُ أَبِي دَوود الأَفْطَس الحَمْرَاوِيُّ الفَقِيهُ. (و) مَوْضِعٌ آخَرُ (بالقُدْسِ) وَهِي قَلْعَةٌ، جاءَ ذِكْره فِي فُتُوحات السُّلْطان المُجاهد صَلاَحِ الدِّين يوسُف، رَحِمه الله تَعَالى.
(و) الحَمْرَاءُ: (ة، باليَمَن) ذكرهَا الهَجَرِيّ.
(وحَمْرَاءُ الأَسَد: ع على ثَمَانِيَةِ أَمْيَالٍ مِنَ المَدِينَةِ) المُنَوَّرَة، على ساكنها أفضَلُ الصَّلاة والسَّلام، وَقيل: عَشْرة فَراسِخَ، أَبلَيْهِ انْتَهَى رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمثَانِيَ يَوْمِ أُحُدٍ.
(و) الحَمْرَاءُ: (ثَلاثُ قُرًى بمِصْر) بل هِيَ قَرْيَتَان فِي الشَّرْقِيَّة، وقَرْيَتَان بالغَرْبِيَّة، تُعْرفان بالغَرْبِيّة والشَّرْقِية فِيهِمَا، وقَرْيَة أُخْرَى فِي حَوْفِ رَمْسيس تُعرَفُ بالحَمْرَاءِ.
(والحِمارُ) ، بالكَسْر: النَّهَّاقُ مِنْ ذَوَاتِ الأَرْبعِ، (م) ، أَي مَعْرُوف (ويَكُونُ) أَهْلِيًّا و (وَحْشِيًّا) .
وَقَالَ الأَزهَرِيّ: الحِمَار: العَيْرُ الاِلِيُّ والوَحشيّ. (ج أَحْمِرَةٌ) ، وحُمْرٌ، بِضَم فَسُكُون، (وحُمُرٌ) ، بضَمَّتَيْن (وحَمِيرٌ) ، على وَزن أَمءَهر، (وحُمُورٌ) ، بالضَّمّ، (وحُمُرَاتٌ) ، بضَمَّتَيحٌّ، جَمْع الجَمْع. كَجُزُرات وطُرُقَات. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبّاس (قَدِمْنَا رَسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمليلَةَ جَمْعٍ على حُمُراتٍ) قَالُوا: هِيَ جمعِ صِحّة لِحُمُرٍ، وحُمُرٌ جَمْع حِمارٍ، (وَمَحْمُورَاءُ) ، وسَبَقَ عَن السُّهَيْليّ فِي علج أَنَّ مَفْعُولاءَ جَمْعٌ قَلِيل جِدًّا لَا يُعرَفُ إِلاَّ فِي معْلُوجَاءَ ولَفْظَيْنِ مَعَه، وَقد تَقَدَّم الكَلام عَلَيْهِ فِي (شَاحَ) (وشاخَ) و (ع ب د) ويأْتْي أَيضاً إِن شَاءَ اللَّهُ تعَالى فِي (عير) و (سلم) .
(و) الحِمَارُ: (خَشَبَةٌ فِي مُقَدَّمِ الرَّحْلِ) تَقْبِض عَلَيْهَا المَرْأَةُ، وَهِي فِي مُقَدَّم الإِكَاف. قَالَ الأَعْشَى:
وَقَيَّدَنِي الشَّعْرُ فِي بَيْتِهِ
كَمَا قَيَّدَالآسِرَاتُ الحِمَارَا
قَالَ أَبُو سَعِيد: الحِمَارُ: العُودُ الّذِي يُحْمَل عَلَيْهِ الأَقْتاب. والآسِرَاتُ: النِّسَاءُ اللواتي يُؤَكِّدْنَ الرِّحالَ بالقِدِّ ويُوثِقْنَها.
(و) الحِمَارُ: (خَشَبَةٌ يَعْمَلُ عَلَيْهَا الصَّيْقَلُ) .
وَقَالَ اللَّيْثُ: حِمَارَ الصَّيْقَلِ: خَشَبَتُه الَّتي يَصْقُلُ عَلَيْهَا الحَدِيدَ.
(و) فِي التَّهْذِيب: الحِمَارُ: (ثَلاثُ خَشَباتٍ) أَو أَربعٌ (تُعَرَّضُ عَلَيْهَا خَشَبَةٌ وتُؤْسَرُ بِهَا) .
(و) الحِمَارُ: (وَادٍ باليَمَن) ، نَقله الصّغانِيّ.
(و) الحِمَارَةُ، (بِهَاءٍ: الأَتانُ) ، ونَصُّ عِبَارَةِ الصّحاحِ: ورُبّما قَالُوا حِمَارَة، بالهَاِ، للأَتان.
(و) الحِمَارَةُ: (حَجَرٌ) عَرِيضٌ (يُنْصَبُ حَوْلَ) الحَوْض لئلاَّ يَسِيلَ مَاؤخه، وحول (بَيْت الصَّائِد) أَيضاً، كَذَا فِي الصّحاح. وَفِي نَصّ الأَصْمَعِيّ: حَوْل قُتْرَةِ الصَّائِد. (و) الحِمَارَةُ: (الصَّخْرَةُ العَظِيمَةُ) العَرِيضَة. (و) الحِمَارَةُ: (خَشَبَةٌ) تَكُونُ (فِي الهَوْدَجِ. و) الحِمَارَة: (حَجَرٌ عَرِيضٌ يُوضَعُ على اللَّحْد) ، أَي القَبْرِ، (ج حَمَائِرُ) . قَالَ ابنُ بَرِّيّ: والصّوابُ فِي عِبارة الجَوْهَرِي أَنْ يَقُولَ: الحَمائِرُ حِجَارَةٌ، الوَاحِدُ حِمَارَة، وهُوَ كُلُّ حَجَر عَرِيض. والحَمَائِرُ: حِجارَةٌ تُجعَلُ حَولَ الحَوْضِ تَرُدُّ الماءَ إِذَا طَغَا، وأَنشد:
كَأَنَّمَا الشَّحْطُ فِي أَعْلَى حَمائِرِه
سَبائِبُ القَزِّ من رَيْطٍ وَكتّانِ
(و) الحِمَارَةُ: (حَرَّةٌ) مَعْرُوفَةٌ. (و) الحِمَارَةُ (من القَدَمِ: المُشْرِفَةُ فوقَ أَصابعِهَا) ومَفَاصلِها. وَمِنْه حَديثُ عَليَ: (ويُقْطَعُ السَّارِق من حِمَارَّة القَدعم (وَفِي حَديثه الآخر (أَنَّه كَانَ يَغْسل رِجْلَيْه من حِمَارَّة القَدَم) وَقَالَ ابنُ الأَثِير: وَهِي بتَشْديد الرَّاءِ.
(و) تُسَمَّى (الفَريضة المُشَرَّكَةُ الحِمَاريَّة) ، سُمِّيَت بذالك لأَنَّهم قَالُوا: هَبْ أَبانَا كَانَ حِمَاراً. (وحِمارُ قَبَّانَ: دُوَيْبَةٌ) صَغيرَة لازِقَة بالأَرْض ذَاتُ قوائمَ كَثيرَةٍ، قَالَ:
يَا عَجَباً لقدْ رَأَيْتُ العَجبَا
حِمَارَ قَبَّانٍ يَسُوقُ الأَرْنَبَا
وَقد تَقَدَّم بَياُه فِي (ق ب ب) .
(والحِمَارَان: حَجَرانِ) يُنْصَبَان، (يُطْرَحُ عَلَيْهمَا) حَجَرٌ (آخَرُ) رَقِيق يُسَمَّى العَلاَةَ (يُجَفَّفُ عَلَيْه الأَقِطُ) . قَالَ مُبَشِّر بْنُ هُذَيْل بْن فَزارَةَ الشَّمْخيّ يَصِف جَدْبَ الزَّمَان.
لَا يَنْفَعُ الشَّاوِيَّ فِيهَا شَاتُةُ
وَلَا حِمارَاه وَلَا عَلاَتُهُ
يقُول: إِنّ صاحبَ الشّاءِ لَا يَنْتَفِع بهَا لقلَّةِ لَبَنَها، وَلَا يَنْفَعُه حِمَارَاه وَلَا عَلاَتُه، لِأَنَّه لَيْسَ لَهَا لبن فيُتَّخَذ مِنْهُ أَقِطُّ.
(و) من أَمْثَالِهِم: ((هُوَ أَكفَرُ مِنْ حِمَار) هُوَ) حِمَار (بْن مَالك، أَو) حِمَراُ بنُ (مُوَيْلع) . وعَلى الثَّاني اقْتَصَر الثَّعَالبيّ فِي المُضَاف والمَنْسُوب. وَقد سَاق قِصَّةَ أَهْل الأَمثال. قَالُوا: هُوَ رَلٌ مِن عَادٍ وَقيل: من العَمَالِقَة. ويأْتي فِي (ج وف) أَنَّ الجَوْفَ وَادٍ بأَرْض عادٍ حَمَاه رَجُلٌ اسْمُه حِمارٌ. وبَسَطَه المَيْدَانيُّ فِي مَجْمَع الأَمْثَال بِمَا لَا مَزيد عَلَيْهِ، قيل: (كَانَ مُسْلِماً أَربعين سَنةً فِي كَرَم وجُودٍ، فخَرَجَ بنُوه عَشَرةً للصَّيْد، فأَصابَتْهُمْ صَاعِقَةٌ فَهَلكُوا فكَفَرَ) كُفْراً عَظيماً، (وَقَالَ: لَا أَعْدُ مَنْ فَعَل ببَنيَّ هاذَا) ، وَكَانَ لَا يَمُرُّ بأَرْضه أَحَدٌ إِلاّ دَعَاه إِلَى الكُفْر، فإِن أجابَه وإِلاَّ قَتَلَه (فأَهْلَكَه اللَّهُ تَعَالى وأَخْرَبَ وَادِيَه) ، وَهُوَ الجَوْف، (فضُرب بكُفْره المَثَل) وأَنْشَدُوا:
فَبِشُؤْمِ الجَوْرِ والبَغْيِ قَديماً
مَا خَلا جَوْفٌ وَلم يَبْقَ حِمَارُ
قَالَ شَيْخُنَا: وَمِنْهُم مَنْ زَعَم أَنَّ الحِمَار الحَيوانُ المَعْرُوف، وبَيَّنَ وَجْهَ كُفْانِه نِعَمَ مَواليه.
(وَذُو الحِمَار) هُوَ (الأَسْوَدُ العَنْسِيُّ الكَذَّابُ) ، واسْمه عَبْهَلَة. وَقيل لَهُ الأَسْوَدُ لعِلاَطٍ أَسودَ كَانَ فِي عُنقه، وَهُوَ (المُتَنَبِّيءُ) الَّذِي ظَهَرَ باليَمَن. (كَانَ لَه حِمَارٌ أَسْوَدُ مُعَلَّم، يَقُولُ لَهُ اسْجُدْ لرَبِّك فيَسْجُد لَهُ ويَقُولُ لَه اسْجُدْ لرَبِّك فيَسْجُد لَهُ ويَقُولُ لَه ابْرُكْ فيَبْرُكُ) .
(وأُذُنُ الحِمَار: نَبْتٌ) عَريضُ الوَرَقِ كَأَنَّه شُبِّه بأُذُن الحِمار، كَمَا فِي اللِّسَان.
(والحُمَرُ، كصُرَدٍ: التَّمْرُ الهِنْدِيُّ) ، وَهُوَ بالسّراة كَثير، وكذالك بِبِلَاد عُمَان، وَوَرَقُه مِثْلُ وَرَق الخِلاَف الَّذي يُقَال لَهُ البَلْخيّ. قَالَ أَبُو حَنيفة. وَقد رأَيتُه فِيمَا بَيْن المَسْجدَيْنِ، ويَطْبُخ بِهِ النَّاسُ، وشَجَرُه عِظَامٌ مِثْلُ شَجَر الجَوْز، وثَمَرُه قُرُونٌ مِثْلُ ثَمَرَ القَرَظ. قَالَ شيخُنَا: والتَّخْفِيف فِيهِ كَمَا قَالَ هُوَ الأَعْرفُ، ووَهِمَ مَن شَدَّدَه من الأَطِبَّاءِ وغَيْرهم. قلت: وشَاهِدُ التَّخْفِيف قَولُ حَسَّان بْن ثَابت يَهْجُو بَني سَهْم بْن عَمْرٍ و:
أَزَبَّ أَصْلَعَ سِفْسِيراً لَهُ ذَأَبٌ
كالقِرْد يَعْجُمُ وَسْطَ المَجْلسِ الحُمُرَا
وَفِي المُثَلَّث لِابْنِ السّيد: الصُّبار بالضَّمّ: التَّمْر الهنْديّ، عَن المطرّز، (كالحَوْمَر) ، كجَوْهر، وَهُوَ لُغَة أَهل عُمَانَ كَمَا سَمِعْته مِنْهُ، والأَوَّلُ أَعْلَى. وإِنكار شَيْخِنَا لَهُ مَحَلُّ تَأَمُّل. (و) الحُمَر: (طَائِرٌ) من العَصَافِير، (وتُشَدَّدُ المِيمُ) ، وَهُوَ أَعْلَى، (واحدَتُهُما) حُمَرَةٌ وحُمَّرة، (بهَاءٍ) . قَالَ أَبو المُهَوَّش الأَسَديّ يِجُو تَمِيماً:
قَدْ كُنتُ أَحْسَبُكُم أُسُودَ خَفِيَّةٍ
فإِذَا لَصَافِ تَبيضُ فِيهِ الحُمَّرُ
يَقُولُ: كُنتُ أَحْسُبُكُم شُجْعَاناً فإِذا أَنْتُم جُبَنَاءُ. وخَفِيَّة: مَوْضعٌ تُنْسَب إِلَيْه الأُسْد. ولَصَافِ: مَوْضعٌ منْ منَازِل بَني تَميمٍ، فجَعَلَهم فِي لَصَاف بمَنْزلة الحُمَّر، لخَوْفِهَا على نَفْسِهَا وجُبْنِها.
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ أَحْمَر يُخَاطب يَحْيَى ابْنُ الحَكَم بْن أَبي العَاص، ويَشْكُوا إِلَيْه ظُلْم السُّعَاة:
إنْ لَا تُذدَارِكْهُمْ تُصْبِحْ مَنَازِلُهُمْ
قَفْراً تَبِيضُ على أَرْجائِها الحُمَرُ
فخَفَّفَها ضَرُورَة.
وَقيل الحُمَّرَةُ: القُبَّرَة، وحُمَّراتٌ جَمْع. وأَنْشَدَ الهِلاَلِيُّ بَيْتَ الرَّاجز:
عَلَّقَ حَوْضِي نُغَرٌ مُكِبُّ
إِذَا غَفِلْتُ غَفْلَةً يَغُبُّ
وحُمَّراتٌ شُرْبُهُنَّ غِبُّ
(وابنُ لسَان الحُمَّرَةِ، كسُكَّرة: خَطيبٌ بَلِيغٌ نَسَّابَةٌ) ، لَهُ ذِكْر، (اسمُهُ عَبْدُ الله بْنُ حُصَيْن) بْن رَبيعَة ابْن جَعْفَرِ بْن كلابٍ التَّيْمِيّ، (أَو وَرْقَاءُ بْنُ الأَشْعَر) ، وَهُوَ أَحَدُ خُطَبَاءِ العَرَب. وَفِي أَمْثالهم: (أَنْسَبُ مِن ابْنِ لِسَانِ الحُمَّرَة) أَورَدَه المَيْدَانِيّ فِي أَمْثاله.
(واليَحْمُورُ: الأَحْمَرُ. ودَابَّةٌ) تُشْبِه العَنْزَ. (وَ) اليَحْمُورُ: (طَائِرٌ) عَن ابْن دُرَيْد، (و) قِيلَ هُوَ (حِمَارُ الوَحْشِ) .
(والحَمَّارَةُ، كجَبَّانَةٍ: الفَرَسُ الهَجِينُ، كالمُحَمَّرِ) ، كمُعَظَّم، هاكَذَا ضَبَطَه غَيْرُ وَاحدٍ وَهُو خَطأٌ والصَّواب كمِنْبَر (فارِسِيَّتُه الاَنِى) ، وجَمْعُه مَحامِرُ ومَحَامِيرُ.
وَفِي التَّهْذِيب: الخَيلُ الحَمَّارةُ مثل المَحَامِرِ سواءٌ. وَبِه فَسَّر الزَّمَخْشَرِيّ حدِيثَ شُرَيْحٍ (أَنَّه كَانَ يَرُدُّ الحَمَّارَةَ من الخَيْل) ، وَهِي الَّتِي تَعْدُو عَدْوَ الحَمِير.
وفَرَسٌ مِحْمَرٌ: لَئيمٌ يُشْبِه الحِمَارَ فِي جَرْيِه فِي بُطْئه. وَيُقَال لمَطِيَّة السّوءِ: مِحْمَرٌ. ورجلٌ مِحْمَرٌ؛ لَئيمٌ.
(و) الحَمَّارَةُ: (أَصْحَابُ الحَمِير) فِي السَّفَر، وَمِنْه حَديثُ شُرَيْحٍ السَّابق ذِكْرُه، أَي لم يُلْحِقْهُم بأَصحاب الخَيْل فِي السِّهام من الغَنِيمَة. وَيُقَال لأَصحاب الجِمَال جَمَّالةٌ، ولأَصحاب البِغَال بَغَّالَةٌ. وَمِنْه قَوْلُ ابْن أَحْمَر:
شَلاًّ تَطْرُدُ الجَمَّالَةُ الشُّرُدَا
(كالحامِرَة) . ورجلٌ حامِرٌ وحَمَّارٌ ذُو حِمَار، كَمَا يُقَال: فارسٌ لذى الفَرَسِ. وَمِنْه مَسْجِدُ الحَامِرَة.
(و) الحَمَّارَّةُ: (بتَخْفِيف المِيم وتَشْدِيدِ الرَّاءِ، وقَدْ تُخَفَّف) الرَّاءُ مُطْلقاً (فِي الشِّعْر) وغَيره، كَمَا صَرَّحَ بهغيرُ وَاحِد، وَحَكَاهُ اللّحْيَانيّ. وَقد حُكِيَ فِي الشِّتَاءِ، وَهِي قَليلَةٌ: (شَدَّةُ الحَرِّ) ، كالحِمِرِّ كفلِزَ، كَمَا سيأْتي قَرِيبا، والجَمْعُ حَمَارٌّ.
ورَوَى الأَزهَرِيّ عَن اللَّيْث حَمَارَّةُ الصَّيْف: شِدَّةُ وَقْتِ حَرِّه. قَالَ: وَلم أَسمَعْ كَلِمَةً على (تَقْدِير) الفَعَالَّة غير الحَمَارَّة والزَّعَارَة، قَالَ: هاكذا قَالَ الخَلِيلُ. قَالَ اللَّيْثُ: وسَمِعْت ذالك بخُراسانَ: سَبَارَّةُ الشِّتاءِ (وسَمِعْت إِنّ وراءَك لَقُرًّا حِمِرًّا) قَالَ الأَزهَريّ: وَقد جَاءَت أَحرُف أُخَرُ على وَزْن فَعَالَّة. وروى أَبو عُبَيْد عَن الكِسائيّ: أَتيتُه فِي حَمَارَّةِ القَيْظِ وَفِي صَبَارَةِ الشِّتَاءِ، بالصَّاد، وهما شِدَّةُ الحَرِّ والبَرْد، قَالَ: قَالَ الأُمَويّ: أَتَيتُه على حَبَالَّةِ ذالك، أَي على حِينِ ذالِك. وأَلقَى فُلانٌ عَلَيَّ عَبَالَّتَه، أَي ثِقْلَه، قَالَه اليَزيدِيُّ والأَحمَرُ. وَقَالَ القَنانِيّ: ءَتوْني بِزَرَاافَتِهِم، أَي جَماعَتهم.
(وأَحْمَرُ) أَبو عَسِيبٍ (مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، رَوَى عَنْه أَبو نُصَيْرة مُسْلِم بن عُبَيْد فِي الحُمَّى والطاعُون. وحازِمُ بنُ الْقَاسِم وحَدِيثُه فِي مُعْجَم الطَّبَرانيّ، ءَورده الحافِظُ ابنُ حَجرٍ فِي بَذْل الماعون. (و) أَحْمَرُ (مَوْلًى لأُمِّ سَلَمَة) ، رَضِي الله عَنْهَا، يَروي عَنهُ عِمْرانُ النّخليّ، وَقيل هُوَ سَفِينَةُ. (و) الأَحمَرُ (بْنُ مُعَاوِيَة بْنِ سخ 2 يْم) أَبو شَعْبَل التميميّ لَهُ وِفَادةٌ من وَجْهٍ غريبٍ وكأَنه مُرْسَلٌ. (و) الأَحْمَرُ (بْنُ سَوَاءِ بْنِ عَدِيَ) السَّدُوسِيُّ، رَوَى عَنهُ إِيَادُ بنُ لَقِيطٍ من وَجْهٍ غَرِيب (و) الأَحْمَرُ (بْنُ قَطَنٍ الهَمْدانِيُّ شَهَدَ فَتْحَ مصر، ذَكَره ابنُ يُونُس) . (والأَحْمَريُّ المَدَنِيُّ) ، يُعَدّ فِي المدَنِيِّين، ذكرَه ابٌّ خَ مَنْدعِ وأَبو نُعَيْم: (صَحَابِيُّونَ) رَضِي اللَّهُ عَنْهُم.
وبَقِيَ عَلَيْهِ مِنْهُم أَحْمَرُ بنُ جَزْءِ بنِ شِهَابٍ السّدُوَّسِيّ، سمع مِنْهُ الحَسَنُ البَصْرِيّ حَدِيثا فِي السُّجود. وأَحمرَ بنُ سُلَيم وَقيل سُلَيْم بن أَحمر، لَهُ رُؤيْة.
(والحَمِيرُ والحَمِيرَةُ: الأُسْكُزّ) ، اسمٌ (لِسَيْرٍ) أَبْيَضَ مَقْشُورٍ ظاهِرُه (فِي السَّرْجِ) يُؤَكَّدُ بِهِ.
قَالَ الأَزهَرِيّ: الأُشْكُزّ مُعَرَّب وَلَيْسَ بَعَربِيّ. قَالَ: وسُمِّيَ حَمِيراً لأَنّه يُحْمَرُ أَي يُقْشَر. وكُلُّ شَيْءٍ قشَرْته فقد حَمَرْتَه، فَهُوَ مَحْمُورٌ وحَمِيرٌ.
(وحَمَرَ) الخارِزُ (السَّيْرَ: سَحَا قِشْرَه) ، أَي بَطْنَه بحَدِيدةٍ، ثمَّ لَيَّنَه بالدُّهْن، ثمَّ خَرَزَ بِهِ فَسَهُلَ. يَحْمُره، بالضمّ، حَمْراً. وحَمَرَت المْرَأَةُ جِلْدَها تَحْمُره. والحَمْرُ فِي الوَبَرِ والصُّوف، وَقد انْحَمَرَ مَا عَلَى الجِلْد.
(و) الحَمْرُ: النَّتْقُ، وَقد حَمَر (الشَّاةَ) يَحمُرها حَمْراً: نَتَقَهَا، أَي (سَلَخَهَا: و) حَمَرَ (الرَّأْسَ: حَلَقَه) . والحَمْر بمعنَى القَشْرِ يَكُون باللِّسَانِ والسَّوْطِ والحَدهيد.
(وغَيْثٌ حِمِرٌّ، كفِلِزَ) : شَدِيدٌ (يَقْشِرُ) وَجْهَ (الأَرْض) . وأَتاهمالله بغَيْث حِمِرَ: يَحْمَر الأَرضَ حَمْراً. وحِمِرُّ الغَيْث: مُعْظَمُه وشِدَّتُه.
(والحِمِرُّ مِنْ حَرِّ القَيْظِ: أَشَدُّه) ، كالحَمَارَّة، وَقد تَقَدَّم.
(و) الحِمِرُّ (مِنَ الرَّجُلِ: شَرُّهُ) . قَالَ الفَرّاءُ: إِنّ فُلاناً لَفِي حِمِرِّهِ، أَي فِي شَرِّه وشِدَّته. وحِمَّرةُ كُلِّ شيَءٍ وحِمِرُّه: شِدَّتُه.
(وبو حِمِرَّى كزِمِكَّي: قَبيلَةٌ) ، عَن ابْن دُرَيْد، ورُبما قَالُوا: بَنُو حِمْيَرِيّ.
(والمِحْمَرُ، كمِنْبَرٍ: المِحْلأُ) ، وَهُوَ الحَدِيدُ والحَجَرُ الّذِي يُحْلأُ بِهِ، يُحْلأُ الإِهَابُ ويُنْتَقُ بِهِ.
(و) المِحْمَرُ: الرّجلُ (الَّذي لَا يُعْطِي إِلاَّ علَى الكَدِّ) والإِلْحاحِ عَلَيْهِ.
(و) المِحْمَرُ: (اللَّئِيمُ) . يُقَال: فَرَسٌ مِحْمَرٌ، أَي لَئِيمٌ، يُشبهِ الحِمَارَ فِي جَرْيهِ من بُطْئه.
وَيُقَال لمَطِيَّةِ السَّوْءِ مِحْمَرٌ، وَالْجمع مَحامِرُ. ورَجلٌ مِحُمَرٌ: لَئِيمٌ. قَالَ الشَّاعِر:
نَدْبٌ إِذَا نَكَّسَ الفُحْجُ المَحَامِيرُ
أَراد جَمْعَ مِحْمَرٍ فاضْطُرَّ.
(وحَمِرَ الفَرَسُ، كفَرِحَ) ، حَمَراً فَهُوَ حَمِرٌ: (سَنِقَ منْ أَكْل الشَّعِير أَو تَغَيَّرَتْ رَائحَةُ فِيه) مِنْهُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الحَمَرُ: داءٌ يَعْتَرِي الدّابّةَ، من كثْرَةِ الشَّعيرِ فيُنْتِنُ فُوه، وَقد حَمِرَ البِرْذُونَ يَحمَرَ حَمَراً. وَقَالَ امْرؤُ القَيْس:
لَعَمْرِي لَسعْدُ بنُ الضِّبَاب إِذَا غَدَا
أَحَبُّ إِلينا مِنكَ فَافَرَسٍ حَمِرْ
يُعيِّره بالبَخَر، أَراد يَا فا فَرَسٍ حَمِرٍ، لقَّبَه بفِي فَرَسٍ حَمِرٍ لِنَتْن فِيهِ.
وَفِي حَدِيث أُمِّ سَلَمة. (كانَت لنا داجِنٌ فحَمِرَتْ من عَجينٍ) . هُوَ من حَمَرِ الدَّابَّة.
(و) قَالَ شَمِرٌ يُقَال: حَمِرَ (الرِّجُلُ) عَلَيَّ يَحْمَرُ حَمَراً، إِذا (تَحَرَّق) عَلَيْك (غَضَباً) وغَيْظاً، وَهُوَ رَجُلٌ حَمِرٌ، من قوم حَمِرينَ.
مِرَت (الدَّابَّةُ) تَحْمَر حَمَراً: (صَارَتْ مِن السِّمَن كالحِمَار بَلاَدَةً) ، عَن الزّجّاج.
(وأُحامِرُ، بالضَّمِّ، جَبَلٌ) من جبال حِمَى ضَرِيَّةَ. (و: ع بالمَدِينة) المُشَرَّفة (يُضَافُ إِلَى البُغَيْمبِغَة) . وجَبَلٌ لبنِي أَبي بَكْرِ بنِ كَلاَبٍ يُقَال لَهُ أُحامِرُ قُرَى، وَلَا نَظيرَ لَهُ من الأَسماءِ إِلاّ أُجَارِدٌ وَهُوَ مَوضِع أَيْضا وَقد تقدم.
(و) الأُحَامِرَة (بَهاءٍ: رَدْهَةٌ) هُنَاك مَعْرُوفَة، وَقيل بفتْح الهَمْزَة بَلْدَة لبَني شاش.
(والحُمْرَةُ) ، بالضَّمِّ: (اللَّوْنُ المعْرُوف) . يَكُونُ فِي الْحَيَوَان والثِّيَاب وغَيْرِ ذال ممّا يَقْبَلُهَا، وحكاها ابنُ الأَعرابيّ فِي المَاءِ أَيضاً.
(و) الحُمْرَة: (شَجَرَةٌ تُحِبُّها الحُمُرُ) .
قَالَ ابنُ السِّكِّيت: الحُمْرَة: نَبْتٌ.
قَالَ ابنُ السِّكِّيت: الحُمرَة: نَبْتٌ.
(و) الحُمْرَة: داءٌ يَعْتَرِي النّاسَ فيَحْمَرُّ مَوضْعُهَا.
وَقَالَ الأَزهريّ: هُوَ (وَرَمٌ من جِنْس الطَّوَاعين) ، نَعُوذُ بِاللَّه مِنها.
(وحُمْرَةُ بْنُ يَشْرَحَ بْن عَبْدِ كُلاَل) بن عَرِيب الرُّعَيْنيّ، وَقَالَ الذَّهَبيّ هُوَ حُمْرَة بنُ عَبْد كُلاَل (تَابعيّ) ، عَن عُمَر، وَعنهُ راشِد ابْن سعد، شَهدَ فتْحَ مصر، ذَكرَه ابنُ يُونُس، وابْنُ يَعْفُرُ بنُ حُمْرَةَ، رَوَى عَن عبد الله بن عَمرو. (و) حُمْرَةُ (بْنُ مَالكٍ، فِي هَمْدَانَ) ، هُوَ حُمْرَة بنُ مَالك بْن مُنَبِّه بن سَلَمَة، وَولده حُمْرَة بنُ مَالك بن سعْد بن حُمْرَة من وُجُوه أَهْل الشَّام وأُولِي الهِبَات، لَهُ وِفَادَة ورِوَايَة، وسَمَّاه بعضُهم حَمْزة، وَهُوَ خَطَأٌ، كَذَا فِي تَارِيخ حلب لِابْنِ العَديم. (و) حُمْرَةُ (بْنُ جَعْفَر بْن ثَعْلَبَةَ) بَنْ يَربُوع، (فِي تَمِيمٍ) ، وَقيل فِي هاذا بتَشْديد المِيم أَيضاً. (ومَالِكُ بْنُ حُمْرَةَ صَحَابيٌّ) من بَني هَمْدَان، أَسْلم هُوَ وعَمَّاه مالكٌ وَعَمْرٌ وابْنَا أَيفع (ومالكُ بنُ أَبي حُمْرَةَ الكُوفِيُّ) يَرْوِي عَن عائِشَة. وَيُقَال: ابْن أَبي حَمْزة، وَعنهُ أَبو إِسحاق السَّبِيعِيّ، كَذَا فِي الثِّقات. (والضَّحَّاكُ بْنُ حُمْرَةَ) نَزَلَ الشَّأْمَ، وسمِع مِنْهُ بَقِيَّةُ. قَالَ النّسائيّ: لَيْسَ بثِقَة، قَالَه الذَّهبيّ.
قلت: ورَوَى عَن منْصُور بْن زَازَانَ. (وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَليِّ بْن نَصْر ابْن حُمْرَةَ) ، ويُعْرفُ بِابْن المارِسْتانِيّة، كَانَ على رَأْس السِّتِّمائَة، (وهُو ضَعِيفٌ) لَيْسَ بثِقةٍ، (مُحَدِّثُون) .
(وحُمَيِّر، كمُصَغَّر حِمَارٍ) ، هُوَ (ابْنُ عَديَ) ، أَحَدُ بَني خَطْمَة، ذكرَه ابنُ مَاكُولا. (و) حُمَيِّر (بنُ أَشْجَعَ) ، وَيُقَال لَهُ: حُمَيِّر الأَشْجَعيّ حَليفُ بني سَلَمَة، من أَصْحَاب مَسْجد الضِّرار، ثمّ تابَ وصحَّت صُحبَتُه، (صَحابِ ان. وحُمَيّر بْنُ عَديَ العابدُ، مُحَدِّثٌ) . قلت: وَهُوَ زَوْجُ مُعَاذَةَ جاريةِ عبْدِ الله بن أُبَيّ بن سَلُول.
(و) حُمَيْرٌ، (كزُبَيْر، عَبْدُ الله وعَبْدُ الرَّحْمان ابنَا حُمَيْرِ بْن عَمْرو، قُتِلاَ مَعَ عَائشَةَ) ، رَضي اللَّهُ عَنْهَا، يَوْمَ الجَمَل، هاذا قَولُ ابْن الكَلْبيّ وأَمَّا الزُّبيْر فأَبدل عبد الله بعَمْرو، وهُمَا من بَني عَامِر بْن لُؤَيّ.
(و) يُقَال: (رُطَبٌ: ذُو حُمْرَة) ، أَ (حُلْوَةٌ) ، عَن الصَّغانيّ.
(وحُمْرانُ، بالضَّم: مَاءٌ بدِيَار الرِّبَاب) ، ذَكَره أَبو عُبَيد.
(و) حُمْرَانُ: (ع بالرَّقَّةِ) ، ذكرَه أَبو عُبَيد.
(وقَصْرُ حُمْرانَ، بالبَادِيَة) ، بَين العَقيق والقَاعَة، يطَؤُه طَريقُ حَاجِّ الكُوفَة.
(و) قَصْر حُمْرَانَ: (ة قُرْبَ تَكْرِيت) .
(وحَامِرٌ: ع على) شَطِّ (الفُرَات) بَيْن الرَّقَّةِ ومَنْبجَ. (و) حَامِرٌ: (وَادٍ فِي طَرَف السَّمَاوَة) البَرِّيَّة المَشْهُورة.
(و) حَامِرٌ: (وَادٍ ورَاءَ يَبْرِينَ فِي رِمَال بَني سَعْدٍ، زَعَمُوا أَنّه لَا يُوصَل إِليه) .
(و) حَامِرٌ: (وَاد لبَنِي زُهَيْر بْن جنابٍ) ، من بَنِي كَلْبٍ، وَفِيه جِبَابٌ. (و) حَامِرٌ: (ع لِغَطفَانَ) عِنْد أُرُلٍ مِن الشَّرَبَّة.
(و) يُقَال: (أَحْمَرَ) الرَّجلُ، إِذا (وُلهد لَه وَلَدٌ أَحْمَرُ) ، عَن الزَّجّاج.
(و) أَحْمَرَ (الدَّابَّةَ: عَلَفَهَا حَتَّى) حَمِرت، أَي (تَغَيَّر فُوها) من كَثْرَة الشَّعِير، عَن الزّجّاج.
(وحَمَّرَهُ تَحْمِيراً:) قَالَ لَهُ يَا حِمَارُ.
(و) حَمَّرَ، إِذا (قَطَعَ كَهيَئَة الهَبْر) .
(و) حَمَّرَ الرّجلُ: (تَكَلَّمَّ بالحِمْيَرية، كَتَحَمْيَرَ) . وَلَهُم أَلفاظٌ ولُغاتٌ تُخَالف لُغَات سائِرِ العَرَب. (و) يُحْكَى أَنه (دَخَلَ أَعرابيٌّ) ، وَهُوَ زَيدُ بْنُ عبْدِ الله بْن دارِمٍ، كَمَا فِي النّوع السّاد 2 عَشَرَ مِن المُزْهر، (على مَلِكٍ لِحِميْر) فِي مَدِينَة ظَفَارِ، (فَقَالَ لَهُ) المَلِك (وَكَانَ عَلَى مَكَانٍ عَالٍ: ثِبْ، أَي اجْلِس، بالحِمْيَريَّةً، فَوَثَبَ الأَعْرَابيّ فَتَكَسَّر) ، كَذَا لِابْنِ السِّكِّيت، وَفِي رِوَايَة، فاندَقَّت رِجْلاه، وَهُوَ رِوَايَة الأَصْمَعِيّ، (فسأَل المَلِكُ عَنْه فأُخْبِر بِلُغَةِ العَرَب، فَقَالَ) وَفِي روَاية فَضَحِك المَلك وَقَالَ: (لَيْسَ) وَفِي بَعْض الرّوايَات لَيْسَت (عِنْدَنَا عَرَبِيَّتْ) ، أَراد عَربيّة، لاكنّه وَقَفَ على هاءِ التَّأْنِيثِ بالتَّاءِ، وكذالك لُغتهم، كَمَا نَبَّه عَلَيْهِ فِي أَصلاح امَنْطِق وأَوْضَحَه، قَالَه شَيخنَا. ((مَنْ دَخَلَ ظَفَارِ حَمَّرَ) أَي) تَعَلَّم الحِمْيَرِيَّة. قَالَ ابنُ سِيدَه: هاذه حِكياة ابْنُ جِنِّي، يَرْفَع ذالك إِلَى الأَصْمَعِيّ، وهاذا أَمْرٌ أُخْرِج مُخْرَج الخَبَر، أَي (فَلْيُحَمِّر) ، وهاكذا أَورده المَيْدَانيّ فِي الأَمثال، وشَرَحَه بقَريب من كَلام المُصَنِّف. وقرأْتُ فِي كِتاب الأَنْساب للسَّمْعَانَيّ مَا نَصُّه: وأَصْلُ هاذَا المَثَل مَا سَمِعتُ أَبا الفَضْل جَعْفَر بْنَ الحَسَن الكبيريّ ببُخارَاءَ مُذاكرةً يَقُول: دَخَلَ بعضُ الأَعراب على مَلِكٍ من مُلوك ظَفَارِ، وَهِي بَلْدة مِنْ بلاَد حِمْيَر باليَمَن، فَقَالَ الملِك الدّاخل: ثِبْ، فَقَفَز قَفْزَةً. فَقَالَ لَهُ مَرَّة أُخرَى: ثِبْ، فقَفَز، فعَجِب المَلك وَقَالَ: مَا هاذا؟ فَقَالَ: تِبْ بلُغَة العرَب هاذا، وبلُغَة حِمْير ثِبْ يَعْنِي اقْعُدْ. فَقَالَ المَلِك: أَما عَلِمْت أَن من دَخَلَ ظَفَارِ حَمَّرَ.
(والتَّحْمِيرُ) . التَّقْشِير، وَهُوَ (أَيْضاً دَبْغٌ ردِيءٌ) .
(وَتَحَمْيَرَ) الرَّجُل. (: سَاءَ خُلُقُه) .
(و) قد (احْمَرَّ) الشْيءُ (احْمِراراً: صَارَ أَحْمَرَ، كاحْمَارَّ) ، وكُلّ افْعَلَّ من هاذا الضِّرْب فمحذوفٌ من افْعَالَّ، وافْعَلَّ فِيهِ أَكْثرُ لِخِفَّته. وَيُقَال: احْمَرَّ الشيءُ احْمِراراً إِذا لَزِمَ لونَه فَلم يَتَغَيُّر من حَالٍ إِلى حالِ. واحْمارَّ يَحمارُّ احْمِيراراً إِذا كَانَ يَحْمارُّ مَرَّة ويَصْفَارُّ أُخرى.
قَالَ الجَوْهَريّ: إِنّمَا جَازَ إِدْغامُ احْمَارَّ، لأَنَّه لَيْسَ بمُلْحَق، وَلَو كَانَ لَهُ فِي الرُّباعِي مِثَالٌ لَمَا جازَ إِدْغامه، كَمَا لَا يَجُوزُ إِدغامُ اقْعَنْسَ لَمَا كَانَ مُلْحَقا باحْرَنْجَمَ. (و) من المَجاز: احْمَرَّ (البَأْسُ اشْتَدَّ) . وجاءَ فِي حَدِيث عَلِيَ رَضيَ اللَّهُ عَنهُ (كُنَّا إِذا احْمَرَّ البأْسُ اتَّقيناهُ برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلم يَكُنْ أَحَدٌ أَقربَ إِليه مِنْهُ) . حكى ذالِك أَبُو عُبَيْد فِي كتَابه المَوْسُوم بالمَثَل. قَالَ ابنُ الأَثِير: إِذا اشْتَدَّت الحَرْبُ اسْتَقْبَلْنَا العَدُوَّ بِهِ وجَعَلْنَاه لنا وِقايةً. وَقيل: أَرادَ إِذا اضْطرمَت نَارُ الحَرْب وتَسَعَّرتْ. كَمَا يُقال فِي الشِّرِّ بَين القَوْم: اضْطَرَمَتْ نَارُهُم، تَشْبيهاً بحُمْرة النّار. وَكَثِيرًا مَا يُطْلِقُون الحُمْرَةَ على الشِّدَّة.
(والمُحْمَِرُ) ، على صِيغَة اسْم الفَاعل والمَفْعُول، هَكَذَا ضُبط بالوَجْهَيْن: (النَّاقَةُ يَلْتَوِي فِي بَطْنِهَا وَلدُهَا فَلَا يَخْرُج حَتَّى تَمُوتَ) .
(والمُحَمِّرةُ) ، على صيغَة اسْم الفاعِل (مُشَدَّدَةً: فِرْقَةٌ من الخُرَّمِيَّة) ، وهم (يُخَالِفُون المُبَيِّضَةَ) والمُسَوِّدَةَ، (وَاحِدُهم مُحَمِّر) .
وَفِي التَّهْذِيب: وَيُقَال للَّذين يُحَمِّرُون رَاياتِهم خلاَفَ زِيّ المُسَوِّدَة من بَني هَاشم: المُحَمِّرةُ، كَمَا يُقَال للحَرُورِيَّةِ المُبَيِّضةِ لأَن راياتِهم فِي الحُرُوب كانَتْ بَيْضَاءَ.
(وحِمْيَرٌ كدِرْهَم) قَالَ شَيخنَا: الوَزْنُ بِهِ غَيْرُ صَوَاب عِنْد المُحَقِّقِين من أَئِمَّة الصّرْف (: ع غَربيَّ صَنْعَاءِ اليَمَن) ، نَقَلَه الصَّغانيُّ.
(و) حِمْيَرُ (بْنُ سَبإِ بْن يَشْجُبَ) بْن يَعْرُبَ بْن قَحْطَان: (أَبو قَبيلَة) . وَذكر ابْنُ الكعْبيّ أَنّه كَانَ يَلْبَس حُلَلاً حُمْراً، وَلَيْسَ ذالك بقَويَ. قَالَ الجوهَريّ: وَمِنْهُم كَانَت الْمُلُوك فِي الدَّهْر الأَوَّل. وَاسم حِمْيَر العَرَنْجَجُ، كَمَا تقدَّم، ونُقِل عَن النَّحْوِييْن يُصْرَف وَلَا يُصْرَف. قَالَ شيخُنا: جَرْياً على جَوَاز الوَجْهَيْن فِي أَسماءِ الْقَبَائِل، قَالَ الهَمْدَانيّ: حِمْيَر فِي قَحْطَان ثلاثةٌ: الأَكبرُ، والأَصغرُ، والأَدْنَى. فالأَدْنَى حِمْيَر بن الغَوْث بن سَعْد بن عَوْف بن عَدِيّ بن مَالك بن زَيْد بن سَدَد بن زُرْعَةَ وَهُوَ حِمْيَرُ الأَصْغَر بنُ سَبَإِ الأَصغر، ابْن كَعْب بن سَهْل بن زَيْد بن عَمْرو بن قَيْس بن مُعَاوية بن جُشَم بن عَبْد شَمْس بن وَائل بن الغَوْث بن حُذَار بن قَطَن بن عَريب بن زُهَيْر بن أَيْمَن بن الهَمَيْسَع بن العَرَنْجَج، وَهُوَ حِمْيَر الأَكْبَرُ بن سَبَإِ الأَكْبَر، بن يَشْجُب.
(وخارِجَةُ بْنُ حِمْيَر: صَحابيّ) من بني أَشْجَعَ، قَالَه ابنُ إِسحاقَ. وَقَالَ مُوسَى بن عُقبة: خارجةُ بن جارَيَة شَهِدَ بَدْراً. (أَو هُوَ كتَصْغير حِمَارٍ، أَو هُوَ بِالْجِيم، و) قد (تَقَدَّم) الاخْتِلافُ فِيه.
(وسَمَّوْا حِمَاراً) ، بِالْكَسْرِ، (وحُمْرَانَ) ، بالضَّمّ، (وحَمْرَاءَ) ، كصَحْرَاءَ، (وحُمَيْرَاءَ) ، مُصَغَّراً، وأَحْمَر وحُمَيْر وحُمَيّر.
(والحَمْيَرَاءُ: ع قُربَ المَدينَة) المُشَرَّفة، على ساكنها أَفْضَلُ الصَّلَاة والسّلام. (ومُضَرُ الحَمْراءِ) ، بالإِضافَة (لأَنَّه أُعْطِيَ الذَّهَبَ مِنْ مِيرَاث أَبيه. و) أَخوه (رَبيعَةُ أُعْطِيَ الخَيْلَ) فلُقِّب بالفَرَس، (أَو لِأَنَّ شِعَارَهُم كَانَ فِي الحَرْب الرّايَاتِ الحُمْر) ، وسيأْتي طَرَفٌ من ذالك فِي (م ض ر) إِن شاءَ الله تَعَالَى.
وَمِمَّا يُستَدرك عَلَيْهِ:
بَعِيرٌ أَحْمرُ، إِذَا كَانَ لونُه مثْل لَوْن الزَّعْفَرَان إِذا أُجْسِدَ الثَّوْبُ بِهِ وَقيل: إِذا لم يُخَالِطْ حُمْرَتَه شَيْءٌ.
وَقَالَ أَبو نَصْر النَّعَاميّ: هَجِّرْ بحَمْراءِ، واسْرِ بوَرْقَاءَ، وصَبِّح القَومَ على صَهْبَاءَ. قيل لَهُ: ولمَ ذالك؟ قَالَ: لأَن الحَمْراءَ أَصْبَرُ على الهَواجِر، والوَرقاءَ أَصبَرُ على طُول السُّرَى، والصَّهباءَ أَشْهَرُ وأَحْسَن حِين يُنْظَر إِلَيِا. والعَرَب تَقولُ: خَيْرُ الإِبل حُمْرُها وصُهْبُها. وَمِنْه قولُ بَعضهم: مَا أُحِبُّ أَنَّ لي بمَعَاريضِ الكَلِمِ حُمْرَ النَّعَم.
والحَمراءُ من المَعز: الخالصَةُ اللَّوْنِ.
وَعَن الأَصْمَعِيّ: يُقَال: هاذه وَطْأَةٌ حَمْرَاءُ، إِذَا كَانَتْ جَديدَةً، ووطْأَةٌ دَهْمَاءُ، إِذَا كانَتْ دارِسَةً، وَهُوَ مَجاز.
وقَرَبٌ حِمِرٌّ، كفِلِزَ: شَديدٌ.
ومُقَيِّدةُ الحِمَار: الحَرَّة، لأَنَّ الحِمَارَ الوَحْشيَّ يُعْتَقَل فِيهَا فكَأَنَّه مُقَيَّد.
وبَوا مُقَيِّدَةِ الحِمَارِ: العَقَاربُ؛ لأَنَّ أَكثرَ مَا تَكُون فِي الحَرَّة.
وَفِي حديثِ جابِر: (فوضَعْته على حِمَارَةٍ من جَرِيد) ، هِيَ ثَلاَثَةُ أَعْوَادٍ يُشَدُّ بَعْضُ أَطْرافها إِلَى بَعْض، ويُخَالَف بَين أَرْجُلِهَا، تُعَلَّق عَلَيْهَا الإِدَاوَةُ ليَبْرُدَ المَاءُ، وتُسَمَّى بالفارسيَّة: سهباي.
والحَمَائرُ: ثَلاَثٌ خَشَبَات يُوثَقْن ويُجْعَل عَلَيْهِنَّ اوَطْبُ لِئَلَّا يَقْرِضَه الحُرْقُوص، واحدتها حِمَارَةٌ.
وحِمَارُ الطُّنْبُورِ مَعْرُوفٌ
وَيُقَال: جاءَ بغَنَمِه حُمْرَ الكُلَى، وجاءَ بهَا سُودَ البُطُونِ، مَعْنَاهُمَا المَهَازيل. وَهُوَ مَجَازٌ، والعَرَب تُسَمَّى المَوًّلِيَ الحَمْرَءاَ. وَيَا ابْنَ حَمْراءِ العِجَان، أَي يَا ابْنَ الأَمَةِ. كلمةٌ تقولُها العَرَب فِي السَّبِّ والذَّمِّ.
وحَمَّرَ الرَّجلُ تَحْمِيراً: رَكِبَ مِحْمَراً، ورَكِبوا مَحامِرَ. والأُحَيْمِر، مُصَغَّرُ، رِيحٌ نَكْبَاءُ تُغرِق السُّفنَ.
وَهُوَ أَشْقرُ من أَشْقَرِ ثَمُودَ، وأَحْمَرُ مِنْ أَحْمَرِ ثَمَودَ. وأَحْمَرُ ثَمودَ، وَيُقَال: أُحَيْمرُ ثَمُودَ: لَقَبُ قُدَارِ بْن سالفٍ عاقِرِ نَاقةِ صَالِحٍ، على نبيِّنَا وَعَليه الصَّلاةُ وَالسَّلَام.
وتَوبَةُ بْنُ الحُمَيِّر الخَفاجيّ:
صاحِب لَيْلَى الأَخْيَلِيَّة وَهُوَ فِي الأَصل تصْغِير الحِمَار، ذكره الجَوْهَريّ وَغَيره.
وحُمَرُ، كزُفَر: جَزِيرَة. ولَقِيَ أَعرابيُّ قُتَيْبَةَ الأَحمَرَ فَقَالَ: يَا يَحْمَرَّى، ذَهَبْتَ فِي اليَهْبَرَّى. يُريد يَا أَحْمر، ذَهَبْت فِي البَاطل.
والحُمُورَة: الحُمْرَة، عَن الصَّغانيّ.
والحامِر: نَوْعٌ من السّمَك.
وكشَدَّاد: مَوضعٌ بالجَزيرة.
والحَمْرَاءُ: اسمُ غَرْنَاطَةَ، من أَعظم أَمْصَارِ الأَنْدلُس. قَالَ شَيخنَا: وإِيَّاهَا قَصَدَ الأَدِيب ابنُ مَالك الرُّعَيْنيّ:
رَعَى اللَّهُ بالحَمْرَاءِ عَيْشاً قَطَعْتُه
ذَهَبْتُ بِهِ للأُنْس واللَّيْلُ قد ذَهَبْ
تَرَى الأَرْضَ مِنْهَا فِضَّةً فإِذا اكْسَت
بشَمْسِ الضُّحَى عادَت سَبيكَتُهَا ذَهَبْ
والحَمْرَاءُ: اسمُ فَاسَ الجَديدَةِ فِي مُقَابَلَة فاسَ القَدِيمةِ، فإِنَّها اشْتَهَرَت بالبَيْضَاءِ، وكانُوا يَقُولُون لمَرَّاكُش أَيْضاً الحَمْراءُ.
وحِصْن الحَمْراءِ: معروفٌ فِي جَيَّانَ بالأَنْدَلُس.
والحَمْراءُ: أَحَدُ الأَخْشَبَيْن، من جبال مَكَّةَ، وَقد مَرّ إِيماءٌ إِليه فِي أَخْشَب. قَالَ الشَّريفُ الإِدْريسيّ: وَهُوَ جَبَلٌ أَحمآُ، محجرٌ، فِيهِ صعُرَة كَبِيرَةٌ شَديدَةُ البَيَاض، كأَنَّهَا مُعَلَّقة تُشْبه الإِنسانَ إِذا نَظَرْتَ إِليها مِن بَعِيد، تَبْدُو مِنَ المَسْجد من بَاب السّهْمين وَفِي هاذا الجَبَل تَحَصَّنَ أَهلُ مَكَّةَ أَيّامَ القَرَامِطَة.
والحَمْرَاءُ: قَريَة بدِمَشْق، ذَكَرَه الهَجَريّ.
وحَمْرَةُ، بالفَتْح: قَرْيَةٌ من عَمَلِ شاطِبَةَ. مِنْهَا عَبْدُ الوَهّاب بن إِسْحَاقَ بن لُبّ الحَمْريّ، تُوفِّي سنة 535، ذَكره الذهبيّ.
ومحْمر، كمِنْبَر ومَجْلِس: صُقْعٌ قُرْبَ مَكَّةَ من مَنَازِل خُزاعَةَ.
وحُمْرَانُ: مَوْلعى عُثْمَانَ رَضي اللَّهُ عَنهُ، عُرِف بالنِّسْبَة إِلَيْه الأَشْعَثُ بْنُ عَبْد الْملك البَصْريّ الحُمْرَانيّ. وحُمْرانُ ابنُ أَعْفَى: تابعيّ. وأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد ابنُ جَعْفَر بن بَقِيَّة الحُمْرانيّ: محدِّث.
وحِمْيَر بنُ كراثَةَ، كدِرْهَم، وَيُقَال حِمْيَريّ الرَّبَعيّ، أَورده ابْن حِبّانَ فِي الثِّقَات.
وحِمَار: اسْم رجل من الصَّحَابَة.
وأَبو عبد الله جَعْفَر بْنُ زِيَاد الأَحْمَر: كُوفيٌّ ضَعِيف.
وأَحْمَرُ بْ يَعْمُر بْن عَوْف: قَبيلَة. مِنْهُم ذُو السَّهْمَيْن كُرْزُ بنُ الحَارث ابْن عَبد الله. ورَزِي بْنُ سُلَيْمَان، وهِلاَلُ بنُ سُويد، الأَحْمَرَيَّان، مُحَدِّثان.
والأَحْمَرُ: لقب محمّد بن يَزيدَ المَقَابريّ المُحَدِّث، وحَجّاج بْنُ عَبْد الله بن حُمْرَة بن شفى، بالضَّمّ، الرُّعَيْنِيّ الحُمْرِيّ نِسْبَة إِلى جَدّه، عَن بَكْرِ بْن الأَشَجّ، وعَمْرو بن الْحَارِث مَاتَ سنة 149.
وسَعْدُ بْنُ حُمْرَة الهَمْدَانيّ، كَانَ عَلي جُنْد الأُرْدُنِّ زَمَنَ يَزيدَ بْنِ مُعَاوِيَة. وزيادُ بن أَبي حُمْرَةَ اللَّخْميّ، رَوَى عَنْه اللَّيْثُ وابنُ وَهْب، وكَانَ فَقيهاً.
وحُمْرَةُ بن زيَادٍ الحَضْرَميّ، حَدَّثَ عَنهُ رمْلَة، وعَبْدُ الصَّمَد بنُ حُمْرَة: وحُمْرَة بن هانىء، عَن أَبي أُمامة، وَقيل هُوَ بالزَّاي. ومُحَمَّد بنُ عَقِيل بن العَبَّاس الهاشميّ الكُوفيّ لَقَبُه حُمْرة. لَهُ ذُرِّيّة يُعرفون ببنِي حُمْرَة، عِدادُهم فِي الَعبَّاسيّين. وحُمْرَة بن مالكٍ الصُّدائيّ. ذكره أَبو عُبَيْد فِي غَرِيب الحَديث، واستَشْهَد بقوله، وضبَطه بتَشْديد الْمِيم المَفْتُوحة. وَقَالَ ابنُ الأَنباريّ: هُوَ بسكُون الْمِيم.
والحَمّار نسبَةٌ إِلى بَيْع الحَمير. مِنْهُم أَحمدُ بنُ مُوسَى بن إِسحاق الأَسَديّ الكُوفيّ قَالَ. الدارقطنيّ: حَدثا عَنهُ جَماعَةٌ من شُيُوخنا، وسَعِيدُ بنُ الحَمَّار، عَن اللَّيْث، وجعفرُ بنُ مُحَمّد بن إِسجحاقَ الحَمَّار: مصْريّ.
ومَرْوَانُ الحِمَارُ، ككِتَاب، آخِرُ خُلَفَاءِ بني أُمَيَّةَ، مَعْرُوف.
وحَمْرور، بِالْفَتْح، لَقَب بَعْضهم.
وحَمُرُون، بالفَتْح: مَوْضعٌ من أَعمال قَابِسَ بالمَغْرب.
وحِمارٌ الأَسَديُّ: تابعيّ.
والحَمْراءُ: قَرْيَة بنَيْسَابورَ، على عشرةِ فَراسخَ مِنْهَا. وقَرْيَة بأَسْيُوط وَبَنُو حَمُّور، كتَنّور، ببَيْت المَقْدِس.
وتَحَمَّر: نَسَب نَفْسَه إِلى حِمْير أَو ظَنَّ نفسَه كأَنَّه مَلكٌ من مُلوك حِمْيَر، هاكذا فَسَّر ابنُ الأَعْرابيّ قولَ الشَّاعر:
أَريْتَكَ مَوْلاي الَّذي لَسْتُ شاتماً
وَلَا حارِماً مَا بالُه يَتَحَمَّرُ
والحَمّاريّة: قَرْيَة من الشَّرْقِيَّة، والحَمَّارِين: أُخْرَى من عَمَل حَوْفِ رَمْسيس. والكَوْمُ الأَحمَرُ: ثَلَاثَة مَواضِعَ من مصْر، من الدَّقَهْليّة، وَمن الجِيزة، وَمن حُقُوق هُوّ من القُوصيّة. وَقد رَأَيْتُ الثَّانيَ.
والساقيَة الحَمْرَاءُ: مَدينَة بالمَغْرب ومنْهَا كَانَ انْتقَالُ الهَوَّارَة إِلى وادِي الصَّعِيد. وحمر: مَوضِع.
وَبَنُو الأَحْمَر: مُلُوكُ الأَندلس ووُزراؤها من وَلَد سَعْد بن عُبَادَة. ذَكَرَهم المَقَّرِيّ فِي نَفْح الطِّيب. ومنْهُمْ بَقيَّةٌ فِي زَبيد. وعَمْرُو بن مُخْلاة الح 2 ار: من شُعَراءِ الحَمَاسة ومُحمَّدُ بنُ حِمْيَر الحِمْصيُّ، كدِرْهَم، مَشْهُور، وأَبو حِير تبيع، كَنَّاه ابْن مُعِين: وأَبو حِمْيَر إِياد بن طَاهِر الرُّعَيْنيّ شيخ لِابْنِ يُونُس مَاتَ سنة 304. وعبدُ الرحمان والْحَارث ابْنَا الحُمَيْر بن قُتَيْبَة الأَشْجِعِيَّان، شاعران ذكرهمَا الآمديّ.

حمر


حَمَرَ(n. ac. حَمْر)
a. Pared, peeled; skinned, flayed.

حَمِرَ(n. ac. حَمَر)
a. Had indigestion (horse).
حَمَّرَa. Made, coloured red.
b. Called an ass (person).
c. Spoke the idiom of Himyer.

إِحْمَرَّa. Reddened, became red.
b. Was hard to bear (misfortune).

حُمْرَةa. Redness, red.
b. Rouge.
c. Brickdust.
d. [art.], Erysipelas.
حَمِرa. Burning with rage & anger, wrathful.

حُمَرa. Tamarind (fruit).
b. Asphalt, bitumen.

حُمَّرa. Lark, sparrow.

أَحْمَرُ
(pl.
حُمْر أَحَاْمِرُ)
a. Red; ruddy, of a fair complexion.

مِحْمَر
(pl.
مَحَاْمِرُ
مَحَاْمِيْرُ)
a. Instrument for flaying or for scraping off hair
&c.
b. Jade, mongrelbred horse.

