Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: تعسف

تَعَسُّفَات

تَعَسُّفَــات
الجذر: ع س ف

مثال: لَمْ يقبل تَعَسُّفــات الإدارة
الرأي: مرفوضة
السبب: لجمع المصدر، والأصل فيه ألا يُثَنَّى ولا يُجمع.

الصواب والرتبة: -لم يقبل تَعَسُّفــات الإدارة [فصيحة]
التعليق: منع بعض اللغويين تثنية المصدر وجمعه مطلقًا، وأجاز ذلك بعضهم إذا أريد بالمصدر العدد أو كان آخره تاء المرَّة، مثل: «رَمْيَة: رَمْيَتان ورميات»، و «تسبيحة: تسبيحتان وتسبيحات»، وكذلك إذا تعددت الأنواع، مثل: «تصريح: تصريحان وتصريحات»، وذلك اعتمادًا على ما جاء في الاستعمال القرآني في قوله تعالى: {وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} الأحزاب/10، حيث جاءت «الظنون» وهي جمع «الظن» وهو مصدر. وقد أجاز مجمع اللغة المصري إلحاق تاء الوحدة بالمصادر الثلاثية والمزيدة، ثم جمعها جمع مؤنث سالمًا، كما أجاز تثنية المصدر وجمعه جمع تكسير أو جمع مؤنث سالِمًا عندما تختلف أنواعه؛ ومن ثَمَّ يمكن تصويب الاستعمال المرفوض، وقد أورده الأساسيّ.

تعسف

(تعسف) فِي الْكَلَام تكلّف وَالطَّرِيق وَعَن الطَّرِيق عسف وَفُلَانًا ظلمه
الــتعسف: حمل الكلام على معنى لا تكون دلالته عليه ظاهرة.

الــتعسف: هو الطريق الذي غير موصل إلى المطلوب، وقيل: الأخذ على غير طريق، وقيل: هو ضعف الكلام.

التعسف

الــتعسف: حمل الكلام على معنى لا تكون دلالته عليه ظاهرة.
الــتعسف: الْخُرُوج عَن طَرِيق الْحق وَحمل الْكَلَام على معنى لَا يكون عَلَيْهِ دلَالَة.

الوقف المتعسف

الوقف المــتعسف:
ما يــتعسفــه بعض المعربين أو يتكلفه بعض القراء، أو يتأوله بعض أهل الأهواء مما يمكن أن يقتضي وقفاً يوقف عليه، ويسمى بـ (الوقف المتكلف) وهذا منعه القراء ونهوا عنه أشد النهي، ومنه وقف بعضهم على قوله تعالى {لَا تُشْرِكْ} والابتداء بعده بـ (بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)، على معنى القسم. 

عسف

(ع س ف) : (الْعَسْفُ) الظُّلْمُ وَسُلْطَانٌ (عَسُوفٌ) ظَلُومٌ (وَمِنْهُ) الْعَسِيفُ الْأَجِيرُ وَبِجَمْعِهِ جَاءَ الْحَدِيثُ «نَهَى عَنْ قَتْلِ الْعُسَفَاءِ وَالْوُصَفَاءِ» وَأَصْلُهُ مِنْ عَسَفَ الْفَلَاةَ وَاعْتَسَفَهَا إذَا قَطَعَهَا عَلَى غَيْرِ هِدَايَةٍ وَلَا طَرِيقٍ مَسْلُوكٍ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُمْ هَذَا كَلَامٌ فِيهِ تَعَسُّفٌ (وَعُسْفَانٌ) مَوْضِعٌ عَلَى مَرْحَلَتَيْنِ مِنْ مَكَّةَ.
ع س ف: (الْعَسْفُ) الْأَخْذُ عَلَى غَيْرِ الطَّرِيقِ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَكَذَا (الــتَّعَسُّفُ) وَ (الِاعْتِسَافُ) . وَ (الْعَسُوفُ) الظَّلُومُ. وَ (الْعَسِيفُ) الْأَجِيرُ. وَ (عُسْفَانُ) مَوْضِعٌ. 
عسف
العَسْفُ: رُكوْبُ الأمْر وغيرِه من غَيْر قَصْدٍ ولا تَدْبير، ومنه الــتعَسفً. والعَسِيْفُ: الأجِيْر. والعَبْدُ المُسْتَهانُ به.
ويُقال: كَمْ أعْسِفُ عَلَيْك: أي كَمْ أعْمَل لك.
وبَعِيْرٌ عاسِفٌ: إذا كان بالمَوْت، وهو مِثْلُ النزْع للإنْسان.
وعسفانُ: موضِع بالحِجاز. وهو يعْسِفُ ضيْعَتَهم: أي يَرْعاها.
(عسف)
على فلَان وَلفُلَان عسفا عمل لَهُ وَيُقَال هُوَ يعسف ضيعتهم يرعاها وَيقوم عَلَيْهَا وَالطَّرِيق سَار فِيهِ على غير هدى وَيُقَال عسف عَنهُ عدل وحاد وعسف فِي الْأَمر فعله بِلَا روية وَلَا تدبر وَفُلَانًا أَخذه بالعنف وَالْقُوَّة وظلمه وَيُقَال عسف الْمَرْأَة غصبهَا نَفسهَا واعتدى عَلَيْهَا وعسف الدمع الجفون كثر فَجرى فِي غير مجاريه وعسف فلَانا استخدمه فَهُوَ عاسف وعساف وعسوف 
عسف وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه بعث سَرِيَّة فَنهى عَن قتل العُسَفاء والوُصَفاء. قَالَ أَبُو عَمْرو: العُسَفاء الأُجراء وَالْوَاحد مِنْهُم عسيف. وَمِنْه الحَدِيث الآخر: إِن رجلَيْنِ اخْتَصمَا إِلَيْهِ فَقَالَ أَحدهمَا: إِن ابْني كَانَ عسيفًا على هَذَا وَإنَّهُ زنى بامرأته - يَعْنِي أَنه كَانَ أَجِيرا. قَالَ: وَأما الأسيف فِي غير هَذَا الحَدِيث فَإِنَّهُ العَبْد
[عسف] العَسْفُ: الأخذُ على غير الطريق، وكذلك الــتَعَسُّفُ والاعتِسافُ. والعَسْفُ أيضاً: القَدَحُ الضخمُ. والعَسوفُ: الظلومُ. قال أبو يوسف: ناقةٌ عاسِفٌ، إذا أشرفت على الموت من الغدة وجعلت تتنفس. قال الاصمعي: قلت لرجل من أهل البادية: ما العساف؟ قال: حين نقمص حَنجرته، أي ترجف من النَفَس. قال عامر بن الطفيل في قُرْزِلٍ يومَ الرَقَمِ: ونِعْم أخو الصعلوكِ أمْسِ تركتُه بتَضْرُعَ يَمْري باليدين ويعسف قال: والعسيف: الاجير، والجمع عسفاء. وعسفان: موضع.

عسف


عَسَفَ(n. ac. عَسْف
تَعْسَاْف)
a. Was unjust, oppressive, tyrannical.
b. Took into his service.
c. Took by force, seized upon.
d. ['Ala
or
La], Worked for.
e. [acc.
or
Min], Swerved, wandered from ( the road );
journeyed at random.
f. [Fī], Acted, spoke at random.
عَسَّفَa. Overworked, tired out.
b. [ coll. ], Dusted, brushed away
the cobwebs.
أَعْسَفَa. Oppressed, tyrannized over; overworked.
b. Lost his way in the darkness.

تَعَسَّفَa. see I (e)b. Oppressed, tyrannized over.

إِنْعَسَفَa. Was bent.

إِعْتَسَفَa. see I (b)b. [acc.]
see I (e)c. [acc. & Bi], Forced, compelled to.
عَسْفa. Injustice, oppression; violence.
b. Death.

عَسِيْف
(pl.
عُسَفَآءُ)
a. Labourer; hireling; bondsman, serf, thrall.

عَسُوْفa. Unjust, oppressive, tyrannical, cruel; oppressor
tyrant.

عَسَّاْفa. see 26
عَسْفًا
a. Unjustly; forcibly; by violence.
[عسف] نه: فيه: نهى عن قتل "العسفاء" والوصفاء، هو جمع عسيف وهو الأجير، ويروى: الأسفاء، جمع أسيف بمعناه، وقيل: هو الشيخ الفاني، وقيل: العبد، وعسيف فعيل بمعنى مفعول كأسير، أو فاعل من العسف: الجور، والكفاية هو يعسفهم أي يكفيهم، وكم أعسف عليك أي كم أعمل لك. ومنه ح: لا تقتلوا "عسيفًا" ولا أسيفا. ومنه: إن ابني كان "عسيفا" على هذا، أي أجيرًا. ط: اقض بكتاب الله، أي بحكمه إذ ليس في القرآن الرجم، أي لا تقض بالتصالح والترغيب فيما الأرفق بهما. نه: وفيه: لا تبلغ شفاعتي إمامًا "عسوفًا"، أي جائرًا ظلومًا، والعسف لغة أن يأخذ المسافر على غير طريق ولا جادة ولا علم، وقيل: هو ركوب الأمر من غير رؤية فنقل إلى الجور. و"عسفان" قرية بين مكة والمدينة.
(عسف) - في الحديث: "لا تَبْلُغ شَفَاعَتِى إمامًا عَسُوفًا"
: أي جَائِرًا ظَلُومًا.
قال الأصمعى: اعتَسفَ فُلانٌ فلانًا؛ إذا ظَلَمه وأَخذَ به على غَيرِ طَريقِ الحَقِّ. والعَسْفُ: أن يَأخُذَ الرجلَ على غير هدًى.
وقيل: هي رُكُوب الأَمرِ من غَيْر رَوِيَّة، ورُكُوب الفَلاةِ على غَيرِ قَصْد، ولا طَريقٍ مَسلُوك.
وقال شَمِر: العَسْف: السَّيرُ على غير علم.
- في حديث عمر رضي الله عنه: قال لِعَمْرو بنِ معدِ يكرب رضي الله عنه: "كَذَب؛ عَلَيْكَ العَسَل"  : أي لَزِمَك سُرعَةُ المَشْى، من العَسَلاَن ، وهو مَشْى الذِّئْب. واهتِزازُ الرِّيح.
ع س ف

الرّكاب يعسفن الطريق ويعتسفنه ويــتعسفــنه أي يخبطنه على غير هداية. قال ذو الرمة:

قد أعسف النازح المجهول معسفه ... في ظل أغضف يدعو هامه البوم

وأخذوا في معاسف البيد ومعاميها. وأخذه على عسف. وسلطان عسوف وعسّاف. وعسف فلانة: غصبها نفسها. وامرأة معسوفة. ووقع عليه السيف فــتعسفــه إذا أصاب الصمم دون المفصل. وهذا كلام فيه تعسف. والدمع يعسف الجفون إذا كثر فجرى في غير مجاريه. قال الطرماح:

عواسف أوساط الجفون يسقنها ... بمكتمن من لاعج الحزن واتنِ

وبات فلان يعسف الليل عسفاً إذا خبطه في ابتغاء طلبته، ومنه قولهم: كم أعسف عليك أي كم أسعى عليك عاملاً لك متردداً في أشغالك كعاسف الليل. ومازلت أعسف ضيعتكم أي أتردد في أشغالكم وما يصلحكم، ومنه: العسيف. وأنشد يعقوب:

أطعت النفس في الشّهوات حتى ... أعادتني عسيفاً عبد عبد

وسوف نعينك بوصفائنا وعسفائنا.
ع س ف : عَسَفَهُ عَسْفًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَخَذَهُ بِقُوَّةٍ وَالْفَاعِلُ عَسُوفٌ وَعَسَّافٌ مُبَالَغَةٌ.

وَعَسَفَ فِي الْأَمْرِ فَعَلَهُ مِنْ غَيْرِ رَوِيَّةٍ.

وَمِنْهُ عَسَفْتُ الطَّرِيقَ إذَا سَلَكْتَهُ عَلَى غَيْرِ قَصْدٍ وَالــتَّعَسُّفُ وَالِاعْتِسَافُ مِثْلُهُ وَهُوَ رَاكِبُ التَّعَاسِيفِ وَكَأَنَّهُ جَمْعُ تَعْسَافٍ بِالْفَتْحِ مِثْلُ التَّضْرَابِ وَالتَّقْتَالِ وَالتَّرْحَالِ مِنْ الضَّرْبِ وَالْقَتْلِ وَالرَّحِيلِ وَالتِّفْعَالُ مُطَّرِدٌ مِنْ كُلِّ فِعْلٍ ثُلَاثِيٍّ.

وَبَاتَ يَعْسِفُ اللَّيْلَ عَسْفًا إذَا خَبَطَهُ يَطْلُبُ شَيْئًا.

وَمِنْهُ الْعَسِيفُ وَهُوَ الْأَجِيرُ لِأَنَّهُ يَعْسِفُ الطُّرُقَاتِ مُتَرَدِّدًا فِي الْأَشْغَالِ وَالْجَمْعُ عُسَفَاءُ مِثْلُ أَجِيرٍ وَأُجَرَاءَ.

وَعُسْفَانُ مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَيُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَيُسَمَّى فِي زَمَانِنَا مَدْرَجَ عُثْمَانَ وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ مَكَّةَ نَحْوُ ثَلَاثِ مَرَاحِلَ وَنُونُهُ زَائِدَةٌ. 
عسف: عسف. عسفه على العمل: أجبره على العمل. (معجم البلاذري).
عَسَّف (بالتشديد): أجبر، أرغم، حصر، ضيق على، ضايق، أزعج، أرهق. أتعب. (بوشر).
عسَّف البيتَ: كنسه بعناية. ونظف السقف والأفاريز وغيرها من المواضع المرتفعة. (بوشر محيط المحيط).
تعسَّف: أخطأ، زَلَّ. (المقري 2: 522).
وفي العبدري (ص79 و): وكَلَّمتُه في اشياء تخبَّط فيها وتعسَّف. تعسَّف: بمعنى ظلم، ويقال: تعسف على (رسالة إلى السيد فليشر ص6).
تعسَّف على: تصلَّب، عاند، وتِعسّف: تصلب في الرأي، عناد. (فوك).
اعتسف: يقال مجازاً اعتسف الأمر. ففي مخطوطة أمن حيّان بسام (3: 142و): خرق في تدبير سلطانه واعتسف الأمور واساء السيرة.
ولم تذكر هذه العبارة في مخطوطة ب.
اعتسف إلى: جرى إلى، عدا إلى. وصاحب محيط المحيط يفسر (في مادة قطب) قَوَّطب عليه في المشي بقوله أي اعتسف إليه من أقرب مسلك فأدركه قبل أن يفوت.
كما يقول (في مادة قطع): والعامَّة تقول ذهبتُ إليه مُقَاطعة أي معتسفاً على خَطّ مستقيم. أي ركضت نحوه في أقصر طريق.
عَسْقُف: عنف، شدة، قسر، إكراه. (بوشر).
عَسْف: ضيق، إرهاق، حصر. ضغط. وتكلف في الأسلوب (بوشر).
عَسِف: عنيف، شديد، وما يحدث صدفة (بوشر).
كلام عسف: أسلوب متكلف، متصنع. (بوشر).
مِعْسَفَة: مكنسة. (محيط المحيط).
معتسف: متصنع، متكلف. (بوشر).
مــتعسّف: متكلف، ما عمل بجهد. (بوشر).
عسف
عسَفَ/ عسَفَ في يَعسِف، عَسْفًا، فهو عاسِف، والمفعول مَعْسوف
• عسَف فلانًا: ظلمه، أخذه بالقوَّة والعنف، وجار عليه "عسَف الحاكمُ شعبَه فثار عليه- مدير عاسفٌ في معاملة الموظَّفين".
• عسَف في الأمر: فعله بلا رويّة ولا تدبّر "من أبرز صفاته الطَّيش والعَسْف في تصرُّفه". 

تعسَّفَ في يــتعسَّف، تعسُّفًــا، فهو مُــتعسِّف، والمفعول مُــتعسَّف فيه
تعسَّف في الأمر: ظلمَ وجارَ واستبدَّ "تعسَّفــت الدُّولُ العظمى في تعاملها مع الدُّول الصَّغيرة- شخصٌ مُــتعسِّفٌ في قراراته".
تعسَّف في الكلام:
1 - عسَف فيه، فعله بلا رويّة ولا تدبُّر "آراء مــتعسِّفــة".
2 - حمله على معنى لا تكون دلالته عليه ظاهرة "تخريج مــتعسَّف فيه". 

تعَسُّفــيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى تَعَسُّف: "تواصل إسرائيل سياساتها الــتعسُّفــية تجاه الشعب الفلسطينيّ".
2 - اعتباطيّ، لا مُبَرّر له ولا عِلَّة "رأي/ إجراء تعسُّفــيّ-
 ضريبة تعسُّفــيَّة". 

عَسْف [مفرد]: مصدر عسَفَ/ عسَفَ في. 
الْعين وَالسِّين وَالْفَاء

العَسْف: السّير بِغَيْر هِدَايَة. والعَسْف: ركُوب الْمَفَازَة بِغَيْر قصد، وَلَا هِدَايَة. وَقيل: العَسْف: ركُوب الْأَمر بِلَا تَدْبِير. عَسَفَه يَعْسِفُه عَسْفا، وتعَسَّفَــه، واعْتَسَفه. قَالَ ذُو الرمة:

قد أعْسِفُ النَّازِحَ الْمَجْهُول مَعْسِفُه ... فِي ظِلّ أغْضَفَ يدعُو هامَهُ البومُ

ويروى: " فِي ظلّ أَخْضَر ". وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

وعَسَفَتْ مَعاطِنا لم تَدْثُرِ

مدح إبِلا، فَقَالَ: إِذا ثبتَتْ ثفناتها فِي الأَرْض، بقيت آثارها فِيهَا ظَاهِرَة لم تدثر. قَالَ: وَقيل: ترد الظِّمء الثَّانِي وَأثر ثفنها الأول فِي الأَرْض، ومعاطنها لم تدثر. وَقَالَ ذُو الرمة:

ورَدْتُ اعْتِسافا والثُّرَيَّا كأنَّها ... على قِمَّة الرأسِ ابنُ ماءٍ مُحَلِّقُ

وَقَالَ أَيْضا:

يَعْتَسِفان اللَّيْلَ ذَا الحُيُودِ

أمًّا بكُلّ كوْكَبٍ حَرِيدِ وعَسَف فلَان فلَانا عَسْفا: ظلمه. وعَسَف السُّلْطَان يعْسِفُ، واعْتَسَف، وتَعَسَّف: ظلم. وَهُوَ من ذَلِك.

والعَسِيفُ: الاجير المستهان بِهِ. وَقيل: هُوَ الْمَمْلُوك المستهان بِهِ. قَالَ:

أطَعْتُ النَّفْسَ فِي الشَّهوَاتِ حَتَّى ... أعادَتْنِي عَسِيفا عَبْدَ عَبْدِ

وَقيل كل خَادِم عَسِيف. وَفِي الحَدِيث " لَا تقتلُوا عَسِيفا وَلَا أسِيفا ". الأسيف: العَبْد. وَقيل: الشَّيْخ الفاني. وَقيل: هُوَ الَّذِي يَشْتَرِيهِ بِمَالِه. وَالْجمع: عُسَفاء، على الْقيَاس، وعِسَفة، على غير قِيَاس.

واعْتَسَفَه: اتَّخذهُ عَسِيفا.

وعَسَف الْبَعِير يَعْسِف عَسْفا وعُسُوفا: أشرف على الْمَوْت من الغدة. وَقيل: العَسْف: أَن يتنفس حَتَّى تقمص حنجرته.

وناقة عاسِف، بِغَيْر هَاء، أَصَابَهَا ذَلِك.

والعُساف لِلْإِبِلِ: كالنِّزاع للْإنْسَان.

والعَسْف: الْقدح الضخم.

وعُسْفان: مَوضِع.

والعَسَّاف: اسْم رجل.
باب العين والسين والفاء معهما ع س ف- ع ف س- س ع ف- س ف ع- مستعملات ف ع س- ف س ع مهملان

عسف: العَسْفُ: السّيُر على غير هُدى، وركوب الأمر من غير تدبير، وركوب مفازة بغير قصد، ومنه الــتعسف. قال:

قد أعسف النازح المجهول مَعْسِفُهُ ... في ظلّ أخضر يدعو هامَهُ البومُ

والعسيف: الأجير. قال:

كالعسيف المربوع شل جمالا ... ما له دون منزلٍ من بيات

وعَسَفَ البعيرُ يَعْسِفُ عَسْفا (وعُسوفا) إذا كان في حشرجة الموت، وهو مثل النزع للإنسان وهو أهون من كرير الحشرجة. وعُسْفان: موضع بالحجاز.

عفس: العَفْسُ: شدة سوق الإبل. قال:

يَعْفِسُها السّواقُ كلَّ مَعْفِسِ

والرجل يَعْفِسُ المرأة برجله إذا ضربها على عجيزتها، يعافسها وتعافسه. قال غيره: المعافسة: المعاركة في جدّ أو لعب، وأصله اللعب. والعِفاسُ: اسم ناقة. قال :

أشلى العِفاسَ وبَرْوَعا

والعَفْسُ. أن تُردَّ رأس الدابّة إلى صدرها.

سعف: السَّعَفُ: أغصان النخلة. الواحدة: سَعَفَةٌ. وأكثر ما يقال ذلك إذا يبست، فإذا كانت رطبة فهي شطبة. وشبه امرؤ القيس ناصية الفرس بسَعَفِ النّخل حيث يقول:

وأركب في الرّوعِ خيفانةً ... كسا وجْهَها سَعَفٌ منتشرْ

والسَّعْفَةُ قروحٌ تخرُجُ على رأس الصبي وفي وجهه، سُعِفَ الصبيُّ إذا ظهر به ذلك فهو مسعوف. والإسعافُ: قضاء الحاجة. والمساعَفَةُ: المواتاة على الأمر في حسن معاونة. قال:

....... ... وإذْ أم عمار صديق مساعف

سفع: السُّفْعُ: أُثْفِيَةٌ من حديد يوضع عليها القدر. الواحدة سفعاء بوزن حمراء. وسُمَي سفعا لسواده وشَبهِت الشعراء به. فسمَّوْا ثلاثة أحجار يُنْصَب عليها القدرُ سفعا. والسفع: سفعة سواد في خدّي المرأة الشاحبة. وكلّ صقر أسفع، وكل ثور وحشي أسفع. و [كل] من النعام أسفع، وكل سُوذانِقٍ أسفع. وحمامة سفعاء صارت سُفْعَتُها في عنقها دوين الرأس في موضع العِلاطَيْنِ. قال حميد:

من الورق سفعاء العلاطين باكرت ... فروع أشاء مطلع الشمس أسحما

والنارُ تَسْفَعُ الشيء إذا لفحته لفحاً يسيراً فغيّرت لون بشرته سَفْعاً. وسَفَعَتْه السَّموم. والسَّوافعُ لوافعُ السَّموم. والسُّفْعَةُ (ما) في دمنة الدّار من زِبْلٍ أو رماد أو قُمام متلبّد فتراه مخالفا للون الأرض في مواضع. ولا تكون السُّفْعَةُ في اللون إلا سوادا مشتربا حمرة. قال:

..... سُفَعاً ... كما تنشر بعد الطية الكتب

وسَفَعَ الطائر لطيمتَه، أي: لطمَهُ. وسَفَعْتُ وجهَ فلانٍ بيدي، وسفَعْت رأسَهُ بالعصا. وسفعتُ بناصيته إذا قبضت عليها فاجتذبتها. وكان عبيد الله بن الحسن قاضي البصرة مولعاً بأن يقول: اسْفَعَا بيده، أي: خذا بيده فأقيماه.

وفي الحديث أن ابن عمر نظر إلى رجل فقال: به سَفْعَةٌ من الشيطان

يريد به الأخذَ بالناصية. وقال: لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ

، أي: لَنأخُذَنَّ بها ولنقيمنه. 

عسف: العَسْفُ: السَّير بغير هداية والأخْذُ على غير الطريق، وكذلك

الــتَّعَسُّفُ والاعْتِسافُ، والعَسْف: رُكوب المَفازَةِ وقطْعُها بغير قَصْد

ولا هِداية ولا تَوَخِّي صَوْب ولا طَريق مَسْلوك. يقال: اعْتسف الطريقَ

اعتِسافاً إذا قَطَعَه دون صوْب تَوَخّاه فأَصابه. والتعسِيفُ: السَّيْرُ

على غير عَلَم ولا أَثرٍ. وعَسَفَ المَفازةَ: قَطَعَها كذلك ؛ ومنه قيل:

رجل عَسوفٌ إذا لم يَقْصِد الحقِّ؛ وقول كثيِّر:

عَسُوق بأَجْواز الفَلا حِمْيَريّة

العَسُوف: التي تمرّ على غير هداية فتركب رأْسها في السير ولا يَثْنيها

شيء. والعَسْفُ: ركوب الأَمر بلا تدبير ولا رَويّة، عسَفَه يَعْسِفُه

عَسْفاً وتَعَسَّفَــه واعْتَسَفه؛ قال ذو الرمة:

قد أَعْسِفُ النَّازِحَ المَجْهُولَ مَعْسِفُه

في ظِلِّ أَغْضَفَ، يَدْعُو هامَه البُومُ

ويروى: في ظل أَخْضَر، وأَنشد ابن الأَعرابي:

وعَسَفَتْ مَعاطِناً لم تَدْثُر

مدح إبلاً فقال: إذا ثبتت ثَفناتُها في الأَرض بَقِيَت آثارُها فيها

ظاهرة لم تدْثُر، قال: وقيل ترد الظِّمء الثاني، وأَثَرُ ثفناتها الأَوَّل

في الأَرض ومَعاطِنُها لم تدْثُر؛ وقال ذو الرمة:

ورَدْتُ اعْتِسافاً، والثُّرَيّا كأَنها،

على هامةِ الرأْس، ابن ماءٍ مُحَلِّقُ

وقال أَيضاً:

يَعْتَسِفانِ الليلَ ذا الحُيودِ

أَمّاً بكلِّ كوْكَبٍ حَريدِ

(* قوله «الحيود» كذا في الأصل هنا، وتقدم للمؤلف في مادة حرد: السدود.)

وعسَف فلان فلاناً عَسْفاً: ظلَمه. وعسَف السلطانُ يَعْسِفُ واعْتَسَف

وتعَسَّفَ: ظلَم، وهو من ذلك. وفي الحديث: لا تبلُغ شفاعتي إماماً

عَسُوفاً أَي جائراً ظلُوماً. والعَسْف في الأَصل: أَن يأْخذ المسافر على غير

طريق ولا جادّة ولا عَلَم فنقل إلى الظُّلم والجَوْر. وتعسَّف فلام فلاناً

إذا ركبه بالظلم ولم يُنْصِفه. ورجل عَسُوف إذا كان ظلوماً. والعَسِيفُ:

الأَجيرُ المُسْتهانُ به. وفي حديث أَبي هريرة، رضي اللّه عنه: أَن رجلاً

جاء إلى النبي، صلى اللّه عليه وسلم، فقال: إنَّ ابْني كان عَسِيفاً على

رجل كان معه وإنه زنى بامرأَته، أَي كان أَجيراً. والعُسَفاء:

الأُجَراء، وقيل: العَسِيفُ الممْلوك المُسْتهان به؛ قال نبيه بن

الحجّاج:أَطَعْتُ النفْسَ في الشَّهَواتِ حتى

أَعادَتْني عَسِيفاً، عَبدَ عَبْدِ

ويروى: أَطعت العِرْس، وهو فَعِيل بمعنى مفعول كأَسير أَو بمعنى فاعل

كعليم من العَسْف الجَوْر والكفاية. يقال: هو يَعْسِفُهم أَي يَكْفِيهم.

وكم أَعْسِفُ عليك أَي كم أَعْمَل لك، وقيل: كل خادم عَسِيف. وفي الحديث:

لا تقتلوا عَسِيفاً ولا أَسيفاً. والأَسِيفُ: العَبْدُ، وقيل: الشيخ

الفاني، وقيل: هو الذي تشتريه بمالِه، والجمع عُسَفاء على القياس، وعِسَفةٌ

على غير القياس. وفي الحديث: أَنه بَعث سَرِيّة فنَهى عن قتل العُسَفاء

والوُصَفاء، ويروى الأُسَفاء. واعْتَسَفَه: اتّخَذه عَسِيفاً. وعسَف

البعيرُ يَعْسِفُ عَسْفاً وعُسوفاً: أَشرف على الموت من الغُدّة، فهو عاسِف،

وقيل: العَسْف أَن يَتَنَفّس حتى تَقْمُصَ حَنْجَرتُه أَي تَنْتفخ؛ وأَما

قول أَبي وجْزة السعْديّ:

واسْتَيْقَنَت أَنّ الصَّلِيفَ مُنْعَسِفْ

فهو من عَسْفِ الحَنْجرة إذا قَمَصَت للموت. وأَعْسَف الرجلُ إذا أَخذ

بعيرَه العَسْفُ، وهو نفَسُ الموت؛ وناقة عاسِفٌ، بغير هاء: أَصابها ذلك.

والعُساف للإبل: كالنِّزاع للإنسان. قال الأَصمعي: قلت لرجل من أهل

البادية: ما العُساف؟ قال: حين تَقمُص حَنجرتُه أَي ترجف من النفَس؛ قال عامر

بن الطفيل في قُرْزُل يوم الرَّقَم:

ونِعْم أَخُو الصُّعْلُوكِ أَمْسِ تَرَكْتُه

بتَضْرُعَ، يَمْري باليدينِ ويَعْسِف

وأَعسَف الرجلُ إذا أَخذ غلامَه بعمَل شديد، وأَعْسفَ إذا سار بالليل

خَبطَ عَشْواء. والعَسْفُ: القَدَحُ الضخْم. والعُسوفُ: الأقْداح

الكِبار.وعُسْفانُ: موضع وقد ذكر في الحديث؛ قال ابن الأَثير: هي قَرْية جامعة

بين مكة والمدينة، وقيل: هي مَنْهلة من مَناهِل الطريق بين الجُحفة ومكة؛

قال الشاعر:

يا خَلِيلَيَّ ارْبَعا واسْـ

ـتَخْبِرا رَسْماً بعُسفانْ

والعَسّاف: اسم رجل.

عسف
العَسْفُ: الأخذ على غير الطريق. وقال ابن دريد: العَسْفُ أصله خبطك الطريق على غير هداية، قال ذو الرمة:
قد أعْسِفُ النازح المجهول مَعْسِفُهُ ... في ظل أخضر يدعو هامه البوم
ويورى: " في ظل أغْضَفَ ". ثم كثر حتى قيل عَسَفَ فلان فلاناً: إذا ظَلَمَهُ، وعَسَفَ السلطان. وروى معقل بن يسارٍ - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: رجلان من أمتي لا تبلغهما شفاعتي: إمام ظالم عَسُوْفٌ وآخر غالٍ في الدين مارق منه.
وعَسَفَ البعير يَعْسِفُ عَسْفاً فهو عاسِفٌ، وناقة عاسف - بلا هاء -: إذا أشرفت على الموت، وبها عُسَافٌ. وقال الأصمعي: قلت لرجل من أهل البادية: ما العُسَلفُ؟ قال: حين ترجف حنجرته بالنفس عند الموت. وقال غيره: إذا كان مُغِدّا، قال عامر بن الطُّفيل في قرزل يوم الرقم:
ونعم أخو الصعلوك أمس تركته ... بتضرع يكبو لليدين ويَعْسِفُ
والعَسْفُ - أيضا -: القدح الضخم.
والعَسْفُ: الاعْتِسَاسُ بالليل يبغي طَلِبَةً، قال:
إذا أراد عَسْفَهُ تَعَسَّفــا والعَسِيْفُ: الأجير. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى عن قتل العُسَفاء والوصفاء، ويروى: لا تقتلوا عَسْيفاً ولا أسِيْفاً. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قلم إليه رجل فقال: يا رسول الله نشدتك بالله ألا قضيت بينا بكتاب الله، فقام خصمه - وكان أفقه منه - فقال: صدق أقضْ بينا بكتاب الله وأذن لي، قال: قل: قال: إن أبني كان عَسِيْفاً على هذا فزنى بامرأته فافتديت منه بمائة شاة وخادم، ثم سألت رجالا من أهل العلم فأخبروني إن على ابني جلد مائةٍ وتغريب عام وعلى امرأةِ هذا الرجم، فقال: والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله: المائة الشاة والخادم رد عليك، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام، وعلى امرأة هذا الرجم، واغد يا أنيس على امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها. فاعترفت فرجمها.
وعن حنظلة الكاتب - وهو حنظلة بن الربيع الأسيدي رضي الله عنه - قال: كنا في غزاة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأى امرأة مقتولة فقال: هاه ما كانت هذه تقاتل، الحق خالدا فقل: لا تقتلن ذرية ولا عَسِيْفاً. أوقعت الذرية على النساء، كقولهم للمطر سماء.
وأنشد الليث وابن فارس في المقاييس لأبي دواد جارية بن الحجاج الإيادي:
كالعَسِيْفِ المربوع شل جِمالا ... ما له دون منزل من مبيت
وكلاهما روى " المَرْبوع "، والرواية:
كالعَسِيْفِ المرعوب شل قِلاصاً ... ماله دون منهل من مبات
يصف ناقته، وقبله:
لا توقّى الدَّهَاسَ من حدم اليو ... م ولا المنتصى من الخبرات
المَبَاتُ: على لغة من يقول: بات يبات.
وقيل: العَسِيْفُ العبد المستهان به، قال:
أطعت النفس في الشَّهَواتِ حتى ... أعادتني عَسِيْفاً عبد عبدِ
وعَسفْتُه: إذا استخدمته.
والعَسِيْفُ لا يخلو من أن يكون فعيلا بمعنى فاعل، كعليم، أو بمعنى مفعول، كأسير. فهو على الأول من قولهم، هو يَعْسِفُ ضيعتهم: أي يرعاها ويكفيهم أمرها، يقال كم أعْسَفُ عليك: أي كم أعمل لكَ. وعلى الثاني من العَسْفِ، لأن مولاه يَعْسِفُه على ما يريد. وجمعه على فُعَلاءَ في الوجهين، نحو قولهم: علماء وإسراء.
وعُسْفَانُ: موضع على مرحلتين من مكة - حرسها الله تعالى - لمن قصد المدينة - على ساكنيها السلام - قال عنترة بن شداد:
كأنها حين صدت ما تُكلمنا ... ظبي بِعُسْفَانَ ساجي الطَّرْفِ مَطْرُوْفُ
وقال ابن الأعرابي: أعْسَفَ الرجل: إذا أخذ بعيره العَسْفُ وهو نفس الموت.
وأعْسَفَ: إذا لزم الشرب في العَسْفِ وهو القدح الكبير.
وأعْسَفَ: إذا أخذ غلامه بعمل شديد.
وأعْسَفَ: إذا سار بالليل خبط عشواء.
وعَسَّفَ بعيره تَعْسِيْفاً: أتعبه.
وانْعَسَفَ: أي انعطفَ، قال أبو وجزة السعدي:
واستيقنت أن الصَّلِيْفَ مُنْعَسِفْ

الصَّلِيْفُ: عرض العنق.
واعْتَسَفْتُه: استخدمته، مثل عَسَفْتُه.
واعْتَسَفَ عن الطريق وتَعَسَّفَ: أي عدل؛ مثل عَسَفَ، قال العرجي، وأنشد سيبويه لابن أبي ربيعة، وهو للعرجي:
قلت إذ أقبلت وزهرٌ تهادى ... كنعاج الملا تَعَسَّفْــنَ رملا
عَطَفَ على الضمير في أقبلت من غير أن يوكده، ويروى: " كنعاج المها ".
وتَعَسَّفَ فلان فلاناً: إذا ركبه بالظُّلم ولم ينصفه.
وقال ابن فارس، العين والسين والفاء كليمات تتقارب ليست تدل على خير، إنما هي كالحيرة وقلة البصيرة.
عسف
عسَفَ عَن الطَّرِيقِ يَعْسِفُ عَسْفاً: مالَ وعَدلَ وسارَ بغَيرِ هِدايَةٍ وَلَا تَوَخَّى صَوْبٍ، كاعْتَسَفَ وتعَسَّفَ يُقال: اعْتَسَفَ الطَّرِيقَ اعْتِسافاً، وتَعسَّفَــه: إِذا قَطَعَه دُونَ صَوْبٍ تَوَخّاه فأَصابَه. أَو عَسَفَه: خَبَطَه فِي ابْتِغاءِ حاجَةٍ على غَيْرِ هِدايَةٍ قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هَذَا هُوَ الأَصْلُ، وَمِنْه قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:
(قد أَعْسِفُ النّازِحَ المَجْهُولَ مَعْسِفُهُ ... فِي ظِلِّ أَغْضَفَ يَدْعُو هامَهُ البُومُ)
ثمَّ كَثُر حتّى قِيلَ: عَسَف السُّلْطانُ: إِذا ظَلَم. وقالَ ابنُ الأَثِيرِ: العَسْفُ فِي الأَصْلِ: أَنْ يأَخذَ المُسافَرُ على غيرِ طَرِيقٍ وَلَا جادَّةٍ وَلَا عَلَمٍ، فنُقِلَ إِلَى الظُّلْمِ والجَوْرِ. وعَسَف فُلاناً: اسْتَخْدمَه، كاعْتَسَفَه: اتَّخَذه عَسِيفاً، يُقال: كَمْ أَعْسِفُ لكَ أَي: كَمْ أَعْملُ لكَ: أَي أَسْعَى علَيْكَ عامِلاً لَك، مُتَرَدِّداً عليكَ، كعاسِفِ اللَّيْلِ. وعَسَفَ ضَيْعَتَهُم: رَعاهَا، وكَفاهُم أَمْرَهَا وتردَّدَ فِيما يُصْلِحُها.
وعَسفَ عَلَيْهِ، ولَه: أَي عَمِلَ لهُ. وعَسَفَ البَعِيرُ يَعْسِفُ عَسْفاً وعُسُوفاً، فَهُوَ عاسِفٌ: أَشْرَافَ على المَوْتِ من الغُدَّةِ، فَجَعلَ يَتَنَفَّسُ فتَرْجُفُ حَنْجَرَتُه. وناقَةٌ عاسِفٌ بِلَا هاءٍ، نقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن ابنِ السَّكِّيتِ وبِها عَسَفاتٌ مُحَرَّكَةً وعُسافٌ، كغُرابٍ قالَ الأَصْمعِيُّ: قلتُ لرَجُلٍ من أَهْل البادِيَةِ: مَا العُسافُ قَالَ: حِينَ تَقْمُصَ حَنْجَرَتُه: أَي تَرْجُفُ النَّفَسَ. والعَسْفُ: نَفْسُ المَوْتِ قَالُوا: العُسافُ للإِبِلِ كالنِّزاعِ للإِنسانِ، قَالَ عامِرُ بنُ الطُّفَيْلِ فِي قُرْزُلٍ يومَ الرَّقَم:
(ونِعْمَ أَخُو الصُّعْلُوكِ أَمْسِ تَرَكْتُه ... بتَضْرُعَ يَكَبْوُ لليدَيْنِ ويَعْسِفُ)
والعَسْفُ: القَدَحُ الضَّخْمُ نَقله الجَوهري، والجمعُ العُسُوفُ، وَكَذَلِكَ العُسُّ، وَقد تَقَدّم. والعَسْفُ:)
الاعْتِسافُ باللَّيْل يبْغِي طَلِبَةً نَقله الصاغانيُّ، وَمِنْه قولُ الشّاعِرِ: إِذا أَرادَ عَسْفَهُ تَعَسَّفــا والعَسِيفُ: الأَجِيرُ نَقَله الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ وابنُ فارِسٍ فِي المَقايِيِس لأَبِي دُوَادٍ الإِيادِيّ: كالعَسِيفِ المَرْبُوعِ شَلِّ جِمالاً مَا لَهُ دُونَ مَنْزِلٍ من مَبِيتِ وكِلاهُما رَوَى المَرْبُوع والرّوايةُ:
(كالعَسِيفِ المَرْعُوبِ شَلَّ قِلاصاً ... مَا لَهُ دُونَ مَنْهلٍ من مَباتِ)
وَقَبله:
(لَا تَوَقّى الدِّهاسَ من حَدَم اليَوْ ... مِ وَلَا المُنْتَضَى من الخَبِراتِ)
وقِيلَ: العَسِيفُ: العَبْدُ المُسْتَعانُ بهِ هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخِ، وصوابُه، والمُسْتَهانُ بِهِ، كَمَا هُوَ نَصُّ العُبابِِ واللِّسانِ، وَقَالَ نُبَيْه بنُ الحَجّاجِ:
(أَطَعْتُ النَّفْسَ فِي الشَّهواتِ حَتّى ... أَعادَتْنِي عَسِيفاً عَبْدَ عَبْدِ) وَهُوَ فَعِيلٌ بمعْنَى فاعِلٍ كعَلِيمٍ، مِنْ عَسَفَ لَهُ: إِذ عَمِلَ لَهُ أَو فَعِيلٌ بمعْنَى مَفْعُولٍ كأَسِيرٍ من عَسَفَه: إِذا اسْتَخْدَمَه كَمَا تَقَدَّم، وَجمعه على فُعَلاءَ، على القِياسِ فِي الوَجْهيْنِ، نَحْو قَوْلِهم: عُلَماءُ وأُسَراءُ، وَفِي الحَدِيثِ: لَا تَقْتُلُوا عسِيفاً وَلَا أَسِيفاً والأَسِيفُ: العبْدُ، وقيلَ: هُوَ الشَّيْخُ الفانِي، وقِيلَ: كُلًُّ خادِمٍ عَسِيفٌ، وَفِي الحديثِ: أَنّه بَعَثَ سَرِيَّةً، فنَهَى عَن قَتْلِ العًسَفاءِ والوُصَفَاءِ. وعُسْفانُ، كعُثْمانَ: ع، على مَرْحَلتَيْن من مَكَّة حَرَسها اللهُ تَعَالَى لمن قَصَد المدِينَة على ساكِنها السلامُ، قَالَ عنترةُ:
(كأَنَّها حِينَ صَدَّتْ مَا تُكَلِّمُنَا ... ظَبْيٌ بعُسْفانَ ساجِي الطَّرْفِ مطْرُوفُ)
وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: هِيَ قريةٌ جامِعَةٌ بينَ مَكَّةَ والمدينَةِ، وَقيل: هِيَ مَنْهلَةٌ من مَناهِلِ الطَّرِيقِ بينَ الجُحْفَةِ ومَكَّة، قَالَ الشَّاعِر:
(يَا خَلِيلَيَّ أرْبَعا واسْ ... تَخْبِرَا رَسْماً بعُسْفانْ)
وأَعْسَفَ الرّجُلُ: أَخَذَ بعِيرَهُ نَفَسُ المَوْتِ عَن ابْن الْأَعرَابِي. قَالَ: وأَعْسَفَ أَيضاً: إِذا أَخَذ غُلامَه بعمَلٍ شَدِيدٍ: قَالَ: وأَعْسَفَ: إِذا سارَ باللَّيْلِ خَبْطَ عَشْواءَ. قالَ: وأَعْسَفَ: إِذا لَزِم الشُّرْبَ فِي القَدَحِ الكَبِيرِ كلُّ ذلِك نَقَله ابنُ الأَعرابيِّ. وعَسَّفَه: أَي بَعِيرَه تَعْسِيفاً: أَتْعَبَه بالسَّيرِ. وتَعَسَّفَــه: ظَلَمَه أَو رَكِبَه بالظُّلْم، وَلم يُنْصِفْه. وانْعَسَفَ: انْعَطَف، وَمِنْه قَوْلُ أَبي وَجْزَةَ:)
واسْتَيْقَنَتْ أَنَّ الصَّلِيفَ مُنْعَسِفْ الصَّلِيفُ: عُرْضُ العُنُقِ. والعَسُوفُ: الظَّلُومُ وَمِنْه الحديثُ: لَا تَبْلُغُ شَفاعَتِي إِمَامًا عَسُوفاً أَي، جائراً ظلوماً.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: عَسَفَ المَفازَةَ عَسْفاً: قَطَعَها على غيرِ هِدايَةٍ. وناقَةٌ عَسْوفٌ: تركَبُ رَأْسَها فِي السَّيْرِ، وَلَا يَثْنِيها شَيءٌ. والتَّعْسِيفُ: السَّيرُ على غَيْرِ عَلَمٍ وَلَا أَثرٍ. والعَسْفُ: ركُوبٌُ الأَمْرِ بِلَا تَدَبُّرٍ وَلَا روِِية، وَكَذَلِكَ الــتَّعَسُّفُ، والاعْتِسافُ. واعْتَسَفَه: رَكِبَه بالظُّلْمِ. ويُجْمَعُ العَسِيفُ أَيضاً على عِسفَةٍ، بكسرٍ ففتحٍ، على غيرِ قِياسٍ. والعُسوفُ: إِشْرافُ البَعِير على الْمَوْت، وسَموا عَسّافاً، وكَشدّادٍ.
وَيُقَال: أَخَذُوا فِي مَعاسِفِ البِيدِ وسُلْطانٌ عسّافٌ: جائِرٌ. وعَسَفَ فُلاَنَةَ: غَصبَها نَفْسَها، وامْرَأَةٌ مَعْسُوفَةٌ. ويُقالُ: وقَعَ عليهِ السَّيْفُ فــتَعسَّفَــه: أَي أَصاب الصَّمِيمَ دُونَ المَفْصِلِ. والدَّمْعُ يَعْسِفُ الجُفونَ: إِذا كَثُرَ فجَرَىَ فِي غيرِ مَجارِيه، كَمَا فِي الأَساسِ.

