Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: بني_مزار

جنب

(جنب) الْقَوْم انْقَطَعت ألبانهم وَقلت وَيُقَال جنب الْعَام وَالشَّيْء أَو الْفرس جَانِبه وَفُلَانًا الشَّيْء أبعده عَنهُ
جنب: {عن جُنُب}: بُعد. {والجار الجنب}: الغريب. {جنبا فاطهروا}: أي ذوي جنابة. {اجنبني}: جنبني.
(ج ن ب) : (أَجْنَبَ) الرَّجُلُ مِنْ الْجَنَابَةِ وَهُوَ وَهِيَ وَهُمْ وَهُنَّ جُنُبٌ (وَفِي حَدِيثِ) صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ «أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَأْمُرُنَا أَنْ لَا نَنْزِعَ خِفَافَنَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ لَا مِنْ جَنَابَةٍ وَلَكِنْ مِنْ غَائِطٍ أَوْ نَوْمٍ أَوْ بَوْلٍ» وَفِي شَرْحِ السُّنَّةِ «إلَّا مِنْ جَنَابَةٍ لَكِنْ مِنْ بَوْلٍ» وَالْأَوَّلُ أَحْسَنُ (وَقَوْلُهُ) «الْمَاءُ لَا يَجْنُبُ» أَيْ لَا يَنْجَسُ مَجَازٌ (وَجُنِبَ) فَهُوَ مَجْنُوبٌ أَصَابَتْهُ ذَاتُ (الْجَنْبِ) وَهِيَ عِلَّةٌ مَعْرُوفَةٌ (وَجَنْبٌ) حَيٌّ مِنْ الْيَمَنِ إلَيْهِمْ يُنْسَبُ حُصَيْنُ بْنُ الْجُنْدُبِ الْجَنْبِيُّ وَكُنْيَتُهُ أَبُو ظَبْيَانَ بِالْكَسْرِ وَالصَّوَابُ الْفَتْحُ عَنْ أَهْلِ اللُّغَةِ وَحَدِيثُهُ فِي السِّيَرِ وَلَا (جَنَبَ) فِي (ج ل) جَنِيبًا فِي (ج م) .
(جنب)
فلَان فِي بني فلَان جَنَابَة نزل فيهم جنيبا (غَرِيبا) وَالرِّيح جنوبا هبت من الْجنُوب أَو إِلَيْهِ وَيُقَال جنبت ريحهما كَانَا متفقين متصافيين وَإِلَيْهِ جنبا اشتاق وَالشَّيْء بعد عَنهُ وأبعده وَدفعه وَأصَاب جنبه وَكسر جنبه وَالْبَعِير كواه فِي جنبه وَالْبَيْت وَنَحْوه جنبا ستره بالمجنب وَالْأَرْض سوها بالمجنب وَالْفرس أَو الْأَسير جنبا قَادَهُ إِلَى جنبه وَفُلَانًا الشَّيْء جنبا وجنوبا وجنابة نحاه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {واجنبني وَبني أَن نعْبد الْأَصْنَام}

(جنب) جنبا بعد واشتكى جنبه وَمَال إِلَى جنبه وظلع وتلوى من شدَّة الْعَطش وَإِلَيْهِ اشتاق وقلق فَهُوَ جنب وَالرِّيح جنبت وَفُلَان صَار جنبا

(جنب) جَنَابَة بعد وتقرب فَهُوَ جنيب وَصَارَ جنبا

(جنب) شكا جنبه وَأُصِيب بِذَات الْجنب وأصابته ريح الْجنُوب يُقَال جنب الْقَوْم أَو الزَّرْع فَهُوَ مجنوب

جنب


جَنَبَ(n. ac. جَنْب)
a. Hit in the side.
b. Thrust, put, turned aside.
c. Led along by his side.
d. [Fī], Alighted amongst; settled amongst.
e. Suffered from pleurisy.
f.(n. ac. جُنُوْب), Was in the south (wind).
جَنِبَ(n. ac. جَنَب)
a. Had the side-ache, the stitch.
b. Leant sideways, was on one side.

جَنَّبَa. Turned aside from; avoided; eluded, evaded

جَاْنَبَa. Kept, walked by the side of.
b. see II
أَجْنَبَa. see I (b)
تَجَنَّبَa. see II
إِنْجَنَبَa. see I (b)
إِجْتَنَبَa. see II
جَنْب
(pl.
جُنُوْب أَجْنَاْب)
a. Side, flank.
b. Vicinity, neighbourhood; tract, region.
c. [prec. by
Fī], By the side of; in comparison with; with respect
to.
جَنْبَةa. Retirement, seclusion.
b. Apart, aside.

جُنُبa. Intractable, refractory.

أَجْنَبُ
أَجْنَبِيّ
(pl.
أَجَاْنِبُ)
a. Stranger; settler.
b. see 10
جَاْنِب
(pl.
جَوَاْنِبُ)
a. Side.

جَنَاْب
(pl.
أَجْنِبَة)
a. see 1 (b)b. Excellency, Lordship (titles).

جُنَاْبa. Pleurisy.

جَنِيْب
(pl.
جَوَاْنِبُ
جَنَاْئِبُ)
a. Led (horse).
جَنُوْب
(pl.
أَجْنُب
جَنَاْئِبُ)
a. South.
b. South wind.

جَنُوْبِيّa. Southern, south.

N. Ac.
تَجَنَّبَإِجْتَنَبَa. Elusion, evasion; avoidance.

جِنْبَر جِنْبَار
a. Young owl.
b. Young bustard.
ج ن ب: (الْجَنْبُ) مَعْرُوفٌ. قَعَدَ إِلَى جَنْبِهِ وَإِلَى (جَانِبِهِ) بِمَعْنًى. وَ (الْجَنْبُ) وَ (الْجَانِبُ) وَ (الْجَنَبَةُ) النَّاحِيَةُ. وَالصَّاحِبُ (بِالْجَنْبِ) صَاحِبُكَ فِي السَّفَرِ. وَالْجَارُ الْجُنُبُ جَارُكَ مِنْ قَوْمٍ آخَرِينَ، وَ (جَانَبَهُ) وَ (تَجَانَبَهُ) وَ (اجْتَنَبَهُ) كُلُّهُ بِمَعْنًى. وَرَجُلٌ (أَجْنَبِيٌّ) وَ (أَجْنَبُ) وَ (جُنُبٌ) وَ (جَانِبٌ) بِمَعْنًى. وَ (جَنَبَهُ) الشَّيْءَ مِنْ بَابِ نَصَرَ وَ (جَنَّبَهُ) الشَّيْءَ (تَجْنِيبًا) بِمَعْنًى أَيْ نَحَّاهُ عَنْهُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} [إبراهيم: 35] وَ (الْجَنَابُ) بِالْفَتْحِ الْفِنَاءُ وَمَا قَرُبَ مِنْ مَحَلَّةِ الْقَوْمِ. وَ (الْجَنِيبُ) الْغَرِيبُ وَبَابُهُ ظَرُفَ وَرَجُلٌ (جُنُبٌ) مِنَ (الْجَنَابَةِ) سَوَاءٌ فَرْدُهُ وَجَمْعُهُ وَمُؤَنَّثُهُ وَرُبَّمَا قَالُوا فِي جَمْعِهِ (أَجْنَابٌ) وَ (جُنُبُونَ) تَقُولُ مِنْهُ: (أَجْنَبَ) وَ (جَنُبَ) أَيْضًا مِنْ بَابِ ظَرُفَ. وَ (الْجَنُوبُ) الرِّيحُ الْمُقَابَلَةُ لِلشَّمَالِ. 
جنب
أصل الجَنْب: الجارحة، وجمعه: جُنُوب، قال الله عزّ وجل: فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ [التوبة/ 35] ، وقال تعالى: تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ [السجدة/ 16] ، وقال عزّ وجلّ: قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ [آل عمران/ 191] .
ثم يستعار من الناحية التي تليها كعادتهم في استعارة سائر الجوارح لذلك، نحو: اليمين والشمال، كقول الشاعر:
من عن يميني مرّة وأمامي
وقيل: جنب الحائط وجنبه، وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ
[النساء/ 36] ، أي: القريب، وقيل:
كناية عن المرأة ، وقيل: عن الرفيق في السفر .
قال تعالى: يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ
[الزمر/ 56] ، أي: في أمره وحدّه الذي حدّه لنا.
وسار جَنْبَيْهِ وجَنْبَتَيْهِ، وجَنَابَيْهِ وجَنَابَتَيْهِ، وجَنَبْتُهُ: أصبت جنبه، نحو: كبدته وفأدته.
وجُنِبَ: شكا جنبه، نحو: كبد وفئد، وبني من الجنب الفعل على وجهين:
أحدهما: الذهاب على ناحيته.
والثاني: الذهاب إليه. فالأول نحو: جَنَبْتُهُ، وأَجْنَبْتُهُ، ومنه:
وَالْجارِ الْجُنُبِ [النساء/ 36] ، أي:
البعيد، قال الشاعر:
فلا تحرمنّي نائلا عن جنابة
أي: عن بعد. ورجل جَنِبٌ وجَانِبٌ. قال عزّ وجل: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ
[النساء/ 31] ، وقال عزّ وجل: وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ [الحج/ 30] ، واجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [الزمر/ 17] عبارة عن تركهم إياه، فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [المائدة/ 90] ، وذلك أبلغ من قولهم: اتركوه. وجنب بنو فلان: إذا لم يكن في إبلهم اللبن، وجُنِبَ فلان خيرا، وجنب شرا . قال تعالى في النار: وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى [الليل/ 17- 18] ، وذلك إذا أطلق فقيل: جنب فلان فمعناه: أبعد عن الخير، وذلك يقال في الدعاء في الخير، وقوله عزّ وجل: وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ [إبراهيم/ 35] ، من: جنبته عن كذا أي: أبعدته، وقيل: هو من جنبت الفرس، كأنما سأله أن يقوده عن جانب الشرك بألطاف منه وأسباب خفيّة. والتجنيب: الرّوح في الرّجلين، وذلك إبعاد إحدى الرجلين عن الأخرى خلقة.
وقوله تعالى: وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا
[المائدة/ 6] ، أي: إن أصابتكم الجنابة، وذلك بإنزال الماء أو بالتقاء الختانين، وقد جَنُبَ وأَجْنَبَ واجْتَنَبَ وتَجَنَّبَ، وسميت الجنابة بذلك لكونها سببا لتجنب الصلاة في حكم الشرع، والجَنُوب يصح أن يعتبر فيها معنى المجيء من جانب الكعبة ، وأن يعتبر فيها معنى الذهاب عنه، لأنّ المعنيين فيها موجودان، واشتق من الجنوب جَنَبَتِ الريحُ: هبّت جنوبا، فَأَجْنَبْنَا:
دخلنا فيها، وجُنِبْنَا: أصابتنا، وسحابة مَجْنُوبَة:
هبّت عليها.
[جنب] الجَنْبُ معروفٌ. تقول: قعدت إلى جنْب فلان وإلى جانب فلان بمعنى. وجنب: حى من اليمن. قال مهلهل: زوجها فقدها الاراقم في * جنب وكان الحباء من أدم والجنب: الناحية. وأنشد الاخفش:

الناس جنب والامير جنب * والصاحب بالجنب: صاحبك في السفر. وأما الجار الجُنُبُ فهو جارك من قوم آخرين. والجانب: الناحية، وكذلك الجَنَبَةُ : تقول: فلان لا يطور بجنبتنا. وجانبه وتجانبه وتجنبه واجتنبه كلُّهُ بمعنى. ورجلٌ أجنبيُّ وأجنبُ وجَنَبٌ وجانب كلُّه بمعنى. وضربه فجنَبَه، أي كسر جنبه. وجنبت الدابة، إذا قدتها إلى جنبك. وكذلك جنَبْتُ الأسيرَ جَنَبَاً بالتحريك. ومنه قولهم خَيْلٌ مُجَنَّبَةٌ، شدد للكثرة. وجنبته الشئ وجنبته بمعنىً، أي نَحَّيْتُهُ عنه. قال الله تعالى: (واجنُبْني وبَنيَّ أنْ نعبد الاصنام) . والجناب، بالفتح: الفناء، وما قَرُبَ من مَحَلَّةِ القوم، والجمع أجْنِبَةٌ. يقال: أخْصَبَ جَنابُ القومِ، وفلانٌ خصيبُ الجَنابِ، وجَديبُ الجَنابِ. وتقول: مَرُّوا يسيرون جَنابَيْهِ، أي ناحيتَيه . وفرسٌ طَوْعُ الجِنابِ بكسر الجيم، إذا كان سلس القياد. ويقال أيضاً: لَجَّ فلان في جِنابٍ قبيح، إذا لج في مُجانَبَةِ أهلِه. وجنَّبَ القومُ، إذا قَلَّتْ ألبانُ إبِلِهم. قال الجُمَيْحُ بن مُنقِذ يذكر امرأته: لَمَّا رأت إبلي قَلَّتْ حَلوبَتُها * وكلُّ عامٍ عليها عامُ تجنيبِ  والتجنيب أيضاً: انحناءٌ وتوتيرٌ في رجل الفرس، وهو مُسْتَحَبٌّ. قال أبو دُوادُ: وفي اليدين إذا ما الماءُ أسْهلَها * ثَنْيٌ قليلٌ وفي الرِجْلَينِ تَجنيبُ والجَنيبَةُ: بالدابةُ تُقادُ. وكل طائعٍ منقاد جنيبٌ. والاجنب: الذى لا ينقاد. والجنيبة: العَليقة، وهي الناقة تعطيها القومَ ليَمْتاروا لك عليها. قال الراجز :

رِكابُهُ في القوم كالجنائبِ * أي ضائعة لأنه ليس بمصلحٍ لمَالِهِ. والجنيبُ: الغريب. وجَنَبَ فلان في بني فلان يَجْنُبُ جَنابَةً، إذا انزل فيهم غريبا، فهو جانب، والجمع جُنَّابٌ. يقال: نِعْمَ القومُ هم لِجارِ الجَنابَةِ، أي لِجارِ الغُرْبَةِ. وقول الشاعر علقمة بن عَبَدة: فلا تَحْرِمَنِّي نائلاً عن جَنابَةٍ * فإنّي امرؤٌ وَسْطَ القِبابِ غريبُ أي عن بُعْدِ. والجَنْبَةُ: جِلدةٌ من جَنْبِ البعير. يقال أعطني جَنْبَةً أتَّخِذْ منها عُلْبَةً. ونزل فلان جَنْبةً أي ناحيةً واعتزل الناسَ. والجَنْبَةُ: اسمٌ لكل نَبْتٍ يَتَرَبَّلُ في الصيف. يقال مطرنا مطراً كَثُرَتْ منه الجَنْبَةُ. ورجل جُنُبٌ من الجَنابَة، يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث، وربّما قالوا في جمعه أجنابٌ وجُنُبون. تقول منه: أجنبَ الرجل وجَنُبَ أيضاً بالضم. والجَنوبُ: الريح التي تقابل الشمال. تقول: جنبت الريح، إذا تحوَّلَتْ جنوباً. وسحابةٌ مجنوبةٌ، إذا هبَّت بها الجَنوبُ. والمجنوب: الذي به ذاتُ الجَنْبِ، وهي قرحة تصيب الانسان داخل جنبه. وقد جَنَبَ وأجنب القومُ، إذا دخلوا في ريح الجَنوبِ. وجُنِبوا أيضاً، إذا أصابهم الجَنوبُ فهم مجنوبون. وكذلك القول في الصَبا والدبور والشمال. والمجنب بالكسر: الترس. وقال ساعدة ابن جؤية الهذلى يصف مشتار العسل: صب اللهيف لها السُبُوبَ بطَغْيَةٍ * تُنْبي العُقابَ كما يلط المجنب والمجنب أيضا: أقصى أرض العجم إلى أرض العرب، وأدنى أرض العرب إلى أرض العجم. قال الكميت :

بمعترك الطف فالمجنب * والمجنب، بالفتح: الشئ الكثير. يقال: إنّ عندنا لخيراً مَجْنَباً وشرّاً مَجْنَباً، أي كثيراً. والجَنَبُ بالتحريك الذي نُهيَ عنه : أن يَجْنُبَ الرجلُ مع فرسه عند الرِهانِ فرساً آخر لكي يتحول عليه أن خاف أن يُسْبَقَ على الأول. والجَنَبُ أيضاً: مصدر قولك جَنِبَ البعيرُ بالكسر يَجْنَبُ جَنَباً، إذا ظلع من جنبه. قال الاصمعي: هو أن تلتصق رئته بجنبه من شدة العطش. قال ابن السكيت: وقالت الاعراب هو أن يلتوى من شدة العطش. قال ذو الرمة يصف حمارا:

كأنه مستبان الشك أو جنب  وقال أيضا: هاجت به جوع غضف مخصرة * شوازب لاحها التقريب والجنب
[جنب] فيه: لا تدخل الملائكة بيتاً فيه "جنب" هو لفظ يستوي فيه الواحد وغيره والمذكر والمؤنث، وقد يجمع على أجناب وجنبين، يقال: أجنب يجنب، والجنابة الاسم، وهي في الأصل البعد، والجنب يبعد عن مواضع الصلاة، والمراد هنا من اتخذ ترك الاغتسال عادة فيكون أكثر أوقاته جنباً لقلة دينه وخبث باطنه، وقيل: أراد بالملائكة هنا غير الحفظة، وقيل: أراد ملائكة الخير كما روى في بعضها. وفي الحديث: الإنسان لا يجنب، وكذا الثوب والأرض والماء، يريد أن هذه الأشياء لا يصير شيء منها جنباً يحتاج إلى الغسل لملامسة الجنب. ج: ولا ينجس الماء بغمس الجنب يده. مف: إذا لم ينو به رفع الجنابة. تو: أي لا ينجس الثوب بعرق الجنب والحائض، والإنسان بمصافحة الجنب والمشرك، والماء بإدخال يد الجنب أو اغتساله، ويجنب من كرم أو من الإجناب وهو أفصح. وح: اغتسلت في جفنة فاغتسل صلى الله عليه وسلم منه وقال: إن الماء لا "يجنب" احتج به على طهورية الماء المستعمل، وأجيب بأنه اغترف منه ولم ينغمس إذ يبعد الاغتسال داخل الجفنة عادة، وفي بمعنى من فيستدل به على أن المحدث إذا غمس يده في الإناء للاغتراق من غير نية رفع الحدث عن يده لا يصير مستعملاً. نه: لا جلب ولا "جنب"بنيه قد عبدوا الأصنام، وقيل: إن دعاءه لمن كان مؤمناً من بنيه.
جنب: الجَنْبُ: مَعْروفٌ، والجَميعُ الجُنُوْبُ. وجانَبْتُ لبصَّيْدَ: سِرْتُ بِجَنْبِه أخْتِلُه. والجِنَابُ: الجَنْبُ. وجِنَابُ الصَّبِيِّ: أي إلى جَنْبِه، ويُقال: جَنَابٌ بالفَتْحِ. وَمَرُّوا يَسِيْرُوْنَ جَنَابَيْهِ وجَنْبَتَيْهِ وجَنَابَتَيْهِ: أي ناحِيَتَيْه. والجَوَانِبُ: مَعْروفةٌ. وهو لَيِّنُ الجانِبِ: أي سَهْلُ القُرْبِ. والجَنْبُ: الجانِبُ. وفي الحَديِث: " ذُو الجَنْبِ شَهِيْدٌ " وهو الذي يَطُولُ مَرَضُه. والجِنَابَانِ: الناحِيَتَانِ، وكذلك الجَنْبَتَانِ كجَنْبَتَي العَسْكَرِ والنَّهرِ. وجَنَّبْتُ فلاناً عن هذا الأمْرِ: أي نَحَّيْته؛ فاجْتَبَبَ. وجَنَّبْتُه: دَفَعْتُ عنه مَكْرُوهاً. والجَنْبَةُ: الاجْتِنابُ. والناحِيَةُ من كَلِّ شّيْءٍ؛ شَبِيْهٌ بالخَلْوَةِ من الناسِ. ورَجُلٌ ذُو جَنْبَةٍ: أي ذو اعْتِزَالٍ عن الناسِ. ومُجَانِبُكَ: الذي قاطَعَكَ. والجانَبُ: المُجْتَنَبُ الضَّعِيْفُ المَحْقُورُ. والقَصِيْرُ أيضاً، وكذلك الجَنَبُ. والجُنّابى: لُعْبَةٌ لهم يَتَجَانَبَانِ فَيَعْتَصِمُ كُلُّ واحِدٍ من الآخَرِ. والجُنّابُ: مِثْلُ الصِّنْوَان وهو أنْ تَخْرُجَ شَجَرَتانِ من أصْلٍ واحِدٍ. ورَجُلٌ أجْنَبِيٌّ وأجْنَبُ وجُنُبٌ وجَنِيْبٌ: وهو البَعِيدُ منك في القَرَابَةِ والدّارِ. ورَجُلٌ جُنُبٌ: ذُو جَنَابَةٍ، وقد أجْنَبَ، الواحِدُ والجَميعُ فيه سَوَاءٌ، ويُجْمَعُ على الأجْنَابِ. وجَنَابُ القَوْمِ: ما قَرُبَ من مَحَلَّتِهم. والجُنّابُ: الغُرَبَاءُ. والقُرَبَاءُ، وهو من الأضْدَاد. واجْتَنَبْتُ القَوْمَ: تَألَّفْتُهم واقْتَدَيْتُ بهم، والاسْمُ: الجَنِيْيَةُ. والجارُ الجُنُبُ: الذي جاوَرَكَ من قَوْمٍ آخَرِيْنَ، ذو جَنَابَةٍ: أي لاَ قَرَابَةَ له في الدَّلرِ ولا في النَّسَبِ. والجانَبُ: الغَرِيْبُ، من قَوْمِ جَنّابٍ وأجْنَابٍ. ولَجَّ في جِنَابٍ قَبِيحٍ بالكَسْرِ: أي في مُجَانَبَةِ أهْلِه. والجِنَابِيُّ: المُجَانِبُ المُتَنَحّي. ورَجُلٌ مُجْنِبٌ: يُعْطي الآجانِبَ والأباعِدَ. وقيل في قَوْلِ أبي النَّجْمِ: لَوْ كَانَ خلْقُ اللَّهِ جَنْباٌ واحِداً أي لو كانوا ناحِيَةٌ وكُنْتَ في ناحِيةٍ أُخْرى لَكُنْتَ زايِداً عليهم. ويُقال للآسِيرِ الذي يُجْنَبُ إلى جَنْبِ الدابَّةِ: جُنِيْبٌ. وفي الحَدِيث: " لاجَنَبَ في الإِسْلام " وهو أنْ يُجْنَبَ خَلَفَ الفَرَسِ الذي يُسَابِقُ عليه فَرَسٌ عُرْيٌ، فإذا بَلغَ الغايَةَ يُرْكَبُ لِيَغْلِبَ الآخَرِيْنَ. ورَجُلٌ طَوْعُ الجِنَابِ: وهو الذي إذا جُنِبَ كانَ سَهْلاً. وجُنِبَ الرَّجُلُ: من الجَنَابَةِ وجنب. وجَنَبَ وأجْنَبَ واجْتَنَبَ وتَجَنَّبَ، وقَوْمٌ أجْنَابٌ. والجَنَبُ في الدّابَةِ: شِبْهُ ظَلْعٍ ولَيْسَ به؛ يُقال: حِمَارٌ جَنِبٌ. والمُجَنَّبُ البَعِيْرُ الذي يَتَافَعُ عن ضاغطٍ بدَفِّه يَتَمَايَلُ عنه. والمُجَنِّبُ من الخَيْلِ: البَعِيدُ ما بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ من غَيْرِ فَحَجٍ؛ وهو مَدْحٌ، وقيل: هو انْحِنَاءٌ وتَوْتِيْرٌ. وهو أيضاً: الفَرسُ الذي يُنَحِّي اليَدَ والرِّجْلَ في شَقٍّ عن مَوْقِعِها، والاسْمُ: الجَنَبُ. والجَنُوْبُ: رِيْحٌ تُخَالِف الشَّمَالَ، والجَمْعُ الجَنَائبُ. وجَنَبَتِ الرِّيْحُ تَجْنُبُ جُنُوباً. والمَجْنُوْبُ والمُجَنَّبُ: الذي أصَابَتْه رِيْحُ الجَنَوْبِ، ومن قَوْلهم: جُنِبَ القَوْمُ وشُمِلُوا. وسَحَابَةٌ مَجْنُوبَةٌ: هَبَّتْ بها الجَنُوْبُ. والجَنْبَةُ مَجْزُوْمَةٌ: اسْمٌ يَقَعُ على عامَّةِ الشَّجَرِ التي تَتَرَبَّلُ في الصَّيْفِ. ولَبَنٌ حامِضٌ يُصَبُّ على حَلِيْبٍ. وعُلْبَةٌ تُتَّخَذُ من جِلْدِ جَنْبِ البَعِيرِ. وما سُلِخَ من جِلْدِ البَعِيرِ فاتُّخِذَ مِرْوَداً. والمَجْنَبُ: الخَيْرُ الكَثِيرُ، إنَّ عِنْدَه لَشَرّاً مَجْنَباً وخَيْراً مَجْنَباً. والجَنِيْبَةُ: صُوْفُ الشاةِ الثَّنِيَّةِ؛ وهي بَعْدَ العَقِيْقَةِ. وهي العَلِيْقَةُ أيضاً للبَعِيرِ الذي يُعَلِّقُه الرَّجُلُ مَعَ إبِلِ أصْحَابِ المِيْرَةِ، وهي الجَنَائبُ والعَلاَئقُ. وتُرَابُ المَعْدَنِ. والنَّظِيْرُ، يُقال: لا،َظِيْرَ له ولا جَنِيْبَةَ. والدّابَّةُ تُجْنَبُ والتابع. والقَرِيْنُ. والجَنِيْبُ: ضَرْبٌ من
التَّمْرِ الكَيِيرِ المَكْبُوسِ. والتَّجْنِيْبُ: صُدُوْدُكَ عن الرَّجُلِ، أعْرَضَ عَنّي مُجنِّباً. وهو أيضاً: ذَهَابُ ألْبَانِ الإبلِ، جَنَّبَتِ الإِبلُ تَجْنِيْباً. وجَنَّبَ بَنُو فلانٍ فَهُمْ مُجَنَّبُون وجِنَابٌ: إذا لم يَكُنْ في إبلهم لَبَنٌ، وهو عامُ تُجْنِيْبٍ. وجَنَّبَ النَّخْلُ: إذا لم يَحْمِلْ والمجنب: الترس. والمِجْنَبُ من الشَّرِابِ: الذي يَبِيْتُ لَيْلَتَه في الباطِيَةِ، وقيل: هو الذي اجْتُنِبَ فلم يُشْرَبْ، وقيل: أُبْرِزَ للجَنُوْبِ لِتُصَفِّيَهُ. وهو أيضاً: الطَّعَامُ القَفْرُ الذي لا أُدْمَ فيه. والجِنَابَانِ: بِنَاءانِ يُبْنَيَانِ مُتَحَاذِيَيْنِ. والجِنَابُ: سِمَةٌ كالكِشَاحِ، جَمَلٌ مَجْنُوبٌ وإبِلٌ مُجَنّنَّبَةٌ. والسَّمَاكُ الجَأْنَبُ: هو الأعْزَلُ مَهْمُوزٌ.تَّمْرِ الكَيِيرِ المَكْبُوسِ. والتَّجْنِيْبُ: صُدُوْدُكَ عن الرَّجُلِ، أعْرَضَ عَنّي مُجنِّباً. وهو أيضاً: ذَهَابُ ألْبَانِ الإبلِ، جَنَّبَتِ الإِبلُ تَجْنِيْباً. وجَنَّبَ بَنُو فلانٍ فَهُمْ مُجَنَّبُون وجِنَابٌ: إذا لم يَكُنْ في إبلهم لَبَنٌ، وهو عامُ تُجْنِيْبٍ. وجَنَّبَ النَّخْلُ: إذا لم يَحْمِلْ والمجنب: الترس. والمِجْنَبُ من الشَّرِابِ: الذي يَبِيْتُ لَيْلَتَه في الباطِيَةِ، وقيل: هو الذي اجْتُنِبَ فلم يُشْرَبْ، وقيل: أُبْرِزَ للجَنُوْبِ لِتُصَفِّيَهُ. وهو أيضاً: الطَّعَامُ القَفْرُ الذي لا أُدْمَ فيه. والجِنَابَانِ: بِنَاءانِ يُبْنَيَانِ مُتَحَاذِيَيْنِ. والجِنَابُ: سِمَةٌ كالكِشَاحِ، جَمَلٌ مَجْنُوبٌ وإبِلٌ مُجَنّنَّبَةٌ. والسَّمَاكُ الجَأْنَبُ: هو الأعْزَلُ مَهْمُوزٌ.
جنب: جنب، يقال: جنب له الجياد بمعنى أعطاه جيادا تقاد إلى جنبه، وأهداها له (تاريخ البربر 1: 435، 2: 230، 267، 391، 431).
ويقال أيضاً: جنب إليه (تاريخ البربر 2: 292).
وجنب المركب: جره وسحبه (تاريخ البربر 2: 336).
وكان في طرف السفينة أو على جانبها أو عليها (بوشر).
جانب: تقدم (هلو) ولعلها: تقدم على طول الشاطئ أي سار إلى جانبه، مثل جانب البرَّ أي سار جانب الساحل في معجم بوشر.
تجنب منه: تجنبه، ابتعد عنه، تنحى (بوشر).
تجانب، تجانبوا: تباعد بعضهم عن بعض (بوشر).
جَنْب: جناح الجيش (بوشر).
وجنب: بجانب، بقرب، وجنبى: بجانبي، بقربي. وقعد جنبه: قعد بجانبه، قريبا منه.
وبيتي جنب بيته: بيتي بجانب بيته، لصق بيته.
وجنب بعضهم: إزاء بعضهم، بعضهم قريب من بعض.
وجنب الشاطئ: حذاء الشاطئ (بوشر).
وعلى جنب: بعداً، منتحيا، ومنفردا (بوشر).
وخلى عن جنب: أبعده ونحاه (بوشر).
وفي جنب: بالنسبة إلى (لين نقلا عن تاج العروس) (فريتاج مختارات ص55). وفي رياض النفوس (ص58 ق): إن خطاياي كبيرة، (فقال لي فأنها صغيرة حقيرة في جنب عفو الله وكرمه).
وتعني أيضاً: الذي في جانب والذي يحصل في وقت حصول غيره، ففي كليلة ودمنة (ص 244): وكان محتملا لكل ضرر في جنب منفعة تصل إليك.
ومن الجنب للجنب: من جانب إلى جانب، من طرف إلى طرف (بوشر). جَنْبَة: في ألف ليلة وليلة (2: 101): اشترى لك جنبة ياسمين، وقد ترجمها لين بما معناه سَلّة.
جَنْبِيَة: اسم كان أهل مكة يطلقونه، أيام ابن بطوطة، على نوع من الخناجر المعقوفة.
(معجم الأسبانية ص290، بكنهجام 2: 195).
وجنبية وجمعها جنابي: منحدر الجبل، خيف (ألكالا).
جَنَاب. جناب الجبل: سفح الجبل (رولاند).
وجناب: لقب تشريف وتعظيم بمعنى صاحب السيادة (رولاند)، وصاحب السعادة (هلو، بوشر)، وصاحب الشوكة (بوشر)، وصاحب السمو (هلو).
ويطلق هذا اللقب على موظفي الدولة.
(دي ساسي مختارات 1: 158، أماري.
ديب ص214) كما يطلق على أم الخليفة (ابن جبير ص224 وما يليها).
ويقال أيضاً جنابك، مثل حاشا جنابك من البخل (بوشر)، والجناب العالي: صاحب السمة (بوشر).
وجناب الله: جلاله. يقال مثلا: جل جنابه تعالى عن أن (بوشر).
ويقال مجازاً: جناب الشريعة محترم، أي جلالها (دي ساسي، مختارات 2: 94).
غض من جنابه: قصر في احترامه وأساء اليه، ففي تاريخ تونس (ص97): فلما قدم على شعبان، أنف من القيام له وغض من جنابه فكان ذلك سبب العداوة. وتجد مثل هذا الاستعمال في ص104، 118 منه.
جَنوب: وردت في معجم فوك مع جمعها جُنَب بمعنى الضحية. الجنوبان: حنوا الهودج، وهماعودان معوجان على شكل قوس يلتقيان في أعلى وسط الهودج ليسند غطاء الهودج (فيشر 2: 157).
جَنِيب: كان من عادتهم أن يقودوا خلف السلطان عددا من الخيل مجهزة بعدتها تسمى جنائب (مملوك 1، 1: 192، أماري ص448، دي ساسي لطائف 1: 65).
وجنائب: خيل، فرسان. ففي القلائد (ص190): فلما اصح (أصْبَحَ عاقد كنانب، وعاقد جنائب، وصاحب ألوية.
وجنيب عكاز: ذو عكاز إلى جانبه (ملر ص50).
جَنَابَة: نجاسة، وحال من ينزل منه منيّ، أو يكون في جسمه نجاسة (بوشر).
جَنّابِيّ. في لطائف دي ساسي (1: 183): الحضرة الجنابية، ويظهر لأول وهلة أنها لقب تعظيم. غير أني فكرت في الكلمات الاخرى المشتقة من نفس الاصل (جنب) ولذلك أرى أن المؤلف قد استعمل كلمة جنابي بمعنى نجس من استعمال الكلمة بمعنى ضد معناها.
جَنَّاب: الثقيل الشرس الذي يريد ان يأكل كما يشاء يدفع من جانبيه بمرفقيه ليوسع المكان لنفسه (دوماس حياة العرب ص 315).
جَنّابِيّة. الجنابيات: الحجارة التي توضع إلى جانبي القبر في البرية وهي تحدد جانبيه المتقابلين (بروسلارد، مذكرات حول قبور أمراء بني زيّان وغيرهم ص 19).
جانب: جناح الجيش (بوشر).
وجانب: الجزء الجانبي من الحذاء والخف (بوشر).
والجانبان: الطرفان المتعاقدان (المقري 2: 290). وجانب بمعنى سار وسحب، لا بد من ملاحظة قولهم: أنطلق إلى جانبه. أي سار في طريقه (كليلة ودمنة ص274).
أما قولهم نخاف جانبكم الذي ذكره فريتاج فقارنه بما ذكره أماري (ديب ص24): وخوفناهم جانبكم وعقوبتكم لهم على سوء فعلهم.
وجانب بمعنى: جزء، قسم، حصة.
(أنظر لين) وتطلق على الجزء الأكبر (أنظر فليشر في Gersdoy's Repetorium 1839، ص433 حيث ينقل من مختارات دي ساسي 3: 380، وبوشر في مادة.
وفي طبعة لين ألف ليلة مقدمة: 12 ص93 حيث صحح ما كان قد قاله في كتابه المعجم، (هابشت ص87).
جانب من بضائع: قسم من بضائع، وما في ملكه الأجانب منه أي لا يملك إلا جزء منه.
وفّى جانباً: وفّي جزء من دينه.
وجانب من المبلغ، جزء منه على الحساب (بوشر).
ومضى من الليل جانب: أي مضى من الليل جزء كبير (فريتاج مختارات ص44، ميرسنج ص24، تاريخ البربر 1: 148، 196، 2: 121، ألف ليلة 2: 66، 577، 627، 3: 195) وحيث نجد في ألف ليلة برسل (4: 372): جانب الجيش، نجد في طبعة ماكن: بعض من الجيش.
ويقال أيضاً: اقطعوهم جانب الوداد والموالاة، بمعنى حفظوا لهم بعض مظاهر الوداد والموالاة (دي سلان، تاريخ البربر 2: 128).
ويقال: كان من الكرم والعطاء على جانب عظيم، أي كان كريما جدا معطاء (ألف ليلة برسل 7: 259).
ويقال: كان على جانب من الحيرة، أي كان شديد الحيرة (دي سلان المقدمة 1: 75).
وجانب: سمعة، شرف (أنظر لين)، ففي رحلة ابن جبير (ص60): وكان يحافظ على جانب هذا السلطان العظيم. ومن هذا قيل: وقع في جانبه بمعنى: أزرى عليه، ولامه. (أخبار ص144) ومثله في بيان (2: 105).
وجانب: لقب تعظيم مثل جناب بمعنى: فخامة، وسمو الخ. ويقال: الجانب الكريم (أماري ديب ص106) حيث نجد في الترجمة اللاتينية القديمة (ص306).
ما معناه: صاحب السلطان، المتسلط، السيد، وفيه (ص108): الجانب العلي.
بجانب: بجنب، بقرب (بوشر).
على جانب: لا تعني بقرب، بجنب فقط، بل تعني حوالَيْ أيضاً، ففي ألف ليلة (1: 60): عملت الخضرة على جانب الجرة.
في جانب: بخصوص، ففي أماري (ص389): فأمرهم أن يصعدوا المنابر فيتكلموا في جانب الموحدين بسوء. وتعني أيضاً: خلال، في: ففي مقدمة كوزج (ص13): وصار يسوق عليها في جانب الأقطار. والضمير في عليها يعود إلى الخيل والإبل. وفي جوانب تدل على نفس المعنى، ففي تاريخ البربر (2: 249): هلك في جوانب تلك الملحمة.
أجنب: يطلق العربي لفظة أجنب على الغريب الذي ليس من أهله، ففي رحلة ابن بطوطة (4: 388) مثلا: والنساء هناك يكون لهن الأصدقاء والأصحاب من الرجال الأجانب.
وأجنب: ما كان من جنس أو نوع آخر، يقول ابن العوام (1: 102) بعد كلامه عن ذرق الحمام: وأما ذرق غيرها من الطيور الاجانبة (الأجانب).
أجنبي: يطلق العربي لفظة أجنبي على الغريب الذي ليس من أهله، ففي رحلة ابن بطوطة 345): فأني أخاف أن تدخل على امرأة من النساء الأجنبيات. وفي ألف ليلة (1: 345): فأني أخاف أن تدخل على امرأة أجنبية فتروح روحك.
وأجنبي: تابع، ملحق، مكمل، متمم (بوشر).
وأجنبي عن: لا يتصل به، لا يختص به.
ففي فان دن برج (ص42): كلام أجنبي عن العقد.
وأجنبي: الشخص الثالث. (فان دن برج ص70 رقم 1).
مُجَنَّة: طنفسه، بساط، في القسم الثاني من معجم فوك. غير أنها مَجَنّبة في القسم الأول منه. (أنظر مِجُنَب عند لين).
مُجَنِّبَة: ليس معناها جناح الجيش فقط، بل تعني جناح القصر أيضاً، ففي رياض النفوس (ص97 و): في خارج المسجد أخذ عصاه وجاء إلى العمود الذي في المجنبة فأخذ يطعن فيه بعصاه.
وجانب الحوض (المقري 1: 374). وجناح، ملحق (مملوك2، 2: 7).
باب الجيم والنون والباء معهما ج ن ب، ن ج ب، ب ن ج، ن ب ج، ج ب ن مستعملات

جنب: الجنوب جمع الجنب. والجانِبُ والجَوانبُ معروفة. ورجلٌ ليِّنُ الجانِبِ (والجَنبِ) ، أي سهل القُربِ ويَجيء الجَنب في موضع الجانِب، قال:

النّاس جَنبٌ والأميرُ جَنبُ

كأنَّه عدله بجميع الناس. (وقوله- عزَّ وجلَّ- مُخبراً عن دُعاء إبراهيم إيّاه: وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ



، أي نجِّني)

. والجَنابانِ: النّاحِيتانِ. والجَنبتان: ناحيتا كلِّ شيءٍ كجَنَبتي العسكر والنَّهر ونحوهِما، والجميعُ الجَنَباتُ. والجَنيبةُ: كلُّ دابَّةٍ تُقادُ. وجَنَّبتُه عن كذا فاجتَنَبَ أي تَجنَّبه، قال اللُّه- عز وجلَّ-: وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ

وجَنَّبتُه أي دَفَعتُ عنه مكروهاً. والجَنَبَة: مصدر الاجتِنابِ. والجَنبَةُ: الناحيةُ من كلُّ شيءٍ، كأنه شِبهُ الخَلوَةِ من الناس. ورجلٌ ذو جَنبةٍ أي ذو اعتزالٍ عن الناس، مجتنب لهم. والمجانب: الذي قاطعك، وقد اجتنب قُربكَ. والجانبُ: المُجتنبُ الضَّعيفُ المحقُورُ، قال العجّاج:

لا جانِبٌ ولا مسقى بالغمر

والجُنابى: لُعبةٌ لهم، يَتَجانبُ الغُلامانِ فيعتصمُ كلُّ واحدٍ من الآخر. ورجلٌ أجنبِّي، وقد أجنبَ، والذَّكرُ، والأنثى فيه سواءٌ، وقد يجمع في لغةٍ على الأجنابِ، قالت الخنساءُ:

يا عينُ جُودي بدمعٍ منكِ تَسكابا ... وأبكي أخاكِ إذا جاورتِ أجنابا

والجارُ الجُنُبُ الذي جاوَرَكَ من قومٍ آخرين ذو جنابة لا قرابةَ له في الدارِ، ولا في النَّسبِ، قال الله- عز وجل-: وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى، وَالْجارِ الْجُنُبِ

والجَنُوبُ: ريحٌ تجيء عن يمين القِبلة، والجميع: الجَنائبُ، وقد جَنَبَتِ الرِّيح تَجنُبُ جُنوباً. والجَنَبُ في الدابة شبه ظلع، وليس بظلع.والجَنيبُ: الأسيرُ مشدُود إلى جَنب الدابَّة. وجَنابُ الدّارِ: ساحتها، وجَنابُ القوم ما قرب من مَحَلَّتهم. وأخصب

جَنابُ القوم. والجَنبَة، مجزومٌ، اسم يقع على عامَّةِ الشَّجَر يُترك في الصَّيف.

ويقال: لا جَنَبَ في الإسلام

، وهو أن يُجنب خلف الفرس الذي يُسابقُ عليه فرسٌ آخرُ عَرِيَ، فإذا بلغ قريباً من الغايةِ يُركبُ ذلك ليغلب الآخرين. والجَنيبُ: الغريبُ، والجانبُ أيضاً. والجَنيبُ: المَجنُوبُ. والجَنيبُ: الذي يشتكي جَنبه. والجَنيبُ: الذي يجتنِبك فلا يختلطُ بكَ

. وأجنَبنا منذ ثلاثٍ، أي دخلنا في الجنُوبِ. وجنبنا منذ أيام: أصابتنا ريحُ الجنوبِ. ويقال: أجنب فلانٌ، إذا أخذته ذاتُ الجنب، كأنها قرحةُ الجَنبِ. وجَنَبَ فلانٌ في حيِّ فلانٍ، إذا نزل فيهم غريباً، يَجنُبُ ويجنب. وجَنَّبَ بنو فلانٍ فهم مُجَنِّبون، إذا لم يكن في إبلهم لبن، قال الجُميجُ:

لما رأت إبلي قلَّت حلوبتُها ... وكلُّ عامٍ عليها عامُ تَجنيبِ

يُريد عام ذهاب اللبن، ويقول: كلُّ عامٍ يمرُّ بها هو عام تَجنيبِ. ويقال: إنَّ عند بني فلانٍ لشرا مجنبا وخيرا مجنبا، أي كثيرا. والمجنب: التُّرسُ، قال ساعِدةُ بنُ جُؤيَّة الهُذليُّ:

ضَرَبَ اللَّهيفُ لها السُّيوبَ بطغيةٍ ... تُنبي العُقابَ كما يلطُّ المِجنَبُ

ويقال: هذا رجل جَنابيٌّ: منسُوب لأهلِ جَنابٍ بأرضِ نجدٍ. ويقال: لجَّ فلانٌ في جَنابٍ قبيحٍ، أي في مُجانفةٍ وجَنفٍ. وأجنَبَ الرجل، إذا أصابته الجنابةُ. (ويقال: اتَّقِ اللَّه في جنبِ أخيك، ولا تقدح في شأنه، وأنشد:

خليليَّ كُنا واذكر اللَّه في جَنبي

أي في الوقيعة في. وضَرَبَه فجَنَبهُ، إذا أصاب جَنُبه. ويقال: مَرّوا يسيرون جنابيه، وجنابتيه، أي ناحِيتيه. وقعد فُلانٌ إلى جَنبِ فُلانِ، وإلى جانبِ فلانٍ. والجَأنَبُ، بالهمز، الرجلُ القصيرُ الجافي الخلقةِ، ورجلٌ جأنبٌ إذا كان كزاً قبيحاً. وقال أمرؤ القيس:

ولا ذاتُ خلقِ إن تأملت جأنبُ

ورجل أجنَبُ، وهو البعيد منك في القَرابةِ. وقال علقمة:

فلا تَحرِمَنّي نائِلاً عن جَنايةٍ ... فاني امرؤٌ وسط القِبابِ غَريب

نجب: قال الخليلُ: النَّجبُ قُشور الشَّجر الغُلبِ. ولا يقال لمِا لان من قِشر الأغصانِ نجب. ولا يقال: قِشرُ العُروقِ، ولكن نَجَبُ العروق، والقِطعةُ: نَجَبةٌ، وقد نَجَّبتُه تَنجيباً، وذهب فلانٌ يَنتَجبُ، أي يجمع النَّجَبَ

، قال ذو الرمة:

كأن رجليهِ ممّا كان من عشر ... صقبان لم يتقشر عنهما النجب

وانتجبتُه، أي استخلصته واصطفيته اختياراً على غيره. والمِنجابُ من السهام لما بري وأصلحَ، إلا أنه لم يُرش، ولم يُنصل بعد. وأنجَبَتِ المرأةُ إذا وَلدَت وَلَداً نجيباً، وقال الأعشى:

أنجب أيام والداه به ... إذ نجلاهُ فنِعم ما نَجَلا

وامرأةٌ مِنجابٌ، أي ذات أولادٍ نُجَباءَ، ونساءٌ مناجيبُ. والنَّجابةُ: مصدر النَّجيب من الرجال، وهو الكريمُ ذو الحَسَبِ إذا خَرَجَ خُرُوجَ أبيه في الكرمِ، والفعلُ: نَجُبَ ينجُبُ نجابةً، وكذلك النَّجابة في نجائِبِ الإبل، وهي عتاقُها التي يُسابقُ عليها.

نبج: نبجَتِ القبجةُ، إذا خرجت من جحرها، دخيل. والنبج: ضرب من الضراط. ويقالُ لمن تكلَّم بما شاء نباج. والأنبج: حملُ شجرةٍ بالهند تربَّبُ بالعسل على خِلقِة الخَوجِ، مُجَرَّفٌ الرأس، يُجلبُ إلى العراق وفي جوفه نواة

كنواةِ الخوجٍ، ومنه اشتقَّ الأنجِبات التي تُربَّبُ بالعسل من الأترجِّ والأهليلجَةِ

ونحوها.

بنج: البنجُ من الأدوية، معرب.

جبن: الجبن، مثقَّل، الذي يؤكل، وتجبَّن اللَّبنُ: صار كالجُبُنِّ. ورجلٌ جَبانٌ وامرأة جَبانةٌ، (ورجال جُبناءُ)

ونساءٌ جَباناتٌ. وأجبنتُه: حسبتُه جَباناً. والجَبينُ: حرف الجَبهةِ ما بين الصُّدغين منفصلاً

عن الناحيةِ، كلُّ ذلك جبين واحد، وبعضهم يقول: هما جَبينانِ. والجبّانةُ واحدة، والجَبابين

كثيرة. 
جنب
جنَبَ1 يَجنُب، جَنابةً وجَنْبًا، فهو جانِب، والمفعول مَجْنوب
• جنَب الشَّيءَ: بَعُدَ عنه "جنَب صديقَ السوء".
• جنَبه الشَّيءَ: نحّاه عنه وأبعده " {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ} ". 

جنَبَ2 يَجنُب، جَنْبًا، فهو جانِب، والمفعول مَجْنُوب
• جنَب الشَّخْصَ: أصاب جَنْبه. 

جنُبَ يَجنُب، جَنَابةً، فهو جُنُب
• جنُب الشَّخْصُ: صار جُنُبًا. 

جنب

اجتنبَ يجتنب، اجتنابًا، فهو مُجتنِب، والمفعول مُجتنَب
• اجتنب أصدقاءَ السُّوءِ: توقّاهم، ابتعد عنهم " {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} ". 

جنب
تجانبَ يتجانب، تجانُبًا، فهو مُتجانِب، والمفعول مُتجانَب
• تجانبَ لَعِبَ القمار: اجتنبه، ابتعد عنه. 

تجنَّبَ يتجنَّب، تجنُّبًا، فهو مُتجنِّب، والمفعول مُتجنَّب
• تجنَّب الخَطَرَ: ابتعد عنه، توقّاه "تجنَّب الاختلاطَ بالنَّاس- استطاع أن يتجنَّب ضربة الخصم- {وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى} ". 

جانبَ يجانب، مُجانَبةً، فهو مُجانِب، والمفعول مُجانَب
• جانبه الصَّوابُ: بعُد عنه.
• جانبه في طريق العودة: سار أو مشى إلى جَنْبِه ° المجانِب: المجاور، القريب.
• جانبَ الشَّخصَ: أبعده، تحاشاه "صَاحِبِ الكرامَ وجَانِبِ اللِّئام". 

جنَّبَ يجنِّب، تجنيبًا، فهو مُجنِّب، والمفعول مُجنَّب
• جنَّب المشاغبين: أبعدهم "جنَّب الأستاذُ مثيري الشَّغَب".
• جنَّبه الخطرَ: نحَّاه عنه، أبعده عنه "يجب على الزُّعماء أن يجنِّبوا شعوبَهم ويلات الحروب- {وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى} ".
• جنَّب الشَّيءَ: صار أو مشى إلى جانبه "جنَّب بسيّارته القطارَ". 

أجنبيّ [مفرد]: ج أجانبُ، مؤ أجنبيّة، ج مؤ أجنبيّات وأجانبُ:
1 - مَنْ لا يتمتّع بجنسيّة الدَّولة "عمالة أجنبيّة- البلاد/ العملات الأجنبيّة- الكفاح ضدّ التدخل الأجنبيّ" ° آداب أجنبيّة: آداب أقوام أخرى- لغات أجنبيّة: لغات أمم أخرى خلاف اللّغة القوميّة.
2 - بعيد في القرابة "يجب على المرأة ألاّ تتبرَّج بزينة أمام أيِّ أجنبيّ".
• أجنبيّ عن الأمر: من لا تعلُّق له به ولا معرفة. 

جانِب [مفرد]: ج جوانبُ:
1 - اسم فاعل من جنَبَ1 وجنَبَ2.
2 - شقّ الإنسان وغيره " {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ} ".
3 - ناحية وطرف "درس القضّية من جوانبها المختلفة- بحث عنه في جوانب الدَّار- مضى من الليل جانبٌ: جزء كبير- خفض له جانبه- فاض النهرُ على جانبيه- {وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ} " ° أخَذه جانبًا: إلى جهة جانبيّة- أمن جانبه: أحسّ بأمن منه- عزيز الجانب/ قويّ الجانب: ذو قوّة ومكانة وأثر- على جانب عظيم من الكرم: كريم جدًّا- على جانب كبير من الأهمّيّة: مهمّ جِدًّا- لين الجانب/ رقيق الجانب: لطيف، سلس، محبوب- مرهوب الجانب: يُخْشى منه، يرهبه الناس ويخافونه- منتفخ الجوانب: متكبِّر- مِنْ جانبٍ واحد: من طرف واحد- منيع الجانب/ مهيب الجانب: قويّ، مرهوب، يُخشى بأسه- وضَع الكتاب جانبًا: تركه أو أبعده عنه أي كفَّ عن قراءته- وفّى جانبًا: جزءًا من دينه- وقَف إلى جانبه: أيَّده- يحذر جانبه: يحذره.
4 - مقدار أو جزء "خصَّص جانبًا كبيرًا من وقته لأسرته" ° إلى جانب ذلك/ بجانبه: بالإضافة إليه. 

جانبيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى جانِب: "حوار/ طريق جانبيّ- شوارع جانبيّة" ° أمور جانبيّة: ثانويّة، عكسها رئيسيّة أو جوهريّة- اتِّصالات أو مباحثات جانبيّة: أي تجرى على الهامش- تأثير جانبيّ: مفعول سلبيّ لدواء ونحوه- خَطّ جانبيّ: خطّ على جانب شيء ما كملعب كرة القدم من النّاحية الواقعة خارج هذا الخطّ مباشرة- نَظْرة جانبيّة: أي بطرف العين.
• الطَّبلة الجانبيَّة: (سق) طبلة صغيرة ذات وجهين لها أسلاك مربوطة من أسفل. 

جَناب [مفرد]: ج أجنِبة:
1 - ناحية ° خصيب الجَناب/ رَحْب الجَناب: سَخِيّ- في جَنَابه: في كنفه ورعايته.
2 - لقب احترام وتشريف يُستعمل في المراسلة أو المخاطبة بمعنى: صاحب السيادة، صاحب السعادة، ويُطلق على موظّفي الدولة "جَناب الأستاذ الدكتور". 

جُناب [مفرد]
• الجُناب:
1 - (طب) التهاب في غشاء البلَّور المحيط بالرِّئة.
2 - (طب) قرحة تصيب الإنسان في داخل جنبه. 

جَنابة [مفرد]:
1 - مصدر جنُبَ وجنَبَ1.
2 - حال مَنْ ينزل منه منيّ أو يكون منه جماعٌ "أصابته جنَابة- اغتسل من الجَنابة". 

جَنْب [مفرد]: ج أجناب (لغير المصدر) وجُنوب (لغير المصدر):
1 - مصدر جنَبَ1 وجنَبَ2.
2 - (شر) جانِب، أحد شقيّ الجسم الأيمن أو الأيسر، وهو ما تحت الإبط إلى الكشح "نام على جَنْبه- جنب الجبل: منحدرهُ- {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} " ° بين جَنْبَيْهِ: في داخله وقرارة نفسه.
3 - ناحية وقُرْب "بيتُه جَنْب بيتي- أخذ جَنْبًا" ° الصَّاحب بالجنب: الرفيق، ويطلق على الزوجة وعلى الرفيق في السَّفر أو الصَّنعة أو التّعلُّم- جلَسَ على جَنْب: في ناحية- جَنْبًا إلى جَنْبٍ: متجاورين متلاصقين.
4 - أمر وشأن " {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ} " ° هذا قليل في جنب مودّتك: بالنسبة إليها.
• ذات الجنب: (طب) التهاب في الغشاء المحيط بالرِّئة يسبِّب سُعالاً، وحمَّى ونخسًا في الجنب، يزداد عند التنفُّس? ذو الجنب: الذي يشتكي جَنْبَه. 

جُنُب [مفرد]: ج أجناب:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جنُبَ.
2 - بُعْد " {فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} ".
3 - غريب ساكن في جوارك " {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ} ". 

جَنَبات [جمع]: مف جَنْبَة
• جَنَبات البيت وغيره: جوانبه ونواحيه "تجوّل في جَنَبات الحديقة" ° بين جَنَباته/ في جَنَباته: في أعماقه وداخله. 

جَنوب [مفرد]: ج أَجنُب وجنائب: جهة المقابلة للشّمال وتكون على يمينك وأنت متّجه إلى الشَّرق "جَنوب مصر/ إفريقيا" ° جَنوبًا: باتّجاه الجنوب أو إلى الجنوب.
• الجَنُوب: ريح تَهُبُّ من جهة الجَنوب، وهي الرِّيح القبليّة.
• الجَنوب المغناطيسيّ: (فز) رأس البوصلة المقابل لجهة الشمال والمتجه 180 درجة مع عقارب الساعة.
• الجَنوب الشَّرقيّ: الاتّجاه الواقع بين الجَنوب والشرق أو رأس بوصلة ملاحيَّة في اتِّجاه 135 درجة شرقيّ الشمال.
• الجنوب الغربيّ: الاتّجاه الواقع بين الجَنوب والغرب أو رأس بوصلة ملاحيَّة في اتِّجاه 135 درجة غربيّ الشمال.
• القطب الجنوبيّ: قطب على سطح الأرض واقع في الجنوب من محور دوران الأرض. 

جَنوبيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى جَنوب: "تقع أسوان جَنوبيّ مصر: في داخل مصر من الجَنوب- تقع السودان جَنوبيّ مصر: تَحُدّ مصرَ من الجَنوب- عاصفة جنوبيَّة" ° المنطقة المتجمِّدة الجَنوبيَّة: الأراضي والمياة المحيطة بالقُطْب الجنوبيّ.
2 - شخص يعيش في جَنوب البلاد. 
الْجِيم وَالنُّون وَالْبَاء

الجَنْب، والجَنَبَة، والجانِب: شقّ الْإِنْسَان وَغَيره.

وَالْجمع: جُنُوب، وجوانب، وجنائِب، الْأَخِيرَة نادرة.

وَحكى اللحياني: إِنَّه لمنتفج الجوانب. قَالَ: وَهُوَ من الْوَاحِد الَّذِي فرق فَجعل جمعا.

وجُنِب الرجل: شكا جَانِبه.

وَرجل جَنيب: كَأَنَّهُ يمشي فِي جَانب متعقفا، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

رَبّا الجُوع فِي أَوْنَيه حَتَّى كَأَنَّهُ ... جَنِيب بِهِ إنَّ الجنيب جنيب

أَي: جَاع حَتَّى كَأَنَّهُ يمشي فِي جَانب متعقفا.

وَقَالُوا: الْحر جانِبَي سُهَيْل: أَي فِي ناحيتيه، وَهُوَ اشد الْحر.

وجانبه مجانبة، وجِنَابا: صَار إِلَى جنبه، وَقَوله: اتَّقِ الله فِي جنب اخيك وَلَا تقدح فِي سَاقه، مَعْنَاهُ: لَا تقتله وَلَا تفتنه، وَهُوَ على الْمثل. وَقد فسرالجَنْب هُنَا بالوقيعة والشتم، وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

خليلَيّ كُفّا واذكرا الله فِي جَنْبِي

أَي فِي الوقيعة فيّ، وَقَوله تَعَالَى: (والصاحب بالجَنْب) يَعْنِي الَّذِي يقرب مِنْك وَيكون إِلَى جَنْبك.

وَكَذَلِكَ: جَار الْجنب: أَي اللازق بك إِلَى جَنْبك وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: هما خطان جنابتي أنفها: يَعْنِي الخطين اللَّذين اكتنفا جَنْبي انف الظبية، كَذَا وَقع فِي كتاب سِيبَوَيْهٍ. وَوَقع فِي الفرخ: جَنْبي انفها. والمُجَنِّبتان من الْجَيْش: الميمنة والميسرة.

والمُجَنَّبة، بِالْفَتْح: الْمُقدمَة.

وجَنَب الْفرس والاسير يَجْنُبه جَنَبا، فَهُوَ مجنوب، وجَنيب: قَادَهُ إِلَى جَنْبه.

وخيل جنائب، وجَنَبٌ، عَن الْفَارِسِي، وَقَول مَرْوَان بن الحكم: وَلَا نَكُون فِي هَذَا جنبا لمن بَعدنَا، لم يفسره ثَعْلَب؛ وَأرَاهُ من هَذَا، وَهُوَ اسْم للْجمع، وَقَوله:

جنوح تباريها ظلال كَأَنَّهَا ... مَعَ الركب حَفَّانُ النعام المجنَّبُ

المجنَّب: المجنوب، أَي المقود.

وجُنَّاب الرجل: الَّذِي يسير مَعَه إِلَى جنبه.

وجَنِيبتا الْبَعِير: مَا حمل على جَنْبَيه.

وجَنْبته: طَائِفَة من جَنْبه.

والجَنْبة: العلبة تعْمل من جنب الْبَعِير وَهِي فَوق الْمُعَلق من العلاب وَدون الحوأبة.

والجَنَب: أَن يُجْنب خلف الْفرس فرس فَإِذا بلغ قرب الْغَايَة ركب.

وجَنَب الرجل: دَفعه.

وَرجل جانِب، وجُنُب: غَرِيب.

وَالْجمع: اجناب، وَقد يفر فِي الْجَمِيع وَلَا يؤنث. وَكَذَلِكَ: الْجَانِب، وَالْأَجْنَبِيّ، والأجنب، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

هَل فِي الْقَضِيَّة أَن إِذا استغنَيْتُم ... أمِنْتُمُ فَأَنا الْبعيد الأجْنَبُ

وَالِاسْم: الجِنْبة، والجَنَابة، قَالَ:

إِذا مَا رأوني مُقبلا عَن جَنَابة ... يَقُولُونَ مَنْ هَذَا وَقد عرفوني

وَقَوله، أنْشدهُ ثَعْلَب:

جَذْبا كجَذْب صَاحب الجَنَابة

فسره فَقَالَ: يَعْنِي الْأَجْنَبِيّ. وجَنَّب الشَّيْء، وتجنّبه، واجتَنَبه: بعد عَنهُ، وجَنَّبه إِيَّاه، وجَنَبه يجْنُبُه، وأجْنَبه، وَفِي التَّنْزِيل: (واجنُبْنِي وبَنِيَّ أَن نعْبد الْأَصْنَام) وَقد قرئَ: (وأَجْنِبني وبَنَيَّ) بِالْقطعِ.

وَرجل جَنِب: يَتَجَنَّب قَارِعَة الطَّرِيق مَخَافَة الأضياف.

وَرجل ذُو جَنْبة: أَي اعتزال.

وَقعد جَنْبَةً: أَي نَاحيَة.

والجانِب: المجتنَبُ: المحقور.

وجار جُنُب ذُو جَنَابة: من قوم لَا قرَابَة لَهُم. ويضاف فَيُقَال: جَار الجُنُبِ.

والمَجاِنب: المباعد، قَالَ:

وإنِّي لِمَا كَانَ بيني وَبَينهَا ... لَمُوفٍ وَإِن شطَّ المَزَارُ المجانِبُ

وَفرس مُجَنَّب: بعيد مَا بَين الرجلَيْن.

والجَنَابَةُ: المنى.

وَقد اجْنب الرجل، وَهُوَ جُنُب، وَكَذَلِكَ: الِاثْنَان والجميع والمؤنث.

وَقد قَالُوا: جُنُبان وأَجْناب.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: كسر على " أَفعَال " كَمَا كسر بَطل عَلَيْهِ حِين قَالُوا: أبطال؛ كَمَا اتفقَا فِي الِاسْم عَلَيْهِ، يَعْنِي نَحْو جبل وأجبال وطنب وأطناب، وَلم يَقُولُوا: جنبة.

والجَنَاب: النَّاحِيَة والفناء.

وَفُلَان رحب الجَنَاب: أَي الرحل.

وَكُنَّا عَنْهُم جَنَابِينَ، وجَنَاباً: أَي متنحين.

والجَنِيبة: النَّاقة عطيها الرجل الْقَوْم ويعطيهم دَرَاهِم ليميروه عَلَيْهَا، قَالَ:

رِخْو الحِبَال مائل الحقائبِ

ركابُه فِي الحَيّ كالجنائبِ

يَعْنِي: أَنَّهَا ضائعة كالجنائب الَّتِي لَيْسَ لَهَا رب يفتقدها. والجَنِيَبة: صوف الثنى عَن كرَاع وَحده، وَالَّذِي حَكَاهُ يَعْقُوب وَغَيره من أهل اللُّغَة: الخبيبة ثمَّ قَالَ فِي مَوضِع آخر: الخبيبة: صوف الثنى مثل الجنيبة فَثَبت بِهَذَا أَنَّهُمَا لُغَتَانِ صحيحتان.

والمَجْنَب: الْكثير من الْخَيْر وَالشَّر، وخصّ أَبُو عبيد بِهِ الْكثير من الْخَيْر، قَالَ الْفَارِسِي: وَهُوَ مِمَّا وصفوا بِهِ، فَقَالُوا: خير مَجْنَب، قَالَ الْفَارِسِي: وَهَذَا يُقَال بِكَسْر الْمِيم وَفتحهَا.

وَطَعَام مِجْنَب: كثير.

والمِجْنَب: شبحة مثل الْمشْط إِلَّا أَنَّهَا لَيست لَهَا أَسْنَان، وطرفها الْأَسْفَل مرهف يرفع بهَا التُّرَاب على الاعضاد والفلجان.

وَقد جَنَب الأَرْض بالمِجْنَب.

والجَنَب فِي الدَّابَّة: شبه الضلع وَلَيْسَ بضلع.

وحمار جَنِب، قَالَ ذُو الرمة:

وَثْبَ المُسَحَّج من عاناتِ مَعْقُلةٍ ... كَأَنَّهُ مُسْتَبانُ الشَّكّ أَو جَنِب

وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الجَنب: الَّذِي يمشي فِي شقّ من نشاطه.

والجَنِب: الذِّئْب لتظالعه كيدا أَو مكراً، من ذَلِك.

والجَنَب: أَن يشْتَد عَطش الْإِبِل حَتَّى تلزق الرئة بالجنب.

وَقد جَنِب.

والجُنَاب: ذَات الجَنْب، فِي أَي الشقين كَانَ، عَن الهجري. وَزعم أَنه كَانَ فِي الشق الْأَيْسَر أذهب صَاحبه، وَأنْشد:

مَرِيض لَا يصحّ وَلَا أُبَالِي ... كَأَن بشِقّه وجع الجُنَاب

وَقد جُنِب.

والمُجْنَب، والمِجْنِب: الترس وَلَيْسَت وَاحِدَة مِنْهُمَا على الْفِعْل.

والجَنْبة: عَامَّة الشّجر الَّذِي يتربل فِي الصَّيف.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الجَنْبة: مَا كَانَ فِي نبتته بَين البقل وَالشَّجر، وهما مِمَّا يبْقى أَصله فِي الشتَاء ويبيد فَرعه.

والجَنُوب: ريح تخَالف الشمَال تأتى عَن يَمِين الْقبْلَة.

وَقَالَ ثَعْلَب: الجَنُوب من الرِّيَاح: مَا استقبلك عَن شمالك إِذا وقفت فِي الْقبْلَة.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: مهب الجَنُوب مطلع سُهَيْل إِلَى مطلع الثريا.

قَالَ الْأَصْمَعِي: إِذا جَاءَت الجَنُوب جَاءَ مَعهَا خير وتلقيح، وَإِذا جَاءَت الشمَال نشفت.

وَتقول الْعَرَب للاثنين إِذا كَانَا متصافيين: ريحهما جنوب، وَإِذا تفَرقا قيل: شملت ريحهما، وَلذَلِك قَالَ الشَّاعِر:

لعمري لَئِن رِيحُ المودَّة أَصبَحت ... شَمَالا لقد بُدَّلْتُ وَهِي جَنُوبُ

وَقَول أبي وجزة:

مَجْنوبةُ الأُنْس مشمولٌ مواعِدُها ... من الهِجانِ ذواتِ الشَّطْبِ والقَصَبِ

يَعْنِي أَن أُنْسُهَا على محبته، فَإِن التمس مِنْهَا إنجاز موعد لم يجد شَيْئا، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُرِيد أَنَّهَا تذْهب مواعدها مَعَ الْجنُوب، وَيذْهب أُنْسُهَا مَعَ الشمَال.

وَحكى ابْن الْأَعرَابِي أَيْضا أَنه قَالَ: الْجنُوب فِي كل مَوضِع حارة إِلَّا بِنَجْد فَإِنَّهَا بَارِدَة، وَبَيت كثير عزة حجَّة لَهُ: صَبَابةً ... عليّ وأُخْتاها بِمَاء عُيُون

وجَنْب: بطن من الْعَرَب لَيْسَ بأب وَلَا حَيّ، وَلكنه لقب.

وَقيل: هِيَ قَبيلَة من قبائل الْيمن.

والجَنَاب: مَوضِع.

(ج ب ن) الجَبَان من الرِّجَال الَّذِي يهاب التَّقَدُّم على كل شَيْء لَيْلًا كَانَ أَو نَهَارا. سِيبَوَيْهٍ: وَالْجمع جبناء، شبهوه بفعيل لِأَنَّهُ مثله فِي الْعدة وَالزِّيَادَة. الْمقْبرَة. وَهُوَ عِنْد سِيبَوَيْهٍ اسْم كالقذاف.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الجبابِين: كرام المنابت، وَهِي مستوية فِي ارْتِفَاع، الْوَاحِدَة: جَبَّانة.

(ن ج ب) النَّجيب من الرِّجَال: الْكَرِيم الحسيب.

وَكَذَلِكَ: الْبَعِير وَالْفرس إِذا كَانَا كريمين عتيقين.

وَالْجمع: أنجاب، ونُجَباء، ونُجُب.

وناقة نجيب، ونَجِيبة. وَالْجمع: نَجَائِب.

وَقد نَجُب يَنْجُب نجابة، وأنجب.

وأنجبت الْمَرْأَة، فَهِيَ مُنْجِبة، ومِنْجاب: ولدت النُّجَباء.

وَكَذَلِكَ الرجل.

والمنَتَجب: الْمُخْتَار من كل شَيْء.

والمِنْجاب من السِّهَام: المبري الَّذِي لَيْسَ عَلَيْهِ ريش وَلَا نصل.

والمِنْجاب: الضَّعِيف، قَالَ عُرْوَة بن مرّة الْهُذلِيّ:

بعثته فِي سَواد اللَّيْل يَرْقُبُني ... إِذْ آثر النومَ والدِفْءَ المناجيبُ بالف نَاقَة. وَقَوله: " لن تتعبه ": أَي أدوها سهلة.

والنَّجْب: اسْم مَوضِع، قَالَ الْقِتَال الْكلابِي:

عَفا النَّجْبُ بعدِي فالعُرَيشان فالبُتْرُ ... فبُرْق نِعاج من أُمَيْمَة فالحِجْرُ من الأترج والإهليلج وَنَحْوه.

قَالَ أَبُو حنيفَة: شجر الأَنْبَج كثير بِأَرْض الْعَرَب من نواحي عمان يغْرس غرسا، وَهُوَ لونان: أَحدهمَا ثَمَرَته فِي مثل هَيْئَة اللوز، لَا يزَال حلوا من أول نَبَاته، وَآخر فِي هَيْئَة الإجاص يَبْدُو حامضا ثمَّ يحلو إِذا أينع، وَلَهُمَا جَمِيعًا عجمة وريح طيبَة، ويكبس الحامض مِنْهُمَا وَهُوَ غض فِي الْحباب حَتَّى يدْرك فَيكون كَأَنَّهُ الموز فِي رَائِحَته وطعمه، ويعظم شَجَره حَتَّى يكون كشجر الْجَوْز وورقه كورقه، وَإِذا أدْرك فالحلو مِنْهُ أصفر، والمر مِنْهُ أَحْمَر.

ومَنْبِج: مَوضِع، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: الْمِيم فِي " منبج " زَائِدَة بِمَنْزِلَة الْألف لِأَنَّهَا إِنَّمَا كثرت مزيدة أَولا، فموضع زيادتها كموضع الْألف وَكَثْرَتهَا ككثرتها إِذا كَانَت أَولا فِي الِاسْم وَالصّفة.

وَكَذَلِكَ: النَّبَاج، وهما نباجان: نباج ثيتل، ونباج ابْن عَامر.

وَكسَاء مَنْبَجَانيّ: مَنْسُوب إِلَيْهِ على غير قِيَاس.

والنِّبَاج: موضعان.

جنب: الجَنْبُ والجَنَبةُ والجانِبُ: شِقُّ الإِنْسانِ وغيره. تقول:

قعَدْتُ إِلى جَنْب فلان وإِلى جانِبه، بمعنى، والجمع جُنُوبٌ وجَوانِبُ وجَنائبُ، الأَخيرة نادرة. وفي حديث أَبي هريرة، رضي اللّه عنه، في الرجل الذي أَصابَتْه الفاقةُ: فخرج إِلى البَرِّية، فدَعا، فإِذا الرَّحى تَطْحَنُ، والتَّنُّورُ مَمْلُوءٌ جُنوبَ شِواءٍ؛ هي جمع جَنْبٍ، يريد جَنْبَ الشاةِ أَي إِنه كان في التَّنُّور جُنوبٌ كثيرة لا جَنْبٌ واحد. وحكى اللحياني: إِنه لـمُنْتَفِخُ الجَوانِبِ. قال: وهو من الواحد الذي فُرِّقَ فجُعل جَمْعاً.

وجُنِب الرَّجُلُ: شَكا جانِبَه. وضَرَبَه فجنَبَه أَي كسَرَ جَنْبَه أَو أَصاب جَنْبَه.

ورجل جَنِيبٌ كأَنه يَمْشِي في جانِبٍ مُتَعَقِّفاً، عن ابن الأَعرابي،

وأَنشد:

رَبا الجُوعُ في أَوْنَيْهِ، حتَّى كأَنـَّه * جَنِيبٌ به، إِنَّ الجَنِيبَ جَنِيبُ

أَي جاعَ حتى كأَنـَّه يَمْشِي في جانِبٍ مُتَعَقِّفاً. وقالوا: الحَرُّ

جانِبَيْ سُهَيْلٍ أَي في ناحِيَتَيْه، وهو أَشَدُّ الحَرِّ.

وجانَبَه مُجانَبةً وجِناباً: صار إِلى جَنْبِه. وفي التنزيل العزيز:

أَنْ تقولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتا على ما فَرَّطْتُ في جَنْبِ اللّهِ. قال

الفرَّاءُ: الجَنْبُ: القُرْبُ. وقوله: على ما فَرَّطْتُ في جَنْبِ اللّهِ

أَي في قُرْبِ اللّهِ وجِوارِه.

والجَنْبُ: مُعْظَمُ الشيءِ وأَكثرهُ، ومنه قولهم: هذا قَليل في جَنْبِ

مَوَدّتِكَ. وقال ابن الأَعرابي في قوله في جنبِ اللّهِ: في قُرْبِ اللّهِ

منَ الجَنةِ. وقال الزجاج: معناه على ما فَرَّطْتُ في الطَّريقِ الذي هو طَريقُ اللّهِ الذي دعاني إِليه، وهو توحيدُ اللّهِ والإِقْرارُ بنُبوَّةِ

رسوله وهو محمدٌ، صلى اللّه عليه وسلم. وقولهم: اتَّقِ اللّهَ في جَنْبِ أَخِيك،

ولا تَقْدَحْ في ساقِه، معناه: لا تَقْتُلْه(1)

(1 قوله «لا تقتله» كذا في بعض نسخ المحكم بالقاف من القتل، وفي بعض آخر منه لا تغتله بالغين من الاغتيال.) ولا تَفْتِنْه، وهو على الـمَثَل. قال: وقد فُسِّر الجَنْبُ ههنا بالوَقِيعةِ والشَّتمِ. وأَنشد ابن الأَعرابي:

خَلِيليَّ كُفَّا، واذكُرا اللّهَ في جَنْبي

أَي في الوَقِيعة فيَّ. وقوله تعالى: والصاحِبِ بالجَنْبِ وابنِ

السَّبِيلِ، يعني الذي يَقْرُبُ منك ويكونُ إِلى جَنْبِك. وكذلك جارُ الجُنُبِ أَي اللاَّزِقُ بك إِلى جَنْبِك. وقيل: الصاحِبُ بالجَنْبِ صاحِبُك في السَّفَر، وابنُ السَّبِيل الضَّيفُ. قال سيبويه وقالوا: هُما خَطَّانِ جَنابَتَيْ أَنْفِها، يعني الخَطَّينِ اللَّذَين اكْتَنَفا جنْبَيْ أَنْفِ

الظَّبْيةِ. قال: كذا وقع في كتاب سيبويه. ووقع في الفرخ: جَنْبَيْ

أَنـْفِها.والـمُجَنِّبتانِ من الجَيْش: الـمَيْمَنةُ والـمَيْسَرَةُ.

والـمُجَنَّبةُ، بالفتح: الـمُقَدَّمةُ. وفي حديث أَبي هريرة، رضِي

اللّه عنه: أَنَّ النبيَّ، صلى اللّه عليه وسلم، بَعَثَ خالِدَ بنَ الوَلِيدِ

يومَ الفَتْح على الـمُجَنِّبةِ اليُمْنى، والزُّبَيرَ على الـمُجَنِّبةِ اليُسْرَى، واستعمل أَبا عُبَيْدةَ على البَياذِقةِ، وهُمُ الحُسَّرُ.وجَنَبَتا الوادي: ناحِيَتاهُ، وكذلك جانِباهُ.

ابن الأَعرابي يقال: أَرْسَلُوا مُجَنِّبَتَينِ أَي كَتيبَتَين أَخَذَتا ناحِيَتَي الطَّريقِ. والـمُجَنِّبةُ اليُمْنى: هي مَيْمَنةُ العسكر، والـمُجَنِّبةُ اليُسْرى: هي الـمَيْسَرةُ، وهما مُجَنِّبَتانِ، والنون مكسورة. وقيل: هي الكَتِيبةُ التي تأْخذ إِحْدَى ناحِيَتي الطَّريق. قال: والأَوَّل أَصح. والحُسَّرُ: الرَّجَّالةُ. ومنه الحَديث في الباقِياتِ الصَّالحاتِ: هُنَّ مُقَدِّماتٌ وهُنَّ مُجَنِّباتٌ وهُنَّ مُعَقِّباتٌ.

وجَنَبَ الفَرَسَ والأَسيرَ يَجْنُبُه جَنَباً. بالتحريك، فهو مَجْنُوبٌ

وجَنِيبٌ: قادَه إلى جَنْبِه. وخَيْلٌ جَنائبُ وجَنَبٌ، عن الفارسي. وقيل: مُجَنَّبةٌ. شُدِّدَ للكثرة.

وفَرَسٌ طَوعُ الجِنابِ، بكسر الجيم، وطَوْعُ الجَنَبِ، إِذا كان سَلِسَ

القِيادِ أَي إِذا جُنِبَ كان سَهْلاً مُنْقاداً. وقولُ مَرْوانَ(2)

(2 قوله «وقول مروان إلخ» أورده في المحكم بلصق قوله وخيل جنائب وجنب.) بن الحَكَم: ولا نَكُونُ في هذا جَنَباً لِمَنْ بَعْدَنا، لم يفسره ثعلب. قال: وأُراه من هذا، وهو اسم للجمع. وقوله:

جُنُوح، تُباريها ظِلالٌ، كأَنـَّها، * مَعَ الرَّكْبِ، حَفَّانُ النَّعامِ الـمُجَنَّب(3)

(3 قوله «جنوح» كذا في بعض نسخ المحكم، والذي في البعض الآخر منه جنوحاً بالنصب.)

الـمُجَنَّبُ: الـمَجْنُوبُ أَي الـمَقُودُ. ويقال جُنِبَ فلان وذلك إِذا

ما جُنِبَ إِلى دَابَّةٍ.

والجَنِيبَة: الدَّابَّةُ تُقادُ، واحدة الجَنائِبِ، وكلُّ طائِعٍ مُنْقادٍ جَنِيبٌ.

والأَجْنَبُ: الذي لا يَنْقادُ.

وجُنَّابُ الرَّجلِ: الذي يَسِير معه إِلى جَنْبِه.

وجَنِيبَتا البَعِير: ما حُمِلَ على جَنْبَيهِ. وجَنْبَتُه: طائِفةٌ من جَنْبِه.

والجَنْبةُ: جِلْدة من جَنْبِ البَعير يُعْمل منها عُلْبةٌ، وهي فوق

المِعْلَقِ من العِلابِ ودُونَ الحَوْأَبةِ. يقال: أَعْطِني جَنْبةً أَتَّخِذْ مِنْها عُلْبةً. وفي التهذيب: أَعْطِني جَنْبةً، فيُعْطِيه جِلْداً فيَتَّخِذُه عُلْبة.

والجَنَبُ، بالتحريك: الذي نُهِيَ عنه أَن يُجْنَبَ خَلْفَ الفَرَسِ

فَرَسٌ، فإِذا بَلَغَ قُرْبَ الغايةِ رُكِبَ. وفي حديث الزَّكاةِ والسِّباقِ:

لا جَلَبَ ولا جَنَبَ، وهذا في سِباقِ الخَيْل. والجَنَبُ في السباق،

بالتحريك: أَن يَجْنُبَ فَرَساً عُرْياً عند الرِّهانِ إِلى فَرَسِه الذي

يُسابِقُ عَلَيْهِ، فإِذا فَتَر الـمَرْكُوبُ تحَوَّلَ إِلى الـمَجْنُوبِ، وذلك إِذا خاف أَن يُسْبَقَ على الأَوَّلِ؛ وهو في الزكاة: أَن يَنزِل العامِلُ بأَقْصَى مواضع أَصحاب الصدقة ثم يأْمُرَ بالأَموال أَن تُجْنَبَ

إِليه أَي تُحْضَرَ فَنُهُوا عن ذلك. وقيل: هو أَن يُجْنِبَ رَبُّ المالِ

بمالِه أَي يُبْعِدَه عن موضِعه، حتى يَحْتاجَ العامِلُ إِلى الإِبْعاد في

اتِّباعِه وطَلَبِه. وفي حديث الحُدَيْبِيَةِ: كانَ اللّهُ قد قَطَعَ جَنْباً مِنَ المشْركين. أَراد بالجَنْبِ الأَمْرَ، أَو القِطْعةَ مِنَ الشيءِ.

يقال: ما فَعَلْتَ في جَنْبِ حاجَتي أَي في أَمْرِها. والجَنْبُ: القِطْعة من الشيءِ تكون مُعْظَمَه أَو شيئاً كَثِيراً منه.

وجَنَبَ الرَّجلَ: دَفَعَه.

ورَجل جانِبٌ وجُنُبٌ: غَرِيبٌ، والجمع أَجْنابٌ. وفي حديث مُجاهد في تفسير السيارة قال: هم أَجْنابُ الناس، يعني الغُرَباءَ، جمع جُنُبٍ، وهو الغَرِيبُ، وقد يفرد في الجميع ولا يؤَنث. وكذلك الجانِبُ والأَجْنَبيُّ والأَجْنَبُ. أَنشد ابن الأَعرابي:

هل في القَضِيَّةِ أَنْ إِذا اسْتَغْنَيْتُمُ * وأَمِنْتُمُ، فأَنا البعِيدُ الأَجْنَبُ

وفي الحديث: الجانِبُ الـمُسْتَغْزِرُ يُثابُ من هِبَتِه الجانبُ الغَرِيبُ أَي إِنَّ الغَرِيبَ الطالِبَ، إِذا أَهْدَى لك هَدِيَّةً ليَطْلُبَ أَكثرَ منها، فأَعْطِه في مُقابَلة هدِيَّتِه. ومعنى الـمُسْتَغْزِر: الذي يَطْلُب أَكثر مـما أَعْطَى.

ورجل أَجْنَبُ وأَجْنَبيٌّ وهو البعيد منك في القَرابةِ، والاسم

الجَنْبةُ والجَنابةُ. قال:

إِذا ما رَأَوْني مُقْبِلاً، عن جَنابةٍ، * يَقُولُونَ: مَن هذا، وقد عَرَفُوني

وقوله أَنشده ثعلب:

جَذْباً كَجذْبِ صاحِبِ الجَنابَهْ

فسره، فقال: يعني الأَجْنَبيَّ.

والجَنِيبُ: الغَرِيبُ. وجَنَبَ فلان في بني فلان يَجْنُبُ جَنابةً ويَجْنِبُ إِذا نَزَلَ فيهم غَرِيباً، فهو جانِبٌ، والجمع جُنَّابٌ، ومن ثَمَّ

قيل: رجلٌ جانِبٌ أَي غرِيبٌ، ورجل جُنُبٌ بمعنى غريب، والجمع أَجْنابٌ.

وفي حديث الضَّحَّاك أَنه قال لجارِية: هل من مُغَرِّبةِ خَبَرٍ؟ قال:

على جانِبٍ الخَبَرُ أَي على الغَرِيبِ القادِمِ. ويقال: نِعْم القَوْمُ

هُمْ لجارِ الجَنابةِ أَي لِجارِ الغُرْبةِ.

والجَنابةُ: ضِدّ القَرابةِ، وقول عَلْقَمَة بن عَبَدةَ:

وفي كلِّ حيٍّ قد خَبَطْتَ بِنِعْمةٍ، * فَحُقَّ لشأْسٍ، مِن نَداكَ، ذَنُوبُ

فلا تَحْرِمَنِّي نائِلاً عن جَنابةٍ، * فإِني امْرُؤٌ، وَسْطَ القِبابِ،

غرِيبُ

عن جَنابةٍ أَي بُعْدٍ وغُربة. قاله يُخاطِبُ به الحَرِثَ ابنَ جَبَلةَ

يمدحه، وكان قد أَسَرَ أَخاه شَأْساً. معناه: لا تَحْرِمَنِّي بعدَ

غُرْبةٍ وبُعْدٍ عن دِياري. وعن،في قوله عن جنابةِ، بمعنى بَعْدَ، وأَراد بالنائلِ إِطْلاقَ أَخِيهِ شَأْسٍ من سِجْنِه، فأَطْلَقَ له أَخاه

شأْساً ومَن أُسِرَ معه من بني تميم.

وجَنَّبَ الشيءَ وتجَنَّبَه وجانَبَه وتجَانَبَه واجْتَنَبَهُ: بَعُد عنه.

وجَنَبَه الشيءَ وجَنَّبَه إِيَّاه وجَنَبَه يَجْنُبُه وأَجْنَبَه: نَحَّاهُ عنه. وفي التنزيل العزيز إِخباراً عن إِبراهيم، على نبيِّنا وعليه الصلاة والسلام: واجْنُبْني وبَنيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنام؛ أَي نَجِّني.

وقد قُرئَ: وأَجْنِبْني وبَنيَّ، بالقَطْع. ويقال: جَنَبْتُه الشَّرَّ وأَجْنَبْتُه وجَنَّبْتُه، بمعنى واحد، قاله الفرّاءُ والزجاج.

ويقال: لَجَّ فلان في جِنابٍ قَبيحٍ إِذا لَجَّ في مُجانَبَةِ أَهلِه.

ورجل جَنِبٌ: يَتَجنَّبُ قارِعةَ الطريق مَخافةَ الأَضْياف.

والجَنْبة، بسكون النون: الناحية. ورَجُل ذو جَنْبة أَي اعْتزالٍ عن

الناس مُتَجَنِّبٌ لهم. وقَعَدَ جَنْبَةً أَي ناحِيةً واعْتَزَل الناسَ.

ونزل فلان جَنْبةً أَي ناحِيةً. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: عليكم بالجَنْبةِ فإِنها عَفافٌ. قال الهروي: يقول اجْتَنِبُوا النساءَ والجُلُوسَ إِلَيْهنَّ، ولا تَقْرَبُوا ناحِيَتَهنَّ.

وفي حديث رقيقة: اسْتَكَفُّوا جَنابَيْه أَي حَوالَيْه، تثنية جَناب، وهي الناحِيةُ. وحديث الشعبي: أَجْدَبَ بِنا الجَنابُ. والجَنْبُ: الناحِيةُ. وأَنشد الأَخفش:

الناسُ جَنْبٌ والأَمِيرُ جَنْبُ

كأَنه عَدَلَه بجميع الناس. ورجل لَيِّنُ الجانِبِ والجَنْبِ أَي سَهْلُ

القُرْب. والجانِبُ: الناحِيةُ، وكذلك الجَنَبةُ. تقول: فلان لا يَطُورُ

بِجَنَبَتِنا. قال ابن بري: هكذا قال أَبو عبيدة وغيره بتحريك النون.

قال، وكذا رَوَوْه في الحديث: وعلى جَنَبَتَيِ الصِّراطِ أَبْوابٌ

مُفَتَّحةٌ. وقال عثمان بن جني: قد غَرِيَ الناسُ بقولهم أَنا في ذَراكَ وجَنَبَتِك بفتح النون. قال: والصواب إِسكانُ النون، واستشهد على ذلك بقول أَبي صَعْتَرةَ البُولانيِّ:

فما نُطْفةٌ مِنْ حَبِّ مُزْنٍ تقاذَفَتْ * به جَنْبَتا الجُوديِّ، والليلُ دامِسُ

وخبر ما في البيت الذي بعده، وهو:

بأَطْيَبَ مِنْ فِيها، وما ذُقْتُ طَعْمَها، * ولكِنَّني، فيما تَرَى العينُ، فارِسُ

أَي مُتَفَرِّسٌ. ومعناه: اسْتَدْلَلْتُ بِرِقَّته وصفَائِه على عُذوبَتِه وبَرْدِه. وتقول: مَرُّوا يَسِيرُونَ جَنابَيْه وجَنابَتَيْه وجَنْبَتَيْه أَي ناحِيَتَيْهِ.

والجانِبُ الـمُجْتَنَبُ: الـمَحْقُورُ.

وجارٌ جُنُبٌ: ذو جَنابةٍ مِن قوم آخَرِينَ لا قَرابةَ لهم، ويُضافُ

فيقال: جارُ الجُنُبِ. التهذيب: الجارُ الجُنُب هو الذي جاوَرَك، ونسبُه في قوم آخَرِينَ. والمُجانِبُ: الـمُباعِدُ. قال:

وإِني، لِما قد كان بَيْني وبيْنَها، * لـمُوفٍ، وإِنْ شَطَّ الـمَزارُ الـمُجانِبُ

وفرَسٌ مُجَنَّبٌ: بَعِيدُ ما بين الرِّجْلَين من غير فَحَجٍ، وهو مدح.

والتَّجْنِيبُ: انحِناءٌ وتَوْتِيرٌ في رِجْلِ الفَرَس، وهو مُسْتَحَبٌّ.

قال أَبو دُواد:

وفي اليَدَيْنِ، إِذا ما الماءُ أَسْهَلَها، ثَنْيٌ قَلِيلٌ، وفي الرِّجْلَينِ تَجْنِيبُ(1)

(1 قوله «أسهلها» في الصاغاني الرواية أسهله يصف فرساً. والماء أراد به العرق. وأسهله أي أساله. وثني أي يثني يديه.)

قال أَبو عبيدة: التَّجْنِيبُ: أَن يُنَحِّيَ يديه في الرَّفْعِ والوَضْعِ. وقال الأَصمعي: التَّجْنِيبُ، بالجيم، في الرجلين، والتحنيب، بالحاء

في الصلب واليدين.

وأَجْنَبَ الرجلُ: تَباعَدَ.

والجَنابةُ: الـمَنِيُّ. وفي التنزيل العزيز: وإِن كُنْتم جُنُباً فاطَّهَّروا. وقد أَجْنَبَ الرجلُ وجَنُبَ أَيضاً، بالضم، وجَنِبَ وتَجَنَّبَ.

قال ابن بري في أَماليه على قوله جَنُبَ، بالضم، قال: المعروف عند أَهل اللغة أَجْنَبَ وجَنِبَ بكسر النون، وأَجْنَبَ أَكثرُ من جَنِبَ. ومنه قول ابن عباس، رضي اللّه عنهما: الإِنسان لا يُجْنِبُ، والثوبُ لا يُجْنِبُ، والماءُ لا يُجْنِبُ، والأَرضُ لا تُجْنِبُ. وقد فسر ذلك الفقهاءُ وقالوا أَي لا يُجْنِبُ الإِنسانُ بمُماسَّةِ الجُنُبِ إِيَّاه، وكذلك الثوبُ إِذا لَبِسَه الجُنُب لم يَنْجُسْ، وكذلك الأَرضُ إِذا أَفْضَى إِليها الجُنُبُ لم تَنْجُسْ، وكذلك الماءُ إِذا غَمَس الجُنُبُ فيه يدَه لم يَنْجُسْ.

يقول: إِنَّ هذه الأَشياءَ لا يصير شيءٌ منها جُنُباً يحتاج إلى الغَسْلِ لمُلامَسةٍ الجُنُبِ إِيَّاها. قال الأَزهري: إِنما قيل له جُنُبٌ لأَنه نُهِيَ أَن يَقْرَبَ مواضعَ الصلاةِ ما لم يَتَطهَّرْ، فتَجَنَّبَها وأَجْنَبَ عنها أَي تَنَحَّى عنها؛ وقيل: لـمُجانَبَتِه الناسَ ما لم يَغْتَسِلْ.

والرجُل جُنُبٌ من الجَنابةِ، وكذلك الاثْنانِ والجميع والمؤَنَّث، كما يقال رجُلٌ رِضاً وقومٌ رِضاً، وإِنما هو على تأْويل ذَوِي جُنُبٍ، فالمصدر يَقُومُ مَقامَ ما أُضِيفَ إِليه. ومن العرب من يُثَنِّي ويجْمَعُ ويجْعَلُ المصدر بمنزلة اسم الفاعل. وحكى الجوهري: أَجْنَبَ وجَنُبَ، بالضم.

وقالوا: جُنُبانِ وأَجْنابٌ وجُنُبُونَ وجُنُباتٌ. قال سيبويه: كُسِّرَ

(يتبع...)

(تابع... 1): جنب: الجَنْبُ والجَنَبةُ والجانِبُ: شِقُّ الإِنْسانِ وغيره. تقول:... ...

على أَفْعالٍ كما كُسِّرَ بَطَلٌ عليه، حِينَ قالوا أَبْطالٌ، كما اتَّفَقا في الاسم عليه، يعني نحو جَبَلٍ وأَجْبالٍ وطُنُبٍ وأَطْنابٍ. ولم يقولوا جُنُبةً. وفي الحديث: لا تَدْخُلُ الملائكةُ بَيْتاً فيه جُنُبٌ. قال ابن الأَثير: الجُنُب الذي يَجِبُ عليه الغُسْل بالجِماع وخُروجِ المَنّي. وأَجْنَبَ يُجْنِبُ إِجْناباً، والاسم الجَنابةُ، وهي في الأَصْل البُعْدُ. وأَراد بالجُنُبِ في هذا الحديث: الذي يَترُك الاغْتِسالَ مِن الجَنابةِ عادةً، فيكونُ أَكثرَ أَوقاتِه جُنُباً، وهذا يدل على قِلّة دِينِه وخُبْثِ باطِنِه. وقيل: أَراد بالملائكة ههُنا غيرَ الحَفَظةِ. وقيل: أَراد لا تحْضُره الملائكةُ بخير. قال: وقد جاءَ في بعض الرِّوايات

كذلك.والجَنابُ، بالفتح، والجانِبُ: النّاحِيةُ والفِناءُ وما قَرُبَ مِن

مَحِلَّةِ القوْمِ، والجمع أَجْنِبةٌ. وفي الحديث: وعلى جَنَبَتي الصِّراطِ

داعٍ أَي جانِباهُ.

وجَنَبَةُ الوادي: جانِبُه وناحِيتُه، وهي بفتح النون. والجَنْبةُ،

بسكون النون: النّاحِيةُ، ويقال أَخْصَبَ جَنابُ القوم، بفتح الجيم، وهو ما حَوْلَهم، وفلان خَصِيبُ الجَنابِ وجَديبُ الجَنابِ، وفُلانٌ رَحْبُ الجَنابِ أَي الرَّحْل، وكُنا عنهم جَنابِينَ وجَناباً أَي

مُتَنَحِّينَ.والجَنِيبةُ: العَلِيقةُ، وهي الناقةُ يُعْطِيها الرّجُلُ القومَ

يَمتارُونَ عليها له. زاد المحكم: ويُعْطِيهم دَراهِمَ ليَمِيرُوه عليها. قال الحسن بن مُزَرِّدٍ:

قالَتْ لَه مائِلَةُ الذَّوائِبِ:

كَيْفَ أَخِي في العُقَبِ النَّوائِبِ؟ * أَخُوكَ ذُو شِقٍّ عَلى الرَّكائِبِ

رِخْوُ الحِبالِ، مائلُ الحَقائِبِ، * رِكابُه في الحَيِّ كالجَنائِبِ

يعني أَنها ضائعةٌ كالجَنائِب التي ليس لها رَبٌّ يَفْتَقِدُها. تقول:

إِنَّ أَخاكَ ليس بِمُصْلِحٍ لمالِه، فمالُهُ كَمالٍ غابَ عنْه رَبُّه وسَلَّمه لِمَن يَعْبَثُ فِيهِ؛ ورِكابُه التي هو مَعَها كأَنها جَنائِبُ في الضُّرِّ وسُوءِ الحالِ. وقوله رِخْوُ الحِبالِ أَي هو رِخْوُ الشَّدِّ لرَحْلِه فحقائبُه مائلةٌ لِرخاوةِ الشَّدِّ.

والجَنِيبةُ: صُوفُ الثَّنِيِّ عن كراع وحده. قال ابن سَيده: والذي حكاه يعقوب وغيره من أَهل اللغة: الخَبِيبةُ، ثم قال في موضع آخر: الخَبِيبةُ صُوفُ الثَّنِيِّ مثل الجَنِيبةِ، فثبت بهذا أَنهما لُغَتانِ صَحيحتانِ.

والعَقِيقةُ: صُوفُ الجَذَعِ، والجَنِيبةُ من الصُّوفِ أَفْضلُ من العَقِيقة وأَبْقَى وأَكثر.

والـمَجْنَبُ، بالفتح: الكَثِيرُ من الخَيرِ والشَّرِّ. وفي الصحاح:

الشيءُ الكثير. يقال: إِن عندنا لخيراً مَجْنَباً أَي كثيراً. وخَصَّ به أَبو عبيدة الكَثِير من الخَيرِ. قال الفارسي: وهو مِـمّا وَصفُوا به،

فقالوا: خَيرٌ مَجْنَبٌ. قال الفارسي: وهذا يقال بكسر الميم وفتحها. وأَنشد شمر لكثير:

وإِذْ لا ترَى في الناسِ شَيْئاً يَفُوقُها، * وفِيهنَّ حُسْنٌ، لو تَأَمَّلْتَ، مَجْنَبُ

قال شمر: ويقال في الشَّرِّ إِذا كَثُر، وأَنشد:

وكُفْراً ما يُعَوَّجُ مَجْنَبَا(1)

(1 قوله «وكفراً إلخ» كذا هو في التهذيب أيضاً.)

وطَعامٌ مَجْنَبٌ: كثير. والمِجْنَبُ: شَبَحَةٌ مِثْلُ الـمُشْطِ إِلاّ أَنها ليست لها أَسْنانٌ، وطَرَفُها الأَسفل مُرْهَفٌ يُرْفَعُ بها التُّرابُ على الأَعْضادِ والفِلْجانِ. وقد جَنَبَ الأَرْضَ بالمِجْنَبِ.والجَنَبُ: مصدر قولك جَنِبَ البعير، بالكسر، يَجْنَبُ جَنَباً إِذا ظَلَعَ من جَنْبِه. والجَنَبُ: أَن يَعطَشَ البعِيرُ عَطَشاً شديداً حتى تَلْصَقَ رِئَتُه بجَنْبِه من شدَّة العَطَشِ، وقد جَنِب جَنَباً. قال ابن السكيت قالت الأَعراب: هو أَن يَلْتَوِيَ من شِدّة العطش. قال ذوالرمة يصف حماراً:

وَثْبَ المُسَحَّجِ مِن عاناتِ مَعْقُلَةٍ، * كأَنـَّه مُسْتَبانُ الشَّكِّ، أَو جَنِبُ

والـمُسَحَّجُ: حِمارُ الوَحْشِ، والهاءُ في كأَنه تَعُود على حِمار

وحْشٍ تقدم ذكره. يقول: كأَنه من نَشاطِه ظالِعٌ، أَو جَنِبٌ، فهو يَمشي في شِقٍّ وذلك من النَّشاطِ. يُشَبِّه جملَه أَو ناقَتَه بهذا الحمار. وقال أَيضاً:

هاجَتْ به جُوَّعٌ، غُضْفٌ، مُخَصَّرةٌ، * شَوازِبٌ، لاحَها التَّغْرِيثُ والجَنَبُ

وقيل الجَنَبُ في الدابة: شِبْهُ الظَّلَعِ، وليس بِظَلَعٍ، يقال:

حِمارٌ جَنِبٌ. وجَنِبَ البعير: أَصابه وجعٌ في جَنْبِه من شِدَّةِ العَطَش.

والجَنِبُ: الذئْبُ لتَظالُعِه كَيْداً ومَكْراً من ذلك.

والجُنابُ: ذاتُ الجَنْبِ في أَيِّ الشِّقَّينِ كان، عن الهَجَرِيِّ.

وزعَم أَنه إِذا كان في الشِّقِّ الأَيْسَرِ أَذْهَبَ صاحِبَه. قال:

مَريضٍ، لا يَصِحُّ، ولا أُبالي، * كأَنَّ بشِقِّهِ وجَعَ الجُنابِ

وجُنِبَ، بالضم: أَصابه ذاتُ الجَنْبِ.

والـمَجْنُوبُ: الذي به ذاتُ الجَنْب، تقول منه: رَجُلٌ مَجْنُوب؛ وهي قَرْحَةٌ تُصِيبُ الإِنسانَ داخِلَ جَنْبِه، وهي عِلَّة صَعْبة تأْخُذُ في الجَنْب. وقال ابن شميل: ذاتُ الجَنْب هي الدُّبَيْلةُ، وهي على تَثْقُبُ البطن ورُبَّما كَنَوْا عنها فقالوا: ذاتُ الجَنْب. وفي الحديث:

الـمَجْنُوبُ في سَبِيلِ اللّهِ شَهِيدٌ. قيل: الـمَجْنُوبُ الذي به ذاتُ

الجَنْبِ. يقال: جُنِبَ فهو مَجْنُوب، وصُدِرَ فهو مَصْدُورٌ. ويقال: جَنِبَ جَنَباً إِذا اشْتَكَى جَنْبَه، فهو جَنِبٌ، كما يقال رَجُلٌ فَقِرٌ وظَهِرٌ إِذا اشْتَكَى ظَهْرَه وفَقارَه. وقيل: أَراد بالـمَجْنُوبِ الذي

يَشْتَكِي جَنْبَه مُطْلَقاً. وفي حديث الشُّهَداءِ: ذاتُ الجَنْب شَهادةٌ. وفي حديث آخر: ذُو الجَنْبِ شَهِيدٌ؛ هو الدُّبَيْلةُ والدُّمَّل الكبيرة

التي تَظْهَر في باطن الجَنْب وتَنْفَجِر إِلى داخل، وقَلَّما يَسْلَمُ

صاحِبُها. وذُو الجَنْبِ: الذي يَشْتَكي جَنْبَه بسبب الدُّبيلة، إِلاّ أَنَّ

ذو للمذكر وذات للمؤَنث، وصارت ذات الجنب علماً لها، وإِن كانت في الأَصل صفة مضافة.

والـمُجْنَب، بالضم، والمِجْنَبُ، بالكسر: التُّرْس، وليست واحدة منهما على الفعل. قال ساعدة بن جُؤَيَّةَ:

صَبَّ اللَّهِيفُ لَها السُّبُوبَ بِطَغْيةٍ، * تُنْبي العُقابَ، كما يُلَطُّ المِجْنَبُ

عَنَى باللَّهِيفِ المُشْتارَ. وسُبُوبُه: حِبالُه التي يَتَدلَّى بها إِلى العَسَلِ. والطَّغْيةُ: الصَّفاةُ الـمَلْساءُ. والجَنْبةُ: عامَّة الشَّجَر الذي يَتَرَبَّلُ في الصَّيْفِ.

وقال أَبو حنيفة: الجَنْبةُ ما كان في نِبْتَتِه بين البَقْل والشَّجر،

وهما مـما يبقى أَصله في الشتاءِ ويَبِيد فَرْعه. ويقال: مُطِرْنا

مَطَراً كَثُرتْ منه الجَنْبةُ. وفي التهذيب: نَبَتَتْ عنه الجَنْبةُ،

والجَنْبَةُ اسم لكل نَبْتٍ يَتَرَبَّلُ في الصَّيف. الأَزهري: الجَنْبةُ اسم

واحد لنُبُوتٍ كثيرة، وهي كلها عُرْوةٌ، سُميت جَنْبةً لأَنها صَغُرت عن الشجر الكبار وارْتَفَعَتْ عن التي أَرُومَة لها في الأَرض؛ فمِنَ الجَنْبةِ النَّصِيُّ والصِّلِّيانُ والحَماطُ والـمَكْرُ والجَدْرُ والدَّهْماءُ

صَغُرت عن الشجر ونَبُلَتْ عن البُقُول. قال: وهذا كله مسموع من العرب.

وفي حديث الحجاج: أَكَلَ ما أَشْرَفَ من الجَنْبَةِ؛ الجَنْبَةُ، بفتح

الجيم وسكون النون: رَطْبُ الصِّلِّيانِ من النبات، وقيل: هو ما فَوْقَ البَقْلِ ودُون الشجر. وقيل: هو كلُّ نبْت يُورِقُ في الصَّيف من غير مطر.والجَنُوبُ: ريح تُخالِفُ الشَّمالَ تأْتي عن يمِين القِبْلة. وقال ثعلب: الجَنُوبُ مِن الرِّياحِ: ما اسْتَقْبَلَكَ عن شِمالك إِذا وقَفْت في القِبْلةِ.

وقال ابن الأَعرابي: مَهَبُّ الجَنُوب مِن مَطْلَعِ سُهَيلٍ إِلى مَطْلَعِ الثُرَيَّا. الأَصمعي: مَجِيءُ الجَنُوبِ ما بين مَطْلَعِ سُهَيْلٍ إِلى مَطْلَعِ الشمس في الشتاءِ. وقال عُمارةُ: مَهَبُّ الجَنُوبِ ما بين مَطلع سُهَيْل إِلى مَغْرِبه. وقال الأَصمعي: إِذا جاءَت الجَنُوبُ جاءَ معها

خَيْرٌ وتَلْقِيح، وإِذا جاءَت الشَّمالُ نَشَّفَتْ. وتقول العرب للاثنين،

إِذا كانا مُتصافِيَيْنِ: رِيحُهما جَنُوبٌ، وإِذا تفرَّقا قيل: شَمَلَتْرِيحُهما، ولذلك قال الشاعر:

لَعَمْري، لَئِنْ رِيحُ الـمَودَّةِ أَصبَحَتْ * شَمالاً، لقد بُدِّلْتُ، وهي جَنُوبُ

وقول أَبي وجزة:

مَجْنُوبةُ الأُنْسِ، مَشْمُولٌ مَواعِدُها، * مِن الهِجانِ، ذواتِ الشَّطْبِ والقَصَبِ

يعني: أَن أُنسَها على مَحَبَّتِه، فإِن التَمَس منها إِنْجازَ مَوْعِدٍ

لم يَجِدْ شيئاً. وقال ابن الأَعرابي: يريد أَنها تَذْهَب مَواعِدُها مع

الجَنُوبِ ويَذْهَبُ أُنـْسُها مع الشَّمالِ.

وتقول: جَنَبَتِ الرِّيحُ إِذا تَحَوَّلَتْ جَنُوباً. وسَحابةٌ مَجْنُوبةٌ إِذا هَبَّتْ بها الجَنُوب.

التهذيب: والجَنُوبُ من الرياحِ حارَّةٌ، وهي تَهُبُّ في كلِّ وَقْتٍ،

ومَهَبُّها ما بين مَهَبَّي الصَّبا والدَّبُورِ مِمَّا يَلي مَطْلَعَ سُهَيْلٍ. وجَمْعُ الجَنُوبِ: أَجْنُبٌ. وفي الصحاح: الجَنُوبُ الريح التي تُقابِلُ الشَّمال. وحُكي عن ابن الأَعرابي أَيضاً أَنه قال: الجَنُوب في كل

موضع حارَّة إِلا بنجْدٍ فإِنها باردة، وبيتُ كثير عَزَّةَ حُجَّة له:

جَنُوبٌ، تُسامِي أَوْجُهَ القَوْمِ، مَسُّها * لَذِيذٌ، ومَسْراها، من الأَرضِ، طَيِّبُ

وهي تكون اسماً وصفة عند سيبويه، وأَنشد:

رَيحُ الجَنُوبِ مع الشَّمالِ، وتارةً * رِهَمُ الرَّبِيعِ، وصائبُ التَّهْتانِ

وهَبَّتْ جَنُوباً: دليل على الصفة عند أَبي عثمان.

قال الفارسي: ليس بدليل، أَلا ترى إِلى قول سيبويه: إِنه قد يكون حالاً ما لا يكون صفة كالقَفِيز والدِّرهم. والجمع: جَنائبُ. وقد جَنَبَتِ الرِّيحُ تَجْنُبُ جُنُوباً، وأَجْنَبَتْ أَيضاً، وجُنِبَ القومُ: أَصابَتْهم

الجَنُوبُ أَي أَصابَتْهم في أَمـْوالِهِمْ. قال ساعدة بن جُؤَيَّةَ:

سادٍ، تَجَرَّمَ في البَضِيعِ ثَمانِياً، * يُلْوَى بِعَيْقاتِ البِحارِ، ويُجْنَبُ

أَي أَصابَتْه الجَنُوبُ.

وأَجْنَبُوا: دَخلوا في الجَنُوبِ.

وجُنِبُوا: أَصابَهُم الجَنُوبُ، فهم مَجْنُوبُونَ، وكذلك القول في

الصَّبا والدَّبُورِ والشَّمالِ.

وجَنَبَ إِلى لِقائِه وجَنِبَ: قَلِقَ، الكسر عن ثعلب، والفتح عن ابن

الأَعرابي. تقول: جَنِبْتُ إِلى لِقائكَ، وغَرِضْتُ إِلى لِقائكَ جَنَباً

وغَرَضاً أَي قَلِقْتُ لشدَّة الشَّوْقِ إِليك. وقوله في الحديث: بِعِ

الجَمْعَ بالدَّراهم ثم ابْتَعْ به جَنِيباً، هو نوع جَيِّد مَعْروف من أَنواع التمر، وقد تكرَّر في الحديث.

وجَنَّبَ القومُ، فهم مُجَنِّبُونَ، إِذا قلَّتْ أَلبانُ إِبلهم؛ وقيل: إِذا لم يكن في إِبلهم لَبَنٌ. وجَنَّبَ الرَّجلُ إِذا لم يكن في إِبله ولا غنمه دَرٌّ: وجَنَّبَ الناسُ: انْقَطَعَتْ أَلبانُهم، وهو عام تَجْنِيب. قال الجُمَيْحُ بنُ مُنْقِذ يذكر امرأَته:

لَـمَّا رَأَتْ إِبِلي قَلَّتْ حَلُوبَتُها، * وكُلُّ عامٍ عَلَيها عامُ تَجْنِيبِ

يقُول: كلُّ عامٍ يَمُرُّ بها، فهو عامُ تَجْنِيبٍ. قال أَبو زيد: جَنَّبَتِ الإِبلُ إِذا لم تُنْتَجْ منها إِلا الناقةُ والناقَتانِ. وجَنَّبها هو، بشدِّ النون أَيضاً. وفي حديث الحَرِثِ بن عَوْف: إِن الإِبل جَنَّبَتْ قِبَلَنا العامَ أَي لم تَلْقَحْ، فيكون لها أَلبان. وجنَّب إِبلَه وغَنَمه: لم يُرْسِلْ فيها فحلاً.

والجَأْنـَبُ، بالهمز: الرجل القَصِيرُ الجافي الخِلْقةِ.

وخَلْقٌ جَأْنَبٌ إِذا كان قَبِيحاً كَزّاً. وقال امرؤُ القيس:

ولا ذاتُ خَلْقٍ، إِنْ تَأَمَّلْتَ، جَأْنَبِ

والجَنَبُ: القَصِيرُ؛ وبه فُسِّرَ بيت أَبي العيال:

فَتًى، ما غادَرَ الأَقْوامُ، * لا نِكْسٌ ولا جَنَبُ

وجَنِبَتِ الدَّلْوُ تَجْنَبُ جَنَباً إِذا انْقَطَعَتْ منها وذَمَةٌ أَو وَذَمَتانِ. فمالَتْ.

والجَناباءُ والجُنابى: لُعْبةٌ للصِّبْيانِ يَتَجانَبُ الغُلامانِ فَيَعْتَصِمُ كُلُّ واحِدٍ من الآخر.

وجَنُوبُ: اسم امرأَة. قال القَتَّالُ الكِلابِيُّ:

أَباكِيَةٌ، بَعْدي، جَنُوبُ، صَبابةً، * عَليَّ، وأُخْتاها، بماءِ عُيُونِ؟

وجَنْبٌ: بَطْن من العرب ليس بأَبٍ ولا حَيٍّ، ولكنه لَقَبٌ، أَو هو

حَيٌّ من اليمن. قال مُهَلْهِلٌ:

زَوَّجَها فَقْدُها الأَراقِمَ في * جَنْبٍ، وكانَ الحِباءُ من أَدَمِ

وقيل: هي قَبِيلةٌ من قَبائِل اليَمَن.

والجَنابُ: موضع.

والمِجْنَبُ: أَقْصَى أَرضِ العَجَم إِلى أَرض العَرَبِ، وأَدنى أَرضِ

العَرَب إِلى أَرض العجم. قال الكميت:

وشَجْو لِنَفْسِيَ، لم أَنـْسَه، * بِمُعْتَرَك الطَّفِّ والمِجْنَبِ

ومُعْتَرَكُ الطَّفِّ: هو الموضع الذي قُتِلَ فيه الحُسَين بن عليّ، رضي اللّه عنهما.

التهذيب: والجِنابُ، بكسر الجيم: أَرض معروفة بِنَجْد. وفي حديث ذي المِعْشارِ: وأَهلِ جِنابِ الهَضْبِ هو، بالكسر، اسم موضع.

جنب

1 جَنَبَهُ He broke his side: (S, K:) or he hit, or hurt, his side. (TA.) [The aor. of the verb in this sense is probably جَنُبَ, and the inf. n., accord. to the TK, is جَنْبٌ.] b2: He led him by his side; (S, A, * Msb, K;) namely, a horse (S, A, Msb, TA) or the like, (S, A,) and a captive. (S, TA.) In this sense, its aor. is جَنُبَ, (A, Msb, TA,) and the inf. n. جَنَبٌ (S, A, Msb, K) and مَجْنَبٌ. (K.) Hence, طَوْعُ الجَنَبِ: see جِنَابٌ.

جَنَبٌ which is forbidden (S, A, TA) in a trad., [in which it is said, لَا جَلَبَ وَلَا جَنَبَ] (A, TA) relating to horse-racing and to [the collecting of] the poor-rate, (TA,) means [in the former case] A man's leading, by the side of a horse that he rides in a race, another horse, (S, A, K,) without a rider, (TA,) and when the horse that he rides has become languid and weak, (K,) or when he fears that he will not outstrip upon it, (S,) or when he draws near to the goal, (A,) transferring himself to the other, (S, A, K,) in order that he may outstrip: (A:) and in relation to the poorrate, it means the collector's alighting in the most remote of the places whence the portion appointed for the poor-rate is to be collected, and then ordering that the camels or the like [that constitute that portion] shall be led to him: or the going of the owner of the property to a distance, [or aside, or out of the way,] with his property, so that the collector is obliged to go to a distance in quest of it. (K. See more in art. جلب, first paragraph.) b3: He placed, or put, at a distance, or he put, or sent, away, or far away, or far off, or he removed far away, alienated, or estranged, him, or it; (K;) as though he put him, or it, aside, or as though he walked aside; as also ↓ جانبهُ (TA.) And He pushed, thrust, or drove, him, or it, away, aside, or to a distance. (K, * TA.) and جَنَبَهُ الشَّىْءَ (S, K, *) or الشَّرَّ (Fr, Zj, Msb,) aor. ـُ (S, Msb, K;) and ↓ جنّبهُ, (Fr, Zj, S, A, Msb, K,) but this has an intensive signification; (Msb;) and ↓ اجنبهُ; (Fr, Zj, A, K;) He put aside, or away, or he warded off, from him, (S,) or he removed from him, (S, Msb, K,) or removed far from him, (Msb, K,) the thing, (S, K, *) or evil. (Fr, Zj, A, Msb.) It is said in the Kur [xiv. 38], وَاجْنُبْنِى وَبَنِىَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ [and put Thou away from me and my sons our worshipping of idols], (S,) or, accord. to one reading, ↓ وَأَجْنِبْنِى. (TA.) b4: He yearned towards, longed for, or desired, him, or it. (K, * TA.) A2: جَنَبَ بِهِ, aor. ـُ [He went aside, apart, out of the way, to a distance, or far away, with him, or it: or, like جَنَبَهُ, in a sense explained above,] he placed, or put, at a distance, or he put, or sent, away, or far away, or far off, him, or it. (K, TA.) b2: جَنَبَ فِى بَنِى فُلَانٍ, (S, K, *) aor. ـُ inf. n. جَنَابَةٌ; (S;) and ↓ تجنّب; (so, app., in the TA;) He alighted, or descended and abode, or settled, as a stranger, among the sons of such a one. (S, K, * TA.) One says, نِعْمَ القَوْمُ هُمْ لِجَارِ الجَنَابَةِ [Excellent are the people, they,] to the neighbour who is a stranger. (S. [See also جُنُبٌ.]) And لَا تَحْرِمَنِّى عَنْ جَنَابَةٍ Do not thou by any means refuse me because of being remote (S, A, TA) in respect of relationship. (A, TA.) [See also جَنَابَةٌ mentioned below as a subst.] b3: جَنَبَتِ الرِّيحُ, (S, A, K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. جُنُوبٌ; (K;) and ↓ اجنبت; (TA;) The wind was, or became, such as is termed جَنُوب [i. e. south, or southerly]; (K;) it blew in the direction of the wind thus called: (A, TA:) or the former, (S,) or جَنِبَت, (TA,) the wind changed, or veered, so as to become جَنُوب (S, TA.) b4: [And hence, (see جَنُوبٌ,)]

جَنَبَ إِلَيْهِ, (IAar, K,) or إِلَى لِقَائِهِ, (TA,) aor. ـُ (K;) and جَنِبَ, aor. ـَ (Th, K;) [inf. n., app., جَنْبٌ, for the verb is said in the K to be like نَصَرَ and سَمِعَ;] (assumed tropical:) He was, or became, disquieted by vehement desire to see him, or to meet him. (K, * TA.) A3: جَنِبَ, aor. ـَ (S,) inf. n. جَنَبٌ, (S, K,) He (a camel) limped, or halted, by reason of [pain in] his side: (S:) or he had an affection resembling ظَلْع [i. e. limping, or halting], (K, TA,) but not the same as this: (TA:) and, (K,) or accord. to As, (S,) his lungs clave to his side by reason of vehement thirst: (S, K:) or, accord. to the Arabs of the desert, as ISk says, he became bent, or contorted, by reason of vehemence of thirst: (S:) and he (a camel) had a pain in his side from vehemence of thirst. (TA.) The epithet is ↓ جَنِبٌ; which is applied by Dhu-r-Rummeh to an ass. (S, TA.) b2: جنبت الدَّلْوُ [app. جَنِبَت] The bucket inclined to one side in consequence of the breaking of one or two of the thongs attacking it to the cross-bars. (L, TA.) A4: جَنِبَ and جَنُبَ and جَنَبَ are syn. with أَجْنَبَ in a sense explained below: see 4.

A5: جُنِبَ He had, or became affected by, the disease termed ذَاتُ الجَنْبِ [or pleurisy]: (S, Mgh, Msb:) he had a complaint of his side. (K.) A6: جُنِبُوا They were, or became, affected by the [south, or southerly, wind called] جُنُوب. (S, A, K.) And also, [in allusion to the fertilizing effect attributed to the wind so called,] They were, or became, affected by that wind in their cattle. (L, TA.) 2 جنّبهُ: see 1: b2: and see also 3.

A2: جنبّ, inf. n. تَجْنِيبٌ, He did not send the stallion-camel among his she-camels, nor the ram or he-goat among his ewes or she-goats. (K.) b2: جنّب القَوْمُ The milk of the people's camels became little: (S:) or the people's milk ceased; (K, TA;) or became little: or the people's camels had no milk: and جنّب said of a man, his camels had no milk, nor had his sheep or goats. (TA.) Hence, عَامُ تَجْنِيبٍ [A year of little, or no, milk]. (S, TA.) b3: جنّبت الأِبِلُ The camels, with the exception of one or two, brought forth no young. (Az, TA.) The camels did not conceive, so as to have milk. (TA.) A3: تَجْنِيبٌ [as an inf. n. of which the verb, if it have one in any of the following senses, is جُنِّبَ,] also signifies A bending, or curving, and tension [of the sinews] (تَوْتِيرٌ), of the hind leg of a horse; which is a quality approved: (S, K:) or, accord. to AO, a turning aside of his fore legs in raising them and putting them down: but accord. to As, it is in the kind legs, and تَحْنِيبٌ is in the back-bone and in the fore legs. (TA.) [See also 2 in art حنب; and see also مُجَنَّبٌ.]3 جانبهُ, (A, K,) inf. n. مُجَانَبَةٌ and جِنَابٌ, (K,) He was, or became, at, or by, his side: (A, K:) and he walked, or went, by his side. (A.) A2: Also i. q. بَا عَدَهُ; (A, K;) i. e. He was, or became, [distant, remote, far off, or aloof, from him; or] apart from him; or in a part, quarter, or tract, different from that in which he (the other) was; (TA;) thus bearing two contr. significations. (A, K.) جانبهُ and ↓ تجانبهُ and ↓ تجنّبُهُ and ↓ اجتنبهُ all signify the same, (S, K,) i. e. He was, or became, distant, remote, far off, or aloof, or he went, or removed, or retired, or withdrew himself, to a distance, or far away, or far off, or he alienated, or estranged, himself, or he stood, or kept, aloof, from him, or it; he shunned, or avoided, him, or it; as also ↓ جِنّبه (K) [and مِنْهُ ↓ تجنّب]. You say, جَانِبِ اللِّئَامَ [Remove thyself far from the mean, or ignoble; stand, or keep, aloof from them; shun, or avoid, them]. (A.) And لَجَّ فِى جِنَابٍ قَبِيحٍ He persisted in removing himself to a distance, or estranging himself, from his family. (S, A, K. [In two copies of the S, I find جناب here written with fet-h to the ج; but it is expressly said in the TA to be with kesr.]) b2: See also 1.4 اجنبهُ: see 1, in the former half of the paragraph, in two places.

A2: اجنب, (S, IAth, Mgh, Msb, K, &c.,) inf. n. إِجْنَابٌ; (IAth, TA;) and ↓ جَنِبَ; (IB, K;) but the former is more common than the latter; and the latter, than the next here following; (IB, TA;) and ↓ جَنُبَ (S, Msb, K,) [inf. n. جَنَابَةٌ, agreeably with analogy;] and ↓ جَنَبَ, aor. ـُ (L, TA;) and أُجْنِبَ, and ↓ استجنب, (K,) and ↓ تجنّب; (L, TA;) He was, or became, in the state of one who is termed جُنُب; (S, IAth, Mgh, L, Msb, K;) i. e., under the obligation of performing a total ablution, by reason of sexual intercourse and discharge of the semen. (IAth, TA.) لَا يُجْنِبُ, said by I' Ab, of a man, and of a garment, and of the ground, (TA,) and of water, (Mgh, TA,) means (tropical:) He, or it, will not become polluted (Mgh, TA) by the touch of him who is جُنُب so that one should need total ablution in consequence of the touching thereof. (TA.) A3: اجنبوا They entered upon [a time in which blew] the [south, or southerly,] wind termed الجُنُوب. (S, A, K.) b2: See also 1 in the latter half of the paragraph.5 تَجَنَّبَ see 1: b2: and 3, in two places: b3: and 4.6 تَجَاْنَبَ see 3.8 إِجْتَنَبَ see 3.10 إِسْتَجْنَبَ see 4.

جَنْبٌ, a word of well-known meaning; (S;) The side, or half, or lateral half, syn. شِقٌّ, (A, K,) of a man &c.; as also ↓ جَانِبٌ and ↓ جَنَبَةٌ: (K:) or the part of a man that is beneath the arm-pit, extending to the flank; as also ↓ جَانِبٌ, because it is the side of the person: (Msb:) pl. (of the first, Msb) جُنُوبٌ (Msb, K) and [of the same, a pl. of pauc.,] أَجْنَابٌ (CK) and [of جَانِبٌ]

جَوَانِبُ (Lh, ISd, K, but not in the CK) and [app. of جَنْبٌ (like as لَيَائِلُ is a pl. of لَيْلٌ) or of جَنَبَةٌ (like as حَوَائِجُ is pl. of حَاجَةٌ which is originally حَوَجَةٌ) or of both these] ↓ جَنائِبُ (M, K,) which is extr. (M, TA.) [Hence,] قَعَدْتُ إِلَى جَنْبِ فُلَانٍ and فلان ↓ الى جَانِبِ [I sat by the side of such a one]: both meaning the same. (S.) And ↓ إِنَّهُ لَمُنْتَفِخُ الجَوَانِبِ [Verily he is inflated in the side]: جوانب being here one of those words which are used in the sing. sense though in the pl. form. (Lh, TA.) And أَعْطَاهُ الجَنْبَ [lit. He gave him the side; meaning] he was, or became, submissive, manageable, easy, or tractable, to him. (A.) And جَارُ الجَنْبِ He who cleaves to one, keeping by one's side. (K. [Differing from جَارُ الجُنُبِ, q. v. infrà.]) And الصَّاحِبُ بِالجَنْبِ [in the Kur iv. 40] The travelling-companion; the companion in a journey: (S, K:) or he who is near one; or by one's side: or the companion in every good affair: or the husband: or the wife. (TA.) And ذَاتُ الجَنْبِ, (S, A, Mgh, Msb, K, &c.,) with which ↓ الجُنَابُ is syn., (K,) [and sometimes الجَنْبُ, as will be seen in what follows,] A well-known disease; (Mgh;) [the pleurisy; called by the first of these three appellations in the present day;] a severe disease, being an inflammatory tumour in the [pleura, or] membrane within the ribs: (Msb:) or an ulcer, or a purulent pustule, that comes within a man's side: (S, TA:) it is a severe disease in the side: accord. to El-Hejeree, it is in either side; and they assert that when it is in the left side, the patient perishes: accord. to ISh, the دُبَيْلَة; which is an ulcer that penetrates into the belly: or the ulcer (دُبَيْلَة and دُمَّل) that comes forth within the side, and discharges internally; the sufferer from which seldom recovers: he who suffers from it [and dies in consequence], or, as some say, he who is afflicted by a complaint of the side (absolutely) while warring in the cause of God, is reckoned a martyr: (TA:) [soldiers in a campaign are notoriously more subject to it than persons in most other circumstances; and it is app. for this reason that] it is termed دَآءُ الصَّنَادِيدِ [the disease of the courageous chiefs]. (A, TA.) ذُو الجَنْبِ, of which ذَاتُ الجُنْبِ is the fem., signifies Having a complaint of his side by reason of [the disease above mentioned, or what is termed] الدُّبَيْلَة. (TA. [See also مَجْنُوبٌ.]) b2: A poet says, النَّاسُ جَنْبٌ وَالأَمِيرُ جَنْبُ [The people are a side and the prince is a side]: (Akh, S, TA:) as though he reckoned the latter equal to all the people. (TA. [This is cited in the S and TA as though it were an ex. of جنب in the sense here next following: but it seems to be rather an ex. of this word in the sense first explained in the present paragraph.]) b3: I. q. نَاحِيَةٌ [A side; meaning a lateral, or an outward or adjacent, part or portion, region, quarter, or tract; or a part, region, quarter, or tract, considered with respect to its collocation or juxtaposition or direction, or considered as belonging to a whole; a vicinage, or neighbourhood]; (S, K;) as also ↓ جَانِبٌ (S, Msb, K) and ↓ جَنَابٌ and ↓ جَنْبَةٌ (S, K) and ↓ جَنَبَةٌ (S) and ↓ جَنَابَةٌ. (L, TA.) It is said that the primary signification of جَنْبٌ is the part of the body mentioned in the beginning of this paragraph, and that its use in the sense of نَاحيَةٌ is metaphorical, as is the case of يَمِينٌ and شِمَالٌ; but نَاحِيَةٌ is mentioned in the Msb as the primary signification of ↓ جَانِبٌ; (MF, TA;) though its primary signification accord. to the K and ISd seems to be that first mentioned. (TA.) You say, ↓ مَشَوْا جَانِبَيْهِ and ↓ جَنَابَيْهِ and ↓ جَنْبَتَيْهِ and ↓ جَنَابَتَيْهِ [They walked, or went on foot, on either side of him]. (A, TA. *) And ↓ مَرُّوا يَسِيرُونَ جَنَابَيْهِ (S, L) and ↓ جَنْبَتَيْهِ and ↓ جَنَابَتَيْهِ (L, TA) They went along journeying on either side of him. (S, L.) And كُنَّا عَنْهُمْ

↓ جَنَا بَيْنِ and ↓ جَنَابًا We were apart from them [on two sides and on one side]. (TA.) And نَزَلُوا الوَادِى ↓ فِى جَنَابَاتِ [They alighted in the sides of the valley, or in the tracts beside the valley]. (A.) And ↓ فُلَانٌ لَا يَطُورُ بِجَنَبَتِنَا Such a one will not approach our quarter: (S:) thus accord. to AO; with fet-h to the ن: IJ, however, says, people are wont to say, ↓ أَنَا فِى ذَرَاكَ وَجَنَبَتِكَ [meaning I am under thy protection and in thy quarter]; but that the correct expression is ↓ جَنْبَتِكَ, with the ن quiescent. (IB, TA.) The Arabs also said, سُهَيْلٍ ↓ الحَرُّ جَانِبَىْ, meaning (assumed tropical:) The heat is on either side of Suheyl [or Canopus: i. e., during the period next before, and that next after, the auroral rising of Canopus; which rising began, in central Arabia, at the commencement of the era of the Flight, about the 4th of August, O. S.]: this is the greatest heat. (TA.) One also says, ↓ أَحَاطُوا بِهِ مِنْ جَانِبَيْهِ [meaning They surrounded him on all his sides; lit., on his two sides]; dividing the surrounding parts into two, but not meaning that any of these remained vacant. (Expos. of the exs. cited as testimonies by Sb, TA in art. حول.) b4: Also, [and ↓ جَانِبٌ, which is thus used in the L in art. جنح, and by many authors,] A part, or portion, of a thing; (L;) the greater, or main, or chief, part or portion thereof; most thereof; (L, K;) or a great part or portion thereof; much thereof. (L.) Hence, [or perhaps from جَنْبٌ in the second of the senses assigned to it above, conveying the idea of juxtaposition, and thus of comparison,] هٰذَا قَلِيلٌ جَنْبِ مَوَدَّتِكَ [This is little in comparison with the magnitude of thy love; or simply, in comparison with thy love]. (TA.) b5: يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِى جنْبِ اللّٰهِ [in the Kur xxxix. 57] means ↓ فى جَانِبِه, i. e. (assumed tropical:) [O my grief, or regret, for my negligence, or remissness,] in respect of that which is the right, or due, of God! (A, Bd, TA,) i. e., (Bd,) in respect of obedience to God! (Bd, Jel:) or, in respect of [the means of attaining] nearness to God! (Fr, TA;) or, nearness to God in Paradise! (IAar, TA:) or, in respect of the way of God, to which He hath called me! i. e., the profession of his unity, and the confession of the prophetic office of Mohammad. (Zj, TA.) The saying of the Arabs, اِتَّقِ اللّٰهَ فِى جَنْبِهِ وَلَا تَقْدَحْ فِى سَاقِهِ [may be rendered (assumed tropical:) Fear God in respect of his (thy brother's) right, or due, and impugn not his honour, or reputation: or] means, accord. to the copies of the K, لَا تَقْتُلْهُ [slay him not], or, as in the L, and in the original draught of the author [of the K] لا تَغْتَلْهُ [slay him not clandestinely, or on an occasion of inadvertence], from الغِيلَةُ, and throw him not into trouble, or trial: (TA:) or, accord. to some, فى جنبه means in detracting from his reputation, or reviling him. (K, TA. [See also Freytag's Arab. Prov. i. 240.]) A poet, cited by IAar, says, خَلِيلَىَّ كُفَّا وَاذْكُرَا اللّٰهَ فِى جَنْبِى (assumed tropical:) [O my two friends, refrain, and be mindful of God in respect of my reputation; (see also جَانِبٌ;)] meaning, in detracting from my reputation, or reviling me: or, accord. to MF, in my case. (TA.) And one says, مَا فَعَلْتَ فِى جَنْبِ حَاجَتِى (assumed tropical:) What didst thou, or what hast thou done, in the case of the thing that I want? (L, TA.) جَنَبٌ: see جَنِيبٌ.