حِمَاْر
(pl.
حُمُر
أَحْمِرَة
حَمِيْر حُمُوْر)
a. Ass, donkey.

حِمَاْرَة
(pl.
حَمَاْئِرُ)
a. She-ass.

حَمَّاْر
(pl.
حَمَّاْرَة)
a. Owner of asses.
b. Donkeydriver.

حَمْرَآءُa. Disastrous, unfortunate (year).

حَمَاْئِرُa. Large stones round the mouth of a well.

حَمَارَّة (pl.
حَمَارّ)
a. Intense heat.

حُمَيْرَة
a. Measles.
حمر ضيطر وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام حِين أَتَاهُ الْأَشْعَث بن قيس وَهُوَ على الْمِنْبَر فَقَالَ: غلّبْتنا عَلَيْك هَذِه الْحَمْرَاء فَقَالَ عليّ: من يَعذِرني من هَؤُلَاءِ الضياطرة يتَخَلَّف أحدهم يتقلب على حشاياه وَهَؤُلَاء يهجرون إليّ إِن طردتهم إِنِّي إِذا لمن الظَّالِمين وَالله لقد سمعته يَقُول: لَيَضْرِبَنَّكم على الدَّين عَوْدا كَمَا ضربتموهم عَلَيْهِ بدءا. قَوْله: الْحَمْرَاء يَعْنِي الْعَجم والموالي سمّوا بذلك لِأَن الْغَالِب على ألوان الْعَرَب السُمرة والأَدمة وَالْغَالِب على ألوان الْعَجم الْبيَاض والحُمرة وَهَذَا كَقَوْل النَّاس: إِن أردتَ أَن تذكر بني آدم فَقلت: أحمرهم وأسودهم فأحمرهم كلّ من غلَب عَلَيْهِ البياضُ وأسودُهم من غَلَبتْ عَلَيْهِ الأُدمة. وَأما الضياطرة فهم الضِّخام الَّذين لَا غَناء عِنْدهم وَلَا نفع واحدهم ضَيطار. قَالَ: ويروى عَن عمر أنّه كتب إِلَى أُمَرَاء الأجناد بِالشَّام: مَن أعتَقْتُم من هَذِه الْحَمْرَاء فأحَبّوا أَن يَكُونُوا مَعَكم / فِي الْعَطاء فاجعلوهم أسوتكم. 6 / الف وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه صلّى الْجُمُعَة بِالنَّاسِ رَكْعَتَيْنِ ثمَّ أقبل عَلَيْهِم فَقَالَ: أتِمّوا الصَّلاةَ. قَوْله: أتِمّوا الصَّلاة حَمَلَهُ بعض الْفُقَهَاء على أنّه أَرَادَ صلّوا بعْدهَا رَكْعَتَيْنِ لتَكون أَرْبعا وَهَذَا خلاف السُّنة لِأَن عمر يَقُول: الجمعةُ ركعتانِ تمامٌ غيرَ قَصْرٍ على لِسَان النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام وَقد كَانَ النَّبِيّ صلي الله عَلَيْهِ وَسلم يُصلّي الرَّكْعَتَيْنِ بعدَهما فِي بَيته كَرَاهَة أَن يَظُنَّ الناسُ أنّهما مِنْهَا. ويروى عَن عمرَان بن حُصَيْن أَنه قيل لَهُ: إنّك إِنَّمَا تصلي بعد الْجُمُعَة رَكْعَتَيْنِ لتمامِ أَربع فَقَالَ: لِأَن تخْتَلف النيازك فِي صَدْرِي أحبّ إليّ من [أَن -] أَقُول ذَلِك وَلَكِن وَجهه عِنْدِي أَنه رأى مِنْهُم فِي صلَاتهم خللا فَأَمرهمْ بإتمام الرُّكُوع وَالسُّجُود أَو أَن يكون بَعضهم فَاتَهُ الرُّكُوع كلّه فَأمره أَن يصلّي الظُّهر أَرْبعا لَيْسَ يَخْلُو عِنْدِي من أحد هذَيْن الْوَجْهَيْنِ [وَالله أعلم -] . وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام فِي ابْنَتَيْن وأبوين وَامْرَأَة قَالَ: صَار ثُمنها تُسعا. قَوْله: صَار ثُمنها تُسَعا أَرَادَ أَن السِّهَام عالت حَتَّى صَار للْمَرْأَة التُسَعُ وَلها فِي الأَصْل الثُمنُ وَذَلِكَ أَن الْفَرِيضَة لَو لم تَعُلَ كانتْ من أَرْبَعَة وَعشْرين لَا تخرُج من أقلَّ من ذَلِك لِاجْتِمَاع السُدُس والثُمن [فِيهَا -] فلمّا عالت صارَتْ من سَبعة وَعشْرين للابنتين الثُّلُثَانِ سِتَّة عشر وللأَبوين السُدُسان ثَمَانِيَة وللمرأة الثُمنُ فَهَذِهِ ثَلَاثَة من سَبْعَة وَعشْرين وَهُوَ التسع وَكَانَ لَهَا بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

أَحَادِيث الزبير بن الْعَوام رَضِي الله عَنهُ

بجد

بجد: البِجَادُ: كِسَاءٌ. والبِجْدَةُ: القِطْعِةُ من الكِفَاءِ والرِّوَاقِ؛ وهو ما يُجْعَلُ على مُؤخَّرِ الخِبَاءِ.

بجد


بَجَدَ(n. ac. بُجُوْد)
a. [Bi], Stayed, remained in.
بَجْدَةa. Foundation, source.
b. Desert.

أَبْجَدُa. Numeral series. See
أَبْجَد .
بِجَاْد
(pl.
بُجُد)
a. Certain garment.
بجد
بَجْدَة [مفرد]: ج بَجَدات وبَجْدات: حقيقةُ الأمر وباطِنُه "عنده بَجْدَةُ ذلك: عِلمه- هو مطّلع على بَجْدة أمرك" ° هو ابن بَجْدَتِها: عالم بالشَّيء، مُتقِنٌ له. 
ب ج د

اشتمل ببجاده، واحتبى بنجاده، وهو كساء مخطط، ومنه ذو البجادين. وهو عالم ببجدة أمرك أي بحقيقته، وما ثبت منه عند خابره. من بجد بالمكان إذا أقام وثبت فلم يبرح. يقال: أصبح فلان باجداً بأرضه إذا كان لابداً بها لا يريم. ويقال للخريت: هو ابن بجدتها.
[بجد] نه فيه: "الد" الكساء وجمعه بجد. ومنه ح معاوية: أنه مازح الأحنف فقال: ما الشيء الملفف في "البجاد" قال: هو السخينة يا أمير المؤمنين. الملفف في البجاد وطب اللبن يلف فيه ليحمي ويدرك، وكانت تميم تعير به، والسخينة حساء من دقيق وسمن يؤكل في الجدب، وتعير بها قريش، فلما مازحه معاوية بما يعاب به قومه مازحه الأحنف بمثله.
[بجد] بَجَد بالمكان بُجوداً: أقام به. وقولهم: هو عالمٌ بِبَجْدَةِ أَمْرِكَ، وبُجْدَةِ أمرك، وبُجُدَةِ أمرك، بضم الباء والجيم، أي بِدخْلَةِ أمرك وباطنه. ويقال: عنده بَجْدَةُ ذلك، بالفتح، أي عِلْمُ ذلك. ومنه قيل للعالم بالشئ المتقن: هو ابن بجدتها. والبِجادُ: كساءٌ مخطَّطٌ من أكسية الاعراب. ومنه ذو البجادين، واسمه عبد الله . 
(ب ج د)

بَجَد بِالْمَكَانِ يَبْجُد بُجُودا، وبَجَّد، الْأَخِيرَة عَن كرَاع، كِلَاهُمَا: أَقَامَ.

وبَجَدت الْإِبِل بُجُودا، وبَجَّدت: لَزِمت المرتع.

وَعِنْده بَجْدة ذَلِك: أَي علمه.

وَهُوَ ابْن بَجْدتها: للْعَالم بالشَّيْء الْمُمَيز لَهُ. وَكَذَلِكَ، يُقَال: للدليل الْهَادِي.

وَقيل: هُوَ الَّذِي لَا يبرح من قَوْله: بَجَد بِالْمَكَانِ: إِذا أَقَامَ. وَهُوَ عَالم ببُجْدَةِ أَمرك، وبَجْدَته، وبُجُدَته: أَي بدخلته وبطانته.

وجاءنا بَجْدٌ من النَّاس: أَي طبق.

والبَجْد من الْخَيل: مائَة فاكثر، عَن الهجري.

والبِجَاد: كسَاء مخطط.

وَقيل: إِذا غزل الصُّوف يسرةً ونسج بالصيصية فَهُوَ بِجَاد، وَالْجمع: بُجُد.

وَذُو البِجَادَين: دَلِيل النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عبد الله الْمُزنِيّ، أرَاهُ كَانَ يلبس كساءين فِي سَفَره مَعَ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وأصبحت الأَرْض بَجْدة وَاحِدَة: إِذا طبقها هَذَا الْجَرَاد الْأسود.

وبِجَاد: اسْم رجل، وَهُوَ بِجاد بن رَيْسَان.

بجد: بَجَدَ بالمكان يَبْجُدُ بُجوداً وبَجَداً؛ الأَخيرة عن كراع:

كلاهما أَقام به؛ وبَجَّدَ تَبْجيداً أَيضاً، وبَجَدَت الإِبل بُجُوداً

وبَجَّدَت: لزمت المرتع. وعنده بَجْدَة ذلك، بالفتح، أَي علمه؛ ومنه يقال: هو

ابن بَجْدَتها للعالم بالشيءِ المتقن له المميز له، وكذلك يقال للدليل

الهادي؛ وقيل: هو الذي لا يبرح، من قوله بَجَد بالمكان إِذا أَقام. وهو

عالم ببُجْدَة أَمرك وبَجْدة أَمرك وبُجُدَة أَمرك، بضم الباء والجيم، أَي

بدخيلته وبطانته.

وجاءَنا بَجْدٌ من الناس أَي طَبَقٌ. وعليه بَجْدٌ من الناس أَي جماعة،

وجمعه بُجُودٌ؛ قال كعب بن مالك:

تلوذ البُجودُ بأَدرائنا،

من الضُّرّ، في أَزَمات السّنينا

ويقال للرجل المقيم بالموضع: إِنه لَباجِدٌ؛ وأَنشد:

فكيف ولم تَنْفِطْ عَناقٌ، ولم يُرَعْ

سَوامٌ، بأَكناف الأَجِرَّة، باجِدُ

والبَجْدُ من الخيل: مائة فأَكثر؛ عن الهجري.

والبِجاد: كساءٌ مخطط من أَكسية الأَعراب، وقيل: إِذا غزل الصوف بسرة

ونسج بالصِّيصَة، فهو بِجاد، والجمع بُجُدٌ؛ ويقال للشُّقَّة من البُجُد:

قَليحٌ، وجمعه قُلُح، قال: ورَفُّ البيت: أَن يَقْصُر الكِسْرُ عن الأَرض

فيوصل بخرقة من البُجُد أَو غيرها ليبلغ الأَرض، وجمعه رُفوف. أَبو مالك:

رفائف البيت أَكسية تعلق إِلى الآفاق حتى تلحق بالأَرض، ومنه ذو

البِجادين وهو دليل النبي، صلى الله عليه وسلم، وهو عنبسة بن نهم

(* قوله «وهو

عنبسة بن نهم إلخ» عبارة القاموس وشرحه: ومنه عبدالله بن عبد نهم بن عفيف

إلخ). المزني. قال ابن سيده: أُراه كان يلبس كساءَين في سفره مع سيدنا

رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقيل: سماه رسول الله، صلى الله عليه وسلم،

بذلك لأَنه حين أَراد المصير إِليه قطعت أُمه بِجاداً لها قطعتين،

فارتدى بإِحداهما وائتزر بالأُخرى. وفي حديث جبير بن مطعم: نظرت والناس

يقتتلون يوم حنين إِلى مثل البِجاد الأَسود يهوي من السماءِ؛ البجاد: الكساءُ،

أَراد الملائكة الذين أَيدهم الله بهم. وأَصبحت الأَرض بَجْدةً واحدة

إِذا طبقها هذا الجراد الأَسود. وفي حديث معاوية: أَنه مازح الأَحنف بن قيس

فقال له: ما الشيءُ الملفف في البِجاد؟ قال: هو السخينة يا أَمير

المؤمنين؛ الملفف في البِجاد: وطْبُ اللبن يلف فيه ليحمى ويدرك، وكانت تميم تعير

بها، فلما مازحه معاوية بما يعاب به قومه مازحه الأَحنف بمثله. وبِجاد:

اسم رجل، وهو بِجاد بن رَيْسان. التهذيب: بُجُودات في ديار سعد مواضع

معروفة وربما قالوا بُجُودة؛ وقد ذكرها العجاج في شعره فقال: «بَجَّدْن

للنوح» أَي أَقمن بذلك المكان.

بجد

1 بَجَدَ بِالمَكَانِ, (S, A, L, K, *) aor. ـُ (L,) inf. n. بُجُودٌ (S, L, K) and تَبْجِيدٌ; (Kr;) and ↓ بجّد, inf. n. تَبْجِيدٌ; (L, K;) He remained, stayed, abode, or dwelt, (S, A, L, K,) in the place; (S, A, L;) settled, or remained fixed, in it; not quitting it. (A.) b2: بَجَدَتِ الإِبَلُ, (L, K,) inf. n. بُجُودٌ; and ↓ بجّدت; (L;) The camels kept to the place of pasturing. (L, K.) 2 بَجَّدَ see 1, in two places.

بَجَدٌ A company, or an assembly, of men: and a hundred, and more, of horses: (L, K:) on the authority of El-Hejeree: (TA:) pl. بُجُودٌ. (L.) بَجْدَةٌ i. q. أَصْلٌ [The root, basis, or foundation; or the origin, or source; or the most essential part, or very essence; of a thing]. (K.) b2: and [hence, app.,] The inward, or intrinsic, state or circumstances of a case or an affair; as also ↓ بُجْدَةٌ and ↓ بُجُدَةٌ: (S, L, K:) or the true, or real, state or circumstances thereof; the positive, or established, truth thereof; from بَجَدَ بَالمَكَانِ. (A.) You say, هُوَ عَالِمٌ بِبَجْدَةِ أَمْرِكَ, (S, A, L,) and ↓ بِبُجْدَتِهِ, and ↓ بِبُجُدَتِهِ, (S, L,) He is acquainted with the inward, or intrinsic, state or circumstances of thy case or affair: (S, L:) or, with the true, or real, state or circumstances thereof; with the positive, or established, truth thereof. (A.) And عِنْدِهُ بَجْدَةُ ذٰلِكَ, (S, K,) with fet-h, (S,) He possesses the knowledge of that. (S, K.) And hence, (S,) هَوَ ابْنُ بَجْدَتِهَا, (S, K,) contr. of هو ابن نجْدَتِهَا, (A in art, نجد,) or, as in the books of proverbs, أَنَا ابْنُ بَجْدَتِهَا, the [affixed] pronoun referring to الأَرْض [understood], as is said by Meyd and Z, (TA,) applied to [signify He is, or I am,] the person acquainted with the thing; (S, L, K;) possessing, or exercising, the skill requisite for it; (S, L;) the discriminator, or discerner, thereof; (L;) and one says likewise, هُوَ ابْنُ مَدِينَتِهَا وَابْنُ بَجْدَتِهَا: (TA:) it is also applied to [signify he is, or I am,] the skilful guide of the way [thereof]: (L, K:) and hence, [accord. to some,] it is proverbially applied to any one acquainted with an affair; skilful therein: (TA:) and to [signify he is, or I am,] the person who will not quit, or depart from, his place; from the saying بَجَدَ بَالمَكَانِ: (L:) or the person who will not depart from his saying: (K: [there explained by the words لِمَنْ لَا يَبْرَحُ مِنْ قَوْلِهِ: but the TA supplies some apparent omissions in this explanation, making it to agree with that which here immediately precedes it, taken from the L; and adds that, in some copies of the K, عن قوله is erroneously put for من قوله: also, that he who remains in a place knows that place:]) or, accord. to some, بَجْدَةٌ signifies dust, or earth; so that أَنَا ابْنُ بَجْدَتَهَا is as though it meant I am created of its dust, or earth. (TA.) b3: Also A [desert, such as is termed] صَحْرِآء. (K.) Kaab Ibn-Zuheyr uses the phrase اِبْنُ بَجْدَتَهَا as meaning Its male chameleon; the pronoun referring to a desert (فَلَاة) which he is describing. (TA.) And you say of a land covered with black locusts, أَصْبَحَتِ الأَرْضُ بَجْدَهً وَاحِدَةً [The land became, or has become, one desert, destitute of vegetable produce]. (L.) بُجْدَهٌ and بُجُدَةٌ: see بَجْدَةٌ; each in two places.

بِجَادٌ A striped garment of the kind called كِسَآء, (S, A, L, K,) being one of the kinds of كَسآء worn by the Arabs of the desert: (S, L:) or, of which the wool has been spun, or twisted, in the manner termed يَسْرَةً [app. a mistranscription for يَسْرًا (see فَتْلٌ يَسْرٌ in art. يسر)], and woven with the instrument calledصِيصَة: pl. بُجُدٌ: a single oblong piece thereof is called فَلِيجٌ, of which the pl. is فُلُجٌ. (L, TA.) b2: Also A kind of tent, of [the soft hair called] وَبَر. (Ibn-ElKelbee, TA voce بَيْتٌ, q. v.) بَاجِدٌ Remaining, staying, abiding, or dwelling, in a place; (L;) settled, or remaining fixed, in a land. (A.)
بجد
: (بَجَدَ) بالمكانِ يَبْجُد (بُجُوداً) ، كقُعُودٍ، وبَجْداً، الأَخِيرَة عَن كُراع، (وبَجَّدَ تَبجيداً) ، وهاذه عَن ابْن الأَعرابيّ، أَي (أَقامَ) بِهِ. (و) بَجَدَت (الإِبلُ) بُجُوداً وبَجَّدَتْ: (لزمَتِ المَرْتَعَ) ، وَيُقَال للرّجلِ المُقيمِ بالمَوضع إِنّه لبَاجِدٌ.
(والبَجْدَةُ) ، بِفَتْح فَسُكُون (: الأَصْلُ والصَّحْرَاءُ) ، والتُّراب، (و) البَجْدَة أَيضاً: (دِخْلَةُ الأَمْرِ وباطِنُه) ، أَي بطانَتُه، يُقَال: هُوَ عالمٌ ببَجْدةِ أَمْرِك. (وبضَمّةٍ وبضَمَّتين) ، فَفِيهِ ثلاثُ لُغاتٍ.
(و) من المَجاز (هُوَ ابنُ بَجْدَتِها) ، وَفِي كُتب الأَمثال: (أَنا ابنُ بَجْدَتها) يُقَال ذالك (للعالِمِ بالشّيءِ) المتقِنِ لَهُ المميِّز لَهُ. والهاءُ راجعةٌ إِلى الأَرض، قَالَه الميدانيّ والزّمخشريّ. وَيُقَال أَيضاً: هُوَ ابنُ مَدِينتها وَابْن بَجْدتها. (و) كذالك يُقَال: (للدَّليلِ الهادِي) الخِرِّيتِ، ثمَّ تُمُثِّل بِهِ لكلِّ عالمٍ بالأَمرِ ماهرٍ فِيهِ. وَيُقَال: البَجْدَةُ التُّرَابُ، فكأَنّ قولَهم: أَنا ابْن بَجْدَتِها: أَنا مَخلوقٌ من تُرَابها. قالَ كَعْب بن زُهير:
فِيهَا ابْن بَجْدَتِهَا يَكادُ يُذِيبه
وَقَدُ النّهَارِ إِذا استنارَ الصَّيْخَدُ
يعنِي بِابْن بَجْدتِها الحرْبَاءَ، والهاءُ فِي قَوْله: (فِيهَا) إِلى الفَلاة الّتي يَصِفها.
(و) كذالك يُقَال (لمن لَا يَبْرَحُ) مكانَه، مأْخُوذ (مِنْ قَوْله) وَفِي بعض النُّسخ (عَن قَوْله) وَهُوَ خطأٌ: بَجَدَ بِالْمَكَانِ إِذا أَقامَ بِهِ، ومَنْ أَقَامع بمَوضعٍ علمَ ذالك المَوضِعَ، أَو من قَوْله: (وَعِنْده بَجْدَةُ ذالك، أَي عِلْمُه) ، ومثْله فِي (الْمُحكم) .
(و) يُقَال عَلَيْهِ (بَجْدٌ مِنّا) : من النّاس، أَي (جَمَاعَةٌ) وجمْعه بُجودٌ، قَالَ كعْبُ بن مَالك:
تَلوذُ البُجودُ بأَذْرائِنا
من الضُّرّ فِي أَزَماتِ السِّنِينَا
(و) البَجْدُ (من الخَيْلِ: مائةُ فأَكثَرُ) ، عَن الهَجَريّ.
(و) قَوْلهم: اشتَملَ ببِجادِه، واحتَبَى بنِجَاده، البِجَاد، (ككِتَابٍ: كسَاءٌ مُخطَّطٌ) من أَكْسِيَة الأَعراب. وقِيل: إِذا غُزِلَ الصُّوفُ يَسْرَةً ونُسِجَ بالصِّيصَة فَهُوَ بِجَادٌ، والجمْع بُجُدٌ. ويقَال للشُّقَّة من البُجُد قَلِيحٌ وجمْعُه قُلُحٌ.
(وَمِنْه عَبْدُ الله) بن عَبْد نهِمْ بن عَفيفِ بن سُحَيم بن عَدِيّ بن ثَعلبةَ بن سَعْد المُزنيّ الصَّحابيّ، من الْمُهَاجِرين السَّابِقين، وعَدَّه بعضٌ من أَهْل الصُّفَّة، ولَقَبُه (ذُو البِجَادَين) ، قَالَ ابْن سَيّده: إِرَاه كانَ يَلبَسُ كِساءَيْن فِي سَفَرِه مَعَ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقيل سَمَّاه رَسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمبذالك لأَنَّه حِين أَراد المَصير إِليه قَطَعَتْ إِمُّه بِجَاداً لَهَا قِطْعَتينِ فارتَدَى بإِحداهما واتَّزَرَ بالأُخرَى، وَهُوَ (دَلِيلُ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بعض الغَزَوات. وإِلاّ فالّذي فِي الصّحيح أَن دَليلَه مالكُ بن فُهَيْرَةَ على مَا عُرِف.
(وبَجُوداتُ) ، بِالْفَتْح، (فِي دِيار) بنِي (سَعْدٍ: مَواضِعُ م) ، أَي معروفَة، وَرُبمَا قَالُوا بَجُودَةُ، وَقد ذَكرَها العجّاجُ فِي شعرِه فَقَالَ:
بَجَّدْن للنَّوحِ
أَي أَقمْن بذالك الْمَكَان، وَضَبطه ياقوت فِي (المعجم) بالتّحتيّة بذل الموحْدة.
(وثَوْبانُ بن بُجْدُدٍ كقُعْدُدٍ) ، وَيُقَال جَحْدَر، أَبو عبد الله (مَولَى النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، نَزلَ دِمَشْقَ، ترجمُته واسعةٌ فِي تَارِيخ الذهبيّ ووَفيَات الصّفَديّ.
(والطُّفَيْل) بن راشدٍ العَبْسيُّ ثمّ (البِجَادِيُّ شاعرٌ) مَنسوب إِلى جدِّه بِجَادٍ، ككِتَاب.
(و) بُجَيْدٌ، (كزُبَيْرٍ: اسْم) جماعةٍ مِنْهُم بُجيْد بن رُوَاس بن كِلابٍ، جَدّ عَمْرو بن مَالك بن قَيْس بن بُجَيدٍ الصّحابيّ، وحَسَّان بن بُجَيْد الرُّعَينيّ، روَى عَن ابْن عُمَر، وأَيُّوب بن بُجَيْد المَعَافريّ، روى عَنهُ أَبو شُرَيح المَعَا فريّ، ولَقيط بن عبَّاد بن بُجَيْد بن بَكْرِ بن عَمْرِو بن سُواءَةَ، لَهُ وِفادة.
(وأُمُّ بُجَيْدٍ خَوْلَةُ) ، وَفِي بعض النّسخ حوّاءُ (بِنتُ يَزِيدَ) بن السَّكَن، (صَحَابيَّةٌ أَنصاريَّة حارِثيّة) ، وَهِي أُخت أَسماءَ، روَى عَنْهَا ابنُها عبد الرّحمان، وَعنهُ المَقْبُرِيّ. وأَبو بُجَيدٍ نافعُ بن الأُسود التّميميّ، لَهُ ذِكْرٌ.
(وابْن بَجْدَانَ، كعُثْمَان: تابعيٌّ) .
(وبِجِّدٌ) ، بِكَسْر فجيم مشدَّدّةٍ مكسورةٍ (كجِلِّقٍ وحِمِّصٍ وحِلِّز: ع) ، مَوضع، (ومَالهنَّ خَامِس) ، قَالَ شَيخنَا: وسيأْتي لَهُ فِي الزّاي خَامِس.
(وعُمَرُ بن بُجْدَانَ، بالضّمّ، صَحابيٌّ) ، لم أَجد لَهُ ذِكْراً فِي المعاجِمِ.
(وأَبْجَدُ) كأَحْمَرَ، وَقيل مُحرَّكة سَاكِنة الآخِر، وَقيل أَبا جادٍ، كصيغَة الكُنْيَة، (إِلى قَرَشَتْ) ، محرّكَة سَاكِنة الآخر، (وكَلَمُنْ) ، بالضبط السَّابِق (رَئيسُهم) ، وَقد رُوِيَ أَنّهم كَانُوا (مُلوك مَدْيَنَ) ، كَمَا قيل. وَفِي رَبيعِ الأَبرار للزَّمخشريّ أَنَّ أَبا جَادَ كانَ مَلِكَ مَكّة، وهَوَّز وحُطِّي بِوَجَّ من الطَّائف، والبَاقِين بِمَدْيَنَ. وَقيل: بل إِنّهَا أَسماءُ شَياطينَ، نقلَه سحنونُ عَن حَفْص بن غِياثٍ. وَقيل: أَولاد سابورَ، وَقيل غير ذالك. (و) هم أَوَّلُ مَا (وَضَعُوا الكتابَةَ العربيَّةَ على عَدَدِ حُرُوفِ أَسمائِهِم) ، وَقد رُوِيَ عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ وعُروةَ بن الزُّبير أَنَّهما قَالَا. أَوّل مَن وَضَعَ الكِتَابَ العَربيَّ قَومٌ من الأَوائل نَزَلوا فِي عَدنانَ بن أُدَدَ واستَعْرَبُوا، وأَسماؤُهم أَبجد وهوَّز وحُطِّي وكَلَمن وسَعْفَص وقَرشَتْ، فوضَعوا الكِتَاب العَربيَّ على أَسمائهم. وهاكذا ذكره أَبو عبد الله حمزةُ بن الحَسَن الأَصفهَانيّ قَالَ: وَقد رُوِيَ أَنَّهُم (هَلَكُوا يومَ الظُّلَّة) مَعَ قَوْم شُعَيْبٍ عَلَيْهِ السلامُ، (فقَالَتِ ابنةُ كَلَمُنْ) ، محرَّكَةً، وَقيل بالضّمّ، وَيُقَال بِسُكُون الْمِيم مَعَ التّحريك، وَمِنْهُم من ضَبطه بِالْوَاو بعد الميمِ، وَفِي أَلف باللبلويّ أَنّها أُخْت كلمن، تَرثيه، وَفِي التكملة: تُؤبِّنه:
(كعلُمْنَ هَدَّمَ رُكْنِي)
وَفِي أَلف با:
ابْن أُمِّي هَدَّ رُكني
(لْكُه وَسْطَ المحَلَّةْ
سيِّدُ القَوْمِ أَتَاه ال
حَتْفُ نَارا وسْطَ ظُلَّه جُعلَتْ نَاراً عليْهِمْ
دارهمْ كالمُضمَحِلَّهْ
وَقَالَ رجلٌ من أَهل مَدْينَ يَرثيهم:
أَلا يَا شُعِيبُ قدْ نَطَقْتَ مَقَالَةً
سَبَقْتَ بهَا عَمْراً وَحيَّ بني عَمْرِو
مُلُوك بنِي حُطِّي وهَوَّازُ منهُمُ
وسَعْفَصُ أَهْلٌ فِي المكارمِ والفَخْرِ
هُم صَبَّحُوا أَهْلَ الحجازِ بغارةٍ
كمِثْلِ شُعَاعِ الشّمْس أَو مَطْلَع الفَجْرِ
وَفِي شرح شَيخنَا: وَيذكر أَنَّ عُمر بنَ الْخطاب رَضِي الله عَنهُ لقِيَ أَعرابيًّا فَقَالَ لَهُ: هَل تُحسِن أَن تقرأَ الْقرآن؟ قَالَ: نعم. قَالَ: فاقْرَأْ أُمَّ الْقُرْآن. فَقَالَ: واللَّهِ مَا أُحسِنُ الْبَنَات فَكيف الأَمّ. قَالَ: فضَرَبَه ثمَّ أَسلَمهُ إِلى الكُتَّاب فمكَثَ فِيهِ ثمَّ هَرَب وأَنشأَ يَقُول:
أَتيتُ مهاجرِينَ فعلَّمُوني
ثلاَثَةَ أَسطُرٍ مُتتابعاتِ
كتابَ الله فِي رَقَ صَحيحٍ
وآياتِ القُرَانُ مفصَّلات
فخَطُّوا لي أَبَا جَادٍ وَقَالُوا
تَعلَّمْ سَعْفَصاً وقُرَيِّشاتِ
وَمَا أَنَا والكتَابَةَ والتَّهجِّي
وَمَا حَظُّ البَنينَ من البناتِ
(ثمَّ وَجَدُوا بعدَهُمْ) أَحْرفاً ليستْ من أَسمائهم، وَهِي الثاءُ والخاءُ والذال وَالضَّاد والظاءُ والغين، يجمعها قَوْلك (ثَخَذْ) ، محرَّكَةً ساكِنة الآخِر، (ضَظَغْ) ، بالضَّبط الْمَذْكُور، وَفِي بعض الرِّوَايَات، ظَغَشْ، بالشين بدل الْغَيْن (فسَّموْهَا الرَّوادف) .
وَقَالَ قُطرُب: هُوَ أَبو جاد، وإِنّما حُذفت وَاوه وأَلفه لأَنّه وُضِعَ لدلَالَة المتعلّم، فكُرِه التَّطويلُ والتّكرار وإِعادة المِثْل مرّتين، فَكَتَبُوا أَبجد بِغَيْر واوٍ وَلَا أَلف، لأَنّ الأَلف فِي أَبجد وَالْوَاو فِي هوّز قد عُرِفَت صُورتُهما، وكل مَا مَثِّل من الْحُرُوف استُغنِيَ عَن إِعادَتْه. كَذَا فِي (التكملة) . وَقد سَرَدَ نصَّ هاذه الْعبارَة أَبو الحجّاج البَلويُّ فِي أَلف با أَيضاً.
ثمَّ الِاخْتِلَاف فِي كَونهَا أَعجميّات أَو عَربِيّاتٍ كثير، فَقيل إِنّها كلّها أَعجميّات، كَمَا جَوَّزه المبرّد، وَهُوَ الظاهِر، ولذالك قَالَ السِّيرافيّ: لَا شكَّ أَنّ أَصلَها أَعجميّة، أَو بَعْضهَا أَعجميّ وَبَعضهَا عربيّ، كَمَا هُوَ ظاهرُ كلامِ سِيبَوَيْهٍ، وَغير ذالك مِمَّا ذكرَه الرَّضيّ وَغَيره، ووسَّعَ الكلامَ فِيهَا الجَلالُ فِي المُزْهِر.
قلْت: وبقِيَ إِن كَانَ أَبْجَد أَعجميًّا كَمَا هُوَ رأْيُ الأَكثَر فالصَّوَاب أَن همزته أَصليّة، وأَن الصَّوَاب ذِكْره فِي فصل الْهمزَة، كَمَا أَشار إِليه شَيخنَا. وَجزم جماعَةٌ بأَن أَبجد عربيٌّ، وَاسْتَدَلُّوا بأَنَّه قيل فِيهِ أَبو جاد بالكُنية، وأَنَّ الأَب لَا شكّ أَنّه عَرَبِيّ. وجاد فِي الجُود، وَهُوَ قَول مَرْجُوح.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
أَصْبَحَت الأَرْضُ بَجْدَةً وَاحِدَة؟ إِذا طَبَّقَهَا هاذا الجرادُ الأَسْوَدُ.
وبِجَادٌ، بِالْكَسْرِ، اسْم رَجلٍ، وَهُوَ بِجَاد بن رَيْسَان.
وَفِي (الأَساس) : لَقِيتُ مِنْهُ البَجَادِيَ أَي الدَّوَاهِيَ.
وبِجَاد: اسمٌ لثلاثِ قَبائلَ: فِي عَبْسِ، وَفِي شيبَان، وَفِي هَمْدان، ذكرَها الوزيرُ أَبو القَاسم المغربيّ.
وبُجْدَانُ، كعُثْمَان: مَوضعٌ بَين الحَرَمَين، قد جَاءَ ذِكرُهُ فِي الحَدِيث.
والبِجَادَةُ: ماءَةٌ لبنِي كعْبِ بن عَبْد بن أَبي بكرِ بن كِلابٍ.
قلْت: وبِجَاد من وَلَدِ سَعْدِ بن أَبي وَقّاص، مِنْهُم أَبو طالبٍ عُمَر بن سعْد بن إِبراهيمَ بن محمّد بن بِجَادِ بن مُوسى بن سعد بن أَبي وَقّاصٍ.
وأَبو البِجَاد شاعرٌ، سُمِّيَ ببَيتٍ قَالَه:
فوَيلُ الرَّكْبِ إِذْ آبُوا جِياعاً
وَلَا يَدرُون مَا تَحتَ البِجَادِ وثُمَامَة بن بجَادٍ، ورَبيعةُ بن عَامر بن بِجادٍ، ذُكِرَا فِي الصّحابة، وَكَذَا عَمْرُو بنُ بِجادٍ.

بهز

[بهز] فيه: أتى بشارب فخفق بالنعال و"بهز" بالأيدي. البهز الدفع العنيف.
ب هـ ز

بهزته عني: دفعته. وهو باهز، لاكز. وهم بنو بهزة أي أولاد علة.
(ب هـ ز) : (بَهْزٌ) بِالزَّايِ حَيٌّ مِنْ الْعَرَبِ (وَمِنْهُ) فَجَاءَ البهزي فَقَالَ هِيَ رَمِيَّتِي.
[بهز] بَهَزَهُ، أي دفعه بعنف ونحاه. قال رؤبة: دعني فقد يقرع للاضز * صكى حجاجى رأسه وبهزى * وبهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيرى صحب جده النبي صلى الله عليه وسلم.
بهز
البَهْزُ: الدَّفْعُ العَنِيْفُ، بَهَزْتُه عَنّي. وبَهْزٌ: حَيٌّ من سُلَيْمٍ. وبَنُو بَهْزَةَ: هُمْ أوْلادُ عَلَّةٍ، والواحِدُ ابنُ بَهْزَةَ. وباهَزْتُ فلاناً الشَّيْءَ وبارَزْتُه: أي بادَرْتَه إيّاه. ويقول الرَّجُلُ لخَصْمِه: أمّا إنّي لو عَلِمْتُ أنَّ الظُّلْمَ يُنْمي لَتَبَهَّزْتُ أشياءَ كثيرةً: أي لَعَمِلْتُ أشياءَ.
(ب هـ ز)

بَهَزَه عني يَبْهزُه بَهْزاً: دَفعه دفعا عنيفا.

والبَهْز: الضَّرْب وَالدَّفْع فِي الصَّدْر بِالرجلِ وَالْيَد أَو بكلتا الْيَدَيْنِ، وَرجل مِبْهَزٌ مفعل من ذَلِك، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

أَنا طَليقُ اللهِ وابنُ هُرْمُزِ

أنقَذنِي مِن صاحبٍ مُشرِّزِ شِكْسٍ على الأهلِ مِتَلٍّ مِبْهَزِ

إنْ قامَ نَحوي بالعَصا لمْ يُحجَزِ

مثل: يصرعه، وَرَوَاهُ ثَعْلَب " مثل " يثلهم: يُهْلِكهُمْ.

وبَهْزٌ: حَيّ من سليم.

بهز: بَهَزَهُ عَنِّي يَبْهَزُه بَهْزاً: دفعه دفعاً عنيفاً ونَحَّاه،

وبَهَزْتُه عني. والبَهْزُ: الضَّرْبُ والدفع في الصدر بالرجل واليد أَو

بكلتا اليدين. وفي الحديث: أَنه أُتِيَ بشاربٍ فَخُفِقَ بالنِّعالِ

وبُهِزَ بالأَيْدِي؛ البَهْزُ: الدفع العنيف. قال ابن الأَعرابي: هو البَهْزُ

واللَّهْزُ. وَبَهَزَهُ ولَهَزَه إِذا دفعه. والبَهْزُ: الضَّرْبُ

بالمِرْفَقِ؛ قال رؤبة:

دَعْني فقد يُقْرَعُ للأَضَرِّ

صَكِّي حِجاجَيْ رأْسِه وبَهْزي

ورجل مِبْهَزٌ، مِفْعَلٌ: من ذلك؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد:

أَنا طَلِيقُ اللهِ وابنِ هُرْمُزِ،

أَنْقَذَني من صاحِبٍ مُشَرَّزِ

شَكْسٍ على الأَهْلِ مِتَلٍّ مِبْهَزِ،

إِن قام نَحْوي بالعَصَا لم تُحْجَزِ

مِثَلٍّ: يَصْرَعُه، ورواه ثعلب: مِثَلٍّ. يَثُلُّهُم: يُهْلِكُهُم.

والمُشارَزَةُ: المُشارَّة بين الناس.

وبَهْزُ بن حَكيم بن معاوية بن حَيْدَةَ القُشَيْرِيُّ صَحِبَ جَدُّهُ

النبيَّ، صلى الله عليه وسلم. وبَهْزٌ: من اسماء العرب. وبَهْزٌ: حَيٌّ من

بني سُلَيْمٍ؛ قال الشاعر:

كانتْ أَرِبَّتَهُمْ بَهْزٌ، وغَرَّهُمُ

عَقْدُ الجِوَارِ، وكانوا مَعْشراً غُدُرا

بهز
البَهْز، كالمَنْع: الدَّفْعُ العنيفُ والتَّنْحِيَة، يُقَال: بَهَزَه عَنهُ بَهْزَاً. البَهْز: الضربُ والدَّفعُ فِي الصَّدرِ باليدِ والرِّجلِ أَو بِكِلْتا اليدَيْن، وَفِي الحَدِيث: أُتي بشارِبٍ فخُفِقَ بالنِّعالِ وبُهِزَ بِالْأَيْدِي قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: هُوَ البَهْزُ واللَّهْز. وَبَهَزهُ وَلَهَزه: إِذا دَفَعَه، والبَهْز: الضَّربُ بالمِرْفَق. ورجلٌ مِبْهَزٌ، كمِنْبَر: دَفَّاعٌ، من ذَلِك، عَن ابْن الأَعْرابِيّ وَأنْشد:
(أَنا طَليقُ الله وابنُ هُرْمُزِ ... أَنْقَذني من صاحِبٍ مُشَرَّزِ)

(شَكْسٍ على الأهلِ مِتَلٍّ مِبْهَزِ ... إِن قَامَ نَحْوِي بالعَصا لم يُحْجَزِ) وبَهْزٌ: حيٌّ من بني سُلَيْم، قَالَ الشَّاعِر: كَانَت أَرِبَّتَهُم بَهْزٌ وغَرَّهُمُعَقْدُ الجِوارِ وَكَانُوا مَعْشَراً غُدُرا قلتُ: وهم بَنو بَهْزِ بن امرئِ القَيس بن بُهثة بن سُلَيْم، مِنْهُم حَجَّاج بن عِلاط بن نُوَيْرة بن جَبْر بن هِلَال السُّلَميّ وضَمْرَةُ بنُ ثَعْلَبة، البَهْزِيّانِ الصحابِيّان، الْأَخير نَزَلَ حِمص، وروى عَنهُ يحيى بن جابرٍ، وحديثُه فِي مُسنَد أَحْمد. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: البَهْز: الغَلَبة. وهم بَنو بَهْزَة، أَي أولادُ عَلَّةٍ، الْوَاحِد ابنُ بَهْزَةَ، قَالَه الزَّمَخْشَرِيّ. وباهَزْتُه الشيءَ، أَي بادَرْتُه إيّاه. وَلَو عَلِمْتُ أنّ)
الظُّلْمَ يَنْمِي لتَبَهَّزْتُ أشياءَ كَثِيرَة. أَي لَعَمِلْتُ أَشْيَاء. نَقله الصَّاغانِيّ. وأَبْهَزَه: دَفَعَه، مثل بَهَزَهُ عَن الفرّاء. وبَهْزُ بن حَكِيم بن مُعَاوِيَة بن حَيْدَة القُشَيْريّ مشهورٌ، صَحِبَ جدُّه النبيَّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم. وبَهْزَةُ بنُ دَوْسٍ: شاعرٌ

حيث

حيث وحوث للعَرَبِ في حَيْثُ لُغَتانِ: حَيْثُ وحَوْثُ، ومنهم مَنْ يَنْصِبُه في مَوْضِعٍ نَصْبٍ، وقد يُجْعَلُ اسْماً فيقُولون: هي أحْسَنُ النّاسِ حَيْثَ نَظَرَ ناظِرٌ؛ يَعْني وَجْهاً. وقال النَّضْرُ: الحَوْثُ عِرْقُ الكَبِدِ.
والحَوْثَاءُ: من أعْفَاجِ البَطْنِ. وضارَ القَوْمُ حَوْثَ بَوْثَ وحاثِ باثِ: إذا تَفَرَّقُوا شِلَالاً، وحَوْثاً بَوْثاً، وحَيْثَ يَبْثَ.
والإحاثَةُ: طَلَبُ الشَّيْءِ في التُّرَابِ، وهو يَسْتَحِيْثُ ويَسْتَبِيْثُ. وجَمْرٌ مُحَاثٌ: مُحَرَّكٌ.
حيث
حيث عبارة عن مكان مبهم يشرح بالجملة التي بعده، نحو قوله تعالى: وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ [البقرة/ 144] ، وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ [البقرة/ 149] .
حيث: حاث باث. تركوا البلادَ حاثِ باثِ: حَيْثَ بَيْثَ (المفصل طبعة بروش ص70).
حَيْث: حيث أن: بما ان. إذ أنَّ. أن، أنَّ.
من حيث: بما أنَّ. إذ أنَّ، بحيث.
بحيث إن من حيث أن: إذ أنَّ إذ كان، بما أنَّ، لأجل أن.
حيث ذلك: بناء عليه.
من حيث كذا: والحلة هذه، بناء عليه، إن كان الأمر كذلك (بوشر).
حَيْثِيَّة: منظر، وجهة نظر، ما يقصده المرء (ويجرز ص55 من التعليقات) وأنظر (ص195 رقم 354).
ح ي ث : حَيْثُ ظَرْفُ مَكَان وَيُضَافُ إلَى جُمْلَةٍ وَهِيَ مَبْنِيَّةٌ عَلَى الضَّمِّ وَبَنُو تَمِيمٍ يَنْصِبُونَ إذَا كَانَتْ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ نَحْوِ قُمْ حَيْثُ يَقُومُ زَيْدٌ وَتَجْمَعُ مَعْنَى ظَرْفَيْنِ لِأَنَّكَ تَقُولُ أَقُومُ حَيْثُ يَقُومُ زَيْدٌ وَحَيْثُ زَيْدٌ قَائِمٌ فَيَكُونُ الْمَعْنَى أَقُومُ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي فِيهِ زَيْدٌ وَعِبَارَةُ بَعْضِهِمْ حَيْثُ مِنْ حُرُوفِ الْمَوَاضِعِ لَا مِنْ حُرُوفِ الْمَعَانِي وَشَذَّ إضَافَتُهَا إلَى الْمُفْرَدِ فِي الشِّعْرِ وَيَشْتَبِهُ بِحِينٍ وَسَيَأْتِي. 
[حيث] حَيْثُ: كلمةٌ تدلُّ على المكان، لأنه ظرفٌ في الأمكنة بمنزلة حينَ في الأزمنة. وهو اسم مبنى، وإنما حرك آخره لالتقاء الساكنين. فمن العرب من يبنيها على الضم تشبيها بالغايات، لانها لم تجئ إلا مضافة إلى جملة، كقولك أقوم حيث يقوم زيد ولم تقل حيث زيد. وتقول حيث تكون أكون. ومنهم من يبنيها على الفتح مثل كيف، استثقالا للضم مع الياء. وهى من الظروف التي لا يجازى بها إلاّ مع ما، تقول: حيثما تجلسْ أجلس، في معنى أينما. وقوله تعالى: (ولا يُفْلِحُ الساحرُ حيث أتى) في حرف ابن مسعود: (أين أتى) . والعرب تقول: حئت من أين لا تعلم، أي من حيث لا تعلم. 
ح ي ث: (حَيْثُ) ظَرْفُ مَكَانٍ بِمَنْزِلَةِ حِينٍ فِي الزَّمَانِ وَهُوَ اسْمٌ مَبْنِيٌّ وَإِنَّمَا حُرِّكَ آخِرُهُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ: فَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَبْنِيهِ عَلَى الضَّمِّ تَشْبِيهًا بِالْغَايَاتِ لِأَنَّهُ لَمْ يُسْتَعْمَلْ إِلَّا مُضَافًا إِلَى جُمْلَةٍ. تَقُولُ أَقُومُ حَيْثُ يَقُومُ زَيْدٌ وَلَا تَقُلْ: حَيْثُ زَيْدٌ وَتَقُولُ حَيْثُ تَكُونُ أَكُونُ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْنِيهِ عَلَى الْفَتْحِ اسْتِثْقَالًا لِلضَّمِّ مَعَ الْيَاءِ. وَهُوَ مِنَ الظُّرُوفِ الَّتِي لَا يُجَازَى بِهَا إِلَّا مَعَ مَا. تَقُولُ حَيْثُمَا تَجْلِسْ أَجْلِسْ بِمَعْنَى أَيْنَمَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه: 69] قَرَأَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أَيْنَ أَتَى» وَالْعَرَبُ تَقُولُ جِئْتُ مِنْ أَيْنَ لَا تَعْلَمُ أَيْ مِنْ حَيْثُ لَا تَعْلَمُ. 
حيث
حَيْثُ [كلمة وظيفيَّة]:
1 - ظرف للمكان يُبنى على الضمّ ويضاف للجمل وهو مبهم يوضِّحه ما بعده، وقد يدلّ على الزمان، وقد يسبقه بعض حروف الجرّ خاصّة (من) و (إلى) "سأزورك حيث تتجمَّع أسرتك- أعود من حيث أتيت- مضوا بها إلى حيث لا تعود- {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} ".
2 - بسبب أنَّ "حيث حضرت بدون موعد فلن يقابلك المدير" ° حيث إنّ: إذ إنَّ، بما أنَّ. 

حيثما [كلمة وظيفيَّة]: (انظر: ح ي ث م ا - حيثما). 

حيثيَّات [جمع]: مف حَيْثيّة
• الحيثيَّات في القرارات والأحكام: ما يُبنى عليه قرار أو حكم من مقدمة أو مسوّغ، الأسباب الموجبة لها وهي مبتدئة بـ حيث ... وحيث "حيثيّات الحكم- هذه الحيثيّات بارزة". 
(ح ي ث)

حيثُ: ظرف من الْأَمْكِنَة مُبْهَم، مضموم وَبَعض الْعَرَب يَفْتَحهُ. وَزَعَمُوا أَن أَصْلهَا الْوَاو وَإِنَّمَا قلبوا الْوَاو يَاء قلب الخفة. وَهَذَا غير قوي. وَقَالَ بَعضهم: اجْتمعت الْعَرَب على رفع حيثُ فِي كل وَجه، وَذَلِكَ أَن أَصْلهَا حَوثَ، فقلبت الْوَاو يَاء لِكَثْرَة دُخُول الْيَاء على الْوَاو فَقيل حَيْثُ، ثمَّ بنيت على الضَّم لالتقاء الساكنين، واختير لَهَا الضَّم ليشعر ذَلِك بِأَن أَصْلهَا الْوَاو، وَذَلِكَ لِأَن الضمة مجانسة للواو فكأنهم أتبعوا الضَّم الضَّم. قَالَ الْكسَائي: وَقد يكون فِيهَا النصب يحفزها مَا قبلهَا إِلَى الْفَتْح، قَالَ الْكسَائي: وَسمعت فِي بني تَمِيم من بني يَرْبُوع وطُهيَّةَ من ينصب الثَّاء على كل حَال: فِي الْخَفْض وَالنّصب وَالرَّفْع، فَيَقُول حَيْثُ الْتَقَيْنَا، وَمن حَيْثُ لَا يعلمُونَ، وَلَا يُصِيبهُ الرّفْع فِي لغتهم، وَقَالَ: سَمِعت فِي بني أَسد بن الْحَارِث بن ثَعْلَبَة وَفِي بني فقعس كلهَا، يخفضونها فِي مَوضِع الْخَفْض وينصبونها فِي مَوضِع النصب فَيَقُولُونَ: من حَيْثُ لَا يعلمُونَ، وَكَانَ ذَلِك حَيْثُ الْتَقَيْنَا. وَحكى الَّلحيانيّ عَن الْكسَائي أَيْضا، أَن مِنْهُم من يخْفض بِحيثُ، وَأنْشد:

أما ترى حَيْثُ سُهَيلٍ طالعاً قَالَ: وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ.

وَقَوله، أنْشدهُ ابْن دُرَيْد:

بحيثُ ناصَى اللِّمَمَ الكِثاثَا

مَوْر الكثيبِ فَجَرى وحَاثا

يجوز أَن يُرِيد: وحَثا، فَقلب.

حيث



حَيْثُ, (S, Msb, Mughnee, K,) indecl., (S, Msb,) with damm for its termination, (S, Msb, Mughnee,) as being likened to final words [such as قَبْلُ and بَعْدُ ending a proposition], (S, Mughnee,) because it does not [regularly] occur otherwise than prefixed to a proposition, (S,) for the being prefixed to a proposition is like the not being prefixed to anything, as the consequence of being prefixed, which is the sign of the gen. case, is not apparent: (Mughnee:) and حَيْثَ, (S, Mughnee, K,) also indecl., (S,) with fet-h, (S, Mughnee,) to render the pronunciation more easy, (Mughnee,) because damm with ى is deemed difficult to pronounce: (S:) and حَيْثِ, (Mughnee, K,) with kesr, accord. to the general rule observed to prevent the concurrence of two quiescent letters: (Mughnee:) and in like manner, حَوْثُ and حَوْثَ and حَوْثِ: (Mughnee, TA:) of which forms, حوث is asserted to be the original; (L;) though حَيْثُ is more chaste than حَوْثُ, and is the form used in the Kur-án: (Az and TA in art. حوث:) but some of the Arabs make حيث decl.: (Mughnee:) it is an adverbial noun of place, (S, Msb,) a vague adverbial noun of place, (L,) [signifying Where,] like حِينَ with respect to time: (S, K:) or it is a denotative of place, by general consent: but accord. to Akh it sometimes occurs as denoting time, [signifying when,] as in the following verse, (Mughnee, TA,) which is the strongest evidence of its use in this sense: (TA:) حَيْثَمَا تَسْتَقِمْ يُقَدِّرْ لَكَ اللّٰهُ نَجَاحًا فِى غَابِرِ الأَزْمَانِ [Whenever thou shalt pursue a right course, God will decree thee success in the time to come]: (Mughnee, TA:) but in most instances it occupies the place of an accus., as an adverbial noun of place; or of a gen., governed by مِنْ, and sometimes by another prep., as in the saying (of Zuheyr, TA in art. قشعم), لَدَى حَيْثُ أَلْقَتْ رَحْلَهَاأُمُّ قَشْعَمِ [At the place where Calamity, or Fate, has put down her saddle, i. e., made her abode]: and sometimes it occurs as an objective complement, as it is said to do in اَللّٰهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَاتِهِ [in the Kur vi. 124], i. e. God is knowing: He knows where to bestow his apostolic commissions; يَعْلَمُ being suppressed, as implied by أَعْلَمُ; or أَعْلَمُ may be rendered by عَالِمٌ, and so may govern the accus. case. (Mughnee.) Accord. to rule, (Mughnee,) in every instance, (S, Mughnee,) it is prefixed to a proposition, (S, Msb, Mughnee,) nominal, or verbal, but in most cases the latter; (Mughnee;) as in أَقُومُ حَيْثُ يَقُومُ زَيْدٌ [I will stand where Zeyd shall stand]; and حَيْثُ تَكُونُ أَكُونُ [Where thou shalt be, I will be]; (S;) and جَلَسْتُ حَيْثُ زَيْدًا أَرَاهُ [I sat where I saw Zeyd], the accus. case being preferred in an instance like this; (Mughnee;) and اذْهَبْ حَيْثُ شئْتَ [Go thou whither thou wilt.] (Msb in art. حَين.) Youshould not say حَيْثُ زَيْدٌ [alone]: (S:) or it occurs prefixed to a single word in poetry; (Msb, Mughnee;) as in the saying, وَنَطْعُنُهُمْ تَحْتَ الكُلَى بَعْدَ ضَرْبِهِمْ بِبِيضِ المَوَاضِى حَيْثُ لَىِّ العَمَائِمِ [And we pierce them beneath the kidneys, after smiting them, with the sharp swords, where the turbans are wound]; (Mughnee;) but this is irregular; (Msb, Mughnee;) though Ks holds it to be regular. (Mughnee.) Lh relates, on the authority of Ks, that some make حيث to govern a noun in the gen. case, as in the saying, أَمَا تَرَى حَيْثُ سُهَيْلٍ طَالِعَا [Seest thou not where Canopus is, rising?]: but he says that this is not of respectable authority: (L:) some write حَيْثَ سُهَيْلٍ: and some, حَيْثُ سُهَيْلٌ, [which is the common reading, سهيل being an inchoative, and] the enunciative, مَوْجُودٌ, being suppressed. (Mughnee.) Abu-l-Fet-h says that he who prefixes حيث to a single word makes it declinable. (Mughnee.) [Accord. to Fei,] BenooTemeem say حَيْثَ when it occupies the place of an accus., as in the phrase, قُمْ حَيْثَ يَقُومُ زَيْدٌ [Stand thou where Zeyd shall stand]. (Msb.) Ks says, I have heard among Benoo-Temeem, of Benoo-Yarbooa and Tuheiyeh, those who say حَيْثَ in every case, when it occupies the place of a gen., and that of an accus., and that of a nom.; saying مِنْ حَيْثَ لَايَعْلَمُونَ [Whence they know not], and حَيْثَ الْتَقَيْنَا [Where we met]: and he says also, I have heard some of Benu-l-HárithIbn-Asad-Ibn-El-Hárith-Ibn-Thaalabeh, and all Benoo-Fak'as, say حَيْثِ when it occupies the place of a gen., and حَيْثَ when it occupies the place of an accus.; saying مِنْ حَيْثِ لَا يَعْلَمُونَ, and حَيْثَ الْتَقَيْنَا. (L.) Sometimes the proposition after حيث commences with إِنَّ, as in اِجْلِسْ حَيْثُ إِنَّ زَيْدًا جَالِسٌ [Sit thou where Zeyd is sitting]. (K in art. أن, and IAk p. 92.) b2: It sometimes comprises the meanings of two adverbial nouns of place, as when you say, حَيْثُ عَبْدُ اللّٰهِ قَاعِدٌ زَيْدٌ قَائِمٌ [Where' Abd-Allah is sitting, there Zeyd is standing]. (AHeyth, L.) b3: The restrictive مَا (مَا كَافَّةٌ) is sometimes affixed to it, and in this case it implies a conditional meaning, [signifying Wherever, or wheresoever, and, accord. to Akh, whenever, or whensoever,] (Mughnee, TA,) and renders two verbs mejzoom, (Mughnee,) as in the saying, حَيْثُمَا تَجْلِسْ أَجْلِسْ [Wherever thou shalt sit, I will sit], (S,) and in the first of the verses cited above: (Mughnee, TA:) it is not [properly, though it is sometimes improperly,] used as a conditional without ما. (S.) b4: [It is also used, in scientific and other post-classical works, in senses different from those explained above. Thus, مِنْ حَيْثُ is used to signify As to, or in respect of: so in the phrase مِنْ حَيْثُ اللَّفْظِ وَالمَعْنَى

As to, or in respect of, the word and the meaning. Also As, or considered as, absolutely, or abstractedly: so in the phrase مِنْ حَيْثُ هُوَ, or مِنْ حَيْثُ هُوَ هُوَ, As, or considered as, such, absolutely, or abstractedly; and الإِنْسَانُ مِنْ حَيْثُ هُوَ

إِنْسَانٌ Man, as, or considered as, man, absolutely, or abstractedly. And As, meaning considered merely or only or simply as: so in the saying, الإِنْسَانُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ يَصِحُّ وَتَزُولُ عَنْهُ السِّحَّةُ مَوْضُوعُ الطِّبِّ Man, as, or considered merely or only or simply as, being healthy and ceasing to be healthy, is the object of therapeutics. And As, meaning since, or because: so in the saying, النَّارُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهَا حَارَّةٌ تُسَخِّنُ المَآءَ Fire, as, or since, or because, it is hot, heats water. بِحَيْثُ is also vulgarly used in this sense. And correctly as meaning So that; so as that; in such a state, or condition, that: often syn. with حَتَّى.]

