Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: ترك

الإباحة

الإباحة: الإذن في الفعل والــترك يقال: أباح الرجل ماله أذن في أخذه وتركــه وجعله مطلق الطرفين.
الإباحة:
[في الانكليزية] Declaration ،licence
[ في الفرنسية] Declaration ،licence
في اللغة الإظهار والإعلان من قولهم باح بالسّرّ وأباحه، وباحة الدار ساحتها لظهورها.
وقد يرد بمعنى الإذن والإطلاق. يقال أبحته كذا أي أطلقته. وفي الشرع حكم لا يكون طلبا ويكون تخييرا بين الفعل وتركــه. والفعل الذي هو غير مطلوب وخيّر بين إتيانه وتركــه يسمّى مباحا وجائزا أيضا. فالقيد الأول احتراز عن الواجب مخيّرا كان أو معيّنا موسّعا كان أو مضيّقا عينا كان أو كفاية. وعن الحرام والكراهة والمندوب لكونها أفعالا مطلوبة من الحكم.
والقيد الأخير احتراز عن الحكم الوضعي.
والحلال أعمّ من المباح على ما في جامع الرموز في كتاب الكراهية حيث قال: كل مباح حلال بلا عكس كالبيع عند النّداء فإنه حلال غير مباح لأنه مكروه، انتهى. وقيل المباح ما خيّر بين فعله وتركــه شرعا ونقض بالواجب المخيّر والأداء في أول الوقت مع العزم في الواجب، مع أنّ الفعل في كل منهما واجب.
وقيل ما استوى جانباه في عدم الثواب والعقاب ونقض بأفعال الله تعالى، فإنها لا توصف بالإباحة مع صدق الحدّ عليه، ونقض أيضا بفعل غير المكلّف كالصّبي والمجنون لصدق الحدّ عليه مع عدم وضعه بالإباحة. وقيل: ولو قيل ما استوى جانباه من أفعال المكلّفين لاندفع النقصان. لكن يرد المباح المنوي لقصد التوسّل إلى العبادة فإنه يثاب على فعله بالنيّة ويعاقب عليه عند قصد المعصية. ويندفع هذا بزيادة قولنا لذاته. قيل والأقرب أن يقال ما دلّ الدليل السمعي على خطاب الشارع فيه بالتخيير بين الفعل والــترك من غير بدل. والأول فصل من فعل الله. والثاني أي قولنا من غير بدل فصل عن الواجب الموسّع والمخيّر فإنّ تركــهما وإن كان جائزا لكن مع بدل. وفيه أنه صادق على ترك الواجب الموسّع في أول الوقت على المختار فإنه لا بدل له وهو العزم، وكذا المخيّر كلّ منهما واجب أصالة لأنّ أحدهما بدل عن الآخر على المختار.
واعلم أنّ المباح عند المعتزلة فيما يدرك جهة حسنه أو قبحه بالعقل وهو ما لم يشتمل شيء من طرفيه على مفسدة ولا مصلحة وسيجيء في لفظ الحسن.

فائدة: اتّفق الجمهور على أنّ الإباحة حكم شرعيّ. وبعض المعتزلة قالوا لا معنى لها إلّا نفي الحرج عن الفعل والــترك، وهو ثابت قبل الشرع وبعده فليس حكما شرعيا. قلنا انتفاء الحرج ليس بإباحة شرعية، بل الإباحة الشرعية خطاب الشارع بالتخيير، وهو ليس ثابتا قبل الشرع، فالنزاع بالحقيقة لفظي لأنه إن فسّرت الإباحة بانتفاء الحرج عن الفعل والــترك فليست شرعية، وإن فسّرت بخطاب الشارع بانتفاء الحرج عنهما فهي من الأحكام الشرعية.

فائدة: الجمهور على أنّ المباح ليس جنسا للواجب لأنّ المباح ما خيّر بين الفعل والــترك وهو مباين للواجب. وقيل جنس له لأنّ المباح ما لا حرج في فعله وهو متحقّق في الواجب، وما زاد به الواجب وهو كونه يذمّ على تركــه فصل، والنزاع لفظي أيضا. فإن اريد بالمباح ما اذن في فعله مطلقا من غير تعرّض لطرف الــترك بالإذن فيه فجنس للواجب والمندوب والمباح بالمعنى الأخص، وهو ما خيّر بين فعله وتركــه. وإن اريد به ما اذن فيه ولم يذمّ على تركــه فليس بجنس.

فائدة: المباح ليس بمأمور به عند الجمهور خلافا للكعبي قال: لا مباح في الشرع، بل ما يفرض مباحا فهو واجب مأمور به لهم أنّ الأمر طلب وأقلّه ترجيح الفعل والمباح لا ترجيح فيه، هكذا يستفاد من العضدي وغيره.

قنط

قنطرة}: المكملة. كما تقول: ألوف مؤلفة. وقال الفراء: المقنطرة: المضعفة.
قنط: {القانطون}: اليائسون.
(ق ن ط)

قنط يقنط، ويقنط، وَقَنطَ قنطا، وقنوطا، فيهمَا: يئس.

وَقَالَ ابْن جني: قنط يقنط. كأبى يَأْبَى، وَالصَّحِيح مَا بدأنا بِهِ.
ق ن ط : الْقُنُوطُ بِالضَّمِّ الْإِيَاسُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَقَنِطَ يَقْنِطُ مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَتَعِبَ وَهُوَ قَانِطٌ وَقَنُوطُ وَحَكَى الْجَوْهَرِيُّ لُغَةً ثَالِثَةً مِنْ بَابِ قَعَدَ وَيُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ. 
(قنط)
قنوطا يئس أَشد الْيَأْس وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَهُوَ الَّذِي ينزل الْغَيْث من بعد مَا قَنطُوا} فَهُوَ قانط وقنوط

(قنط) قنوطا وقناطة يئس وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {لَا تقنطوا من رَحْمَة الله}
[قنط] القُنوطُ: اليأسُ. وقد قَنَطَ يقنط قنوطا مثل جلس يجلس جلوسا. وكذلك قنط يقنط مثل قعد يقعد، فهو قانِطٌ. وفيه لغةٌ ثالثة قنط يقنطا قنطا، مثل تعب يتعب تعبا، وقناطة فهو قنط. وقرئ: {فلا تكن من القنطين} . وأما قنط يقنط بالفتح فيهما، وقَنِطَ يَقْنِطُ بالكسر فيهما، فإنَّما هو على الجمع بين اللغتين. قاله الاخفش.

قنط


قَنَطَ(n. ac.
قَنْط
قُنُوْط)
a. Was discouraged, desponded, despaired.
b. [Min], Despaired, desponded of.
c. [acc. & 'An], Withheld from.
قَنِطَ(n. ac. قَنَط)
قَنُطَ(n. ac. قَنَاْطَة)
a. see supra
(a) (b).
قَنَّطَa. Made to despair.

أَقْنَطَa. see II
قَنَطa. Despair; despondency, discouragement
dejection.

قَنِطa. see 21
قَاْنِطa. Despairing; despondent, discouraged, dejected.

قَنُوْطa. see 21
قُنُوْطa. see 4
قنط
قَنِطَ يَقْنَطُ وقنَطَ يَقْنِطُ قُنُوْطاً: وهو اليَأْسُ من الخَيْرِ. وبنو فلان يَقْنِطُونَ ماءهم عَنّا قَنْطاً: أي يمْنَعُونَه. والقُنْطُ: زبَيْبُ الصَّبيِّ.
نقط
نَقَطَ يَنْقُطُ نُقًوطاً، والنُّقْطَة الاسْمُ، والنًقْطَة: فَعْلَةٌ واحِدَةٌ.
والنُّقْطَةُ من الكَلإِ: قِطْعَةٌ بعد قِطْعَةٍ. وتَنَقَّطْتُ الخَبَرَ: أخَذْته شَيْئاً شَيْئاً.
ق ن ط: (الْقُنُوطُ) الْيَأْسُ وَبَابُهُ جَلَسَ وَدَخَلَ وَطَرِبَ وَسَلِمَ فَهُوَ (قَنِطٌ) وَ (قَنُوطٌ) وَ (قَانِطٌ) وَقُرِئَ: «فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَنِطِينَ» فَأَمَّا (قَنَطَ) يَقْنَطُ بِالْفَتْحِ فِيهِمَا وَ (قَنِطَ) يَقْنِطُ بِالْكَسْرِ فِيهِمَا فَإِنَّمَا هُوَ عَلَى الْجَمْعِ بَيْنَ اللُّغَتَيْنِ. 
قنط
القُنُوطُ: اليأس من الخير. يقال: قَنَطَ يَقْنِطُ قُنُوطاً، وقَنِطَ يَقْنَطُ . قال تعالى: فَلا تَكُنْ مِنَ الْقانِطِينَ
[الحجر/ 55] ، قال: وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ
[الحجر/ 56] ، وقال: يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ
[الزمر/ 53] ، وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُسٌ قَنُوطٌ
[فصلت/ 49] ، إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ
[الروم/ 36] .
قنط
القُنُوْطُ: اليأسُ. وقد قنط يقنط قنوطاً - مثال جلس يجلس جلوساً -، وكذلك قنط يقنط - مثال قعد يقعدُ -، وقرأ الأعمشُ وأبو عمرو والأشهبُ العُقيليُّ وعيس بن عمر وعبيدُ بن عميرٍ وزيد بن عليَّ وطاوُسُ:) قال ومن يقنُطُ (بضم النون، فهو قانُط، وفيه لغةُ ثالثة وهي: قنط يقنُط قنطاً - مثال فرح يفرح فرحاً - وقناطةً، فهو قنط، وقرأ ابن وثابٍ والأعمشُ ومبشَّر بن عبيٍد وطلحةُ والحسين عن أبي عمرو:) فلا تكن من القانطين (.
وأما قنط يقنطُ - بالفتح فيهما - وقنط يقنط؟ بالكسر - فيهما فإنما هما على الجمع بين اللغتين، قاله الأخفشُ، واللغة الفصحى: قنط يقنط - مثال جلس يجلس -، وقرأ أبو رجاء العطاردي والأعْمشُ والدوري عن أبي عمرو:) من بعدما قنطوا (بكسر النون، وقرأ الخليل:) من بعدما قنطوا (بضم النون. وقال ابن عبادٍ: بنو فلان يقنطون ماءهم عنا قنطاً: أي يمنعونه.
قال: والقنْطُ: زبيبُ الصَّبي. َّ وقنَّطه تقْنيطاً: إذا أبأسهُ.
والــتركــيب يدلُ على الياس.

قنط: القُنُوط: اليأْس، وفي التهذيب: اليأْس من الخير، وقيل: أَشدّ

اليأْس من الشيء. والقُنُوط، بالضم، المصدر. وقَنَط يقنِطُ ويَقْنُطُ

قُنُوطاً مثل جلَس يجلِس جُلوساً، وقَنِطَ قَنَطاً وهو قانِطٌ: يَئِسَ؛ وقال ابن

جني: قَنَطَ يَقْنَطُ كأَبى يَأْبَى، والصحيح ما بدأْنا به، وفيه لغة

ثالثة قَنِطَ يَقْنَطُ قَنَطاً، مثل تعِب يَتْعَب تعباً، وقَناطة، فهو

قَنِطٌ؛ وقرئ: ولا تكن من القَنِطِين. وأَما قَنَط يقْنَطُ، بالفتح فيهما،

وقَنِطَ يَقْنِط، بالكسر فيهما، فإِنما هو على الجمع بين اللغتين؛ قاله

الأَخفش. وفي التنزيل: قال ومن يَقْنُطُ من رحمة ربه إِلا الضالون، وقرئ:

ومن يَقْنِطُ، قال الأَزهري: وهما لغتان: قَنَطَ يَقْنُطُ، وقَنَط

يَقْنِطُ قُنوطاً في اللغتين، قال: قال ذلك أَبو عمرو بن العلاء.

ويقال: شر الناس الذين يُقَنِّطُون الناس من رحمة اللّه أَي

يُؤْيِسُونهم.

وفي حديث خزيمة في روايةٍ: وقُطَّتِ القَنِطةُ، قُطَّتْ أَي قُطِعَتْ،

وأَما القَنِطةُ فقال أَبو موسى: لا نعرفها، قال ابن الأَثير: وأَظنه

تصحيفاً إِلا أَن يكون أَراد القَطِنةَ بتقديم الطاء، وهي هَنة دون القِبةِ.

ويقال للجمة بين الوركين أَيضاً: قَطِنَةٌ.

قنط

1 قَنَطَ, aor. ـِ and قَنَطَ, aor. ـُ and قَنِطَ, aor. ـَ (S, Msb, K;) and قَنُطَ, aor. ـُ (K;) and قَنَطَ, aor. ـَ and قَنِطَ, aor. ـِ each of the last two being a mixture of two dialects; (Akh, S, K;) inf. n. قُنُوطٌ, (S, Msb, K,) which is of the first and second, (S, K, TA,) and of the fourth and sixth also; (K; [but this is doubtful;]) and قَنَطٌ, which is of the third; (S, K;) and قَنَاطَةٌ, which is also of the third, (S, K,) or [more probably, agreeably with analogy,] of the fourth; (TK;) He despaired (S, Msb, K) of (مِنْ) the mercy of God, (Msb,) or, as in the T, of good: or, as some say, he despaired most vehemently of a thing. (TA.) It is said in the Kur, [xv. 56,] accord. to different readings, وَمَنْ يَقْنِطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ and يَقْنُطُ (Bd, TA) and يَقْنَطُ (Bd) [And who despaireth of the mercy of his Lord except those who are in error?]

A2: قَنْطٌ is also syn. with مَنْعٌ. (K.) You say, قَنَطَ مَآءَهُ عَنَّا He withheld, kept, or debarred, his water from us. (Sgh on the authority of Ibn-'Abbád.) 2 قنّطهُ, (Msb, K,) inf. n. تَقْنِيطٌ, (K,) He made him to despair; (Msb, K;) as also ↓ اقنطهُ. (Msb.) You say, شَرُّ النَّاسِ الَّذِينَ يُقَنِّطُونَ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللّٰهِ The worst of men are those who make men to despair of the mercy of God. (TA.) 4 أَقْنَطَ see 2.

قَنِطٌ: see what follows.

قَنُوطٌ: see what follows.

قَانِطٌ (S, Msb) and ↓ قَنِطٌ (S, TA) and ↓ قَنُوطٌ, (Msb, TA,) but the last has an intensive signification, (Bd, xli. 49,) Despairing: (S, Msb, TA:) pl. of the first with ون; (Kur xv. 55, accord. to the prevailing reading;) and so of the second. (S, TA.)
قنط: قنط: يئس. والمصدر قناط. (الكالا).
قنط من: سئم من، برم به، وتبرم، ضجر، تضجر. (كرتاس ص157، 216). وقنط فقط تدل على نفس المعنى (كرتاس ص269).
قنط (بالتشديد): فعل مشتق من الكلمة الأسبانية Canuto وهو يدل على المعاني التالية: قنط الحصير: ضفر الحصير ونسجها (فوك ص235، والمصدر تقمنيط في ص66).
قنط: حل الغزل، ردن. كب، كبب، وجعله شليلة (الكالا) وجعله وشيعة (بوسييه).
أقنط: قنط، ايس. جعله ييأس. (فوك).
أقنط: قنط، يئس، (الكالا).
قنوط: قناط: يائس، وتجمع على قنوطون. (فوك)، قنوط، قنود (بالأسبانية canuto قطعة من القصب بين عقدتين منه سيمونيه ص312 - 313).
والجمع قنانيط، وقنانط، وقنانيد: قصبة (فوك) وفيه قنوط بالطاء، (الكالا) وفيه قنود بالدال.
قنود: قصبة تستعمل أنبوبا. (ابن العوام 1: 150).
وفيه: قنود مثقوب، وهذا هو صواب الكلمة بدل قيود (ص308) وردت في عبارة صححتها في مادة قادوس وفيه (1: 647): أن جعل عنقود العنب الخ وهو صغير في قالب غير خشن أو في قنود غليظ من قصب الخ.
(وفي مخطوطتنا وردت كلمة قنود خالية من النقط وكذلك في المطبوع). وفيه (2: 465): إن سرك أن تذل البقر فادقق الورد اليابس ثم انفخه في منخره ومرط (بقنوط) قصبة.
قنوط: ملف، مكب، وشيعة. (مارسيل، بوسييه) وانظر مادة: قنط.
قنوط: وعاء صغير يحتوي على الصمغ العربي الذي يستعمل في الكتابة 0الكالا)، وربما أطلق عليه هذا الاسم لأنه في شكل القصبة.
تركــيب القنوط (بالأسبانية injerto de canutillo) : تطعيم الصفارة، تأببر بالصفارة.
تطعيم الأنبوب. يقول ابن ليون (ص33 ق): تركــيب الأنبوب ويسمى تركــيب القنوط قال الطغنري يركب بالقنوط شجر التين واللوز والزيتون والتوت والدفلى الخ.
قناطة: هو في بعض سواحل المغرب أبو زيد البحر، سيبدج، حبار صنف من الرخويات وهي حيوانات تحتوي محارا أو صدفا كلسيا. وقد ذكر ابن البيطار ضبط الكلمة (2: 14) وانظر سيمونيه (ص312).
قانط: يائس بلغ به اليأس بحيث يريد أن يشنق نفسه (الكالا).
اقنط: من كان في حال شديدة من الهم والقلق. (عباد 2: 199).
قنط
قنَطَ يقْنُط ويقْنِط، قُنُوطًا، فهو قانِط وقَنوط
• قنَط الشَّخصُ: يئِس أشدَّ اليأس "عجبت لمن يقنط ومعه الاستغفار- وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الرَّحْمَةِ مَا قَنَطَ مِنْ جَنَّتِهِ أَحَدٌ [حديث]- {لاَ تَقْنُطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ} [ق]- {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا} - {فَلاَ تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ} ". 

قنُطَ يقنُط، قنوطًا، فهو قانط
• قنُط الشَّخصُ: قنَط؛ يئس أشد اليأس وسخط " {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنُطُوا} [ق] ". 

قنِطَ يَقْنَط، قُنُوطًا وقَناطةً، فهو قانِط وقَنُوط
• قنِط الشَّخصُ: قَنَط، يئِس أشدّ اليأس " {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنِطُوا} [ق]- {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} ". 

أقنطَ يُقْنِط، إقناطًا، فهو مُقْنِط، والمفعول مُقْنَط
• أقنط الشَّخْصَ: جعله يَيْأس "أَقْنَطه من المساعدة/ الفوز في الامتحان- إنَّ صعوبة الامتحان قد أَقْنَطت الطُّلاب من النَّجاح". 

قنَّطَ يُقَنِّط، تقنيطًا، فهو مُقَنِّط، والمفعول مُقَنَّط
• قنَّط فلانًا: حمله على القُنُوط واليأس "قَنَّطه من تحقيق المشروع إخفاقُه فيه مرّتين". 

قَناطة [مفرد]: مصدر قنِطَ. 

قَنوط [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قنَطَ وقنِطَ. 

قُنوط [مفرد]: مصدر قنَطَ وقنُطَ وقنِطَ. 
قنط
قَنَط، كنَصَرَ، وضَرَبَ، وحَسِبَ، وكُرُمَ وسَقَطَ فِي بَعْضِ النُّسَخِ وحَسِبَ قُنُوطاً، بالضَّمِّ مَصْدَرُ الأَوَّل والثّانِي، قَالَ ذلِكَ أَبو عَمْرِو ابنُ العَلاءِ، وبِهِمَا قُرِئَ قولُه تَعَالَى: ومَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّه إِلاَّ الضّالُّونَ. قلتُ: أَمَّا يقنُط، كيَنْصُر، فَقَرَأَ بِهِ الأَعْمَشُ، وأَبو عَمْرٍ و، والأَشْهَبُ العُقَيْلِيُّ، وعِيسَى ابنُ عُمَرَ، وعُبَيْدُ بن عُمَيْر، وزَيْدُ بنُ عَلِيٍّ، وطاوُوس، فَهُوَ قانِطٌ. وَفِيه لغةٌ أُخْرَى: قَنِطَ، كَفَرِحَ، وقَرَأَ أَبُو رجَاءٍ العُطَارِدِيُّ والأَعْمَشُ والدُّورِيُّ عَن أَبِي عَمْرٍ وَمن بَعْدِ مَا قَنِطُوا. بكسرِ النُّونِ، وَقَرَأَ الخَلِيلُ من بَعْدِ مَا قَنُطُوا بضمِّ النُّونِ، قَنَطاً، مُحَرَّكةً، وقَنَاطَةً، كسَحَابَةٍ. وقَنَطَ، كمَنَعَ وحَسِبُ، وهاتَانِ على الجَمْعِ بَين اللُّغَتَيْنِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عَن الأَخْفَشِ، أَي يَئِسَ، فَهُوَ قَنِطٌ كفَرِحٍ وقُرِئَ: فَلَا تَكُنْ من القَنِيطِينَ. قلتُ: هُوَ قِرَاءَةُ ابنِ وَثّابٍ والأَعْمَش وبِشْر بنِ عُبَيْد وطَلْحَةَ والحُسَيْنِ عَن أَبِي عَمْرٍ و.
والقُنُوطُ: اليَأْسُ، وَفِي التَّهْذِيب: اليَأْسُ من الخَيْرِ، وقِيلَ: أَشَدُّ اليَأْسِ من الشَّيْءِ.
وَقَالَ ابنُ جِنِّى: وقَنَطَ يَقْنُطُ، كأَبَي يَأْبَى، أَي فِي الشُّذُوذِ، وَقد حَقَّقْنَا هَذَا البَحْثَ فِي كتابِنَا التَّعْرِيف بضَرُورِيِّ قَوَاعِدِ التَّصْرِيف فراجِعْهُ. وقَنَّطَه تَقْنِيطاً: آيَسَهُ، يُقَال: شرُّ النّاسِ الَّذِين يُقَنِّطُونَ النّاسَ من رَحْمَةِ اللهِ، أَي يُؤْيِسُونهم. والقَنْطُ: المَنْعُ، يُقَال: قَنَطَ ماءَهُ عَنَّا، أَي مَنَعَه، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عَن ابْنِ عَبّادٍ. قَالَ والقَنْطُ: زَبَيْبُ الصَّبِيِّ وضَبَطه فِي التَّكْمِلَةِ بضَمِّ القَافِ. ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَليه: القَنُوطُ، كصَبُورٍ: الآيسُ كالقَانِطُ، وَفِي حَدِيثِ خُزَيْمَةَ: وقُطَّتِ القَنِطَةُ هكَذا رُوِي، أَي: قُطِعَتْ.
والقَنِطَةُ: مَقْلُوبُ القَطِنَة، وَهِي هَنَةٌ دُون القِبَةِ، قالَهُ ابنُ الأَثِير، وَلم يَعْرِفْهَا أَبُو مُوسَى.
ق ن ط

قنط من الرحمة يقنط ويقنّط قنوطاً، وهو قانط وقنوط. وتقول: قلب المؤمن بالرجاء منوط، والكافر آيس قنوط. وتقول اكتتب ونقط، ثم اكتأب وقنط.
[قنط] فيه: ذكر «القنوط» وهو أشد اليأس من الشيء، وهو بالضم مصدر قنط يقنط. وفيه: وقطت «ىلقنطة»، أي قطعت، وأما القنطة فظن أنه تصحيف، إلا أن يكون أراد القطنة - بتقديم طاء وهي هنة دون القبة، ويقال: للحمة بين الوركين أيضًا.

الدّور

(الدّور) الطَّبَقَة من الشَّيْء الْمدَار بعضه فَوق بعضه يُقَال انْفَسَخ دور عمَامَته و (عِنْد المناطقة) توقف كل من الشَّيْئَيْنِ على الآخر والنوبة (ج) أدوار
الدّور: بِالضَّمِّ جمع الدَّار. وبالفتح الزَّمَان والعهد وَالْحَرَكَة وَالْحَرَكَة على المركز ودور كأس الشَّرَاب وَقِرَاءَة الْقُرْآن الْمجِيد على ظهر الْقلب بِأَن يقْرَأ السَّامع مَا قَرَأَ الْقَارئ كَمَا هُوَ الْمَشْهُور بَين الْحفاظ. وسألني بعض الأحباب عِنْد اجْتِمَاع الْحفاظ مَا يَفْعَلُونَ قلت الدّور قَالَ الدّور بَاطِل قلت هَذَا الدّور جَائِز فِي الأدوار.
والدور عِنْد أَرْبَاب الْمَعْقُول توقف كل وَاحِد من الشَّيْئَيْنِ على الآخر وَيلْزمهُ توقف الشَّيْء على مَا يتَوَقَّف عَلَيْهِ كَمَا هُوَ الْمَشْهُور بَين الْعلمَاء فَهَذَا تَعْرِيف باللازم وَإِنَّمَا اخْتَارُوا تَعْرِيفه باللازم لأَنهم إِنَّمَا احتاجوا إِلَى تَعْرِيفه لإِثْبَات تقدم الشَّيْء على نَفسه فِيمَا هم فِيهِ. وَهَذَا التَّعْرِيف الرسمي أظهر استلزاما لذَلِك التَّقَدُّم الْبَاطِل الَّذِي احتاجوا فِي إِثْبَات مطالبهم إِلَى ذَلِك الْإِثْبَات بِأَنَّهُ لَو لم يكن الْمُدَّعِي ثَابتا لثبت نقيضه لَكِن النقيض بَاطِل لِأَن الْمُدَّعِي ثَابت فثبوت الْمُدَّعِي مَوْقُوف على بطلَان نقيضه الْمَوْقُوف على ثُبُوت الْمُدَّعِي فَيلْزم الدّور وَهُوَ بَاطِل لاستلزامه ذَلِك التَّقَدُّم الْبَاطِل.
ثمَّ اعْلَم أَن الْفَاضِل الْعَلامَة الرَّازِيّ قَالَ فِي شرح الشمسية والدور هُوَ توقف الشَّيْء على مَا يتَوَقَّف عَلَيْهِ من جِهَة وَاحِدَة أَو بمرتبة كَمَا يتَوَقَّف (أ) على (ب) وَبِالْعَكْسِ أَو بمراتب كَمَا يتَوَقَّف (أ) على (ب) و (ب) على (ج) و (ج) على (أ) .
وللناظرين فِي هَذَا الْمقَام توجيهات وتحقيقات فِي أَن قَوْله إِمَّا بمرتبة أَو بمراتب مُتَعَلق بقوله توقف أَو بقوله يتَوَقَّف. وَمَا المُرَاد بالمرتبة فاستمع لما أَقُول مَا هُوَ الْحق فِي تَحْقِيق هَذَا الْمقَام. حَتَّى ينْدَفع عَنْك جَمِيع الأوهام. إِن قَوْله بمرتبة أَو بمراتب مُتَعَلق بقوله يتَوَقَّف. وَالْمرَاد بتوقف الشَّيْء هُوَ التَّوَقُّف الْمُتَبَادر أَعنِي التَّوَقُّف بِلَا وَاسِطَة. وَالْمرَاد بالمرتبة هِيَ مرتبَة الْعلية ودرجتها وَإِضَافَة الْمرتبَة إِلَى الْعلية بَيَانِيَّة. فالمرتبة الْوَاحِدَة هِيَ الْعلية الْوَاحِدَة والتوقف الْوَاحِد.
فَاعْلَم أَن الدّور هُوَ توقف شَيْء بِالذَّاتِ وَبِغير الْوَاسِطَة على أَمر يتَوَقَّف ذَلِك الْأَمر على ذَلِك الشَّيْء ثمَّ هُوَ على نَوْعَيْنِ: (مُصَرح) و (مُضْمر) لِأَن توقف ذَلِك الْأَمر على ذَلِك الشَّيْء إِن كَانَ بمرتبة وَاحِدَة أَي بعلية وَاحِدَة وَتوقف وَاحِد بِأَن لَا يَتَخَلَّل بَينهمَا ثَالِث حَتَّى يتكثر الْعلية والتوقف فالدور (مُصَرح) لاستلزامه تقدم الشَّيْء على نَفسه صَرَاحَة وَإِلَّا أَي وَإِن كَانَ ذَلِك التَّوَقُّف بمراتب الْعلية والتوقف بِأَن يَتَخَلَّل هُنَاكَ ثَالِث فَصَاعِدا فيتكثر حِينَئِذٍ الْعلية والتوقف (فمضمر) لخفاء ذَلِك الاستلزام. فالدور الْمُصَرّح هُوَ توقف شَيْء بِلَا وَاسِطَة على أَمر يتَوَقَّف ذَلِك الْأَمر أَيْضا بِلَا وَاسِطَة على ذَلِك الشَّيْء فَيكون ذَلِك الْأَمر متوقفا على ذَلِك الشَّيْء بعلية وَاحِدَة وَتوقف وَاحِد مثل توقف (أ) على (ب) و (ب) على (أ) والدور الْمُضمر هُوَ توقف شَيْء بِلَا وَاسِطَة على أَمر يتَوَقَّف ذَلِك الْأَمر بتخلل أَمر ثَالِث فَصَاعِدا على ذَلِك الشَّيْء مثل توقف (أ) على (ب) و (ب) على (ج) و (ج) على (أ) بمراتب الْعلية أَي بعلتين وتوقفين لِأَنَّهُ إِذا توقف (ب) على (ج) فَحصل عَلَيْهِ وَاحِدَة وَتوقف وَاحِد ثمَّ إِذا توقف (ج) على (أ) حصل عَلَيْهِ أُخْرَى وَتوقف آخر.
ثمَّ اعْلَم أَن اتِّحَاد جهتي التَّوَقُّف شَرط فِي الدّور فَمَعَ اخْتِلَافهمَا لَا يتَحَقَّق الدّور وَمن هَا هُنَا ينْحل كثير من المغالطات. وَعَلَيْك أَن تحفظ أَن الْمحَال هُوَ دور التَّقَدُّم لاستلزام تقدم الشَّيْء على نَفسه. وَأما دور الْمَعِيَّة فَلَيْسَ بمحال بل جَائِز وَاقع لِأَنَّهُ لَا يَقْتَضِي إِلَّا حصولهما مَعًا فِي الْخَارِج أَو الذِّهْن كتوقف تلفظ الْحُرُوف على الْحَرَكَة وَبِالْعَكْسِ وَتوقف تعقل الْأُبُوَّة على الْبُنُوَّة وَبِالْعَكْسِ. ثمَّ اعْلَم أَن الدّور نوع من التسلسل ويستلزمه وَبَيَانه كَمَا قرر الْمُحَقق السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره فِي حَوَاشِي شرح الْمطَالع أَن نقُول إِذا توقف (أ) على (ب) و (ب) على (أ) كَانَ (أ) مثلا مَوْقُوفا على نَفسه وَهَذَا وَإِن كَانَ محالا لكنه ثَابت على تَقْدِير الدّور وَلَا شكّ أَن الْمَوْقُوف غير الْمَوْقُوف عَلَيْهِ لنَفس (أ) غير (أ) فهناك شَيْئَانِ (أ) وَنَفسه وَقد توقف الأول على الثَّانِي وَلنَا مُقَدّمَة صَادِقَة هِيَ أَن نفس (أ) لَيست إِلَّا (أ) وَحِينَئِذٍ يتَوَقَّف نفس (أ) على (ب) و (ب) على نفس (أ) فَيتَوَقَّف نفس (أ) على نَفسهَا أَعنِي نفس (أ) فيتغايران ثمَّ نقُول إِن نفس نفس (أ) لَيست إِلَّا (أ) فَيلْزم أَن يتَوَقَّف على (ب) و (ب) على نفس (أ) وَهَكَذَا نسوق الْكَلَام حَتَّى يَتَرَتَّب نفوس غير متناهية. ثمَّ رد عَلَيْهِ بِأَن قَوْلنَا الْمَوْقُوف غير الْمَوْقُوف عَلَيْهِ وَإِن كَانَ صَادِقا فِي نفس الْأَمر فَهُوَ غير صَادِق على تَقْدِير الدّور. وَإِن سلم صدقه على تَقْدِير الدّور فَلَا شكّ أَنه يسْتَلْزم قَوْلنَا نفس (آ) مغائرة (لآ) فَلَا يُجَامع صدقه صدق قَوْلنَا نفس (آ) لَيست إِلَّا (آ) انْتهى.
وَحَاصِل الرَّد أَنه يلْزم فِي بَيَان اللُّزُوم اعْتِبَار مقدمتين متنافيتين: إِحْدَاهمَا: أَن الْمَوْقُوف عين الْمَوْقُوف عَلَيْهِ لكَونه دورا. وثانيتهما: للتغاير بَينهمَا ليوجد توقفات غير متناهية وَلِهَذَا مَال السَّيِّد السَّنَد فِي تِلْكَ الْحَوَاشِي إِلَى لُزُوم ترَتّب النُّفُوس الْغَيْر المتناهية وَللَّه در النَّاظِم.
(ساقيا دركردش ساغر تعلل تابكي ... )

(دورجون باعاشقان افتد تسلسل بايدش ... )
الدّور:
[في الانكليزية] Cycle ،period ،cyclical
[ في الفرنسية] Cycle ،periode ،cyclique
بالفتح لغة الحركة وعود الشيء إلى ما كان عليه كما في بحر الجواهر. والدور والدورة عند المهندسين وأهل الهيئة والمنجمين هو أن يعود كل نقطة من الكرة إلى الوضع الذي فارقته، وبهذا المعنى يقال الفلك الأعظم تتم دورته في قريب من اليوم بليلته والشمس تتم دورتها في ثلاثمائة وخمسة وستين يوما وكسر، والزحل يتم دورته في ثلاثين سنة ونحو ذلك. وأمّا ما يقال دور الفلك في الموضع الفلاني دولابي وفي الموضع الفلاني رحوي مثلا، فالمراد بالدور فيه الحركة كما لا يخفى هكذا يستفاد مما ذكره عبد العلي البرجندي في حاشية شرح الملخص للقاضي. وفي بحر الجواهر الدورة عبارة عن حركة القمر من مقارنة جزء من أجزاء فلك البروج الذي فيه الشمس إلى رجوعه إلى الجزء الذي فيه الشمس انتهى. أقول هذا إنّما يصلح تعريفا لدورة القمر بالقياس إلى الشمس فيكون أخصّ من التفسير الأول، لا بالقياس إلى الجزء الذي كان فيه الشمس كما لا يخفى، إذ القمر بهذه الحركة عاد إلى الموضع الذي فارقه وهو مقارنة الشمس، وإن لم تقع هذه المقارنة الثانية في الجزء الذي وقعت المقارنة الأولى فيه. ودور الكبيسة والدور العشري والدور الاثنا عشري والدور الستيني والدور الرابع عند المنجمين قد سبقت في لفظ التاريخ. وقد ذكر في زيج ألغ بيگى: وأمّا الأدوار فهكذا: وضعوا دورا ومدّته أربعة آلاف وخمسمائة وتسعين سنة بقدر عطايا عظماء الكواكب: فالشمس ألف وأربعمائة وواحد وستون سنة، والزهرة ألف ومائة وواحد وخمسون سنة ولعطارد أربعمائة وثمانون سنة، والقمر خمسمائة وعشرون سنة، وزحل مائتان وخمس وستون سنة، والمشتري أربعمائة وتسع وعشرون سنة، والمريخ مائتان وثمانون سنة. وحين تنقضي هذه المدّة ترجع النوبة للشمس. وفي مبدأ التاريخ الملكي: لقد مرت خمسمائة وثمانون سنة من سني الشمس، انتهى كلامه.

ويقول في كشف اللغات: إنّ دور القمر هو الدّور الأخير لجميع النجوم، وكلّ نجم له دور مدّته سبعة آلاف سنة: منها ألف سنة عمل ذلك النجم، وستة آلاف سنة يشاركه ستة نجوم أخرى.
وآدم عليه السلام كان في دور القمر. انتهى.
أقول إطلاق لفظ الدور على ما ذكرت بناء على أنّ فيه عودا إلى الحالة السابقية كما لا يخفى وكذا الحال في دور الحمّيات إلّا أنّ الدور في الدور القمري بمعنى العهد والزمان. ويقول في مدار الأفاضل: الدّور بالفتح معروف ويقال له: العهد والزّمان وكلّ كوكب دورته ألف سنة، والدور الأخير هو قمري حيث بعث فيه خاتم النبيين.
والدور عند الحكماء والمتكلّمين والصوفيّة توقّف كل من الشيئين على الآخر إمّا بمرتبة ويسمّى دورا مصرحا وصريحا وظاهرا كقولك الشمس كوكب نهاري والنهار زمان كون الشمس طالعة، وإمّا بأكثر من مرتبة ويسمّى دورا مضمرا وخفيا كقولك الحركة خروج الشيء من القوة إلى الفعل بالتدريج، والتدريج وقوع الشيء في زمان، والزمان مقدار الحركة والدور المضمر أفحش إذ في المصرّح يلزم تقدم الشيء على نفسه بمرتبتين. وفي المضمر بمراتب، فمراتب التقدّم تزيد على مراتب الدور بواحد دائما. وفي العضدي التوقّف ينقسم إلى توقف تقدم كما للمعلول على العلة والمشروط على الشرط، والتوقف من الطرفين بهذا المعنى دور ومحال ضرورة استلزامه تقدّم الشيء على نفسه وإلى توقّف معية كتوقف كون هذا ابنا لذلك على كون ذلك أبا له، وبالعكس. وهذا التوقّف لا يمتنع من الطرفين وليس دورا مطلقا وإن كان يعبّر عنه بدور المعية مجازا، فالمعتبر في الدور الحقيقي هو توقف التقدم انتهى.
اعلم أنّ الدور هو توقّف كلّ واحد من الشيئين على الآخر فالدور العلمي هو توقّف العلم بكون كل المعلومين على العلم بالآخر والإضافي المعي هو تلازم الشيئين في الوجود بحيث لا يكون أحدهما إلّا مع الآخر والدور المساوي كتوقّف كل من المتضايفين على الآخر وهذا ليس بمحال، وإنّما المحال الدور التوقّفي التقدّمي وهو توقف الشيء بمرتبة أو بمراتب على ما يتوقف عليه بمرتبة أو بمراتب. فإذا كان التوقّف في كل واحد من الشيئين بمرتبة واحدة كان الدور مصرحا وإن كان أحدهما أو كلاهما بمراتب كان الدور مضمرا. مثال التوقّف بمرتبة كتعريف الشمس بأنّه كوكب نهاري، ثم تعريف النهار بأنه زمان طلوع الشمس. [فوق الأفق] ومثال التوقّف بمراتب كتعريف الاثنين بأنه زوج أول، ثم تعريف الزوج بالمنقسم بمتساويين، ثم تعريف المتساويين بأنه الاثنان. والدور يكون في التصوّرات والتصديقات، والمصادرة مخصوصة بالتصديقات. والمصادرة كون المدّعى عين الدليل أي كون الدليل عين الدعوى، أو كون كون الدعوى جزء الدليل أي إحدى مقدّمتي الدليل، أو عين ما يتوقّف عليه الدليل، أو عين ما يتوقّف عليه مقدمة الدليل أو جزء ما يتوقّف عليه مقدمة الدليل هكذا في كليات أبي البقاء.
فائدة:
قالوا الدور يستلزم التسلسل. بيان ذلك أن نقول إذا توقّف آعلى ب وب على آكان آمثلا موقوفا على نفسه، وهذه وإن كان محالا لكنه ثابت على تقدير الدور. ولا شكّ أنّ الموقوف عليه غير الموقوف، فنفس آغير آ، فهناك شيئان آونفسه، وقد توقّف الأول على الثاني. ولنا مقدمة صادقة هي أنّ نفس آليست إلّا آوحينئذ يتوقّف نفس آعلى ب وب على آ، فيتوقّف نفس نفس آعلى نفسها يعني على نفس نفس آفتتغايران لما مرّ. ثم نقول إنّ نفس نفس آليست إلا آفيلزم أن يتوقّف على ب، وب على نفس نفس آ، وهكذا نسوق الكلام حتى تترتّب نفوس غير متناهية في كلّ واحد من جانبي الدور. وفيه بحث وهو أنّ توقّف الشيء على الشيء في الواقع يستلزم المغايرة لا توقف الشيء على الشيء على تقدير تحقّق الدور، واللازم هاهنا هو هذا، فلا يصح قوله. فنفس آغير آوالجواب أنّ تحقّق الدور يستلزم توقّف الشيء على نفسه في الواقع، إذ من المعلوم أنّه إن تحقّق الدور في الواقع تحقّق توقّف الشيء على نفسه في الواقع، وتوقّف الشيء على الشيء في نفس الأمر مطلقا يستلزم المغايرة بينهما في الواقع إذ من البيّن أنّه إن تحقّق توقّف الشيء على نفسه في الواقع فتحقّقت المغايرة بينهما في الواقع، فتحقّق الدور في الواقع يستلزم المغايرة بين الشيء ونفسه في الواقع.
نعم يتجه أنّه لا يمكن الجمع بين صدق ما لزم من الدور وبين ما هو في نفس الأمر. فصدق قولنا نفس آمغايرة لا لا يجامع صدق قولنا نفس آليست إلا آ، هكذا في حواشي شرح المطالع.
والدور في الحمّيات عند الأطباء عبارة عن مجموع النوبة عن ابتداء أخذها إلى زمان تركــها وزمان تركــها أي مجموع النوبة وزمان الــترك. وقد يطلق الدور على زمان النوبة من ابتداء أخذها إلى زمان تركــها. والنوبة عندهم زمان أخذ الحمى. قالوا دور المواظبة أي البلغمية أربعة وعشرون ساعة، ومدّة نوبتها اثنتا عشرة ساعة، ودور السوداوية ثمانية وأربعون ساعة ومدة نوبتها أربع وعشرون ساعة، كذا في بحر الجواهر.

المتصرّفة

المتصرّفة:
[في الانكليزية] Inventive faculty ،imagination and understanding
[ في الفرنسية] Faculte inventive ،imagination et entendement
عند الحكماء يطلق على حسّ من الحواس الباطنة وهي قوة محلّها مقدّم التجويف الأوسط من الدّماغ من شأنها تركــيب الصّور والمعاني وتفصيلها والتصرّف فيها واختراع أشياء لا حقيقة لها. فــتركــيب الصورة بالصورة مثل أن يتصوّر إنسان ذو رأسين أو ذو أيد أربع ونحوه، وكما في قولك صاحب هذا اللون المخصوص له هذا الطعم المخصوص. وتركــيب الصورة بالمعنى كما في قولك صاحب الصداقة له هذا اللون.
وتركــيب المعنى بالمعنى كما في قولك ما له هذه العداوة له هذه النّفرة. وتفصيل الصورة عن الصورة مثل أن يتصوّر إنسان بلا رأس أو بدون يد أو بغير رجل ونحوه، وكما في قولك هذا اللون ليس له هذا الطعم وقس على هذا.
واختراع أشياء لا حقيقة لها كما في تخيّل إنسان ذي جناحين يطير في الهواء كالطير. وقد يقال تركــيب الصورة بالصورة كما في تخيّل إنسان ذي جناحين وتركــيب المعنى بالصورة كما في توهّم صداقة جزئية لزيد، ولا استبعاد بين القولين كما يظهر بأدنى تأمّل إذ بين اختراع أشياء لا حقيقة لها وبين تركــيب الصور والمعاني وتفصيلها عموم وخصوص من وجه. ثم إنّ هذه القوة لا تسكن دائما لا نوما ولا يقظة وليس عملها منتظما بل النفس هي التي تستعملها في المحسوسات مطلقا على أي نظام تريد بواسطة القوة الوهمية، وبهذا الاعتبار تسمّى متخيّلة لتصرّفها في الصور الخيالية، وفي المعقولات بواسطة القوة العقلية وبهذا الاعتبار تسمّى مفكّرة لتصرّفها في الصور العقلية. فإن قلت كيف تستعملها في الصور المحسوسة مع انها ليست مدركة لها عندهم. قلت القوى الباطنة كالمرايا المتقابلة فينعكس إلى كلّ منهما ما ارتسم في الأخرى، والوهمية هي سلطان تلك القوى فلها تصرّف في مدركاتها بل لها تسلّط على مدركات العاقلة فتتنازعها فيها وتحكم عليها بخلاف أحكامها. فمن سخّرها للقوة العقلية بحيث صارت مطاوعة لها فقد فاز فوزا عظيما. هذا كله خلاصة ما في شرح التجريد وشرح المواقف والمطوّل وحواشيه.

الْمُدَّعِي

(الْمُدَّعِي) (فِي الْقَضَاء) المخاصم
الْمُدَّعِي: اسْم الْفَاعِل من إِذا ترك دَعْوَاهُ ترك أَي لَا يجْبر على الْخُصُومَة إِذا تَركــهَا لِأَن لَهُ حق الطّلب فَإِذا ترك لَا سَبِيل عَلَيْهِ. وَاسم الْمَفْعُول هُوَ الَّذِي ادَّعَاهُ رجل فيطلب الدَّلِيل عَلَيْهِ وَلذَا يُسمى مَطْلُوبا. وَالْمُدَّعِي وَالْمَطْلُوب والنتيجة متحدة بِالذَّاتِ ومتغائرة بِالِاعْتِبَارِ.

ممس

ومما ضوعف من فائه وعينه م م س

مامُوسَةٌ من أسماءِ النار قال ابنُ أحْمرَ

(كما تَطايَحَ عَنْ مَاموسَةَ الشَّررُ ... )

وقيل هي النارُ بالرُّومِيْة وقيل إنما هي مَأنوسة وسيأتيِ

ممس: مامُوسَة: من أَسماء النار؛ قال ابن أَحمر:

تَطايَحَ الطلُّ عن أَردانها صُعُداً،

كما تَطايَح عن مامُوسَةَ الشَّرَر

قيل: أَراد بماموسةً النار، وقيل: هي النار بالرومية، وجعلها معرفة غير

منصرفة، ورواه بعضهم: عن مانوسة الشرر؛ وقال ابن الأَعرابي: المانوسة

النار.

ممس
الأزهريّ في قول عمرو بن أحْمَر الباهِليِّ يَصِف مَهَاةً:
تُطَايِحُ الطَّلَّ عن أرْدافِها صُعُدا ... كَما تَطَايَحَ عن مامُوْسَةَ الشَّرَرُ
قال: مامُوسَة: أراد بها النّار، وهي مَعْرِفَة عِنْدَه لا تَنْصَرِف، قال: ولم يُوجَد هذا الحَرْفُ في غَيْرِ شِعْرِ ابنِ أحْمَرَ، وكانَ فَصيحاً. هذه حِكايَة ما قالَه الأزْهَرِيّ في تركــيب م س س. قال الصغّاني مؤلِّف هذا الكتاب: فإِنْ كانتْ غَيْرَ مَهْموزَة فمَوْضِعُ ذِكْرِها تركــيب أم س، والذي في شِعْرِهِ: " عن أعطافِها " و " في الماموسَةِ ". وقيل: الماموسَةُ الفَلاَةُ، ويُروى: المابُوسَةِ. وقال ذو الرُّمَّةِ: أنْشَدَني الزِّياديُّ: عن ماسُوْسَةَ.
وقال ابن عبّاد: المامُوسُ: النارُ، وقيلَ مَوْضِع النار.

قال: والمامُوْسَة من النِّساء: الحَمقاء الخَرْقاء، ذَكَرَهُما في تركــيب م س س أيضاً، والكَلامُ فيما قال ابنُ عبّاد كالكلام فيما قال الأزْهَريّ.
ممس
المَامُوسَةُ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ فِي التَّكْمِلَة، وقالَ فِي العُبَابِ، عَن ابنِ عَبّادٍ: هِيَ المَرْأَةُ الحَمْقَاءُ الخَرْقَاءُ، ضِدُّ الصَّنَاعِ، هَكَذَا ذكره فِي تركــيب م س س، والمامُوسَةُ: مِن أَسْمَاءِ النَّارِ، رُومِيَّةٌ، نقلَه الأَزْهَرِيُّ فِي تركــيب م م س، وَلم يُسْمَع إِلاّ فِي شِعْرِ ابنِ أَحْمَرَ، وكَانَ فَصِيحاً، قَالَ يَصِفُ مَهَاةً:
(تَطَايَحَ الطَّلُ عَنْ أَرْدَانِهَا صُعُداً ... كَمَا تَطَايَحَ عَنْ مَامُوسَةَ الشَّرَرُ)
جَعَلَهَا مَعْرِفَةً غيرَ مُنْصَرِفَةٍ، قالَ الصّاغَانِيُّ: والذِي فِي شِعْرِه: عَن أَعْطَافِهَا. وفِي المَامُوسَة.
فإِن كانَت غيرَ مَهْموزَةٍ فمَوْضِعُ ذِكْرِها هُنَا، وإِن كانَتْ مَهْموزةً، فــتركــيبه أم س. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: المانُوسَةُ: النَّار، وَهَكَذَا رَوَاهُ بَعْضُهُم. وَقيل: المامُوسَةُ مَوْضِعُها،: عنِ ابنِ عَبّادٍ، كالمَامُوسِ، فيهِمَا. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: ممْسَاً بالفَتْح مَقْصوراً: قريةٌ بالمَغْرِب، نَقله ياقُوت.
والمِيمَاس، بالكَسْرِ: اسمُ نَهْرِ الرَّسْتَن، وَهُوَ العاصِي بعَيْنِه. والمامُوسَةُ: الفَلاةُ، كَمَا فِي العُبَابِ.

المدّ

المدّ:
[في الانكليزية] Extension ،outspread
[ في الفرنسية] Extension ،allongement
بالفتح والتشديد لغة الزيادة. وعند القراء إطالة الصوت بحرف مدّي من حروف العلّة وهو الألف والواو والياء الساكنة التي حركات ما قبلها مجانسة لها، وضده القصر وهو ترك المدّ وهو الأصل إذ المدّ لا بدّ له من سبب يتفرّع عليه. وقال الجعبري: المدّ طول زمان صوت الحرف واللين أقله والقصر عدمهما. ثم المدّ نوعان: أصلي وهو اللازم لحروف المدّ الذي لا تنفك عنه بل ليس لها وجود بعدمه لابتناء بنيتها عليه ويسمّى مدا ذاتيا وطبعيا وامتداد قدر ألف واجتمعت الأحرف الثلاثة في كلمة أوتينا.
فالحروف الثلاثة شرط لمطلق المدّ. وفرعي وهو ما يكون فيه سبب للزيادة على المقدار الأصلي.
والمراد بالقصر هو ترك مدّ تلك الزيادة لا ترك أصل الزيادة فافهم كذا في تيسير القارئ. وفي الاتقان سبب المدّ لفظي ومعنوي. فاللفظي إمّا همزة أو سكون، فالهمزة يكون بعد حرف المدّ وقبله، والثاني نحو آدم وإيمان وأوتي، والأول إن كان معه في كلمة فهو المدّ المتصل ويسمّى مدا واجبا أيضا نحو شاء ومن سوء ويضيئ، وإن كان حرف المدّ آخر كلمة والهمزة أول أخرى فهو المنفصل نحو بما أنزل وقالوا آمنا وفي أنفسكم، ووجه المدّ لأجل الهمزة أنّ حرف المدّ خفي والهمزة صعب، فزيد في الخفي ليتمكّن من النطق بالصّعب، والسكون إمّا لازم وهو الذي لا يتغيّر في حالة نحو ولا الضالين، أو عارض وهو الذي يعرض لأجل الوقف ونحوه كالإدغام نحو العباد ونستعين ويوقنون حالة الوقف، وقال لهم ويقول ربنا حالة الإدغام. ووجه المدّ للسكون التمكّن من الجمع بين الساكنين فكأنّه قائم مقام حركة، وقد أجمع القرّاء على مدّ نوعي المتصل وذي الساكن اللازم وإن اختلفوا في مقداره، واختلفوا في مدّ النوعين الآخرين وهما المنفصل وذو الساكن العارض وفي قصرهما. فأمّا المتصل فقد اتّفق الجمهور على مده قدرة واحدا مشبعا من غير إفحاش وذهب آخرون إلى تفاضله كتفاضل المنفصل. فالطولى لحمزة وورش ودونها لعاصم ودونها لابن عامر والكسائي وخلف ودونها لأبي عمرو والباقين. وذهب بعضهم إلى أنّه مرتبتان الطولى لمن ذكر والوسطى لمن بقي. وأمّا ذو الساكن ويقال له مدّ العدل لأنّه يعدل حركة فالجمهور أيضا على مدّه مشبعا قدرا واحدا من غير إفراط، وذهب بعضهم إلى تفاوته. وأمّا المنفصل ويقال له مدّ الفصل لأنّه يفصل بين الكلمتين ومدّ البسط لأنّه يبسط بين الكلمتين ومدّ الاعتبار لاعتبار الكلمتين من كلمة ومدّ حرف بحرف أي مدّ كلمة بكلمة، والمدّ الجائز من أجل الخلاف في مدّه وقصره، فقد اختلفت العبارات في مقداره اختلافا لا يمكن ضبطه. والحاصل أنّ له سبع مراتب: الأولى القصر وهو حذف المدّ العرضي وإبقاء ذات حرف المدّ على ما فيها من غير زيادة، وهي في المنفصل خاصة لأبي جعفر وابن كثير ولأبي عمرو عند الجمهور. والثانية فويق القصر قليلا وقدرت بألفين، وبعضهم بألف ونصف وهي لأبي عمرو في المتصل والمنفصل عند صاحب التيسير. والثالثة فويقها قليلا وهي التوسّط عند الجميع وقدرت بثلاث ألفات وقيل بألفين ونصف وقيل بألفين على أنّ قبلها بألف ونصف وهي لابن عامر والكسائي في الضربين عند صاحب التيسير. والرابعة فويقها قليلا وقدرت بأربع ألفات وقيل بثلاث ونصف وقيل بثلاث على الخلاف فيما قبلها وهي لعاصم في الضربين عند صاحب التيسير.
والخامسة فويقها قليلا وقدّرت بخمس ألفات وبأربع ونصف وبأربع الخلاف، وهي فيهما لحمزة وورش عنده. والسادسة فوق ذلك وقدّرها الهذلي بخمس ألفات على تقديره الخامسة بأربع، وذكر أنّها لحمزة. والسابعة الإفراط قدّرها الهذلي بست وذكرها لورش.
قال ابن الجزري وهذا الاختلاف في تقدير المراتب بالألفات لا تحقيق وراءه، بل هو لفظي لأنّ المرتبة الدنيا وهي القصر إذا زيد عليها أدنى زيادة صارت ثانية، ثم كذلك حتى تنتهي إلى القصوى. وأمّا العارض فيجوز فيه لكلّ من القرّاء كلّ من الأوجه الثلاثة المدّ والقصر والتوسّط، وهي أوجه تخيير. أمّا السبب المعنوي فهو قصد المبالغة في النفي وهو سبب قوي مقصود عند العرب وإن كان أضعف من اللفظي عند القراء، ومنه مدّ التعظيم في نحو لا إله إلا الله. وقد ورد عن أصحاب القصر في المنفصل لهذا المعنى ويسمّى مدّ المبالغة. قال ابن الجزري وقد ورد عن حمزة مدّ المبالغة للنفي في لا التي للتبرئة نحو لا ريب فيه ولا جرم ولا مردّ له وقدره في ذلك وسط لا يبلغ الإشباع لضعف سببه. قال أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران النيسابوري مدّات القرآن على عشر أوجه. مدّ الحجز وهو المدّ الجائز نحو أأنذرتهم، وأ أنت قلت للناس لأنّه أدخل بين الهمزتين حاجزا بينهما لاستثقال العرب جمعهما وقدره ألف تامة بالإجماع، لحصول الحجز بذلك. ومدّ العدل في كلّ حرف مشدّد قبله حرف مدّ ولين ويسمّى باللازم المشدّد أيضا نحو الضّالين، ومدّ التسكين نحو أولئك والملائكة وشعائر من المدّات التي تليها همزة سمّي بذلك للتمكّن من تحقيق الهمزة وإخراجها من مخرجها، ويسمّى المدّ المتصل أيضا لاتصال الهمزة بحرف المدّ في كلمة، ومدّ البسط ويسمّى أيضا مدّ الفصل والمدّ المنفصل نحو بما أنزل لأنّه يبسط بين الكلمتين ويفصل بينهما، ومدّ الرّوم نحو ها أنتم لأنّهم يرومون الهمزة من أنتم ولا يحققونها ولا يــتركــونها أصلا ولكن يلينونها ويشيرون إليها، وهذا على مذهب من لا يهمز ها أنتم وقدّره بألف ونصف، ومدّ الفرق نحو الآن لأنّه يفرّق به بين الاستفهام والخبر وقدره ألف تامّة إجماعا. فإن كان بين ألف المدّ حرف مشدّد زيد ألف أخرى ليتمكّن به من تحقيق الهمزة نحو آالذاكرين الله، ومدّ البنية نحو ماء ودعاء لأنّه يبين بنية الممدود من المقصور، ومدّ المبالغة نحو لا إله إلّا الله.
ومدّ البدل. من الهمزة نحو آمن وقدره ألف تامة بالإجماع، ومدّ الأصل في الأفعال الممدودة نحو جاء وشاء، والفرق بينه وبين مدّ البنية أنّ تلك الأسماء بنيت على المدّ فرقا بينها وبين المقصور، وهذه مدّات في أصول أفعال أحدثت لمعان، هكذا في الاتقان والحواشي الأزهرية.

اسْتِعْمَال حرف العطف «حتّى» بدون معطوف عليه

اسْتِعْمَال حرف العطف «حتّى» بدون معطوف عليه
الأمثلة: 1 - تَرَك الخلاف أثره حتى على العلاقات الثقافية 2 - لَمْ يقبلوا حتى الصمت 3 - لَمْ يقرأ حتى الصحف 4 - لَمْ ينجح في أن يكون حتى عضوا في مجلس القرية 5 - يعترف بالهزيمة حتى المتعاطفون مع إسرائل 6 - ينفَضّ مجلس الأمن دون أن يعرض عليه حتى مشروع قرار
الرأي: مرفوضة
السبب: لاستخدام حرف العطف «حتى» بدون معطوف عليه.

الصواب والرتبة:
1 - ترك الخلاف أثره على كل شيء حتى على العلاقات الثقافية [فصيحة]-ترك الخلاف أثره حتى على العلاقات الثقافية [صحيحة]
2 - لم يقبلوا شيئًا حتى الصمت [فصيحة]-لم يقبلوا حتى الصمت [صحيحة]
3 - لم يقرأ المنشورات حتى الصحف [فصيحة]-لم يقرأ حتى الصحف [صحيحة]
4 - لم ينجح في أن يكون شيئا حتى عضوا في مجلس القرية [فصيحة]-لم ينجح في أن يكون حتى عضوًا في مجلس القرية [صحيحة]
5 - يعترف بالهزيمة كل الناس حتى المتعاطفون مع إسرائيل [فصيحة]-يعترف بالهزيمة حتى المتعاطفون مع إسرائيل [صحيحة]
6 - ينفض مجلس الأمن دون أن يعرض عليه شيء حتى مشروع قرار [فصيحة]-ينفض مجلس الأمن دون أن يعرض عليه حتى مشروع قرار [صحيحة]
التعليق: يرى مجمع اللغة المصريّ أنّ «حتَّى» في الاستعمالات المرفوضة عاطفة، والمعطوف عليه محذوف مفهوم من الكلام؛ ولذا يمكن تصحيحها.

رجع

رجع
الرُّجُوعُ: العود إلى ما كان منه البدء، أو تقدير البدء مكانا كان أو فعلا، أو قولا، وبذاته كان رجوعه، أو بجزء من أجزائه، أو بفعل من أفعاله. فَالرُّجُوعُ: العود، والرَّجْعُ: الإعادة، والرَّجْعَةُ والرِّجْعَةُ في الطّلاق، وفي العود إلى الدّنيا بعد الممات، ويقال: فلان يؤمن بِالرَّجْعَةِ.
والرِّجَاعُ: مختصّ برجوع الطّير بعد قطاعها .
فمن الرّجوع قوله تعالى: لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ
[المنافقون/ 8] ، فَلَمَّا رَجَعُوا إِلى أَبِيهِمْ
[يوسف/ 63] ، وَلَمَّا رَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ [الأعراف/ 150] ، وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا
[النور/ 28] ، ويقال: رَجَعْتُ عن كذا رَجْعاً، ورَجَعْتُ الجواب نحو قوله:
فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلى طائِفَةٍ مِنْهُمْ [التوبة/ 83] ، وقوله: إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ
[المائدة/ 48] ، وقوله: إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى
[العلق/ 8] ، وقوله تعالى: ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ [الأنعام/ 164] ، يصحّ أن يكون من الرُّجُوعِ، كقوله: ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
، ويصحّ أن يكون من الرّجع، كقوله: ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ، وقد قرئ: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ بفتح التّاء وضمّها، وقوله: لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
[الأعراف/ 168] ، أي: يرجعون عن الذّنب، وقوله: وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ [الأنبياء/ 95] ، أي: حرّمنا عليهم أن يتوبوا ويرجعوا عن الذّنب، تنبيها أنه لا توبة بعد الموت كما قال: قِيلَ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً [الحديد/ 13] ، وقوله: بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ [النمل/ 35] ، فمن الرّجوع، أو من رجع الجواب، كقوله:
يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ الْقَوْلَ
[سبأ/ 31] ، وقوله: ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ ماذا يَرْجِعُونَ
[النمل/ 28] ، فمن رجع الجواب لا غير، وكذا قوله: فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ [النمل/ 35] ، وقوله: وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ
[الطارق/ 11] ، أي: المطر ، وسمّي رجعا لردّ الهواء ما تناوله من الماء، وسمي الغدير رَجْعاً إمّا لتسميته بالمطر الذي فيه، وإمّا لِتَرَاجُعِ أمواجه وتردّده في مكانه. ويقال: ليس لكلامه مَرْجُوعٌ، أي: جواب. ودابة لها مرجوع:
يمكن بيعها بعد الاستعمال، وناقة رَاجِعٌ: تردّ ماء الفحل فلا تقبله، وأَرْجَعَ يده إلى سيفه ليستلّه، والارْتِجَاعُ: الاسترداد، وارْتَجَعَ إبلا إذا باع الذّكور واشترى إناثا، فاعتبر فيه معنى الرّجع تقديرا، وإن لم يحصل فيه ذلك عينا، واسْتَرْجَعَ فلان إذا قال: إنّا لله وإنّا إليه راجعون. والتَّرْجِيعُ: ترديد الصّوت باللّحن في القراءة وفي الغناء، وتكرير قول مرّتين فصاعدا، ومنه: التَّرْجِيعُ في الأذان . والرَّجِيعُ: كناية عن أذى البطن للإنسان والدّابّة، وهو من الرُّجُوعِ، ويكون بمعنى الفاعل، أو من الرَّجْعِ ويكون بمعنى المفعول، وجبّة رَجِيعٌ، أعيدت بعد نقضها، ومن الدابّة: ما رَجَعْتَهُ من سفر إلى سفر ، والأنثى رَجِيعَةٌ. وقد يقال: دابّة رَجِيعٌ، ورجْعُ سفر: كناية عن النّضو ، والرَّجِيعُ من الكلام:
المردود إلى صاحبه أو المكرّر.
(ر ج ع) : (رَجَعَهُ) رَدَّهُ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ «أَنَّهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - قَالَ لَهُ أَكُلَّ أَوْلَادِكَ نَحَلْتَ مِثْلَ هَذَا قَالَ لَا فَقَالَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فَارْجِعْ إذًا فَرَجَعَ فَرَدَّ عَطِيَّتَهُ» (وَقَالَ) ابْنُ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لِلْجَلَّادِ اضْرِبْ وَارْجِعْ يَدَيْكَ كَأَنَّهُ أَمْرَهُ أَنْ لَا يَرْفَعَهُمَا وَلَا يُدْنِيَهُمَا بَلْ يَقْتَصِرَ عَلَى أَنْ يَرْجِعَهُمَا رَجْعًا وَرَجَعَ بِنَفْسِهِ رُجُوعًا وَرَجْعَةً رَدَّهُ (وَمِنْهُ التَّرْجِيعُ) فِي الْأَذَانِ لِأَنَّهُ يَأْتِي بِالشَّهَادَتَيْنِ خَافِضًا بِهِمَا صَوْتَهُ ثُمَّ يَرْجِعُهُمَا رَافِعًا بِهِمَا صَوْتَهُ وَلَهُ عَلَى امْرَأَتِهِ (رَجْعَةٌ) وَرِجْعَةٌ وَالْفَتْحُ أَفْصَحُ (وَمِنْهَا) الطَّلَاقُ الرَّجْعِيُّ (وَارْتَجَعَ) الْهِبَةَ ارْتَدَّهَا (وَارْتَجَعَ) إبِلًا بِإِبِلِهِ اسْتَبْدَلَهَا وَقِيلَ هُوَ أَنْ يَأْخُذَ وَاحِدًا مَكَانَ اثْنَيْنِ بِالْقِيمَةِ (وَالرَّجْعَةُ) بِالْكَسْرِ اسْمُ الْمُرْتَجَعِ (وَالرَّجِيعُ) كِنَايَةٌ عَنْ ذِي الْبَطْنِ لِرُجُوعِهِ عَنْ الْحَالَةِ الْأُولَى (وَمِنْهُ) «نَهَى عَنْ الِاسْتِنْجَاءِ بِرَجِيعٍ أَوْ عَظْمٍ» وَبِهِ سُمِّيَ الْمَوْضِعُ الْمَعْرُوفُ بِنَاحِيَةِ الْحِجَازِ.
ر ج ع: (رَجَعَ) الشَّيْءُ بِنَفْسِهِ مِنْ بَابِ جَلَسَ وَ (رَجَعَهُ) غَيْرُهُ مِنْ بَابِ قَطَعَ وَهُذَيْلٌ تَقُولُ: (أَرْجَعَهُ) غَيْرُهُ بِالْأَلِفِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى {يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ} [سبأ: 31]
أَيْ يَتَلَاوَمُونَ. وَ (الرُّجْعَى) الرُّجُوعُ وَكَذَا (الْمَرْجِعُ) . وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ} [الأنعام: 164] وَهُوَ شَاذٌّ لِأَنَّ الْمَصَادِرَ مِنْ فَعَلَ يَفْعَلُ إِنَّمَا تَكُونُ بِالْفَتْحِ. وَفُلَانٌ يُؤْمِنُ (بِالرَّجْعَةِ) أَيْ بِالرُّجُوعِ إِلَى الدُّنْيَا بَعْدَ الْمَوْتِ. وَلَهُ عَلَى امْرَأَتِهِ (رَجْعَةٌ) بِفَتْحِ الرَّاءِ وَكَسْرِهَا وَالْفَتْحُ أَفْصَحُ. وَ (الرَّاجِعُ) الْمَرْأَةُ يَمُوتُ زَوْجُهَا فَتَرْجِعُ إِلَى أَهْلِهَا وَأَمَّا الْمُطَلَّقَةُ فَهِيَ الْمَرْدُودَةُ. وَالرَّجْعُ الْمَطَرُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ} [الطارق: 11] وَقِيلَ مَعْنَاهُ ذَاتُ النَّفْعِ. وَ (الرَّجِيعُ) الرَّوْثُ وَذُو الْبَطْنِ وَقَدْ (أَرْجَعَ) الرَّجُلُ وَهَذَا (رَجِيعُ) السَّبْعِ وَرَجْعُهُ أَيْضًا. وَكُلُّ شَيْءٍ يُرَدَّدُ فَهُوَ (رَجِيعٌ) لِأَنَّ مَعْنَاهُ مَرْجُوعٌ أَيْ مَرْدُودٌ. وَ (الْمُرَاجَعَةُ) الْمُعَاوَدَةُ. يُقَالُ: (رَاجَعَهُ) الْكَلَامَ. وَ (تَرَاجَعَ) الشَّيْءُ إِلَى خَلْفُ. وَ (اسْتَرْجَعَ) مِنْهُ الشَّيْءَ أَيْ أَخَذَ مِنْهُ مَا كَانَ دَفَعَهُ إِلَيْهِ. وَ (اسْتَرْجَعَ) عِنْدَ الْمُصِيبَةِ أَيْ قَالَ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ وَكَذَا (رَجَّعَ تَرْجِيعًا) . وَ (التَّرْجِيعُ) فِي الْأَذَانِ مَعْرُوفٌ وَتَرْجِيعُ الصَّوْتِ تَرْدِيدُهُ فِي الْحَلْقِ كَقِرَاءَةِ أَصْحَابِ الْأَلْحَانِ. 
ر ج ع : رَجَعَ مِنْ سَفَرِهِ وَعَنْ الْأَمْرِ يَرْجِعُ رَجْعًا وَرُجُوعًا وَرُجْعَى وَمَرْجِعًا قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ هُوَ نَقِيضُ الذَّهَابِ وَيَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ فِي اللُّغَةِ الْفُصْحَى فَيُقَالُ رَجَعْتُهُ عَنْ الشَّيْءِ وَإِلَيْهِ وَرَجَعْتُ الْكَلَامَ وَغَيْرَهُ أَيْ رَدَدْتُهُ وَبِهَا جَاءَ الْقُرْآنُ قَالَ تَعَالَى: {فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ} [التوبة: 83] وَهُذَيْلٌ تُعَدِّيهِ بِالْأَلِفِ وَرَجَعَ الْكَلْبُ فِي قَيْئِهِ عَادَ فِيهِ فَأَكَلَهُ وَمِنْ هُنَا قِيلَ رَجَعَ فِي هِبَتِهِ إذَا أَعَادَهَا إلَى مِلْكِهِ وَارْتَجَعَهَا وَاسْتَرْجَعَهَا كَذَلِكَ وَرَجَعَتْ الْمَرْأَةُ إلَى أَهْلِهَا بِمَوْتِ زَوْجِهَا أَوْ بِطَلَاقٍ فَهِيَ رَاجِعٌ وَمِنْهُمْ مِنْ يَفْرُقُ فَيَقُولُ الْمُطَلَّقَةُ مَرْدُودَةٌ وَالْمُتَوَفَّى عَنْهَا رَاجِعٌ وَالرَّجْعَةُ بِالْفَتْحِ بِمَعْنَى الرُّجُوعِ وَفُلَانٌ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ أَيْ بِالْعُودِ إلَى الدُّنْيَا وَأَمَّا الرَّجْعَةُ بَعْدَ الطَّلَاقِ وَرَجْعَةُ الْكِتَابِ فَبِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ وَبَعْضُهُمْ يَقْتَصِرُ فِي رَجْعَةِ الطَّلَاقِ عَلَى الْفَتْحِ وَهُوَ أُفْصَحُ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَالرَّجْعَةُ مُرَاجَعَةُ الرَّجُلِ أَهْلَهُ وَقَدْ تُكْسَرُ وَهُوَ يَمْلِكُ الرَّجْعَةَ عَلَى زَوْجَتِهِ وَطَلَاقٌ رَجْعِيٌّ بِالْوَجْهَيْنِ أَيْضًا.

وَالرَّجِيعُ الرَّوْثُ وَالْعَذِرَةُ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ لِأَنَّهُ رَجَعَ عَنْ حَالِهِ الْأُولَى بَعْدَ أَنْ كَانَ طَعَامًا أَوْ عَلَفًا وَكَذَلِكَ كُلُّ فِعْلٍ أَوْ قَوْلٍ يُرَدُّ فَهُوَ رَجِيعٌ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ بِالتَّخْفِيفِ وَرَجَّعَ فِي أَذَانِهِ بِالتَّثْقِيلِ إذَا أَتَى بِالشَّهَادَتَيْنِ مَرَّةً خَفْضًا وَمَرَّةً رَفْعًا وَرَجَعَ بِالتَّخْفِيفِ إذَا كَانَ قَدْ أَتَى بِالشَّهَادَتَيْنِ مَرَّةً لِيَأْتِيَ بِهِمَا أُخْرَى وَارْتَجَعَ فُلَانٌ الْهِبَةَ وَاسْتَرْجَعَهَا وَرَجَعَ فِيهَا بِمَعْنًى وَرَاجَعْتُهُ عَاوَدْتُهُ. 
ر ج ع

رجع إليّ رجوعاً ورجعى ومرجعاً. ورجعته أنا رجعاً. ورجعت الطير القواطع رجاعاً، ولها قطاع ورجاع. وتفرقوا في أوّل النهار ثم تراجعوا مع الليل أي رجع كل واحد إلى مكانه.

