Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: تمم

مَأَى

مَأَى فيه، كَسَعَى: بالَغَ، وتَعَمَّقَ،
وـ الشجرُ: طَلَعَ، أَو أوْرَقَ،
وـ بيَنهم: أفْسَدَ،
وـ القومَ: تَمَّمَــهُم بنفسِهِ مِئَةً، فهم مَمْئِيُّونَ.
وتَمَأَّى السِّقاءُ: تَوَسَّعَ، وامْتَدَّ.
وامرأةٌ ماءَةٌ، كماعةٍ: نَمَّامَةٌ، وقِياسُه مآهٌ، كمعاةٍ.
والمِئَةُ: عَدَدٌ، اسمٌ يُوصَفُ به: مَرَرْتُ برَجُلٍ مِئَةٍ إبِلُهُ، والوَجْهُ الرَّفْعُ
ج: مِئاتٌ ومِئُونَ ومِئٌ، كمِعٍ. وثلاث مِئَةٍ: أضافُوا أدْنَى العَددِ إلى الواحِدِ لِدَلالتِهِ على الجمعِ شاذٌّ، ويقالُ: ثلاثُ مِئاتٍ ومِئِينَ، والأوَّلُ أكْثَرُ، والنِّسْبةُ: مِئَوِيٌّ.
وأمْأَى القومُ: صارُوا مِئَةً، فَهُمْ مُمْؤُونَ، وأمأيْتُهم أنَا.
وشارَطَهُ مماآةً، أَي: على مِئَةٍ، كمُؤَالَفَةً: على ألْفٍ.

العلم

العلم:
[في الانكليزية] Knowledge ،science ،understanding
[ في الفرنسية] Savoir ،science ،connaissance
بالكسر وسكون اللام في عرف العلماء يطلق على معان منها الإدراك مطلقا تصوّرا كان أو تصديقا، يقينيا أو غير يقيني، وإليه ذهب الحكماء. ومنها التصديق مطلقا يقينيا كان أو غيره. قال السيّد السّند في حواشي العضدي:
لفظ العلم يطلق على المقسم وهو مطلق الإدراك وعلى قسم منه وهو التصديق إمّا بالاشتراك بأن يوضع بإزائه أيضا، وإمّا بغلبة استعماله فيه لكونه مقصودا في الأكثر، وإنّما يقصد التصوّر لأجله. ومنها التصديق اليقيني. في الخيالي العلم عند المتكلّمين لا معنى له سوى اليقين.
وفي الأطول في باب التشبيه العلم بمعنى اليقين في اللغة لأنه من باب أفعال القلوب انتهى.
ومنها ما يتناول اليقين والتصوّر مطلقا. في شرح التجريد العلم يطلق تارة ويراد به الصورة الحاصلة في الذهن ويطلق تارة ويراد به اليقين فقط، ويطلق تارة ويراد به ما يتناول اليقين والتصوّر مطلقا انتهى. وقيل هذا هو مذهب المتكلّمين كما ستعرفه. ومنها التعقّل كما عرفت. ومنها التوهّم والتعقّل والتخيّل. في تهذيب الكلام أنواع الإدراك إحساس وتخيّل وتوهّم وتعقّل. والعلم قد يقال لمطلق الإدراك وللثلاثة الأخيرة وللأخير وللتصديق الجازم المطابق الثابت. ومنها إدراك الكلّي مفهوما كان أو حكما. ومنها إدراك المركّب تصوّرا كان أو تصديقا، وسيذكر في لفظ المعرفة. ومنها إدراك المسائل عن دليل. ومنها نفس المسائل المدلّلة.
ومنها الملكة الحاصلة من إدراك تلك المسائل.
والبعض لم يشترط كون المسائل مدلّلة وقال العلم يطلق على إدراك المسائل وعلى نفسها وعلى الملكة الحاصلة منها. والعلوم المدوّنة تطلق أيضا على هذه المعاني الثلاثة الأخيرة وقد سبق توضيحها في أوائل المقدّمة. ومنها ملكة يقتدر بها على استعمال موضوعات ما نحو غرض من الأغراض صادرا عن البصيرة بحسب ما يمكن فيها، ويقال لها الصناعة أيضا كذا في المطول في بحث التشبيه. ورده السيّد السّند بأنّ الملكة المذكورة المسمّاة بالصناعة فإنّما هي في العلوم العملية أي المتعلّقة بكيفية العمل كالطب والمنطق، وتخصيص العلم بإزائها غير محقّق.
كيف وقد يذكر العلم في مقابلة الصناعة. نعم إطلاقه على ملكة الإدراك بحيث يتناول العلوم النظرية والعملية غير بعيد مناسب للعرف انتهى.
اعلم أنّ في العلم مذاهب ثلاثة الأول أنّه ضروري يتصوّر ماهيته بالكنه فلا يحدّ، واختاره الرازي. والثاني أنّه نظري لكن يعسر تحديده وبه قال إمام الحرمين والغزالي، وقالا فطريق معرفته القسمة والمثال. أمّا القسمة فهي أن تميّزه عما يلتبس به من الاعتقادات فنقول مثلا الاعتقاد إمّا جازم أو غيره، والجازم إمّا مطابق أو غير مطابق، والمطابق إمّا ثابت أو غير ثابت. فقد خرج عن القسمة اعتقاد جازم مطابق ثابت وهو العلم بمعنى اليقين، فقد تميّز عن الظّنّ بالجزم وعن الجهل المركّب بالمطابقة وعن تقليد المصيب بالثابت الذي لا يزول بتشكيك المشكّك. قيل القسمة إنّما تميّز العلم التصديقي عن الاعتقادات فلا تكون مفيدة لمعرفة مطلق العلم. أقول لا اشتباه للعلم بسائر الكيفيات النفسانية ولا العلم التصوّري إنّما الاشتباه للعلم التصديقي والقسمة المذكورة تميّزه عنهما فحصل معرفة العلم المطلق. وأمّا المثال فكأن يقال العلم هو المشابه لإدراك الباصرة، أو يقال هو كاعتقادنا أنّ الواحد نصف الاثنين.
والثالث أنّه نظري لا يعسر تحديده وذكر له تعريفات. الأول للحكماء أنّه حصول صورة الشيء في العقل. وبعبارة أخرى أنّه تمثّل ماهية المدرك في نفس المدرك، وهذا مبني على الوجود الذهني. وهذا التعريف شامل للظّنّ والجهل المركّب والتقليد والشكّ والوهم.
وتسميتها علما يخالف استعمال اللّغة والعرف والشرع، إذ لا يطلق على الجاهل جهلا مركّبا ولا على الظّان والشاك والواهم أنّه عالم في شيء من تلك الاستعمالات. وأمّا التقليد فقد يطلق عليه العلم مجازا ولا مشاحة في الاصطلاح. والمبحوث عنه في المنطق هو العلم بهذا المعنى لأنّ المنطق لما كان جميع قوانين الاكتساب فلا بدّ لهم من تعميم العلم.
ثم العلم إن كان من مقولة الكيف فالمراد بحصول الصورة الصورة الحاصلة. وفائدة جعله نفس الحصول التنبيه على لزوم الإضافة، فإنّ الصورة إنّما تسمّى علما إذا حصلت في العقل، وإن كان من مقولة الانفعال فالتعريف على ظاهره لأنّ المراد بحصول الصورة في العقل اتصافه بها وقبوله إياها.
اعلم أنّ العلم يكون على وجهين أحدهما يسمّى حصوليا وهو بحصول صورة الشيء عند المدرك ويسمّى بالعلم الانطباعي أيضا لأنّ حصول هذا العلم بالشيء إنّما يتحقّق بعد انتقاش صورة ذلك الشيء في الذهن لا بمجرّد حضور ذلك الشيء عند العالم، والآخر يسمّى حضوريا وهو بحضور الأشياء أنفسها عند العالم كعلمنا بذواتنا والأمور القائمة بها. ومن هذا القبيل علمه تعالى بذاته وبسائر المعلومات.
ومنهم من أنكر العلم الحضوري وقال إنّ العلم بأنفسنا وصفاتنا النفسانية أيضا حصولي، وكذلك علم الواجب تعالى. وقيل علمه تعالى بحصول الصورة في المجرّدات فإن جعل التعريف للمعنى الأعم الشامل للحضوري والحصول بأنواعه الأربعة من الإحساس وغيره وبما يكون نفس المدرك وغيره، فالمراد بالعقل الذات المجرّدة ومطلق المدرك وبالصورة ما يعمّ الخارجية والذهنية أي ما يتميّز به الشيء مطلقا، وبالحصول الثبوت والحضور سواء كان بنفسه أو بمثاله، وبالمغايرة المستفادة من الظرفية أعمّ من الذاتية والاعتبارية، وبفي معنى عند كما اختاره المحقّق الدواني. ولا يخفى ما فيه من التكلّفات البعيدة عن الفهم. وإن جعل التعريف للحصولي كان التعريف على ظاهره. والمراد بالعقل قوة للنفس تدرك الغائبات بنفسها والمحسوسات بالوسائط، وبصورة الشيء ما يكون آلة لامتيازه سواء كان نفس ماهية الشيء أو شبحا له، والظرفية على الحقيقة. اعلم أنّ القائلين بأنّ العلم هو الصورة فرقتان. فرقة تدّعي وتزعم أنّ الصور العقلية مثل وأشباح للأمور المعلومة بها مخالفة لها بالماهية، وعلى قول هؤلاء لا يكون للأشياء وجود ذهني بحسب الحقيقة بل بحسب المجاز، كأن يقال مثلا النار موجودة في الذهن ويراد أنّه يوجد فيه شبح له نسبة مخصوصة إلى ماهية النار، بسببها كان ذلك الشبح علما بالنار لا بغيرها من الماهيات، ويكون العلم حينئذ من مقولة الكيف ويصير العلم والمعلوم متغايرين ذاتا واعتبارا. وفرقة تدّعي أنّ تلك الصورة مساوية في الماهية للأمور المعلومة بها، بل الصور هي ماهيات المعلومات من حيث إنّها حاصلة في النفس، فيكون العلم والمعلوم متّحدين بالذات مختلفين بالاعتبار. وعلى قول هؤلاء يكون للأشياء وجودان خارجي وذهني بحسب الحقيقة. والتعريف الثاني للعلم مبني على هذا المذهب. وعلى هذا قال الشيخ؛ الإدراك الحقيقة المتمثّلة عند المدرك. والثاني لبعض المتكلمين من المعتزلة أنّه اعتقاد الشيء على ما هو به، والمراد بالشيء الموضوع أو النسبة الحكمية أي اعتقاد الشيء على وجه ذلك الشيء متلبّس به في حدّ ذاته من الثبوت والانتفاء. وفيه أنّه غير مانع لدخول التقليد المطابق فزيد لدفعه عن ضرورة أو دليل أي حال كون ذلك الاعتقاد المطابق كائنا عن ضرورة أو دليل واعتقاد المقلّد، وإن كان ناشئا عن دليل لأنّ قول المجتهد حجة للمقلّد إلّا أنّ مطابقته ليست ناشئة عن دليل، ولذا يقلده فيما يصيب ويخطئ، لكنه بقي الظّنّ الصادق الحاصل عن ضرورة أو دليل ظنّي داخلا فيه، إلّا أن يخصّ الاعتقاد بالجازم اصطلاحا. ويرد أيضا عليهم خروج العلم بالمستحيل فإنّه ليس شيئا اتفاقا، ومن أنكر تعلّق العلم بالمستحيل فهو مكابر للبديهي ومناقض لكلامه، لأنّ هذا الإنكار حكم على المستحيل بأنّه لا يعلم فيستدعي العلم بامتناع الحكم على ما ليس بمعلوم، إلّا أن يقال المستحيل شيء لغة ولو مجازا، وفيه أنّه يلزم حينئذ استعمال المجاز في التعريف بلا قرينة. وأيضا يرد عليهم خروج العلم التصوّري لعدم اندراجه في الاعتقاد فإنّه عبارة عن الحكم الذهني. والثالث للقاضي أبي بكر الباقلاني أنّه معرفة المعلوم على ما هو به فيخرج عنه علم الله تعالى إذ لا يسمّى علمه معرفة إجماعا لا لغة ولا اصطلاحا مع كونه معترفا بأنّ لله تعالى علما حيث أثبت له تعالى علما وعالمية وتعلّقا إمّا لأحدهما أو لكليهما كما سيجيء، فيكون العلم المطلق مشتركا معنويا عنده بين علم الواجب وعلم الممكن، فلا بدّ من دخوله في تعريف مطلق العلم بخلاف المعتزلة فإنّهم لا يعترفون العلم الزائد ويقولون إنّه عين ذاته تعالى. فلفظ العلم عندهم مشترك لفظي، فالتعريف المذكور يكون لمطلق العلم الحادث إذ لا مطلق سواه، ولذا لم يورد النقض عليهم بعلمه تعالى وأيضا ففيه دور إذ المعلوم مشتق من العلم ومعناه ما من شأنه أن يعلم أي أن يتعلّق به العلم، فلا يعرف إلّا بعد معرفته.
وأيضا فقيد على ما هو به قيد زائد إذ المعرفة لا تكون إلّا كذلك لأنّ إدراك الشيء لا على ما هو به جهالة لا معرفة، إذ لا يقال في اللغة والعرف والشرع للجاهل جهلا مركّبا أنّه عارف.
كيف ويلزم حينئذ أن يكون أجهل الناس أعرفهم. والرابع للشيخ أبي الحسن الأشعري فقال تارة بالقياس إلى متعلّق العلم هو إدراك المعلوم على ما هو به وفيه دور، وتارة بالقياس إلى محلّ العلم هو الذي يوجب كون من قام به عالما وبعبارة أخرى هو الذي يوجب لمن قام بهبها إخراجا لإدراك الحواس الباطنة فإنّه إدراك المعاني الجزئية ويسمّى ذلك الإدراك تخيّلا وتوهّما. فالعلم عنده بمعنى التعقّل، وبقوله لا يحتمل النقيض أي لا يحتمل ذلك الشيء المتعلّق نقيض ذلك التمييز بوجه من الوجوه خرج الظّنّ والشكّ والوهم لأنّها توجب لمحلّها تمييزا يحتمل النقيض في الحال، وكذا الجهل المركّب والتقليد فإنّهما يوجبان تمييزا يحتمل النقيض في المآل. أمّا في الجهل فلأنّ الواقع يخالفه فيجوز أن يطلع عليه، وأمّا في التقليد فلعدم استناده إلى موجب من حسّ أو بديهة أو عادة أو برهان، فيجوز أن يزول بتقليد آخر.
قيل فيه أنّ إخراج الشكّ والوهم من التعريف مما لا يعرف وجهه لأنّ كلاهما تصوّران على ما بيّن في موضعه، والتصوّر داخل في التعريف بناء على أن لا نقيض للتصوّر أصلا وسيجيء تحقيقه في لفظ النقيض فلا وجه لإخراجه، بل لا وجه لصحته أصلا. قلت الشكّ والوهم من حيث إنّه تصوّر للنسبة من حيث هي هي لا نقيض له، وهما بهذا الاعتبار داخلان في العلم. وأمّا باعتبار أنّه يلاحظ في كلّ منهما النسبة مع كلّ واحد من النفي والإثبات على سبيل تجويز المساوي والمرجوح. ولذا يحصل التردّد والاضطراب فله نقيض، فإنّ النسبة من حيث يتعلّق بها الإثبات تناقضها من حيث يتعلّق بها النفي، وهما بهذين الاعتبارين خارجان عن العلم صرّح بهذين الاعتبارين السيّد السّند في حاشية العضدي. ثم إن كان المعرّف شاملا لعلم الواجب وغيره يجب أن يراد بالإيجاب أعمّ سواء كان بطريق السببية كما في علم الواجب أو بطريق العادة كما في علم الخلق، وإن كان المعرّف علم الخلق يجب تخصيصه بالإيجاب العادي على ما هو المذهب من استناد جميع الممكنات إلى الله تعالى ابتداء، فالمعنى أنّ العلم صفة قائمة بالنفس يخلق الله تعالى عقيب تعلّقها بالشيء أن يكون النفس. مميزا له تمييزا لا يحتمل النقيض. فعلى هذا الضمير في لا يحتمل راجع إلى المتعلّق الدال عليه لفظ التمييز فإنّ التمييز لا يكون إلّا بشيء. فعدم الاحتمال صفة لمتعلّقه وإنّما لم يكن راجعا إلى نفس التمييز لأنّه إن كان المراد به المعنى المصدري أعني كون النفس مميزا فلا نقيض له أصلا لا في التصوّر ولا في التصديق، وإن كان ما به التمييز أعني الصورة في التصوّر والنفي والإثبات في التصديق فلا معنى لاحتماله نقيض نفسه إذ الواقع لا يكون إلّا أحدهما مع مخالفته لما اشتهر من أنّ اعتقاد الشيء كذا، مع العلم بأنّه لا يكون إلّا كذا علم ومع الاحتمال بأنّه لا يكون كذا ظنّ، فإنّه صريح في أنّ المتعلّق أعني الشيء محتمل، ثم المتعلّق للصورة الماهية وللنفي والإثبات الطرفان. ثم المراد بالنقيض إمّا نقيض المتعلّق كما قيل وحينئذ المراد بالتمييز إمّا المعنى المصدري، فالمعنى صفة توجب لمحلّها أن يكشف لمتعلقها بحيث لا يحتمل المتعلّق نقيضه، وحينئذ يكون الصفة نفس الصورة والنفي والإثبات لا ما يوجبها أو ما به التمييز، وحينئذ تكون الصفة ما يوجبها. ولا يخفى ما فيه لأنّ الشيء لا يكون محتملا لنقيضه أصلا من الصورة والنفي والإثبات كما مرّ، إذ الواقع لا يكون إلّا أحدهما فلا وجه لذكره أصلا، إلّا أن يقال المتعلّق وإن لم يكن محتملا لنقيضه في نفس الأمر لكن يحتمله عند المدرك بأن يحصل كلّ منهما بذلك الآخر، وهذا غير ظاهر. وإمّا نقيض التمييز كما هو التحقيق كما قيل أيضا وحينئذ إمّا أن يراد بالتمييز المعنى المصدري وهو حاصل التحرير الذي سبق وهذا أيضا بالنظر إلى الظاهر لأنّ التمييز بالمعنى المصدري ليس له نقيض يحتمله المتعلّق أصلا، وإمّا ما به التمييز وهذا هو التحقيق الحقيقي.
فخلاصة التعريف أنّ العلم أمر قائم بالنفس يوجب لها أمرا به تميّز الشيء عما عداه بحيث لا يحتمل ذلك الشيء نقيض ذلك الأمر. فإذا تعلّق علمنا مثلا بماهية الإنسان حصل عند النفس صورة مطابقة لها لا نقيض لها أصلا، بها تميّزها عما عداه. وإذا تعلّق علمنا بأنّ العالم حادث حصل عندها إثبات أحد الطرفين للآخر بحيث تميّزها عما عداهما، لكن قد يكون مطابقا جازما فلا يحتمل النقيض، أعني النفي وقد لا يكون فيحتمله. فالعلم ليس نفس الصورة والنفي والإثبات عند المتكلّمين بل ما يوجبها فإنّهم يقولون إنّه صفة حقيقية ذات إضافة يخلقها الله تعالى بعد استعمال العقل أو الحواس أو الخبر الصادق تستتبع انكشاف الأشياء إذا تعلّقت بها، كما أنّ القدرة والسمع والبصر كذلك. وما هو المشهور من أنّ العلم هو الصورة الحاصلة فهو مذهب الفلاسفة القائلين بانطباع الأشياء في النفس وهم ينفونه، والتقسيم إلى التصوّر والتصديق ليس بالذات عندهم، بل العلم باعتبار إيجابه النفي والإثبات تصديق، وباعتبار عدم إيجابه لهما تصوّر؛ وعلى هذا قيل بأنّه إن خلا عن الحكم فتصوّر وإلّا فتصديق. والمراد بالصورة عندهم الشّبح والمثال الشبيه بالمتخيّل في المرآة، وليس هذا من الوجود الذهني، فإنّ من قال به يقول إنّه أمر مشارك للوجود الخارجي في تمام الماهية فلا يرد أنّ القول بالصورة فرع الوجود الذهني، والمتكلمون ينكرونه. والمراد بالنفي والإثبات المعنى المصدري وهو إثبات أحد الطرفين للآخر وعدم إثبات أحدهما له، ولذا جعلوا متعلّقهما الطرفين لا إدراك أنّ النسبة واقعة أو ليست بواقعة كما هو مصطلح الفلاسفة، فلا يرد أنّ النفي والإثبات ليسا نقيضين لارتفاعهما عن الشّكّ وإرادة الصورة عن التمييز ليس على خلاف الظاهر، بل مبني على المساهلة والاعتماد على فهم السامع للقطع بأنّ المحتمل للنقيض هو التمييز بمعنى الصورة والنفي والإثبات دون المصدري فتأمّل، فإنّ هذا المقام من مطارح الأذكياء. وقيل المراد نقيض الصفة وقوله لا يحتمل صفة للصفة لا للتمييز، وضمير لا يحتمل راجع إلى المتعلّق، فالمعنى صفة توجب تمييزا لا يحتمل متعلّقها نقيض تلك الصفة، فالتصوّر حينئذ نفس الصورة لا ما يوجبها وكذا التصديق نفس الإثبات والنفي والتمييز بالمعنى المصدري. ولا يخفى أنّه خلاف الظاهر، والظاهر أن يكون لا يحتمل صفة للتمييز ومخالف لتعريف العلم عند القائلين بأنّه من باب الإضافة. وقالوا إنّه نفس التعلّق وعرّفوه بأنّه تمييز معنى عند النفس لا يحتمل النقيض، فإنّه لا يمكن أن يراد فيه نقيض الصفة، والتمييز في هذا التعريف بمعنى الانكشاف، وإلّا لم يكن العلم نفس التعلّق؛ فالانكشاف التصوّري لا نقيض له وكذا متعلّقه، والانكشاف التصديقي أعني النفي والإثبات كلّ واحد منهما نقيض الآخر ومتعلّقه قد يحتمل النقيض وقد لا يحتمله. وقد أورد على الحدّ المختار العلوم العادية فإنّها تحتمل النقيض، والجواب أنّ احتمال العاديات للنقيض بمعنى أنّه لو فرض نقيضها لم يلزم منه محال لذاته غير احتمال متعلّق التمييز الواقع فيه، أي في العلم العادي للنقيض، لأنّ الاحتمال الأول راجع إلى الإمكان الذاتي الثابت للممكنات في حدّ ذاتها، حتى الحسّيات التي لا تحتمل النقيض اتفاقا.
والاحتمال الثاني هو أن يكون متعلّق التمييز محتملا لأن يحكم فيه المميز بنقيضه في الحال أو في المآل ومنشأه ضعف ذلك التمييز إمّا لعدم الجزم أو لعدم المطابقة أو لعدم استناده إلى موجب، وهذا الاحتمال الثاني هو المراد.
والتعريف الأحسن الذي لا تعقيد فيه هو أنّه يتجلّى بها المذكور لمن قامت هي به، فالمذكور يتناول الموجود والمعدوم والممكن والمستحيل بلا خلاف، ويتناول المفرد والمركّب والكلّي والجزئي، والتجلّي هو الانكشاف التام فالمعنى أنّه صفة ينكشف بها لمن قامت به ما من شأنه أن يذكر انكشافا تاما لا اشتباه فيه. واختيار كلمة من لإخراج التجلّي الحاصل للحيوانات العجم فقد خرج النور فإنّه يتجلّى به لغير من قامت به، وكذا الظّنّ والجهل المركّب والشّكّ والوهم واعتقاد المقلّد المصيب أيضا لأنّه في الحقيقة عقدة على القلب، فليس فيه انكشاف تام. هذا كلّه خلاصة ما في شرح المواقف وما حقّقه المولوي عبد الحكيم في حاشيته وحاشية الخيالي.
فائدة:
قال المتكلّمون لا بدّ في العلم من إضافة ونسبة مخصوصة بين العالم والمعلوم بها يكون العالم عالما بذلك المعلوم والمعلوم معلوما لذلك العالم، وهذه الإضافة هي المسمّاة عندهم بالتعلّق. فجمهور المتكلّمين على أنّ العلم هو هذا التعلّق إذ لم يثبت غيره بدليل فيتعدّد العلم بتعدّد المعلومات كتعدّد الإضافة بتعدّد المضاف إليه. وقال قوم من الأشاعرة هو صفة حقيقية ذات تعلّق، وعند هؤلاء فثمة أمر أنّ العلم وهو تلك الصفة والعالمية أي ذلك التعلّق، فعلى هذا لا يتعدّد العلم بتعدّد المعلومات إذ لا يلزم من تعلّق الصفة بأمور كثيرة تكثر الصفة، إذ يجوز أن يكون لشيء واحد تعلّقات بأمور متعدّدة.
وأثبت القاضي الباقلاني العلم الذي هو صفة موجودة والعالمية التي هي من قبيل الأحوال عنده وأثبت معها تعلّقا، فإمّا للعلم فقط أو للعالمية فقط، فههنا ثلاثة أمور: العلم والعالمية والتعلّق الثابت لأحدهما، وإمّا لهما معا، فههنا أربعة أمور: العلم والعالمية وتعلّقاهما. وقال الحكماء العلم هو الموجود الذهني إذ يعقل ما هو عدم صرف بحسب الخارج كالممتنعات والتعلّق إنّما يتصوّر بين شيئين متمايزين ولا تمايز إلّا بأن يكون لكلّ منهما ثبوت في الجملة، ولا ثبوت للمعدوم في الخارج فلا حقيقة له إلّا الأمر الموجود في الذهن، وذلك الأمر هو العلم. وأمّا التعلّق فلازم له والمعلوم أيضا فإنّه باعتبار قيامه بالقوة العاقلة علم، وباعتباره في نفسه من حيث هو هو معلوم، فالعلم والمعلوم متّحدان بالذات مختلفان بالاعتبار؛ وإذا كان العلم بالمعدومات كذلك وجب أن يكون سائر المعلومات أيضا كذلك، إذ لا اختلاف بين أفراد حقيقة واحدة نوعية، كذا في شرح المواقف.
قال مرزا زاهد هذا في العلم الحصولي وأما في الحضوري فالعلم والمعلوم متّحدان ذاتا واعتبارا، ومن ظنّ أنّ التغاير بينهما في الحضوري أيضا اعتبارا كتغاير المعالج والمعالج فقد اشتبه عليه التغاير الذي هو مصداق تحقّقهما بالتغاير الذي هو بعد تحقّقهما، فإنّه لو كان بينهما تغاير سابق لكان العلم الحضوري صورة منتزعة من المعلوم وكان علما حصوليا. وفي أبي الفتح حاشية الحاشية الجلالية أمّا القائلون بالوجود الذهني من الحكماء وغيرهم فاختلفوا اختلافا ناشئا من أنّ العلم ليس حاصلا قبل حصول الصورة في الذهن بداهة واتفاقا، وحاصل عنده بداهة واتفاقا، والحاصلة معه ثلاثة أمور: الصورة الحاصلة وقبول الذهن من المبدأ الفيّاض وإضافة مخصوصة بين العالم والمعلوم.
فذهب بعضهم إلى أنّ العلم هو الصورة الحاصلة فيكون من مقولة الكيف، وبعضهم إلى أنّه الثاني فيكون من مقولة الانفعال، وبعضهم إلى أنّه الثالث فيكون من مقولة الإضافة. والأصح المذهب الأول لأنّ الصورة توصف بالمطابقة كالعلم، والإضافة والانفعال لا يوصفان بها، لكن القول بأنّ الصورة العقلية من مقولة الكيف إنّما يصحّ إذا كانت مغايرة لذي الصورة بالذات قائمة بالعقل كما هو مذهب القائلين بالشّبح والمثال الحاكمين بأنّ الحاصل في العقل أشباح الأشياء لا أنفسها. وأمّا إذا كانت متّحدة معه بالذات مغايرة له بالاعتبار على ما يدلّ عليه أدلة الوجود الذهني وهو المختار عند المحقّقين القائلين بأنّ الحاصل في الذهن أنفس الأشياء لا أشباحها فلا يصحّ ذلك. فالحقّ أنّ العلم من الأمور الاعتبارية والموجودات الذهنية، وإن كان متحدا بالذات مع الموجود الخارجي إذا كان المعلوم من الموجودات الخارجية سواء كان جوهرا أو عرضا كيفا أو انفعالا أو إضافة أو غيرها. انتهى في شرح المواقف.
قال الإمام الرازي قد اضطرب كلام ابن سينا في حقيقة العلم فحيث بيّن أنّ كون الباري عقلا وعاقلا ومعقولا يقتضي كثرة في ذاته، فسّر العلم بتجرّد العالم والمعلوم من المادة. وردّ بأنّه يلزم منه أنّ يكون كلّ شخص إنساني عالما بجميع المجرّدات، فإنّ النفس الإنسانية مجرّدة عندهم. وحيث قرّر اندراج العلم في مقوله الكيف بالذات وفي مقولة الإضافة بالعرض جعله عبارة عن صفة ذات إضافة. وحيث ذكر أنّ تعقّل الشيء لذاته ولغير ذاته ليس إلّا حضور صورته عنده جعله عبارة عن الصورة المرتسمة في الجوهر العاقل المطابقة لماهية المعقول.
وحيث زعم أنّ العقل البسيط الذي لواجب الوجود ليس عقليته لأجل صور كثيرة بل لأجل فيضانها حتى يكون العقل البسيط كالمبدإ الخلّاق للصور المفصّلة في النفس جعله عبارة عن مجرّد إضافة.

التقسيم:
للعلم تقسيمات. الأول إلى الحضوري والحصولي كما عرفت. الثاني إلى أنّ العلم الحادث إمّا تصوّر أو تصديق، والعلم القديم لا يكون تصوّرا ولا تصديقا، وقد سبق في لفظ التّصوّر. الثالث إلى أنّ الأشياء المدركة أي المعلومة تنقسم إلى ما لا يكون خارجا عن ذات المدرك أي العالم وإلى ما يكون. أما في الأول فالحقيقة الحاصلة عند المدرك هي نفس حقيقتها، وأمّا في الثاني فهي تكون غير الحقيقة الموجودة في الخارج بل هي إمّا صورة منتزعة من الخارج إن كان الإدراك مستفادا من خارج كما في العلم الانفعالي أو صورة حصلت عند المدرك ابتداء، سواء كانت الخارجية مستفادة منها كما في العلم الفعلي، أو لم تكن. وعلى التقديرين فإدراك الحقيقة الخارجية بحصول تلك الصورة الذهنية عند المدرك والاحتياج إلى الانتزاع إنّما هو في المدرك المادي لا غير، كذا في شرح الإشارات. وفي شرح الطوالع الشيء المدرك إمّا نفس المدرك أو غيره، وغيره إمّا غير خارج عنه أو خارج عنه، والخارج عنه إمّا مادي أو غير مادي، فهذه أربعة أقسام.
الأول ما هو نفس المدرك. والثاني ما هو غيره لكنه غير خارج عنه. والثالث ما هو خارج عنه لكنه ماديّ. والرابع ما هو خارج عنه لكنه غير مادي. والأوّلان منها إدراكهما بحصول نفس الحقيقة عند المدرك فيكون إدراكهما حضوريا والأول بدون حلول والثاني بالحلول، والآخران لا يكون إدراكهما بحصول نفس الحقيقة الخارجية بل بحصول مثال الحقيقة، سواء كان الإدراك مستفادا من الخارجية أو الخارجية مستفادة من الإدراك، والثالث إدراكه بحصول صورة منتزعة عن المادة مجرّدة عنها، والرابع لم يفتقر إلى الانتزاع، الرابع إلى واجب أي ممتنع الانفكاك عن العالم كعلمه بذاته وممكن كسائر العلوم. الخامس إلى فعلي ويسمّى كلّيا قبل الكثرة وهو ما يكون سببا لوجود المعلوم في الخارج كما نتصوّر السرير مثلا ثم نوجده، وانفعالي ويسمّى كلّيا بعد الكثرة وهو ما يكون مسبّبا عن وجود العالم بأن يكون مستفادا من الوجود الخارجي كما يوجد أمرا في الخارج كالسماء والأرض ثم نتصوّره، فالفعلي ثابت قبل الكثرة والانفعالي بعدها، فالعلم الفعلي كلّي يتفرّع عليه الكثرة وهي الأفراد الخارجية والعلم الانفعالي كلّي يتفرّع على الكثرة. وقد يقال إنّ لنا كلّيا مع الكثرة لكنه من قبيل العلم ومبني على وجود الطبائع الكلّية في ضمن الجزئيات الخارجية.