حيث: حَيْثُ: ظرف مُبْهم من الأَمْكِنةِ، مَضموم، وبعض العرب يفتحه،

وزعموا أَن أَصلها الواو؛ قال ابن سيده: وإِنما قلبوا الواو ياء طلبَ

الخِفَّةِ، قال: وهذا غير قويّ. وقال بعضهم: أَجمعت العربُ على وقع حيثُ في كل

وجه، وذلك أَن أَصلها حَوْثُ، قفلبت الواو ياء لكثرة دخول الياء على

الواو، فقيل: حَيْثُ، ثم بنيت على الضم، لالتقاء الساكنين، واختير لها الضم

ليشعر ذلك بأَن أَصلها الواو، وذلك لأَن الضمة مجانسةٌ للواو، فكأَنهم

أَتْبَعُوا الضَّمَّ الضَّمَّ. قال الكسائي: وقد يكونُ فيها النصبُ،

يَحْفِزُها ما قبلها إِلى الفتح؛ قال الكسائي: سمعت في بني تميم من بني يَرْبُوع

وطُهَيَّةَ من ينصب الثاء، على كل حال في الخفض والنصب والرفع، فيقول:

حَيْثَ التَقَيْنا، ومن حيثَ لا يعلمون، ولا يُصيبه الرفعُ في لغتهم. قال:

وسمعت في بني أَسد بن الحارث بن ثعلبة، وفي بني فَقْعَس كلِّها يخفضونها

في موضع الخفض، وينصبونها في موضع النصب، فيقول من حيثِ لا يعلمون، وكان

ذلك حيثَ التَقَيْنا. وحكى اللحياني عن الكسائي أَيضاً أَن منهم من

يخفضُ بحيث؛ وأَنشد:

أَما تَرَى حَيْثَ سُهَيْلٍ طالِعا؟

قال: وليس بالوجه؛ قال: وقوله أَنشده ابن دريد:

بحيثُ ناصَى اللِّمَمَ الكِثَاثَا،

مَوْرُ الكَثِيبِ، فَجَرى وحاثا

قال: يجوز أَن يكون أَراد وحَثَا فقَلَب. الأَزهري عن الليث: للعرب في

حَيْثُ لغتان: فاللغة العالية حيثُ، الثاء مضمومة، وهو أَداةٌ للرفع يرفع

الاسم بعده، ولغة أُخرى: حَوْثُ، رواية عن العرب لبني تميم، يظنون حَيْثُ

في موضع نصب، يقولون: الْقَهْ حيثُ لَقِيتَه، ونحو ذلك كذلك. وقال ابن

كَيْسانَ: حيثُ حرف مبنيٌّ على الضم، وما بعده صلة له يرتفع الاسم بعده

على الابتداء، كقولك: قمت حيثُ زيدٌ قائمٌ. وأَهلُ الكوفة يُجيزون حذف

قائم، ويرفعون زيداً بحيثُ، وهو صلة لها، فإِذا أَظْهَروا قائماً بعد زيدٍ،

أَجازوا فيه الوجهين: الرفعَ، والنصبَ، فيرفعون الاسم أَيضاً وليس بصلة

لها، ويَنْصِبُونَ خَبَرَه ويرفعونه، فيقولون: قامتْ مقامَ صفتين؛ والمعنى

زيدٌ في موضع فيه عمرو، فعمرو مرتفع بفيه، وهو صلة للموضع، وزيدٌ مرتفعٌ

بفي الأُولى، وهي خَبره وليست بصلة لشيء؛ قال: وأَهل البصرة يقولون حيثُ

مُضافةٌ إِلى جملة، فلذلك لم تخفض؛ وأَنشد الفراء بيتاً أَجاز فيه الخفض،

وهو قوله:

أَما تَرَى حيثَ سُهَيْلٍ طالِعا؟

فلما أَضافها فتحها، كما يفعل بِعِنْد وخَلْف، وقال أَبو الهيثم: حَيْثُ

ظرفٌ من الظروف، يَحْتاجُ إِلى اسم وخبر، وهي تَجْمَعُ معنى ظرفين

كقولك: حيثُ عبدُ الله قاعدٌ، زيدٌ قائمٌ؛ المعنة: الموضعُ الذي في عبدُ الله

قاعدٌ زيدٌ قائمُ. قال: وحيثُ من حروف المواضع لا من حروف المعاني،

وإِنما ضُمَّت، لأَنها ضُمِّنَتِ الاسم الذي كانت تَسْتَحِقُّ إِضافَتَها

إِليه؛ قال: وقال بعضهم إِنما ضُمَّتْ لأَن أَصلَها حَوْثُ، فلما قلبوا واوها

ياء، ضَمُّوا آخرَها؛ قال أَبو الهيثم: وهذا خطأٌ، لأَنهم إِنما

يُعْقِبون في الحرف ضمةً دالَّةً على واو ساقطة. الجوهري: حَيْثُ كلمةٌ تدلُّ

على المكان، لأَنه ظرفٌ في الأَمكنة، بمنزلة حين في الأزمنة، وهو اسمٌ

مبنيٌّ، وإِنما حُرِّك آخره لالتقاء الساكنين؛ فمن العرب من يبنيها على الضم

تشبيهاً بالغايات، لأَنها لم تجئْ إِلاَّ مضافة إِلى جملة، كقولك أَقومُ

حيثُ يقوم زيدٌ، ولم تقل حيثُ زيدٍ؛ وتقول حيثُ تكون أَكون؛ ومنهم مَن

يبنيها على الفتح مثل كيف، استثقالاً للضم مع الياء وهي من الظروف التي لا

يُجازَى بها إِلا مع ما، تقول حيثما تجلسْ أَجْلِسْ، في معنى أَينما؛

وقولُه تعالى: ولا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حيثُ أَتى؛ وفي حرف ابن مسعود:

أَينَ أَتى. والعرب تقول: جئتُ من أَيْنَ لا تَعْلَمُ أَي من حَيْثُ لا

تَعْلَم. قال الأَصمعي: ومما تُخْطئُ فيه العامَّةُ والخاصَّة باب حِينَ

وحيثُ، غَلِطَ فيه العلماءُ مثل أَبي عبيدة وسيبويه. قال أَبو حاتم: رأَيت في

كتاب سيبويه أَشياء كثيرة يَجْعَلُ حين حَيْثُ، وكذلك في كتاب أَبي

عبيدة بخطه، قال أَبو حاتم: واعلم أَن حِين وحَيْثُ ظرفانِ، فحين ظرف من

الزمان، وحيث ظرف من المكان، ولكل واحد منهما حدٌّ لا يجاوزه، والأَكثر من

الناس جعلوهما معاً حَيْثُ، قال: والصواب أَن تقول رأَيتُك حيثُ كنتَ أَي

في الموضع الذي كنت فيه، واذهب حيثُ شئتَ أَي إِلى أَيّ موضعٍ شئتَ؛ وقال

الله عز وجل: وكُلا من حيثُ شِئْتُما. ويقال: رأَيتُكَ حين خَرَجَ

الحاجُّ أَي في ذلك الوقت، فهذا ظرف من الزمان، ولا يجوز حيثُ خَِرَجَ

الحاجُّ؛ وتقول: ائتِني حينَ يَقْدَمُ الحاجُّ، ولا يجوز حيثُ يَقْدَمُ الحاجُّ،

وقد صَيَّر الناسُ هذا كلَّه حَيْثُ، فَلْيَتَعَهَّدِ الرجلُ كلامَهُ.

فإِذا كان موضعٌ يَحْسُنُ فيه أَيْنَ وأَيَّ موضعٍ فهو حيثُ، لأَن أَيْنَ

معناه حَيْثُ؛ وقولهم حيثُ كانوا، وأَيْنَ كانوا، معناهما واحد، ولكن

أَجازوا الجمعَ بينهما لاختلاف اللفظين.

واعلم أَنه يَحْسُنُ في موضع حين: لَمَّا، وإِذ، وإِذا، ووقتٌ، ويومٌ،

وساعةٌ، ومَتَى. تقول: رأَيتُكَ لَمَّا جِئْتَ، وحين جِئْتَ. وإِذا

جِئْتَ.ويقال: سأُعْطيك إِذ جئتَ، ومتى جئتَ.

بجل

ب ج ل

بجله في أعينهم: عظمه، وفلان مبجل في قومه، وجئت بأمر بجيل، وبخير بجيل. قال زهير:

هم الخير البجيل لمن بغاه ... وهم جمر الغضا لمن اصطلاها

وفصد أبجل الفرس أو البعير وهو كالأكحل من الإنسان. وبجل بمعنى حسبي. قال لبيد:

بجل الآن من العيش بجل
بجل
عن الفارسية بجل بمعنى عظم الكاحل.
(بجل) حرف جَوَاب بِمَعْنى نعم وَبِمَعْنى حسب يُقَال بجلي بجلي
بجل: بجّل (بالتشديد): احتفل (بوشر).
تبجل: عُظّم ووقر (فوك).
بَجْلَة: قرحة في عضو التناسل، آكلة (محيط المحيط).
ب ج ل: (التَّبْجِيلُ) التَّعْظِيمُ. 
ب ج ل : بَجِيلَةٌ قَبِيلَةٌ مِنْ الْيَمَنِ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهَا بَجَلِيٌّ بِفَتْحَتَيْنِ مِثْلُ حَنَفِيٍّ فِي النِّسْبَةِ إلَى بَنِي حَنِيفَةَ وَبَجْلَةٌ مِثَالُ تَمْرَةٍ قَبِيلَةٌ أَيْضًا وَالنِّسْبَةُ إلَيْهَا عَلَى لَفْظِهَا وَبَجَّلْتُهُ تَبْجِيلًا عَظَّمْته وَوَقَّرْته. 

بجل


بَجَلَ
بَجِلَ(n. ac. بَجْل
بُجُوْل)
a. Was prosperous, well off; was glad, joyful.

بَجُلَ(n. ac. بَجَاْلَة
بُجُوْل)
a. Was respected, honoured, esteemed.

بَجَّلَa. Respected, honoured, esteemed.
b. Applauded.

بَجْلَةa. Small tree.

بُجْلa. see 4
بَجَلa. Calumny, slander.
b. Yes, yea.

بَاْجِلa. Prosperous; joyful.
b. Fat, stout.

بَجَاْلa. see 21 (b)
بَجِيْلa. Respected, honoured, esteemed.
b. see 21 (b)
[بجل] فيه: أخي ذا "البجلى"، هو بالتحريك الحسب والكفاية، وقد ذم أخاه بأنه قصير الهمة راض بأن يكفي الأمور ويكون كلاً على غيره ويقول حسبي ما أنا فيه. ومنه: ألقى تمرات وقال: "بجلى" من الدنيا، أي حسبي منها. قوله: أخي "ذا البجلة" مدح مشتق من رجل ذو بجلة وبجالة أي ذو حسن ونبل، وقيل: البجال من يعظمه الناس. ومنه: أصبتم خيراً "بجيلاً" أي واسعاً من التبجيل التعظيم، أو من البجال الضخم. وفيه: فقطعوا "أبجله" وهو عرق في باطن الذراع. ومنه: فأومى جبرئيل إلى "أبجله".
(بجل) - في حديث سَعْدِ بنِ مُعاذَ: "أنَّه رُمِى يومَ الأحزابِ فَقَطَعُوا أبجَلَه"
قال أَبو عُبَيْدة: الأَبجَلُ: عِرقٌ بَيْن العَصَب والشَّظَا، ويقال: هُمَا عِرقان في اليَدَيْن للدَّوابّ بمنزلة الأَكْحَلَين للنّاس، والشَّظَا: عَظْم رِخوٌ رَقِيق لاصِقٌ بالوَظِيف - يُثَنَّى شَظَيان، بالياءِ، ويُجمَع شَظَوات بالواو.
وقيل: هو عِرقٌ في باطِن الذِّراع، وقيل: هو عِرقٌ غَلِيظ في الرِّجل. وكل غَلِيظ بَجِيلٌ، وقيل: هما الأَكْحَلان. 
بجل: بَجَلْ: كقَوْلِكَ كَفى. ورَجُلٌ بَجَالٌ ذو بَجَالَةٍ وبَجْلَةٍ: وهو الكَهْلُ الذي ترى له هَيْبَةً وتَبْجِيْلاً. ورَجُلٌ باجِلٌ: وهو الحَسَنُ الجِسْمِ الخَصِيْبُ من جِسْمِه. وكَثِيرٌ بَجِيْلٌ: بمعنى بَجِيْرٍ. وأبْجَلَني الشَّيْءُ إبْجَالاً: أي أحْسَبَني وكَفَاني حَتّى قُلْتُ: بَجَلْ. ورَجُلٌ مُبْجَلٌ: مُخْصَبٌ. وبَجَلَتْ فلانَةٌ: حَسُنَ حالُها وهَيْئَتُها. والبَجَلُ: البُهْتَانُ العَظِيمُ. والأمْرُ العَجَبُ. وجِئْتَ بأمْرٍ بَجِيْلٍ: أي عَظِيمٍ مُنْكَرٍ. والأبْجَلاَنِ: عِرْقَانِ في اليَدَيْنِ؛ وهما الأَْكحلانِ. وبَجِيْلَةُ: قَبِيْلَةُ خالِدِ بنِ عَبْدِ اللهِ القَسْرِيِّ.
بجل
بجَّلَ يبجِّل، تَبْجيلاً، فهو مُبَجِّل، والمفعول مُبَجَّل
• بجَّل الرَّجلَ: وقّرَه وعظّمه وبالغ في تكريمه "كلمات تبجيليّة: تعبِّر عن التوقير والتكريم- قُمْ للمعلِّم وفِّهِ التَّبْجيلا ... كاد المعلِّمُ أَنْ يكونَ رَسُولا". 

مُبَجَّل [مفرد]:
1 - اسم مفعول من بجَّلَ ° المبجَّل: كلمة تستخدم في الخطاب المباشر، خاصّة في التحيَّات وتستخدم بكثرة في الرسائل.
2 - محترم، وقور بسبب العمر أو المرتبة. 
[بجل] بجيلة: حى من اليمن، والنسبة إليهم بجلى بالتحريك. ويقال إنهم من معد، لان نزار بن معد ولد مصرور بيعة وإيادا وأنمارا، ثم أنمار ولد بجيلة وخثعم، فصاروا باليمن. ألا ترى أن جرير بن عبد الله البجلى نافر رجلا من اليمن إلى الاقرع بن حابس التميمي حكم العرب فقال: يا أقرع بن حابس يا أقرع إنك إن يصرع أخوك تصرع فجعل نفسه له أخا وهو معدى. وإنما رفع " تصرع " وحقه الجزم على إضمار الفاء، كما قال : من يفعل الحسنات الله يشكرها والشر بالشر عند الله مثلان أي فالله يشكرها. ويكون ما بعد الفاء كلاما مبتدأ. وكان سيبويه يقول: هو على تقديم الخبر كأنه قال: إنك تصرع إن يصرع أخوك. وأما البيت الثاني فلان يختلفون فيه أنه مرفوع بإضمار الفاء. وبجلة: بطن من بنى سليم، والنسبة إليهم بجلى بالتسكين. ومنه قول عنترة:

وفى البجلى معبلة وقيع * والابجل: عرق، وهو من الفرس والبعير بمنزلة الأكحل من الإنسان. وحكى يعقوب عن أبي الغَمْرِ العُقَيْلِيِّ: يقال للرجل الكثير الشحم إنه لَباجِلٌ، وكذلك الناقة والجمل. وشيخٌ بَجالٌ وبَجيلٌ، أي جسيمٌ. وقال أبو عمرو: البَجالُ: الرجل الشيخ السيد. قال زهير  الموت خير للفتى فليهلكن وبه بقيه من أن يرى الشيخ البجا ل يقاد يهدى بالعشيه جعل قوله " يهدى " حالا ليقاد، كأنه قال مهديا، ولولا ذلك لقال " ويهدى " بالواو. وأبجله الشئ، أي كَفاهُ. ومنه قول الكميت:

ومِنْ عنده الصَدَرُ المُبْجِلِ * والتَبْجيلُ: التعظيمُ. وبَجَلْ بمعنى حَسْبُ، قال الأخفش: هي ساكنةٌ أبداً، يقولون بجلك كما يقولون قطك، إلا أنهم لا يقولون بجلنى كما يقولون قطني، ولكن يقولون بجلى وبجلى، أي حسبى. قال لبيد: فمتى أهلك فلا أحفله بجلى الآن من العيش بجل
(ب ج ل)

بَجَّل الرجل: عظمه.

وَرجل بَجَال، وبَجِيل: بَجّله النَّاس.

وَقيل: هُوَ الشَّيْخ الْكَبِير الْعَظِيم السَّيِّد مَعَ جمال ونبل.

وَقد بَجُل بجالة، وبُجولا، وَلَا تُوصَف بذلك الْمَرْأَة.

وكل غليظ من أَي شَيْء كَانَ: بَجِيل حَتَّى إِنَّهُم ليقولون: شَرّ بَجِيل، وَفِي الحَدِيث أَنه قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام لقتلى أحد: " لَقِيتُم خيرا طَويلا، ووقيتم شرا بَجيلا ". وَأمر بَجِيل: مُنكر عَظِيم.

والباجل: المخصب الْحسن الْحَال من النَّاس وَالْإِبِل.

وبَجِل الرجل بَجَلا: حسنت حَاله.

وَقيل: فَرح.

والأَبْجل: عرق غليظ فِي الرجل.

وَقيل: هُوَ عرق فِي بَاطِن مفصل السَّاق فِي المأبض.

وَقيل: هُوَ فِي الْيَد إزاء الأكحل.

وَقيل: هُوَ الابجل فِي الْيَد، والنسا فِي الرجل، والابهر فِي الظّهْر، والاخدع فِي الْعُنُق، قَالَ أَبُو خرَاش:

رُزئت بني أمِّي فلمَّا رُزِئتهم ... صَبَرت وَلم اقْطَعْ عَلَيْهِم أباجلي

والبُجُل: الْبُهْتَان.

والبَجَل: الْعجب.

والبَجْلة: الصَّغِيرَة من الشّجر، قَالَ كثير:

وبِجِيد مُغْزِلة ترود بوَجْرةٍ ... بَجَلات طَلْح قد خُرفِن وضالِ

وبَجَل كَذَا: أَي حسبي، وَقد ابْجلني، قَالَ الْكُمَيْت:

إِلَيْهِ موارد أهل الخَصَاصْ ... ومِن عِنْده الصَّدَر المُبْجِل

وَقَوله، أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

معَاذ الْعَزِيز الله أَن يوطِن الهَوَى ... فؤاديَ لْفا لَيْسَ لي ببجَيِل

فسره فَقَالَ: هُوَ من قَوْلك: بَجَلِي كَذَا: أَي حسبي.

وَقَالَ مرّة: لَيْسَ بمعظم لي؛ وَلَيْسَ بِقَوي.

وَقَالَ مرّة: لَيْسَ بعظيم الْقدر مشبه لي.

وبَجَّل الرجل: قَالَ لَهُ: بَجَلْ: أَي حَسبك حَيْثُ انْتَهَيْت.

قَالَ ابْن جني: وَمِنْه اشتق الشَّيْخ البَجَال، وَالرجل البَجيل، والتبجيل. وبَجِيله: قَبيلَة من الْيمن.

وَبَنُو بَجِلة: حَيّ من الْعَرَب، وَقَول عَمْرو ذِي الْكَلْب:

بُجَيْلة يَنْذِرون دمي وفَهَمٌ ... كَذَلِك حالُهم أبدا وحالي

إِنَّمَا صغر بَجْلة، هَذِه الْقَبِيلَة.

وَبَنُو بَجَالة: بطن من ضبة.

بجل

1 بَجُلَ, aor. ـُ inf. n. بَجَالَةٌ and بُجُولٌ, He (a man) was, or became, such as is termed بَجَال and بَجِيل [i. e. magnified, honoured, &c.]. f[g(K.) A2: بَجَلَ, aor. ـَ and بَجَلَ, aor. ـُ inf. n. بَجْلٌ and بُجُولٌ; He was, or became, in a good state or condition; having abundance of herbage, or of the goods or conveniences or comforts of life. (K.) b2: And He was, or became, joyful, glad, or happy. (K.) A3: [بَجَلَهُ He bled him (namely, a horse, or a camel,) by opening the vein called الأَبْجَل: so accord. to analogy; like وَدَجَهُ, meaning “he bled him by opening the vein called الوَدَج,” &c.] لَمْ يُبْجَلْ means He had not been bled in the أَبْجَل. (TA.) 2 بجّلهُ, (Msb, K,) inf. n. تَبْجِيلٌ, He magnified, honoured, revered, venerated, or respected, him: (S, Msb, K:) or he said to him بَجَلٌ, meaning Sufficient for thee (جَسْبُكَ) is the place [or condition or rank] which thou hast attained. (K.) 4 ابجلهُ It sufficed, or contented, him. (S, K.) b2: It rejoiced him. (TA.) بُجْلٌ: see بَجَلٌ.

بَجَلْ is a noun (Mughnee) syn. with حَسْبُ: (S, Mughnee, K: *) and is also a verbal noun syn. with يَكْفِى. (Mughnee, K. *) You say بَجَلِى (S, Mughnee, K) and بَجْلِى, (S, K,) meaning حَسْبِى

[My sufficiency, or a thing sufficing me, i. e. sufficient for me, is such a thing]: (S, Mughnee, K:) [it is said in the Ham, p. 145, as on the authority of Akh, that they do not say بَجْلى; but this is a mistranscription for بَجَلْنِى, as will be seen from what follows:] and, using it as a verbal noun, (Mughnee, K,) but this is rare, (Mughnee,) you say بَجَلْنِى, meaning يَكْفِينِى [It suffices me, or will suffice me]; (Mughnee, K;) and بَجَلْكَ, meaning يَكْفِيكَ [It suffices thee, or will suffice thee]: (K:) or, accord. to Akh, they say بَجَلْكَ, like as they say, قَطْكَ; but not بَجَلْنِى, like قَطْنِى: (S:) or the ن in بَجَلْنِى is absolutely necessary accord. to him who says that بَجَلٌ is a verbal noun; and accord. to him who says that this word is syn. with حَسْبُ, the ن is allowable. (MF.) [See, under the words قَدْ and قَطْ, what is said respecting قَدْنِى and قَطْنِى.] In the saying of Jábir Ibn-Ra-lán Es-Simbisee, لَمَّا رَأَتْ مَعْشَرًا قَلَّتْ حَمُولَتُهُمْ قَالَتْ سُعَادُ أَهٰذَا مَالُكُمْ بَجَلَا [When she saw a company whose beasts of burden were few, So'ád said, Is this your property, sufficing you?] meaning, when she saw the fewness of our camels: the last word occupies the place of a denotative of state, and is made to end thus by poetic license: Abu-l-'Alà says that this word may be put in the accus. case as meaning not exceeding what I see; or it may be for بَجَلِى, after the manner of some of the Arabs who are related, by Akh and others, to have said غُلَامَا for غُلَامِى. (Ham pp. 299 and 300.) [See also 2: and see بَجَلٌ.]

A2: It is also a particle, (Mughnee,) meaning نَعَمْ [Yes; yea; or even so]. (Mughnee, K.) بَجَلٌ Calumny, slander, or false accusation: or this is with damm; (K;) i. e. ↓ بُجْلٌ; (T, TA;) meaning a great calumny &c.; (K, * TA;) and Az thinks that this may be a dial. var. of بُجْرٌ, with which it is syn.; because ل and ر are interchanged in many instances. (TA.) b2: A wonderful thing; syn. عَجَبٌ. (K.) b3: ذُو البَحَلِ denotes dispraise; meaning Content with mean things; not desirous of the means of acquiring eminence: (K:) or content that another should manage affairs in his stead, and that he should be a burden upon others, saying, Sufficient for me (حَسْبِى [or بَجَلِى]) is that [state or condition] wherein I am: (O, TA:) from a saying of Luk-mán Ibn-'Ád; (O, K;) as is also ذُو البَجْلَةِ, which denotes praise. (O, TA.) بَجْلَةٌ A goodly, or beautiful, from or appearance, figure, person, mien, or external state or condition: (Sh, K:) a pleasing aspect; goodliness, or beauty; grounds of pretension to respect; and excellence; or sharpness, or quickness, of intellect. (TA.) You say, إِنَّهُ لَذُو بَجْلَةٍ [Verily he has a goodly, or beautiful, form &c.]. (Sh, TA.) [See the end of the next preceding paragraph.] b2: A small tree: pl. بَجَلَاتٌ. (K.) بَجَالٌ and ↓ بَجِيلٌ, applied to a man, i. q. ↓ مُبَجَّلٌ [Magnified, honoured, revered, venerated, or respected]: (Sh, K:) or bulky, or corpulent; (As, S;) applied to a man; (As, TA;) or to an old man: (S:) or the former signifies an old, or aged, lord or chief: (AA, S:) or a bulky, or corpulent, old man: or, as some say, one beyond the middle age, in whom one sees goodliness of form or appearance, and advancement in years: (Mgh:) or both signify an old man, who is a great lord or chief, endowed with goodliness, and with excel-lence, or sharpness of intellect: (K:) not applied to a woman; (TA;) i. e., a woman is not termed بَجَالَةٌ. (Mgh.) بَجِيلٌ: see بَجَالٌ. b2: Also Gross, big, thick, coarse, or rough; applied to anything. (K.) b3: أَمْرٌ بَجِيلٌ An affair, an event, or a case, deemed strange, or evil, and great, or formidable. (TA.) خَيْرٌ بَجِيلٌ Ample, abundant, good or wealth or prosperity. (TA.) بَاجِلٌ Being in a good state or condition; having abundance of herbage, or of the goods or conveniences or comforts of life; (K;) applied to a man and to a camel: (TA:) or, as Yaakoob says, on the authority of Abu-l-Ghamr El-'Okeylee, having much fat; applied to a man and a she-camel and a he-camel. (S.) b2: Also Joyful, glad, or happy. (K.) أَبْجَلُ A certain vein, (S,) a thick vein, (K, Ham p. 417,) of the horse and of the camel, (S, TA,) in the thigh and the shank, (Ham ubi suprà,) or in the kind leg or the fore leg, (TA,) corresponding to the أَكْمَل (S, K) of man: (S:) pl. أَبَاجِلُ. (Ham ubi suprà, TA.) You say, فَصَدَ

أَبْجَلَهُ [He opened his ابجل]; i. e., the horse's or the camel's. (TA.) And one says of a swift horse, هُوَ وَاهِى الأَبَاجِلِ [He is lax in the اباجل]. (Ham ubi suprà.) مُبّجَّلٌ: see بَجَالٌ.

بجل: التَّبجيل: التعظيم. بَجَّل الرجلَ: عَظَّمَه. ورجل بَجَال

وبَجِيل: يُبَجِّله الناسُ، وقيل: هو الشيخ الكبير العظيم السيد مع جَمَال

ونُبْل، وقد بَجُلَ بَجَالة وبُجُولاً، ولا توصف بذلك المرأَة. شمر: البَجَال

من الرجال الذي يُبَجِّله أَصحابه ويسوِّدونه. والبَجِيل: الأَمر العظيم.

ورجل بَجَال: حَسَن الوجه. وكل غليظ من أَيِّ شيءٍ كان: بَجِيل. وفي

الحديث: أَنه، عليه السلام، قال لِقَتْلى أُحُد: لَقِيتُم خيراً طويلاً،

ووُقِيتُم شَرًّا بَجِيلاً، وسَبَقْتم سبقاً طويلاً. وفي الحديث: أَنه أَتَى

القبور فقال: السلام عليكم أَصبتم خيراً بَجِيلاً أَي واسعاً كثيراً، من

التبجيل التعظيم، أَو من البَجَال الضَّخْم. وأَمر بَجِيل: مُنْكَر

عظيم. والبَاجل: المُخْصِب الحَسَنُ الحال من الناس والإِبل. ويقال للرجل

الكثير الشحم: إِنه لباجل، وكذلك الناقة والجمل. وشيخ بَجَال وبَجِيل أَي

جَسِيم؛ ورجل باجِل وقد بَجَل يَبْجُل بُجولاً: وهو الحسَن الجَسيمُ

الخَصيب في جِسْمه؛ وأَنشد:

وأَنت بالبابِ سَمِينٌ باجِل

وبَجِلَ الرجلُ بَجَلاً: حسنت حاله، وقيل: فَرِحَ. وأَبْجَله الشيءُ

إِذا فَرِحَ به.

والأَبْجَلُ: عِرْق غَلِيظ في الرِّجْلِ، وقيل: هو عِرْق في باطِنِ

مَفْصِلِ الساق في المَأْبِض، وقيل: هو في اليد إِزَاءَ الأَكْحَل، وقيل: هو

الأَبْجَلُ في اليد، والنَّسا في الرِّجْلِ، والأَبْهَرُ في الظَّهْر،

والأَخْدَع في العُنُق؛ قال أَبو خراش:

رُزِئْتُ بَني أُمِّي، فلما رُزِئْتُهم

صَبَرْتُ، ولم أَقْطَعْ عليهم أَبَاجِلي

والأَبْجَل: عِرْق وهو من الفرس والبعير بمنزلة الأَكْحَل من الإِنسان.

قال أَبو الهيثم: الأَبْجَل والأَكْحَل والصّافِنُ عُروق نُقْصَدُ، وهي

من الجداول لا من الأَوْرِدة. الليث: الأَبجلان عِرْقان في اليدين وهما في

الأَكْحَلان من لَدُنِ المَنْكِب إِلى الكَتِف؛ وأَنشد:

عاري الأَشَاجِعِ لم يُبْجَل

أَي لم يُقْصَد أَبْجَلُه. وفي حديث سعد بن معاذ: أَنه رُمِيَ يوم

الأَحزاب فقطعوا أَبْجَلَه؛ الأَبْجَل: عِرْق في باطن الذراع، وقيل: هو عرق

غليظ في الرِّجل فيما بين العصب والعظم. وفي حديث المستهزئين: أَما

الوليدبن المغيرة فأَوْمأَ جبريل إِلى أَبْجَله.

والبُجْل: البُهْتان العظيم، يقال: رميته ببُجْل؛ وقال أَبو دُوادٍ

الإِيادي:

امرَأَ القَيْسِ بن أَرْوَى مُولِيا

إِن رآني لأَبُوأَنْ بسُبَد

(* امرؤ القيس بن أروى مقسم على الاخبار وهو ظاهر إن صحت به الرواية.

ووقع في مادة «سبد» بحراً؛ والصواب بجراً، بالجيم، كما هي رواية غير

الليث).قُلْتَ بُجْلاً قلتَ قوْلاً كاذباً،

إِنَّما يَمْنَعُني سَيْفي ويَد

قال الأَزهري: وغيره يقوله بُجْراً، بالراء، بهذا المعنى، قال: ولم

أَسمعه باللام لغير الليث، قال: وأَرجو أَن تكون اللام لغة، فإِن الراء

واللام متقارباً المخرج وقد تعاقباً في مواضع كثيرة. والبَجَلُ:

العَجَب.والبَجْلة: الصغيرة من الشَّجَر؛ قال كثير:

وبِجتدِ مُغْزِلَةٍ تَرُودُ بوَجْرَةٍ

بَجَلاتِ طَلْحٍ، قد خُرِفْنَ، وضَالِ

وبَجَلي كذا وبَجَلي أَي حَسْبي؛ قال لبيد:

بَجَلي الآنَ من العَيْشِ بَجَل

قال الليث: هو مجزوم لاعتماده على حركات الجيم وأَنه لا يتمكن في

التصريف. وبَجَلْ: بمعنى حَسْب؛ قال الأَخفش هي ساكنة أَبداً. يقولون: بَجَلْك

كما يقولون قَطْك إِلا أَنهم لا يقولون بَجَلْني كما يقولون قَطْني، ولكن

يقولون بَجَلي وبَجْلي أَي حَسْبي، قال لبيد:

فَمَتى أَهْلِكْ فلا أَحْفِلْه،

بَجَلي الآنَ من العَيْشِ بَجَل

وفي حديث لُقْمان بن عاد حين وصف إِخْوته لامرأَة كانوا خَطَبوها، فقال

لقمانُ في أَحدهم: خُذي مني أَخي ذا البَجَل؛ قال أَبو عبيدة: معناه

الحَسْبُ والكِفَاية؛ قال: ووجهه أَنه ذَمَّ أَخاه وأَخبر أَنه قَصير

الهِمَّة وأَنه لا رَغْبَة له في مَعالي الأُمور، وهو راضٍ بأَن يُكْفَي الأُمور

ويكونَ كَلاٍّ على غيره، ويقول حَسْبي ما أَنا فيه؛ وأَما قوله في أَخيه

الآخر: خُذِي مني أَخي ذا البَجْلة يحمل ثِقْلي وثِقْله، فإِن هذا مدح

ليس من الأَوَّل، يقال: ذو بَجْلة وذو بَجَالة، وهو الرُّوَاءُ والحُسْن

والحَسَب والنُّبْل، وبه سمي الرجل بَجَالة. إِنه لذو بَجْلة أَي شارة

حَسَنَة، وقيل: كانت هذه أَلْقاباً لهم، وقيل: البَجَال الذي يُبَجِّله

الناس أَي يعظمونه. الأَصمعي في قوله خذي مني أَخي ذا البَجَلَ: رجل بَجَالٌ

وبَجيل إِذا كان ضَخْماً؛ قال الشاعر:

شَيْخاً بَجَالاً وغُلاماً حَزْوَرَا

ولم يفسر قوله أَخي ذا البجلة، وكأَنه ذهب به إِلى معنى البَجَل. الليث:

رجل ذو بَجَالة وبَجْلة وهو الكَهْل الذي تَرَى له هَيئة وتَبْجيلاً

وسِنّاً، ولا يقال امرأَة بَجَالة. الكسائي: رجل بَجَال كبير عظيم. أَبو

عمرو: البَجَال الرجل الشيخ السيد؛ قال زهير ابن جناب الكلبي، وهو أَحد

المُعَمَّرين:

أَبَنِيَّ ، إِن أَهْلِكْ فإِني

قد بَنَيْتُ لكن بَنيَّه

وجَعَلْتُكُم أَوْلادَ سا

دات، زِناُكُم وَرِيّة

من كل ما نالَ الفَتَى

قد نِلْتُه، إِلا التَّحِيّة

فالمَوْتُ خَيْرٌ للفَتَى،

فَليَهْلِكَنْ وبه بَقِيّه،

مِن أَن يرى الشَّيخ البَجَا

لَ يُقادُ، يُهْدَى بالعَشِيّه

ولَقَدْ شَهِدْتُ النارَ لِلْـ

أَسْلافِ تُوقَد في طَمّيه

وخَطَبْتُ خُطْبَة حازِمٍ،

غَيْرِ الضعيفِ ولا العَيِيّه

ولقدْ غَدَوْتُ بمُشرِف الـ

حَجَباتِ لم يَغْمِزْ شَظيّه

فأَصَبْتُ من بَقَر الحبا

ب، وصِدتُ من حُمُر القِفّيه

ولقد رَحَلْت البازِلَ الـ

كَوْماءَ، لَيْسَ لها وَليّه

فجعل قوله يُهْدَى بالعَشِيّة حالاً ليُقاد كأَنه قال يُقاد مَهْدِيّاً،

ولولا ذلك لقال ويُهْدَى بالواو. وقد أَبْجَلَني ذلك أَي كَفاني؛ قال

الكميت يمدح عبد الرحيم بن عَنْبَسَة بن سعيد بن العاص:

وعَبْدُ الرَّحيم جِمَاعُ الأُمُور،

إِليه انْتَهى اللَّقَمُ المُعْمَلُ

إِليه مَوارِدُ أَهلِ الخَصَاص،

ومِنْ عنده الصَّدَرُ المُبْجِلُ

اللَّقَم: الطريق الواضح، والمُعْمَل: الذي يكثر فيه سير الناس،

والمَوارِدُ: الطُّرُقُ، واحدتها مَوْرِدَةٌ؛ وأَهل الخَصاص: أَهْلُ الحاجة،

وجِماعُ الأُمور: تَجتمع إِليه أُمور الناس من كل ناحية. أَبو عبيد: يقال

بَجَلك دِرْهَمٌ وبَجْلُك درهمٌ. وفي الحديث: فأَلقى تَمَراتٍ في يده وقال:

بَجَلي من الدنيا أَي حَسْبي منها؛ ومنه قول الشاعر يوم الجَمَل:

نحن بَني ضَبَّة أَصحابُ الجَمَل،

رُدُّوا عَلَيْنا شَيْخَنا ثُمَّ بَجَل

أَي ثمَّ حَسْبُ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

مَعاذَ العَزيز الله أَنْ يُوطِنَ الهَوَى

فُؤَادِيَ إِلْفاً، لَيْسَ لي بِبَجِيل

فسره فقال: هو من قولك بَجَلي كذا أَي حَسْبي، وقال مرة: ليس بمُعَظِّم

لي، وليس بِقَوِيٍّ، وقال مرة: ليس بعظيم القدر مُشْبِه لي. وبَجَّل

الرجلَ: قال له بَجَلْ أَي حَسْبُك حيث انتهيت؛ قال ابن جني: ومنه اشتق الشيخ

البَجَال والرجل البَجِيل والتبجيل. وبَجيلَة: قبيلة من اليمن والنسبة

إِليهم بَجَلِيٌّ، بالتحريك، ويقال إِنهم من مَعَدّ لأَن نزار بن مَعَدّ

وَلَدَ مُضَرَ وربيعة وإِياداً وأَنماراً ثم إِن أَنماراً وَلَد بَجيلة

وخَثْعَم فصاروا باليمن؛ أَلا ترى أَن جرير ابن عبدِ الله البَجَلي نافر

رجلاً من اليَمَن إِلى الأَقْرَع ابن حابس التَّمِيمي حَكَم العرب فقال:

يا أَقْرَعُ بنَ حابسٍ يا أَقْرَعُ

إِنك إِن يُصْرَعْ أَخُوك تُصْرَعُ

فجعل نفسه له أَخاً، وهو مَعَدِّيٌّ، وإِنما رفع تُصْرَع وحقُّه الجزم

على إِضمار الفاء كما قال عبد الرحمن ابن حسان:

مَنْ يَفْعَلِ الحَسَناتِ، اللهُ يشكرُها،

والشَّرُّ بالشرِّ عندَ الله مِثْلانِ

اي فالله يشكرها، ويكون ما بعد الفاء كلاماً مبتدأً، وكان سيبوبه يقول:

هو على تقديم الخبر كأَنه قال إِنك تُصْرع إِن يصرع أَخوك، وأَما البيت

الثاني فلا يختلفون أَنه مرفوع بإِضمار الفاء؛ قال ابن بري: وذكر ثعلب أَن

هذا البيت للحصين بن القعقاع والمشهور أَنه لجرير. وبَنُو بَجْلة: حَيٌّ

من العرب؛ وقول عمرو ذي الكلب:

بُجَيْلَةُ يَنْذِروا رَمْيِي وفَهْمٌ،

كذلك حالُهم أَبَداً وحالي

(* قوله: ينذروا، بالجزم، هكذا في الأصل)

إِنما صَغَّر بَجْلَة هذه القبيلَة. وبنو بَجالة: بطن من ضَبَّة.

التهذيب: بَجْلَة حَيٌّ من قيس عَيْلانَ. وبَجْلَة: بطن من سُلَيِّم، والنسبة

إِليهم بَجْليٌّ، بالتسكين؛ ومنه قول عنترة:

وآخَر منهم أَجْرَرْتُ رُمْحي،

وفي البَجَلِيِّ مِعْبَلَةٌ وَقيعُ

بجل
بَجَّلَه تَبْجِيلاً: عَظّمه، أَو قَالَ لَهُ: بَجَلْ، كنَعَم، أَي حَسبُكَ حَيْثُ انتهَيت قَالَ ابنُ جِنِّي: وَمِنْه اشْتُقّ رَجُلٌ بَجالٌ وبَجِيلٌ كسَحابٍ وأمِيرٍ، أَي مُبَجَّلٌ يُبَجِّلُه الناسُ، قَالَه شَمِرٌ. أَو هُوَ الشَّيخُ الكبيرُ السَّيِّدُ العَظِيمُ عَن أبي عَمْرو، زَاد غيرُه: مَعَ جَمالٍ ونُبْلٍ قَالَ زُهَيرُ بن جَنابٍ الكَلْبِيُّ، وَكَانَ من المُعَمَّرين:
(الموتُ خَيرٌ لِلفَتَى ... فلْيَهْلِكاً وبهِ بَقِيَّهْ)

(مِن أَن يَرَى الشَّيخَ البَجا ... لَ يُقادُ يُهْدَى بالعَشِيَّهْ)
جَعل قولَه: يُهْدَى حَالا ليُقاد، كَأَنَّهُ قَالَ: يُقادُ مَهْدِيّاً، وَلَوْلَا ذَلِك لقَالَ: ويُهْدَى، بِالْوَاو، كَمَا فِي العُباب. وَقد بَجُلَ ككَرُم، بَجالَةً وبُجُولاً وَلَا تُوصَفُ بِهِ المرأةُ. والباجِلُ: الحَسَنُ الحالِ المُخْصِبُ مِن الناسِ والإبلِ، وَحكى يَعقوبُ عَن أبي الغَمْر العُقَيلِيُّ: يُقال للرجُلِ الكَثيرِ الشَّحْمِ: إِنَّه لَباجِلٌ، وَكَذَلِكَ الناقَةُ والجَمَلُ. الباجِلُ: الفَرْحانُ، وَقد بَجِلَ، كفَرِح ونَصَر، بَجْلاً بِالْفَتْح وبُجُولاً بالضَّمّ فيهمَا أَي فِي الفَرحان والمُخْصِب. البَجِيلُ كأمِيرٍ: الغَلِيظُ مِن كُلِّ شيءٍ يُقَال: أَمْرٌ بَجِيلٌ: أَي مُنْكَرٌ عظيمٌ. والأَبْجَلُ: عِرقٌ غَلِيظٌ مِن الفَرَسِ والبَعِير فِي الرجْلِ أَو فِي اليَدِ بازاء الأَكْحَلِ مِن الْإِنْسَان، يُقال: فَصَد أبْجَلَ الفَرَسِ أَو البعيرِ، والجَمْع: أَباجِلُ، وَيجوز للشاعرِ أَن يَستعيرَه للْإنْسَان، قَالَت زينبُ أُخْت يَزِيدَ بنِ الطَّثَرِيَّة:
(فَتًى قُدَّ قَدَّ السَّيفِ لَا مُتآزِفٌ ... وَلَا رَهِلٌ لَبَّاتُهُ وأباجِلُهْ)
والبَجَلُ، مُحرَّكةً: البُهتانُ، أَو هُوَ بالضَّمّ: العَظِيمُ مِن البُهتان، قَالَ أَبُو دُواد الإيادِي:
(امرؤُ القَيسِ بنُ أَرْوَى مُقْسِمٌ ... أَن رَآنِي لأَبُوأَنْ بِفَنَدْ)

(قُلتُ بَجْلاً قلتَ قولا كاذِباً ... إنَّما يَمْنعُنِي سَيفِي ويَدْ)
ويروَى: بَجْراً وَهُوَ بِمَعْنَاهُ، قَالَ الأزهريّ: وَلم أسمعهُ بِاللَّامِ لِغير اللَّيث، وَأَرْجُو أَن تكونَ اللامُ لُغةً، لتعاقُبهما فِي مواضِعَ كثيرةٍ. البَجَلُ أَيْضا: العَجَبُ، وقولُ لُقمانَ بنِ عادٍ حِينَ وصَف إخوتَه)
لامرأةٍ كَانُوا خَطبوها، فَقَالَ فِي وصفِ أحدِهم: خُذِي مِنِّي أخي ذَا البَجَلِ وَهُوَ ذَمٌّ: أَي يَرضَى بخَسِيسِ الأمورِ، وَلَا يَرغَبُ فِي مَعالِيها. وَفِي العُباب: أخبر أَنه قَصِيرُ الهِمَّة، وَهُوَ راضٍ بِأَن يَكفِيَه غيرُه الأمورَ، ويكونَ كَلاً على غيرِه، وَيَقُول: حَسبِي مَا أَنا فِيهِ. وأمّا قولُه فِي الْأَخ الآخَر: خذي مِنِّي أخِي ذَا البَجَلَه، يَحْمِلُ ثِقَلِي وثِقَلَه فَإِنَّهُ مَدْحٌ. بَجَلِي مُحَرَّكةً ويُسَكَّن بمَعْنى حَسبِي. وبَجَلْكَ وبَجَلْني، ساكنتي اللَّام، أَي يَكْفِيكَ ويَكْفِيني، اسمُ فِعْل. وبَجَلْ، كنَعَم، زِنَةً ومَعْنىً. قَالَ الأخْفَشُ: بَجَلْ، ساكِنةٌ أبدا، يَقُولُونَ: بَجَلْك، كَمَا يَقُولُونَ: قَطْكَ، وسَبَبُ بِنائِهما أَن الإضافةَ مَنويَّةٌ فيهمَا، وَإِنَّمَا بني بَجَلْ على السُّكُون، لِأَنَّهُ لم يَتمكَّن بالإعراب فِي موضعِ تَمكُّنِه، إلاَّ أَنهم لَا يَقُولُونَ: بَجَلْني، كَمَا يَقُولُونَ: قَطْنِي، وَلَكِن يَقُولُونَ: بَجَلِي وبَجْلِي: أَي حَسبِي، قَالَ لَبِيدٌ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ:
(فمَتَى أَهلِكْ فَلَا أَحْفِلُهُ ... بَجَلِي الآنَ مِن العَيشِ بَجَلْ)
وَفِي حَدِيث بعضِ الصَّحابة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم: فأَلْقَى تَمَراتٍ كُنَّ فِي يدِه وَقَالَ: بَجَلِي مِن الدُّنيا. . وَقَالَ طَرَفَةُ بن العَبد:
(أَلا إِنَّنِي شَرِبْتُ أسْودَ حالِكاً ... أَلا بَجَلِي مِن الشَّرابِ أَلا بَجَلْ)
وَفِي حَدِيث عليِّ رَضِي الله عَنهُ: أَنه لَمّا التقَى الْفَرِيقَانِ يومَ الجَمَلِ صَاح أهلُ البَصرةِ: رُدُّوا عَلَينا شَيخَنا ثُمَّ بَجَلْ فَقَالُوا: كَيفَ نَرُدُّ شَيخَكُم وقَدْ قَحَلْ ثُمّ اقتَتلُوا. وَقَالَ شيخُنا: قَوْله بَجَلِي جَاءَ بهَا مقرونةً بِالْيَاءِ لِيُوضِّحَ الأمرَ فِي اقترانِه بالنُّون الدالَّةِ على الوِقاية، فَمن قَالَ: اسْم فعل، أوْجَبه، وَمن قالَ: هِيَ بِمَعْنى حَسب، جَوَّزه، وَأَحْكَام ذَلِك مبسوطةٌ فِي المُغْنى وشروحِه. وأبْجَلَه الشَّيْء: كَفاهُ وَمِنْه قولُ الكُمَيت:
(إِلَيْهِ مَوارِدُ أهلِ الخَصاصِ ... ومِن عِنْدِه الصَّدَرُ المُبْجِلُ)
والبَجْلَةُ بِالْفَتْح: الشَّجَرةُ الصَّغِيرةُ، ج: بَجْلاتٌ قَالَ كُثَيِّر: (ويجيدِ مُغْزِلَةٍ ترودُ بوَجْرَةٍ ... بَجْلاتِ طَلْحٍ قد خُرِفْن وضالِ)
قَالَ شَمِرٌ: البَجْلَةُ: الشَّارَةُ الحَسَنةُ يُقال: إِنَّه لَذُو بَجْلَةٍ. بَجْلَةُ بِلا لامٍ: أَبُو حَيٍ من بني سُلَيم، نُسِبُوا إِلَى أُمِّهم، وَهِي بَجْلَةُ بنت هُناءَةَ بنِ مَالك بن فَهْم والنِّسبَةُ إِلَيْهِم بَجْلِيٌّ، ساكِنةً قَالَ عَنْترةُ)
بن شَدَّاد:
(وآخَرَ مِنهُمُ أجْرَرْتُ رُمْحِي ... وَفِي البَجْلِيِّ مِعْبَلَةٌ وَقِيعُ)
مِنْهُم عَمرو بن عَبَسَةَ بن عَامر بن خَالِد بن حُذَيفةَ بن عَمْرو بن خَلَف بن مازِن بن بَجْلَةَ السُّلَمِيّ الصَّحابِيّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، سابِقٌ مشهورٌ، ترجمتُه فِي تَارِيخ دِمَشْقَ، يُكْنَى أَبَا عَمْرو، وَأَبا نَجِيحٍ، وَأَبا شُعَيب، وَكَانَ رُبُعَ الْإِسْلَام، رَوَى عَنهُ كِبار التَّابِعين بالشأم، مِنْهُم شُرَحْبِيلُ بن السِّمط، وسُلَيم بن عامِر، وضَمرة بن حَبِيب. وَعِيسَى بنُ عبد الرَّحْمَن السُّلَمِي، عَن طَلْحةَ بنِ مُصَرِّف، وَعنهُ يحيى بن آدم، وَأَبُو أَحْمد الزُّبَيرِيّ البَجَلِيّان. بَجِيلَةُ كسَفِينَةٍ: حَيٌّ باليَمَنِ، مِن مَعَدٍّ، والنِّسبَةُ إِلَيْهِ: بَجَلِيٌّ، مُحَرَّكَةً قَالَ ابنُ الكَلْبِي فِي جَمْهَرةِ نَسَبِ بَجِيلَةَ: وَلَدَ عَمْرو بن الغَوْثِ بن نَبتِ بن مَالك بن زيد بن كَهْلان إراشاً، فوَلَدَ إِراشٌ أَنْماراً، فوَلَد أنمارٌ أًفْتَلَ، وَهُوَ خَثْعَمٌ، وأمُّه هِنْدُ بنت مَالك بن الغافِق بن الشاهِد بن عَكّ، وعَبقَراً، والغَوْثَ، وصُهَيبة، وخُزيمَة دخَل فِي الأزد، وَادعَة، بَطنٌ مَعَ بني عَمْرو بن يَشْكُرَ، وأَشْهَلَ، وشَهْلاً، وطَرِيفاً، وسُمَيّة، رَجُلٌ، والْحَارث وخَدْعة، وأُمُّهُم بَجِيلَةُ بنْتُ صَعْبِ بنِ سَعْد العَشيِرَة، بهَا يُعْرَفُون. قُلْتُ: وَقد اخْتَلَفَ أَئِمَّة النَّسَبِ فِي بَجِيلَة، فَمنهمْ مَن جَعلها مِن اليَمن، وَهُوَ قولُ ابْن الكَلْبي، الَّذِي تقدّم، وَهُوَ الْأَكْثَر، وقِيل: هم مِن نِزارِ بن مَعَدٍّ، قَالَه مصْعَب بن الزُّبير، وكأنَّ المُصنِّف جَمع بينَ الْقَوْلَيْنِ، وَفِيه نَظَرٌ لَا يَخْفَى. مِنْهُم أَبُو عَمْرو جَرِيرُ بن عبدِ الله بن جَابر، وَهُوَ الشَّلِيلُ بن مَالك بن نصر بن ثَعْلَبة بن جُشَم بن عَوْف، الصَّحابِيُّ، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، ورَهْطُه. وَكَانَ جَرِيرٌ يُوسُفَ هَذِه الأُمّة، أسلَم قبلَ وفاةِ النبيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم، ووَفَد عَلَيْهِ قبلَ موتِه بِأَرْبَعِينَ يَوْمًا، فِيمَا قِيل، وسكَن الكُوفةَ، ثمَّ قِرقِيسا، فَمَاتَ بهَا، بعدَ الْخمسين. روى عَنهُ قيسٌ والشَّعْبِيُ، وهَمّام بن الْحَارِث، وَأَبُو زُرعَةَ حفيدُه، وَأَبُو وائِلٍ، وغيرُهم. وبَنُو بَجالَةَ كسَحابَةٍ: بَطْنٌ مِن ضَبَّةَ، وَهُوَ بَجالَةُ بن ذُهْل بن مَالك بن بَكر بن سَعد بن ضَبّةَ.
ومِمّا يُستَدْرَكُ عَلَيْهِ: يُقَال: رَجلٌ بَجَالٌ وبَجِيلٌ: إِذا كَانَ ضَخْماً، قَالَه الأَصمَعِيّ، قَالَ الشَّاعِر: لن تَعْدَمَ الطَّيرُ منّا مِسفَرَا شَيخاً بَجالاً وغُلاماً حَزْوَرا وخَيرٌ بَجِيلٌ: أَي واسِعٌ كثيرٌ، وَمِنْه الحَدِيث: أَنه صلّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسَلَّم أَتى القُبُورَ فَقَالَ:)
السَّلامُ عليكُم، أصَبتُم خيرا بَجِيلاً، وسَبَقتُم شَرّاً طَوِيلاً. وأبْجَلَه الشَّيْء: فَرِحَ بِهِ. وقولُ الشَّاعِر: عارِي الأشاجِعِ لم يُبجَلِ أَي لم يُفْصَد أَبْجَلُه. ورَجُلٌ ذُو بَجْلَة: أَي رُواءٍ وحُسنٍ وحَسَبٍ ونُبلٍ. وَقَول عَمْرو ذِي الكَلْب:
(بُجَيلَةُ يُنْذِرُوا رَمْيِى وفَهْمٌ ... كَذَلِك حالُهُم أَبَداً وحالِي)
أَرَادَ: بني بَجْلَةَ، مِن سُلَيمٍ، فصَغَّرَ.
(بجل) بجلا وبجولا ضخم جِسْمه وَحسن حَاله وأخصب وَفَرح فَهُوَ باجل

(بجل) بجالة وبجولا وبجولة عظم قدره وسنه وجمل ونبل فَهُوَ بجيل

دهر

دهر: دَهْر، إلى دهر الدهور: إلى الأبد (بوشر).
دَهْرِيّ: أبيقوري. منغمس في اللذات (فوك).
(دهر)
الْقَوْم وبهم أَمر دهرا نزل بهم مَكْرُوه وَيُقَال دهرهم الْجزع
الدهر: هو الآن الدائم الذي هو امتداد الحضرة الإلهية، وهو باطن الزمان، وبه يتَّحِد الأزل والأبد.

دهر


دَهَر(n. ac. دَهْر)
a. Befell (misfortune).
b. Overcame, gained the mastery over.

دَهْر
(pl.
أَدْهُر دُهُوْر أَدْهَاْر)
a. Time; age, generation.
b. Fortune, vicissitudes of fortune.

دَهْرِيّa. One who believes that the soul perishes with the
body.

دَاْهِرa. Prolonged, indefinite.

دِهَاْرa. Indefinite period of time.