ومن المجاز: خالفني ثم رجع إلى قولي. وصرمني ثم رجع يكلمني. وما رجع إليه في خطب إلاّ كفيَ، وليس لهذا البيع مرجوع اي لا يرجع فيه. وهذا رجع رسالتك ومرجوعها ومرجوعتها أي جوابها. قال:

سايلتها عن ذاك فاستعجمت ... لم تدر ما مرجوعة السائل

وما كان من مرجوع فلان عليك. ورجع الحوض إلى إزائه إذا كثر ماؤه. قال:

قد رجع الحوض إلى إزائه ... كأنه مخايل بمائه

كرجعة الشيخ إلى نسائه

كأنه يختال بمائه من كثرته، والشيخ إلى ترضّى نسائه أحوج فهو أملأ لغرائره وأكثر ميرة من الشاب. ورجع العلف في الدابة ونجع: تبين أثره فيها. ورجع كلامي في فلان ونجع. وليس لي من فلان رجع أي منفعة وفائدة. وتقول: ما هو إلا سجع، ليس تحته رجع. ورزقنا الله رجع السماء وهو المطر. وكواه عند رجع كتفه ومرجع مرفقه. قال أوس:

كأن كحيلاً معقداً أو عنيّةً ... على رجع ذفراها من الليت واكف

ودسع البعير رجيعه أي جرّته. قال الأعشى:

وفلاة كأنها ظهر ترس ... ليس إلا الرجيع فيها علاق

وامتلأت الطرق من رجيع الدواب وهو روثها. وإياك والرجيع من القول وهو المعاد. ودابة رجيع أسفار. قال ذو الرمة:

رجيعة أسفار كأن زمامها ... شجاع لدى يسرى الذراعين مطرق

واسترجع المصاب ورجّع. وارتجع المحبة واسترجعها: ارتدّها. وارتج بإبله إبلاً: استبدلها يبيعها ويشتري بثمنها غيرها، وتسمى الرجعة. وقيل لحيّ من العرب: بم كثرت أموالكم فقالوا: أوصانا أبونا بالنجع والرجع. وتراجعت أحوال فلان. وراجعه في مهماته. وراجعه الكلام ورادّه. وراجع امرأته رجعة ورِجعة، وهو يملك رجعة ارمأته. ورجع في صوته، وفي أذانه ترجيعاً. وفي يدهترجيع وشم وهو ترديد خطوطه. ورجّعت الدابة يديها في السير. وانتفض الفرس ثم تراجع. وترجّع في صدري كذا.
[رجع] رَجَعَ بنفسه رُجوعاً، ورَجَعَةً غيرهُ رَجْعاً. وهُذَيْلٌ تقول: أَرْجَعَهُ غيرهُ. وقوله تعالى: {يَرْجِعُ بعضهُم إلى بَعْضٍ القَوْلَ} ، أي يتلاومون. والرُجعى: الرجوعُ. تقول: أرسلت إليك فما جاءني رُجعى رسالتي، أي مَرْجوعُها. وكذلك المَرْجِعُ. ومنه قوله تعالى: {ثم إلى ربِّكم مَرْجِعُكُمْ} . وهو شاذٌّ، لأنَّ المصادر من فَعَلَ يَفْعِلُ، إنما تكون بالفتح. وفلانٌ يؤمن بالرَجْعَةِ، أي بالرجوع إلى الدُنيا بعد الموت. وقولهم: هل جاء رَجْعَةُ كتابك، أي جوابُه. وله على امرأته رَجْعَةٌ ورِجْعَةٌ أيضاً، والفتح أفصح. ويقال: ما كان من مَرْجُوعِ فلانٍ عليك أي من مردودِه وجوابه. والرَجْعَةُ: الناقةُ تباع ويُشْتَرى بثمنها مثلها، فالثانية راجِعَةٌ ورجيعة . وقد ارْتَجَعْتُها، وتَرَجَّعتُها، ورَجَّعْتُها. يقال: باع فلانٌ إبله فارْتَجَعَ منها رِجْعَةً صالحةً بالكسر، إذا صرف أثمانها فيما يعود عليه بالعائدةٍ والصالحةِ. وكذلك الرجعة في الصدقةإذا وجبَتْ على ربِّ المال أسنانٌ فأخذ المصدِّق مكانَها أسناناً فوقَها أو دونها. وأتانٌ راجِعٌ وناقةٌ راجِعٌ، إذا كانت تَشول بذنبها وتجمع قُطْرَيْها وتوزِعُ بِبَولها، فيُظَنُّ أن بها حَمْلاً، ثم تُخْلِفُ. وقد رَجَعَتْ تَرْجِعُ رِجاعاً. ونوقٌ رَواجِعُ. والرِجاعُ أيضاً: رُجوعُ الطير بعد قِطاعِها. والراجِعُ: المرأةُ يموت زوجها فترْجِعُ إلى أهلها. وأمَّا المطلَّقة فهي المردودة. والرَجْعُ: المطر. قال الله تعالى: {والسماءِ ذاتِ الرَجْعِ} ، ويقال ذاتُ النفعِ. والرَجْعُ: الغديرُ. قال المتنخِّل الهذَليّ يصف السيف: أبيض كالرَجْعِ رَسوبٌ إذا * ما ناخَ في مُحْتَفَلٍ يَخْتَلي * والجمعُ الرُجْعانُ . ورُجْعانُ الكتابِ أيضاً: جوابه. يقال رَجَعَ إليَّ الجوابُ يَرْجِعُ رَجْعاً ورُجْعاناً. ورَجْعُ الدابةِ يَدَيْها في السير: خَطْوُها. ورَجْعُ الواشمة: خطها، ومنه قول لبيد: أو رَجْعُ واشِمةٍ أُسِفُّ نَؤُورُها * كففا تعرض فوقهن وشامها * والرجيع من الدواب: ما رَجَعْتَهُ من سفرٍ إلى سفر، وهو الكالُّ، والأنثى رَجيعَةٌ، والجمعُ الرَجائِعُ. والرَجيعُ: الرَوث والبعرُ وذو البطن. وقد أَرْجَعَ الرجلُ. وهذا رَجيعُ السَبُعِ ورَجْعُهُ أيضاً. وكل شئ يردد فهو رجيع ; لأنَّ معناه مَرْجوعٌ، أي مردودٌ. وربما سموا الجرة رجيعا. قال الاعشى: وفَلاةٍ كأنها ظَهْرُ تُرْسٍ * ليس فيها إلا الرجيع علاق * يقول: لا تجد الابل فها علقا إلا ما تردُّه * من جِرَّتها. وأرجع الرجُلُ، إذا أهوى بيده إلى خَلْفه ليتناول شيئاً. قال أبو ذؤيب: فَبَدا له أَقْرابُ هذا رائِغاً * عَجِلاً فَعَيَّثَ في الكِنانَةِ يرجع * وحكى ابن السكيت: هذا متاعٌ مُرْجِعٌ، أي له مَرْجوعٌ ويقال: أرْجَعَ الله بَيْعَةَ فلانٍ، كما يقال: أربح الله بيعته. الكسائي: أَرْجَعَتِ الإِبْلُ، إذا هزُلَتْ ثم سمنت. والمراجعة: المعاودة. يقال: راجعَهُ الكلامَ، وراجعَ امرأتَه. وتراجع الشئ إلى خلف. واسترجعت منه الشئ، إذا أخذت منه ما دفعتَه إليه. واسْتَرْجَعْتُ عند المصيبة، إذا قلت: إنا لله وإنَّا إليه راجعون، فأنا مُسْتَرْجِعٌ. وكذلك التَرْجيعُ، قال جرير: ورَجَّعْتُ من عِرْفانِ دارٍ كأنها * بقيةُ وشمٍ في متونِ الأشاجِعِ * والترجيعُ في الأذان . وتَرْجيعُ الصوتِ: ترديدُه في الحَلْقِ، كقراءة أصحاب الألحان. وتَرْجيعُ الدابةِ يديْها في السير، وتَرْجيعُ الواشِمةِ وَشْمَها. ورَجْعُ الكتِفِ ومرجعها: أسفلها.
[رجع] فيه: "لعلهم "يرجعون"" أي يردون البضاعة لأنها ثمن ما اكتالوه، أو يرجعون إلينا. و"على "رجعه" لقادر" أي على إعادته حيًا بعد موته أو على رده في الإحليل، و"ذات "الرجع"" أي المطر لأنه يرجع ويتردد. ك: أي سحاب يرجع بالمطر. غ: والرجع الغدير من الماء. نه: فإنهما "يتراجعان: بينهما بالسوية، التراجع بين الخليطين أن يكون لأحدهما مثلًا أربعون بقرة ولأخر ثلاثون وما لهما مشــترك فيأخذ العامل عن الأربعين مسنة وعن الثلاثين تبيعًا فيرجع بأذل المسنة بثلاثة أسباعها على خليطه وبأذل التبيع بأربعة أسباعه على خليطه لأن كلا من السنين واجب على الشيوع أن المال ملك واحد، قوله: بالسوية، دليل على أن الساعي إن لم أحدهما بأخذ زيادة على فرضه لا يرجع بها، ومن التراجع أنا يكون بين رجلين أربعون شاة لكل عشرون، ويعرف كل عين ماله فأخذ العامل شاة من أحدهما فيرجع على
(ر ج ع)

رَجَعَ يَرْجِع رَجْعا، ورُجوعا، ورُجْعَى، ورُجْعانا، ومَرْجِعا، ومَرْجِعَة: انْصَرف. وَفِي التَّنْزِيل: (إنَّ إِلَى رَبُّكَ الرُّجْعَى) . وَفِيه: (إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَميعا) : أَي رجوعكم. حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ فِيمَا جَاءَ من المصادر الَّتِي من فَعَلَ يَفْعِل على مَفْعِل، بِالْكَسْرِ، وَلَا يجوز أَن يكون هَاهُنَا اسْم الْمَكَان، لِأَنَّهُ قد تعدى بإلى، وانتصبت عَنهُ الْحَال، وَاسم الْمَكَان لَا يتَعَدَّى بِحرف جر، وَلَا ينْتَصب عَنهُ الْحَال، إِلَّا أَن جملَة الْبَاب فِي فَعَل يفعِل أَن يكون الْمصدر على " مَفْعَل " بِفَتْح الْعين.

ورَاجَعَ الشَّيْء: رَجَع إِلَيْهِ: عَن ابْن جني. ورَجَعْته أرْجِعُه رَجْعا، ومَرْجَعا ومَرْجِعا. قَالَ: وَحكى أَبُو زيد عَن الضبيين، أَنهم قرءوا (أفَلا يَرَوْنَ ألاَّ يُرْجِعَ إليهِم قَوْلا) . وَقَوله عز وَجل: (إنَّه على رَجْعِهِ لَقادِر) . قيل: على رَجْع المَاء إِلَى الإحليل. وَقيل: إِلَى الصُّلب. وَقيل: " على رجعه ": على بعث الْإِنْسَان. وَهَذَا يقويه: (يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ) : أَي قَادر على بَعثه يَوْم تبلى السرائر.

وَحكى سِيبَوَيْهٍ رَجَّعْتُه.

وأرْجَعَه نَاقَته: بَاعهَا مِنْهُ، ثمَّ أعطَاهُ إِيَّاهَا، يَرْجِعُ عَلَيْهَا. هَذِه عَن اللَّحيانيّ.

وتراجَع الْقَوْم: رَجَعُوا إِلَى محلهم.

ورَجَّع الرجل، وتَرَجَّعَ: ردد صَوته فِي قِرَاءَة أَو غناء، أَو زمر، أَو غير ذَلِك مِمَّا يترنم بِهِ. ورَجَّعَ الْبَعِير فِي شقشقته: هدر. ورَجَّعَت النَّاقة فِي حنينها: قطعته. ورَجَّع الْحمام فِي غنائه، واسترجَع: كَذَلِك. ورَجَّعَتِ الْقوس: صوتت، عَن أبي حنيف. ورَجَّع النقش والوشم وَالْكِتَابَة: ردد خطوطها، قَالَ:

كَتْرجيعِ وَشْمٍ فِي يَدَيْ حارِثِيَّة ... يَمانِيةِ الأصْدافِ باقٍ نَئُورُها

وَرجع إِلَيْهِ وارتجع: كرّ وَرجع وارْتَجَع عَلَيْهِ: كَرَجَع. وارْتَجَع على الْغَرِيم وَالْمُتَّهَم: طَالبه.

وارْتَجَع إِلَى الْأَمر: رده إليَّ، أنْشد ثَعْلَب:

أمُرْتَجِعٌ لي مِثْلَ أيَّامِ حَمَّةٍ ... وأيَّامِ ذِي قارٍ عَليَّ الرَّوَاجعُ

وارتجَع الْمَرْأَة، ورَاجَعَها مراجَعَةً ورِجاعا: رَجَعَها إِلَى نَفسه بعد الطَّلَاق، وَالِاسْم: الرِّجْعَة، والرَّجْعَة، والرُّجْعَى.

والرَّجيعُ من الدَّوَابّ: مَا رَجَعْتَه من سفر إِلَى سفر. وَالْأُنْثَى: رَجيعٌ ورَجِيعة، قَالَ جرير:

إِذا بَلَّغْتَ رَحْلِي رَجيعٌ أمَلَّها ... نُزوليَ بالمَوْماةِ ثُمَّ ارِتحالياَ

وَقَالَ ذُو الرمة:

رَجِيَعُة أسْفارٍ كأنَّ زِمامَها ... شُجاعٌ لَدى يُسْرَى الذّرَاعَين مُطْرِقُ

وجمعهما مَعًا: رَجائع. قَالَ معن بن أَوْس الْمُزنِيّ:

على حينَ مَا بِي من رِياضٍ لصَعْبَةٍ ... وَبَرَّحَ بِي إنْقضاضُهُنَّ الرَّجائعُ

كنى بذلك عَن النِّسَاء، أَي إنَّهنَّ لَا يواصلنه لكبره.

وسفَرٌ رجيع: مرجوع فِيهِ مرَارًا، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:

وأسْقِى فِتيةً ومُنَفَّهاتٍ ... أضَرّ بنِقيِها سفَرٌ رَجِيعُ

وَفُلَان رِجْعَ سفر، ورَجِيع سفر.

وراجَعه الْكَلَام مُراجَعَةً ورِجاعا: حاوره إِيَّاه

وَمَا أرجع إِلَيْهِ كَلاما: أَي مَا أجابَه.

والرَّجيع من الْكَلَام: الْمَرْدُود إِلَى صَاحبه.

والرَّجْعُ والرَّجيعُ: النَّجو والرَّوث، لِأَنَّهُ رَجَعَ عَن حَاله الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا.

والرَّجيع: الجرة، لرجعه لَهَا إِلَى الْأكل. قَالَ حميد بن ثَوْر الْهِلَالِي يصف إبِلا تردد جِرَّتها:

رَدَدْنَ رَجيعَ الفَرْثِ حَتَّى كأنَّه ... حَصَى إْثمِدٍ بَين الصَّلاءِ سَحِيقُ

وَبِه فسر ابْن الْأَعرَابِي قَول الراجز:

يَمْشينَ بالأحمالِ مَشْيَ الغِيلانْ فاسْتَقْبَلَتْ لَيْلَةَ خِمْسٍ حَنَّانْ

تَعْتَلُّ فِيهِ برَجِيعِ العِيرانْ

والرَّجيع: الشواء يسخن ثَانِيَة، عَن الْأَصْمَعِي. وَقيل: كل مَا رد فَهُوَ رجيع. وحبل رَجيع: نقض ثمَّ أُعِيد فتله. وَقيل: كل مَا ثنيته: رجيع. ورَجيع القَوْل: الْمَكْرُوه.

وتَرَجَّعَ الرجل عِنْد الْمُصِيبَة، واسترجع: قَالَ " إنَّا للهِ وإنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون " والرَّجْع: رَدُّ الدَّابَّة يَديهَا فِي السّير وَنَحْوه. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

يَعْدُو بِهِ نَهْشُ المُشاشِ كَأَنَّهُ ... صَدَعٌ سليمٌ رَجْعُهُ لَا يَظْلَعُ

نهش المشاش: خَفِيف القوائم، وَصفه بِالْمَصْدَرِ، وَأَرَادَ: نهش القوائم، أَو منهوش القوائم.

ورَجْعُ الرشق فِي الرَّمي: مَا يرد عَلَيْهِ.

والرُّوَاجع: الرِّيَاح الْمُخْتَلفَة، لمجيئها وذهابها.

والرَّجْعُ، والرَّجْعَة، والرُّجْعَى، والرُّجْعان، والمَرْجُوعة: جَوَاب الرسَالَة، قَالَ يصف الدَّار:

سألْتُها عَن ذاكَ فاسْتَعْجَمتْ ... لم تَدْرِ مَا مَرْجُوعَةْ السَّائلِ؟

وَلَيْسَ لهَذَا البيع مَرْجوع: أَي لَا يُرْجَع فِيهِ. ومتاع مُرْجِع: لَهُ مَرْجُوع.

وَقَالَ اللَّحيانيّ: ارْتَجع فلَان مَالا، وَهُوَ أَن يَبِيع ابله المسنة وَالصغَار، ثمَّ يَشْتَرِي الْفتية والبكار. وَقيل: هُوَ أَن يَبِيع الذُّكُور وَيَشْتَرِي الْإِنَاث. وَعم مرّة بِهِ، فَقَالَ: هُوَ أَن يَبِيع الشَّيْء، ثمَّ يَشْتَرِي مَكَانَهُ مَا يخيل إِلَيْهِ انه أفتى وَأصْلح. وَجَاء فلَان برِجْعة حَسَنَة: أَي بِشَيْء صَالح، اشْتَرَاهُ مَكَان شَيْء طالح، أَو مَكَان شَيْء قد كَانَ دونه. وَبَاعَ إبِله فارْتجَع مِنْهَا رَجْعة صَالِحَة، ورِجْعة. والرِّجْعة: إبل تشتريها الْأَعْرَاب، لَيست من نتاجهم، وَلَيْسَت عَلَيْهَا سماتهم، وارْتجَعها: اشْتَرَاهَا. أنْشد ثَعْلَب:

لَا تَرْتجِع شارِفا تَبْغي فَوَاضِلَها ... بدَفِّها مِنْ عُرَا الأنْساعِ تَنْدِيبُ

قد يجوز أَن يكون هَذَا من قَوْلهم: بَاعَ إبِله، فارْتَجع مِنْهَا رِجْعَة صَالِحَة.

والرِّجَع: أَن يَبِيع الذُّكُور، وَيَشْتَرِي الْإِنَاث، كَأَنَّهُ مصدر، وَإِلَّا لم يَصح تَعْبِيره. وَقيل: هُوَ أَن يَبِيع الهرمى، وَيَشْتَرِي الطراء.

وَقيل لحي من الْعَرَب: لم كثرت أَمْوَالكُم؟ فَقَالُوا: أوصانا أَبونَا بالنُّجَع والرُّجَع.

وَقَالَ ثَعْلَب: بالرِّجَع والنِّجَعِ. وَفَسرهُ: بِأَنَّهُ بيع الهرمى وَشِرَاء الطراء. وَقد فسر بِأَنَّهُ بيع الذُّكُور وَشِرَاء الْإِنَاث، وَكِلَاهُمَا مِمَّا ينمى عله المَال.

وأرجع إبِلا: شراها وباعها على هَذِه الْحَالة.

وَحكى اللَّحيانيّ: جَاءَت رِجْعَةُ الضّيَاع، وَلم يفسره. وَعِنْدِي انه مَا تعود بِهِ على صَاحبهَا من غلَّة.

وأرجع يَده إِلَى سَيْفه ليستلَّه، أَو إِلَى كِنَانَته ليَأْخُذ سَهْما: أَهْوى بهَا إِلَيْهِمَا، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

فَبدَا لهُ أقْرابُ هَذَا رَائِغا ... عَنْهُ فَعَيَّثَ فِي الكِنانَةِ يَرْجِعُ

وَقَالَ اللَّحيانيّ: أرجع الرجل يَدَيْهِ: إِذا ردهما إِلَى خَلفه، فَعم بِهِ.

والراجع من النِّسَاء: الَّتِي مَاتَ عَنْهَا زَوجهَا، ورَجَعَتْ إِلَى أَهلهَا.

ومَرْجِعُ الْكَتف: مَا يَلِي الْإِبِط مِنْهَا، من تِلْقَاء منابض الْقلب. قَالَ رؤبة:

ويَطْعُنُ الأعْناقَ والمَرَاجِعا

ورَجَع الْكَلْب فِي قيئه: عَاد فِيهِ.

وَهُوَ يُؤمن بالرَّجْعَة: أَي بِأَن الْمَيِّت يرجع قبل يَوْم الْقِيَامَة.

وراجَع الرجل: رَجَع إِلَى خير أَو إِلَى شَرّ.

ورَجَعَتِ الطير رُجُوعا ورِجاعا: قطعت من الْمَوَاضِع الحارة إِلَى الْبَارِدَة. ورَجَعَتِ النَّاقة، تَرْجِع رِجاعا ورُجُوعا، وَهِي رَاجِع: لقحت، ثمَّ أخلفت، لِأَنَّهَا رَجَعَت عمارُجى مِنْهَا.

وَقيل: هُوَ إِذا ظُنَّ بهَا حمل، ثمَّ لم يكن كَذَلِك. وَقيل: إِذا ضربهَا الْفَحْل فَلم تلقح. وَقيل: إِذا أَلْقَت وَلَدهَا لغير تَمام. وَقيل: إِذا بَالَتْ مَاء الْفَحْل. وَقيل: هُوَ أَن تطرحه مَاء.

والرَّجْع، والرَّجِيع، والرَّاجِعة: الغدير يتَرَدَّد فِيهِ المَاء. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: هِيَ مَا ارْتَدَّ فِيهِ السَّيْل، ثمَّ نفذ. وَالْجمع رِجْعانٌ ورِجاع وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

ورَاجَعَ أطْرَافَ الصَّبا وَكَأَنَّهُ ... رِجاعُ غَدير هَزَّه الرّيحُ رَائعُ

قَالَ غَيره: الرِّجاع: جمع، وَلكنه نَعته بِالْوَاحِدِ، الَّذِي هُوَ رائع، لِأَنَّهُ على لفظ الْوَاحِد، كَمَا قَالَ الفرزدق:

إِذا القُنْبضَاتُ السُّودُ طَوُّفْنَ بالضُّحَىرَقَدْنَ عَلَيْهنَّ الحِجالُ المُسَجَّفُ

وَإِنَّمَا قَالَ: " رِجاعُ غَدِير " ليفصله من الرِّجاع الَّذِي هُوَ الغدير، إِذْ الرِّجاع من الْأَسْمَاء الْمُشْــتَركَــة، كَمَا قَالَ الآخر:

لَو أَنِّي أشاءُ لكُنتُ منهُ ... مَكانَ الفَرْقَدَيْنِ من النُّجومِ

فَقَالَ: " من النُّجوم " ليُخَلِّص معنى الفرقدين، لِأَن الفرقد من الْأَسْمَاء الْمُشْــتَركَــة، أَلا ترى أَن ابْن أَحْمَر لما قَالَ:

يُهِلُّ بالفَرْقَدِ رُكْبانُها ... كَمَا يُهِلُّ الرَّاكبُ المُعْتَمِرْ

فَلم يخلص الفرقد هَاهُنَا، اخْتلفُوا فِيهِ، فَقَالَ قوم: انه الفرقد الفلكي. وَقَالَ آخَرُونَ: إِنَّمَا هُوَ فرقد الْبَقَرَة، وَهُوَ وَلَدهَا. وَقد يجوز أَن يكون الرِّجاع للغدير الْوَاحِد، كَمَا قَالُوا فِيهِ الإخاذ، وأضافه إِلَى نَفسه، ليبينه أَيْضا بذلك، لِأَن الرِّجاع كَانَ وَاحِدًا أَو جمعا، فَهُوَ من الْأَسْمَاء الْمُشْــتَركَــة. وَقيل الرَّجْع: محبس المَاء. وَأما الغدير فَلَيْسَ بمحبس للْمَاء، إِنَّمَا هُوَ الْقطعَة من المَاء يغادرها السَّيْل أَي يَــتْرُكــهَا. والرَّجْع: الْمَطَر، لِأَنَّهُ يَرْجع مرّة بعد مرّة. وَفِي التَّنْزِيل: (والسَّماءِ ذاتِ الرَّجْع، وَالْأَرْض ذاتِ الصَّدْع) . قَالَ ثَعْلَب: تَرْجِعُ بالمطر سنة بعد سنة. وَقَالَ اللَّحيانيّ: لِأَنَّهَا تَرْجِع بالغيث، فَلم يذكر " سنة بعد سنة ".

وَقَوله: (والأرْضِ ذاتِ الصَّدعْ) قَالَ ثَعْلَب: هِيَ الأَرْض تنصدع بالنبات. وَقيل: الرَّجْع: عَامَّة المَاء. وَقيل: مَاء لهذيل، غلب عَلَيْهِ. والرَّجْع: الْغَرْس يكون فِي بطن الْمَرْأَة، يخرج على رَأس الصَّبِي.

والرِّجاع: مَا وَقع على أنف الْبَعِير من خطامه.

ورَجْع ومَرْجَعة: اسمان.
رجع
رجَعَ1/ رجَعَ عن يَرجِع، رُجوعًا ورُجْعَى، فهو راجِع، والمفعول مرجوع عنه
• رجَعَ فلانٌ: عاد، انصرف "رجع المسافرُ- {وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}: يتوبون- {كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ} " ° رجَع أدراجَه: عاد من حيث أتى- رجَع إلى الصَّواب: اهتدى إليه- رجَع إلى المعجم: استشاره، وراجعه للتحقيق- رُجِع إلى قوله: أطاعوه وأذعنوا له- رجَع إلى نفسه: ثاب إلى رُشده وعاد إليه صوابه، وهدأ- رجَع القهقريّ: ارتد إلى الوراء- رجَعَ بخُفَّي حنين [مثل]: فشِل، عاد خائبًا- رجَعت به الذَّاكرة إلى الوراء: تذكّر- رجَع على عَقِبِه/ رجَع على عقبيه: عاد خائبًا- رجَع على فلان: طالبه بالشّيء أو الدَّيْن- رجَع عَوْدُه على بدئه: لم يقطع ذهابه حتى وصله برجوعه، رجع في الطريق الذي جاء منه- رجَع في كلامه: استدركه- رجَع في وعده: نقضه- رجَع من سفره- يرجع ذلك إلى: يُرَدّ إليه.
• رجَع عن الأمر: كفَّ، امتنع، تركــه، عَدَل عنه "رجَع عن دينه/ غيِّه/ قَوْله/ رَأْيه"? رجَع عن دينه: تخلّى عنه وارتدّ. 

رجَعَ2 يَرجِع، رَجْعًا ورُجْعَى، فهو راجع، والمفعول مَرْجوع
• رجَع اللهُ الميِّتَ: بعثَه " {ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} - {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ} ".
• رجَع النَّاظرُ بصرَه: أعاده وكرَّر النظر في الشّيء " {فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ} ".
• رجَعه إلى بلده: أعاده " {فَإِنْ رَجَعَكَ اللهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا} ".
• رجَعه عن الشَّيء: صرفَه وردَّه عنه "رجع تلميذَه عن الخطأ- رجع ابنَه عن الضلال". 

أرجعَ/ أرجعَ في يُرجع، إرجاعًا، فهو مُرجِع، والمفعول مُرجَع (للمتعدِّي)
• أرجع فلانٌ: رمى بالرَّجيع أو القَيْء "أرجع ما في مِعدَتِه".
• أرجع الشَّخصَ ونحوَه: أعاده وردَّه "أرجع الزوجةَ إلى زوجها- أرجعت الشرطة المسروقات إلى أصحابها- {قَالَ رَبِّ أَرْجِعُونِ} [ق] ".
• أرجع اللهُ الميِّتَ: أحياه بعد موته، بعَثه.
• أرجع في المصيبة: قال إنّا لله وإنّا إليه راجعون. 

استرجعَ يسترجع، استرجاعًا، فهو مسترجِع، والمفعول مسترجَع (للمتعدِّي)
• استرجع عند المصيبة: أرجع؛ قال: إنّا لله وإنّا إليه راجعون.
• استرجع الشَّيءَ: استردّه، استعاده "استرجع حقَّه/ سلطتَه/ عرشَه/ وَعْيَه- استرجع نشاطَه بعد المرض".
• استرجع أمرًا: تذكّره "استرجع الحادثةَ/ الذكريات". 

تراجعَ/ تراجعَ عن يتراجع، تراجُعًا، فهو مُتراجِع، والمفعول مُتراجَعٌ (للمتعدِّي)

• تراجع الشَّخصُ: عاد إلى وضع سابق "تراجع المتظاهرون- تراجع الجيشُ: رجَع إلى الخلف- تراجُع اقتصاديّ" ° تراجع إلى الوراء: انسحب وتقهقر- تراجعت أحوالُه: ساءت- لا يتراجع: لا رجعة فيه.
• تراجع الزَّوجان: عادا إلى بيت الزوجيّة بعد الطّلاق " {فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا} ".
• تراجعوا الكلامَ بينهم: تداولوه.
• تراجع عن رأيه: عدَل عنه وارتدّ "تراجع عن واجبه/ ادعاءاته/ وعوده". 

راجَعَ يُراجع، مُراجعةً، فهو مُراجِع، والمفعول مُراجَع
• راجع صاحبُ الحاجة الموظَّفَ: عاود سؤالَه عن حاجته "راجَع شريكَه/ خادمَه".
• راجع المؤلِّفُ الكتابَ: أعاد النظرَ فيه "راجع المحاسبُ الحِسابَ: دقّقه- قام بمراجعة أعماله- راجع المدرِّسُ الدرسَ" ° راجع نفسَه: أعاد النظر في الأمر.
• راجع المصحِّحُ تجربةَ الطَّبع: صحّحها من أخطائها الطباعيّة "مراجِع تجارب طباعة".
• راجع الزَّوجُ زوجتَه: ردَّها إلى عصمته بعد طلاقها.
• راجع الرَّجلُ صديقَه في أمرٍ: عاد إليه وشاوره فيه "راجع شيخَه في مسألة- راجع أُستاذَه في بحْثٍ"? مِنْ غير مراجعة: بلا جدوى ومن غير استئناف.
• راجع معلوماتِه: تأكّد من صحّتها "راجع كلمة في المعجم- راجع الفكرةَ/ رقم الهاتف".
• راجعه الكلامَ: جعله يعيده على مسامعه. 

رجَّعَ/ رجَّعَ في يُرجِّع، ترجيعًا، فهو مُرجِّع، والمفعول مُرجَّعٌ (للمتعدِّي)
• رجَّع الشَّخصُ: ردّد صوتَه في قراءة أو أذان أو غناء أو زَمْر "رجَّع الطلاب وراء الأستاذ- رجَّعت الجوقةُ وراء المطرب".
• رجَّع الطِّفلُ: تَقَيَّأ.
• رجَّع المؤمنُ عند المصيبة: أرجع؛ قال: إنا لله وإنا إليه راجعون.
• رجَّع البضاعةَ: أعادها "رجَّع كتابًا- رجَّع الخِطبة: فسخها وأعاد خاتمها".
• رجَّع المؤذِّنُ في أذانه: كرَّر الشهادتين مرةً خَفْضًا ومرّة رفعًا. 

إرجاعات [جمع]: فئة البيانات الببليوجرافية المطلوبة للتعرف على مادة بعينها. 

ارتجاع [مفرد]
• الارتجاع الفنِّيّ: (دب، فن) أسلوب أدبيّ أو دراميّ يتمُّ من خلال إدخال حدث وقع في زمن سابق إلى التَّسلسل التَّاريخيّ لعمل أدبيّ. 

ارتجاعيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى ارتجاع.
• الاشتقاق الارتجاعيّ: (لغ) تكوين كلمة- يخيل للإنسان أنها أصلية- من كلمة أخرى يُظنُّ أنها مشتقَّة من الأولى وإن لم تكن كذلك فعلاً. 

ارتجاعيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى ارتجاع ° الحركة الارتجاعيّة: حركة ارتداديّة عنيفة مفاجئة للخلف. 

استرجاعيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى استرجاع: "رُؤية/ تصوُّرات/ تخيّلات استرجاعيّة".
• العقيدة الاسترجاعيَّة: (دن) عقيدة في التراث اليهوديّ فسّرت بعض الإشارات العابرة التي وردت في العهد القديم تفسيرًا حرفيًّا ومنحتها مركزيّة مطلقة، فذهبت إلى أنه كيما تبدأ الألف عام السعيدة التي يحكم فيها السيد المسيح عليه السّلام لابد أن يتم استرجاع اليهود إلى فلسطين تمهيدًا لمجيء المسيح عليه السلام. 

تراجُع [مفرد]: ج تراجُعات (لغير المصدر):
1 - مصدر تراجعَ/ تراجعَ عن.
2 - عودة إلى الوراء، تحوّل، وعكسه التَّقدُّم.
3 - (نف) توقّف النُّموّ الذِّهنيّ والعودة إلى صورة أقلّ تقدُّمًا، وهي حالة تصيب الفرد بسبب الإحباط والفشل.
4 - (قص) هبوط يحدث في سعر الأسهم أو في سوق الأوراق الماليّة بشكل عامّ، وهو ينطبق عادةً على الهبوط الهادئ وليس الانخفاض الحادّ. 

ترجيع [مفرد]: ج ترجيعات (لغير المصدر):
1 - مصدر
 رجَّعَ/ رجَّعَ في.
2 - (دب) تكرار البيت الأخير من الدور الأول بآخر كل دور يليه.
3 - (فق) ذكر الشهادتين مرتين تلو مرتين.
4 - (لغ) ترديد الصوت باللحن في القراءة والغناء.
5 - (نف) أثر الفعل أو التجربة على تذكُّر فعل أو تجربة مكتسبة من قبل. 

راجِع1 [مفرد]: اسم فاعل من رجَعَ1/ رجَعَ عن ورجَعَ2 ° إنّا لله وإنّا إليه راجعون: جزء من آية يقال عند وقوع مصيبة أو حدوث موت- حُمَّى راجعة: تعاود المريضَ بعد أن تسكن.
• راجع إلى كذا: متسبِّب عنه "ضياع الحقّ الفلسطينيّ راجع إلى فُرقة العرب- فشله في المشروع راجع إلى ارتكاب أخطاء فنيّة".
• نسيان راجِع: (نف) عدم المقدرة على تذكُّر الحوادث التي حدثت قبل وقت مُعيَّن. 

راجِع2 [مفرد]: ج رواجعُ: امرأة عادت إلى أهلها بموت زوجها أو بطلاق. 

رِجاع [مفرد]
• رجاع اكتئابيَّة: (نف) حالات نفسيَّة عُصابيَّة، تتميَّز بالاكتئاب والشعور بالإثم، وفي الحالات المبالغ فيها قد تتميَّز بالشعور بالعجز والميل إلى الانتحار. 

رَجْع [مفرد]:
1 - مصدر رجَعَ2.
2 - مطر بعد مطر " {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ} ".
3 - نفْع "ليس لي في فلان رَجْع: لا فائدة فيه- ما هو إلا سَجْع ليس فيه رجْع [مثل] ".
4 - جواب ورَدّ "هذا رَجْع رسالتك" ° رَجْع الصَّوت: ما يردُّه إليك المكان الخالي من صوت (صدى الصوت) - كرجع البصر: في لحظة يسيرة.
5 - (نف) ترجيع؛ أثر الفعل أو التجربة على تذكُّر فعل أو تجربة مكتسبة من قبل. 

رَجْعة [مفرد]: ج رَجَعات ورَجْعات:
1 - اسم مرَّة من رجَعَ1/ رجَعَ عن ورجَعَ2: "لا رجعةَ عن هذا الموقف- ما قلتُه لا رجعة فيه".
2 - (حي) عودة إلى الحياة بعد موت ظاهريّ أو سُبات.
3 - (فق) عودة المطلِّق إلى مطلَّقته.
• الرَّجعة: (سف) مذهبٌ يؤمن بالرّجوع إلى الدُّنيا بعد الموت أو برجوع الإمام بعد موته أو غيبته، أوّل من قال به عبد الله بن سبأ.
• خطُّ الرَّجْعة: (سك) الطريق الذي يصل الجيش بمركزه ° قطَع عليه خطّ الرَّجعة: سدّ عليه المسالك، منعه من فرصة التَّراجع. 

رُجْعَى [مفرد]:
1 - مصدر رجَعَ1/ رجَعَ عن ورجَعَ2.
2 - عودة ورجوع " {إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى} ". 

رَجْعِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى رَجْعة: متمسك بالقديم، عكسه تقدُّمِيّ "شخص/ فكرٌ رَجْعِيّ- كان رجعيًّا في نظر الشَّباب" ° الاشتقاق الرَّجعيّ: كلمة نُحتت من كلمة موجودة أصلاً عن طريق إزالة الملحق.
• ضمور رجعيّ: (طب) رجوع انحلاليّ للخلايا أو الأنسجة إلى شكل أقل تميُّزًا في البناء أو الوظيفة.
• طلاقٌ رجعيّ: (فق) طلاق يوقعه الزوج على زوجته، ولم يكن مسبوقًا بطلقة أو كان مسبوقًا بطلقة واحدة، ويجوز معه للزّوج أن يردَّ مُطَلَّقته أثناء عِدَّة الطّلاق بلا عقد أو مهر.
• قانون بأثر رجعيّ: (قن) قانون يطبَّق على مدّة معيّنة سبقت صدوره.
• نسيان رجعيّ: (نف) عدم المقدرة على تذكُّر الحوادث التي حدثت قبل وقتٍ مُعيَّن.
• الكَفّ الرَّجعيّ: (نف) النِّسيان الجزئيّ أو الكلِّيّ لما كان الإنسان قد تعلَّمه سابقًا، وهو ينتج عن حادث لاحق. 

رَجْعِيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى رَجْعة.
2 - مصدر صناعيّ من رَجْعة: عودة "لا رجعيّة في القرار".
3 - محافظة على القديم من الأفكار دون مسايرة التطوُّر الذي يتمشّى مع متطلبات العصر "متَّهم بالرجعيّة والتخلّف".
• رجعيَّة القوانين: (قن) سريانها على فترة مُعيَّنة في الماضي. 

رُجوع [مفرد]:
1 - مصدر رجَعَ1/ رجَعَ عن ° برجوع البريد: بمقدار ما يَسْمحُ الوقت لوصول الردّ بالبريد.
2 - (بغ) عَوْدٌ إلى كلام سابق بالنقض لغرض بلاغيّ.
• رجوع في وصيَّة: (قن) تصرُّف الموصي بالممتلكات
 المورّثة في الوصيّة، بحيث يبطلها ° رجوع على الضامن: ردّ السَّند إلى الضامن. 

رَجِيع [مفرد]:
1 - معاد مردود "إيّاك والرجيعَ من القول- كلام رجيع: مردود إلى صاحبه".
2 - ما يُقاء.
• رجيع الدَّوابّ: روثُها. 

مُراجِع [مفرد]: اسم فاعل من راجَعَ.
• مراجع الحسابات: (قص) شخص مهنيّ مستقلّ يقوم بالتحقُّق من إعداد القوائم الماليّة طبقًا للمبادئ المحاسبيّة المتعارف عليها، ويعدّ تقريرًا بنتائج فحص القوائم الماليّة وعدالتها. 

مراجعة [مفرد]:
1 - مصدر راجَعَ.
2 - معاملة تجارية، عمليّة تجاريّة.
3 - (جر) فحص الحسابات والتدقيق لمعرفة مدى صحَّتها، وما إذا كانت المصروفات قد تمَّت بموافقة السلطة المفوَّضة.
• مراجعة نقديَّة: (جر) تقرير أو مقالة تعطي تقديرًا نقديًّا لعمل أو أداء ما. 

مَرجِع [مفرد]: ج مَراجِعُ:
1 - مصدر ميميّ من رجَعَ1/ رجَعَ عن: عودة " {إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا} ".
2 - اسم مكان من رجَعَ1/ رجَعَ عن ورجَعَ2: "مَرْجِعهُ في القرية".
3 - اسم زمان من رجَعَ1/ رجَعَ عن ورجَعَ2: وقت الرُّجُوع "مَرْجعُه الواحدة ظهرًا".
4 - مصدرٌ نعود إليه في عِلم أو أدب، سواء أكان شخصًا أم كتابًا "مرجع تاريخيّ- مراجِع الكتاب".
• قائمة المراجع: قائمة المؤلَّفات التي أشار إليها المؤلِّف أو استعان بها في إخراجه لبحثه. 

مَرْجِعيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى مَرجِع: "الأسس المرجعيَّة لعمليَّة السلام".
2 - مصدر صناعيّ من مَرجِع: خلفيّة تاريخيّة سابقة "أكّد البعض ضرورة التزام إسرائيل بمرجعيّة مؤتمر مدريد- طالب بإنهاء الاحتلال وفقًا للمرجعيّة والأسس القانونية التي حددها القانون الدوليّ".
• مرجعيّة الضَّمير: (نح) إحالة الضمير إلى مرجع أو مفسِّر سابق أو لاحق.
• مَرْجِعيَّة دينيَّة: سلطة، جهة أو شخص تَرْجِع إليه طائفة دينيَّة معيَّنة فيما يخصُّها أو يشكل عليها من أمرها "أفتت المرجعيَّة الدينيَّة في الدَّولة بعدم شرعية الاحتلال". 

رجع: رَجَع يَرْجِع رَجْعاً ورُجُوعاً ورُجْعَى ورُجْعاناً ومَرْجِعاً

ومَرْجِعةً: انصرف. وفي التنزيل: إِن إِلى ربك الرُّجْعى، أَي الرُّجوعَ

والمَرجِعَ، مصدر على فُعْلى؛ وفيه: إِلى الله مَرْجِعُكم جميعاً، أَي

رُجُوعكم؛ حكاه سيبويه فيما جاء من المصادر التي من فَعَلَ يَفْعِل على

مَفْعِل، بالكسر، ولا يجوز أَن يكون ههنا اسمَ المكان لأَنه قد تعدَّى بإِلى،

وانتصبت عنه الحالُ، واسم المكان لا يتعدَّى بحرف ولا تنتصب عنه الحال

إِلا أَنّ جُملة الباب في فَعَلَ يَفْعِل أَن يكون المصدر على مَفْعَل،

بفتح العين. وراجَع الشيءَ ورَجع إِليه؛ عن ابن جني، ورَجَعْته أَرْجِعه

رَجْعاً ومَرْجِعاً ومَرْجَعاً وأَرْجَعْتُه، في لغة هذيل، قال: وحكى أَبو

زيد عن الضََّّبِّيين أَنهم قرؤُوا: أَفلا يرون أَن لا يُرْجِع إِليهم

قولاً، وقوله عز وجل: قال رب ارْجِعُونِ لعلّي أَعمل صالحاً؛ يعني العبد

إِذا بعث يوم القيامة وأَبصر وعرف ما كان ينكره في الدنيا يقول لربه:

ارْجِعونِ أَي رُدُّوني إِلى الدنيا، وقوله ارجعون واقع ههنا ويكون لازماً

كقوله تعالى: ولما رَجَع موسى إِلى قومه؛ ومصدره لازماً الرُّجُوعُ، ومصدره

واقعاً الرَّجْع. يقال: رَجَعْته رَجْعاً فرجَع رُجُوعاً يستوي فيه لفظ

اللازم والواقع.

وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: من كان له مال يُبَلِّغه حَجَّ بيتِ

الله أَو تَجِب عليه فيه زكاة فلم يفعل سأَل الرَّجعةَ عند الموت أَي

سأَل أَن يُرَدّ إِلى الدنيا ليُحْسن العمل ويَسْتَدْرِك ما فات.

والرَّجْعةُ: مذهب قوم من العرب في الجاهلية معروف عندهم، ومذهب طائفة من فِرَق

المسلمين من أَُولي البِدَع والأَهْواء، يقولون: إِن الميت يَرْجِعُ إِلى

الدنيا ويكون فيها حيّاً كما كان، ومن جملتهم طائفة من الرَّافضة يقولون:

إِنَّ عليّ بن أَبي طالب، كرم الله وجهه، مُسْتتِر في السحاب فلا يخرج مع

من خرج من ولده حتى ينادِيَ مُنادٍ من السماء: اخرج مع فلان، قال: ويشهد

لهذا المذهب السوء قوله تعالى: حتى إِذا جاء أَحدَهم الموتُ قال رب

ارجعون لعلي أَعمل صالحاً فيما تركــت؛ يريد الكفار. وقوله تعالى: لعلّهم

يَعْرِفونها إِذا انقلبوا إِلى أَهلهم لعلهم يرجعون، قال: لعلهم يرجعون أَي

يَرُدُّون البِضاعةَ لأَنها ثمن ما اكتالوا وأَنهم لا يأْخذون شيئاً إِلا

بثمنه، وقيل: يرجعون إِلينا إِذا عَلِموا أَنّ ما كِيلَ لهم من الطعام

ثمنه يعني رُدّ إِليهم ثمنه، ويدل على هذا القول قوله: ولما رجعوا إِلى

أَبيهم قالوا يا أَبانا ما نَبْغي هذه بِضاعتنا. وفي الحديث: أَنه نَفَّل في

البَدْأَة الرُّبع وفي الرَّجْعة الثلث؛ أَراد بالرَّجعة عَوْدَ طائفةٍ

من الغُزاة إِلى الغَزْو بعد قُفُولهم فَيُنَفِّلهم الثلث من الغنيمة

لأَنّ نهوضهم بعد القفول أَشق والخطر فيه أَعظم. والرَّجْعة: المرة من

الرجوع. وفي حديث السّحُور: فإِنه يُؤذِّن بليل ليَرْجِعَ قائمَكم ويُوقِظَ

نائمكم؛ القائم: هو الذي يصلي صلاة الليل. ورُجُوعُه عَوْدُه إِلى نومه أَو

قُعُوده عن صلاته إِذا سمع الأَذان، ورَجع فعل قاصر ومتَعَد، تقول:

رَجَعَ زيد ورَجَعْته أَنا، وهو ههنا متعد ليُزاوج يُوقِظ، وقوله تعالى: إِنه

على رَجْعه لقادر؛ قيل: إِنه على رَجْع الماء إِلى الإِحْليل، وقيل إِلى

الصُّلْب، وقيل إِلى صلب الرجل وتَرِيبةِ المرأَة، وقيل على إِعادته

حيّاً بعد موته وبلاه لأَنه المبدئ المُعيد سبحانه وتعالى، وقيل على بَعْث

الإِنسان يوم القيامة، وهذا يُقوّيه: يوم تُبْلى السّرائر؛ أَي قادر على

بعثه يوم القيامة، والله سبحانه أَعلم بما أَراد.

ويقال: أَرجع اللهُ همَّه سُروراً أَي أَبدل همه سروراً. وحكى سيبويه:

رَجَّعه وأَرْجَعه ناقته باعها منه ثم أَعطاه إِياها ليرجع عليها؛ هذه عن

اللحياني. وتَراجَع القومُ: رَجعُوا إِلى مَحَلِّهم.

ورجّع الرجلُ وتَرجَّع: رَدَّدَ صوته في قراءة أَو أَذان أَو غِناء أَو

زَمْر أَو غير ذلك مما يترنم به. والترْجيع في الأَذان: أَن يكرر قوله

أَشهد أَن لا إِله إِلاَّ الله، أَشهد أَن محمداً رسول الله. وتَرْجيعُ

الصوت: تَرْدِيده في الحَلق كقراءة أَصحاب الأَلحان. وفي صفة قراءته، صلى

الله عليه وسلم، يوم الفتح: أَنه كان يُرَجِّع؛ الترجِيعُ: ترديد القراءة،

ومنه ترجيع الأَذان، وقيل: هو تَقارُب ضُروب الحركات في الصوت، وقد حكى

عبد الله بن مُغَفَّل ترجيعه بمد الصوت في القراءة نحو آء آء آء. قال ابن

الأَثير: وهذا إِنما حصل منه، والله أَعلم، يوم الفتح لأَنه كان راكباً

فجعلت الناقة تُحرِّكه وتُنَزِّيه فحدَثَ الترجِيعُ في صوته. وفي حديث

آخر: غير أَنه كان لا يُرَجِّع، ووجهه أَنه لم يكن حينئذ راكباً فلم يَحْدُث

في قراءته الترجيع. ورجَّع البعيرُ في شِقْشِقَته: هَدَر. ورجَّعت

الناقةُ في حَنِينِها: قَطَّعَته، ورجَّع الحمَام في غِنائه واسترجع كذلك.

ورجّعت القَوْسُ: صوَّتت؛ عن أَبي حنيفة. ورجَّع النقْشَ والوَشْم والكتابة:

ردَّد خُطُوطها، وترْجيعها أَن يُعاد عليها السواد مرة بعد أُخرى. يقال:

رجَّع النقْشَ والوَشْم ردَّد خُطوطَهما. ورَجْعُ الواشِمة: خَطُّها؛

ومنه قول لبيد:

أَو رَجْع واشِمةٍ أُسِفَّ نَؤُورها

كِفَفاً، تعرَّضَ فَوْقهُنَّ وِشامُها

وقال الشاعر:

كتَرْجيعِ وَشْمٍ في يَدَيْ حارِثِيّةٍ،

يَمانِية الأَسْدافِ، باقٍ نَؤُورُها

وقول زهير:

مَراجِيعُ وَشْمٍ في نَواشِرِ مِعْصَمِ

هو جمع المَرْجُوع وهو الذي أُعِيد سواده. ورَجَع إِليه: كَرَّ. ورَجَعَ

عليه وارْتَجَع: كرَجَعَ. وارْتَجَع على الغَرِيم والمُتَّهم: طالبه.

وارتجع إِلي الأَمرَ: رَدَّه إِليّ؛ أَنشد ثعلب:

أَمُرْتَجِعٌ لي مِثْلَ أَيامِ حَمّةٍ،

وأَيامِ ذي قارٍ عَليَّ الرَّواجِعُ؟

وارْتَجَعَ المرأَةَ وراجَعها مُراجعة ورِجاعاً: رَجَعها إِلى نفسه بعد

الطلاق، والاسم الرِّجْعة والرَّجْعةُ. يقال: طلَّق فلان فلانة طلاقاً

يملك فيه الرَّجْعة والرِّجْعةَ، والفتح أَفصح؛ وأَما قول ذي الرمة يصف

نساء تَجَلَّلْنَ بجَلابيبهن:

كأَنَّ الرِّقاقَ المُلْحَماتِ ارْتَجَعْنَها

على حَنْوَةِ القُرْيانِ ذاتِ الهَمَائِم

أَراد أَنهن ردَدْنها على وجُوه ناضِرة ناعِمة كالرِّياض.

والرُّجْعَى والرَّجِيعُ من الدوابّ، وقيل من الدواب ومن الإِبل: ما

رَجَعْتَه من سفر إِلى سفر وهو الكالُّ، والأُنثى رَجِيعٌ ورَجِيعة؛ قال

جرير:

إِذا بَلَّغَت رَحْلي رَجِيعٌ، أَمَلَّها

نُزُوليَ بالموماةِ، ثم ارْتِحالِيا

وقال ذو الرمة يصف ناقة:

رجِيعة أَسْفارٍ، كأَنَّ زِمامَها

شُجاعٌ لدى يُسْرَى الذِّراعَينِ مُطْرِق

وجمعُهما معاً رَجائع؛ قال معن بن أَوْس المُزَني:

على حينَ ما بي مِنْ رِياضٍ لصَعْبةٍ،

وبَرَّحَ بي أَنْقاضُهُن الرَّجائعُ

كنَى بذلك عن النساء أَي أَنهن لا يُواصِلْنه لِكِبَره، واستشهد

الأَزهري بعجز هذا البيت وقال: قال ابن السكيت: الرَّجِيعةُ بعير ارْتَجعْتَه

أَي اشترَيْتَه من أَجْلاب الناس ليس من البلد الذي هو به، وهي الرَّجائع؛

وأَنشد:

وبَرَّحَ بي أَنقاضُهن الرَّجائع

وراجَعت الناقة رِجاعاً إِذا كانت في ضرب من السير فرَجعت إِلى سَير

سِواه؛ قال البَعِيث يصف ناقته:

وطُول ارْتِماء البِيدِ بالبِيدِ تَعْتَلي

بها ناقتي، تَخْتَبُّ ثُمَّ تُراجِعُ

وسَفَر رَجيعٌ: مَرْجُوع فيه مراراً؛ عن ابن الأَعرابي. ويقال للإِياب

من السفَر: سفَر رَجِيع؛ قال القُحَيْف:

وأَسْقِي فِتْيةً ومُنَفَّهاتٍ،

أَضَرَّ بِنِقْيِها سَفَرٌ رَجِيعُ

وفلان رِجْعُ سفَر ورَجِيعُ سفَر. ويقال: جعلها الله سَفْرة مُرْجِعةً.

والمُرْجِعةُ: التي لها ثَوابٌ وعاقبة حَسَنة.

والرَّجْع: الغِرْس يكون في بطن المرأَة يخرج على رأْس الصبي.

والرِّجاع: ما وقع على أَنف البعير من خِطامه. ويقال: رَجَعَ فلان على

أَنف بعيره إِذا انفسخ خَطْمُه فرَدَّه عليه، ثم يسمى الخِطامُ رِجاعاً.

وراجَعه الكلامَ مُراجَعةً ورِجاعاً: حاوَرَه إِيَّاه. وما أَرْجَعَ

إِليه كلاماً أَي ما أَجابَه. وقوله تعالى: يَرْجِعُ بعضُهم إِلى بعض القول؛

أَي يَتَلاوَمُونَ. والمُراجَعَة: المُعاوَدَةُ. والرَّجِيعُ من الكلام:

المَرْدُودُ إِلى صاحبه.

والرَّجْعُ والرَّجِيعُ: النَّجْوُ والرَّوْثُ وذو البَطن لأَنه رَجَع

عن حاله التي كان عليها. وقد أَرْجَعَ الرجلُ. وهذا رَجِيعُ السَّبُع

ورَجْعُه أَيضاً يعني نَجْوَه. وفي الحديث: أَنه نهى أَن يُسْتَنْجَى

بِرَجِيعٍ أَو عَظْم؛ الرَّجِيعُ يكون الرَّوْثَ والعَذِرةَ جَميعاً، وإِنما سمي

رَجِيعاً لأَنه رَجَع عن حاله الأُولى بعد أَن كان طعاماً أَو علَفاً

أَو غير ذلك. وأَرْجَع من الرَّجِيع إِذا أَنْجَى. والرَّجِيعُ: الجِرَّةُ

لِرَجْعِه لها إِلى الأَكل؛ قال حميد بن ثَوْر الهِلالي يَصِف إِبلاً

تُرَدِّد جِرَّتها:

رَدَدْنَ رَجِيعَ الفَرْثِ حتى كأَنه

حَصى إِثْمِدٍ، بين الصَّلاءِ، سَحِيقُ

وبه فسر ابن الأَعرابي قول الراجز:

بَمْشِينَ بالأَحْمال مَشْيَ الغِيلانْ،

فاسْتَقْبَلَتْ ليلةَ خِمْسٍ حَنّانْ،

تَعْتَلُّ فيه بِرَجِيعِ العِيدانْ

وكلُّ شيءٍ مُرَدَّدٍ من قول أَو فعل، فهو رَجِيع؛ لأَن معناه مَرْجُوع

أَي مردود، ومنها سموا الجِرَّة رَجِيعاً؛ قال الأَعشى:

وفَلاةٍ كأَنَّها ظَهْر تُرْسٍ،

ليس إِلاّ الرَّجِيعَ فيها عَلاقُ

يقول لا تَجِد الإِبل فيها عُلَقاً إِلاَّ ما تُرَدِّدُه من جِرَّتها.

الكسائي: أَرْجَعَتِ الإِبلُ إِذا هُزِلَت ثم سَمِنت. وفي التهذيب: قال

الكسائي إِذا هُزِلَت الناقة قيل أَرْجَعت. وأَرجَعَت الناقة، فهي مُرْجِع:

حَسُنت بعد الهُزال. وتقول: أَرْجَعْتُك ناقة إِرْجاعاً أَي

أَعطيْتُكَها لتَرْجِع عليها كما تقول أَسْقَيْتُك إِهاباً. والرَّجيعُ: الشِّواء

يُسَخَّن ثانية؛ عن الأَصمعي، وقيل: كلُّ ما رُدِّد فهو رَجِيع، وكلُّ طعام

بَرَد فأُعِيد إِلى النار فهو رَجِيع. وحبْل رَجِيع: نُقض ثم أُعِيد

فَتْلُه، وقيل: كلُّ ما ثَنَيْتَه فهو رَجِيع. ورَجِيعُ القول: المكروه.

وتَرَجَّع الرجل عند المُصِيبة واسْتَرْجَع: قال إِنّا لله وإِنا إِليه

راجعون. وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: أَنه حين نُعي له قُثَم

استرجع أَي قال إِنا لله وإِنا إِليه راجعون، وكذلك الترجيع؛ قال جرير:

ورَجَّعْت من عِرْفانِ دار، كأَنَّها

بَقِيّةُ وَشْمٍ في مُتُون الأَشاجِعِ

(* في ديوان جرير: من عِرفانِ رَبْع كأنّه، مكانَ: من عِرفانِ دارٍ

كأنّها.)

واسْتَرْجَعْت منه الشيءَ إِذا أَخذْت منه ما دَفَعْته إِليه،

والرَّجْع: رَدّ الدابة يديها في السير ونَحْوُه خطوها. والرَّجْع: الخطو.

وتَرْجِيعُ الدابة يدَيْها في السير: رَجْعُها؛ قال أَبو ذؤيب الهذلي:

يَعْدُو به نَهْشُ المُشاشِ، كأَنّه

صَدَعٌ سَلِيمٌ رَجْعُه لا يَظْلَعُ

(* قوله «نهش المشاش» تقدم ضبطه في مادتي مشش ونهش: نهش ككتف.)

نَهْشُ المُشاشِ: خَفيفُ القوائم، وصفَه بالمصدر، وأَراد نَهِش القوائم

أَو مَنْهُوش القوائم. وفي حديث ابن مسعود، رضي الله عنه: أَنه قال

للجَلاَّد: اضْرِب وارجِعْ يدك؛ قيل: معناه أَن لا يرفع يده إِذا أَراد الضرب

كأَنه كان قد رفَع يده عند الضرب فقال: ارْجِعْها إِلى موضعها. ورَجْعُ

الجَوابِ ورَجْع الرَّشْقِ في الرَّمْي: ما يَرُدُّ عليه.

والرَّواجِعُ: الرِّياح المُخْتلِفَةُ لمَجِيئها وذَهابها.

والرَّجْعُ والرُّجْعَى والرُّجْعان والمَرْجُوعَةُ والمَرْجُوعُ: جواب

الرسالة؛ قال يصف الدار:

سأَلْتُها عن ذاك فاسْتَعْجَمَتْ،

لم تَدْرِ ما مَرْجُوعةُ السَّائلِ

ورُجْعان الكتاب: جَوابه. يقال: رجَع إِليَّ الجوابُ يَرْجِعُ رَجْعاً

ورُجْعاناً. وتقول: أَرسلت إِليك فما جاءني رُجْعَى رِسالتي أَي

مَرْجُوعها، وقولهم: هل جاء رُجْعةُ كتابك ورُجْعانُه أَي جوابه، ويجوز رَجْعة،

بالفتح. ويقال: ما كان من مَرْجُوعِ أَمر فلان عليك أَي من مَردُوده

وجَوابه. ورجَع إِلى فلان من مَرْجوعِه كذا: يعني رَدّه الجواب. وليس لهذا

البيع مَرْجُوع أَي لا يُرْجَع فيه. ومتاع مُرْجِعٌ: له مَرْجُوع. ويقال:

أَرْجَع الله بَيْعة فلان كما يقال أَرْبَح الله بَيْعَته. ويقال: هذا

أَرْجَعُ في يَدِي من هذا أَي أَنْفَع، قال ابن الفرج: سمعت بعض بني سليم

يقول: قد رجَع كلامي في الرجل ونَجَع فيه بمعنى واحد. قال: ورَجَع في الدابّة

العَلَفُ ونَجَع إِذا تَبيّن أَثَرُه. ويقال: الشيخ يَمْرض يومين فلا

يَرْجِع شَهراً أَي لا يَثُوب إِليه جسمه وقوّته شهراً. وفي النوادر: يقال

طَعام يُسْتَرْجَعُ عنه، وتَفْسِير هذا في رِعْي المال وطَعام الناس ما

نَفَع منه واسْتُمْرِئَ فسَمِنُوا عنه.

وقال اللحياني: ارْتَجَع فلان مالاً وهو أَن يبيع إِبله المُسِنة

والصغار ثم يشتري الفَتِيّة والبِكار، وقيل: هو أَن يبيع الذكور ويشتري

الإِناث؛ وعمَّ مرة به فقال: هو أَن يبيع الشيء ثم يشتري مكانه ما يُخَيَّل

إِليه أَنه أَفْتى وأَصلح.

وجاء فلان بِرِجْعةٍ حَسَنةٍ أَي بشيء صالح اشتراه مكان شيء طالح، أَو

مَكان شيء قد كان دونه، وباع إِبله فارْتَجع منها رِجْعة صالحة ورَجْعةً:

رَدّها. والرِّجْعةُ والرَّجْعة: إِبل تشتريها الأَعراب ليست من نتاجهم

وليست عليها سِماتُهم. وارْتَجَعها: اشتراها؛ أَنشد ثعلب:

لا تَرْتَجِعْ شارفاً تَبْغِي فَواضِلَها،

بدَفِّها من عُرى الأَنْساعِ تَنْدِيبُ

وقد يجوز أَن يكون هذا من قولهم: باع إِبله فارتجع منها رِجْعة صالحة،

بالكسر، إِذا صرف أَثْمانها فيما تَعود عليه بالعائدة الصالحة، وكذلك

الرِّجْعة في الصدقة، وفي الحديث: أَنه رأَى في إِبل الصدقة ناقة كَوْماء

فسأَل عنها المُصَدِّق فقال: إِني ارْتَجَعْتها بإِبل، فسكت؛ الارْتِجاعُ:

أَن يَقدُم الرجل المصر بإِبله فيبيعها ثم يشتري بثمنها مثلها أَو غيرها،

فتلك الرِّجعة، بالكسر؛ قال أَبو عبيد: وكذلك هو في الصدقة إِذا وجب على

رَبّ المال سِنّ من الإِبل فأَخذ المُصَدِّقُ مكانها سنّاً أُخرى فوقها

أَو دونها، فتلك التي أَخَذ رِجْعةٌ لأَنه ارتجعها من التي وجبت له؛ ومنه

حديث معاوية: شكت بنو تَغْلِبَ إِليه السنة فقال: كيف تَشْكُون الحاجةَ

مع اجْتِلاب المِهارة وارْتجاعِ البِكارة؟ أَي تَجْلُبون أَولاد الخيل

فتَبِيعُونها وترجعون بأَثمانها؛ البكارة للقِنْية يعني الإِبل؛ قال الكميت

يصف الأَثافي:

جُرْدٌ جِلادٌ مُعَطَّفاتٌ على الـ

أَوْرَقِ، لا رِجْعةٌ ولا جَلَبُ

قال: وإِن ردَّ أَثمانها إِلى منزله من غير أَن يشتري بها شيئاً فليست

برِجْعة. وفي حديث الزكاة: فإِنهما يَتراجَعانِ بينهما بالسَّويّة؛

التَّراجُع بين الخليطين أَن يكون لأَحَدهما مثلاً أَربعون بقرة وللآخر ثلاثون،

ومالُهما مُشــتَرَك، فيأْخذ العامل عن الأَربعين مُسنة، وعن الثلاثين

تَبيعاً، فيرجع باذِلُ المسنة بثلاثة أَسْباعها على خَليطه، وباذلُ

التَّبِيع بأَربعة أَسْباعِه على خَلِيطه، لأَن كل واحد من السنَّين واجب على

الشُّيوعِ كأَن المال ملك واحد، وفي قوله بالسوية دليل على أَن الساعي إِذا

ظلم أَحدهما فأَخذ منه زيادة على فرْضه فإِنه لا يرجع بها على شريكه،

وإِنما يَغْرم له قيمة ما يخصه من الواجب عليه دون الزيادة؛ ومن أَنواع

التراجع أَن يكون بين رجلين أَربعون شاة لكل واحد عشرون، ثم كل واحد منهما

يعرف عين ماله فيأْخذ العاملُ من غنم أَحدهما شاة فيرجع على شريكه بقيمة

نصف شاة، وفيه دليل على أَن الخُلْطة تصح مع تمييز أَعيان الأَموال عند من

يقول به. والرِّجَع أَيضاً: أَن يبيع الذكور ويشتري الإِناث كأَنه مصدر

وإِن لم يصح تَغْييرُه، وقيل: هو أَن يبيع الهَرْمى ويشتري البِكارة؛ قال

ابن بري: وجمع رِجْعةٍ رِجَعٌ، وقيل لحَيّ من العرب: بمَ كثرت أَموالكم؟

فقالوا: أَوصانا أَبونا بالنُّجَع والرُّجَع، وقال ثعلب: بالرِّجَع

والنِّجَع، وفسره بأَنه بَيْع الهَرْمى وشراء البِكارة الفَتِيَّة، وقد فسر

بأَنه بيع الذكور وشراء الإِناث، وكلاهما مما يَنْمي عليه المال. وأَرجع

إِبلاً: شَراها وباعَها على هذه الحالة.

والرّاجعةُ: الناقة تباع ويشترى بثمنها مثلها، فالثانية راجعة ورَجِيعة،

قال علي بن حمزة: الرَّجيعة أَن يباع الذكور ويشترى بثمنه الأُنثى،

فالأُنثى هي الرَّجيعة، وقد ارتجعتها وترَجَّعْتها ورَجَعْتها. وحكى

اللحياني:جاءت رِجْعةُ الضِّياع، ولم يفسره، وعندي أَنه ما تَعُود به على صاحبها

من غلَّة.

وأَرْجَع يده إِلى سيفه ليستَلّه أَو إِلى كِنانته ليأْخذَ سهماً:

أَهْوى بها إِليها؛ قال أَبو ذؤيب:

فبَدا له أَقْرابُ هذا رائغاً

عنه، فعَيَّثَ في الكِنانةِ يُرْجِعُ

وقال اللحياني: أَرْجَع الرجلُ يديه إِذا رَدّهما إِلى خلفه ليتناوَل

شيئاً، فعمّ به. ويقال: سيف نَجِيحُ الرَّجْعِ إِذا كان ماضِياً في

الضَّريبة؛ قال لبيد يصف السيف:

بأَخْلَقَ مَحْمودٍ نَجِيحٍ رَجِيعُه

وفي الحديث: رَجْعةُ الطلاق في غير موضع، تفتح راؤه وتكسر، على المرة

والحالة، وهو ارْتِجاع الزوجة المطلَّقة غير البائنة إِلى النكاح من غير

استئناف عقد.

والرَّاجِعُ من النساء: التي مات عنها زوجها ورجعت إِلى أَهلها، وأَمّا

المطلقة فهي المردودة. قال الأَزهري: والمُراجِعُ من النساء التي يموت

زوجها أَو يطلقها فتَرجِع إِلى أَهلها، ويقال لها أَيضاً راجع. ويقال

للمريض إِذا ثابَتْ إِليه نفْسه بعد نُهوك من العِلَّة: راجع. ورجل راجع إِذا

رجعت إِليه نفسه بعد شدَّة ضَنىً.

ومَرْجِعُ الكتف ورَجْعها: أَسْفَلُها، وهو ما يلي الإِبط منها من جهة

مَنْبِضِ القلب؛ قال رؤبة:

ونَطْعَن الأَعْناق والمَراجِعا

يقال: طعَنه في مَرْجِع كتفيه. ورَجَع الكلب في قَيْئه: عاد فيه.

وهو يُؤمِن بالرِّجْعة، وقالها الأَزهري بالفتح، أَي بأَنّ الميت يَرْجع

إِلى الدنيا بعد الموت قبل يوم القيامة. وراجَع الرجلُ: رجَع إِلى خير

أَو شر. وتَراجعَ الشيء إِلى خلف.

والرِّجاعُ: رُجوع الطير بعد قِطاعها. ورَجَعَت الطير رُجوعاً ورِجاعاً:

قَطعت من المواضع الحارَّة إِلى البارِدة. وأَتانٌ راجِعٌ وناقة راجِع

إِذا كانت تَشُول بذنبها وتجمع قُطْرَيْها وتُوَزِّع ببولها فتظن أَنّ بها

حَمْلاً ثم تُخْلِف. ورجَعت الناقةُ تَرْجع رِجاعاً ورُجوعاً، وهي

راجِع: لَقِحت ثم أَخْلَفت لأَنها رجَعت عما رُجِيَ منها، ونوق رَواجِعُ،

وقيل: إِذا ضربها الفَحل ولم تَلْقَح، وقيل: هي إِذا أَلقت ولدها لغير تمام،

وقيل: إِذا نالت ماء الفحل، وقيل: هو أَن تطرحه ماء. الأَصمعي: إِذا

ضُربت الناقة مراراً فلم تَلْقَح فهي مُمارِنٌ، فإِن ظهر لهم أَنها قد لَقِحت

ثم لم يكن بها حَمل فهي راجِع ومُخْلِفة. وقال أَبو زيد: إِذا أَلقت

الناقة حملها قبل أَن يَستبِين خلقه قيل رَجَعَت تَرْجِعُ رِجاعاً؛ وأَنشد

أَبو الهيثم للقُطامي يصف نجِيبة لنَجِيبَتَين

(* قوله: نجيبة لنجيبتين،

هكذا في الأصل.):

ومن عيْرانةٍ عَقَدَتْ عليها

لَقاحاً ثم ما كَسَرَتْ رِجاعا

قال: أَراد أَن الناقة عقدَت عليها لَقاحاً ثم رمت بماء الفحل وكسرت

ذنبها بعدما شالَت به؛ وقول المرّار يَصِف إِبلاً:

مَتابيعُ بُسْطٌ مُتْئِماتٌ رَواجِعٌ،

كما رَجَعَتْ في لَيْلها أُمّ حائلِ

بُسْطٌ: مُخَلاَّةٌ على أَولادها بُسِطَت عليها لا تُقْبَض عنها.

مُتْئمات: معها ابن مَخاض. وحُوار رَواجِعُ: رجعت على أَولادها. ويقال: رواجِعُ

نُزَّعٌ. أُم حائل: أُمُّ ولدِها الأُنثى.

والرَّجِيعُ: نباتُ الربيع. والرَّجْعُ والرجيعُ والراجعةُ: الغدير

يتردَّد فيه الماء؛ قال المتنخل الهُذلي يصف السيف:

أَبيض كالرَّجْع رَسوبٌ، إِذا

ما ثاخَ في مُحْتَفَلٍ يَخْتَلي

وقال أَبو حنيفة: هي ما ارْتَدّ فيه السَّيْل ثم نَفَذَ، والجمع رُجْعان

ورِجاع؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

وعارَضَ أَطْرافَ الصَّبا وكأَنه

رِجاعُ غَدِيرٍ، هَزَّه الريحُ، رائِعُ

وقال غيره: الرِّجاع جمع ولكنه نعته بالواحد الذي هو رائع لأَنه على لفظ

الواحد كما قال الفرزدق:

إِذا القُنْبُضاتُ السُّودُ طَوَّفْنَ بالضُّحى،

رَقَدْنَ عليهِن السِّجالُ المُسَدَّفُ

(* قوله «السجال المسدف» كذا بالأصل هنا، والذي في غير موضع وكذا

الصحاح: الحجال المسجف.)