عسف

1 عَسَفَ فِى الأَمْرِ, (Msb,) [aor. ـِ inf. n. عَسْفٌ, (TA,) He did the affair [or he acted in it] without consideration; (Msb, TA; *) and ↓ تعسّف and ↓ اعتسف have the like meaning: (Msb, * TA:) whence what next follows. (Msb.) b2: عَسَفَ الطَّرِيقَ He travelled the road not following a right direction: (Msb:) [or you say,] عَسَفَ عَنِ الطَّرِيقِ, (O, K,) aor. ـِ (K,) inf. n. عَسْفٌ; (TA;) and ↓ اعتسف, and ↓ تعسّف; (O, K;) he declined from the road, (O, K, TA,) and journeyed without direction and without pursuing a right course: (TA:) or عَسَفَ الطَّرِيقَ (K, * TA) he travelled the road, (K, TA,) seeking an object of want, (TA,) without direction: (K, TA:) and ↓ اعتسفهُ, and ↓ تعسّفــه, he travelled it without aiming at and hitting upon a right course: (TA:) and عَسَفَ الفَلَاةَ, (Mgh,) or المَفَازَةَ, inf. n. as above, (TA,) he traversed, or crossed, the desert, or waterless desert, without direction, (Mgh, TA,) and without any travelled road; as also ↓ اعتسفها: (Mgh:) or عَسْفٌ signifies the taking a course not along the road, (S, IAth, O, TA,) and without knowledge: (IAth, TA:) this is said by IAth to be the primary meaning: (TA:) or, accord. to IDrd, the primary meaning is the travelling the road without direction: (O:) and ↓ الاِعْتِسَافُ signifies the taking a course at random, without direction and without knowledge. (Ham p. 613.) And one says, بَاتَ يَعْسِفُ اللَّيْلَ, inf. n. as above, He passed the night journeying therein without direction, seeking a thing. (Msb.) And عَسْفٌ [alone] signifies The going round about by night seeking an object of quest, or desire. (O, K.) [See also 2, and 4.]

b3: Hence, i. e. from the frequent usage of the verb in its primary sense, عَسَفَ فُلَانٌ فُلَانًا, meaning Such a one treated, or used, such a one wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically; (O;) as also ↓ تعسّفــهُ: (O, * K:) and عَسَفَ السُّلْطَانُ (O, K) i. e. [The Sultán, or ruling power,] acted wrongfully, unjustly, &c.: (K:) inf. n. as above. (IAth, Mgh, TA.) b4: And [hence,] عَسَفَ فُلَانَةَ He violated such a woman. (TA.) b5: And الدَّمْعُ يَعْسِفُ الجُفُونَ (assumed tropical:) The tears are copious so that they flow in other than their [proper] channels. (A, TA.) b6: And عَسَفَهُ, aor. and inf. n. as above, He took him, or it, with strength, or force. (Msb.) b7: And عَسَفَهُ He took him as a servant, (O, K, TA,) or an عَسِيف; (TA;) as also ↓ اعتسفهُ. (O, K, TA.) b8: عَسَفَ عَلَيْهِ and لَهُ He worked, or wrought, for him [as a hired servant]. (K.) One says, كَمْ أَعْسِفُ عَلَيْكَ (O) or لَكَ (TA) i. e. [How long shall I] work for thee, (O, TA,) and earn, or gain, for thee, going repeatedly to and fro for thee like him who goes round about in the night seeking an object of quest, or desire? (TA.) b9: And عَسَفَ ضَيْعَتَهُمْ, (K,) aor. as above, (O,) He kept, minded, or managed, their estate, and ordered its affairs in their stead, (O, K, TA,) and went to and fro occupied in that which should put it [or keep it] in a good, or right, state. (TA.) A2: عَسْفٌ signifies also The breathing of death, (O, K.) And عَسَفَ, (O, K,) aor. ـِ inf. n. عَسْفٌ (O, TA) and عُسُوفٌ, (TA,) said of a camel, (O, K,) He was at the point of death, and had [the affection, or disease, termed] عُسَاف: or, as some say, he had the affection, or disease, termed غُدَّة [q.v.]: (O:) or he was at the point of death by reason of the [affection, or disease, termed] غُدَّة, and began to breathe [or pant] so that his حَنْجَرَة [or head of the windpipe] became convulsed. (K.) [See also عَزَفَ.]2 تَعْسِيفٌ The journeying without any sign of the way and without track; (TA;) and so ↓ تَعَسُّفٌ. (TA in art. سمت: see a verse cited in the first paragraph of that art.) [See also 1, and 4.]

A2: عسّفهُ, inf. n. as above, He fatigued, or jaded, him, (O, K, TA,) namely, his camel, (O, TA,) by journeying. (TA.) 4 اعسف He journeyed by night, [going at random, in a headstrong and reckless manner,] like the weak-sighted she-camel that beats the ground with her fore feet as she goes along, not guarding herself from anything. (IAar, O, K, TA.) [See also 1, and 2.] b2: And He punished his young man with hard work. (IAar, O, K.) A2: Also He (a man, O) had his camel taken with the breathing of death, (IAar, O, K,) termed العَسْف. (IAar, O.) A3: And He kept to drinking from the large cup or bowl [termed عَسْف]. (IAar, O, K.) 5 تَعَسَّفَ see 1, first quarter, in three places: and see 2. b2: تَعَسُّفٌ in language is from عَسَفَ الفَلَاةَ, [and the like,] expl. above: (Mgh:) it signifies [in its general application The using, or use of, a discommendable license in language: and particularly vague, or vagueness of, expression; or] the making language to accord with [or to hear] a meaning which it does not plainly indicate. (KT.) b3: See also 1, third quarter. b4: [Hence,] one says, وَقَعَ عَلَيْهِ السَّيْفُ فَــتَعَسَّفَــهُ i. e. [The sword fell upon him, and] hit the bone that was the main stay of the limb, falling short of the joint. (TA.) 7 انعسف It bent, or inclined; syn. انعطف. (O, K.) Hence, (TA,) Aboo-Wejzeh says, ↓ وَاسْتَيْقَنَتْ أَنَّ الصَّلِيفَ مُنْعَسِفْ meaning [And she knew, or became sure, that] the side of the week [was bending, or inclining]. (O, TA.) 8 إِعْتَسَفَ see 1, in six places.

عَسْفٌ [inf. n. of 1, q. v. passim.

A2: Also] A large drinking-cup or bowl; (S, O, K, TA;) like عُسٌّ: pl. عُسُوفٌ. (TA.) عَسَفَاتٌ: see what next follows.

عُسَافٌ, in a camel, as expl. by As on the authority of an Arab of the desert, is [The suffering experienced] when the حَنْجَرَة [or bead of the windpipe] is convulsed (تَرْجُفُ, O, or تَقْمُصُ, i. e. تَرْجُفُ, S) by the breathing (S, O) at death: (O) they say that it is to camels like نِزَاعٌ to man. (TA.) One says of a she-camel, بِهَا عُسَافٌ (O, K) and ↓ عَسَفَاتٌ, (K,) meaning In her is the suffering expl. above: (O:) or the [affection, or disease, termed] غُدَّة (O, K) occasioning her to be at the point of death and to breathe [or pant] so that her حَنْجَرَة is convulsed. (K.) عَسُوفٌ Travelling without following a right direction; [as also ↓ عَاسِفٌ; and, app., in like manner, ↓ عِسِّيفٌ, but in an intensive sense, occurring in a verse of Esh-Shenfarà, (see Dc Sacy 's Chrest. Ar., see. ed., ii. 359-60,) but not found by me in any of the lexicons:] pl. عُسُفٌ, like as رُسُلٌ is pl. of رَسُولٌ. (Msb.) Applied to a she-camel as meaning That goes along at random, heedlessly, or in a headlong manner, not obeying a guide to the right course, and that is not turned by anything. (TA.) b2: And [hence,] Acting wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically; syn. جَائِرٌ: (TA:) or one who acts wrongfully, &c., much, or often; syn. ظَلُومٌ: (S, Mgh, O, * K, TA:) and ↓ عَسَّافٌ also has the former [or rather the latter] meaning. (TA.) b3: And One who takes with strength, or force; and so, but in an intensive sense, ↓ عَسَّافٌ. (Msb.) عَسِيفٌ A hired man; a hireling: (S, Mgh, O, Msb, K:) or a slave who is held in light, or mean, estimation, or in contempt: (O, L, TA:) in the K, المُسْتَعَانُ بِهِ is erroneously put for المُسْتَهَانُ بِهِ, the reading in the O and L: (TA:) a poet says, (O,) namely, Nubeyh Ibn-El-Hajjáj, (TA,) أَطَعْتُ النَّفْسَ فِى الشَّهَوَاتِ حَتَّى

أَعَادَتْنِى عَسِيفًا عَبْدَ عَبْدِ [I obeyed the soul in respect of appetites until it rendered me a despised bondman, a slave of a slave]: (O, TA:) it is of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure فَاعِلٌ, from عَسَفَ لَهُ meaning “ he worked for him; ” or in the sense of the measure مَفْعُولٌ, from عَسَفَهُ meaning “ he took him as a servant: ” (K: [and the like is said in the O:]) pl. عُسَفَآءُ (S, Mgh, O, Msb) and عِسَفَةٌ, which latter is anomalous. (TA.) عَسَّافٌ: see عَسُوفٌ, last two sentences.

عِسِّيفٌ: see عَسُوفٌ, first sentence.

عَاسِفٌ: see عَسُوفٌ.

A2: Also, applied to a she-camel, (Aboo-Yoosuf, S, O, K,) without ة, (O,) as well as to a he-camel, (TA,) At the point of death, and having [the affection, or disease, termed]

عُسَاف: or, as some say, having the affection, or disease, termed غُدَّة [q. v.]: (O:) or at the point of death by reason of the غُدَّة, and beginning to breathe [or pant] (Aboo-Yoosuf, S, K) so that the حَنْجَرَة [or head of the windpipe] becomes convulsed. (K.) هُوَ رَاكِبُ التَّعَاسِيفِ means He is one who has no known place of aim, or pursuit: (Msb in art. ركب:) the last word is app. pl. of تَعْسَافٌ, which is of a form common to triliteral-radical verbs, in general. (Msb in the present art.) مَعْسِفٌ A place in which one travels without direction: (O, TA:) [in which is no sign of the way nor any track: pl. مَعَاسِفُ:] one says, أَخَذُوا فِى مَعَاسِفِ البِيدِ [They took their way in the tracts of the deserts, or of the waterless deserts, in which one travels without direction]. (TA.) مَعْسُوفَةٌ, applied to a woman, Violated. (TA.) مُنْعَسِفٌ part. n. of 7, q. v. (O, TA.)

بدد

(بدد) : البَدَد: الحاجَةُ.
(بدد) : بَدَّدَ: إِذا أَعيا، قال ابنُ لَجَأ:.

فَلَوا أن يَرْبُوعاً على الخَيْل خَاطرَوا ... ولكِنَّما أَجْرَوا حِماراً فَبَدَّدا.
ب د د : بُدَّ مِنْ كَذَا أَيْ لَا مَحِيدَ عَنْهُ وَلَا يُعْرَفُ اسْتِعْمَالُهُ إلَّا مَقْرُونًا بِالنَّفْيِ وَبَدَّدْت الشَّيْءَ بَدًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ فَرَّقْته وَالتَّثْقِيلُ مُبَالَغَةٌ وَتَكْثِيرٌ وَاسْتَبَدَّ بِالْأَمْرِ انْفَرَدَ بِهِ مِنْ غَيْرِ مُشَارِكٍ لَهُ فِيهِ. 

بدد


بَدَّ(n. ac. بَدّ)
a. Removed, separated.

بَدَّدَa. Dispersed, scattered; lavished, squandered.

تَبَدَّدَa. Was dispersed, scattered.
b. Shared with.

إِسْتَبْدَدَ
a. [Bi], Was exclusive, was independent; was solely
occupied in; followed his own opinion.
بَدّ
a. [ coll. ], ( declined with
perspros. ), Desire.
بِدّa. Like, similar.

بِدَّةa. see 3t
بُدّa. Chance.
b. Escape.
c. Idol.

بُدّ
a. [prec. by
لَا], Assuredly, certainly, doubtless.
بُدّ
a. [prec. by
مِن

كُلّ ]
a. Most assuredly; of a necessity.

بُدَّةa. Part, portion, lot, share.

بَدَدa. Need.
b. Power.

بَدَاْدa. Fighting, duelling, wrestling.

بِدَاْدa. see 3t
بَدِيْدa. Similar, like.
b. Saddle-bag.
ب د د: (بَدَّدَهُ) فَرَّقَهُ وَبَابُهُ رَدَّ وَ (التَّبْدِيدُ) التَّفْرِيقُ وَمِنْهُ شَمْلٌ (مُبَدَّدٌ) وَ (تَبَدَّدَ) الشَّيْءُ تَفَرَّقَ. وَ (الْبِدَّةُ) بِوَزْنِ الشِّدَّةِ النَّصِيبُ تَقُولُ مِنْهُ (أَبَدَّ) بَيْنَهُمُ الْعَطَاءَ أَيْ أَعْطَى كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ (بِدَّتَهُ) وَفِي الْحَدِيثِ: « (أَبِدِّيهِمْ) تَمْرَةً تَمْرَةً» وَ (اسْتَبَدَّ) بِكَذَا تَفَرَّدَ بِهِ. وَقَوْلُهُمْ لَا (بُدَّ) مِنْ كَذَا أَيْ لَا فِرَاقَ مِنْهُ، وَقِيلَ لَا عِوَضَ. 
[بدد] فيه: "أبد" يده إلى الأرض أي مدها. ومنه: "يبد" ضبعيه في السجود أي يمدهما ويجافيهما. ومنه: "فأبد" بصره إلى السواك. وح: "يبد بي" النظر، وفيه: احصهم عدداً واقتلهم "بددا" روى بكسر باء جمع بدة وهي الحصة والنصيب أي اقتلهم حصصاً مقسمة لكل واحد حصته ونصيبه، وبفتحها أي متفرقين في القتل واحداً بعد واحد من التبديد. ومنه: "فتبددوه" بينهم أي اقتسموه حصصاً على السواء. وقول خالد بن سنان النبي صلى الله عليه وسلم للنار: "بدا بدا" أي تبددي وتفرقي، بددت بدا وبددت تبديداً. وح: يا جارية "أبديهم" تمرة تمرة أي أعطيهم وفرقي فيهم. ومنه: وأطرق و"أبد" أي أعطى. وقول علي: "فاستبددتم" علينا، استبد به إذا تفرد به دون غيره. ش: "فلا تياله عظماً عظماً هو بفتح تاء وضم موحدة أي لا تصيب، وفاعله يعود إلى الشاة، والبدة بالكسر النصيب أي إذا فرقت الشاة في عياله لا تصيب كل واحد منهم عظماً. ك: "فبدد لي" عطاء من التبديد أي فرق. ومنه: "فبددهم" وهو تفسير لأركسهم. وح: "بد" من قضاء بتقدير هل بد منه استفهام إنكار. زر: لابد من كذا أي لا فراق ويقال البد العوض. نه وفيه: كان حسن الباد إذا ركب "الباد" أصل الفخذ، والبادان أيضاً من ظهر الفرس ما وقع عليه فخذ الفارس من البدد، تباعد ما بين الفخذين من كثرة لحمهما.
بدد منح طرق فقر وقا أَبُو عبيد: فِي حَدِيث أم سَلمَة أَن مَسَاكِين سألوها فَقَالَت: يَا جَارِيَة أبِدِّيْهِم تَمْرَةً تَمْرَةً قَالَ: حَدَّثَنِيهِ أَبُو النَّضر عَن شُعْبَة عَن خُليد ابْن جَعْفَر عَن أم سَلمَة. قَوْلهَا: أبِدِّيهم تَقول: فَرِّقي فيهم وَهُوَ من بَدَّدْتُّ الشيءَ تبديدا. قَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: أبددتهم الْعَطاء إِذا لم تجمع بَين اثْنَيْنِ وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب الْهُذلِيّ يصف الصَّائِد والحمر وَأَنه فرق فِيهَا السِّهَام فَقَتلهَا فَقَالَ: (الْكَامِل)

فأبَدَّهُنَّ حُتُوْفَهنَّ فهَاربٌ ... بذَمَائه أَو بَاركٌ مُتَجَعْجِعُ

ويروى عَن بعض الْعَرَب أَنه قَالَ: إِن لي صِرْمةً أمنح مِنْهَا وأطرِق وأبِدّ وأفْقُر وأقْرُنُ. قَوْله: أمْنَحُ يَعْنِي أَن أعطي الرجل النَّاقة يحتلبها قرن وَلَا تكون المنيحة إِلَّا الْعَارِية وَلَا يكون الإطراق إِلَّا فِي عَارِية الْفَحْل للضراب خَاصَّة وَلَا يكون الإفقار إِلَّا فِي ركُوب الظّهْر وَأما الإبداد فَإِنَّهُ يكون فِي الْهِبَة وَغَيرهَا إِذا أردْت وَاحِدًا وَاحِدًا وَالْقرَان أَن تُعْطِي اثْنَيْنِ فَمَا فَوق ذَلِك. حَدِيث حَمْنة بنت جحش رَحمهَا الله
(ب د د) : (التَّبْدِيدُ) التَّفْرِيقُ وَأَبَدَّهُمْ الْعَطَاءَ فَرَّقَهُ فِيهِمْ وَلَمْ يَجْمَعْ بَيْنَ اثْنَيْنِ وَحَقِيقَتُهُ أَعْطَى كُلًّا مِنْهُمْ بُدَّتَهُ أَيْ حِصَّتَهُ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ «أَبِدِّيهِمْ يَا جَارِيَةُ تَمْرَةً تَمْرَةً» وَقَوْلُهُ اللَّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا وَالْعَنْهُمْ بَدَدًا وَرُوِيَ وَاقْتُلْهُمْ جَمْعُ بُدَّةٍ وَالْمَعْنَى لَعْنًا أَوْ قَتْلًا مَقْسُومًا عَلَيْهِمْ بِالْحِصَصِ (وَأَبَدَّ يَدَهُ إلَى الْأَرْضِ) مَدَّهَا (وَإِبْدَادُ) الضَّبْعَيْنِ تَفْرِيجُهُمَا فِي السُّجُودِ (وَأَمَّا مَا رُوِيَ فِي الْحَدِيثِ) «أَنَّهُ كَانَ إذَا سَجَدَ أَبْدَى ضَبْعَيْهِ أَوْ أَبَدَّ» فَلَمْ أَجِدْهُ فِيمَا عِنْدِي مِنْ كُتُبِ الْحَدِيثِ وَالْغَرِيبِ إلَّا أَنَّ صَاحِبَ الصَّحِيحِ قَالَ بَابُ يُبْدِي ضَبْعَيْهِ وَذَكَرَ لَفْظَ الْحَدِيثِ فَقَالَ «كَانَ إذَا صَلَّى فَرَّجَ يَدَيْهِ حَتَّى يَبْدُوَ بَيَاضُ إبْطَيْهِ» وَلَفْظُ الْمُتَّفِقِ «كَانَ إذَا سَجَدَ فَتَحَ مَا بَيْنَ مِرْفَقَيْهِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إبْطَيْهِ» وَفِي التَّهْذِيبِ يُقَالُ لِلْمُصَلِّي أَبِدَّ ضَبْعَيْكَ وَلَمْ يُذْكَرْ أَنَّهُ مِنْ الْحَدِيثِ قَالَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَإِنْ صَحَّ مَا رُوِيَ مِنْ الْإِبْدَاءِ وَهُوَ فِي الْأَصْلِ الْإِظْهَارُ كَانَ كِنَايَةً عَنْ الْإِبْدَادِ لِأَنَّهُ يَرْدُفُ ذَلِكَ.
(بدد)
(هـ) فِي حَدِيثِ يَوْمِ حُنين «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَدَّ يَدَه إِلَى الْأَرْضِ فَأَخَذَ قَبْضَة» أَيْ مَدَّهَا.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ كَانَ يُبِدُّ ضَبْعَيْه فِي السُّجُودِ» أَيْ يَمُدُّهُما ويُجافِيهما. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «فَأَبَدَّ بصَره إِلَى السِّوَاكِ» كَأَنَّهُ أَعْطَاهُ بُدَّتَهُ مِنَ النَّظر، أَيْ حَظه.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ وَهُوَ يُبِدُّنِي النَّظر اسْتِعْجَالًا لخَبَر مَا بَعثَني إِلَيْهِ» .
(هـ) وَفِيهِ «اللَّهُمَّ أحْصِهم عَدَدًا، وَاقْتُلْهُمْ بِدَداً» يُرْوَى بِكَسْرِ الْبَاءِ جَمْعُ بُدَّة وَهِيَ الحِصَّة وَالنَّصِيبُ، أَيِ اقتُلهم حِصَصا مقسَّمة لِكُلِّ وَاحِدٍ حصَّته ونَصِيبه. وَيُرْوَى بِالْفَتْحِ أَيْ مُتَفَرِّقِينَ فِي الْقَتْلِ واحدا بعد واحد، من التَّبْدِيد.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عِكْرمة «فَتَبَدَّدُوه بَيْنَهُمْ» أَيِ اقْتَسموه حِصَصا عَلَى السَّواء.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ خَالِدِ بْنِ سِنَانٍ «أَنَّهُ انْتَهَى إِلَى النَّارِ وَعَلَيْهِ مِدْرعَة صُوف، فَجَعَلَ يفرّقُها بِعَصَاهُ وَيَقُولُ: بَدّاً بَدّاً» أَيْ تَبَدُّدِي وَتَفَرَّقِي. يُقَالُ بَدَدْتُ بَدّاً، وبَدَّدْتُ تَبْدِيداً. وَهَذَا خَالِدٌ هُوَ الَّذِي قَالَ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «نبيٌّ ضيَّعه قَوْمُهُ» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ «أَنَّ مَسَاكِينَ سَأَلُوهَا، فَقَالَتْ: يَا جَارِيَةُ أَبِدِّيهم تَمْرة تَمْرَةً» أَيْ أعْطِيهم وفَرّقي فِيهِمْ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّ لِي صِرْمَة أُفْقِر مِنْهَا وأُطْرق وأُبِدُّ» أَيْ أعْطِي.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «كُنَّا نَرى أَنَّ لَنَا فِي هَذَا الْأَمْرِ حَقًّا فَاسْتَبْدَدْتُمْ علينَا» يُقَالُ اسْتَبَدَّ بِالْأَمْرِ يَسْتَبِدُّ بِهِ اسْتِبْدَاداً إِذَا تَفَرَّد بِهِ دُون غيره. وقد تكرر في الحديث. (هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ «أَنَّهُ كَانَ حَسَنَ البَادّ إِذَا رَكِبَ» البَادّ أَصل الْفَخِذِ، والبَادَّان أَيْضًا- مِنْ ظَهْرِ الْفَرَسِ- مَا وَقَعَ عَلَيْهِ فَخِذ الْفَارِسِ، وَهُوَ مِنَ البَدَد: تبَاعِد مَا بَيْنَ الْفَخِذَيْنِ مِنْ كَثْرَةِ لَحْمِهِمَا.
[بدد] بَدَّهُ يَبُدُّهُ بَدَّاً: فرَّقه. والتبديد: التفريق. يقال: شملٌ مُبَدَّدٌ. وتبدد الشئ: تفرق. والبدة، بالكسر: القوّة. والبِدَّةُ أيضاً: النصيب. تقول منه: أَبَدَّ بينهم العطاءَ، أي أعطى كلَّ واحدة منهم بِدَّتَهُ. وفي الحديث: " أَبِدِّيهِمْ تمرةً تمرةً ". يقال في السخلتين: أبدهما نعجتين، أي اجعل لكل واحد منهما نعجمة ترضعه، إذا لم تكفهما نعجة واحدة. وأَبَدَّ يدَه إلى الأرض: مدَّها. واسْتَبَدَّ فلانٌ بكذا، أي انفرد به. والبَدادُ، بالفتح، البِرازَ. يقال: لو كان البَدادُ لما أطاقونا، أي لو بارزناهم رجلٌ ورجلٌ. وقولهم في الحرب: يا قومِ بَدادِ بَدادِ، أي ليأخذ كل رجل قرنه. وإنما بنى هذا على الكسر لانه اسم لعفل الامر، وهو مبنى. ويقال إنما كسر لاجتماع الساكنين لانه واقع موقع الامر. يقال منه: تباد القوم يتبادون، إذا أخذو أقرانهم. ويقال أيضا: لَقوا بَدادَهمْ ، أي أعدادهم، لكلِّ رجلٍ رجلٌ. وقولهم: جاءت الخيل بداد، أي متبددة. وبنى أيضا على الكسر لأنَّه معدولٌ عن المصدر، وهو البدد. قال الشاعر عوف بن الخَرِعِ:

والخَيْلُ تَعْدو في الصَعيدِ بَدّادِ * وتفرّق القوم بَدادِ، أي مُتَبَدِّدَةٍ. قال الشاعر حسان بن ثابت: كُنَّا ثمانيةً وكانوا جَحْفَلاً * لَجِباً فشُلُّوا بالرِماحِ بداد - وإنما بنى للعدل والتأنيث والصفة، فلما منع بعلتين من الصرف بنى بثلاث لانه ليس بعد المنع من الصرف إلا منع الاعراب. وتقول: السبعان يبتدان الرجل ابتداد، إذا أتياه من جانبية. وكذلك الرضيعان يَبْتَدَّانِ أمَّهما. ولا يقال يَبْتَدُّها ابنها، ولكن يَبْتَدُّها ابناها. وقد لقي الرجلان زيداً فابْتَدَّاهُ بالضرب، أي أخذاه من جانبيه. وبايعْته بِداداً، إذا بعته معارضةً. وكذلك بادَدْتُهُ في البيع مبادة وبدادا. وقولهم: مالك به بدد وبدة، أي مالك به طاقة. ابن السكيت: البَدَدُ في الناس: تباعُدُ ما بين الفخذين من كثرة لحمهما. قال: وفي ذوات الأربع تباعُدُ ما بين اليدين. تقول منه: بددت يارجل بالكسر، فأنت أَبَدُّ. وبقرةٌ بَدَّاءُ. والأَبَدُّ: الرجلُ العظيم الخلق، والمرأة بداء. قال أبو نخيلة:

ألد يمشى مشية الابد * والبادان: باطِنا الفخِذين. وكلُّ من فَرَّجَ بين رجليه فقد بَدَّهُما. ومنه اشتقاق بِدادِ السَرْجِ والقَتَبِ، بكسر الباء وهما بِدادانِ وبَديدانِ، والجمع بَدائدُ وأبِدَّة تقول: بَدَّ قَتبه يبُدُّهُ، وهو أن يتَّخذ خريطتينفيحشوَهما فيجعلَهما تحت الأَحناء لئلاّ يُدبِرَ الخشبُ البعيرَ. والبَديدان: الخُرجان. والبديد: المفازة الواسعة. وقولهم لابد من كذا، كأنه قال: لا فِراق منه. ويقال البُدُّ: العِوَضُ. والبُدُّ: الصنم، فارسيٌّ معرب، والجمع البِدَدَةُ. الفراء: طيرٌ أَباديدُ ويباديد: أي مفترق. وأنشد : كأنما أهلُ حُجْرٍ ينظرونَ مَتى * يَرَونَني خارجا طير يباديد -
: [ب د د] بَدَّدَ الشَّيْءَ فتَبَدَّدَ: فَرَّقَه فَتفَرَّقَ. وجاءَتِ الخَيْلُ بَدادِ: أي مُتَبَدَّدَةً، قال:

(كُنّا ثَمانِيَةً وكانُوا جُحْفَلاً ... لِجِباً فشُلٌّ وا بالرِّماحِ بَدادِ)

وحَكَى اللِّحْيانِيُّ: جاءَتِ الخَيْلُ بَدَادِ بَدَادِ يا هذا، وبَدَادَ بَدَادَ، وبَدَدَ بَدَدَ، كخَمْسَةَ عَشَرَ، وبَدَدَاً بَدَدَاً، على المَصْدَرِ. وتَفَرَّقُوا بَدَداً. وفيِ الدُّعاءِ: ((اللَّهُمَّ أقْتُلْهُمْ بَدَداً، وأَحْصِهِمْ عَدَداً)) . وقولُه - أَنْشَدَهُ ابنُ الأَعْرابِيِّ -:

(بَلِّغْ بَنِي عَجِبٍ وبَلِّغْ مازِناً ... قَوْلاً يُبِدُّهُمُ وَقْولاً يَجْمَعُ)

فَسَّره هو فقالَ: يُبدُّهُم: يُفَرِّقُ القَوْلَ فيهمِ. ولا أَعْرِفُ في الكَلامِ أَبْدَدْتُه: فَرَّقْتُه. وبَدَّ رِجْلَيْة في المِقْطَرِةَ: فرَّقَهُما، وقد تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُما. وكُلُّ مَنْ فَرَّجَ رِجْلَيْهِ فقد بَدَّهُما، قال:

(جارِيَةٌ أَعْظَمُها أَجَمُّها ... )

(قَدْ سَمَّنْتْها بالسَّوِيقِ أُمًّها ... )

(فبَدَّتِ الرِّجْلَ فما تَضُمُّها ... ) وذَهَبُوا يَبادِيدَ، وأَبادِيدَ: أي فِرَفّا مُتَبَدِّدِينَ. ورَجُلٌ أَبَدُّ: مُتَباعِدُ اليَدَيْنِ عن الجَنْبَيْنِ، وقِيلَ: بَعيِدُ ما بينَ الفَخِذَيْنِ مع كَثْرَةِ لَحْمِ. وقيل: عَرِيضُ ما بَيْنَ المَنْكِبَيْنِ. وقيل: العَظِيمُ الخَلْقِ، مُتَباعِدٌ بعضُهُ من بَعْضٍ، وقد بَدَّ يَبَدُّ بَدَداً. والبَدّاءُ من النِّساءِ: الضَّخْمَةُ الإسَكَتَيْنِ، المُتَباعِدَةُ الشُّفْرَيْنِ. ويُقال للحائِكِ: أَبَدُّ؛ لتَباعُدِ ما بَيْنَ فَخِذَيِهِ. وفَرَسٌ أَبَدُّ بَيّنُ البَدَدِ: أي بَعِيدُ ما بينَ اليَدَيْنِ. والأَبَدُّ الزَّنِيمُ: الأَسَدُ، وَصَفُوه بالأَبَدِّ لتَباعُدٍ في يَدَيْهِ، وبالزَّنِيمِ؛ لانْفِرادِهِ. وكَتِفٌ بَدّاءٌ: عَرِيضَةٌ مُتَباعِدَةُ الأْقْطارِ. والبادُّ: باطِنُ الفَخِذِ. وقِيلَ: البادُّ: ما يَلِي السَّرْجَ من فَخِذِ الفارِسِ. وقيل: هو ما بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ، ومنه قولُ الدَّهْناءِ بِنْتِ مِسْحَلِ: ((إنِّي لأُرْخِي لَهْ بادِّي)) . قالَ ابن الأَعْرابِيِّ: سُمِّى بادّا لأَنّ السَّرْجَ بَدَّهُما؛ أي فَرَّقَهُما، فهو عَلَى هذا فاعِلٌ في معنى مَفْعُولٍ، وقد يَكُونُ على النَّسَبِ. وقد ابْتَدّاهُ. والبَدادَانِ للقَتَبِ: كالكَرِّ للرَّجْلِ، غيرَ أَنَّ البِدادَيْنِ لا يَظهْرَانِ من قَدّامِ الظَّلِفَةِ، إنَّما هُما من باطِنٍ. والبِدادُ للسَّرْجِ مثْلُه للقَتَبِ. والبِدادُ: لِبْدٌ يُشَدُّ مَبْدُوداً على الدّابَّةِ الدَّبِرةَِ. وبَدَّ عن دَبَرِه: شَقَّ. وبَدَّ صاحِبَةُ عن الشَّيءِْ: أَبْعَدَهُ وكَفَّهُ. وبَدَّ الشَّيءَْ يَبُدُّهُ بَداّ: تَجافَي بهِ. وامْرَأَ ةٌ مُبَدَّدَةٌ: مَهْزُولَةٌ بِعيدَةٌ بعضُها من بَعْضٍ. واسْتَبَدَّ برَأْيِه: انْفَرَدَ. وما لَكَ به بَدَدٌ ولا بِدَّةٌ، ولا بُدَّةٌ: أي طاقَةٌ. ولا بُدَّ مِنْهُ: أي لا مَحالَةَ. والبُدُّ، والبِدُّ، والبَدَّةُ، والبِدادُ: النَّصِيبُ من كُلِّ شَيْءٍ، الأَخِيرتَانِ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ، ورَوَى بيتَ النَّمِرِ بنِ تَوْلَبٍ: (فمَنَحْتُ بُدَّتَها رَقِيباً جانِجاً ... )

والمَعْرُوفً ((بُدْأَتها)) . وجَمْعُ البُدَّةِ: بُدَدٌ. وجَمْعُ البِدادِ: بُدُدٌ، كلُّ ذلك عن ابنِ الأَعْرابِيِّ. وأَبَدَّ بينُهم العَطاءَ. وأَبَدَّهُم إِيّاهُ: أَعْطَى كُلَّ واحِدٍ على منهم حِدَةٍ نَصِيبَه، يكونُ ذلكَ في الطَّّعامِ والمالِ وكُلّ شيءِ. قال أبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ الكِلابَ والثَّوْرَ:

(فأَبَدَّهُنَّ حُتُوفَهُنَّ فهارِبٌ ... بِذَمائِه أو بارِكٌ مُتَجِعْجعُ)

أي: أَعْطَى هذا من الطَّعْنِ مثلَ ما أَعْطَى هَذَا، حَتَّى عَمَّهُم. وقولُ عُمَرَ بنِ أَبِي رَبِيَعَةَ:

(أَمِبُدٌّ سُؤالَكَ العالَمينَا ... )

قِيلَ: مَعْناه أَمٌ قَسِّمٌ أنتَ سُؤالَكَ على النّاسِ واحِداً واحِداً حَتّى تُعُمَّمُ وقِيلَ: مَعْناه أَمُلْزِمٌ أَنْتَ سُؤالَكَ النّاسَ؟ من قَوْلِكَ: ما لِكَ مَنْهُ بُدٌّ. والمُبادَّةُ في السَّفَرِ: أَنْ يُخْرِجَ كُلُّ إِنْسانٍ شَيْئاً من النَّفقَةِ، ثم تَجْمَعَ، فيُنْفِقُوه بَيْنَهُم، والاسْمُ منه: البَدادُ، والبَدادُ لُغَةٌ، قال القُطامِيُّ:

(فَثمَّ كَفيْناهُ البَدَادَ ولَمْ نَكُن ... لنُنْكِدَهُ عَمّا يَضِنُّ بهِ الصَّدْرُ)

ويُرْوَى البَدادُ بالكَسْرِ. وأَنَا أَبُدُّ بكَ عن ذلك الأَمْرِ: أي أًَدْفَعُه عَنْكَ. وتَبادَّ القَوْمُ: مَرُّوا اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ، يَبُدُّ كُلُّ واحدٍ مِنْهُما صاحِبَة. وبايَعَه بَدَداً. وبادَّهُ، كلاهُما: عارَضَهُ بالبَيْعِ. وبدَّدَ الرَّجُلُ: أَعيْاَ وكُلَّ، عن ابنِ الأَعْرابِيِّ، وأَنْشَدَ:

(لمَا رَأَيْتُ مِحْجَناً قد بَدَّدَا ... )

(وأَوَّلَ الإبْلِ دَنَا فاسْتَوْرَدَا ... ) (دَعَوْتُ عَوْنِي وأَخَذْتُ المَسَدَا ... )

وبَيْنِي وبَيْنَكَ بُدَّةٌ: أي غايَةٌ ومَدَّةٌ. والبُدُّ: بَيْتٌ فيه أَصْنامٌ وتَصاوِيرُ، وهو إِعْرابُ بُتّ، قالَ:

(لقد عَلمَتْ تَكَاكِرَةُ ابنِ تِيرَى ... غَداةَ البُدِّ أَنَّي هِبْرِزِىُّ)

وقال ابنُ دُرَيْدٍ: البُدُّ: الصَّنَمُ الذي يَعْبَدُ، لا أَصْلَ له في اللُّغَةِ. وبَدْبَد موضِعٌ

بدد: التبديد: التفريق؛ يقال: شَملٌ مُبَدَّد. وبَدَّد الشيءَ

فتَبَدَّدَ: فرّقه فتفرّق. وتبدّد القوم إِذا تفرّقوا. وتبدّد الشيءُ: تفرّق.

وبَدَّه يَبُدُّه بدّاً: فرّقه. وجاءَت الخيل بَدادِ أَي متفرقة متبدّدة؛ قال

حسان بن ثابت، وكان عيينة بن حصن بن حذيفة أَغار على سَرْح المدينة فركب

في طلبه ناس من الأَنصار، منهم أَبو قتادة الأَنصاريّ والمقداد بن

الأَسود الكِندي حليف بني زهرة، فردّوا السرح، وقتل رجل من بني فزارة يقال له

الحَكَمُ بن أُم قِرْفَةَ جد عبدالله بن مَسعَدَةَ؛ فقال حسان:

هلْ سَرَّ أَولادَ اللقِيطةِ أَننا

سِلمٌ، غَداةَ فوارِسِ المِقدادِ؟

كنا ثمانيةً، وكانوا جَحْفَلاً

لَجِباً، فَشُلُّوا بالرماحِ بَدادِ

أَي متبدّدين. وذهب القوم بَدادِ بَدادِ أَي واحداً واحداً، مبني على

الكسر لأَنه معدول عن المصدر، وهو البَدَدُ. قال عوف بن الخَرِع التيميّ،

واسم الخرع عطية، يخاطب لَقيطَ بن زُرارةَ وكان بنو عامر أَسروا معبداً

أَخا لقيط وطلبوا منه الفداء بأَلف بعير، فأَبى لقيط أَن يفديه وكان لقيط

قد هجا تيماً وعدياً؛ فقال عوف بن عطية التيميّ يعيره بموت أَخيه معبد في

الأَسر:

هلاَّ فوارسَ رَحْرَحانَ هجوتَهُمْ

عَشْراً، تَناوَحُ في شَرارةِ وادي

أَي لهم مَنْظَر وليس لهم مَخْبَر.

أَلاّ كرَرتَ على ابن أُمِّك مَعْبَدٍ،

والعامريُّ يقودُه بِصِفاد

وذكرتَ من لبنِ المُحَلّق شربةً،

والخيلُ تغدو في الصعيد بَدادِ

وتفرَّق القوم بَدادِ أَي متبددة؛ وأَنشد أَيضاً:

فَشُلُّوا بالرِّماحِ بَدادِ

قال الجوهري: وإِنما بني للعدل والتأْنيث والصفة فلما منع بعلتين من

الصرف بني بثلاث لأَنه ليس بعد المنع من الصرف إِلا منع الإِعراب؛ وحكى

اللحياني: جاءت الخيل بَدادِ بَدَادِ يا هذا، وبَدادَ بَدادَ، وبَدَدَ بَدَدَ

كخمسة عشر، وبَدَداً بَدَداً على المصدر، وتَفرَّقوا بَدَداً. وفي

الدعاء: اللهم أَحصهم عدداً واقتلهم بَدَداً؛ قال ابن الأَثير: يروى بكسر

الباء، جمع بِدَّة وهي الحصة والنصيب، أَي اقتلهم حصصاً مقسمة لكل واحد حصته

ونصيبه، ويروى بالفتح، أَي متفرقين في القتل واحداً بعد واحد من

التبديد.وفي حديث خالد بن سنان: أَنه انتهى إِلى النار وعليه مِدرَعَةُ صوف فجعل

يفرّقها بعصاه ويقول: بَدّاً بَدّاً أَي تبدّدي وتفرَّقي؛ يقال:

بَدَدْتُ بدّاً وبَدَّدْتُ تبديداً؛ وهذا خالد هو الذي قال فيه النبيّ، صلى الله

عليه وسلم: نبيّ ضيعه قومه.

والعرب تقول: لو كان البَدادُ لما أَطاقونا، البَداد، بالفتح: البراز؛

يقول: لو بارزونا، رجل لرجل؛ قال: فإِذا طرحوا الأَلف واللام خفضوا فقالوا

يا قوم بَدادِ بَدَادِ مرتين أَي ليأْخذ كل رجل رجلاً.

وقد تبادّ القوم يتبادّون إِذا أَخذوا أَقرانهم. ويقال أَيضاً: لقوا

قوماً أَبْدَادَهُمْ، ولقيهم قوم أَبدادُهم أَي أَعدادهم لكل رجل رجل.

الجوهري: قولهم في الحرب يا قوم بَدادِ بَدادِ أَي ليأْخذ كل رجل قِرنه،

وإِنما بني هذا على الكسر لأَنه اسم لفعل الأَمر وهو مبني، ويقال إِنما كسر

لاجتماع الساكنين لأَنه واقع موقع الأَمر.

والبَدِيدة: التفرق؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

بلِّغ بني عَجَبٍ، وبَلِّغْ مَأْرِباً

قَوْلاً يُبِدُّهُمُ، وقولاً يَجْمَعُ

فسره فقال: يبدُّهم يفرِّق القول فيهم؛ قال ابن سيده: ولا أَعرف في

الكلام إِبددته فرَّقته. وبدَّ رجليه في المِقطَرة: فرَّقهما. وكل من فرَّج

رجليه، فقد بَدَّهما؛ قال:

جاريةٌ، أَعظُمُها أَجَمُّها،

قد سَمَّنَتْها بالسَّويق أُمُّها،

فبَدَّتِ الرجْلَ، فما تَضُمُّها

وهذا البيت في التهذيب:

جاريةٌ يَبُدّها أَجمها

وذهبوا عَبَادِيدَ يَبادِيدَ وأَباديد أَي فرقاً متبدِّدين.

الفراء: طير أَبادِيد ويَبَادِيد أَي مفترق؛ وأَنشد

(* قوله «وأنشد إلخ»

تبع في ذلك الجوهري. وقال في القاموس: وتصحف على الجوهري فقال طير

يباديد، وأَنشد يرونني إلخ وانما هو طير اليناديد، بالنون والاضافة، والقافية

مكسورة والبيت لعطارد بن قران) :

كأَنما أَهلُ حُجْرٍ، ينظرون متى

يرونني خارجاً، طيرٌ يَبَادِيدُ

ويقال: لقي فلان وفلان فلاناً فابتدّاه بالضرب أَي أَخذاه من ناحيتيه.