دَهِيْرa. see 21
(دهر) - في حديث النَّجاشى، رضي الله عنه: "فلا دهْوَرة اليَوم على حِزب إبراهيم عليه الصلاة والسلام".
قال الجَبَّان: الدَّهْورةُ: جَمعُك الشىءَ وقَذفُك إيَّاه في مَهْواة.
كأَنَّه أراد: لا ضَيعَة عليهم، ولا يُتركُ حِفظُهم وتَعَهُّدهم.
ودَهْورَ اللُّقَم، ودَهْوَر: سَلَح أيضًا. - في حديث أمِّ سليم: "ماذاكِ دَهرُكِ".
يقال: ماذاك دَهْرِى: أي هِمَّتِى وإرادَتِى.
د هـ ر : (الدَّهْرُ) الزَّمَانُ وَجَمْعُهُ (دُهُورٌ) وَقِيلَ: (الدَّهْرُ) الْأَبَدُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فَإِنَّ الدَّهْرَ هُوَ اللَّهُ» لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَضِيقُونَ بِالنَّوَازِلِ إِلَيْهِ فَقِيلَ لَهُمْ: لَا تَسُبُّوا فَاعِلَ ذَلِكَ فَإِنَّ ذَلِكَ هُوَ اللَّهُ تَعَالَى. وَ (الدُّهْرِيُّ) بِالضَّمِّ الْمُسِنُّ وَبِالْفَتْحِ الْمُلْحِدُ. قَالَ ثَعْلَبٌ: كِلَاهُمَا مَنْسُوبٌ إِلَى الدَّهْرِ وَهُمْ رُبَّمَا غَيَّرُوا فِي النَّسَبِ كَمَا قَالُوا: سُهْلِيٌّ لِلْمَنْسُوبِ إِلَى الْأَرْضِ السَّهْلَةِ. 
دهر
الدَّهْرُ: الأبَدُ المَمْدُوْدُ رَجُلٌ دَهْرِيٌ ودَهْرِيُّونَ: أي يقولونَ: " ما يُهْلِكُنا إلاّ الدَّهْرُ " والدَّهارِيْرُ: أوَّلُ الدَّهْرِ. ودَهْرٌ دَهِيْرٌ. طَوِيلٌ. وكانَ ذلك في دَهْرِ النَّجْمِ: أي حِيْنَ يَطْلُعُ. والدَّهْرُ: النازِلَةُ، دَهَرَهُم أَمْرٌ: أي نَزَلَ بهم مُكْرُوْهٌ. وما دَهْري بكَذا: أي ما هَمّي وغايَتي. والدَّهْوَرَةُ: جَمْعُ الشَّيْءِ وقَذْفُه في مَهْوَاةٍ. والدَّهْدُرُّ: الباطِلُ. ويقولونَ: دُهْدُرّانِ لا يُغْنِيانِ عنكَ شَيْئاً، ودُهْدُرَّيْنِ سَعْدُ القَيْنِ يُضْرَبُ مَثَلاً للكَذّابِ الذي يَجْئُ بلَوْنَيْنِ من الدُّرِّ أَسْوَدَ وأبْيَضَ وذا ما لا يكون.
والدُّهْدُوْرُ: الكَذَّابُ. والدَّهْدَرَةُ: تَحْرِيكُ الاسْتِ. وإنَّها لَدَاهِرَةُ الطُّوْلِ: أي طَوِيلةٌ جِدّاً. وإنَّه لَدَهْوَرِيُّ الصَّوْتِ: بمعنى جَهْوَرِيٍّ، وجَمْعُه دَهْوَرِيُّونَ.
(د هـ ر) : (قَوْلُهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -) «لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فَإِنَّ الدَّهْرَ هُوَ اللَّهُ وَيُرْوَى فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الدَّهْرُ» الدَّهْرُ وَالزَّمَانُ وَاحِدٌ وَيُنْشَدُ
إنَّ دَهْرًا يَلُفُّ حَبْلِي بِجُمْلٍ ... لَزَمَانٌ يَهُمُّ بِالْإِحْسَانِ
وَقِيلَ الدَّهْرُ الزَّمَانُ الطَّوِيلُ وَتَحْقِيقُ ذَلِكَ فِي الْمُعْرِبِ وكَانُوا يَعْتَقِدُونَ فِيهِ أَنَّهُ الطَّارِقُ بِالنَّوَائِبِ وَمَا زَالُوا يَشْكُونَهُ وَيَذُمُّونَهُ فَنَهَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ وَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّ الطَّوَارِقَ الَّتِي تَنْزِلُ بِهِمْ يُنْزِلُهَا اللَّهُ تَعَالَى دُونَ غَيْرِهِ (وَفِي الْحَدِيثِ) أَنَّهُ «- عَلَيْهِ السَّلَامُ - سُئِلَ عَنْ صَوْمِ الدَّهْرِ فَقَالَ لَا صَامَ وَلَا أَفْطَرَ» قِيلَ إنَّمَا دَعَا عَلَيْهِ لِئَلَّا يَعْتَقِدَ فَرْضِيَّتَهُ أَوْ لِئَلَّا يَعْجِزَ فَيُتْرَكَ الْإِخْلَاصَ أَوْ لِئَلَّا يَسْرُدَ صِيَامَ أَيَّامِ السَّنَةِ كُلِّهَا فَلَا يُفْطِرُ فِي الْأَيَّامِ الْمَنْهِيِّ عَنْهَا عَنْ الْخَطَّابِيِّ.
دهر
الدّهر في الأصل: اسم لمدّة العالم من مبدأ وجوده إلى انقضائه، وعلى ذلك قوله تعالى:
هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ [الدهر/ 1] ، ثمّ يعبّر به عن كلّ مدّة كثيرة، وهو خلاف الزمان، فإنّ الزّمان يقع على المدّة القليلة والكثيرة، ودَهْرُ فلان: مدّة حياته، واستعير للعادة الباقية مدّة الحياة، فقيل: ما دهري بكذا، ويقال: دَهَرَ فلانا نائبة دَهْراً، أي: نزلت به، حكاه (الخليل) ، فالدّهر هاهنا مصدر، وقيل:
دَهْدَرَهُ دَهْدَرَةً، ودَهْرٌ دَاهِرٌ ودَهِيرٌ. وقوله عليه الصلاة والسلام: «لا تسبّوا الدّهر فإنّ الله هو الدّهر» قد قيل معناه: إنّ الله فاعل ما يضاف إلى الدّهر من الخير والشّرّ والمسرّة والمساءة، فإذا سببتم الذي تعتقدون أنه فاعل ذلك فقد سببتموه تعالى عن ذلك . وقال بعضهم : الدّهر الثاني في الخبر غير الدّهر الأوّل، وإنما هو مصدر بمعنى الفاعل، ومعناه: أنّ الله هو الدّاهر، أي: المصرّف المدبّر المفيض لما يحدث، والأول أظهر . وقوله تعالى إخبارا عن مشركي العرب: ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ
[الجاثية/ 24] ، قيل: عني به الزمان.
د هـ ر : الدَّهْرُ يُطْلَقُ عَلَى الْأَبَدِ وَقِيلَ هُوَ الزَّمَانُ قَلَّ أَوْ كَثُرَ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَالدَّهْرُ عِنْدَ الْعَرَبِ يُطْلَقُ عَلَى الزَّمَانِ وَعَلَى الْفَصْلِ مِنْ فُصُولِ السَّنَةِ وَأَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ وَيَقَعُ عَلَى مُدَّةِ الدُّنْيَا كُلِّهَا قَالَ وَسَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنْ الْعَرَبِ يَقُولُ أَقَمْنَا عَلَى مَاءِ كَذَا دَهْرًا وَهَذَا الْمَرْعَى يَكْفِينَا دَهْرًا وَيَحْمِلُنَا دَهْرًا قَالَ لَكِنْ لَا يُقَالُ الدَّهْرُ أَرْبَعَةُ أَزْمِنَةٍ وَلَا أَرْبَعَةُ فُصُولٍ لِأَنَّ إطْلَاقَهُ عَلَى الزَّمَنِ الْقَلِيلِ مَجَازٌ وَاتِّسَاعٌ فَلَا يُخَالَفُ بِهِ الْمَسْمُوعُ وَيُنْسَبُ الرَّجُلُ الَّذِي يَقُولُ بِقِدَمِ الدَّهْرِ وَلَا يُؤْمِنُ بِالْبَعْثِ دَهْرِيٌّ بِالْفَتْحِ عَلَى الْقِيَاسِ وَأَمَّا الرَّجُلُ الْمُسِنُّ إذَا نُسِبَ إلَى الدَّهْرِ فَيُقَالُ دُهْرِيٌّ بِالضَّمِّ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَتَدَهْوَرَ
تَدَهْوُرًا سَقَطَ مِنْ أَعْلَى إلَى أَسْفَلَ مَأْخُوذٌ مِنْ تَدَهْوَرَ الرَّمْلُ إذَا انْهَالَ وَسَقَطَ أَكْثَرُهُ وَتَدَهْوَرَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أَكْثَرُهُ. 
[دهر] الدَهْرُ: الزمان. قال الشاعر: إنَّ دَهْراً يَلُفُّ شَمْلي بِجُمْلٍ * لَزَمانٌ يَهُمُّ بالإحْسانِ - ويجمع على دهور. ويقال: الدهر: ألا بد. وقولهم: دهرا داهر، كقولهم: أبدا أبيد. وقولهم: دَهْرٌ دَهارِيرُ، أي شديدٌ، كقولهم: ليْلَةٌ لَيْلاءُ، ونَهارٌ أَنْهَرُ، ويَومٌ أَيْوَمُ، وساعةٌ سَوْعاءُ. وأنشد أبو عمرو بن العلاء لرجل من أهل نجد: وبينهما المرءُ في الأحياءِ مُغْتَبِطٌ * إذا هو الرَمْسُ تَعْفوهُ الأَعاصيرُ - حتى كأنْ لم يكنْ إلاّ تَذَكَّرُهُ * والدَهْرُ أَيَّتَما حالٍ دَهاريرُ - ويقال: لا آتيك دَهْرَ الدَاهرين، أي أبداً. وفي الحديث: " لا تَسُبُّوا الدَهْرَ فإنَّ الدهرَ هو الله "، لأنهم كانوا يُضيفون النوازلَ إليه، فقيل لهم: لا تسبُّوا فاعلَ ذلك بكم، فإن ذلك هو الله تعالى. ويقال: دَهَرَ بهم أَمْرٌ، أي نزل بهم. وما ذاك بِدَهْري، أي عادتي. وما دَهْري بكذا، أي هِمَّتي قال مُتَمِّمُ ابن نويرة: لعمري وما دهري بِتأبِينِ هالِكٍ * ولا جَزَعاً مما أَصابَ فأَوْجَعا - والدُهْريُّ بالضم: المُسِنُّ. والدهرى بالفتح: الملحد. قال ثعلب: هما جميعا منسوبان إلى الدهر وهم ربما غيروا في النسب، كما قالوا سهلى بالضم للمنسوب إلى الارض السهلة. ودهورت الشئ، إذا جمعته ثم قذفته في مهواة. يقال: هو يدهور اللقم، إذا كبرها.
[دهر] نه فيه: لا تسبوا "الدهر"، كان من شأن العرب ذم الدهر وسبه عند النوازل ويقولون: أبادهم الدهر، وهو اسم للزمان الطويل ومدة الحياة الدنيا فنهوا عن سبه، أي لا تسبوا فاعلها فإنكم إذا سببتموه وقع السب على الله لأنه الفعال لما يريد، فإن الدهر هو الله، أي جالب الحوادث هو لا غيره، فوضع الدهر موضع الجالب لاشتهار الدهر عندهم به، وروى: فن الله هو الدهر، أي جالب الحوادث لا غير الجالب، ردًا لاعتقادهم أن جالبها الدهر. ك: يسب "الدهر" وأنا "الدهر" أي المدهر أي مقلب الدهر، وروى: الدهر- بالنصب، أي باق فيه، والإيذاء ونحوه من المتشابه، ويأول اليد بالقدرة. ط: وقيل هو ظرف أقلب، وتعقب بأنه لا فائدة للظرفية، فالرفع أولى بمعنى أنا المتصرف المدبر، أو أنا فاعل ما يضاف إلى الدهر من المسرة والمساءة، أو بحذف مضاف أي أنا مقلب الدهر، وهو يذعن لأمري لا اختيار له، فمن ذمه فقد ذمنى. ج: وأنكر الخطابي الرفع بأنه يقتضي كون الدهر من أسمائه الحسنى بل معناه على الظرفية أي أقلب الليل والنهار طول الزمان. بي: وذلك "الدهر" بالنصب أي ذلك مستمر في جميع الأزمان أي لا تختص مغفرة الذنوب بفرض واحد بل عام في فراض الدهر، نه وفيه:
فإن ذا الدهر أطوار دهارير
أي شديد نحو ليلة ليلاء. الزمخشري: هي تصاريف الدهر ونوائبه مشتق من لفظ الدهر ولا واحد له من لفظه، الأزهري: جمع الدهور أراد أن الدهر ذو حالين من بؤس ونعم. وفي ح أبي طالب: لولا أن قريشًا تقول دهره الجزع، لفعلت، من دهره أمر ذا أصابه مكروه. وفيه: ما ذاك "دهرك" أي همتك وإرادتك. وفي ح: النجاشي فلا "دهورة" اليوم على حزب إبراهيم. الدهورة جمعك الشيء وقذفك إياه في مهواة كأنه أراد لا ضيعة عليهم ولا يترك حفظهم وتعهدهم.
دهـر
دَهْر/ دَهَر [مفرد]: ج أَدْهار وأَدْهُر ودُهور:
1 - زمن الحياة الدُّنيا كلّها، مُدَّة بقاء الدُّنيا إلى انقضائها "الدّهرُ كالدّهر والأيّامُ واحدة ... والنّاس كالنّاس والدّنيا لمن غلبا- لاَ تَسُبُّوا الدَّهْرَ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الدَّهْرُ [حديث] " ° أتَى عليه الدَّهْر: أفناه وأهلكه- أكل عليه الدَّهر وشرِب: طال عمرُه وتأثّر بمرور الزَّمن عليه، بلي من القدم- بناتُ الدَّهر/ صروف الدَّهر: شدائده- تصاريف الدَّهْر: تقلُّباته، نوائبه ومصائبه- تقلُّبات الدَّهْر: الحوادث السَّعيدة أو المؤسفة التي تتتابع في الحياة- تمخَّض الدَّهْرُ بالفتنة: أتى بها وأظهرها- حِدْثان الدَّهْر/ أحداث الدَّهْر/ حوادث الدَّهْر/ أحوال الدَّهْر: نوائبُه ومصائبُه ودواهيه- عصَف به الدَّهرُ: أهلكه ودَمَّره، أباده- عضَّه الدَّهْرُ بنابه: أصابه بشرّه- قرَعتهم قوارعُ الدَّهْر: أصابتهم نوازلُه الشَّديدة- لا آتيك أَبَدَ الدَّهر: لا آتيك أبدا.
2 - مدَّة محدَّدة من الزمن.
3 - نازلة، مصيبة. 

دَهْرِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى دَهْر/ دَهَر.
2 - ملحد لا يؤمن بالآخرة يقول ببقاء الحياة الدنيا أو بأنّ العالم موجود أزلاً وأبدًا ولا صانعَ له "رَجُلٌ دَهرِيّ". 

دُهْرِيّ [مفرد]:
1 - دَهْريّ، ملحِد لا يؤمن بالآخرة يقول ببقاء الحياة الدنيا أو بأنّ العالم موجود أزلاً وأبدًا ولا صانعَ له.
2 - مُسِنٌّ "رجل دُهْريّ".
3 - حاذق. 

دَهْرِيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى دَهْر/ دَهَر.
2 - (سف) فرقة مادّيّة ظهرت في العهد العبَّاسيّ جحدت الصانع المُدبِّر وقالت بقدم الدَّهر، وبأنّ العالم لم يزل موجودًا كذلك بنفسه، كما أنكرت أيّ شيء لا يمكن إدراكُه بالحواسّ. 
دهر وَقَالَ أَبُو عبيد فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: لَا تسبوا الدَّهْر فَإِن اللَّه هُوَ الدَّهْر. 56 / ب قَوْله: / فَإِن اللَّه هُوَ الدَّهْر وَهَذَا لَا يَنْبَغِي لأحد من أهل الْإِسْلَام أَن يجهل وَجهه. وَذَلِكَ أَن أهل التعطيل يحتجون بِهِ على الْمُسلمين [قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: - وَقد رَأَيْت بعض من يتهم بالزندقة والدهرية يحْتَج بِهَذَا الحَدِيث وَيَقُول: أَلا ترَاهُ يَقُول: فَإِن اللَّه هُوَ الدَّهْر فَقلت: وَهل كَانَ أحد يسب اللَّه فِي آباد الدَّهْر وَقد قَالَ الْأَعْشَى فِي الْجَاهِلِيَّة الجهلاء:

[المنسرح]

اسْتَأْثر اللَّه بِالْوَفَاءِ وبال ... حمد وَولي الْمَلَامَة الرجُلاَ

وَإِنَّمَا تَأْوِيله عِنْدِي وَالله أعلم أَن الْعَرَب كَانَ شَأْنهَا أَن تذم الدَّهْر وتسبه عِنْد المصائب الَّتِي تنزل بهم من موت أَو هرم أَو تلف مَال أَو غير ذَلِك فَيَقُولُونَ: أَصَابَتْهُم قوارع الدَّهْر وأبادهم الدَّهْر وأتى عَلَيْهِم الدَّهْر فيجعلونه الَّذِي يفعل ذَلِك فيذمونه عَلَيْهِ وَقد ذَكرُوهُ فِي أشعارهم قَالَ الشَّاعِر يذكر قوما هَلَكُوا: [الْكَامِل]

فاستأثر الدَّهْر الغداةَ بهم ... والدهر يرميني وَلَا أرمي ... يَا دهر قد أكثرت فجعتنا ... بسراتنا ووقرت فِي العظمِ ... وسلبتَنا مَا لستَ تُعقبنا ... يَا دهر مَا أنصفت فِي الحكمِ

وَقَالَ عَمْرو بْن قميئة: [الطَّوِيل]

رمتني بَنَات الدَّهْر من حَيْثُ لَا أرى ... فَكيف بِمن يُرمي وَلَيْسَ برام فَلَو أَنَّهَا نبل إِذا لاتقيتها ... ولكنَّما أُرمي بِغَيْر سهامِ

على الراحتين مرّة وعَلى الْعَصَا ... أنوء ثَلَاثًا بعدهن قيامي

فَأخْبر أَن الدَّهْر فعل بِهِ ذَلِك نصف الْهَرم. وَقد أخبر اللَّه تَعَالَى بذلك عَنْهُم فِي كِتَابه [الْكَرِيم -] ثمَّ كذّبهم بقَوْلهمْ فَقَالَ {وَقَالُوْا مَا هِيَ إلاَ حَيَاتُنَا الدُنْيَا نَمُوْتُ وَنْحَيا وَمَا يُهْلِكُنَا إلاَّ الدَّهْرُ} قَالَ اللَّه عز وَجل {ومَا لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّوْنَ} فَقَالَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: لَا تسبّوا الدَّهْر على تَأْوِيل لَا تسبوا الَّذِي يفعل بكم هَذِه الْأَشْيَاء ويصيبكم بِهَذِهِ المصائب فَإِنَّكُم إِذا سببتم فاعلها فَإِنَّمَا يَقع السب على اللَّه تَعَالَى لِأَنَّهُ عز وَجل هُوَ الْفَاعِل لَهَا لَا الدَّهْر فَهَذَا وَجه الحَدِيث إِن شَاءَ الله لَا أعرف لَهُ وَجها غَيره. 
(د هـ ر)

الدَّهْرُ: الْأَبَد الْمَمْدُود، وَقيل: الدَّهْر: ألف سنة، وَقد حكى فِيهِ الدَّهْر، بِفَتْح الْهَاء، فإمَّا أَن يكون الدَّهْر والدَّهَرُ لغتين، كَمَا ذهب إِلَيْهِ البصريون فِي هَذَا النَّحْو، فَيقْتَصر على مَا سمع مِنْهُ، وَإِمَّا أَن يكون ذَلِك لمَكَان حرف الْحلق فيطرد فِي كل شَيْء، كَمَا ذهب إِلَيْهِ الْكُوفِيُّونَ، قَالَ أَبُو النَّجْم:

وجَبَلاً طَالَ مَعَداًّ فَاشْمَخَرّْ

أشَمَّ لَا يَسْطِيُعُهُ النَّاسُ الدَّهَرْ

وَجمع الدَّهرِ أدهُرٌ ودُهُورٌ، وَكَذَلِكَ جمع الدَّهَرِ، لأَنا لم نسْمع أدهارا، وَلَا سمعنَا فِيهِ جمعا إِلَّا مَا قدمنَا من جمع دَهْرٍ.

فَأَما قَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تسبوا الدَّهْر فَإِن الله هُوَ الدَّهْر " فَمَعْنَاه أَن مَا أَصَابَك من الدَّهْر فَالله فَاعله، لَيْسَ الدَّهْر، فَإِذا شتمت الدَّهْر فكأنك أردْت بِهِ الله.

وعامله مُداهَرَةً ودِهارا، من الدَّهْرِ، الْأَخير عَن اللحياني، وَكَذَلِكَ اسْتَأْجرهُ مُداهَرَة ودِهارًا، عَنهُ.

وَرجل دُهْرِىٌّ: قديم، نسب إِلَى الدَّهر وَهُوَ نَادِر، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: فَإِن سميت بدهر لم تقل إِلَّا دهري على الْقيَاس.

وَرجل دهري يَقُول بِبَقَاء الدَّهْر، وَهُوَ مولد.

والدَّهارِيرُ: أول الدَّهرِ فِي الزَّمَان الْمَاضِي وَلَا وَاحِد لَهُ، قَالَ الشَّاعِر:

حَتَّى كأنْ لمْ يكُن إِلَّا تذكُّرُة ... والدَّهرُ أيَّتَماَ حِين دهارير

ودُهورٌ دَهاريرُ: مُخْتَلفَة، على الْمُبَالغَة.

والدَّهرُ: النَّازِلَة.

ودَهَرَهُمْ أَمر: نزل بهم مَكْرُوه.

وَمَا دَهْرِي كَذَا، أَي مَا همتي وغايتي، قَالَ:

لَعَمْرِي وَمَا دَهْرِي بِتأبينِ هالكٍ ... وَلَا جَزعا ممَّا أصابَ فَأوْجَعا

والدَّهْوَرَةُ: جمعك الشَّيْء وقذفك بِهِ فِي مهواة. ودَهْوَرَ اللُّقَمَ مِنْهُ.

وَقيل: دَهْوَرَ اللقم: كبرها.

ودَهْوَرَ: سلح.

ودَهْوَرَ كَلَامه: قحَّم بعضه فِي إِثْر بعض.

ودَهْوَرَ الْحَائِط: دَفعه فَسقط.

وتْدَهَوَرَ اللَّيْل: أدبَرَ.

والدَّهْوَرِيُّ من الرِّجَال: الصلب الضَّرْب.

ودَهْرٌ، ودُهَيرٌ، وداهِرٌ: أَسمَاء.

ودَهْرٌ: اسْم مَوضِع، قَالَ لبيد بن ربيعَة: وأصبحَ راسِيا بِرُضامِ دَهْرٍ ... وسالَ بِهِ الخَمائِلُ فِي الرِّهامِ

والدَّوَاهِرُ: ركايا مَعْرُوفَة، قَالَ الفرزدق:

إِذا لأتى الدَّواهِرَ عَنْ قَريبٍ ... بِخِزْيٍ غَيرِ مَصروفِ العِقالِ

دهر

1 دَهَرَهُمْ أَمْرٌ, (JK, A, K,) and دَهَرَ بِهِمْ أَمْرٌ, (S, TA,) aor. ـَ (K,) An event befell them (S, A) from fate, or fortune: (A:) or an evil event befell them. (JK, K.) In a trad. respecting the death of Aboo-Tálib occur these words [as said by him]: لَوْ لَا أَنًّ قُرَيْشًا تَقُولُ دَهَرَهُ الجَزَعُ لَفَعَلْتُ [Were it not that the tribe of Kureysh would say, Impatience hath befallen him, (or, perhaps, constrained him, from دَهْرٌ signifying “fate,” or overcome him, see what follows,) I would do it]. (TA.) b2: دَهَرَهُ, (Bd in xlv. 23,) inf. n. دَهْرٌ, (K,) He overcame, conquered, subdued, overpowered, or mastered, him; gained the mastery, prevailed, or predominated, over him; or surpassed him. (Bd ubi suprà, B, * K.) 3 عَامَلَهُ مُدَاهَرَةٌ and دِهَارًا is like مُشَاهَرَةً [i. e. it means He made an engagement, or a contract, or bargain, with him to work, or the like, for a long period, or for a constancy; like as مُشَاهَرَةً means“for a month”]. (K.) And in like manner one says, اِسْتَأْجَرَهُ مُدَاهَرَةً and دِهَارًا [He hired him for a long period, or for a constancy]. (Lh, TA.) Q. Q. 1 دَهْوَرَهُ, (S, K,) inf. n. دَهْوَرَةٌ, (TA,) He collected it together, and threw it into a deep place. (S, K.) b2: He pushed it, namely, a wall, so that it fell. (K.) b3: دهوراللُّقَمَ He made the mouthfuls large, (S, A,) or round, (Az,) and gulped them down. (Az, A.) Q. Q. 2 تَدَهْوَرَ It (sand) poured down, and for the most part fell. (Msb.) b2: And hence, He, or it, fell down, from a higher to a lower place. (Msb.) b3: And It (the night) for the most part went: (Msb:) or departed, or retreated. (K, TA.) دَهْرٌ (T, S, M, K, &c.) and ↓ دَهَرٌ, (M, K,) the latter either a dial. var., agreeably with the opinion of the Basrees in cases of this kind, and therefore such cases are limited by the authority of hearsay, or it is so written and pronounced because of the guttural letter, and so is accordant to a universal rule, agreeably with the opinion of the Koofees, (ISd,) Time, from the beginning of the world to its end; (Esh-Sháfi'ee, Az, Msb, Er-Rághib;) as also حِينٌ: (Esh-Sháfi'ee, Az:) this is the primary signification: (Er-Rághib:) and any long period of time; (Z, Mgh, K, Er-Rághib;) thus differing from زَمَانٌ, which will be explained below: (Er-Rághib:) and a portion of the longest period of time: (Az:) or دَهْرٌ signifies, (S, A,) or signifies also, (Az, Msb,) time; or a time; or a space, or period, of time; syn. زَمَانٌ, (Sh, Az, S, A, Mgh, Msb,) whether long or short: (Msb:) or this is the proper signification of زَمَانٌ, but not of دَهْرٌ: (Er-Rághib:) and (tropical:) a division of the year: and (tropical:) a less period: (Az, Msb:) Az says, I have heard more than one of the Arabs say, أَقَمْنَا عَلَى مَآءِ كَذَا دَهْرًا [We stayed at such a water a long time, or a time]; and هٰذَا المَرْعَى يَكْفِينَا دَهْرًا [This pasture-land will suffice us a long time, or a time]; but one does not say that الدَّهْرُ is four times, or four seasons, because its application to (tropical:) a short period of time is tropical, and an extension of its proper signification: (Msb:) or it signifies i. q. أَبَدٌ [meaning a long unlimited time; or an extended indivisible space of time; or duration without end; time without end]; (S, Msb;) it differs from زَمَانٌ in having no end: (Khálid Ibn-Yezeed:) or a prolonged, or lengthened, term; syn. أَبَدٌ مَمْدُودٌ: (K, in some copies of which, in the place of ابد, we find أَمَد:) and (tropical:) the period, or duration, of life; an age: (Kull p. 183:) the present state of existence: (Msb:) and (assumed tropical:) a thousand years: (K:) pl. [of pauc.] أَدْهُرٌ (K) and [of mult.] دُهُورٌ: (S, A, K:) both said to be pls. of دَهْرٌ, and no other pls. are known as those of دَهَرٌ; the form أَدْهَارٌ not having been heard. (TA.) b2: You say مَضَى عَلَيْهِ دَهْرٌ and دُهُورٌ [A long time and long times, or an age and ages, &c., passed over him, or it]. (A.) b3: And كَانَ ذٰلِكَ دَهْرَ النَّجْمِ That was in the time of God's creation of the stars; meaning, in the beginning of time; in ancient time. (A.) b4: [And فِى أَوَّلِ الدَّهْرِ In the beginning of time. (A.) b5: [And يَبْقَى الدَّهْرَ It remains for ever. b6: And لَا آتِيهِ الدَّهْرَ I will not come to him, ever. See also دَاهِرٌ.] b7: And صَامَ الدَّهْرَ [He fasted ever, or always]. (TA in art. اول, &c. [See a trad. cited voce آلَ, in that art.]) b8: [Hence, because, in one sense, time brings to pass events, good and evil,] الدَّهْرُ was applied by the Arabs to Fortune; or fate: and they used to blame and revile it: and as the doing so was virtually blaming and reviling God, since events are really brought to pass by Him, Mohammad forbade their doing thus. (Az, Mgh, TA, &c.) It is said in a trad., لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فَإِنَّ الدَّهْرَ هُوَ اللّٰهُ, (S, Mgh, TA, &c.,) or, accord. to one reading, فَإِنَّ اللّٰهُ هُوَ الدَّهْرُ, (Az, Mgh, TA, &c.,) in which some explain الدهر in the first proposition as having a different meaning from that which it has in the second, whereas others assign to it the same meaning in both cases: (TA:) the meaning of the trad. is, Revile ye not [fortune, or] the Efficient of fortune; for the Efficient of fortune is God: (Az, S, TA, &c.:) or, accord. to the second reading, for God is the Efficient of fortune. (TA.) Hence, (TA,) some reckon الدَّهْرُ as one of the names of God: (K, &c.:) but some disallow this: and some say that it is allowable if meant to signify, as rendered above, the Efficient of fortune. (TA, &c.) b9: زَوْجُ دَهْرٍ A husband prepared for the accidents or calamities of fortune. (S in art. بهر. [See بَهْرٌ.]) b10: دَهْرٌ also signifies An evil event or accident; a misfortune; a calamity. (K.) See also دَهَارِيرُ.

[And see 1.] b11: Also A purpose; an intention: (S, K:) a desire: (TA:) the scope, or end that one has in view. (K, TA.) You say, مَا دَهْرِى

بِكَذَا, (S, TA,) and مَا دَهْرِى كَذَا, (TA,) My purpose, or intention, (S, TA,) and my desire, and my scope, or the end that I have in view, (TA,) is not such a thing. (S, TA.) b12: Also (tropical:) A custom, or habit, (S, K,) that is constant, or permanent, (Kull p. 183,) or that lasts throughout life. (TA.) You say, مَا ذَاكَ بِدَهْرِى (tropical:) That is not my custom, or habit, (S,) that lasts throughout my life: (TA:) and مَا دَهْرِى بِكَذَا (tropical:) My habit throughout life is not so. (TA.) دَهَرٌ: see دَهْرٌ.

دَهْرِىٌّ (S, A, Msb, K) and ↓ دُهْرِىٌّ (K) One who deviates from the truth, and introduces into it that which does not belong to it, syn. مُلْحِدٌ; (S, A;) who asserts that the duration of the present world is from eternity, (A, Msb,) or that it is everlasting, (K,) and does not believe in the resurrection, (Msb,) or in the world to come. (TA.) b2: And the latter, (S, A, Msb, K,) or the former, (IAmb,) An old, or aged, man. (IAmb, S, A, Msb, K.) Th says that both are rel. ns. from الدَّهْرُ, though the latter is contr. to rule, [as is also remarked in the Msb,] like سُهْلِىٌّ from الأَرْضُ السَّهْلَةُ. (S.) b3: Some say also that the latter signifies An acute, or ingenious, or expert, man. (TA.) دُهْرِىٌّ: see the next preceding paragraph.

دِهْرَارٌ: see دَهَارِيرُ.

دُهرُورٌ: see دَهَارِيرُ.

دِهْرِيرٌ: see دَهَارِيرُ.

دَهيِرٌ: see دَاهِرٌ.

دَهَارِيرُ, a pl. without a sing.; (K, TA;) or its sing. is ↓ دَهْرٌ, like as the sing. of مَذَاكِيرُ is ذَكَرٌ, and that of مَشَابِهُ, شَبَهٌ; or its sing. is ↓ دُهْرُورٌ, or ↓ دِهْرَارٌ, [in the TA written by mistake دهرات,] or ↓ دِهْرِيرٌ; (TA;) Misfortunes; calamities: as in the phrase وَقَعَ فِى الدَّهَارِيرِ He fell into misfortunes, or calamities. (A, TA.) b2: Also Severe, or calamitous. (S.) It is said in a trad. of Sateeh, فَإِنَّ ذَا الدَّهْرَ أَطْوَارًا دَهَارِيرُ [For verily this age is at times calamitous]. (TA.) دَهْرٌ دَهَارِيرُ, A severe, or calamitous, age, is a phrase like لَيْلَةُ لَيْلَآءُ, and نَهَارٌ أَنْهَرُ, &c.: (S:) [see also دَاهِرٌ:] and it also signifies a time of two states, adverse and prosperous: (TA:) and دُهُورٌ دَهَارِيرٌ, various, or varying, times: (K:) or long times. (A.) [See دَاهِرٌ.] b3: Also دَهَارِيرُ [or rather, as IbrD says, دَهْرُ الدَّهَارِيرِ, for this has the signification immediately following,] The beginning of time past: and [absolutely] preceding, or past, time. (K, TA.) You say كَانَ ذٰلِكَ فِى

دَهْرِ الدَّهَارِيرِ [That was in the beginning of past time: or in the time of by-gone ages]. (TA.) دَهْرٌ دَاهِرٌ (S, K) and ↓ دَهْرٌ دَهِيرٌ (K) are phrases in which the epithet has an intensive effect, [meaning A long, or an endless, period, or course, of time,] (K,) like أَبَدٌ أَبِيدٌ (S, TA) and أَبَدٌ آبِدٌ: (TA:) or a severe, or calamitous, age. (TA.) [See also دَهَارِيرُ.] b2: لَا آتِيكَ دَهْرَ الدَّهِرِينَ I will not come to thee, ever: (S, K:) similar to the phrase أَبَدَ الآبِدِينَ. (TA.) هُمْ مَدْهُورٌ بِهِمٌ, and مَدْهُورُونَ, They are afflicted with an evil event. (K.)

دهر: الدَّهْرُ: الأَمَدُ المَمْدُودُ، وقيل: الدهر أَلف سنة. قال ابن

سيده: وقد حكي فيه الدَّهَر، بفتح الهاء: فإِما أَن يكون الدَّهْرُ

والدَّهَرُ لغتين كما ذهب إِليه البصريون في هذا النحو فيقتصر على ما سمع منه،

وإِما أَن يكون ذلك لمكان حروف الحلق فيطرد في كل شيء كما ذهب إِليه

الكوفيون؛ قال أَبو النجم:

وجَبَلاَ طَالَ مَعَدّاً فاشْمَخَرْ،

أَشَمَّ لا يَسْطِيعُه النَّاسُ، الدَّهَرْ

قال ابن سيده: وجمعُ الدَّهْرِ أَدْهُرٌ ودُهُورٌ، وكذلك جمع الدَّهَرِ

لأَنا لم نسمع أَدْهاراً ولا سمعنا فيه جمعاً إِلاَّ ما قدّمنا من جمع

دَهْرٍ؛ فأَما قوله، صلى الله عليه وسلم: لا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فإِن

الله: هو الدَّهْرُ؛ فمعناه أَن ما أَصابك من الدهر فالله فاعله ليس الدهر،

فإِذا شتمت به الدهر فكأَنك أَردت به الله؛ الجوهري: لأَنهم كانوا يضيقون

النوازل إِلى الدهر، فقيل لهم: لا تسبوا فاعل ذلك بكم فإِن ذلك هو الله

تعالى؛ وفي رواية: فإِن الدهر هو الله تعالى؛ قال الأَزهري: قال أَبو عبيد

قوله فإِن الله هو الدهر مما لا ينبغي لأَحد من أَهل الإِسلام أَن يجهل

وجهه وذلك أَن المُعَطِّلَةَ يحتجون به على المسلمين، قال: ورأَيت بعض من

يُتهم بالزندقة والدَّهْرِيَّةِ يحتج بهذا الحديث ويقول: أَلا تراه يقول

فإِن الله هو الدهر؟ قال: فقلت وهل كان أَحد يسب الله في آباد الدهر؟

وقد قال الأَعشى في الجاهلية:

اسْتَأْثرَ اللهُ بالوفاءِ وبالْـ

ـحَمْدِ، وَوَلَّى المَلامَةَ الرَّجُلا

قال: وتأْويله عندي أَن العرب كان شأْنها أَن تَذُمَّ الدهر وتَسُبَّه

عند الحوادث والنوازل تنزل بهم من موت أَو هَرَمٍ فيقولون: أَصابتهم قوارع

الدهر وحوادثه وأَبادهم الدهر، فيجعلون الدهر الذي يفعل ذلك فيذمونه،

وقد ذكروا ذلك في أَشعارهم وأَخبر الله تعالى عنهم بذلك في كتابه العزيز ثم

كذبهم فقال: وقالوا ما هي إِلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا

إِلاَّ الدهر؛ قال الله عز وجل: وما لهم بذلك من علم إِن هم إِلاَّ يظنون.

والدهر: الزمان الطويل ومدّة الحياة الدنيا، فقال النبي، صلى الله عليه

وسلم: لا تسبوا الدهر، على تأْويل: لا تسبوا الذي يفعل بكم هذه الأَشياء

فإِنكم إِذا سببتم فاعلها فإِنما يقع السب على الله تعالى لأَنه الفاعل لها

لا الدهر، فهذا وجه الحديث؛ قال الأَزهري: وقد فسر الشافعي هذا الحديث

بنحو ما فسره أَبو عبيد فظننت أَن أَبا عبيد حكى كلامه، وقيل: معنى نهي

النبي، صلى الله عليه وسلم، عن ذم الدهر وسبه أَي لا تسبوا فاعل هذه

الأَشياء فإِنكم إِذا سببتموه وقع السب على الله عز وجل لأَنه الفعال لما يريد،

فيكون تقدير الرواية الأُولى: فإِن جالب الحوادث ومنزلها هو الله لا

غير، فوضع الدهر موضع جالب الحوادث لاشتهار الدهر عندهم بذلك، وتقدير

الرواية الثانية: فإِن الله هو الجالب للحوادث لا غير ردّاً لاعتقادهم أَن

جالبها الدهر.

وعامَلَهُ مُدَاهَرَةً ودِهاراً: من الدَّهْرِ؛ الأَخيرة عن اللحياني،

وكذلك اسْتَأْجَرَهُ مُدَاهَرَةً ودِهاراً؛ عنه. الأَزهري: قال الشافعي

الحِيْنُ يقع على مُدَّةِ الدنيا، ويوم؛ قال: ونحن لا نعلم للحين غاية،

وكذلك زمان ودهر وأَحقاب، ذكر هذا في كتاب الإِيمان؛ حكاه المزني في مختصره

عنه. وقال شمر: الزمان والدهر واحد؛ وأَنشد:

إِنَّ دَهْراً يَلُفُّ حَبْلِي بِجُمْلٍ

لَزَمَانٌ يَهُمُّ بالإِحْسانِ

فعارض شمراً خالد بن يزيد وخطَّأَه في قوله الزمان والدهر واحد وقال:

الزمان زمان الرطب والفاكهة وزمان الحرّ وزمان البرد، ويكون الزمان شهرين

إِلى ستة أَشهر والدهر لا ينقطع. قال الأَزهري: الدهر عند العرب يقع على

بعض الدهر الأَطول ويقع على مدة الدنيا كلها. قال: وقد سمعت غير واحد من

العرب يقول: أَقمنا على ماء كذا وكذا دهراً، ودارنا التي حللنا بها تحملنا

دهراً، وإِذا كان هذا هكذا جاز أَن يقال الزمان والدهر واحد في معنى دون

معنى. قال: والسنة عند العرب أَربعة أَزمنة: ربيع وقيظ وخريف وشتاء، ولا

يجوز أَن يقال: الدهر أَربعة أَزمنة، فهما يفترقان. وروى الأَزهري بسنده

عن أَبي بكر. رضي الله عنه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال:

أَلا إِنَّ الزمانَ قد اسْتَدارَ كهيئته يومَ خَلَق اللهُ السمواتِ

والأَرضَ، السنةُ اثنا عشر شهراً، أَربعةٌ منها حُرُمٌ: ثلاثَةٌ منها متوالياتٌ:

ذو القَعْدَةِ وذو الحجة والمحرّم، ورجب مفرد؛ قال الأَزهري: أَراد

بالزمان الدهر. الجوهري: الدهر الزمان. وقولهم: دَهْرٌ دَاهِرٌ كقولهم أَبَدٌ

أَبِيدٌ، ويقال: لا آتيك دَهْرَ الدَّاهِرِين أَي أَبداً. ورجل

دُهْرِيٌّ: قديم مُسِنٌّ نسب إِلى الدهر، وهو نادر. قال سيبويه: فإِن سميت

بِدَهْرٍ لم تقل إِلاَّ دَهْرِيٌّ على القياس. ورجل دَهْرِيٌّ: مُلْحِدٌ لا

يؤمن بالآخرة، يقول ببقاء الدهر، وهو مولَّد. قال ابن الأَنباري: يقال في

النسبة إِلى الرجل القديم دَهْرِيٌّ. قال: وإِن كان من بني دَهْرٍ من بني

عامر قلت دُهْرِيٌّ لا غير، بضم الدال، قال ثعلب: وهما جميعاً منسوبان

إِلى الدَّهْرِ وهم ربما غيروا في النسب، كما قالوا سُهْلِيٌّ للمنسوب إِلى

الأَرض السَّهْلَةِ. والدَّهارِيرُ: أَوّل الدَّهْرِ في الزمان الماضي،

ولا واحد له؛ وأَنشد أَبو عمرو بن العلاء لرجل من أَهل نجد، وقال ابن بري:

هو لِعثْيَر

(* قوله: «هو لعثير إلخ» وقيل لابن عيينة المهلبي، قاله

صاحب القاموس في البصائر كذا بخط السيد مرتضى بهامش الأَصل). بن لبيد

العُذْرِيِّ، قال وقيل هو لِحُرَيْثِ بن جَبَلَةَ العُذْري:

فاسْتَقْدِرِ اللهَ خَيْراً وارْضَيَنَّ بهِ،

فَبَيْنَما العُسْرُ إِذا دَارَتْ مَيَاسِيرُ

وبينما المَرْءُ في الأَحياءِ مُغْتَبَطٌ،

إِذا هُوَ الرَّمْسُ تَعْفُوهُ الأَعاصِيرُ

يَبْكِي عليه غَرِيبٌ ليس يَعْرِفُهُ،

وذُو قَرَابَتهِ في الحَيِّ مَسْرُورُ

حتى كأَنْ لم يكن إِلاَّ تَذَكُّرُهُ،

والدَّهْرُ أَيَّتَمَا حِينٍ دَهارِيرُ

قوله: استقدر الله خيراً أَي اطلب منه أَن يقدر لك خيراً. وقوله: فبينما

العسر، العسر مبتدأٌ وخبره محذوف تقديره فبينما العسر كائن أَو حاضر.

إِذ دارت مياسير أَي حدثت وحلت، والمياسير: جمع ميسور. وقوله: كأَن لم يكن

إِلاَّ تذكره، يكن تامة وإِلاَّ تذكره فاعل بها، واسم كأَن مضمر تقديره

كأَنه لم يكن إِلاَّ تذكره، والهاء في تذكره عائدة على الهاء المقدّرة؛

والدهر مبتدأٌ ودهارير خبره، وأَيتما حال ظرف من الزمان والعامل فيه ما في

دهارير من معنى الشدّة. وقولهم: دَهْرٌ دَهارِيرٌ أَي شديد، كقولهم:

لَيْلَةٌ لَيْلاءُ ونهارٌ أَنْهَرُ ويومٌ أَيْوَمُ وساعَةٌ سَوْعاءُ. وواحدُ

الدَّهارِيرَ دَهْرٌ، على غير قياس، كما قالوا: ذَكَرٌ ومَذاكِيرُ

وشِبْهٌ ومَشَابهِ، فكأَنها جمع مِذْكارٍ ومُشْبِهٍ، وكأَنّ دَهارِير جمعُ

دُهْرُورٍ أَو دَهْرار. والرَّمْسُ: القبر. والأَعاصير: جمع إِعصار، وهي

الريح تهب بشدّة. ودُهُورٌ دَهارِير: مختلفة على المبالغة؛ الأَزهري: يقال

ذلك في دَهْرِ الدَّهارِير. قال: ولا يفرد منه دِهْرِيرٌ؛ وفي حديث

سَطِيح:فإِنَّ ذا الدَّهْرَ أَطْواراً دَهارِيرُ

قال الأَزهري: الدَّهارير جمع الدُّهُورِ، أَراد أَن الدهر ذو حالين من

بُؤْسٍ ونُعْمٍ. وقال الزمخشري: الدهارير تصاريف الدهر ونوائبه، مشتق من

لفظ الدهر، ليس له واحد من لفظه كعباديد. والدهر: النازلة. وفي حديث موت

أَبي طالب: لولا أَن قريشاً تقول دَهَرَهُ الجَزَعُ لفعلتُ. يقال: دَهَرَ

فلاناً أَمْرٌ إِذا أَصابه مكروه، ودَهَرَهُمْ أَمر نزل بهم مكروه،

ودَهَرَ بهم أَمرٌ نزل بهم. وما دَهْري بكذا وما دَهْري كذا أَي ما هَمِّي

وغايتي. وفي حديث أُم سليم: ما ذاك دَهْرُكِ. يقال: ما ذاكَ دَهْرِي وما

دَهْرِي بكذا أَي هَمِّي وإِرادتي؛ قال مُتَمِّم ابن نُوَيْرَةَ:

لَعَمْرِي وما دَهْرِي بِتَأْبِينِ هالِكٍ،

ولا جَزَعاً مما أَصابَ فأَوْجَعَا

وما ذاك بِدَهْري أَي عادتي.

والدَّهْوَرَةُ: جَمْعُك الشيءَ وقَذْفُكَ به في مَهْوَاةٍ؛ ودَهْوَرْتُ

الشيء: كذلك. وفي حديث النجاشي: فلا دَهْوَرَة اليومَ على حِزْبِ

إِبراهيم، كأَنه أَراد لا ضَيْعَةَ عليهم ولا يترك حفظهم وتعهدهم، والواو

زائدة، وهو من الدَّهْوَرَة جَمْعِكَ الشيء وقَذْفِكَ إِياه في مَهْوَاةٍ؛

ودَهْوَرَ اللُّقَمَ منه، وقيل: دَهْوَرَ اللُّقَمَ كبَّرها. الأَزهري:

دَهْوَرَ الرجلُ لُقَمَهُ إِذا أَدارها ثم الْتَهَمَها. وقال مجاهد في قوله

تعالى: إِذا الشمس كُوِّرَتْ، قال: دُهْوِرَتْ، وقال الربيع بن خُثَيْمٍ:

رُمِيَ بها. ويقال: طَعَنَه فَكَوَّرَهُ إِذا أَلقاه. وقال الزجاج في

قوله: فكُبْكِبُوا فيها هم والغَاوونَ؛ أَي في الجحيم. قال: ومعنى كبكبوا

طُرِحَ بعضهم على بعض، وقال غيره من أَهل اللغة: معناه دُهْوِرُوا.

ودَهْوَرَ: سَلَحَ. ودَهْوَرَ كلامَه: قَحَّمَ بعضَه في إِثر بعض. ودَهْوَرَ

الحائط: دفعه فسقط. وتَدَهْوَرَ الليلُ: أَدبر.

والدَّهْوَرِيُّ من الرجال: الصُّلْبُ الضَّرْب.

الليث: رجل دَهْوَرِيُّ الصوت وهو الصُّلْبُ الصَّوْتِ؛ قال الأَزهري:

أَظن هذا خطأَ والصواب جَهْوَرِيُّ الصوت أَي رفيع الصوت.

ودَاهِرٌ: مَلِكُ الدَّيْبُلِ، قتله محمد بن القاسم الثقفي ابن عمر

الحجاج فذكره جرير وقال:

وأَرْضَ هِرَقْل قد ذَكَرْتُ وداهِراً،

ويَسْعَى لكم من آلِ كِسْرَى النَّواصِفُ

وقال الفرزدق:

فإِني أَنا الموتُ الذي هو نازلٌ

بنفسك، فانْظُرْ كيف أَنْتَ تُحاوِلُهْ

فأَجابه جرير:

أَنا الدهرُ يُفْني الموتَ، والدَّهْرُ خالدٌ،

فَجِئْني بمثلِ الدهرِ شيئاً تُطَاوِلُهْ

قال الأَزهري: جعل الدهر الدنيا والآخرة لأَن الموت يفنى بعد انقضاء

الدنيا، قال: هكذا جاء في الحديث.

وفي نوادر الأَعراب: ما عندي في هذا الأَمر دَهْوَرِيَّة ولا

رَخْوَدِيَّةٌ أَي ليس عندي فيه رفق ولا مُهاوَدَةٌ ولا رُوَيْدِيَةٌ ولا

هُوَيْدِيَةٌ ولا هَوْدَاء ولا هَيْدَاءُ بمعنى واحد.

ودَهْرٌ ودُهَيْرٌ ودَاهِرٌ: أَسماء. ودَهْرٌ: اسم موضع، قال لبيد بن

ربيعة:

وأَصْبَحَ رَاسِياً بِرُضَامِ دَهْرٍ،

وسَالَ به الخمائلُ في الرِّهامِ

والدَّوَاهِرُ: رَكايا معروفة؛ قال الفرزدق:

إِذاً لأَتَى الدَّوَاهِرَ، عن قريبٍ،

بِخِزْيٍ غيرِ مَصْرُوفِ العِقَالِ

دهر
: (الدَّهْرُ قد يُعدُّ فِي الأَسماءِ الحُسْنَى) ، لِمَا وَرَدَ فِي الحَدِيث الصَّحيح الَّذِي رَواه أَبو هُرَيْرَةَ يَرْفَعه. قَالَ الله تَعَالَى: (يُؤْذِينِي ابْن آدم يسب الدَّهْر وَإِنَّمَا أَنا الدَّهْر أقلب اللَّيْل وَالنَّهَار) . كَمَا فِي الصَّحِيحَين وغَيْرِهما وَفِي حديثٍ آخرَ: (لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فإِنَّ اللَّهَ هُوَ الدَّهْرُ) وَفِي رِوَايَة أخْرَى (فإِنّ الدَّهْرَ هُوَ الله تَعَالَى) . قَالَ شيخُنا: وعَدُّه فِي الأَسْماءِ الحُسْنَى من الغَرَابة بمَكَانٍ مَكِينٍ، وَقد رَدَّه الحافِظ بنُ حَجَر، وتَعَقَّبَه فِي مَواضِعَ من فَتْحِ البَارِي، وبسَطَه فِي التَّفْسِير وَفِي الأَدب وَفِي التَّوْحِيد، وأَجاد الكلامَ فِيهِ شُرَّاحُ مُسْلِم أَيضاً عِياضٌ والنَّوَوِيّ والقُرْطُبِيُّ وغيرُهُم، وجَمَع كَلامَهم الآبِي فِي الإِكمال. وَقَالَ عِياضٌ: القَوْلُ بأَنَّه من أسماءِ اللَّهِ مَرْدُودٌ غَلَطٌ لَا يَصِحّ، بل هُو مُدَّةُ زَمَانِ الدُّنْيَا، انْتهى.
وَقَالَ الجوهريّ فِي مَعنَى لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ، أَي مَا أَصابَاك من الدَّهْر فاللَّهُ فاعِلُه لَيْس الدَّهْر، فإِذا شتَمْت بِهِ الدَّهْرَ فكأَنَّك أَردْتَ بِهِ اللَّهَ؛ لأَنهم كَانُوا يُضِيفون النَّوَازِلَ إِلى الدَّهْرِ، فَقيل لَهُم: لَا تَسُبُّوا فاعِلَ ذالك بكم، فإِن ذالِك هُو الله تَعَالَى.
ونقَلَ الأَزهرِيّ عَن أَبي عُبَيْد فِي قَوْله: (فإِن الله هُوَ الدَّهْر) مِمَّا لَا يَنْبَغِي لأَحَد من أَهْلِ الإِسْلام أَن يَجْهَل وَجْهَه، وذالك أَن المُعَطِّلة يَحتَجُّون بِهِ على المُسْلِمِين، قَالَ: ورأَيتُ بعضَ مَنْ يُتَّهم بالزَّنْدَقة والدَّهْرِيّة يَحْتَجُّ بهاذا الحَدِيث وَيَقُول: أَلاَ تَراه يَقُول: (فإِنَّ اللَّهَ هُوَ الدَّهْر) . قَالَ: فقُلتُ: وَهل كَانَ أَحَدٌ يَسُبُّ اللَّهَ فِي آبادِ الدَّهْر. وَقد قَالَ الأَعْشَى فِي الجَاهِليّة:
اسْتَأْثَر اللَّهُ بالوفاءِ وبِالْ
حَمْد ووَلأ المَلامَةَ الرَّجُلاَ
قَالَ: وتأْوِيلُه عِنْدِي أَنَّ العَرَب كانَ شأْنُها أَن تَذُمَّ الدّهْرَ وتَسُبَّه عِنْد الحوادِثِ والنوازِلِ تَنلإِلُ بهم، من مَوْت أَوْ هَرَم، فَيَقُولُونَ أَصابَتْهُم قَوَراِعُ الدَّهْرِ وحَوادِثُه، وأَبادَهم الدَّهْرُ، فيَجْعَلُون الدَّهْرَ الَّذِي يَفعل ذالك فيَذُمُّونه، وَقد ذع 2 روا ذالك فِي أَشْعَارهم، وأَخْبَر الله تعالَى عَنْهُم بذالك فِي كِتابِه العَزِيز، فنهاهم النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن ذالك وَقَالَ (لَا تَسُبُّوا الدّهرَ) على تأْوِيل لَا تَسُبُّوا الَّذِي يَفْعَلُ بكُم هاذِه الأَشْيَاءَ، فإِنَّكُم إِذا سَبَبْتم فاعِلَهَا فَإِنَّمَا يَقَع السَّبُّ على الله، لأَنّه الفاعلُ لَهَا لَا الدَّهْر. فَهذا وَجْهُ الحَدِيثِ.
قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَقد فَسَّر الشَّافِعِيُّ هاذا الحديثَ بنَحْوِ مَا فَسَّرَه أَبو عُبَيْد، فظَنَتْت أَنَّ أَبَا عُبَيْد حَكَى كلامَه.
وَقَالَ المُصَنِّف فِي البَصَائر: وَالَّذِي يُحَقِّق هاذا الموضِع ويَفْصِل بَين الرِّوايَتَيْن هُوَ قَوْله: (فإِنَّ الدَّهْرَ هُوَ الله) ، حَقِيقَتُه: فإِنَّ جالبَ الحوادثِ هُوَ اللَّهُ لَا غَيْرُ، فوضَعَ الدَّهْرَ مَوْضِعَ جالِبِ الحَوَادِثِ، كَمَا تَقول: إِنَّ أَبا حَنِيفَة أَبُو يُوسفَ، تُرِيد أَن النِّهَايَة فِي الفِقْه هُوَ أَبُو يُوسفَ لَا غَيره. فتضع أَبا حَنِيفَة مَوْضع ذالِك لشُهْرَتِه بالتَّناهِي فِي فِقْهِه، كَمَا شُهِرَ عندَهم الدَّهْرُ بجَلْبِ الحوادثِ.
ومعنَى الروايَةِ الثانيةِ (إِنَّ اللَّهَ هُو الدَّهْر) ، فإِنَّ اللَّهَ هُوَ الجالِبُ للحوادثِ لَا غَيْرُ، رَدًّا لاعتقادِهم أَنْ جالبَها الدَّهْرُ، كَمَا إِذا قلتَ: إِنَّ أَبا يُوسَف أَبو حَنِيفَةَ، كَانَ المعنَى أَنَّه النِّهَايَة فِي الفِقْه. وَقَالَ بعضُهُم: الدَّهْر الثانِي فِي الحَدِيث غيرُ الأَوّل، وإِنما هُوَ مَصْدَرٌ بمعنَى الفاعلِ، ومَعْنَاه إِنَّ الله هُوَ الدَّهْر، أَي المُصرِّف المُدَبِّر المُفِيض لِمَا يَحْدُث، انْتهى.
قلتُ: وَمَا ذَكَره من التَّفْصِيل وتأْويلِ الرِّوايَتَيْن فَهُوَ بعَيْنه نَصُّ كَلَام الأَزْهَرِيّ فِي التَّهْذِيب، مَا عَدا التَّمْثِيل بأَبِي يُوسفَ وأَبِي حنيفَة.
وأَما القَوْلُ الأَخِيرُ الَّذِي عَزَاه لبَعْضهم فقد صَرّحوا بِهِ، واستَدَلُّوا بالآيةِ {يُدَبّرُ الاْمْرَ يُفَصّلُ الآيَاتِ} (الرَّعْد: 2) ، ونسبُوه للراغِب.
وَقد عَدَّ المُدَبِّرَ فِي الأَسماءِ الحَسَنِى الحَاكْمُ والفِرْيَابِيّ مِن رِوَاية عبد الْعَزِيز بن الحُصَيْن، كَمَا نَقله شيخُنا عَن الفَتْح، ولاكن يخالِفُه مَا فِي المُفْردات لَهُ بَعْد ذِكرِ مَعْنَى الدَّهْرِ تأْوِيل الحَدِيث بنَحْوٍ من كلامِ الشافعيّ وأَبي عُبَيْد، فليُتَأَمَّل ذالك.
قَالَ شيخُنَا: وكأَنّ المُصَنِّف رَحِمه اللَّهُ قَلَّد فِي ذالك الشَّيْخَ مُحْيِيَ الدِّينِ ابنَ عَرِبيّ قُدِّسَ سِرُّه، فإِنَّه قَالَ فِي الْبَاب الثَّالِث وَالسبْعين من الفتوحات: الدَّهرُ من الأَسماءِ الحُسْنَى، كَمَا وَرَدَ فِي الصّحيح. وَلَا يُتَوَهَّم من هاذا القولِ الزَّمَانُ المعرُوف الَّذِي نَعُدُّه من حَرَكَاتِ الأَفْلاَكِ ونَتَخَيَّل من ذالِك دَرَجَاتِ الفَلَك الَّتِي تَقَطَعها الكواكبُ، ذالِك هُوَ الزَّمَان، وكلامُنا إِنَّمَا هُوَ فِي الاسمِ: الدَّهْرِ، ومَقَاماتِه الَّتِي ظهر عَنْهَا الزمانُ، انْتهى.
ونَقَلَه الشيخُ إِبراهيم الكُورانيّ شَيْخُ مَشايخنا، ومالَ إِلى تَصْحيحه. قَالَ: فالمحقِّقون من أَهل الكَشْف عَدُّوه من أَسماءِ اللَّهِ بهاذا المَعْنَى، وَلَا إِشكَالَ فِيهِ. وتَغْلِيطُ عِيَاض الْقَائِل بأَنه من أَسماءِ الله مَبْنِيٌّ على مَا فَسَّره بِهِ من كَوْنِه مُدَّةَ زَمانِ الدُّنْيَا، وَلَا شكّ أَنه بهاذا المعنَى يُغْلَّط صاحبُه. أَما بالمعنَى اللائقِ كَمَا فَسَّره الشيخُ الأَكبرُ، أَو المُدَبِّر المُصْرِّف، كَمَا فسَّره الراغبُ، فَلَا إِشكالَ فِيهِ، فالتغليط لَيْسَ على إِطْلَاقه.
قَالَ شيخُنَا: وَكَانَ الأَشْياخُ يَتوقَّفُون فِي هاذا الْكَلَام بَعْضَ التَّوَقُّفِ لَمَّا عَرَضْته عَلَيْهِم وَيَقُولُونَ: الإِشارات الكَشْفِيّة لَا يُطلَق القَولُ بهَا فِي تَفْسِر الأَحاديثِ الصَّحِي 2 ة المَشْهُورة، وَلَا يُخَالَفُ لأَجلها أَقولاُ أَئِمَّةِ الحديثِ المَشَاهِير، وَالله أَعلم.
(و) قيل الدَّهْر: (الزّمانُ) قَلَّ أَو كَثُر، وهما وَاحدٌ، قَالَه شَمِرٌ، وأَنشد:
إِنَّ دَهْراً يَلُفُّ حَبْلِي بجُمْلٍ
لَزَمانٌ يَهُمُّ بالإِحْسَانِ وَقد عَارَضه خالِدُ بنُ يَزِيدَ وخَطَّأَه فِي قَوْلِهِ: الزّنمانُ والدَّهْر وَاحِد، وَقَالَ: يَكون الزمانُ شهرَيْن إِلى سِتَّة أَشهُرٍ، والدَّهْرُ لَا يَنْقَطَع، فهما يَفْتَرِقَانِ، وَمثله قَالَ الأَزهريّ.
(و) قيل: الدَّهْرُ هُوَ (الزّمانُ الطَّوِيلُ) ، قَالَه الزَّمَخْشَرِيّ. وإِطلاقُه على القَلِيل مَجازٌ واتِّسَاعٌ، قَالَه الأَزهريّ.
(و) فِي الْمِصْبَاح: الدَّهْر: يُطلقُ على (الأَمَد) ، هاكذا بالمِيمِ فِي النّسخ، وَفِي الأُصول. صَحِيحَة الأَبَد بالمُوحَّدَة، ومِثْله فِي البَصَائر والمِصْباح المُحْكَم، وَزَاد فِي الْمُحكم (المَمْدُود) ، وَفِي البصائر: لَا يَنقطع. (و) قيل: الدَّهْرِ: (أَلفُ سَنَة) . وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: الدَّهرُ عِنْد العَرَب يَقَع على بَعْض الدَّهْرِ الأَطْوَلِ، وَيَقع على مُدَّةِ الدُّنْيَا كُلِّهَا.
وَفِي الْمُفْردَات للراغب: الدَّهْرُ فِي الأَصْل اسمٌ لمُدَّة العَالَمِ من ابتاءِ وُجُوده إِلى إِنقضائه، وعَلى ذالك قولُه تَعَالَى: {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مّنَ الدَّهْرِ} (الْإِنْسَان: 1) يُعبَّر بِهِ عَن كُلِّ مدّة كَبِيرَة، بِخِلَاف الزَّمَانِ، فإِنه يَقَعُ على المُدَّةِ القليلة والكَثِيرة.
وَنقل الأَزْهَرِيّ عَن الشّافعيّ: الحِينُ يَقَع على مُدَّةِ الدُّنْيَا ويَوْم، قَالَ: وَنحن لَا نَعْلَم للحِينِ غَايَةً. وكذالك زَمَانٌ ودَهْرٌ وأَحقابٌ. ذُكِر هاذا فِي كتاب الأَيمان، حَكاه المُزَنيّ فِي مُخْتَصره عَنهُ. تُفْتَح الهاءُ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَقد حُكِيَ ذالك، فإِما أَن يكونَا لُغَتَيْن، كَمَا ذَهَب إِليه البَصْرِيّون فِي هاذا النَّحْوِ، فيُقْتَصَر على مَا سُمِعَ مِنْهُ، وإِمّا أَن يكون ذالك لمكانِ حَرْف الحَلْق، فيطَّرِد فِي كُلّ شيءٍ، كَمَا ذَهَبَ إِليه الكُوفِيُّون. قَالَ أَبو النَّجْم:
وَجَبَلاً طَالَ مَعَدًّا فاشْمَخَرّ
أَشَمَّ لَا يَسْطِيعُه النَّاسُ الدَّهْرَ قَالَ ابنُ سِيدَه: و (ج) الدَّهرْ (أَدْهُرٌ ودُهُورٌ) ، وكذالك جَمْع الدَّهَر، لأَنّا لم نَسمع أَدْهَارً وَلَا سمِعْنا فِيهِ جَميعاً إِلاَّ مَا قدَّمناه من جَمْع دَهْر.
(و) الدّهْر: (النّازِلَةُ) ، وهاذا على اعتقادِهم على أَنَّه هُوَ الطَّارِقُ بهَا، كَمَا صَرَّحَ بِهِ الزَّمَخْشَرِيّ، ونَقَله عَنهُ المُصَنِّف فِي البَصَائِر. قَالَ: ولذالك اشتَقُّوا من اسْمه دَهَرَ فُلاناً خَطْبٌ، كَمَا سيأْتي قَرِيبا.
(و) الدَّهْر: (الهِمَّةُ) والإِرادَة (والغَايَةُ) ، تَقول: مَا دَهْرِي بِكَذَا، وَمَا دَهْرِي كَذَا، أَي مَا هَمِّي وغايَتِي وإِرادَاتِي. وَفِي حَدِيث أُمِّ سُلَيْمٍ (مَا ذَاكِ دَهْرُكِ) وَقَالَ مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ:
لعَمْرِي وَمَا دَهْرِي بِتَأْبِين هالِكٍ
وَلَا جَزِعاً مِمَّا أَصابَ فَأَوْجَعَا
(و) من المَجاز: الدَّهْر: (العَادَةُ) الباقِيَةُ مُدَّةَ الحَيَاةِ: تَقول: مَا دَهْرِي بِكَذَا مَا ذَاكَ بدَهْرِي. ذكرَهَ الزَّمْخَشَرِيّ فِي الأَساس والمُصَنِّف فِي البَصَائِر.
(و) الدَّهْر: (الغَلَبَةُ) والدّولَة، ذكرَه المصنِّف فِي البَصَائِر.
(والدّهارِيرُ: أَوّلُ الدّهرِ فِي الزَّمن الماضِي، بِلَا واحدٍ) ، كالعَبَادِيد، قَالَه الأَزهريّ.
(و) الدَّهَارِيرُ: (السَّالِفُ) ، وَيُقَال: كَانَ ذالِك فِي دَهْر الدَّهارِير.
وَفِي الأَساس: يُقَال: كَانَ ذالك دَهْرَ النَّجْمِ: ينَ خلقَ اللَّهُ النُّجُومَ، يُرِيد أَوّلَ الزَّمَان وَفِي القديمِ.
(ودُهُورٌ دَهَارِيرُ: مُخْتَلِفَةٌ) ، على الْمُبَالغَة.
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: الدَّهَارِيرُ: تَصَارِيفُ الدَّهْر ونوَائِبُه. مُشْتَقٌّ من لَفْظِ الدَّهْرِ، لَيْسَ لَهُ وَاحِدٌ من لَفْظِه، كعَبَابِيدَ، انْتهى.
وأَنشد أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاَءِ لرَجُل من أَهْل نَجْد. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ، هُوَ لِعثْيَرِ بنِ لَبِيدٍ العُذْرِيّ. وَقيل: هُوَ لحُرَيْث بن جَبَلَةَ العُذْرَيّ.
قلت: وَفِي البصائر للمُصنّفِ: لأَبي عُيَيْنة المُهَلَّبيّ:
فاستَقْدِرِ اللَّهَ خَيْراً وارْضَيَنّ بِهِ
فبَيْنَمَا العُسْرُ إِذا دَارَتْ مَيَاسِيرُ
وبَيْنَمَا المَرْءُ فِي الأَحياءِ مُغْتَبِطُ
إِذا هُوَ الرَّمْسُ تَعْفُوه الأَعَاصِيرُ
يَبْكِي عَلَيْهِ غَرِيبٌ لَيْسَ يَعْرِفُهُ
وذُو قَرَابَتِهِ فِي الحَيِّ مَسْرُورُ
حَتّى كأَنْ لَمْ يَكُنْ إِلّا تَذَكُّرُهُ
والدَّهْرُ أَيَّتَمَا حِينٍ دَهَارِيرُ
قَالَ: وواحِدُ الدَّهارِير: دَهْر، على غَيْر قِيَاس. كَمَا قَالُوا: ذَكَرٌ ومَذاكِير، وشِبْه ومَشَابِيه وَقيل: جَمْع دُهْرورٍ أَو دَهْرَات. وَقيل: دِهْرِير. وَفِي حَدِيث سَطِيح:
فَإِنَّ ذَا الدَّهْرَ أَطْوَاراً دَهَارِيرُ
وَيُقَال: دَهْرٌ دَهَارِيرُ، أَي شَدِيدٌ، كَقَوْلِهِم: لَيْلَةٌ لَيْلاءُ، ونَهَارٌ أَنْهَرُ، ويَوْمٌ أَيْوَمُ، وساعَةُ سَوْعَاءُ.
(و) كَذَا (دَهْرٌ دَهِيرٌ، و) دَهْر (داهِرٌ، مُبَالغَةٌ) ، أَي شَدِيدُ، كَقَوْلِهِم أَبَدٌ آبِدٌ، وأَبَدٌ أَبِيدٌ.
(ودَهَرَهُم أَمرٌ) ، ودَهَرَ بهم، (كمَنع: نزَلَ بهم مَكْرُوهٌ) ، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: أَصابَهم بِهِ الدَّهْرُ. وَفِي حَدِيث مَوْتِ أَبي طَالب (لَوْلَا أَنَّ قُرَيشاً تَقول دَهَرَه الجَزعُ لفَعلْتُ) (وهم مَدْهورٌ بهم ومَدْهُورُون) ، إِذا نَزَلَ بهم وأَصابَهُم.
(والدَّهْرِيّ) بِالْفَتْح (ويُضمُّ) : المُلْحِدُ الي لَا يُؤْمن بالآخِرة (القَائِلُ بِبقَاءِ الدَّهْرِ) . وَهُوَ مُوَلَّد. قَالَ ثَعْلبٌ: وهما جَمِيعاً مَنْسُوبانِ إِلى الدَّهْر، وهم رُبَّمَا غَيَّرُوا فِي النَّسَب، كَمَا قَالُوا سُهْلِيّ للمَنْسُوب إِلى الأَرضِ السَّهْلَة، واقْتَصَر الزَّمْخَشِريّ على الفَتْح، كَمَا سيأْتي.
(وعَامَلَه مُدَاهرَةً ودِهَاراً، كمُشَاهَرَة) الأَخيرةَ عَن اللِّحْيَانيّ، وكذالِك استَأْجَرَه مُدَاهَرةً ودِهَاراً، عَنهُ.
(ودَهْوَرَهُ) دَهْوَرَةً: (جَمَعَه وقَذَفه) بِهِ (فِي مَهْواةٍ) ، وَقَالَ مُجَاهد فِي قَوْلِه تَعَالى: {إِذَا الشَّمْسُ كُوّرَتْ} (التكوير: 1) قَالَ: دُهْوِرَت. وَقَالَ الرَّبِيع بنُ خُثَيم: رَمَى بهَا.
وَيُقَال: طَعَنَة فكَوَّرةَ، إِذَا أَلْقاه. وَقَالَ بعضُ أَهلِ اللُّغَة فِي تَفْسِير قولِهِ تَعَالَى: {فَكُبْكِبُواْ فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ} (الشُّعَرَاء: 94) أَي دُهْوِرُوا. وَقَالَ الزَّجّاج أَي طُرِحَ بعضُهم على بَعْض.
وَفِي مجمع الأَمثال للمَيْدَانِيّ:
يُقَال: (دَهْوَرَ الكَلْبُ) إِذا فَرِقَ من الأَسَدَ فنَبَحَ وضَرِطَ (وسَلَحَ) .
(و) دَهْوَرَ (الْكَلَام: فخّمَ بعضَه فِي إِثْر بَعْضٍ) .
(و) دَهْوَرَ (الحائِطَ: دَفَعَه فَسَقَطَ، وتدَهْوَرَ اللَّيْلُ: أَدْبَرَ) ووَلَّى.
(والدَّهْوَرِيُّ: الرّجلُ الصُّلْبُ) الضَّرْبُ. وَقَالَ اللّيث: رَجُلٌ دَهْوَرِيُّ الصَّوْتِ، وَهُوَ الصُّلْب.
قَالَ الأَزْهَرِيّ: أَظُنُّ هاذا خَطَأً، وَالصَّوَاب جَهْوَرِيُّ الصَّوْتِ، أَي رَفِيعُ الصَّوتِ.
(ودَهْرٌ) ، بفَتْح فَسُكون: (وادٍ دُونَ حَضْرَموْتَ) . قَالَ لَبِيد بنُ رَبِيعة:
وأَصْبَحَ راسِياً برُضَامِ دَهْرٍ
وسَالَ بِهِ الخَمائِلُ فِي الرِّهَامِ (و) دَهْرُ بن وَدِيعةَ بنِ لُكَيْزٍ (أَبُو قَبِيلَة) ، من عامِرٍ، (والدُّهْرِيّ، بالضَّمّ، نِسْبَةٌ إِليها على غيرِ قِياس) ، من تَغيرات النَّسب. وَهُوَ كَثِيرٌ، كسُهْلِيّ إِلى الأَرْض السَّهْلَة، كَمَا تقدّم عَن ثَعْلَب. قَالَ ابنُ الأَنبارِيّ: يُقَال فِي النّسبة إِلَى الرجل القَدِيم: دَهْرِيّ. قَالَ: وإِن كَانَ من بني دَهْرٍ من بني عامرٍ قُلْتَ: دُهْرِيّ لَا غَيْرُ، بضمّ الدالِ، وَقد تقدَّم عَن ثَعْلَبِ مَا يُخَالِفهُ. وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: فإِن سَمَّيت بدَهْر لم تَقُلْ إِلا دَهْرِيّ، على القِيَاس.
(و) قَالَ الزَّمخْشَرِيّ فِي الأَسَاس والدُّهْرِيّ، بالضَّمّ (: الرَّجلُ المُسِنّ) القدِيم، لكِبَرِه. يُقَال: رَجُلٌ دُهْرِيٌّ، أَي قديمٌ مُسنٌّ نُسِب إِلَى الدَّهْر، وَهُوَ نَادِرٌ، وبالفَتْح: المُلْحِدُ. وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَة: والدُّهرِيّ أَيضاً بالضَّمّ: الحاذِقُ.
والمصنّف مَشَى على قَول ابنِ الأَنباريّ، وهُنا وَفِي الأَوّل على قَول ثَعْلَب، وفاتَه معنَى الحاذِقِ، فتأَمَّلْ.
(ودَاهِرٌ، ودَهِيرٌ، كأَمِير. من الأَعلامِ. و) يُقَال: (إِنّه لدَاهِرَةُ الطُّولِ: طويلُهُ) جِدًّا.
(ودَاهَرُ كهَاجَر: مَلِك للدَّيْبُلِ) قَصَبة السِّنْد، (قَتَلَه مُحَمَّدُ بنُ القاسِم الثَّقَفِيّ) ابْن عمّ الحَجّاجِ بن يُوسفَ، واستباح الدَّيْبُل (وافتَتَح مِن الدَّيْبُل) إِلى مُولَتَانَ وَهُوَ غَيْر مُنْصِرف للعلميّة والعُجْمَة، ذَكَرَه جَرير فَقَالَ:
وأَرضَ هِرَقْلٍ قد ذَكَرْتُ وَدَاهَراً
ويَسْعَى لَكُم من آلِ كِسْرَى النَّواصِفُ
(و) فِي الصّحاح: (لَا آتِيهِ دَهْرَ الدَّاهِرِينَ) ، أَي (أَبداً) ، كَقَوْلِهِم: أَبدَ الآبِدِين. (و) أَبو بكرٍ (عبدُ الله بنُ حَكِيم الدَّاهِريُّ، ضعِيفٌ) . وَقَالَ الذَّهَبِيّ: اتَّهموه بالوَضحَ. وَقَالَ ابنُ أَبي حَاتِم عَن أَبِيه قَالَ: تَركَ أَبو زُرْعَةَ حَدِيثَهُ وَقَالَ: ضَعِيف، وَقَالَ مَرَّةً: ذاهِبُ الحديثِ.
(وعبدُ السّلام) بنُ بكَرَنَ (الدَّاهِرِيُّ، حَدَّثَ) .
والدَّاهِرُ: بَطْنٌ من مَهْرَةَ من قُضَاعَةَ قَالَه الهَمْدَانيّ.
وجُنَيْد بنُ العَلاءِ بن أَبي دِرَةَ، روى عَنهُ محمّدُ بنُ بِشْر وغيرُه. ودُهَيْرٌ الأَقْطَعُ، كزُبَيْر، عَن ابْن سِيرِين.
وكأَمِيرٍ دَهِيرُ بنُ لُؤَيّ بن ثَعْلَبَةَ، من أَجداد المِقْدَادِ بنِ الأَسودِ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكَ عَلَيْهِ:
دَهْرٌ دَهَارِيرُ، أَبي ذُو حَالَيْن من بُؤْس ونُعْم.
والدَهَارِيرُ. تَصَارِيفُ الدَّهْرِ ونَوَائِبُه. وَوَقَعَ فِي الدَّهَارِير: الدَّوَاهِي.
والدَّهْوَرَةُ: الضَّيْعَة وتَرْكُ التَّحَفُّظِ والتَّعَهُّدِ. وَمِنْه حَدِيثُ النَّجَاشيّ: (وَلَا دهْورَةَ اليومَ على حِزْبِ إِبراهِيم) .
ودهْوَرَ اللُّقْمَةَ: كَبَّرَها. وَقَالَ الأَزهرِيُّ. دَهْوَرَ الرَّجلُ لُقْمَةً، إِذا أَدارَهَا ثمّ الْتَهَمَهَا.
وَفِي الأَسَاس: رأَيتُه يَدَهُوِرُ اللُّقَمَ، أَي يُعظِّمها ويَتَلَقَّمُها.
وَفِي نوادِر الأَعْرَابِ: مَا عِنْدي فِي هاذَا الأَمرِ دَهْوَرِيَّةٌ وَلَا هَوْدَاءُ وَلَا هَيْدَاءُ وَلَا رَخْوَدِيَّةٌ، أَي لَيْسَ عِنْدَه فِيهِ رِفْقٌ وَلَا مُهَاوَدَةٌ وَلَا رُوَيْدِيّة.
والدَّوَاهِر: رَكَايَا مَعْرُوفةٌ. قَالَ الْفَرَزْدَق:
إِذاً لأَتَى الدَّواهِرَ عَن قَرِيبٍ
بخِزْيٍ غَيْرِ مَصْرُوفِ العِقَال
ودَهْرَانُ، كسَحْبَان: قَرية بِالْيمن، مِنْهَا أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَد بنِ مُحمَّد المُقْرِىءِ، حدّثَ.
د هـ ر