وإِنما قال رِجاعُ غدير ليَفْصِله من الرِّجاع الذي هو غير الغدير، إِذ

الرجاع من الأَسماء المشــتركــة؛ قال الآخر:

ولو أَنّي أَشاء، لكُنْتُ منها

مَكانَ الفَرْقَدَيْن من النُّجومِ

فقال من النجوم ليُخَلِّص معنى الفَرقدين لأَن الفرقدين من الأَسماء

المشــتركــة؛ أَلا ترى أَنَّ ابن أَحمر لما قال:

يُهِلُّ بالفَرقدِ رُكْبانُها،

كما يُهِلُّ الرَّاكِبُ المُعْتَمِرْ

ولم يُخَلِّص الفَرْقَد ههنا اختلفوا فيه فقال قوم: إِنه الفَرْقَد

الفَلَكي، وقال آخرون: إِنما هو فرقد البقرة وهو ولدها. وقد يكون الرِّجاعُ

الغَدير الواحد كما قالوا فيه الإِخاذ، وأَضافه إِلى نفسه ليُبَيِّنه

أَيضاً بذلك لأَن الرِّجاع كان واحداً أَو جمعاً، فهو من الأَسماء المشــتركــة،

وقيل: الرَّجْع مَحْبِس الماء وأَما الغدير فليس بمحبس للماء إِنما هو

القِطعة من الماء يُغادِرها السَّيْلُ أَي يــتركــها. والرَّجْع: المطر لأَنه

يرجع مرة بعد مرة. وفي التنزيل: والسماء ذاتِ الرَّجْع، ويقال: ذات

النفْع، والأَرض ذات الصَّدْع؛ قال ثعلب: تَرْجع بالمطر سنة بعد سنة، وقال

اللحياني: لأَنها ترجع بالغيث فلم يذكر سنة بعد سنة، وقال الفراء: تبتدئ

بالمطر ثم ترجع به كل عام، وقال غيره: ذاتِ الرجع ذات المطر لأَنه يجيء

ويرجع ويتكرّر.

والراجِعةُ: الناشِغةُ من نَواشِغ الوادي. والرُّجْعان: أَعالي التِّلاع

قبل أَن يجتمع ماء التَّلْعة، وقيل: هي مثل الحُجْرانِ، والرَّجْع عامة

الماء، وقيل: ماء لهذيل غلب عليه. وفي الحديث ذكر غَزوة الرَّجيعِ؛ هو

ماء لهُذَيْل. قال أَبو عبيدة: الرَّجْع في كلام العرب الماء، وأَنشد قول

المُتَنَخِّل: أَبيض كالرَّجْع، وقد تقدم: الأَزهري: قرأْت بخط أَبي

الهيثم حكاه عن الأَسدي قال: يقولون للرعد رَجْع. والرَّجِيعُ: العَرَق، سمي

رَجيعاً لأَنه كان ماء فعاد عرَقاً؛ وقال لبيد:

كَساهُنَّ الهَواجِرُ كلَّ يَوْمٍ

رَجِيعاً، في المَغَابنِ، كالعَصِيمِ

أَراد العَرَقَ الأَصفر شبَّهه بعصيم الحِنَّاء وهو أَثره. ورَجِيعُ:

اسم ناقة جرير؛ قال:

إِذا بلَّغتْ رَحْلي رَجِيعُ، أَمَلَّها

نُزُوليَ بالمَوْماةِ ثم ارْتحاليا

(* ورد هذا البيت سابقاً في هذه المادة، وقد صُرفت فيه رجيع فنُوّنت،

أما هنا فقد منعت من الصرف.)

ورَجْعٌ ومَرْجَعةُ: اسمان.

بَاب رَجَعَ
وَعطف وَعَاد وكر وآب وَأَقْبل وَانْصَرف وعاج وأل وأصور وقفل وحار وَفَاء وأناب وأثاب وانكفأ وانفتل 

رجع


رَجَعَ(n. ac. رُجْعَى
مَرْجِع
مَرْجِعَة
رُجُوْع
رُجْعَاْن)
a. Returned, went or came back.
b. ['An], Desisted from, left off.
c. [Fī], Took back; retracted, revoked.
d. [Ila], Had recourse to; traced or referred back to; had
reference to; was reduced to.
e. ['Ala], Turned round upon.
f. [Bi & 'Ala], Claimed the restitution of.
g. see II (b)
رَجَّعَa. Made to return; returned, sent back; brought, fetched
back.
b. Returned, reverted to; repeated, reiterated.
c. Restored, gave back.
d. Reproduced, renewed; retraced.
e. Bent, doubled up ( its legs ), stepped high
(horse).
رَاْجَعَa. Returned to.
b. Answered back, bandied words with; replied to.
c. Revised, went over again; recapitulated.
d. Referred to, consulted.

أَرْجَعَa. Made to return; sent or brought back; gave back
restored to.
b. Recovered, returned to his former state.
c. Made to prosper.
d. Stretched out behind (hand).
تَرَجَّعَa. Bought with the price of another (camel).
b. [Fī], Was pondered over in ( the mind ).

تَرَاْجَعَa. Returned, came back; went back, receded
retired.
b. Answered each other; disputed, bandied words
together.

إِرْتَجَعَa. see V (a)b. Turned, led, brought, took back.
c. [Fī], Restored, gave back to.
إِسْتَرْجَعَa. Reclaimed; took back again.

رَجْع
(pl.
رِجَاْع رِجْعَاْن
رُجْعَاْن)
a. Answer, reply; echo.
b. Channel, bed ( of a torrent ).
c. Profit, good return.
d. Continual rain; hail; thunder.

رَجْعَةa. Return.
b. Metempsychosis.
c. Resurrection.
d. Jubilee.

رِجْعَةa. Profit, return.
b. Allegation; argument.

رُجْعَةa. see 1 (a)
رُجْعَىa. Reply, answer.

مَرْجِع
(pl.
مَرَاْجِعُ)
a. Return.
b. Place to which one returns: goal.
c. Lower part of the shoulder-blade.
d. Resource.

رِجَاْع
(pl.
رُجُع
أَرْجِعَة)
a. Nose-rein.

رَجِيْع
(pl.
رُجُع
رَجَاْئِعُ
46)
a. Returned; brought back.
b. Renovated, restored.
c. Warmed up (food).
d. Camel wearied by journeying.
e. Dung.

رَجُوْعَةa. see 3ya
رُجُوْعa. Return.

رُجْعَاْنa. see 3ya
N. P.
رَجڤعَa. see 3ya
N. Ag.
أَرْجَعَa. Profitable, useful, advantageous.

N. Ac.
إِرْتَجَعَa. Return, conversion; repentance.

مُرَاجَعَة
a. Repetition, recapitulation.
(رجع) - في صِفَة قِراءَتِه عليه الصَّلاة والسَّلام يَومَ الفَتْح: "أَنَّه كان يُرجَّع" - وفي حَديثٍ آخر قال: "غَيرَ أَنَّه كان لا يُرَجِّع".
التَّرجِيعُ: تَردِيدُ القِراءة. قال الأصمَعِىُّ: رَجَّع الفَحلُ في هَدِيرِه إذا رَدَّدَه، ومنه التَّرجِيعُ في الأَذانِ.
وقيل: هو تَقَارُب ضُرُوبِ الحَرَكات في الصَّوت. يقال: رَجَّع الوَشْىَ والنَّقشَ، إذا قَارَب ما بَيْن أجْزائِها. وقد حَكَى عَبدُ الله بن مُغَفَّل، رضي الله عنه، تَرْجِيعَه بَمدِّ الصَّوت في القراءة نحو آء، آء، آء. وهذا إنَّما حصل منه - والله أعلم - لأَنَّه كان راكِبًا فجَعَلت النّاقةُ تُنَزِّيه وتحرِّكه فيَحصُل هذا من صَوْتِه. والمَوضِع الذي رُوِى: "أَنَّه كان لا يُرَجِّع" لَعلَّه حين لم يَكُن راكِباً فلم يَلجَأ إلى التَّرجِيع.
- في حَديِث ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما: "أنَّه حِينَ نُعِى له قُثَم استَرجَع".
: أي قال: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} ومِثلُه: رَجَّع.
- في حَديث عَبدِ الله بنِ مَسْعُود، رَضِى الله عنه: "أَنَّه قال للجَلَّاد: اضْرِبْ وارْجِع يَدَيْك".
قيل مَعْناه: أن لا يرفَع يَدَيْه إذا أرادَ الضَّرب، لَعلَّه كان قد رَفَع يَدَه فقال: ارْجِعْها إلى مَوضعِها. - في حَدِيثِ حَبِيب بنِ مَسلَمَةَ: "أَنَّه نَفَّل في البَدْأَةِ الرُّبُع، وفي الرَّجْعَة الثُّلُث".
إذا نَهضَت سَرِيَّة من جُمْلةِ العَسْكر، فأَوقعَت بالعَدُوِّ، فما غَنِموا كان لهم منه الرُّبْع، ويَشْرَكُهم سائِرُ العَسْكر في ثَلاثَةِ أَرْباع، فإن قفَلُوا من الغَزَاة ثم رَجَعُوا من الطريق، فأوقَعُوا بالعَدُوِّ ثانية، كان لهم مِمَّا غَنِموا الثُّلُثَ، لأنَّ نهُوضَهم بعد القُفولِ أَشقُّ والخَطرُ فيه أَعْظَم.
رجع: حين يعود المؤلف إلى الموضوع بعد أن استطرد في كلام خرج به عن الموضوع فإنه يكتب: رجع الحديث، رجع الخبر إلى غير ذلك. وقد كتب كوسكارتن في طبعته لكتاب الأغاني (ص22): رَجَعَ الخَبَرُ. غير أن الشيخ الطنطاوي في تعليقه على هذه العبارة (أنظر ص261 من التعليقات) يرى أن يكتب: رَجْعُ الخَبَرِ. وهذا في الحقيقة صواب، ومع ذلك فإني أجرأ على التأكيد أن الأول صواب أيضاً. ومما يؤيد هذا أننا نجد في المخطوطة النفيسة لابن عبد الملك (ص2 ق) بعد استطراد: رَجَع مضبوطة بهذا الشكل ومعها صح.
ونجد عند ابن الخطيب (ص69 ق) بعد استطراد: عادَ الحديثُ. وهذا يجعل استعمال الفعل الماضي أمراً لاشك فيه. وقارن هذا بما جاء في أخبار (ص67): ورَجَع هاهُنا شيءٌ من حديث عبد الرحمن بن معاوية. وفيه: ثُمَّ رَجَعَ الحديثُ إلى خروجهم (وحذف من كلمة الحديث. وهي موجودة في المخطوطة، خطأ من الناشر).
ويستعملون اليوم الفعل المضارع فيقولون: يرجع الكلام إلى القاضي، وفي بسام (ص66): يرجع مرجوعنا إلى (زيشر 22: 81).
ورجع: عاد إلى داره، بحذف إلى داره (الملابس ص84).
ورجع: عاد إلى الصواب، بحذف إلى الطاعة (أخبار ص 101).
ورجع: عاد إلى الصواب، بحذف إلى الصواب (أماري ص673).
ورجع: هدأ، فاء، تصالح (بوشر).
ورجع: عاد، أتى (معجم الإدريسي ص268).
رجع أَزْرق: صار أزرق، أزرقّ (بوشر).
رجع إلى فلان: صالحه، رضي عنه، ففي رياض النفوس (ص94): وغضب على الشيخ مدَّه ثم رجع إليه بعد ذلك.
رجع إلى: التفت إليه واعتبره وراعاه (معجم الطرائف). (انظر لين (تاج العروس) 1038 في الآخر) 214.
رجع إلى: لجأ إلى،، عمد إلى، استعان (كليلة ودمنة ص278) وفي النويري (الأندلس ص466): وكان الأمويون يضعون في كل سنة مائة ألف دينار في الخزانة، فلما امتنع أهلُ مُدُن الأندلس من أداء الخراج إليهم رجعوا إلى تلك الذخائر فنفقوها. وفي الخطيب (ص26 ق): مرجوعاً إلى في كثير من مهماِّت بلده (انظر لين (تاج العروس) 1038 في الآخر).
رجع إلى فلان: وثق به، ركن إليه، اتكل عليه (معجم الطرائف).
رجع إلى: اعتنق ديناً أو نحلة (معجم بدرون)، ويقال أيضاً إلى فلان اعتنق دينه أو نحلته. ففي رياض النفوس (ص65 و): قال عبيد الله الشيعي: أناظِركم في قيام رمضان فإن وجبت لكم الحُجَّة رجعْنا إليكم وإن وجبت لنا رجعتم إلينا.
رجع إلى نفسه: هدأ واطمأن، في الكلام عن شخص كان في غاية الاضطراب والقلق (معجم بدرون). وفي معجم ألكالا: رجع وحدها: عاد إليه عقله في الكلام عن شخص كان مجنوناً.
رجع إلى: اعتد من، اعتبر من. ففي المقري (1: 134): وهذا راجع إلى تقلب الأحوال وكيفية السلطان. وفي دي ساسي (ديب 9: 500): دون مارتن ملك الأجون وما يرجع إلى سلطنته في المواضع والحصون.
رُجع إلى قوله: أطاعوه، أذعنوا له ويقال أيضاً: رُجع إليه (معجم الطرائف).
رَجَع فلاناً ب، في ألف ليلة (2: 162): لا ترجع حامِلَ هذه المكاتبة بكلمة، أي لا تخاطب حامل هذه الرسالة بكلمة.
رجع على: عاد إلى عمل أو فعل ما كان قد انقطع عنه (بوشر). رجع على: غير رأيه فيه (بوشر).
رجع على فلان: ضادَّه، صاوله، ثار به، لامه واتهمه (معجم الطرائف). ولعل معناه أيضاً ما جاء في رياض النفوس (ص74 و): أن فرساناً قبضوا على ولي من الأولياء بأمر من الأمير، فرأوه يصلي الليلَ كله فرجع أصحاب الخيل بعضهم على بعض وقالوا هذا رجل من أولياء الله - الرأي أن تخلوه ونقول ما وجدناه.
رجعت الحَرْبُ عليهم: عادت عليهم وأصابتهم بالهزيمة (حيان ص85 و، ص91 ق).
رجع على رُكَبِه: جثا، ركع، خضع (فوك).
رجع عن: عدل عن، تولى عن، تنازل عن (بوشر).
رجع عن: عاد عن خطأه، أصلح سيرته (بوشر).
رجع عن: ترك مصنفه غير تام، لم يتم مصنفه (ميرسنج ص6).
رجع في: راجع ما كتب، أعاد قراءة ما أُملي عليه وصححه (كليلة ودمنة ص28).
رجع في الذي قال: استدرك قوله (فوك).
رجع في كلامه: استدرك كلامه، نقض وعده، عاد عن رأيه وغيرَّه (بوشر)، وفي معجم ألكالا: رجع وحدها بهذا المعنى.
رجع في وعد: نقض الوعد، وتخلص منه (بوشر).
رجع لِ: استسلم، دان، خضع. والرجوع للقدر: الاستسلام للقدر، الخضوع للمقادير (المقدمة 3: 421).
رجع لِوَراء: زاد سوءاً، صار أسوأ مما كان (ألكالا).
رجع من الخير: صار شراً (ألكالا).
رجع من كلامه: استدرك كلامه وعاد عنه وغيرَّه (بوشر).
رَجَّع (بالتشديد): أعاد تقديم الكأس عدة مرات (مباحث 1: 524 الطبعة الأولى).
رجَّع: ردّد الصوت (بوشر).
رجَّع إلى: أعاد الشيء إلى محله الأول. يقال: رجَّعه إلى منصبه أي أعاده إلى منصبه (بوشر).
رجَّع إلى: أعاد إلى الإيمان الصحيح، وغير معتقده (بوشر).
رجَّع عن: صرف عن، صدَّ عن (بوشر).
رجَّع أزرق: صيرَّه أزرق، زرَّقه (بوشر).
رجَّع الخطبة: أعاد خاتم الخطبة، فسخ الخطبة (بوشر).
رجّع بوليصة على الضامن: رجع السند إلى ضامنه، وأقر بعدم قبوله (بوشر).
راجع: عاد إلى، يقال مثلاً: راجع الطاعة أي عاد إلى الطاعة، وراجع الإسلام أي عاد إلى الإسلام (معجم البلاذري).
راجع: عاد إلى المذهب الذي تركــه (ميرسينج ص5، ص17 رقم 37).
راجَع فلاناً: صالحه (عباد 1: 257، أخبار ص42)، والمصدر: مراجعة أي مصالحة (معجم البلاذري).
راجَع: أغمد السيفَ، أعاده إلى غمده. ففي أخبار (ص61): اغمدْ سيفَك وراجِعْ سيفك.
راجع: بقي في البيت، ولم يحضر حين استدعي (عباد 2: 193) احذف من تعليقة رقم 25 العبارة التي نقلت فيها لأن الفعل فيها معناه: شاور.
راجع في: ترك ما عزم عليه (بيان 2: 279)، يقال: راجع فلاناً في أي اجتهد في حمله على ترك ما عزم عليه. ففي تاريخ البربر (1: 110): راجعوه في ذلك، أي رجوه أن يــترك ما عزم عليه. وفي المقري (1: 154): لم يقدروا على مراجعته، أي لم يقدروا على صرفه عما عزم عليه.
الله يراجَع ب: آب إلى الله، أناب (فوك).
ترجَّع: أرجع، استرجع (فوك).
ترجَّع، مثل: استرجع، أي قال: إِنَّا للهِ وإنَّا إليه راجعون (البكري ص73)، وفي كتاب محمد بن الحارث (ص293): ثم ترجَّع وتعجب الناس ممن شهد عليه بذلك.
تراجَع: تقهقر، نكص على عقبيه. ويقال: تراجع طبعه بمعنى ضعفت قريحته أو ذكاؤه (عباد 1: 297، 313).
وتراجَع: صحا، أفاق، استفاق من غشيته (كوسج طرائف من 147). كما يقال: تراجعت نفسه، ففي حيان - بسام (1: 121و): فتراجعت نفس زاوي.
تراجع الأَمْرُ: عاد إلى ما كان ما عليه (طنطاوي في زيشر كند 7: 53)، وانظر زيشر (4: 243).
وكما يقال: تراجعوا الكلام، يقال: تراجعوا في الكلام (لين) وتراجعوا القول. ففي المقري (1: 485) قالوا: فما زال التراجُع بينهما بالكلام حتى قام (محمد بن الحارث ص216).
لا يتراجع: لا رجعة فيه، لا يرد، لا ينقض، لا يتغير، مبتوت، محتوم (بوشر).
تراجُعاً ل: رداً له، جواباً ل. ففي دي ساسي (ديب 9: 500): سلام عليكم تراجعاً لسلامكم. وفي (نفس المصدر ص501): أرى أن الصواب والسلامُ تراجُعُ سلامكم بدل يراجع.
ارتجع: رجع، عاد إلى (بوشر).
ارتجع عن: تاب، رجع إلى حسن الآداب (بوشر).
ارتجع الشيءَ من فلان: طالبه بالشيء الذي كان قد أعاره إياه (معجم بدرون).
ارتجع: أرجع، ردَّ، أعاد (معجم أبي الفداء).
رَجْع: سدّ الحجز ماء النهر، ويجمع على أَرْجاع (تاريخ البربر 2: 194).
رَجْعَة. الرَجْعَة: مذهب من يؤمن بالرجوع إلى الدنيا بعد الموت، يرى بعض المتصوفة أن الدنيا تعود بعد زمن إلى حالتها الأولى التي كانت عليها، وكل ما حدث فيها يحدث، مرة أخرى (دي سلان المقدمة 2: 196 رقم 5).
رَجْعَة: عودة العمل بعد انقطاعه (بوشر).
رَجْعَة: رجوع المرء إلى منصبه (بوشر).
رَجْعَة: Reconciliatio إقالة ورَجْعَة (المعجم اللاتيني - العربي) وهي بمعنى حل الهرطوقي ورده إلى حضن الكنيسة وهو ما يطلقه الكاثوليك على هذه الكلمة (أنظرها في مادة إقالة).
رَجْعَة: رد فعل، رجع الجسم المضروب على الجسم الضارب (بوشر).
رَجْعَة: ثورة مضادة (بوشر).
رَجْعَة، وتجمع على رُجَع: وصل، سند المقبوض، وصول، إيصال (بوشر، محيط المحيط).
رجعة بدراهم المشتري: وصل بالدراهم التي وقعها المشتري الذي ألزم نفسه بشراء كتاب يطبع.
رَجْعِيّ: ثمر تحمله الشجرة مرة ثانية في نفس السنة (محيط المحيط).
رُجُوع: إعادة، استعادة (بوشر).
رُجُوع: ردُّ الشيء وإرجاعه لصاحبه (بوشر).
رُجُوع على: رجوع الضامنين بعضهم على بعض، أو رجوعهم على صاحب المركب (بوشر).
رُجُوع في: حق الارتجاع وهو من مصطلحات قانون المرافعات (بوشر).
رجوع على الضامن: رد السند إلى الضامن، الإقرار بعدم قبوله (بوشر).
رَجَّاع: يدل على معنى أخر غير الذي ذكره لين (البيضاوي 1: 53) وقد فسر فيه التَوّاب من أسماء الله الحسنى ب ((الرجَّاع على عبده بالمغفرة)).
راجع، وتجمع على رَوَاجِع: صاري، دقل (بوشر، همبرت ص127). وبكرة ثابتة تستخدم لرفع الصاري (الجريدة الآسيوية 1841، 1: 588، ألف ليلة 4: 317).
راجِع: حائط مشــترك بين البيوت (محيط المحيط).
راجع: ركن يسند الحائِط (محيط المحيط).
تَرْجِيع: تجبير، إعادة عظم مخلوع إلى محله (بوشر).
مَرْجِع: محل رجوع الأشياء (بوشر).
مَرْجع: حق الرجوع، طلب التعويض عن طريق القضاء، يقال: له المرجع على فلان (بوشر).
المرجع إليه في هذه المادة: هو الذي يرجع إليه في هذه المادة. والمَرجِع إلى الأطباء أي من اختصاص الأطباء، يُرجع فيه إلى الأطباء. المرجع في ذلك إلى آخر مكتوبنا، أي استند واعتمد على آخر رسالة أرسلتها إليك (بوشر).
مَرجِعَ، وهي من عند أهل المغرب مَرْجَع: اسم مقياس الأراضي الزراعية (فوك، معجم ابن جبير)، ومقدار عشرة أقدام من الأرض (ألكالا وفيه: مائة مرجع من أرض)، وخمس خطوات وخمسة أثمان الخطوة، أو ثمانية أذرع من الأرض (مملوك2، 1: 177). ومَرْجَع في صفاقص ستة أمتار مربعة (أسبينا مجلة الشرق والجزائر 13: 150)، وخمسمائة وعشرون متراً مربعاً (كليمانت - موليه 2: 50 رقم 2)، راجع ليرشندي مبادئ العربية العامية المستعملة في مراكش (ص378 رقم 1).
ومن هذه الكلمة اشتقت الكلمة الغرناطية مَرْجَل وهي تساوي تسع فانجه fanega من الأرضين (بانكري 2: 109 رقم 2) ويجب إضافتها إلى معجم الإسبانية.
وكان في غرناطة مقياس للأراضي الزراعية اسمه المرجع العلمي، ففي الخطيب (12ق، 13ق): ينتهي ثمن المرجع منها العلي (العلمي) إلى 25 ديناراً من الذهب العين لهذا العهد. وفي العقد الغرناطي: وهي من سبعة وأربعين مرجعاً عملية. وفيه: بحساب تسعة دنانير من الذهب والفضة للمرجع الواحد على أنَّا في التكسير من سبعة مراجع عملية قبضها البائع بجملته (كذا) وصارت بيده.
مُرَاجَعَة: إنذار، تحذير، معارضة (بوشر).
من غير مراجعة: من غير استئناف، بلا جدوى، نهائي، بلا تغيير (بوشر).
مُرَاجِعات (جمع): محاورات، مجاوبات، رسائل تكتب جواباً على رسائل الآخرين. ففي كتاب ابن عبد الملك (ص125 ق): وكانت بينه وبين جماعة من أدباء عصره من أهل مالقه وغيرهم مفاتحات ومراجعات نظماً ونثراً.

رجع

1 رَجَعَ, aor. ـِ inf. n. رُجُوعٌ (S, Msb, K, &c.) and رَجْعٌ, (M, Msb,) but the former is that which commonly obtains and is agreeable with analogy as inf. n. of the intrans. v., and the latter as inf. n. of the trans. v., (MF, TA,) and مَرْجَعٌ, (S, Msb, K, &c.,) which is anomalous, because inf. ns. [of this kind] of verbs of the measure فَعَلَ having the aor. of the measure يَفْعِلُ are [by rule] only with fet-h [to the medial radical], (S, K,) and مَرْجِعَةٌ, which is in like manner anomalous, (K,) and رُجْعَى, (S, Msb, K,) [not رُجْعًى as in the Lexicons of Golius and Freytag,] and رُجْعَانٌ, (K,) He returned; he went, or came, back [to the same place, or person, or (assumed tropical:) state, or (assumed tropical:) occupation, or (assumed tropical:) action, or (assumed tropical:) saying, &c.]; he reverted; contr. of ذَهَبَ; (ISk, Msb;) i. q. انْصَرَفَ: (K:) رُجُوعٌ signifies the returning to a former place, or (assumed tropical:) quality, or (assumed tropical:) state; (Kull p. 196;) the returning to that from which was the commencement, or from which the commencement is supposed to have been, whether it be a place, or (assumed tropical:) an action, or (assumed tropical:) a saying, and whether the returning be by the [whole] person or thing, or by a part thereof, or by an action thereof. (Er-Rághib.) Hence the saying in the Kur [lxiii. 8], لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى المَدِينَةِ [Verily if we return to the city]. (Er-Rághib.) And [in the same, xii. 63,] فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ [And when they returned to their father]. (Idem.) And in the same, [vi. 164, and xxxix.

9,] ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ [Then unto your Lord shall be your return]: (S:) the like of which occurs in the same, vi. 60: but it may be either from [the intrans. inf. n.] رُجُوعٌ or from [the trans.] رَجْعٌ: (Er-Rághib:) it cannot be a n. of place, because it is made trans. by means of إِلَى, and also because it occurs in the Kur [v. 53, &c.], followed by جَمِيعًا, as a denotative of state: (L:) in like manner الرُّجْعَى also occurs in the Kur xcvi. 8. (TA.) You say also, رَجَعَتِ المَرْأَةُ إِلَى

أَهْلِهَا The woman returned to her family by reason of the death of her husband or by reason of divorcement. (Msb.) b2: رَجَعَ إِلَى الصِّحَّةِ (assumed tropical:) [He returned to soundness, or health], or المَرَضِ [disease, or sickness]; and إِلَى حَالَةِ الفَقْرِ (assumed tropical:) [to the state of poverty], or الغِنَى (assumed tropical:) [wealth, or competence, or sufficiency]. (Kull p. 196.) b3: رَجَعَ عَوْدَهُ عَلَى بَدْئِهِ He returned in the way by which he had come. (Kull ibid.) b4: رَجَعَ مِنْ سَفَرِهِ He returned from his journey. (Msb.) b5: رَجَعَ عَنِ الأِمْرِ (assumed tropical:) He returned [or reverted] from the affair. (Msb.) b6: رَجَعَ عَنِ الشَّىْءِ (assumed tropical:) He left, or relinquished, the thing. (Kull p. 197.) b7: رَجَعَ عَنِ الذَّنْبِ (assumed tropical:) [He relinquished sin; i. e.] he repented; and so رَجَعَ alone, agreeably with the usage in the Kur iii. 65, &c. (Er-Rághib.) b8: [Several other phrases, in which this verb occurs, will be found in other arts.: as رَجَعَ عَلَى ظَهْرِهِ in art. ظهر: رَجَعْتُ القَهْقَرَى in art. قهقر: رَجَعَ دَرَجَهُ, and variations thereof, in art. درج: &c.] b9: رَجَعَ إِلَيْهِ [sometimes signifies the same as رَجَعَ عَلَيْهِ] He returned against him; he returned to attack him. (TA.) b10: صَرَمّنِى ثُمَّ رَجَعَ يَكَلِّمُنِى (tropical:) [He cut me, or ceased to speak to me; then he returned to speaking to me]. (TA.) b11: خَالَفَنِى ثُمَّ رَجَعَ إِلَى

قَوْلِى (tropical:) [He opposed me, or disagreed with me; then he returned, or had regard, to my saying]. (TA.) b12: مَا رُجِعَ إِلَيْهِ فِى خَطْبٍ إِلَّا كَفَى (tropical:) [Re course was not had to him in an affair, or an affliction, but he sufficed.] (TA.) [رَجَعَ إِلَيْهِ often means He had recourse, or he recurred, to him, or it.] b13: رَجَعَ بِهِ عَلَى شَرِيكِهِ (assumed tropical:) He made a claim for restitution of it upon his co-partner. (IAth, TA in art. خلط.) And [in like manner you say,] عَلَى الغَرِيمِ ↓ اِرْتَجَعَ, and المُتَّهَمِ, (assumed tropical:) He sued, prosecuted, or made a demand upon, the debtor, and the suspected, for his right, or due. (TA: [in which it is said, immediately before this, that ارتجع is like رَجَعَ.]) b14: رَجَعَ الكَلْبُ فِى قَيْئِهِ The dog returned to his vomit, (Msb, TA,) and ate it. (Msb.) b15: Hence, رَجَعَ فِى هِبَتِهِ (tropical:) He took back his gift; repossessed himself of it; restored it to his possession; (Msb;) as also ↓ ارتجعها, (Mgh, Msb, TA,) and ↓ استرجعها. (Msb, TA.) and مِنْهُ الشَّىْء ↓ استرجع (assumed tropical:) He took back from him the thing which he had given to him. (S, K.) b16: [Hence also, رَجَعَ فِى قَوْلِهِ, and فِى حُكْمِهِ (assumed tropical:) He retracted, or revoked, his saying, and his judgment, or sentence.] b17: هُوَ يَرْجِعُ إِلَى مَنْصِبِ صِدْقٍ (assumed tropical:) He traces back his lineage to an excellent origin. (TA in art. نصب.) b18: [يَرْجِعُ إِلَى مَعْنَى كَذَا (assumed tropical:) It (a word used in a certain sense) is referrible, or reducible, to such a meaning. And يُرْجِعُ إِلَى كَذَا, said of a word, also means (assumed tropical:) It relates to such a thing; i. e., to such another word, in grammatical construction.] b19: رَجَعَ إِلَى قَدْرِ كَذَا (assumed tropical:) It (wine when cooked) became reduced to such a quantity; syn. آلَ. (S in art. اول.) b20: رَجَعَ الحَوْضُ إِلَى إِزَائِهِ The water of the trough, or tank, became much in quantity [so that it returned to the height of the place whence it poured in]. (TA.) b21: ↓ رِجَاعٌ, also, is an inf. n. of this verb, (L,) and is used as signifying The returning of birds after their migrating to a hot country. (S, L, K.) You say, رَجَعَتِ الطَّيْرُ القَوَاطِعُ, inf. n. رِجَاعٌ and رَجْعٌ, The migratory birds returned. (L.) b22: Also inf. n. of رَجَعَتْ said of a-she camel, and of a she-ass, signifying (assumed tropical:) She raised her tail, and compressed her two sides (قُطْرَيْهَا), and cast forth her urine in repeated discharges, so that she was imagined to be pregnant, (S, K,) and then failed of fulfilling her [apparent] promise: (S: [in some copies of which, as is said in the TA, the inf. n. of the verb in this sense is written رُجُوع:]) or she conceived, and then failed of fulfilling her promise; because she who does so goes back from what is hoped of her: (TA:) or, said of a she-camel, she cast forth her fœtus in an imperfect state: (Az, TA,) or, as some say, her embryo in a fluid state: (TA:) or in an unformed state; inf. n. رِجَاعٌ. (Msb in art. خدج.) [See also رَاجِعٌ, below.]

A2: , (S, Mgh, Msb, K,) aor. ـَ (Mgh,) inf. n. رَجْعٌ and مَرْجَعٌ and مَرْجِعٌ, (K,) He made, or caused, him, or it, to return, go back, come back, or revert; sent back, turned back, or returned, him, or it; syn. رَدَّهُ; (Mgh, Msb, K;) and صَرَفَهُ; (K;) عَنِ الشَّىْءِ from the thing; and إِلَيْهِ to it; (Msb, K;) as also ↓ ارجعهُ; (S, Msb, K;) but the former is the more chaste word, and is that which is used in the Kur-án, in ix. 84 [and other places]: (Msb:) the latter is of the dial. of Hudheyl; (S, Msb;) and is said by MF to be of weak authority, and bad; but [SM says,] I do not find this asserted by any of the leading authorities: (TA:) ↓ ارتجعهُ, also, signifies [the same, i. e.] the same as رَدَّهُ in like manner followed by إِلَى. (TA.) Thus in the Kur ix. 84, referred to above, فَإِنْ رَجَعَكَ اللّٰهُ [And if God make thee to return, or restore thee]. (Msb.) b2: رَجَعَ فُلَانٌ عَلِى أَنْفِ بَعِيِرهِ Such a one put back, or restored, the nose-rein [الخِطَامَ being understood] upon the nose of his camel; it having become displaced. (TA.) b3: رَجَعَ إِلَىَّ الجَوَابَ, aor. ـِ inf. n. رَجْعٌ and رُجْعَانٌ, He returned to me the answer. (S, TA: [in the latter of which, this is said to be tropical; but when a written answer is meant, it is evidently not so.]) b4: رَجَعْتُ الكَلَامَ (assumed tropical:) I returned the speech; or I repeated it; or I rebutted, or rejected, or repudiated, it, in reply, or replication; syn. رَدَدْتُهُ. (Msb.) [In like manner,] يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ

إِلَى بَعْضٍ القَوْلَ, in the Kur [xxxiv. 30], means (assumed tropical:) Holding a colloquy, or a disputation, or debate, one with another: (Bd:) [or it means (assumed tropical:) rebutting one another's sayings:] or (assumed tropical:) blaming one another. (S.) b5: الرَّجْعُ, (K,) or رَجْعُ الدَّابَّةِ يَدَيْهَا فِى السَّيْرِ, (S,) (tropical:) The stepping of the beast, (S, K,) or her returning her fore legs, [drawing the fore feet backwards towards the body, by lifting them high,] in going; (K;) and ↓ التَّرْجِيعُ, (K,) or تَرْجِيعُ الدَّابّةِ يَدَيْهَا فِى السَّيْرِ, (S,) signifies the same: (S, K:) or رَجْعٌ signifies a beast's elevating, or lifting high, the fore foot and hind foot, in going. (KL.) You say, الدَّابَّةُ يَدَيْهَا فِى ↓ رَجَّعَتِ السَّيْرِ (tropical:) [The beast stepped, &c.; like as you say, رَجَعَت]. (TA.) b6: رَجْعُ الوَاشمَةِ, and ↓ تَرْجَيعُهَا, (assumed tropical:) The female tattooer's making marks or lines [upon the skin]: (S, K: *) [or rather, as the former phrase is explained in the EM p. 143, “ her retracing ” those marks or lines, and renewing their blackness; for] you say also, النَقْشَ ↓ رَجَّعَ, and الوَشْمَ, [and رَجَعَهُ,] (assumed tropical:) He retraced the marks, or lines, of the variegated work, and of the tattooing, and renewed their blackness, one time after another. (TA.) And الكِتَابَةَ ↓ رَجَّعَ, [and رَجَعَهَا,] (assumed tropical:) He retraced, or renewed, the writing. (TA.) b7: رَجَعَ نَاقَةً, and ↓ ارتجعها, and ↓ ترجّعها, He purchased a she-camel with the price of another that he sold: (S, TA:) or he purchased a she-camel with the price of a he-camel that he sold; and ↓ رِجَعٌ, which is app. an inf. n., signifies the selling males and purchasing females: (TA:) or مَالًا ↓ ارتجع signifies he sold the aged and the younglings of his came's, and purchased such as were in a state of youthful vigour: or, as some say, he sold the males, and purchased females: (Lh:) or ↓ اِرْتِجَاعٌ signifies the selling a thing, and purchasing in its place what one imagines to be more youthful, and better: (Lh in another place:) regard is bad, therein, to the meaning of a return, virtual, or understood, though not real: (Er-Rághib:) also إِبِلًا ↓ ارجع he sold old and weak camels, and purchased such as were in a state of youthful vigour: or he sold male camels, and purchased females: (TA:) and إِبِلًا ↓ ارتجع بِإِبِلِهِ he took camels in exchange for his camels: or, as some say, ↓ اِرْتِجَاعٌ signifies the taking one in the place, and with the price, of two. (Mgh.) b8: رَجَعَ العَلَفُ فِى الدَّابَّةِ (tropical:) The fodder, or food, produced an effect, or showed its effect, upon the beast. (K, * TA.) And رَجَعَ كَلَامِى فِيهِ (tropical:) My speech produced a beneficial effect upon him. (K, * TA.) 2 رجّعهُ, inf. n. تَرْجِيعٌ, He, or it, made, or caused, him, or it, to return, go back, come back, or revert, again and again, or time after time; sent back, turned back, or returned, him, or it, again and again, or time after time; made, or caused, him, or it, to go, or move, repeatedly to and fro; so to go and come; to reciprocate: he repeated it; iterated it; or rather reiterated it: he reproduced it: he renewed it: syn. رَدَّدَهُ. (Mgh.) [All these significations are well known, as pertaining to the two verbs here mentioned, and of frequent occurrence in classical and postclassical writings: and hence several phrases here following.] b2: See 1, last quarter of the paragraph, in five places. b3: Hence, (Mgh,) التَّرْجِيعُ فِى الأَذَانِ, (S, Mgh, K,) because the two professions of the faith [for which see the word أَذَانٌ] are uttered in the اذان [or call to prayer] in a low voice [and then repeated in a high voice]; (Mgh;) [for] this phrase means (tropical:) The repeating the two professions of the faith in a raised, or loud, voice, after uttering them in a low, or faint, voice; (Sgh, K, TA;) or the lowering of the voice in the اذان in uttering the two professions of the faith, and then raising it in uttering them: (KT:) or رجّع فِى أَذَانِهِ signifies he uttered the two professions of the faith in his اذان once to repeat them. (Msb: [but this is a strange explanation; and probably corrupted by a copyist: it seems that, instead of “ to repeat them,” we should read “ and repeated them. ”]) b4: [Hence also,] التَّرْجِيعُ, (K, TA,) or تَرْجِيعُ الصَّوْتِ, (S,) (assumed tropical:) [The act of quavering, or trilling; rapidly repeating many times one very short note, or each note of a piece; a general characteristic of Arabian chanting and singing and piping, and often continued throughout the whole performance;] the reiterating (تَرْدِيد) of the voice in the throat, or fauces, (S, K, TA,) like [as is done in] chanting, (S,) or which is practised in reading or reciting, or singing, or piping, or other performances, of such as are accompanied with quavering, or trilling: (TA:) or, as some say, the mutual approximation of the various kinds of movements in the voice: 'Abd-Allah Ibn-Mughaffal, in his ترجيع, by the prolonging of the voice, in reading, or reciting, imitated the like of آا آا آا. (TA.) You say also, رجّع الحَمَامُ فِى

غِنَائِهِ (assumed tropical:) [The pigeons quavered in their singing, or cooing]; as also ↓ استرجع. (TA.) And رجّع البَعِيرُ فِى شِقْشِقَتِهِ (assumed tropical:) The camel brayed, or reiterated his voice, in his شقشقة [or bursa faucium]. (TA.) And رجّعت النَّاقَةُ فِى حَنِينِهَا (assumed tropical:) The she-camel interrupted her yearning cry to, or for, her young one [and then, app., quickly repeated it, and did so again and again]. (TA.) and رجّعت القَوْسُ (assumed tropical:) The bow made a sound [by the vibration of its string; because the sound so made is a repeated sound]. (AHn.) b5: See also 4. b6: And see 10.3 راجع He (a man) returned to good or to evil. (TA.) [See also 6.] b2: راجعت النَّاقَةُ, (K,) inf. n. رِجَاعٌ, (TA,) The she-camel returned, or reverted, from one kind of pace, which she had been going, to another pace. (K, * TA.) b3: راجعهُ (assumed tropical:) It returned to him: said of pain [&c.]. (TA in art. عد.) b4: راجع امْرَأَتَهُ (tropical:) [He returned to his wife, or restored her to himself, or took her back by marriage or to the marriage-state, after having divorced her; (see also 6;)]; (S;) and ↓ ارتجعها signifies the same. (TA.) b5: [See also a verse cited voce رَدَادٌ; whence it seems that راجع also signifies He restored, or brought back, anything.] b6: راجعهُ signifies also He endeavoured to turn him [from, or to, a thing]; syn. رَاوَدَهُ, and رَادَّهُ. (L in art. رود.) b7: راجعهُ الكَلَامَ, (S and K in this art., and A and Mgh and Msb in art. حور,) and فِى الكَلَامِ, (Bd in xviii. 32,) and simply رَاجعهُ, (Msb in this art., and Jel. in lviii. l,) inf. n. مُرَاجَعَةٌ (S, TA) and رِجَاعٌ, (TA,) (assumed tropical:) He returned him answer for answer, or answers for answers; held a dialogue, or colloquy, or conference, or a disputation, or debate, with him; bandied words with him; syn. حَاوَرَهُ, (A and Mgh and Msb in art. حور, and Bd in xviii. 32,) [i. e.] حَاوَرَهُ الكَلَامَ; (TA;) or عَاوَدَهُ; (S and Msb and K in this art.;) or جَادَلَهُ. (Jel in lviii. 1.) And راجعهُ, or راجعهُ القَوْلَ, (assumed tropical:) He disputed with him, rebutting, or rejecting, or repudiating, in reply to him, what he said; he bandied words with him; syn. رَادَّهُ القَوْلَ. (A in art. رد.) Yousay, راجعهُ فِى مُهِمَّاتِهِ He held a colloquy, or conference, or a disputation, or debate, with him respecting his affairs of difficulty; syn. حَاوَرَهُ. (TA.) [And راجعهُ فِى كَذَا He addressed him repeatedly, or time after time, respecting such a thing.] And رَاجَعُوا عُقُولَهُمْ [They consulted their understandings, or minds; as though they held a colloquy, or conference, or a disputation, or debate, therewith]. (Bd in xxi. 65.) [راجع often signifies He consulted, or referred to, a person, a book, a passage in a book, &c.]4 ارجعت النَّاقَةُ (assumed tropical:) [The she-camel returned to her former condition, either of leanness or fatness:] (assumed tropical:) the she-camel became lean [after having been fat]: and (assumed tropical:) became in good condition after leanness: (Ks, T, TA:) or ارجعت الإِبِلُ (assumed tropical:) the camels became lean and then became fat; (S, O, K;) so says Ks. (S.) You say also, الشَّيْخُ يَمْرَضُ يُوْمَيْنِ فَلَا يُرْجِعُ شَهْرًا (assumed tropical:) i. e. [The old man is sick two days, and] does not return to a healthy state of body, and to strength, in a month. (K, TA: [in the CK, erroneously, فلا يُرْجَعُ.]) And [in like manner] اِنْتَقَصَ الفَرَسُ ثُمَّ

↓ تَرَاجَعَ (assumed tropical:) [The horse wasted, and then gradually returned to his former condition]. (TA.) A2: ارجعهُ: see رَجَعَهُ, first signification. b2: ارجعهُ نَاقَتَهُ He gave him [back] his she-camel in order that he might return upon her, he [the latter] having sold her to him. (Lh.) b3: ارجع إِبِلًا: see 1, near the end of the paragraph. b4: ارجع اللّٰهُ بَيْعَتَهُ (tropical:) God made his sale to be productive of gain, or profit. (S, K.) b5: ارجع اللّٰهُ هَمَّهُ سُرُورًا (assumed tropical:) God converted his grief, or disquietude of mind, into happiness or joy; and Sb mentions ↓ رَجَّعَهُ [in this sense]. (TA.) b6: ارجع also signifies He extended, or stretched out, his arm, or hand, backwards, to reach, or take hold of, a thing. (S, K.) [In this case, يَدَهُ seems to be understood: for] you say [also], ارجع الرَّجُلُ يَدَيْهِ The man put his arms, or hands, backwards in order to reach, or take hold of, a thing. (Lh.) And ارجع يَدَهُ إِلَى سَيْفِهِ لِيَسْتَلَّهُ He extended, or stretched out, his arm, or hand, to his sword, to draw it: or إِلَى كِنَانَتِهِ لِيَأْخُذَ سَهْمًا to his quiver, to take an arrow. (TA.) b7: Also (tropical:) He ejected excrement, or ordure; said of a man. (S, K.) [See رَجِيعٌ.]

A3: See also 10.5 ترجّع فِى صَدْرِى كَذَا (tropical:) Such a thing became agitated to and fro in my mind, or bosom; syn. تَرَدَّدَ. (TA.) A2: ترجّع نَاقَةً: see 1; in the last quarter of the paragraph.6 تَرَاجَعَا (tropical:) They two (a man and his divorced wife) returned to each other by marriage; (Bd in ii. 230;) or returned together to the marriagestate. (Jel ibid.) b2: تراجع الشَّىْءُ إِلَى خَلْفٍ [The thing went backward or back, receded, retrograded, retired, retreated, or reverted, by degrees, gradually, by little and little, or part after part: and تراجع alone, He, or it, returned by degrees: the form of the verb denoting a gradual continuation, as in تَسَاقَطَ, and تَزَايَدَ, and تَنَاقَصَ, &c.]. (S.) تراجع and تَرَادَّ and تَرَدَّدَ are syn. (M and L in art. رد.) You say, تراجعوا فِى مَسِيرٍ They returned, retired, or retreated, by degrees, or by little and little, in a journey, or march; syn. تَرَادُّوا. (TA in art. ثبجر.) And تَفَرَّقُوا فِى أَوَّلِ النَّهَارِ ثُمَّ تَرَاجَعُوا مَعَ اللَّيْلِ i. e. [They separated, or dispersed themselves, in the first part of day; then] they returned, [one after an every one to his place of abode. (TA.) b3: تَرَاجَعَتْ أَحْوَالُ فُلَانٍ (tropical:) [The circumstances of such a one gradually reverted to their former condition; meaning either a better condition, agreeably with an ex. mentioned above, see 4; or, as is most commonly the case, a worse condition; i. e. retrograded; or gradually went back to a worse state; contr. of advanced, or improved]: (TA:) [whence the saying,] زَالَتْ دَوْلَتُهُمْ وَأَخَذَ

أَمْرُهُمْ يَتَرَاجَعُ (assumed tropical:) [Their good fortune ceased, and their affairs began to retrograde, or gradually go back to a worse state]. (A in art. ركد.) and تَرَاجَعَ الجُرْحُ إِلّى البُرْءِ (assumed tropical:) [The wound gradually recovered]. (Msb in art. دمل.) A2: تَرَاجَعَا بَيْنَهُمَا They two (copartners) made claims for restitution, each upon the other. (IAth, TA in art. خلط.) [See this more fully explained, and illustrated, voce خَلِيطٌ.] b2: تراجعوا الكَلَامَ, (Msb and K in art. حور,) and فِى الكَلَامِ, (Bd in lviii. 1,) and simply تراجعوا, (Jel in lviii. 1,) (assumed tropical:) They returned one another answer for answer, or answers for answers; held a dialogue, or colloquy, or conference, or a disputation, or debate, one with another; bandied words, one with another; syn. تَحَاوَرُوا. (Bd, Jel, Msb, K, in the places mentioned above.) 8 ارتجع عَلَى الغَرِيمِ, and المُتَّهَمِ: see رَجَعَ, with which it is syn. (TA.) A2: ارتجعهُ i. q. رَدَّهُ, like رَجَعَهُ, q. v. (TA.) So in the phrase, ارتجعت المَرْأَةُ جِلْبَابَهَا The woman put back her جلباب [q. v.] upon her face, and covered herself with it. (TA.) b2: ارتجع الهِبَةَ: see رَجَعَ فِى هِبَتِهِ. b3: ارتجع امْرَأَتَهُ: see 3. b4: ↓ بَاغَ إِبِلَهُ فَارْتَجَعَ مِنْهَا رِجْعَةً

صَالِحَةً He sold his camels, and obtained by the expenditure of their price a good return, or profit. (S, K.) b5: ارتجع نَاقَةً, and the like: see 1, near the end of the paragraph, in five places. b6: ارتجع إِبِلًا also signifies He (and Arab of the desert) purchased camels [app. in exchange for others] not of his own people's breeding nor bearing their marks. (TA.) 10 استرجع الهِبَةَ, and استرجع مِنْهُ الشَّىْءَ: see رَجَعَ فِى هِبَتِهِ, and the sentence next following it. b2: طَعَامٌ يُسْتَرْجَعُ عَنْهُ (assumed tropical:) Food, both of beasts and of men, from which profit, or advantage, [or a good return (رِجْعَة),] is obtained; which is found to be wholesome, or approved in its result; and from eating which one becomes fat. (TA.) A2: استرجع الحَمَامُ: see 2, near the end of the paragraph. b2: استرجع also signifies (tropical:) He said, on the occasion of an affliction, or a misfortune, [using the words of the Kur ii. 151,] إِنَّا لِلّٰهِ وَإِنَّا

إِلَيْهِ رَاجِعُونَ, (S, K,) meaning Verily to God we belong as his property and his servants, so that He may do with us what He pleaseth, and verily unto Him we return in the ultimate state of existence, and He will recompense us; (Jel;) as also ↓ رجّع, (S, * K,) inf. n. تَرْجِيعٌ; (S; [accord. to the TA, only the former verb is mentioned in this sense by J; but I find the latter also in two copies of the S;]) and ↓ ارجع. (K.) رَجْعٌ; originally an inf. n.: [see رَجَعَ and رَجَعَهُ:] b2: and see رَجْعَةٌ, in two places. b3: (tropical:) Rain: so in the Kur [lxxxvi. 11], وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الرَّجْعِ [by the heaven that hath rain]: (S, Bd:) because God returns it time after time: or because the clouds raise the water from the seas and then return it to the earth; and if so, by اسماء may be meant the clouds: (Bd:) or rain after rain; (K;) because it returns time after time; or because it is repeated, and returns, every year: (TA:) or the said words of the Kur mean by the heaven that returns in every revolution to the place whence it moved. (Bd.) b4: (assumed tropical:) Hail; because it gives back the water that it takes. (TA.) b5: Accord. to El-Asadee, as recorded by AHeyth, (assumed tropical:) Thunder. (Az.) b6: Accord. to some, in the passage of the Kur cited above, (S, TA,) (assumed tropical:) Profit, benefit, advantage, or good return. (S, K, TA.) You say, لَيْسَ لِى مِنْ فُلَانٍ رَجْعٌ (assumed tropical:) There is no profit to me from such a one. (TA.) and مَا هُوَ إِلَّا سَجْعٌ لَيْسَ تَحْتَهُ رَجْعٌ (assumed tropical:) [It is nothing but rhyming prose, beneath which is to be found no profit]. (TA.) [See also رِجْعَةٌ.] b7: Accord. to Ks, in the ex. cited above from the Kur, (TA,) (assumed tropical:) The place that retains water: (K, TA:) pl. رُجْعَانٌ. (TA.) b8: (assumed tropical:) A pool of water left by a torrent; (S, K;) because of the rain that is in it; or because of its fluctuating to and fro in its place; (Er-Rághib;) as also ↓ رَجِيعٌ, and ↓ رَاجِعَةٌ: (K:) pl. as above: (S:) or (assumed tropical:) a place in which the torrent has extended itself, (اِمْتَدَّ, accord. to Lth and the O and K,) or in which it has returned, or reverted, (اِرْتَدَّ, accord. to AHn,) and then passed through: (Lth, AHn, O, K:) pl. رُجْعَانٌ and رِجْعَانٌ and رِجَاعٌ; (K;) or this last, accord. to some, is a sing., having the signification next preceding the last here mentioned, and is found prefixed to its syn., namely غَدِير, to show that it is used in this sense, and is qualified by a sing. epithet, namely رَائِع; but some say that it is thus qualified becanse it has a form which is that of a sing. noun: (TA:) or رَجْعٌ signifies (assumed tropical:) water, (AO, K,) in general; (K;) and a sword is likened to it, to denote its whiteness: (AO, S: [but accord. to the latter, in this case it signifies “ a pool of water left by a torrent ”:]) and also (assumed tropical:) a tract of ground, or land, in which the torrent has extended itself: (K:) but this, it should be observed, is a repetition of the saying of Lth mentioned above: (TA:) and (assumed tropical:) the part that is above a تَلْعَة [q. v.]; (K, TA;) the upper, or highest, part thereof, before its water collects together: (TA:) pl. رُجْعَانٌ. (K.) b9: (assumed tropical:) The herbage of the [season, or rain, called] رَبِيع; (K;) [because it returns year after year;] as also ↓ رَجِيعٌ. (TA.) b10: (assumed tropical:) The [membrane called] غِرةس which is in the belly of the woman, and which comes forth upon, or over, the head of the child. (TA.) b11: See also رَجِيعٌ, in three places, in the latter part of the paragraph. b12: سَيْفٌ نَجِيحُ الرَّجْعِ, and ↓ الرَّجِيعِ, A sword which penetrates into the thing that is struck with it [so that it is quickly drawn back]. (TA.) b13: رَجْعُ الكَتِفِ: see مَرْجِعٌ.

رِجْعُ سَفَرٍ: see رَجِيعُ سَفَرٍ.

رُجَعٌ: see رِجْعَةٌ.

رِجَعٌ: see رَجَعَ نَاقَةً: and see رِجْعَةٌ.

رَجْعَةٌ inf. n. of un. of 1; A return; a single act of returning, of going back, coming back, or reverting: (TA:) [and] i. q. رُجُوعٌ, i. e. the act of returning, &c. (Msb.) b2: The returning to the present state of existence (S, Msb, K) after death. (S, K.) So in the phrase, فُلَانٌ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ [Such a one believes in the returning to the present state of existence after death]. (S, Msb, K. *) This was a tenet of some of the Arabs in the Time of Ignorance, and of a sect of Muslim innovators, and of a sect of the رَافِضَة, who say that 'Alee the son of Aboo-Tálib is concealing himself in the clouds, to come forth when he shall be summoned to do so. (L.) b3: The returning, or homeward course, of a military expedition; opposed to بَدْأَةٌ, q. v. (T and Mgh in art. بدأ.) b4: The return of a party of warriors to war after their having come back from an expedition. (TA.) b5: Also, and ↓ رِجْعَةٌ, (S, A, Nh, Mgh, Msb, K,) but the former is the more chaste, (S, Msb, TA,) though the latter is mentioned before the former in the K, (TA,) (tropical:) A man's returning to his wife, or restoring her to himself, or taking her back by marriage or to the marriage-state, after having divorced her; (IF, Msb;) the returning of the divorcer to the divorced woman: (K:) or the taking back to marriage a woman who has been divorced, but not by an absolutely-separating sentence, without a new contract. (Nh.) You say, لَهُ عَلَى امْرَأَتِهِ رَجْعَةٌ and ↓ رِجْعَةٌ (tropical:) [He has a right of returning to, or taking back, his wife after having divorced her]: (S, Mgh:) and يَمْلِكُ الرَّجْعَةَ عَلَى زَوْجَتِهِ (tropical:) [He possesses the right of returning &c.]: (Msb:) and طَلَّقَ فُلَانٌ فُلَانَةَ طَلَاقًا يَمْلِكُ فِيهِ الرَّجْعَةَ (tropical:) [Such a man divorced such a woman by a divorce in which he possessed the right of returning &c.]. (TA.) b6: Also the former, (S, Msb, TA,) and ↓ رِجْعَةٌ likewise, (Msb,) and ↓ رُجْعَةٌ (K) and ↓ رُجْعَى [which is originally an inf. n.] and ↓ رُجْعَانٌ [which is also originally an inf. n.] and ↓ مَرْجُوعٌ (S, K) and ↓ مَرْجُوعَةٌ and ↓ رَجُوعَةٌ and ↓ رَجْعٌ, (K,) the last of these is allowable, (TA,) [being an inf. n. used in the sense of a pass. part. n.,] (tropical:) The reply, or answer, of an epistle. (S, Msb, * K, TA.) You say, هَلْ جَآءَ رَجْعَةُ كِتَابِكَ (S, TA) and ↓ رُجْعَانُهُ (TA) (tropical:) Hath the reply, or answer, of thine epistle come:? (S, TA:) and ↓ أَرْسَلتُ إِلَيْكَ فَمَا جَآءَنِى رُجْعَى

رِسَالَتِى (tropical:) I sent to thee, and the reply, or answer, of my epistle came not to me; i. e. ↓ مَرْجُوعُهَا: (S, K, * TA:) and فُلَانٍ عَلَيْكَ ↓ مَا كَانَ مِنْ مَرْجُوعِ (tropical:) What was [the purport] of the reply, or answer, of such a one to thee? (S, TA.) And [in like manner] الرِّشْق ↓ رَجْعُ signifies (assumed tropical:) What is returned against, or in opposition to, [or in reply to,] the simultaneous discharge of a number of arrows in a particular direction. (TA.) b7: See also رِجْعَةٌ.

رُجْعَةٌ: see رَجْعَةٌ, in the latter half of the paragraph.

رِجْعَةٌ: see رَجْعَةٌ, in three places. b2: A return, or profit, obtained by the expenditure of the price of camels sold: see an ex. above, voce اِرْتَجَعَ: (S, K:) or camels taken in exchange for other camels: or one that is taken in the place, and with the price, of two: (Mgh:) also the young, or younglings, of camels, which are purchased from the market with the price of others, or taken from the market in exchange for others: (K:) or, as Khálid says, the [return obtained by] bringing bad camels into the market and taking back good ones: or, as some say, the [return obtained by] bringing in males and taking back females: (TA:) [the words which I have here twice inserted in brackets are perhaps not necessary to complete the sense intended, as will be seen at the close of this sentence; but they seem to be required in the opinion of SM, for he has immediately added the further explanation which here next follows, and which is also, but less fully, given by J, immediately after the first explanation in this paragraph:] and رِجْعَةٌ has a similar meaning in relation to the poor-rates; being applied to camels taken by the collector of the poor-rates older or younger than those which their owner is bound to give: (S, * TA:) and camels which are purchased by the Arabs of the desert, [app. in exchange-for others,] not of their own breeding nor bearing their marks; as also ↓ رَجْعَةٌ: (TA, [see 8:]) IB says that the pl. of رِجْعَةٌ is ↓ رُجَعٌ; and that it was said to a tribe of the Arabs, “By what means have your beasts become many? ” and they answered, أَوْصَانَا أَبُونَا بِالنُّجَعِ وَالرُّجَعِ: but Th says, ↓ بالنِّجَعِ والرِّجَعِ: [both are probably correct; for it seems that the original forms are النُّجَع and الرِّجَع; and that, in one case, the latter is assimilated to the former; in the other, accord. to a usage less common, the former to the latter:] accord. to Th, the meaning is, [Our father charged us with the seekings after herbage in the places thereof, and] the selling the old and weak beasts and purchasing others in a state of youthful vigour: or, accord. to another explanation, the meaning is, the selling males and purchasing females: thus explained, رِجَعٌ seems to be an inf. n. (TA. [See رَجَعَ نَاقَةً.]) [See also رَجِيعَ.] b3: [(assumed tropical:) Any return, profit, or gain, accruing from a thing, or obtained by the sale or exchange thereof; as also ↓ مَرْجُوعٌ; and رَجْعٌ, q. v.] You say, جَآءَتْ رِجْعَةُ الضِّيَاعِ (assumed tropical:) The return, or increase, accruing to the owner of the lands came, or arrived. (Lh.) And جَآءَ فُلَانٌ بِرِجْعَةٍ حَسَنَةٍ (assumed tropical:) Such a one brought a good thing which he had purchased in the place of a bad thing; or in the place of a thing that was inferior to it. (TA.) And ↓ هٰذَا مَتَاعٌ لَهُ مَرْجُوعٌ (assumed tropical:) This is a commodity for which there will be a return, or profit, or gain. (S, * TA) And ↓ دَابَّةٌ لَهَا مَرْجُوعٌ (assumed tropical:) A beast that may be sold after having been used. (El-Isbahánee.) And ↓ لَيْسَ لِهٰذَا البَيْعِ مَرْجُوعٌ (tropical:) There is not, or will not be, any return, or profit, or gain, for this sale. (TA.) b4: (assumed tropical:) An argument, or allegation, by which one rebuts in a litigation, or dispute; a proof; an evidence. (Ibn-'Abbád.) رُجْعَى: see رَجْعَةٌ, in the latter half of the paragraph, in two places.

طَلَاقٌ رَجْعِىٌّ, and رِجْعِىٌّ, (assumed tropical:) A divorce in which one reserves to himself the right of returning to his wife, or restoring her to himself, or taking her back to the marriage-state. (Mgh, * Msb.) b2: رَجْعِىٌّ applied to a beast: see رَجِيعُ سَفَرٍ.

رَجْعِيَّةٌ: see رَجِيعَةٌ.

رُجْعَانٌ: see رَجْعَةٌ, in the latter half of the paragraph, in two places.

رِجَاعٌ The nose-rein of a camel: (IDrd, K:) or the part thereof which falls upon the nose of the camel: pl. [of pauc.] أَرْجِعَةٌ and [of mult.]

رُجُعٌ: (K:) from رَجَعَ in the phrase رَجَعَ فُلَانٌ عَلَى أَنْفِ بَعِيرِهِ [q. v.]. (IDrd.) b2: It is also an inf. n.: see 1, in the middle of the paragraph.

رَجِيعٌ. [Made, or caused, to return, go back, come back, or revert; sent back, turned back, or returned: repeated: rebutted, rejected, or repudiated, in reply, or replication: like ↓ مَرْجُوعٌ: and used in all these senses; as will be seen from what follows: and also, like ↓ مُرَجَّعٌ,] made, or caused, to return, go back, come back, or revert, again and again, or time after time; sent back, turned back, or returned, again and again, or time after time; made, or caused, to go, or move, repeatedly to and fro; so to go and come; to reciprocate: reiterated: reproduced: renewed: syn. مُرَدَّدٌ: [in the CK مَرْدُودٌ:] applied to anything: (S, K:) or to anything that is said or done: (Msb, TA:) because meaning ↓ مَرْجُوعٌ, i. e. مَرْدُودٌ: (S, Msb, TA:) or, applied to speech, (assumed tropical:) returned to its author; or repeated to him; or rebutted, rejected, or repudiated, in reply to him; syn. مَرْدُودٌ إِلَى صَاحِبِهِ: (Lth, K:) or, so applied, (tropical:) repeated: (A, TA:) or, so applied, (assumed tropical:) reiterated: (Er-Rághib, TA:) or, so applied, (assumed tropical:) disapproved, or disliked. (TA.) You say, إِيَّاكَ وَالرَّجِيعَ مِنَ القَوْلِ (tropical:) Avoid thou the saying that is repeated; (A, TA;) [or rebutted, &c.;] or disapproved. (TA.) b2: Applied to a beast, (S, TA,) and [particularly] to a camel, (K,) it signifies Made to return from journey to journey: (S, TA:) and also means (assumed tropical:) fatigued, or jaded, (S, K,) by journeying: (K:) fem. with رُجُعٌ (S, K:) or (tropical:) lean, or emaciated: (Er-Rághib, K:) in the K is here added, or which thou hast made to return from a journey, meaning from journey to journey; but this is identical with the first explanation of the word applied to a beast: (TA:) pl. رُجُعٌ; (K;) or [app. of the fem., agreeably with analogy, and as seems to be indicated by J,] رَجَائِعُ. (S.) رَجِيعُ سَفَرٍ and سَفَرٍ ↓ رِجْعُ [in like manner] signify Made to return repeatedly, or several times, in journeying; applied to a she-camel: (K:) and the former signifies, applied to a beast, and [particularly] to a camel, a he-camel, (بَعِير,) which one makes to return again and again, or time after time, or to come and go repeatedly, in journeying, and drags along: (TA:) both also mean (tropical:) lean, or emaciated: and are in like manner applied to a man: (Er-Rághib, TA:) and ↓ رَجْعِىٌّ and ↓ مَرْجَعَانِىٌّ, also, but the latter is vulgar, (assumed tropical:) lean, or emaciated, by journeying; applied to a beast. (TA.) You say also سَفْرٌ رَجِيعٌ Travellers returning from a journey. (TA.) And سَفَرٌ رَجِيعٌ A journey in which are repeated returnings. (IAar.) b3: Any food returned to the fire [to be heated again], having became cold: (K:) [and particularly] roasted meat heated a second time. (As.) b4: A rope, or cord, undone, and then twisted a second time: (L, K:) and, as some say, anything done a second time. (L.) b5: (assumed tropical:) Writing retraced with the pen, in order that it may became more plain: (KL:) and ↓ مَرْجُوعٌ [signifies the same: and also] (assumed tropical:) tattooing repeated and renewed; (EM p. 108;) tattooing of which the blackness has been restored: (TA:) pl. of the latter مَرَاجِيعُ. (TA, and EM ubi suprà.) b6: (tropical:) Dung, ordure, or excrement, of a solid-hoofed animal; (S, Mgh, Msb, K;) as also ↓ رَجْعٌ; (K;) and of a man; (S, Mgh, Msb, K;) as also ↓ the latter word; (TA;) and of a beast of prey; as also ↓ the latter: (S, TA:) because it returns from its first state, (Mgh, Msb, TA,) after having been food or fodder &c.; (TA;) having the meaning of an act. part. n., (Er-Rághib, Msb,) or, it may be, of a pass. part. n. (Er-Rághib.) b7: (tropical:) The cud which is ruminated by camels and the like: (S, * K:) because it returns to be eaten. (TA.) So in the saying of El-Aashà, وَفَلَاةٍ كَأَنَّهَا ظَهْرُ تُرْسٍ

لَيْسَ إِلَّا الرَّجِيعَ فِيهَا عَلَاقُ i. e. [Many a desert, or waterless desert, as though it were the back of a shield,] in which there is not found by the camels anything to serve for the support of life except the cud. (S.) b8: (assumed tropical:) Sweat: (K:) because, having been water, it returns as sweat. (TA.) b9: See also رَجْعٌ, in three places. b10: Also (assumed tropical:) The [part called] فَأْس of a bit: (Ibn-' Abbád, K:) [because of its returning motion.] b11: And (assumed tropical:) Niggardly, tenacious, or avaricious; syn. بَخِيلٌ [in the CK and a MS. copy of the K, نَخِيل]. (Ibn-' Abbád, K, TA.) رَجُوعَةٌ: see رَجْعَةٌ, in the latter half of the paragraph.

رَجِيعَةٌ A she-camel that is purchased with the price of another she-camel; as also ↓ رَاجِعَةٌ: (S:) or a female that is purchased with the price of a male. (' Alee Ibn-Hamzeh.) [See also رِجْعَةٌ: and see رَجِيعٌ, of which it is originally the fem.] Accord. to ISk, ↓ رَجْعِيَّةٌ signifies A camel which one has purchased from men who have brought him from another place for sale; which is not of the district in which he is: [but this appears to be a mistranscription, for رَجِيعَةٌ; for he adds,] the pl. is رَجَائِعُ. (TA.) رَجَّاعٌ (assumed tropical:) One who returns much, or often, unto God. (TA.) رَاجِعٌ [act. part. n. of 1. Hence the saying, إِنَّا لِلّٰهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ, explained above: see 10. b2: Also, without ة,] (assumed tropical:) A woman who returns to her family in consequence of the death of her husband (Az, S, Msb, K) or in consequence of divorcement; (Az, Msb;) as also ↓ مُرَاجِعٌ: (Az, K:) or, accord. to some, (Msb,) she who is divorced [and sent back to her family] is termed مَرْدُودَةٌ. (S, Msb.) b3: [In like manner without ة,] applied to a she-camel, and to a she-ass, it signifies (assumed tropical:) That raises her tail, and compresses her two sides (قُطْرَيْهَا), and casts forth her urine in repeated discharges, so that she is imagined to be pregnant, (S, K,) and then fails of fulfilling her [apparent] promise: (S:) or (assumed tropical:) that conceives, and then fails of fulfilling her promise; because she goes back from what is hoped of her: (TA:) or, applied to a she-camel, (assumed tropical:) that has appeared to have conceived, and is then found to be not pregnant: (As:) pl. رَوَاجِعُ. (S, TA.) [See also رَجَعَتْ.] b4: (assumed tropical:) A sick man whose soul [or health] has returned to him after his being debilitated by disease: and (assumed tropical:) a man whose soul [or health] has returned to him after severe and constant illness. (TA.) رَاجِعَةٌ [originally fem. of رَاجِعٌ, q. v.]: see رَجِيعَةٌ: b2: and see رَجْعٌ. b3: Also, [app. from the returning of its water time after time,] (assumed tropical:) A water-course of a valley. (ISh, TA.) b4: رَوَاجِعُ [is its pl., and] signifies Varying winds; because of their coming and going. (TA.) b5: Hence also, رَوَاجِعُ الأَبْوَابِ [The leaves of doors]. (TA.) أَرْجَعُ (tropical:) More [and most] productive of return, or profitable. (TA.) You say, هٰذَا أَرْجَعُ فِى

يَدى مِنْ هٰذَا (tropical:) This is more productive of return, or profitable, in my hand than this. (TA.) مَرْجِعٌ an inf. n. of the intrans. verb رَجَعَ [q. v.]. (S, Msb, K, &c.) b2: [Hence it signifies sometimes (assumed tropical:) Recourse. See مَنَابٌ, in art. نوب.]

A2: [A place to which a person, or thing, returns after going or moving therefrom; agreeably with analogy. See an ex. voce مَحْضَرٌ.] b2: [Hence,] مَرْجِعُ الكَتِفِ (tropical:) The lower part of the shoulderblade, (S, K, TA,) next the arm-pit, [that on the left side being] in the region where the heart beats; (TA;) as also الكَتِفِ ↓ رَجْعُ: (S, K:) and مَرْجِعُ المِرْفَقِ (tropical:) [the place to which the elbow returns when, after it has been removed from its usual place, it is brought back thereto; which place in a beast is next the arm-pit: see فَرِيصٌ, in three places]: (TA:) pl. مَرَاجِعُ. (TA.) b3: [مَرْجِعٌ also signifies (assumed tropical:) The place, or thing, to which a person, or thing, is referred, as his, or its, source: see مَنْصِبٌ. b4: Also, (assumed tropical:) A state, or condition, to which a person, or thing, returns. b5: And (assumed tropical:) The place, and the state, or condition, or result, to which a person, or thing, ultimately, or eventually, comes. A goal.]

A3: It is also an inf. n. of رَجَعَهُ. (K.) مُرْجِعٌ, [without ة,] applied to a she-camel, (assumed tropical:) Becoming in good condition after leanness. (Ks, TA.) [See 4, of which it is the act. part. n.]

b2: هٰذَا مَتَاعٌ مُرْجِعٌ (assumed tropical:) This is a commodity for which there will be a return, or profit, or gain. (S, * TA.) b3: سَفْرَةٌ مُرْجِعَةٌ (tropical:) A journey having a recompense, or reward, and a good issue or result. (K, TA.) مُرَجَّعٌ: see رَجِيعٌ; first sentence.