والسبعان يَبْتَدَّان الرجل إِذا أَتياه من جانبيه. والرضيعان التوأَمان

يَبْتَدّان أُمهما: يرضع هذا من ثدي وهذا من ثدي. ويقال: لو أَنهما لقياه

بخلاء فابْتَدّاه لما أَطاقاه؛ ويقال: لما أَطاقه أَحدهما، وهي

المُبادّة، ولا تقل: ابْتَدّها ابنها ولكن ابْتَدّها ابناها.

ويقال: إِن رضاعها لا يقع منهما موقعاً فَأَبِدَّهما تلك النعجةَ

الأُخرى؛ فيقال: قد أَبْدَدْتُهما. ويقال في السخلتين: إِبِدَّهما نعجتين أَي

اجعل لكل واحد منهما نعجة تُرضعه إِذا لم تكفهما نعجة واحدة؛ وفي حديث

وفاة النبيّ، صلى الله عليه وسلم: فأَبَدَّ بصره إِلى السواك أَي أَعطاه

بُدَّته من النظر أَي حظه؛ ومنه حديث ابن عباس: دخلت على عمر وهو يُبدُّني

النظر استعجالاً بخبر ما بعثني إِليه.

وفي حديث عكرمة: فَتَبَدَّدوه بينهم أَي اقتسموه حصصاً على السواء.

والبَدَدُ: تباعد ما بين الفخذين في الناس من كثرة لحمهما، وفي ذوات

الأَربع في اليدين.

ويقال للمصلي: أَبِدَّ ضَبْعَيْك؛ وإِبدادهما تفريجهما في السجود،

ويقال: أَبَدَّ يده إِذا مدَّها؛ الجوهري: أَبَدَّ يده إِلى الأَرض مدَّها؛

وفي الحديث: أَنه كان يُبِدُّ ضَبْعَيْه في السجود أَي يمدُّهما

ويجافيهما.ابن السكيت: البَدَدُ في الناس تباعد ما بين الفخذين من كثرة لحمهما،

تقول منه: بدِدتَ يا رجل، بالكسر، فأَنت أَبَدُّ؛ وبقرة بَدَّاء.

والأَبَدُّ: الرجل العظيم الخَلق؛ والمرأَة بَدَّاءُ؛ قال أَبو نخيلة

السعدي:من كلِّ ذاتِ طائفٍ وزُؤْدِ،

بدَّاءَ، تمشي مشْيةَ الأَبَدِّ

والطائف: الجنون. والزؤد: الفزع. ورجل أَبدُّ: متباعد اليدين عن

الجنبين؛ وقيل: بعيد ما بين الفخذين مع كثرة لحم؛ وقيل: عريض ما بين المنكبين؛

وقيل: العظيم الخلق متباعد بعضه من بعض، وقد بَدَّ يَبَدُّ بَدَداً.

والبَدَّاءُ من النساء: الضخمة الإِسْكَتَين المتباعدة الشفرين؛ وقيل:

البَدّاء المرأَة الكثيرة لحم الفخذين؛ قال الأَصمعي: قيل لامرأَة من العرب:

علام تمنعين زوجك القِضَّة؟ قالت: كذب والله إِني لأُطأْطئ له الوساد

وأُرخي له البادّ؛ تريد أَنها لا تضم فخذيها؛ وقال الشاعر:

جاريةٌ يَبُدُّها أَجَمُّها،

قد سَمَّنَتْها بالسويق أُمُّها

وقيل للحائك إبَِدُّ لتباعد ما بين فخذيه، والحائك أَبَدُّ أَبَداً.

ورجل أَبَدُّ وفي فخذيه بَدَدٌ أَي طول مفرط. قال ابن الكلبي: كان دُريد بن

الصِّمَّة قد بَرِصَ بادّاه من كثرة ركوبه الخيل أَعراء؛ وبادّاه: ما يلي

السرج من فخذيه؛ وقال القتيبي: يقال لذلك الموضع من الفرس بادّ. وفرس

أَبَدُّ بَيِّنُ البَدَد أَي بعيد ما بين اليدين؛ وقيل: هو الذي في يديه

تباعد عن جنبيه، وهو البَدَدُ. وبعير أَبَدُّ: وهو الذي في يديه فَتَل؛

وقال أَبو مالك: الأَبَدُّ الواسع الصدر. والأَبَدُّ الزنيمُ: الأَسَدُ،

وصفوه بالأَبَدِّ لتباعد في يديه، وبالزنيم لانفراده. وكتف بَدَّاء: عريضة

متباعدة الأَقطار. والبادّان: باطنا الفخذين. وكل من فرَّج بين رجليه، فقد

بَدَّهما؛ ومنه اشتقاق بِدادِ السرج والقتب، بكسر الباء، وهما بِدادان

وبَدِيدان، والجمع بدائدُ وأَبِدَّةٌ؛ تقول: بَدَّ قَتَبَهُ يَبُدُّه وهو

أَن يتخذ خريطتين فيحشوهما فيجعلهما تحت الأَحناء لئلا يُدْبِر الخشبُ

البعيرَ. والبَدِيدانِ: الخُرْجان. ابن سيده: البادّ باطن الفخذ؛ وقيل:

البادّ ما يلي السرج من فخذ الفارس؛ وقيل: هو ما بين الرجلين؛ ومنه قول

الدهناءِ بنت مِسحل: إِني لأُرْخِي له بادّي؛ قال ابن الأَعرابي: سمي بادّاً

لأَن السرج بَدَّهما أَي فرَّقهما، فهو على هذا فاعل في معنى مفعول وقد

يكون على النسب؛ وقد ابْتَدَّاه. وفي حديث ابن الزبير: أَنه كان حسن

البادِّ إِذا ركب؛ البادُّ أَصل الفخذ؛ والبادَّانِ أَيضاً من ظهر الفرس: ما

وقع عليه فخذا الراكب، وهو من البَدَدِ تباعد ما بين الفخذين من كثرة

لحمهما. والبِدَادان للقتب: كالكَرِّ للرحل غير أَن البِدادين لا يظهران من

قدّام الظَّلِفَة، إِنما هما من باطن. والبِدادُ للسرج: مثله للقتب.

والبِدادُ: بطانة تحشى وتجعل تحت القتب وقاية للبعير أَن لا يصيب ظهره القتب،

ومن الشق الآخر مثله، وهما محيطان مع القتب والجَدَيات من الرحل شبيه

بالمِصْدَعة، يبطن به أَعالي الظَّلِفات إِلى وسط الحِنْوِ؛ قال أَبو منصور:

البِدادانِ في القتب شبه مخلاتين يحشيان ويشدّان بالخيوط إِلى ظلِفات

القتب وأَحْنائه، ويقال لها الأَبِدَّة، واحدها بِدٌّ والاثنان بِدَّان،

فإِذا شدت إِلى القتب، فهي مع القتب حِداجَةٌ حينئذ. والبِداد: لِبد يُشدُّ

مَبْدوداً على الدابة الدَّبِرَة.

وبَدَّ عن دَبَرِها أَي شق، وبَدَّ صاحبه عن الشيء: أَبعده وكفه. وبَدَّ

الشيءَ يَبُدُّه بَدّاً: تجافى به.

وامرأَة متبدّدة: مهزولة بعيدة بعضها من بعض.

واسْتَبَدَّ فلان بكذا أَي انفرد به؛ وفي حديث عليّ، رضوان الله عليه:

كنا نُرَى أَن لنا في هذا الأَمر حقّاً فاسْتَبْدَدتم علينا؛ يقال:

استبَدَّ بالأَمر يستبدُّ به استبداداً إِذا انفرد به دون غيره. واستبدَّ

برأْيه: انفرد به.

وما لك بهذا بَدَدٌ ولا بِدَّة ولا بَدَّة أَي ما لك به طاقة ولا يدان.

ولابُدَّ منه أَي لا محالة، وليس لهذا الأَمر بُدٌّ أَي لا محالة. أَبو

عمرو: البُدُّ الفراق، تقول: لابُدَّ اليوم من قضاء حاجتي أَي لا فراق

منه؛ ومنه قول أُم سلمة: إِنّ مساكين سأَلوها فقالت: يا جارية أَبِدِّيهم

تَمْرَةً تمرة أَي فرقي فيهم وأَعطيهم.

والبِدَّة، بالكسر

(* قوله «والبدة بالكسر إلخ» عبارة القاموس وشرحه

والبدة، بالضم، وخطئ الجوهري في كسرها. قال الصاغاني: البدة، بالضم،

النصيب؛ عن ابن الأَعرابي، وبالكسر خطأ): القوة. والبَدُّ والبِدُّ والبِدَّة،

بالكسر، والبُدَّة، بالضم، والبِدَاد: النصيب من كل شيء؛ الأَخيرتان عن

ابن الأَعرابي؛ وروى بيت النَّمِر بن تولب:

فَمَنَحْتُ بُدَّتَها رقيباً جانِحاً

قال ابن سيده: والمعروف بُدْأَتَها، وجمع البُدَّةِ بُدَدٌ وجمع

البِدَادِ بُدد؛ كل ذلك عن ابن الأَعرابي.

وأَبَدَّ بينهم العطاءَ وأَبَدَّهم إِياه: أَعطى كل واحد منهم بُدَّته

أَي نصيبه على حدة، ولم يجمع بين اثنين يكون ذلك في الطعام والمال وكل

شيء؛ قال أَبو ذؤيب يصف الكلاب والثور؛

فَأَبَدَّهُنَّ حُتُوفَهُنَّ: فَهارِبٌ

بذَمائِه، أَو بارِكٌ مُتَجَعْجِعُ

قيل: إِنه يصف صياداً فرّق سهامه في حمر الوحش، وقيل: أَي أَعطى هذا من

الطعن مثل ما أَعطى هذا حتى عمهم. أَبو عبيد: الإِبْدادُ في الهبة أَن

تعطي واحداً واحداً، والقرانُ أَن تعطي اثنين اثنين. وقال رجل من العرب:

إِنَّ لي صِرْمَةً أُبِدُّ منها وأَقرُنُ. الأَصمعي: يقال أَبِدَّ هذا

الجزور في الحيّ، فأَعط كل إِنسان بُدَّته أَي نصيبه؛ وقال ابن الأَعرابي:

البُدَّة القسم؛ وأَنشد:

فَمَنَحْتُ بُدَّتَها رفيقاً جامحاً،

والنارُ تَلْفَحُ وجْهَهُ بِأُوارها

أَي أَطعمته بعضها أَي قطعة منها. ابن الأَعرابي: البِدادُ أَن يُبِدَّ

المالَ القومَ فيَقْسِمَ بينهم، وقد أَبْدَدْتهم المالَ والطعام، والاسم

البُدَّة والبِدادُ. والبُدَدُ جمع البُدَّة، والبُدُد جمع البِدادِ؛

وقول عمر بن أَبي ربيعة:

أَمُبدٌّ سؤَالَكَ العالمينا

قيل: معناه أَمقسم أَنت سؤَالك على الناس واحداً واحداً حتى تعمهم؛

وقيل: معناه أَملزم أَنت سؤَالك الناس من قولك ما لك منه بُدٌّ.

والمُبادَّة في السفر: أَن يخرج كل إِنسان شيئاً من النفقة ثم يجمع

فينفقونه بينهم، والاسم منه البِدادُ، والبَدادُ لغة؛ قال القطامي:

فَثَمَّ كَفيناه البَدادَ، ولم نَكُنْ

لِنُنْكِدَهُ عما يَضِنُّ به الصَّدْرُ

ويروى البِداد، بالكسر.

وأَنا أَبُدُّ بك عن ذلك الأَمر أَي أَدفعه عنك.

وتبادّ القوم: مروا اثنين اثنين يَبُدُّ كل واحد منهما صاحبه.

والبَدُّ: التعب. وبَدَّدَ الرجلُ: أَعيا وكلَّ؛ عن ابن الأَعرابي؛

وأَنشد:

لما رأَيت مِحْجَماً قد بَدَّدَا،

وأَوَّلَ الإِبْلِ دَنا فاسْتَوْرَدا،

دعوتُ عَوْني، وأَخَذتُ المَسَدا

وبيني وبينك بُدَّة أَي غاية ومُدّة.

وبايعه بَدَداً وبادَّهُ مُبَادَّةً: كلاهما عارضه بالبيع؛ وهو من قولك:

هذا بِدُّهُ وبَدِيدُه أَي مثله. والبُدُّ: العوض. ابن الأَعرابي:

البِداد والعِدادُ المناهدة.

وبَدَّدَ: تعب. وبَدَّدَ إِذا أَخرج نَهْدَهُ.

والبَديد: النظير؛ يقال: ما أَنت بِبَديد لي فتكلمني.

والبِدّانِ: المثلان.

يقال: أَضعف فلان على فلان بَدَّ الحصى أَي زاد عليه عدد الحصى؛ ومنه

قول الكميت:

مَن قال: أَضْعَفْتَ أَضعافاً على هَرِمٍ،

في الجودِ، بَدَّ الحصى، قِيلت له: أَجلُ

وقال ابن الخطيم:

كأَنَّ لَبَّاتها تَبَدَّدَها

هَزْلى جَوادٍ، أَجْوافُه جَلَف

يقال: تَبَدَّد الحلى صدر الجارية إِذا أَخذه كله.

ويقال: بَدَّد فلان تبديداً إِذا نَعَسَ وهو قاعد لا يرقد.

والبَديدة: المفازة الواسعة.

والبُدُّ: بيت فيه أَصنام وتصاوير، وهو إِعراب بُت بالفارسية؛ قال:

لقد علمَتْ تكاتِرَةُ ابنِ تِيرِي،

غَداةَ البُدِّ، أَني هِبْرِزِيُّ

وقال ابن دريد: البُدُّ الصنم نفسه الذي يعبد، لا أَصل له في اللغة،

فارسي معرّب، والجمع البدَدَةُ. وفلاة بَديد: لا أَحد فيها.

والرجل إِذا رأَى ما يستنكره فأَدام النظر إِليه يقال: أَبَدَّهُ بصره.

ويقال: أَبَدَّ فلانٌ نظره إِذا مدّه، وأَبْدَتْته بصري. وأَبددت يدي

إِلى الأَرض فأَخذت منها شيئاً أَي مددتها. وفي حديث يوم حنين: أَن سيدنا

رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَبَدَّ يده إِلى الأَرض فأَخذ قبضة أَي

مدّها.

وبَدْبَدُ: موضع، والله أَعلم.

بدد
: ( {بَدَّدَه} تَبْدِيداً: فَرَّقَه، {فتَبَدّدَ) : تَفرَّقَ. يُقال: شَمْلٌ} مُبَدَّد. {وتَبَدَّدَ القَومُ تَفرَّقُوا.
} وبَدَّه {يَبُدُّه} بَدًّا: فَرَّقه.
(و) {بَدَّدَ (زَيْدٌ: أَعيَا، أَو نَعِسَ وَهُوَ قاعدٌ لَا يَرْقُد) ، نَقله الصاغَانيّ.
(وجَاءَتِ الخَيْلُ} بَدَادِ {بَدَادِ) ، وذَهب القَوْمِ بَدَادِ بَدَادِ، أَي وَاحِدًا وَاحِدًا مَبنيّ على الكسْر، لأَنّه معدولٌ عَن الْمصدر وَهُوَ البَدَدُ. قَالَ حسّان بن ثَابت وَكَانَ عُيينةُ بن حِصْن بن حُذيفة أَغارَ على سَرْحِ الْمَدِينَة فرَكِبَ فِي طَلبه ناسٌ من الأَنصار، مِنْهُم أَبو قَتادةَ الأَنصاريُّ، والمِقْدَادُ بن الأَسود الكِنْديُّ حَليف بني زُهْرَةَ،} فرَدُّوا السَّرْحَ، وقُتِلَ رَجلٌ من بني فَزارةَ يُقَال لَهُ الحَكَمُ ابنُ أُمِّ قِرْفَةَ، جَدُّ عبدِ الله بن مَسْعَدَةَ، فَقَالَ حسّان:
هَلْ سَرَّ أَولادَ اللَّقِيطَةِ أَنَّنَا
سَلْمٌ غَدَاةَ فَوَارِسِ المِقْدَادِ
كُنّا ثمانِيَةً وكَانُوا جَفْلاً
لَجِباً فَشُلُّوا بالرِّمَاحِ بَدَادِ
وَقَالَ الجوهريّ: وإِنّمَا بُنيَ للعَدْلِ والتأْنِيث والصِّفة، فلمّا مُنِعَ بعلَّتَيْن بُنِيَ بثلاثٍ، لأَنّه لَيْسَ بعد الْمَنْع من الصرْف إِلاّ منع الإِعراب. (و) حكَى اللِّحْيَانيّ: جاءَت الخَيلُ بدادِ بدادِ يَا هاذا، و (بَدَادَ بَدَادَ، {وبَدَدَ} بَدَدَ) ، مبنيّان على الْفَتْح الأَخير كخَمسةَ عَشرَ، ( {وبَدَداً} بَدَداً) ، على الْمصدر، أَي (متفرِّقَةً) . وَفِي (اللِّسَان) : وَاحِدًا بعد واحدٍ. قَالَ شَيخنَا: وكلُّها مبنيّة مَا عدا الأَخيرَ، وكلُّهَا فِي مَحلّ نصْبٍ على الحاليّة سوى الأَخيرِ فإِنّه منصوبُ اللَّفظِ أَيضاً.
( {وبَدَّ رِجْلَيه) فِي المِقْطَرة: (فَرَّقَهُمَا) . وكلُّ من فَرَّجَ رِجْلَيْه فقد بَدَّهُمَا.
(و) يُقَال (ذَهَبُوا) عَبَادِيدَ (} تَبَادِيدَ) ، هاكذا بالمثنّاة الفوقيّة فِي نُسختنا وَفِي بَعْضهَا بالياءِ التَّحْتِيَّة على مَا فِي اللِّسانِ ( {وأَبادِيدَ) أَي فرَقاً (} مُتَبدِّدينَ) .
(ورَجلٌ {أَبَدُّ: مُتَبَاعِدُ اليَدَيْنِ) عَن الجَنَبين، (أَو) هُوَ (العَظِيمُ الخَلْقِ المُتَبَاعِدُ بعضُه مِن بَعضِ) ، وَقد بَدَّ} يَبَدُّ {بَدَداً. (و) قيل: هُوَ (المتباعِدُ مَا بينَ الفَخِذَيْن) مَعَ كثرَةِ لَحمٍ، وَقيل: عريض مَا بينَ المَنْكِبَيْنِ. وَقيل عريض مَا بينَ المَنْكِبَيْنِ. (وَقد} بَدِدَتْ، كَرفَرِحَتُ، بَدَداً) ، محرّكَةً، وَعَن ابْن السِّكِّيت: البَدَدُ فِي النَّاس: تَبَاعُدُ مَا بينَ الفَخذَين من كَثرةِ لحْمِهِما، تَقول مِنْهُ: بَدِدْن يَا رجُلُ، بالكسْر، فأَنت أَبَدُّ. وبَقَرَة {بَدّاءُ.
(والبَدُّ) ، بِالْفَتْح (: التَّعَب) .
} وبَدَّدَ: تَعِبَ وأَعْيَا وكَلَّ، عَن ابْن الأَعرابيّ. وأَنشد:
لما رَأَيْتُ مِحّجَماً قد {بَدَّدا
وأَوَّلَ الإِبْلِ دَنَا فاسْتَورَدَا
دَعوْتُ عَوْنِي وأَخَذْتُ المَسَدَا
(و) البِدّ، (بِالْكَسْرِ: المِثْل) ، وهما} بِدّان. (و) البِدّ أَيضاً: النَّظِير، {كالبَدِيدَةِ، (يُقَال: مَا أَنتَ لي} ببَدِيدٍ فتكلِّمَني) .
(و) البُدُّ، (بالضَّم: البَعُوضُ) ، هاكذا فِي نُسختنا، وَهُوَ خاطأٌ والصَّوَابُ العِوَضُ، كَمَا فِي (اللِّسَان) و (الصّحاح) وَغَيرهمَا من الأُمّهَات. (و) قَالَ ابْن دُريد: البُدّ (الصَّنَمُ) نفْسُه الّذي يُعبَد لَا أَصْل لَهُ، فارسيٌّ، (معَرَّبُ بُتْ. ج {بِدَدَةٌ) ، كقِرَدَةٍ، (} وأَبْدَادٌ) ، كخُرْجٍ وأَخراجٍ، (و) قيل: البُدّ: (بَيْتُ الصَّنَمِ) والتصاويرِ، وَهُوَ أَيضاً مُعرّب، وَلَو قَالَ والصَّنم أَو بَيْته مُعَرَّب كَانَ أَخصَرَ. (و) البُدُّ أَيضاً (: النَّصِيب من كلِّ شيْءٍ، كالبِدَاد، بِالْكَسْرِ، {والبُدَادِ} والبُدَّةِ) ، هما (بالضّمّ) الأَخيرتان عَن ابْن الأَعرابيّ. وروى بَيت النَّمِر بن تَوْلَب:
فَمَنَحْتُ {بُدَّتَها رقيباً جانحاً
قَالَ ابْن سَيّده: وَالْمَعْرُوف (بُدْأَتَهَا) وجمْع البُدَّة بُدَدٌ، وجمْع البِدَاد بِدَدٌ، كلّ ذالك عَن ابْن الأَعرابيّ. (وخُطِّىء الجوهريُّ فِي كَسرِهَا) . قَالَ الصّغانيّ: البُدَّةُ، بالضَّمّ: النَّصيب، عَن ابْن الأَعرابيّ، وبالكسر خطأٌ ذَكرَه أَبو عمرٍ وَفِي ياقوتة العقم. ونصُّ عبارَة الجوهريّ (والبِدَّةُ، بِالْكَسْرِ: القُوّة والبِدّة أَيضاً النَّصِيب) قلت وَفِي الدُّعاء: (اللَّهمَّ أَحصِهِمْ عَدَداً، واقتُلْهم بدَداً) قَالَ ابْن الأَثير: يُروَى بِكَسْر الباءِ جمع بِدَّةَ وَهِي الحِصَّة والنصيب، أَي اقتُلْهم حِصَصاً مُقسّمة لكلِّ واحدٍ حِصّتُه ونَصِيبه.
(و) قَوْلهم (لَا بُدَّ) اليومَ من قَضَاءِ حاجَتي، أَي (لَا فِرَاقَ) مِنْهُ، عَن أَبي عَمرٍ و. (و) قِيلَ: لَا بدَّ مِنْهُ: (لَا مَحَالَةَ) مِنْهُ. وَقَالَ الزّمخشريّ: أَي لَا عِوَضَ وَمَعْنَاهُ أَمرٌ لازمٌ لَا تمكِن مُفارقتُه وَلَا يُوجَد بَدلٌ مِنْهُ وَلَا عِوَضٌ يقوم مَقامَه. قَالَ شَيخنَا: قَالُوا: وَلَا يُستعمَل إِلاَّ فِي النفْيِ، واستعمالُه فِي الإِثبات مُوَلَّد.
(} وبدَادُ السَّرْجِ والقَتَبِ) ، مُقتضَى اصْطِلَاحه أَن يكون بِالْفَتْح، وَالَّذِي ضَبطه الجوهَرِيُّ بِالْكَسْرِ (! وبَدِيدُهما ذالك المَحشوُّ الّذي تحتَهما) ، وَهُوَ خَرِيطتان تُحشَيانِ فتجعلها تحْت الأَحناءِ (لئلاّ يُدْبِرَ) الخَشَبُ (الفَرَسَ) أَبو البعيرَ. وَقَالَ أَبو مَنْصُور {البِدَادانِ فِي القَتَبِ شِبْهُ مِخْلاَتَيْن تُحْشَيَانِ وتُشدَّانِ بالخُيوط إِلى ظَلِفَاتِ القَتَب وأَحْنَائه. والجمْع} بَدَائدُ {وأَبِدَّةٌ، تَقول: بَدَّ قَتَبَه} يَبُدّه. وقالَ غَيره: {البِدَادُ: بِطَانَةٌ تُحْشَى وتُجْعَل تحتَ القَتَبِ وِقايةً لبعيرٍ أَن لَا يُصيبَ ظَهْرَه القَتَبُ، وَمن الشِّقّ الآخرِ مثلُه، وهما مُحيطانِ مَعَ القَتب. وبِدَادُ السَّرْجِ مُشتقٌّ من قَولك: بَدّ الرَّجلُ رُجْلَيْه، إِذا فرَّجَ بَينهمَا، كَذَا فِي (الصّحاح) .
(} والبَدِيدُ) ، كَأَمِيرٍ: (الخُرْجُ) ، بضمّ الخاءِ وَسُكُون الراءِ، هاكذا فِي نُسختنا، والّذي فِي (الصّحاح) : والبَدِيدَانِ الجُرجان، هاكذا كَمَا تَراه بجيمين (و) {البَدِيدة: (المَفَازَةُ الواسعَةُ) .
(} والبِدَاد) : بِالْكَسْرِ، (لِبْدٌ يُشَدُّ) {مَبدُوداً (على الدّابَّة الدَّبِرَةِ) . وبُدَّ عَن دُبُرِهَا، أَي شُقٌ.
(} والبِدَادُ {والبِدَادَة) ، بكسرهما، والفتحُ لُغة فِي الأَوّل، وَبِهِمَا رُوِيَ قَول القُطَاميّ:
فَثَمَّ كَفَيْنَاهُ البِدَادَ وَلم نَكنْ
لنُنْكِدَه عَمّا يَضِنُّ بِهِ الصَّدْرُ
(} والمُبَادّة) فِي السّفَر: (أَنْ يُخْرِج كلُّ إِنسانٍ شَيْئا) من النَّفقة (ثمّ يُجْمَع فيُبْقُونَه) ، هاكذا فِي نسختنا، وَهُوَ خطأٌ، والصّواب فيُنْفِيقونه (بَيْنَهُمْ) . وَعَن ابْن الأَعرابيّ: البِدَاد أَن يُبِدّ المالَ القَوْمُ فيُقسَم بَينهم، وَقد {أَبْدَدْتهم المالَ والطعامَ، والاسمُ البُدّة والبِدَادُ، جمْعهما بُدَد وبُدُد.
(وبَايَعَهُ} بَدَداً، {وبادَّهُ} مُبَادَّةً) ، وَفِي بعضٍ: مُبادَدَة، ( {وبِدَاداً) ككِتَاب، كِلَاهُمَا: (بَاعَهُ مُعَارَضَةً) ، أَي عَارَضهُ، بالبَيْع، وَهُوَ من قَولك: هاذا} بدُّه {وبَدِيده، أَي مِثله.
(} وبَدَّهُ) ، أَي بَدَّ صاحبَه عَن الشيْءِ (: أَبعَدَه وكَفَّه) ، وأَنا أَبُدُّ بك عَن ذالك الأَمرِ، أَي أَدْفعه عَنْك. (و) بدَّ الشيْءَ {يَبُدُّه بَدًّا (: تَجافَى بِهِ) .
(و) قَالَ ابْن سَيّده: (} البَادُّ: باطِنُ الفَخِذ) ، وَقيل: هُوَ مَا يَلِي السَّرْجَ من فَخذِ الفارسِ، وَقيل: هُوَ مَا بَين الرِّجلَين، ونه قَول الدّهناءِ بِنت مِسْحَلٍ: (إِني لأُرخِي لَهُ {- بادِّي) قَالَ ابنُ الأَعرابيّ: سُمِّيَ} بادًّا لأَنّ السَّرُجَ بَدَّهما أَي فَرَّقهما، فَهُوَ على هاذا فاعلٌ فِي معنَى مفعولٍ وَقد يكون على النَّسبِ. وَقَالَ ابْن الكلبيّ: كَانَ دريدُ بن الصِّمّة قد بَرِصَ بَادّاهُ من كثرةِ ركُوبه الخيلَ أَعراءً. وبادّاه: مَا يَلِي السَّرجَ من فَخذيْه. وَقَالَ القُتَيبيّ: يُقَال لذالك الموضعِ من الفَرس بادٌّ.
( {والبَدَّاءُ) من النساءِ: (الضَّخْمَةُ الإِسْكَتَيْنِ) المتباعدةُ الشّفُرَيْن، وَقيل: هِيَ المرأَةُ الكثيرةُ لَحمِ الفَخذَين.
(و) يُقَال: بيني وبينَك} بُدَّةٌ. ( {البُدَّةُ بالضّمّ: الْغَايَة) والمُدّة.
(و) قَالَ الفرَّاءُ: (طَيْرٌ} أَبادِيدُ) ، وَفِي بعض نُسخِ (الصّحاح) المصحَّحة: يباديد، بالتحتية، ( {وتَبَادِيدُ) ، بِالْمُثَنَّاةِ الفوقيّة، أَي (متفرِّقة) ، كَذَا فِي (النُّسخ) ، وَفِي (الصّحاح) : متفرّق، ونصُّ عبارةِ الفرّاءِ: أَي مَفترق. (وتَصحَّفَ على الجوهريّ فَقَالَ: طيرٌ} يَبادِيد. وأَنشد) :
كأَنّما أَهلُ حجْرٍ يَنظرونَ مَتَى
(يَرَوْنَنِي خارِجاً طَيْرٌ! يَبَادِيدُ)
بِرَفْع يباديد على أَنّه صفة طير، وَكَذَا رَوَاهُ يَعْقُوب. قَالَ أَبو سهْل الهَرويّ: وقرأْته بخطّ الأَزهريّ فِي كِتابه كَمَا رَوَاهُ الجوهريّ بالرّفع وبالباءِ، (وإِنما هُوَ طَير اليَنَاديدِ، بالنُّون والإِضافة) . وَفِي إِصلاح الْمنطق فِي بَاب مَا يُقَال بالياءِ والهمزة يُقَال أَعْصُرُ ويَعْصُر، وأَلَمْلَم ويَلَمْلم، وطَيرٌ يَنادِيدُ وأَناديدُ: متفرِّقة، بالنُّون. (و) من أَقوى الدَّلَائِل أَنَّ (القَافية مَكْسُورَة) ودعوَى الإِقواءِ على مَا زعَم شيخُنَا غير مُسلَّم. وَقَبله:
ونحْنُ فِي عُصبةِ عَضَّ الحَديدُ بهم
من مُشْتَك كَبْلَه منهمْ ومَصفود كأَنّمَا أَهل حجْر، الخ. (وَالْبَيْت لعُطَارِد بن قَرْانَ) الحنظليّ أَحد اللّصوص. (وَقَوله) ، أَي الجوهريّ فِي إِنشاد قَول الرّاجز، وَهُوَ أَبو نُخيلةَ السَّعدي.
من كُلِّ ذاتِ طائِفٍ وزُؤْده
أَلدُّ يَمشِي مِشْيَةَ {الأَبَدِّ
غلطٌ، والصَّواب:
(} بَدّاءُ تَمشِي مِشْيَةَ {الأَبَدِّ)
لأَنّه فِي صِفَة امرأَةِ. وَبعده:
وَخْداً وتَخْوِيداً إِذا لمْ تَخْدِي
والطائف: الجُنون: والزُّؤْد: الفزَعُ. وَقد سبقه إِلى ذالك ابْن بَرّيّ وأَبو سهْل الهَرَويّ والصغانيّ.
(و) يُقَال: لَقِيَ فُلانٌ وفُلانٌ فُلاناً ف (} ابْتَدَّاهُ) بالضَّرب ( {ابتداداً) ، إِذا (أَخَذَاه من جانِبَيْهِ، أَو أَتَيَاه من ناحِيَتَيْه) . والسَّبُعانِ} يَبتَدّانِ الرَّجلَ، إِذا أَتَيَاه من جانِبَيْهِ. والرِّضِيعَانِ التَوْأَمَانِ يَبتَدَّان أُمَّهُمَا، يَرضِع هاذَا من ثَدْيٍ وهاذا من ثَدْيٍ. وَيُقَال: لَو أَنَّهُمَا لَقِياه بخَلاَءٍ فابتَدَّاه لمَا أَطاقاه، وَيُقَال: لَمَا أَطاقَه أَحدُهما. وَهِي {المبادّة، وَلَا تقل ابتدَّهَا ابنُهَا، وَلَكِن} ابتدَّها ابنَاها.
(و) يُقَال: (مَا لَه بِهِ بَدَدٌ و) لَا ( {بَدَّةٌ) بالفَتْح، ويروَى بِالْكَسْرِ أَيضاً، أَي مَا لَهُ بِهِ (طَاقَةٌ) وَلَا قُوّة.
(} والبَدِيدَةُ) ، كَذَا فِي (النُّسخ) ، كسَفِينَة، والصَّوَاب ( {البَدْبَدَةَ) ، بموحَّدتين مفتوحَتين، كَمَا هُوَ بخطّ الصّغانيّ: (الدَّاهِيَةُ) ، يُقَال: أَتانَا} ببَدْبَدَةٍ.
( {والأَبَدُّ: الحائكُ) ، لتَباعُدِ مَا بينَ فَخذيْه. (و) الأَبدُّ بَيِّنُ البَدَدِ (: الفَرَسُ بَعِيدُ مَا بَيْنَ اليَدَين) ، وَقيل: هُوَ الّذي فِي يَديه تَباعُدٌ عَن جَنبَيْه، وَهُوَ البَدَدُ. وبَعيرٌ أَبَدُّ، وَهُوَ الّذي فِي يَديْه فَتَلٌ. وَقَالَ أَبو مالكٍ: الأَبَدّ: الواسعُ الصَّدْرِ.
(} والأَبَدُّ الزَّنِيمُ: الأَسَدُ) ، وصَفوه بالأَبَدّ لتباعُدٍ فِي يَدَيْهِ، وبالزَّنيم لانفراده.
( {وتبدّدُوا الشّيْءَ: اقتسَمُوه} بِدَداً) ، بِالْكَسْرِ، أَي (حِصَصاً) ، جمع البِدّة، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ النّصيب والقِسْم، قَالَه ابْن الأَعرابيّ. وَقد أَنكرَ شَيخنَا ذالك على الجوهريّ، كَمَا سَبَقَ. وَفِي حَدِيث عِكْرِمة ( {فتَبَدَّدُوهُ بينَهُم) ، أَي اقتَسموه حِصَصاً على السَّواءِ.
(و) } تَبدَّدَ (الحَلْيُ صَدْرَ الجاريةِ: أَخَذَه كُلَّه) . وَفِي (الأَساس) : أَخذَ بجَانِبَيْهِ. قَالَ ابنُ الخطيم:
كأَنّ لَبّاتِهَا {تَبَدَّدَهَا
هَزْلَى جَرادٍ أَجْوافُه جُلُفُ
(} وبَدْبَدْ، أَي بَخْ بَخْ) ، نقلَه الصَّاغَانيّ. (و) الْقَوْم ( {تَبادُّوا. و) قَوْلهم: (لَقُوا} بَدَادَهم) ، بِالْفَتْح، كِلَاهُمَا (بِمَعْنى) وَاحِد، (أَي أَخَذُوا أَقْرَنَهُم) ولَقِيَهم قَومٌ {أَبْدَادُهم، أَي أَعدادُهم (لكلِّ رَجُلٍ رَجُلٌ. و) يُقَال: يَا قومُ} بَدَادِ بدَادِ، مَرّتَيْن (كقطَام، أَي ليأْخُذْ كلُّ رَجلٍ قِرْنَه) . قَالَ الجوهَرِيّ: وإِنَّمَا بُنِيَ هاذا على الْكسر لأَنّه اسمٌ لفِعْل الأَمر، وَهُوَ مَبنيّ. وَيُقَال إِنّما كُسر لِاجْتِمَاع الساكنَين، لأَنّه واقعٌ مَوْقِعَ الأَمرِ.
( {واسْتَبَدَّ) فُلانٌ (بِهِ) ، أَي (تَفَرَّدَ) بِهِ دونَ غَيره. كَذَا فِي بعض نُسخ الصِّحَاح، وَفِي أَكثرها (انفرَدَ بِهِ) وَقد جاءَ ذالك فِي حديثِ عليَ رَضِي الله عَنهُ.
(} والبَدَادُ) ، كسَحابٍ: (المُبارَزةُ. و) الْعَرَب تَقول: (لَو كانَ {البَدَادُ لما أَطَاقُونا، أَي لَو بارَزْنَاهم رَجُلٌ رَجُلٌ) . وَفِي بعض الأُمّهاتِ رجُلٌ لرجُلٍ.
(و) فِي حَدِيث يَومِ حُنين (إِنّ سيِّدنَا رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (} أَبَدَّ يدَه أَي مَدَّهَا إِلى الأَرْض) فأَخَذَ قَبضَةً) . والرَّجلُ إِذا رأَى مَا يَسْتَنْكِرُه فأَدامَ النظرَ إِليه يُقَال: أَبَدَّ فُلانٌ نَظَرَه، إِذا مَدَّه، {وأَبدَدْتُه بَصَرِي. وَفِي الحَدِيث (كَانَ يُبِدُّ ضَبْعَيْه فِي السُّجُود) أَي يَمدُّهما ويُجافِيهما، ويُقال للمصلِّي:} أَبِدَّ ضَبْعَيْك. (و) {أَبَدَّ (العَطَاءَ بَيْنَهم) ، أَي (أَعطَى كُلاًّ مِنْهُم} بُدَّتَه) بالضّمّ، ويروَى بِالْكَسْرِ، كَمَا للزَّمخشريّ، أَي نَصيبه على حدَة وَلم يَجْمَعْ بَين اثنَين، يكون ذالك فِي الطَّعَام والمالِ وكلِّ شيْءٍ. قَالَ أَبو ذُؤيب يَصف الكِلابَ والثَّورَ:
{فأَبَدَّهنَّ حُتُوفَهنّ فهاربٌ
بذَمائِه أَو باركٌ مُتجَعْجعُ
قيل: إِنه يَصِف صَيّاداً فَرّقَ سِهَامَه فِي حُمرِ الوَحْشِ. وَقيل: أَي أَعْطَى هاذا من الطَّعْن مثلَ مَا أَعطَى هاذا حتَّى عَمَّهم. وَقَالَ أَبو عُبيد:} الإِبداد فِي الهِبَة: أَن تُعطِيَ وَاحِدًا وَاحِدًا. والقِرَان: أَن تَعطيَ اثنينِ اثْنَيْنِ. وَقَالَ رجلٌ من الْعَرَب: إِنّ لِي صِرْمَةً أُبِدّ مِنْهَا وأَقرُن. وَقَالَ الأَصمَعِيّ: يقالَ أَبِدَّ هاذا الجزورَ فِي الحيِّ فأَعطِ كلَّ إِنسانٍ بِدَّتَه، أَي نَصيبه.
وقَولُ عُمرَ بن أَبي ربيعَةَ:
أُمُبِدٌّ سُؤَالَكَ العَالَمِينَا
قيل: مَعْنَاهُ أَمقسِّم أَنت سُؤالَكَ على النّاسِ وَاحِدًا وَاحِدًا حتَّى تَعمَّهم. وَقيل: مَعْنَاهُ: أَمُلزمٌ أَنت سؤَالَك النّاسَ؟ من قَولك: مالَكَ بمنه بُدٌّ.
( {والبَدَد) ، محرَّكَةً: (الحاجَةُ.
و) } بَدْبَدٌ (كفَدْفَد: ع) ، بل هُوَ ماءٌ فِي طَرَفِ أَبانَ الأَبيضِ الشَّمَاليّ. قَالَ كُثَيِّر:
إِذَا أَصبَحَتْ بالحَبْس فِي أَهْلِ قَرْيةٍ
وأَصْبَحَ أَهلِي بَين شَطْبٍ {فَبَدْبَدِ
(و) } بُدَيْد، (كزُبَيرٍ: جَدُّ جِلِّزة) بِكَسْر الْجِيم واللاّم المشدّدة، وَفِي بعض النُّسخ بِالْحَاء بدل الْجِيم، وَهُوَ الصَّوَاب. وَهُوَ (ابْن مَكروه) اليَشْكُرِيّ وَالِد الحارثِ وعَمرٍ والشاعِرَين.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
كَتِفٌ {بَدّاءُ: عَريضةٌ مُتباعدةُ الأَقطارِ. وامرأَةٌ:} مُتَبَدِّدةٌ مَهزولةٌ بَعْضهَا من بعض.
! واستبدَّ بأَمِيرِه: غَلَبَ عَلَيْهِ فَلَا يَسْمَع إِلاّ مِنْهُ. وَفِي حَدِيث أُمِّ سَلَمةَ (أَنَّ مَساكينَ سَأَلُوها فقالَتْ: يَا جارِيَةُ {أَبِدِّيهِمْ تَمْرَةَ تَمْرَةً) ، أَي فَرِّقي فيهم وأَعطيهم. وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
بَلِّغْ بنِي عَجَبٍ وبَلِّغْ مأْرِباً
قَولاً} يُبِدُّهُم وقَولاً يَجْمعُ
فسَّره فَقَالَ: يُبِدُّهم: يُفرِّق القَوْلَ فيهم. قَالَ ابْن سِيده: وَلَا أَعرف فِي الْكَلَام أَبْدَدْتُه: فَرَّقْتُه.
{وتَبادَّ القَوْمِ: مَرُّوا اثْنَيْنِ اثنيْنِ يَبُدُّ كُلُّ وَاحِد مِنْهُمَا صاحبَه.
وَعَن ابْن الأَعرابيّ:} البِدَاد والعِدَاد: المُناهدة. {وبَدَّدَ الرَّجلُ، إِذا أَخرَجَ نَهْدَه.
وَيُقَال: أَضعَفَ فُلانٌ على فُلان بَدَّ الحَصَى، أَي زَاد عَلَيْهِ عَدَدَ الحَصَى. وَمِنْه قَول الكُميت:
مَنْ قَالَ أَضْعَفْتَ أَضعافاً على هَرِمٍ
فِي الجُودِ بَدَّ الحَصَى قيلَتْ لَهُ أَجَلُ
وَيُقَال:} بَدّدَ فُلانٌ {تَبديداً، إِذا نَعسَ وَهُوَ قَاعد لَا يَرْقد.
وفلاةٌ} بَدْبَدٌ: لَا أَحدَ فِيهَا.
! وتَبَادُّوا: تَبَارَزُوا.
وَمن المَجاز: استَبدَّ الأَمرُ بفُلانٍ: غلَبَ عَلَيْهِ فَلم يَقدِر أَن يَضبطه.
(بدد) الشَّيْء فرقه
ب د د

أبد ضبعيك في السجود: جافهما. وأبدهم العطاء: أعطي كل واحد بدته أي نصيبه. أنشد الكسائي:

لما التقيت عميراً في كتيبته ... عاينت كأس المنايا بيننا بددا

وليت جبهة خيلي شطر خيلهم ... وواجهونا بأسد قاتلوا أسدا

ويا جارية أبديهم تمرة تمرة، قالته أم سلمة لما كثر السؤال. وعن عمر بن عبد العزيز أنه أبد بصره عند موته وقال: إني لأرى حضرة ما هم بإنس ولا جن، ثم قبض. ويقال للفارس: ضم باديك وهما باطنا الفخذين. وكان الزبير حسن الباد على السرج، أريد حسن ركبته وقيل لأعرابية: علام تمنعين زوجك القضة، فإنه يعتل بك؟ قالت: كذب والله، إنّي لأطأطيء الوساد، وأرخي الباد، تريد أنها لا تضم فخذيها. والسبعان يتبادان الرجل إذا أتياه من جانبيه. والضاربان يتبادان المضروب، والتوءمان يتبادان أمهما: يرتضعان ثدييها. وتبدد الحلي صدر الجارية أخذ جانبيه. وباديته بكذا: عارضته مبادة وبداداً، وبايعته مبادة. وتبادوا في الحرب: تبارزوا وأخذوا أقرانهم. وبدد ماله. وتفرقوا بداد. واستبد برأيه: انفرد. واستبد بأميره إذا غلب على رأيه، فهو لا يسمع إلا منه.