قال الحكماء: علم الله تعالى بمصنوعاته فعلي لأنّه السّبب لوجود الممكنات في الخارج؛ لكن كون علمه تعالى سببا لوجودها لا يتوقّف على الآلات، بخلاف علمنا بأفعالنا، ولذلك يتخلّف صدور معلومنا عن علمنا. وقالوا إنّ علمه تعالى بأحوال الممكنات على أبلغ النّظام وأحسن الوجوه بالقياس إلى الكلّ من حيث هو كلّ، هو الذي استند عليه وجودها على هذا الوجه دون سائر الوجوه الممكنة، وهذا العلم يسمّى عندهم بالعناية الأزلية. وأمّا علمه تعالى بذاته فليس فعليا ولا انفعاليا أيضا، بل هو عين ذاته بالذات وإن كان مغايرا له بالاعتبار.
السادس إلى ما يعلم بالفعل وهو ظاهر وما يعلم بالقوة كما إذا في يد زيد اثنان فسألنا أزوج هو أو فرد؟ قلنا نعلم أنّ كلّ اثنين زوج، وهذا اثنان، فنعلم أنّه زوج علما بالقوة القريبة من الفعل وإن لم نكن نعلم أنّه بعينه زوج، وكذلك جميع الجزئيات المندرجة تحت الكلّيات فإنّها معلومة بالقوة قبل أن يتنبّه للاندراج. فالنتيجة حاصلة في كبرى القياس، هكذا قال بعض المتكلّمين. السابع إلى تفصيلي وإجمالي، والتفصيلي كمن ينظر إلى أجزاء المعلوم ومراتبه بحسب أجزائه بأن يلاحظها واحدا بعد واحد، والإجمالي كمن يعلم مسئلة فيسأل عنها فإنّه يحضر الجواب الذي هو تلك المسألة بأسرها في ذهنه دفعة واحدة وهو أي ذلك الشخص المسئول متصوّر للجواب لأنّه عالم بأنه قادر عليه، ثم يأخذ في تقرير الجواب، فيلاحظ تفصيله، ففي ذهنه أمر بسيط هو مبدأ التفاصيل؛ والتفرقة بين الحالة الحاصلة دفعة عقيب السؤال وبين حالة الجهل الثابتة قبل السؤال وملاحظة التفصيل ضرورية وجدانية، إذ في حالة الجهل المسماة عقلا بالفعل ليس إدراك الجواب حاصلا بالفعل بل النفس في تلك الحالة تقوى على استحضاره بلا تجشّم كسب جديد، فهناك قوة محضة. وفي الحالة الحاصلة عقيب السؤال قد حصل بالفعل شعور وعلم ما بالجواب لم يكن حاصلا قبله. وفي الحالة التفصيلية صارت الأجزاء ملحوظة قصدا ولم يكن حاصلا في شيء من الحالتين السابقتين، وشبه ذلك بمن يرى نعما كثيرة تارة دفعة فإنّه يرى في هذه الحالة جميع أجزائه ضرورة، وتارة بأن يحدّق البصر نحو واحد واحد فيفصّل أجزاؤه. فالرؤية الأولى إجمالية والثانية تفصيلية. وأنكر الإمام الرازي العلم الإجمالي.
فائدة:
العلم الإجمالي على تقدير جواز ثبوته في نفسه هل يثبت لله تعالى أولا؟ جوّزه القاضي والمعتزلة، ومنعه كثير من أصحابنا وأبو الهاشم. والحقّ أنّه إن اشترط في الإجمالي الجهل بالتفصيل امتنع عليه تعالى، وإلّا فلا.
الثامن إلى التعقّل والتوهّم والتخيّل والإحساس وقد سبق في لفظ الإحساس. التاسع إلى الضروري والنظري، وعلم الله تعالى عند المتكلّمين لا يوصف بضرورة ولا كسب، فهو واسطة بينهما وأما عند المنطقيين فداخل في الضروري وقد سبق. فائدة:
الفرق بين العلم بالوجه وبين العلم بالشيء من وجه أنّ معنى الأول حصول الوجه عند العقل ومعنى الثاني أنّ الشيء حاصل عند العقل لكن لا حصولا تاما، فإنّ التصوّر قابل للقوة والضعف كما إذا تراءى لك شبح من بعيد فتصوّرته تصورا ما، ثم يزداد انكشافا عندك بحسب تقاربك إليه إلى أن يحصل في عقلك كمال حقيقته. ولو كان العلم بالوجه هو العلم بالشيء من ذلك الوجه على ما ظنّه من لا تحقيق له لزم أن يكون جميع الأشياء معلومة لنا مع عدم توجّه عقولنا إليها، وذلك ظاهر الاستحالة، كذا في شرح المطالع في بحث الموضوع. وقال المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح المواقف في المقصد الرابع من مقاصد العلم في الموقف الأول: اعلم أنّهم اختلفوا في علم الشيء بوجه وعلم وجه الشيء. فقال من لا تحقيق له إنّه لا تغاير بينهما أصلا. وقال المتأخّرون بالتغاير بالذات إذ في الأول الحاصل في الذهن نفس الوجه وهو آلة لملاحظة الشيء، والشيء معلوم بالذات، وفي الثاني الحاصل في الذهن صورة الوجه وهو المعلوم بالذات من غير التفات إلى الشيء ذي الوجه. وقال المتقدّمون بالتغاير بالاعتبار إذ لا شكّ في أنّه لا يمكن أن يشاهد بالضاحك أمر سواه، إلا أنّه إذا اعتبر صدقه على أمر واتحاده معه كما في موضوع القضية المحصورة كان علم الشيء بالوجه، وإذا اعتبر مع قطع النظر عن ذلك كان علم الوجه كما في موضوع القضية الطبيعية.
فائدة:
أثبت أبو هاشم علما لا معلوم له كالعلم بالمستحيل فإنّه ليس بشيء والمعلوم شيء وهذا أمر اصطلاحي محض لا فائدة فيه.
فائدة:
محلّ العلم الحادث سواء كان متعلّقا بالكلّيات أو بالجزئيات عند أهل الحقّ غير متعيّن عقلا، بل يجوز عندهم عقلا أن يخلق الله تعالى في أيّ جوهر أراد من جواهر البدن؛ لكنّ السّمع دلّ على أنّه القلب. قال تعالى: فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها. وقال: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها. هذا وقد اختلف المتكلّمون في بقاء العلم، فالأشاعرة قضوا باستحالة بقائه كسائر الأعراض عندهم. وأما المعتزلة فقد أجمعوا على بقاء العلوم الضرورية والمكتسبة التي لا يتعلّق بها التكليف. واختلفوا في العلوم المكتسبة المكلّف بها، فقال الجبائي إنّها ليست باقية وإلّا لزم أن لا يكون المكلّف بها حال بقائها مطيعا ولا عاصيا ولا مثابا ولا معاقبا مع تحقق التكليف وهو باطل بناء على أنّ لزوم الثواب أو العقاب على ما كلّف به. وخالفه أبو هاشم في ذلك وأوجب بقاء العلوم مطلقا. وقال الحكماء محلّ العلم الحادث النفس الناطقة أو المشاعر العشر الظاهرة والباطنة وقد سبق في لفظ الحسّ.
فائدة:
علم الله سبحانه بذاته نفس ذاته، فالعالم والمعلوم واحد وهو الوجود الخاص، كذا في شرح الطوالع، أي واحد بالذات، أمّا بالاعتبار فلا بدّ من التغاير. ثم قال: وعلم غير الله تعالى بذاته وبما ليس بخارج عن ذاته هو حصول نفس المعلوم، ففي العلم بذاته العالم والمعلوم واحد، والعلم وجود العالم والمعلوم والوجود زائد، فالعلم غير العالم والمعلوم، والعلم بما ليس بخارج عن العالم من أحواله غير العالم والمعلوم والمعلوم أيضا غير العالم، فيتحقّق في الأول أمر واحد وفي الثاني اثنان وفي الثالث ثلاثة؛ والعلم بالشيء الذي هو خارج عن العالم عبارة عن حصول صورة مساوية للمعلوم فيتحقّق أمور أربعة: عالم ومعلوم وعلم وصورة. فالعلم حصول صورة المعلوم في العالم، ففي العلم بالأشياء الخارجة عن العالم صورة وحصول تلك الصورة وإضافة الصورة إلى الشيء المعلوم وإضافة الحصول إلى الصورة. وفي العلم بالأشياء الغير الخارجة عن العالم حصول نفس ذلك الشيء الحاصل وإضافة الحصول إلى نفس ذلك الشيء. ولا شكّ أنّ الإضافة في جميع الصور عرض. وأمّا نفس حقيقة الشيء في العلم بالأشياء الغير الخارجة عن العالم يكون جوهرا إن كان المعلوم ذات العالم لأنّه حينئذ تكون تلك الحقيقة موجودة لا في موضوع ضرورة كون ذات الموضوع العالم كذلك، وإن كان المعلوم حال العالم يكون عرضا. وأمّا الصورة في العلم بالأشياء الخارجة عن العالم فإن كانت صورة لعرض بأن يكون المعلوم عرضا فهو عرض بلا شكّ، وإن كانت صورة لجوهر بأن يكون المعلوم جوهرا فعرض أيضا انتهى. وهذا مبني على القول بالشّبح، وأمّا على القول بحصول ماهيات الأشياء في الذهن فجوهر.
فائدة:

قال الصوفية: علم الله سبحانه صفة نفسية أزلية. فعلمه سبحانه بنفسه وعلمه بخلقه علم واحد غير منقسم ولا متعدّد، لكنه يعلم نفسه بما هو له ويعلم خلقه بما هم عليه، ولا يجوز أن يقال إنّ معلوماته أعطته العلم من أنفسها كما قال الامام محي الدين العربي لئلّا يلزم كونه استفاد شيئا من غيره، فلنعذره. ولا نقول كان ذلك مبلغ علمه ولكنّا وجدناه سبحانه بعد هذا يعلمها بعلم أصلي منه غير مستفاد مما هي عليه فيما اقتضته بحسب ذواتها، غير أنّها اقتضت في نفسها ما علمه سبحانه عليها فحكم له ثانيا بما اقتضته وهو ما علمها عليه. ولمّا رأى الإمام المذكور أنّ الحقّ حكم للمعلومات بما اقتضته من نفسها ظنّ أنّ علم الحقّ مستفاد من اقتضاء المعلومات، فقال إنّ المعلومات أعطت الحق العلم من نفسها وفاته أنّها إنّما اقتضت ما علمها عليه بالعلم الكلّي الأصلي النفسي قبل خلقها وإيجادها، فإنّها ما تعيّنت في العلم الإلهي إلّا بما علمها لا بما اقتضته ذواتها، ثم اقتضت ذواتها بعد ذلك من نفسها أمورا هي عين ما علمها عليه أوّلا، فحكم لها ثانيا بما اقتضته، وما حكم إلّا بما علمها عليه فتأمّل، فيسمّى الحقّ عليما بنسبة العلم إليه مطلقا وعالما بنسبة معلومية الأشياء إليه، وعلّاما بنسبة العلم ومعلومية الأشياء إليه معا. فالعليم اسم صفة نفسية لعدم النظر فيه إلى شيء مما سواه، إذ العلم ما يستحقّه النفس في كمالها لذاتها. وأمّا العالم فاسم صفة فعلية وذلك علمه للأشياء سواء كان علمه لنفسه أو لغيره فإنّها فعلية، يقال عالم بنفسه أي علم نفسه وعالم بغيره أي علم غيره، فلا بدّ أن تكون صفة فعلية. وأمّا العلّام فبالنظر إلى النسبة العلمية اسم صفة نفسية كالعليم وبالنظر إلى نسبة معلومية الأشياء إليه اسم صفة فعلية، ولذا غلب وصف الخلق باسم العالم دون العليم والعلّام، فيقال فلان عالم ولا يقال عليم ولا علّام مطلقا، إلّا أن يقال عليم بأمر كذا، ولا يقال علّام بأمر كذا، بل إن وصف بشخص فلا بدّ من التقييد، فيقال فلان علّام في فنّ كذا، وهذا على سبيل التوسّع والتجوّز. وليس قولهم فلان علّامة من هذا القبيل لأنّه ليس من أسماء الله تعالى، فلا يجوز أن يقال إنّ الله علّامة فافهم، كذا في الانسان الكامل. والعالم في اصطلاح المتصوفة: هو الذي وصل إلى علم اليقين بذات وصفات وأسماء الله، وليس بطريق الكشف والشّهود.
كذا في كشف اللغات.
العلم: بالتحريك، ما وضع "لشيء" وهو العلم القصدي، أو غلب والعلم الاتفاقي الذي يصير علما لا بوضع واضع بل بكثرة الاستعمال مع الإضافة، أو اللازم لشيء بعينه خارجا أو ذهنا ولم يتناول الشبيه.
العلم:
[في الانكليزية] Proper name
[ في الفرنسية] Nom propre
بفتح العين واللام عند النحاة قسم من المعرفة، وهو ما وضع لشيء بعينه غير متناول غيره بوضع واحد. فقولهم لشيء بعينه أي متلبس بعينه أي لشيء معيّن شخصا كان وهو العلم الشخصي كزيد، أو جنسا وهو العلم الجنسي، وعلم الجنس والعلم الذهني كأسامة. واحترز بهذا عن النّكرة والأعلام الغالبة التي تعيّنت لفرد معيّن لغلبة الاستعمال فيه داخلة في التعريف لأنّ غلبة استعمال المستعملين بحيث اختصّ العلم الغالب لفرد معيّن بمنزلة الوضع من واضع المعيّن، فكأنّ هؤلاء المستعملين وضعوه للمعيّن. وقولهم غير متناول غيره أي حال كون ذلك الاسم الموضوع لشيء معيّن غير متناول غير ذلك الشيء باستعماله فيه، واحترز به عن المعارف كلّها. والقيد الأخير لئلّا يخرج الأعلام المشتركة كذا في الفوائد الضيائية.
اعلم أنّ هذا التعريف مبني على مذهب المتأخرين الذاهبين إلى أنّ ما سوى العلم معارف وضعية أيضا لا استعمالية كما هو مذهب الجمهور، إذ لو لم يكن كذلك فقولهم غير متناول غيره مما لا يحتاج إليه لخروج ما سوى العلم من المعارف بقيد الوضع لأنّها ليست موضوعة لشيء معيّن بل لمفهوم كلّي، إلّا أنه شرط حين الوضع أن لا يستعمل إلّا في معيّن كما سيأتي في لفظ المعرفة. واعترض عليه بأنّ العلم الشخصي ليس موضوعا لشيء معيّن لأنّ الموضوع للشخص من وقت حدوثه إلى فنائه لفظ واحد، والتشخّص الذي لوحظ حين الوضع يتبدل كثيرا، فلا محالة يكون اللفظ موضوعا للشخص، لكلّ تشخّص تشخّص ملحوظ بأمر كلّي، فالعلم كالمضمر. وأجيب بأنّ وجود الماهية لا ينفكّ عن تشخّص باق ببقاء الوجود يعرف بعوارض بعده وتلك العوارض تتبدّل ويأخذ العقل العوارض المتبدلة أمارات يعرف بها ذلك التشخّص. فاللفظ موضوع للشخص بذلك التشخّص لا للمتشخّص بالعوارض، ولو كان التشخّص بالعوارض لكان للجزئي أشخاص متّحدة في الوجود، وما اشتهر من أنّ التشخّص بالعوارض مسامحة مؤوّلة بأنّه أمر يعرف بعوارض. وأمّا أنّ ذلك التشخّص هل هو متحقّق مبرهن أو مجرّد توهّم فموكول إلى علم الكلام والحكمة ولا حاجة لنا إليه في وضع اللفظ للمشخّص لأنّ أيّا ما كان يكفي فيه. بقي أنّ العلم لو كان موضوعا للشخص بعينه لم يصح تسمية الآباء أبناءهم المتولّدة في غيبتهم بأعلام، وتأويله بأنّه تسمية صورة أو أمر بالتسمية حقيقة أو وعد بها بعيد، وأنّ الوضع في اسم الله مشكل حينئذ لعدم ملاحظته بعينه وشخصه حين الوضع وبعد لم يعلم بالوضع له بشخصه للمخاطبين به، وإنّما يفهم منه معيّن مشخّص في الخارج بعنوان ينحصر فيه، ولذا قيل إنّه اسم للمفهوم الكلّي المنحصر فيه تعالى من الواجب لذاته أو المستحقّ بالعبودية لذاته، إلّا أن يراد بالشيء بشخصه كونه متعيّنا بحيث لا يحتمل التعدّد بحسب الخارج ولا يطلب له منع العقل عن تجويز الشركة فيه. وقال بعض البلغاء: العلم ما وضع لشيء بشخصه وهذا إنّما يصح إن لم يكن علم الجنس علما عند أصحاب فنّ البلاغة لأنّه دعت إليه ضرورات نحوية، وهم في سعة عنه، ولا يكون غير العلم موضوعا لشيء بشخصه بناء على أنّ ما سوى العلم معارف استعمالية كما هو مذهب الجمهور. هكذا يستفاد من الأطول في باب المسند إليه في بيان فائدة جعله علما. قيل الأعلام الجنسية أعلام حقيقة كالأعلام الشخصية، إذ في كلّ منهما إشارة بجوهر اللفظ إلى حضور المسمّى في الذهن بخلاف المنكّر إذ ليس فيه إشارة إلى المعلوم من حيث هو معلوم. وقيل علم الجنس من الأعلام التقديرية واللفظية لأنّ الأحكام اللفظية من وقوعه مبتدأ وذا حال ووصفا للمعرفة وموصوفا بها ونحو ذلك هي التي اضطرتهم إلى الحكم بكونه علما حتى تكلّفوا فيه ما تكلّفوا، هكذا يستفاد مما ذكر في المطول وحاشيته للسّيد السّند. والفرق بين علم الجنس واسم الجنس قد مرّ في لفظ اسم الجنس. وفي بعض حواشي الألفية اسم الجنس موضوع للفرد لا على التعيين كالأسد، وعلم الجنس موضوع للحقيقة فقط. وعلم النوع موضوع للفرد المعيّن لا على التعيين كغدوة وعلم الشخص للفرد المعيّن على الخصوص. فاسم الجنس نكرة لفظا ومعنى، وعلم الجنس معرفة لفظا لا معنى، وعلم الشخص معرفة لفظا ومعنى، وعلم النوع كذلك. فالحاصل أنّ الفرد المعيّن يتعدّد في العلم النوعي ويتّحد في العلم الشخصي انتهى.
التقسيم
العلم إمّا قصدي وهو ما كان بالوضع شخصيا كان أو جنسيا، أو اتفاقي وهو الذي يصير علما لا بوضع واضع معيّن بل إنّما يصير علما لأجل الغلبة وكثرة استعماله في فرد من افراد جنسه بحيث لا يذهب الوهم عند إطلاقه إلى غيره مما يتناوله اللفظ، كذا في العباب.
والعلم الموضوع أي القصدي إمّا منقول أو مرتجل، فإنّ ما صار علما بغلبة الاستعمال لا يكون منقولا ولا مرتجلا كما في شرح التسهيل وفي اللّب العلم الخارجي أي الشخصي منقول أو مرتجل فخرج من هذا العلم الذهني، أي الجنسي. والمنقول وهو ما كان له معنى قبل العلمية ثم نقل عن ذلك المعنى وجعل علما لشيء إمّا منقول عن مفرد سواء كان اسم عين كثور وأسد، أو اسم معنى كفصل وإياس، أو صفة كحاتم، أو فعلا ماضيا كشمّر وكعسب، أو فعلا مضارعا كتغلب ويشكر، أو أمرا بقطع همزة الوصل لتحقّق النقل كاصمت بكسر الهمزة والميم، أو صوتا كببّة وهو لقب عبد الله بن حارث، أو عن مركّب سواء كان جملة نحو تأبّط شرا أو غير جملة سواء كان بين أجزائه نسبة كالمضاف والمضاف إليه كعبد مناف أو لم يكن كبعلبك وسيبويه، هكذا في اللّب والمفصّل. وقيل الأعلام كلّها منقولة ولا يضرّ جهل أصلها وهو ظاهر مذهب سيبويه كذا في شرح التسهيل. والمرتجل هو ما وضع حين وضع علما ابتداء إمّا قياسي وهو ما لم يعرف له أصل مادة بل هيئة بأن يكون موافقا لزنة أصل في أسماء الأجناس والأفعال ولا يكون مخالفا لأصل فيها من الإظهار والإدغام والإعلال والإبدال ونحو ذلك مما ثبت في أصول الأوزان نحو عطفان، وإمّا شاذ وهو ما لم يعرف له أصل هيئة بأن يكون مخالفا لأوزان الأصول بتصحيح وما يعلّل مثله نحو مكوزة والقياس مكازة كمفازة، أو بالعكس كحياة علما لرجل والقياس حية، بانفكاك ما يدغم كمحبب اسم رجل والقياس محبّ، أو بالعكس وبانفتاح ما يكسر كوهب بفتح الهاء اسم رجل والقياس الكسر، أو نحو ذلك. ويمكن في المرتجل الشاذ القول بالنقل وأنّ التغيير شاذ حدث بعد النقل كذا في الإرشاد وشرح اللب. ثم في شرح اللب إنّما لم يقسم المصنف المرتجل إلى المفرد والمركّب كما قسّم المنقول إليهما لعدم مجيئه في ذلك انتهى. والعلم الذهني أي الجنسي إمّا اسم عين كأمامة وإمّا اسم معنى وهو على نوعين: حدث أي مصدر كسبحان علم التسبيح أو وقت كغدوة علم لجنس غدوة اليوم الذي أنت فيه، وكذا سحر فإنّه علم لجنس سحر الليلة التي أنت فيه، والدليل على علميتها منع الصّرف. وإمّا لفظ يوزن به كقولهم قائمة على وزن فاعلة وإمّا كناية كفلان وفلانة فإنّهما كنايتان عن زيد ومثله وعن فاطمة ومثلها فيجريان مجرى المكني عنه أي يكونان كالعلم كذا في شرح اللب. والعلم الاتفاقي على قسمين مضاف نحو ابن عمر فإنّه غلب بالإضافة على عبد الله بن عمر من بين إخوته، ومعرّف باللام نحو النّجم فإنّه غلب على الثّريا بالاستعمال والصّعق فإنّه غلب بالاستعمال على خويلد بن نفيل، ومنه ما لم يرد بجنسه الاستعمال كالدّبران والعيّوق والسّماك والثّريا لأنّها غلبت على الكواكب المخصوصة من بين ما يوصف بهذه الأوصاف، وإن كانت في الأصل أسماء أجناس. وإنما قيل منه لأنّها ليست في الظاهر صفات غالبة كالصعق وإنما هي أسماء موضوعة باللام في الأصل أعلام لمسمّياتها ولا تجري صفات وما لم يعرف بالاشتقاق من هذا النوع فملحق بما عرف كالمشتري والمريخ، كذا في العباب. فالأعلام الاتفاقية لا تكون إلّا مركّبة لحصرها في القسمين. ولذا قال صاحب العباب لما كان اسم الجنس إنّما يطلق على بعض أفراده المعيّن إذا كان معرّفا باللام أو بالإضافة كان العلم الاتفاقي قسمين: معرّفا باللام أو مضافا.

وأيضا العلم ثلاثة أقسام: لقب وكنية واسم لأنّه إمّا مصدّر بأب أو أمّ أو لا، الأوّل الكنية، والثاني إمّا مشعر بالمدح أو الذّم أو لا، الأول اللّقب، والثاني الاسم. فعلى هذا يتقابل الأقسام بالذات. وفي شرح الأوضح ناقلا عن الإمام أنّ من الكنية ما صدّر بابن أو بنت. وقال الفاضل الشريف في شرح المفتاح: الكنية علم صدّر بأب أو أمّ أو ابن أو بنت، واللّقب علم يشعر بمدح أو ذمّ مقصود منه قطعا، وما عداهما من الأعلام يسمّى أسماء. فعلى ما ذكره الاسم المقابل للّقب قد يشعر بالمدح أو الذّمّ ولا يكون المشعر بالمدح أو الذم مطلقا لقبا، بل إذا كان المقصود به عند إطلاقه المدح أو الذّمّ. ولذا قيل الغرض من وضع الألقاب الإشعار بالمدح والذّمّ، وقد يتضمنها الأسماء، وإن لم يقصد بالوضع إلّا تمييز الذات لكون تلك الأسماء منقولات من معان شريفة أو خسيسة كمحمد وعلي وكلب، أو لاشتهار الذات في ضمنها بصفة محمودة أو مذمومة كحاتم ومادر انتهى. والفرق بين اللّقب والكنية بالحيثية، فإشعار بعض الكنى بالمدح أو الذّم كأبي الفضل وأبي الجهل لا يضرّ. وبعض أئمة الحديث يجعل المصدّر بأب أو أم مضافا إلى اسم حيوان أو إلى ما هو صفة الحيوان كنية وإلى غير ذلك لقبا كأبي تراب. ثم إشعار العلم بالمدح أو الذّمّ باعتبار معناه الأصلي فإنّه قد يلاحظ في حال العلمية تبعا، ولذلك ينهى شرعا أن يذكر الشخص بعلمه الدّال في أصله على ذمّ إذا كان يتأذّى به ويتحاشى عادة أن يذكر من يقصد توقيره بمثل هذا. وقد يطلق الاسم على ما يعمّ الأقسام الثلاثة. هذا كله خلاصة ما في الأطول وما ذكر الفاضل الچلپي في حاشية المطوّل والتلويح. وفي بعض الحواشي المعلّقة على شرح النخبة قيل: العلم إن دلّ على مدح أو ذم فلقب صدّر بأب أو أمّ أو ابن أو بنت أو لا، وإن صدّر بأحدها فكنية دلّ عليه أو لا، والاسم أعمّ، كذا قاله التفتازاني انتهى. وإذا اجتمع للرجل اسم غير مضاف ولقب يضاف الاسم إلى اللقب نحو سعيد كرز كما في المفصل.
فائدة:
وقد سمّوا ما يتّخذونه ويألفونه من خيلهم وإبلهم وغنمهم وكلابهم بأعلام، كلّ واحد منها مختصّ بشخص بعينه يعرفونه به كالأعلام في الأناسي نحو اعوج ولاحق وشدقم وعليان ونحوها، وما لا يتّخذ ولا يؤلف فيحتاج إلى التمييز بين أفراده كالطير والوحش وغير ذلك، فإنّ العلم فيه للجنس بأسره ليس بعضه أولى به من بعض. فإذا قلت أبو براقش وابن دابّة وأسامة وثعالة فكأنّك قلت الضرب الذي من شأنه كيت وكيت. ومن هذه الأجناس ما له اسم جنس واسم علم كالأسد وأسامة والثّعلب وثعالة وما لا يعرف له اسم غير العلم نحو ابن مقرض وحمار قبّان، وقد يوضع للجنس اسم وكنية كما قالوا للأسد أسامة وأبو الحارث، ومنها ما له اسم ولا كنية له كقولهم قثم للضبعان، وما له كنية ولا اسم كأبي براقش كذا في المفصّل.
فائدة:
ومن العلم ما لزم فيه اللام كالمسمّى معها نحو الفرزدق وكالغالب بها نحو الصّعق كما مرّ، وكالعلم الذي ثنّي نحو الزيدان أو جمع كالزيدون والفواطم، وكالكناية عن أعلام البهائم كالفلان كناية عن نحو لاحق وشدقم والفلانة كناية عن نحو خطّة وهيلة. ومنه ما جازت اللام فيه كالعلم الذي كان قبل العلمية مصدرا نحو الفضل، أو مشتقا نحو الحارث، أو كان مؤوّلا بواحد من جنسه أي بفرد من أفراد حقيقته الكلّية الموضوع لها العلم بالاشتراك الاتفاقي، وذلك لأنّه لما وضعه الواضع لمسمّى ثم وضعه لمسمّى آخر صارت نسبته إلى الجميع بعد ذلك نسبة واحدة فأشبه رجلا فأجري مجراه. وبهذا الاعتبار قيل: جاز اللام فيه حتى اجترئ لذلك على إضافته أيضا نحو زيدنا. فعلى هذا الطريق لا ينكّر علم الجنس لأنّ من شرطه أن يوجد الاشتراك في التسمية والمسمّى بعلم الجنس واحد لا تعدّد فيه، اللهم إلّا أن يوجد اسم مشترك أطلق على نوعين مختلفين، ثم ورود الاستعمال فيه مرادا به واحد من المسمّيين به. وقيل طريق التنكير أن يشتهر العلم بمعنى من المعاني فيجعل العلم بمنزلة اسم الجنس كما في قولهم لكلّ فرعون موسى أي لكلّ جبار مبطل قهّار محق. فعلى هذا الطريق لا شبهة في إمكان تنكير علم الجنس مثل أن يقال فرست كلّ أسامة أي كلّ بالغ في الشجاعة كذا في العباب، وهو أي تنكير العلم قليل كما في شرح اللب. فائدة:
إذا استعمل اللّفظ للفظ كان علما له ولا اتحاد إذ الدّال محض اللّفظ والمدلول لفظ ذو دلالة أو عديمها، وعلى هذا كان نحو جسق مما لم يوضع لمعنى موضوعا أيضا كزيد، ويجري هذا الوضع في كلّ لفظ موضوع اسما كان أو فعلا أو حرفا أو مركّبا تاما أو غيره، أو غير موضوع ولا يثبت الاشتراك كما في المنقولات. وليس أحدهما بالنسبة إلى الآخر مجازا بخلاف المنقولات لأنّ وضع العلم لا يختصّ بقوم دون قوم فيكون مسمّى العلم بالنسبة إلى كلّ قوم حقيقة كذا في العضدي.
والعلم عند المهندسين عبارة عن مجموع المــتمّمــين وأحد الشّكلين المتوازيين أضلاعا اللذين يكونان بينهما أي بين المــتمّمــين. فالعلم مجموع ثلاث مربعات هكذا:
فمجموع المــتمّمــين وهما مربّع ب أومربع رع مع مربّع ف هـ أو مع مربّع أف علم، هكذا يستفاد من تحرير أقليدس وحواشيه.
وفي تحرير الأقليدس تعريف العلم مذكور بهذه العبارة- العلم هو مجموع المــتمّمــين وأحد متوازي الأضلاع الذين بينهما. وتعريف المــتمّم سيأتي في المتن.
العلم: الاعتقاد الجازم الثابت المطابق للواقع، إذ هو صفة توجب تمييزا لا يحتمل النقيض، أو هو حصول صورة الشيء في العقل والأول أخص.

ام

[ام] ن: "أم" والله لأستغفرن بحذف ألف أما في ضبطنا. ط: أيقتله "ام" كيف يفعله، أم متصلة يعني إذا رأى الرجل هذا المنكر القطيع وثارت عليه الحمية أيقتله أم يصبر على ذلك العار؟ أو منقطعة سأل أولاً عن القتل مع القصاص ثم أضرب إلى سؤال آخر أي كيف يفعل يصبر على العار أو يحدث الله مخلصاً، فقوله قد أنزل فيك مطابق لهذا القدر. فالوجه هو المنقطعة، والمنزل والذين يرمون أزواجهم، ومن قتل من زعم أنه زنى مع امرأته يقتل، ولا شيء عليه عند الله إن صدق زعمه.

ام

1 أَمَّهُ, (T, S, M, &c.,) aor. ـُ (T, M, Msb,) inf. n. أَمٌّ, (T, S, M, Msb,) He tended, repaired, betook himself, or directed his course, to, or towards, him, or it; aimed at, sought, endeavoured after, pursued, or endeavoured to reach or attain or obtain, him, or it; intended it, or purposed it; syn. قَصَدَهُ, (Lth, T, S, M, Mgh, Msb, K,) and تَوَخَّاهُ, (T,) and تَعَمَّدَهُ, (Mgh,) and تَوَجَّهَ إِلَيْهِ; (TA;) as also ↓ أَمَّمَهُ, and ↓ تأمّمهُ, (T, S, M, Mgh, Msb, K,) and ↓ ائتمّهُ, (M, K,) and ↓ يَمَّمّهُ, (T, M, K,) and ↓ تَيَمَّمَهُ; (T, M, Mgh, K;) the last two being formed by substitution [of ى for أ]. (M.) Hence, يَااَللّٰهُ أُمَّنَا بِخَيْرٍ [O God, bring us good]. (JK in art. اله, and Bd in iii. 25.) and لَأَمَّ مَا هُوَ, occurring in a trad., meaning He has indeed betaken himself to, or pursued, the right way: or it is used in a pass. sense, as meaning he is in the way which ought to be pursued. (TA.) And رَسُولَ اللّٰهِ ↓ انْطَلَقْتُ أَتَأَمَّمُ, in another trad., I went away, betaking myself to the Apostle of God. (TA.) Hence, also, تَيَمَّمَ ↓ الصَّعِيدَ لِلصَّلَاهِ [He betook himself to dust, or pure dust, to wipe his face and his hands and arms therewith, for prayer]: (T, * M, * Mgh, TA:) as in the Kur iv. 46 and v. 9: (ISk, M, TA:) whence الَّتَّيَمُّمُ as meaning the wiping the face and the hands and arms with dust; (ISk, T, * M, * Mgh, TA;) i. e. the performing the act termed تَوَضُّؤٌ with dust: formed by substitution [of ى for آ]: (M, K:) originally التَّأَمُّمُ. (K.) b2: See also 8.

A2: أَمَّهُ, (S, M, Mgh, &c.,) aor. ـُ (M, Mgh,) inf. n. أَمٌّ, (M, Mgh, K,) He broke his head, so as to cleave the skin, (S, Msb,) inflicting a wound such as is termed آمَّة [q. v.]; (S;) [i. e.] he struck, (M, Mgh, K,) or wounded, (M, K,) the أُمّ [q. v.] of his head, (M, Mgh, K,) with a staff, or stick. (Mgh.) A3: أَمَّهُمْ (S, M, K) and أَمَّ بِهِمْ, (M, K,) [aor. ـُ inf. n. إِمَامَةٌ, (S, [but in the M and K it seems to be indicated that this is a simple subst.,]) He preceded them; went before them; took precedence of them; or led them, so as to serve as an example, or object of imitation; syn. تَقَدَّمَهُمْ; (M, K;) [and particularly] فِى الصَّلَاةِ [in prayer]. (S.) And أَمَّهُ and بِهِ أَمَّ He prayed as إِمَام [q. v.] with him. (Msb.) And أَمَّ الصُّفُوفَ He became [or acted as] إِمَام to the people composing the ranks [in a mosque &c.]. (Har p. 680.) You say also, لَا يَؤُمُّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِى سُلْطَانِهِ [A man shall not take precedence of a man in his authority]; meaning, in his house, and where he has predominance, or superior power, or authority; nor shall he sit upon his cushion; for in doing so he would show him contempt. (Mgh in art. سلط.) A2: أَمَّتٌ, (S, M, K,) [first Pers\. أَمُمْتُ,] aor. ـُ (M,) inf. n. أُمُومَةٌ, (M, K,) She (a woman, S) became a mother; (S, M, K;) [as also أَمَّتٌ having for its first Pers\. أَمِمْتُ, aor. ـَ for] you say, مَا كُنْتِ أُمَّا وَلَقَدْ أَمِمْتِ [Thou wast not a mother, and thou hast become a mother], (S, M, K, [in the last فَأَمِمْتِ,]) with kesr, (K,) inf. n. أُمُومَةٌ. (S, M, K.) b2: أَمَمْتُهُ I was to him a mother. (A in art. ربض.) IAar, speaking of a woman, said, كَانَتْ لَهَا عَمَّةٌ تَؤُمُّهَا, meaning [She had, lit. there was to her, a paternal aunt] who was to her like the mother. (M.) 2 أَمَّمَهُ and يَمَّمَهُ: see 1, first sentence, in two places.3 آمّهُ It agreed with it, neither exceeding nor falling short. (M.) b2: [See also the part. n. مُؤَامٌّ, voce أَمَمٌ; whence it seems that there are other senses in which آمَّ may be used, intransitively.]5 تَأَمَّمَ and تَيَمَّمَ: see 1, former part, in four places.

A2: تأمّم بِهِ: see 8.

A3: تَمَّمْــتُ I took for myself, or adopted, a mother. (S.) And تَأَمَّمَهَا He took her for himself, or adopted her, as a mother; (S, * M, K;) as also ↓ استآمّها, (M, K,) and تَأَمَّهَهَا. (M.) 8 ائتمّهُ [written with the disjunctive alif اِيتَمَّهُ]: see 1, first sentence.

A2: ائتمّ بِهِ He followed his example; he imitated him; he did as he did, following his example; or taking him as an example, an exemplar, a pattern, or an object of imitation; (S, Mgh, Msb;) as also ↓ أَمَّهُ: (Bd in xvi. 121:) the object of the verb is termed إِمَامٌ; (S, M, Mgh, Msb, K;) applied to a learned man, (Msb,) or a head, chief, or leader, or some other person. (M, K.) He made it an أُمَّة or إِمَّة [i. e. a way, course, or rule, of life or conduct; as explained immediately before in the work whence this is taken]; as also به ↓ تأمّم. (M.) You say, ائتمّ بِالشَّيْءِ and ائْتَمَى به, by substitution [of ى for م], (M, K,) disapproving of the doubling [of the م]. (M.) 10 إِسْتَاْمَ3َ see 5.

أَمْ is a conjunction, (S, M, K,) connected with what precedes it (Msb, Mughnee) so that neither what precedes it nor what follows it is independent, the one of the other. (Mughnee.) It denotes interrogation; (M, K;) or is used in a case of interrogation, (S, Msb,) corresponding to the interrogative أَ, and meaning أَىّ, (S,) or, as Z says, أَىُّ الأَمْرَيْنِ كَائِنٌ; [for an explanation of which, see what follows;] (Mughnee;) or, [in other words,] corresponding to the interrogative أَ, whereby, and by أَمْ, one seeks, or desires, particularization: (Mughnee:) it is as though it were an interrogative after an interrogative. (Lth, T.) Thus you say, أَزَيُدٌ فِى الدَّارِ أَمْ عَمْرٌو [Is Zeyd in the house, or 'Amr?]; (S, Mughnee;) i. e. which of them two (أَيُّهُمَا) is in the house? (S;) therefore what follows ام and what precedes it compose one sentence; and it is not used in commanding nor in forbidding; and what follows it must correspond to what precedes it in the quality of noun and of verb; so that you say, أَزَيْدٌ قَائِمٌ أَمع قَاعِدٌ [Is Zeyd standing, or sitting?] and أَقَامَ زَيْدٌ أَمْ قَعَدَ [Did Zeyd stand, or sit?]. (Msb.) It is not to be coupled with أَ after it: you may not say, أَعِنْدَكَ زَيْدٌ أَمْ أَعِنْدَكَ عَمْرٌو. (S.) b2: As connected in like manner with what goes before, it is preceded by أَ denoting equality [by occurring after سَوَآءٌ &c.], and corresponds thereto, as in [the Kur lxiii. 6,] سَوَآءُ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمٌ لَمٌ تَسْتَغُفِرْ لَهُمٌ [It will be equal to them whether thou beg forgiveness for them or do not beg forgiveness for them]. (Mughnee.) b3: It is also unconnected with what precedes it, (S, Msb, Mughnee,) implying always digression, (Mughnee,) preceded by an enunciative, or an interrogative, (S, Msb, Mughnee,) other than أَ, (Mughnee,) or by أَ not meant [really] as an interrogative but to denote disapproval, (Mughnee,) and signifies بَلْ, (Lth, Zj, T, S, M, Mughnee, K,) or بَلْ and أَ together, (Msb,) and this is its meaning always accord. to all the Basrees, but the Koofees deny this. (Mughnee.) Thus, using it after an enunciative, you say, إِنَّهَا لَإِبِلٌ أَمْ شَآءٌ [Verily they are camels: nay, or nay but, they are sheep, or goats: or nay, are they sheep, or goats?]: (S Msb, Mughnee:) this being said when one looks at a bodily form, and imagines it to be a number of camels, and says what first occurs to him; then the opinion that it is a number of sheep or goats suggests itself to him, and he turns from the first idea, and says, أَمْ شَآءٌ, meaning بَلْ, because it is a digression from what precedes it; though what follows بل is [properly] a thing known certainly, and what follows ام is opined. (S, TA.) And using it after an interrogative in this case, you say, هَلْ زيْدٌ مُنْطَلِقٌ أَمْ عَمْرٌو [Is Zeyd going away? Nay rather, or, or rather, is 'Amr?]: you digress from the question respecting Zeyd's going away, and make the question to relate to 'Amr; so that ام implies indecisive opinion, and interrogation, and digression. (S.) And thus using it, you say, هَلْ زَيْدٌ قَامَ أَمْ عَمْرٌو [Did Zeyd stand? Nay rather, or or rather, did 'Amr?]. (Msb.) And an ex. of the same is the saying [in the Kur xiii. 17], هَلْ يَسْتَوِى الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِى الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ [Are the blind and the seeing equal? Or rather are darkness and light equal?]. (Mughnee.) And an ex. of it preceded by أَ used to denote disapproval is the saying [in the Kur vii. 194], أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا [Have they feet, to walk therewith? Or have they hands to assault therewith?]: for أَ is here equivalent to a negation. (Mughnee.) [It has been shown above that] أَمْ is sometimes introduced immediately before هَلْ: (S, K:) but IB says that this is when هل occurs in a phrase next before it; [as in the ex. from the Kur xiii. 17, cited above;] and in this case, the interrogative meaning of ام is annulled; it being introduced only to denote a digression. (TA.) b4: It is also used as a simple interrogative; accord. to the assertion of AO; in the sense of هَلْ; (Mughnee;) or in the sense of the interrogative أَ; (Lth, T, K) as in the saying, أَمْ عِنْدَكَ غَدَآءِ حَاضِرٌ, meaning Hast thou a morning-meal ready? a good form of speech used by the Arabs; (Lth, T;) and allowable when preceded by another phrase. (T.) b5: And sometimes it is redundant; (Az, T, S, Mughnee, K) in the dial. of the people of El-Yemen; (T;) as in the saying, يَا دَهْنَ أَمْ مَا كَانَ مَشْيِى رقَصَا بَلْ قَدْ تَكُونُ مِشْيَتِى تَوَقُّصَا (T, S, * [in the latter, يا هِنْدُ, and only the former hemistich is given,]) meaning O Dahnà, (the curtailed form دَهْنَ being used for دَهْنَآء,) my walking was not, as now in my age, [a feeble movement like] dancing: but in my youth, my manner of walking used to be a bounding: (T:) this is accord. to the opinion of Az: but accord. to another opinion, ام is here [virtually] conjoined with a preceding clause which is suppressed; as though the speaker had said, يَا دَهْنَ أَكَانَ مَشْيِى رَقَصَّا أَمْ مَا كَانَ كَذلِكَ. (A 'Hát, TA.) A2: It is also used (T, Mughnee) in the dial. of the people of El-Yemen, (T,) or of Teiyi and Himyer, (Mughnee,) in the sense of ال, (T,) to render a noun determinate. (Mughnee.) So in the trad., لَيْسَ مِنَ امْبِرّ امْصِيامُ فِى امْسَفَرِ, (T, Mughnee,) i. e. الَيْسَ مِنَ البِرِّ الصِّيَامُ فِى السَّفَرِ [Fasting in journeying is not an act of obedience to God]. (T, and M in art. بر.) So too in the trad., اَلْآنَ طَابَ امْضَرْبُ Now fighting has become lawful; as related accord. to the dial. of Himyer, for الضَّرْبُ. (TA in art. طيب.) It has been said that this form ام is only used in those cases in which the ل of the article does not become incorporated into the first letter of the noun to which it is prefixed; as in the phrase, خُذِ الرُّمْحَ وَارْكَبِ امْفَرَسَ [Take thou the spear, and mount the mare, or horse], related as heard in El-Yemen; but this usage may be peculiar to some of the people of that country; not common to all of them; as appears from what we have cited above. (Mughnee.) A3: أَمَ for أَمَا, before an oath: see art. اما.