مَرْجَعَانِىٌّ: see رَجِيعٌ, in the latter half of the paragraph.

مَرْجُوعٌ [pass. part. n. of رَجَعَهُ]: see رَجِيعٌ, in three places: b2: and رَجْعَةٌ, in the latter half of the paragraph, in three places: b3: and رِجْعَةٌ, near the end of the paragraph, in four places.

مَرْجُوعَةٌ: see رَجْعَةٌ, in the latter half of the paragraph.

مُرَاجِعٌ: see رَاجِعٌ.

الكون

الكون: اسم لما حدث دفعة كانقلاب الماء هواء، كأن الصورة الإلهية كانت للماء بالقوة فخرجت منها إلى الفعل دفعة. فإذا كان على التدرج فهو الحركة. وقيل الكون حصول الصورة في المادة بعد أن لم تكون فيها، ذكره ابن الكمال. وقال الراغب: الكون يستعمله بعضهم في استحالة جوهر إلى ما هو أشرف منه، والفساد في استحالة جوهر ما إلى ما هو والمتكلمون يستعملونه في معنى الإبداع.الكون عند أهل التحقيق: عبارة عن وجود العالم من حيث هو عالم لا من حيث أنه حق، وإن كان مرادفا للوجود المطلق العام عند أهل النظر وهو بمعنى الكون. 
الكون:
[في الانكليزية] Generation ،universe
[ في الفرنسية] Generation ،univers
بالفتح وسكون الواو عند الحكماء مقابل الفساد. وقيل الكون والفساد في عرف الحكماء يطلقان بالاشتراك على معنيين. الأول حدوث صورة نوعية وزوال صورة نوعية أخرى، يعني أنّ الحدوث هو الكون والزوال هو الفساد.
وإنّما قيّد بالصورة النوعية لأنّ تبدّل الصورة الجسمية على الهيولى الواحدة لا يسمّى كونا وفسادا اصطلاحا لبقاء النوع مع تبدّل أفراده، ولا بدّ من أن يزاد قيد دفعة ويقال حدوث صورة نوعية وزوالها دفعة، إذ التبدّل اللادفعي لا يطلق عليه الكون والفساد. ولذا قيل كلّ كون وفساد دفعي عندهم إلّا أن يقال تبدّل الصورة بالصورة لا يكون تدريجا بل دفعة كما تقرّر عندهم، وبهذا المعنى وقع الكون والفساد في قولهم الفلك لا يقبل الكون والفساد. الثاني الوجود بعد العدم والعدم بعد الوجود، وهذا المعنى أعمّ من الأول، ولا بدّ من اعتبار قيد دفعة هاهنا أيضا لما عرفت، وبالنظر إلى هذا قيل الكون والفساد خروج ما هو بالقوة إلى الفعل دفعة كانقلاب الماء هواء فإنّ الصورة الهوائية للماء كانت بالقوة فخرجت عنها إلى الفعل دفعة. ولهذا قال السّيّد السّند في حاشية شرح حكمة العين أيضا الكون والفساد قد يفسّران بالتغير الدفعي فيتناول تبدّل الصورة الجسمية.
فائدة:
منع بعض المتكلّمين تبدّل الصورة وقال لا كون ولا فساد في الجواهر والتبدّل الواقع فيها إنّما هو في كيفياتها دون صورها فأنكر الكون والفساد وسلّم الاستحالة، وقال العنصر واحد وقد سبق في لفظ العنصر. وعند المتكلّمين مرادف للوجود. قال المولوي عصام الدين في حاشية شرح العقائد عند الأشاعرة الثبوت والكون والوجود والتحقّق ألفاظ مترادفة. وعند المعتزلة الثبوت أعمّ من الوجود انتهى. فالثبوت والتحقّق عند المعتزلة مترادفان وكذا الكون والوجود سيأتي توضيح ذلك في لفظ المعلوم. ويطلق الكون عندهم على الأين أيضا، في شرح المواقف المتكلمون وإن أنكروا سائر المقولات النسبية فقد اعترفوا بالأين وسمّوه بالكون، والجمهور منهم على أنّ المقتضي للحصول في الحيّز هو ذات الجوهر لا صفة قائمة به، فهناك شيئان ذات الجوهر والحصول في الحيّز المسمّى عندهم بالكون.
وزعم قوم منهم أي من مثبتي الأحوال أن حصول الجوهر في الحيّز معلّل بصفة قائمة بالجوهر فسمّوا الحصول في الحيّز بالكائنة والصفة التي هي علّة للحصول بالكون، فهناك ثلاثة أشياء: ذات الجوهر وحصوله في الحيّز وعلّته، وأنواعه أربعة: الحركة والسكون والافتراق والاجتماع، لأنّ حصول الجوهر في الحيّز إمّا أن يعتبر بالنسبة إلى جوهر آخر أو لا، والثاني أي ما لا يعتبر بالقياس إلى جوهر آخر إن كان ذلك الحصول مسبوقا بحصوله في ذلك الحيّز فسكون، وإن كان مسبوقا بحصوله في حيّز آخر فحركة، فعلى هذا السكون حصول ثان في حيّز أول والحركة حصول أوّل في حيّز ثان، ويرد على الحصر حصول الجوهر في الحيّز أول زمان حدوثه فإنّه كون غير مسبوق بكون آخر لا في ذلك الحيّز ولا في حيّز آخر فلا يكون سكونا ولا حركة، فذهب أبو الهذيل إلى بطلان الحصر والتزام الواسطة.
وقال أبو هاشم وأتباعه إنّ الكون في أوّل الحدوث سكون لأنّ الكون الثاني في ذلك الحيّز سكون وهما متماثلان لأنّ كلا منهما يوجب اختصاص الجوهر بذلك الحيّز وهو أخصّ صفاتهما، فإذا كان أحدهما سكونا كان الآخر كذلك، فهؤلاء لم يعتبروا في السكون اللّبث والمسبوقية بكون فيلزم تركّــب الحركات من السكنات إذ ليس فيها إلّا الأكوان الأول في الأحياز المتعاقبة. ثم منهم من التزم ذلك وقال الحركة مجموع سكنات في تلك الأحياز، ولا يرد أنّ الحركة ضد السكون فكيف تكون مركّبة منه، لأنّ الحركة من الحيّز ضد السكون فيه، وأمّا الحركة إلى الحيّز فلا ينافي السكون فيه فإنّها نفس الكون الأول فيه والكون الأول مماثل للكون الثاني فيه وأنّه سكون باتفاق فكذا الكون الأوّل، ويلزمهم أن يكون الكون الثاني حركة لأنّه مثل الكون الأول وهو حركة إلّا أن يعتبر في الحركة أن لا تكون مسبوقة بالحصول في ذلك الحيّز لا أن تكون مسبوقة بالحصول في حيّز آخر، وحينئذ لا تكون الحركة مجموع سكنات. والنزاع في أنّ الكون في أول زمان الحدوث سكون أو ليس بسكون لفظي، فإنّه إن فسّر الكون بالحصول في المكان مطلقا كان ذلك الكون سكونا ولزم تركّــب الحركة من السكنات لأنّها مركّبة من الأكوان الأول في الأحياز، وإن فسّر بالكون المسبوق بكون آخر في ذلك الحيّز لم يكن ذلك الكون سكونا ولا حركة بل واسطة بينهما ولم يلزم أيضا تركّــب الحركة من السكنات. فإنّ الكون الأول في المكان الثاني أعني الدخول فيه هو عين الخروج من المكان الأول، ولا شكّ أنّ الخروج عن الأول حركة فكذا الدخول فيه.
أمّا الأول وهو أن يعتبر حصول الجوهر في الحيّز بالنسبة إلى جوهر آخر، فإن كان بحيث يمكن أن يتخلّل بينه وبين ذلك الآخر جوهر ثالث فهو الافتراق وإلّا فهو الاجتماع. وإنّما قلنا إمكان التخلّل دون وقوعه لجواز أن يكون بينهما خلاء عند المتكلّمين، فالاجتماع واحد أي لا يتصوّر إلّا على وجه واحد وهو أن لا يمكن تخلّل ثالث بينهما، والافتراق مختلف، فمنه قرب ومنه بعد. وأيضا ينقسم الكون إلى ثلاثة أقسام لأنّ مبدأ الكون إن كان خارجا عن ذات الكائن فهو قسري وإلّا فإن كان مقارنا للقصد فهو إرادي وإلّا فهو طبيعي، كذا في شرح التجريد.
فائدة:
فيما اختلف في كونه متحرّكا وذلك في صورتين. الأولى إذا تحرّك جسم فاتفقوا على حركة الجواهر الظاهرة منه واختلفوا في الجواهر المتوسّطة. فقيل متحرّك وقيل لا. وكذلك اختلف في المستقر في السفينة المتحرّكة فقيل ليس بمتحرّك وقيل متحرك، وهو نزاع لفظي يعود إلى تفسير الحيّز. فإن فسّر بالبعد المفروض كان المستقر في السفينة المتحرّكة متحرّكا، وكذا الجوهر المتوسّط لخروج كلّ منهما حينئذ من حيّز إلى حيّز آخر لأنّ حيّز كلّ منهما بعض من الحيّز للكلّ وإن فسّر بالجواهر المحيطة لم يكن الجوهر الوسطاني مفارقا لحيّزه أصلا. وأمّا المستقر المذكور فإنّه يفارق بعضا من الجواهر المحيطة به دون بعض وإن فسّر بما اعتمد عليه ثقل الجوهر كما هو المتعارف عند العامة لم يكن المستقر مفارقا لمكانه أصلا.
والثانية قال الأستاذ أبو اسحاق إذا كان الجوهر مستقرا في مكانه وتحرّك عليه جوهر آخر من جهة إلى جهة بحيث تبدّل المحاذاة بينهما فالمستقر في مكانه متحرّك، ويلزم على هذا ما إذا تحرّك عليه جوهران كلّ منهما إلى جهة مخالفة لجهة الآخر فيجب أن يكون الجوهر المستقر متحرّكا إلى جهتين مختلفتين في حالة واحدة وهو باطل بداهة. والحق أنّه لا نزاع في الاصطلاح فإنّ الاستاذ أطلق اسم الحركة على اختلاف المحاذيات سواء كان مبدأ الاختلاف في المتحرّك أو في غيره فلزمه اجتماع الحركتين إلى جهتين فالتزمه.
فائدة:
القائلون بالأكوان يجوّزون وجود جوهر محفوف بستة جواهر ملاقية له من جهاته السّتّ إلّا ما نقل عن بعض المتكلّمين من أنّه منع ذلك حذرا من لزوم تجزيه وهو إنكار للمحسوس ومانع من تأليف الأجسام من الجواهر الفردة.
واتفقوا أيضا على المجاورة والتأليف بين ذلك الجوهر والجواهر المحيطة به، ثم اختلفوا فقال الأشعري والمعتزلة المجاورة أي الاجتماع غير الكون لحصوله حال الانفراد دونها. وقال الأشعري أيضا والمعتزلة التأليف والمماسّة غير المجاورة بل هما أمران زائدان على المجاورة يتبعانها، والمباينة أي الافتراق ضدّ المجاورة ولذلك تنافي التأليف لأنّ ضدّ الشرط ينافي ضدّ المشروط. ثم قال الأشعري وحده المجاورة واحدة وإن تعدّد المجاور له، وأمّا المماسّة والتأليف فيتعددان، فههنا أي فيما أحاط بالجوهر الفرد ستّ جواهر وستّ تأليفات وستّ مماسّات ومجاورة واحدة وهي أي المماسّات الستّ تغنيه عن كون سابع يخصّصه بحيّزه.
وقالت المعتزلة المجاورة بين الرّطب واليابس تولّد تأليفا قائما به، ثم اختلفوا فيما إذا تألّف الجوهر مع ستة من الجواهر، فقيل يقوم بالجواهر السبعة تأليف واحد فإنّه لمّا لم يبعد قيامه بجوهرين لم يبعد قيامه بأكثر. قيل ست تأليفات لا سبع حذرا من انفراد كلّ جزء من الجواهر السبعة بتأليف على حدة وأبطلوا وحدة التأليف. وقال الأستاذ أبو إسحاق المماسّة بين الجواهر نفس المجاورة وإنهما متعدّدتان ضرورة، فالمباينة على رأيه ضدّ لهما حقيقة أي للمجاورة والتأليف. وقال القاضي أبو بكر إذا حصل جوهر في حيّز ثم توارد عليه مماسات ومجاورات من جوهر آخر ثم زالت تلك المماسّات والمجاورات فالكون قبلها وبعدها واحد لم يتغيّر ذاته، وإنّما تعدّدت الأسماء بحسب الاعتبارات، فإنّ الكون الحاصل له قبل انضمام الجواهر إليه يسمّى سكونا والكون المتجدّد له حال الانضمام، وإن كان مماثلا للكون الأول يسمّى اجتماعا وتأليفا ومجاورة ومماسّة، والكون المتجدّد له بعد زوال الانضمام يسمّى مباينة، والأكوان المختلفة على أصله ليست غير الأكوان الموجبة لاختصاص الجوهر بالأحياز المختلفة وهذا أقرب إلى الحقّ.
فائدة:
من لم يجعل المماسّة كونا قائما بالجواهر كالقاضي وأتباعه أطلق القول بتضاد الأكوان، ومن جعلها كونا كالأشعري والأستاذ فلم يجعلها أي الأكوان أضدادا ولا متماثلة بل مختلفة، وهاهنا أبحاث أخر فمن أرادها فليرجع إلى شرح المواقف.

الكم

الكم:
[في الانكليزية] Quantity
[ في الفرنسية] Quantite
بالفتح عند الحكماء عرض يقبل القسمة لذاته أي يكون معروضا لها بلا واسطة أمر آخر، فخرج بهذا القيد الكم بالعرض كالعلم بمعلومين فإنّه قابل للقسمة لكن لا لذاته بل لتعلّقه بالمعلومين المعروضين للعدد. والمراد بالقسمة الوهمية لا الخارجية الموجبة للافتراق الذي يحدث به في الجسم هويتان لأنّ الملحوق يجب بقاؤه عند اللاحق، والمقدار الواحد إذا انفصل فقد عدم وحصل هناك مقداران لم يكونا موجودين بالفعل قبل الانفصال، بل القابل للانقسام حينئذ هو المادّة والمقدار معدّ لها في قبولها إيّاه فدخل في التعريف الكم المتّصل والمنفصل فإنّ القسمة الوهمية وهي فرض شيء غير شيء معنى أوّليّ للكم وما عداه إنّما اتصف به لأجله، وحصول الانفصال في المنفصل لا يمنع ذلك الغرض، بل هو أعون للوهم على القسمة، فاندفع أنّ قبول الانقسام من خواصّ الكم المتّصل فلا يشتمل التعريف المنفصل.
وقال الشيخان أو نصر وأبو علي الكم هو الذي يمكن أن يوجد فيه شيء يكون واحدا عادّا له سواء كان موجودا بالفعل أو بالقوة، ولا يتوهّم الدور لأنّ الواحد والعادّ غنيان عن التعريف.
وقيل الكم هو المساواة واللامساواة أي الزيادة والنقصان. قيل التعريف بهما دوري لأنّ المساواة لا يمكن تعريفها إلّا بالاتفاق في الكمية. والجواب أنّهما مما يدرك بالحسّ والكم لا يناله الحسّ مفردا بل إنّما يناله مع المتكمّم تناولا واحدا. ثم إنّ العقل يجهد في تمييز أحد المفهومين عن الآخر، فلذا يمكن تعريف ذلك المعقول بهذا المحسوس يعني أنّ هذا المحسوس مستغن عن التعريف وإمكان أخذه في تعريفه لا يقتضي توقّف معرفته عليه.
اعلم أنّ للكم خواص ثلاثا. الأولى قبول القسمة والتعريف الأول باعتبار هذه الخاصة. والثانية وجود عادّ فيه يعدّه إمّا بالفعل كما في العدد فإنّ كلّ عدد يوجد فيه الواحد بالفعل وهو عادّ له وقد يعدّ بعض الأعداد بعضا أيضا كالاثنين بعد الأربعة، وإمّا بالتوهّم كما في المقدار فإنّ كلّ مقدار يمكن أن يفرض فيه واحد يعدّه كما يعد الأشل بالأذرع، والتعريف الثاني للكم باعتبار هذه الخاصة. الثالثة المساواة واللامساواة فإنّ العقل إذا لاحظ المقادير أو الأعداد ولم يلاحظ معها شيئا آخر أمكن الحكم بينهما بالمساواة أو الزيادة أو النقصان. وإذا لاحظ شيئا آخر ولم يلاحظ معه عددا ولا مقدارا لم يمكنه الحكم بشيء من ذلك، والتعريف الثالث باعتبار هذه الخاصة.

التقسيم:
الكم إمّا منفصل إن لم يكن بين أجزائه حدّ مشــترك وهو العدد لا غير. وجه كونه منفصلا أنّك إن أشرت من العشرة إلى السادس مثلا انتهى إليه الستة، وابتداء الأربعة الباقية من السابع لا من السادس، فلم يكن ثمة أمر مشــترك بينهما أي بين قسمي العشرة وهما الستة والأربعة بخلاف النقطة في الخط مثلا فإنّها مشــتركــة بين قسميه. وإمّا متصل إن كان بين أجزائه حدّ مشــترك، وبيان الحدّ المشــترك قد مرّ في لفظ الحدّ. والمتصل هو المقدار إن كان قار الذات أي إن كان يجوز اجتماع أجزائه المفروضة في الوجود، والزمان إن كان غير قار الذات أي إن كان لا يجوز اجتماع أجزائه المفروضة في الوجود، فإنّ الآن مشــترك بين قسمي الزمان أي الماضي والمستقبل على نحو اشتراك النقطة بين قسمي الخطّ فيكون الزمان من الكم المتصل.
والمتكلّمون أنكروا ذلك وقالوا العدد اعتباري والمقادير جواهر مجتمعة أو نهايات وانقطاعات والزمان وهمي إذ لا وجود للماضي والمستقبل، ووجود الحاضر يستلزم وجود الجزء وهذا كله أقسام الكم بالذات. أمّا الكم بالعرض وهو ماله ارتباط بالكم الذاتي مصحّح لإجراء أوصافه عليه فأربعة أقسام. الأول محلّ الكم كالجسم إمّا بحسب المقدار الحال فيه وهو ظاهر وإمّا بحسب العدد إذا كان الجسم متعددا. الثاني الحال في الكم كالضوء القائم بالسطح. الثالث الحال في محلّ الكم كالسواد فإنّه مع الكم المتصل محلهما الجسم وإن اعتبر تعدّد الجسم كان السواد مع الكم المنفصل في محل واحد. الرابع متعلّق الكم تعلقا وراء هذه التعلّقات مصحّحا لإجراء أوصافه عليه كما يقال هذه القوة متناهية أو غير متناهية باعتبار أثرها إمّا في الشّدّة أو المدّة أو العدّة. واعلم أنّه قد يجتمع في بعض الأمور وجهان من هذه الأربعة كما في الحركة فإنّها منطبقة على المسافة فتعرضها التفاوت بالقلّة والكثرة والمساواة واللامساواة، فيقال مثلا هذه الحركة مساوية لتلك الحركة وهذا بتبعية المسافة، وأيضا فإنّها منطبقة على الزمان فيعرضها التفاوت بالسرعة والبطوء بسبب قلّة الزمان وكثرته ويعرض لها المساواة أو المفاوتة بسببه، فهذا وجه من الوجوه الأربعة وجد في الحركة وتقوم الحركة بالجسم المتحرّك فتجزى بتجزيته، فهذا وجه آخر وجد في الحركة أيضا، فهو كم بالعرض من وجهين أحدهما حلول الكمّ بالذات فيها أو عكسه، والثاني حلولها مع الكمّ بالذات في محلّ واحد. والكم المنفصل قد يعرض للمتصل كما إذا قسّمنا الزمان بالساعات أو الأشلة بالأذرع.
وقد يكون الشيء كمّا متصلا بالذات وبالعرض كالزمان فإنّه كم بالذات كما مرّ ومنطبق على الحركة المنطبقة على المسافة فيكون منطبقا بواسطته على المسافة التي هي كم بالذات، فيكون كمّا متصلا بالعرض، فقد اجتمع في الزمان الاتصال بالذات والعرض والانفصال بالعرض. هذا كله خلاصة ما في شرح المواقف وغيره. 
الكم: بالضم، ما يغطي اليد من القميص، وما يغطي الثمرة, والكمة بالضم ما يغطي الرأس كالقلنسوة.
الكم: بالفتح: العرض الذي يقتضي الانقسام لذاته، وهو إما متصل أو منفصل لأن أجزاءه إما أن تشــترك في حدود يكون كل منها نهاية جزء وبداية آخر وهو المتصل، أو لا وهو المنفصل. والمتصل إما قار الذات مجتمع الأجزاء في الوجود وهو المقدار المنقسم إلى الخط والسطح والثخن وهو الجسم التعليمي، أو قار الذات وهو الزمان. والمنفصل هو العدد فقط كعشرين والثلاثين.

رستم

رستم
عن الفارسية بمعنى طويل وضخم الجثة.
(ر س ت م) : (ابْنُ رُسْتُمَ) عَنْ مُحَمَّدٍ بِضَمِّ التَّاءِ وَفَتْحِهَا، وَهُوَ مُعَرَّبٌ.
رستم

(رُسْتَم، بِضَمّ الرَّاء) وسُكُون السِّين (وفَتْح المُثَنَّاة) من (فَوْق، وَقد تُضَمُّ) ، أهمله الجوهرِيّ وصاحبُ اللِّسَان. وَهُوَ (اْسمُ جَماعة من المُحَدِّثين) مِنْهُم رُسْتَم الأباضيّ مَوْلَى بَنِي أُميَّة، وَهُوَ جد أَفْلَحَ بنِ عَبدِ الْوَهَّاب بنِ رُسْتُم.
ورُستُم المُزْنيّ: تَابِعِيّ ثِقَة، رَوَى عَنهُ اْبنُه أَبو عامرٍ صالِح بنُ رُسْتم الخَرَّاز.
ورُسْتُم أَبُو زَيد الطّحّان تابِعيّ أَيْضا، عَن أَنَس سَكَن الكُوفةَ، رَوَى عَنهُ خالدُ بنُ مَخْلّد الْقَطوَانِي.
(والرُّسْتَمِيُّون: جَماعَة) نُسِبوا إِلَى جَدّهم، مِنْهُم أَبُو سَعْدٍ أسدُ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ الله الهَرَوِيّ الرُّسْتِميّ، من شُيوخ الْحَاكِم أَبي عبد الله. تُوفِّي سنة سَبْع وثَلاثِين وثلثِمائة.
وَأَبُو عَلِيّ الحَسَنُ بنُ العَبَّاسِ بنِ عليّ بنِ الحَسَنِ الرُّسْتُمِيّ الأصبهانيّ، عَن أَبِي عَمْرو بن مَنْدَه.
[] وَمِمّا يُسْتَدَرْكُ عَلَيْهِ: رُسْتم: بَلَد بِفارِس، افْتُتِح على عَهْد عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، شَهِده عبدُ الرَّحْمَن بنُ عَليّ. ورُسْتَم بن ريسان: من مُلُوك الــتّرك فِي زمن الكيانية، قتلَه إسفنديار بن كي يشتاسف.
ورستم: رجل آخر على عهد سيّدنا سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام، كَانَ وزيراً لكيقباذ، ثمَّ لوَلَده كيكاوس، وَكَانَت الجنّ قد سُخِّرت لكيكاوس. يُقَال: إِن سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام أَمَرَهم بذلك، فَبلغ مُلكُه من الْعَجَائِب مَا لَا يكَاد أَن يصدِّقَه ذَوُو العُقول. وَذكر اْبنُ جَرِير الطّبريّ أَنه هَمَّ بِمَا هَمَّ بِهِ نمروذ من الصُّعُودِ إِلَى السَّمَاء فَطَرَحته الرّيح، فهدّمت أركانَه، ثمَّ صَار كسَائِر المُلُوك يَغْلِب وَيُغْلَب، ثمَّ سَار إِلَى اليَمنِ بِجُنودِ، فهَزَمه عَمروٌ ذُو الأذعار، وَأَخذه أسِياً حَتَّى جَاءَ رُسْتم صاحبُ أمره فخَلًّصه مِنْهُ، ثمَّ كَانَ رُسْتُم قَيِّماً على اْبنه سباوخش والكافِلَ لَهُ لفي صِغَره. وَكَانَ لَهُ مَعَ أَفْراسياب ملك الــتُّرك خَبَر عَجِيب حَتَّى قَتَله أفراسياب، وَقَامَ اْبنُه كيخسرو بِطَلَب الثأر حَتَّى غَلَب على الــتّرك واتَّسَعَت مَمْلَكتُه، ثمَّ تزهَّد وتَرَك المُلكَ، واستَخْلف على فَارس كي لهراسب، وَبَين رُسْتم. ورُسْتم مدّة بَعِيدة، كَذَا نَقله السُّهيليّ فِي الرَّوض. قُلتُ: وَهُوَ هَذَا الَّذِي نُسِبت إِلَيْهِ الْأَخْبَار والأكاذِيب مِمَّا تَزَعُمُه القُصَّاص، وَهُوَ غَيْر رُسْتم الَّذِي قَتَله المُسلِمون فِي وَقْعة القادِسيَّة، والمُصنِّف لم يُنبّه على ذَلِك مَعَ كَثْرة تَشوُّفِ النُّفُوس إِلَى مثلِه.

كتر

كتر: كِتَّارة: في المخطوطة الإسكوريال (1530): أما الكيثارة فهو اسم مولَّد وأما الكِتَّارات وواحدها كتَّارة هي العيدان وقيل بل الدفوف ولا أراه عربياً.

كتر


كَتَرَ
كَتْرa. Rank, dignity.
b. Middle.
c. see 2 (a)
كِتْرa. Large camel's hump.
b. Cupola, dome; vault.

كَتَرa. see 2 (a)
كَتِيْر
a. [ coll. ]
see كَثَرَ
كَتِيْر
كَاتِدْرَه
G.
a. Cathedra, chair.
b. Cathedral.
[كتر] الكتر بالكسر: السنام. قال الشاعر :

كتر كحافة كير الين ملموم * قال الاصمعي: ولم أسمع الكتر إلا في هذا البيت. والكتر بالتحريك مثله. قال أبو عبيد: يقال هو بناءٌ مثل القُبَّة، شبه السنام به.
ك ت ر

ناقة كأنّ سنامها كنزٌ وهو بناء شبه القبّة يشبّه بها السّنام، ويستعار فيقال: إنها لعظيمة الكتر بالفتح والكسر. قال أوس:

فدعها وسلّ الهمّ عنك بجسرة ... عليها من الحول الذي قد مضى كتر
كتر
الكَتْرُ: وَسَطُ كل شَيْءٍ.
ويُقال للجَمَل العَظِيم الجِسْم: إنَّه لَعَظِيمُ الكِتْرِ. والكِتْرُ: السَّنَامُ نَفْسُه.
ويُقال للرَّجُل الشَّرِيف: إنَّه لَرَفيْعُ الكَتْرِ في الحَسَب وغيرِه.
والكَتْرُ: مِشْيَةٌ فيها عَلَجٌ كمِشْيَةِ السَكْرَانِ.
والكَتْرُ - زَعَمُوا -: انَّه من قُبُورِ عادٍ يُشَبَّهُ به السَّنَامُ، وكذلك المَكْتَرُ. وهو - أيضاً -: الهَوْدَجُ الصَّغِيرُ. وحائطُ جَرِيْن التَّمْرِ والزَّبِيْبِ ونحوِهما.
الْكَاف وَالتَّاء وَالرَّاء

كتر كل شَيْء: جوزه.

جمل كثير الكتر، وَرجل رفيع الكتر فِي الْحسب.

والكتر: بِنَاء مثل الْقبَّة.

والكتر، والكتر، والكتر، والكترة: السنام، شبه بالقبة.

وَقيل: هُوَ أَعْلَاهُ. وَكَذَلِكَ: هُوَ من الرَّأْس. وأكترت النَّاقة: عظم كترها.

والكتر أَيْضا: الهودج الصَّغِير.

والكترة: مشْيَة فِيهَا تخلج.

كتر: الليث: جَوْزُ كلِّ شيء أَي أَوْسَطُه، وأَصْلُ السَّنام: كَتْرٌ.

ابن سيده: كَتْرُ كل شيء جَوْزُه؛ جَبَلٌ عظيم الكَتْرِ. ويقال للجمل

الجسيم: إِنه لعظيم الكَتْر، ورجل رفيع الكَتْرِ في الحسب ونحوه،

والكَتْرُ: بناء مثل القُبَّة. والكِتْرُ والكَتْرُ والكَتَرُ، بالتحريك،

والكَتْرَةُ: السَّنامُ، وقيل: السنام العظيم شبه بالقبة، وقيل: هو أَعلاه، وكذلك

هو من الرأْس؛ وفي الصحاح: هو بناء مثل القبة يُشَبَّه السَّنامُ به.

وأَكْتَرَتِ الناقة: عظم كِتْرُها؛ وقال عَلْقَمةُ بن عَبْدَةَ يصف ناقة:

قد عُرِّيَتْ حِقْبَةً حتى اسْتَظَفَّ لها

كِتْرٌ، كحافَةِ كِيرِ القَيْنِ، مَلْمُومُ

قوله عُرِّيت أَي عُرِّيَتْ هذه الناقة من رحلها فلم تركــب بُرْهَةً من

الزمان فهو أَقوى لها. ومعنى اسْتَظَف ارتفع، وقيل: أَشرف وأَمكن. وكِيرُ

الحداد: زِقُّه أَو جلد غليظ له حافات. ومَلْمومٌ: مجتمع. قال الأَصمعي:

ولم أَسمع الكِتْرَ إِلا في هذا البيت. ابن الأَعرابي: الكِتْرة

القِطْعَة من السنام. والكِتْرَةُ: القُبَّةُ. والكَتْر أَيضاً: الهَوْدَجُ

الصغير. والكَتْرةُ: مِشيَةٌ فيها تَخَلُّجٌ.

باب الكاف والتاء والراء معهما ك ت ر، ت ك ر، ت ر ك، ر ت ك مستعملات

كتر: الكَتْر: جوز كل شيء. [أي: أوسطه] . ويقال للجمل الجسيم: عظيم الكَتْر، وللرجل الشريف: إنه لرفيع الكَتْر في الحسب ونحوه. والكَتْرُ: مشية فيها تخلج كمشية السكران .

تكر: التَّكُّرَى: القائد من قواد السند، وجمعه تَكاكِرة، قال:

لقد علمت تكاكرة ابن تيري ... غداة البد أني هبرزي

ترك: الــتَّرْكُ: ودعك الشيء تــتركــه، والإتَّراك: الافتعال. والــتَّركُ: الجعل في بعض الكلام. [تقول] : تركــتُ الحبل شديداً، أي: جعلته. والــتَّركُ: ضرب من البيض مستدير شبيه بالــتَّركــة والتَّريكة وهي بيض النعام، وتجمع [على] تُرُك وترائك، لأن الظليم أقيم عنها فــتَركــها، قال لبيد:

[فخمة ذفراء ترتى بالعرى] ... قردمانيا وتَرْكــاً كالبصل

والتَّريكةُ: ماء يمضى عنه السيل، ويــتركُــهُ ناقعاً. وسمي الغدير، لأن السيل غادره. والــتُّرك: جيل من الناس.

رتك: رَتَك البعير رتكاناً، أي: مشى في اهتزاز، وأَرْتكه صاحبه- يقال للإبل-: [إذا حمله على السير السريع] .
كتر
الكَتْرُ، بِالْفَتْح وَالتَّاء مثنَّاة فوقيَّة: الحسَبُ والقَدْرُ. يُقَال: هُوَ رَفيعُ الكَتْرِ فِي الحَسَب وَنَحْوه. قَالَ اللَّيْث: الكَتْر: جَوْزُ، أَي وسطُ كلِّ شيءٍ، والكَتْرُ: مِشْيَةٌ فِيهَا تَخَلُّج. وَقَالَ الصاغانيُّ: كَمِشْيَةِ السَّكْران. والكَتْرُ: الهوْدَجُ الصَّغير. والكَتْرُ: حائطُ الجَرِينِ، أَي جَرين التَّمْرِ والزَّبيبِ. الكَتْرُ: السَّنامُ المُرْتَفِعُ العظيمُ، شُبِّهَ بالقُبَّةِ، ويُكْسَرُ، عَن ابْن الأعرابيِّ، ويُحَرَّكُ، كالكَتْرَة بِالْفَتْح، وَهَذِه عَن ابْن الأعرابيّ أَيْضا. وَقيل هُوَ أَعلاه، وَكَذَلِكَ هُوَ من الرَّأْس. وأَكْتَرَت النَّاقةُ: عَظُمَ كَتْرُها. قَالَ علقمةُ بن عَبَدَةَ يَصِفُ نَاقَة:
(قدْ عُرِّيَتْ حِقْبةً حتَى استَطَفَّ لَهَا ... كَتْرٌ كحافَةِ كِيرِ القَيْنِ ملْمومُ) أَي عُرِّيت هَذِه الناقَةُ من رَحلِها فَلم تُركَــب بُرْهَةً من الزَّمان، وَمعنى استطفَّ: ارتَفع، وَقيل: أَشرفَ وأَمكنَ، قَالَ الأصمعيُّ: وَلم أَسمع الكِتْر إلاّ فِي هَذَا الْبَيْت. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الكِترةُ: القطعةُ من السَّنام. والكِتْرَةُ: القُبَّةُ.
الكِتْرُ، بِالْكَسْرِ: من قُبور عادٍ، زَعَمُوا، شُبِّه بِهِ السَّنام، أَو بناءٌ كالقُبَّة شُبِّه بهَا السَّنامُ، كَمَا قَالَه الجوهريّ. وَمن المَجاز: يُقالُ للجمَل الجَسيم: إِنَّه لعَظيم الكَتْرِ. وَقَالَ اللَّيْث: الكَتْر: أَصلُ السَّنام. والكَتْرُ، مُحَرَّكَةً: جَبَلٌ بنَجْد.

رك

رك
إحدى صيغ الإسم ريتشارد المأخوذ عن الألمانية القديمة بمعنى حاكم شجاع.
(رك)
الشَّيْء ركا وركاكة ضعف ورق يُقَال اقطعه من حَيْثُ رك والغل فِي عُنُقه ركا غل يَده إِلَى عُنُقه وألزمها إِيَّاه وَيُقَال رك الْأَمر فِي عُنُقه ألزمهُ إِيَّاه وَالشَّيْء بِيَدِهِ غمزه ليعرف حجمه وَالْأَمر ركم بعضه على بعض والسقاء عالجه وَأَصْلحهُ
رك
الرَّكُّ: المَطَرُ القَليل. وأرَكَتِ السَّماءُ: جاءتْ بِرِكٍّ.
والرَّكاكَةُ والركُوْكَةُ: مَصْدَرُ الرَّكِيْكِ الفَسْل.
والرُّكُوْكَةُ: الضَّعْفُ أيضاً.
والرَّك: إلْزَامُكَ شَيْئاً إنساناً، تقول: رَكَكْتُ الحَقَّ في عُنُقِه.
ورَكَّ الرَّجُلُ المَرْأةَ يَرُكُّها: إذا جَهَدها في الجِمَاع. وكذلك الدابَّة في السَّيْرِ.
ومَر يَرْتَكُّ ويَرْتَجُّ: واحِدٌ.
ورَكَكْتُ من غَرْبِه أرُكُّ.
وقَوْلُه:
مِشْيَتُهُ في الدارِ هاكَ رَكّا
أي إنَه يَتَبَخْتَرُ.
وارْتَكَّ في أمْرِهِ: أي شَكَّ.
ويُقال للجَمَل: إنَّه لَمُرْتَكٌ: أي مَمْذُوْقُ النِّقْي رِخْوٌ. ورَكَّ اللَّهُ نَماءَه: أي غَضَّ اللَّهُ نَمَاءَه.
وتَرَكْــرُكُ السَّقاءِ بالزُّبْدِ: وهو تَمَخُّضُه به.

رك

1 رَكَّ, (S, K,) aor. ـِ (K, JM, TA, in the CK يَرَكُّ,) inf. n. رَكَاكَةٌ (K, JM) [and app. رُكُوكَةٌ, q. v. infrà,] and رَكٌّ, (CK, [but not in the TA nor in my MS. copy of the K,]) or ركّة [i. e. رِكَّةٌ, like رِقَّةٌ and دِقَّةٌ, with both of which it is syn.], (JM,) It (a thing, S) was, or became, weak, or feeble; syn. ضَعُفَ: and thin, or of little thickness or depth; syn. رَقَّ: (S, K:) [and little, or small, in quantity; and slender: and (assumed tropical:) feeble, or weak, and incorrect; said of a word or an expression: (see the part. n. رَكِيكٌ:) and (assumed tropical:) unsound, invalid, or incorrect; said of information, an announcement, &c.; as is shown by what follows.] Hence the saying, اِقْطَعْهُ مِنْ حَيْثُ رَكَّ [Cut thou it off from where it is weak, or thin]: for which the vulgar say, من حيث رَقَّ. (S.) [And hence also the saying,] فِى هٰذَا الخَبَرِ رَكَاكَةٌ (assumed tropical:) In this information, announcement, piece of news, or narration, is unsoundness, invalidity, or incorrectness; and so, فِيهِ رَثَاثَةٌ. (A and TA in art. رث.) A2: رَكَّ الشَّىْءَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ, (S,) or simply رَكَّهُ, aor. ـُ (K,) inf. n. رَكٌّ, (TA,) He threw one part of the thing upon another. (S, K.) b2: رَكَكْتُ الغُلَّ فِى عُنُقِهِ, aor. ـُ inf. n. رَكٌّ, [I put the غُلّ (or iron collar) upon his neck, and inserted his hand in it; or] I confined his hand to his neck by means of the غُلّ. (S.) b3: [Hence,] رَكَكْتُ الذَّنْبَ فِى عُنُقِهِ i. q. أَلْزَمْتُهُ إِيَّاهُ (assumed tropical:) [I attached to him responsibility for the sin, crime, or misdeed]. (S, K. *) And رَكَكْتُ هٰذَا الحَقَّ فِى عُنُقِهِ [in like manner] means أَلْزَمْتُهُ إِيَّاهُ (assumed tropical:) [I attached to him responsibility for the rendering of this right, or due]. (Lth, TA.) b4: and رَكَّ الأَمْرَ, aor. ـُ inf. n. رَكٌّ, i. q. رَدَّ بَعْضَهُ عَلَى

بَعْضٍ (assumed tropical:) [He reversed the order of parts, or of the parts, of the affair, or case]. (TA.) A3: رَكَّ الشَّىْءَ بِيَدِهِ, (IDrd, K,) [aor. ـُ inf. n. رَكٌّ, (IDrd, TA,) He felt the thing, or pressed it lightly, with his hand, in order that he might know its bulk. (IDrd, K, * TA.) b2: And رَكَّ المَرْأَةَ, (IDrd, K,) inf. n. as above, (IDrd, TA,) He compressed the woman, and distressed her, or fatigued her, in so doing; (IDrd, K, * TA:) and so بَكَّهَا, inf. n. بَكٌّ; and دَكَّهَا, inf. n. دَكٌّ. (IDrd, TA.) A4: رَكَّ اللّٰهُ نَمَآءَهُ God lessened, or diminished, or may God lessen, or diminish, his, or its, increase. (Ibn-'Abbád, TA.) 2 رَكَّّ see 4, in two places.4 أَرَكَّتِ السَّمَآءُ The sky rained such rain as is termed رِكّ; (S, K;) as also ↓ رَكَّكَت. (Ibn-'Abbád, K.) b2: And أُرِكَّتِ الأَرْضُ The land was rained upon with such rain as is termed رِكّ, (S,) or with such rains as are termed رِكَاك; as also ↓ رُكِّكَت. (TA.) 8 ارتكّ, (K,) inf. n. اِرْتِكَاكٌ, (TA,) [He was indistinct in his speech; said of a drunken man: (see its part. n., مُرْتَكٌّ, below:) or,] though seen to be eloquent [when alone (see again the part. n.)], he was impotent in speech in a case of altercation: (K:) or he was, or became, weak, or feeble; (TA;) [like رَكَّ.] b2: ارتكَ فِى أَمْرِهِ He doubted in, or respecting, his affair, or case. (Yaakoob, K.) b3: ارتكَ is also syn. with اِرْتَجَّ [He, or it, was, or became, in a state of commotion or agitation; or of convulsion, or violent motion; or shook, quaked, or quivered]: (K:) accord. to Yaakoob, it is an instance of substitution [of ك for ج]. (TA.) One says, مَرَّ يَرْتَكُّ [He passed by in a state of commotion &c.]. (TA.) 10 اســتركّــهُ He esteemed him weak, or feeble. (S, K.) R. Q. 1 رَكْرَكَ He was, or became, cowardly, or weak-hearted. (IAar, TA.) [See also رَكْرَكَةٌ, its inf. n., below.] R. Q. 2 تَرَكْــرُكُهُ, (K,) relating to a skin [of milk], (TA,) means تَمَخُّضُهُ [i. e. Its being agitated] with the butter. (K, TA. [In the CK, تَرَكْــرَكَهُ and تَمَخَّضَهُ are put for تَرَكْــرُكُهُ and تَمَخُّضُهُ.]) رَكٌّ: see the next paragraph.

رِكٌّ, with kesr, Lean, or emaciated: mentioned by J [and in the K] in art. زك, [and there written زَكّ,] but Sgh says that this is a mistranscription, and that it is correctly with ر [and with kesr]; (TA in the present art.;) and Az says that زكّ is a mistake, and is correctly with ر. (TA in art. زك.) A2: Also, (S, K,) and ↓ رَكٌّ and ↓ رَكِيكَةٌ, (K,) Weak rain: (T, S:) or rain little in quantity: [and ↓ رَكَّةٌ is expl. in like manner by Freytag, as meaning pluvia tennis, pauca; but it seems to be a n. un. of رَكٌّ, and so ↓ رِكَّةٌ of رِكٌّ:] or exceeding what is termed دَثٌّ [q. v.]: (K:) accord. to IAar, the first [or lightest and weakest] of rain is that called رَشٌّ; then, the طَشّ; then, the بَغْش; and then, the رِكّ: (TA:) or the طَشّ exceeds the رِكّ: (TA in art. طش:) the pl. [of pauc. of ركّ] is أَرْكَاكٌ (K) and رِكَاكٌ (S, K) and رِكَّانٌ; (Sgh, TA;) and the pl. of ↓ رَكِيكَةٌ is رَكَائِكُ. (TA.) b2: رِكٌّ applied to a land, or a place: see مُرَكٌّ.

رَكَّةٌ and رِكَّةٌ: see رِكٌّ.

رُكَاكٌ: see the next paragraph.

رَكِيكٌ Weak, or feeble: (S, JM, KL:) so as applied to a man: (TA:) and thin, or of little thickness or depth: (JM:) anything little, or small, in quantity; and slender: applied to water [that is little in quantity, and shallow], and to herbage, and to science: (Sh, TA:) feeble, or weak, and incorrect; applied to a word or an expression; (PS in art. جزل;) contr. of جَزْلٌ: (S and K in that art.:) [and unsound, invalid, or incorrect; applied to information, an announcement, &c.: see 1.] You say ثَوْبٌ رَكِيكُ النَّسْجِ A garment, or piece of cloth, weak in respect of texture. (S, * TA.) And إِنَّهُ يُبْغِضُ الوُلَاةَ الرَّكَكَةَ [Verily he hates weak rulers, or magistrates]: occurring in a trad.: رَكَكَةٌ being pl. of رَكِيكٌ, like as [its syn.] ضَعَفَةٌ is pl. of ضَعِيفٌ. (TA. [See also a similar saying in what follows.]) and رَجُلٌ رَكِيكُ العِلْمِ, (K,) and العَقْلِ, (TA,) A man having little knowledge, (K,) and intelligence. (TA.) And رَكِيكٌ and ↓ رُكَاكٌ, (K,) the latter of which has a stronger signification than the former, like طُوَالٌ in relation to طَوِيلٌ, (TA,) and ↓ رُكَاكَةٌ, (K,) which has a still stronger signification, (TA,) and ↓ أَرَكُّ, (K,) all applied to a man, (TA,) signify Low, ignoble, vile, mean, sordid, or possessing no manly qualities; weak in his intellect, and in his judgment or opinion: or one who is not jealous (K, TA) of his wife; i. q. دَيُّوثٌ: (TA:) or one who is not revered, respected, or feared, by his wife, or his family: (K:) accord. to Az, رَكِيكٌ and ↓ رُكَاكَةٌ signify one esteemed weak by the women, not revered or respected or feared by them, and not jealous of them: (TA:) the epithet similarly applied to a woman is رَكِيكٌ likewise, and ↓ رُكَاكَةٌ: and the pl. is رِكَاكٌ. (K.) It is said in a trad., ↓ إِنَّهُ لَعَنَ الرُّكَاكَةَ, (S, * TA, [in one of my copies of the S written الرَّكَاكَةَ, and in the other copy without the vowel-signs,]) meaning Verily he cursed him who is not jealous of his wife. (S.) And in another trad., إِنَّ اللّٰهَ يُبْغِضُ

↓ السُّلْطَانَ الرُّكَاكَةَ, i. e. [Verily God hateth the sovereign, or ruling, power] that is weak. (TA.) b2: رَكِيكَةٌ, [fem. of رَكِيكٌ,] as an epithet applied to land: see مُرَكٌّ.

A2: Also Felt, or pressed [lightly with the hand; see 1]; and so ↓ مَرْكوكٌ. (TA.) رُكَاكَةٌ: see the next preceding paragraph, in five places.

رُكُوكَةٌ [app. an inf. n., see 1, first sentence,] Weakness, or feebleness. (TA. [See also رَكْرَكَةٌ.]) رَكِيكَةٌ, as a subst., see رِكٌّ, in two places.

شَحْمُهُ الرُّكَّى, (so in one of my copies of the S, and in the O, and in my MS. copy of the K,) or شَحْمَةُ الرُّكَّى, (so in one of my copies of the S, and in the TA and CK,) meaning [His fat is, or a piece of fat of,] such as melts quickly, is a prov., (S, O, K,) applied to him who does not fatigue, or weary, thee, (لَا يُعَنِّيكَ, so in my copies of the S, or لَا يُعْنِيكَ, so in the O,) or to him who does not aid thee, (لَايُعِينُكَ, so in the TA and CK, [in my MS. copy of the K it reads either لا يُعنيك or لا يُعينك,]) in needful affairs, (S, O, K,) nor avail thee, or profit thee, or stand thee in any stead. (O, TA.) [See also رُقَّى, voce أَرَقُّ.] b2: Accord. to AA, رُكَّى signifies A wide عَفْلَق [or vulva, or flabby vulva]. (O, TA.) رَكَّآءُ The sound of the echo, (K, TA,) which it returns to one from the mountain, imitating what one utters. (TA.) رَكْرَكَةٌ [inf. n. of R. Q. 1,] Weakness, or feebleness, in anything. (K. [See also رُكُوكَةٌ.]) رَكْرَاكَةٌ A woman large in the posteriors and thighs. (S, K.) أَرَكُّ: see رَكِيكٌ.

مُرَكٌّ عَلَيْهَا, applied to land (أَرْضٌ), Rained upon with such rain as is termed رِكّ; (K;) as also مُرَكَّةٌ, alone, and ↓ مُرَكَّكَةٌ (TA) and ↓ رَكِيكَةٌ, (K,) the last two meaning also rained upon by such rain as is termed رِكّ and containing but little pasturage, (TA,) and ↓ رِكٌّ, (K,) which last is mentioned by ISh, and explained as meaning a place upon which has fallen only a little, or weak, rain. (O.) مُرَكَّكَةٌ: see the next preceding paragraph.

مَرْكُوكٌ A سِقَآء [or skin for milk or water] dressed, or prepared, (عُولِجَ,) and put into a good, or proper, state. (S, K.) b2: See also رَكِيكٌ, last sentence.

مُرْتَكٌّ A soft, or flabby, camel, having diluted marrow (مَمْذُوقُ النِّقْىِ). (O, K. [In the CK, النَّقِىُّ is erroneously put for النِّقْىِ; and in my MS. copy of the K, النقىّ.]) b2: And A drunken man indistinct in his speech: (S:) or a man seen to be eloquent (K, TA) when alone, (TA,) but impotent in speech when he engages in altercation. (K, * TA.)

حَلَلَ

(حَلَلَ)
- فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «قَالَتْ: طَيَّبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لحِلِّه وحِرْمِه» .
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «لِإِحْلَالِه حِينَ حَلَّ» يُقَالُ حَلَّ المحْرم يَحِلُّ حَلَالًا وحِلًّا، وأَحَلَّ يُحِلُّ إِحْلَالًا: إذَا حَلَّ لَهُ مَا يَحْرم عَلَيْهِ مِنْ مَحْظورات الْحَجِّ. ورجُل حِلٌّ مِنَ الإحْرام: أَيْ حَلَال. والحَلال:
ضِدّ الْحَرَامِ. ورجُلٌ حَلَال: أَيْ غَيْرُ مُحْرم وَلَا مُتَلَبِّس بأَسباب الْحَجِّ، وأَحَلَّ الرَّجل إِذَا خَرَجَ إِلَى الحِلِّ عَنِ الْحَرَمِ. وأَحَلَّ إِذَا دَخَلَ فِي شُهُور الحِلِّ. (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ النَّخَعِيّ «أَحِلَّ بمَن أَحَلَّ بِكَ» أَيْ مَن تَرك إحرامَه وأَحَلَّ بِكَ فقاتَلك فَأْحِلل أَنْتَ أَيْضًا بِهِ وقَاتلْه وَإِنْ كُنْت مُحْرِما. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ إِذَا أَحَلَّ رَجُلٌ مَا حَرَّم اللَّهُ عَلَيْهِ منْك فادْفَعْه أَنْتَ عَنْ نفْسك بِمَا قدرْت عَلَيْهِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «مَنْ حَلَّ بِكَ فاحْلِل بِهِ» أَيْ مَنْ صَارَ بِسَبَبك حَلَالًا فَصرْ أَنْتَ بِهِ أَيْضًا حَلَالًا. هَكَذَا ذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ وَغَيْرُهُ. وَالَّذِي جَاءَ فِي كِتَابِ أَبِي عُبَيْدٍ عَنِ النَّخعي فِي المُحْرِم يَعْدُو عَلَيْهِ السبُع أَوِ اللّصُّ «أَحِلَّ بِمَنْ أَحَلَّ بِكَ» قَالَ: وَقَدْ رَوى عَنِ الشَّعْبِيّ مِثْلَهُ وشرَح مثْل ذَلِكَ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ دُرَيد بْنِ الصِّمّة «قَالَ لمالِك بْنِ عَوْفٍ: أَنْتَ مُحِلٌّ بِقَوْمِكَ» أَيْ إِنَّكَ قَدْ أبَحْت حَرِيمهم وعرَّضْتَهم لِلْهَلَاكٍ، شبَّههم بالمُحْرم إِذَا أَحَلَّ، كَأَنَّهُمْ كَانُوا مَمْنُوعِينَ بالمُقَام فِي بُيُوتِهِمْ فَحَلُّوا بِالْخُرُوجِ مِنْهَا.
وَفِي حَدِيثِ العُمْرة «حَلَّت العمرة لمن اعتمر» أى صارة لَكُمْ حَلَالًا جَائِزَةً. وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا لَا يَعْتَمرون فِي الْأَشْهُرِ الحُرُم، فَذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِمْ: إِذَا دَخل صَفَر حَلت العُمْرة لِمَنِ اعْتَمر.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ وَزَمْزَمَ «لَسْت أُحِلُّها لمُغْتَسِل، وَهِيَ لِشَارب حٌّل وبِلٌّ» الحِلُّ بِالْكَسْرِ الحَلَال ضِدّ الْحَرَامِ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وَإِنَّمَا أُحِلَّت لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ» يَعْنِي مَكة يَوْمَ الْفَتْحِ حَيْثُ دخَلها عَنْوَةً غيرَ مُحْرِم.
وَفِيهِ «إِنَّ الصَّلَاةَ تَحْرِيمها التَّكْبِيرُ وتَحْلِيلُها التَّسْليم» أَيْ صَارَ المُصَلي بالتسْليم يَحِلُّ لَهُ مَا حَرُم عَلَيْهِ فِيهَا بِالتَّكْبِيرِ مِنَ الْكَلَامِ وَالْأَفْعَالِ الْخَارِجَةِ عَنْ كَلَامِ الصَّلَاةِ وأفْعالها، كَمَا يَحِلُّ للمُحْرِم بِالْحَجِّ عِنْدَ الْفَرَاغِ مِنْهُ مَا كَانَ حَرَامًا عَلَيْهِ.
[هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا يَمُوتُ لِمُؤْمِنٍ ثَلَاثَةُ أَوْلَادٍ فَتَمسُّه النَّارُ إِلَّا تَحِلَّة القَسَم» قِيلَ أَرَادَ بِالْقَسَمِ قَوْلَهُ تَعَالَى وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها تَقُولُ العَرَب: ضَرَبه تَحْلِيلا وَضَرَبَهُ تَعْذيرا إِذَا لَمْ يُبالغ فِي ضَرْبه، وَهَذَا مَثَل فِي القَليل المُفْرِط فِي القِلة، وَهُوَ أَنْ يُبَاشر مِنَ الْفِعْلِ الَّذِي يُقْسِم عَلَيْهِ الْمِقْدَارَ الَّذِي يُبِرُّ بِهِ قَسَمه، مِثْلَ أَنْ يَحْلِف عَلَى النُّزول بِمَكَانٍ، فَلَوْ وَقَع بِهِ وقْعة خَفيفة أجْزأتْه، فتِلك تَحِلَّة قَسَمه. فَالْمَعْنَى لَا تَمَسُّه النَّارُ إلاَّ مَسَّة يَسِيرَةً مِثْلَ تَحِلَّة قَسَم الْحَالِفِ، وَيُرِيدُ بتَحِلَّتِه الوُرُودَ عَلَى النَّارِ والاجْتياز بِهَا. وَالتَّاءُ فِي التَّحِلَّة زَائِدَةٌ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «مَنْ حَرَس لَيْلَةً مِنْ وَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ مُتَطوّعاً لَمْ يَأْخُذْهُ الشَّيْطَانُ وَلَمْ يرَ النَار تَمَسُّه إلاَّ تَحِلَّةَ القَسَم، قَالَ الله تعالى: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها وَمِنْهُ قَصِيدُ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
تَخْدِي عَلَى يَسَرَاتٍ وَهْيَ لاهِيَةٌ  ... ذَوَابلٌ وَقْعُهُنّ الأرضَ تَحْلِيل
أي قليل، كما يَحْلف الإنسان على الشي أَنْ يَفْعَلَهُ فَيَفْعَلُ مِنْهُ الْيَسِيرَ يُحَلّل بِهِ يَمينَه.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «أَنَّهَا قَالَتْ لِامْرَأَةٍ مَرَّت بِهَا: مَا أطْولَ ذَيْلَها؟ فَقَالَ: اغْتَبْتيها، قُومِي إِلَيْهَا فَتَحَلَّلِيها» يُقَالُ تَحَلَّلْتُه واسْتَحْلَلْتُه: إِذَا سَأَلْتَهُ أَنْ يَجْعَلَكَ فِي حِلٍّ مِنْ قِبَله.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَنْ كَانَ عِنْدَهُ مَظْلِمة مِنْ أخِيه فَلْيَسْتَحِلَّه» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ «أَنَّهُ قَالَ لامْرَأة حَلَفت أَنْ لَا تُعْتِق مَولاة لَهَا، فَقَالَ لَهَا: حِلَّا أُمَّ فُلان، واشْتراها وأعْتقها» أَيْ تَحَلَّلِي مِنْ يَمِينِكِ، وَهُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى المصْدر.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ مَعْدي كَرِبَ «قَالَ لِعُمَرَ: حِلَّا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِيمَا تَقُولُ» أَيْ تَحَلَّلْ مِنْ قَوْلِكَ.
وَفِي حَدِيثِ أَبَى قَتَادَةَ «ثُمَّ تَرَكَ فتَحَلَّلَ» أَيْ لَمَّا انْحَلّتْ قُوَاه تَرَكَ ضَمَّه إِلَيْهِ، وَهُوَ تَفَعَّل، مِنَ الحَلِّ نَقِيضُ الشَّد.
وَفِي حَدِيثِ أَنَسٍ «قِيلَ لَهُ: حَدّثْنا بِبَعْضِ مَا سمعْته مِنْ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ وأَتَحَلَّلُ» أَيْ أسْتَثْنى.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ سُئل: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: الحَالّ المُرْتَحِل، قِيلَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ:
الخَاتِمُ المفتتِح، وَهُوَ الَّذِي يَخْتِم الْقُرْآنَ بِتِلَاوَتِهِ، ثُمَّ يفتَتِح التِّلاَوة مِنْ أَوَّلِهِ، شَبَّهَهُ بِالْمُسَافِرِ يَبْلُغُ المنْزِل فيَحُلُّ فِيهِ، ثُمَّ يفْتتح سَيْره: أَيْ يَبْتَدِؤُه. وَكَذَلِكَ قُرَّاء أَهْلِ مَكَّةَ إِذَا خَتَموا القرآن بالتّلاوة ابتدأوا وقرأوا الْفَاتِحَةَ وخَمْس آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ إلى «وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» ، ثُمَّ يَقْطَعون الْقِرَاءَةَ، ويُسَمُّون فَاعِلَ ذَلِكَ: الحَالّ المُرْتَحل، أَيْ خَتم الْقُرْآنَ وابْتَدأ بِأَوَّلِهِ وَلَمْ يَفْصِل بَيْنَهُمَا بِزَمَانٍ. وَقِيلَ: أَرَادَ بالحَالّ المرتَحل الْغَازِي الَّذِي لَا يَقْفُل عَنْ غزْو إلاَّ عَقَبه بآخَر.
وَفِيهِ «أَحِلُّوا اللهَ يغْفِرْ لَكم» أَيْ أسْلِموا، هَكَذَا فُسِّرَ فِي الْحَدِيثِ. قَالَ الْخَطَّابِيُّ:
مَعْنَاهُ الْخُرُوجُ مِنْ حَظْرِ الشّرْك إِلَى حِلِّ الْإِسْلَامِ وسَعته، مِنْ قَوْلِهِمْ أَحَلَّ الرجُل إِذَا خَرَجَ مِنَ الحَرم إِلَى الحِلّ. وَيُرْوَى بِالْجِيمِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَهَذَا الْحَدِيثُ هُوَ عِنْدَ الْأَكْثَرِينَ مِنْ كَلَامِ أَبِي الدَّرْدَاءِ.
وَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلَهُ حَدِيثًا.
(هـ) وَفِيهِ «لَعَن اللَّهُ المُحَلِّلَ والمُحَلَّلَ لَهُ» وَفِي رِوَايَةٍ «المُحِلَّ والمُحَلَّ لَهُ» .
وَفِي حَدِيثِ بَعْضِ الصَّحَابَةِ «لَا اُوتَى بحَالٍّ وَلَا مُحَلَّلٍ إِلَّا رَجَمْتُهُمَا» جَعَلَ الزَّمَخْشَرِيُّ هَذَا الْأَخِيرَ حَدِيثًا لاَ أثَرا. وَفِي هَذِهِ اللَّفْظَةِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: حَلَّلْتُ، وأَحْلَلْتُ، وحَلَلْتُ؛ فَعَلَى الأُولى جَاءَ الْحَدِيثُ الْأَوَّلُ، يُقَالُ حَلَّلَ فَهُوَ مُحَلِّلٌ ومُحَلَّلٌ لَهُ، وَعَلَى الثَّانِيَةِ جَاءَ الثَّانِي، تَقُولُ أَحَلَّ فَهُوَ مُحِلٌّ ومُحَلٌّ لَهُ، وَعَلَى الثَّالِثَةِ جَاءَ الثَّالِثُ، تَقُولُ حَلَلْتُ فَأَنَا حَالٌّ، وَهُوَ مَحْلُول لَهُ. وَقِيلَ أَرَادَ بِقَوْلِهِ لَا أُوتَى بحَالٍّ: أَيْ بِذِي إِحْلال، مِثْلَ قَوْلِهِمْ رِيحٌ لَاقِحٌ: أَيْ ذاتُ إِلْقَاحٍ. وَالْمَعْنَى فِي الْجَمِيعِ: هُوَ أَنْ يُطَلِّق الرَّجُلَ امْرَأَتَهُ ثَلَاثًا فَيَتَزَوَّجُهَا رَجُلٌ آخرُ عَلَى شَرِيطَةِ أَنْ يُطَلّقَها بَعْدَ وَطْئها لتَحلَّ لِزَوْجِهَا الْأَوَّلِ. وَقِيلَ سُمِّيَ مُحَلِّلا بقَصده إِلَى التَّحْلِيل، كَمَا يُسَمَّى مُشْترياً إِذَا قَصَدَ الشِّرَاءَ وَفِي حَدِيثِ مَسْرُوقٍ «فِي الرَّجُلِ تَكُونُ تَحْتَهُ الأَمةُ فيُطَلِّقُها طلْقَتين، ثُمَّ يَشْتَرِيهَا، قَالَ:
لَا تَحِلُّ لَهُ إِلَّا مِنْ حَيْثُ حُرمت عَلَيْهِ» أَيْ أَنَّهَا لَا تَحِلُّ لَهُ وَإِنِ اشْتَرَاهَا حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ. يَعْنِي أَنَّهَا كَمَا حَرُمت عَلَيْهِ بالتَّطْلِيقتين فَلَا تَحِلُّ لَهُ حَتَّى يُطَلِّقها الزَّوْجُ الثَّانِي تطْلِيقتين فتَحِلُّ لَهُ بِهِمَا كَمَا حَرُمت عَلَيْهِ بِهِمَا.
وَفِيهِ «أَنْ تُزاني حَلِيلَةَ جَارِكَ» حَلِيلَةُ الرَّجُلِ: امْرَأَتُهُ، وَالرَّجُلُ حَلِيلُها؛ لِأَنَّهَا تَحِلُّ مَعَهُ ويَحُلّ مَعَهَا. وَقِيلَ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَحِلّ لِلْآخَرِ. (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عِنْدَ نُزُولِهِ «أَنَّهُ يَزِيدُ فِي الحَلَال» قِيلَ أَرَادَ أَنَّهُ إِذَا نَزل تَزَوَّجَ فَزَادَ فِيمَا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُ: أَيِ ازْدَادَ مِنْهُ لِأَنَّهُ لَمْ يَنكِح إِلَى أَنْ رُفع.
وَفِي حَدِيثِهِ أَيْضًا «فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِد رِيح نَفَسه إِلَّا مَاتَ» أَيْ هُوَ حقٌّ واجبٌ وَاقِعٌ، لِقَوْلِهِ تعالى وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَيْ حقٌّ واجبٌ عَلَيْهَا.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي» وَقِيلَ: هِيَ بِمَعْنَى غَشِيَتْه ونَزَلت بِهِ.
فأَما قَوْلُهُ «لَا يَحُلُّ المُمْرِض عَلَى المُصِحِّ» فَبِضَمِّ الْحَاءِ، مِنَ الحُلُول: النزولِ. وَكَذَلِكَ فَلْيَحْلُل بِضَمِّ اللَّامِ.
وَفِي حَدِيثِ الهَدْي «لَا يُنْحر حَتَّى يَبْلغ مَحِلّه» أَيِ الْمَوْضِعَ وَالْوَقْتَ الَّذِي يَحِلّ فِيهِمَا نَحْرُه، وَهُوَ يَوْمُ النحْر بمِنًى، وَهُوَ بِكَسْرِ الْحَاءِ يَقَعُ عَلَى الْمَوْضِعِ وَالزَّمَانِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «قَالَ لَهَا: هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟ قَالَتْ: لَا، إلاَّ شَيْءٌ بَعَثَت بِهِ إِلَيْنَا نُسَيْبةُ مِنَ الشَّاةِ الَّتِي بَعَثْت إِلَيْهَا مِنَ الصَّدَقَةِ، فَقَالَ: هاتِ فَقَدْ بَلَغَت مَحِلَّها» أَيْ وصَلَت إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي تَحِلّ فِيهِ، وقُضِيَ الواجبُ فِيهَا مِنَ التّصدُّق بِهَا، فَصَارَتْ مِلْكا لِمَنْ تُصَدِّق بِهَا عَلَيْهِ، يصِحُّ لَهُ التَّصرف فِيهَا، وَيَصِحُّ قَبُولُ مَا أهْدَى منها وأكْلُه، وإنما قال ذلك لأنه كان يَحْرُم عَلَيْهِ أكلُ الصَّدَقَةِ.
(هـ س) وَفِيهِ «أَنَّهُ كَرِه التّبَرُّج بالزِينة لِغَيْرِ مَحلّها» يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الْحَاءُ مَكْسُورَةً مِنَ الحِلَّ، وَمَفْتُوحَةً مِنَ الحُلُول، أَوْ أَرَادَ بِهِ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِي قَوْلِهِ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ الْآيَةَ. والتَّبَرُّج: إِظْهَارُ الزِّينَةِ.
(هـ) وَفِيهِ «خيرُ الْكَفَنِ الحُلَّة» الحُلَّة: وَاحِدَةُ الحُلَلِ، وَهِيَ بُرُودُ الْيَمَنِ، وَلَا تُسَمَّى حُلَّة إِلَّا أَنْ تَكُونَ ثوبَين مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ .
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي اليَسَر «لَوْ أَنَّكَ أخَذْت بُرْدَةَ غُلَامِكَ وَأَعْطَيْتَهُ معافريَّك، أَوْ أَخَذْتَ معافريَّه وَأَعْطَيْتَهُ بُرْدتك فَكَانَتْ عليك حُلَّة وعليه حُلَّة» . (هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا عَلَيْهِ حُلَّة قَدِ ائْتَزَرَ بِأَحَدِهِمَا وَارْتَدَى بِالْأُخْرَى» أَيْ ثَوْبَيْنِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «أَنَّهُ بَعَثَ ابْنَتَهُ أمَّ كُلْثُومٍ إِلَى عُمَرَ لَمَّا خَطَبَها، فَقَالَ لَهَا قُولِي لَهُ إِنَّ أَبِي يَقُولُ لَكِ: هَلْ رَضِيت الحُلَّة؟» كَنَّى عَنْهَا بالحُلَّة لِأَنَّ الحُلَّة مِنَ اللِّبَاسِ، ويُكَنَّى بِهِ عَنِ النِّسَاءِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ.
وَفِيهِ «أَنَّهُ بَعَث رَجُلًا عَلَى الصَّدَقَةِ، فَجَاءَ بفَصيل مَخْلُولٍ أَوْ مَحْلُول بِالشَّكِّ» الْمَحْلُولُ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ: الْهَزِيلُ الَّذِي حُلّ اللَّحْمُ عَنْ أَوْصَالِهِ فعرى منه. والمخلول يجئ فِي بَابِهِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
لاهمّ إِنَّ الْمَرْءَ يَمْ ... نَعُ رَحْله فامْنع حِلَالَكَ
الحِلَال بِالْكَسْرِ: الْقَوْمُ الْمُقِيمُونَ المُتَجاوِرُون، يُرِيدُ بِهِمْ سُكان الْحَرَمِ.
وَفِيهِ «أَنَّهُمْ وَجَدوا نَاسًا أَحِلَّة» كَأَنَّهُمْ جَمْعُ حِلَال، كَعِمَادٍ وَأَعْمِدَةٍ، وَإِنَّمَا هُوَ جَمْعُ فَعَّالٍ بِالْفَتْحِ، كَذَا قَالَهُ بَعْضُهُمْ. وَلَيْسَ أفعلة فِي جَمْعِ فِعَالٍ بِالْكَسْرِ أَوْلَى مِنْهَا فِي جَمْعِ فَعَّالٍ بِالْفَتْحِ كفَدّان وأفْدنة.
وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
تُمِرُّ مِثْلَ عَسِيبِ النّخْل ذَا خُصَلٍ ... بغارِبٍ لَمْ تخوِّنه الأَحَالِيل
الأَحَالِيل: جَمْعُ إِحْلِيل، وَهُوَ مَخرج اللَّبَنِ مِنَ الضَّرْع، وتُخَوِّنه: تَنقُصه، يَعْنِي أَنَّهُ قَدْ نَشفَ لبَنُها، فَهِيَ سَمِينَةٌ لَمْ تَضْعف بِخُرُوجِ اللَّبَنِ مِنْهَا. والإِحْلِيل يَقَعُ عَلَى ذَكَرِ الرَّجُلِ وَفَرْجِ الْمَرْأَةِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَحْمَدُ إِلَيْكُمْ غَسْل الإِحْلِيل» أَيْ غَسْلُ الذَّكَرِ.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «إنَّ حَلْ لَتُوطي الناسَ وتُؤذي وتَشْغَل عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى» حَلْ:
زَجْر لِلنَّاقَةِ إِذَا حَثَثْتَها عَلَى السَّير: أَيْ أنَّ زَجْرك إيَّاها عِنْدَ الْإِفَاضَةِ عَنْ عَرَفَاتٍ يُؤدِّي إِلَى ذَلِكَ مِنَ الْإِيذَاءِ والشَغْل عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى، فسِرْ عَلَى هِينَتك.

عفر

(عفر) : المُعْتَفَر والمُعْتَلجُ، وهو المُعْتكَلُ، قال جابرُ بنُ عَتَّاب الفريريّ:
لاقَي لِزازٌ من غَديرٍ مُنْكَرَهْ ... تَرَكَــهُ مُجَدَّلاً عَلَى الإرَهْ
[لِزاز: اسمُ رَجُلٍ وكذلك غَدِير] .
عفر نقى وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أنّه قَالَ: يُحشر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة على أَرض بَيْضَاء عَفْراء كقُرصة النَّقِيّ لَيْسَ فِيهَا مَعْلَم لأحد. قَوْله: عَفْراء الأعفر: الْأَبْيَض لَيْسَ بشديد الْبيَاض. والنقي: الْحوَاري والمَعْلَمُ: الْأَثر قَالَ الشَّاعِر: [المديد]

يطعم النَّاس إِذا أمحلوا ... من نقي فَوْقه اُدُمُهْ
(عفر) عفرا صَار لَونه كالعفر وَالرجل لم تطاوعه قدماه فِي السّير والظبي خالط بياضه حمرَة فَصَارَ لَونه كالعفر فَهُوَ أعفر وَهِي عفراء (ج) عفر

(عفر) الرجل خلط سود غنمه وَإِبِله بعفر بيض وَفِي الحَدِيث (فَقَالَ مَا لَوْنهَا فَقَالَت سود فَقَالَ عفري) وَالْمَرْأَة فِي الْفِطَام مسحت ثديها بِالتُّرَابِ تنفيرا للصَّبِيّ وَالشَّيْء عفره وَاللَّحم جففه على الرمل فِي الشَّمْس وَالنَّخْل فرغ من تلقيحها وَالزَّرْع ألْقى عَلَيْهِ ذرورا ساما ليبيد مَا يَقع عَلَيْهِ من حشرات (محدثة)

عفر


عَفَرَ(n. ac. عَفْر)
a. [acc. & Fī], Rolled in ( the dust ).
b. [ coll. ], Scolded.
عَفِرَ(n. ac. عَفَر)
a. Was dusty; was dustcolour.

عَفَّرَa. see I (a) (b).
c. Dried (meat).
d. Weaned.
e. Rendered white.
f. Wrestled with.
g. [pass.], Was brought low, was abased.
h. [ coll. ], Gleaned.
عَاْفَرَa. see II (f)
تَعَفَّرَa. Fell into the dust; became dusty.
b. Was gleaned.