ومن المجاز: استبد الأمر بفلان، إذا غلبه فلم يقدر على ضبطه. قال الأخطل:

ثم استبد بسلمى نية قذف ... وسير منقضب الأقران مغيار

هو واليها الذي إذا عزم على أمر أمضاه ولم يثنه عنه شيء واستبد بهم إذا ذهبوا. قال الأخطل:

كأنني شارب يوم استبد بهم ... من قرقف ضمنتها حمص أو جدر

ومن الكناية: سمعت مرشد بن معضاد الخفاجي يقول: خرجت أبدد، كنى بذلك عن البول.
بدد
استبدَّ بـ يستَبِدّ، استَبْدِدْ/ استبَِدَّ، استبدادًا، فهو مُستبِدّ، والمفعول مُستبَدّ به
• استبدَّ الشَّخصُ بالأمر: تعسَّف، انفرد به مِن غير مُشاركٍ له فيه "استبدَّ الحاكمُ بقراراته- سلطة مستبِدَّة- مَن استبدّ بالرأي هلك [مثل] ".
• استبدَّ الأمرُ بالشَّخصِ: غلبه فلم يَقدرْ على ضَبْطِه "استبدّتْ به أهواؤُه وشهواتُه- استبدّ به الحزنُ/ الوجدُ/ الشوقُ". 

بدَّدَ يبدِّد، تَبْديدًا، فهو مُبدِّد، والمفعول مُبدَّد
• بدَّدتِ الرِّيحُ السَّحابَ ونحوَه: فرَّقته، شتّتته، بعثرته "بدّد شمل القوم: فضّ جمْعَهم وشتّتَه- بدَّد جيشُنا جيشَ العدو في حرب أكتوبر" ° بدّد مخاوفه/ بدّد ظنونه: أزالها، أبعدها.
• بدَّدَ المالَ: بذّره؛ أنفقه في غير مَوضعه "بدّد الوقتَ/ الفرصةَ/ ثروتَه/ قُواه". 

تبدَّدَ يتبدّد، تبدُّدًا، فهو متبدِّد
• تبدَّد الشَّيءُ: مُطاوع بدَّدَ: ضاع، تفرّق، تشتّت "تبدَّد القومُ/ الضبابُ/ شملُ الأصدقاء- تبدَّدتِ الغيومُ/ الثروة" ° تبدَّدت الأوهامُ: لم يَبق منها أثر- تبدَّدت شخصيَّتُه: شعر بأنّه لم يعد هو ذاته وبأن إحساساته ورغباته وأفكاره غريبة عنه. 

استبداد [مفرد]: مصدر استبدَّ بـ ° استبداد أدبيّ: تعسّف، تحكُّم، سلطة مطلقة- استبداد زوج: تعسُّف وظلم، فرض الإرادة من دون مبرر بحسب الرغبة والأهواء. 

اسْتِبْداديّ [مفرد]: اسم منسوب إلى استبداد ° حُكْمٌ استبداديٌّ: يقوم على التسلُّط والــتعسّف المطلق والتَّفرّد بالحكم. 

استبداديَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استبداد: "حكومة استبداديّة" ° لهجة استبداديّة: حازمة، آمرة.
2 - مصدر صناعيّ من استبداد.
3 - (سة) نظريّة سياسيّة تقول بأنَّ السلطة المطلقة يجب أنْ تناط بسلطة واحدة "الاستبداديّة تناقض الشورى". 

بُدّ [مفرد]: ج أبداد: مفرّ، مهرب، ويغلب استعماله مسبقًا بنفي "الموت لابُدَّ منه- هذا شرّ لابدَّ منه: لا غنى عنه" ° لا بُدَّ أنْ/ لا بُدَّ أنَّ/ لا بُدَّ وأن: حتمًا أو مِن الضروريّ- لا بُدَّ منه: لا مهربَ ولا مفرَّ منه، لا محالة- مِنْ كلِّ بُدٍّ: لا محالة، لا مناص ولا محيد، على أي وجه كان. 

تبدُّد [مفرد]: مصدر تبدَّدَ.
• تبدُّد الشخصيَّة: (نف) اضطراب ذهنيّ يجعل المرء يشعر بأنّه لم يصبح هو ذاته وبأن إحساساته وأفكاره غريبة عنه. 

تَبْديد [مفرد]:
1 - مصدر بدَّدَ.
2 - (قن) تصرّف في أشياء محْجُوزة قبل بيعها على يد المُحضر؛ تهرّبًا من وفاء الحقوق المحجوزة مِن أجلها "قام الرجلُ بتبديد منقولات شقته".
• تَبْديد الطَّاقة: (فز) تفريق الطاقة إلى أنواع أخرى، غير لازمة في عملية ما. 

بله

(بله) : ما بَلْهُكَ أَلاَّ تَفْعَلَ كذا: أَي مالَكَ.
(بله)
بلها وبلاهة ضعف عقله وغلبت عَلَيْهِ الْغَفْلَة فَهُوَ أبله وَهِي بلهاء (ج) بله

بله


بَلِهَ(n. ac. بَلَاْهَة)
a. Was foolish, stupid, silly.

بَاْلَهَa. Humbugged, befooled.

تَبَلَّهَa. see I
أَبْلَهُ
(pl.
بُلْه)
a. Foolish, stupid, silly; simpleton, moon-calf.

بَلْه
a. [ imp-particle ], Let alone.
b. [ inter. ], How? What?
c. Irrespective of.
d. Condition, case, state.

بَلْهَوَان
a. [ coll. ], Acrobat.
بله: بله والمصدر بلهان (ألف ليلة 1: 776) وفي معجم فوك (مادة ebetare) بَلِهَ بدل بَلُهَ والمصدر بُلُوهة.
بَلَّه. بلَّهه: جعله أبله (فوك، بوشر) تبلَّه: صار أبله (فوك، الكالا).
تباله، في الأغاني 84: تبالهن بالعرفان لما عرفنني. أي تظاهرن بأنهن لا يعرفنني.
بَلَه: غفلة، حماقة، جنون (الكالا، ابن الأثير 10: 404).
أبله: أحمق، بليد، مجنون (ألكالا، بوشر).
بله
البَلَهُ: الغَفْلَةُ عن الشَّرِّ، وفي الحديث: " أكْثَرُ أهْلِ الجَنَّةِ الُبْلُه ". والتَّبَلُّهُ: تَطَلُّبُ الضّالَّةِ. وبَلْهَ: كلمةٌ في معنى كَيْفَ. وفي معنى فَصْلٍ. وَدْع، وعَلى وفي المَثَل: " تُحْرِقُكَ النارُ أنْ تَراها بَلْهَ أنْ تَصْلاها ". وفي فلانٍ بُلَهْيِنَةٌ: أي بَلَهٌ ورُعُوْنَةٌ، والنُّونُ زائدةٌ. وبُلَهْنيَةُ العَيْشِ: طِيْبُه وغَفْلَتُه.
ب ل هـ : بَلِهَ بَلَهًا مِنْ بَابِ تَعِبَ ضَعُفَ عَقْلُهُ فَهُوَ أَبْلَهُ وَالْأُنْثَى بَلْهَاءُ وَالْجَمْعُ بُلْهٌ مِثْلُ: أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ وَحُمْرٍ وَمِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ خَيْرُ أَوْلَادِنَا الْأَبْلَهُ الْغَفُولُ بِمَعْنَى أَنَّهُ لِشِدَّةِ
حَيَائِهِ كَالْأَبْلَهِ فَيَتَغَافَلُ وَيَتَجَاوَزُ فَشَبَّهَ ذَلِكَ بِالْبَلَهِ مَجَازًا. 
(بله) - في الحَدِيث: "بَلْهَ ما اطَّلعْتُم عليه" .
بَلْه: مِن أَسماءِ الأَفعال كَرُوَيد، وصَهْ، ومَهْ. يقال: بَلْه زيدًا: أي دَعْه واتْرُكْه. ويُوضَع مَوضِعِ المَصْدر، فيقال: بَلْه زَيدٍ بالِإضافَةِ، كما يُقال: تَرْكَ زَيدٍ، ويُقْلَب في هذا الوَجْه فيقال: بَهْل زيدٍ؛ لأَنّ حالَ الِإعراب مَظنَّة التَّصرّف، وقوله: "ما اطَّلعَتْم عليه" يُحتَمل أن يكون مَنْصوب المَحَلّ ومَجْرُورَة على الُّلغَتِين. ورُوِى بيتُ كَعْبِ بن مَالِك الأَنصارِىّ:
تَذَرُ الجماجِمَ ضاحِياً هاماتُها ... بَلْهَ الأَكُفِّ كأَنَّها لم تُخْلَقِ
على الوَجْهين أيضا".
ب ل هـ: رَجُلٌ (أَبْلَهٌ) بَيِّنُ (الْبَلَهِ) وَ (الْبَلَاهَةِ) وَهُوَ الَّذِي غَلَبَتْ عَلَيْهِ سَلَامَةُ الصَّدْرِ وَبَابُهُ طَرِبَ وَسَلِمَ، وَ (تَبَلَّهَ) أَيْضًا وَالْمَرْأَةُ (بَلْهَاءُ) وَفِي الْحَدِيثِ: «أَكْثَرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ (الْبُلْهُ) » يَعْنِي الْبُلْهَ فِي أَمْرِ الدُّنْيَا لِقِلَّةِ اهْتِمَامِهِمْ بِهَا، وَهُمْ أَكْيَاسٌ فِي أَمْرِ الْآخِرَةِ. وَ (تَبَالَهَ) أَرَى مِنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ وَلَيْسَ بِهِ. وَ (بَلْهَ) بِمَعْنَى دَعْ وَهِيَ مَبْنِيَّةٌ عَلَى الْفَتْحِ وَقِيلَ مَعْنَاهَا سِوَى. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ بُلْهَ مَا اطَّلَعْتُمْ عَلَيْهِ» . 
ب ل هـ

خير أولادنا الأبله العقول، وخير النساء البلهاء الخجول. قال:

ولقد لهوت بطفلة مبالة ... بلهاء تطلعني على أسرارها وتباله فلان. قال عمر بن أبي ربيعة:

تبالهن بالعرفان لما عرفنني ... وقلن امرؤ باغ أكل وأوضعا

وتقول: هذا ما أظهره لك بله ما أضمره أي دع ما أضمره فهو خير مما أظهره.

ومن المجاز: هو في شباب أبله وعيش أبله، يراد غفل صاحبهما عن الطوارق. قال رؤبة:

بعد غداني الشباب الأبله

ومنه: هو في بلهنية من عيشه. تقول: لازلت ملقى بتهنيه، مبقى في بلهنيه. وجمل أبله وناقة بلهاء: لا تنحاش من ثقل كأنها حمقاء. وفلان يتبله في المفازة أي يــتعسف من غير هداية ولا مسئلة.
[بله] فيه: ولا خطر على قلب بشر "بله" ما اطلعتم عليه، أي دع ما اطلعتم عليه من نعيم الجنة وعرفتموها من لذاتها. ن: أي فالذي لم يطلعكم عليه أعظم، وقيل: معناه غير، وقيل: كيف. كه" بمفتوحة وفتح هاء بمعنى دع، وسوى، أي سوى ما ذكر في القرآن، وذخرا بالنصب متعلق بأعددت، ومعنى الأول دع ما اطلعتم عليه فإنه يسير في جنب ما ادخر لهم. الخطابي: اتفق النسخ على رواية من بله والصواب إسقاط كلمة من. نه وفيه: أكثر أهل الجنة "البله" جمع أبله وهو الغافل عن الشر المطبوع على الخير، وقيل: من غلبت عليهم سلامة الصدور وحسن الظن بالناس لأنهم أغفلوا أمر دنياهم فجهلوا حذق التصرف فيها وأقبلوا على آخرتهم، فأما الأبله وهو من لا عقل له فغير مراد. ن: البله أي سواد الناس وعامتهم من أهل الإيمان الذين لا يفطنون للشبه فتدخل عليهم الفتنة، وأما العارفون والعلماء العاملون والصلحاء المتعبدون فهم قليلون وهم أصحاب الدرجات العلى. ش: البله بفتحتين الغفلة. غ: الأبله الغافل عن الشر والشاب الناعم. ومنه: بلهنية العيش والذي لا عقل له. نه: فإن خير أولادنا "الأبله" العقول يريد أنه لشدة حيائه كالأبله وهو عقول.
[بله] رجلٌ أَبْلَهُ بيِّن البَلَهِ والبَلاهَةِ، وهو الذي غلبتْ عليه سلامةُ الصدر. وقد بَلِهَ بالكسر وتبله. والمرأة بلهاء. وفى الحديث: " أكثرُ أهل الجنّة البُلْهُ " يعني البُلْهَ في أمر الدنيا، لِقِلَّةِ اهتمامهم بها، وهم أكْياسٌ في أمر الآخرة. قال الزبرِقان بن بدرٍ: " خيرُ أولادنا الأبْلَهُ العَقولُ "، يريد أنَّه لشدّة حيائه كالأَبْلَهِ وهو عَقولٌ. ويقال شبابٌ أَبْلَهُ، لما فيه من الغَرارة، يوصف به كما يوصف بالسُلوِّ والجنون، لمضارعته هذه الأسباب. وعيشٌ أَبْلَهُ: قليل الغموم. وقال : بعد غدانى الشباب الابله وتباله: أرى من نفسه ذلك وليس به. وهو في بلهنية من العيش، أي سعة، صارت الالف ياء لكسرة ما قبلها، والنون زائدة عن سيبويه. وبله: كلمةٌ مبنيةٌ على الفتح مثل كيف، ومعناها دع. قال كعب بن مالك يصف السيوف: تذر الجماجم ضاحيا هاماتها * بله الاكف كأنها لم تخلق قال الاخفش: بله هاهنا بمنزلة المصدر، كما تقول ضرب زيد. ويجوز نصب " الاكف " على معنى دع الاكف. وقال ابن هَرْمَةَ: تمشي القَطوفُ إذا غَنَّى الحُداةُ بها * مِشْيَ النَجيبةِ بَلْهَ الجِلَّةِ النَجُبا ويقال: معناها سِوى. وفي الحديث: " أَعْدَدْتُ لعبادي الصالحينَ ما لا عينٌ رأتْ، ولا أذنٌ سَمِعَتْ، ولا خَطَرَ على قلبِ بَشَرٍ، بَلْهَ ما أَطْلعتُهُمْ عليه ".
(ب ل هـ)

البَلَهُ: الْغَفْلَة عَن الشَّرّ وَأَن لَا يُحسنهُ، بَلِهَ بَلَها، وَهُوَ أبْلَهُ، وابْتُلِه كبَلِهَ، وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

إنَّ الَّذِي يَأمُلُ الدُّنيا لَمُبْتَلَهٌ ... وكُلُّ ذِي أمَلٍ عَنْهَا سَيُشتَغَلُ

والبَلْهاءُ من النِّسَاء: الْكَرِيمَة المزيرة الْغيرَة المغفلة.

والتَّبالُهُ، والتَّبَلُّه: اسْتِعْمَال البَلَهِ.

والتَّبَلُّه: تطلب الضَّالة.

والتَّبَلُّهُ: تعقب الطَّرِيق من غير هِدَايَة وَلَا مَسْأَلَة، الْأَخِيرَة عَن أبي عَليّ.

والبُلَهْنِيَةُ: الرخَاء وَسعد الْعَيْش.

وعيش أبْلَهُ: وَاسع.

وبَلْهَ كلمة مَعْنَاهَا: دع، قَالَ كَعْب بن مَالك الْأنْصَارِيّ:

تَذَرُ الجَماجِمَ ضاحِيا هاماتُها ... بَلْهَ الأكُفَّ كأنَّها لم تُخْلَقِ

يَقُول: هِيَ تقطع الْهَام فدع الأكف، أَي فَهِيَ أَجْدَر أَن تقطع الأكف، وَفِي الْمثل: " تحرقك النَّار أَن ترَاهَا بَلْهَ أَن تصلاها " يَقُول: تحرقك النَّار من بعيد فدع أَن تدْخلهَا، وَمن الْعَرَب من يجربها يَجْعَلهَا مصدرا، كَأَنَّهُ قَالَ: ترك، وَقَوله صلى الله ليه وَسلم: " يَقُول الله تَعَالَى: أَعدَدْت لعبادي الصَّالِحين مَا لَا عين رَأَتْ، وَلَا أذن سَمِعت، وَلَا خطر على قلب بشر، بَلْهَ مَا أطلعتهم عَلَيْهِ " قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَحْمَر وَغَيره: بَلْهَ مَعْنَاهَا: كَيفَ، وَقيل مَعْنَاهُ: دع مَا أطلعتهم عَلَيْهِ.

والبَلْهاء: نَاقَة، وَإِيَّاهَا عَنى قيس بن عيزارة الْهُذلِيّ بقوله:

وَقَالُوا: لَنا البَلْهاءُ أوَّلَ سُؤْلَةٍ ... وأغْراسُها واللهُ عَنِّي يُدافِعُ 
بلهـ
بلِهَ يَبلَه، بَلَهًا وبَلاهَةً، فهو أَبْلَه
• بلِه الشَّخصُ: ضَعُفَ عَقْلُه وغلبت عليه الغَفْلَةُ وقلَّ تمييزُه "بلاهة مبكرة- بلِه مع تقدّمه في السِّنِّ" ° ما أَبْلَهَ فلانًا: ما أشدَّ بلاهته. 

تبالهَ يتباله، تَبالُهًا، فهو مُتبالِه
• تبالَه الشَّخصُ: تَصنَّع وتظاهر بالبلاهة والغَفْلة "عندما سُئِل عن فعلته تباله وراح يهزّ رأسه". 

تبلَّهَ يتبلَّه، تَبَلُّهًا، فهو مُتبلِّه
• تبلَّه الشَّخصُ: بلِه، ضَعُفَ عقله وغلبتْ عليه الغَفْلَةُ وقلَّ تمييزُه. 

أَبْلَه [مفرد]: ج بُلْه وبُلَهاءُ، مؤ بَلْهاءُ، ج مؤ بُلْه: صفة
 مشبَّهة تدلّ على الثبوت من بلِهَ: أحمق لا تمييز له، مجنون، غبيّ، ضعيف العقل تغلب عليه الغفلة. 

بَلاهَة [مفرد]: مصدر بلِهَ. 

بَلْهَ [كلمة وظيفيَّة]:
1 - اسم فعل أمر مبنيٌّ على الفتح، منقول عن مصدر، بمعنى (دعْ) وما بعده منصوب "بَلْهَ هذا الأمرَ- *بَلْهَ الأكفَّ كأنَّها لم تخلق*".
2 - اسم استفهام بمعنى (كيف) مبني على الفتح، وما بعده مرفوع "*بَلْهَ الأكفُّ كأنَّها لم تخلق*".
3 - مصدر ويكون ما بعده مجرورًا "بَلْهَ الشرِّ: الزم ترك الشرِّ". 

بَلَه [مفرد]:
1 - مصدر بلِهَ.
2 - هَبَل، عته، جنون، حماقة، غفلة "تصرّف ببَلَه". 

بله: البَلَهُ: الغَفْلة عن الشرّ وأَن لا يُحْسِنَهُ؛ بَلِهَ، بالكسر،

بَلَهاً وتَبَلَّه وهو أَبْلَه وابتُلِهَ كبَلِه؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

إِنَّ الذي يَأْمُلِ الدُّنْيا لَمُبْتَلَهٌ،

وكلُّ ذي أَمَلٍ عنها سيُشْتَغَلُ

(* قوله «سيشتغل»

كذا بضبط الأصل والمحكم، وقد نص القاموس على ندور مشتغل بفتح الغين).

ورجل أَبْلَه بيِّنُ البَلَهِ والبَلاهةِ، وهو الذي غلب عليه سلامة

الصدر وحُسْنُ الظنِّ بالناس لأَنهم أَغفَلوا أَمْرَ دنياهم فجهلوا حِذْقَ

التصرف فيها، وأَقبلوا على آخرتهم فشَغَلوا أَنفسهم بها، فاستحقوا أَن

يكونوا أَكثر أَهل الجنَّة، فأَما الأَبْلَه وهو الذي لا عقل له فغير مُرادٍ

في الحديث، وهو قوله، صلى الله عليه وسلم: أَكثرُ أَهلِ

الجنة البُلْهُ، فإِنه عنى البُلْهَ في أَمر الدنيا لقلة اهتمامهم، وهم

أَكياسٌ في أَمر الآخرة. قال الزِّبْرقانُ بن بدر: خيرُ أَولادِنا

الأَبْلهُ العَقُولُ؛ يعني أَنه لشدَّة حَيائِه كالأَبْله، وهو عَقُول، وقد

بَلِه، بالكسر، وتَبَلَّه. التهذيب: والأَبْلَهُ الذي طُبع على الخير فهو

غافلٌ عن الشرّ لا يَعْرِفه؛ ومنه: أَكثرُ أَهل الجنة البُلْه. وقال النضر:

الأَبْلَه الذي هو مَيِّت الدَّاءِ يريد أَن شَرَّه ميِّتٌ لا يَنْبَه

له. وقال أَحمد بن حنبل في تفسير قوله اسْتَراح البُلْهُ، قال: هم

الغافلون عن الدنيا وأَهلِها وفَسادِهم وغِلِّهم، فإِذا جاؤُوا إِلى الأَمرِ

والنهيِ فهم العُقَلاء الفُقَهاء، والمرأَة بَلْهاء؛ وأَنشد، ابن شميل:

ولقَدْ لَهَوْتُ بطِفْلةٍ مَيّالةٍ

بَلْهاءَ تُطْلِعُني على أَسْرارِها

أَراد: أَنها غِرٌّ لا دَهاءَ لها فهي تُخْبِرني بأَسْرارِها ولا

تَفْطَن لما في ذلك عليها؛ وأَنشد غيره:

من امرأَةٍ بَلْهاءَ لم تْحْفَظْ ولم تُضَيَّعِ

يقول: لم تُحْفَظْ لِعَفافها ولم تُضَيَّعْ مما يَقُوتها ويَصُونها، فهي

ناعمة عَفِيفةٌ. والبَلْهاءُ من النساء: الكريمةُ المَزِيرةُ الغَرِيرةُ

المُغَفَّلةُ. والتَّبَالُه: استعمالُ البَلَه. وتَبالَه أَي أَرى من

نفسه ذلك وليس به. والأَبْلَه: الرجلُ الأَحمق الذي لا تمييز له، وامرأَة

بَلْهاء. والتَّبَلُّهُ: تطلُّبُ الضالَّة. والتَّبَلُّه: تَعَسُّفُ

الطريق على غير هداية ولا مسأَلة؛ الأَخيرة عن أَبي علي. قال الأَزهري: والعرب

تقول فلانٌ يتَبَلَّه تبَلُّهاً إِذا تعَسَّف طريقاً لا يهتدي فيها ولا

يستقيم على صَوْبِها؛ وقال لبيد:

عَلِهَتْ تَبَلَّهُ في نِهاءِ صُعائدٍ

والرواية المعروفة: عَلِهَتْ تَبَلَّدُ.

والبُلَهْنِيَةُ: الرَّخاء وسَعَةُ العَيْش. وهو في بُلَهْنِيةٍ من

العيش أَي سعَةٍ، صارت الأَلف ياء لكسرة ما قبلها، والنون زائدة عند

سيبويه.وعيش أَبْلَهُ: واسعٌ قليلُ الغُمومِ؛ ويقال: شابٌّ أَبْلَه لما فيه من

الغَرارة، يوصف به كما يوصفُ بالسُّلُوّ والجُنُونِ لمضارعته هذه

الأَسبابَ. قال الأَزهري: الأَبْلَهُ في كلام العرب على وجوهٍ: يقال عَيْش

أَبْلَه وشبابٌ أَبْلَه إِذا كان ناعماً؛ ومنه قول رؤبة:

إِمّا تَرَيْنِي خَلَقَ المُمَوَّهِ،

بَرّاقَ أَصْلادِ الجَبينِ الأَجْلَهِ،

بعدَ غُدانِيِّ الشَّبابِ الأَبْلَهِ

يريد الناعم؛ قال ابن بري: قوله خلق المُمَوَّه، يريد خَلَقَ الوجه الذي

قد مُوِّه بماء الشباب، ومنه أُخذ بُلَهْنِيةُ العيش، وهو نَعْمته

وغَفْلَتُه؛ وأَنشد ابن بري لِلَقِيط بن يَعْمُر الإِياديّ:

ما لي أَراكُمْ نِياماً في بُلَهْنِيَةٍ

لا تَفْزَعُونَ، وهذا اللَّيْثُ قد جَمَعا؟

وقال ابن شميل: ناقة بَلْهاء، وهي التي لا تَنْحاشُ من شيء مَكانةً

ورَزانةً كأَنها حَمْقاء، ولا يقال جمل أَبْلَهُ. ابن سيده: البَلْهاء ناقةٌ؛

وإِياها عنَى قيسُ بن عَيْزارة الهُذلي بقوله:

وقالوا لنا: البَلْهاءُ أَوَّلُ سُؤْلةٍ

وأَغْراسُها، واللهُ عني يُدافِعُ

(* قوله «البلهاء أول» كذا بالمحكم بالرفع فيهما).

وفي المثل: تُحْرِقُك النارُ أَن تَراها بَلْهَ أَن تَصْلاها؛ يقول

تُحْرِقُك النارُ من بَعيدٍ فدَعْ أَن تدخلَها؛ قال: ومن العرب من يَجُرُّ

بها يجعلُها مصدراً كأَنه قال تَرْكَ، وقيل: معناه سِوَى، وقال ابن

الأَنباري في بَلْه ثلاثة أَقوال: قال جماعة من أَهل اللغة بَلْه معناها على،

وقال الفراء: مَنْ خفض بها جعلَها بمنزلة على وما أَشبهها من حروف الخفض،

وقال الليث: بَلْه بمعنى أَجَلْ؛ وأَنشد:

بَلْهَ إِني أَخُنْ عهداً، ولم

أَقْتَرِفْ ذنباً فتَجْزيني النِّقَمْ

وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: أَعْدَدْتُ لعبادي الصالحين ما لا

عينٌ رأَتْ ولا أُذُنٌ سمعتْ ولا خطر على قلبِ

بَشرٍ بَلْهَ ما اطَّلَعْتم عليه. قال ابن الأَثير: بَلْهَ من أَسماء

الأَفعال بمعنى دَعْ واتْرُكْ، تقول: بَلْهَ زيداً، وقد توضع موضع المصدر

وتضاف فتقول: بَلْهَ زَيدٍ أَي تَرْكَ زيد، وقوله: ما اطلعتم عليه يحتمل

أَن يكون منصوب المحل ومجرورَه على التقديرين، والمعنى دَعْ ما اطَّلعتم

عليه وعَرَفتموه من نعيم الجنة ولذاتها. قال أَبو عبيد: قال الأَحمر وغيره

بَلْه معناه كيف ما اطَّلعتم عليه، وقال الفراء: كُفَّ ودَعْ ما

اطَّلعتم عليه، وقال كعب بن مالك يصف السيوف:

نَصِلُ السيوفَ إِذا قَصُرْنَ بخَطْوِنا

قَدَماً، ونُلْحِقُها إِذا لم تَلْحَقِ

تَذَرُ الجَماجمَ ضاحياً هاماتُها،

بَلْهَ الأَكفَّ، كأَنها لم تُخْلَقِ

يقول: هي تَقطَع الهامَ فدَعِ الأَكفَّ أَي هي أَجدرُ أَن تَقْطعَ

الأَكف؛ قال أَبو عبيد الأَكف: ينشد بالخفض والنصب، والنصبُ على معنى دع

الأَكف، وقال الأَخفش: بَلْهَ ههنا بمنزلة المصدر كما تقول ضَرْبَ زيدٍ، ويجوز

نصب الأَكف على معنى دع الأَكف؛ قال ابن هَرْمة:

تَمْشي القَطُوفُ، إِذا غَنَّى الحُداةُ بها،

مَشْيَ النجيبةِ، بَلْهَ الجِلَّةَ النُّجُبا

قال ابن بري: رواه أَبو عليّ:

مشي الجوادِ فَبَلْهَ الجِلَّةَ النُّجُبا

وقال أَبو زبيد:

حَمّال أَثْقالِ أَهلِ الوُدِّ آوِنةً،

أُعْطيهمُ الجَهْدَ مِنِّي، بَلْهَ ما أَسَعُ

أَي أُعطيهم ما لا أَجِدُه إِلا بجَهد، ومعنى بَلْهَ أَي دع ما أُحيط به

وأَقدر عليه، قال الجوهري: بَلْهَ كلمة مبنية على الفتح مثل كيف. قال

ابن بري: حقه أَن يقول مبنية على الفتح إِذا نَصَبْتَ ما بعدها فقلت بَلْه

زيداً كما تقول رُوَيْدَ زيداً، فإِن قلت بَلْه زيدٍ بالإِضافة كانت

بمنزلة المصدر معربةً، كقولهم: رُوَيدَ زيدٍ، قال: ولا يجوز أَن تقدّره مع

الإِضافة اسماً للفعل لأَن أَسماء الأَفعال لا تضاف، والله تعالى أَعلم.

بله

1 بَلِهَ, (S, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. بَلَهٌ, (S, * Msb, K, * TA,) [and irregularly بَلَاهَةٌ and بُلَهْنِيَةٌ, (see بَلَهٌ, below,)] He was, or became, أَبْلَه [q. v.]; as also ↓ تبلّه; (S, K;) and ↓ ابتله: (TA:) or he was, or became, weak in intellect. (Msb.) b2: Also He was unable to adduce his argument, proof, or evidence, (K, TA,) by reason of his heedlessness, and his smallness, or lack, of discrimination. (TA.) 3 مُبَالَهَةٌ The showing stupidity [in an action or in one's actions, i. e. the acting stupidly,] with any one. (KL.) [You say, بالههُ He acted stupidly, or in the manner of him who is termed أَبْلَه, with him.]4 ابلههُ He found him, or knew him by experience, to be أَبْلَه [q. v.]. (K.) 5 تبلّه: see 1. b2: And see 6. b3: Also (tropical:) He journeyed, or proceeded, or pursued his way, without any sign of the road, or any track, to guide him, (Az, K, TA,) without following the right course, (Az, TA,) and without asking [to be directed]. (K, TA.) b4: And (assumed tropical:) He prosecuted a search after a stray, or lost, beast. (JK, K.) 6 تباله He feigned بَلَه, or the attribute denoted by the term أَبْلَه: (S:) or he made use of that attribute [as a mask]; i . q. اِسْتَعْمَلَ البَلَهَ; as also ↓ تبلّه. (K.) 8 إِبْتَلَهَ see 1.

بَلْهَ is an indecl. word with fet-h for its termination, like كَيْفَ, and means دَعْ [Let alone, or say nothing of]; (S;) [i. e.] it is a noun for دَعْ; indecl.; (Mughnee, K;) a verbal noun, meaning دَعْ and أُتْرُكْ; (IAth, TA;) and the noun that follows it, when it is thus used, is in the accus. case; (Mughnee, K;) i. e. it is indecl., with fet-h for its termination, when the noun following it is in the accus. case; so that you say, بَلْهَ زَيْدًا [Let alone Zeyd, or say nothing of Zeyd]; like as you say, رُوَيْدَ زَيْدًا: (IB, TA:) and it is also an inf. n. in the sense of التَّرْكُ; likewise with fet-h for its termination, but decl.; and when it is thus used, the noun that follows it is in the gen. case; (Mughnee, K;) or it is put in the place of an inf. n., meaning تَرْكَ [which is virtually the same as اُتْرُكْ and دَعْ], and is prefixed to a noun in the gen. case; so that you say, بَلْهَ زَيْدٍ, i. e. تَرْكَ زَيْدٍ [which is virtually the same as بَلْهَ زَيْدًا explained above; for تَرْكَ زَيْدٍ is originally اُتْرُكْ زَيْدًا تَرْكًا, like as فَضَرْبَ الرِّقَابِ in the Kur xlvii. 4 is originally فاضْرِبُوا الرِّقَابَ ضَرْبًا]; (IAth, TA;) for in this case it cannot be regarded as a verbal noun, since verbal nouns are not prefixed to other nouns, governed by them in the gen. case: (IB, TA:) and it is also a noun syn. with كَيْفَ [How?]; likewise with fet-h for its termination, indecl.; and when it is thus used, the noun that follows it is in the nom. case. (Mughnee, K.) A poet says, describing swords, (S, Mughnee,) namely, Kaab Ibn-Málik, (S,) تَذَرُ الجَمَاجِمَ ضَاحِيًا هَامَتُهَا بَلْهَ الأَكُفَّ كَأَنَّهَا لَمْ تُخْلَقِ [They leave the skulls with their crowns lying open to the sun (let alone, or say nothing of, the hands) as though they had not been created]: (S, Mughnee:) he says, when they cut, or cut off, the crowns, then let alone, or say nothing of, the hands (فَدَعِ الأَكُفَّ): i. e., they are more fit for cutting off the hands: (TA:) Akh says that بله is here in the place of an inf. n.; that it is as when you say, ضَرْبَ زَيْدٍ: but الاكفّ may be in the accus. case; so that the meaning may be دَعِ الأَكُفَّ: (S:) the verse is thus recited in two different ways: and also بَلْهَ الأَكُفُّ [how then must be the case of the hands?]. (Mughnee.) And hence the prov., تُحْرِقُكَ النَّارُ إِنْ تَرَاهَا بَلْهَ أَنْ تَصْلَاهَا, i. e. The fire will burn thee if thou see it from a distance: then let alone, or say nothing of, (فَدَعْ,) thy entering into it. (TA.) A strange instance occurs in the Saheeh of El-Bukháree, in the explanation of the آلم of the chapter of السَّجْدَة [the 32nd ch. of the Kur]: he says, God says [by these three letters], أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَ لَا خَطَرِ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ذُخْرًا مِنْ بَلْهِ مَا اطَّلَعْتُمْ عَلَيْهِ: (Mughnee, K: *) or ما أَطَلَعْتُهُمْ عَلَيْهِ: (so in some copies of the K:) thus بله is used as a decl. word, governed in the gen. case by من, and deviating from the three meanings [explained above]: (Mughnee, K:) but the reading commonly known is, على قلب بشر بَلْهَ مَ أَطْلَعْتُهُمْ عليه; and this is the reading in the work of J, [the S,] and in the Nh, and other lexicological works: (TA:) it has been explained by غَيْر; [so that the meaning of the sentence as first related above is, I have prepared for my righteous servants what eye hath not seen, nor ear heard, nor hath it occurred to the mind of man, as a treasure for the future, (obviously taken from Isaiah lxiv. 4, quoted by St. Paul in 1 Cor. ii. 9,) save, or except, that with which ye have become acquainted, or that with which I have acquainted them; and the same, with the omission of “ as a treasure for the future, “is the meaning of the sentence as related in the S and Nh &c.;] (Mughnee, K;) i. e. سِوَى, as in the S; (TA;) and this corroborates, (Mughnee,) or is agreeable with, (K,) the opinion of those who reckon بله as an exceptive word: (Mughnee, K:) and as meaning أَجَلْ [app. a mistranscription for أَجْل; i. e., it has been explained also as meaning I have done all this because of my promise to them; (مِنْ أَجْلِ مَا أَطْلَعْتُهُمْ عَلَيْهِ because of that with which I have acquainted them;) and thus it may have been read by SM, for he has written اجل without any syll. signs; and has given no other ex. of بله in the sense here intended except one commencing with the words, بَلْهَ انِّى لَمْ أَخُنْ عَهْدًا, which may mean because I have not broken a covenant, or yea, verily I have not &c., accord. as we read أَنِّى or إِنِّى]: or as meaning كُفَّ [or rather كُفَّ عَنْ] and دَعْ [let alone, or say nothing of; but this explanation must relate to the sentence as given in the S and Nh]: (K, but omitted in an excellent copy of that work:) or, accord. to El-Ahmar, it means, in this trad. [as commonly known], كَيُفَ [how? which seems to be the least suitable of all these explanations]. (TA.) IAmb relates, on the authority of others, that بَلْهَ is also syn. with عَلَى: [but I think that this is a mistake, arising from a misunderstanding of what here follows:] Fr says that he who makes it to govern a gen. case regards it as used in the manner of عَلَى, and similar particles governing the gen. case. (TA.) b2: مَا بَلْهَكَ means مَا بَالُكَ [What is thy state, or condition, or case?]: (K, TA:) or مَا لَكَ [which often has this meaning: see the letter ل]. (So in some copies of the K.) بَلَهٌ and ↓ بَلَاهَةٌ [both properly inf. ns.; see 1;] The attribute, or quality, denoted by the epithet أَبْلَهٌ [q. v.]; (S, K;) i. e. heedlessness: (K:) or heedlessness of evil; (JK in explanation of the former, and K;) &c.; (K;) and ↓ بُلَهْنِيَةٌ signifies the same; and stupidity and languor. (JK.) بَلَهَآءُ: see أَبْلَهُ.

بُلَهْنِيَةٌ, (K,) or بَلَهْنِيَةُ العَيْشِ, (JK,) or مِنَ العَيْشِ, (S,) (tropical:) An easy and a plentiful, (S, K, TA,) or a pleasant and heedless, (JK, TA, *) state, or condition, of life: (JK, S, K, TA:) from عَيْشٌ أَبْلَهُ [q. v.]: (Har p. 216:) the word بلهنية is rendered quasi-coordinate to the quinqueliteral-radical class by ا at the end, which is changed into ى because of the kesreh before it: (S in art. بلهن:) it is like رُفَغْنِيَةٌ and رُفَهْنِيَةٌ: IB says that it should be mentioned in art. بله, and means عَيْشٌ أَبْلَهُ; the ن and ى being augmentative, to render it quasicoordinate to خُبَعْثِنَةٌ: it is mentioned in the K [and S] in arts. بلهن and بله: (TA in art. بلهن:) the ن is augmentative accord. to Sb. (S in the present art.) One says, لَا زِلْتَ مُلَقًّى بِتَهْنِئَةٍ

مُبَقًّى فِىبُلَهْنِيَةٍ (tropical:) [Mayest thou not cease to be greeted with congratulation, and made to continue in an easy and a plentiful state of life]. (A, K.) b2: See also بَلَهٌ.

بَلَاهَةٌ: see بَلَهٌ.