A4: And أَمَ اللّٰهِ and أَمُ اللّٰهِ &c.: see أَيْمُنُ اللّٰهِ, in art. يمن.

أُمٌّ A mother (T, S, M, Msb, K, &c.) [of a human being and] of any animal; (IAar, T;) as also ↓إِمٌّ, (Sb, M, Msb, K) and ↓إُمَّةٌ, (T, M, Msb, K,) and ↓أُمَّهَةٌ, (S, M, Msb, K,) which last is the original form (S, Msb) accord. to some, (Msb,) or the ه in this is augmentative (M, Msb) accord. to others: (Msb:) the pl. is أُمَّهَاتٌ (Lth, T, S, M, Msb, K) and أُمَّاتٌ; (S, M, Msb, K;) or the former is applied to human beings, and the latter to beasts; (T, S;) or the former to rational beings, and the latter to irrational; (M, K;) or the former is much applied to human beings, and the latter to others, for the sake of distinction; (Msb;) but the reverse is sometimes the case: (IB:) IDrst and others hold the latter to be of weak authority: (TA:) the dim. of أُمٌّ is ↓ أُمَيْمَةٌ (T, S, K) accord. to some of the Arabs; but correctly, [accord. to those who hold the original form of أُمٌّ to be أُمَّهَةٌ,] it is ↓ أُمَيْمِهَةٌ. (Lth, T, TA. [In a copy of the T, I find this latter form of the dim. written اميهة.]) b2: أُمَّ لَكَ denotes dispraise; (S;) being used by the Arabs as meaning Thou hast no free, or ingenuous, mother; because the sons of female slaves are objects of dispraise with the Arabs; and is only said in anger and reviling: (A Heyth, T:) or, as some say, it means thou art one who has been picked up as a foundling, having no Known mother: (TA:) [or] it is also sometimes used in praise; (A 'Obeyd, T, S, K;) and is used as an imprecation without the desire of its being fulfilled upon the person addressed, being said in vehemence of love; [lit. meaning mayest thou have no mother!], like ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ, and لَا أَبَا لَكَ, [and قَاتَلَكَ اللّٰهُ,] &c. (Har p. 165.) b3: Some elide the ا of أُمّ; as in the saying of 'Adee Ibn-Zeyd.

أَيُّهَا العَائِبُ عِنْدِمَّ زَيْدٍ

[O thou who art blaming in my presence the mother of Zeyd]; meaning, عِنْدِى أُمَّ زَيْدٍ; the ى of عندى being also elided on account of the occurrence of two quiescent letters [after the elision of the ا of أُمّ]: (Lth, T, S:) and as in the phrase وَيْلُمِّهِ, (S,) which means وَيْلٌ لِأُمِّهِ. (S, and K in art. ويل, q. v.) b4: هُمَا أُمَّاكّ means They two are thy two parents: or thy mother and thy maternal aunt. (K.) [But] فَدَّاهُ بِأُمَّيْهِ is said to mean [He expressed a wish that he (another) might be ransomed with] his mother and his grandmother. (TA.) b5: One says also, لَا تَفْعَلِى ↓ يَا أُمَّتِ [O my mother, do not thou such a thing], and [in like manner] يَا أَبَتِ افْعَلْ; making the sign of the fem. gender a substitute for the [pronominal] affix ى; and in a case of pause, you say يَا أُمَّهْ. (S.) b6: And one says, مَا أُمِّى وَأُمُّهُ, and مَا شَكْلِى وَشَكْلُهُ, meaning [What relationship have I to him, or it? or what concern have I with him, or it? or] what is my case and [what is] his or its, case? because of his, or its, remoteness from me: whence, (T,) وَمَا أُمِّى وَأُمُّ الوَحْشِ لَمَّا تَفَرَّعَ فِى مَفَارِقِىَ الْمَشِيبُ [And what concern have I with the wild animals when hoariness hath spread in the places where my hair parts?]; (T, S;) i. e. مَا أَنَاوَطَلَبُ الوَحْشِ بَعْدَ مَا كَبِرْتُ [i. e. مَا أمْرِي وَطَلَبُ الوَحْشِ: in one copy of the S, وَطَلَبَ, i. e. with وَ as a prep. denoting concomitance, and therefore governing the accus. case: both readings virtually meaning what concern have I with the pursuing of the wild animals after I have grown old?]: he means, the girls: and the mention of أُمّ in the verse is superfluous. (S.) b7: أُمٌّ also relates to inanimate things that have growth; as in أُمُّ الشَّجَرَةِ [The mother of the tree]; and أُمُّ النَّخْلَةِ [the mother of the palm-tree]; and أُمُّ المَوْزِةَ [the mother of the banana-tree; of which see an ex. in art. موز]; and the like. (M, TA.) b8: and it signifies also The source, origin, foundation, or basis, (S, M, Msb, K,) of a thing, (S, Msb, [in the former of which, this is the first of the meanings assigned to the word,]) or of anything; (M, K) its stay, support, or efficient cause of subsistence. (M, K.) b9: Anything to which other things are collected together, or adjoined: (IDrd, M, K:) anything to which the other things that are next thereto are collected together, or adjoined: (Lth, T:) the main, or chief, part of a thing; the main body thereof: and that which is a compriser, or comprehender, of [other] things: (Ham p. 44:) the place of collection, comprisal, or comprehension, of a thing; the place of combination thereof. (En-Nadr, T.) b10: And hence, (IDrd, M,) The head, or chief, of a people, or company of men; (IDrd, S, M, K;) because others collect themselves together to him: (IDrd, TA:) so in the phrase أُمُّ عِيَالٍ [lit. the mother of a household], in a poem of Esh-Shenfarà: (IDrd, M:) or in this instance, it has the signification next following, accord. to Esh-Sháfi'ee. (T.) b11: A man who has the charge of the food and service of a people, or company of men; accord. to EshSháfi'ee: (T:) or their servant. (K.) b12: A man's aged wife. (IAar, T, K.) b13: A place of habitation or abode. (K.) So in the Kur [ci. 6], فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ His place of habitation or abode [shall be] the fire [of Hell]: (Bd, Jel, TA:) or, as some say, the meaning is أُمُّ رَأْسِهِ هَاوِيَةٌ فِيهَا [his brain shall fall into it, namely, the fire of Hell]. (TA.) b14: The ensign, or standard, which an army follows. (S.) [See أُمُّ الرُّمْحِ, below.] b15: It is said in a trad., respecting the prophets, أُمَّهَا تُهُمْ شَتَّى, meaning that, though their religion is one, their laws, or ordinances, or statutes, are various, or different: or the meaning is, their times are various, or different. (TA in art. شت.) b16: See also أُمَّةٌ, in two places. b17: أُمّ is also prefixed to nouns significant of many things. (M.) [Most of the compounds thus formed will be found explained in the arts. to which belong the nouns that occupy the second place. The following are among the more common, and are therefore here mentioned, with the meanings assigned to them in lexicons in the present art., and arranged in distinct classes.] b18: أُمُّ الرَّجُلِ The man's wife; and the person who manages the affairs of his house or tent. (TA.) And أُمُّ مَثْوَى الرَّجُلِ The man's wife, to whom he betakes himself for lodging, or abode: (T:) the mistress of the man's place of abode. (S, M.) b19: أُمُّ عَامِرٍ The hyena, or female hyena; as also أُمُّ عَمْرٍو; (TA;) and أُمُّ الطَّرِيقِ. (S, TA. [See also other significations of the first and last below.]) أُمُّ حِلْسٍ [or أُمُّ الحِلْسِ (as in the S and K in art. حلَس)] The she-ass. (TA.) أُمُّ البَيْضِ The female ostrich. (S, K.) b20: أُمُّ الرَّأُسِ The brain: (T, M, K:) or the thin skin that is upon it: (IDrd, M, K:) or the bag in which is the brain: (T:) or the skin that comprises the brain; [the meninx, or dura mater and pia mater;] (S, Mgh;) which is called أُمُّ الدِّمَاغِ (S, Msb) likewise. (S.) b21: أُمُّ النُّجُومِ The Milky way; (S, M, K) because it is the place where the stars are collected together [in great multitude]: (M:) or, as some say, the sun; which is the greatest of the stars. (Ham pp. 43 and 44.) Because of the multitude of the stars in the Milky way, one says, مَا أَشْبَهَ مَجْلِسَكَ بِأُمِّ النُّجُومِ (assumed tropical:) [How like is thine assembly to the Milky way!]. (TA.) b22: أُمُّ القُرَى [The mother of the towns; the metropolis: particularly] Mekkeh; (T, S, M, K) because asserted to be in the middle of the earth; (M, K;) or because it is the Kibleh of all men, and thither they repair; (M, K; *) or because it is the greatest of towns in dignity: (M, K:) and every city is the أُمّ of the towns around it. (T.) أُمُّ التَّنَائِفِ The most difficult of deserts or of waterless deserts: (T:) or a desert, or waterless desert, (S, K,) far extending. (S.) أُمُّ الطَّرِيقِ (T, S, M) and أُمَّةٌ ↓ الطَّرِيقِ (M, K) The main part [or track] of the road: (T, S, M, K:) when it is a great road or track, with small roads or tracks around it [or on either side], the greatest is so called. (T. [The former has also another signification, mentioned above.]) أُمُّ عَامِرٍ The cemetery, or place of graves. (T. [This, also, has another signification, mentioned before.]) أُمُّ الرُّمْحِ The ensign, or standard; (M, K;) also called أُمُّ الحَرْبِ; (TA;) [and simply الأُمُّ, as shown above;] and the piece of cloth which is wound upon the spear. (T, M. *) أُمُّ جَابِرٍ Bread: and also the ear of corn. (T.) أُمُّ الخَبَائِثِ [The mother of evil qualities or dispositions; i. e.] wine. (T.) أُمُّ الكِتَابِ [in the Kur iii. 5 and xiii. 39] (S, M, &c.) The original of the book or scripture [i. e. of the Kur-án]: (Zj, M, K:) or the Preserved Tablet, اللَّوْحُ المَحْفُوظُ: (M, Msb, K:) or it signifies, (M, K,) or signifies also, (Msb,) the opening chapter of the Kur-án; the فَاتِحَة; (M, Msb, K;) because every prayer begins therewith; (M;) as also أُمُّ القُرْآنِ: (Msb, K:) or the former, the whole of the Kur-án, (I'Ab, K,) from its beginning to its end: (TA:) and the latter, every plain, or explicit, verse of the Kur-án, of those which relate to laws and statutes and obligatory ordinances. (T, K.) أُمُّ الشَّرِّ Every evil upon the face of the earth: and أُمُّ الخَيْرِ every good upon the face of the earth. (T.) إِمُّ: see أُمٌّ, first sentence.

أَمَّةٌ: see آمَّةٌ.

أُمَّةٌ A way, course, mode, or manner, of acting, or conduct, or the like; (Az, S;) as also ↓ إِمَّةٌ: (Az, S, K:) Fr assigns this meaning to the latter, and that next following to the former: (T:) a way, course, or rule, of life, or conduct; (Fr, T, M, K;) as also ↓ إِمَّةٌ. (M, K.) b2: Religion; as also ↓ إِمَّةٌ: (Az, S, M, K: [one of the words by which this meaning is expressed in the M and K is شِرْعَة; for which Golius found in the K سرعة:]) one course, which people follow, in religion. (T.) You say, فُلَانٌ لَا أُمَّةَ لَهُ Such a one has no religion; no religious persuasion. (S.) And a poet says, وَهَلْ يَسْتَوِى ذُو أُمَّةٍ وَكَفُورُ [And are one who has religion and one who is an infidel equal?]. (S.) b3: Obedience [app. to God]. (T, M, K.) A2: The people of a [particular] religion: (Akh, S:) a people to whom an apostle is sent, (M, K,) unbelievers and believers; such being called his أُمَّة: (M:) any people called after a prophet are said to be his أُمَّة: (Lth, T:) the followers of the prophet: pl. أُمَمٌ. (T, Msb.) It is said in the Kur [ii. 209], كَانَ النَّاسُ أُمَّةٍ واحِدَةً, meaning Mankind was [a people] of one religion. (Zj, T, TA.) b2: A nation; a people; a race; a tribe, distinct body, or family; (Lth, T, M, K;) of mankind; (Lth, T;) or of any living beings; as also ↓ أُمٌّ: (M, K:) a collective body [of men or other living beings]; (T, S;) a sing. word with a pl. meaning: (Akh, S:) a kind, genus, or generical class, (T, S, M, K,) by itself, (T,) of any animals, or living beings, (T, S, M, TA,) others than the sons of Adam, (T,) as of dogs, (T, S, M,) and of other beasts, and of birds; (T, M, * TA;) as also ↓ أُمٌّ; (M, K;) pl. of the former أُمَمٌ; (S, M;) which occurs in a trad. as relating to dogs; (S;) and in the Kur vi. 38, as relating to beasts and birds. (T, M, * TA.) b3: A man's people, community, tribe, kinsfolk, or party; (M, K, TA;) his company. (TA.) b4: A generation of men; or people of one time: pl. أُمَمٌ: as in the saying, قَدْ مَضَتْ أُمَمٌ Generations of men have passed away. (T.) b5: The creatures of God. (M, K.) You say, مَا رَأَيْتُ مِنْ أُمَّةِ اللّٰهِ أَحْسَنَ مِنْهُ [I have not seen, of the creatures of God, one more beautiful than he]. (M.) A3: I. q. إِمَامٌ; (T, M, K;) accord. to A 'Obeyd, applied in this sense to Abraham, in the Kur xvi. 121. (T.) b2: A righteous man who is an object of imitation. (T.) b3: One who follows the true religion, holding, or doing, what is different from, or contrary to, all other religions: (M, K:) [said to be] thus applied to Abraham, ubi suprà. (M.) b4: One who is known for goodness: (Fr, T:) and so explained by Ibn-Mes'ood as applied to Abraham: (TA:) or, so applied, it has the signification next following: (TA:) a man combining all kinds of good qualities: (T, M, K:) or, as some say, repaired to: or imitated. (Bd:) b5: A learned man: (T, M, K:) one who has no equal: (T:) the learned man of his age, or time, who is singular in his learning: (Msb:) and one who is alone in respect of religion. (T.) A4: See also إُمٌّ, first sentence. Hence, يَاأُمَّتِ which see in the same paragraph.

A5: The stature of a man; tallness, and beauty of stature; or justness of stature; syn. قَامَةٌ; (T, S, M, Msb, K;) and شَطَاطً: (M, TA: [in the K, the signification of نَشَاطٌ is assigned to it; but this is evidently a mistake for شَطَاطٍ; for the next three significations before the former of these words in the K are the same as the next three before the latter of them in the M; and the next five after the former word in the K are the same as the next five after the latter in the M, with only this difference, that one of these five is the first of them in the M and the third of them in the K:]) pl. أُمَمٌ. (T, S, M. *) You say, إِنَّهُ لَحَسَنُ الأُمَّةِ, i. e. الشَّطَاطِ [Verily he is beautiful in justness of stature]. (M.) And El-Aashà says, حِسَانُ الوُجُوهِ طِوَالُ الأُمَمْ [Beautiful in respect of the faces,] tall in respect of the statures. (T, S, M. * [In the last, بيضُ الوُجُوهِ.]) b2: The face. (T, M, K.) b3: أُمَّةُ الآوَجْهِ The form of the face: (Az, T:) or the principal part thereof; (M, K;) the part thereof in which beauty is usually known to lie. (M) You say, إِنَّهُ لَحَسَنُ أُمَّةِ الآوَجْهِ Verily he is beautiful in the form of the face: and إِنَّهُ لآَقَبِيحُ أُمَّةِ الآوَجْهِ verily he is ugly in the form of the face. (Az, T.) b4: أُمَّةُ الطَّرِيقِ: see أُمٌّ.

A6: A time; a period of time; a while. (T, S, M, K.) So in the Kur [xii. 45], وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ [And he remembered, or became reminded, after a time]: (S, M:) or, after a long period of time: but some read ↓ إِمَّةٍ, i. e., after favour had been shown him, in his escape: and some read أَمَةٍ, i. e., forgetting. (Bd.) and so in the same [xi. 11], وَلَئِنْ أخَّرْنَا عَنْهُمُ العَذَابَ

إِلآَى أُمَّةٍ مَعْدُودَة [And verily, if we kept back from them the punishment] until a short period of time. (S * Bd.) إِمَّةٌ: see أُمَّةٌ, in three places; first and second sentences. b2: I. q. ↓ إِمَامَةٌ (K) [i. e. The office of إِمَام, q. v. : or] the acting as, or performing the office of, إِمَام: (T in explanation of إِمَّةٌ, and M and Msb in explanation of إِمَامَةٌ:) and the mode, or manner, of performing that office. (T.) b3: I. q. هَيْئَةٌ (Lh, M, K) and شَأْنٌ (M, K) and حَالٌ (M) and حَالَةٌ (M, K) [all as meaning State, condition, or case: or by the first may be here meant external state or condition; form, or appearance; or state with respect to apparel and the like]. b4: An easy and ample state of life; (T;) easiness, or pleasantness of life; ampleness of the conveniences of life, or of the means of subsistence; ease and enjoyment; plenty; prosperity; welfare. (IAar, M, K. *) You say of an old man when he has strength remaining, فُلَانٌ بِإِمَّةٍ, meaning Such a one is returning to a state of well-being and ease and enjoyment. (TA.) b5: Dominion; mastership; authority. (Fr, T, IKtt.) b6: A blessing, or what God bestows upon one; a benefit, benefaction, favour, or boon; a cause of happiness; (T, S, M, Msb, K;) as being that which men aim at, pursue, or endeavour to obtain, (T.) See أُمَّةٌ, last sentence but one.

A2: Accord. to IKtt, it signifies also i. q. أَمَمٌ [but in what sense is not said]. (TA.) أَمَمٌ Nearness. (S, M, K.) b2: [Near; nigh.] You say, أَخَذْتُ ذلِكَ مِنْ أَمَمٍ I took that from near; from nigh. (S, TA.) And دَارُكُمْ أَمَمٌ Your house is near, or nigh. (M, TA.) and هُوَ أَمَمٌ مِنْكَ He, or it, is near to thee: and in like manner you say of two: (M, TA:) and of a pl. number. (S, M, TA.) And دَارِى أَمَمَ دَارِهِ My house is opposite to, facing, or in front of, his house. (S.) b3: Easy: (S, M, K:) near at hand; near to be reached, or laid hold of. (T, TA.) b4: Between near and distant. (ISk, T, S.) b5: Conforming, or conformable, to the just mean: (M, K: *) and ↓ مُؤَامٌّ, (AA, T, S, M, K,) [in form] like مُضَارٌّ, (S,) originally مُؤَامِمٌ, (TA,) the same; (T;) of a middle, or middling, kind or sort; neither exceeding, nor falling short of, what is right; (AA, T, S, M;) applied to an affair, or a case, (T, S,) and a thing [of any kind]; (S;) as also ↓ مُؤَمٌّ; (TA;) and convenient, or suitable: (M, K:) and أَمَمٌ and ↓ مُؤَامٌّ both signify an affair, or a case, that is manifest, clear, or plain, (M, K,) not exceeding the due bounds or limits. (M.) الأَمَامُ The location that is before; (M, Msb, * K;) contr. of الوَرَآءُ. (M, K.) It is used [absolutely] as a noun, and adverbially, (M, Msb, * K,) necessarily prefixed to another noun: (Mgh:) and is fem., (Ks, M,) and sometimes mase.: (M, K:) or it is mase., and sometimes fem. as meaning the جِهَة: or, as Zj says, they differ as to making it masc. and making it fem. (Msb.) You say, كُنْتُ أَمَامَهُ I was before him, in respect of place. (S.) In the saying of Mohammad, to Usámeh, الصلَاةُ أَمَامَكَ, the meaning is The time of prayer [is before thee], or the place thereof; and by the prayer is meant the prayer of sunset. (Mgh.) You also say, أَمَامَكَ [i. c. Look before thee; meaning beware thou; or take thou note;] when you caution another, (M, K,) or notify him, of a thing. (M.) إِمَامٌ A person, (S, Mgh,) or learned man, (Msb,) whose example is followed, or who is imitated; (S, Mgh, Msb;) any exemplar, or object of imitation, (T, M, K,) to a people, or company of men, (T,) such as a head, chief, or leader, or some other person, (M, K,) whether they be following the right way or be erring therefrom: (T:) applied alike to a male and to a female: (Mgh, Msb:) applied to a female, it occurs in a phrase in which it is written by some with ة: (Mgh:) but this is said to be a mistake: (Msb:) it is correctly without ة, because it is a subst., not an epithet: (Mgh, Msb:) or it is allowable with ة, because it implies the meaning of an epithet: (Msb:) and ↓ أُمَّةٌ signifies the same: (T, M, K:) the pl. of the former is أَيِمَّةْ, (T, S, M, K, [but omitted in the CK,]) originally أَأْمِمَةٌ, (T, S,) of the measure أَفعِلَةٌ, like أَمْثِلَةٌ, pl. of مِثَالٌ, (T,) but as two meems come together, the former is incorporated into the latter, and its vowel is transferred to the hemzeh before it, which hemzeh, being thus pronounced with kesr, is changed into ى; (T, S; *) or it is thus changed because difficult to pronounce; (M;) or, as Akh says, because it is with kesr and is preceded by another hemzeh with fet-h: (S:) but some pronounce it أَئِمَّةٌ, (Akh, T, S, M, K,) namely, those who hold that two hemzehs may occur together; (Akh, S;) the Koofees reading it thus in the Kur ix. 12; (M;) but this is anomalous: (M, K:) it is mentioned as on the authority of Aboo-Is-hák, and [Az says,] I do not say that it is not allowable, but the former is the preferable: (T:) or the pl. is أَئِمَّةٌ, originally أَأْمِمَةٌ like أَمْثِلَةٌ: one of the two meems being incorporated into the other after the transfer of its vowel to the hemzeh [next before it]; some of the readers of the Kur pronouncing the [said] hemzeh with its true sound; some softening it, agreeably with analogy, in the manner termed بَيْنَ بَيْنَ; and some of the grammarians changing it into ى; but some of them reckon this incorrect, saying that there is no analogical reason for it: (Msb:) and accord. to some, (M,) its pl. is also إِمَامُ, (M, K,) like the sing., (K,) occurring in the Kur xxv. 74; (M;) not of the same category as عَدْلٌ (M, K) and رِضَّى, (M,) because they sometimes said إِمَامَانِ, but a broken pl.: (M, K: *) or, accord. to A 'Obeyd, it is in this instance a sing. denoting a pl.: (M, S: *) or it is pl. of آمٌّ, [which is originally آمِمْ,] like as صِحَابٌ is pl. of صَاحِبٌ: (M:) the dim. of أَيِمَّةٌ is ↓ أُوَيْمَّةْ; or, as El-Mázinee says, ↓ أُيَيْمَّةٌ. (S.) b2: الإمَامُ also signifies The Prophet: (K:) he is called إِمَامُ [the exemplar, object of imitation, leader, or head, of his nation, or people]; (T;) or إِمَامُ الأمَّةِ [the exemplar, &c., of the nation, or people]; (M;) it being incumbent on all to imitate his rule of life or conduct. (T.) b3: The Khaleefeh: (Msb, K:) he is called إمَامُ الرَّعِيَّةِ [the exemplar, &c., of the people, or subjects]. (M.) The title of الإمَامُ is still applied to the Kings of El-Yemen: Aboo-Bekr says, you say, فُلَانٌ إِمَامُ القَوْمِ, meaning such a one is the first in authority over the people, or company of men: and إِمَامُ المَسْلِمِينَ means the head, chief, or leader, of the Muslims. (TA.) b4: The person whose example is followed, or who is imitated, [i. e. the leader,] in prayer. (Msb.) b5: [The leading authority, or head, of a persuasion, or sect. The four أيِمَّة or أَئِمَّة are the heads of the four principal persuasions, or sects, of the Sunnees; namely, the Hanafees, Sháfi'ees, Málikees, and Hambelees. And the Hanafees call the two chief doctors of their persuasion, after Aboo-Haneefeh, namely, Aboo-Yoosuf and Mohammad, الإِمَامَانِ The two Imáms.] b6: The leader of an army. (M, K.) b7: The guide: (K:) he is called إِمَامُ الإِبِلِ [the leader of the travellers]. (M.) b8: The conductor, or driver, of camels (M, K) is called إِمَامُ الإِبِلِ, though he be behind them, because he guides them. (M.) b9: The manager, or conductor, and right disposer, orderer, or rectifier, of anything. (M, K. *) b10: The Kur-án (M, K) is called إِمَامُ المُسْلِمينَ [the guide of the Muslims]; (M;) because it is an exemplar. (TA.) [The model-copy, or standard-copy, of the Kur-án, namely the copy of the Khaleefeh 'Othmán, is particularly called الإِمَامُ.] b11: [The scripture of any people: and, without the article, a book, or written record.] It is said in the Kur [xvii. 73], يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإمَامِهِمْ The day when we shall call every one of mankind with their scripture: or, as some say, with their prophet and their law: or, as some say, with their book in which their deeds are recorded. (T.) It is also said in the Kur [xxxvi. 11], كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِى إِمَامٍ مُبِينٍ, meaning, says El-Hasan, [And everything have we recorded] in a perspicuous book, or writing; (S, Jel;) i. e., on the Preserved Tablet. (Bd, Jel.) b12: The lesson of a boy, that is learned each day (T, M, K) in the school: (T:) also called السَّبَقُ. (TA.) b13: The model, or pattern, of a semblance, or shape. (M, K.) b14: The builder's wooden instrument [or rule] whereby he makes the building even. (S, K. *) b15: The cord which the builder extends to make even, thereby, the row of stones or bricks of the building; also called التُّرُّ and المِطْهَرُ; (T;) the string which is extended upon, or against, a building, and according to which one builds. (M, K. *) b16: إِمَامٌ signifies also A road, or way: (S, [but omitted in some copies,] M, K:) or a manifest road, or way. (TA.) It is said in the Kur [xv. 79], وَ إِنَّهُمَا لَبِإمَامٍ مُبِينٍ (S, M) And they were both, indeed, in a way pursued and manifest: (M:) or in a way which they travelled in their journeys. (Fr.) b17: The direction (تَلْقَآء) of the Kibleh. (M, K. *) b18: A tract, quarter, or region, of land, or of the earth. (S.) b19: A string [of a bow or lute &c.]; syn. وَتَرٌ. (Sgh, K.) أَمِيمٌ Beautiful in stature; (K;) applied to a man. (TA.) A2: I. q. ↓ مَأْمُومٌ; (S, M, Msb, K;) i. e. one who raves, or is delirious, (يَهْذِى, [in two copies of the S يَهْدِى, but the former appears, from a remark made voce آمَّةٌ, to be the right reading,]) from [a wound in] what is termed أُمُّ رَأْسِهِ [see أُمٌّ]: (S:) or wounded in what is so termed; (M, K;) having a wound such as is termed آمَّة, q. v. (Msb.) It is also used, metaphorically, in relation to other parts than that named above; as in the saying, وَ حَشَاىَ مِنْ حَرِّ الفِرَاقِ أَمِيمُ (tropical:) [And my bowels are wounded by reason of the burning pain of separation]. (M.) A3: A stone with which the head is broken: (S, O:) but in the M and K ↓ أمَيْمَةٌ, [in a copy of the M, however, I find it without any syll. signs, so that it would seem to be ↓ أَمِيمَةٌ,] explained as signifying stones with which heads are broken: (TA:) pl. أَمَائِمُ. (S, TA.) أُمَائِمُ Three hundred camels: (M, K:) so explained by Abu-l-'Alà. (M.) إِمَامَةٌ: see إِمَّةٌ.

أَمِيمَةٌ: see أَمِيمٌ b2: Also, (Sgh,) or ↓ أُمَيْمَةٌ, (K,) A blacksmith's hammer. (Sgh, K.) أُمَيْمَةٌ dim. of أُمٌّ, q. v. (T, S, K.) A2: See also أَمِيمٌ: b2: and أمَيمَةٌ.

الإِمِامِيَّةُ One of the exorbitant sects of the Shee'ah, (TA,) who asserted that 'Alee was expressly appointed by Mohammad to be his successor. (Esh-Shahrastánee p. 122, and KT.) أُمَيْمِهةٌ [dim. of أُمَّهةٌ] : see أُمٌّ, first sentence.

أُمِّىٌّ (T, M, Mgh, Msb, K) and ↓ أُمَّانٌ (K) [the former a rel. n. from أُمَّةٌ, and thus properly meaning Gentile: whence, in a secondary, or tropical, sense,(assumed tropical:) a heathen;] (assumed tropical:) one not having a revealed scripture; (Bd in iii. 19 and 69;) so applied by those having a revealed scripture: (Bd in iii.69:) [and particularly] an Arab: (Jel in iii. 69, and Bd and Jel in lxii. 2:) [or] in the proper language [of the Arabs], of, or belonging to, or relating to, the nation (أُمَّة) of the Arabs, who did not write nor read: and therefore metaphorically applied to (tropical:) any one not knowing the art of writing nor that of reading: (Mgh:) or (assumed tropical:) one who does not write; (T, M, K;) because the art of writing is acquired; as though he were thus called in relation to the condition in which his mother (أُمَّهُ) brought him forth: (T:) or (assumed tropical:) one who is in the natural condition of the nation (الأُمَّة) to which he belongs, (Zj, * T, M, * K, *) in respect of not writing, (T,) or not having learned writing; thus remaining in his natural state: (M, K:) or (assumed tropical:) one who does not write well; said to be a rel. n. from أمٌّ; because the art of writing is acquired, and such a person is as his mother brought him forth, in respect of ignorance of that art; or, as some say, from أُمَّةُ العَرَبِ; because most of the Arabs were of this description: (Msb:) the art of writing was known among the Arabs [in the time of Mohammad] by the people of Et-Táïf, who learned it from a man of the people of El-Heereh, and these had it from the people of El-Ambár. (T.) أُمِّيُّون لَا يَعْلَمُونَ, الكِتَابَ, in the Kur ii. 73, means Vulgar persons, [or heathen,] who know not the Book of the Law revealed to Moses: (Jel:) or ignorant persons, who know not writing, so that they may read that book; or, who know not the Book of the Law revealed to Moses. (Bd.) Mohammad was termed أُمِّىّ [meaning A Gentile, as distinguished from an Israelite: or, accord. to most of his followers, meaning illiterate;] because the nation (أُمَّة) of the Arabs did not write, nor read writing; and [they say that] God sent him as an apostle when he did not write, nor read from a book; and this natural condition of his was one of his miraculous signs, to which reference is made in the Kur [xxix. 47], where it is said, “thou didst not read, before it, from a book, nor didst thou write it with thy right hand:” (T, TA:) but accord. to the more correct opinion, he was not well acquainted with written characters nor with poetry, but he discriminated between good and bad poetry: or, as some assert, he became acquainted with writing after he had been unacquainted therewith, on account of the expression “ before it ”

in the verse of the Kur mentioned above: or, as some say, this may mean that he wrote though ignorant of the art of writing, like as some of the kings, being أُمِّيُّون, write their signs, or marks: (TA:) or, accord. to Jaafar Es-Sádik, he used to read from the book, or scripture, if he did not write. (Kull p. 73.) [Some judicious observations on this word are comprised in Dr. Sprenger's Life of Mohammad (pp. 101-2); a work which, in the portion already published (Part I.), contains much very valuable information.] b2: Also, (K,) or [only] أُمِّىٌّ, (Az, T, M,) applied to a man, (Az, T,) Impotent in speech, (عَيِىّ, in the K incorrectly written غَبِىّ, TA,) of few words, and rude, churlish, uncivil, or surly. (Az, T, M, K.) أُمِّيَّةٌ The quality denoted by the epithet أُمِّىٌّ: (TA:) [gentilism: (assumed tropical:) heathenism: &c.:] (assumed tropical:) the quality of being [in the natural condition of the nation to which one belongs, or] as brought forth by one's mother, in respect of not having learned the art of writing nor the reading thereof. (Kull p. 73.) أُمَّانٌ: see أُمِّىٌّ; and see also art. امن

أُمَّهَدٌ: see أُمٌّ.

آمٌّ [act. part. n. of 1;] i. q. قَاصِدٌ: [see 1, first sentence:] (TA:) pl. إِمَامٌ, like as صِحَابٌّ is pl. of صَاحِبٌ, (M, K,) accord. to some, but others say that this is pl. of إِمَامٌ [q. v.; the sing. and pl. being alike]; (M;) and آمُّونَ. (TA.) Hence, in the Kur [v. 2], وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ [Nor those repairing to the Sacred House]. (TA.) آمَّةٌ (S, Msb) and ↓ مَأْمُومَةٌ, as some of the Arabs say, (IB, Msb,) because it implies the meaning of a pass. part. n., originally; (Msb;) but 'Alee Ibn-Hamzeh says that this is a mistake; for the latter word is an epithet applied to the part called أُمُّ الدِّمَاغِ when it is broken; (IB;) or شَجَّةٌ آمَّةٌ and ↓ مَأْمُومَةٌ; (M, Mgh, K;) A wound by which the head is broken, (S, M, Msb, K,) reaching to the part called أُمُّ الدِّمَاغِ, (S, Msb,) or, [which means the same,] أُمُّ الرَّأْسِ, (M, K,) so that there remains between it and the brain [only] a thin skin: (S:) it is the most severe of شِجَاج [except that which reaches the brain (see شَجَّةٌ)]: ISk says that the person suffering from it roars, or bellows, (يَصْعَقُ,) like thunder, and like the braying of camels, and is unable to go forth into the sun: (Msb:) the mulct for it is one third of the whole price of blood: (TA:) IAar assigns the meaning of [this kind of] شَجَّة to ↓ أَمَّةٌ; which seems, therefore, to be either a dial. var. or a contraction of آمَّةٌ: (Msb:) the pl. of آمَّةٌ is أَوَامُّ (Mgh, Msb) and ↓ مآئِمُ; or this latter has no proper sing.: (M, TA:) the pl. of ↓ مأْمُومَةٌ is مَأْمُومَاتٌ. (Mgh, Msb.) أَوَمُّ and أَيَمُّ Better in the performance of the office termed إِمَامَةٌ; followed by مِنْ: (Zj, T, M, K:) originally أَأَمُّ: the second hemzeh being changed by some into و and by some into ى. (Zj, T, M.) أُيَيْمَّةٌ, or أُيَيْمَّةٌ, dim. of أَيِمَّةٌ, pl. of إِمَامٌ, q. v. (S.) مُؤمٌّ: see أَمَمٌ.