إِنْعَفَرَa. see V
إِعْتَفَرَa. Threw, knocked down, felled; rolled in the
dust.

إِسْتَعْفَرَa. see (عَفِرَ)

عَفْرa. see 4
عَفْرَىa. Neck-feathers; hair, mane.

عِفْر
(pl.
عِفَاْر
أَعْفَاْر
38)
a. Pig; hog; boar.
b. Young pig, pigling.
c. Strong (lion).
عُفْرa. see 2 (a) (b).
c. Dull market.

عُفْرَةa. Dust-colour.
b. Shudder, shiver.
c. see 1ya
عَفَر
(pl.
أَعْفَاْر)
a. Dust; earth.

عُفُرَّةa. Intense heat; intense cold.
b. Rabble, riff-raff.

أَعْفَرُ
(pl.
عُفْر)
a. Dust-coloured; reddish-white.

عَاْفِرa. Dusty.

عَفَاْرa. Wheat boiled without grease.
b. Unseasoned bread.

عَفَاْرَةa. Wickedness, malignity.
b. [ coll. ], Gleaning; gleanings.

عَفِيْرa. Dried in the sun.
b. Dry, unflavoured (bread).
N. P.
عَفڤرَa. see 21
N. Ag.
عَفَّرَ
a. [ coll. ], Gleaner.
N. P.
عَفَّرَa. see 21
N. Ag.
إِنْعَفَرَa. see 21
عِفْرَاة
a. see 1ya
عِفْرِيَة
a. Misfortune, calamity.
b. see 1ya
ع ف ر : الْعَفَرُ بِفَتْحَتَيْنِ وَجْهُ الْأَرْضِ وَيُطْلَقُ عَلَى التُّرَابِ وَعَفَرْتُ الْإِنَاءَ عَفْرًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ دَلَكْتُهُ بِالْعَفَرِ فَانْعَفَرَ هُوَ وَاعْتَفَرَ وَعَفَّرْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ
فَتَعَفَّرَ.

وَالْعُفْرَةُ وِزَانُ غُرْفَةٍ بَيَاضٌ لَيْسَ بِالْخَالِصِ وَعَفِرَ عَفَرًا مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا كَانَ كَذَلِكَ وَقِيلَ إذَا أَشْبَهَ لَوْنُهُ لَوْنَ الْعَفَرِ فَالذَّكَرُ أَعْفَرُ وَالْأُنْثَى عَفْرَاءُ مِثْلُ: أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ وَبِالْمُؤَنَّثَةِ سُمِّيت الْمَرْأَةُ وَمِنْهُ مُعَوِّذُ ابْنُ عَفْرَاءَ وَمَعَافِرُ قِيلَ هُوَ مُفْرَدٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ مِثْلُ حَضَاجِرَ وَبَلَاذِرَ فَتَكُونُ الْمِيمُ أَصْلِيَّةً وَقِيلَ هُوَ جَمْعُ مِعْفَرٍ سُمِّيَ بِهِ مَعَافِرُ بْنُ مُرٍّ فَتَكُونُ الْمِيمُ زَائِدَةً وَيُنْسَبُ إلَيْهِ عَلَى لَفْظِهِ فَيُقَالُ ثَوْبٌ مَعَافِرِيٌّ ثُمَّ سُمِّيَتْ الْقَبِيلَةُ بِاسْمِ الْأَبِ وَهِيَ حَيٌّ مِنْ أَحْيَاءِ الْيَمَنِ قَالُوا وَلَا يُقَالُ مُعَافِرٌ بِضَمِّ الْمِيمِ. 
(ع ف ر) : (الْعَفَرُ) وَجْهُ الْأَرْضِ (وَبِتَصْغِيرِهِ) كُنِّيَ أَبُو عُفَيْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ الْأَنْصَارِيُّ (وَمِنْهُ) عَفَّرَهُ بِالتُّرَابِ لَطَّخَهُ وَعَلَيْهِ الْحَدِيثُ وَيُعَفِّرُ الثَّامِنَةَ بِالتُّرَابِ أَيْ الْمَرَّةَ الثَّامِنَةَ (وَالْعُفْرَةُ) بَيَاضٌ لَيْسَ بِالْخَالِصِ وَلَكِنْ كَلَوْنِ الْعَفَرِ (وَمِنْهُ) ظَبْيٌ أَعْفَرُ وَبِتَأْنِيثِهِ سُمِّيَتْ أُمَّ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ وَمُعَاذِ ابْنِ عَفْرَاءَ رَاوِي حَدِيثِ النَّهْي عَنْ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَجْرِ (وَمِنْهُ) الْيَعْفُورُ لِتَيْسِ الظِّبَاءِ أَوْ لِوَلَدِ الْبَقَرَةِ الْوَحْشِيَّةِ (وَبِهِ) لُقِّبَ حِمَارُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - (وَثَوْبٌ مَعَافِرِيٌّ) مَنْسُوبٌ إلَى مَعَافِرِ بْنِ مُرٍّ أَخِي تَمِيمِ بْنِ مُرٍّ عَنْ سِيبَوَيْهِ ثُمَّ صَارَ لَهُ اسْمًا بِغَيْرِ نِسْبَة عَنْ الْأَصْمَعِيِّ وَعَلَيْهِ حَدِيثُ مُعَاذٍ أَوْ عَدْلَهُ مَعَافِرَ أَيْ مِثْلَهُ بُرْدًا مِنْ هَذَا الْجِنْسِ، (وَمَعَافِيرُ) بِزِيَادَةِ الْيَاء وَمَعَافِرِيٌّ بِالضَّمِّ وَمَعَافِرِيُّ غَيْرَ مُنَوَّنٍ كُلُّهُ لَحْنٌ.
(عفر) - في الحديث: "أَنَّ اسمَ حِمارِه عُفَيرٌ"
وهو تَصْغِير تَرْخِيمٍ لأعْفر ، فحَذَفوا الألفَ، كما قالوا في تصغير أسْوَد سُوَيْد، وفي أَعْوَر عُوَيْر، والقِيَاس: أُعَيْفِر كأُحَيْمر وأُصَيْفر، هذا في حَدِيثِ مُعاذَ رَضي الله عنه،
- وفي حَديثِ شَكْوَى سَعْدِ بنِ عُبَادَةَ - رضي الله عنه -: "أنه خَرَج على حِمَارِه يَعْفُور لِيَعُودَه"
وقد يقال: أعفَر ويَعْفُور، كما يقال: أَخضَر ويَخْضُور.
قال الشَّاعِرُ:
* عَيْدَان شَطَّي دِجْلَةَ اليَخْضور *
وَلعَلَّه سُمِّي به للوْنِه. والعُفْرة : غُبْرَة في حُمْرة.
واليَعْفُور: الخِشْف لكثرة لُزُوقِه بالأرضِ. وتَسْمِيةُ الدَّوابِّ والسِّلاح شَكْل من أَشْكال العرب، وعادة من عَادَاتِها.
- وفي الحديث: "أَنَّه مرَّ على أرضٍ تُسَمَّى عَفِرة، فسَمَّاها خَضِرة". كذا رواه الخَطَّابي وقال: هو من العُفْرة؛ وهي لَوْنُ الأرضِ. والمحفوظ بالقَافِ.
- في حديث عليّ - رضي الله عنه -: "غَشِيَهم يَومَ بَدْرٍ لَيثًا عِفْرِيًّا".
الَّليثُ العِفْرِيُّ: الخَبِيثُ الدَّاهِي. وأسَد عِفْرٌ وعِفِرٌّ، على وَزْن طِمِرٍّ: قَوِيٌّ عَظِيم.
ع ف ر: (الْعَفَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ التُّرَابُ وَ (عَفَرَهُ) فِي التُّرَابِ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَ (عَفَّرَهُ) أَيْضًا (تَعْفِيرًا) أَيْ مَرَّغَهُ. وَ (التَّعْفِيرُ) أَيْضًا التَّبْيِيضُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَّ امْرَأَةً شَكَتْ إِلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ مَالَهَا لَا يَزْكُو فَقَالَ: مَا أَلْوَانُهَا؟ فَقَالَتْ: سُودٌ. فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَفِّرِي» أَيِ
اسْتَبْدِلِي أَغْنَامًا بِيضًا فَإِنَّ الْبَرَكَةَ فِيهَا. وَ (الْأَعْفَرُ) الرَّمْلُ الْأَحْمَرُ. وَالْأَعْفَرُ أَيْضًا الْأَبْيَضُ وَلَيْسَ بِالشَّدِيدِ الْبَيَاضِ. وَ (الْعَفَارُ) بِالْفَتْحِ شَجَرٌ تُقْدَحُ مِنْهُ النَّارُ وَتَمَامُهُ سَبَقَ فِي [م ر خ] وَ (الْعِفْرُ) بِالْكَسْرِ الْخِنْزِيرُ الذَّكَرُ. وَهُوَ أَيْضًا الرَّجُلُ الْخَبِيثُ الدَّاهِي وَالْمَرْأَةُ (عِفْرَةٌ) . قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: (الْعِفْرِيتُ) مِنْ كُلِّ شَيْءِ الْمُبَالِغُ يُقَالُ: فُلَانٌ عِفْرِيتٌ نِفْرِيتٌ وَ (عِفْرِيَةٌ) نِفْرِيَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ الْعِفْرِيَةَ النِّفْرِيَةَ الَّذِي لَا يُرْزَأُ فِي أَهْلٍ وَلَا مَالٍ» وَالْعِفْرِيَةُ الْمُصَحَّحُ وَالنِّفْرِيَةُ إِتْبَاعٌ. وَالْعِفْرِيَةُ أَيْضًا الدَّاهِيَةُ. وَ (مَعَافِرُ) بِفَتْحِ الْمِيمِ حَيٌّ مِنْ هَمْدَانَ لَا يَنْصَرِفُ مَعْرِفَةً وَلَا نَكِرَةً كَمَسَاجِدَ وَإِلَيْهِمْ تُنْسَبُ الثِّيَابُ (الْمَعَافِرِيَّةُ) تَقُولُ: ثَوْبٌ (مَعَافِرِيٌّ) فَتَصْرِفُهُ. 
عفر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه كَانَ إِذا سجد جافى عضديه حَتَّى يرى من خَلفه عفرَة إبطَيْهِ. قَالَ أَبُو زيد والأصمعي وَأَبُو زِيَاد أَو من قَالَ مِنْهُم: العفرة الْبيَاض وَلَيْسَ بالبياض الناصع الشَّديد وَلكنه لون الأَرْض وَمِنْه قيل للظباء: عُفر إِذا كَانَت ألوانها كَذَلِك وَإِنَّمَا سميت بعَفَر الأَرْض وَهُوَ وَجههَا قَالَ الْأَحْمَر: يُقَال: مَا على عفر الأَرْض مثله أَي على وَجههَا وَكَذَلِكَ الشَّاة العفراء. يرْوى عَن أبي هُرَيْرَة أَنه قَالَ: لدم عفراءَ فِي الْأُضْحِية أحب إليّ من دم سوداوين وَبَعْضهمْ يرويهِ عَنهُ: لدم بَيْضَاء أحب إِلَيّ من دم سوداوين فَهَذَا تَفْسِير ذَلِك وَيُقَال: عفرت الرجل وَغَيره فِي التُّرَاب إِذا مرغته فِيهِ تعفيرا والتعفير فِي غير هَذَا أَيْضا يُقَال للوحشية: هِيَ تعفر وَلَدهَا وَذَلِكَ إِذا أَرَادَت فطامه قطعت عَنهُ الرَّضَاع يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ فَإِن خَافت أَن يضرّهُ ذَلِك ردته إِلَى الرَّضَاع أَيَّامًا ثمَّ أعادته إِلَى الْفِطَام تفعل ذَلِك مَرَّات حَتَّى يسْتَمر عَلَيْهِ فَذَلِك التعفير وَهُوَ مُعَفَّر قَالَ لبيد يذكرهُ: [الْكَامِل]

لمعفرقهد تنَازع شِلوَه ... غبسٌ كواسبُ مَا يُمن طعامُها

أَي لَا ينقص. وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: من أَدخل فرسا بَين فرسين فَإِن كَانَ يُؤمن أَن يسْبق فَلَا خير فِيهِ وَإِن كَانَ لَا يُؤمن أَن يسْبق فَلَا بَأْس بِهِ.
عفر: عَفَّر (بالتشديد). عَفَّرَ وَجْهه: تقال لمن يقبل قدم شخص خضوعاً له. (أنظر عبارة الخطيب في معجم البلاذري).
عَفَّرَ فقط تقال لمن يقبل الأرض خضوعاً. (أماري ص208). أما عما نقرأه في معجم البلاذري فأرى أن تعفير الوجوه عند البلاذري (ص97) تدل على المعنى المعروف وهو سجد على الأرض مصلياً ومتضرعاً، وهذا ضد ذكر الله قائماً التي تليها. أما معفر الوجه المذكورة في ألف ليلة (2: 294) فخطأ، والصواب مصفرّ الوجه كما جاء في طبعة برسلاو (7: 388) في نفس الموضع.
عَفَّر الكرم: جمع ما بقي من ثمره بعد القطاف. (محيط المحيط).
عَافَره: بمعنى صارعه محاولاً إلقاءه في العَفَر وهو التراب ووجه الأرض (لين مادة عَفَّر) تجد مثالاً له في قصة عنتر (ص5).
ولم يذكر جان جاك شولتز: bene tractavit negotia معنى لهذا الفعل كما يزعم فريتاج، وانما ذكر: blande curare, Tractare, colere نقلا من تاريخ جوكتان تأليف والده. (= تاريخ قبل الإسلام لأبي الفداء ص114) والذي أغراه على ذلك اعتماده على فهم يخالف الواقع كما برهن على ذلك دي ساسي في طبعة فليشر (ص222 - 223).
أما العفل عافر الذي ورد في هذا الشطر:
إذا أنت عافرت الأمور بقدرة.
والذي ورد في عبارات ألف ليلة التي نقلها فليشر (ص223) والتي استعمل فيها إما متعدياً بنفسه وأما متعدياً بفي فأرى أن معناه: صارعه وهو يلائم المعنى المراد. ويذكر كل من دوماس (حياة العرب ص361) وبوسييه كلمة عفار بمعنى صراع.
تعافرا: تصارعا. (بوسييه، عبد الواحد ص106).
عفر: سمك بحيرة طبرية. (معجم الادريسي).
عفرة: عَفَر، غبار، عثير. (بوشر).
عَفَرْني: في معجم فريتاج هي عَفَرْنُي في المفصل (ص171).
عفرية: عُرف، قنزعة. (بوشر).
عفار: انظر ابن البيطار (2: 199). وأجعل هذه الكلمة بدل العقار التي ذكرت في طبعة ابن العوام (1: 140) واقرأ فيه زناد وفقاً لما جاء ففي مخطوطتنا بدل: رمادي.
عَفارة: ما بقي من ثمر الكرم بعد القطاف. (محيط المحيط)، وانظر باين سميث 1441.
عفائر (جمع): ما تستره اليد من مفاتن المرأة.
(زيشر 20: 507).
مَعفور: فسرت بما سقط من النار من الزند، (الكامل ص124).
يعفور: حمآر. (باجني ص60).
ع ف ر

ما على عفر الأرض مثله أي على وجهها. قال ابن مالك الفينيّ:

أنا حديّاً كل من ... يمشي على ظهر العفر

وعفّر قرنه وعافره فألزقه بالعفر أي صارعه. وأخذه الأسد فاعتفره أي ضرب به الأرض. ودخلت الماء فما انعفرت قدماي أي لم تبلغا الأرض. وظبي أعفر، ومنه: اليعفور. ويقال للفزع القلق: " كأنه على فرن أعفر ". قال امرؤ القيس:

كأن قلوب أدلاّئها ... معلقة بقرون الظباء

وظباء عفر، ورمال عفر، والعفرة: بياض تعلوه حمرة. وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لامرأة لها غنم سود لا تنمى " عفرّي " أي اجعليها عفراً. وهذيل معفرون أي غنمهم عفر وليس في العرب قبيلة معفرة غيرها. وصمنا يوم العفراء وهي ليلة السواء. وعن ابن الأعرابيّ: الليالي العفر: البيض.

ومن المستعار: أتانا عن عفر أي بعد حين: وأصله لليالي العفر. ويقال: ما شرفك عن عفر أي هو قديم. قال كثير:

ولم يك عن عفر تفرعك العلي ... ولكن مواريث الجدود تؤولها

أي تسوسها. وما هو إلا عفريت من العفاريت. وقد استعفر. وهو اشجع من ليث عفرين، كما تقول: من ليث خفيّة. وجاء فلان نافشاً عفريته إذا جاء غضبان. وتقول: فلانة عفيرة، ما تهدي عفيره؛ وهي التي لا تهدي لجاراتها، والعفيرة: دحروجة الجعل لأنه يعفرها، وتقول: ما هي مهداء ولكن عفير، ما لجاراتها منها إلا الصفير. قال الكميت:

وأنت ربيعنا في كل محل ... إذا المهداء قيل لها عفير

وقال:

وإذا الخرد اغبررن من المح ... ل وكانت مهداؤهنّ عفيرا

وفلان يتّجر في المعافرية وهي ثياب منسوبة إلى بلد نزلت فيه معافر بن أدٍّ وتقول: لابد للمسافر، من معونة المعافر؛ وهو الذي يمشي مع الرفاق ينال من فضلهم.
عفر
عَفَرْتُه في التُّراب عَفْراً؛ وعَفَّرْتُه واعْتَفَرْتُه: مَغَثْتَه. واسْمُ التُّراب: العَفَرُ. وعافَرَه: صارَعَه. وما على عَفَرِ الأرْض مِثْلُه: أي على وَجْهِها، ويُجْمَعُ على الأعْفَار، ومنه: يَعْفُرُ: اسْمُ رَجُلٍ. والعُفْرَةُ: غُبْرَةٌ في حُمْرَة، يُقال: رمْلٌ وظَبْيٌ أعْفَر. واليَعْفُوْرُ: الخِشْفُ، لكَثْرَة لُزُوقِها بالأرض. وعَفَّرَتِ الوَحْشِيَّةُ وَلَدَها: مَرَّنَتْه على الفِطام شَيْئاً شيئاً، ومنه العَفِيْرُ من النِّساء: وهي التي لا تُهْدِي لأحَدٍ شيئاً. وَسَوِيْقٌ عَفِيْرٌ وعَفَارٌ: غيرُ مَلْتُوتٍ. وَطَعَامٌ عَفَارٌ: غيرُ مَأْذُوْمٍ. والعَفِيْرَةُ: دُحْرُوْجَةُ الجُعْل. ووَقَعَ في عَافُوْرِ شَرٍّ وشَرٍّ عافُوْرِ أيضاً: أي في مَتْلفَةٍ. والعُفُرَّةُ: المُخْتَلِطُونَ من النّاس. وعُفُرَّةُ الحَرْبِ والشَّرِّ؛ ويُقال: عَفُرَّةُ - بفتح العَيْن أيضاً -: شِدَّتُها. والعَفْرُ: زَرْعُ الحُبُوب. والسَّقْيُ بَعْدَ الزَّرْع، جَميعاً. والعَفَارُ: تَلْقِيْحُ النَّخْل، وقد عَفَرْتُه. ورَجْلٌ عِفْرٌ وعِفْرِيَةٌ وعِفْرَاةٌ وعِفْرِيْتٌ وعَفَرْنى وعَفَارِيَةٌ: أي خَبِيْثٌ مُنْكَر. وامْرَأةٌ عِفْرَةٌ. وهو أشَدُّ عَفَارَةً منه. وقد عَفُرَ واسْتَعْفَرَ. ويُقال: للأسَد: عِفْرٌ وعَفَرْنى وعَفَرْفَرَةٌ. وناقَةٌ عَفَرْناةٌ: شَدِيْدَةٌ. ورَجُلٌ عِفِرٌ.
ولَيْثُ عِفِرِّيْنَ: أي لَيْثُ لُيُوْثٍ. وقيل: عِفِرِّيْنُ مَوْضِعٌ نُسِبَ إليهِ. قال الأصْمَعي: لَيْثُ عَفِرِّين: دابَّةٌ كالحِرْباء يَتَحَدّى الرّاكِبَ ويضربُ بذَنَبه. ويُقال: هو لَيْثُ عِفِرِّينَ؛ في المَدْح والذَّمِّ مَعاً. والعِفْرِيَةُ والعِفْرَاةُ جَميعاً: شَعَرُ وَسَطِ الرَّأس. والعِفْرِيَةُ: عُرْفُ الدِّيْك.
والعَفَارةُ: شَجَرٌ يُتَّخَذُ منه الزَّنْدُ، والجَميعُ: عَفَار. ويُجْمَع العَفَارُ على العُفْر.
وفي مَثَلٍ: لكُلِّ شَجَرٍ نارٌ واسْتَمْجَدَ المَرْخُ والعَفَارُ. ومَعَافِرُ العُرْفُطِ: ما يَخْرُج شِبْه الصَّمْغ. ومَعَافِرُ: قَبِيْلَةٌ من اليمَن. وعَفَارٌ: اسْمُ رَجُلٍ تُنْسَب إليه النِّصَالُ، يُقال: نَصْلٌ عُفَارِيٌّ.
والعَفَريّ والعَفَرْنى: الغَليظُ العُنُق. والعَفْراءُ: لَيْلةُ ثَلاَثَ عَشْرَة. ولَيالٍ عُفْرٌ: بِيْضٌ. والعُفْرُ: الغَنَمُ البِيْضُ الجُرْدُ. وقَوْمٌ مُعْفِرُوْنَ: غَنَمُهُم كذلك، وهُذَيْلٌ من بين العَرَب كلِّها مُعْفِرَة. وفي الحديث: حَتّى تَرى عُفْرَةَ إبْطَيْة أي بَيَاضَهما.
ولَقِيْتُه عن عُفْرٍ: أي بَعْدَ شَهْرٍ. وشَرَفُهُ عن عُفْرٍ: أي حَدِيْثٌ. وهُذَيْلٌ تقول: جاءني بكلامٍ لا عَفْرَ له ولا عَوِيْصَ. وما أغْرَبَ عُفُورَه وعَوِيْصَه: أي معانيه. والعَفَرُ: وهو من الشَّمْس ما يُقال له مُخَاطُ الشَّيْطانِ ومُخَاطُ الشَّمْس.
[عفر] فيه: إذا سجد جافى عضديه حتى يرى من خلفه "عفرة" إبطيه، هو بياض غير خالص بل كلون عفر الأرض وهو وجهها. ط: أراد منبت الشعر من الإبطين بمخالطة بياض الجلد سواد الشعر. ن: هو بضم مهملة وفتحها وسكون فاء. ج: ومنه: يحشر على أرض "عفراء"، أي بيضاء ليس فيها علم، هو الجبل وما يهتدي به في البرية من جدار أو بناء. ك: هو بمهملة وفاء وراء ومد، أي بيضاء إلى حمرة. نه: وفيه: إن امرأة شكت إليه قلة نسل غنمها قال: ما ألوانها؟ قالت:وفي كتاب أبي موسى: ليثا "عفريا"، أي قويًا داهيًا، أسد عفر بوزن طمر أي قوي عظيم. وفيه: أو عدله من "المعافري"، هو برود بالمين منسوبة إلى معافر- قبيلة.
ج: أي ما يعادله ويماثله من ثوب منسوب إلى معافر- بفتح ميم موضع باليمن. ن: ومنه: وأخذت "معافريه" وأعطيهت بردتك فكانت عليك حلة، وصوابه: أو أخذت، بأو لأن المقصود أن يكون على أحدهما بردتان وعلى الآخر معافريان. نه: وفيه ح: ما لي عهد بأهلي منذ "عفار" النخل. وح: ما قربت أهلي مذ "عفرنا" النخل، ويروى بالقاف وهو خطأ، التعفير أنهم كانوا إذا أبروا النخل تركــوا سقيها أربعين يومًا لئلا ينتقض حملها ثم تسقى ثم تــترك إلى أن تعطش ثم تسقى، وعفروا إذا فعلوه، وهو من تعفير الوحشية ولدها، وذلك أن تفطمه عند الرضاع أيامًا ثم ترضعه، تفعله مرارًا ليعتاده. و "عفير" اسم حماره صلى الله عليه وسلم مصغر أعفر، من العفرة: الغبرة. وفيه: خرج على حماره "يعفور"، سمي به من العفرة، أو تشبيهًا في عدوه باليعفور وهو الظبي، وقيل: الخشف.
[عفر] العَفَرُ، بالتحريك: التراب. والعَفَرُ أيضاً: أوّلُ سَقيةٍ سُقيها الزرع. وعَفَرَهُ في التراب يَعْفِرُهُ عَفْراً، وعفره تعفيرا، أي مرغه. والتعفير في الفِطام: أن تمسح المرأة ثديها بشئ من التراب تنفيرا للصبيّ. ويقال: هو من قولهم: لقيتُ فلاناً عن عُفْرٍ بالضم، أي بعد شهرٍ ونحوه، لأنَّها ترضعه بين اليوم واليومين، تبلو بذلك صبره. وهذا المعنى أراد لبيد بقوله: لمعفر قَهْدٍ تنازَعَ شِلوَهُ * غُبْسٌ كواسِبُ لايمن طعامها - وتعفير اللحم: تجفيفه على الرمل في الشمس. واسم ذلك اللحم العفير وانعفر الشئ، أي تترب. واعتفر مثله. وقال المرّار يصف شَعر امرأةٍ بالكثافة والطول: تهلك المدارة في أكنافه * وإذا ما أَرْسَلَتْهُ يَعْتَفِرْ - ويروى: " ينعفر ". ويقال: اعْتَفَرَهُ الأسد، إذا فَرَسَهُ. والتعفيرُ: التَبْييضُ. وفي الحديث: أنَّ امرأةً شكت إليه أنَّ مالها لا يزكو، فقال: ما ألوانها؟ قالت: سودٌ فقال: " عَفِّري "، أي استبدلي أغناماً بيضاً، فإنَّ البركة فيها. والعَفيرُ من النساء: التي لا تهدى لجارتها شيئا. قال الكميت: وإذا الخرد اغتررن من المح‍ * - ل وصارت مهداؤهن عفيرا. - والعفير: السويق الملتوتُ بلا أدْمٍ. والأعْفَرُ: الأبيض وليس بالشديد البياض. وشاةٌ عَفْراءٌ: يعلو بياضها حمرةٌ. أبو عمرو: العُفْرُ من الظباء: التي يعلو بياضها حمرةٌ، قصار الأعناق، وهي أضعف الظباء عَدواً، تسكن القفاف وصلابة الأرض. قال الكميت: وكُنَّا إذا جَبَّارُ قومٍ أرادنا * بكيدٍ حملناهُ على قَرنِ أعْفَرا - يقول: نقتله ونحمل رأسه على السنان. وكانت تكون الاسنة فيها مضى، من القرون. والعفراء من الليالي: ليلة ثلاثَ عشرة. والمَعْفورةُ: الأرض التي أُكِل نبتها. واليَعْفور: الخِشْفُ، وولد البقرة الوحشية أيضاً. وقال بعضهم: اليَعافيرُ تيوس الظباء. والاسود بن يعفر الشاعر إذا قتله بفتح الياء لم تصرفه، لانه مثل يقتل. وقال يونس: سمعت رؤبة يقول: أسود بن يعفر بضم الياء وهذا ينصرف لانه قد زال عنه شبه الفعل. والعفار: شجر تقدح منه النار. وفي المثل: " في كلِّ شجرٍ نارٌ، واستمجد المَرْخُ والعَفارُ ". والعَفار أيضاً: إصلاح النخلة وتلقيحها. يقال: كنا في العَفار وهو بالفاء أشهر منه بالقاف. والعفارُ: لغة في القفار، وهو الخبز بلا أدم. والعفر بالكسر: الخنزير الذكر. والعِفْرُ: الرجل الخبيث الداهي. والمرأة عفرة. قال أبو عبيدة: العفريت من كل شئ: المبالغ يقال: فلانٌ عِفْريتٌ نفريتٌ، وعِفْرِيَةٌ نِفْرِيَةٌ. وفى الحديث: " إن الله تعالى يبغض العفرية النفرية، الذى لا يرزأ في أهل ولا مال ". والعفرية: المصحح. والنفرية إتباع. قال: والعفارية مثل العفريت، وهو واحد. وأنشد لجرير: قرنت الظالمين بمر مريس * يذل لها العفارية المريد - قال الخليل: شيطانٌ عِفْرِيَةٌ وعِفْريت، وهم العفارية والعغاريت، إذا سكنت الياء صيرت الهاء تاء، وإذا حركتها فالتاء هاء في الوقف. قال ذو الرمّة: كأنَّه كوكبٌ في إثر عِفْرِيَةٍ * مُسَوَّمٌ في سواد الليل منقضب - والعفرية أيضا: الداهية. والعُفْرَةُ بالضم: شعرةُ القفا من الأسد والديك وغيرهما، وهي التي يردُّها إلى يافوخه عند الهِراش، وكذلك العِفرِية والعِفراة أيضاً بالكسر فيهما. يقال: جاء فلانٌ نافشاً عفريته، إذا غضبان. والمعافر بضم الميم: الذي يمشي مع الرُفَقِ فينال من فضلهم. ومعافر بفتح الميم: حى من همدان، لا ينصرف في معرفة ولا نكرة، لانه جاء على مثال مالا ينصرف من الجمع. وإليهم تنسب الثياب المعافرية. تقول: ثوب معافرى، فتصرفه لانك أدخلت عليه ياء النسبة ولم تكن في الواحد. والعفرنى: الاسد وهو فَعَلْنى، سمِّي بذلك لشدّته. ولبؤةٌ عفرنى أيضا، أي شديدة، والنون والالف للالحاق بسفرجل. ونافة عفرناة، أي قوية. قال الشاعر : حملت أثقالي مصمماتها * غلب الذفارى وعفر نياتها - ووقع القوم في عافورِ شرٍّ، أي في شدّة. ويقال: جاءنا فلانٌ في عُفُرَّةِ الحرِّ، بضم العين والفاء: لغة في أُفُرَّة الحرّ. وفي عفرة الحر بالفتح، حكاهما الكسائي، أي في شدَّته، ويقال في أوَّله. وعِفِرِّينُ: مأسَدَةٌ. وقيل لكلِّ ضابطٍ قويٍّ: ليثٌ عِفِرِّينَ، بكسر العين والراء مشددة. قال الاصمعي: عفرين: اسم بلد. 
(ع ف ر)

والعَفْرُ والعَفَرُ: ظَاهر التُّرَاب وَالْجمع أعْفارٌ.

وعفَرَهُ فِي التُّرَاب يَعْفِرُه عَفْراً وعَفَّرَه فانْعَفَر وتَعَفَّر: مرَّغه فِيهِ أَو دسه. وَقَول جرير:

وسارَ لِبَكْرٍ نُخْبَةٌ من مُجَاشِعٍ ... فَلَمَّا رأَى شيبانَ والخيْلَ عَفَّرَا

قيل فِي تَفْسِيره: أَرَادَ تَعَفَّرَ، وَيحْتَمل عِنْدِي أَن يكون أَرَادَ عَفَّرَ جنبه، فَحذف الْمَفْعُول.

وعَفَرَه واعْتَفَرَه: ضرب بِهِ الأَرْض. وَقَول أبي ذُؤَيْب:

ألْفَيْتَ أغْلَبَ مِنْ أُسْدِ المَسَدّحَدِ ... يدَ النَّابِ أخْذَتُهُ عَفْرٌ فَتَطْريحُ

قَالَ السكرِي: عَفْرٌ أَي يَعْفِره فِي التُّرَاب. وَقَالَ أَبُو نصر: عَفْرٌ: جذب، قَالَ ابْن جني: قَول أبي نصر هُوَ الْمَعْمُول بِهِ، وَذَلِكَ أَن الْفَاء مرتبَة، وَإِنَّمَا يكون التَّعْفِير فِي التُّرَاب بعد الطرح لَا قبله فالعَفْرُ إِذا هَاهُنَا هُوَ الجذب، فَإِن قلت: فَكيف جَازَ أَن يُسمى الجذب عَفْراً؟ قيل: جَازَ ذَلِك لتصور معنى التَّعْفير بعد الجذب وانه إِنَّمَا يصير إِلَى العَفَر الَّذِي هُوَ التُّرَاب بعد أَن يجذبه ويساوره، أَلا ترى مَا أنْشدهُ الْأَصْمَعِي:

وهُنَّ مَداًّ غَضَنُ الأَفِيق

فَسمى جلودها وَهِي حَيَّة أفِيقا وَإِنَّمَا الافيق الْجلد مَا دَامَ فِي الدّباغ، وَهُوَ قبل ذَلِك جلد وإهاب وَنَحْو ذَلِك، وَلكنه لما كَانَ يصير إِلَى الدّباغ سَمَّاهُ أفيقا، أطلق ذَلِك عَلَيْهِ قبل وُصُوله إِلَيْهِ على وَجه تصور الْحَال المتوقعة، وَنَحْو مِنْهُ قَول الله سُبْحَانَهُ (إِنِّي أرَاني أعْصِرُ خَمْراً) وَقَول الشَّاعِر

إذَا مَا ماتَ مَيْتٌ منْ تَمِيم ... فَسَرَّكَ أنْ يَعِيش فَجِيء بزاد

فَسَماهُ مَيتا وَهُوَ حَيّ لِأَنَّهُ سيموت لَا محَالة، وَعَلِيهِ قَوْله أَيْضا (إنَّك مَيِّتٌ وإنَّهُمْ مَيِّتُون) أَي إِنَّكُم ستموتون. قَالَ الفرزدق:

قتلتُ قَتِيلا لم يَرَ النَّاسُ مِثْلَهُ ... أُقَلِّبه ذَا تُومَتَيْنِ مُسَوَّرَا

وَإِذا جَازَ أَن يُسمى الجذب عفرا لِأَنَّهُ يصير إِلَى العفر - وَقد يُمكن أَلا يصير الجذب إِلَى العفر - كَانَ تَسْمِيَته الْحَيّ مَيتا - لِأَنَّهُ ميت لَا محَالة - أَجْدَر بِالْجَوَازِ.

واعْتَفَرَ ثَوْبه فِي التُّرَاب كَذَلِك.

والعُفْرَةُ غبرة فِي حمرَة، عَفِرَ عَفَراً وَهُوَ أعْفَرُ.

والأعْفَرُ من الظباء: الَّذِي تعلو بياضه حمرَة، وَقيل: الأعفُر مِنْهَا: الَّذِي فِي سراته حمرَة وأقرابه بيض.

وثريد أعفَرُ: مبيض، مِنْهُ، وَقد تعافر، وَمن كَلَام بَعضهم وَوصف الحروقة فَقَالَ:

حَتَّى تَتَعافَرَ منْ تَفْتِها أَي تبيضَّ

وَقَول بعض الأغفال:

وجَرْدَبَتْ فِي سَمَلٍ عُفَيرِ

وَيجوز أَن يكون تَصْغِير أعفر على تَصْغِير التَّرْخِيم أَي مصبوغ بصبغ الْبيَاض والحمرة.

وماعزة عَفْراءُ: خَالِصَة الْبيَاض.

وَأَرْض عَفْراءُ: بَيْضَاء لم تُوطأ، كَقَوْلِهِم فِيهَا: هجان اللَّوْن.

والعُفْر من ليَالِي الشَّهْر: السَّابِعَة وَالثَّامِنَة والتاسعة وَذَلِكَ لبياض الْقَمَر، وَقَالَ ثَعْلَب: العُفْر مِنْهَا: الْبيض، وَلم يعين، قَالَ: وَقَالَ أَبُو رزمة:

مَا عُفُرُ اللَّيالي كالدَّآدي ... وَلَا تَوَالي الخيْلِ كالهَوَادي تواليها: أواخرها وعَفَّر الرجل: خلط سود غنمه وَإِبِله بِعُفْرٍ وَفِي الحَدِيث " أَن امْرَأَة شكت إِلَيْهِ قلَّة نسل غنمها وإبلها ورسلها وَأَنَّهَا لَا تنمي، فَقَالَ: مَا ألوانها؟ قَالَت: سود. فَقَالَ: عفِّرِي " التَّفْسِير للهروي فِي الغريبين.

واليَعْفُور واليُعْفُورُ: الظبي الَّذِي لَونه لون العَفَر وَهُوَ التُّرَاب، وَقيل: هُوَ الظبي عَامَّة وَالْأُنْثَى يَعْفُورةٌ، وَقيل: اليَعْفور: الخشف يُسمى بذلك لصغره وَكَثْرَة لزوقه بِالْأَرْضِ.

واليَعْفُورُ أَيْضا: جُزْء من أَجزَاء اللَّيْل الْخَمْسَة الَّتِي يُقَال لَهَا سدفة وستفة وهجمة ويعفور وخدرة. وَقَول طرفَة:

جازَتِ البيدَ إِلَى أرْحُلِنا ... آخرَ اللَّيْل بِيعْفُورٍ خَدِرْ

أَرَادَ: بشخص إِنْسَان مثل اليَعْفُورِ، فالخدر على هَذَا: المتخلف عَن القطيع، وَقيل: أَرَادَ باليعفور: الْجُزْء من أَجزَاء اللَّيْل، فالخدر على هَذَا: المظلم.

وعَفَّرَتِ الوحشية وَلَدهَا: قطعت عَنهُ الرَّضَاع يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ ثمَّ ردته ثمَّ قطعته وَذَلِكَ إِذا أَرَادَت فطامه، وَحَكَاهُ أَبُو عبيد فِي الْمَرْأَة والناقة.

وَرجل عِفْرٌ وعِفْرِيَةٌ وعِفارِيَةٌ وعِفْرِيتٌ: بيِّن العَفارَةِ خَبِيث مُنكر.

وَقَالَ الزّجاج العِفْريتُ: النَّافِذ فِي الْأَمر المبالغ فِيهِ خبث ودهاء، وَقد تَعَفْرَتَ، وَهَذَا مِمَّا تحملوا فِيهِ تبقية الزَّائِد مَعَ الأَصْل فِي حَال الِاشْتِقَاق تَوْفِيَة للمعنى وَدلَالَة عَلَيْهِ، وَحكى اللحياني امْرَأَة عِفْرِيتَةٌ.

وَرجل عِفْرِينٌ وعِفِرِّينٌ كَعَفْريتٍ.

والعِفْرُ: الشجاع الْجلد، وَقيل: الغليظ الشَّديد، وَالْجمع أعْفارٌ وعِفارٌ قَالَ:

خَلا الجوْفُ منْ أعْفارِ سَعدٍ فَمَا بِهِ ... لِمُسْتَصْرِخٍ يَشْكُو التُبُّولَ نَصِيرُ

وَأسد عِفْرٌ وعِفْرِيةٌ وعُفارِيَةٌ وعِفْرِيتٌ وعَفرْنَي: شَدِيد، ولبؤة عَفَرْناةٌ وَقيل العفرناة للذّكر وَالْأُنْثَى، إِمَّا أَن يكون من العَفَرِ الَّذِي هُوَ التُّرَاب، وَإِمَّا أَن يكون من العَفْر الَّذِي هُوَ الاعتفار، وَإِمَّا أَن يكون من الْقُوَّة وَالْجَلد.

وَلَيْث عِفِرّينَ: دويبة مأواها التُّرَاب فِي أصُول الْحِيطَان تَدور دوارة ثمَّ تندس فِي جوفها فَإِذا أهيجت رمت بِالتُّرَابِ صعدا، وَهُوَ من الْمثل الَّتِي لم يحكها سِيبَوَيْهٍ، قَالَ ابْن جني: أما عِفِرّين فقد ذكر سِيبَوَيْهٍ فعلا كطمر وَحبر فَكَأَنَّهُ أُلحق علم الْجمع كالبرحين والفتكرين إِلَّا أَن بَينهمَا فرقا وَذَلِكَ أَن هَذَا يُقَال البرحون والفتكرون وَلم نسْمع فِي عفرين الْوَاو. وَجَوَاب هَذَا انه لم يسمع عفرين - فِي الرّفْع - بِالْيَاءِ وَإِنَّمَا سمع فِي مَوضِع الْجَرّ وَهُوَ قَوْلهم لَيْث عفرين فَيجوز أَن يُقَال فِيهِ فِي الرّفْع: هَذَا عِفِرُّونَ. لَكِن لَو سمع - فِي مَوضِع الرّفْع - بِالْيَاءِ، لَكَانَ أشبه بِأَن يكون فِيهِ النّظر، فَأَما وَهُوَ فِي مَوضِع الْجَرّ فَلَا يُستنكر فِيهِ الْيَاء.

وَلَيْث عِفِرّينَ: الرجل الْكَامِل ابْن الْخمسين. وَقيل: ابْن عشر لعَّاب بالقُلين، وَابْن عشْرين باغي نسين، وَابْن الثَّلَاثِينَ أسعى الساعين، وَابْن الْأَرْبَعين أبطش الأبطشين، وَابْن الْخمسين لَيْث عفرين. وَابْن السِّتين مؤنس الجليسين، وَابْن السّبْعين أحكم الْحَاكِمين، وَابْن الثَّمَانِينَ أسْرع الحاسبين، وَابْن التسعين وَاحِد الأرذلين، وَابْن الْمِائَة لاجا ولاسا. يَقُول لَا رجل وَلَا امْرَأَة وَلَا جن وَلَا إنس.

وعِفِرُّون: بلد.

وعِفْرِيَةُ الديك: ريش عُنُقه.

وعِفْرِية الرَّأْس وعِفْرَاتُهُ: شعره، وَقيل هِيَ من الْإِنْسَان شعر الْقَفَا وَمن الدَّابَّة شعر الناصية. وَقيل: العِفْريَةُ والعِفْرَاةُ: الشعرات النابتات فِي وسط الرَّأْس يقشعررن عِنْد الْفَزع.

وَجَاء ناشرا عِفْرِيتَهُ وعِفْرَاتَه: أَي ناشرا شعره من الطمع والحرص.

والعِفْرُ: الذّكر من الْخَنَازِير.

والعُفْرُ: طول الْعَهْد. مَا أَلْقَاهُ إِلَّا عَن عُفْرٍ وعُفُرٍ أَي بعد حِين، وَقيل بعد شهر. قَالَ جرير:

دِيارَ الجميعِ الصَّالِحين بذِي السِّدْرِ ... أبيني لنا إنَّ التحيَّةَ عَنْ عُفْرِ

وَقَول الشَّاعِر، أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

فَلَئِنْ طَأْطأْتُ فِي قَتْلِهِمُ ... لَتُهاضَنَّ عِظامي عَنْ عُفُرْ

عَن عُفُرٍ: أَي عَن بعد من أخوالي، لأَنهم وَإِن كَانُوا أقرباء فليسوا فِي الْقرب مثل الْأَعْمَام، وَيدل على أَنه عَنى أَخْوَاله قَوْله قبل هَذَا:

إنَّ أخوالي جَمِيعًا من شَقِرْ ... لَبِسوا لي عَمَساً جِلْد النمِرْ

العمس هُنَا كالحمس وَهِي الشدَّة، وَأرى الْبَيْت لضباب بن وَاقد الطهوي.

وَوَقع فِي عافُور شَرّ كعاثور شَرّ، وَقيل هِيَ على الْبَدَل.

والعَفار - بِالْفَتْح - تلقيح النّخل.

وعَفَر النّخل: فرغ من تلقيحه.

وعَفَرَ النّخل وَالزَّرْع: سقَاهُ أول سقية، يَمَانِية.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: عَفَرَ النَّاس يعفرون عَفْرًا:

إِذا سَقَوُا الزَّرْع بَعْد طَرْح الحبّ

والعَفاُر: شجر يتَّخذ مِنْهُ الزِّنَاد، وَفِي مثل " فِي كُلّ الشَّجَرِ نَار، واسْتَمْجدَ المَرْخُ والعَفَار " أَي كثرت فيهمَا على مَا فِي سَائِر الشّجر وَمثل أَيْضا " اقْدَحْ بِعَفارٍ أَو مرخ ثمَّ اشْدُد إِن شِئْت أَو أرخ ".

قَالَ أَبُو حنيفَة: اخبرني بعض أَعْرَاب السراة أَن العَفار شَبيه بشجرة الغبيراء الصَّغِيرَة إِذا رَأَيْتهَا من بعيد لم تشك إِنَّهَا شَجَرَة غُبيراء ونورها أَيْضا كنورها، وَهُوَ شجر خوَّار وَلذَلِك جاد للزناد، واحدته عَفارَةٌ.

وعَفارَةُ، اسْم امْرَأَة مِنْهُ. قَالَ الْأَعْشَى:

بانَتْ لِتَحْزُنَنا عَفَارة ... يَا جارَتا مَا أنْتِ جَارَهْ

والعَفِيرُ: لحم يجفف على الرمل فِي الشَّمْس.

وَسَوِيق عَفِيرٌ وعَفَارٌ: لَا يلت بأدم، وَكَذَلِكَ خبز عَفير وعَفَارٌ، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والعَفيِر: الَّذِي لَا يهدى شَيْئا، الْمُذكر والمؤنث فِيهِ سَوَاء، قَالَ:

وَإذَا الخُرَّدُ اغْبَرَرْنَ من المَحْ ... ل وصَارَت مِهْداؤُهُنَّ عَفيرا وَكَانَ ذَلِك فِي عُفُرَّةِ الْبرد وَالْحر وعفُرَّتِهما: أَي فِي أَولهمَا.

ونصل عُفارِىّ: جيد.

وبذير عَفِيرٌ كثير، إتباع.

وَحكى ابْن الْأَعرَابِي: عَلَيْهِ العَفارُ والدَّبارُ وَسُوء الدَّار. وَلم يفسره.

ومَعَافِرُ: قَبيلَة. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: مَعَافِرُ بن مُرّ - فِيمَا يَزْعمُونَ - أَخُو تَمِيم بن مر.

ومَعافِرُ: بلد بِالْيمن. وثوب مَعافِرِيّ وَلَا يُقَال بِضَم الْمِيم، وَقيل إِنَّمَا هُوَ: مَعافِرُ غير مَنْسُوب وَقد جَاءَ فِي الرجز الفصيح مَنْسُوبا.

وَرجل مَعافِرِيّ: يمشي مَعَ الرِّفق فينال فَضلهمْ. قَالَ ابْن دُرَيْد: لَا أَدْرِي أعربي هُوَ أم لَا.

وعُفَيرٌ وعَفَارٌ ويَعْفُور ويَعْفُر أَسمَاء وَحكى السيرافي: الْأسود بن يَعْفُرَ ويُعْفِرَ ويُعْفُرَ قَالَ: فَأَما يَعْفُرُ ويُعْفِرُ فأصلان، وَأما يُعْفُر فعلى إتباع الْيَاء ضمة الْفَاء، وَقد يكون على إتباع الْفَاء من يَعْفُرَ ضمة الْيَاء من يُعْفِرَ.

ويَعْفُورُ: حمَار النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وعَفْرَاءُ وعُفَيرَةُ وعَفارَى من أَسمَاء النِّسَاء.

وعُفْرٌ وعِفْرَى: موضعان، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

لَقَدْ لَاقَى المَطِيَّ بِنَجْدِ عُفْرٍ ... حَدِيثٌ إنْ عَجِبْتَ لَهُ عَجِيبُ

وَقَالَ عدي بن الرّقاع:

غَشِيتُ بِعِفْرَى أوْ بِرِجْلَتِها رَبْعا ... رَماداً وأحْجاراً بَقِينَ لَهَا سُفْعا

عفر: العَفْرُ والعَفَرُ: ظاهر التراب، والجمع أَعفارٌ. وعَفَرَه في

التُّراب يَعْفِره عَفْراً وعَفَّره تَعْفِيراً فانْعَفَر وتَعَفَّرَ:

مَرَّغَه فيه أَو دَسَّه. والعَفَر: التراب؛ وفي حديث أَبي جهل: هل يُعَفَّرُ

مُحمدٌ وَجْهَه بين أَظْهُرِكم؟ يُرِيدُ به سجودَه في التُّرابِ، ولذلك

قال في آخره: لأَطَأَنّ على رقبته أَو لأُعَفِّرَنّ وجْهَه في التراب؛

يريد إِذلاله؛ ومنه قول جرير:

وسارَ لبَكْرٍ نُخْبةٌ من مُجاشِعٍ،

فلما رَأَى شَيْبانَ والخيلَ عَفّرا

قيل في تفسيره: أَراد تَعَفَّر. قال ابن سيده: ويحتمل عندي أَن يكون

أَراد عَفّرَ جَنْبَه، فحذف المفعول. وعَفَرَه واعْتَفَرَه: ضرَبَ به

الأَرض؛ وقول أَبي ذؤيب:

أَلْفَيْتُ أَغْلَب من أُسْد المُسَدِّ حَدِيـ

ـدَ الناب، أَخْذتُه عَفْرٌ فتَطْرِيحُ

قال السكري: عَفْر أَي يَعْفِرُه في التراب. وقال أَبو نصر: عَفْرٌ

جَذْب؛ قال ابن جني: قول أَبي نصر هو المعمول به، وذلك أَن الفاء مُرَتِّبة،

وإِنما يكون التَّعْفِير في التراب بعد الطَّرْح لا قبله، فالعَفْرُ

إِذاً ههنا هو الجَذْب، فإِن قلت: فكيف جاز أَن يُسمّي الجذب عَفْراً؟ قيل:

جاز ذلك لتصوّر معنى التَّعْفِير بعد الجَذْب، وأَنه إِنما يَصِير إِلى

العَفَر الذي هو التراب بعد أَن يَجْذِبَه ويُساوِرَه؛ أَلا ترى ما أَنشده

الأَصمعي:

وهُنَّ مَدّا غَضَنَ الأَفِيق

(* قوله: «وهن مداً إلخ» هكذا في الأَصل).

فسَمَّى جلودَها، وهي حيةٌ، أَفِيقاً؛ وإِنما الأَفِيقُ الجلد ما دام في

الدباغ، وهو قبل ذلك جلد وإِهاب ونحو ذلك، ولكنه لما كان قد يصير إِلى

الدباغ سَمَّاه أَفِيقاً وأَطلق ذلك عليه قبل وصوله إِليه على وجه تصور

الحال المتوقعة. ونحوٌ منه قولُه تعالى: إِني أَراني أَعْصِرُ خمْراً؛ وقول

الشاعر:

إِذا ما ماتَ مَيْتٌ مِن تمِيمٍ،

فسَرَّك أَن يَعِيشَ، فجِئْ بزادِ

فسماه ميتاً وهو حيّ لأَنه سَيموت لا محالة؛ وعليه قوله تعالى أَيضاً:

إِنك مَيِّتٌ وإِنهم مَيِّتون؛ أَي إِنكم ستموتون؛ قال الفرزدق:

قَتَلْتَ قَتِيلاً لم يَرَ الناسُ مِثْلَه،

أُقَلِّبُه ذا تُومَتَيْنِ مُسَوَّرا

وإِذ جاز أَن يسمى الجَذْبُ عَفْراً لأَنه يصير إِلى العَفْر، وقد يمكن

أَن لا يصير الجذبُ إِلى العَفْر، كان تسميةُ الحيِّ ميتاً لأَنه ميّت لا

محالة أَجْدَرَ بالجواز. واعْتَفَرَ ثَوْبَه في التراب: كذلك. ويقال:

عَفّرْت فلاناً في التراب إِذا مَرَّغْته فيه تَعْفِيراً. وانْعَفَرَ

الشيء: تترّب، واعْتَفَرَ مثله، وهو مُنْعَفِر الوجه في التراب ومُعَفَّرُ

الوجه. ويقال: اعْتَفَرْتُه اعْتِفاراً إِذا ضربت به الأَرض فمَغَثْتَه؛ قال

المرار يصف امرأَة طال شعرُها وكَثُفَ حتى مسَّ الأَرض:

تَهْلِك المِدْراةُ في أَكْنافِه،

وإِذا ما أَرْسَلَتْه يَعْتَفِرْ

أَي سقط شعرها على الأَرض؛ جعَلَه من عَفَّرْته فاعْتَفَر. وفي الحديث:

أَنه مرّ على أَرضٍ تُسَمَّى عَفِرةً فسماَّها خَضِرَةً؛ هو من العُفْرة

لَوْنِ الأَرض، ويروى بالقاف والثاء والدال؛ وفي قصيد كعب:

يعدو فيَلْحَمُ ضِرْغامَيْنِ، عَيْشُهما

لَحْمٌ، من القوم، مَعْفُورٌ خَراذِيلُ

المَعْفورُ: المُترَّبُ المُعَفَّرُ بالتراب. وفي الحديث: العافِر

الوجْهِ في الصلاة؛ أَي المُترّب.

والعُفْرة: غُبْرة في حُمْرة، عَفِرَ عَفَراً، وهو أَعْفَرُ. والأَعْفَر

من الظباء: الذي تَعْلو بياضَه حُمْرَةٌ، وقيل: الأَعْفَرُ منها الذي في

سَراتِه حُمْرةٌ وأَقرابُه بِيضٌ؛ قال أَبو زيد: من الظباء العُفْر،

وقيل: هي التي تسكن القفافَ وصلابة الأَرض. وهي حُمْر، والعُفْر من الظباء:

التي تعلو بياضَها حمرة، قِصار الأَعناق، وهي أَضعف الظباء عَدْواً؛ قال

الكميت:

وكنّا إِذا جَبّارُ قومٍ أَرادَنا

بكَيْدٍ، حَمَلْناه على قَرْنِ أَعْفَرا

يقول: نقتله ونَحْمِل رأْسَه على السِّنَان، وكانت تكون الأَسِنَّة فيما

مضى من القرون. ويقال: رماني عن قَرْن أَعْفَرَ أَي رماني بداهية؛ ومنه

قول ابن أَحمر:

وأَصْبَحَ يَرْمِي الناسَ عن قَرْنِ أَعْفَرا

وذلك أَنهم كانوا يتخذون القُرونَ مكانَ الأَسِنّة فصار مثلاً عندهم في

الشدة تنزل بهم. ويقال للرجل إِذا بات ليلَته في شدة تُقْلِقُه: كنتَ على

قَرْن أَعْفَرَ؛ ومنه قول امرئ القيس:

كأَني وأَصْحابي على قَرْنِ أَعْفَرا

وثَرِيدٌ أَعْفَرُ: مُبْيَضٌّ، وقد تعافَرَ. ومن كلامهم

(* كذا بياض في

الأصل) . . . هم ووصف الحَرُوقة فقال: حتى تعافرَ من نَفْثها أَي

تَبَيَّض. والأَعْفَرُ: الرَّمْل الأَحمر؛ وقول بعض الأَغفال:

وجَرْدَبَت في سَمِلٍ عُفَيْر

يجوز أَن يكون تصغير أَعْفَر على تصغير الترخيم أَي مصبوغ بِصِبْغ بين

البياض والحمرة. والأَعْفَر: الأَبْيضُ وليس بالشديد البياض. وماعِزةٌ

عَفْراء: خالصة البياض. وأَرض عَفْراء: بيضاء لم تُوطأْ كقولهم فيها بيحان

اللون

(* قوله: «بيحان اللون» هو هكذا في الأصل). وفي الحديث: يُحْشَرُ

الناسُ يوم القيامة على أَرض عَفْراء.

والعُفْرُ من لَيالي الشهر: السابعةُ والثامنةُ والتاسعةُ، وذلك لبياض

القمر. وقال ثعلب: العُفْرُ منها البِيضُ، ولم يُعَيِّنْ؛ وقال أَبو

رزمة:ما عُفُرُ اللَّيالي كالدَّآدِي،

ولا تَوالي الخيلِ كالهَوادِي

تواليها: أَواخرها. وفي الحديث: ليس عُفر الليالي كالدَّآدِي؛ أَي

الليالي المقمرةُ كالسود، وقيل: هو مثَل. وفي الحديث: أَنه كان إِذا سجد جافى

عَضُدَيْهِ حتى يُرى من خلفه عُفْرَة إِبْطَيْهِ؛ أَبو زيد والأَصمعي:

العُفْرَةُ بياض ولكن ليس بالبياض الناصع الشديد. ولكنه كلون عَفَر الأَرض

وهو وجهها؛ ومنه الحديث: كأَني أَنظر إِلى عُفْرَتَيْ إِبْطَيْ رسول

الله، صلى الله عليه وسلم؛ ومنه قيل للظِّباء عُفْر إِذا كانت أَلوانها كذلك،

وإِنما سُميت بعَفَر الأَرض. ويقال: ما على عَفَرِ الأَرض مِثْلَهُ أَي

ما على وجهها. وعَفَّر الرجلُ: خلَط سُودَ غنمِه وإِبلِه بعُفْرٍ. وفي

حديث أَبي هريرة: في الضَّحِيَّةِ: لَدَمُ عَفْرَاء أَحَبُّ إِليّ من دم

سَوْدَاوَيْنِ والتَّعْفِير: التبييض. وفي الحديث: أَن امرأَة شكت إِليه

قِلَّةَ نَسْل غنمها وإِبلها ورِسْلِها وأَن مالها لا يَزْكُو، فقال: ما

أَلوانُها؟ قالت: سُودٌ. فقال: عَفِّرِي أَي اخُلِطيها بغنم عُفْرٍ، وقيل:

أَي اسْتَبْدِلي أَغناماً بيضاً فإِن البركة فيها. والعَفْراءُ من

الليالي: ليلة ثلاثَ عشْرة. والمَعْفُورةُ: الأَرض التي أُكِل نبتُها.

واليَعْفور واليُعْفور: الظبي الذي لونه كلون العَفَر وهو التراب، وقيل:

هو الظبي عامة، والأُنثى يَعْفورة، وقيل: اليَعْفور الخِشْف، سمي بذلك

لصغره وكثرة لُزوقِه بالأَرض، وقيل: اليَعْفُور ولد البقرة الوحشية، وقيل:

اليَعَافيرُ تُيُوس الظباء. وفي الحديث: ما جَرَى اليَعْفُورُ؛ قال ابن

الأَثير: هو الخِشْف، وهو ولد البقرة الوحشية، وقيل: تَيْس الظباء،

والجمع اليَعافِرُ، والياء زائدة. واليَعفور أَيضاً: جزء من أَجزاء الليل

الخمسة التي يقال لها: سُدْفة وسُتْفة وهَجْمة ويَعْفور وخُدْرة؛ وقول

طرفة:جازت البِيدَ إِلى أَرْحُلِنا،

آخرَ الليل، بيَعْفورٍ خَدِرْ

أَراد بشخصِ إِنسانٍ مثل اليَعْفور، فالخَدِرُ على هذا المتخلف عن

القطيع، وقيل: أَراد باليَعْفُورِ الجزء من أَجزاء الليل، فالخَدِرُ على هذا

المُظْلِمُ.

وعَفَّرت الوحشيّة ولدَها تُعَفِّرُه: قطعت عنه الرِّضاعَ يوماً أَو

يومين، فإِن خافت اين يضرّه ذلك ردّته إِلى الرضاع أَياماً ثم أَعادته إِلى

الفِطام، تفعل ذلك مرّات حتى يستمر عليه، فذلك التَّعْفير، والولد

مُعَفَّر، وذلك إِذا أَرادت فِطامَه؛ وحكاه أَبو عبيد في المرأَة والناقة، قال

أَبو عبيد: والأُمُّ تفعل مثل ذلك بولدها الإِنْسِيّ؛ وأَنشد بيت لبيد

يذكر بقرةً وحشيةً وولدَها:

لمُعَفَّر قَهْدٍ، تَنَازَعُ شِلْوَه

غُبْسٌ كَواسِبُ ما يُمَنُّ طَعامُها

قال الأَزهري: وقيل في تفسير المُعَفَّر في بيت لبيد إِنه ولدها الذي

افْتَرَسَتْه الذئابُ الغُبْسُ فعَفَّرته في التراب أَي مرّغته. قال: وهذا

عندي أَشْبَه بمعنى البيت. قال الجوهري: والتَّعْفِيرُ في الفِطام أَن

تَمْسَحَ المرأَةُ ثَدْيَها بشيء من التراب تنفيراً للصبي. ويقال: هو من

قولهم لقيت فلاناً عن عُفْر، بالضم، أَي بعد شهر ونحوه لأَنها ترضعه بين

اليوم واليومين تَبْلو بذلك صَبْرَه، وهذا المعنى أَراد لبيد قوله: لمعفر

قَهْدٍ. أَبو سعيد: تَعَفَّر الوحشيُّ تَعَفُّراً إِذا سَمِن؛ وأَنشد:

ومَجَرُّ مُنْتَحِر الطَّلِيِّ تَعَفَّرتْ

فيه الفِراءُ بجِزْع وادٍ مُمْكِنِ

قال: هذا سحاب يمر مرّاً بطيئاً لكثرة مائه كأَنه قد انْتَحَر لكثرة

مائه. وطَلِيُّه: مَناتحُ مائه، بمنزلة أَطْلاءِ الوحش. وتَعَفَّرت:

سَمِنَت. والفِراءُ: حُمُر الوحش. والمُمْكِنُ: الذي أَمكن مَرْعاه؛ وقال ابن

الأَعرابي: أَراد بالطَّلِيّ نَوْءَ الحمَل، ونَوءُ الطَّلِيّ والحمَلِ

واحدٌ عنده. قال: ومنتحر أَراد به نحره فكان النوء بذلك المكان من الحمل.

قال: وقوله واد مُمْكِن يُنْبِت المَكْنان، وهو نبتٌ من أَحرار البقول.

واعْتَفَرَه الأَسد إِذا افْتَرَسَه.

ورجل عِفْرٌ وعِفْرِيةٌ ونِفْرِيةٌ وعُفارِيةٌ وعِفْرِيتٌ بيّن

العَفارةِ: خبيث مُنْكَر داهٍ، والعُفارِيةُ مثل العِفْريت، وهو واحد؛ وأَنشد

لجرير:

قَرَنْتُ الظالمِين بمَرْمَرِيسٍ،

يَذِلّ لها العُفارِيةُ المَرِيدُ

قال الخليل: شيطان عِفْرِيةٌ وعِفْريتٌ، وهم العَفارِيَةُ والعَفارِيت،

إِذا سَكّنْتَ الياء صَيَّرت الهاء تاء، وإِذا حرّكتها فالتاء هاء في

الوقف؛ قال ذو الرمة:

كأَنّه كَوْكَبٌ في إِثْرِ عِفْرِية،

مُسَوّمٌ في سوادِ الليل مُنْقَضِب

والعِفْرِيةُ: الداهية. وفي الحديث: أَول دينكم نُبُوَّةٌ ورَحْمة ثم

مُلْكٌ أَعْفَرُ؛ أَي مُلْكٌ يُسَاسُ بالدَّهاء والنُّكْر، من قولهم للخبيث

المُنْكَر: عِفْر. والعَفارةُ: الخُبْث والشَّيْطنةُ؛ وامرأَة عِفِرَّة.

وفي التنزيل: قال عِفْرِيتٌ من الجِنّ أَنا آتِيكَ به؛ وقال الزجاج:

العِفْرِيت من الرجال النافذُ في الأَمر المبالغ فيه مع خُبْثٍ ودَهاءٍ، وقد

تَعَفْرَت، وهذا مما تحملوا فيه تَبْقِيةَ الزائدَ مع الأَصل في حال

الاشتقاق تَوْفِيةً للمعنى ودلالةً عليه. وحكى اللحياني: امرأَة عِفْرِيتةٌ

ورجلٌ عِفرِينٌ وعِفِرّينٌ كَعِفْرِيت. قال الفراء: من قال عِفْرِية

فجمعه عَفارِي كقولهم في جمع الطاغوت طَواغِيت وطَواغِي، ومن قال عِفْرِيتٌ

فجمعه عَفارِيت. وقال شمر: امرأَة عِفِرّة ورجل عِفِرٌّ، بتشديد الراء؛

وأَنشد في صفة امرأَة غير محمودة الصفة:

وضِبِرّة مِثْل الأَتانِ عِفِرّة،

ثَجْلاء ذات خواصِرٍ ما تَشْبَعُ

قال الليث: ويقال للخبيث عفَرْنى أَي عِفْرٌ، وهم العَفَرْنَوْنَ.

والعِفْرِيت من كل شيء: المبالغ. يقال: فلان عِفْرِيتٌ وعِفرِيةٌ نِفْرِية.

وفي الحديث: إِن الله يُبْغِضُ العِفْرَِيةَ النِّفْرِيةَ الذي لا يُرْزَأُ

في أَهلٍ ولا مالٍ؛ قيل: هو الداهي الخبيثُ الشِّرِّيرُ، ومنه

العِفْرِيت، وقيل: هو الجَمُوع المَنُوع، وقيل: الظَّلُوم. وقال الزمخشري: العِفْر

والعِفْريةُ والعِفْرِيت والعُفارِيةُ القوي المُتَشيْطِن الذي يَعْفِر

قِرْنَه، والياء في عَفِرِيةٍ وعُفارِيةٍ للإِلحاق بشرذمة وعُذافِرة،

والهاء فيهما للمبالغة، والتاء في عِفْرِيتٍ للإِلحاق بِقِنْدِيل. وفي كتاب

أَبي موسى: غَشِيَهم يومَ بَدْرٍ لَيْثاً عِفِرِّيّاً أَي قَوِيّاً

داهياً. يقال: أَسدٌ عِفْرٌ وعِفِرٌّ بوزن طِمِرّ أَي قويّ عظيم. والعِفْرِيةُ

المُصَحَّحُ والنِّفْرِية إِتباع؛ الأَزهري: التاء زائدة وأَصلها هاء،

والكلمة ثُلاثِيّة أَصلها عِفْرٌ وعِفْرِية، وقد ذكرها الأَزهري في

الرباعي أَيضاً، ومما وضع به ابنُ سيده من أَبي عبيد القاسم بن سلام قوله في

المصنف: العِفْرِية مثال فِعْلِلة، فجعل الياء أَصلاً، والياء لا تكون

أَصلاً في بنات الأَربعة.

والعُفْرُ: الشجاع الجَلْدُ، وقيل: الغليظ الشديد، والجمع أَعْفارٌ

وعِفارٌ؛ قال:

خلا الجَوْفُ من أَعْفارِ سَعْدٍ فما به،

لمُسْتَصْرِخٍ يَشْكُو التُّبولَ، نَصِيرُ

والعَفَرْنى: الأَسَدُ، وهو فَعَلْنى، سمي بذلك لشدته. ولَبْوةٌ

عَفَرْنى أَيضاً أَي شديدة، والنون للإِلحاق بسفرجل. وناقة عَفَرناة أَي قوية؛

قال عمر ابن لجإِ التيمي يصف إِبلاً:

حَمَّلْتُ أَثْقالي مُصَمِّماتِها

غُلْبَ الذَّفارى وعَفَرْنَياتِها

الأَزهري: ولا يقال جمل عَفَرْنى؛ قال ابن بري وقبل هذه الأَبيات:

فوَرَدَتْ قَبْل إِنَى ضَحَائِها،

تفَرّش الحيّات في خِرْشائِها

تُجَرُّ بالأَهْونِ من إِدْنائِها،

جَرَّ العجوزِ جانِبَيْ خِفَائِها

قال: ولما سمعه جرير ينشد هذه الأُرجوزة إِلى أَن بلغ هذا البيت قال له:

أَسأْت وأَخْفَقْتَ قال له عمر: فكيف أَقول؟ قال: قل:

جرَّ العروس الثِّنْيَ من رِدائِها

فقال له عمر: أَنت أَسْوَأُ حالاً مني حيث تقول:

لَقَوْمِي أَحْمى للحَقِيقَة مِنْكُم،

وأَضْرَبُ للجبّارِ، والنقعُ ساطِعُ

وأَوْثَقُ عند المُرْدَفات عَشِيّةً

لَحاقاً، إِذا ما جَرَّدَ السيفَ لامِعُ

والله إِن كنّ ما أُدْرِكْنَ إِلا عِشاءً ما أُدْرِكْن حتى نكحن، والذي

قاله جرير: عند المُرْهَفات، فغيّره عُمَر، وهذا البيت هو سبب التَّهاجي

بينهما؛ هذا ما ذكره ابن بري وقد ترى قافية هذه الأُرجوزة كيف هي، والله

تعالى أَعلم.

وأَسد عِفْرٌ وعِفْرِيةٌ وعُفارِيةٌ وعِفْرِيت وعَفَرْنى: شديد قويّ،

ولَبُوءَة عِفِرْناة إِذا كانا جَرِيئين، وقيل: العِفِرْناة الذكر

والأُنثى؛ إِما أَن يكون من العَفَر الذي هو التراب، وإِما أَن يكون من العَفْر

الذي هو الاعتِفَار، وإِما أَن يكون من القوة والجلَدِ. ويقال: اعْتَفَرَه

الأَسد إِذا فَرَسَه.

وليثُ عِفِرِّينَ تُسَمِّي به العربُ دُوَيْبّة مأْواها التراب السهل في

أُصول الحِيطان، تُدَوِّرُ دُوّارةَ ثم تَنْدَسّ في جوفها، فإِذا هِيجَت

رَمَتْ بالتراب صُعُداً. وهي من المُثُل التي لم يجدها سيبويه. قال ابن

جني: أَما عِفِرِّين فقد ذكر سيبويه فِعِلاًّ كطِمِرٍّ وحِبِرٍّ فكأَنه

أَلحق علم الجمع كالبِرَحِين والفِتَكْرِين إِلا أَن بينهما فرقاً، وذلك

أَن هذا يقال فيه البِرَحُون والفِتَكْرون، ولم يسمع في عِفِرِّين في

الرفع، بالياء، وإِنما سمع في موضع الجر، وهو قولهم: ليثُ عِفِرِّينَ، فيجوز

أَن يقال فيه في الرفع هذا عِفِرُّون، لكن لو سمع في موضع الرفع بالياء

لكان أَشبه بأَن يكون فيه النظر، فأَما وهو في موضع الجر فلا تُسْتَنْكرُ

فيه الياء. ولَيْثُ عِفِرِّين: الرجلُ الكامل ابن الخَمْسِين، ويقال: ابن

عَشْر لَعّابٌ بالقُلِينَ، وابن عشْرين باعي نسّين

(* قوله: «باعي نسين»

كذا بالأصل). وابن الثَّلاثين أَسْعى الساعِينَ، وابن الأَرْبَعِين

أَبْطَشُ الأَبْطَشِين، وابن الخمسين لَيْثُ عِفِرِّين، وابن السِّتِّين

مُؤُنِسُ الجَلِيسِين، وابن السَّبْعِين أَحْكمُ الحاكِمينَ، وابن الثمانين

أَسرعُ الحاسِبين، وابن التِّسْعِين واحد الأَرْذَلين، وابن المائة لا جا

ولا سا؛ يقول: لا رجل ولا امرأَة ولا جنّ ولا إِنس. ويقال: إِنه لأَشْجَع

من لَيْثِ عِفِرِّين، وهكذا قال الأَصمعي وأَبو عمرو في حكاية المثل

واختلفا في التفسير، فقال أَبو عمرو: هو الأَسد، وقال أَبو عمر: هو دابّةٌ

مثل الحِرْباء تتعرّض للراكب، قال: وهو منسوب إِلى عِفِرِّين اسم بلد؛

وروى أَبو حاتم الأَصمعي أَنه دابة مثل الحِرْباء يَتَصَدّى للراكب

ويَضْرِبُ بذنبه. وعِفِرِّين: مَأْسَدة، وقيل لكل ضابط قوي: لَيْثُ عِفِرِّين،

بكسر العين، والراء مشددة. وقال الأَصمعي: عِفِرِّين اسم بلد. قال ابن

سيده: وعِفِرُّون بلد.