A2: طَوْعُ الجَنَبِ: see جِنَابٌ.

A3: جَنَبٌ also signifies Short; (K;) applied to a man. (TA.) جَنِبٌ: see جَنِبَ. b2: It is also applied as an epithet to a wolf, because he pretends to halt, from guile, or cunning. (L, TA.) b3: Also A man who goes aside, or to a distance, from the beaten way, for fear of guests' coming to him for entertainment. (K, TA.) جُنُبٌ, (El-Fárábee, S, A, Msb, K,) which is sometimes used in the sing. form as pl., and has no fem. form, (TA,) and ↓ جَانِبٌ and ↓ أَجْنَبِىٌّ, (El-Fárábee, S, Msb, K,) which is said by Az in art. روح to be seldom or never used by the Arabs, but is mentioned by him in its proper art., (Msb,) and ↓ أَجْنَبُ, (Az, S, Msb, K,) are syn., (El-Fárábee, S, Msb, K,) signifying A stranger; (K;) as also ↓ جَنِيبٌ: (S:) or a man who is distant, or remote: (Msb:) or distant, or remote, in respect of relationship: (Az and Msb in explanation of the third and fourth:) [or not a relation; as will be seen from what follows:] and ↓ جَانِبٌ [as an act. part. n.] signifies one alighting, or descending and abiding, or settling, as a stranger, among a tribe: (S:) pl. of the first أَجْنَابٌ, (A, TA,) and of the second جُنَّابٌ, (S, TA,) and of the fourth أَجَانِبُ. (Msb.) الجَارُ الجُنُبُ [occurring in the Kur iv. 40] (T, S, A, Msb, K) and جَارُ الجُنُبِ (TA) The person who is one's neighbour, but who belongs to another people; (T, S, A, Msb, K;) who is not of one's family nor of one's lineage; (A;) who is of another lineage than he of whom he is a neighbour; (T, TA;) who is not a relation: (MF:) or one who is distant, or remote, in an absolute sense: (TA:) or the person who is not a relation to another, and who comes to him, and asks him to protect him, and abides with him: such has the title to respect that belongs to him as neighbour of the other, and to his protection, and as relying upon his safeguard and promise. (TA in art. جور. [Differing from جَارُ الجَنْبِ, q. v. suprà.]) It is said in a trad., هُمْ أَجْنَابُ النَّاسِ They are the strangers of mankind, or of the people. (TA.) And in another trad., قَالَ لِجَارِيّةٍ هَلْ مِنْ مُغَرِبَةِ الخَبَرُ ↓ خَبَرٍ قَالَتْ عَلَى جَانِبٍ [He said to a girl, Is there any news from abroad? She answered,] It is for a stranger coming from a journey [to give such news]. (TA.) And one says, هُوَ مِنِّى ↓ أَجْنَبِىٌّ [He is a person not related to me]. (A.) b2: Also, ↓ the same four words, (of which only the last is mentioned in this sense in the S,) That will not be led; intractable. (K.) b3: جُنُبٌ is also an epithet from الجَنَابَةُ; (S, Mgh, Msb, K;) signifying A man under the obligation of performing a total ablution, by reason of sexual intercourse and discharge of the semen: (IAth, TA: [see 4:]) and is used alike as masc. and fem. (S, Mgh, Msb) and sing. (S, A, Mgh, Msb, K) and dual (Msb, TA) and pl.; (S, A, Mgh, Msb, K;) being regarded as quasi-coordinate to the class of inf. ns.; for the inf. n., when used as an epithet, must remain, in form, sing. and masc.: (MF in art. عفت:) or one may use the dual form جُنُبَانِ; (K;) and sometimes they used the pl. أَجْنَابٌ (S, Msb, K *) and جُنُبُونَ, (S, Msb,) and the fem. pl. جُنُبَاتٌ; (Msb;) but not جُنُبَةٌ, (K, TA,) applied to a female. (TA.) It is said in a trad., لَا تَدْخُلُ المَلَائِكَةُ بِيْتًا فِيهِ جُنُبٌ, meaning [The angels will not enter a house, or chamber, or tent, in which is] one who usually neglects the total ablution when under an obligation to perform it for the cause above mentioned. (IAth, TA.) جَنْبَةٌ: see جَنْبٌ, in four places: b2: and see جَانِبٌ. b3: Also Retirement, or secession, from others: (K, TA:) and in a trad., in which it is enjoined, used as meaning retirement from women; avoiding the sitting by them, and the approaching the place that they occupy. (TA.) You say, رَجُلٌ ذُو جَنْبَةٍ A man of retirement. (TA.) and نَزَلَ جَنْبَةً He alighted, or descended and abode, or settled, in a place aside, or apart. (S, TA.) and قَعَدَ جَنْبَةً He [sat apart, or] retired from others. (A, TA.) b4: The state of being a stranger; as also ↓ جَنَابَةٌ. (K. [Both are there mentioned as simple substs.; but the latter is an inf. n.: see جَنَبَ فِى بَنِى فُلَانٍ; and what next follows it: and see also 4.]) Both also signify Remoteness in respect of relationship. (TA.) A2: Also, جَنْبَةٌ, A piece of skin from the side of a camel, (S, L, K, *) of which is made a kind of milking vessel (عُلْبَة), (S, L,) larger than the مِعْلَق, but smaller than the جَوْبَة. (L.) A3: And Every kind of plant, (S,) or every kind of tree in general, (K,) that produces [new leaves such as are termed] رَبْل in the season of the صَيْف [which may mean either summer or spring]: (S, K:) or every kind of plant that produces leaves in that season without rain: (TA:) or a name given to many plants, all of them عُرُوق [perhaps meaning resembling roots, i. e. straggling, or spreading like roots]; so called because less than large trees and higher than those that have no root-stock (أَرُومَة) in the earth; comprising the نَصِىّ and صِلِّيَان and حَمَاط and مَكْر and حذر [so in the TA, but I do not find it elsewhere, and think it may be a mistranscription for حَزْر, of which حَزْرَة (the name of a certain sour tree) is probably the n. un.,] and دَهْمَآء; which are smaller than شَجَر and superior to بُقُول: all this has been heard from the Arabs: (T, TA:) or green and fresh صلّيان: (TA:) or what is [of a kind] between بَقْل and شَجَر; (AHn, K, TA;) being [in the TA وهما, but this is evidently a mistake for وَهِىَ,] of the kind of which the root remains in the winter while the branches perish: (AHn, TA:) or herbage of which the root is deep in the earth; such as the نَصِىّ and the صِلِّيَان. (TA voce خَضِرٌ.) جَنَبَةٌ: see جَنْبٌ, in four places: b2: and see جَانِبٌ.

جُنَبَةٌ A thing from which one retires, or withdraws himself, to a distance, or far away, or far off; from which one stands, or keeps, aloof. (K.) جَنَابٌ: see جَنْبٌ, in five places. [Hence,] كُنَّا عَنْهُمْ جَنَابَيْنِ and جَنَابًا We were remote, or retired, from them; or out of their way. (TA.) b2: Also, (S, A, Msb, K,) and ↓ جَانِبٌ, (Msb, * TA,) A court, or yard, or an open or a wide space in front of a house or extending from its sides: (S, A, K, TA:) and a place of alighting or abode; or a settlement, or place of settling: (A:) a mansion; an abode; a habitation; or a place to which a man betakes himself, or repairs, for lodging, covert, or refuge, in a city or town or village or other place of settled habitations; syn. رَحْلٌ: (K:) and a vicinage, neighbourhood, or tract adjacent to the place of abode or settlement, of a people or company of men: pl. أَجْنِبَةٌ. (S.) You say, أَنَا فِى جَنَابِ زَيْدٍ I am in the court, or yard, of Zeyd; and in his place of alighting or abode, or settlement. (A, TA.) and فُلَانٌ رَحْبُ الجَنَابِ, (A, TA,) and خَصِيبُ الجَنَابِ, (S, A,) the former meaning Such a one is possessed of an ample رَحْل [or mansion, &c., as explained above]: (TA:) [and the latter, such a one is surrounded by a plentiful, or fruitful, tract:] or both mean (tropical:) such a one is generous or bountiful [or hospitable]. (A.) And فَلَانٌ جَدِيبُ الجَنَابِ (S, TA) [meaning Such a one is environed by a tract affected with drought, or barrenness; as explained in the S in art. جدب: but generally used tropically, as meaning (assumed tropical:) such a one is ungenerous, illiberal, or inhospitable]. And أَخْصَبَ جَنَابُ القَوْمِ [The neighbourhood of the people, or the tract surrounding them, became plentiful, or fruitful]. (S, TA.) And أَجْدَبَ بِنَا الجَنَابُ [Our neighbourhood, or the tract surrounding us, became affected with drought, or barrenness]. (TA from a trad.) b3: رَجُلٌ لَيِّنُ الجَنَابِ [perhaps a mistranscription for الجَانِبِ] (tropical:) A man easy to deal with, compliant, or obsequious. (A.) b4: [الجَنَابُ is also a title often given by writers of letters and the like to any great man to whom others betake themselves, or repair, for protection; and sometimes to God; meaning (tropical:) The object of recourse; the refuge; the asylum: similar to الحَضْرَةُ, q. v., and used in the same manner, i. e., alone, and, without the article, prefixed to the name of the person to whom it is applied, or to a pronoun; but the latter is generally considered as implying greater respect than the former.]

الجُنَابُ i. q. ذَاتُ الجَنْبِ: see جَنْبُ. (K.) جِنَابٌ A cord tied to the head and neck of a beast, by which he is led, or drawn. (KL.) [Hence,] فَرَسٌ طَوْعُ الجَنَابِ A horse easily led; or easy to be led; tractable; [obedient to the جناب;] (S, A, K, TA;) as also ↓ طَوْعُ الجَنَبِ. (TA. [See 1, near the beginning.]) جَنُوبٌ, of the fem. gender, and, accord. to Sb, both a subst. and an epithet, [so that one says رِيحٌ جَنُوبٌ, as well as جَنُوبٌ alone and رِيحُ الجَنُوبِ,] (TA,) [The south wind: or a southerly wind:] the wind that is opposite to that called the شَمَال: (S, K:) [consequently, the wind that blows from the direction of the south pole, accord. to the S;] the wind that blows from the direction of the left hand of a person standing opposite to the kibleh [by which is here meant that corner of the Kaabeh in which is set the Black Stone; which corner is towards the east]: (Th, TA:) or the wind that blows from the quarter between the place where Canopus rises [S. 29? E. in central Arabia] and the place where the same star sets [S. 29? W. in the same latitude]: ('Omárah, TA:) or from the quarter between the place where Canopus rises and the place where the sun sets in winter [W. 26? S. in central Arabia]: (As, TA:) or it is a hot wind, that blows in every season; blowing from that part of the tract between the quarter whence blows the east wind (الصَّبَا) and that whence blows the west wind (الدَّبُور) which is next to the place where Canopus rises: (T, TA:) or the wind that blows from the quarter between the place where Canopus rises and that where the Pleiades set [W. 26? N. in central Arabia]: (IAar, K:) [the points whence it usually blows seem to differ somewhat in different parts:] As says that the جنوب is attended by good, and by fecundating influence; and the شمال by drying up [of the earth &c.]: (TA:) accord. to IAar, it is hot in every place, except in Nejd, where it is cold, or cool: (MF:) pl. جَنَائِبُ (T, K) and [of pauc.]

أَجْنُبٌ. (T, TA.) b2: One says, of two persons, when they are on terms of sincere friendship, رِيحُهُمَا جَنُوبٌ (assumed tropical:) [Their wind is south, or southerly]; and when they are separated, شَمَلَتْ رِيحُهُمَا (assumed tropical:) [Their wind has become north, or northerly]. (TA.) جَنِيبٌ, applied to a horse and a captive, (TA,) Led by one's side; as also ↓ مَجْنُوبٌ and ↓ مُجَنَّبٌ: (K:) or you say ↓ خَيْلٌ مَجَنَّبَةٌ, meaning horses led by the side; the teshdeed denoting application to many objects: (S, TA:) pl. [of the first, and of جَنِيبَةٌ, q. v., or only of this last,] جَنَائِبُ and [quasi-pl. n.] ↓ جَنَبٌ. (K.) One walking by the side of another; (A;) [and] so ↓ جُنَّابٌ. (K.) b2: Any animal or man that is obedient, tractable, or submissive. (S, TA.) You say, أَصْبَحَ جَنِيبَهُ He became compliant to him. (A.) A2: See also جُنُبٌ.

A3: Also, applied to a man, [app. Having a pain in the side; or having the pleurisy; like مَجْنُوبٌ: and hence, or from جَنِبَ, q. v., irregularly formed,] as though walking on one side, bent or crooked, مُتَعَقِّفًا: so in the L: in the M and K, on the authority of IAar, مُتَعَقِّبًا [to which I am unable to assign an appropriate meaning, except its modern one of lagging behind]: so in the saying of a poet, رَبَا الجُوعُ فِى أَوْنَيْهِ حَتَّى كَأَنَّهُ جَنِيبٌ بِهِ إِنَّ الجَنِيبَ جَنِيبُ [Hunger increased in him (lit. in the two sides of his saddle-bags); so that he seemed as though he walked on one side, bent thereby; for he who has a pain in his side walks on one side, in that manner]. (TA.) A4: Also An excellent kind of dates, (K, TA,) well known; (TA;) one of the best kinds of dates. (Mgh in art. جمع, Msb.) جَنَابَةٌ: see جَنْبٌ, in four places: and see جَانِبٌ.

A2: See also جَنْبَةٌ. b2: Accord. to IAth, its primary signification is Distance: and hence it signifies The state of him who is under the obligation of performing a total ablution, by reason of sexual intercourse and discharge of the semen. (TA.) b3: The sperma genitalis [itself]. (K. [But in a marginal note in my copy of that work I find this last signification rejected as erroneous.]) A3: See also the next paragraph.

جَنِيبَةٌ A led horse or mule or ass; (S, TA;) a horse that is led [by one's side], not ridden: (Msb:) pl. جَنَائِبُ. (A, TA.) b2: جَنِيبَتَا البَعِيرِ The [two equal] loads on the two sides of the camel. (K.) b3: [Hence, app.,] اِتَّقِ اللّٰهَ الَّذِى لَا جَنيبَةَ لَهُ (tropical:) Fear thou God, to whom there is no equal. (A, TA.) b4: Also جَنِيبُةٌ, (S,) or ↓ جَنَابَةٌ, (K,) or both, (TA,) A she-camel that one gives [or lends] to people, (S, M, K,) with money, (M, TA,) in order that they may bring corn or other provision for him; (S, M, K;) also called عَلِيقَةٌ: pl. جَنَائِبُ. (S.) A2: Also, (Kr, M, K,) and خَبِيبَةٌ, (M, TA,) The wool of a ثَنِّى [or sheep in its third year]: (Kr, M, K:) it is better and cleaner than what is termed عَقِيقَة, which is the wool of a جَذَع [or sheep in or before its second year]. (TA.) جَنُوبِىٌّ Of, or relating to, the quarter of the wind termed the جَنُوب; south, or southerly.]

جَنَائِبٌ as an extr. pl.: see جَنْبٌ, first sentence.

جُنَّابٌ: see جَنِيبٌ.

جَانِبٌ; pl. جَوَانِبُ: see جَنْبٌ, in eleven places. [Hence, لَانَ جَانِبُهُ (assumed tropical:) He was, or became, gentle, easy to deal with, compliant, or obsequious. and رَجُلٌ لَيِّنُ الجَانِبِ (assumed tropical:) A man who is gentle, easy to deal with, compliant, or obsequious; contr. of غَلِيظُ الجَانِبِ; see art. غلظ: and see جَنَابٌ.

And] تُزَنُّ بِلِينِ الجَانِبِ (assumed tropical:) [She is suspected of easiness, or compliance], (K in art. لمس,) towards him who desires of her that he may lie with her. (TA in that art.) [Hence also,] جَانِبَا الأَنْفِ (CK) and ↓ جَنَابَتَا and ↓ جَنْبَتَا and ↓ جَنَبَتَا (K) The two sides of the nose: (K:) or the two lines that surround the two sides of the nose of a doe-gazelle: (Sb, TA:) pl. [of the second, agreeably with analogy,] جَنَائِبُ. (TA.) b2: See also جَنَابٌ. [It often signifies The vicinage or neighbourhood of a people &c.: and a region or quarter or tract of a people or country: like ناحية. b3: The bank of a river; and any bank, or steep acclivity. b4: and A limit, bound, or boundary: see a tropical usage of its pl. (جَوَانِبُ) voce. حِنْوٌ. b5: And عَلَى جَانِبٍ means Beside, aside, or apart; and so جَانِبًا, and فِى جَانِبٍ. b6: جَانِبٌ مِنْ مَالٍ, in posi-classical writings, means A portion, and particularly a large portion, of property: and جَانِبٌ alone, in the same, a sum, and particularly a large sum, of money. b7: The latter, also, in post-classical writings, signifies, like جَنْبٌ, q. v., (assumed tropical:) A man's honour, or reputation, which should be preserved inviolate; so used in the K voce عِرْضٌ, in an explanation of the latter word taken from IAth; i. q. نَامُوسٌ and حُرْمَةٌ, as in the TK in that case.]

A2: Avoided and despised. (K, TA.) b2: [Hence, perhaps, دَعْ كَذَا جَانِبًا Let thou, or leave thou, such a thing alone: see an ex. voce أَوٌّ.] b3: See also جُنُبٌ, in four places. b4: And see مُجَنَّبٌ.

أَجْنَبُ: see جُنُبٌ, in two places.

أَجْنَبِىٌّ: see جُنُبٌ, in three places b2: You say also, هُوَ أَجْنَبِىٌّ مِنْ كَذَا, (A,) or عِنْ كذا, (TA,) (tropical:) He has no concern nor acquaintance with such a thing. (A, TA.) مَجْنَبٌ (S, AAF, K) and ↓ مِجْنَبٌ (AAF, K) Much (A'Obeyd, S, AAF, K) of good (A'Obeyd, K) and of evil. (K.) You say, إِنَّ عِنْدَنَا لَخَيْرًا مَجْنَبًا Verily with us is much good, and شَرًّا مَجْنَبًا much evil. (S.) And طَعَامٌ مَجْنَبٌ means Much [wheat or food]. (Sh, TA.) مُجْنِبٌ: see what next follows.

مِجْنَبٌ A shield; (S, A, K;) because it wards off from its possessor what is displeasing to him; (A, TA;) also with damm to the م [app. ↓ مُجْنِبٌ, act. part. n. of 4]. (K.) b2: A thing by which a person or thing is veiled, concealed, or hidden; a veil, curtain, or covering; (K, TA;) for a house, or chamber, or tent. (TA.) b3: A thing like a door, upon which the gatherer of honey stands; (K, TA;) he being let down [upon it] by means of ropes to [the place of] the honey [in the face of a rock or mountain]. (TA.) b4: A thing (شَبَحٌ [app. here meaning a wooden implement]) resembling a comb without teeth (K, TA) and thinedged in its lowest part, (TA,) with which earth is raised upon, or against, the أَعْضَاد and فُلْجَان [or raised borders of watering-troughs or the like, and streamlets for irrigation]. (K, TA. [In the CK, الفِلْجانِ is put for الفُلْجانِ.]) b5: The extreme part of the territory of the foreigners towards that of the Arabs: (S, K:) and the nearest part of the territory of the Arabs to that of the foreigners. (S) A2: See also مَجْنَبٌ.

مُجَنَّبٌ; and its fem., with ة: see جَنِيبٌ. b2: Also, the former, (TA,) or ↓ جَانِبٌ, (K, [but this is said in the TA to be a mistake,]) A horse wide in the space between the two kind legs, (K, TA,) without what is termed فَجَجٌ [which is an awkward kind of straddling, with the hocks wide apart]: it is a quality approved. (TA. [See also 2; and see مُحَنَّبٌ.]) مُجَنِّبٌ A man whose sheep or goats [&c.] have few young ones; [and therefore, having little milk;] (TA in art. يسر;) contr. of مُيَسَرٌ. (S and TA in that art. [See also 2.]) مُجَنَّبَةٌ The van, or fore part, (K, TA,) of an army. (TA.) المُجَنِّبَتَانِ The right and left wings of an army: (K: [Golius has erroneously written مِجْنَبَتَانِ, and has given J as the authority instead of the K:]) or مُجَنَّبَةٌ signifies a portion of an army (كَتِيبَةٌ) that takes one of the two sides of a way: but the former meaning is the more correct. (IAar, TA.) مَجْنُوِبٌ pass. part. n. of 1 [q. v.]. b2: See also جنِيبٌ. b3: Also Affected by the disease termed ذَاتُ الجَنْبِ [or pleurisy]: (S, Mgh, Msb, TA:) and said to mean also having a complaint of his side, absolutely. (TA.) b4: And Affected by the [south, or southerly, wind called] جَنُوب. (S, TA.) [And Affected by that wind in one's cattle: see 1, last sentence.] سَحَابَةٌ مَجْنُوبَةٌ A cloud brought by the blowing of that wind. (S, A, K.) The saying of Aboo-Wejzeh, مَجْنُوبَةُ الأُنْسِ مَشْمُولٌ مَوَاعِدُهَا means Her familiarity passes away with the جَنُوب [or south-wind], and her promises pass away with the شَمَال [or north wind]. (IAar, TA.)
جنب
: (الجَنْبُ، والجانِبُ والجَنَبَةُ مُحرَّكَةً: شِقُّ الإِنْسَانِ وغَيْرِه) ، وَفِي (الْمِصْبَاح) : جَنْبُ الإِنْسَانِ: مَا تَحْت إِبْطِه إِلى كَشْحِه، تَقول: قَعَدْتُ إِلى جَنْبِ فلانِ وجانِبِه، بِمَعْنى، قَالَ شيخُنا: أَصْلُ معْنَى الجَنْبِ: الجارِحةُ، ثمَّ استُعِيرَ للناحيةِ الَّتِي تَليها، كاستعارة سائرِ الجَوارِحِ لذَلِك، كاليَمِينِ والشِّمالِ، ثمَّ نقل عَن الْمِصْبَاح: الجانِبُ: الناحيةُ، وَيكون بِمَعْنى الجَنْبِ أَيضاً، لأَنه ناحيةٌ من الشخصِ، قلتُ: فإِطلاقُه بمعنَى خُصُوصِ الجَنْبِ مجازٌ، كَمَا هُوَ ظاهرٌ، وكلامُ المصنفِ وابنِ سِيده ظاهرٌ، وكلامُ المصنفِ وابنِ سِيده ظاهرٌ فِي أَنه حقيقةٌ، انْتهى، (ج جُنُوبٌ) بِالضَّمِّ كفَلْسٍ وفُلُوسٍ (وجَوانِبُ) نَقله ابْن سَيّده عَن اللحيانيّ (وجَنَائِبُ) الأَخيرةُ نادرةٌ، نبَّه عَلَيْهِ فِي (الْمُحكم) ، وَفِي حَدِيث أَبي هُرَيْرَةَ فِي الرَّجُلِ الَّذِي أَصابتْه الفَاقَةُ (فَخَرَجَ إِلى البرِّيّةِ فَدَعا فإِذَا الرَّحا تَطْحَنُ والتَّنُّورُ ممْلُوءٌ جُنُوبَ شِواءٍ) هِيَ جمْعُ جَنْبٍ، يريدُ جَنْبَ الشَّاةِ، أَي أَنَّه كانَ فِي التَّنُّورِ جُنُوبٌ كَثِيرةٌ لاَ جَنْبٌ واحِدٌ، وَحكى اللحيانيّ: إِنَّهُ لَمُنْتَفِخُ الجَوانِبِ، قَالَ: وَهُوَ منَ الواحِدِ الَّذِي فُرِّقَ فجُعِلَ جَمْعاً. (وجُنِبَ) الرَّجُلُ (كَعُنِيَ) أَي مبْنِيًّا للْمَفْعُول (: شَكَا جَنحبهُ، ورجُلٌ جَنِيبٌ) كأَميرٍ وأَنشد:
رَبَا الجُوعُ فِي أَوْنَيْهِ حتَّى كَأَنَّه
جَنِيبٌ بِهِ إِنَّ الجَنِيبَ جَنِيبُ
أَي جَاع حَتَّى (كأَنَّه يَمْشِي فِي جانِبٍ مُتَعَقِّباً) ، بِالْبَاء المُوحَّدةِ، كَذَا فِي (النُّسخ) عَن ابْن الأَعرابيّ وَمثله فِي (الْمُحكم) ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) متَعَقِّفاً بالفَاءِ بدَلَ البَاءِ، وقَالوا: الحَرُّ جانِبَيْ سُهَيْلٍ، أَي ناحِيَتَيْهِ، وَهُوَ أَشَدُّ الحَرِّ.
(وجانَبَه مُجَانَبةً وجِنَاباً) بِالْكَسْرِ (: صارَ إِلى جَنْبِه) ، وَفِي التَّنْزِيل: {2. 014 اءَن تَقول نفس. . ا} (الزمر: 56) أَي جانِبِه وحقِّهِ، وَهُوَ مجازٌ كَمَا فِي الأَساس، وَقَالَ الفرّاءُ: الجَنْبُ: القُرْبُ، وَفِي جَنْبِ اللَّهِ أَي فِي قُرْبِه وجِوارِه، وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: فِي جَنْبِ الله أَي فِي قُرْبِ اللَّهِ مِنَ الجَنَّةِ، وَقَالَ الزجّاج: فِي طَرِيقِ الله الَّذِي دَعَانِي إِليه، وَهُوَ تَوْحِيدُ اللَّهِ والإِقْرارُ بِنُبُوَّةِ رسُولِهِ محمدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (و) جانَبَه أَيضاً (: باعَدَه) أَي صَار فِي جانبٍ غيرِ جانِبِ فَهُوَ (ضِدٌّ، و) قَوْلهم (اتَّقِ اللَّهَ فِي جَنْبِهِ) أَي فلانِ (ولاَ تَقْدَحْ فِي ساقِهِ) أَي (لَا تَقْتُلْهُ) كَذَا فِي (النُّسخ) من القَتْلِ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : لاَ تَغْتَلْهُ مِنَ الغِيلَةِ، وَهُوَ فِي مُسوَّدَةِ المُؤَلّفِ (ولاَ تَفْتِنْه) ، وَهُوَ على المثَل (وقَدْ فُسِّر الجَنْبُ) : هَا هُنَا (بالوَقِيعَةِ والشَّتْمِ) وأَنشد ابْن الأَعرابيّ:
خَلِيلَيَّ كُفَّا واذْكُرَا اللَّهَ فِي جَنْبِي
أَي فِي الوَقِيعةِ فيَّ، قَالَ شيخُنَا نَاقِلاً عَن شيخِه سيِّدِي محمدِ بنِ الشاذِلِيِّ: لَعَلَّ مِنْ هذَا قَوْلَ الشاعرِ:
أَلاَ تَتَّقِينَ اللَّهَ فِي جَنْبِ عاشِقٍ
لَهُ كَبِدٌ حَرَّى علَيْكِ تَقَطَّعُ
وَقَالَ فِي شطر ابنِ الأَعرابيّ: أَي فِي أَمْرِي، قلتُ: وَهَذَا الَّذِي ذهبَ إِليه صحيحٌ، وَفِي حَدِيث الحُديْبِيَةِ كأَنَّ اللَّهَ قَدْ قَطَعَ جَنْباً مِنَ المُشْرِكِينَ أَراد بِالجَنْبِ الأَمْرَ أَوِ القِطْعَة، يقالُ مَا فَعلتَ فِي جَنْبِ حاجتِي، أَي فِي أَمْرِهَا، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) ، (و) كَذَلِك (جارُ الجَنْبِ) أَيِ (الَّلازِقُ بكَ إِلى جَنْبِكَ، و) قِيلَ (الصَّاحِبُ بِالجَنْبِ) هُوَ (صاحِبُكَ فِي السَّفَرِ) وقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَقْرُبُ مِنْك ويكونُ إِلى جَنْبِكَ، وفُسِّر أَيضاً بالرَّفِيقِ فِي كلّ أَمرٍ حَسَنٍ، وبالزَّوْجِ، وبِالمرْأَةِ، نَصَّ على بعضِه فِي (الْمُحكم) (و) كَذَلِك: جارٌ جُنُبٌ ذُو جَنَابةً مِنْ قومٍ آخَرِينَ، ويضافُ فَيُقَال: جارُ الجُنُبِ، وَفِي (التَّهْذِيب) (الجارُ الجُنُبُ بِضَمَّتَيْنِ) هُوَ (جارُكَ مِنْ غَيْرِ قَوْمِكَ) وَفِي نُسْخَة (التَّهْذِيب) : مَنْ جَاوَركَ ونَسَبُهُ فِي قَوْم آخَرِينَ، وَقيل هُوَ البعِيدُ مُطْلَقاً، وقِيلَ: هُوَ مَنْ لاَ قَرابةَ لَهُ حقِيقَةً، قَالَه شيخُنا.
(وجَنَابَتَا الأَنْفِ وجَنْبَتَاهُ) بسُكُونِ النُّونِ (ويُحرَّكُ: جَنْبَاهُ) وَقَالَ سيبويهِ: هُما الخَطَّانِ اللذانِ اكْتَنَفَا جَنْبَيْ أَنْفِ الظَّبْيَةِ، والجمْعُ: جَنَائِبُ.
(والمُجَنَّبةُ) بفَتْح النونِ أَي مَعَ ضَمِّ الْمِيم على صِيغةِ اسْم الْمَفْعُول (: المُقَدَّمةُ) من الجيْشِ (والمُجَنِّبَتَانِ بِالْكَسْرِ) ، مِنَ الجَيْشِ: (المَيْمِنَةُ والمَيْسَرةُ) وَفِي حَدِيث أَبي هُريرةَ (أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمبعَثَ خَالِدَ بنَ الولِيدِ يوْمَ الفَتْحِ علَى المُجَنِّبَةِ اليُمْنَى، والزُّبَيرَ علَى المُجَنِّبَةِ اليُسْرَى، واسْتَعْمَلَ أَبا عُبَيدةَ علَى البَيَاذِقَةِ، وهُمُ الحُسَّرُ) . وَعَن ابْن الأَعرابيّ: يقالُ: أَرْسَلُوا مُجَنِّبتَيْنِ، أَي كتيبَتَيْنِ أَخَذَتَا (ناحِيَتِي الطريقِ، و) جَنْبَتَا الوادِي: ناحِيَتَاهُ، وكَذَا جانِبَاه، والمُجَنِّبَةُ اليُمْنَى هِيَ مَيْمَنَةُ العسْكَرِ، والمُجَنِّبَةُ اليُسْرَى هِيَ المَيْسَرةُ، وهُمَا مُجنِّبَتَانِ، والنُّونُ مكْسُورةٌ، وقيلَ هِيَ الكَتِيبَةُ الَّتِي تأْخُذ إِحْدَى نَاحِيَتَيِ الطَّرِيقِ، قَالَ: والأَوَّلُ أَصحُّ، والحُسَّرُ: الرَّجَّالَةُ. وَمِنْه حَدِيث (الباقِيَات الصَّالحَات هُنَّ مُقَدِّمَاتٌ وهُنَّ مُعقِّبَاتٌ وهُنَّ مُجَنِّبَاتٌ) .
(وجَنَبَهُ) أَي الفَرسَ والأَسِيرَ يَجْنُبُه (جَنَباً مُحرَّكَةً ومَجْنَباً) مصْدَرٌ مِيمِيٌّ أَي (قَادهُ إِلَى جَنْبِهِ فهُو جَنِيبٌ ومجْنُوبٌ ومُجَنَّبٌ) كمُعَظَّم قَالَ الشَّاعِر:
جُنُوحٌ تُبَارِيهَا ظِلاَلٌ كَأَنَّهَا
مَعَ الرَّكْبِ حَفَّانُ النَّعَامِ المُجنَّبِ
المُجَنَّبُ: المجْنُوبُ أَيِ المعقُودُ.
(وخَيْل جَنَائِبُ وجَنَبٌ مُحرَّكَةً) ، عَن الفارسيِّ، وَقيل: مُجَنَّبةٌ، شُدِّدَ لِلْكَثْرةِ.
والجَنِيبةُ: الدَّابَّةُ تُقَادُ.
وكُلُّ طَائِع مُنْقَادٍ: جَنِيبٌ.
وَمن المجَازِ: اتَّقِ اللَّهَ الَّذِي لاَ جَنِيبَةَ لهُ. أَي لاَ عَدِيلَ، كَذَا فِي الأَساس ويقالُ: فُلاَنٌ تُقَادُ الجَنَائِبُ بَيْنَ يدَيْهِ، وهُو يَرْكَبُ نَجِيبَةً ويقُودُ جَنِيبَةً.
(و) جَنَبَه، إِذا (دَفَعَه و) جانَبَه، وَكَذَا ضَرَبَه فَجَنَبَه أَي (كَسرَ جَنْبَهُ) أَو أَصابَ جَنْبَهُ (و) جَنَبَه وجانَبَه (: أَبْعَدَهُ) كأَنَّه جعلَه فِي جانِبٍ، إِذا (اشْتَاقَ) إِليه.
(و) جَنَبَ فُلانٌ فِي بنِي فلانٍ يَجْنُبُ جَنَابَةً ويَجْنِبُ إِذا (نَزَلَ) فيهم (غَرِيباً) .
(و) هَذَا (جُنَّابُكَ، كَرُمَّانٍ) أَي (مُسَايِرُكَ إِلى جَنْبِكَ. وجَنِيبَتَا البعِيرِ: مَا حُمِلَ على جَنْبَيْهِ) .
وجَنْبَتُه: طائفَةٌ من جَنْبِه.
(والجانِبُ والجُنُبَ بضَمَّتَيْنِ) وَقد يُفْرَدُ فِي الْجَمِيع وَلَا يُؤَنَّثُ (و) كَذَلِك (الأَجْنَبِيُّ والأَجْنَبُ) هُوَ (الَّذِي لَا يَنْقَادُ، و) هُوَ أَيضاً (الغَرِيبُ) يُقَال: رجُلٌ جانِبٌ وجُنُبٌ أَي غَرِيبٌ، والجمْعُ أَجْنَابٌ، وَفِي حديثِ مُجَاهدٍ فِي تَفْسِير السَّيَّارَة قَالَ: (هُمْ أَجْنَابُ النَّاسِ) يَعْنِي الغُرَباءٍ، جمْعُ جُنُبٍ، وَهُوَ الغَرِيبُ، وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ فِي الأَجْنَب: هَلْ فِي القَضِيَّةِ أَنْ إِذا اسْتَغْنَيْتُمُ
وأَمِنْتُمُ فَأَنَا البعِيدُ الأَجْنَبُ
وَفِي الحَدِيث (الجانِبُ المُسْتَغْزِرُ يُثَابُ مِنْ هِبَتِهِ) أَي أَنَّ الغَرِيبَ الطَّالِبَ إِذا أَهْدَى إِلَيْكَ هَدِيَّةً لِيَطْلُبَ أَكْثَرَ مِنْهُ فأَعْطِهِ فِي مُقَابَلَةِ هَدِيَّتِهِ، والمُسْتَغْزِرُ: هُوَ الَّذِي يطْلُبُ أَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَى، وَيُقَال: رجُلٌ أَجْنَبُ وأَجْنَبِيٌ، وَهُوَ البعِيدُ منكَ فِي القَرابةِ، وَفِي حَدِيث الضَّحَّاكِ (أَنَّه قَالَ لِجَارِيَةَ: هَلْ منْ مُغَرِّبَةِ خَبَرٍ؟ قَالَ علَى جانِبِ الخَبَرُ) أَي على الغَرِيبِ القَادِمِ، ويُجْمَع جانِبٌ على جُنَّابٍ كرُمَّانٍ (والاسْمُ الجَنْبَةُ) أَي بِسُكُون النُّون مَعَ فتح الجِيم (والجَنَابةُ) أَي كسَحابة، قَالَ الشَّاعِر:
إِذَا مَا رَأَوْنِي مُقْبِلاً عنْ جَنَابةِ
يقُلُونَ مَنْ هاذَا وقَدْ عَرفُونِي
وَيُقَال: نِعْمَ القَوْمُ هُمْ لِجَارِ الجَنَابَةِ، أَي لجَارِ الغُرْبَةِ، والجَنَابَةُ: ضِدُّ القَرابة، وَقَالَ عَلْقَمةُ بن عَبَدَةَ:
وفِي كُلِّ حَيَ قَدْ خَبَطْتُ بِنِعْمَةٍ
فَحُقَّ لِشأْسٍ مِنْ نَدَاك ذَنُوبُ
فَلاَ تَحْرِمَنِّي نائِلاً عنْ جَنابَةٍ
فإِنِّي امْرُؤٌ وَسْطَ القِبابِ غَرِيبُ
(عَنْ جَنابةٍ) أَي بُعْدٍ وغُرْبةٍ يُخاطِبُ بِهِ الحارِث بنَ جَبَلَةَ، يمْدَحُه وَكَانَ قد أَسرَ أَخَاهُ شَأْساً فأَطْلَقَه مَعَ جُمْلَةٍ من بني تَميمٍ، وَفِي الأَساس: ولاَ تَحْرِمني عَن جَنَابةٍ، أَي من أَجْلِ بُعْدِ نَسبٍ وغُرْبةٍ، أَي لَا يصْدُر حِرْمانُكَ عَنْهَا، كَقَوْلِه: {2. 014 وَمَا فعلته عَن اءَمري} (الْكَهْف: 82) انْتهى، ثمَّ قَالَ: وَمن المجازِ: وهُو أَجْنَبِيٌّ عَن كَذَا، أَي لَا تَعَلُّقَ لَهُ بِهِ وَلَا معْرفَةَ، انْتهى. والمُجَانِبُ: المُساعِدُ، قَالَ الشَّاعِر: وإِنِّي لِمَا قَدْ كانَ بيْنِي وبيْنَهَا
لَمُوفٍ وإِنْ شَطَّ المَزَارُ المُجانِبُ
(وجَنَّبهُ) أَيِ الشيءَ (وتَجَنَّبهُ واجْتَنَبه وجانَبَه وتَجَانَبَه) كُلُّهَا بمعْنَى (: بَعُدَ عَنْهُ، و) جَنَبْتُهُ الشيءَ. و (جَنَّبهُ إِيَّاهُ، وجَنَبهُ كنَصَره) يجْنُبُه (وأَجْنَبَهُ) أَي نَحَّاهُ عَنهُ، وقُرِىءَ (وأَجْنِبْني وبنِيَّ) بالقَطْع، وَيُقَال: جَنَبْتُه الشرَّ، وأَجْنَبْتُه وجَنَّبْتُه بِمَعْنى واحدٍ، قَالَه الفرَّاءُ والزَّجاج.
(ورجُلٌ جَنِبٌ ككَتِفٍ: يَتَجَنَّبُ قارِعةَ الطَّرِيقِ مَخَافَةَ) طُرُوقِ (الأَضْيَافِ، و) رجُلٌ ذُو جَنْبةٍ (الجَنْبَةُ: الاعتزال) عَن النَّاس، أَي ذُو اعْتِزَالٍ عَن الناسِ مُتَجَنِّبٌ لَهُم، (و) الجَنْبةُ أَيضاً: (: النَّاحيةُ) يُقَال: قَعَدَ فلانٌ جَنْبةً، أَي ناحِيةً واعْتَزَلَ الناسَ، ونَزَلَ فُلانٌ جَنْبَةً: ناحِيةً، وَفِي حَدِيث عُمر رَضِيَ اللَّهُ عنهُ (علَيْكُمْ بالجَنْبة فإِنَّهَا عَفَافٌ) قَالَ الهَرَوِيُّ: يَقُول: اجْتَنِبُوا النِّسَاءَ والجُلُوسَ إِلَيْهِنَّ وَلَا تقْرَبُوا ناحِيَتَهُنَّ، وتَقُولُ، فُلانٌ لاَ يَطُورُ بِجَنَبَتِنَا، قَالَ ابنُ بَرّيّ: هَكَذَا قَالَ أَبو عبيدةَ بتحْرِيكِ النُّونِ، قَالَ: وَكَذَا رَوُوهُ فِي الحديثِ (وعلَى جَنَبَتَيِ الصِّراطِ أَبْوابٌ مُفَتَّحَةٌ) وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ جِنِّي: قَدْ غَرِيَ النَّاسَ بقَوْلهمْ: أَنَا فِي ذَرَاكَ وجَنَبَتِك، بِفَتْح النُّون، قَالَ: والصوابُ إِسْكانُ النُّون، وَاسْتشْهدَ على ذَلِك بقول أَبِي صَعْتَرَة البَوْلانِيِّ:
فَمَا نُطْفَةٌ مِنْ حَبِّ مُزْنٍ تَقَاذَفَتْ
بِهِ جَنْبَتَا الجُودِيِّ واللَّيْلُ دامِسُ
بِأَطْيَبَ مِنْ فِيها وَمَا ذُقْتُ طَعْمَهُ
ولاكِنَّنِي فِيما تَرَى العيْنُ فَارِسُ
مُتَفَرِّسٌ، ومعْنَاهُ: اسْتَدْلَلْتُ بِرِقَّتِهِ وصَفَائِهِ علَى عُذُوبتِه وبَرْدِهِ. وتقولُ: مَرُّوا يَسِيرُونَ جَنَابَيْهِ وجَنَابَتَيْه وجَنْبَتَيْهِ أَي ناحِيَتَيْهِ، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
(و) الجَنْبَةُ (: جِلْدٌ) ، كَذَا فِي النسخِ كُلِّها، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : جُلْدةٌ (لِلْبعِيرِ) أَي من جَنْبِهِ يُعْملُ مِنْهَا عُلْبَةٌ، وهِي فَوْقَ المِعْلَقِ مِنَ العِلاَبِ وَدون الحَوْأَبَةِ يُقَال: أَعْطنِي جَنْبَةً اتَّخِذْ مِنْهَا عُلْبَة، وَفِي (التَّهْذِيب) : أَعْطِنِي جَنْبةً، فَيُعْطِيهِ جِلْداً فَيتَّخِذُه عُلْبةً.
والجَنْبةُ أَيضاً: البُعْدُ فِي القَرابةِ، كالجَنَابةِ.
(و) الجنْبَةُ (: عامَّةُ الشجَرِ الَّتِي تَتَرَبَّلُ فِي) زَمَانِ (الصَّيْفِ) ، وَقَالَ الأَزهريُّ: الجَنْبةُ: اسمٌ لنُبُوتٍ كثيرةٍ وَهِي كلّها عُرْوَة سُمِّيَتْ جَنْبةً لأَنها صَغُرتْ عَن الشجَر الْكِبَار وارتفعتْ عَن الَّتِي لَا أُرُومةَ لَهَا فِي الأَرض، فَمن الجَنْبةِ النَّصِيُّ والصِّلِّيَانُ والحَمَاطُ والمَكْرُ والجَدْرُ والدَّهْمَاءُ صَغُرتْ عَن الشّجر ونَبُلَتْ عَن البُقُولِ، قَالَ: وَهَذَا كُله مسموعٌ من الْعَرَب، وَفِي حَدِيث الحَجّاج (أَكَلَ مَا أَشْرَفَ من الجَنْبةِ) ، هِيَ رَطْبُ الصِّلِّيَانِ من النَّباتِ، وَقيل: هُوَ مَا فَوْقَ البَقْلِ ودونَ الشجرِ، وَقيل: هُوَ كلّ نَبْتٍ يُورِقُ فِي الصِّيْفِ من غيرِ مَطَرٍ (وأَو) هِيَ (مَا كَانَ بيْنَ البَقْلِ والشَّجرِ) وهُمَا مِمَّا يَبْقَى أَصْلُه فِي الشِّتَاءِ ويَبِيد فَرْعُه، قَالَه أَبو حنيفةَ. ويقالُ: مُطِرْنا مَطَراً كَثُرَتْ مِنْهُ الجَنْبَةُ، وَفِي نُسْخَةٍ: نَبَتَتْ عَنهُ الجَنْبَةُ.
(والجَانِبُ: المُجْتَنَبُ) بِصِيغَة الْمَفْعُول (المحْقُورُ) ، وَفِي بعض النّسخ المهقور.
(و) الجانِبُ (: فَرسٌ بعِيدُ مَا بيْنَ الرِّجْلَيْنِ) من غَيْرِ فَحَجٍ، وَهُوَ مَدْحٌ وسيأْتي فِي التَّجْنِيبِ، وَهَذَا الَّذِي ذَكره المؤلّف إِنما هُوَ تَعْرِيف المُجنَّبِ كمُعظّم، وَمُقْتَضى الْعَطف يُنافي ذَلِك.
(والجَنَابةُ: المَنِيُّ) وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {2. 014 وان كُنْتُم جنبا فاطهروا} (الْمَائِدَة: 6) (وقَدْ أَجْنَبَ) الرَّجُلُ (وجَنِبَ) بالكَسْرِ (وجَنُبَ) بالضَّمِّ (وأُجْنِبَ) ، مبنيًّا للْمَفْعُول، (واسْتَجْنَبَ) وجَنَبَأَفْعَالٍ كَمَا كُسِّرَ بَطَلٌ عَلَيْهِ، حينَ قَالُوا أَبْطَالٌ، كَمَا اتَّفَقا فِي الِاسْم عَلَيْهِ، يَعْنِي نَحْو جَبلٍ وأَجْبال وطُنُب وأَطْنابٍ و (لَا) تَقُلْ (جُنُبَةٌ) فِي المؤنثِ، لأَنه لم يُسْمَعْ عَنْهُم.
(والجَنَابُ) بِالْفَتْح كالجانِب (: الفِنَاءُ) بِالْكَسْرِ، فِنَاءُ الدَّارِ (: والرَّحْلُ) يُقَال: فُلاَنٌ رَحْبُ الجَنَابِ أَيِ الرَّحْلِ (: والنَّاحِيَةُ، وَمَا قَرُبَ من مَحَلَّةِ القَوْمِ، وَالْجمع: أَجْنِبَةٌ، وَفِي حديثِ رُقَيْقَةَ (اسْتَكَفُّوا جَنَابَيْهِ) أَي حَوَالَيْهِ، تَثْنِيَةُ جَنَابٍ وَهِي النَّاحِيَةُ، وَفِي حَدِيث الشَّعْبِيّ (أَجْدَبَ بِنَا الجَنَابُ) . (و) الجَنَابُ (جَبَلٌ) على مَرْحَلَةٍ من الطَّائِفِ، يُقَال لَهُ: جَنَابُ الحِنْطَةِ (وعَلَمٌ، و) أَبُو عبْدِ اللَّهِ (مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عِنْرَانَ الجَنَابِيُّ مُحَدِّثٌ) روى عَنهُ أَبُو سَعْدِ بنُ عَبْدويه شيخُ الحافظِ عبدِ الغَنِيِّ، وضبَطَه الأَمِيرُ بالتَّثْقِيلِ، وَيُقَال: أَخْصَبَ جَنَابُ القَوْمِ، بِفَتْح الْجِيم، أَي مَا حَوْلَهُم، وفلانٌ خَصِيبُ الجَنَابِ، وجَدِيبُ الجَنَابِ، وَهُوَ مجَاز، وَفِي الأَساس: وأَنا فِي جَنَابِ زَيْدِ أَي فِنَائِه ومَحَلَّتِه، ومَشَوْا جَانِبَيْهِ وجَنَابَيْهِ (وجَنَابَتَيْه) وجَنْبَتَيْهِ، انْتهى، وَيُقَال كُنَّا عَنْهُم جَنَابِينَ وجَنَاباً أَي مُتَنَحِّينَ.
(و) الجَنَابُ (: ع) هُوَ جَنَابُ الهَضْبِ الَّذِي جاءَ ذِكْره فِي الحَدِيث.
(و) الجُنَابُ (بالضَّمِّ: ذَاتُ الجَنْبِ) أَيّ الشِّقَّيْنِ كَانَ، عَن الهَجَرِيّ، وزَعَم أَنه إِذا كَانَ فِي الشِّقِّ الأَيْسَرِ أَذْهَبَ صَاحِبَهُ قَالَ:
مَرِيضٌ لاَ يَصِحُّ وَلاَ يُبَالِي
كأَنَّ بِشِقِّهِ وَجَعَ الجُنَابِ
وجُنِبَ، بِالضَّمِّ: أَصَابَه ذَاتُ الجَنْبِ، والمَجْنُوبُ: الَّذِي بِهِ ذَاتُ الجَنْبِ، تَقول مِنْهُ: رَجُلٌ مَجْنُوبٌ وَهِي قَرْحَةٌ تُصِيبُ الإِنْسَانَ دَاخِلَ جَنْبِه، وَهِي عِلَّةٌ صَعْبَةٌ تَأْخُذُ فِي الجَنْبِ، وَقَالَ ابْن شُميل: ذَاتِ الجَنْبِ هِيَ الدُّبَيْلَةُ وَهِي قَرْحَةٌ تَنْقُبُ البَطْنَ، وإِنما كَنَوْا عَنْهَا فَقَالُوا: ذَات الجَنْبِ، وَفِي الحَدِيث (المَجْنُوبُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهِيدٌ) وَيُقَال أَراد بِهِ: الَّذِي يَشتَكي جَنْبَه مُطلقًا. وَفِي حَدِيث الشُّهَدَاءِ. (ذَاتُ الجَنْبِ شَهَادَةٌ) وَفِي حديثٍ آخَرَ (ذُو الجَنْبِ شَهِيدٌ) هُوَ الدُّبَيْلَةُ والدُّمَّلُ الَّذِي يَظْهَرُ فِي باطنِ الجَنْبِ ويَنْفَجِرُ إِلى داخِلٍ، وقَلَّمَا يَسْلَمُ صاحِبُهَا، وذُو الجَنْبِ: الَّذِي يَشْتَكِي جَنْبَه بسَبَبِ الدُّبَيْلَةِ إِلا أَن (ذُو) للمذكر و (ذَات) للمؤنث وصارتْ ذَاتُ الجَنْبِ عَلَماً لَهَا وإِن كَانَت فِي الأَصْلِ صِفَةً مُضَافَة، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) . وَفِي الأَساس: ذَاتُ الجَنْبِ: دَاءُ الصَّنَادِيدِ.
(و) الجِنَابُ (بِالْكَسْرِ) يُقَال (فَرَسق طَوْعُ الجِنَابِ) وطَوْعُ الجَنَبِ إِذا كَانَ (سَلِسَ القِيَادِ) أَي إِذا جُنِبَ كَانَ سَهْلاً مُنْقَاداً، وقولُ مَرْوانَ بنِ الحَكَم: لَا يكون هَذَا جَنَباً لِمَنْ بَعْدَنا، لم يُفسرْه ثَعْلَب: قَالَ: وأُرَاهُ من هَذَا، وَهُوَ اسمٌ للجَمْع، وَقَوله:
جُنُوحٌ تُبَارِيهَا ظِلالٌ كَأَنَّهَا
مَعَ الرَّكْبِ حَفَّانُ النَّعَامِ المُجَنَّبِ
المُجَنَّبُ: المَجْنُوبُ، أَي المَقُودُ، وَيُقَال: جُنِبَ فلانٌ، وَذَلِكَ إِذا مَا جُنِبَ إِلى دَابَّةٍ. (و) فِي الأَساس: وَيُقَال (لَجَّ) زَيْدٌ (فِي جِنَابٍ قَبِيح، بالكَسْر أَي) فِي (مُجَانَبَةِ أَهْلِهِ) .
والجِنَابُ بكَسْرِ الجِيم: أَرْضٌ مَعْرُوفَةٌ بنَجْدٍ، وَفِي حَدِيث ذِي المِعشار (وأَهْلُ جِنَابِ الهَضْبِ) هُوَ بالكَسْرِ: اسمُ مَوضِع، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
(والجَنَابَة كسَحَابة) كالجَنِيبَةِ: العَلِيقَةُ وَهِي (النَّاقَةُ) الَّتِي (تُعْطِيهَا) أَنْتَ (القَوْمَ) يَمْتَارُونَ عَلَيْهَا، زادَ فِي الْمُحكم (مَعَ دَرَاهِمَ لِيُمِيرُوكَ عَلَيْها) قَالَ الحَسَنُ بنُ مُزَرِّدٍ: قَالَتْ لَهُ مَائِلَةُ الذَّوَائِبِ
كَيْفَ أَخِي فِي العُقَبِ النَّوَائِبِ
أَخوكَ ذُو شِقَ على الركائبِ
رِخْوُ الحِبَالِ مَائِلُ الحعقَائِبِ
رِكَابُهُ فِي الحَيِّ كالجَنَائِبِ
يَعْنِي أَنَّهَا ضَائِعَةٌ. كالجَنَائِبِ الَّتِي لَيْسَ لَهَا رَبٌّ يَفْتَقِدُهَا. تَقول: إِنَّ أَخَاكَ ليْسَ بمُصْلِح لِمَالِهِ، فمَالُه كمَالٍ غَابَ عَنهُ رَبُّه وسَلَّمُه لِمَنْ يَعْبَث فِيهِ، ورِكَابُه الَّتِي هُوَ مَعَهَا كأَنَّها جَنَائبُ فِي الضُّرِّ وسُوءِ الحَالِ.
(والجَنِيبَةُ) أَيضاً (: صِوفُ الثَّنِيِّ) ، عَن كُراع، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَالَّذِي حَكَاهُ يعقوبُ وغيرُه من أَهل اللُّغَة: الخَبيبةُ: صُوفُ الثَّنِيِّ، مثل الجنِيبةِ، فثبتَ بِهَذَا أَنهما لُغَتَانِ صحِيحتَانِ، وَقد تأْتي الإِشارة إِليه هناكَ، والعَقِيقَة: صُوفُ الجَذَع. والجَنِيبةُ منَ الصُّوفِ: أَفْضَلُ من العَقِيقَةِ وأَنْقَى وأَكْثَرُ.
(والَمِجْنَبُ كمِنْبَرٍ ومَقْعَدٍ) حكى الوَجهينِ الفارسيُّ وَهُوَ الشيءُ (الكثيرُ من الخَيْرِ والشِّرِّ) وَفِي (الصِّحَاح) : الشيءُ الكثيرُ، يُقَال: إِنَّ عِنْدَنا لخيْراً م 2 جْنَباً، وشرًّا مَجْنبَاً أَي كثيرا، وخصَّ أَبو عبيدةَ بِهِ الكَثيرَ منَ الخَيْرِ، قَالَ الفارسيُّ: وهُو مِمَّا وَصفُوا بِهِ فقالُوا خَيْرٌ (مَجْنَبٌ) : كثير وأَنشد شَمِرٌ لكُثَيِّر:
وإِذْ لاَ تَرَى فِي النَّاسِ شَيْئا يَفُوقُهَا
وفيهنَّ حُسْنٌ لَوْ تَأَمَّلتَ مَجْنَبُ
قَالَ شَمِرٌ: وَيُقَال فِي الشَّرِّ إِذا كَثُر. وطَعامٌ مَجْنَبٌ: كَثِيرٌ.
(و) المِجْنَبُ بِالْكَسْرِ (كمِنْبرٍ) السِّتْرُ) وَقد جَنَبَ البيْتَ إِذا ستَرهُ بالمِجْنَبِ، (و) المِجْنَبُ: شيْءٌ (مِثْلُ البابِ يقومُ عَلَيْهِ مُشْتَارِ العَسلِ) ، قَالَ ساعدةُ بنُ جُؤَيَّةَ: صَبَّ الَّلهِيفُ لَهَا السُّبُوبَ بِطَغْيَة
تُنْبِي العُقَابَ كَمَا يُلَطُّ المِجْنَبُ
عَنَى بالَّهِيفِ: المُشْتارَ، وسُبُوبُه: حبالُهُ الَّتِي يتَدَلَّى بهَا إِلى العَسلِ، والطَّغْيَةُ: الصَّفَاةُ المَلْساءُ.
(و) المِجْنَبُ (: أَقْصى أَرْضِ العَجم إِلى أَرضِ العَربِ) وأَدْنَى أَرضِ العربِ إِلى أَرض الْعَجم، قَالَ الكُميت:
وشَجْوٍ لِنَفْسِيَ لَمْ أَنْسَهُ
بِمُعْتَرَكِ الطَّفِّ والمِجْنبِ
(و) المِجْنَبُ (: التُّرْسُ) لأَنه يَجْنُبُ صاحهبَه أَي يِقِيهِ مَا يَكْرَهُ كأَنه آلةٌ لذَلِك، كَذَا فِي الأَ (وتُضَمُّ مِيمُه، و) المِجْنَبُ الْكسر (شَبَحٌ كالمُشْطِ) إِلاَّ أَنَّه (بِلَا أَسْنَانٍ) وطَرَفُه الأَسفلُ مُرْهَفٌ (يُرْفَعُ بِهِ التُّرابُ على الأَعْضَادِ والفِلْجَانِ) وَقد جَنَبَ الأَرضَ بالمِجْنَبِ.
(والجَنَبُ مُحَرَّكَةً) مَصْدَرُ جَنِبِ البعِيرُ بِالْكَسْرِ يَجْنَبُ جَنَباً، وَهُوَ (شِبْهُ الظَّلَعِ) وَلَيْسَ بظَلَعٍ. (و) الجَنَبُ أَيضاً (: أَن يَشْتَدَّ العَطَشُ) أَي يعْطَشَ عطَشاً شَدِيدا (حَتَّى تَلْزَقَ الرِّئَةُ بالجَنْبِ) أَي من شِدَّةِ العطَسِ، قَالَ ابْن السكّيت: وَقَالَت الأَعرابُ: هُوَ أَنْ يلْتَوِيَ من شِدَّةِ العطَسِ، قَالَ ذُو الرّمّة يصف حِماراً:
وَثْبَ المُسَحَّجِ مِنْ عانَاتِ مَعْقُلَةٍ
كَأَنَّهُ مُسْتَبَانُ الشَّكِّ أَوْ جَنِبُ
والمُسَحَّجُ: حِمارُ الوَحْشِ، والهَاءُ فِي (كأَنه) تعودُ على حمارِ وَحْشٍ تقَدَّم ذِكْرُه، يَقُول: كأَنه من نَشَاطِه ظَالِعٌ أَو جَنِبٌ، فَهُوَ يمْشِي فِي شِقَ، وَذَلِكَ من النَّشَاطِ، يُشَبِّه ناقَتَه أَو جَمَلَه بِهَذَا الحِمارِ وَقَالَ أَيضاً:
هاجَتْ بِهِ جُوَّعٌ غُضْفٌ مُخَصِّرةٌ
شَوازِبٌ لاَحَهَا التَّقْرِيبُ والجَنَبُ
وَيُقَال: حِمارٌ جَنِبٌ. وجَنِبَ البعِيرُ: أَصابهُ وَجَعٌ فِي الجَنْبِ من شِدَّةِ العطَشِ (و) الجَنَبُ: (: القَصِيرُ) وَبِه فُسِّر بيتُ أَبِي العِيالِ:
فَتًى مَا غَادرَ الأَقْوَا
مُ لَا نِكْس وَلاَ جَنَبُ
وَفِي نخسة (الفَصِيلُ) بَدَلَ (القَصِيرِ) وَهُوَ خطأٌ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : و (الجَنِبُ) ، أَي ككَتِفٍ: الذِّئْبُ، لَتَظَالُعِه كَيْداً ومَكْراً، مِنْ ذَلِك.
والجَأْنَبُ بالهَمْزِ: القَصِيرُ الجَافِي الخِلْقَةِ، وخَلْقٌ جَأْنَبٌ إِذا كَانَ قَبيحاً كَزًّا.
(و) الجَنَبُ، التَّحْرِيكِ، الَّذِي نُهِيَ عَنهُ فِي حَدِيث الزَّكَاةِ والسِّبَاقِ، وَهُوَ (أَن يَجْنُبَ فَرَساً) عُرْياً فِي الرِّهَانِ (إِلى فَرَسِه) الَّذِي يُسَابِقُ عَلَيْهِ (فِي السِّبَاقِ، فإِذا فَتَرَ المَرْكُوبُ) أَي ضَعْفَ (تَحَوَّلَ) وانْتَقَلَ (إِلى الفَرَسِ) (المَجْنُوبِ) أَي المَقُودِ، وَذَلِكَ إِذا خعافَ أَن يُسْبَقَ على الأَوْل. (و) الجَنَبُ المَنْهِيّ عَنهُ (فِي الزَّكَاةِ: أَن يَنْزِلَ العامِلُ بأْقْصَى مَواضعِ الصَّدَقَةِ ثمَّ يأْمُرَ بالأَموالِ أَنْ تُجْنَبَ إِليه) ، وَقد مرَّ بَيانُ ذَلِك فِي جلب (و) قِيلَ: هُوَ (أَنْ يَجْنُبَ ربُّ المالِ بمالِه أَي يُبْعِدَهُ عَن موْضِعِه حَتَّى يَحْتَاج العاملُ إِلى الإِبْعَادِ فِي) اتِّبَاعِه و (طَلَبِه) .
(والجَنُوبُ) كصَبُورٍ (: رِيحٌ تُخَالِفُ) وَفِي لَفْظِ (الصِّحَاح) : تُقابِلُ (الشَّمَالَ) تأْتِي عَن يمِينِ القِبْلَةِ، وَقَالَ ثَعْلَب: الجَنُوبُ من الرِّياح: مَا اسْتَقْبلَكَ عَن شِمَالِكَ إِذا وقَفْتَ فِي القِبْلَةِ، وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: الجَنُوبُ (مَهَبُّها من مَطْلَعِ سُهَيْلٍ إِلى مَطْلع الثُّرَيَّا) ، وَعَن الأَصمعيّ: الجَنُوبُ: مَا بَين مَطْلَع سُهَيْلٍ إِلي مَطلعِ الشَّمْسِ فِي الشِّتَاءِ، وَقَالَ عُمَارةُ: مَهبّ الجَنُوبِ مَا بَين مَطْلَع سُهَيلٍ إِلى مَغْرِبه، وَقَالَ الأَصمعيّ: إِذا جاءَتِ الجَنوبُ جاءَ مَعهَا خَيْرٌ وتَلْقِيحٌ، وإِذَا جاءَت الشَّمَالُ نَشَّفَتْ، وَتقول العربُ للاثْنَيْنِ إِذا كَانَا مُتَصَافِيَيْنِ: رِيحُهُمَا جَنُوبٌ، وإِذا تَفَرَّقَا قِيلَ: شَمَلَتْ رِيحُهُمَا، وَلذَلِك قَالَ الشَّاعِر:
لَعَمْرِي لَئِنْ رِيحُ المَوَدَّةِ أَصْبحَتْ
شَمَالاً لَقَدْ بُدِّلْتُ وَهْيَ جَنُوبُ
وقولُ أَبِي وَجْزَةَ:
مَجْنُوبةُ الأُنْسِ مَشْمُولٌ مَواعِدُهَا
مِنَ الهِجَانِ ذَواتِ الشِّطْبِ والقَصَبِ
قَالَ ابْن الأَعرابيّ: يُرِيدُ أَنها تَذْهَبُ مَوَاعِدُها مَعَ الجَنُوبِ، ويذْهبُ أُنْسُهَا مَعَ الشَّمَال، وَفِي (التَّهْذِيب) الجَنُوبُ مِنَ الرياحِ: حارَّةٌ، وَهِي تَهُبُّ فِي كلّ وَقْتٍ، ومَهبُّها مَا بيْنَ مَهَبَّىِ الصَّبا والدَّبُورِ ممّا يَلِي مَطلَع سُهيلٍ، وَحكى الجوهريُّ عَن بعض الْعَرَب أَنه قَالَ: الجَنُوبُ حارَّةٌ فِي كلّ مَوضع إِلاّ بنَجْدٍ فإِنها باردةٌ، وبيْتُ كُثَيِّرِ عزَّةَ حُجَّةٌ لَهُ:
جَنُوبٌ تُسَامِي أَوْجُهَ القَوْمِ مَسَّهَا
لَذِيذٌ ومَسْراهَا من الأَرضِ طَيِّبُ
وَهِي تكون اسْماً وصِفَةً عِنْد سِيبَوَيْهٍ، وأَنشد:
رِيحُ الجَنُوبِ مَعَ الشَّمَالِ وتَارةً
رِهَمُ الرَّبِيعِ وصَائِبُ التَّهْتَانِ
وهَبَّتْ جَنُوباً دلِيلٌ على الصِّفَةِ عِنْد أَبي عُثْمَانَ، قَالَ الفارسيّ (لَيْسَ بدليلٍ، أَلاَ تَرى إِلى قَول سِيبَوَيْهٍ إِنه قد يكون حَالا) مَا لَا يكُونُ صِفةً كالقَفيِزِ والدِّرْهم.
(ج جنَائِبُ) ، زَاد فِي (التَّهْذِيب) : وأَجْنُبٌ، وَقد (جَنَبَتِ) الرِّيحُ تَجْنُبُ (جُنُوباً) وأَجْنَبَتْ أَيْضاً، أَي هَبَّتْ جَنُوباً (وجُنِبُوا بالضَّمِّ) أَي (أَصْابتْهُمُ) الجَنُوبُ، فَهُمْ مجْنُوبُونَ، وجُنِبَ القَوْمُ أَي أَصابتهمُ الجَنُوبُ، أَي فِي أَمْوالِهِم، قَالَ ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ:
سَادٍ تَجَرَّمَ فِي البَضِيعَ ثَمَانِياً
يُلْوِي بِعَيْقَاتِ البِحارِ ويُجْنَبُ
أَي أَصابتْه الجَنُوبُ، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) ، وَكَذَلِكَ القولُ فِي الصَّبَا والدَّبُورِ والشَّمَالِ، وجَنِبَتِ الرِّيحُ بِالْكَسْرِ، إِذا تَحوَّلَتْ جَنُوباً (وأَجْنَبُوا) إِذا (دخَلُوا فِيهَا) أَي ريحِ الجنُوبِ.
(وجَن 2 بَ إِلَيْهِ) أَي إِلى لِقَائِه (كنَصَر وسمِع) ، كَذَا فِي النُّسْخَة، وَفِي أُخرى كسمِع ونَصَر (: قَلِقَ) ، الكَسْرُ عَن ثَعْلَب والفَتْحُ عَن ابْن الأَعرابيّ، تقولُ، جَنِبْتُ إِلى لِقائِكَ وغَرِضْتُ إِلى لِقَائِكَ، جَنَباً وغَرَضاً، أَي قَلِقْتُ لِشِدَّةِ الشَّوْقِ إِليكَ.
(والجنْبُ) : النَّاحِيةُ، وأَنشد الأَخفش:
النَّاسُ جَنْبٌ والأَمِيرُ جَنْبُ
كأَنَّهُ عَدلَه بِجَمِيعِ الناسِ، والجَنْبُ أَيضاً (: مُعْظَمُ الشيءِ وأَكْثَرُه) وَمِنْه قولُهم: هَذَا قَلِيلٌ فِي (جَنْبِ مَودَّتِكَ) ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : الجَنْبُ: القِطْعةُ من الشيْءِ يكون مُعْظَمَه أَو كثيرا مِنْهُ.
(و) جَنْبٌ بلاَلاَم: بَطْنٌ من الْعَرَب، وَقيل: (حَيٌّ منَ اليمَنِ، أَو) هُوَ (لَقَبٌ لَهُم لاَ أَبٌ) ، وهم: عبْدُ اللَّهِ وجُعْفِيٌّ والحَكَمُ وجِرْوَةُ، بَنُو سَعْدِ العَشِيرَةِ بنِ مَذْحَجٍ، سُمُّوا جَنْباً لأَنَّهُم جَانَبُوا بَنِي عَمِّهِمْ صُدَاءَ ويَزِيدَ ابْنَيْ سَعْدِ العَشِيرَة من مَذْحُجٍ، قَالَه الدَّارَقُطْنِي، وَنَقله السُّهَيْلِيُّ فِي (الرَّوْض) ، قَالَ: وذَكرَ فِي موضعٍ آخَرَ خِلافاً فِي أَسمائهم، وَذكر مِنْهُم بَنِي غِلِيَ، بالغين، وَلَيْسَ فِي (الْعَرَب) غِلِيٌّ غَيره، قَالَ مهلهل:
زَوَّجَهَا فَقْدُهَا الأَرَاقِمَ فِي
جَنْبٍ وكانَ الحِبَاءُ مِنْ أَدِمِ
(و) جَنْبُ بنُ عبدِ الله (مُحَدِّثٌ كُوفِيٌّ) لَهُ رِوَاية.
(وجَنَّبَ تَجْنِيباً) إِذا (لَمْ يُرْسِلِ الفَحْلَ فِي إِبِله وغنَمِه، و) جَنَّبَ القَوْمُ فهم مُجَنِّبُونَ، إِذا (انْقَطَعَتُ أَلْبَانُهم) أَو قَلَّتْ، وقيلَ إِذا لم يكن فِي إِبلهم لَبَنٌ، وجَنَّبَ الرجُلُ، إِذا لم يَكنْ فِي إِبِله ولاَ غَنَمِه دَرٌّ، وَهُوَ عَامُ تَجْنِيبٍ، قَالَ الجُمَيْحُ بنُ مُنْقِذٍ: يذكرُ أَمرأَتَه: لَمَّا رَأَتْ إِبِلى قَلَّتْ حَلُوبَتْهَا
وكُلُّ عَامٍ عَلَيْهَا عامُ تَجْنِيبِ
يَقُول: كلُّ عامٍ يَمرُّ بهَا فَهُوَ عامُ تَجْنِيبٍ، وَقَالَ أَبو زيد: جَنَّبَتِ الإِبِلُ، إِذا لم تُنْتَجْ مِنْهَا إِلاّ النَّاقَةُ والنَّاقَتَانِ، وحَنَّبَهَا هُوَ بشَدِّ النُّونِ أَيضاً، وَفِي حَدِيث الْحَارِث بن عَوْفٍ (إِنَّ الإِبِلَ جَنَّبَتْ قِبَلَنَا العَامَ) أَي لم تَلْقَحْ فيكونَ لَهَا أَلْبَانٌ.
(وجَنُوبُ: امْرَأَةٌ) وَهِي أُخْتُ عَمْرٍ وذِي الكَلْبِ الشَّاعِرِ. قَالَ القَتَّالُ الكِلاَبِيُّ:
أَبَا كِيَةٌ بَعْدِي جَنُوبُ صَبَابَةً
عَلَيَّ وأُخْتَاهَا بِمَاءٍ عُيُونِ
وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : وجَنبَت الدَّلْوُ تَجْنَبُ جَنَباً، إِذا انْقَطَعَتْ مِنْهَا وَذَمَةٌ أَو وَذَمَتَانِ فمَالَتْ.
(والجَنَابَاءُ) بالمَدِّ (و) الجُنَابَى (كسُمَانَى) مُخَفَّفاً مَقْصُوراً، هَكَذَا فِي النُّسْخَة الَّتِي رَأَينَاهَا وَفِي (لِسَان الْعَرَب) بالضمّ وَتَشْديد النُّون، ويدلّ على ذَلِك أَنّ المؤلّف ضبَط سماني بِالتَّشْدِيدِ فِي سمن، فليكُنْ هَذَا الأَصحّ، ثمَّ إِنّه فِي بعض النسخِ المَدُّ فِي الثَّانِي، وَكَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) أَيضاً وَالَّذِي قيَّده الصاغانيُّ بالضمّ وَالتَّخْفِيف ككُسالَى، وَقَالَ (: لُعْبَةٌ لِلصِّبْيَانِ) يَتَجَانَبُ العُلاَمَان فيعتَصمُ كلُّ واحدِ منَ الآخَرِ.
(والجَوَانِبُ: بِلاَدٌ) ، نَقله الصاغانيُّ.
(و) جُنَّبٌ (كقُبَّرٍ: نَاحِيَةٌ) وَاسِعَةٌ (بالبَصْرَةِ) شَرْقِيَّ دِجْلَةَ مِمَّا يَلِي الفُرَاتَ.
(و) جُنَبَةٌ (كهُمَزَةٍ: مَا يُجْتَنَبُ) ، نَقله الصاغانيُّ.
(وجَنَّابَةُ مُشَدَّدَةً: د) أَي بَلَدٌ (يُحَاذِي) يُقَابِلُ (خَارَكَ) بساحلِ فارسَ (مِنْهُ القَرَامِطَةُ) الطائفةُ المشهورةُ كَبِيرهُم أَبُو سَعِيدٍ الحَسَنُ بنُ بَهْرَامَ الجَنَّابِيّ، قُتِلَ سنةَ إِحدى وثلاثمائة، ثمَّ وَلِي الأَمرَ بعدَه ابنُه أَبو طاهرٍ سُلَيْمَانُ، وَمِنْهُم: أَبو عليَ الحَسَنُ بنُ أَحمدَ بنِ أَبي سعيد المعروفُ بالأَعْصَمِ، حاصَرَ مصرَ والشامَ، تُوُفِّيَ بالرَّمْلَةِ سنة 366 جَرَت بَينهم وَبَين جَوْهرِ القائِد حُروبٌ إِلى أَن انْهَزَم القَرْمَطِيُّ بعَيْنِ الشِّمْسِ، وَقد استوفَى ذِكرَهم ابنُ الأَثير فِي (الْكَامِل) (و) إِليه نُسِبَ المحدّثُ أَبْو الحَسَنِ (عليُّ بنُ عبدِ الواحدِ الجَنَّابِيُّ يَروِي عَن أَبي عُمر الهَاشِمِيِّ، وَعنهُ أَبو العِزِّ القَلاَنسِيُّ.
(و) يُقَالُ (سَحَابَةٌ مَجْنُوبَةٌ) ، إِذا هَبَّتْ بهَا الجَنُوبُ) وَهِي الرِّيحُ الْمَعْرُوفَة.
(والتَّجْننِيبُ: انْحِنَاءٌ وتَوْتِيرٌ فِي رِجْلِ الفَرَسِ) وَهُوَ (مُسْتَحَبٌّ) ، قَالَ أَبو دُوَادٍ:
وَفِي اليَدَيْنِ إِذَا مَا المَاءُ أَسْهَلَهَا
ثَنْيٌ قَلِيلٌ وَفِي الرِّجْلَيْنِ نَجْنِيبُ
قَالَ أَبو عُبَيْدَة: التَّجْنِيبُ أَن يَحْنهيَ يَدَيْهِ فِي الرَّفْعِ والوَضْعِ، وَقَالَ الأَصمعيّ: التَّجْنِيبُ، بالجِيمِ، فِي الرِّجْلَيْنِ، والتَحْنِيبُ، بالحَاءِ، فِي الصُّلْبِ واليَدَيْنِ.
(وجَنْبَةُ بنُ طارِقِ) بنِ عَمْرِو بنِ حَوْطِ بنِ سَلْمَى ابنِ هَرْمِيّ بنِ رِيَاح (مُؤَذِّنُ سَجَاحِ المُتَنَبِّئَةِ) الكَذَّابَةِ (وعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ جَنْبَةَ شَيْخُ) أَبِي العَبَّاسِ (المُبَرّدِ) النَّحْوِيِّ.
(و) فِي الحَدِيث (بعٍ الجَمْعَ بالدَّرَاهِم ثُمَّ ابْتَعْ بالدَّرَاهِمِ جَنِيباً) (الجَنِيبُ) كأَمِيرٍ (تَمْرٌ جَيِّدٌ) معروفٌ من أَنْوَاعِه، والجَمْعُ: صُنُوفٌ من التَّمْرِ تُجْمَع، وَكَانُوا يَبيعُونَ صَاعَيْن من التَّمْرِبصاعٍ من الجَنِيبِ: فَقَالَ ذَلِك تَنْزِيهاً لَهُم عَن الرِّبَا.
(وجَنْبَاءُ) كصَحْرَاءَ (: ع بِبِلَاد) بَنِي (تَمِيمٍ) ، نَقله الصاغانيّ. قلتُ: وَهُوَ على لَيْلةٍ من الوَقْبَاءِ (وآبَاءُ جَنَابٍ) بِالتَّخْفِيفِ (التَّمِيميُّ والقَصَّابُ وابنُ أَبِي حَيَّةَ) الأَوَّلُ شيخٌ لِيَحْيَى القَطَّانِ، وَالثَّانِي. اسْمُه عَوْنُ بنُ ذَكُوَانَ، وَالثَّالِث اسمُه يَحْيَى وَهُوَ الكَلْبِيُّ، رَوَى عَن الضَّحَّاكِ بنِ مُزَاحِم، وَعنهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ (و) كَذَا (جَنَابُ بنُ الحَسْحَاسِ) روى عَنهُ عبدُ اللَّهِ بنُ معاويةَ الجُمَحِيُّ (و) جَنَابُ بنُ (نِسْطَاسٍ) عَن الأَعْمَشِ، وابنُه محمدُ بنُ جَنَابٍ رَوَى عَن أَبِيهِ (و) أَبُو هَانِىءٍ جَنَابُ بنُ (مَرْثَدٍ) الرُّعَيْنِيُّ تابِعِيٌّ مُخَضْرَمٌ، وَقيل: صَحَابِيٌّ، (و) جَنَابُ بنُ (إِبْرَاهِيمَ) عَن ابْن لَهِيعَةَ (مُحَدِّثُونَ، و) جَنَابُ (بنُ مَسْعُودٍ) العُكْلِيُّ (و) جَنعابُ بنُ (عَمْرٍ و) والصوابُ: بن أَبِي عَمْرٍ والسَّكُونِيّ (شاعِرَانِ) والأَوّلُ فارِسٌ أَيضاً.
(و) جَنَّابٌ (بالتَّشْدِيدِ مِنْهُ، الوَلِيُّ المَشْهُورُ (أَبُو الجَنَّابِ) أَحمدُ بنُ عُمَرَ بنِ محمدِ بنِ عبدِ الله الصُّوفِيُّ (الخِيَوَقِيُّ) بالكَسْرِ الخُوَارَزْمِيُّ (نَجْمُ الكُبَرَاءِ) وَفِي نَفَحَات الأُنْس لعبد الرَّحْمَن الجَامِي أَنه نَجْمُ الدِّين الطَّامَّة الكُبْرَى، وَهَذِه الكُنْيَةُ كَناهَا لَهُ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمفي المَنَام، من كِبَارِ الصُّوفِيَّةِ، انْتَهَت إِليه المَشْيَخَةُ بخُوَارَزْمَ وَمَا يَلِيها، سَمِعَ بالإِسْكَنْدَرِيَّة أَبَا طَاهِرٍ السِّلَفِيَّ، وبتَبْرِيزَ محمدَ بن أَسْعَدَ العطاريّ وبأَصْبَهَانَ أَبَا المَكَارِمِ الَّلبَّانَ، وأَبَا سَعِيدٍ الرارانيّ، ومُحَمَّدَ بنَ أَبِي زَيْدٍ الكرانيّ، ومَسْعُودَ بنَ أَبِي مَنْصُورٍ الجَمَالِيُّ وأَبَا جَعْفَرٍ الصَّيْدَلانِيَّ، وغَيْرَهُم، حَدَّثَ بِخُوَارَزْمَ، وسَمِعَ مِنْهُ أَبُو مَحِمَّدٍ عَبْدُ العَزِيزِ بنُ هِلاَلٍ الأَنْدَلُسِيُّ، وذَكَرَه ابنُ جَرادة فِي تَارِيخ حَلَبَ، وَقَالَ قَدِمَ حَلَبَ فِي اجْتِيَازِهِ من مِصْرَ قُتِلَ بخُوَارَزْمَ سنة 618 على يَد التَّتَارِ شَهيداً.
(و) جُنَيْبٌ (كزُبَيْرٍ: أَبُو جُمْعَةَ الأَنْصَارِيُّ) منَ الصَّحَابَةِ (أَو هُوَ بالبَاءِ) وَقد تَقَدَّم ذِكْرُه فِي جبب.
وأَبُو الجَنُوبِ اليَشْكُرِيُّ اسمُه عُقْبَةُ بنُ عَلْقَمَةَ، رَوَى عَن عَلِيَ، وَعنهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الغَزِّيُّ،
وجِنَابٌ بالكعسْرِ: مَوْضعٌ لِبَنِب فَزَارَةَ.
(جنب) أُجْنِبَ الرجلُ: مثل أَجْنَبَ وجَنْبَ.
ج ن ب : جَنْبُ الْإِنْسَانِ مَا تَحْتَ إبْطِهِ إلَى كَشْحِهِ وَالْجَمْعُ جُنُوبٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَالْجَانِبُ النَّاحِيَةُ وَيَكُونُ بِمَعْنَى الْجَنْبِ أَيْضًا لِأَنَّهُ نَاحِيَةٌ مِنْ الشَّخْصِ.

وَالْجَنُوبُ هِيَ الرِّيحُ الْقِبْلِيَّةُ.

وَذَاتُ الْجَنْبِ عِلَّةٌ صَعْبَةٌ وَهِيَ وَرَمٌ حَارٌّ يَعْرِضُ لِلْحِجَابِ الْمُسْتَبْطِنِ لِلْأَضْلَاعِ يُقَالُ مِنْهَا جُنِبَ الْإِنْسَانُ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فَهُوَ مَجْنُوبٌ.

وَالْجَنَابَةُ مَعْرُوفَةٌ يُقَالُ مِنْهَا أَجْنَبَ
بِالْأَلِفِ وَجَنُبَ وِزَانُ قَرُبَ فَهُوَ جُنُبٌ وَيُطْلَقُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالْمُفْرَدِ وَالتَّثْنِيَةِ وَالْجَمْعِ وَرُبَّمَا طَابَقَ عَلَى قِلَّةٍ فَيُقَالُ أَجْنَابٌ وَجُنُبُونَ وَنِسَاءٌ جُنُبَاتٌ وَرَجُلٌ جُنُبٌ بَعِيدٌ.

وَالْجَارُ الْجُنُبُ قِيلَ رَفِيقُكَ فِي السَّفَرِ وَقِيلَ جَارُكَ مِنْ قَوْمٍ آخَرِينَ وَلَا تَكَادُ الْعَرَبُ تَقُولُ أَجْنَبِيٌّ قَالَهُ الْأَزْهَرِيُّ فِي روح وَقَالَ فِي بَابِهِ رَجُلٌ أَجْنَبُ بَعِيدٌ مِنْكَ فِي الْقَرَابَةِ وَأَجْنَبِيٌّ مِثْلُهُ وَقَالَ الْفَارَابِيُّ قَوْلُهُمْ رَجُلٌ أَجْنَبِيٌّ وَجُنُبٌ وَجَانِبٌ بِمَعْنًى وَزَادَ الْجَوْهَرِيُّ وَأَجْنَبُ وَالْجَمْعُ الْأَجَانِبُ وَجَنَبْتُ الرَّجُلَ الشَّرَّ جُنُوبًا مِنْ بَابِ قَعَدَ أَبْعَدْتُهُ عَنْهُ وَجَنَّبْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ.

وَالْجَنِيبُ مِنْ أَجْوَدِ التَّمْرِ.

وَالْجَنِيبَةُ الْفَرَسُ تُقَادُ وَلَا تُرْكَبُ فَعَيْلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ يُقَالَ جَنَبْتُهُ أَجْنُبُهُ مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا قُدْتَهُ إلَى جَنْبِك وَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «لَا جَلَبَ وَلَا جَنَبَ» تَقَدَّمَ فِي جَلَبَ.

وَالْجَنَابُ بِالْفَتْحِ الْفِنَاءُ وَالْجَانِبُ أَيْضًا. 
ج ن ب

رجل جنب وقوم جنب " وإن كنتم جنباً فاطّهّروا " وأجنب وتجنّب واجتنب، وجار جنب وهو الذي جاورك من قوم آخرين، لي من أهل الدار ولا من أهل النسب، وهؤلاء قوم أجناب. قالت الخنساء:

يا عين فيضي بدمع منك تسكابا ... وابكي أخاك إذا جاورت أجنابا

ولا تحرمني عن جنابة أي من أجل بعد نسب وغربة، ومعناه لا يصدر حرماتك عنها كقوله تعالى: " وما فعلته عن أمري " قال علقمة:

فلا تحرمني نائلاً عن جنابة ... فإني امرؤ وسط القباب غريب

وأنا في جناب فلان أي في فنائه ومحلته. ومشوا جانبيه وجنابيه وجنابتيه وجنبتيه. قال كعب ابن زهير:

يسعى الوشاة جنابيها وقولهم ... إنك يا بن أبي سلمى لمقتول

ونزلوا في جنبات الوادي. وقعد جنبة إذا اعتزل القوم. وتقول: طاب الكرام، وجانب اللئام. ولج فلان في جناب قبيح أي في مجانبة أهله. وجنبت الدابة أجنبها جنباً بالتحريك. وفي الحديث " لا جنب في الإسلام " وهو أن يجنب المسابق فرساً فإذا دنا من الغاية انتقل عليه ليسبق. وأعطاه الجنب: انقاد له. وفلان تقاد الجنائب بين يديه، وهو يركب نجيبه، ويقود جنبيه. وجانبه: مشى إلى جنبه، وهو جنيبه. وفرس طوع الجناب: سلس القياد. وأصحب جنبيه إذا طاوعه. وهو أجنبي مني وأجنب. وجنبته الشر فاجتنبه، وجنبته إياه فتجنبه. وقيل للترس: المجنب، لأنه يجنب صاحبه أي يقيه ما يكره كأنه آلة لذلك. وكان في إحدى المجنبتين وهما جناحا العسكر. وجنبت الريح: هبت جنوباً. وجنب القوم: أضابتهم، وسحابة مجنوبة. وأجنبوا: دخلوا فيها. والمجنوب في سبيل الله شهيد، وذات الجنب داء الصناديد.

ومن المجاز: اتق الله الذي لا جنيبة له أي لا عديل له. وأطاعت جنيبته إذا انقاد. قال ابن مقبل:

فإما تريني قد أطاعت جنيبتي ... وخيط رأسي بعد ما كان أوفرا

أي وافراً. وفرطت في جنب الله أي في جانبه وفي حقه. ورجل لين الجانب: سهل المعاملة سلس. قال:

لين الجانب في أقربه ... وعلى الأعداء سم كالذعف

وتقول: المسلمون جانب، والكفار جانب. وهو أجنبي من هذا الأمر أي لا تعلق له به ولا معرفة. وفلان رحب الجناب وخصيب الجناب: سخي.
(جنب) - في حَديثِ أبِي هُرَيْرة، رضِي الله عنه، في الرَّجل الذي أصابَتْه الفاقَةُ: "فَخَرَج إلى البَرِّيَّة فَدَعَا، فإذا الرَّحا تَطحَن، والتَّنُّور مَمْلُوء جُنُوبَ شِواء".
الجُنُوب: جَمْع جَنْب، وقد جَرَتِ العَادَةُ بأن يُشْوَى الجَنْب، وكان القِياسُ أن يُقال: جَنْبَ شِواء، لأنه نَصْبٌ على التَّمْيِيز، والتَّمْيِيز يكون مُوحَّد اللَّفظ قَلَّ ما يُجمَع.
على أَنَّه قد جاء بلَفْظِ الجَمْع في قَولِه تَبارَك وتَعالَى: {بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا} . وأَرادَ أنَّه كان في التَّنُّور جُنوبٌ كَثِيرَة، لا جَنْبٌ واحد، فلِهذَا جَمَعَه مع كَونِه تَمْيِيزًا.
- في حَديثِ الحَارِثِ بنِ عَوْف أنَّه جاء إلى نَجَبَة بنِ الحَارِث فقال: "إن الِإِبلَ جُنِّبَت قِبلَنا العَامَ".
: أي لم تَلْقَح فيَكُون لها أَلْبانٌ، قال الأَصمَعِيُّ: جَنَّب بَنُو فلان فَهُم مُجَنَّبُون، إذا لم يكن في إِبلهم لَبنٌ، وهو عام تَجْنِيب، وجَنَّبَ النَّخلُ: لم يَحمِلْ. - في الحَدِيث "ذُو الجَنْب شَهِيد".
: أي الذي يَطُولُ مَرضُه واضْطِجَاعُه.
- وفي حديث آخر: "ذَاتُ الجَنْب شَهادَةٌ".
وقد فُسِّر في كِتابِ أبِي عُبَيْد الهَرَوِيّ.
- في حَدِيث الشَّعْبِيّ: "أنَّ الحَجَّاجَ سَأَل رَجُلا: هل كَانَ وَراءَك غَيثٌ؟ قال: كَثُر الِإعصار ، وأُكِل ما أَشرفَ من الجَنْبَة".
الجَنْبَة: رَطْبُ الصِّلِّيان، فإذا يَبِس فهو الصِّلِّيان. وقيل: الجَنْبَة. يَقَع على عَامَّة الشَّجَر المُتَربِّلة في الصَّيف، وقيل: هي ما فَوقَ البَقْل ودُونَ الشَّجَر.
- في حَديِث الضَّحَّاك: "قال لِجارِية: هل من مُغَرِّبَةِ خَبَرٍ؟ قالت : على الجَانِبِ الخَبَرُ". : أي على الغَرِيب القَادِم. يقال: جَنَب فُلانٌ في بَنِي فُلان، إذا نَزَل فيهم غَرِيبًا، ورَجلٌ جانِبٌ، وقَومٌ جُنَّابٌ. وقال بَعضُهم: رَجلٌ جُنُب: غَرِيبٌ، والجَمْع أَجنابٌ، وجَارُ الجَنابَة: جارُ الغُربَة.
- في حديث جُبَيْر، رضي الله عنه: "أَتاه بتَمرٍ جَنِيبٍ".
: هو نَوعٌ من أجود التُّمور، وقيل الجَنِيبُ: التَّمْر المَكْبوسُ، وقيل: هو التِّين.
- في حَدِيث الشَّعْبِي: "أَجدَب بنا الجَنابُ".
الجَناب: ما حَولَ القَوْم، وجَناب الشَّيءِ: ناحِيَتُه، وجَنابُ الدَّار: فِناؤُها.
- وفي حديث آخر: "استَكَفُّوا جَنابَيْه" .
: أي حَوالَيْه .
- في الحَدِيثِ "لا تَدخُل المَلائِكة بيتًا فيه جُنُب، ولا كَلبٌ، ولا صُوَرَة".
الجُنُب - قيل هو الذي يَتْرك الاغْتِسالَ من الجَنابة عادةً، فيكُون أَكثرُ أَوقاتِه جُنُباً. وأما الكَلْب إذا اتَّخذَه لِلَّهو لا لِحاجةٍ وضَرُورة كحِراسةِ زَرْع، أو غَنَم أو صَيْد.
فأَمَّا الصُّورة فكل ما يُصَوَّر من الحَيوَان سَواءٌ في ذلك، المَنْصُوبَة القَائِمة التي لها أَشْخاص، وما لا شَخص له من المَنقُوشَة في الجُدُر، والصُّورَة فيها، وفي الفُرُش، والأَنْماطِ.
وقد رَخَّص بَعضُهم فيما كان منها في الأَنماط التي تُوطَأ وتُداسُ بالأَرجُل، وهذه الرُّخْصَة، إنما هي لمَنْ تَكُون في بيْتهِ، فأما في تَصْوِيرِه فُكلُّها سَواءٌ. وقيل: يَعنِي بالمَلائِكَة في هذا الحدِيثِ غَيرِ الحَفَظة، وقيل لا تَحضُره المَلائِكَةُ بالخَيْر وذَلِك في رِواية.
وقيل: هو للجُنُب الذي لم يَتوضَّأ بعدَ الجَنَابةِ.
- في حَدِيثِ ذى المِشْعَارِ : "وأَهلِ جِنابِ الهَضْب" وهو مَوضِع.
- في الحَديثِ: "ثم ابتَع بالدَّراهِم جَنِيبًا". هو جِنْس جَيِّد من التَّمْر.
- في حديث مُجاهِد في تَفسِيرِ السَّيَّارة من قوله تعالى: {مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ} أَجْناب النَّاس".
: أي الغُرَباء جَمْع جُنُب، قالت الخَنْساء :
* وابْكِي أَخاكِ إذا جاوَرْت أجْنابا *
- في الحديث: "الجَانِبُ المُسْتَغْزِرُ يُثابُ من هِبَته" يَعنِي الغَرِيبَ.
- في الحَدِيثِ : "لا جَلَب ولا جَنَب".
ذكر أبو عُبَيْد: أَنَّ الجَلَب يَكُون في السِّباق والصَّدَقَة، وذَكَر الجَنَب في السِّباق، ولم يَذْكُر وَجْهَه في الصَّدَقة، وهو أن يُجْنِب بماله ويُبْعِد حتَّى يَحْتَاجَ المُصَدِّقُ إلى الِإبْعادِ في اتِّباعِه وطَلَبِه، والله أعلم.

ركب

ركب

1 رَكِبَهُ, (S, * A, K,) and رَكِبَ عَلَيْهِ, (A,) aor. ـَ (A, K,) inf. n. رُكُوبٌ (S, A, K) and مَرْكَبٌ; (A, K;) and ↓ ارتكبهُ; (K;) I. q. عَلَاهُ (A, K, TA) and عَلَا عَلَيْهِ [explained by what follows]. (TA.) You say, رَكِبْتُ الدَّابَّةَ, (Msb,) or الفَرَسَ, (Mgh,) and رَكِبْتُ عَلَيْهَا, [or عَلَيْهِ,] inf. n. رُكُوبٌ and مَرْكَبٌ [as above, meaning I rode, or rode upon, and I mounted, or mounted upon, the beast, or the horse]. (TA. [See also رَاكِبٌ.]) [and رَكِبْتُ السَّفِينَةَ, or فِى السَّفِينَةِ (agreeably with the Kur xi. 43 and xviii. 70 and xxix. 65), I embarked in the ship; went on board the ship.] And one says, of anything, رَكِبَهُ [and ↓ ارتكبه] as meaning عَلَاهُ [i. e. (assumed tropical:) It was, or became, upon, or over, it; got upon it; came, or arose, upon it; overlay it; was, or became, superincumbent, or supernatant, upon it; overspread it]; namely, another thing. (TA.) [In like manner,] one says also, of anything, رُكِبَ and ↓ اُرْتُكِبَ as meaning عُلِىَ [i. e., when said of a horse or the like, He was ridden, or ridden upon, and was mounted, or mounted upon: whence other significations in other cases, indicated above]. (TA.) b2: [Hence,] رَكِبَ بَعْضُهُ بَعْضًا i. q. ↓ تراكب (tropical:) [It lay one part upon another; it was, or became, heaped, or piled, up, or together, one part upon, or overlying, another:] said of fat [as meaning it was, or became, disposed in layers, one above another: see رَاكِبَةٌ]. (A, TA.) [And hence, رَكِبَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا (assumed tropical:) The people bore, or pressed, or crowded, (as though mounting,) one upon another; a phrase well known, and of frequent occurrence: or meaning (assumed tropical:) the people followed one another closely; from what next follows.] b3: رَكِبَهُ also means [(assumed tropical:) He came upon him, or overtook him; or] he followed closely, or immediately, after him: and رَكِبْتُ أَثَرَهُ and طَرِيقَهُ (assumed tropical:) I followed close after him. (L.) b4: [رَكِبَ الطَّرِيقَ, and الرَّمْلَ, and المَفَازَةَ, (assumed tropical:) He went upon, or trod, or travelled, the road, and the sand or sands, and the desert: and رَكِبَ البَحْرَ (assumed tropical:) He embarked, or voyaged, upon the sea. Hence,] رَكِبَ اللَّيْلَ, and الهَوْلَ, (tropical:) [He ventured upon, encountered, or braved, the night, and that which was terrible or fearful,] and the like thereof. (TA.) [And رَكِبَ أَمْرًا and ↓ ارتكبهُ (assumed tropical:) He ventured upon, embarked in, or undertook, an affair: and (assumed tropical:) he surmounted it, or mastered it: the former meaning is well known: the latter is indicated by an explanation of the phrase رَكَّابٌ لِلْأُمُورِ, which see below.] And رَكِبَ ذَنْبًا (A, K) and ↓ ارتكبهُ (S, A, MA, K) (tropical:) He committed a sin, or crime, or the like. (S, MA, TA.) And رَكِبَ فُلَانٌ فُلَانًا بِأَمْرٍ (assumed tropical:) [Such a one did to such a one a thing]. (TA.) And رَكِبَهُ بِمَكْرُوهٍ and ↓ ارتكبهُ (tropical:) [He did to him an evil, or abominable, or odious, deed]. (A.) And رَكِبْتُ الدَّيْنَ and ↓ ارتكبتهُ (tropical:) I became much in debt: and رَكِبَنِى الدَّيْنُ and ↓ ارتكبنى (tropical:) [Debt burdened me]. (Msb.) b5: رَكِبَ رَأْسَهُ (tropical:) He went at random, heedlessly, or in a headlong manner, (مَضَى عَلَى وَجْهِهِ, A, Msb,) [i. e.,] without consideration, (A,) or without any certain aim, or object, (Msb,) not obeying a guide to the right course. (A.) You say, يُرْكَبُ رَأْسَهُ لَا يَدْرِى أَيْنَ يَتَوَجَّهُ (assumed tropical:) [He goes at random, &c., not knowing whither to direct himself]. (S and K in art. كمه.) [See also رَكْبَةٌ. In like manner also, you say, رَكِبَ رَأْيَهُ (K voce اِسْتَهَجَّ &c.) (assumed tropical:) He followed his own opinion. And رَكِبَ هَوَاهُ (S in art. جمح) (assumed tropical:) He followed his own natural desire, without consideration, and not obeying a guide to the right course of conduct.] b6: رَكِبْتُ دُبَّتَهُ and دُبَّهُ (assumed tropical:) I kept to his state, or condition, and his way, mode, or manner, of acting &c.; and did as he did. (M in art. دب.) And رَكِبَتْهُ الحُمَّى (assumed tropical:) [The fever continued upon him] is a phrase similar to أَغْبَطَتْهُ الحُمَّى and اِمْتَطَتْهُ and اِرْتَحَلَتْهُ. (A and TA in art. غبط) A2: رَكَبَهُ, aor. ـُ (S, A, K,) inf. n. رَكْبٌ, (TA,) [from رُكْبَةٌ,] He struck, or smote, his knee: (S, A, K:) or it signifies, (K,) or signifies also, (S, A,) he struck him, or smote him, with his knee: (S, A, K:) or he took him by his hair, (K,) or by the hair of each side of his head, (TA,) and struck his forehead with his knee. (K, TA.) Hence, in a trad., رَكَبْتُ

أَنْفَهُ بِرُكْبَتِى I struck his nose with my knee. (TA.) And in another trad., أَمَا تَعْرِفُ الأَزْدَ وَرَكْبَهَا اِتَّقِ الأَزْدَ لَا يَأْخُذُوكَ فَيَرْكُبُوكَ [Knowest thou not El-Azd, (the tribe so called,) and their striking with the knee? Beware thou of El-Azd, lest they take thee, and strike thee with their knees]: for this practice was notorious among El-Azd; in the dial. of whom, أُمُّ كَيْسَانَ was a metonymical appellation of the knee. (TA.) A3: رُكِبَ, like عُنِىَ, [pass. in form, but neut. in signification,] He (a man) had a complaint of his knee. (TA.) A4: رَكِبَ, aor. ـَ (K,) inf. n. رَكَبٌ, (TA,) He was large in the knee. (K.) 2 ركّبهُ الفَرَسَ, [inf. n. as below,] He lent him the horse, [or mounted him on the horse,] to go forth on a warring and plundering expedition, on the condition of receiving from him one half of the spoil: (K, * TA:) or for a portion of the spoil that he should obtain. (TA.) [See also 4.]

b2: And ركّبهُ, inf. n. تَرْكِيبٌ, He put, or set, one part of it upon another: (K:) [he set it, or fixed it, in another thing: he composed it; constituted it; or put it together.] تَرْكِيبٌ signifies The putting together, or combining, things, whether suitable or not, or placed in order or not: it is a more general term than تَأْلِيفٌ, which is the collecting together, or putting together, suitable things. (Kull p. 118.) You say, رَكَّبَ الفَصَّ فِى

الخَاتَمِ (S, A) He set the stone in the signet-ring: and ركّب السِّنَانَ فِى القَنَاةِ He fixed the spearhead in the shaft; (A;) and النَّصْلَ فِى السَّهْمِ [the arrow-head in the shaft]. (S.) And شَىْءٌ حَسَنُ التَّرْكِيبِ [A thing good, or beautiful, in respect of composition or constitution; well, or beautifully, composed or constituted or put together]. (TA.) b3: Also He removed it from one place to another in which to plant it; namely, a shoot of a palm-tree. (Mgh.) 4 اركب He (a colt) became fit for being ridden; attained to the fit time for being ridden. (S, Msb, K.) [See also مُرْكِبٌ.]

A2: اركبهُ He gave him, appointed him, or assigned him, an animal on which to ride. (S.) [See also 2.] b2: أَرْكَبَنِى خَلْفَهُ [He mounted me, or made me to ride, behind him]. (A.) And أَرْكَبَنِى مَرْكَبًا فَارِهًا [He mounted me on a quick, brisk, sharp, or strong, beast]. (A.) b3: [Hence, اركبهُ أَمْرًا (assumed tropical:) He made him to venture upon, embark in, or undertake, an affair. And اركبهُ ذَنْبًا (assumed tropical:) He made him to commit a sin, or crime, or the like.]5 تركّب It had one part of it put, or set, upon another; as also ↓ تراكب: (K:) [it was, or became, composed, constituted, or put together: see 2.] You say, تركّب الفَصُّ فِى الخَاتَمِ [The stone was set in the signet-ring]: and تركّب النَّصْلُ فِى السَّهْمِ [The arrow-head was fixed in the shaft]. (S.) 6 تراكب: see 1: and 5. You say, تراكب السَّحَابُ The clouds were, or became, [heaped, or piled, up,] one above, or upon, [or overlying,] another; as also تراكم. (TA.) 8 إِرْتَكَبَ see 1, in eight places.10 استركبهُ فَأَرْكَبَهُ [He asked him to give him, appoint him, or assign him, an animal on which to ride, and he gave him, appointed him, or assigned him, one]. (A.) رَكْبٌ: see رَاكِبٌ, in three places.

رَكَبٌ The عَانَة: (ISk, Msb, K:) or the place of growth of the عَانَة, (S, K,) or of the hair of the عَانَة: (Mgh:) [i. e. it signifies the pubes; either as meaning the hair of the mons Veneris, or the mons Veneris itself: generally the latter; and this is often meant by the term عانة alone:] or the part that slopes down from the belly, and is beneath the ثُنَّة [q. v.] and above the pudendum: in all these senses said by Lh to be masc.: (TA:) or the pudendum (Az, Msb, K) itself: (TA:) or the external portion thereof: (K:) or the رَكَبَانِ are the roots of the two thighs, upon which is the flesh of the pudendum, (K, TA,) or upon which are the two portions of flesh of the pudendum: (TA:) the ركب is masc.: (Msb:) it is common to the man and the woman, (S, Mgh, Msb, K, *) accord. to Fr: (S, Msb:) or peculiar to the woman, (S, Mgh, K,) accord. to Kh: (S:) ElFarezdak makes it plainly common to both, saying, حِينَ التَقَى الرَّكَبُ المَحْلُوقُ بِالرَّكَبِ [When the shaven pubes met the pubes]: (TA: [and a similar ex. is given in the S and Msb, as cited by Fr:]) the pl. is أَرْكَابٌ (S, Mgh, Msb, K) and أَرَاكِيبُ; (K;) the latter being pl. of the former; but in some copies of the K أَرَاكِبُ, like مَسَاجِدُ. (TA.) A2: Also Whiteness in the رُكْبَة [or knee]. (TA.) رَكْبَةٌ A single ride, or act of riding: pl. رَكَبَاتٌ. (IAth, L.) b2: [Hence,] one says, هُوَ يَمْشِى الرَّكْبَةَ (tropical:) [i. e. يَرْكَبُ رَأْسَهُ He goes at random, heedlessly, or in a headlong manner, &c., (see 1,)] and هُمْ يَمْشُونَ الرَّكَبَاتِ (tropical:) [They go at random, &c.]. (A. [The meaning is there indicated by the context, and is shown by what here follows.]) Respecting the phrase تمْشُونَ الرَّكَبَاتِ, occurring in a trad., meaning تَرْكَبُونَ رُؤُوسَكُمْ (assumed tropical:) [Ye go at random, &c.], in that which is false, wrong, or vain, and in factions, or seditions, or the like, following one another without consideration, IAth says that رَكْبَةٌ [properly] signifies as explained above in the first sentence of this paragraph, and that the pl. الركبات is here governed in the accus. case by a verb understood, and [with that verb] is a denotative of state relating to the agent in تمشون: it supplies the place of that verb, which it does not require to be expressed; and the implied meaning is تَمْشُونَ تَرْكَبُونَ الرَّكَبَاتِ. (L.) رُكْبَةٌ a word of well-known meaning, (S, Msb,) [The knee; i. e., in a man,] the joint between the lower parts of the thigh and the upper parts of the shank: (A, K:) or [in a quadruped,] the joint between the metacarpus and the radius (مَوْصِلُ الوَظِيفِ وَالذِّرَاعِ): this is the right explanation: in the K, مَوْضِع is erroneously put for مَوْصِل: [this explanation is evidently given accord. to the terms employed in the anatomy of quadrupeds as compared to human beings: in that which next follows, there is certainly an omission, which I have endeavoured to supply:] or the رُكْبَتَانِ of the fore legs of the camel are the two joints that [project forwards, in like manner as do, in the hind legs, those that] are next the belly [meaning the stifle-joints] when he lies down upon his breast with folded legs: the two joints that project behind [in the hind legs, namely, the hocks,] are called the عُرْقُوبَانِ: in every quadruped, the ركبتان are in the fore legs, and the عرقوبان are in the hind legs: and the عرقوب is what is called مَوْصِلُ الوَظِيفِ [i. e. the upper joint of the metatarsus]: (TA:) or the ركبة is the مِرْفَق [which in a man is the elbow, but here seems to mean the lower joint] of the ذِرَاع [or radius] of anything [i. e. of any beast]: (K:) [from its being said in the S and Msb that the رُكْبَة is “ well known,” I conclude that there is no real discrepancy in the foregoing explanations: it is perhaps needless to add that the term رُكْبَة is now universally applied to the knee of a man and to what we commonly call the knee of a horse and the like:] the pl. is رُكَبٌ, (S, Msb, K,) i. e. the pl. of mult., and the pl. of pauc. is رُكْبَاتٌ and رُكَبَاتٌ and رُكُبَاتٌ. (S.) Lh mentions the phrase بَعِيرٌ مُسْتَوْقِحُ الرُّكَبِ [meaning A hardkneed camel]; as though the term رُكْبَةٌ were applied to each part, and the pl. used accord. to this application. (TA.) b2: One says [of an agitating affair or event], أَمْرٌ اصْطَكَّتْ فِيهِ الرُّكَبُ وَحَكَّتْ فِيهِ الرُّكْبَةُ الرُّكَبَةَ (tropical:) [An affair, or event, in which the knees knocked together, and in which the knee rubbed the knee]. (A.) b3: And of one who has the mark of prostration in prayer on his forehead, between his eyes, (L,) بَيْنَ عَيْنَيْهِ مِثْلُ رُكْبَةِ العَنْزِ [Between his eyes is the like of the knee of the she-goat]. (A, * L.) And of any two things that are alike, or correspondent, هُمَا كَرُكْبَتَى العَنْزِ [They are like the two knees of the she-goat]; because her two knees fall together upon the ground when she lies down. (L.) b4: And it is said in a prov., شَرُّ النَّاسِ مَنْ مِلْحُهُ عَلَى رُكعبَتِهِ [The worst of men is he whose fat is upon his knee]: applied to him who is quickly angered; and to the perfidious: (Meyd, TA:) the phrase مِلْحُهُ عَلَى رُكْبَتِهِ is also used as meaning The smallest thing makes him angry: (TA:) and a poet says, لَا تَلُمْهَا إِنَّهَا مِنْ عُصْبَةٍ

مِلْحُهَا مَوْضُوعَةٌ فَوْقَ الرُّكَبْ [Blame her not; for she is of a set of people whose fat is placed above the knees: perhaps meaning, for she is but a woman; as women are generally fat in the part above the knee]: (TA:) or مِنْ نِسْوَةٍ [in the place of مِنْ عُصْبَةٍ], meaning of women whose object of anxiety, or care, is fatness and fat: (Meyd, TA:) so that the prov. seems to mean that the worst of men is he who has not such intelligence as bids him to do that which is praiseworthy, but only bids him to do that in which is inconstancy and levity, and an inclining to the dispositions of women, to the love of fatness and fat. (Meyd.) [See other explanations in art. ملح.]

A2: Also The lower part (أَصْل) of the plant صِلِّيَانَة, when it has been cut. (K.) رِكْبَةٌ A mode, or manner, of riding. (S.) Yousay, هُوَ حَسَنُ الرِّكْبَةِ He has a good mode, or manner, of riding. (A, * TA.) b2: [It is said in the K to be a subst. from رَكِبَهُ; as though signifying A riding.]

رَكَبَةٌ A company of riders upon camels, (K,) or of owners of camels on a journey, or travellers upon camels, exclusively of other beasts, (S,) but less in number than the company called رَكْبٌ: (S, K:) [and probably also a company of riders upon any beasts, but less than what is called رَكْبٌ:] accord. to MF, it is a pl. of رَاكِبٌ. (TA.) [See also أُرْكُوبٌ.]

رَكْبَى and رَكْبَاةٌ: see رَكُوبٌ.

رَكَبُوتٌ and رَكَبُوتَى: see رَكُوبٌ.

رَكْبَانَةٌ: see رَكُوبٌ, in two places.

رِكَابٌ [Travelling-camels, used for riding; i. e.] camels (S, K, TA) upon which people journey; (S, TA;) i. q. مَطِىٌّ: (Msb:) or camels fit for carrying: (Har p. 22:) it has no proper sing.: (S:) the word used for the sing. is رَاحِلَةٌ: (S, Msb, K:) or, as ISh says, in the “ Book of Camels,” رِكَابٌ and عِيرٌ are applied to camels that go forth for corn (طَعَام) to be brought back upon them, both when they go forth and after they have come back: and the former term is applied also to camels upon which people journey to Mekkeh, on which مَحَامِل are borne: and hired [or other] camels that carry the goods and corn of merchants: but camels are not called عير, though bearing corn, [unless] if hired: [I insert the words “ or other ” and “ unless ” because it is further said,] عير are not those that bring corn for their owners; but these are called رِكَابٌ: (L, TA:) the pl. is رُكُبٌ, (S, K,) accord. to A'Obeyd, (TA,) and رِكَابَاتٌ and رَكَائِبُ; (K;) or, accord. to IAar, رُكُبٌ is not pl. of رِكَابٌ; and others say that it is pl. of ↓ رَكُوبٌ, signifying any beast on which one rides, [an epithet] of the measure فَعُولٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ; (TA;) but called by ISd a subst.; (TA voce جَزُوزٌ;) and ↓ رَكُوبَةٌ is a more special term than رَكُوبٌ. (TA in the present art.) b2: [Hence,] رِكَابُ السَّحَابِ (tropical:) [The bearers of the clouds; i. e.] the winds. (A, K.) Umeiyeh says, تَرَدَّدُ وَالرِّيَاحُ لَهَا رِكَابُ [It (referring to a cloud) goes to and fro (تَرَدَّد being for تَتَرَدَّدُ), the winds being its bearers]. (TA.) A2: Also [The stirrup of a horse's saddle;] a well-known appertenance of a horse's saddle; (S;) the same with respect to a horse's saddle as the غَرْز with respect to a camel's: pl. رُكُبٌ. (K.) رَكُوبٌ and ↓ رَكُوبَةٌ: see رِكَابٌ: both signify A beast that is ridden: (S:) or a she-camel that is ridden: (K:) or the latter has this meaning: and is metaphorically applied to anything ridden: (Msb:) or the former signifies any beast that is ridden: and the latter is a name for everything that is ridden; applied to one, and to a pl. number: (TA:) or the former signifies ridden, as a fem. epithet: and the latter, one specially appointed for riding; and that is constantly kept to work; of beasts (K, TA) of any kind: (TA:) and the latter and ↓ رَكْبَانَةٌ and ↓ رَكْبَاةٌ and ↓ رَكَبُوتٌ (K) and ↓ رَكْبَى and ↓ رَكَبُوتَى, (K * and TA in art. حلب, [see حَلُوبٌ in several places,]) a she-camel that is ridden; or that is broken, trained, or rendered submissive or manageable: (K:) or رَكُوبٌ has this last signification, accord. to Az: and its pl. is رُكُبٌ: (TA:) the pl. of رَكُوبَةٌ being رَكَائِبُ: (TA voce جَزُوزٌ:) and ↓ رَكْبَانَةٌ signifies [also] a she-camel fit to be ridden; (S, TA;) like as حَلْبَانَةٌ signifies fit to be milked: the ا and ن are [said to be] added in order to give intensiveness to the signification: (TA:) [and all the other epithets mentioned above seem also, accord. to some, to have an intensive sense: see حَلُوبٌ.] You say, مَا لَهُ رَكُوبَةٌ وَلَا حَمُولَةٌ وَلَا حَلُوبَةٌ He has not a she-camel to ride, nor one to carry burdens, nor one to be milked. (S, TA.) b2: Also بَعِيرٌ رَكُوبٌ A camel having marks of galls, or sores, on his back, produced by the saddle. (TA.) b3: And طَرِيقٌ رَكُوبٌ A road ridden upon, (S, TA,) and trodden so as to be rendered even, or easy to be travelled. (TA.) A2: See also رَكَّابٌ.

رَكِيبٌ One who rides with another; a fellowrider. (K.) رَكِيبُ السُّعَاةِ, mentioned in a trad., and there promised a place in Hell, means He who accompanies tyrannical عُمَّال [or collectors of the poor-rates]. (TA.) b2: See also مَرَكَّبٌ. b3: نَخْلٌ رَكِيبٌ (K) and رَكِيبٌ مِنْ نَخْلٍ (TA) Palmtrees planted in a row by a rivulet, or not by a rivulet. (K, TA.) A2: Also A مَشَارَة, (K,) i. e. سَاقِيَة [or channel of water for irrigation]: (TA:) or a rivulet between [two pieces of sown ground such as are termed] دَبْرَتَانِ: (K:) or between two gardens of palm-trees and grape-vines: (so accord. to the text of the K in the TA:) or what is between two gardens of palm-trees and grape-vines: (so accord. to the CK and my MS. copy of the K:) or grape-vines between two rivers or rivulets: (TA:) or a place of seed-produce: (K:) or a clear, or cleared, piece of land, in which one sows: (T:) pl. رُكُبٌ. (K.) b2: [Hence,] أَهْلُ الرَّكِيبِ The people who stay, or dwell, by water; syn. الحُضَّارُ. (TA.) رُكَيْبٌ dim. of رَكْبٌ. (TA.) See رَاكِبٌ.

رَكُوبَةٌ: see رَكُوبٌ.

زَيْتٌ رِكَابِىٌّ [Olive-oil:] so called because brought on camels from Syria. (S, A, * K.) رَكَّابٌ and ↓ رَكُوبٌ, applied to a man, (K, TA,) the latter on the authority of Th, (TA,) signify the same, (K, TA,) Who rides much; a great rider: and so رَكَّابَةٌ applied to a woman. (TA.) b2: [Hence,] رَكَّابٌ لِلْأُمُورِ (assumed tropical:) A man who surmounts, or masters, affairs; [or who often does so; or accustomed to embark in, or undertake, or to surmount, or master, them; or who often embarks in, or undertakes, them, and therefore surmounts, or masters, them;] by his knowledge, and repeated experience, and good judgment. (K and TA in art. طلع.) عَلاهُ الرُّكَّابُ (tropical:) The nightmare, or incubus, came upon him. (A.) رَكَّابَةٌ: see the latter part of the next paragraph.

رَاكِبٌ Riding; or a rider: (Mgh, Msb, K:) or properly only a rider upon a camel: (ISk, S, K:) or the latter is its meaning when it is not used as a prefixed noun, as explained below; and is said to be the original signification: IB says that it may signify a rider upon a camel, ass, horse, or mule, when used as a prefixed noun; as when you say رِاكِبُ جَمَلٍ and رَاكِبُ حِمَارٍ &c.: (L:) accord. to ISk, you term a rider upon an ass فَارِسٌ عَلَى حِمَارٍ, (S, TA,) and a rider upon a mule فَارِسٌ عَلَى بَغْلٍ; (TA;) but 'Omarah says, I do not call the owner or rider of the ass فارس, but حَمَّارٌ; and the reason of his saying so is manifest, for فارس is an epithet of the measure فَاعِلٌ from الفَرَسُ “ the horse,” meaning “ an owner, or a rider, of the horse: ” (S, TA:) the pl. is رُكَّابٌ (S, K) and رُكْبَانٌ (S, * Mgh, Msb, K) and رُكُوبٌ (Mgh, K) and رِكَبَةٌ, (K,) or this last is a mistake for رَكَبَةٌ [q. v.], (MF, TA,) and ↓ رَكْبٌ, (Akh, Msb, K, TA,) as some say; (TA;) or this last is a quasi-pl. n., (K, TA,) not a broken pl. of رَاكِبٌ; (TA;) and signifies riders upon camels; (K;) or owners of camels on a journey, or travellers upon camels; (S;) consisting of ten or more: (S, K:) and sometimes it signifies riders upon horses: (IB, K:) or riders upon horses and camels: (IB, L, TA:) or a company of riders upon horses; or upon horses and camels: (TA:) [or, accord. to Kh, riders upon any beasts: (De Sacy's Anthol. Gram. Ar. p. 54 of the Arabic text:)] in the Kur viii. 43, الرَّكْبُ may signify the riders upon horses, or the riders upon camels, or the army composed of both these: (TA:) the pl. of رَكْبٌ is أَرْكُبٌ, (S, K,) [a pl. of pauc.,] and رُكُوبٌ. (K.) Accord. to IB, you do not say إِبِلٍ ↓ رَكْبُ nor رُكْبَانُ إِبِلٍ: but it is said that رُكَّابُ إِبِلٍ and رُكَّابُ خَيْلٍ &c. are allowable. (L.) An instance of رُكْبَان as distinguished from فُرْسَان occurs in a verse cited as one of the exs. of the preposition بِ. (TA.) ↓ رُكَيْبٌ [properly signifying A small company of riders upon camels, &c.,] occurs as meaning collectors of the poorrates: it is the dim. of ↓ رَكْبٌ; and shows that this latter is not a pl. [properly speaking] of رَاكِبٌ; for, were it so, the word used as its dim. would be رُوَيْكِبُونَ. (TA.) [See also رَكَبَةٌ, and أُرْكُوبٌ.] b2: [Also A person on board of a ship or boat: pl. رُكَّابٌ.] You say رُكَّابُ السَّفِينَةِ (S, TA) The persons on board of the ship, or boat: and رُكَّابُ المَآءِ the voyagers upon the water: and Ibn-Ahmar has used in this sense the pl. رُكْبَانٌ; but it is said that this is not allowable; nor is أُرْكُوبٌ; nor رَكْبٌ. (TA.) b3: Also, and ↓ رَاكُوبٌ, (assumed tropical:) A shoot germinating upon the trunk of a palm-tree, not having any root in the ground: (S:) or a shoot on the upper part of a palm-tree, hanging down, but not reaching the ground; and so ↓ رَاكِبَةٌ and ↓ رَاكُوبَةٌ and ↓ رَكَّابَةٌ: (K:) or, as some say, the last of these words is not thus applied, but means a woman “ who rides much: ”

AHn, however, says that it signifies a palm-shoot, or the like thereof, growing forth at the top of the trunk of a palm-tree, and, in some instances, bearing with its mother; but when it is cut off, it is better for the mother: and رَاكِبٌ is also explained in the L as meaning small palm-trees that grow forth at the lower parts of large palmtrees: (TA:) or it means a shoot of a palm-tree not cut off from its mother: (Ham p. 66:) accord. to As, when a palm-shoot grows from the trunk, and does not adhere to the ground, it forms a vile kind of palm-tree; and the Arabs call it رَاكِبٌ and ↓ رَاكُوبٌ: the pl. of this last [and of ↓ رَاكُوبَةٌ] is رَوَاكِيبُ. (TA.) b4: رُكْبَانُ السُّنْبُلِ means (tropical:) What first appear, or grow forth, from the قُنْبُع, (A, K, TA,) i. e. the envelope of the grain, (TA,) of the ear of wheat. (K, TA.) b5: رَاكِبٌ also signifies (assumed tropical:) The head [or summit] of a mountain (جَبَل), as in [most of] the copies of the K; in some of which is found حَبْل [or rope]. (TA.) رَاكِبَةٌ: see the next preceding paragraph. b2: Also sing. of رَوَاكِبُ (TA) which signifies (tropical:) Streaks [or layers] of fat, (A, K, TA,) overlying one another, (K, TA,) in the fore part of a camel's hump: those in the hinder part are called رَوَادِفُ, (A, K, TA,) of which the sing. is رَادِفَةٌ. (TA.) رَاكُوبٌ and رَاكُوبَةٌ: see رَاكِبٌ, latter part, in four places.

أَرْكَبُ Large in the رُكْبَة [or knee]. (S, K.) b2: A camel having one of his knees larger than the other. (S, K.) أُرْكُوبٌ A company of riders upon camels, (K,) or of owners of camels on a journey, or of travellers upon camels, exclusively of other beasts, (S,) but more in number than the company called رَكْبٌ: (S, K:) pl. أَرَاكِيبُ. (TA.) [See also رَكَبَةٌ.]

مَرْكَبٌ an inf. n. of رَكِبَ. (A, K, TA.) b2: And also a noun of place [properly signifying A place of riding, &c.]. (TA.) [Hence, Anything upon which one rides; and upon, or in, which one is borne or carried:] one of the مَرَاكِب of the land; and [more commonly] of the sea: (S, K:) [i. e.] a beast [on which one rides]; (A, TA;) and a vessel, i. e. a ship or boat: (A, Mgh, Msb, TA:) a saddle; and any kind of vehicle borne by a camel or other beast: (the lexicons passim:) مَرَاكِبُ is the pl. (Mgh, Msb.) Yousay, نِعْمَ المَرْكَبُ الدَّابَّةُ [Excellent, or most excellent, is the thing upon which one rides, the beast]. (A.) And جَآءَتْ مَرَاكِبُ اليَمَنِ The vessels, or the ships or boats, of El-Yemen came. (A.) b3: [And hence المَرْكَبُ as the name of (assumed tropical:) The principal star (a) of Pegasus; because in the place of the saddle.]

مُرْكِبٌ A colt that has become fit for being ridden. (TA.) And دَابَّةٌ مُرْكِبَةٌ A beast that has attained the age at which one may ride him during a warring and plundering expedition. (TA.) مُرَكَّبٌ A man to whom a horse is lent for a portion of the spoil that he may obtain: (IAar, TA:) or a man who borrows a horse upon which to go forth on a warring and plundering expedition, and who receives one half of the spoil, the other half being for the lender: (K:) or one to whom a horse has been given for him to ride, and who has put his foot into the stirrup. (A.) [Also] Weak in the art of horsemanship, or the management of horses, and the riding of them. (Ham p. 441.) b2: [Also Put, or set, one part upon another: set, or fixed, in another thing: composed; constituted; or put together: see its verb, 2.] The stone [set] in the signet-ring is termed مُرَكَّبٌ and ↓ رَكِيبٌ; and so the arrowhead [fixed] in the shaft: (S:) or رَكِيبٌ signifies, (K, TA,) as a subst., (TA,) a thing set (مُرَكَّبٌ) in a thing, such as a ring-stone in the bezel, or collet, of the signet-ring. (K, * TA.) A2: Also (tropical:) Origin: and place of growth or germination or vegetation. (S, K, TA.) You say, فُلَانٌ كَرِيمُ المُرَكَّبِ (tropical:) Such a one is generous, or noble, in respect of the origin of his rank among his people. (S, A. *)
(ر ك ب) : (رَكِبَ) الْفَرَسَ رُكُوبًا وَهُوَ رَاكِبٌ وَهُمْ رُكُوبٌ كَرَاكِعٍ وَرُكُوعٍ (وَمِنْهُ) «صَلَّوْا رُكُوبًا» أَيْ رَاكِبِينَ (وَالْمَرْكَبُ) السَّفِينَةُ لِأَنَّهُ يُرْكَبُ فِيهَا (وَمِنْهُ) انْكَسَرَتْ بِهِمْ مَرَاكِبُهُمْ أَيْ انْكَسَرَتْ سُفُنُهُمْ وَهُمْ فِيهَا وَتَرْكِيبُ فَسِيلِ النَّخْلِ نَقْلُهُ إلَى مَوْضِعٍ آخَرَ يُغْرَسُ فِيهِ وَذَلِكَ أَقْوَى (وَمِنْهُ) وَلَوْ دَفَعَ نَخْلًا عَلَى أَنْ يَسْقِيَهُ وَيُلَقِّحَهُ وَيُرَكِّبَهُ وَقِيلَ التَّرْكِيبُ التَّشْذِيبُ وَهُوَ عَلَى هَذَا تَصْحِيفُ التَّكْرِيبِ يُقَالُ كَرَّبَ النَّخْلَ إذَا شَذَّبَهُ وَقَطَعَ كَرَبَهُ وَهُوَ أُصُلُ سَعَفِهِ (وَالرَّكَبُ بِفَتْحَتَيْنِ) مَنْبِتُ شَعْرِ الْعَانَةِ مِنْ الْمَرْأَةِ وَالرَّجُلِ وَقِيلَ هُوَ لِلْمَرْأَةِ خَاصَّةً وَالْجَمْعُ أَرْكَابٌ.
ر ك ب: قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ: مَرَّ بِنَا (رَاكِبٌ) ، إِذَا كَانَ عَلَى بَعِيرٍ خَاصَّةً. فَإِذَا كَانَ عَلَى فَرَسٍ أَوْ حِمَارٍ قُلْتَ: مَرَّ بِنَا فَارِسٌ عَلَى حِمَارٍ. وَقَالَ عُمَارَةُ: رَاكِبُ الْحِمَارِ حَمَّارٌ لَا فَارِسٌ. وَ (الرَّكْبُ) أَصْحَابُ الْإِبِلِ فِي السَّفَرِ دُونَ الدَّوَابِّ وَهُمُ الْعَشَرَةُ فَمَا فَوْقَهَا وَ (الرُّكْبَانُ) الْجَمَاعَةُ مِنْهُمْ. وَ (الرِّكَابُ) الْإِبِلُ الَّتِي يُسَارُ عَلَيْهَا الْوَاحِدَةُ رَاحِلَةٌ وَلَا وَاحِدَةَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا. وَالرُّكَّابُ جَمْعُ رَاكِبٍ مِثْلٌ كَافِرٍ وَكُفَّارٍ. وَ (الْمَرْكَبُ) وَاحِدُ (مَرَاكِبِ) الْبَحْرِ وَالْبَرِّ. وَ (الرَّكُوبُ) وَ (الرَّكُوبَةُ) بِفَتْحِ الرَّاءِ فِيهِمَا. مَا يُرْكَبُ. وَقَرَأَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: «فَمِنْهَا رَكُوبَتُهُمْ» . وَ (ارْتِكَابُ) الذُّنُوبِ إِتْيَانُهَا. 
ركب
الرُّكُوبُ في الأصل: كون الإنسان على ظهر حيوان، وقد يستعمل في السّفينة، والرَّاكِبُ اختصّ في التّعارف بممتطي البعير، وجمعه رَكْبٌ، ورُكْبَانٌ، ورُكُوبٌ، واختصّ الرِّكَابُ بالمركوب، قال تعالى: وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً
[النحل/ 8] ، فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ
[العنكبوت/ 65] ، وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ
[الأنفال/ 42] ، فَرِجالًا أَوْ رُكْباناً
[البقرة/ 239] ، وأَرْكَبَ المُهْرُ: حان أن يركب، والْمُرَكَّبُ اختصّ بمن يركب فرس غيره، وبمن يضعف عن الرُّكُوبِ، أو لا يحسن أن يركب، والمُتَرَاكِبُ: ما ركب بعضه بعضا. قال تعالى: فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِباً
[الأنعام/ 99] . والرُّكْبَةُ معروفة، ورَكِبْتُهُ: أصبت رُكْبَتَهُ، نحو: فأدته ورأسته ، ورَكِبْتُهُ أيضا أصبته بِرُكْبَتِي، نحو:
يديته وعنته، أي: أصبته بيدي وعيني، والرَّكْبُ كناية عن فرج المرأة، كما يكنّى عنها بالمطيّة، والقعيدة لكونها مقتعدة.