مضت عليه أدهر ودهور، وكان ذلك دهر النجم حين خلق الله النجوم: تريد في أول الزمان وفي القديم. ورأيت شيخاً دهرياً دهرياً: مسنا ملحداً يقول بقدم الدهر. ودهرهم أمر: أصابهم به الدهر. ومضت دهور دهارير: طوال. ورأيته يدهور اللقم: يعظمها ويتلقمها. ووقع في الدهاريس وهي الدواهي.

ومن المجاز: ما ذاك بدهري، جعلوا دهره الفعل كونهفيه.

دنر

دنر

2 دَنَّرَ, (T, M, K,) inf. n. تَدْنِيرٌ; (K;) and ↓ تدنّر; (A;) (tropical:) It (a man's face) glistened (T, M, A, K) like a دِينَار. (TA.) b2: دُنِّرَ He (a man, TA) had many دَنَانِير [pl. of دِينَار]. (K.) b3: See also the pass. part. n., below.5 تَدَنَّرَ see 2.

دُنَيْنِيرٌ: see the next paragraph.

دِينَارٌ, an arabicized word, (M, K,) from the Persian [دِينَارْ], (M,) or from دِينْ آرْ, meaning “ the law brought it ” [into being or circulation]: (Er-Rághib:) some say, (TA,) its original is دِنَّارٌ; one of its ن being changed into ى (S, Msb, K,) to render it more easy to be pronounced, (Msb,) or that it may not be confounded with inf. ns., such as كِذَّابٌ; (S, K;) and hence its pl. is دَنَانِيرُ, (M, Msb,) and its dim. ↓ دُنَيْنِيرٌ: (M:) this is the opinion generally obtaining: others say that it is of the measure فِيعَالٌ; but this opinion is contradicted by the absence of the ى in [the second syllable of] the pl.; for were it so, its pl. would be like دَيَامِيسُ, pl. of دِيمَاسٌ: (Msb:) [it is the name of A certain gold coin;] its weight is seventy-one barley-corns and a half, nearly, reckoning the دَانِق as eight grains of wheat and two fifths; but if it be said that the دانق is eight grains of wheat, then the دينار is sixty-eight grains of wheat and four sevenths: it is the same as the مَثْقَال. (Msb.) شَرَابٌ دِينَارِىٌّ A kind of wine or beverage, so called in relation to Ibn-Deenár el-Hakeem, or because like the دينار in its redness. (TA.) مُدَنَّرٌ, applied to a دِينَار, (M, K,) and to gold, (TA,) Coined. (M, K, TA.) b2: Also A man having many دَنَانِير [pl. of دِينَار]. (M, K.) b3: Also (tropical:) A horse having specks, or small spots, exceeding what are termed بَرَشٌ: (AO, T, S, M, K:) or having black and white spots like دَنَانِير: (Mgh:) or having a spotting (↓ تَدْنِير) of black intermixed with whiteness predominating over blackness: (TA:) and of a white colour predominating over blackness, with a round blackness intermixed with the former colour upon his back and rump: (M:) or of a white hue intermixed with red, (أَصْهَبُ,) marked with round black spots. (A.) b4: Also (tropical:) A garment, or piece of cloth, with marks, or figures, like دَنَانِير. (A.)
(د ن ر) : (فَرَسٌ) (مُدَنَّرٌ) بِهِ نُكَتٌ سُودٌ وَبِيضٌ كَالدَّنَانِيرِ.

دنر


دَنَرَ
دَنَّرَa. Glistened, shone (face).
دِيْنَار (pl.
دَنَانِيْر), P.
a. A certain gold coin : dinar.
دنر
قال تعالى: مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ
[آل عمران/ 75] ، أصله: دنّار، فأبدل من إحدى النّونين ياء، وقيل: أصله بالفارسية دين آر، أي:
الشريعة جاءت به.
(دنر)
الْوَجْه أشرق وتلألأ كالدينار وَالذَّهَب ضربه دَنَانِير وَيُقَال دنر الدَّنَانِير وَالثَّوْب وشاه بِالدَّنَانِيرِ أَو بوشي كالدنانير

(دنر) فلَان كثرت دنانيره
دنر
دَنَّرَ وَجْهُ فلانٍ: إذا تَلألأ وأشْرَقَ. والدِّيْنَارُ مُدَنَّرٌ: أي مَضْرُوْبٌ. وبِرْذَوْنٌ مُدَنَّرُ اللَّوْنِ: أي فيه سَوَادٌ مُسْتَدِيْرٌ يُخَالِطُه شهْبَةٌ. وبُرُوْدٌ مُدَنَّرَاتٌ.
[د ن ر] الدِّينارُ فارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وأَصْلُه دِنّارٌ، بدَلِيلِ قَوْلِهمْ دَنانِيرُ ودُنَيْنيرٌ. ورَجُلٌ مُدَنَّرٌ: كَثِيرُ الدِّنانِيرِ. ودِينارٌ مُدَنَّرٌ: مَضْرُوبٌ. وفَرَسٌ مُدَنَّرٌ،: فيهِ تَدْنِيرٌ؛ سَوادٌ يخالِطُه شُهْبَةٌ. ودَنَّرَ وَجْهُه: أَشْرَقَ وتَلأْلأَ كالدِّينارِ. ودِينارٌ: اسمٌ.
[دنر] الدينار أصله دنار بالتشديد، فأبدل من أحد حرفي تضعيفه ياء لئلا يلتبس بالمصادر التى تجئ على فعال، كقوله تعالى:

(وكذبوا بآياتنا كذابا) *، إلا أن يكون بالهاء فيخرج على أصله، مثل الصنارة والدنامة، لانه أمن الآن من الالتباس. والمدنر من الخيل: الذى يكون فيه نكت فوق البرش.
د ن ر

وجه كأنه الدينار الهرقليّ. قال:

كأن دنانيراً على قسماتهم ... وإن كان قد شفّ الوجوه لقاء

وذهب مدنر: مضروب.

ومن المجاز: ثوب مدنر: وشيه كالدينار، نحو مسهم ومرحل. قال ابن المفرغ:

وبرود مدنرات وقز ... وملاء من أعتق الكتان

وبرذون مدنر اللون: أشهب مفلس بسواد. وكلمته فدنر وجهه إذا أشرق.
دنر
دينار [مفرد]: ج دَنَانيرُ:
1 - عُملة ذهبيَّة قديمة، تساوي عشرة دراهم من فضة "أمر له الخليفة بألف دينار- {وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} ".
2 - (قص) عُمْلةٌ نقديّة عربيّة مُستعملة في الأردن والبحرين وتونس والجزائر والعراق والكويت، ويختلف سعرها بحسب البلد.
• حشيشة الدِّينار: (نت) نبات مُعَمَّر من فصيلة القنَّبيَّات، يزرع في أوربا، له أزهار أنثويّة خضراء اللون مرتَّبة على شكل أشواك مخروطيّة الشَّكل. 

دنر: الدِّيْنَارُ: فارسي مُعَرَّبٌ، وأَصله دِنَّارٌ، بالتشديد، بدليل

قولهم دَنانِير ودُنَيْنِير فقلبت إِحدى النونين ياء لئلاَّ يلتبس

بالمصادر التي تجيء على فِعَّالٍ، كقوله تعالى: وكذبوا بآياتنا كِذَّاباً؛

إِلاَّ أَن يكون بالهاء فيخرّج على أَصله مثل الصِّنَّارَةِ والدِّنَّامَة

لأَنه أَمن الآن من الإِلتباس، ولذلك جمع على دنانير، ومثله قِيراط ودِيباج

وأَصله دِبَّاجٌ. قال أَبو منصور: دينار وقيراط وديباج أَصلها أَعجمية

غير أَن العرب تكلمت بها قديماً فصارت عربية.

ورجل مُدَنَّرٌ: كثير الدَّنانير. ودِينارٌ مُدَنَّرٌ: مضروب. وفرس

مُدَنَّرٌ: فيه تَدْنِيرٌ سوادٌ يخالطه شُهْبَةٌ. وبَرْذَوْنٌ مُدَنَّرُ

اللون: أَشهبُ على مَتْنَيْهِ وعَجُزهِ سوادٌ مستدير يخالطه شُهْبَةٌ؛ قال

أَبو عبيدة: المُدَنَّرُ من الخيل الذي به نُكَتٌ فوق البَرَشِ.

ودَنَّرَ وَجْهُه: أَشرق وتلألأَ كالدِّينار. ودِينارٌ: اسم.

دنر: دنّر (بالتشديد): ذكرت في معجم فوك في مادة معناها: أشرق وتلل وانظر: مُدنّر.
ودنّر: غطى الموضع بالدنانير، ففي القلائد (ص: 113): وكان النرجس يغطي الوادي كأنه الدنانير.
تَدَنّر: ذكرت في معجم فوك في مادة لاتينية معناها أشرق تلل.
دنورة: حسون، أبو الحسن، شويكي (بوشر).
دنانير، دنانير بيض: وقد أحسن فريتاج تفسيرها وهي موجودة في لطائفه (ص118).
دنانير جيشية: دنانير تصوف في عطاء الجند وهي اكثر وزناً من الدنانير العادية (زيشر 9: 608).
دينار دراهم: دينار من الفضة قيمته ربع دينار المغرب، وتقدر قيمته بنحو ثلاثة فرنكات (رسالة إلى فليشر ص12).
دينار من صفر: قطعة من نحاس مستديرة في حجم الدينار (الكالا).
دينار الصلات (دي ساسي لطائف 3: 50) ولم يفهم هذا العالم معناها. وهو دينار ضربه سيف الدولة للهدايا وقد نقش عليه اسمه كما نقشت صورته وقيمته عشرة دنانير عادية. ويقول دي سلان (تاريخ البربر الترجمة 2: 252) أن كلمة دينار عَشُري التي نجدها أحياناً عند المؤلفين المغاربة تدل على نفس هذا المعنى. ففي تاريخ البربر (1: 355).
وفي كتاب الخطيب (ص26و): كتب إليه أن المنهوب من ماله يعدل أربعة آلاف دينار عشرية. (مختصر برلين لا يذكر كلمة عشرية)، وفي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص114): فأعطى لابن المعلمة خمسين ديناراً عشرية. وفي عقد غرناطة (888 هـ): وباعها منه بثمانية دنانير فضة عشرية.
دنانير صورية: دنانير مدينة صور، وكان يتعامل بها في الشام والعراق أيام الحروب الصلبية وهي أكثر وزناً من الدنانير العلوية. وهي ما كان يسميه المؤرخون الغربيون Besantii Saracenati ( بيزنتي سراسناتي) وأقدم هذه الدنانير تقليد أصيل للدنانير الفاطمية. وبعد ذلك في عهد بابوية انوسنت الرابع توقف ضرب هذه النقود لتحرير جماعة الاكليروس لها وتهديدهم بحرمان من يستعملها. ومنذ ذلك الحين تحول الدينار البيزنطي المعرب وترجمت الكلمات النصرانية عليه إلى العربية من غير أن يفقد شكله الأصلي. انظر النقود العربية التي ضربها الصليبيون في سوريا لمؤلمة لافو. فهو يرى إنه يمكن نسبه ضرب هذا الدنانير إلى أهل مدينة البندقية، وهو ينقل من عدة سجلات قديمة ما يؤيد إنه كان لهؤلاء التجار المهرة مضرب للنقود في صور وآخر في سنت جان دارك.
ودينار: ضرب من الحلية. انظر ابن جبير (ص238) فهو يتحدث على حلى ذهبية (دنانير) كبيرة في حجم الكف.
ألف دينار: كزبرة الثعلب. انظره في مادة ألف.
ديناري. ورق ديناري: ورق دِنَر، علامة من علامات ورق اللعب مربعة (بوشر).
دِيْناروية: نبات غير معروف في المغرب (معجم المنصوري، (ابن البيطار 1: 467) حيث عليك أن تقرأ الحزا) وهي أيضاً مشكوك في صحتها. مُدَّنر، ثوب مدّنر: مبرقش، منقش بنقوش صغار حمر (بوشر)، وفي محيط المحيط: والثوب المدنّر عند المولدين ما كان فيه نقش مستدير كالدينار.
ومدنّر: متلألئ كالدينار. ففي المقري (3: 27) والزهر بين مُدَرهم ومدنر.
دنر
: (الدِّينارُ) ، بالكَسْر، (مُعَرّبٌ) ، واختُلِف فِي أَصلِه، فَقَالَ الرّاغِب: دِين آر، أَي الشريعةُ جاءَتْ بِهِ، وَقيل (أَصلُه دِنّارٌ) ، بالتَّشْدِيد، بدَلِيل قَوْلهم دَنَانِير ودُنَيْنِير، (فأُبْدِل من إِحداهُما ياءٌ) ، وَلَا يَخْفَى لَو قَالَ: فقُلِبَت إِحداهما يَاءً، كَانَ أَحْسَن، (لِئَلاَّ يَلتَبِس بالمَصَادِرِ) الَّتِي تَجِيءُ على فِعّال، (ككِذَّابٍ) ، فِي قَوْله تَعَالَى: {) 1 (. 019 وكذبوا بِآيَاتِنَا كذابا} (النبأ: 28) إِلاّ أَن يكون بالهَاءِ فيَخْرج على أَصْله، مثل الصِّنَّارَة والدِّنّامةِ، لأَنه أُمِن الْآن من الالْتباس. ولذالك جُمِعَت على دَنَانير. ومِثحله قِيرَاطٌ ودِيباجٌ.
وَقَالَ أَبو مَنْصُور: دِينَارٌ وقِيرَاطٌ ودِيباجٌ أَصلها أَعجَمِيّة، غير أَنّ العَرَب تَكلَّمتْ بهَا قدِيماً فَصَارَ عَرِبيَّة. (و) قد مرَّ (تَفْسِيره فِي ح ب ب) فراجعْه.
(والدِّينارِيُّ: فَرَس) بَكْرِ بنِ وَائِل، وَهُوَ ابْن الهُجَيْسُ فَرَس بَنِي تَغْلب، ابحٌّ زادِ الرَّكْبِ فَرَسِ الأَزْدِ الَّذِي دَفَعه إِليهم سُليمانُ عَلَيْهِ السّلامُ، كَذَا فِي أَنسابِ الخيلِ لمحمّد بن السَّائِب الكَلْبِيّ، وهاذا الْكتاب عِنْدِي بِخَط قَدِيم كُتِب فِي مصر سنة 522 يَقُول فِي آخِره: وعامَّة خَيْل الجاهليّة والإِسلام تُنْسَب إِلى الهُجَيْسِ والدّينَارِيّ. وزَاد الرَّكْب، وجَلْوَى الكُبْرَى، وجَلْوَى الصّغْرَى وَذي المُوتَة والقَسَامَة وسَوادَة. (والفَيَّاض) وذالِك مِائةٌ وسَبْعةٌ وخَمْسُون فَرَساً سوابِقُ مَشْهُورةٌ فِي الجاهِليَّة والإِسلام سِوَى خَيْلِ رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
(ودينارٌ الأَنصارِيُّ: صحابيٌّ) ، وَهُوَ جَدُّ عَدِيّ بْنِ ثابِتِ بنِ دِينَارٍ، قَالَه ابْن مُعِين، وَقيل اسْمُه قَيس، كَذَا فِي مُعْجم ابْن فَهْد.
قلت: والضَّمير فِي قَوْله (اسمُه) راجعٌ إِلى جَدِّ عَدِيّ، بدَلِيلِ مَا فِي تَحْرِير المُشْتَبِه للحافِظِ ابْن حَجَر: وَقيل: اسْم جَدِّه قَيْسٌ.
(وعَمْرُو بنُ دِينَارٍ: تابعيٌّ. وأَبوهُ) دِينَارٌ هاذَا (قيل صَحَابيٌّ) هاكَذَا أَوردَه عَبْدَان فِي الصَّحَابَة مَجَرَّداً، وَلَيْسَ بِصَحِيح. قلت: وإِليه نُسِب أَبو بَكْر مُحَمَّد بنُ زَكَرِيّا بْنِ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الله بْنِ ناصِحِ بنِ عَمْرِو بنِ دِينَارٍ الدِّينَارِيّ، وَيُقَال فِيهِ الحارِثيّ أَيْضا، حَدَّث عَن هانىءِ بن النَّضْر، ومُحَمَّد بْنِ المُهَلَّب، وتُوفِّيَ سنة 302.
وَبَقِي عَلَيْهِ: دِينارُ بنُ عَمْرٍ والأَسَدِيّ أَبو عَمْرِو البَزَّار الكُوفيّ. ودِينارٌ الخُزَاعِي القَرَّاظ. ودِينارٌ الكُوفيّ والدُ عيسَى. ودِينارٌ وَالِد سُفْيَانَ العُصْفَرِيّ. ودِينارٌ أَبو حزِم: مُحَدِّثُون.
(والدِّينَوَرُ، بِكَسْر الدَّال) وَفتح النُّون، كَذَا ضَبَطَه ابْنُ خلِّكان، وضَبَطه السَّمْعَانيّ وغيرُه فتح الدّال وضَمّ النُّون وفَتْها أَيضاً: (د) من أَعمال الجَبَلِ، بَيْن المَوْصِلِ وأَذْرَبِيجَانَ، بَينهمَا وَبَين هَمَذَانَ نَيِّفٌ عِشْرُون فَرْسَخاً، كَثِيرة الزُّروعِ والثِّمَار. وَقَالَ ابنُ الأَثير: عِنْد قَرْمِيسِينَ. وَقد خَرجَ مِنْهُ عُلماءُ أَجِلَّةٌ، ذَكرهم أَهلْ الأَنساب. (والمُدَنَّرُ) ، كمُعظَّم: (فَرسٌ فِيهِ نُكَتٌ فوقَ البَرَشِ) ، قَالَه أَبو عُبَيدة. وَقَالَ غيرُه: فَرسٌ مُدَنَّرٌ: فِيهِ تَدْنِيرٌ: سَوادٌ تُخَالِطه شُهْبَةٌ. وبِرْذَوْن مُدَنَّرُ اللَّونِ: أَشْهَبُ عَلَى مَتْنَيْه وعَجُزهِ سَوَادٌ مُسْتَدِيرٌ يُخَالِطُهُ شُهْبَةٌ.
وَفِي الأَسَاس: بِرْذَوْن مُدَنَّرُ اللَّوْنِ أَشح 2 بُ مُفَلَّسٌ بَسَوَادٍ، وَهُوَ مَجاز.
(و) من المَجَاز أَيضاً: (دَنَّرَ وَجْهُه تَدْنيراً: تَلأْلأَ) كالدِّينار. وَيُقَال: كلَّمتُه فتَدنَّرَ وَجْهُه، أَي أَشرَقَ.
(ودِينَارٌ مُدَنَّرٌ: مضَرْوبٌ) ، وَكَذَا ذَهَبٌ مُدَنَّرٌ.
(ودُنِّرَ) الرَّجلُ، (بالضَّمّ، فعهو مُدَنَّرٌ: كَثُرَ دَنانِيرِ) ، كالمُفلس لمَنْ كثُرَ فَلسُه.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
الشَّرَاب الدِّينَاريّ نِسْبَةٌ لابنِ دِينارٍ الحَكِيمِ، ذَكَرَه دَاوودُ وغَيْرُه، أَو لأَنّه كالدِّينار فِي حُمرَته.
ومالِكُ بنُ دِينَار: زاهِدٌ مشهورٌ. وأَبو عَبْد الله محمدُ بْنُ عَبْد الله بنِ دِينَارٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ذكرَه ابنُ الأَثِير. وَأَبو الفَتْح مُحَمَّدُ بنُ الحَسَن الدِّينَارِيّ، من وَلَدَ دِينار بنِ عَبْد الله. وابنُه أَبو الحَسَن، حَدَّثَا.
ودينار آباد: قَرْيَة باستراباذ.
ودَرْبُ دِينارٍ: مَحلَّةٌ ببغدادَ.
ودِينَارُ بنُ النَّجَّارِ بنِ ثَعْلبَة: بَطْن من الأَنْصَار.
وأَبو العَبَّاس أَحمدُ بنُ بَيّان بنِ عَمْرِو بن عَوفٍ الدِّينَارِيّ، لأَنَّ أَبَا أُمّه أَحْدَثَ الدِّينَار المُتَعَامَلَ بِهِ بِمَا وراءَ النَّهْرِ للأَمِيرِ السامانيّ.
وأُمّ دِينَارٍ: قريتانِ بِمصْر، إِحداهما بالجِيزة، وَقد رأَيتُها، والثانِيَة بالغرْبِيّة. وزُمَيْلُ بنُ أُمِّ دِينَارٍ فِي فَزَارَةَ، وَهُوَ قاتلُ سالِمِ بْنِ دَارَةَ. الأَنه هَجاه فَقَالَ:
أَبلِغْ فَزَارةَ أَنِّي لن أُصالِحها
حَتَّى يَنِيكَ زُمَءَحلٌ أُمَّ دِينَارِ
وأَبُو دِينَارٍ: قَرْيَة بالبُحَيْرة من مصر.

دمر

(دمر)
فلَان دُمُورًا ودمارا هلك فَهُوَ دامر وَعَلَيْهِم دُمُورًا دخل بِغَيْر إِذن وهجم هجوم الشَّرّ وَفِي الحَدِيث (من يسْبق طرفه اسْتِئْذَانه فقد دمر)
(دمر) الشَّيْء أباده وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {تدمر كل شَيْء بِأَمْر رَبهَا} وَالْقَوْم وَعَلَيْهِم أهلكهم وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {دمر الله عَلَيْهِم وللكافرين أَمْثَالهَا}
د م ر : دَمَرَ الشَّيْءُ يَدْمُرُ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَالِاسْمُ الدَّمَارُ مِثْلُ: الْهَلَاكِ وَزْنًا وَمَعْنًى وَيُعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ دَمَّرَهُ اللَّهُ وَدَمَّرَ عَلَيْهِ. 
[دمر] فيه: من اطلع في بيت قوم بغير إذن فقد "دمر" أي هجم ودخل بغير إذن، من الدمار الهلاك لأنه هجوم بما يكره، يريد إساءة المطلع كإساءة الدامر. ومنه: فدحا السيل فيه حتى "دمر" المكان، أي أهلكه من دمره تدميرًا ودمر عليه، ويروى حتى دفن المكان، وأراد بهما دروس الموضع وذهاب أثره.
د م ر: (الدَّمَارُ) الْهَلَاكُ يُقَالُ: (دَمَّرَهُ) اللَّهُ (تَدْمِيرًا) وَ (دَمَّرَ) عَلَيْهِ بِمَعْنًى. وَدَمَرَ أَيْ دَخَلَ بِغَيْرِ إِذْنٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: «مَنْ سَبَقَ طَرْفُهُ اسْتِئْذَانَهُ فَقَدْ دَمَرَ» وَبَابُهُ دَخَلَ. وَ (تَدْمُرُ) بَلَدٌ بِالشَّأْمِ. 

دمر


دَمَرَ(n. ac. دَمَاْر
دَمَاْرَة
دُمُوْر)
a. Perished, came to nought.
b. ['Ala], Intruded or burst in upon.
دَمَّرَ
a. [acc.
or
'Ala], Destroyed, exterminated, annihilated.
b. Fumigated his hiding-place with burnt hair (
hunter ).
دَاْمَرَa. Passed the night awake or watching.

تَدَمَّرَ
a. ['Ala], Murmured, grumbled at.
b. Got angry.

دَاْمِرa. Loser.
b. Small hooded cloak or cape. —
دَمَاْر دَمَاْرَة
دُمُوْر
Perdition, ruin, destruction.
تَدْمُر
a. Palmyra.
دمر
قال: فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً
[الفرقان/ 36] ، وقال: ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ [الشعراء/ 172] ، وَدَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَما كانُوا يَعْرِشُونَ [الأعراف/ 137] ، والتدمير: إدخال الهلاك على الشيء، ويقال: ما بالدّار تَدْمُرِيٌّ ، وقوله تعالى: دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
[محمد/ 10] ، فإنّ مفعول دمّر محذوف.
[دمر] الدَمارُ: الهَلاَكُ. يقال: دَمَّرَهُ تَدْميراً، ودَمَّرَ عليه بمعنىً. وتَدْميرُ الصائِدِ: أن يُدَخِّن قُتْرَتَهُ بالوَبَرِ لئلاَّ يَجِدَ الوَحْشُ ريحَهُ فيه. قال أوس بن حجر: فلاقى عليها من صباح مدمرا * لناموسه بين الصفيح سقائف - ودَمَرَ يَدْمُر دُموراً: دخلَ بغير إذْن. وفي الحديث: " مَنْ سَبَقَ طرفه استئذانه فقد دمر ". وتدمر: بلد بالشام. ويربوع تَدْمُريٌّ، إذا كان صغيراً قصيراً.
دمر وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ: من اطَّلّعَ فِي بَيت بِغَيْر إِذن فقد دمر. قَالَ الْكسَائي: قَوْله: دمر - يَعْنِي دخل يَقُول: لِأَن الاسْتِئْذَان إِنَّمَا هُوَ من الْبَصَر. يُقَال مِنْهُ: قد دمرت على الْقَوْم أدمر عَلَيْهِم 17 / الف [دُمُورًا -] . / قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَلَا يكون الدمور إِلَّا أَن يدْخل عَلَيْهِم بِغَيْر إِذن فَإِن دخل بِإِذن فَلَيْسَ بدمور. وَمثل هَذَا حَدِيث حُذَيْفَة أَنه اسْتَأْذن عَلَيْهِ رَجُل فَقَالَ: أما عَيْنَاك فقد دخلتا وَأما إستك فَلم تدخل.
د م ر

حل بهم الدمار، وقد دمروا يدمرون، وهو خاسر دامر. ودمرهم الله ودمر عليهم وهو إهلاك مستأصل. ودمرت على القوم: هجمت عليهم بغير استئذان دموراً. تقول: إذا دخلت الدور، فإيّاك والدمور؛ وما بالدار تدمريّ أي أحد من الدمور.

ومن المجاز: هو يدامر الليل كله: يكابده، ومعناه يفنيه بالسهر. وفلان مدمر: للصائد الماهر لأنه يدمر على الصيود. قال أوس:

فلافى عليها من صباح مدمرا ... لناموسه من الصفيح سقائف

وقيل هو الذي يدخّن بالوبر لئلا يجد الوحش ريحه لأنه يهجم عليه من غير أن يحس به من الدمور.
دمر
الدَمَارُ: اسْتِئْصَالُ الهَلَاكِ، دَمرَهُم ودَمّرَ عليهم.
وتَدْمُرُ: اسْمُ مَدِيْنَةٍ بالشَام. والتَدْمُرِيُّ: ضَرْبٌ من اليَرابِيْعِ لَئِيْمُ الخِلْقَةِ غَلِيْظُ اللَحْمِ. وُيوْصَفُ الرَّجُلُ اللَئيمُ بالتَدْمُرِيِّ. وما بها تَدْمُرِي: أي أحَدٌ. وما رَأيْتُ تَدْمُرِتاً أحْسَنَ منها: للمَرأةِ الجَمِيْلَةِ. وأذُنٌ تَدْمُرِيَّة: صَغِيْرَةٌ جِدّاً. ودَمَرْتُ الدّارَ: دَخَلْتُها.
والدُّموْرُ: الدُخُوْلُ على القَوْم بلا إذْنٍ.
والتدْمِيْرُ: تَدْخِيْنُ الصائدِ نامُوْسه لئلايَجِدَ الصَّيْدُ رائِحَتَه. وهو خاسِرٌ دامِرٌ، وخَسِرٌ دَمِرٌ. وتَمْر دامِرٌ: فاسِد.
ودامَرَ فلان اللَيْلَ: سَهِرَه وكابَدَه. وإنه لَدَيْمُرِي: أي حَدِيْدٌ غَلِقٌ. وشاةٌ دَمْرَاءُ: قَلِيْلَةُ اللَبَنِ، وشِيَاة دُمْرٌ.
دمر: دمر: وكل مشتقاتها تصحيف ذمر. وهذا التصحيف موجود دائماً تقريباً في طبعة دي سلان لتاريخ البربر: (انظر رسالة إلى فليشر ص143). وقد أشار صاحب محيط المحيط إلى ذلك فقال: وتدمَر بمعنى تذمر من تصحيف العامة.
دَمَّر. دمَّر الشيء عليه: أباده وأتلفه. (هو جفلايت ص49) وانظر (ص70 رقم57).
ودمَّر: بدّد، اسرف، ضيّع، فرّط. (فوك، الكالا) والمصدر منه تدمير بمعنى تبذير المال وتبديده والتفريط فيه وتضييعه، واسم المفعول: مُدَمَّر أي مُبدد ومُبذر ومضيع. ومفرط فيه.
تدمَّر: تخرب، وتقوض، وتهدم (بيان 1: 206).
وتدمر: باد، وفنى، وتلف، وخرب (بوشر).
وتدمر: اضمحل، وتبدد، وتبذر (فوك).
دَمَر: تبذير، تبديد المال (فوك).
دمرية: (يظهر أنها مأخوذة من اللفظة الرومانية ( dama داما) (انظر الفرنسية: damret أي غنجة غندورة والأسبانية: dameria والإيطالية: damerino) : فتاة كريمة المنبت، فتاة من عائلة شريفة (بوشر).
دمير (بالتركية دمور أو دمير: حديد ودمور الآتي: آلات حديد) وهي آلة من الحديد أو الصفر يستخدمها الأساكفة لتسوية الجلد وتمليسه (شيرب).
دَمِيرة: فصل زيادة النيل (لين عادات 2: 33).
الدَميريّ: زراعة الأراضي الواطئة حين يبدأ النيل بالزيادة (صفة مصر 17، 17: 81).
دَمُّور: خام، نسيج من القطن غليظ بعض الغلظ ينسج في نوبية، ويتخذ منه سكانها قمصاناً وغيرها من الثياب. ويتبادلون به ويستعملونه استعمال النقود أيضاً (بركهارت نوبية ص216، دسكرياك ص415).
دامرا: (هو فيما يقول صاحب محيط المحيط معرب طومار لبردعة الفرس) وجمعه دوامر، وهو ثوب إلى الكشح يلبس فوق الثياب (محيط المحيط).
دُومَرِي: عامية تُدْمًري يقال: ما فيها دومري أي أحد (محيط المحيط).
[د م ر] دَمَرَ الَقْومُ يَدْمُرُونَ دَماراً: هَلَكوا. ودَمَرَهُم اللهُ، ودَمَّرَهُمْ، وفي التنزيل: {فدمرناهم تدميرا} [الفرقان: 36] . ودَمَّرَ عَلَيْهمِ كذِلكَ. ورَجُلٌ دِامرٌ: هالِكٌ لا خَيْرَ فيهِ، يُقال: رَجُلٌ خاسِرٌ دامِرٌ، عن يَعْقُوبَ كدابِرٍ. وحَكَى اللٍّ حْيانَيُّ أَنَّه على البَدَلِ، وقال: خَسِرٌ ودَمِرٌ ودَبِرٌ، فأتْبَعُوهما خَسرِاً، وعندِي أنَّ خَسِراً على فِعْلِه، وِدَمراً ودَبِراً على النَّسَبِ. وقِيلَ: دَمَرَ عليهم يَدْمُرُ دَمْراً، ودُمُوراً: دَخَلَ بغيرِ إِذْنٍ. وقِيلَ: هَجَمَ، وهو نَحْوُ ذلك. ومنه قوله: ((من نَظَرَ فقَدْ دَمَرَ)) . والمُدَمِّرُ: الصّائِدُ يُدَخِّنُ فِي قُتْرِتَه بأَوْبارِ الإِبلِ كَيْلاً تَجِدَ الوَحْشُ رِيحُه. والدُّمارِيُّ، والتُّدْمُرٍ يُّ، والتَّدْمُرِيُّ من اليَرابِيعِ: اللَّئِيمُ الخِلْقَةَ، المَكْسُوُّ البَراثِن، وقيل: وهو الماعِزُ مِنْها، وفيهِ قِصَرٌ وصِغَرٌ، ولا أَظْفارَ في ساقَيْهِ، ولا يُدْرَكُ سَرِيعاً، وهو أصْغرُ من الشُّفارِيِّ، قالَ:

(وإنِّي لأَصْطادُ اليَرابِيعَ كُلَّها ... شُفارِيَّها والتَّدْمُرِيَّ والمُقَصَّعَا ... )

والتَّدُمرِيُّ: اللَّئِيمُ من الرِّجالِ. والتَّدْمُرِيَّةُ من الكِلابِ: التي لَيْسَتْ بَسلُوقِيَّةِ ولا كُرْدِيَّةٍ. وتَدْمُرُ: مَدِينَةٌ بالشّأْمِ، قال النّابِغَة:

(وخَيِّسِ الجِنَّ إِنِّي قد أَذِنْتُ لَهُم ... يَبْنُونَ تَِدْمُرَ بالصُّفّاحِ والعَمَدِ)
دمر
دمَرَ يَدمُر، دَمَارًا، فهو دامِر
• دمَر الشَّخصُ: هلكَ "دَمَرَ القومُ بسبب الحرب- حلَّ بهم الدَّمار". 

تدمَّرَ يتدمَّر، تَدَمُّرًا، فهو مُتَدَمِّر
• تدمَّر الشَّيءُ: تَضَرَّر ولحِقَ به خرابٌ شامِلٌ، تخرَّب، تقوَّض، باد وتبدَّد "تدمَّرت مدينة من أثر الحرب". 

دمَّرَ/ دمَّرَ على يُدمِّر، تدميرًا، فهو مُدَمِّر، والمفعول مُدَمَّر
• دَمَّرَ الشَّيءَ: حَطَّمه وأباده، بدَّده وضيَّعه "حَرْبٌ مُدَمِّرةٌ- مَبْنًى مُدَمَّرٌ: مهدَّم تمامًا- الظلمُ إن دام دمَّر والعدلُ إن دام عمّر- {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا}: تُهلك وتحطِّم" ° دمَّر
 مستقبله: أفناه، ضيَّعه.
• دمَّر القومَ/ دمَّر على القوم: أهلكَهُم، هجم هجوم الشرِّ "دمَّرتِ العاصفةُ على النَّاس زرعَهم- {دَمَّرَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا}: أهلك واستأصل". 

تدمير [مفرد]: مصدر دمَّرَ/ دمَّرَ على.
• تدمير مُتعمَّد: (سك) إهلاك موجَّه عن بعد يستهدف صاروخًا أو مركبة بعد الإطلاق بسبب خلل في الأداء أو لأسباب أمنيَّة. 

دَمَار [مفرد]:
1 - مصدر دمَرَ.
2 - خراب وهلاك "خلَّف الزلزالُ وراءه الخرابَ والدَّمارَ" ° أسلحة الدَّمار الشَّامل: الأسلحة الذريَّة أو النَّوويَّة. 

مُدَمِّرة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل دمَّرَ/ دمَّرَ على.
2 - (سك) سفينة حربيّة سريعة ومجَهّزة بمختلف آلات الهجوم مثل المدافع والطوربيدات والصَّواريخ الموجّهة "المدَمِّرات الحربيّة أحد أسس المعارك الحديثة".
• مُدمِّرة الدَّبَّابات: (سك) مركبة مسلَّحة عالية السُّرعة مجهَّزة بمدافع مضادَّة للدَّبّابات. 

دمر: الدَّمارُ: اسْتِئْصالُ الهلاك. دَمَرَ القوم يَُدْمُرونَ دَماراً:

هلكوا. ودَمَرَهُم: مَقَتَهُم، ودَمَرَهُمُ الله ودَمَّرَهُمْ

تَدْمِيراً. وفي التنزيل العزيز: فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً؛ يعني به فرعون وقومه

الذين مُسِخُوا قِرَدة وخنازير؛ ودَمَّرَ عليهم كذلك. وفي حديث ابن عمر:

قد جاء السَّيْلُ بالبَطْحاء حتى دَمَّرَ المكانَ الذي كان يصلي فيه أَي

أَهلكه. يقال: دَمَّرَه تدميراً ودَمَّرَ عليه بمعنى؛ ويروى: دَفَنَ

المكانَ، والمراد منها دُرُوسُ الموضع وذهابُ أَثره. ورجلٌ دَامِرٌ: هالك لا

خير فيه. يقال: رجلٌ خاسِرٌ دامِرٌ؛ عن يعقوب. كَدَابِرٍ، وحكى اللحياني

أَنه على البدل وقال: خَسِرٌ ودَمِرٌ ودَبِرٌ فأَتبعوهما خَسِراً؛ قال

ابن سيده: وعندي أَن خَسِراً على فعله ودَمِراً ودَبِراً على النسب. وما

رأَيت من خَسَارَتِهِ ودَمَارَتِهِ ودَبارَته.

وقد دَمَرَ عليهم يَدْمُرُ دَمْراً ودُمُوراً: دخل بغير إِذن، وقيل:

هجم، وهو نحو ذلك؛ ومنه قوله في الحديث: من نظر من صِيْرِ باب فقد دَمَرَ؛

قال أَبو عبيد وغيره: دَمَرَ أَي دخل بغير إِذن، وهو الدُّمُورُ، وقد

دَمَرَ يَدْمُرُ دُمُوراً ودَمَقَ دَمْقاً ودُمُوقاً. وفي الحديث أَيضاً: من

سبق طَرْفُه استئذانَه فقد دَمَر أَي هَجَمَ ودخل بغير إِذن، وهو من

الدَّمارِ الهلاكِ لأَنه هجوم بما يكره، وفي رواية: من اطَّلَعَ في بيت قوم

بغير إِذنهم فقد دَمَر، والمعنى أَن إِساءَة المُطَّلِع مثلُ إِساءة

الدامر.

والمُدَمِّرُ: الصائد يُدَخِّنُ في قُتْرَتِه للصيد بأَوْبارِ الإِبل

كيلا تجد الوَحْشُ رِيحُه، وفي الصحاح: وتدمير الصائد أَن يُدَخِّنَ

قُتْرَتَهُ؛ وقال أَوْسُ ابن حَجَرٍ:

فَلاقَى عليها، من صَبَاحَ، مُدَمِّراً

لِنَامُوسِهِ من الصَّفيحِ سَقَائِفُ

(* قوله «من الصفيح» كذا بالأصل، ومثله في الأساس، والذي في الصحاح بين

الصفيح).

والدُّمارِيُّ والتَّدْمُرِيُّ والتُّدْمُريُّ من اليرابيع: اللَّئِيمُ

الخِلْقَةِ المكسورُ البَراثِنِ الصُّلْبُ اللَّحْمِ، وقيل: هو الماعز

ومنها وفيه قِصَرٌ وصِغَرٌ ولا أَظفار في ساقيه ولا يدرك سريعاً، وهو أَصغر

من الشُّفارِيِّ؛ قال:

وإِنِّي لأَصْطادُ اليَرابِيعَ كُلَّها:

شُفَارِيَّها والتَّدْمُرِيَّ المُقَصِّعَا

قال: وأَما ضَأْنُها فهو شُفَارِيُّها، وعلامة الضأْن فيها أَن له في

وسط ساقه ظفراً في موضع صِيْصِيَةِ الديك. ويوصف الرجل اللئيم

بالتَّدْمُرِيّ. ابن سيده: والتَّدّمُرِيُّ اللئيم من الرجال. والتَّدْمُرِيَّةُ من

الكلاب: التي ليست بِسَلُوقِيَّةٍ ولا كدْرِيَّة.

وتَدْمُرُ: مدينة بالشام؛ قال النابغة:

وخَيِّسِ الجِنَّ إِنِّي قد أَذِنْتُ لهم

يَبْنُونَ تَدْمُرَ بالصُّفَّاحِ والعَمَدِ

الفراء عن الدُّبَيْرِيَّةِ: يقال ما في الدار عَيْنٌ ولا عَيِّنٌ ولا

تَدْمُرِيٌّ ولا تُدْمُرِيٌّ ولا تامُورِيٌّ ولا دُبِّيٌّ ولا دِبِّيٌّ

بمعنى واحد.

دمر

1 دَمَرَ, aor. ـُ (T, M, A, Msb, &c.,) inf. n. دَمَارٌ (T, M, MF, TA) and دَمَارَةٌ (MF, TA) and دُمُورٌ, (MF,) or دَمَارٌ is a simple subst., (Msb,) and دُمُورٌ is an inf. n. of دَمَرَ in a trans. sense, (TA,) It (a people, T, M, A, or a thing, Msb) perished: (T, M, A, Msb, TA:) or perished utterly. (TA.) A2: See also 2.

A3: دَمَرَ عَلَيْهِمْ, (S, * M, A, K,) aor. ـُ (S, M,) inf. n. دُمُورٌ (S, M, A, K) and دَمْرٌ, (M,) He intruded upon them; went, or came, in to them without permission: (S, * M, A, K: *) or intruded upon them in an evil manner. (K.) It is said in a trad., مَنْ سَبَقَ طَرْفُهُ اسْتِئْذَانَهُ فَقَدْ دَمَرَ He whose look precedes his asking permission [does that which is as bad as the act of him who] enters without permission. (S, * TA.) And it is said, إِذَا دَخَلْتَ الدُّورَ إِيَّاكَ وَ الدُّمُورَ When thou enterest houses, [meaning, desirest to enter them,] beware of entering without permission. (A.) 2 دمّرهُ, (S, Msb,) and دمّرهُمْ, (T, M, A,) and دمّر عَلَيْهِ, (T, S, Mgh, Msb,) and عَلَيْهِمْ, (M, A,) inf. n. تَدْمِيرٌ; (T, S, M, K;) and ↓ دَمَرَهُمْ, (M, TA,) inf. n. دُمُورٌ, (K, TA,) and, accord. to the K دَمَارٌ [which is omitted in the CK] and دَمَارَةٌ, but this is wrong, (MF, TA,) for the second and third of these three inf. ns., (TA,) or all of them, (MF,) are of دَمَرَ in the intrans. sense explained above; (MF, TA;) He (God, M, TA) destroyed, (S, M, Mgh, Msb, K, *) or destroyed utterly, (A, TA,) him, or it, or them. (S, M, A, Mgh, Msb, TA.) And دمّر السَّيْلُ المَكَانَ The torrent destroyed the place. (TA from a trad.) A2: دمّر, (TK,) inf. n. as above, (S, K,) He (a sportsman) fumigated his قُتْرَة [or lurking-place] with fur, or soft hair, [of camels,] in order that the wild animals might not perceive his smell. (S, K.) [See also the act. part. n., below.]3 دامر اللَّيْلَ (tropical:) He passed the night sleepless: (A:) or he endured, or braved, the difficulty, or trouble, of the night, and passed it sleepless. (K.) دَمِرٌ: see دَامِرٌ, in two places.

دَمْرَآءُ A ewe, or she-goat, having little milk. (K.) b2: And One short in make. (TA.) A2: Applied to a woman, and to others, [i. e. applied also to a company of people, جَمَاعَةٌ, (TK,)] Wont to intrude upon others; to go, or come, in to them without permission. (K, * TA.) دَمَارٌ, (S, A, Msb,) a simple subst., (Msb,) and ↓ دَمَارَةٌ (MF, TA) and ↓ دُمُورٌ, (MF, [but see 1,]) Perdition: (S, A, Msb, &c.:) or utter perdition. (TA.) You say, حَلَّ بِهِمُ الدَّمَارُ Perdition [or utter perdition] befell them. (A.) And مَارَأَيْتَ وَدَبَارَتِهِ ↓ مِنْ خَسَارَتِهِ وَدَمَارَتِهِ [What sawest thou of his error and his perdition and his state of destruction?]. (T.) دُمُورٌ: see the next preceding paragraph.

دَمَارَةٌ: see دَمَارٌ, in two places.

دُمَارِىٌّ: see تَدْمُرِىٌّ.

دَامِرٌ A man in a state of perdition, in whom is no good. (M.) And رَجُلٌ خَاسِرٌ دَامِرٌ (Yaakoob, T, M, A) and ↓ خَسِرٌ وَدَمِرٌ (Lh, T, M) [A man erring and perishing]: Lh says that ↓ دَمِرٌ in the latter phrase is an imitative sequent to خَسِرٌ: but [ISd says,] I think that خَسِرٌ is a verbal epithet, and دَمِرٌ a possessive epithet. (M.) [See also art. خسر.]

دَامِرِىٌّ: see تَدْمُرِىٌّ.

دَيْمُرِىٌّ A sharp and pertinacious man. (K.) [And so ذَيْمُرِىٌّ, q. v.]