أَبْلَهُ Heedless: (K:) or heedless of evil (K, TA) by reason of his goodness: (TA:) or simple, foolish, or of little sense, without discrimination: (K:) or weak in intellect: (Msb:) accord. to En-Nadr, (TA,) one whose evilness is dead, (K, TA,) so that he is not cognizant of it: (TA:) good in disposition; having little cognizance, or understanding, of subtilties; or having little skill therein: (K:) or one whose predominant quality is freedom of the bosom, or heart, or mind, from evil affections; (S, K, TA;) and good opinion of men: (TA:) simple-hearted: (TK:) naturally disposed to goodness, and therefore heedless of evil, not knowing it: (T, TA:) or heedless with respect to the present world and its people and their corruptness and malevolence, but intelligent and skilled in the law with respect to that which is commanded and that which is forbidden: (Ah-mad Ibn-Hambal, TA:) fem. بَلْهَآءُ: (S, Msb, K: *) pl. بُلْهٌ: (S, Msb:) and ↓ بُلَهَآءُ, a pl., [as though the sing. were بَلِيهٌ,] signifies dull, stupid, or wanting in intelligence: but this is post-classical. (TA.) Hence, شَابٌّ أَبْلَهُ [A youth, or young man, who is heedless, &c.], because of his inexperience in affairs: the epithet is applied to a youth in like manner as freedom from care, or thought, and like as insanity, are attributed to him. (S.) and خَيْرُ أَوْلَادِنَا الأَبْلَهُ العَقُولُ (tropical:) [The best of our children is the heedless, &c., that has much intelligence]; (S, Msb;) a saying of Ez-Zibrikán Ibn-Bedr; (S;) meaning such as, by reason of his bashfulness, is like the ابله, (S, Msb,) so that he feigns heedlessness, and passes over things, (Msb,) though he has much intelligence; (S;) or such as is thought to be stupid, but, when examined, is found to be [very] intelligent. (IAth, TA in art. عقل.) And أَكْثَرُ أَهْلِ الجَنَّةِ البُلْهُ, a trad., meaning Most of the people of Paradise are the بُلْه [or heedless, &c.,] with respect to the present world, because of their being little concerned thereby, while they are intelligent with respect to the world to come; (S;) or they are thus termed because they are heedless of their affairs in the present world, and unskilful in the management thereof, and busy themselves with their affairs relating to the world to come. (TA.) b2: بَلْهَآءُ, applied to a woman, Generous, strong-hearted, (مَزِيرَةٌ, for المَرِيرَةُ in the copies of the K is a mistake for المَزِيرَةُ, with زاى, TA, [app. here meaning bold,]) inexperienced in affairs, and simple, or unintelligent. (K, * TA.) ISh cites a poet as applying this epithet to a young girl with whom he had sported, and who acquainted him with her secrets, by reason of her inexperience, and want of cunning, not knowing what that implied against her. (TA.) b3: Also, applied to a she-camel, (tropical:) That does not take fright, and flee from a thing, (ISh, A, K,) by reason of staidness, (ISh, K,) or heaviness, (A,) as though she were stupid. (ISh, A, K.) One does not say جَمَلٌ أَبْلَهُ. (ISh, TA.) b4: شَبَابٌ أَبْلَهُ (tropical:) Soft, or delicate, youth; (T, A, K;) as though he who enjoys it were heedless of nocturnal accidents or calamities. (A, K.) b5: And عَيْشٌ أَبْلَهُ (tropical:) A soft, or delicate, or pleasant, or plentiful and easy, life: (K, TA:) or a life in which are few anxieties: (CK:) or a life in which are few griefs, or sorrows. (S.) [See also بُلَهْنِيَةٌ.]
بله
: (رجُلٌ أبْلَهُ بَيِّنُ البَلَهِ) ، محرّكةً، (والبَلاهَةِ) ، أَي (غافِلٌ، أَو عَن الشَّرِّ) لَا يُحْسِنُه، (أَو أَحْمَقٌ لَا تَمْييزَ لَهُ.
(و) قالَ النَّضْرُ: هُوَ (المَيِّتُ الَّداءِ، أَي من شَرُّه مَيِّتٌ) لَا ينْبَه لَهُ؛ وَبِه فُسِّرَ الحدِيثُ: (أَكْثَرُ أَهْلِ الجنَّةِ البُلْهُ) .
(و) قيلَ: هُوَ (الحَسَنُ الخُلُقِ، القَليلُ الفِطْنَةِ لَمَداقِّ الأُمورِ) ؛) وَبِه فُسِّرَ الحدِيثُ أَيْضاً.
(أَو من غَلَبَتْهُ سَلامَةُ الصَّدْرِ) وحُسْنُ الظَّنِّ بالناسِ؛ نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ؛ وَبِه فُسِّرَ الحدِيثُ أَيْضاً، لأنَّهم أَغْفَلوا عَن أَمْرِ دُنْياهم فجَهِلوا حِذْقَ التَّصَرُّفِ فِيهَا وأَقْبَلوا على آخِرَتِهم فشَغَلُوا أَنْفُسَهم بهَا، فاسْتَحَقُّوا أَنْ يكونُوا أَكْثَر أَهْل الجنَّةِ.
وقالَ الجوْهرِيُّ: يعْنِي البُلْهَ فِي أَمْرِ الدُّنْيا لقلَّةِ اهْتِمامِهم بهَا وهم أَكياسٌ فِي أَمْرِ الآخِرَةِ.
قالَ الزِّبْرقانُ بنُ بَدْرٍ: خيرُ أَوْلادِنا الأبْلهُ العَقُولُ، يريدُ أَنَّه لشِدَّةِ حَيائِه كالأَبْلَهِ، وَهُوَ عَقُولٌ.
وَفِي التَّهْذِيبِ: الأَبْلَهُ الَّذِي طُبِع على الخَيْرِ فَهُوَ غافِلٌ عَن الشرِّ لَا يَعْرِفه؛ وَبِه فُسِّر الحدِيثُ.
وقالَ أَحمدُ بنُ حَنْبَل فِي تفْسِيرِ قَوْلِه اسْتَراحَ البُلْهُ، قالَ: هُم الغافِلُونَ عَن الدُّنْيا وأَهْلِها وفَسادِهم وغِلِّهم، فَإِذا جَاؤُوا إِلَى الأمْرِ والنَّهْي فهُمُ العُقَلاءُ الفُقهاءُ.
(بَلِهَ، كفَرِحَ) ، بَلَهاً (وتَبَلَّه) ، نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ، (وبَلِهَ، كفَرِحَ أَيْضاً: عَيِيَ عَن حُجَّتِهِ) لغَفْلتِه وقلَّةِ تَمْيِيزِهِ.
(و) مِن المجازِ: هُوَ فِي (عَيْشٍ أَبْلَهَ وشَبابٍ أَبْلَهَ) ، أَي (ناعِمٍ كأَنَّ صاحِبَهُ غافِلٌ عَن الطَّوارِقِ) ؛) كَمَا فِي الأساسِ.
وَفِي الصِّحاحِ: شبابٌ أَبْلَه لمَا فِيهِ مِن الغَرارَةِ، يُوصَفُ بِهِ كَمَا يُوصَفُ بالسُّلُوِّ والجُنُونِ لمُضَارَعَتِه هَذِه الأسْبابَ.
وعَيْشٌ أَبْلَهُ: قَليلُ الغُمومِ؛ قالَ رُؤْبة:
بعدَ غُدانِيِّ الشَّبابِ الأَبْلَهِ قالَ الأَزْهرِيُّ: يُريدُ الناعِمُ.
(و) مِن المجازِ: (البَلْهاءُ: النَّاقَةُ) الَّتِي لَا (تَنْحاشُ من شيءٍ مَكانَةً ورَزَانَةً) ؛) وَفِي الأساسِ: لَا تَنْحاشُ من ثِقَلٍ؛ (كأَنَّها حَمْقاءُ) .
(وَمَا ذَكَرَه المصنِّفُ هُوَ قَوْلُ ابنِ شُمَيْل؛ زادَ: وَلَا يقالُ جَمَلٌ أَبْلَهُ.
(و) البَلْهاءُ: (ناقَةٌ م) ، أَي مَعْروفَةٌ، وإيَّاها عَنَى قَيْسُ بنُ العَيْزارَةَ الهُذَليُّ بقوْلِه:
وَقَالُوا لنا: البَلْهاءُ أَوَّلُ سُؤْلةٍ وأَغْراسُها واللَّهُ عنِّي يُدافِعُ (و) البَلْهاءُ: (المرأَةُ الكَرِيمَةُ المَرِيرَةُ) ؛) هَكَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ: المَزيرَةُ، بالزّاي؛ (الغَرِيرَةُ المُغَفَّلَةُ) ؛) وأَنْشَدَ ابنُ شُمَيْلٍ:
ولقَدْ لَهَوْتُ بطِفْلةٍ مَيَّالةٍ بَلْهاءَ تُطْلِعُني على أَسْرارِهاأَرادَ: أَنَّها غِرٌّ لَا دَهاءَ لَهَا فَهِيَ تُخْبِرني بأَسْرارِها وَلَا تَفْطَن لما فِي ذلِكَ عَلَيْهَا.
(والتَّبَلُّه: اسْتِعْمالُ البَلَهِ كالتَّبالُهِ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: تَبَالَهَ أَرَى مِن نفْسِه ذلِكَ وليسَ بِهِ.
(و) التَّبَلُّه: (تَطَلُّبُ الضَّالَّةِ.
(و) أَيْضاً: (تَعَسُّفُ الطَّريقِ على غيرِ هدايةٍ وَلَا مسأَلةٍ) ؛) عَن أَبي عليَ، وَهُوَ مجازٌ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: العَرَبُ تقولُ فلانٌ يتَبَلَّه تَبَلُّهاً إِذا تَعَسَّفَ طَريقاً لَا يهْتدِي فِيهَا وَلَا يَسْتَقِيم على صَوْبِها.
(وأَبْلَهَهُ: صادَفَهُ أَبْلَهَ.
(وبَلْهَ) ، كَلِمةٌ مَبْنيَّةٌ على الفَتْحِ (ككَيْفَ، اسمٌ لِدَعْ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: مَعْناها دَعْ.
(و) أَيْضاً: (مَصْدَرٌ بمعْنَى التركِ.
(و) أَيْضاً: (اسمٌ مُرادِفٌ لكَيْفَ وَمَا بَعْدَها مَنْصوبٌ على الأوَّلِ) ، وَمِنْه قولُ كَعْبِ بنِ مالِكٍ يَصِفُ السُّيوفَ:
تَذَرُ الجَماجِمَ ضاحِياً هاماتُهابَلْهَ الأَكفَّ كأَنَّها لم تُخْلَقِيقولُ: هِيَ تَقْطَع الهامَ فدَعِ الأَكفَّ، أَي هِيَ أَجْدَرُ أَنْ تَقْطعَ الأَكفَّ؛ وَمِنْه قَوْلُهم: هَذَا مَا أَظْهِرُ لكَ بَلْهَ مَا أُضْمِرُه، أَي دَعْ مَا أُضْمِره فَهُوَ خَيْرٌ.
وَفِي المَثَلِ: تُحْرِقُك أَنْ تَراها بَلْهَ أَن تَصْلاها؛ يقولُ تُحْرِقُك النارُ من بَعيدٍ فدَعْ أَنْ تدخلَها؛ وَمِنْه قوْلُ ابْن هَرْمة: تَمْشِي القَطُوفُ إِذا غَنَّى الحُداةُ بهامَشْيَ النَّجيبةِ بَلْهَ الجِلَّةَ النُّجُباوقالَ أَبو زبيد:
حَمَّال أَثْقالٍ أَهْلِ الوُدِّ آوِنةًأُعْطِيهمُ الجَهْدَ مِنِّي بَلْهَ مَا أَسَعُأَي دَعْ مَا أُحِيطُ بِهِ وأَقْدَرُ عَلَيْهِ.
و (مَخْفُوضٌ على الثَّاني) ؛) وَمِنْه قَوْلُ كَعْبِ بنِ مالِكٍ المَذْكُور:
بَلْهَ الأكفَّ كأَنَّها لم تُخْلَقِ فِي رِوايَةِ الأَخْفَشِ، قالَ: هُوَ هُنَا بمنْزِلَةِ المَصْدرِ كَمَا تقولُ ضَرْبَ زيْدٍ.
وقالَ ابنُ الأثيرِ: بَلْهَ مِن أَسْماءِ الأفْعالِ بمعْنَى دَعْ واتْرُكْ، وَقد تُوضَعُ مَوْضِعَ المَصْدَرِ وتُضافُ فتقولُ: بَلْهَ زَيْدٍ أَي تَرْكَ زَيْدٍ.
و (مَرْفوعٌ على الثَّالثِ) ، أَي إِذا كانَ مُرادفاً لكَيْفَ، وَبِه فَسَّرَ الأحْمر الحدِيثَ: بَلْهَ مَا اطَّلَعْتهم عَلَيْهِ، أَي كَيْفَ.
(وفَتْحُها بناءٌ على الأوَّلِ والثَّالِثِ) ، وَفِيه إشارَةٌ للرّدِّ على الجوْهرِيِّ فِي قوْلِه مَبْنيَّة على الفَتْحِ ككَيْفَ.
قالَ ابنُ بَرِّي: حَقُّه أَنْ يقولَ مَبْنيَّة على الفَتْحِ إِذا نَصَبْتَ مَا بعْدَها فقلْتَ بَلْهَ زيْداً كَمَا تقولُ رُوَيْدَ زَيْداً.
(إعرابٌ على الثَّاني) ، أَي إِذا قُلْتَ بَلْهَ زَيْدٍ كَانَت بمنْزِلَةِ المَصْدَرِ مُعْربةً، كقَوْلِهم رُوَيْدَ زيْدٍ.
قالَ ابنُ بَرِّي: وَلَا يَجوزُ أَن تقدِّرَه مَعَ الإضافَةِ اسْماً للفِعْلِ لأنَّ أَسْماءَ الأفْعالِ لَا تُضافُ.
(وَفِي تَفْسِيرِ سُورَةِ السَّجدةِ من) كتابِ صَحِيحِ (البُخارِي) :) أَعْدَدْتُ لعبَادِي الصْالحين مَا لَا عينٌ رأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ (وَلَا خَطَرَ على قَلْبِ بَشَرٍ ذُخْراً من بَلْهٍ مَا اطَّلَعْتُمْ عَلَيْهِ، فاسْتُعْمِلَتْ مُعْرَبَةً بمِنْ خارِجَةً عَن المَعاني الثَّلاثَةِ) ؛) والرِّوايَةُ المَشْهورَةُ: على قَلْبِ بَشَرٍ بَلْه مَا أطلعتهم عَلَيْهِ. قالَ ابنُ الأثيرِ: يُحْتَمل أَنْ يكونَ مَنْصوب المَحلِّ ومَجْروراً على التَّقْديرَيْن، والمعْنَى دَعْ مَا اطَّلَعْتُهم عَلَيْهِ وعَرَفُوه من نَعِيم الجنَّةِ ولذَّاتِها. وَهَذِه الرِّوايَةُ هِيَ الَّتِي فِي كتابِ الجوْهرِيّ والنِّهايَة وغيرِهِما مِن أُصُولِ اللغَةِ.
(وفُسِّرَتْ بغيرِ، وَهُوَ مُوافِقٌ لقَوْلِ من يَعُدُّها من أَلْفاظِ الاسْتِثْناءِ وبمعْناها) ، وَبِه فُسِّر أَيْضاً قَوْلُ ابْن هَرْمة: بَلْهَ الجِلَّةِ التّجُبا؛ أَي سِوَى، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(أَو بمعْنَى أَجَلْ) ؛) وأَنْشَدَ اللَّيْثُ:
بَلْهَ إنِّي لم أَخُنْ عهدا ولمأَقْتَرِفْ ذَنبا فتَجْزِيني النِّقَمْ (أَو بمعْنَى كُفَّ ودَعْ) مَا أَطْلَعْتهم عَلَيْهِ، وَهُوَ قولُ الفرَّاءِ.
(و) يقالُ: (مَا بَلْهُكَ) ، أَي (مَا بالُكَ.
(والبُلَهْنِيَةُ، بضمِّ الباءِ) وفتْحِ اللامِ وسكونِ الهاءِ وكسْرِ النونِ: (الرَّخاءُ وسَعَةُ العَيْشِ) ، صارَتِ الألِفُ يَاء لكسْرَةِ مَا قَبْلها، والنّونُ زائِدَةٌ عنْدَ سِيْبَوَيْه.
وقيلَ: بُلَهْنِيَةُ العَيْشِ نعْمَتُه وغَفْلَتُه؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للَقِيطِ بنِ يَعْمُر الإيادِيّ:
مَا لي أَراكُمْ نِياماً فِي بُلَهْنِيَةٍ لَا تَفْزَعُونَ وَهَذَا اللَّيْثُ قد جَمَعا؟ (و) مِن سَجَعاتِ الأساسِ: (لَا زِلْتَ مُلَقًّى بتَهْنِيَةٍ مُبَقًّى فِي بُلَهْنِيَةٍ) ؛) وَهُوَ مجازٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
ابتُلِهَ الرَّجُلُ كبَلِهَ؛ أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابيِّ:
إنَّ الَّذِي يَأْمُل الدُّنْيا لمُبْتَلَهٌ وكلُّ ذِي أَمَلٍ عَنْهَا سيُشْتَغَلُوبَلْهَ بمعْنَى على؛ نَقَلَهُ ابنُ الأَنْبارِي عَن جماعَةٍ.
وقالَ الفرَّاءُ: مَنْ خَفَضَ بهَا جَعَلَها بمنْزِلَةِ على وَمَا أَشْبَهها مِن حُرُوفِ الخَفْضِ.
والبُلَهاءُ، ككُرَماء: البُلَداءُ، مُوَلَّدَةٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
بلجه:) بُلْجَيه، بضمَ فسكونٍ ففتحٍ: قَرْيةٌ بمِصْرَ من الدقهلية والنِّسْبَةُ بلجيهيُّ.
(بله) اسْم فعل بِمَعْنى دع وَيكون مَا بعْدهَا مَنْصُوبًا ومصدر وَيكون مَا بعْدهَا مجرورا أَبُو بِمَعْنى كَيفَ وَيكون مَا بعْدهَا مَرْفُوعا
بله وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام يَقُول الله [تبَارك - و -] تَعَالَى: أعددتُ لعبادي الصَّالِحين مَا لَا عين رَأَتْ وَلَا أذن سَمِعت وَلَا خطر على قلب بشر بَلْه مَا أطلعْتُم عَلَيْهِ. قَالَ الْأَحْمَر وَغَيره: قَوْله: بَلْهَ - مَعْنَاهُ كَيفَ مَا اطلعتم عَلَيْهِ قَالَ الْفراء: مَعْنَاهُ كف مَا اطلعتم عَلَيْهِ ودع مَا اطلعتم عَلَيْهِ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَكِلَاهُمَا مَعْنَاهُ جَائِز قَالَ فِي ذَلِك كَعْب بْن مَالك الْأَنْصَارِيّ يصف السيوف:

[الْكَامِل]

تَذرُ الجماجمَ ضاحيًا هاماتُها ... بَلْهَ الأكفَّ كَأَنَّهَا لم تُخْلَقِ

قَالَ أَبُو عُبَيْد: والأكف ينشد بالخفض وَالنّصب [وَالنّصب -] على معنى دع الأكف وقَالَ أَبُو زبيد الطَّائِي: [الْبَسِيط]

حمّالُ أثقالِ أهلِ الودَّ آونَةً ... أعطيهم الجَهْدَ مني بَلْهَ مَا أسعُ

وَقَالَ ابْن هرمة: [الْبَسِيط] تَمْشِي القَطوفُ إِذا غَنَّى الحُداة ُبها ... مَشى النجيبة بَلْهَ الْجِلَّة النجبا

سمت

(سمت) : يَسْمِتُ في الهداية: لغةٌ تَمِيم في يَسْمُت.
السمت: خط مستقيم واحد وقع عليه الحيزان، مثل هذا./ـــ/
(سمت) : فُتَسمَّتُ: النَّعْلِ: أَسْفَلَ من مَخَضَّرِها إلى طَرَفِها.
(سمت) فلَان لزم السمت وَالله ذكره فِي الشدَّة والرخاء وعَلى الشَّيْء ذَر الله تَعَالَى عَلَيْهِ
(سمت)
سمتا حسن سمته وَسَار على الطَّرِيق بِالظَّنِّ وَلِلْقَوْمِ هيأ لَهُم وَجه الْكَلَام والرأي وَالْعَمَل وَالشَّيْء قَصده وَيُقَال سمت سمت فلَان نحا نَحوه
(س م ت) : (السَّمْتُ) الطَّرِيقُ وَيُسْتَعَارُ لِهَيْئَةِ أَهْلِ الْخَيْرِ يُقَالُ مَا أَحْسَنَ سَمْتَ فُلَانٍ (وَإِلَيْهِ) يُنْسَبُ يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ السَّمْتِيُّ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى.
س م ت

خذ في هذا السمت وهو النحو والطريق، وما أحسن سمته، وقد سمت نحوه يسمت سمتاً.

قال:

خواضع بالركبان خوضاً عيونها ... وهن إلى البيت العتيق سوامت

وسامته مسامتة. وتسمته: تعمده وقصد نحوه. وسمت على الشيء: ذكر اسم الله تعالى عليه. وسمت العاطس.

سمت


سَمَتَ(n. ac.
سَمْت)
a. Pursued his right course.
b. [La], Disposed, arranged for.
سَمَّتَ
a. ['Ala], Invoked the name of God upon.
سَمْت
(pl.
سُمُوْت)
a. Way, direction; course; proceeding; manner; conduct
behaviour.
b. [art.], The Azimuth.
سَمْت الرَّأْس
a. The zenith.

سَمْت الشَّمْس
a. The ecliptic.

سَمْت الإِعْتِدَال
a. Equinoctial colure.

سَمْت الإِنْقِلَاب
a. Solstitial colure.

نَظِيْر السَّمْت
a. Nadir.
سمت
السمْتُ: فِعْلُ الخَيْرِ وحُسْنُ النَحْوِ، سَمَتَ يَسْمُت ويَسْمِتُ سَمْتاً. وهو - أيضاً -: السيْرُ بالحَدْسِ والظَّنِّ. وسَمَتَ الطرِيْقَ: لَزِمَه. وتَسَمتَه: تَعَمدَه. والتسْمِيْتُ: ذِكْرُ اللهِ على الشيءِ. وسَمتَ لهم شيئاً: أي بَينَ.
وفي الحَدِيث: " سَموا وسَمتُوا " أي ادْعُوا وصَلُّوا. وسَمَت الحَق: قَصَدْته.
س م ت: (السَّمْتُ) الطَّرِيقُ وَهُوَ أَيْضًا هَيْئَةُ أَهْلِ الْخَيْرِ. وَ (التَّسْمِيتُ) بِوَزْنِ التَّشْمِيتِ ذِكْرُ اسْمِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى الشَّيْءِ. وَ (تَسْمِيتُ) الْعَاطِسِ أَنْ يَقُولَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ بِالسِّينِ وَالشِّينِ جَمِيعًا. قَالَ ثَعْلَبٌ: الِاخْتِيَارُ بِالسِّينِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: الشِّينُ أَعْلَى فِي كَلَامِهِمْ وَأَكْثَرُ. 
[سمت] السَمْتُ: الطريق. وسَمَتَ يَسْمُت بالضم، أي قصد. والسَمْتُ: هيئة أهل الخير، يقال: ما أحسن سَمْتَه، أي هَدْيه. والسَمْتُ: السير بالظنّ والحدس. وقال:

ليس بها رِيعٌ لِسَمْت السامت * وتَسَمَّتَهُ، أي قَصَدَهُ. والتَسميتُ: ذِكر اسم الله تعالى على الشئ. وتسميت العاطِس: أن تقول له: يرحمُك الله، بالسين والشين جميعا. قال ثعلب: الاختيار بالسين، لانه مأخوذ من السمت، وهو القصد والمحجة. وقال أبو عبيد: الشين أعلى في كلامهم وأكثر.
(سمت)
الرّيح سموما أحرقت وَالْيَوْم كَانَت فِيهِ ريح السمُوم وَالشَّيْء خص يُقَال سمت النِّعْمَة والهامة فلَانا وَغَيره سما أَصَابَته بسمها وَفُلَانًا سقَاهُ السم وَالطَّعَام وَغَيره جعل فِيهِ السم والسموم النَّبَات أحرقته أَو أَصَابَته بحرها والإبرة وَنَحْوهَا جعل لَهَا سما أَي ثقبا والثقب دخل فِيهِ وَالشَّيْء أصلحه وَالْأَمر سبره وَنظر غوره وَبينهمْ أصلح والقارورة سدها وَفُلَانًا خصّه وَالنعْمَة خصها وَفُلَان سم فلَان قصد قَصده
[سمت] نه: في ح الأكل: سموا الله ودنوا و"سمتوا". أي إذا فرغتم فادعوا بالبركة لمن طعمتم عنده، والتسميت الدعاء. ومنهح: تسميت العاطس لمن رواه المهملة، وقيل: هو من السمت وهو الهيئة الحسنة، أي جعلك الله على سمت حسن لأن هيئته تنزعج للعطاس. وح: فينظرون إلى "سمته" وهديه، أي حسن هيئته ومنظره في الدين، وقيل: من السمت الطريق. وح: ما نعلم أحدا أقرب "سمتا" وهديا ودلا بالنبى صلى الله عليه وسلم من ابن أم عبد، أي ابن مسعود. وح: لا أدرى أين أذهب إلا إني "اسمت" أي ألزم سمت الطريق يعنى قصده، وقيل: هو بمعنى ادعو الله له. ج: تسميت العاطس بإهمال سينه أعلى وهو قول يرحمك الله ونحوه. ش: حتى تحققت "السمتان" أي صفتان وهما أحمد ومحمد، وتحققت بضم تاء وحاء، ولم يتنازع بفتح زأي. وفيه: و"ينسمت" في ملاءته، السمت الطريق القصد ويستعار لطريق أهل الخير أي يلزم طريقة أهل الخير في اشتمال الملحفة. 
س م ت : السَّمْتُ الطَّرِيقُ وَالسَّمْتُ الْقَصْدُ وَالسَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ وَسَمَتَ الرَّجُلُ سَمْتًا مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا كَانَ ذَا وَقَارٍ وَهُوَ حَسَنُ السَّمْتِ أَيْ الْهَيْئَةِ.

وَالتَّسْمِيتُ ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى الشَّيْءِ وَتَسْمِيتُ الْعَاطِسِ الدُّعَاءُ لَهُ وَالشِّينُ الْمُعْجَمَةُ مِثْلُهُ وَقَالَ فِي التَّهْذِيبِ سَمَّتَهُ بِالسِّينِ وَالشِّينِ إذَا دَعَا لَهُ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الشِّينُ الْمُعْجَمَةُ أَعْلَى وَأَفْشَى وَقَالَ ثَعْلَبٌ الْمُهْمَلَةُ هِيَ الْأَصْلُ أَخْذًا مِنْ السَّمْتِ وَهُوَ الْقَصْدُ وَالْهَدْيُ وَالِاسْتِقَامَةُ وَكُلُّ دَاعٍ بِخَيْرٍ فَهُوَ مُسَمِّتٌ أَيْ دَاعٍ بِالْعَوْدِ وَالْبَقَاءِ إلَى سَمْتِهِ مَأْخُوذٌ مِنْ ذَلِكَ وَسَامَتَهُ مُسَامَتَةً بِمَعْنَى قَابَلَهُ وَوَازَاهُ. 
سمت: سَامَت: كان على نفس خط الشيء الآخر وبالمسامتة: عمودياً، تعامدياً (معجم الطرائف).
سامته: وازاه، كان موازياً له (معجم الطرائف).
سامت الخط: كان موازيا له (معجم الطرائف).
سامت: تسمّت وهو المعنى الذي ذكره لين في مادة تسمَّت بمعنى: وازى وقابل. أما المعنى الذي ذكره السيد دي غويه في مادة أسمت فهو يعتمد فيه على ما جاء في البيان (2: 61) وعلى ما ذكره آخرون مثل المقري (2: 26) واقرأ فيه مسامياً في البيت الذي ذكره بدل مسامتاً وأرى أن هذا هو الأصح.
تسمَّت: رَزُن: ترزّن، رصُن، تزمَّت. ففي المقري (1: 859): وكان شديد البسط مهيباً جهورياً مع الدعابة والغزل وطرح التسمت.
تسامت. تسامت الشيئان: توازيا وتقابلا. (عباد 2: 200، معجم الطرائف). استمت: تسمت رزن، ترزن، رصن، تزمَّت ففي تاريخ البربر (2: 412، 433) كان مستمتاً وقوراً.
سَمتْ: توازي. وفي الفلك تطلق على الدوائر الموازية لخط الاستواء رسمت على كل درجات نصف النهار. (معجم الطرائف، عبد الواحد ص5) سَمْت: عمودي، خط عمودي على الأفق (بوشر).
السين والتاء والميم س م ت

السَّمْتُ حُسْنُ النَّحْو سَمَتَ يَسْمِتُ سَمْتاً والسَّمْتُ الطريقُ قال

(ومَهْمَهَيْنِ قَذَفَيْنِ مَرَّتَين ... قَطَعْتُه بالسَّمْتِ لا بالسَّمْتَيْنِ)

معناه قَطَعْتُه على طريقٍ واحدٍ لا على طَرِيقَيْنِ وقال قَطَعْتُه ولم يَقُلْ قَطَعْتُهُما لأنه عَنَى البلَدَ وسَمْتُ الطَّريقِ قَصْدُه والسَّمْتُ النَّاحِية المَقْصودةُ وتسمَّتَ له قَصَدَه والسَّمْتُ السَّيْرُ على الطريقِ بالظَّن والتَّسْميتُ ذِكرُ الله على الشيءِ والتَّسْمِيتُ الدُّعَاءُ للعاطِسِ معناه هداكَ الله إلى السَّمْتِ وذلك لما في العاطِس من الانْزِعاجِ والقَلَقِ هذا قول الفارسِيِّ وقد سَمَّتَهُ وقال ثَعْلَبٌ سمَّتَهُ إذا عَطَسَ فقال له يَرْحَمُكَ الله أُخِذ من السَّمْتِ أي الطريقِ والقَصْدِ كأنَّه قَصَدَه بذَلك الدُّعَاءِ وقد يََجْعلُونَ السِّينَ شيناً كسَمَّر السَّفينةَ وشَمَّرَها إذا أَرْسَلَها
سمت
سمَتَ يسمِت، سَمْتًا، فهو سامت، والمفعول مَسْموت
• سمَت الرَّجلُ: حَسُنَت هيئتُه ومظهرُه ° سمَت سَمْت فلان: أي نحا نحوه واتَّبع طريقتَه.
• سمَتَ الشَّيءَ: قصدَهُ. 

تسامتَ يتسامت، تَسامُتًا، فهو مُتسامِت
• تسامتَ الشَّيئان: مُطاوع سامتَ: تقابلا وتوازيا. 

سامتَ يُسامت، مُسامتةً، فهو مُسامِت، والمفعول مُسامَت
• سامت الشَّيءَ: واجهه ووازاه. 

سَمْت [مفرد]:
1 - مصدر سمَتَ.
2 - طريق واضح "مضى في سَمْته نحو هدفه".
3 - هيئة أهل الخير، سكينة ووقار "فلان حسن السَّمْت- عليه سمتُ الصّالحين". 
سمت هدى دلل وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] أَن أَصْحَاب عبد الله كَانُوا يرحلون إِلَيْهِ فَيَنْظُرُونَ إِلَى سَمته وهديه ودله قَالَ: فيتشبهون بِهِ. 6 / ب [قَوْله: إِلَى سَمْته -] فالسمت يكون فِي مَعْنيين: أَحدهمَا حسن الْهَيْئَة / والمنظر فِي مَذْهَب الدَّين وَلَيْسَ من الْجمال والزينة وَلَكِن يكون لَهُ هَيْئَة أهل الْخَيْر ومنظرهم وأماالوجه الآخر فَإِن السَّمت الطَّرِيق يُقَال: الزم هَذَا السَّمْتَ كِلَاهُمَا لَهُ معنى جيد يكون أَن يلْزم طَريقَة أهل الْإِسْلَام وَيكون أَن يكون لَهُ هَيْئَة أهل الْإِسْلَام. وَقَوله: إِلَى هَدْيه ودلّه فَإِن أَحدهمَا قريب الْمَعْنى من الآخر وهما من السكينَة وَالْوَقار فِي الْهَيْئَة والمنظر وَالشَّمَائِل وَغير ذَلِك وَقَالَ الأخطل يصف الثور وَالْكلاب: [الْبَسِيط]

حَتَّى تناهَينَ عَنهُ ساميًا حَرِجاً ... وَمَا هَدى هَدْى مهزومٍ وَمَا نكلا يَقُول: لم يُسرع إسراع المنهزم وَلَكِن على سُكُون وَحسن هدى وَقَالَ عدي بن زيد يمدح امْرَأَة بِحسن الدَّل: [الْخَفِيف]

لم تَطَلَّع من خدرها مبتغى خِب ... باً وَلَا سَاءَ دلُّها فِي العِناقِ ... وَمِنْه حَدِيث سعد قَالَ: بَيْنَمَا أَنا أَطُوف بِالْبَيْتِ إِذْ رَأَيْت امْرَأَة فَأَعْجَبَنِي دَلَّها فَأَرَدْت أَن أسأَل عَنْهَا فخِفت أَن تكون مَشْغُولَة وَلَا يَضرك جمال امْرَأَة لَا تعرفها.

سمت: السَّمْتُ: حُسْنُ النَّحْو في مَذْهَبِ الدِّينِ، والفعلُ سَمَتَ

يَسْمُِتُ سَمْتاً، وإِنه لحَسَنُ السَّمْت أَي حَسَنُ القَصْدِ

والمَذْهَب في دينه ودنْياه.

قال الفراء: يقال سَمَتَ لهم يَسْمِتُ سَمْتاً إِذا هَيَّأَ لهم وَجْهَ

العَمَل ووَجْهَ الكلام والرأْي، وهو يَسْمِتُ سَمْتَه أَي يَنْحُو

نَحْوَه.

وفي حديث حذيفة: ما أَعْلَم أَحداً أَشْبَهَ سَمْتاً وهَدْياً ودلأً

برسول الله، صلى الله عليه وسلم، من ابن أُمِّ عَبْدٍ؛ يعني ابن مسعود. قال

خالد بنُ جَنْبةَ: السَّمْتُ اتِّباعُ الحَقِّ والهَدْيِ، وحُسْنُ

الجِوارِ، وقِلةُ الأَذِيَّةِ. قال: ودَلَّ الرَّجلُ حَسُنَ حديثُه ومَزْحُه

عند أَهله. والسَّمْتُ: الطريقُ؛ يقال: الْزَمْ هذا السَّمْتَ؛ وقال:

ومَهْمَهَيْنِ قَذَفَيْنِ، مَرَّتَيْن،

قَطَعْتُه بالسَّمْتِ، لا بالسَّمْتَيْن

معناه: قَطَعْتُه على طريق واحدٍ، لا على طَريقَين؛ وقال: قَطَعْتُه،

ولم يقل: قطَعْتُهما، لأَِنه عنى البلَد. وسَمْتُ الطريقِ: قَصْدُه.

والسَّمْتُ: السَّيْرُ على الطَّريق بالظَّنّ؛ وقيل: هو السَّيْرُ بالحَدْس

والظن على غير طريق؛ قال الشاعر:

ليس بها رِيعٌ لِسَمْتِ السَّامِتِ

وقال أَعرابيّ من قَيْسٍ:

سوف تَجوبِين، بغَير نَعْتِ،

تَعَسُّفــاً، أَو هكذا بالسَّمْتِ

السَّمْتُ: القَصْدُ. والــتَّعَسُّفُ: السَّير على غير عِلْم، ولا

أَثَرٍ.وسَمَتَ يَسْمُتُ، بالضم، أَي قَصَدَ؛ وقال الأَصمعي: يقال تعمَّده

تعمُّداً، وتَسَمَّتَه تَسَمُّتاً إِذا قَصَدَ نَحْوَه. وقال شمر: السَّمْتُ

تَنَسُّمُ القَصْدِ. وفي حديث عوف بن مالك: فانطلقت لا أَدري أَين

أَذهَبُ، إِلاّ أَنني أُسَمِّتُ أَي أَلْزَمُ سَمْتَ الطريق؛ يعني قَصْدَه؛

وقيل: هو بمعنى أَدْعُو اللهَ له.

والتَّسْمِيتُ: ذِكْرُ الله على الشيءِ؛ وقيل: التَسْمِيتُ ذكر الله، عز

وجل، على كل حال.والتَّسْمِيتُ: الدُّعاء للعاطِس، وهو قولك له:

يَرْحَمُكَ الله وقيل: معناه هَدَاك اللهُ إِلى السَّمْت؛ وذلك لما في العاطس

من الانزِعاج والقَلَق؛ هذا قول الفارسي.

وقد سَمَّتَه إِذا عَطَسَ، فقال له: يَرْحَمُك اللهُ؛ أُخِذَ من

السَّمْتِ إِلى الطريقِ والقَصْدِ، كأَنه قَصَدَه بذلك الدعاء، أَي جَعَلَكَ

اللهُ على سَمْتٍ حَسَنٍ، وقد يجعلون السين شيناً، كسَمَّر السفينة

وشَمَّرها إِذا أَرْساها. قال النَّضْرُ بن شُمَيْل: التَّسْميتُ الدعاء

بالبَركة، يقول: بارك الله فيه. قال أَبو العباس: يقال سَمَّتَ العاطِسَ

تَسْميتاً، وشَمَّتَه تَشْميتاً إِذا دعا له بالهَدْيِ وقَصْدِ السَّمْتِ

المستقيم؛ والأَصل فيه السين، فقُلِبَتْ شيناً. قال ثعلب: والاختيار بالسين،

لأَنه مأْخوذ من السَّمْتِ، وهو القَّسْدُ والمَحَجَّة. وقال أَبو عبيد:

الشين أَعلة في كلامهم، وأَكثر. وفي حديث الأَكل: سَمُّوا اللهَ ودَنُّوا

وسَمِّتُوا؛ أَي إِذا فَرَغْتم، فادْعُوا بالبركة لِمَن طَعِمْتُم عنده.

والسَّمْتُ: الدُّعاء. والسَّمْتُ: هيئة أَهل الخير. يقال: ما أَحْسَنَ

سَمْتَه أَي هَدْيه. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فينظرون إِلى سَمْتِه

وهَدْيه أَي حُسْنِ هيئته ومَنْظَرِه في الدين، وليس من الحُسْنِ

والجمال؛ وقيل: هو من السَّمْتِ الطريق.

سمت
: (السَّمْتُ) بِالْفَتْح: (الطَّرِيقُ) ، يُقَال: الْزَمْ هاذا السَّمْتَ؛ وَقَالَ:
ومَهْمَهَيْنِ قَذَفَيْنِ مَرَتَيْنْ
قَطَعْتُه بالسَّمْتِ لَا بِالسَّمْتَيْنْ
مَعْنَاهُ: قَطعتهُ على طَريقٍ واحدٍ، لَا على طَريقينِ؛ وَقَالَ: قطعتُه، وَلم يقل: قطعتُهما، لأَنّه عَنَى البَلدَ.
(و) السَّمْتُ: (هَيْئَةُ أَهْلِ الخَيْرِ) ، يُقَال: مَا أَحْسَنَ سَمْتَهُ: أَي: هَدْيَهُ، كَذَا فِي الصَّحاح. وَفِي حَدِيث عُمَرَ، رَضي الله عَنْهُ: (فيَنْظُرُونَ إِلى سَمْتِهِ وهَدْيِهِ) أَي: حُسْنِ هَيْئَتِهِ ومَنْظَرِه فِي الدّين، وَلَيْسَ من الجَمال والحُسْنِ. وَقيل: هُوَ من السَّمْتِ: الطريقِ. كَذَا قَالُوهُ.
وَظهر بِمَا قدَّمناه أَنّ السَّمْتَ بهاذا المعنَى صحيحٌ، فَلَا اعتدادَ بِمَا قَالَه شيخُنَا بقولِه: لَا إِخالُه لُغَة صحِيحَةً، وإِنّما أَخَذه من كَلَام بعضِ المُوَلَّدينَ وأَهل الغَريب.
(و) السَّمْتُ: (السَّيْرُ على الطَّرِيقِ بالظَّنِّ) ، وَقيل: هُوَ السَّيْرُ بالحَدْس والظَّنّ على غيرِ طريقٍ؛ وَقَالَ:
لَيْسَ بهَا رِيعٌ لِسَمْتِ السّامِتِ
(و) السَّمْتُ: (حُسْنُ النَّحْوِ) فِي مَذْهَبِ الدِّين. وَهُوَ يَسْمُتُ سَمْتَهُ: أَي يَنحُو نَحْوَه، وَفِي حَدِيث حُذَيْفَةَ: (مَا أَعْلَمُ أَحَداً أَشْبَهَ سَمْتاً وهَدْياً ودَلاًّ برَسُولِ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من ابْن أُمِّ عَبْدٍ) يَعْنِي: ابنَ مَسْعُود.
قَالَ خالدُ بن جَنْبَةَ: السَّمْتُ: اتِّباعُ الحقِّ والهَدْيِ، وحُسْنُ الجِوارِ. وقِلَّةُ الأَذِيَّة. قَالَ: ودَلَّ الرَّجُلُ: حَسُنَ حديثُه، ومَزْحُهُ عندَ أَهلِه.
(و) السَّمْتُ: (قَصْدُ الشَّيْءِ) ، وإِنّه لَحَسَنُ السَّمْتِ: أَي حَسَنُ القَصْدِ والمذهَب فِي دِينه ودُنْيَاه.
وسَمْتُ الطَّرِيق: قَصْدُه، وَقَالَ أَعرابِيٌّ من قَيْس:
سَوْفَ تَجُوبِينَ بِغَيْرِ نَعْتِ
تَعَسُّفــاً أَوْ هاكَذا بالسَّمْتِ
السَّمْتُ: القَصْدُ. والــتَّعَسُّف: السَّيْرُ على غير عِلْمٍ وَلَا أَثَرٍ.
(سَمَتَ، يَسْمِتُ) ، بِالْكَسْرِ، (ويَسْمُتُ) بالضَّمِّ، سَمْتاً، فبالضَّمِّ مَعْنَاهُ: قَصَدَ. وَقَالَ الأَصمعيّ: يُقَالُ: تَعَمَّدَهُ تَعَمُّداً، وتَسَمَّتَهُ تَسَمُّتاً: إِذا قَصَدَ نَحْوَهُ. وَقَالَ شَمِرٌ: السَّمْتُ: تَنَسُّمُ القَصْدِ.
(و) بِالْكَسْرِ، قَالَ الفَرَّاءُ: (سَمَتَ لَهُم، يَسْمِتُ) ، سَمْتاً: إِذا هُوَ (هَيَّأَ لَهُم وَجْهَ) العَمَلِ ووجْهَ (الكلامِ والرَّأَيِ) .
(ويُونُسُ بنُ خَالِدٍ السَّمْتِيُّ) كَانَ لَهُ لِحْيَةٌ وهَيْئَةٌ ورَأْيٌ، (مُحَدِّثٌ) بِصْرِيٌّ، هاكذا فِي سَائِر النُّسَخ الّتي بأَيْدِينا. وَقَالَ شيخُنَا: وصَوابُه: يُوسُفُ بْنُ خالدٍ، وَنَقله عَن تَحْرِير المُشْتَبه، لِلْحَافِظِ ابْن حَجَر، وَهُوَ ضعيفُ الرِّواية، روَى عَن موسَى بن عُقْبَةَ، وَعنهُ ابنُهُ خالِدُ بنُ يُوسُفَ.
(والتَّسْمِيتُ: ذِكْرُ الله تعالَى عَلَى الشَّيْءِ) ، وَفِي بعض نُسَخ الصَّحاح: ذِكْرُ اسْمِ الله؛ وَقيل: التَّسْمِيتُ: ذِكْرُ اللَّهِ، عَزَّ وجَلَّ، على كُلِّ حالٍ. (و) التَّسْمِيتُ: (الدُّعَاءُ لِلْعاطِسِ) ، وَهُوَ قولُك لَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ. وَقيل: معناهُ: هَداكَ اللَّهُ إِلى السَّمْتِ، وذالك لِمَا فِي العاطِس من الانْزِعاجِ والقَلَقِ؛ وَهَذَا قولُ الفارسيّ. وَقد سَمَّتَه: إِذا عَطَسَ، فَقَالَ: يَرْحمُكَ اللَّهُ، أُخِذَ من السَّمْتِ إِلى الطَّرِيق والقَصْد، كأَنَّه قَصَده بذالك الدُّعَاءِ؛ أَي: جعَلَك اللَّهُ على سَمْتٍ حَسَنٍ. وَقد يَجعلُون السِّينَ شِيناً، كسَمَّرَ السَّفينةَ، وشَمَّرَها: إِذا أَرْسَاهَا.
وَقَالَ النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ: التَّسْمِيتُ: الدُّعاءُ بالبَرَكَةِ، تقولُ: بارَكَ اللَّهُ فِيه. قَالَ أَبو العَبّاس: يُقالُ: سَمَّتَ العاطسَ تَسميتاً، وشَمَّته تَشميتاً: إِذا دَعا لَهُ بالهَدْيِ وقَصْدِ السَّمْتِ الْمُسْتَقيم. والأَصلُ فِيهِ السِّين، فقُلِبَتْ شيناً قَالَ ثعلبٌ: والاختيارُ بالسّين، لأَنّه مأْخوذٌ من السَّمْتِ، وَهُوَ القصدُ والمَحَجَّةُ. وَقَالَ أَبو عُبَيْد: الشِّينُ أَعلَى فِي كَلَامهم، وأَكثَرُ. وَفِي حديثِ الأَكْلِ: (سَمُّوا اللَّهَ، ودَنُّوا، وسَمِّتُوا) ، أَي: إِذا فَرَغْتُم، فادْعُوا بالبَرَكَةِ لِمَنْ طَعِمْتُم عندَهُ. والسَّمْتُ: الدُّعَاءُ.
(و) التَّسْمِيتُ: (لُزُومُ السَّمْتِ) ، وقَصْدُه، وَفِي حَدِيث عَوْفِ بن مالكِ: (فانْطَلَقْتُ لَا أَدْرِي أَيْنَ أَذْهَبُ، إِلاَّ أَنَّنِي أُسَمِّتُ) ، أَي: أَلْزَمُ سَمْتَ الطّرِيقِ يَعْنِي قَصْدَه، وقيلَ: هُوَ بِمَعْنى أَدعو اللَّهَ.
وسامَتَهُ مُسَامَتَةً، بِمَعْنى: قابلَهُ، ووازَاهخ.
(ومُسَمَّتُ النَّعْلِ: أَسْفَلُ مِن مُخَصَّرِهَا إِلى طَرَفِها) .