ركب


رَكَبَ(n. ac. رَكْب)
a. Hit, struck on or with the knee. _ast;

رَكِبَ(n. ac. مَرْكَب
رُكُوْب)
a. Mounted, rode upon; traveled, journeyed on, in;
embarked upon, voyaged, sailed ( in a ship );
ventured upon, braved (danger).
b. Followed ( his own inclinations ).
c. Committed (sin).
d.(n. ac. رَكَب), Was large-kneed.
رَكَّبَa. Made to mount; mounted, supplied with ( a
horse ).
b. Put, set one thing on another; put together; adapted
fitted together, joined; constructed; composed; compounded, mixed
together.

رَاْكَبَa. Pressed, urged, constrained to.

أَرْكَبَa. see II (a)b. Was, became fit for riding.

تَرَكَّبَa. Pass. of II (b).
تَرَاْكَبَa. Was put, joined together; was heaped, piled up; was
accumulated.

إِرْتَكَبَa. Committed (sin).
رَكْب
(pl.
أَرْكُب رُكُوْب)
a. Troop of horsemen; cavalcade.

رَكْبَةa. see 2t
رِكْبَةa. Riding; horsemanship.

رُكْبَة
(pl.
رُكَب
رُكَُْبَات )
a. Knee, knee-joint.
b. Joint.

مَرْكَب
(pl.
مَرَاْكِبُ)
a. Vehicle, conveyance: carriage, cart.
b. Ship, vessel; boat.

مَرْكَبَةa. see 17 (a)
رَاْكِب
(pl.
رَكْب
رُكُوْب
رُكَّاْب رُكْبَاْن)
a. Rider, horseman; traveller.
b. Summit, top (mountain).
رَاْكِبَة
(pl.
رَوَاْكِبُ)
a. Shoot of a palmtree.

رِكَاْب
(pl.
رُكُب)
a. Stirrup.
b. (pl.
رُكُب
رَكَاْئِبُ), Camel.
رَكِيْب
(pl.
رُكُب)
a. Placed upon, laid over.
b. Fixed, set, inserted in.
c. Fellow-traveller.

رَكُوْب
(pl.
رَكَاْئِبُ)
a. see 21 (a)b. Ridinganimal: steed; horse &c.

رَكُوْبَةa. see 26 (b)
رَكَّاْبa. Rider; horseman; cavalier.

رُكَّاْبa. Nightmare.

رَاْكُوْبa. Support of a vine.
b. see 21t
رَاْكُوْبَةa. see 21t
N. P.
رَكڤبَ
(pl.
مَرَاْكِيْبُ)
a. Ridinganimal; horse &c.
b. Shoes.

N. P.
رَكَّبَa. Constituted, composed, put together, set, fixed.
N. Ag IV, Colt.
ر ك ب

ركبه وركب عليه ركوباً ومركباً، وإنه لحسن الرّكبة، ونعم المركب الدابة، وأرفىء مركب فلان فركب فيه، وجاءت مراكب اليمن: سفائنه. وأوضعوا ركابهم وركائبهم، وماله ركوبة ولا حلوبة، وبعير ركوب، وإبل ركب، وهم ركبان الإبل، وركّاب السفن، وأركبني خلفه، وأركبني مركباً فارهاً. وأركب المهر، ولي قلوص ما أركب. وفارس مركب: أعطاه رجل فرساً يغزو عليه على أن له بعض غنمه. قال:

لا يركب الخيل إلا أن يركبها

ووضع رجله في الركاب، وقطعوا ركب سروجهم. وزيت ركابي: محمول من الشأم على الركاب. ومرّ بي ركب وأركوب. ومروا بنا ركوباً. واستركبته فأركبني. وركب الفص في الخاتم والسنان في القناة فتركّب فيه. وركبته: ضربت ركبتيه، وضربته بركبتي وهو أن تقبض على فوديه ثم تضرب جبهته بركبتك. ورجل أركب: عظيم الركبة. وبين عينيه مثل ركبة العنز من أثر السجود. ووسع ركيب كرمك ومبطختك وهو الظهر بين النهرين.

ومن المجاز: ركب الشحم بعضه بعضاً وتراكب. وركبه الدين. وركب ذنباً وارتكبه. وإن جزورهم لذات رواكب وروادف، فالرواكب طرائق الشحم في مقدّم السنام والروادف في مؤخره. والرياح ركاب السحاب. قال أمية:

تردد والرياح لها ركاب

وركب رأسه: مضى على وجهه بغير روية لا يطيع مرشداً. وهو يمشي الركبة، وهم يمشون الركبات. وفي حديث حذيفة: " إنما تهلكون إذا صرتم تمشون الركبات كأنكم يعاقيب حجل لا تعرفون معروفاً ولا تنكرون منكراً " وعلاه الركاب: الكابوس بوزن كبار. وطلعت ركبان السنل: سوابقه وأوائله إذا خرجت به من القنبع. وهو كريم المنبت والمركب. وهذا أمر قد اصطكت فيه الركب وحكت فيه الركبة الركبة.
ر ك ب : رَكِبْتُ الدَّابَّةَ وَرَكِبْتُ عَلَيْهَا رُكُوبًا وَمَرْكَبًا ثُمَّ اُسْتُعِيرَ لِلدَّيْنِ فَقِيلَ رَكِبْتُ الدَّيْنَ وَارْتَكَبْتُهُ إذَا أَكْثَرْتَ مِنْ أَخَذِهِ وَيُسْنَدُ الْفِعْل إلَى الدَّيْنِ أَيْضًا فَيُقَالُ رَكِبَنِي الدَّيْنُ وَارْتَكَبَنِي وَرَكِبَ الشَّخْصُ رَأْسَهُ إذَا مَضَى عَلَى وَجْهِهِ بِغَيْرِ قَصْدٍ وَمِنْهُ رَاكِبُ التَّعَاسِيفِ وَهُوَ الَّذِي لَيْسَ لَهُ مَقْصِدٌ مَعْلُومٌ وَرَاكِبُ الدَّابَّةِ جَمْعُهُ رَكْبُ مِثْلُ: صَاحِبٍ وَصَحْبٍ وَرُكْبَانٌ.

وَالْمَرْكَبُ السَّفِينَةُ وَالْجَمْعُ الْمَرَاكِبُ وَالرِّكَابُ بِالْكَسْرِ الْمَطِيُّ الْوَاحِدَةُ رَاحِلَةٌ مِنْ غَيْر لَفْظِهَا وَالرَّكُوبَةُ بِالْفَتْحِ النَّاقَةُ تُرْكَبُ ثُمَّ اُسْتُعِيرَ فِي كُلّ مَرْكُوبٍ وَالرُّكْبَةُ مِنْ الشَّخْصِ مَعْرُوفَةٌ وَالْجَمْعُ رُكَبٌ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَأَرْكَبَ الْمُهْرُ إرْكَابًا حَانَ وَقْتُ رُكُوبِهِ.

وَالرَّكَبُ بِفَتْحَتَيْنِ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ هُوَ مَنْبِتُ الْعَانَةِ وَعَنْ الْخَلِيلِ هُوَ لِلرَّجُلِ خَاصَّةً وَقَالَ الْفَرَّاءُ لِلرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ وَأَنْشَدَ
لَا يُقْنِعُ الْجَارِيَةَ الْخِضَابُ ... وَلَا الْوِشَاحَانِ وَلَا الْجِلْبَابُ
مِنْ دُونِ أَنْ تَلْتَقِيَ الْأَرْكَابُ ... وَيَقْعُدَ الْأَيْرُ لَهُ لُعَابُ
وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ الرَّكَبُ مِنْ أَسْمَاءِ الْفَرْجِ وَهُوَ مُذَكَّرٌ وَيُقَالُ لِلْمَرْأَةِ وَالرَّجُلِ أَيْضًا. 
ركب
الرُّكْبَةُ: مَعْروفةٌ، رَكَبه يَرْكُبُه رَكْباً: إذا قَبَضَ على فَوْدَيْ شَعرِه ثم ضَرَبَ على جَبْهَتِه برُكْبَتَيْه. ورَكَبَتا خُفي البَعِيرِ: المَفْصِلانِ اللَّذَانِ يَلِيَانِ البَطْنَ إذا بَرَكَ.
وأثَرُ السُّجُودِ يُقال له: الرُّكْبَةُ.
وبَعِيرٌ أرْكَبُ: إذا كانَ إحدى رُكْبَتَيْه أعْظَمَ من الأُخْرى.
وناقَةٌ رَكْبَاءُ: بها رَكَبٌ وهو داءٌ يأْخُذُ في الرُّكْبَةِ.
وفي مَثَل للمُسْتَوِيَيْن: " هُما كرُكْبَتَي البَعِيرِ ".
والرُّكُوْبُ: مَعْرُوفٌ. والركْبَةُ: ضَرْبٌ منه. وكُل شَيْءٍ عَلا شَيْئاً فقد رَكِبَه حتّى الدَّيْنَ وغيرِه.
ورُكّابُ السَّفِيْنَةِ: مَنْ يَرْكَبُها.
والرُّكْبَانُ والرَّكْبُ: راكِبُو الدَّوابِّ.
والرَّكُوْبَةُ: كُل دابَّةٍ تُرْكَبُ.
والمَرْكَبُ: الدابَّةُ. والمَصدَرُ. والمَوْضِعُ.
ورَوَاكِبُ الشَّحْم: طَرائقُ بعضُها فَوْقَ بعض في مُقَدَّم السَّنَام.
وأرْكَبَ المُهْرُ: حانَ له أنْ يُرْكَبَ.
وأرْكَبَتِ الدابَّةُ فهي مُرْكِبَة: إذا بَلَغَتْ أنْ يُنْزى عليها الفَحْلُ.
وأحْلَبَتِ الناقَةُ أمْ أرْكَبَتْ: أي أجاءَتْ بأُنْثى أم بذَكَرٍ.
وناقَةٌ حَلْبَى رَكْبى وحَلْبَاةٌ رَكْبَاةٌ وحَلْبَانَةٌ رَكْبَانَةٌ: أي تُحْلَبُ وتُرْكَبُ.
والرِّكَابُ: رِكَابُ السَّرْجِ، وجَمْعُه رُكُبٌ. والإِبلُ التي تَحْمِلُ القَوْمَ. والرِّيَاحُ: رِكَابُ السَّحَابِ.
والمُرَكَّبُ: الذي يَغْزُو على فَرَس غيرِه. والشَّيْءُ المُثْبَتُ في الشَّيْءِ.
وفلانٌ كَرِيْمُ المُرَكَّبِ: أي المَنْصبِ.
والرَّكِيْبُ: اسْمٌ للمُرَكَبِ في الشَّيْءِ مِثْل الفَصِّ ونحوِه. وهوه - أيضاً -: ما بَيْنَ نَهَري الكَرْم وهو الظَّهْرُ الذي بَيْنَ النَّهْرَيْن. والقَرَاحُ من الأرض.
والرُّكَابُ: الكابُوْسُ.
والرَّكَبُ: مَعْروفٌ، والجميع الأرْكابُ، وهو للمَرْأةِ خاصَّةً.
والرَّكّابَةُ: شِبْهُ فَسِيْلةٍ تَخْرُجُ في أعْلى النَّخْلةِ عند قِمَتِها.
والرُّكْبَانُ: سَوَابِقُ السُّنْبُل الذي يَخْرُجُ من القُنْبُع في أوِّله.
وهُمْ على أُرْكُوْبَةٍ واحِدَةٍ: أي على حالٍ واحِدَة.
[ركب] رَكِبَ رُكوباً. والرِكْبَةُ بالكسر: نوع منه. ابن السكيت: يقال مَرَّ بنا راكِبٌ، إذا كان على بعير خاصَّةً. فإن كان على حافِرٍ: فرسٍ أو حمارٍ، قلت: مَرَّ بنا فارسٌ على حمار. وقال عُمارَةُ: لا أقول لصاحب الحمار فارسٌ، ولكن أقول حَمَّارٌ. قال: والرَكْبُ أصحابُ الإبل في السفَر دون الدواب، وهم العَشَرَةُ فما فوقها، والجمع أَرْكُبٌ. قال: والرَكَبَةُ بالتحريك أقل من الرَكْبِ، والأُرْكوبُ بالضم أكثر من الرَكْبِ. والرُكْبانُ: الجماعة منهم. والرُكَّابُ: جمع راكب مثل كافر وكفار، يقال هم ركاب السفينة. والمركَبُ: واحدُ مراكبِ البرِّ والبحرِ. ورِكابُ السرجِ معروفٌ. والرِكابُ: الإبل التي يُسارُ عليها، الواحدةُ راحلةٌ، ولا واحد لها من لفظها، والجمع الركب بالضم، مثال الكتب. وزيت ركابِيٌّ لأنه يحمل من الشامِ على الإبل. والرَكوبُ والرَكوبَةُ: ما يُرْكَبُ. تقول: ماله رَكوبَةٌ ولا حَمولَةٌ ولا حَلوبَةٌ، أي ما يركبه ويحلبه ويحمل عليه. وقرأت عائشة رضى الله عنها: (فمنها ركوبتهم) . وركوبة: ثنية بين مكة والمدينة عند العرج. وطريق رَكوبٌ، أي مركوبٌ. وناقةٌ رَكْبانةٌ ، أي تصلح للرُكوب. وأَرْكَبَ المُهْرُ: حانَ أن يُرْكَبَ. وأَرْكَبْتُ الرجلَ: جَعَلْتُ له ما يركبه. والراكبُ من الفَسيلِ: ما ينبت في جذوع النَخل وليس له في الأرض عِرْقٌ. والراكوبُ: لغةٌ فيه. وارتكاب الذُنوب: إتْيانها. والرُكْبَةُ معروفة، وجمع القِلَّةِ رُكْباتٌ ورُكَباتٌ ورُكُباتٌ ، وللكثير ركب. وكذلك جمع كل ما كان على فعلة، إلا في بنات الياء فإنهم لا يحركون موضع العين منه بالضم، وكذلك في المضاعف. والاركب: العظيم الركبة. وبعيرٌ أَرْكَبُ، إذا كانت إحدى ركبتيه أعظم من الاخرى. وركبه يركبه، مثال كتب يكتب، إذا ضربه بركبته، وكذلك إذا ضرب ركْبَتَهُ. والرَكَبُ، بالتحريك: منبت العانة. قال الخليل: هو للمرأة خاصة. قال الفراء: هو للرجل والمرأة. وأنشد: لا يقنع الجارية الخضاب * ولا الوشاحان ولا الجلباب من دون أن تلتقي الا ركاب وتقول في تركيب الفَصّ في الخاتَمِ والنَّصْلِ في السَهْمِ: رَكَّبْتُهُ فَتَرَكَّبَ، فهو مُرَكَّبٌ ورَكيبٌ. والمُرَكَّبٌ أيضاً: الأصل والمَنْبِتُ، يقال: فلانٌ كريمُ المُرَكَّبِ، أي كريمٌ أصلُ مَنْصِبهِ في قومه.
(ركب) - في كِتابِ أَبِى دَاوُدَ في الحَدِيث: "سَيأْتِيكُم رُكَيْب مبُغَضُون"
الرُّكَيْب: تَصغِير رَكْب، والرَّكْب: جَمع رَاكِب، كما يُقال: صَحْب وتَجْر في جمع صَاحِب وتَاجِر، وعَنَى بهم السُّعاةَ إذا أَقبلُوا لطَلَب الزَّكاةِ، وجَعلَهم مُبغَضِين لِمَا في نُفوسِ أَربابِ الأَموالِ من حُبِّها وشدَّة حَلاوَتها.
ومنهم مَنْ يجعَل الرَّكْبَ اسماً واحِدًا: كالقَوْم. والرِّكاب: الِإبلُ التي تَحمِل القَومَ وما مَعَهم، لا واحِدَ لها من لَفظها. وجمع الرِّكاب الذي هو الغَرْز : رُكُب، والرَّاكب بالإِطلاق: رَاكِب البَعِير، فإذا أَرادُوا غَيرَه قَيَّدوه فَقالُوا: رَاكبُ حِمار أَو فَرَس.
قال أبو بَكْر السِّيرافِى: الصحيح أن رَكْباً وصَحْباً اسمٌ واحِدٌ كقَوْم، ويَجِىء على الجَمع، كقولك: رُكَيْب وصُحَيْب في التَّصغير، ولو كان جَمْعاً لَصُغِّر على: رُوَيْكِبُون.
- في حَدِيث قِيامِ السَّاعَة بعد ظُهُور الآيات: "لو أَنتَج الرجلُ مُهراً لم يُركِب - بكَسْر الكَافِ - حتى تَقُوم السَّاعَة". يقال: أَركَبَ المُهر يُركب فهو مُركِبٌ - بكَسْر الكاف - إذا حَانَ له أن يُركَب.
- قَولُه تَباركَ وتَعالَى: {فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ} .
فالرَّكُوب: ما يُركَب من كُلِّ دَابَّةٍ، فَعُول بِمَعنى مَفْعُول.
وثَنِيَّة رَكُوبه : ثَنِيَّة صَعْبَة بالحِجاز عند العَرْج، سَلَكَها رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -.
والرُّكبة للآدَمِى في قَدَمه، وهي من كُلِّ ذِى حَافِر: المَوصِل بَيْن الذَّراع والوَظِيف.
- في حَدِيثِ أَبِى هُرَيْرة - في حَدِيثِ مُسلِم -: "فإذا عُمَر قد رَكِبَنِى وجَاءَ على أَثَرى".
: أي تَبعَنى، وكأَنَّ مَعناه إنَّما اُّخِذ من أَنَّ الراكِب يَسِير بسَيْر المرْكُوبِ، كذلك عُمَر إنّما سار بسَيْر أبى هُرَيْرة واهْتَدَى إلى المَوضِع بِه، والله تَعالى أَعلَم.
- في حَدِيثِ ابنِ سِيرِين: "أَمَا تَعرِف الأُزدَ ورُكَبَها؟ اتَّقِ لا يَرْكُبُوك" . - ومنه الحَدِيثُ "وجَعَلَ المُهَلَّب يَضرِب مُعاوِيةَ بنَ عمْرو، ويَرْكُبهُ، فقال: أَعفِنى من أُمِّ كَيْسان".
وهو كُنيَة الرُّكبَة: أي يَضرِبه برُكْبَتِه.
- في حديث نُقَادَةَ: "ناقَةٌ حَلْبانَة رَكْبانَة" .
: أي تَصْلُح للأَمرَين، زِيدَت الأَلِفُ والنُّون فِيهِما لِتُؤَدِّيا أَداءَ ياءِ النِّسبة في الحَلْبِيَّة والرُّكبِيَّة.
[ركب] نه: إذا سافرتم في الخصب فأعطوا "الركب" أسنتها، الرُكب بضم راء وكاف جمع ركاب وهي الرواحل من الإبل، وقيل: جمع ركوب وهو ما يكرب من كل دابة، والركوبة أخص منه. ومنه: أبغني ناقة حلبانة "ركبانة" أي تصلح للحلب والركوب، والألف والنون للمبالغة، ولتعطيا معنى النسب إلى الحلب والركوب. وفيه: سيأتيكم "ركيب" مبغضون فإذا جاؤكم فرحبوا بهم، يريد عمال الزكاة وجعلهم مبغضين لما في نفوس أرباب الأموال من حبها وكراهة فراقها، والكريب مصغر ركب اسم جمع، وقيل: جمع راكب، وهو لغة راكب الإبل ثم اتسع باستعماله في كل راكب دابة. ط: أي مبغضون طبعًا لا شرعًا وقد يكون أراد بعض العمال سيء الخلق، والأول أوجه لأن السوق على أن المراد عمال النبي صلى الله عليه وسلم، يريد تزعمون أنهم ظالمون وليسوا بذاك ولذا أمروا بالدعاء لهم وإرضائهم وقال: أرضوا مصدقيكم وإن ظلمتم. وح: لا تركبواالأمير أعفى من أم كيسان، وهي كنية الركبة. وثنية "ركوبة" معروفة بين مكة والمدينة. وفيه: لبيت "بركبة" أحب إلى من عشرة أبيات بالشام، ركبة موضع بالحجاز يريد لطول الأعمار والبقاء ولشدة الوباء بالشام. ك: ادخل "ركابك" بكسر راء الإبل التي يسار عليها، واحدتها راحلة. ج ومنه: من خيل ولا ركاب. ك: وجعلني النبي صلى الله عليه وسلم في "ركوب" بين يديه هو بالضم جمع راكب وبالفتح ما يركب. وفيه: ويلك "اركبها" جوز به أحمد ركوب الهدي والشافعي عند الحاجة، والحنفية للضرورة. وفيه: باب البناء بغير "مركب" ولا نيران، أي بغير ركوب، وروى: ركوب، بواو، وهم القوم الركوب على الإبل للزينة. ن: خير نساء "ركبن" الإبل، أي نساء العرب وقد علم أن العرب خير من غيرهم في الجملة. ج: كنا في "ركبة" معه الراكب، والركبة بالحركة أصحاب الإبل في السفر دون الدواب وهم العشرة فما فوقها. وفيه: نشتري الطعام من "الركبان" جمع راكب، والمراد من يجلبون الأرزاق والمتاجر والبضائع، ونهى عن تلقيهم لأنه يكذب في سعر البلد ويشتري بأقل من ثمن المثل وهو تغرير محرم. ومنه: صلوا رجالًا و"ركبانا". وفيه: وأربعة "ركائب" وهو جمع ركوبة وهي ما يركب عليه من الإبل كالحمولة ما يحمل عليه منها.
(ر ك ب)

رَكِب الدابَّة رُكُوبا: علاها.

وَالِاسْم الرِّكْبَة.

وكلُّ مَا عُلِى فقد رُكِب، وارتُكب.

ورَكِب الهولَ والليلَ وَنَحْوهمَا مثلا بذلك. ورَكِب مِنْهُ أمرا قبيحا، وارتكبه، وَكَذَلِكَ ركِب الذَّنْبَ، وارتكبه، كلُّه على المَثَل. وَقَالَ بَعضهم: الرَّاكِب للبعير خاصَّة، وَالْجمع: رُكَّاب، ورُكبان، ورُكوب.

وَرجل رَكُوب، ورَكَّاب، الأولى عَن ثَعْلَب: كثير الرّكُوب.

وَالْأُنْثَى رَكَّابة.

والرَّكْبُ: رُكْبان الإبِل، اسْم للْجمع وَلَيْسَ بتكسير: رَاكب وَقَالَ الْأَخْفَش: هُوَ جمع، وهم العَشَرة فَمَا فَوْقهم. وَأرى أَن الركب قد يكون للخيل وَالْإِبِل، قَالَ السُّلَيك بن السُّلَكة وَكَانَ فَرَسُه قد عَطِب أَو عُقِر:

وَمَا يُدْريكَ مَا فَقْري إِلَيْهِ ... إِذا مَا الرَّكْبُ فِي نَهْب أَغَارُوا

وَفِي التَّنْزِيل: (والرَّكْبُ أسْفَلَ مِنْكُم) فقد يجوز أَن يَكُونُوا رَكْب خيل وَأَن يَكُونُوا رَكْب إبل وَقد يجوز أَن يكون الْجَيْش مِنْهُمَا جَمِيعًا وَقَول عليّ رَضِي الله عَنهُ: " مَا كَانَ مَعَنا يَوْمئِذٍ فرس إلاّ فرس عَلَيْهِ الْمِقْدَاد بن الْأسود " يصحّح أَن الركب هَاهُنَا رُكَّاب الْإِبِل.

وَالْجمع: أرْكُب، ورُكوب.

والأُركوب: اكثر من الركب، قَالَ، انشده ابْن جنيّ: أعلقتُ بالذئب حبلا ثمَّ قلت لَهُ ... اِلحق بأهلك واسلَمْ أَيهَا الذِّيبُ

أما تَقول بِهِ شَاة فيأكلها ... أَو أَن تبيعَه فِي بعض الأراكيب

وَأَرَادَ تبيعها، فَحذف الْألف تَشْبِيها لَهَا بِالْيَاءِ وَالْوَاو لما بَينهمَا وَبَينهَا من النِّسْبَة. وَهَذَا شاذّ.

والرَّكَبة: أقلّ من الرَّكْب.

والرِّكاب: الْإِبِل. واحدتها: رَاحِلَة وَجَمعهَا: رُكُب وَفِي حَدِيث النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذا سافرتم فِي الخِصْب فأعطوا الرِّكاب أسِنَّتَها " أَي أمكنوها من المَرْعَى.

وزيت رِكابيّ: يحمل على ظُهُور الْإِبِل.

والرّكاب للسَّرْج: كالغَرْز للرّحل، وَالْجمع: رُكُب.

والمركَّب: الَّذِي يستعير فَرَسا يَغْزُو عَلَيْهِ، فَيكون نصف الْغَنِيمَة لَهُ وَنِصْفهَا للمُعير.

وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: هُوَ الَّذِي يُدْفع إِلَيْهِ فرس لبَعض مَا يُصِيب من الغُنْم.

ورَكَّبه الْفرس: دَفعه إِلَيْهِ على ذَلِك، وَأنْشد:

لَا يركب الخيلَ إلاّ أنْ يُرَكَّبها ... وَلَو تناتجن من حُمْر وَمن سُودِ

وأركب المُهْرُ: حَان أَن يُركب.

ورُكَّاب السَّفِينَة: الَّذين يركبونها.

وكذاك: رُكَّاب المَاء.

والرَّكُوب، والرَّكوبة من الْإِبِل: الَّتِي تُركب.

وَقيل: الرَّكوب: المركوب، والرَّكوبة: المعيَّنة للرُّكُوب.

وَقيل: هِيَ الَّتِي تُلْزَم العملَ من جَمِيع الدوابّ.

وناقة رَكوبة، ورَكْبانة، ورَكْباة: أَي تُركَب.

وَحكى أَبُو زيد: نَاقَة رَكَبُوت.

وَطَرِيق رَكوب: مركوب مُذَلَّل.

وَالْجمع: رُكُب. وعَوْد رَكوب: كَذَلِك.

والرّاكب، والرّاكبة: فَسِيلة تكون فِي أَعلَى النَّخْلَة متدلِّية لَا تبلغ الأَرْض.

وَهِي: الرّاكوبة، والرّاكوب، وَلَا يُقَال لَهَا: الرَّكَّابة، إِنَّمَا الرَّكَّابة: الْمَرْأَة الْكَثِيرَة الرّكُوب، على مَا تقدَّم، هَذَا قَول بعض اللغويّين.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الرَّكَّابة: الفَسِيلة تخرج فِي أَعلَى النّخلة عِنْد قمَّتها، وَرُبمَا حَمَلت مَعَ أمّها، وَإِذا بلغت كَانَ أفضلَ للأمّ. فَأثْبت مَا نفى غَيره من الرَّكّابة.

ورَكّب الشَّيْء: وضع بعضه على بعض، وَقد تَركّب، وتراكب.

والمُتراكِب من القافية: كل قافية توالَتْ فِيهَا ثَلَاثَة احرف متحركة بَين ساكنين، وَهِي مفاعلتن ومفتعلن وفَعِلن، لِأَن فِي فَعِلن نونا سَاكِنة، وَآخر الْحَرْف الَّذِي قبل فعِلن نون سَاكِنة، وفَعِلْ إِذا كَانَ يعْتَمد على حرف متحرّك، نحوفعولُ فِعل اللَّام الْأَخِيرَة سَاكِنة وَالْوَاو فِي فعول سَاكِنة.

والرَّكِيب: المركَّب فِي الشَّيْء، كالفَصّ يركّب فِي كِفّة الخاتمِ.

والمركَّبُ: الأَصْل.

ورُكْبان السُنْبُل: سوابقُه الَّتِي تخرج من القُنْبُع.

ورواكب الشَّحم: طرائق بَعْضهَا فَوق بعض فِي مقدَّم السّنَام، فأمَّا الَّتِي فِي الْمُؤخر، فَهِيَ الروادف واحدتها: راكبة ورادفة.

والرُّكْبتان: موصل مَا بَين أسافل أَطْرَاف الفخذين وأعالي السَّاقَيْن. وَقيل: الرّكْبَة: مَوْصِل الوظيف والذراع.

وكلُّ ذِي أَربع، رُكبتاه فِي يَدَيْهِ، وعُرْقوباه فِي رِجْليه. والعُرْقوب: موصل الوظيف.

وَقيل: الرُّكبة: مِرْفَق الذِّرَاع من كلّ شَيْء.

وَحكى اللحيانيّ: بعير مُسْتوقِحُ الرُّكَب، كَأَنَّهُ جعل كل جُزْء مِنْهَا ركبة ثمَّ جمع على هَذَا.

والأَرْكَب: الْعَظِيم الرّكْبَة.

وَقد رَكب رَكباً.

والرَّكب: بَيَاض فِي الرّكْبَة.

ورُكِب الرجلُ: شكا ركبته. ورَكَب الرجلَ يركبُه رَكْبا: ضرب رُكْبته.

وَقيل: هُوَ إِذا ضربه بركبته.

وَقيل: هُوَ إِذا اخذ بِشعرِهِ ثمَّ ضرب جَبْهته بركبته.

والرَّكِيب: المَشَارة.

وَقيل: الجَدْول بَين الدَّبْرتين.

وَقيل: هِيَ مَا بَين الحائطين من الكَرْم والنَّخْل.

وَقيل: هِيَ مَا بَين النهرين من الكَرْم، وَهُوَ الظَّهْر الَّذِي بَين النهرين.

وَقيل: هِيَ المَزْرعة، قَالَ تأبطّ شرّاً:

فيوما على أهل المواشِي وَتارَة ... لأهل رَكِيب ذِي ثَمِيل وسُنْبُل

وَالْجمع: رُكُب.

والرَّكَب: العانةُ.

وَقيل: مَنْبتُها.

وَقيل: هُوَ مَا انحدر عَن البَطْن فَكَانَ تَحت الثُّنَّة وَفَوق الفَرْج، كُلّ ذَلِك مذكَّر، صرَّح بِهِ اللحيانيّ.

وَقيل: الرَّكَبان: أصلا الفخذين اللَّذَان عَلَيْهِمَا لحمُ الفَرْج من الرجل وَالْمَرْأَة.

وَقيل: الرّكَب: ظَاهر الفَرْج.

وَقيل: هُوَ الْفرج نَفْسُه، قَالَ: غَمزَكَ بالكَبْساء ذاتِ الحُوقِ ... بَين سِمَاطَىْ رَكَب محلوقِ

وَالْجمع: أركاب، وأراكيب، أنْشد اللحيانيّ:

يَا لَيْت شِعري عَنْك يَا غَلابِ ... تحملُ مَعْها أحسنَ الأركابِ

أصفر قد خُلِّق بالمَلاَبِ ... كجبهة التركيّ فِي الجِلبابِ

ورَكُوبُ، ورَكُوبةُ، جَمِيعًا: ثَنِيَّة مَعْرُوفَة صعبة سلكها النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:

ولكنَّ كراًّ فِي رَكوبةَ أعْسَر

وَقَالَ عَلْقَمَة:

فإنَّ المُنَدَّى رِحلة فرَكوبُ

رِحْلة: هَضْبة أَيْضا. وَقد قدمنَا أَن واية سِيبَوَيْهٍ: " رِحْلةٌ فرُكوب " أَي: أَن تُرْحل ثمَّ تُركَب.

ومَرْكوب: مَوضِع. قَالَت جنوب أُخْت عَمْرو ذِي الكَلْب:

أبلغ بني كَاهِل عنِّي مغلغلةً ... والقومُ من دونهم سَعْيا فمركوبُ
ركب: رَكِب: يستعمل هذا الفعل في الكلام عن البحر الذي يغطي جزيرة أو شيئاً آخر (معجم الإدريسي، تاريخ البربر 1: 119).
ورَكِب (الحصن): أشرف، أطل، ففي حيان (ص79 د): حِصْن بلاي الراكب لِقَنْبانية قرطبة.
رَكِب فلاناً: تبعه (لين)، ونجد غالباً ركبوهم بالسيف في الكلام عن الفرسان يتتبعون الأعداء، أي: يتبعوهم والسيف بأيدهم (كرتاس ص96، 158، 161). رَكِب أكْتافَه: تعني أيضاً تبعه وتعقبه وسعى في أثره (بوشر، معجم البلاذري، حيان ص71 ق).
رَكِبَ فلاناً: غلبه في لعبة شطرنج (حياة تيمور 2: 873).
رَكِب: استمتع بامرأة، وطئها (ألكالا).
رُكُوب: راكبو النساء، واطئوهم، الواحد منهم راكب (محيط المحيط).
وراكبوا الغلام: واطئوه (ألكالا)، ففي المقري (3: 23):
وناديت في القوم الركوب فأسرعوا ... فريقٌ لنسوان وقومٌ لذكران
رَكِب: تضاف إلى مصدر أو اسم لتعبر عن الفكرة الحقيقية لهما، يقال مثلاً: ركب الاستكبار أي اصبح متكبراً (هو جفلايت ص50)، وركب الفرار: فَرَّ (ملَر نصوص من ابن الخطيب وغيره 1862، 2: 35).
ورَكِب عزائمه: اتخذ قراراً حازماً، وعزم عزماً حازماً (تاريخ البربر 1: 492).
ركب الموتَ: سعى إلى الموت، أسرع إلى طلب الموت في القتال (الحماسة ص37 وقد نقلت في معجم البلاذري).
رَكِب عليه: علاه (بوشر).
رَكّب (بالتشديد): أركبه وجعله يركب دابة. ففي رياض النفوس (ص74 و): فجعلوا في رِجْله قيداً وكبلوه ورَكَّبوه دابة من دوابهّم (ألف ليلة 3: 214).
رَكَّب: وضع حديد في حافر الفرس، نعّله (ابن العوام 2: 563).
رَكَّب: أبَّر، طعَّم شجرة، وخاصة طعمها بالبرعمة مع قشرها، ففي المعجم اللاتيني - العربي: ( insistor مُرَكَّبُ الشجَر)، (ألكالا) وفيه: اسم الفاعل مُركِّب واسم المفعول مُركَّب (بوشر، ابن البيطار 2: 521، ابن العوام 1: 14، 1: 18)، انظر تركيب.
رَكَّب: اختلق، زوّر، لفّق، ففي محيط المحيط والعامة تقول: ركَّب الرجل القِصَّة أي لفَّقها كذباً.
ركَّب على: سدَّد، صوَّب إلى (بوشر)، وركَّب المدفع: سدَّده وصوّبه إلى (ألف ليلة طبعة بولاق 1: 63).
ركَّبَ تختاً: هيّأَ سريراً، صنعه (بوشر).
ركَّبَ قزازاً: وضع زجاجاً في الإطار (بوشر).
ركَّب قفلاً: وضع قفلاً (بوشر). ركَّب الكلام: نسَّقه (بوشر) , ركَّب بالمينا: نقَّش بالمينا (بوشر).
راكَبَ: واكب، ركب في موكب (المقري 1: 472).
راكَب فلاناً: لازمه وألح عليه (محيط المحيط).
تركَّب، تركب من: تألف وتكون (بوشر، دي ساسي طرائف 1: 81).
تركّب: ازداد، ففي كرتاس (ص267): لم تزل العداوة تتركب بينهما إلى أن الخ.
استَرْكَب: جعله يركب (تاريخ البربر 2: 267، 332، 385)، والفعل فيه استُركب على البناء للمجهول، وجعل منه فارساً (تاريخ البربر 2: 246).
استركب: اتخذ في خدمته كوكبة من الفرسان (تاريخ البربر 1: 521، 547، 2: 91، 99، 145، 345، 359، 412، ابن الأغلب ص64، المقري 1: 333).
استركب فلاناً: تبعه وجاء على أثره (زيشر 22: 116).
رَكْب، وتجمع على أراكيب (ديوان الهذليين ص210): جماعة الراكبين، قافلة، كروان، وجماعة حجاج المغرب الذاهبين إلى مكة (عواده ص546). يقول برتون (2: 50): الركب قافلة من راكبي الإبل يجمل كل شخص منها حقيبته. وفي كتاب الخطيب (ص54) (وفي الطاعون الجارف): خرجت جنازته في ركب من الأموات يناهز الآلاف.
شيخ الركب: رئيس القافلة (دوماس صحارى ص299).
رَكْب: موكب فرسان، ففي كتاب الخطيب (ص35 ق): بعد إلمام الركب السلطاني ببلده.
رَكْب: في أيام ابن الزبير كان يطلق اسم ركب على عشرة من رؤساء العرب في الشام نجد أسماءهم في الأغاني (ص17) منهم النعمان بن بشير وكان رئيسهم.
رَكْب: عند أصحاب الموسيقى لحن متفرع من الدوكاه (محيط المحيط)، انظر: رُكْبِيّ.
رَكْبة: جولة على الخيل، موكب فرسان (حيان ص28 ق، حيان - بسام 1: 173ق).
ويطلق يوم الركبة في أبيار على يوم موكب الفرسان في اليوم الذي يتطلعون فيه إلى رؤية هلال رمضان إذ يركب القاضي فرسه كما يركب معه رؤساء البلد فيذهبون إلى موضع مرتفع خارج البلد يسمى مرصد الهلال الجديد (ابن بطوطة 1: 54، 55). رِكْبَة: حسن الركوب على الخيل (بوشر).
رُكْبَة، هزّ رُكَبَه: حرك رجليه وركبتيه (بوشر).
رُكْبَة وتجمع على رُكَب: زاوية، ركن (ألكالا)، وهو يذكر رُكن وجمعه أركان.
رُكْبَة: ممَلّ، مضجر، مسئم (فوك).
ركبة (من غير ضبط بالشكل): يطلق هذا الاسم على محار، ويسمى عندهم أيضاً صدف البواسير (ابن البيطار 2: 128).
رُكْبِيّ: لحن موسيقي (صفة مصر 14: 23)، انظر: رَكْب في آخر المادة.
رُكْبية: ضربة بالرُكْبَة (دومب ص90).
رَكْبان: رَكْب، موكب فرسان. ففي الخطيب (ص41 و): أيام مقامي بمالقة وعند توجهي صحبة الرَكبان السلطاني (فتحة الراء موجودة في المخطوطة).
رِكاب، ركاب السرج: وهو ما توضع فيه رجل الراكب، ويجمع على رِكابات (بوشر)، وأَرْكُب (ألكالا).
وقولهم: مشى في ركابها (ألف ليلة 3: 214) لا يمكن أن يعني إلا أنه مشى في جانب ركاب أمه، ولا يصح أن يترجم بما معناه: مشى في موكبها (انظر ما يلي لأن هذا القول لم يقصد به إلا الأم وأبنها).
وقولهم قام في ركائبه وقعد يعني: كان مضطرباً شديد القلق (انظر مادة قاسم)، ويعني مجازاً: أوشكت على الرحيل (تاريخ البربر 1: 73، 80، 81). والعبارات المذكورة في (2: 104، 2: 112) تؤيد أنها تعني الركاب، وهي تعني أيضاً: مسند، مرتكز (معجم الإسبانية ص203 - 204) ومن هذا أطلقت على عمود من الخشب يرتكز عليه السقف ويسنده (نفس المرجع).
صاحب الركاب: مروض الجياد، مثل ركبدار وركابي (المقري 1: 605، كوسج طرائف 3: 4) وقد طبعها الناشر رُكّاب خطأ منه.
ركاب القَوْس (فوك) أو الركاب للرِجْل: ضرب من الحلقات في النهاية العليا من حاضن القذافة (وهي قوس قديمة لقذف السهام والكرات والحجارة وغيرها) (الجريدة الآسيوية 1848، 2: 208). وكانوا يسمونها في العصور الإسبانية القديمة ما معناه: ركاب أيضاً، ففي معجم فوك (القسم الأول Stribaria balistae وهي بالإسبانية estribo) وقد جمعت في معجم فوك على أَرْكُب.
ركاب: يقول ابن العوام في كلامه عن التطعيم (1: 450): وقيل يعمل البرية على الصفة المذكورة بأعلاها شبه ركاب يترك على العظم. وقد ترجم كليمنت - موليه هذا بما معناه: ومنهم من يرى أن يعمل المئبر المستخدم في التطعيم في القسم الأعلى من المحل الذي شذب للتطعيم على شكل ركاب (متراس) يترك على العود.
وفي ابن العوام (1: 457) (وهذا يتفق مع ما في مخطوطتنا): وينزل الركاب على العود نزولاً جيداً إن كان قد عُمِل فيه ركاب. وقد ترجمها كليمنت - موليه أيضاً بما معناه متراس.
رِكاب ويجمع على أرْكُب: سرج، وإكاف، برذعة (فوك). وقولهم أَبْغُل عالية الركاب، وبغال الركاب (المقري 1: 236) يعني بغال ذات براذع عالية، كما يقال في نفس المعنى حمِار عالٍ (انظر في عالٍ).
رِكاب: سير السَكَّاف (شيرب).
رِكاب: موكب، موكب فرسان (رتجرز ص201، كوسج طرائف ص89، 90، تاريخ البربر 1: 317، ملّر ص27، ابن بطوطة 4: 376 حيث يجب تصحيح الترجمة)، وفي النويري (مصر مخطوطة رقم 2، ص110 و): فلما علموا بوصول ركاب السلطان.
رَكُوب: رَكْب، قافلة (هلو).
ركيب: من يطأ المرأة (ألكالا)، أو يطأ الغلام (ألكالا).
ركيب: ضرب من بطانة الثياب (معجم الإسبانية ص201).
ركوبة، خيل ركوبة: خيل جديدة تعطى للخيالة ليركبوها (بوشر).
سلَّم ركوبة وحجر الركوبة: حجر كبير يستعمل مرقاة لركوب الخيل بسهولة ويسر (بوشر).
رِكابي، زَيْت ركابي (ابن البيطار 1: 55) بدل المعنى الذي نجده عند فريتاج ولين يذكر ابن البيطار (1: 556): أن الزهراوي وحده يزعم أنه الزيت الأبيض المغسول وقال سمي ركابياً لأنه بمنزلة الركاب قابل لقوى الأدوية لأنه ساذج نقي.
والمستعيني (في مادة زيت) يطلق نفس اشتقاق الكلمة على مصطلحات أخرى فهو يقول: هو عند كثير من الأطباء ((الزيت المغسول بالماء حتى أبيض وانسلخ من لونه ورائحته ثم يصرف في سائر الأدهان فصار ركاباً لها)). فكلمة ركاب تعني إذاً: أصلي، أساسي، وإني لأعترف أن هذا الاشتقاق للكلمة مستبعد بعيد الاحتمال.
رِكابي، رِكاب: ما يوضع فيه رجل الراكب. يقول دبيجو دي توريس (ص316): ((يوجد أيضاً في فناء الأشراف الآخرين كما يوجد عند العامة أو عند حراس الخيل ما يسمى غالباً (ريكو Riqueues) وهم اللذين في ركاب السلطان وخيلهم في إسطبله)).
وفي مملوك (1: 1: 132): يذكر المقريزي العرب الركابية بين العاملين في إسطبلات السلطان.
ركابي: بريدي، ساعي البريد، حامل الرسائل (الفخري ص363، باين سميث 1426).
سيف ركابي: يطلق في الهند على السيف المعلق في السرج (ابن بطوطة 4: 9).
الحجر الركابي: كذّان، نسقه، نسفه، أو حجر آخر يشبهه يؤتى به من صقلية (أنظره في مادة قيشور). ركابية: ضرب من محامل النساء (محارة) إذا ما ركبن البغال (رحلة إلى البحر الأحمر ض 108).
رَكّاب (دوماس مخطوطات): عدَّاء (دوماس حياة العرب ص386).
ركّيب، ركّيب الخيل: راكب من الخدم يتقدم سيده، ومن يركب الخيل (بوشر).
راكب: رافدة، لوح سميك من السنديان أو الشوح أو البلوط يوضع على الجدار على شكل طنف أو إفريز، وكل زينة من الورق المستطيل الملون تلصق كالعصبة على جدار أو رياش لتجميله (معجم الإسبانية ص203).
راكوب الكرم: ما يعرض عليه (محيط المحيط).
تَرْكِيب: بنية الجسد، هيكله، وهيكل كل مصنوع (بوشر، فوك).
تركيب الطرب: أقسام قطعة موسيقية، توليفة، وهي من مصطلح الموسيقى (بوشر).
تركيب: صيغة جملة، تأليف الكلام (بوشر).
والجمع تراكب: ترتيب، تنسيق، تزيين، ففي ألف ليلة (1: 131): حللي ومصاغي وتراكبي.
تركيب: طبع، خلق، صفة حسنة أو سيئة (بوشر).
قاعة ذات تراكيب (ألف ليلة 1: 58): معناها الدقيق غير معروف لدي. وقد ترجم كاترمير (مملوك 2، 2: 79) هذه العبارة بما معناه: ملحق تابع لعمارة.
تركيب الغزال، يقال فرس له تركيب الغزال: أي له قوام الغزال واعتداله، وفرس مقوس الحَوْشب (دوماس، حياة العرب ص190).
تركيب: تطعيم الشجر (ابن العوام 1: 18) وأنواعه: تركيب رومي: تطعيم بين القشرة والعود، وتطعيم على شكل تاج (ص449).
تركيب أعْمَى: تطعيم عشوائي، بلا تبصر (ص426، 448).
تركيب فارسي: تطعيم بالصفَّارة (ص459)، ويقال أيضاً: تركيب الأنبوب وتركيب القَنُّوط (أنظره في مادة قَنُّوط).
تركيب تُوطِيّ (اقرأه قوطي وفقاً لما جاء في مخطوطتنا، وفي الملحق: القوط): تطعيم بالاختراق (ص476).
تركيب نَبَطيّ: تطعيم بالشق (ص451).
تركيب يوناني: تطعيم بالبرعم (ص469).
تراكيب: أشجار مطعمة (ابن العوام 1: 191).
تراكيب، وردت في قائمة أموال اليهودي (ص19): ومن تراكيب السير زوجة ولا أعرف معناها.
تَرْكِيبَة: بنية الجسد وهيكله، وهيكل كل مصنوع، تركيب (بوشر).
تَرْكِيبَة: تركيب، تطعيم، وخاصة تطعيم بالبرعمة (ألكالا).
تركيبات: فكاهات، أضاحيك (ففي المقري 2: 108): من النوادر والتنكيتات والتركيبات وأنواع المضحكات.
تركيبة: كشكش، كنار الثوب (مملوك 2، 2: 78).
تركيبة: مزار صغير مستطيل مبني بالحجر أو بالآجر يرتفع فوق قبة القبر ويقوم في مقدمته ومؤخرته عمود أو حجر قائم عمودياً (مملوك 2، 2: 79).
تركيبة: فوهة البرميل أو الراقود (نفس المصدر).
مَرْكَب: بمعنى سفينة مؤنث عند أماري (ص340)، انظر تعليقات (ص347).
مركب الحَجَر: سجن الأشغال الشاقة (بوشر).
مركب: لا أدري كيف أترجم هذه الكلمة التي وردت في عبارة المقري (2: 236) في كلامه عن مغتسل من المرمر: عليه مركب في صدره أنبوب آخر برسم الماء البارد.
مُرَكّب: غريزي، فطري، جبليّ، طبعي (المقري 1: 152، 394، 2: 546).
مُرَكَّب: يقول أصحاب الفال والمتنبئون: ((سَعْدك مركّب على سعدي)) وهذا معناه أن بختك وحظك يغلب بختي وحظي (ألف ليلة برسل 9: 261، 292)، وفي طبعة ماكن غالب، في الفقرتين.
مركبات: مصطلح موسيقي ويعني ((أن كل لحن أو نغم يمكن أن يستمد صدفة بعض الأصوات الخاصة بالأنغام الأخرى، وهذه الأصوات تسمى عندئذ مُركَّبات)) (صفة مصر 14: 126).
مَرْكُوب ويجمع على مَراكِيب: دابَّة، ركوبة، مطيّة (بوشر، رتجرز ص146، ويجرز ص149، هو جفلايت ص52).
مَرْكُوب: جواد، فرس أصيل (دوماس حياة العرب ص148).
مَرْكُوب: يطلق في مصر وسوريا على حذاء من الجلد الأحمر (الملابس ص191، بوشر، برجرن، همبرت ص21، هاملتون ص13، دارفور ص60، محيط المحيط).
مَراكِبِّي: ملاّح، نوتّي، بحري (بوشر، هلو، ألف ليلة 2: 415).
مُرْتكَبات: جنايات، جرائم. ففي كتاب الخطيب (ص 72ق): وشاهد منه بعضُهم ما يمنعه الشرع من المرتكبات الشنيعة (وفي المخطوطة: المرتكباة الشغة وهو خطأ) قارن هذا بقولهم ارتكب ذنباً.
ركب
ركَبَ يَركُب، رَكْبًا، فهو راكِب، والمفعول مَرْكوب
• ركَب فلانًا: ضرب رُكبتَه أو ضربه بركبته "ركَب اللاّعبُ منافِسَه". 

ركِبَ/ ركِبَ على/ ركِبَ في يَركَب، رُكوبًا، فهو راكب، والمفعول مَرْكوب
• ركِب الشَّيءَ/ ركِب على الشَّيءِ/ ركِب في الشَّيءِ: علاه "ركِب الدابةَ/ على الدابة- ركِب القطارَ/ في القطار- {حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا}: استويا فيها وأبحرا بها- {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ}: لتنتقلُنّ من حال إلى حال" ° ركِب الأهوالَ: خاطر بنفسه، غامر وجازف- ركِب الخطرَ: ألقى بنفسه في التَّهلكة- ركِب الذَّنْبَ: اقترفه- ركِب الريح: أسرع- ركِب الشَّحْمُ بعضُه فوق بعض: تجمّع الدُّهن في جسمه- ركِب الشَّطَطَ: تجاوز الحد المعقول- ركِب الموت: أسرع إلى طلب الموت في القتال- ركِب الموجة: ساير التّيّار، اتَّبع الآخرين- ركِب الهواء- ركِب رأسَه: كابر، عاند وانفرد برأيه بغير رويّة- ركِب شيطانه: غضب ولم يعبأ بالعاقبة- ركِب مَتْنَ العُنْف: عَنُف مع غيره- ركِب مَتْنَ الهواء: سافر بالطائرة- ركِب مَرْكبًا صَعْبًا/ ركِب مَرْكبًا خَشِنًا: شَقَّ على نفسه- ركِب مَرْكَب الخَطَل: ارتكب حماقة- ركِبه الدَّيْنُ: غلَبه وكثُر عليه- ركِبه الغرور: تكبَّر- ركِب هواه: ساء خلقُه، انقاد لشهواته- ركِِبوا كل صعب: لجئوا إلى استخدام جميع الطُّرق. 

أركبَ يُركب، إركابًا، فهو مُركِب، والمفعول مُركَب
• أركب الشَّخصَ:
1 - جعله يركب ويعلو "أركبه خلفه".
2 - أَعدَّ له ما يركبه ويعلوه. 

ارتكبَ يرتكب، ارتكابًا، فهو مُرتَكِب، والمفعول مُرتكَب
• ارتكب خَطَأً: فعل ما يُكره وقام بما يستوجب اللَّوْمَ "ارتكب ذَنْبًا: اقترفه- ارتكب جريمةَ قتل- إنكار الخطيئة يعني ارتكابَها مرَّتين". 

استركبَ يستركب، استركابًا، فهو مستركِب، والمفعول مستركَب
• استركب الشَّخصَ: طلب منه أن يُركِبه ويُقلّه "استركب سائقَ سيارة- استركبتُه فأركبني". 

تراكبَ يتراكب، تراكُبًا، فهو مُتراكِب
• تراكب الشَّيءُ: تراكم، علا بعضُه بعضًا "تراكب الشَّحْمُ/ الشَّعر- تراكبت الغيومُ/ الهموم/ أمواج البحر- {فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا} " ° مدى التَّراكُب: مقدار ركوب شيء فوق شيء آخر. 

تركَّبَ من يتركَّب، تركُّبًا، فهو مُتركِّب، والمفعول مُتركَّب منه
• تركَّب الشَّيءُ من كذا وكذا: تألَّف وتكوَّن منه "يتركَّب الماءُ من أكسجين وهيدروجين- تتركَّب الجملة الاسميّة من مبتدأ وخبر". 

ركَّبَ يُركِّب، تركيبًا، فهو مُركِّب، والمفعول مُركَّب
• ركَّب الشَّيءَ/ ركَّب الشَّيءَ في غيره: ضمَّ أجزاءَه المتفرّقة ورتّبها وربَط بعضها ببعض للحصول على وحدة متكاملة "ركَّب جهازًا/ قِطَع آلة- ركَّب الدَّواءَ: خلط أجزاءه ببعضها- ركّب لوح الزُّجاج- ركَّب الفصَّ في الخاتم- {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ}: كوَّنك وصوَّرك".
• ركَّب الجملةَ: ألَّف بين أجزائها.
• ركَّب الطِّفلَ على ظهره: جعله يعلو عليه. 

تراكُب [مفرد]:
1 - مصدر تراكبَ.
2 - (نت) زيادة جدار الخليَّة في الغلظ بإضافة مادَّة التغليظ طبقة فوق أخرى. 

تركيب [مفرد]: ج تركيبات (لغير المصدر) وتراكيبُ (لغير المصدر)، مؤ تركيبة (لغير المصدر):
1 - مصدر ركَّبَ ° تركيب تليفون: توصيله وتمديد أسلاكه- دواء تركيب: دواء يقوم الصيدليّ بتحضيره- لعبة تركيب: أجزاؤها مفككة وتعتمد على مهارة اللاَّعب في تركيبها وضمِّ أجزائها- مائيّ التَّركيب: محتوٍ على الماء في تركيبه- مضاعف التَّركيب: يتركَّب أو يتألَّف من عناصر أو أجزاء
 مركَّبة أصلاً- وصلة تركيب: وصلة تكون نهايتها وحوافّها مثبّتة بإحكام ومركّبة فوق أخرى.
2 - (لغ) تعبير، مصطلح، تجمُّع من الكلمات غالبًا ما يكون مترابطًا بشكل لا يمكن معه فهم معناه الكُلّيّ بفهم مفرداته ° علم التَّراكيب: علم النحو.
3 - تجمُّع من الأصوات لتشكيل كلمة.
4 - (سف) تأليف الشيء من مكوِّناته البسيطة، ويقابله التحليل.
5 - (كم) مكوِّنات أو عناصر في مركَّب ما، مقداره بنسب عدد الذرَّات فيها، أو بالنسب المئويَّة لأوزانها. 

تركيبة [مفرد]:
1 - اسم مرَّة من ركَّبَ.
2 - ما يتركَّب منه الشَّيء مادِّيًّا أو معنويًّا "دار الخلاف حول تركيبة الحكومة الحاليّة- تركيبة الدواء". 

تركيبيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تركيب.
2 - مصدر صناعيّ من تركيب: "يميل إلى التّركيبيَّة في أسلوبه".
• صيغة تركيبيَّة: (كم) معادلة كيميائيّة تُبيِّن كيفيّة ترتيب الذرّات والروابط في الجزيء. 

راكِب1 [مفرد]: ج راكبون ورُكّاب، مؤ راكِبة، ج مؤ راكِبات ورواكب:
1 - اسم فاعل من ركَبَ وركِبَ/ ركِبَ على/ ركِبَ في.
2 - من يُقلّ سيارة، أو درّاجة، أو سفينة. 

راكِب2 [مفرد]: ج رَكْب ورُكْبان ورُكُوب:
1 - اسم فاعل من ركِبَ/ ركِبَ على/ ركِبَ في: " {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا} - {وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ} " ° سارت بذكره الرُّكبان: اشتهر اسمُه وتناقل النَّاسُ أخبارَه.
2 - من يركب دابَّةً كالخيل والإبل وغيرهما. 

رِكاب1 [مفرد]: ج رَكَائبُ ورُكُب: رحال، إبل مركوبة أو حاملة شيئًا "وصلت طلائعُ الركائب- {فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ} " ° يمشي في رِكابه/ يسير في رِكابه: يَتْبَعُه. 

رِكاب2 [مفرد]: ج رُكُب: حَلْقةٌ من حديد جهتها السُّفلى مفلطحة معلَّقة بالسَّرج يمكِّن فيها الفارس رِجْله، وهما رِكابان. 

رَكْب1 [مفرد]: مصدر ركَبَ. 

رَكْب2 [جمع]: جج أََرْكُب ورُكُوب: لفظ يُطلق على العَشْرة فما فوق من رُكبان الإبل والخيل في السَّفر "تحرّك الرَّكْب- {وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ} " ° شيخ الرَّكب: رئيس القافلة. 

رُكْبَة [مفرد]: ج رُكُبات ورُكْبات ورُكَب: (شر) مَوْصِل أسفل الفخذ بأعلى الساق "علت مياه الأمطار حتى غطَّت الرُّكَب- هزَّ رُكبتيه" ° هذا أمرٌ تصطكّ له الرُّكَب: تضطرب وتضرب إحداها الأخرى من شدة الخوف.
• أبو رُكْبة: (نت) نبات من عائلة الخردل له جزء قاعدي سميك في الساق يؤكل كنوع من الخضار. 

رَكْبي [مفرد]: (رض {لعبة جماعيَّة ينقسم فيها اللاعبون فريقين، يحاول كلّ منهما أَنْ يحمل طابة بيضاويَّة الشكل إلى ما وراء خط الهدف عند الفريق الثاني تدعى هذه العمليَّة} المحاولة) وتساوي ثلاث علامات، أما إذا طوّرت (المحاولة) بقذف الكرة فوق خط الهدف فإنها تؤمِّن للفريق القائم بها خمس علامات. 

رَكُوب [مفرد]: ج رُكُب، مؤ رَكُوب، ج مؤ رُكُب: ما يُمتطى من الدَّوابّ وغيرها " {وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ} ". 

رُكوب [مفرد]: مصدر ركِبَ/ ركِبَ على/ ركِبَ في. 

رَكوبة [مفرد]: ج رَكَائبُ: ما يُمتطى من الدَّوابّ وغيرها "ما له رَكوبةٌ ولا حلوبة: ليس لديه شيء- امتطى رَكُوبته ومضى في طريقه- {وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبَتُهُمْ} [ق] ". 

مَراكبيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى مَراكِب: ملاّح، قائد السَّفينة "أنقذ المراكبيُّ السَّفينةَ من الغرق" ° دعوة مراكبيَّة: عَرضٌ غير نافذ. 

مَرْكَب/ مَرْكِب [مفرد]: ج مَرَاكِبُ: ما يُركب ويُعتلَى في البرّ والبحر، ثم غلب استعمالُه في السفينة "نِعْمَ المَرْكَبُ الدابة- مَركَبٌ شراعِيّ/ تجاريّ/ فضائيّ/ صيد" ° مركب الجليد: مركبة شبيهة بمركب شراعيّ تستخدم للانزلاق على الجليد. 

مَرْكَبة [مفرد]: ج مَرْكَبات: ما يُعد للركوب والاعتلاء من سيارة أو حافلة أو درَّاجة بخارية أو غيرها "محظور سير
 المركبات في هذا الشارع- ممنوع مرور المركبات" ° مَرْكَبة برمائيَّة: تعمل على اليابسة وفي الماء- مَرْكَبة جويّة: مركبة قادرة على الطيران في الجوّ- مَرْكَبة خاصّة: يركبها صاحبها- مَرْكَبة عموميّة: معدة للإيجار أو للانتفاع العام.
• مركبة فضائيّة: عربة روّاد الفضاء، وهي شبه غرفة مصمَّمة لمواجهة الأحوال الجويّة المختلفة ومزوّدَة بالآلات الدقيقة، وتحمل شخصًا أو أكثر وتدور حول الأرض. 

مُرَكَّب [مفرد]:
1 - اسم مفعول من ركَّبَ ° الحركة المركَّبة: صوت مركَّب أو صوت انزلاقيّ يبدأ بصوت ليِّن وينتقل تدريجيًّا لصوت ليِّن آخر في المقطع نفسه- الصُّورة المركَّبة: صورة تركَّب من صورتين مستقلَّتين أو أكثر- عدسة مركَّبة: من عدستين أو أكثر مع وسائل بصرية أخرى، كمنشور مثلاً تستخدم للتصوير- غير مركَّب: معمول بحيث يمكن جمع أو تطابق الأجزاء أو الأقسام معًا قبل الاستعمال- كسْر مركَّب: كسر يحتوي فيه البسط والمقام على كسور.
2 - ما تكوَّن من عدة أجزاء، عكسه بسيط "جملة مركّبة- ربح مركّب- مركّب كيميائيّ" ° جَهْلٌ مُركَّب: تعبير أطلق على مَن لا يسلِّم بجهله، ويدَّعي ما لا يعلم.
3 - (سف) ما يدل جزؤه على جزء معناه، مثل رامي الحجارة.
4 - (كم) ما نتج من الاتِّحاد الكيميائيّ لعنصرين أو أكثر، وتميَّز بخصائص طبيعيّة وكيميائيّة تختلف عن خصائص مكوِّناته.
• مُرَكَّب قطبيّ: (كم) مركَّب يوصِّل الكهرباء إذا صُهر أو إذا أُذيب في الماء، وهو في العادة مادَّة بلُّوريّة تتكوَّن من نوعين أو أكثر من الأيونات، ويقال له أيضًا مركَّب أيونيّ.
• مُرَكَّب عضويّ: (كم) كل مركَّب يتكوَّن أساسًا من ذرات الكربون.
• مُرَكَّب غير عضويّ: (كم) كل مركَّب لا يحتوي جزآه على الكربون، ويحتوي على شقين أحدهما حمضيّ والآخر قاعديّ.
• مُرَكَّب القصور: (نف) عقدة نفسيَّة تنشأ عن الصِّراع بين النزوع إلى التميُّز والخوف من التثبيط الذي كان الفرد قد عاناه في الماضي وفي حالات مماثلة.
• مُرَكَّب النَّقص: (نف) شعور عميق ومُستمرّ عند الفرد بدونيِّته وعدم كفايته وانحطاط قدره.
• فائدة مركَّبة: (قص) فائدة تُحسب على مبلغ أصليّ مضافًا إليه الفوائد المتراكمة حتى تاريخ الاستحقاق. 

مَرْكوب [مفرد]: ج مراكيبُ:
1 - اسم مفعول من ركَبَ وركِبَ/ ركِبَ على/ ركِبَ في.
2 - نوعٌ من النِّعال مُدَبَّبٌ من الأمام بلا رِباطٍ.
• أبو مركوب: (حن) طائر غوّاص طويل، يعيش في المناطق الشرقية الاستوائية لإفريقيا، له ريش داكن وساقان سوداوان، ومنقار كشكل الحذاء. 

ركب: رَكِبَ الدابَّة يَرْكَبُ رُكُوباً: عَلا عليها، والاسم الرِّكْبة،

بالكسر، والرَّكْبة مرَّةٌ واحدةٌ. وكلُّ ما عُلِـيَ فقد رُكِبَ وارْتُكِبَ. والرِّكْبَةُ، بالكسر: ضَرْبٌ من الرُّكوبِ، يقال: هو حَسَنُ الرِّكْبَةِ.

ورَكِبَ فلانٌ فُلاناً بأَمْرٍ، وارْتَكَبَه، وكلُّ شيءٍ عَلا شيئاً: فقد رَكِبَه؛ ورَكِبَه الدَّيْنُ، ورَكِبَ الـهَوْلَ واللَّيْلَ ونحوَهما مثلاً بذلك. ورَكِب منه أَمْراً قبيحاً، وارْتَكَبَه، وكذلك رَكِب الذَّنْبَ، وارْتَكَبَه، كلُّه على الـمَثَل.

وارْتِكابُ الذُّنوب: إِتْيانُها. وقال بعضُهم: الراكِبُ للبَعِـير

خاصة، والجمع رُكَّابٌ، ورُكْبانٌ، ورُكُوبٌ. ورجلٌ رَكُوبٌ ورَكَّابٌ، الأُولى عن ثَعْلَب: كثيرُ الرُّكوبِ، والأُنْثَى رَكَّابة.

قال ابن السكيت وغيره: تقول: مَرَّ بنا راكبٌ، إِذا كان على بعيرٍ خاصَّة، فإِذا كان الراكبُ على حافِرِ فَرَسٍ أَو حِمارٍ أَو بَغْلٍ، قلت: مَرَّ بنا فارِسٌ على حِمارٍ، ومَرَّ بنا فارسٌ على بغلٍ؛ وقال عُمارة: لا أَقولُ لصاحِبِ الـحِمارِ فارسٌ، ولكن أَقولُ حَمَّارٌ. قال ابن بري: قولُ ابنِ السّكيت: مَرَّ بنا راكبٌ، إِذا كان على بَعيرٍ خاصَّة، إِنما يُريدُ إِذا لم تُضِفْه، فإِن أَضَفْتَه، جاز أَن يكونَ للبعيرِ والـحِمارِ والفرسِ والبغلِ، ونحو ذلك؛ فتقول: هذا راكِبُ جَمَلٍ، وراكِبُ فَرَسٍ، وراكِبُ حِمارٍ، فإِن أَتَيْتَ بجَمْعٍ يَخْتَصُّ بالإِبِلِ، لم تُضِفْه، كقولك رَكْبٌ ورُكْبان، لا تَقُلْ: رَكْبُ إِبل، ولا رُكْبانُ إِبل، لأَن الرَّكْبَ والرُّكْبانَ لا يكون إِلا لِرُكَّابِ الإِبِلِ. غيره: وأَما الرُّكَّاب فيجوز إِضافتُه إِلى الخَيْلِ والإِبِلِ وغيرِهما، كقولك: هؤُلاءِ رُكَّابُ خَيْلٍ، ورُكَّابُ إِبِل، بخلافِ الرَّكْبِ والرُّكْبانِ. قال: وأَما قولُ عُمارَة: إِني لا أَقول لراكبِ الـحِمارِ فارِسٌ؛ فهو الظاهر، لأَن الفارِسَ فاعلٌ مأْخوذٌ من الفَرَس، ومعناه صاحبُ فَرَسٍ، مثلُ قَوْلِهِم: لابِنٌ، وتامِرٌ، ودارِعٌ، وسائِفٌ، ورامِحٌ إِذا كان صاحبَ هذه الأَشْياءِ؛ وعلى هذا قال العنبري:

فَلَيْتَ لِـي بهم قَوْماً، إِذا رَكِبُوا، * شَنُّوا الإِغارَةَ: فُرْساناً ورُكْبانا

فجَعَلَ الفُرْسانَ أَصحابَ الخَيْلِ، والرُّكْبانَ أَصحابَ الإِبِلِ،

والرُّكْبانُ الجَماعة منهم.

قال: والرَّكْبُ رُكْبانُ الإِبِلِ، اسم للجمع؛ قال: وليس بتكسيرِ

راكِبٍ. والرَّكْبُ: أَصحابُ الإِبِلِ في السَّفَر دُونَ الدَّوابِّ؛ وقال

الأَخفش: هو جَمْعٌ وهُم العَشَرة فما فوقَهُم، وأُرى أَن الرَّكْبَ قد

يكونُ للخَيْل والإِبِلِ. قال السُّلَيْكُ بنُ السُّلَكَة، وكان فرَسُه قد عَطِبَ أَوْ عُقِرَ:

وما يُدْرِيكَ ما فَقْرِي إِلَيْه، * إِذا ما الرَّكْبُ، في نَهْبٍ، أَغاروا

وفي التنزيل العزيز: والرَّكْبُ أَسْفَلَ منكُم؛ فقد يجوز أَن يكونوا

رَكْبَ خَيْلٍ، وأَن يكونوا رَكْبَ إِبِلٍ، وقد يجوزُ أَن يكونَ الجيشُ

منهما جميعاً.

وفي الحديث: بَشِّرْ رَكِـيبَ السُّعاةِ، بِقِطْعٍ من جهنم مِثْلِ قُورِ حِسْمَى. الرَّكِـيبُ، بوزن القَتِـيلِ: الراكِبُ، كالضَّريبِ والصريم

للضارِبِ والصارِم. وفلانٌ رَكِـيبُ فلانٍ: للذي يَرْكَبُ معه، وأَراد برَكِـيبِ السُّعاةِ مَنْ يَرْكَبُ عُمَّال الزكاة بالرَّفْعِ عليهم،

ويَسْتَخِـينُهم، ويَكْتُبُ عليهم أَكثَر مما قبَضُوا، ويَنْسُب إِليهم

الظُّلْمَ في الأَخْذِ. قال: ويجوزُ أَن يُرادَ مَنْ يَركَبُ منهم الناسَ

بالظُّلْم والغَشْم، أَو مَنْ يَصْحَبُ عُمَّال الجَور، يعني أَن هذا

الوَعِـيدَ لمن صَحِـبَهم، فما الظَّنُّ بالعُمَّالِ أَنفسِهم. وفي الحديث:

سَيَأْتِـيكُمْ رُكَيْبٌ مُبْغَضُون، فإِذا جاؤُوكُم فرَحِّبُوا بهم؛ يريدُ

عُمَّال الزكاة، وجَعَلَهم مُبْغَضِـينَ، لِـما في نُفوسِ أَربابِ الأَمْوالِ

من حُبِّها وكَراهَةِ فِراقِها.

والرُّكَيْبُ: تصغيرُ رَكْبٍ؛ والرَّكْبُ: اسمٌ من أَسماءِ الجَمْعِ كنَفَرٍ ورَهْطٍ؛ قال: ولهذا صَغَّرَه على لفظِه؛ وقيل: هو جمعُ راكِبٍ، كصاحِبٍ، وصَحْبٍ؛ قال: ولو كان كذلك لقال في تصغيره: رُوَيْكِـبُونَ، كما يقال: صُوَيْحِـبُونَ.

قال: والرَّكْبُ في الأَصْلِ، هو راكبُ الإِبِل خاصَّة، ثم اتُّسِـعَ،

فأُطْلِقَ على كلِّ مَن رَكِبَ دابَّةً. وقولُ عليٍّ، رضي اللّه عنه: ما

كان مَعَنا يومئذٍ فَرَسٌ إِلا فَرَسٌ عليه الـمِقْدادُ بنُ الأَسْوَدِ، يُصَحِّحُ أَن الرَّكْبَ ههنا رُكّابُ الإِبِلِ، والجمعُ أَرْكُبٌ ورُكوبٌ.والرَّكَبةُ، بالتحريك: أَقَلُّ من الرَّكْبِ.

والأُرْكُوبُ: أَكثرُ من الرَّكْبِ. قال أَنشده ابن جني:

أَعْلَقْت بالذِّئب حَبْلاً، ثم قلت له: * إِلْـحَقْ بأَهْلِكَ، واسْلَمْ أَيـُّها الذِّيبُ

أَما تقولُ به شاةٌ فيأْكُلُها، * أَو أَن تَبِـيعَهَ في بعضِ الأَراكِـيب

أَرادَ تَبِـيعَها، فحَذف الأَلف تَشْبِـيهاً لها بالياءِ والواو، لِـما بينَهما وبينها من النِّسْبة، وهذا شاذٌّ.

والرِّكابُ: الإِبلُ التي يُسار عليها، واحِدَتُها راحِلَةٌ، ولا واحِدَ

لها من لَفْظِها، وجمعها رُكُبٌ، بضم الكاف، مثل كُتُبٍ؛ وفي حديث النبـيّ، صلى اللّه عليه وسلم: إِذا سافرْتُم في الخِصْب فأَعْطُوا الرِّكابَ أَسِنَّـتَها أَي أَمْكِنُوها من الـمَرْعَى؛ وأَورد الأَزهري هذا الحديث: فأَعْطُوا الرُّكُبَ أَسِنَّتَها.

قال أَبو عبيد: الرُّكُبُ جمعُ الرِّكابِ(1)

(1 قوله «قال أبو عبيد الركب جمع إلخ» هي بعض عبارة التهذيب وأصلها الركب جمع الركاب والركاب الإبل التي يسار عليها ثم تجمع إلخ.)، ثم يُجمَع الرِّكابُ رُكُباً؛ وقال ابن الأَعرابي: الرُّكُبُ لا يكونُ جمعَ رِكابٍ. وقال غيره: بعيرٌ رَكُوبٌ وجمعه رُكُب، ويُجْمع الرِّكابُ رَكائبَ. ابن الأَعرابي:

راكِبٌ ورِكابٌ، وهو نادر(2)

(2 وقول اللسان بعد ابن الأعرابي راكب وركاب وهو نادر هذه أيضاً عبارة التهذيب أوردها عند الكلام على الراكب للإبل وان

الركب جمع له أو اسم جمع.). ابن الأَثير: الرُّكُبُ جمعُ رِكابٍ، وهي الرَّواحِلُ من الإِبِلِ؛ وقيل: جمعُ رَكُوبٍ، وهو ما يُركَبُ من كلِّ دابَّةٍ، فَعُولٌ بمعنى مَفْعولٍ.

قال: والرَّكُوبة أَخَصُّ منه.

وزَيْتٌ رِكابيٌّ أَي يُحمل على ظُهورِ الإِبِل من الشَّامِ.

والرِّكابُ للسَّرْجِ: كالغَرْزِ للرَّحْلِ، والجمع رُكُبٌ.

والـمُرَكَّبُ: الذي يَسْتَعِيرُ فَرَساً يَغْزُو عليه، فيكون نِصْفُ

الغَنِـيمَةِ له، ونِصْفُها للـمُعِـيرِ؛ وقال ابن الأَعرابي: هو الذي

يُدْفَعُ إِليه فَرَسٌ لبعضِ ما يُصِـيبُ من الغُنْمِ؛ ورَكَّبَهُ الفَرَسَ:

دفعه إِليه على ذلك؛ وأَنشد:

لا يَرْكَبُ الخَيْلَ، إِلا أَن يُرَكَّبَها، * ولو تَناتَجْنَ مِنْ حُمْرٍ، ومِنْ سُودِ

وأَرْكَبْتُ الرَّجُلَ: جَعَلْتُ له ما يَرْكَبُه. وأَرْكَبَ الـمُهْرُ: حان أَن يُرْكَبَ، فهو مُرْكِبٌ. ودابَّةٌ مُرْكِـبَةٌ: بَلَغَتْ أَنْ يُغْزى عليها.

ابن شميل، في كتابِ الإِبِل: الإِبِلُ التي تُخْرَجُ لِـيُجاءَ عليها

بالطَّعامِ تسمى رِكاباً، حِـين تَخْرُج وبعدَما تَجِـيءُ، وتُسَمَّى

عِـيراً على هاتينِ الـمَنزِلَتَيْن؛ والتي يُسافَرُ عليها إِلى مَكَّةَ أَيضاً

رِكابٌ تُحْمَل عليها الـمَحامِلُ، والتي يُكْرُون ويَحْمِلُونَ عليها

مَتاعَ التُّجَّارِ وطَعَامَهُم، كُلُّها رِكابٌ ولا تُسمّى عِـيراً، وإِن

كان عليها طعامٌ، إِذا كانت مؤاجَرَةً بِكِراءٍ، وليس العِـيرُ التي

تَـأْتي أَهلَها بالطَّعامِ، ولكنها رِكابٌ، والجماعةُ الرَّكائِبُ

والرِّكاباتُ إِذا كانت رِكابٌ لي، ورِكابٌ لك، ورِكابٌ لهذا، جِئنا في رِكاباتِنا، وهي رِكابٌ، وإِن كانت مَرْعِـيَّة؛ تقول: تَرِدُ علينا اللَّيلَةَ رِكابُنا، وإِنما تسمى ركاباً إِذا كان يُحَدِّثُ نَفْسَه بأَنْ يَبْعَثَ بها أَو يَنْحَدِرَ عليها، وإِن كانت لم تُرْكَبْ قَطُّ، هذه رِكابُ بَني فلانٍ.

وفي حديث حُذَيْفة: إِنما تَهْلِكُون إِذا صِرْتُمْ تَمْشُون الرَّكَباتِ كأَنكم يَعاقِـيبُ الـحَجَلِ، لا تَعْرِفُونَ مَعْرُوفاً، ولا تُنْكِرُونَ مُنْكَراً؛ معناه: أَنكم تَرْكَبُون رُؤُوسَكُمْ في الباطِلِ والفتن، يَتْبَعُ بَعْضُكم بعضاً بِلا رَوِيَّةٍ.

والرِّكابُ: الإِبِلُ التي تَحْمِلُ القومَ، وهي رِكابُ القوم إِذا حَمَلَتْ أَوْ أُرِيدَ الـحَمْلُ عليها، سُمِّيت رِكاباً، وهو اسمُ جَماعَةٍ.قال ابنُ الأَثير: الرَّكْبَة الـمَرَّة من الرُّكُوبِ، وجَمْعُها رَكَباتٌ، بالتَّحْريك، وهي مَنْصوبة بفِعْلٍ مُضْمَرٍ، هو خالٌ من فاعِلِ تَمْشُون؛ والرَّكَباتِ واقعٌ مَوقِـعَ ذلك الفعلِ، مُسْتَغْـنًى به عنه، والتقديرُ تَمْشُونَ تَرْكَبُون الرَّكَباتِ، مثلُ قولِهم أَرْسَلَها العِرَاكَ أَي أَرسَلَها تَعْتَرِكُ العِراكَ، والمعنى تَمْشُونَ رَاكِـبِـينَ رُؤُوسَكُمْ، هائمِـينَ مُسْتَرْسِلينَ فيما لا يَنْبَغِـي لَـكُم، كأَنـَّكم في تَسَرُّعِكُمْ إِليهِ ذُكُورُ الـحَجَلِ في سُرْعَتِها وَتَهَافُتِها، حتى إِنها إِذا رَأَت الأُنْثَى مَعَ الصائِد أَلْقَتْ أَنْفُسَها عَلَيْها، حتى تَسْقُط في يَدِه؛ قال ابن الأَثير: هكذا شَرَحَه الزمخشري. قال وقال القُتَيْبي: أَرادَ تَمْضُونَ على وُجُوهِكُمْ من غَيْر تَثَـبُّتٍ.

والـمَرْكَبُ: الدَّابة. تقول: هذا مَرْكَبي، والجَمْع المراكِبُ.

والـمَرْكَبُ: الـمَصْدَرُ، تَقُول: رَكِبْتُ مَرْكَباً أَي رُكُوباً.

والـمَرْكَبُ: الموْضِـعُ.

وفي حديث السَّاعَة: لَوْ نَتَجَ رَجُلٌ مُهْراً، لم يُرْكِبْ حتى تَقُومَ السّاعة. يقال: أَرْكَبَ الـمُهْرُ يُرْكِبُ، فهو مُرْكِبٌ، بكَسْرِ الكاف، إِذا حانَ له أَنْ يُرْكَبَ.

والـمَرْكَبُ: واحِدُ مَراكِبِ البرِّ والبَحْرِ.

ورُكَّابُ السّفينةِ: الذين يَرْكَبُونَها، وكذلك رُكَّابُ الماءِ.

الليث: العرب تسمي مَن يَرْكَبُ السَّفينة، رُكَّابَ السَّفينةِ. وأَما

الرُّكْبانُ، والأُرْكُوبُ، والرَّكْبُ: فراكِـبُو الدوابِّ. يقال: مَرُّوا

بنَا رُكُوباً؛ قال أَبو منصور: وقد جعل ابن أَحمر رُكَّابَ السفينة

رُكْباناً؛ فقال:

يُهِلُّ، بالفَرْقَدِ، رُكْبانُها، * كما يُهِلُّ الراكبُ الـمُعْتَمِرْ

يعني قوماً رَكِـبُوا سفينةً، فغُمَّتِ السماءُ ولم يَهْتَدُوا، فلما

طَلَعَ الفَرْقَدُ كَبَّروا، لأَنهم اهْتَدَوْا للسَّمْتِ الذي يَـؤُمُّونَه.

والرَّكُوبُ والرَّكوبة من الإِبِلِ: التي تُرْكَبُ؛ وقيل: الرَّكُوبُ

كلُّ دابَّة تُركب.

والرَّكُوبة: اسم لجميع ما يُرْكَب، اسم للواحد والجميع؛ وقيل:

الرَّكوبُ الـمَركوبُ؛ والرَّكوبة: الـمُعَيَّنة للرُّكوبِ؛ وقيل: هي التي تُلْزَمُ العَمَل من جميعِ الدوابِّ؛ يقال: ما لَه رَكُوبةٌ ولا حمولةٌ ولا حلوبةٌ أَي ما يَرْكَبُه ويَحْلُبُه ويَحْمِلُ عليه. وفي التنزيل العزيز: وَذَلَّلناها لهم فمنها رَكُوبُهم ومنها يأْكُلُون؛ قال الفراء: اجتمع القُرَّاءُ على فتح الراءِ، لأَن المعنى فمنها يَرْكَبُون، ويُقَوِّي ذلك قولُ عائشة في قراءتها: فمنها رَكُوبَتُهم.

قال الأَصمعي: الرَّكُوبةُ ما يَرْكَبون. وناقةٌ رَكُوبةٌ ورَكْبانةٌ

ورَكْباةٌ أَي تُرْكَبُ. وفي الحديث: أَبْغِني ناقةً حَلْبانة رَكْبانةً

أَي تَصْلُح للـحَلْب والرُّكُوبِ، الأَلف والنون زائدتان للـمُبالغة،

ولتُعْطِـيا معنى النَّسَب إِلى الـحَلْب والرُّكُوبِ. وحكى أَبو زيدٍ: ناقةٌ رَكَبُوتٌ، وطريقٌ رَكوبٌ: مَرْكُوبٌ مُذَلَّل، والجمع رُكُبٌ، وعَوْدٌ رَكُوبٌ كذلك. وبعير رَكُوبٌ: به آثار الدَّبَر والقَتَب.

وفي حديث أَبي هريرة، رضي اللّه عنه: فإِذا عُمَرُ قد رَكِـبني أَي تَبعَني وجاءَ على أَثَري، لأَنَّ الراكبَ يَسير بسير الـمَرْكُوبِ؛ يقال: ركِـبتُ أَثَره وطريقَه إِذا تَبِعْتَه مُلْتَحِقاً به.

والرَّاكِبُ والراكِـبةُ: فَسيلةٌ تكونُ في أَعلى النخلة متَدَلِّـيةً لا تَبْلُغُ الأَرض. وفي الصحاح: الرَّاكِبُ ما يَنْبُتُ من الفَسِـيلِ في جُذوعِ النخلِ، وليس له في الأَرضِ عِرْقٌ، وهي الراكوبةُ والراكوبُ،

ولا يقال لها الركَّابةُ، إِنما الركَّابة المرأَة الكثيرةُ الركوب، على ما تقدّم، هذا قول بعض اللُّغَويِّـين. وقال أَبو حنيفة: الرَّكَّابة

الفَسِـيلةُ، وقيل: شبْهُ فَسِـيلةٍ تَخْرُجُ في أَعْلَى النَّخْلَةِ عند قِمَّتِها، ورُبَّـما حَمَلَتْ مع أُمـِّها، وإِذا قُلِعَت كان أَفضل للأُمِّ، فأَثْـبَتَ ما نَفى غيرُه من الرَّكَّابة، وقال أَبو عبيد: سمعت الأَصمعي يقول: إِذا كانتِ الفَسِـيلة في الجِذْعِ ولم تكن مُسْتَـأْرِضةً، فهي من خَسِـيسِ النَّخْلِ، والعرب تُسَمِّيها الرَّاكِبَ؛ وقيل فيها الراكوبُ، وجَمْعُها الرَّواكِـيبُ. والرِّياحُ رِكابُ السَّحابِ في قولِ أُمَـيَّة:

تَرَدَّدُ، والرِّياحُ لها رِكابُ

وَتَراكَبَ السَّحابُ وتَراكَم: صار بعضُه فَوْقَ بعض. وفي النوادِرِ: يقال رَكِـيبٌ من نَخْلٍ، وهو ما غُرِسَ سَطْراً على جَدْوَلٍ، أَو غيرِ جَدْوَلٍ.

ورَكَّبَ الشيءَ: وَضَعَ بَعضَه على بعضٍ، وقد تَرَكَّبَ وتَراكَبَ.

والـمُتراكِبُ من القافِـيَةِ: كلُّ قافِـيةٍ توالت فيها ثلاثة أَحْرُفٍ

متحركةٍ بين ساكنَين، وهي مُفاعَلَتُن ومُفْتَعِلُن وفَعِلُنْ لأَنَّ في

فَعِلُنْ نوناً ساكنةً، وآخر الحرف الذي قبل فَعِلُنْ نون ساكنة، وفَعِلْ إِذا كان يَعْتَمِدُ على حَرْفٍ مُتَحَرِّك نحو فَعُولُ فَعِلْ، اللامُ

الأَخيرة ساكنة، والواوُ في فَعُولُ ساكنة.

والرَّكِـيبُ: يكون اسماً للـمُرَكَّبِ في الشيءِ، كالفَصِّ يُرَكَّب في

(يتبع...)

(تابع... 1): ركب: رَكِبَ الدابَّة يَرْكَبُ رُكُوباً: عَلا عليها، والاسم الرِّكْبة،... ...

كِفَّةِ الخاتَمِ، لأَن الـمُفَعَّل والـمُفْعَل كلٌّ يُرَدُّ إِلى فَعِـيلٍ. وثَوْبٌ مُجَدَّدٌ جَديدٌ، ورجل مُطْلَق طَلِـيقٌ، وشيءٌ حَسَنُ التَّرْكِـيبِ. وتقولُ في تَركِـيبِ الفَصِّ في الخاتَمِ، والنَّصْلِ في السَّهْم: رَكَّبْتُه فَترَكَّبَ، فهو مُرَكَّبٌ ورَكِـيبٌ.

والـمُرَكَّبُ أَيضاً: الأَصلُ والـمَنْبِتُ؛ تقول

فلانٌ كرِيمُ الـمُرَكَّبِ أَي كرِيمُ أَصلِ مَنْصِـبِه في قَوْمِهِ.

ورُكْبانُ السُّنْبُل: سوابِقُه التي تَخْرُجُ من القُنْبُعِ في أَوَّلِه. يقال: قد خرجت في الـحَبّ رُكْبانُ السُّنْبُل.

وروَاكِبُ الشَّحْمِ: طَرائِقُ بعضُها فوقَ بعضٍ، في مُقدّمِ السَّنامِ؛ فأَمـَّا التي في الـمُؤَخَّرِ فهي الرَّوادِفُ، واحِدَتُها رَاكِـبةٌ ورادِفةٌ.

والرُّكْبَتانِ: مَوْصِلُ ما بينَ أَسافِلِ أَطْرافِ الفَخِذَيْنِ وأَعالي الساقَيْنِ؛ وقيل: الرُّكْبةُ موصِلُ الوظِـيفِ والذِّراعِ، ورُكبةُ

البعيرِ في يدِهِ. وقد يقال لذواتِ الأَربعِ كُلها من الدَّوابِّ:

رُكَبٌ. ورُكْبَتا يَدَيِ البعير: الـمَفْصِلانِ اللَّذانِ يَليانِ البَطْنَ إِذا بَرَكَ، وأَما الـمَفْصِلانِ الناتِئَانِ من خَلْفُ فهما العُرْقُوبانِ. وكُلُّ ذي أَربعٍ، رُكْبَتاه في يَدَيْهِ، وعُرْقُوباهُ في رِجْلَيه، والعُرْقُوبُ: مَوْصِلُ الوظِـيفِ. وقيل: الرُّكْبةُ مَرْفِقُ الذِّراعِ من كلِّ شيءٍ.

وحكى اللحياني: بعيرٌ مُسْـتَوْقِـحُ الرُّكَبِ؛ كأَنه جعلَ كُلَّ

جُزْءٍ منها رُكْبةً ثم جَمَع على هذا، والجمعُ في القِلَّة: رُكْباتٌ،

ورُكَبات، ورُكُباتٌ، والكثير رُكَبٌ، وكذلك جَمْعُ كلِّ ما كان على فُعْلَةٍ، إِلا في بناتِ الياءِ فإِنهم لا يُحَرِّكونَ مَوْضِـعَ العينِ منه بالضم، وكذلك في الـمُضاعَفة.

والأَرْكَبُ: العظِـيمُ الرُّكْبة، وقد رَكِبَ رَكَباً. وبعيرٌ أَرْكَبُ

إِذا كانت إِحدى رُكْبَتَيْهِ أَعظمَ من الأُخرى.

والرَّكَب: بياضٌ في الرُّكْبةِ.

ورُكِبَ الرجلُ: شَكَا رُكْبته.

ورَكَبَ الرجلُ يَرْكُبُه رَكْباً، مثالُ كَتَب يَكْتُبُ كَتْباً: ضَرَبَ رُكْبَته؛ وقيل: هو إِذا ضَرَبَه برُكْبتِه؛ وقيل: هو إِذا أَخذ بفَوْدَيْ شَعَرِه أَو بشعرِه، ثم ضَرَبَ جَبْهَتَه برُكْبتِه؛ وفي حديث الـمُغِيرة مع الصديق، رضي اللّه عنهما، ثم رَكَبْتُ أَنفه برُكْبَتِـي، هو من ذلك. وفي حديث ابن سيرين: أَما تَعْرِفُ الأَزدَ ورُكَبَها؟ اتَّقِ الأَزدَ، لا يأْخُذوكَ فيركُـبُوكَ أَي يَضربُوك برُكَبِـهِم، وكان هذا معروفاً في الأَزد.

وفي الحديث: أَن الـمُهَلَّب بن أَبي صُفْرَةَ دَعا بمُعاويةَ بن أَبي

عَمْرو، فجَعَلَ يَرْكُـبُه بِرِجْلِه، فقال: أَصلحَ اللّهُ الأَمِـير، أَعْفِني من أُمّ كَيْسانَ، وهي كُنْيةُ الرُّكْبة، بلغة الأَزد.

ويقال للمصلِّي الذي أَثـَّر السُّجودُ في جَبْهَتِه بين عَيْنَيْه: مثلُ رُكْبةِ العَنزِ؛ ويقال لكلِّ شَيْئَيْنِ يَسْتَوِيانِ ويَتكافآنِ: هُما كَرُكْبَتَي العنزِ، وذلك أَنهما يَقَعانِ معاً إِلى الأَرض منها إِذا رَبَضَتْ.

والرَّكِـيبُ: الـمَشارةُ؛ وقيل: الجَدولُ بين الدَّبْرَتَيْنِ؛ وقيل: هي ما بين الحائطينِ من الكَرْمِ والنَّخْل؛ وقيل: هي ما بين النَّهْرَين من الكرمِ، وهو الظَّهْرُ الذي بين النَّهْرَيْنِ؛ وقيل: هي الـمَزرعة.

التهذيب: وقد يقال للقَراحِ الذي يُزْرَعُ فيه: رَكِـيبٌ؛ ومنه قول

تأَبـَّطَ شَرّاً:

فيَوْماً على أَهْلِ الـمَواشِـي، وتارةً * لأَهْلِ رَكِـيبٍ ذي ثَمِـيلٍ، وسُنْبُلِ

الثَّمِـيلُ: بَقِـيَّةُ ماءٍ تَبْقَى بعد نُضُوبِ المياهِ؛ قال: وأَهل الرَّكِـيبِ هُم الـحُضَّار، والجمعُ رُكُبٌ.

والرَّكَبُ، بالتحريك: العانة؛ وقيل: مَنْبِتُها؛ وقيل: هو ما انحدرَ عن البطنِ، فكان تحتَ الثُّنَّةِ،

وفوقَ الفَرْجِ، كلُّ ذلك مذكَّرٌ صرَّح به اللحياني؛ وقيل الرَّكَبانِ: أَصْلا الفَخِذَيْنِ، اللذانِ عليهما لحم الفرج من الرجُل والمرأَة؛ وقيل: الرَّكَبُ ظاهرُ الفَرْج؛ وقيل: هو الفَرْج نَفْسُه؛ قال:

غَمْزَكَ بالكَبْساءِ، ذاتِ الـحُوقِ، * بينَ سِماطَيْ رَكَبٍ مَحْلوقِ

والجمع أَرْكابٌ وأَراكِـيبُ؛ أَنشد اللحياني:

يا لَيْتَ شِعْري عَنْكِ، يا غَلابِ، * تَحمِلُ مَعْها أَحْسَنَ الأَركابِ

أَصْفَرَ قد خُلِّقَ بالـمَلابِ، * كجَبْهةِ التُّركيِّ في الجِلْبابِ

قال الخليل: هو للمرأَةِ خاصَّةً. وقال الفراءُ: هو للرجُلِ والمرأَة؛

وأَنشد الفراءُ:

لا يُقْنِـعُ الجاريةَ الخِضابُ، * ولا الوِشَاحانِ، ولا الجِلْبابُ

من دُونِ أَنْ تَلْتَقِـيَ الأَرْكابُ، * ويَقْعُدَ الأَيْرُ له لُعابُ

التهذيب: ولا يقال رَكَبٌ للرجُلِ؛ وقيل: يجوز أَن يقال رَكَبٌ للرجُلِ.

والرَّاكِبُ: رأْسُ الجَبلِ. والراكبُ: النخلُ الصِّغارُ تخرُج في

أُصُولِ النخلِ الكِبارِ.

والرُّكْبةُ: أَصلُ الصِّلِّيانةِ إِذا قُطِعَتْ ورَكُوبةٌ ورَكُوبٌ جَميعاً: ثَنِـيَّةٌ معروفة صَعْبة سَلَكَها النبـيُّ، صلى اللّه عليه وسلم؛ قال:

ولكنَّ كَرّاً، في رَكُوبةَ، أَعْسَرُ

وقال علقمة:

فإِنَّ الـمُنَدَّى رِحْلةٌ فرَكُوبُ

رِحْلةُ: هَضْبةٌ أَيضاً؛ ورواية سيبويه: رِحْلةٌ فرُكُوبُ أَي أَن

تُرْحَلَ ثم تُرْكَبَ. ورَكُوبة: ثَنِـيَّةٌ بين مكة والمدينة، عند العَرْجِ،

سَلَكَها النبـيُّ، صلى اللّه عليه وسلم، في مُهاجَرَتِه إِلى المدينة.

وفي حديث عمر: لَبَيْتٌ برُكْبَةَ أَحبُّ إِليَّ من عَشرةِ أَبياتٍ

بالشامِ؛ رُكْبة: موضعٌ بالـحِجازِ بينَ غَمْرَةَ وذاتِ عِرْقٍ. قال مالك بن أَنس: يريدُ لطُولِ الأَعْمارِ والبَقاءِ، ولشِدَّةِ الوَباءِ بالشام.

ومَرْكُوبٌ: موضعٌ؛ قالت جَنُوبُ، أُختُ عَمْروٍ ذِي الكَلْبِ:

أَبْلِغْ بَني كاهِلٍ عَني مُغَلْغَلَةً، * والقَوْمُ مِنْ دونِهِمْ سَعْيا فمَرْكُوبُ

ركب
: (رَكِبَهُ كَسَمِعَهُ) (رُكُوباً ومَرْكَبَاً: عَلاَهُ) وعَلاَ عَلَيْهِ (كارْتَكَبَهُ) ، وكلُّ مَا عُلِيَ فَقَدْ رُكِبَ وارْتُكِب (والاسْمُ الرِّكْبَةُ، بالكَسْرِ) ، والرَّكْبَةُ مَرَّةٌ واحِدَةٌ و (الرِّكْبَة) ضَرْبٌ مِنَ الرُّكُوبِ يقالُ: هُوَ حَسَنُ الرِّكْبَةِ، ورَكهبَ فلانٌ فلَانا بأَمْر وارْتَكَبَه، وكُلُّ شَىْءٍ عَلاَ شَيْئاً فقَدْ رَكهبَه، (و) منَ المجازِ: رَكهبَهُ الدَّيْنُ، وَرَكِبَ الهَوْلَ واللَّيْلَ ونَحْوَهُمَا مثلا بذلك، وركِبَ مِنْهُ أَمْراً قَبِيحاً، وَكَذَلِكَ، رَكِبَ (الذَّنْبَ) أَيِ (اقْتَرَفَهُ، كارْتَكَبَه) ، كُلُّهُ عَلَى المَثَلِ، قالَهُ الرَّاغِبُ والزَّمَخْشَرِيُّ، وارْتِكَابُ الذُّنُوبِ: إِتْيَانُهَا (أَو الرَّاكِبُ للبَعِيرِ خَاصَّةً) نَقله الجوهريّ، عَن ابْن السكِّيت قَالَ تَقول: مَرَّ بِنَا رَاكهبٌ إِذا كَانَ على بَعِيرٍ خاصَّةً، فإِذا كَانَ الراكبُ على حافِرٍ فَرَسٍ أَو حِمَار أَو بَغْلٍ قلتَ: مَرَّ بِنَا فارسٌ على حِمَارٍ، ومَرَّ بِنَا فارسٌ على بَغْلٍ، وَقَالَ عُمَارَةُ: لَا أَقُولُ لصاحبِ الحِمَارِ فارِسٌ وَلَكِن أَقولُ حَمَّارٌ، (ج رُكَّابٌ ورُكْبَانٌ ورُكُوبٌ، بضَمّهِنَّ) مَعَ تَشْدِيدِ الأَوَّلِ (و) رِكَبَةٌ (كَفِيلَةٍ) هَكَذَا فِي (النّسخ) ، وَقَالَ شيخُنا: وَقيل: الصَّوَاب كَكَتَبَه، لأَنّه المشهورُ فِي جَمْعِ فَاعِلٍ، وكعِنَبَةٍ غيرُ مسموعٍ فِي مِثْلِه.
قلتُ: وَهَذَا الَّذِي أَنكره شيخُنَا واستبعدَه نقلَه الصاغانيّ عَن الكسائيّ، ومَنْ حَفِظَ حُجَّةٌ عَلَى مَنْ لَمْ يَحْفَظ، (و) يُقَال: (رَجُلٌ رَكُوبٌ ورَكَّابٌ) ، الأَوَّلُ عَن ثَعْلَب: كَثِيرُ الرُّكُوبِ، والأُنّثَى رَكَّابَةٌ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : قَالَ ابْن بَرِّيّ: قَوْلُ ابْن السّكّيت: مَرَّ بِنَا رَاكِبٌ إِذا كَانَ على بعير خاصَّةً إِنما يُرِيد إِذا لم تُضِفْه، فإِن أَضَفْتَه جَازَ أَن يكون للبعيرِ والحِمَارِ والفَرَسِ والبَغْلِ وَنَحْو ذَلِك فتول: هَذَا رَاكِبُ جَمَلٍ، ورَاكِبُ فَرَس، ورَاكبُ حمَار، فإِن أَتَيْتَ بجَمْعٍ يختصُّ بالإِبلِ لم تُضِفْه كَقَوْلِك رَكْبٌ وركْبانٌ، لَا تَقول: رَكْبُ إِبِلٍ وَلَا رُكْبَانُ إِبِلٍ، لأَنَّ الرَّكْبَ والرُّكْبَانَ لَا يكونُ إِلا لرُكَّابِ الإِبلِ، وَقَالَ غيرُه: وأَمَّا الرُّكَّابُ فيجوزُ إِضَافَتُهُ إِلى الْخَيْلِ والإِبِلِ وغيرهِمَا، كَقَوْلِك: هَؤُلَاءِ رُكَّابُ خَيْلٍ، ورُكَّابِ إِبلٍ، بخلافِ الرَّكْبِ والرُّكْبَانِ، قَالَ: وأَمَّا قَوْلُ عُمَارَةَ: إِنِّي لاَ أَقُولُ لرَاكِبِ الحِمَارِ فَارِسٌ، فَهُوَ الظاهرُ، لأَنَّ الفَارِسَ فاعِلٌ مأْخوذٌ من الفَرَسِ، ومعناهُ صاحبُ فَرَسٍ وراكبُ فَرَسٍ، مثل قَوْلهم: لاَبِنٌ وتَامِرٌ ودَارِعٌ وسَائِفٌ ورَامِحٌ، إِذا كانَ صاحبَ هَذِه الأَشياءِ، وعَلَى هذَا قَالَ العَنْبَرِيُّ:
لَلَيْتَ لي بِهِمُ قَوْماً إِذَا رَكِبُوا
شَنّوا الإِغَارَةَ فُرْسَاناً ورُكْبَاناً
فَجعل الفُرْسَانَ أَصحابَ الخَيْلِ، والرُّكْبَانَ أَصحابَ الإِبلِ قَالَ (والرَّكْبُ رُكْبَانُ الإِبِلِ اسْمُ جَمْعٍ) وَلَيْسَ بِتَكْسِيرِ رَاكِبٍ، والرَّكْبُ أَيضاً: أَصحَابُ الإِبلِ فِي السَّفَر دونَ الدَّوَابِّ (أَو جَمْعٌ) ، قَالَه الأَخَشُ (وهُمُ العَشَرَةُ فَصَاعِدَاً) أَي فَمعا فَوْقَهُم، (و) قَالَ ابنُ بَرِّيّ: (قد يكونُ) الرَّكْبُ (لِلْخَيْلِ) والإِبِلِ، قَالَ السُّلَيْكُ بنُ السُّلَكَةِ، وكَانَ فَرَسُه قد عَطِبَ أَوْ عُقِرَ:
وَمَا يُدْرِيكَ مَا فَقْرِي إِلَيْهِ
إِذَا مَا الرَّكْبُ فِي نَهْبٍ أَغَارُوا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {2. 036 والركب اءَسغل مِنْكُم} (الأَنفال: 42) فقد يجوزُ أَن يكونُوا رَكْبَ خَيْلٍ، وأَن يَكُونُوا رَكْبَ إِبلٍ، وَقد يجوز أَن يكونَ الجَيْشُ مِنْهُمَا جَمِيعًا، وَفِي آخرَ (سيأْتِيكُمْ رُكَيْبٌ مُبْغَضُونَ) يُرِيدُ عُمَّالَ الزَّكَاةِ، تَصْغِيرُ رَكْبٍ، والرَّكْبُ اسْمٌ من أَسْمَاءِ الجَمْعِ، كنَفَرٍ ورَهْطٍ، وقِيلَ هُوَ جَمْعُ رَاكِبٍ كصاحِبٍ وصَحْبٍ، قَالَ، وَلَو كَانَ كَذَلِك لقَالَ فِي تَصْغِيرِه رُوَيْكِبُون، كَمَا يُقَال: صُوَيْحِبُونَ، قَالَ: والراكبُ فِي الأَصلِ هُوَ راكِبُ الإِبلِ خاصَّةً، ثمَّ اتُّسِعَ فَأُطْلِقَ على كلّ مَنْ رَكِبَ دابَّةً، وقولُ عَليَ رَضِي الله عَنهُ (مَا كَانَ مَعَنَا يَوْمَئذٍ فَرَسٌ إِلاَّ فَرَسٌ عَلَيْهِ المِقْدَادُ بنُ الأَسْوَدِ) يُصَحِّحُ أَنَّ الرَّكْبَ هَاهُنَا رُكَّابُ الإِبِلِ، كذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) . (ج أَرْكُبٌ ورُكُوبٌ) بالضَّمّ (والأُرْكُوبُ بالضَّمِّ أَكْثَرُ مِنَ الرَّكْبِ) جَمْعُهُ أَرَاكِيبُ، وأَنشد ابنُ جِنِّي:
أَعْلَقْت بالذِّئْبِ حَبْلاً ثُمَّ قُلْت لَهُ
الْحَقْ بِأَهْلِكَ واسْلَمْ أَيُّهَا الذِّيبُ
أَمَا تَقُولُ بِهِ شَاةٌ فَيَأْكُلهَا
أَوْ أَن تَبِعَهَ فِي بَعْضِ الأَرَاكِيبِ
أَرَادَ (تَبِيعَهَا) فحَذَفَ الأَلِفَ، (والرَّكَبَةُ مُحَرَّكَةً) أَقَلُّ) من الرَّكْبِ، كَذَا فِي (الصِّحَاح) .
(والرَّكَابُ كَكِتَابٍ: الإِبِلُ) الَّتِي يُسَارُ عَلَيْهَا، (واحِدَتُهَا رَاحِلَةٌ) وَلَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا، (ج) رُكُبٌ بِضَم الْكَاف (كَكُتُبٍ، ورِكَابَاتٌ) وَفِي حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِذَا سَافَرْتُمْ فِي الخِصْبِ فأَعْطُوا الرِّكَابَ أَسِنَّتَهَا) فِي رِوَايَةٍ (فَأَعْطُوا الرُّكُبَ أَسِنَّتَهَا) قَالَ أَبو عُبَيْد: هِيَ جَمْعُ رِكَابٍ، وَهِي الرَّوَاحِلُ من الإِبل، وَقَالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: الرُّكُبُ لَا يكونُ جَمْعَ رِكَابٍ، وَقَالَ غيرُه: بَعِيرٌ رَكُوبٌ وجَمْعُه رُكُبٌ (و) يُجْمَعُ الرِّكَاب (رَكَائِبَ) ، وَعَن ابْن الأَثير: وَقيل: الرُّكُبُ جَمْعُ رَكُوبٍ، وَهُوَ مَا يُرْكَبُ من كلّ دَابَّةٍ، فَعولٌ بِمَعْنى مَفْعُولٍ، قَالَ: والرَّكُوبَةُ أَخَصُّ مِنْهُ.
(و) الرِّكَابُ (مِنَ السَّرْجِ كالغَزْرِ مِنَ الرَّحْلِ، ج) رُكُبٌ (كَكُتُبٍ) : يقالُ: قَطَعُوا رُكخبَ سُرُوجِهِمُ، (و) يُقَال: (زَيْتٌ رِكَابِيٌّ لأَنَّهُ يُحْمَلُ مِنَ الشَّأْمِ على) ظُهُورِ (الإِبِلِ) وَفِي (لِسَان الْعَرَب) عَن ابْن شْمَيل فِي كِتَاب (الإِبِلِ) (الإِبل) الَّتِي تُخْرَجُ لِيُجَاءَ عَلَيْهَا بالطَّعَامِ تُسَمَّى رِكَاباً حِينَ تَخْرُجُ وَبعد مَا تَجِيءُ، وتُسَمَّى عِيراً على هاتَيْنِ المَنْزِلَتَيْنِ، وَالَّتِي يُسَافَرُ عَلَيْهَا إِلى مَكَّةَ أَيضاً رِكَابٌ تُحْمَلُ عَلَيْهَا المَحَامِلُ وَالَّتِي يَكْتَرُونَ ويَحْمِلُونَ عَلَيْهَا مَتَاعَ التُّجَّارِ وطَعَامَهُم، كُلُّهَا رِكَابٌ، وَلا تُسَمَّى عِيراً وإِنْ كَانَ عَلَيْهَا طَعَامٌ إِذَا كَانَت مُؤَاجَرَةً بِكِرَى وليسَ العِيرُ الَّتِي تأْتى أَهلَهَا بالطَّعَامِ، وَلكنهَا رِكَابٌ، وَيُقَال: هَذِه رِكَابُ بَنِي فلانٍ.
(و) رَكَّابٌ (كشَدَّادٍ: جَدُّ عَلِيِّ بنِ عُمَرَ المُحَدِّثِ) الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، رَوعى عنِ القاضِي محمدِ بنِ عبدِ الرحمنِ الحَضْرَمِيِّ.
(و) رِكَابٌ (كَكِتَابٍ: جَدٌّ لإِبْرَاهيم بنِ الخَبَّازِ المُحَدِّثِ) وَهُوَ إِبْرَاهِيمِ بنُ سَالِمِ بنِ رِكَابٍ (الدِّمَشْقِيُّ الشَّهِيرُ بابْنِ الجِنَان، وَوَلَدُه إِسْمَاعِيلُ شَيْخُ الذَّهَبِيِّ، وَحَفِيدُه: مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيلَ شَيْخُ العِرَاقِيِّ.
(و) مَرْكَبٌ (كمَقْعَدِ وَاحِدُ مَرَاكِبِ البَرِّ) ، الدَّابَة، (والبَحْرِ) السَّفِينَة، ونِعْمَ المَرْكَبُ الدَّابَّةُ، وجَاءَتْ مَرَاكِبُ اليَمَنِ: سَفَائِنُهُ، وتَقُولُ: هَذَا مَرْكَبِي.
والمَرْكَبُ: المَصْدَرُ، وَقد تَقَدَّمُ تقولُ: رَكِبْتُ مَرْكَباً أَي رُكُوباً والمَرْكَبُ المَوْضِعُ، ورُكَّاب السَّفِينَةِ: الذينَ يَرْكَبُونَهَا، وَكَذَلِكَ رُكَّابُ المَاءِ، وَعَن اللَّيْث: العَرَبُ تُسَمِّي مَنْ يَرْكَبُ السَّفِينَةَ رُكَّابَ السَّفِينَةِ، وأَمَّا الرُّكْبَانُ والأُرْكُوبُ والرَّكْبُ فَرَاكِبُوا الدَّوَابِّ، قَالَ أَبو مَنْصُور: وَقد جَعَلَ ابنُ أَحْمَرَ رُكَّابَ السَّفِينَةِ رُكْبَاناً فَقَالَ:
يُهلُّ بالفَرْقَدِ رُكْبَانُهَا
كمَا يُهِلُّ الرَّاكِبُ المُعْتَمِرْ
يَعْنِي قَوْماً رَكِبُوا سَفِينَةً فَغُمَّت السَّمَاءُ وَلم يَهْتَدُوا فَلَمَّا طَلَعَ الفَرْقَدُ كَبَّرُوا، لأَنَّهُم اهْتَدَوْا لِلسَّمْتِ الَّذِي يَؤُمُّونَهُ.
(و) المُرَكَّبُ (كَمُعَظَّمٍ: الأَصْلُ والمَنْبِتُ) تقولُ: فلانٌ كَرِيمُ المُرَكَّبِ أَي كَرِيمُ أَصْلِ مَنْصِبِه فِي قَوْمِه، وَهُوَ مَجازٌ، كَذَا فِي (الأَساس) ، (والمُسْتَعِيرُ فَرساً يَغْزُو عَلَيْهِ فيكونُ لَهُ نِصْفُ الغَنِيمَةِ ونِصْفُهَا لِلْمُعِيرِ) وَقَالَ ابْن الأَعْرَابيّ: هُوَ الَّذِي يُدْفَعُ إِليه فَرَسٌ لِبَعْضِ مَا يُصِيبُ مِنَ الغُنْمِ (وقَدْ رَكَّبَهُ الفَرَسَ) : دَفَعَهُ إِليه عَلَى ذَلِك، وأَنشد:
لاَ يَرْكَبُ الخَيْلَ إِلاّ أَنْ يُرَكَّبَهَا
ولَوْ تَنَاتَجْنَ مِنْ حُمْرٍ ومِنْ سُودِ
وَفِي (الأَساس) : وفَارِسٌ مُرَكَّبٌ كمُعَظَّمٍ إِذا أُعْطِيَ فَرَساً لِيَرْكَبَهُ.
(و) أَرْكَبْت الرَّجُلَ: جَعَلْت لَه مَا يَرْكَبُه و (أَرْكَبَ المُهْرُ: حَانَ أَنْ يُرْكَبَ) فَهُوَ مُرْكِبٌ، ودَابَّةٌ مُرْكِبَةٌ: بَلَغَتْ أَنْ يُغْزَى عَلَيْهَا، وأَرْكَبَنِي خَلْفَهُ، وأَرْكَبَنِي مَرْكَباً فَارِهاً، ولي قَلُوصٌ مَا أَرْكَبَتْ وَفِي حَدِيث السَّاعَةِ (لَوْ نَتَجَ رَجُلٌ مُهْراً لَمْ يُرْكِبْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعةُ) .
(والرَّكُوبُ و) الرَّكُوبَةُ (بِهَاءٍ، منَ الإِبِلِ: الَّتِي تُرْكَبُ) وقيلَ الرَّكُوبُ: كُلّ دَابَّةٍ تُرْكَبُ، والرَّكُوبَةُ: اسْمٌ لجَمِيعِ مَا يُرْكَبُ، اسْمٌ للوَاحِد والجَمِيعِ، (أَو الرَّكُوبُ: المَرْكُوبَةُ والرَّكُوبَةُ: المُعَيَّنَةُ للرُّكُوبِ، و) قيلَ: هِيَ (اللاَّزِمَةُ لِلْعَمَلِ مِنْ) جَمِيعِ (الدَّوَابِّ) يقالُ: مَالَهُ رَكُوبَةٌ وَلاَ حَمُولَةٌ ولاَ حَلُوبَةٌ، أَي مَا يَرْكَبُهُ ويَحْلُبُهُ ويَحْمِلُ عَلَيْهِ، وَفِي التَّنْزِيل: {2. 036 فَمِنْهَا ركوبهم وَمِنْهَا ياءَكلون} (يس: 72) قَالَ الفرّاءُ: أَجْمَعَ القُرَّاءُ على فَتْحِ الرَّاءِ لاِءَنَّ المَعْنَى: فَمِنْهَا يَرْكَبُونَ، ويُقَوِّي ذلكَ قَوْلُ عائِشَةَ فِي قِرَاءَتِهَا (فَمِنْهَا رَكُوبَتُهُمْ) قَالَ الأَصمعيّ: الرَّكُوبَةُ: مَا يَرْكَبُونَ (ونَاقَةٌ رَكُوبَةٌ ورَكْبَانَةٌ ورَكْبَاةٌ وَرَكَبُوتٌ، مُحَرَّكَةً) ، أَي (تُرْكَبُ، أَو) نَاقَةٌ رَكُوبٌ أَوْ طَرِيقٌ رَكُوبٌ: مَرْكُوبٌ: (مُذَلَّلَةٌ) حَكَاهُ أَبو زيد، والجَمْعُ رُكُبٌ، وَعَوْدُ رَكُوبٌ كَذَلِك، وبَعِيرٌ رَكُوبٌ: بِهِ آثَارُ الدَّبَرِ والقعتَبِ، وَفِي الحَدِيث: (أَبْغِنِي نَاقَةً حَلْبَانَةً رَكْبَانَةً) أَي تَصْلَحُ لِلْحَلْبِ والرُّكُوبِ، والأَلِفُ والنُّونُ زَائِدَتَانِ لِلمُبَالَغَةِ.
(والرَّاكِبُ والرَّاكِبَةُ والرَّاكُوبُ والرَّاكُوبَةُ والرَّكَّابَةُ، مُشَدَّدَةً: فَسِيلَةٌ) تَكُونُ (فِي أَعْلَى النَّخْلِ مُتَدَلِّيَة لَا تَبْلُغُ الأَرْضَ) ، وَفِي (الصِّحَاح) : الرَّاكِبُ مَا يَنْبُتُ مِنَ الفَسِيلِ فِي جُذُوع النَّخْلِ ولَيْسَ لَهُ فِي الأَرْضِ عِرْقٌ، وَهِي الرَّاكُوبَةُ والرَّاكُوبُ، وَلَا يقالُ لَهَا الرَّكَّابَةُ إِنَّمَا الرَّكَّابَةُ: المَرْأَةُ الكَثِيرَةُ الرُّكُوبِ، هَذَا قَول بعض اللغويين.
قلتُ: ونَسَبَهُ ابْن دُرَيْد إِلى العَامَّةِ، وَقَالَ أَبو حنيفَة: الرَّكَّابَةُ الفَسِيلَةُ، وَقيل: شِبْهُ فَسِيلَةٍ تَخْرُجُ فِي أَعْلَى النَّخْلَةِ عندَ قِمَّتِهَا، ورُبَّمَا حَمَلَت مَعَ أُمِّهَا، وإِذَا قُطِعَتْ كَانَ أَفْضَلَ للأُمِّ، فأَثْبَتَ مَا نَفَى غيرُه وَقَالَ أَبو عبيد: سمعتُ الأَصْمعيّ يقولُ: إِذا كَانَت الفَسِيلَةُ فِي الجِذْعَ وَلم تكن مُسْتَأْرِضَةً فَهِيَ من خَسِيسِ النَّخْلِ، والعَرَبُ تُسَمِّيهَا الرَّاكِبَ، وقيلَ فِيهَا الرَّاكُوبُ وجمعُهَا الرَّوَاكِيبُ.
(ورَكَّبَهُ تَرْكِيباً: وَضَعَ بَعْضَهُ على بَعْضٍ فَتَركَّبَ، وتَرَاكَبَ) ، مِنْهُ: رَكَّبَ الفَصَّ فِي الخَاتَمِ، والسِّنَانَ فِي القَنَاةِ (والرَّكِيبُ) اسْمُ (المُرَكَّبِ فِي الشَّيءِ كالفَصِّ) يُرَكَّبُ فِي كِفَّةِ الخَاتَمِ، لأَنَّ المُفَعَّلَ والمُفْعَلَ كُلُّ يُرَدُّ إِلى فَعِيلٍ، تَقُولٌ: ثَوْبٌ مُجَدَّدٌ وجَدِيدٌ، ورَجُلٌ مُطْلَقٌ وطَلِيقٌ، وشيءُ حَسَنُ التَّرْكِيبِ، وتقولُ فِي تَرْكِيبِ الفَصِّ فِي الخاتَمِ، والنَّصْلِ فِي السَّهْمِ: رَكَّبْتُه فَتَرَكَّبَ، فَهُوَ مُرَكَّبٌ وَرَكِيبٌ.
(و) الرَّكِيبُ بمعنَى الرَّاكِبِ كالضَّرِيبِ والصَّرِيمِ، للضَّارِبِ والصَّارِم، وهُوَ (مَنْ يَرْكَبُ مَعَ آخَرَ) وَفِي الحَدِيث: (بَشِّرْ رَكِيبَ السُّعَاةِ بِقِطْعٍ مِنْ جَهَنَّم مِثْلِ قُورِ حِسْمَى) أَرادَ مَنْ يَصْحَبُ عُمَّالَ الجَوْرِ.
(و) مِنَ المَجَازِ (رُكْبَانُ السُّنْبُلِ بالضَّمِّ: سَوَابِقُهُ الَّتِي تَخْرُجُ مِنَ القُنْبُعِ) فِي أَوَّلهِ، والقُنْبُعُ كقُنْفُذٍ: وِعَاءُ الحِنْطَةِ، يُقَال: قد خَرَجَتْ فِي الحَبِّ رُكْبَانُ السُّنْبُلِ.
(و) من الْمجَاز أَيضاً: رَكِبَ الشَّحُمْ بَعْضُهُ بَعْضاً وتَرَاكَبَ، وإِنَّ جَزُورَهُم لَذَاتُ رَوَاكِبَ ورَوَادِفَ (رَوَاكِبُ الشَّحْمِ: طَرَائِقُ مُتَرَاكِبَةٌ) بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ (فِي مُقَدَّمِ السَّنَامِ و) أَمَّا (الَّتِي فِي مُؤَخَّرِهِ) فَهِيَ (الرَّوَادِفُ) ، وَاحِدَتُهَا رَادِفَةٌ، ورَاكِبَةٌ.
(والرُّكْبَةُ بالضَّمِّ: أَصْلُ الصِّلِّيَانَةِ إِذا قُطِعَتْ) نَقله الصاغانيّ.
(و) الرُّكْبَةُ (: مَوْصِلُ مَا بَيْنَ أَسَافِلِ أَطْرَافِ الفَخِذِ وأَعَالِي السَّاقِ، أَو) هيَ (مَوْضِعُ) كَذَا فِي (النّسخ) ، وصَوَابُه مَوْصِلُ (الوَظِيفِ والذِّرَاعِ) ورُكْبَةُ البَعِيرِ فِي يَدِه، وَقد يقالُ لِذَوَاتِ الأَرْبَعِ كُلِّهَا من الدَّوَابّ: رُكَبٌ، ورُكْبَتَا يَدَيِ البَعِيرِ: المَفْصِلاَن اللَّذَانِ يَلِيَانه البَطْنَ إِذا بَرَكَ، وأَمَّا المَفْصِلاَنِ النَّاتِئانِ مِنْ خَلْف فَهُمَا العُرْقُوبَانِ، وكُلُّ ذِي أَرْبَعٍ رُكْبَتَاهُ فِي يَدَيْهِ، وعُرْقُوبَاهُ فِي رِجْلَيُهِ، والعُرْقُوبُ مَوْصِلُ الوَظِيفِ (أَو) الرُّكْبَةُ (: مَرْفِقُ الذِّرَاعِ من كُلِّ شَيْءٍ) وَحكي اللِّحْيَانيّ: بَعِيرٌ مُسْتَوْقِحُ الرُّكَبِ كَأَنَّهُ جَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ مِنْهَا رُكْبَةً ثمَ جَمَعَ عَلَى هذَا، (ج) فِي القِلَّةِ رُكْبَاتٌ ورُكَبَاتٌ ورُكُبَاتٌ، والكَثِيرُ (رُكَبٌ) وَكَذَلِكَ جَمْعُ كُلِّ مَا كانَ على فُعْلَةٍ إِلاَّ فِي بَنَات اليَاءِ فإِنَّهُم لَا يُحَرِّكُونَ مَوْضِعَ العَيْن مِنْهُ بالضَّمِّ، وَكَذَلِكَ فِي المُضَاعَفَةِ.
(و) أَبُو بَكْرٍ (مُحَمَّدُ بنُ مَسْعُودِ بنِ أَبِي رُكَبٍ الخُشَنِيّ) إِلى خُشَيْنِ بنِ النَّمِرِ من وَبرَةَ بن ثَعْلَبِ بنِ حُلْوَانَ من قُضَاعَةَ (مِنْ كِبَارِ نُحَاةِ المَغْرِبِ، وَكَذَلِكَ ابنُه أَبو ذَرَ مُصْعَبٌ) ، قيَّدَه المُرْسِيّ، وَهُوَ شَيْخُ أَبي العَبَّاسِ أَحمدَ بنِ عبدِ المُؤْمِنِ الشَّرِيشِيِّ شارِح المَقَامعاتِ، والقَاضِي المُرْتَضَى أَبُو المَجْدِ عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عليِّ بنِ عبدِ العَزِيزِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَسْعُود، عُرِفَ كجَدِّه بابنِ أَبِي رُكَبٍ، سَمعَ بالمَرِيَّةِ، وسَكَنَ مُرْسِيَةَ تُوُفِّي سنة 586 كَذَا فِي أَول جزءِ الذَّيْلِ للحافِظِ المُنْذِرِيِّ.
(والأَرْكَبُ: العَظِيمُهَا) أَيِ الرُّكْبَةِ (وَقَدْ رَكِبَ، كَفَرِحَ) رَكَباً.
ورُكِبَ الرَّجُلُ، كعُنِيَ: شَكَى رُكْبَتَهُ.
(و) رَكَبَهُ (كنَصَرهُ) يَرْكُبُهُ رَكْباً (: ضَرَبَ رُكْبَتَهُ، أَوْ أَخَذَ) بِفَوْدَيْ شَعَرِه أَوْ (بِشَعَرِهِ فَضَرَبَ جَبْهَتَهُ برُكْبَته، أَوْ ضَرَبَهُ برُكْبَته) وَفِي حَدِيث المُغِيرَةِ مَعَ الصِّدِّيقِ (ثمَّ رَكَبْتُ أَنْفَهُ بِرُكَبَتِي) هُوَ مِنْ ذَلِك، وَفِي حَدِيث ابنِ سيرينَ (أَمَا تَعْرِفُ الأَزْدَ ورُكَبَهَا، اتَّقِ الأَزْدَ لاَ يَأْخُدُوكَ فَيَرْكُبُوكُ) أَي يَضْرِبُوكَ بِرُكِبِهِمْ، وكانَ هذَا مَعْرُوفاً فِي الأَزْدِ، وَفِي الحَدِيث (أَنَّ المُهَلَّبَ بنَ أَبي صُفْرَةَ دَعَا بمُعَاوِيَةَ بنِ عَمرٍ ووجَعَلَ يَرْكُبُه بِرِجْلِهِ فَقَالَ: أَصْلَحَ الله الأَمِيرَ، أَعْفِنِي مِنْ أُمَّ كَيْسَانَ) وهِيَ كُنْيَةُ الرُّكْبَةِ بلُغَةِ الأَزْدِ، وَفِي (الأَساس) : وَمن الْمجَاز: أَمْرٌ اصْطَكَّتْ فيهِ الرُّكَبُ، وحَكَّتْ فيهِ الرُّكْبَةُ الرُّكْبَةَ.
(والرَّكِيبُ: المَشَارَةُ) بالفَتْحِ: السَّاقِيَةُ (أَو الجَدْوَلُ بَيْنَ الدَّبْرَتَيْنِ، أَوْ) هِيَ (مَا بَيْنَ الحَائِطَيْنِ مِنَ النَّخِيلِ والكَرْمِ) ، وقيلَ: هِيَ مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ من الكَرْمِ (أَو المَزْرَعَة، وَفِي (التَّهْذِيب) : قَدْ يُقَالُ لِلْقَرَاحِ الَّذِي يُزْرَعُ فِيهِ: رَكِيبٌ، وَمِنْه قولُ تَأَبَّطَ شَرًّا:
فَيَوْماً عَلَى أَهْلِ المَوَاشِي وتَارَةً
لاِءَهْلِ رَكِيبٍ ذِي ثَمِيلٍ وسُنْبُلِ
وأَهْلُ الرَّكِيبِ: هُمُ الحُضَّارُ، (ج) رُكُبٌ (ككُتُبٍ) .
(والرَّكَبُ، مُحَرَّكَةً) : بَيَاضٌ فِي الرُّكْبَةِ، وَهُوَ أَيضاً (: العَانَةُ أَو مَنْبِتُهَا) وقيلَ: هُوَ مَا انْحَدَرَ عنِ البَطْنِ فكانَ تَحْتَ الثُّنَّةِ وفَوْقَ الفَرْجِ، كُلُّ ذَلِك مُذَكَّرٌ، صَرَّحَ بِهِ اللِّحْيَانيّ (أَو الفَرْجُ) نَفْسُهُ، قَالَ:
غَمْزَكَ بِالكَبْسَاءِ دَاتِ الحُوقِ
بَيْنَ سِمَاطَيْ رَكَبٍ مَحْلُوقِ
(أَو) الرَّكَبُ (ظَاهِرُهُ) أَيِ الفَرْجِ (أَو الرَّكَبَانِ: أَصْلُ الفَخِذَيْنِ) وَفِي غير الْقَامُوس: أَصْلاَ الفَخِذَيْنِ اللَّذَانِ (عَلَيْهِمَا لَحْمُ الفَرْجِ) ، وَفِي أُخْرَى: لَحْمَا الفَرْجِ، أَي مِنَ الرَّجُلِ والمَرْأَةِ (أَوْ خَاصٌّ بِهِنَّ) ، أَي النسَاءِ، قَالَه الْخَلِيل، وَفِي (التَّهْذِيب) : وَلَا يُقَال: رَكَبُ الرجُلِ، وَقَالَ الفَرَّاءُ: هُوَ للرَّجُلِ والمَرْأَةِ، وأَنشد:
لاَ يُقْنِعُ الجَارِيَةَ الخِضَابُ
وَلاَ الوِشَاحَانِ وَلاَ الجِلْبَابُ
مِنْ دُونِ أَنْ تَلْتَقِيَ الأَرْكَابُ
وَيَقْعُدَ الأَيْرُ لَهُ لُعَابُ
قَالَ شيخُنَا: وقَدْ يُدَّعَى فِي مِثْلِه التَّغْلِيبُ، فَلاَ يَنْهَضُ شَاهِداً لِلْفَرَّاءِ. قلتُ: وَفِي قَوْلِ الفرزدق حِينَ دَخَلَ عَلَى ظَبْيَةَ بِنْتِ دَلَم فأَكْسَلَ:
يَا لَهْفَ نَفْسِي عَلَى نَعْظٍ فُجِعْتُ بِهِ
حِينَ الْتَقَى الرَّكَبُ المحْلوقُ بالرَّكَبِ
شاهدٌ للفراءِ، كَمَا لَا يَخْفَى (ج أَرْكَابٌ) ، أَنشد اللِّحْيَانِيُّ:
يَا لَيْتَ شِعْرِي عَنْكِ يَا غَلاَبِ
تحْملُ مَعْهَا أَحْسَنَ الأَكَابِ
أَصْفَرَ قَدْ خُلِّقَ بالمَلاَبِ
كَجَبْهَهِ التُّرْكِيِّ فِي الجِلْبَابِ
(وَأَرَاكِيبُ) ، هَكَذَا فِي (النّسخ) ، وَفِي بَعْضهَا: أَرَاكِبُ كَمَسَاجِدَ، أَي وأَمَّا أَرَاكِيبُ كمَصَابِيحَ فَهُوَ جَمْعُ الجمْعِ، لأَنَّه جَمْعُ أَرْكَابٍ، أَشَار إِليه شيخُنَا، فإِطلاقُه من غيرِ بَيَانٍ فِي غيرِ مَحَلِّهِ.
(وَمَرْكُوبٌ: ع بالحِجَازِ) وَهُوَ وَادٍ خَلْف يَلَمْلَمَ، أَعْلاَهُ لِهُذَيْلٍ، وأَسْفَلُهُ لِكِنَانَةَ، قَالَت جَنوبُ.
أَبْلغْ بَنِي كَاهِلٍ عَنِّي مُغَلْغَلةً
والقَوْمُ مِنْ دُونِهِمْ سَعْيَا فمَرْكوبُ
ورَكْبٌ المِصْرِيُّ صَحَابِيٌّ أَو تابِعِيٌّ) عَلَى الخِلاَفِ، قَالَ ابنُ مَنْدَه: مَجْهُولٌ: لاَ يُعْرَفُ لَهُ صُحْبَة، وَقَالَ غيرُه: لَهُ صُحْبَةٌ، وَقَالَ أَبُو عْمَرَ: هُوَ كِنْديٌّ لَهُ حَدِيثٌ، رَوَى عَنهُ نَصِيحٌ العَنْسِيُّ فِي التَّوَاضُعِ.
(ورَكْبٌ: أَبُو قَبِيلَةٍ) مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ، مِنْها ابْنُ بَطَّالٍ الرَّكْبِيُّ.
(وَرَكُوبَةُ: ثَنِيَّةٌ بَيْنَ الحَرَمَيْنِ) الشَّرِيفَيْنِ عنْدَ العَرْجِ سَلَكَهَا النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمفي إِلى المَدِينَةِ. قَالَ:
ولَكِنَّ كَرًّا فِي رَكُوبَةَ أَعْسَرُ
وكَذَا رَكُوبُ: ثَنِيَّةٌ أُخْرَى صَعْبَةٌ سَلَكَهَا النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ عَلْقَمَةُ:
فَاينَّ المُنَدَّى رِحْلَةٌ فَرَكُوبُ
رِحْلَةُ: هَضْبَةٌ أَءَضاً، وروايةُ سِيبَوَيْهٍ: رِحْلَةٌ فَرُكُوبُ أَيْ أَنْ تْرْحَلَ ثمَّ تُركَب.
(والرِّكَابِيَّةُ بالكَسْرِ: ع قُرْبَ المَدِينَةِ) المُشْرِّفَةِ، على ساكِنِها أَفضلُ الصلاةِ والسلامِ، على عَشَرَةِ أَمْيَالٍ مِنْهَا.
(و) رُكَبٌ (كَصُرَدٍ: مُخْلاَفٌ باليَمَنِ) .
(ورْكْبَةُ بالضَّمِّ: وَادٍ بالطِّائِفِ) بَين غَمْرَة وذَاتِ عِرْقٍ، وَفِي حَدِيث عُمَرَ (لبَيْتٌ بِرُكْبَةَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عَشَرَةِ أَبْيَاتٍ بالشَّامٍ) قَالَ مالكُ بنُ أَنَسٍ: يُرِيدُ لِطُول البَقَاءِ والأَعْمَارِد ولِشِدَّةِ الوَبَاءِ بالشَّامِ.
قلتُ وَفِي حديثِ ابنِ عباسٍ رَضِي الله عَنْهُمَا: (لأَنْ أُذْنِبَ سَبْعِينَ ذَنْباً بِرُكْبَةَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ أُذُنِبَ ذَنْباً بِمَكَّةَ) كَذَا فِي بَعْضِ المَنَاسِكِ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : وَيُقَال لِلْمُصَلِّي الَّذِي أَثَّرَ السُّجُودُ فِي جَبْهَتِه: بَيْنَ عَيْنَيْهِ مِثْلُ رُكْبَةِ العَنْزِ، ويُقَالُ لِكُلِّ شَيْئَيْنِ يَسْتَوِيَانِ وَيَتَكَافَآنِ: هُمَا كَرُكْبَتَيِ العَنْزِ، وَذَلِكَ أَنَّهُمَا يَقَعَانِ مَعاً إِلى الأَرْضِ مِنْهَا إِذَا رَبَضَتْ.
(وذُو الرّكْبَةِ: شَاعِرٌ) واسْمُهُ مُوَيْهِبٌ.
(وبِنْتُ رُكْبَةَ: رَقَاشِ) كَقَطَامِ (أَمُّ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ) بنِ غَالِبٍ.
(و) رَكْبَانُ (كَسَحْبَانَ: ع بِالحِجَازِ) قُرْبَ وَادِي القُرَى.
(و) من الْمجَاز (رِكَابُ السَّحَابِ بِالكَسْرِ: الرِّيَاحُ) فِي قَول أُمَيَّةَ:
تَرَدَّدُ والرِّيَاحُ لَهَا رِكَابُ وتَرَاكَبَ السَّحَابُ وتُرَاكَمَ: صَارَ بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ.
(والرَّاكِبُ رَأْسُ الجَبَلِ) هَكَذَا فِي (النّسخ) ومثلُه فِي (التكملة) وَفِي بَعْضهَا الحَبْل، بالحَاءِ الْمُهْملَة، وخو خطأٌ:
(و) يُقَالُ (بَعِيرٌ أَرْكَبُ) إِذَا كَانَ (إِحْدَى رُكْبَتَيْهِ أَعْظَمَ مِن الأُخْرَى) .
(و) فِي النَّوَادِرِ: (نَخْلٌ رَكِيبٌ) ورَكيبٌ مِنْ نَخْلٍ، وهُوَ مَا (غُرِسَ سَطْراً عَلَى جَدْوَلٍ أَوْ غَيْرِ جَدْوَلٍ) .
والمُتَرَاكِبُ مِنَ القَافِيَةِ: كُلُّ قَافِيةٍ تَوَالَتْ فِيهَا ثَلاَثَةُ أَحْرُفٍ مُتَحَرِّكَةٍ بَيْنَ سَاكِنَيْنِ، وَهِيَ: مُفَاعَلَتُنْ ومُفْتَعِلُنْ وفَعِلُنْ، لأَنَّ فِي فَعِلُنْ نُوناً سَاكِنة، وآخِر الحرفِ الَّذِي قبلَ فَعِلُنْ نُونٌ ساكِنةٌ، وفَعِلْ إِذا كانَ يَعْتَمِدُ على حَرْفٍ مُتَحَرِّكٍ نَحْو فَعُولُ فَعِلْ، الَّلامُ الأَخِيرَةُ ساكِنَةٌ، والواوُ فِي فَعُولُ ساكنةٌ، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
وَمِمَّا استدركه شَيخنَا على الْمُؤلف:
مِنَ الأَمْثَالِ (شَرُّ النَّاسِ مَنْ مِلْحُهُ عَلَى رُكْبَتِهِ) يُضْرَبُ للسَّرِيعِ الغَضَبِ وللْغَادِرِ أَيضاً، قَالَ ابْن (أَبي) الحَدِيدِ فِي (شَرْح نَهْجِ البَلاَغَةِ) فِي الكِتَابَةِ: ويَقُولُونَ: (مِلْحُهُ عَلَى رُكْبَتِهِ) أَي يُغْضِبُه أَدْنَى شيْءٍ، قَالَ الشَّاعِر:
لاَ تَلُمْهَا إِنَّهَا مِنْ عْصْبَةٍ
مِلْحُهَا مَوْضُوعَةٌ فَوْقَ الرُّكَبْ
وأَوْرَدَهُ المَيْدَانِيُّ فِي (مجمع الأَمثال) وأَنْشَدَ البَيْتَ (مِنْ نِسْوَةٍ) يَعْنِي مِنْ نِسْوَةٍ هَمُّهَا السِّمَنُ والشَّحْمُ.
وَفِي (الأَساس) : ومِنَ (المَجَازِ) رَكِبَ رَأْسَهُ: مَضَى عَلَى وَجْهِهِ بغَيْرِ رَوِيَّةٍ لَا يُطِيعُ مُرْشِداً، وَهُوَ يَمْشِي الرِّكْبَةَ، وهُمْ يَمْشُونَ الرَّكَبَاتِ.
قُلْتُ: وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : وَفِي حَدِيث حُذَيْفَةَ (إِنَّمَا تَهْلِكُونَ إِذَا صِرْتُمْ تَمْشُونَ الرَّكَبَاتِ كَأَنَّكُمْ يَعَاقِيبُ الحَجَلِ، لاَ تَعْرِفُونَ مَعْرُوفاً، وَلاَ تُنْكِرُونَ مُنْكَراً) مَعْنَاهُ أَنَّكُمْ تَرْكَبُونَ رُؤُوسَكُمْ فِي البَاطِلِ والفِتَنِ يَتْبَعُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً بِلاَ رَوِيَّةٍ، قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: الرَّكْبَةُ: المَرَّه مِنَ الرُّكُوبِ، وجَمْعُهَا الرَّكَبَات بالتَّحْرِيكِ، وَهِي مَنْصُوبَةٌ بفِعْلٍ مُضْمَرٍ هُوَ حالٌ مِن فَاعِلِ تَمْشُونَ، والرَّكَبَات، واقعٌ مَوْقعَ ذَلِك الفِعْلِ مُشْتَغُنًى بِهِ عَنهُ، والتقديرُ تَمْشُونَ تَرْكَبُونَ الرَّكَبَاتِ، والمَعْنَى تَمْشُونَ رَاكِبِينَ رُؤوسَكُمْ هائِمِينَ مُسْتَرْسِلِينَ فِيمَا لَا يَنْبَغِي لَكُمْ، كَأَنَّكُم فِي تَسَرُّعِكُمْ إِليه ذُكُورُالحَجَلِ فِي سُرْعَتِهَا وتَهَافِتُهَا، حَتَّى إِنَّهَا إِذا رَأَتِ الأُنْثَى مَعَ الصَّائِدِ أَلْقَتْ أَنْفْسَهَا عَلَيْهَا حَتَّى تَسْقْطَ فِي يَدِهِ، هَكَذَا شَرَحَه الزمخشريُّ.
وَفِي (الأَساس) : ومِنَ (المَجَازِ) : وعَلاَهُ الرُّكَّاب، كَكْبَّار: الكابُوسُ.
وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : وَفِي حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ (فَإِذَا عُمَرُ قَدْ رَكِبَنِي) أَيْ تَبِعَنِي، وَجَاءَ عَلَى أَثَرِي، لأَنّ الرَّاكِبَ يَسِيرُ بِسَيْرِ المَرْكُوبِ، يُقَال رَكِبْتُ أَثَرَهُ وطَرِيقَهُ إِذَا تَبِعْتَهُ مُلْتَحِقاً بِهِ،
ومُحَمَّدُ بنُ مَعْدَانَ اليَحْصُبِيُّ الرَّكَّابِيُّ بالفَتْحِ والتَّشْدِيدِ كَتَبَ عَنهُ السِّلَفِيُّ.
وبالكَسْرِ والتَّخْفِيفِ: عَبْدُ اللَّهِ الرِّكَابِيُّ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، ذَكَرَه مَنْصُور فِي الذيل.
ويُوسُفُ بنُ عبدِ الرحْمنِ بنِ عليَ القَيْسِيُّ عُرِفَ بابْنِ الرِّكَابِيِّ، مُحَدِّث تُوُفِّي بمصرَ سنة 599 ذَكَره الصَّابُونِيّ فِي الذَّيْل.
وَرَكِيبُ السُّعَاةِ: العوانِي عِندَ الظَّلَمَةٍ.
والرَّكْبَةُ بالفَتْحِ: المَرَّةُ مِنَ الرُّكُوبِ، والجَمْعُ رَكَبَاتٌ.
والمَرْكَبُ: المَوْضِعُ. وَقَالَ الفراءُ: تَقُولُ مَنْ فَعَلَ ذَاكَ؟ فيقولُ: ذُو الرُّكْبَةِ، أَيْ هَذَا الَّذِي مَعَكَ.
ركب أسنتها.