وعِفْرِيةُ الدِّيكِ: رِيشُ عُنُقِه، وعِفْريةُ الرأْس، خفيفة على مثال

فِعْلِلة، وعَفْراة الرأْس: شعره، وقيل: هي من الإِنسان شعر الناصية، ومن

الدابة شعرُ القفا؛ وقيل: العِفْرِيةُ والعِفْراة الشعرات النابتات في

وسط الرأْس يَقْشَعِررن عند الفزع؛ وذكر ابن سيده في خطبة كتابه فيما قصد

به الوضع من أَبي عبيد القاسم بن سلام قال: وأَي شيء أَدلّ على ضعف

المُنَّة وسخافة الجُنَّة من قول أَبي عبيد في كتابه المصنف: العِفْرِية مثال

فِعْلِلَة، فجعل الياء أَصلاً والياء لا تكون أَصلاً في بنات الأَربعة.

والعُفْرة، بالضم: شعرة القَفا من الأَسد والديك وغيرهما وهي التي

يُرَدِّدُها إِلى يافوخِه عند الهِراش؛ قال: وكذلك العِفْرِية والعِفْراة،

فيها بالكسر. يقال: جاء فلان نافشاً عِفْرِيَته إِذا جاء غَضْبان. قال ابن

سيده: يقال جاء ناشِراً عِفْرِيَته وعِفْراتَه أَي ناشراً شعرَه من

الطَّمَع والحِرْص والعِفْر، بالكسر: الذكر الفحل من الخنازير. والعُفْر:

البُعْد. والعُفْر: قلَّة الزيارة. يقال: ما تأْتينا إِلا عن عُفْرٍ أَي بعد

قلة زيارة. والعُفْرُ: طولُ العهد. يقال: ما أَلقاه إِلا عن عُفْرٍ

وعُفُرٍ أَي بعد حين، وقيل: بعد شهر ونحوه؛ قال جرير:

دِيارَ جميعِ الصالحين بذي السِّدْرِ،

أَبِيني لَنا، إِن التحيةَ عن عُفْرِ

وقول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي:

فلئن طَأْطَأْتُ في قَتْلِهمُ،

لَتُهاضَنَّ عِظامِي عن عُفُرْ

عن عُفُرٍ أَي عن بُعْد من أَخوالي، لأَنهم وإِن كانوا أَقْرِباءَ،

فليسوا في القُرْب مثل الأَعمام؛ ويدل على أَنه عنى أَخوالَه قولُه قبل

هذا:إِنَّ أَخوالي جميعاً من شَقِرْ،

لَبِسُوا لي عَمَساً جِلْدَ النَّمِرْ

العَمَسُ ههنا، كالحَمَسِ: وهي الشدّة. قال ابن سيده: وأَرى البيت

لضبّاب بن واقد الطُّهَوِي؛ وأَما قول المرار:

على عُفُرٍ من عَنْ تَناءٍ، وإِنما

تَداني الهَوَى مِن عَن تَناءٍ وعن عُفْرِ

وكان هَجَرَ أَخاه في الحبْس بالمدينة فيقول: هجرت أَخي على عُفْرٍ أَي

على بُعْدٍ من الحيّ والقرابات أَي وعن غيرنا، ولم يكن ينبغي لي أَن

أَهجره ونحن على هذه الحالة.

ويقال؛ دخلتُ الماء فما انْعَفَرَتْ قَدَمايَ أَي لم تَبْلُغا الأَرضَ؛

ومنه قول امرئ القيس:

ثانِياً بُرْثُنَه ما يَنْعَفِر

ووقع في عافور شَرٍّ كعاثورِ شَرٍّ، وقيل هي على البدل أَي في شدة.

والعَفارُ، بالفتح: تلقيحُ النخل وإِصلاحُه. وعَفَّرَ النخل: فرغ من

تلقيحه. والعَفَرُ: أَولُ سَقْية سُقِيها الزرعُ. وعَفْرُ الزَّرْع: أَن

يُسْقَى فيها حتى يعطش، ثم يُسْقَى فيصلح على ذلك، وأَكثر ما يفعل ذلك

بخِلْف الصَّيفِ وخَضْراواته. وعَفَرَ النخلَ والزرع: سَقاهما أَوَّلَ

سَقْيةٍ؛ يمانية. وقال أَبو حنيفة: عَفَرَ الناسُ يَعْفِرون عَفْراً إِذا سَقَوا

الزرع بعد طَرْح الحبّ. وفي حديث هلال: ما قَرِبْتُ أَهْلي مُذُ

عَفَّرْنَ النخلَ. وروي أَن رجلاً جاء إِلى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال:

إِني ما قَرِبْتُ أَهْلي مُذْ عَفار النخل وقد حَمَلَتْ، فلاعَنَ بينهما؛

عَفارُ النخل تلقيحُها وإِصلاحُها؛ يقال: عَفَّرُوا نخلَهم يُعَفِّرون،

وقد روي بالقاف؛ قال ابن الأَثير: وهو خطأٌ. ابن الأَعرابي: العَفارُ أَن

يُــتْرك النخلُ بعد السقي أَربعين يوماً لا يسقى لئلا ينتفِضَ حملُها، ثم

يسقى ثم يــترك إِلى أَن يَعْطَشَ، ثم يُسقَى، قال: وهو من تَعْفِير

الوحشيّة ولدَها إِذا فَطَمَتَهْ، وقد ذكرناه آنفاً. والعَفَّارُ: لَقَّاحُ

النخيل. ويقال: كنا في العَفارِ، وهو بالفاء أَشهرُ منه بالقاف. والعَفارُ:

شجرٌ يتخذ منه الزنادُ وقيل في قوله تعالى: أَفرأَيتم النار التي تُورون

أَأَنتم أَنْشَأْتُم شجرتَها؛ إِنها المَرْخُ والعَفارُ وهما شجرتان

فيهما نارٌ ليس في غيرهما من الشجر، ويُسَوَّى من أَغصانها الزنادُ

فيُقْتَدَحُ بها.

قال الأَزهري: وقد رأَيتهما في البادية والعربُ تضرب بهما المثل في

الشرف العالي فتقول: في كل الشجر نار. واسْتَمْجَدَ المَرْخُ والعَقار أَي

كثرت فيهما على ما في سائر الشجر. واسْتَمجَدَ: اسْتَكْثَر، وذلك أَن هاتين

الشجرتين من أَكثرِ الشجر ناراً، وزِنادُهما أَسرعُ الزناد وَرْياً،

والعُنَّابُ من أَقلّ الشجر ناراً وفي المثل: اقْدَحُ بِعَفارٍ

(* قوله:

«وفي المثل أقدح بعفار إلخ» هكذا في الأَصل. والذي في أمثال الميداني: اقدح

بدفلي في مرخ ثم اشدد بعد أو ارخ. قال المازني: أَكثر الشجر ناراً المرخ

ثم العفار ثم الدفلى، قال الأَحمر: يقال هذا إِذا حملت رجلاً فاحشاً على

رجل فاحش فلم يلبثا أَن يقع بينهما شر. وقال ابن الأَعرابي: يضرب للكريم

الذي لا يحتاج أَن تكدّه وتلح عليه). أَو مَرْخ ثم اشدُدْ إِن شئْتَ أَو

أَرْخ؛ قال أَبو حنيفة: أَخبرني بعضُ أَعراب السراة أَن العَفَارَ

شَبِيةٌ بشجرة الغُبَيراء الصغيرة، إِذا رأَيتها من بعيد لم تَشُكَّ أَنها شجرة

غُبَيراء، ونَوْرُها أَيضاً كنَوْرِها، وهو شجر خَوَّار ولذلك جاد

للزِّناد، واحدته عَفارةٌ. وعَفَارةُ: اسم امرأَة، منه؛ قال الأَعشى:

باتَتْ لِتَحْزُنَنا عَفارهْ،

يا جارتا، ما أَنْتِ جارهْ

والعَفِيرُ: لحمٌ يُجَفَّف على الرمل في الشمس، وتَعْفِيرُه: تَجْفِيفُه

كذلك. والعَفِيرُ: السويقُ المَلتوتُ بلا أُدْمٍ. وسَويقٌ عَفِير

وعَفَارٌ: لا يُلَتُّ بأُدْم، وكذلك خُبز عَفِير وعَفار؛ عن ابن الأَعرابي.

يقال: أَكلَ خُبزاً قَفاراً وعَفاراً وعَفِيراً أَي لا شيء معه. والعَفارُ:

لغة في القَفار، وهو الخبز بلا أُدم. والعَفِير: الذي لا يُهْدِي شيئاً،

المذكر والمؤنث فيه سواء؛ قال الكميت:

وإِذا الخُرَّدُ اعْتَرَرْن من المَحـ

ـلِ، وصارَتْ مِهْداؤهُنَّ عَفِيرا

قال الأَزهري: العَفِيرُ من النساء التي لا تُهْدِي شيئاً؛ عن الفراء،

وأَورد بيت الكميت. وقال الجوهري: العَفِيرُ من النساء التي لا تُهْدِي

لجارتها شيئاً.

وكان ذلك في عُفْرةِ البرد والحرّ وعُفُرَّتِهما أَي في أَولهما. يقال:

جاءنا فلان في عُفَّرةِ الحر، بضم العين والفاء لغة في أُفُرَّة الحر

وعُفْرةِ الحر أَي في شدته. ونَصْلٌ عُفارِيّ: جيِّد. ونَذِيرٌ عَفِيرٌ:

كثير، إِتباع. وحكي ابن الأَعرابي: عليه العَفارُ والدَّبارُ وسوءُ الدارِ،

ولم يفسره.

ومَعافِرُ: قبيلة؛ قال سيبويه: مَعافِر بن مُرّ فيما يزعمون أَخو تميم

بن مُرّ، يقال: رجل مَعافِريّ، قال: ونسب على الجمع لأَن مَعافِر اسم لشيء

واحد، كما تقول لرجل من بني كلاب أَو من الضِّباب كِلابيّ وضِبابيّ،

فأَما النسب إِلى الجماعة فإِنما تُوقِع النسب على واحد كالنسب إِلى مساجد

تقول مَسْجِدِيّ وكذلك ما أَشبهه. ومَعافِر: بلد باليمن، وثوب مَعافِريّ

لأَنه نسب إِلى رجل اسمه مَعافِر، ولا يقال بضم الميم وإِنما هو معافِر

غير منسوب، وقد جاء في الرجز الفصيح منسوباً. قال الأَزهري: بُرْدٌ

مَعافِريّ منسوب إِلى معافِر اليمنِ ثمن صار اسماً لها بغير نسبة، فيقال:

مَعافِر. وفي الحديث: أَنه بعَث مُعاذاً إِلى اليمَن وأَمره أَن يأْخذ من كل

حالِمٍ ديناراً أَو عِدْلَه من المَعافِرِيّ، وهي برود باليمن منسوبة إِلى

مَعافِر، وهي قيبلة باليمن، والميم زائدة؛ ومنه حديث ابن عمر: أَنه دخل

المسجد وعليه بُرْدانِ مَعافِريّانِ. ورجل مَعافِريٌّ: يمشي مع الرُّفَق

فينال فَضْلَهم. قال ابن دريد: لا أَدري أَعربي هو أَم لا؛ وفي الصحاح: هو

المُعافِرُ بضم الميم، ومَعافِرُ، بفتح الميم: حيٌّ من هَمْدانَ لا

ينصرف في معرفة ولا نكرة لأَنه جاء على مثال ما لا ينصرف من الجمع، وإِليهم

تنسب الثياب المَعافِريَّة. يقال: ثوب مَعافِريٌّ فتصرفه لأَنك أَدخلت

عليه ياء النسبة ولم تكن في الواحد. وعُفَيْرٌ وعَفَار ويَعْفور ويَعْفُرُ:

أَسماء. وحكي السيرافي: الأَسْودَ بن يَعْفُر ويُعْفِر ويُعْفُر، فأَما

يَعْفُر ويُعْفِر فأَصْلانِ، وأَما يُعْفُر فعلى إِتباع الياء ضمة الفاء،

وقد يكون على إِتباع الفاء من يُعْفُر ضمة الياء من يُعْفُر، والأَسود بن

يَعْفُر الشاعر، إِذا قُلْتَه بفتح الياء لم تصرفه، لأَنه مثل يَقْتُل.

وقال يونس: سمعت رؤبة يقول أَسود بن يُعْفُر، بضم الياء، وهذا ينصرف

لأَنه قد زال عنه شبَهُ الفعل. ويَعْفَورٌ: حمارُ النبي، صلى الله عليه وسلم،

وفي حديث سعد ابن عُبادة: أَنه خرج على حِمارِه يَعْفور ليعودَه؛ قيل:

سُمِّيَ يَعْفوراً لكونه من العُفْرة، كما يقال في أَخْضَر يَخْضور، وقيل:

سمي به تَشْبِيهاً في عَدْوِه باليَعْفور، وهو الظَّبْيُ. وفي الحديث:

أَن اسم حمار النبي، صلى الله عليه وسلم، عُفَيْر، وهو تصغير ترخيم

لأَعْفَر من العُفْرة، وهي الغُبْرة ولون التراب، كما قالوا في تصغير أَسْوَد

سُوَيْد، وتصغيره غير مرخم: أُعَيْفِر كأُسَيْودِ. وحكي الأَزهري عن ابن

الأَعرابي: يقال للحمار الخفيف فِلْوٌ ويَعْفورٌ وهِنْبِرٌ وزِهْلِق.

وعَفْراء وعُفَيرة وعَفارى: من أَسماء النساء. وعُفْر وعِفْرَى: موضعان؛

قال أَبو ذؤيب:

لقد لاقَى المَطِيَّ بنَجْدِ عُفْرٍ

حَدِيثٌ، إِن عَجِبْتَ له، عَجِيبُ

وقال عدي بن الرِّقَاع:

غَشِيتُ بِعِفْرَى، أَو بِرجْلَتِها، رَبْعَا

رَماداً وأَحْجاراً بَقِينَ بها سُفْعا

ع ف ر
. العَفَر، مُحَرَّكةً: ظاهِرُ التُّرَاب، وَقد يُسكَّن، ومِثْلُه فِي الأَساسِ. وَقَالَ ابنُ دُرَيد: العَفْرُ، بالفَتْح: التُّرَاب، مِثْلُ العَفَر بالتَّحْرِيك. وَيُقَال: مَا عَلَى عَفَر الأَرْضِ مِثْلُه، أَي مَا عَلَى وَجْهِها. ج أَعْفَار.
والعَفَر: أَوّلُ سَقْيَةٍ سُقِيَها الزَّرْعُ ثمَّ يُــتْرَكُ أَيّاماً لَا يُسْقَى فِيها حَتَّى يَعْطَشَ ثمَّ يُسْقَى فيَصْلُحُ عَلَى ذَلِك، وأَكْثرُ مَا يُفْعَل ذَلِك بخِلْف الصَّيْفِ وخَضْراواتِه، وَكَذَلِكَ النَّخْل لُغَةٌ يَمَانِيَة. وَقَالَ أَبو حنيفَة: عَفَرَ الناسُ يَعْفِرُون عَفْراً، إِذا سَقَوا الزَّرْعَ بَعْد طَرْحِ الحَبّ. والعَفَرُ: السُّهَام، كغُرابٍ، الَّذي يُقَال لَهُ: مُخَاطُ الشَّيْطَانِ، ويكونُ من الشَّمْسِ أَيضاً، كَذَا قَالَه الصاغانِيّ. وعَفَرَه فِي التُّرَابِ يَعْفِرُه، بالكَسْر، عَفْراً، وعَفَّرَهُ تَعْفِيراً، فانْعَفَرَ وتَعَفَّر: مَرَّغَهُ فِيهِ أَوْ دَسَّهُ. وَفِي حديثِ أَبِي جَهْلٍ: هَلْ يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بَيْنَ أَظْهُرِكم يُرِيد بِهِ سُجُودَهُ فِي التُّرابِ ولِذلِكَ قَالَ فِي آخِرِه: لأَطَأَنَّ عَلَى رَقَبَتِه، أَو لأُعفِّرَنَّ وَجْهَه فِي التُّراب يُرِيد إِذْلالَه. ويُقَال: هُوَ مُنْعَفِرُ الوَجْهِ فِي التُّرابِ، ومُعَفَّرُه. والمَعْفورُ: المُتَرَّبُ المُعَفَّر بالتُّرابِ. وَفِي قصيد كَعْبٍ:
(يَغْدُو فَيَلْحَمُ ضِرْغامَيْنِ عَيْشُهُما ... لَحْمٌ مِنَ القَوْمِ مَعْفُورٌ خَرَاديلُ)
وعَفَرَهُ: ضَرَبَ بِهِ الأَرْضَ، عَفْراً، كاعْتَفَرَهُ، يُقَال: أَخَذَه الأَسَدُ فاعْتَفَرَه، أَي افْتَرَسَهُ وضَرَبَ بِهِ الأَرْضَ فمَغَثَه. والأَعْفَرُ مِنَ الظِّباءِ: مَا يَعْلُو بَيَاضَه حُمْرَةٌ، قِصارُ الأَعْنَاقِ، وَهِي أَضْعَفُ الظِّبَاءِ عَدْواً، أَوْ الّذِي فِي سَرَاتِه حُمْرَةٌ وأَقْرَابُهُ بِيضٌ. وَقَالَ أَبو زيد: من الظِّبَاءِ العُفْرُ، وَقيل: هِيَ الَّتِي تَسْكُنُ القِفَافَ وصَلابَةَ الأَرْضِ، وَهِي حُمْرٌ. أَو الأَعْفَرُ: الأَبْيَضُ، ولَيْسَ بالشَّدِيدِ البَيَاضِ الناصِعِ، وهِيَ عَفْرَاءُ وهُنَّ عُفْرٌ، عَفِرَ، كفَرِحَ عَفَراً، والاسْمُ العُفْرَةُ، بالضَّمّ، وَهِي غُبْرَةٌ فِي بَيَاضِ. وَفِي الحَدِيث: أَنَّه كَانَ إِذا سَجَدَ جافَي عَضُدَيْه حَتَّى يَرَى مَنْ خَلْفَه عُفْرَةَ إِبْطَيْه. قَالَ أَبُو زيدٍ والأَصمعيّ: العُفْرَةُ: بَيَاضٌ، ولكِنْ لَيْسَ بالبَيَاضِ الناصِعِ الشَّدِيد، ولكِنَّه كلَوْنِ عَفَرِ الأَرْض، وهُوَ وَجْهُها. وَمِنْه قيلَ للظِّباءِ: عُفْرٌ، إِذا كانَت أَلْوَانُهَا كَذَلِك، وإِنّمَا سُمِّيَتْ بعَفَرِ الأَرْضِ والأَعْفَرُ: الثَّرِيدُ المُبَيَّضُ مأْخوذ من العُفْرة، وَهِي لَوْنُ الأَرْضِ وَقد تَعافَرَ. وَمن) كَلامِهِم: حَتَّى تَعَافَرَ مِن نَفْثِها، أَي تَبْيَضّ. والعَفْراءُ: البَيْضاءُ. وَفِي حَدِيث أَبي هُرَيْرَة فِي الأُضْحِيَّة: لَدَمُ عَفْرَاءَ أَحَبُّ إِلى الله من دَمِ سَوْداوَيْن. وَمَا عِزَةٌ عَفْرَاءُ: خالِصَةُ البيَاضِ.
وأَرْضٌ عَفْرَاءُ: بَيْضَاءُ لَمْ تُوطَأْ. وَفِي الحدِيث: يُحْشَرُ الناسُ يَوْمَ القِيَامَة على أَرْضٍ بَيْضَاءَ عَفْرَاءَ. وعَفْرَاءُ: اسمُ أَرْضٍ بِعَيْنِهَا. وعَفْرَاءُ: قَلْعَةٌ بفِلَسْطِين الشَأْمِ. وعَفْرَاءُ اسمُ امْرَأَةٍ. وقَصْرُ عَفْرَاءَ: ع بالشامِ قُرْبَ نَوَى والعُفْر، بالضّمّ، من لَيالِي الشَّهْر: السابِعَةُ والثامِنَةُ والتَّاسِعَةُ، وَذَلِكَ لِبَيَاضِ القَمَر. وَقَالَ ثَعْلَب العُفْر مِنْهَا: البِيضُ، وَلم يُعَيِّن. وَقَالَ أَبو رِزْمةَ:
(مَا عُفُرُ اللَّيَالِي كالدَّ آدِي ... وَلَا تَوَالِى الخَيلِ كالهَوَادي)
وَفِي الحَدِيث: لَيْسَ عُفْرُ اللّيَالِي كالدَّ آدِي، أَي اللَّيَالِي المُقْمِرَة كالسُّودِ. وقِيلَ: هُوَ مَثَلٌ. والعُفْرُ، بالضّمّ كَذَا يُفْهَمُ من سِيَاقِه ورأَيْتُ فِي كتاب ابنِ القَطَّاع: عَفُرَ، بالضمِّ، عَفَارَةً فَهُوَ عَفِرٌ، بالكَسْر: شَجُعَ وجَلُد، فليُنْظَر: الشُّجَاعُ الجَلْدُ. وقِيلَ: الغَلِيظُ الشَّدِيدُ، قِيل: وَمِنْه أَسَدٌ عَفَرْنَي، ج أَعْفَارٌ وعِفَارٌ، الأَخِيرُ بالكَسْر. قَالَ:
(خَلاَ الجَوْفُ من أَعْفَارِ سَعْدٍ فَمَا بِهِ ... لمُسْتَصْرِخٍ يَشْكُو التُّبُولَ نَصِيرُ) والعُفْرُ: رِمَالٌ بالبَادِيَةِ بِبِلادِ قَيْسٍ، كَذَا فِي التَّكْمِلَةِ، وَفِي المعجم، بَلَدٌ لِقَيْسٍ بالعالِيَة. وعَفَّرَ تَعْفِيراً: خَلَطَ سُودَ غَنَمِه بعُفْر، وَمِنْه الحَدِيثُ: أَنَّ امْرَأَةً شَكَتْ إِلَيْهِ قِلَّةَ نَسْلِ غَنَمِهَا وإِبلِهَا ورَسَلِهَا، وأَنَّ مالَهَا لَا يَزْكُو. فَقَالَ: مَا أَلْوَانُهَا قَالَت: سُودٌ. فَقَالَ: عَفِّرِى أَي اخْلِطيها بغَنَمٍ عُفْر، وَقيل: أَي اسْتَبْدِلي أَغْنَاماً بِيضاً، فإِنَّ البَرَكَةَ فِيهَا. وَفِي الأَساسِ: وهُذَيْلٌ مُعْفِرُون، أَي غَنمُهم عُفْرٌ، وَلَيْسَ فِي العَرَبِ قَبِيلَةٌ مُعْفِرَةٌ غَيْرُها. وعَفَّرَت الوَحْشِيَّةُ وَلَدَهَا تُعَفِّرُه: قَطَعَتْ عَنهُ الرَّضاعَ يَوْماً أَو يَوْمَيْن ثُمّ إِذا خافَتْ أَن يَضُرَّه ذَلِك رَدَّته إِلى الرَّضاع أَيّاماً ثمّ قَطَعَتْه عَن الرَّضَاعِ إِرادَةً للفِطَامِ، تَفْعَل ذَلِك مَرّاتٍ حتَّى يَسْتَمِرّ عَلَيْهِ وَهَذَا هُوَ التَّعْفِيرُ. والوَلَدُ مُعَفَّر.
وحكَاهُ أَبو عُبَيْد فِي المَرْأَةِ والناقَة، قَالَ أَبو عُبَيْد: والأُمُّ تَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِك بوَلَدِها الإِنْسِيّ، وأَنشَدَ بَيْتَ لَبِيدٍ يَذْكُرُ بَقَرَةً وَحْشِيَّةً ووَلَدَهَا:
(لِمُعَفَّرٍ قَهْدٍ تَنَازَعَ شِلْوَهُ ... غُبْسٌ كَوَاسِبُ مَا يُمَنُّ طَعامُها)
قَالَ الأزهريّ: وقِيل فِي تَفْسِير المُعَفَّر، فِي بَيت لَبِيد: إِنّه وَلَدُهَا الَّذِي افْتَرَسَهُ الذِّئابُ الغُبْسُ، فَعفَّرَتْه فِي التُّرابِ، أَي مَرَّغَتْه، قَالَ: وَهَذَا عِنْدِي أَشْبَهُ بمعنَى البَيْتِ. قَالَ الجَوْهَرِيّ: والتَّعْفِيرُ فِي الفِطَام: أَنْ تَمْسَح المَرْأَةُ ثَدْيَها بشَيْءٍ من التُّراب تَنْفِيراً للصَّبِيّ. واليَعْفُورُ: ظَبْيٌ بِلَوْنِ العَفَر،)
وَهُوَ التُّرَاب، أَو عامٌّ فِي الظِّبَاءِ، وتُضَمُّ الياءُ، والأُنْثَى يَعْفُورَةٌ. وقِيلَ: اليَعْفُورُ: الخِشْفُ. قَالَ ابنُ الأَثِير: وَهُوَ وَلَدُ البَقَرَةِ الوَحْشِيَّةِ. وَقيل: تَيْسُ الظِّبَاءِ. وَالْجمع اليَعافِيرُ، والياءُ زائدةٌ.
واليَعْفُور أَيضاً: جُزْءٌ من أَجْزاءِ اللَّيْلِ الخَمْسَة الَّتِي يُقالُ لَهَا: سُدْفَةٌ وسُتْفَةٌ وهَجْمَةٌ ويَعْفُورٌ وخُدْرَةٌ. وقولُ طَرفة:
(جَازَتِ البِيدَ إِلَى أَرْحُلِنَا ... آخِرَ اللَّيْلِ بيَعْفُورٍ خَدِرْ)
أَراد بشَخْصِ إِنسان مِثْلِ اليَعْفُورِ، فالخَدِرُ، على هَذَا، المُتخَلِّفُ عَن القَطِيع وَقيل: أَراد باليَعْفُور الجُزْءَ من أَجْزَاءِ اللَّيْل، فالخَدِرُ، على هَذَا، المُظْلِمُ، كَذَا فِي اللّسَان. ويَعْفُورُ، بِلَا لامٍ: حِمارٌ للنَّبِيّ صلَّى الله تعالَى عَلَيْهِ وسَلَّم صارَ إِلَيْه من خَيْبَر، قِيلَ: سُمِّيَ يَعْفُوراً لكَوْنِه من العُفْرَة، كَمَا يُقَال فِي أَخْضَر: يَخْضُور، وَقيل: سُمِّي بِهِ تَشْبِيهاً فِي عَدْوِه باليَعْفُورِ، وَهُوَ الظَّبْيُ. وحَكَى الأَزْهَرِيُّ عَن ابْن الأَعْرَابِيّ: يُقَال لِلْحِمار الخَفِيفِ: فِلْوٌ. ويَعْفُورٌ وهِنْبِرٌ، وزِهْلِقٌ. يُرْوَي أَنّه أَخْبَرَ النَّبِيُّ صلَّى الله عَلَيْه وسلّم بأَنَّه مِنْ نَسْلِ حِمَارِ العُزَيْرِ، وأَنّه آخِرُ ذُرِّيَّتِه. وَقد تَحَقَّق أنَهّ لمّا مَاتَ النبيّ صلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسلَّم تَردَّى فِي بِئْرٍ، فماتَ حُزْناً على النبيّ صَلَّى الله تَعَالىَ عَلَيْهِ وسلَّم، كَمَا فِي شُرُوح الشِّفاءِ وغيرَها. ونَقَلَ خُلاصَة كلامِهم الدَّمِيريّ فِي حَياةِ الحَيَوان، أَو هُوَ عُفَيْرٌ، كزُبَيْرِ كَمَا وَرَد فِي الحَدِيث، قَالَ شَيْخُنا: هَذَا الكَلامُ صَرِيحٌ فِي أَنّ حِمَارَهُ صلَّى الله تعالَى عَلَيْهِ وسلَّم اختُلِفَ فِي اسْمه، فَقيل: يَعْفُورٌ، وَقيل: عُفَيْرٌ. وَهَذَا كلامٌ غَيْرُ مُحَرَّرٍ بل كِلاهُمَا كَانَا حِمَارَيْنِ لَهُ صلَّى الله تعالَى عَلَيْهِ وسلّم. فقد سَبَقَ أَنَّ يَعْفُوراً صارَ إِليه صلَّى الله تعالَى عَلَيْهِ وسلَّم من خَيْبَر، وعُفَيْرٌ أَهْدَاه لَهُ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم المُقَوْقِسُ. وقِيل: إِنّ يَعْفُوراً هُوَ الّذِي أَهْدَاهُ لَهُ المُقَوْقِسُ وعُفَيْراً أَهْدَاهُ لَهُ فَرْوَةُ بنُ عَمْروٍ، وقِيل: عُفَيْرٌ هُوَ الَّذِي أَهْدَاه لَهُ المُقَوْقِسُ، ويَعْفُورٌ أَهداه لَهُ فَرْوَةُ ابْن عَمْرو. وقَوْلُ عَبْدُوس إِنَّهما اسْمَانِ لِمُسَمّىً واحِد، وقَوْلُ غَيْرِه إِنّه واحِدٌ اختُلِفَ فِي اسْمِه، وَقد رَدُّوه وتَعَقَّبوه. وأَغْرَبَ القاضِي عِياضٌ رَحِمَه الله، فضَبَطَ عُفَيْراً بالغَيْن المُعْجَمَة، وصَرَّحُوا بتَغْلِيطهِ فِي ذَلِك انْتهى. وَفِي اللّسانِ: عُفَيْرٌ تَصْغِيرُ تَرْخِيمٍ لأَعْفرَ، من العُفْرَة، وَهِي الغُبْرَةُ ولَوْن التُّراب، كَمَا قالُوا فِي تَصْغِيرِ أَسْوَد: سُوَيْد، وتَصْغِيرُه غَيْرَ مُرَخَّمٍ أُعَيْفِر كأُسَيْوِد. وَمن المَجاز: رَجُلٌ عِفْرٌ، بالكَسْر، وعِفْرِيَةٌ ونِفْرِيَةٌ، وعِفْرِيتٌ، بكَسْرِهِنّ، بَيِّنُ العَفَارَةِ، بالفَتْح، وعِفِرٌّ، كطِمِرٍّ، وَهَذِه عَن شَمِرٍ، وعِفِرِّىٌّ، بِالْكَسْرِ والياءِ المُشْدَّدَةِ، وَنَقله الصاغانيّ، وعُفَرْنِيَةٌ، كقُذَعْمِلَةٍ، نَقَلَه الصاغانيّ، أَيضاً وعُفَارِيَةٌ، بالضَّمّ،)
هُوَ فِي اللّسان، وَذكره الزمخشريّ أَيضاً، بَيِّنُ العَفَارَةِ، بالفَتْح وَهُوَ الخُبْثُ والشَّيْطَنَة، وعِفْرِينٌ وعِفْرِّينٌ، بكَسْرِهِما، عَن اللّحْيَانيِّ، وَعَفَرْنَي، بالفَتْح، عَن اللَّيْث، أَي خَبِيثٌ مُنْكَرٌ داهٍ شَرِّيرٌ مُتَشَيْطِنٌ. قَالَ جَرِيرٌ:
(قَرَنْتُ الظالِمِين بمَرْمَرِيسٍ ... يَذِلُّ لَهَا العُفَارِيَةُ المَرِيدُ)
قَالَ الخَلِيلُ: شَيْطَانٌ عِفْرِيَةٌ وعِفْرِيتٌ، وهم العَفارِيَةُ والعَفَارِيتُ، إِذا سَكَّنْتَ الياءَ صَيَّرت الهاءَ تَاء، وإِذَا حَرَّكْتَها فالتاءُ هاءٌ فِي الوَقْف. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(كأَنَّه كَوْكَبٌ فِي إِثْرِ عِفْرِيَةٍ ... مُسَوَّمٌ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ مُنْقَضِبُ)
والعِفْرِيَةُ: الداهِيَةُ. وَقَالَ الفَرّاءُ: مَنْ قَالَ عِفْرِيَة فجَمْعُه عَفَارٍ، كقَوْلهم فِي جَمْع الطاغُوتُ: طَوَاغِيتُ وطَواغٍ ومَن قَالَ: عِفْرِيتٌ، فَجَمعه عَفَارِيتُ. وَقَالَ غَيْرُه: يُقَال: فلَان عِفْرِيتٌ نِفْرِيتٌ، وعِفْرِيَةٌ نِفْرِيَةٌ. وَفِي الحَدِيث: إِنّ الله تَعالَى يُبْغِضُ العِفْرِيَةَ النِّفْرِيَةَ الَّذِي لَا يُرْزَأُ فِي أَهْل وَلَا مَال قيل: هُوَ الدّاهِي الخَبِيثُ الشِّرِّيرُ، وَمِنْه العِفْرِيتُ. وَقيل: هُوَ الجَمُوعُ المَنُوعُ. وَقيل: الظَّلُوم. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: العِفْرُ والعِفْريَةُ والعِفْرِيتُ والعُفَارِيَةُ: القَوِيُّ المُتَشَيْطِن الَّذِي يَعْفِرُ قِرْنَه، والياءُ فِي عِفْرِيَةٍ وعُفَارِيَة للإِلحاق بشرِذْمَةٍ وعُذَافِرَهٍ، والهَاءُ فيهمَا للْمُبَالَغَة، والتاءُ فِي عِفْرِيت للإِلحاق بقِنْدِيل. وممّا وَضَعَ بِهِ ابنُ سِيدَه من أَبِي عُبَيْدٍ القَاسِم بن سَلاّم قَوْلُه فِي المُصَنَّفِ: العِفْرِيَةُ مِثَال فِعْلِلَة، فجَعَل الياءَ أَصْلاً، والياءُ لَا تكونُ أَصلاً فِي بَنَاتِ الأَرْبَعَةِ. وَفِي التَّنْزِيل: قَالَ عِفْرِيتٌ منَ الجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَالَ الزَّجّاجُ: العِفْريتُ منَ الرِّجَال، وَكَذَا العِفْرِينُ، وتُشَدَّدُ راؤُه مَعَ كَسْرِ الفَاءِ، حَكَاهُمَا اللَّحْيَانِيّ: النافِذُ فِي الأَمْرِ المُبَالغُ فِيهِ مَعَ دَهاءٍ وخُبْث. وَقَالَ المُصَنّف فِي البصائر: العِفْرِيتُ من الجِنّ: العارِمُ الخَبِيثُ، ويُسْتَعْمَل فِي الإِنسان اسْتِعَارةَ الشَّيْطَانِ لَهُ، يُقَال: عِفْرِيتٌ نِفْرِيتٌ، إِتْبَاعاً. وَقد تَعَفْرَتَ، وَهَذَا مِمَّا تَحَمَّلُوا فِيهِ تَبْقِيَةَ الزَّائِد مَعَ الأَصْلِ فِي حالِ الاشْتِقَاقِ تَوْفِيَةً للمَعْنَى ودَلالَةً عَلَيْهِ. وَهِي عِفْرِيتَةٌ، حَكَاهُ اللَّحْيَانِيّ. وَقَالَ شَمِرٌ: امْرَأَةٌ عِفِرَّةٌ، ورَجُلٌ عِفِرٌّ، بتَشْديد الراءِ، ورِجَالٌ عِفِرُّونَ. وأَنشد فِي صفةِ امرأَةٍ غَيْرِ مَحْمُودَةِ الصِّفَة:
(وضِبِرَّةٍ مِثْلِ الأَتَان عِفِرَّةٍ ... ثَجْلاَءَ ذاتِ خَوَاصِرٍ مَا تَشْبَعُ)
ويُقَال: أَسَدٌ عِفْرٌ، بالكَسْر، وعِفْرِيَةٌ، كزِبْرِجَةٍ، وعِفْرِيتُ وعُفَارِيَةٌ، وَهَذِه بالضَّمّ، وعِفِرٌّ، كطِمِرٍّ وعَفَرْنَي، فَعَلْنَي، وَالنُّون والأَلف فِيهِ للإِلحاق بسَفَرْجَل: شَدِيدٌ قَوِيٌّ عَظِيمٌ، ولَبُؤَةٌ عَفَرْنَي،)
كَذَلِك، للذَّكَرِ والأُنْثَى، أَي شَدِيدَةٌ، وَقيل: أَسَدٌ عَفَرْنَي، ولَبُؤةٌ عَفَرْناةٌ، إِذا كَانَت جَرِيئَيْن، إِمّا أَنْ يَكُونَ من العَفَرِ الَّذِي هُوَ التُّرَاب، أَو من العَفْرِ الَّذِي هُوَ الاعْتِفَارُ، وإِمّا أَنْ يكونَ من القُوَّةِ والجَلَد. وعِفِرِّينُ، بالكَسْر وَتَشْديد الراءِ: مَأْسَدَةٌ. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ وأَبو عَمْروٍ: اسمُ بَلَد، نَقله صاحبُ المُحْكَم وَيُقَال: إِنّه لأَشْجَعُ من لَيْثِ عِفِرِّينَ، هَكَذَا قَالَ الأَصْمَعِيُّ وأَبو عَمْرو، فِي حِكَايَةِ المَثَلِ، واخْتَلَفَا فِي التَّفْسِير: فَقَالَ أَبو عَمْروٍ: هُوَ الأَسَد. ولَيْثُ عِفِرِّينَ: دُوَيْبَّةٌ يكون مَأْواها التُّرَاب السَّهْل فِي أُصولِ الحِيطانِ تُدوِّرُ دُوّارَةً ثمّ تَنْدَسّ فِي جَوْفِها، فإِذا هِيجَت رَمَتْ بالتُّراب صُعُداً، وَهُوَ من المُثُل الَّتِي لم يَجِدْهَا سِيبَوَيه، أَو لَيْثُ عِفِرِّينَ: دَابَّةٌ كالحِرْباءِ يَتَعَرَّض للرَّاكِبِ، قَالَه أَبو عَمْرو. وروَى أَبو حاتِم عَن الأَصْمَعِيّ: يَتَحَدَّى الراكِبَ ويَضْرِبُ بذَنَبِه. ولَيْثُ عِفِرِّينَ: الرَّجُلُ الكامِلُ ابنُ الخَمْسِين. وَيُقَال: ابنُ عَشْرٍ لَعّابٌ بالقُلِينَ، وابنُ عِشْرِيِنَ باغِي نِسينَ، وابنُ الثَّلاثِينَ أَسْعَى السّاعِينَ، وابنُ الأَرْبَعِينَ أَبْطَشُ الأَبْطَشِين، وابنُ الخَمسين لَيْثُ عِفِرِّينَ وَابْن السِّتِّين مُؤْنِسُ الجَلِيسينَ، وابْنُ السَّبْعِين أَحْكَمُ الحاكِمينَ، وابنُ الثَّمانِينَ أَسْرَعُ الحاسِبينَ، وابنُ التِّسْعِينَ واحِدُ الأَرْذَلِينَ، وابنُ المائِة لاحا، ولاسا، يقولُ: لَا رَجُلٌ وَلَا امْرَأَةٌ، وَلَا جِنٌّ وَلَا إِنْسٌ.
ولَيْثُ عِفِرِّينَ أَيضاً: الضابِطُ القَوِيُّ، وَهُوَ مَجازٌ. وعِفْرِيَةُ الدِّيكِ، بالكَسْرِ، وعَفْرَاهُ، بالفَتْح: رِيشُ عُنُقِهِ، كالعُفْرَة، بالضَّمّ، ويُقَال: العِفْرِيَةُ مِنْكَ: شَعرُ القَفَا، ومِنَ الدَّابَّةِ: شَعرُ الناصِيةِ وقِيلَ هِيَ من الإِنْسَانِ شَعرُ الناصِيَة، وَمن الدَّابَّة شَعرُ القَفَا، وَقيل: العِفْرِيَة: الشَّعراتُ النابتة فِي وَسَطِ الرَّأْسِ يَقْشَعْرِرْنَ عِنْدَ الفَزَعِ، كالعِفْرات بالكَسرِ، والعُفَرْنِيَةِ كبُلَهْنِيَة، الأَخير عَن الصاغانيّ.
وَقيل: العُفْرَةُ بالضمّ والعِفْرِيَةُ والعِفْراةُ، بكسرهما: شَعْرَةُ القَفَا من الأَسَدِ والدِّيك وغَيْرِهما، وَهِي الَّتِي يُردِّدُهَا إِلى يَافُوخِه عِنْد الهِرَاش، يُقَال: جاءَ فُلانٌ نافِشاً عِفْرِيَتهُ، إِذا جاءَ غَضْبانَ.
قَالَ ابنُ سِيدَه: يُقَال: جاءَ ناشِراً عِفْريَتَهُ وعِفْرَاتَهُ، أَي ناشِراً شَعرَهُ من الطَّمَعِ والحِرْص.
والعِفْرُ، بالكَسْر: ذَكَرُ الخَنَازِيرِ الفَحْلُ، ويُضَمّ، أَوْ عامٌّ، أَو وَلَدُها. وَمن المَجاز: العُفُرُ، بضَمَّتَيْن: الحِينُ وطُولُ العَهْدِ، أَو الشَّهْرُ، أَو البُعْدُ، أَو قِلّةُ الزِّيارة. وبِكُلٍّ من ذَلِك فُسرَّ قولُهم: فلانٌ مَا يَأْتِينا إِلاَّ عَن عُفُر، وَمَا أَلْقَاهُ إِلاّ عَنْ عُفُرٍ. ويُسَكَّنُ. قَالَ جَرِيرٌ:
(دِيَارَ جَميعِ الصَّالحِينَ بذِي السِّدْرِ ... أَبِينِي لَنا إِنّ التَّحِيَّةَ عَن عُفْرِ)
وأَنشد ابنُ الأَعْرَابِيّ:
(إِنَّ أَخْوالِي جَمِيعاً مِنْ شَقِرْ ... لَبِسُوا لِي عَمَساً جِلْدَ النَّمِرْ)
)
(فلَئنْ طَأْطَأْتُ فِي قَتْلِهِمُ ... لَتُهَاضَنَّ عِظَامِي عَنْ عُفُرْ)
أَي عَن بُعْدٍ من أَخْوَالِي، لأَنَّهُم وإِنْ كانُوا أَقْرِبَاءَ فلَيْسُوا فِي القُرْبِ مِثْلَ الأَعْمامِ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وأُرَى البَيتَ لِضَبَّابِ بن واقِدٍ الطُّهَوِىّ. وأَما قولُ المَرّار:
(على عُفُرٍ منْ عَنْ تَنَاءٍ وإِنّمَا ... تَدَانَى الهَوَى مِنْ عَنْ تَنَاءٍ وَعَن عُفْرِ)
وَكَانَ هَجَرَ أَخاهُ فِي الحَبْس بالمَدِينة، فيقولُ: هَجَرْتُ أَخِي على عُفْرٍ، أَي على بُعْد من الحَيِّ والقَرَابَاتِ، أَي وَنحن غُرَباءُ، وَلم يكن يَنْبَغِي لِي أَنْ أَهْجُرَه، ونَحْنُ على هَذِه الحَالَة. وَيُقَال: وَقَعَ فِي عَافُورِ شَرٍّ، وعَفَارِ شَرٍّ، أَي عاثُورِه، عَن الفَرّاءِ. وقِيلَ: هِيَ على البَدَل، أَي فِي شِدَّة.
والعَفَارُ، كسَحَابٍ: تَلْقِيحُ النَّخْلِ وإِصْلاحُه. وعَفَرَ النَّخْلَ: فَرَغَ من تَلْقِيحه، وَقد رُوِىَ بالقَاف.
قَالَ ابنُ الأَثِير: وَهُوَ خطأٌ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: العَفَارُ: أَنْ يُــتْرَكَ النَّخْلُ بَعْدَ السَّقْي أَرْبَعِين يَوْماً لَا يُسْقَى لئلاّ يَنْتَفِضَ حَمْلُها، ثمّ يُسْقَى ثمّ يُــتْرَك إِلى أَنْ يَعْطَشَ، ثمّ يُسْقَى. قَالَ: وَهُوَ من تَعْفِيرِ الوَحْشِيَّة وَلَدَها إِذَا فَطَمَتْه. وَيُقَال: كُنَّا فِي العَفَارِ، وَهُوَ بالفَاءِ أَشْهَرُ مِنْهُ بالقَاف. والعَفَارُ: شَجَرٌ يُتَّخَذُ مِنْهُ الزِّنادُ، يَسَوَّى من أَغْصَانِه فيُقْتَدَحُ بِهِ. قَالَ أَبو حنيفَة: أَخبرني بعضُ أَعْراب السَّرَاة أَنّ العَفَار شَبِيهٌ بشجرة الغُبَيْرَاءِ الصغِيرة، إِذَا رَأَيْتَها من بَعِيد لم تَشُكَّ أَنَّهَا شَجَرَةُ غُبَيْراءَ، ونَوْرُها أَيضاً كنَوْرِهَا، وَهُوَ شجرٌ خَوّارٌ، وَلذَلِك جادَ للزِّنادِ واحِدَتُه عَفَارَةٌ. وَقيل فِي قَوْله تَعَالَى: أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ. أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا إِنّهَا المَرْخُ والعَفَارُ، وهما شَجَرَتانِ فيهمَا نارٌ لَيْسَ فِي غَيرهمَا من الشَّجَرِ. قَالَ الأَزهريّ: وَقد رَأَيْتُهما فِي البادِيَة، والعَرَبُ تَضْرب بهما المَثَلَ فِي الشَّرَف العالِي فتقولُ: فِي كُلِّ الشَّجَرِ نارٌ، واسْتَمْجَدَ المَرْخُ والعَفَارُ. أَي كثُرَتْ فيهمَا على مَا فِي سَائِر الشَّجَرِ، واسْتَمْجَدَ: اسْتَكْثَر، وَذَلِكَ أَنّ هاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْن من أَكْثَرِ الشَّجَرِ نَارا، وزِنَادُهما أَسْرَعُ الزِّنادِ وَرْياً، والعُنّاب من أَقَلِّ الشَّجَرِ نَارا. وَفِي المَثَل: اقْدَحْ بعَقَار أَو مَرْخ، ثمّ اشْدُدْ إِنْ شِئْتَ أَو أَرْخ، وَقد ذُكِر فِي م ر خَ. وَفِي م ج د وجَمْعُ عَفارةٍ.
بالهَاءِ، وَكَانَ الأَنْسَبُ باصطلاحِه: وَهِي بِهَاءٍ، أَو واحِدتُه بِهاءٍ، كمالا يَخْفَى. وعَفَارٌ: ع بَيْنَ مَكّةَ والطائِفِ، وهُنَاك صَحِبَ مُعَاويَةُ وائِلَ بن حُجْرٍ. فَقَالَ: أَتُرْدِفُنِي قَالَ: لَسْتَ من أَرْدَافِ المُلُوك. والعَفِيرُ، كأَمِيرٍ: لَحْمٌ يُجَفَّف على الرَّمْلِ فِي الشّمْسِ. وتَعْفِيرُه: تَجْفِيفُه كَذَلِك. والعَفِيرُ: السَّوِيقُ المَلْتُوتُ بِلَا أُدْم. وسَوِيقٌ عَفِيرٌ لَا يُلَتُّ بإِدامٍ، كالعَفَارِ، كسَحابٍ. وَكَذَلِكَ خُبْزٌ عَفِيرٌ وعَفَارٌ: لَا يُلَتّ بأُدْم، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ. يُقَالُ: أَكَلَ خُبْزاً قَفَاراً وعَفَاراً وعَفِيراً، أَي لَا شَيْءَ)
مَعَه. والعَفَارُ لغةٌ فِي القَفَارِ، وَهُوَ الخُبْزُ بِلَا أُدْم. ويُقَال: جاءَنا فِي عُفْرَةِ البَرْدِ وعُفُرَّتِه، بضَمّهما، أَي أَوَّله. وعُفْرَةُ الحَرِّ وعُفُرَّتهُ: لُغَة فِي أُفُرَّةِ الحرِّ، أَي شِدّته. ونَصْلٌ عُفَارِيٌّ، بالضمّ: جَيِّدٌ. ومَعَافِرُ، بالفَتْح: د، باليَمَنِ. نَزَل فِيهِ مَعَافِرُ بنُ أُدّ قَالَه الزمخشريّ. ومَعَافِرُ: أَبو حَيٍّ من هَمْدانَ، والمِيمُ زَائِدَة، لَا يَنْصرِفُ فِي مَعْرِفَة وَلَا نَكِرَةٍ، لأَنّه جاءَ على مِثَال مَا لَا يَنْصَرِف من الجَمْع. وإِلى أَحَدِهِما أَي البَلَد أَو القَبِيلَة تُنْسَب الثِّيابُ المَعَافِرِيَّةُ، ويُقَال: ثَوْبٌ مَعَافِريٌّ، فتصرِفُه، لأَنّك أَدخلْت عَلَيْهِ ياءَ النِّسْبَة، وَلم تَكُنْ فِي الواحِد. وَقَالَ الأَزهريّ: بُرْدٌ مَعَافِريٌّ: مَنْسُوب إِلى مَعَافِرِ اليَمَنِ، ثمَّ صَار اسْما لَهَا بِغَيْرِ نِسْبَة، فيُقَال مَعَافِرُ. وَقَالَ سِيبَوَيْه: مَعافِرُ بن مُرٍّ. فِيمَا يَزْعُمون، أَخُو تَمِيمِ بنِ مُرٍّ. قَالَ: ونُسِبَ على الجَمْع، لأَنّ مَعَافِر َ اسمٌ لشيْءٍ واحِدٍ، كَمَا تَقول لِرَجُلٍ من بني كِلاب أَو من الضِّباب: كِلابِيّ وضِبَابيّ، فأَمّا النَّسَب إِلى الجَمَاعَة فإِنّما تُوقِع النَّسَب عَلَى واحِدٍ كالنَّسَبِ إِلى مَساجِدَ، تقولُ: مَسْجِدِيٌّ، وكذلِك مَا أَشْبَهَهُ.
وَلَا تُضَمّ المِيم. وإِنّمَا هُوَ مَعَافِرُ، غير مَنْسُوب. والمُعَافِرُ، بالضَّمِّ، كَمَا هُوَ فِي الصِّحَاح: الَّذِي يَمْشِي مَعَ الرُّفَقِ فيَنَالُ فَضْلَهُم. والرُّفَق بالضمّ ففَتْح: جَمْعُ رَفِيقٍ. وَفِي الأَساس: هُوَ الَّذِي يَمْشِي مَعَ الرِّفاق يَنالُ من فَضْلِهم. وَمِنْه قولُهم: لابُدّ للمُسَافِرِ، مِنْ مَعُونةِ المُعَافِر، وَهُوَ مَجازٌ.
وَفِي اللِّسَان: رَجُلٌ مُعَافِرِيّ: يَمْشِي مَعَ الرُّفَقِ، قَالَ ابنُ دُرَيْد: لَا أَدْرِي أَعَرَبِيٌّ هُوَ أَمْ لَا.
والعَفِيرَةُ، بالفَتْح: دُحْرُوجَةُ الجُعْلِ، نَقله الصاغانيّ. زَاد فِي الأَساسِ: لأَنّه يَعْفِرُها. وَهُوَ مَجاز.
والعُفُرَّةُ، بِضَم العَيْنِ والفاءِ وتَشْديد الراءِ، والّذي فِي التَّكْمِلَة: العُفُرّ: الأَخْلاطُ من الناسِ.
والعَفَرْفَرَة: الرَّجُلُ الخَبِيثُ، وَهُوَ أَيضاً الأَسَدُ، لِقُوَّتِهِ كالعِفَرْنِ، كهِزْبْرٍ، كَذَا فِي التكملَة. وَيُقَال: كَلامٌ لَا عَفَرَ فِيهِ، بالفتْح، أَي لَا عَوِيصَ فِيهِ، ونَصّ التكملة: وَقد جاءَ بكلامٍ لَا عَفَرَ لَهُ، أَي لَا عَوِيصَ فِيهِ. وعُفَارَيَاتٌ، بالضَّمّ وَفتح الراءِ: عُقَدٌ بنواحِي العَقِيق بالمدينَة المُشَرَّفة، كَذَا فِي التكملة. وعَفَرْبَلاَ، مُحَرّكة: د، قُرْبَ بَيْسَانَ، هَكَذَا فِي التَّكملة، ويُوجَد فِي بعضِ النُّسَخ: وعَفَرْ: بِلَاد قُرْب بَيْسانَ. والأُولَى الصَّوابُ. وعُفَيْرٌ، كزُبَيْرٍ: اسمُ رَجُل وَهُوَ تَصْغِير تَرْخِيمِ أَعْفَرَ.
وعُفَيْرٌ: فَرَسٌ كَانَ لجُهَيْنَةَ، ذكره الصاغانيّ. وَمن المَجَازِ: العُفْرُ، بِالضَّمِّ، والمَعْفُورَةُ: السُّوقُ الكاسِدَةُ، الأَخِيرَة نَقَلها الصاغانيّ. وعَفَارَةُ، بالفَتْح: امْرَأَةٌ سُمِّيَت باسم الشَّجَر، قَالَ الأَعْشَى:
(بانَتْ لتَحْزُنَنا عَفَارَهْ ... يَا جارَتَا مَا أَنْتِ جارَهْ)
وسَمَّوا عَفَاراً، كسَحَابٍ، وعُفَيْراً، كزُبَيْرٍ، وَلَا يَخْفَى أَنّه مَعَ مَا قبله تَكْرارٌ، وعَفْرَاءَ، بالفَتْح) مَمْدُوداً. وَمِنْهُم مُعَاذٌ ومُعَوِّذٌ وعَوْفٌ بَنو الحارِث بن رِفَاعَةَ النَّجَّارِيّ، المَعْرُوف كُلّ مِنْهُم بابْنِ عَفْرَاءَ، وهِي أُمُّه. وَهِي عَفْرَاءُ بِنْتُ عُبَيْدِ بنِ ثَعْلَبَةَ النّجّارِيّة، لَهَا صُحْبَةٌ، وأَوْلادُهَا شَهِدُوا بَدْراً.
وَقَالَ ابنُ دَُرْيدٍ: عُفَيْرَةُ كجُهَيْنَةَ: اسمُ امْرَأَة، كَانَت من حُكَماءِ الجَاهِلِيّة، قَالَه الصاغانيّ. وعَفّارٌ، ككَتّانٍ، وَفِي بعض النُّسخ: كشَدّادٍ: مُلْقِحُ النَّخْلِ ومُصْلِحُهَا. وَقَالَ بعضٌ: إِنَّ الصَّوابَ أَنّه بالتَّخْفِيف، كسَحَابٍ، لأَنّ الجَوْهَرِيّ كَذَلِك ضَبَطَهُ، قَالَ شَيْخُنَا: وَهُوَ غَفْلَةٌ عمّا سَبَق للمُصَنِّف، فقد صرَّح بِهِ وفسَّرَه بالمَصْدَرِ، كالجَوْهَريّ، وَهَذَا زِيادَةٌ على مَا فِي الصِّحَاح، قَصَدَ بِهِ بَيَانَ الَّذِي يَفْعَلُ ذلِكَ، فهُمَا مُتَغَايِران. انْتهى. قُلْتُ: وإِنّمَا جاءَهُم الغَلَطُ من قَوْلِ الجوهريّ: والعَفارُ: لقاحُ النَّخِيل، فَظَنُوا أَنّه لقاحِ، ككِتَاب ولَيْسَ كَذَلِك، بل هُوَ لُقّاحُ، كشدّادٍ، بمعني المُلْقِح، فتَأَمَّل.
وَمن المَجازِ: تَعفَّرَ الوَحْشُ: سَمِنَ، قَالَه أَبو سَعِيدٍ، وأَنْشَدَ:
(ومَجَرِّ مُنْتَحِرِ الطَّلِىِّ تَعَفَّرتْ ... فِيه الفِرَاءُ بجِزْعِ وَادِ مُمْكِنِ) قَالَ: هَذَا سَحابٌ يَمُرُّ مَرّاً بَطِيئاً لِكَثْرَة مائِهِ، كأَنَّه قد انْتَحَر لِكَثْرَة مَائه. وطَلِيّهُ: مَناتِحُ مائِه، بِمَنْزِلَة أَطْلاءِ الوَحْشِ. وتَعَفَّرت: سَمِنَت. والعَفَرْناةُ، بالفَتْح: الغُولُ، نَقله الصاغانيّ. واعْتَفَرَهُ اعْتِفَاراً: سَاوَرَهُ وجَذَبَه فضَرَبَ بِهِ الأَرضَ. وَفِي بعض النُّسخ: شاوَرَه، بالشين المنقوطة، وَهُوَ غَلَطٌ. وممّا يُستدرك عَلَيْهِ: العَفْر، بالفَتْح: الجَذْبُ، وَبِه فَسَّر أَبو نَصْرٍ قولَ أَبي ذُؤَيْبٍ:
(أَلْفَيْتَ أَغْلَبَ مِنْ أُسْدِ المَسَدِّ حَدِي ... دَ النابِ أَخْذَتُهُ عَفْرٌ فتَطْرِيحُ)
وَقَالَ ابنُ جِنّى: قولُ أَبي نَصْرٍ هُوَ المَعْمُولُ بِهِ، وَذَلِكَ أَنَّ الفاءَ مُرَتِّبَة، وإِنّمَا يكون التَّعْفِيرُ فِي التُّرَاب بعد الطَّرْح لَا قَبْلَه، فالعَفْرُ إِذاً هُنَا الجَذْب كَقَوْلِه تَعالى: إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً لأَنَّ الجَذْبَ مآلُه إِلى العَفْر. واعْتَفَرَ ثَوْبَه فِي التُّرَابِ كَذَلِك. واعْتَفَر الشّيءُ، كانْعَفَرَ. والعافِرُ الوَجْهِ: المُتْرَبُ. وَفِي الحَدِيث: أَنَّه مَرَّ علَى أَرْضٍ عَفِرَةٍ فسَمّاهَا خَضِرَةً، ويُرْوَى بِالْقَافِ والثاءِ والذالِ.
وَمن المَجَاز: رَمَانِي عَنْ قَرْنِ أَعْفَرَ، أَي رَمانِي بداهِيَة، وَمِنْه قَوْلُ ابنِ أَحْمَرَ: وأَصْبَحَ يَرْمِي الناسَ عَن قَرْنِ أَعْفَرَا. وَذَلِكَ أَنَّهُم كَانُوا يَتَّخِذُونَ القُرُونَ مكانَ الأَسِنَّة، فَصَارَ مَثَلاً عِنْدهم فِي الشِّدَّةِ تَنْزِلُ بهم. ويُقَالُ للرَّجُلِ إِذا باتَ لَيْلَتَه فِي شِدَّة تُقْلِقُه: كُنْتَ على قَرْنِ أَعْفَرَ. وَمِنْه قَوْلُ امْرِئ القَيْس: كَأَنِّي وأَصْحابِي عَلَى قَرْنِ أَعْفَرَا. وَفِي الأَساس: يُضْرَبُ ذَلِك للفَزِعِ القَلِق.
والأَعْفَرُ: الرَّمْلُ الأَحْمَر. والتَّعْفِيرُ: التَّبْيضُ. والعَفْراءُ من اللَّيَالِي: لَيْلَةُ ثَلاَثَ عَشْرَةَ.
والمَعْفُورَة: الأَرْضُ الَّتِي أُكِلَ نَبْتُهَا. ونَاقَة عَفَرْناةٌ: قَوِيَّة. قَالَ عُمَرُ بنُ لَجَإٍ التَّيْميّ يصفُ إِبِلاً:)
(حَمَّلتُ أَثْقَالِي مُصَمِّماتِها ... غُلْبَ الذَّفارَى وعَفَرْنَيَاتِها)
قَالَ الأَزهريّ: وَلَا يُقالُ: جَمَلٌ عَفَرْنَي. ويُقَال: دَخَلْتُ الماءَ فَمَا انْعَفَرَتْ قَدَمَايَ، أَي لَم تَبْلُغا الأَرْضَ. وَمِنْه قَوْلُ امْرِئ القَيْس: ثانِياً بُرْثُنَهُ مَا يَنْعَفِر. وَمن المَجاز: العَفِيرُ: الَّذِي لَا يُهْدِى شَيْئاً، المذكَّر والمُؤَنّث فِيهِ سَواءٌ. وَقَالَ الأَزهريّ: العَفِيرُ من النّسَاءِ: الَّتِي لَا تُهْدِى شَيْئاً، عَن الفَرّاءِ. وَقَالَ الجوهَرِيّ: هِيَ الَّتِي لَا تُهْدِى لِجَارَتِهَا شَيْئاً. والعَجَبُ من المُصَنِّف كَيْفَ تَرَكَ هَذِه. وبَذِير عَفيرٌ: كَثِيرٌ، إِتْبَاعٌ. وحَكَى ابنُ الأَعرابِيّ: عَلَيْهِ العَفَارُ والدَّبَارُ وسوءُ الدّارِ، وَلم يُفَسِّرْه. وَفِي تَهْذِيب ابنِ القَطَّاعِ: عَفِرَ الرَّجُلُ كفَرِحَ: لم تُطَاوِعْه رِجْلاه فِي الشَّدِّ. وسَمَّوْا يَعْفُوراً ويَعْفُرَ. وحَكَى السِيرَافيُّ: الأَسْوَدُ بنُ يَعْفُرَ ويُعْفِرَ ويُعْفُر. قَالَ: فأَمَّا يَعْفُرُ ويُعْفِرُ فأَصْلاَن، وأَما يُعْفُر فعَلَى إِتْبَاع الياءِ ضَمّةَ الفاءِ، وَقد يكون على إِتْبَاع الفاءِ من يُعْفُر ضَمّة الياءِ من يُعْفُر.
والأَسْوَدُ ابنُ يَعْفُرَ الشاعرُ، إِذا قُلْتَه بفَتْح الياءِ لم تَصْرِفْه، لأَنّه مِثْلُ يَقْتُل. وَقَالَ يُونُسُ: سمعتُ رُؤْبَةَ يَقُول: أَسْوَدُ بنُ يُعْفُر، بِضَم الياءِ، وَهَذَا يَنْصَرِفُ لأَنّه قد زَالَ عَنهُ شَبَهُ الفِعْل. وعَفّارٌ، كشَدّادٍ: حِصْنٌ باليَمَنِ، افْتَتَحَه الإِمَامُ الحَسَنُ بنُ شَرَفِ الدّين ابْن صَلاَح الحَسَنِيّ، أَو هُو كسَحاب. وعُفَيْرَةُ وعَفَارَى: من أَسْمَاءِ النساءِ. ونَجْدُ عُفْرٍ وعفْرَي، بالضمّ: مَوْضِعان. قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
(لَقَدْ لاقَى المَطِيَّ بنَجْدِ عُفْرٍ ... حَدِيثٌ إِنْ عَجِبْتَ لَهُ عَجِيبُ)
وَقَالَ عَدِيُّ بنُ الرِّقَاعِ:
(غَشِيتُ بعِفْرَي أَو برِجْلَتِها رَبْعَا ... رَماداً وأَحْجَاراً بَقِينَ بِها سُفْعَا)
ويَعْفُورُ بنُ المُغِيرَة بن شُعْبَةَ، وَيُقَال: أَبو يَعْفُورٍ عُرْوَةُ بنُ المُغِيرَة. ويَعْفُورُ بنُ أَبي يَعْفُورٍ العَبْدِيّ، وأَبو يَعْفُورٍ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ عُبَيْدِ بنِ نِسْطَاس، وأَبو يَعْفُورٍ عَبْدُ الكَرِيم بن يَعفُورٍ، ويَعْفُورٌ الذُّهْلِيّ، وأَبو يَعْفُورٍ عَبْدُ الكَرِيم بن سَعْد، ومُحَمَّد بن يَعْفُورِ ابنِ أَبي يَعْفُورٍ العَبْديّ، وعبدُ الصَّمَد ابنُ يَعْفُورٍ الجُعْفِيّ: مُحَدِّثُون. وأَبو يَعْفُورٍ عُرْوَةُ بنُ مَسْعُود الثَّقَفِيّ صَحابِىّ.
وعُفَيْرُ بنُ أَبي عُفَيْرٍ الأَنْصارِيّ صَحابىّ، حَدِيثُه فِي الأَفْرَاد لابْن أَبي عاصِمٍ. وأضبو يَعْفُورٍ العَبْدِيُّ اسمُه وَقْدان تابِعِيّ، رَوَى عَن ابنِ أَبِي أَوْفَى وغَيْرِه، وَعنهُ شُعْبَةُ، وابْنُه يُونُسُ.
وإِبْرَاهِيمُ بن أَبي المَكَارِمِ ابنِ أَبي القاسِمِ بنِ عَفِيرِ، كأَمِيرٍ، سَمِع ببَغْدَادَ من جَماعةٍ، ذكره ابنُ نُقْطَةَ. ويَعْفُرُ بنُ يَزِيدَ بنِ النُّعْمَانِ، جَدّ سَمَيْفَعِ بنِ ناكُورٍ جُمَاع قَبَائل ذِي الكَلاَعِ. والأَسْوَدُ ابْن) عَفَارِ بن صُنْبُورٍ كسَحابٍ، ذكره هانِئ بن مَسْعُود فِي رِثايته النُّعمانَ بنَ المُنْذِر، فَقَالَ:
(ونَعَى الأَسْوَدَ العَفَارِىَّ عَن مَنْ ... زِلِ خِصْبٍ وخَبْتَةٍ غِرْبِيبِ)
عفر
قال تعالى: قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِ
[النمل/ 39] . العفريت من الجنّ: هو العارم الخبيث، ويستعار ذلك للإنسان استعارة الشّيطان له، يقال: عفريت نفريت ، قال ابن قتيبة:
العفريت الموثّق الخلق ، وأصله من العفر، أي: التّراب، وعَافَرَهُ: صارعه، فألقاه في العَفَرِ، ورجل عِفْرٌ نحو: شرّ وشمر .
وليث عِفِرِّين: دابّة تشبه الحرباء تتعرّض للرّاكب، وقيل: عِفْرِيَة الدّيك والحبارى للشّعر الذي على رأسهما. 
عفر
عفَرَ يَعفِر، عَفْرًا، فهو عافِر، والمفعول مَعْفور
• عفَر وجهَه: مرَّغه في التُّراب ودَسَّه فيه "عفَر ثيابَه".
• عفَر الزَّرْعَ: سقاه لأوَّل مرَّة. 

تعفَّرَ بـ/ تعفَّرَ في يتعفَّر، تعفُّرًا، فهو مُتعفِّر، والمفعول مُتعفَّر به
• تعفَّر بالتُّراب/ تعفَّر في التُّراب: تمرَّغ فيه، غطَّى نفسَه بالغُبار "تعفَّر الأولادُ بالرَّمل في الحديقة". 

عفَّرَ يعفِّر، تعفيرًا، فهو مُعفِّر، والمفعول مُعفَّر
• عفَّر وجهَه: عفَره، مرَّغه في التُّراب ودسَّه فيه "عفَّر فلانًا في التُّرابِ" ° عفَّر جبينَه/ عفَّر خدَّه: خضَع وذلّ.
 • عفَّر الزَّرعَ: ألقى عليه مسحوقًا سامًّا ليُبيد ما عليه من حشرات. 

عَفْر [مفرد]: ج أعفار (لغير المصدر):
1 - مصدر عفَرَ.
2 - تراب "رياح محمَّلة بالعَفْر- طريقٌ كثيف العَفْر- تثير الأغنامُ وراءها الأعفارَ". 

عَفَر [مفرد]: ج أعفار:
1 - عَفْر؛ تراب "رياح محمَّلة بالعَفَر".
2 - وجه الأرض. 

عَفْراءُ [مفرد]: أرض لم توُطأ "أرض عَفْراء: المَحْشَر". 

يَعْفُور/ يُعْفُور [مفرد]: ج يَعَافيرُ:
1 - ولدُ البقرة الوحشيّة ظبي.
2 - لونه كلونِ التراب. 

عفر

1 عَفَرَهُ, aor. ـِ (S, O, Msb, K,) inf. n. عَفْرٌ, (S, O, Msb,) He rubbed it (namely a vessel) with dust: and ↓ عفّرهُ he rubbed it much with dust: (Msb:) or the latter, he defiled, or soiled, it with dust: (Mgh:) and the former, and ↓ latter, (S, O, K,) of which the inf. n. is تَعْفِيرٌ, (S, O,) he rolled, or turned over, him, or it, فِى التُّرَابِ in the dust: (S, O, K:) or he hid (دَسَّ) him, or it, therein. (K.) It is is said in a trad. of Aboo-Jahl, مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ ↓ هَلْ يُعَفِّرُ [Doth, or shall, Mohammad defile his face with dust, or rub his face in the dust, in the midst of you?], meaning his prostrating himself in the dust: and at the end he says, ↓ لَأَطَأَنَّ عَلَى رَقَبَتِهِ أَوْ لَأُعَفِّرَنَّ وَجْهَهُ فِى التُّرَابِ [I will assuredly trample upon his neck, or I will defile, or roll, his face in the dust]; meaning that he would abase him, or render him abject. (TA.) b2: He dragged him, being about to roll him in the dust: and you say ثَوْبَهُ فِى االتُّرَابِ ↓ اِعْتَفَرَ [He dragged his garment in the dust]. (Aboo-Nasr, L, TA.) b3: And عَفَرَهُ, (K,) inf. n. عَفْرٌ, (TA,) He cast him upon the ground; as also ↓ اعتفرهُ. (K.) You say, ↓ اعتفرهُ الأَسَدُ The lion cast him upon the ground: (A:) or the lion seized him, and broke his neck, (S, O, TA,) and cast him upon the ground, and shook him about. (TA.) And ↓ اعتفرهُ He leaped, or sprang, upon him, or at him, (سَاوَرَهُ, O, K, for which شَاوره is erroneously put in some copies of the K, TA,) and dragged him, and cast him upon the ground. (TA.) [See also 2.]

A2: عَفِرَ, aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. عَفَرٌ, (Msb,) He, or it, was of the colour termed عُفْرَة: (Msb, K:) or of a colour resembling that. (Msb.) 2 عَفَّرَ see 1, in four places. b2: عفّر قِرْنَهُ, and فَأَلْزَقَهُ بِالعَفَرِ ↓ عافرهُ, He wrestled with his adversary, and made him cleave to the dust. (A.) A2: عفّر, inf. n. تَعْفِيرٌ, He mixed his black sheep or goats with others of the colour termed عُفْرَةٌ: (O, K, TA:) or he took white sheep or goats in exchange for black; because the former have more increase. (S, O, TA.) b2: And He made, or rendered, white. (S, O.) 3 عَاْفَرَ see the next preceding paragraph.5 تَعَفَّرَ see 7, in three places. b2: تعفّر الوَحْشُ (tropical:) The wild animals became fat. (O, K, TA.) 6 تعافر said of [food of the kind called] ثَرِيد, It was made white. (K. [See أَعْفَرُ, latter half.]) 7 انعفر and ↓ اعتفر It (a vessel) became rubbed with dust: and ↓ تعفّر it became much rubbed with dust: (Msb:) or the first and ↓ second, (S, O,) and ↓ the last also, (O,) it (a thing) became defiled with dust: (S, O:) or the first and ↓ last, he or it, became rolled, or turned over, فِى التُّرَابِ in the dust: or became hidden therein. (K.) b2: And one says, دَخَلْتُ المَآءَ فَمَا انْعَفَرَتْ قَدَمَاىَ I entered the water, and my feet did not reach the ground. (A, TA.) 8 إِعْتَفَرَ see 1, in four places.

A2: See also 7, in two places. Q. Q. 2 تَعَفْرَتَ He became, or acted like, an عِفْرِيت; (K, TA;) from which latter word this verb is derived, the [final] augmentative letter being preserved in it, with the radical letters, to convey the full meaning, and to indicate the original. (TA.) عَفْرٌ: see عَفَرٌ, in four places.