مِئَمٌّ A camel that leads and guides: (M:) or a guide that shows the right way: and a camel that goes before the other camels: (K:) fem. with ة; (M, K;) applied to a she-camel (M, TA) that goes before the other she-camels, and is followed by them. (TA.) مأْمُومٌ: see أَمِيمٌ. b2: Also A camel having his hump bruised internally by his being much ridden, or having his hump swollen in consequence of the galling of the saddle and the cloth beneath it, and bruised, and having his hump corroded: (S:) or whose fur has gone from his back in consequence of beating, or of galls, or sores, produced by the saddle or the like. (M, K.) b3: مأْمُومَةٌ: see آمَّةٌ, in three places.

مُؤَامٌّ: see أَمَمٌ, in two places.

مؤْتَمٌّ act. part. n. of ائْتَمَّ بِهِ; Following as an example; imitating; taking as an example, an exemplar, a pattern, or an object of imitation. (Msb.) b4: مُؤْتَمٌّ بِهِ pass. part. n. of the same; Followed as an example; imitated; &c.: thus distinguished from the former by the preposition with the object of its government. (Msb.) مَآئِمُ: see آمَّةٌ.

لتب

(لتب)
بالشَّيْء لتوبا لصق وَفِي الشَّيْء تبت فَهُوَ لاتب وَفُلَانًا وَعَلِيهِ لتبا لَازمه وثوبه أدام لبسه كَأَنَّهُ لَا يُرِيد أَن يخلعه
[ل ت ب] لَتَبَ في سَبَلَةَ النّاقَةَ يَلْتِبُ لَبْباً: نَحَرَها. ولَتَبَ عليه ثَوْبَه. والتْتَبَ. لَبِسَه لُبْساً كأَنَّه لا يُرِيدُ أن يَخْلَعَه. وهَذا الشَّيْءَُ ضَرْبَةُ لاتِبٍ، كضَرْبَةِ لازِبٍ.

لتب


لَتَبَ(n. ac. لَتْب
لُتُوْب)
a. [Bi], Adhered to; held fast to.
b. [Fī], Was steadfast in.
c. [Fī], Stabbed.
d. see II
لَتَّبَ
a. ['Ala], Bound, fastened.
أَلْتَبَ
a. [acc. & 'Ala], Imposed upon.
تَلَاْتَبَa. Came to blows.

إِلْتَتَبَa. see II
مِلْتَبa. Peaceable, pacific, quiet-

لَاْتِبa. Adhering, firm, steadfast.

مَلَاْتِبُa. Worn-out garments.
لتب
اللتْبُ: اللبس، لَتَبَ عليه ثَوْبَه.
ولَتَبَ في سَبَلَةِ النّاقَةِ: وَجَأ فيها.
ولَتَبَ على الأمْرِ وثَبَتَ: واحِدٌ. ولَتِبَ به: أي لَزِقَ به. وألْتَبْت الجُلَّ على الدّابَّةِ: أثْبَتُّه عليه. وألْتَبْتُ الشيْءَ: أدَمْتُه.
[لتب] الَّلاتِبُ: الثابتُ، تقول منه: لَتَبَ لَتْباً ولُتوباً. وأنشد أبو الجراح: فإنْ يَكُ هذا من نبيذٍ شربتُهُ * فإنِّيَ من شربِ النبيذ لتائِبُ صُداعٌ وتَوصيمُ العِظامِ وفترة * وغم مع الاشراق في الجوفِ لاتِبُ واللاتِبُ أيضاً: اللازق، مثل اللازب، عن الاصمعي. ولتبت في منحر الناقة، أي طعنتُ، مثل لَتَمْتُ. 

لتب

1 لَتَبَ, aor. ـُ inf. n. لَتْبٌ and لُتُوبٌ, He, or it, was, or remained, fixed, settled, or firm: (As, S, K:) adhered, clave, or stuck. (K.) A2: لَتَبَ, inf. n. لَتْبٌ and لُتُوبٌ, He bound, tightened, or made fast. (K.) b2: لَتَبَ عَلَيْهِ ثِيَابَهُ He bound his clothes upon him. (TA.) b3: Also, inf. n. as above; and ↓ التتب; [in the CK, for إِلْتِتَابٌ, is put إِلْتِيَابٌ;) He put on his clothes. (K.) b4: لَتَبَ عَلَيْهِ ثَوْبَهُ He put on his garment, as though he did not desire to take it off. (TA.) b5: لَتَبَ الجُلَّ عَلَى الفَرَسِ, inf. n. as above; and ↓ لتّبهُ, inf. n. تَلْتِيبٌ; He bound the covering upon the horse. (K.) A3: لَتَبَ فى مَنْحَرِ النَّاقَةِ He stabbed, or stuck, the she-camel [in the part immediately above the breast-bone]: like لَتَمَ. (S.) 2 لَتَّبَ see 1.4 التبهُ عَلَيْهِ, (inf. n. إِلْتَابٌ, TA,) He imposed it (a thing, or affair, TA,) upon him, as obligatory, or as a thing that must be done. (K.) 8 إِلْتَتَبَ see 1.

لَاتِبٌ Being, or remaining, fixed, settled, or firm: adhering, cleaving, or sticking: (As, S:) i. q. لَازِبٌ. (Fr.) b2: ضَرْبَةُ لَاتِبٍ i. q. ضربة لَازبٍ. (Fr.) See art. لزب.

مِلْتَبٌ One who keeps to his house, or dwelling, avoiding seditions, or disturbances. (K.) مَلَاتِبُ Worn-out garments of the kind called جِبَابٌ, pl. of جُبَّة: (K:) or garments of the kind so called, and worn-out garments. (Lth.)
لتب
: (اللَّتْبُ، واللُّتُوب: اللُّزُوم، واللُّصُوق) ، نَقله الجَوْهَرِيُّ عَن الأَصمعيّ. (والثَّبَاتُ) ، تقولُ مِنْهُ: لَتَبَ، يَلْتُبُ، لَتْباً؛ فَهُوَ لاتِبٌ؛ وأَنشد أَبو الجَرّاحِ:
فإِنْ يَكُ هاذا من نَبِيذٍ شَرِبْتُهُ
فإِنِّيَ من شُرْبِ النَّبِيذِ لَتائبُ
صُداعٌ وتَوْصِيمُ العِظَامِ وفَتْرَةٌ
وغَمٌّ مَع الإِشراقِ فِي الجَوْفِ لاتِبُ
وَقَالَ الفَرّاءُ فِي قَوْله تَعَالى: {مّن طِينٍ لاَّزِبٍ} (الصافات: 11) ، قَالَ: اللاّزِبُ واللاتِب وَاحِد. قَالَ: وقَيْسٌ تقولُ: طِينٌ لاتِبٌ؛ واللاّتِبُ: اللازِقُ مثلُ اللاّزِب وهاذا الشَّيْءُ ضَرْبَةُ لاتِب، كضَرْبَةِ لازِبٍ.
(و) اللَّتْبُ: (الطَّعْنُ) . وَقد سَقَط هاذا من بعض النُّسَخ، وثَبَت فِي غيرِه، يُقال: لَتَبَ فِي سَبَلَةِ النّاقةِ ومَنْحَرِها: إِذا طَعَنَها، وكذالك اللَّتْمُ، يُقَال: خِذِ الشَّفْرَةَ فَالْتُبْ بهَا فِي لَبَّةِ الجَزُور، والْتُمْ بهَا، بِمَعْنى واحِدٍ، أَي: اطْعَنْ بهَا. رَوَاهُ أَبو تُرَابٍ عَن ابنِ شُمَيْلٍ.
(و) اللَّتْبُ، واللُّتُوبُ: (الشَّدُّ) ، يقالُ: لَتَبَ عَلَيْهِ ثِيابَهُ، ورَتَبَها: إِذا شَدَّهَا عَلَيْهِ.
(و) قَالَ اللَّيْث: اللَّتْبُ: (لُبْسُ الثَّوْبِ) ، يُقَال: لَتَبَ عَلَيْهِ ثَوْبَهُ: إِذا لَبِسَهُ، كأَنّه لَا يُرِيدُ أَنْ يَخْلَعَهُ، (كالالْتِتاب) .
(و) اللَّتْبُ: (شَدُّ الجُلِّ على الفَرَسِ، كالتَّلْتِيبِ) شُدّد للمُبَالَغَة. قَالَ مُــتَمِّمُ بْنُ نُوَيْرَةَ:
فَلَهُ ضَرِيبُ الشَّوْلِ إِلاّ سُؤْرَهُ
والجُلُّ فَهْوَ مُلَتَّبٌ لَا يُخْلَعُ
يَعني فَرَسَهُ.
(وأَلْتَبَهُ) ، أَي: الأَمْرَ (عَلَيْهِ) إِلْتاباً: (أَوْجَبَهُ) ، فَهُوَ مُلْتِبٌ.
(و) المِلْتَبُ، (كَمِنْبَر: اللاّزِمُ بَيْتِه فِراراً من الفِتَنِ) .
(و) قَالَ اللَّيْث: (المَلاتِبُ الجِبابُ) ، و (الخُلْقانُ) من الثِّيابِ. (وبَنُو لُتْب، بالضَّمِّ: حَيٌّ) من الأَزْدِ، (مِنْهُم: عبدُ اللَّهِ بْنُ اللُّتْبِيَّةِ) الصَّحابيُّ، وَهِي أُمُّهُ، وَمِنْهُم من يفتح اللاَّمَ والمُثَنَّاة، وَفِي بعض الرِواياتِ: الأَلْتَبِيّة، بِالْهَمْزَةِ، وَفِي بعضٍ بضَمَ ففَتْحٍ، كَهُمَزِيَّةٍ، لَهُ ذِكْر فِي رُسُلِه، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَه شيخُنَا. قلتُ: وقرأْتُ فِي مُعْجَمِ الحافظِ تقيّ الدِّينِ، مَا نَصُّهُ: عبدُ اللَّهِ بْنُ اللُّتْبِيّةِ الأَزديُّ الّذِي استعملهُ النَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الصَّدَقَة.

اللَّحْمُ

اللَّحْمُ، ويُحَرَّكُ م
ج: ألْحُمٌ ولُحومٌ ولِحامٌ ولُحْمانٌ.
واللَّحْمَةُ: القِطْعَةُ منه، وبالضم: القَرابةُ، وما سُدِيَ به بين سَدَى الثَّوْبِ، وما يُطْعَمُهُ البازي مما يَصِيدُهُ، ويُفْتَحُ فيهما.
والمَلْحَمَةُ: الوَقْعَةُ العظيمةُ القَتْلِ.
ولَحْمُ كُلِّ شيءٍ: لُبُّهُ. وككتِفٍ: الأسَدُ،
كالمُسْتَلْحِمِ، والكثيرُ لَحْمِ الجَسَدِ،
كاللَّحيمِ، والأكولُ اللَّحْمِ القَرِمُ إليه، وفِعْلُهما ككرُمَ وعَلِمَ، والبيتُ يُغْتابُ فيه الناسُ كثيراً،
وبه فُسِّرَ: "إن الله يُبْغِضُ البيتَ اللَّحِمَ".
وبازٌ لاحِمٌ وَلَحِمٌ: يأكُلُه، أو يَشْتَهِيه
ج: لَواحِمُ وكمُحْسِنٍ: مُطْعِمُه. وكمُكْرَمٍ: من يُطْعَمُ اللَّحْمَ. وكأَميرٍ وصاحِبٍ: ذو لَحْمٍ، وكشَدَّادٍ: بائعُهُ.
ولُحْمَةُ جِلْدةِ الرأسِ، بالضم: ما يَلِي اللَّحْمَ.
وشَجَّةٌ مُتلاحِمَةٌ: أخذَتْ فيه ولم تَبْلُغ السِّمْحاقَ.
وامرأةٌ مُتلاحِمَةٌ: ضَيِّقَةُ مَلاحِمِ الفَرْجِ، أو رَتْقاءُ.
وألْحَمَهُ عِرْضَ فلانٍ: أمكَنَهُ منه يَشْتِمُهُ،
وـ الدابَّةُ: وقَفَتْ ولم تَبْرَح، فاحْتِيجَتْ إلى الضَّرْبِ،
وـ الثوبَ: نَسَجَه،
وـ فلانٌ: كثُرَ في بَيْتِهِ اللَّحْمُ
وـ الزَّرْعُ: صار فيه حبٌّ.
ولَحَمَ الأمرَ، كَنَصَرَ: أحكَمَه،
وـ العَظْمَ: عَرَقَه،
وـ الصائِغُ الفِضَّةَ: لأمَهَا.
وكَمَنَعَ: أطْعَمَ اللَّحْمَ، فهو لاحمٌ. وكعَلِمَ: نَشِبَ في المَكانِ.
وهذا لَحيمُ هذا: وَفْقُهُ وشَكْلُه. وأبو اللَّحَّامِ التّغْلبِيُّ، كشدَّادٍ: شاعِرٌ.
واسْتَلْحَمَ الطَّريقَ: تَبِعَه، أو تَبعَ أوسَعَهُ،
وـ الطَّريقُ: اتَّسَعَ.
واسْتُلْحِمَ، مجهولاً: رُوهقَ في القِتالِ.
وحَبْلٌ مُلاحَمٌ، بفتح الحاء: شديدُ الفَتْلِ. وكمُكْرَمٍ: جِنسٌ من الثِّيابِ، والمُلْصَقُ بالقومِ. وكأَميرٍ: القَتيلُ، وقد لُحِمَ، كعُنِيَ. ونَبِيُّ المَلْحَمَةِ أي: نَبِيُّ القِتالِ، أو نَبِيُّ الصَّلاحِ وتَأليفِ الناسِ، كأَنَّه يُؤَلِّفُ أمْرَ الأمَّةِ.
والْتَحَمَ الجُرْحُ للبُرْءِ: الْتَأَمَ،
وـ الحَرْبُ: اشْتَدَّتْ.
وألْحِمْ ما أسْدَيْتَ: تَمِّمْ ما بدَأتَ.

لهم

لهـم
لهِمَ يلهَم، لَهْمًا ولَهَمًا، فهو لَهِم، والمفعول مَلْهوم
• لهِم الطعامَ: ابتلعه دفعة واحدة "لهِم قطعةَ الحلوى". 

ألهمَ يُلهم، إلهامًا، فهو مُلْهِم، والمفعول مُلْهَم
 • ألهمه اللهُ خيرًا: هداه باطنيًّا إليه، ألقاه في رَوْعِه ولقّنه إيّاه "ألهمه الصَّبرَ- اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِكَ تَهْدِي بِهَا قَلْبِي .. وَتُلْهِمُنِي بِهَا رُشْدِي [حديث]- {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} ".
• ألهمه شيئًا: أوعزه إليه وأوحاه "ألهمه جوُّ الرَّبيع هذه القصيدة". 

استلهمَ يستلهم، استلهامًا، فهو مُسْتَلْهِم، والمفعول مُسْتَلْهَم
• استلهم اللهَ خيرًا: سأله أن يهَبَه إيَّاه، ويهديه إليه باطنيًّا "استلهم اللهَ الرَّشادَ".
• استلهم رأيَ فلان: طلب أن يتعرَّف عليه.
• استلهمَ ذكرياته: استوحاها "استلهم قصيدته من وحي الربيع". 

التهمَ يلتهم، التهامًا، فهو مُلْتَهِم، والمفعول مُلْتَهَم
• التهم الجائعُ الطَّعامَ: لهِمَه؛ ابتلعه دُفْعةً واحدةً "التهم الفصيلُ ما في الضّرع: استوفى ما فيه من لبن- التهمتِ النيرانُ المنزلَ". 

إلهام [مفرد]: مصدر ألهمَ.
• الإلهام: (نف) إيقاع شيء في القلب يطمئنُّ له الصَّدر، يَخُصُّ اللهُ به بعضَ أصفيائه.
• الإلهام الشِّعريّ: (دب) سموّ بالذِّهن والرُّوح يسبق التَّأليف الخلاَّق، يحسّ الشاعرُ أثناءه أنّه يتلقَّى عونًا من مصدر علويّ. 

لَهْم [مفرد]: مصدر لهِمَ. 

لَهَم [مفرد]: مصدر لهِمَ. 

لَهِم [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من لهِمَ: أَكُولٌ. 

لَهوم [مفرد]: صيغة مبالغة من لهِمَ: أكول. 

مُلْهَم [مفرد]:
1 - اسم مفعول من ألهمَ.
2 - مَنْ له قدرة على توليد المعاني والأفكار من شعرٍ ورسمٍ وموسيقى وغيرها "شاعر/ باحث مُلْهَم".
3 - مدفوع بقوّة روحيّة. 

لهم

4 أَلْهَمَهُ اللّٰهُ لِلْخَيْرِ [God directed him by inspiration to that which was good, or to prosperity] (TA, art. وفق) b2: أَلْهَمَهُ إِيَّاهُ He suggested it to him; (in the order of the words, he suggested to him it;) he put it into his mind.8 اِلْتَهَمَ He gulped.

لَاهُمَّ and اللّٰهُمَّ: see اللّٰهُ.
[لهم] نه: فيه: أسألك رحمة من عندك "تلهمني" بها رشدي، الإلهام أن يلقى الله في النفس أمرًا يبعثه على الفعل أو الترك، وهو نوع من الوحي يخص الله به من يشاء من عباده. وفيه: أنتم "لهاميم" العرب، هي جمع لهموم وهو الجواد من الناس والخيل. ط: "فلهم" أشد فرحًا من أحدكم، اللام للابتداء وهم أشد- مبتدأ وخبر، ولا يبعد كونها جارة أي لهم فرح أشد فرحًا فيكون الفرح فرحًا مبالغة، من أحدكم- أي من فرح أحدكم بغائبه إذا قدم.
لهم
الْإِلْهَامُ: إلقاء الشيء في الرّوع، ويختصّ ذلك بما كان من جهة الله تعالى، وجهة الملإ الأعلى. قال تعالى: فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها
[الشمس/ 8] وذلك نحو ما عبّر عنه بِلَمَّةِ المَلَك، وبالنّفْث في الرّوْع كقوله عليه الصلاة والسلام: «إنّ للملك لمّة وللشيطان لمّة» ، وكقوله عليه الصلاة والسلام: «إنّ روح القدس نفث في روعي» وأصله من الْتِهَامِ الشيء، وهو ابتلاعه، والْتَهَمَ الفصيل ما في الضّرع، وفرس لهم: كأنه يَلْتَهِمُ الأرض لشدّة عدوه.
ل هـ م

ألهمه الله الخير: ألقاه في روعه. والتهم الشيء: ابتلعه. قال:

ذبابٌ طار في لهوات ليث ... كذاك الليث يلتهم الذبابا

والتهم الفصيل ما في ضرع أمّه: اشتفّه.

ومن المجاز: جواد يلتهم الأرض، وفرس لهمٌ ولهمومٌ من اللهاميم. وإبل لهاميم: غزارٌ أو سراع. قال الراعي:

لهاميم في الخرق البعيد نياطه ... وراء الذي قال الأدلاء تصبح

وقوم لهاميم: أسخياء. وجيش لهام: يغتمر من يدخله يغيّبه في وسطه. ونزلت بهم أمّ اللهمي: المنية لالتهامها الخلق.
لهم: ألهم إلى: (ابن بطوطة 205:4) ألهمني الله إلى التمر الهندي أي ألهمني أن ألجأ إليه (البربرية 541:2): من يلهمه الله إلى عمل الجهاد.
ألهم: تذكر. استذكر (فوك، الكالا): acordar a otro ( نبريجا) membrar a otro (= ذكَّر).
التهم: في (أبي الوليد 7: 138) المعنى المجازي الآتي: سمّت العرب الخيل السوابق لهاميم لأنها تلتهم الأرض (أبو الوليد 7: 138).
التهم بإلهام رباني: أوحى إليه (بوشر، معجم مسلم).
التهم ل: استذكر، ذكر (فوك) (ذكر = recolere) ( الكالا) membrarse (= ذكر).
التهم: هاجم شخصاً أو موضعاً (المقدمة 1؛10 البربرية 468:2).
لِهْم: انظرها في ديوان الهذليين (ص65 البيت الثالث).
لهمة: إلهام رباني (بوشر).
لِهميم وجمعها لهاميم: (أبو الوليد 7:138).
إلهام: سليقة، فطرة، غزيرة (المقدمة 331:2).
التهام: فكرة، معرفة (الكالا).
التهام: ذكرى (الكالا).
لهم
ألْهَمَه اللهُ الخَيْرَ: أي لَقَّنَه إيّاه. ولَهِمْتُ الشَّيْءَ والتَهَمْتُه: وهو ابْتِلاعُكَ الشَّيْءَ بمَرَّةٍ. ورَجُلٌ لَهُوْمٌ: أكُوْلٌ. وجَيْشٌ لُهَامٌ: يَغْتَمِرُ مَنْ يَدْخُلُه فلا يَظْهَرُ. ورَجُلٌ لِهَمٌ: يَعْلُو الخُصُوْمَ، ولِهَمٌ، ولِهَمٌ مُخَفَّفُ المِيم. وأُمُّ اللُّهًيْمِ: الحُمّى. والمَوْتُ لأنه يَلْتَهِمُ كُلَّ أحَدٍ. وفَرَسٌ لِهَمٌ: سابِقٌ، لالْتِهامِه الأرضَ، والجميع اللَّهامِيْمُ. ويُقال للمُسِنِّ من الأوْعَالِ: لِهْمٌ، وجَمْعُه لُهُوْمٌ.
واللُّهْمُوْمٌُ: جَهَازٌ المَرْأةِ. والْتُهِمَ لَوْنُه: أي الْتُمِعَ. ولُهْمَةٌ من طَحِينٍ وسَوِيقٍ: هي السُّفَّةُ. وبَقِيَ علينا من الشِّتاء لُهَمٌ. واللُّهَيْمُ: الواسِعَةُ من القُدُور. ويُقال: يالاَهُمَّ: بمعنى اللَّهُمَّ.

لهم


لَهِمَ(n. ac. لَهْم
لَهَم)
a. Gulped, gobbled down.

تَلَاْهَمَa. Inspired, enlightened, illumined (God).
b. Made to gulp.

تَلَهَّمَa. see I
إِلْتَهَمَa. see Ib. [ pass ], Became changed (
colour ).
إِسْتَلْهَمَa. Prayed for inspiration.

لِهْم
(pl.
لُهُوْم)
a. Old, aged.

لَهِم
لُهَمa. Glutton.

لِهَمّa. Munificent.
b. Ocean.
c. Racer, winner (horse.).
مِلْهَمa. see 5
لُهَاْمa. Large army, host.

لَهِيْم
لَهُوْمa. see 5
N. Ag.
أَلْهَمَa. Inspirer.

N. P.
أَلْهَمَa. Inspired.

N. Ac.
أَلْهَمَ
(pl.
إِلْهَامَات)
a. Inspiration, revelation.
b. Instinct.

إِلْهَاهِيّ
a. Inspired, theopneustic; prophetic.

أَللَّهَيْم
a. أُمَّ اللُّهَيْم Misfortune
calamity; death.
اللَّهُمَّ
a. see under
أَلَهَ

لِهْمِم لِهْمِيْم
a. see infra
(a) (c).
لُهْمُوْم
a. Big camel.
b. Wide wound.
c. Rain-cloud.
d. Much; many.
[لهم] اللَهْمُ: الابتلاعُ. وقد لَهِمَهُ بالكسر، إذا ابتلعه. واللُهْمومُ من النوق: الغزيرة اللبن. واللهموم: الجواد من الناس والخيل. وقال: لا تَحْسَبَنَّ بياضاً فيَّ مَنْقَصَةً إنَّ اللَهاميمَ في أقرابها بَلَقُ واللُهامُ: الجيشُ الكثير، كأنه يلتهم كل شئ. واللُهَيْم: الداهيةُ، وكذلك أمُّ اللُهَيْمِ. وفرس لهم، مثال هجف: سباق، كأنه يلتهم الأرض. واللِهَمُّ أيضاً: العظيم. ورجلٌ لهم: كثير العطاء مثل خضم. وقول الشاعر : لا هُمَّ لا أدري وأنت الداري كُلُّ امرئٍ منك على مِقْدارِ يريد اللَهُمَّ، والميم المشدَّدة في آخره عوضٌ من يا التي للنداء، لأنَّ معناه يا الله. وملهم، بالفتح: موضع، وهى أرض كثيرة النخل. قال جرير: كأن حمول الحى زلن بيانع من الوارد البطحاء من نخل ملهما ويوم ملهم: حرب لبنى تميم وحنيفة. والالهام: ما يلقى في الروع. يقال ألْهَمَهُ الله. واسْتَلْهَمْتُ الله الصبر. والْتَهَمَ الفَصيلُ ما في الضرع: استوفاه.
(ل هـ م)

لَهِمَ الشَّيْء لَهْما ولَهَما، وتَلَهَّمَه والْتَهَمَه: ابتلعه بِمرَّة.

وَرجل لِهْمٌ، ولُهَمٌ، ولَهُومٌ: أكول.

ولَهِمَ المَاء لَهْماً: جرعه، قَالَ:

جاب لَهَا لُقْمانُ فِي قِلاتِها

مَاء نَقُوعا لِصَدَى هاماتِها

تَلْهَمُه لَهْماً بِجَحْفَلاتِها

وجيش لُهامٌ: كثير يَلتَهم كل شَيْء ويغتمر من دخل فِيهِ، أَي يغيبه ويستغرقه.

واللُّهَيْمُ، وأُمُّ اللُّهَيْمِ: الْمنية، لِأَنَّهَا تلتهم كل أحد.

وأُمُّ اللُّهَيْمِ: الداهية، وأُمُّ اللُّهَيْمِ: الْحمى، كِلَاهُمَا على التَّشْبِيه بالمنية.

واللِّهَمُّ من الرِّجَال: الرغيب الرَّأْي الْكَافِي الْعَظِيم، وَقيل: هُوَ الْجواد، وَالْجمع لِهَمُّونَ، وَلَا يُوصف بِهِ النِّسَاء.

وَفرس لِهَمٌّ على لفظ مَا تقدم ولِهْمِيمٌ ولُهْمُوم: جواد سَابق. وَحكى سِيبَوَيْهٍ: لِهْمِمٌ وَقَالَ: هُوَ مُلْحق بزهلق، وَلذَلِك لم يدغم، وَعَلِيهِ وَجه قَول غيلَان:

شَأْوَ مُدِلٍّ سابِقِ اللَّهامِمِ قَالَ: ظهر فِي الْجمع لِأَن مثل وَاحِد هَذَا لَا يدغم.

واللُّهْمُوم من الْإِخْرَاج: الْوَاسِع.

وناقة لُهْمُوم: غزيرة.

وَرجل لِهَمٌّ ولُهْمومٌ: غزير الْخَيْر.

وسحابة لُهْمُومٌ: غزيرة الْقطر، وَعدد لُهْمومٌ: كثير، وَكَذَلِكَ جَيش لُهْموم.

وجمل لِهْمِيمٌ: عَظِيم الْجوف.

وبحر لِهَمٌّ: كثير المَاء.

وألْهَمَهُ الله خيرا: لقنه إِيَّاه.

واستَلْهَمَه إِيَّاه: سَأَلَهُ أَن يُلْهِمَه إِيَّاه.

واللِّهْمُ: المسن من كل شَيْء، وَقيل: اللِّهْمُ: الثور المسن، وَالْجمع من كل ذَلِك لُهومٌ، قَالَ صَخْر الغي يصف وَعلا:

بِها كانَ طِفْلاً ثمَّ أسدَسَ فاستَوَى ... فَأصْبحَ لِهْماً فِي لُهومٍ قَراِهِبِ

ومَلْهَمُ: أَرض، قَالَ طرفَة:

يَظَلُّ نِساءُ الحَيِّ يَعْكُفْنَ حَوْلَهُ ... يَقُلْنَ عَسيبٌ مِنْ سَرارَةِ مَلْهَما

واللُّهَيْماءُ: مَوضِع من نعْمَان.

وَيَوْم اللُّهَيما: يَوْم كَانَ فِيهِ وقْعَة هُنَاكَ.
لهـم

(لَهِمَهُ، كَسَمِعَهُ، لَهْمًا) ، بالفَتْح، (ويَحَرَّكُ، وتَلَهَّمَه والْتَهَمَهُ) ، وقَلَّمَا يُقالُ إلاَّ الْتَهَمَه، أَيْ: (ابْتَلَعَهُ بِمَرَّةٍ) ، قَالَ جَريرٌ:
(مَا يُلْقَ فِي أَشْدَاقِهِ تَلَهَّمَا ... )
(ورَجُلٌ لَهِم، كَكَتِفٍ، وصُرَدٍ، وصَبُورٍ، ومِنْبَرٍ) ، أَيْ: (أَكُولٌ) .
(و) رَجُلٌ لِهَمٌّ، (كَخِدَبٍّ: رَغِيبُ الرَّأْيِ) ، وَقيل: (جَوَادٌ عَظِيمٌ الكِفَايَةِ، ج: لِهَمُّونَ) ، وَلَا يُوصَفُ بِهِ النِّساءُ.
(والبَحْرُ) اللِّهَمُّ: (العَظِيمُ) الكَثِيرُ المَاءِ.
(و) اللِّهَمُّ: (السَّابِقُ الجَوَادُ مِنَ الخَيْلِ والنَّاسِ) ، أَمَّا الجَوَادُ فِي النَّاسِ فَقَدْ تَقَدَّمَ، فَهُوَ تَكْرار، وَأما السَّبَّاقُ من الخَيْلِ فَهُوَ الَّذي كأَنَّه يَلْتَهِمُ الأرضَ، أَي: يَلْتَقِمُها، (كاللِّهْمِمِ، واللِّهْمِيمِ، بكَسْرِهِما) ، الأَوّل مُلْحَقٌ بِزِهْلِقٍ، حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ، ولِذَلكِ لم يُدْغَمْ، وعَلَيْه وُجِّه قَولُ غَيْلانَ:
(شَأْوُ مُدِلٍّ سابِقِ اللَّهَامِمِ ... )

وجَمْعُ الأَخِيرةِ: اللَّهَامِيمُ.
وأَنْشَد الجَوْهَرِيُّ للمُغِيرَةِ بنِ حَبْنَاءَ وكَانَ أَبْرَصَ:
(لَا تَحْسَبَنَّ بَياضًا فِيَّ مَنْقَصَةً ... إنّ اللَّهَامِيمَ فِي أَقْرَابِها بَلَقُ)

(ويُضَمُّ) أَي: يُقالُ لُهْمُوم، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ، وأَنْشَدَ الشِّعَر المَذْكُورَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِي الله تعَالَى عَنهُ: " أنتُم لَهَامِيمُ العَرَبِ ". جَمْع: لُهْمُومٍ: الجَوادُ من النَّاسِ ومِنَ الخَيْلِ.
(و) لِهَمُّ (بنُ جَلْحَبٍ من) بَنِي (جَدِيسٍ السَّابِقُ الجَوادُ) .
(وأَمُّ اللُّهَيْمِ، كَزُبَيْرٍ: الدَّاهِيَةُ) ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ:
(لَقُوا اُمَّ اللُّهَيْمِ فَجَهَّزَتْهُم ... غَشُومُ الوِرْدِ تَكْنِيهَا المَنُونَا)

(و) أَيضًا: (الحُمَّى) .
(و) أَيضًا (المِنِيَّةُ) . وَقَالَ شَمِرٌ: أَمُّ اللُّهَيْمِ: كُنْيَةُ المَوْتِ؛ لِأَنَّهُ يَلْتَهِمُ كُلَّ أَحَدٍ. وَفِي الأَسَاسِ: سُمِّيتِ المَنِيَّةُ اُمَّ اللُّهَيْمِ لالْتِهامِها الخَلْقَ، وَهُوَ مَجازٌ، (كاللُّهَيْمِ) ، كَزُبَيْرٍ أَيضًا، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وَقَالَ: هِيَ الدَّاهِيَةُ.
(واللُّهْمُومُ) ، بالضَّمِّ: (النَّاقَةُ الغَزِيرَةُ) اللَّبَنِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، والجَمْعُ: لَهَامِيمُ.
(و) أَيضًا: (الجُرْحُ الوَاسِعُ) ، كَذَا فِي النُّسَخِ: بِضَمِّ الجِيمِ وآخِرُه حَاء، وَفِي أُخْرى: الخُرْج - بضَمِّ الخَاءِ وَآخره جِيم - وكُلُّ ذلِك تَصْحِيفٌ، والصَّوابُ: الحِرْحُ الوَاسِعُ.
(و) أَيضًا: (جَهازُ المَرْأَةِ) ، أَيْ: فَرْجُها، وَهَذَا يَدُلُّ على أنَّ مَا تَقَدَّمَ قَبلَه لَيْسَ بتَصْحِيفٍ من النُّسَّاخِ بل هُوَ من المُصَنِّف.
(و) أَيضًا: (السَّحَابَةُ الغَزِيرَةُ القَطْرِ) .
(و) أَيضًا: (العَدَدُ الكَثِيرُ) .
(و) أَيضًا: (الجَيشُ العَظِيمُ) ، يُقَال: عَددٌ لُهْمُومٌ وجَيشٌ لُهْمُومٌ، (كاللُّهَامِ، كَغُرابٍ) فِي المَعْنَى الأَخِير، كَأَنَّه يَلْتَهِمُ كُلَّ شَيْء. وَفِي الأساسِ: جَيْشٌ لُهامٌ: يَغْتَمِر مَنْ دَخَله يُغَيِّبُه فِي وَسَطه، وَهُوَ مَجازٌ.
(و) اللُّهْمُومُ: (الكَثِيرُ الخَيْرِ، كاللِّهَمِّ) ، كَخِدَبٍّ، وَهَذَا قد تَقَدَّم، فَهُوَ تَكْرار.
(وأَلْهَمَه الله تَعالَى خَيْرًا: لَقَّنَه إيَّاهُ) .
والإلْهَامُ: مَا يُلْقَى فِي الرُّوعِ بِطَرِيقِ الفَيْضِ، ويَخْتَصُّ بِمَا من جِهَةِ اللهِ والمَلأِ الأَعْلَى. وَيُقَال: إيقاعُ شَيْءٍ فِي القَلْبِ يَطْمَئِنُّ لَهُ الصَّدْرُ، يَخُصُّ الله بِهِ بَعْضَ أَصْفِيَائِه.
(واسْتَلْهَمَهُ إِيَّاهُ: سَأَلَهُ أَنْ يُلْهِمَهُ) .
(واللِّهْمُ، بالكَسْرِ: المُسِنُّ من الثَّوْرِ) . قَالَ شَيْخُنا: الأَوْلَى والصَّوابُ: من الثِّيرَانِ أَو نَحْوِه؛ لأَنَّ الثَّوْرَ مُفْرَدٌ لَا اسْمُ جِنْسٍ.
(و) أَيضًا: المُسِنُّ مِنْ (كُلِّ شَيْءٍ، ج: لُهُومٌ) ، بالضَّمِّ. قَالَ صَخْرُ الغَيِّ يَصِفُ وَعْلاً:
(بِهَا كَانَ طِفْلاً ثمَّ أَسْدَسَ فاسْتَوَى ... فأَصْبَحَ لِهْمًا فِي لُهُومٍ قَرَاهِبِ)

وَقَالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: الهُلُمُ ظِباءُ الجِبَالِ، ويُقالُ لَهَا: اللُّهُمُ، واحِدُها: لِهْمٌ، ويُقَالُ فِي الجَمْعِ: لُهُومٌ أَيضًا. وَقَالَ أَيضًا: إِذا كَبِرَ الوَعِلُ فَهُوَ: لِهْمٌ، جَمْعُه: لُهُومٌ، وَقَالَ غَيرُه: يُقالُ ذَلِك لِبَقَرِ الوَحْشِ أَيضًا.
(ومَلْهَمٌ، كَمَقْعَدٍ: ع كَثِيرُ النَّخْلِ) ، وَقد ذَكَره الأَزْهَرِيُّ فِي الرُّبَاعِيّ قَالَ: وَهِي قَرْيَةٌ باليَمَامَة. وَقَالَ السَّكُونِيّ: لبني نُمَيْر على لَيْلَةٍ من مُرَّةَ، وَقَالَ غَيرُه: لِبَنِي يَشْكُرَ وأَخْلاطٍ من بَنِي بَكْرٍ، قَالَ طَرَفَةُ:
(يَظَلُّ نِساءُ الحَيِّ يَعْكُفْنَ حَوْلَهُ ... يَقُلْنَ عَسِيبٌ من سَرَارَةِ مَلْهَمَا)

وَقَالَ جَرِير:
(كَأَنَّ حُمُولَ الحَيِّ زُلْنَ بلَعْلَعٍ ... من الوَادِ والبَطْحَاءِ من نَخْل مَلْهَمَا)

(ويَوْمٌ مَلْهَمٍ: حَرْبٌ لِبَنِي تَمِيمٍ وحَنِيفَةَ) ، قَالَ دَاودُ بنُ مُــتَمِّمِ بنِ نُوَيْرَةَ:
(ويومٌ بِهِ حَرْبٌ بِمَلْهَمَ لم يكنْ ... ليقطعَ حتَّى يُدْرِكَ الذَّحْلَ ثَائِرُهْ)

(لَدَى جَدْولِ النِّيرَيْنِ حَتَّى تَفَجَّرتْ ... عليهِ نُحُورُ القومِ واحْمَرَّ خَاثِرُهْ)

(والْتَهَم) الفَصِيلُ (مَا فِي الضَّرْعِ: استَوْفَاهُ) ، وَفِي الأساس: اشْتَفَّه.
(والْتُهِمَ لَونُه، بِضَمِّ التَّاءِ: تَغَيَّرَ) .
(و) يُقَال: (لُهْمَةٌ من سَوِيقٍ، بالضَّمِّ) ، أَي: (سُفَّةٌ مِنْهُ) .
(و) اللُّهَيْمُ، (كَزُبَيْرٍ: القِدْرُ الوَاسِعَةُ) ، لَمْ أَجِدْ مَنْ ذَكَره، ولَعَلَّ الصَّواب النَّهِيمُ بالنُّون، فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي فَسَّرُوه بِأَنَّهُ القِدْرُ الوَاسِعَة. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
المَلْهَمُ، كَمقْعَدٍ: الأَكُولُ من الرِّجَالِ.
ولَهِمَ الماءَ، كفَرِحَ، لَهْمًا: جَرَعَهُ قَالَ:
(جَابَ لَهَا لُقْمانُ فِي قِلاتِها ... )

(مَاء نَقُوعًا لِصَدَى هَامَاتِها ... )

(تَلْهَمُهُ لَهْمًا بجَحْفَلاَتِها ... ) وإِبلٌ لَهَامِيمُ: سَرِيعَةُ المَشْيِ، أَو كَثِيرَتُه، قَالَ الرَّاعِي:
(لَهَامِيمُ فِي الخَرْقِ البَعِيدِ نِيَاطُهُ ... )
وجَمَلٌ لِهْمِيمٌ، بالكَسْر: عَظِيمُ الجَوْفِ.
وأَلْهَمُ، كَأَحْمَدَ: بُلَيْدَةٌ على سَاحِلِ بَحْرِ طَبَرِسْتَانَ، بَيْنَها وبَيْن آمُلَ مَرْحَلَةٌ، قَالَه يَاقُوت.
واللُّهَيْمَاءُ مُصَغَّرَةً مَمْدُودَةً، مَاءٌ لِبَنِي تَمِيم.
ل هـ م : (اللَّهُمَّ) مَعْنَاهُ يَا اللَّهُ وَالْمِيمُ الْمُشَدَّدَةُ فِي آخِرِهِ عِوَضٌ مِنْ حَرْفِ النِّدَاءِ. وَ (الْإِلْهَامُ) مَا يُلْقَى فِي الرُّوعِ، يُقَالُ: أَلْهَمَهُ اللَّهُ. وَ (اسْتَلْهَمَ) اللَّهَ الصَّبْرَ. 