ركب سنَن قَالَ أَبُو عُبَيْد: أما قَوْله: الركب فَإِنَّهَا جمع الركاب والركاب هِيَ الْإِبِل الَّتِي يسَار عَلَيْهَا ثُمَّ تجمع الركاب فَيُقَال: رُكَب. وَأما قَوْله: أسنتها فَإِنَّهُ أَرَادَ الْأَسْنَان يُقَال: أمكنوها من الرَّعْي قَالَ: وَهَذَا كحديثه الآخر: إِذا سافرتم فِي الخصب فأعطوا الْإِبِل حظها من الْكلأ وَإِذا سافرتم فِي الجدوبة فاستنجوا.
(ركب) ركبا عظمت ركبتاه أَو إِحْدَاهمَا فَهُوَ أركب وَهِي ركباء (ج) ركب وَالشَّيْء وَعَلِيهِ وَفِيه ركوبا ومركبا علاهُ وَيُقَال ركب فِي السَّفِينَة وَنَحْوهَا وَركب الشَّحْم بعضه بَعْضًا وَركبهُ بالمكروه فعله بِهِ وَالدّين فلَانا غَلبه وَكثر عَلَيْهِ وَفُلَان رَأسه مضى على غير هدى لَا يُطِيع مرشدا والذنب أَو الْقَبِيح فعله واقترفه وَفُلَانًا أَو أَثَره وَطَرِيقه تبعه وَجَاء على أَثَره ولحقه وَفِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة (فَإِذا عمر قد ركبني) تَبِعنِي وَجَاء على إثري فَهُوَ رَاكب (ج) ركاب وركوب وركبان

(ركب) شكا ركبته

حضر

(حضر) الشَّيْء أعده يُقَال حضر الدَّوَاء وَحضر الدَّرْس وَحضر الأدوات اللَّازِمَة للتجارب (محدثة)
(حضر) - قوله تعالى: {وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} .
: أي يُصِيبُنِى الشَّيطانُ بِسُوء.
- ومنه: "الكُنُف مَحْضُورَة، والحُشُوشُ مُحْتَضَرة" .
: أي يَحضُرها الجِنّ.
- في الحَدِيث: "كُنَّا بحَاضِرٍ يَمُرُّ بنا النَّاس" .
الحاضِرُ: القَومُ النُّزولُ على ماءٍ يُقِيمون به ولا يرحَلُون عنه، فَاعِل بِمَعْنَى مَفْعُول. وفي رِواية: "كُنَّا بحَضْرة مَاءٍ مَمَرٍّ من النَّاس". وفي أُخرَى: "كُنَّا بحَضْر عَظِيم" وهو حَدِيثُ عَمْرو بنِ سَلِمَةَ الجَرْمِى .
ويُقال للمُتَأَهَّل: الحَاضِرُ، لاجْتِماعِهم إذا حَضَروُا .
- وقَولُه تَعالَى: {إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ} .
: أي يَحضُرون الحِسابَ والنَّارَ ونَحوَهما. يقال: أحضرتُه فحضر، وقد يُكسَر ضَادُه في الماضِى، ويُضَمُّ في المُستَقبَل مثل: فَضِل يَفضُل في الشَّواذِّ.
- وفي الحَدِيث: "هِجْرَة الحَاضِر".
الحَاضِر: المَكَان المَحْضُور. يقال: نَزْلنا حَاضِرَهم.
(ح ض ر) : (حَضَرَ) الْمَكَانَ وَاحْتَضَرَهُ شَهِدَهُ (وَالْحَاضِرُ وَالْحَاضِرَةُ) وَاَلَّذِينَ حَضَرُوا الدَّارَ الَّتِي بِهَا مُجْتَمَعُهُمْ (وَمِنْهُ) حَضِيرَةُ التَّمْرِ لِلْجَرِينِ عَنْ الْأَزْهَرِيِّ عَنْ ابْنِ السِّكِّيتِ عَنْ الْبَاهِلِيِّ لِأَنَّهُ يُحْضَرُ كَثِيرًا وَهَكَذَا فِي زَكَاةِ التَّجْرِيدِ وَحُصُولُهُ فِي الْحَضَائِرِ وَفِي الْكَرْخِيِّ بِالظَّاءِ وَهُوَ تَصْحِيفٌ وَفِي الصِّحَاحِ وَجَامِعِ الْغُورِيِّ بِالصَّادِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ مِنْ الْحَصْرِ الْحَبْسُ وَلَهُ وَجْهٌ إلَّا أَنَّ الْأَوَّلَ أَصَحُّ وَقَوْلُهُ نُهِيَ عَنْ احْتِضَارِ السَّجْدَةِ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: هُوَ عَلَى وَجْهَيْنِ أَنْ يَحْتَضِرَ الْآيَةَ الَّتِي فِيهَا السُّجُودُ فَيَسْجُدَ بِهَا (الثَّانِي) أَنْ يَقْرَأَ السُّورَةَ فَإِذَا انْتَهَى إلَى السَّجْدَةِ جَاوَزَهَا وَلَمْ يَسْجُدْهَا وَهَذَا يَكُونُ الْأَصَحَّ (وَاحْتُضِرَ) مَاتَ لِأَنَّ الْوَفَاةَ حَضَرَتْهُ أَوْ مَلَائِكَةُ الْمَوْتِ وَيُقَالُ فُلَانٌ مُحْتَضَرٌ أَيْ قَرِيبٌ مِنْ الْمَوْتِ (وَمِنْهُ) إذَا اُحْتُضِرَ الْإِنْسَانُ وُجِّهَ كَمَا يُوَجَّهُ فِي الْقَبْرِ (وَحُضُورٌ) مِنْ قُرَى الْيَمَنِ.
حضر
(حَضَرَ، كَنَصَر وعَلِمَ، حُضخلأراً وحِضَارَةً) ، أطلق فِي المصدرين وقَضِيَّة اصْطِلاحهِ أَن يكونَا بالفَتْحه، وَلَيْسَ كذالك، بَلِ الأَوَّلُ مَضْمُومٌ وَالثَّانِي مَفْتُوحٌ، (ضِدّ غَابَ) . والحُضُورُ: ضِدُّ المَغِيب والغَيْبَةِ.
قَالَ شَيخُنا: واللُّغَةُ الأُولَى هِيَ الفَصِيحَةُ المشْهُورَةُ، ذَكَرَها ثَعْلَبٌ فِي الفَصِيحِ وَغَيره، وأَوردَهَا أَئمّة اللُّغَةِ قَاطِبةً. وأَمّا الثانيةُ فأَنكَرَهَا جَمَاعَةٌ وأَثبتَها آخرنَ، وَلَا نِزاعَ فِي ذالك. إِنَّما الكلامُ فِي ظاهِر كلامِ المُصَنِّف أَو صَريحِه فإِنَّه يَقتَضِي أَنَّ حَضِرَ كعَلمَ، مضارعه على قياسِ ماضيه فيكونُ مَفْتُوحاً كيَعْلَم، وَلَا قائِلَ بِهِ، بل كُلُّ مَنْ حَكى الكَسْرَ صرَّحَ بأَنّ الْمُضَارع لَا يَكُونَ على قياسِه، انْتهى.
وَفِي اللِّسَان: قَالَ اللَّيْثُ: يُقَال: حَضَرَت الصّلاةُ، وأَهْلُ المَدِينَة يَقُولُونَ: حَضِرَتْ، وكلّهم يَقُولُونَ: تَحْضَر.
وَقَالَ شَمِرٌ: حَضِرَ القاضِيَ امرأَةٌ، (تَحْضَر) قَالَ: وإِنما أُندِرَت التَّاءُ لوُقُوعِ القاضِي بَين الفِعْل والمَرْأَة.
قَالَ الأَزهَرِيّ: واللّغَة الجَيّدة حَضَرَت تَحْضُر، بالضَّمّ.
قَالَ الجَوْهَرِيُّ: قَالَ الفَرّاءُ: وأَنشَدَنا أَبو ثَرْوَانَ العُكْلِيُّ لجرِيرٍ على لُغَةَ حَضِرَتْ.
مَا مَنْ جَفَانا إِذَا حاجاتُنا حَضِرَتْ
كَمَنْ لَهُ عندنَا التَّكْرِيمُ واللَّطَفُ
قَالَ الفَرّاءُ: وكُلُّهُم يَقُولُونَ تَحْضُر بالضَّمِّ.
وَفِي الْمِصْبَاح: وحَضِرَ فلانٌ، بالكَسْر، لُغَة، واتّفَقُوا على ضَمِّ المُضَارع مُطْلَقاً، وَكَانَ قِيَاس كَسْرِ المَاضي أَن يُفْتَح المُضَارع، لَكِن استُعْمِل المَضْمُوم مَعَ كَسْر الْمَاضِي شُذُوذاً، ويُسَمَّى تَداخُلَ اللُّغَتَيْن، انتهَى.
وَقَالَ اللَّبْليّ فِي شَرْح الفَصيح حَضَرَنِي قَومٌ، وحَضِرَنِي، بِكَسْر الضّاد حَكاه ابنُ خالَوَيه عَن أَبي عَمْرٍ و، وَحَكَاهُ أَيضاً القَزَّاز عَن أَبي الحَسَن، وحَكَاه يَعْقُوب عَن الفَرّاءِ، وَحَكَاهُ أَيضاً الجَوْهَرِيُّ عَنهُ.
وَقَالَ الزّمخشَرِيّ عَن الخَليل: حَضِرَ، بِالْكَسْرِ، فإِذا انتهَوْا إِلَى الْمُسْتَقْبل قَالُوا يَحضُر، بالضّمّ، رُجُوعاً إِلى الأَصل، وَمثله فَضِل يَفْضُلُ.
قَالَ شَيخنَا: وَقد أَوضحْتُه فِي شَرْح نَظْم الفَصيح، وأَوضَحَتُ أَن هاذا من النَّظَائِر، فيزاد على نَعِمَ وفَضِلَ. ويُسْتَدرك بِهِ قولُ ابنِ القُوطِيَّة أَنَّه لَا ثالثَ لهُمَا، والكَسْرُ الَّذِي ذكره الجماهيرُ حَكَاهُ ابْن القَطُّاع أَيضاً فِي أَفعاله، (كاحْتَضَر وَتَحَضَّرَ، ويُعَدَّى) .
و (يُقَالُ: حَضَرَه) وحَضَرَه، والمصدَر كالمَصْدَر، وَهُوَ شاذٌّ (وتَحضَّرَه) واحْتَضَره.
(و) يُقَال: (أَحْضَرَ الشَّيْءَ وأَحْضَرَه إِيَّاهُ، وَكَان) ذالك (بِحضْرَتِهِ، مُثَلَّثَة) الأَوَّلِ. الأُولَى نَقَلَها الجوهرِيّ، والكَسْرُ والضَّمُّ لُغَتَانِ عَن الصَّغانِيّ. (وحَضَرِهِ وحَضَرَتِه، مُحَرَّكَتَيْنِ ومَحْضَرِه) ، كلّ ذالك (بِمَعْنًى) وَاحِد.
قَالَ الجَوْهَرِيّ: حَضْرَةُ الرَّجلِ: قُرْبُه وفِنَاؤه. وَفِي حَدِيث عَمْرِو بنِ سَلِمَةَ الجَرْمِيّ: (كُنّا بحَضْرةِ ماءٍ) أَي عِنْده. وكلَّمْتُه بحَضْرَةِ فُلان، وبمَحْضَرٍ مِنْهُ، أَي بمَشْهَد مِنْهُ.
قَالَ شيخُنا: وأَصْل الحَضْرَة مَصْدرٌ بِمَعْنى الحُضُور، كَمَا صَرَّحوا بِهِ، ثمّ تَجَوَّزوا بِهِ تجَوُّزاً مَشْهُوراً عَن مَكانِ الحُضُور نَفْسِه، ويُطْلَق على كُلِّ كَبِير يَحْضُر عِنْده النَّاسُ، كقَولِ الكُتَّابِ أَهْلِ التَّرسُّل والإِنشاءِ: الحَضْرةُ العَالِيَةُ تأْمآ بكَذَا، والمَقَامُ ونَحْوِ. وَهُوَ اصطلاحُ أَهل التَّرسُّل، كَمَا أَشار إِليه الشِّهَاب فِي مَواضِعَ من شَرْحِ الشِّفَاءِ.
(هُوَ حاضِرٌ، مِنْ) قَوْمٍ (حُضَّرٍ وحُضُورٍ) . وَيُقَال: إِنه ليَعْرِفُ مَنْ بحَضْرتهِ ومَنْ بَعَقْوَتِه.
وَفِي التّهْذِيب: الحَضْرَة: قُرْبُ الشَّيْءِ. تَقول: كُنْتُ بحَضْرَةِ الدّارِ. وأَنْشَدَ اللَّيْثُ.
فَشَلَّتْ يَدَاه يوْمَ يَحْمِلُ رَايَةً
إِلى نَهْشَلٍ والقَوْمُ حَضْرةَ نَهْشَلِ
(و) يُقَال: رَجُلٌ (حَسَنُ الحُضْرَة بالكسْرِ) وبالضَّمِّ أَيضاً، كَمَا فِي المُحْكَم (إِذَا حَضَرَ بِخَيْرٍ) . وفُلانٌ حَسَنُ المَحْضَرِ إِذَا كَانَ مِمّن يَذْكُر الغائِبَ بخَيْرٍ.
(والحَضَرُ، مُحَرَّكَةً، والحَضْرَةُ) ، بِفَتْح فَسُكُون، (والحَاضرةُ والحَضَارَة) ، بِالْكَسْرِ عَن أبي زَيْد (ويُفْتَح) ، عَن الأَصمَعِيّ: (خِلافُ البَادِيَة) والبَدَاوَة والبَدْوِ. (والحِضَارَةُ) ، بِالْكَسْرِ، (الإِقامَةُ فِي الحَضَرِ) ، قالَه أَبو زيد. وَكَانَ الأَصمعِيُّ يَقُول: الحَضَارة بالفَتْح. قَالَ القُطَامِيُّ:
فَمَنْ تَكُنِ الحَضَارَةُ أَعْجَبَتْه
فَأَيَّ رِجَالِ بَادِيَةٍ تَرَانَا
والحاضِرَة والحَضْرَةُ والحَضَرُ، هِيَ المُدُنُ والقُرَى والرِّيفُ، سُمِّيَتْ بذالك لأَنَّ أَهلَها حَضَروا الأَمْصَارَ ومَسَاكِنَ الدِّيَارِ الّتي يَكُونُ لَهُم بِا قَرَارٌ. والبادِيةُ يُمكن أَن يَكُونَ اشتقاقُها من بَدَا يَبْدُو، أَي بَرَزَ وظَهَرَ، ولاكنَّه اسمٌ لَزِمَ ذالكَ الموْضِعَ خاصَّةً دون مَا سوَاه.
(والحَضْرُ) ، بفَتْح فَسُكُون: (د) قديمٌ مذكورٌ فِي شِعْر القدماءِ، (بإِزاءِ مسْكِنٍ) . قَالَ محمّدُ بنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ: بحِيال ككْرِيتَ بَين دِجْلَةَ والفُرات. قلْت: وَلم يذْكر الْمُؤلف (مَسْكِنَ) فِي س ك ن وَهُوَ فِي مُعْجَم أَبِي عُبيد، كمَسْجِد: صُقَع بالعِرَاق، قُتِل فِيهِ مُصعَبُ بنُ الزُّبيْر، فليُنْظَر.
(بَناهُ السّاطِرُونَ المَلِكُ) من مُلْوك العَجَم الّذي قَتلَه سابُور ذُو الأَكْتَافِ. وَفِيه يَقُول أَبو دُواد الإِياديّ:
ورَأَى المَوْتَ قد تَدَلَّى مِن الحَضْ
ر على رَبِّ أَهلِه السَّاطِرُونِ
وَقيل: هُوَ الحَضآ، محرَّكةً، بالجزءَرة، وَقيل بناحِيَةِ الثَّرْثَارِ بنَاه السَّاطِرُونُ.
(و) الحَضْرُ: (رَكَبُ الرَّجُل والمَرْأَةِ) ، أَي فَرْجُهُما. (و) الحَضْرُ: (التَّطْفِيلُ) ، عَن ابْن الأَعرابِيّ، (و) الحَضْرُ: (شَحْمَةٌ فِي المَأْنَةِ) ، هاكذا فِي النُّسخ بالمِيم، وَفِي اللِّسَان: فِي العَانة (وفَوْقَها) .
(و) الحُضر، (بالضَّمّ: ارتِفاعُ الفَرَسِ فِي عَدْوِه، كالإِحْضَارِ) . وَقَالَ الأَزْهرِيُّ: الحُضْرُ والحِضَارُ: من عَدْوِ الدّوَابّ. والفِعْل الإِحضارُ. وَفِي الحَدِيث (أَنّه أَقطعَ الزُّبيْر حُضْرَ فَرَسِه بأَرضِ المَدِينة) . وَفِي حَدِيث كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ (فانْطلقْتُ مُسْرِعاً أَو مُحضِراً فأَخَذتُ بِضَبْعِه) . وَقَالَ كُرَاع: أَحْضَر الفَرَسُ إِحْضَاراً وحُضْراً، وكذالك الرَّجُل. وَعِنْدِي أَنَّ الحُضْرَ الاسمُ. والإِحضار المَصْدَر.
(والفَرَسُ مِحْضِيرٌ) كمِنْطِيقٍ، (لامِحْضَارٌ) كمِحْرَاب، وَهُوَ من النّوادِر، كَذَا فِي الصّحاح وجامع القَزَّاز وشُرُوحُ الفَصِيح، (أَو لُغَيَّةٌ) . والَّذِي فِي المُحكَم جَوازُ مُحْضِير ومِحْضَار على حَدَ سَواءٍ، ونَصُّه: وفَرسٌ مِحْضِيرٌ، الذَّكَرُ والأَنْثَى سَواءٌ، وفَرسٌ مِحْضِيرٌ ومِحْضَارٌ، بِغَيْر هاءٍ للأُنثَى، إِذا كَانَ شَدِيدَ الحُضْرِ، وَهُوَ العَدُوْ. وَفِي الجَمْهَرة لابنِ دُرَيْد: فَرَسٌ مِحْضَارٌ: شَدِيدُ العَدْوِ.
(و) الحَضُِرُ، (ككَتِفٍ ونَدُسٍ: الَّذِي يَتَحَيَّنُ طَعَامَ النَّاسِ حَتَّى يَحْضُرَه) ، وَهُوَ الطُّفَيْلِي، وفِعْلُه الحَضْر، وَقد تقدَّم.
(و) من المَجَاز: الحَضُرُ، (كنَدُسٍ: الرَّجُلُ ذُو البَيَانِ والفِقْهِ) ، لاسْتِحْضَاره مَسَائِلَه، ويُقَال: إِنّه لَحَضُرٌ بالنُّوادر وبالجَواب، وحاضِرٌ.
(و) الحَضِرُ (ككَتِفٍ) : الّذِي (لَا يُرِيدُ السَّفَرِ) . وَالَّذِي فِي التَّهْذِيب وغَيْرِه: ورَجلٌ حَضِرٌ: لَا يَصْلُحُ للسَّفَرِ. (أَو) رَجلٌ حَضِرٌ. (حَضَرِي) نقلَه الصّغانِيّ عَن الفَرَّاءِ، أَي من أَهْلِ الحاضِرَةِ.
(و) فِي التَّهْذِيب: (المَحْضَرُ) عندا لعرب: (المَرْجِعُ إِلَى) أَعْدادِ (المِيَاه) . والمُنْتَجَعُ: المَذْهَبُ فِي طَلِبِ الكَلَإِ. وكُلُّ مُنْتَجَعٍ مَبْدًى وجَمْعه مَبَاد. وَيُقَال للمَنَاهِلِ: المَحَاضِرُ للاجتماعِ والحُضُورِ عَلَيْهَا. (و) المَحْضَرُ: (خَطٌّ يُكْتَبُ فِي واقِعَة خُطُوط الشُّهُودِ فِي آخِرِه بِصِحَّةِ مَا تَضَمَّنَه صَدْرُهُ) . قَالَ شيخُنَا: وَهُوَ اصْطِلَاح حادثٌ المشُّهُود الَّذِين أَحْدَثَهُم القُضَاةُ فِي الزَّمَن الأَخِيرِ، فعَدُّه من اللُّغَة ممَّا لَا مَعْنَى لَهُ، والظَّاهِرُ أَنَّ عَطْفَ السِّجِلِّ بعدَه عَلَيْهِ، وعَدَّه من معانِي المَحْضَر، من هاذا القَبيلِ، فتأَمَّل.
قُلتُ: أَما تَفْسيره بِمَا يُكتَب فِي واقِعَة حالٍ فَكَمَا قَالَ: لَا يَكاد يُوجدُ فِي لُغَة العَرَب الفُصْحَى. وأَما تَفْسِيرُه بِمَا بَعْدَه وَهُوَ السِّجِلّ فقد سُمِعَ عَن العَرَب، وَذكره ابنُ سِيدَه وغيرُه، فَلَا يُنكَر عَلَيْهِ.
(و) المَحْضَرُ: (القَوْمُ الحُضُورُ) ، أَي الحَاضِرين النَّازلين على المِيَاه تَجَوُّزاً، (و) المَحْضَرُ: (السِّجِلُّ) الَّذي يُكْتب. (و) المَحْضَرُ: (المَشْهَدُ) للقَوْم.
(و) المَحْضَرُ: (ة بأَجأَ) ، لبَنى طَيّىء.
(ومَحْضَرَةُ: مَاءٌ لِبَنِي عجْل) بنِ لُجَيْمٍ (بَيْنَ طَرِيقَي الكُوفَة والبَصْرَةِ إِلَى مَكَّةَ) ، زِيدَتْ شَرَفاً.
(وحَاضُوراءُ: مَاٌ) قَالَ شيخُنَا: هُوَ من الأَوْزَانِ الغَرِيبَة، حَتَّى يل لَا ثنِيَ لَهُ غيرَ عَاشُورَاءَ. وأَنكَرِ جماعةٌ وقالو: عاشُورَاءُ لَا ثَانِيَ لَهُ. وأَما تَاسُوعَاءُ فَيَأْتي أَنَّهُ مُوَلَّد، واللَّهُ أَعلمُ. وَقيل: إِنَّ حَاضُورَاءَ بَلدٌ بنَاه صالِحٌ، عَلَيْهِ السّلامُ، وَالَّذين آمنُوا بِهِ، ونَجّاها الله من الْعَذَاب ببرَكتِه.
وَفِي المَرَاصِد أَنَّه بالصَّاد المُهْمَلَة، وَيُقَال: بالضَّاد المُعْجَمَة بِغَيْر أَلِف، فتَأَمَّلْ.
(والحَضِيرةُ، كسَفِينَة: مَوْضِعُ التَّمْرِ) ، وأَهلُ الفَلْحِ يُسَمُّونها الصُّوبَةَ، وتُسَمَّى أَيضاً الجُرْنَ والجَرِينَ. وذَكره المُصَنِّف أَيضاً فِي الصّاد المُهْمَلة، وَقد تَقَدَّمَتْ الإِشارةُ إِلَيْهِ.
(و) الحَضِيرَةُ: (جَمَاعَةُ القَوْمِ) وَبِه فَسَّر بعضٌ قولَ سَلْمَى بنْتَ مَجْدَعَةَ الجُهَنيَّة تمدَحُ رَجُلاً، وَقيل تَرْثِيه:
يَرِدُ المِيَاهَ حَضِيرَةً وَنَفِيضَةً
وِرْدَ القَطَاةِ إِذا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ
(أَوِ) الحَضِيرَةُ مِنَ الرِّجَال: (الأَربعَةُ أَو الخَمْسَةُ أَو الثَّمَانِيَة أَو التِّسْعَةُ) ، وَفِي بعض النُّسخ: السَّبْعَة، بتَقْدِيم السِّين على المُوحَّدة، والصّوابُ الأُولَى. (أَو الْعَشَرَةُ) فمَن دُونَهم، وَقيل: السَّبْعَة أَو الثّمانية، وَقيل: الأَربعَة والخمسة يَغْزُونَ. (أَو) هُم (النَّفَرُ يُغْزَى بِهِم) .
وَقَالَ أَبو عُبَيْد فِي بَيْت الجُهَنِيَّة: الحَضِيرةُ: مَا بَين سَبْعِ رجالٍ إِلَى ثَمَانِيَة، والنَّفِيضَة الواحِدُ وهم الّذي يَنْفُضُون، وروى سَلَمَة عَن الفَرَّاءِ قَالَ: حَضِيرةُ النّاس وَهِي الجَمَاعَة، ونَفِيضَتُهم وَهِي الجَمَاعَة. وَقَالَ شَمِرٌ فِي قَوْله: حَضيرةً ونَفِيضَةً قَالَ: حَضِيرة يَحضُرها النّاسُ، يَعين المياهَ، ونَفِيضَة: لَيْسَ عَلَيْهَا أَحَد، حَكَى ذالك عَن ابْن الأَعْرَابيّ. ورُوِيَ عَن الأَصْمَعِيّ: الحَضيرَةُ: الَّذِينَ يَحْضُرُون المِيَاهَ، والنَّفِيضَة الّذينَ يَتقدَّمون الخَيلَ؛ وهم الطَّلائع:
قَالَ الأَزهريّ: وقولُ ابنِ الأَعرابِيِّ أَحسنُ.
قَالَ ابنُ بَرِّيّ: النفِيضَةُ: جماعةٌ يُبْعَثُونَ ليَكْشِفُوا هَل ثَمَّ عدوٌّ أَو خَوْفٌ، والتُّبَّع: الظِّلُّ. واسمَأَلَّ: قَصُرَ، وذالك عِنْد نصْفِ النَّهَار وقبلَه.
سَبّاقُ عَادِيَة ورأْسُ سَرِيَّةٍ
ومُقَاتِلٌ بطَلٌ وهَاد مِسْلَعُ
واسخ المَرْثِيِّ أَسْعَدُ، وَهُوَ أَخُو سَلْمَى، ولاهذا تَقولُ بعد البَيْت:
أَجَعَلْتَ أَسْعَدَ للرِّماحِ دَرِيئةً
هَبَلَتْكَ أُمُّك أَيَّ جَرْد تَرْقَعُ
وجمْعُ الحَضيرَةِ الحَضَائِرُ. قَالَ أَبو ذُؤَيب الهُذَلِيّ:
رِجَالُ حُرُوبٍ يَسْعَرُونَ وحَلْقَةٌ
من الدّارِ لَا تَمْضِي عَلَيْهَا الحَضائِرُ
(و) فِي المُحْكَم: قَالَ الفارِسِيُّ: والحَضِيرَةُ: (مُقَدَّمَةُ الجَيْشِ) .
(و) الحَضِيرَة: (مَا تُلْقِيهِ المَرْأَةُ مِنْ وِلاَدِهَا) ، وحَضِيرةُ النَّاقَةِ: مَا أَلْقَتْه بعْدَ الوِلادَة. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: الحَضِيرَة لِفَافةُ الوَلدِ. (و) الحَضِيرةُ: (انْقِطَاع دَمِهَا. والحَضِيرُ جَمْعُهَا) ، أَي الحَضِيرةِ، بإِسقاط الهاءِ، (أَو) الحَضِيرُ: (دَمٌ غَلِيظٌ) يَجْتَمِع (فِي السَّلَى. و) الحَضِيرُ: (مَا اجْتَمَعَ فِي الجُرْح) من (جاسِئَةِ) المَادّةِ، وَفِي السَّلَى من السُّخذِ، ونَحْو ذالِك.
(والمُحَاضَرَةُ: المُجَالَدَةُ، و) المُحَاضَرَة (المُجَاثَاةُ) . وحاضَرْتُه: جاثَيْتُه (عِنْدَ السُّلْطَانِ) ، وَهُوَ كالمُغالَبة والمُكَاثَرة. (و) المُحَاضَرَةُ: (أَنْ يَعْدُوَ مَعَك) ، وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ أَن يُحَاضِرك إِنسانٌ بحَقِّك فيذهَبَ بِهِ مُغالَبَةً أَو مُكابَرَةً. (و) قَالَ غيرُه: المُحَاضَرَةُ والمُجَالَدَةُ (أَنْ يُغَالِبَكَ عَلَى حَقِّك فَيَغْلِبَك) عَلَيْهِ (ويَذْهَبَ بِهِ) .
(و) حَضَارِ، (كقَطَامِ) ، أَي مَبْنِيَّة مُؤَنَّثَة مَجْرُورَة: (نَجْمٌ) يَطلُع قبْلَ سُهَيْل فيَظُنّ النّاسُ بِهِ أَنَّه سُهَيْلٌ، وَهُوَ أحد المُحْلِفَيْنِ، قَالَه ابنُ سِيده.
وَفِي التَّهذيب، قَالَ أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاءِ: يُقَال: طَلَعَت حَضَارِ والوَزْنُ، وهما كَوْكَبَانِ يَطْلُعانِ قبل سُهَيْلٍ فإِذا طَلَعَ أَحدُهما ظُنَّ أَنّه سُهَيْلٌ، للشَّبَه وكَذالِك الوَزْنُ إِذا طَلَعَ، وهما مُحْلِفَانِ عندا لعرب، سُمِّيَا مُحْلِفَيْن لاخْتِلافِ النّاظِرِين لَهُمَا إِذَا طَلَعَا، فيَحْلف أَحدُهما أَنّه سُهَيْل، ويَحْلِف الآخَرُ أَنّه لَيْسَ بسُهَيْل. وَقَالَ ثَعْلب: حَضَارِ نَجمٌ خَفِيُّ فِي بُعْد، وأَنشد:
أَرَى نَارَ لَيْلَى بالعَقِيقِ كَأَنَّهَا
حَضَارِ إِذَا مَا أَعرَضَت وفُرُودُها
الفُرُودُ: نُجومٌ تَخْفَى حَولَ حَضَارِ، يُرِيد أَنّ النَّارَ تَخْفَى لبُعْدِها كهاذا النَّجْمِ الّذي يَخْفَى فِي بُعْدٍ.
(وحَضْرَمَوتُ) بفَتْح فَسُكُون (و) قد (تُضَمُّ المِيمُ) ، مِثَال عَنْكَبُوت، عَن الصّغانِيّ: (د) ، بل إِقليم واسعٌ مُشْتَمِلٌ على بِلادِ وقُرًى ومِيَاهٍ وجِبالٍ وأَودِيَةٍ باليَمَن، حرسهُ الله تَعَالَى، طُولُها مَرْحَلتانِ أَو ثَلاثٌ إِلى قَبْرِ هُودٍ عَلَيْهِ السَّلام. كَذَا فِي تارِيخ العَلاَّمَة مُحَدِّثِ الدِّيارِ اليَمَنِيَّة عبدُ الرَّحْمان بن الدَّيْبَع.
وَقَالَ القَزْوِينيّ فِي عَجائِبِ المَخْلُوقَاتِ: حَضْرَمُوْتُ: ناحِيَةٌ باليَمَن، مُشْتَمِلَةٌ على مَدِينَتَينِ، يُقَال لَهما شِبَامُ وتِرْيَمُ، وَهِي بِلَاد قديمَة، وَبهَا القَصْر المَشِيد. وأَطالَ فِي وَصْفها. وَنقل شَيخُنا عَن تَفْسِير أَبِي الحَسَن البَكريّ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَإِن مّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا} (مَرْيَم: 71) قَالَ: يُسْتَثْنَى من ذالك أَهْلُ حَضْرمَوْت، لأَنَّهُم أَهلُ ضَنْك وشِدَّة، وَهِي تُنْبِتُ الأَولياءَ كَمَا تُنْبِت البَقْلَ، وأَهلُها أَهلُ رِيَاضة، وَبهَا نَخْلٌ كثير، وأَغلَبُ قُوتِهم التَّمْر.
وَفِي مَراصِد الإطِّلاع: حَضْرَمُوتُ، اسْمَانِ مُرَّكبان، ناحِيَةٌ واسِعَةٌ فِي شَرْقِيّ عَدَنَ بقُربِ البَحْر، وحَوْلَها رِمَالٌ كثيرَةٌ تُعْرَفُ بالأَحْقَافِ، وَقيل: هِيَ مِخْلافٌ باليَمَن، وَقَالَ جَماعَة: سُمِّيَتْ حَضْرَمَوْت لأَنَّ صالِحاً عَلَيْهِ السَّلَام لَمَّا حَضَرَهَا مَاتَ.
قَالَ شيخُنَا: والمعرُوف أَنَّهَا باليَمَن، كَمَا مَرَّ عَن جَماعَة، وبذالك صَرَّحَ فِي الرَّوْضِ المِعْطار وَقَالَ: بِهَا قَبْرُ هُودٍ عَلَيْه السَّلامُ، وجَزَمَ بذالك الشِّهَاب فِي العِنَايَة أَثْناءَ سُورَةِ الحَجِّ، وَلَا يُعرف غيرُه. وأَغْرَبَ صَاحِبُ البَحْر فَقَالَ: إِنَّهَا بالشَّام وَبهَا قَبْرُ صالِحٍ عَلَيْهِ السلامُ.
قلتُ: وعِنْدِي أَنَّه تَصحّف عَلَيْهِ شِبَامُ الَّتِي هِيَ إِحْدَى مَدِينَتَيْهَا، كَمَا مَرَّ عَن الشَّيْبانِيّ، بالشَّامِ القُطرِ المعروفِ لأَنَّه لَا يُعْرَفُ بالشَّام مَوْضِعٌ يُقَال لَهُ حَضْرمَوْت قدِيماً وَلَا حَدِيثا.
(و) فِي الصّحاح: حَضْرمَوتُ: اسمُ (قَبِيلَة) أَيضاً، من وَلَد حِمْيَرَ بْنِ سَبَأَ، كَذَا فِي الرَّوْض، وَقيل: هُوَ عامِرُ بنُ قَحْطَانَ، وَقيل: هُوَ ابْن قَحْطَانَ بْنِ عَامِرٍ. قَالَ شيخُنَا: وهَل الأَرْضُ سُمِّيَت باسْمِ القَبِيلَة أَو بالعَكْسِ أَو غَيْر ذالِك؟ فِيهِ خِلافٌ.
(وَ) فِي الصّحاح: وَمَا اسْمَانِ جُعِلاَ وَاحِدًا، إِنَّ شِئتَ بنَيْتَ الِاسْم الأَوَّل على الفَتْحِ وأَعْرَبْتَ الثَّانيَ إِعرابَ مَا لاَ يَنْصَرِف. (يُقَالُ: هاذَا حَضْرَمَوْتُ، ويُضَافُ) الأَوَّلُ إِلى الثَّانِي (فَيُقَالُ: حَضْرُمَوْتِ، بضَمِّ الرَّاءِ) ، أَعْربْت حَضْراً وخَفضْتَ مَوتاً، وكذالك القَوْلُ فِي سَامّ أَبْرَصَ ورامَهُرْمُز، (وإِنْ شِئتَ لَا تُنَوِّنُ الثَّانِي) قَالَ شيخُنَا: واقتصَر فِي اللُّبَابِ على وَجْهَيْن، فَقَالَ: هُمَا اسمانِ جُعلاَ واحِداً، فإِن شِئْتَ بنَيْتَ الأَوّل على الفَتْح وأَعربْتَ الثانِي إِعرابَ مَا لَا يَنْصرِف، وإِن شِئتَ بَنَيْتَهُمَا لتَضَمُّنِها مَعنَى حَرْفِ العَطْف، كخَمْسَةَ عَشَرَ. (والتَّصْغِيرُ حُضَيْرُمَوْت) ، تُصَغِّر الصَّدْرَ مِنْهُمَا. وكذالك الجَمْع تَقُولُ: فُلانٌ من الحَضَارِمَة، والنِّسْبَةُ إِليه حَضْرَمِيٌّ، وسيأْتي لمُصَنِّف فِي المِيمِ.
(ونَعْلٌ حَضْرَمِيَّةٌ: مُلَسَّنَةٌ) . وَفِي حَدِيثِ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٌ (أَنّه كَانَ يَمْشِي فِي الحَضْرَمِيِّ) هُوَ النَّعْلُ المَنْسُوبَةُ إِلى حَضْرَمَوْت المُتَّخَذَة بهَا. (وحُكِيَ) عَن الكِسَائيّ: (نَعْلاَنِ حَض 2 مُوتِيَّتَانِ) ، أَي على الأَصل من غير حَذْفِ، وَالَّذِي فِي نَوادِرِ الكِسَائِيّ يُقَال: أَتانَا بنَعْلَين حَضْرَمَوْتِيَّتَيْن، فتأَمَّلْ. (وحَضُورٌ، كصَبُورٍ: جَبَلٌ) فِيهِ بَلَدٌ عَامِرٌ أَ (وْ: د، باليَمَنِ) فِي لِحْفِ ذالك الجَب، وَقَالَ غامِدٌ.
تَغَمَّدْتُ شَرًّا كانَ بَيْنَ عشيرَتِي
فَأَسْمَانِيَ القَيْلُ الحَضُوريُّ غامِداً
وَفِي حَدِيث عائِشَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهَا: (كُفِّنَ رسولُ ااِ صلى الله عَلَيْهِ وسلمفي ثَوْبَيْنِ حَضُورِيَّينِ) هما منسوبان إِلَى حَضُورَ قريَة باليَمَن، قَالَه ابنُ الأَثيرِ.
وَفِي الرَّوْض أَنَّ أَهلَ حَضُور قَتَلوا شُعَيْبَ بنَ ذِي مَهْدَم، نَبيٌّ أُرسِلَ إِلَيْهم وقَبْرُه بِضِينٍ، جَبَل بِالْيمن قَالَ وليْسَ هُوَ شُعَيباً الأَوَّلَ صَاحب مَدْيَن وَهُوَ ابْنُ صَيْفِي ويُقَالُ فِيهِ ابنُ صَيْفُون.
قلتُ: وشَذَّ صاحِبُ المَرَاصد حَيْثُ قَالَ: إِنَّه من أَعمَال زَبِيد وأَنه يُرْوَى بالأَلِف المَمْدُودَة. وَفِي حِمْيَر حَضُورُ بنُ عَدِيِّ بن مالِكِ بن زَيْد بن سَلام بن زُرْعَة وَهُوَ حِمْيَر الأَصْغَر.
(والحَاضرُ: خِلاَفُ البَادِي) ، وَقد تَقَدَّم فِي أَوَّل التَّرجَمَةِ، فَهُوَ تَكرَارٌ، (و) الحَاضِر أَيْضاً: (الحَيُّ العَظِيمُ) ، أَو القَوْم، وقا ابنُ سِيدَه: الحَيُّ إِذا حَضَرُوا الدَّارَ الَّتي بهَا مُجْتَمَعُهُم. قَالَ:
فِي حاضِرٍ لَجِبٍ باللَّيْلِ سامِرُه
فِيهِ الصَّواهِلُ والرّايَاتُ والعَكَرُ
فَصَارَ الحاضرُ اسْما جامِعاً كالحاجِّ والسَّامِرِ والجامِلِ ونَحْوِ ذالِك. قَالَ الجوهريّ: هُوَ كَمَا يُقَالُ حاضرُ طَيّىءِ وَهُوَ جَمْعٌ، كَمَا يُقَال: سامِرٌ للسُّمَّار، وحاجٌّ للحُجَّاج. قَالَ حَسّان:
لنا حاضرٌ فَعْمٌ وباد كَأَنَّهُ
قَطِينُ الإِلاهِ عِزَّةً وتَكَرُّمَا وَفِي حَدِيث أُسامَةَ: (وَقد أَحَاطُوا بحاضِرٍ فَعْمٍ) .
وَفِي التَّهْذِيبِ، العربُ تَقول: حيٌّ حاضِرٌ، بِغَيْر هَاءٍ، إِذا كَانُوا نازِلين على ماءٍ عِدَ. يُقَال: حاضِرُ بَنِي فُلانٍ على ماءِ كَذَا وكَذَا، وَيُقَال للمُقيم على المَاءِ: حاضِرٌ، وَجمعه حُضُورٌ، وَهُوَ ضِدّ المُسَافِ، ر وكذالك يُقَال للمُقيم: شاهِدٌ وخافِضٌ، وفُلانٌ حاضرٌ بموضِع كَذَا، أَي مُقِيمٌ بِهِ، وهاؤلاءُ قَومٌ حُضَّارٌ، إِذا حَضَرُوا المياهَ، ومَحاضِرُ. قَالَ لَبِيد:
فالوَادِيَانِ وكُلُّ مَغْنًى مِنْهُمُ
وعَلَى المِيَاهِ مَحَاضرٌ وخِيَامُ
قَالَ: وحَضَرَةٌ، مثل كافِر وكَفَرةٍ، وكُلُّ مَنْ نَزَلَ على ماءٍ عِدَ وَلم يَتَحَوَّل عَنهُ شِتاءً وَلَا صيفاً فَهُوَ حاضرٌ، سواءٌ نَزَلوا فِي القُرَى والأَرْيَاف، والدُّور المَدَرِيَّة، أَو بَنَوُا الأَخْبِيَةَ على المِيَاه فَقَرُّوا بهَا ورَعَوْا مَا حواليها مِنَ الماءِ والْكَلإِ.
وَقَالَ الخَطَّابِيّ: إِنّما جَعَلوا الحاضِرَ اسْما للمَكَان المَحْضُور، يُقَال: نَزلْنَا حاضِرَ بَنِي فُلانٍ، فَهُوَ فاعِلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ. وَفِي الحَدِيث (هِجْرَة الحاضِرِ) أَي الْمَكَان المَحْضُور.
(و) الحَاضِرُ: (حَبْلٌ مِنْ حِبَال الدَّهْنَاءِ) السَّبْعَةِ، يُقَال لَهُ: حَبْلُ الحاضِرِ، وعِنْدَه حَفَر سَعْدُ بنُ زَيْدِ مَنَاةَ بنِ تَمِيمٍ بحِذَاءٍ العَرَمَة. (و) الحَاضِرُ: (ة، بقِنَّسْرينَ) ، وَهُوَ مَوضِع الإِقامَةِ على الماءِ من قِنَّسْرِينَ. قَالَ عِكْرِشَةُ الضَّبِّيُّ يَرثِي بَنيه:
سَقَى اللهاُ أَجْداثاً وَرَائِي تَرَكْتُها
بحاضِرِ قِنَّسْرِيَن من سَبَلِ القَطْرِ
وسيأْتي فِي (ق ن س ر) .
(و) الحَاضِرُ (مَحَلَّةٌ عَظِيمَةٌ بظَاهِر حَلَبَ) ، مِنْهَا الإمامُ وَلِيُّ الدّينِ محمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بن خَلِيلِ بْنِ هِلاَلٍ الحاضِريُّ الحَنَفِيُّ، وُلِدَ سنة 775 بحَلَب، ووالِدُه العَلاَّمةُ عِزُّ الدِّين أَبُو البَقَاءِ مُحَمَّدُ بنُ خَلِيلٍ، رَوَى عَنهُ ابْن الشّحْنَة.
(والحَاضِرَةُ: خِلاَفُ البَادِيَة) ، وَقد تقَدَّم فِي أوّل التَّرْجَمَة، فَهُوَ تكْرَار (و) الحَاضِرَةُ: (أُذُنُ الفِيلِ) ، عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ.
(وأَبُو حَاضِرٍ صَحَابِيٌّ لَا يُعْرَفُ اسْمُهُ) ، رَوَى عَنهُ أَبو هُنَيْدَةَ، أَخرجه ابنُ مَنْدَه. (و) أَبُو حاضِرٍ (أُسَيْدِيٌّ موصُوفٌ بالجَمَالِ الفَائِقِ. و) أَبو حاضِرٍ: كُنيَة (بِشْر بن أَبِي خَازِم) (و) منَ المَجَاز: يُقَال: (عُسٌّ ذُو حَوَاضِرَ) ، جمْع حاضِرَة، مَعْنَاه (ذُو آذانٍ) .
(و) مِنَ المَجَازِ قَوْلُ العَرَب: (اللَّبَنُ مَحْضُور) ، ومُحْتَضَر فغَطِّه، (أَي كَثِيرُ الآفَةِ) ، يَعنِي (تَحْضُرُه) ، كَذَا فِي النّسخ. وَنَصّ التَّهْذِيب: تحتضره (الجِنُّ) والدَّوابُّ وغيرُها من أَهْلِ الأَرض، رَوَاهُ الأَزهريّ عَن الأَصمَعِيّ، (والكُنُفُ مَحْضُورَة كَذالك) ، أَي تَحْضُرها الجِنُّ والشَّياطِينُ وَفِي الحَدِيث (أَنَّ هاذه الحُشُوشَ مُحْتَضَرة) . وقَولُه تَعالَى {وَأَعُوذُ بِكَ رَبّ أَن يَحْضُرُونِ} (الْمُؤْمِنُونَ: 98) أَي أَن يُصِيبَنِي الشّياطِيُ بِسُوءٍ.
(و) يُقَالُ: (حَضَرْنَا عَنْ مَاءِ كَذَا) أَي (تَحَوَّلْنَا عَنْه) ، وَهُوَ مَجَاز. وأَنْشد ابنُ دُرَيْد لقَيْسِ بْنِ العَيْزارَة:
إِذَا حَضَرَتْ عَنهُ تَمَشَّتْ مَخَاضُها
إِلَى السِّرِّ يَدْعوها إِليها الشَّفَائِعُ
(و) حَضَار (كَسَحَابٍ: جَبَلَ بَيْنَ اليَمَامَةِ والبَصْرَةِ) وإِلَى اليَمَامَة أَقربُ.
(و) الحَضَارُ: (الهِجَانُ أَو الْحُمْرُ مِنَ الإِبِلِ) .
وَفِي الصّحاح: الحِضَارُ من الإِبِل: الهِجَانُ: قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يَصِفُ الخَمْر:
فَمَا تُشْتَرَى إِلاَّ بِرِبْحٍ سِبَاؤُهَا
بَنَاتُ المَخَاضِ شُومُها وحِضَارُهَا
شُومُها: سُودُهَا. يَقُول: هاذه الخَمْر لَا تُشْتَرَى إِلاّ بالإِبِل السُّودِ مِنْهَا والبِيضِ.
وَفِي التَّهْذِيب: الحِضَارُ مِنَ الإِبِل: البِيضُ اسْم جامِع كالهِجَانِ ومِثْلُه قَوْلُ شَمِرٍ، كَمَا سيأْتِي، فقولُ المُصَنِّف: أَو الحُمرُ مِنَ الإِلل مَحَلّ تَأَمُّلٍ، (ويُكْسَرُ) ، الفَتْح نَقَلَه الصّغانِي. (لَا واحِدَ لَهَا، أَو الواحِدُ والجَمْعُ سَوَاءٌ) . قَالَ ابنُ مَنْظُور: وَفِيه عِنْد النَّحْوِيِّين والجَمْع على وَزْنٍ واحدٍ، إِلاَّ أَنَّك تُقَدِّر البِنَاءَ الّذِي يكون للجَمْعِ غَيْرَ البِنَاءِ الّذِي يَكُونُ للواحدِ، وعَلى ذالك قَالُوا: ناقةٌ هِجَانٌ ونُوق هِجَانٌ، فهِجَانٌ الَّذِي هُوَ جَمْع يُقدَّر على فِعال الَّذِي هُوَ جَمعٌ مثل ظِرَافٍ، والَّذِي يكونُ من صِفَة المُفرد تُقَدِّره مُفرَداً مثل كِتَاب، فالكَسْرَة فِي أَوَّل مُفْرَدِه غيرُ الكَسرةِ الّتي فِي أول جَمْعِه، وكذالك ناقَةٌ حِضَارٌ ونُوقٌ حِضَارٌ، وكذالك الفُلْك، فإِنَّ ضَمَّتَه إِذا كَانَ مُفرَداً غَيْرُ الضَّمَّة التِي تَكُونُ فِيهِ إِذا كَانَ جَمْعاً، كقولِه تَعَالَى: {فِى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} (الشُّعَرَاء: 119) فَهُوَ بإِزاءِ ضَمَّة القُفْل فإِنّه واحِدٌ. وقولُه تَعالَى: {وَالْفُلْكِ الَّتِى تَجْرِى فِى الْبَحْرِ} (الْبَقَرَة: 164) فضَمَّتُه بإِزاءِ ضَمَّة الهَمْزة فِي أُسْد، فهاذه تُقدِّرها بأَنَّهَا فُعْلٌ الَّتِي تكونُ جَمْعاً، وَفِي الأَول تُقَدِّرها فُعْلاً الَّتي هِيَ للمُفْردِ.
(و) الحِضَارُ، (بالكَسْرِ: الخَلُوقُ بلأَجْهِ الجَارِيَةِ، و) قَالَ الأُمَوِي: (نَاقَةٌ حِضَارٌ: جَمَعَت قُوَّةً و) رُحْلَةً، يَعنِي: (جَوْدَةَ سَيْرِ) . ونَصّ الأَزهَرِيّ: المَشْي، بدل السَّيْر. وَقَالَ شَمِرٌ: لم أَسمَع الحِضَارَ بهاذا المَعْنَى، إِنّمَا الحِضَار بِيضُ الإِبِل، وأَنْشد بَيْت أَبي ذُؤَيْب: (شُومُها وحِضَارُها) .
أَي سُودُهَا وبِيضُها.
(و) حَضَّارَة، (كجَبَّانَة، د، باليَمَنِ) ، نَقَلَه الصَّغانِيّ.
(و) الحُضَارُ، (كغُرَابٍ: دَاءٌ للإِبلِ) ، نَقله الصَّغانِيّ.
(وَمَحْضُورَاءُ) ، بالمَدّ، عَن الفَرّاءِ، (ويُقْصَر) ، عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ: (مَاءٌ لبَنِي أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلاَبٍ) .
(والحَضْرَاءُ مِن النُّوقِ وغَيْرِهَا: المُبَادِرةُ فِي الأَكْلِ والشُّرْبِ) ، نَقَلَه الصَّغانِيّ.
(و) عَن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ: الحُضُر، (كعُنُقٍ: الرَّجُلُ الوَاغِلُ) الرّاشِن، وَهُوَ الشَّوْلَقِيُّ، قلت: وَهُوَ الطُّفَيْلِيّ.
(وأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْر) بْنِ سِمَاكٍ الأَوْسِيُّ، (كزُبَيْر: صَحَابِيٌّ) ، كُنْيَتُه أَبو يَحْيَى، لَهُ ذِكْر فِي تارِيخ دِمَشْق، وبِنْتُه هِنْد لَهَا صُحْبةٌ، وابنُه يَحْيَى لَهُ رُؤيةٌ، (ويُقَال لِأَبِيهِ حُضَيْرُ الكَتَائِبِ) . والّذي فِي التّهذيب وغيرِه: وحُضَيْرُ الكَتائِبِ: رَجُلٌ من سَادَاتِ العَرَبِ.
(و) من المَجَازِ: (احْتُضِرَ) المَرِيضُ وحُضِرَ، (بالضَّمّ، أَي) مَبْنِيًّا للمَفْعُولِ، إِذا (حَضَرَهُ المَوْتُ) وَنَزَلَ بِهِ، وَهُوَ مُحْتَضَر ومَحْضُورٌ. (و) فِي التَّنْزِيلِ العَزِيزِ ( {كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ} (الْقَمَر: 28) ، أَي يَحْضُرُونَ حُظُوظَهَم مِنَ المَاءِ وتَحْضُرُ النَّاقَةُ حَظَّهَا مِنْه) ، والقِصَّةُ مَشْهُورَةٌ فِي التَّفَاسِيرِ.
(ومَحَاضِرُ) ، بِالْفَتْح على صِيغَةِ الجَمْع، هاكذا هُوَ مَضْبُوطٌ فِي نُسْخَتِنَا (ابنُ المُوَرِّع) بالتَّشْدِيد على صيغَةِ اسمِ الفاعِلِ: (مُحَدِّثٌ) مُسْتَقِيمُ الحَدِيثِ لَا مُنْكَرَ لَهُ، كَذَا قَالَه الذَّهَبِيّ. (وشَمْسُ الدِّين) أَبو عَبْدِ اللهاِ (الحَضَائرِيُّ فَقِيهٌ بَغْدَادِيٌّ) ، قَالَ الذَّهَبِيُّ: قَدِم علينا مِن بَغْدَادَ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
فِي الحَدِيث (أَنَّى تَحْضُرُني مِنَ الله حاضِرَةٌ) أَرادَ الملائِكَةَ الَّذِين يَحْضُرُونَه. وحاضرَةٌ: صِفَةُ طائِفَةٍ أَو جَماعَةٍ.
وَفِي حَدِيثِ الصُّبْح (فإِنَّها مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ) ، أَي تَحْضُرها ملائِكَةُ اللَّيْلِ والنَّهَارِ.
واسْتَحْضَرْتُه فأَحضرنِيهِ. وَهُوَ من حاضِرِي المَلِك.
وحَضَارِ بمعنَى احْضُرْ.
والمُحَاضَرَةْ: المُشَاهَدَةُ.
وبَدَوِيٌّ يَتَحَضَّرُ وحَضَرِيٌّ يَتَبَدَّى.
وحَضَرَه الهَمُّ واحْتَضَرَه وتَحَضَّرَه، وَهُوَ مَجاز.
وَفِي الحَديث (والسَّبْتُ أَحْضَرُ إِلا أَنّ لَهُ أَشْطُراً) ، أَي هُوَ أَكثَرُ شَرًّا إِلاَّ أَنَّ لَهُ خَيْراً مَعَ شَرِّه، وَهُوَ أَفْعَلُ من الحُضُور. قَالَ ابنُ الأَثِير: ورُوءَ بالخاءِ المُعْجَمة، وَقيل: هُو تَصْحِيف.
وَفِي الحَدِيث: (قُولُوا مَا يَحْضُرُكم) أَي مَا هُوَ حاضِرٌ عِنْدَكُم موجودٌ وَلَا تَتَكَلَّفُوا غَيْرَه.
وَمن الْمجَاز: حَضَرَت الصَّلاةُ. وأَحْضِرْ ذِهْنَك.
وكُنْتُ حَضْرَةَ الأَمْرِ، وَكَذَا حَضَرْت الأَمْرَ بخَيْر، إِذا رَأَيْتَ فِيهِ رَأْياً صَوَاباً (وكفيتَهَ) . وإِنه لحَضِيرٌ: لَا يزَال يحْضُرُ الأُمورَ بخَيْرٍ. وَيُقَال: جَمَعَ الحَضْرَةَ يُرِيدُ بناءَ دَار، وَهِي عُدَّة البنَاءِ من نحْو آجُرَ وجصَ. وَهُوَ حاضِرٌ بالجَوَاب وبالنّوادِر. وَغَطِّ إِناءَك بحَضْرة الذُّبَاب. وكُلُّ ذالِك مَجَاز.
ويُقَال للرَّجُلُ يُصيبُه اللَّمَمُ والجُنُونُ: فُلانٌ مُحْتَضَرٌ. وَمِنْه قَولُ الرّاجِز:
وإنْهَمْ بدَلْوَيْكَ نَهِيمَ المُحْتَضَرْ
فقد أَتَتْكَ زُمَراً بَعْدَ زُمَرْ
والمُحْتَضِر: الّذي يَأْتِي الحَضَر.
وحَضَارٌ: اسْم للثَّورِ الأَبيضِ.
واحْتَضَرَ الفَرَسُ، إِذا عَدَا، واسْتَحْضَرْتُه: أَعْدَيْتُه.
وَفِي الحَدِيث ذِكْر حَضِيرٍ، كأَمِيرٍ، وَهُو قَاعٌ فِيهِ مَزَارِعُ يَسِيل عَلَيْهِ فَيْضُ النَّقِيعِ ثمّ يَنْتَهي إِلَى مُزْجٍ، وبَيْن النَّقِيع والمَدِينةِ عشْرُون فَرْسَخاً.
والحَضَار، كسَحَابٍ، الأَبيَضُ. ومِثلُ قَطَامِ اسمٌ لِلأَمْر، أَي احْضُر.
والحَضْرُ، بالفَتْح: الّذِي يتَعَرَّض لطَعَامِ القَوْم وَهُوَ غَنِيٌّ عَنْه.
وَفِي الأَساس: وحَضْرَمَ فِي كَلاَمِه: لم يُعْرِبْه. وَفِي أَهْل الحَضَرِ الحَضْرَمَةُ كأَنَّ كلامَه يُشْبه كلامَ أَهلِ حَضْرَمَوْت؛ لأَنَّ كَلَامهم لَيْسَ بِذَاك، أَو يُشْبِه كَلامَ أَهلِ الحَضَر، والمِيمُ زائِدَة. انْتهى.
وَقد سَمَّت حاضِراً ومُحَاضِراً وحُضَيْراً.
والحَضِيرِيَّةُ: مَحَلَّة ببَغْدَادَ من الجَانِب الشَّرْقيّ، مِنْهَا أَبو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الطَّيِّب بن سَعِيدٍ الصَّبَّاغ الحَضِيرِيُّ، كَانَ صَدُوقاً، كتَب عَنهُ أَبو بَكْر الخَطِيب وغَيرُه. وأَبُو الطَّيِّب عَبْدُ الغَفّار بنُ عبدِ الله بنِ السَّرِيّ الواسطيُّ الحَضِيريُّ أَدِيبٌ عَن أَبي جَعْفَرٍ الطَّبَرِيِّ، وَعنهُ أَبو العَلاءِ الواسِطِيُّ وغَيْرُه. والحَضَر، مُحَرَّكةً فِي شِعْرِ القُدَمَاءِ، قَالَ أَبو عُبَيْد: وأُراهُ أَرادوا بِهِ حَضُوراً أَو حَضْرَمَوْت، وكِلاَهُمَا يَمَان.
قلت: والصَّوابُ أَنَّه البَلَد الّذي بَنَاه الساطِرُونُ، وَقد تقدّم ذِكْره، وهاكذا ذَكره السّمعانيّ وَغَيره.
ومُنْيَةُ الحَضَر، مُحَرَّكَةً: قريةٌ قُرْبَ المَنْصُورَة بالدَّقَهْلِيّة، وَقد دخَلْتُها.
وأَبو بِشْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحمَدَ بْنِ حاضرٍ الحاضِريُّ الطُّوسِيُّ، تَرجَمَه الحاكمُ فِي تَارِيخِه، وحَضَارُ بن حَرْب ابْن عَامر جَدُّ أبي مُوسى الأَشعريّ رَضِي الله عَنهُ.
وبَيْتُ حَاضِرٍ: قعرْيَةٌ قُرْبَ صَنْعَاءِ اليَمَن، وَمِنْهَا الشَّرِيفُ سِرَاجُ الدّين الحاضِرِيُّ، واسمُه عبدُ الله بْنُ الحَسَن، ذَكَرَه المَلِكُ الأَشْرَفُ الغَسَّانِيّ فِي الأَنْسَاب.
والشَّمْس محمّد الحضاوريّ: فَقِيهٌ يَمَنِيّ.
وحَاضرُ بْنُ أَسَدِ بْنِ عَدِيّ بْنِ عَمْرٍ وَفِي الأَزْدِ.
(حضر) عُسٌّ ذُو حَواضِرَ أَي ذُو آذانِ.
(حضر)
فلَان حضارة أَقَامَ فِي الْحَضَر وَالْغَائِب حضورا قدم وَالشَّيْء وَالْأَمر جَاءَ وَالصَّلَاة حل وَقتهَا وَعَن فلَان قَامَ مقَامه فِي الْحُضُور والمجلس وَنَحْوه شهده وَالْأَمر فلَانا نزل بِهِ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {كتب عَلَيْكُم إِذا حضر أحدكُم الْمَوْت إِن ترك خيرا الْوَصِيَّة للْوَالِدين والأقربين} ) وخطر بِبَالِهِ وَالْأَمر بِخَير رأى فِيهِ رَأيا حسنا

حضر


حَضَرَ(n. ac. حَضَاْرَة
حُضُوْر)
a. Was present at, with
b. Came to; occurred to, came into the mind of.
c. ['An], Removed, went away, from.
d. [Ila], Presented himself before.
e. Stayed at; had a fixed habitation.

حَضَّرَa. see IV
حَاْضَرَa. Was present at, witnessed.
b. Was quick in replying.
c. Conversed with.
d. Raced; competed, contended with.

أَحْضَرَa. Caused to come; brought, presented to.

تَحَضَّرَإِحْتَضَرَa. Was present.
b. Presented himself.

إِسْتَحْضَرَa. Caused to come into his presence.
b. Presented itself to the mind.
c. Reined up (horse).
حَضْرَةa. Presence.
b. Vicinity.
c. Lordship, Excellency; Highness (titles).

حَضَرa. Presence.
b. Vicinity.
c. see 22t
مَحْضَر
(pl.
مَحَاْضِرُ)
a. Fixed dwelling, habitation.
b. Assembly; persons present.
c. Presence.
d. Deed signed by witnesses.

حَاْضِر
(pl.
حَضَرَة
حُضَّر
حُضُوْر
حُضَّاْر)
a. Present; arrived.
b. Prepared, ready.
c. Nonnomadic Arab.

حَاْضِرَة
(pl.
حَوَاْضِرُ)
a. fem. of
حَاْضِرb. see 22t
حَضَاْرَةa. Country inhabited by nonnomadic tribes.

حَضِيْرَةa. Band, troop of men.
b. Vanguard.
c. Place of meeting.

في الحَاضِر
a. At the present moment; at once.
ح ض ر : حَضَرْتُ مَجْلِسَ الْقَاضِي حُضُورًا مِنْ بَابِ قَعَدَ شَهِدْتُهُ وَحَضَرَ الْغَائِبُ حُضُورًا قَدِمَ مِنْ غَيْبَتِهِ وَحَضَرَتْ الصَّلَاةُ فَهِيَ حَاضِرَةٌ وَالْأَصْلُ حَضَرَ وَقْتُ الصَّلَاةِ.

وَالْحَضَرُ بِفَتْحَتَيْنِ خِلَافُ الْبَدْوِ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهِ حَضَرِيٌّ عَلَى لَفْظِهِ وَحَضَرَ أَقَامَ بِالْحَضَرِ وَالْحَضَارَةُ بِفَتْحِ الْحَاءِ وَكَسْرِهَا سُكُونُ الْحَضَرِ وَحَضَرَنِي كَذَا خَطَرَ بِبَالِي.

وَاحْتَضَرَهُ أَشْرَفَ عَلَيْهِ فَهُوَ فِي النَّزْعِ وَهُوَ مَحْضُورٌ وَمُحْتَضَرٌ بِالْفَتْحِ وَكَلَّمْتُهُ بِحَضْرَةِ فُلَانٍ أَيْ بِحُضُورِهِ وَحَضْرَةُ الشَّيْءِ فِنَاؤُهُ وَقُرْبُهُ وَكَلَّمْتُهُ بِحَضَرِ فُلَانٍ وِزَانُ سَبَبٍ لُغَةٌ وَبِمَحْضَرِهِ أَيْ بِمَشْهَدِهِ وَحَضِيرَةُ التَّمْرِ الْجَرِينُ وَحَضِرَ فُلَانٌ بِالْكَسْرِ لُغَةٌ وَاتَّفَقُوا عَلَى ضَمِّ الْمُضَارِعِ مُطْلَقًا وَقِيَاسُ كَسْرِ الْمَاضِي أَنْ يُفْتَحَ الْمُضَارِعُ لَكِنْ اُسْتُعْمِلَ الْمَضْمُومُ مَعَ كَسْرِ الْمَاضِي شُذُوذًا وَيُسَمَّى تَدَاخُلَ اللُّغَتَيْنِ وَحَضْرَمَوْتُ بُلَيْدَةُ مِنْ الْيَمَنِ بِقُرْبِ عَدَنَ وَيُنْسَبُ إلَيْهَا حَضْرَمِيٌّ.
حضر الحَضَرُ: خِلافُ البَدْوِ. والحاضِرَةُ: ضِدُّ البادِيَةِ. والحِضَارَةُ والبِدَاوَةُ، والحَضَارةُ مِثْلُه. والحُضُوْرُ: جَمَاعَةُ الحاضِرِ. والحَضرَةُ: قُرْبُ الشَّيْء. وضَرَبْتُه بمَحْضَرِ فلانٍ وبحَضْرَتِهِ وحُضْرَتِه وحُضْرِه وحَضَرِه. وحَضِرَ يَحْضُرُ حُضُوْراً. والحاضِرُ: الحَيُّ إذا حَضَرُوا مُجْتَمَعَهم، وقَوْمٌ حُضَّرٌ. وجَمْعُ المَحْضَرِ: المَحَاضِرُ. والمُحَاضَرَةُ: أنْ يُحَاضِرَكَ إنسانٌ بِحَقِّكَ فيَذْهَب به غَلَبَةً. وحَضَارِ: في مَعْنى احْضُرْ. وحَضَرَتِ الصَّلاةُ وحَضِرَتْ، تَحْضُرُ فيهما. والحَضِيْرَةُ: الجَمَاعَةُ من القَوْمِ سَبْعَةٌ أو ثَمانِيَةٌ، وجَمْعُها: حَضَائرُ، وكذلك الحَضْرَةُ. والحُضْرُ والحِضَارُ: من عَدْوِ الدَّوابِّ، والفِعْلُ: أحْضَرَ إحْضَاراً. وفَرَسٌ مِحْضِيْرٌ ومِحْضِيْرَةٌ ومِحْضَارٌ. ورَجُلٌ حَضُرٌ: شَديدُ الحُضْرِ. وحَضْرٌ: حَضَرَ بِخَيْرٍ وبَيَانٍ، وإِنَّه لَحَسَنُ الحُضْرَةِ. وهو مِنِّي حُضْرَ الفَرَسِ. والحَضِيْرُ: ما اجْتَمَعَ من جايِئَةِ المِدَّةِ في الجُرْح، ومن السُّخْدِ في السَّلى. وحَضَارِ والوَزْنُ: كَوْكَبانِ، وهو المُحْلِفُ. ويُسمّى الثَّوْرُ الأبْيَضُ: حَضَارِ. ويُقال للإِبِلِ: لَكَ شُوْمُها وحَضَارُها، وتُكْسَرُ الحاءُ أيضاً. وناقَةٌ حَضَارِ: إذا جَمَعَتْ قُوَّةً ورُحْلَةً. وحَضْرَمَوْتُ: اسْمَانِ جُعِلا اسْماً واحِداً، وفيه لُغَاتٌ. والحاضِرُ: العِيْدَانُ وصِغَارُ الحَطَبِ في قَوْلِه:
عليها عَدَوْلِيُّ الهَشِيْمِ وحاضِرُهْ
والحُضَارُ: داءٌ يكونُ في الإِبل. والحَضْرُ من الرِّجال: الذي يَتَعَرَّضُ لِطَعَامِ القَوْمِ وهو عنه غَنِيٌّ. والحَضْرُ: قَصْرٌ. ومَحْضُوْرَاءُ: ماءٌ من مِيَاهِ العَرَب.
حضر
الحَضَر: خلاف البدو، والحَضَارة والحِضَارَة: السكون بالحضر، كالبداوة والبداوة، ثمّ جعل ذلك اسما لشهادة مكان أو إنسان أو غيره، فقال تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ
[البقرة/ 180] ، نحو: حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ [الأنعام/ 61] ، وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ [النساء/ 8] ، وقال تعالى: وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ [النساء/ 128] ، عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ [التكوير/ 14] ، وقال: وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ [المؤمنون/ 98] ، وذلك من باب الكناية، أي:
أن يحضرني الجن، وكني عن المجنون بالمحتضر وعمّن حضره الموت بذلك، وذلك لما نبّه عليه قوله عزّ وجل: وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ [ق/ 16] ، وقوله تعالى: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ [الأنعام/ 158] ، وقال تعالى: ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً
[آل عمران/ 30] ، أي: مشاهدا معاينا في حكم الحاضر عنده، وقوله عزّ وجلّ: وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ
[الأعراف/ 163] ، أي: قربه، وقوله: تِجارَةً حاضِرَةً [البقرة/ 282] ، أي: نقدا، وقوله تعالى:
وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ [يس/ 32] ، وفِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ [سبأ/ 38] ، شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ [القمر/ 28] ، أي:
يحضره أصحابه، والحُضْر: خصّ بما يحضر به الفرس إذا طلب جريه، يقال: أَحْضَرَ الفرس، واستحضرته: طلبت ما عنده من الحضر، وحاضرته مُحَاضَرَة وحِضَارا: إذا حاججته، من الحضور، كأنه يحضر كلّ واحد حجّته، أو من الحضر كقولك: جاريته، والحضيرة: جماعة من الناس يحضر بهم الغزو، وعبّر به عن حضور الماء، والمَحْضَر يكون مصدر حضرت، وموضع الحضور.
ح ض ر

حضرني فلان، وأحضرته، واستحضرته. وطلبته فأحضرنيه صاحبه. وهو من حاضري البلد، ومن الحضور. وفعلت كذا وفلان حاضر، وفعلته بحضرته، وبمحضره. وحضار بمعنى أحضر. وحاضرته: شاهدته. وهو من أهل الحضر، والحاضرة، والحواضر. وهو حضري بين الحضارة، وبدويّ بين البداوة. وهو بدوي يتحضر، وحضري يتبدى. وأحضر الفرس، وما أشد حضره! وفرس محضير، وخيل محاضير. ونقول: ما السبق في المضامير. إلا للجرد المحاضير. وهو منّي حضر الفرس. وحاضرته: عاديته من الحضر. وحضرم في كلامه: لم يعربه. وفي أهل الحضر الحضرمة كان كلامه يشبه كلام أهل حضرموت، لأن كلامهم ليس بذاك، أو يشبه كلام أهل الحضر، والميم زائدة.

ومن المجاز: حضرت الصلاة. وأحضر ذهنك. وجاءنا ونحن بحضرة الدار، وحضرة الماء: بقربهما. وقال أبو دؤاد:

ومنهل لا يبيت القوم حضرته ... من المخافة أجنٍ ماؤه طامي

وكنت حضرة الأمر إذا كنت حاضره. قال عمر بن أبي ربيعة:

ولقد قلت حضرة البين إذ جد ... رحيل وخفت أن أستطارا

وحضرت الأمر بخير إذا رأيت فيه رأياً صواباً وكفيته. وفلان حسن الحضرة إذا كان كذلك. وإنه لحضر لا يزال يحضر الأمور بخير: وجمع الحضرة يريد بناء دار، وهي عدة البناء من الآجر والجص وغيرهما. واللبن محضور ومحتضر، فقط إناءك أن يحصره الذباب والهوام. وهو حاضر الجواب. وحاضر بالنوادر. وحضر المريض واحتضر: حضره الموت. قال الشماخ:

فأوردها معاً ماءً رواءً ... عليه الموت يحتضر احتضاراً

وحضره الهم واحتضره وتحضره. قال الأسود ابن يعفر:

نام الخل وما أحس رقادي ... والهم محتضر لدي وسادي

وقال الطرماح:

وأخو الهموم إذا الهموم تحضرت ... جنح الظلام وساده لا يرقد
ح ض ر: (حَضْرَةُ) الرَّجُلِ قُرْبُهُ وَفِنَاؤُهُ. وَكَلَّمَهُ بِحَضْرَةِ فُلَانٍ وَ (بِمَحْضَرِ) فُلَانٍ أَيْ بِمَشْهَدٍ مِنْهُ. وَ (الْحَضَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ خِلَافُ الْبَدْوِ. وَ (الْمَحْضَرُ) السِّجِلُّ. وَ (الْحَاضِرُ) ضِدُّ الْبَادِي وَ (الْحَاضِرَةُ) ضِدُّ الْبَادِيَةِ وَهِيَ الْمُدُنُ وَالْقُرَى وَالرِّيفُ، وَالْبَادِيَةُ ضِدُّهَا. يُقَالُ: فُلَانٌ مِنْ أَهْلِ الْحَاضِرَةِ وَفُلَانٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، وَفُلَانٌ (حَضَرِيٌّ) وَفُلَانٌ بَدَوِيٌّ وَفُلَانٌ (حَاضِرٌ) بِمَوْضِعِ كَذَا أَيْ مُقِيمٌ بِهِ. وَ (الْحِضَارَةُ) بِالْكَسْرِ الْإِقَامَةُ فِي الْحَضَرِ عَنْ أَبِي زَيْدٍ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: هُوَ بِالْفَتْحِ. وَ (الْحُضُورُ) ضِدُّ الْغَيْبَةِ وَبَابُهُ دَخَلَ. وَحَكَى الْفَرَّاءُ: (حَضِرَ) بِالْكَسْرِ لُغَةٌ فِيهِ يُقَالُ: حَضِرَ الْقَاضِيَ امْرَأَةٌ. قَالَ: وَكُلُّهُمْ يَقُولُونَ يَحْضُرُ بِالضَّمِّ. قُلْتُ: وَفِي الدِّيوَانِ جَعَلَ هَذِهِ اللُّغَةَ مِنْ بَابِ فَعَلَ يَفْعُلُ. وَيُقَالُ: اللَّبَنُ (مُحْتَضَرٌ) وَ (مَحْضُورٌ) فَغَطِّ إِنَاءَكَ، أَيْ كَثِيرُ الْآفَةِ، وَإِنَّ الْجِنَّ تَحْضُرُهُ. وَالْكُنُفُ مَحْضُورَةٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} [المؤمنون: 98] أَيْ أَنْ تُصِيبَنِي الشَّيَاطِينُ بِسُوءٍ. وَقَوْمٌ (حُضُورٌ) أَيْ حَاضِرُونَ وَهُوَ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرٌ. وَ (حَضْرَمَوْتُ) اسْمُ بَلَدٍ وَقَبِيلَةٍ أَيْضًا. وَهُمَا اسْمَانِ جُعِلَا وَاحِدًا فَإِنْ شِئْتَ بَنَيْتَ الِاسْمَ الْأَوَّلَ عَلَى الْفَتْحِ وَأَعْرَبْتَ الثَّانِي بِإِعْرَابِ مَا لَا يَنْصَرِفُ فَقُلْتَ هَذَا حَضْرَمَوْتُ. وَإِنْ شِئْتَ أَضَفْتَ الْأَوَّلَ إِلَى الثَّانِي فَقُلْتَ هَذَا حَضْرُمَوْتٍ أَعْرَبْتَ حَضْرًا وَخَفَضْتَ مَوْتًا. وَكَذَا الْقَوْلُ فِي سَامَّ أَبْرَصَ وَرَامَ هُرْمُزَ وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِ (حَضْرَمِيٌّ) . 
[حضر] في ح ورود النار: ثم يصدرون عنها بأعمالهم كلمح البصر، ثم كالريح، ثم "كحضر" الفرس، هو بالضم العدو، وأحضر فهو محضر إذا عدا. ومنه ح: أقطع الزبير "حضر" فرسه بأرض المدينة. ط: أقطع أعطاه، وأراد بالورود الجواز على الصراط، ثم يصدرون أي ينصرفون عنها أي ينجون منها، وثم لتراخى الرتبة، والحضر بمضمومة فساكنة العدو الشديد. نه ومنه: فانطلقت مسرعاً أو "محضراً". وفيه: لا يبع "حاضر" لباد، الحاضر المقيم في المدن والقرى، والبادي من في البادية، والمنهي أن يأتي البدوي ومعه قوت يبغي التسارع إلى بيعه رخيصاً، فيقول له الحضري: اتركه عند لأغالي في بيعه، وهذا إذا كانت السلعة مما تعم الحاجة إليها كالقوت، وإن كثر القوت واستغنى عنه ففي التحريم تردد، بناءً على زوال الضرر، أو ظاهر عموم النهي وحسم باب الضرر، وعن ابن عباس معناه لا يكون له سمساراً. وفيه: كنا "بحاضر" يمر بنا الناس، الحاضر القوم على ماء يقيمون به ولا يرحلون عنه، ويقال للمناهل: المحاضر، للاجتماع والحضور عليها، الخطابي: ربما جعلوا الحاضر اسماً للمكان المحضور، يقال: نزلنا حاضر بني فلان، فاعل بمعنى مفعول. ومنه ح: وقد أحاطوا بحاضر فعم. وح: هجرة "الحاضر" أي المكان المحضور. وفي ح الضب: "يحضرني" من الله حاضرة، أي جماعة الملائكة. ومنه ح صلاة الصبح: فإنها مشهودة "محضورة" أي تحضرها ملائكة الليل والنهار. وح: هذه الحشوش "محتضرة" أي يحضرها الجن والشياطين. ط: لقصد الأذى. قا: "فإنهم "لمحضرون"" أي في العذاب. نه وفيه: ما "بحضرتكم" أي ما هو حاضر عندكم موجود ولا تكلفوا غيره. ومنه: كنا "بحضرة" ماء، أي قربه. وفيه: ذكر صلى الله عليه وسلم الأيام وما في كل [منها] من الخير والشر ثم قال: والسبت "أحضر" إلا أن له أشطراً، أي هو أكثر شراً وهو أفعل من الحضور، ومنه: "حضر" فلان و"احتضر" إذا دنا موته، وروى بخاء معجمة وقيل: هو تصحيف، قوله: إلا أن له أشطراً، أي له خير مع شره، ومنه: حلب الدهر أشطره، أي نال خيره وشره. وفيه: كفن صلى الله عليه وسلم في ثوبين "حضوريين" هو منسوب إلى حضور قرية باليمن. وحضير بفتح حاء قاع يسيل عليه فيض النقيع بنون. ن: "فأحضر فأحضرت" هو أشد من الهرولة، والهرولة فوق الإسراع. ش ومنه: فخرجت "أحضر" بضم همزة وسكون حاء أي أعدو. ن: "حضرت" الملائكة هم غير الحفظة، ووظيفتهم كتابة حاضري الجمعة. وح: هو "بحضرة" العدو، وهو مثلثة الحاء وبفتحتين مع حذف الهاء. ومنه: "حضرة" الأضحى. ط: أسرعوا إلى "حضائرهم" الحضيرة النخيلة ينتشر بسرها وهو أحضر. غ: ""حاضرة" البحر" مجاورته. و"كل شرب محتضر" أي يحضرون حظهم من الماء وتحضر الناقة حظها. واستحضر دابته حملها على الحضر.
باب الحاء والضاد والراء معهما ح ض ر، ر ح ض، ح ر ض، ض ر ح، ر ض ح مستعملات

حضر: الحَضَرُ: خلافُ البَدْو، والحاضِرة خلاف البادية لأن أهل الحاضرة حَضَروا الأمصارَ والديار. والباديةُ يُشبِهُ أنْ يكونَ اشتِقاق اسمه من: بدا يبدو أى بَرَزَ وظَهَرَ، ولكنّه اسم لزم ذلك الموضع خاصَّةً دونَ ما سِواه، [والحَضْرَةُ: قرب الشَّيء] . تقول: كنت بحَضرةِ الدار، قال:

فشَلَّتْ يَداهُ يومَ يحمِلُ رأسَه  ... إلى نَهشَل والقَومُ حَضرةَ نَهْشَلِ

وضَرَبُته بحَضْرَة فلانٍ، وبمَحْضَره أحسَنُ في هذا. والحاضِرُ: هُمُ الحَيُّ إذا حَضَروا الدارَ التي بها مُجتَمَعهُم فصارَ الحاضر اسماً جامعاً كالحاجِّ والسامِرِ ونحوِهما، قال:

في حاضِرٍ لَجِبٍ باللَّيْلِ سامرُه ... فيه الصواهل والرايات والعَكَرُ

والحُضْر والحِضار: من عَدْوِ الدابَّة، والفعل: الإحضار. وفَرَسٌ مِحضير بمعنى مِحضار غيرَ أنّه لا يقالُ إلا بالياء وهو من نَوادر كلام العرب، قال امرؤ القيس:

استلحم الوحش على أحشائها ... أهوَجُ مِحضيرٌ إذا النقْعُ دَخَنْ

والحضيرُ: ما اجتَمَعَ من [جائية] المِدَّةِ في الجُرْح، وما اجتَمَعَ من السُّخد في السَّلا ونحوه. والمُحاضرةُ: أنْ يُحاضِرَك إنسان بحَقّكَ فيذهَب به مُغالَبةً ومُكابَرةٌ. والحِضار: اسم جامع للإبِلِ البِيض كالهِجان، الواحدةُ والجميع في الحضار سَواءٌ. وتقول: حَضارِ. أي: احضَرْ مثلُ نَزالِ بمعنَى انزل. وتقول: حضرت الصَّلاةُ، لغة أهل المدينة، بمعنى حَضَرت، وكلهم يقولون: تَحضُر. وحَضارِ: اسم كوكب معروف، مجرورٌ أبداً. وحَضْرَمَوْت: اسمان جُعِلا اسماً واحداً ثم سُمِّيَت به تلك الَبْلَدة، ونظيرهُ: أحمرجون .

رحض: ثَوبٌ رَحيضٌ ومَرْحُوضٌ: أي: مَغسُول. والرحْضُ: الغَسْل.

وقالتْ عائشة في عُثمانَ: استَتابوه حتى إذا تَرَكوه كالثَوْبِ الرَّحيض أحالوا عليه فقَتَلُوه .

والمِرْحَضةُ: شيءٌ يُتَوَضَّأ فيه مثل كنيف وكذلك المِرحاضُ وهو المُغَتسَل. والرُحَضاء: عَرَق الحُمَّى، رُحِض الرجُلُ أخَذَتْهُ الرُحَضاءُ.

حرض: التَحريضٌ: التَحضيضُ. والحُرضُ، (مثقل) ، الأشْنان، والمِحْرَضةُ: وِعاؤه. وقوله تعالى: حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أي مُحْرَضاً يُذيبك الهَمُّ، وهو المُشرِف حتى يكاد يَهلِك. رجلٌ حَرَضٌ ورجالٌ أحراض. والحَرَضُ: الذي لا خير فيه لؤماً ودقّةً من كلّ شيءٍ. [والفِعل منه : حَرُضَ يحرُضُ حُروضاً. وناقةٌ حَرَضٌ وإبِلٌ أحراض: وهو الضاوي الرديءُ.

ضرح: الضَرْحُ: حَفرُكَ الضَريحَ للميِّت وهو قَبْرٌ بلا لَحْدٍ، ضَرَّحْتُ له. والضَرْحُ: الرَمْيُ بالشيْءِ. واضطَرُحوا فلاناً: إذا رَمَوا به، والعامَّةُ تقول: اطَّرَحُوه، يظُنُّونَ أنَّه من الطَرْح وإنّما هو من الضَرْح، قال:

ضرحاً بصليات النُسور نحتبي  ويقال: الضَرْحُ الرُمْح. والضرُّاح بيت في السَّماء. والمَضْرَحيُّ من الصِقُوُر: ما طالَ جناحاه، قال طرفة:

كأنَّ جَناحَي مَضْرحَيٍّ تَكَنَّفا

ويقال للرجل السيد السَريِّ: مَضْرَحيّ. ويقال المَضْرَحّي. ويقال المَضْرَحِيُّ: الأبيضُ من كلّ شَيءٍ.

رضح: الرَضْحُ: رَضْحُك النَّوَي بالمِرْضاح أي: بالحَجَر، والخاء لغة قليلة.
[حضر] حَضْرَةُ الرجل: قُربه وفِناؤه. والحَضْرُ: بلدٌ بإزاء مَسكَن. ويقال: كَلَّمته بَحَضْرَةِ فلانٍ وبِمَحْضَرٍ من فلان، أي بمشهدٍ منه. وحكى يعقوبُ: كلَّمته بَحَضرِ فلان، بالتحريك. والحَضَرُ أيضاً: خلاف البَدْو. والمَحْضَرُ: السِجِلُّ. والمحضر: المرجع إلى المياه. وفلان حسَنُ المَحْضَرِ: إذا كان ممّن يذكر الغائبَ بخير. يقال: فلان حسن الحِضْرَةِ والحَضْرَةِ. وكلَّمته بِحَضْرَةِ فلان وحُضْرَتِهِ وحِضْرَتِهِ. والحُضْرُ بالضم: العَدْوُ: يقال: أَحَضَرَ الفرسُ إحضاراً واحْتَضَرَ، أي عدا. واسْتَحْضَرْتُهُ أعديته. وهذا فرسٌ مِحْضيرٌ، أي كثير العَدْو. ولا يقال مِحْضارٌ، وهو من النوادر. والحاضِرُ: خلاف البادي. والحاضِرةٌ: خلاف البادية: وهي المدن والقرى والريف. والبادية خلاف ذلك. يقال: فلانٌ من أهل الحاضِرَةِ وفلان من أهل البادية، وفلان حَضَريٌّ وفلان بدويٌّ. والحاضِرُ: الحى العظيم. يقال: حاضر طيئ. وهو جمع، كما يقال سامِرٌ للسمَّار، وحاجٌّ للحُجَّاج. قال حسان: لنا حاضِرٌ فَعْمٌ وبادٍ كأنَّه * قطينُ الإلهِ عِزَّةً وتَكَرُّما - وفلان حاضِرٌ بموضع كذا، أي مقيمٌ به. ويقال: على الماء حاضِرٌ. وهؤلاء قومٌ حُضَّارٌ، إذا حَضَروا المياه، ومحاضر. قال لبيد: * وعلى المياهِ مَحاضِرٌ وخيامُ * وحَضَرَة، مثل كافر وكفرة. وحَضارِ، مثل قطام: نجمٌ. يقال: " حَضارِ والوَزْنُ مُحْلِفان "، وهما نجمان يَطلُعان قبل سهيل فيُحلَف أنَّهما سُهَيل للشَبَه. والحَضيرَةُ: الأربعة والخمسة يَغْزُون. قالت سَلْمى الجُهَنيّة تَرْثي أخاها أسعَدَ: يَرِد المياه حضيرَةً ونَفيضةً * وِرْدَ القطاةِ إذا اسمألَّ التُبَّعُ - والجمع الحَضائِرُ. قال الهذليّ: رجالُ حروب يَسْعَرون وحَلْقةٌ * من الدارِ لا تأتي عليها الحَضائِرُ - والحَضيرةُ: ما اجتمع في الجُرح من المِدَّة، وفي السَلا من السُخْدِ. يقال: ألقت الشاة حَضيرتها، وهي ما تلقيه بعد الولد من السُخد والقذى. وحاضَرْتُهُ: جاثَيتُه عند السلطان، وهو كالمبالغة والمكاثرة. وحاضَرْتُهُ حِضاراً: عَدَوْتَ معه. والحَضارُ أيضاً من الإبل: الهجان، واحده وجمعه سواء. قال أبو ذؤيب: فلا تشترى إلا برج سباؤها * بنات المخاض شومها وحضارها - أي سودها وبيضها. ورواه أبو عمرو: " شيمها " وهما بمعنى، الواحد أشيم. ويقال: ناقة حِضارٌ، إذا جمعت قوّةً ورُِحلةً، أي جَودة سير. والحِضارة: الإقامة في الحضَر، عن أبي زيد. وكان الأصمعيُّ يقول: الحَضارة بالفتح. قال القطاميُّ: ومن تكن الحَضارَةُ أعجبته * فأيَّ رجالِ باديةٍ تَرانا - والحُضورُ: نقيض الغَيبة. وقد حَضَرَ الرجل حُضوراً، وأَحْضَرَهُ غيره. وحكى الفرّاء حَضِرَ بالكسر: لغة فيه. يقال: حَضِرَتِ القاضي اليومَ امرأةٌ. قال: وأنشدنا أبوثروان العكلى لجرير على هذه اللغة: ما مَن جفانا إذا حاجاتنا حَضِرَتْ * كمن لنا عنده التكريم واللَطَفُ - قال: وكلُّهم يقول: يَحْضُرُ بالضم. ورجلٌ حَضِرٌ: لا يصلح للسفر. والمُحْتَضِرُ: الذي يأتي الحَضَرَ، وهو خلاف البادى. وحضره الهم واحتضره وتحضره، بمعنىً. واللبن مُحْتَضَرٌ ومَحْضَورٌ، أي كثرة الآفة وأن الجن تحضره. يقال: اللبن محتضر فغط إناءك والكنف محضورة. وقوله تعالى:

(وأعوذ بِكَ رَبِّ أن يَحْضُرونِ) * أي أنْ تصيبني الشياطين بسوء. وقومٌ حُضورٌ، أي حاضرون، وهو في الاصل مصدر. وحضور بالفتح: بلد باليمن. وقال غامد: تغمدت شرا كان بين عشيرتي * فأسماني القيل الحضوري غامدا - وحضرموت: اسم بلد وقبيلة أيضا، وهما اسمان جعلا واحدا، وإن شئت بنيت الاسم الاول على الفتح وأعربت الثاني إعراب مالا يتصرف فقلت: هذا حضرموت، وإن شئت أضفت الاول إلى الثاني فقلت هذا حضرموت أعربت حضرا. وخفضت موتا. وكذلك القول في سام أبرص، ورام هرمز. والنسبة إليه حضرمى، والتصغير حضيرموت، تصغر الصدر منهما. وكذلك الجمع، يقال: فلان من الحضارمة.
الْحَاء وَالضَّاد وَالرَّاء

الحُضُورُ، نقيض المغيب. حضَرَ يحْضُرُ حُضوراً وحِضارَةً. ويعدى فَيُقَال: حَضَرَه، وحَضِرَه يَحضُرُه وَهُوَ شَاذ. والمصدر كالمصدر.

وتَحَضَّرَهُ الْهم، كحضَرَه. قَالَ ابْن هرمة:

وأرَى الهمُومَ تحَضَّرتْني مَوْهِنا ... فمَنَعْنَني فرْشِي وليِنَ وسائدِي

وأحضَرَ الشَّيْء، وأحضَرَه إِيَّاه. وَقَوله تَعَالَى: (ثُمَّ هُوَ يومَ القِيامَةِ من المُحضَرِين) أَي من المحضرين الْعَذَاب. جَاءَ فِي التَّفْسِير أَن هَذِه الْآيَة نزلت فِي النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأبي جهل ابْن هِشَام، فالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعده الله وَعدا حسنا فَهُوَ لاقيه فِي الدُّنْيَا، بِأَنَّهُ نُصِرَ على عدوه، وَهُوَ فِي الْآخِرَة فِي أَعلَى الْمَرَاتِب فِي الْجنَّة. وَأَبُو جهل من المحضرين. وَقيل: إِنَّمَا يَعْنِي بِهِ الْمُؤمن وَالْكَافِر: فالمؤمن آمن بِاللَّه وَرُسُله وأطاعه ووقف عِنْد أمره، فلقَّاه جَزَاء ذَلِك فِي الْجنَّة، وَالْكَافِر مُتِّع الْحَيَاة الدُّنْيَا وَلم يُؤمن بِاللَّه، فَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة من المحضرين.

وَكَانَ ذَلِك بحضرَة فلَان وحِضْرَتِه وحُضرَته وحَضَرَهِ ومَحْضَرِه. وَرجل حاضِرٌ، وَقوم حُضَّرٌ وحُضُورٌ. وَإنَّهُ لحسن الحِضْرَةِ، إِذا حضَرَ بِخَير.

والحَضَرُ والحَضرَةُ والحاضِرَةُ والحِضارَةُ والحَضارَةُ، خلاف الْبَادِيَة، سميت بذلك لِأَن أَهلهَا حَضَروا الْأَمْصَار ومساكن الديار الَّتِي يكون لَهُم بهَا قَرَار. والبادية يشبه أَن يكون اشتقاق اسْم من: بدا يَبْدُو، أَي برز وَظهر، وَلكنه اسْم لزم ذَلِك الْموضع خَاصَّة دون مَا سواهُ.

والحاضرَةُ والحاضرُ، الْحَيّ إِذا حَضَرُوا الدَّار الَّتِي فِيهَا مجتمعهم، قَالَ:

فِي حاضِرٍ لجِبٍ بالليَّلِ سامِرُه ... فِيهِ الصَّواهلُ والراياتُ والعكَرُ

وحاضِرو الْمِيَاه وحُضَّارُها، الكائنون عَلَيْهَا قَرِيبا لأَنهم يَحْضُرونها أبدا.

والمحضَرُ، الْمرجع إِلَى الْمِيَاه.

وَرجل حَضَرٌ وحَضِرٌ، يتحين طَعَام النَّاس حَتَّى يَحْضُرَه.

والحضِيرَةُ: مَوضِع التَّمْر.

والحَضِيرَةُ: جمَاعَة الْقَوْم. وَقيل: الحَضِيرَةُ من الرِّجَال، السَّبْعَة أَو الثَّمَانِية. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب أَو شهَاب ابْنه:

رِجالُ حُروبٍ يَسْعَرُونَ وحَلْقَةٌ ... من الدهرِ لَا تأتى عَلَيْهَا الحَضائرُ

وَقيل: الحضِيرَةُ، الْأَرْبَعَة أَو الْخَمْسَة يغزون. وَقيل: هم النَّفر يغزى بهم. وَقيل: هم الْعشْرَة فَمن دونهم، قَالَ الْفَارِسِي: حَضِيرَةُ الْعَسْكَر، مقدمتهم.

والحَضِيرَةُ: مَا تلقيه الْمَرْأَة من ولادها. وحَضِيرَةُ النَّاقة، مَا ألقته بعد الْولادَة. والحضِيَرُة، انْقِطَاع دَمهَا.

والحَضِيرَةُ، دم غليظ يجْتَمع فِي السلى. والحَضِيرُة: مَا اجْتمع فِي الْجرْح من جائبة الْمَادَّة، وَفِي السلى من السخد وَنَحْو ذَلِك.

والمحاضَرَةُ: المجالدة، وَهُوَ أَن يغالبك على حَقك فيغلبك عَلَيْهِ وَيذْهب بِهِ. وَرجل حَضُرٌ، ذُو بَيَان.

وحضَارِ، مَبْنِيَّة مُؤَنّثَة، نجم يطلع قبل سُهَيْل فيظن النَّاس بِهِ انه سُهَيْل، وَهُوَ أحد المحلفين. وَقَالَ ثَعْلَب: حَضارِ، نجم يخفى فِي بعد، وَأنْشد:

أرَى نارَ ليْلى بالعقيق كَأَنَّهَا ... حَضارِ إِذا مَا أعرضَتْ وفُرودُها

الفرود، نُجُوم تخفى حول حَضارِ، يُرِيد أَن النَّار تخفى لبعدها كَهَذا النَّجْم الَّذِي يخفى لبعد. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أما مَا كَانَ آخِره رَاء فَإِن أهل الْحجاز وَبني تَمِيم متفقون فِيهِ، ويختار بَنو تَمِيم فِيهِ لُغَة أهل الْحجاز، كَمَا اتَّفقُوا فِي " نزال " الحجازية لِأَنَّهَا هِيَ اللُّغَة الأولى القدمى، فَزعم الْخَلِيل رَحمَه الله أَن إجناح الْألف أخف عَلَيْهِم، يَعْنِي الإمالة ليَكُون الْعَمَل من وَجه وَاحِد، فكرهوا ترك الخفة وعاموا أَنهم إِن كسروا الرَّاء وصلوا إِلَى ذَلِك، وَأَنَّهُمْ إِن رفعوا لم يصلوا، وَقَالَ: وَقد يجوز أَن ترفع وتنصب مَا كَانَ فِي آخِره الرَّاء، قَالَ: فَمن ذَلِك، حضار لهَذَا الْكَوْكَب، وسفار اسْم مَاء، ولكنهما مؤنثان كماوية والشعرى، قَالَ: فَكَأَن تِلْكَ اسْم الماءة، وَهَذَا اسْم الكوكبة.

والحِضارُ من الْإِبِل، الْبَيْضَاء. الْوَاحِد وَالْجمع فِي ذَلِك سَوَاء، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يصف الْخمر:

فَمَا تُشْترَي إِلَّا بربحٍ سِباؤُها ... بناتُ المخاضِ شُومُها وحِضارُها

شومها: سودها.

وحضار: اسْم للثور الْأَبْيَض.

والحَضْرُ: شحمة فِي الْعَانَة وفوقها.

والحُضْرُ والإحْضَارُ: ارْتِفَاع الْفرس فِي عدوه عَن الثعلبية، فالحُضْرُ الِاسْم، والإحضارُ الْمصدر. وَقَالَ كرَاع: أحْضَرَ الْفرس إحضَاراً وحُضْراً، وَكَذَلِكَ الرجل. وَعِنْدِي أَن الحُضْرَ الِاسْم والإحضار الْمصدر. وَفرس محْضِيرٌ. الذّكر وَالْأُنْثَى فِي ذَلِك سَوَاء.

والمِحْضَرَةُ: الدرة تضرب بهَا الدَّابَّة، عَن الهجري، أرى ذَاك لِأَنَّهَا إِذا ضربت بهَا أحْضَرَتْ. وحُضَيرُ الْكَتَائِب، رجل من سَادَات الْعَرَب، وَقد سمت: حاضِراً ومحاضِرا وحَضِيراً.

والحَضَرُ: مَوضِع، وحَضْرَمَوْتُ: اسْم بلد. ولغة هُذَيْل: حَضْرَمُوتُ. قَالَ ابْن جني: فِيهِ عِنْدِي قَولَانِ: أَحدهمَا انه لما كَانَ علما ومركبا دخله تَغْيِير الفتحة إِلَى الضمة، كأشياء تجوز فِي الْأَعْلَام مُخْتَصَّة بهَا، كموهب وتهلل، وَالْآخر أَن يكون لما رأى الاسمين قد ركبا مَعًا وجريا مجْرى الشّبَه، تمم الشّبَه بَينهمَا فضم الْمِيم ليصير حَضْرَمُوت على وزن عَضْرَفُوطٍ، فَإِذا فعل هَذَا، ذهب فِي ترك صرفه إِلَى التَّعْرِيف والتأنيث للبلدة.

وحَضُورٌ، جبل بِالْيمن.
حضر: حَضَر: أتى. ففي تاريخ بني زيان (ص95 ق): حضر من فاس إلى تلمسان.
وحضر الكُتَّاب: ذهب إلى الكُتَّاب أي موضع تعليم الصبيان. ففي رياض النفوس (ص70 و): فسأل أبي عني أن كنت أحضر الكتاب فقال له أبي نعم أي فسأل أبي إن كنت أذهب إلى الكتَّاب.
وحضر على فلان: شهد الدرس الذي يلقيه (أنظر سمع على) (المقري 1: 842). ويقال أيضا: حضر عند فلان (ميرسنج ص21).
ويقال حضر على فلان كتاباً (طنطاوي في زيشر كند 7: 51).
ولم أحضر نحواً: لم أشهد درس النحو (نفس المصدر 1: 7) وحضرت في النحو والفقه: (نفس المصدر 1: 3).
ويذكر بوشر: حضر له وحضرني كذا. وعند لين: أتأذنين في ذكر شيء حضر، أي تأذنين في ذكر شيء خطر ببالي؟ (معجم بدرون).
حضره شيء، يعني أيضا: رغب في عمل شيء. ففي رياض النفوس (ص48 و): ثم نهض للقيام وقال من حصره (كذا) الزيارة لواصل (اسم شخص) فَلْسَقُمْ ثم خرج من فوره وخرج معه أصحابه. وحضر فلانا وحضر به: أتى إليه بشيء (أخبار ص19).
وحضر فيه: تكلم فيه: يقال: ونحضر فيهم كل يوم مَحْضَرَة أي نتكلم فيهم في كل اجتماع (ماري ديب ص2).
وحضر: ازدهر، غمر (معجم الادريسي).
حضَّر (بالتشديد): أحضر. جعله يمثل أمام (فوك، بوشر، معجم المتفرقات، الفخري ص167) وفي الفخري غلطتان تحتاج إلى تصحيح، ففيه: فلما بعُدْنا عن بغداد حضّرنا (حَضَّرنا) السلطان (السلطانُ) هولاكو يوما بين يديه.
وحضَر: اعدَّ، هيَّا (بوشر، همبرت ص11).
حاضر: قولهم: استعماه لمحاضرة الفهم (المقري 1: 597) يعني: إجهاد نفسه لشحذ عقول سامعيه.
حاضر ب: ذكر شيئا أو دليلاً أو شهادة لتأييد ما يزعم (تعليقات ص103، لطائف الثعالبي ص121) ولم يفهم دي يونج عبارة الثعالبي فأهملها (ص133) وللفعل في هذه العبارة نفس المعنى.
وحاضر: ذكر، أورد شاهداً، روى، نقل عن، فلان، حكى عنه (ياقوت 2: 391): أحضر. أحضر كتاباً بغيره: قابل كتاباً بكتاب آخر، عارضه (معجم أبي الفداء).
تحضَّر: استعد، تهيأ له، تأهب. ويقال تحضَّر له. واعتد وتجّضر وتموَّن وادخر (بوشر).
وتحضر: ازدهر، عمر بالسكان.
وتحضر الرجل: أفلح وحظي بكل ما يحتاج إليه (معجم الادريسي).
استحضر. استُحْضِر الرجل بالبناء للمجهول: احتضِر. حضره الموت (المقدمة 1: 307).
واستحضر. تذكر المسائل بحيث يستطيع ذكرها استظهاراً (المقري 1: 884، 2، 517، 520).
استحضر لنفسه: فكَّر، تأمل، وتروى، ردد الأمر في خاطره (ألف ليلة برسل 6: 199).
حَضَر. الحَضَر: سكان المدينة (الجريدة الآسيوية 1849، 1: 189، 1852، 2: 217).
طَلَبَة الحضر أو أشياخ الحضر عند الموحدين: علماء الدين في مختلف المقاطعات الذين جمعهم سلاطين الموحدين في عاصمتهم (عبد الواحد ص144، 207، 248، 249) ويتردد ذكرهم كثيراً عند ابن صاحب الصلاة.
حَضْرَة: دار السلطان (عبادا: 18، 73، رقم 7).
وحضرة: لقب تشريف، جناب.
ويقال: حضرة سيدي أي جناب سيدي، ويطلق على سيدنا آدم: حضرة آدم (بوشر).
وحضرة الملك: جلالة الملك (ألف ليلة 1: 95، عباد 2: 189 رقم 14).
تعظيم الحضرة: قال له يا سيدي (ابن جبير ص299).
وحضرة: محادثة، محاورة، مطارحة، مفاوضة (جاكسون تمبكتو ص233). وحضرة: مأدبة، وليمة أو طعام المأدبة (ألف ليلة 1: 211، 333، 334، 770) برسل 11: 376) وكثيرا ما ترد في حكاية باسم الداد، غير أن الكلمة تصحفت فيه إلى حضوة.
وحضرة اسم عيد من أعياد الأسرة. (باربييه ص19).
والحضة العَمَائيَّة عند الصوفية: أعلى درجة من درجة التجلي الإلهي.
والحضرة الهَبَائية: التجلي الذي يخلق الله به الأشياء المجردة ويحولها إلى مادة بإضافتها إلى الصورة. انظر: دي سلان المقدمة (3: 99، رقم 523).
حضرات الحسّ: التجليات الإلهية التي لا يدركها المرء إلا بحواسه الباطنية (دس ساسي، المقدمة 3: 57).
حَضَرِيّ: مدني، من أهل المدينة، (الجريدة الآسيوية 1849، 1: 194).
اللسان الحضري: لغة أهل المدن الفاسدة أنظر المقدمة (2: 270، 271).
الآداب الحضرية: آداب العمران، آداب الحضارة، آداب التمدن (بوشر).
حضراوية: حضارة، تمدن، عمران (بوشر) حِضار: مدرسة، كُتَّاب (فوك) وفي كتاب محمد بن الحارث (ص233) فقد علمت أنه جمعني بك المنشأ والحِضار وطلب العلم.
وحضار: داء المفاصل، رثية، روماتزم، (بوشر) ولم يضبط الكلمة بالشكل.
حُضُور: ثبات الجنان أو الروع أو النفس، رباطة الجأش، ضد غبية (مملوك 2، 2: 100، المقري 1: 569، كرتاس ص42).
ملائكة الحضور: ملائكة الموت، ففي رياض النفوس (ص100 ق): ولما حضرت وفاته قال أوقدوا السراج للأضياف الذين عندنا فقدر أنه رأى ملائكة الحضور.
حِضَارة: حالة الرخاء والازدهار والرفاهية التي يدل عليها ثراء الزينة والملابس وجمال الحدائق والعمارات وفخامة المآدب إلى غير ذلك. (انظر ملر ص8، عبد الواحد ص261، 263).
حضاري: رثوي، مختص بالرثية أو داء المفاصل (بوشر).
حَضَوري: حدسي، بديهي، مدرك بالحدس، (بوشر) وكان شولتنز يعرف بهذا المعنى وقد ذكر له مثالين.
حاضر: لا يقال: حاضر بالجواب (لين) وهو السريع الجواب فقط. بل يال حاضر الجواب أيضاً (بوشر). كما يقال: حاضر النادرة (وعند لين: حاضر بالنادرة). (المقري 2: 633).
الجواب الحاضر: الجواب السريع (بَّسام 3: 135 ق) ألف ليلة 1: 823).
وحاضر بمعنى معد وسريع انظر أيضاً معجم المتفرقات.
قلبه حاضر: ثابت الجنان (بوشر).
السعر الحاضر: السعر الرائج في السوق، السعر الحالي للسلع (بوشر).
بالحاضر: نقداً (بوشر).
حاضر: بحسن الرضى، بطيبة الخاطر، سمعا وطاعة، على الرأس والعين (بوشر). في ألف ليلة (1: 308): حاضر أقليه لكم، حيث في طبعة برسل: حاضراً.
حاضر: أرباض المدينة (معجم البلاذري مختارات 1: 5، فعند فريتاج لكم (ص61): وجفل أهل الحاضر ومن كان خارج المدينة. وفي (ص66): واعتصم الخوارزمية بحاضرها خارج البلد (أبو الفداء تاريخ 3: 244، بحوث 2 الملحق ص83، 84).
وفي الجويري (ص30 ق): يخرجون إلى ظاهر المدينة إلى الحاضر الذي لها.
حاضِرَة: عاصمة (معجم البيان) ففي كتاب محمد بن الحارث (ص203): في الحاضرة العظمى قرطبة (حيان، البكري ص110، كرتاس ص70).
وحاضرة: جانب الوادي المنحدر (بركهارت سوريا ص666).
حاضُور: يظهر أن معناها: دعوة إلى الطعام. ففي ألف ليلة (برسل 9: 390): الطُفَيْلِيّ الذي يدخل على الناس بلا دستور ولا حاضور.
أحْضَرُ: اسم التفضيل لحاضر بمعنى: معد مهيأ، سريع. وينقل شولتنز من سنت أرجول (ص92): أحضر الناس جواباً. وفي المقدمة (3: 86): من أنفع الكتب فيه وأحضرها. أي يمكن الحصول عليه بأيسر وسيلة، ويرى دي سلان أن يقرأها: وأخصرها، وهو في هذا مخطئ.
مَحْضَر، بمحضر من فلان: بحضور فلان (معجم أبي الفداء).
مَحْضَر: محفل، ندوة، جماعة (المقري 1: 136، عبد الواحد ص105، ألف ليلة 2: 68، برسل 9: 216) وفي طبعة ماكن: جملة.
جميل المحضر: زينة الجماعة (أماري ص 675) وانظر تعليقات ونقد.
ووزير حسود لا يحب أحدا يدعى: محضر سوء (ألف ليلة 3: 590). ويترجمها لين بما معناه: طلعة نحس، وجه شؤم، غير أني أرى أن المعنى ((مجمع كل الرذائل)) أي الرج الذي يجمع في نفسه كل الرذائل. ومن هذا جاءت الكلمة الصقلية مَشَدار التي وجدتها عند إبلا (معجم المالطية ص258) وهو يترجمها بما معناه: أشأم الناس، وأنحسهم.
ومحضر: مدرسة (فوك).
وقولهم: وكنت يومئذ بمحضر من المر (كليلة ودمنة ص193) لابد أن يعني: وكنت يومئذ ذا نفوذ في المر، وفي مخطوطة ليدن: وكنت منه بمكان.
ومحضر: رأي (دي ساسي طرائف ص1: 27): ألف ليلة (برسل 7: 256) وفيها: وكان أحسنهم محضراً من قال، وقد ترجمها الناشر بما معناه: وكان أكثرهم إنصافاً وعدلاً الذي قال.
محضراً: نقداً (دي ساسي 9: 470) ويقال بمحضر أيضاً (أماري ديب ص174).
مُحضِر: من يحضر الدعاوى أمام القاضي (رسول القاضي) (ألف ليلة 2: 86). مَحْضَرة: محفل، ندوة، جماعة (أماري ديب 2: 1).
ومحضرة: مدرسة (معجم ابن جبير، فوك، ألكالا) وفي رياض النفوس (ص70 و) تتمة لحكاية نقلت منها عبارة في مادة حضر: فقال لأبي لعل ابنك بمحضرة على قارعة الطريق.
مَحْضُور. اسكت الدنيا محضورة، أي اسكت فهناك من يسمعنا (بوشر).
مُحاضَر: ما يعطي للمظلوم سلفاً قبل الحكم والقضاء (بوشر).
مُحَاضَرة: وقتي، موقتاً، جار إلى حين (بوشر).
حضر
حضَرَ1 يَحضُر، حَضارةً، فهو حاضر
• حضَر البدويُّ: أقام واستقرّ فلم يعد يترحّل. 

حضَرَ2/ حضَرَ عن يَحضُر، حُضورًا، فهو حاضر، والمفعول محضور (للمتعدِّي)
• حضَر الشَّخصُ ونحوُه: قَدِم، ضدّ غاب "حضرت الشُّرطةُ بعد تلقِّيها البلاغ- ذو حضور مؤثِّر- حضور الذِّهن: سرعة الإدراك- من خافك حاضرًا أبغضك غائبًا [مثل]- {وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ}: أن تصيبني الشّياطينُ بسوء- {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا}: مسجّلاً محفوظًا".
• حضَر الشَّيءُ أو الأمرُ: أتى، جاء وتهيّأ "حضر الكتابُ".
• حضَرتِ الصَّلاةُ: حلَّ وقتُها "حضَر الوقتُ: أزِف، حان، وافى".
• حضَر المجلسَ/ حضَر المكانَ: شهده، ذهب إليه "حضر الوزيرُ الجلسةَ الختاميّة- حضر حربَ أكتوبر: أدركها- {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ} ".
• حضَر الأمرُ فلانًا:
1 - حلَّ، نزل به " {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ} ".
2 - خطر بباله "حضره ذلك الحادث الذي رآه بعينه".
• حضَر عن فلان: قام مقامَه في الحضور، ناب عنه "حضر الوزيرُ الاحتفالَ نائبًا عن رئيس الجمهوريّة". 

أحضرَ يُحضر، إحضارًا، فهو مُحضِر، والمفعول مُحضَر (للمتعدِّي)
• أحضرَتِ النَّفْسُ: قدّمت، جلبت " {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ}: ما قدّمت من خير أو شرّ".
• أحضر الشَّيءَ أو الشَّخصَ: أتى به "أحضر الطّبيبَ/ المطافئَ- {ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا} - {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا} " ° مذكِّرة إحضار: أمر بالإتيان أمام القاضي.
• أحضر نفسَه للأمر: تهيّأ له وتوجَّه إليه "أحضرَ القاضي ذهنَه للشُّهود".
• أحضرَ فلانٌ فلانًا الشَّيءَ: أتاه به. 

أُحضِرَ يُحضر، إحضارًا، والمفعول مُحضَر
• أُحضِرت الأَنْفسُ الشُّحَّ وغيره: طُبعت وجُبِلت عليه " {وَأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّحَّ}: جيء لهذه الأنفس بالشح وجعل حاضرًا لها لا يغيب عنها". 

احتضرَ يحتضر، احتِضارًا، فهو مُحتَضِر، والمفعول مُحتضَر
• احتضر المجلسَ ونحوَه: شهدَه وأتى إليه "كان لا يفوِّت احتضار مجلس يوم الجمعة" ° ذاكرةٌ مُحتَضَرة: لا تتذكَّر، كثيرة النِّسيان.
• احتضر المكانَ: نزل به " {كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ}: يحضره صاحبُه في نوبته". 

احتُضِرَ يُحتضَر، احتضارًا، والمفعول مُحتضَر
• احُتضِر المريضُ:
1 - أتاه الموتُ، دخل في نزع الرُّوح "إنّه يُحْتَضَر منذ ثلاثة أيّام".
2 - مات. 

استحضرَ يستحضر، استحضارًا، فهو مستحضِر، والمفعول مستحضَر
• استحضر فلانًا: استدعاه، طلب حضورَه "استحضر القاضي شاهدًا".
• استحضر الشَّيءَ:
1 - أعدّه، صنعه "استحضر الدواءَ" ° مستحضرات التَّجميل: الموادّ المستخدمة لتجميل البشرة أو الشَّعر.
2 - أحضرَه.
• استحضرَ الأمرَ: تذكّره، بحيث يستطيع ذكَره استظهارًا "نستحضر الماضي لنستخلص منه العِبَر". 

تحضَّرَ يتحضَّر، تحضُّرًا، فهو مُتَحضِّر
• تحضَّر البدويُّ أو الرِّيفيُّ:
1 - سكن المدينةَ واستقرّ فيها وتخلّق بأخلاق أهلها وعاداتهم "قلَّ عدد البدو الرُّحَّل بعد أن تحضَّر كثيرٌ منهم- شخص متحضِّر: مهذَّب يعرف أدب السلوك- تحضَّر شَعْبٌ بُدائيٌّ".
2 - تمدَّن، ازدهر، حظي بكلِّ ما يحتاج إليه.
• تحضَّر المكانُ: ازدهر، عمر بالسُّكّان. 

حاضرَ يحاضر، مُحاضَرةً، فهو مُحاضِر، والمفعول مُحاضَر
• حاضَر القومَ: جالسَهم وحادثَهم بما يحضُره ويخطر في باله "حاضر أولادَه بأمور المعمل وإنتاجه".
• حاضَر الطُّلابَ ونحوَهم: ألقى عليهم محاضرةً "يحاضر في الجامعة: ". 

حضَّرَ/ حضَّرَ لـ يحضِّر، تحضيرًا، فهو مُحضِّر، والمفعول مُحضَّر
• حضَّر القَوْمَ: زوّدهم بأسباب الحَضارة والرُّقِيّ والتَّقدّم "حَضَّر شَعبًا بُدائيًّا- هناك خُطَّة لتحضير القرى".
• حضَّر الشَّيءَ/ حضَّر للشَّيء: أعدَّه، هيَّأه، جهَّزه "حضَّر الصَّيدليُّ الدَّواءَ- قامت اللَّجنة بالتَّحضيرات اللاَّزمة لعقد المؤتمر- حضّر وجبةً بسرعة" ° حضّر نفسَه: استعدّ- معاهد تحضيريّة للمعلِّمين/ مدارس تحضيريّة للمعلِّمين: خاصّة لإعداد المعلِّمين.
• حضَّر الأدواتِ ونحوها: أتى بها، جعلها ماثلة أمامه. 

استحضاريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استحضار: "حكاية استحضاريّة: تقوم على التعبير عن فكرة برسم أو لوحة شعارها كائن حيّ".
2 - مصدر صناعيّ من استحضار: تعبيريّة "يعتمد في أسلوبه الخطابي على القوّة الاستحضاريّة للكلمات والمعاني".
• ذاكرة استحضاريَّة: لها قدرة على التذكُّر واستحضار الماضي. 

تحضُّر [مفرد]:
1 - مصدر تحضَّرَ.
2 - (مع) اتِّجاه اجتماعيّ من خلاله يقتبس الناسُ أسلوبَ الحياة الذي يتبعه سكانُ المدن والحضر من حيث النمط الثقافيّ للحياة وكذلك تحويل المناطق الريفيّة إلى مناطق تتبع سلوكَ الحياة الحضريّة ونمطها. 

تحضيريَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تحضير: "أعمال/ إجراءات تحضيريَّة". 

حاضِر [مفرد]: ج حاضرون (للعاقل {وحُضّار} للعاقل {وحُضَّر} للعاقل) وحُضور (للعاقل):
1 - اسم فاعل من حضَرَ1 وحضَرَ2/ حضَرَ عن.
2 - مستعدٌّ "هو حاضرٌ للسّفر- حاضر القلب: ثابت الجنان" ° حاضر الجواب: سريعُ الإتيان به، الذي يجيب فورًا إلى السؤال- حاضر الفكر/ حاضر البديهة: سريع الفهم والإدراك- غير حاضر الذِّهن: شارد.
3 - جواب لأمر ما، وغالبًا ما يكون التماسًا، معناه: بحسن الرِّضى، بطيب الخاطر، سمعًا وطاعة، على الرَّأس والعين.
• الحاضِر: زمن بين الماضي والمستقبل "ليست الظُّروف في الوقت الحاضر مناسبة لمثل هذه الخطوة".
• الحاضران: الجود والحسب. 