عُفْرٌ: see عِفْرٌ.

A2: Also pl. of أَعْفَرُ [q. v.]. (S, &c.) عِفْرٌ A boar; (S, O, K;) as also ↓ عُفْرٌ: or a swine, as a common term: or the young one of a sow. (K.) A2: عِفْرٌ (S, A, O, K) and ↓ عَفِرٌ (Sgh in TA in art. نفر) and ↓ عِفْرِيَةٌ, (A, O, K,) in which the ى is to render the word quasi-coordinate to شِرْذِمَةٌ, [I substitute this word for شِرْذِوَةٌ, in the L, and شِرْذِذَةٌ in the TA,] and the ة to give intensiveness, (L, TA,) and ↓ عِفْرِيتٌ, (A, O, K,) in which the ت is to render the word quasicoordinate to قِنْدِيلٌ, (TA,) [or to render it a contraction of عِفْرِيَةٌ,] and ↓ عَفْرِيتٌ, which occurs in one reading of the Kur, [xxvii. 39, and is agreeable with modern vulgar pronunciation,] (O, CK,) and ↓ عِفْرَاتٌ, (CK,) and ↓ عُفَارِيَةٌ, (A, O, L, K,) in which the ى is to render the word quasi-coordinate to عُذَافِرَةٌ, and the ة is to give intensiveness, (TA,) and ↓ عِفِرٌّ, (O, K,) and ↓ عِفْرِىٌّ, (Sgh, K,) and ↓ عُفَرْنِيَةٌ, (Sgh, K,) and ↓ عِفْرِينٌ, and ↓ عِفِرِّينٌ, (Lh, TA,) and ↓ عَفَرْنًى, (Lth, TA,) [respecting which last, see the latter portion of this paragraph,] applied to a man, (S, O, K,) and to a jinnee, or genie, (Kur, ubi suprá,) Wicked, or malignant; (S, O, K;) crafty, or cunning; (S, O;) abominable, foul, or evil; (K;) abounding in evil; (TA;) strong, or powerful; (A;) insolent and audacious in pride and in acts of rebellion or disobedience; (A, TA;) who roils his adversary in the dust: (A:) and the epithet applied to a woman is عِفْرَةٌ, (S, O,) and ↓ عِفْرِيتَةٌ, (Lh, K,) and ↓ عِفِرَّةٌ: (Sh, O:) or ↓ عِفْرِيتٌ signifies anything that exceeds the ordinary bounds; and ↓ عُفَارِيَةٌ is syn. with it: (AO, S, O:) and ↓ عِفْرِيتٌ and ↓ عِفْرِينٌ and ↓ عِفِرِّينٌ (Zj, K) applied to a man, and as applied in the Kur, ubi suprá, [to a jinnee,] (Zj,) sharp, vigorous, and effective, in an affair, exceeding the ordinary bounds therein, with craftiness, or cunning, (Zj, O, K,) and wickedness, or malignity: (Zj:) or ↓ عِفْرِيتٌ is properly applied to a jinnee, and signifies evil in disposition, and wicked or malignant; and is metaphorically applied to a man, like as is شَيْطَانٌ: (B:) it is applied to an evil jinnee that is powerful, but inferior to such as is termed مَارِدٌ: (Mir-át ez-Zemán:) ↓ عِفْرِيَةٌ also signifies i. q. دَاهِيَةٌ [app. meaning very crafty or cunning, rather than a calamity]: (S, O:) ↓ عِفْرِيَةٌ and ↓ عِفْرِيتٌ are also applied as epithets to a شَيْطَان [or devil]: (Kh, S:) the pl. of the former of these two epithets is عَفَارِيَةٌ, (Kh, S, O,) or عَفَارِىُّ; (Fr;) and that of ↓ عفريت is عَفَارِيتُ; (Kh, Fr, S, O;) and that of ↓ عِفِرٌّ is عِفِرُّونَ; (Sh;) and that of عِفْرٌ is أَعْفَارٌ. (TA in art. جشم.) You say, فُلَانٌ نِفْرِيتٌ ↓ عِفْرِيتٌ, and نِفْرِيَةٌ ↓ عِفْرِيَةٌ; [Such a one is wicked, or malignant; &c.;] the latter of these two words being an imitative sequent. (AO, S, O.) And in a trad. it is said, إِنَّ اللّٰهَ يَبْغُضُ النِّفْرِيَةَ الَّذِى لَا يُرْزَأُ فِى أَهْلٍ وَلَامَالٍ ↓ العِفْرِيَةَ (AO, S) [Verily God hates] the crafty or cunning, the wicked or malignant, the abounding in evil; or him who collects much and refuses to give; or him who acts very wrongfully or unjustly or tyrannically; [who will not suffer loss in his family nor in his property.] (TA.) b2: أَسَدٌ عِفْرٌ, and ↓ عِفْرِيَةٌ, and ↓ عِفْرِيتٌ, and ↓ عُفَارِيَةٌ, (K,) and ↓ عِفِرٌّ, (TA,) and ↓ عَفَرْنًى, (K, [respecting which see what follows: in the CK عَفَرْتٰى, which is wrong in two respects:]) A strong, (K,) powerful, great, (TA,) lion: (K, TA:) or العَفَرْنَى the lion; so called because of his strength: (S, O:) and لَبُؤَةٌ عَفَرْنًى, (S, O, TA,) like the masc., (TA. [or it may be in this case with the fem. ى, i. e. without tenween,]) or ↓ عَفَرْنَاةٌ, (K, TA,) a strong lioness: (S, O, K:) or the epithet, of either gender, signifies bold: from عَفَرٌ signifying

“ dust,” or from عَفْرٌ in the sense of اِعْتِفَارٌ, or from the strength and hardiness of the animal: (TA:) and نَاقَةٌ عَفَرْنَاةٌ a strong she-camel; pl. عَفَرْنَيَاتٌ: (S, O:) but you do not say جَمَلٌ عَفَرْنًى; (Az:) the alif [which is in this case written ى] and ن in عَفَرْنًى are to render it quasi-coordinate to سَفَرْجَلٌ [which shows that it is with tenween]. (S.) عَفَرٌ (IDrd, S, A, O, Msb, K) and ↓ عَفْرٌ (IDrd, A, O, K) Dust: (IDrd, S, O, Msb:) [like عَفَارٌ the dust of the earth: (Freytag, from Meyd:)] or the exterior of the dust or earth: (A, K:) and the surface of the earth; (Msb;) as also الأَرْضِ ↓ عَفْرُ: (TA:) pl. أَعْفَارٌ. (K.) You say الأَرْضِ مِثْلُهُ ↓ مَا عَلَى عَفْرِ There is not upon the face of the earth the like of him, or it. (O, TA.) And كَلَامٌ لَا عَفَرَ فِيهِ, (K,) or لَهُ ↓ لَا عَفْرَ, (TS, TA,) [lit., Language in which is no dust; or which has no dust; like the saying كَلَامٌ لَا غُبَارَ عَلَيْهِ “ language on which is no dust; ” meaning] (assumed tropical:) language in which is nothing difficult to be understood. (K.) And IAar mentions, but without explaining it, the saying, وَالدَّبَارْ وَسُوْءُ ↓ عَلَيْهِ العَفَارْ الدَّارْ [app. meaning, May the dust, and perdition, and evil of the dwelling, be his lot. See دَبَرَ]. (O, TA.) عَفِرٌ [part. n. of عَفِرَ]. أَرْضٌ عَفِرَةٌ Land of the colour termed عُفْرَةٌ [q. v.]. (O and TA in art. عثر.) A2: See also عِفْرٌ.

عِفِرٌّ, and the fem., with ة: see عِفْرٌ, in four places.

عُفْرَةٌ A dust-colour inclining to whiteness; a whitish dust-colour: (TA:) or whiteness that is not clear: (Mgh, Msb:) or whiteness that is not very clear, (Az, As,) like the colour of the surface of the earth: (Az, As, Mgh:) or whiteness with a tinge of redness over it: (A:) the colour of an antelope such as is termed أَعْفَرُ. (K.) b2: See also عِفْرِيَةٌ, in three places.

عَفْرَى, or عَفْرًى: see عِفْرِيَةٌ.

عِفْرِىٌّ: see عِفْرٌ, first quarter.

عِفْرَاةٌ: see عِفْرِيَةٌ.

عِفْرَاتٌ: see عِفْرٌ, first quarter: A2: and see the next paragraph, in three places.

عِفْرِيَةٌ: see عِفْرٌ, in six places.

A2: The hair, and the feathers, of the back of the neck, of the lion, and of the cock, &c., which it turns back towards the top of its head when exasperated; as also ↓ عُفْرَةٌ (S, O) and ↓ عِفْرَاتٌ, (S,) or ↓ عِفْرَاةٌ: (O, TA:) and ↓ عُفْرَةٌ, the feathers around the neck of a cock and of a bustard (حُبَارَى) &c.: (S in art. برل:) or عِفْرِيَةٌ and ↓ عَفْرَى, or عَفْرًى, [whether without or with tenween is not shown, but I think it is more probably without,] of a cock, the feathers of the neck; (K;) as also ↓ عُفْرَةٌ: (TA:) and of man, the hair of the back of the neck: (K:) or the hair of the part over the forehead: (TA:) and of a beast, the hair of the fore-lock: (K:) or the hair of the back of the neck: (TA:) and [of a man,] the hairs that grow in the middle of the head, (K,) that stand up on an occasion of fright; (TA;) as also ↓ عِفْرَاتٌ and ↓ عُفَرْنِيَةٌ. (K.) You say جَآءَ فُلَانٌ نَافِشًا عِفْرِيَتَهُ, meaning Such a one came in a state of anger. (S, O.) And جَآءنَاشِرًا عِفْرِيَتَهُ, and ↓ عِفْرَاتَهُ, He came spreading his hair, by reason of covetousness, and inordinate desire. (ISd, TA.) عِفْرِيتٌ; and عَفْرِيتٌ: and the fem., عِفْرِيتَةٌ: see عِفْرٌ, in ten places.

عِفْرِينٌ: see عِفْرٌ, in two places.

عِفِرِّينٌ: see عِفْرٌ, in two places.

A2: لَيْثُ عِفِرِّينَ The lion. (AA, K.) So in the prov., إِنَّهُ لَأَشْجَعُ مِنْ لَيْثِ عِفِرِّينَ [Verily he is more courageous than the lion]. (AA, TA.) عِفِرِّينُ is the name of a certain place in which are lions, or abounding with lions: (S, O, K:) or the name of a certain country or town. (As, AA, S, M.) A3: A certain insert, whose retreat is the soft dust at the bases of walls; (O, K:) that rolls a ball, and then hides itself within it; and when it is roused, throws up dust: (O, TA:) the word [عفرّين] is of one of those forms not found by Sb: (TA:) or a certain creeping animal (دَابَّة), like the chameleon, that opposes itself to the rider [upon a camel or horse], and that strikes with its tail. (O, K.) [See also طُحَنٌ: and see Ham p. 131.]

b2: Also (tropical:) A complete man; [i. e., complete with respect to bodily vigour, having attained the usual term thereof;] (O, K, TA;) fifty years old. (O, TA.) b3: And (tropical:) Resolute, or firm-minded; strong, or powerful. (S, O, K, TA.) عَفَرْنًى and عَفَرْنَاةٌ: see عِفْرٌ, in three places. b2: The latter also signifies The [kind of goblin, or demon, called] غُولٌ. (O, K.) عُفَرْنِيَةٌ: see عِفْرٌ; first quarter.

A2: and see عِفْرِيَةٌ.

عَفَارٌ: see عَفَرٌ.

A2: Also A certain kind of tree, (S, O, K,) by means of which fire is produced; (S, O;) زِنَاد [or pieces of wood, or stick, used for that purpose,] being made of its branches: (K, * TA:) accord. to information given to AHn by certain of the desert-Arabs of the Saráh (السَّرَاة), it resembles the kind of tree called the غُبَيْرَآء, by reason of its smallness, so that when one sees it from afar he doubts not its being the latter kind of tree; its blossom, also, is like that of the latter tree; and it is a kind of tree that emits much fire, so that the زناد made of it are excellent: (TA:) pl. of عَفَارَةٌ; (K;) or, more properly, [a coll. gen. n., and] its n. un. is with ة: (O, TA:) it and the مَرْخ contain fire that is not in any other kind of tree: Az says, I have seen them both in the desert, and the Arabs make them the subject of a prov., relating to high nobility: (TA:) they say فِى كُلِّ شَجَرٍ نَارْ وَاسْتَمْجَدَ المَرْخُ وَالعَفَارْ (S, O, TA) In all trees is fire; but the markh and 'afár yield much fire, more than all other trees. (O, * TA.) [See also مَرْخٌ, and استمجد.] It is also said, in another prov., اِقْدَحْ بِعَفَارٍ أَوْ مَرْخِ ثُمَّ اشْدُدْ إِنْ شِئْتَ أَوْ أَرْخِ [Produce thou fire with markh or with 'afár: then tighten, if thou please, or loosen]. (TA.) A3: See also عَافُور.

عَفَارَةٌ The quality, or disposition, of him who is termed عِفْرٌ and عِفْرِيَةٌ and عِفْرِيتٌ &c.; i. e., wickedness, or malignity, &c. (K, * TA.) عُفَارِيَةٌ: see عِفْرٌ, in three places.

عَافِرٌ and ↓ مُنْعَفِرٌ and ↓ مَعْفُورٌ and ↓ مُعَفَّرٌ Defiled with dust: hence, العَافِرُ الوَجْهِ He whose face is defiled with dust: and الوَجْهِ فِى التُّرَابِ ↓ هُوَ مُنْعَفِرُ, and ↓ مُعَفَّرُهُ, He has the face defiled in the dust. (TA.) وَقَعُوا فِى عَافُورِ شَرٍّ, (S, K,) and شَرٍّ ↓ فِى عَفَارِ, (TA,) i. q. فِى عَاثُورِ شَرٍّ, (Fr, S, K,) i. e., They fell into difficulty, or distress. (S.) Some say that the ف is substituted for ث. (TA.) [But see عاثور.]

أَعْفَرُ Dust-coloured inclining to white; of a whitish dust-colour: (TA:) or white, but not of a clear hue: (Msb:) or, applied to a buckantelope, white, but not of a very clear white, (Az, As, S, O, K,) being like the colour of the surface of the earth: (Az, As, Mgh:) or a buck-antelope having a tinge of red over his whiteness, (AA, S, A, K,) with a short neck; and such is the weakest of antelopes in running: (AA, S, O:) or having a redness in his back, with white flanks: (K:) [in the CK, after the words thus rendered, is an omission, of the words أَوِ الأَبْيَضُ وَ:] or such as inhabits elevated, rugged, stony tracts, and hard grounds; and such is red: (Az:) or having white horns: (A:) fem. عَفْرَآءُ: (S, K, &c.:) also applied to a she-goat, meaning of a clear white colour: (TA:) pl. عُفْرٌ. (S, A, O.) b2: El-Kumeyt says, وَكُنَّا إِذَا جَبَّارُ قَوْمٍ أَرَادَنَا بِكَيْدٍ حَمَلْنَاهُ عَلَى قَرْنِ أَعْفَرَا [And we used, when an insolent tyrant of a people desired to execute against us a plot, to carry him upon the horn of an antelope of a whitish dustcolour, or white but not of a clear hue, &c.]; meaning, we used to slay him, and to carry his head upon the spear-head; for the spear-heads, in time past, were of horns. (S, O.) b3: Hence the saying رَمَانِى عَنْ قَرْنِ أَعْفَرَ i. q. رمانى بِدَاهِيَةٍ (tropical:) [He sent upon me a calamity; or he made a very crafty man to be my assailant]: for the same reason, also, قَرْنُ أَعْفَرَ is proverbially used to signify (tropical:) A difficulty, or distress, that befalls one: and one says to a man who has passed the night in disquieting distress, كُنْتَ عَلَى قَرْنِ أَعْفَرَ (tropical:) [Thou wast pierced by grief]. (TA.) One says also, of him who is frightened and disquieted, كَأَنَّهُ عَلَى قَرْنِ أَعْفَرَ [He is as though he were upon the horn of an antelope of a whitish dustcolour, &c.: meaning, upon the head of a spear]: the like of this phrase is used by Imra-el-Keys. (A.) b4: Also عَفْرَآءُ, A ewe of a colour inclining to whiteness. (O.) b5: And أَعْفَرُ, Red sand. (S, O.) b6: [Food of the kind called] ثَرِيد made white: (K, TA:) from عُفْرَةٌ signifying the “ colour of the earth. ” (TA.) b7: عَفْرَآءُ White. (K.) b8: أَرْضٌ عَفْرَآءُ Untrodden land. (K, TA.) b9: العَفْرَآءُ The thirteenth night [of the lunar month]: (S, O:) or the night of blackness: (A:) but accord. to IAar, اللَّيَالِى العُفْرُ signifies the white nights; (A;) and so says Th, without particularizing: (TA:) or the nights thus called are the seventh and eighth and ninth nights of the lunar month; (K;) because of the whiteness of the moon [therein]. (TA.) It is said in a trad. لَيْسَ عُفْرُ اللَّيَالِى

كَالدَّآدِئِ The moon-lit nights are not like the black nights: some say that this is a proverb. (TA.) مُعَفَّرٌ: see عَافِرٌ, in two places.

مُعَفِّرٌ One whose sheep or goats are of the colour termed عُفْرَةٌ: there is no tribe among the Arabs to whom this appellation applies, except Hudheyl. (A, TA.) [Accord. to analogy, this should rather be written مُعْفِرٌ; and perhaps it is thus in correct copies of the A.]

مَعْفُورٌ: see عَافِرٌ. b2: أَرْضٌ مَعْفُورَةٌ Land of which the herbage has been eaten. (S, O.) مَعَافِرُ: see مَعَافِرِىٌّ, in three places.

مُعَافِرٌ (tropical:) One who walks with companies of travellers, (S, O, K, TA,) and so, accord. to the L, ↓ مُعَافِرِىٌّ, (TA,) and obtains of their superabundance [of provisions]. (S, O, TA.) ثَوْبٌ مَعَافِرِىٌّ, (S, Mgh, O, Msb,) pl. ثِيَابٌ مَعَافِرِيَّةٌ, (S, O, K,) and بُرْدٌ مَعَافِرِىٌّ, (Az,) and hence, simply, ↓ مَعَافِرُ, (Az, Mgh,) as a subst., (Az,) without the relative ى, (Az, Mgh,) accord. to As, (Mgh,) A kind of garment, or piece of cloth, (S, Mgh, O, Msb,) and a garment of the kind called بُرْد, (Az,) so called in relation to ↓ مَعَافِرُ, (S, O, K, &c.,) a word imperf. decl., (S, O, K,) because of its being of the form of an imperf. decl. pl., (S, O,) as the name of a tribe of Hemdán; (S, O;) or as being the name of a son of Murr, (Sb, Mgh, Msb,) brother of Temeem the son of Murr, (Sb, Mgh,) and father of the tribe above mentioned, (Msb, K,) which was a tribe of El-Yemen; (Msb;) or as being the name of a place, (IDrd, O,) or a town, or district, (K, TA,) of El-Yemen, (IDrd, O, TA,) in which Ma'áfir Ibn-Udd took up his abode, accord. to Z: (TA;) معافرىّ is perfectly decl. because the relative ى is added to it: (S:) and it is thus formed because مَعَافِرُ is sing. in its application; whereas, in a rel. n. from a pl. used as a pl., the formation is from the sing., as in the instance of مَسْجِدِىٌّ as a rel. n. from مَسَاجِدُ: (TA:) ↓ معافر should not be pronounced with damm to the م: (Msb, K:) and it is wrong to call the kind of garment above mentioned مُعَافِرِىٌّ, with damm, and مَعَافِرِىُّ, without tenween, and مَعَافِيرُ. (Mgh.) مُعَافِرِىٌّ: see مُعَافِرٌ.

مُنْعَفِرٌ: see عَافِرٌ, in two places.

يَعْفُورٌ The dust-coloured gazelle: (K:) or the gazelle, as a general term: (K, * TA:) as also يُعْفُورٌ: (K:) and the [young gazelle such as is called] خِشْف: (S, O, K:) or the buck-gazelle: (S, Mgh, O:) and (S, IAth, O, in the Mgh “ or ”) the young one of the wild cow: (S, IAth, Mgh, O:) n. un. with ة: (TA:) pl. يَعَافِيرُ. (S, O.) b2: Also A light, or an active, ass. (IAar.) b3: And it is said to mean (assumed tropical:) The form of a man, seen from a distance, resembling a يَعْفُور [in one of the senses expl. above]. (L, TA.) A2: And One of the divisions of the night, (K, TA,) which are five, called سُدْفَةٌ and سُتْفَةٌ and هَجْمَةٌ and يَعْفُورٌ and خُدْرَةٌ. (TA.)

الحيّز

الحيّز:
[في الانكليزية] Space ،area ،surface ،locus
[ في الفرنسية] Espace ،etendue ،surface ،lieu
بالفتح وكسر الياء المثناة التحتانيّة المشدّدة وقد جاء بتخفيف الياء وسكونها أيضا كما في المنتخب هو في اللغة الفراغ مطلقا، سواء كان مساويا لما يشغله أو زائدا عليه أو ناقصا عنه.
يقال زيد في حيّز وسيع يسعه جمع كثير أو في حيّز ضيّق لا يسعه هو بل بعض أعضائه خارج الحيّز كذا قيل. وفي أكثر كتب اللغة إنّه المكان. وفي اصطلاح الحكماء والمتكلّمين لا يتصوّر زيادة الشيء على حيّزه ولا زيادة حيّزه عليه. قال المولوي عصام الدين في حاشية شرح العقائد في بيان الصفات السلبية: الحيّز والمكان واحد عند من جعل المكان السطح أو البعد المجرّد المحقّق، وكذا عند المتكلّمين.
إلّا أنّه بمعنى البعد المتوهم. فما قال الشارح التفتازاني من أنّ الحيز أعمّ من المكان لأنّ الحيّز هو الفراغ المتوهّم الذي يشغله شيء ممتد أو غير ممتد. فالجوهر الفرد متحيّز وليس بمتمكّن لم نجده إلّا في كلامه. وأمّا عباراتهم فتفصح عن اتحاد معنى الحيّز والمكان انتهى.
ويؤيده ما وقع في شرح المواقف في مباحث الكون وهو أنّ المتكلّمين اتفقوا في أنّه إذا تحرّك جسم تحرّك الجواهر الظاهرة منه.
واختلفوا في الجواهر المتوسّطة. فقيل متحرّك وقيل لا. وكذلك الحال في المستقر في السفينة وهو نزاع لفظي يعود إلى تفسير الحيّز. فإن فسّر بالبعد المفروض كان المستقر في السفينة المتحرّكة متحرّكا، وكذا الجواهر المتوسطة لخروج كلّ منهما حينئذ من حيّز إلى حيّز آخر لأنّ حيز كل منهما بعض من الحيز للكل. وإن فسّر الحيّز بالجواهر المحيطة لم يكن الجوهر الوسطاني مفارقا لحيزه أصلا. وأمّا المستقر المذكور فإنّه يفارق بعضا من الجواهر المحيطة به دون بعض. وإن فسّر الحيّز بما اعتمد عليه ثقل الجوهر كما هو المتعارف عند العامة لم يكن المستقر مفارقا لمكانه أصلا انتهى. فإنّ هذا صريح في أنّ الحيّز والمكان مترادفان لغة واصطلاحا؛ فإنّ المعنى الأخير لغوي للمكان، والأول اصطلاح المتكلّمين على ما صرّح بذلك شارح المواقف في مبحث المكان. وقال شارح الإشارات إنّ المكان عند القائلين بالجزء غير الحيّز لأنّ المكان عندهم قريب من مفهومه اللغوي وهو ما يعتمد عليه المتمكّن كالأرض للسرير. وأمّا الحيّز فهو عندهم الفراغ المتوهّم المشغول بالمتحيّز الذي لو لم يشغله لكان خلاء كداخل الكوز للماء. وأمّا عند الشيخ والجمهور فهما واحد، وهو السطح الباطن من الجسم الحاوي المماس للسطح الظاهر من الجسم المحوي. وقيل حاصله أنّ المكان عند المتكلمين قريب من معناه اللغوي، ومعناه اللغوي ما يعتمد عليه المتمكن، فإنّ ضمير هو راجع إلى المفهوم اللغوي بدليل أنّ المكان عندهم بعد موهوم لا أمر موجود كالأرض للسرير، وأنّ الحيّز غير المكان عندهم، فالحيّز هو الفراغ المتوهّم مع غير اعتبار حصول الجسم فيه أو عدمه كما قال الشارح المرزباني والمكان هو الفراغ المتوهّم مع اعتبار حصول الجسم فيه، والخلاء هو الفراغ المتوهّم الذي من شأنه أن يكون مشغولا بالمتحيّز انتهى. يعني أنّ الخلاء هو الفراغ المتوهّم الذي من شأنه أن يكون مشغولا، والآن خال عن الشاغل على ما هو رأي المتكلّمين، وإلّا يصير الخلاء مرادفا للحيز. ولذا قيل إنّ الخلاء عندهم أخصّ من الحيّز لأنّ الخلاء هو الفراغ الموهوم مع اعتبار أن لا يحصل فيه جسم والحيّز هو الفراغ الموهوم من غير اعتبار حصول الجسم فيه أو عدم حصوله. والمفهوم من كلام شارح هداية الحكمة ومحشيه العلمي أنّ الحيّز عند القائلين بأنّ المكان هو السطح أعمّ من المكان، فإنّ الحيّز عندهم ما به يمتاز الأجسام في الإشارة الحسّية فهو متناول أيضا للوضع الذي به يمتاز المحدد أعني الفلك الأعظم من غيره في الإشارة الحسّية فهو متحيّز، وليس في المكان لأنّ المكان هو السطح الباطن المذكور. ولا يرد على هذا التفسير الهيولى والصورة النوعية إذ الأجساد وإن كانت تتمايز بهما لكن لا تتمايز بهما في الإشارة الحسّية إذ لا وضع لهما. إن قيل يلزم أن يكون لغير المحدد حيزان إذ لهذه الأجسام وضع ومكان. قلت بالوضع والمكان يحصل التمايز بين الأجسام في الإشارة الحسّية، فالمجموع حيز واحد والمراد بالوضع هاهنا هو المقولة أو جزؤها.
فائدة:

قال الحكماء: كلّ جسم فله حيّز طبعي ولا يمكن أن يكون له حيزان طبعيان. قال العلمي في حاشية شرح هداية الحكمة: المفهوم من كلام السيّد السّند في حاشية شرح حكمة العين أنّ الحيز الطبعي هو ما يكون لذات الجسم مدخل فيه سواء كان مستندا إلى جزئه أو نفس ذاته أو لازم ذاته، والمفهوم من بعض مؤلفاته أنّ المكان الطبعي هو ما يكون مستندا إلى الصورة النوعية حيث أبطل استناد ذلك المكان إلى الجسمية المشــتركــة لكون نسبتها إلى الأحياز كلها على السوية وكذا إلى الهيولى لكونها تابعة للجسمية في اقتضاء حيّزها على الإطلاق، وكذا إلى أمر خارج لكون الفرض خلوه عن جميع ما يمكن خلوه عنه من الأمور الخارجة فهو مستند إلى أمر داخل فيه مختصّ به وهو المراد بالطبعية، وهذا المعنى أخصّ من الأول. والمراد بالطبعية على المعنى الأول الحقيقة. ثم المفهوم من كلام صاحب هداية الحكمة هاهنا هو المعنى الأول، ومن كلام شارحه هاهنا المعنى الثاني، ومن كلام شارحه في مبحث الشكل أنّ المراد من كون المكان طبعيا للجسم أنّ المكان من العوارض الذاتية له لا من الأعراض الغريبة، حيث يقول وما يعرض لشيء بواسطة ليست مستندة إلى ذاته ولا لازمة له من حيث هو لا يكون عارضا له لذاته انتهى.
ويفهم من إشارات الشيخ أنّ المكان الطبعي للجسم ما يكون ملائما لذاته. ولا يخفى أنّه يمكن تطبيقه على الأول والثالث بل على الثاني أيضا من تخصيص في الملائمة، لكنه خلاف الظاهر. وبالجملة كلامهم في هذا الباب لا يخلو عن الاضطراب انتهى ما ذكر العلمي.
فائدة:

قال الحكماء: المكان الطبعي للمركّب مكان البسيط الغالب فيه فإنّه. يقهر ما عداه ويجذبه إلى حيّزه، فيكون الكلّ إذا خلّي وطبعه طالبا لذلك الحيّز. وإن تساوت البسائط كلّها فمكانه هو الذي اتّفق وجوده فيه لعدم أولوية الغير وفيه نظر لأنّه إذا أخرج ذلك المركّب عن ذلك المكان لم يعد إليه طبعا بل يسكن أينما أخرج لعدم المرجّح، فلا يكون ذلك المكان طبعيّا له؛ والبسيطان المتساويان حجما ومقدارا قد يختلفان قوة فإنّه إذا أخذ مقداران متساويان من الأرض والنار فربما كان اقتضاء الأرضية للميل السافل أقوى من اقتضاء النارية للميل الصاعد أو بالعكس بل ربما كان الناقص مقدارا أقوى قوة. فالمعتبر هو التساوي في القوة دون الحجم والمقدار.
وقد يفصّل ويقال إنّه إن تركّــب من بسيطين فإن كان أحدهما غالبا قوة وكان هناك ما يحفظ الامتزاج فالمركّب ينجذب بالطبع إلى مكان الغالب وإن تساويا فإمّا أن يكون كلّ منهما متمانعا للآخر في حركته أولا؛ فإن لم يتمانعا افترقا ولم يجتمعا إلّا بقاسر، وإن تمانعا مثل أن تكون النار من تحت الأرض والأرض من فوق فإمّا أن يكون بعد كل منهما عن حيّزه مساويا لبعد الآخر أولا، فعلى الأول يتعاوقان، فيحتبس المركّب في ذلك المكان لا سيما إذا كان في الحدّ المشــترك بين حيّزيهما. وعلى الثاني ينجذب المركّب إلى حيّز ما هو أقرب إلى حيّزه لأنّ الحركات الطبعية تشتدّ عند القرب من أحيازها وتفتر عند البعد. وإنّ تركّــب من ثلاثة فإن غلب أحدها حصل المركّب لطبعه في حيّز الغالب كما مرّ. وإن تساوت فإن كانت الثلاثة متجاورة كالأرض والماء والهواء حصل المركّب في حيّز العنصر الوسط كالماء. وإن كانت متباينة كالأرض والماء والنار حصل المركّب في الوسط أيضا لتساوى الجذب من الجانبين ولأنّ الأرض والماء يشــتركــان في الميل إلى أسفل فهما يغلبان النار بهذا الاعتبار. وإن تركّــب من أربعة فإن كانت متساوية حصل المركّب في الوسط وإلّا ففي حيّز الغالب. هذا كلّه بالنظر إلى ما يقتضيه الــتركــيب إذا خلا عن مقتض آخر يمنع العناصر عن أفعالها، فإنّه يجوز أن يحصل للمركّب صورة نوعية تعيّن له مكان البسيط المغلوب والله أعلم، كذا في شرح المواقف.
والحيّز عند المنجّمين عبارة عن أنّ كوكبا يوما يكون نهارا فوق الأرض، وكوكبا يكون ذات ليلة ليلا تحت الأرض، قال هذا في الشجرة.

الجناس

الجناس: التشابه والجناس بَين اللَّفْظَيْنِ عِنْد عُلَمَاء البديع تشابههما فِي التَّلَفُّظ مَعَ اخْتِلَافهمَا فِي الْمَعْنى وَهُوَ من المحسنات اللفظية. وَله أَقسَام كَثِيرَة فِي كتب فن البديع وَقد ذكرنَا نبذا مِنْهَا فِي التَّام.
الجناس:
[في الانكليزية] Paronomasia ،paronymy ،pun
[ في الفرنسية] Paronomase ،paronymie ،calembour
عند أهل البديع هو من المحسّنات اللفظية هو تشابه اللفظين في اللفظ، أي في التلفّظ ويسمّى بالتجنيس أيضا. والمراد بالتلفّظ أعم من الصريح وغير الصريح، فدخل تجنيس الإشارة وهو أن لا يظهر التجنيس باللفظ بل بالإشارة كقولنا حلقت لحية موسى باسمه. وخرج التشابه في المعنى نحو أسد وسبع أو مجرّد عدد الحروف أو الوزن نحو ضرب وعلم وقتل.
وفائدة الجناس الميل إلى الإصغاء إليه فإنّ مناسبة الألفاظ تحدث ميلا وإصغاء إليها، ولأنّ اللفظ المشــترك إذا حمل على معنى ثم جاء والمراد به معنى آخر كان النفس تشوق إليه.
التقسيم
الجناس ضربان. أحدهما التّام وهو أن يتفق اللفظان في أنواع الحروف وأعدادها وهيئاتها وترتيبها. فبقولنا أنواع الحروف خرج نحو يفرح ويمزج فإنّ كلا من الفاء والميم وكذا بواقي الحروف أنواع مختلفة. وبقولنا وأعدادها خرج نحو الساق والمساق. وبقولنا هيئاتها نحو البور والبور بفتح الموحدة في أحدهما وضمها في الآخر، فإنّ هيئة الكلمة كيفية تحصل لها باعتبار حركات الحروف وسكناتها. وبقولنا وترتيبها أي تقديم بعض الحروف على بعض وتأخيره عنه خرج نحو الفتح والحتف. ثم إن كان اللفظان المتفقان فيما ذكر من نوع واحد من أنواع الكلمة كالاسم مثلا يسمّى مماثلا، لأنّ التماثل هو الاتحاد في النوع نحو وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ أي من ساعات الأيام والساعة الأولى بمعنى القيامة. وقيل الساعة في الموضعين بمعنى واحد. والتجنيس أن يتفق اللفظان ويختلف المعنى ولا يكون أحدهما حقيقة والآخر مجازا، بل يكونان حقيقتين، وزمان القيامة وإن طال لكنه عند الله في حكم الساعة الواحدة، فإطلاق الساعة على القيامة مجاز، وبذلك يخرج الكلام عن التجنيس، كما لو قلت ركبت حمارا ولقيت حمارا أي بليدا. وإن كان اللفظان من نوعين يسمّى مستوفى كقول ابي تمام:
ما مات من كرم الزمان فإنه يحيى لدى يحيى بن عبد الله فإن يحيى الأول فعل مضارع والثاني علم.
وأيضا التام إن كان أحد لفظيه مركبا والآخر مفردا يسمّى جناس الــتركــيب والجناس المركّب. والمركّب إن كان مركّبا من كلمة وبعض كلمة يسمّى مرفوّا نحو عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ وإن كان مركّبا من كلمتين، فإن اتفق اللفظان في الخط يسمّى متشابها نحو: إذا ملك لم يكن ذا هبة فدعه فدولته ذاهبة أي غير باقية وذاهبة الأولى مركّب من ذا وهبة بمعنى صاحب هبة. وإن لم يتفقا في الخط يسمّى مفروقا نحو:
كلكم قد أخذ الجام ولا جام لنا ما الذي ضر مدير الجام لو جاملنا أي عاملنا بالجميل.- والجام هو الكأس بالفارسية-.
وثانيهما غير التام وهو أربعة أقسام، لأنه إن اختلف اللفظان في هيئة الحروف فقط يسمّى محرّفا، والحرف المشدّد هاهنا في حكم المخفف.
والاختلاف إمّا في الحركة أو في الحركة والسكون كقولهم جبّة البرد جنّة البرد. فلفظ البرد الأول بالضم والثاني بالفتح. وأما لفظ الجبة والجنة فمن التجنيس اللاحق. وقولهم الجاهل إمّا مفرط أو مفرّط بتشديد الراء والأول بتخفيفها. وقولهم البدعة شرك الشرك بكسر الشين وسكون الراء والشرك الأول بفتحتين، وإن اختلفا في أعدادها فقط يسمّى ناقصا والاختلاف في عدد الحروف إمّا بحرف في الأول نحو وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ، أو في الوسط نحو جدي جهدي، أو في الآخر نحو عواص وعواصم. وربّما يسمّى هذا القسم الأخير بالمطرف أيضا. وإمّا بأكثر من حرف وربّما يسمّى مذيلا وذلك بأن يزيد في أحدهما أكثر من حرف في الآخر أو الأول. وسمّى بعضهم الثاني بالمتوّج كقوله تعالى وَانْظُرْ إِلى إِلهِكَ وَلكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ. وإن اختلفا في أنواعها فقط فيشترط أن لا يقع الاختلاف بأكثر من حرف إذ حينئذ. يخرج عن التجانس كلفظي نصر ونكل. ثم الحرفان إن كانا متقاربين يسمّى مضارعا وهو ثلاثة أضرب: لأنّ الحرف الأجنبي إمّا في الأول كدامس وطامس، أو في الوسط نحو ينهون وينأون، أو في الآخر نحو الخيل والخير.
وإلّا أي إن لم يكونا متقاربين يسمّى لاحقا إمّا في الأول كهمزة ولمزة، أو في الوسط نحو تفرحون وتمرحون، أو في الآخر كالأمر والأمن. وفي الإتقان الحرفان المختلفان نوعا إن كان بينهما مناسبة لفظية كالضاد والظاء يسمّى تجنيسا لفظيا كقوله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ، إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ. وإن اختلفا في ترتيبها فقط يسمّى تجنيس القلب وهو ضربان، لأنه إن وقع الحرف من الكلمة الأولى أوّلا من الثانية والذي قبله ثانيا وهكذا على الترتيب سمّي قلب الكلّ نحو فتح حتف، وإلّا يسمّى قلب البعض نحو فرقت بين بني إسرائيل. وإذا وقع أحد المتجانسين في أول البيت والآخر [مجنحا] في آخره يسمّى تجنيس القلب حينئذ مقلوبا صحيحا لأن اللفظين كأنهما جناحان للبيت كقول الشاعر لاح أنوار الهدى من كفه في كل حال وإذا ولي أحد المتجانسين الآخر سواء كان جناس القلب أو غيره يسمّى مزدوجا ومكررا ومرددا كقولهم من طلب وجدّ وجد ومن قرع ولجّ ولج، وقولهم النبيذ بغير النغم غم وبغير الدسم سم.
تنبيه
إذا اختلف لفظا المتجانسين في اثنين أو أكثر مثلا أو اختلفا في أنواع [الحروف] وأعدادها أو فيهما مع ثالث كالهيئة والترتيب لا يعد ذلك من باب التجنيس لبعد المشابهة. قال الخطيب في التلخيص: ويلحق بالجناس شيئان:
أحدهما أن يجتمع اللفظين الاشتقاق نحو فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ، وسماه صاحب الإتقان بتجنيس الاشتقاق وبالمقتضب. ثم قال: والثاني أن يجمعهما أي اللفظين المشابهة نحو قالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ، وسماه صاحب الإتقان بجنس الإطلاق. وقال المحقق التفتازاني في شرحه المطول: ليس المراد بما يشبه الاشتقاق الاشتقاق الكبير لأنه هو الاتفاق في حروف الأصول من غير رعاية الترتيب مثل القمر والرقم. ولا شك أن قال في المثال المذكور في القول والقالين من القلى، بل المراد به ما يشبه الاشتقاق وليس باشتقاق وذلك بأن يوجد في كل من اللفظين [جميع] ما يوجد في الآخر من الحروف أو أكثر، لكن لا يرجعان إلى أصل واحد في الاشتقاق. قال المحقق التفتازاني في المطول: وقد يقال التجنيس على توافق اللفظين في الكتابة ويسمّى تجنيسا خطيا كقوله عليه السلام «عليكم بالأبكار فإنهن أشد حبّا وأقل خبّا. وقد يعد في هذا النوع ما لم ينظر فيه إلى اتصال الحروف وانفصالها كقولهم في مسعود متى يعود وفي المستنصر به جنة المسيء يضربه حية انتهى.
ففهم من كلام التلخيص والمطول أنّ إطلاق التجنيس على تجنيس الاشتقاق وتجنيس الإطلاق على سبيل التشابه وإطلاقه على التجنيس الخطي على سبيل الاشتراك اللفظي، وأنّ المعدود في المحسنات اللفظية هو التجنيس بمعنى تشابه اللفظين في اللفظ. وقد صرّح به المحقق التفتازاني في آخر فن البديع، وقال: إنّ كون الكلمتين متماثلتين في الخط كما ذكرنا ليس داخلا في علم البديع، وإن ذكره بعض المصنفين فيه.
فائدة: لكون الجناس من المحسّنات اللفظية لا المعنوية ترك عند فوت المعنى كقوله تعالى وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ. قيل لم يقل وما أنت بمصدق لنا مع أنه يؤدي معناه مع رعاية التجنيس لأن في مؤمن من المعنى ما ليس في مصدق، إذ معناه مع التصديق إعطاء الأمن، ومقصودهم التصديق وزيادة، وهو طلب الأمن، فلذلك عبّر به وكقوله تعالى: أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ لم يقل وتدعون أحسن الخالقين مع أنّ فيه رعاية الجناس لأنّ تدع أخصّ من تذر لأنه بمعنى ترك الشيء مع الاعتناء به بشهادة الاشتقاق، نحو الإيداع فإنه ترك الوديعة مع الاعتناء بحالها، ولذا يختار لها من هو مؤتمن عليها. ومن ذلك الدّعة بمعنى الراحة.
وأما يذر فمعناه الــترك مطلقا أو الــترك مع الإعراض والرفض الكلي. قال الراغب: يقال فلان يذر الشيء أي يقذفه لقلة الاعتداد به.
ومنه الوذر قطعة من اللحم لقلّة الاعتداد به.
ولا شكّ أنّ السياق إنّما يناسب هذا لا الأول.
فأريد هاهنا تشنيع حالهم في الإعراض عن ربّهم وأنهم بلغوا الغاية في الإعراض، كذا ذكر الخولي. وقال الزملكاني إنّ التجنيس تحسين، إنما يستعمل في مقام الوعد والإحسان لا في مقام التهويل. هذا كله خلاصة ما في المطوّل والإتقان.
وأما التجنيس عند أهل الفرس فقال في جامع الصنائع: إنّنا نبيّن هذه الصّناعة حسب اصطلاح رجال الأدب الفارسي: إذن نقول:
التجنيس عند الفرس هو الإتيان بلفظين متشابهين في الصورة ولكنهما متخالفان في المعنى. وهو أكثر من نوع.

النوع الأوّل البسيط: وذلك بإيراد لفظين متجانسين وهو أيضا قسمان: أحدهما البسيط المتّفق: وذلك بأن يكون اللفظان متفقين في عدد الحروف والإملاء والتّلفّظ، مثل كلمة خطا التي لها معنيان.

وثانيهما: البسيط المختلف: وذلك بأن يتّفق اللفظان في الأركان ما عدا الــتركــيب.

ومثاله لفظ تارها في هذا المصراع: «تارها كردى از آن زلفين مشكين تارها».
والمعنى (لقد صنعت خيوط السّدى من تلك السّوالف السّوداء المضمخة بالمسك) والثاني عبارة عن لفظين أو ثلاثة قليلة الحروف بحيث تتساوى مع اللّفظ الأوّل، وهذا النوع ينقسم أيضا إلى قسمين:
1 - مركّب تام متّفق في جميع الأركان ومثاله في البيت التالي:
همچون لب أو چوديده ام مرجان را خواهم كه فداى أو كنم مر جان را ومعنى البيت:
حينما رأيت شفته الياقوتيّة أودّ لو فديته بروحي فلفظة مرجان في المصراع الثاني مؤلّف من كلمتين مر وجان بينما هي في المصراع الأول كلمة واحدة مفردة.
2 - 
مركّب تام مختلف: وهذا أيضا على قسمين: 1 - وهو متّفق في جميع الأركان ما عدا الحركة، ومثاله في البيت التالي:
از فراق رخ چوگلزارت عاشق خسته زير گل زارت.

ومعناه: بسبب فراق وجهك الأزهر صار العاشق مريضا تحت الطين. فلفظ گلزار مركّب من كل وزار.
2 - أن يختلف في الحركة والكتابة ويتّفق في الأركان ومثاله:
رخ تو آفتاب ديدن آن آفت آب اندرون چشم است.

والمعنى:
وجهك هو رؤية الشمس والماء يكون آفة في العين والمراد ظاهر في تركــيب كلمتي آفت وآب في المصراع الثاني بينما هي كلمة واحدة في المصراع الأول.

النوع الثالث: التجنيس المزدوج. وهو الإتيان بألفاظ تكون متّصلة أو منفصلة، وعدد حروفها أقلّ من ألفاظ أخرى مشابهة لها. فمثال المتّصل آباد وباد. ومثال المنفصل گلزار وزار.

النوع الرابع: التجنيس المحرّف: هو الإتيان بلفظ من جنس اللفظ الأوّل يزيد عنه أو ينقص جزءا في آخره فإن كانت أكثر قيل له زائدا، وإن كانت أقلّ قيل له ناقصا، مثل كلمة چشم (عين باصرة) ناقص وچشمه (عين الماء) زائد.

النوع الخامس: التجنيس المركّب:

ومعناه: أن نبسط لفظا فيصير لفظا مركبا. وذلك نوعان: أحدهما خطّي ولفظي، والثاني خطّي مجرّد. وكلّ واحد منهما ينقسم إلى قسمين متّصل ومنفصل. ومثال اللفظي والخطّي المتّصل في البيت التالي:
تا جان دهمت بگوى اى مر جان را يك بوسه بده بهاش بشمر جان را ومعناه:
لكي أعطيك الروح قل يا ياقوت الروح هات قبله واحدة واعتبر الروح ثمنها ومثال الخطّي واللّفظي المنفصل في البيت الآتي:
هر بار نديده ام كسي گهربار إلا تو بتكرار سؤال سائل ومعناه:
لم أر شخصا في كلّ مرة ينثر الجوهر إلّا أنت بتكرار سؤال السّائل ومثال الخطي المجرّد المتّصل:
هر بار اگر يار نه گوهر بار است از دست نه بل ز چشم دانش اغيار است والمعنى:
في كل مرة إذا لم يكن الحبيب ناثرا للجوهر فليس من يده بل من عين الرّقباء الأغيار النوع السادس: التجنيس المستحيل:
ومعناه أن يعرف التجنيس فقط بطريق الحيلة وهو على ثلاثة أنواع: 1 - المضارع: وهو أن يكون التجانس في جميع الحروف ما عدا الحرف الأخير مثل آزار (الأذى) وأزاد (الحر).
2 - 
التبديل: أن يكون التجانس في كلّ الحروف ما خلا الحرف الأول مثل: إشارت وبشارت 3 - مطرّف: أي أن يكون التجانس في كلّ الحروف ما عدا الحرف الوسيط: مثل قادري وقاهري.

النوع السابع: التجنيس اللفظي: يعني أن يتشابه التّلفّظ بالكلمتين حتى تبدوان متجانستين ولكنهما في الكتابة مختلفتان مثل سفر وصفر.

النوع الثامن: تجنيس الخطّ: أن يكون التجانس في الخط ويختلف في اللفظ. انتهى. ويقول في مجمع الصنائع: يلحق بتجنيس الخطّ الكلام الذي له ذيل والذي يقابل بعضه بعضا.

مثاله:
ما إنّ روح العالم سحبت ذيلها من المرج خارجة حتى انطلقت أرواح الطير في المروج من أجسادها وإذا ذكرت كلمة دامن (ذيل) في أثناء هذا القسم فإنّه يكون مقبولا. وكلّما في ذلك الجنس يحافظ على اللفظ فإنّه يقال له متجانس.
(الجناس) (فِي اصْطِلَاح البديعيين) اتِّفَاق الْكَلِمَتَيْنِ فِي كل الْحُرُوف أَو أَكْثَرهَا مَعَ اخْتِلَاف الْمَعْنى

المركّب

المركّب:
[في الانكليزية] Complex ،compound
[ في الفرنسية] Complexe ،compose
بفتح الكاف المشدّدة يطلق على معان.
منها ما عرفت. ومنها ما هو مصطلح المحدّثين وهو حديث ركّب متنه بإسناد متن حديث آخر كذا في القسطلاني وشرح شرح النخبة. ومنها ما هو من أقسام الموجّهات وهي القضية الموجّهة التي لا يكون فيها حكم واحد بل حكمان، أحدهما إيجاب والآخر سلب، وتقابلها البسيطة وهي ما لا يكون فيه إلّا حكم واحد إيجاب أو سلب. فالعرفية الخاصة مثلا مركّبة والضرورية المطلقة بسيطة. ومنها ما يــتركّــب من أجسام مختلفة الحقائق بحسب الحقيقة وهو قسمان: تامّ وغير تام ويسمّى ناقصا أيضا. فالمركّب التّام هو الذي تكون له صورة نوعية تحفظ تركــيبه زمانا معتدا به، وهو منحصر في المواليد الثلاث، أي النبات والحيوان والمعدن، وذلك لأنّ الــتركــيب لا يكون إلّا من بسائط تتصغّر أجزاؤها وتتماس متفاعلة حتى تستقر على كيفية متوسّطة وحدانية، تستعدّ بها لأن يفيض عليها من المبدأ صورة حافظة لتألفها لكون العناصر مستدعية بالذات للافتراق، فتلك الصورة إن لم يصدر عنها أثر في المركّب إلّا الحفظ المذكور فهي الصورة المعدنية والجسم المركّب المتنوّع بها معدن، وإن صدرت عنها مع الحفظ التغذية والتنمية لا غير فهي النفس النباتية، والجسم المركّب المتنوّع بها نبات، وإن صدر عنها الحسّ والحركة الإرادية مع ما يصدر من النفس النباتية فهي النفس الحيوانية، والجسم المتنوّع بها حيوان، والحيوان إن تعلّقت به نفس مجرّدة هي مصدر للنطق وإدراك الكلّيات فهو الإنسان وإلّا فهو الحيوان الأعجم. والمركّب الغير التام هو المركّب الذي لا تكون له صورة نوعية تحفظ تركــيبه زمانا معتدّا به سواء لم تكن لها صورة نوعية كالممتزج من الماء والطين إذ ليست له صورة مغايرة لصور بسائطها أو كانت لها صورة نوعية لكن لا تحفظ تركــيبه زمانا معتدا به كالشهب والنيازك، هكذا ذكر الحكماء، وهكذا نقل عن السّيّد السّند وابنه. ومنها الشيء الذي يكون أكثر أجزاء من شيء آخر ويقابله البسيط ويسمّى بسيطا إضافيا. ومن هاهنا يقال من القضايا الموجّهة ما هي مركّبة وهي التي لا يكون فيها حكم واحد بل حكمان أحدهما إيجاب والآخر سلب، ومنها ما هي بسيطة وهي التي لا يكون فيها إلّا حكم واحد إيجاب أو سلب، فالعرفية الخاصة مثلا مركّبة والضرورية المطلقة بسيطة، وقد سبق بعض معانيه في لفظ البسيط.

غدر

غدر: {لا يغادر}: لا يــترك.
(غدر) دارٌ غادِرَةٌ: أي ضَيِّقَة.
غ د ر : غَدَرَ بِهِ غَدْرًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ نَقَضَ عَهْدَهُ وَالْغَدِيرُ النَّهْرُ وَالْجَمْعُ غُدْرَانٌ وَالْغَدِيرَةُ الذُّؤَابَةُ وَالْجَمْعُ غَدَائِرُ. 
غ د ر

يا غدر ويا لغدر ويا غدار. وتقول: استغزرت الذهاب، واستغدرت اللهاب؛ أي صارت غزراً وغدراً، والذهبة: مطرة شديدة سريعة الذهاب، واللهب: مهواة ما بين الجبلين.

ومن المجاز: سنة غدّارة إذا كثر مطرها وقلّ نباتها. وفلان ثابت الغدر إذا ثبت في القتال والخصام، وأصل الغدر: اللخاقيق كأنه يغدر بسالكه الواحدة: غدرة.
غدر غدر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث كَعْب الْأَحْبَار رَحمَه الله لَو أنّ امْرَأَة من الحُور العِينِ اطَّلعت إِلَى الأَرْض فِي لَيْلَة ظلماء مُغْدِرَةِ لَأَضَاءَتْ مَا على الأَرْض. [قَالَ أَبُو عَمْرو وَغَيره -] المُغْدِرَةُ الشَّدِيدَة الظلمَة [قَالَ أَبُو عبيد: لَا أَدْرِي من أَي شَيْء أخِذت -] وَيُقَال أَيْضا لَيْلَة غدرة بَيِّنَة الْغدر مثلهَا. 
(غدر)
الرجل غدرا شرب من مَاء الغدير وَفُلَانًا وَبِه غدرا وغدرانا نقض عَهده وَــترك الْوَفَاء بِهِ فَهُوَ غادر (ج) غدرة وَهُوَ غدار وغدور وَيُقَال فِي أسلوب النداء فَحسب يَا غدر للْوَاحِد كَمَا يُقَال للْجمع يَا آل غدر وَهِي غادرة (ج) غوادر وَهِي غدور وغدارة وَالْمَرْأَة وَلَدهَا أساءت غذاءه

(غدر) الرجل غدرا شرب من مَاء الغدير وَالْمَكَان كثر بِهِ الْغدر فَهُوَ أغدر وَهِي غدراء (ج) غدر وَعَن أَصْحَابه تخلف وَفُلَان مَاتَ إخْوَته وَبَقِي هُوَ بعدهمْ فَهُوَ غدر
غ د ر: (الْغَدْرُ) تَرْكُ الْوَفَاءِ وَبَابُهُ ضَرَبَ فَهُوَ (غَادِرٌ) وَ (غُدَرٌ) أَيْضًا بِوَزْنِ عُمَرَ. وَأَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَلُ الثَّانِي فِي النِّدَاءِ بِالشَّتْمِ فَيُقَالُ: يَا غُدَرُ. وَ (غَادَرَهُ) تَرَكَــهُ. وَ (الْغَدِيرُ) الْقِطْعَةُ مِنَ الْمَاءِ يُغَادِرُهَا السَّيْلُ. وَهُوَ فَعِيلٌ فِي مَعْنَى مُفَاعَلٍ مِنْ غَادَرَهُ أَوْ مُفْعَلٍ مِنْ (أَغْدَرَهُ) بِمَعْنَى تَرَكَــهُ. وَقِيلَ: هُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ لِأَنَّهُ يَغْدِرُ بِأَهْلِهِ أَيْ يَنْقَطِعُ عِنْدَ شِدَّةِ الْحَاجَةِ إِلَيْهِ وَالْجَمْعُ (غُدْرَانٌ) وَ (غُدُرٌ) بِضَمَّتَيْنِ. وَ (الْغَدِيرَةُ) وَاحِدَةُ (الْغَدَائِرِ) وَهِيَ الذَّوَائِبُ. 
غدر غَدَرَ يَغْدِرُ غَدْراً: نَقَضَ العَهْدَ، ويا غُدَرُ ويا غُدَرَةُ، والمَرْأةُ: غَدَارِ، ويا ابنَ مِغدرٍ ويا مَغْدَرُ. وفي المَثَل: " هو قَفا غادِرٍ شَر ".
والغَدِيرُ: مُسْتَنْقَعُ الماءِ، واسْتَغْدَرَتْ هناك غُدُرٌ: أي صارتْ هناك غَدْرانٌ. وكلُّ عَقِيْصَةٍ: غَدِيرةٌ، والجميع الغَدائر.
والمُغَادرَةُ: تَرْكُ الشَّيْءِ مُسَلّماً. وغادَرْتُ فلاناً خَلْفي: أي خَلَّفْته.
وأصْلُ الغَدْر: المَوضِعُ الكثيرُ الحِجارة الصَّعْبُ المَسْلَكِ الذي لا تكادُ الدابَّةُ تَتَخلص منه. وغَدِرَتِ الشاةُ: تَخَلَّفَتْ عن الغَنَم.
ولَيْلَةٌ مُغْدِرَةٌ: شَديدةُ الظُّلْمَة، وغَدِرَةٌ. والغَدْراء: الظَّلماء.
وفلانٌ ثَبْتُ الغَدَرِ: وهو جِرَفَةُ الأرْض.
ووَجَدْتُ أرضاً غَدِرَتْ غَنَمُها: وذلك حين تَشْبعُ في المَرْتَع في أوَّلِ نَبْتِ الغَيْثِ.
غدر
الغَدْرُ: الإخلال بالشيء وتركــه، والْغَدْرُ يقال لــترك العهد، ومنه قيل: فلان غَادِرٌ، وجمعه:
غَدَرَةٌ، وغَدَّارٌ: كثير الْغَدْرِ، والْأَغْدَرُ والْغَدِيرُ:
الماء الذي يُغَادِرُهُ السّيل في مستنقع ينتهي إليه، وجمعه: غُدُرٌ وغُدْرَانٌ، واسْتَغْدَرَ الْغَدِيرُ: صار فيه الماء، والْغَدِيرَةُ: الشّعر الذي ترك حتى طال، وجمعها غَدَائِرُ، وغَادَرَهُ: تركــه. قال تعالى: لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها
[الكهف/ 49] ، وقال: فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً
[الكهف/ 47] ، وغَدِرَتِ الشاة:
تخلّفت فهي غَدِرَةٌ، وقيل للجحرة واللّخافيق التي يُغَادِرُهَا البعير والفرس غائرا: غَدَرٌ ، ومنه قيل: ما أثبت غَدَرَ هذا الفرس، ثم جعل مثلا لمن له ثبات، فقيل: ما أثبت غَدَرَهُ .
(غدر) - في حدِيثِ الحُدَيْبِيَة وغَيْره: "يا غُدَرُ"
يريد المُبالغَةَ في وَصْفِه بالغَدْر.
وهو كما قال أبو سُفْيان لِحَمزَةَ - رضي الله عنه -: "ذُق عُقَق" يَصِفُه بالعُقُوق المُبالَغ ، وقَطِيعَةِ الرَّحِم، وفي المُؤَنَّث: يا غَدارِ مَبْنِيًّا على الكَسْرِ، وفي الجَمْع: يَالَغُدَر، هذا كُلُّه في النِّداءِ، وكذلك يا مَغْدَرُ.
- وفي الحديث: "أنه مرّ بأَرضٍ يقال لها: غَدِرَة"
كأنها لا تَسْمَح بالنَّبات، أو تُنْبِت ثم تُسرع إليه الآفَة. شُبِّهَت بالغَادِر، الذي يَخْتِل قَولاً ولا يَفِي فِعلاً.
- ومنه: "بَيْن يَدَيِ السَّاعَةِ سِنُونَ غَدَّارة يَكْثُر المَطَر وَيقِلُّ النَّباتُ"
وليلة غَدِرَة ومُغْدِرَةٌ: بَيِّنَة الغَدَر - بفتح الدال: أي مُظْلِمة. والغَدْرَاء: الظَّلْماء.

غدر


غَدِرَ(n. ac. غَدَر)
a. ['An], Lagged behind; forsook, deserted.
b. Was rocky, stony.
c. see IV (c)
غَدَّرَa. Betrayed &c.

غَاْدَرَa. Left, behind.

أَغْدَرَa. see II
& III.
c. Was dark, gloomy.

تَغَدَّرَa. see (غَدِرَ) (a).
إِسْتَغْدَرَa. Was full of ponds, pools (place).

غَدْرa. Treason; treachery, perfidy; desertion
betrayal.

غَدْرَة
(pl.
غَدَرَات)
a. see 1 & 4
(a), (b).
غِدْرَة
(pl.
غِدَر
7)
a. see 4 (a) (b).
غُدْرَة
( pl.
reg. )
a. see 4 (a) (b).
غَدَرa. Abandoned, deserted, forsaken; left behind.
b. Rest, remainder, remnant, residue.
c. (pl.
أَغْدَاْر), Stony ground; bank; burrow.
غَدَرَةa. see 4 (a) (b). —
غُدَر مَغْدَر
مَغْدِرsee 21
غَاْدِرa. Traitorous; treacherous, perfidious, faithless;
traitor; betrayer; deserter.

غِدَاْرَة
غُدَاْرَةa. see 4 (a) (b).
غَدِيْر
(pl.
غُدُر
أَغْدِرَة
غُدْرَاْن
35)
a. Pool; pond.
b. Stream.

غَدِيْرَة
(pl.
غَدَاْئِرُ)
a. Tress, plait, lock of hair.
b. Hollow, cavity.
c. Deserted, abandoned (camel).
غَدُوْر
غَدَّاْر
28a. see 21
غَدَّاْرَة
( pl.
reg. )
a. [ coll. ], Small pistol.

غِدِّيْرa. see 21
غَدْرًا
a. Treacherously, perfidiously; by treachery.

ثَبْتُ الْغَدَر
a. Firm under difficulties.
باب الغين والدال والراء معهما غ د ر، ر غ د، د غ ر، ر د غ، غ ر د مستعملات

غدر: غَدَرَ غَدْراً أي: نَقَضَ العَهْدَ ونحوَه. ويقال: غُدَرُ أي يا غَدَارُ، وللمرأة غَدارِ أي يا غَدَارةُ. ويا ابن مَغدِر ويا مَغْدِرُ. ولا يقال: رجل غُدَرُ، لأن غُدَر عندهم في حد المَعْرِفةِ، وإذا كان في حد النَّكرِةِ صرف فتقول: رأيت غُدَراً من الناسِ. ورجلٌ مَغْدِرانُ: كثيرُ الغدرِ. والغَديرُ: مستنقع ماء المطر صغيراً كان أو كبيراً ولا يبقى إلى القَيْظِ إلا ما يَّتخِذُه الناس من عد أو حائِرٍ أو وجذٍ أو وقطٍ أو صهريجٍ. وكل عَقيصةٍ غَديرةٌ، قال:

غَدائْرُهُ مُسْتَشْزِراتٌ إلى العلى

والمغادرة: الــترك، وهو تَرْكُ شيءٍ مُسَلَّماً. وقوله تعالى: لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً

، أي لا يــترك الكتاب شيئاً إلا أحصاه. وكل متروكٍ في مكان فقد غُودِرَ، وكذلك أغدَرْتُ الشيء أي تركــتُه. ورجل ثبت الغَدَر أي ثابت في قتالٍ أو كلامٍ. وأصل الغَدَر الموضع الكثير الحجارة والصعب المسلك، لا تكاد الدابة تتخلص منه، فكأن قولك: غادَرَه أي تركــه في الغَدَر، فاستعمل ذلك حتى يقال: غادَرْتُه أي خَلَّفْتُه، قال العجاج: وإن تَلَقَّى غَدَراً تَخَطْرَفا

وأَغْدَرَتِ الليلةُ فهي مُغْدِرةٌ أي مظلمةٌ .

دغر: الدَّغْرُ: الإقْتِحامُ من غير تثبتٍ. يقال: أدْغَروا عليهم في الحملة.

وفي الحديث: ليس في الدَّغْرةِ قطعٌ ،

وهو اسم ما دَغَرْتَ أي استَلَبْتَ. ولغة الأزد لصبيانهم: دغرى لا صفى أي احملوا ولا تُصافُّوا. وفي خُلُقِهِ دَغَرٌ، أي: تخلفُ . ودَغَرْتَ الغلامَ أي غَمَزْتُ حلقه من العُذْرةِ.

ردغ: الرَّدَغَةُ: وحلٌ كثيرٌ سواخي الطين. ومكانٌ رَدِغٌ. وارتدغ الرجل: وقع في الرداغ أي: الوحل. والمرادع: ما بين الترقوة إلى العنق، الواحدة مَرْدَغةٌ.

غرد: كل صائتٍ طربِ الصوت فهو غَرِدٌ. وقد غَرَّدَ تغريداً، قال:

إذا غَرَّدَ المكاء في غير روضة ... فويل لأهل الشاء والحمرات

والغَرادُ: الكمأةُ الرديئة، الواحدة: غردة . رغد: عَيْشٌ رَغيدٌ أي: رَغَدٌ، رَفيهٌ. والرَّغَدُ: سعة العيش وقومٌ رَغَدٌ ونساءٌ رَغَدٌ. وارغادَّ المريض إذا عرفت فيه ضَعْضَعةً من غير هزالِ . والمُرْغادُّ: المُتَغَيِّرُ اللَّوْنِ غَضَباً ونحوه
غدر: غدر: ثار. (معجم البلاذري).
غدر: باغت مدينة وأخذها على غِرَّة. (كرتاس ص183). وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص10 ق) وصله الخبر بغدر الفسقة أصحاب ابن همشك مدينة قرمونة (ص25 ق، ص26) وفي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص2) غدر النصارى مدينة باجة واتفق غدرها من البرج المستقبل بباب قصبتها.
غدر: سلّم المدينة خيانة وغدراً (فوك). وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص23 ق): عبد الله بن شراحيل الذي غدر مدينة قرمونة ومكن منها بدلسه لابن همشك.
الغادر بامرأة: الغاوي لامرأة متزوجة (البكري 187).
غَدَّر (بالتشديد): غدَّر الماء: تجمّع في غُدَير.
تجمّع في مغيض، تجمع في وهدة ومنخفض من الأرض (فوك، بوسييه).
غَدَّر الريش والحِبْر: صار كالطحين. (فوك، بوسييه).
غادر: ترك، أهمل، أغفل. (أماري ص19، ابن بطوطة 3: 97).
غادر من: تأخر عن، تخلّف عن. ترك من (الاصطخري ص42، القزويني 1: 125) وفي ابن البيطار (1: 22) لا تغادر منه شيئاً. (1: 517).
أغدر: أرعب، أخاف، راع، أفزع. (ألكالا).
أغدر: جرّد من. (فوك).
تغدَّر: صار غديراً. (فوك).
انغدر: برز، امتد، تعرض، تقدم (فوك).
انغدر: تخلّف، بقي وحده. (فوك).
انغدر: ارتعب، ارتاع، فزع، خاف (الكالا).
غَدْرَة: غَدْر، خيانة، خداع. (ديوان الهذليين ص81 البيت السابع).
غُدْران: غَدْر، خيانة، خداع. (ديوان امرئ القيس ص20 البيت الثامن) وانظر (ص99).
غُدْران: فالج، شلل. (فوك).
غَدِير: يجمع على أغْدُر. (ألكالا) وجمع الجمع أغادير. (الفاكهي طبعة رايت).
غَدِير: في الصحراء منخفض في سهل يتجمع فيه ماء المطر، وتجد فيه الشجيرات وبعض الأشجار (بركهارت نوبية ص178، برتون 2: 59).
غَدِير: حوض عميق في مجرى الماء من النهر. (بوسييه. محيط المحيط).
غَدِير: مجرى ماء، مسيل ماء. (ألكالا).
الغدير: طرف البحر الأبيض المتوسط الذي يتصل بمضيق جبل طارق. (البكري ص90، 99، 105، 113).
غَدِير: يطلقه الشعراء على الدروع والزرد لأنها تلمع كما تلمع مياه الغدير تحت أشعة الشمس.
(المقري 1: 432 (= درع انظر ص433)، وانظر (إضافات، فليشر بريشت ص49).
غَدِيريّ: ما ينمو في الغدران. (باين سميث 1579).
غَدَّار: لصّ يستخدم السلالم للتسلق على المنازل. (ألكالا).
غَدَّارَة، وجمعها غدادير: لطخة، بقعة، رقشة، نكتة، درن، وسخ. (فوك)، يقال: غدّارة الحبر ونحوه.
غَدَّارة، وجمعها غَدَّارات. (برجرن ص804). ويقال في الكلام عن الأمة الحرب: " حين يحمل الفارس دبوساً يمسك بيده الأخرى قضيباً من الحديد يسمى غَدَّارة. وفي محيط المحيط: والغَدَّارة عند المولدين قطعة من السلاح صغيرة يُغْدَر بها العدوُّ (ج) غدَّارات.
مَغْدَرَة: غَدئُر، خيانة، تمرّد، عصيان، ثورة. (معجم البلاذري).
مَغْدُور. ماء مغدور: ماء في السفينة يجتمع ويتأسن في فناطس السفينة. (ألكالا).
مُغْدُور: مفلوج، مشلول- (فوك).
مُغْدُور: به مَسّ من الشيطان، مجنون. (فوك).
مَغْدور: خائف، مذعور، مرتعب. (ألكالا).
[غدر] نه: فيه من صلى العشاء في جماعة في الليلة "المغدرة"، هي الشديدة الظلمة التي تغدر الناس في بيوتهم أي تــتركــهم، والغدراء: الظلمة. ومنه ح: لو أن امرأة من الحور طاطلعت إلى الأرض في ليلة ظلماء "مغدرة" لأضاءت. وفيه: يا ليتني "غودرت" مع أصحاب تحص الجبل، أي أصله وأراد بهم قتلى أحد، أي ليتني استشهدت معهم، والمغادرة: الــترك. ومنه ح بدر: فخرج صلى الله عليه وسلم في أصحابه حتى بلغ قرقرة الكدر "فأغدروه"، أي تركــوه وخلفوه، وهو موضح. ك: شفاء "لا يغادر" سقمًا، أي لا يــتركــه، وشفاء مصدر اشف. نه: وفي ح سياسة عمر: ولولا ذلك "لأغدرت" بعض ما أسوق، شبه نفسه بالراعي ورعيته بالسرح، وروي: لغدرت، أي لألقيت الناس في الغدر وهو مكان كثير الحجارة. وفيه: قدم صلى الله عليه وسلم مكة وله أربع "غدائر"، هي الذوائب جمع غديرة. ومنه ح: ضمام كان رجلًا جلدًا أشعر ذا "غديرتين". وفيه: بين يدي الساعة سنون "غدارة" يكثر المطر ويقل النبات، هو فعالة من الغدر أي تطعمهم في الخصب بالمطر ثم تخلف. وفي ح الحديبية: قال عروة بن مسعود للمغيرة: يا "غدر" - هو معدول عن غادر، والأنثى غدار كقطام- وهل غسلت "غدرتك" إلا بالأمس. ك: هو كعمر، أي يا غدر ألست أسعى في إطفاء ثائرة غدرتك ودفع شر جنايتك ببذل المال ونحوه وكان بينهما قرابة، قوله: أما الإسلام فأقبل- بصيغة التكلم- وأما المال فلست منه في شيء، أي ما عليَّ، قوله: سهل الأمر- بفتح فضم وبضم فكسر مشددة، ومن أمركم فاعل سهل ومن زائدة أو للتبعيض أي سهل بعض أمره. نه: ومنه ح: اجلس "غدر"، أي يا غدر. ن: وإنما سبته حيث غضب بنصيحة أم المؤمنين وعمته. نه: وح: يا "لغدر" يا لفجر. وفيه: مر بأرض يقال لها "غدرة" فسماها خضرة، كأنها كانت لا تسمح بالنبات أو تسرع إليه الآفة فكأنه غادر لا يفي، وقد تكرر فيه. ك: ومنه ح: وما أرادوا من "الغدر"، وهو أنه صلى الله عليه وسلم خرج إليهم مستعينًا بهم في دية القتيلين، قالوا: نعم أبا القاسم! اجلس حتى تطعم، وتشاوروا أن يصعد واحد على ظهر بيت ويلقى صخرة حتى تقتله، فأوحي إليه ينهض إلى المدينة وتهيأ للقتال حتى أجلاهم إلى خيبر. وح: "الغادر" له لواء، أي لناقض العهد علم يؤمئذٍ، وكانوا إذا غدر رجل في الجاهلية رفعوا له لواء أيام الموسم ليعرفوه فيجتذبوه- ويتم في ل. ط: هذه "غدرة" فلان، أي علامة غدرته، وهي لغة ترك الوفاء وهو شائع في أن يغتال بقتل من أمته وأخذ عهده، وإنما عظم غدر أمير العامة أي من قدمه العوام والسفلة من غير استحقاق بغير اتفاق من أهل العقد لأنه نقض عهد الله بتولي ما لا يستعده ومنعه عمن يستحقه وعهود المسلمين بالخروج على إمامهم، والمشهور أنه وارد في ذم الإمام الغادر لرعيته في ترك الشفقة والتربية وخيانته يحتمل غدر الرعية بالإمام بالخروج وابتغاء الفتنة. مف: وفي ح أهل الجنة: فيذكر ببعض "غدراته" - بفتحتين جمع غدرة بمعنى الغدر بــترك وفائه بالعهد بــترك المعاصي، فنأتي سوقًا- بصيغة تكلم، حفت به الملائكة، وروي: بها- لأن السوق يذكر ويؤنث، أي أحدقوا وأطافوا بجوانب السوق، قوله: ما لم ينظر العيون، ما موصولة مجرور بدل من ما أعددت، أو منصوب بأعددت مصدر أو من مفعول محذوف كأعددت، أو مرفوع خبر هو محذوف. ط: والوجه أن تكون موصوفة بدل من سوق أو إبهامية تريد الشيوع في سوق المفخم بالتنكير أو زائدة للتأكيد، وحفت ولم ينظروا صفتان لسوقًا، وضمير يباع لما في ما اشتهينا، ويروعه في ر. واسقوا من "غدركم"، هو جمع غدير، وهو حفرة ينتفع فيها الماء.
الْغَيْن وَالدَّال وَالرَّاء

الغَدْرُ: ضد الْوَفَاء بالعهد. غَدَره، وغَدر بِهِ، يَغْدِر غَدْراً.