افف

افف
أبن دريد: أف يؤف أفاً - وقالوا: يئف أيضاً -: إذا تأفف من كرب أو ضجر، قال: رجل أفاف: كثير التأفف.
وأف: كلمة تكره، وفيها لغات: أف وأف وأف وأفاً واف وأف وأف - بالتخفيف -، وقرأ أبن عباس - رضي الله عنهما -:) فلا تَقُلْ لَهُما أُفَ (مفتوحة على تخفيف الثقيلة ك) رُبَ (، وقياسه التسكين بعد التخفيف؛ لأنه لا يجتمع ساكنان، لكنه ترك على حركته ليدل على أنه ثقيل خفف. وأف - بكسر الهمزة وفتح الفاء المشددة -، وبها قرأ عمرو بن عبيد. وافى - بالإمالة - وأفي - بالإضافة - وأف - بكسرتين - وأف - مثال طف -. ويقال: افاً له وآفة له: أي قذراً له، والتنوين التنكير. وآفة وتفة وأفاً وتفاً: على الإتباع.
وآلاف: قلامة الظفر، وقيل: ما رفعته من الأرض من عود أو قصبة، وقيل: آلاف وسخ الظفر، وقال الأصمعي: آلاف وسخ الأذن والتف وسخ الأظفار، وقيل: معناه القلة والتف إتباع له.
والأُفَّة: الجبان، ومنه حديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نظر إلى أبي الدرداء - رضي الله عنه - والناس منهزمون كل وجه يوم أحد: نعم الفارس عويمر غير آفة. كأن أصله غير ذي آفة: أي غير متأفف عن القتال، و " غير " خبر مبتدأ محذوف تقديره: هو غير ذي آفة، وقيل: غير جبان، وأصلها من الآفف وهو الضجر؛ قاله أبن الأعرابي، يريد: أنه غير ضجر ولا وكل في الحرب. وقيل: الأفف: الشيء القليل، ومعنى الآفة: المعدم المقل، وهو أيضاً: الرجل القدر، من آلاف.
واليأفوف: الجبان.
واليأفوف: المر من الطعام.
واليأفوف: فرخ الدراج. والحديد القلب، وهو الفوف أيضاً.
وقال أبو عمرو: اليأفوف: السريع، واليهفوف: الحديد القلب من الرجال.
وقال الأصمعي: اليأفوف: العيي الخوار، قال الراعي:
مُغَمَّرُ العَيْشَ يَأْفوْفٌ شَمائلُهُ ... نابي المَوَدَّةِ لا يُعْطي ولا يُسَلُ
ويرى: " يَصِلُ "، مغمر العيش: أي لا يكاد يصيب من العيش غلا قليلاً، أخذ من الغمر، وقيل: المغمر: المغفل عن كل عيش.
وقولهم: كان ذلك على أف ذاك وإفانه - بالكسر فيهما - وتئفته وأففه: أي حينه وأوانه، قال يزيد أبن الطثرية:
على أف هِجْرَانٍ وساعَةِ خَلْوَةٍ ... من النّاسِ نَخْشى أعْيُناً أنْ تَطَلَّعا
ويروى: " على إثْرِ هِجرَانٍ ". والتئفة: تفعلة.
والأوفوفة: الذي لا يزال يقول لغيره: أف لك.
وأفف تافيفاً وتأفف: أي قال أف. والعرب تقول: جعل بتأفف من ربح وجدها ويتأفف من الشدة تلم. وقال مــتمم بن نويرة - رضي الله عنه - حين سأله عمر - رضي الله عنه - عن أخيه مالك فقال: لقد كان يركب الجمل الثقال ويقتاد الفرس الجرور ويكتفل الرمح الخطل ويلبس الشملة الفلوت بين سطيحتين بضوجين في الليلة البليل ويصبح الحي ضاحكاً لا يتأنن ولا يتأفف.
والتركيب يدل على تكره الشيء وعلى الوقت الحاضر.
[افف] فيه: فألقى ثوبه على أنفه ثم قال "أف أف" معناه الاستقذار لما شم، وقيل: الاحتقار والاستقلال، وهي كلمة التضجر وأصله من وسخ الإصبع إذا فتل، أففت به تأفيفاً وأففت إذا قلت له أف. وفيه: نعم الفارس عويمر غير "أفة" أي غير جبان، وقيل الأصل الأفف وهو الضجر، وقيل المعدم المقل من الأفف وهو الشيء القليل.

أَفَّ 

(أَفَّ) وَأَمَّا الْهَمْزَةُ وَالْفَاءُ فِي الْمُضَاعَفِ فَمَعْنَيَانِ، أَحَدُهُمَا تَكَرُّهُ الشَّيْءِ، وَالْآخَرُ الْوَقْتُ الْحَاضِرُ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَفَّ يَؤُفُّ أَفًّا: إِذَا تَأَفَّفَ مِنْ كَرْبٍ أَوْ ضَجَرٍ، وَرَجُلٌ أَفَّافٌ: كَثِيرُ التَّأَفُّفِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: أُفِّ، خَفْضًا بِغَيْرِ نُونٍ، وَأُفٍّ خَفْضًا مَعَ النُّونِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ صَوْتٌ، كَمَا تُخْفَضُ الْأَصْوَاتُ، فَيُقَالُ: طَاقِ طَاقِ. وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ: أُفٌّ لَهُ. قَالَ: وَقَدْ قَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: لَا تَقُولَنَّ لَهُ: أُفًّا وَلَا تُفًّا، يَجْعَلُهُ كَالِاسْمِ. قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ: جَعَلَ يَتَأَفَّفُ مِنْ رِيحٍ وَجَدَهَا وَيَتَأَفَّفُ مِنَ الشِّدَّةِ تُلِمُّ بِهِ. وَقَالَ مُــتَمِّمُ بْنُ نُوَيْرَةَ، حِينَ سَأَلَهُ عُمَرُ عَنْ أَخِيهِ مَالِكٍ، فَقَالَ: " كَانَ يَرْكَبُ الْجَمَلَ الثَّفَالَ، وَيَقْتَادُ الْفَرَسَ الْبَطِيءَ، وَيَكْتَفِلُ الرُّمْحَ الْخَطِلَ، وَيَلْبَسُ الشَّمْلَةَ الْفَلُوتَ، بَيْنَ سَطِيحَتَيْنِ نَضُوحَيْنِ، فِي اللَّيْلِ الْبَلِيلِ، وَيُصَبِّحُ الْحَيَّ ضَاحِكًا لَا يَتَأَنَّنُ وَلَا يَتَأَفَّفُ ". قَالَ الْخَلِيلُ: الْأُفُّ وَالتُّفُّ، أَحَدُهُمَا وَسَخُ الْأَظْفَارِ، وَالْآخَرُ وَسَخُ الْأُذُنِ. قَالَ:

عَلَيْهِمُ اللَّعْنَةُ وَالتَّأْفِيفُ قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: يُقَالُ: أُفًّا لَهُ وَتُفًّا وَأُفَّةً لَهُ وَتُفَّةً. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ:

أَفَفُ الضَّجَرُ. وَمِنْ هَذَا الْقِيَاسِ: الْيَأْفُوفُ: الْحَدِيدُ الْقَلْبِ.

وَالْمَعْنَى الْآخَرُ: قَوْلُهُمْ: جَاءَ عَلَى تَئِفَّةِ ذَاكَ وَأَفَفِهِ وَإِفَّانِهِ، أَيْ حِينِهِ. قَالَ:

عَلَى إفِّ هِجْرَانٍ وَسَاعَةِ خَلْوَةٍ

القوس

القوس: ما يرمي عنه وتصور منها هيئتها فقيل للانحناء التقوس.
القوس:
[في الانكليزية] Bow ،arc
[ في الفرنسية] Arc
بالفتح وسكون الواو عند الرياضيين هي قطعة من محيط الدائرة سواء كانت أزيد من ربع الدائرة أو أنقص منه أو مساوية له، وكلّ قوس نقصت عن ربع الدائرة أي عن تسعين درجة ففضل التسعين عليها يسمّى تمام تلك القوس، وقد سمّي كلّ القوس أيضا، فإنّ التمام والكلّ المجموعي متّحدان لغة، لكن إطلاق كل القوس على تمامها غير مشهور في كتب القوم. والظاهر أنّ التمام هاهنا بمعنى المــتمّم وإطلاق الكلّ بهذا المعنى غير ظاهر، كذا قال عبد العلي البرجندي في حاشية الچغميني. وقال أيضا: لفظ تمام القوس إذا أطلق يراد به ذلك، وقد يطلق على قوس يكون مع تلك القوس نصف دائرة أو دائرة تامة، لكنّ الأوّل يقيّد بأنّه تمام القوس إلى نصف الدور، والثاني يقيّد بأنّه تمام القوس إلى الدور انتهى. وأمّا قوس النهار وقوس الليل فقد ذكر في التذكرة وشرحه للعلي البرجندي أنّ المشهور أنّ قوس النهار هي مجموع نصف الدور وضعف تعديل النهار إن كانت الشمس من المعدّل في جهة القطب الظاهر، أو فضل نصف الدور على ضعف تعديل النهار إن كانت منه في جهة القطب الخفي، وذلك إن وجد تعديل النهار وإلّا كان قوس النهار نصف الدور بلا زيادة ونقصان. والحقيقية تقتضي أن يكون قوس النهار هو ما يدور من معدّل النهار من وقت طلوع نصف جرم الشمس من الأفق إلى وقت غروب نصفه في الأفق، وهو أي قوس النهار الحقيقي يكون أزيد من الأول أي من قوس النهار المشهوري أو مساويا أو أنقص بقدر مطالع ما يسيره الشمس بالحركة التقويمية في ذلك اليوم أو النهار لتلك البقعة. وقوس الليل بحسب ذلك أي يكون مشهوريا وحقيقيا، فالأول هو نصف الدور مع ضعف تعديل النهار إن كان ميل الشمس في جهة القطب الخفي، أو فضل نصف الدور على ضعف تعديل النهار إن كان ميلها في جهة القطب الظاهر وكان الأفق مائلا في الصورتين أو نصف الدور، سواء إن لم يكن لها ميل أو كان الأفق استوائيا. والثاني هو ما يدور من معدّل النهار من وقت غروب مركز الشمس إلى وقت طلوع مركزه، وهو إمّا مساو للأول أو أزيد أو أنقص بقدر مطالع ما يسيره الشمس بالحركة التقويمية في ذلك الليل، ولكل من الكواكب التي لها طلوع وغروب على هذا القياس أيضا قوس نهار مشهوري وحقيقي، وكذا قوس ليل لكنهما إذا أطلقا كان المراد قوس نهار الشمس وقوس ليلها. وعمل التقويس قد مرّ في لفظ التعديل. وحيثما يقولون: مثل هذا يقوّسون يكون هكذا وهذا هو مرادهم.
والقوس المنقّح مذكور في لفظ الجيب، ومنقح مأخوذ من التنقيح.

الوفر

الوفر: المال التام. يقال وفرت كذا تممــته وكملته. ووفرته ويقال على التكثير.
(الوفر) يُقَال مَال وفر ومتاع وفر كثير وَاسع والغنى والتام من كل شَيْء (ج) وفور

الحُرْجُلُ

الحُرْجُلُ: الطَّويلُ، وقيل: السَّرِيعُ. وحَرْجُلٌ: قَطِيْعٌ من الخَيْلِ.
وحَرْجَلَ يُحَرْجِلُ حَرْجَلَةً: وهو أنْ يَعْدَُو مَرَّةً كذا وَمرَّةً كذا يَمْنَةً ويَسْرَةً.
وقيل: هو عَدْوٌ فيه بَغْيٌ ونَشَاطٌ.
الحُرْجُلُ، كعُصْفُرٍ: الطَّويلُ،
كالحُراجِلِ، كعُلابِطٍ، والسَّريعُ.
والحَرْجَلَةُ: الجَماعَةُ من الخَيْلِ،
كالحَرْجَلِ، والقِطْعَةُ من الجَرادِ، والأرضُ الحَرَّةُ، والعَرَجُ.
وحَرْجَلَ: طالَ، وتَمَّمَ صَفّاً في صلاةٍ أَو غيرِها، وعَدا يَمْنَةً ويَسْرَةً، أو هي عَدْوٌ فيه بَغْيٌ ونَشاطٌ.
وجاؤُوا حَراجِلَةً: على خَيْلِهِمْ، وعَراجِلَةً: مُشاةً.

حفظ

الحفظ: ضبط الصور المدركة.
(حفظ)
الشَّيْء حفظا صانه وحرسه وَيُقَال حفظ المَال وَحفظ الْعَهْد لم يخنه وَالْعلم وَالْكَلَام ضَبطه ووعاه فَهُوَ حَافظ وحفيظ وَمِنْه من حفظ حجَّة على من لم يحفظ
حفظ الحِفْظُ ضِدُّ النِّسْيانِ. والحَفِيْظُ المُوَكَّلُ بالشَّيْءِ يَحْفَظُه، وكذلك الحافِظُ. والحَفَظَةُ الجَماعَةُ؛ منه. ورَجُلٌ حافِظٌ وقَوْمٌ حُفّاظٌ. والتَّحَفُّظُ قِلَّةُ الغَفْلَةِ في الأُمُور. والمُحَافَظَةُ المُوَاظَبَةُ على الصَّلاةِ وغيرِها. والحِفَاظُ المُحَافَظَةُ على المَحَارِمِ، والاسْمُ الحَفِيْظَةُ. وأهْلُ الحَفَائِظِ أهْلُ الحِفَاظِ. والحِفْظَةُ مَصْدَرُ الاحْتِفاظِ؛ عندما تَرى من حَفِيْظَةِ الرَّجُلِ، تقول احْتَفَظْتُه فاحْتَفَظَ حِفْظَةً. ومنه قَوْلُهم في المَثَلِ " الحَفَائظُ تُحَلِّلُ الأحْقَادَ ". واحْفَاظَّتِ الجِيْفَةُ انْتَفَخَتْ.
ح ف ظ: (حَفِظَ) الشَّيْءَ بِالْكَسْرِ حِفْظًا حَرَسَهُ وَحَفِظَهُ أَيْضًا اسْتَظْهَرَهُ. وَ (الْحَفَظَةُ) الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ يَكْتُبُونَ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ. وَ (الْمُحَافَظَةُ) الْمُرَاقَبَةُ. وَالْحِفَاظُ وَالْمُحَافَظَةُ أَيْضًا الْأَنَفَةُ. وَ (الْحَفِيظُ) الْمُحَافِظُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ} [الأنعام: 104] وَيُقَالُ (احْتَفِظْ) بِهَذَا الشَّيْءِ أَيِ احْفَظْهُ. وَ (تَحَفَّظَ) الْكِتَابَ اسْتَظْهَرَهُ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ. وَ (حَفَّظَهُ) الْكِتَابَ (تَحْفِيظًا) حَمَلَهُ عَلَى حِفْظِهِ. وَ (اسْتَحْفَظَهُ) كَذَا سَأَلَهُ أَنْ يَحْفَظَهُ. 

حفظ


حَفِظَ(n. ac. حِفْظ)
a. Kept, guarded, kept watch over, took care of, was
mindful of.
b. Knew or learned by heart, committed to memory.
c. ['An], Kept, preserved from.
حَفَّظَa. Made to learn by heart

حَاْفَظَa. Defended, proctected.
b. ['Ala], Was attentive to; observed, was observant of.

أَحْفَظَa. Angered, irritated.

تَحَفَّظَa. Was circumspect, vigilant, careful.
b. [Min], Kept himself from, was on his guard against.
c. Committed to memory.

إِحْتَفَظَ
a. [Bi], Kept, guarded.
b. [acc. & La], Took, appropriated for (himself).

إِسْتَحْفَظَa. Asked to keep, take care of, intrusted to.

حِفْظa. Attention, vigilance, care; watch, guard;
preservation.
b. Memory.
c. Observance, keeping (law).
حِفْظَةa. see 25t
حُفَظَةa. Having a retentive memory.

حَاْفِظ
(pl.
حَفَظَة
حُفَّاْظ
29)
a. Guardian, keeper, preserver.
b. Knowing by heart; having a retentive memory.
c. (pl.
حَفَظَة
& reg.), The Watchers or Guardians: the Angels.
d. [art.], Preserver, keeper, guardian (God).

حَاْفِظَةa. Memory.

حَفِيْظa. see 21
حَفِيْظَة
(pl.
حَفَاْئِظُ)
a. Protection.
b. Amulet, charm.

N. Ag.
حَاْفَظَa. Keeper, preserver, protector.
[حفظ] حفظت الشئ حفظا، أي حَرَسْتُه. وحَفِظْتُهُ أيضاً بمعنى استظهرته. والحَفَظَةُ: الملائكةُ الذين يكتُبونَ أعمالَ بني آدم. والمُحافَظَةُ: المراقبةُ. ويقال: إنَّه لَذو حِفاظٍ وذو مُحافظَةٍ، إذا كانت له أنفةٌ. والحَفيظُ: المحافِظُ، ومنه قوله تعالى: {وما أنا عَليكُمْ بِحَفيظٍ} . يقال احْتَفِظْ بهذا الشئ، أي احفظه. والتحفظ: التَيَقُّظُ وقِلَّةُ الغفلةِ. وتَحَفَّظْتُ الكتابَ، أي استظهرته شيئا بعد شئ. وحَفَّظْتُهُ الكتابَ، أي حملته على حفظه. واستحفظته: سألته أي يحفظه. والحَفيظَةُ: الغضبُ والحميَّةُ، وكذلك الحِفْظَةُ بالكسر. وقد أَحْفَظْتُهُ فاحْتَفَظَ، أي أغضبته فغضب. قال العُجَيْرُ السَلوليّ: بعيد من الشئ القليل احتفاظه * عليكَ وَمَنْزورُ الرِضا حين يَغْضَبُ * وقولهم: " إن الحَفائِظَ تَنقَضُ الأحقادَ "، أي إذا رأيت حَميمَكَ يَظْلَمُ حَميتَ له وإن كان عليه في قلبك حقد. 
باب الحاء والظاء والفاء معهما ح ف ظ يستعمل فقط

حفظ: الحِفْظ: نقيض النِّسيان، وهو التَّعاهدُ وقلّة الغَفْلة، والحَفيظ: المُوَكَّل بالشيء يحفَظْه. والحَفَظَةُ جمع الحافظ، وهم الذين يُحصُون أعمال بني آدَم من الملائكة . والاحتفاظ: خُصُوص الحفظ، تقول: احتفظت به لنفسي، واستَحْفَظْتُه كذا، أي: سألته أن يحفَظه عليك . والتَحَفُّظ: قِلّة الغَفْلة حَذَراً من السَّقْطة في الكلام والأمور. والمُحافَظة: المُواظَبة على الأمور من الصَّلوات والعلم ونحوه. والحِفاظ: المُحافظة على المَحارم ومَنْعُها عند الحروب، والاسم منه الحَفيظة، يقال: هو ذو حفيظة. وأهل الحَفائظ: المُحامون من وراء إخوانهم، مُتعاهدونَ لأمورهم، مانِعونَ لعَوْراتِهم، قال:  إنّا أُناسٌ نَلْزَمُ الحَفائِظا ... إذ كَرِهَتْ ربيعةُ الكَظائِظا

والحفظة مصدر الاحتفاظ عند ما يُرَى من حَفيظة الرَّجل، تقول: أَحْفَظْتُه فاحتَفَظَ حِفْظةً أي أغضَبْتُه، قال العجاج:

وحِفْظةً أكَنَّها ضَميري

يُفسَّرونَه: على غَضْبةٍ أَجَنَّها ضَميري. وتقول: احفاظَّت الجيِفةُ أي: انَتَفَخَتْ .
[حفظ] في ح حنين: أردت أن "أحفظ" الناس، أي أغضبهم من الحفيظة الغضب. ومنه: فبدرت مني كلمة "أحفظته" أي أغضبته. ك ومنه: فلما "أحفظ" الأنصاري، قيل: هو من كلام الزهري. وح: لا "يحفظها" أحد إلا دخل الجنة مر في أحصاها. وفيه: "حفظته" كما أنك هنا، أي حفظاً ظاهراً كالمحسوس. وح: ذكر أشياء "حفظتها" أو "لا أحفظها" تنويع، وقيل: شك. وح: أو "تحفظته" من إنسان، شك من علي يعني قيل لسفيان: حفظته أو تحفظته من إنسان قبل أن تسمعه من عمرو. ط: ما حد العلم؟ قال: من "حفظ" على أمتي أربعين حديثاً، أي نقلها إلى المسلمين وإن لم يحفظها ولا عرف معناها إذ به يحصل نفعهم لا بحفظه، واتفقوا على ضعف الحديث وعلى جواز العمل به في الفضائل، يعني من جمع أحاديث متفرقة مراقباً إياها بحيث تبقى مستمرة على أمتي، يريد حد العلم معرفة أربعين حديثاً بأسانيدها مع رعاية صحيحها وحسنها مع التعليم، أو هو من قبيل "قل هي مواقيت للناس" يعني لا جدوى في معرفة حده، وكن فقيهاً معلم الخير. وح: كان في "حفظ" من الله ما دام عليه خرقة، التنكير للتعظيم، أي حفظ عظيم، وفي خرقة للتحقير. وح: "يتحفظ" من شعبان، أي يتكلف في عد أيامه وحفظها. وح: من "حفظها" أو "حافظ" عليها، أي لا يسهو عنها ويؤديها في أوقاتها. وح "فاحفظها" بما "تحفظ" من التوفيق والعصمة. وح: "احفظ" الله تجده تجاهك، أي راع حق الله تعالى وتحر رضاه تجده تجاهك، بضم تاء أي مقابلك، أي يحفظك الله من مكاره الدنيا والآخرة. وح: اللهم "احفظه" في ولده، أي أكرمه وراع أمره لئلا يضيع في شأن ولده، وهذا معنى قوله: واجعل الخلافة باقية في عقبه. ج: ولقد علم "المحفوظون" أي الذين حفظهم الله من تحريف في قول أو فعل. غ: "يحفظونه من أمر الله" أي بأمره وغذنه.
(ح ف ظ) : (حَفِظَ) الشَّيْءَ حِفْظًا مَنَعَهُ مِنْ الضَّيَاعِ وَقَوْلُهُمْ (الْحِفْظُ) خِلَافُ النِّسْيَانِ مِنْ هَذَا وَقَدْ يُجْعَلُ عِبَارَةً عَنْ الصَّوْنِ وَتَرْكِ الِابْتِذَالِ يُقَالُ فُلَانٌ يَحْفَظُ نَفْسَهُ وَلِسَانَهُ أَيْ لَا يَبْتَذِلُهُ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ} [المائدة: 89] فِي أَحَدِ الْأَوْجُهِ أَيْ صُونُوهَا وَلَا تَبْتَذِلُوهَا وَالْغَرَضُ صَوْنُ الْمُقْسَمِ بِهِ عَنْ الِابْتِذَالِ وَبَيَانُهُ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ} [البقرة: 224] أَيْ مُعَرَّضًا لَهَا فَتَبْتَذِلُوهُ بِكَثْرَةِ الْحَلِفِ بِهِ لِأَنَّهُ أَمْرٌ مَذْمُومٌ (وَمِنْهُ) قَوْله تَعَالَى {وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلافٍ مَهِينٍ} [القلم: 10] فَجَعَلَ الْحَلَّافَ عُنْوَانَ الْأَوْصَافِ الْمَذْمُومَةِ يُعَضِّدُ هَذَا الْوَجْهَ مَجِيئُهُ بِالْوَاوِ دُونَ الْفَاءِ وَعَلَيْهِ بَيْتُ كَثِيرٍ
قَلِيلُ الْأَلَايَا حَافِظٌ لِيَمِينِهِ ... وَإِنْ بَدَرَتْ مِنْهُ الْأَلِيَّةُ بَرَّتْ
أَيْ لَا يُولِي أَصْلًا بَلْ يَتَحَفَّظُ وَيَتَصَوَّنُ أَلَا تَرَى كَيْفَ قَرَّرَ بِذَلِكَ أَنَّ الْقِلَّةَ فِيهِ بِمَعْنَى الْعَدَمِ كَمَا فِي بَيْتِ الْحَمَاسَةِ
قَلِيلُ التَّشَكِّي لِلْمُهِمِّ يُصِيبُهُ ... كَثِيرُ الْهَوَى شَتَّى الْهَوَى وَالْمَسَالِكِ
وَلِهَذَا دَخَلَ الْبَيْتَانِ فِي بَابِ الْمَدْحِ عَلَى أَنَّكَ لَوْ حَمَلْتَ الْقِلَّةَ عَلَى الْإِثْبَاتِ وَالْحِفْظَ عَلَى مُرَاعَاةِ الْيَمِينِ لِأَدَاءِ الْكَفَّارَةِ كَمَا زَعَمُوا لَمْ تَحْلُ بِطَائِلٍ قَطُّ مِنْ قَوْلِهِ وَإِنْ بَدَرَتْ وَهَذَا ظَاهِرٌ لِمَنْ تَأَمَّلَ وَبَدَرَتْ بِالْبَاءِ مِنْ قَوْلِهِمْ بَدَرَ مِنْهُ كَلَامٌ أَيْ سَبَقَ وَالْبَادِرَةُ الْبَدِيهَةُ.
الْحَاء وَالْفَاء والظاء

الحِفْظُ نقيض النسْيَان. حَفِظَ الشَّيْء حِفْظا. وَرجل حافِظٌ، من قوم حُفَّاظٍ، وحَفيظٌ، عَن الَّلحيانيّ. وعدوه فَقَالُوا: هُوَ حفيظٌ علمك وَعلم غَيْرك.

وَإنَّهُ لحافِظُ الْعين، أَي لَا يغلبه النّوم، عَن الَّلحيانيّ، وَهُوَ من ذَلِك لِأَن الْعين تحفظ صَاحبهَا إِذا لم يغلبها النّوم.

والحافِظُ والحفيظُ: الْمُوكل بالشَّيْء.

والحفَظَةُ: الَّذين يُحصونَ أَعمال بني آدم من الْمَلَائِكَة، وهم الحافظون. وَفِي التَّنْزِيل: (و إِن عَلَيْك لحافِظِينَ) وَلم يَأْتِ فِي الْقُرْآن مكسرا.

وحفِظَ المَال والسر حِفظا: رعاه. وَقَوله تَعَالَى: (وجَعلنا السَّماءَ سقْفا مَحْفوظا) قَالَ الزّجاج: حفظه الله من الْوُقُوع على الأَرْض إِلَّا بأذنه، وَقيل: مَحْفوظا بالكواكب كَمَا قَالَ تَعَالَى: (إنَّا زَيَّنا السَّماء الدُّنيا بزِينةِ الكواكبِ وحِفظْا من كلّ شيطانٍ مارِدٍ) .

واستحفَظَه إِيَّاه: استرعاه. وَفِي التَّنْزِيل: (بِمَا استُحْفِظوا من كتابِ اللهِ) .

واحتفظ الشَّيْء لنَفسِهِ: خصها بِهِ.

والتَّحَفُّظُ: قلَّة الْغَفْلَة فِي الْأُمُور كَأَنَّهُ على حذر من السُّقُوط، أنْشد ثَعْلَب:

إِنِّي لأُبْغِضُ عاشِقا مُتَحَفِّظا ... لم تتَّهمْه أعْيُنٌ وقُلُوبُ

والمُحافظة: الْمُوَاظبَة على الْأَمر، وَفِي التَّنْزِيل: (حافِظُوا على الصَّلوَاتِ) أَي صلوها فِي أَوْقَاتهَا.

والمحافظة والحفاظ: الذب عَن الْمَحَارِم وَالْمَنْع لَهَا عِنْد الحروب. وَالِاسْم الحفيظَةُ.

والحِفْظَةُ والحفِيظةُ: الْغَضَب. وَقد أحْفَظَه فاحتَفَظَ، وَلَا يكون الإحْفاظُ إِلَّا بِكَلَام قَبِيح من الَّذِي يعرض لَهُ، وإسماعه إِيَّاه مَا يكره.

واحفاظَّت الجيفة: انتفخت.
حفظ
الحِفْظ يقال تارة لهيئة النفس التي بها يثبت ما يؤدي إليه الفهم، وتارة لضبط الشيء في النفس، ويضادّه النسيان، وتارة لاستعمال تلك القوة، فيقال: حَفِظْتُ كذا حِفْظاً، ثم يستعمل في كلّ تفقّد وتعهّد ورعاية، قال الله تعالى: وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ
[يوسف/ 12] ، حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ
[البقرة/ 238] ، وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ [المؤمنون/ 5] ، وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ [الأحزاب/ 35] ، كناية عن العفّة، حافِظاتٌ لِلْغَيْبِ بِما حَفِظَ اللَّهُ
[النساء/ 34] ، أي:
يحفظن عهد الأزواج عند غيبتهن بسبب أنّ الله تعالى يحفظهنّ، أي: يطّلع عليهنّ، وقرئ:
بِما حَفِظَ اللَّهُ بالنصب، أي: بسبب رعايتهن حقّ الله تعالى لا لرياء وتصنّع منهن، وفَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً
[الشورى/ 48] ، أي: حافظا، كقوله: وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ [ق/ 45] ، وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ [الأنعام/ 107] ، فَاللَّهُ خَيْرٌ حافِظاً [يوسف/ 64] ، وقرئ: حفظا أي: حفظه خير من حفظ غيره، وَعِنْدَنا كِتابٌ حَفِيظٌ [ق/ 4] ، أي: حافظ لأعمالهم فيكون حَفِيظٌ بمعنى حافظ، نحو قوله تعالى: اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ [الشورى/ 6] ، أو معناه: محفوظ لا يضيع، كقوله تعالى: عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى [طه/ 52] ، والحِفَاظ: المُحَافَظَة، وهي أن يحفظ كلّ واحد الآخر، وقوله عزّ وجل: وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ
[المؤمنون/ 9] ، فيه تنبيه أنهم يحفظون الصلاة بمراعاة أوقاتها ومراعاة أركانها، والقيام بها في غاية ما يكون من الطوق، وأنّ الصلاة تحفظهم الحفظ الذي نبّه عليه في قوله: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ [العنكبوت/ 45] ، والتَحَفُّظ: قيل: هو قلّة الغفلة ، وحقيقته إنما هو تكلّف الحفظ لضعف القوة الحافظة، ولمّا كانت تلك القوة من أسباب العقل توسّعوا في تفسيرها كما ترى. والحَفِيظَة:
الغضب الذي تحمل عليه المحافظة أي: ما يجب عليه أن يحفظه ويحميه. ثم استعمل في الغضب المجرّد، فقيل: أَحْفَظَنِي فلان، أي:
أغضبني.
حفظ: حَفِظَ: بمعنى صان وحرس. ويقال حفِظ عليه الشيء. ففي حيان (ص30 و): قال السلطان لحفيدة الذي هربت بغلته: لماذا لم يكن لنا خصياً يخدمك ويحفظ عليك مثل هذه الصورة من زوال دابَّتك.
وحفظ: حافظ على، راعي، تمَّم.
حفظ أيام الأعياد: راعى أيام الأعياد.
حفظ الناموس: راعى الآداب: راعى ما يليق ويناسب ويقال أيضا: حفظ الظاهر بمعنى رعى الآداب وراعى ما يليق ويناسب. غير أن التعبير الأول يعني أيضاً: صان سمعته وحافظ عليها (بوشر).
وحفظ: درس (همبرت ص112) وحفظ: تعلم لغة (ابن جبير ص32).
وحفظ فلانا: احترمه وكرمه (معجم الادريسي) وفي رياض النفوس (ص84 ق) ونصحوه أن يطلق امرأته وكانت شرسة مشاكسة، فقال: حفظتها في والدها أي أني أراعي حرمتها وأكرمها إكراما لأبيها. ثم راح يعدد كل ما تفضَّل به أبوها عليه.
حفظ سرعة: كبحه (بوشر).
حفظ عهده أو حقه: كان وفيا له (بوشر).
وهذا مثل قولهم: حفظ له ذماماً (كوسج مختار ص73) حيث عليك أن تقرأ ذماما بدل زماما.
حفظ الغذاء: لزم الحمية احتمى (فوك).
حفظ قلبه: جرَّأه وشجعه (كليلة ودمنة ص259). حفظ لسانه: سكت، صمت أمسك لسانه.
وحفظ اللسان: تحفظ وأحراس في الكلام (بوشر).
حفَّظ (بالتشديد): مثل ما يقال: حفظ لسانه أي سكت وصمت يقال كذلك: كان مُحفِّظا للطرف لا ينظر إلى شيء (مختارات من تاريخ العرب ص36) ومعناه اللفظي: كان يمسك نظره، أي كان لا يبيح لنفسه النظر إلى ما لا يعنيه.
حافظ قلعة: ذبَّ عنها وحماها (بوشر).
وحافظ عليه: رعاه وذب عنه (بيان 1: 163).
تحفظ به: عني به (معجم بدرون) وتحفظ فلاناً: ترصده وراقبه ليهاجمه ويسرقه (معجم الماوردي).
انحفظ: ذكرت في معجم فوك في مادة ( Custodire) . حُفِظَ، صين (مركس محفوظات 1: 186، رقم 2).
احتفظ من: احترس من (فوك).
احتفظ الغذاء: لزم الحمية، احتمى (فوك).
واحتفظ على فلان: راعاه وتلطف به وداراه (عنتر ص53).
استحفظ: بالمعنى الذي ذكره لين.
ويتعدى إلى المفعول الثاني بعلي. ففي الفخري (ص153): إنه ما يحفظ الخليفة في قبره أن يستحفظ على الناس رجلاً صالحا.
واستحفظ عليه: ادخره (بوشر) حِفْظ: أمن، أمان (بوشلار).
آيات الحفظ: آيات من القرآن. تتخذ تعويذة. وتجدها مذكورة في كتاب لين عادات المصريين (1: 377).
حِفاظ: أهل الحفاظ: الحامية. ففي حيان (ص3 ق): أهل الحفاظ أعني جند حضرته قرطبة.
والجمع: أحفظة: أغلفة، ظروف (المقري 1: 403) ولم أعثر على مفرد هذه الكلمة وربما كان مفردها حِفاظ مثل مرادفتها أصْوِنة ومفردها صِوان.
وحِفاظ: لفيفة، حضينة (محيط المحيط).
وحفاظ: رباط يشد ليمنع هبوط الشيء (بوشر، محيط المحيط).
حُفَاظ وجمعها حفاظات: لفافات وهي لفافة من نسيج القطن أو الكتان أو من الجلد وغير ذلك يشدّ بها (بوشر). حَفِظ: ملاك حفيظ: ملك حافظ (ألكالا).
حَفَّاظ: حارس (رولاند).
حافِظ: حاكم، وال، عامل (كرتاس ص166، 192، تاريخ البربر 1: 454).
حَفَّاظ: صغار الطلبة وهم الطبقة الخامسة في طبقات الموحدين (الحلل ص44ق).
حافظ الأجساد ( Lencrium scordium) ( ابن البيطار 1: 233، 2: 102) وليس في مخطوطة (أب) الأبدان كما هي لدى سونثيمر، بل الأجساد.
حافظة: الحافظة: القوة الحافظة وهي ملكة الحفظ. الذاكرة (بوشر، المقدمة 1: 176، المقري 1: 476، 569).
حافظة: حقيبة أوراق (محيط المحيط).
مِحْفِظَة جمعها مَحافِظ: جراب، حقيبة، كيس (فوك).
ومحفظة: كيس نقود (معجم ابن جبير، المقري 3: 754) ومحفظة: علبة الجواهر، دُرج الحلي (بشحتختة) (ألف ليلة 3: 551). محفظة: أنبوب طويل رفيع من القصب أو الخشب للكحل. (براكس مجلة الشرق والجزائر 6: 342).
محفظة: حقيبة أوراق، (بوشر، همبرت ص112، هلو).
مَحْفُوظ: نسبة محفوظة: تعني نسبة محكمة (مضبوطة) عند ابن طفيل (ص89).
وذهب محفوظ: ربما يعني انه مخلوط بنسبة معينة مضبوطة. ففي كتاب الخطيب (ص15 و): وصَرْفُهم وذهب إبريز طيب محفوظ.
والمحفوظ من الحديث: ما يصلح أن يحفظ وهو أحد حديثين منكرين يرجح أحدهما على الآخر (دي سلان مقدمة 2: 482).
مَحْفُوظِية: حافظة: ذاكرة، (بوشر).
مُحافِظ: والي المدينة (برتون 1: 19، 2: 10).
محافظون: حامية المدينة (بوشر).
مُحافَظة: حامية المدينة (هلو).
محافظة القوانين: امتثال القوانين (بوشر).
مُسْتَحْفَظ: آمر الحصن، والي (ابن الأثير 1: 49) = تاريخ أبي الفداء، 3: 222، أبو الفرج ص347)، فريتاج مختارات ص97 أبو الفرج ص400).