حاضرة [مفرد]: ج حواضِرُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل حضَرَ1 وحضَرَ2/ حضَرَ عن.
2 - خلاف البادية، وهي المدن والقرى.
3 - عاصِمَة، أو مدينة كبيرة، أو مدينة تُعدّ الأهمّ على مستوى الدَّولة في إحدى النَّواحي الحياتيَّة "كانت بغداد حاضرة الخلافة في العصر العباسيّ".
• حاضرة الإقليم: كبرى مدن المقاطعة أو اللواء، ومركزها الإداريّ.
• حاضرةُ الشَّيءِ: قريبة منه، مجاورة له " {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ} ".
• التِّجارة الحاضِرة: (جر) التّجارة التي يكون فيها البيع والشِّراء بالنَّقد الفوريّ " {إلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ} ". 

حَضارة [مفرد]: ج حضارات (لغير المصدر):
1 - مصدر حضَرَ1.
2 - تمدُّن، عكس البداوة، وهي مرحلة سابقة من مراحل التَّطوّر الإنسانيّ "بلغت الحضارة الإسلاميّة أَوْجَهَا في القرن الرابع الهجريّ".
3 - مظاهر الرُقيّ العلميّ والفنيّ والأدبيّ والاجتماعيّ في الحَضَر "الحضارة الإسلاميّة- مهد الحضارة". 

حَضارِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى حَضارة: "كانت بغداد مركزًا حضاريًّا مشهورًا في القرون الوسطى" ° حَضاريًّا: من الوجهة أو المرحلة الحضاريّة. 

حضَر [مفرد]:
1 - عكس بادية، وهي المدن والقرى والرِّيف "منطقة حضريّة- أهل الحضر: سكان المدينة والرِّيف".
2 - سكّان المدن. 

حَضْرَة1 [مفرد]:
1 - وجودٌ وحضورٌ خلاف غَيْبة "تسلّم الجائزة في حَضْرَة الملِك".
2 - قُرْبٌ "كنتُ بحَضْرَة الدَّار/ فلان" ° حَضْرة الرَّجل: فناؤه.
3 - مكان الحضور "جلست بحضرة شيخي/ أستاذي: بالمكان الذي هو حاضر فيه".
4 - وليمة، طعام المأدبة "صنع حضرةً بمناسبة شفاء ابنه". 

حَضْرَة2 [مفرد]: ج حَضَرات: لقب احترام وتشريف بمعنى: سيِّد ونحوه يُعَبَّر به عن ذي المكانة في المراسلات والمخاطبات "حضرة الأستاذ/ الدُّكتور- حضرات السَّادة والسَّيِّدات" ° حَضْرة المحامي- حَضْرة المحترم. 

حُضور1 [مفرد]: مصدر حضَرَ2/ حضَرَ عن.
• ورقة حضور: (قن) طلب قدوم الشَّخص. 

حُضور2 [جمع]: مف حاضِر: أشخاص موجودون في مكان لحضور حدث مُعيّن أو لهدف مُعيّن "تسلَّم السادة الحضور خُطّة المشروع". 

حُضوريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى حُضور.
2 - حدسيّ، بديهيّ، مدرك بالحدس.
• حكم حُضوريّ: (قن) حكم يصدره القاضي في وجود المتّهم.
• حُوكم حضوريًّا: (قن) بحضوره، عكسه غيابيًّا.
• معرفة حضوريّة: (سف) معرفة كشفيّة أو لدنّيّة تقوم على المشاهدة الباطنيّة، وهي معرفة الصُّوفيّة. 

مُحاضِرُ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من حاضرَ.
2 - شخص مؤهَّل يلقي محاضرات في الجامعة أو غيرها. 

مُحاضَرة [مفرد]: ج مُحاضرات:
1 - مصدر حاضرَ.
2 - حديث أو درس في موضوع ما يُلقى أمام عدد من النَّاس، شرح لموضوع مُعيَّن يُلقى أمام جمهور أو طلبة صفّ دراسي بهدف التَّعليم "قاعة المحاضرات- ألقى أستاذُ الجامعة محاضرةً حول جوانب من الطِّبّ النّوويّ". 

مَحضَر [مفرد]: ج مَحاضرُ:
1 - سِجِلّ "مَحْضَر المواليد/ الجَرْد/ الوفيات".
2 - صحيفة تكُتب فيها واقعة كصحيفة الشُّرطة "مَحْضَر مخالفة/ إيداع/ إفراج".
3 - نوعٌ من التّقارير تُلخَّص فيه وقائع اجتماع أو جلسة "مَحْضَر اجتماع مجلس الوزراء- مَحْضر جلسة: قيد يُسَجِّل الأعمال في اجتماع".
4 - وجودٌ وحضورٌ "قال ذلك بمَحْضَر من رئيسه- فلان محضر خير/ شر" ° بمَحْضَره: بحضوره أو أمامه.
• محضر الضَّبْط: (قن) الإفادة الخطيَّة التي يشهد فيها رجالُ الأمن بما قيل أمامهم أو ما شاهدوه وقاموا به من تنفيذ مذكِّرات المحاكم والأحكام. 

مُحضَر [مفرد]:
1 - اسم مفعول من أحضرَ.
2 - (قن) موظَّف يعلن المتقاضين وينفِّذ الأحكام. 

مُحضِر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أحضرَ.
2 - موظَّف يُعلن المتقاضين وينفّذ الأحكامَ.
3 - من يُحضر إلى القاضي أصحابَ الدَّعاوَى. 

مُحَضِّر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من حضَّرَ/ حضَّرَ لـ.
2 - موظَّف يساعد مدرِّس الطَّبيعيّات ونحوها بإعداد ما يحتاج إليه في تجاربه من أدوات وموادّ. 

مُستحضَر [مفرد]: ج مستحضرات:
1 - اسم مفعول من استحضرَ.
2 - (كم) مادّة يحصل عليها بإجراء عمليّة الإعداد والتّحضير الكيميائيّة، تستخدم في مجالات الطبّ والتجميل "مستحضرات التّجميل- مستحضرات طبّيّة- مُسْتَحْضَر أحيائي: مُنْتَج من الكائنات الحيّة ويُستخدم طبيًّا".
• مستحضَرات اللَّقاح: (طب) خلاصات تُستخرج من اللِّقاحات النباتيّة لتشخيص الحساسيّة عند مرضى التَّحْساس. 

حضر

1 حَضَرَ, aor. ـُ (S, A, Msb, K, &c.;) and حَضِرَ, (AA, Kh, Lth, Fr, S, Msb, K, &c.,) aor. as above, (Kh, Lth, Fr, Az, S, Msb, &c.,) not حَضَرَ, as is implied in the K; but the latter form of the pret. is disallowed by some; (MF;) and, with its aor., is an instance of the intermixture of dialects; (Msb;) and is like فَضِلَ, aor. ـُ and نَعِمَ, aor. ـُ which are said by IKoot to be the only instances of the kind; (MF;) inf. n. حُضُورٌ (S, Msb, K) and حَضَارَ; (K;) and ↓ احتضر, and ↓ تحضّر; (K;) He was, or became, present; contr. of غَابَ: (S, K:) he came after having been absent. (Msb.) b2: حَضَرَتِ الصَّلَاةُ, (Lth, A, L, Msb,) and, as the people of El-Medeeneh say, حَضِرَت, but all say تَحْضُرُ, (Lth, L,) originally حَضَرَ وَقْتُ الصَّلَاةِ, (tropical:) The time of prayer came, or arrived. (Msb.) b3: [حَضَرَ also signifies (assumed tropical:) He, or it, was, or became, ready, or prepared. See 4; and see also حاضِرٌ.]

A2: حَضَرَهُ, (AA, Fr, A, Mgh, K, &c.,) and حَضِرَهُ, (AA, Fr, &c.,) aor. and inf. ns. as above; (TA;) and ↓ احتضرهُ, (Mgh, TA,) and ↓ تحضّره; (K;) He was, or became, present with him; attended him; came into his presence; came to him: (K, &c.:) and he was, or became, present at it, or in it; namely, a place. (Mgh.) One says, حَضَرَتِ القَاضِىَ امْرَأَةٌ, (Az,) and حَضِرَت, (Fr, S,) and حَضِرَ, in which the ت is elided because القاضى intervenes between the verb and امرأة, (Sh,) but the first is the most approved, (Az,) [A woman came into the presence of, or presented herself before, or came to, the judge.] And حَضَرْتُ مَجْلِسَ القَاضِى, aor. ـُ inf. n. حُضُورٌ, I was present at, or attended, the court of the judge. (Msb.) [And حَضَرَ دَرْسًا He attended a lecture.] And حَضَرُوا المِيَاهَ They stayed, or dwelt, by the waters. (S. [See حَاضِرٌ.]) b2: أَعُوذُ بِكَ رَبِّ

أَنْ يَحْضُرُونِ [in the Kur xxiii. 100] means [I seek thy protection, O my Lord,] from their (the devils') bringing evil upon me: (S:) or [from their being present with me: or] hovering around me. (Ksh, Bd.) b3: الجِنُّ تَحْضُرُ اللَّبَنَ, (S, K,) or ↓ تَحْتَضِرُهُ, (T, TA,) (assumed tropical:) [The jinn, or genii, come to, and taint, the milk.] b4: حُضِرَ, (A,) and ↓ اُحْتُضِرَ, (A, Mgh, K,) i. q. حَضَرَهُ المَوْتُ, (A, K,) i. e. (tropical:) [He was visited by the angel of death;] he became at the point of death; in the agony of death; as also المَوْتُ ↓ اِحْتَضَرَهُ: (Msb:) or he was visited by death, or by the angels of death; meaning he died: (Mgh:) or ↓ اُحْتُضِرَ means he died a youth. (S and TA voce أَجْزَرَ, q. v.) b5: حَضَرْنَا عَنْ مَآءِ كَذَا (tropical:) We removed from such a water. (K, TA.) b6: حَضَرْتُ الأَمْرَ (tropical:) I was present at the affair, or event. (A.) b7: حَضَرْتُ الأَمْرَ بِخَيْرٍ (tropical:) I formed a right opinion, or judgment, respecting the thing, or affair. (A.) b8: حَضَرَهُ الهَمُّ, and ↓ احتضرهُ, and ↓ تحضّرهُ, (tropical:) [Anxiety befell him.] (S, A.) b9: حَضَرَنِى كَذَا (assumed tropical:) Such a thing occurred to my mind. (Msb.) And قُولُوا مَا يَحْضُرُكُمْ (assumed tropical:) [Say ye what is in your minds; or] what is ready with you. (TA from a trad.) A3: حَضَرَ, (Msb,) inf. n. حِضَارَةٌ, (Az, S, K,) or حَضَارَةٌ, (As, S, A,) or both, (Msb,) [see بَدَا, the contr. of حَضَرَ, in art. بدو,] He resided, dwelt, or abode, in a region, district, or tract, of cities, towns, or villages, and of cultivated land; (S, Msb, K;) [as also ↓ تحضّر: or this latter signifies he became an inhabitant of such a region, district, or tract:] you say ↓ بَدَوِىٌّ يَتَحَضَّرُ [an inhabitant of the desert who becomes an inhabitant of a region, district, or tract, of cities &c.]; and [contr.]

حَضَرِىٌّ يَتَبَدَّى. (A.) [See also 8.]3 حَاضَرْتُهُ, (A, TA,) inf. n. مُحَاضَرَةٌ, (TA,) I witnessed it; saw it, or beheld it, with my eye. (A, TA.) A2: مُحَاضَرَةٌ between people is One's giving to another the answer, or reply, that presents itself to him: and حاضر الجَوَابَ signifies He gave the answer, or reply, readily, or presently. (Har p. 189.) b2: حَاضَرْتُهُ, (S,) inf. n. as above, (K,) [also] signifies I sat with him, with my knee to his knee, each of us sitting upon his knees, in contending or disputing, (جَاثَيْتُهُ, S, K, *) in the presence of the Sultán: (S, K:) the meaning is similar to that of مُغَالَبَةٌ and مُكَاثَرَةٌ, (S,) or مُكَابَرَةٌ [which seems to be the right reading]. (TA.) b3: [And حاضرهُ بِكَذَا He disputed, debated, or bandied words, with him respecting such a thing.] b4: And حاضرهُ بِحَقِّهِ, (Lth, TA,) inf. n. as above, (Lth, K,) He contended, or disputed, with him for his (the latter's) right, or due, and overcame him, and went off with it: (Lth, K:) and مُجَالَدَةٌ, also, [which is one of the explanations assigned to مُحَاضَرَةٌ in the K,] is syn. with مُحَاضَرَةٌ as the inf. n. of the verb in this sense [unless it be a mistranscription for مُجَادَلَةٌ, which I think not improbable]. (TA.) A3: Also حَاضَرْتُهُ, (S, A,) inf. n. as above, (K,) I ran with him: (S, K:) or I vied, or contended, with him in running; syn. عَادَيْتُهُ; from الحُضْرُ. (A.) 4 احضرهُ, (S, A, K,) [inf. n. إِحْضَارٌ,] He caused him, (S, A,) or it, (K,) to be present; he brought him, or it. (S, K.) [It is also doubly trans.] You say, احضرهُ إِيَّاهُ He caused him, or it, to be present with him, to attend him, to come into his presence, or to come to him; or he brought him, or it, to him. (K.) And طَلَبْتُ فُلَانًا فَأَحْضَرَنِيهِ صَاحِبُهُ [I demanded such a one, and his companion caused him to come to me, or brought him to me]. (A.) [Hence,] أَحْضِرْ ذِهْنَكَ (tropical:) [Summon thine intellect; have thy wits about thee]. (A.) b2: Also (assumed tropical:) He made it ready, or prepared it; syn. أَعَدَّهُ. (TA in art. عد.) A2: احضر, (S,) inf. n. إِحْضَارٌ; (S, A, K, &c.;) and ↓ احتضر; (S;) He (a horse, S, K, and a man, Kr) ran; syn. عَدَا: (S:) or rose in his running; [app. meaning trotted;] syn. اِرْتَفَعَ فِى عَدْوِهِ. (K.) 5 تَحَضَّرَ see 1, in five places.8 إِحْتَضَرَ see 1, in seven places.

A2: [احتضر also signifies He came to a region, district, or tract, of cities, towns, or villages, and of cultivated land. See مُحْتَضِرٌ, voce حَاضِرٌ; and see also حَضَرَ, last signification.]

A3: See also 4.10 استحضرهُ He desired, or demanded, his presence. (A.) [He desired, or required, or requested, that he, or it, should come, or be brought.]

A2: He made him (a horse) to run; syn. أَعْدَاهُ. (S.) حَضْرٌ The intruding uninvited at feasts. (IAar, K.) حُضْرٌ (Az, S, K) and [in poetry] ↓ حُضُرٌ (Ham p. 277) and ↓ حضَارٌ (Az, TA) A run, or running; syn. عَدْوٌ: (S:) or the rising of a horse in running; [app. meaning trotting;] syn. اِرْتِفَاعُ فَرَسٍ

فِى عَدْوِهِ: (K:) or vehement running. (Ham p. 277, in explanation of حُضُرٌ.) It is said in a trad., أَقْطَعَ ابْنَ الزُّبَيْرِ حُضْرَ فَرَسِهِ بِأَرْضِ المَدِينَةِ [He assigned to Ibn-Ez-Zubeyr the extent of his horse's run in the land of El-Medeeneh]. (TA.) حَضَرٌ: see حَضْرَةٌ.

A2: Also, (S, A, Msb, K,) and ↓ حَاضِرَةٌ (S, A, K) and ↓ حَضْرَةٌ and ↓ حِضَارَةٌ and ↓ حَضَارَةٌ, (K,) [or the last two are app. only inf. ns. of حَضَرَ as contr. of بَدَا,] A region, district, or tract, of cities, towns, or villages, and of cultivated land; (S;) contr. of بَدْوٌ (S, A, Msb) and بَادِيَةٌ: (S, K:) pl. [of the second] حَوَاضِرُ. (A.) You say, هُوَ مِنْ أَهْلِ الحَضَرِ (A) and ↓ الحَاضِرَةِ (S, A) and الحَوَاضِرِ (A) He is of the people of the region, or regions, &c., of cities, towns, or villages, and of cultivated land; (S, A; *) contr. of مِنْ أَهْلِ البَادِيَةِ. (S.) b2: And the first signifies also Residence at home; contr. of سَفَرٌ. (M and K in art. سفر.) حَضُرٌ: see حَضِرٌ: b2: and حَاضِرٌ.

حَضِرٌ One who intrudes uninvited at feasts; a smell-feast; a spunger; (TA;) one who watches for the time of (يَتَحَيَّنُ) the feeding of others, in order that he may attend it; as also ↓ حَضُرٌ, (K,) and ↓ حُضُرٌ. (IAar, K, TA.) A2: A man unfit for journeying: (T, S:) or one who does not desire journeying: or i. q. حَضَرِىٌّ. (K.) حُضُرٌ: see حَضِرُ: A2: and حُضْرٌ.

حَضْرَةٌ, originally an inf. n., signifying Presence: and afterwards applied to signify (tropical:) a place of presence [as also the several forms occurring in the following phrases]. (MF.) You say, كَلَّمْتُهُ بحَِضْرَة فُلَانٍ, (S, A, * Msb,) and كَانَ ذٰلِكَ بَحَضْرَتِهِ, (K, * TA,) and ↓ حُضْرَتِهِ and ↓ حضْرَتَهَ (S, K) and ↓ حَضَرِهِ (Yaakoob, S, Msb, K) and ↓ حَضَرِتَهَ (K) and ↓ مَحْضَرِهِ, (S, A, Msb, K,) all syn. expressions, (K,) meaning (tropical:) [I spoke to him, and that was or happened,] in the presence, i. e. the place of presence, of such a one. (S, A, Msb.) and ↓ فُلَانٌ حَسَنُ الحِضْرَةِ (S, M, A, K) and ↓ الحُضْرَةِ (S, M) (tropical:) Such a one is a person whose presence is attended by good. (K.) And غَطِّ إِنَآءَكَ بِحَضْرَةِ الذُّبَابِ (tropical:) [Cover thy vessel in the presence of the flies, lest they taint it.] (A, TA. [Or perhaps this is a mistranscription, for يَحْضُرْهُ الذُّبَابُ, meaning, if thou do not, the flies will come to it, and taint it.]) b2: It is also applied as a title, by writers of letters and the like, to any great man with whom people are wont to be present; [and sometimes to God; and meaning (tropical:) The object of resort;] as in the phrase, الحَضْرَةُ العَالِيَةُ تَأْمُرُ بِكَذَا (tropical:) [The exalted object of resort commands such a thing]. (MF.) [It is similar to الجَنَابُ; but is generally considered as implying greater respect than the latter. It is often prefixed to the name of the person to whom it is applied, or to a pronoun: as حَضْرَةُ فُلَانٍ (tropical:) The object of resort, such a one: and حَضْرَتُكَ (tropical:) The object of resort, thyself.] b3: Also (tropical:) The vicinity of a thing, (T, A,) and of a man. (S. [So accord. to two copies of the S; but الرَّجُلِ is there an evident mistranscription, for الرَّحْلِ, “of the house,” or “ abode: ”

see what follows.]) You say, كُنْتُ بِحَضْرَةِ الدَّارِ (tropical:) I was in the vicinity of, or near to, the house. (T, A.) And كُنَّا بِحَضْرَةِ مَآءٍ (tropical:) We were by a water. (TA from a trad.) And بِحَضْرَةِ المَآءِ (tropical:) In the vicinity of, or near to, the water. (A.) b4: Also The فِنَآء of a رَجُل. (S. [So accord. to two copies of the S; where it is said, حَضْرَةُ الرَّجُلِ قُرْبُهُ وَفِنَاؤُهُ: but the right reading is evidently الرَّحْلِ: so that the second of the two meanings thus explained is, The court, or yard, in front, or extending from the sides, of a house, or an abode.]) A2: And (tropical:) Apparatus for building, such as baked bricks, and gypsum-plaster: so in the saying, جَمَعَ الحَضْرَةَ يُرِيدُ بِنَآءَ دَارٍ (tropical:) [He collected the apparatus, such as the baked bricks, &c., desiring to build a house]. (A.) A3: See also حَضَرٌ.

حُضْرَةٌ: see حَضْرَةٌ, in five places.

حِضْرَةٌ: see حَضْرَةٌ, in five places.

حَضَرَةٌ: see حَضْرَةٌ, in five places.

حَضَرِىٌّ An inhabitant of a region, district, or tract, of cities, towns, or villages, and of cultivated land; (S, A, * Msb;) opposed to بَدَوِىٌّ. (S, A.) [See also حَضِرٌ.]

حَضَارِ [an imperative verbal n.] Be thou present. (A.) A2: Also A certain star, (S, K,) upon the right hoof of Centaurus: upon his other fore leg is الوَزْنُ. (Kzw.) It is said, حَضَارِ وَالوَزْنُ مُحْلِفَانِ [Hadári and El-Wezn are two causes of swearing]: they are two stars that rise before Canopus (Suheyl); and when either of them rises, it is thought to be Canopus, because of their resemblance to it: (AA, S: *) they are termed محلفان because of the disagreement of their beholders when they rise; one swearing that the one rising is Canopus, and another swearing that it is not. (AA, TA.) Th says that it is a dim, distant, star; and cites this verse: أَرَي نَارَ لَيْلَى بَالعَقِيقِ كَأَنَّهَا حَضَارِ إِذَا مَا أَعْرَضَتْ وَفُرُودُهَا I see the fire of Leylà, in El-'Akeek, dim in the distance, as though it were Hadári, when it appears, with its Furood, which are dim stars around Hadári. (TA.) A3: حَضَارٌ: see what next follows.

حِضَارٌ (S, K) and ↓ حَضَارٌ (K) White: (Sh, T:) or excellent and white: (S, K:) or red: (K:) but this requires consideration: (TA:) applied to camels, and to a single camel: (S, K:) or having no sing. (K.) And the former, A she-camel combining strength with excellence of pace: (El-Umawee, T, S, K:) but Sh says that he had not heard it used in this sense; and that it only signifies “ white,” as applied to camels. (TA.) A2: See also حُضْرٌ.

حَضِيرٌ (tropical:) One who always forms right opinions, or judgments, respecting things, or affairs. (A.) A2: See also حَضِيرَةٌ, in three places.

حَضَارَةٌ and حِضَارَةٌ: see حَضَرٌ.

حَضِيرَةٌ The collective body of a people: (Fr, K:) so in the following ex., (Fr,) from a poem of Selmà El-Juhaneeyeh, in which she bewails the death of her brother As'ad, and celebrates his praises: (S:) يَرِدُ المِيَاهَ حَضِيرَةً وَنَفِيضَةً

نفيضة signifying the same: (Fr:) [so that the meaning is, Coming to the waters in a collective and congregated body:] or the former signifies waters by which people are dwelling, or staying; and the latter, “by which there is not any one: ” (IAar, Sh:) or the former, people dwelling, or staying, by the waters; and the latter, men “ going before an army as scouts, or explorers: ” (As:) but what IAar says, mentioned above, is better: (Az:) or the former, a company of seven, or eight, men; and the latter, “ one; ” and also men “ who explore a place thoroughly: ” (A'Obeyd:) or the former, a company of four, or five, men, (S, K,) engaged in a warring and plundering expedition: (S:) or seven: (TA:) or eight: or nine: (K: in some copies of the K “ seven; ” but the former is the right reading: TA:) or ten: or a company of men not more than ten (نَفَرٌ) with whom one goes on a warring and plundering expedition: (K:) or, accord. to AAF and the M and K, the foremost, or preceding, portion of an army: and accord. to IB, نفيضة signifies “ a party sent to a place to discover whether there be there an enemy or any cause of fear: ” (TA:) pl. حَضَائِرُ. (S.) A2: A place where dates are dried: (ElBáhilee, ISk, Az, Mgh, Msb, K:) because frequented: pl. as above. (Mgh.) [See also حَصِيرَةٌ and حَظِيرَةٌ.]

A3: Also, (S,) or ↓ حَضِيرٌ, (K, TA,) What collects in a wound, (S, K,) of thick purulent matter. (S.) b2: And the former What collects in the membrane that encloses the fœtus, of the [fluid called] سُخْد, (S,) and the like. (TA.) You say, أَلْقَتِ الشَّاةُ حَضِيرَتَهَا The ewe, or she-goat, ejected her سُخْد and water and blood, after having brought forth. (S.) b3: And What a woman emits after childbirth and [after] the stopping of her blood: and ↓ حَضِيرٌ is its pl. [or a coll. gen. n.]. (K. [Or, accord. to some copies of the K, and the TA, The stopping of her blood, or its ceasing to flow, is a signification distinct from what precedes it.)] b4: And What a she-camel emits after bringing forth: or, accord. to AO, the membrane that envelops the fœtus. (TA.) b5: And (K, TA, [in the CK “ or ”]) ↓ the latter signifies Thick blood which collects in the membrane that encloses the fœtus. (K, * TA.) حَاضِرٌ A man present: (A, K:) pl. [حَاضِرُونَ and] حُضَّرٌ and [more commonly] حُضُورٌ, (S, K,) which last is originally an inf. n. (S.) Yousay, فَعَلْتُهُ وَفُلَانٌ حَاضِرٌ I did it such a one being present. (A.) And هَوَ مِنْ حَاضِرِى المَلِكِ [He is of those who are in the presence of the king]. (A.) b2: So, too, applied to a time: and you say, الصَّلَاةُ حَاضِرَةٌ, for وَقْتُهَا حَاضِرٌ, (tropical:) The time of prayer is come. (Msb.) b3: [Also (assumed tropical:) Ready, or prepared: often used in this sense in the lexicons &c., as in modern Arabic. See 4.] You say, قُولُوا مَا هُوَ حَاضِرٌ عِنْدَكُمْ (assumed tropical:) Say ye what is ready with you [or in your minds]. (TA.) And هُوَ حَاضِرٌ بِالجَوَابِ (tropical:) [He is ready with the answer, or reply]; and بِالنَّوَادِرِ (tropical:) [with rare words or expressions]; (A;) as also ↓ حَضُرٌ: (TA:) which latter word, alone, signifies a man having the quality of perspicuity of speech, and intelligence; syn. ذُو البَيَانِ وَالفِقْهِ. (K.) b4: A visiting angel: and ↓ حَاضِرَةٌ is applied to a class or company [of visiting angels]. (TA.) b5: One coming to a region, district, or tract, of cities, towns, or villages, and of cultivated land; contr. of بَادٍ; (S, K;) as also ↓ مُحْتَضِرٌ. (S.) b6: A man staying, residing, dwelling, or abiding, بَمَوْضِعٍ in a place. (S.) b7: [A man, or people,] staying, or dwelling, by water; (S, * TA;) contr. of بَادٍ: (K:) pl. حُضُورٌ (TA) and حُضَّارٌ and حَضَرَةٌ: (S:) one says, مَا عَلَى المَآءِ حَاضِرٌ [There is not any one staying, or dwelling, by the water]: and هٰؤُلَآءِ قَوْمٌ حُضَّارٌ and مَحَاضِرُ [which is pl. of ↓ مَحْضَرٌ, a syn. of خَاضِرٌ in this sense; i. e. These are a people staying, or dwelling, by water]: (S:) or حَاضِرٌ signifies any people that have alighted and taken up their abode by a constant source of water, and do not remove from it in winter nor in summer, whether they have alighted and taken up their abode in towns or villages, and cultivated land, and houses of clay, or pitched their tents by the water, and remained there, and sustained their beasts with the water and herbage around them: (TA:) or حَىٌّ حَاضِرٌ, without ة, signifies a tribe that has alighted and is abiding by a constant source of water: (T, TA:) and ↓ حَاضِرَةٌ and حَاضِرُونَ, a people staying, or dwelling, by waters; alighting there in the hottest time of summer: when the weather becomes cool, they migrate from the constant sources of water, and go into the desert, seeking the vicinity of herbage; and then they are termed بَادِيَةٌ and بَادُونَ. (T in art. بدو.) A2: Also A great tribe (S, K) or company of men: (TA:) or a tribe, (ISd,) or company of men, (Mgh,) when staying, or dwelling, in the abode which is their place of assembling; (ISd, Mgh;) as also ↓ حَاضِرَةٌ. (Mgh.) One says حَاضِرُ طَىِّءٍ The great tribe of Teiyi. (S.) It is a pl., (S,) or coll. n., (ISd,) [or quasipl. n.,] like سَامِرٌ and حَاجٌّ (S, ISd) for سُمَّارٌ and حُجَّاجٌ. (S.) A3: Also, of the measure فَاعِلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ, (TA,) A place where people are present; or where people stay, or dwell, by waters: syn. مَكَانٌ مَحْضُورٌ: one says, نَزَلْنَا حَاضِرَ بَنِى فُلَانٍ [We alighted and took up our abode, or sojourned, at the place where the sons of such a one were present; or were staying, or dwelling, by waters]. (El-Khat- tábee.) [See also مَحْضَرٌ.]

حَاضِرَةٌ: see حَاضِرٌ, in three places: A2: and see حَضَرٌ, in two places.

مَحْضَرٌ A place where people are present, or assembled. (K, * TA.) See also حَضْرَةٌ. b2: A place to which people return (مَرْجِعٌ [here a n. of place, agreeably with analogy,]) to the waters, (S, K;) or to the constant sources of water; (T, TA;) contr. of مَبْدً ى: (T and S in art. بدو:) a place to which one goes (مَذْهَبٌ) in search of herbage is called مُنْتَجَعٌ; and every such place is called مَبْدً ى, of which the pl. is مَبَادٍ: watering-places (مَنَاهِل) are called مَحَاضِرُ [pl. of مَحْضَرٌ] because of the congregation and presence of men at them. (T, TA.) [See also حَاضِرٌ, last signification.]

A2: [People present, or assembled; an assembly: so in the present day.] b2: A people dwelling, or staying, by waters: (K, * TA:) [pl. مَحَاضِرُ:] see حَاضِرٌ.

A3: The record of a kadee (or judge), in which his sentence is written, syn. سِجِلٌّ: (S, K:) or what is written when a person brings a charge against another: when the latter makes his reply, and proves it, it [the writing] is [called]

تَوْفِيقٌ; and when judgment is given, سِجِلٌ. (Kull p. 352.) This is thought by MF to be a recent conventional term; but it has been heard from the Arabs [of the classical times], and is mentioned by ISd and others. (TA.) b2: Also A signature (خَطٌّ) that is written at the end of the record of the signatures (خُطُوط) of the witnesses, in testimony of the truth of the contents of what precedes. (K. [In the CK, وَاقَعَةٍ is erroneously put for وَاقِعَةِ; and خُطُوطُ, for خُطُوطِ.]) But this is a recent conventional application. (MF, TA.) A4: فُلَانٌ حَسَنُ المَحْضَرِ (assumed tropical:) Such a one is a person who speaks well of the absent. (S.) مِحْضَارٌ: see مِحْضِيرٌ.

مَحْضُورٌ [pass. part. n. of حَضَرَهُ]. [Hence,] اللَّبَنُ مَحْضُورٌ, (S, A, K,) and ↓ مُحْتَضَرٌ, (S, A,) فَغَطِّ

إِنَآءَكَ, (S,) (tropical:) Milk is much subject to taint, or much tainted; [lit.] come to [and tainted; i. e.,] by the jinn, or genii, (As, T, S, K,) and beasts, &c.; (As, T;) [therefore cover thou thy vessel.] And (in like manner [one says], K) الكُنُفُ مَحْضُورَةٌ (assumed tropical:) [Privies are haunted by jinn, or genii]. (S, K.) It is said in a trad., ↓ إِنَّ هٰذِهِ الحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ (assumed tropical:) [Verily these privies are haunted by jinn]. (TA.) And in another trad., إِنَّهَا مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ Verily it (the prayer of daybreak) is attended by the angels of the night and the day. (TA.) b2: Also, (Msb,) and ↓ مُحْتَضَرٌ, (Mgh, Msb,) (tropical:) At the point of death; in the agony of death: (Msb:) [visited by death; or by the angel, or angels, of death: (see 1:)] or the latter, near to death. (Mgh.) مِحْضِيرٌ, applied to a horse, (S, A, K, &c.,) and to a mare, (S, M,) That runs much, or vehemently; syn. كَثِيرُ العَدْوِ, (S,) or شَدِيدُ الحُضْرِ; (M;) as also ↓ مِحْضَارٌ, applied without ة to a mare; (M;) or this latter is not allowable; (S, K;) or is of weak authority: (K:) pl. [of both] مَحَاضِيرُ. (A.) مُحْتَضَرٌ: see مَحْضُورٌ, in three places. Also (assumed tropical:) A man afflicted by demoniacal possession, or insanity, or madness. (TA.) كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ, in the Kur liv. 28, Every share of the water shall be come unto in turn, means, the water shall be come to by the people on their day, and by the she-camel on her day: (Jel:) or it means, the people shall come to their shares of the water, and the she-camel shall come to her share thereof. (K.) مُحْتَضِرٌ: see حَاضِرٌ.

حضر: الحُضورُ: نقيض المَغيب والغَيْبةِ؛ حَضَرَ يَحْضُرُ حُضُوراً

وحِضَارَةً؛ ويُعَدَّى فيقال: حَضَرَهوحَضِرَه

(* قوله: «فيقال حضرهوحضره

إلخ» أَي فهو من بابي نصر وعلم كما في القاموس). يَحْضُرُه، وهو شاذ،

والمصدر كالمصدر. وأَحْضَرَ الشيءَ وأَحْضَرَه إِياه، وكان ذلك بِحَضْرةِ فلان

وحِضْرَتِه وحُضْرَتِه وحَضَرِه ومَحْضَرِه، وكلَّمتُه بِحَضْرَةِ فلان

وبمَحَضْرٍ منه أَي بِمَشْهَدٍ منه، وكلمته أَيضاً بِحَضَرِ فلان،

بالتحريك، وكلهم يقول: بِحَضَرِ فلان، بالتحريك. الجوهري: حَضْرَةُ الرجل قُرْبهُ

وفِناؤّ. وفي حديث عمرو ابن سَلِمَة

(* قوله: «عمرو بن سلمة» كان يؤمّ

قومه وهو صغير، وكان أبوه فقيراً، وكان عليه ثوب خلق حتى قالوا غطوا عنا

أست قارئكم، فكسوه جبة. وكان يتلقى الوفد ويتلقف منهم القرآن فكان أكثر

قومه قرآناً، وأَمَّ بقومه في عهد، النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يثبت له

منه سماع، وأبوهسلمة بكسر اللام، وفد على النبي، صلى الله عليه وسلم، كذا

بهامش النهاية). الجَرْمِيِّ: كنا بِحَضْرَةِ ماءٍ أَي عنده؛ ورجل

خاصِرٌ وقوم حُضَّرٌ وحُضُورٌ. وإِنه لحَسنُ الحُضْرَةِ والحِضْرَةِ إذا

حَضَرَ بخير. وفلان حَسَنُ المَحْضَرِ إِذا كان ممن يذكر الغئبَ بخير. وأَبو

زيد: هو رجل حَضِرٌ إِذا حَضَرَ بخير. ويقال: إِنه لَيَعْرِفُ مَنْ

بِحَضْرَتِهِ ومَنْ بِعَقْوَتِه.

الأَزهري: الحَضْرَةُ قُرْبُ الشيء، تقول: كنتُ بِحَضْرَةِ الدار؛

وأَنشد الليث:

فَشَلَّتْ يداه يومَ يَحْمِلُ رايَةً

إِلى نَهْشَلٍ، والقومُ حَضْرَة نَهْشَلِ

ويقال: ضربت فلاناً بِحَضُرَةِ فلان وبمَحْضَرِه. الليث: يقال حَضَرَتِ

الصلاة، وأَهل المدينة يقولون: حَضِرَتْ، وكلهم يقول تَحْضَرُ؛ وقال شمر:

يقال حَضِرَ القاضِيَ امرأَةٌ تَحْضَرُ؛ قال: وإِنما أُنْدِرَتِ التاء

لوقوع القاضي بين الفعل والمرأَة؛ قال الأَزهري: واللغة الجيدة حَضَرَتْ

تَحْضُرُ، وكلهم يقول تَحْضُرُ، بالضم؛ قال الجوهري: وأَنشدنا أَبو

ثَرْوانَ العُكْلِيُّ لجرير على لغة حَضِرَتْ:

ما مَنْ جَفانا إِذا حاجاتُنا حَضِرَتْ،

كَمَنْ لنا عندَه التَّكْريمُ واللَّطَفُ

والحَضَرُ: خلافُ البَدْوِ. والحاضِرُ: خلاف البادي. وفي الحديث: لا

يَبِعْ حاضِرٌ لِبادٍ؛ الحاضر: المقيم في المُدُنِ والقُرَى، والبادي:

المقيم بالبادية، والمنهي عنه أَن يأْتي البَدَوِيُّ البلدة ومعه قوت يبغي

التَّسارُعَ إِلى بيعه رخيصاً، فيقول له الحَضَرِيُّ: اتركه عندي لأُغالِيَ

في بيعه، فهذا الصنيع محرّم لما فيه من الإِضرار بالغير، والبيع إِذا جرى

مع المغالاة منعقد، وهذا إِذا كانت السِّلْعَةُ مما تعم الحاجة إِليها

كالأَقوات، فإِن كانت لا تعم أَو كَثُرَتِ الأَقواتُ واستغني عنها ففي

التحريم تردُّد يعوّل في أَحدهما على عموم ظاهر النهي وحَسْمِ بابِ

الضِّرارِ، وفي الثاني على معنى الضرورة. وقد جاء عن ابن عباس أَنه سئل لا يبع

حاضر لباد قال: لا يكون له سِمْساراً؛ ويقال: فلان من أَهل الحاضرة وفلان

من أَهل البادية، وفلان حَضَرِيٌّ وفلان بَدَوِيٌّ.

والحِضارَةُ: الإِقامة في الحَضَرِ؛ عن أَبي زيد. وكان الأَصمعي يقول:

الحَضارَةُ، بالفتح؛ قال القطامي:

فَمَنْ تَكُنِ الحَضَارَةُ أَعْجَبَتْه،

فأَيَّ رجالِ بادِيَةٍ تَرانَا

ورجل حَضِرٌ: لا يصلح للسفر. وهم حُضُورٌ أَي حاضِرُونَ، وهو في الأَصل

مصدر.

والحَضَرُ والحَضْرَةُ والحاضِرَةُ: خلاف البادية، وهي المُدُنُ

والقُرَى والرِّيفُ، سميت بذلك لأَن أَهلها حَضَرُوا الأَمصارَ ومَساكِنَ الديار

التي يكون لهم بها قَرارٌ، والبادية يمكن أَن يكون اشتقاقُ اسمِها من

بَدا يَبْدُو أَي بَرَزَ وظهر ولكنه اسم لزم ذلك الموضعَ خاصةً دونَ ما

سواه؛ وأَهل الحَضَرِ وأَهل البَدْوِ.

والحاضِرَةُ والحاضِرُ: الحَيُّ العظيم أَو القومُ؛ وقال ابن سيده:

الحَيُّ إِذا حَضَرُوا الدارَ التي بها مُجْتَمَعُهُمْ؛ قال:

في حاضِرٍ لَجِبٍ بالليلِ سامِرُهُ،

فيهِ الصَّواهِلُ والرَّاياتُ والعَكَرُ

فصار الحاضر اسماً جامعاً كالحاجِّ والسَّامِرِ والجامِل ونحو ذلك. قال

الجوهري: هو كما يقال حاضِرُ طَيِّءٍ، وهو جمع، كما يقال سامِرٌ

للسُّمَّار وحاجٌّ للحُجَّاج؛ قال حسان:

لنا حاضِرٌ فَعْمٌ وبادٍ، كَأَنَّهُ

قطِينُ الإِلهِ عِزَّةً وتَكَرُّما

وفي حديث أُسامة: وقد، أَحاطوا بحاضر فَعْمٍ. الأَزهري: العرب تقول

حَيٌّ حاضِرٌ، بغير هاء، إِذا كانوا نازلين على ماءٍ عِدٍّ، يقال: حاضِرُ بني

فلانٍ على ماءِ كذا وكذا، ويقال للمقيم على الماء: حاضرٌ، وجمعه

حُضُورٌ، وهو ضدّ المسافر، وكذلك يقال للمقيم: شاهدٌ وخافِضٌ. وفلان حاضِرٌ

بموضع كذا أَي مقيم به. ويقال: على الماء حاضِرٌ وهؤلاء قوم حُضَّارٌ إِذا

حَضَرُوا المياه، ومَحاضِرُ؛ قال لبيد:

فالوادِيانِ وكلُّ مَغْنًى مِنْهُمُ،

وعلى المياهِ مَحاضِرٌ وخِيامُ

قال ابن بري: هو مرفوع بالعطف على بيت قبله وهو:

أَقْوَى وعُرِّيَ واسِطٌ فَبِرامُ،

من أَهلِهِ، فَصُوائِقٌ فَخُزامُ

وبعده:

عَهْدِي بها الحَيَّ الجميعَ، وفيهمُ،

قبلَ التَّفَرُّقِ، مَيْسِرٌ ونِدامُ

وهذه كلها أَسماء مواضع. وقوله: عهدي رفع بالابتداء، والحيّ مفعول بعهدي

والجميع نعته، وفيهم قبل التفرّق ميسر: جملة ابتدائية في موضع نصب على

الحال وقد سدّت مسدّ خبر المبتدإِ الذي هو عهدي على حد قولهم: عهدي بزيد

قائماً؛ وندام: يجوز أَن يكون جمع نديم كظريف وظراف ويجوز أَن يكون جمع

ندمان كغرثان وغراث.

قال: وحَضَرَةٌ مثل كافر وكَفَرَةٍ. وفي حديث آكل الضب: أَنَّى

تَححضُرُنِي منَ اللهِ حاضِرَةٌ؛ أَراد الملائكة الذين يحضرونه. وحاضِرَةٌ: صفة

طائفة أَو جماعة. وفي حديث الصبح: فإِنها مَشْهُودَة مَحْضُورَةٌ؛ أَي

يحضرها ملائكة الليل والنهار. وحاضِرُو المِياهِ وحُضَّارُها: الكائنون

عليها قريباً منها لأَنهم يَحْضُرُونها أَبداً. والمَحْضَرُ: المَرْجِعُ إِلى

المياه. الأَزهري: المحضَر عند العرب المرجع إِلى أَعداد المياه،

والمُنْتَجَعُ: المذهبُ في طلب الكَلإِ، وكل مُنْتَجَعٍ مَبْدًى، وجمع

المَبْدَى مَبادٍ، وهو البَدْوُ؛ والبادِيَةُ أَيضاً: الذين يتباعدون عن أَعداد

المياه ذاهبين في النُّجَعِ إِلى مَساقِط الغيث ومنابت الكلإِ.

والحاضِرُون: الذين يرجعون إِلى المَحاضِرِ في القيظ وينزلون على الماء العِدِّ ولا

يفارقونه إِلى أَن يقع ربيع بالأَرض يملأُ الغُدْرانَ فينتجعونه، وقوم

ناجِعَةٌ ونواجِعُ وبادِيَةٌ وبوادٍ بمعنى واحد.

وكل من نزل على ماءٍ عِدٍّ ولم يتحوّل عنه شتاء ولا صيفاً، فهو حاضر،

سواء نزلوا في القُرَى والأَرْياف والدُّورِ المَدَرِيَّة أَو بَنَوُا

الأَخْبِيَةَ على المياه فَقَرُّوا بها ورَعَوْا ما حواليها من الكلإِ. وأَما

الأَعراب الذين هم بادية فإِنما يحضرون الماء العِدَّ شهور القيظ لحاجة

النَّعَمِ إِلى الوِرْدِ غِبّاً ورَفْهاً وافْتَلَوُا الفَلَوَاِ

المُكْلِئَةَ، فإِن وقع لهم ربيع بالأَرض شربوا منه في مَبْدَاهُمْ الذي

انْتَوَوْهُ، فإِن استأْخر القَطْرُ ارْتَوَوْا على ظهور الإِبل بِشِفاهِهِمْ

وخيلهم من أَقرب ماءٍ عِدٍّ يليهم، ورفعوا أَظْماءَهُمْ إِلى السَّبْعِ

والثِّمْنِ والعِشْرِ، فإِن كثرت فيه الأَمطار والْتَفَّ العُشْبُ

وأَخْصَبَتِ الرياضُ وأَمْرَعَتِ البلادُ جَزَأَ النَّعَمُ بالرَّطْبِ واستغنى عن

الماء، وإِذا عَطِشَ المالُ في هذه الحال وَرَدَتِ الغُدْرانَ

والتَّناهِيَ فشربتْ كَرْعاً وربما سَقَوْها من الدُّحْلانِ. وفي حديث عَمْرِو بن

سَلِمَةَ الجَرْمِيّ: كنا بحاضِرٍ يَمُرُّ بنا الناسُ؛ الحاضِرُ: القومُ

النُّزُولُ على ماء يقيمون به ولا يَرْحَلُونَ عنه. ويقال للمَناهِل:

المَحاضِر للاجتماع والحضور عليها. قال الخطابي: ربما جعلوا الحاضِرَ اسماً

للمكان المحضور. يقال: نزلنا حاضِرَ بني فلان، فهو فاعل بمعنى مفعول. وفي

الحديث: هِجْرَةُ الحاضِرِ؛ أَي المكان المحضور.

ورجل حَضِرٌ وحَضَرٌ: يَتَحَيَّنُ طعام الناس حتى يَحْضُرَهُ. الأَزهري

عن الأَصمعي: العرب تقول: اللَّبَنُ مُحْتَضَرٌ ومَحْضُورٌ فَغَطِّهِ أَي

كثير الآفة يعني يَحْتَضِرُه الجنّ والدواب وغيرها من أَهل الأَرض،

والكُنُفُ مَحْضُورَةٌ. وفي الحديث: إِن هذه الحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ؛ أَي

يحضُرها الجنّ والشياطين. وقوله تعالى: وأَعوذ بك رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ؛

أَي أَن تصيبني الشياطين بسوء.

وحُضِرَ المريض واحْتُضِرَ إِذا نزل به الموتُ؛ وحَضَرَنِي الهَمُّ

واحْتَضَرَ بيِ وتَحَضَّرَنِي. وفي الحديث: أَنه، عليه الصلاة والسلام،

ذَكَرَ الأَيامَ وما في كل منها من الخير والشر ثم قال: والسَّبْتُ أَحْضَرُ

إِلا أَن له أَشْطُراً؛ أَي هو أَكثر شرّاً، وهو أَفْعَلُ من الحُضُورِ؛

ومنه قولهم: حُضِرَ فلان واحْتُضِرَ إِذا دنا موته؛ قال ابن الأَثير: وروي

بالخاءِ المعجمة، وقيل: هو تصحيف، وقوله: إِلا أَن له أَشْطُراً أَي

خيراً مع شره؛ ومنه: حَلَبَ الدهرَ الأَشْطُرَهُ أَي نال خَيْرَهُ وشَرَّه.

وفي الحديث: قُولُوا ما يَحْضُرُكُمْ

(* قوله: «قولوا ما يحضركم» الذي في

النهاية قولوا ما بحضرتكم)؛ أَي ما هو حاضر عندكم موجود ولا تتكلفوا

غيره.

والحَضِيرَةُ: موضع التمر، وأَهل الفَلْحِ

(* قوله: «وأهل الفلح» بالحاء

المهملة والجيم أَي شق الأَرض للزراعة). يُسَمُّونها الصُّوبَةَ، وتسمى

أَيضاً الجُرْنَ والجَرِينَ. والحَضِيرَةُ: جماعة القوم، وقيل:

الحَضِيرَةُ من الرجال السبعةُ أَو الثمانيةُ؛ قال أَبو ذؤيب أَو شهاب

ابنه:رِجالُ حُرُوبٍ يَسْعَرُونَ، وحَلْقَةٌ

من الدار، لا يأْتي عليها الحضائِرُ

وقيل: الحَضِيرَةُ الأَربعة والخمسة يَغْزُونَ، وقيل: هم النَّفَرُ

يُغْزَى بهم، وقيل: هم العشرة فمن دونهم؛ الأَزهري: قال أَبو عبيد في قول

سَلْمَى الجُهَنِيَّةِ تمدح رجلاً وقيل ترثيه:

يَرِدُ المِياهَ حَضِيرَةً ونَفِيضَةً،

وِرْدَ القَطاةِ إِذا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ

اختلف في اسم الجهنية هذه فقيل: هي سلمى بنت مَخْدَعَةَ الجهنية؛ قال

ابن بري: وهو الصحيح، وقال الجاحظ: هي سُعْدَى بنت الشَّمَرْدَل الجهنية.

قال أَبو عبيد: الحَضِيرَةُ ما بين سبعة رجال إِلى ثمانية، والنَّفِيضَةُ:

الجماعة وهم الذين يَنْفُضُونَ. وروى سلمة عن الفراء قال: حَضِيرَةُ

الناس ونَفِيضَتُهم الجماعَةُ. قال شمر في قوله حضيرةً ونفيضةً، قال: حضيرة

يحضرها الناس يعني المياه ونفيضة ليس عليها أَحد؛ حكي ذلك عن ابن

الأَعرابي ونصب حضيرة ونفيضة على الحال أَي خارجة من المياه؛ وروي عن الأَصمعي:

الحضيرة الذين يحضرون المياه، والنفيضة الذين يتقدمون الخيل وهم الطلائع؛

قال الأَزهري: وقول ابن الأَعرابي أَحسن. قال ابن بري: النفيضة جماعة

يبعثون ليكشفوا هل ثَمَّ عدوّ أَو خوف. والتُّبَّعُ: الظل. واسْمَأَلَّ:

قَصُرَ، وذلك عند نصف النهار؛ وقبله:

سَبَّاقُ عادِيةٍ ورأْسُ سَرِيَّةٍ،

ومُقاتِلٌ بَطَلٌ وَهادٍ مِسْلَعُ

المِسْلَعُ: الذي يشق الفلاة شقّاً، واسم المَرْثِيِّ أَسْعَدُ وهو أَخو

سلمى؛ ولهذا تقول بعد البيت:

أَجَعَلْتَ أَسْعَدَ لِلرِّماحِ دَرِيئَةً،

هَبَلَتْكَ أُمُّكَ أَيَّ جَرْدٍ تَرْقَعُ؟

الدَّرِيئَةُ: الحَلْقَةُ التي يتعلم عليها الطعن؛ والجمع الحضائر؛ قال

أَبو شهاب الهذلي:

رِجالُ حُرُوبٍ يَسْعَرُونَ، وحَلْقَةٌ

من الدار، لا تَمْضِي عليها الحضائِرُ

وقوله رجال بدل من معقل في بيت قبله وهو:

فلو أَنهمْ لم يُنْكِرُوا الحَقَّ، لم يَزَلْ

لهم مَعْقِلٌ مِنَّا عَزيزٌ وناصِرُ

يقول: لو أَنهم عرفوا لنا محافظتنا لهم وذبَّنا عنهم لكان لهم منا

مَعْقِلٌ يلجؤُون إِليه وعز ينتهضون به. والحَلْقَةُ: الجماعة. وقوله: لا تمضي

عليها الحضائر أَي لا تجوز الحضائر على هذه الحلقة لخوفهم منها. ابن

سيده: قال الفارسي حَضيرَة العسكر مقدّمتهم. والحَضِيرَةُ: ما تلقيه المرأَة

من وِلادِها. وحَضِيرةُ الناقة: ما أَلقته بعد الولادة. والحَضِيرَةُ:

انقطاع دمها. والحَضِيرُ: دمٌ غليظ يجتمع في السَّلَى. والحَضِيرُ: ما

اجتمع في الجُرْحِ من جاسِئَةِ المادَّةِ، وفي السَّلَى من السُّخْدِ ونحو

ذلك. يقال: أَلقت الشاةُ حَضِيرتَها، وهي ما تلقيه بعد الوَلَدِ من

السُّخْدِ والقَذَى. وقال أَبو عبيدة: الحَضِيرَةُ الصَّاءَةُ تَتْبَعُ

السَّلَى وهي لفافة الولد.

ويقال للرجل يصيبه اللَّمَمُ والجُنُونُ: فلان مُحْتَضَرٌ؛ ومنه قول

الراجز:

وانْهَمْ بِدَلْوَيْكَ نَهِيمَ المُحْتَضَرْ،

فقد أَتتكَ زُمَراً بعد زُمَرْ

والمُحْتَضِرُ: الذي يأْتي الحَضَرَ. ابن الأَعرابي: يقال لأُذُنِ

الفيل: الحاضِرَةُ ولعينه الحفاصة

(* قوله: «الحفاصة» كذا بالأصل بدون نقط

وكتب بهامشه بدلها العاصة). وقال: الحَضْرُ التطفيل وهو الشَّوْلَقِيُّ وهو

القِرْواشُ والواغِلُ، والحَضْرُ: الرجل الواغِلُ الرَّاشِنُ.

والحَضْرَةُ: الشِّدَّةُ. والمَحْضَرُ: السِّجِلُّ. والمُحاضَرَةُ: المجالدة، وهو

أَن يغالبك على حقك فيغلبك عليه ويذهب به. قال الليث: المُحاضَرَةُ أَن

يُحاضِرَك إِنسان بحقك فيذهب به مغالبةً أَو مكابرة. وحاضَرْتُه: جاثيته

عند السلطان، وهو كالمغالبة والمكاثرة. ورجل حَضْرٌ: ذو بيان. وتقول:

حَضَارِ بمعنى احْضُرْ، وحَضَارِ، مبنية مؤنثة مجرورة أَبداً: اسم كوكب؛ قال

ابن سيده: هو نجم يطلع قبل سُهَيْلٍ فتظن الناس به أَنه سهيل وهو أَحد

المُحْلِفَيْنِ. الأَزهري: قال أَبو عمرو بن العلاء يقال طلعت حَضَارِ

والوَزْنُ، وهما كوكبان يَطْلُعانِ قبل سهيل، فإِذا طلع أَحدهما ظن أَنه سهيل

للشبه، وكذلك الوزن إِذا طلع، وهما مُحْلِفانِ عند العرب، سميا

مُحْلِفَيْنِ لاخْتِلافِ الناظرين لهما إِذا طلعا، فيحلف أَحدهما أَنه سهيل ويحلف

الآخر أَنه ليس بسهيل؛ وقال ثعلب: حَضَارِ نجم خَفِيٌّ في بُعْدٍ؛

وأَنشد:أَرَى نارَ لَيْلَى بالعَقِيقِ كأَنَّها

حَضَارِ، إِذا ما أَعْرَضَتْ، وفُرُودُها

الفُرُودُ: نجوم تخفى حول حَضَارِ؛ يريد أَن النار تخفى لبعدها كهذا

النجم الذي يخفى في بعد. قال سيبويه: أَما ما كان آخره راء فإن أَهل الحجاز

وبني تميم متفقون فيه، ويختار فيه بنو تميم لغة أَهل الحجاز، كما اتفقوا

في تراك الحجازية لأَنها هي اللغة الأُولى القُدْمَى، وزعم الخليل أَن

إِجْناحَ الأَلف أَخفُّ عليهم يعني الإِمالةَ ليكون العمل من وجه واحد،

فكرهوا تركَ الخِفَّةِ وعلموا أَنهم إِن كسروا الراء وصلوا إِلى ذلك وأَنهم

إِن رفعوا لم يصلوا؛ قال: وقد يجوز أَن ترفع وتنصب ما كان في آخره الراء،

قال: فمن ذلك حَضَارِ لهذا الكوكب، وسَفَارِ اسم ماء، ولكنهما مؤنثان

كماوِيَّةَ؛ وقال: فكأَنَّ تلك اسم الماءة وهذه اسم الكوكبة.

والحِضارُ من الإِبل: البيضاء، الواحد والجمع في ذلك سواء. وفي الصحاح:

الحِضارُ من الإِبل الهِجانُ؛ قال أَبو ذؤيب يصف الخمر:

فما تُشْتَرَى إِلاَّ بِرِبْحٍ، سِباؤُها

بَناتُ المَخاضِ: شُؤمُها وحِضارُها

شومها: سودها؛ يقول: هذه الخمر لا تشترى أَلا بالإِبل السود منها

والبيض؛ قال ابن بري: والشوم بلا همز جمع أَشيم وكان قياسه أَن يقال شِيمٌ

كأَبيض وبِيضٍ، وأَما أَبو عمرو الشَّيْباني فرواه شيمها على القياس وهما

بمعنًى، الواحدُ أَشْيَمُ؛ وأَما الأَصمعي فقال: لا واحد له، وقال عثمان بن

جني: يجوز أَن يجمع أَشْيَمُ على شُومٍ وقياسه شِيمٌ، كما قالوا ناقة

عائط للتي لم تَحْمِلْ ونوق عُوط وعِيط، قال: وأَما قوله إِن الواحد من

الحِضَارِ والجمعَ سواء ففيه عند النحويين شرح، وذلك أَنه قد يتفق الواحد

والجمع على وزن واحد إِلا أَنك تقدّر البناء الذي يكون للجمع غير البناء

الذي يكون للواحد، وعلى ذلك قالوا ناقة هِجانٌ ونوق هِجانٌ، فهجان الذي هو

جمع يقدّر على فِعَالٍ الذي هو جمعٌ مثل ظِرافٍ، والذي يكون من صفة المفرد

تقدره مفرداً مثل كتاب، والكسرة في أَول مفرده غير الكسرة التي في

أَوَّل جمعه، وكذلك ناقة حِضار ونوق حِضار، وكذلك الضمة في الفُلْكِ إِذا كان

المفردَ غَيْرُ الضمة التي تكون في الفلك إِذا كان جمعاً، كقوله تعالى:

في الفُلْكِ المشحون؛ هذه الضمة بإِزاء ضمة القاف في قولك القُفْل لأَنه

واحد، وأَما ضمة الفاء في قوله تعالى: والفُلْكِ التي تجري في البحر: فهي

بإِزاء ضمة الهمزة في أُسْدٍ، فهذه تقدّرها بأَنها فُعْلٌ التي تكون

جمعاً، وفي الأَوَّل تقدرها فَعْلاً التي هي للمفرد. الأَزهري: والحِضارُ من

الإِبل البيض اسم جامع كالهِجانِ؛ وقال الأُمَوِيُّ: ناقة حِضارٌ إِذا

جمعت قوّة ورِحْلَةً يعني جَوْدَةَ المشي؛ وقال شمر: لم أَسمع الحِضارَ

بهذا المعنى إِنما الحِضارُ بيض الإِبل، وأَنشد بيت أَبي ذؤيب شُومُها

وحِضارُها أَي سودها وبيضها.

والحَضْراءُ من النوق وغيرها: المُبادِرَةُ في الأَكل والشرب. وحَضارٌ:

اسم للثور الأَبيض.

والحَضْرُ: شَحْمَةٌ في العانة وفوقها. والحُضْرُ والإِحْضارُ: ارتفاع

الفرس في عَدْوِه؛ عن الثعلبية، فالحُضْرُ الاسم والإِحْضارُ المصدر.

الأَزهري: الحُضْرُ والحِضارُ من عدو الدواب والفعل الإِحْضارُ؛ ومنه حديث

وُرُودِ النار: ثم يَصْدُرُونَ عنها بأَعمالهم كلمح البرق ثم كالريح ثم

كحُضْرِ الفرس؛ ومنه الحديث أَنه أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ حُضْرَ فرسه بأَرض

المدينة؛ ومنه حديث كعبِ بن عُجْرَةَ: فانطلقتُ مُسْرِعاً أَو مُحْضِراً

فأَخذتُ بِضَبُعِهِ. وقال كراع: أَحْضَرَ الفرسُ إِحْضَاراً وحُضْراً،

وكذلك الرجل، وعندي أَن الحُضْرَ الاسم والإِحْضارَ المصدرُ. واحْتَضَرَ

الفرسُ إِذا عدا، واسْتَحْضَرْتُه: أَعْدَيْتُه؛ وفرس مِحْضِيرٌ، الذكر

والأُنثى في ذلك سواء. وفرس مِحْضِيرٌ ومِحْضارٌ، بغير هاء للأُنثى، إِذا كان

شديد الحُضْرِ، وهو العَدْوُ. قال الجوهري: ولا يقال مِحْضار، وهو من

النوادر، وهذا فرس مِحْضير وهذه فرس مِحْضِيرٌ. وحاضَرْتُهُ حِضاراً:

عَدَوْتُ معه.

وحُضَيْرُ الكتائِب: رجلٌ من سادات العرب، وقد سَمَّتْ حاضِراً

ومُحاضِراً وحُضَيْراً. والحَضْرُ: موضع. الأَزهري: الحَضْرُ مدينة بنيت قديماً

بين دِجْلَةَ والفُراتِ. والحَضْرُ: بلد بإِزاء مَسْكِنٍ. وحَضْرَمَوْتُ:

اسم بلد؛ قال الجوهري: وقبيلة أَيضاً، وهما اسمان جعلا واحداً، إِن شئت

بنيت الاسم الأَول على الفتح وأَعربت الثاني إِعراب ما لا ينصرف فقلت:

هذا حَضْرَمَوْتُ، وإِن شئت أَضفت الأَول إِلى الثاني فقلت: هذا

حَضْرُمَوْتٍ، أَعربت حضراً وخفضت موتاً، وكذلك القول في سامّ أَبْرَض

ورَامَهُرْمُز، والنسبة إِليه حَضْرَمِيُّ، والتصغير حُضَيْرُمَوْتٍ، تصغر الصدر

منهما؛ وكذلك الجمع تقول: فلان من الحَضارِمَةِ. وفي حديث مصعب بن عمير: أَنه

كان يمشي في الحَضْرَمِيِّ؛ هو النعل المنسوبة إِلى حَضْرَمَوْت المتخذة

بها.

وحَضُورٌ: جبل باليمن أَو بلد باليمن، بفتح الحاء؛ وقال غامد:

تَغَمَّدْتُ شَرّاً كان بين عَشِيرَتِي،

فَأَسْمَانِيَ القَيْلُ الحَضُورِيُّ غامِدَا

وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: كُفِّنَ رسولُ الله، صلى الله عليه

وسلم، في ثوبين حَضُورِيَّيْن؛ هما منسوبان إِلى حَضُورٍ قرية باليمن. وفي

الحديث ذكر حَضِيرٍ، وهو بفتح الحاء وكسر الضاد، قاع يسيل عليه فَيْضُ

النَّقِيع، بالنون.

برق

(ب ر ق) : (بَرَقَ) الشَّيْءُ لَمَعَ بَرِيقًا مِنْ بَابِ طَلَبَ وَبِاسْمِ الْفَاعِلِ مِنْهُ سُمِّيَ بَارِقٌ وَهُوَ جَبَلٌ يُنْسَبُ إلَيْهِ عُرْوَةُ بْنُ الْجَعْدِ الْبَارِقِيُّ الَّذِي وَكَّلَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي شِرَاءِ الْأُضْحِيَّةِ (وَالْإِبْرِيقُ) إنَاءٌ لَهُ خُرْطُومٌ (وَالْبَوْرَقُ) بِفَتْحِ الْبَاءِ الَّذِي يُجْعَلُ فِي الْعَجِينِ فَيَنْتَفِخُ.
ب ر ق : الْبَرْقُ مَعْرُوفٌ وَبَرَقَتْ السَّمَاءُ بَرْقًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَبَرَقَانًا أَيْضًا ظَهَرَ مِنْهَا الْبَرْقُ وَبَرَقَ الرَّجُلُ وَأَبْرَقَ أَوْعَدَ بِالشَّرِّ.

وَالْبُرَاقُ دَابَّةٌ نَحْوُ الْبَغْلِ تَرْكَبُهُ الرُّسُلُ عِنْدَ الْعُرُوجِ إلَى السَّمَاءِ وَالْإِبْرِيقُ فَارِسِيُّ مُعَرَّبٌ وَالْجَمْعُ الْأَبَارِيقُ. 
(برق)
الْبَرْق برقا وبريقا بدا والسحابة أَو السَّمَاء لمع فِيهَا الْبَرْق وَالشَّيْء لمع وتلألأ يُقَال برق الصُّبْح وَبَرقَتْ أسارير وَجهه وبرق السَّيْف وَفُلَان تهدد وأوعد وَالْبَصَر شخص فَلم يطرف دهشا وَالْمَرْأَة تحسنت وتزينت وبوجهها أظهرته على عمد وَالطَّعَام بِزَيْت أَو سمن جعل فِيهِ قَلِيلا مِنْهُ فَهُوَ بارق وَهِي (بتاء)

(برق) برقا فزع ودهش فَلم يبصر وَمِنْه حَدِيث عَمْرو أَنه كتب إِلَى عمر (إِن الْبَحْر خلق عَظِيم يركبه خلق ضَعِيف دود على عود بَين غرق وبرق) وَالْبَصَر برق وَالشَّيْء اجْتمع فِيهِ لونان من سَواد وَبَيَاض فَهُوَ أبرق وَهِي برقاء (ج) برق
(برق) - في حديث المعراج ذِكْرُ "البُرَاقِ"
وهي دَابَّة رَكِبَها النّبىُّ - صلى الله عليه وسلم - لَيلَتَئِذٍ، وفي رواية أَنَّها استصعَبت عليه فجِىء ببَرقَة، وهي أُخْرى، قيل سُمِّى بذلك لِنُصوعِ لونِه وشِدَّةِ تَلألُئِه وبَرِيقِه. وقِيلَ: بل لِكونِه أَبيَضَ، وقيل لسُرعة مَرِّهِ وقُوَّةِ حَرَكَتِه تَشْبِيهاً له بالبرق، ويُحتَمل اجْتِماعُ الكُلِّ فيه.
- في حديث قَتادَةَ: "تسُوقُهم النَّارُ سَوْقَ البَرَق الكَسِير".
: أي الحَمَل المَكْسُور القوائم، وهو فارِسىٌّ مُعرَّب. أَصلُه بَرَه: أي تَسوقُهم سَوقًا رَفِيقاً، يُساقُ الحَمَلُ الظَّالِع .
ب ر ق

برقت السماء ورعدت وأبرقت وأرعدت. ونشأت بارقة. ونزلنا في برقة من البرق والبراق وفي أبرق من الأبارق وفي برقاء من البرقاوات. وجبل أبرق. وناقة بروق: تلمع بذنبها من غير لقاح. ويقال للوعد الكاذب: لمع البروق بالذنب. وأشكر من بروقة، وأقصف من بروقة. وبرق طعامه بزيت. وما في ثريده إلا برقة وبرق وتباريق من زيت؛ وبرق بصره. وكلمته فبرق أي تحير. وأبرقت فلانة عن وجهها: كشفت. وأبرق بسيفه: لمع به.

ومن المجاز: فلان يبرق لي ويرعد إذا تهدد.

ورأيت في يده بارقة وهي السيوف. وحدثته فأرسل برقاويه أي عينيه لبرق لونيهما. قال:

ومنحدر من رأس برقاء حطه ... مخافة بين من حبيب مزايل

وبرق عينيه: فتحهما جداً ولمعهما. وأبرقت لي فلانة وأرعدت إذا تحسنت لك وتعرضت.
برق
البَرْقُ: لمعان السحاب، قال تعالى: فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ [البقرة/ 19] . يقال: بَرِقَ وأَبْرَقَ ، وبَرَقَ يقال في كل ما يلمع، نحو: سيف بَارِقٌ، وبَرَقَ وبَرِقَ يقال في العين إذا اضطربت وجالت من خوف قال عزّ وجل: فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ [القيامة/ 7] ، وقرئ: (برق) ، وتصوّر منه تارة اختلاف اللون فقيل البُرْقَة للأرض ذات حجارة مختلفة الألوان، والأبرق:
الجبل فيه سواد وبياض، وسمّوا العين بَرْقَاء لذلك، وناقة بَرُوق: تلمع بذنبها، والبَرُوقَة:
شجرة تخضر إذا رأت السحاب، وهي التي يقال فيها: أشكر من بروقة . وبَرَقَ طعامه بزيت:
إذا جعل فيه قليلا يلمع منه، والبارقة والأُبَيْرِق:
السيف، للمعانه، والبُرَاق، قيل: هو دابة ركبها النبيّ صلّى الله عليه وسلم لمّا عرج به، والله أعلم بكيفيته، والإِبْريق معروف، وتصوّر من البرق ما يظهر من تجويفه، وقيل: بَرَقَ فلان ورعد، وأَبْرَقَ وأرعد:
إذا تهدّد.
[برق] نه: "أبرقوا" فإن دم عفراء أزكى عند الله من دم سوداوين، أي ضحوا بالبرقاء وهي شاة في خلال صوفها الأبيض طاقات سود، وقيل اطلبوا السمن من برقت له إذا دسمت طعامه بالسمن. ومثل "ألية البرق" بفتحتين الحمل معرب بره. ومنه: "سوق البرق" الكسير أي مكسورة لاقوائم يريد تسوقهم النار سوقاً رفيقاً كسوق الحمل الظالع. وكتب عمر إلى أن البحر خلق عظيم يركبه خلق ضعيف، دود على عود، بين غرق و"برق" هو بالتحريك الحيرة والدهش. ومنه ح: لكل داخل "برقة". وح الدعاء: "إذا برقت" الأبصار بكسر راء وإن فتحت فمن البريق واللمعان. وفيه: كفى "ببارقة" السيوف على رأسه فتنة، أي لمعانها، برق بسيفه وأبرق إذا لمع به. ومنه: الجنة تحت "البارقة" أي تحت السيوف. وفتى "براق" الثنايا وصفها بالحسن والصفاء واللمعان إذا ضحك. ومنه: "تبرق" أسارير وجهه أي تلمع وتستنير كالبرق. ك: كان الجاهلية تقدح في نسب أسامة من زيد لسواده وبياض زيد فلما قال القائف المدلجي ما قال فرح به زجراً لهم عن الطعن على اعتقادهم في القيافة. نه: "تبرق" كتنصر فرح بأنه وجد من أمته من يميز الأنساب عند الاشتباه، ونفى أبو حنيفة القيافة. نه: "والبراق" الدابة ركبها ليلة المعراج سمي به لشدة بريقه أو سرعة حركته. ش: هو بضم الباء دابة بيضاء بين البغل والحمار ذات جناحين كان الأنبياء يركبونها وركبها معه جبرئيل ليلئذ. نه وفيه: حتى إذا "برقت" قدماه رمى به أي ضعفتا، برق بصره ضعف. و"برقة" بضم باء وسكون راء: موضع بالمدينة. ك: حتى "برق الفجر" بفتح راء. غ: يريكم "البرق" خوفاً للمسافر وطمعاً للمقيم، والبرقة أرض ذات مختلفة الألوان.
برق: بَرَق فيه وعليه: ارتمى ووثب على شخص جالس أو نائم (فوك).
وبرَّق النبات (بالتضعيف): نبت، ونما، وبرعم (فوك).
وأبرقه (مجازاً): جعله يلوح فجأة كأنه البرق (معجم مسلم).
تَبَرّق: مطاوع بَرّق في قولهم بَرّق عينيه، وتَبَرّق العين (فوك).
بَرْق: لمعان، ألق، سنا (بوشر) - وشذرة، لؤلؤة صغيرة، قرص صغير من الذهب (بوشر، لين عادات 1: 67، 2: 401، 409، صفة مصر 18 القسم الأول ص113).
حجرة البرق: بارقين (ضرب من الحجارة الكريمة زينت بشذرات من الذهب (بوشر) - وعنب الثعلب (المستعيني في مادة عنب الثعلب). برقا (نبطية). وبرقا مصر: اسم بقلة في الزراعة النبطية، وقد سميت بهذا الاسم لأنها جلبت من مصر. (انظر ابن البيطار 1: 130) وفيه: هي بقلة جلبت من مصر.
برقة: قرص صغير، ففي ألف ليلة (3: 429): اطلعت من جيبها برقة صغيرة من الصفر مثل الدينار.
بَرقي وجمعها براقي: لطمة، ضربة بالكف مفتوحة.
برقان (؟): شجرة الفستق الذكر (ابن العوام 1: 276) وفي مخطوطة ليدن: الرقان.
براق: نوع من السمك (بُركهارت، سوريا).
بربق = حب القرطم، (المستعيني في: حب القرطم).
بُرُوقه؛ عين بُرُوقَة مفتوحة على اتساعها (فوك).
بُرَيِّق يجمع بالألف والتاء: (إبريق صغير) وهو قارورة قصيرة العنق تستخدم في القداس لرش الماء أو النبيذ (بوشر) = إبريق.
بَرُّوقَة: (من الأسبانية berruga) أو بُروقة بالضم (من لغة فلنسية borruca) وتجمع على براريق: ثؤلول مستدير. (فوك والكالا وفيهما berruga) وفي معجم المنصوري ثآليل: ومنها لينة متغلغلة تسميها العامة البراريق.
بارقه وجمعها بوارق: سحابة ذات برق (ويجرز 34) - وبرق (دى ساسي مختارات 1: 19) - وبوارق الكافور والمسك؟ (ألف ليلة برسل 16: 222).
بَوْرَق: هكذا ينطقونه بالمغرب (الكالا، معجم المنصوري). وفي معجم المنصوري أن الصنف الرابع (انظر لين) المصري يسمى أيضاً النطرون وبورق الخبز. ويقول ابن البيطار (1: 187)، ((والمصري صنفان صنف يسمى النطرون ... وضرب منه يعرف ببورق الخبز، لأن الخبازين بمصر يحلونه بالماء ويغسلون به ظاهر الخبز قبل طبيخه فيكسبه رونقاً وبريقاً)).
والصنف المسمى البورق الزبدي هو أجودها. ومنه أيضاً ما يسمى بورق العرب ويؤتى به من الشحر. ففي ابن البيطار: بورق العرب (نسخة أالغرب) وهو يكون في (من نسخة ب) شجر (شحر أ) العرب (الغرب نسخة أ).
بورقيَّة: مواد بورقية (نطرونية). (ابن العوام 1: 127 حيث صوابه بورقيته كما جاء في مخطوطة ليدن 2: 156.
بوارق = بورق: ملح الصاغة (بوشر).
أبرق: هو في ملقا Raia pastinaca ( ابن البيطار 2: 100) - وابرق: حمار الوحش، إذا صدقنا ما يقول كازيري (1: 151).
تباريق (جمع): ما جعل في الطعام من الزيت أو السمن القليل (محيط المحيط).
مَبَرَّق: ذو ثآليل (الكالا) وهو مشتق من بَرُّوقَة (انظر الكلمة).
برق
والبَرَق: الحَمَل، دَخِيْل مُعَرَّبٌ، وجَمْعُه البِرْقَان. ومَصدَر الأبْرَقِ من الجِبَال، والحِبَال، وهو الذي أبْرِمَ بقُوَّةٍ سَوْداءَ وبقُوَّةٍ بيضاء.
والبَرْقاءُ من الأرض: طَرائقُ بُقْعَةٍ فيها حِجَارةٌ سُوْدٌ يُخالِطُها رَمْلَةٌ بيضاءُ، وكلُّ قِطْعَةٍ بُرْقَةٌ، وإذا اتَّسَعَ فهو الأبْرَقُ، والجميع البِرَاقُ والأبَارِقُ.
والبَرَقُ أيضاً: داءٌ يأخُذُ الإبلَ عن أكْل البَرْوَقِ؟ يمال: بَرِقَتْ، وهو نَبْتٌ لا تَرْعاه إلا عند الضَّرُوْرَةِ. وفي المَثَل: " أقْصفُ من بَرْوَقَةٍ " لأنَّها تكونُ على ساقٍ. ويقولون: " أشْكَرُ من البَرْوَق " لأنَّه يَنْبُتُ بالغَيْم والنَّدى ويَخْضَرًّ. والبَرْقُ: وَمِيْضُ السَّحاب، بَرَقَ السَّحابُ يَبْرُقُ بَرْقاً وبَرِيقاً وبَرَقاناً، وأبْرَقَ لُغَةٌ فيه. والبارِقَةُ: السحابَةُ ذاتُ البَرْقِ.
والسُّيُوفُ بَوارِقُ لأنها تَتَلألأ.
وفي الحَدِيث: " الجَنَةُ تَحْتَ البارِقَةِ " يُرِيد في الجِهاد.
وأبْرَقَ الرَّجُلُ: إذا أوْعَدَ، وَبَرَقَ أيضاً. وأبْرَقَ بسَيْفِه: لَمَعَ به.
وامْرَأةٌ إبْرِيْقٌ: إذا كانتْ بَرّاقَةً حَسْنَاءَ. والإبْرِيْقُ: السًيْفُ، وقيل: القَوْسُ.
وأبْرَقَتِ الناقَةُ: ضرَبَتْ ذَنَبَها مَرَّةً على فَرْجِها ومن جِهَةٍ على عَجُزِها.
والبَرُوْقُ: الناقَةُ التي ترى أنها لاقِحٌ وليستْ به، والفِعْلُ أبْرَقَتْ، وإبلٌ مَبَارِيْقُ.
والبُرُوْقُ: شَوَلانُ الناقَة بذَنَبِها.
والانسانُ البَرُوْقُ: هو الفَرِقُ. وإذا بهِتَ يَنْظُرُ كالمُتَحَيِّرِ قيل: بَرِقَ بَصَرُه بَرَقاً، فهو بَرِقٌ: فَزِع.
وبَرَّقَ بعَيْنَيْه: لألأهما من شِدَّةِ النَظَر.
ويقولون: لئنْ أبْرَقْتَ عن هذا الأمْرِ وإلا فَعَلْتُ كذا: أي لئنْ تَرَكْتَه.
وأبْرَقَتِ المَرْأةُ عن وَجْهِها: أبْرَزَتْه. والبُرَاقُ: دابَّةٌ.
والتَّبْرُوْقُ: الدَّسَمُ في القِدْر، وكذلك إذا كُنْتَ تَبْرُقُ ماءً بزَيْتٍ، والجميع التَّبارِيْقُ. وبَرَقَ طَعامَه يَبْرُقُه بَرْقاً: إذا صَبِّ عليه شَيْئاً من زَيْتٍ، وهي البَرِيْقَةُ وتُجْمَعُ بَرَائِقَ.
والبُرْقَةُ: قِلَّةُ الدَّسَم. والبُرَقِيّاتُ من الطعام: الألْوانُ التي يُبْرَقُ بها.
وبَرِقَ السِّقَاءُ يَبْرَقُ بَرَقاً: إذا أصَابَه الحَرُّ فَذَابَ زُبْدُه وتَقَطَّعَ، فهو بَرِقٌ.
والبُرْقانُ: الجَرَادُ إذا اصْفَرَّ وتَلَوَّثَتْ فيه خُطُوطٌ.
ورَجُلٌ بُرْقَانٌ: إذا كانَ بَرّاقَ البَدَن.
وُيقال للرَّجُل الذي لا تَأمَنُه: بَوْرَقٌ، وجَمْعُه بَوَارِقُ.
والبَوْرَقُ: الذي يُجْعَل في العَجِين.
والبَرْقِيُّ: الطْفَيْلي، بلُغَة أهْل مكّةَ.
ودارَةُ أبْرَقَ: لبَني عمرو بن رَبِيْعَة.
وتُسمّى العَنْزُ بُرَيْقَةَ، وذلك اسْمُها تُدْعى به للحَلَب.
[برق] بَرَقَ السيف وغيره يَبْرُقُ بُروقاً، أي تلألأ. والاسمُ البَريقُ. والبَرْقُ: واحد بُروقِ السحاب. يقال بَرْقُ الخُلَّبِ، وبَرْقُ خُلَّبٍ بالإضافة، وبَرْقٌ خُلبٌ بالصفة، وهو الذي ليس فيه مطر. ويقال رعدت السماء وبَرَقَتْ بَرَقاناً، أي لمعتْ. ورَعَدَ الرجل وبَرَقَ، أي تهدَّدَ. ورَعَدَتِ المرأة وبَرَقَتْ، أي تَزيَّنتْ. وقد ذكرنا الخلاف في أرعد وأبرق في باب الدال. وأرعد القوم وأَبْرَقوا، أي أصابهم رعد وبرق. وحكى أبو نصر: أبرق الرجل، إذا لَمَعَ بسيفه. وأَبْرَقَتِ الناقةُ وبَرَقَتْ أيضاً، إذا شالت بذَنَبِها وتلقّحتْ وليست بلاقحٍ، فهي بَروقٌ ومُبْرِقٌ، ونوقٌ مَباريقُ. قال أبو صاعدٍ الكلابيّ: البَريقَةُ اللبن تًصَبُّ عليه إهالةٌ أو سمنٌ قليلٌ، والجمع البَرائِقُ. يقال ابرُقوا الماءَ بزيتٍ، أي صُبُّوا عليه زيتاً قليلاً. وقد بَرَقوا لنا طعاماً بزيتٍ أو سمن بَرْقاً. وهي التَباريقُ، وهو شئ منه قليل لم يُسًغْسِغوه، أي لم يكثروا دُهْنَهُ. والبراق: اسم دابة ركبها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج. وَبَرِقَ البصرُ بالكسر يَبْرُقُ بَرَقاً، إذا تحير فل يطرف. قال ذو الرمة: ولو أنَّ لُقمانَ الحكيمَ تَعَرَّضَتْ لعينيه مَيٌّ سافِراً كان يبرق فإذا قلت: برق البصر بالفتح، فإنَّما تعني بَريقَهُ إذا شَخَصَ. والبَرْوَقَ ساكنة الراء: نبتٌ، الواحدة بَرْوَقَةٌ. وفي المثل: " أَشْكَرُ من بَرْوَقَةٍ "، لأنها تخضرُّ إذا رأت السحاب. وبَرِقَتِ الغنمُ بالكسر تَبْرَقُ بَرَقاً، إذا اشتكت بطونَها من أكل البَرْوَقِ. وبَرَّقَ عينيه تَبْريقاً: أوسعهما وأَحَدَّ النَّظرَ. والإِبْريقُ: واحد الأَباريقِ، فارسيٌّ معرّب. والإِبْريقُ أيضاً: السيف الشديد البَريقِ. والأَبْرَقُ: غِلَظٌ فيه حجارةٌ ورملٌ وطين مختلطة، وكذلك البَرْقاءُ. وجمع الأَبْرَقِ أَبارِقُ، وجمع البَرْقاءِ بَرْقاواتٌ. والبُرْقَةُ بالضم، مثل البَرْقاءِ، والجمع براق. يقال: قنفذ برقة، كما يقال ضب كدية، والجمع برق. والابرق: الجبل الذى فيه لونان. وكل شئ اجتمع فيه سواد وبياض فهو أبرق. يقال تيس أبرق، وعنز برقاء، حتى أنهم يسمون العين برقاء. قال: ومنحدر من رأس برقاء حطه مخافة بين من حبيب مزايل يعنى دمعا انحدر من العين. والبارق: سحابٌ ذو بَرْقٍ. والسحابةُ بارِقَةٌ. والبارقة أيضا: السيوف. وبارق: قبيلة من اليمن، منهم معقر بن حمار البارقى الشاعر. وبارق: موضع قريب من الكوفة. ومنه قول أسود بن يعفر: أرض الخورنق والسدير وبارق والقصر ذى الشرفات من سنداد  والبرق: الحمل، فارسي معرب، وجمعه برقان. والاستبرق: الديباج الغليظ، فارسي معرب، وتصغيره أبيرق.
برق
برَقَ يَبرُق، بَرْقًا وبَريقًا وبُروقًا، فهو بارِق
• برَقتِ السَّماءُ: لمع فيها البَرْقُ ° بارِق الأمل: ما يلوح في الفكر من إشراقة عابرة.
• برَق الصُّبحُ ونحوُه: لمع وتلألأ "برَق المعدنُ/ السّيفُ"? بَرْقت أساريرُ وجهه: تهلَّلت.

• برَق البصرُ: شخَص فلم يَطْرِفْ دَهَشًا، تحيّر، لمَع من شدَّة الشُّخوص عند الموت أو البعث " {فَإِذَا بَرَقَ الْبَصَرُ} [ق] ".
• برَق الرَّجلُ: تهدّد وتوعّد.
• برَقتِ المرأةُ: تحسَّنت وتزيّنت. 

برِقَ يَبرَق، بَرَقًا، فهو أَبْرَقُ
• برِق البصرُ والشَّخصُ: فزِع ودهِش فلم يُبْصر " {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ. وَخَسَفَ الْقَمَرُ} ". 

أبرقَ/ أبرقَ إلى يُبرِق، إِبْراقًا، فهو مُبرِق، والمفعول مُبْرَقٌ إليه
• أبرقتِ السَّماءُ: برَقتْ، لمع فيها البَرْقُ.
• أبرق الرَّجلُ: تهدّد وأَوْعَد "أبرِقْ وأرعِدْ يايزيـ ... دُ فما وعيدُك لي بضائر".
• أبرق الرَّجلُ إلى أهله: أَرْسل إليهم برقيَّةً "أبرق الطّالبُ إلى أهله بنجاحه". 

برَّقَ/ برَّقَ بـ يبرِّق، تبريقًا، فهو مُبرِّق، والمفعول مُبرَّق (للمتعدِّي)
• برَّق الشَّخصُ: هدّد وأَوْعَدَ "برِّق لمن لا يعرِفُك [مثل]: هدّد من لا عِلْمَ له بك، فإن مَن عرَفكَ لا يَعْبأُ بك".
• برَّق بصرَه/ برَّق ببصرِه: أَوْسَعه وأَحَدّ النَّظر ° برَّق له عَيْنَيْه: وسَّعهما ليخيفَه.
• برَّق منزلَه: زوّقه وزيّنه. 

أَبْرَقُ [مفرد]: ج أبارقُ وبُرْق، مؤ برقاءُ، ج مؤ بَرْقاوات وبُرْق:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من برِقَ.
2 - ما اجتمع فيه سواد وبياض. 

إبْريق [مفرد]: ج أَباريقُ: (انظر: إ ب ر ي ق - إبْريق). 

إسْتَبْرَق [جمع]: (انظر: إ س ت ب ر ق - إسْتَبْرَق). 

بارِقة [مفرد]: ج بَوارِقُ (لغير العاقل):
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل برَقَ.
2 - سَحابة ذات بَرْق "ما كل بارقة تجود بمائها [مثل]: يُضرب في التحذير من الانخداع بالمظهر".
3 - بَريقُ، شُعاع، وميض، بصيص "ظهرت بارِقة أَمل- كَفَى بِبَارِقَةِ السُّيُوفِ عَلَى رَأْسِهِ فِتْنَةً [حديث] ". 

بُراق [مفرد]: دابَّة مُجنَّحة فوق الحمار ودون البغل، ركبها رسولُ الله صَّلى الله عليه وسلَّم ليلة الإسراء والمعْرِاج. 

برّاق [مفرد]: صيغة مبالغة من برَقَ ° سيفٌ برَّاق: لامع- عينان برّاقتان: ساحرتان، جميلتان- ما كلّ برّاق ذهب [مثل]: يُضرب في التحذير من الأخذ بالمظاهر الخارجيّة الخادعة- وعود برّاقة: خلاّبة، كاذبة، خادعة. 

بَرْق [مفرد]: ج بُروق (لغير المصدر):
1 - مصدر برَقَ ° بَرْقٌ لاسلكيّ.
2 - ضوء قويّ يَلمعُ في السَّماء على أَثَر تفريغ كَهْربائيّ في السَّحاب "لَمَع البَرْق قبيل سقوط الأمطار- {يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ} " ° بَرْقٌ خُلَّبٌ/ بَرْقُ خُلَّبٍ: خادع لا يتبعه مطر، يضرب مثلاً لمن يَعِدُ ولا يُنْجِز- بَرْقٌ لو كان له مطر: تعبير عن خيبة الأمل تأتي بعد توقُّع الخَيْر- مرّ كالبرق/ بسرعة البرق: مرّ سريعًا جدًّا.
3 - نظام يبث ويستقبل نبضات كهربائيّة تكون محطّات الإرسال والاستقبال فيه موصولة بأسلاك بشكل مباشر "مكتب البرق" ° هنّأه برقيًّا/ استدعاه برقيًّا: بواسطة البرق- مصلحة البَرْق/ وزارة البَرْق: جهة حكوميّة تتولَّى ما يتّصل بجهاز التلغراف من إرسال البرقيّات وتوزيعها- عامل البَرْق: المُكلَّف بإرسال البرقيّات. 

بَرَق [مفرد]: مصدر برِقَ. 

بَرْقيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى بَرْق.
2 - رسالة تُرسل من مكانٍ إلى آخر بواسطة جهاز البَرْق "تبادل الزُّعماء العرب برقيّات التّهاني- بَرْقيَّة تعزية" ° بَرْقيَّة لاسلكيَّة: برقيَّة تُرسل بالّلاسلكي. 

بُروق [مفرد]: مصدر برَقَ. 

بَريق [مفرد]:
1 - مصدر برَقَ ° بريق عينين: لمعان، توقُّد، إشراق.
2 - (فز) درجة انعكاس الضَّوء في المعادن "ذو بريق معدنيّ". 

بَيْرَق [مفرد]: ج بَيارِقُ: (انظر: ب ي ر ق - بَيْرَق). 

مُبْرِقة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل أبرقَ/ أبرقَ إلى.
2 - آلة إرسال البَرْقيّات "عمِل اختراعُ المُبرِقة على سرعة التواصل بين الناس". 
(ب ر ق)

برق الشَّيْء يَبْرق برقا، وبريقا، وبروقا، وبرقانا: لمع.

وَسيف إبريق: كثير اللمعان فِي المَاء، قَالَ ابْن احمر:

تعلق إبريقاً وَأظْهر جعبةً ... ليهلك حياًّ ذَا زهاء وجامل

والإبريق: السَّيْف، عَن كرَاع، قَالَ: سمي بِهِ لفعله، وَأنْشد الْبَيْت الْمُتَقَدّم. وَجَارِيَة إبريق: براقة الْجِسْم.

والبرق: الَّذِي يلمع فِي الْغَيْم، وَجمعه: بروق.

وَبَرقَتْ السَّمَاء تبرق برقا، وأبرقت: جَاءَت ببرق.

والبرقة: الْمِقْدَار من الْبَرْق، وقريء: (يكَاد سنا برقه) فَهَذَا لَا محَالة جمع: برقة.

وَمَرَّتْ بِنَا اللَّيْلَة براقة، وبارقة: أَي سَحَابَة ذَات برق، عَن اللحياني.

وأبرق الْقَوْم: دخلُوا فِي الْبَرْق.

وأبرقوا الْبَرْق: رَأَوْهُ، قَالَ طفيل:

ظعائن أبرقن الخريف وشمنه ... وخفن الْهمام أَن تقاد قنابله

قَالَ الْفَارِسِي: أَرَادَ: أبرقن برقه.

وسحابة بارقة: ذَات برق.

والبارقة: السيوف، على التَّشْبِيه بهَا لبياضها.

وَرَأَيْت البارقة: أَي بريق السِّلَاح، عَن اللحياني.

وابرق بِسَيْفِهِ: إِذا لمع بِهِ.

وَلَا افعله مَا برق فِي السَّمَاء نجم: أَي مَا طلع، عَنهُ أَيْضا، وَكله من الْبَرْق.

وبرق الرجل، وابرق: تهدد واوعد، وَهُوَ من ذَلِك، كَأَنَّهُ أرَاهُ مخيلة الْأَذَى، كَمَا يرى الْبَرْق مخيلة الْمَطَر، قَالَ ذُو الرمة:

إِذا خشيت مِنْهُ الصريمة أبرقت ... لَهُ برقة من خلب غير ماطر

جَاءَ بِالْمَصْدَرِ على برق، لِأَن ابرق، وبرق سَوَاء. وَكَانَ الْأَصْمَعِي: يُنكر ابرق وارعد، وَلم يَك يرى ذَا الرمة حجَّة وَكَذَلِكَ أنْشد بَيت الْكُمَيْت:

ابرق وأرعد يَا يزي ... د فَمَا وعيدك لي بضائر فَقَالَ: هُوَ جرمقاني.

والبراق: دَابَّة يركبهَا الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام، مُشْتَقَّة من الْبَرْق.

وَقيل: الْبراق: فرس جِبْرِيل صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَيْء براق: ذُو بريق.

والبرقانة: دفْعَة البريق.

وَرجل برْقَان: براق الْبدن.

وبرق بَصَره: لألأ بِهِ.

وبرق: لوح بِشَيْء لَيْسَ لَهُ مصداق، تَقول الْعَرَب: " برقتْ وعرقت ". عرقت: قللت.

وبرق بَصَره برقا، وبرق يَبْرق بروقا، الْأَخِيرَة عَن اللحياني: دهش فَلم يبصر، وَفِي التَّنْزِيل: (فَإِذا برق الْبَصَر) و ( ... برق ... ) ، قريء بهما مَعًا.

وأبرقه الْفَزع.

والبرق، أَيْضا: الْفَزع.

وَرجل بروق: جبان.

وناقة بارق: تشذر بذنبها من غير لقح، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وأبرقت النَّاقة بذنبها، وَهِي مبرق، وبروق الْأَخِيرَة شَاذَّة: شالت بِهِ عِنْد اللقَاح.

وَقَالَ اللحياني: هُوَ إِذا شالت بذنبها وتلقحت وَلَيْسَت بلاقح.

تَقول الْعَرَب: " دَعْنَا من تكذابك وتأثامك شولان البروق ". نصب " شولان ": على الْمصدر: أَي إِنَّك بِمَنْزِلَة النَّاقة الَّتِي تبرق بذنبها: أَي تشول بِهِ، فتوهمك أَنَّهَا لاقح وَهِي غير لاقح.

وَجمع البروق: برق، وَقَول ابْن الْأَعرَابِي، وَقد ذكر شهر زور قبحها الله: إِن رجالها لنزق، وَإِن عقاربها لبرق: أَي أَنَّهَا تشول بأذنابها كَمَا تشول النَّاقة البروق.

وأبرقت الْمَرْأَة بوجهها وَسَائِر جسمها، وَبَرقَتْ، الْأَخِيرَة عَن اللحياني، وَبَرقَتْ: إِذا تعرضت وتحسنت.

وَقيل: أظهرته على عمد، قَالَ رؤبة:

يخدعن بالتبريق والتانث وَامْرَأَة براقة، وإبريق: تفعل ذَلِك.

والبرقانة: الجرادة المتلونة، وَجَمعهَا: برْقَان.

والبرقة، والبرقاء: أَرض غَلِيظَة مختلطة بحجارة وَرمل. وَجَمعهَا: برق، وبراق، شبهوه بصحاف، لِأَنَّهُ قد اسْتعْمل اسْتِعْمَال الْأَسْمَاء.

فَإِذا اتسعت البرقة فَهِيَ الابرق، وَجمعه: ابارق كسر تكسير الْأَسْمَاء لغلبته.

وتيس ابرق: فِيهِ سَواد وَبَيَاض.

قَالَ اللحياني: من الْغنم ابرق وبرقاء وَهُوَ من الدَّوَابّ: ابلق وبلقاء، وَمن الْكلاب: ابقع وبقعاء.

وجبل ابرق: فِيهِ لونان من سَواد وَبَيَاض. وَقَول الشَّاعِر:

بمنحدر من رَأس برقاء حطه ... تذكر بَين من حبيب مزابل

أَرَادَ الْعين، لاختلاطها بلونين من سَواد وَبَيَاض.

وروضة برقاء: فِيهَا لونان من النبت، أنْشد ثَعْلَب:

لَدَى رَوْضَة قرحاء برقاء جادها ... من الدَّلْو والوسمى طل وهاضب

والبرقة: قلَّة الدسم فِي الطَّعَام.

وبرق الْأدم بالزيت وَالدَّسم برقه برقاً، وبروقا: جعل فِيهِ مِنْهُ شَيْئا يَسِيرا.

وَهِي البريقة: وَجَمعهَا: برائق، وَكَذَلِكَ: التباريق.

وَعمل رجل عملا فَقَالَ لَهُ صَاحبه: " عرقت وَبَرقَتْ " برقتْ: لوحت بِشَيْء لَيْسَ لَهُ مصداق، وعرقت: قللت، وَقد تقدم.

وَقَالَ: برق الطَّعَام يبرقه برقاً: إِذا صب فِيهِ السّمن.

والبريقة: طَعَام فِيهِ لبن وَمَاء يَبْرق بالسمن والإهالة.

وبرق السقاء يَبْرق برقا وبروقا: أَصَابَهُ حر فذاب زبده، وتقطع فَلم يجْتَمع.

والبرقي: الطفيلي، حجازية.

والبرق: الْحمل، فَارسي مُعرب. وَجمعه: أبراق، وبرقان، وبرقان. والابريق: من الْأَوَانِي، فَارسي مُعرب.

وَقَالَ كرَاع: هُوَ الْكوز.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة مرّة: هُوَ الْكوز، وَمرَّة: هُوَ مثل الْكوز، وَهُوَ فِي كل ذَلِك فَارسي. وَفِي التَّنْزِيل: (يطوف عَلَيْهِم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق) وَأنْشد أَبُو حنيفَة لشبرمة الضَّبِّيّ:

كَأَن أَبَارِيق الشُّمُول عَشِيَّة ... إوز باعلى الطف عوج الْحَنَاجِر

والبروق: مَا يكسو الأَرْض من أول خضرَة النَّبَات.

والبروق: نبت.

قَالَ أَبُو حنيفَة: البروق: شجر ضَعِيف، لَهُ ثَمَر حب اسود صغَار، قَالَ: أَخْبرنِي أَعْرَابِي قَالَ: البروق: نبت ضَعِيف رَيَّان، لَهُ خطرة دقاق، فِي رءوسها قماعيل صغَار مثل الحمص، فِيهَا حب اسود وَلَا يرعاها شَيْء، وَلَا تُؤْكَل وَحدهَا، لِأَنَّهَا تورث التهيج.

وَقَالَ بَعضهم: هِيَ بقلة سوء تنْبت فِي أول البقل، لَهَا قَصَبَة مثل السِّيَاط، وَثَمَرَة سَوْدَاء. واحدته: بروقة.

وَبَرقَتْ الْإِبِل برقا: اشتكت بطونها من أكل البروق.

وبارق، وبريرق، وبريق، وبرقان، وبراقة: أَسمَاء.

وَبَنُو أبارق: قَبيلَة.

وبارق: مَوضِع، إِلَيْهِ تنْسب الصحاف البارقية، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

فَمَا إِن هما فِي صَحْفَة بارقية ... جَدِيد أمرت بالقدوم وبالصقل

أَرَادَ: وبالمقلة وَلَوْلَا ذَلِك مَا عطف الْعرض على الْجَوْهَر.

وبراق: مَاء بِالشَّام، قَالَ:

فأضحى رَأسه بصعيد عك ... وَسَائِر خلقه بجبا براق

وبرق نَحره: اسْم رجل. 
برق
الْبَرْق: فرس ابْن العرقة قَالَه أَبُو الندى والبَرْقُ: واحدُ بُروقِ السَّحَاب وَهُوَ الَّذِي يَلْمَع فِي الغَيْمِ، جمعُه برُوقٌ. أَو هُوَ: ضرْبُ مَلَكِ السَّحاب، وتحْرِيكُه إِيَّاه ليَنْساقَ، فتُرى النِّيرانُ نقل ذلِك عَن مُجاهِد، وَالَّذِي روِىَ عَن ابْن عبّاس: أَنه سَوط من نُور يَزْجُر بِهِ المَلَك السحابَ. وبَرقَت السَّماء تَبْرُقُ، بَرْقًا، وبُروقاً بالضمِّ وبَرقَاناً محرَّكَةً، وهذِه عَن الأَصْمَعَي: لَمَعَتْ، أَو جاءَت بَبَرْقٍ. وبَرق البَرق: إِذا بَدَا. وَمن الْمجَاز: بَرَقَ الرجُلُ ورَعَدَ: إِذا تَهَدَّدَ وتَوعَّدَ، كأبرَقَ قَالَ ابنُ أحمرَ:
(يَا جلّ مَا بَعُدَتْ عليكَ بلادُنا ... وطِلابُنا فابْرق بأرضِكَ وارْعدِ)
كأَنهّ أَراه مَخيلَةَ الأذَى، كَمَا يَرِى البَرق مَخِيلةَ المَطَرِ. وَكَانَ الأَصْمَعي يُنْكِر أَبْرَقَ وأرْعدَ، وَلم يكن يرى ذَا الرمة حجَّة يُشِير بذلِك إِلَى قولِه:
(إِذا خَشِيَت مِنْهُ الصَّريمَةَ أبرَقت ... لَهُ بَرْقَةً مِن خُلَّب غيرِ ماطِرِ)
وَكَذَلِكَ أَنشدَ بيتَ الكمَيتِ:
(أَبْرِقْ وأرعد يَا يَزي ... دُ فَمَا وَعِيدُكَ لي بضائِرْ)
فَقَالَ: هُوَ جُرْمُقاني، إِنَّمَا الحُجَّة قَول عَمرِو بن أَحْمَرَ الباهليِّ:
(يَا جلّ مَا بَعدت عَلَيْك بِلَادنَا ... وطلابنا فابْرقْ بأَرضِكَ وأرعد)
وَقد تقدَّم البحثُ فِي ذلِك فِي ر ع د. وبرَقَ الشَّيْء كالسيْفِ، وغيرِه، يَبْرُق بَرْقَاً، وبرِيقاً، وبَرَقاناً الأَخيرة مُحرَّكَة: لَمَعَ وتلألأ، وَفِي الصِّحاح: بَرَق السَّيْف وغيرُه يبرقٌ بروقاً أَي: تَلألأ، والاسمُ البريقُ.تَعَالَى: فَإِذا بَرق البَصَر وَمثل نصر أَيْضا، قَالَ الْجَوْهَرِي: يَعْنِي بريقه إِذا شخص قَالَ الْفراء: فقرأها نَافِع وَحده من البريق أَي: شخص وَقَالَ غَيره: أَي فتح عينه من الْفَزع قلت: وَقرأَهَا أَيْضا أَبُو جَعْفَر هَكَذَا.
برقاً ظَاهره أَنه بِالْفَتْح وَالصَّوَاب أَنه بِالتَّحْرِيكِ وبروقاً كقعود وَهَذِه عَن الليحاني فَفِيهِ لف وَنشر مُرَتّب، أَي تحير حَتَّى لَا يطرف كَمَا فِي الصِّحَاح أَو دهش فَلم يبصر وأنشدوا لذِي الرمة:
(وَلَو أَن لُقْمَان الْحَكِيم تعرضت ... لعينيه ميّ سافراً كَاد يَبْرق)
أَي يتحير أَو يدهش. وَأنْشد الْفراء شَاهدا لمن قَرَأَ برق بِالْكَسْرِ بِمَعْنى فزع قَول طرفَة:
(فنفسك فانع وَلَا تنعني ... وداو الكلوم وَلَا تبرق)
يَقُول: لَا تَفزعِّ من هَول الْجراح الَّتِي بك. وَقَالَ الأصمعيّ: بَرَق السَقاءُ يَبْرق برقاً، وَذَلِكَ إِذا أَصابَه الحَر، فذاب زبدُه، وتَقَطع فَلم يجْتمع، وَيُقَال: سِقاء بَرق، ككَتف كَذَا فِي العبابِ والَّذِي فِي اللِّسَان: برق السِّقاء برقاً وبُروقاً فَهَذَا يدل على أَنه من بَاب نصر وَقَوْلهمْ: سقاء برق يدل على أَنه من بَاب فَرح. وبرِقَت الإِبِل والغنمُ، كفَرِحَ تبرق برقاً: إِذا اشتكَت بُطونَها مِن أكل البروق، وَسَيَأْتِي البروق قَرِيبا. البُوقان، بالضمِّ: الرجل البراقُ الْبدن. والبُرقان: الجَراد المُتلونُ ببياضِ وَسَوَاد الواحدَة برقانة وَقد خَالف هُنَا اصْطِلَاحه سَهوا. وبِرقانُ بِالْكَسْرِ: ة، بخوارزم قَالَ ياقوت فِي المعجَم: بوقان، بِفَتْح أوِّلِه وبعضّهم يكسرهُ: من قرى كاث شرْقيَّ جَيحوُنَ على)
شاطِئِه، بينَها وبينَ الجُرْجانِيَّةِ مدينةِ خُوارَزْم يَومان، وَقد خرِبت بَرْقانُ، ونسِبَ إِليها الحافِظُ أَبو بكرٍ أَحمدُ بنُ محمَّدِ ابنِ غَالب الخُوارَزْمِيُّ البَرْقانيُّ، استَوْطَنَ بَغدادَ، وكتَبَ عَنهُ أَبو بَكْرٍ الخَطِيبُ، وكانَ ثِقَةً ورِعاً، تُوفَي سنة. وبَرْقان أَيضاً: ة، بحرْجانَ نسِب إَليها حَمزةُ بنُ يوسفَ السَّهْمي، وبَعضُ الرُّواة، قَالَ ياقوت: وَلست مِنْهَا على ثِقةٍ. ويُقال: جاءَ عِنْدَ مَبْرَقِ الصبْحِِ، كمَقْعَدٍ أَي: حينَ بَرَقَ وتلألأَ، مصدر ميمي. وبَرَقَ نَحْرُه: لَقَبُ رَجُلٍ كَتأَبَّطَ شرا، ونَحْوِه. وذُو البَرْقَةِ: لقبُ أَمير المؤمنينَ عَلِيّ بن أَبي طالِبٍ رضِي الله تَعالَى عَنهُ لقَّبَه بِهِ عَمّه الْعَبَّاس بن عبدِ المُطَّلِبِ رَضِي اللهُ تَعالَى عَنهُ يومَ حُنَيْن. والبَرْقَةُ: الدهْشَةُ والحَيْرةُ. و: ة، بقُمَّ. و: ة، تجاهَ واسِطِ القَصَبِ. و: قَلْعَةٌ حَصِينَةٌ بنواحِي دُوانَ. وبرْقَةُ: إِقْلِيمٌ مُشتَمِلٌ على قُرى ومُدُنِ أَو ناحِيَةٌ بينَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ وإِفْرِيقِيةَ مَدِينتُها أَنْطابُلس، وبينَ الإسكَنْدَرِيَّةِ وبَرْقَةَ مَسِيرةُ شَهْرٍ، وَهِي مِمَّا افْتُتِحَ صُلْحاً، صالَحَهُم عَلَيها عَمْرُو بنُ العاصِ، وَقد نُسِبَ إِليها جَماعة من أَهلِ العِلْم. وكجُهَيْنَةَ: اسمٌ للعنْزِ، تُدْعَى بِهِ للحَلَبِ. وذُو بارِق الهَمْدانِيُّ: جَعْوَنَةُ بنُ مالِكِ. وَالبارِقُ: سَحابٌ ذُو بَرْق. و: ع، بالكُوفةِ. ولَقَبُ سَعْدِ بنِ عَدِي أَبِي قَبِيلَة باليَمَنِ وَمن المَجازِ: البارِقَةُ: السُّيوُفُ سُمِّيَتْ لبرِيقها، وَمِنْه حَدِيثُ عَمّار: الجَنة تَحْتَ البارِقَةِ وَهُوَ مُقْتَبَس من قولِه صَلى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ: الجَنَّةُ تَحْتَ ظِلالِ السُّيوفِ.
وقالَ اللِّحْيانِيُّ: رَأَيتُ البارِقةَ، أَي: بَرِيقَ السِّلَاح. والبرْوَقُ، كجَروَلٍ: شجَيْرَةٌ ضَعِيفة إِذا غامَتِ السَّماءُ اخضَرَّتْ قالهُ ابنُ حَبِيبٍ، الواحدةُ بهاءَ، وَمِنْه قولُهم: أشكَرُ من بَرْوَقَة وكَذا: أَضْعَفُ مِنْ بَرْوَقَةٍ قَالَ أبُو حَنيفَةَ: وأخْبَرَنِي أَعْرابِي أَنَّ البَرْوَقَ نبتٌ ضَعِيفٌ رَياّن، لَهُ خِطرة دِقاق فِي رُؤُوسها قَماعِيلُ صِغارٌ مثلُ الحِمَّصِ، فِيهَا حَبّ أَسودُ، قَالَ: ومِن ضَعْفِها إِذا حميَتْ عَلَيْهَا الشَّمْسُ ذَبُلَت على المَكانِ، قالَ: وَلَا يَرْعاها شَيءٌ، غير أَنَّ الناسَ إِذا أَسنتُوا سَلَقُوها، ثمَّ عَصَرُوها من علقمَةٍ فِيهَا، ثمَّ عالَجُوها مَعَ الَهبِيدِ أَو غَيْرِه، وأَكَلُوها، وَلَا تُؤْكَلُ وَحْدَها لأَنَّها تورِثُ التهَيُجِّ، قالَ: وَهِي ممّا يُمْرِعُ فِي الجَدْبِ، ويَقِلُّ فِي الخِصْب، فإِذا أَصابَها المَطرُ الغَزِيرُ هَلَكَتَ، قَالَ: وإِذا رَأَيناها قد كَثُرتْ وخَشُنَت خفْنا السَّنَةَ. وَقَالَ غَيرُه من الأَعْراب: البَرْوَقَةُ: بقلةُ سَوْءً، تَنْبُتُ فِي أَوّلِ البَقْلِ، لَهَا قَصَبَةٌ مثلُ السِّياطِ، وثَمَرةٌ سوداءُ. وَفِي ضَعْفِ البَرْوَقِ قالَ الشّاعِرُ:
(تَطِيحُ أَكُف الْقَوْم فِيهَا كَأَنَّمَا ... تَطِيحُ بهَا فِي الرَّوعِ عِيدانُ برْوَقِ)

ويَقُولون أَيضاً: أَشكَرُ مِنْ بَرْوَقٍ لأَنه يَعِيش بأدْنَى نَدى يَقعُ من السَّماءَ، وَقيل: لِأَنَّهُ يَخْضَرُّ إِذا رَأَى السَّحابَ. والبَرْواقُ، بزِيادَةِ أَلِفٍ: نَباتٌ يُعْرَفُ بالخنْثَى، وأَكْلُ ساقِه الغَض مسلوقاً بِزَيْت وخَلِّ تِرياقُ اليَرَقانِ، وأَصلُه يطْلَى بِهِ البَهقانِ فيُزِيلُهُما. والإِبْرِيقُ: إِناء معرُوفٌ، فارِسي مُعَرب: آبْ ري قَالَ ابْن بَرِّي: شاهِدُه قَول عَدِي بنِ زَيْدٍ:
(ودعَا بالصبُوح يَوْمًا فقامَتْ ... قينة فِي يَمِينِها إِبرِيقُ)
وَقَالَ كُراع: هُوَ الْكوز، وقالَ أَبو حَنِيفَةَ مرَّةً: هُوَ الكُوز، وَقَالَ مرَّةً: هُوَ مِثْل الكوزِ، وَهُوَ فِي كُلِّ ذَلِك فارِسي ج: أَبارِيقُ وَفِي التَّنْزِيلِ: يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ. بأَكْوابٍ وأَباريقَ وأنشدَ أَبو حَنِيفَةَ لشُبْرُمَةَ الضَّبًّيّ:
(كأنَّ أَبارِيقَ الشمُولِ عَشِيَّةً ... إِوَز بأَعْلَى الطَّفِّ عوج الحَناجِرِ)
والعَرَبُ تُشَبِّهُ أَبارِيقَ الخَمْرِ برِقابِ طَيرِ الماءَ، قَالَ أَبو الهِنْدِيّ:
(مُفَدَّمَةٌ قَزّاً كأَنَّ رِقابَها ... رِقابُ بناتِ الماءَ تَفْزَع للرَّعدِ)
وقالَ عَدِي بن زَيْدٍ:
(بأبارِيقَ شبْهِ أَعْناقِ طَيرِ الْم ... اءَقَدْ جِيبَ فَوْقَهنَّ خَنِيفُ)
ويشبِّهونَ الأَباريقَ أَيضاً بالظَّبي، قَالَ عَلْقَمةُ بنُ عَبَدَةَ.
(كأَن إِبْرِيقَهُم ظَبْي على شرف ... مُفَدَّمٌ بِسَبا الكَتّانِ مَلْثوم)
وقالَ آخر:
(كأَنَّ أَبارِيقَ المُدام لَدَيْهِم ... ظِباءٌ بأَعْلَى الرَّقْمَتَيْنِ قِيامُ)
وشَبَّه بعض بنى أَسَد أذُنَ الكوزِ بياء حُطَى وقالَ أَبو الْهِنْدِيّ الْيَرْبُوعي: (وَصبي فِي أُبَيْرِيقٍ مَلِيحٍ ... كأنَّ الأذنَ مِنه رَجْعُ حطّى)
والإِبْرِيقُ أَيْضا: السَّيفُ البَرّاقُ أَي: الشَّديدُ البَرِيقِ، عَن كُراع، وَقَالَ غيرُه: سَيْف إِبْرِيق: كَثِيرُ اللَّمَعانِ والماءَ. والإِبْرِيقُ فِي قَوْلِ عَمْرِو بنِ أَحْمرَ:
(تَقَلَّدْتَ إِبْرِيقاً، وأَظْهَرْت جَعْبَةً ... لتهْلِكَ حَيّاً ذَا زهاءَ وجامِلِ)
قِيلَ: هِيَ القَوْسُ فِيها تَلامِيع هكَذا ذَكَرَه الأزْهرِيّ، قالَ الصاغانِي: والصَّوابُ أَنه السَّيفُ البَرّاقُ. والإِبْرِيقُ: المَرْأَةُ الحَسناءُ البَرّاقَةُ اللَّونِ، قَالَه اللِّحْيانِيّ، وقِيلَ: هِيَ الَّتِي تُظْهِرُ حُسْنَها على عَمدٍ. والأَبرق: غِلَظٌ فِيهِ حِجارَةٌ ورَمْل وطِينٌ مُختَلِطَة، ج: أَباريق كَسَّره تّكسِيرَ الأَسماءِ)
لغَلَبَتِه. كالبَرْقاء ج: بَرقاوات هَذَا قولُ الأَصْمَعي وَابْن الأَعرابي. والأبرق: جَبَل فِيهِ لونان من سَوادٍ وبَياض.
وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: ِ الأَبرق: الْجَبَل مَخلوطاً برمْلٍ، وَهِي البرْقةٌ، وَفِي الْعباب والصِّحاح: الأَبرَق: الحبْلُ الَّذِي فِيهِ لَونان، وَمِنْه الحَديث: أَنه رأَى رجلا محْتجزاً بِحَبل أربق وَهُوَ مُحْرِم فقالَ: وَيحَك أَلقِه، وَيْحَكَ أَلقه، مَرتينِ. أَو كُل شَيء اجْتَمَع فِيهِ سوادٌ وبَياضٌ فهُو أَبرَقُ، يُقال: تَيْس أَبرَقُ، وعَنز بَرْقاءُ وقالَ اللِّحْياني: من الغَنَم أَبرَق، وبرْقاءُ للأنْثَى، وَهُوَ من الدَّوابِّ أَبْلَق وبَلْقاء، وَمن الكِلابِ أَبْقع وبَقْعاءُ. والأَبْرَق: دَواء فارِسيّ جيّدٌ للحِفْظِ نقلَه الصاغانِيّ.
والأَبْرقَ: طَائِر كَمَا فِي التكْمِلة. وأَبْرقَا زِيادٍ: تَثنِيةَ أَبْرَقَ، وَزِيَاد: اسمُ رَجُلٍ: ع جَاءَ فِي رَجزٍ العَجاجَ:
(عَرَفْتُ بَين أَبْرَقَي زِيادِ ... مَغانِياً كالوَشْي فِي الأَبْرادِ)
والأَبْرقانِ، إِذا ثَنَوْا، فالمُراد بِهِ غَالِبا: أَبْرقا حجر اليَمامةِ، وَهُوَ مَنْزِل بينَ هكَذا فِي النُّسخ، والصوابُ بعدَ رُميلَةِ اللِّوَى بطَرِيقِ البَصْرَةِ للقاصِدِ إِلى مَكَّةَ زِيدَتْ شرفاً، وَمِنْهَا إِلَى فلجة.
والأَبْرَقانِ: ماءٌ لبَني جَعفرٍ قالَ أَعْرابي:
(أَلِموا بأَهْل الأَبرَقَيْنِ فسَلموا ... وذاكَ لأَهْلَ الأَبرَقَيْنِ قَلِيلُ)
وقالَ آخَرُ:
(سقْياً لأَيْام مَضَيْنَ مِنَ الصِّبا ... وعَيْشٍ لنا بالأَبْرَقَيْنِ قَصيرِ)
والأَبْرَقُ البادِي: من الأَبارقِ المَعْروفَةِ، قَالَ المَرّارُ بنُ سَعِيد:
(قِفا واسْأَلا مِن مَنْزِلِ الحَيِّ دِمْنَةً ... وبالأَبْرَقِ البادِي أَلِمّا عَلَى رَسْم)
وأَسْرَقُ ذِي الجُموع بناحِيةِ الْكلاب، قَالَ عُمَرُ بنُ الأَشْعَثِ بنِ لَجَأَ:
(بأَبْرَق ذِي الجُموع غداةَ تَيْم ... تَقوَدكَ بالخِشاشَةِ والجَدِيلِ)
وأَبْرَقُ الحَنّانِ: مَاء لبَني فَزارَةَ، قالُوا: سُمِّي بذلِكَ لأَنَّه يسْمَعُ فِيهِ الحَنِين، ويُقالُ: إِنَّ الجِنَّ فِيهِ تَحِن إِلى مَنْ قَفَلَ عَنْهَا، قَالَ كُثيِّرٌ:
(لِمَنِ الدِّيارُ بأَبْرَقِ الحَنانِ ... فالبُرْقِ فالهَضَباتٍ من أدْمانِ) وأَبْرَقُ الدَّآثَي بِوَزْن دَعاثَى، قَالَ كُثَير:
(إِذا حَلَّ أَهْلِي بالأَبْرَقَي ... نِ أَبْرَقِ ذِي جدد أَو دَآثَى)

وجَعَله عَمْرو بن أَحْمَرَ الباهِلِيُّ الأَدْأَثِين للضَّرُورة، فَقَالَ:
(بحَيْثُ هراقَ فَي نَعْمانَ مَيْثٌ ... دوافِع فِي بِراقِ الأَدْأَثِينَا)
وأَبْرَق ذِي جدَد بِوَزْن صرَد، هُوَ بِالْجِيم، وَقد مَرَّ شاهدُه فِي قَول كُثَير. وأَبرَقُ الرَّبَذَةِ مُحَرَّكةً، كَانَت بِهِ وَقْعَةٌ بينَ أَهْلِ الردَّةِ وأّبى بَكْرٍ الصِّديقِ رَضِي الله عَنهُ ذُكِرت فِي كِتابِ الفُتُوح، كانَ من مَنازلِ بني ذُبْيانَ، فغَلَبَهُمْ عليهِ أَبو بَكْر رضِي الله عَنهُ لَمَّا ارْتَدّوا، وجَعّلَه حِمىً لخُيولِ المسْلِمين، وإِياه عَنى زِيادُ بنُ حنظَلَة بقَوْلِه:
(ويَوْم بالأبارِقِ قد شَهِدْنا ... عَلَى ذبيانَ يَلْتَهِبُ الْتِهابَا)

(أتَيْناهُم بداهِيَةٍ ونارٍ ... مَعَ الصِّدِّيقِ إِذ تَرَكَ العِتابَا)
وأَبْرَقُ الرَّوْحان قَالَ جرِيرٌ:
(لمن الديارٌ بأَبرق الرَّوْحان ... إِذ لَا نَبِيعُ زمانَناَ بزَمانِ)
وأَبرَقُ ضَحْيانَ كَذَا فِي النُّسَخ، ومثلُه فِي العُبابِ، والذِي فِي المُعْجَم: ضَيْحانَ، بتقدِيم الياءَ على الْحَاء، هكَذا ضَبَطه، وأَنشَد لجَرِيرٍ:
(وبأَبْرَقَي ضَيْحانَ لاقَوْا خِزْيَةً ... تلكَ المَذلةُ والرِّقابُ الخُضَّعُ)
وأَبرَق الأجْدَلِ، وأَبْرقُ الأَعْشاش وقَدْ ذُكر فِي الشِّينِ بِمَا أَغْنَى عَن إِعادَتِه هُنَا. وأَبْرَقُ أَلْيَةَ بفَتْح فسُكُون وأَبْرَقُ الثويْرِ مَصَغَّراً وأَبْرَقُ الحَزْنِ بالفَتْح، قَالَ:
(هَلْ تُؤْنِسانِ بأبْرَقِ الحَزْنِ ... والأنْعَمَيْنِ بَواكِرَ الظُّعْنِ)
وأَبْرَقُ ذَات سلاسِل هَكَذَا فِي النُّسخ، وصوابُه ذاتُ مَأسلٍ، قَالَ الشَّمَرْدَلُ بنُ شَرِيكٍ اليَرْبُوعِي:
(سَقَيْناه بعدَ الرِّيِّ حَتَّى كأنمّا ... يُرَى حِينَ أَمْسَى أَبْرَقَي ذاتِ مَأسَلِ)
وأَبْرَقُ مازِن والمازِنُ: بَيْضُ النَّمْلِ، قالَ الأَرْقَطُ:
(إِنيّ ونَجْماً يومَ أَبْرَقِ مازِنٍ ... عَلَى كَثْرةِ الأَيْدي لمُؤْتَسِيانِ)
وأَبْرَقُ العَزّافِ كشَدّاد، لأَنهّم يَسْمعُونَ فِيهِ عَزِيفَ الجِنِّ، وَهُوَ ماءٌ لبَني أسدِ بنِ خُزَيْمَةَ بنِ مُدْرِكَةَ، لَهُ ذِكْرٌ فِي أَخْبارِهم، وَقد ذُكِر فِي ع ز ف قَالَ ابنُ كَيْسانَ: أَنْشَدَنا المُبَرِّد لرَجلٍ يهجُو بَنِي سَعِيدِ بنِ قُتَيْبَةَ الباهليّ:
(وكأَنَّني لما حَطَطْتُ إِلَيْهمُ ... رَحلي نَزَلْتُ بأَبْرَقِ العَزّافِ)
وأَبْرقُ عَمْرانَ بِفَتْح العَيْنِ كَمَا ضَبَطه ياقوت، وأَنشَد لدَوْسِ ابنِ أمِّ غَسّانَ اليَرْبُوعِيِّ:)
(تبَيَّنْت من بينِ العِراقِ وواسِطٍ ... وأبْرَقِ عَمرانَ الحُدُوجَ التَّوالِيَا)
وأَبْرَقُ العَيْشُوم قَالَ السَّري ابنُ مُعتِّبٍ الكِلابِيُّ:
(وَدِدْتُ بأبْرقِ العَيْشُوم أَنِّي ... وإَيّاها جمِيعاً فِي رِداءَ)

(أَباشِرُه وقَدْ نَدِيَتْ رُباهُ ... فألْصِقُ صِحَّةً مِنْهُ بدائِي) والأبرَقُ الفردُ قَالَ:
(خَلِيلَيَّ مُرّا بِي على الأَبرَقِ الفَرْدِ ... عُهُوداً لِلَيْلى حَبَّذا ذاكَ مِن عَهْدِ)
وأَبْرقُ الكِبْرِيتِ وكانَتْ فِيهِ وقْعَةٌ، قَالَ:
(على أَبْرَقِ الكِبْرِيتِ قَيْسُى بنُ عاصِمٍ ... أَسرْت وأَطرافُ القَنا قِصَدٌ حُمْرُ)
وأَبرَقُ المُدَى جمع مُدْيَةِ، قَالَ الفَقْعَسِيُّ: بذاتِ فَرقَين فأَبْرَقِ المُدَى وأَبْرقُ النَّعّارِ كشَدّادٍ، وَهُوَ مَاء لطَيِّئ وغَسّانَ قُرْبَ طَرِيقِ الحاجِّ، قَالَ:
(حيِّ الدِّيارَ فقد تقادمَ عَهدها ... بينَ الهَبِيرِ وأَبرَقِ النَّعّارِ)
وأَبْرَقُ الوَضاحَ قالَ الهُذَلِي:
(لمن الدِّيارُ بأَبرَقِ الوَضّاح ... أَقْوَيْنَ من نُجْل العُيونِ مِلاح)
وأَبْرقُ والهَيْجَ قَالَ ظهَيْرُ بن عامِرٍ الأَسَدِيّ:
(عَفا أَبْرقُ الهيْج الَّذِي شحنَتْ بهِ ... نواصِفُ من أَعْلَى عَمايَةَ تَدْفعُ)
وَهِي أَسماء مَواضِع فِي دِيار العَرَب. وَمِمَّا فَاتَهُ: أَبْرَقُ الخَرْجاءِ، قَالَ:
(حَيِّ الدِّيارَ عَفاها القَطْرُ والمُورُ ... حيثُ ارتَقى أَبرقُ الخَرْجاءَ فالدُّورُ)
والأَبرَقُ، غيرَ مُضافٍ: من مَنازِل عمرِو بنِ رَبِيعةَ. وأَبرْاق: جَبَلٌ بنَجْدٍ لبَنِي نَصْرِ ابْن هَوازِنَ، وَقَالَ الشَّرِيف عَليّ بن عِيسَى الحَسَنِيُّ: أَبراقٌ: جَبَلٌ فِي شرقِي رَحْرَحانَ، وإَيَّاه عَنى سَلامة بنُ رِزْقٍ الهِلالِيُّ:
(فإِنْ تَكُ عَلْيَا يومَ أبْراقِ عارِض ... بَكَتْنا وعَزَّتْها العَذارَى الكَواعِبُ)
والأَبْرَقَةُ: ماءٌ من مِياهِ نَمْلَةَ هَكَذَا فِي النُّسَخ، وصوابُه نَمَلَى، قَرْبَ المَدِينة، نَقله الزَّمَخْشَرِيُّ، وضَبَطه. والأبرُوقُ، كأظْفُورٍ وضبَطَه ياقُوت بفَتْح الهَمْزَة: ع، بِبلادِ الرُّوم، يَزورُه المُسْلِمُونَ والنَّصارَى من الآفاقِ، قَالَ أَبُو بَكرٍ الهَرَوِيُّ: بَلغَنِي أمرُهُ فقَصَدْتُه، فوَجَدْتُه فِي لِحْفِ جَبَل يُدْخَلُ) إِليه من بابِ بُرْج، ويَمْشِي الدَّاخِلُ تحتَ الأَرض إِلَى أَنْ يَنْتَهِي إِلى موضعٍ واسِعٍ، وَهُوَ جبلٌ مَخْسُوفٌ، تَبِين مِنْهُ السَّماءُ من فَوْقِه، وَفِي وسَطِه بُحَيْرةٌ، وَفِي دائِرَها بُيوت للفَلاّحِين مِنَ الرُّوم، وزَرْعُهم ظاهِرَ الْموضع، وهُناكَ كَنيسَةٌ لطيفةٌ، ومَسْجِدٌ، فإِنْ كانَ الزائر مُسْلِماً أَتَوْا بِهِ إِلى المَسْجِدِ، وإِن كانَ نَصْرانِياً أَتوْا بِهِ إِلَى الكَنِيسةِ، ثُمَّ يَدْخُلُ إِلى بَهوٍ فِيهِ جَماعةٌ مَقْتُولون، فيهم آثَار طَعَناتِ الأَسِنّةِ، وضَرَباتِ السُّيوفِ، ومِنْهُم من فُقدَت بعضُ أَعضائِه، وَعَلَيْهِم ثِيابُ القُطْنِ لم تتَغَيَّرْ، إِلَى آخِرِ مَا ذكَره من العَجائِب، انْظُرْه فِي المعجم. وأَبارِقُ غير مُضاف: ع، بكِرْمانَ عَن مُحَمَّدِ بنِ بَحْرٍ الرُّعَيْنِيّ الكِرْمانِيِّ. وأَبارِقُ الثَّمَدَينِ مُثَنَّى الثَّمَدِ، وَهُوَ الماءُ القَلِيلُ، وَقد ذُكِر الثمَدُ فِي مَوْضِعِه، قَالَ القَتّالُ الكِلبيُّ:
(سَرَى بدِيارِ تَغْلِبَ بينَ حَوْضَي ... وبينَ أَبارِقِ الثَّمَدَينِ سارِ) (سِماكِي تَلألأ فِي ذُراهُ ... هَزِيمُ الرَّعْدِ رَيّانُ القَرارِ)
وأَبارِقُ طِلْخام بكسرِ الطّاءَ، والخاءُ معجمةٌ، ويُرْوَى بالمهْملةِ أَيضاً، ويُذْكَرُ فِي موضِعه، قَالَ ابنُ مقبِلٍ:
(بَيضُ الأَنوقِ برَعْنٍ دُونَ مَسكَنِها ... وبالأَبارِقِ من طِلْخامَ مَرْكُومُ)
وأَبارِقُ النَّسْرِ قالَ العِتْرِيفُ:
(وأَهْوَى دِماثَ النَّسر أَنْ حَلَّ بَيتُها ... بحيثُ الْتقَتْ سلانُه وأَبارِقه)
وأَبارِقُ اللِّكاكِ ككتاب، قَالَ: َ
(إِذا جاوَزَتْ بَطْنَ اللكاكِ تَجاوَبَتْ ... بِهِ ودَعاها رَوْضُه وأَبارِقُه)
وهَضْبُ الأَبارِقِ فِي قولِ عَمرو ابنِ مَعْدي كَرِبَ:
(أَأغزُو رجالَ بني مازِنٍ ... بهَضْبِ الأَبارِقِ، أَمْ أَقعدُ)
مواضِعُ. وَقد فاتَه: أَبارِقُ بُسْيانَ، كعُثْمانَ، قالَ جَبّارُ بن مالِكٍ الفَزارِيّ:
(ويلُ أمِّ قوم صَبَحْناهم مُسَوَّمةً ... بَين الأَبارِق من بُسْيانَ فالأَكَمَ)