وَرجل غادر، وغدّار، وغدِّير، وغَدُور، وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى بِغَيْر هَاء، وغُدَرُ.

وَقَالَ بَعضهم: يُقَال للرجل: يَا غُدَر، وَيَا مَغْدَر، وَيَا مَغْدِر، ويَا بْنَ مَغْدِر، ومَغْدَر، وَالْأُنْثَى: يَا غَدارِ، لَا يسْتَعْمل إِلَّا فِي النداء.

وغَدَر الرجل غَدْراً، وغَدْرَاناً، عَن اللحياني، ولستُ مِنْهُ على ثِقَة.

وَقَالُوا: الذِّئْب غادر، أَي: لَا عهد لَهُ، كَمَا قَالُوا: الذِّئْب فَاجر.

وأغْدر الشيءَ: تَركــه وبقّاه.

وَحكى اللحياني: اعانني فلَان فأغدر لَهُ ذَلِك فِي قلبِي مَوَدَّة، أَي: أبْقاها.

والغُدْرة: مَا اغدر من شَيْء، وَهِي الغُدَارة، قَالَ الافوه:

فِي مُضَرَ الْحَمْرَاء لم يَــتَّرِكْ غُدارةً غير النِّسَاء الجُلوس

وعَلى بني فلَان غَدَرةٌ من الصَّدقة: وغَدرٌ، أَي: بَقِيَّة.

والقت الناقَة غَدَرَها، أَي: مَا أغْدرته رَحمهَا من الدَّم والأذى.

وَبِه غادرٌ من مرض، أَي: بَقِيَّة.

وغادر الشَّيْء مغادرة. وغِدَارَا، وأغدره: تَركــه.

والغدير: الْقطعَة من المَاء يغادرها السَّيْل، أَي: يَــتْرُكــهَا، هَذَا قَول أبي عُبيد، فَهُوَ إِذا " فعيل " فِي معنى " مفعول " على اطراح الزَّائِد.

وَقد قيل: إِنَّه من الغَدْر، لِأَنَّهُ يَخون وُرّاده فينَضب عَنْهُم، ويقوِّي ذَلِك قَول الكُميت:

وَمن غَدْرِه نَبَز الأوّلون بِأَن لَقَّبوه الغَدير الغديرا

أَرَادَ: وَمن غدره نبز الاولون الغدير بِأَن لقبوه الغدير، فالغدير الأول مفعول " نبز " وَالثَّانِي مفعول " لقبوه ".

وَقَالَ اللحياني: الغدير، اسْم، وَلَا يُقَال: هَذَا مَاء غَدِير.

وَالْجمع: غُدرُ، وغُدْرَان.

واسْتَغدرتْ ثَمَّ غُدُرٌ: صَارَت. والغَدير: السَّيْف، على التَّشْبِيه، كَمَا يُقَال لَهُ: اللُّخُّ.

والغدير: القطعةُ من النَّبَات، على التَّشْبِيه أَيْضا، وَالْجمع: غُدرانٌ، لَا غير.

وغَدِر فلانٌ بعد إخْوَته، أَي ماتُوا وَبَقِي هُوَ.

وغَدر عَن أَصْحَابه: تخلّف.

وغَدِرَت النَّاقة عَن الْإِبِل، وَالشَّاة عَن الْغنم، غَدْراً: تخلَّفت.

والغَدور، من الدَّوَابّ وَغَيرهَا: المتخلفُ الَّذِي لم يلْحق.

وأغدَر فلَان الْمِائَة: خلَّفها وجاوزها.

وليلةٌ غَدِرةٌ: بيِّنة الغَدْر.

ومُغْدرة: شَدِيدَة الظلمَة تحبس النَّاس فِي مَنَازِلهمْ فيَغْدرون، أَي: يتخلفون.

ورُوى عَنهُ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام انه قَالَ: " الْمَشْي فِي اللَّيْلَة المُظلمة المُغْدِرة إِلَى الْمَسْجِد يُوجب كَذَا وَكَذَا ".

وغَدِرت الغنمُ غَدَراً: شبعت فِي المَرج فِي أول نَبته، وَلم يُسل عَن احظها، لِأَن النبت قد ارْتَفع أَن يُذكر فِيهِ الْغنم.

والغَدرُ: الْحِجَارَة وَالشَّجر.

وكل مَا واراك وسَدّ بَصرك: غَدَرٌ.

والغَدَرُ: الأَرْض الرخوة ذَات الجحرة والجَرفة واللّخافيق المُتعادية.

وَقَالَ اللحياني: الغَدر: الجحرة والجرفة فِي الارض، وَالْجمع: أغدار.

وغَدِرت الأَرْض غَدَراً: كثر غُدَرُها.

وكل مَوضِع صَعب لَا يكَاد الدَّابَّة تَنفذ فِيهِ: غَدَرٌ.

وَرجل ثَبْتُ الغَدرَ: يثبت فِي مَوَاطِن الْقِتَال والجدل، وَهُوَ من ذَلِك.

وَيُقَال: إِنَّه لَثَبْتُ الغَدَر، إِذا كَانَ ثبتاً فِي جَمِيع مَا يَأْخُذ فِيهِ.

وَقَالَ اللحياني: مَعْنَاهُ: مَا اثْبتْ حجَّته وَأَقل ضَرَر الزلق والعثار عَلَيْهِ.

قَالَ: وَقَالَ الْكسَائي: مَا اثْبتْ غَدَر فلَان، أَي: مَا بَقِي من عقله، وَلَا يُعجبني.

وفرسٌ ثَبْتُ الغَدر: يثُبت فِي مَوضع الزلل.

والغديرتان: الذؤابتان اللَّتَان تَسقطان على الصَّدْر. وَقيل: الغدائر للنِّسَاء، وَهِي المضفورة، والضفائر للرِّجَال.

والغَيدرة: الشَّرّ، عَن كرَاع.

وَرجل غَيْدارٌ: سيئ الظَّن يظُن فيُصيب.

والغدير: اسْم جلّ.

وَآل غُدْران: بطن.

غدر: ابن سيده: الغَدْرُ ضدُّ الوفاء بالعهد. وقال غيره: الغَدْرُ ترك

الوفاء؛ غدَرَهُ وغَدَر به يَغْدِرُ غَدْراً. تقول: غَدَرَ إِذا نقض

العهد، ورجل غادِرٌ وغَدَّارٌ وغِدِّيرٌ وغَدُور، وكذلك الأُنثى بغير هاء،

وغُدَرُ وأَكثر ما يستعمل هذا في النداء في الشتم يقال: يا غُدَرُ وفي

الحديث: يا غُدَرُ أَلَسْتُ أَسْعَى في غَدْرَتكففقال في الجمع: يالَ غُدَر.

وفي حديث الحديبية: قال عروة بن مسعود للمُغِيرة: يا غُدَرُ، وهل

غَسَلْتَ غَدْرَتك إِلا بالأَمس؟ قال ابن الأًثير: غُدَر معدول عن غادِر

للمبالغة، ويقال للذكر غُدَر والأُنثى غَدارِ كقَطامِ، وهما مختصّان بالنداء في

الغالب؛ ومنه حديث عائشة: قالت للقاسم: اجْلِسْ غُدَرُ أَي يا غُدَرُ

فحذفت حرفَ النداء؛ ومنه حديث عاتكة: يا لَغُدَر يا لَفُجَر قال ابن سيده:

قال بعضهم يقال للرجل يا غُدَر ويا مَغْدَر ويا مَغْدِر ويا ابن مَغْدِر

ومَغْدَر، والأُنثى يا غَدارِ لا يستعمل إِلا في النداء؛ وامرأَة غَدّار

وغدّارة. قال: ولا تقول العرب هذا رجل غُدَر لأَن الغُدَر في حال

المعرفة عندهم. وقال شمر: رجل غُدَرٌ أَي غادِرٌ، ورجل نُصَرٌ أَي ناصرٌ، ورجل

لُكَعٌ أَي لَئيم؛ قال الأَزهري: نَوَّنها كلها خلاف ما قال الليث وهو

الصواب، إِنما يــترك صَرْف باب فُعَل إِذا كان اسماً معرفة مثل عُمَر

وزُفَر. وفي الحديث: بين يَدَي الساعة سِنونَ غدّارةٌ يَكثُر المطرُ ويَقِلّ

النبات؛ هي فَعّالة من الغَدْر أَي تُطْمِعُهم في الخِصْب بالمطر ثم

تُخْلِف فجعل ذلك غَدْراً منها. وفي الحديث: أَنه مر بأَرض يقال لها غَدِرة

فسماها خَضِرة كأَنها كانت لا تسمح بالنبات، أَو تنبت ثم تُسْرِع إِليه

الآفةُ، فشبِّهَت بالغادر لأَنه لا يَفِي؛ وقد تكرر ذكر الغَدْرِ على اختلاف

تصرُّفه في الحديث. وغدرَ الرجلُ غَدْراً وغَدَراناً؛ عن اللحياني؛ قال

ابن سيده: ولست منه على ثقة. وقالوا: الئذب غادرٌ أَي لا عهد له، كما

قالوا: الذِّئب فاجر.

والمغادَرة: الــترك. وأَغْدَرَ الشيءَ: تركــه وبقّاه. حكى اللحياني:

أَعانني فُلانٌ فأَغْدَرَ له ذلك في قلبي مَوَدَّةً أَي أَبْقاها. والغُدرَة:

ما أُغْدِرَ من شيء، وهي الغُدَارة؛ قال الأَفْوه:

في مُضَرَ الحَمْراء لم يَــتَّركْ

غُدَارةً، غير النِّساء الجُلوس

وعلى بني فلان غَدَرةٌ من الصدقَة وغَدَرٌ أَي بقيّة. وأَلْقَت الناقةُ

غَدَرَها أَي ما أَغْدَرَتْه رَحِمُها من الدم والأَذى. ابن السكيت:

وأَلقتِ الشاة غُدُورَها وهي بقايا وأَقذاءٌ تبقى في الرحم تلقيها بعد

الولادة. وقال أَبو منصور: واحدة الغِدَر غِدْرة ويجمع غِدَاراً وغِدَرات؛ وروى

بيت الأعشى:

لها غِدَرات واللواحِقُ تَلْحَق

وبه غادِرٌ من مرض وغابِرٌ أَي بقية. وغادَرَ الشيء مُغَادَرة وغِداراً

وأَغْدَرَه: تركــه. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: ليتني

غُودِرْت مع أَصحاب نُحْصِ الجبل؛ قال أَبو عبيد: معناه يا ليتني

اسْتُشْهدْتُ معهم، النُّحْص: أَصل الجبل وسَفْحُه، وأَراد بأَصحاب النُّحْصِ

قَتْلى أُحُد وغيرهم من الشهداء. وفي حديث بدر: فخرج رسول الله، صلى الله

عليه وسلم، في أَصحابه حتى بلغ قَرْقَرةَ الكُدْر فأَغْدَرُوه؛ أَي تركــوه

وخلَّفوه، وهو موضع. وفي حديث عمر وذكر حسن سياستِه فقال: ولولا ذلك

لأَغْدَرْتُ بعضَ ما أَسُوق أَي خَلَّفْت؛ شَبَّه نَفْسَه بالراعي ورَعِيَّتَه

بالسَّرْح، وروي: لغَدَّرْت أَي لأَلْقَيْتُ الناس في الغَدَر، وهو مكان

كثير الحجارة. وفي التنزيل العزيز: لا يُغادِرُ صغيرة ولا كَبيرة؛ أَي لا

يــترك. وغادَرَ وأَغْدَرَ بمعنى واحدٍ. والغَدِير: القطعة من الماء

يُغادِرُها السيل أَي يــتركــها؛ قال ابن سيده: هذا قول أَبي عبيد فهو إِذاً

فَعِيل في معنى مفعول على اطِّراح الزائد، وقد قيل: إِنه من الغَدْر لأَنه

يَخُونُ وُرَّادَه فيَنْضُب عنهم ويَغْدر بأَهله فينقطع عند شدة الحاجة

إِليه؛ ويقوّي ذلك قول الكميت:

ومِنْ غَدْره نَبَزَ الأَوّلون،

بأَنْ لَقَّبوه، الغَدِير، الغدِيرا

أَراد: من غَدْرِهِ نَبَزَ الأَولون الغَدير بأَن لقَّبوه الغَدِير،

فالغدير الأَول مفعول نَبَزَ، والثاني مفعول لقَّبوه. وقال اللحياني:

الغَدِيرُ اسم ولا يقال هذا ماء غَدِير، والجمع غُدُرٌ وغُدرَانٌ.

واسْتَغْدَرَتْ ثَمَّ غُدْرٌ: صارت هناك غُدْرَانٌ. وفي الحديث: أَن قادماً قدم على

النبي، صلى الله عليه وسلم، فسأَله عن خِصْب البلاد فحدّث أَن سحابة وقعت

فاخضرَّت لها الأَرض، وفيها غُدُرٌ تَنَاخَسُ والصيدُ قد ضَوَى إِليها؛

قال شمر: قوله غُدُرٌ تَناخَسُ أَي يَصُبّ بعضُها في إِثر بعض. الليث:

الغَدِيرُ مستنقع الماء ماءِ المطر، صغيراً كان أَو كبيراً، غير أَنه لا

يبقى إِلى القيظ إِلا ما يتخذه الناس من عِدّ أَو وَجْدٍ أَو وَقْطٍ أَو

صِهْريجٍ أَو حائر. قال أَبو منصور: العِدّ الماءُ الدائم الذي لا انقطاع

له، ولا يسمى الماء الذي يجمع في غَدِير أَو صهريج أَو صِنْعٍ عِدّاً، لأَن

العِدّ ما يدوم مثل ماء العين والرَّكِيَّةِ. المؤرج: غَدَر الرجلُ

يَغْدِرُ غَدْراً إِذا شرب من ماء الغَدِيرِ؛ قال الأَزهري: والقياس غَدِرَ

يَغْدَرُ بهذا المعنى لا غَدَرَ مثل كَرِعَ إِذا شرب الكَرَعَ.

والغَدِيرُ: السيف، على التشبيه، كما يقال له اللُّجّ. والغَدِيرُ: القطعة من

النبات، على التشبيه أَيضاً، والجمع غُدْران لا غير. وغَدِر فلانٌ بعد إِخْوته

أَي ماتوا وبقي هو. وغَدِر عن أَصحابه: تخلَّف. وغَدِرَت الناقةُ عن

الإِبل والشاةُ عن الغنم غَدْراً: تخلفت عنها، فإِن تركــها الراعي، فهي

غَديرة، وقد أَغدَرها؛ قال الراجز:

فَقَلَّما طَارَدَ حتى أَغْدَرَا

وسْطَ الغُبَارِ، خَرِباً مُجَوَّرَا

وقال اللحياني: ناقة غَدِرَةٌ غَبِرَةٌ غَمِرةٌ إِذا كانت تخلّف عن

الإِبل في السوق. والغَدُور من الدوابّ وغيرها: المتخلف الذي لم يلحق.

وأَغْدَرَ فلان المائة: خلّفها وجاوزها. وليلة غَدِرَةٌ بَيّنَةُ الغَدَرِ،

ومُغْدِرَةٌ: شديدة الظلمة تحبس الناس في منازلهم وكِنِّهِمْ فيَغْدَرون أَي

يتخلفون. وروي عنه، عليه الصلاة والسلام، أَنه قال: المشي في الليلة

المظلمة المُغْدِرَة إِلى المسجد يوجب كذا وكذا. وغَدِرَت الليلة، بالكسر،

تَغْدَر غَدَراً وأَغْدَرَتْ، وهي مُغْدِرَةٌ، كل ذلك: أَظلمت. وفي

الحديث: من صلى العشاء في جماعة في الليلة المُغْدِرَة فقد أَوجَبَ؛

المُغْدِرَةُ: الشديدة الظلمة التي تُغْدِرُ الناس في بيوتهم أَي تــتركــهم، وقيل:

إِنما سميت مُغْدِرَةً لطرحها من يخرج فيها في الغَدَر، وهي الجِرَفَةُ. وفي

حديث كعب: لو أَن امرأَة من الحُور العِينِ اطَّلعت إِلى الأَرض في ليلة

ظلماء مُغْدِرَةٍ لأَضاءت ما على الأَرض. وفي النهر غَدَرٌ، وهو أَن

يَنْضُبَ الماء ويبقى الوَحْل، فقالوا: الغدراءُ الظلمة. يقال: خرجنا في

الغدراءِ.

وغَدِرَت الغنم غَدَراً: شبعت في المَرْج في أَول بنته ولم يُسْل

(*

قوله« ولم يسل إلخ» هكذا هو في الأصل) . عن أَحظّها لأَن النبت قد ارتفع أَن

يذكر فيه الغنم.

أَبو زيد: الغَدَرُ والجَرَل والنَّقَل كلُّ هذه الحجارةُ مع الشجر.

والغَدَر: الموضع الظَّلِف الكثير الحجارة. والغَدَر: الحجارة والشجر. وكل

ما واراك وسدّ بصَرَك: غَدَرٌ. والغَدَرُ: الأَرض الرِّخْوَة ذات

الجِحَرَة والجِرَفةِ واللَّخَاقيقِ المُتَعادِية. وقال اللحياني: الغَدَر

الجِحَرَة والجِرَفَة في الأَرض والأَخَاقيق والجَراثِيم في الأَرض، والجمع

أَغْدار. وغَدِرَت الأَرض غَدَراً: كثر غَدَرُها. وكل موضع صعب لا تكاد

الدابة تنفُذ فيه: غَدَرٌ. ويقال: ما أَثبت غَدَرَهُ أَي ما أَثبته في

الغَدَر، ويقال ذلك للفرس والرجل إِذا كان لسانه يثبت في موضع الزَّلَل

والخصومة؛ قال العجاج:

سَبابِكُ الخيل يُصَدّعْنَ الأَيَرّْ،

من الصَّفا القاسي ويَدْعَسْنَ الغَدَرْ

ورجل ثَبْتُ الغَدَرِ: يثبت في مواضع القتال والجَدَل والكلام، وهو من

ذلك. يقال أَيضاً: إِنه لثَبْت الغَدَر إِذا كان ثَبْتاً في جميع ما يأْخذ

فيه. وقال اللحياني: معناه ما أَثبت حجته وأَقل ضرر الزَّلَق والعِثار

عليه. قال: وقال الكسائي: ما أَثْبَتَ غَدَرَ فلان أَي ما بقي من عقله،

قال ابن سيده: ولا يعجبني. قال الأَصمعي: الجِحَرَةُ والجِرَفَة والأَخاقيق

في الأَرض فتقول: ما أثبت حجته وأَقل زَلَقه وعِثاره. وقال ابن بزرج:

إِنه لثَبْتُ الغَدر إِذا كان ناطَقَ الرجالَ ونازَعَهم كان قويّاً. وفرس

ثَبْت الغَدَر: يثبت في موضع الزلل. والغَدائِرُ: الذوائب، واحدتها

غَدِيرة. قال الليث: كل عَقِيصة غَدِيرة، والغَدِيرتان: الذُّؤابتان اللتان

تسقطان على الصدر، وقيل: الغَدائِرُ للنساء وهي المضفورة والضفائر للرجال.

وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: قَدِمَ مكّة وله أَربعُ غَدائِرَ؛ هي

الذوائب، واحدتها غَدِيرة. وفي حديث ضِمام: كان رجلاً جَلْداً أَشْعَرَ ذا

غَدِيرتن. الفراء: الغَدِيرة والرَّغيدة واحدة.

وقد اغْتَدَر القومُ إِذا جعلوا الدقيقَ في إِناء وصبُّوا عليه اللبن ثم

رَضَفُوه بالرِّضاف.

ابن الأَعرابي: المُغْدِرة البئر تُحْفَر في آخر الزرع لتسقي مَذانِبَه.

والغَيْدرة: الشر؛ عن كراع. ورجل غَيْدارٌ: سيء الظن يَظُنّ فيُصِيب.

والغَدِير: اسم رجل. وآل غُدْرانٍ: بطن.

غدر

1 غَدَرَهُ, (K,) and [more commonly] غَدَرَ بِهِ, aor. ـِ (S, M, IKtt, Msb, K) and غَدُرَ; (M, IKtt, K;) and غَدِرَ, aor. ـَ (Lh, K,) but ISd doubts the correctness of this last; (TA;) inf. n. غَدْرٌ, (S, Msb, K,) of غَدَرَ; (S, Msb, TA;) and غَدَرٌ (TA, and so in the CK in the place of غَدْر,) and غَدَرَانٌ, (K, TA,) which are both of غَدِرَ; (TA;) He acted perfidiously, unfaithfully, faithlessly, or treacherously, to him; (M, K;) he broke his compact, contract, covenant, or the like, with him; (Msb;) he neglected the performance, or fulfilment, of his compact, &c., with him: (S:) غَدْرٌ is the contr. of وَفَآءٌ, (K,) or of وَفَآءٌ بِعَهْدٍ: (M:) or it signifies the being remiss in a thing, and neglecting it. (B.) A2: غَدَرَ, aor. ـِ (T, O, K,) inf. n. غَدْرٌ, (T, O,) He drank the water of the غَدِير [q. v.]: (T, O, K:) and, accord. to the K, غَدِرَ, he drank the water of the sky; but this is a sheer mistake, occasioned by a misunderstanding of a saying in the T; here following: (TA:) Az says that غَدَرَ meaning as expl. above should accord. to analogy be غَدِرَ, like كَرِعَ meaning “ he drank the كَرَع,” i. e. the water of the sky: (O, TA:) moreover, a distinction is strangely made in the K between the water of the غَدِير and the water of the sky. (TA.) A3: غَدَرَتْ وَلَدَهَا, said of a woman, is like دَغَرَتْهُ [q. v.]. (TA.) A4: غَدِرَ, [aor. ـَ inf. n. غَدَرٌ,] He remained, or lagged, behind; as also ↓ تغدّر, accord. to As, who cites the following verse of Imra-el-Keys: عَشِيَّةَ جَاوَزْنَا حَمَاةَ وَسَيْرُنَا

أَخُو الجَهْدِ لَا نَلْوِى عَلَى مِنْ تَغْدَّرَا [In the evening when we passed beyond Hamáh, and our journeying was laborious, we not waiting for such as lagged behind]: but accord. to one relation it is تَعَذَّرَ, which means [the same, or]

“ held back, or withheld himself, for a cause rendering him excused. ” (TA.) You say غَدِرَ عَنْ

أَصْحَابِهِ He remained, or lagged, behind his companions. (TA.) And غَدِرَتِ النَّاقَةُ عَنِ الإِبِلِ, (S, K,) and الشَّاةُ عَنِ الغَنَمِ, (S,) The she-camel remained, or lagged, behind the other camels, (S, K,) not coming up to them, (TA,) and so the sheep, or goat, behind the other sheep, or goats. (S.) And غَدَرَ فُلَانٌ بَعْدَ إِخْوَتِهِ Such a one remained after the death of his brothers. (TA. [But غَدَرَ, here, is app. a mistake for غَدِرَ, unless both forms be allowable.]) A5: غَدِرَ اللَّيْلُ; (K;) or غَدِرَتِ اللَّيْلَةُ, aor. ـَ inf. n. غَدَرٌ; and ↓ أَغْدَرَت; (S;) The night became dark: (K:) or became intensely dark. (S.) A6: غَدِرَتِ الغَنَمُ, (K,) inf. n. غَدَرٌ, (TA,) The sheep, or goats, became satiated in the place of pasture in the first of the growth thereof. (K.) A7: غَدِرَتِ الأَرْضُ The land abounded with غَدَر [q. v.]. (K.) 2 غدّر He cast men, or made them to fall, into what is termed غَدَر [q. v.]; and ↓ اغدر may signify the same. (O.) 3 غادرهُ, inf. n. مُغَادَرَةٌ (S, K) and غِدَارٌ; (K;) and ↓ اغدرهُ; (S, K;) He left him, or it; (S, K;) he left him, or it, remaining. (K.) It is said in the Kur xviii. 47, لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً It will not leave, or omit, or it will not fall short of, (TA,) a small sin nor a great sin. (Jel.) And in a trad., يَا لَيْتَنِى غُودِرْتُ مَعَ أَصْحَابِ نُحْصِ الجَبَلِ Would that I had [been left behind, and had] suffered martyrdom with the people of the foot of the mountain of Ohud, who were slain there, and the other martyrs: said by Mohammad. (A 'Obeyd.) [See also a verse of 'Antarah cited voce مُتَرَدَّمٌ; and another, of Kutheiyir, voce عَسْبٌ.] b2: اغدر also signifies He left behind. (TA.) You say النَّاقَةَ ↓ اغدر, and الشَّاةَ, He (the pastor) left the she-camel behind the other camels, and the sheep, or goat, behind the other sheep, or goats. (S.) And لَهُ ذٰلِكَ فِى قَلْبِى مَوَدَّةً

i. e. [Such a one aided me, and that] left remaining [in my heart a love for him]. (Lh, TA.) 4 أَغْدَرَ see 3, in four places: A2: and see also 1: A3: and 2.5 تَغَدَّرَ see غَدِرَ.10 استغدر It (a place) had in it pools of water left by a torrent or torrents. (K.) b2: and اِسْتَغْدَرَتْ هُنَاكَ غُدُرٌ Pools of water left by a torrent or torrents became formed there. (S.) غَدَرٌ; pl. غُدُورٌ: see غُدْرَةٌ, in three places. b2: [Hence,] one says, أَلْقَتِ النَّاقَةُ غَدَرَهَا The she-camel cast forth what her womb had left remaining in it of blood and foul matter [after her bringing forth]. (TA.) And أَلْقَتِ الشَّاةُ غُدُورَهَا The ewe, or she-goat, cast forth the water and blood and other remains in her womb after bringing forth. (TA.) b3: And فِى النَّهْرِ غَدَرٌ In the river, or rivulet, is slime remaining when the water has sunk into the earth. (TA.) A2: غَدَرٌ signifies also A place such as is termed ظَلِف [app. as meaning hard, and that does not show a footmark, or rugged and hard], abounding with stones: (S, O, TA:) or a place abounding with stones, difficult to traverse: (TA:) or any difficult place, through which the beast can hardly, or in nowise, pass: (K:) or soft ground, in which are [trenches, or channels, such as are termed] لَخَاقِيق: (TA:) or burrows, (Lh, S, K, TA,) and banks, or ridges, worn and undermined by water, (Lh, TA,) and uneven لَخَاقِيق in the ground: (Lh, S, K, TA: [and the like is also said in the TA on the authority of As:]) and stones (K, TA) with trees; thus accord. to Az and IKtt: (TA:) and anything that conceals one, and obstructs his sight: pl. أَغْدَارٌ. (TA.) b2: [Hence,] one says, مَا أَثْبَتَ غَدَرَهُ, meaning مَا أَثْبَتَهُ فِى الغَدَرِ [How firm is he in traversing the rugged and hard and stony place! &c.]: this is said of the horse: and also (assumed tropical:) of the man when his tongue is firm in the place of slipping and of contention or litigation: (S, TA:) or, accord. to Lh, it means (assumed tropical:) how firm, or valid, is his argument, or plea, and how seldom does harm in consequence of slipping and stumbling befall him! or, accord. to Ks, how firm is what remains of his intellect or understanding! but ISd says that this explanation did not please him. (TA.) And فَرَسٌ ثَبْتُ الغَدَرِ A horse firm, or steady, in the place of slipping. (Ibn-Buzurj, TA.) And رَجُلٌ ثَبْتُ الغَدَرِ (tropical:) A man firm, or steadfast, in fight, or conflict, (S, K, TA,) or in altercation or disputation, or in speech, (S accord. to different copies,) or and in altercation or disputation, (K, TA,) and in speech; (TA;) and also in everything that he commences. (K, TA.) And accord. to Ibn-Buzurj one says, إِنَّهُ لَثَبْتُ الغَدَرِ, meaning (assumed tropical:) Verily he is strong in talking or discoursing, with men, and in contending, or disputing, with them. (L.) [See also ثَبْتٌ.]

غَدِرٌ [part. n. of غَدِرَ]. b2: See غَادِرٌ, last sentence but one.

A2: And see also غَدُورٌ.

A3: You say also لَيْلَةٌ غَدِرَةٌ and ↓ مُغْدِرَةٌ (S, K) meaning A dark night; (K;) as also ↓ غَدْرَآءُ: (IKtt, TA:) or an intensely-dark night, (S,) in which the darkness confines men in their places of alighting or abode, and their shelter, so that they remain behind: or, as some say, such a night is termed ↓ مُغْدِرَةٌ because it casts him who goes forth therein into the غدر [i. e. غَدَر]. (L, TA.) غُدَرُ and غُدَرٌ: see غَادِرٌ, in six places: A2: and for غُدَرٌ, see also غَدِيرٌ.

غَدْرَةٌ [an inf. n. un., signifying An act of perfidy. unfaithfulness, faithlessness, or treachery]: see two exs. voce غَادِرٌ.

غُدْرَةٌ and ↓ غِدْرَةٌ, (K,) or ↓ غِدَرَةٌ, (ISk, Az, TA,) and ↓ غَدَرَةٌ and ↓ غَدَرٌ, (Lh, TA,) and ↓ غُدَارَةٌ, with damm, (K,) or ↓ غِدَارَةٌ, (as written in the L,) A portion that is left, or left remaining, of a thing; (K, * TA;) a remain, remainder, remnant, relic, or residue: (Lh, ISk, Az, L:) the pl. of غُدْارَةٌ is غُدْرَاتٌ (K) [and accord. to analogy غُدَرَاتٌ and غُدُرَاتٌ] and app. غُدَرٌ; (TA;) and that of ↓ غِدَرَةٌ [or ↓ غِدْرَةٌ] is غِدَرٌ and غِدَرَاتٌ; (ISk, Az;) and that of ↓ غَدَرٌ is غُدُورٌ. (TA.) You say, عَلَى

مِنَ الصَّدَقَةِ ↓ فُلَانٍ غِدَرٌ Such a one owes arrears of the poor-rate. (ISk.) And عَلَى بَنِى فُلَانٍ

مِنَ الصَّدَقَةِ ↓ غَدَرَةٌ and ↓ غَدَرٌ The sons of such a one owe an arrear of the poor-rate. (Lh, L.) And مِنْ مَرَضٍ ↓ بِهِ غَادِرٌ In him is a relic of disease; like غَابِرٌ. (TA.) غِدْرَةٌ, and the pl. غِدَرٌ: see غُدْرَةٌ, in three places.

غَدَرَةٌ: see غُدْرَةٌ, in two places.

غِدَرَةٌ, and the pl. غِدَرٌ: see غُدْرَةٌ, in three places.

غَدْرَآءُ Darkness. (K.) b2: See also غَدِرٌ.

A2: أَرْضٌ غَدْرَآءُ Land abounding with places of the kind termed غَدَر. (IKtt, TA.) غَدَارِ: see غَادِرٌ.

غَدُورٌ: see غَادِرٌ, in two places.

A2: Also A she-camel that remains, or lags, behind the other camels: (K, TA:) in some of the copies of the K غَدُورَةٌ, with ة; but the former is the right. (TA.) And غَبِرَةٌ غَمْرَةٌ ↓ نَاقَةٌ غَدِرَةٌ A she-camel that remains, or lags, behind the other camels, in being driven. (Lh.) غَدِيرٌ A pool of water left by a torrent: (A 'Obeyd, S, M, K:) of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مُفَاعِلٌ, from غَادَرهُ, or مُفْعَلٌ, from أَغْدَرَهُ; or, as some say, of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure فَاعِلٌ; (S;) because it is unfaithful to those who come to it to water, failing when much wanted: (S, * TA:) but it is a subst.; [not an epithet; or an epithet in which the quality of a subst. predominates, and only used as a subst.:] you do not say هٰذَا مَآءٌ غَدِيرٌ: (Lh:) or a place in which rain-water stagnates, whether small or large, not remaining until the summer: (Lth:) or a river: (Msb:) [but this is extr.:] pl. [of pauc. أَغْدِرَةٌ, (occurring in a verse cited voce إِلَّا, &c.,) and of mult.] غُدْرَانٌ (S, Msb, K, TA) and غُدُرٌ (S, Nh, L, TA,) which last is sometimes contracted into غُدْرٌ: (TA:) in the K, the last pl. is said to be of the measure of صُرَدٌ; [i. e. ↓ غُدَرٌ;] but this is inconsistent with what is said in other lexicons, as shown above: and it is also said in the K that غُدَرٌ signifies the same as غَدِيرٌ, in the sense first given above; but it appears that this is a pl. of غُدْرَةٌ; and that, in the K, we should read, for وَالغَدِيرُ, كَالغَدِيرِ, and place this before, instead of after, its explanation. (TA.) b2: Hence, (tropical:) A piece of herbage; (TA;) as also ↓ غَدِيرَةٌ: pl. غُدْرَانٌ: (K, TA;) this is the only pl. (TA.) b3: Hence also, (TA,) (tropical:) A sword; (K, TA;) like as it is called لُجٌّ. (TA.) b4: and ↓ غَدِيرَةٌ also signifies A she-camel left by the pastor (S, K) behind the other camels; and in like manner, a sheep, or goat. (S.) غُدَارَةٌ or غِدَارَةٌ: see غُدْرَةٌ.

غَدِيرَةٌ: see غَدِيرٌ, last two sentences.

A2: Also A portion, or lock, or plaited lock, of hair, hanging from the head; syn. ذُؤَابَةٌ: (S, K:) accord. to Lth, every عَقِيصَة is a غَدِيرَة; and the غَدِيرَتَانِ are the two portions, or locks, or plaited locks, of hair (ذَؤَابَتَانِ) which fall upon the breast: (TA:) pl. غَدَائِرُ: (S, K:) or غدائر pertain to women, and are plaited; and ضَفَائِر, to men. (TA.) A3: غَدِيرَةُ الحَائِكِ means The hollow, in the ground, in which the weaver puts his legs, or feet: also called الوَهْدَةُ. (Mgh in art. وهد.) غَدَّارٌ: see غَادِرٌ; the first and third, in two places.

غَدِّيرٌ: see غَادِرٌ; the first and third, in two places.

غَدَّارَةٌ: see غَادِرٌ; the first and third, in two places.

غَادِرٌ and ↓ غُدَرٌ [respecting which see below] (S, K) and ↓ غَدُورٌ and ↓ غَدَّارٌ and ↓ غِدِّيرٌ (K) are epithets applied to a man [and signifying, the first, Perfidious, unfaithful, faithless, or treacherous; or acting perfidiously, &c.; and the rest, very perfidious, &c.]: (S, K:) and ↓ غَدُورٌ and ↓ غَدَّارٌ and ↓ غَدَّارَةٌ are epithets applied to a woman [and signifying as above]: (K:) but ↓ غُدَر is mostly used in calling to a man and reviling him: (S:) you say to a man, يَا غُذَرُ [O very perfidious man]; (S, K;) and in like manner, ↓ يَا مَغْدَرُ, and ↓ يا مَغْدِرُ, and ↓ يَا ابْنَ مَغْدَرٍ, and ↓ يا ابن مَغْدِرٍ, all determinate; (K, TA;) and to a woman, ↓ يا غَدَارِ, like قَطَامِ: (K:) [accord. to some, ↓ غُدَر is only used in this manner, and is therefore without tenween; for] it is said that رَجُلٌ غُدَرُ is not allowable, because غُدَرُ is determinate: but Sh says رَجُلٌ غُدَرٌ, writing it, says Az, with tenween, contr. to what Lth says; and this is correct; a word of the measure فُعَل being imperfectly decl. [only] when it is a determinate subst., like عُمَرُ and زُفَرُ: and IAth says that غُدَرُ is altered from its original form, which is غَادِرٌ, for the sake of intensiveness: (TA:) in the pl. [sense] you say يَالَ غُدَرَ, (S,) or يَا لَغُدَرَ, [for يَا آلَ غُدَرَ, (see the letter ل, and see آلٌ, in art. اول,)] like يَا لَفُجَرَ. (TA.) It is said in a trad., ↓ يَا غُدَرُ

↓ أَلَسْتُ أَسْعَى فِى غَدْرَتِكَ [app. meaning, O thou very perfidious: am I not striving, or labouring, in respect of thine act of perfidy, to rectify it?]. (S: but in one copy, غُدْرَتِكَ.) And in another trad., relating to El-Hodeybiyeh, وَهَلْ ↓ يَا غُدَرُ

إِلَّا بِالْأَمْسِ ↓ غَسَلْتَ غَدْرَتَكَ [O thou very perfidious: and didst thou wash away thine act of perfidy save yesterday?]: said by 'Orweh Ibn-Mes'ood to El-Mugheereh. (TA.) And in another trad., ↓ اِجْلِسْ غُدَرُ [Sit thou, O very perfidious]; for يَا غُدَرُ: said by 'Áïsheh to El-Kásim. (TA.) b2: [Hence,] ↓ سِنُونَ غَدَّارَةٌ (tropical:) Years in which is much rain and little herbage; from [the inf. n.] الغَدْرُ; i. e. that excite people's eager desire for abundance of herbage, by the rain, and then fail to fulfil their promise. (TA.) b3: [And ↓ غَدِرٌ is app. syn. with غَادِرٌ; for] غَدِرَةٌ occurs in a trad. applied to land (أَرْض), as though meaning (assumed tropical:) Not producing herbage bountifully; or giving growth to herbage, and then soon becoming blighted, or blasted; wherefore it is likened to the غَادِر, who acts unfaithfully. (TA.) A2: See also غُدْرَةٌ, last sentence.

مَغْدَر and مَغْدِر: see غَادِرٌ, each in two places.

لَيْلَةٌ مُغْدِرَةٌ: see غَدِرٌ, in two places.
غ د ر
الغَدْرُ: ضِدُّ الوَفاءِ بالعَهْدِ قالهُ ابنُ سِيدَه فِي المُحْكَم. وَقَالَ غيرُه: الغَدْر: تَرْك الوَفَاءِ، وَقيل: هُوَ نَقْضُ العَهْدِ. وَفِي البصائر للمُصَنّف: الغَدْرُ: الإِخْلالُ بالشَّيْءِ وتَرْكُــه. وَقَالَ ابنُ كَمال باشا: الوَفاءُ: مُرَاعَاةُ العَهْد، والغَْدُر: تَضْيِيعُه، كَمَا أَنَّ الإِنْجَازَ مراعَاةُ الوَعْد، والخُلْفُ تَضْيِيعُه، فالوَفَاءُ والإِنْجازُ فِي الفِعْل كالصِّدْقِ فِي القَوْل، والغَدْرُ والخُلْفُ كالكَذِب فِيهِ. غَدرَهُ، وغَدرَ بِهِ، أَي مُتَعَدِّيا بنَفْسِه وبالباءَ كنَصَر وضَرَبَ وسَمِعَ الأَوّلان ذَكَرَهُمَا ابنُ القَطّاع وابنُ سِيدَه، واقْتَصَر على الأَوّل أَكثرُ الأَئِمّة، والثالِثَة عَن اللّحْيَانِيّ، قَالَ ابنُ سِيدَه: ولَسْتُ مِنْهُ على ثِقَةٍ، يَغْدِرُ غَدْراً، بالفَتْح، مصدرُ البابَيْن الأَوَّلَيْن وغَدَراً وغَدَراناً مُحَرّكة فِيهما، وهُمَا مَصْدَرُ البابِ الثالِث على مَا نَقَلَه اللّحْيَانيّ، وأَنْكَرَه ابنُ سِيدَه. وَهِي غَدُورٌ، كصَبُورٍ وغَدّارٌ وغَدّارَةٌ، بالتَّشْدِيد فيهمَا، وَهُوَ غادِرٌ وغَدّارٌ، ككَتّانٍ، وغَدِّير وغَدُورٌ، كسِكّيتٍ وصَبُورٍ، وغُدَرٌ، كصُرَدٍ، وأَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَل هَذَا الأَخيرُ فِي النِّداءِ فِي الشَّتْمِ، يُقَالُ: يَا غُدَرُ. وَفِي حَدِيث الحُدَيْبِيَّة: قَالَ عُرْوَةُ بنُ مَسْعُود للمُغِيرَة: يَا غُدَرُ، وهَلْ غَسَلْتُ غَدْرَتَكَ إِلاَّ بالأَمْسِ وَفِي حَدِيث عائِشَةَ: قَالَت للقَاسِم: اجْلِسْ غُدَرُ أَي يَا غُدَر، فحَذَفَت حَرْفَ النّداءِ. ويُقَالُ فِي الجَمْعِ: يالَ غُدَرَ، مثل يالَ فُجَرَ. وَفِي المُحْكَم: قَالَ بعضُهُم يُقَال للرَّجُلِ: يَا غُدَرُ وَيَا مَغْدِرُ، كمَقْعَدٍ ومَنْزِل، وَكَذَا يَا ابْنَ مَغْدَرٍ بالوَجْهَيْن، مَعارِفَ. قَالَ: وَلَا تقولُ العَرَب: هَذَا رَجُلٌ غُدَرُ، لأَنّ الغُدَرَ فِي حالِ المَعْرِفة عِنْدهم. وَقَالَ شَمِرٌ: رجل غُدَرٌ، أَي غادِرٌ، ورَجُلٌ نُصَرٌ، أَي ناصِرٌ، ورَجُلٌ لُكَعٌ، أَي لَئيمٌ. قَالَ الأَزهريّ: نَوَّنَها كلَّها خِلافَ مَا قالَ اللَّيْث، وَهُوَ الصَّواب، إِنَّمَا يُــتْرَكُ صَرْفُ بَاب فُعَل إِذا كَانَ اسْما معرفَةً مثل عُمَرَ وزُفَرَ. وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: غُدَر معدولٌ عَن غادِرٍ للمُبَالَغَة، ويُقَال للذَّكَرِ: يَا غُدَرُ، وَلها: يَا غَدَارِ، كقَطامِ، وهما مُخْتَصّان بالنّداءِ فِي الغالِب. وأَغْدَرَهُ: تَرَكَــهُ وبَقّاهُ. حَكَى اللّحيانيّ: أَعانَنِي فُلانٌ فأَغْدَرَ لَه ذَلِك فِي قَلْبِي مَوَدَّةً، أَي أَبْقاهَا. وَفِي حَدِيث بَدْرٍ فخَرَجَ رَسُولُ الله صلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسلَّم فِي أَصْحَابِه فَبَلَغَ قَرْقَرَةَ الكُدْرِ فأَغْدَرُوه، أَي تَرَكُــوه وخَلَّفوه.
وَفِي حَدِيث عُمَرَ، وذَكر حُسْنَ سِيَاسَتهِ فَقَالَ: ولوْلا ذَلِك لأَغْدَرْتُ بعضَ مَا أَسُوقُ، أَي خَلَّفْت، شَبَّه نَفْسَه بالرّاعِي، ورَعِيَّتَه بالسَّرْحِ. ورُوِىَ لَغَدَّرْتُ، أَي لأَلْقَيتُ الناسَ فِي الغَدَر، وَهُوَ مكانٌ كثيرُ الحِجَارَة. كغَادَرَة مُغَادَرَةً وغِدَاراً، ككِتَابٍ. وَفِي قَول الله عَزَّ وجلَّ: لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرةً. أَي لَا يَــتْرُكُ. وَقَالَ المُصَنّف: أَي لَا يُخِلّ. وَفِي الحَدِيث أَنّه صلَّى الله تعالَى عَلَيْهِ وسَلّم)
قَالَ: لَيْتَنِي غُوْدِرْتُ مَعَ أَصْحَابِ نُحْصِ الجَبَل. قَالَ أَبو عُبَيْد: مَعْنَاه يَا لَيْتَنِي اسْتُشْهِدْت مَعَهم.
النُّحْصُ: أَصْلُ الجَبَلِ وسَفْحُه، وأَراد بأَصْحاب النُّحْصِ قَتْلَى أُحُدٍ أَو غَيْرَهُم من الشهداءِ.
والغُدْرَة، بالضّمّ والكَسْر: مَا أُغْدِرَ من شَئٍ، أَي تُرِكَ وبَقِيَ، كالغُدَارَةِ بالضمّ، قَالَ الأَفْوَهُ:
(فِي مُضَرَ الحَمراءِ لَمْ يَــتَّرِكْ ... غُدَارَةً غَيْرَ النساءِ الجُلُوسْ)
وكذلِكَ الغَدَرَةُ والغَدَرُ، محرَّكَتَيْن، يُقَال: عَلَى بَنِي فُلانٍ غَدَرضةٌ من الصَّدَقَةِ وغَدَرٌ، أَي بَقِيَّةٌ.
وجَمْعُ الغَدَرِ غُدُورٌ، وَج الغُدْرَة، بالضّمّ غُدْرَاتٌ، بالضّمّ أَيضاً. وَنقل الصاغانيّ عَن ابنِ السِكّيت: يثقَال على فلَان غِدَرٌ من الصَّدَقَة، بالكَسْرِ مِثَالُ عِنَب، أَي بَقَايَا مِنْهَا، الواحِدَة غِدْرَة، وتُجْمَع غِدَرَات. قَالَ الأَعْشَى:
(وأَحْمَدْتَ أَنْ أَلْحَقْتَ بالأَمْسِ صِرْمَةً ... لَهَا غِدَرَاتٌ واللَّوَاحِقُ تَلْحَقُ)
انْتَهَى. وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: واحِدَة الغِدَرِ غِدْرَةٌ، وتُجْمَع غِدَراً وغِدَرَاتٍ. ورَوَى بيتَ الأَعْشَى.
فَفِي كَلَام المُصَنّف نَظَرٌ مِن وُجُوهٍ. والغُدَرُ، كصُرَدٍ القِطْعَةُ من الماءِ يُغادِرُهَا السَّيْلُ، أَي يَــتْرُكــها ويُبْقِيهَا، كالغَدِير، هَكَذَا فِي سَائِر الأُصول المُصَحَّحة. وَلم أضجِدْ أَحَداً من الأَئمةِ ذَكَرَ الغُدَرَ بمعنَى الغَدِيرِ، مَعَ كَثْرَة مُرَاجَعَة الأُمّهاتِ اللُّغَوِيّة. وَلم أَزَلْ أُجِيلُ قِدَاحَ النَّظَر فِي عِبَارَة المصنِّف ومَأْخَذها حَتّى فَتَحَ الله وَجْهَ الصَّواب فِيهَا. وهُوَ أَنّا قَدَّمْنَا آنِفاً النَّقْلَ عَن ابنِ السِكّيتِ وَعَن أَبي مَنْصُورٍ، فجاءَ المُصَنّف أَخَذَ من عِبَارَتَيْهِما بطَرِيق المَزْجِ على عادَته، فأَخَلَّ بالمَقْصُود وَلم يَدُلّ على المُرَادِ عَلَى الوَجْه المَعْهُود. فالصَّوابُ فِي عِبَارَته أَن يَقُول: والغُدْرَة، بالضَّمّ وكَعِنَبٍ: مَا أُغْدِرَ من شئٍ، كالغُدَارَةِ بالضَّمّ، والغَدَرَةِ والغَدَرِ مُحَرَّكَتَيْن جمعُه غِدَرَات، كعِنَبَاتٍ، وبالضّمّ وكصُرَدٍ، فيكونُ الجَمْعَانِ الأَخِيرَانِ للغُدْرَة بالضّمّ، أَو الاقْتِصارُ على الجَمْع الأَوّل كَمَا اقْتَصَرَ غيرُهُ، ثمَّ يَقُول: والغَدِيرُ: القِطْعَة من الماءِ يُغَادِرُهَا السَّيْلُ. هَذَا هُوَ الصَّواب الَّذِي تَقْتَضِيه نُقُول الأَئمة فِي هَذَا المَقَامِ. ومَن راجَعَ التَّكْمِلَةَ واللّسَانَ زالَ عَنهُ الإِبْهام، وَالله أَعلم. ثمَّ قولُه ج كصُرَدٍ وتُمْرانٍ يَدُلّ على مَا صوّبْناهُ ويُبَيِّنُ مَا أَوْرَدْنَاه، فإِنَّ الغَدِيَر جَمْعُه غُدْرَانٌ وغُدَرٌ كَمَا ذَكَرَه على المَشهور صَحِيحٌ ثابِتٌ. فيُقَال: مَا جَمْعُ غُدَرٍ كصُرَدٍ الَّذِي أَوْرَدَه مُفْرَداً فَيحْتَاج أَن يقولَ غِدْرانٌ بِالْكَسْرِ كصِرْدانٍ، أَو يَقُولُ إِنّهُ يُسْتَعْمَل هَكَذَا مُفْرَداً وجَمْعاً. وكُلّ ذَلِك لم يَصِحّ ولَمْ يَثْبُت، فتأَمَّلْ. ثمَّ ثَبَتَ فِي الأُصول المُصَحَّحَةِ من النِّهَايَة واللّسَان أَنَّ جَمْعَ الغَدِير غُدُرٌ، بضمَّتَيْن، كطَريق وطُرُق، وسَبِيلٍ وسُبُل، ونَجِيب ونُجُب، وَهُوَ)
القِياسُ فِيهِ، وَقد يُخَفَّف أَيضاً بالتَّسْكِين. فَفِي قولِ المُصَنّف كصُرَدٍ نَظَرٌ أَيضاً فَتَأَمَّلْ. وقولُه فِي مَعْنَى الغَدير: القِطْعَةُ من الماءِ يُغَادِرها السَّيْلُ، قَالَ ابنُ سِيدَه: هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدٍ، فهُوَ إِذاً فَعِيلٌ فِي معنَى مَفْعُولٍ على اطِّراح الزَّائِد. وَقد قِيلَ: إِنّه من الغَدْرِ، لأَنّه يَخُون وُرّادَه فيَنْضُب عَنْهُم، ويَغْدِرُ بأَهْلِه فَينْقَطِع عِنْد شِدَّة الحاجَة إِلَيْه. ويُقوِّي ذَلِك قولُ الكُميت:
(ومِنْ غَدْرِه نَبَزَ الأَوَّلُونَ ... بأَنْ لَقَّبُوه الغَدِيرَ الغَدِيرَا)
أَراد من غَدْرِهِ نَبَزَ الأَوّلُون الغَدِيرَ بِأَنْ لَقَّبُوه الغَدِيرَ، فالغَدِيرُ الأَوّل مَفْعول نَبَزَ، والثَّاني مفْعُولُ لَقَّبُوه. وَقَالَ اللّحْيَانِيّ: الغَدِيرُ اسمٌ، وَلَا يُقَال هَذَا ماءٌ غَدِير. وَقَالَ اللَّيْث: الغَدِيرُ: مُسْتَنْقَعُ الماءِ ماءِ المطرِ، صَغِيرا كانَ أَو كَبِيراً، غيرَ أَنّه لَا يَبْقَى إِلَى القَيْظ إِلاّ مَا يَتَّخِذه الناسُ من عِدٍّ أَو وَجْذٍ أَو وَقْطٍ أَو صِهْرِيج أَو حائِر. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: العِدّ: المَاءُ الدَّائِم الَّذِي لَا انْقطاع لَهُ، وَلَا يُسمَّى المَاءُ الّذي يُجمَع فِي غَدِيرٍ أَو صِهْرِيج أَو صِنْع عِدّاً، لأَنّ العِدَّ مَا يَدُومُ مِثْل ماءِ العَيْنِ والرَّكِيَّة. واسْتَغْدَرَ المَكَانُ: صارَتْ فِيهِ غُدْرانٌ، فالسّين هُنَا للصَّيْرُورَة. وَمن سَجَعَات الأَسَاس: اسْتَغْزَرَت الذِّهَابُ واسْتَغْدَرَت اللِّهَابُ. قَالَ: الذِّهْبَة: مَطْرَةٌ شَدِيدَةٌ سَرِيعَةُ الذَّهَاب. واللَّهْبُ: مُهْواةُ مَا بَينَ الجَبَلَيْن. وَفِي الحَدِيث أَنّ قادِماً قَدم عَلَى النَّبِيّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلّم، فَسَأَلَه عَن خِصْبِ البِلاد. فحَدَّث أَنَّ سَحابَةً وَقَعَتْ فاخْضَرَّت لَهَا الأَرْضُ، فِيهَا غُدْرٌ تَنَاخَسُ، والصَّيْدُ قد ضَوَى إِلَيْهَا قَالَ شَمِرٌ: قولُه: غُدُرٌ تَناخَسُ، أَي يَصُبُّ بعضُهَا فِي إِثْرِ بَعْض. وَمن المَجَازِ الغَدِيرُ: السَّيْفُ، على التَّشْبِيه، كَمَا يُقَال لَهُ اللُّجّ. والغَدِيرُ: اسمُ رَجُل، هَكَذَا ذَكَرُوه. قلتُ: وَهُوَ اسْمُ والِدِ بَشامَةَ الشاعِر، من بَنِي غَيْظِ بنِ مُرَّةَ بنِ عَوْفِ ابنِ سَعْدِ بنِ ذُبْيَانَ، ووالدُ عَلِيٍّ الشَّاعِر مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ بنِ سَعْدِ بنِ عَوْفِ ابنِ كَعْبِ بنِ جِلاّنَ بن غَنْمِ ابنِ غَنِىٍّ. وغَدِيرٌ: وادٍ بديار مُضَرَ، نَقَلَه الصاغانيّ. والغَدِيرِ والغدِيرَة، بهاءٍ: القِطْعَة من النَّبَات، على التَّشْبيه أَيضاً، ج غُدْرانٌ، بالضمّ لَا غير. والغَدِيرَةُ: الذُّؤَابَةُ، قَالَ اللَّيْث: كلُّ عَقِيصَةٍ غَدِيرَةٌ. والغَديرَتانِ: الذُؤابَتانِ اللَّتَان تَسْقُطَان على الصَّدْرِ، ج غَدائِرُ، وقِيل: الغَدَائِرُ لِلنِّساءِ، وَهِي المَضْفُورَة، والضَّفَائِرُ للرِّجال. وَقَالَ امرُؤ القَيس:
(غَدائِرُه مُسْتَشْزَرَاتٌ إِلى العُلاَ ... تَضِلُّ العِقَاصُ فِي مُثَنىً ومُرْسَلِ) والغَدِيرَةُ: الرَّغِيدَةُ، عَن الفَرّاءِ واغْتَدَر: اتَّخَذَ غَدِيرَةً، إِذا جَعَلَ الدَّقِيقَ فِي إِنَاءٍ وصَبَّ عَلَيْه اللَّبَن ثمّ رَضَفَه بالرِّضاف. وَقَالَ الصّاغانيّ: الغَدِيرَةُ: هِيَ اللَّبَن الحَلِيبُ يُغْلَى ثمَّ يُذَرّ عَلَيْهِ الدَّقِيقُ) حَتَّى يَخْتَلِطَ فيَلْعَقَه الغُلامُ لَعْقاً. والغَدِيرَةُ: الناقَةُ تَرَكــها الرّاعِي، وَقد أَغْدَرَها. قَالَ الراجِز:
(فَقَلَّمَا طارَدَ حَتَّى أَغْدَرَا ... وَسْطَ الغُبَارِ خَرَباً مُجَوَّرَا)
وإِنْ تَخَلَّفَتْ عَن الإِبِلِ هِيَ بنَفْسها فلَمْ تَلْحَقْ فغَدُورٌ، كصَبُورِ، وَفِي بعض النُّسخ: فغَدُورَةٌ، بِزِيَادَة الهاءِ، والأُولى الصَّواب. وغَدَر، كضَرَبَ: شَرِبَ ماءَ الغَدِيرِ، وَهُوَ المُجْتَمِع من السَّيْلِ وَمن ماءِ السَّمَاءِ. وكفَرِحَ: شَرِبَ ماءَ السَّمَاءِ، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ والأُصول المُصَحَّحَة، وَفِي التَّهْذِيب: قَالَ المُؤَرّج: غَدَرَ الرَّجُلُ يَغْدِرُ غَدْراً، إِذا شَرِبَ من ماءِ الغَدِيرِ. قَالَ الأَزهريّ: والقِيَاسُ غَدِرَ يَغْدَرُ، بهَذا المَعْنَى، لَا غَدَر، مِثْل كَرِعَ، إِذا شَرِبَ الكَرَع وَهَكَذَا نَقله الصاغانيّ، ولكنّه زَاد بعد قَوْله الكَرَع: وَهُوَ ماءُ السَّمَاءِ. قلتُ: فقولُه: وَهُوَ ماءُ السماءِ، راجِعٌ إِلى الكَرَع، لَا أَنَّه معنى غَدِرَ كفَرِحَ. وظَنّ المصنّف أَنّه من جُمْلَة مَعانِي غَدِرَ، وَهُوَ وَهَمٌ صَرِيحٌ. ثمَّ إِنّه فَرَّقَ بَيْنَ ماءِ الغَدِير وماءِ السماءِ، مَعَ أَنَّ الغَدِيرَ هُوَ مُسْتَنْقَع ماءِ السماءِ، كَمَا تَقَدَّم عَن اللَّيث، وَهَذَا غَرِيبٌ مَعَ أَنّ الأَزهريّ أَزالَ الإِشْكَالَ بقوله: بِهَذَا المَعْنَى. فَتَأَمَّل، وَلَا تَغْتَرّ بقول المُصَنّف، فقد عَرَفْتَ مِنْ أَيْنَ أَخَذ وَكَيف أَخَذَ واللهُ يَعْفُو عَنّا وعَنْه. وغَدِرَ اللَّيْلُ، كفَرِحَ، يَغْدَرُ غَدَراً، وأَغْدَرَ ذَكَره ابنُ القَطّاع، ومثلْهُ فِي اللِّسَان. فالعَجَبُ من المُصَنّف كَيْفَ تَرَكَــه: أَظْلَمَ أَو اشْتَدَّ ظَلامُه، كَمَا قَالَه ابنُ القَطّاع فهِيَ أَي اللَّيْلَة غَدِرَة، كفَرِحَةٍ يُقَال: لَيْلَةٌ غَدِرَة بَيِّنَةُ الغَدَر، ومُغْدِرَة، كمُحْسِنَةٍ: شَدِيدَةُ الظُّلْمَةِ تَحْبِسُ الناسَ فِي مَنَازِلِهم وكِنِّهم فيَغْدِرُون، أَي يَتَخَلَّفُون. وَفِي الحَدِيث: مَنْ صَلَّى العِشَاءَ فِي جَمَاعةٍ فِي اللَّيْلَةِ المُغْدِرَة فقد أضوْجَبَ. وَقيل إِنَّمَا سُمِّيَتْ مُغْدِرَةً لِطَرْحها مَنْ يَخْرُج فِيهَا فِي الغَدَرِ، وَهِي الجِرَفَة. وَفِي حَدِيث كَعْبٍ: لَوْ أَنَّ امْرَأَةً من الحُورِ العِينِ اطَّلَعَتْ إِلى الأَرْضِ فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ مُغْدِرَةٍ لأَضاءَتْ مَا عَلَى الأَرْض. وغَدِرَتِ الناقَةُ عَن الإِبِلِ غَدَراً: تَخَلَّفَتْ عَن اللُّحُوق، وَكَذَا الشاةُ عَن الغَنَمِ. وَلَو ذكره عِنْد قَوْله: وإشنْ تَخَلَّفَتْ هِيَ فغَدُورٌ وَقَالَ: وَقد غَدِرَتْ، بالكَسْرِ، كَانَ أَخْصَرَ. وغَدِرَت الغَنَمُ غَدَراً: شَبِعَتْ فِي المَرْتَع. وَفِي الْمُحكم: فِي المَرْجِ فِي أَوَّلِ نَبْتِه. وغَدِرَتِ الأَرْضُ: كَثُر بهَا الغَدَرُ، فهِيَ غَدْرَاءُ قَالَه ابنُ القَطَّاع. والغَدَرُ مُحَرَّكةً: كُلُّ مَا وَارَاكَ وسَدَّ بَصَرَكَ. وقِيلَ: هُوَ كُلُّ مَوْضِع صَعْبٍ لَا تَكَادُ الدَّابَّةُ تَنْفُذ فِيهِ. وقِيلَ: الغَدَرُ: الأَرْضُ الرَّخْوَةُ ذَات اللَّخاقِيقِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيّ: الغَدَرُ الحِجَرَةُ، بكَسْرٍ ففَتْح، والجِرَفَةُ واللَّخاقِيقُ وَفِي بعض النُّسَخ: الأَخاقيقُ من الأَرْضِ. وقولُه: المُتَعَاديِةَ، ُ صِفَة اللَّخاقيقِ لَا الأّرْض، فَلِذَا لَو قَدّضمَه كَمَا هُوَ فِي نَصّ اللّحْيَانِيّ كانَ أَصْوَبَس،)
كَمَا لَا يَخْفَى، والجَمْعُ أَغْدَارٌ، كسَبَب وأَسْبَابٍ، وَقيل: الغَدَرُ: الحِجَارَةُ مَعَ الشَّجَرِ، وَكَذَلِكَ الجَرَلُ والنَّقَلُ، وَهُوَ قَوْلُ أَبِي زَيْدٍ وابنِ القَطّاع. وقِيلَ: الغَدَرُ: المَوْضِعُ الظَّلِفُ الكَثِيرُ الحِجَارَةِ.
وَقَالَ العَجّاج:
(سَنابِكُ الخَيْلِ يُصَدِّعْنَ الأَيَرْ ... من الصَّفَا القاسِي ويَدْعَسْنَ الغَدَرْ)
وَمن المَجَازِ: رَجثلٌ ثَبْتُ الغَدَِر، محرّكة، إِذا كانَ يَثْبُتُ فِيهُوَ مَأْخُوذٌ من الغَدَر، وَهُوَ المَوْضِع الكَثِيرُ الحِجَارَة الصَّعْبُ المَْسلك، ويُصَحَّف بعُذَر، كَذَا فِي مُعْجَم مَا اسْتَعجم. وممّا يُستدرك عَلَيْهِ: سِنُونَ غَدّارَةٌ، إِذا كثُرَ مَطَرُهَا وقَلَّ نَباتُهَا، فَعّالَة من الغَدْر، أَي تُطمِعُهُم فِي الخِصْب بالمَطَرِ ثمّ تُخْلِفُ، فجَعلَ ذَلِك غَدْراً مِنْهَا، وَهُوَ مَجاز. وَفِي الحَدِيث أَنّه مَرَّ بأَرْضٍ يُقَال لَهَا: غَدِرَة فسَمَاهَا خَضِرَة كأَنّها كَانَت لَا تَسْمَحُ بالنَّبَات، أَو تُنْبِت ثمّ تُسْرِع إِليه الآفَة، فشُبِّهَتْ بالغادِرِ لأَنّه لَا يَفِي. وَقَالُوا: الذِّئْب غادِرٌ، أَي لَا عَهْدَ لَهُ، كَمَا قَالُوا: الذِّئب فاجِرٌ. وأَلقَتِ الناقَةُ غَدَرَهَا، محرَّكَةً، أَي مَا أَغْدَرَتْه رَحِمُهَا من الدَّمِ والأَذَى.)
وأَلْقَتِ الشاةُ غُدُورَها، وَهِي بَقَايَا وأَقْذَاءٌ تَبْقَى فِي الرَّحِم تُلْقِيهَا بَعْد الوِلادَة. وَبِه غادِرٌ من مَرَضٍ، وغابِرٌ، أَي بَقِيَّة. وأَغْدَرَهُ: أَلْقاهُ فِي الغَدَرِ. وغَدِرَ فُلانٌ بَعْدَ إِخْوَته، أَي ماتُوا وبَقِيَ هُوَ.
وغَدِرَ عَن أَصْحَابه، كفَرِحَ: تَخَلَّفَ. وَقَالَ اللّحيانيّ: ناقَةٌ غَدِرَةٌ غَبِرَةٌ غَمِرَةٌ، إِذا كانَت تَخَلَّفُ عَن الإِبل فِي السَّوْق. وَفِي النَّهْرِ غَدَرٌ، محرّكةً، هُوَ أَن يَنْضَبَ الماءُ ويَبْقَى الوَحلُ. وَعَن ابْن الأَعرابيّ: المَغْدَرَة: البِئْر تُحْفَر فِي آخِرِ الزَّرْعِ لتَسْقِى مَذَانِبَه. وتَغدَّرَ: تَخَلَّفَ قَالَه الأَصمعيّ، وأَنشد قولَ امْرِئ القَيْس:
(عَشِيَّةَ جَاوَزْنا حَماةَ وسَيْرُنَا ... أَخُو الجَهْدِ لَا نَلْوِى عَلَى مَنْ تَغَدَّرَا) ويُرْوَى: تَعَذَّرا أَي احْتَبَسَ لِمَا يُعْذَر بِهِ. وغَدَرَتِ المَرْأَةُ وَلَدَها غَدْراً: مثل دَغَرَتْهُ دَغْراً.
وغُدْرٌ، بالضَّمّ: مَوْضِعٌ، وَله يَوْمٌ، وَفِيه يقولُ حارِثَةُ بنُ أَوْسِ بنِ عَبْدِ وَدٍّ، مِنْ بَنِي عُذْرَةَ بنِ زَيْد اللاّتِ، وهَزَمَتْهم يَوْمئِذٍ بَنُو يَرْبُوع:
(ولَوْلاَ جَرْىُ حَوْمَلَ يَومَ غُدْرٍ ... لمَزَّقَنِي وإِيّاهَا السِّلاحُ)
أَوْرَدَه ابنُ الكَلْبِيّ فِي أَنْسَابِ الخَيْل. والغادِرِيَّةُ: طائفةٌ من الخَوَارِج قَالَه الحافِظُ. والغَدْرُ، بالفَتْح: مَحَلّة بمِصْر. وعَبْدُ الله بنُ رِفَاعَةَ بنِ غَدِيرٍ السَّعْدِيّ، صاحِبُ الخِلَعيّ، مُحَدِّث مَشْهُور.
وغَدِيرُ خُمّ: سيأْتي فِي المِيمِ.
[غدر] الغَدْرُ: ترك الوفاء، وقد غَدَرَ به فهو غادرٌ وغُدَرٌ أيضاً. وأكثر ما يستعمل هذا في النداء بالشتم، يقال: يا غدَرُ: وفي الحديث: " يا غدَرُ، ألست أسعى في عذرتك ". ويقال في الجمع: يالَ غُدَرَ. وغَدِرَتِ الليلة بالكسر تغدر غدرا، أي أظلمت، فهي غَدِرَةٌ. وأغْدَرَتْ فهي مُغْدِرَةٌ. وغَدَرَتِ الناقة أيضاً عن الإبل، والشاةُ عن الغنم، إذا تخلَّفت عنها. فإن تركــها الراعي فهي غديرة، وقد أغدرها. قال الراجز: فقل ما طارد حتى أغدرا * وسط الغبار خربا مجورا - والغدر أيضا: الموضع الظلف، الكثير الحجارة. قال العجاج: سنابك الخيل يصدعن الاير * من الصفا القاسي ويدعسن الغدر - ورجل ثَبْتُ الغَدَرِ، أي ثابتٌ في قتالٍ أو كلام. ابن السكيت: يقال ما أثبت غَدَرَهُ، أي ما أثبته في الغَدَرِ. والغَدَرُ: الحجرة واللخاقيق من الارض المتعادية. قال: يقال ذلك للفرس، وللرجل إذا كان لسانه يثبت في موضع الزلَل والخصومة. والمُغادَرَةُ: الــتركُ. والغَديرُ: القطعة من الماء يغادرها السيل. وهو فَعيلٌ بمعنى مُفاعَل من غادره، أو مفعل. من أغْدَرَهُ. ويقال هو فَعيلٌ بمعنى فاعلٍ، لأنه يَغْدِرُ بأهله، أي ينقطع عند شدَّة الحاجة إليه. قال الكميت: ومن غَدْرِهِ نَبَزَ الأوَّلو * نَ إذ لقَّبوهُ الغَديرَ الغَديرا - والجمع غُدْرانٌ . والغَديرَةُ: واحدة الغدائر، وهى الذوائب. وغندر: اسم رجل.
غدر
غدَرَ/ غدَرَ بـ يَغدِر، غَدْرًا، فهو غادِر، والمفعول مَغْدور
• غدَر فلانًا/ غدَر بفلان: خانه، نقَض عهدَه وترَك الوفاء به "حليف غادر- غدر بصديقه" ° حيوان غادِر: يهاجم غدرًا على حين غفلة- غدر اللَّيلُ: أظلم- غدَرت المرأة ولدَها: أساءت غذاءَه. 

اغتدرَ يغتدر، اغْتِدَارًا، فهو مُغْتَدِر
• اغتدرتِ المرأةُ: اتّخذت لنفسها غديرة، وهي ذؤابة مضفورة من شعرها. 

غادرَ يغادر، مغادرةً، فهو مُغادِر، والمفعول مُغادَر
• غادر وطنَه/ غادر المكانَ: ترَكــه "غادَر عملَه وبحث عن عملٍ آخر- {لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إلاَّ أَحْصَاهَا} ".
• غادر في الكأس بعضَ الماء: أبقاه. 

غدَّار [مفرد]: مؤ غَدَّار وغدَّارة: صيغة مبالغة من غدَرَ/ غدَرَ بـ: "لا تأمن الدهرَ فإنّه غدَّار". 

غَدَّارة [مفرد]:
1 - مؤنَّث غدَّار ° سنة غدَّارة: كثُرَ مطرُها وقلّ نباتُها.
2 - آلة لإطلاق القذائف أكبر من المسدس وأصغر من البندقيَّة، سُمِّيت بذلك لأنّ العدوّ يُغدر بها "غدَّارة سريعة الطَّلقات/ الطَّلق". 

غَدْر [مفرد]: مصدر غدَرَ/ غدَرَ بـ ° غدْر الزَّمان: تحوّل الدهرُ بالإنسان من حُسْن حال إلى سُوء حال. 

غَدير [مفرد]: ج غُدْر وغُدُر وغُدْران:
1 - مياه راكدة، قليلة العمق، يغادرها السَّيلُ، مستنقع الماء "تكوّنت الغدران بعد انتهاء السيل- تعيش الضَّفادعُ في الغُدْران".
2 - (جغ) نُهَيْر، نهر صغير "أعجبه منظر الطُّيور على ضفاف الغدير" ° غديرا الوجنتين: مجريا الدَّمع في الوجنتين- غدير من الضَّوء- لحيا الغدير: جانباه. 

غَديرة [مفرد]: ج غدائرُ: ذؤابة مضفورة من شعر المرأة.
• الغَديرتان: الذُّؤابتان من الشَّعْر اللَّتان تَسقُطان على الصَّدر. 
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.