تَدْمُرِىٌّ, applied to a man, Ignoble, or mean. (M.) b2: يَرْبُوعٌ تَدْمُرِىٌّ (T, S, M) and تُدْمُرِىٌّ and ↓ دُمَارِىٌّ (M) A jerboa that is small and short: (S:) or of vile make, (T, M,) with broken nails, (M,) and tough flesh: (T, TA:) or the kind called the مَاعِز of jerboas, (T, M,) short and small, without nails to its legs, and not quickly overtaken: it is smaller than the شُفَارِىّ: (M:) this latter is the ضَأْن thereof, and is characterized by its having a nail in the middle of its leg, in the place of the spur of the cock. (T.) b3: Hence, (TA,) أُذُنٌ تَدْمُرِيَّةٌ (assumed tropical:) A small ear. (K.) A2: Any one: so in the saying, مَا فِى الدَّارِ تَدْمُرِىٌّ (Fr, T, K *) and تُدْمِرِىٌّ (K) and ↓ دَامِرِىٌّ (A, TA) [There is not in the house any one]; like تَأْمُرِىٌّ

&c. (TA.) One says also of a beautiful woman, مَا رَأَيْتُ تَدْمُرِيًّا أَحْسَنَ مِنْهَا, (K, TA,) i. e. [I have not seen] any one [more beautiful than she]. (TA.) A3: تَدْمُرَيَّةٌ an appellation of Certain dogs, not such as are called سَلُوقِيَّة nor such as are called كُرْدِيَّة. (M.) مُدَمَّرٌ A sportsman who fumigates his قُتْرَة [or lurking-place] with fur, or soft hair, (M, A,) of camels, (M,) in order that the wild animals may not perceive his smell. (M, A.) b2: And hence, or because he rushes upon the game unperceived, and [as it were] without permission, (tropical:) A skilful, or skilled, sportsman. (A.)
دمر
: (الدُّمُورُ) ، بالضّم، (والدَّمَارُ والدَّمَارَةُ) ، بفتحهما: (الإِهلاكُ) . يُقَال: دَمَرَهم اللَّهُ دُمُوراً، أَي أَهْلَكَهُم والدَّمَارُ والدَّمَارةُ: اسْتِئصالُ الهَلاكِ. دَمَرَ القَوْمُ يَدْمُرُونَ دَمَاراً: هَلَكُوا. (كالتَّدْمِيرِ) . يُقَال: دَمَرَهُم اللَّهُ ودَمَّرهم. وَفِي الكِتَاب العَزيز {فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيراً} (الْفرْقَان: 36) يَعْنِي بِهِ فِرْعَوْنَ وقَومَه الَّذين مُسِخُوا قِرَدَةً وخَنَازِيرَ. ودَمَّر عَلَيْهِم، كذالك. وَفِي حَدِيث ابْن عُمَر (قد جاءَ بالبَطْحَاءِ حَتّى دَمَّرَ المكانَ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ) أَي أَهلَكَه. هاكذا جَاءَ هاذَا البابُ مُتَعدِّياً بِنَفسِهِ وبالتَّضْعِيف ولازِماً، كَمَا فِي الْمُحكم وغَيرْه. وَقَالَ شَيخنَا: فِيهِ تَفْسِير اللّازم بالمُتَعَدِّي وَلَا دَاعِيَ لَهُ، والمصادِرُ الثّلاثَة كلّها من اللَّازم، فالأَوْلَى أَن يَقُول: الدَّمَارُ: الهَلاَكُ، كَمَا قَالَه غَيْره، ثمَّ قَالَ: وأَشدُّ مِنْهُ فِي الإِيهام والوُقوعِ فِي الأَوهامِ بعد قَوْله كالتَّدْمِير، فَهُوَ صَرِيح فِي أَن دَمَرَ الثُّلاثِيّ يكون مُتَعدِّياً وَلَا قائِلَ بِهِ. بل دَمَرَ كنَصَر: هَلَكَ. ودَمَّرَه تَدْمِيراً: أَهْلَكَه، كَمَا فِي الصِّحَاح والمصباح وَغَيرهمَا، انْتهى.
وأَنت خَبِير بأُنَّ المُصَنِّفَ تابِعٌ لابْنِ سِيدَه فِي إِيرَادِ عِبَارَته غَالِباً، وَهُوَ قد صَرَّحَ بأَنَّ دَمَرَ الثلاثيّ يأْتِي مُتَدِّياً بنَفْسه ولازِماً. وَمن مصادره الدُّمُور والدَّمارُ. والدَّمارة من مصَادر دمر اللّازم، فَلَا يتَوَجَّه الممُ للمُصنِّف إِلاَّ من حيثُ إِنه خَلَطَ المصادرَ وَلم يُصَرِّح بِمَا هُوَ المَشْهُور فِي الْبَاب، وَهُوَ كَوْنُه لَازِما، وإِلاّ فتَفْسِيرُه بالإِهلاك فِي محَلِّه، كَمَا نقلْناه. فتَأَمَّلْ.
وَفِي الأَساس؛ التَّدْمِير: الإِهلاكُ المُسْتَأْصِلُ.
(ودَمَرَ) عَلَيْهِم (دُمُوراً) ، بالضّمّ، ودَمْراً، بِفَتْح فسُكون: (دَخَل) عَلَيْهِم (بغَيْرِ إِذْنِ، و) قيل: (هَجَمَ هُجُومَ الشَّرِّ) ، وَهُوَ نَحْو ذالك، وَمِنْه الحَدِيث: (مَنْ نَظَرَ من صِيرِ بَاب فقدْ دَمَرَ) قَالَ أَبو عُبَيْد وغَيْرُه: أَي دَخَلَ بغيرِ إِذْنٍ، ومثلُه دَمَقَ دُمُوقا ودَمْقاً. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: (مَنْ سَبَقَ طَآحفُه استِئْذانَه فقد دَمَرَ) . أَي هَجَمَ ودَخَلَ بِغَيْر إِذْن، وَهُوَ من الدَّمَار: الهَلاكِ، لأَنَّه هُجومٌ بِمَا يُكرَه. وَفِي رِوَايَة: (من اطَّلَع فِي بَيْتِ قومٍ بغيرِ إِذْنِهم فقد دَمَرَ) . والمعنَى: إِن إِساءَة المُطَّلِع مِثْلُ إِساءَةِ الدَّامِر.
وَمن سجعات الأَساس: إِذا دَخَلْتَ الدُّورَ، فإِيَّاك والدُّمُورَ.
(وتَدْمُرُ، كتَنْصُر: بنْتُ حَسّانَ ابنِ أُذَيْنَةَ، بهَا سُمِّيتْ مَدِينَتُها) بالشَّام. قَالَ النّابِغَة:
وخَيِّسِ الجِنَّ إِنّي قد أَذِنْتُ لَهُم
يَبْنُون تَدْمُرَ بالصُّفَّاحِ والعَمَدِ
(والتَّدْمُرِيُّ) ، بِفَتْح الأَوَّل وضمّ الثّالِث: (فَرسٌ لبَنِي ثَعْلَبَةَ بنِ سَعْد) بنِ ذُبيانَ، نَقله الصِّغانيّ تَشْبِيهاً لَهَا بجِنْسٍ من اليَرابِيع يُقَال لَهُ التَّدْمُرِيّ، كَمَا نُبَيِّنه.
(و) فِي الْمُحكم: التَّدْمُرِيُّ: (اللَّئِيمُ) من الرِّجَال.
(و) يُقَال: (مَا بِه) وَنقل الفَرَّاءُ عَن الدُبَيْرِيّة: مَا فِي الدّار (تَدْمُرِيٌّ، ويُضَمُّ) أَوّلُه، وكذالِك دَامِرِيّ، كَمَا فِي الأَساس (أَي أَحَدٌ) . وكذالك لَا عَيْنٌ وَلَا تامُورِيّ وَلَا دُبِّيّ وَقد تَقَدَّم شيءٌ من ذالك.
(ويُقَالُ للجَمِيلَةِ: مَا رأَيتُ تَدْمُرِيًّا أَحْسَنَ مِنْهَا) ، أَي أَحداً.
(وأُذُنٌ تَدْمُرِيَّةٌ: صَغِيرَةٌ) ، على التَّشْبِيه.
(والدَّمْرَاءُ: الشَّاةُ القَلِيلَةُ اللَّبَنِ) . وَهِي أَيضاً القَصِيرَةُ الخِلْقَةِ.
(و) الدَّمْرَاءُ: (الهَجُومُ من النّسَاءِ وغَيْرِهِنّ) من غير إِذْنٍ.
(ودُمَّرُ، كسُكَّر: عَقَبَةٌ بدِمَشْقَ) مُشِرفةٌ على غُوطَتِها.
(و) من المَجاز: يُقَال للصَّائد المَاهِر هُوَ مُدَمِّر، و (تَدْميرُ الصائِدِ: أَن يُدَخِّنَ قُتْرَتَه بالوَبَرِ لَئِلّا يَجِدَ الوَحْشُ رِيحَهُ) ، لأَنَّه يَهْجُم عَلَيْهِ بغَيْر إِذْنٍ وَلَا يُحَسُّ بِهِ.
(و) من المَجَاز: (دَامَرْتُ اللَّيْلَ) كلَّه، أَي (كابَدْتُهُ وسَهِرْتُه) . وَفِي الأَسَاس: قَضَيْتُه بالسَّهَر.
(و) يُقَال: (إِنه لَدَيْمُرِيٌّ) ، أَي (حَدِيدٌ عَلِقٌ) ، ككَتِف.
(ودَمِيرَةُ، كسَفِينَةٍ: قَرْيَتَانِ) بِمصْر، (بالسَّمَنُّودِيَّةِ) القِبْلِيَّة والبَحرِيّة، وَقد يُضَاف إِليهما بَعضُ الكُفُورِ فيطلَق على الكُلِّ الدَّمَائر.
(من إِحْدَاهُمَا) أَبُو أَيُّوبَ (عبدُ الوهَّابِ بنُ خَلَف) بنِ عُمَرَ بنِ يزِيدَ بن خَلَفٍ الدَّمِيريّ، تُوفِّي بهَا بعد سنة 270 قَالَه ابنُ يُونس. (وعبدُ الْبَاقِي بنُ الحَسَنِ) الدَّميريّ، (محدِّثانِ) .
قلْت: ومِمّن نَزَلَ الدَّميرَة وانْتَسَب إِليها أَبو غَسّانَ مالِكُ بنُ يَحْيَى بنِ مالِكِ بن كبر بن راشدِ الهَمْدَانِيّ، انْتقل من الْكُوفَة إِلى الدَّمِيرة وسَكَن بهَا، وَكَانَ يَقْدمُ فُسْطَاطَ مصر أَحياناً فيحدِّث بهَا، تُوفِّيَ سنة 274، وأَبو الْحسن عليُّ بنُ الحَسَن بنِ عَلِيّ بنِ المُثَنَّى بن زِيادٍ الدَّمِيرِيّ، بَغْدَادِيّ، قَدِم مصرَ وتُوفِّيَ بدَمِيرَةَ سنة 259. وأحمدُ بنُ إِسحاق الدَّمِيرِيّ المِصريّ، رَوَى عَنهُ الطَّبَرَانيّ فِي المُعْجمِ. وَمن المُتَأَخِّرين من أَهْل الدَّمِيرةِ: الكَمَالُ الدَّمِيريّ صاحِبُ حَيَاةِ الحَيَوان، وترجمته مَعْلُومة، وعَبْدُ الرّحِيم بنُ عبد المُنْعم بن خَلَف الدَّمِيريّ، مِمّن رَوَى عَنهُ أَبو الْحرم القَلاَنسيّ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
رجلٌ دَامرٌ: هالِكٌ لَا خَيْرَ فِيه. يُقَال: رَجُلٌ خاِسرٌ دَامِرٌ، عَن يَعْقُوبَ، كدَابِرٍ، وحَكَى اللِّحْيَانيّ أَنَّه على البَدَل، وَقَالَ: خَسِرٌ ودَبِرٌ ودَمِرٌ، فأَتْبَعُوهما خَسِراً، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَعِنْدِي أَنَّ خَسِراً على فعْلِه، ودَمِراً ودَبِراً على النَّسَب، وَمَا رأَيتُ من خَسَارَتِه ودَمَارتَه ودَبَارَته.
والدُّمَارِيّ، بالضَّمّ، والتَّدْمُرِيّ بالفَتْح ويُضَمّ: من اليَرابيعِ: اللّئيمُ الخِلْقةِ، المَكْسورُ البَراثِنِ، الصُّلْبُ اللَّحْمِ. وَقيل: هُوَ المَاعِزُ مِنْهَا، وَفِيه قِصْرٌ وصِغَرٌ، وَلَا أَظفارَ فِي ساقَيْه، وَلَا يُدْرَك سَرِيعاً، وَهُوَ أَصغَرُ من الشُّفَارِيّ، قَالَ:
وإِنّي لأَصْطَادُ اليَرابِيع كُلَّها
شُفارِيَّها والتَّدْمُرِيَّ المُقَصِّنَعَا
قَالَ: وأَمَّا ضَأْنُها فَهُوَ شُفَارِيُّها وعَلامةُ الضَّأْن فِيهَا أَنّ لَهُ فِي وَسطِ ساقِه ظُفراً فِي مَوضِعِ صِيصِيَةِ الدِّيك.
والتَّدْمُرِيَّة عَن الكِلاب: الَّتِي لَيست بسَلُوقِيَّةٍ وَلَا كُدْرِيَّة.
وتُدْمِير: بلدٌ بالأَندلس، سكنها أَهلُ تُدْمِيرِ مصرَ، فسُمِّيَت بهم، كغَيرِها من أَكثرِ بلادِ الأَندلس.
ودمرو الخَمَّارة: قَرْيَة بِمصْر بالغَرْبِيَّة.
(د م ر) : (وَدَمَّرَ) عَلَيْهِ أَهْلَكَهُ.

دبب

(دبب) : الدَّبَّةُ الرَّمل: المُسْتَويَة.
(دبب) : الدَّبوبُ: الغارُ البَعِيدُ القَعْرِ.
(د ب ب) : (الدَّبَّابَةُ) الضَّبْرُ وَهُوَ شَيْءٌ يُتَّخَذُ فِي الْحُرُوبِ يَدْخُلُ فِي جَوْفِهِ الرِّجَالُ ثُمَّ يُدْفَعُ فِي أَصْلِ حِصْنٍ فَيَنْقُبُونَهُ وَأَمَّا قَوْلُهُ وَتُكْرَهُ الدَّبَّابَاتُ وَالطُّبُولُ وَالْبُوقَاتُ فَلَا آمَنُ مِنْ أَنْ يَكُونَ تَحْرِيفُ الدَّبَادِبِ جَمْعَ دَبْدَبَةٍ وَهُوَ شِبْهُ الطَّبْلِ.
(دبب) - في حديث عمر، رضي الله عنه: وسُئِل : "كيف تَصْنَعُون بالحُصون؟ قال: نَتَّخِذ دَبَّابَات، يَدخُل فيها الرِّجالُ يَحفِرون"
الدَّبَّابَة: جِلد مُربَّع يُقرَّب إلى الحصون، يدخل تَحتَه الرِّجال يَنْقُبُونَها، يَقِيهم مِمّا يُرْمَوْن به من فَوْق، فإن جُعِل مُكنَّسا كهيئة النَّعش سُمِّي ضَبُورًا أو ضَبْرًا.
- في حَدِيثٍ: "عَمِلَ عنده عُلَيِّم يُدَبِّب"
: أي يَدرُج على المَشْي رُويدًا.
د ب ب: (دَبَّ) يَدِبُّ بِالْكَسْرِ (دَبًّا) وَ (دَبِيبًا) وَكُلُّ مَاشٍ عَلَى الْأَرْضِ (دَابَّةٌ) . وَقَوْلُهُمْ: أَكْذَبُ مَنْ (دَبَّ) وَدَرَجَ، أَيْ أَكْذَبُ الْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ. وَ (مَدِبُّ) السَّيْلِ بِكَسْرِ الدَّالِ وَفَتْحِهَا مَوْضِعُ جَرْيِهِ وَكَذَا (مَدِبُّ) النَّمْلِ فَالِاسْمُ مَكْسُورٌ وَالْمَصْدَرُ مَفْتُوحٌ وَكَذَا ((الْمَفْعَلُ)) مِنْ كُلِّ مَا كَانَ عَلَى فَعَلَ يَفْعِلُ كَضَرَبَ يَضْرِبُ. 

دبب


دَبَّ(n. ac. دَبّ
مَدْبَب
دَبِيْب)
a. Crept, crawled along; went on all fours.
b. [Fī], Spread, diffused itself throughout ( the
body: illness ).
أَدْبَبَa. Made to crawl, toddle (child).

دَبَّة
(pl.
دِبَاْب)
a. Mound of sand.
b. Down; soft fur.
c. Receptacle for oil.

دِبَّةa. Creeping, crawling.

دُبّ
(pl.
دِبَبَة
أَدْبَاْب)
a. Bear.

دُبَّةa. She-bear.
b. Way, road.
c. Quality, disposition.

دَبَبa. Down; soft fur or hair.
b. Calf.

أَدْبَبُa. Downy; furry, hairy.

مَدْبَب
مَدْبِب
(pl.
مَدَاْبِبُ)
a. Track, course ( of water ).
دَاْبِبَة
(pl.
دَوَاْبِبُ)
a. That which creeps, crawls.
b. Beast of burden; she-ass.

دَبِيْبa. Insect.

دَبُوْبa. Tale-bearer, mischief-maker.

دَبَّاْبa. see 21t (a)b. Quadruped.

دَبَّاْبَةa. Testudo, musculus ( machine formcrly used in
sieges ).
دُوَيْبَّة
a. see 21t
دَيْبُوْب
a. see 26
د ب ب :
دَبَّ الصَّغِيرُ يَدِبُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ دَبِيبًا وَدَبَّ الْجَيْشُ دَبِيبًا أَيْضًا سَارُوا سَيْرًا لَيِّنًا وَكُلُّ حَيَوَانٍ فِي الْأَرْض دَابَّةٌ وَتَصْغِيرُهَا دُوَيْبَّةٌ عَلَى الْقِيَاسِ وَسُمِعَ دُوَابَّةٌ بِقَلْبِ الْيَاءِ أَلِفًا عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَخَالَفَ فِيهِ بَعْضُهُمْ فَأَخْرَجَ الطَّيْرَ مِنْ الدَّوَابِّ وَرُدَّ بِالسَّمَاعِ وَهُوَ قَوْله تَعَالَى {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ} [النور: 45] قَالُوا أَيْ خَلَقَ اللَّهُ كُلَّ حَيَوَانٍ مُمَيِّزًا كَانَ أَوْ غَيْرَ مُمَيِّزٍ وَأَمَّا تَخْصِيصُ الْفَرَسِ وَالْبَغْلِ بِالدَّابَّةِ عِنْدَ الْإِطْلَاقِ فَعُرْفٌ طَارِئٌ وَتُطْلَقُ الدَّابَّةُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالْجَمْعُ الدَّوَابُّ وَالدُّبُّ حَيَوَانٌ خَبِيثٌ وَالْأُنْثَى دُبَّةٌ وَالْجَمْعُ دِبَبَةٌ وِزَانُ عِنَبَةٍ وَالدَّبْدَبَةُ شِبْهُ طَبْلٍ وَالْجَمْعُ دَبَادِبُ. 
د ب ب

يقال في السيف له أثر: كأنه مدب النمل، ومداب الذر. وزحفوا إلى الحصن بالدبابات. وما أكثر دببة هذا البلد، وأرض مدبّة. ولهم دبدبة أي جلبة، وقد أجلبوا ودبدبوا.

ومن المجاز: دب الشراب في عروقه. وقال ذو الرمة:

كأنه في الضحى ترمي الصعيد به ... دبابة في عظام الرأس خرطوم

وما بالدار دبّي. وهو يدب بين القوم بالنمائم. ودبت عقار به علينا. وهو يدب علينا عقاربه، ويحرّش علينا أقاربه؛ وركب دبّ فلان ودبّة فلان إذا أخذ طريقته. قال:

إن يحيى وهذيل ... ركبا دب طفيل

ودب الجدول، وأدب إلى أرضه جدولاً. قال الكميت:

حتى طرقن خليجاً دب جدوله ... من المعين عليه البتر تصطخب

وقال الأخطل:

إذا خاف من نجم عليها ظماءة ... أدبّ إليها جدولاً يتسلسل

وإنه ليدب دبيب الجدول.
[دبب] دبَّ على الأرض يَدِبُّ دبييا. وكل ماش على الارض دابَّةٌ ودبيبٌ. والدابة: التي تُرْكَبُ. ودابَّةُ الأرض: أحد أَشراطِ الساعةِ. وقولهم " أَكْذَبُ مَنْ دَبَّ ودَرَجَ " أي أكذب الأحياء والأموات. ودَبَّ الشيخ، أي مشى مشياً رويداً. وأدببت الصبى، أي حملته على الدبيب. ويقال: ما بالدار دُبِّيٌّ ودبى، أي أحد. قال الكسائي: هو من دببت، أي ليس فيها من يدب. وكذلك ما بها دعوى ودورى وطوري لا يتكلم بها إلا في الجحد. ودبب الوجه: زغبه. والدب من السباع، والانثى دُبَّةٌ. وأرضٌ مَدَبَّةٌ، أي ذات دِبَبَةٍ. ومَدِبُّ السيل ومَدَبُّهُ: موضع جَرْيِهِ. يقال: تَنَحَّ عن مَدِبِّ السيلِ، ومَدَبِّهِ ومَدِبِّ النمل وَمَدّبِّهِ، فالاسم مكسور والمصدر مفتوح. وكذلك المفعل من كل ما كان على فعل يفعل .والدبة التي للدَهْنِ. والدَبَّةُ أيضاً: الكثيبُ من الرمل. ودببت دبة خفية، بالكسر. والدبة بالضم: الطريق. قال الشاعر: طها هذريان قل تغميض عينه * على دبة مثل الخنيف المرعبل يقال: دعني ودُبَّتي، أي دعني وطريقتي وسَجِيَّتي. وناقةٌ دَبوبٌ: لا تكاد تمشي من كثرة لحمها، إنما تَدِبُّ. وتقول: فَعَلْتُ كذا من شُبَّ إلى دُبَّ، وإن شئت نَوَّنْتَ، أي من الشباب إلى أن دببت على العصا. والدبدبة: ضرب من الصوت. وأنشد أبو مَهْدي: عاثور شَرٍّ أَيَّما عاثورِ * دَبْدَبَةَ الخيلِ على الجسور
[دبب] ""دابة" الأرض" قيل: طولها ستون ذراعًا ذات قوائم ووبرا، وقيل: مختلفة الخلقة تشبه عدة من الحيوانات، يتصدع جبل الصفا فتخرج منه ليلة جمع، ومعها عصا موسى وخاتم سليمان، لايدركها طالب ولا يعجزها هارب، تضرب المؤمن بالعصا وتكتب في وجهه: مؤمن، وتطبع الكافر بالخاتم وتكتب في وجهه: كافر. غ: "إلا "دابة" الأرض" الأرضة. نه وفيه: نهى عن "الدباء" هو القرع جمع دباءة كانوا ينتبذون فيها فتسرع الشدة في الشراب، والنهي منسوخ، وذهب مالك وأحمد إلى بقائه، ووزنه فعال أو فعلاء. ك: هو بضم دال وشدة باء ومد القرع اليابس وهو اليقطين، وحكى القصر. ط: ونهى عن هذه الأواني لأنها غليظة لا يترشش منها الماء وانقلاب ما هو أشد حرارة إلى الإسكار أسرع فيسكر ولا يشعر بخلاف الدم فإنها لرقتها تنشق إذا تغير فلما استقر حرمة المسكر في نفوسهم نسخ ذلك. ن: هو القرع أو الوعاء من يابسه. ومنه: يتتبع "الدباء" من حوالي القصعة، أي من جميع جوانبه، وح: كل مما يليك، لئلا يستقذر جليسه وهو صلى الله عليه وسلم يتبرك بأثاره. نه: قال لنسائه: أيتكن صاحبة الجمل "الأديب" تنبحها كلاب الحوأب، الأدب الكثير وبر الوجه، وفك الإدغام لأجل الحوأب، ومر في الحاء. وفيه: وحملها على حمار من هذه "الدبابة" أي الضعاف التي تدب في المشي ولا تسرع. ومنه ح: عنده غليم "يدبب" أي يدرج في المشي رويدًا. وفيه: كيف تصنعون بالحصون؟ قالوا: نتخذ "دبابات" يدخل فيها الرجال، الدبابة آلة تتخذ من جلود وخشب يدخل فيها الرجال ويقربونها من الحصن المحاصر لينقبوه وتقيهم ما يرمون من فوق. وفيه: اتبعوا "دبة" قريش ولا تفارقوا الجماعة، الدبة بالضم الطريقة والمذهب. وفيه: لايدخل الجنة "ديبوب" ولا قلاع، هو الذي يدب بين الرجال والنساء ويسعى للجمع بينهم، وقيل: هو النمام لقولهم فيه إنه ليدب عقاربه، وياؤه زائدة. ط: "دب" إليكم داء الأمم، أي سار فيكم داء الأمم الماضية، الحسد بدل منه، وضمير هي للبغضاء، ويأكل مر في الهمز. غ: "الدبة" الموضع الكثير الرمل، وبالكسر المصدر.
دبب
دبَّ/ دبَّ على/ دبَّ في دَبَبْتُ، يَدِبّ، ادْبِبْ/ دِبَّ، دَبًّا ودبيبًا، فهو دَابّ، والمفعول مَدْبوب عليه
• دبَّ الشَّيخُ: مشَى مَشيًا بطيئًا متمهّلاً "دَبّ القومُ إلى عدوّهم ليلاً- وما زال يفعله مذ شبّ إلى أن دَبّ: مذ كان شابًّا إلى أن دبّ على العصا- زَعَمَتْني شيخًا ولست بشيخٍ ... إنّما الشَّيخ مَن يدبُّ دبيبا" ° أكذبُ مَنْ دَبَّ ودرَج: أكذبُ الأحياءِ والأموات- دَبَّ الرَّجلُ على العَصا: تقدّمت به السّنّ وكَبُر- دبَّ بين القوم بالنَّمائم/ دبَّت عقاربُه على القوم: أوقع بينهم، انتشرت نمائمه وأذاه وأعمل الوشايَة بين النَّاس.
• دبَّتِ الحَيَّةُ أو الدُّودةُ ونحوُهما: زحفَت، مَشَت مَشيًا بطيئًا "رضيع يدِبُّ على الأرض".
• دَبَّ الإنسانُ أو الحيوانُ على الأرض: مشَى مع إحداثِ صوتٍ بقدميه "دَبَّ الحصانُ في مِشيته- إنّ الله يسمع دبيب النَّملة السَّوداء في الليلة الظَّلماء على الصَّخرة الصمَّاء"? كُلّ من هَبَّ ودَبَّ: كلّ إنسان، عامّة الناس.
• دبَّ الشَّيءُ في الشَّيء: سَرَى فيه وانتشر "دَبَّ الشَّرابُ في عُروقه- دَبّتِ الصّحّةُ في بدنه- دَبَّ الشَّكُّ في نَفْسِه- أحَسَّ بدبيب الفرحة في نفسه- دبَّ البِلَى في الثَّوب"? دبَّ الخلافُ بينهم: وقع. 

دبَّبَ يدبِّب، تَدْبيبًا، فهو مُدَبِّب، والمفعول مُدَبَّب
• دبَّب الصَّانِعُ قِطْعةَ الحديد: جَعَلَ لها رأسًا حادًّا، أسنَّها وشحَذها "دبَّب قضيبًا/ سَهْمًا: صَيَّره مُسْتدَقّ الرأس". 

دابَّة [مفرد]: ج دوابُّ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل دبَّ/ دبَّ على/ دبَّ في.
2 - كُلُّ ما يَمْشي على الأرضِ ذكرًا كان أو أنثى، عاقلاً كان أو غير عاقل " {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إلاَّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا} - {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ
 لاَ يُؤْمِنُونَ} ".
3 - ما يُرْكبُ من الحيوان أو يُحمَل عليه، كالفرس والبغل ونحوِهما.
• دابَّة الأرْض: حيوان يُعَدُّ ظهورُه من أشراط السَّاعة أو أوَّل علاماتها، الأرضة التي ذكرها الله تعالى في قصّة سليمان عليه السَّلام " {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ} ". 

دَبّ [مفرد]: مصدر دبَّ/ دبَّ على/ دبَّ في. 

دُبّ [مفرد]: ج دِباب ودِبَبَة، مؤ دُبَّة، ج مؤ دُبَّات ودُبَب: (حن) حيوانٌ من الثَّدييّات اللَّواحم وفصيلة الدُّبِّيّات، يغتذي بالأغذية النباتيّة والحيوانيّة، ضخم الجثّة، رأسُه كَلْبيّة الشّكل، أنفه أسودُ كبيرٌ، وأذُنه منقبضة وقوائمُه قصيرة قويّة، يمشي على باطن أقدامِه، بعض أنواعِه يستطيع العَدْوَ والتسلّقَ والسباحةَ، ويقبل التعلُّم والتدرُّب، أقوى حواسّه السمع والشمّ، وهو ليليّ النشاط ° جلَب الدُّبّ إلى كَرْمه [مثل]: يُضرب لمن يجلب الأذى لنفسه.
• الدُّبّ الأَبْيَضُ: (حن) حيوان من الثَّدييّات اللَّواحم وفصيلة الدُّبّيّات، يعيش في المناطق القطبيّة الشماليّة، ذو فراء أبيض سميك، وطبقة غليظة من الشّحم، يتغذَّى على الأسماك والأعشاب.
• الدُّبّ الأسمرُ: (حن) حيوان من الثَّدييّات اللَّواحم وفصيلة الدُّبِّيّات، يعيش في جبال وغابات أوربا وآسيا وأمريكا، يتغذَّى على الثمار والحبوب واللُّحوم والعسل، كما يأكل الحشرات والحشائشَ والحيوانات الحيّة والميِّتة.
• الدُّبُّ الأَصْغَرُ: (فك) سبعةُ نجومٍ تشاهد جهة القطب الشّماليّ قرب الدُّبّ الأكبر، تكوِّنُ أربعةٌ منها مُرَبّعًا، وثلاثةٌ تكوِّن ذَنَبًا له، وفي نهايته النَّجم القطبيّ.
• الدُّبُّ الأَكْبرُ: (فك) سبعةُ نجومٍ تُشاهد في القطب الشّماليّ قًُرْب الدُّبّ الأصغر، وهي على صورة نجوم الدُّبّ الأَصْغر ولكنّها أكبر منها.
• آذان الدُّبّ:
1 - (نت) نبات طويل له عناقيدُ من الأزهار الصَّفراء وأوراق مُخمليّة.
2 - (نت) نبات يعيش حَوْلين له عناقيدُ ورديَّة حمراء وبنفسجيَّة. 

دَبَّابَة [مفرد]:
1 - آلةٌ كانت تُتَّخذ قديمًا للحَرْب وهَدْم الحُصُون، يختبئ الجنودُ في جوفها ثمَّ تُدفَعُ بشدَّة تجاه الحِصْن فتنقُبه وتهدِمُه.
2 - (سك) سَيَّارة ضخمةٌ مُصَفّحة بصفائح الحديد، تحيط السلاسلُ بدواليبها وهي مزوّدة برشّاشات ومدافِعَ، يحتمى فيها الجنود ويهجمون منها على عدوِّهم "اقتحمت الدّبّاباتُ العربيّة خطّ بارليف ودمّرته".
• مُدمِّرة الدَّبَّابات: (سك) مَرْكبة مسلّحة عالية السّرعة مجهَّزة بمدافع مضادّة للدَّبَّابات. 

دبيب [مفرد]: مصدر دبَّ/ دبَّ على/ دبَّ في. 

دُوَيْبَّة [مفرد]: تصغير دابَّة. 
[د ب ب] دَبَّ النَّمْلُ، وغَيْرُه من الحَيَوانِ، يَدِبُّ دَبّا، ودَبِيباً: مَشَى على هَيْنَتِه. وقال ابنُ دُرَيْدٍ: دَبَّ دَبِيباً، ولم يُفَسِّرْ ولا عَبَّرَ عنه. وإِنّه لخَفِيُّ الدِّبَّة: أي الضَّرْبِ الذي هو عليه من الدَّبِيبِ. ودَبَّ الشَّرابُ في الجِسْمِ والإناءِ يَدِبُّ دَبِيباً: سَرَى. ودَبَّ السُّقْمُ في الجِسْمِ، والبِلَى في الثَّوْبِ، والصُّبْحُ في الغَبَشِ، كُلُّه من ذلك. ودَبَّتْ عقارِبُه: سَرَتْ نَمائِمُه وأذاهُ. والدَّابَّةُ: اسمٌ لما دَبَّ من الحَيَوانِ، مُمَيِّزَةً وغيرَ مُمَيِّزًَةَ، وفي التَّنِزِيلِ: {والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه} [النور: 45] ولّما كانَ لِمْن يَعْقِلُ ولِما لا يَعْقِلُ قيل ((فمنهم)) ولو كان لما لا يعقل لِقيلَ: فمِنْهَا، أو فمِنْهُنَّ، ثم قالَ: ((مَنْ يَمْشِي علَى بَطْنِه)) وإنْ كانَ أَصْلُها لمِا لا يَعْقِلُ؛ لأنّه لما خَلَطَ الجَماعَةَ، فقالَ: ((فمِنْهُمْ)) جُعِلَت العِبارَةُ بمَنْ، والمَعْنَى كُلُّ نَفْسٍ دابَّةِ. وقولُه تعالى: {ما ترك على ظهرها من دابة} [فاطر: 45] . قِيل: إنَّما أرادَ العُمُومَ، يَدُلُّ على ذلك قولُ ابنِ عَبّاس: ((كادَ الجُعَلُ يَهْلِكُ في جَحِره بذَنْبِ ابنِ آدَمَ)) . ولّما قالَتِ الخَوارِجُ لقَطَرِىِّ: اخْرُجْ إِلينْا يا دابَّةُ، فأَمَرَهُمْ بالاسْتِغْفارِ، تَلَوُا الآيةَ حُجَّةً عليه. وقد غَلَب هذا الاسمُ على ما يُرْكَبُ من الدَّوابِّ، وهو يَقَعُ على المُذكَّرِ والُمؤَنَّثِ، وحَقِيقَتُه الصِّفَةُ. وذُكِرَ عن رُؤْبَةَ أنَّه كانَ يَقُولُ: قَرِّبْ ذاكَ الدّابَّةَ لِبرْذَوْنٍ له، ونَظِيرُه من المَحْمُول على المَعْنَى قولُهم: هذا شاةٌ، قالَ الخَلِيلُ: ومثلُه قولُه تعالى: {هذا رحمة من ربي} [الكهف: 98] . وقولُه تَعالَى: {وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض} [النمل: 82] جاءَ في التَّفْسيِرِ أنَّها تَخْرُجُ بِتهامَةَ، تَخْرُجُ بين الصَّفا والمْرُوَةِ، وجاء أيضاً أنَّها تَخْرُجُ ثلاثَ مَرّاتٍ من ثلاثَةٍ أَمْكِنَة، وأَنَّها تَنْكُتُ في وَجْهِ الكافِرِ نَكْتَةً سَوْداءَ، وفي وَجْهِ المُؤْمِن نُكْتَةً بَيْضاءَ، فتَفْشُو نُكْتَةُ الكافِر حتى يَسْوَدَّ منها وَجْهُه أَجْمَعٌ، وتَفْشُو نَكْتَهُ المُؤْمِنِ حتّى يَبْيَضَّ مِنْها وَجْهُه أَجْمَعُ، فتَجْتَمِعُ الجَماعَةُ على المائِدَة، فيُعْرَفُ المُؤْمِنُ من الكافِرِ. ويُرْوَى عن ابن عَبّاسٍ أَنَّه قال: أَوَّلُ أَشْراطِ السّاعَةِ خُرُوجُ الدَّابَّةِ، وطُلُوعُ الشَّمْسِ من مَغْربِها. وقالُوا في المَثَلِ: ((أَعْيَيْتِنيٍ من شُبٍّ إلى دُب)) ، أي منذُ شَبَبْتِ إلى أن دَبَبْتِ على العَصَا. ويَجُوزُ مِنْ شُبَّ إلى دُبَّ على الحكايَةَ، وقد أنْعَمْتُ شرحَ هذه المَسْئلةِ في الكتاب المُخَصِّصِ. ورَجُلٌ دَيْبُوبٌ: نَمّامٌ، كأَنَّه يَدِبُّ بالنَّمائِمِ. وقِيلَ: دَيْبُوبٌ: يَجْمَعُ بين الرِّجالِ والنِّساءِ، فَيْعُولٌ من الدَّبِيبِ. ودُبَّةُ الرَّجُلِ: طَرِيقُه الذي يَدُبُّ عليها. وما بها دُبِّيٌّ ودِبِّيٌّ: أي ما بها أَحَدٌ يَدِبُّ. وأَدَبَّ البِلادَ: مَلأَها عَدْلاً، فدَبَّ أَهْلُها: لما لَبِسُوه من أَمْنِه، واسْتشَعَرُوهُ من بَركَتِه ويُمْنِه. قال كُثَيِّرٌ.

(بَلَوْهُ فأَعْطَوْهُ المَقادَةَ بَعْدَما ... أَدَبَّ البِلادَ سَهْلَها وجِبالَها)

ومَدَبُّ السَّيْلِ ومِدِبُّه: مَجْراهُ، وأَنْشَدَ الفارِسِيُّ:

(وقَرَّبَ جانِبَ الغَرْبِيِّ يَأْدُو ... مَدَبَّ السَّيْلِ واجْتَنَبَ الشَّعاراَ)

والدَّبّابةُ: التي تُتَّخَذَ للحُرُوبِ، ثُمّ تَدْفَعُ في أَصْلِ حِصْنٍ، فيَنْقُبُونَ وهُمْ في جَوْفِها، سُمِّيتْ بذلك لأنَّها تُدْفَعَ فتَدِبُّ. والدَّبدَبُ: مَشْيُ العُجْرُوفِ من النَّمْلِ؛ لأنّها أَوْسَعُ النَّمْلِ خَطْواً، وأَسْرَعُها نَقْلاً. والدَّبْدَبَةُ: كُلُّ سُرْعَةٍ في تَقارُبِ خَطْوِ. والدُّبَّةُ: الحالُ. ورَكِبْتُ دُبَّتَه ودُبَّةُ: أي لَزِمْتُ حالَه وطَرِيقَتُه، وَعمِلْتُ عَمَلَه، قالَ:

(إِنَّ يَحْيَى وهُذَيْل ... رَكِبَا دُبَّ طُفَيْل) وكانَ طُفَيْلٌ تَبّاعاً للعُرُساتِ من غَيْرِ دَعْوَةٍ. والدُّبُّ الكُبْرَى: من بَناتِ نَعْشٍ، وقِيلَ: إنّ ذِلكَ يقعُ على الكُبْرَى والصُّغْرَى، فيُقال لكُلِّ واحِدَة مِنْهُما: دُبٌّ، فإذا أَرادُوا فَصْلَهُما قالُوا: الدُّبُّ الأَصْغَرُ، والدُّبُّ الأَكْبَرُ. والدُّبُّ: ضَرْبٌ من السِّباعِ، عَرَبِيَّةٌ صِحِيحَةٌ، والجمعُ: أَدْبابٌ ودِبَبَةٌ، والأُنْثَى دُبَّةٌ. وأرْضٌ مَدَبَّةٌ: من الدِّبَبَةِ. والدَّبَّةٌ: التي يَجْعَلُ فيها البَزْرُ والزَّيتُ، والجَمْعُ: دبابٌ، عن سِيبَوَيِه. والدُّبّاءُ: القَرْعُ، واحِدَتُه دُبّاءةُ. وقال اللِّحْيانِيُّ: ومما تُؤَخِّذُ به نِساءُ الأَعْرابِ الرِّجالَ: ((أَخَّذْتُه بِدُبّاء، مملأ مِنَ الماءِ، مُعَلَّقِ بِترْشاء، فلا يَزالُ في تِمْشاء، وعَيْنُه في تِبْكاء)) ، ثم فسَّرهَ فقالَ: التِّرْشاءُ: الحَبْلُ والتِّمْشاءُ: المَشْيُ، والتِّبْكاءُ: البُكاء. والدَّبَّةُ كالدُّبّاءِ، ومنه قولُ الأَعْرَابِيِّ: قاتَلَ اللهُ فُلانَةَ، كأَنّ بطْنَها دَبَّةٌ. والدَّبَّةُ: الكَثِيبُ من الرَّمْلِ، والجمعُ: دبِابٌ، عن ابنِ الأَعْرابِيٍّ، وأَنْشَدَ:

(كأَنَّ سَلْمَى إذا ما جِئْتُ طارِقَها ... وَأَخْمَدَ اللَّيْلُ نارَ المُدْلِجِ السّارِى)

(تِرْعِيبَةٌ في دَمٍ أو بَيْضَةٌ جُعِلَتْ ... في دَبَّةٍ من دبِابِ الرَّمْلِ مِهْيارِ)

والدَّبُوبُ: السَّمِينُ من كُلِّ شيءٍ. والدَّبِبُ والدَّبَيانُ: كَثْرَةُ الشَّعَر والوَبَرِ. رَجُلٌ أَدَبُّ، وامْرَأَةٌ دَبّاءُ ودَبِبَةٌ: كَثِيرةُ الشَّعَرِ في جَبِيِنها، وبَعيرٌ أَدَبُّ: أَزَبُّ. فأَمّا قولُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: ((لَيْتَ شِعْرِى أَيتَّكُنَّ صاحَبةُ الجَمَلِ الأَدْيَبِ، تَخْرُجُ فتَنْبَحُها كِلابُ الحَوْأَبِ)) فإِنَّما أَظْهَرَ فيه التَّضْغِيفَ ليُوازِنَ به الحَوْأَبَ. وقيلَ: الدَّبَبُ: الزَّغَبُ، وهو الدَّبَّةُ أيضاً على مِثالِ حَبَّةٍ، والجَمْعُ: دَبٌّ، مثلُ حَبٍّ، حكاه كُراعُ، ولم يَقُل: الدَّبَّةُ: الزَّغَبَةُ بالهاءِ. وقد سَمَّوْا دُبّا، وهو دُبُّ بنُ مُرَّةَ بنِ شَيْبانَ، وهم قَوْمُ دَرِمٍ الذي يُضْرَبُ به المَثَلُ، فيُقال: ((أَوْدَى دَرِمٌ)) وقد سُمِّىَ وًَبَرَةُ بنُ حَيْدانَ - أَبُو كَلْبِ بنِ وَبَرَةَ - دُبّا. ودَبُوبٌ: مَوْضِعٌ، قال ساعِدَة بنُ جُؤَيَّةَ الهُذَلَيُّ: (وما ضَرَبٌ بَيْضاءُ يَسْقِي دَبُوبَها ... دُفاقٌ فعَرْوانُ الكَرَاثِ فَضِيمُها)

ودَبّابٌ: أَرْضٌ، قال الرّاعِي:

(كأًَنَّ هِنْداً ثَنَاياهَا وبَهْجَتَها ... لما الْتَقَيْنا لَدَى أَدْحالِ دَبّابِ)

(مَوْلِيَّةٌ أَنُفٌ جادَ الرَّبِيعُ لَها ... عَلَى أَبارِيقَ قد هَمَّتْ بإِعشْابِ)

والدَّبْدَبَةُ: كُلُّ صوتِ أَشْبَهَ صَوْتَ وَقْعِ الحَوافِرِ عَلَى الأَرْضِ الصُّلْبَةِ. والدَّبْدابُ: الطَّبْلُ، وبه فُسَّرَ قولُ رُؤْبَةَ:

(أو ضَرْبُ ذِي جَلاجِل ودَبْدابْ ... )

دبب: دَبَّ النَّمْلُ وغيره من الحَيَوانِ على الأَرضِ، يَدِبُّ دَبّاً

ودَبِيباً: مشى على هِينَتِه. وقال ابن دريد: دَبَّ يَدِبُّ دَبِيباً، ولم يفسره، ولا عَبَّر عنه. ودَبَبْتُ أَدِبُّ دِبَّةً خَفِيَّةً، وإِنه لخَفِيُّ الدِّبَّة أَي الضَّرْبِ الذي هو عليه من الدَّبِيبِ. ودَبَّ الشيخُ أَي مَشَى مَشْياً رُوَيْداً.

وأَدْبَبْتُ الصَّبيَّ أَي حَمَلْتُه على الدَّبيب.

ودَبَّ الشَّرابُ في الجِسْم والإِناءِ والإِنْسانِ، يَدِبُّ دَبيباً: سَرى؛ ودَبَّ السُّقْمُ في الجِسْمِ، والبِلى في الثَّوْبِ، والصُّبْحُ في الغَبَشِ: كُلُّه من ذلك. ودَبَّتْ عَقارِبُه: سَرَتْ نَمائِمُه وأَذاهُ.

ودَبَّ القومُ إِلى العَدُوِّ دَبيباً إِذا مَشَوْا على هيِنَتِهِم، لم يُسْرِعُوا. وفي الحديث: عندَه غُلَيِّمٌ يُدَبِّبُ أَي يَدْرُجُ في الـمَشْيِ رُوَيْداً، وكلُّ ماشٍ على الأَرض: دابَّةٌ ودَبِيبٌ.

والدَّابَّة: اسمٌ لما دَبَّ من الحَيَوان، مُمَيِّزةً وغيرَ

مُمَيِّزة. وفي التنزيل العزيز: واللّه خلق كلَّ دابَّةٍ مِنْ ماءٍ، فَمِنْهُم مَنْ يَمْشِي على بَطْنِه؛ ولـمَّا كان لِما يَعقِلُ، ولما لا يَعْقِلُ، قيل:

فَمِنْهُم؛ ولو كان لِما لا يَعْقِلُ، لَقِيل: فَمِنْها، أَو فَمِنْهُنَّ، ثم قال: مَنْ يَمْشِي على بَطْنِه؛ وإِن كان أَصْلُها لِما لا يَعْقِلُ، لأَنـَّه لـمَّا خَلَط الجَماعَةَ، فقال منهم، جُعِلَت العِبارةُ بِمنْ؛ والمعنى: كلَّ نفس دَابَّةٍ. وقوله، عز وجل: ما تَرَكَ على ظَهْرِها من دَابَّةٍ؛ قيل من دَابَّةٍ من الإِنْسِ والجنِّ، وكُلِّ ما يَعْقِلُ؛ وقيل: إِنَّما أَرادَ العُمومَ؛ يَدُلُّ على ذلِكَ قول ابن عباس، رضي اللّه عنهما: كادَ الجُعَلُ يَهْلِكُ، في جُحْرِهِ، بذَنْبِ ابنِ آدمَ. ولما قال الخَوارِجُ لِقَطَرِيٍّ: اخْرُجْ إِلَيْنا يا دَابَّةُ، فأَمَرَهُم بالاسْتِغْفارِ، تَلَوا الآية حُجَّةً عليه. والدابَّة: التي تُرْكَبُ؛ قال: وقَدْ غَلَب هذا الاسْم على ما يُرْكَبُ مِن الدَّوابِّ، وهو يَقَعُ عَلى الـمُذَكَّرِ والـمُؤَنَّثِ، وحَقِيقَتُه الصفَةُ. وذكر عن رُؤْبة أَنـَّه كان يَقُول: قَرِّبْ ذلك الدَّابَّةَ، لِبِرْذَوْنٍ لهُ. ونَظِيرُه، من الـمَحْمُولِ عَلى الـمَعْنى، قولهُم: هذا شاةٌ، قال الخليل: ومثْلُه قوله تعالى: هذا رَحْمَة من رَبِّي. وتَصْغِير الدابَّة: دُوَيْبَّة، الياءُ ساكِنَةٌ، وفيها إِشْمامٌ مِن الكَسْرِ، وكذلك ياءُ التَّصْغِيرِ إِذا جاءَ بعدَها حرفٌ مثَقَّلٌ في كلِّ شيءٍ.

وفي الحديث: وحَمَلَها على حِمارٍ مِنْ هذه الدِّبابَةِ أَي الضِّعافِ

التي تَدِبُّ في الـمَشي ولا تُسْرع.

ودابَّة الأَرْض: أَحَدُ أَشْراطِ السَّاعَةِ. وقوله تعالى: وإِذا وَقَع

القَوْلُ عَلَيْهم، أَخْرَجْنا لَهُم دَابَّةً من الأَرض؛ قال: جاءَ في

التَّفْسِير أَنـَّها تَخرُج بِتِهامَةَ، بين الصَّفَا والـمَرْوَةِ؛ وجاءَ أَيضاً: أَنها تخرج ثلاثَ مرَّات، من ثَلاثة أَمـْكِنَةٍ، وأَنـَّها تَنْكُت في وَجْهِ الكافِرِ نُكْتَةً سَوْدَاءَ، وفي وجْهِ المؤْمِن نُكْتَةً بَيْضاءَ، فَتَفْشُو نُكْتَة الكافر، حتّى يَسْوَدَّ منها وجهُه أَجمعُ، وتَفْشُو نُكْتَةُ الـمُؤْمِن، حَتى يَبْيَضَّ منها وجْهُه أَجْمَع، فتَجْتَمِعُ الجماعة على المائِدَة، فيُعْرفُ المؤْمن من الكافر وَوَرَدَ ذكرُ دابَّةِ الأَرض في حديث أَشْراطِ الساعَة؛ قيل: إِنَّها دابَّة، طولُها ستُّون ذِراعاً، ذاتُ قوائِمَ وَوَبرٍ؛ وقيل: هي مُخْتَلِفَة الخِلْقَةِ، تُشْبِهُ عِدَّةً من الحيوانات، يَنْصَدِعُ جَبَلُ الصَّفَا، فَتَخْرُج منهُ ليلَةَ جَمْعٍ، والناسُ سائِرُون إِلى مِنىً؛ وقيل: من أَرْضِ الطائِفِ، ومَعَها عَصَا مُوسى، وخاتمُ سُليمانَ، علَيْهِما السلامُ، لا يُدْرِكُها طالِبٌ، ولا يُعْجزُها هارِبٌ، تَضْرِبُ المؤْمنَ بالعصا، وتكتب في وجهه: مؤْمن؛ والكافِرُ تَطْبَعُ وجْهَه بالخاتمِ، وتَكْتُبُ فيهِ: هذا كافِرٌ. ويُروى عن ابن عباس، رضي اللّه عنهما. قال: أَوَّل أَشْراطِ السَّاعَة خُروجُ الدَّابَّة، وطلُوعُ الشَّمْسِ من مَغْرِبها.

وقالوا في الـمَثَل: أَعْيَيْتَني مِنْ شُبٍّ إِلى دُبٍّ، بالتنوين، أَي

مُذْ شَبَبْتُ إِلى أَن دَبَبْت على العصا. ويجوز: من شُبَّ إِلى دُبَّ؛

على الحكاية، وتقول: فعلت كذا من شُبَّ إِلى دُبَّ، وقولهم: أَكْذَبُ مَنْ دَبَّ ودَرَجَ أَي أَكذب الأَحْياءِ والأَمـْواتِ؛ فدَبَّ: مَشَى؛

ودَرَجَ: مَاتَ وانْقَرَضَ عَقِبُه. ورجل دَبُوبٌ ودَيْبُوبٌ: نَمَّامٌ، كأَنه

يَدِبُّ بالنَّمائِم بينَ القَوْمِ؛ وقيل: دَيْبوبٌ، يَجْمَعُ بينَ الرِّجالِ والنِّساءِ، فَيْعُولٌ، من الدَّبِيبِ، لأَنـَّه يَدِبُّ بَيْنَهُم ويَسْتَخْفِي؛ وبالمعنيين فُسِّر

قوله، صلى اللّه عليه وسلم: لا يَدْخُلُ الجَنَّة دَيْبُوبٌ ولا قَلاَّعٌ؛ وهو كقوله، صلى اللّه عليه وسلم: لا يدخُّل الجنَّة قَتَّات. ويقال: إِنَّ عَقارِبَه تَدِبُّ إِذا كان يَسْعى بالنَّمائِم. قال الأَزهري: أَنشدني المنذريُّ، عن ثعلب، عن ابن الأَعرابي:

لَنا عِزٌّ، ومَرْمانا قَريبٌ، * ومَوْلىً لا يَدِبُّ مع القُرادِ

قال: مَرْمانا قريبٌ، هؤُلاء عَنَزةُ؛ يقول: إِنْ رأَيْنا منكم ما نكره،

انْتَمَيْنا إِلى بني أَسَدٍ؛ وقوله يَدِبُّ مع القُرادِ: هو الرجُل يأْتي

بشَنَّةٍ فيها قِرْدانٌ، فيَشُدُّها في ذَنَبِ البَعيرِ، فإِذا عضَّه منها قُرادٌ نَفَر، فَنَفَرَتِ الإِبِلُ، فإِذا نَفَرَتْ، اسْتَلَّ منها بَعيراً. يقال لِلِّصِّ السَّلاَّلِ: هو يَدِبُّ معَ القُرادِ. وناقَةٌ دَبُوبٌ: لا تَكادُ تَمْشِي من كثرة لَحمِها، إِنما تَدِبُّ، وجمعُها دُبُبٌ، والدُّبابُ مَشْيُها.

والمدبب(1)

(1 قوله «والمدبب» ضبطه شارح القاموس كمنبر.) : الجَمَل الذي يمشي دَبادِبَ.

ودُبَّة الرَّجُل: طريقُه الذي يَدِبُّ عليه.

وما بالدَّارِ دُبِّيٌّ ودِبِّيٌّ أَي ما بها أَحدٌ يَدِبُّ. قال الكسائي: هو من دَبَبْت أَي ليس فيها مَن يَدِبُّ، وكذلك: ما بها دُعْوِيٌّ ودُورِيٌّ وطُورِيٌّ، لا يُتَكَلَّم بها إِلا في الجَحْد.

وأَدَبَّ البِلادَ: مَلأَها عَدْلاً، فَدَبَّ أَهلُها، لِمَا لَبِسُوه من أَمـْنِه، واسْتَشْعَرُوه من بَرَكَتِه ويُمْنِه؛ قال كُثَيِّر عزة:

بَلَوْهُ، فأَعْطَوْهُ الـمَقادةَ بَعْدَما * أَدَبَّ البِلادَ، سَهْلَها وجِبالَها

ومَدَبُّ السَّيْلِ ومَدِبُّه: موضع جَرْيهِ؛ وأَنشد الفارسي:

وقَرَّبَ جانِبَ الغَرْبِيِّ، يأْدُو * مَدَبَّ السَّيْلِ، واجْتَنَبَ الشَّعارا

يقال: تَنَحَّ عن مَدَبِّ السَّيْلِ ومَدِبِّه، ومَدَبِّ النَّمْلِ ومَدِبِّه؛ فالاسم مكسورٌ، والمصدر مفتوحٌ، وكذلك الـمَفْعَل من كلِّ ما كان

على فَعَلَ يَفْعِل(2)

(2 قوله «على فعل يفعل» هذه عبارة الصحاح ومثله القاموس، وقال ابن الطيب ما نصه: الصواب ان كل فعل مضارعه يفعل بالكسر سواء كان ماضيه مفتوح العين أَو مكسورها فان المفعل منه فيه تفصيل يفتح للمصدر ويكسر للزمان والمكان إِلا ما شذ وظاهر المصنف والجوهري أَن التفصيل فيما يكون ماضيه على فعل بالفتح ومضارعه على يفعل بالكسر والصواب ما أصلنا ا هـ من شرح القاموس.). التهذيب: والـمَدِبُّ موضعُ دَبِيبِ النَّمْلِ وغيره.

والدَّبَّابة: التي تُتَّخَذ للحُروبِ، يَدْخُلُ فيها الرِّجالُ، ثم تُدفَع في أَصلِ حِصْنٍ، فيَنْقُبونَ، وهم في جَوْفِها، سِمِّيَت بذلك لأَنها تُدْفع فتَدِبُّ. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه، قال: كيفَ تَصْنَعون

بالحُصونِ؟ قال: نَتَّخِذُ دَبَّاباتٍ يدخُل فيها الرجالُ. الدَّبابةُ: آلةٌ

تُتَّخَذُ من جُلودٍ وخَشَبٍ، يدخلُ فيها الرجالُ، ويُقَرِّبُونها من

الحِصْنِ الـمُحاصَر ليَنْقُبُوه، وتَقِيَهُم ما يُرْمَوْنَ به من فوقِهم. والدَّبْدبُ: مَشْيُ العُجْرُوفِ من النَّمْلِ، لأَنـَّه أَوْسَعُ النَّمْلِ خَطْواً، وأَسْرَعُها نقْلاً.

وفي التهذيب: الدَّبْدَبةُ العُجْرُوفُ من النَّمْلِ؛ وكلُّ سرعة في

تَقارُبِ خَطْوٍ: دَبْدَبَةٌ؛ والدَّبْدَبَةُ: كلُّ صوتٍ أَشْبَهَ صوتَ وَقْعِ الحافِرِ

على الأَرضِ الصُّلْبةِ؛ وقيل: الدَّبْدَبَةُ ضَرْبٌ من الصَّوْت؛ وأَنشد أَبو مَهْدِيٍّ:

عاثُور شَرٍّ، أَيُما عاثُورِ، * دَبْدَبَة الخَيْلِ على الجُسورِ

أبو عَمْرو: دَبْدَبَ الرجلُ إِذا جَلَبَ، ودَرْدَبَ إِذا ضَرَبَ بالطَّبْلِ.

والدَّبْدابُ: الطَّبْلُ؛ وبه فُسِّرَ قول رؤْبة:

أَوْ ضَرْبِ ذي جَلاجِلٍ دَبْدابِ

وقول رؤبة:

إِذا تَزابَى مِشْيَةً أَزائِبا، * سَمِعْتَ، من أَصْواتِها، دَبادِبا

قال:

تَزَابَى مَشَى مَشْيَةً فيها بُطْءٌ.

قال: والدَّبادِبُ صَوْت كأَنه دَبْ دَبْ، وهي حكاية الصَّوْتِ. وقال

ابن الأَعرابي: الدُّبادِبُ والجُباجِبُ (1)

(1 قوله «والجباجب» هكذا في الأَصل والتهذيب بالجيمين.): الكثيرُ الصِّياح والجَلَبَة؛ وأَنشد:

إِيَّاكِ أَنْ تَسْتَبدلي قَرِدَ القَفا، * حَزابِيَةً، وهَيَّباناً جُباجِبا

أَلَفَّ، كأَنَّ الغازِلاتِ مَنَحْنَه * من الصُّوف نِكْثاً، أَو لَئيماً دُبادِبا

والدُّبَّة: الحالُ؛ ورَكِبْتُ دُبَّتَهُ ودُبَّه أَي لَزِمْت حالَه وطَريقَتَه، وعَمِلْتُ عَمَلَه؛ قال:

إِنّ يَحْيَى وهُذَيلْ رَكبَا دُبَّ طُفَيْلْ

وكان طُفَيْلٌ تَبّاعاً للعُرُسات من غيرِ دَعْوة. يقال: دَعْني ودُبَّتي أَي دَعني وطَريقَتي وسَجِيَّتي. ودُبَّة الرجلِ: طَريقَتُه من خَيرٍ

أَو شرٍّ، بالضم. وقال ابن عباس، رضي اللّه عنهما: اتَّبعوا دُبَّة

قُرَيشٍ، ولا تُفارِقوا الجماعة. الدُّبّة، بالضم: الطَّريقة والمذْهَب.

والدَّبَّةُ: الموضعُ الكثيرُ الرَّمْل؛ يُضْرَبُ مَثَلاً للدَّهْر الشَّديدِ، يقال: وَقَع فلانٌ في دَبَّةٍ من الرَّمْلِ، لأَن الجَمَل، إِذا وَقَع فيه، تَعِبَ. والدُّبُّ الكبِيرُ: من بَناتِ نَعْشٍ؛ وقيل: إِنَّ ذلك يَقَع على الكُبرَى والصُّغْرَى، فيُقالُ لكل واحد منهما دُبٌّ، فإِذا أَرادوا فصْلَها، قالوا: الدُّبُّ الأَصغر، والدُّبُّ الأَكبر.

والدُّبُّ: ضربٌ من السِّباع، عربية صحيحة، والجمع دِبابٌ ودِبَبَة، والأُنـْثى دُبَّة.

وأَرض مَدَبَّة: كثيرة الدِّبَبَة.

والدَّبَّة: التي يُجْعَل فيها الزَّيْت والبِزْر والدُّهن، والجمع دِبابٌ، عن سيبويه. والدَّبَّة: الكثِيبُ من الرَّمْل، بفتح الدال، والجمع

دِبابٌ، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

كأَنْ سُلَيْمَى، إِذا ما جِئتَ طارِقها، * وأَخْمَدَ الليلُ نارَ الـمُدْلِجِ السارِي

تِرْعِيبَةٌ، في دَمٍ، أَو بَيْضَةٌ جُعِلَت * في دَبَّةٍ، من دِبابِ الليلِ، مِهْيارِ

قال: والدُّبَّة، بالضم: الطريق؛ قال الشاعر:

طَهَا هِذْرِيانٌ، قَلَّ تَغْميضُ عَيْنِه * على دُبَّةٍ مِثْلِ الخَنِيفِ الـمُرَعْبَلِ

والدَّبُوبُ: السَّمينُ من كلِّ شيءٍ.