(الأَقْرَبِينَ فَلم تنْفَعْ قَرابَتُهم ... والمُوجَعِينَ فَلم يَشْكُوا من الأَلَم)
وأَبارِقُ حَقِيلٍ، كأَمِيرٍ، قَالَ عُمَرُ ابنُ لجأَ:
(أَلَمْ تَرْبَعْ على الطَّلَلِ المُحِيلِ ... بغَرْبِيَ الأَبارِقِ مِنْ حَقِيلِ)
وأَبارِقُ قَنا، بالفَتْح مَقْصوراً، قالَ الأَشْجَعِيُ:)
(أَحِنُّ إِلى تِلْكَ الأَبارِقِ مِنْ القنا ... كأَنَّ امْرَأً لم يَجْلُ عَن دَاره قَبلي.) والبَرَقُ، مُحرَّكَةً: الحَمَلُ، معرَّبُ بَرَهْ بالفارِسِيَّةِ، وَمِنْه الحَدِيث: تَسُوقُهم النّارُ سَوْقَ البَرَقِ الكَسِير. أَي: المَكْسُورِ القَوائِم، يَعْنِي تَسُوقُهم النّارُ سَوْقاً رَفِيقاً، كَمَا يُساقُ الحَمَلُ الظالعُ ج: أَبْراقٌ، وبُرْقانٌ، بالكسرِ والضَّمَ الأَوّلُ كسَبَبٍ وأَسْبابٍ، وعَلى الأَخِير اقتصرَ الجَوْهَرِي.
وقالَ الفَرَّاءُ: البَرَقُ: الفزَعُ زادَ غَيْرُه: والدَّهَشُ والحَيْرَةُ وَقد بَرِقَ الرجُلُ بَرَقًا، وتَقدَّم شاهِده، وَمِنْه أَيضاً حديثُ عَمْرِو بنِ العاصِ: إِنَّ البَحْرَ خَلْقٌ عَظِيم، يَرْكَبُه خَلْقٌ ضَعِيفٌ، دُود على عُودٍ، بينَ غَرَقٍ وبَرَقٍ. وبَرّاقٌ، كشَدّادٍ: ظَرِبٌ، أَو جَبَل بينَ سَمِيراءَ وحاجِرٍ عِنْده المَشْرَفة. وعَمْرُو بنُ بَرّاقٍ: من العَدائِينَ وإِيّاهُ عَنَي تأبَّطَ شَرًّا بقولهِ:
(ليلَةَ صاحوا وأَغْرَوْا بِي كِلابَهُمُ ... بالعَيْكَتَيْنِ لَدَى مَعْدَى ابنِ بَرّاقِ)
أَي: لَدَى مَوْضِع عَدْوِه، ويقالُ: لَدَى عَدْوِه نَفْسِه، فيكونُ مَوْضِعأ، ويكونُ مَصْدَرًا.
والبَرّاقَةُ: المرأَةُ لَهَا بَهْجَةٌ وبَرِيقٌ أَي: لَمَعانٌ، وقِيلَ: هِيَ الَّتِي تُظْهِر حُسْنَها عَلَى عَمْدٍ وقالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(برّاقَةُ الجِيدِ واللَّباّتِ واضِحَةٌ ... كأَنَّها ظَبْيَةٌ أَفْضى بهَا لَبَبُ)
وأَبو عَبْدِ الله جَعْفَرُ بن بُرْقان الجَزَرِي بالكسرِ والضَّمَ الأَخيرُ هُوَ المَشْهُور: مُحَدِّثٌ كِلابِي من شُيُوخ سُفْيانَ الثَّوْري، ووَكِيع بنِ الجَرّاح، وَقد حَدًّثَ عَن زِيادِ بنِ الجَرّاح الجَزَرِي. ولبُراقُ كغُرابٍ: اسْم دابَّة رَكِبَها رَسُولُ اللهِ صَلىّ اللهُ عليهِ وسَلَّمَ ليلَةَ المِعْراج، وكانَتْ دُونَ البَغْلِ وفَوْقَ الحِمارِ سُمِّي بذلِكَ لنُصُوع لَوْنِه، وشِدَّةِ بَرِيقِه، وقِيلَ: لسُرْعَةِ حَرَكَتِها، شَبَّهه فيهِما بالبَرْقِ.
وبراق: ة بحَلَبَ بينَهُما نَحْو فَرْسَخٍ، وَبهَا مَعْبَدٌ يقصِدُه المَرْضَى والزَّمْنَي فيَبِيتُونَ فِيهِ، فيَرَى المَريض مَنْ يَقُولُ لَهُ: شِفاؤُك فِي كَذَا وكَذَا، ويَرَى شَخْصاً يَمْسَحُ بيَدِه على رَأسِه أَو جَسَدِه فيَبرَأ، وَهَذَا مُسْتَفاضٌ فِي أَهْلِ حَلَبَ، ولعَلَّ الأخْطَلَ إِياّه عَنَى بقولِه:
(وَمَاء تُصْبِحُ القَلَصاتُ مِنْهُ ... كخَمْرِ بُراقَ قد فَرَطَ الأجونا)
والبرْقَةُ، بالضّمِّ: غِلَظٌ فِيهِ حِجارَةٌ ورَمْلٌ وطِين مختَلِطٌ بعضُها بِبَعْض كالأَبْرَقِ وحِجارَتُها الغالبُ عَلَيْهَا الْبيَاض، وفيهَا حجارةٌ حُمر وسُودٌ، والتُّرابُ أَبيض وأَعْفرُ، يكونُ إِلى جَنْبِها الرَّوْضُ أَحياناً، والجمعُ برَق. وبُرَقُ دِيارِ العَربِ تُنِيفُ على مائَة وَقد سُقْتُ فِي شَرْحِها مَا)
أمْكَنَنِي الْآن مِنْهَا: بُرْقَة الأثمْادِ قَالَ رُدَيحُ بن الحارِثِ التَّمِيمي:
(لِمَن الدِّيارُ ببُرْقَةِ الأَثْمادِ ... فالجهلتَيْنِ إِلى قِلاتِ الْوَادي)
وبُرْقَةُ الأَجاوِلِ جمعُ الأَجْوالِ، والأَجْوالُ: جَمْعُ جَوْلٍ، لجِدارِ البِئْرِ، قَالَ كُثَير:
(عَفا مَيْثُ كُلْفَي بعدَنا فالأجاوِل ... فأَثْمادُ حَسْنَي فالبِراقُ القَوابِلُ)
وَقَالَ نُصَيبٌ: عَفا الحُبُجُ الأَعْلَى فبُرْقُ الأجاوِلِ وبُرْقَةُ الأَجْدادِ جمع جد أَو جَدَدٍ، قَالَ:
(لمنِ الدِّيارُ ببُرْقَةِ الأجْدادِ ... عَفَّتْ سَوارٍ رَسْمَها وغَوادِي)
وبُرْقَةُ الأجْوَلِ أَفْعَلُ، من الجَوَلانِ، قَالَ المُتَنَخِّلُ الهُذَلي:
(فالْتَطَّ بالبُرْقَةِ شُؤْبُوبه ... والرَّعْدُ حَتىّ بُرْقَةِ الأجْوَلِ) وبُرْقَة أَحجارٍ قَالَ:
(ذَكَرْتُكِ والعِيسُ العِتاقُ كأَنهّا ... ببُرْقَةِ أَحْجارٍ قِياسٌ من القُضْبِ)
وبُرْقَةُ أَحْدَب قالَ زَبانُ بنُ سَيّارٍ:
(تَنَحَّ إِلَيْكُم يَا ابْنَ كُرْزٍ فإِنَّه ... وإِن دِنْتَنا راعُونَ بُرْقَةَ أحْدَبَا)
وبرْقَةُ أَحْواذٍ جمع حاذَةٍ: شَجَر يَألفه بقرُ الوَحْشِ، قَالَ ابنُ مقبِلٍ:
(طَرِبْتَ إِلى الحَي الذِّينَ تَحَمَّلُوا ... ببُرْقَةِ أَحْواذٍ وأَنْتَ طَرُوبُ)
وبُرْقَةُ أَخْرَم قالَ ابنُ هَرْمَة:
(بلِوَى كُفافةَ أَو ببرْقَةِ أَخْرَم ... خِيَم على آلائِهِنَّ وَشِيعُ)
ويرْوَى بلِوَى سُوَيْقَةَ وَهَكَذَا أَنشَدَه ابنُ بَريّ، وبُرْقَةُ أرْمام قَالَ النَّمِرُ بنُ توْلبٍ رَضِي اللهُ عَنهُ:
(فبُرْقَةُ أَرْمام فجَنْبا مُتالِع ... فؤادِي المِياه، فالبَدىِ فأنجل)
وبُرْقةُ أَرْوَى من بلادِ تَمِيم، وَهُوَ جَبَلٌ، قَالَ حامِيَةُ بنُ نَصْرٍ الفُقَيْمِي:
(ببُرْقَةِ أرْوَي والمَطِي كأَنها ... قِداحٌ نَحاهَا باليَدَيْنِ مُفِيضُها)
وبُرْقة أَعيار قالَ عُمرُ بنُ أَبي رَبِيعَةَ المَخزُومِيُّ:
(أَلَمْ تَسْأَلِ الأَطْلالَ والمَنزِلَ الخلَقْ ... ببُرْقَةِ أَعْيارٍ فَيُخْبِرَ إِنْ نَطَق)
وبُرْقَةُ أَفْعَى قَالَ زَيْدُ الخَيْلِ الطّائِيّ رَضِي اللهُ عَنهُ:)
(فبُرْقَة أَفْعَى قد تَقادَمَ عَهْدُها ... فَمَا إِنْ بِها إِلا النِّعاجُ المَطافِلُ)
وبُرْقَةُ الأَمالِح قَالَ كثيرٌ يذكرُ رسمَ الدّارِ:
(وَقَفْتُ بهِ مستعَجِباً لبَيانِه ... سِفاهاً كحبسي يومَ برْقِ الأَمالح)
وبُرْقَةُ الأَمْهارِ قَالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
(ولاحَ ببُرْقَةِ الأمْهارِ مِنْها ... لعَيْنِك ساطِعٌ من ضَوْءِ نارِ)
وبُرْقَةُ أَنْقَذ بالذّالِ والدّالِ، وَمن الأَخِيرِ قولُ الأَعْشَى:
(إِنّ الغَوانِي لَا يواصِلْنَ امْرَأ ... فقَدَ الشَبابَ وَقد تُواصِلُ أَمْرَدَا)

(يَا ليتَ شِعْرِي هَلْ أَعُودَنْ ناشئاً ... مثْلِي زُمَينَ هُنا ببُرْقَةِ أَنقَدَا)
ويرْوَى: زُمَينَ أَحلُّ بُرْقَة أَنْقَدَا وزُمَيْنَ هُنَا أَي: يومَ الْتَقَيا، وقِيلَ: هُنا بمَعْنَى أَنا، وزَعَم أَبو عُبَيْدَةَ أَنه أَرادَ بُرْقَةَ القُنْفُذِ الَّذِي يَدْرُجُ، فكنى عَنهُ للقافِيَةِ، إِذْ كَانَ مَعْناهُما واحِداً، والقُنْفُذُ لَا يَنامُ الليّلَ، بل يَرْعَى. وبُرقَةُ الأَوْجر قَالَ:
(بالشِّعْبِ من نَعْمانَ مَبْدى لنا ... والبرْقِ من خُضْرَةِ ذِي الأَوْجرِ)
وبُرْقَةُ ذِي الأَوْداتِ جمع أَوْدَة، وَهِي الثقَلُ، قَالَ جريرٌ: (عَرَفْتُ ببُرْقَةِ الأَوْداتِ رَسْماً ... مُحِيلاً طالَ عَهْدُكَ من رُسُوم)
هَكَذَا أَنْشَدَه ابنُ فارِس فِي كِتاب الدّاراتِ والبُرَقِ، وَفِي شِعْرِ جَرِيرٍ ببُرْقَةِ الوَدّاءَ، وسيأتِي ذكرُها قَرِيباً. وبُرْقَة إِيرٍ، بالكسرِ وإِيرُ: جَبَلٌ بأَرْضِ غطفانَ، قَالَ:
(عَفَتْ أَطْلالُ مَيَةَ من حَفِيرِ ... بهَضْبِ الوادِيَينِ فبرقِ إِيرِ)
وبُرْقَةُ بارِقٍ وبارِقٌ: جَبَل للأَزْدِ باليَمَنٍ، وَقد أَهمله المصَنِّفُ، قَالَ:
(ولَقَبْلُه أَودَى أَبُوه وجَده ... وقَتِيلُ برْقَةِ بارِق لي أَوْجع)
وبُرْقَةُ ثادِق وثادِقٌ فِي ديارِ أَسَد، يَأْتِي ذكرُه، قَالَ الحُطَيئَةُ:
(وكأَنًّ نَقْعَهُما ببُرْقَةِ ثادِقٍ ... ولِوَى الكَثِيبِ سُرادِقٌ مَنْشُورُ)
وبُرْقَةُ ثَمْثَم كجَعْفرٍ، قَالَ بِشْرُ بن أَبي خازِم:
(تَبَيَّنْ خَلِيلِي هَلْ تَرَى من ظَعائِنٍ ... غَرائِرَ أَبْكارٍ ببُرْقَةِ ثَمْثَم)
وبُرْقَةُ الثوْرِ قالَ أَبو زِيادٍ: هُوَ جانِبُ الصَّمّانِ، وأَنشَدَ لِذي الرُّمَّةِ:
(بصُلْبِ المِعي أَو بُرْقَةِ الثَّوْرِ لم يَدَعْ ... لَها جِدَّةً جَوْلُ الصَّبا والجَنائِبِ)

وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: أَسْفَل الرَّنْداتِ أَبارِقُ إِلى سَنَدِها رَمْلٌ يسْمَّى الثَّوْرُ، ذَكَرها عُقْبَةُ بنُ مُضَرِّبٍ من بني سُلَيْم فَقَالَ:
(مَتَى تُشْرِفِ الثَّوْرَ الأَغَرَّ فإِنمّا ... لَك اليَوْمَ من إِشْرافه أَنْ تَذَكَّرَا)
قالَ: إِنَّما جَعَل الثَّوْرَ أَغَرَّ لبياضٍ كانَ فِي أَعلاه. وبُرْقَةُ ثَهْمَدِ لبَنِي دارِم، قَالَ طَرَفَةُ بنُ العَبْدِ: (لخَوْلَةَ أطْلالٌ ببُرْقَةِ ثهْمدِ ... تَلُوحُ كباقِي الوَشْم فِي ظاهِرِ اليَدِ)
وبرْقَةُ الجَبَا قَالَ كُثَيِّرٌ:
(أَلا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ تَغَيَّرَ بعدَنا ... أراكٌ فصِرْمَا قادِمً فَتناضِبُ)

(فبُرْقُ الجَبا، أمْ لَا، فهُنَ كعَهْدِنا ... تَنَزَّى على آرامِهِنَّ الثَّعالِبُ)
وبُرْقَةُ حارِبٍ قَالَ التَّنُوخِيُّ:
(لعَمْرِى لنِعْمَ المَرْءُ من آلِ ضَجْعَم ... ثَوَى بينَ أحْجارٍ ببُرْقَةِ حارِبِ)
وبُرْقَةُ الحُرْضِ بالضَّمِّ، قَالَ النُّمَيْرِيُّ:
(ظَعَنُوا وكانُوا جِيرَةً خُلُطاً ... سَوْمَ الرَّبِيع ببُرْقَةِ الحُرْضِ)
وبُرْقَةُ حَسْلَةَ بالفَتْح، قالَ القَتّالُ:
(عَفا من آلِ خَرْقاءَ السِّتارُ ... فبُرْقَةُ حَسْلَةٍ مِنْهَا قِفارُ)

(لعَمْرُكَ إِنَّنِي لأحب أرْضاً ... بهَا خَرْقاءُ لَو كَانَت تُزارُ)
وبُرقَةُ حِسْمَى بالكسرِ أَو حُسْنَى بالضمِّ والنُّونِ، وَهُوَ مَجْرى بينَ العُذَيْبِ وَالْجَار بجَنْبِ البَحْرِ، وبِهما رُوِى قولُ كُثَيًّرٍ:
(عَفَتْ غَيْقَةٌ من أَهْلِها فحَرِيمُها ... فبُرْقَةُ حِسْمَى قاعُها فصَرِيمُها)
وقالَ ابْن الأعرابِيِّ: إِذا سَمِعْتَ فِي شِعر كُثَيِّرٍ غَيْقَةَ فمَعَها حُسْنَى بالنُّون، وإِن لم تَكُنْ غَيْقَةُ فهى حِسْمَى. وبُرْقَةُ الحَصّاءَ فِي دِيارِ بني أبِي بَكرٍ، قَالَ: (فيا حَبَّذا الحَصّاءُ فالبُرْقُ فالعُلا ... ورِيح أَتانا من هُناكَ نَسِيمُها)
وبُرْقَةُ حِلِّيتٍ كسِكِّيتٍ، قَالَ ابنُ مالِكٍ الوالِبِيُّ:
(تَرَكْتُ ابنَ نُعمانٍ كانَّ فِناءَه ... ببُرْقَةِ حِلِّيتٍ مَباءَة مُجْرِبِ)
وَقَالَ عامِرُ بنُ الطُّفَيْل وسابَقَ على فَرَسٍ يُقالُ لَهُ: كُلَيْبٌ، فسُبِقَ:
(أَظُنُّ كُلَيْباً خانَنِي أَو ظَلَمْتُه ... ببُرْقَةِ حِلِّيت وَمَا كانَ خائِنا)

وبُرْقَةُ الحِمى وَيُقَال لَهُ أَيْضاً: بُرْقَةُ الصَّفا، وسيأتِي قَرِيبا، قَالَ بُدَيْلُ بنُ قُطَيطٍ:
(ومَشْتىً بذِى الغَرَّاءَ أَو بُرْقَةِ الحِمَى ... على هَمَلٍ أَخْطارُه قد تَرَجَّعَا)
وَقَالَ آخر:
(أضاءَتْ لَهُ نارِي بأبرِقَةِ الحِمَى ... وعَرْضُ الصلَيْبِ دُونَه فالأماثِلُ)
وبُرْقَةُ حَوْزَةَ قَالَ الأَحْوَصُ:
(فذُو المَرْخ أَقْوَى فالبِراقُ كأنَّها ... بحَوْزة لم يَحْلُلْ بهِنَّ عرِيبُ)
وبُرْقَةُ خَاخ قالَ الأحْوَص، قَالَه ابنُ فارِسٍ، وقالَ غيرُه: هُوَ للسَّرِي بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عُتْبَةَ بنِ عُوَيْمِرِ بنِ ساعِدَةَ الأَنصارِيِّ:
(وَلها مَرْبَعٌ ببرْقَةِ خاخٍ ... ومَصِيف بالقَصْرِ قصْرِ قُباءِ) وبرْقَةُ الخالِ قالَ القَتّالُ الكِلابِي:
(أَنَّى اهْتَدَيْتٍ ابْنَةَ البَكْرِيِّ من أمَم ... مِنْ أَهْلِ عَدْوَةَ أَوْ مِنْ بُرْقَةِ الخالِ)
وبُرْقَة الجُنَينَةِ هَكَذَا ضَبَطه الصاغانِيُّ: أَنها الجُنَيْنَةُ بِالْجِيم، تصغيرُ الجَنَّة، وأَنْشَدَ لجَبَلَةَ بنِ الحارِثِ وَقد جَعَلَها بُرَقاً:
(كأَنه فَرِدٌ أَقْوَتْ مَراتِعُه ... بُرْقُ الجُنَينَةِ فالأَخْراتُ فالدُّورُ)
وبُرْقَةُ الخَرْجاءَ قَالَ كُثَيِّرٌ:
(فأَصْبَح يَرْتادُ الجَمِيمَ برابِغ ... إِلَى بُرْقَةِ الخَرْجاء من ضَحْوَةِ الغَدِ)
وبُرْقَةُ خِنزِيرٍ قَالَ الْأَعْشَى:
(فالسَّفْحُ يَجْرِي فخِنْزِيرٌ فبُرْقَتُه ... حَتىّ تَدافَعَ مِنْهُ الربوُ فالحُبَلُ)
وبُرْقَةُ خَو فِي دِيارِ أَبى بَكْرِ ابنِ كِلابٍ، وأنشدَ أَبو زِيادٍ:
(فَمَا أَنْسَ فِي الأَياّم لَا أَنْس نِسْوَةً ... ببُرْقَةِ خَو والعُصورَ الخَوالِيَا)
وبُرْقَةُ خَيْنَفٍ كحَيْدَرٍ، قَالَ الأَخطَلُ:
(حتىّ لَحِقْنَ وَقد زالَ النهّارُ وَقد ... مالَتْ لهنَّ بأَعْلَى خَينْفَ البُرَقُ)
وبرْقَةُ الدَّءّ اثِ قَالَ أَبو مُحَمَّد الفقْعَسِيّ:
(أَصْدَرَها من بُرْقَةِ الدَّءّ اثِ ... قُنْفُذُ لَيْلٍ خَرِش التَّبْعاثِ)
وبُرْقَةُ دَمْخ ودَمْخ: جَبَلٌ، وَقد ذُكِرَ فِي موضِعِه، قَالَ سَعْدُ بن البَرَاءَ الخَثْعَمي:)
(وفَرَّتْ فلمّا انْتَهَى فَرُّها ... ببُرْقَةِ دَمْخ فأَوْطانِها) وبرْقَةُ رامَتينِ قَالَ جَرِيرٌ:
(لَا يَبْعَدَنْ أَنسٌ تغيَّرَ بَعْدَهم ... طَلَلٌ ببُرْقَةِ رامَتَيْنِ مُحِيلُ)
وبُرقةُ رَحْرَحانَ: جَبَل، قَالَ مالكُ بنُ نوَيرةَ:
(أَرانِي اللهُ ذَا النعَمَ المُبَدَّى ... ببُرْقَةِ رَحْرحانَ وَقد أَرانِي)

(حَوَيْتُ جَميعَه بالسَّيْفِ صَلْتاً ... فلَمْ تَرْعَدْ يَداي وَلَا جَنانِي)
وبُرْقَةُ رَعْم بالفتحْ، وَهُوَ الشَّحْم، قَالَ يزيدُ بنُ أَبانَ الحارثيُّ:
(ظَعَنَ الحَيُّ يومَ بُرْقَةِ رَعْمٍ ... بغَزالٍ مُزَيَّنٍ مَربُوبَ)
وَقَالَ مُرَقِّشٌ:
(جَعَلْنَ قُدَيساً وأَعْنادَه ... يَميناً وبُرْقَةَ رَعْم شِمالاَ)
وبُرْقةُ الرَكاءَ قَالَ الرَّاعِي: بمَيْثاءَ سالَتْ من عَسِيبٍ فخالَطَتْببَطْنِ الرِّكاءَ بُرْقَةً وأَجارِعا وبرْقَةُ رُواوَةَ بالضَمَ: من جبالِ مُزَيْنَةَ، وجَعَلَه كُثَيرٌ بُرَقاً، فقالَ:
(وغَيَّر آياتٍ ببرْقِ رُواوَةٍ ... تَنائِى اللَّيالىِ والمَدَى المُتَطاوِلُ)
ويُرْوى: بنَعْفِ رُواوَةٍ. وبُرْقَة الرَوْحانِ: رَوْضَة تُنْبِتُ الرِّمْثَ باليَمامة، عَن الحَفْصى، قَالَ عَبيدُ بنُ الأَبْرَصِ:
(لِمَن الدِّيارُ ببُرْقَةِ الرَّوْحانِ ... دَرَسَتْ لطُولِ تقادُمَ الأَزْمانِ)

(فوَقَفْتُ فِيهَا ناقَتِي لسُؤالِها ... وصَرَفْتُ والعَيْنانِ تَبْتَدِرانِ)
هَكَذَا هُوَ فِي العُبابِ والمُعْجَم، وقرأَت فِي كِتابِ الأَغانِي لأَبِي الفَرَج مَا نَصُّه:
(لِمَنِ الدِّيارُ ببُرْقَةِ الرَّوْحانِ ... إِذْ لَا نَبِيعُ زمانَنا بزَمانِ)

(صَدَع الغَوانِي إِذْ رَمَيْنَ فؤادَه ... صَدْعَ الزُّجاجَةِ مَا بذاكَ يَدانِ)
والأبياتُ لِجَريرٍ، وساقَ قِصَّةً تدل على ذلِكَ، فَتأَمَّلْ، وَقَالَ أَوْفَى المازِنيُّ:
(إِنَّ الَّذِي يَحْمي دِيارَ أَبِيكمُ ... أَمْسَى يمِيدُ ببُرْقَةِ الرَّوْحانِ)
وبُرْقَةُ سعْدٍ قَالَ:
(أَبَتْ دِمَنٌ بكراعِ الغَمِيم ... فبرْقَةِ سُعْد فذاتُ العشرْ)

وبُرْقَةُ سِعْرٍ قالَ مالِك بنُ الصِّمَّة فَجَعلهَا برَقاً:
(أتُوعِدُنِي ودُونَكَ بُرْقُ سِعْرٍ ... ودُونِي بَطْنُ شَمْطَةَ والغَيامُ)
وبُرْقَةُ سُلْمانَيْنِ بالضمِّ، قَالَ جَرِيرٌ:
(قِفا نَعْرِفِ الرَّبْعَيْنِ بينَ مُلَيْحَةٍ ... وبُرْقَةِ سُلمانَيْنِ ذاتِ الأَجارِع)

(سَقَى الغيْثُ سلْمانَيْنِ والبُرَقَ العُلا ... إَلى كُلِّ وادٍ مُلَيْحَةَ دافِع)
وبرْقَةُ سُمْنانَ وَقد جاءَ ذِكْرُها فِي قولِ أَرْبَدَ بنِ ضابِئ بن رَجاء الكِلابِيِّ. وبُرْقَةُ شَمّاءَ: هَضْبَةٌ، قَالَ الحارِثُ بنُ حِلِّزَةَ:
(بَعْدَ عَهْدٍ لَهَا بسُرْقَةِ شَمّا ... ءَ فأَدْنَى دِيارِها الخَصاءُ)
وبُرْقَةُ الشَّواجِن والشَّواجنُ: وادٍ فِي دِيارِ ضَبَّةَ، ذَكَرها ذُو الرُّمَّةِ فِي شعْره. وبُرْقَة صادِرٍ: من مَنازِلِ بني عذْرَةَ، قَالَ النابِغَةُ الذُّبْيانِيُّ يمدَحُهم:
(وَقد قُلْتُ للنُّعْمانِ حينَ رأَيْتُه ... تَجَنَّبْ بَنِي حُنً بسُرْقَةِ صادِرِ)
وبرْقَةُ الصَّراةِ قَالَ الحَجّاج العُذْرِيُّ، وجَعلها بُرَقاً:
(أحِبكِ مَا طابَ الشَّرابُ لشارِبٍ ... وَمَا دامَ فِي بُرْقِ الصراةِ وُعُورُ)
وبُرْقَةُ الصَّفا قَالَ بُدَيْلُ بنُ قُطَيْط:
(ومَشْتىً بذِي الغَرّاءَ أَو بُرْقَةِ الصَّفا ... على هَمَلٍ أَخْطارُه قد تَرَجَّعَا)
وَقد ذُكِر هَذَا البيتُ أَيضاً فِي بُرْقَةِ الحِمَى وهما واحِدٌ. وبُرْقَةُ ضاحِك باليَمامة لبَنِي عَدِي، قَالَ أَبو جُوَيْرِيَةَ:
(وَلَقَد تَرَكْتِ غداةَ بُرْقَةِ ضاحِك ... فِي الصَّدْرِ صَدْعَ زُجاجَةٍ لَا تُشْعَبُ)
وَقَالَ الأَفوَهُ الأَوْدِي:
(فسائِل حاجِراً عنّا وعَنْهُم ... ببُرْقَةِ ضاحِكٍ يومَ الجَنابِ)
وبُرقة ضارِج قَالَ:
(أَتَنْسَوْنَ أَيّاماً ببُرْقَةِ ضارِج ... سَقَيْناكُمو فِيهَا حُراقاً من الشِّرْبِ)
وبُرْقَةُ طِحال وَقد جَعَلَها الشاعِرُ بُرَقاً، وَقَالَ:
(وكانَتْ بهَا حِيناً كَعاب خريدَةٌ ... لبرْقِ طِحال أَو لبَدْرٍ مصِيرُها)
وطِحال: أَكَمَةٌ بحِمى ضَرِيَّةَ، وَبِه بئْر يُقَال لَهُ بَدْر. وبرْقَةُ عاذِبٍ قَالَ الخَطِيمُ العُكْليُّ من)
اللُّصُوص: (أَمِنْ عَهْدِ ذِي عَهْدٍ بحَوْمانَةِ اللِّوىَ ... ومِنْ طَلَلٍ عافٍ ببُرْقَةِ عاذِبِ)

(ومَصْرَع خَيْم فِي مُقامٍ ومُنْتَأًى ... ورِمْدٍ كسَحْقِ المَرْزُبانيِّ كائبِ)
وبُرْقَةُ عاقلٍ قَالَ جَرِيرٌ:
(إِنَّ الظَّعائنَ يومَ بُرْقَةِ عاقلٍ ... قَدْ هِجْنَ ذَا خَبَلٍ فزِدْنَ خَبالاَ)
وبُرْقَةُ عالِج قَالَ المُسَيَّبُ ابنُ عَلَسِ وجَعَلَها بُرَقاً:
(بكَثِيبِ حَرْبَةَ أَو بحَوْمَلَ أَو ... مِنْ دُونِه من عالجٍ بُرَقُ)
وبُرْقَةُ عَسْعَس قَالَ جَميلٌ:
(جَعَلُوا أَقارِحَ كُلَّها بيَمِينِهم ... وهِضابَ بُرْقَةِ عَسْعَس بشِمالِ)
وبُرْقَةُ العُنابِ كغُرابٍ والعُنابُ: جَبَلٌ بطَرِيقِ مَكَّةَ، قَالَ كُثَيِّرٌ وجَعَلَها بُرَقًا:
(لياليَ مِنْهَا الوادِيانِ مَظِنَّةٌ ... فبُرْقُ العُنابِ دارُها فالأَمالِحُ)
وبُرْقَةُ عَوْهَقٍ وعَوْهَق: وادٍ، قَالَ ابنُ هرْمَةَ:
(قِفا سَاعَة واسْتَنْطِقا الرَّسْمَ ينْطِقِ ... بسُوقَةِ أَهْوَى أَو ببُرْقَةِ عَوْهَقِ)
وبُرْقَةُ العِيَراتِ بكسرٍ ففَتْحٍ، قَالَ امرُؤُ القَيسِ:
(غَشِيتُ دِيارَ الحَيِّ بالبَكَراتِ ... فعارِمَةٍ فبُرْقَةِ العِيَراتِ) وبُرْقَةُ عَيْهَلٍ كحَيْدَرٍ قالَ بشْرٌ:
(فإِنَّ الجِزْعَ بينَ عُرَيْتِنات ... وبُرْقَةِ عَيهَلٍ مِنْكُم حَرامُ)
ويرْوى: عَيْهَم وبرقَة عَيْهَمٍ بِالْمِيم، قَالَ جَوّاس بنُ نُعَيْمٍ:
(فَمَا رَدَّكُمْ بقْيَا ببُرْقَةِ عَيْهَم ... علينَا وَلَكِن لم نَجِدْ مُتَقَدَّمَا)
وقالَ الحُطَيْئَةُ وَقد جعَلَها بُرَقاً:
(يَنْجُو بهَا من مُرْقِ عَيْهَمَ طَامِياً ... زُرْقَ الجِمِام رِشاؤُهُنَّ قَصِيرُ)
وسيُذْكَرُ فِي مَوْضِعِه: وبُرْقَةُ ذِي غانٍ قَالَ أَبو دوادٍ الإِيادِيُ:
(نَحْنُ حَذَّرْنا ببُرْقَةِ ذِي غا ... ن عَلَى شحْطِ المَزارِ الأصَدَّا)
ويرْوَى: برَحْبَةِ ذِى غان. وبُرْقَةُ الغضى قَالَ حُمَيْد الأَرْقطُ: ومِنْ أَثافِى المَوْقِدِ المُزَعْزَع) رَواكِدٌ كالحِدَآتِ الوُقَّع ببُرْقَةٍ بينَ الغَضَى ولَعْلَع وبُرْقَةُ غَضْوَرٍ كجَعْفَرٍ، ببلادِ فَزارَةَ، قَالَ نَجَبَة بن رَبِيعةَ الفَزارِيُّ: (وباتُوا على مِثلِ الذِي حَكَمُوا لَنا ... غداةَ تَلاقَيْنا ببُرْقةِ غضْوَرَا)
وبُرْقَةُ قادِمً قَالَ العَلاءُ بنُ قُرْظَةَ خالُ الفَرَزْدَقِ:
(وَنحن سَقَيْنا يومَ بُرْقَةِ قادِم ... مصارَ نُفَيْلٍ بالذُّعاقِ المُسَمم)
وبُرْقَةُ ذِي قارٍ وذُو قارٍ: ماءٌ لبَكْرِ بنِ وائِلٍ قُرْبَ الكُوفَة، قَالَ:
(لقَدْ خَبَّرَتْ عَيْناكَ يَوْمًا بحُبِّها ... ببُرْقَةِ ذِي قارٍ وَقد كَتَمَ الصَّدْرُ)
وبُرْقَةُ القُلاخ بالضَّم، قَالَ أَبو وَجزةَ وجَعَلَها بُرَقاً:
(أَجزاعُ لِيْنَةَ فالقُلاخُ فبرْقُها ... فشُواحِطٌ فرِياضُه فالمَقْسَمُ)
وبُرْقَةُ الكَبَوانِ مُحَرَّكَةً، قالَ لَبِيدٌ رضِي اللهُ عَنهُ:
(طالَتْ إِقامَتُهُ وغَيَّرَ عَهْدَه ... رِهَمُ الرَّبِيع ببُرْقَةِ الكَبَوانِ)
وبُرْقَةُ لَعْلَعٍ وشاهِدُه فِي قولِ حُمَيْد الأَرقَطِ، وَقد تَقَدَّمَ فِي بُرْقَةِ الغَضَى. وبُرْقَةُ لَفْلَفٍ: بينَ الحِجازِ والشّام، قَالَ حُجْرُ بنُ عُقْبَةَ الفَزارِيُّ:
(باتَتْ مُجَلَّلَةً ببُرْقَةِ لَفْلَف ... ليلَ التِّمام قَلِيلةَ الإِطْعام)
وبُرْقَةُ اللَّكِيكِ كأمِيرٍ، ويُرْوَى اللُّكاك، كغُرابٍ، قالَ الرّاعِي وجَعَلها أَبارِق:
(إِذا هَبَطَتْ بَطْنَ اللَّكِيكِ تَجاوَبَتْ ... بهِ ودَعاها رَوْضُه وأَبارِقُهْ)
وبُرْقَةُ اللِّوَى قالَ مُصْعَبُ بنُ الطُّفَيْلِ القُشَيرِي:
(بناصِفَةِ العَمْقَيْنِ أَو بُرْقَةِ اللِّوَى ... على النَّأي والهِجْرانِ شُبَّ شَبُوبُها) وبُرْقَةُ مَأسَلٍ كمَقْعَدٍ، قَالَ الراعِي:
(تَباهَي المُزْنُ واسْتَرْخَتْ عُراهُ ... ببرْقَةِ مَأسَلٍ ذاتِ الأفانِي)
وبُرْقةُ مِجْوَل كمِنْبَرٍ، قَالَ جَمِيل:
(طَرَباً وشاقَكَ مَا لَقِيتَ وَلم تَخَفْ ... بينَ الحَبِيبِ غَداةَ بُرْقَةِ مِجْوَلِ)
وبُرْقَةُ مَرَوْراةَ قَالَ الطِّرِمّاخ:
(ولَسْتُ براءِ من مرَوْراةَ بُرْقَةً ... بهَا آلُ سَلْمى والجَنابُ مَرِيعُ)

وبرْقة مُكَتَّلٍ كمُعَظَّم: جَبَلٌ، أنْشَد أَبُو زيادٍ: أحْمِى لَها مِنْ بُرْقَتَي مُكَتَّل والرِّمْثِ من بَطْنِ الحَرِيم الهَيْكَلِ ضَرْبَ رِياح قائِماً بالمِعْوَلِ وبُرْقَةُ مُنْشدٍ: ماءٌ بينَ تَمِيم وبَنِى أَسَدٍ، قَالَ كُثَيِّرٌ:
(فقُلْتُ لَهُ لم تَقْضِ مَا عَهِدَتْ لَهُ ... وَلم تَأتِ أَصْراماً ببُرْقَةِ مُنْشِدِ)
وبُرْقَةُ مَلْحُولب قَالَ ابْن مُقْبِل:
(عَشِيَّةَ قالَتْ لِي وقالَتْ لصاحِبِي ... ببُرْقَةِ مَلْحُوبٍ أَلا تَلِجانِ)
وبُرْقَةُ النَّجدِ: من نواحي اليَمامَةِ، قَالَ عبدُ المَلِك بنُ عَبدِ العَزِيزِ السَّلوليُّ اليَماميُّ:
(مَا تَزالُ الدِّيارُ فِي بُرْقَةِ النج ... دِ لسُعْدَى بقَرْقَرَى تُبليِنِي)
وبُرْقَةُ نُعْمِى بالضَّمِّ: وادٍ بتِهامَةَ، قَالَ الناّبِغَةُ الذُّبْيانِىُّ: (أَهاجكَ من أَسماءَ رَسم المنازِلِ ... ببُرْقَةِ نُعْمِى فرَوْض الأَجاوِلِ)
وبرقة النير بِالْكَسْرِ قَالَ عَمْرو بن الْأَشْعَث بن لَجأ: تَرَبَّعَتْ فِي السِّر من أَوْطانِها بَين قَطَيّاتٍ إِلَى دغمانها فبُرْقَةِ النِّير إِلى خرْبانِها.
وفاتَهُ: بُرْقَةُ النعاجِ، وَقد أَهمله الصاغانِيُّ أَيْضاً، وأَوْرَده ياقُوت، وأَوْرَدَ لَهُ شاهِداً من قَول القتالِ الْكلابِي:
(عَفا النجبُ بَعدي فالعُرَيشانِ فالبُترُ ... فبُرْقُ نعاج من أُميمَةَ فالحجْر)
وبُرْقَةُُ واحِفٍ قالَ لبيدٌ رضَي اللهُ عَنهُ:
(كأَخنَس ناشِطِ جادَتْ عليهِ ... ببُرْقةِ واحِفٍ إِحْدَى اللَّيالِي)
وبُرْقَةُ واسطٍ قَالَ ياقُوت: لم يَحضرْنِي شاهِدُها، وكَذلك الصّاغانِيُّ لم يُورِدْ لَهَا شَاهدا. قلتَ: وشاهدها قَول كثير فِيمَا أنْشد السّكيت:
(فَإِذا غشيت لَهَا ببرقة وَاسِط ... فَلوى حبيب منزلا أبكاني)
وبرقة واكف قَالَ الأفواه الأودي:)
(فسائل حاجراً عَنَّا وعنهم ... ببرقة واكف يَوْم الجناب)
ويروى ببرقة ضَاحِك وَهَذِه الرِّوَايَة أصح وَقد تقدم ذكرهَا. وبرقة الوداء: وَاد أَعْلَاهُ لبني العدوية وأسفله لبني كُلَيْب وضبة قَالَه السكرِي قَالَ جرير: (عَرَفْتُ ببُرْقَةِ الوَدِّاءَ رَسماً ... مُحِيلاً طالبَ عَهْدُكِ من رُسُوم)
وبُرْقَةُ هارِبٍ ويُرْوَى للنَابِغَة الذبْيانِيَ فِي بعضِ الرواياتِ:
(لعَمْرِي لنِعمَ المَرْء مِنْ آل ضَجْعَم ... تَزُور ببصْرى أَو ببرْقَةِ هاربِ)

(فَتى لم تَلِدْه بنتُ أم قَرِيبة ... فيَضوَى، وَقد يضْوَى رَدِيدُ الأقارِبِ)
وبُرْقَة هَجِينٍ: بينَ الحِجازِ والشّام، وجعَلَها جَمِيل بُرَقاً، فَقَالَ:
(قَرَضْنَ شمالاً ذَا العشَيْرَةِ كلَّه ... وذاتَ الْيَمين البرْقَ بُرْقَ هَجِينِ)
وبُرْقَةُ هُولَى بِالضَّمِّ، قَالَ العُجَيرُ السَّلُوليُّ:
(أَبْلِغْ كُلَيْباً بأنَّ الفَجَّ بينَ صَدى ... وبَيْنَ بُرْقَةِ هُو لَي غَيْرُ مَسْدودِ)
وبُرْقَةُ يَتْرَبَ كيَمنَع، بالتاءَ الْفَوْقِيَّة، وَقد جاءَ ذِكْرُها فِي قَوْلِ النَّمِرِ بنِ توْلَب. وبُرقَة اليَمامَةِ قالَ مُضَرِّسُ ابنُ رِبعي وجَعَلَها بُرَقاً:
(وَلَو أَنَّ غفْراً فِي ذُرا متمنع ... من الضُّمْرِ أَو بُرْقِ اليَمامَةِ أَو خِيَمْ)

(تَرَقى إِليهِ المَوْتُ حَتَّى يَحُطه ... إِلى السهلِ أَو يَلْقَى المَنِيَّةَ فِي العَلَمْ)
هذِه بُرَقُ العَرَبِ الَّتِي تَقَدَّمَ الوَعدُ بذِكْرِها. وَقَالَ ابنُ الأَعرابِيِّ: البُرْق، بِالضَّمِّ: الضِّباب، جَمْع ضَبّ.وأَرْعَدُوا وأبرَقُوا إِذا أصَابَهم رعد وبرق. وحَكى أَبو عُبَيْدَةَ وأَبُو عمْرو: أَرْعَدَت السَّماءُ)
وأَبرَقَتْ: إِذا أتتْ بهما وكذلِك رعَدَت وبَرَقَتْ وَقد تَقدّمَ. وأَرعد فلانٌ وأَبرَقَ: إِذا تَهَدَّدَ وأَوْعَدَ وكذلِك رَعَدَ وَبرَقَ، وَقد تَقَدَّم، وَلَو ذَكَر الثلاثِي والرباعيَّ فِي مَوضِع واحدٍ كَانَ أَتقنَ فِي الصنْاعةِ، كَمَا لَا يَخْفى، وَقد تَقدَّم إِنكار الأَصْمعيِ أَرْعَدَ وأَبْرَقَ. وحَكَى أَبو نَصْرٍ: أَبْرَقَ الرَّجُلُ: إِذا لَمَعَ بسَيْفِه. وقالَ ابنُ عَباّدِ: أَبرَقَ عَن الأَمْرِ: إِذا تَرَكَهُ يَقُولُونَ: لئِنْ أَبرَقْتَ عَنْ هَذَا الأَمْرِ وإِلاّ فَعلتُ كَذَا وَكَذَا، أَي: لئنْ تَرَكْتهُ. قالَ: وأَبرَقت المرأَة عَن وَجْهِها: إِذا أَبْرَزتْهُ ونصَّ اللِّحْيانِيِّ بَوجْهِها وسائِرِ جِسمِها: إِذا تَحَسَّنَت وَقد تَقَدم. وأبرَق الصَّيدَ: أثارَه. وأَبْرَق الضحِّى: إِذا ضَحى بالشاةِ البَرْقاءِ وَمِنْه الحَدِيث أَبرقُوا فإنَّ دم عَفراء أّزْكَى عندّ الله من دَم سَوْداوين أَي: ضَحّوا بالبَرقاء: أَي الشاةِ الَّتِي يشقّ صوفَها الأبْيَضَ طاقات سود وقيلَ: مَعْنَى الحَدِيثِ: اطْلُبُوا الدَّسَمَ والسمَنَ، مِن بَرَقتْ لَهُ: إِذا دَسَّمْتَ طَعامَه بالسمْنِ. وبَرَّقَ بَصَرَه: لألأ بِهِ. وقالَ اللَّيثُ: برَّقَ عيْنَيهِ تَبرِيقاً: إِذا وَسَّعَهُما، وأَحَدَّ النّظر قَالَ أَعْرابِي فِي المعاتَبَة بينَه وبينَ أَهْلِه.
فعَلِقَتْ بكَفِّها تصفِيقَا وطَفِقَتْ بِعَيْنِها تَبْرِيقاً نَحْوَ الأَمِيرِ تَبْتَغِي تَطْلِيقَا وقالَ المُؤَرِّخ: برَّقَ فُلان تَبْريقاً: إِذا سافَرَ سفرا بعِيداً. قَالَ: وبرق منْزِلَه إِي زَوقه وَزَنه. قالَ: وبَرَّقَ فِي المَعاصِي: إِذا لَج فِيها. وبَرَّقَ بِي الأَمْرُ أَي: أَعْيا عَلَي. وَقَالَ ابنُ الأعْرابِي: بَرَقَ: إِذا لَوَح بشيءِ ليسَ لَهُ مِصْداقٌ، تَقولُ العَرَب: بَرَّقْتَ وعَرَّقْتَ، أَي: لَوَّحْتَ بشيءٍ لَيْسَ لَهُ مصْداق، وعَرَّفتَ، أّي: قَلَّلْت. والبرْقُوقُ بالضمِّ: إِجّاص صِغار ويُعْرفُ بِالشَّام بجابزك وقِيلَ: هُوَ المِشْمِشُ، مُوَلَّدة وَبِه سُمَىَ المَلِكُ الظاهرُ سلْطانُ مِصْرَ المُتَوَفَّي سنة.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: البُرْقَة، بالضمِّ: المِقْدارُ من البَرْقِ، وقُرِئ: يَكادُ سَنا بُرَقِهِ فَهَذَا لَا مَحالَةَ جَمْع بُرْقَةٍ. وسَحابَة بَراقَة: كبارِقة. وأَبْرَقُوا: دَخَلُوا فِي البرْق. وأَبْرَقُوا البَرْقَ: رَأَوْهُ، قَالَ طفيل:
(ظَعائِنُ أبْرَقْنَ الخَرِيفَ وشِمْنَه ... وخِفن الهمامَ أنْ تُقادَ قَنابِلُه)
قَالَ الفارِسِيّ: أَرادَ أَبْرَقْنَ بَرْقَهُ. ويُقال: أَبْرَقَ الرَّجُلُ: إِذا أَم البَرْقَ أَي: قَصَدَهُ. ويُقالُ: بَرَقَ: إِذا طَلَبَ. وبَرْقُ خُلَّبٍ، بالإِضافَةِ، وبَرْق خلب، بالصِّفَةِ، وَهَذَا الَّذِي لَيْسَ فِيهِ مَطَر. واستَبْرَقَ المَكان: لمعَ بالبَرْقِ، قَالَ الشاعِر:)
(يَسْتَبْرِقُ الأفُقُ الأقْصَى إِذا ابتسَمَت ... لمْعَ السُّيُفِ سِوَى أَغْمادِها القُضُبِ)
وَفِي صِفَةِ أَبي إِدْرِيس: دَخَلْت، مَسجِدَ دِمَشْقَ، فإِذَا فَتى برّاقُ الثَّنايا وصَفَ ثَناياهُ بالحُسْنِ والضِّياء وأَنّها تَلْمَعُ كالبَرْقِ، أَرادَ صِفَةَ وَجْهِه بالبِشْرِ والطَّلاقَةِ. وأَبرَقه الفزَعُ. ورَجلٌ بروُقٌ: جَبانٌ. والبرْقُ، بالضمِّ: العَيْنُ المُنْفَتِحَة، رَوَاهُ ثَعْلَبٌ عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ. وبَرِقَتْ قدَماه، كفَرِحَ: ضَعُفَتا، وِهو مِن قَوْلِهم: بَرِقَ بَصَره، أَي: ضعف. وتُجْمَعُ البُرْقَةُ بالضمِّ على بِراقٍ بالكسرِ، وبُرَقٍ كصرَدٍ. وَيُقَال: قُنفُذُ بُرْقَة، كَمَا يُقال: ضَبّ كُدْيَة. وعَيْنٌ بَرقاءُ: سَوْداءُ الحَدَقةِ مَعَ بَياضِ الشَّحْمَةِ، وأنْشدَ الجَوْهَرِيُّ:
(ومُنْحَدِر من رَأسِ بَرْقاءَ حَطهُ ... مَخافَةَ بَيْنٍ مِن حَبِيبٍ مُزايِلِ)
يَعْنِي دَمْعاً انْحَدَر من العَينِ، وَفِي المُحْكَم: أَرادَ العَينَ، لاختلاطِها بلَوْنَينِ من سَوادٍ وبَياضٍ.
ورَوضَة بَرْقاءُ: فِيهَا لَوْنانِ من النَّبتِ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
(لَدَى رَوْضَةٍ قَرْحاءَ بَرْقاءَ جادَها ... من الدّلوِ والوَسْمِىِّ طَل وهاضِب)
قَالَ ابنُ برَيّ: وَيُقَال للجَنادِبِ: البُرْقُ، قالَ طَهْمَانُ الكِلابِيُّ:
(قَطَعْتُ وحِرْباءُ الضُّحَى مُتَشَوِّسِّ ... وللبُرْقِ يَرْمَحْنَ المِتان نَقِيقُ)
والبرْقَةُ، بالضمِّ. قلَّة الدَّسَم فِي الطعُامَ. والتبّارِيقُ: هِيَ البَرائِقُ من الطَّعامَ. ويُقال: ابرُقُوا المَاء بزَيْت، أَي: صُبوا عليهِ زَيتاً قلِيلاً. والبُرقِي، بِضَم فَفتح: الطفيلي حِجازِيَة. وبرَيْقٌ، وبارِقٌ، وبُرَيرق، وبَرْقانُ، وبَراقَة: أَسمَاء. والصِّحافُ البارِقِيَّة: إِلى بارِقِ الكُوفَة، قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: (فَمَا إِن هُما فِي صَحْفَة بارِقِيَّةٍ ... جَدِيدٍ أمِرَّتْ بالقَدوم وبالصَّقْل)
وتبارِقُ: اسمُ موضِع، عَن أَبِي عَمْرو، قالَ عِمْرانُ بنُ حِطّانَ:
(عَفَا كَنَفا حَوْرانَ من أمِّ مَعْفَس ... وأقفَرَ مِنها تُسْترٌ وتُبارِقُ)
وبُرْقَةُ، بالضمِّ: مَوضِع بالمَدِينة بِهِ مَال كَانَت صَدَقاتُ سيِّدِنا رسولِ الله صَلىّ الله عَلَيْهِ وسَلم مِنْهَا، وقِيلَ: إِنّ ذَلِك من أَموالِ بَنِي النَّضِيرِ، وَقد رَواه بَعضهم بِالْفَتْح. وبرْقَةُ: موضِعٌ من نواحِي الْيَمَامَة. وَأَيْضًا: موضعٌ كَانَ فِيهِ يَوْم من أَيام العَرَبِ، أسِرَ فِيهِ شِهابٌ فارِس هَبُّود، من بني تَمِيم، أَسَره يَزِيدُ بنُ حُرْثَةَ، أَو بُرد اليَشكُرِيُّ، فمَنَّ عَلَيْهِ، وَفِي ذلِكَ قالَ شاعِرُهُم:
(وفارِسَ طِرْفِهِ هَبَّود نلْنا ... ببُرْقَةَ بعدَ عِز واقتِدارِ)
وبارِقٌ: جَبَل نَزَلَه سعد بنُ عَدِي فلُقِّبَ بهِ فِي قَوْلِ المُؤَرِّج، وقالَ ابنُ عَبْدِ البَرِّ: بارقٌ: مَاء)
بالسرَّاةِ، وَقَالَ غيرُه: موضِع بتِهامَةَ. وبارِقٌ: رُكْنٌ من أرْكانِ عارِضِ اليَمامةِ. وبارِق: نَهَرٌ ببابِ الجَنةِ فِي حَدِيثِ ابْن عَباسٍ، ذَكَرَه ابْن حاتِم فِي التَّقاسِيم والأنْواع فِي حَدِيثِ الشُّهَداءَ.
والبرَقِيًّ، مُحَركَةَ: نسبةُ الإِمَام أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ أحْمَدَ بنِ يُوسفَ الخُوارَزْمِيِّ الحَنَفِيِّ، وهم بيتٌ كَبِير فِي بُخارا، إِلى البَرَق، وَهُوَ وَلَدُ الشّاةِ، رَوى عَنهُ شَمْس الأئمًّةِ الأوزْجَندِيّ، وبُرْهانُ الأئِمةِ، وغيرُهما، ويُلَقبُ أَيضاً بشَرَفِ الرُّؤَساءَ، ترجَمه الذَّهَبي فِي التارِيخ. وبرقان بِضَمَّتَيْنِ قَرْيَة من نواحي بَلخ مِنْهَا مُحَمَّد بن خاقَان وَغَيره. وأبارق بَيِّنَة مَوضِع قرب الرُّوَيْثَة قَالَ كثير:
(أشاقك برق آخر اللَّيْل خافق ... جرى من سناه بَيِّنَة فالأبارق)
والأبراقات مَاء لبني جَعْفَر ابْن كلاب. وأَبْرُوقا: قريةٌ جليلةٌ من ناحيةِ الرومَقَان من أَعمال الكُوفَة، وَفِي كتابِ الوُزراء أَنهّا كانَتْ تُقَوَّمُ على الرَّشِيدِ بأَلْفِ أَلفٍ ومائِتي أَلْفِ دِرْهَم. وَيُقَال: حَدَّثْتُه فأَرْسَل برْقاوَيه، أَي: عَيْنَيه لبَرْقِ لونِهِما، وَهُوَ مجازٌ، كَمَا فِي الأَساسِ. وبَرَّاقةُ، مشدَّدة: قريةٌ من أَعمالِ اليمامةِ. وللعَرَبِ بِراق قد أَخَلَ بذكرهن المصنفُ والصاغانِيُّ، أَوردها ياقوت فِي المعجَم، مِنْهَا: براقُ بَدْرٍ، وبراقُ جَبا: مَوضِع بالجَزِيرة، أَما بِراقُ حَبا فباَلشامِ، عَن أَبي عُبيدَةَ، ذَكَرَهما مَعًا نصر. وبِراقُ التِّين، وبِراق ثَجْرٍ: قُرْبَ وادِي القرَى.
وبِراقُ حوْرَةَ: من ناحِيَةِ القِبْلِيَّة. وبِراقُ خَبْتٍ: بينَ الحَرَمَيْنِ. وبِراقُ الخَيْلِ: قُربَ راكِس.
وبِراقُ سَلْمى، وبِراقُ غَضوَرَ، وبِراقُ غَوْلٍ، وبِراقُ اللِّوَى، وبِراقُ لِوَى سَعِيدٍ، وبِراقُ النِّعافِ، وَقد حَذَفْنا شواهِدَها، لئَلاّ يَطُولَ الْكتاب. وذُو البِراقِ، بالكسرِ أَيْضا: موضِعٌ فِي شِعْرِ جميلٍ. وبُرَيْق كزبَيْرٍ: جدُّ أبي الفضْلِ جَعْفرِ بنِ عمّارٍ البَزّاز، ضبطَه الخَطِيبُ، وَقَالَ: وَهِمَ فِيهِ الطَّبرانيُّ، فَقَالَ: ابْن بويْق، بِالْوَاو. وَبَاب بارقة أحد الْأَبْوَاب فِي جبل القبق.
والبُرْقَة بالضمِّ. قِلَّةَ الدَّسَم. والبرقِيّات بضمٍّ ففتحٍ، من الطِّعامَ: الأَلوان الَّتِي يَبْرق بِها. والبرَقي: الطفيلي بلغةِ أَهْلِ مَكَّة.
البرق: أول ما يبدو للعبد من اللوامع النورية، فيدعوه، إلى الدخول في حضرة القرب من الرب للسيَّر في الله.
برق: {برِق البصر}: شُق، أي شخَص، يعني فتح العينين عند الموت، وبرق: من البريق. {إستبرق}: ثخين الديباج. فارسي معرب.
ب ر ق : الْإِسْتَبْرَقُ غَلِيظُ الدِّيبَاجِ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. 
(برق) بَصَره وببصره أوسعه وَأحد النّظر وَفُلَان هدد وأوعد وَفِي الْمثل (برق لمن لَا يعرفك) هدد من لَا علم لَهُ بك فَإِن من عرفك لَا يعبأ بك وسافر سفرا بَعيدا وَفِي الْمعاصِي لج وَالْمَرْأَة بوجهها برقتْ ومنزله زينه وزوقه
[برق] اليرقان مثل الارقان، وهو آفة تصيب الزرع وداءُ يصيب الناس. يقال: زرعٌ مأروق وميروق. واليارق : الجبارة، وهو الدستبند العريض، معرب.

برق


بَرَقَ(n. ac. بَرْق
بَرِيْق
بُرُوْق
بَرَقَاْن)
a. Flashed, gleamed, shone; glittered, glistened; glowed
beamed; sparkled, scintillated.
b. Adorned, beautified (herself).

بَرِقَ(n. ac. بَرَق)
a. Was confounded, stupefied, dazed.

بَرَّقَa. Glanced, looked at intently, keenly.
b. Adorned.

أَبْرَقَa. Lightened; brandished (sword).
b. Threatened.
c. Was struck by lightning.

بَرْق
(pl.
بُرُوْق)
a. Lightning, flash; brightness, brilliancy
splendour.

بَرْقَةa. Fear, consternation; panic.

بُرْقa. Species of lizard.

بُرْقَة
(pl.
بُرَق)
a. Rugged ground.

بَرَق
(pl.
بِرْقَاْن
بُرْقَاْن
أَبْرَاْق)
a. Lamb.

مَبْرَق
(pl.
مَبَاْرِقُ)
a. Break, peep of day, daybreak, dawn, first blush of
morning.

بَاْرِقa. Flashing, gleaming, shining, resplendent.

بَاْرِقَةa. Lightningcloud.

بُرَاْقa. Animal on which Muhammad ascended to Heaven

بَرِيْقa. see 1b. Twomasted schooner, brig.

بُرُوْقa. Small plum.

بُرْقَاْنa. Yellow locusts.

إِبْرِيْق
(pl.
أَبَاْرِيْقُ)
a. Ewer, jug.

بَوْرَق
a. Nitre.
ب ر ق: (بَرَقَ) السَّيْفُ وَغَيْرُهُ تَلَأْلَأَ وَبَابُهُ دَخَلَ وَالِاسْمُ (الْبَرِيقُ) . وَ (الْبَرْقُ) وَاحِدُ (بُرُوقِ) السَّحَابِ يُقَالُ: (بَرْقُ) الْخُلَّبِ وَبَرْقُ خُلَّبٍ بِالْإِضَافَةِ فِيهِمَا وَبَرْقٌ خُلَّبٌ بِالصِّفَةِ، وَهُوَ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ مَطَرٌ، وَقَدْ سَبَقَ الْكَلَامُ فِي بَرَقَتِ السَّمَاءُ وَ (أَبْرَقَتْ) فِي [رع د] وَ (الْبُرَاقُ) دَابَّةٌ رَكِبَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ. وَ (بَرِقَ) الْبَصَرُ مِنْ بَابِ طَرِبَ إِذَا تَحَيَّرَ فَلَمْ يَطْرِفْ فَإِذَا قُلْتَ: بَرَقَ الْبَصَرُ بِالْفَتْحِ فَإِنَّمَا تَعْنِي (بَرِيقَهُ) إِذَا شَخَصَ وَ (بَرَّقَ) عَيْنَهُ (تَبْرِيقًا) إِذَا وَسَّعَهَا وَأَحَدَّ النَّظَرَ. وَ (الْإِبْرِيقُ) غِلَظٌ فِيهِ حِجَارَةٌ وَرَمْلٌ وَطِينٌ مُخْتَلِطَةٌ وَكَذَا (الْبَرْقَاءُ) وَ (الْبُرْقَةُ) بِوَزْنِ الْغُرْفَةِ. وَ (الْبَرْقُ) سَحَابٌ ذُو بَرْقٍ، وَالسَّحَابَةُ (بَارِقَةٌ) . وَ (الْإِسْتَبْرَقُ) الدِّيبَاجُ الْغَلِيظُ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ وَتَصْغِيرُهُ أُبَيْرِقٌ. 

برق: قال ابن عباس: البَرْقُ سَوط من نور يَزجرُ به الملَكُ السحاب.

والبَرْقُ: واحد بُروق السحاب. والبَرقُ الذي يَلمع في الغيم، وجمعه بُروق.

وبرَقت السماء تَبْرُق بَرْقاً وأَبْرَقتْ: جاءَت بِبَرق. والبُرْقةُ:

المِقْدار من البَرْق، وقرئ: يكاد سنَا بُرَقِه، فهذا لا محالة جمع

بُرْقة. ومرت بنا الليلةَ سحابة برّاقة وبارقةٌ أَي سحابة ذات بَرْق؛ عن

اللحياني. وأَبْرَق القوم: دخلوا في البَرْق، وأَبرقُوا البرْق: رأَوْه؛ قال

طُفَيْل:

ظعائن أَبْرَقْنَ الخَرِيفَ وشِمْنَه،

وخِفْنَ الهُمامَ أَن تُقاد قَنَابِلُهْ

قال الفارسي: أَراد أَبْرَقْن بَرْقه. ويقال: أَبرقَ الرجل إذا أَمَّ

البرقَ أَي قصَده. والبارِقُ: سحاب ذو بَرْق. والسحابة بارقةٌ، وسحابةٌ

بارقة: ذات بَرق. ويقال: ما فعلت البارقة التي رأَيتَها البارحة؟ يعني

السحابة التي يكون فيها بَرق؛ عن الأَصمعي. بَرَقَت السماء ورعَدَت بَرَقاناً

أَي لَمَعَت. وبرَق الرَّجل ورعَد يرعُد إذا تهدّد؛ قال ابن أَحمر:

يا جَلَّ ما بَعُدَتْ عليكَ بِلادُنا

وطِلابُنا، فابْرُقْ بأَرْضِكَ وارْعُدِ

وبرَق الرجل وأبرَق: تهدَّد وأَوْعد، وهو من ذلك، كأَنه أَراه

مَخِيلةَ الأَذى كما يُري البرقُ مخيلةَ المطَر؛ قال ذو الرمة:

إذا خَشِيَتْ منه الصَّرِيمة، أَبرَقَتْ

له بَرْقةً من خُلَّبٍ غير ماطِرِ

جاء بالمصدر على برَقَ لإن أَبْرَقَ وبرَق سواء، وكان الأَصمعي ينكر

أَبْرق وأَرعد ولم يك يرى ذا الرُّمة حُجةً؛ وكذلك أَنشد بيت الكميت:

أَبْرِقْ وأَرْعِد يا يزيـ

ـدُ، فما وَعِيدُك لي بِضائرْ

فقال: هو جُرْمُقانِيّ. الليث: البَرق دخِيل في العربية وقد استعملوه،

وجمعه البِرْقان. وأَرْعَدْنا وأَبْرَقْنا بمكان كذا وكذا أَي رأَينا

البرق والرعد. ويقال: برْق الخُلَّبِ وبرقُ خُلَّبٍ، بالإضافة، وبرقٌ خُلَّبٌ

بالصفة، وهو الذي ليس فيه مطر. وأَرعَد القومُ وأَبرَقُوا أَي أَصابهم

رَعْد وبَرق. واستَبْرَقَ المكانُ إذا لَمَع بالبرق؛ قال الشاعر:

يَسْتَبْرِقُ الأُفُقُ الأَقصَى، إذا ابْتَسَمَتْ،

لَمْعَ السُّيُوفِ، سِوَى أَغْمادِها، القُضُبِ

وفي صفة أَبي إدريسَ: دخلْت مسجد دِمَشْقَ فإذا فتى بَرّاقُ الثنايا؛

وصَف ثناياه بالحُسن والضِّياء

(*قوله «والضياء» الذي في النهاية: والصفاء)

وأنها تَلْمَع إذا تبسَّم كالبرق، أَراد صفة وجهه بالبِشْر والطَّلاقة؛

ومنه الحديث: تَبْرقُ أَساريرُ وجههِ أَي تلمع وتَسْتَنِيرُ كالبَرْق.

بَرق السيفُ وغيره يَبْرُق بَرْقاً وبَرِيقاً وبرُوقاً وبَرَقاناً: لمَع

وتَلأْلأَ، والاسم البَريق. وسيفٌ إبْريق: كثير اللَّمَعان والماء؛ قال ابن

أَحمر:

تَعَلَّق إبْرِيقاً، وأَظهر جَعْبةً

ليُهْلِكَ حَيّاً ذا زُهاء وجامِلِ

والإبْريقُ: السيفُ الشديدُ البَرِيق؛ عن كراع، قال: سمي به لفعله،

وأَنشد البيت المتقدم؛ وقال بعضهم: الإبريق السيف ههنا، سمي به لبَرِيقِه ،

وقال غيره: الإبريق ههنا قَوْس فيه تَلامِيعُ. وجاريةٌ إبريقٌ: برّاقة

الجسم. والبارِقةُ: السيوفُ على التشبيه بها لبياضها. ورأَيت البارِقةَ أي

بريقَ السلاح؛ عن اللحياني. وفي الحديث: كفى ببارقة السيوف على رأْسه

فتنةً أي لَمَعانِها. وفي حديث عَمّار، رضي الله عنه: الجنةُ تحت البارقة أي

تحت السيوف. يقال للسلاح إذا رأيت برِيقَه: رأيتُ البارقة. وأبرَق الرجل

إذا لمع بسيفه وبَرق به أيضاً، وأبرَق بسيفه يُبْرق إذا لمع به. ولا

أَفعله ما برَق في السماء نجم أَي ما طلع، عنه أَيضاً، وكله من البرق.

والبُراق: دابّة يركبها الأَنبياء، عليهم السلام، مشتقة من البَرْق،

وقيل: البراق فرس جبريل، صلى الله على نبينا وعليه وسلم. الجوهري: البراق

اسم دابة ركبها سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ليلة المِعْراج،

وذُكر في الحديث قال: وهو الدابة التي ركبها ليلة الإسْراء؛ سمي بذلك لنُصوع

لونه وشدَّة بريقه، وقيل: لسُرعة حركته شبهه فيها بالبَرْق.

وشيءٌ برّاقٌ: ذو بَرِيق. والبُرقانة: دُفْعة

(*قوله «والبرقانة دفعة»

ضبطت في الأصل الباء بالضم.) البريق. ورجل بُرْقانٌ: بَرَّاقُ البدن.

وبرَّقَ بصَرَه: لأْلأَ به. الليث: برَّق فلان بعينيه تَبْريقاً إذا لأْلأَ

بهما من شدَّة النظر؛ وأَنشد:

وطَفِقَتْ بعَيْنِها تَبْريقا

نحوَ الأَميرِ، تَبْتَغي تَطْليقا

وبرَّقَ عينيه تبريقاً إذا أَوسَعَهما وأَحدَّ النظر. وبرَّق: لوَّح

بشيء ليس له مِصْداق، تقول العرب: برَّقْت وعرَّقْت؛ عرَّقْتُ أَي قلَّلت.

وعَمِل رجل عَمَلاً فقال له صاحبه: عرَّفْتَ وبرَّقت لوَّحتَ بشيء ليس له

مِصداق. وبَرِقَ بصرُه بَرَقاً وبرَق يبرُق بُرُوقاً؛ الأَخيرة عن

اللحياني: دَهِشَ فلم يبصر، وقيل: تحيَّر فلم يَطْرِفْ؛ قال ذو الرمة:

ولو أنَّ لُقمانَ الحَكيمَ تَعَرَّضَتْ

لعَينيْهِ مَيٌّ سافِراً، كادَ يَبْرَقُ

وفي التنزيل: فإذا بَرِقَ البصر، وبَرَقَ، قُرئ بهما جميعاً؛ قال

الفراء: قرأَ عاصم وأَهل المدينة برِق، بكسر الراء، وقرأَها نافع وحده برَق،

بفتح الراء، من البَريق أَي شخَص، ومن قرأَ بَرِقَ فمعناه فَزِع؛ وأَنشد

قول طرَفة:

فنَفْسَكَ فانْعَ ولا تَنْعَني،

وداوِ الكُلومَ ولا تَبْرَقِ

يقول: لا تَفزَعْ من هَوْل الجِراح التي بك، قال: ومن قرأَ بَرَق يقول

فتح عينيه من الفزَع، وبرَقَ بصرُه أيضاً كذلك.

وأَبرَقَه الفزَعُ. والبَرَقُ أيضاً: الفزع. ورجل بَرُوقٌ: جَبان. ثعلب

عن ابن الأَعرابي: البُرْقُ الضِّبابُ، والبُرْقُ العين المُنْفتحة. وفي

حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: لكل داخل بَرْقة أَي دَهْشة، والبَرَقُ:

الدهِشُ. وفي حديث عَمرو: أَنه كتب إلى عمر، رضي الله عنهما: إنَّ البحر

خَلْق عظيم يَرْكبه خَلق ضَعيف دُود على عُود بين غرَق وبَرَق؛ البَرَقُ،

بالتحريك: الحَيْرة والدهَش. وفي حديث الدعاء: إذا برقت الأَبصار، يجوز

كسر الراء وفتحها، فالكسر بمعنى الحَيْرة، والفتح بمعنى البريق اللُّموع.

وفي حديث وَحْشِيّ: فاحتمله حتى إذا برِقَت قدماه رمَى به أَي ضَعُفتا

وهو من قولهم برَق بصره أَي ضعف.

وناقة بارق: تَشَذَّرُ بذنبها من غير لقَح؛ عن ابن الأَعرابي. وأَبرَقَت

الناقةُ بذَنبها، وهي مُبرِق وبَرُوقٌ؛ الأَخيرة شاذة: شالت به عند

اللَّقاح، وبرَقت أَيضاً، ونُوق مَبارِيقُ؛ وقال اللحياني: هو إذا شالَت

بذنبها وتلقَّحت وليست بلاقح. وتقول العرب: دَعْني من تَكْذابِك وتأْثامك

شَوَلانَ البَرُوق؛ نصب شولان على المصدر أَي أَنك بمنزلة الناقة التي

تُبْرِق بذنبها اي تشولُ به فتوهمك أَنها لاقح، وهي غير لاقح، وجمع البَرُوق

بُرْقٌ. وقول ابن الأَعرابي، وقد ذكر شهرَزُورَ: قبّحها الله إنّ رجالها

لنُزْق وإنَّ عقاربها لبُرْق أَي أَنها تشول بأَذنابها كما تشول الناقة

البَروق. وأَبرقت المرأَة بوجهها وسائر جسمها وبرَقت؛ الأَخيرة

(*قوله

«الاخيرة إلخ» ضبطت في الأصل بتخفيف الراء، ونسب في شرح القاموس برّقت

مشددة للحياني.) عن اللحياني، وبرَّقَت إذا تعرَّضت وتحسَّنت، وقيل:

أَظْهرته على عَمْد؛ قال رؤبة:

يَخْدَعْنَ بالتبْريق والتأَنُّث

وامرأَة برَّاقة وإبْريق: تفعل ذلك. اللحياني: امرأَة إبريق إذا كانت

برَّاقة. ورعَدت المرأَة وبرَقَت أَي تزيَّنت.

والبُرْقانةُ: الجَرادة المتلوّنة، وجمعها بُرْقانٌ.

والبُرْقةُ والبَرْقاء: أَرض غليظة مختلطة بحجارة ورمل، وجمعها بُرَقٌ

وبِراقٌ، شبهوه بِصِحاف لأَنه قد استعمل استعمال الأَسماء، فإذا اتسعت

البُرقة فهي الأَبْرَقُ، وجمعه أَبارق، كسِّر تكسير الأَسماء لغلبته.

الأَصمعي: الأَبْرقُ والبَرْقاء غِلَظ فيه حجارة ورمل وطين مختلطة، وكذلك

البُرْقة، وجمع البَرقاء بَرْقاوات، وتجمع البُرقة بِراقاً. ويقال: قُنْفُذُ

بُرْقةٍ كما يقال ضَبُّ كُدْية، والجمع بُرَقٌ.

وتَيْسٌ أَبرقُ: فيه سواد وبياض. قال اللحياني: من الغنم أَبرق وبَرقاء

للأُنثى، وهو من الدوابّ أَبلَق وبَلْقاء، ومن الكلاب أَبقَع وبَقْعاء.

وفي الحديث: أَبْرِقُوا فإنَّ دمَ عَفْراء أَزكى عند الله من دم

سَوْداوين، أَي ضَحُّوا بالبرقاء، وهي الشاة التي في خِلال صوفها الأَبيض طاقات

سود، وقيل: معناه اطلُبوا الدَّسَمَ والسِّمَن، من بَرَقْت له إذا دسَّمْتَ

طعامه بالسمْن. وجبَل أَبرقُ: فيه لونانِ من سواد وبياض، ويقال للجبَل

أَبرقُ لبُرْقة الرمل الذي تحته. ابن الأَعرابي: الأَبرقُ الجبل مخلوطاً

برمل، وهي البُرْقةُ ذاتُ حجارة وتراب، وحجارتها الغالب عليها البياض

وفيها حجارة حُمر وسود، والترابُ أَبيض وأَعْفر وهو يَبْرُقُ لك بلوْن

حجارتها وترابها، وإنما بَرْقُها اختلافُ ألوانها، وتُنْبِت أَسنادُها وظهرُها

البقْلَ والشجر نباتاً كثيراً يكون إلى جنبها الرَّوضُ أحياناً؛ ويقال

للعين بَرْقاء لسواد الحَدقة مع بياض الشحْمة؛ وقول الشاعر:

بمُنْحَدِرٍ من رأْسِ بَرْقاءَ، حَطَّه

تذَكُّرُ بَيْنٍ من حَبِيبٍ مُزايِلِ

(*قوله «تذكر» في الصحاح: مخافة).

يعني دَمْعاً انحدَرَ من العين، وفي المحكم: أَراد العين لاختلاطها

بلونين من سواد وبياض. ورَوْضة بَرْقاء: فيها لونان من النبْت؛ أَنشد

ثعلب:لدى رَوْضةٍ قَرْحاءَ بَرْقاء جادَها،

من الدَّلْوِ والوَسْمِيِّ، طَلٌّ وهاضِبُ

ويقال للجراد إذا كان فيه بياض وسواد: بُرْقانٌ؛ وكلُّ شيء اجتمع فيه

سواد وبياض، فهو أَبْرق. قال ابن برّي: ويقال للجَنادِب البُرْقُ؛ قال

طَهْمان الكلابي:

قَطَعْت، وحِرْباء الضُّحى مُتَشَوِّسٌ،

ولِلْبُرْقِ يَرْمَحْنَ المِتانَ نَقِيقُ

والنَّقِيق: الصَّرِير. أبو زيد: إذا أَدَمْتَ الطعام بدَسَم قليل قلت

بَرَقْتُه أَبْرُقُه بَرْقاً. والبُرْقةُ: قِلَّة الدسَم في الطعام.

وبَرَقَ الأُدْمَ بالزيت والدسَم يَبْرُقُه بَرْقاً وبُروقاً: جعل فيه شيئاً

يسيراً، وهي البَريقة، وجمعها بَرائقُ، وكذلك التبارِيقُ. وبرَق الطعامَ

يبرُقه إذا صب فيه الزيت.

والبَريقةُ: طعام فيه لبن وماء يُبْرَقُ بالسمْن والإهالةِ؛ ابن السكيت

عن أَبي صاعد: البَرِيقةُ وجمعها بَرائقُ وهي اللبن يُصَبُّ عليه إهالةٌ

أو سمن قليل. ويقال: ابْرُقوا الماء بزيت أي صبُّوا عليه زيتاً قليلاً.

وقد بَرَقُوا لنا طعاماً بزيت أو سمْن برْقاً: وهو شيء منه قليل لم

يُسَغْسِغُوه أَي لم يُكثروا دُهْنه. المُؤرِّج: بَرَّق فلان تبريقاً إذا سافر

سفراً بعيداً، وبَرَّقَ منزله أي زَيَّنه وزَوَّقَه، وبرَّقَ فلان في

المعاصي إذا أَلَحَّ فيها، وبَرَّق لي الأَمْرُ أي أعْيا علَيَّ. وبَرَق

السِّقاءُ يَبْرُق بَرْقاً وبُروقاً: أصابه حرٌّ فذابَ زُبْده وتقطَّع فلم

يجتمع. يقال: سِقاء بَرِقٌ.

والبُرَقِيُّ: الطُّفَيْلِيُّ، حجازيَّة.

والبَرَقُ: الحَمَلُ، فارسيّ معرّب، وجمعه أبْراقٌ وبِرْقانٌ وبُرقان.

وفي حديث الدجال: أن صاحِبَ رايتِه في عَجْب ذَنبه مثل أَلْيةِ البَرَقِ

وفيه هُلْباتٌ كهُلْبات الفرس؛ البرق، بفتح الباء والراء: الحمَل، وهو

تعريب بَرَهْ بالفارسية. وفي حديث قتادة: تسُوقُهم النارُ سَوقَ البَرَقِ

الكَسِير أي المكسور القَوائم يعني تسوقهم النار سَوْقاً رَفِيقاً كما

يُساق الحَمَل الظالع.

والإبْرِيقُ: إناء، وجمعه أبارِيقُ، فارسي معرب؛ قال ابن بري: شاهده قول

عديّ بن زيد:

ودَعا بالصَّبُوحِ، يوماً، فجاءَتْ

قَيْنةٌ في يَمينِها إبْرِيقُ

وقال كراع: هو الكُوز. وقال أبو حنيفة مرة: هو الكوز، وقال مرة: هو مثل

الكوز وهو في كل ذلك فارسي. وفي التنزيل: يَطُوف عليهم وِلدان مُخلَّدون

بأَكْواب وأَبارِيقَ؛ وأَنشد أبو حنيفة لشُبْرُمةَ الضَّبِّي:

كأَنَّ أَبارِيقَ الشَّمُولِ عَشِيّةً

إوَزٌّ بأَعْلى الطَّفِّ، عُوجُ الحناجِرِ

والعرب تشبه أبارِيقَ الخمر برقاب طير الماء؛ قال أبو الهِنْدِيّ:

مُفَدَّمة قَزّاً، كأنَّ رِقابَها

رِقابُ بناتِ الماء أَفْزَعَها الرَّعْد

وقال عدي بن زيد:

بأَبارِيقَ شِبْهِ أَعْناقِ طَيْرِ الـ

ـماءِ قد جِيبَ، فوْقَهُنَّ، حَنِيفُ

ويشبهون الإبْرِيق أيضاً بالظبي؛ قال عَلْقَمةُ بن عَبْدة:

كأَنَّ إبْرِيقَهم ظبيٌ على شَرَفٍ،

مُفَدَّمٌ بِسَبا الكَتّانِ مَلْثُومُ

وقال آخر

كأنَّ أبارِيقَ المُدامِ لدَيْهِمُ

ظِباء، بأعْلى الرَّقْمَتَيْنِ، قِيامُ

وشبّه بعضُ بني أسد أُذن الكُوز بياء حطِّي؛ فقال أبو الهندي

اليَرْبوعِيّ:

وصُبِّي في أُبَيْرِقٍ مَلِيحٍ،

كأنَّ الأُذْن منه رَجْعُ حُطِّي

والبَرْوَقُ: ما يكْسُو الأَرض من أَوّل خُضْرة النبات، وقيل: هو نبت

معروف؛ قال أبو حنيفة: البَرْوَقُ شجر ضعيف له ثمر حبٌّ أسود صغار، قال:

أَخبرني أَعرابي قال: البَرْوَقُ نبت ضعيف رَيّانُ له خِطَرةٌ دِقاقٌ، في

رُؤوسِها قَماعِيلُ صِغار مثل الحِمَّص، فيها حبّ أسود ولا يرعاها شيء ولا

تؤكل وحدها لأَنها تُورِث التَّهَبُّجَ؛ وقال بعضهم: هي بقلة سَوْء

تَنْبُت في أوّل البقل لها قَصبة مثل السِّياط وثمرة سَوْداء، واحدته

بَرْوَقة. وتقول العرب: هو أشكَرُ من بَرْوقٍ، وذلك أنه يَعِيشُ بأدْنى ندَّى

يقع من السماء، وقيل: لأَنه يخضرّ إذا رأى السحاب. وبَرِقَت الإبل والغنم،

بالكسر، تَبْرَق بَرَقاً إذا اشْتَكت بُطونها من أكل البَرْوَق؛ ويقال

أيضاً: أضْعفُ من بَرْوقةٍ؛ قال جرير:

كأَنَّ سُيوفَ التَّيْمِ عيدانُ بَرْوَقٍ،

إذا نُضِيَت عنها لحَرْبٍ جُفُونُها

وبارِقٌ وبُرَيْرِقٌ وبُرَيْقٌ وبُرْقان وبَرّاقة: أَسماء. وبنو

أبارِقَ: قبيلة. وبارِقٌ: موضع إليه تُنسب الصِّحافُ البارقية؛ قال أبو

ذؤيب:فما إنْ هُما في صَحْفةٍ بارِقِيّةٍ

جَديدٍ، أُمِرَّتْ بالقَدُومِ وبالصَّقْلِ

أَراد وبالمِصْقلة، ولولا ذلك ما عطَف العرَض على الجَوْهَر. وبِراقٌ:

ماء بالشام؛ قال:

فأَحْمَى رأْسَه بِصَعيدِ عَكٍّ،

وسائرَ خَلْقِه بَجبا بِراقِ

وبارق: قبيلة من اليمن منهم مُعَقَّر بن حِمار البارِقي الشاعر.

وبارِقٌ: موضع قريب من الكوفة؛ ومنه قول أسْود بن يَعْفُرَ:

أرضُ الخَوَرْنَقِ والسَّديرِ وبارِقٍ،

والقَصْرِ ذي الشُّرفاتِ من سِنْدادِ

قال ابن بري: الذي في شعر الأَسود: أَهلِ الخورنق بالخفض؛ وقبله:

ماذا أُؤمِّلُ بعدَ آلِ مُحَرِّقٍ،

تركوا مَنازِلَهم، وبعدَ إيادِ؟

أهلِ الخورنق ... البيت، وخفضُه على البدل من آل، وإن صحت الرواية بأَرض

فينبغي أن تكون منصوبة بدلاً من منازِلَهم. وتُبارِقُ: اسم موضع أيضاً؛

عن أبي عمرو؛ وقال عِمْران بن حِطَّانَ:

عَفا كَنَفا حَوْرانَ من أُمِّ مَعْفَسٍ،

وأقْفَر منها تُسْتَرٌ وتُبارِقُ

(*قوله «حوران» كذا هو في الأصل وشرح

القاموس بالراء، وهي من أعمال دمشق الشام، وحوران ايضاً: ماء بنجد، وأما

حوزان، بالزاي: فناحية من نواحي مرو الروذ من نواحي خراسان، أفاده ياقوت

ولعلها أنسب لقوله تستر).

وبُرْقة: موضع. وفي الحديث ذكر بُرْقةَ، وهو بضم الباء وسكون الراء،

موضع بالمدينة به مال كانت صدَقاتُ سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم،

منها. وذكر الجوهري هنا: الإسْتبرقُ الدّيباجُ الغليظُ، فارسي معرَّب،

وتصغيره أُبَيْرِق.

برزق: البَرازِيقُ: الجماعات، وفي المحكم: جَماعاتُ الناس، وقيل: جماعات

الخيل، وقيل: هم الفُرسان، واحدهم بِرْزِيق، فارسي معرَّب، وقد تحذف

الياء في الجمع؛ قال عُمارة:

أَرْض بها الثِّيرانُ كالبَرازِقِ،

كأَنما يَمْشِينَ في اليَلامِقِ

وفي الحديث: لا تَقوم الساعة حتى يكون الناسُ بَرازِيقَ يعني جماعاتٍ،

ويروى بَرازِقَ، واحده بِرْزاق وبَرْزَقٌ. وفي حديث زياد: ألم تكن منكم

نُهاةٌ يمنعون الناسَ عن كذا وكذا وهذه البَرازِيق؛ وقال جُهَيْنة بن

جُنْدَب بن العَنْبر بن عمرو بن تميم:

رَدَدْنا جَمْعَ سابُورٍ، وأَنتم

بِمَهْواةٍ، مَتالِفُها كثيرُ

تَظَلُّ جِيادنا مُتَمَطِّراتٍ

بَرازِيقاً، تُصَبِّحُ أو تُغِيرُ

يعني جماعات الخيل. وقال زياد: ما هذه البَرازِيقُ التي تتردّد؟

وتَبَرْزَق القومُ: اجتمعوا بلا خيل ولا رِكاب؛ عن الهَجَرِيّ.

والبَرْزَق: نبات؛ قال أبو منصور: هذا منكر وأراه بَرْوقٌ فغُيِّر.

برق

1 بَرَقَ, (S, Mgh, K,) aor. ـُ (S, Mgh,) inf. n. بُرُوقٌ, (S,) or بَرِيقٌ, (Mgh, K,) or this is a simple subst., (S,) and بَرْقٌ and بَرَقَانٌ (K, TA, but in the CK بُرُوقٌ, as in the S,) It (a thing, Mgh, K, a sword, &c., S and the dawn, K, TA) shone, gleamed, or glistened. (S, Mgh, K, TA.) b2: Also said of a cloud, aor. as above, inf. n. بَرِيقٌ and بَرْقً and بَرَقَانٌ, It gleamed or shone [with lightning]; and so ↓ ابرق, (JK,) and ↓ تبرّق. (K in art. حلج.) And بَرَقَتِ السَّمَآءُ, (S, Msb, K,) aor. as above, (Msb, TA,) inf. n. بَرَقَانٌ (As, S, Msb, K) and بَرْقٌ (Msb, TA) and بُرُوقٌ, (K,) The sky lightened; (Msb, K;) as also ↓ ابرقت: (AO, AA, K:) or gleamed or shone [with lightning]: (S, K:) or lightened much before rain; as also ↓ ابرقت. (TA in art. رعد.) And بَرَقَ البَرْقُ The lightning appeared. (K.) b3: And [hence] said of a man, (JK, Msb, K,) or رَعَدَ وَبَرَقَ, (S,) (tropical:) He threatened; (JK, S, K;) or he threatened with evil; (Msb;) [or he threatened and menaced;] or he frightened (S and K in art. رعد) and threatened; (S in that art.;) and ↓ ابرق signifies the same; (JK, Msb, K;) and so أَرْعَدَ وَ أَبْرَقَ: (K:) or, accord. to As, ارعد and ابرق are not allowable. (TA, and S in art. رعد, q. v.) But بَرَقَتْ, inf. n. بَرْقٌ, said of a woman, (K,) or رَعَدَتْ وَ بَرَقَتْ, (S,) means (tropical:) She beautified (S and A in art. رعد, and K) and adorned herself, (S, K,) [as also ↓ تبرّقت, (occurring in the K in art. الق, coupled with its syn. تَزَيَّنَت,)] and showed, or presented, herself, (A in art. رعد, and TA,) لِى to me: (A in art. رعد:) or she exhibited her beauty intentionally: (TA:) and ↓ برّقت means the same, (Lh, K,) inf. n. تَبْرِيقٌ; (TA;) and so ↓ ابرقت: (K:) you say, بِوَجْهِهَا وَسَائِرِ جِسْمِهَا ↓ ابرقت (tropical:) She beautified herself in her face and the rest of her person: (Lh, TA:) and عَنْ وَجْهِهَا ↓ ابرقت (tropical:) She showed her face. (JK, Ibn-'Abbád, K.) b4: Also, said of a star, or an asterism, It rose. (Lh, K.) One says, لَا أَفْعَلُهُ مَا بَرَقَ النَّجْمُ فِى السَّمَآءِ I will not do it as long as the star, or asterism, [by which may be meant the asterism of the Pleiades,] rises in the sky. (Lh, TA.) b5: بَرَقَ البَصَرُ, (S,) or بَصَرُهُ, (K,) The eye or eyes, or his eye or eyes, glistened, (S, K,) being raised, or fixedly open: (S:) or became raised, or fixedly open: occurring in the Kur [lxxv. 7], accord. to one reading: (Fr, TA:) or the eye, or his eye, became open by reason of fright. (TA.) بَرِقَ has a different meaning, which see below. (S.) b6: بَرَقَتْ, said of a she-camel, She put her tail between her thighs, making it to cleave to her belly, without being pregnant: (IAar, TA:) or she raised her tail, and feigned herself pregnant, not being so; as also ↓ ابرقت, (Lh, S, K,) and ابرقت بِذَنبِهَا: (TA:) or ابرقت signifies she smote with her tail at one time upon her vulva and another time upon her buttocks; and also, she feigned herself pregnant, not being so. (JK.) b7: بَرِقَ He feared, so that he was astonished or amazed or stupified, at seeing the gleam of lightning: (TA voce بَحِرَ:) or his (a man's) sight became confused in consequence of his looking at lightning. (Bd in lxxv. 7.) And hence, (Bd ibid.,) بَرِقَ البَصَرُ, (S, Bd,) or بَصَرُهُ, (K,) aor. ـَ (S, K;) and بَرَقَ, aor. ـُ (K;) or the latter has [only] a meaning explained above; (S;) inf. n. بَرَقٌ, which is of the former verb; (S;) accord. to the K, بَرْقٌ; but this is wrong; (TA;) and [of the latter verb,] بُرُوقٌ; (Lh, K;) The eye or eyes, or his eye or eyes, became dazzled, so as not to close, or move, the lid, or lids: (S, K:) or became confused, so as not to see. (K.) بَرِقَ بَصَرُهُ signifies also His eye or eyes, or his sight, became weak: whence بَرِقَتْ قَدَمَاهُ His two feet became weak. (TA.) Also بَرِقَ alone, (TA,) inf. n. بَرَقٌ, (Fr, K, TA,) He (a man, TA) was frightened; or he feared, or was afraid: (Fr, K, TA:) and he became confounded, or perplexed, and unable to see his right course. (K.) b8: بَرِقَ said of a skin, aor. ـَ (JK, K,) inf. n. بَرَقٌ, (JK,) so in the O, in which, as in the K, the part. n., being بَرِقٌ, indicates that the verb is like فَرِحَ; (TA;) and بَرَقَ, (K,) so in the L, (TA,) aor. ـُ (K,) inf. n. بَرْقٌ and بُرُوقٌ; thus in the L, which indicates that the verb is like نَصَرَ; (TA;) It became affected by the heat so that its butter melted and became decomposed, (As, JK, K,) and did not become compact. (K.) A2: بَرَقَ طَعَامًا, (JK,) or بَرَقَهُ بِزَيْتٍ أَوْ سَمْنٍ (S, K,) aor. ـُ (JK,) inf. n. بَرْقٌ (JK, S) and بُرُوقٌ, (L,) He poured upon the food, (JK,) or put into it, (S, * K,) somewhat, (JK,) or a small quantity, (S, K,) of olive-oil (JK, S, K) or of clarified butter. (S, K.) And بَرَقْتُ لَهُ I made his food [somewhat] greasy for him with clarified butter. (TA.) And أُبْرُقُوا المَآءِ بِزَيْتٍ Pour ye upon the water a little olive-oil. (S.) A3: بَرِقَتِ الغَنَمُ, aor. ـَ (S, K,) inf. n. بَرَقٌ, (S,) The sheep, or goats, had a complaint in their bellies from eating the بَرْوَق: (S, K:) and in like manner, الإِبِلُ the camels. (TA.) 2 برّق بِعَيْنَيْهِ, (JK,) or برّق بَصَرَهُ, (TA,) He glistened with his eyes by reason of looking hard, or intently. (JK, TA. *) And برّق عَيْنَيْهِ, inf. n. تَبْرِيقٌ, He opened his eyes wide, and looked sharply, or intently. (Lth, S, K.) b2: برّقت, said of a woman: see 1. b3: And برّق He decorated, or adorned, his place of abode. (El-Muärrij, K.) b4: بَرَّقْتَ وَ عَرَّقْتَ Thou madest a sign with a thing, that had nothing to verify it, [app. meaning thou madest a false display, or a vain promise,] and didst little (IAar.) b5: Also برّق, (inf. n. as above, TA,) He (a man) journeyed far. (El-Muärrij K.) b6: برّق فِى المَعَاصِى He persisted, or persevered, in acts of disobedience. (El-Muärrij, K.) b7: برّق بِىَ الأَمْرُ The affair was unattainable, or impracticable, to me. (K.) 4 أَبْرَقَ see 1, in eight places. b2: ابرق, (Aboo-Nasr, S, K,) or ابرق بِسَيْفِهِ, (JK,) said of a man, (Aboo-Nasr, JK, S,) He made a sign with his sword [by waving it about so as to make it glisten]. (Aboo-Nasr, JK, S, K.) b3: And ابرق He betook himself, or directed his course, towards the lightning. (TA.) b4: He entered into [a tract wherein was] lightning. (TA.) b5: He saw lightning. (TA.) Tufeyl uses the phrase أَبْرَقْنَ الخَرِيفَ as meaning They (women borne in vehicles upon camels) saw the lightning of [the season, or the rain, called] the خريف. (AAF, TA.) b6: He was smitten, or assailed, or affected, by lightning. (S, K.) A2: ابرقهُ الفَزَعُ [app. Fright, or fear, made him to be confounded, or perplexed, and unable to see his right way: see بَرِقَ]. (TA.) b2: [And hence, perhaps,] ابرق الصَّيْدَ He roused the game, or chase. (K.) 5 تَبَرَّقَ see 1, in two places.10 استبرق It (a place, and the horizon,) shone, or gleamed, with lightning. (TA.) بَرْقٌ [Lightning;] what gleams in the clouds, (TA,) or, from the clouds; from بَرَقَ [in the first of the senses explained above], said of a thing, inf. n. [بَرْقٌ and] بَرِيقٌ: (Bd in ii. 18:) or an angel's smiting the clouds, and putting them in motion, in order that they may become propelled, so that thou seest the fires [issue from them]: (Mujáhid, K:) or a whip of light with which the angel drives the clouds: (I'Ab, TA:) sing. of بُرُوقٌ, i. e., of the بروق of the clouds: (S, K:) or it has no pl., being originally an inf. n. (Bd ubi suprà.) بَرْقُ الخُلَّبِ and بَرْقُ خُلَّبٍ and بَرْقٌ خُلَّبٌ signify That [lightning] which is without rain. (S. [See also art. خلب)]

بُرْقٌ [Lizards of the species called] ضِبَاب, pl. of ضَبٌّ. (IAar, K.) It is app. pl. of بَرُوقٌ or of أَبْرَقُ: more probably, I think, of the former; from the raising of the tail, which is a habit of those lizards.]

A2: See also بُرْقَةٌ.

بَرَقٌ A lamb; syn. حَمَلٌ [q. v.]: (S, K:) a Persian word, (S,) arabicized; (S, K;) originally بَرَهْ: (K:) pl. [of mult.] بُرْقَانٌ (S, K) and بِرْقَانٌ and [of pauc.] أَبْرَاقٌ. (K.) بَرِقٌ [part. n. of بَرِقَ: and particularly explained as meaning] A skin affected by the heat so that its butter melts and becomes decomposed, (JK, O, K,) and does not become compact. (K.) بَرْقَةٌ [app. an inf. n. of un., signifying A flash of lightning]. (M, TA in art. وبص.) A2: A fit of confusion, or perplexity, affecting one in such a manner that he is unable to see his right course. (K, * TA.) بُرْقَةٌ A quantity of lightning: (Bd in xxiv. 43, TA:) pl. ↓ بُرْقٌ; (TA;) or [this is a coll. gen. n., of which the former is the n. un.; or, probably, it is a mistranscription, and] the pl. is بُرَقٌ, also pronounced بُرُقٌ. (Bd ubi suprà.) A2: Rugged ground in which are stones and sand and earth mixed together, (S, K, TA,) the stones thereof mostly white, but some being red, and black, and the earth white and of a whitish dust-colour, and sometimes by its side are meadows (رَوْض); (TA;) as also ↓ أَبْرَقُ and ↓ بَرْقَآءُ: (S, K, TA:) or a portion of such land (أَرْض) as is termed ↓ بَرْقَآءُ, which consists of tracts containing black stones mixed with white sand, and which, when spacious, is termed ↓ أَبْرَقُ: (JK:) [and] a mountain mixed with sand; as also ↓ أَبْرَقُ: (IAar, TA:) the pl. of بُرْقَةٌ is بُرَقٌ (K, TA) and بِرَاقٌ; (JK, S;) and that of ↓ ابرق is أَبَارِقُ, (JK, S, K,) after the manner of a subst., because the quality of a subst. is predominant in it; (TA;) and that of ↓ برقآء is بَرْقَاوَاتٌ. (As, IAar, S, K.) The بُرَق of the country of the Arabs are more than a hundred; and are distinguished by particular adjuncts, as بُرْقَةٌ الأَثْمَادِ and بُرْقَةُ الأَجَاوِلِ &c. (K.) One says قُنْفُذُ بُرْقَةٍ [A hedge-hog of a برقة], like as one says ضَبُّ كُدْيَةِ (S) b2: [The colour denoted by the epithet أَبْرَقُ: in a mountain, a mixture of blackness and whiteness: see حَقْبَآءُ, voce أَحْقَبُ.]

A3: Paucity of grease or gravy (JK, TA) in food. (TA.) بُرْقَانٌ Shining much in the body: (JK, K:) applied to man. (JK.) A2: Locusts when they become yellow, and have variegated stripes or streaks: (JK:) or locusts that are variegated (K TA) with white and black: (TA:) [a coll. gen. n.:] n. un. with ة. (K.) b2: [See also بَرَقٌ of which it is a pl.]

بُرْقُوقٌ, (K,) with damm, (TA,) [vulg. بَرْقُوق, The plum; or] small إِجَّاص [or plums]; (K;) known in Syria by the name of جابزك: (TA:) and (as some say, TA) the مِشْمِش [or apricot]: a post-classical word [probably arabicized from the Persian بَرْقُوقْ, which is applied to both the fruits above mentioned]. (K.) البُرَاقُ A certain beast which Mohammad rode on the night of the ascension [to heaven]; (S, Msb, * K;) or which the apostles ride in ascending to heaven; resembling a mule; (Msb;;) or less than the mule, but greater than the ass: (K:) so called because of the intense whiteness of his hue, and his great brightness; or because of the quickness of his motion; in respect of both of which he is likened to lightning. (TA.) بَرُوقٌ a she-camel raising her tail, and feigning herself pregnant, not being so; as also ↓ مُبْرِقُ: (S, K:) and ↓ بَارِقٌ a she-camel Putting her tail between her thighs, making it to cleave to her belly, not being pregnant: (IAar, TA:) pl. of the first بُرْقٌ (TA;) and of the second مَبَارِيقُ. (S, K.) The Arabs say, دَعْنِى مِنْ تَكْذَابِكَ وَ تَأْثَامِكَ شَوَلَانَ البَرُوقِ [Let me alone and cease from they lying and thy sin like the she-camel's raising of her tail and feigning herself pregnant when she is not so]: شولان being in the accus. case as an inf. n. : i. e., thou art in the predicament of the she-camel that raises her tail so as to make one imagine her to be pregnant when she is not so. (TA.) The pl. بُرْقٌ is also applied to scorpions, as meaning Raising their tails like the she-camel termed بروق (TA.) b2: Also, applied to a man, Fearful, or timid; (JK;) or cowardly. (TA.) بَروَقٌ A certain kind of plant (JK, S) which camels do not feed upon except in cases of necessity; (JK;) a small, feeble tree, which, when the sky becomes clouded, grows green: (K:) n. un. witIh ة: (S, K:) it was described by an Arab of the desert to AHn as follows: a feeble, juicy plant, having slender branches, at the heads of which are small envelopes (قَمَاعِيلُ صِغَارٌ) like chick-peas, in which is a kind of black grain: its feebleness is such that it withers on the spot when the sun becomes hot upon it: and nothing feeds upon it; but men, when they are afflicted with dearth, or drought, express from it a bitter juice, then work it together, or knead it, with هَبِيد [or colocynths, or the pulp, or seeds, thereof], or some other thing, and eat it; but it is not eaten alone, because it occasions excitement: it is one of the plants that are plentiful in time of drought and scarce in time of fruitfulness; when copious rain falls upon it, it dies; and when we see it to have become abundant, and coarse, or rough, we fear drought: accord. to another of the Arabs of the desert, the بَرْوَقَة is a bad kind of herb, or leguminous plant, that grows among the first of the herbs, or leguminous plants: it has a reed like the سباط [so I render لها قصبة مثل السباط, but I thing that the right reading is, لَهَا قُضُبٌ مِثْلُ السِّيَاطِ it has twigs like whips, agreeably with the description next preceding, in which it is said to have slender branches,] and a black fruit, or produce. (TA.) Hence, أَشْكَرُ مِنْ بَرْوَقَةٍ [More grateful than a barwakah]; (S, K;) because it grows green when it sees the clouds, (S,) or by means of the least moisture falling from the sky: (TA:) a prove. (S.) And أَضْعَفُ مِنْ بَرْوَقَةٍ [Weaker than a barwakah]. (TA.) بَرِيقٌ [accord. to the Mgh and K an inf. n. of بَرَقَ, but accord. to the S a simple subst.,] A shining, gleaming, glistening, glitter, lustre, brilliancy, or splendour. (S, K, TA.) بَرِيقَةٌ Milk upon which is poured a little grease or clarified butter: (ISK, S, K:) or food in which is milk: and such as has a little clarified butter, and grease, put into it: (TA:) or food that has a little olive-oil poured upon it: (JK:) or condiment in which is put a little olive-oil or grease: (L:) pl. بَرَائِقُ; (JK, S, L, K;) with which ↓ تَبَارِيقُ [pl. of ↓ تَبْروقٌ] is syn., (L, TA,) applied to food (S, TA) in which is put a little olive-oil or clarified butter: (S:) or ↓ تَبْروقٌ signifies the grease in a cooking-pot: and water with a little olive-oil poured upon it: and ↓ تَبَارِيقُ is its pl. (JK.) بَرَّاقٌ Shining, gleaming, or glistening, much, or intensely. (TA.) See also إِبْرِيقٌ, and بَارِقٌ b2: فَتًى بَرَّاقُ الثَّنَايَا A young man whose middle pairs of teeth are beautiful and bright, glistening, when he smiles, like lightning: meant to imply cheerfulness of countenance. (TA.) b3: بَرَّاقَةٌ A woman characterized by beauty and splendour or brilliancy [of complexion or skin]: (K * TA:) or, as some say, who shows her beauty intentionally. (TA.) [See إِبْرِيقٌ.]

بَرْوَاقٌ A certain plant also called خُنْثَى [i. e. the asphodel, called by both these names in the present day]: the eating of its fresh, juicy stalk, boiled with olive-oil and vinegar, counteracts jaundice; and the smearing with its root, or lower part, removes the two kinds of بَهَق [q. v.]. (K.) بَارِقٌ Shining, gleaming, or glistening. (Mgh.) b2: Clouds (سَحَابٌ) having, or containing, [or emitting,] lightning. (S.) You say also سَحَابَةٌ بَارِقَةٌ[A cloud having, or emitting, lightning]: (S, TA:) and ↓ سحابة بَرَّاقَةٌ signifies the same [but in an intensive manner: see بَرَّاقٌ]. (TA.) b3: بَارِقَةٌ (tropical:) Swords: (S, K, TA:) so called because of their shining, or glistening: (TA:) pl. بَوَارِقُ; (JK, Ham p. 306;) applied to swords and other weapons. (Ham ubi suprà.) Hence the trad. of 'Ammàr, الجَنَّةُ تَحْتَ البَارِقَةِ [Paradise is beneath the swords]; (JK, TA;) meaning, in warring in the cause of God. (JK.) You also say, رَأَيْتُ البَارِقَةَ meaning I saw the shining, or glistening, of the weapons. (Lh, TA.) b4: See also بَرُوقٌ.

بَوْرَقٌ, (JK, Mgh,) with fet-h to the ب (Mgh,) or بُورَقٌ., with damm, (K,) A certain, thing, or substance, that is put into dough, (JK, Mgh, TA,) and causes it to become inflated; (Mgh;) or into flour; (TA voce بُورَكٌ;) [or this is a particular kind thereof, as appears from what follows: accord. to Golius, nitrum and aphronitrum: but] it is of four kinds; مَائِىٌّ [or the water-kind], and جَبَلِىٌّ [or the mountain-kind], and أَرْمَنِىٌّ [or Armenian], and مِصْرِىٌّ [or Egyptian], which is the نَطْرُون [q. v., i. e. natron]: (K:) the best thereof is the ارمنى; and this is said to be meant by the term when it is used absolutely: this is called also بورقُ الصَّاغَةِ [a term now applied to borax, as is بورق alone, and مِلْحُ الصَّاغَةِ], because it polishes silver well [or because of its use in soldering]: the dust-coloured kind thereof is called بورقُ الخَبَّازِينَ [the بورق of the bakers, or makers of bread]: the نطرون is the red kind thereof: and there is a kind thereof having an oily quality: and a kind consisting of thin butyraceous fragments; and this, if light and hard, is the إِفْرِيقِى: and the best thereof is that which is produced in Egypt: (TA:) bruised, or powdered, the belly is smeared with it, near to a fire, and it expels worms: and moistened with honey or with oil of jasmine, the male organs of generation are anointed with it, for it is excellent for the venereal faculty. (K.) A2: Also A man in whom one does not trust, or confide: pl. بَوَارِقُ. (JK.) بُورِقِىٌّ [or بَوْرَقِىٌّ] A seller of بُورَق [or بَوْرَق]. (TA.) أَبْرَقُ A rope (حَبْل) having two colours; (S, O;) twisted with a black strand and a white strand: (JK:) and in like manner, (JK,) a mountain (جَبَل, JK, K) in which are two colours, (K, TA,) black and white: (TA:) and (so in the S , but in the K “ or,”) anything having blackness and whiteness together. (S, K.) Yousay تَيْسٌ أَبْرَقٌ and عَنْزٌ بَرْقَآءُ [A black and white he-goat and she-goat]: (S, K:) and شَاةٌ بَرْقَآءُ a ewe whose white wool is cleft, or divided, by black flocks [or streaks]: (K:) أَبْرَقُ and بَرْقَآءُ applied to sheep or goats are like أَبْلَقُ and بَلْقَآءُ applied to beasts of the equine kind, and أَبْقَعُ and بَقْعَآءُ to dogs. (Lh, TA.) b2: بَرْقَآءُ is also a name given to An eye; (S, M;) because it has blackness and whiteness mingled in it: (M, TA:) dual بَرْقَاوَانِ. (TA.) And عَيْنٌ بَرْقَآءُ signifies An eye black in the iris, with whiteness [of the rest] of the bulb. (TA.) b3: رَوْضَةٌ بَرْقآءُ A meadorc, or garden, in which are two colours. (TA.) b4: See also بُرْقَةٌ.

in seven places. b5: أَبْرَقُ also signifies A certain bird. (Tekmileh, K.) b6: And [the pl.] بُرْقٌ is used as a name for The [locusts, or crickets, termed] جَنَادِب. (IB, TA.) A2: Also A certain Persian medicine, good for the memory. (Sgh, K.) إِبْرِيقٌ a Persian word, (S, Msb,) arabicized, (S, Msb, K,) originally آبْ رِيزْ (CK [in a MS. copy of the K and in the TA, incorrectly, آب رِي]) [A ewer, such as is used for wine, and also such as is used for water to be poured on the hands; each having a long and slender spout, and a handle;] a well-known vessel; (TA;) a vessel having a spout (Mgh, and Bd and Jel in lvi. 18) and a handle: (Bd and Jel ibid:) accord. to Kr, a كُوز; and so says AHn in one place; but in another he says that it is like a كوز: (TA:) [it is somewhat like a كوز with the addition of a spout:] pl. أَبَارِيقُ (S, Msb) [and sometimes أَبَارِقَةٌ].

A2: A sword such as is termed ↓ بَرَّاق; (K;) i. e. (TA) a sword that shines, gleams, or glistens, much, or intensely: (S, Kr:) or simply a sword: or, as some say, a bow: (JK:) or it signifies also a bow in which are تَلَامِيع [or places differing in colour from the rest, and, app., glistening]: (K:) thus, accord. to Az, in a verse of ' Amr Ibn-Ahmar: but correctly, accord. to Sgh, it has there the first of the significations explained in this sentence: and it is said, also, that سَيْفٌ إِبْرِيقٌ signifies a sword having much lustre, and much diversified with wavy marks or streaks, or in its grain. (TA.) b2: A woman who is beautiful, and splendid, or brilliant, (Lh, JK, K, TA,) in colour [or complexion]: (Lh, TA:) or, as some say, who shows her beauty intentionally. (TA.) [See also بَرَّاقَةٌ (voce بَرَّاقٌ).]

أُبَيْرِقٌ dim. of إِسْتَبْرَقٌ, q. v. (S, K.) إِسْتَبْرَقٌ, (IDrd, S, K, &c.,] sometimes with the conjunctive ا, (TA,) Thick دِيبَاج [or silk brocade]: (Ed-Dahhak, S, K, and so Bd and Jel in xviii. 30, &c.:) or ديباج made [or interwoven] with gold: (K:) or closely-woven, thick, beautiful ديباج made [or interwoven] with gold: (TA:) or closely-woven cloths, or garments, of silk, like ديباج: (IDrd, K:) or thick silk: (IAth, TA:) or a red thong cut from an untanned skin (قِدَّةٌ حَمْرَآءُ), as though it were [composed of] pieces of bow-strings, or chords: (Ibn-' Abbád, K:) it is an arabicized word, (IDrd, S, K,) form إِسْتَرْوَهٌ, (IDrd, K,) which is Syriac; (IDrd, TA;) or from the Persian, (S, TA,) in which سِتَبْر and إِسْتَبْر signify

“ thick,” absolutely, whence سِتَبْرَهْ and إِسْتَبْرَهْ are particularly applied to signify “ thick ديباج, and then the latter is arabicized by substituting ق for the ه: so says Esh-Shiháb El-Khafájee: or the ا and س and ت are augmentative, and it is mentioned in the present art. in the S and K as though this were the case, agreeably with the form of its dim., which is said by J and in the K to be ↓ أُبَيْرِقٌ; for in forming the dim., a word is reduced to its root. (TA.) تَبْروقٌ; pl. تَبَارِيقُ: see بَرِيقَةٌ, in four places.

مَبْرَقٌ [A shining, gleaming, or glistening: or a time thereof]. You say, جَاءَ عِنْدَ مَبْرَقِ الصُّبْحِ [He came at the shining, &c., or at the time of the shining, &c., of the dawn; or] when the dawn shone, or gleamed, or glistened. (K, TA. [In the latter, مبرق is said to be here a meemee inf. n.]) مُبْرِقٌ: see بَرُوقٌ.

الطائفُ

الطائفُ:
بعد الألف همزة في صورة الياء ثم فاء:
وهو في الإقليم الثاني، وعرضها إحدى وعشرون درجة، وبالطائف عقبة وهي مسيرة يوم للطالع من مكة ونصف يوم للهابط إلى مكة، عمّرها حسين ابن سلامة وسدّها ابنه، وهو عبد نوبيّ وزر لأبي
الحسين بن زياد صاحب اليمن في حدود سنة 430 فعمّر هذه العقبة عمارة يمشي في عرضها ثلاثة جمال بأحمالها، وقال أبو منصور: الطائف العاسّ بالليل، وأما الطائف التي بالغور فسميت طائفا بحائطها المبنيّ حولها المحدق بها، والطائف والطيف في قوله تعالى:
إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ من الشَّيْطانِ 7: 201، ما كان كالخيال والشيء يلمّ بك، وقوله تعالى: فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ من رَبِّكَ 68: 19، لا يكون الطائف إلا ليلا ولا يكون نهارا، وقيل في قول أبي طالب بن عبد المطلب:
نحن بنينا طائفا حصينا قالوا: يعني الطائف التي بالغور من القرى. والطائف:
هو وادي وجّ وهو بلاد ثقيف، بينها وبين مكة اثنا عشر فرسخا، قرأت في كتاب ابن الكلبي بخط أحمد بن عبيد الله محجج النحوي: قال هشام عن أبي مسكين عن رجل من ثقيف كان عالما بالطائف قال:
كان رجل من الصّدف يقال له الدّمون بن عبد الملك قتل ابن عمّ له يقال له عمرو بحضرموت ثم أقبل هاربا، وقال:
وحربة ناهك أوجرت عمرا، ... فما لي بعده أبدا قرار
ثم أتى مسعود بن معتب الثقفي ومعه مال كثير وكان تاجرا فقال: أحالفكم لتزوّجوني وأزوّجكم وأبني لكم طوفا عليكم مثل الحائط لا يصل إليكم أحد من العرب، قالوا: فابن، فبنى بذلك المال طوفا عليهم فسمّيت الطائف وتزوّج إليهم فزوّجوه ابنة، قال هشام: وبعض ولد الدمون بالكوفة ولهم بها خطّة مع ثقيف، وكان قبيصة من الدمون هذا على شرطة المغيرة بن شعبة إذ كان على الكوفة، وكانت الطائف تسمّى قبل ذلك وجّا بوجّ بن عبد الحيّ من العماليق وهو أخو أجإ الذي سمّي به جبل طيّء، وهو من الأمم الخالية، قال عرّام:
والطائف ذات مزارع ونخل وأعناب وموز وسائر الفواكه وبها مياه جارية وأودية تنصبّ منها إلى تبالة، وجلّ أهل الطائف ثقيف وحمير وقوم من قريش، وهي على ظهر جبل غزوان، وبغزوان قبائل هذيل، وقال ابن عباس: سمّيت الطائف لأن إبراهيم، عليه السلام، لما أسكن ذرّيته مكة وسأل الله أن يرزق أهلها من الثمرات أمر الله عز وجل قطعة من الأرض أن تسير بشجرها حتى تستقرّ بمكان الطائف فأقبلت وطافت بالبيت ثم أقرّها الله بمكان الطائف فسمّيت الطائف لطوافها بالبيت، وهي مع هذا الاسم الفخم بليدة صغيرة على طرف واد وهي محلّتان: إحداهما على هذا الجانب يقال لها طائف ثقيف والأخرى على هذا الجانب يقال لها الوهط والوادي بين ذلك تجري فيه مياه المدابغ التي يدبغ فيها الأديم يصرع الطيور رائحتها إذا مرّت بها، وبيوتها لاطئة حرجة، وفي أكنافها كروم على جوانب ذلك الجبل فيها من العنب العذب ما لا يوجد مثله في بلد من البلدان، وأما زبيبها فيضرب بحسنه المثل، وهي طيبة الهواء شمالية ربما جمد فيها الماء في الشتاء، وفواكه أهل مكة منها، والجبل الذي هي عليه يقال له غزوان، وروى أبو صالح: ذكرت ثقيف عند ابن عباس فقال، إن ثقيفا والنّخع كانا ابني خالة فخرجا منتجعين ومعهما أعنز لهما وجدي فعرض لهما مصدق لبعض ملوك اليمن فأراد أخذ شاة منهما فقالا: خذ ما شئت إلا هذه الشاة الحلوب فإنّا من لبنها نعيش وولدها، فقال: لا آخذ سواها، فرفقا به فلم يفعل فنظر أحدهما إلى صاحبه وهمّا بقتله ثم إن أحدهما انتزع له سهما فلق به قلبه فخرّ ميتا، فلما نظرا إلى ذلك قال
أحدهما لصاحبه: إنه لن تحملني وإياك الأرض أبدا فاما أن تغرّب وأنا أشرّق وإما أن أغرّب وتشرق أنت، فقال ثقيف: فاني أغرب، وقال النخع:
فأنا أشرق، وكان اسم ثقيف قسيّا واسم النخع جسرا، فمضى النخع حتى نزل ببيشة من أرض اليمن ومضى ثقيف حتى أتى وادي القرى فنزل على عجوز يهودية لا ولد لها فكان يعمل نهارا ويأوي إليها ليلا فاتخذته ولدا لها واتخذها امّا له، فلما حضرها الموت قالت له: يا هذا إنه لا أحد لي غيرك وقد أردت أن أكرمك لإلطافك إيّاي، انظر إذا أنا متّ وواريتني فخذ هذه الدنانير فانتفع بها وخذ هذه القضبان فإذا نزلت واديا تقدر فيه على الماء فاغرسها فاني أرجو أن تنال من ذلك فلاحا بيّنا. ففعل ما أمرته به، فلما ماتت دفنها وأخذ الدنانير والقضبان ومضى سائرا حتى إذا كان قريبا من وجّ، وهي الطائف، إذا هو بأمة حبشية ترعى مائة شاة فطمع فيها وهمّ بقتلها وأخذ الغنم فعرفت ما أراد فقالت: إنك أسررت في طمعا لتقتلني وتأخذ الغنم ولئن فعلت ذلك لتذهبنّ نفسك ولا تحصل من الغنم شيئا لأن مولاي سيد هذا الوادي وهو عامر بن الظرب العدواني، وإني لأظنّك خائفا طريدا، قال: نعم، فقالت: فاني أدلك على خير مما أردت، فقال: وما هو؟ قالت:
إن مولاي يقبل إذا طفلت الشمس للغروب فيصعد هذا الجبل ثم يشرف على الوادي فإذا لم ير فيه أحدا وضع قوسه وجفيره وثيابه ثم انحدر رسوله فنادى: من أراد اللحم والدّرمك، وهو دقيق الحوارى، والتمر واللبن فليأت دار عامر بن الظرب، فيأتيه قومه فاسبقه أنت إلى الصخرة وخذ قوسه ونباله وثيابه فإذا رجع ومن أنت فقل رجل غريب فأنزلني وخائف فأجرني وعزب فزوّجني، ففعل ثقيف ما قالت له الأمة وفعل عامر صاحب الوادي فعله، فلما أن أخذ قوسه ونشّابه وصعد عامر قال له: من أنت؟
فأخبره وقال: أنا قسيّ بن منبّه، فقال هات ما معك فقد أجبتك إلى ما سألت، وانصرف وهو معه إلى وجّ وأرسل إلى قومه كما كان يفعل فلما أكلوا قال لهم عامر: ألست سيدكم؟ قالوا: بلى، قال:
وابن سيّدكم؟ قالوا: بلى، قال: ألستم تجيرون من أجرت وتزوّجون من زوّجت؟ قالوا: بلى، قال: هذا قسيّ بن منبّه بن بكر بن هوازن وقد زوّجته ابنتي فلانة وأمّنته وأنزلته منزلي، فزوّجه ابنة له يقال لها زينب، فقال قومه: قد رضينا بما رضيت، فولدت له عوفا وجشما ثم ماتت فزوّجه أختها فولدت له سلامة ودارسا فانتسبا في اليمن، فدارس في الأزد والآخر في بعض قبائل اليمن، وغرس قسيّ تلك القضبان بوادي وجّ فنبتت فلما أثمرت قالوا: قاتله الله كيف ثقف عامرا حتى بلغ منه ما بلغ وكيف ثقف هذه العيدان حتى جاء منها ما جاء، فسمي ثقيفا من يومئذ، فلم يزل ثقيف مع عدوان حتى كثر ولده وربلوا وقوي جأشهم، وجرت بينهم وبين عدوان هنات وقعت في خلالها حرب انتصرت فيها ثقيف فأخرجوا عدوان عن أرض الطائف واستخلصوها لأنفسهم ثم صارت ثقيف أعز الناس بلدا وأمنعه جانبا وأفضله مسكنا وأخصبه جنابا مع توسطهم الحجاز وإحاطة قبائل مضر واليمن وقضاعة بهم من كل وجه فحمت دارها وكاوحت العرب عنها واستخلصتها وغرست فيها كرومها وحفرت بها أطواءها وكظائمها، وهي من أزد السراة وكنانة وعذرة وقريش ونصر بن معاوية وهوازن جمعا والأوس والخزرج ومزينة وجهينة وغير ذلك من القبائل، ذلك كله يجري والطائف تسمّى وجّا إلى
أن كان ما كان مما تقدّم ذكره من تحويط الحضرمي عليها وتسميتها حينئذ الطائف، وقد ذكر بعض النّساب في تسميتها بالطائف أمرا آخر وهو أنه قال:
لما هلك عامر بن الظرب ورثته ابنتاه زينب وعمرة وكان قسيّ بن منبّه خطب إليه فزوّجه ابنته زينب فولدت له جشما وعوفا ثم ماتت بعد موت عامر فتزوّج أختها وكانت قبله عند صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن فولدت له عامر بن صعصعة، فكانت الطائف بين ولد ثقيف وولد عامر بن صعصعة، فلما كثر الحيّان قالت ثقيف لبني عامر: إنكم اخترتم العمد على المدن والوبر على الشجر فلستم تعرفون ما نعرف ولا تلطفون ما نلطف ونحن ندعوكم إلى حظ كبير لكم ما في أيديكم من الماشية والإبل والذي في أيدينا من هذه الحدائق فلكم نصف ثمره فتكونوا بادين حاضرين يأتيكم ريف القرى ولا تتكلفوا مؤونة وتقيموا في أموالكم وماشيتكم في بدوكم ولا تتعرضوا للوباء وتشتغلوا عن المرعى، ففعلوا ذلك فكانوا يأتونهم كل عام فيأخذون نصف غلّاتهم، وقد قيل: إن الذي وافقوهم عليه كان الربيع، فلما اشتدّت شوكة ثقيف وكثرت عمارة وجّ رمتهم العرب بالحسد وطمع فيهم من حولهم وغزوهم فاستغاثوا ببني عامر فلم يغيثوهم فأجمعوا على بناء حائط يكون حصنا لهم فكانت النساء تلبّن اللبن والرجال يبنون الحائط حتى فرغوا منه وسموه الطائف لإطافته بهم، وجعلوا لحائطهم بابين: أحدهما لبني يسار والآخر لبني عوف، وسموا باب بني يسار صعبا وباب بني عوف ساحرا، ثم جاءهم بنو عامر ليأخذوا ما تعوّدوه فمنعوهم عنه وجرت بينهم حرب انتصرت فيها ثقيف وتفرّدت بملك الطائف فضربتهم العرب مثلا، فقال أبو طالب ابن عبد المطلب:
منعنا أرضنا من كل حيّ، ... كما امتنعت بطائفها ثقيف
أتاهم معشر كي يسلبوهم، ... فحالت دون ذلكم السيوف
وقال بعض الأنصار:
فكونوا دون بيضكم كقوم ... حموا أعنابهم من كل عادي
وذكر المدائني أن سليمان بن عبد الملك لما حجّ مرّ بالطائف فرأى بيادر الزبيب فقال: ما هذه الحرار؟
فقالوا: ليست حرارا ولكنها بيادر الزبيب، فقال:
لله درّ قسيّ بأيّ أرض وضع سهامه وأيّ أرض مهّد عشّ فروخه! وقال مرداس بن عمرو الثقفي:
فانّ الله لم يؤثر علينا ... غداة يجزّئ الأرض اقتساما
عرفنا سهمنا في الكف يهوي ... كذا نوح، وقسّمنا السهاما
فلما أن أبان لنا اصطفينا ... سنام الأرض، إنّ لها سناما
فأنشأنا خضارم متجرات ... يكون نتاجها عنبا تؤاما
ضفادعها فرائح كلّ يوم ... على جوب يراكضن الحماما
وأسفلها منازل كلّ حيّ، ... وأعلاها ترى أبدا حراما
ثم حسدهم طوائف العرب وقصدوهم فصمدوا لهم وجدّوا في حربهم، فلما لم يظفروا منهم بطائل ولا طمعوا منهم بغرّة تركوهم على حالهم أغبط العرب عيشا إلى أن جاء الإسلام فغزاهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فافتتحها في سنة تسع من الهجرة
صلحا وكتب لهم كتابا، نزل عليها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في شوال سنة ثمان عند منصرفه من حنين وتحصنوا منه واحتاطوا لأنفسهم غاية الاحتياط فلم يكن إليهم سبيل، ونزل إلى رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، رقيق من رقيق أهل الطائف، منهم: أبو بكرة نفيع بن مسروح مولى رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، في جماعة كثيرة منهم الأزرق الذي تنسب إليه الأزارقة والد نافع بن الأزرق الخارجي الشاري فعتقوا بنزولهم إليه ونصب رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، منجنيقا ودبّابة فأحرقها أهل الطائف فقال رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم: لم نؤذن في فتح الطائف، ثم انصرف عنها إلى الجعرّانة ليقسم سبي أهل حنين وغنائمهم فخافت ثقيف أن يعود إليهم فبعثوا اليه وفدهم وتصالحوا على أن يسلموا ويقرّوا على ما في أيديهم من أموالهم وركازهم، فصالحهم رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، على أن يسلموا وعلى أن لا يزنوا ولا يربوا، وكانوا أهل زنا وربا، وفي وقعة الطائف فقئت عين أبي سفيان بن حرب، وقصّة ذلك في كتب المغازي، وكان معاوية يقول: أغبط الناس عيشا عبدي أو قال مولاي سعد، وكان يلي أمواله بالحجاز ويتربّع جدّة ويتقيّظ الطائف ويشتو بمكة، ولذلك وصف محمد بن عبد الله النّميري زينب بنت يوسف أخت الحجاج بالنعمة والرّفاهية فقال:
تشتو بمكة نعمة ... ومصيفها بالطائف
وذكر الأزرقي أبو الوليد عن الكلبي باسناده قال:
لما دعا إبراهيم، عليه السلام: فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات، فاستجاب الله له فجعله مثابة ورزق أهله من الثمرات فنقل إليهم الطائف، وكانت قرية بالشام وكانت ملجأ للخائف إذا جاءها أمن، وقد افتخرت ثقيف بذلك بما يطول ذكره ويسئم قارئه، وسأقف عند قول غيلان بن سلمة في ذلك حيث قال:
حللنا الحدّ من تلعات قيس ... بحيث يحلّ ذو الحسب الجسيم
وقد علمت قبائل جذم قيس، ... وليس ذوو الجهالة كالعليم،
بأنّا نصبح الأعداء قدما ... سجال الموت بالكأس الوخيم
وأنّا نبتني شرف المعالي، ... وننعش عثرة المولى العديم
وأنّا لم نزل لجأ وكهفا، ... كذاك الكهل منّا والفطيم [1]
وسنذكر في وجّ من القول والشعر ما نوفّق له ويحسن ذكره إن شاء الله تعالى.

حبش

(حبش) لَهُ حبش والأشياء وَنَحْوهَا جمعهَا
ح ب ش : الْحَبَشُ جِيلٌ مِنْ السُّودَانِ وَهُوَ اسْمُ جِنْسٍ وَلِهَذَا صُغِّرَ عَلَى حُبَيْشٍ وَبِهِ سُمِّيَ وَكُنِيَ وَمِنْهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حُبَيْشٍ الَّتِي اُسْتُحِيضَتْ وَالْحَبَشَةُ لُغَةٌ فَاشِيَةٌ الْوَاحِدُ حَبَشِيٌّ. 
ح ب ش: (الْحَبَشُ) وَ (الْحَبَشَةُ) بِفَتْحَتَيْنِ فِيهِمَا جِنْسٌ مِنَ السُّودَانِ، وَالْجَمْعُ (حُبْشَانٌ) كَحَمَلٍ وَحُمْلَانٍ. وَ (حُبَيْشٌ) طَائِرٌ مَعْرُوفٌ جَاءَ مُصَغَّرًا كَالْكُمَيْتِ وَالْكُعَيْتِ. 
(ح ب ش) : (الْحَبَشُ) جَمْعُ حَبَشِيٍّ وَبِهِ سُمِّيَ الْمَوْضِعُ الَّذِي مَاتَ بِهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ قَرِيبٌ مِنْ مَكَّةَ وَيُرْوَى بِالْحَبَشِيِّ وَهُوَ أَصَحُّ مِنْ الْحَبَشِ وَبِتَصْغِيرِهِ سُمِّيَ حُبَيْشُ بْنُ خَالِدٍ مِنْ الصَّحَابَةِ وَكُنِّيَ وَالِدُ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَبِي حُبَيْشٍ حبق.
حبش: حَبَش: رقي، حبحب، جبس، دلاع (زيشر 11، ص543، رقم 46).
حَبَشِيّ. الحبش المعدني: خليط من الزئبق والكبريت (بوشر).
حَبَشِيَّة: ضرب من الفاصوليا منقطة بالأسود والأبيض في مثل حجم بيضة الحمام (ابن العوام 2: 64).
حَبَّاشة: ترنجي نغر وهو طير أصفر من نوع الكناري. (بوشر).
أحبوش: مرادف حب القلقل، لئن المستعيني يقول في مادة حب القلقل: وهو أحبوش (فتحة الهمزة في مخطوطة ن).
أحابش: أحباش (المقري 3: 683).
(حبش) - في حَدِيثِ الحُدَيْبِيَة: "أَنَّ قُريشًا جَمعُوا لك الأَحابِيشَ".
قال صاحِبُ التَّتِمَّة: هم أَحياءٌ من القَارَة، انْضمُّوا إلى بني لَيْث في مُحاربَتِهم قُريشًا، والتَّحَبُّش: التَّجَمُّع.
وقال غَيرُه: هم أَحياءٌ من قُرَيش من القَارَةِ، وقَعَت بينهم وبَيْن قُريْش المُخالَفةُ تَحْت جَبل يُسَمَّى حَبَشِيًّا، فسُمُّوا بِذَلك.
ح ب ش

اجتمعت قريش والأحابيش، وهي فرق مجتمعة من قبائل شتى، حلفاء لقريش، تحالفوا عند جبل يسمى حبشياً. ويقال: عندي أحبوش منهم أي جماعة. قال العجاج:

كأن صيران المها الأخلاط ... بالرمل أحبوش من الأنباط

وقد تحبشوا أي اجتمعوا. قال كعب بن مالك:

وجئنا إلى موج من البحر وسطه ... أحابيش منهم حاسر ومقنع

وهو حبشي من الحبش والحبش والحبوش والحبشان والحبشة والأحبوش والأحابيش. وناقة حبشية: سوداء.
[حبش] نه فيه: "الأحابيش" أحياء من القارة انضموا إلى بني ليث في محاربتهم قريشاً، والتحبش التجمع، وقيل: حالفوا قريشاً تحت جبل يسمى حبشياً فسموا به. ج: هي الجماعات المجتمعة من قبائل شتى متفرقة. نه: وإن عبداً "حبشياً" أي أطيعوا صاحب الأمر وإن كان عبداً حبشياً. وح: في خاتمه صلى الله عليه وسلم فص "حبشي" يحتمل أنه أراد من الجزع أو العقيق لأن معدنهما اليمن والحبشة، أو نوعاً آخر ينسب إليها. وفي ح عبد الرحمن: أنه مات "بالحبشي" بضم حاء وسكون باء وكسر شين وتشديد ياء موضع قريب من مكة. ك: توفى رجل صالح من "الحبش" بفتح حاء مهملة وموحدة ولبعض بضم مهملة وسكون موحدة. و"الحبشية" هذه البحرية، بهمزة استفهام مقدرة أي أهي التي كانت في الحبشة أم هي التي جاءت من البحر، نسبت إلى الحبشة للسكون وإلى البحر للركوب، ودار البعداء بالإضافة أي عن الدين والبغضاء له جمعاً بعيد وبغيض.
حبش
حبَّشَ/ حبَّشَ لـ يحبِّش، تَحْبِيشًا، فهو مُحبِّش، والمفعول مُحبَّش
• حبَّش الأشياءَ: جمَّعها "المغرمون بالتُّحف يحبّشونها لأنفسهم".
• حبَّش لأولاده: كسب لهم ما يحتاجون إليه. 