سمت

1 سَمْتٌ [as an inf. n.] is syn. with قَصْدٌ [in an intrans. sense], (S, * Msb,) and هُدًى [in the sense of رَشَادٌ], and اِسْتِقَامَةٌ: (Msb:) or حُسْنُ نَحْوٍ: (M, K:) you say, سَمَتَ, aor. ـُ (S, M, K,) and سَمِتَ, (K,) or in this case the former only, (TA,) inf. n. سَمْتٌ, (M, TA,) He pursued a right course; syn. قَصَدَ: (S, TA:) or (assumed tropical:) he followed a good direction (M, K, * TA *) in the way of religion [&c.]. (TA.) Accord. to Khálid Ibn-Dabbeh, it signifies (assumed tropical:) The following the truth and the right way or direction, and being a good neighbour, and doing little harm. (TA.) [But more commonly, or primarily, it relates to the course that one pursues in journeying.] An Arab of the desert, of [the tribe of] Keys, says, سَوْفَ تَجُوبِينَ بِغَيْرِ نَعْتِ تَعَسُّفًــا أَوْ هٰكَذَا بِالسَّمْتِ i. e. [Thou shalt traverse (addressing a woman), or, more probably, ye shall traverse (addressing camels or other beasts), a land without a description], journeying without any sign of the way and without any track [for guidance], such being the meaning of تعسّفــا, or thus, pursuing a right course, السَّمْتُ meaning القَصْدُ. (TA.) Accord. to Sh, السَّمْتُ signifies The seeking, searching, or inquiring, for, or after, the right way or direction. (TA.) b2: السَّمْتُ also signifies قَصدُ الطَّرِيقِ [i. e. سَمْتُ الطَّرِيقِ signifies The road's having a right, or direct, tendency]: (M:) or [سَمْتُ الشَّىْءِ] signifies قَصْدُ الشَّىْءِ [i. e. The thing's having a right, or direct, tendency]. (K.) [This last explanation has been misunderstood by the Turkish translator of the K; who has hence been led to assert that one says, سَمَتَ الشَّىْءَ as well as سَمَتَ نَحْوَهُ, meaning قَصَدَهُ: it is تَسَمَّتَهُ that (like سَمَتَ نَحْوَهُ) signifies قَصَدَهُ; not سَمَتَهُ, for سَمَتَ is always intrans.] b3: Also The journeying (S, M, K) upon the road (M, K) [guided only] by opinion (S, M, K) and conjecture: (S:) or, as some say, the journeying by conjecture and opinion, not upon a [known] road. (TA.) A poet says, ↓ لَيْسَ بِهَا رِيعٌ لِسَمْتِ السَّامِتِ [There is not, or was not, in it, a road of any kind (see رِيعٌ) for the journeying by opinion and conjecture of him who so journeys]. (S, TA.) b4: And The pursuing a course, or direction, [of any kind,] and [particularly] (assumed tropical:) in religion and in worldly affairs. (TA.) You say, هُوَ يَسْمُتُ سَمْتَهُ (assumed tropical:) He pursues his [another's] way, or course, doing as he [the latter] does. (TA.) [سَمْتَهُ is here an absolute (not an objective) complement of يَسْمُتُ; like سَيْرَهُ in the phrase هُوَيَسِيرُ سَيْرَهُ. See also سَمْتٌ below.] b5: Also سَمَتَ, aor. ـُ inf. n. سَمْتٌ, (assumed tropical:) He (a man) was, or became, grave, staid, steady, sedate, or calm. (Msb.) b6: And سَمَتَ لَهُمْ, aor. ـِ (Fr, K,) inf. n. سَمْتٌ, (Fr, TA,) (assumed tropical:) He prepared, arranged, or disposed, for them, the mode, or manner, of speech, and of judging, or forming an opinion, (Fr, K, TA,) and of work, or action. (Fr, TA.) 2 تَسْمِيتٌ The keeping to the سَمْت [i. e. road, &c.]. (K.) It is said in a trad., فَانْطَلَقْتُ لَا أَدْرِى

أَيْنَ أَذْهَبُ إِلَّا أَنَّنِى أُسَمِّتُ, meaning [And I departed, not knowing whither I should go, but] I kept to the course, or direction, of the road: or as some say, I prayed to God. (TA.) b2: Also (assumed tropical:) The mentioning of God, (S, M, A, Msb, K,) or, as in some copies of the S, the mentioning of the name of God, [like تَسْمِيَةٌ, inf. n. of سَمَّى,] (TA,) upon, or over, a thing, (S, M, A, Msb, K,) or in any case. (TA.) One says, سَمَّتَ عَلَى

الطَّعَامِ (assumed tropical:) He mentioned the name of God upon, or over, the food. (TK.) b3: And سمّت لَهُ and عَلَيْهِ, inf. n. تَسْمِيتٌ, (assumed tropical:) He prayed for what was good for him; prayed for a blessing upon him; as also شمّت. (L and TA in art. شمت, q. v.) In a trad. respecting eating, it is said, سَمُّوا اللّٰهَ وَدَنُّوا وَسَمِّتُوا, meaning (assumed tropical:) [Pronounce ye the name of God, and take what is next you of the food, or make your words to be near together, (see 2 in arts. دنو and سمو,) and,] when ye have ended, invoke a blessing upon him at whose abode or table ye have eaten. (TA.) b4: التَّسْنِيتُ also signifies, (M, K,) or تَسْمِيتُ العَاطِسِ, (S, Msb,) (assumed tropical:) The praying for the sneezer; (M, Msb, K;) saying, هَدَاكَ اللّٰهُ إِلَى السَّمْتِ [May God guide thee to the right, or good, course]; because the person sneezing is disturbed and disquieted: so says AAF: (M, TA:) or the saying to him, يَرْحَمُكَ اللّٰهُ [May God have mercy on thee]: (Th, S, M:) or التَّسْمِيتُ signifies the saying بَارَكَ اللّٰهُ فِيكَ [May God bless thee]: (ISh, TA:) it is with س and with ش: (S, M, Msb:) one says سَمَّتَهُ, (T, M, Msb,) i. e. سَمَّتَ العَاطِسَ, meaning He prayed for the sneezer, [saying as above,] (A,) and شَمَّتَهُ: (T, M, Msb:) Th says that the former is preferred, (S,) or is the original, (Msb,) being from السَّمْتُ signifying القَصْدُ, (S, M, Msb,) and الهُدَى, and الاِسْتِقَامَةُ, (Msb,) and المَحَجَّةُ, (S,) or الطَّرِيقُ; (M;) as though one made a person his object by this prayer; (M;) and that the س is changed [by some] into ش: (TA:) but A 'Obeyd says that the pronunciation with ش is of higher authority, and more common. (S, Msb.) The Prophet said, When any of you sneezes, let him say, الحَمْدُ لِلّٰهِ [Praise be to God]; and he who prays for him (الَّذِى يُشَنِّتُهُ [or يُسَمِّتُهُ]), يَرْحَمُكَ اللّٰهُ; and let him [i. e. the sneezer] say [in reply], يَهْدِيكُمُ اللّٰهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ [May God direct you aright, and render good your state, or condition, or case]. (Har p. 250.) 3 سامتهُ, inf. n. مُسَامَتَةٌ, He, or it, faced, or fronted, or was opposite to or over against, him, or it. (Msb, TA.) 5 تسمّتهُ, (As, S, A, TA,) [and] تسمّت لَهُ, (M,) He directed himself, or his course, or aim, to, or towards, him, or it; syn. قَصَدَهُ, (S, M,) or تَعَمَّدَهُ, and قَصَدَ نَحْوَهُ. (As, A, TA.) سَمْتٌ inf. n. of 1 [q. v.]. (M, TA.) b2: Also A road, or way; syn. طَرِيقٌ, (S, M, A, Mgh, Msb, K,) and مَحَجَّةٌ, (Th, S,) and نَحْوٌ: (A:) [pl. سُمُوتٌ.] One says, اِلْزَمْ هٰذَا السَّمْتَ Keep thou to this road, or way. (TA.) b3: And [hence,] (assumed tropical:) The way, or course, that one pursues in his religion and his worldly affairs: (TA:) (assumed tropical:) a way, mode, or manner, of acting or conduct or the like: (S, TA:) (tropical:) the mode, or manner, [of life,] syn. هَيْئَة, (S, A, Mgh, Msb, K, TA,) of good people, (S, A, Mgh, K, TA,) in respect of religion, not in respect of goodliness of person: (TA:) a metaphorical meaning, from the same word as signifying “ a road,” or “ way. ” (Mgh.) One says, إِنَّهُ لَحَسَنُ السَّمْتِ (assumed tropical:) Verily he is good in respect of the way, or course, that he pursues in his religion and his worldly affairs: (TA:) or هُوَحَسَنُ السَّمْتِ means (assumed tropical:) he is good in his هَيْئَة [i. e., as here used, mode, or manner, of life]. (Msb.) and مَا أَحْسَنَ سَمْتَهُ (tropical:) How good is his way, mode, or manner, of acting or conduct or the like! (S, A, * Mgh, * TA.) b4: [Hence,] (assumed tropical:) Gravity, staidness, steadiness, sedateness, or calmness. (Msb.) b5: السَّمْتُ also signifies The region, or quarter, to which, or towards which, the course, or aim, is directed. (M.) b6: [And hence, The bearing, or direction, of an object by the compass. And more particularly, The azimuth. b7: And سَمْتُ الرَّأْسِ The zenith; or vertical point in the heavens. (“ Zenit ” appears to have been, as Golius observes, a mistranscription for “ zemt,” or “ semt. ”) b8: سَمْتُ الشَّمْسِ The path of the sun; the ecliptic: from سَمْتٌ signifying “ a road,” or “ way. ” b9: سَمْتُ الاِعْتِدَالِ The equinoctial colure. And سَمْتُ الاِنْقِلَابِ The solstitial colure.]

سَامِتٌ [part. n. of 1]: see an ex. in the latter half of the first paragraph of this art. مُسَمِّتٌ (assumed tropical:) Any one praying, or who prays, for what is good, (S and TA in art. شمت,) لِأَحَدٍ

[for any one]; (TA in that art.;) as also مُشَمِّتٌ: (S and TA in that art.:) any one praying, or who prays, for a return to the right, or good, way, and continuance therein. (Msb.) مُتَسَمَّتُ النَّعْلِ The part of the sandal that is below its مُخَصَّر [or narrow part, more commonly called its خَصْر, extending thence] to its extremity. (K.)

جمع المصدر وتثنيته

جمع المصدر وتثنيته
الأمثلة: 1 - أَدْخَلَ على المبنى بعض التَّحْسِينات 2 - أَسْهَمَت الحكومة في سدِّ احْتِيَاجَات الشّعب 3 - أَشْغال شاقّة 4 - أَصْدَر المؤتمر توصِياته 5 - أَغْلاط إملائية 6 - إِقْرَارَات ضَرِيبيّة 7 - أَنْتم بُرَآء من الذنب 8 - اتَّخَذ الإِجْرَاءات المناسبة 9 - احْتِمَالات نجاح المشروع كبيرة 10 - اسْتَغَلَّه استغلالات كثيرة 11 - اسْتِفْسَاراته كثيرة 12 - الإِجَابَات غير كافية 13 - التَّجَمُّعات محظورة في زمن الطوارئ 14 - الحِسَابات الجارية 15 - الضَّمانات الأمنِيَّة 16 - انْتِفَاضات الشعوب 17 - انْفِتاحات علميَّة واقتصادية 18 - انْقِسَامات طبيعيَّة 19 - بَدَت في تصرُّفاتهم إِحْسَانات واضحة 20 - بَلاغات المواطنين متنوعة 21 - بَيَانَات وزاريَّة 22 - تَجْرِي بيننا مُسَامَرات كثيرة 23 - تَجَلِّيات الحق كثيرة 24 - تَدْرِيبات شاقَّة 25 - تَرَاكِيب أجنبيَّة 26 - تَسَلَّم الحجاج تَذَاكِر السفر 27 - تَقَاسِيم الوجه 28 - تَقْرِيرات طبيّة 29 - تَقُوم الشركة بأَنْشِطة كثيرة 30 - تَكْثُر التَّحَزُّبات في الدول الضعيفة 31 - تَمَارِين رياضيّة 32 - تَمْهِيدَات الموضوع 33 - تَهْتَم الدولة بزيادة المعاشات سنويًّا 34 - تُوجَد اخْتِلافات كثيرة بين الفقهاء 35 - جَاءَت النِّهايات مُطَمْئِنة 36 - حَدَثت انْحِسَارات كبيرة على كافة المستويات 37 - حُدُود دَوْليَّة 38 - حَصَل على بعض التَّسَاهِيل الخاصة بالعمل 39 - حَقَّق انْتِصاراتٍ كبيرة 40 - حَقَّق نَجَاحاتٍ كبيرة في دراسته 41 - خَالِص التَّهَاني القلبيَّة 42 - خُصُوم القضيَّة 43 - دَارَت شكوك كثيرة حول الموضوع 44 - زَادَت إِفْرَازَات الجلد من العرق 45 - سَمِعْت تِلاوات جيدة للقرآن 46 - سَمِعْت منه جَوَابَات كثيرة 47 - صِرَاعات إقليميَّة 48 - صَلاة التَّسابيح 49 - عَزَّز الجيش اسْتِحْكَاماته على الحدود 50 - فُيُوضات إلهية 51 - قَدَّمَ احْتِجَاجاته على القرار 52 - قَدَّمَ التَّسْهِيلات المناسبة لإنهاء المشروع 53 - قَدَّمَ الخَصْم طَلَباته إلى المحكمة 54 - قَدَّمَ النّواب اسْتِجْوَابات للحكومة 55 - قُدِّمت العَطاءات في موعدها 56 - كَانَت بِدايات حياته متواضعة 57 - كَثُرت النداءات بوقف العدوان على الفلسطينيين 58 - كَثُرت تَجَاوُزَات الموظفين 59 - كَثُرت تحدِّيات العالم الأخيرة 60 - كَثِير الانْفِعالات 61 - لاقَى البحث اسْتِحْسَانات كبيرة 62 - لاقَى تصرُّفه اسْتِهْجَانَاتٍ متتابعة 63 - لِقَاءات إذاعيَّة 64 - لَمْ يقبل تَعَسُّفــات الإدارة 65 - لَنَا في المكان ذِكْريات جميلة 66 - لَه نَشَاطات متعددة في المجتمع 67 - مَا أروع أَدْعِية الصباح 68 - مُجْرَيات الأحداث 69 - مَلأ الفَراغات 70 - مُنِحَ امْتِيازات كثيرة 71 - مُهَاتَرَات كثيرة 72 - نَالَ المقصِّرون الجَزَاءَات المناسبة 73 - نِزَاعات إقليمية 74 - نَشَأت بعض أحكام الشريعة عن اجْتِهَادات الفقهاء 75 - نَشَأت بينهما خِلافات بسبب الحدود 76 - هُنَاك إِرْهَاصَات بكساد اقتصادي عالمي 77 - وَضِّح أَجْوِبَتك بالرَّسم 78 - وَقَعت تَنَاحُرات شديدة بين الطرفين 79 - يَتَبَادل الناس التَّحِيَّات في الأعياد 80 - يُعَبِّر الأدب عن أَحَاسِيس الشعب
الرأي: مرفوضة
السبب: لجمع المصدر، والأصل فيه ألاّ يُثَنَّى ولا يُجْمَع.

الصواب والرتبة:
1 - أَدْخَل على المبنى بعض التحسينات [فصيحة]
2 - أسهمت الحكومة في سدِّ احتياجات الشَّعب [فصيحة]
3 - أَشْغال شاقة [فصيحة]
4 - أصدر المؤتمر توصياته [فصيحة]
5 - أَغلاط إملائية [فصيحة]
6 - إقْرارات ضَرِيبيَّة [فصيحة]
7 - أنتم بُرَآء من الذنب [فصيحة]-أنتم بَرَاء من الذنب [فصيحة]
8 - اتَّخذ الإجراءات المناسبة [فصيحة]
9 - احتمالات نجاح المشروع كبيرة [فصيحة]
10 - استغلَّه استغلالات كثيرة [فصيحة]
11 - اسْتِفْساراته كثيرة [فصيحة]
12 - الإجابات غير كافية [فصيحة]-الأجوبة غير كافية [فصيحة]
13 - التَّجمُّعات محظورة في زمن الطوارئ [فصيحة]
14 - الحسابات الجارية [فصيحة]
15 - الضَّمانات الأمنِيَّة [فصيحة]
16 - انْتِفاضات الشعوب [فصيحة]
17 - انْفِتاحات علميَّة واقتصادية [فصيحة]
18 - انْقِسامات طبيعيَّة [فصيحة]
19 - بَدَت في تصرُّفاتهم إحْسانات واضحة [فصيحة]
20 - بَلاغات المواطنين متنوعة [فصيحة]
21 - بيانات وزاريَّة [فصيحة]
22 - تَجري بيننا مُسامَرات كثيرة [فصيحة]
23 - تَجلِّيات الحق كثيرة [فصيحة]
24 - تَدْرِيبات شاقَّة [فصيحة]
25 - تراكيب أجنبيَّة [فصيحة]-تركيبات أجنبيَّة [فصيحة]
26 - تَسَلَّم الحُجَّاج تذاكر السفر [فصيحة]-تَسَلَّم الحُجَّاج تذكرات السفر [فصيحة]
27 - تَقاسِيم الوجه [فصيحة]-تقسيمات الوجه [فصيحة]
28 - تَقارير طبِّيَّة [فصيحة]-تقريرات طبِّيَّة [فصيحة]
29 - تقوم الشركة بأنشطة كثيرة [فصيحة]-تقوم الشركة بنشاطات كثيرة [فصيحة]
30 - تكثر التحزُّبات في الدول الضعيفة [فصيحة]
31 - تَمَارين رياضيَّة [فصيحة]-تمرينات رياضيَّة [فصيحة]
32 - تَمْهِيدات الموضوع [فصيحة]
33 - تهتمّ الدولة بزيادة المعاشات سنويًّا [فصيحة]
34 - توجد اختلافات كثيرة بين الفقهاء [فصيحة]
35 - جاءت النهايات مُطَمْئِنة [فصيحة]
36 - حدثت انحساراتٌ كبيرة على كافة المستويات [فصيحة]
37 - حُدود دَوْلِيَّة [فصيحة]
38 - حصل على بعض التساهيل الخاصة بالعمل [فصيحة]-حصل على بعض التسهيلات الخاصة بالعمل [فصيحة]
39 - حَقَّق انتصارات كبيرة [فصيحة]
40 - حَقَّق نجاحاتٍ كبيرة في دراسته [فصيحة]
41 - خالص التهاني القلبيَّة [فصيحة]-خالص التهنئات القلبيَّة [فصيحة]
42 - خُصُوم القضيَّة [فصيحة]
43 - دارت شكوك كثيرة حول الموضوع [فصيحة]
44 - زادت إفرازات الجلد من العرق [فصيحة]
45 - سمعت تِلاواتٍ جيّدة للقرآن [فصيحة]
46 - سمعت منه أجوبة كثيرة [فصيحة]-سمعت منه جوابات كثيرة [فصيحة]
47 - صِراعات إقليميَّة [فصيحة]
48 - صلاة التسابيح [فصيحة]-صلاة التسبيحات [فصيحة]
49 - عَزَّز الجيش اسْتحكاماته على الحدود [فصيحة]
50 - فُيُوضات إلهية [فصيحة]
51 - قَدَّمَ احْتِجاجاته على القرار [فصيحة]
52 - قَدَّمَ التساهيل المناسبة لإنهاء المشروع [فصيحة]-قَدَّمَ التساهيل المناسبة لإنهاء المشروع [فصيحة]
53 - قَدَّمَ الخَصْم طلباته إلى المحكمة [فصيحة]
54 - قَدَّمَ النُّواب استجوابات للحكومة [فصيحة]
55 - قُدِّمَت العَطاءات في موعدها [فصيحة]
56 - كانت بِدايات حياته متواضعة [فصيحة]
57 - كَثُرت النداءات بوقف العدوان على الفلسطينيين [فصيحة]
58 - كَثُرت تَجاوزات الموظفين [فصيحة]
59 - كثرت تحدِّيات العالم الأخيرة [فصيحة]
60 - كَثِير الانْفعالات [فصيحة]
61 - لاقى البحث استحسانات كبيرة [فصيحة]
62 - لاقى تصرُّفه استهجاناتٍ متتابعة [فصيحة]
63 - لِقاءات إذاعيَّة [فصيحة]
64 - لم يقبل تَعَسُّفــات الإدارة [فصيحة]
65 - لنا في المكان ذِكْريات جميلة [فصيحة]
66 - له أَنْشِطة متعدّدة في المجتمع [فصيحة]-له نَشَاطات متعددة في المجتمع [فصيحة]
67 - ما أروع أَدْعِية الصباح [فصيحة]
68 - مُجْرَيَات الأحداث [فصيحة]
69 - مَلأَ الفَراغات [فصيحة]
70 - مُنِحَ امْتيازات كثيرة [فصيحة]
71 - مُهَاتَرات كثيرة [فصيحة]

عمس

(عمس) عَلَيْهِ الْأَمر عمسه
ع م س

أمر عماسٌ: لا يهتدى لوجهه. وتعامست عن الشيء: تعامشت وتغافلت عنه.
(ع م س) : (عَمَوَاسُ) بِالْفَتْحِ مِنْ كُورِ الرَّمْلَةِ مَدِينَةِ فِلَسْطِينَ أَحَدِ أَجْنَادِ الشَّامِ (وَطَاعُون عَمَوَاسَ) وَقَعَ أَيَّامَ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -.
ع م س : عَمَوَاسُ بِالْفَتْحِ بَلْدَةٌ بِالشَّأْمِ بِقُرْبِ الْقُدْسِ وَكَانَتْ قَدِيمًا مَدِينَةً عَظِيمَةً وَطَاعُونُ عَمَوَاسَ كَانَ فِي أَيَّامِ عُمَرَ. 
[عمس] في ح علي: إن معاوية قاد لمة من الغواة و"عمس" عليهم الخبر، العمس أن ترى أنك لا تعرف الأمر وأنت به عارف، ويروي بغين معجمة. و"عميس"- بفتح عين وكسر ميم واد بين مكة والمدينة.
عمس
العَمَاسُ: الداهِيَةُ. والحَرْبُ الشديدة. وكُلُّ ما لا يُقَام له. ويَوْمٌ عَمَاس وَعَمُوْسٌ، من أيام عُمْس، وقد عَمُسَ عَمَاسَةً وعُمُوْساً.
وقد تَعَامَسَ عنه: تَجَاهَلَ. واعْمِس الأمْرَ: أي أخْفِه. والعَمُوْسُ: الذي يَــتعسف الأشْياءَ شِبْهُ الجاهِل.
(عمس)
الْكتاب عمسا امحى وَفُلَان الشَّيْء أخفاه وَيُقَال عمس عَلَيْهِم الْخَبَر وَنَحْوه وَعَلِيهِ الْأَمر خلطه ولبسه وَلم يُبينهُ

(عمس) الْكتاب عمسا عمس وَالْيَوْم اشْتَدَّ وأظلم

(عمس) الْيَوْم عماسة وعموسة عمس

عمس


عَمِسَ(n. ac. عَمْس
عَمَس)
عَمُسَ(n. ac. عَمَاْسَة
عُمُوْس)
a. Was dark, gloomy, cloudy, dull (day).

عَاْمَسَa. Whispered to.
b. Dissimulated with.

أَعْمَسَa. see I (b)
تَعَاْمَسَ
a. ['An], Ignored.
b. ['Ala], Left in uncertainty, perplexity.
عَمْسa. Difficult.

عَمَاْسa. see 1b. (pl.
عُمْس
عُمُس
10), Dark, gloomy, cloudy, dull.
عَمِيْسa. see 1
عَمُوْسa. see 1b. Perplexed, uncertain.

N. Ag.
عَاْمَسَa. see 26 (b)
حَلَفَ عَلَى العَمِيْسَة
a. He perjured himself.
[عمس] العَماسُ بالفتح: الحرب الشديدة، والداهية. وليلٌ عَماسٌ، أي مظلم. ويومٌ عَماسٌ. وقد عَمُسَ عَماسَةً. قال ابن السكيت: يقال أمرٌ عموس وعماس، أي مظلم لا يُدرى من أين يؤتى له. ومنه قولهم: جاءنا بأمورٍ مُعَمَّساتٍ، أي مظلمة ملويَّة عن جهتها. ورجلٌ عَموسٌ: مــتعسفٌ. وفلان يَتَعامَسُ عن الشئ، إذا تغافل عنه. وقال: وتَعَامَسَ عليَّ فلان، أي تعامى عليَّ وتركَني في شُبهةٍ من أمره. والعَمْسُ: أن تُريَ أنك لا تعرف الأمر وأنت عارفٌ به. ويقال عَمَسَ الكتابُ، أي درس. وطاعون عمواس: أول طاعون كان في الاسلام بالشأم.
(ع م س)

حَرْب عَماسٌ: شَدِيدَة. وَكَذَلِكَ لَيْلَة عَماسٌ، وَيَوْم عَماسٌ. أنْشد ثَعْلَب:

إِذا كَشَفَ اليَوْمُ العَماسُ عَن اسْتِهِ ... فَلا يَرْتَدِي مِثْلِي وَلَا يَتَعَمَّمُ

وَالْجمع: عُمُس. وَقد عَمِسَ عَمْسا، وعَمَسا، وعُمُوسا، وعُموسَةً، وعَماسَةً.

وَأمر عَمِسٌ وعَماسٌ ومُعَمَّس: شَدِيد مظلم، لَا يدرى من أَيْن يُؤْتى لَهُ.

والعَمَس كالْحَمَس، وَهِي الشدَّة. حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

إنَّ أخْوَالي جَمِيعًا مِنْ شَقِرْ

لَبِسُوا لي عَمَسا جِلْدَ النَّمِرْ

وعَمسَ عَلَيْهِ الْأَمر يَعْمِسُه، وعَمَّسَه: خلطه، وَلم يُبينهُ.

والعَماس: الداهية. وكل مَا لَا يَهْتَدِي لَهُ عَماسٌ. والعَمُوس: الَّذِي يــتعسف الْأَشْيَاء كالجاهل.

وتعامَسَ عَن الْأَمر: أرى انه لَا يُعلمهُ. وتعامَسَ عَنهُ: تغافل، وَهُوَ بِهِ عَالم. وتعامَسَ عليَّ: تعامى، فتركني فِي شُبْهَة من أمره.

وعُمَيْس: اسْم رجل.

عمس: حَرْبٌ عَماسٌ: شديدة، وكذلك ليلة عَماس. ويوم عَماس: مُظلِم؛

أَنشد ثعلب:

إِذا كَشَف اليومُ العَماسُ عن اسْتِهِ،

فلا يَرْتَدي مِثْلي ولا يَتَعَمَّمُ

والجمع عُمُس؛ قال العجاج:

ونَزَلُوا بالسَّهْلِ بعد الشَّأْسِ،

ومُرِّ أَيامٍ مَضَيْنَ عُمْسِ

وقد عَمُِسَ عَمَساً وعَمْساً وعُمُوساً وعَماسَة وعُمُوسَة؛ وأَمْرٌ

عَمْسٌ وعَمُوس وعَماس ومُعَمَّس: شديد مُظلم لا يُدرَى من أَين يُؤْتى له؛

ومنه قيل: أَتانا بأُمور مُعَمَّسات ومُعَمِّسات، بنصب الميم وجرّها،

أَي مَلْوِيَّات عن جِهَتِها مظلمة. وأَسَدٌ عَماسٌ: شديد؛ وقال:

قَبِيلَتانِ كالحَذَفِ المُنَدَّى،

أَطافَ بِهِنّ ذُو لِبَدِ عَماسُ

والعَمَسُ: كالحَمَس، وهي الشِّدَّة؛ حكاها ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

إِنَّ أَخْوالي، جَمِيعاً من شَقِرْ،

لَبِسُوا لي عَمَساً جِلْدَ النَّمِرْ

وعَمَسَ عليه الأَمرَ يَعْمِسُه وعَمَّسَه: خَلَّطه ولبَّسه ولم

يُبيِّته. والعَمَاس: الدَّاهِية. وكلُّ ما لا يهتدَى له: عَمَاسٌ. والعَمُوسُ:

الذي يَــتعَسَّف الأَشياء كالجاهل.

وتَعَامَسَ عن الأَمر: أَرى أَنه لا يَعْلَمه. والعَمْس: أَن تُرِي أَنك

لا تعرِف الأَمر وأَنت عارِفٌ. به وفي حديث عليّ: أَلا وإِنَّ معاوية

قادَ لِمَّةً من الغُواة وعَمَسَ عليهم الخَبَر، من ذلك، ويروى بالغين

المعجمة. وتَعامس عنه: تغافل وهو به عالم. قال الأَزهري: ومن قال يَتَغامَس،

بالغين المعجمة، فهو مخطئ. وتَعامَس عَلَيّ: تَعامَى فتركني في شُبهة من

أَمره. والعَمْسُ: الأَمر المغطَّى. ويقال: تَعامَسْت على الأَمر

وتعامَشْت وتَعامَيْت بمعنى واحد. وعامَسْت فلاناً مُعامَسَة إِذا ساترتَه ولم

تُجاهِرْه بالعَداوة. وامرأَة مُعامِسَة: تتستر في شَبِيبَتِها ولا

تَتَهَتَّك؛ قال الراعي:

إِنْ الحَلالَ وخَنْزَراً ولَدَتْهُما

أُمٌّ مُعامِسَة على الأَطْهارِ

أَي تأْتي ما لا خير فيه غير مُعالنة به. والمُعامَسَة: السِّرار.

وفي النوادر: حَلَف فلان على العَمِيسَة والعُمَيْسَة؛ أَي على يمين غير

حق. ويقال: عَمَسَ الكِتابُ أَي دَرَس.

وطاعون عَمْواس: أَوَّل طاعون كان في الإِسلام بالشام. وعُمَيْس: اسم

رجل. وفي الحديث ذِكْر عَمِيس، بفتح العين وكسر الميم، وهو واد بين مكة

والمدينة نزله النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، في ممرِّه إِلى بدر.

عمس
الليث: العَمَاس - بالفتح -: الحرب الشديدة.
والعَمَاس: الداهِيَة.
وكُلُّ أمرٍ لا يُقام له ولا يُهْتَدى لوجهِه فهو: عَمَاس. ويوم عَمَاس من أيّام عُمُس وعُمْس، قال العجّاج:
إنْ يَسْمَهِرُّوا لِضِراسِ الضَّرْسِ ... ويَنْزِلوا بالسَّهْلِ بعدَ الشَّأسِ
مِنْ مَرِّ أيّامٍ مَضَيْنَ عُمْسِ
وقد عَمُسَ يومُنا - بالضم - عَمَاسَةً وعُمُوْساً، وقال ابن دريد: عَمِسَ يومُنا - بالكسر - عَمْساً وعَمَساً - بالتحريك -، قال العجّاج - أيضاً - في الواحِدِ:
إذْ لَقِحَ اليَوْمُ العَمَاسُ فاقْمَطَرّْ ... وخَطَرَتْ أيْدي الكُمَاةِ وخَطَرْ
وليل عَمَاس: مُظلِم.
وأسد عَمَاس: شديد، قال ذلك شَمِر، وأنشد لثابِت قُطْنة بن كعب بن جابِر العَتَكيّ:
قُبَيِّلَتانِ كالحَذَفِ المُنَدّى ... أطافَ بِهِنَّ ذو لِبَدٍ عَمَاسُ
وقال ابن السِّكِّيت: يقال أمْرٌ عَمَاس وعَمَوس: لا يُدْرَى من أينَ يُؤتى له.
وعَمِيْسُ الحمائِم: وادٍ بين مَلَلٍ وفَرْشٍ، كان أحَدَ منازِل رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - إلى بَدْرٍ.
والعَمِيْس: الأمر المُغَطّى.
وعُمَيْس - مُصَغَّراً -: هو عُمَيْس بن مَعَدٍّ الخَثْعَمِيّ، أبو أسماء رضي الله عنها.
والعَموس: الذي يَــتَعَسّف الأشياء كالجاهِل. وقيلَ للأسَد: عَمُوْسٌ لأنّه يُوصَف بأخذ الفَرائس الجَهْلِ والغَلَبَة، قال أبو زُبَيد حرمَلَة بن المُنذر الطائي يصف أسداً:
فباتُوا يُدْلِجونَ وباتَ يَسْري ... بَصيرٌ بالدُّجى هادٍ عَمُوْسُ
إلى أن عَرَّسوا وأغَبَّ منهم ... قَريباً ما يُحَسُّ له حَسِيْسُ
أغَبَّ: ظَهَرَ ساعةً وخَفِيَ أُخرى، ويقال أغَبَّ: نَزَلَ قريباً من الرَّكْبِ. ويُروى: غَمُوْس - بالغين مُعْجَمَة -، ويُروى: هَمُوْس.
وعَمَسَ الكتاب: أي دَرَسَ.
وعَمْوَاسُ - بسكون الميم -: كورة من فلسطين، وأصحاب الحديث يُحَرِّكون الميم، وإليها يُنْسَب الطاعون، ويُضاف فَيُقال: طاعون عَمْوَاس، وكان هذا الطاعون في خلافة عُمَر - رضي الله عنه - سنة ثماني عَشْرَةَ، ومات فيه جماعة من الصَّحابَة، ذَكَرْتُهُم في كتاب " دَرِّ السَّحابة في وَفِيّات الصحابة " من تأليفي. قال:
رُبَّ خِرْقٍ مِثْلِ الهِلالِ وبَيْضا ... ءَ حَصَانٍ بالجِزْعِ من عَمْوَاس
والعَمْس: أن تُرِيَ أنَّكَ لا تَعْرِفُ الأمرَ وأنتَ عارِفٌ به.
ويقال: ما أدري أينَ دَقَسَ ولا أيْنَ عَمَسَ: أي أينَ ذَهَبَ. وفي النوادر: حَلَفَ فلان على العَمِيسَة والغَمِيسَة - وفي بعض النُّسَخ منها: على العَمِيسَيّة والغَمِيسَيّة -: أي على يمينِ غيرِ حَقٍّ.
وعَمَسَ الشيء وأعْمَسَه: أي أخفاه.
وأتانا بأُمَورٍ مُعَمِّسَاتٍ ومُعَمَّسَاتٍ - بكسر الميم المُشَدَّدة وبفتحِها -: أي مُظلِمَة مَلْوِيّة عن جِهَتِها.
وتَعَامَسَ عن الشيء وتَعَامَشَ وتَعَاشى: إذا تَغَافَلَ عنه.
وتَعَامَسَ فلان علَيَّ: أي تَعامى عَلَيَّ وتَرَكَني في شُبهَةٍ من أمرِه.
وعامَسْتُ فلاناً: إذا ساتَرْتَه ولم تُجاهِرْهُ بالعَدَاوَة.
وامرأة مُعامِسَة: تَتَسَتَّر في سَبِيْبَتِها ولا تَتَهَتَّك، قال الراعي يهجو الحلال بن عاصِمٍ وخَنْزَراً:
إنَّ الحَلالَ وَخَنْزَراً وَلَدَتْهُما ... أمَةٌ مُعامِسَةٌ على الأطهارِ
هذه رواية الأزهري، أي تأتي ما لا خَيْرَ فيه مُعَالِنَةً به، ورِواية غيرِه: " مُقَارِفَة "، وهذه الرِّواية أشهر، وقال ابنُ جَبَلَة: المُقارِفَة المُدانِيَة المُعَارِضَة من أن تُصِيْبَ الفاحِشَة، وهي التي تَلْقَحُ لغَيْرِ فَحْلِها.
والمُعامَسَة: السِّرار.
والتركيب يدل على شِدَّة في اشْتِباه والْتِواء في الأمر.
عمس
العَمَاسُ، كسَحَابٍ: الحَرْبُ الشَّدِيدَةَ، عَن اللَّيْثِ، كالعَمٍ يس كأَمِير. والعَمَاسُ: أَمْرٌ لَا يُقَامُ لَهُ، وكُلُّ مَا لَا يُهْتَدَي لِوَجْهِه عَمَاسٌ، كالعَمْسِ، بالفَتْح، والعَمُوسِ، كصَبُورٍ. والعَمِيسِ، كأَمِيرٍ. يُقَال: أَمْرٌ عَمَاسٌ وعَمُوسٌ، أَي شَدِيدٌ، وَقيل: مُظْلِمٌ لَا يُدْرَي تمن أَيْنَ يُؤْتَى لَهُ، وَكَذَلِكَ مُعَمَّسٌ، كمُعَظَّمٍ.
وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: العَمِيسُ: الأَمْرُ المُغَطَّى. والعَمَاسُ من اللَّيَالِي: المُظْلِمُ الشَّدِيدُ الظُّلْمَةِ، وَقد عَمِسَ وعَمُسَ، كفَرِح وكَرُمَ، نَقله ابنُ القَطَّع، الجَوْهَرِيّ عُمُسٌ، بضمَّتين، وعُمْسٌ، بالضَّمّ.
والعَمَاسُ: الأَسَدُ الشَّدِيدُ، يُقَال: أَسَدٌ عَمَاسٌ، وأَنشد شَمِرٌ لثابِتِ قُطْنَةَ:
(قُبَيِّلَتَانِ كالحَذَفِ المُنَدَّى ... أَطافَ بِهِنّ ذُو لِبَدٍ عَمَاسُ) كالعَمُوسِ، كصَبُورٍ. وعَمِسُ يَومُنَا، ككَرمَ وفَرِحَ، الأَخِيرَةُ عَن ابنِ دُرَيْدٍ، وَفِي كتاب ابنِ القَطَّاعِ: كضَرَب فَرِحَ، أَمّا كفَرِح وكَرُم فجَعَله فِي عَمسَ اللَّيْلُ، كَمَا تقدَّمَ، عَمَاسةً، بالفَتْح، وعُمُوساً، كقُعُودٍ، وعَمْساً، بِالْفَتْح، وعَمَساً، محرَّكة، فالأَوّلُ من مَصَادِرِ عَمُسَ، ككَرُم، والآخَر من مَصَادِر عَمِس، كفَرِح، هَذَا هُوَ القِيَاس، وفَاتَه من المَصَادِرِ: عُمُوسَة، فقد ذَكَرَه ابْن سِيدَه وغيرُه، وَزَاد ابْن القَطَّاع: عَمَاساً، كسَحَابٍ، وأَوْرَدَه كالعُمُوس والعَمَس، من مصَادِر عَمِسَ، كفرح اشْتَدَّ وسود وأظلم فالأَوّل عامٌّ فِي الأَمْرِ واليومِ، يُقَال: عَمُسَ الأَمْرُ واليومَ، إِذا اشْتَدَّ، وَمِنْه أَمْرٌ عَمَاس ويَوْمٌ عَمَاسٌ، وكذلِك الحَرْبُ والأَسَدُ، وَقد عَمُسَا، وأَما الثّانِي والثّالِثُ فَفِي اللَّيْلِ والنَّهَارِ، يُقال: عَمِسَ اللَّيْلُ وعَمِسَ النَّهَارُ، إِذا أَظْلَمَا، والعَمُوسُ، كصَبُورٍ: مَن يَــتَعَسَّفُ الأَشْيَاءَ، كالجَاهِلِ، وَقد عَمِسَ، كفَرِحَ، نَقله ابنُ القَطّاعِ. وعَمِيسُ الحَمَائِمِ، كأَميرٍ: وَادٍ بينَ مَلَل وفَرْشٍ، كَانَ أَحَدَ مَنَازِلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حينَ مَسِيرِه إِلى بَدْرٍ. وعُمَيْسٌ كزُبَيْرٍ: أَبُو أَسْمَاءَ وسلاَمَة ولَيْلَى، ابنُ مَعَدّ بنِ الحارِث بن تميمِ بنِ كَعْبِ بنِ مالِك ابنِ قُحَافَةَ بن عامِرِ بنِ رَبيِعَةَ بنِ زَيْدِ بنِ مالِكِ بنِ نَسْرِ بن وَهْب الله بنِ شَهْرانَ بنِ عِفْرِسِ بن خُلْفٍ ابنِ أَفْتَلَ، وَهُوَ خَثْعَم بن أَنْمار، وَقَوله: صَحَابِيٌّ، فِيهِ نَظَرٌ، فإنِّي لم أَرَ أَحداً ذَكَرَه فِي مُعْجَم الصَّحَابة، وإِنّما الصُّحْبَةُ)
لابْنَتِه أَسْماءَ المذكورةِ، وأُمِّها هِنْدَ بنتِ عَوْفِ بن زُهَيْر بن الحارِثِ بن كِنَانَةَ، وَهِيوالغين، كِلَاهُمَا بالضَّمّ. وَفِي التَّكْمِلَة على العُمَيْسِيَّة والغُمَيْسِيَّة، بالتَّصْغِيرِ والتشديدِ فيهمَا، وبالعَيْنِ والغين، ويوافِقه نَصُّ الأُرْمَوِيّ فِي كِتابِه، وَقد ضَبَطَه بخطِّهِ هَكَذَا، وَهُوَ منقولٌ من كِتابِ النوادِر، أَي عَلَى يَمِينٍ غيرِ حَقٍّ، وَفِي كِتَابِ الأُرْمَوِيّ: على يَمِينٍ مُبْطَلٍ. وتَعَامَسَ عَن الأَمْرِ: أَرَى أَنَّه لَا يَعْلَمُه، وقِيل تَغَافَلَ عَنهُ وَهُوَ بِهِ عالمٌ، كتَغامَس وتَعامَش، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: ومَن قَالَ: تَغَامَس، بالغين، فَهُوَ مُخْطئٌ. وتَعامَس علَيَّ، أَي تَعامَى علَيَّ وتَركَني فِي شُبْهةٍ مِن أَمْره، ويُقَال: تَعامَسْتَ على الأَمْر، وتَعَامَشْت وتَعامَيْتَ، بِمَعْنى وَاحدٍ، وَلَا يَخْفَى أَن قَولَه علَيَّ مكرَّ، فَلَو حذَفه لأَصاب، لأَنَّ الْمَعْنى يَتمُّ بدُونه. وعَامَسَهُ مُعَامَسةً: سَاتَرَه وَلم يُجاهِرْه بالعَدَاوَةِ وعامَسَ فُلاناً: سارَّهُ، وَهِي المُعامَسةُ. وامرَأَةٌ مُعَامِسةٌ: تَتَسَتَّر فِي شَبيْبَتِها وَلَا تَتَهتَّكُ، قَالَ الرّاعي:
(إنَّ الحَلاَلَ وخَنْزَراً وَلَدتْهُمَا ... أُمٌّ مُعَامِسةٌ عَلَى الأَطْهارِ)
) أَي تَأْتِي مَا لَا خَيْر فِيهِ غير مُعَالِنَة بِهِ، هَذِه روايةٌ الأَزْهَرِيِّ، وروايةٌ غَيره: أُمٌّ مُقَارِفةٌ وَهِي أَشْهرُ. وَقَالَ ابنُ جَبَلةَ: المُقَارِفَةُ: هِيَ المُدَانِيَةُ المُعارِضَةُ من أَنء تُصَيبَ الفاحشَةَ، وَهِي الَّتِي تُلْقَح لغيرِ فَحْلِها. ويُقَال: جاءَنَا بأُمُورٍ مُعَمّسَاتٍ، بفَتْح الْمِيم المُشَدَّدة وكَسْرها، أَي مُظْلمةٍ مَلْوِيَّة عَن وَجْهها، قيلَ: هُوَ مأْخُوذٌ من قَوْلهم: أَمْرٌ عَمَاسٌ: لَا يُدْرَى من أَيْن يُؤْتَى لَهُ، كَمَا فِي التَّهْذِيب. وممّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ: العَمَاسُ، بالفَتْح: الدّاهِيَةُ. والعَمَسُ، مُحرَّكةً: الحَمَسُ، وَهُوَ الشِّدَّة، حَكَاهَا ابنُ الأَعْرابيّ، وأَنشد: إِنّ أَخْوالِي جَميعاً منْ شَقِرْلَبِسُوا لي عَمَساً جِلْدَ النَّمِرْ وعَمَّس تَعْمِيساً، أَي أَتى مَا لَا خَيْر فِيهِ غير مُعَالنٍ بِهِ. وأَمْرٌ مُعمَّسٌ كمُعظَّمٍ: شَديدٌ.

الغِطْرِسُ

الغِطْرِسُ والغِطْريسُ، بكسرهما: الظَّالمُ المُتَكَبِّرُ
ج: غَطارِسُ وغَطارِيسُ.
والغَطْرَسَةُ: الإِعْجابُ بالنَّفْسِ، والتَّطاوُلُ على الأقْرانِ، والتَّكَبُّرُ.
وغَطْرَسَهُ: أغْضَبَهُ.
وتَغَطْرَسَ: تَغَضَّبَ،
وـ في مِشْيَتِهِ: تَبَخْتَرَ، وتَعَسَّفَ الطريقَ، وبَخِلَ.

العَماسُ

العَماسُ، كسحابٍ: الحَرْبُ الشديدَةُ،
كالعَميسِ، وأمْرٌ لا يقامُ له ولا يُهْتَدَى لوَجْهِهِ،
كالعَمْسِ والعَموسِ والعَميسِ،
وـ من اللَّيالِي: المُظْلِمُ الشديدُ
ج: عُمُسٌ وعُمْسٌ، والأسَدُ الشديدُ،
كالعَموسِ.
وعَمِسَ يَومُنا، ككرُمَ وفَرِحَ عَماسَةً وعُموساً وعَمْساً وعَمَساً: اشْتَدَّ، واسوَدَّ، وأظْلَمَ.
والعَموسُ: من يَــتَعَسَّفُ الأشياءَ،
كالجاهلِ.
وعَميسُ الحَمائِم: وَادٍ، أحدُ مَنازِلِه، صلى الله عليه وسلم، إلى بَدْرِ. وكزُبَيْرٍ: أبو أسماءَ ابنُ مَعَدٍّ صحابِيٌّ.
وعَمَسَ الكِتابُ: دَرَسَ،
وـ الشيءَ: أخْفاهُ،
كأعْمَسَهُ.
والعَمْسُ أيضاً: أن تُرِيَ أنَّكَ لا تَعْرِفُ الأمْرَ، وأنْتَ تَعْرِفُهُ.
وحَلَفَ على العَميسَةِ والعَميسِيَّةِ، أي: على يَمينٍ غيرِ حَقٍّ.
وتَعامَسَ: تَغافلَ،
وـ عليَّ: تعامَى علَيَّ، وتَرَكَني في شُبْهَةٍ من أمرِهِ.
وعامَسَهُ: ساتَرَهُ، ولم يُجاهِرْهُ بالعَداوَةِ،
وـ فلاناً: سارَّهُ.
وامرأةٌ مُعامِسَةٌ: تَتَسَتَّرُ في شَبيبَتِها، ولا تَتَهَتَّكُ.
وجاءَنا بأُمُورٍ مُعَمَّساتٍ، بفتح الميم المشددَّة وكسرها، أي: مُظْلِمَةٍ مَلْوِيَّةٍ عن وجْهِها.