حفظ

1 حَفِظَهُ, (S, Mgh, Msb, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. حِفْظُ, (S, Mgh, Msb,) He kept it, preserved it, guarded it, protected it, or took care of it; (S, K;) namely, a thing; (S;) he prevented it from perishing, or becoming lost; (Mgh, Msb;) namely, a thing, (Mgh,) or property &c.; (Msb;) and hence the saying, (Mgh,) حِفْظٌ is the contr. of نِسْيَانٌ; (M, Mgh;) i. e., it signifies the taking care, being careful; (M;) being mind ful, regardful, attentive, or considerate: (M, K:) [see also 5:] and بِهِ ↓ احتفظ signifies the same as حَفِظَهُ. (S, Msb.) [Hence,] you say, حَفِظَ المَالَ He kept and tended, or pastured and defended, the camels or the like. (K.) [And حَفِظَ حُرْمَةَ صَاحِبِهِ He was regardful of everything entitled to reverence, respect, honour, or defence, in the character and appertenances of his companion, or friend.] and حَفِظَ السِّرَّ He kept the secret. (TA.) [and حَفِظَ يَمِينَهُ He kept his oath: but this has also another meaning, as will be seen below.] and حَفِظَ القُرْآنَ He kept, or retained, the Kur-án in his mind, or memory; got it, knew it, or learned it, by heart. (S, * Msb, K.) [See also 5.] and حَفِظَ عِنْ فُلَانٍ [He learned by heart from such a one: and, followed by an accus. case, the same; or he retained in his memory, as learned, or heard, from such a one; or he remembered to have heard from such a one]. (TA &c. passim.) And one says of God, قَدْ حَفِظَ عَلَى خَلْقِهِ وَعِبَادِهِ مَا يَعْمَلُونَ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ [He hath preserved from oblivion, for, or against, his creatures and his servants, what they do of good or evil]. (TA.) b2: Also He kept it from being used, or employed, on, or for, ordinary, mean, or vile, occasions, or purposes. (Mgh, Msb.) You say, فُلَانٌ يَحْفَظُ نَفْسَهُ وَلِسَانَهُ Such a one keeps himself and his tongue from ordinary, mean, or vile, employment, in that which does not concern him. (Mgh.) and hence the saying in the Kur [v. 91], وَاحْفَظُوا

أَيْمَانَكُمْ, accord. to one of the modes of interpreting it; i. e. And keep ye your oaths from being used, or uttered, on, or for, ordinary, mean, or vile, occasions, or purposes; agreeably with what is said in ii. 224 of the Kur, where ordinary and frequent swearing by God is forbidden. (Mgh.) [Another meaning of which this phrase is susceptible has been shown above.]2 حَفَّظْتُهُ الكِتَابَ I incited him, or urged him, [or made him,] to commit to memory, or learn by heart, the book: (S:) and [in like manner,] الحَدِيثَ ↓ أَحْفَظْتُهُ I made him to retain the narration, or tradition, in his mind, or memory; or to know it, or learn it, by heart. (TA in art. زكت.) 3 مُحَافَظَةٌ The defending of those persons, or things, that are sacred, or inviolable, or that one is bound to respect or honour, and to defend, (K, TA,) on the occasions of wars; (TA;) as also حِفَاظٌ. (K, TA.) You say, حافظ حَرِيمَهُ He defended his wife, or wives, or the like. (TK.) [And hence,] you say, إِنَّهُ لَذُو حِفَاظٍ, and ذُو مُحَافَظَةٍ, meaning Verily he is disdainful, or scornful. (S, TA.) b2: The being mindful, watchful, observant, or regardful: (S, and TA in art. رعى:) [see also 5:] or the keeping, attending, or applying oneself, constantly, perseveringly, or assiduously, (K, TA,) to a thing, or an affair. (TA.) You say, حافظ عَلَى الأَمْرِ, (TA,) or على الشَّىْءَ, inf. n. محافظة, (Msb,) He kept, attended, or applied himself, constantly, &c., to the thing, or affair. (TA.) And hence the saying in the Kur [ii. 239], حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ Perform ye the prayers in their proper times: or, accord. to Az, keep ye, attend ye, or apply yourselves, constantly, or perseveringly, to the performance of the prayers in their proper times. (TA.) b3: حِفَاظٌ, is also explained as signifying The being mindful, or observant, of a covenant, and the keeping, or fulfilling, of a promise, with forgiveness, and holding fast to love or affection. (TA.) 4 أَحْفَظَ see 2.

A2: احفظهُ, (S, K, TA,) and احفظهُ حِفْظَةً, inf. n. إِحْفَاظٌ, [He made him to conceive what is termed حِفْظَة, or حَفِيظَة;] he angered him; made him angry: (S, K, TA:) and in the same sense it is said of a speech, or word: (TA:) or only he angered him by evil, or foul, speech, (K, TA,) and making him to hear what he disliked, or hated. (TA.) 5 تحفّظ He guarded himself; syn. اِحْتَرَزَ (K, TA,) or تَحَرَّزَ, (Msb,) and تَحَرَّسَ, and اِحْتَرَسَ, (S and Msb and K in art. حرس,) مِنْهُ from him, or it, (S in art. حرس, &c.,) or عَنهُ. (TA.) He was, or became, careful, mindful, attentive, or considerate; (TA;) watchful, vigilant, or heedful; (S, O, L, TA;) in affairs, and speech, and to avoid a slip, or fault; as though he were cautious, or careful, or fearful, of falling. (L, TA.) [See also 1, and 3.]

A2: [In the last of the senses explained above, it is also trans.: you say, تحفَظ أَمْرَهُ He was careful, mindful, &c., of his affair, or case: see Bd in xxxiii. 52.] b2: تَحَفَّظْتُ الكِتَابَ I learned the book by heart, one part, or thing, after another. (S, TA.) [See also حَفِظَ القُرْآنَ, in the first paragraph.]8 احتفظ بِهِ: see 1. b2: احتفظهُ لِنَفْسِهِ, (K,) and احتفظ بِهِ لنفسه, (TA,) He appropriated it, took it, or chose it, to, or for, himself. (K, TA.) A2: احتفظ [He conceived, or became affected with, what is termed حِفْظَة, or حَفِيظَة;] he became angered, or angry: (S, K:) or he became angered by evil, or foul, speech. (K.) 10 استحفظهُ, (S, Kz, Sgh, Msb, K,) followed by إِيَّاهُ, (K,) or الشَّىْءَ, (Kz, Msb,) or مَالًا, or سِرًّا, (Sgh,) [but in the S, nothing follows it,] He asked him to keep, preserve, guard, or take care of, or to preserve from perishing or becoming lost, or to be careful of, or mindful of, or attentive to, (S, Sgh, Msb, K,) it, (S, K,) or the thing, (Msb,) or property, or a secret: (Sgh:) or he placed the thing with him for him to keep it, preserve it, guard it, or take care of it, &c.: (Kz:) or he intrusted him with the thing; intrusted it to him; or gave it to him in trust, or as a deposite. (Msb.) It is said in the Kur [v. 48], بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللّٰهِ, meaning By that which they have been required to keep, &c., of the Book of God: (Msb:) or by that with which they have been intrusted, of the Book of God. (Msb, TA.) حِفْظٌ inf. n. of 1 [q. v.]. (S, Mgh, Msb.) b2: See also حَافِظٌ, last sentence but one.

حِفْظَةٌ: see حَفِيظَةٌ.

رَجُلٌ حُفَظَةٌ A man of much حِفْظ [app. meaning retention in the mind, or memory: see 1]. (Sgh.) حَفِيظٌ: see حَافِظٌ, in seven places: b2: and see مَحْفُوظٌ.

حَفِيظَةٌ The defence of those persons, or things, that are sacred, or inviolable, or that one is bound to respect or honour, and to defend; a subst. from 3, in the first of the senses mentioned above: (K, TA:) pl. حَفَائِظُ. (TA.) Hence the saying, الحَفَائِظُ تُذْهِبُ الأَحْقَادَ, (TA,) or تَنْقُضُ الأَحْقَادَ, (S,) [The acts of defending those whom one is bound to respect or honour, and to defend, put away, or annul, rancorous feelings;] i. e., when thou seest thy relation, or kinsman, wronged, thou defendest him, though rancour be in thy heart. (S, TA.) b2: Also, and ↓ حِفْظَةٌ, Indignation, and anger, (S, K, TA,) by reason of violence, or injury, done to something which one is bound to honour or respect, and to defend, or of wrong done to a relation, or kinsman, in one's neighbourhood, or of the breach of a covenant. (TA.) It is said in a prov., المَقْدِرَةُ تُذْهِبُ الحَفِيظَةَ [Power to revenge dispels anger, or indignation, &c.]; meaning that it is incumbent to forgive when one has power [to revenge]. (A, TA.) A2: An amulet, or a charm, bearing an inscription, which is hung upon a child, to charm against the evil eye &c. (TA.) حَافِظٌ and ↓ حَفِيظٌ Keeping, preserving, guarding, or taking care of, a thing; or a keeper, preserver, &c.: keeping and tending, or pasturing and defending, camels or the like; or a keeper and tender thereof: (K:) keeping a secret [and an oath]: (TA:) keeping, or retaining, the Kur-án [&c.] in the mind, or memory; knowing it, or learning it, by heart: (K:) intrusted with a thing, (K, TA,) to keep it, preserve it, guard it, or take care of it: (TA:) [careful, mindful, attentive, or considerate: (see 1:)] and the latter, a keeper, or person mindful, of the ordinances prescribed by God: (Bd and Jel in l. 31:) pl. of the former حَفَظَةٌ and حُفَّاظٌ: (Msb, K:) the latter pl. particularly applied to persons endowed with a faculty of retaining in the mind what they have heard, and seldom forgetting what they learn by heart. (TA.) You say, ↓ فُلَانٌ حَفِيظُنَا عَلَيْكُمْ i. e. حَافِظُنَا [Such a one is our keeper over you]. (TA.) It is said in the S that ↓ حَفِيظٌ is syn. with ↓ مُحَافِظٌ; [but this seems to be a mistranscription for حَافِظٌ;] and hence (it is there added) the saying in the Kur [vi. 104, and xi. 88], ↓ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ [And I am not a defender, or a watcher, or, as I rather think, a keeper, over you]. (TA.) You say also, رَجُلٌ حَافِظٌ لِدِينِهِ وَأَمَانَتِهِ وَيَمِينِهِ [A man who is a keeper, &c., of his religion and his deposite and his oath]; and ↓ حَفِيظٌ likewise: (Msb:) but حَافِظٌ لِيَمِينِهِ signifies also who keeps his oath from being used, or uttered, on, or for, ordinary, mean, or vile, occasions, or purposes. (Mgh.) And رَجُلٌ حَافِظُ العَيْنِ A man whom sleep does not overcome: (Lh, K:) because the eye guards the person when sleep does not overcome it. (TA.) ↓ الحَفِيظُ is also a name of God; meaning [The Preserver of all things;] He from whose preservation nothing is excluded, (K, * TA,) not even a thing of the weight of a ذَرَّة [q. v.], (TA,) in the heavens, nor on the earth; (K, TA;) who preserves from oblivion, for, or against, his creatures and his servants, what they do of good or evil; who preserves the heavens and the earth by his power, and whom the preservation of both does not burden. (TA.) And الحَفَظَةُ is an appellation of The recording angels, who write down the actions of the sons of Adam, or mankind; (S, K;) as also الحَافِظُونَ. (K.) ↓ حَفِيظٌ is sometimes trans.; as in the saying, هُوَ حَفِيظٌ عِلْمَكَ وَعِلْمَ غَيْرِكَ [He knows by heart thy science, and the science of others beside thee]. (TA.) [القُوَّةُ الحَافِظَةُ, and simply الحَافِظَةُ, signify The retentive faculty of the mind; retentiveness of mind; or memory; as also ↓ الحَفْظُ, for حِفْظُ القَلْبِ.] b2: حَافِظٌ also signifies (tropical:) A distinct and direct road; (En-Nadr, K, TA;) not one that is apparent at one time and then ceases to be traceable. (En-Nadr, TA.) مُحْفِظَاتٌ Things that anger a man, when he has his kinsman, or neighbour, slain. (TA.) b2: And مُحْفِظَاتُ رَجُلٍ A man's women and others whom he protects, and for whose defence he fights [when required to do so: because they occasion his being angered when they are injured]. (TA.) مَحْفُوظٌ Kept, preserved, guarded, or taken care of, because of the high estimation in which it is held; as also ↓ حَفِيظٌ. (TA.) It is said in the Kur [lxxxv. 21 and 22], بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِى لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (TA) [Nay, it is a glorious Kur-án, written upon a tablet preserved] from the devils and from the alteration of anything thereof: (Jel:) or, accord. to one reading, مَحْفُوظٌ, this epithet being thus made to relate to the Kurn. (TA.) b2: [Hence, as an epithet in which the quality of a subst. predominates, and then as a subst.,] A young child; in the dial. of Mekkeh; as a term of good omen: pl. مَحَافِيظُ. (TA.) b3: [Also Kept, or retained, in the mind, or memory; known, or learned, by heart. Hence the phrase,] عَرَضَ مَحْفُوظَاتِهِ عَلَى فُلَانٍ He showed the things which he kept, or retained, in his mind, or memory, or which he knew, or had learned, by heart, to such a one. (TA.) مُحَافِظٌ: see حَافِظٌ.
حفظ
حَفِظَهُ، كعَلمِهُ، حِفْظَاً: حَرَسَه، كَمَا فِي الصّحاح. وحَفِظَ القُرْآنَ: اسْتَظْهَرَهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ أَيضاً، أَي وَعَاهُ على ظَهْرِ قَلْبٍ، كَمَا فِي المِصْبَاح، وَهُوَ من ذلِكَ. ومنهُ قَوْلُ المُحَدِّثين: عَرَض مَحْفُوظَاتهِ علَى فُلانٍ.
وحَفِظَ المَالَ والسِّرَّ: رَعاهُ، وحَفِظَ الشَّيْءَ حِفْظاً فَهُوَ حَفِيظٌ عَن اللِّحْيَانِيّ. ورَجُلٌ حافِظٌ مِنْ قَوْمٍ حُفَّاظٍ، وهُمْ الَّذِينَ رُزِقُوا حِفْظَ مَا سَمِعُوا، وقَلَّمَا يَنْسَوْنَ شَيْئاً يَعُونَهُ، وحافِظٌ من قَوْمٍ حَفَظَةٍ، مُحَرَّكة ككَاتِبٍ وكَتَبةٍ. ورَجُلٌ حَافِظُ العَيْنِ أَيْ لَا يَغْلِبُه النَّوْمُ عَن اللِّحْيَانيّ، وَهُوَ من ذلِكَ، لأَنَّ العَيْنَ تَحْفَظُ صاحِبَها إِذا لَمْ يَغْلِبْهَا النَّوْمُ.
والحَفِيظُ: المُوَكَّلُ بالشَّيْءِ يَحْفَظُه، كالحَافِظِ، يُقَالُ: فُلانٌ حَفِيظٌ عَلَيْكم، أَي حافِظٌ. وَفِي الصّحاح: الحَفِيظُ: المُحافِظُ. ومِنْهُ قَوْلُه تَعالَى: وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ. والحَفِيظُ فِي الأَسْمَاءِ الحُسْنَى: الَّذِي لَا يَعْزُب عَنْهُ شَيْءٌ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ، أَي عَن حِفْظِهِ فِي السَّمواتِ وَلَا فِي الأرْضِ، تَعالَى شَأْنُهُ، وَقد حَفِظَ على خَلْقِهِ وعِبَادِه مَا يَعْمَلُون مِنْ خَيْرٍ أَو شَرٍّ، وَقد حَفِظَ السَّمواتِ والأَرْضَ بِقُدْرَتِهِ وَلَا يَؤُودُه حِفْظُهُمَا وَهُوَ العَليُّ العَظِيمُ وَفِي التَّنْزِيل العَزِيز: بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ، فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ وقُرِئَ مَحْفُوظٌ وَهُوَ نَعْتٌ لِلقُرْآن، وكَذا قَوْلُه تَعَالَى: فاللهُ خَيْرٌ حِفْظاً، وقَرَأَ الكُوفِيُّون غَيْرَ أَبِي بَكْرٍ: حافِظاً، وعَلَى الأَوَّلِ أَي حِفْظُ اللهِ خَيْرُ حِفْظٍ، وعَلَى الثّاني فالمُرَادُ اللهُ خَيْرُ الحَافِظِينَ. وقَوْلُه تَعَالَى: يَحْفَظُونَه مِنْ أَمْرِ الله، أَي ذلِكَ الحِفْظ من أَمْرِ الله.
وَقَالَ النَّضْرُ: الحافِظُ: الطَّرِيقُ البَيِّنُ المُسْتَقِيمُ الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ، وَهُوَ مَجَازٌ، قَالَ فأَمَّا الطَّرِيقُ الَّذِي يَبِينُ مَرَّةً ثمَّ يَنْقَطعُ أَثَرُهُ فَلَيْسَ بحَافِظٍ.
والحَفَظَةُ، مُحَرَّكَةً: الَّذِينَ يُحْصُونَ أَعْمَالَ العِبَادِ ويَكْتُبُونَها عَلَيْهِم، مِنَ المَلائكَة، وهم الحافِظُونَ.
وَفِي التَّنْزِيلِ: وإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ، وأَخْصَرُ مِنْهُ عِبَارَةُ الجَوْهَرِيّ: والحَفَظَةُ: المَلائكَةُ الَّذِين يَكْتُبُونَ أَعْمَالَ بَنِي آدَم. والحِفْظَةُ، بالكَسْرِ، والحَفِيظَةُ: الحَمِيَّةُ والغَضَبُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، زادَ غَيْرُه: لحُرْمَةٍ تُنْتَهَكُ مِنْ حُرُمَاتِكَ، أَو جَارٍ ذِي قَرَابَةٍ يُظْلَمُ مِنْ ذَوِيكَ، أَو عَهْدٍ يُنْكَثُ. شاهِدُ الأَوَّلِ قَوْلُ العَجّاج:
(معَ الجلاَ ولائِحِ القَتِيرِ ... وحِفْظَةٍ أَكَنَّها ضَميرِي)
فُسِّرَ على غَضْبَةٍ أَجَنَّها قَلْبِي.) وشاهِدُ الثّانِيَةِ قَوْلُ الشاعِرِ:
(وَمَا العَفْوُ إِلاَّ لامْرِئٍ ذِي حَفِيظَةٍ ... مَتَى يُعْفَ عَنْ ذَنْبِ امْرئِ السَّوْءِ يَلْجَجِ)
وَقَالَ قُرَيْطُ بنُ أُنَيْفٍ:
(إِذاً لَقَامَ بِنَصْرِي مَعْشَرٌ خُشُنٌ ... عِنْدَ الحَفِيظَةِ إِنْ ذُو لُوثَةٍ لاَنا)
وَفِي التَّهْذِيبِ: والحِفْظَةُ: اسْمٌ من الاحْتِفَاظِ عِنْدَمَا يُرَى مِنْ حَفِيظَة الرَّجُلِ، يَقُولُونَ: أَحْفَظَه حِفْظَةً أَي أَغْضَبَهُ. وَمِنْه حَدِيثُ حُنَيْنٍ أَرَدْتُ أَنْ أُحْفِظَ النَّاسَ وأَنْ يُقَاتِلُوا عَن أَهْلِيهِم وأَمْوَالِهِم.
وَفِي حَدِيث آخَرَ فَبَدَرَت مِنّي كَلِمَةٌ أَحْفَظَتْهُ، أَي أَغْضَبَتْهُ فاحْتَفَظَ، أَيْ غَضِبَ. وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لِلْعُجَيْرِ السَّلُولِيّ:
(بَعِيدٌ من الشَّيْءِ القَلِيلِ احْتِفاظُهُ ... عَلَيْكَ، ومَنْزُورُ الرَِّضَا حِينَ يَغْضَبُ)
أَوْ لَا يَكُونُ الاِحْفَاظُ إِلاّ بِكَلامٍ قَبِيحٍ مِنَ الَّذِي تَعَرَّضَ لَهُ وإِسْمَاعِهِ إِيَّاه مَا يَكْرَهُْ.
والمُحَافَظَةُ: المُوَاظَبَةُ على الأَمْرِ، ومِنْهُ قَوْلُه تَعَالَى: حافِظُوا على الصَّلَوَاتِ أَيْ صَلُّوها فِي أَوْقَاتِها. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: أَيْ واظِبُوا على إِقَامَتِهَا فِي مَوَاقِيتِهَا. ويُقَالُ: حافَظَ عَلَى الأَمْرِ، وثَابَرَ عَلَيْه، وحَارَص وبَارَك، إِذا داوَمَ عَلَيْه. وَقَالَ غَيْرُه: المُحَافَظَةُ: المُرَاقَبَةُ، وَهُوَ من ذلِكَ.
والمُحَافَظَةُ: الذَبُّ عَنِ المَحَارِمِ، والمَنْعِ عِنْدَ الحُرُوبِ، كالحِفاظِ، بالكَسْرِ، وإِطْلاقُهُ يُوهِمُ الفَتْحَ، ولَيْسَ كَذِلِكَ يُقَال إِنَّه لذُو حفاظ، وَذُو مُحَافظَة، إِذَا كانَتْ لَهُ أَنَفَةٌ. قالَ رُؤْبَةُ ويُرْوَى للعَجّاجِ:
(إِنَّا أُناسٌ نَلْزَمُ الحِفَاظا ... إِذْ سَئِمَتْ رَبِيعَةُ الكِظَاظَا) ويُقَالُ: الحِفَاظُ: المُحَافَظَةُ على العَهْدِ، والوَفَاءُ بالعَقْدِ، والتَّمَسُّكُ بالوُدِّ.
والاسْمُ الحَفيظَةُ، قالَ زُهَيْر.
(يَسُوسُونَ أَحْلاماً بَعِيداً أَناتُهَا ... وإِنْ غَضِبُوا جاءَ الحَفِيظَةُ والجِدُّ)
والجَمْعُ الحَفائظُ، وَمِنْه قَوْلُهم: الحَفائِظُ تُذْهِبُ الأَحْقَادُ، أَيْ إِذا رَأَيْتَ حَمِيمَكَ يُظْلَمُ حَمِيتَ لَهُ، وإِنْ كانَ فِي قَلْبِكَ عَلَيْهِ حِقْدٌ، كَمَا فِي الصّحاح.
واحْتَفَظَهُ لنَفْسِهِ: خَصَّها بهِ. يُقَالُ: احْتَفَظْتُ بالشَيْءِ لِنَفْسِي. وَفِي الصّحاح: ُقَال: احْتَفِظْ بِهَذا الشَّيْءِ أَي أحفظه والتحفظ: الإحتراز يُقَال تحفظ عَنهُ أَيْ احْتَرَز. وَفِي المُحْكَمِ: الحِفْظُ: نَقِيضُ النِّسْيَان، وَهُوَ التَّعاهُدُ وقِلَّةُ الغَفْلَةِ.)
وَفِي العُبَاب، والصّحاحِ: التَّحَفُّظُ: التَّيَقُّظُ وقِلَّةُ الغَفْلَةِ، ولكِنْ هكَذَا فِي النَّسَخِ بِغَيْرِ وَاوِ العَطْفِ.
والحِفْظُ: قِلُّةُ الغَفْلَةِ فَشَرَحْناهُ بِمَا ذَكَرْنَا، والأَوْلَى: وقِلِّة الغَفْلَة، ليَكُونَ مِنْ مَعَانِي التَّحَفُّظِ، كَمَا فِي العُبَابِ والصّحاح، فتَأَمَّل.
وَفِي اللِّسَانِ: التَّحَفُّظُ: قِلَّةُ الغَفْلَةِ فِي الأُمُورِ والكَلامِ، والتَّيُقُّظ مِنْ السَّقْطَةِ، كَأَنَّهُ حَذِرٌ مِنَ السُّقُوطِ، وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
(إِنِّي لأُبْغِضُ عَاشِقًا مُتَحفِّظاً ... لمْ تَتَّهِمْهُ أَعْيُنٌ وقُلُوبُ)
واسْتَحْفَظَهُ إِياهُ، أَي سَأَلَه أَنْ يَحْفَظَهُ، كَمَا فِي الصّحاح، ولَيْسَ فِه إِيّاه زَادَ الصّاغَانِيُّ: مَالا أَوْ سِرّاً. وقَوْلُه تَعالَى: بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ الله، أَيْ اسْتُودِعُوه وائْتُمِنُوا عَلَيْه. وحَكَى ابنُ بَرِّيّ عَن القَزَّازِ قَالَ: اسْتَحْفَظْتُه الشَّيْءِ: جَعَلْتُه عِنْدَهُ يَحْفَظُهُ، يَتَعدَّى إِلى مَفْعُولَيْنِ، ومِثْلُه: كَتَبْتُ الكِتَابَ واسْتَكْتَبْتُه الكِتابَ. واحْفاظَّتِ الحَيَّةُ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وَهُوَ غَلَطٌ، صَوابُهُ الجِيفَةُ احْفِيظاظاً: انْتَفَخَت، هَكَذَا ذَكَرَهُ ابنُ سِيدَه فِي الحَاءِ. ورَوَاه الأَزْهَرِيُّ عَن اللَّيْثِ فِي الجِيمِ والحَاءِ: أَو الصَّوابُ بالجِيمِ وَحْدَهُ، والحاءُ تَصْحِيفٌ مُنْكَرٌ، قالَه الأَزْهَرِيُّ. قَالَ: وقدْ ذَكَرَ اللَّيْثُ هذَا الحَرْفَ فِي بابِ الجِيم أَيضاً، فَظَنَنْتُ أَنَّه كانَ مُتَحَيِّراً فِيهِ، فذَكَرهُ فِي مَوْضِعَين.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: وقَدْ يَكُونُ الحَفِيظُ مُتَعَدِّياً، يُقَال: هُوَ حَفِيظٌ عِلْمَكَ وعِلْمَ غَيْرِكَ.
وتَحَفَّظْتُ الكِتَابَ، أَي اسْتَظْهَرْتُهُ شَيْئاً بَعْدَ شَيْءٍ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ.
والمُحْفِظاتُ: الأُمُورُ الَّتِي تُحْفِظُ الرَّجُلَ، أَي تُغْضِبُهُ إِذا وُتِرَ فِي حَمِيمِهِ، أَو فِي جِيرانِهِ. قَالَ القَطَامِيُّ:
(أَخُوكَ الَّذِي لَا تَمْلِكُ الحِسَّ نَفْسُهُ ... وتَرْفَضُّ عِنْدَ المُحْفِظات الكتائفُ)
يَقُولُ: إِذا اسْتَوْحَشَ الرَّجُلُ مِنْ ذِي قَرَابَتِهِ، فاضْطَغَنَ عَلَيْهِ سَخِيمَةً، لإِساءَةٍ كانَتْ مِنْهُ إِلَيْه فَأَوْحَشَتْهُ، ثُمَّ رَآه يُضامُ، زَالَ عَن قَلْبِهِ مَا احْتَقَدَهُ عَلَيْهِ وغَضِبَ لَهُ، فَنَصَرَهُ وانْتَصَرَ لَهُ مِنْ ظُلْمه. وحُرَم الرَّجُل مُحْفِظاتُه أَيضاً.
ويُقَالُ: تَقَلَّدَتْ بحَفِيظِ الدُّرِّ، أَي بمَحْفُوظِهِ ومَكْنُونِه، لنَفاسَتِهِ. وَفِي المَثَلِ المَقْدِرةُ تُذْهِبُ الحَفِيظَةَ يُضْرَبُ لِوُجُوب العَفْوِ عِنْد المَقْدرَةِ، كَمَا فِي الأَساسِ.
والحَفِيظَةُ: الخَرَزُ يُعَلَّقُ على الصَّبِيّ. ورَجُلٌ حُفَظَةٌ، كهُمَزة، أَيْ كَثِيرُ الحِفْظِ،، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ. والمَحْفُوظُ: الوَلَدُ الصَّغِيرُ، مَكِّيّة، والجَمْعُ مَحَافِيظُ، تَفاؤُلا.)
والحَافِظُ عِنْدَ المُحَدِّثِينَ مَعْرُوفٌ، إِلاَّ أَبَا مُحَمَّدٍ النَّعّالَ الحافِظَ، فإِنَّهُ لُقِّبَ بِهِ لحِفْظِهِ النِّعالَ.
حفظ
حفِظَ يَحفَظ، حِفْظًا، فهو حافظ وحفيظ، والمفعول مَحْفوظ
• حفِظ الشَّيءَ: صانَه، حرسَه، رعاه "حفِظ القرآنُ لغتَنا العربيّة من الضَّياع- حَفِظ الأمنَ/ النظامَ: صانه- حفِظ لسانَه: تحفّظ واحترس في الكلام- حفِظ عهدَه/ حقَّه/ كلمتَه: كان وفيًّا له- حفِظ المالَ: رعاه- حفِظ فلانًا: أكرمه واحترمه، راعى حرمتَه- {وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ} " ° حفِظَ السِّرَّ: كتمه- حفِظَ الودَّ- حفِظَ الولاءَ/ حفِظَ

العهدَ: لم يخُنْه- حفِظَ جميلَه: ذكره شاكرًا- حفِظَ قدرَه: احترمه- حفِظَك الله: حرسك ورعاك- حفِظَ كلمتَه: وفى بعهده ووعده- حفِظَ ماءَ وَجْهه: حافظ على كرامته.
• حفِظ الأمرَ: ضبطه ووعاه "حفِظ العلمَ والكلامَ- كان يُعِدُّ دروسَه ويحفظها على أحسن وجه".
• حفِظ الكتابَ ونحوَه: استظهره عن ظهر قلب "حفِظ القرآنَ/ القصيدةَ"? حفِظَه عن ظهر قلب: نصًّا دون تغيير، طُبع في ذاكرته.
• حفِظ الأغذيةَ وغيرَها: صانها من التَّلف أو التلوّث "تُراعى طرق مختلفة لحفظ الموادّ الغذائيّة".
• حفِظ الأوراقَ ونحوَها: حفظها في إضبارة أو ملف "لا عمل له إلاّ حفظ الوثائق". 

أحفظَ يُحفظ، إحفاظًا، فهو مُحفِظ، والمفعول مُحفَظ
• أحفظ الأمرُ فلانًا: أثارَه وأغضَبه "أَرَدتُّ أَنْ أُحْفِظَ النّاسَ وَأَنْ يُقَاتِلُوا عَنْ أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ [حديث] ".
• أحفظه الشَّيءَ: جعله يستظهره عن ظهر قلب "أحفظه الكتابَ كلَّه في عشرة أيّام- أحفظه القرآنَ". 

احتفظَ/ احتفظَ بـ يحتفظ، احتفاظًا، فهو محتفِظ، والمفعول محتفَظ
• احتفظ الشَّيءَ لنفسه/ احتفظ بالشَّيء لنفسه: امتلكه، خصّ به نفسه "احتفظتُ بالرِّسالة منذ تسلَّمتها حتّى اليوم- احتفظ فريق الكرة بالكأس: أحرزه ثلاثَ مرّات متتالية" ° احتفظ بحقِّه في الكلام.
• احتفظ بالشَّيء:
1 - حفظَه، صانه "احتفظتِ اللُّغة العربيّة بكيانها طوال العصور- احتفظ باللّوحة القيِّمة".
2 - اعتنى به "احتفظ بنصيحة جدِّه". 

استحفظَ يستحفظ، استحفاظًا، فهو مُستحفِظ، والمفعول مُستحفَظ
• استحفظ فلانًا الشَّيءَ: ائتمنه عليه وسأله أن يصونَه ويحفظه "استحفظت صديقي سِرِّي: سألته أن يحفظه ويكتمه- {بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللهِ} ". 

انحفظَ ينحفظ، انحفاظًا، فهو مُنحفِظ
• انحفظت أموالُه: مُطاوع حفِظَ: صِينت ورُعيت. 

تحفَّظَ/ تحفَّظَ على/ تحفَّظَ عن/ تحفَّظَ في/ تحفَّظَ من يتحفَّظ، تحفُّظًا، فهو مُتحفِّظ، والمفعول مُتحفَّظ
• تحفَّظ الكتابَ ونحوَه: مُطاوع حفَّظَ: بذل جهدًا في حفظه واستظهاره عن ظهر قلب.
• تحفَّظ على الشَّيء:
1 - صانه، لم يتصرّف فيه "تحفَّظ على النقود حتى يعرف صاحبها".
2 - حبسه، سجنه "تحفَّظت الشّرطةُ على المتّهم".
• تحفَّظ عن الشَّيء/ تحفَّظ من الشَّيء: احترز ولم يندفع في التصرُّف بشأنه "كان يحمل رسالةً تحفَّظ عن كشف مضمونها: امتنع ورفض- إجراءات تحفّظيّة".
• تحفَّظ في قوله أو رأيه: قيَّده ولم يطلقه، تكلَّم بحذر "هذا الكاتبُ يصف مجتمعَه بلا تحفّظ ولا مجاملة" ° غير متحفّظ في كلامه: يجهر بقوله ويتحدّث بصراحة دون حذر أو تردُّد. 

حافظَ على يحافظ، مُحافظةً وحِفاظًا، فهو محافِظ، والمفعول محافَظ عليه
• حافَظ على الشَّيء:
1 - رعاه وصانه "حافظ على صحّته/ كرامته- حافظ على القانون/ المبادئ/ المظاهر- حافِظْ على الصّديق ولو في الحريق [مثل]: يُضرب في الحفاظ على الصَّداقة" ° حافظ على العهد: تمسَّك به- حافظ على هدوئه: اتّسم بالهدوء ولم يثر- يحافظ على المحارم: يحمي الحُرُمات.
2 - واظب عليه وراقبه "حافظ على النَّظافة: اعتنى بها- {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى} ". 