تحبيشة [مفرد]: ج تحبيشات وتحابيش:
1 - اسم مرَّة من حبَّشَ/ حبَّشَ لـ.
2 - طعام يعد بتجميع أنواع متنوعة من الأطعمة وغيرها، أخلاط متنوعة لأشياء متجانسة "تناول في غدائه تحبيشة من أطعمة متنوعة". 

حَبَش [جمع]: جج أحباش وحُبْشان، مف حَبَشِيّ: سُكّان بلاد الحَبَشة في القديم. 
[حبش] الحَبَشُ والحَبَشَةُ: جِنْسٌ مِنَ السودان، والجمع الحبشان، مثل حمل وحملان. وأحبشت المرأة بِوَلَدِها، إذا جاءَتْ بِه حَبَشِيّ اللّون. ويُقالُ: حَبَّشَ قَوْمَه تَحْبيشاً: أيْ جَمَعَهُم. والحُباشَةُ بالضَمِّ: الجماعَةُ مِنَ الناسِ لَيْسوا مِنْ قَبِيلَةٍ واحدة. وكذلك الاحبوش والاحابيش. قال العجاج: كأن صيران المها الاخلاط * بالرمل أحبوش من الانباط * والتحبش: التَجَمُّعُ. وَحَبَشْتُ لَهُ حُباشَةً: إذَا جَمَعْتُ له شَيْئاً. وَالتَحْبيشُ مِثْلُهُ. قال رؤبة: لولا حباشات من التحبيش * لصبية كأفرخ العشوش * وحُبَيشٌ: طَائِرٌ مَعْرُوفٌ جاءَ مُصَغَّراً، مثل: الكميت والكعيت. وحبشي: جبل بأسفل مكة، يقال منه سمى أحابيش قريش. وذلك أن بنى المصطلق وبنى الهون بن خزيمة اجتمعوا عنده فحالفوا قريشا وتحالفوا بالله: " إنا ليد على غيرنا، ما سجا ليل، ووضح نهار، وما أرسى حبشي مكانه " فسموا أحابيش قريش باسم الجبل.
(ح ب ش)

الحبَشُ: جنس من السودَان، وهم الأحْبُشُ والحُبْشانُ، وَقد قَالُوا الحَبَشة، وَلَيْسَ بِصَحِيح فِي الْقيَاس لِأَنَّهُ لَا وَاحِد لَهُ على على مِثَال فَاعل فَيكون مكسرا على فَعَلَة. والأُحْبُوشُ، جمَاعَة الحبَشِ، قَالَ العجاج:

كأنَّ صِيرانَ المَهىَ الأخْلاطِ

بالرَّمْلِ أُحْبوشٌ من الأنْباطِ وَقيل: هم الْجَمَاعَة أيا كَانُوا، لأَنهم إِذا تجمعُوا اسودوا.

والأحابِيشُ: أَحيَاء من القارة انضموا إِلَى بني لَيْث فِي الْحَرْب الَّتِي وَقعت بَينهم وَبَين قُرَيْش قبل الْإِسْلَام، سموا بذلك لاسودادهم، قَالَ:

لَيْثٌ ودِيلٌ وكَعْبٌ وَالَّتِي ظأرتْ ... جمْعَ الأحابِيشِ لمَّا احمَّرت الحَدقُ

وناقة حَبَشيّةٌ، شَدِيدَة السوَاد.

والحُبْشِيَّةُ، ضرب من النَّمْل سود عِظَام، لما جعل ذَلِك اسْما لَهَا غيروا اللَّفْظ ليَكُون فرقا بَين النِّسْبَة وَالِاسْم: فالاسم حُبْشِيَّةٌ، وَالنّسب حَبَشِيَّةٌ.

وروضة حَبَشِيَّةٌ، خضراء تضرب إِلَى السوَاد، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

ويأكُلْن بُهْميَ غَضَّةً حَبَشِيَّةً ... ويَشْربْنَ برْدَ الماءِ فِي السَّبرَاتِ

والحُبْشانُ، الْجَرَاد الَّذِي صَار كَأَنَّهُ النَّمْل سوادا، الْوَاحِدَة حَبَشِيَّةٌ، هَذَا قَول أبي حنيفَة وَإِنَّمَا قِيَاسه أَن تكون واحدته حَبشانَةً أَو حَبشا أَو غير ذَلِك مِمَّا يصلح أَن يكون فُعْلانٌ جمعه.

وحَبَشَ الشَّيْء يَحْبِشُه حَبْشا، وحبَّشَه وتَحبَّشَه واحتَبَشَه: جمعه، قَالَ:

أُولاكَ حبَّشْتُ لَهُم تَحْبِيشي

وَالِاسْم الحُباشَةُ.

وحُباشاتُ الْعَيْش، مَا جمع مِنْهُ، واحدتها حُباشَةٌ. واحتَبَشَ لأَهله حُباشَةً، جمعهَا لَهُم.

وَفِي الْمجْلس حُباشاتٌ من النَّاس، أَي نَاس لَيْسُوا من قَبيلَة وَاحِدَة.

والحُباشَةُ الْجَمَاعَة. وتَحبَّشوا عَلَيْهِ، اجْتَمعُوا.

والأحبَشُ: الَّذِي يَأْكُل طَعَام الرجل وَيجْلس على مائدته ويزينه.

والحَبَشيُّ، ضرب من الْعِنَب، قَالَ أَبُو حنيفَة: لم ينعَت لنا.

والحَبَشِيُّ: ضرب من الشّعير، وسنبله حرفان، وَهُوَ حَرِشٌ لَا يُؤْكَل لخشونته، وَلكنه يصلح للعلف.

وحَبَشِيَّةٌ: اسْم امْرَأَة كَانَ يزِيد بن الطثرية يتحدث إِلَيْهَا.

وحُبَيْشٌ: اسْم.

حبش

1 حَبَشَ لَهُ, (K,) aor. ـُ (TK,) inf. n. حَبْشٌ and حُبَاشَةٌ; (K, TK;) or حَبَشَ لَهُ حُبَاشَةً; (S;) [whence it appears probable that the author of the K is in error in regarding حُبَاشَةٌ as an inf. n.;] He collected for him something; as also ↓ حَبَّشَ, inf. n. تَحْبِيشٌ: (S, K:) and ↓ تحبّشهُ and ↓ احتبشهُ likewise signify he collected it. (TA.) You say also, قَوْمَهُ ↓ حَبَّشَ, inf. n. تَحْبِيشٌ, He collected his people. (S.) And حَبَشَ لِعِيَالِهِ, inf. n. حَبْشٌ, He gained, or earned, and collected, for his family, or household; like هَبَشَ; as also ↓ احتبش. (TA.) 2 حَبَّشَ see 1, in two places.4 احبشت بِوَلَدِهَا She brought forth her child like an Abyssinian (حَبَشِىّ) in colour. (S.) 5 تحبّشوا They collected themselves together, (S, * A, TA,) عَلَيْهِ against him; as also تهبّشوا. (TA.) A2: تحبّشهُ: see 1.8 إِحْتَبَشَ see 1, in two places.

الحُبْشُ: see the next paragraph.

الحَبَشُ, (S, A, Msb, K,) a coll. gen. n., (Msb,) and ↓ الحُبْشُ, (A, MF,) or this is a pl., and the former is also said to be an anomalous pl., (TA,) and ↓ الحَبَشَةُ, (S, A, Msb, K,) also said to be an anomalous pl., (TA,) and wrong with respect to rule, (T, M,) having no sing. of the measure فَاعِلٌ, (M,) for they did not use حَابِشٌ as a sing. thereof, like فَاسِقٌ as sing. of فَسَقَةٌ, (T,) but الحَبَشَةُ became used as a dial. var., (T, Msb,) commonly obtaining, for الحَبَشُ, (Msb,) and is allowable in poetry in cases of necessity, (T,) and ↓ الأَحْبُشُ, (IDrd, K,) also used as syn. with الحَبَشُ, (IDrd,) or it is pl. of الحُبْشُ, with damm, not a sing. as it seems to be from the mention of it in the K, (MF,) and ↓ الأُحْبُوشُ, (A, TA,) and الحُبْشَانُ, (A,) which is a pl. (IDrd, S, K) of الحَبَشُ, (IDrd,) like as حُمْلَانٌ is pl. of حَمَلٌ, (S,) and الحُبُوشُ, (A,) [also a pl.,] and ↓ الحَبِيشُ, which is also a pl., (TA,) [or rather a quasipl. n.,] and الأَحَابِشُ, which is likewise a pl., (K,) app. of أَحْبُشٌ, (TA,) and الأَحَابِيشُ, (A,) [which is pl. of أُحْبُوشٌ,] A certain race of the blacks; (S, A, Msb, K, &c.;) [namely, the Abyssinians; who, however, are not properly called “ blacks: ”] one of whom is called حَبَشِىٌّ. (A, Mgh, Msb.) The dim. of حَبَشٌ is حُبَيْشٌ. (Msb.) الحَبَشَةُ: see الحَبَشُ. b2: It also signifies The country of the حُبْشَان [or Abyssinians]: (K:) a proper name applied thereto. (TA.) حُبْشِىٌّ: fem. with ة. For the latter, see حَبَشِىٌّ.

ّحَبَشِىُّ a rel. n. from الحَبَشَةُ; (TA;) [signifying Of, or belonging to, or relating to, Abyssinia or the Abyssinians.] b2: [An Abyssinian;] one of the race called الحَبَش. (A, Mgh, Msb.) b3: حَبَشِيَّةٌ (K) and ↓ حُبْشِيَّةٌ (A, K) A black, (A,) or an intensely black, (K,) she-camel. (A, K.) b4: الحَبَشِىُّ مِنَ النَّمْلِ The black ant. (M in art. دلم.) الحَبِيشُ: see الحَبَشُ.

حُبَيْشٌ dim. of حَبَشٌ, q. v. (Msb.) b2: Also A certain well-known bird; [the Numidia; which comprises the species commonly called the Guineahen, and pintado: so applied in the present day:] the word is thus, [without the article ال, apparently as a proper name, and] in the dim. form, like كُمَيْتٌ and كُعَيْتٌ: (S, TA:) it is strangely omitted in the K. (TA.) حُبَاشَةٌ What is collected, (S, * and TA in art. هبش,) of men, and of property; as also هُبَاشَةٌ: (TA ubi suprà:) pl. حُبَاشَاتٌ. (S, and TA ubi suprà.) b2: A company, or body, of men, not of one tribe; (S, K;) like هُبَاشَةٌ; (TA;) as also ↓ أُحْبُوشٌ and أَحَابِيشُ; (S;) or as also ↓ أُحْبُوشَةٌ, (K, TA,) of which the pl. is أَحَابِيشُ; (TA:) the pl. of حباشة in this sense is as above. (TA.) الأَحْبُشُ: see الحَبَشُ.

الأُحْبُوشُ: see الحَبَشُ. b2: أُحْبُوشٌ: see حُبَاشَةٌ: accord. to some, it signifies Any company, or body, of men; because, when they are collected together, they are [in their general hue] black. (TA.) أُحْبُوشَةٌ: see حُبَاشَةٌ.
حبش
. الحَبَشُ، والحَبَشَةُ، مُحَرَّكَتَيٍ نِ، والأَحْبُشُ، بضمِّ الباءِ: جِنْسٌ من السُّودانِ. قالَ شَيْخُنَا: وفِيهِ أَنّ الأَحْبَشَ الَّذِي ذَكَرَهُ المُصَنّف إنّمَا هُوَ جَمْع حُبْشٍ، بالضَّمّ، وظاهِرُه أَنّ الثَلاثَةَ بمَعْنَىًً، وأَنَّهَا مُفْرَدات، وَفِيه نَظَر، وقَال جماعةٌ: إنَّهَا جُمُوعٌ على غَيْرِ قِيَاسٍ، وأَوْرَدَها ابنُ دُرَيْدٍ وغَيْرُه. قُلْتُ: والَّذِي قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ: وقَدْ جَمَعُوا الحَبَشَ حُبْشَاناً، وقالُوا الأَحْبُشَ، فِي مَعْنَى الحَبَشِ، وأَنشد: سُوداً تَعَادَى أَحْبُشاً أَو زَنْجَاً. ج حُبْشَانٌ، مثلُ أَحْمُل وحُمْلانِ، وأَحَابِشُ، كَأَنَّه جَمْعُ أَحْبُشٍ، وفَاتَه من الجُمُوعِ الحُبْشُ، بالضَّمّ، والحَبِيشُ، كأَمِيرٍ، قالَ ابنُ سِيدَه: وقَدْ قالُوا: الحَبَشَةُ، على بِنَاءِ سَفَرَةٍ، ولَيْسَ بِصَحِيحٍ فِي القِيَاس لأَنّه لَا وَاحِدَ لَهُ على مِثَال فَاعِلٍ، فيَكُون مُكَسَّراً عَلَى فَعَلَة، وقالَ الأَزْهَرِيّ: الحَبَشَةُ خَطَأٌ فِي القِيَاسِ لأَنَّكَ لَا تَقُولُ لِلْواحِدِ حَابِشٌ، مِثْل فَاسِقٍ وفَسَقَهٍ، ولكِنْ لَمَّا تُكُلِّمَ بِهِ سارَ فِي اللُّغَاتِ، وهُوَ فِي اضْطِرارِ الشِّعْرِ جائزٌ. وأَبو بَكْرٍ، مُحَمّدُ بنُ حَبَشٍ، القاضِي، عَن سَعِيدِ بن يَحْيَى الأُمَوِيّ، وعَنْ وَالِدِه حَبَشٍ. ومُقْرِئُ الدِّينَوَرِيّ أَبو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَبَشٍ، وَله جُزْءٌ مَرْوِيٌّ، مُحَدِّثُون. وفَاتَهُ: حَبَشُ بنُ مُوسَى، عَن الهَيْثَمِ بن عَدِيّ. وحَبَشُ بنُ أَبي الوَرْدِ، يُعَدُّ فِي الزُّهّادِ. وحَبَشُ بنُ سَعِيدٍ، مَوْلَى الصَّدِفِ. ومُحَمَّدُ بنُ حَبَش، المَأْمونِيّ، عَن سَلاّمٍ المَدائِنيّ. ومُحَمّدُ بن حَبَش بنِ مَسْعُودٍ، عَن لُوَيْنٍ. ومُحَمّدُ بنُ حَبَشِ بنِ صالِحٍ، أَبو بكرٍ الوَرّاقُ، عَن مُوسَى بن الحَسَن النَّسَائِي. وهِبَةُ اللهِ بنُ محمّد بنِ حَبَشٍ الفَرّاءُ، عَن أَبي أَيّوبَ أَحْمَدَ بنِ بِشْرٍ الطَّيَالِسِيّ. وعبدُ اللهِ بنُ حَبَشٍ، رَوَى عَنهُ أَبو زُرْعَةَ، أَحْمَدُ بنُ عِمْرَانَ. وحَبَشُ بنُ السّبَّاقِ النَّخَعِيّ الشاعِرُ، ذَكَرَه القُطْب فِي تارِيخِ مِصْر. وحَبَشُ بنُ)
محمّدِ بنِ إبْرَاهِيمَ بنِ أَبِي يَعْلَى، ذكرَه المُنْذِرِيّ. وحبَشُ بن عَادِيَةَ بنِ صَعْصَعَةَ، فِي الهُذَلِيِّينَ.
والحَارِثُ بنُ حَبَشٍ السُّلَمِيّ: شَاعِرٌ جاهليّ، وَهُوَ أَخُو هَاشِمِ بنِ عبدِ مَنَافٍ لأُمِّه. وحَبَشُ بنُ عَوْفِ بن ذُهْلٍ من بَنِي سامَةَ بنِ لُؤَيٍّ، وَقيل هُوَ بالنُّون. أورَدَهم الحافِظُ هَكَذَا فِي التّبْصِير، واقْتِصارُ المصَنّف، رَحِمَه اللهُ تَعالَى، على الثّلاثَةِ الَّذِينَ ذَكَرَهم فيهِ نَظَرٌ. والحَبَشَةُ، مُحَرَّكَةً: بِلادُ الحُبْشَانِ، عَلَمٌ عَلَيْهَا، وَمِنْه فُلانٌ مِنْ مُهَاجِرَةِ الحَبَشَةِ. والحُبْشَانُ، بالضّمِّ: ضَرْبٌ من الجَرَادِ، وهُوَ الَّذِي صارَ كَأَنَّه النَّمْلُ سَوَاداً، الوَاحِدَةُ حَبَشِيَّةٌ، هَذَا قولُ أَبي حَنِيفَةَ، وإنَّمَا قِيَاسُه أَنْ تَكُونَ واحِدَته حُبْشَانَةٌ، أَو حُبْشٌ، أَو غيرُ ذلِكَ مِمَّا يَصْلُح أَنْ يَكُونَ فُعْلانٌ جَمْعَه. والحُبَاشَةُ، كثُمَامَةٍ: الجَمَاعَةُ مِنَ النّاسِ لَيْسُوا من قَبِيلَةٍ وَاحِدَةٍ، كالهُبَاشَةِ، والجَمْعُ حُبَاشَاتٌ وهُبَاشَاتٌاللُّغَاتِ، مَعَ سَعَةِ الكُتُبِ كانَتْ بمَرْوَ يَوْمَئذٍ، وكَثْرَةِ وُجُودِهَا فِي الوُقُوفِ، وسُهُولَةِ تَنَاوُلِهَا، فلَمْ أَظْفَرْ بِه إلاَّ بَعْدَ انْقِضَاءِ ذلِك الشَّغْبِ والمِرَاءِ، ويَأْسٍ مَعَ وُجُودِ بَحْثٍ واقْتراءٍ، فكانَ مُوَافِقاً والحمدُ لله لِمَا قُلْتُه، وَمَكِيلاً بالصّاعِ الَّذِي كِلْتُه، فأُلْقِىَ حِيَنئذٍ فِي رُوعِي افْتِقَارُ العَالَم إلَى كتابٍ فِي هَذَا الشَّأْنِ) مَضْبُوطاً، وبالإِتْقَانِ وتَصْحِيحِ الأَلْفَاظِ بالتّقْيِيد مَحُوطاً، لِيَكُونَ فِي مِثْلِ هذِه الظُّلْمَةِ هَادِياً، وإلَى ضَوْءِ الصَّوابِ دَاعِياً، وشَرَحَ صَدْرِي لِنَيْلِ هذِه المَنْقَبَةِ الَّتي غَفَلَ عَنْهَا الأَوّلُونَ، ولَمْ يِهْتَدِ لَهَا الغابِرُون. إلَى آخِر مَا قَالَ. وحُبَاشَةُ: جَدُّ حَارِثَةَ، هَكَذَا فِي النُّسَخ، بالحَاءِ والمُثَلّثة، والصَّوَابُ جَارِيَةَ بنِ كُلْثُومٍ التُّجِيبِيّ، شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ، وأَخُوهُ قَيْسَبَةُ بنُ كُلْثُومِ بنِ حُبَاشَةَ، وكَانَ أَكْبَرَ مِنْهُ، ذَكَرَه ابْن يُونُسَ. قُلْتُ: ولَهُ وِفَادَةٌ، وشَهِدَ فتْحَ مِصْرَ كأَخِيه، عِدَادُه فِي كِنْدَةَ، وَكَانَ شَرِيفاً.
وكزُبَيْرٍ: حُبَيْشُ بنُ خَالِدٍ الأَشْعَرِيّ بنِ خُلَيْفِ بنِ مُنْقِذِ بن أَصْرَمَ بنِ حُبَيْشِ بن حَرَامِ بنِ حُبْشِيّةَ ابنِ سَلُول الخُزاعِيّ، صاحِبُ خَبَرِ أُمّ مَعْبَدٍ الخُزَاعِيَّة، رَوَى عَن ابنُهُ هِشَامٌ. وعبدُ اللهِ بنُ حُبَيْشٍ الحَنَفِيّ، نزيلُ مكّة، رَوَى عَنهُ مُحَمَّدُ بنُ جُبَيْرٍ، وعُبَيْدُ بنُ عُمَيْرٍ. وفَاطِمَةُ بنتُ أِبِي حُبَيْش ابنِ أَسَد، الأَسَدِيّةُ، الَّتِي سأَلَتْ عَن الاسْتِحَاضَةِ. وحُبْشِيُّ بنُ جُنادَةَ، بالضّمِّ فسُكُونَ، واليَاُء مُشَدَّدَة، صحَابِيُّونَ رَضِيَ الله تَعَالى عَنْهُم. وفاتَه سَلَمَةُ بنُ حُبَيْشٍ، لَهُ وِفَادَةٌ، ذكرَه أَبو مُوسَى. وحُبَيْشٌ غيرُ مَنْسُوبٍ يَرْوِى عَن عليٍّ رَضِي اللهُ تَعَالَى عَنهُ. وحُبَيْشٌ الحَبَشِيّ، عَن عُبَادَةَ بن الصّامِت.
وحُبَيْشُ بنُ سُرَيْجٍ الحَبَشِيّ الشامِيّ أَبو حَفْصَةَ، رَوَى عَن عُبَادَةَ بنِ الصّامِتِ، وَعنهُ إبراهيمَ بنِ أَبي عَبْلَةَ، ذكَرَه المِزِّيُّ فِي التّهْذيبِ. قلت: وهُوَ مَعَ مَا قَبْلَه تَكْرَارٌ، فإنّهما وَاحدٌ، فتأَملّ.
وحُبَيْشُ بنُ دِينَارٍ، عَن زَيْدِ ابْن أَرْقَمَ، تَابِعِيُّونَ. وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي الدِّيوان: حُبَيْشُ بنُ دِينَار، عَن زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، قَالَ الأَزْدِيّ: مَتْرُوكٌ. قلْت: وكأَنَّه غيرُ الَّذِي يَرْوِى عَن زَيْدِ بنِ أَرْقَمَ. وحُبَيْشُ بنُ سُلَيْمَانَ المِصْريُّ: حَدَّثَ عَن يَحْيَى بن عُثْمَانَ بنِ صالِحٍ، ماتَ سنة. وحُبَيْشُ بنُ سَعِيدٍ الخَوْلانِيّ، عَن اللّيْثِ مَاتَ سنة. وحُبَيْشُ بنُ مُبَشِّرٍ، من شُيُوخِ ابنِ صاعِدٍ. وحُبَيْشُ بنُ عَبْدِ اللهِ الطِّرَازِيّ، عَن مُحَمَّدِ بنِ حَرْبٍ النِّشَائِيّ. وحُبَيْشُ بنُ مُوسَى: شَيْخٌ للخَرَائِطِيّ. وحُبَيْشُ بنُ دُلْجَةَ القَيْنِيّ الَّذِي قَتَلَه الحَنْتَف بنُ السِّجْفِ التّمِيمِيّ. قلْتُ: وإيرَادُه بَين رُواةِ الحَدِيث غير مُنَاسب، فإنّه يِظْهَرُ بأَدْنَى بَدِيهَةٍ للنَّاظِرِ فِيهِ أَنَّه لَيْسَ مِنْ رُوَاةِ الحَدِيثِ، فتَأَمّل. وحُبَيْشُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حُبَيْشٍ، المَوْصِلِيّ: شَيْخٌ لابنِ طاهِرٍ. وأَبو حُبَيْشٍ: مُعَاوِيَةُ، أَو هُوَ مُعَاوِيَةُ بنُ أَبي حُبَيْشٍ، عَن عَطِيّة العَوْفِيّ. ورَاشِدٌ وزِرٌّ: ابْنَا حُبَيْش الأَسَدِيّ، هَذَا غَلَطٌ، والصوابُ أَنّ أَخا زِرٍّ هُوَ الحارِثُ، رَوَى الحارِثُ هَذَا عَن عَلِيٍّ، رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُ، كَمَا سَيَأْتِي، وأَمّا رَاشِدٌ الَّذِي ذَكَرَه المُصَنِّفُ فإنّه يَرْوِي عَن عُبَادَةَ ابنِ الصّامِتِ، وكِلاهُمَا تابِعِيّان، فَلَوْ ذَكَرَهُمَا فِي التَّابِعِينَ كانَ أَصابَ. ورَبِيعَةُ بنُ حُبَيْشٍ، مِمَّن أَلَّبَ على عُثْمَانَ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، بمِصْرَ، وحَفِيدُه)
خالِدُ بنُ سَعِيد بنِ رَبِيعَةَ، حَدّثَ عَن يَحْيَى بنِ أَيُّوب، وَابْنه عِمْرانُ حَدّثَ عَنهُ ابنُ لَهِيعَةَ.
والقَاسِمُ بنُ حُبَيْشٍ التُّجِيبِيّ، عَن هَارونَ الأَيْليّ، وابنُه عبد الرَّحْمنِ، عَن أَبِي غَسّانَ مالِكِ بن يَحْيَى، مَاتَ سنة. ومُحَمَّدُ بنُ جامِعِ بنِ حُبَيْشٍ المَوْصِلِيّ، شَيْخٌ للبَاغَنْدِيّ. ومحمَّدُ بنُ إبراهيمَ بنِ حُبَيْشٍ، عَن عَبّاس الدُّورِيّ، ضُعِّف. وإبْرَاهِيمُ بنُ حُبَيْشٍ، عَن إِبراهِيمَ الحَرْبِيّ.
ومحَمّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حُبَيْشٍ، شَيْخٌ لأَبِي عليِّ بنِ شَاذَانَ. والحَارِثُ بنُ حُبَيْشٍ، أَخُو زِرِّ بنِ حُبَيْشٍ، عَلَى الصَّوَاب، وَقد وَهِمَ المُصَنّف فجَعَل رَاشِداً أَخاهُ، كَمَا تَقَدّم، يَرْوِى عَنْ عليٍّ، رَضِيَ الله تَعَالَى عَنهُ. والسَّائِبُ بنُ حُبَيْشٍ الكَلاَعِيّ، عَن مَعْدَانَ، وَعنهُ زَائِدَةُ، وَقد صَحَّفَه ابْن مَهْدِيّ فَقَالَ: ابْن حَنَشٍ. والحُسَيْنُ بنُ عُمَرَ بن حُبَيْشٍ: شيخٌ للجُورِيّ. وأَبو البَرَكات عَبْدُ الرّحْمن ِ ابنُ يَحْيَى بنِ حُبَيْشٍ الفَارِقيِّ مَاتَ سنة. والمُبَارَكُ بنُ كامِلِ بن حُبَيْشٍ الدّلاّل، عَنْ عَلِيِّ بنِ البشْريّ. وخَطِيبُ دِمَشْقَ المُوَفَّقُ بنُ حُبَيْشٍ الحَمَوِيّ، سَمِعَ مِنْهُ الذَّهَبِيُّ، من رُوَاةِ الحَدِيثِ. واخْتُلِفَ فِي مُعَاذَةَ بِنْت حُبَيْشٍ، فقِيلَ: هَكَذَا، وَقيل: هِيَ بنتُ حَنَش بالنُّونِ المَفْتُوحَة بغَيْرِ ياءٍ، رَوَتْ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ. وَقد فاتَه ذِكْرُ جَمَاعَة مِنْهُم. زِرُّ بنُ حُبَيْش بنِ حُبَاشَةَ الأَسَدِيّ إِمامٌ شَهِيرٌ أَدْرَكَ الجَاهِلِيَّةَ، ورَوَى عَن عُمَرَ، رَضِيَ الله عنهُمَا. وحُبَيْشُ بنُ عُمَرَ: طَبّاخُ المَهْدِيّ، رَوَى عَن الأَوْزَاعِيّ. وأَبو حُبَيْش، عَن أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ الله عَنهُ، وعَنْهُ عَطَاءُ بن السّائِبِ. وعَبّادُ بن حُبَيْشٍ، عَنْ عَدِيّ بنِ حاتِمِ. والقَاسِمُ بنُ حُبَيْش، وحُبَيْشُ بنُ مُرَقِّشٍ الضَّبِّيِّ.
فارِسٌ. وحُبَيْشُ بنُ أَبِي المُحَاضِر الغَافِقي. وحُبَيْشُ بنُ سُلَيْمَانَ: مَوْلَى ابنِ لَهِيعَةَ، روى عَنهُ مُحَمَّدُ بن الرَّبِيعِ الأَنْدَلُسِيّ. وحُبَيْشُ بنُ دُلَفَ الضَّبِّيُّ: فارِسٌ. قُلْتُ: وَهَذَا الَّذِي افْتَخَر بهِ الفَرَزْدَقُ، وهُوَ من بَني السِّيدِ بنِ مالِكِ بنِ ضَبَّةَ. وجَمَاعَةٌ آخَرُونَ، ذَكَرَهُم ابنُ نُقْطَة. وحَبِيشٌ، كأَمِيرٍ، هُوَ أَخُو أَحْبَشَ، ابْنَا الحارِثِ بنِ أَسَدِ بنِ عَمْرِو بنِ رَبِيعَةَ بن الحَضْرَمِيِّ الأَصْغَرِ، ابنِ عَمْرِو بنِ شَبِيبِ بنِ عَمْرِو بن سَبْعِ بنِ الحَارِثِ بن زَيْدِ ابْن حَضْرَمَوْتَ، ذَكَرَه ابنُ حَبِيب، وذَكَر ابنُ الكَلْبِيّ أَحْبَشَ هَذَا، وأَخَوَيِه رَبِيعَةَ وخَالِداً. وأَبو بَكْرٍ مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ ابنِ يُوسُفَ بنِ الحَسَنَِبنِيُونُسَ بن حَبْيشٍ، اللَّخْمِيُّ التُّونِسيُّ الشّاعِرُ المُحْسِنُ، وُلد سنة وَكَانَ مُتْقِناً فِي العُلُومِ، مُتَقَدِّماً فِي النَّظْمِ والنَّثْرِ والحِفْظِ، وأَكْثَرَ عَنهُ أَبو عَبْدِ اللهِ بنُ رُشَيْدٍ فِي رحلته، ونَظِيرُه أَبو الحُسَيْنِ يُوسُفُ بنُ الحَسَنِ ابنِ يُوسُفَ اللَّخْمِيّ بن حَبِيشٍ، سمع أَبا الحَسَنِ بنَ قُطْرال وغيرَه، وكانَ فِي وَسط المائةِ السّابِعَة، ذكرَه الحافظُ. وحُبْشِيُّ، بالضّمّ، وتَشْدِيد الياءِ التَّحْتِيَّة:) جَبَلٌ بأَسْفَلِ مَكَّةَ، عَلَى سِتَّةِ أَميالٍ مِنْهَا، وَمِنْه حَدِيثُ عَبْدِ الرّحْمنِ بن أَبِي بَكْرٍ أَنَّهُ ماتَ بالحُبْشِيِّ يُقَال: مِنْهُ أَحَابِيشُ قُرَيْشٍ وذلِكَ لأنَّهُمْ أَي بَنِي المُصْطَلِق، وبَني الهُونِ بنِ خُزَيْمَةَ اجْتَمَعُوا عِنْدَه، فحَالَفُوا قُرَيْشاً وتَحَالَفُوا باللهِ إِنّهم لَيَدٌ عَلَى غَيْرِهم مَا سَجَا لَيْلٌ، وَوَضَحَ نَهارٌ، وَمَا رَسَا حُبْشِيٌّ مَكَانَهُ، وَفِي بعض نُسَخِ الصّحاح: وَمَا أَرْسَى، فسُمُّوا أَحَابِيشَ قُرَيْشٍ، باسْمِ الجَبَلِ وَفِي حَدِيث الحُدَيْبِيَبة إنَّ قُرَيْشاً جَمَعُوا لَكَ الأَحَابِيشَ يُقَال: هُمْ أَحْيَاءٌ من القَارَةِ انضَمُّوا إِلَى بَنِي لَيْثٍ فِي الحَرْب الَّتي وَقَعتْ بَيْنَهم وبَيْنَ قُرَيْشٍ قَبْلَ الإِسْلاَمِ، فقالَ إبْلِيسُ لقُرَيْشٍ: إنّي جارٌ لَكُمْ من بَنِي لَيْثٍ، فوَاقَعُوا دَماً. سُمّوا بِذَلِكَ لاِسْوِدَادِهِمْ، قَالَ الشّاعر:
(لَيْثٌ ودِيلٌ وكَعْبٌ وَالَّذِي ظَأَرَتْ ... جَمْعُ الأَحَابِيِش لمّا احْمَرَّتِ الحَدَقُ)
فلَمّا سُمِّيَتْ تِلْكَ الأَحْيَاءُ بالأَحَابِيشِ من قِبَل تَجَمُّعِهَا صارَ التَّحْبِيشُ فِي الكَلاَم كالتَّجْمِيع. وَقَالَ ابنُ إسْحَاق: إنَّ الأَحَابِيشَ هُمْ بَنُو الهُونِ وبَنُو الحارِثِ من كِنَانَةَ، وبَنُو المُصْطَلِقِ من خُزَاعَةَ، تَحَبَّشُوا: أَيْ تَجَمَّعُوا، فسُمُّوا بذلِكَ. نَقَلَه السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْضِ. وحُبْشِيُّ بنُ جُنَادَةَ الصَحابيُّ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنهُ، وَهَذَا قَدْ تَقَدَّم ذِكْرُه فِي أَوَّل المادَّةِ، وَهَذَا مَحَلُّ ذِكْرِه، وهُوَ تَكْرَارٌ مُخِلّ.
وعَمروُ بنُ الرَّبِيعِ، هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخ، والصَّوابُ وأَبُو عَمْروِ بنُ الرَّبِيعِ بنِ طَارق المِصْريّ هَكَذَا قَيَّدَه الدّارَ قُطْنِيّ، بالضَّمّ، أَوْ هُوَ بفَتْحَتَيْنِ كحَبَشِيّ بنِ إِسْماعِيلَ بنِ عَبْدِ الرّحْمنِ بنِ وَرْدَانَ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بنِ سَعْدِ بنِ سَرْحٍ، عَنْ سَعِيدِ بن أَبِي مَرْيَم. وأَمّا حَبْشِيُّ بنُ مُحَمَّد بنِ شُعَيْبٍ، أَبُو الغَنَائِم الشَّيْبَانِيُّ الضّرِيرُ، تِلميذُ ابنِ الجَوَالِيقيِّ، وعَليُّ بنُ محمَّدِ بنِ حَبْشِيٍّ الأَزَجِيّ من شُيوخِ يُوسُفَ بنِ خَلِيلٍ، سَمِعَ من أَبِي سَعْد البَغْدَاديّ، وأَبو الفَضْلِ مُحَمَّدُ ابنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَطّافِ بنِ حَبْشِيٍّ المَوْصِليّ، عَن مالِكٍ البَانِيَاسِيّ، وعَنْهُ محمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ ابنِ كامِلٍ وابنُه سَعِيدُ بنُ محمّدٍ، سَمِع من قَاضِي المارِسْتَان، فبالفَتْحِ فسُكُونِ الموحَّدةِ، أَي مَعَ تَشْدِيدِ التَحْتِيَّة. قُلْتُ: ويُلْحَق بِهِم عَبْدُ اللهِ بن مَنْصُورِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن حَبْشِيّ المَوْصِلِيّ، عَن أَبِي الحُسَيْنِ بنِ الطُّيُورِيّ، مَاتَ سنة، ذَكَرَه الحافِظُ. وحُبْشيَّةُ بنُ سَلُولَ بنِ كَعْبِ بنِ عَمْرِو بنِ رَبْيعَةَ بنِ حارِثَةَ بنِ عَمْرِو بن عامِرِ بن رَبِيعَةَ، وهُوَ لُحَىٌّ: جَدٌّ لِعِمْرانَ ابنِ الحُصَيْنِ الصّحابيِّ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ، وهُوَ من بَنِي غَاضِرَةَ بنِ حُبْشِيّةَ، بالضّمِّ، وضَبَطَه بَعْضُهُم بِفَتْح الحاءِ وسُكُون المُوَحَّدَة، نَقَلَه الحَافِظُ. والحَبَشِيُّ، بالتَّحْريِك، أَيْ مَعَ تَشْدِيدِ التَّحْتِيَّة: جَبَلٌ شَرْقِيَّ سَمِيرَاءَ. وجَبَلٌ آخَرُ ببِلادِ بَنِي أَسَد، يُقَال: هُوَ بعُمَانَ، أَو هُوَ جَبَلٌ آخَرُ. ودَرْبُ الحَبَشِ بالبَصْرَةِ فِي خِطَّة) هُذَيْلٍ، نُسِبَ إلَى حَبَشٍ أَسْكَنَهم عُمَرُ بنُ الخَطّابِ، رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْه، البَصْرَةَ، يَلِي هَذَا الدَّرْبَ مَسْجِدُ أَبِي بَكْرٍ الهُذَلِيّ، وقَصْرُهُ بتَكْرْيْتَ، مَوْضِعٌ بالقُرْبِ مِنْهُ، فِيْهِ مَزَارِعُ، شُرْبُهَا من الإِسْحَاقِيّ، وبِرْكَتُه بمِصْرَ، خَلْفَ القَرَافِةِ، مُشْرِفَةٌ على النِّيلِ، ولَيْسَت ببِرْكَة لِلْمَاءِ، وإنّمَا شُبِّهَت بهَا، وكَانَتْ تُعْرَف ببِرْكَةِ المَعَافِر. وبِرْكَةِ حِمْيَر، وعِنْدَها بَسَاتِينُ تُعْرَفُ بالحَبَش، والبِرْكَةُ منسوبةٌ إِلَيْهَا، وَهِي الآنَ وَقْفٌ على الأَشْرَافِ، تُزْرَع فتكونُ نَزِهَةً خَضِرَة لزِكَاء أَرْضِها ورِيِّها، وهِيَ مِنْ أَجَلِّ مُتَنَزَّهاتِ مِصْرَ كانَتْ، وفيهَا يَقُولُ أُميّةُ بنُ أَبي الصَّلْتِ المَغْرِبِيّ يَصِفُهَا ويَتَشَوَّقُهَا:
(للهِ يَوْمِي ببِرْكَةِ الحَبَشِ ... والأُفْقُ بَيْنَ الضِّيَاءِ والغَبَشِ)

(والنِّيلُ تَحْتَ الرِّيَاضِ مُضْطَربٌ ... كصَارِمٍ فِي يَمِينِ مُرْتَعِشِ)

(ونَحْنُ فِي رَوْضَةٍ مُفَوَّفَةٍ ... دُبِّجَ بالنَّوْرِ عِطْفُهَا ووُشِى)

(قدْ نَسَجَتْهَا يَدُ الغَمَامِ لَنَا ... فَنَحْنُ من نَسْجِهَا على الفُرُشِ)

(فعَاطِنِي الرّاحَ إِنَّ تارِكَها ... من سَوْرَةِ الهَمِّ غَيْرُ مُنْتَعِشِ)

(وأَثْقَلُ النّاسِ كُلِّهِمْ رَجُلٌ ... دَعَاهُ دَاعِي الهَوَى فَلَمْ يَطِشِ)
والحَبَشِيَّةُ من الإبِلِ: الشَّدِيدَةُ السّوَادِ، كَأَنَّهَا نُسِبَت إِلَى الحَبَشِ، وتُضَمّ. والحَبَشِيَّةُ: البُهْمَى إِذا كَثُرَتْ والْتَفَّتْ، كَأَنَّهَا تَضْرِب إلَى السّوَادِ، قَالَ امْرُؤ القيْسِ يَصِفُ حُمُراً:
(ويَأْكُلْنَ بُهْمَى غَضَّةً حَبَشِيَّةً ... ويَشْرَبْنَ بَرْدَ الماءِ فِي السَّبَراتِ)
والحُبْشِيَّةُ، بالضَّمِّ: ضَرْبٌ من النَّمْلِ سُودٌ عِظَامٌ، قَالَ اللَّيْث: لَمّا جُعِلَ ذلِكَ اسْماً لَهَا غَيَّرُوا اللَّفْظَ لِيَكُون فَرْقاً بَين النِّسْبَةِ والاِسْمِ، فالاِسْمُ حُبْشِيّة، والنِّسْبَة حَبَشِيَّة. والحُبَاشِيَّة، بالضَّمِّ: العُقَابُ، وكذلِكَ النُّسَارِيَّة، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ وحَبُّوشٌ، كتَنُّورٍ، ابنُ رِزْقِ اللهِ مُحَمّد المِصْرِيّ: مُحَدِّثٌ ثِقَةٌ، وهُوَ مِنْ شُيوخِ الطَّبَرَانِيّ. وحُبَاشٌ، كغُرَابٍ: اسمٌ. وحَبَشَانُ كرَمَضَانَ: جَدٌّ لِمُحَمّدِ بنِ عليِّ بنِ جَعْفَر بنِ القَاسِمِ ابْن حَبَشَانَ بنِ يَعْلَي الوَاسِطِيِّ الفَقِيهِ المُحَدِّثِ الدّاوُودِيّ، يَرْوِي عَن أَبِي مُحَمَّدِ بنِ السَّقَّاءِ. ويُقَالُ: حَبَشْتُ لَهُ حَبْشاً، بالفَتْحِ، وحُبَاشَةً، بالضّمّ، وكَذا حَبَّشْتُ تَحْبِيشاً، إِذا جَمَعْتَ لَهُ شَيْئاً. وحَبَشْتُ لِعِيَالي، وهَبَشْتُ، أَيْ كَسَبْتُ وجَمَعْتُ، وَهِي الحُبَاشَةُ والهُبَاشَةُ.
وحَبَّاشٌ، ككَتّانٍ: جَدُّ وَالِدِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ طَرْخَانَ البِيكَنْدِيِّ البَلْخِيِّ، وَقد تَقَدَّمَ ذِكْرُه مرَّتَيْنِ، وَقد صَحَّفَه المُصَنّف، والصَّوَابُ أَنَّهُ بالجيمِ والمُوَحَّدَةِ. وأَحْبَشُ بنُ قَلْعٍ، شاعِرٌ مِنْ تَمِيمٍ، ذَكَرَه)
ابنُ الكَلْبِيّ. وكغُرَابٍ حُبَاشٌ الصُّورِيُّ، رَوَى الحَسَنُ بنُ رَشِيقٍ، عَن الحَسَنِ بنِ آدَمَ عَنهُ. والحَسَنُ بنُ حُبَاشٍ الكُوفيُّ: شَيْخٌ لابنِ نافِعٍ: مُحَدِّثانِ: وفاتَه: إبراهيمُ بنُ مُحَمّدِ بنِ خَلَفِ ابنِ خَضِرِ بنِ حُبَاشِيّ البُخَارِيُّ، ذَكَره ابنُ مَاكُولاَ. ومحمّدُ بنُ هارُونَ بنِ حُبَاشٍ الكَرَابِيِسِيّ: شَيْخٌ لخَلَفٍ الخَيّامِ، مَاتَ سنة. وحَبْشُونُ، بالفَتْح، البَصَلانِيّ، واسمُه أَحْمَدُ بنُ نصْرٍ، يَرْوِي مُوسَى القَطّانِ. وحَبْشُونُ بنُ يُوسُفَ النَّصِيبِيُّ، عَن خالِدِ بنِ يَزِيدَ العُمَرِيّ، وَعنهُ مُحَمَّدُ بن يُوسُفَ الهَرَوِيُّ. وحَبْشُونُ بنُ مُوسَى الخَلاّلُ، عَن الحَسَنِ بن عَرَفَةَ، وعنهما الدَّارَ قُطْنِيُّ.
وعَلِيُّ بنُ حَبْشُونَ الصِّلْحِيُّ، عَن أَحْمَدَ بنِ عُبَيْدِ بنِ ناصحٍ: مُحَدِّثُونَ. ويَحْيَى بنُ أَبي مَنْصُور بن الصَّيْرَفِيّ الحُبَيْشِيُّ، كزُبَيْرِيٍّ: إمامٌ رَوى عَن ابنِ طَبَرْزَد، والرُّهاوِيّ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الأُحْبُوشُ، بالضّم: جَمَاعَةُ الحَبَشِ، قَالَ العَجّاجُ:
(كأَنَّ صِيرَانَ المَهَا الأَخْلاطِ ... بالرَّمْلِ أُحْبُوشٌ من الأَنْباطِ)
وقِيلَ: هُمْ الجَمَاعَةُ أَيّاً كانُوا لأَنّهم إذَا تَجَمَّعُوا اسْوَدُّوا. وأَحْبَشَتِ المَرْأَةُ بوَلَدِهَا، إِذا جاءَت بِهِ حَبَشِيَّ اللَّوْنِ. والتَّحَبُّشُ: التَّجَمُّعُ. وتَحَبَّشَه، واحْتَبَشَهُ: جَمَعَه. والحَبْشُ والاِحْتِبَاشُ: الكَسْبُ.
وتَحَبَّشُوا عَلَيْهِ، وتَهَبَّشُوا: اجْتَمَعُوا. وحَبَّشَهم تَحْبِيشاً: جَمَعَهم. والأَحْبَشُ: الَّذِي يَأْكُلُ طَعَامَ الرَّجُلِ ويَجْلِسُ على مائِدَتهِ ويُزَيِّنُه. والحَبَشِيُّ: ضَرْبٌ من العِنَبِ، قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: لَمْ يُنْعَتْ لنا.
والحَبَشِيُّ: ضَرْبٌ من الشَّعِير، سُنْبُلُه حرفانِ، وَهُوَ حَرِشٌ لَا يُؤكَلُ لِخُشُونَتِه، ولكِنَّه يَصْلُح للعَلَفِ. وحَبَشِيَّةُ: اسْمُ امْرَأَة كانَ يَزِيدُ بنُ الطَّثَرِيَّةِ يتَحَدَّثُ إلَيْها. وحُبَيْشٌ، كزُبَيْرٍ: طائرٌ معروفٌ جاءَ مُصَغَّراً، مِثْل الكُمَيْتٍ، والكُعَيْتِ، كذَا فِي الصّحاح، والعَجَبُ من المُصَنِّفِ كَيْفَ أَغْفَلَه.
والحَبَشِيُّ: المَنْسُوبُ إلَى الحَبَشَةِ، وأَمّا أَبو سَلاّمٍ مَمْطُورٌ الحَبَشِيّ وآلُ بَيْتِه فإِلَى بَطْنٍ مِنْ حِمْيَر.
وحُبْشةُ بن كَعْبٍ، بالضَّمِّ، فِي مُزَيْنَةَ، ذَكَرَهُ ابنُ حَبيب. وأَحْبَشُ، من أَجْدَادِ أَبي الفَضْلِ مُحَمّدِ ابنِ مُحَمَّدِ بنِ عُقْبَةَ الزّاهِدُ البُخَارِيُّ، رَوَى عَن أَبِي نُعَيْمٍ وطَبَقَتِه نَقله الحافِظُ. ومُنْيَةُ حُبَيْشٍ، كزُبَيْرٍ، من قُرَى مصر، بالمَنُوفِيّة، وَقد دَخَلْتُهَا. والحُبَيْشُ: مَوْضِعٌ آخَرُ. وشَقِيقُ بنُ سُلَيْكِ بن حُبَيْشٍ، ابنُ أَخِي زِرٍّ، من بَنِي أَسَدٍ، ثُمَّ من بَنِي غَاضِرَةَ مِنْهُم.
(حبش)
لَهُ حبشا جمع لَهُ يُقَال حبش لأَهله كسب لَهُم مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ

حبش


حَبَشَ(n. ac. حَبْش
حُبَاْشَة)
a. Collected, gathered together.
b. [acc. & La], Collected for; gained for.
تَحَبَّشَa. Assembled together.

حَبَش
حَبَشَة
a. [art.], The Abyssinians.
حَبَشِيّa. Abyssinian.

حُبَاْشَةa. Medley, mixed gathering.

بِلَاد الحَبَش
a. Abyssinia, Ethiopia.
حبش
الحَبَشُ والحُبْشَانُ: السُّوْدانُ، والحَبِيْشُ والأُحْبُوْشُ مِثْلُه. والحُبْشِيَّةُ من الإِبِلِ والحَبَشِيَّةُ: الشَّديدةُ السَّوَاد. وكذلك من النَّمْلِ: سُوْدٌ عِظَامٌ. والأحابِيْشُ: احْياءٌ من القارَةِ وَقَعَتْ بَيْنَهُم وبين قُرَيْشٍ حَرْبٌ، وسُمُّوا بذلك لِتَجَمُّعِهِمْ. والتَّحْبِيْشُ: التَّجْمِيْعُ، من قَوْلِ الأعْشَى:
أُلاكَ حَبَّشْتُ لهم تَحْبِيْشي
والأحْبَاشُ والأهْبَاشُ: جَماعَاتُ النَّاسِ، وكذلك الحُبَاشَةُ. وحَبَشَ له وهَبَشَ: جَمَعَ. ويقال للبُهْمى إذا الْتَفَّتْ وكَثُرَتْ: حَبَشِيَّةٌ. وحُبْشِيَّةُ: اسْمُ امْرَأةِ يَعْقُوبَ. والأحْبَشُ: الذي يَأْكُلُ طَعامَهُ ويُزَيِّنُ مَائِدَتَه. والحُبْشَانُ: ضَرْبٌ من الجَرَاد.

حبش: الحَبَش: جِنْس من السُّودان، وهم الأَحْبُش والحُبنْشان مثل حمَل

وحُمْلان والحَبِيش، وقد قالوا الحَبَشة على بناء سَفَرة، وليس بصحيح في

القياس لأَنه لا واحدَ له على مثال فاعِل، فيكون مكسراً على فَعَلة؛ قال

الأَزهري: الحَبَشة خطأٌ في القياس لأَنك لا تقول للواحد حابِش مثل فاسق

وفسقة، ولكن لما تُكُلِّم به سار في اللغات، وهو في اضطرار الشعر جائز.

وفي الحديث: أُوصيكم بتقوى اللَّه والسمعِ والطاعةِ وإِنَّ عَبْداً

حَبَشِيّاً أَي أَطيعوا صاحبَ الأَمْر وإِن كان عبداً حبشياً، فحذف كان وهي

مرادة. والأُحبوش: جماعة الحبش؛ قال العجاج:

كأَنَّ صِيرانَ المَهَا الأَخْلاط

بالرمل أُحْبُوشٌ من الأَنْباط

وقيل: هم الجماعة أيّاً كانوا لأَنهم إِذا تجمَّعوا اسْودُّوا. وفي حديث

خاتم النبي، صلى اللَّه عليه وسلم: فيه فَصٌّ حَبَشِيٌّ؛ قال ابن

الأَثير: يحتمل أَنه أَراد من الجِزْع أَو العَقِيق لأَنَّ معدِنَهما اليَمَنُ

والحَبَشة أَو نوعاً آخر ينسب إِليها. والأَحابِيشُ: أَحْياءٌ من القارَة

انضمُّوا إِلى بني لَيث في الحرب التي وقعت بينهم وبين قريش قبل

الإسلام، فقال إِبْليس لقريش: إِني جارٌ لكم من بني ليث، فواقَعُوا دَماً؛

سُمُّوا بذلك لاسْوِدادهم؛ قال:

لَيْث ودِيل وكَعْب والذي ظأَرَتْ

جَمْعُ الأَحابِيش، لما احْمَرَّت الحَدَق

فلما سُمّيت تلك الأَحياءُ بالأَحابيش من قِبَل تجمُّعِها صار

التَّحْبيش في الكلام كالتجميع.

وحُبْشِيّ: جبَل بأَسفل مكة يقال منه سمي أَحابيشُ قريش، وذلك أَن بَني

المُصطلق وبني الهَوْن بن خُزيمة اجتمعوا عنده فحالفوا قريشاً، وتحالفوا

باللَّه إِنَّا لَيَدٌ على غيرِنا ما سَجا لَيْلُ ووَضَحَ نهار وما

أَرْسَى حُبْشيٌّ مَكانَه، فسُمّوا أَحابيش قُريش باسم الجبل؛ ومنه حديث عبد

الرحمن بن أَبي بكر: أَنه مات بالحُبْشيّ؛ هو بضم الحاء وسكون الباء وكسر

الشين والتشديد، موضع قريب من مكة، وقيل: جبل بأَسفل مكة. وفي حديث

الحُدَيبية: أَن قريشاً جمَعوا ذلك جمعَ الأَحابيش؛ قال: هم أَحياء من

القارة.وأَحْبَشَت المرأَةُ بوَلدها إِذا جاءت به حَبَشِيَّ اللَّون. وناقة

حَبَشِيَّة: شديدة السواد. والحُبْشِيَّة: ضَرْب من النمل سُودٌ عِظامٌ

لمَّا جُعِل ذلك اسماً لها غَيَّروا اللفظ ليكون فرقاً بين النسبة والاسم،

فالاسم حُبْشِيَّة والنسب حَبَشِية. وروضة حَبَشِية: خضراء تَضْرِب إِلى

السَّواد؛ قال امرؤ القيس:

ويَاْكُلْن بُهْمَى جَعْدَةً حَبَشِيَّة،

ويَشْرَبْن بَرْدَ الماءِ في السَّبَرات

والحُبْشانُ: الجراد الذي صار كأَنه النّمل سَواداً، الواحدةُ

حَبَشِيَّة؛ هذا قول أَبي حنيفة، وإِنما قياسه أَن تكون واحدتَه حُبْشانَةٌ أَو

حَبْشٌ أَو غير ذلك مما يصلح أَن يكون فُعْلان جَمْعَه.

والتحَبُّش: التجمُّع. وحَبَش الشيءَ يَحْبشُه حَبْشاً وحَبَّشَه

وتحَبَّشَه واحْتَبَشه: جمعه؛ قال رؤبة:

أُولاك حَبَّشْتُ لهم تَحْبِيشِي

والاسم الحُباشة. وحَبَشْت له حُباشة إِذا جَمَعْت له شيئاً،

والتَّحْبيش مثله. وحُباشات العَيْر: ما جمع منه، واحدتُها حُباشة. واحْتَبش

لأَهلِه حُباشَةً: جَمَعها لهم. وحَبَشْت لعيالي وهَبَشْت أَي كسبْتُ وجمعْتُ،

وهي الحُباشة والهُباشة؛ وأَنشد لرؤبة:

لولا حُباشاتٌ من التَّحْبِيش

لِصِبْية كأَفْرُخ العُشُوش

وفي المجلس حُباشات وهُباشات من الناس أَي ناسٌ ليسُوا من قبيلة واحدة،

وهم الحُباشة الجماعة، وكذلك الأُحْبوش والأَحابيش، وتحبَّشوا عليه:

اجتمعوا، وكذلك تَهبَّشوا. وحَبَّش قومَه تحبيشاً أَي جمعهم.

والأَحْبَش: الذي يأْكل طعام الرجُل ويجلس على مائدته ويُزَيّنه.

والحَبَشِيّ: ضرْب من العِنَب. قال أَبو حنيفة: لم يُنْعت لنا.

والحَبَشِيّ: ضرْب من الشعير سُنْبُلة حرفان وهو حَرِش لا يؤكل لخشونته ولكنه

يصلح للعلف.

ومن أَسماء العُقاب: الحُباشيَّة والنُّسارِيَّة تُشَبَّه بالنسر.

وحَبَشِية: اسم امرأَة كان يزيدُ بن الطثَرِيّة يتحدث إِليها.

وحُبَيْش: طائر معروف جاء مصغَّراً مثل الكُمَيت والكُعَيت. وحبيش

(*

قوله «وحبيش» هو كأَمير وزبير.): اسم.

زور

(زور) زورا اعوج صَدره وأشرف أحد جَانِبي صَدره على الآخر فَهُوَ أَزور وَهِي زوراء (ج) زور
(ز و ر) : (الزَّوَرُ) مَيْلٌ فِي الزَّوْرِ وَهُوَ أَعْلَى الصَّدْرِ وَفِي الصِّحَاحِ الزَّوَرُ فِي صَدْرِ الْفَرَسِ دُخُولُ إحْدَى الْفَهْدَتَيْنِ وَخُرُوجُ الْأُخْرَى وَهُمَا لَحْمَتَانِ فِي زَوْرِهِ نَاتِئَتَانِ مِثْلُ الْفِهْرَيْنِ (وَفِي الْجَامِع) الْأَزْوَرُ مِنْ الرِّجَالِ الَّذِي نَتَأَ أَحَدُ شِقَّيْ صَدْرِهِ (وَبِمُؤَنَّثِهِ) سُمِّيَتْ دَارُ عُثْمَانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بِالْمَدِينَةِ وَمِنْهَا قَوْلُهُمْ أَحْدَثَ الْأَذَانَ عَلَى الزَّوْرَاءِ.
ز و ر : الزُّورُ الْكَذِبُ قَالَ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} [الفرقان: 72] وَزَوَّرَ كَلَامَهُ أَيْ زَخْرَفَهُ وَزَوَّرْتُ الْكَلَامَ فِي نَفْسِي هَيَّأْتُهُ وَازْوَرَّ عَنْ الشَّيْءِ وَتَزَاوَرَ عَنْهُ مَالَ وَالزَّوَرُ بِفَتْحَتَيْنِ الْمَيْلُ وَزَارَهُ يَزُورُهُ زِيَارَةً وَزَوْرًا قَصَدَهُ فَهُوَ زَائِرٌ وَزَوْرٌ وَقَوْمٌ زَوْرٌ وَزُوَّارٌ مِثْلُ: سَافِرٍ وَسَفْرٍ وَسُفَّارٍ وَنِسْوَةٌ زَوْرٌ أَيْضًا وَزُوَّرٌ وَزَائِرَاتٌ وَالْمَزَارُ يَكُونُ مَصْدَرًا وَمَوْضِعُ الزِّيَارَةِ وَالزِّيَارَةُ فِي الْعُرْفِ قَصْدُ الْمَزُورِ إكْرَامًا لَهُ وَاسْتِئْنَاسًا بِهِ. 
(زور) - في حديث طَلْحَة : "حتى أَزارَ به شَعُوب"
أي أَوردَ به المَنِيَّةَ فَزارَها
- في حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما -: "إِنّ لِزَوْرِك عليك حَقًّا". : أي لِزَائرِك، والمصادر كثيرا ما تُوضَع مواضعَ الَأسماءِ والصّفات كقولهم: صَوْمٌ، ونَوْمٌ، بمعنى صَامَ ونَامَ، وصَائِم ونَائم؛
- ومنه حديث أبي رافع: "أنه وقف على الحَسَن بن علي - رضي الله عنهم -، وهو نائم، فقال: أيها النَّومُ"
يُرِيد النائمَ، وقد يكون الزَّوْرُ جمع: زائر، كَرَاكِب ورَكْب، وتاجِر وتَجْر.
- في حديث المغيرة - في صفة النِّساء: "إن زَارَتْ زار": أي خرجت للزِّيارة.
زور
الزَّوْرُ: أعلى الصّدر، وزُرْتُ فلانا: تلقّيته بزوري، أو قصدت زوره، نحو: وجهته، ورجل زَائِرٌ، وقوم زَوْرٌ، نحو سافر وسفر، وقد يقال:
رجل زَوْرٌ، فيكون مصدرا موصوفا به نحو:
ضيف، والزَّوَرُ: ميل في الزّور، والْأَزْوَرُ: المائلُ الزّور، وقوله: تَتَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ
[الكهف/ 17] ، أي: تميل، قرئ بتخفيف الزاي وتشديده وقرئ: تَزْوَرُّ . قال أبو الحسن: لا معنى لتزورّ هاهنا، لأنّ الِازْوِرَارَ الانقباض، يقال: تَزَاوَرَ عنه، وازْوَرَّ عنه، ورجلٌ أَزْوَرُ، وقومٌ زَوَّرٌ، وبئرٌ زَوْرَاءُ: مائلة الحفر وقيل لِلْكَذِبِ: زُورٌ، لكونه مائلا عن جهته، قال: ظُلْماً وَزُوراً [الفرقان/ 4] ، وقَوْلَ الزُّورِ [الحج/ 30] ، مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً [المجادلة/ 2] ، لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ [الفرقان/ 72] ، ويسمّى الصّنم زُوراً في قول الشاعر:
جاءوا بزوريهم وجئنا بالأصم
لكون ذلك كذبا وميلا عن الحقّ.

زور


زَوِرَ(n. ac. زَوَر)
a. Sloped, was inclined; was crooked, deformed.

زَوَّرَa. Falsified, altered, perverted; counterfeited
forged.
b. Declared false, rejected, disallowed.
c. Embellished, adorned.

أَزْوَرَa. Made, persuaded to visit.

تَزَوَّرَa. Lied.

إِزْتَوَرَ
(د)
a. Visited; repaired to; frequented.

إِزْوَرَّ
a. ['An], Turned away from.
زَوْر
(pl.
أَزْوَاْر)
a. Chest; breastbone.
b. Prudence; firmness.
c. Phantom, spectre, ghost, apparition, vision.
d. Visitors.

زَارَة []
a. Bird's crop.

زِيْر (pl.
زِيَرَة []
أَزْوَار []
أَزْيَار [ 38I ] )
a. Gallant, ladies' man.
b. Gallantry.
c. Hemp, flax.

زُوْرa. Lie, falsehood; lying, falsity, falseness.
b. False god, idol.
c. Vanity.
d. [ coll. ], Force, violence.
زَوَرa. Inclination.
b. Distortion.

أَزْوَر [] (pl.
زُوْر)
a. Oblique, slanting; awry, crooked.

زَائِر [] ( pl.
reg. &
زُوَّاْر
29)
a. Visitor.
b. Squinting.

زِوَار [] (pl.
أَزْوِرَة)
a. Cord.

زِيَار []
a. Cord.
b. Clog, shackles ( for a horse )

زِيَارَة []
a. Visit, call; pilgrimage.

زَوْرَآء []
a. Deep (well).
b. Silver cup, tankard.
c. [art.], Bagdad.
تَزْوِيْر
a. Forgery; falsification.

بِالزُّوْر
a. By force.

شاحَادَة زُوْر
a. False oath; perjury.

زَوْرَق (pl.
زَوَارِق)
a. Boat, skiff.
ز و ر: (الزُّورُ) الْكَذِبُ. وَالزَّوْرُ بِالْفَتْحِ أَعْلَى الصَّدْرِ وَهُوَ أَيْضًا الزَّائِرُونَ، يُقَالُ: رَجُلٌ (زَائِرٌ) وَقَوْمٌ (زَوْرٌ) وَ (زُوَّارٌ) مِثْلُ سَافِرٍ وَسَفْرٍ وَسُفَّارٍ وَنِسْوَةٌ (زَوْرٌ) أَيْضًا وَ (زُوزٌ) مِثْلُ نَوْمٍ وَنُوحٍ وَ (زَائِرَاتٌ) . وَ (الزَّوْرَاءُ) دِجْلَةُ بَغْدَادَ. وَقَدِ (ازْوَرَّ) عَنِ الشَّيْءِ (ازْوِرَارًا) أَيْ عَدَلَ عَنْهُ وَانْحَرَفَ وَ (ازْوَارَّ) عَنْهُ (ازْوِيرَارًا) وَ (تَزَاوَرَ) عَنْهُ تَزَاوُرًا كُلُّهُ بِمَعْنًى. وَقُرِئَ: «تَزَّاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ» وَهُوَ مُدْغَمُ تَتَزَاوَرُ. وَ (زَارَهُ) مِنْ بَابِ قَالَ وَكَتَبَ، وَ (زُوَارَةً) بِضَمِّ الزَّايِ وَ (الزَّوْرَةُ) الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ. وَ (اسْتَزَارَهُ) سَأَلَهُ أَنْ يَزُورَهُ. وَ (تَزَاوَرُوا) زَارَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَ (ازْدَارَ) افْتَعَلَ مِنَ الزِّيَارَةِ. وَ (التَّزْوِيرُ) تَزْيِينُ الْكَذِبِ، وَ (زَوَّرَ) الشَّيْءَ (تَزْوِيرًا) حَسَّنَهُ وَقَوَّمَهُ. وَ (الْمَزَارُ) الزِّيَارَةُ وَمَوْضِعُ الزِّيَارَةِ أَيْضًا وَالزِّيرُ. مِنَ الْأَوْتَارِ الدَّقِيقُ وَ (الزِّيَارُ) بِالْكَسْرِ مَا يُزَيِّرُ بِهِ الْبَيْطَارُ الدَّابَّةَ أَيْ يَلْوِي بِهِ جَحْفَلَتَهَا. 
ز و ر

زرته زوراً وزيارة، وأزرته غيري، واعفوني عن الزيارات. وفلان مزور غير زوار. وأقبلت المزدارة وهم زوار قبل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم. واستزرته فزارني وازدراني، وهم يتزاورون، وبينهم تزاور. وهو زور صدق، وزور كريم، وهي وهم وهنّ زور. قال:

ومشيهن بالكثيب مور ... كما تهادى الفتيات الزور

وزوروا صاحبهم تزويراً إذا أكرموه واعتدوا بزيارته. وتقول: استضأت بهم فنوّروني، وزرتهم فزوّروني. وقال الكميت:

وجيش نصير جاءنا عن جنابة ... فكان علينا واجباً أن يزوّرا

وهو زير نساء، وفتية أزوار. وفي صدره زور: اعوجاج. ورجل أزور. وازورّ عنه وتزاور وازّاور. " تزاور عن كهفهم " وهو شاهد زور. وماله زور ولا صيور: قوة رأي. وما في هذا الحبل زور. وفرس عظيم الزور وهو أعلى الصدر. وزوّر الطائر: أكل حتى ارتفع زوره. وزوّرت عليّ: قلت الزور.

ومن المجاز: زور الحديث: ثقفه وأزال زوره أي اعوجاجه. وتزوّره: زوره لنفسه. قال:

ألغ أمير المؤمنين رسالة ... تزوّرتها من محكمات الرسائل

وألقى زوره: أقام. وكلمة زوراء: دنية معوجة. ومنارة زوراء: مائلة عن السمت. ورمى بالزوراء: بالقوس. وفلاة زوراء: بعيدة. وهو أزور عن مقام الذل. وتقول: قوم عن مواقف الحق زور، فعلهم رياء وقولهم زور؛ وما لكم تعبدون الزور وهو كل ما عبد من دون الله. وأنا أزيركم ثنائي، وأزرتكم قصائدي.
زور
الزوْرُ: وَسْطُ الصَّدْرِ. وال! زوَرُ: مَيل فيه. وكَلْبٌ أزْوَرُ: لِلَّذي اسْتَدَقَّ جَوْشَنُ زَوْرِه وخَرَجَ كَلْكَلُه.
والمُزَؤَرُ من الإبِلِ: الذي يَغْمِزُ المُذَمِّرَ حيْنَ سَلِّه من بَطْنِ أمِّه. وزَؤَرَ الطائرُ تَزْويراً: إذا أكَلَ فارْتَفَعَتْ حَوَاصِلُه. والزَوْرُ: عَسِيْبُ الفَحْلِ؛ بلُغَةِ اليَمَنِ. والأزْوَرُ: الذي يَنْظُرُ إليك بمُؤخرِ عَيْنِه. والزَوْرَاءُ: القَوْسُ؛ لأنَّها عَوْجَاءُ. والزُوَرَةُ: الانْحِرَافُ عن الشَّيْءِ والبُعْدُ. وهي الاسْمُ من الأزْوَرِ. والزوْرَاءُ: مِشْرَبَةٌ من فِضَةٍ مُسْتَطِيْلَةٌ شِبْهُ التَّلْتَلَةِ. ودارٌ بالحِيْرَةِ للنُّعْمَانِ بن المُنْذِرِ. وكُلُّ فَعْلَةٍ دَنِيًةٍ غَيْرِ مَحْمُوْدَةٍ. وفَلاةٌ زَوْرَاءُ: بَعِيْدَة.
والزَوَرُ: الأزْوَرُ. والزُوْرُ: الكَذِبُ. وما يُعْبَدُ من دُوْنِ اللهِ. والقُوَّةُ. والرأيُ، فُلانٌ لازُوْرَ له: أي لاغِنَاءَ عِنْدَهُ. وزَوَّرْتُ الكَلامَ: قَوَيْته وشَدَدْته.
وزَوَّرْتُ الشَّيْءَ: عَوَجْته وأمَلْته عن جِهَتِه. والزِّوَرُّ: السَّيْرُ الشَّدِيْدُ. والزَوَزَةُ: الشَّدِيْدَةُ من النُّوقِ، وقيل: هي المُهَيَّأةُ للأسْفَارِ قد زُوِّرَتْ لها. والتَزْوِيْرُ: التقْوِيْمُ والتحْسِيْنُ، ومنه: كَلاَمٌ مُزَوَّرٌ. والتَزْويرُ: إكْرَامُ الضَّيْفِ، زَوِّرُوا ضَيْفَكم.
ورَجلٌ مُزَورٌ في حَسَبِه: أي مَغْمُوْزٌ. والزَيَارَةُ: مَعْرُوْفَةٌ، رَجُلٌ زائر، وهم زُوْز وزُوَّارٌ وزائرونَ. وزَارَني فلانٌ فَزَوَرْتُه: أي أكْرَمْته. والزيْرُ: الكَثِيْرُ الزِّيَارَةِ. والزُّويرُ: رَأسُ القَوْم وصاحِبُ أمْرِهِم. والأزْوَرُ: السَّيًدُ. والزوْرُ: صَخْرَةٌ كانَتِ العَرَبُ تُلْقِيها بَيْنَهم في الحَرْب فيقولون: لا نَفِرُ حَتى تَفِر الصَخْرَةُ. وصَبَحَ بَني فلانٍ زُويرُ سَوْءٍ: إذا غَزَاهُم القَوْمُ فأغاروا عليهم، وهو تَصْغِيْرُ الزائِر. والزَوَارُ والزيَارُ: الحَبْلُ الذي يُجْعَلُ خَلْفَ الكِرْكِرَةِ إذا ضَمَرَ البَعِيْرُ، يُقال: زُرْتُ البَعِيْرَ. والزَوْرُ: العُقَابُ الذي في البِئْرِ لا يُقْدَرُ على قَلْعِه. وفَضْل من الجَبَلِ في البِئْرِ. والزارَةُ: جَمَاعَةٌ من الإبِلِ ما بَيْنَ الخَمْسِيْنَ إلى السِّتِّيْنَ. وكذلك من النَاسِ والبستانِ. والأجَمَةُ: زَارَةٌ. وحَكَى الخارزنجيُّ: الزائرَةُ: الشحْمَةُ التي تكونُ حَوْلَ الداغِصَةِ من الدابةِ السمِيْنَةِ. وهو تَصْحِيْفٌ عندي؛ لأنَّه هو الرّائرَةُ - بالراء دُوْنَ الزاي -.
[زور] الزور: الكذِب. والزور أيضاً: الزون، وهو كل شيئ يتخذ رَبَّاً ويُعْبَدُ من دون الله. قال الاغلب. * جاءوا بزوريهم وجئنا بالاصم * وكانوا جاءوا ببعيرين فعقلوهما وقالوا: لا نفر حتى يفر هذان. فعابهم بذلك وجعلهما ربين لهم. ويقال أيضاً: ماله زورٌ ولا صَيُّورٌ، أي رأْي يرجع إليه. والزُوَيرُ: زعيم القوم. قال الشاعر : بأيدى رجال لا هوادة بينهم * يسوقون للموت الزوير اليلنددا وقال آخر: قد نضرب الجيش الخميس الا زورا * حتى ترى زويره مجورا - والزور: أَعْلَى الصَدرِ. ويُسْتَحَبُّ في الفَرس أن يكون في زَوْرِهِ ضيقٌ، وأن يكون رَحْب اللَبانِ، كما قال عبد الله بن سلمة بن الحارث: مُتَقارِبِ الثَفِناتِ ضَيْقٍ زَوْرُهُ * رَحْبُ اللَبانِ شديدِ طَيِّ ضَريسِ - وقد فرَق بين الزَوْرِ واللَبانِ كما ترى. والزَوْرُ أيضاً: الزائرون، يقال: رجلٌ زائرٌ وقوم زور وزوار، مثل سافر وسفر وسفار، ونسوة زور أيضا وزور، مثل نوم ونوح، وزائرات. والزور بالتحريك: الميل، وهو الصعر. والزور في صدر الفَرَس: دخولُ إحدى الفَهْدَتَيْن وخروج الاخرى. والزوراء: اسم مال كان لاحيحة بن الجلاح الانصاري، وقال فيه: إنى أقيم على الزوراء أعمرها * إن الكريم على الاخوان ذو المال - والزوراء: البئر البعيدة العقر. قال الشاعر: إذ تجعل الجارَ في زَوْراء مُظْلِمَةٍ * زَلخ المقام وتطوى دونه المرسا - وأرض زَوْراءُ: بعيدة. قال الأعشى: يَسْقي دِياراً لها قد أَصْبَحَتْ غَرَضاً * زَوْراَء أَجْنَفَ عنها القَوْدَ والرَسَلُ - والزَوْراءُ: القَدَحُ. قال النابغة: وتُسْقى إذا ما شئتَ غيرَ مُصَرَّدٍ * بِزَوْراَء في حافاتِها المِسْكُ كانِعُ - ويقال للقَوْسِ: زَوْراءُ لميْلِها: وللجيش: أزور. ودجلة بغداد تسمى: الزوراء. والازوار عن الشئ: العدول عنه. وقد ازْوَرَّ عنه ازوِراراً، وازوار عنه ازويرارا، وتزاور عنه تزاورا، كلُّه بمعنى عَدَلَ عنه وانحرف. وقرئ:

(تزاور عن كفهم) *، وهو مدغم تتزاور. وزُرْتُهُ أُزُورُهُ زَوْراً وزِيارَةً وزوارَةً أيضا، حكاه الكسائي. والزورة: المرة الواحدة. والزورة: البُعْدُ، وهو من الازْوِرارِ. قال الشاعر : وماءٍ وَرَدْتُ على زَوْرَةٍ * كمشى السبنتى يراح الشفيفا - وأزاره، حَمَلَهُ على الزيارة. واسْتَزارَهُ: سَأَله أن يزوره. وتزاوروا: زار بعضهم بعضاً. وازْدار: افْتَعَل من الزيارة. وقال أبو كبير:

وازْدَرْتُ مُزْدارَ الكَريم المِفْضَلِ * والتَزْويرُ: تَزْيينُ الكَذِبِ. وزورت الشئ: حسنته وقومته. ومنه قول الحجاج: " امرؤٌ زَوَّرَ نَفْسَهُ "، أي قَوَّمَها. والتَزْويرُ: كَرامَةُ الزائر. والمَزارُ: الزيارةُ. والمَزارُ: مَوْضِعُ الزيارة. والزيرُ من الرِجال: الذي يحبُّ محادثة النساء ومجالستهن، سمى بذلك لكثرة زيادته لهن. والجمع الزيرة. والزيرُ من الأَوْتارَ: الدقيق. والزير: الكتان، عن يعقوب. والزيار: ما يزير به البَيْطارُ الدَابَّةَ، أي يَلوي به جَحْفَلَتَهُ. قال أبو عمرو: الزِوارُ: حبل يُجْعل بين التصدير والحَقَبِ، والجمع أزورة. والزور: مثال الهجف: السير الشديد. قال القطامى: يا ناق خبى خببا زورا * وقلبي منسمك المغبرا - 
[زور] نه: فيه المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي "زور" هو الكذب والباطل والتهمة. ج: ذي "زور" وهو من يزور على الناس بأن يتزيى بزي أهل الزهد رياء أو يظهر أن عليه ثوبين بأن يخيط كُمًّا على كُمٍّ - ومر كلام فيه. نه: وفيه: عدلت شهادة "الزور" الشرك لقوله تعالى "والذين لا يشهدون "الزور" بعد قوله "والذين لا يدعون مع الله إلها آخر". ن: قول "الزور" تحسين الشيء ووصفه بخلاف صفته. غ: "لا يشهدون "الزور"" أي الشركأسماء المنية. وح: كنت "زورت" في نفسي مقالة، أي أصلحت وهيأت، وكلام مزور أي محسن. ومنه: رحم الله امرأ "زور" نفسه، على نفسه، أي قومها وحسنها، وقيل اتهم نفسه على نفسه وحقيقته نسبها إلى الزور كفسقته. وفي ح الدجال: رآه مكبلًا بالحديد "بأزورة" وهي جمع زوار وزيار وهو حبل يجعل بين التصدير والحقب، أي جمعت يداه إلى صدره وشدت، ومحل بأزورة قصب، كأنه قال: مكبلًا مزورًا. وفي ح أم سلمة: أرسلت إلى عثمان: يا بني! ما لي أرى رعيتك عنك "مزورين" أي معرضين منحرفين، يقال أزور عنه وازوار. ومنه شعر عمر:
بالخيل عابسة "زورا" مناكبها
هو جمع أزور، من الزور الميل. وفي شعر كعب:
في خلقها عن بنات "الزور" تفضيل
الزور الصدر، وبناته ما حواليه من الأضلاع وغيرها. ك: زاد النداء الثالث على "الزوراء" هو بفتح زاي وسكون واو وفتح راء ممدودًا موضع بسوق المدينة، وقيل: إنه مكان مرتفع كالمنارة، وقيل: حجرة كبيرة عند باب المسجد، والنداء الثالث ثالث باعتبار الشرعية لكونه مزيدًا على الأذان بين يدي الإمام وعلى الإقامة للصلاة، وهو أول عند دخول الوقت باعتبار الوجود، وثالثيته بعد الإقامة أذانًا تغليبًا، وح أن النأذين الثاني أمر به عثمان نظرًا إلى عدم التغليب. ط: الزوراء هو دار في سوق المدينة يقف المؤذن على سطحه للنداء الثالث قبل خروج الإمام ليسعوا إلى ذكر الله ولا يفوته أوائل الخطبة والنداء الأول بعده عند صعوده للخطبة، والثاني الإقامة بعد نه من المنبر. غ: "الزارة" الأجمة والغابة، "زورته" هيأته. ومنه: "زيار" الدابة. مد: ""تزور" عن كهفهم" أي تميل عنه ولا يقع شعاعها عليهم - ويتم في فجوة من ف.
باب الزاي والراء و (وا يء) معهما ز ور، وز ر، ر وز

زور: الزَّور: وَسَطُ الصَّدْر. والزور: مَيَلٌ في وَسَط الصّدر. وكَلْبٌ أَزْور: استدقّ جوشنُ زَوْره وخرج كلكله كأنّه قد خُصِر جانباه، وهو في غير الكلاب مَيَلٌ لا يكون معتدل التّربيع. قال أعرابيّ: الزَّوْر للزّائر، أي: صدرُ الدّجاجة للضّيف. ومَفازةٌ زوراء، أي: مائلة عن القصد والسّمت. والأَزْوَرُ: الذي ينظر إليك بمؤخّر عينه، قال :

تراهنّ خَلّفُ القَوْمِ زُوراً عيونُها

والزِّيار: سِفافٌ يُشَدُّ به الرَّحْل إلى صدر البعير، بمنزلة اللَّبَب للدّابّة، ويسمّى هذا الذي يَشُدُّ به البَيْطار جحفلة الدّابّة: زياراً. والزّوراء: مِشْرَبةٌ مُستطيلة، شبه التَلتلة، قال النابغة: وتسقي إذا ما شئت غير مصرد ... بزوراء في حافاتها المسكُ كارعُ

والمُزَوَّرُ من الإبل: الذي إذا سَلَّهُ المُزَمِّرُ من بَطْن أُمِّه اعْوَجَّ صدرُه فيغمزه ليقيمه، فيبقَى فيه من غمزه أثرٌ يُعْلَم أنّه مُزَوَّر. والإنسان يُزَوِّر كلاما، أي: يُقَوِّمه قبل أن يتكلّم به، قال :

أَبْلِغْ أَمِيرَ المُؤْمنين رسالةً ... تزوّرتُها من مُحكَماتِ الرَّسائلِ

والزَّور: الذّي يزورك، واحداً كان أو جميعاً، ذكراً كان أو أنثى. والزُّورُ: قول الكَذِب، وشهادةُ الباطلِ، ولم يُشتَقّ تزوير الكلام منه، ولكنْ من تزوير الصَّدر.

وزر: الوَزَرْ: الجبل يُلْجَأُ إليه، يقال: ما لهم حِصْنٌ ولا وَزَر. والوِزْرُ: الحِمْلُ الثّقيل من الإثم، وقد وَزَرَ يَزِر، وهو: وازر، والمفعول: موزور. والوزير: الذّي يَستَوْزِرُه الملكُ، فيستعين برأيه، وحالته: الوَزارة. وأوزار الحرب: آلتها، لا تُفْرد، ولو أُفْرِد لقيل: وِزْر، لأنهيرجع إلى الحمل الثّقيل، قال الضّرير: أُفْرِده، وأقول: وَزَر، لأنّ السِّلاح وَزَرُ الرّجل وحِصْنُه، قال الأَعشَى:

وأعددت للحرب أوزارَها ... رماحاً طِوالاً وخَيْلاً ذُكُورا

روز: الرَّوْز: التَّجْربة [تقول] : رزت فلانا ورزت ما عنده. والرّازُ: رأسُ البنّائينَ، وحِرْفَتُهُ الرِّيازةُ، وجمعُ الرّازِ: الرَّازةُ.

زرى: الزَّرْيُ: أنْ يَزْرِيَ [فلانٌ] على صاحبه أمراً، إذا عابه وعَنَّفَهُ ليرجع فهو زارٍ عليه، قال :

نُبِّئْتُ نُعمَى على الهِجرانِ زارية ... سقياً ورعياً لذاك الغائب الزاري

وإذا أَدْخَلَ الرّجلُ على غَيْرِهِ أمراً فقد أزرى به وهو مُزْرٍ. والإزراء: التّهاوُن بالنّاس.

زير: الزِّير: الذي يُكْثِرُ مجالسة النّساء، والزّير مشتقّ من الفارسيّة. زرأ: المزرىء: تأسيسُ قولك: أَزْرَأَ فلان إلى كذا، أي: صار إليه وأَوَى إليه.

زار: الزّأرة: الأجَمة ذات الحَلْفاء والقصب. وزأر الأسدُ يزأر زئيراً وزئاراً. والفَحْلُ يَزْأَرُ في هَديره زَأْراً إذا ردّه في جوفه، ثم مدّه، قال رؤبة:

يجمعن زارا وهديرا محضاً

أزر: الأَزْرُ: الظّهر، وآزَرَهُ، أي: ظاهره وعاونه على أمر. والزّرع يؤازرُ بَعضُه بَعْضا، إذا تلاحق والتفّ. وشدّ فلانٌ أَزْرَه، أي: شَدَّ مَعقِدَ إزارِهِ، وائتزر أَزْرَة، ومنه قولُ الله عزّ وجلّ: اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي . والمِئْزرُ: الإزارُ نفسُه. آزر: اسم والدِ إبراهيمَ عليهِ السّلام.

رزا: ما رَزَأَ فُلانٌ فُلاناً، أي: ما أصاب من مالِهِ شيئا. والرزء: المصيبة، والاسم: الرزيئة والمرزئة، وهذا يكون في صعير الأمرِ وكَبيرِهِ، حتّى يُقال: إنّ فلاناً لَقليلُ الرَّزء للطّعام، وأصابه رُزءٌ عظيم من المَصائب، والجميعُ: الأَرْزاءُ، قال لبيد:

[وأرى أَرْبَدَ قد فارقني] ... ومن الأَرْزاءِ رُزْءٌ ذو جَلَلْ

وإنّهُ لكَرِيمٌ مُرَزّأ، أي: يُصِيبُ النّاسُ من مالِهِ ونَفْعه. وقوم مُرَزَّءونَ، وهُمُ الّذينَ تُصِيبُهم الرّزايا في أموالهم وخِيارِهم.

أرز: الأَرُزّ: معروف. والأَرْزُ: شدّةُ تَلاحُمٍ وتَلازُمٍ في كَزازةٍ وصَلابةٍ. وإنّ فلاناً لأَرُوزٌ، أي: ضيّقٌ بخيلٌ شُحّاً، قال :

فذاك بَخّالٌ أَرُوزُ الأَرزِ

ويُقالُ للدّابة: إنّ فقارَها لآرزةٌ، أي: مُتَضايقة متشددة، قال :

بآرزة الفَقارة لم يَخُنْها ... قِطافٌ في الرِّكابِ ولا خِلاءُ

وما بَلَغَ فلانٌ أَعْلَى الجَبَلِ إلاّ آرزاً، أي: مُنْقَبِضاً عن الانبساط في مَشيه من شِدّةِ إعيائِهِ، يُقال: أَعْيا فلانٌ فآرَزَ، أي: وَقف لا يَمضي.وسُئِلَ فُلانٌ شيئاً فآرَزَ، أي: انقبض عن أن يَجُودَ به وامتنع: ومن لم يَعرِفْ هذا قال: أرّز فأخطأ مثقّلاً.
[ز ور] الزَّوْرُ: وَسَطُ الصَّدْر، وقِيلَ: مُلْتَقَي أَطْراف عِظامِ الصَّدْرِ حَيْثُ اجْتَمَعَتْ، وقِيلَ: هو جَماعَةُ الصَّدْرِ من الخُفِّ والجَمعُ: أَزْوارٌ. والزَّوَرُ: عِوَجُ الزَّوْرِ، وقِيلَ: هو إشرافَُ أَحَد جَانِبَيْهِ على الآخَرِ، زَوِرَ زَوراً، وهو أَزْوَرُ. وكَلْبٌ أَزْوَرُ: قد اسْتَدَقَّ جَوْشَنُ صَدْرِه وخَرجُ كلْكَلُه. وعُنٌ قُ أَزْوَرُ: مَائِلُ. والمُزَوَّرُ من الإِبِلِ: الذي يَسُلُّه المّذَمِّرُ من بَطنِ أُمِّه، فَيَعْوَجُّ صَدْرُه، ثم يُقِيمُه فَيَبْقَى أَثَرُ ذَلِكَ. ورَكِيَّةٌ زَوْراءُ: غَيرُ مُسْتِقيمَة الحَفْرٍ. ومَفازَةٌ: زَوْؤاءَُ: مَائِلَةٌ عَن السَّمْتِ والقَصْدِ. وقُوْسُ زَوْرَاءُ: مَعْطُوفَةٌ. والأَزْوَرُ: الذي يَنْظُرُ بُمؤْخِرِ عَيْنْه. ونَاقَةٌ زَوْرَةٌ: تَنْظُر بُمؤْخَر عَنِيها، لِشدتَّها وِحدًّتِها، قال صَخْرُ الغَيِّ:

(ومَاءٍ وَرَدْتُ على زَوْرَةٍ ... كمَشْيِ السَّبَتْتَى يَراحُ الشَّفِيفَا)

ويُروَي: ((زُورَةٍ)) والأَولُ أَعْرِفُ. وزَاوَرَةُ القَطاةِ - مَفْتُوح الوَاوِ _: ما حَمَلَتْ فيه الماءَ لِفراخِها. والزَّوْرَاءُ: مَشْرَبَةٌ من فِضَّةِ مُسْتَطِيلَةٌ شِبْهُ التَّلْتَلَهِ، قال:

(بزَوْراءَ في حَافاتِها المِسْكُ كانِعُ ... )

وزَوَّرَ الطَّائُرِ: امْتَلاَّت حَوْصَلَتُه. والزِّوارُ: حَبْلٌ يُشَدُّ من التَّصْدِير إلى خَلْفِ الكِرْكِرَة حتى يُثْبُتَ؛ لِئَلاّ يُصِيبَ الحَقَبُ الثِّيلَ فيَحْتَبِسَ بَوْلُه، والجَمْعُ: أَزْوِرَةُ. وزِوَةُّ القَوْمِ: رَئِيُهم وسَيِّدُهم. ورَجُلٌ زَوَّارٌ، وزَوّارَةٌُ: غَليظٌ إِلَى القَصَر. ومَا لَه زُورٌ وَزَوْرٌ، أي رَأْيٌ وعَقْلٌ؛ الضَّمُّ عن يَعقوبَ، والفَتْحُ عن أَبِي عُبَيْدٍ، وقد غَلِط، وذَلَكَ أَنَّه قالَ: لا زَوْرَ له وَلا صَيُّورَ، وأُراهُ إِنَّما أَرادَ لا زَبْرَ له، فغَيَّرَه إِذْ كَتَبَه. وزَارَه زَوْراً وزِيَارَةً وزُروَارَةً، وازْدَارَه: عَادَه، قَالَ أبو كَبِيرٍ:

(فدَخَلْتُ بَيْتَاً غَيْرَ بَيْتِ سِنَاخَةٍ ... وازْدَرْتُ مُزْدَارَ الكَرِيمِ المُفْضِلِ) ورَجُلٌ زَِائُرٌ من قَوْمٍ زُرَّرٍ، وزُوَّارٍ، وزَوْرٍ، الأَخيرةً اسْمٌ للجَمْعِ، وقِيلَ: هو جَمْعُ زَائِر، ورَجُلٌ زَوْوٌ، وقَوْمٌ زَوْرُ، يكونُ للواحِدِ والجِميعِ والمّذَكَّرِ والمُؤَنَّثِ بلفْظٍ وَاحِدٍ؛ لأَنَّه مَصْدَرٌ. قالَ:

(حَبَّ بالزَّوْرِ الَّذِي لا يُرَى ... مِنْهُ إلاّ صَفَحةٌ عَنْ لَمَامْ)

ونِسْوَةُ زَوْرٌ كَذِلكِ، قَالَ:

(ومَشْيُهُنَّ بالكَثِيبِ مَوْرُ ... )

(كما تَهاَدَى الفَتَياتُ الزَّوْرُ ... )

ورَجُلٌ زَوّارٌ، وزَؤُورٌ، قال:

(إذا غَابَ عَنْها بَعْلُها لم أكُنْ لَها ... زَؤُوراً ولم تَأْنَسْ إِلَّى كِلابُها)

وقَدْ تَزاوَرُوا. والتَّزْوِيرُ: إكرامُ المُزُورِ الزَّائِرَ. وزَارَةُ الأَسَدِ: أَجَمْتُه، قالَ ابنُ جنَّي: وذَلِكَ لاعْتِيادِه إيَّاهَا، وزَوْرِه لَهَا. والزِّيرُ: الَّذي يُخالِطُ النِّساءَ، ويُريدُ حديثهن لغير شر والجمع: أَزوارٌ وأزيارٌ، الأخيرةُ من باب عيد وأعياد - وزيرةٌ، والأنثى: زيرٌ، وقَالَ بَعَضهم: لا يُوصَفُ به المُؤَنَّثُ، وقيِلَ: الزِّيرُ: المُخالِطَ لَهْنَّ في الِباطِلِ. والزُّورُ: الكَذِب، وشَهادةَ الباطِل، رَجُلٌ زُورٌ، وقَوْمٌ زُورٌ. وكَلامٌ مُزَوَّرٌ، ومُتَزَوَّرٌ: مُمَوَّةٌ بكَذِبٍ، وقِيلَ: مُحَسَّنٌ، وقِيلَ: هو المُثقفَّ قبلَِ أَنْ يتَكَلَّمَ به، ومنه قَولُ عَمَرَ: ((ما زَوَّرْتُ كَلاماً لأَقُولَه إِلاّ سَبَقنِي به أَبُو بَكْرٍ)) قالَ نَصْرُ بنُ سَيّارٍ:

(أَبْلِغْ أَمَيرَ المُؤْمنِينَ رِسالةً ... تَزَوَّرْتُها من مُحْكَماتِ الرَّسائِلِ)

وزَوَّرَ نَفْسَه: وَسَمَها بالزُّورِ. وفي الخَبَرِ عن الحَجَّاجِ: ((زَوَّرَ رَجُلٌ نَفْسَه)) . وزَورَّ الشَّهادَةَ: أبْطَلَها، مِنْ ذَلِكْ. وقَوْلُه تَعالَى: {والذين لا يشهدون الزور} [الفرقان: 72] قَالَ ثَعْلَبٌ: الزُّورُ هاهُنا مَجِالِسُ اللَّهْوِ، ولا أَدْرِي كَيْفَ هَذَا، إلاّ أَنْ يُريدَ مَجالِسَ الزُّورِ، وقِيلَ: الزُّورُ هُنا: الشِّرْكُ بِاللهِ، وقِيلَ: أعيادُ النَّصارَى، كِلاهُما عَنِ الزَّجَّاجِ، قالَ: والَّذِي جاَءَ في الزُّورِ أَنَّه الشِّرْكُ. وهو جَامِعٌ لأَعْيادِ النَّصارَى وغَيرِها، قَالَ: وقِيلَ: الزُّورُ هُنَا مَجالِسُ الغِناءِ. وزَوْرُ القَوْم وزَوِيرُهم، وزَوُيَرْهُم: سَيِّدهُم ورَأْسُهم. والزُّورُ: كُلُّ شَيءٍ يَتَّخَذُ رَبّا ويُعْبَدُ، قال الأَغْلَبُ:

(جَاءُوا بِزُورَيْهم وجِئْنَا الأَصمُ ... )

والأَصَمُُّ: رَجُلٌ، وكَانُوا جاءُوا ببَعيرَيْنِ فَعَقَلُوهُما، وقالُوا: لا نَفُرِ حتى يَفِرَّ هَذَانِ، قَال يَعْقُوبُ: فَعابَهُم بِذَلكَ وَجَعَلهُما رَبَّيْنِ لهم. والزِّير: الكتانُ، قال الحطَيْئَةُ:

(وإنْ غَضِبْتْ خَلْتَ بالِمشْفَرَيْنِ ... سِبَائِخ قُطْنٍ وَزِيراً نُسَالاَ)

والجَمْعُ أَزْوَارٌ. والزّبُر: ما اسْتَحكَمَ فَتْلًُه من الأَوْتارِ. وزِيرُ المَزْهَرِ مُشْتَقٌّ مِنْهُ. ويَوْمُ الزَّوْرَيْنِ مَعْرُوفٌ. والزَّوْرُ: عَسِيبُ النَّخْلٍ. والزَّارةُ: الجَماعَةُ الضَّخْمَةُ من النَّاسِ والإبلِ والغَنَمِ. والزِّوَرُّ: السَّيرُ الشَّدِيدُ: قَالَ القُطامِيّ:

(يا نَاقَُ خُبِّي خَبَاً زِوَراَّ ... )

(وقَلِّبِي مَنْسِمَكِ المُغْبَراَّ ... ) وقيل: الزِّوَرُّ: الشَّدِِيِدُ، فلَم يُخصَّ به شَيءُ دُونَ شَيءٍ. وزَارَةُ: حَيُّ من أَزْدِ السَّراةِ. وزَارَةُ: مَوْضِعٌ، قاَلَ:

(وكأَنَّ ظُعْنَ الحَيِّ مُدْبِرَةً ... نَخْلٌ بَزارَةَ حَمْلُه السُّعُدُ)
زور
زارَ يَزور، زُرْ، زيارةً وزَوْرًا، فهو زائر، والمفعول مَزُور
• زار فلانًا: أتاه بقصد الالتقاء به، قصده لأنس أو حاجة "زار صديقَه في بيته- زُرْ غِبًّا تزدَدْ حُبًّا: زُر حينًا بعد حين- حقّ على المزور أن يكرم زائره- {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ. حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ}: دُفنتم فيها". 

زوِرَ يَزوَر، زَوَرًا، فهو أَزْوَرُ
• زوِر الشَّخصُ: اعوجّ صدرُه.
• زوِر الشَّيءُ: مَالَ. 

أزارَ يُزير، أَزِرْ، إزارةً، فهو مُزِير، والمفعول مُزار
• أزاره المريضَ: حمله على زيارته. 

ازوارَّ عن يزوارّ، ازويرارًا، فهو مُزْوارّ، والمفعول مزوارٌّ عنه
• ازوارَّ الشَّخصُ عن الشَّيء: مال عنه وانحرفَ شيئا فشيئا "الشابّ الذي يزوارُّ عن الصواب لابد أن يُقوَّم". 

ازورَّ عن يزورّ، ازْوَرِرْ/ازْوَرَّ، ازورارًا، فهو مزوَرّ، والمفعول مزوَرٌّ عنه
• ازورَّ عن طريق الصَّواب: ازوارّ؛ مال عنه وانحرف " {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزْوَرُّ عَنْ كَهْفِهِمْ} [ق] ". 

استزارَ يستزير، اسْتَزِرْ، استزارةً، فهو مستزير، والمفعول مستزار
 • استزار فلانًا: طلب منه أن يزوره "استزار المريضُ أصدقاءه". 

تزاورَ/ تزاورَ عن يتزاور، تزاوُرًا، فهو متزاوِر، والمفعول متزاوَرٌ عنه
• تزاور النَّاسُ: زار بعضُهم بعضًا "أين المتزاورون في الله؟ ".
• تزاور عنه: مال وانحرف " {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ}: تتزاور". 

زوَّرَ/ زوَّرَ على يزوِّر، تزويرًا، فهو مزوِّر، والمفعول مزوَّر
• زوَّر الكلامَ: كذب فيه، زخرفه وموّهه "زوّر الشاهدُ ماوقع في الحادث".
• زوَّر توقيعَ المدير: قلّده وزيّفه بقصد الانتفاع به بغير حق "اكتشف تزويرًا في المستندات- زوَّر النقودَ".
• زوَّر القاضي شهادتَه: أبطلها وعدَّها زورًا.
• زوَّره المكانَ: جعله يزوره "زوّر تلاميذه المتحف".
• زوَّر عليه: قال عنه الكذب والباطل. 

إزارة [مفرد]: مصدر أزارَ. 

أَزْوَرُ [مفرد]: ج زُور، مؤ زَوْراء، ج مؤ زوراوات وزُور:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من زوِرَ ° الزَّوْراءُ: مدينة بغداد.
2 - من ينظر بمؤخر عينه.
3 - بعيد "أرضٌ زوراء". 

استزارة [مفرد]: مصدر استزارَ. 

تزوير [مفرد]: مصدر زوَّرَ/ زوَّرَ على.
• تزوير انتخابيّ: (قن) مجمل المخالفات المتعلّقة بالترشيح ولوائح الانتخابات وعملية التصويت وعدّ الأصوات. 

زائر [مفرد]: ج زائرون وزَوْر وزُوّار وزُوّر، مؤ زائرة، ج مؤ زائرات وزوائر وزُوّر: اسم فاعل من زارَ ° أُستاذ زائر: أستاذ جامعيّ يُدعى ليدرِّس في كلّيّة أخرى أو جامعة لفترة محدَّدة من الوقت- الزُّوّار: الذين يزورون الأماكن المقدسة أو المرضى في المستشفيات- مرحبًا بالزائرين: عبارة ترحيب- مُمرِّضة زائرة: ممرِّضة توظفها وزارة الصِّحة العامة أو المستشفى لتشجيع صحة المجتمع، وخاصّة لزيارة ومعالجة المرضى في بيوتهم. 

زار [مفرد]: حفلة راقصة يُقال: إنها تُقام لطرد الأرواح الشريرة التي تمس الأجسام كما يزعمون. 

زَوْر [مفرد]: ج أزْوَار (لغير المصدر):
1 - مصدر زارَ.
2 - أعلى الصَّدر، ملتقى أطراف عظام الصَّدر "آلام الزَّوْر". 

زَوَر [مفرد]: مصدر زوِرَ. 

زُور [مفرد]:
1 - شهادة الباطل افتراءً وبهتانًا " {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} " ° شهادة الزُّور: شهادة كاذبة أو مضلِّلة أمام سلطة قضائيّة، أو غيرها تجزم بالباطل وتنكر الحقّ.
2 - كَذِب "يدَّعي التقوى زُورًا- حلف بالزّور- {وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا} ". 

زِيارة [مفرد]:
1 - مصدر زارَ.
2 - إتيان بقصد الالتقاء "زيارة الأصدقاء/ المرضى- زيارة ودِّيَّة" ° بِطاقَة زيارة: بطاقة مطبوع عليها اسم الزائر كاملاً وغرض زيارته.
3 - إتيان بقصد التبرُّك أو الحج "زيارة الأماكن المقدَّسة/ الأولياء".
• حَقُّ الزِّيارة: حقّ الأب أو الأمّ في زيارة طِفلهما كما نُصّ في أمر الطلاق أو الانفصال. 

زِير [مفرد]: ج أزْوَار وأَزْيار وزِيار وزِيَرَة:
1 - جَرَّة كبيرة واسعة الفم يُوضع فيها الماء (انظر: ز ي ر - زِير).
2 - من يكثر من زيارة النساء، ويحب محادثتهن ومجالستهن "إنه زير نساء".
3 - (سق) أحد أوتار العود، وصوته رقيق. 

مَزار [مفرد]:
1 - مصدر ميميّ من زارَ.
2 - اسم مكان من زارَ: "اهتمت الدولة بالمزارات السياحيَّة".
3 - ما يزار من مقابر الأولياء "مَزار سيِّدي عبد الرحيم القِنويّ". 

مُزير [مفرد]: اسم فاعل من أزارَ. 

مُستزير [مفرد]: اسم فاعل من استزارَ. 
زور: زار: حج، قضى فريضة الحج (بوشر، همبرت ص152).
زار: أهدي، أعطى هدية (ميهرن ص28).
زَوِر: امتلأ بالطعام وغص (بوشر).
زَوَّر (بالتشديد): لفَّق، حرّف، قلّد (بوشر)، غيرّ بدّل (هلو). وكتاب مُزوّر عن لسان أحد أي كتاب ملفق مقلد (بوشر). وفي حيّان - بسّام (3: 140و): تلك الكتب المزوّرة أي المقلدة الملفقة.
زَوّر شهادته: أعلن أنها شهادة زور أي باطلة.
وزوّر شهادته: شهد بما لا يعلمه أو بخلاف ما يعلمه (محيط المحيط).
زوَّر: اضطر، أجبر (هلو).
زاوره: ضاجره وناكده (محيط المحيط).
ازور: انحرف عن وجهته، ففي ألف ليلة (1: 203): فأخذت زوجتي قطعة سمك ولقمة فدستها في حنكه فازور بعضه في حنكه فمات لوقته.
زَوْر: حلقوم، حنجرة (بوشر).
زُور: تقليد، تلفيق بالكتابة (هلو).
بالزور: افتراءً، بهتاناً، زوراً (بوشر).
حلف بالزور: حلف باطلاً (بوشر).
زُور: قهر، غصب، اقتسار (هلو).
بالزور: بقوة، بقسر (دلابورت ص138، دوماس حياة العرب ص359).
زور: هذه الكلمة ليست واضحة المعنى لدي وقد وردت في الفخري (ص284) ففيه: وقد رفض الوزير ابن خاقان أن يقبل هدية من المال والقماش قدمها إليه سلطان مصر ((وأمر بالمال فحمل إلى خزانة الديوان وصحح بها وأخذ به زوراً لصاحب مصر)).
زَوْرِيّ: حَلْقي (بوشر).
زُورِي: شهادة زور (أبو الوليد ص350).
زيارة: حج (بوشر، همبرت ص152، ابن خلكان 1: 481) مثل زيارة النصارى لبيت المقدس (ابن خلدون طبعة نورنبرج ص34) وخاصة زيارة المسلمين لقبر الرسول (صلى الله عليه وسلم) في المدينة (برتون 1: 293، كرتاس ص77، تاريخ البربر 1: 16، المقدمة 3: 408).
وفي أيام الموحدين كانت الزيارة هي الحج إلى قبر المهدي في تينملل، ففي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص38 و. ق): وأخذ في الحركة إلى الزيارة، ذكر حركة أمير المؤمنين رضي الله عنه من مراكش إلى زيارة قبر المهدي رضي الله عنه بتينملل.
زيارة: هدايا تقدم إلى قبر الولي أو إلى زاوية أو إلى ناسك (دوماس صحارى ص233، دوماس قبيل ص66، وعادات ص 212، 328، كاريت قبيل 1: 230، جاكو ص295، مجلة الشرق والجزائر السلسلة الجديدة 12: 398).
عيد الزيارة: عيد زيارة القديسة العذراء للقديسة اليزابث (اليصابات) (بوشر).
زائر: من يقصدون الخليفة لاستلام الهدايا أو يسألون إحساناً وقد أطلق عليهم اسم سُؤَّال ولما كانت هذه الكلمة تعني المكدين فقد غيرها خالد البرمكي بزُوَّار (الفخري ص185).
زائر: حاج (بوشر، همبرت ص152) وتطلق خاصة على من يقصد زيارة قبر الرسول (صلى الله عليه وسلم) في المدينة (برتون 1: 293).
تزوير: تقليد (بوشر).
مَزَار، وتجمع على مزارات: مكان الزيارة (بوشر، ابن بطوطة 1: 74، 3: 62،، 86، 156 الخ، تاريخ البربر 1: 186). وفي العبدري (ص6 و): وبه مزارة (مزارات) كثيرة.
مزار عند البياضية (الأباضية) في عمان: مثل المسجد عند باقي المسلمين، وغالباً ما يدفن فيه الأولياء حيث تحترم ذكراهم (بلجراف 2: 262).
مُزوَّر ومُزَوَّرة وجمعها مزاوِر ومُزَوَّرات: طعام لا لحم فيه يتخذ من البقول فقط، وكذلك المسكر من الأشربة الحلوة. ففي معجم المنصوري: مُزَوَّرات هو ما يستعمله من يشرب المسكر من الأشربة الحلوة إذا جالس الشرب وهو من التزوير وهو ... الكَذِب والزُور هو الكذب، وكذلك المزورات من الطبيخ هي ألوان تتخذ من الحبوب ومن البقول بغير لحم (وفي المخطوطة بياض).
وفي بيت للشاعر الفارسي خاقاني في الجريدة الآسيوية (1865، 1: 360) يفسره بقوله: جون ديد حرار ثم بدل در ... كُفتا كه زاشك كن مزوّر
وقد ترجمه السيد خانيكوف إلى الفرنسية بما معناه: ((وقد رأيت إن الحرارة تحرق قلبي فقال (الطبيب) لي حضر شراب التيزان والدموع)).
وفي التعليقات على التحفة بخط المؤلف نجد: مزور ومزورة بالتشديد طعام بي كُوشت كه از كشنيز وأمثال آن درآن كنُد ونجور وبيمار وهند، أي طعام يحضر بلا لحم وتجعل فيه كزبرة أو عقار من هذا القبيل، ويقدم للمرضى.
وفي محيط المحيط: والمزوَّرة عند الأطباء كل غذاء دبر للمريض بدون اللحم، وقد يتوسع فيها فتطلق على ما يلقى فيها اللحم أيضاً. وفي ابن البيطار (1: 35): وإذا اتخذ منه مزورة نفعت من الحمى الحادة. وفي تذكرة الأنطاكي: (اطراية) والشعيرية في مزاور المرضى (ابن خلكان 9: 145).
ومزورة (في الجزائر): ضرب من البرغل الدقيق يتخذ من الدقيق الناعم وأصبح كالحب الدقيق (دي سلان ترجمة ابن خلكان 3: 667 رقم 21).
ومزورة في الشام طعام من اللوز المدقوق أو الماش يطبخ حتى يروب كالعصيدة (محيط المحيط).
مُزَوِّر: من يرشد زائر قبر الرسول (صلى الله عليه وسلم) (بركهارت بلاد العرب 2: 138، برتون 1: 393).
مُزُورَة: مؤثث، مفروش، مجهز.
مِزْوَرة: مرتبة المِزْوَر (انظر مزور)، رئيس. ففي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص107): ثم نقل إلى مزورة العصر (الغُزّ) ثم نقل إلى الوزارة.
مُزوَّرَة: انظر مُزَوَّر.
مَزْوار وتجمع على مزاورون، ومَزَاور، ومزاورة: هي اللفظة بربرية امزوار التي تعني أول التي حذف منها الألف وهي علامة الفرد المذكر بروسلارد في الجريدة الآسيوية (1851، 1: 84)، وقد ترجمت كلمة أول في معجم البربر بكلمة دَمَزْوار، وتستعمل كلمة مزوار بمعنى رئيس وهي بمعنى كلمة شيخ عند العرب. وقد ترجمها فوك بكلمة Pretalus، وفيه أيضاً مزوار عشرة أي رئيس وقائد عشرة رجال.
وفي الحلل (ص89 و): وأما سائر المشايخ والمزاورة. ومزوار الأطباء: رئيس أطباء البلاط (رينان ابن رشد ص452) وهذا صواب قراءتها بدل للأطباء.
ومزوار الطلبة (رينان ابن رشد ص452، مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية ص115) وهي مرادفة شيخ الطلبة في كتاب ابن صاحب الصلاة (ص3 و).
ويسمى شيخ القبيلة مزوار أيضاً (تاريخ البربر 1: 480) وفي مخطوطتنا (رقم 1351) ويسمى بدل وتسمى. وفي ترجمة دي سلان (3: 418) ويسمى أيضاً.
وقد قسمت مقاطعة درعا إلى حكومتين على رأس كل حكومة منها مزوار وكان في الحقيقة سيداً مستقلاً (مارمول 3: 5).
وكان بعض الأشخاص الذين هم أقل منزلة يطلق عليهم اسم مزوار كالمهندس مثلاً (كرتاس ص281) ورئيس البنائين، معمار، غير أنه في بلاطات إفريقية وبلاط بني الأحمر في غرناطة يطلق اسم مزوار على رئيس الشرطة الجندار خاصة وكان هذا حاجباً وخادم الأمير والجلاد، ورئيس الشرطة هذا ورئيس الحجاب يحفظ باب السلطان ويمنع العامة من الدخول، ويدخل عليه الزائرين، ويراعى المراسيم المتبعة في الاجتماعات مع السلطان، ويتولى حراسة السجون، وحراسة من أمر السلطان بتوقيفهم، ويقوم بقتلهم بأمره، وكان يقسم بين يديه قسم الإخلاص للسلطان الجديد (انظر المقدمة 2: 14، تاريخ البربر 1: 518، 2: 373، وترجمة دي سلان لتاريخ البربر 2: 435، أبو حمو ص81) وبالجملة فقد كان يتولى وزارة مصغرة (ابن خلدون).
وفي غرناطة كان السلاطين يولون عادة في هذه الوظيفة عبداً معتقاً (كما أخبرنا هرناندو دي تيزا) (عند ملّر آخر أيام غرناطة) وكان هذا ممن لا أهل له ولذلك فهو شديد الإخلاص للسلطان.
وكانت للمزوار مكانة كبيرة في المجتمع، وفي أيام ليون الأفريقي ومارمول كان ذو المرتبة الأولى في تونس المُنَفِّذ، والمرتبة الثانية للمزوار وكان هذا قائد الجيش، انظر ليون (ص565) ومارمول (2: 244).
وفي فاس كان المزوار مساعداً للوزير وغالباً ما يكون قائد الجيش (مارمول 2: 99).
وفي تلمسان كان المزوار الشخصية الأولى في الدولة بعد السلطان.
وفي أيام حكم بني زيّان كان لهم وزيران وقائد للجيش وهو صاحب السيف وكاتب ثم جمعوا كل ذلك لوزير واحد أطلقوا عليه اسم المزوار في أواخر حكمهم (برجس ص364) وكان هذا فيما يقول مارمول (2: 177) نائب الملك.
والمزوار باعتباره قائد الجيش كان يقرر رواتب الجيش وتجنيدهم وتسريحهم حسب حاجة الوقت، ويعين موظفي البلاط، وكان له في كل شيء نفس سلطة الملك.
وفي أيامنا هذه نجد المزوار مثل الوزير في توجرت (براكس مجلة الشرق والجزائر 5: 74) غير أنه في أماكن أخرى كان رئيس الشرطة. وهكذا نجد اسم مزوار العدوتين أي رئيس الشرطة في محلتي مدينة فاس (الجريدة الآسيوية 1844، 1: 402).
وفي الجزائر كان أيضاً مزوار يتمتع بكل هذه الصفات، ويخبرنا لوجيه الذي يتحدث عنه (ص243 - 244): أنه كان له السلطة العليا على مومسات البلد، وعليهن أن يدفعن له ضريبة مقدارها ألفي قرش يقدمها للواي، وهو يمسكهن في منزله ويقسمهن إلى طبقات. ويؤجرهن للمسلمين الذي عليهم إعادتهن عند انتهاء مدة الإيجار إلا إذا جدده لهم، انظر أيضاً (هيدو ص45، لامبرشت ص44، ص55، دان ص27، 102، 334، 338، فاخريشتن 1: 636، 3: 49، روزيه 3: 111، 114 - 116، 335، راموز ص192) وقارن مزوار مع مرينهور عند البرتغاليين مع ما يذكر تيفنو عنه (1: 554) في تونس، ومع سوباشي عند الأتراك.
ولا يزال المزوار في الجزائر حتى أيام الاحتلال الفرنسي الذي احتفظ به بعض الوقت (أهل الجزائر في أيامنا اترخت 1836 ص95).
مزوار: مركبة حديدية للتنكيل والتعذيب (بوشر).

زور

1 زَارَهُ, aor. ـُ inf. n. زِيَارَةٌ (S, A, Msb, K) and زَوْرٌ (S, A, K) and مَزَارٌ (S, Msb, K) and زُوَارَةٌ (Ks, S) or زُوَارٌ; (K;) and ↓ ازدارهُ, (S, A, TA,) of the measure اِفْتَعَلَ from الزِّيَارَةُ, (S, TA,) is syn. with زَارَهُ; (A, TA;) [He visited him: lit.] he met him with his زَوْر [i. e. chest, or bosom]: or he repaired to his زَوْر, i. e. direction: (B, TA:) [or] he inclined towards him: (TA:) [see also زَوِرَ:] or he repaired to him: (A:) or he repaired to him from a desire to see him. (Msb.) b2: [Hence,] زَارَ شَعُوبَ (tropical:) [lit., He visited death; i. e., he died]. (TA.) [See 4.]

A2: زَارَهُ, (K,) aor. ـُ inf. n. زِوَارٌ, (TA,) He bound upon him (namely a camel) the rope called زِوَار, q. v. (K.) A3: زَوِرَ, aor. ـْ inf. n. زَوَرٌ, He, or it, inclined. (TA.) [App. always used in a proper, not a tropical, sense. See زَوَرٌ below.] b2: He had the kind of distortion termed زَوَرٌ [which see, below]. (TA.) 2 زوّرهُ, (A, K,) inf. n. تَزْوِيرٌ, (S,) He honoured him; namely, a visiter; treated him with honour, or hospitality; (S, A, K;) made account of his visit; (A;) treated him well, and acknowledged his right as a visiter; (TA;) slaughtered for him, and treated him with honour or hospitality. (Az.) A2: زوّر الشَّهَادَةَ He annulled the testimony; (K, TA;) impugned and annulled it. (TA.) b2: El-Kattál says, وَنَحْنُ أُنَاسٌ عُودُنَا عُودُ نَبْعَةٍ

صَلِيبٌ وَفينَا قَسْوَةٌ لَا تُزَوَّرُ [And we are men whose wood of which our bows are made is hard wood of a neb'ah, and in us is hardiness not to be impugned and denied]: Aboo-'Adnán says, [perhaps reading نُزَوَّرُ, which may be the correct reading,] that he means, we are not to be calumniated, because of our hardness, or hardiness, nor to be held weak. (TA.) b3: زوّر نَفْسَهُ He stigmatized himself by the imputation of falsehood. (K.) [See also other explanations, below.] b4: زوّر كَلَامَهُ (assumed tropical:) He falsified his speech; he embellished his speech with lies; syn. زَخْرَفَهُ. (Msb.) [See also below.] b5: زوّر الكَذِبَ, (K,) inf. n. تَزْوِيرٌ, (S,) (tropical:) He embellished the lie. (S, K, TA.) b6: زوّر شَيْئًا (tropical:) He removed, or did away with, the obliquity of a thing; (TA;) he rectified, adjusted, or corrected, it; (IAar, S, Msb, K;) whether good or evil; (IAar, Msb;) he beautified, or embellished, it. (Az, S, K.) b7: زوّر كَلَامًا (tropical:) He made speech right and sound, (As,) prepared it, (As, Msb,) and measured it, (As,) فِى نَفْسِهِ in his mind, (Msb,) before he uttered it: (As:) he rectified, adjusted, or corrected, it; and beautified, or embellished, it; as also ↓ تزوّرهُ, occurring in a verse of Nasr. Ibn-Seiyár. (TA.) And [in like manner] زوّر الحَدِيثَ (tropical:) He rectified, or corrected, the story, narrative, or tradition, removing, or doing away with, its obliquity: and ↓ تزوّرهُ he did so (زِوّرهُ) to himself. (A.) b8: رَحِمَ اللّٰهُ امْرَأً زَوَّرَ نَفْسَهُ عَلَى نَفْسِهِ, a saying of El-Hajjáj, May God have mercy upon a man who rectifies, or corrects, himself, against himself: (S, * TA:) or, as some say, who stigmatizes himself by the charge of falsehood against himself: or who accuses himself against himself: like as you say, أَنَا أُزَوِّرُكَ عَلَى نَفْسِكَ I accuse thee [of wrong] against thyself. (TA.) A3: تَزْوِيرٌ is also syn. with تَشْبِيهٌ [The likening a thing to another thing; &c.]. (TA.) A4: زوّر said of a bird, inf. n. as above, His crop (حَوْصَلَتُهُ) became high: (Az, TA:) or became full. (TA.) 4 ازارهُ He incited him, or made him, to visit. (S, K.) You say أَزَرْتُهُ غَيْرِى I made him, or caused him, to visit another, not myself. (A.) b2: أَزَرْتُهُ شَعُوبَ (tropical:) I made him to visit death; [i. e., I killed him.] (TA.) [See 1.] b3: أَنَا أُزِيرُكُمْ ثَنَائِى (tropical:) [I will introduce you, or your name, in my eulogy; meaning I will praise you]. (A.) and أَزَرْتُكُمْ قَصَائِدِى (tropical:) [I have introduced you, or the mention of you, in my odes]. (A.) 5 تزوّر He said what was false; spoke falsely. (A.) A2: See also 2, in two places.6 تزاوروا They visited one another. (S, A, K.) You say, بَيْنَهُمْ تَزَاوُرٌ Between them is mutual visiting. (A.) b2: See also 9, in two places.8 اِزْدَارَ: see 1.

A2: Also, accord. to Aboo-'Amr El-Mutarriz, He swallowed a morsel, or mouthful; like اِزْدَرَدَ. (TA in art. زرد.) 9 ازورّ عَنْهُ, (S, A, Msb, K,) inf. n. اِزْوِرَارٌ; (S, A;) and ↓ ازوارّ, (S, A, K,) inf. n. اِزْوِيرَارٌ; (S;) and ↓ تزاور; (S, A, Msb, K;) He declined, or turned aside, from it. (S, A, * Msb, K.) ↓ تَزَّاوَرُ, in the Kur xviii. 16, is a contraction تَتَزَاوَرُ: (S;) تَزْوَرُّ is another reading. (TA.) b2: فِى صَدْرِهِ ازْوِرَارٌ In his breast, or chest, is crookedness, curving, or distortion. (A.) 10 استزارهُ He asked him to visit him. (S, A, * K.) 11 إِزْوَاْرَّ see 9.

زَارٌ: see زَارَةٌ.

زَوْرٌ: see زَائِرٌ, in three places. b2: Also A camel having the hump inclining. (TA.) b3: And, with ة, A she-camel that looks from the outer angle of her eye, by reason of her vehemence and sharpness of temper: (K, * TA: [see زَوْرَةٌ below: and see also أَزْوَرُ:]) and a strong and thick she-camel. (TA.) b4: And فَلَاةٌ زَوْرَةٌ A desert not of moderate extent, or not easy to traverse. (TA.) A2: The direction of a person to whom one repairs. (B.) b2: The breast, or chest: (TA:) or its upper, or uppermost, part: (S, A, Mgh:) in a horse, narrowness in this part is approved, and width in the لَبَان; as the poet 'Abd-Allah Ibn-Suleymeh says, making a distinction between these two parts: (S:) or its middle: or the elevated part of it, to the shoulder-blades: or the part where the extremities of the breast-bones meet together: (K:) or the whole of the breast of the camel: pl. أَزْوَارٌ. (TA.) Hence, بَنَاتُ الزَّوْرِ The ribs and other parts around the breast. (TA.) [Hence also, app. from the action of the camel when he lies down,] أَلْقَى زَوْرَهُ (tropical:) [lit. He threw his breast upon the ground;] he remained, stayed, or abode. (A.) b3: The lord, or chief, of a people; (K, * TA;) as also ↓ زُورٌ (Sh, K) and ↓ زُوَيْرٌ (IAar, S, K) and ↓ زَوِيرٌ (TA, as from the K, [in a copy of which SM appears to have found كَالزَّوِيرِ وَالزُّوَيْرِ كَزُبَيْرٍ وَخِدَبٍّ, instead of كَالزُّوَيْرِ وَالزِّوَرِّ الخ,]) and ↓ زِوَرٌّ. (K, TA.) A3: Determination: (T, M:) or strength of determination. (K.) b2: See also زُورٌ

A4: A palm-branch, or straight and slender palm-branch, from which the leaves have been stripped off: (Sgh, K, TA:) of the dial. of El-Yemen. (Sgh, TA.) A5: Stone which appears to a person digging a well, and which, being unable to break it, he leaves apparent: (K:) or, as some say, a mass of rock, in an absolute sense. (TA.) زُورٌ A lie; a falsehood; an untruth: (S, Msb, K:) because it is a saying deviating from the truth. (TA.) So in the Kur xxii. 31: and so it is expl. in the trad., المُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلَابِسِ ثَوْبَىْ زُورٍ [He who boasts of abundance which he has not received is like the wearer of two garments of falsity]. (TA. [See art. شبع.]) So, too, in the Kur [xxv. 72], وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ And those who do not bear false witness. (Bd, Msb.) [But there are other explanations of these words of the Kur, which see below.] b2: What is false, or vain: (K:) or false witness: and a thing for which one is suspected, syn. تُهَمَةٌ. (TA.) b3: (tropical:) Anything that is taken as a lord in the place of God; (S;) a thing, (K,) or anything, (AO, A,) that is worshipped in the place of God; (AO, A, K;) as also زُونٌ, with ن: or a particular idol which was adorned with jewels, in the country of Ed-Dádar (الدَّادَر [a name I nowhere find]). (TA.) b4: See also زَوْرٌ. b5: (assumed tropical:) The association of another, or others, with God: (Zj, K:) so explained by Zj, in the Kur xxv. 72, quoted above: and so the phrase شَهَادَةُ الزُّورِ, occurring in a trad. (TA.) b6: (assumed tropical:) [A place or] places in which lies are told: and the words in the Kur xxv. 72, quoted above, may mean, And those who are not present in places where lies are told: because the witnessing of what is false is participating therein: (Bd:) or the meaning here is the places where the Christians sit and converse: (Zj:) or where the Jews and Christians sit and converse: (TA, as from the K:) or the festivals of the Jews and Christians: (so in the CK and in a MS. copy of the K:) or (so in the TA, but in the K “ and ”) a place, (K,) or places, (Zj,) where persons sit, and hear singing: (Zj, K:) or places where persons sit, and entertain themselves by frivolous or vain diversion: (Th:) but ISd says, I know not how this is, unless he mean the assemblies of polytheism, which includes the festivals of the Christians, and other festivals. (TA.) A2: Judgment: (K:) or judgment to which recourse may be had: (S:) or strength of judgment. (A.) [See also زَوْرٌ.] You say, مَا لَهُ زُورٌ وَلَا ضَيُّورٌ He has no judgment to which recourse may be had: (S:) or no strength of judgment: (A:) or no judgment, nor understanding or intellect or intelligence, to which recourse may be had: (TA:) for زُورٌ also signifies understanding, intellect, or intelligence; (Yaakoob, K;) and so ↓ زَوْرٌ: (A'Obeyd, K:) but A 'Obeyd thinks it a mistranscription, for لَا زَبْرَ. (TA.) b2: Strength: in which sense the word is an instance of agreement between the Arabic and Persian languages: (AO, K:) or it is arabicized: (Sb:) but the Persian word is with the inclined, not the pure, dammeh. (TA.) You say لَيْسَ لَهُمْ زُورٌ They have not strength. (TA.) And حَبْلٌ لَهُ زُورٌ A rope having strength. (TA.) b3: Deliciousness, and sweetness, or pleasantness, of food. (K.) b4: and Softness, and cleanness, of a garment, or piece of cloth. (K.) زَوَرٌ inf. n. of زَوِرَ. (TA.) b2: Inclination; (S, Msb, K;) such as is termed صَعَرٌ; (S;) crookedness; wryness; distortion. (A.) b3: Distortion of the زَوْر, (Mgh, K,) which is the upper, or uppermost, part of the breast, (Mgh,) or the middle of the breast [&c.]: (TA:) or the prominence of one of its two sides above the other: (K:) in a horse, the prominence of one of the two portions of flesh in the breast, on the right and left thereof, and the depression of the other: (S:) in others than dogs, it is said by some to signify inclination [or distortion] of a thing or part which is not of a regular square form; such as the كِرْكِرَة and the لِبْدَة. (TA.) زِيرٌ, (S, K, &c.,) originally with و, written by the Sheykh-el-Islám Zekereeyà, in his commentaries on Bd, with hemz, contr. to the leading lexicologists; (TA;) or زيرُ نِسَآءٍ; A visiter of women: (Az, TA in art. تبع:) a man who loves to discourse with women, and to sit with them, (S, K,) and to mix with them: (TA:) so called because of his frequent visits to them: or who mixes with them in vain things: or who mixes with them and desires to discourse with them: (TA:) without evil, or with it: (K:) and a woman is termed زِيرٌ also: (K:) you say اِمْرَأَةٌ زِيرُ رِجَالٍ: (Ks:) but this usage is rare: (TA:) or it is applied to a man only: (K:) a woman of this description is termed مَرْيَمٌ: (TA:) pl. [of pauc.] أَزْوَارٌ and أَزْيَارٌ, (K,) the latter like أَعْيَادٌ pl. of عِيدٌ, (TA,) and [of mult.] زِيَرَةٌ. (S, K.) A2: Custom; habit; wont. (Yoo, K.) A3: A slender وَتَر [or bow-string]: (S, K:) or the most slender of such cords, (أَحَدُّهَا: (K, TA: in the CK أَحَدُهَا:) and the most firmly twisted. (TA.) b2: Hence the زِير [or smallest string] of a مِزْهَر [or lute] is thus termed. (TA.) [In this and the next preceding senses, it is app. of Persian origin.]

A4: Flax: (Yaakoob, S, K:) and with ة a portion thereof: (K:) pl. أَزْوَارٌ. (TA.) A5: See also art. زير.

زِوَرٌّ A vehement pace. (S, K.) b2: Vehement; or strong: (K:) but to what applied is not particularized. (TA.) b3: Applied to a camel, Strong; hardy; (TA;) prepared for journeys. (K.) and زِوَرَّةُ أَسْفَارٍ, applied to a she-camel, Prepared for journeys: or having an inclination to one side, by reason of her briskness, or sprightliness. (TA.) [See أَزْوَرُ.] b4: See also زَوْرٌ.

زَيِرٌ, in the K زَيِّرٌ: see art. زير.