الْفَائِدَة

(الْفَائِدَة) (انْظُر فود) (مج)(ج) فَوَائِد
(الْفَائِدَة) المَال الثَّابِت وَمَا يُسْتَفَاد من علم أَو عمل أَو مَال أَو غَيره وَربح المَال فِي زمن محدد بِسعْر محدد (مج)(ج) فَوَائِد
الْفَائِدَة: من الْمُفِيد فِي اللُّغَة (آنجه داده شود وكرفته شودازدانش وَمَال) وَفَائِدَة الْخَبَر عِنْد أَصْحَاب الْمعَانِي الحكم الَّذِي يقْصد بالْخبر إفادته ولازم فَائِدَة الْخَبَر هُوَ كَون الْمخبر عَالما بالحكم وَإِنَّمَا سمي الأول فَائِدَة الْخَبَر لكَونه مستفادا ومقصودا مِنْهُ بِوَضْعِهِ لَهُ فَهُوَ مُسْتَحقّ باسم الْفَائِدَة بِخِلَاف الثَّانِي فَإِن وضع الْخَبَر لَيْسَ لذَلِك بل هُوَ لَازم للْأولِ غير منفك عَنهُ لكنه لَيْسَ بِلَازِم مسَاوٍ بل لَازم أَعم. ثمَّ اخْتلف فِي أَن فَائِدَة الْخَبَر ولازمها إِمَّا معلومان أَو علمَان أَو فَائِدَة الْخَبَر علم ولازمها مَعْلُوم فَذهب السكاكي إِلَى الأول حَيْثُ يفهم من كَلَامه فِي الْمِفْتَاح أَنَّهُمَا معلومان لَكِن اللُّزُوم بِاعْتِبَار علم السَّامع فعلى هَذَا فَائِدَة الْخَبَر هِيَ الحكم ولازمها كَون الْمخبر عَالما بِهِ وَمعنى اللُّزُوم أَنه كلما علم السَّامع الحكم علم كَونه عَالما بِهِ من غير عكس كلي كَمَا فِي قَوْلك حفظت الْقُرْآن لحافظه. وَذهب الْعَلامَة الرَّازِيّ فِي شرح الْمِفْتَاح إِلَى الثَّانِي لِأَنَّهُ لما وجد اللُّزُوم بَينهمَا بِاعْتِبَار الْعلم جَعلهمَا علمين وَاعْتبر اللُّزُوم بَين العلمين بِاعْتِبَار التحقق وَأما الثَّالِث فَإِنَّهُ يفهم من قَول الْمُحَقق التَّفْتَازَانِيّ رَحمَه الله فِي المطول وَيُمكن أَن يُقَال إِن لَازم فَائِدَة الْخَبَر الخ وَقَالَ السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره وَأما عكس هَذَا أَي عكس الثَّالِث فَلَا صِحَة لَهُ أصلا لِأَن تحقق الحكم فِي نَفسه لَا يسْتَلْزم الْخَبَر فضلا عَن أَن يسْتَلْزم علم الْمُخَاطب من الْخَبَر نَفسه كَون الْمُتَكَلّم عَالما بالحكم. وَلَك أَن تتكلف فِي تَصْحِيحه أَي تَصْحِيح عكس الثَّالِث اعْتِبَار اللُّزُوم بَين الْعلم بالفائدة وَنَفس لازمها لكنه تعسف جدا انْتهى. قَوْله: وَلَك أَن تتكلف بِأَن تَقول إِن بَين فَائِدَة الْخَبَر الَّتِي هِيَ مَعْلُوم ولازمها الَّذِي هُوَ علم مُلَازمَة بِاعْتِبَار الْعلم بالفائدة وَنَفس اللَّازِم كَمَا جعل صَاحب الْمِفْتَاح الْفَائِدَة ولازمها معلومين والملازمة بَينهمَا بِاعْتِبَار الْعلم فَافْهَم.

أبْلَهُ

رَجُلٌ أبْلَهُ، بَيِّنُ البَلَهِ والبَلاهَةِ: غافِلٌ، أو عن الشَّرِّ، أو أحْمَقُ لا تَمْييزَ له، والمَيِّتُ الداءِ، أي: من شَرُّه مَيِّتٌ، والحَسَنُ الخُلُقِ، القَليلُ الفِطْنَةِ لِمَداقِّ الأمورِ، أو من غَلَبَتْهُ سَلامَةُ الصَّدْرِ،
بَلِهَ، كفَرِحَ،
وتَبَلَّهَ وبَلِهَ، كفَرِحَ أيضاً: عَيِيَ عن حُجَّتِه.
وعَيْشٌ أبْلَهُ،
وشَبابٌ أبْلَهُ: ناعِمٌ، كأَنَّ صاحِبَهُ غافِلٌ عن الطَّوارِقِ.
والبَلْهاءُ: الناقَةُ لا تَنْحاشُ من شيءٍ مَكانَةً ورَزانَةً، كَأَنَّها حَمْقاءُ،
وناقَةٌ م، والمرأةُ الكَريمَةُ المَريرَةُ الغَريرَةُ المُغَفَّلَةُ.
والتَّبَلُّه: اسْتِعْمالُ البَلَهِ،
كالتَّبالُهِ، وتَطَلُّبُ الضالَّةِ، وتَعَسُّفُ الطَّريقِ على غيرِ هِدايةٍ ولا مسألةٍ.
وأبْلَهَهُ: صادَفَهُ أبْلَهَ.
وبَلْهَ، كَكَيْفَ: اسمٌ لِدَعْ، ومَصْدَرٌ بمعنى الترك، واسمٌ مُرادِفٌ لكَيْفَ، وما بعدَها مَنْصوبٌ على الأوَّلِ، مَخْفوضٌ على الثاني، مرفوعٌ على الثالِثِ، وفَتْحُها بِناءٌ على الأوَّلِ والثالِثِ، إعْرابٌ على الثاني. وفي تَفْسيرِ سُورةِ السَّجْدةِ من "البخاري": "ولا خَطَرَ على قَلْبِ بَشَرٍ ذُخْراً من بَلْهِ ما اطَّلَعْتُمْ عليه"، فاسْتُعْمِلَتْ مُعْرَبَةً بِمِنْ، خارِجَةً عن المَعاني الثَّلاثَةِ، وفُسِّرَتْ بغيرِ، وهو مُوافِقٌ لقَوْلِ من يَعُدُّها من ألْفاظِ الاستثناءِ، (وبمعناها، أو بمعنى أجَلْ، أو بمعنى كُفَّ ودَعْ) .
وما بَلْهُكَ: ما بالُكَ.
والبُلَهْنِيَةُ، بضم الباءِ: الرَّخاءُ، وسَعَةُ العَيْشِ. لا زِلْتَ مُلَقًّى بتَهْنِيَةٍ،
مُبَقًّى في بُلَهْنِيَةٍ

الاستعارة

الاستعارة: ادعاء معنى الحقيقة في الشيء للمبالغة في التشبيه مع طرح ذكر المشبه من البين، نحو لقيت أسدا يعني رجلا شجاعا، ثم إن ذكر المشبه به مع قرينه سمي استعارة تصريحية وتحقيقية كلقيت أسدا في الحمام.
الاستعارة:
[في الانكليزية] Metaphor
[ في الفرنسية] Metaphore

في اللغة: هو أخذ الشيء بالعارية أو عند الفرس: هو إضافة المشبّه به إلى المشبّه، وهذا خلاف اصطلاح أهل العربية. وهو على نوعين:

أحدها: استعارة حقيقية، والثاني: مجازية.
فالاستعارة الحقيقية هي أن يكون المستعار والمستعار منه ثابتين ومعلومين، وهما نوعان:
ترشيح وتجريد. فالترشيح هو أن يكون المستعار والمستعار منه ثابتين ومعلومين، وأن تراعى فيها لوازم الجانبين. ومثاله:
يا ملك البلغاء إن تجرّد سيف لسانك نلت وطرك وفتحت العالم فالسيف مستعار واللسان مستعار منه، وقد راعى اللوازم للسيف واللسان. وأمّا التجريد فهو أن يراعي جانبا واحدا من اللوازم وأن يكون أحد الموجودات من الأعيان والثاني من الأعراض. ومثاله: من ذلك السكّر الشفهي الذي هو غير مأكول، نأكل في كل لحظة سمّ الغصة.
فالسكر مستعار والشفه مستعار منه. فهنا راعى جانب السكر، والغصة ليست من الأعيان فتؤكل ولم يراع الغصة.
وأمّا المجاز فهو أن يكون كلّ من المشبّه والمشبّه به من الأعراض، يعني أن يكون محسوسا بأحد الحواسّ الظاهرة أو من المتصوّرة أي محسوسا بالحواس الباطنة. أو يكون أحدها عرضا والثاني متصوّرا. ومثاله: حيثما يوجد أحد في الدنيا سأقتله كي لا يرد كلام العشق على لسان أحد. فالكلام عرض والعشق هو من الأشياء التي تصوّر في الذهن. وكلاهما أي الكلام والعشق من المتصوّرات التي لا وجود مادي لها في الخارج.
واعلم أنّ كلّ ما ذكرناه هاهنا عن الحقيقة والمجاز هو على اصطلاح الفرس، وقد أورده مولانا فخر الدين قواس في كتابه. وهذا أيضا مخالف لأهل العربية. كذا في جامع الصنائع. والاستعارة عند الفقهاء والأصوليين عبارة عن مطلق المجاز بمعنى المرادف له. وفي اصطلاح علماء البيان عبارة عن نوع من المجاز، كذا في كشف البزدوي وچلپي المطول. وذكر الخفاجي في حاشية البيضاوي في تفسير قوله تعالى: خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ الآية الاستعارة تستعمل بمعنى المجاز مطلقا، وبمعنى مجاز علاقته المشابهة، مفردا كان أو مركّبا، وقد تخصّ بالمفرد منه وتقابل بالتمثيل حينئذ كما في مواضع كثيرة من الكشاف. والتمثيل وإن كان مطلق التشبيه غلب على الاستعارة المركّبة، ولا مشاحّة في الاصطلاح انتهى كلامه. والقول بتخصّص الاستعارة بالمفرد قول الشيخ عبد القاهر وجار الله. وأمّا على مذهب السكّاكي فالاستعارة تشتمل التمثيل ويقال للتمثيل استعارة تمثيلية، كذا ذكر مولانا عصام الدين في حاشية البيضاوي. وسيأتي في لفظ المجاز ما يتعلّق بذلك.

قال أهل البيان: المجاز إن كانت العلاقة فيه غير المشابهة فمجاز مرسل وإلّا فاستعارة.
فالاستعارة على هذا هو اللفظ المستعمل فيما شبّه بمعناه الأصلي أي الحقيقي، ولما سبق في تعريف الحقيقة اللغوية أن استعمال اللفظ لا يكون إلّا بإرادة المعنى منه، فإذا أطلق نحو المشفر على شفة الإنسان وأريد تشبيهها بمشفر الإبل في الغلظ فهو استعارة، وإن أريد أنّه إطلاق المقيّد على المطلق كإطلاق المرسن على الأنف من غير قصد إلى التشبيه فمجاز مرسل، فاللفظ الواحد بالنسبة إلى المعنى الواحد يجوز أن يكون استعارة وأن يكون مجازا مرسلا باعتبارين، ولا يخفى أنك إذا قلت: رأيت مشفر زيد، وقصدت الاستعارة، وليس مشفره غليظا، فهو حكم كاذب، بخلاف ما إذا كان مجازا مرسلا. وكثيرا ما يطلق الاستعارة على فعل المتكلّم أعني استعمال اسم المشبّه به في المشبّه. والمراد بالاسم ما يقابل المسمّى أعني اللفظ لا ما يقابل الفعل والحرف. فالاستعارة تكون بمعنى المصدر فيصحّ منه الاشتقاق، فالمتكلّم مستعير واللفظ المشبّه به مستعار، والمعنى المشبّه به مستعار منه، والمعنى المشبّه مستعار له، هكذا في الأطول وأكثر كتب هذا الفن.
وزاد صاحب كشف البزدوي ما يقع به الاستعارة وهو الاتصال بين المحلّين لكن في الاتقان أركان الاستعارة ثلاثة: مستعار وهو اللفظ المشبّه به، ومستعار منه وهو اللفظ المشبّه، ومستعار له وهو المعنى الجامع. وفي بعض الرسائل المستعار منه في الاستعارة بالكناية هو المشبّه على مذهب السكاكي انتهى.
ثم قال صاحب الاتقان بعد تعريف الاستعارة بما سبق، قال بعضهم: حقيقة الاستعارة أن تستعار الكلمة من شيء معروف بها إلى شيء لم يعرف بها، وحكمة ذلك إظهار الخفي وإيضاح الظاهر الذي ليس بجليّ، أو حصول المبالغة أو المجموع. مثال إظهار الخفي: وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ فإنّ حقيقته وإنّه في أصل الكتاب فاستعير لفظ الأم للأصل لأن الأولاد تنشأ من الأم كما تنشأ الفروع من الأصول، وحكمة ذلك تمثيل ما ليس بمرئي حتى يصير مرئيا فينتقل السامع من حدّ السّماع إلى حدّ العيان، وذلك أبلغ في البيان. ومثال إيضاح ما ليس بجليّ ليصير جليّا: وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِ فإن المراد منه أمر الولد بالذلّ لوالديه رحمة فاستعير للذّلّ أولا جانب ثم للجانب جناح، أي اخفض جانب الذلّ أي اخفض جانبك ذلّا؛ وحكمة الاستعارة في هذا جعل ما ليس بمرئي مرئيا لأجل حسن البيان.
ولمّا كان المراد خفض جانب الولد للوالدين بحيث لا يبقى الولد من الذلّ لهما والاستكانة متمكنا، احتيج في الاستعارة إلى ما هو أبلغ من الأولى، فاستعير لفظ الجناح لما فيه من المعاني التي لا تحصل من خفض الجانب، لأن من يميل جانبه إلى جهة السّفل أدنى ميل صدق عليه أنّه خفض جانبه، والمراد خفض يلصق الجنب بالأرض ولا يحصل ذلك إلّا بذكر الجناح كالطائر. ومثال المبالغة: وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً أي فجّرنا عيون الأرض، ولو عبّر بذلك لم يكن فيه من المبالغة ما في الأول المشعر بأن الأرض كلها صارت عيونا. انتهى.

فائدة:
اختلفوا في الاستعارة أهي مجاز لغوي أو عقلي، فالجمهور على أنها مجاز لغوي لكونها موضوعة للمشبّه به لا للمشبّه ولا لأعمّ منهما.
وقيل إنها مجاز عقلي لا بمعنى إسناد الفعل أو معناه إلى ما هو له بتأوّل، بل بمعنى أنّ التصرّف فيها في أمر عقلي لا لغوي لأنها لم تطلق على المشبّه إلّا بعد ادّعاء دخوله في جنس المشبّه به فكان استعمالها فيما وضعت له، لأن مجرد نقل الاسم لو كان استعارة لكانت الأعلام المنقولة كيزيد ويشكر استعارة، وردّ بأن الادعاء لا يقتضي أن تكون مستعملة فيما وضعت له للعلم الضروري بأن الأسد مثلا موضوع للسبع المخصوص، وفي صورة الاستعارة مستعمل في الرجل الشجاع، وتحقيق ذلك أنّ ادعاء دخوله في جنس المشبّه به مبني على أنه جعل أفراد الأسد بطريق التأويل قسمين: أحدهما المتعارف وهو الذي له غاية الجرأة ونهاية القوّة في مثل تلك الجثة وتلك الأنياب والمخالب إلى غير ذلك. والثاني غير المتعارف وهو الذي له تلك الجرأة وتلك القوة، لكن لا في تلك الجثة والهيكل المخصوص، ولفظ الأسد إنما هو موضوع للمتعارف، فاستعماله في غير المتعارف استعمال في غير ما وضع له، كذا في المطول.

وقال صاحب الأطول: ويمكن أن يقال: إذا قلت: رأيت أسدا وحكمت برؤية رجل شجاع يمكن فيه طريقان: أحدهما أن يجعل الأسد مستعارا لمفهوم الرجل الشجاع، والثاني أن يستعمل فيما وضع له الأسد ويجعل مفهوم الأسد آلة لملاحظة الرجل الشجاع، ويعتبر تجوّزا عقليا في التركيب التقييدي الحاصل من جعل مفهوم الأسد عنوانا للرجل الشجاع، فيكون التركيب بين الرجل الشجاع ومفهوم الأسد مبنيا على التجوّز العقلي، فلا يكون هناك مجاز لغوي. ألا ترى أنه لا تجوّز لغة في قولنا: لي نهار صائم فقد حقّ القول بأنه مجاز عقلي ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

فائدة:
الاستعارة تفارق الكذب بوجهين: بالبناء على التأويل، وبنصب القرينة على إرادة خلاف الظاهر.
التقسيم
للاستعارة تقسيمات باعتبارات: الأول باعتبار الطرفين أي المستعار منه والمستعار له إلى وفاقية وعنادية، لأن اجتماع الطرفين في شيء إمّا ممكن وتسمّى وفاقية لما بين الطرفين من الموافقة نحو أحييناه في قوله تعالى: أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ أي ضالّا فهديناه، استعار الإحياء من معناه الحقيقي وهو جعل الشيء حيّا للهداية التي هي الدلالة على طريق يوصل إلى المطلوب؛ والإحياء والهداية مما يمكن اجتماعهما في شيء. وإمّا ممتنع وتسمّى عنادية لتعاند الطرفين كاستعارة الميّت في الآية للضالّ إذ لا يجتمع الموت مع الضلال. ومنها أي من العنادية التهكّمية والتمليحية، وهما الاستعارة التي استعملت في ضدّ معناها الحقيقي أو نقيضه تنزيلا للتضادّ والتناقض منزلة التناسب بواسطة تمليح أو تهكّم نحو: فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ أي أنذرهم، استعيرت البشارة التي هي الإخبار بما يظهر سرورا في المخبر به للإنذار الذي هو ضدّها بإدخال الإنذار في جنس البشارة على سبيل التهكّم، وكذا قولك: رأيت أسدا وأنت تريد جبانا على سبيل التمليح والظرافة. والاستهزاء الثاني باعتبار الجامع إلى قسمين لأن الجامع إمّا غير داخل في مفهوم الطرفين كما في استعارة الأسد للرجل الشجاع، فإن الشجاعة خارجة عن مفهوم الطرفين، وإمّا داخل في مفهوم الطرفين نحو قوله عليه السلام:
«خير الناس رجل يمسك بعنان فرسه كلّما سمع هيعة طار إليها، أو رجل في شعفة في غنيمة له يعبد الله حتى يأتيه الموت». الهيعة الصوت المهيب، والشّعفة رأس الجبل. والمعنى خير الناس رجل أخذ بعنان فرسه واستعدّ للجهاد، أو رجل اعتزل الناس وسكن في رأس جبل في غنم له قليل يرعاها ويكتفي بها في أمر معاشه ويعبد الله حتى يأتيه الموت. استعار الطّيران للعدو والجامع وهو قطع المسافة بسرعة داخل في مفهومهما. وأيضا باعتبار الجامع إمّا عامّية وهي المبتذلة لظهور الجامع فيها نحو: رأيت أسدا يرمي، أو خاصيّة وهي الغريبة أي البعيدة عن العامة. والغرابة قد تحصل في نفس الشّبه كما في قول يزيد بن مسلمة يصف فرسا بأنّه مؤدّب وأنّه إذا نزل عنه صاحبه وألقى عنانه في قربوس سرجه أي مقدّم سرجه وقف على مكانه حتى يعود إليه. قال الشاعر:
واذا احتبى قربوسه بعنانه علك الشكيم إلى انصراف الزائر علك أي مضغ والشكيم اللّجام، وأراد بالزائر نفسه، فاستعار الاحتباء وهو أن يجمع الرجل ظهره وساقيه بثوب أو غيره لوقوع العنان في قربوس السّرج، فصارت الاستعارة غريبة لغرابة التشبيه. وقد تحصل الغرابة بتصرّف في العامّية نحو قوله:
أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا وسالت بأعناق المطيّ الأباطح والأباطح جمع أبطح وهو مسيل الماء فيه دقاق الحصى، أي أخذت المطايا في سرعة المضي. استعار سيلان السيول الواقعة في الأباطح لسير الإبل سيرا سريعا في غاية السرعة المشتملة على لين وسلاسة، والتشبيه فيها ظاهر عامي، وهو السرعة لكن قد تصرف فيه بما أفاده اللطف والغرابة، إذ أسند سالت إلى الأباطح دون المطيّ وأعناقها حتى أفاد أنه امتلأت الأباطح من الإبل، وأدخل الأعناق في السير حيث جعلت الأباطح سائلة مع الأعناق، فجعل الأعناق سائرة إشارة إلى أنّ سرعة سير الإبل وبطؤه إنما يظهران غالبا في الأعناق.
الثالث باعتبار الثلاثة، أي المستعار منه والمستعار له والجامع إلى خمسة أقسام:
الأول استعارة محسوس لمحسوس بوجه محسوس نحو: وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً فالمستعار منه هو النار، والمستعار له هو الشيب، والوجه أي الجامع هو الانبساط الذي هو في النار أقوى، والجميع حسّي، والقرينة هو الاشتعال الذي هو من خواص النار، وهو أبلغ مما لو قيل: اشتعل شيب الرأس لإفادته عموم الشيب لجميع الرأس.
والثاني استعارة محسوس لمحسوس بوجه عقلي، نحو: وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فالمستعار منه السّلخ الذي هو كشط الجلد عن نحو الشاة، والمستعار له كشف الضوء عن مكان الليل وهما حسّيان، والجامع ما يعقل من ترتّب أمر على آخر، كترتّب ظهور اللحم على الكسط وترتّب ظهور الظلمة على كشف الضوء عن مكان الليل، والترتّب أمر عقلي؛ قال ابن أبي الإصبع: هي ألطف من الأولى.
والثالث استعارة معقول لمعقول بوجه عقلي؛ قال ابن ابي الإصبع: هي ألطف الاستعارات نحو: مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا فإن المستعار منه الرقاد أي النوم والمستعار له الموت والجامع عدم ظهور الفعل، والكلّ عقلي.
الرابع استعارة محسوس لمعقول بوجه عقلي نحو: مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ استعير المسّ وهو صفة في الأجسام وهو محسوس لمقاساة الشّدّة، والجامع اللحوق، وهما عقليان.
الخامس استعارة معقول لمحسوس والجامع عقلي نحو: إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ المستعار منه التكبّر وهو عقلي والمستعار له كثرة الماء وهو حسّي، والجامع الاستعلاء وهو عقلي أيضا. هذا هو الموافق لما ذكره السكاكي، وزاد الخطيب قسما سادسا وهو استعارة محسوس لمحسوس والجامع مختلف بعضه حسّي وبعضه عقلي، كقولك رأيت شمسا وأنت تريد إنسانا كالشمس في حسن الطلعة ونباهة الشأن، فحسن الطلعة حسّي ونباهة الشأن عقلية ومعنى الحسّي والعقلي قد مرّ في التشبيه الرابع باعتبار اللفظ إلى قسمين لأن اللفظ المستعار إن كان اسم جنس فاستعارة أصلية كأسد وقتل للشجاع والضرب الشديد، وإلّا فاستعارة تبعية كالفعل والمشتقّات وسائر الحروف.
والمراد باسم الجنس ما دلّ على نفس الذّات الصالحة لأن تصدق على كثيرين من غير اعتبار وصف من الأوصاف، والمراد بالذات ما يستقلّ بالمفهومية. وقولنا من غير اعتبار وصف أي من غير اعتبار وصف متعلّق بهذا الذات فلا يتوهّم الإشكال بأنّ الفعل وصف وهو ملحوظ فدخل علم الجنس في حدّ اسم الجنس، وخرج العلم الشخصي والصفات وأسماء الزمان والمكان والآلة. ثم المراد باسم الجنس أعمّ من الحقيقي، والحكمي أي المتأوّل باسم الجنس نحو حاتم فإن الاستعارة فيه أصلية، وفيه نظر لأن الحاتم مأوّل بالمتناهي في الجود فيكون متأوّلا بصفة، وقد استعير من مفهوم المتناهي في الجود لمن له كمال جود فيكون ملحقا بالتبعية دون الأصلية. وأجيب بأنّ مفهوم الحاتم وإن تضمّن نوع وصفية لكنه لم يصر به كليّا بل اشتهر ذاته المشخصة بوصف من الأوصاف خارج عن مدلوله كاشتهار الأجناس بأوصافها الخارجة عن مفهوماتها بخلاف الأسماء المشتقّة فإن المعاني المصدرية المعتبرة فيها داخلة في مفهوماتها الأصلية فلذلك كانت الأعلام المشتهرة بنوع وصفية ملحقة بأسماء الأجناس دون الصفات.
والحاصل أنّ اسم الجنس يدلّ على ذات صالحة للموصوفية مشتهرة بمعنى يصلح أن يكون وجه الشبه، وكذا العلم إذا اشتهر بمعنى، فالاستعارة فيهما أصلية والأفعال والحروف لا تصلح للموصوفية وكذا المشتقات.
وإنما كانت استعارة الفعل وما يشتق منه والحرف تبعية لأنّ الفعل والمشتقات موضوعة بوضعين: وضع المادة والهيئة فإذا كان في استعاراتها لا تتغير معاني الهيئات فلا وجه لاستعارة الهيئة، فالاستعارة فيها إنما هي باعتبار موادّها، فيستعار مصدرها ليستعار موادّها تبعية استعارة المصدر، وكذا إذا استعير الفعل باعتبار الزمان كما يعبر عن المستقبل بالماضي تكون تبعية لتشبيه الضّرب في المستقبل مثلا بالضرب في الماضي في تحقق الوقوع، فيستعار له ضرب، فاستعارة الهيئة ليست بتبعية استعارة المصدر، بل اللفظ بتمامه مستعار بتبعية استعارة الجزء، وكذا الحروف، فإن الاستعارة فيها تجري أولا في متعلق معناها وهو هاهنا ما يعبّر عنها به عند تفسير معانيها، كقولنا: من معناه الابتداء وإلى معناه الانتهاء نحو: فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً شبّه ترتّب العداوة والحزن على الالتقاط بترتّب علته الغائية عليه، ثم استعير في المشبه اللّام الموضوعة للمشبّه به فيكون الاستعارة في اللّام تبعا للاستعارة في المجرور.
ثم اعلم أنّ الاستعارة في الفعل على قسمين: أحدهما أن يشبّه الضرب الشديد مثلا بالقتل ويستعار له اسمه ثم يشتق منه قتل بمعنى ضرب ضربا شديدا، والثاني أن يشبّه الضرب في المستقبل بالضرب في الماضي مثلا في تحقق الوقوع فيستعمل فيه ضرب فيكون المعنى المصدري أعني الضرب موجودا في كلّ من المشبّه والمشبّه به، لكنه قيّد في كل واحد منهما بقيد مغاير للآخر فصحّ التشبيه لذلك، كذا أفاده المحقق الشريف. لكن ذكر العلامة عضد الملة والدين في الفوائد الغياثية أنّ الفعل يدلّ على النسبة ويستدعي حدثا وزمانا، والاستعارة متصوّرة في كلّ واحد من الثلاثة، ففي النسبة كهزم الأمير الجند، وفي الزمان كنادى أصحاب الجنّة، وفي الحدث نحو فبشّرهم بعذاب أليم، انتهى؛ وذلك لأن الفعل قد يوضع للنسبة الإنشائية نحو اضرب وهي مشتهرة بصفات تصلح لأن يشبه بها كالوجوب، وقد يوضع للنسبة الإخبارية وهي مشتهرة بالمطابقة واللامطابقة، ويستعار الفعل من أحدهما للآخر كاستعارة رحمه الله لا رحمه، واستعارة فليتبوّأ في قوله عليه السلام «من تبوّأ عليّ الكذب فليتبوّأ مقعده على النار» للنسبة الاستقبالية الخبرية فإنه بمعنى يتبوّأ مقعده من النار، صرّح به في شرح الحديث، وردّه صاحب الأطول بأنّ النسبة جزء معنى الفعل فلا يستعار عنها، بخلاف المصدر فإنه لا يستعار من معناه الفعل بل يستعار من معناه نفس المصدر ويشتق منه الفعل، ولا يمكن مثله في النسبة، فالحقّ عدم جريانها في النسبة كما قاله السيد السّند.

فائدة:
قال الفاضل الچلپي: القوم إنما تعرّضوا للاستعارة التبعية المصرّحة، والظاهر تحقق الاستعارة التبعية المكنيّة كما في قولك: أعجبني الضارب دم زيد، ولعلهم لم يتعرضوا لها لعدم وجدانهم إياها في كلام البلغاء.

فائدة:
لم يقسموا المجاز المرسل إلى الأصلي والتبعي على قياس الاستعارة لكن ربما يشعر بذلك كلامهم. قال في المفتاح: ومن أمثلة المجاز قوله تعالى: فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ استعمل قرأت مكان أردت القراءة لكون القراءة مسبّبة من إرادتها استعمالا مجازيا، يعني استعمال المشتقّ بتبعية المشتقّ منه، كذا في شرح بعض رسائل الاستعارة.
الخامس باعتبار المقارنة بما يلائم شيئا من الطرفين وعدمها إلى ثلاثة أقسام: أحدها المطلقة وهي ما لم يقترن بصفة ولا تفريع مما يلائم المستعار له أو المستعار منه، نحو عندي أسد، والمراد بالاقتران بما يلائم الاقتران بما يلائم مما سوى القرينة، وإلّا فالقرينة مما يلائم المستعار له، فلا يوجد استعارة مطلقة، والمراد بالصفة المعنويّة لا النعت النحوي، والمراد بالتفريع ما يكون إيراده فرع الاستعارة سواء ذكر على صورة التفريع وهو تصديره بالفاء أو لا، وثانيها المجرّدة وهي ما قرن بما يلائم المستعار له، وينبغي أن يقيّد ما يلائم المستعار له بأن لا يكون فيه تبعيد الكلام عن الاستعارة وتزييف لدعوى الاتحاد إذ ذكروا أنّ في التجريد كثرة المبالغة في التشبيه كقوله تعالى: فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ فإنّ الإذاقة تجريد اللباس المستعار لشدائد الجوع والخوف بعلاقة العموم لجميع البدن عموم اللباس، ولذا اختاره على طعم الجوع الذي هو أنسب بالإذاقة. وإنما كانت الإذاقة من ملائمات المستعار له مع أنه ليس الجوع والخوف من المطعومات لأنه شاعت الإذاقة في البلايا والشدائد وجرت مجرى الحقيقة في إصابتها، فيقولون ذاق فلان البؤس والضرّ، وأذاقه العذاب، شبّه ما يدرك من أثر الضرّ والألم بما يدرك من طعم المرّ والبشع، واختار التجريد على الترشيح، ولم يقل فكساها الله لباس الجوع والخوف لأن الإدراك بالذوق يستلزم الإدراك باللمس من غير عكس، فكان في الإذاقة إشعار بشدة الإصابة ليست في الكسوة. وثالثها المرشّحة وتسمّى الترشيحية أيضا وهي ما قرن بما يلائم المستعار منه نحو:
أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ فإنه استعار الاشتراء للاستبدال والاختيار، ثم فرّع عليها ما يلائم الاشتراء من فوت الرّبح واعتبار التجارة. ثم أنهم لم يلتفتوا إلى ما يقرن بما يلائم المستعار له في الاستعارة بالكناية مع أنه أيضا ترشيح لأنه ليس هناك لفظ يسمّى استعارة، بل تشبيه محض، وكلامهم في الاستعارة المرشّحة التي هي قسم من المجاز لا في ترشيح يشتمل ترشيح الاستعارة والتشبيه المضمر في النفس. وأما عدم التفات السكّاكي فيوهم ما ليس عنده وهو أنّ المرشّحة من أقسام الاستعارة المصرّحة، إذ التحقيق أنّ الاستعارة بالكناية إذا زيد فيها على المكنيّة ما يلائمها تصير مرشّحة عنده، كذا في الاطول.

فائدة:
قال أبو القاسم: تقسيمهم الاستعارة المصرّحة إلى المجردة والمرشحة يشعر بأنّ الترشيح والتجريد إنما يجريان في الاستعارة المصرّح بها دون المكنيّ عنها، والصواب أنّ ما زاد في المكنية على قرينتها أعني إثبات لازم واحد يعدّ ترشيحا لها؛ ثم التجريد والترشيح إنما يكونا بعد تمام الاستعارة، فلا يعدّ قرينة المصرح بها تجريدا ولا قرينة المكني عنها ترشيحا، انتهى.

فائدة:
قال صاحب الأطول: إذا اجتمع ملائمان للمستعار له فهل يتعيّن أحد للقرينة أو الاختيار إلى السامع يجعل أيهما شاء قرينة والآخر تجريدا؟ قال بعض الأفاضل: ما هو أقوى دلالة على الإرادة للقرينة والآخر للتجريد. ونحن نقول أيهما سبق في الدلالة على المراد قرينة والآخر تجريد، كيف لا والقرينة ما نصب للدّلالة على المراد، وقد سبق أحد الأمرين في الدلالة، فلا معنى لنصب اللاحق، والاوجه أنّ كلّا من الملائمين المجتمعين إن صلح قرينة فقرينة، ومع ذلك الاستعارة مجرّدة، ولا تقابل بين المجرّدة ومتعددة القرينة، بل كل متعددة القرينة مجرّدة.

فائدة:
قد يجتمع التجريد والترشيح كقول زهير:
لدى أسد شاكي السلاح مقذّف له لبد أظفاره لم تقلّم ووجه اجتماعهما صرف دعوى الاتحاد إلى المشبّه المقارن بالصفة والتفريع والمشبّه به حتى يستدعى الدعوى ثبوت الملائم للمشبه به أيضا.

فائدة:
الترشيح أبلغ من التجريد والإطلاق ومن جمع الترشيح والتجريد لاشتماله على تحقيق المبالغة في ظهور العينية التي هي توجب كمال المبالغة في التشبيه، فيكون أكثر مبالغة وأتمّ مناسبة بالاستعارة، وكذا الإطلاق أبلغ من التجريد. ومبنى الترشيحية على أن المستعار له عين المستعار منه لا شيء شبيه به.

فائدة:
في شرح بعض رسائل الاستعارة الترشيح يجوز أن يكون باقيا على حقيقته تابعا في الذّكر للتعبير عن الشيء بلفظ الاستعارة ولا يقصد به إلّا تقويتها، كأنّه نقل لفظ المشبه به مع رديفه إلى المشبّه، ويجوز أن يكون مستعارا من ملائم المستعار منه لملائم المستعار له، ويكون ترشيح الاستعارة بمجرد أنه عبّر عن ملائم المستعار له بلفظ موضوع لملائم المستعار منه. هذا ولا يخفى أنّ هذا لا يخصّ بكون لفظ ملائم المستعار منه مستعارا، بل يتحقّق الترشيح بذلك التعبير على وجه الاستعارة كان أو على وجه المجاز المرسل، إمّا للملائم المذكور أو للقدر المشترك بين المشبّه والمشبّه به، وأنّه يحتمل مثل ذلك في التجريد أيضا، ويحتمل تلك الوجوه قوله تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ حيث استعير الحبل للعهد في أن يكون وسيلة لربط شيء لشيء، وذكر الاعتصام وهو التمسك بالحبل ترشيحا إما باقيا على معناه للوثوق بالعهد أو مجازا مرسلا في الوثوق بالعهد، لعلاقة الإطلاق والتقييد فيكون مجازا مرسلا بمرتبتين، أو في الوثوق، كأنه قيل ثقوا بعهد الله، وحينئذ كلّ من الترشيح والاستعارة ترشيح للآخر.
السادس باعتبار أمر آخر إلى أربعة أقسام:
تصريحية ومكنية وتحقيقية وتخييلية. فالتصريحية وتسمّى بالمصرّحة أيضا هي التي ذكر فيها المشبّه به. والمكنية ما يقابلها وتسمّى الاستعارة بالكناية أيضا. اعلم أنه اتفقت كلمة القوم على أنه إذا لم يذكر من أركان تشبيه شيء بشيء سوى المشبّه وذكر معه ما يخصّ المشبّه به كان هناك استعارة بالكناية واستعارة تخييلية، كقولنا:
أظفار المنيّة أي الموت نشبت بفلان، لكن اضطربت أقوالهم في تشخيص المعنيين اللذين يطلق عليهما هذان اللفظان. ومحصّل ذلك يرجع إلى ثلاثة أقوال: أحدها ما ذهب إليه القدماء وهو أنّ المستعار بالكناية لفظ المشبه به المستعار للمشبه في النفس المرموز إليه بذكر لازمه من غير تقدير في نظم الكلام، وذكر اللازم قرينة على قصده من غرض وإثبات ذلك اللازم للمشبّه استعارة تخييلية. ففي المثال المذكور الاستعارة بالكناية السبع المستعار للمنيّة الذي لم يذكر اعتمادا على أنّ إضافة الأظفار إلى المنيّة تدل على أن السبع مستعار لها.
والاستعارة التخييلية إثبات الأظفار للمنية، فحينئذ وجه تسميتها بالمكنية وبالاستعارة بالكناية ظاهر لأنها استعارة بالمعنى المصطلح ومتلبسة بالكناية بالمعنى اللغوي، أي الخفاء، وكذا تسميتها بالتخييلية لاستلزامها استعارة لازم المشبه به للمشبّه، وتخييل أنّ المشبّه من جنس المشبّه به. وثانيها ما ذهب إليه السكّاكي صريحا حيث قال: الاستعارة بالكناية لفظ المشبّه المستعمل في المشبّه به ادعاء أي بادعاء أنه عينه بقرينة استعارة لفظ هو من لوازم المشبّه به بصورة متوهّمة متخيّلة شبيهة به أثبتت للمشبّه، فالمراد بالمنيّة عنده هو السبع بادعاء السبعية لها وإنكار أن تكون شيئا غير السبع بقرينة إضافة الأظفار التي من خواص السبع إليها. ولا خفاء في أن تسميتها بالاستعارة بالكناية أو المكنية غير ظاهر حينئذ، وفي جعله إياها قسما من الاستعارة التي هي قسم من المجاز، وجعل إضافة الأظفار قرينة الاستعارة نظرا لأنّ لفظ المشبه فيها هو المستعمل في ما وضع له تحقيقا، والاستعارة ليست كذلك. واختار السكّاكي ردّ التبعية إلى المكني عنها بجعل قرينتها استعارة بالكناية وجعلها أي التبعية قرينة لها، على عكس ما ذكره القوم في مثل نطقت الحال من أنّ نطقت استعارة لدلّت والحال قرينة لها. هذا ولكن في كون ذلك مختار السكاكي نظرا لأنه قال في آخر بحث الاستعارة التبعية:
هذا ما أمكن من تلخيص كلام الأصحاب في هذا الفصل، ولو أنهم جعلوا قسم الاستعارة التبعية من قسم الاستعارة بالكناية بأن قلبوا، فجعلوا في قولهم نطقت الحال هكذا الحال التي ذكرها عندهم قرينة الاستعارة بالتصريح استعارة بالكناية عن المتكلّم بواسطة المبالغة في التشبيه على مقتضى المقام، وجعلوا نسبة النطق إليه قرينة الاستعارة، كما تراهم في قولهم: وإذا المنيّة انشبت أظفارها، يجعلون المنيّة استعارة بالكناية عن السبع ويجعلون إثبات الأظفار لها قرينة الاستعارة لكان أقرب إلى الضبط فتدبر، انتهى كلامه. وهو صريح في أنه ردّ التبعية إلى المكْنية على قاعدة القوم، فحينئذ لا حاجة له إلى استعارة قرينة المكنية لشيء حتى تبقى التبعية مع ذلك بحالها، ولا يتقلّل الأقسام بهذا أيضا.
فإن قلت لم يجعل السلف المكنية المشبّه المستعمل في المشبّه به كما اعتبره في هذا الرّدّ، فكيف يتأتى لك توجيه كلامه بأنّ ردّه على قاعدة السلف من غير أن يكون مختارا له؟

قلت: لا شبهة فيما ذكرنا والعهدة عليه في قوله، كما تراهم في قولهم: وإذا المنية أنشبت أظفارها، يجعلون المنية استعارة بالكناية، ولا يضرّنا فيما ذكرنا من توجيه كلامه.
وأما التخييلية عند السكاكي فما سيأتي.
وثالثها ما ذهب إليه الخطيب وهي التشبيه المضمر في النفس الذي لم يذكر شيء من أركانه سوى المشبّه ودل عليه أي على ذلك التشبيه بأن يثبت للمشبه أمر مختصّ بالمشبه به من غير أن يكون هناك أمر متحقق حسّا وعقلا يجري عليه اسم ذلك الأمر، ويسمّى إثبات ذلك الأمر استعارة تخييلية، والمراد بالتشبيه التشبيه اللغوي لا الاصطلاحي، فلا يردّ أن ذكر المشبّه به واجب البتة في التشبيه، وإنما قيل: ودلّ عليه الخ ليشتمل زيدا في جواب من يشبه الأسد؛ وعلى هذا التسمية بالاستعارة غير ظاهر وإن كان كونها كناية غير مخفي. وبالجملة ففي المكنية ثلاثة أقوال، وفي التخييلية قولان: أحدهما قول السكاكي كما يجيء، والآخر قول غيره. وعلى هذا المذهب الثالث كلّ من لفظي الأظفار والمنيّة في المثال المذكور حقيقتان مستعملتان في المعنى الموضوع له، وليس في الكلام مجاز لغوي، وإنما المجاز هو إثبات شيء لشيء ليس هو له، وعلى هذا هو عقلي كإثبات الإنبات للربيع. والاستعارة بالكناية والتخييلية أمران معنويان، وهما فعلا المتكلم، ويتلازمان في الكلام لأن التخييلية يجب أن تكون قرينة للمكنية البتة، وهي يجب أن تكون قرينة للتخيلية البتة.

فائدة:
قال صاحب الأطول: ومن غرائب السوانح وعجائب اللوائح أن الاستعارة بالكناية فيما بين الاستعارات معلومة مبنية على التشبيه المقلوب لكمال المبالغة في التشبيه، فهو أبلغ من المصرّحة، فكما أنّ قولنا السبع كالمنيّة تشبيه مقلوب يعود الغرض منه إلى المشبّه به، كذلك أنشبت المنية أظفارها استعارة مقلوبة استعير بعد تشبيه السبع بالمنية المنية للسبع الادعائي، وأريد بالمنية معناها بعد جعلها سبعا تنبيها على أنّ المنيّة بلغت في الاغتيال مرتبة ينبغي أن يستعار للسبع عنها اسمها دون العكس، فالمنية وضعت موضع السبع، لكن هذا على ما جرى عليه السكاكي.
والتحقيقية هي ما يكون المشبّه متحققا حسّا أو عقلا نحو: رأيت أسدا يرمي، فإنّ الأسد مستعار للرجل الشجاع وهو أمر متحقق حسّا، ونحو: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ أي الدين الحقّ وهو أمر متحقق عقلا لا حسّا. أما التخييلية فعند غير السكّاكي ما مرّ، وأما عند السكّاكي فهي استعارة لا تحقّق لمعناها حسّا ولا عقلا، بل معناها صورة وهمية محضة.
ولما كان عدم تحقّق المعنى لا حسّا ولا عقلا شاملا لما لم يتعلّق به توهّم أيضا أضرب عنه بقوله بل معناها إلخ، والمراد بالصورة ذو الصورة فإن الصورة جاءت بهذا المعنى أيضا.
والمراد بالوهمية ما يخترعه المتخيلة بأعمال الوهم إياه فإن للإنسان قوة لها تركيب المتفرّقات وتفريق المركّبات إذا استعملها العقل تسمّى مفكرة وإذا استعملها الوهم تسمّى متخيّلة. ولما كان حصول هذا المعنى المستعار له بأعمال الوهم سمّيت استعارة تخييلية، ومن لم يعرفه قال المناسب حينئذ أن تسمّى توهمية، وعدّ التسمية بتخييلية من أمارات تعسّف السكّاكي وتفسيره، وإنما وصف الوهمية بقوله محضة أي لا يشوبها شيء من التحقق الحسّي والعقليّ للفرق بينه وبين اعتبار السلف، فإن أظفار المنية عندهم أمر متحقق شابه توهّم الثبوت للمنية، وهناك اختلاط توهّم وتحقق بخلاف ما اعتبره فإنه أمر وهميّ محض لا تحقّق له لا باعتبار ذاته ولا باعتبار ثبوته، فتعريفه هذا صادق على لفظ مستعمل في صورة وهمية محضة من غير أن تجعل قرينة الاستعارة، بخلاف تفسير السلف والخطيب فإنها لا تنفك عندهم عن الاستعارة بالكناية. وقد صرّح به حيث مثّل للتخييلية بأظفار المنية الشبيهة بالسبع أهلكت فلانا، والسلف والخطيب إمّا أن ينكروا المثال ويجعلوه مصنوعا أو يجعلوا الأظفار ترشيحا لتشبيه لا استعارة تخييلية. وردّ ما ذكره بأنه يقتضي أن يكون الترشيح استعارة تخييلية للزوم مثل ما ذكره فيه مع أنّ الترشيح ليس من المجاز والاستعارة، وأجيب بأن الأمر الذي هو من خواصّ المشبّه به لمّا قرن في التخييلية بالمشبّه كالمنيّة مثلا حملناه على المجاز وجعلناه عبارة عن أمر متوهّم يمكن إثباته للمشبّه، وفي الترشيح لمّا قرن بلفظ المشبّه به لم يحتج إلى ذلك لأنه جعل المشبّه به هو هذا المعنى مع لوازمه. فإذا قلنا: رأيت أسدا يفترس أقرانه ورأيت بحرا يتلاطم أمواجه، فالمشبه به هو الأسد الموصوف بالافتراس الحقيقي والبحر الموصوف بالتلاطم الحقيقي، بخلاف أظفار المنيّة فإنها مجاز عن الصورة الوهمية ليصحّ إضافتها إلى الوهمية ليصح إضافتها إلى المنيّة.
ومحصّله أنّ حفظ ظاهر إثبات لوازم المشبه به للمشبه يدعو إلى جعل الدالّ على اللازم استعارة لما يصحّ إثباته للمشبّه ولا يحتاج إلى تجوّز في ذلك الإثبات، وليس هذا الداعي في الترشيح لأنه أثبت للمشبّه به فلا وجه لجعله مجازا، ولا يلزم عدم خروج الترشيح عن الاستعارة وعدم زيادته عليها لأنه فرّق بين المقيد والمجموع والمشبّه به هو الموصوف والصفة خارجة عنه لا المجموع المركب منهما، وأيضا معنى زيادته أن الاستعارة تامة بدونه.
ويردّ على هذا أنّ الترشيح كما يكون في المصرّحة يكون في المكنية أيضا ففي المكنية لم يقرن المشبّه به فلا تفرقة هناك، ويمكن أن يفرّق بأن التخييلية لو حملت على حقيقتها لا يثبت الحكم المقصود في الكلام للمكني عنها كما عرفت بخلاف المصرّحة فإن قولنا جاءني أسد له لبد، لو أثبت فيه اللبد الحقيقي للأسد المستعمل في الرجل الشجاع مجازا لم يمنع عن إثبات المجيء للأسد، فإن مآله جاءني رجل شجاع لما شبّهه به لبد، لكنه لا يتم في قوله تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً فإنه لو أريد الأمر بالاعتصام الحقيقي لفات ما قصد بيانه للعهد، فلا بدّ من جعل الاعتصام استعارة لما يثبت العهد.