حفَّظَ يحفِّظ، تحفيظًا، فهو محفِّظ، والمفعول محفَّظ
• حفَّظه الكتابَ ونحوَه: جعله يستظهره عن ظهر قلب، حمله على حِفْظِه "حفَّظ الصبيَّ القرآنَ". 

تحفُّظ [مفرد]: ج تَحَفُّظات (لغير المصدر):
1 - مصدر تحفَّظَ/ تحفَّظَ على/ تحفَّظَ عن/ تحفَّظَ في/ تحفَّظَ من ° أبدى
 تحفّظًا: احترس ولم يتّخذ موقفًا حاسمًا- بدون تحفُّظات: بدون احتراس- مع التحفُّظ: بشيء من الاحتراس.
2 - عدم اتّخاذ موقف حاسم "أبدى بعضُ أعضاء مجلس الأمن تحفُّظَهم على المشروع".
3 - (قن) بيانٌ احترازيّ يُثبته أحدُ الأطراف في عقد دفعًا لبعض الاحتمالات والنتّائج. 

تحفُّظيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تحفُّظ.
• إجراء تحفُّظيّ: احترازيّ، على سبيل الحيْطة والاحتراس، تدبير وقائيّ. 

حافِظ [مفرد]: ج حافظون وحَفَظَة وحُفَّاظ:
1 - اسم فاعل من حفِظَ.
2 - حارس، موكَّل بشيء يحفظه "هو حافظٌ على مالي- {فَاللهُ خَيْرٌ حَافِظًا} " ° حافظ العين: لا يغلبه النَّوم- حافظة النَّعل: قطعة معدنيّة أو مطاطيّة صلبة متَّصلة بنعل الحذاء.
3 - من يحفظ ويستظهر القرآن الكريم أو من يستظهر عددًا عظيمًا من الأحاديث النبويّة.
4 - (كم) ما يُضاف من مادَّة كيميائيّة إلى الطعام ليمنع أو يعوق فساده أو انحلاله.
• الحافظ: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: العالمُ بجُمَل الأشياء وتفاصيلها، الحافِظ كتابه من التَّحريف والتَّضييع، والحارسُ عبادَه عن أسباب الهلكة في أمور دينهم ودنياهم.
• الحافظان: الملَكَان اللَّذان يحافظان على الإنسان، ويشهدان له أو عليه يوم القيامة.
• الحَفَظة: الملائكة الذين يكتبون أعمال بني آدم " {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً}: رقباء". 

حافِظة [مفرد]: ج حافظات وحوافِظُ (لغير العاقل):
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل حفِظَ.
2 - مَلَكة تخزِّن الأفكارَ، وتحفظ الصُّورَ والمعاني في الذِّهن، ذاكرة "ينمّ حديثُه في علوم اللُّغة عن تعمّق وحافظة واعية" ° حوافظ الثَّقافة: كُلُّ ما يُسَجِّل مظاهرَ الثَّقافة مثل الآثار والكتب والأشرطة وما إلى ذلك.
3 - ملف أو كيس أو حقيبة تُصان فيها الأوراقُ والنُّقودُ. 

حِفْظ [مفرد]: مصدر حفِظَ ° آيات الحِفْظ: آيات من القرآن تُتَّخذ تعويذة- حِفْظ الذَّات: الحفاظ على النفس من الأذى أو الهلاك- حِفْظ المفقودات: مكان مخصَّص في محطّات وسائل النقل لحفظ ما يرد من الأشياء الملتقطة انتظارًا لمن يبحث عنها من أصحابها- في الحِفْظ والصون: لا يمسُّه سوء- في حِفْظِ الله: في رعايته وحمايته.
• حِفْظ التَّحقيق: (قن) إيقافه وعدم المضيّ فيه. 

حفّاظ [مفرد]: ج حفاظات: حفاظة، لباس أو قطعة قطنية أو إسفنجية توضع للطفل لتلقي البول ونحوه وحماية جسمه وملابسه منه، ومنه ما تتخذه المرأة لتلقي دم الحيض أو النفاس، والعامة تسميه حفّاضًا. 

حفّاظة [مفرد]: ج حفاظات: حفّاظ، لباس أو قطعة قطنية أو إسفنجية توضع للطفل لتلقي البول ونحوه وحماية جسمه وملابسه منه، ومنه ما تتخذه المرأة لتلقي دم الحيض أو النفاس، والعامة تسميها حفّاضة. 

حفيظ [مفرد]: ج حُفَظاءُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حفِظَ.
2 - أمين " {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} ".
3 - رقيب، حارس موكَّل بشيء " {فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} ".
4 - من يرعى حدودَ الله " {هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ} ".
5 - حافظ للأعمال " {وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ} ".
• الحفيظ: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي لا يعزُب عنه مثقالُ ذرَّة في السَّموات ولا في الأرض. 

حفيظة [مفرد]: ج حفيظات وحفائِظُ:
1 - مؤنَّث حفيظ.
2 - غضب وحميَّة "أثار حفيظتَه- المقدرة تُذهب الحفيظةَ [مثل]: يُضرب لوجوب العفو عند المقدرة" ° مِنْ أهل الحفيظة: الحميّة والغضب.
3 - حِرْزٌ يُعَلَّق على الصّبيّ.
4 - تُقيَة وحَذَر "جعلتْهُ حفيظتُه يسكت ولا يُبدي رأيَه" ° اذهب في حفيظة: في تقية وتحفّظ. 

مُحافِظ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من حافظَ على.
2 - من يتمسَّك بالتَّقاليد الاجتماعيّة والسياسيّة الموروثة ° حزب المحافظين: من أكبر الأحزاب السِّياسيَّة في بريطانيا.
3 - من يُدير شئونَ مؤسَّسةٍ أو بلدٍ أو منطقة "محافظ العاصمة/ المصرف أو البنك".
4 - من يتجنَّب النَّاس والمناسبات الاجتماعيّة "فلان محافظ فلا يحضر حفلات عيد الميلاد". 

مُحافَظة [مفرد]:
1 - مصدر حافظَ على.
2 - وحدة إداريّة تمثِّل جزءًا من الدَّولة يرأسها مُحافِظٌ، تُمنَح الشَّخصيّة المعنويّة ويوكل إليها الإشراف على إنشاء وإدارة المرافق المحليّة التي تعني أهل الإقليم "محافظة القاهرة".
3 - (سة) نزعة خاصّة في السِّياسة للإبقاء على الوجود أو النظام التقليديّ. 

مَحْفَظَة1/ مِحْفَظَة [مفرد]: ج مَحْفَظات ومَحَافِظُ:
1 - ما تُصان فيه النُّقود، وتُوضع عادة في الجيب "سُرقت مَحْفَظَتُه".
2 - حقيبة جلديّة صغيرة تُصان فيها الأوراق والكتب "لا يُحاسب الطّالب عمّا في مَحْفَظَته بل عمّا استوعبه عقله". 

مَحْفَظَة2 [مفرد]: ج مَحْفَظات ومَحَافِظُ:
1 - (شر، طب) نسيج رقيق يأخذ شكل الكيس الغشائيّ ليحيط بعضو معيَّن.
2 - (طب) حافظة صغيرة من الجيلاتين قابلة للذوبان، تحتوي على الدواء ليبتلعها المريض.
3 - (نت) تركيب مُغلق يحوي البذور.
4 - (قص) لفظ يستخدم لوصف مجموعة أو تشكيلة من الأسهم والسَّندات وغيرها من الأصول المملوكة لفرد أو مؤسَّسة. 

مَحْفوظ [مفرد]: اسم مفعول من حفِظَ.
• أطعمة محفوظة: مُجمَّدة أو مُعلَّبة أو مجفَّفَة ° جميع الحقوق محفوظة للنَّاشر/ جميع الحقوق محفوظة للمؤلِّف: عبارة تكتب عادة في صدر الكتب للإشارة إلى أنّ حقّ إعادة الَّنشر والتَّرجمة والتَّعديل مقصور على النَّاشر أو المؤلِّف دون سواهما. 

محفوظات [جمع]: مف مَحْفوظ ومَحْفُوظة:
1 - ما يُحفظ من النُّصوص الشِّعرية أو النَّثريّة ° درس المحفوظات: خاصّ بالمحفوظات كدرس من دروس العربيّة.
2 - وثائق ونحوها من المعاملات الرَّسميَّة "أودع النصَّ المعتمد في دار المحفوظات".
3 - مأكولات معلّبة. 
ح ف ظ : حَفِظْت الْمَالَ وَغَيْرَهُ حِفْظًا إذَا مَنَعْتَهُ مِنْ الضَّيَاعِ وَالتَّلَفِ وَحَفِظْتُهُ صُنْتُهُ عَنْ الِابْتِذَالِ وَاحْتَفَظْتُ بِهِ وَالتَّحَفُّظُ التَّحَرُّزُ وَحَافَظَ عَلَى الشَّيْءِ مُحَافَظَةً وَرَجُلٌ حَافِظٌ لِدِينِهِ وَأَمَانَتِهِ وَيَمِينِهِ وَحَفِيظٌ أَيْضًا وَالْجَمْعُ حَفَظَةٌ وَحُفَّاظٌ مِثْلُ: كَافِرٍ فِي جَمْعَيْهِ وَحَفِظَ الْقُرْآنَ إذَا وَعَاهُ عَلَى ظَهْرِ قَلْبِهِ وَاسْتَحْفَظْتُهُ الشَّيْءَ سَأَلْتُهُ أَنْ يَحْفَظَهُ وَقِيلَ اسْتَوْدَعْتُهُ إيَّاهُ وَفُسِّرَ {بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ} [المائدة: 44] بِالْقَوْلَيْنِ. 

الْمُوجبَة

(الْمُوجبَة) الْكَبِيرَة من الذُّنُوب الَّتِي توجب النَّار وَمن الْحَسَنَات الَّتِي توجب الْجنَّة (ج) مُوجبَات
الْمُوجبَة: من الْإِيجَاب وَهُوَ الْإِثْبَات ويقابله السّلم والموجبة عِنْد المنطقيين هِيَ الْقَضِيَّة الَّتِي حكم فِيهَا بِثُبُوت النِّسْبَة سَوَاء كَانَت حملية أَو اتصالية أَو انفصالية وَلَا بُد فِي صدق الْقَضِيَّة الحملية الْمُوجبَة وتحققها من وجود الْمَوْضُوع فِي ظرف الْإِثْبَات حَال الْإِثْبَات لِأَن الحكم فِيهَا بِثُبُوت الْمَحْمُول للموضوع.
وَلَا شكّ أَن ثُبُوت شَيْء لشَيْء فِي ظرف فرع ثُبُوت الْمُثبت لَهُ أَو مُسْتَلْزم لثُبُوته فِي ذَلِك الظّرْف ضَرُورَة أَن مَا ثُبُوت لَهُ أصلا لم يثبت لَهُ شَيْء أصلا فَإِن مَا لَيْسَ بموجود لَيْسَ بِشَيْء من الْأَشْيَاء حَتَّى يصدق سلبه عَن نَفسه. وَلِهَذَا يَسْتَدْعِي الْإِيجَاب وجود الْمَوْضُوع فِي ظرف الْإِثْبَات حَال ثُبُوت الْمَحْمُول لَهُ فِيهِ لَا حَال الحكم بِالْإِيجَابِ إِذْ رُبمَا يكون مَعْدُوما حَال الحكم مَعَ صِحَة الْإِيجَاب كَقَوْلِك زيد سيوجد غَدا فَإِن هَذَا الحكم يصدق إِذا يُوجد غَدا - أما وجود الْمَوْضُوع فِي الذِّهْن أَي تصَوره فَلَا بُد مِنْهُ فِي الْمُوجبَة والسالبة مَعًا لَكِن حَال الحكم لَا مُطلقًا وَلِهَذَا اشْتهر أَن الْمُوجبَة والسالبة مشتركتان فِي اقْتِضَاء الْوُجُود الذهْنِي للموضوع حَال الحكم فَإِن الحكم سَوَاء كَانَ إيجابيا أَو سلبيا لَا يتَصَوَّر إِلَّا على المتصور.
وَأما الصدْق فَأمر آخر وَإِنَّمَا عممنا وَقُلْنَا فرع ثُبُوت الْمُثبت لَهُ أَو مُسْتَلْزم لثُبُوته مَعَ أَن المشهوران ثُبُوت الشَّيْء للشَّيْء فرع وجود ثُبُوت الْمُثبت لَهُ فِي ظرفه لِأَنَّهُ يرد على الْمَشْهُور النَّقْض بالوجود لِأَن الفرعية بِحَسبِهِ تَسْتَلْزِم أَن يكون لشَيْء وجودات غير متناهية بَعْضهَا فَوق بعض. وَمن هَا هُنَا أنكر جلال الْعلمَاء الدواني رَحمَه الله تَعَالَى وتشبث بالاستلزام.
وَقَالَ بعض الْمُحَقِّقين طبيعة الاتصاف مُطلقًا تَسْتَلْزِم ثُبُوت الْمَوْصُوف وخصوص اتصاف الانضمامي فرع ثُبُوته والانتزاعي يسْتَقرّ على مُجَرّد الاستلزام - وَالْحق أَن الفرعية بِاعْتِبَار الفعلية كالاستلزام بِاعْتِبَار الثُّبُوت فَإِن الْوُجُود من حَيْثُ إِنَّه صفة بعد الْأَمر الْمَوْجُود فَإِن مرتبَة الْعَارِض أَي عَارض كَانَ بعد مرتبَة المعروض وَإِن كَانَ بعديته لَا بِالزَّمَانِ بل بِالذَّاتِ.
وَهَا هُنَا منع يمْنَع وَهُوَ أَنا لَا نسلم أَن الْمُوجبَة تستدعي وجود الْمَوْضُوع فِي ظرف الْإِثْبَات. أَلا ترى أَن قَوْلنَا شريك الْبَارِي مُمْتَنع فِي الْخَارِج واجتماع النقيضين محَال والمجهول الْمُطلق يمْتَنع الحكم عَلَيْهِ والمعدوم الْمُطلق يُقَابل الْمَوْجُود الْمُطلق مُوجبَات وَلَا وجود لموضوعاتها فِي ظرف الْإِثْبَات لِأَن ظرفه إِمَّا ذهن وَإِمَّا خَارج وَلَا وجود لتِلْك الموضوعات لَا فِي الْخَارِج وَلَا فِي الذِّهْن.

أما الأول: فَظَاهر - وَأما الثَّانِي: فَلِأَن الْمحَال من حَيْثُ إِنَّه محَال لَيْسَ لَهُ صُورَة فِي الْعقل فَهُوَ مَعْدُوم ذهنا كَمَا هُوَ مَعْدُوم خَارِجا فَلَا يحكم عَلَيْهِ إِيجَابا بالامتناع أَو سلبا بالوجود - وَإِنَّمَا قُلْنَا إِن الْمحَال لَيْسَ لَهُ صُورَة فِي الْعقل لِأَنَّهُ لَو كَانَ لَهُ صُورَة فِي الذِّهْن لَكَانَ مَوْجُودا فِي الذِّهْن وكل مَوْجُود فِي الذِّهْن حَقِيقَة مَوْجُودَة فِي نفس الْأَمر فَلَو كَانَ مَوْجُودا فِي الذِّهْن لَكَانَ مَوْجُودا فِي نفس الْأَمر. وَالْقَوْل بِوُجُود شريك الْبَارِي واجتماع النقيضين والمعدوم الْمُطلق فِي نفس الْأَمر بَاطِل قطعا وَكَذَا الْمَجْهُول الْمُطلق من حَيْثُ هُوَ لَيْسَ لَهُ وجود فِي الذِّهْن وَإِلَّا لم يبْق مَجْهُولا مُطلقًا.
وَلما صالت أسود هَذِه القضايا من أَرض مسبعَة الْمَنْع الْمَذْكُور اخْتَار كل مُخْتَار فِرَارًا على الْقَرار إِلَى مفر بدا لَهُ كَمَا سلك الْعَلامَة رَحمَه الله تَعَالَى فِي شرح الْمطَالع إِلَى مَسْلَك السَّلب يَعْنِي جعل تِلْكَ القضايا الموجبات السوالب بإرجاع محصلها إِلَى السَّلب فقولنا شريك الْبَارِي مُمْتَنع فِي الْخَارِج مثلا على زَعمه يرجع إِلَى لَا شَيْء من شريك الْبَارِي بممكن الْوُجُود وَلم يتَنَبَّه بِأَن وَادي السَّلب أَيْضا ماسدة يصول مِنْهَا غضنفر آخر بل يعقبه ذِئْب يخَاف مِنْهُ لِأَن مَوْضُوعَات تِلْكَ القضايا لما ثَبت أَنه لَا وجود لَهَا لَا ذهنا وَلَا خَارِجا وَقد مر أَن السالبة والموجبة متساويتان فِي اقْتِضَاء الْوُجُود الذهْنِي فَلم يَنْفَعهُ الْفِرَار عَن ميدان الْإِيجَاب والقرار فِي وَادي السَّلب. فَهَذِهِ القضايا كَمَا لَا يَصح أَن تكون مُوجبَات كَذَلِك لَا يَصح أَن تكون سوالب. والقضية منحصرة فيهمَا فَلَا يتَصَوَّر التفصي عَن هَذَا الْحصار المتين الرفيع إِلَّا بالصعود على مِعْرَاج بطلَان الْحصْر أَو بالتمسك بِحَبل إخراجهما عَن الْقَضِيَّة. وكل مِنْهُمَا مُمْتَنع كشريك الْبَارِي وَالذِّئْب المعاقب أَن الحكم يكون تِلْكَ القضايا سوالب تحكم غير مسموع ضَرُورَة أَن كل مَفْهُوم إِذا نسب إِلَى الآخر فَلَا مَانع لِلْعَقْلِ مَعَ قطع النّظر عَن مطابقته لما فِي نفس الْأَمر وَعدمهَا أَن يحكم بِالْإِيجَابِ.
وَذهب الْمُحَقق التَّفْتَازَانِيّ رَحمَه الله تَعَالَى إِلَى أَن تِلْكَ القضايا مَعَ دُخُولهَا فِي الموجبات مُسْتَثْنَاة عَنْهَا لعدم اقتضائها وجود الْمَوْضُوع فِي ظرف الْإِثْبَات كالسوالب فَكَمَا أَن السوالب تصدق عِنْد عدم الْمَوْضُوع كَذَلِك هَذِه القضايا.
وَلَا يخفى أَنه يصادم البداهة إِذْ اقْتِضَاء طبيعة الْإِيجَاب وجود الْمَوْضُوع ضَرُورِيّ - وَالذِّئْب المعاقب هُنَاكَ معاقب هَا هُنَا أَيْضا إِذْ الحكم مُطلقًا يَقْتَضِي الْوُجُود الذهْنِي للموضوع وَهُوَ فِي تِلْكَ القضايا مَفْقُود كَمَا مر.
وجم غفير من الْمُتَأَخِّرين طلبُوا المأمن وفوضوا أَمرهم إِلَى التَّقْدِير فَذَهَبُوا إِلَى أَن الحكم فِي تِلْكَ القضايا على الْأَفْرَاد الْفَرْضِيَّة الْمقدرَة الْوُجُود لموضوعاتها بِنَاء على تعميمهم فِي وجود الْمَوْضُوع بالحقيقي والفرضي فكأنهم قَالُوا فِي تِلْكَ الْأَمْثِلَة حِينَئِذٍ مَا يتَصَوَّر بعنوان شريك الْبَارِي ويفرض صدقه عَلَيْهِ مُمْتَنع فِي نفس الْأَمر.
وزيفه بعض الْفُضَلَاء بِأَنَّهُ يلْزم حِينَئِذٍ محَال آخر وَهُوَ أَن يكون وجود الصّفة فِي نَفسهَا أَعنِي الِامْتِنَاع والعدم مثلا أَزِيد كمالا وتماما من وجود الْمَوْصُوف أَعنِي الْأَفْرَاد الممتنعة الْمقدرَة الْوُجُود فَإِن امْتنَاع أَفْرَاد شريك الْبَارِي وَعدمهَا مُتَحَقق فِي نفس الْأَمر على مَا قَالُوا بِخِلَاف تِلْكَ الْأَفْرَاد فَإِنَّهَا ممتنعة فِيهَا. وَلَكِن من أُوتِيَ الْحِكْمَة وَفتح لَهُ أَبْوَاب الْمعرفَة يعلم أَن الصّفة هَا هُنَا مثل الْمَوْصُوف لِأَن الِامْتِنَاع الَّذِي هُوَ اسْتِحَالَة الذَّات وَكَذَا الْعَدَم الَّذِي هُوَ رفع الذَّات لَيْسَ لَهما قوام وتقرر فِي نفس الْأَمر. والوجود إِنَّمَا يعرض لمفهوميهما لِأَن لمفهوميهما ثبوتا فِي الذِّهْن وَلَا وجود لما يطابقه مفهوماهما وَذَلِكَ المطابق بِالْفَتْح صفة الْمُمْتَنع والمعدوم لَا المطابق بِالْكَسْرِ حَتَّى يلْزم أَن يكون وجود الصّفة أَزِيد عَن وجود الْمَوْصُوف كَيفَ وَلَيْسَ لَهَا ثُبُوت فِي نفس الْأَمر أصلا فضلا عَن أَن يكون أَزِيد.
وَمن أَرَادَ العروج على سَمَاء التَّحْقِيق. والصعود على عرش التدقيق. فَعَلَيهِ أَن لَا يحول حول الاعتساف. وَيقوم مقَام الانصاف. وَلَا ينظر إِلَى مَا قيل أَو يُقَال بل يسمع مَا هُوَ ملخص فِي جَوَاب هَذَا الْإِشْكَال. وَهُوَ أَن الْمَحْكُوم عَلَيْهِ فِي الحمليات مُطلقًا لَا بُد وَأَن يكون أمرا متصورا مَوْجُودا فِي الذِّهْن فَيكون وَاقعا فِي نفس الْأَمر سَوَاء كَانَ مَعَ ذَلِك الْوُجُود مَوْجُودا فِي ظرف الْإِثْبَات أَو لَا وَإِن كَانَ فِي الحملية الْمُوجبَة لَا بُد مَعَ ذَلِك من وجوده فِي ظرف الْإِثْبَات أَيْضا.
وَلما كَانَ الْمَحْكُوم عَلَيْهِ فِيهَا أمرا متصورا مَوْجُودا فِي الذِّهْن وَاقعا فِي نفس الْأَمر لَا يحكم عَلَيْهِ بِمَا يُنَافِي الْوُجُود والواقعية فَيرد النَّقْض بِمثل شريك الْبَارِي مُمْتَنع والخلاء مَعْدُوم وَغير ذَلِك. فالتفصي عَن هَذَا الإعضال بِأَن ذَلِك الْأَمر المتصور كثيرا مَا يَجْعَل عنوانا لأمور متقرر الْوُجُود مثل كل إِنْسَان حَيَوَان وَحِينَئِذٍ لَا إِشْكَال. وَقد يَجْعَل عنوانا لأمور لَا يكون لَهَا تقرر أصلا وَلم يتَعَلَّق بهَا التَّصَوُّر بل وَاقعَة فِي حضيض الْعَدَم ويفرض أَن تِلْكَ الْأُمُور متصفة بذلك الْأَمر المتصور فَيحكم على ذَلِك الْأَمر بِأُمُور تنَافِي الْوُجُود والواقعية كالامتناع والعدم واستحالة الحكم عَلَيْهِ مثلا فَلذَلِك الْأَمر جهتان. إِحْدَاهمَا: أَنه عنوان لتِلْك الْأُمُور الْبَاطِلَة وَفرض اتحاده مَعهَا عقدا وصفيا فرضيا. وثانيتهما: أَنه ثَابت فِي نَفسه ذهنا فبالاعتبار الأول يَصح الحكم عَلَيْهِ بالامتناع ونظائره - وبالاعتبار الثَّانِي يَصح الحكم عله فمدار صِحَة الحكم بالامتناع مثلا هُوَ الأول ومدار صِحَة ذَات الحكم هُوَ الثَّانِي.
وَحَاصِل مَا أجَاب عَنهُ الباقر أَن مثل قَوْلك شريك الْبَارِي مُمْتَنع والمعدوم الْمُطلق يمْتَنع الحكم عَلَيْهِ يصدق على سَبِيل حمل إيجابي غير بتي فالامتناع إِنَّمَا يتَوَجَّه إِلَيْهِ على تَقْدِير الانطباق على مَا فرض أَنه بإزائه لَا بِاعْتِبَار نفس مَفْهُومه الثَّابِت على الْبَتّ وَعَلِيهِ بِنَاء صِحَة الحكم عَلَيْهِ. وَنَظِيره أَنَّك إِذا قلت الْوَاجِب تَعَالَى تشخصه عينه كَانَ الحكم فِيهِ على مَفْهُوم الْوَاجِب المرتسم فِي الْعقل لَكِن عَيْنِيَّة التشخص غير متوجهة إِلَيْهِ بل إِلَى مَا هُوَ بإزائه وَهُوَ الْمَوْجُود الْحق الْقَائِم بِنَفس ذَاته وَأَنه تَعَالَى شَأْنه عَن أَن يتَمَثَّل ويرتسم فِي ذهن مَا.
وَمن طَرِيق آخر أَن هَذَا اللحاظ لما كَانَ هُوَ اعْتِبَار الْمَعْدُوم الْمُطلق مُجَردا عَن جَمِيع أنحاء الْوُجُود كَانَ هَذَا الْمَفْهُوم فِي هَذَا الِاعْتِبَار غير مخلوط بِشَيْء من الموجودات. وَهَذَا هُوَ منَاط امْتنَاع الحكم وَمن حَيْثُ إِن هَذَا اللحاظ بِخُصُوصِهِ نَحْو من أنحاء وجود هَذَا الْمَفْهُوم كَانَ مخلوطا بالوجود فِي هَذَا اللحاظ وَهَذَا هُوَ منَاط صِحَة الحكم عَلَيْهِ بامتناع الحكم. وَهُوَ فِي أفق الْمُبين قسم الحملية إِلَى حلمية بتة وحملية غير بتة وَإِن كَانَ بالاتحاد بِالْفِعْلِ على تَقْدِير انطباق طبيعة العنوان على فَرد وَإِنَّمَا يحصل بتقرر مَاهِيَّة الْمَوْضُوع ووجودها سميت حملية غير بتة وَهِي مساوقة فِي الصدْق للشرطية لَا رَاجِعَة إِلَيْهَا كَمَا يظنّ أفكيف وَقد حكم فِيهَا بالاتحاد بِالْفِعْلِ على الْمَأْخُوذ بِتَقْدِير مَا لست أَقُول على سَبِيل التَّوْقِيت أَو التَّقْيِيد حَتَّى يكون قد فرض مَوْضُوع وَثمّ فِي فرض فِي نَفسه ثمَّ خصص الحكم عَلَيْهِ لتوقيت أَو تَقْيِيد لَهُ أَي عَاد الْمَحْكُوم عَلَيْهِ إِلَى أَن يكون هُوَ الطبيعة المؤقتة أَو الْمقيدَة بل إِنَّمَا على سَبِيل التَّعْلِيق المــتمم لغَرَض الْمَوْضُوع فِي نَفسه حَيْثُ لم يكن بِالْفِعْلِ طبيعة متقررة أصلا وَلَعَلَّ بَين الاعتبارين فرقا يذهل عَنهُ المتفلسفون والبتة إِنَّمَا تستدعي تقرر الْمَوْضُوع ووجوده بِالْفِعْلِ وَغير الْبَتَّةَ تقرره ووجوده على التَّقْدِير لَا بِالْفِعْلِ انْتهى.
قَالَ الْحَكِيم صَدرا فِي الْأَسْفَار فصل فِي أَن الحكم السلبي لَا يَنْفَكّ عَن نَحْو من وجود طَرفَيْهِ: إِن مَحْمُول الْعُقُود الحملية سَوَاء كَانَت مُوجبَة أَو سالبة قد يكون ثبوتيا وَقد يكون عدميا فِي الْخَارِج. وَأما فِي الذِّهْن فَلَا بُد وَأَن يكون حَاضرا مَوْجُودا لاستحالته على مَا لَا يكون كَذَلِك. وَأما فِي الْخَارِج فَكَذَلِك وَإِذا كَانَ الحكم بِالْإِيجَابِ بِحَسب ظرف الْخَارِج لاستدعاء الحكم بِحَسب أَي ظرف وجود الْمَوْضُوع فِيهِ لِأَن إِثْبَات شَيْء لشَيْء فِي أَي ظرف كَانَ يتَفَرَّع على ثُبُوته فِي نَفسه. اللَّهُمَّ إِلَّا إِذا كَانَ الْمَحْمُول فِي معنى السَّلب مُطلقًا نَحْو زيد مَعْدُوم فِي الْخَارِج أَو شريك الْبَارِي مُمْتَنع فَإِنَّهُ وَإِن نسب إِلَى الْخَارِج لكنه نفس السَّلب عَنهُ فَكَأَنَّهُ قيل زيد المتصور فِي الذِّهْن لَيْسَ فِي الْخَارِج. وَإِذا كَانَ الحكم بالسلب فِي الْخَارِج فَلَا يَقْتَضِي نفس الحكم وَوُجُود الْمَوْضُوع فِيهِ لجَوَاز سلب الْمَعْدُوم وَالسَّلب عَن الْمَعْدُوم هَذَا بِحَسب خُصُوص من طبيعة السَّلب بِمَا هُوَ سلب لَا بِمَا هُوَ حكم من الْأَحْكَام الْوَاقِعَة عَن النَّفس الإنسانية. فَقَوْلهم إِن مَوْضُوع السالبة أَعم من مَوْضُوع الْمُوجبَة المعدولة أَو السالبة الْمَحْمُول لَيْسَ مَعْنَاهُ أَن مَوْضُوع السالبة يجوز أَن يكون مَعْدُوما فِي الْخَارِج دون مَوْضُوع الْمُوجبَة إِذْ مَوْضُوع الْمُوجبَة أَيْضا قد يكون مَعْدُوما فِي الْخَارِج كَقَوْلِنَا شريك الْبَارِي مُمْتَنع واجتماع النقيضين محَال. وَلَا أَن مَوْضُوع الْمُوجبَة يجب أَن يتَحَقَّق أَو يتَمَثَّل فِي وجود أَو ذهن دون مَوْضُوع السالبة إِذْ مَوْضُوع السالبة أَيْضا كَذَلِك. بل مَعْنَاهُ أَن السَّلب يَصح عَن الْمَوْضُوع الْغَيْر الثَّابِت بِمَا هُوَ غير الثَّابِت أصلا. على أَن لِلْعَقْلِ أَن يعْتَبر هَذَا الِاعْتِبَار فِي السَّلب وَيَأْخُذ مَوْضُوع السالبة على هَذَا الْوَجْه بِخِلَاف الْإِيجَاب والموجبة.
فالإيجاب وَإِن صَحَّ على الْمَوْضُوع الْغَيْر الثَّابِت لَكِن لَا يَصح عَلَيْهِ من حَيْثُ هُوَ غير ثَابت بل من حَيْثُ لَهُ ثُبُوت مَا لِأَن الْإِيجَاب يَقْتَضِي وجود شَيْء حَتَّى يُوجد لَهُ شَيْء آخر وَلِهَذَا يَصح أَن يُقَال الْمَعْدُوم لَيْسَ من حَيْثُ هُوَ مَعْدُوم بِشَيْء وَلَا لَهُ من هَذِه الْحَيْثِيَّة شَيْء بل من حَيْثُ لَهُ وجود وَتحقّق فِي ظرف مَا. وَأَيْضًا يجوز نفي كل مَا هُوَ غير الثَّابِت عَن الْمَوْضُوع من حَيْثُ هُوَ غير ثَابت. بِخِلَاف إِثْبَات كل مَا يغايره عَلَيْهِ من تِلْكَ الْحَيْثِيَّة بل إِثْبَات شَيْء مِمَّا يغايره عَلَيْهِ من تِلْكَ الْجِهَة. اللَّهُمَّ إِذا كَانَ أمرا عدميا أَو محالا فَإِنَّهُ إِذا كَانَ ذَلِك لم يكن صدق الحكم من حَيْثُ خُصُوص الْمَحْمُول أَيْضا مستدعيا لوُجُود الْمَوْضُوع كَمَا أَنه يستدعيه من حَيْثُ النِّسْبَة الإيجابية فَلذَلِك اشْتهر أَن مَوْضُوع السالبة أَعم من مَوْضُوع الْمُوجبَة وَهُوَ غير صَحِيح إِلَّا أَن يُصَار إِلَى مَا قدمْنَاهُ وَيُرَاد بِالْعُمُومِ مَا سَيَجِيءُ ذكره. وَلَيْسَ معنى كَلَامهم على مَا فهمه الْجُمْهُور أَن الْعُمُوم إِنَّمَا هُوَ لجَوَاز كَون مَوْضُوع السالبة مَعْدُوما فِي الْخَارِج دون الْمُوجبَة.
وَأما مَا قيل إِن مَوْضُوع السالبة إِن كَانَ أَعم من مَوْضُوع الْمُوجبَة المعدولة أَو السالبة الْمَحْمُول لم يتَحَقَّق التَّنَاقُض لتَفَاوت أفرادهما وَإِن لم يكن أَعم زَالَ الْفرق. فَنَقُول هُوَ أَعم بِاعْتِبَار الْمَذْكُور وَلَا يلْزم مِنْهُ تغاير الْأَفْرَاد للْعُمُوم بمعنيين والأعمية بِحَسب الِاعْتِبَار الْمَذْكُور لَا توجب بطلَان التَّنَاقُض. وَنفي الأعمية بِحَسب الْأَفْرَاد لَا يسْتَلْزم زَوَال الْفرق لكَون الْمَوْضُوع فِي السالبة أَعم اعْتِبَارا وَإِن لم يكن أَكثر شمولا وتناولا انْتهى.