والدَّبَبُ: الزَّغَب على الوجه؛ وأَنشد:

قشر النساءِ دَبَب العَرُوسِ

وقيل: الدَّبَبُ الشَّعَر على وجْه المرأة؛ وقال غيره: ودَبَبُ الوَجْه

زَغَبُه. والدَّبَبُ والدَّبَبانُ: كثرةُ الشَّعَر والوَبرِ.

رَجُلٌ أَدَبُّ، وامرأَةٌ دبَّاءُ ودَبِبَةٌ: كثيرة الشَّعَرِ في جَبِينِها؛ وبعيرٌ أَدَبُّ أَزَبُّ. فأَما قول النبي، صلى اللّه عليه وسلم، في الحديث لنسائه: لَيْتَ شِعْرِي أَيَّتُكُنَّ صاحبةُ الجَمَلِ الأَدْبَبِ، تَخْرُجُ فَتَنْبَحُها كِلابُ الحَوْأَبِ؟ فإِنما أَراد الأَدَبَّ، فأَظْهَر التَّضْعيفَ، وأَراد الأَدَبَّ، وهو الكثير الوَبرِ؛ وقيل: الكثيرُ وَبَرِ الوجهِ، لِيُوازِن به الحَوْأَبِ. قال ابن الأَعرابي: جَمَلٌ أَدَبُّ كثيرُ الدَّبَبِ؛ وقد دَبَّ يَدَبُّ دَبَباً. وقيل: الدَّبَبُ الزَّغَبُ، وهو أَيضاً الدَّبَّةُ، على مثال حَبَّةٍ، والجمع دَبٌّ، مثل حَبٍّ، حكاه كراع، ولم يقل: الدَّبَّة الزَّغَبَةُ، بالهاءِ.

ويقال للضَّبُعِ: دَبابِ، يُريدون دبِّي، كما يقال نَزَالِ وحَذارِ.

ودُبٌّ: اسمٌ في بَني شَيْبان، وهو دُبُّ بنُ مُرَّةَ ابنِ ذُهْلِ بنِ

شَيْبانَ، وهُمْ قوم دَرِمٍ الذي يُضْرَبُ به المثل، فيقال: أَوْدَى

دَرِمٌ. وقد سُمِّيَ وَبْرةُ بنُ حَيْدانَ أَبو كلبِ بنِ وبرةَ دُبّاً.

ودبوبٌ: موضعٌ. قال ساعدَة بنُ جُؤَيَّة الهذلي:

وما ضَرَبٌ بيضاءُ، يَسْقِي دَبُوبَها * دُفاقٌ، فَعُرْوانُ الكَراثِ، فَضِيمُها

ودَبَّابٌ: أَرض. قال الأَزهري: وبالخَلْصَاءِ رَمْلٌ يقال له الدَّبَّاب، وبِحذائِهِ دُحْلانٌ كثيرة؛ ومنه قول الشاعر:

كأَنّ هِنْداً ثَناياها وبَهْجَتَها، * لـمَّا الْتَقَيْنَا، لَدَى أَدْحالِ دَبَّابِ

مَوْلِيَّةٌ أُنُفٌ، جادَ الربيعُ بها * على أَبارِقَ، قد هَمَّتْ بإِعْشابِ

التهذيب، ابن الأَعرابي: الدَّيدَبون اللهو.

والدَيْدَبانُ:الطَّلِيعَة وهو الشَّيِّفَةُ. قال أَبو منصور: أَصله

دِيدَبان فغَيَّروا الحركة(1)

(1 قوله «أصله ديدبان فغيروا الحركة إلخ» هكذا في نسخة الأصل والتهذيب بأيدينا. وفي التكملة قال الأزهري الديدبان الطليعة فارسي معرب وأصله ديذه بان فلما أَعرب غيرت الحركة وجعلت الذال دالاً.)، وقالوا: دَيْدَبان، لـمَّا أُعْرِب

وفي الحديث: لا يدخلُ الجنَّة دَيْبُوبٌ، ولا قَلاَّعٌ؛ الدَّيْبُوبُ:

هو الذي يَدِبُّ بين الرجالِ والنساءِ للجمع بينهم، وقيل: هو النَّمَّام، لقولهم فيه: إِنه لَتَدِبُّ عَقَارِبُه؛ والياء فيه زائدة.

دبب نقر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام / فِي الأوعية الَّتِي نهى [عَنْهَا -] النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام من الدُبّاء والحَنْتَم والنَّقِير والمُزَفَّت. وَقد جَاءَ تَفْسِيرهَا كلهَا أَو أكثيرها فِي الحَدِيث عَن أبي بكرَة قَالَ: أما الدُّبَّاء فَإنَّا معاشر ثَقِيف كُنَّا بِالطَّائِف نَأْخُذ الدُّبَّاء فخرط فِيهَا عناقيد الْعِنَب ثمَّ ندفنها حَتَّى تهدر ثمَّ تموّت. وَأما النقير فَإِن أهل الْيَمَامَة كَانُوا ينقرون أصل النَّخْلَة ثمَّ يشدخون فِيهِ الرطب والبسر ثمَّ يَدعُونَهُ حَتَّى يهدر ثمَّ يموّت. وَأما ال
دبب
: ( {دَبَّ) النَّمْلُ وغَيْرُه مِن الحَيَوَانِ على الأَرْضِ (} يَدِبُّ {دَبًّا} ودَبِيباً) أَي (مَشَى على هِينَتِهِ) وَلم يُسْرِعْ، عَن ابْن دُرَيْد، ودَبَّ الشَّيْخُ: مَشَى مَشْياً رُوَيْداً، قَالَ:
زَعَمَتْنِي شَيْخاً ولَسْتُ بِشَيْخٍ
إِنَّمَا الشَّيْخُ مَنْ {يَدِبُّ دَبِيباً
ودَبَّ القَوْمُ إِلى العَدْوِّ دَبِيباً إِذا مَشَوْا عَلَى هِينَتِهِم لَمْ يُسْرِعُوا، وَفِي الحَدِيث (عِندَهُ غُلَيِّمٌ} يُدَبّب) أَي يَدْرُج فِي المَشُيِ رُوَيْداً (و) {دَبَبْتُ} أَدِبُّ {دِبَّةً خَقِيَّةً، و (هُوَ خَفِيُّ} الدِّبَّةِ، كالجِلْسَةِ أَي الضَّرْبِ الَّذِي هُوَ عَلَيْهِ من الدَّبيب (و) الضَّرْبِ الَّذِي هُوَ عَلَيْهِ من الدَّبِيبِ (و) من الْمجَاز دَبَّ (الشَّرَابُ) فِي الجِسْمِ والإِنَاءِ والإِنْسَانِ والعُرُوقِ يَدِبُّ دَبِيباً (و) كَذَا دَبَّ (السَّقَمُ فِي الجسْمِ، و) دَبَّ (البِلَى فِي الثَّوْبِ) والصُّبْحُ فِي الغَبَشِ، كلُّ ذَلِك بمعنَى (سَرَى، و) من الْمجَاز أَيضاً: دَبَّتْ (عَقَارِبُه) بِمَعْنَى (سَرَتْ نَمَائِمُه وأَذَاهُ) ، وَهُوَ يَدِبُّ بَيْنَنَا بالنَّمَائِم.
(وَهُوَ) رَجُلٌ ( {دَبُوبٌ} ودَيْبُوبٌ) نَمَّامٌ، كأَنه يَدِبُّ بالنَّمَائِمِ بَيْنَ القَوْمِ، (أَو {الدَّيْبُوبُ) هُوَ (الجَامعُ بَيْنَ الرِّجَالِ والنِّسَاءِ) فَيْعُولٌ مِنَ} الدَّبِيبِ، لأَنَّه يَدِبُّ بينَهُم ويَسْتَخْفِي، وبالمَعْنَيَيْنِ فُسِّرَ قوْلُه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ دَيْبُوبٌ وَلاَ قَلاَّعٌ) وَيُقَال: إِنَّ عَقَارِبَه تَدِبُّ إِذا كانَ يَسْعَى بالنَّمَائِمِ، قَالَ الأَزهريّ: أَنْشَدَنِي المُنْذِرِيُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأَعْرَابيّ:
لَنَا عِزٌّ ومَرْمَانَا قَرِيبٌ
ومَوْلًى لاَ يدِبُّ مَعَ القُرَادِ
هؤلاءِ عَنَزَةُ، يَقُول: إِنْ رَأَيْنَا مِنْكُم مَا نَكْرَهُ انْتَمَيْنَا إِلى بَنِي أَسَدٍ، وقولُه يَدِبُّ مَعَ القُرَادِ هُوَ الرَّجُلُ يَأْتِي بِشَنَّةٍ فِيهَا قِرْدَانٌ فيَشُددُّهَا فِي ذَنَبِ البَعِيرِ فإِذا عضَّهُ مِنْهَا قُرَادٌ نَفَرَ فنَفَرَتِ الإِبلُ فإِذا نَفَرَت اسْتَلَّ مِنْهَا بَعِيراً، يُقَال لِلِّصِّ السَّلاَّلِ: هُوَ يَدِبُّ مَعَ القُرَادِ، (و) كل ماشٍ على الأَرض:! دَابَّةٌ ودَبِيبٌ.
و (الدَّابَّة) اسمُ (مَا دَبَّ مِنَ الحَيَوَانِ) مُمَيِّزهِ وغيرِ مُمَيِّزهِ، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيز: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَآبَّةٍ مّن مَّآء فَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِى عَلَى بَطْنِهِ} (النُّور: 45) ولَمَّا كَانَ لِمَا يَعْقِلُ ولِمَا لاَ يَعْقِلُ قِيلَ (فَمِنْهُمْ) وَلَو كَانَ لِمَا لَا يَعْقِلُ لقِيلَ فَمِنْهَا أَو فَمِنْهُنَّ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَمْشِي على بَطنِهِ، وإِن كَانَ أَصْلُهَا لِمَا لَا يعقلُ لأَنه لَمَّا خَلَطَ الجَمَاعَةَ فَقَالَ مِنْهُم جُعِلَتِ العِبَارَةُ بِمَنْ، والمَعْنِى كُلُّ نَفْسٍ دَابَّةٍ، وقولُه عز وَجل: {مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَآبَّةٍ} (فاطر: 45) قيل: مِنْ دَابَّةٍ مِنَ الإِنْسِ والجِنَّ وكُلِّ مَا يَعْقِلُ، وَقيل إِنّما أَرَادَ العُمُومَ، يَدُلُّ على ذَلِك قَول ابْن عَبَّاس: (كَادَ الجُعَلُ يَهْلِكُ فِي جُحْرِهِ بِذَنْبِ ابنِ آدَمَ) .
والدَّابَّةُ: الَّتِي تُرْكَبُ (و) قَدْ (غَلَبَ) هَذَا الاسمُ (عَلَى مَا يُرْكَبُ) مِنَ الدَّوَابِّ، (و) هُوَ (يَقَعُ علَى المُذَكَّرِ) والمؤنث، وحَقِيقَتُه الصِّفَةُ، وذُكِرَ عَن رُؤبَةَ أَنَّه كَانَ يقولُ: قَرِّبْ ذَلِك الدَّابَّةَ. لِبِرْذَوْنٍ لَهُ، ونَظِيرُهُ مِنَ المَحْمُولِ على المَعْنَى قولُهُمْ: هَذَا شَاةٌ، قَالَ الخليلُ: وَمثله قولُه تَعَالَى: {2. 027 هَذَا رَحْمَة من رَبِّي} (الْكَهْف: 98) وتَصْغِيرُ الدَّابَّة! دُوَيْبَّةٌ، اليَاءُ سَاكِنَةٌ، وفيهَا إِشْمَامِ مِنَ الكَسْرِ، وَكَذَلِكَ ياءُ التَّصْغِيرِ إِذا جَاءَ بعدَهَا حَرْفٌ مُثَقَّلٌ فِي كلّ شيْءٍ (ودَابَّةُ الأَرْضِ مِنْ) أَحَدِ (أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَو أَوَّلُهَا) كَمَا روى عَن ابْن عَبَّاس قِيلَ: إِنَّهَا دَابَّةٌ طُولُهَا سِتُّونَ ذِرَاعاً، ذاتُ قَوَامٍ وَوَبَرٍ، وقيلَ هِيَ مُخْتَلِفَةُ الخِلْقَةِ، تُشْبِهُ عِدَّةً مِن الحَيَوَانَاتِ (تَخْرُجُ بِمَكَّةَ مِنْ جَبَل الصَّفَا يَنْصَدِعُ لَهَا) لَيْلَةَ جَمْعٍ (والنَّاسُ سَائِرُونَ إِلى مِنًى، أَوْ مِنْ) أَرْضِ (الطَّائِفِ، أَو) أَنها تخْرُجُ (بثَلاَثَةِ أَمْكِنَةٍ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ) كَمَا ورد أَيضاً، وأَنَّهَا تَنْكُتُ فِي وَجْهِ الكافِرِ نُكْتَةً سَوْدَاءَ، وَفِي وجخهِ المُؤمِنِ نُكْتَةً بَيْضَاءَ، فَتَفْشُو نُكْتَةُ الكافرِ حَتَّى يَسْوَدَّ مِنْهَا وَجْهُه أَجْمَعُ، وتَفْشُو نُكْتَةُ المُؤْمِنِ حَتَّى يَبْيَضَّ مِنْهَا وَجْهُه أَجْمَعُ، فيجتمع الجماعةُ على المائدةِ فيُعْرَف المؤمنُ من الْكَافِر، وَيُقَال إِن (مَعهَا عَصَا مُوسَى وخَاتَم سُلَيْمَان عَلَيْهِمَا) الصَّلَاة و (السلامُ، تَضْرِبُ المؤمِنَ بالعصا وتَطْبَعُ وَجْهَ الكافرِ بالخَاتَم فيَنْتَقِشُ فِيهِ: هَذَا كافِرٌ) .
(و) قَوْلهم: (أَكْذَبُ مَنْ دَبَّ ودَرَجَ أَي) أَكْذَبُ (الأَحْيَاءِ والأَمْوَاتِ) ، فدَبَّ: مَشَى، ودَرَجَ: مَاتَ وانْقَرَضَ عَقِبُهُ.
( {وأَدْبَبْتُهُ) أَيِ الصَّبِيَّ: (حَمَلْتُه عَلَى} الدَّبِيبِ) .
(و) {أَدْبَبْتُ (البِلاَدَ: ملأْتُهَا عَدْلاً} فَدَبَّ أَهْلُهَا) لِمَا لَبِسُوهُ مِنْ أَمْنِهِ واستشعروه منْ بَرَكَتِهِ ويُمْنِه، قَالَ كُثيّر:
بَلَوْهُ فَأَعْطَوْهُ المَقَادَةَ بَعْدَمَا
{أَدَبَّ البِلاَدَ سَهْلَهَا وجِبَالَهَا
(ومَا بالدّارِ} دُبِّيٌّ، بالضَّمِّ ويُكْسَرُ) ، أَي مَا بهَا (أَحَدٌ) ، قَالَ الكسائيّ، هُوَ من {دَبَبْتُ، أَي لَيْسَ فِيهَا من يَدِبُّ، وَكَذَلِكَ: مَا بِهَا منْ دُعْوِيَ ودُورِيّ وطُورِيّ، لَا يُتَكَلَّمُ بهَا إِلاَّ فِي الجَحْدِ.
(} ومَدَبُّ السَّيْلِ والنَّمْلِ و) {مَدِبُّهُمَا (بكَسْرِ الدَّالِ: مَجْرَاهُ) أَي مَوْضِعُ جَرْيِهِ، وأَنشد الفارسيّ:
وقَرَّبَ جَانِبَ الغَرْبِيِّ يَأْدُو
} مَدَبَّ السَّيْلِ واجْتَنَبَ الشَّعَارَا
يُقَال: تَنَحَّ عَن مَدَبِّ السَّيْلِ ومَدِبِّهِ، ومَدَبِّ النَّمْلِ وَمدِبِّهِ، وَيُقَال فِي السَّيْفِ: لَهُ أُثْرٌ كأَنَّهُ مَدَبُّ النَّمْلِ ومَدَبُّ الذَّرِّ (الاسْمُ مكسُورٌ، والمصدرُ مفتوحٌ، وَكَذَا) لَك (المَفْعَلُ من كلِّ مَا كَانَ على فَعَلَ يَفْعِلُ) مَفْعِلٌ بالكَسْرِ، وَهِي قاعدةٌ مُطَّرِدَةٌ، كَذَا ذكرهَا غيرُ واحدٍ، وَقد تبعَ المصنفُ فِيهَا الجوهريّ، والصوابُ أَنَّ كلّ فِعْل مضارُعه يَفْعِلُ بِالْكَسْرِ سواءٌ كَانَ ماضيه مفتوحَ العَيْنِ أَو مكسورَها فإِن المَفْعلَ مِنْهُ فِيهِ تَفْصِيلٌ، يُفْتَحُ للْمَصْدَرِ ويُكْسَرُ لِلزَّمَانِ والمَكَانِ،إِلاَّ مَا شَذَّ، وظاهِرُ المصنفِ والجوهريّ أَنَّ التفصيلَ فِيمَا يكون ماضيه على فَعَل بالفَتْحِ ومضارعه يَفْعِلُ بالكَسْرِ وَالصَّوَاب مَا أَصَّلْنَا، قَالَه شيخُنَا.
(و) قَالُوا فِي المَثَلِ (أَعْيَيْتَنِي (مِن شُبَّ إِلَى {دُبَّ، بِضَمِّهِمَا، ويُنَوَّنَانِ) أَي (منَ الشَّبَابِ إِلى أَنْ دَبَّ عَلَى العَصَا) ويجوزُ (من شُبَّ إِلى دُبَّ) على الحِكَايَةِ وتقولُ: فَعَلْتُ كَذَا مِنْ شُبَّ إِلَى دُبَّ.
(وطَعْنَةٌ} دَبُوبٌ) : تَدِبُّ بالدَّمِ (و) كَذَا (جِرَاحَةٌ دَبُوبٌ) أَي (يَدِبُّ الدَّمُ مِنْهَا سَيَلاَناً) وبِكِلَيْهِمَا فُسِّرَ قولُ المُعَطَّلِ الهُذَلِيِّ:
واسْتَجْمَعُوا نَفَراً وزَادَ جَبَانَهُمْ
رَجُلٌ بِصَفْحَتِهِ دَبُوبٌ تَقْلِسُ
أَي نَفَرُوا جَمِيعاً.
ونَاقَةٌ دَبُوبٌ، لاَ تَكَادُ تَمْشِي من كَثْرَةِ لَحْمِهَا، إِنَّمَا تَدِبُّ، وجَمْعُهَا دُبُبٌ، {والدُّبَابُ: مَشْيُهَا.
(} والأَدَبُّ) كالأَزَبِّ (: الجَمَلُ الكَثِيرُ الشَّعَرِ، و) {الأَدْبَبُ (بإِظْهَارِ التَّضْعِيفِ) أَي بِفَكِّ الإِدْغَامِ (جَاءَ فِي الحَدِيثِ) أَنَّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمقَالَ لِنِسَائِهِ: (لَيْتَ شِعْرِي أَيَّتُكُنَّ (صَاحِبَةُ الجَمَلِ الأَدْبَبِ) تَخْرُجُ فَتَنْبَحُهَا كِلاَبُ الحَوْأَبِ) أَرَادَ الأَدَبَّ، وَهُوَ الكَثِيرُ الوَبَرِ أَو الكَثِيرُ وَبَرِ الوَجْهِ، وهاذَا لِمُوَازَنَتِهِ الحَوْأَب، قَالَ ابْن الأَعرابيّ: جَمَلٌ أَدَبُّ: كَثِيرُ الدَّبَبِ، وقَدْ دَبّ يَدَبُّ دَبَباً.
(} والدَّبَّابَةُ، مُشَدَّدَةً: آلَةٌ تُتَّخَذ) من جُلُودٍ وخَشَبٍ (لِلْحُرُوبِ) يَدْخُلُ فِيهَا الرِّجَالُ (فَتُدْفَعُ فِي أَصلِ الحِصْنِ) المُحَاصَرِ (فَيَنْقُبُونَ وهُمْ فِي جَوْفِهَا) ، وَهِي تَقِيهِم مَا يُرْمَوْنَ بِهِ مِنْ فَوْقِهِم، سُمِّيَتْ بذلكَ لأَنها تُدْفَعُ فَتَدِبُّ، وَفِي حَدِيث ابْن عُمَرَ (كَيْفَ تَصْنَعُونَ بالحُصُونِ؟ قَالَ: نَتَّخِدُ دَبَّابَاتٍ تَدْخُلُ فِيهَا الرِّجالُ) .
(والدَّبْدَبُ: مَشْيُ العُجْرُوفِ) بالضَّمِّ (مِن النَّمْلِ) لاِءَنَّهَا أَوْسَعُ النَّمْلِ خَطْواً، وأَسْرَعُهَا نَقْلاً، وَفِي (التَّهْذِيب) :! الدَّبْدَبَةُ العُجْرُوفُ مِنَ النَّمْلِ. ( {والدُّبَّةُ، بالضَّمِّ: الحَالُ) والسَّجيَّةُ (والطَّرِيقَةُ) الَّتِي يُمْشَى عَلَيْهَا (} كالدُّبِّ يُقَال: رَكِبْتُ {دُبَّتَهُ} ودُبَّهُ، أَي لَزِمْتُ حَالَهُ وطَرِيقَتَه وعَمِلْتُ عَمَلَه قَالَ:
إِنَّ يَحْيَى وهُذَيَلْ
رَكِبَا {دُبَّ طُفَيْلْ
وكانَ طُفَيْلٌ تَبَّاعاً لِلْعُرُسَاتِ مِنْ غَيْرِ دَعْوَةِ. يُقَال: دَعْنِي} ودُبَّتِي، أَي طَرِيقَتِي وسَجِيَّتِي، {ودُبَّةُ الرَّجُلِ طَرِيقَتُهُ من خَيْرٍ أَو شعرَ، وَقَالَ ابْن عباسٍ (اتَّبِعُوا دُبَّةَ قُرَيْشٍ وَلاَ تُفَارِقُوا الجَمَاعَةَ) } الدُّبَّةُ بالضَّمِّ: الطَّرِيقَةُ والمَذْهَبُ، والدُّبَةُ بالضَّمِّ: الطَّرِيقُ، قَالَ الشَّاعِر:
طَهَا هُذْرُبَانٌ قَلَّ تَغْمِيضُ عَيْنهِ
عَلَى {دُبَّةٍ مِثْلِ الخَنِيفِ المُرَعْبَلِ
والدُّبَّةُ (: ع قُرْبَ بَدْرٍ) .
(و) } الدَّبَّةُ (بالفَتْحِ: ظَرْفٌ لِلْبَزْرِ والزَّيْتِ) والدُّهْنِ، والجَمْعُ {دِبَابٌ، عَن سِيبويهِ، (و) الدَّبَّةُ (: الكَثِيبُ مِنَ الرَّمْلِ والجَمْعُ دِبَابٌ، عَن ابْن الأَعرابيّ، وأَنشد:
كَأَنَّ سُلَيْمَى إِذا مَا جِئْتَ طَارِقَهَا
وأَحْمَدَ اللَّيْلُ نَارَ المُدْلِجِ السَّارِي
تِرْعِيبَةٌ فِي دَمٍ أَوْ بَيْضَةٌ جُعِلَتْ
فِي دَبَّةٍ من دِبَابِ اللَّيْلِ مِهْيَارِ
(و) الدَّبَّةُ (: الرَّمْلَةُ الحَمْرَاءُ أَو المُسْتَوِيَة) وَفِي نُسْخَة، أَو الأَرْض المُسْتَوِيَةُ وَفِي (لِسَان الْعَرَب) الدَّبَّة: المَوْضِعُ الكَثِيرُ الرَّمْلِ، يُضْرَبُ مَثَلاً للدَّهْرِ الشَّدِيدِ، يقالُ وَقَعَ فلانٌ فِي دَبَّةٍ من الرَّمْلِ، لأَنَّ الجَمَلَ إِذا وَقَعَ فِيهِ تَعِبَ، (و) الدَّبَّةُ أَيضاً (الفَعْلَةُ الوَاحِدَةُ) منَ الدَّبِيبِ (وَج) دِبَابٌ (كَكِتَابٍ) الأَولُ عَن سِيبَوَيْهٍ، وَالثَّانِي عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، كَمَا تقدم، (و) الدَّبَّة (: الزَّغَبُ على الوَجْهِ، وَج دَبٌّ) مثل حَبَّةٍ وحَبَ، حَكَاهُ كُرَاع، ولَمْ يَقُلِ: الدَّبَّة: الزَّغَبَةُ، بالهَاءِ (و) الدَّبَّةُ بالفَتْحِ (بَطَّةٌ مِنَ الزُّجَاجِ خاصَّةً) .
(و) الدِّبَّةُ، (بالكَسْرِ:} الدَّبِيبُ) يقالُ: مَا أَكْثَرَ دِبَّةَ هَذَا البَلدِ. (والدُّبُّ بالضَّمِّ: سَبُعٌ م) معروفٌ عربيّة صَحِيحَة، كُنْيَتُهُ: أَبُو جُهَيْنَةَ، وهُوَ يُحِبُّ العُزْلَةَ، ويَقْبَلُ التَّأْدِيبَ، ويَسْفِدُ أُنْثَاهُ مُضْطَجِعاً فِي خَلْوَةٍ، ويَحْرُمُ أَكْلُهُ، وَعَن أَحْمَدَ: لاَ بَأْسَ بِهِ (وهِيَ) {دُبَّةٌ (بِهَاءٍ ج} أَدْبَابٌ {ودبَبَةٌ كَعِنَبَةٍ) ، وأَرْضٌ} مَدَبَّةٌ: كَثِيرَةُ {الدِّبَبَةِ.
(و) دُبٌّ (اسْمٌ) فِي بَنِي شَيْبَانَ، وهُوَ دُبُّ بْنُ مُرَّةَ بنِ ذُهْلِ بنِ شَيْبَانَ، وهُمْ قَوْمُ دَرِمٍ الَّذِي يُضْرَب بِهِ المَثَلُ فَيُقَال: (أَوْدَى دَرِمٌ) .
وقَدْ سُمِّيَ وَبَرَةُ بن صَيْدَانَ أَبُو كَلْبِ بنِ وَبَرَةَ دُبًّا (و) : الدُّبُّ (الكُبْرَى مِنْ بَنَاتِ نَعْشٍ) هِيَ نُجُومٌ مَعروفَةٌ (قيل: و) يَقع ذَلِك على (الصُّغْرَى أَيضاً) فيقالُ لكلِّ واحدٍ مِنْهُمَا دُبٌّ، (فإِنْ أُرِيدَ الفَصْلُ قِيلَ: الدُّبُّ الأَصْغَرُ والدُّبُّ الأَكْبَرُ. والمُبَارَكُ بنُ نَصْرِ اللَّهِ) بنِ (} - الدُّبِّيّ، فَقِيهٌ حَنَفِيٌّ) كَأَنَّهُ مُسِبَ إِلى قَرْيَةٍ بِالْبَصْرَةِ الْآتِي ذكرُها، وَهُوَ مُدَرِّسُ الغِيَاثِيَّةِ، مَاتَ سنة 528.
( {والدُّبَّاءُ) هُوَ (القَرْعُ) ، قَالَه جماعَة من اللغويين، وَقيل:} الدُّبَّاءُ: المستديرُ مِنْهُ، وَقيل: اليابِسُ، وَقَالَ ابْن حَجَرٍ: إِنه سَهْوٌ من النَّوَوِيِّ، وَهُوَ اليَقْطِينُ، وَقيل: ثَمَرُ اليَقْطِينِ، وذَكَره هُنَا بِنَاء عَلى أَن هَمْزَتَهُ زائدةٌ، وأَن أَصله (دبب) وَهُوَ الَّذِي اخْتَارَهُ المصنّف وجماعةٌ، وَلذَلِك قَالَ فِي (دبى) : الدُّبَّاءُ فِي الباءِ ووهِمَ الجوهرِيّ. وَقَالَ الخفاجيُّ فِي (شرح الشفاءِ) : أَخْطَأَ مَنْ خَطَّأَ الجوهريَّ، لأَن الزَّمَخْشَرِيّ ذكره فِي المُعْتَلِّ، وَوَجهه أَن الْهمزَة للإِلْحاق، كَمَا ذَكرُوهُ، فَهِيَ كالأَصلية كَمَا حَرَّروه، وجوَّز بعضُهم فِيهِ القَصْرَ، وأَنكره القُرْطبيُّ وَفِي (التوشيح) : الدُّبَّاءُ وَيجوز قَصْرُه: القَرْعُ، وقيلَ خَاصٌّ بالمُسْتَدِيرِ، وَهُوَ ( {كالدَّبَّةِ، بالفَتْحِ، الوَاحِدَةُ) } دُبَّاءَةٌ (بهاءٍ) والقَصْرُ فِي الدُّبَاءِ لُغَةٌ، حَكَاهَا القَزَّازُ فِي (الْجَامِع) وعِيَاضٌ فِي (الْمطَالع) ، وَذكرهَا الهَرَوِيُّ فِي الدَّال مَعَ الباءِ على أَنها فِي (دبب) ، فهمزتُه زائدةٌ والجوهريُّ فِي المعتلّ على أَنها منقلبة.
{والدُّبَّاءَةُ: الجَرَادَةُ مَا دَامَت مَلساءَ قَرعاءَ قبلَ نَبَاتِ أَجْنحتها، وَقيل: بِهِ سمى الدُّبَّاءِ لملاسَتِهِ، ويُصَدِّقُه تسميتُهم بالقَرْعِ، قَالَه الزمخشريّ: وأَرْضٌ} مَدْبُوَّةٌ {ومَدْبِيّةٌ: تُنْبِتُ الدُّبَّاءَ.
(} والدَّبُوبُ: الغَارُ القَعِيرُ، و) الدَّبُوبُ (: السَّمِينُ من كُلِّ شيْءٍ و: ع بِبِلَاد هُذَيْلٍ) قَالَ ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ الْهُذلِيّ:
ومَا ضَرَبٌ بَيْضَاءُ يَسْقِي {دَبُوبَها
دُفَاقٌ فَعَرْوان الكَرَاثِ فَضِيمُهَا
(} والدَّبَبُ {والدَّبَبَانُ، مُحَرَّكَتَيْنِ: الزَّغَبُ) على الوَجْهِ، وَقيل: الدَّبَبُ: الشَّعَرُ على وَجهِ المَرْأَةِ، ودَبَبُ الوَجْهِ: زَغَبُه، (أَو) الدَّبَبُ والدَّبَبَانُ (: كَثْرَةُ الشَّعَرِ) والوَبَرِ، (هُوَ} أَدَبُّ، وهِيَ {دَبَّاءُ} ودَبِبَةٌ كفَرِحَة) : كَثِيرَةُ الشَّعَرِ فِي جَبِينِهَا، وبَعِيرٌ {أَدَبُّ: أَزَبُّ، وَقد تَقَدَّم.
(} والدَّبْدَبَةُ:) كُلُّ سُرْعَةٍ فِي تَقَاربِ خَطْوٍ، أَو (كُلُّ صَمْتٍ: كَوْقْعِ الحَافِر على الأَرْضِ الصُّلْبَةِ) ، وقيلَ: {الدَّبْدَبَةُ: ضَرْبٌ منَ الصَّوْتِ، وأَنْشَدَ أَبُو مَهْدِيَ:
عَاثُورُ شَرَ أَيُّمَا عَاثُورِ
دَبْدَبَةُ الخَيْلِ عَلَى الجُسُورِ
قَالَه الجوهريُّ، وَقَالَ التَبريزِيّ: الصَّوَاب أَنَّهَا دَنْدَنَة، بنُونَيْنِ، وَهُوَ أَنْ يَسْمَعَ الرَّجُلَ وَلَا يَدْرِي مَا يَقُولُ، وتَقَّبَ بِهِ كلامَ الجوهريّ، والصوابُ مَا قَالَه الجوهريّ.
(و) الدَّبْدَبَةُ (: الرَّائِبُ يُحْلَبُ عَلَيْهِ، أَوْ) هُوَ (أَخْصَرُ مَا يكونُ من اللَّبَنِ،} كالدَّبْدَبَى، كجَحْجَبَى) . ( {والدَّبْدَابُ: الطَّبْلُ) وَبِه فُسِّرَ قولُ رؤبة:
أَوْ ضَرْبُ ذِي جَلاَجِلٍ} ودَبْدَابْ
وَقَالَ أَبو عَمرٍ و: دَبْدَبَ الرَّجُلُ إِذا جَلَّبَ، ودَرْدَبَ، إِذَا ضَربَ بالطَّبْلِ، والدَّبَادِبُ فِي قَوْلِ رُؤبة:
إِذَا تَزَابَى مِشْيَةً أَزَائبَا
سَمِعْتَ مِنْ أَصْوَاتِهَا {دَبَادِبَا
قَالَ: تَزَابَى: مَشَى مِشْيَةً فِيهَا بُطْءٌ،} والدَّبَادِبُ: صَوْتٌ كأَنَّهُ: دَبْ دَبْ وَهِي حِكَايَةُ الصَّوْتِ.
( {والدُّبَادِبُ) كَعُلاَبِطٍ (: الرَّجُلُ الضَّخْمُ) وعَنِ ابنِ الأَعْرَابيّ: الدُّبَادِبُ والجُبَاجِبُ (: الكَثِيرُ الصِّيَاحِ) : والجَلَبَة، وأَنشد:
إِيَّاكِ أَنْ تَسْتَبْدِلِي قَرِدَ القَفَا
حَزَابِيَةً وَهَيَّبَاناً جُبَاجِبَا
أَلَفَّ كَأَنَّ الغَازِلاَتِ مَنَحْنَهُ
مِنَ الصُّوفِ نِكْثاً أَو لَئيماً} دُبَادِبَا
(و) دَبَابٌ (كسَحَابٍ جَبَلٌ لِطيِّىءٍ) لِبَنِي ثَعْلَبَةَ مِنْهُم، ومَاءٌ بِأَجَإٍ.
(و) {دِبَابٌ (ككِتَاب: ع بالحِجَازِ كَثِيرُ الرَّمْلِ) كَأَنَّهُ سُمِّيَ بالدَّبَّةِ.
(و) } دَبَابِ (كقَطَامِ: دُعَاءٌ للضَّبُعِ) يُقَالُ لَهُ: دَبَابِ ويُرِيدُونَ (دِبِّي) كَمَا يُقَالُ: نَزَالِ وحَذَارِ.
(و) {دَبَّابٌ (كشَدَّادٍ: ع، واسمٌ، و) قَالَ الأَزهريّ: وبالخَلْصَاءِ (رَمْلٌ) يقالُ لَهُ الدَّبَّابُ، وبحِذَائِه دُحْلاَنٌ كَثِيرَةٌ، وَمِنْه قَول الشَّاعِر:
كَأَنَّ هِنْداً ثَنَايَاهَا وبَهْجَتَهَا
لَمَّا الْتَقَيْنَا لَدَى أَدْحَالِ} دَبَّابِ
مَوْلِيَّةٌ أُنُفٌ جَادَ الرَّبِيعُ بِهَا
عَلَى أَبَارِقَ قَدْ هَمَّتْ بِإِعْشَابِ
(و) {دُبَّى (كَرُبَّى: ع بالبَصْرَةِ) والنِّسْبَةُ إِليه} - دُبَّاوِيٌّ {- ودُبِّيٌّ.
(و) } الدَّبَبُ (كَسَبٍ: وَلَدُ البَقَرَةِ أَوَّلَ مَا تَلِدُهُ) نَقله الصاغانيّ.
(! ودِبَّى حَجَلْ، بالكَسْرِ) وفتْحِ الحاءِ والجيمِ (لُعْبَةٌ لَهُمْ) ، عَن الفَرّاءِ. وَفِي الحَدِيث (وحمَلَهَا على حِمَارٍ مِن هَذِه {الدِّبَابَةِ أَيِ الضِّعَافِ الَّتِي تَدِبُّ فِي المَشْيِ وَلَا تُسرع.
} والمِدْبَبُ كمِنْبَرٍ: الجَمَلُ الَّذِي يَمْشِي دَبَادِبَ، عَن ابْن الأَعرابيّ.
وَفِي (الأَساس) : وَمن الْمجَاز: دَبَّ الجَدْوَلُ، {وأَدَبَّ إِلَى الرَّوْضَةِ جَدْوَلاً، وإِنَّهُ} لَيَدِبُّ دَبِيبَ الجَدْوَلِ.
وشَجَرَةُ {الدُّبِّ: شَجَرَةُ النِّلْكِ، نَقَلَه الصاغانيّ.
وكَكَتَّانٍ: دَبَّابُ بنُ محمدٍ، عَن أَبِي حازمٍ الأَعْرَجِ، ومُرَّةُ بنُ دَبَّابٍ البَصْرِيُّ تَابِعِيٌّ، وأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بن الدَّبَّابِ الزَّاهِدُ، عَن أَبِي القَاسِمِ بنِ الحُصَيْنِ، وعَلِيُّ بنُ أَبِي الفَرَجِ بن} الدَّبَّابِ، عَن ابنِ المَادِح مَاتَ سنة 619 وحَفِيدُه أَبُو الفَضْلِ محمدُ بنُ محمدِ بنِ عليِّ بنِ الدَّبَّابِ الوَاعِظُ، سَمعَ من أَبِي جَعْفَرِ بنِ مُكرم وَعنهُ: أَبُ العَلاَءِ الفَرَضِيُّ، وكانَ جَدُّهُمْ يَمْشِي بِسُكُونٍ، فَقِيلَ لَهُ: الدَّبَّابُ، ودَبَّابُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عامرِ بنِ الْحَارِث بنِ سعدِ بنِ تَيْم بنِ مُرَّةَ مِنْ رَهْطِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وابْنُهُ الحُوَيْرِثُ بنُ دَبَّابٍ، وآخَرُونَ.

دوأ

د و أ: (الدَّاءُ) الْمَرَضُ تَقُولُ مِنْهُ (دَاءَ) يَدَاءُ مِثْلُ خَافَ يَخَافُ (دَاءً) بِالْمَدِّ وَالْجَمْعُ (أَدْوَاءٌ) . دَوَاءٌ: فِي د وي. 
د و أ

به داء وأدواء. وداء الرجل يداء. وأداء جوفك. ورجل داء وامرأة داء وداءة.

وأي داء أدوأ من البخل.
[دوأ] الداء: المرض، والجمع أدواءٌ. وقد داءَ الرجلُ يَداءُ داءً: مَرِضَ، فهو داءٌ. وقد دِئْتَ يا رَجُلُ، وأَدَأْتَ أيضاً: فأنت مدئ، وأدأته، أنا: أي أصبته بداءٍ، يتعدَّى ولا يتعدَّى. أبو زيد: تقول للرجل إذا اتهمتَهُ: قد أَدَأْتَ إداءَةً وأَدْوَأْتَ إدْواءً. وقولهم: به داءٌ ظَبْي، معناه: أنه ليس به داءٌ كما لاداء بالظبى.
(د و أ) : (الدَّاءُ) الْعِلَّةُ وَعَيْنُهُ وَاوٌ وَلَامُهُ هَمْزَةٌ (وَمِنْهُ) أَيُّ دَاءٍ أَدْوَأُ مِنْ الْبُخْلِ أَيْ أَشَدُّ (وَفِي حَدِيثِ) شُرَيْحٍ وَإِلَّا فَيَمِينُهُ أَنَّهُ مَا بَاعَكَ دَاءً أَيْ جَارِيَةً بِهَا دَاءٌ وَعَيْبٌ وَمِثْلُهُ رُدَّ (الدَّاءَ بِدَائِهِ) أَيْ ذَا الْعَيْبِ بِعَيْبِهِ (وَلَكَ) الْغَلَّةُ بِالضَّمَانِ لَا دَاءَ وَلَا خِبْثَةَ فِي (عد) .
(دوأ) - وفيه: "إنَّ الخَمر، دَاءٌ ولَيْسَت بِدَواء".
: أي لِمَا فِيهَا من الِإثْم، ويُستَعْمَل لَفظُ الدَّاء في الآثامِ والعُيُوب كما في بَيْع الحَيَوان. وبَرِئْتُ إليك من كل دَاءٍ، يعني العَيْبَ.
- ومنه قَولُه: "دَبَّ إليكم دَاءُ الأُمم قَبلَكم: البَغْضَاءُ والحَسَد".
كذلك الخَمْر نَقَلها من الطَّبِيعَةِ إلى الشَّرِيعَة، ومن أَمْرِ الدُّنْيا إلى الآخرة" .
- ومنه قَولُه: "أَىُّ دَاءٍ أَدوَى من البُخْل" .
والفِعلُ منه: دَاءَ يَدَاءُ كشَاءَ يَشَاء، ونَامَ يَنامُ. وهو دَاءٌ وهي دَاءَةٌ بوزن: القَالِ والقَالَة، وتَقْدِيرُهُما: فَعِل وفَعِلة، عَينُه حرفُ علَّةٍ ولامُه هَمْزَة أصلِيَّة غَيرُ مُنْقَلِبَة، وأَمَّا دَوِىَ يَدْوَى فتَركيبٌ آخرُ. 
[د وأ] الدّاءُ: المَرَضُ، والَجَمْعُ: أَدْواءٌ. داءَ يَدَاءُ داءُ، واَداءَ وأَدْوَأَ، الأَخيِرَةُ عن أبى زَيْدٍ. ورَجُلٌ دَاءٌ: فَعِلٌ، عن سِيبَوَيْهِ. وامْرَأةٌ داءةٌ. وأَداءَ الرَّجُلُ، وأَدْوأَ: أَتْهَمَ. وقولُهم: رَماهُ اللهُِ بداءِ الذِّئْبِ: قالَ ثَعْلَبٌ: داءُ الذِّئْبِ: الجُوعُ. وقولُه:

(ولا تَجْهَمِينَا أُمَّ عَمْرٍ وفإِنَّما ... بِنا داءُ ظَبْىٍ لم تَخُنْهُ عوامِلُهْ)

قالَ أبو عُبَيْدٍ: قالَ الأَمَوِىُّ داءُ الظَّبْىِ: أَنَّه إِذا أرادَ أَنْ يَثِبَ مَكَثَ قَلِيلاً ثمَّ وَثَبَ. قالَ: وقالَ أبو عَمْرٍ و: مَعْناهُ: ليسَ بِنا داءٌ. كما أنَّ الظَّبْىَ لا داءَ بهِ، قالَ أبو عُبَيْدٍ: وهَذا أَحَبُّ إِلىَّ. وداءةُ: موضِعٌ بِبلادِ هُذَيْلٍ:
دوأ: دآء: عند العامة مرض عضال كالسل (محيط المحيط).
ودآء: سبب المرض (ألف ليلة 4: 485).
ودآء: جرح (كوسج لطائف ص58).
ودآء: عادة مضحكة في المرء (بوشر).
داء الأرض: صرع داء النقطة (بوشر).
داء الأسد: جذام عسقولي في الوجه (سنج).
الداء المبارك: مرض الزهري (بوشر).
داء البطن: سعار، جوع مرضي، جوع البقر (بوشر).
داء البقر: هُرار، شاء، اسهال (ابن العوام 2: 620).
داء الحّية: نوع من المرض تساقط الشعر (سنج).
داء الكلب: جوع شديد (بوشر).
داء المسمار: مرض في عين الفرس، وقد أطلق عليه هذا الاسم لأنك إذا رفعت جفنه وجدت نكتة حمراء في بياض العين أو نكتة بيضاء في سوادها (ابن العوام 2: 575) وانظر مادة مسمار.
داء الشوكة (ابن البيطار 2: 97، 449). وقد ترجمها سونثيمر في العبارة الأولى Schuppichte krankheiten وترجمها في العبارة الثانية Cornea hystricatio ichtyosis.
داء الصُفْرة: مرض الزهري (بوشر).
داء الكبش: ذكر مرتين في معجم فوك.
قال: فلان بدا الكَبْش وبدا الكَبْش، وإذا كانت هذه الكلمة هي داء قد دخلت عليها الباء حرف الجر (ولا أجد لها تفسيراً آخر) فان داء الكبش يعني: شيق، شهوانية، إذ أن الكبش يعتبر حيواناً شديد الشبق، وربما أمكن مقارنته بداء الذئب وهو الجوع.
داء المُلُوك: نِقرس (بوشر، همبرت ص34).
دوأ
الدّاءُ: المَرضُ، والجَمع أدواءٌ. وقد داءَ الرجُلُ يَداءُ داءً ودَوءً: إذا مَرِضَ فهو " 32 - ب " داءٍ، وقد دئتَ يا رجُل. ورجُلٌ داءٌ - بالرَّفع -: أي ذو داءٍ، ورجُلانِ داءانِ، ورجالٌ أدواءٌ قاله شَمِرٌ. ويُقال: امرأةٌ داءةٌ.
وداءَةُ - أيضاً -: جبلٌ يَحْجِزُ بين النحلتين اليمانية والشامية من نواحي مكة حَرَسَها اللهُ تعالى، قال حُيفةُ بن أنَسٍ الهذليُّ:
هَلُمَّ إلى أكنافِ داءَةَ دونَكُم ... وما أغدَرَتْ من خَسْلِهِنَّ الحَناظِبُ
ويُروى: " أكُناف دارَةَ "، والخَسْلُ: رَديءُ النَّبقِ ونُفايَتُه والأخضَرُ منه.
والأدواءُ: موضعٌ.
ويُقال: رجلٌ ديِّيءٌ وامرأةٌ دَيِّئَةٌ به داءٌ كما لا داءَ بالظَّبي.
ويُقال: رجلٌ دَيِّيءٌ وامرأةٌ - على فَعيلٍ وفَعِلَةٍ -.
وسَمِعتُ دَوْدَأَةً: أي جَلَبَةً.
وأداءَ الرَّجُلُ: مثلُ داءَ؛ وأدَأتُه أنا أيضاً: أي أصَبتُه بِداءٍ، يَتعدّى ولا يَتعدّى.
أبو زيد: تقول للرجُلِ إذا اتَّهَمتَه: قد أدَأتَ وأدوَأتَ.
دوأ
داء [مفرد]: ج أَدواء: عِلَّة، مَرَضٌ أو عَيْبٌ ظاهر أو باطن "المعدة بيت الداء- لكلّ داءٍ دواء يستطبُّ بهِ ... إلاّ الحماقة أعيت من يداويها" ° الدَّاء العضال: الذي لا يشفى صاحبه- داء الذِّئْب: الجوع- داء دخيل: داخل في أعماق البدن- ميِّت الداء: لا يحقد على من يسيء إليه.
• داء الأسد: (طب) نوع من الجُذَام، سمِّي بذلك لمشابهة وجه صاحبه وجه الأسد.
• داء الفِيل: (طب) تضخُّم كبير في جلد الساقين خاصّة وما تحته من أنسجة بسبب انسداد الأوعية اللّيمفاويّة بالديدان الخيطيَّة من جنس الفلاريا.
• داءُ الثَّعْلَب: (طب) ثَعْلبة؛ عِلّة يتساقط منها شعر الرَّأس جزئيًّا أو كُلّيًّا.
• داء الكَلَب: (طب) مرض مُعْدٍ ينتقل فيروسُه باللُّعاب من بعض الحيوانات وخاصَّة الكلاب إلى الإنسان، من ظواهره هياج جنوني واضطرابات عصبيَّة تشنُّجيَّة وسَيَلان اللُّعاب وخيفة الماء فالشَّلل ثمَّ الموت.
• داء المفاصل: (طب) الرُّوماتيزم؛ ألم يحدث في مفاصل الجسم.
• داء البطن: (طب) سُعار، جوعٌ مرضيّ.
• داء الملوك: (طب) النِّقْرِس؛ وهو مرض مؤلم يحدث في مفاصل القدم وفي إبهامها أكثر.
• داء الدَّوالي: (طب) حالة تضخُّم أو تورُّم الأوردة.
• داء العظَمة: (نف) الإحساس المَرَضِيّ لدى الإنسان بأنّه متفوِّق على غيره. 

دوأ: الداءُ: اسم جامع لكل مرَض وعَيْب في الرجال ظاهر أَو باطن، حتى يقال: داءُ الشُّحِّ أَشدُّ الأَدْواءِ ومنه قول المرأَة: كلُّ داءٍ له داءٌ، أَرادتْ: كلُّ عَيْبٍ في الرجال ،فهو فيه. غيرُه: الداءُ: الـمَرَضُ، والجمع أَدْواءٌ.

وقد داءَ يَداءُ داءً على مثال شاءَ يَشاءُ إِذا صارَ في جَوْفِه الداءُ.

وأَداءَ يُدِيءُ وأَدْوَأَ: مَرِضَ وصارَ ذا داءٍ، الأَخيرة عن أَبي

زيد، فهو داءٌ.

ورجل داءٌ، فَعِلٌ، عن سيبويه. وفي التهذيب: ورجلان داءانِ، ورجال أَدْواءٌ، ورجل دوًى، مقصور مثل ضَنًى، وامرأَة داءة. التهذيب: وفي لغة أُخرى: رجل دَيِّئٌ وامرأَةٌ دَيِّئةٌ، على فَيْعِلٍ وفَيْعِلةٍ، وقد داءَ يَداءُ داءً ودَوْءاً: كلُّ ذلك يقال. قال: ودَوْءٌ أَصْوَبُ لأَنه يُحْمَلُ على المصدر.

وقد دِئْتَ يا رَجُل، وأَدَأْتَ، فأَنت مُدِيءٌ. وأَدَأْتُه أَي أَصَبْتُه بداءٍ، يتعدى ولا يتعدّى.

وداءَ الرجلُ إِذا أَصابه الدَّاءُ. وأَداءَ الرجل يُديءُ إِداءةً: إِذا

اتَّهَمْتَه. وأَدْوَأَ: اتُّهِمَ وأَدْوَى بمعناه. أَبو زيد: تقول للرجل

إِذا اتَّهمته: قد أَدَأْتَ إِداءة وأَدْوَأْتَ إِدْواءً.

ويقال: فلان ميت الداءِ، إِذا كان لا يَحقِدُ على من يُسِيءُ اليه.

وقولهم: رَماه اللّه بِداءِ الذِّئب، قال ثعلب: داءُ الذئبِ الجُوعُ.

وقوله: لا تَجْهَمِينا، أُمَّ عَمْرو، فإِنما * بِنا داءُ ظَبْيٍ، لم تَخُنْه عوامِلُهْ

قال الأُموي: داءُ الظبي أَنه إِذا أَراد أَن يَثِبَ مَكَث قليلاً ثم

وَثَب.

قال، وقال أَبو عمرو: معناه ليس بِنا داءٌ، يقال به داءُ ظَبْيٍ، معناه ليس به داءٌ كما لا داءَ بالظَّبْيِ. قال أَبو عبيدة: وهذا أَحَبُّ

إِليَّ.وفي الحديث: وأَيُّ داءٍ أَدْوى من البخل، أَي أَيُّ عَيْب أَقْبَحُ

منه. قال ابن الأَثير: الصواب أَدْوَأُ من البُخْل، بالهمز، ولكن هكذا يروى، وسنذكره في موضعه.

وداءةُ موضع ببلاد هذيل.

دوأ
: ( {الدَّاءُ: المَرَضُ) وَالْعَيْب ظَاهرا أَو بَاطناً، حَتَّى يُقَال: داءُ الشُّحِّ أَشدُّ} الأَدواءِ، وَمِنْه قولُ المَرأَةِ: كُل {داءٍ لَهُ} داءٌ، أَرادت كُلُّ عَيْبٍ فِي الرِّجال فَهُوَ فِيهِ، وَفِي الحَدِيث (أَيُّ دَاءٍ {أَدْوَى مِنَ البُخْلِ) أَيْ أَيُّ عَيْبٍ أَقْبَحُ مِنْهُ) قَالَ ابنُ الأَثير: الصوابُ} أَدْوَأُ، بِالْهَمْز (ج {أَدْوَاءٌ) قَالَ ابنُ خَالَوَيْه، لَيْسَ فِي كَلَامهم مُفرَدٌ ممدودٌ وجَمعُه ممدودٌ إِلاَّ دَاءٌ وأَدَوَاءٌ، نَقله شَيخنَا.
(} دَاءَ) الرجلُ ( {يَدَاءُ) كخَاف يَخَاف (} دَوْأً، {ودَاءً،} وأَدْوَأَ) كأَكْرَم، وَهَذَا عَن أَبي زيدٍ، إِذا أَصابه فِي جَوْفِهِ الدَّاءُ (وَهُوَ {دَاءٍ) بكسرِ الهمزةِ المُنونة، كَمَا فِي سَائِر النّسخ، وَفِي بَعْضهَا بضمِّها، كأَنّ أَصلَه} دائِىءٌ ثمَّ عومِل معاملةَ المعتلّ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: رجل دَاءٌ فَعِلٌ، أَي ذُو دَاءٍ، ورجلانِ {دَاآنِ، ورِجال أَدْوَاءٌ. وَنسبه الصغاني لِشَمِرٍ، وَزَاد فِي (التَّهْذِيب) : رجل} دَوَى مِثْل ضَنًى (و) رجل ( {- مُدِيءٌ) كمُطيع، (وَهِي بهاء) أَي امرأَة} دَاءَةٌ {ومُديِئَةٌ، وَفِي الأَساس: رجل دَاءٌ، وامرأَة دَاءٌ ودَاءَةٌ (وَقد} دِئْتَ يَا رجل) بِالْكَسْرِ ( {وأَدَأْتَ) وَكَذَا} أَداءَ جوفُك فأَنت {- مُديءٌ (} وأَدَأْتُه) أَيضاً إِذا (أَصَبْته {بداءٍ) يتعدَّى وَلَا يتعدَّى.
(} ودَاءُ الذِّئبِ: الجُوع) قَالَه ثَعْلَب (و) يُقَال (رَجُلٌ {دَيِّىءٌ كَخَيِّر: دَاءٍ، وَهِي بهاء) } دَيِّئَة، وَنَصّ عبارَة التَّهْذِيب ولي لُغَة أُخرى: رجل دَيِّيءٌ وامرأَة دَيِّئَة، على فَيْعِل وفَيْعِلة، ونصّ عبارَة (العُباب) : رجلٌ دَيِّيءٌ، وامرأَة دَيِّئَة، على فَعِيْل وفَيْعلة.
( {ودَاءَةُ: جَبَلٌ) يَحْجُزُ بَين النَّخْلتينِ اليمانيةِ، والشاميةِ، (قُرْبَ مكّةَ) حرسها الله تَعَالَى، كَذَا فِي (الْعباب) و (المراصِد) ، وَفِي (مُعجم البكريّ) : بلدٌ قَرِيبٌ من مَكَّة. (و) } داءَة (ع لهُذَيلٍ) قَالَ حُذيفة بن أَنسٍ الهُذليُّ:
هَلُمَّ إِلى أَكْنَافِ دَاءَةَ دُونَكُمْ
وَمَا أَغْدَرَتْ مِنْ خَسْلِهِنَّ الحَنَاظِبُ
ويروى: أَكناف دَارَة، والخَسْلُ رَدِيء النَّبِق، كَذَا فِي (العُباب) ، وَلم أَجدْه فِي ديوَان شعْرِهم.
( {والأَدْوَاءُ) على صِيغَة الْجمع (ع) فِي ديار تَمِيم بِنَجْد، قَالَ نصر: هُوَ بِضَم الهَمْزِ وفَتح الدَّال.
(و) يُقَال: سَمِعت} دَوْدَأَةً ( {الدَّوْدَأَةُ: الجَلَبَةُ) والصياح.
(و) عَن أَبي زيد (إِذا اتَّهمَتَ الرجلَ قلت لَهُ:) قد (} أَدَأْتَ {إِدَاءَةً،} وأَدْوَأْتَ {إِدْواءً) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
يُقَال فلَان مَيِّتُ الدَّاء، إِذا كَانَ لَا يَحْقِد على مَنْ يُسيء إِليه.
وداءُ الأَسد: الحُمَّى، قَالَه أَبو مَنْصُور، وداءُ الظَّبْي: الصحَّةُ والنشاطُ، قَالَه أَبو عَمْرو، وَاسْتَحْسنهُ أَبو عبيدِ، وأَنشد الأُمويّ:
لَا تَجْهَمِينَا أُمَّ عَمْرو فَإِنَّمَا
بِنَا دَاءُ ظَبْيٍ لَمْ تَخُنْهُ عَوَامِلُهْ
وداءُ الْمُلُوك: التَّرَدُّهُ والتنعُّم. وداءُ الكرامِ: الدِّيْنُ والفَقْرُ. وداءُ الضَّرَائرِ: الشَّرُّ الدَّائِم. وداءُ البطْنِ: الفِتْنَةُ العَمْيَاءُ.