فائدة:
التصريحية تعمّ التحقيقية والتخييلية، والكلّ مجاز لغوي ومتباين، هذا عند السكّاكي.
والمكنية داخلة في التحقيقية عند السلف لأنّ اللفظ المستعار المضمر في النفس وهو محقق المعنى. والتصريحية عند الخطيب ترادف التحقيقية وتباين التخييلية لأنها عنده ليست لفظا، فلا تكون محقق المعنى، وكذا تباين المكنية لأنها عنده نفس التشبيه المضمر في النفس فلا تكون محقق المعنى.

فائدة:
في تحقيق قرينة الاستعارة بالكناية ذهب السلف سوى صاحب الكشاف إلى أنّ الأمر الذي أثبت للمشبه من خواصّ المشبه به مستعمل في معناه الحقيقي، وإنما المجاز في الإثبات ويحكمون بعدم انفكاك المكني عنده عنها، وإليه ذهب الخطيب أيضا، وجوّز صاحب الكشاف كون قرينتها استعارة تحقيقية وكذا السكاكي، ووجه الفرق بين ما يجعل قرينة للمكنية ويجعل نفسه تخييلا أو استعارة تحقيقية أو إثباته تخييلا وبين ما يجعل زائدا عليها وترشيحا قوّة الاختصاص بالمشبه به، فأيّهما أقوى اختصاصا وتعلّقا به فهو القرينة وما سواه ترشيح، وكذا الحال بين القرينة والترشيح في الاستعارة المصرّحة، والأظهر أنّ ما يحضر السامع أولا فهو القرينة وما سواه ترشيح، ذلك أن تجعل الجميع قرينة في مقام شدة الاهتمام بالإيضاح، هكذا في شرح بعض رسائل الاستعارة.

فائدة:
في الإتقان أنكر قوم الاستعارة بناء على إنكارهم المجاز، وقوم إطلاقها في القرآن لأن فيها إيهاما للحاجة، ولأنه لم يرد في ذلك إذن الشارع، وعليه القاضي عبد الوهاب المالكي، انتهى. خاتمة
إذا جرى في الكلام لفظة ذات قرينة دالّة على تشبيه شيء بمعناه فهو على وجهين:
أحدهما أن لا يكون المشبّه مذكورا ولا مقدّرا كقولك: لقيت في الحمام أسدا أي رجلا شجاعا، ولا خلاف في أنّ هذا استعارة لا تشبيه. وثانيهما أن يكون المشبّه مذكورا أو مقدّرا وحينئذ فاسم المشبّه به إن كان خبرا عن المشبّه أو في حكم الخبر كخبر باب كان وإنّ والمفعول الثاني لباب علمت والحال والنعت، فالأصح أنه يسمّى تشبيها لا استعارة، لأن اسم المشبّه به إذا وقع هذه المواقع كان الكلام مصوغا لإثبات معناه لما أجري عليه أو نفيه عنه، فإذا قلت زيد أسد فصوغ الكلام لاثبات الأسدية لزيد وهو ممتنع حقيقة، فيحمل على أنه لإثبات شبه من الأسد له، فيكون الإتيان بالأسد لإثبات التشبيه فيكون خليقا بأن يسمّى تشبيها لأن المشبه به إنما جيء به لإفادة التشبيه بخلاف نحو لقيت أسدا، فإنّ الإتيان بالمشبه به ليس لإثبات معناه لشيء بل صوغ الكلام لإثبات الفعل واقعا على الأسد، فلا يكون لإثبات التشبيه، فيكون قصد التشبيه مكنونا في الضمير لا يعرف إلّا بعد نظر وتأمّل.
هذا خلاصة كلام الشيخ في أسرار البلاغة، وعليه جميع المحققين. ومن الناس من ذهب إلى أن الثاني أيضا أعني زيد أسد استعارة لإجرائه على المشبّه مع حذف كلمة التشبيه، والخلاف لفظي مبني على جعل الاستعارة اسما لذكر المشبّه به مع خلوّ الكلام عن المشبّه على وجه ينبئ عن التشبيه أو اسما لذكر المشبّه به لإجرائه على المشبّه مع حذف كلمة التشبيه.
ثم إنه نقل عن أسرار البلاغة أنّ إطلاق الاستعارة في زيد الأسد لا يحسن لأنه يحسن دخول أدوات التشبيه من تغيير بصورة الكلام، فيقال: زيد كالأسد، بخلاف ما إذا كان المشبّه به نكرة نحو زيد أسد، فإنه لا يحسن زيد كأسد، وإلّا لكان من قبيل قياس حال زيد إلى المجهول وهو أسد ما؛ ولهذا يحسن كأنّ زيدا أسد لأن المراد بالخبر العموم فالتشبيه بالنوع لا بفرد، فليس كالتشبيه بالمجهول، وإنما يحسن دخول الكاف بتغيير صورته وجعله معرفة بأن يقال زيد كالأسد، فإطلاق اسم الاستعارة هاهنا لا يبعد، ويقرب الإطلاق مزيد قرب أن يكون النكرة موصوفة بصفة لا تلائم المشبه به نحو فلان بدر يسكن الأرض فإن تقدير أداة التشبيه فيه يحتاج إلى كثرة التغيير، كأن يقال هو كالبدر إلّا أنه يسكن الأرض، وقد يكون في الصلات والصفات التي تجيء في هذا القبيل ما يحول تقدير أداة التشبيه فيه فيشتد استحقاقه لاسم الاستعارة ويزيد قربه منها، كقوله أسد دم الأسد الهزبر خضابه، فإنه لا سبيل إلى أن يقال المعنى إنه كالأسد للتناقض لأن تشبيه بجنس السبع المعروف دليل على أنه دونه أو مثله، وجعل دم الهزبر الذي هو أقوى الجنس خضاب يده دليل على أنه فوقه فليس الكلام مصوغا لإثبات التشبيه بينهما، بل لإثبات تلك الصفة، فالكلام فيه مبني على أنّ كون الممدوح أسدا أمر تقرّر وثبت، وإنما العمل في إثبات الصفة الغريبة. فمحصول هذا النوع من الكلام أنك تدعي حدوث شيء هو من الجنس المذكور إلّا أنه اختص بصفة عجيبة لم يتوهّم جوازها، فلم يكن لتقدير التشبيه فيه معنى. ولقد ضعّف هذا الكلام صاحب الأطول والمطول وقالا الحقّ أن امثال زيد أسد تشبيه مطلقا، هذا إذا كان اسم المشبّه به خبرا عن اسم المشبّه أو في حكم الخبر وإن لم يكن كذلك نحو لقيت من زيد أسدا ولقيني منه أسد فلا يسمّى استعارة بالاتفاق، لأنه لم يجر اسم المشبه به على المشبه لا باستعماله فيه كما في لقيت أسدا ولا بإثبات معناه له كما في زيد أسد على اختلاف المذهبين، ولا يسمّى تشبيها أيضا لأن الإتيان باسم المشبّه به ليس لإثبات التشبيه إذ لم يقصد الدلالة على المشاركة، وإنما التشبيه مكنون في الضمير، لا يظهر إلّا بعد تأمّل خلافا للسكّاكي فإنه يسمّي مثل ذلك تشبيها، وهذا النزاع أيضا لفظي راجع إلى تفسير التشبيه؛ فمن أطلق الدلالة المذكورة في تعريف التشبيه عن كونها لا على وجه التجريد والاستعارة وعن كونها على وجه التصريح سمّاه تشبيها، ومن قيّده لا. قال صاحب الأطول ونحن نقول في لقيت من زيد أسدا تجريد أسد من زيد بجعل زيد أسدا وهذا الجعل يتضمّن تشبيه زيد بالأسد حتى صار أسدا بالغا غاية الجنس حتى تجرّد عنه أسد، لكن هذا التشبيه مكنون في الضمير خفيّ لأن دعوى أسديته مفروغ عنها منزلة منزلة أمر متقرّر لا يشوبه شائبة خفاء، ولا يجعل السكّاكي هذا من التشبيه المصطلح، وكذلك يتضمّن التشبيه تجريد الأسد الحقيقي عنه إذ لا يخفى أن المجرد عنه لا يكون إلّا شبه أسد، فينصرف الكلام إلى تجريد الشّبه فهو في إفادة التشبيه بحكم ردّ العقل إلى التشبيه بمنزلة حمل الأسد على المشبّه فهو الذي سمّاه السكّاكي تشبيها، ولا ينبغي أن ينازع فيه معه؛ وكيف لا وهو أيضا في تقدير المشبّه والأداة كأنه قيل لقيت من زيد رجلا كالأسد، ولا تفاوت في ذلك بينه وبين زيد أسد، انتهى. وهاهنا أبحاث تركناها خوفا من الإطناب.

الوصف

الوصف: ما دل على الذات باعتبار معنى هو المقصود من جوهر حروفه، أي يدل على الذات بصفة كأحمر، فإنه بجوهر حروفه يدل على معنى مقصود وهو الحمرة. فالوصف والصفة مصدران: والمتكلمون فرقوا بينهما فقالوا: الوصف يقوم بالواصف، والصفة بالموصوف. كذا قرره ابن الكمال. وقال الراغب: الوصف ذكر الشيء بحليته، والصفة التي عليها الشيء من حليته ونعته. والوصف قد يكون حقا وباطلا.
الوصف:
[في الانكليزية] Description ،cause ،consequence ،quality
[ في الفرنسية] Description ،cause ،consequence ،qualite
بالفتح وسكون الصاد المهملة يطلق على معان. منها علّة القياس فإنّ الأصوليين يطلقون الوصف على العلّة كثيرا ومنه الوصف المناسب كما مرّ. وفي نور الأنوار شرح المنار وقد يسمّى المعنى الجامع الوصف مطلقا في عرف الأصوليين سواء كان وصفا أو حكما أو اسما.
ومنها ما هو مصطلح الفقهاء وهو مقابل الأصل في الدرر شرح الغرر في كتاب البيوع وكتاب الإيمان: الوصف في اصطلاح الفقهاء ما يكون تابعا لشيء غير منفصل عنه إذا حصل فيه يزيده حسنا وإن كان في نفسه جوهرا كذراع من ثوب وبناء من دار فإنّ ثوبا هو عشرة أذرع ويساوي عشرة دراهم إذا انتقص منه ذراع لا يساوي تسعة دراهم، بخلاف المكيلات والعدديات فإنّ بعضها منها يسمّى قدرا واصلا ولا يفيد انضمامه إلى بعض آخر كمالا للمجموع فإنّ حنطة هي عشرة أقفزة إذا ساوت عشرة دراهم كانت التسعة منها تساوي تسعة، وقد اختلفوا في تفسير الأصل والوصف والكلّ راجع إلى ما ذكرنا انتهى. وفي البرجندي قال المصنف المراد بالوصف الأمر الذي إذا قام بالمحل يوجب في ذلك المحل حسنا أو قبحا، فالكمية المحضة ليست بوصف بل أصل لأنّ الكمية عبارة عن كثرة الأجزاء وقلّتها والشيء إنّما يوجد بالأجزاء والوصف لا بد أن يكون مؤخّرا عن وجود ذلك الشيء والكمية تختلف بها الكيفية كالذراع في الثوب فإنّه أمر يختلف به حسن المزيد عليه، فالثوب يكفي جبّة ولا يكفي الأقصر لها فزيادة الذراع يزيده حسنا فيصير كالأوصاف الزائدة.
وقيل إنّ ما يتعيب بالتبعيض والتنقيص فالزيادة والنقصان فيه وصف، وما لا يتعيب بهما فالزيادة والنقصان فيه أصل. وقيل الوصف ما لوجوده تأثير في تقويم غيره ولعدمه تأثير في نقصان غيره والأصل ما لا يكون كذلك، وقيل إنّ ما لا ينتقص الباقي بفواته فهو أصل وما ينتقص الباقي بفواته فهو وصف، وكلّ من هذه الوجوه الثلاثة أظهر ممّا ذكره كما لا يخفى.
وذكر في شرح الطحاوي أنّ الأوصاف ما يدخل في البيع من غير ذكر كالبناء والأشجار في الأرض والأطراف في الحيوان والجودة في الكيلي انتهى. ثم الأوصاف لا يقابلها شيء من الثمن إلّا إذا صارت مقصودة بالتناول حقيقة أو حكما. أمّا حقيقة فكما إذا باع عبدا فقطع البائع يده قبل القبض يسقط نصف الثمن لأنّه صار مقصودا بالقطع. وأمّا حكما فبأن يكون امتناع الردّ بحقّ البائع كما إذا تعيب المبيع عند المشتري أو بحقّ الشارع كما إذا زاد المبيع بأن كان ثوبا فخاطه ثم وجد به عيبا، فالوصف صار مقصودا بأحد هذين يأخذ قسطا من الثمن كذا في الكفاية. ومنها ما يحمل على الشيء سواء كان عين حقيقته أو داخلا فيها أو خارجا عنها، فالاتصاف بمعنى الحمل لا بمعنى القيام والعروض كما في المعنى الآتي وهو لا يقتضي إلّا التغاير في المفهوم. ومنها ما يكون خارجا عن الشيء قائما به وبعبارة أخرى الصفة ما يكون قائما بالشيء والقيام العروض كذا في شرح المواقف. قال أحمد جند في حاشية الخيالي في تعريف العلم الصفة هو الأمر الغير القائم بالذات أو القائم بالمحل أي الموضوع أو الأمر القائم بالغير، والتفسير الأخير لا يجري في صفات الله تعالى عند الأشاعرة القائلين بكونها لا عين ولا غير انتهى.
اعلم أنّ قيام الصفة بالموصوف له معنيان فقيل معناه أن يكون تحيّزا لصفة تبعا لتحيّز الموصوف، يعني أنّ هناك تحيّزا واحدا قائما بالمتحيّز بالذات وينسب إلى المتحيّز بالتبع باعتبار أنّ له نوع علاقة بالمتحيّز بالذات كالوصف بحال المتعلّق لا أنّ هناك تحيّزا واحدا بالشخص يقوم بهما بالتّبع، ولا أنّ هناك تحيّزين أحدهما مسبّب الآخر فافهم، فإنّه زلّ فيه الأقدام. وقيل معناه الاختصاص الناعت وهو أن يختصّ شيء بآخر اختصاصا يصير به ذلك الشيء نعتا للآخر والآخر منعوتا به فيسمّى الأول حالا والثاني محلا له كاختصاص السواد بالجسم لا كاختصاص الماء بالكوز، والمراد بالاختصاص هو الارتباط ونسبة النعت إليه مجازي لكونه سببا له، وهذا القول هو المختار لعمومه لأوصاف البارى فإنّها قائمة به من غير شائبة تحيّز في ذاته وصفاته، هكذا ذكر المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح المواقف. وفي قوله لأوصاف الباري إشارة إلى ترادف الوصف والصفة. ومنها العرضي أي الخارج عن الشيء المحمول عليه ويقابله الذات بمعنى الجزء كما عرفت. قال في الأجد حاشية شرح التجريد في بحث استناد القديم إلى الذات صفة الشيء على قسمين أحدهما ما يكون قائما به غير محمول عليه مواطأة كالكتابة بالقياس إلى زيد، والثاني ما يكون محمولا عليه بالمواطأة ولا يكون ذاتيا له كالكاتب بالقياس إليه، وهذا القسم من الصفات لما كانت محمولة على موصوفاتها بالمواطأة كانت عينها ومتحدة بعضها من وجه، وإن كانت مغايرة لها من وجه آخر وهو صحّة الحمل، ومن ثمّ قيل صحّة الحمل الإيجابي في القضايا الخارجية تقتضي اتحاد الطرفين في الخارج وتغايرهما في الذهن.
اعلم أنّ من ذهب إلى أنّ صفاته تعالى ليست زائدة على ذاته قد حصر صفاته في القسم الثاني ونفى القسم الأول من الصفات عنه تعالى فإنّه عين العالم مثلا، لا بأنّ العلم صفة قائمة به تعالى، كما أنّ زيدا عين العالم لعمرو بأنّ علمه لعمرو صفة قائمة به بل بأنّ علمه تعالى نفس ذاته كما أنّ زيدا عين العالم بذاته فإنّ علمه بذاته نفس ذاته فاعرف ذلك انتهى. وربّما يخصّ القسم الأول باسم الصفة والوصف والقسم الثاني باسم الاسم كما يستفاد من أكثر إطلاقات الصوفية، ومما وقع في كتب الفقه في كتاب الإيمان من أنّ القسم يصحّ وباسم من أسمائه تعالى كالرحمن والرحيم، وبصفة يحلف بها عرفا من صفاته تعالى كعزّة الله وجلالته وكبريائه وعظمته وقدرته. قال في فتح القدير المراد بالصفة في هذا المقام اسم المعنى الذي لا يتضمّن ذاتا ولا يحمل عليها بهو هو كالعزة والكبرياء والعظمة، بخلاف العظيم وهي أعمّ من أن يكون صفة فعلية أو ذاتية، والصفة الذاتية ما يوصف بها سبحانه ولا يوصف بأضدادها كالقدرة والجلال والكمال والكبرياء والعظمة والعزة، والصفة الفعلية ما يصحّ أن يوصف بها وبأضدادها كالرحمة والرضى لوصفه سبحانه بالسخط والغضب انتهى. ثم الظاهر أنّ المراد بما قال في الأجد من أنّ صفة الشيء على قسمين أنّ ما يطلق عليه لفظ الصفة على قسمين كما في تقسيم العلّة إلى سبعة أقسام فتأمّل.

التقسيم:
الصفة بمعنى الخارج القائم بالشيء قالوا هي على قسمين ثبوتية وهي ما لا يكون السّلب معتبرا في مفهومها وسلبية وهي ما يكون السّلب معتبرا في مفهومها، فالصفة أعمّ من العرض لاختصاصه بالموجود دون الصفة. ثم الصفة الثبوتية عند الأشاعرة تنقسم إلى قسمين: نفسية وهي التي تدلّ على الذات دون معنى زائد عليها ككونها جوهرا أو موجودا أو شيئا أو ذاتا، والمراد بالذات ما يقابل المعنى أي ما يكون قائما بنفسه، والحاصل أنّ الصفة النفسية صفة تدلّ على الذات لكونها مأخوذة من نفس الذات ولا تدلّ على أمر قائم بالذات زائد عليه في الخارج وإن كان مغايرا له في المفهوم فلا يتوهّم أنّه كيف لا يكون دالا على معنى زائد على الذات مع كونها صفة، وبهذا ظهر أنّ الصفات السلبية لا تكون نفسية لأنّه يستلزم أن يكون الذات غير السلوب في الخارج، وبعبارة أخرى هي ما لا يحتاج في وصف الذات به إلى تعقّل أمر زائد عليها أي لا يحتاج في توصيف الذات به إلى ملاحظة أمر زائد عليها في الخارج بل يكون مجرّد الذات كافيا في انتزاعها منه ووصفه بها، وبهذا المعنى أيضا لا يجوز أن يكون السلوب صفات نفسية لاحتياجها إلى ملاحظة معنى يلاحظ السلب إليه وتسمّى بصفات الأجناس أيضا. ومعنوية وهي التي تدلّ على معنى زائد على الذات أي تدلّ على أمر غير قائم بذاته زائد على الذات في الخارج والسلوب لا تدلّ على قيام معنى بالذات بل على سلبه كالتحيّز والحدوث، فإنّ التحيّز وهو الحصول في المكان زائد على ذات الجوهر وكذا الحدوث وهو كون الموجود مسبوقا بالعدم زائدا على ذات الحادث، وقد يقال بعبارة أخرى هي ما يحتاج في وصف الذات به إلى تعقّل أمر زائد عليها، هذا على رأي نفاة الأحوال. وبعض أصحابنا كالقاضي وأتباعه القائلين بالحال لم يفسّروا المعنوية والنفسية بما مرّ فإنّ الحال صفة قائمة بموجود فيكون دالا على معنى زائد على الذات فلا يصحّ كونه صفة نفسية بذلك المعنى مع كون بعض أفراده منها كالجوهرية واللونية، بل فسّروا النفسية بما لا يصحّ توهّم ارتفاعه عن الذات مع بقائها أي لا يكون توهّم الارتفاع صحيحا مطابقا للواقع، ولذا لم يفسّر بما لا يتوهّم الخ، فإنّ التوهّم ممكن بل واقع لكن خلاف ما في نفس الأمر كالأمثلة المذكورة، فإنّ كون الجوهر جوهرا أو ذاتا وشيئا ومتحيّزا وحادثا أحوال زائدة على ذات الجوهر عندهم ولا يمكن تصوّر انتفائها مع بقاء الذات. والمعنوية بما يقابلها وهي ما يصحّ توهّم ارتفاعه عن الذات مع بقائها، وهؤلاء قد قسّموا الصفة المعنوية إلى معلّلة كالعالمية والقادرية ونحوهما وإلى معلّلة كالعالمية والقادرية ونحوهما وإلى غير معلّلة كالعلم والقدرة وشبههما، ومن أنكر الأحوال منّا أنكر الصفات المعلّلة، وقال لا معنى لكونه عالما قادرا سوى قيام العلم والقدرة بذاته. وأما عند المعتزلة فالصفة الثبوتية أربعة أقسام: الأول النفسية. قال الجبائي وأتباعه منهم هي أخصّ وصف النفس وهي التي يقع بها التماثل بين المتماثلين والتخالف بين المتخالفين كالسوادية والبياضية، فالنفسية لا بدّ أن تكون مأخوذة من تمام الماهية لا غير إذ المأخوذ من الجنس أعمّ منه صدقا والمأخوذ من الفصل القريب أعمّ منه مفهوما، وإن كان مساويا له صدقا كالناطقية والإنسانية، ولم يجوّزوا اجتماع صفتي النفس في ذات واحدة ولم يجعلوا اللونية مثلا صفة نفسية للسواد والبياض لامتناع أن يكون لشيء واحد ماهيتان. وقال الأكثرون منهم هي الصفة اللازمة للذات فجوّزوا اجتماع صفتي النفس في ذات واحدة لأنّ الصفات اللازمة لشيء واحد متعدّدة ككون السواد سوادا أو لونا وعرضا، وكون الرّبّ تعالى عالما قادرا فإنّه لازم لذاته.
واتفقوا على أنّ النفسية يتصف بها الموجود والمعدوم مطلقا. الثاني الصفة المعنوية فقال بعضهم هي الصفة المعلّلة بمعنى زائد على ذات الموصوف ككون الواحد منا عالما قادرا بخلاف عالمية الواجب تعالى وقادريته فإنّها غير معلّلة عندهم بمعنى زائد على ذات الموصوف بل هما من الصفات النفسية. وقيل هي الصفة الجائزة أي غير اللازمة الثبوت لموصوفها. الثالث الصفة الحاصلة بالفاعل وهي عندهم الحدوث، وليست هذه الصفة نفسية إذ لا تثبت حال العدم ولا معنوية لأنّها لا تعلّل بصفة. الرابع الصفة التابعة للحدوث وهي التي لا تحقّق لها حالة العدم ولا يتصف بها الممكن إلّا بعد وجوده.
فالقيد الأول احتراز عن الصفة النفسية والحدوث، والقيد الثاني أي قولهم لا يتصف الخ احتراز عن الوجود ولا تأثير للفاعل فيها أصلا، وهي منقسمة إلى أقسام: فمنها ما هي واجبة أي يجب حصولها لموصوفها عند حدوثه كالتحيّز وقبول الأعراض للجوهر وكالحلول في المحل والتضاد للأعراض وكإيجاب العلّة لمعلولها وقبح القبيح. ومنها ما هي ممكنة أي غير واجبة الحصول لموصوفها عند حدوثه وهي إمّا تابعة للإرادة ككون الفعل طاعة أو معصية، فإنّ الفعل قد يوجد غير متصف لشيء من ذلك إذا لم يكن هناك قصد وإرادة، وإمّا غير تابعة لها ككون العلم ضروريا فإنّه صفة تابعة لحدوث العلم، ولذا لا يتصف علم الباري بالضرورة والكسب وليست واجبة له لتفاوت العلم بالنظرية والضرورية بالنسبة إلى الأشخاص وليست أيضا تابعة للقصد والإرادة. هذا والحاصل أنّ للمعتزلة تقسيمين: الأول الصفة الثبوتية إمّا أن يكون أخصّ صفات النفس وهي الصفة النفسية أو لا، فهي إمّا أن تكون معلّلة بمعنى زائد على الذات فهي المعلّلة والمعنوية أو لا تكون معلّلة كالعلم والقدرة منّا والعالمية والقادرية للواجب تعالى، فعلى هذا يتحقّق الواسطة بين النفسية والمعنوية أو يقال الصفة الثبوتية إمّا لازمة للذات وهي النفسية أو لا وهي المعنوية، وعلى هذا لا واسطة بينهما. والتقسيم الثاني الصفة إمّا أن تكون حاصلة بتأثير الفاعل وهي الحدوث أو تابعة لها من غير تأثير متجدّد فيها، سواء كانت معلّلة بمعنى زائد أو لا والصفات النفسية خارجة عن القسمين. وأيضا الصفات على الإطلاق نفسية كانت أو لا موجودة كانت أو لا عند المعتزلة إمّا عائدة إلى الجملة أي البنية المركّبة من عدة أمور أو إلى التفصيل إلى كلّ واحد من متعدّد بلا اعتبار تركيب بينها، والقسم الأول الحياة وما يتبعها من القدرة والعلم الإرادة والكراهة وغيرها لأن الحياة مشروطة بالبنية المركّبة من جواهر فردة لكونها اعتدال المزاج أو تابعة له والبواقي مشروطة بها، فهذا القسم مختصّ بالجواهر إذ لا يتصور حلول الحياة في الأعراض المركّبة. والقسم الثاني إمّا للجواهر أو للأعراض، فللجواهر أربعة أوصاف: الأول الصفة الحاصلة للجوهر حالتي العدم والوجود وهي الجوهرية التي هي من صفات الأجناس والثاني الصفة الحاصلة من الفاعل وهو الوجود إذ الفاعل لا تأثير له في الذوات لثبوتها أزلا، ولا في كون الجواهر جوهرا لأنّ الماهيات غير مجعولة، بل في جعل الجوهر موجودا أي متصفا بصفة الوجود.
والثالث ما يتبع وجود الجوهر وهو التحيّز المسمّى بالكون فإنّه صفة صادرة عن صفة الجوهرية بشرط الوجود. والرابع المعلّلة بالتحيّز بشرط الوجود وهو الحصول في الحيّز أي اختصاص الجوهر بالجوهر المسمّى بالكائنية المعلّلة بالكون. وللأعراض الأنواع الثلاثة:
الأول أعني الوصف الحاصل حالتي الوجود والعدم وهو العرضية، وما بالفاعل وهو الوجود، والصفة التابعة للوجود وهو الحصول في المحل. وقال بعضهم الذوات في العدم معرّاة عن جميع الصفات ولا يحصل الصفات إلّا حال الوجود. ومنهم من قال الجوهرية نفس التحيّز، فابن عياش ينفيهما حال العدم وأبو يعقوب الشّحّام يثبتهما فيه مع إثبات الحصول في الحيّز، وأبو عبد الله البصري يثبتهما دون الحصول في الحيّز، والبصري يختصّ من بينهم بإثبات العدم صفة. واتفق من عداه على أنّ المعدوم ليس له بكونه معدوما صفة. ثم جميع القائلين منهم بأنّ المعدومات ثابتة ومتصفة بالصفات اتفقوا على أنّه بعد العلم بأنّ للعالم صانعا قادرا عالما حيّا يحتاج إلى إثباته بالدليل لجواز اتصاف المعدوم بتلك الصفات عندهم.
وقال الإمام الرازي إنّه جهالة وسفسطة. وأيضا صفة الشيء على ثلاثة أقسام: الأول حقيقية محضة وهي ما تكون متقرّرة في الموصوف غير مقتضية لإضافته إلى غيره كالسّواد والبياض والشّكل والحسّ للجسم. الثاني حقيقية ذات إضافة وهي ما تكون متقرّرة في الموصوف غير مقتضية لإضافته إلى غيره، وهذا القسم ينقسم إلى ما لا يتغيّر بتغيّر المضاف إليه مثل القدرة على تحريك جسم ما فإنّها صفة متقرّرة في الموصوف بها يلحقها إضافة إلى أمر كلّي من تحريك جسم ما لزوما أوّليا ذاتيا، وإلى الجزئيّات التي تقع تحت ذلك الكلّي كالحجارة والشجرة والفرس لزوما ثانيا غير ذاتي، بل بسبب ذلك الكلّي، والأمر الكلّي الذي يتعلّق به الصفة لا يمكن أن يتغيّر وإن تغيّرت الجزئيات بتغيّر الإضافات الجزئية العرضية المتعلّقة بها.
فلمّا لم يتغيّر ذلك الأمر الكلّي الذي هو متعلّق الصفة أولا لم تتغيّر الصفة. مثلا القادر على تحريك زيد لا يصير غير قادر في ذاته عند انعدام زيد، ولكن تتغيّر الإضافة فإنّه حينئذ ليس قادرا على تحريك زيد وإن كان قادرا في ذاته، وإلى ما يتغيّر بتغيّر المضاف إليه كالعلم فإنّه صفة متقرّرة في العالم مقتضية لإضافته إلى معلومه المعيّن ويتغيّر بتغيّر المعلوم فإنّ العالم بكون زيد في الدار يتغيّر علمه بخروجه عن الدار وذلك لأنّ العلم يستلزم إضافته إلى معلومه المعيّن حتى إنّ العلم المضاف إلى معنى كلّي لم يكف في ذلك بأن يكون علما لجزئي، بل يكون العلم بالنتيجة علما مستأنفا يلزمه إضافة مستأنفة وهيئة للنفس متجدّدة لها إضافة متجدّدة مخصوصة غير العلم بالمقدّمة وغير هيئة تحقّقها، ليس مثل القدرة التي هي هيئة واحدة لها إضافات شيء، مثاله العلم بأنّ الحيوان جسم لا يقتضي العلم بكون الإنسان جسما ما لم يقترن إلى ذلك علم آخر، وهو العلم بكون الإنسان حيوانا. فإذن العلم بكون الإنسان جسما علم مستأنف له إضافة مستأنفة وهيئة جديدة للنفس لها إضافة جديدة غير العلم بكون الحيوان جسما وغير هيئة تحقّق ذلك العلم، ويلزم من ذلك أن يختلف حال الموصوف بالصفة التي تكون من هذا الصنف باختلاف حال الإضافات المتعلّقة بها لا في الإضافة فقط بل في نفس تلك الصفة. الثالث إضافية محضة مثل كونه يمينا أو شمالا وهي ما لا تكون متقرّرة في الموصوف وتكون مقتضية لإضافته إلى غيره وفي عدادها الصفات السلبية، فما ليس محلا للتغيّر كالباري تعالى لم يجز أن يعرض تغيّر بحسب القسم الأول، ولا بحسب أحد شقّي القسم الثاني، وهو الذي لا يتغيّر بتغيّر الإضافة. وأمّا بحسب الشقّ الآخر منه وبحسب القسم الثالث فقد يجوز، فالواجب الوجود يجب أن يكون علمه بالجزئيات علما زمانيا فلا يدخل الآن والماضي والمستقبل، هذا عند الحكماء.
وأمّا عند الأشاعرة ففي القسم الثاني لا يجوز التغيّر ويجوز في تعلّقه، فنفس العلم والقدرة والإرادة قديمة غير متغيّرة، وتعلّقاتها حادثة متغيّرة، والكرّامية جوّزوا تغيّر صفاته تعالى مطلقا، هذا كله خلاصة ما في شرح شرح المواقف وشرح الطوالع وشرح الإشارات.
ومنها ما هو مصطلح أهل العربية، والصفة في اصطلاحهم يطلق على معان. الأول النعت وهو تابع يدلّ على معنى في متبوعه مطلقا وقد سبق. الثاني الوصف المشتق ويقابله الاسم، وقد يطلق الصفة المعنوية عليه لكن هذا الإطلاق قليل، هكذا ذكر السّيّد السّند في حاشية المطول وهو ما دلّ على ذات مبهمة باعتبار معنى هو المقصود، والمراد بما اللفظ وبهذا المعنى يستعمله النحاة في باب منع الصرف على ما صرّح به السّيّد الشريف في حاشية المطول في باب القصر تدلّ على تعيين الذات أصلا، فإنّ معنى قائم شيء ما أو ذات ما له القيام، ولذا فسّرت أيضا بما دلّ على ذات مبهمة غاية الإبهام باعتبار معنى هو المقصود، فلا يرد على التعريف اسم الزمان والمكان والآلة فإنّها وإن دلّت على ذات باعتبار معنى هو المقصود لكن الذات المعتبرة فيها لها تعيّن المكانية والزمانية والآلية، فإنّ قولك مقام معناه مكان فيه القيام لا شيء ما أو ذات ما فيه القيام، كذا قالوا. ولا يبعد أن يقال المعنى ما قام بالغير والمتبادر منه أن يقوم بالذات المذكورة فامتازت الصفة بهذا الوجه أيضا من هؤلاء الأسماء وفيه نظر إذ يجوز أن يكون ما وضع له اسم المكان ذات يفعل فيها وكذا اسم الزمان، ويكون ما وضع له اسم الآلة ذات يفعل بها، وكأنّه لهذا صرّحوا بأنّ تعريف الصفة هذا غير صحيح لانتقاضه بهؤلاء الأسماء كذا في الأطول في بحث الاستعارة التبعية.
وقيل المعنى هو المقصود الأصلي في الصفات وفي تلك الأسماء المقصود الأصلي هو الذات فلا نقض في التعريف، وفيه بحث لأنّا لا نسلّم أنّ المقصود الأصلي في الصفات هو المعنى بل الأمر بالعكس إذ نفس المعنى يستفاد من نفس تركيب ض ر ب، فالصوغ إلى صيغة فاعل مثلا إنّما يكون للدلالة على ذات يقوم ذلك الوصف به، هكذا في بعض حواشي المطول في بحث القصر. وقيل المراد قيام معنى به أو وقوعه عليه فتخرج هؤلاء الأسماء فإنّ المضرب مثلا لا يدلّ على قيام الضرب بالزمان والمكان ولا وقوعه عليهما بل على وقوعه فيهما، وعلى هذا القياس اسم الآلة. وقوله هو المقصود احتراز عن رجل فإنّه يدلّ على الذات باعتبار معنى به هو البلوغ والذكور، ولكن ذلك المعنى ليس مقصودا بالدلالة فإنّ المقصود هو الموصوف بخلاف ضارب مثلا فإنّه يدلّ على ذات باعتبار معنى هو المقصود بالدلالة عليه وهو اتصافه بصفة الضرب، فالمقصود بالدلالة في نحو رجل هو الموصوف لا الاتصاف، وفي الضارب هو الاتصاف دون الموصوف، هكذا في بعض حواشي الإرشاد في بحث غير المنصرف. وقال مولانا عصام الدين في حاشية الفوائد الضيائية في بحث اسم التفضيل: أسماء الزمان والمكان والآلة لم توضع لزمان أو مكان أو آلة موصوفا بل لزمان أو مكان أو آلة مضافا انتهى. فمعنى المقتل مكان القتل أو زمانه لا مكان أو زمان يقتل فيه، وإلّا لزم أن يكون فيه ضمير راجع إلى المكان أو الزمان، وكذا الحال في الآلة فإنّ معنى المقتل آلة القتل لا آلة يقتل بها وهذا الفرق أظهر، فإنّ أهل اللغة إنّما يفسّرون معانيها بالإضافة غالبا لا بالتوصيف. ولا شكّ أنّ اسم الفاعل ونحوه لا يمكن تفسيره إلّا بالتوصيف، فعلم من هذا أنّها ليست موضوعة لزمان أو مكان أو آلة موصوفا بل مضافا، فلهذا لم يحكم بكونها أوصافا، والنسبة بين المعنيين العموم من وجه لتصادقهما في نحو جاءني رجل عالم وصدق النعت بدون الوصف المشتق في نحو جاءني هذا الرجل والعكس في نحو زيد عالم.
وفي غاية التحقيق الوصف في الاصطلاح يطلق على معنيين: أحدهما كونه تابعا يدلّ على معنى في متبوعه، وثانيهما كونه دالّا على ذات باعتبار معنى هو المقصود انتهى. ولا شكّ أنّ الوصف بكلا المعنيين ليس إلّا اللفظ الدالّ لا كونه دالّا، ففي العبارة مسامحة إشارة إلى أنّ المعتبر في التسمية بالوصف ليس محض اللفظ بل اللفظ بوصف كونه دالّا. وفي الفوائد الضيائية الوصف المعتبر في باب منع الصرف هو بمعنى كون الاسم دالّا على ذات مبهمة مأخوذة مع بعض صفاتها والدلالة أعمّ سواء كانت بحسب أصل الوضع أو بحسب الاستعمال كما في أربع في مررت بنسوة أربع انتهى. وهذا المعنى شامل للنعت والوصف المشتق لكنه يخرج عنه أيضا أسماء الزمان والمكان والآلة، فإنّ هذه الأمور وإن دلّت على الذات لكن لم تدلّ على بعض صفة تلك الذات على ما ذكره المولوي عصام الدين. الثالث الصفة المعنوية وهي تطلق على معنى قائم بالغير والمراد بالمعنى مقابل اللفظ كما هو الظاهر، فبينها وبين النعت تباين، وكذا بينها وبين الوصف المشتقّ. وقد يراد بالمعنى نفس اللفظ تسامحا تسمية للدّال باسم المدلول أو على حذف المضاف أي دالّ معنى، فعلى هذا بينهما عموم من وجه لتصادقهما في أعجبني هذا العلم وصدق المعنوية بدون النعت في نحو العلم حسن، والعكس في نحو مررت بهذا الرجل وبينها وبين الوصف المشتق التباين، وهذا هو المراد بالصفة في قولهم: القصر نوعان قصر الصفة على الموصوف وقصر الموصوف على الصفة. وقد تطلق على معنى أخصّ من هذا كما عرفت في تقسيم الصفة. وقد تطلق على ما تجريه على الغير وتجعل الغير فردا له وذلك بجعله حالا أو خبرا أو نعتا. وأمّا ما قال المحقّق التفتازاني من أنّ المراد بها في القول المذكور الوصف المشتق فبعيد إذ لم يشتهر وصفها بالمعنوية ولا يصحّ في كثير من موارد القصر إلّا بتكلّف أو تعسّف، هكذا يستفاد من الأطول وحواشي المطول. قال في الإنسان الكامل: الصفة عند علماء العربية على نوعين صفة فضائلية وهي التي تتعلّق بذات الإنسان كالحياة وفاضلية وهي التي تتعلّق به وبخارج عنه كالكرم وأمثال ذلك انتهى. والصفة في هذا التقسيم بمعنى ما يقوم بالغير. اعلم أنّ الوصف والصفة في هذه المعاني الثلاثة مترادفان، قال مولانا عبد الحكيم في حاشية الفوائد الضيائية في بحث غير المنصرف: الوصف يقال بمعنى النعت وبمعنى الأمر القائم بالغير وبمعنى ما يقابل الاسم انتهى. وفي المطول والأطول صرّح بأنّ الصفة تطلق على هذه المعاني الثلاثة فعلم أنّ بينهما ترادفا.

مُنْذُ

مُنْذُ، بَسيطٌ، مَبْنيٌّ على الضم،
ومُذْ، محذوفٌ منه، مَبْنِيٌّ على السكونِ، وتكسرُ مِيمُهُما، ويَلِيهما اسمٌ مجرورٌ، وحينئذ: حَرْفا جَرٍّ بمعنى" مِنْ" في الماضي، و"في" في الحاضِرِ، ومنْ وإلى جميعاً في المَعْدودِ، كـ: ما رأيتُهُ مُنْذُ يومِ الخميسِ، واسمٌ مرفوعٌ: كـ مُنْذُ يومانِ، وحينئذ: مُبْتدآنِ، ما بعدَهما خَبرٌ، ومعناهُما: الأَمَدُ في الحاضِرِ والمَعدودِ، وأوَّلُ المُدَّةِ في الماضِي، أو ظَرْفانِ مُخْبَرٌ بِهِما عَمَّا بعدَهما، ومعناهُما: بينَ وبينَ، كَلَقِيتُه مُنْذُ يومانِ، أي: بينِي وبينَ لقائِهِ يومانِ، وتَليهما الجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ نحوُ:
مازال مُذْ عَقَدَتْ يَداهُ إزارَهُ
أو الاسْمِيَّةُ:
وما زِلْتُ أبْغِي المالَ مُذْ أنا يافِعُ
وحينئذٍ: ظَرْفانِ مُضافانِ إلى الجُمْلَةِ، أو إلى زمانٍ مُضافٍ إليها، وقيلَ: مُبْتَدَآنِ.
وأصلُ مُذْ: مُنْذُ، لِرُجوعِهِم إلى ضم ذالِ مُذْ عندَ مُلاقاةِ الساكنينِ، كمُذُ اليومِ، ولولا أن الأَصلَ الضمُّ لكَسَرُوا، ولتَصْغِيرِهِم إيَّاهُ
مُنَيْذٌ، أو إذا كانتْ مُذْ اسماً فأَصْلُها مُنْذُ، أو حَرْفاً فهي أصلٌ، ويقالُ: ما لقِيتُه مُنْذَ اليوم، ومُذَ اليومِ، بفتح ذالِهِما، أو أصْلُها: "مِن" الجارَّةُ، و"ذُو" بمعنى الذي، أو "منْ إذْ"، حُذِفَت الهمزةُ، فالْتَقَى ساكنانِ، فضُمَّ الذالُ، أو أصْلُها: "مِنْ ذَا"، اسمَ إشارةٍ، فالتقديرُ في "مارَأيْتُهُ مُذ يومانِ": من ذَا الوَقْتِ يومانِ، وفي كُلٍّ تَعَسُّفٌ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.