الْحسن وَالْحُسَيْن

الْحسن وَالْحُسَيْن: سبطا رَسُول الله أفضل الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِ السَّلَام وهما ابْنا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَسد الله الْغَالِب الْمَطْلُوب لكل طَالب عَليّ المرتضى كرم الله وَجهه من بنت رَسُول الله فَاطِمَة الزهراء رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا.
اعْلَم ان ولادَة الْحسن رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ كَانَت فِي الْخَامِس عشر من رَمَضَان يَوْم الثُّلَاثَاء السّنة الثَّالِثَة لِلْهِجْرَةِ فِي الْمَدِينَة المكرمة. قيل إِنَّه رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ تمم الْخلَافَة بِسِتَّة أشهر إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَة ثمَّ تَركهَا وَاخْتَارَ الانزواء وَالِاعْتِكَاف فِي الْمَدِينَة المعظمة وَهُوَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قد سمته امْرَأَته (مقدمه أَو جعده) بنت الْأَشْعَث فَمَكثَ شَهْرَيْن يرفع من تَحْتَهُ فِي الْيَوْم كَذَا وَكَذَا طسا من دم _ وَقَالَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ سقيت السم مرَّتَيْنِ وَهَذِه الْمرة الثَّالِثَة هَكَذَا فِي حَيَاة الْحَيَوَان.
وكنية هَذَا الإِمَام الْهمام أَبُو مُحَمَّد رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَفِي (حبيب السّير) مَكْتُوب أَن مَرْوَان بن الحكم الَّذِي كَانَ حَاكما للمدينة من قبل مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان قد أرْسلهُ مُعَاوِيَة وَمَعَهُ منديل ملطخ بالسم وَقَالَ لَهُ أَن عَلَيْهِ بِأَيّ تَدْبِير يستطيعه أَن يخدع جعده بنت الْأَشْعَث بن قيس زَوْجَة الْحسن حَتَّى تقدم بعْدهَا على إِزَالَة وجود الْحسن من هَذِه الدُّنْيَا بِوَاسِطَة هَذَا المنديل، وَقل لَهَا عني أَنَّهَا إِذا أرْسلت الْحسن إِلَى الْعَالم الآخر وأتمت المهمة فَإِن لَهَا خمسين ألف دِرْهَم وَأَنَّهَا سَتَكُون زوجا ليزِيد. فأسرع مَرْوَان بن الحكم إِلَى الْمَدِينَة ليقوم بِمَا قَالَه مُعَاوِيَة وسعى جاهدا إِلَى خداع جعدة الَّتِي كَانَ لقبها (أَسمَاء) الَّتِي انطلت عَلَيْهَا الْحِيلَة ونفذت مَا قَالَه مُعَاوِيَة ودست السم للْإِمَام الْحسن عَلَيْهِ السَّلَام الَّذِي سرى فِي جسده فَنقل إِلَى دَار السَّلَام.
وَيظْهر من (رَوْضَة الشُّهَدَاء) أَن جعدة قد دست السم أَكثر من مرّة للْإِمَام الْحسن عَلَيْهِ السَّلَام فَلم يُؤثر فِيهِ، بعْدهَا عَمَدت إِلَى وضع السم الْأسود فِي المَاء وخلطته فِيهِ وَلما شرب الإِمَام من ذَلِك المَاء غلب عَلَيْهِ الْقَيْء فَخرج كبده مقطعا إِلَى سبعين قِطْعَة، فَشرب شربة الشَّهَادَة فِي الْحَادِي عشر من شهر ربيع الأول سنة خمسين وارتحل إِلَى جوَار رَحْمَة الْحق. وَصلى عَلَيْهِ سعيد بن الْعَاصِ وَدفن فِي مَقْبرَة البقيع، بلغ عمره الشريف سَبْعَة وَأَرْبَعين سنة. خلف من الْأَوْلَاد عشرَة صبيان وَسِتَّة بَنَات وَالْبَعْض قَالَ خَمْسَة عشر ولدا عشرَة صبيان وَخمْس بَنَات أساميهم مَذْكُورَة فِي كتب السّير، وَيكْتب كَمَال الدّين الدَّمِيرِيّ رَحمَه الله تَعَالَى فِي (حَيَاة الْحَيَوَان) أَن مَرْوَان بن الحكم حَاكم الْمَدِينَة منع دفن الإِمَام بِالْقربِ من صَاحب الرسَالَة عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَالتَّفْصِيل فِي المطولات، وحضرة سيد الشُّهَدَاء الإِمَام الْحُسَيْن رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ الْأَخ الْأَصْغَر للْإِمَام الْحسن رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ من حَضْرَة سيدة الْجنَّة فَاطِمَة الزهراء رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا، وَكتب أَنه بعد ولادَة الإِمَام الْحسن رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ بِخَمْسِينَ يَوْمًا قد حملت سيدة النِّسَاء فَاطِمَة الزهراء رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا بِالْإِمَامِ الْحُسَيْن رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ. وَكَانَت وِلَادَته فِي الرَّابِع أَو الْخَامِس من شهر شعْبَان من السّنة الرَّابِعَة لِلْهِجْرَةِ ويروي جمع من جامعي الْأَخْبَار أَن مُدَّة حمل هَذَا الإِمَام الْهمام كَانَت سِتَّة أشهر، وَلم يُولد ولد لسِتَّة أشهر وعاش باستثناء الْحُسَيْن بن عَليّ المرتضى رَضِي الله عَنْهُمَا إِلَّا يحيى بن زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَام، وَلما وصل خبر وِلَادَته إِلَى المسامع الْمُبَارَكَة لخير الْأَنَام عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ابتهج وسر وَذهب إِلَى منزل سيدة الْجنَّة (خاتون الْجنَّة) وَحمل الإِمَام الْحُسَيْن رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فِي حضنه وَأذن فِي أُذُنه الْمُبَارَكَة لهَذَا الإِمَام الْهمام وَسَماهُ الْحُسَيْن. وعاش هَذَا الإِمَام العالي الْمقَام فِي حضن خير الْأَنَام عَلَيْهِ وعَلى آله الصَّلَاة وَالسَّلَام سِتَّة سنوات وعدة أشهر، وَكَانَ عمره فِي زمن شَهَادَة أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ كرم الله وَجهه سِتَّة وَثَلَاثِينَ سنة، وعندما انْتقل الإِمَام الْحسن رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ كَانَ عمره أَرْبَعَة وَأَرْبَعين سنة، وَبعد وَفَاة أَخِيه العالي الْمقَام عَاشَ عشر سنوات وبضع السّنة فِي دَار الفناء وَفِي يَوْم الْجُمُعَة أَو الْخَمِيس فِي الْعَاشِر من محرم الْحَرَام سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ من هِجْرَة سيد الْمُرْسلين وعَلى أَرض كربلاء فاضت روحه إِلَى الفردوس الْأَعْلَى وَصَارَ إِمَام الشُّهَدَاء، وَفِي هَذَا الْيَوْم وكما يَقُول الإِمَام اليافعي رَحمَه الله تَعَالَى أَن اثْنَيْنِ وَثَمَانِينَ شخصا من أهل بَيته وَأَتْبَاعه قد فاضت أَرْوَاحهم بَين يَدي حَضْرَة النُّور الْفَيَّاض لهَذَا الإِمَام العالي الْقيمَة على يَد أهل الْكُوفَة السيء الطالع. وَالْبَعْض يزِيد على الْعدَد أما الرِّوَايَة الْمَشْهُورَة أَن عدد الْجَمَاعَة كَانَ اثْنَيْنِ وَثَمَانِينَ لم يزِيدُوا وعَلى رِوَايَة حسن الْبَصْرِيّ رَحْمَة الله عَلَيْهِ أَن سِتَّة عشر مِمَّن اسْتشْهد هم من الأقرباء المباركين من الْأَوْلَاد والأخوان وَأَوْلَاد الأخوان وَأَوْلَاد الْأَعْمَام للْإِمَام الْحُسَيْن رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَبَعض المؤرخين يرى أَن عَددهمْ هُوَ ثَلَاثَة عشر.
إِن مُدَّة عمر هَذَا الإِمَام الْهمام كَانَت سِتَّة وَخمسين سنة وَخَمْسَة أشهر وعدة أَيَّام، وَقَاتل هَذَا النُّور المحمدي وكبد عَليّ المرتضى وَفَاطِمَة الزهراء بخنجر مَسْمُوم بعد الصَّلَاة الْآخِرَة يَوْم الْجُمُعَة أَو السبت هُوَ شمر بن الجوشن عَلَيْهِ اللَّعْنَة _ إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون. وتفصيل هَذَا الْحَادِث الَّذِي يفتت الكبد وَبَعض الظُّلم والجور الَّذِي نزل على الإِمَام الْحسن وَالْإِمَام الْحُسَيْن رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا وعَلى أهل بَيتهمْ على يَد اليزيديين قد كتب وَحبر فِيهِ دفاتر ومجلدات كَثِيرَة وَمَعَ هَذَا إِذا أردْت أَنا كَاتب هَذِه الْحُرُوف أَن أحرر بَعْضًا من ذَلِك فَإِن الدمع والألم سيغلب عَليّ وسأفقد عَقْلِي.
(يَا رب برسالة رَسُول الثقلَيْن ... يَا رب أظهر على الْغُزَاة السيئين)
(وَأقسم أعمالي السَّيئَة يَوْم الْحَشْر إِلَى قسمَيْنِ ... نصفهَا اعطها لِلْحسنِ وَنِصْفهَا للحسين)

عَمْرو

عَمْرو: بِالْفَتْح وَسُكُون الْمِيم علم رجل كزيد وَيكْتب بعده الْوَاو للْفرق بَينه وَبَين عمر بِالضَّمِّ وَفتح الْمِيم. وَهُوَ اسْم عمر بن الْخطاب خَليفَة رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بعد أبي بكر الصّديق رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا وَهُوَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ عمر الْفَارُوق بن الْخطاب بن نفَيْل بن عبد الله. ويجتمع رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي كَعْب بن لؤَي.
وَأمه رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ حنتمة بنت هَاشم بن الْمُغيرَة المَخْزُومِي وبويع لَهُ بالخلافة فِي الْيَوْم الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَبُو بكر الصّديق رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ بِوَصِيَّة مِنْهُ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فَقَامَ بعده بِمثل سيرته. وَلما أسلم رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أعز الله تَعَالَى بِهِ الْإِسْلَام. وَتُوفِّي رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَهُوَ رَاض عَنهُ وبشره بِالْجنَّةِ.ومناقبه وفضله كَثِيرَة جدا. وَهُوَ أول من سمي بأمير الْمُؤمنِينَ وَهُوَ من الْمُهَاجِرين الْأَوَّلين وَكَانَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ زاهدا عادلا فارقا بَين الْحق وَالْبَاطِل واعظا ناصحا ذَا مهابة وهيبته رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ كَانَت فِي قُلُوب أَعدَاء الدّين وَكَانَ رَضِي الله عَنهُ يلبس المرقوع وَيَأْكُل خبز الشّعير ويجاهد فِي الدّين.
حُكيَ أَن كَعْب الْأَحْبَار قَالَ فِي أَوَاخِر أَيَّام حَيَاته رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ يَا عمر استعد لسفر الْآخِرَة وقم بمراسم الْوَصِيَّة فَإِن الْبَاقِي من أَيَّام حياتك ثَلَاثَة أَيَّام. فَقَالَ يَا كَعْب من أَيْن تعلم هَذَا فَقَالَ من التَّوْرَاة فَإِن من صفاتك وأفعالك مَذْكُور فِيهَا. وَفِي تِلْكَ الأوان جَاءَهُ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أَبُو لؤلؤة النَّصْرَانِي غُلَام مُغيرَة بن شُعْبَة واسْمه فَيْرُوز وشكا من مَوْلَاهُ أَنه يطلبني أَرْبَعَة دَرَاهِم فَأمره أَن يُخَفف عني فَسَأَلَهُ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ مَا تصنع. قَالَ أَبُو لؤلؤة إِنِّي أفعل فعل النجار والحداد والنقاش فَقَالَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ مَا يَطْلُبهُ مَوْلَاك مِنْك لَيْسَ بظُلْم بل مقرون بِالْعَدْلِ اتَّقِ الله وَأحسن إِلَى مَوْلَاك. فَغَضب أَبُو لؤلؤة وَقَالَ يَا عجباه وَقد وسع النَّاس عدله غَيْرِي. واضمر على قَتله واصطنع لَهُ خنجرا لَهُ رأسان وسمه. فجَاء إِلَى صَلَاة الْغَدَاة. قَالَ عَمْرو بن مَيْمُون إِنِّي لقائم فِي الصَّلَاة وَمَا بيني وَبَين عمر إِلَّا ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا فَمَا هُوَ إِلَّا أَن كبر فَسَمعته يَقُول قتلني الْكَلْب حِين طعنه وطار العلج بسكين ذَات طرفين لَا يمر على أحد يَمِينا وَشمَالًا إِلَّا طعنه حَتَّى طعن ثَلَاثَة عشر رجلا. مَاتَ سَبْعَة وَقيل تِسْعَة. فَلَمَّا رأى ذَلِك رجل من الْمُسلمين طرح عَلَيْهِ برنسا.
فَلَمَّا علم أَنه مَأْخُوذ نحر نَفسه. فَقَالَ عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَاتله الله تَعَالَى لقد أمرت بِهِ مَعْرُوفا. ثمَّ قَالَ الْحَمد لله الَّذِي لم يَجْعَل منيتي بيد رجل يَدعِي الْإِسْلَام وَكَانَ أَبُو لؤلؤة مجوسيا وَيُقَال كَانَ نَصْرَانِيّا. وَتُوفِّي عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فِي ذِي الْحجَّة لسبع وَعشْرين لَيْلَة مِنْهُ فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين بعد طعنه بِيَوْم وَلَيْلَة عَن ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة. وَدفن عِنْد أبي بكر الصّديق رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فِي الْحُجْرَة النَّبَوِيَّة بِحَيْثُ وضع رَأسه رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ عِنْد صدر أبي بكر الصّديق رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وَكَانَ رَأس أبي بكر الصّديق رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ عِنْد صدر رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. قَالَ ابْن إِسْحَاق وَكَانَت خِلَافَته رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ عشر سِنِين وَسِتَّة أشهر وَخمْس لَيَال. وَقَالَ غَيره ثَلَاثَة عشر يَوْمًا. وَكَانَ لَهُ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ سِتَّة بَنِينَ وَخمْس بَنَات. وَحكي أَنه رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لما صَار مجروحا بِسِتَّة جروح أَو ثَلَاثَة جروح وإحداهن تَحت لسرة كَانَت مهلكة قَالُوا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ تمم الْوَصِيَّة واستعد لسفر الْآخِرَة. فَبَيْنَمَا حضر كَعْب الْأَحْبَار رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فَلَمَّا رأه أَمِير الْمُؤمنِينَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أنْشد ببيتين ترجمتها بِالْفَارِسِيَّةِ وَهَكَذَا:
(لقد أخبر كَعْب عَن عمرك يَا عمر ... )
(بَقِي ثَلَاثَة أَيَّام وَلَا اشْتِبَاه فِي ذَلِك ... )
(وَالله لَا خوف من انْقِضَاء الْعُمر ... )
(وَلَكِنِّي أحذر من كَثْرَة الأخطاء ... )
وَلما التمسوا أَن يُوصي ابْنه عبد الله بالخلافة أنكر وَترك الْخلَافَة شُورَى بَين سِتَّة أَصْحَاب مبشرين بِالْجنَّةِ (عُثْمَان) و (عَليّ) و (سعد بن أبي وَقاص) و (طَلْحَة) و (زبير) و (عبد الرَّحْمَن بن عَوْف) رضوَان الله تَعَالَى عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ. وَأوصى أَن يختاروا وَاحِدًا مِنْهُم للخلافة. حُكيَ أَن بعض الْمُسلمين لما اطلعوا على وَصيته رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فتحُوا لِسَان الطعْن على أَصْحَاب الشورى فَلَمَّا اطلع رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ استنكره _ وَقَالَ إِن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ مَا من موقف من المواقف أَلا وَيكون يَدي فِي يَد عَليّ بن أبي طَالب. وَإِن عُثْمَان يُصَلِّي لَيْلًا وملائكة السَّمَوَات السَّبع يترحمون عَلَيْهِ.وَهَذَا مَخْصُوص بِهِ فَإِنَّهُ يستحي من الله تَعَالَى أَن يصدر عَنهُ مَعْصِيّة. هَكَذَا ذكر فَضَائِل كل من الْأَرْبَعَة الْبَاقِيَة كَمَا فصلت فِي كتب السّير.
وَزوج رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ بنته حَفْصَة من النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فِي الْمَدِينَة وَأَيْضًا عمر اسْم نحوي كَانَ مُجْتَهدا فِي النَّحْو حُكيَ أَنه جَاءَ عمر النَّحْوِيّ إِلَى بَاب عَالم وحرك حَلقَة الْبَاب فَقَالَ الْعَالم: من؟ فَأجَاب المحرك عمر _ فَقَالَ الْعَالم وَهُوَ فِي الْبَيْت انْصَرف. فَأجَاب المحرك أَلا تعلم أَن عمر لَا ينْصَرف. فَقَالَ الْعَالم إِذا نكر صرف. فَأجَاب المحرك هَذَا عمر غير مُنكر فَقَالَ الْعَالم نكرته. فضحكا فَفتح الْبَاب _ والعمر بِضَم الْعين وَسُكُون الْمِيم الْبَقَاء وَلَا يسْتَعْمل مَعَ اللَّام إِلَّا مَفْتُوح الْعين لِأَن الْقسم مَوضِع التَّخْفِيف لِكَثْرَة اسْتِعْمَاله فَيُقَال لعمرك أَي بَقَاءَك قسمي أَي مَا اقْسمْ:
(ذهب هَذَا الْعُمر الغالي حسرات مَعَ الرّيح ... )
(فَلم يضع أحد يَده لحماية هَذِه الشمعة ... ) 

التّفسير

التّفسير:
[في الانكليزية] Explication ،interpretation ،commentary ،exegesis
[ في الفرنسية] Explication ،interpretation ،commentaire ،exegese
هو تفعيل من الفسر وهو البيان والكشف.
ويقال هو مقلوب السّفر. تقول أسفر الصبح إذا أضاء. وقيل مأخوذ من التّفسرة، وهي اسم لما يعرف به الطبيب المريض. وعند النحاة يطلق على التمييز كما سيجيء. وعند أهل البيان هو من أنواع إطناب الزيادة، وهو أن يكون في الكلام لبس وخفاء فيؤتى بما يزيله ويفسّره.
ومن أمثلته أنّ الإنسان خلق هلوعا إذا مسّه الشرّ جزوعا وإذا مسّه الخير منوعا. فقوله إذا مسّه الخ مفسّر للهلوع كما قال أبو العالية. ومنها يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ الآية فيذبّحون وما بعده تفسير للسّوم. ومنها الصّمد لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ الآية. قال محمد بن كعب القرظي لم يلد الخ تفسير للصّمد، وهو في القرآن كثير. قال ابن جنّي ومتى كانت الجملة تفسيرا لا يحسن الوقف على ما قبلها دونها لأنه تفسير الشيء لاحق به ومــتمّم له وجار مجرى بعض أجزائه، كذا في الإتقان في أنواع الإطناب. والفرق بينه وبين الإيضاح بعد الإبهام يذكر في لفظ الإيضاح. ويقول في مجمع الصنائع: التفسير هو أن يعدّد الشاعر عدة أوصاف مجملة ثم يأتي بعد ذلك بالتفسير لها.
فإذا أعاد تلك الألفاظ المجملة خلال التفسير فإنّه يسمّى عند ذلك التفسير الجليّ، وإلّا فهو التفسير الخفيّ. مثال الأول:
إمّا أن يكبّل أو يفتح أو يقبض أو يعطي لكي يبقى العالم شاهدا على ما قام به الملك فما يقبضه هو الولاية، وما يعطيه فهو الأموال وما يقيّده فهو رجل العدوّ، وما يفتحه فهو القلعة ومثال الثاني:
دائما يحضرون من أجل عيدك وهو ظاهر وهم يلدون دائما من أجل سرورك بسهولة الرطب من النخل والعسل من النحل والحرير من دود القزّ والمسك من الغزال واللؤلؤ من البحر والذهب من الصخر والسكر من القصب والجوهر من المنجم انتهى اعلم أنّ الأصوليين والفقهاء اختلفوا في التفسير والتأويل فقال أبو عبيدة وطائفة هما بمعنى. وقال الراغب: التفسير أعمّ من التأويل وأكثر استعماله في الألفاظ ومفرداتها، وأكثر استعمال التأويل في المعاني والجمل. وكثيرا ما يستعمل في الكتب الإلهية. والتفسير يستعمل فيها وفي غيرها. وقال غيره: التفسير بيان لفظ لا يحتمل إلّا وجها واحدا، والتأويل توجيه لفظ متوجّه إلى معان مختلفة إلى واحد منها بما ظهر من الأدلة. وقال الماتريدي: التفسير القطع على أنّ المراد من اللفظ هذا أو الشهادة على الله أنه عني باللفظ هذا، فإن قام دليل مقطوع به فصحيح وإلّا فتفسير بالرأي وهو المنهي.
والتأويل ترجيح أحد المحتملات بدون القطع والشهادة على الله.

وقال أبو طالب الثعلبي: التفسير بيان وضع اللفظ إما حقيقة أو مجازا كتفسير الصراط بالطريق والصيّب بالمطر، والتأويل تفسير باطن اللفظ، مأخوذ من الأول، وهو الرجوع بعاقبة الأمر، فالتأويل إخبار عن حقيقة المراد والتفسير إخبار عن دليل المراد، لأن اللفظ يكشف عن المراد والكاشف دليل كقوله تعالى إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ تفسيره أنه من الرّصد يقال:
رصدته رقبته والمرصاد مفعال منه وتأويله التحذير من التهاون بأمر الله والغفلة عن الأهبة والاستعداد للعرض عليه وقواطع الأزلة تقتضي بيان المراد منه على خلاف وضع اللفظ في اللغة.

قال الأصبحاني في تفسيره: اعلم أنّ التفسير في عرف العلماء كشف معاني القرآن.
وبيان المراد أعمّ من أن يكون بحسب اللفظ المشكل وغيره وبحسب المعنى الظاهر وغيره.
والتأويل أكثره في الجمل، والتفسير إمّا أن يستعمل في غريب الألفاظ نحو البحيرة والسائبة والوصيلة أو في وجيز يتبيّن بشرح نحو أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وإمّا في كلام متضمن لقصة لا يمكن تصويره إلّا بمعرفتها كقوله تعالى إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ. وإمّا التأويل فإنه يستعمل مرة عاما ومرة خاصا نحو الكفر المستعمل تارة في الجحود المطلق وتارة في جحود الباري تعالى خاصة، ويستعمل في لفظ مشترك بن معان مختلفة نحو لفظ وجد المستعمل في الجدة والوجد والوجود. وقال غيره التفسير يتعلّق بالرواية والتأويل بالدراية.

وقال أبو نصر القشيري: التفسير مقصور على الإتباع والسماع والاستنباط في ما يتعلّق بالتأويل. وقال قوم ما وقع في كتاب الله تعالى مبينا وفي صحيح السنة معينا سمّي تفسيرا لأنّ معناه قد ظهر ووضح، وليس لأحد أن يتعرّض له باجتهاد ولا غيره، بل يحمله على المعنى الذي ورد ولا يتعداه. والتأويل ما استنبطه العلماء العالمون بمعاني الخطاب الماهرون في آلات العلوم.

وقال قوم منهم البغوي والكواشي:
التأويل صرف الآية إلى معنى موافق لما قبلها وبعدها يحتمله الآية غير مخالف للكتاب والسّنة من طريق الاستنباط. ويطلق التفسير أيضا على علم من العلوم المدوّنة وقد سبق في المقدمة. فائدة:
قد يقال في كلام المفسّرين هذا تفسير معنى وهذا تفسير إعراب. والفرق بينهما أن تفسير الإعراب لا بدّ فيه من ملاحظة صناعة النحو، وتفسير المعنى لا يضرّه مخالفة ذلك.
هذا كله من الإتقان. والتفسير في اصطلاح أهل الرمل عبارة عن شكل ينتج عن إغلاق أو فتح.
وسيأتي شرح وطريقة ذلك في لفظ «متن».

علم الأخلاق

علم الأخلاق:
[في الانكليزية] Ethics ،morals
[ في الفرنسية] Ethique morale
هو علم السلوك وقد سبق في المقدمة، وهو من أنواع الحكمة العملية، ويسمّى تهذيب الأخلاق والحكمة الخلقية أيضا كما مرّ في بيان تقسيم الحكمة في المقدمة أيضا.
علم الأخلاق
وهو قسم من: الحكمة العملية.
قال ابن صدر الدين في (الفوائد الخاقانية) : وهو علم بالفضائل، وكيفية اقتنائها، لتتحلى النفس بها، وبالرذائل: وكيفية توقيها، لتتخلى عنها.
فموضوعه: الأخلاق، والملكات، والنفس الناطقة، من حيث: الاتصاف بها.
وهاهنا شبهة قوية، وهي: أن فائدة هذا العلم: إنما تتحقق، إذا كانت الأخلاق قابلة للتبديل والتغير.
والظاهر خلافه كما يدل عليه قوله - عليه الصلاة والسلام -: (الناس معادن، كمعادن الذهب والفضة، خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام).
وروي عنه - عليه الصلاة والسلام - أيضا: (إذا سمعتم بجبل زال عن مكانه فصدقوه، وإذا سمعتم برجل زال عن خلقه فلا تصدقوه، فإنه سيعود إلى ما جبل عليه).
وقوله عز وجل: (إلا إبليس، كان من الجن، ففسق عن أمر ربه).. ناظر إليه أيضا.
وأيضا الأخلاق: تابعة للمزاج، والمزاج: غير قابل للتبديل، بحيث يخرج عن عرضه، وأيضا السيرة تقابل الصورة، وهي لا تتغير.
والجواب: أن الخلق ملكة يصدر بها عن النفس أفعال بسهولة، من غير فكر وروية.
والملكة: كيفية راسخة في النفس، لا تزول بسرعة.
وهي قسمان: أحدهما: طبيعية، والآخر: عادية.
أما الأولى: فهي أن يكون مزاج الشخص في أصل الفطرة، مستعدا لكيفية خاصة كامنة فيه، بحيث يتكيف بها بأدنى سبب، كالمزاج الحار اليابس، بالقياس إلى الغضب، والحار الرطب بالقياس إلى الشهوة، والبارد الرطب بالنسبة إلى النسيان، والبارد اليابس بالنسبة إلى البلادة.
وأما العادية: فهي أن يزاول في الابتداء فعلا باختياره؛ وبتكرره والتمرن عليه تصير ملكة، حتى يصدر عنه الفعل بسهولة، من غير روية.
ففائدة هذا العلم: بالقياس إلى الأولى: إبراز ما كان كامنا في النفس.
وبالقياس إلى الثانية: تحصيلها.
وإلى هذا يشير ما روي عن النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم -: (بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
ولهذا قيل: إن الشريعة قد قضت الوطر عن أقسام الحكمة العملية، على أكمل وجه، وأتم تفصيل. انتهى.
وفيه: كتب كثيرة، منها:
علم الأخلاق
هو قسم من الحكمة العملية.
قال الأرنيقي في مدينة العلوم: هو علم يعرف منه أنواع الفضائل وهي اعتدال ثلث قوي وهي القوة النظرية والغضبية والشهوية منها أوساط بين الرذيلتين.
الحكمة: وهي كمال القوة النظرية وهي التوسط بين الرذيلتين البلادة والجريزة الأول تفريطها والثاني إفراطها.
والشجاعة: وهي كمال القوة الغضبانية وهي التوسط بين الرذيلتين الجبن والتهور الأول تفريطها والثاني إفراطها.
والعفة: وهي كمال القوة الشهوية وهي التوسط بين الرذيلتين الخمود والفجور والأول تفريطهما والثاني إفراطها وهذه الثلاثة أعني الحكمة والشجاعة والعفة تذكر في علم الأخلاق تعريفاتها.
ثم طريق العلاج بأن يفتر عن طرفي التوسط ويعتدل في الوسط وخير الأمور أوساطها.
وموضوع هذا العلم: الملكات النفسانية من حيث تعديلها بين الإفراط والتفريط.
ومنفعته: أن يكون الإنسان كاملة أفعاله بحسب الإمكان ليكون أولاه سعيدا أو أخراه حميدا انتهى.
قال ابن صدر الدين في الفوائد الخاقانية: وهو علم بالفضائل وكيفية اقتنائها لتتحلى النفس بها وبالرذائل وكيفية توقيها لتتخلى عنها. فموضوعه: الأخلاق والملكات والنفس الناطقة من حيث الاتصاف بها وهاهنا شبهة قوية وهي أن الفائدة في هذا العلم إنما تتحقق إذا كانت الأخلاق قابلة للتبديل والتغيير والظاهر خلافه كما يدل عليه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الناس معادن كمعادن الذهب والفضة خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام".
وروي عنه - صلى الله عليه وسلم - أيضا: "إذا سمعتم بجبل زال عن مكانه فصدقوا أو إذا سمعتم برجل زال عن خلقه فلا تصدقوا فإنه سيعود إلى ما جبل عليه" وقوله عز وجل {إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} ناظر إليه أيضا.
وأيضا الأخلاق تابعة للمزاج والمزاج غير قابل للتبديل بحيث يخرج عن عرضه.
وأيضا السيرة تقابل الصورة وهي لا تتغير.
والجواب: إن الخلق ملكة تصدر بها عن النفس أفعال بسهولة من غير فكر وروية.
والملكة راسخة في النفس لا تزول بسرعة وهي قسمان: أحدهما طبيعية والآخر عادية.
أما الأولى: فهي أن يكون مزاج الشخص في أصل الفطرة مستعدا لكيفية خاصة كامنة فيه بحيث يتكيف بها بأدنى سبب كالمزاج الحار اليابس بالقياس إلى الغضب والحار الرطب بالقياس إلى الشهوة والبارد الرطب بالنسبة إلى النسيان والبارد اليابس بالنسبة إلى البلادة.
وأما العادية فهي: أن يزاول في الابتداء فعلا باختياره وبتكرره والتمرن عليه يصير ملكة حتى يصدر عنه الفعل بسهولة من غير روية.
ففائدة هذا العلم بالقياس إلى الأولى إبراز ما كان كامنا في النفس وبالقياس إلى الثانية تحصيلها وإلى هذا يشير ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" ولهذا قيل: إن الشريعة المصطفوية قد قضت الوطر عن أقسام الحكمة العملية على أكمل وجه وأتم تفصيل انتهى.
وفيه كتب كثيرة منها: أخلاق الأبرار والنجاة من الأشرار لأبي حامد الغزالي وأخلاق الشيخ الرئيس وأخلاق راغب وأخلاق علائي وأخلاق عضد الدين الأيجي وأخلاق فخر الدين الرازي وأخلاق الناصري ورسائل إخوان الصفا وخلان الوفا وأخلاق جلالي للمحقق الدواني.
وعبارة مدينة العلوم ومن الكتب المختصرة فيه كتاب البر والإثم لأبي علي ابن سينا وكتاب الفوز لأبي علي مسكويه ومن المبسوطة كتاب الإمام فخر الدين بن الخطيب الرازي انتهى
قلت: وقد قضت الشريعة المصطفوية حق علم الأخلاق فلم تدع لأحد فيه مثالا يقوله وكلاما يتلكم به فالكتاب والسنة يكفيان لمن يريد إدراك هذا العلم والتحلي به عن تلك الكتب المشار إليها فإن الصباح يغني عن المصباح

المصمت

المصمت:
[في الانكليزية] Blank or free verse
[ في الفرنسية] Vers libre
هو البيت الذي ليس في عروضه قافية وهو من مصطلحات الشعراء وقد سبق.
المصمت: ضد المجوف. والحروف المصمتة مَا عدا الْحُرُوف الذلاقة. وَإِنَّمَا سميت مصمتة لِأَنَّهَا لثقلها كالشيء المصمت الَّذِي لَا جَوف لَهُ أَو لِأَنَّهَا صمت عَنْهَا فِي بِنَاء رباعي أَو خماسي أَي اصمت المتكلمون أَن يجْعَلُوا مِنْهَا رباعيا أَو خماسيا.
(المصمت) الجامد لَا جَوف لَهُ كالحجر وَمن الأقفال وَنَحْوهَا الْمُبْهم المغمض فَتحه وَمن الألوان الْخَالِص لَا يخالطه غَيره وَمن النّوم الثقيل العميق

(المصمت) المــتمم

(المصمت) يُقَال هُوَ يشكو إِلَى غير مصمت إِلَى من لَا يعبأ بشكواه

ثني 

[ثني] الثِنايَةُ: حبلٌ من شعر أو صوف. قال الراجز:

والحجر الاخشن والثناية * وأما الثناء ممدود فعِقالُ البعير ونحوِ ذلك من حبل مثنى. وكل واحد من تثييه فهو ثناء لو أفرد. تقول: عقلت البعير بثنا يين، إذا عقلْتَ يديه جميعاً بحبلٍ أو بطرفي حبل. وإنما لم يهمز لانه لفظ جاء مثنى لا يفرد واحده فيقال ثناء، فتركت الياء على الاصل، كما فعلوا في مذروين لان أصل الهمزة في ثناء لو أفرد ياء، لانه من ثنيت، ولو أفرد واحده لقيل ثناءان كما تقول: كساءان ورداءان. والثنى: واحد أثناء الشئ، أي تضاعيفه. تقول: أنفذت كذا في ثنى كتابي، أي في طيِّه. قال أبو عبيد: والثنْيُ من الوادي والجبل: منعطفه. وثِنْيُ الحبلِ: ما ثَنَيْتَ. قال طَرَفة: لَعَمْرِكَ إنَّ الموتَ ما أَخْطأَ الفَتى * لَكا لِطَولِ المُرْخى وثِنْياهُ باليَدِ والثِنْيُ أيضاً من النوق: التي وضعتْ بطْنَيْنِ. وثِنْيُها: ولدها، وكذلك المرأة. ولا يقال ثِلْثُ ولا فوقَ ذلك. والثِني مقصورٌ: الأمر يعاد مرَّتينِ. وفي الحديث: " لا ثني في الصدَقة " أي لا تؤخذ في السنة مرتين. قال الشاعر : أفى جنب بكر قطعتني ملامة * لعمري لقد كانت ملامتها ثنى (*) والثنيا بالضم: الاسم من الاسْتِثناءِ، وكذلك الثَنْوي بالفتح. ويقال: جاءوا مَثْنى مَثْنى، أي اثنين اثنين، ومثنى وثناء غير مصروفين، لما قلناه في ثلاث من باب الثاء. وقال أبو عبيدة: مثنى الأيادي، هي الأنصباء التي كانت تَفْضُلُ من الجَزورِ في الميسر، فكان الرجلُ الجواد يشتريها فيعطيها الأَبْرامَ. وقال أبو عمرو: مَثْنى الأَيادي: أن يأخذ القِسْمَ مرّةً بعد مرّةٍ. قال النابغة: أَنِّي أُــتَمِّمُ أَيْساري وأَمْنَحُهُمْ * مَثْنَى الأَيادي وأكسو الجفنة الادما وفى الحديث: " من أشراط الساعة أن توضع الاخيار وترفع الاشرار، وأن تقرأ المثناة على رءوس الناس فلا تغير "، يقال هي التى تسمى بالفارسية دوبيتى، وهو الغناء. وكان أبو عبيد يذهب في تأويله إلى غير هذا. وثنيت الشئ ثنيا: عطفته. وثناه، أي كفه. يقال: جاء ثانياً من عنانه. وثَنَيْتُهُ أيضاً: صرفته عن حاجته، وكذلك إذا صرتَ له ثانياً. وثَنَّيْتُهُ تَثْنيَةً، أي جَعلتُه اثنين. والثُنْيانُ بالضم: الذي يكون دون السَيِّدِ في المرتبة، والجمع ثِنْيَةٌ. قال الأعشى: طويلُ اليدين رَهْطُهُ غيرُ ثِنْيَةٍ * أَشَمُّ كريمٌ جارُهُ لا يُرَهَّقُ وفلان ثِنْيَةُ أهلِ بيته، أي أرذلُهم. والثُنْيُ والثنْيُ، بضم الثاء وكسرها، مثل الثُنْيانِ. قال أوس بن مغراء: ترى ثنانا إذا ما جاء بدءهم * وبدؤهم إن أتانا كان ثنيانا ورواه اليزدى: " ثنياننا إن أتاهم ". والثنية: واحدة والثنايا من السن. والثَنيَّةُ: طريق العقبة، ومنه قولهم: فلانٌ طَلاَّع الثَنايا، إذا كان سامياً لمعالي الأمور، كما يقال طَلاَّعُ أَنْجُدٍ. والثَنيُّ: الذي يلقى ثنيته، ويكون ذلك في الظلف والحافر في السنة الثالثة، وفى الخف (*) في السنة السادسة. والجمع ثنيان وثناء، والانثى ثَنِيَّةٌ، والجمع ثَنِيَّاتٌ. واثنان من عدد المذكر واثنتان للمؤنّث، وفي المؤنث لغة أخرى: ثنتان بحذف الالف. ولو جاز أن يفرد لكان واحده اثن واثنة، مثل ابن وابنة. وألفه ألف وصل. وقد قطعها الشاعر على التوهم فقال: ألا لا أرى إثنين أحسن شيمة * على حدثان الدهر منى ومن جمل وقال قيس بن الخطيم: إذا جاوزَ الاثنين سِرٌّ فإنّه * بِنَثٍّ وتكثير الوشاة قمين ويوم الاثْنَينِ لا يُثَنَّى ولا يجمع، لانه مثنى ; فإن أحببت أن تجمعه كأنه صفة للواحد قلت أثا نين. وقولهم: هذا ثانى اثْنَيْنِ، أي هو أحد الاثنين. وكذلك ثالث ثلاثة مضاف، إلى العشرة، ولا ينون. فإن اختلفا فأنت بالخيار: إن شئت أضفت، وإن شئت نونت وقلت هذا ثانى واحد وثان واحدا. المعنى: هذا ثنى واحدا. وكذلك ثالث اثنين على ما فسرناه في باب الثاء. والعدد منصوب ما بين أحد عشر إلى تسعة عشر، في الرفع والنصب والخفض، إلا اثنى عشر فإنك تعربه على هجاءين. وتقول للمؤنث: اثْنَتانِ وإن شئت ثنتان ; لان الالف إنما اجتلبت لسكون الثاء، فلما تحركتْ سقطتْ. ولو سًمِّيَ رجلٌ باثْنَيْنِ أو باثْنَي عَشَرَ لقلت في النسبة إليه ثنوى، في قول من قال في ابن بنوى، واثنى في قول من قال ابني. وأما قول الراجز: كأن خصييه من التدلدل * ظرف عجوز فيه ثنتا حنظل فأراد أن يقول: فيه حنظلتان فلم يمكنه، فأخرج الاثنين مخرج سائر الاعداد للضرورة، وأضافه إلى ما بعده، وأراد ثنتان من حنظل، كما يقال ثلاثة دراهم وأربعة دراهم. وكان حقه في الاصل أن يقال اثنا دراهم واثنتا نسوة، إلا أنهم اقتصروا بقولهم درهمان وامرأتان عن إضافتهما إلى ما بعدهما. وانثنى، أي انعطف. وكذلك اثنونى، على افعوعل. وأثنى عليه خيرا، والاسم الثَناءُ. وأثْنَى، أي ألقَى ثَنيَّتَهُ. وتَثَنَّى في مشيته: تأوَّد. والمَثاني من القرآن: ما كان أقلَّ من المائتين. وتسمى فاتحة الكتاب مَثَانِيَ لأنّها تُثَنّى في كلِّ ركعة. ويسمّى جميعُ القرآن مَثانيَ أيضاً لاقترانِ آية الرحمة بآية العذاب.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.