دو

أ1 دَآءَ, (Az, T, S, M, Msb, K, [mentioned in the T in art. دوى,]) second Pers\. دِئْتَ, (S, K,) aor. ـَ inf. n. دَآءٌ (S, M, Msb, K) and دَوْءٌ; (Lth, T, K;) and ↓أَدَآءَ (Az, T, S, M, K) and أَدْوَأَ, (M, K,) this last from IAar, (M,) or from Az, (TA,) He, (a man, S, M, Msb, K,) and it, (a limb, or member, Msb,) was, or became, diseased, disordered, or distempered; he was, or became, sick, or ill; (Az, T, S, M, Msb, K;) he was, or became, attacked by a disease, or disorder, &c., in his inside: (T, TA:) and دَوِىَ, aor. ـْ inf. n. دَوًى, signifies the same: (Msb:) and جَوْفُهُ ↓أَدَآءَ [his belly, or chest, was, or became, diseased, &c.]. (TA.) 4 أَدَآءَ and أَدْوَأَ: see above, in two places. b2: You say also to a man when you suspect him, أَدَأْتَ, inf. n. إِدَآءَةٌ; and أَدْوَأْتَ, inf. n. إِدْوَآءٌ; [i. e. (assumed tropical:) Thou hast done a thing that has made thee an object of suspicion; or thou hast become an object of suspicion.] (T, * S, M, * K.) A2: أَدَآءَهُ He [or it] affected him with a disease, or disorder, &c.; (S, K;) [or caused him to be diseased, &c.:] thus the verb is trans. as well as intrans. (S.) b2: and ادوأهُ (assumed tropical:) He suspected him; thought evil of him; as also أَدْوَاهُ [without ء]. (Az, TA in art. دوى.) دَآءٌ A disease, disorder, distemper, sickness, illness, or malady; syn. مَرَضٌ, (Lth, T, S, M, Msb, K,) or عِلَّةٌ; (Mgh;) external or internal: (Lth, T:) [it is both physical and moral:] signifying also a vice, defect, fault, or blemish; external or internal: so that one says, دَآءُالشُّحَّ أَشَدُّ الأَدْوَآءِ [The vice of avarice is the most grievous of vices]: (Lth, T, TA:) for the pl. is أَدْوَآءٌ, (S, M, Msb, K,) the only instance of a sing. memdood having a pl. memdood: (IKh, TA:) hence also, ↓أَىٌّ دَآءٍ أَدْوَأُ مِنَ البُخْلِ (Mgh,) or أَدْوَى, but IAth says that the correct word is أَدْوَأُ, (TA,) i. e. [What vice is] more grievous, (Mgh,) or worse, (TA,) [than niggardliness?] occurring in a trad.: and the saying of a woman, كُلُّ دَآءٍ لَهُ دَآءٌ, meaning Every vice that is in men is in him: (Lth, T, TA:) and مَيِّتُ الدَّآءِ One whose evilness is dead, (K and TA in art. بله,) so that he is not cognizant of it; (TA in that art.;) said of a person when he does not bear malice towards him who does evil to him. (Lth, T, and TA in the present art.) دَآءُ الفِيلِ: see art. فيل. دَآءُ الثَّعْلَبِ: see art. ثعلب. دَآءُ الذِّئْبِ [The disease of the wolf] means (assumed tropical:) hunger. (Th, M, K. [See also art. ذأب.]) دَآءٌ الأَسَدِ [The disease of the lion] means الحمى [app. الحُمَّى, i. e. (assumed tropical:) fever]. (AM, TA.) دَآءُ الظَّبْىِ, (S, TA,) or دَآءُ ظَبْىٍ, (M, TA,) [The disease of the gazelle, or of a gazelle,] accord. to AA, (M, TA,) means (assumed tropical:) health, or soundness, and briskness, or sprightliness; (TA;) or no disease; like as [it is said that] there is no disease in the gazelle: (S, M:) or, accord. to ElUmawee, بِنَا دَآءُ ظَبْىٍ means that when he desires to leap, he pauses a little and then leaps: but A'Obeyd prefers the former explanation. (M.) دَآءُ المُلُوكِ [The disease of kings] means (assumed tropical:) the enjoyment of plenty and pleasure and softness or delicacy. (TA.) دَآءُ الكِرَامِ [The disease of the generous], (assumed tropical:) debt and poverty. (TA.) دَآءُ الضَّرَائِرِ [The disease of fellow-wives], (assumed tropical:) constant evil. (TA.) دَآءُ البَطْنِ. [The disease of the belly], (assumed tropical:) trial, or dissension, or the like, (الفِتْنَةُ,) in which one cannot find the right way to act. (TA.) A2: دَآءٌ as an epithet, (Lth, Sh, T, M, and so in some copies of the K,) or ↓دَآءٍ (S, and so in other copies of the K,) applied to a man, Diseased, disordered, distempered, sick, or ill; or having a disease, disorder, &c.: (Lth, Sh, T, S, M, K:) the former is [originally an inf. n., and therefore is] also applied to a woman; (A, TA;) or it is [originally دَوِئٌ,] of the measure فَعِلٌ, and the fem. is دَآءَةٌ, (Lth, T, M, TA,) which is also mentioned in the A as applied to a woman, as well as دَآءٌ; (TA;) and the dual is دَاآنِ; and the pl. أَدْوَآءٌ: (Lth, Sb, Sh, T, TA:) and ↓مدِىْءٌ signifies the same; (S, K;) fem. with ه: and so ↓ديِئ; [as though originally دَوِىْءٌ or دَيْوِئٌ, of the measure فَعِيلٌ or فَيْعِلٌ, like جَيِّدٌ and سَيِّدٌ;] fem. with ة: (K:) or, accord. to the O, دَئِىٌّ, of the measure فَعِيلٌ, applied to a man; and دَئِيَّةٌ, of the measure فَعِيلَةٌ, applied to a woman: or, accord. to the T, دَيْأًى, of the measure فَيْعَلٌ, applied to a man; and دَيْأَيَةٌ, of the measure فَيْعَلَةٌ, applied to a woman. (TA.) The saying, in a trad., وَإِلَّا فَيَمِينُهُ أَنَّهُ مَا بَاعَكَ دَآءٍ means [And otherwise, his oath shall be, that he did not sell to thee] a girl having a disease, or vice, or the like: and similar to this is the saying, رُدَّ الدَّآءُ بِدَائِهِ That which had a vice, or the like, was returned because of the vice, &c., thereof. (Mgh.) دَآءٍ: see the next preceding paragraph.

دَيِّئٌ: see the next preceding paragraph.

أَدْوَأُ: see the next preceding paragraph.

مُدِىْءٌ: see the next preceding paragraph.

دفأ

دفأ: {دفء}: ما يتسخن به من الأكسية والأخبية.
د ف أ: (الدِّفْءُ) نِتَاجُ الْإِبِلِ وَأَلْبَانُهَا وَمَا يُنْتَفَعُ بِهِ مِنْهَا. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ} [النحل: 5] . وَفِي الْحَدِيثِ: «لَنَا مِنْ دِفْئِهِمْ مَا سَلَّمُوا بِالْمِيثَاقِ» . وَهُوَ أَيْضًا السُّخُونَةُ اسْمٌ مِنْ دَفِئَ الرَّجُلُ مِنْ بَابِ سَلِمَ وَطَرِبَ وَهُوَ أَيْضًا مَا يُدْفِئُ وَرَجُلٌ (دَفِئٌ) بِالْقَصْرِ وَ (دَفْآنُ) بِالْمَدِّ وَامْرَأَةٌ (دَفْأَى) وَيَوْمٌ دَفِيءٌ بِالْمَدِّ وَبَابُهُ ظَرُفَ وَلَيْلَةٌ (دَفِيئَةٌ) أَيْضًا وَكَذَا الثَّوْبُ وَالْبَيْتُ. 
(د ف أ) : (الدِّفْءُ) السُّخُونَةُ وَالْحَرَارَةُ مِنْ دَفِيءَ مِنْ الْبَرْدِ ثُمَّ سُمِّيَ بِهِ كُلُّ مَا يُدْفِئُ أَيْ يُسْخِنُ مِنْ صُوفٍ أَوْ نَحْوِهِ (وَمِنْهُ) {لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ} [النحل: 5] وَهُوَ عِنْدَ الْعَرَبِ اسْمٌ لِكُلِّ مَا يُنْتَفَعُ بِهِ مِنْ نِتَاجِ الْإِبِلِ وَأَلْبَانِهَا وَقَدْ تَدَفَّأَ بِالثَّوْبِ وَاسْتَدْفَأَ بِهِ إذَا طَلَبَ بِهِ الدِّفْءَ (وَعَنْ) الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ «- عَلَيْهِ السَّلَامُ - لِلرَّجُلِ مِنْ امْرَأَتِهِ مَا فَوْقَ الْمِئْزَرِ» قَالَ أَرَادَ أَنْ تَتَدَفَّأَ بِالْإِزَارِ وَيَقْضِيَ هُوَ حَاجَتَهُ مِنْهَا فِيمَا دُونَ الْفَرْجِ أَيْ تَتَأَزَّرُ بِهِ وَتَتَسَتَّرُ وَحَقِيقَتُهُ مَا ذَكَرْت وَاسْتِعْمَالُهُ مِنْ الْحَسَنِ فِي هَذَا الْمَقَامِ حَسَنٌ.
د ف أ

دفيء من البرد دفأ ودفاءة وتدفّأ وادّفأ واستدفأ. ودفؤ يومنا، ودفؤت ليلتنا، وأدفأه من البرد، ومكان دفيء، وما عليه دفء أي ثوب يدفئه و" لكم فيها دفء " وهو ما استدفيء به من الوبر والصوف والشعر لأنه يتخذ منها الأكسية والأخبية وغيرها. ورجل دفآن، وامرأة دفأى. ومن المجاز: إبل مدفئة ومدفّئة: كثيرة لأن بعضها يدفيء بعضاً ومن تخللها أدفأته وقيل تبنى البيوت بأوبارها. قال الشماخ:

وكيف يضيع صاحب مدفئات ... على أثباجهنّ من الصقيع

وروي بفتح الفاء أي يدفئها شحومها وأوبارها. وأدفأت فلاناً ودفأته: أجزلت عطاءه، وأعطيته دفأً كثيراً. قال:

فدفءُ ابن مروان ودفء ابن أمه ... يعيش به شرق البلاد وغربها
دفأ
الدَّفْءُ: ضِدُ حِدةِ البَرْدِ. والدَّفَاء: الشَّيْءُ يُدْفِئُكَ، ثَوبٌ دَفِئ.
ورَجُلٌ دَفِئ - على فَعِلٍ -: لَبِسَ ما يُدْفِئُه. وادفَأتُ واسْتَدْفَأتُ. وَرَجُلٌ دَفْآنُ، وامْرأة دَفْأى ودَفْآنَةُ.
وثَوْبٌ ذو دِفْءٍ ودَفَاءَةٍ: أي يُدْفِئ لابِسَه.
والمَطَرُ الدَّفَئِيُّ: يكونُ في الصَّيْفِ بَعْدَ الربِيْعِ. وناقَة دَفَائِيَّةُ اللَّقْحَ. وأدْفَأتُ الرجُلَ: أعْطَيْته عَطَاءً كَثِيراً، والاسْمُ الدِّفْءُ.
وأدْفَأتُ القَوْمَ إدْفَاءً فَدَفِئُوا: أي جَمَعْتُهم حَتّى اجْتَمَعُوا. والدَفْءُ: نِتَاج الِإبِلَ وألْبَانُها. وهو في كَنَفِه ودِفْئِه: بمعنىً.
وإبِلٌ مُدْفَأةٌ: كَثِيْرَةُ الأوْبَارِ والشُّحُوْمِ. وفدْفِئَةٌ: كثيرةُ العَدَدِ. والمُدَفَئَةُ: جَمَاعَةٌ من الثَّمَانِيْنَ إلى المائةِ.
[دفأ] الدِّفْءُ: نِتاجُ الإبل وألبانُها، وما يُنْتَفَعُ به منها. قال الله تعالى: (ولكم فيها دفء) . وفي الحديث: " لنا من دِفْئِهِمْ ما سلَّموا بالميثاق ". والدِّفْءُ أيضاً: السخونَةُ، تقول منه دَفِئٌ الرجُلُ دَفاءَةً، مثل كَرِهَ كراهةً، وكذلك: دَفِئَ دَفَأً، مثل ظَمِئَ ظَمَأً، والاسم: الدفء بالكسر وهو: الشئ الذي يدفئك، والجمع: الأَدْفاءُ. تقول: ما عليه دِفْءٌ، لأنه اسم، ولا تقل: ما عليه دَفاءَةٌ، لأنه مصدر. وتقول: اقعد في دِفْءِ هذا الحائط، أي: كِنْهِ. ورجل دفئ على فعل، إذا لَبِسَ ما يُدْفِئُهُ. وكذلك رجل دَفْآنُ، وامرأةٌ دَفْأى. وقد أدْفأه الثوب، وتدفَّأ هو بالثوب واسْتدفأ به وادَّفَأ به، وهو افتعل، أي لَبِسَ ما يدفئه. ودَفُؤَتْ ليلتنا بالضم، ويوم دفئ على فعيلٍ، وليلةٌ دفيئةٌ، وكذلك الثوب والبيت. والمدفئة: الابل الكثيرة لان بعضها يدفئ بعضاً بأنفاسها، وقد يشدلمدفأة: الابل الكثيرة الاوبار والشحوم، عن الأصمعي. وأنشد للشماخ: وكيف يضيع صاحب مدفآت * على أثباجهنَّ من الصقيع والدَفَئِيُّ مثال العَجَمِيِّ: المطر الذي يكون بعد الربيع قبل الصيف حين تذهب الكَمْأَةُ فلا يبقى في الأرض منها شئ، قال الاصمعي: دفئى ودَثَئيٌّ بالثاء. قال أبو زيد: كل ميرَةٍ يمتارونها قبل الصيف فهي دَفَئِيَّةٌ مثال عَجَمِيَّةٌ، قال: وكذلك النِتاجُ، قال: وأولُ الدَفَئيِّ وقوع الجبهة، وآخره الصرفة.
دفأ
الدِّفْءُ: العطية.
والدِّفءُ - أيضاً -: السُّخُونَةُ، تقول منه: دَفِيءَ الرجل دفَاءَةً - مثال كَرِه كَراهة -، وكذلك دَفِيءَ دفئا، مثال ظمِئَ ظَمَأً، والاسم: الدِّفْءُ بالكسر وهو الشيء الذي يُدْفِئُكَ، والجمع: الأدفاء، تقول: ما عليه دِفْءٌ لأنه اسم، ولا تقل: ما عليه دَفَاءةٌ؛ لأنها مصدر، وتقول: أُقعد في دفء هذا الحائط: أي كَنِّه. والدِّفْءُ - أيضا -: نتاج الإبل وألبانها وما يُنتفع به منها، قال الله تعالى:) لكم فيها دِفْءٌ (، وفي حديث النبي - صلى لله عليه وسلم -: أن وَفْدَ همدان قدموا فلقوه مُقْبِلا من تبوك؛ فقال ذو المشعار مالك بن نمط: يا رسول الله نصيَّة من همدان؛ من كل حاضر وبادٍ؛ أتوك على قُلُصٍ نواجٍ متَّصلة بحبائل الاسلام؛ لا تأخذهم في الله لومةُ لائمٍ؛ من مِخلافِ خارفٍ ويامٍ؛ عهدُهم لاينقضُ عن شية ماحلٍ ولا سوداء عنقفير ما قامت لعلع وما جرى اليعفور بصُلَّع. فكتب لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: هذا كتابٌ من محمد رسول الله لنخلاف خارف وأهل جناب الهَضب وحِقاف الرَّملِ مع وافدها ذي المشعار مالك بن نَمَطٍ ومن أسلم من قومه، على أنَّ لهم فِراعَها ووِهَاطَها وعَزازَها ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، يأكلون عِلافَها ويرعون عَفاءها ولنا من دفئهم وصِرامهم ما سَلَّموا بالميثاق والأمانة، ولهم من الصدقة الثَّلبُ وانّابُ والفَصيل والفارض والدَّاجنُ والكبش الحوريَّ، وعليهم فيه الصّالغُ والقادِح.
ورَجُلٌ دَفِيءٌ - على فِعِلٍ -: اذا لبس ما يُدفئُه، وكذلك رجل دَفآنُ وامرأةٌ دَفْأى. ودَفُؤِت ليلتنا، ويومٌ دَفِيءٌ - على فَعِيل -، وليلةٌ دَفيِئَةٌ، وكذلك الثوب والبيت.
والدَّفِئِيُّ - مثال العَجَمِيِّ -: المطر الذي يكون بعد الربيع قُبُلَ الصيف حين تذهب الكَمأة فلا يبقى في الأرض منها شيءٌ. قال الأصمعيُّ: دَفَئيٌّ ودَثَئيٌ بالثاء. قال ابو زيد: كلُّ ميِرةٍ يَمتارُنها قُبُلَ الصيف فهي دَفَئيَّةٌ مثال عَجَمِيَّة، وكذلك النِّتاج، قال: وأوَّلُ الدَّفَئيِّ وقوع الجبهة وآخره الصَّرفَة.
وأدْفَأت الرجُلَ: اذا أعطَيته عطاءً كثيراً.
وأدْفَأَ القومُ: اجتمعوا.
والمُدْفِئةُ: الإبل الكثيرة لأنَّ بعضها يُدْفِيءُ بعضاً بأنفاسها، وقد تُشَدَّد.
والمُدْفَأَةُ: الإبل الكثيرة الأوبارِ والشُّحوم، عن الأصمعي وأنشدَ للشمّاخ:
أعَائِشَ ما لأهْلِكَ لا أرَاهُمْ ... يُضِيْعوُنَ الهِجَانَ مع المُضِيْعِ
وكيفَ يُضِيْعُ صَاحِبُ مُدفآتٍ ... على أثْبَاجِهنَّ من الصَّقِيعِ
وقد أدفَأَه الثَّبُ، وتَدَفَّأَ هو بالثوب، واستَدْفأَ به، وادَّفَأَ به - وهو افتَعَلَ -: أي لبِس ما يُدفِئُه.
والتركيب يدلُّ على خلاف البرد.
[د ف أ] الدِّفْءُ والدَّفَأٌُ: نَقِيضُ حِدَّهِ البَرْدِ، والجمعُ: أَدْفاءٌ، قالَ ثَعْلَبَةُ بنُ عُبَيْدٍ العَدَوِىٌّ:

(فلَمّا انْقَضَى صِرٌّ الشِّتاءِ وآنَسَتْ ... مِنَ الصّيْفِ أَدْفَاءَ السُّخُونَةَِ في الأَرْضِ)

وقد دَفِيءَ، ودَفُؤَ، وتَدَفَّأَ، وادَّفًأًَ، واسْتَدْفَأَ. وأَدْفَأَهُ: أَلْبَسَهُ ما يُدْفِئُه. والدِّفاءُ: ما اسْتُدْفِيءَ به. وحَكَى اللِّحْيانِيُّ أَنَّه سَمِعَ أبا الدِّينارِ يُحَدِّثُ عن أَعْرابِيَّةٍ أَنّها قالَت: الصِّلاءَ والدِّفاءَ، نَصِبَتْ على الإغْراءِ، أو الأَمْرِ. ورَجُلٌ دَفْآنُ: مُسْتَدِْفِيءٌ، والأُنْثَى دَفْأَي، وجَمْعُهُما. دِفاءٌ. والدَّفِيءُ كالدَّفْآنِ، عن ابنِ الأَعْرابِيِّ، وأَنْشَدَ.

(يَبِيتُ أَبُو لَيْلَي دَفِيئاً وضَيْفُه ... منَ القُرِّ يُضْحِى مُسْتَخِفّا خَصائِلُهْ)

ومَنْزِلٌ دَفِيءٌ، وبَلْدَةٌ دَفِيئَةٌ، وثَوْبٌ دَفِيءٌ، كُلُّ ذلك على فَعِيلٍ: يُدْفئُكَ بهوِائِه. والدَّفْأَةُ: الذَّرَا تَسْتَدْفِيءُ به من الرِّيْح. وأَرْضٌ مَدْفَأَةٌ: ذاتُ دِفْءَ، قالَ ساعِدَةُ يصِفُ غَزالاً:

(يَقْرُو أَبارِقَة ويَدْنُو تارَةً ... بمَدَافيءِ مِنْهُ بِهنَّ الحُلَّبُ) وأُرى الدَّفِيَ، مَقْصُوراً: لُغَةً. وفي خَبَرِ أَبِي العارِم: ((فيها مِنَ الأَرْطَي والنَّقارِ الدِّفِئَةِ)) كذا حكاهُ ابنُ الأَعْرابِي مَقْصُوراً. وإِبِلٌ مُدَفَّأَةٌ ومُدْفَأَةٌ: كَثِيرَةُ الأَوْبارِ، تُدْفِئُها أَوبْارُها. ومُدْفِئَةٌ ومُدَفِّئَةٌ: كثِيرَةٌ يُدْفِيءُ بَعضُها بعضاً بأَنْفاسهِا. وقالَ ثَعْلَبٌ، إِبِلٌ مُدْفَأَةٌ، مُخَفَّفَةُ الفاءِ: كثيرُ الأَوْبارِ. ومُدْفِئَةُ، مُخَفَّفَةُ الفاءِ أيضاً: إِذا كانَت كَثيِرةً [يُدْفِيءُ بَعَضُها بَعضاً] . والدَّفَئِيَّةُ: المِيرَةُ [تَحْمَلُ في] قُبُلِ الصَّيْفِ، وهي الميرَةُ الثالِثُة، لأَنَّ أَوَّلَ المَيرِ الرِّبْعِيَّةُ، ثُم الصَّيْفِيَّةُ ثُم الدَّفَئِيَّةُ، ثُم الرَّمَضَيَّةُ، وهي التي تَأْتِي حِينَ تَخْتَرقُ الأَرْضُ. والدَّفئىُّ: المطر بعد أن يشتد الحر، وقال ثعلبٌ: هو إذا قاءت الأرضُ الكمأةَ والدَّفَئيُّ: نِتاجُ الغَنَمِ آخَِرَ الشِّتاءِ، وقِيلَ: أَيَّ وَقْتٍ كانِ. والدِّفّْ: ما أَدْفَأَ من أَصْوافِ الغَنَمِ وأَوْبْارِ الإِبلِ، عن ثَعْلَبٍ. والدِّفْءُ: نِتاجُ الإِبِلِ، وأَوْبارُها، وأَلْبانُها والانْتفاعُ بِها، وفي التَّنْزِيلِ: (لَكُمْ فِيهاِ دِفٌْ ومَنَافَعُ} [النحل: 5] وأَدْفَأَتِ الإِبلُ على مئَةٍ: زادَتْ. والدَّفَأُ: الجَنَأُ كالدَّفَا. ورَجُلٌ أَدْفَأُ، وامْرَأَةُ دَفَآءُ، وفي حَدِيثِ الدَّجْالِ: ((فيهِ دَفأٌ)) كَذا حَكاه الهَرَوِيُّ في الغَرِيَبْينِ، وبذلك فَسَّرَهُ.
دفأ
دفُؤَ يَدفُؤ، دَفاءَةً، فهو دَفِيء
• دفُؤ الشَّخصُ: سخُن نتيجة ارتداء ملابس ثقيلة، أو الاستعانة بمدفأة، أو نحو ذلك.
• دفُؤ النَّهارُ: كان دافِئًا "دفُؤ يومُنا". 

دفِئَ من يَدفَأ، دِفْئًا ودَفَأً ودَفاءً ودَفاءَةً، فهو دَفْآنُ ودَفِيء ودافئ، والمفعول مَدْفُوء منه
• دفِئ الشَّخصُ من البرد: دفُؤ، سَخُن نتيجة ارتداء ملابس ثقيلة، أو الاستعانة بمدفأة، أو نحو ذلك، وجد الحرارةَ أو شعر بها "رَجُلٌ دفآنُ/ دفِيء". 

أدفأَ يُدْفئ، إِدْفاءً، فهو مُدْفِئ، والمفعول مُدْفَأ
• أدفأَتِ الأمُّ ولدَها: ألبَسَته ما يُدْفِئه، أذهبت عنه أذى البرد.
• أَدفأَ الشَّخصَ/ أدفأ المكانَ/ أدفأ الماءَ: أسخنه، جعله دافِئًا "أَدْفأَ غُرْفةً- أدفأَنِي هذا الثوب". 

استدفأَ/ استدفأَ بـ يستدفئ، اسْتِدْفاءً، فهو مُسْتَدْفِئ، والمفعول مستدفأ (للمتعدِّي)
• استَدفأَ الرَّجلُ:
1 - طلبَ الدِّفءَ، أي السخونة "اقترب من النار يستدفئ".
2 - وجد الدِّفءَ "دخل الدارَ فاستدفأ".
• استدفأ بالثَّوب: طلب به الدفءَ، تسخّن به. 

تدفَّأََ/ تدفَّأََ بـ يتدفَّأ، تدفُّؤًا، فهو مَتَدَفِّئ، والمفعول متدفَّأ به
• تدَفَّأ الشَّخصُ: طلب الدّفْء، تسخّن، عكسه تبرّد "جلس قُرْب موقدٍ ليتدفَّأ- تدفّأ الحارسُ بنارٍ أشعلها".
• تدفأ بالثَّوب: تسخَّن به "تدفّأ بالثِّياب الصّوفيّة". 

دفَّأَ يُدفِّئ، تدفِئةً، فهو مُدَفِّئ، والمفعول مُدَفَّأ
• دفَّأتِ الأمُّ طِفْلَها: أدفأته، ألبسته ما يُدفئه.
• دفَّأ الشَّخصَ/ دفَّأ المكانَ/ دفَّأ الماءَ: أدفأه، سخَّنه "دفَّأ غُرْفةً- دفَّأه الثوبُ". 

تدفِئة [مفرد]: مصدر دفَّأَ ° التَّدفئة البُخاريّة: نظام تدفئة يتمُّ فيه توليد البخار في مرجل ويُنقل بأنابيب إلى المشعاع- تدفئة مركزيَّة: أسلوبٌ لتدفئة المباني بصورة شموليّة، انطلاقًا من مركز واحد أو تسخين المنازل والمستشفيات ونحوها بتوزيع الماء السَّاخن في أنابيب تنطلق من مبعث واحد وتمتدُّ في بعض أنحائها. 

دِفْء [مفرد]:
1 - مصدر دفِئَ من.
2 - إِحساسٌ بالسُّخونة، عكسه بَرْد "أشعر بالدّفْء اليوم".
3 - ما يُدْفِئ من الأصواف والأوبَار ونحوها " {وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ}: سمّاها دِفئًا لأنّه يتَّخذ من أوبارِها وأصوافها وأشعارها ما يُسْتدفأ به" ° ما عليه دِفء: ما عليه ثَوْبٌ يُدْفِئه.
• دِفْء اللَّون: (فن) التأثير المشعّ النَّاتج عن الظِّلال الدَّافئة. 

دَفَأ [مفرد]: مصدر دفِئَ من. 

دَفْآنُ [مفرد]: ج دِفاء، مؤ دَفْأى، ج مؤ دِفاء: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من دفِئَ من. 

دَفاء [مفرد]: مصدر دفِئَ من. 

دَفاءَة [مفرد]: مصدر دفُؤَ ودفِئَ من. 

دَفَّاية [مفرد]: ج دفّايات: اسم آلة من دفِئَ من: آلة
 توقد بالفحم أو الكهرباء أو الغاز أو الكيروسين ونحوها، تُشيع الدّفء في المكان والأصل فيها (دفَّاءة ج: دفَّاءات) وسُهِّلت الهمزة "دفَّاية كهربائيّة- دفّاية تعمل بالفحم". 

دَفِيء [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من دفُؤَ ودفِئَ من. 

دفيئة [مفرد]: ج دفيئات ودِفاء: (رع) غرفةٌ زجاجيّة تُرَبَّى فيها النَّباتات وتدَفَّأ صناعيًّا، بناء من زجاج تستنبت فيه نباتاتُ البلاد الحارَّة. 

مِدْفأ [مفرد]: اسم آلة من دفِئَ من: موقد يستدفأ به. 

مَدْفأة [مفرد]: دِفْء. 

مِدْفأَة [مفرد]: ج مَدافِئ: اسم آلة من دفِئَ من: دَفَّاية، آلة توقد بالفحم أو الكهرباء وغيرهما تشيع الدفءَ في المكان "لشدّة إحساسه بالبرد اتّجه نحو المِدْفأة". 

دفأ: الدِّفْءُ والدَّفَأُ: نَقِيضُ حِدّةِ البَرْدِ، والجمع أَدْفاء.

قال ثعلبة بن عبيد العدوِي:

فَلَمَّا انْقَضَى صِرُّ الشِّتاءِ، وآنَسَتْ، * مِنَ الصَّيْفِ، أَدْفاءَ السُّخُونةِ في الأَرْضِ

والدَّفَأُ، مهموز مقصور: هو الدِّفءُ نفسه، إِلاَّ أَنَّ <ص:76>

الدِّفْءَ(1)

(1 قوله «الا أنّ الدفء إِلى قوله ويكون الدفء» كذا في النسخ ونقر عنه فلعلك تظفر بأصله.) كأَنه اسم شِبْه الظِّمْء، والدَّفَأُ شِبه الظَّمَإِ. والدَّفاء، مَمدود: مصدر دَفِئْتُ من البرد دَفاءً؛ والوَطَاء: الاسم من الفِراش الوَطِيءِ؛ والكَفاء: هو الكُفْءُ مثل كِفاء البيت؛ ونعجة بها حَثاء إِذا أَرادت الفحل؛ وجئتك بالهَواء واللَّواءِ أَي بكل شيء؛ والفَلاء: فَلاء الشعَر وأَخذك ما فيه، كلمة مـمدودة. ويكون الدِّفْءُ: السُّخونَة؛ وقد دَفِئَ دَفاءةً مثل كَرِهَ كَراهةً ودَفَأً مثل ظَمِئَ ظَمَأً؛ ودَفُؤَ وتَدَفَّأَ وادَّفأَ واسْتَدْفَأَ. وأَدْفَأَه: أَلْبَسه ما يُدْفئه؛ ويقال: ادَّفَيْتُ واسْتَدْفَيْتُ أَي لبست ما يُدْفئُني، وهذا على لغة من يترك الهمز، والاسم الدِّفْءُ، بالكسر، وهو الشيء الذي يُدْفئُك، والجمع الأَدْفاءُ. تقول: ما عليه دِفْءٌ لأَنه اسم، ولا تقل ما عليه دَفاءةٌ لانه مصدر؛ وتقول: اقْعُد في دِفْءِ هذا الحائطِ أَي كِنِّه.

ورجل دَفِئٌ، على فَعِلٍ إِذا لبس ما يُدْفِئه.

والدِّفاءُ: ما اسْتُدْفِئَ به. وحكى اللحياني: أَنه سمع أَبا الدينار

يحدّث عن أَعرابية أَنها قالت: الصِّلاءَ والدِّفاءَ، نصبَتْ على

الإِغْراء أَو الأَمْرِ.

ورجل دَفْآنُ: مُسْتَدْفِئٌ، والأُنثى دَفْأَى، وجمعهما معاً دِفاءٌ.

والدَّفِيءُ كالدَّفآن، عن ابن الأَعرابي، وأَنشد:

يَبيتُ أَبُو لَيْلى دَفِيئاً، وضَيفُه، * مِن القُرِّ، يُضْحِي مُسْتَخِفّاً خَصائِلُه

وما كان الرجل دَفآنَ، ولقد دَفِئَ. وما كان البيتُ دفِيئاً، ولقد

دَفُؤَ. ومنزل دَفِيءٌ على فَعِيل، وغُرْفةٌ دَفِيئةٌ، ويوم دَفِيءٌ وليلة

دَفِيئةٌ، وبَلدة دَفِيئةٌ، وثَوْ ب دَفِيءٌ، كل ذلك على فَعِيلٍ

وفَعِيلةٍ: يُدْفِئُكَ.

وأَدْفأَهُ الثوبُ وتَدَفَّأَ هو بالثوب واسْتَدْفَأَ به وادَّفَأَ به،

وهو افْتعل أَي لبس ما يُدْفِئه.

الأَصمعي: ثَوْبٌ ذُو دَفْءٍ ودَفاءة. ودَفُؤَتْ لَيْلَتُنا.

والدَّفْأَةُ: الذَّرَى تَسْتَدْفِئُ بهِ من الرِّيح.

وأَرضٌ مَدْفَأَةٌ: ذاتُ دِفْءٍ. قال ساعدة يصف غزالاً:

يَقْرُوا أَبارِقَه، ويَدْنُو، تارةً * بمَدافِئٍ منه، بهنَّ الحُلَّبُ

قال: وأُرَى الدَّفِئَ مقصوراً لُغةً.

وفي خبر أَبي العارم: فيها من الأَرْطَى والنِّقارِ الدَّفِئة(2)

(2 قوله «الدفئة» أي على فعلة بفتح فكسر كما في مادة نقر من المحكم فما وقع في تلك المادة من اللسان الدفئية على فعلية خطأ.) كذا حكاه ابن الأَعرابي مقصوراً.

قال المؤرج: أَدْفَأْتُ الرجلَ إِدفاءً إِذا أَعْطيْته عَطاءً كثيراً.

والدِّفْءُ: العَطِيَّة.

وأَدْفَأْتُ القومَ أَي جَمَعْتُهم حتى اجْتَمَعُوا.

والإِدفاءُ: القَتل، في لغة بعض العرب.

وفي الحديث: أَنه أُتِيَ بأَسِيرٍ يُرْعَد، فقال لقَوْمٍ: اذْهَبُوا به

فَأَدْفُوهُ، فَذهبوا به فقتلوه، فَوداهُ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؛ أَراد الإِدْفَاء من الدِّفْءِ، وأَن يُدْفَأَ بثوب، فَحَسِبُوه بمعنى

القتل في لغة أَهل اليمن؛ وأَراد أَدْفِئوه، بالهمز، فَخَفَّفه بحذف

الهمزة ، وهو تخفيف شاذ، كقولهم: لا هَناكَ الـمَرْتَعُ، وتخفيفه القياسي أَن تُجعل الهمزةُ بين بين لا أَن تُحْذَفَ، <ص:77>

فارتكب الشذوذ لأَن الهمز ليس من لغة قريش. فأَمَّا القتل فيقال فيه: أَدْفَأْتُ الجَرِيحَ ودافَأْتُه ودَفَوْتُه ودَافَيْتُه ودَافَفْتُه: إِذا أَجْهَزْتَ عليه.

وإِبل مُدَفَّأَةٌ ومُدْفأَةٌ: كثيرةُ الأَوْبار والشُّحوم يُدْفِئها أَوْبارُها؛ ومُدْفِئةٌ ومُدَفِّئةٌ: كثيرةٌ، يُدفِئُ بعضُها بعضاً بأَنفاسها. والـمُدْفآت: جمع الـمُدْفأَةِ، وأَنشد للشماخ:

وكيفَ يَضِيعُ صاحِبُ مُدْفَآتٍ، * على أَثْباجِهِنَّ مِنَ الصَّقِيعِ

وقال ثعلب: إِبلٌ مُدْفَأَةٌ، مخففة الفاء: كثيرة الأَوبار، ومُدْفِئةٌ،

مخففة الفاء أَيضاً، إِذا كانت كثيرة.

والدَّفَئِيَّةُ: المِيرةُ تُحْمَل في قُبُلِ الصَّيْفِ، وهي الميرةُ الثالثة، لأَن أَوَّل المِيرةِ الرِّبْعِيَّةُ ثم الصَّيفِيَّةُ ثم الدَّفَئِيَّةُ ثم الرَّمَضِيَّةُ، وهي التي تأْتي حين تَحْترِقُ الأَرض. قال أَبو زيد: كل مِيرة يَمْتارُونها قَبْل الصيف فهي دَفَئِيَّةٌ مثال عَجَمِيَّةٍ؛ قال وكذلك النِّتاجُ. قال: وأَوَّلُ الدَّفَئِيِّ وقوع الجَبْهة، وآخره الصَّرْفة. والدَّفَئِيُّ مثال العَجَمِيِّ: المطر بعد أَن يَشتَدّ الحر. وقال ثعلب: وهو إِذا قاءَتِ الأَرضُ الكَمْأَةَ. وفي الصحاح: الدَّفَئِيُّ مثال العَجَمِيِّ: المَطَر الذي يكون بعد الرَّبيع قبل الصيف حِينَ تذهب الكَمأَةُ، ولا يَبقَى في الأَرض منها شيءٌ، وكذلك الدَّثَئِيُّ والدَّفَئِيُّ: نِتاجُ الغنم آخِر الشتاء، وقيل: أَيَّ وقت كان.

والدِّفْءُ: ما أَدْفأَ من أَصواف الغنم وأَوبار الإِبل، عن ثعلب.

والدِّفْءُ: نِتاجُ الإِبل وأَوبارُها وأَلبانها والانتفاع بها، وفي الصحاح: وما ينتفع به منها. وفي التنزيل العزيز: «لكُم فيها دِفْءٌ ومنافِعُ». قال الفرَّاء: الدِّفْءُ كتب في المصاحف بالدال والفاء، وإِن كتبت بواو في الرفع وياءٍ في الخفض وأَلف في النصب كان صواباً، وذلك على ترك الهمز ونقل

إِعراب الهمز إِلى الحروف التي قبلها. قال: والدِّفْءُ: ما انتُفِعَ به من أَوْبارِها وأَشْعارِها وأَصوافِها؛ أَراد: ما يَلبَسُون منها ويبتنون.

وروي عن ابن عباس رضي اللّه عنهما في قوله تعالى: لكم فيها دِفْءٌ ومنافِعُ، قال: نَسْلُ كلّ دابة. وقال غيره: الدِّفْءُ عند العَرَب: نتاجُ الإِبل وأَلبانُها والانتفاعُ بها. وفي الحديث: لَنا من دِفْئهِم وصِرامِهم ما سَلَّمُوا بالمِيثاقِ أَي إِبِلِهِم وغَنَمِهم. الدِّفْءُ: نِتاجُ الإِبل وما يُنْتَفَع به منها، سماها دِفْأً لأَنها يُتخذ من أَوْبارها وأَصْوافِها ما يُسْتَدْفأُ به.

وأَدْفأَتِ الإِبلُ على مائة: زادت.

والدَّفَأُ: الحَنأُ كالدَّنَإِ.

رجل أَدْفَأُ وامرأَة دَفْأَى. وفُلان فيه دَفَأٌ أَي انحِناءٌ. وفلان

أَدْفَى، بغير همز: فيه انحِناءٌ. وفي حديث الدَّجّالِ: فيه دَفَأ، كذا

حكاه الهروي في الغريبين، مهموزاً، وبذلك فسره، وقد ورد مقصوراً أَيضاً وسنذكره.

دف

أ1 دَفِئَ, aor. ـَ (S, M, Msb, K,) inf. n. دَفَأٌ, (S, Msb, * TA,) like ظَمَأٌ inf. n. of ظَمِئَ, and دَفَآءَةٌ, like كَرَاهَةٌ inf. n. of كَرِهَ, (S,) said of a man, (S, Msb,) He was, or became, warm, or hot: (S, M,* K: *) [generally meaning the former: see دِفْءٌ, below:] or he experienced [warmth, or] heat: (Har p. 295:) or he wore what rendered him warm, or hot: (Msb:) and دَفِئَ مِنَ البَرْدِ [he wore warm clothing to protect himself from the cold]: (Mgh:) and ↓ تدفّأ (S, M, Mgh, K) بِالثَّوْبِ, (S, Mgh,) and ↓ استدفأ (S, M, Mgh, K) بالثوب, (S, Mgh,) and ↓ اِدَّفَأَ (S, K) بالثوب, the last of these verbs [originally اِدْتَفَأَ,] of the measure اِفْتَعَلَ, (S,) [He warmed himself with the garment,] are said of him who has clad himself with that which renders him warm, or hot: (S:) or the meaning [of استدفأ بالثوب] is he desired warmth, or heat, by means of the garment: (Mgh:) and اِدَّفَيْتُ and اِسْتَدْفَيْتُ occur, for ادّفأت and استدفأت, as meaning I wore what rendered me warm, or hot. (Lth, T, TA.*) Yousay also, دَفِئَ البَيْتُ [The tent, or house, or chamber, was, or became, warm, or hot]. (Msb.) And دَفُؤَ, (M, Msb, K,) aor. ـُ (Msb, K,) inf. n. دَفَآءَةٌ, (TA,) It (a tent, or house, or chamber, ISk, T, and a day, Msb, TA) was, or became, warm, or hot. (ISk, T, M, Msb, K, TA.) [and in like manner, a garment; as is implied in the S.] And دَفُؤَتْ لَيْلَتُنَا Our night was, or became, warm, or hot. (S, O, TA.) A2: دَفَأَ, for دَفَا: see 1 in art. دفو.3 دَاْفَاَ see 4.4 ادفأهُ It (a garment, S, Mgh, Msb, of wool or the like, Mgh) rendered him warm, or hot. (S, * Mgh, Msb. *) And He clad him with a garment (M, K, TA) of wool &c. (TA) that rendered him warm, or hot. (M, K, TA.) b2: [Hence,] (tropical:) He gave him a large gift; (TA;) or he gave him much. (K.) b3: ادفأ القَوْمُ The people, or company of men, collected themselves together [app. so that they made one another warm, or hot]. (K.) b4: ادفأت الإِبِلُ عَلَىمِائَةٍ The camels exceeded a hundred. (M.) A2: ادفأهُ, in the dial. of El-Yemen, as also ↓ دَافَأَهُ, i. q. [أَدْفَاهُ and ] دَافَاهُ and دَفَاهُ, [see art. دفو,] He despatched him, namely, a wounded man; i. e. put him to death quickly. (L.) 5 تَدَفَّاَ see 1.8 إِدْتَفَاَ see 1.10 إِسْتَدْفَاَ see 1.

دَفْءٌ: see what next follows.

دِفْءٌ Warmth, or heat; syn. سُخُونَةٌ (T, S, Mgh) and حَرَارَةٌ; (Mgh;) contr. of بَرْدٌ; (Msb;) or contr. of حِدَّةُ بَرْدٍ; (M, K;) as also ↓ دَفْءٌ (IKtt TA) and ↓ دَفَأٌ, (K,) inf. n. of دَفِئَ, (S, TA,) and ↓دَفَآءَةٌ, (K,) also inf. n. of دَفِئَ accord. to the S and Sgh, and of دَفُؤَ accord. to Yz: (TA:) pl. أَدْفَآءٌ. (M, K.) b2: A thing [or garment or covering] that renders one warm, or hot, (Th, S, M, Mgh, K,) of wool, (Th, M, Mgh, K,) or the like, (Mgh,) or of camels' fur; (Th, M, K;) as also ↓دِفَآءٌ: (K, * TA:) pl. of the former as above. (S.) You say, مَا عَلَيْهِ دِفْءٌ [There is not upon him any warm garment or covering, or anything to render him warm]: but you should not say, ما عليه دَفَآءَةٌ, (T, S,) because this is an inf. n. (S.) b3: The shelter (كِنّ) of a wall [by which one is protected from cold wind]. (T, S, K.) You say, اُقْعُدْ فِى دِفْءِ هٰذَا الحَائِطِ [Sit thou in the shelter of this wall]. (T, S.) And ↓ دَفْأَةٌ [also] signifies A shelter, for warmth, from the wind. (M.) b4: The young ones, or offspring, (نِتَاج, S, M, Mgh, K,) and hair, or fur, (M, K,) and milk, (S, M, Mgh,) of camels, and whatever else, of a profitable, or useful, nature, is obtained from them: (S, M, * Mgh, K: *) so called because clothing, with which to warm oneself, is made of camel's hair and wool: (TA:) it occurs in the Kur xvi. 5: (S, TA:) accord. to I “ Ab, there meaning the offspring of any beast (دَابَّة). (TA.) b5: Also (assumed tropical:) A gift. (K.) دَفَأٌ: see دِفْءٌ. b2: Also i. q. جَنَأٌ [The having a bending forward of the upper part of the back over the breast: &c.: see جَنِئَ, of which جَنَأٌ is the inf. n.]. (M: in some copies of the K جَنَأء; in others, and in the TA حَنَأء. [See أَدْفَأُ, below: and see دَفًا and أَدْفَى in art. دفو.]) دَفِئٌ Warmly clad; (S, K;) applied to a man; (S, TA;) fem. with ة: (TA:) and so ↓ دَفْآنُ; fem. دَفْأَى; (T, S, M, Msb, K;) and pl., of the masc. and fem., دِفَآءٌ: (M, TA:) and so ↓ دَفِىْءٌ, accord. to IAar, who cites, as an ex., the following verse: يَبِيتُ أَبُو لَيْلَى دَفِيْئًا وَضَيْفُهُ مِنَ القُرِّ يُضْحِى مُسْتَحِقًّا خَصَائِلَهْ [Aboo-Leylà passes the night warmly clad, while his guest, by reason of the cold, becomes deserving of his properties]: (M, TA:) though it has been asserted that ↓ دَفْآنُ and its fem. are applied peculiarly to human beings; and ↓ دَفِىْءٌ, peculiarly to time and place; and دَفِئْءٌ, to a human being and to time and place: (TA:) [for] this last signifies [also] warm, or hot: (M:) [and so does each of the two other epithets:] you say بَيْتٌ دَفِئٌ(Msb) or ↓ دَفِىْءٌ, of the measure فَعِيلٌ, (T, S, O, TA, [though this is said in the Msb to be not allowable,]) [a warm, or hot, tent or house or chamber,] and in like manner ↓ ثَوْبٌ دَفِىْءٌ [a warm garment], (S, M, O, TA,) and ↓ يَوْمٌ دَفِىْءٌ (T, S, O, TA) and ↓ دَفْآنٌ (TA from Expositions of the Fs) [a warm, or hot, day], and ↓ لَيْلَةٌ َدفِيْئَةٌ (T, S, O, TA) and ↓ دَفْأَى (TA from the Expositions of the Fs) [a warm, or hot, night], and أَرْضٌ دَفِئَةٌ and ↓ دَفِيْئَةٌ (K) and ↓ مَدْفَأَةٌ (M, K) a warm, or hot, land; pl. of the last مَدَافِئُ. (M, TA.) دَفْأَةٌ: see دِفْءٌ.

دَفْآنُ, and its fem. دَفْأَى: see دَفِئٌ, in four places.

دَفَئِىٌّ, (T, S, M, K,) also termed دَثَئِىٌّ, (As, IAar, S, K,) but this latter is not of established authority, and is not mentioned in the M nor in the O., (TA in art. دثأ,) The rain that falls after the heat has acquired strength; (M, K in art. دثأ, TA;) when the earth has put (lit. vomited) forth the كَمْأَة [or truffles, which, accord. to Kzw, are found in Nejd (Central Arabia) at the period of the auroral setting of the Tenth Mansion of the Moon, (which happened, about the commencement of the era of the Flight, in that part, on the 11th of February O. S.,) when the sharpness of winter is broken, and the trees put forth their leaves: see also 1 in art. نتج]: (Lth, IAar, Th, M:) or the rain that is after [that called] the رَبِيع[q.v.], before, (قَبْل, as in one copy of the S, in another قبل without any syll. signs,) or in the first part of, (قُبُل, as in the TA,) [that called] the صَيْف[q. v., see also نَوْءٌ], when the كَمْأَة disappear entirely from the earth: (S, O, TA:) Az says that the beginning of the دَفَئِىّ is وُقُوعُ الجَبْهَةِ and the end is الصّرْفَةُ [i. e. the period extends from the auroral setting of the Tenth Mansion of the Moon (about the 11th of February O. S. as explained above, when the sun in Arabia has begun to have much power,) to about the 9th of March O. S.: see مَنَازِلُ القَمَرِ, in art. نزل; and see also another statement voce نَوْءٌ]. (S, TA.) b2: And the term ↓دَفَئِيَّةٌ [used as a subst., or as an epithet in which the quality of a subst. is predominant, for مِيرَةٌ دَفَئِيَّةٌ,] is applied to The مِيرَة [or provision of corn &c.], (Az, T, S, M, K,) whatever it be, that is brought (Az, T, S) before, (قبل, written without any syll. signs in a copy of the S, and قبلَ in the CK,) or in the first part of, (قُبُل, as in the M and TA and in a copy of the S and in one of the K, [and this appears to be the right reading,] in a copy of the T قِبل,) the صَيْف [here meaning spring]: (Az, T, S, M, K:) this is the third ميرة; [see this word for an explanation of the statement here given;] the first being that called the رِبْعِيَّة[q. v.]; and the second, that called the صَيْفِيَّة[q. v.]: then comes the دفئيّة; and then, the رَمَضِيَّة, which comes when the earth becomes burnt [by the sun]. (M.) b3: And in like manner also, (Az, S,) i. e., by the term دَفَئِىٌّ is also meant, (M,) The نِتَاج [or offspring] (Az, S, M) of sheep or goats [brought forth at that period, as is implied in the S, or] in the end of winter: or, as some say, at any time. (M.) دَفَئِيَّةٌ:see the next preceding paragraph.

دِفَآءٌ:see دِفْءٌ.

دَفِىْءٌ,and its fem. (withة) : see دَفِئٌ, in seven places.

دَفَآءَةٌ:see دِفْءٌ.

أَدْفَأُ; (so in some copies of the K; but accord. to the TA without a final ء, i. e. أَدْفَا, as in other copies of the K;) fem. دَفْأَى; Curved in body. (K. [See also أَدأفَى in art. دفو.]) مَدْفَأَةٌ:see دَفِئٌ.

إِبِلٌ مَدْفَأَةٌ (As, Th, S, M, K) and ↓مُدَفَّأَةٌ (M, K) Camels having abundance of fur (As, Th, S, M, K) and fat; (As, S, K;) rendered warm by their fur; (M;) as also ↓ مُدْفِئَةٌ and ↓ مُدَفِّئَةٌ: (K:) or the latter two signify many camels; (As, S, M, O;) because (As, S, O) rendering one another warm by their breath; (As, S, M, O;) and so, accord. to the L, مُدْفَاةٌ, without ء. (TA.) مُدْفِئَةٌ: see what next precedes.

مُدَفَّأَةٌ: see what next precedes.

مُدَفّئَةٌ: see what next precedes.
دفأ
: ( {الدِّفْءُ بِالْكَسْرِ) ورُوِي الفتحُ أَيضاً عَن ابْن القطّاع (ويُحَرَّك) فَيكون مَصدر} دَفئَ {دَفَأً مثل ظَميءَ ظَمَأً، وَهُوَ السُّخونة (نَقِيضِ حِدَّهِ البَرْدِ} كالدَّفَاءَة) صرَّح الجوهريّ والصاغاني أَنه مصدرٌ للمكسور كالكَراهَةِ، من كَرِهَ، وصرَّح اليزيديُّ بأَنه مصدرُ المَضموم، كالوَضَاءَة، من وَضُؤَ، وَالِاسْم الدِّفْءُ بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الشَّيْء الَّذِي {يُدْفِئُك (ج أَدْفَاءٌ) ، تَقول: مَا عَلَيْهِ} دِفْءٌ، لأَنه اسمٌ، وَلَا تقل: مَا عَلَيْك {دَفَاءَةٌ، لأَنها مصدر، قَالَ ثَعَلَبَةُ بن عُبَيدٍ العَدَوِيُّ:
فَلَمَّا انْقَضَى صِرُّ الشِّتَاءِ وَأَيْأَسَتْ
مِنَ الصَّيّفِ أَدْفَاءَ السُّخُونَةِ فِي الأَرْضِ
(دَفِيءَ) الرجلُ (كَفَرِح) دَفَأً، محركةً، ودَفَاءَةً كَكَراهَةٍ (و) } دَفُؤَ مثل (كَرُمَ) دَفَاءَةً، مثل وَضُؤَ وَضَاءَةً ( {وتَدَفَّأَ) الرجلُ بِالثَّوْبِ (} واستدْفَأَ) بِهِ ( {وادَّفَأَ) بِهِ، أَصله} اتْدَفَأَ، فأُبدل وأُدْغم (و) قد ( {أَدْفَأَه) أَي (أَلبَسه} الدِّفاءَ) بِالْكَسْرِ ممدوداً اسْم (لِمَا {يُدْفِئُه) من نحوِ صوفٍ وغيرِه، وَقد} ادَّفَيْتُ {واستَدْفَيْتُ، أَي لبست مَا} يُدْفِئُني، وَحكي اللِّحيانيُّ أَنه سمع أَبا الدِّينارِ يُحدِّث عَن أَعرابيَّةٍ أَنها قَالَت: الصِّلاَءَ {والدِّفَاءَ، نصبتْ على الإِغْرَاءِ أَو الأَمْرِ (} والدَّفْآنُ: {المُسْتَدْفِئُ} كالدَّفِئِ) على فَعِل (وَهِي {دَفْأَى) كسَكحرَي، وَالْجمع} دِفاءٌ، وَوجدت فِي بعض المجاميع مَا نصُّه: الدَّفْآنُ وأُنْثَاه خاصٌّ بالإِنسان، وككريم خاصٌّ بغيرِه من زمانٍ أَو مكانِ، وككَتِفٍ مُشتَركٌ بَينهمَا، وَفِي (اللِّسَان) : مَا كَانَ الرَّجُلُ دَفْآنَ ولقَدْ دَفِيءَ، وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
يَبِيتُ أَبُو لَيْلَى {دَفِيئاً وَضَيْفُهُ
مِنَ القُرِّ يُضْحِي مُسْتَخِفا خَصَائِلُهْ
(و) حكى ابنُ الأَعرابيّ: (أَرضٌ} دَفِئَةٌ) مَقْصُورا، (و) حكَى غيرُه ( {دَفِيئَة) كخطِيئَة، ودَفُؤَتْ ليلَتُنَا، ويومٌ} - دفِيءٌ، على فَعِيل، وليلةٌ {دَفِيئَة، وَكَذَلِكَ الثَّوْبُ والبيتُ، كَذَا فِي (العُباب) .
(و) يُقَال: أَرضٌ (} مَدْفأَة) أَي ذاتُ دِفْءٍ، وَالْجمع {مَدَافِئُ، قَالَ ساعدةُ يصف غزالاً:
يَقْرُوا أَبَارِقَهُ ويَدْنُو تَارَةً
} بِمَدافِئٍ مِنْهُ بِهِنَّ الحُلَّبُ
وَفِي (شُروح الفَصيح) : دَفُؤَ يومُنا {ودَفُؤَتْ ليلَتُنا، فَهُوَ} دَفْآنُ، وَهِي {دَفْأَى، بالقَصْر، وَرجل} دَفِئٌ ككتِف، وامرأَةٌ {دَفِئَةٌ، وَمثله فِي الأَساس.
(و) من الْمجَاز (إِبلٌ} مُدْفَأَةٌ {ومُدْفِئَةٌ} ومُدَفَّأَة {ومُدَفِّئَة) بالضمّ فِي الكُلّ (: كَثيرةُ الأَوْبارِ والشُّحوم) } يُدْفِئُها أَوْبَارُها، وَزَاد فِي (اللِّسَان) {مُدفاة بِالضَّمِّ غير مهموزٍ أَي كثيرةٌ} يُدْفِئُ بعضُها بَعْضًا بأَنفاسها، كَذَا فِي (الصِّحَاح) ، وَفِي (الْعباب) : {والمُدْفِئَة: الإِبل الكثيرةُ لأَنَّ بعضَها يُدْفِيءُ بعْضاً بأْنفاسها، وَقد تُشَدَّد،} والمُدْفَأَةُ: الإِبلُ الكثيرةُ الأَوبار والشُّحومِ، عَن الأَصمعيِّ، وأَشند للشمَّاخ:
أَعائِشَ مَا لأَهْلِكِ لاَ أَرَاهُمْ
يُضِيعُونَ الهِجَانَ مَعَ المُضِيعِ
وَكَيْفَ يَضِيعُ صَاحِبُ {مُدْفَآتٍ
عَلَى أَثْبَاجِهِنَّ مِنَ الصَّقيعِ
(} - والدَّفَئِيُّ) كعربِيّ هُوَ (الدَّثَئِيُّ) قَالَه الأَصمعي، وَهُوَ المطرُ يأْتي بعد اشتدادِ الحرِّ، وَقَالَ ثعلبٌ: وقتُه إِذا قاءَت الأَرض الكَمْأَةَ، وَفِي (الصّحاح) و (الْعباب) : الدَّفَئِيُّ: الْمَطَر الَّذِي يكون بعد الرَّبيع قبل الصَّيْف حِين تَذهب الكَمْأَةُ فَلَا يبْقى فِي الأَرض مِنْهَا شيءٌ (و) قَالَ أَبو زيدٍ:! الدَّفَئِيَّة (بهاءٍ) مِثال العَجَمِيَّة (: المِيرَةُ) تَحْمَل (قُبُلَ الصَّيْفِ) وَهِي المِيرَةُ الثَّالِثَة، لأَن أَوَّلَ المِيرَةِ الرَّبَعِيَّة ثمَّ الصَّيْفِيّة، وَكَذَلِكَ النِّتَاج، قَالَ: وأَوَّل {- الدَّفَئِيِّ وقوعُ الجَبْهَةِ، وآخِرُه الصَّرْفَةُ.
(و) فِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {لَكُمْ فِيهَا دِفْء وَمَنَافِعُ} (النَّحْل: 5) قَالَ الفراءُ (الدِّفْءُ بِالْكَسْرِ) هَكَذَا كُتِب فِي الْمَصَاحِف بالدَّال وَالْفَاء وإِن كُتِب بِالْوَاو فِي الرّفْع، والياءِ فِي الخَفْضِ، والأَلف فِي النصب كَانَ صَوَاباً، وَذَلِكَ على ترك الْهَمْز وَنقل إِعراب الْهَمْز إِلى الْحَرْف الَّذِي قبلهَا، هُوَ (نِتَاجُ الإِبلِ وأَوْبَارُها) وأَلبانها (والانتفاعُ بهَا) وَعبارَة (الصِّحَاح) و (الْعباب) : وَمَا يُنْتَفَع بِهِ مِنْهَا، وَرُوِيَ عَن ابْن عباسٍ فِي تَفْسِير الْآيَة قَالَ: نَسْلُ كلِّ دابَّةٍ، وَفِي حَدِيث وفْدِ هَمْدَان (وَلَنَا مِنْ} دِفْئِهِمْ وَصِرَامِهِمْ مَا سَلَّمُوا بالمِيثاقِ والأَمَانَةِ) أَي إِبلِهِم وغَنمِهم، سَمَّى نِتاجَ الإِبل وَمَا يُنتَفع بهَا دِفْأً لأَنه يُتَّخَذ من أَوبارِها وأَصوافها مَا يُستَدْفَأُ بِهِ.
(و) {الدِّفْءُ (: العطِيَّةُ، و) الدِّفءُ (من الْحَائِط: كِنُّه) يُقَال: اقْعُدْ فِي دِفْءِ هَذَا الحائطِ أَي كِنّه، (و) الدِّفْءُ (مَا أَدْفَأَ من الأَصواف والأَوْبارِ) من الإِبل وَالْغنم. (و) قَالَ المُؤَرِّجُ: (أَدْفَأَهُ) أَي الرجل إِدفاءً إِذا (أَعطاهُ) عَطاء (كثيرا) وَهُوَ مجَاز.
(و) أَدفأَ (القومُ: اجْتَمعُوا) .
(} والدَّفَأُ مُحركةً: الحَنَأُ) بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالنُّون، يُقَال فُلانٌ فِيهِ {دَفَأٌ، أَي انْحِنَاءُ، وَفِي حَدِيث الدجّال: (فِيهِ دَفَأٌ) حَكَاهُ الهرويُّ مهموزاً مَقْصُورا. (وَهُوَ} أَدْفَأُ) بِغَيْر همزٍ، أَي فِيهِ انحناءٌ (وَهِي {دَفْأَى) بِالْقصرِ، وسيأْتي فِي المعتل إِن شاءَ الله تَعَالَى.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
} الإِدفاءُ: هُوَ القَتْلُ، فِي لُغَة بعضِ الْعَرَب، وَفِي الحَدِيث: أُتِيَ بأَسِيرٍ يُرْعَد، فَقَالَ لقومٍ: (اذْهَبُوا بهِ! فَادْفُوه) فذهَبُوا بِهِ فَقَتَلُوهُ، فوداه رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَراد {الإِدْفَاءَ، من الدِّفْءِ وأَنْ} يُدْفأَ بثوبٍ، فحَسبوه بِمَعْنى القَتحلِ فِي لُغَة أَهل الْيمن، وأَراد {أَدْفِئُوه بِالْهَمْز، فخفَّفه شُذوذاً، وتَخفيفه القياسيُّ أَن تُجعَل الهمزةُ بَيْنَ بَيْنَ، لَا أَنْ تُحْذَف، لأَن الْهَمْز لَيْسَ من لُغَة قُرَيْش، فأَمَّا الْقَتْل فَيُقَال فِيهِ} أَدْفَأْتُ الجريحَ {ودَافَأْتُه} ودَفَوْتُه {ودَافَيْتُه، إِذا أَجهزْتَ عَلَيْهِ، كَذَا فِي (اللِّسَان) ، قلت: ويأْتي فِي المعتل إِن شاءَ الله تَعَالَى.
} وأَدفاءٌ، جمع دِفءٍ: مَوْضِعٌ، كَذَا فِي (المُعجم) .
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.