زَارَةُ The حَوْصَلَة [or crop] (Az, K) of a bird; (Az, TA;) as also ↓ زَاوَرَةٌ, (K, TA,) with fet-h to the و, (TA,) [in the CK زاوِرَة,] and ↓ زَاؤُورَةُ (K, TA) [in the CK زاوُرَة]: and القَطَا ↓ زَاوَرَةُ The receptacle in which the [bird called] قطا carries water to its young ones. (TA.) A2: زَارَةُ الأَسَدِ The thicket, wood, or forest, or bed of reeds or canes, (أَجَمَة,) that is the haunt of the lion: so called because of his frequenting it. (IJ.) [See also زَأْرَةٌ, in art. زأر.] And ↓ زَارٌ A thicket, wood, or forest, (أَجَمَة,) containing [high coarse grass of the kind called] حَلْفَآء, and reeds or canes, and water. (TA.) b2: (assumed tropical:) A collected number, (K,) or a large collected number, (TA,) of camels, (K,) and of sheep or goats, and of men: or of camels, and of men, from fifty to sixty. (TA.) [See, again, زَأْرَةٌ, in art. زأر.]

زَوْرَةٌ A single visit. (S, TA.) A2: Distance; remoteness: (S, K:) from الاِزْوِرَارُ. (S.) A poet (Sakhr El-Ghei, TA) says, وَمَآءٍ وَرَدْتُ عَلَى زَوْرَةٍ

[To many a water have I come, notwithstanding its distance]: (S:) or, accord. to AA, عَلَى زَوْرَةٍ, in this ex., accord. to one relation زُورَة, but the former is the better known, means upon a she-camel that looked from the outer angle of her eye, by reason of her vehemence and sharpness of temper. (TA.) زِيرَةٌ A manner of visiting. (K.) One says, فُلَانٌ حَسَنُ الزِّيرَةِ Such a one is good in his manner of visiting. (TA.) زِوَارٌ (AA, S, K) and ↓ زِيَارٌ (IAar, K) A rope, or cord, which is put between the camel's fore-girth and kind-girth, (AA, S, K,) to prevent the kindgirth from hurting the animal's ثِيل, and so causing a suppression of the urine: (AA, TA:) pl. أَزْوِرَةٌ. (S, K.) In a trad., Ed-Dejjál is described as bound with أَزْوِرَة; meaning, having his arms bound together upon his breast. (IAth.) b2: Also, both words, (tropical:) Anything that is a [means of] rectification to another thing, (K,) and a defence, or protection; (IAar, K;) like the زِيَار of a beast. (IAar.) زِيَارٌ: see زِوَارٌ: A2: and see art. زير.

زُوَيْرٌ and زَوِيرٌ: see زَوْرٌ.

زَؤُورٌ: see what next follows, in two places.

رَجُلٌ زَوَّارٌ and ↓ زَؤُورٌ [A man who visits much]: a poet says, إِذَا غَابَ عَنْهَا بَعْلُهَا لَمْ أَكُنْ لَهَا وَلَمْ تَأْنَسْ إِلَىَّ كِلَابُهَا ↓ زَؤُورًا [When her husband is absent from her, I am not to her a frequent visiter, nor do her dogs become familiar to me]. (TA.) زَائِرٌ A person visiting; a visiter: (S, * Msb, K: *) fem. زَائِرَةٌ: (Sb:) pl. زَائِرُونَ, masc., (S, K,) and زَائِرَاتٌ, fem., (S, Msb,) and زُوَّارٌ, masc., (S, Msb, K,) and زَوَّرٌ, masc., (K,) and fem.: (Sb, S, Msb:) and ↓ زَوْرٌ signifies the same as زَائِرٌ (A, Msb, K, TA) and زَائِرَةٌ (TA) and زَائِرُونَ (S, A, K, TA) and زَائِرَاتُ; (S, A, Msb, TA;) being originally an inf. n.; or, as syn. with زائرون, it is a quasi-pl. n.; by some called a pl. of زَائِرٌ. (TA.) It is said in a trad., عَلَيْكَ حَقًّا ↓ إِنَّ لِزَوْرِكَ [Verily there is to thy visiter, or visiters, a just claim upon thee]. (TA.) [And hence,] ↓ زَوْرٌ also signifies A phantom that is seen in sleep. (K.) زَاوَرَةٌ: see زَارَةٌ; the former, in two places.

زَاؤُورَةٌ: see زَارَةٌ; the former, in two places.

أَزْوَرُ Inclining; (K;) crooked; wry; distorted: (A:) [fem. زَوْرَآءُ:] pl. زُورٌ. (K.) b2: Having that kind of distortion in the زَوْر (or middle of the breast [&c.] TA) which is termed زَوَرٌ. (K, TA.) b3: A dog whose breast (جَوْشَنُ) صَدْرِهِ) is narrow, (K,) and the كَلْكَل [app. meaning the part between the two collar-bones] projecting, as though his, or its, sides had been squeezed. (TA.) b4: A wry neck. (TA.) b5: [A beast] that looks from the outer angles of his eyes (K) by reason of his vehemence and sharpness of temper: (TA: [see also زَوْرٌ:]) or a camel (TA) that goes with an inclination towards one side, when his pace is vehement, though without any distortion in his chest. (K.) [See also زِوَرٌّ. Hence, app.,] الزَّوْرَآءُ is a name of Certain camels (مَال) that belonged to Uheyhah (S, K) Ibn-El-Juláh ElAnsáree. (S.) b6: زَوْرَآءُ (tropical:) A bow: (S, A, K:) because of its curving. (S.) b7: (tropical:) A bent bow. (TA.) b8: (tropical:) A menáreh (مَنَارَة) deviating from the perpendicular. (A.) b9: (tropical:) A well (بِئْر) deep: (S, K, * TA:) or not straightly dug. (TA.) b10: (tropical:) A land, (أَرْض, S, K,) and a desert, (مَفَازَة, A, or فَلَاة, TA,) far-extending, (S, A, K, TA,) and turning aside: (TA:) and أَزْوَرُ is applied [in the same sense] to a country, (TA,) and to an army. (S, TA.) b11: (tropical:) A saying, or phrase, (كَلِمَة,) bad, and crooked, or distorted. (A.) A2: Also زَوْرَآءُ [as an epithet in which the quality of a subst. predominates] (assumed tropical:) A [drinking-cup or bowl of the kind called] قَدَح. (S, K.) b2: And (assumed tropical:) A certain vessel (K) for drinking, (TA,) oblong, like the تَلْتَلَة. (TA.) A3: هُوَ

أَزْوَرُ عَنْ مَقَامِ الذُّلِّ (A) (tropical:) He is most remote from the station, or state, of baseness, or ignominiousness. (TA.) مَزَارٌ A place [and a time] of visiting. (S, Msb.) مَزُورٌ Visited. (A.) مُزَوَّرٌ A camel distorted in the breast, or chest, when drawn forth from his mother's belly by the مُذَمِّر [q. v.], who therefore presses, or squeezes, it, in order to set it right, but so that an effect of his pressing, or squeezing, remains in him, whereby he is known to be مُزَوَّر. (Lth, K.) b2: And كَلَامٌ مُزَوَّرٌ (assumed tropical:) Speech falsified, or embellished with lies. (TA.) And (tropical:) Speech rectified, adjusted, or corrected, [and prepared, (see 2,)] before it is uttered: or beautified, or embellished; as also ↓ مُتَزَوَّرٌ. (TA.) مُزْدَارَةٌ Visiters of the tomb of the Prophet. (A.) مُتَزَوَّرٌ: see مُزَوَّرٌ.

زور: الزَّوْرُ: الصَّدْرُ، وقيل: وسط الصدر، وقيل: أَعلى الصدر، وقيل:

مُلْتَقَى أَطراف عظام الصدر حيث اجتمعت، وقيل: هو جماعة الصَّدْرِ من

الخُفِّ، والجمع أَزوار. والزَّوَرُ: عِوَجُ الزَّوْرِ وقيل: هو إِشراف

أَحد جانبيه على الآخر، زَوِرَ زَورَاً، فهو أَزْوَرُ. وكلب أَزْوَرُ: قد

اسْتَدَقَّ جَوْشَنُ صَدْرِه وخرج كَلْكَلُه كأَنه قد عُصِرَ جانباه، وهو

في غير الكلاب مَيَلٌ مَّا لاً يكون مُعْتَدِلَ التربيع نحو الكِرْكِرَةِ

واللِّبْدَةِ، ويستحب في الفرس أَن يكون في زَوْرِه ضِيقٌ وأَن يكون

رَحْبَ اللَّبَانِ، كما قال عبدالله بن سليمة

(* قوله: «عبدالله بن سليمة»

وقيل ابن سليم، وقبله:

ولقد غدوت على القبيص بشيظم * كالجذع وسط الجنة المفروس

كذا بخط السيد مرتضى بهامش الأَصل).

مُتَقَارِب الثَّفِناتِ، ضَيْق زَوْرُه،

رَحْب اللَّبَانِ، شَدِيد طَيِّ ضَريسِ

قال الجوهري: وقد فرق بين الزَّوْرِ واللَّبانِ كما ترى. والزَّوَرُ في

صدر الفرس: دخولُ إِحدى الفَهْدَتَيْنِ وخروجُ الأُخرى؛ وفي قصيد كعب ابن

زهير:

في خَلْقِها عن بناتِ الزَّوْرِ تفضيلُ

الزَّوْرُ: الصدر. وبناته: ما حواليه من الأَضلاع وغيرها.

والزَّوَرُ، بالتحريك: المَيَلُ وهو مثل الصَّعَر.

وعَنُقٌ أَزْوَرُ: مائل. والمُزَوَّرُ من الإِبل: الذي يَسُلُّه

المُزَمَّرُ من بطن أُمه فَيَعْوَجُّ صدره فيغمزه ليقيمه فيبقى فيه من غَمْزِه

أَثر يعلم أَنه مُزَوَّرٌ. وركية زَوْراءُ: غير مستقيمة الحَفْرِ.

والزَّوْراءُ: البئر البعيدة القعر؛ قال الشاعر:

إِذْ تَجْعَلُ الجارَ في زَوْراءَ مُظْلِمَةٍ

زَلْخَ المُقامِ، وتَطْوي دونه المَرَسَا

وأَرض زَوْراءُ: بعيدة؛ قال الأَعشى:

يَسْقِي دِياراً لها قد أَصْبَحَتْ غَرَضاً

زَوْراءَ، أَجْنَفَ عنها القَوْدُ والرَّسَلُ

ومفازة زَوْراءُ: مائلة عن السَّمْتِ والقصدِ. وفلاة زَوْراءُ: بعيدة

فيها ازْوِرَارٌ. وقَوْسٌ زَوْراءُ: معطوفة. وقال الفراء في قوله تعالى:

وترى الشمسَ إِذا طلعتْ تَزاوَرُ عن كَهْفِهِمْ ذاتَ اليمين؛ قرأَ بعضهم:

تَزْوَارُ يريد تَتَزاوَرُ، وقرأَ بعضهم: تَزْوَرُّ وتَزْوَارُّ، قال:

وازْوِرارُها في هذا الموضع أَنها كانت تَطْلُع على كهفهم ذات اليمين فلا

تصيبهم وتَغْرُبُ على كهفهم ذات الشمال فلا تصيبهم، وقال الأَخفش: تزاور عن

كهفهم أَي تميل؛ وأَنشد:

ودونَ لَيْلَى بَلَدٌ سَمَهْدَرُ،

جَدْبُ المُنَدَّى عن هَوانا أَزْوَرُ،

يُنْضِي المَطَايا خِمْسُه العَشَنْزَرُ

قال: والزَّوَرُ مَيَلٌ في وسط الصدر، ويقال للقوس زَوْراءُ لميلهَا،

وللجيش أَزْوَرُ. والأَزْوَرُ: الذي ينظر بِمُؤْخِرِ عينه. قال الأَزهري:

سمعت العرب تقول للبعير المائل السَّنَامِ: هذا البعير زَوْرٌ. وناقة

زَوْرَةٌ: قوية غليظة. وناقة زَوْرَة: تنظر بِمُؤْخِرِ عينها لشدّتها

وحدّتها؛ قال صخر الغيّ:

وماءٍ وَرَدْتُ على زَوْرَةٍ،

كَمَشْيِ السَّبَنْتَى يَرَاحُ الشَّفِيفَا

ويروى: زُورَةٍ، والأَوّل أَعرف. قال أَبو عمرو: على زَوْرَةٍ أَي على

ناقة شديدة؛ ويقال: فيه ازْوِرارٌ وحَدْرٌ، ويقال: أَراد على فلاة غير

قاصدة. وناقة زِوَرَّةُ أَسفار أَي مُهَيَّأَة للأَسفار مُعَدَّة. ويقال

فيها ازْوِرارٌ من نشاطها.

أَبو زيد: زَوَّرَ الطائر تَزْوِيراً إِذا ارتفعت حَوْصَلَتُه؛ ويقال

للحوصلة: الزَّارَةُ والزَّاوُورَةُ والزَّاوِرَةُ.

وزَاوَرَةُ القَطاةِ، مفتوح الواو: ما حملت فيه الماء لفراخها.

والازْوِزارُ عن الشيء: العدول عنه، وقد ازْوَرَّ عنه ازْوِراراً

وازْوارَّ عنه ازْوِيرَاراً وتَزاوَرَ عنه تَزاوُراً، كله بمعنى: عَدَلَ عنه

وانحرفَ. وقرئ: تَزَّاوَرُ عن كهفهم، وهو مدغم تَتَزَاوَرُ.

والزَّوْراءُ: مِشْرَبَةٌ من فضة مستطيلة شبه التَّلْتَلَةِ.

والزَّوْرَاءُ: القَدَحُ؛ قال النابغة:

وتُسْقى، إِذا ما شئتَ، غَيْرَ مُصَرَّدٍ

بِزَوْراءَ، في حافاتها المِسْكُ كانِعُ

وزَوَّرَ الطائرُ: امتلأَت حوصلته.

والزِّوار: حبل يُشَدُّ من التصدير إِلى خلف الكِرْكِرَةِ حتى يثبت

لئلاَّ يصيب الحَقَبُ الثِّيلَ فيحتبسَ بوله، والجمع أَزْوِرَةٌ.

وزَوْرُ القوم: رئيسهم وسيدهم.

ورجل زُوارٌ وزُوارَةٌ: غليظ إِلى القصر. قال الأَزهري: قرأْت في كتاب

الليث في هذا الباب: يقال للرجل إِذا كان غليظاً إِلى القصر ما هو: إِنه

لَزُوارٌ وزُوَارِيَةٌ؛ قال أَبو منصور: وهذا تصحيف منكر والصواب إِنه

لَزُوازٌ وزُوَازِيَةٌ، بزايين، قال: قال ذلك أَبو عمرو وابن الأَعرابي

وغيرهما.

والزَّوْرُ: العزيمة. وما له زَوْرٌ وزُورٌ ولا صَيُّورٌ بمعنًى أَي ما

له رأْي وعقل يرجع إِليه؛ الضم عن يعقوب والفتح عن أَبي عبيد، وذلك أَنه

قال لا زَوْرَ له ولا صَيُّورَ، قال: وأُراه إِنما أَراد لا زَبْرَ له

فغيره إِذ كتبه. أَبو عبيدة في قولهم ليس لهم زَوْرٌ: أَي ليس لهم قوّة ولا

رأْي. وحبل له زَوْرٌ أَي قوّة؛ قال: وهذا وفاق وقع بين العربية

والفارسية والزَّوْرُ: الزائرون. وزاره يَزُورُه زَوْراً وزِيارَةً وزُوَارَةً

وازْدَارَهُ: عاده افْتَعَلَ من الزيارة؛ قال أَبو كبير:

فدخلتُ بيتاً غيرَ بيتِ سِنَاخَةٍ،

وازْدَرْتُ مُزْدَارَ الكَريم المِفْضَلِ

والزَّوْرَةُ: المرَّة الواحدة. ورجل زائر من قوم زُوَّرٍ وزُوَّارٍ

وزَوْرٍ؛ الأَخيرة اسم للجمع، وقيل: هو جمع زائر. والزَّوْرُ: الذي

يَزُورُك. ورجل زَوْرٌ وقوم زَوْرٌ وامرأَة زَوْرٌ ونساء زَوْرٌ، يكون للواحد

والجمع والمذكر والمؤنث بلفظ واحد لأَنه مصدر؛ قال:

حُبَّ بالزَّوْرِ الذي لا يُرَى

منه، إِلاَّ صَفْحَةٌ عن لِمام

وقال في نسوة زَوْرٍ:

ومَشْيُهُنَّ بالكَثِيبِ مَوْرُ،

كما تَهادَى الفَتَياتُ الزَّوْرُ

وامرأَة زائرة من نسوة زُورٍ؛ عن سيبويه، وكذلك في المذكر كعائذ وعُوذ.

الجوهري: نسوة زُوَّرٌ وزَوْرٌ مثل نُوَّحٍ ونَوْحٍ وزائرات، ورجل

زَوَّارٌ وزَؤُورٌ؛ قال:

إِذا غاب عنها بعلُها لم أَكُنْ

لها زَؤُوراً، ولم تأْنَسْ إِليَّ كِلابُها

وقد تَزاوَرُوا: زارَ بعضُهم بعضاً. والتَّزْوِيرُ: كرامة الزائر

وإِكرامُ المَزُورِ لِلزَّائرِ. أَبو زيد: زَوِّرُوا فلاناً أَي اذْبَحُوا له

وأَكرموه. والتَّزْوِيرُ: أَن يكرم المَزُورُ زائِرَه ويَعْرِفَ له حق

زيارته، وقال بعضهم: زارَ فلانٌ فلاناً أَي مال إِليه؛ ومنه تَزَاوَرَ عنه

أَي مال عنه. وقد زَوَّرَ القومُ صاحبهم تَزْوِيراً إِذا أَحسنوا إِليه.

وأَزَارَهُ: حمله على الزيارة. وفي حديث طلحة: حتى أَزَرْتُه شَعُوبَ أَي

أَوردته المنيةَ فزارها؛ شعوب: من أَسماء المنية. واسْتَزاره: سأَله أَن

يَزُورَه. والمَزَارُ: الزيارة والمَزَارُ: موضع الزيارة. وفي الحديث:

إِن لِزَوْركَ عليك حقّاً؛ الزَّوْرُ: الزائرُ، وهو في الأَصل مصدر وضع

موضع الاسم كصَوْم ونَوْمٍ بمعنى صائم ونائم. وزَوِرَ يَزْوَرُ إِذا مال.

والزَّوْرَةُ: البُعْدُ، وهو من الازْوِرارِ؛ قال الشاعر:

وماءٍ وردتُ على زَوْرَةٍ

وفي حديث أُم سلمة: أَرسلتُ إِلى عثمان، رضي الله عنه: يا بُنَيَّ ما لي

أَرى رَعِيَّتَكَ عنك مُزْوَرِّينَ أَي معرضين منحرفين؛ يقال: ازْوَرَّ

عنه وازْوَارَّ بمعنًى؛ ومنه شعر عمر:

بالخيل عابسةً زُوراً مناكِبُها

الزُّورُ: جمع أَزْوَرَ من الزَّوَرِ الميل. ابن الأَعرابي: الزَّيِّرُ

من الرجال الغضبانُ المُقاطِعُ لصاحبه. قال: والزِّيرُ الزِّرُّ. قال:

ومن العرب من يقلب أَحد الحرفين المدغمين ياء فيقول في مَرٍّ مَيْرٍ، وفي

زِرٍّ زِيرٍ، وهو الدُّجَةُ، وفي رِزٍّ رِيز. قال أَبو منصور: قوله

الزَّيِّرُ الغضبان أَصله مهموز من زأَر الأَسد. ويقال للعدوّ: زائِرٌ، وهم

الزائرُون؛ قال عنترة:

حَلَّتْ بأَرضِ الزائِرِينَ، فأَصْبَحَتْ

عَسِراً عَلَيَّ طِلاَبُكِ ابْنَةَ مَخْرَمِ

قال بعضهم: أَراد أَنها حلت بأَرض الأَعداء. وقال ابن الأَعرابي: الزائر

الغضبان، بالهمز، والزاير الحبيب. قال: وبيت عنترة يروى بالوجهين، فمن

همز أَراد الأَعداء ومن لم يهمز أَراد الأَحباب.

وزأْرة الأَسد: أَجَمَتُه؛ قال ابن جني: وذلك لاعتياده إِياها وزَوْرِه

لها. والزَّأْرَةُ: الأَجَمَةُ ذات الماء والحلفاء والقَصَبِ.

والزَّأْرَة: الأَجَمَة.

والزِّيرُ: الذي يخالط النساء ويريد حديثهنّ لغير شَرٍّ، والجمع

أَزْوارٌ وأَزْيارٌ؛ الأَخيرة من باب عِيدٍ وأَعياد، وزِيَرَةٌ، والأُنثى زِيرٌ،

وقال بعضهم: لا يوصف به المؤنث، وقيل: الزِّيرُ المُخالِطُ لهنّ في

الباطل، ويقال: فلان زِيرُ نساءٍ إِذا كان يحب زيارتهن ومحادثتهن ومجالستهن،

سمي بذلك لكثرة زيارته لهن، والجمع الزِّيَرَةُ؛ قال رؤبة:

قُلْتُ لزِيرٍ لم تَصِلْهُ مَرْيَمُهْ

وفي الحديث: لا يزال أَحدكم كاسِراً وسادَهُ يَتَّكِئٌ عليه ويأْخُذُ

في الحديث فِعْلَ الزِّيرِ؛ الزِّيرُ من الرجال: الذي يحب محادثة النساء

ومجالستهن، سمي بذلك لكثرة زيارته لهن، وأَصله من الواو؛ وقول الأَعشى:

تَرَى الزِّيرَ يَبْكِي بها شَجْوَهُ،

مَخَافَةَ أَنْ سَوْفَ يُدْعَى لها

لها: للخمر؛ يقول: زِيرُ العُودِ يبكي مخافة أَن يَطْرَبَ القوْمُ إِذا

شربوا فيعملوا الزَّيرَ لها للخمر، وبها بالخمر؛ وأَنشد يونس:

تَقُولُ الحارِثِيَّةُ أُمُّ عَمْرٍو:

أَهذا زِيرُهُ أَبَداً وزِيرِي؟

قال معناه: أَهذا دأْبه أَبداً ودأْبي.

والزُّور: الكذب والباطل، وقيل: شهادة الباطل. رجل زُورٌ وقوم زُورٌ

وكلام مُزَوَّرٌ ومُتَزَوَّرٌ: مُمَوَّهٌ بكذب، وقيل: مُحَسَّنٌ، وقيل: هو

المُثَقَّفُ قبل أَن يتلكم به؛ ومنه حديث قول عمر، رضي الله عنه: ما

زَوَّرْتُ كلاماً لأَقوله إِلا سبقني به أَبو بكر، وفي رواية: كنت زَوَّرْتُ

في نفسي كلاماً يومَ سَقِيفَةِ بني ساعدة أَي هَيَّأْتُ وأَصلحت.

والتَّزْوِيرُ: إِصلاح الشيء. وكلامٌ مُزَوَّرٌ أَي مُحَسَّنٌ؛ قال نصرُ بن

سَيَّارٍ:

أَبْلِغْ أَميرَ المؤمنين رِسالةً،

تَزَوَّرْتُها من مُحْكَمَاتِ الرَّسائِل

والتَّزْوِيرُ: تَزْيين الكذب والتَّزْوِيرُ: إِصلاح الشيء، وسمع ابن

الأَعرابي يقول: كل إِصلاح من خير أَو شر فهو تَزْوِيرٌ، ومنه شاهد

الزُّورِ يُزَوَّرُ كلاماً والتَّزْوِيرُ: إِصلاح الكلام وتَهْيِئَتُه. وفي صدره

تَزْوِيرٌ أَي إِصلاح يحتاج أَن يُزَوَّرَ. قال: وقال الحجاج رحم الله

امرأً زَوَّرَ نفسَه على نفسه أَي قوّمها وحسَّنها، وقيل: اتَّهَمَ نفسه

على نفسه، وحقيقته نسبتها إِلى الزور كَفَسَّقَهُ وجَهَّلَهُ، وتقول: أَنا

أُزَوِّرُكَ على نفسك أَي أَتَّهِمُك عليها؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

به زَوَرٌ لم يَسْتَطِعْهُ المُزَوِّرُ

وقولهم: زَوَّرْتُ شهادة فلان راجع إِلى تفسير قول القَتَّالِ:

ونحن أُناسٌ عُودُنا عُودُ نَبْعَةٍ

صَلِيبٌ، وفينا قَسْوَةٌ لا تُزَوَّرُ

قال أَبو عدنان: أَي لا نغْمَزُ لقسوتنا ولا نُسْتَضْعَفُ فقولهم:

زَوَّرْتُ شهادة فلان، معناه أَنه استضعف فغمز وغمزت شهادته فأُسقطت. وقولهم:

قد زَوَّرَ عليه كذا وكذا؛ قال أَبو بكر: فيه أَربعة أَقوال: يكون

التَّزْوِيرُ فعل الكذب والباطل. والزُّور: الكذب. وقال خالد بن كُلْثُومٍ:

التَّزْوِيرُ التشبيه. وقال أَبو زيد: التزوير التزويق والتحسين. وزَوَّرْتُ

الشيءَ: حَسَّنْتُه وقوَّمتُه. وقال الأَصمعي: التزويرُ تهيئة الكلام

وتقديره، والإِنسان يُزَوِّرُ كلاماً، وهو أَن يُقَوِّمَه ويُتْقِنَهُ قبل

أَن يتكلم به. والزُّورُ: شهادة الباطل وقول الكذبل، ولم يشتق من تزوير

الكلام ولكنه اشتق من تَزْوِيرِ الصَّدْرِ. وفي الحديث: المُتَشَبِّعُ بما

لم يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ؛ الزُّور: الكذب والباطل والتُّهمة،

وقد تكرر ذكر شهادة الزور في الحديث، وهي من الكبائر، فمنها قوله:

عَدَلَتْ شهادَةُ الزور الشِّرْكَ بالله، وإِنما عادلته لقوله تعالى: والذين

لا يدعون مع الله إِلهاً آخر، ثم قال بعدها: والذين لا يشهَدون الزُّورَ.

وزَوَّرَ نَفْسَه: وسمَهَا بالزُّورِ. وفي الخبر عن الحجاج: زَوَّرَ رجلٌ

نَفْسَه. وزَوَّرَ الشهادة. أَبطلها؛ ومن ذلك قوله تعالى: والذين لا

يشهدون الزُّورَ؛ قال ثعلب: الزُّورُ ههنا مجالس اللهو. قال ابن سيده: ولا

أَدري كيف هذا إِلا أَن يريد بمجالس اللهو هنا الشرك بالله، وقيل: أَعياد

النصارى؛ كلاهما عن الزجاج، قال: والذي جاء في الرواية الشرك، وهو جامع

لأَعياد النصارى وغيرها؛ قال: وقيل الزّورُ هنا مجالس الغِنَاء.

وزَوْرُ القوم وزَوِيرُهم وزُوَيْرُهم: سَيِّدُهم ورأْسهم. والزُّورُ

والزُّونُ جميعاً: كل شيء يتخذ رَبّاً ويعبد من دون الله تعالى؛ قال

الأَغلب العجلي:

جاؤُوا بِزُورَيْهِم وجِئْنا بالأَصَمْ

قال ابن بري: قال أَبو عبيدة مَعْمَرُ بن المُثَنَّى إِن البيت ليحيى بن

منصور؛ وأَنشد قبله:

كانَت تَمِيمٌ مَعْشَراً ذَوِي كَرَمْ،

غَلْصَمَةً من الغَلاصِيم العُظَمْ

ما جَبُنُوا، ولا تَوَلَّوْا من أَمَمْ،

قد قابَلوا لو يَنْفُخْون في فَحَمْ

جاؤوا بِزُورَيْهِم، وجئنا بالأَصَمّ

شَيْخٍ لنا، كالليثِ من باقي إِرَمْ

شَيْخٍ لنا مُعاوِدٍ ضَرْبَ البُهَمْ

قال: الأَصَمُّ هو عمرو بن قيس بن مسعود بن عامر وهو رئيس بَكْرِ بن

وائل في ذلك اليوم، وهو يوم الزُّورَيْنِ؛ قال أَبو عبيدة: وهما بَكْرانِ

مُجلَّلانِ قد قَيَّدوهما وقالوا: هذان زُورَانا أَي إِلهانا، فلا نَفِرُّ

حتى يَفِرَّا، فعابهم بذلك وبجعل البعيرين ربَّيْنِ لهم، وهُزِمَتْ تميم

ذلك اليوم وأُخذ البكران فنحر أَحدهما وترك الآخر يضرب في شَوْلِهِمْ.

قال ابن بري: وقد وجدت هذا الشعر للأَغْلَبِ العِجْلِيِّ في ديوانه كما

ذكره الجوهري. وقال شمر: الزُّورانِ رئيسانِ؛ وأَنشد:

إِذ أُقْرِنَ الزُّورانِ: زُورٌ رازِحُ

رَارٌ، وزُورٌ نِقْيُه طُلافِحُ

قال: الطُّلافِحُ المهزول. وقال بعضهم: الزُّورُ صَخْرَةٌ.

ويقال: هذا زُوَيْرُ القوم أَي رئيسهم. والزُّوَيْرُ: زعيم القوم؛ قال

ابن الأَعرابي: الزّوَيْرُ صاحب أَمر القوم؛ قال:

بأَيْدِي رِجالٍ، لا هَوادَة بينهُمْ،

يَسوقونَ لِلمَوْتِ الزُّوَيْرَ اليَلَنْدَدا

وأَنشد الجوهري:

قَدْ نَضْرِبُ الجَيْشَ الخَميسَ الأَزْوَرا،

حتى تَرى زُوَيْرَهُ مُجَوَّرا

وقال أَبو سعيد: الزُّونُ الصنم، وهو بالفارسية زون بشم الزاي السين؛

وقال حميد:

ذات المجوسِ عَكَفَتْ للزُّونِ

أَبو عبيدة: كل ما عبد من دون الله فهو زُورٌ.

والزِّيرُ: الكَتَّانُ؛ قال الحطيئة:

وإِنْ غَضِبَتْ، خِلْتَ بالمِشْفَرَيْن

سَبايِخَ قُطْنٍ، وزيراً نُسالا

والجمع أَزْوارٌ. والزِّيرُ من الأَوْتار: الدَّقيقُ. والزِّيرُ: ما

استحكم فتله من الأَوتار؛ وزيرُ المِزْهَرِ: مشتق منه. ويوم الزُّورَيْنِ:

معروف. والزَّوْرُ: عَسيبُ النَّخْلِ. والزَّارَةُ: الجماعة الضخمة من

الناس والإِبل والغنم. والزِّوَرُّ، مثال الهِجَفِّ: السير الشديد؛ قال

القطامي:

يا ناقُ خُبِّي حَبَباً زِوَرّا،

وقَلِّمي مَنْسِمَكِ المُغْبَرّا

وقيل: الزِّوَرُّ الشديد، فلم يخص به شيء دون شيء. وزارَةُ: حَيٌّ من

أَزْدِ السَّراة. وزارَةُ:

موضع؛ قال:

وكأَنَّ ظُعْنَ الحَيِّ مُدْبِرَةً

نَخْلٌ بِزارَةَ، حَمْلُه السُّعْدُ

قال أَبو منصور: وعَيْنُ الزَّارَةِ بالبحرين معروفة. والزَّارَةُ: قرية

كبيرة؛ وكان مَرْزُبانُ الزَّارَةِ منها، وله حديث معروف.

ومدينة الزَّوْراء: بِبغداد في الجانب الشرقي، سميت زَوْراءَ لازْوِرار

قبلتها. الجوهري: ودِجْلَةُ بَغْدادَ تسمى الزَّوْراءَ. والزَّوْرَاءُ:

دار بالحِيرَةِ بناها النعمان بن المنذر، ذكرها النابغة فقال:

بِزَوْراءَ في أَكْنافِها المِسْكُ كارِعُ

وقال أَبو عمرو: زَوْراءُ ههنا مَكُّوكٌ من فضة مثل التَّلْتَلَة.

ويقال: إِن أَبا جعفر هدم الزَّوْراء بالحِيرَةِ في أَيامه. الجوهري:

والزَّوْراءُ اسم مال كان لأُحَيْحَةَ بن الجُلاح الأَنصاري؛ وقال:

إِني أُقيمُ على الزَّوْراءِ أَعْمُرُها،

إِنَّ الكَريمَ على الإِخوانِ ذو المالِ

زور
: (! الزَّوْرُ) ، بالفَتح: الصَّدْر، وَبِه فُسِّر قَوْل كَعْب بْنِ زُهَيْر:
فِي خَلْقِهَا عَن بَنَاتِ الزَّوْرِ تَفْضِيلُ
وبَنَاتُه: مَا حَوالَيْه من الأَضْلاع وغَيْرِها. وَقيل: (وَسَطُ الصَّدْرِ أَو) أَعْلاه. وَهُوَ (مَا ارْتَفَع مِنْه إِلى الكَتفَيْن، أَو) هُوَ (مُلْتَقَى أَطْرَافِ عِظَامِ الصَّدْرِ حيثُ اجْتَمَعت) ، وَقيل: هُوَ جَماعةُ الصَّدْر من الخُفِّ، والجمْع {أَزوارٌ. ويُستَحَبُّ فِي افَرَس أَن يَكون فِي زَوْرِه ضِيقٌ، وأَن يكون رَحْبَ اللَّبَانِ، كَمَا قَالَ عبدُ الله بن سُلَيْمة:
ولقَدْ غَدَوْتُ علَى القَنِيص بشَيْظَمٍ
كالجِذْعِ وَسْطَ الجَنَّةِ المَغْرُوسِ
مُتَقَارِبِ الثَّفِيناتِ ضَيْقٍ} زَوْرُه
رَحْبِ اللَّبَانِ شَدِيدِ طَيِّ ضَرِيسِ
أَراد بالضَّرِيسي الفَقَارَ.
قَالَ الجَوْهَرِيّ، وَقد فَرَّقَ بَين الزَّوْرِ واللَّبَانِ كَمَا تَرَى.
(و) الزَّوْرُ: (الزّائِرُ) ، وَهُوَ الَّذِي يَزُورُك. يُقَال: رَجلٌ زَوْرٌ، وَفِي الحَدِيث (إِنَّ لزَوْرِكَ عَلَيْك حَقًّا) وَهُوَ فِي الأَصْل مَصْدرٌ وُضِعَ مَوْضعَ الاسْمِ، كصَوْمٍ ونَوْمٍ، بمَعْنَى صَائِمٍ ونَائِمٍ.
(و) الزَّوْر: (الزَّائِرُون) ، اسمٌ للجَمْع، وَقيل: جَمْعُ زائرٍ. رجلٌ {زَوْر، وامرأَة زَوْرٌ، ونِسَاءٌ زَوْرٌ. يكون للواحِد والجَمِيع والمُذَكَّر والمُؤَنَّث بلَفْظٍ واحِدٍ، لأَنه مَصْدر، قَالَ:
حُبَّ} بالزَّوْر الَّذِي لَا يُرَى
مِنْهُ إِلا صَفْحَةٌ عَن لِمَامْ
وَقَالَ فِي نِسْوة زَوْرٍ:
ومَشْيُهُنَّ بالكَثِيبِ مَوْرُ
كَمَا تَهَادَى الفَتَيَاُت {الزَّوْرُ
(} كالزُّوَّارِ {والزُّوَّر) ، كرُجَّاز ورُكَّع. وَقَالَ الجوهريّ: ونِسْوةٌ زَوْرٌ} وزُوَّرٌ، مثل نَوْحٍ. ونُوَّحٍ: {زَائِرات.
(و) } الزَّوْر: (عَسِيبُ النَّحْلِ) ، هاكَذا باحَاءِ المُهْمَلَة فِي غَالب النُّسخ، وَالصَّوَاب بالمُعْجَمَة. وهاكذا ضَبَطَه الصَّاغانِيّ وَقَالَ: هُوَ بِلُغة أَهْل اليَمَن.
(و) الزَّوْرُ: (العَقْلُ) . ويُضَمّ، وَقد كَرَّرَه مَرَّتَيْن، فإِنه قَالَ بَعْدَ هاذا بأَسطُر: والرَّأْيُ والعَقْل: وسَيَأْتي هُناك.
(و) الزَّوْر: (مَصدر {زَارَ) هـ} يَزُورُه {زَوْراً، أَي لَقِيَه} بزَوْرِه، أَو قَصَدَ {زَوْرَه أَي وِجْهَته، كَمَا فِي البَصائر، (} كالزِّيَارَة) ، بالكَسْر ( {والزُّوَارِ) ، بالضَّمّ، (} والمَزَارِ) ، بالفَتْح، مصدر مِيمِيّ، وَقد سَقَطَ من بعض النُّسَخ.
(و) الزَّوْرُ للقَوْم: (السَّيِّد) والرَّئيسُ ( {كالزَّوِيرِ) ، كأَمِير، (} والزُّوَيْرِ، كزُبَيْر) . يُقَال هاذا زَوَيْرُ القَوْمِ، أَي رَئِيسُهم وزَعِيمُهم.
وَقَالَ ابْنُ الأَعرابيّ: {الزُّوَيْر: صاْحبُ أَمرِ القَوْمِ، وأَنشد:
بأَيْدِي رِجالٍ لَا هَوادَة بَيْنَهُمْ
يَسُوقُون للمَوْتِ الزُّوَيْرَ اليَلَنْدَدَا
(و) الزِّوَرِّ مِثَال (خِدَبَ) وهِجَفٌّ.
(و) الزَّوْرُ: (الخَيَالُ يُرَى فِي النَّوْم) .
(و) الزَّوْرُ: (قُوَّةُ العَزِيمَةِ) ، وَالَّذِي وَقعَ فِي المُحكَم والتَّهْذِيب: الزَّوْرُ: العَزِيمة، وَلَا يُحْتَاج إِلى ذِكْر القُوَّة فأَنها معنى آخَرُ.
(و) الزَّوْرُ: (الحَجَرُ الَّذِي يَظْهَر لِحَافِرِ البِئْرِ فيَعْجِزُ عَن كَسْرِهِ فيَدَعُه ظاهِراً) . وَقَالَ بعضُضهم: الزَّوْرُ: صَخْرَةٌ، هاكذا أَطلَقَ وَلم يُفَسِّر.
(و) الزَّوْر: (وَادٍ قُرْبَ السَّوَارِقِيَّة) .
(ويَوْمُ الزَّوْرِ) ، وَيقال: يَوْمُ الزَّوْرَيْن، ويَومُ الزَّوِرَيريْنِ (لبَكْرٍ على تَمِيم) .
قَالَ أَبو عُبَيْدَة: (لأَنَّهُمْ أَخَذُوا بَعِيرَيْن) . ونَصُّ أَبِي عُبَيْدَة: بَكْرَيْن مُجَلَّلَيْنِ (فَعَقَلُوهُما) ، أَي قَيَّدُوهما، (وَقَالُوا: هاذنِ} زَوْرَانَا) أَي إلاهَانَا (لَنْ نَفِرّ) . ونصّ أَبِي عُبَيْدَة فَلَا نَفِرّ (حتَّى يَفرَّا) ، وهُزِمَت تَمِيمٌ ذالِكَ اليَوْم، وأُخِذَ البَكْرَانِ فنُحِرَ أَحدُهما وتُرِكَ الآخَرُ يَضْرِب فِي شَوْلِهِم.
قَالَ الأَغْلَبُ العِجْلِيّ يَعِيبُهم بجَعْل البَعِيرَينِ رَبَّيْن لَهُم.
جَاءُوا {بِزَوْرَيْهم وجِئْنَا بالأَصَمّ
هاكذا فِي دِيوان الأَغلَب.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدة مَعْمَرُ بْنُ المُثَنَّى: إِن البَيْت ليَحْيَى بن مَنْصُور وأَنشد قَبْلَه:
كانتْ تَمِيمٌ مَعشراً ذَوِي كَرَمْ
غَلْصَمَةَ من الغَلاصِيمِ العُظَمْ
مَا جَبُنُوا وَلَا تَوَلَّوْا مِنْ أَمَمْ
قدْ قابَلوا لَو يَنْفُخُون فِي فَحَمْ
اءُوا بزَوْرَيْهم وجِئْنَا بالأَصَمّ
شَيْخٍ لنَا كاللَّيْثِ مِنْ باقِي إِرَمْ
الأَصمُّ: هُوَ عَمْرو بن قَيْسِ بن مَسْعُودِ بنِ عَامِر، رَئِيسُ بَكْرِ بْنِ وَائِل فِي ذالك اليومِ.
(و) } الزُّورُ (بالضَّمِّ: الكَذِبُ) ، لكَوْنه قَوْلاً مائِلاً عَن الحَقّ. قَالَ تَعَالَى: {وَاجْتَنِبُواْ قَوْلَ {الزُّورِ} (الْحَج: 30) وَبِه فُسِّر أَيضاً الحَدِيث: (المُتَشَبِّع بِمَا لم يُعْطَ كَلابِسِ ثَوْبَيْ} زُورٍ) .
(و) الزُّورُ: (الشِّرْكُ باللهاِ تَعَالَى) ، وَقد عَدَلَت شَهَادَةُ الزُّورِ الشِّرحكَ بِاللَّه، كَمَا جاءَ فِي الحَدِيث لقَوْله تَعَالَى: {وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَاهَا ءاخَرَ} (الْفرْقَان: 68) ثمَّ قَالَ بعدَها: {وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ} (الْفرْقَان: 72) وَبِه فَسَّر الزَّجَّاج قولَه تَعالَى: {وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ {الزُّورَ} . (و) قيل: إِن المرادَ بِهِ فِي يالآية (مَجَالِسُ اليَهُودِ والنَّصَارَى) عَن الزَّجّاج أَيضاً، ونصُّ قَوْله: مَجالِس النّصارى.
(و) الزُّورُ: (الرَّئِيسُ) ، قَالَه شَمِر، وأَنْشَد:
إِذْ أُقْرِنَ} الزُّورَاِن {زُورٌ رَازِحُ
رَارٌ} وزُورٌ نِقْيُه طُلافِحُ وزَعِيمُ القَوْم: لُغَة فِي الزَّوْر، بالفَتْح، فَلَو قَالَ هُنَا: ويُضَمّ، كَانَ أَحْسَن. والسَّيّد والرَّئِيس والزَّعِيم بمَعْنًى. (و) قيل فِي تَفْسِير قولِه تَعالَى {وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ} إِن المُرَاد بِهِ (مَجْلِسُ الغِنَاءِ) ، قَالَه الزَّجَّاج أَيضاً. ونَصُّه مَجالِسُ الغِنَاءِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الزُّور هُنَا: مَجالِسُ اللَّهْو. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا ا 6 رِي كَيْفَ هاذَا إِلّا أَن يُرِيدَ بمجالِس اللَّهْوِ هُنَا الشِّرْكَ بِاللَّه. قَالَ: والَّذي جاءَ فِي الرِّواية: الشِّرْك، وَهُوَ جاعٌ لأَعيادِ النَّصَارَى وغيرِها.
(و) من المَجَاز: مالَكُمْ تَعْبُدُو الزُّورَ؟ وَهُوَ كُلُّ (مَا) يُتَّخَذُ رَبًّا و (يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهاِ تَعالَى) ، كالزُّونِ بالنُّون. وَقَالَ أَبو سَيد: الزُّون: الصَّنَم وسَيَأْتِي. وَقَالَ أَبو عُبَيْدة: كلّ مَا عُبِد من دُونِ اللهاِ فَهُوَ زُورٌ.
قُلْتُ: وَيُقَال: إِنَّ الزُّور صَنَمٌ بعَيْنه كَانَ مُرَصَّعاً بالجَوْهَر فِي بِلَاد الدَّار.
(و) عَن أَبِي عُبَيْدَة: الزُّورُ: (القُوَّةُ) . يُقَال: لَيْسَ لَهُم زُورٌ، أَي لَيْسَ لَهُم قُوَّة. وحَبْلٌ لَهُ زُورٌ، أَي قُوَّة: (وهاذا وِفَاقٌ) وَقَعَ (بَين لُغَةِ العَربِ والفُرْسِ) ، وصَرَّحَ الخَفَاجِيّ فِي شِفَاءِ الغَلِيل بأَنَّه معرّب. ونَقَل عَن سِيبَوَيْه وغَيْرِه من الأَئِمَّة ذالِك، وظَنَّ شَيخُنَا أَنَّ هاذا جاءَ بِهِ المُصَنِّف من عِنْده فتمَحَّلَ للرَّدّ عَلَيْهِ على عادَته، وإِنَّمَا هُوَ نصّ كلامِ أَبِي عُبَيْدَة، ونَاهِيك بِه. ثمَّ إِن الَّذِي فِي اللُّغَة الفَارِسيّة إِنَّمَا هُوَ زُور بالضَّمَّة المُمَالَة لَا الخَالصة وَلم يُنَبِّهُوا على ذالِك.
(و) الزُّورُ: (نَهرٌ يَصُبُّ فِي دِجْلَةَ) .
والزُّورُ: (الرَّأْيُ والعَقْلُ) ، يُقَال: مالهَ زُورٌ وزَوْرٌ وَلَا صَيُّور، بمعٌّ فى، أَي مالَه رَأْيٌ وعَقْل يرْجع إِليه، بالضَّمِّ عَن يَعْقُوب، والفَتْح عَن أَبِي عُبَيد. وَقَالَ أَبو عُبَيْد: وأُراه إِنَّما أَرادَ لَا زَبْرَ لَهُ فغَيَّره إِذ كَتَبه.
(و) الزُّورُ: التُّهَمَة و (الباطِلُ) وَقيل: شَهادَةُ البَاطِل وقَولُ الكَذب، وَلم يُشْقّ مِنْهُ تَزْوِير الكَلامِ، ولاكِنه اشتُقَّ من تَزْوِير الصَّدْرِ، وَقد تكرَّر ذِكْر شَهادَة الزُّور فِي الحَدِيث، وَهِي مِنَ الكَبَائِر.
(و) الزُّورُ: (جَمعُ الأَزْورِ) ، وَهُوَ المَائِل الزْور، وَمِنْه شِعْر عمر:
بالخَيْل عابِسَةً زُوراً مناكِبُها
كَمَا يأْتي.
(و) الزُّورُ: (لَذَّةُ الطَّعامِ وطِيبُهُ) .
(و) الزُّورُ: (لِينُ الثَّوبِ ونَقَاؤُه) .
(و) زُورٌ: اسْم (مَلِكٍ بَنَى) مَدِينَة (شَهْرَ زُورَ) ، ومَعْناه مَدِينَة زُور.
(و) {الزَّوَرُ. (بالتَّحْرِيكِ: المَيْلُ) ، وَهُوَ مِثْل الصَّعَر. وَقيل: الزَّوَرُ فِي غَيْر الكِلاَب: مَيَلٌ مّا، لاَ يكون مُعْتَدِلَ التَّرْبِيعِ، نَحْو الكِرْكِرَة واللِّبْدَة. (و) قِيلَ: الزَّوَرُ: (عِوَجُ الزَّوْرِ) ، أَي وَسطِ الصَّدْرِ. (أَو) هُوَ (إِشْرَافُ أَحَدِ جانِبَيْه على الآخَرِ) ، وَقد} زَوِرَ {زَوَراً.
(} والأَزْوَرُ: مَ بِهِ ذالِك. والمائِلُ) . يُقَال: عنُق {أَزْوَرُ، أَي مائِلٌ. (وكَلْبٌ) أَزْوَرُ: قد (اسْتَدَقَّ جَوْشَنُ صَدْرِه) وخَرّع كَلْكَلُه كأَنَّه قد عُصِرَ جانِباه.
وَقيل: الزَّوَرُ فِي الفَرَس: دُخُولُ إِحدَى الفَهْدَتَيْن وخُرُوجُ الأُخرَى.
(و) الأَزْوَرَ: (النَّاظِرُ بمُؤْخِرِ عَيْنَيْهِ) لشِدَّته وحِدَّته. (أَو) الأَزْوَرُ: البَعِيرُ (الذِي يُقْبِل على شِقَ إِذَا اشْتَدَّ السَّيْرُ وإِن لم يكُن فِي صَدْرِه مَيْلٌ) .
(و) } الزِّوَرُّ، (كهِجَفَ: السَّيْرُ الشَّدِيدُ) . قَالَ القُطَاميّ:
يَا ناَاقُ خُبِّي خَبَباً {زِوَرَّا
وقَلِّبِي مَنْسِمَكِ المُغْبَرَّا
(و) قيل:} الزِّوَرُّ: (الشَّدِيدُ) ، فَلم يَخَصَّ بِهِ شَيْءٌ دون شَيْءٍ. (و) {الزِّوَرُّ أَيضاً: (البَعِيرُ) الصُّلْب (المُهَيَّأُ للأَسْفارِ) . يُقَال: ناقةٌ} زِوَرَّةُ أَسْفارِ، أَي مُهَيَّأَة للأَسفارِ مُعَدَّة. وَيُقَال فِيهَا {ازْوِرارٌ من نَشَاطِها. وَقَالَ بَشِير ابنُ النِّكْث:
عَجِّلْ لهَا سُقَاتَها يَا ابْنَ الأَغّرْ
وأَعْلِقِ الحَبْلَ بذَيّالٍ} زِوَرّ
( {والزِّوَارُ} والزِّيَارُ) ، بالوَاوِ واليَاءِ (ككِتَاب: كُلُّ شيْءٍ كَانَ صَلاحاً لشَيْءٍ وعِصْمَةً) ، وَهُوَ مَجاز. قَالَ ابنُ الرِّقاع:
كانُوا {زِوَاراً لأَهْلِ الشَّامِ قد عَلِمُوا
لَمَّا رَأَوْا فيهمُ جَوْراً وطُغْيانَا
قَالَ ابنُ الأَعرابيّ:} زِوَارٌ {وزِيَارٌ: عِصْمَةٌ،} كزِيَارِ الدّابَّة.
(و) {الزِّوَارُ} والزِّيَارُ: (حَبْلٌ يُجْعَل بَيْنَ التَّصْدِيرِ والحَقَبِ) يُشَدُّ من التَّصْدِير إِلَى خَلْفِ الكِرْكِرِةِ حتَّى يَثْبُتَ لِئَلَّا يُصِيبَ الحَقَبُ الثِّيلَ فيحْتَبس بَوْلُه، قَالَه أَبو عَمْرٍ و.
وَقَالَ الفردزق:
بأَرحُلِنا يَجِدْنَ وَقد جَعَلْنَا
لكلِّ نَجِيبَةٍ مِنْهَا {زِيَارَا
(ج} أَزْوِرَةٌ) .
وَفِي حديثِ الدَّجَّال (رَآهُ مُكبَّلاً بالحَديد {بأَزْوِرَة) .
قَالَ ابنُ الأَثِير: هِيَ جَمْع} زِوَارٍ {وزِيَارٍ، المعنَى أَنه جُمِعتْ يَدَاهُ إِلى صَدْرِه وشُدَّت.
(} وزُرْتُ البَعِيرَ) {أَزُورُه} زِوَاراً: (شَدَدْتُه بِه) ، من ذالك.
وأَبُو الحُسَيْن (عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الله ابنِ بَهْرَامَ {- الزِّيارِيُّ) الأَسْتَرَابَاذِيّ: (مُحَدِّثٌ) يَرْوِي عَن إِبراهِيمَ بنِ زُهَير الحُلْوَانيّ، مَاتَ سنة 342، كَذَا فِي التَّبْصِير للحافِظ ابْن حَجَر.
(} والزَّوْرَاءُ) : اسمُ (مَال) كَانَ (لأُحَيْحَةَ) بن الجُلاَحِ الأَنْصَارِيّ: وَقَالَ:
إِنِّي أُقِيم على {الزَّوْرَاءِ أَعمُرُها
إِنَّ الكَرِيمَ على الإِخوانِ ذُو المَالِ
(و) من المَجَازِ: الزَّوْرَاءُ: (الْبِئْرُ البَعِيدَةُ) القَعْرِ. قَالَ الشَّاعِر:
إذْ تَجْعَل الجَارَ فِي} زَوْرَاءَ مُظْلِمَةٍ
زَلْخَ المُقَامِ وتَطْوِي دُونَه المَرَسا
وَقيل: رَكِيَّةٌ زَوْرَاءُ: غيرُ مُسْتَقِيمَةِ الحَفْرِ.
(و) الزَّوْرَاءُ: (القَدَحُ) ، قَالَ النابِغَة:
وتُسْقَى إِذا مَا شِئْتَ غَيْرَ مُصَرَّدٍ
{بزوَرَاءَ فِي حافَاتِهَا المِسْكُ كانِعُ
(و) } الزَّوْراءُ: (إِناءٌ) ، وَهُوَ مِشْرَبَةٌ (من فِضَّة) مُسْتَطِيلَة مثْل التَّلْتَلَة.
(و) من المَجَاز: رَمَى {بالزَّوراءِ، أَي (القَوْس) . وقَوْسٌ} زَوْرَاءُ: مَعْطُوفةٌ.
(و) قَالَ الجَوْهَرِيّ: و (دَجْلَةُ) بغْدَادَ تُسَمَّى {الزَّوْرَاءَ.
(و) الزَّوْرَاءُ: (بَغْدَادُ) أَو مَدينةٌ أُخْرَى بهَا فِي الجانِب الشَّرْقِيّ؛ (لأَنَّ أَبوابهَا الدَّاخِلَةَ جُعِلَتْ} مُزْوَرّةً) ، أَي مائلةً (عَن) الأَبواب (الخارجَةِ) وَقيل! لازْوِرَاء قِبْلَتِها.
(و) الزَّوْراءُ: (ع بالمدينةِ قُرْبَ المَسْجِدِ) الشريفِ، وَقد جاءَ ذِكرُه فِي حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن السَّائِب.
(و) الزَّوْرَاءُ: (دارٌ كَانَت بالحِيرَةِ) بناها النُّعمانُ بنُ مُنْذر، هَدَمَها أَبو جَعْفَر المَنْصُورُ فِي أَيّامه. (و) الزَّورَاءُ: (البَعِيدَةُ من الأَراضِي) قَالَ الأَعْشَى:
يَسْقِي دِيَاراً لهَا قد أَصْبَحَت غَرَضَاً
{زَوْراءَ أَجْنَفَ عَنْهَا القَوْدَ والرَّسَلُ
(و) الزَّوْرَاءُ: (أَرْضٌ عندَ ذِي خِيمٍ) ، وَهِي أَوَّلُ الدَّهْنَاءِ وآخِرُهَا هُرَيْرَةُ.
(} والزَّارَةُ: الجَمَاعَةُ) الضَّخْمَةُ (مِنَ) الناسِ و (الإِبلِ) والغَنَمِ. وَقيل هِيَ من الأَبل والناسِ: مَا بَيْن الخَمْسين إِلى السِّتِّين.
(و) {الزَّارَة من الطَّائر: (الحَوْصَلَة) ، عَن أَبِي زَيْد، (} كالزَّاوِرَةِ) ، بفَتْح الْوَاو، ( {والزَاوُورَة) وزاوَرَةُ القَطَاة: مَا حَمَلَتْ فِيهِ المَاءَ لِفِراخِها.
(و) } زَارَةُ: (حَيٌّ من أَزْدِ السَّرَاةِ) ، نَقَلَه الصَّاغانِيّ.
(و) الزَّارَةُ: (ة) كَبِيرَةٌ (بالبَحْرَيْن) و (مِنْهَا مَرْزُبَانُ الزَّارَةِ) ، وَله حَدِيث مَعْرُوف.
قَالَ أَبو مَنْصُور: وعَيْنُ الزَّارَةِ بالبَحْرَيْن مَعْرُوفَةٌ.
(و) الزَّارَة: (ة بالصَّعِيدِ) ، وسبقَ للمصنّف فِي (زرّ) أَنّها كُورَة بهَا فَلْينْظر.
(و) {زَارَةُ: (ة، بأَطْرَابُلُسِ الغَرْبِ. مِنْهَا إِبراهِيمُ} - الزّارِيُّ التاجِرُ المُتَمَوِّلُ) ، كَذَا ضَبطه السِّلَفيّ ووَصَفه.
(و) زَارَةُ: (ة من أَعْمَالِ اشْتِيخَنَ. منهَا يَحْيَى بن خُزَيْمَةَ! - الزَّارِيُّ) ، وَيُقَال: هِيَ بغَيْر هاءٍ، رَوَى عَن الدَّارميّ. وعَنْه طيب بن محمّد السَّمَرْقَنْديّ، قَالَ الحَافِظُ ابْن حَجَر: ضَبَطه أَبو سَعْد الإِدْرِيسيّ هاكذا، حَكَاهُ ابْنُ نُقْطَة. وأَمَّا السَّمْعانِيّ فذَكَره بتَكْرِير الزَّاي. ( {والزِّيرُ) ، بالكَسْرِ: (الزِّرُّ) . قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَمن العَرب مَنْ يَقْلِب أَحَد الحَرْفَيْن المُدْغْمَين يَاء فَيَقُول فِي مَرَ: مَيْرٌ، وَفِي زِرَ} زِيرٌ وَفِي رِزَ رِيزٌ.
(و) الزِّيرُ: (الكَتَّانُ) . قَالَ الحُطَيْئَة:
وإِنْ غَضِبَتْ خِلْت بالمِشْفَرَين
سَبَائِخَ قُطْنٍ {وزِيراً نُسَالاً
(والقِطْعَةُ) مِنْهُ زِيرَةٌ، (بِهاءٍ) ، والجَمع أَزْوَارٌ.
(و) الزِّير: (الدَّنُّ) ، وَالْجمع أَزْيَار، أَعجميٌّ، (أَو) الزِّيرُ: (الحُبُّ) الَّذِي يُعْمَل فِيهِ الماءُ، بلُغَة العِراق. وَفِي حَدِيث الشّافِعِيّ رَضِي الله عَنهُ (كُنتُ أَكُتب العِلْم أُلقِيه فِي زِيرٍ لنا) .
(و) الزِّير: (العَادَةُ) ، أَنْشَدَ يُونُس:
تَقولُ الحارِثِيَّة أُمُّ عَمْرٍ
وأَهاذا} زِيرُه أَبَداً {- وزِيرِي
قَالَ: مَعْناه أَهاذا دَأْبُه أَبداً ودَأْبى.
(و) الزِّير: (رَجُلٌ يُحِبُّ محادَثَةَ النِّساءِ ويُحِبّ مُجالَسَتَهُنَّ) ومُخَالَطَتَهُنّ، سُمِّيَ بذالك لكَثْرة زِيَارَتِه لَهُنّ. (وَيُحب) الثَّانِي مُسْتَدَرَكٌ. وَقيل: الزِّيرُ: المُخَالِطُ لهنّ فِي البَاطِل، وَقيل: هُوَ الَّذِي يُخَالِطُهنّ ويُرِيدُ حَدِيثَهُنّ. (بغيرِ شَرَ أَوْ بهِ) . وأَصلُه الْوَاو، وَجعله شَيخُ الإِسلام زكريّا فِي حَوَاشِيه على البَيْضاوِيّ مهموزاً، وَهُوَ خِلافُ مَا عَلَيْهِ أَئِمَّةُ اللُّغةِ. وَفِي الحَدِيث: (لَا يَزالُ أَحدُكم كاسِراً وِسَادَه يَتَّكِىءُ عَلَيْهِ ويأْخُذُ فِي الحَدِيث فِعْل الزِّيرِ) . (ج أَزْوارٌ وزِيرَةٌ، وأَزْيَارٌ) ، الأَخِيرَة من بَاب عِيدِ وأَعْيَادٍ.
(وَهِي} زِيرٌ أَيضاً) . تَقُولُ: امرأَةٌ زِيرُ رِجَالٍ. قَالَه الكِسائيّ، وَهُوَ قَلِيل (أَو خاصٌّ بهم) ، أَي بالرِّجال وَلَا يُوصَف بِهِ المُؤَنَّث، قَالَه بَعضُهم، وَهُوَ الأَكثر. ويأْتِي فِي الْمِيم أَنَّ الَّتِي تُحِبّ مُحَادَثَةَ الرِّجالِ يُقَال لَهَا: مَرْيَمُ. قَالَ رُؤبةُ:
قُلتُ {لِزِيرٍ لم تَصِلْه مَرْيَمُهْ
(و) الزِّير: (الدِّقِيقُ من الأَوتارِ، أَو أَحدُّها) وأَحْكَمُهَا فَتْلاً.} وزِيرُ المِزْهَرِ مُشْتَقٌّ مِنْهُ.
(و) {الزِّيرَةُ، (بهاءٍ: هَيْئَةُ} الزِّيَارَةِ) . يُقَال: فُلانٌ حَسَنُ الزِّيرَةِ.
(و) {الزَّيِّر، (كسَيِّدٍ) ، هاكذا فِي النُّسَخ، والصَّواب ككَتِفٍ، كَمَا ضَبَطَه الصَّاغانِيّ: (الغَضْبَانُ) المُقَاطِعُ لصاحِبه، عَن ابْن الأَعْرَابيّ. قَالَ الأَزْهَرِيّ. أُرَى أَصْلَه الهَمْزَ، من زَئِرَ الأَسدُ، فخفّف.
(} وزُورَةُ) ، بالضَّمّ (ويُفْتَحُ: ع قُرْبَ الكُوفَةِ) .
(و) {الزَّوْرَة، (بالفَتْح: البُعْدُ) ، وَهُوَ من الازْوِرَارِ. قَالَ الشَّاعِر:
وماءٍ وَرَدْتُ على} زَوْرَةٍ
أَي على بُعْد.
(و) الَّزورَةُ: الناقَةُ الَّتِي تَنظُرُ بمُؤْخِرِ عَيْنِها لشهدَّتِهَا وحِدّتها، قَالَ صَخْرُ الغيِّ:
ومَاءٍ وَرَدْتُ على {زَوْرَةٍ
كَمَشْيِ السَّبَنْتَي يَرَاحُ الشَّفِيفَا
هاكذا فَسَّره أَبُو عَمْرو. ويروى:} زُورَة، بالضَّمّ، والأَوَّل أَعرَفُ.
(ويوْمُ {الزُّوَيْر) ، كزُبَيْر: (م) ، أَي مَعْرُوف، وَكَذَا يَوْم} الزُّوَيْرَيْنِ.
( {وأَزارَهُ: حَمَلَه على} الزِّيارةِ) وأَزَرْتُه غَيري.
( {وزَوَّرَ) } تَزْوِيراً: (زَيَّن الكَذِبَ) ، وكَلامٌ {مُزَوَّرٌ: مُمَوَّهٌ بالكَذِب.
(و) من المَجَازِ:} زَوَّرَ (الشَّيْءَ: حَسَّنِ وقَوَّمه) . وأَزالَ {زَوَرَه: اعوِجَاجَه. وكَلامٌ} مُزَوَّرٌ، أَي مُحَسَّن. وقِيل: هُوَ المُثَقَّف قَبْلَ أَن يُتَكَلَّمَ بِهِ، وَمِنْه قَوْلُ عُمَر رَضِيَ اللهاُ عَنهُ: (مَا! زَوَّرْت كَلاماً لأَقُولَه إِلا سَبَقَني بِهِ أَبُو بَكْر) . أَيهَيَّأْت وأَصْلَحَ. {والتَّزْوِير: إِصلاحُ الشَّيْءِ. وسُمِعَ ابنُ الأَعرابيّ يَقُول: كُلُّ إِصلاحٍ من خَيْرٍ أَو شَرَ فَهُوَ تَزْوِيرٌ. وَقَالَ أَبو زَيْد:} التَّزْوِير: التَّزْوِيق والتَّحْسِين. وَقَالَ الأَصمَعِيّ: التَّزْوير: تَهْيِئَة الكَلامِ وتَقدِيرُهُ، والإِنْسَان يُزَوِّر كَلاماً، وَهُوَ أَن يُقَوِّمَه ويُتْقِنَه قبل أَنْ يتكَلَّم بِهِ.
(و) {زَوَّرَ (الزَّائِرَ) تَزْوِيراً: (أَكْرَمَه) قَالَ أَبو زيد:} زَوِّرواً فُلاناً، أَي اذْبَحُوا لَهُ وأَكْرِمُوه. {والتَّزْوِيرُ: أَن يُكرِمَ المَزُورُ زَائِرَه.
(و) زَوَّرَ (الشَّهَادةَ: أَبْطَلَها) ، وَهُوَ راجعٌ إِلى تَفْسِير قَوْلِ القَتَّال:
ونَحْنُ أُناسٌ عُودُنَا عُودُ نَبْعَةٍ
صَلِيبٌ وِفينَا قَسْوَةٌ لَا} تُزَوَّرُ
قَالَ أَبو عَدْنَانَ: أَي لَا نُغْمَز لقَسْوتنا وَلَا نُسْتَضْعَف. فَقَوله: {زَوَّرْت شَهَادَةَ فُلانِ، مَعْنَاهُ أَنَّه استُضعِف فغُمِزَ، وغُمِزتْ شَهَادَتَهُ فأُسقِطَت.
(و) فِي الخَبَر عَن الحَجَّاج قَالَ: (رَحِمَ اللهاُ أمْرأً} زَوَّرَ (نَفْسَه) على نَفْسِه) قيل: قَوَّمَها وحَسَّنَها. وَقيل: اتَّهَمَها على نَفْسه. وَقيل: (وَسَمَها {بالزُّورِ) ، كفَسَّقَه وجَهَّلَه. وَتقول: أَنا} أُزَوِّرك على نَفْسِك، أَي أَتَّهِمُك عَلَيْها. وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
بِهِ {زَوَرٌ لم يَسْتَطِعْه المُزَوِّرُ
(} والمُزَوَّرُ من الإِبِل) ، كمُعَظَّم: (الَّذِي إِذا سَلَّه المُذَمِّر) كمُحَدّث وَقد تقدّم (من بَطْن أُمِّه اعْوَجَّ صَدرُه فَيَغْمِزِ ليُقِيمَه فيَبْقَى فِيه من غَمْزِهِ أَثَرٌ يُعلَم مِنْهُ أَنَّه {مُزَوَّر) ، قَالَه اللَّيْثُ.
(} واسْتَزَارَهُ) : سأَلَه أَن {يَزُورَه، (} فزَارَه) وازداره. ( {وتزاوَرَ عَنهُ) } تَزَاوُرًا (عَدَلَ وانْحَرف) . وقُرِىء {) 1 (. 029! تَزَّوَارُ عَن كهفهم} (الْكَهْف: 17) ، وَهُوَ مُدغَم تَتَزَاوَرُ ( {كازْوَرَّ وَ} ازْوارَّ) ، كاحْمَرَّ واحْمارَّ. وقُرِىءَ ( {تَزْوَرُّ) وَمعنى الكُلِّ: تَمِيل، عَن الأَخْفَشِ. وَقد ازْوَرَّ عَنهُ.} ازْوِرَاراً. {وازْوَارَّ عَنهُ} ازْوِيرَاراً.
(و) {تَزاوَرَ (القَوْمُ: زارَ بَعضُهُم بَعضاً) ، وهم} يَتَزَاوَرُون، وَبينهمْ {تَزَاوُرٌ.
(} وزَوْرَانُ) ، بِالْفَتْح: (جَدُّ) أَبي بكرٍ (مُحَمَّدِ بْنِ عبدِ الرحمانِ) البَغْدَادِيّ، سَمِعَ يحيى بن هاشِم السّمسار. وَقَول المصنّف: (التّابِعِيّ) كَذَا فِي سَائِر الأُصول خَطَأٌ، فإِنَّ مُحَمَّد بن عبد الرحمان هاذا لَيْسَ بتابعيَ كَمَا عَرفْت. وَالصَّوَاب أَنه سَقط من الْكَاتِب، وَحَقُّه بعد عبد الرَّحْمَن: والوَلِيدُ بنُ {زَوّارَانَ. فإِنّه تابعيّ يَرْوِي عَن أَنَس. وشَذَّ شيخُنَا فضَبَطه بالضَّم نَقلاً عَن بَعضهم عَن الكاشِف، والصَّواب أَنَّه بالفَتْح، كَمَا صرَّحَ بِهِ الحافِظُ ابْن حَجَر والأَمِيرُ وغيرُهما، ثمَّ إِنَّ قَوْلَ المُصَنّف إِن زَوْرَانَ جَدُّ مُحَمَّد وَهَمٌ، بل الصَّواب أَنه لَقَبُ مُحَمَّد. ثمَّ اختُلِف فِي الوَليد بن} زَوْرَانَ، فَضَبَطَه الأَمِيرُ بِتَقْدِيم الرَّاءِ على الوَاوِ، وجَزَمَ المِزِّيّ فِي التَّهْذِيب أَنَّه بِتَقْدِيم الْوَاو كَمَا هُنَا.
(وبالضَّمِّ عبدُ الله بنُ) عَلِيّ بن ( {زُورَانَ الكازَرُونِيُّ) ، عَن أَبي الصَّلْت المُجير، ووَقَعَ فِي التَّكْمِلة، عَلَيّ بنُ عبد الله بن زُورَانَ. (وإِسحاقُ ابنُ زُورَانَ السِّيرافِيُّ) الشَّافعيّ، (مُحَدِّثُونَ) .
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكَ عَلَيْهِ:
مَنَارَةٌ} زَوْراءُ: مائِلَةٌ عَن السَّمْتِ والقَصْدِ. وفَلاةٌ {زَوْرَاءُ: بَعِيدةٌ فِيهَا} ازْوِرَارٌ، وَهُوَ مَجَاز. وَبَلَدٌ {أَزْوَرُ، وجَيْشٌ أَزْوَرُ.
قَالَ الأَزهَرِيُّ: سَمِعْتُ العَربَ تَقول للبَعير المَائِل السَّنامِ: هاذا البَعِيرُ} زَوْرٌ. وناقَةٌ {زَوْرَةٌ: قَوِيَّةٌ غَلِيظَةٌ. وفَلاةُ زَوْرة: غَيرُ قاصِدَةٍ.
وَقَالَ أَبو زَيد:} زَوَّرَ الطَّائِرُ! تَزْوِيراً: ارتفَعَتْ حَوْصَلَتُه، وَقَالَ غيرُه: امتَلأَتْ. ورَجلٌ {زَوَّارٌ وزَوَّارَةٌ، بِالتَّشْدِيدِ فيهمَا: غَلِيظٌ إِلى القِصَرِ.
قَالَ الأَزْهَرِيّ: قرأْتُ فِي كتاب اللَّيْث فِي هاذا الْبَاب: يُقَال للرَّجل إِذا كَانَ غَليظاً إِلى القِصَر مَا هُوَ: إِنّه} لَزُوارٌ {وزُوَارِيَةٌ.
قَالَ أَبو مَنْصُور؛ وهاذا تَصْحِيفٌ مُنْكر، والصَّواب: إِنه لَزُوَازٌ وزُوَازِيَةٌ (بزاءَيْن) . قَالَ: قَالَ ذالك أَبو عَمْرٍ ووابْنُ الأَعْرَابِيّ وغَيْرُهما.
} وازْدَاره: {زَارَه، افْتَعَلَ من الزِّيارة. قَالَ أَبو كَبِير:
فدَخَلْتُ بَيْتاً غَيْرَ بَيْتِ سِنَاخَةٍ
} وازْدَرْتُ {مُزْدَارَ الكَريمِ المِفْضَلِ
والزَّوْرَة: المَرَّةُ الواحدةُ.
وامرأَةٌ} زَائِرَةٌ من نِسْوةٍ {زُورٍ، عَن سِيبَوَيه، وكذالك فِي المذكّر، كعائِذٍ وعُوذٍ، ورَجلٌ} زَوَّارٌ {وزَؤُورٌ ككَتَّان وصَبُور. قَالَ:
إِذعا غَاب عنْها بَعْلُهَا لم أَكنْ لَهَا
} زَؤُوراً ولمْ تَأْنَسْ إِليَّ كِلابُها
وَقَالَ بَعْضُهم: زارَ فُلانٌ فلَانا، أَي مَالَ إِليه. وَمِنْه {تَزَاوَرَ عَنهُ، أَي مَالَ.
} وزَوَّرَ صاحِبَه {تَزْوِيراً: أَحْسَنَ إِليه وعَرَفَ حَقَّ} زِيَارَتِهِ.
وَفِي حَدِيث طَلْحَةَ ( {أَزَرْتُه شَعُوبَ} فزَارَها أَي أَوْرَدْتُه المَنِيَّةَ، وَهُوَ مَجاز.
وأَنا {أُزِيرُكم ثَنَائِي، وأَزَرْتُكم قَصَائِدي، وَهُوَ مَجاز.
} والمَزَارُ، بالفَتْح: مَوْضِعُ {الزِّيارةِ.
} وزَوِرَ {يَزْوَر، إِذا مالَ.
وَيُقَال للعَدُوِّ:} الزَّايِرُ، وهم! الزَّايِرون وأَصلُه الهَمْز، وَلم يَذكره المُصَنّف هُنَاكَ. وبالوَجْهَيْن فُسِّرَ بيتُ عَنْتَرَةَ:
حَلَّتْ بأَرْضِ {الزَّايِرِينَ فأَصْبَحَتْ
عَسِراً عَليَّ طِلابُكِ ابْنَةَ مَخْرَمِ
وَقد تقدّمت الإِشارة إِلَيْهِ.
} وزَارَةُ الأَسَدِ: أَجَمَتُه. قَالَ بَان جِنِّي. وذالك لاعْتِياده إيَّاها {وزَوْرِه لَهَا. وذَكَره المصنّف فِي زأَر.
} والزَّارُ: الأَجَمَةَ ذاتُ الحَلْفاءِ والقَصَبِ والماءِ.
وكَلامٌ {مُتَزَوَّرٌ: مُحَسَّنٌ. قَالَ نَصْرُ بنُ سَيَّارٍ:
أَبلِغْ أَميرَ المؤمنينَ رِسَالَةً
} تَزَوَّرْتُهَا من مُحْكَمَاتِ الرَّسائِلِ
أَي حَسَّنْتُهَا وثَقَّفْتها.
وَقَالَ خالِدُ بنُ كُلْثُوم: {التَّزْوِيرُ: التَّشْبِيهُ.
} وزاَرَةُ: مَوْضِع، قَالَ الشَّاعِر:
وكَأَنَّ ظُعْنَ الحَيِّ مُدْبِرَةً
نَخْلٌ بَهزَارَةَ حَمْلُهُ السُّعْدُ
وَفِي الأَسَاس: {تَزَوَّرَ: قَالَ} الزُّورَ. {وَتَزَوَّرَه:} زَوَّرَه لنَفْسِه.
وأَلقَى {زَوْرَه. أَقامَ.
وكَلِمةٌ} زَوْراءُ: دَنِيَّةٌ مُعْوَجَّةٌ.
وَهُوَ أَزْوَرُ عَن مقَامِ الذّلّ: أَبْعَدُ.
واستدرك شَيخنَا: زَارَه: زوجُ ماسِخَةَ القَوَّاسِ، كَمَا نقلَه السُّهَيْليّ وَغَيره، وتقدّمت الإِشارة إِليه فِي (مسخ) .
قلت: ونَهْرُ {زَاوَرَ كهَاجَر، نَهرٌ متَّصل بعُكْبَرَاءَ،} وزَاوَرُ: قريةٌ عِنْده.
! والزَّوْرُ، بالفَتْح: موضعٌ بَين أَرضِ بَكْرِ بنِ وَائِلٍ. وأَرضِ تَمِيم، على ثلاثةِ أَيّامٍ من طَلَحَ. وجَبَلٌ يُذْكَر مَعَ مَنْوَرٍ، وجَبلٌ آخَرُ فِي دِيَارِ بني سُلَيْمٍ فِي الحِجَاز.
(زور) الطَّائِر أكل حَتَّى امْتَلَأت حوصلته وَارْتَفَعت وَالشَّيْء أصلحه وَقَومه وأتقنه وَحسنه وزينه يُقَال زور الْكَلَام زخرفه وموهه وزور الْكَلَام فِي نَفسه هيأه وحضره وَالْكذب زينه وَالشَّهَادَة وَنَحْوهَا حكم بِأَنَّهَا زور وَعَلِيهِ قَالَ عَلَيْهِ زورا وَعَلِيهِ كَذَا وَكَذَا نسب إِلَيْهِ شَيْئا كذبا وزورا وَمِنْه زور إمضاءه أَو توقيعه قَلّدهُ وَنَفسه وسمها بالزور ونسبها إِلَيْهِ والزائر عرف لَهُ حق زيارته فَأكْرمه واحتفى بمقدمه والأسير وَنَحْوه جعل فِي يَدَيْهِ زوارا وشده بِهِ
زور زوق وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر يَوْم سَقِيفَة بني سَاعِدَة حِين اخْتلفت الْأَنْصَار على أبي بكر فَقَالَ عمر: وَقد كنت زَوَّرت فِي نَفسِي مقَالَة أقوم بهَا بَين يَدي أبي بكر قَالَ: فجَاء أَبُو بكر فَمَا ترك شَيْئا مِمَّا كنت زَوّرته إِلَّا تكلم [بِهِ -] . قَالَ الْأَصْمَعِي: التزوير إصْلَاح الْكَلَام وتهيئته. قَالَ أَبُو زيد: المُزَوّر من الْكَلَام المزوّق وَاحِد وَهُوَ المصلح المحَّسن وَكَذَلِكَ الْخط إِذا قوم أَيْضا. وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة يَقُول للمزوَّق من الْبيُوت: هُوَ المصوّر وَهُوَ من هَذَا لِأَنَّهُ مزيّن بالتصاوير. قَالَ أَبُو عبيد: وَإِنَّمَا قيل لَهُ مزوّق لِأَن أهل الْمَدِينَة يسمون الزئبق الزاووق قَالَ: والتصاوير قد تكون بِهِ فَمن ثمَّ قَالُوا: مزوّق أَي أَنه مصوّر بتصاوير يخالطه الزاووق. وَمِنْه حَدِيث عَبْد اللَّه بْن عمر: إِذا رأيتَ قُريْشًا قد هدموا الْبَيْت ثمَّ بنوه فزوقوه فَإِن اسْتَطَعْت أَن تَمُوت فمت.

البَرَدَانُ

البَرَدَانُ:
بالتحريك: مواضع كثيرة، قال أبو الحسن العمراني: أنشدني جار الله العلامة، يعني أبا القاسم الزمخشري، وكنت أناوله الجمد المدقوق فيشربه إذ دخل عليه بعض الكبراء فقال لي: إن ذلك يضرّه، فذكرت له ذلك، فقال:
ألا إن في قلبي جوى، لا يبلّه ... قويق ولا العاصي ولا البردان
قال هذا آخر ما سمعته من كلامه وإنشاده، وهذه أسماء أنهار بالشام، تذكر إن شاء الله تعالى.
والبردان أيضا: عين بأعلى نخلة الشامية من أرض تهامة، وبها عينان: البردان وتنضب، قال نصر:
البردان جبل مشرف على وادي نخلة قرب مكة، وفيها قال ابن ميّادة:
ظلّت بروض البردان تغتسل، ... تشرب منها نهلات وتعل
وقال الأصمعي: البردان ماء بنجد لبني عقيل ابن عامر بينهم وبين هلال بن عامر، وقال أبو زياد: البردان في أقصى بلاد بني عقيل وأول بلاد مهرة، وأنشد:
ظلّت بروض البردان تغتسل
والبردان أيضا: ماء لبني نصر بن معاوية بالحجاز لبني جشم، فيه شيء قليل لبطن منهم يقال لهم بنو عصيمة، يزعمون أنهم من اليمن وأنهم ناقلة في بني جشم، وقال عميرة بن جعيل بن عمرو بن مالك بن الحارث بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب:
ألا يا ديار الحيّ بالبردان! ... خلت حجج بعدي لهنّ ثمان
فلم يبق منها غير نؤي مهدّم، ... وغير أوار، كالرّكيّ دفان
والبردان أيضا: ماء بالسماوة دون الجناب وبعد الحني من جهة العراق. والبردان أيضا: ماء للضّباب قرب دارة جلجل، عن ابن دريد.
والبردان أيضا قال الأصمعي: من جبال الحمى الذّهلول ثم البردان، وهو ماء ملح، كثير النخل.
والبردان أيضا: من قرى بغداد على سبعة فراسخ منها، قرب صريفين، وهي من نواحي دجيل، وقال أبو المنذر هشام بن محمد: سميت البردان التي فوق بغداد بردانا لأن ملوك الفرس كانوا إذا أتوا بالسّبي فنفوا منه شيئا قالوا: برده أي اذهبوا به إلى القرية، وكانت القرية بردان فسميت بذلك، كذا قال. قلت أنا: وتحقيق هذا أن برده بالفارسية هو الرقيق المجلوب في أول إخراجه من بلاد الكفر، ولعل هذه القرية كانت منزل الرقيق فسمّيت بذلك، لأنهم يلحقون الدال والألف والنون في بعض ما يجعلونه وعاء للشيء، كقولهم لوعاء الثياب:
جامه دان، ولوعاء الملح: نمكدان، وما أشبه ذلك، ثم وقفت على كتاب الموازنة لحمزة فوجدته
قد ذكر قريبا مما قلته، فإنه قال: البردان تعريب برده دان، وكان بخت نصّر لما سبى اليهود أنزلهم هناك إلى أن ورد عليه أمر الملك لهراسف من بلخ بما يصنع بهم، وفيه يقول جحظة:
ادفع ورود الهمّ عنك بقهوة ... مخزونة في حانة الخمّار
جازت مدى الأعمار، فهي كأنها ... عند المذاق تزيد في الأعمار
يسعى بها خنث الجفون منعّم، ... في خدّه ماء النضارة جار
في رقّة البردان بين مزارع، ... محفوفة ببنفسج وبهار
بلد يشبّه صيفه بخريفه، ... رطب الأصائل بارد الأسحار
وينسب إليها جماعة، منهم: أبو الحسن محمد بن أحمد ابن محمد بن الحسن بن الحسين بن علي البرداني، توفي في ذي القعدة سنة 469، وابنه أبو علي كان فاضلا، توفي سنة 498. والبردان أيضا بالكوفة، وكان منزل وبرة بن رومانس، وقال هشام: هو وبرة الأصغر ابن رومانس بن معقّل بن محاسن بن عمرو ابن عبد ودّ بن عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة ابن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة أخو النعمان بن المنذر لأمّه، فمات ودفن بهذا الموضع، فلذلك يقول مكحول بن حرثة يرثيه:
ألا يا عين جودي، باندفاق، ... على مردى قضاعة بالعراق
فما الدّنيا بباقية لحيّ، ... ولا حيّ على الدنيا بباق
لقد تركوا على البردان قبرا، ... وهمّوا للتفرّق بانطلاق
وقال ابن الكلبي: مات في طريقه إلى الشام فيجوز ان يكون البردان الذي بالسماوة، وقد ذكر. والبردان أيضا: نهر بثغر طرسوس مجيئه من بلاد الروم ويصبّ في البحر على ستة أميال من طرسوس، ولا أعرف بالشام موضعا أو نهرا يقال له البردان غيره، فهو الذي عناه الزمخشري. والبردان أيضا: نهر يسقي بساتين مرعش وضياعها، مخرجه من أصل جبل مرعش ويسمى هذا الجبل الأقرع، وذكر هذين النهرين أحمد بن الطيّب السّرخسي. والبردان أيضا سيح البردان: موضع باليمامة فيه نخل، عن ابن أبي حفصة.

البُرْدَانِ:
بالضم ثم السكون، تثنية برد: غديران بنجد بينهما حاجز، يبقى ماؤها شهرين وثلاثة، وقيل: هما ضفيرتان من رمل، قال القتّال الكلابي:
سمعت وأصحابي بذي النّخل نازلا، ... وقد يشعف النفس الشعاع حبيبها
دعاء بذي البردين من أمّ طارق، ... فيا عمرو! هل تبدو لنا فتجيبها؟
ويوم البردين من أيام العرب، وهو يوم الغبيط ظفرت به بنو يربوع ببني شيبان، فقال مالك بن نويرة:
فأقررت عيني يوم ظلّوا، كأنهم ... ببطن الغبيط خشب أثل مسنّد
صريع عليه الطّير، تنقر عينه، ... وآخر مكبول بمال مقيّد
لدن غدوة، حتى أتى الليل دونهم، ... ولا تنتهي عن ملئها منهم يد
وأصبح منهم، بعد فلّ، لقاؤنا ... بقيقاءة البردين، فلّ مطرّد
بَرَدٌ:
بفتحتين: موضع في قول بدر بن حزّان الفزاري:
ما اضطرّك الحرز من ليلى إلى برد، ... تختاره معقلا عن جشّ أعيار
وقال الفضل بن العباس اللهبي:
عوجا على ربع سعدى كي نسائله، ... عوجا فما بكما غيّ ولا بعد
إنّي إذا حلّ أهلي، من ديارهم، ... بطن العقيق وأمست دارها برد
تجمعنا نيّة، لا الخلّ واصلة ... سعدى، ولا دارنا من دارهم صدد
ووجدت في أشعار بني أسد المقروء تصنيفها على أبي عمرو الشيباني يروي بالفتح ثم الكسر في قول المغترف المالكي حيث قال:
سائلوا عن خيلنا ما فعلت ... ببني القين وعن جنب برد
وقال نصر: برد جبل في أرض غطفان يلي الجناب، وقيل: هو ماء لبني القين، ولعلهما موضعان.

سوق

سوق: السَّوق: معروف. ساقَ الإبلَ وغيرَها يَسُوقها سَوْقاً وسِياقاً،

وهو سائقٌ وسَوَّاق، شدِّد للمبالغة؛ قال الخطم القيسي، ويقال لأبي زغْبة

الخارجي:

قد لَفَّها الليلُ بِسَوَّاقٍ حُطَمْ

وقوله تعالى: وجاءت كلُّ نَفْسٍ معها سائقٌ وشَهِيد؛ قيل في التفسير:

سائقٌ يَسُوقها إلى محشرها، وشَهِيد يشهد عليها بعملها، وقيل: الشهيد هو

عملها نفسه، وأَساقَها واسْتاقَها فانْساقت؛ وأَنشد ثعلب:

لولا قُرَيْشٌ هَلَكَتْ مَعَدُّ،

واسْتاقَ مالَ الأَضْعَفِ الأَشَدُّ

وسَوَّقَها: كساقَها؛ قال امرؤ القيس:

لنا غَنَمٌ نُسَوِّقُها غِزارٌ،

كأنَّ قُرونَ جِلَّتِها العِصِيُّ

وفي الحديث: لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قَحْطان يَسُوق الناس

بعَصاه؛ هو كناية عن استقامةِ الناس وانقيادِهم إليه واتِّفاقِهم عليه، ولم

يُرِدْ نفس العصا وإنما ضربها مثلاً لاستيلائه عليهم وطاعتهم له، إلاّ أن

في ذكرها دلالةً على عَسْفِه بهم وخشونتِه عليهم. وفي الحديث: وسَوَّاق

يَسُوق بهن أي حادٍ يَحْدُو الإبلَ فهو يسُوقهن بحُدائِه، وسَوَّاق الإبل

يَقْدُمُها؛ ومنه: رُوَيْدَك سَوْقَك بالقَوارير.

وقد انْساقَت وتَساوَقَت الإبلُ تَساوُقاً إذا تتابعت، وكذلك تقاوَدَت

فهي مُتَقاوِدة ومُتَساوِقة. وفي حديث أُم معبد: فجاء زوجها يَسُوق

أعْنُزاً ما تَساوَقُ أي ما تتابَعُ. والمُساوَقة: المُتابعة كأنّ بعضَها يسوق

بعضاً، والأصل في تَساوَقُ تتَساوَق كأَنَّها لضعفِها وفَرْطِ هُزالِها

تتَخاذَلُ ويتخلَّفُ بعضها عن بعض. وساقَ إليها الصَّداق والمَهرَ سِياقاً

وأَساقَه، وإن كان دراهمَ أَو دنانير، لأن أَصل الصَّداق عند العرب

الإبلُ، وهي التي تُساق، فاستعمل ذلك في الدرهم والدينار وغيرهما. وساقَ

فلانٌ من امرأته أي أعطاها مهرها. والسِّياق: المهر. وفي الحديث: أنه رأى

بعبد الرحمن وَضَراً مِنْ صُفْرة فقال: مَهْيَمْ، قال: تزوَّجْتُ امرأة من

الأَنصار، فقال: ما سُقْتَ إليها؟ أَي ما أَمْهَرْتَها، قيل للمهر سَوْق

لأن العرب كانوا إذا تزوجوا ساقوا الإبل والغنم مهراً لأَنها كانت الغالبَ

على أموالهم، وضع السَّوق موضع المهر وإن لم يكن إبلاً وغنماً؛ وقوله في

رواية: ما سُقْتُ منها، بمعنى البدل كقوله تعالى: ولو نشاء لَجَعَلْنا

منكم ملائكة في الأرض يََخْلفقون؛ أي بدلكم. وأَساقه إبلاً: أَعطاه إياها

يسُوقها. والسَّيِّقةُ: ما اختَلَس من الشيء فساقَه؛ ومنه قولهم: إنما

ابنُ آدم سَيِّقةٌ يسُوقُه الله حيث شاء وقيل: السَّيِّقةُ التي تُساقُ

سوْقاً؛ قال:

وهل أنا إلا مثْل سَيِّقةِ العِدا،

إن اسْتَقْدَمَتْ نَجْرٌ، وإن جبّأتْ عَقْرُ؟

ويقال لما سِيقَ من النهب فطُرِدَ سَيِّقة، وأَنشد البيت أيضاً:

وهل أنا إلا مثل سيِّقة العدا

الأَزهري: السِّيَّقة ما اسْتاقه العدوُّ من الدواب مثل الوَسِيقة.

الأَصمعي: السَّيقُ من السحاب ما طردته الريح، كان فيه ماء أَو لم يكن، وفي

الصحاح: الذي تَسوقه الريح وليس فيه ماء.

وساقةُ الجيشُ: مؤخَّرُه. وفي صفة مشيه، عليه السلام: كان يَسُوق

أَصحابَه أَي يُقَدِّمُهم ويمشي خلفم تواضُعاً ولا يَدع أحداً يمشي خلفه. وفي

الحديث في صفة الأَولياء: إن كانت الساقةُ كان فيها وإن كان في الجيش

(*

قوله «في الجيش» الذي في النهاية: في الحرس، وفي ثابتة في الروايتين). كان

فيه الساقةُ؛ جمع سائق وهم الذين يَسُوقون جيش الغُزاة ويكونون مِنْ

ورائه يحفظونه؛ ومنه ساقةُ الحاجّ.

والسَّيِّقة: الناقة التي يُسْتَتَرُ بها عن الصيد ثم يُرْمَى؛ عن ثعلب.

والمِسْوَق: بَعِير تستتر به من الصيد لتَخْتِلَه. والأساقةُ: سيرُ

الرِّكابِ للسروج.

وساقَ بنفسه سياقاً: نَزَع بها عند الموت. تقول: رأيت فلاناً يَسُوق

سُوُقاً أي يَنْزِع نَزْعاً عند الموت، يعني الموت؛ الكسائي: تقول هو يَسُوق

نفْسَه ويَفِيظ نفسَه وقد فاظت نفسُه وأَفاظَه الله نفسَه. ويقال: فلان

في السِّياق أي في النَّزْع. ابن شميل: رأيت فلاناً بالسَّوْق أي بالموت

يُساق سوقاً، وإنه نَفْسه لتُساق. والسِّياق: نزع الروح. وفي الحديث: دخل

سعيد على عثمان وهو في السَّوْق أي النزع كأَنّ روحه تُساق لتخرج من

بدَنه، ويقال له السِّياق أيضاً، وأَصله سِواق، فقلبت الواو ياء لكسرة

السين، وهما مصدران من ساقَ يَسُوق. وفي الحديث: حَضَرْنا عمرو بن العاصِ وهو

في سِياق الموت.

والسُّوق: موضع البياعات. ابن سيده: السُّوق التي يُتعامل فيها، تذكر

وتؤنث؛ قال الشاعر في التذكير:

أَلم يَعِظِ الفِتْيانَ ما صارَ لِمَّتي

بِسُوقٍ كثيرٍ ريحُه وأَعاصِرُهْ

عَلَوْني بِمَعْصوبٍ، كأَن سَحِيفَه

سَحيفُ قُطامِيٍّ حَماماً يُطايِرُهْ

المَعْصوب: السوط، وسَحِيفُه صوته؛ وأَنشد أَبو زيد:

إنِّي إذالم يُنْدِ حَلْقاً رِيقُه،

ورَكَدَ السَّبُّ فقامت سُوقُه،

طَبٌّ بِإهْداء الخنا لبِيقُه

والجمع أسواق. وفي التنزيل: إلا إِنَّهم ليأكلون الطعام ويَمْشُون في

الأَسْواق؛ والسُّوقة لغة فيه. وتَسَوَّق القومُ إذا باعوا واشتَروا. وفي

حديث الجُمعة: إذا جاءت سُوَيْقة أي تجارة، وهي تصغير السُّوق، سميت بها

لأن التجارة تجلب إليها وتُساق المَبيعات نحوَها. وسُوقُ القتالِ والحربِ

وسوقَتُه: حَوْمتُه، وقد قيل: إن ذلك مِنْ سَوْقِ الناس إليها.

الليث: الساقُ لكل شجرة ودابة وطائر وإنسان. والساقُ: ساقُ القدم.

والساقُ من الإنسان: ما بين الركبة والقدم، ومن الخيل والبغال والحمير والإبل:

ما فوق الوَظِيف، ومن البقر والغنم والظباء: ما فوق الكُراع؛ قال:

فَعَيْناكِ عَيْناها، وجِيدُك جِيدُها،

ولكنّ عَظْمَ السَّاقِ منكِ رَقيقُ

وامرأة سوْقاء: تارّةُ الساقين ذات شعر. والأَسْوَق: الطويل عَظْمِ

الساقِ، والمصدر السَّوَق؛ وأَنشد:

قُبُّ من التَّعْداءِ حُقْبٌ في السَّوَقْ

الجوهري: امرأة سَوْقاء حسنَة الساقِ. والأَسْوَقُ: الطويل الساقين؛

وقوله:

للْفَتى عَقْلٌ يَعِيشُ به،

حيث تَهْدِي ساقَه قَدَمُهْ

فسره ابن الأَعرابي فقال: معناه إن اهتدَى لرُشْدٍ عُلِمَ أنه عاقل، وإن

اهتدى لغير رشدٍ علم أَنه على غير رُشْد. والساقُ مؤنث؛ قال الله تعالى:

والتفَّت الساقُ بالساق؛ وقال كعب بن جُعَيْل:

فإذا قامَتْ إلى جاراتِها،

لاحَت الساقُ بُخَلْخالٍ زَجِلْ

وفي حديث القيامة: يَكْشِفُ عن ساقِه؛ الساقُ في اللغة الأمر الشديد،

وكَشْفُه مَثَلٌ في شدة الأمر كما يقال للشحيح يدُه مغلولة ولا يدَ ثَمَّ

ولا غُلَّ، وإنما هو مَثَلٌ في شدّة البخل، وكذلك هذا. لا ساقَ هناك ولا

كَشْف؛ وأَصله أَن الإنسان إذا وقع في أمر شديد يقال: شمَّر ساعِدَه وكشفَ

عن ساقِه للإهتمام بذلك الأمر العظيم. ابن سيده في قوله تعالى: يوم

يُكشَف عن ساقٍ، إنما يريد به شدة الأمر كقولهم: قامت الحربُ على ساق، ولسنا

ندفع مع ذلك أَنَ الساق إذا أُريدت بها الشدة فإنما هي مشبَّهة بالساق هي

التي تعلو القدم، وأَنه إنما قيل ذلك لأن الساقَ هذه الحاملة للجُمْلة

والمُنْهِضَةُ لها فذُكِرت هنا لذلك تشبيهاً وتشنيعاً؛ وعلى هذا بيت

الحماسة لجدّ طرفة:

كَشَفَتْ لهم عن ساقِها،

وبدا من الشرَّ الصُّراحْ

وقد يكون يُكْشَفُ عن ساقٍ لأن الناس يَكِشفون عن ساقِهم ويُشَمِّرون

للهرب عند شدَّة الأَمر؛ ويقال للأَمر الشديد ساقٌ لأن الإنسان إذا

دَهَمَتْه شِدّة شَمّر لها عن ساقَيْه، ثم قيل للأَمر الشديد ساقٌ؛ ومنه قول

دريد:

كَمِيش الإزار خارِجِ نصْفُ ساقِه

أَراد أَنه مشمر جادٌّ، ولم ييرد خروج الساق بعينها؛ ومنه قولهم:

ساوَقَه أي فاخَرة أَيُّهم أَشدّ. وقال ابن مسعود: يَكْشِفُ الرحمنُ جلّ ثناؤه

عن ساقِه فَيَخِرّ المؤمنون سُجَّداً، وتكون ظهورُ المنافقين طَبَقاً

طبقاً كان فيها السَّفافيد. وأَما قوله تعالى: فَطِفقَ مَسْحاً بالسُّوق

والأَعْناق، فالسُّوق جمع ساقٍ مثل دارٍ ودُورٍ؛ الجوهري: الجمع سُوق، مثل

أَسَدٍ وأُسْد، وسِيقانٌ وأَسْوقٌ؛ وأَنشد ابن بري لسلامة بن جندل:

كأنّ مُناخاً، من قُنونٍ ومَنْزلاً،

بحيث الْتَقَيْنا من أَكُفٍّ وأَسْوُقِ

وقال الشماخ:

أَبَعْدَ قَتِيلٍ بالمدينة أَظْلَمَتْ

له الأَرضُ، تَهْتَزُّ العِضاهُ بأَسْوُقِ؟

فأَقْسَمْتُ لا أَنْساك ما لاحَ كَوكَبٌ،

وما اهتزَّ أَغصانُ العِضاهِ بأَسْوُقِ

وفي الحديث: لا يسْتَخرجُ كنْزَ الكعبة إلا ذو السُّوَيْقَتَيْنِ؛ هما

تصغير الساق وهي مؤنثة فذلك ظهرت التاء في تصغيرها، وإنما صَغَّر الساقين

لأن الغالب على سُوق الحبشة الدقَّة والحُموشة. وفي حديث الزِّبْرِقان:

الأَسْوَقُ الأَعْنَقُ؛ هو الطويل الساق والعُنُقِ. وساقُ الشجرةِ:

جِذْعُها، وقيل ما بين أَصلها إلى مُشَعّب أَفنانها، وجمع ذلك كله أَسْوُقٌ

وأَسْؤُقٌ وسُوُوق وسؤوق وسُوْق وسُوُق؛ الأَخيرة نادرة، توهموا ضمة السين

على الواو وقد غلب ذلك على لغة أبي حيَّة النميري؛ وهَمَزَها جرير في

قوله:أَحَبُّ المُؤقدانِ إليك مُؤسي

وروي أَحَبُّ المؤقدين وعليه وجّه أَبو علي قراءةَ من قرأَ: عاداً

الأؤْلى. وفي حديث معاوية: قال رجل خاصمت إليه ابنَ أخي فجعلت أَحُجُّه، فقال:

أَنتَ كما قال:

إني أُتيحُ له حِرْباء تَنْضُبَةٍ،

لا يُرْسِلُ الساقَ إلا مُمْسِكاً ساقا

(* قوله «إِني أُتيح له إلخ» هو هكذا بهذا الضبط في نسخة صحيحة من

النهاية).

أَراد بالساق ههنا الغصن من أَغصان الشجرة؛ المعنى لا تَنْقضِي له حُجّة

إلا تَعَلَّق بأُخرى، تشبيهاً بالحِرْباء وانتقاله من غُصنٍ إلى غصن

يدور مع الشمس.

وسَوَّقَ النَّبتُ: صار له ساقٌ؛ قال ذو الرمة:

لها قَصَبٌ فَعْمٌ خِدالٌ، كأنه

مُسَوِّقُ بَرْدِيٍّ على حائرٍغَمْرِ

وساقَه: أَصابَ ساقَه. وسُقْتُه: أصبت ساقَه. والسَّوَقُ: حُسْن الساقِ

وغلظها، وسَوِق سَوَقاً وهو أَسْوَقُ؛ وقول العجاج:

بِمُخْدِرٍ من المَخادِير ذَكَرْ،

يَهْتَذُّ رَدْمِيَّ الحديدِ المُسْتَمرْ،

هذَّك سَوَّاقَ الحَصادِ المُخْتَضَرْ

الحَصاد: بقلة يقال لها الحَصادة. والسَّوَّاقُ: الطويل الساق، وقيل: هو

ما سَوَّقَ وصارعلى ساقٍ من النبت؛ والمُخْدِرُ: القاطع خِدْرَه،

وخَضَرَه: قَطَعه؛ قال ذلك كله أَبو زيد، سيف مُخْدِر. ابن السكيت: يقال ولدت

فلانةُ ثلاثةَ بنين على ساقٍ واحدة أي بعضهم على إثر بعض ليس بينهم جارية؛

ووُلِدَ لفلان ثلاثةُ أولاد ساقاً على ساقٍ أي واحد في إثر واحد،

وولَدَتْ ثلاثةً على ساقٍ واحدة أي بعضُهم في إثر بعض ليست بينهم جارية، وبنى

القوم بيوتَهم على ساقٍ واحدة، وقام فلانٌ على ساقٍ إذا عُنِيَ بالأَمر

وتحزَّم به، وقامت الحربُ على ساقٍ، وهو على المَثَل. وقام القوم على ساقٍ:

يراد بذلك الكد والمشقة. وليس هناك ساقٌ، كما قالوا: جاؤوا على بَكْرة

أَبيهم إذا جاؤوا عن آخرِهم، وكما قالوا: شرٌّ لا يُنادى وَليدُه. وأَوهت

بساق أي كِدْت أَفعل؛ قال قرط يصف الذئب:

ولكِنّي رَمَيْتُك منْ بعيد،

فلم أَفْعَلْ، وقد أَوْهَتْ بِساقِ

وقيل: معناه هنا قربت العدّة. والساق: النَّنْفسُ؛ ومنه قول عليّ، رضوان

الله عليه، في حرب الشُّراة: لا بُدَّ لي من قتالهم ولو تَلِفَت ساقي؛

التفسير لأَبي عمر الزاهد عن أَبي العباس حكاه الهروي. والساقُ: الحمام

الذكر؛ وقال الكميت:

تغْريد ساقٍ على ساقٍ يُجاوِبُها،

من الهَواتف، ذاتُ الطَّوْقِ والعُطُل

عنى بالأَول الوَرَشان وبالثاني ساقَ الشجرة، وساقُ حُرٍّ: الذكر من

القَمارِيّ، سمي بصوته؛ قال حميد بن ثور:

وما هاجَ هذا الشَّوْقَ إلا حمامةٌ

دَعَتْ ساقَ حُرٍّ تَرْحةً وتَرنُّما

ويقال له أيضاً السَّاق؛ قال الشماخ:

كادت تُساقِطُني والرَّحْلَ، إذ نَطَقَتْ

حمامةٌ، فَدَعَتْ ساقاً على ساقِ

وقال شمر: قال بعضهم الساقُ الحمام وحُرٌّ فَرْخُها. ويقال: ساقُ حُرٍّ

صوت القُمْريّ.

قال أَبو منصور: السُّوقة بمنزلة الرعية التي تَسُوسُها الملوك، سُمُّوا

سُوقة لأن الملوك يسوقونهم فينساقون لهم، يقال للواحد سُوقة وللجماعة

سُوقة. الجوهري: والسُّوقة خلاف المَلِك، قال نهشل بن حَرِّيٍّ:

ولَمْ تَرَعَيْني سُوقةً مِثْلَ مالِكٍ،

ولا مَلِكاً تَجْبي إليه مَرازِبُهْ

يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث والمذكر؛ قالت بنت النعمان بن المنذر:

فَبينا نَسُوس الناسَ والأمْرُ أَمْرُنا،

إذا نحنُ فيهم سُوقةٌ نَتَنَصَّفُ

أَي نخْدُم الناس، قال: وربما جمع على سُوَق. وفي حديث المرأة

الجَوْنيَّة التي أَراد النبي، صلى الله عليه وسلم، أَن يدخل بها: فقال لها هَبي

لي نَفْسَك، فقالت: هل تَهَبُ المَلِكةُ نَفْسَها للسُّوقة؟ السُّوقةُ من

الناس: الرعية ومَنْ دون الملِك، وكثير من الناس يظنون أَن السُّوقة أَهل

الأَسْواق. والسُّوقة من الناس: من لم يكن ذا سُلْطان، الذكر والأُنثى

في ذلك سواء، والجمع السُّوَق، وقيل أَوساطهم؛ قال زهير:

يَطْلُب شَأو امْرأَين قَدَّما حَسَناً،

نالا المُلوكَ وبَذَّا هذه السُّوَقا

والسَّوِيق: معروف، والصاد فيه لغة لمكان المضارعة، والجمع أَسْوِقة.

غيره: السَّوِيق ما يُتَّخذ من الحنطة والشعير. ويقال: السَّويقُ المُقْل

الحَتِيّ، والسَّوِيق السّبِق الفَتِيّ، والسَّوِيق الخمر، وسَوِيقُ

الكَرْم الخمر؛ وأَنشد سيبويه لزياد الأَعْجَم:

تُكَلِّفُني سَوِيقَ الكَرْم جَرْمٌ،

وما جَرْمٌ، وما ذاكَ السَّويقُ؟

وما عرفت سَوِيق الكَرْمِ جَرْمٌ،

ولا أَغْلَتْ به، مُذْ قام، سُوقُ

فلما نُزِّلَ التحريمُ فيها،

إذا الجَرْميّ منها لا يُفِيقُ

وقال أَبو حنيفة: السُّوقةُ من الطُّرْثوث ما تحت النُّكَعة وهو كأَيْرِ

الحمار، وليس فيه شيء أَطيب من سُوقتِه ولا أَحلى، وربما طال وربما قصر.

وسُوقةُ أَهوى وسُوقة حائل: موضعان؛ أَنشد ثعلب:

تَهانَفْتَ واسْتَبْكاكَ رَسْمُ المَنازِلِ،

بسُوقةِ أَهْوى أَو بِسُوقةِ حائِلِ

وسُوَيْقة: موضع؛ قال:

هِيْهاتَ مَنْزِلُنا بنَعْفِ سُوَيْقةٍ،

كانت مُباركةً من الأَيّام

وساقان: اسم موضع. والسُّوَق: أَرض معروفة؛ قال رؤبة:

تَرْمِي ذِراعَيْه بجَثْجاثِ السُّوَقْ

وسُوقة: اسم رجل.

سوق
من (س و ق) جمع السوقة بمعنى الرعية وأوساط الناس. يستخدم للذكور.
(سوق) سوقا عظمت سَاقه وطالت وَحسنت مَعَ غلظ فَهُوَ أسوق وَهِي سوقاء (ج) سوق
(سوق) النبت أَو الشّجر صَار ذَا سَاق وَالْحَيَوَان وَغَيره سَاقه وَفُلَانًا أمره وَنَحْوه ملكه إِيَّاه والبضاعة طلب لَهَا سوقا (محدثة)
(س و ق) : (السَّوْقُ) الْحَثُّ عَلَى السَّيْرِ يُقَالُ سَاقَ النَّعَمَ يَسُوقُهَا وَفُلَانٌ يَسُوقُ الْحَدِيثَ أَحْسَنَ سِيَاقٍ (وَالسُّوقَةُ) خِلَافُ الْمَلِكِ تَاجِرًا كَانَ أَوْ غَيْرَ تَاجِرٍ وَيَقَعُ عَلَى الْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالْجَمْعِ وَبِهَا سُمِّيَ وَالِدُ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَفِي السِّيَرِ أَبُو حَنِيفَةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - (وَالسُّوقُ) مَعْرُوفَةٌ وَهِيَ مَوْضِعُ الْبِيَاعَاتِ وَقَدْ يُذَكَّرُ (وَالسُّوقُ) أَيْضًا جَمْعُ سَاقِ الرِّجْلِ ثُمَّ سُمِّيَ بِهَا مَا يُلْبَسُ عَلَيْهَا مِنْ شَيْءٍ يُتَّخَذُ مِنْ حَدِيدٍ أَوْ غَيْرِهِ (وَسَاقَةُ الْعَسْكَرِ) آخِرُهُ وَكَأَنَّهَا جَمْعُ سَائِقٍ كَقَادَةٍ فِي قَائِدٍ (وَالسَّوَّاقُ) بَائِعُ السَّوِيقِ أَوْ صَانِعُهُ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ وَكَذَا مَقَالِي السَّوَّاقِينَ.

سوق


سَاقَ (و)(n. ac. سَوْقمَسَاق []
سِيَاقَة [] )
a. Drove.
b. [acc. & Ila], Sent to ( dowry & c. ).
c. (n. Ac.
سَوْق
سِوَاْق), Was in the agony of death, at his last gasp.
d. Hit, hurt in the leg.

سَوَّقَa. Charged with, entrusted to.
b. Stood erect (plant).
سَاْوَقَa. Vied, competed, contended with; raced.

أَسْوَقَa. see I (b)
تَسَوَّقَa. Traded, trafficked, carried on a retail business; made
purchases.

إِنْسَوَقَa. Was driven.

إِسْتَوَقَa. Drove.

سَاق (pl.
سُوْق [ ]أُسْوُق [] سِيْقَان [سِوْقَاْن a. I]), Shank; leg.
b. Stem, stalk.

سَاقَة []
a. Rear-guard.
b. Escort; cortege, train, retinue.

سُوْق (pl.
أَسْوَاْق)
a. Market, bazaar, mart, fair; market-place
street.
b. Thick, brunt ( of a fight ).
سُوْقَة []
a. People, subjects; the common people, the vulgar, the
populace.

سُوْقِيّ []
a. Common, plebeian; vulgar, caddish.

مِسْوَقَة []
a. Whip; goad, oxgoad.

سَائِق [] ( pl.
reg.
سَوْق
سُوَّاْق
29)
a. Driver.

سِيَاق []
a. Context; connection; thread, drift, tenor, scope (
of a discourse ).
b. Wedding-present.
c. Convulsions, death-throes, last agony.

سَوِيْق []
a. Fine flour.

سَوَّاق []
a. Driver, drover, herdsman.
b. Seller of fine flour.
(سوق) - في الحديث: "دَخَل سَعِيد على عُثمانَ، رضي الله عنهما، وهو في السَّوْقِ"
: أي النَّزْع.
يقال: سَاقَ فلانٌ يَسُوق سَوْقاً شديداً: إذا نَزَع للموت. ويقال له: السِّياق أيضا.
- وفي حديث المرأةِ التي أراد أن يَدْخُل بها فقال عليه الصلاة والسَّلامُ: "هَبِى لىِ نَفْسَك. فقالت: هل تَهَبُ المَلِكةُ نَفسَها للسُّوقَة؟ "
يُقدِّر بعضُ الناسِ أن السُّوقة أَهل الأَسْواق، وإنما السُّوقَةُ مَنْ دون المَلِك. من قولهم: سَوَّقتُه أَمرِى: أي مَلَّكْتُه، وأَسَقْتُه إبلا كذلك. - في الحديث في صِفَة الأولياء: "إن كانت السَّاقة كان فيها، وإن كان في الحَرَس كان فيه".
السَّاَقة: الذين يَحفِزون على السَّير في أعقاب الناس .
- في الحديث: "لا يستَخرِج كَنزَ الكَعَبةِ إلّا ذو السُّوَيْقَتَين من الحَبَشَة".
هي تَثْنِية تَصغِير السَّاق، والساق يُؤَنَّث، فلذلك أدخلِ في تصغيرها التاء ، وعَامّة الحبشة في سُوقهم حُموشَةٌ ودِقَّة
- في حديث أم مَعبَد: فجاء زوجُها يَسوقُ أَعنُزاً ما تَسَاوَقُ".
: أي ما تَتَابَع، والمُسَاوقَةُ: المُتَابعة، كأنَّ بَعضَها يَسوقُ بعْضاً.
سوق
السَّوْق: معروفٌ، تقول: سُقْناهم سَوْقاً.
فأمّا السِّيَاقُ: ففي المَوْت. ويُقال: أسَقْتُه إبلاً: أي مَلَّكْتُه إبلاً يَسُوْقُها.
والمَرْءُ سَيِّقَةُ القَدَرِ: أي يَسُوْقُه إلى ما قُدِّرَ عليه.
وسَيِّقَةُ العِدَى: الذي يَسُوْقُه إلى ما يَكْرَهُ فهو لا يدري ما يَصْنَعُ.
والسَّيِّقَةُ: الطَّرِيدةُ. والسَّحَابُ الذي تَسُوْقُه الرِّيْحُ وليس فيه ماءٌ.
وسُقْتُ إليها الصِّدَاقَ وأسَقْتُه: لُغَتَانِ.
والساقُ: لكُلِّ شَجَرَةٍ ودابَّةٍ. وامْراةٌ سَوْقاءُ: تارَّةُ الساقَيْنِ ذاتُ شَعَرٍ. والأسْوَقُ: العظِيمُ عَظْم الساقِ، والمَصْدَرُ: السَّوَقُ.
وفي المَثَل: " قَرَعَ لهذا الأمْرِ ساقَهُ " أي تَشَمَّرَ. ويقولون: لا يُمْسِكُ الساقَ إلا مُمْسِكٌ ساقا وأصْلُه في الحِرْباء.
والساقُ: الذَّكَرُ من الحَمَام؛ يُقال له: سَاق حرٍّ.
وَوَلَدَتْ فلانةُ ثَلاثَةَ بَنِيْنَ على سَوْقٍ واحِدٍ: أي بعضُهم في إثْرِ بعضٍ.
والسُّوْقُ: معروفةٌ؛ وسُمِّيَتْ لأنَّ الأشْيَاءَ تُسَاقُ إليها ومنها، وتُذَكَّرُ وتُؤنَّثُ.
وسُوْقُ الحَرْبِ: حَوْمَةُ القِتال. والسُّوْقُ: السّاعات.
والسُّوْقَةُ من الناس - والجميع السُّوَقُ -: ما دُوْنَ المُلُوكِ، الذَّكَرُ والأنثى والواحِدُ والجميع فيه سَوَاء. والسَّوِيْقُ: مَعْروفٌ.
ويقال: سَوَّقْتُه أمْري: أي مَلَّكْته إيّاه، ومنه السُّوْقَةُ من الناس. وبَعِيرٌ مِسْوَقٌ: الذي يُسَاوِقُ الصيْدَ. والسُّوْقَةُ من الطُّرْثُوثِ: ما كانَ أسْفَلَ النُّكعَةِ؛ حُلْوٌ طَيِّبٌ.
وإذا خَرَجَ طَلْعُ النَّخْل شِبْراً سُمِّيَ: السُّوّاقَ.
والمُنْسَاقُ: التّابعُ. والقَرِيْبُ أيضاً. والعَلَمُ المُنْسَاقُ: هو الجَبَلُ المُنْقادُ طُولاً.
س و ق : سُقْتُ الدَّابَّةَ أَسُوقُهَا سَوْقًا وَالْمَفْعُولُ مَسُوقٌ عَلَى مَفُولٍ وَسَاقَ الصَّدَاقَ إلَى امْرَأَتِهِ حَمَلَهُ إلَيْهَا وَأَسَاقَهُ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ وَسَاقَ نَفْسَهُ وَهُوَ فِي السِّيَاقِ أَيْ فِي النَّزْعِ.

وَالسَّاقُ مِنْ الْأَعْضَاءِ أُنْثَى وَهُوَ مَا بَيْنَ الرُّكْبَةِ وَالْقَدَمِ وَتَصْغِيرُهَا سُوَيْقَةٌ.

وَالسُّوقُ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ السُّوقُ الَّتِي يُبَاعُ فِيهَا مُؤَنَّثَةٌ وَهُوَ أَفْصَحُ وَأَصَحُّ وَتَصْغِيرُهَا سُوَيْقَةٌ وَالتَّذْكِيرُ خَطَأٌ لِأَنَّهُ قِيلَ سُوقٌ نَافِقَةٌ وَلَمْ يُسْمَعْ نَافِقٌ بِغَيْرِ هَاءٍ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهَا سُوقِيُّ عَلَى لَفْظِهَا وَقَوْلُهُمْ رَجُلٌ سُوقَةٌ لَيْسَ الْمُرَادُ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْأَسْوَاقِ كَمَا تَظُنُّهُ الْعَامَّةُ بَلْ السُّوقَةُ عِنْدَ الْعَرَبِ خِلَافُ الْمَلِكِ قَالَ الشَّاعِرُ 
فَبَيْنَا نَسُوسُ النَّاسَ وَالْأَمْرُ أَمْرُنَا ... إذَا نَحْنُ فِيهِمْ سُوقَةٌ نَتَنَصَّفُ 
وَتُطْلَقُ السُّوقَةُ عَلَى الْوَاحِدِ وَالْمُثَنَّى وَالْمَجْمُوعِ وَرُبَّمَا جُمِعَتْ عَلَى سُوَقٍ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَسَاقُ الشَّجَرَةِ مَا تَقُومُ بِهِ وَالْجَمْعُ سُوقٌ وَسَاقُ حُرٍّ ذَكَرُ الْقَمَارِيِّ وَهُوَ الْوَرَشَانُ وَقَامَتْ الْحَرْبُ عَلَى سَاقٍ كِنَايَةٌ عَنْ الِالْتِحَامِ وَالِاشْتِدَادِ.

وَالسَّوِيقُ مَا يُعْمَلُ مِنْ الْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ مَعْرُوفٌ وَتَسَاوَقَتْ الْإِبِلُ تَتَابَعَتْ قَالَهُ الْأَزْهَرِيُّ وَجَمَاعَةٌ وَالْفُقَهَاءُ يَقُولُونَ تَسَاوَقَتْ الْخِطْبَتَانِ وَيُرِيدُونَ الْمُقَارَنَةَ وَالْمَعِيَّةَ وَهُوَ مَا إذَا وَقَعَتَا مَعًا وَلَمْ تَسْبِقْ إحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَمْ أَجِدْهُ فِي كُتُبِ اللُّغَةِ بِهَذَا الْمَعْنَى. 
[سوق] الساقُ: ساقُ القدم والجمعُ سوق مثل أسد وأسد، وسيقان وأسؤق . وامرأة سوقاء: حسنةُ السَاقِ. ورجلٌ أَسْوَقُ بيِّنُ السوق. والاسوق أيضا: الطويل الساقين. قال رؤبة:

قب من التعداء حقب في سوق * ويقال: وَلَدَتْ فلانةُ ثلاثةَ بنينَ على ساقٍ واحد، أي بعضُهم على إثر بعض، ليست بينهم جارية. وساقُ الشجرة: جِذْعها. وساقُ حُرٍّ: ذَكَرُ القَماري. قال الكميت: تَغْريدُ ساقٍ عَلى ساقٍ تُجاوِبُها من الهَواتِفِ ذاتُ الطَوْقِ والعُطُلِ عنى بالأول الوَرشانَ وبالثاني ساقَ الشجرةِ. وقوله تعالى: (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساق) أي عن شدّة، كما يقال: قامت الحرب على ساق. ومنه قولهم: ساوَقَهُ، أي فاخره أينا أشد. وساقه الجبش: مؤخَّره. والسوقُ يذَكِّر ويؤنّث. قال الشاعر:

بِسوقٍ كثيرٍ ريحُهُ وأعاصِرُهُ * وسوقُ الحربِ: حَومةُ القِتال. وتَسَوَّقَ القوم، إذا باعوا واشتروا. والسوقة: خلاف الملك. قال نهشل انب حَرِّيِّ: ولم تَرَ عَيْني سوقَةً مثلَ مالِكِ ولا مَلِكٍ تَجْبي إليه مَزارِبُهُ يستوي فيه الواحد والجمع، والمونث والمذكر. قالت بنت النُّعمان بن المنذر: فبَيْنا نَسوسُ الناسَ والأمرُ أمْرُنا إذا نحن فيهم سوقَةٌ نَتَنَصَّفُ أي نخدُم الناس، وربما جُمِعَ على سُوَقٍ. قال زهير: يطلب شأو امر أين قَدَّما حَسَناً نالا الملُوكَ وَبَذَّا هذه السُوَقا وساق الماشية يَسوقُها سَوْقاً وسِياقاً، فهو سائِقٌ وسَوَّاقٌ، شدّد للمبالغة. قال الراجز: قد لَفَّها الليلُ بسَوَّاقٍ حُطَمْ ليس براعي إِبِلٍ ولا غَنَمْ واسْتاقَها فانْساقَتْ. وسُقْتُ إلى امرأتي صَداقَها. وسُقْتُ الرجلَ، أي أصبتُ ساقَهُ. والسيقة: ما استاقة العدؤ من الدواب، مثل الوسيقة. قال: فما أنا إلا مثل سيقة العدى إن استقدمت نحر وإن جبأت عقر قال أبو زيد: السَيِّقُ من السحاب: الذي تسوقه الرِّيح وليس فيه ماء. ويقال: أَسَقْتُكَ إبلاً، أي أعطيتُك إبلاً تَسوقُها. والسِياقُ: نَزْعُ الروحِ. يقال: رأيت فلاناً يَسوقُ، أي يَنْزِعُ عند الموت. والسَويقُ معروف.
[سوق] فيه: فيكشف عن "ساقه" هو لغة الأمر الشديد، وكشف الساق مثل في الشدة ولا ساق هناك ولا كشف، كما يقال للأقطع الشحيح: يده مغلولة، وأصله أن من وقع في أمر شديد يقال: شمر ساعده وكشف عن ساقه، للاهتمام به. ط: هو مما يجب فيه التوقف عند السلف، أو يأول بالكشف عن أمر فظيع وهو إقبال الآخرة وذهاب الدنيا، ورى: يكشف عن ساقه فيسجد له كل مؤمن، أي يكشف عن شدة يرتفع سواتر الامتحان فيتميز عنده أهل اليقين بالسجود من أهل الريب. ك: فيكشف روى معروفًا ومجهولًا. قيل: المراد النور العظيم، وقيل: جماعة الملائكة. نه: ومنه ح على قال في حرب الشراة: لا بد من قتالهم ولو تلفت "ساقي" أي نفسي. وفيه: لا يستخرج كنزل الكعبة إلا ذو "السويقتين" من الحبشة، هو تصغير الساق وصغر لأن الغالب على سوق الحبشة الدقة والحموشة. ج: والكنز مال كان معدًا فيها لها من نذور كانت تحمل إليها قديمًا وغيرها. ط: قيل هو كنز مدفون تحت الكعبة، ودعوكم أي تركوكم. ك: ومنه: يخرب الكعبة ذو "السويقتين" وهو من التخريب، وهذا عند قرب الساعة حيث لا يبقى قائل: الله الله، وقيل: يخرب في زمان عيسى، القرطبي: بعد رفع القرآن من الصدور والمصحف بعد موت عيسى، وهو الصحيح، ولا يعارضه "حرمًا آمنًا" إذ معناه أمنه إلى قرب القيامة وخراب الدنيا، وبعد ما يخرب الحبشة لا يعمر، فمعنى ح: ليحجن البيت بعد خروج يأجوج، أن يحج مكان البيت. ط: وفيهم "أسواقهم" هو إن كان جمع سوق فالمراد أهلها، وإن كان جمع سوقة وهم الرعية فظاهر، وممن ليس منهم أي ممن يقصد تخريبه. ك: بل هم الضعفاء والأسارى. نه: قال رجل: خاصمت إلى معاوية ابن أخي فجعلت أحجه فقال: أنت كما قال:
إني أتيح له حرباء تنضبه ... لا يرسل "الساق" إلا ممسكًا "ساقًا"
أراد بالساق الغصن أي لا تنقضي له حجة حتى يتعلق بأخرى تشبيهًا بالحرباء وانتقاله من غصن إلى غصن يدور مع الشمس. و"الأسوق" الأعنق الطويل الساق والعنق. وفي صفة مشيه صلى الله عليه وسلم: كان "يسوق" أصحابه، أي يقدمهم أمامه ويمشي خلفهم تواضعًا ولا يدع أحدًا يمشي خلفه. ومنه: لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان "يسوق" الناس بعصاه، هو كناية عن استقامةساقوه. و"السويق" دقيق القمح المقلو والشعير والذرة وغيرها. وح: "فتساوقا" أي تماشيا. ط: من دخل "السوق" قال: لا إله إلا الله وحده - الخ، خص السوق لأنه مكان الشغل عن الله تعالى بالبيع والمعاملات، فمن ذكر فيها دخل في زمرة "رجال لا تلهيهم تجارة"، قال الحكيم: إن الشيطان ينصب كرسيه فيها ويحرض الناس ويبعث جنوده فالذاكر يهزم جنده ويتدارك مفاسده، فبقوله: لا إله إلا الله، ينفي إلهية هواه، وبقوله: وحده، ينسخ ما يقلق بقلوبهم في نوال ومعروف، وبقوله: له الملك، ينسخ ما يرون من تداول الأيدي، وله الحمد ينسخ ما يرون من صنع أيديهم وتصرفهم، ويحيى ويميت ينسخ ما يدخرون في أسواقهم للتبايع، وكذا - الخ، فمن كنس مثل هذه المزبلة عن أهل الغفلة كيف لا يستحق الفضل العظيم. وفيه: يتناضلون "بالسوق" هو معروف أو اسم موضع أو جمع ساق عبر به عن الأسهم مجازا - أقوال، ولأحد الفريقين متعلق قال أي قال لأجله. ج: رفعت عن "سوقهن" هي جمع ساق إنسان. غ: ((والتفت "الساق بالساق")) أي شدة الدنيا والآخرة. ك: بدت خلاخلهن و"أسؤقهن" جمع ساق وضبط بهمز الواو، وفيه جواز النظر إلى سوق المشركات لمصلحة لا لشهوة، قوله: الغنيمة، بالنصب على الإغراء.
(س وق)

سَاق الْإِبِل وَغَيرهَا، سوقا.

وَقَوله تَعَالَى: (وجَاءَت كل نفس مَعهَا سائق وشهيد) قيل فِي التَّفْسِير: سائق يَسُوقهَا إِلَى محشرها، وشهيد يشْهد عَلَيْهَا بعملها.

وَقيل: الشَّهِيد: هُوَ عَملهَا نَفسه.

وأساقها، واستاقها فانساقت، أنْشد ثَعْلَب:

لَوْلَا قُرَيْش هَلَكت معد ... وَاسْتَاقَ مَال الأضعف الأشد

وسوقها: كساقها، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

لنا غنم نسوقها غزار ... كَأَن قُرُون جلتها العصي

وَقد انساقت.

وسَاق إِلَيْهَا الصَدَاق وَالْمهْر سياقا، وأساقه، وَإِن كَانَ دَرَاهِم أَو دَنَانِير، لِأَن أصل الصَدَاق عِنْد الْعَرَب الْإِبِل، وَهِي الَّتِي تساق، فَاسْتعْمل ذَلِك فِي الدِّرْهَم وَالدِّينَار وَغَيرهمَا.

وأساقه إبِلا: أعطَاهُ إِيَّاهَا يَسُوقهَا.

والسيقة: مَا اختلس من الشَّيْء فساقه، وَمِنْه قَوْلهم: إِنَّمَا ابْن آدم سيقة يَسُوقهُ الله حَيْثُ يَشَاء.

وَقيل: السيقة: الَّتِي تساق سوقا، قَالَ:

وَهل أَنا إِلَّا مثل سيقة العدا ... إِن استقدمت نجر وَإِن جبأت عقر

والسيقة: النَّاقة الَّتِي يسْتَتر بهَا عِنْد الصَّيْد ثمَّ يرْمى، عَن ثَعْلَب.

والمسوق: بعير يسْتَتر بِهِ من الصَّيْد لتختله.

والأساقة: سير الركاب للسروج.

وسَاق بِنَفسِهِ سياقا: نزع بهَا عِنْد الْمَوْت.

والسوق: الَّتِي يتعامل فِيهَا، تذكر وتؤنث، قَالَ الشَّاعِر فِي التَّذْكِير:

بسوق كثير رِيحه وأعاصره وَالْجمع: اسواق، وَفِي التَّنْزِيل: (إِلَّا انهم لياكلون الطَّعَام ويمشون فِي الْأَسْوَاق) .

والسوقة: لُغَة فِيهِ.

وسوق الْقِتَال وَالْحَرب، وسوقته: حومته، وَقد قيل: إِن ذَلِك من سوق النَّاس إِلَيْهَا.

والساق من الْإِنْسَان: مَا بَين الرّكْبَة والقدم. وَمن الْخَيل وَالْبِغَال وَالْحمير وَالْإِبِل: مَا فَوق الوظيف. وَمن الْبَقر وَالْغنم والظباء: مَا فَوق الكراع، قَالَ:

فعيناك عينهَا وجيدك جيدها ... وَلَكِن عظم السَّاق مِنْك رَقِيق

وَقَوله:

للفتى عقلٌ يعِيش بِهِ ... حَيْثُ تهدى سَاقه قدمه

فسره ابْن الْأَعرَابِي فَقَالَ: مَعْنَاهُ: إِن اهْتَدَى لرشد علم أَنه عَاقل، وَإِن اهْتَدَى لغير رشد علم أَنه على غير رشد.

وَقَوله عز وَجل: (يَوْم يكْشف عَن سَاق) إِنَّمَا يُرَاد بِهِ: شدَّة الْأَمر، كَقَوْلِهِم: قَامَت الْحَرْب على سَاق، ولسنا ندفع مَعَ ذَلِك أَن السَّاق إِذا اريدت بهَا الشدَّة فَإِنَّمَا هِيَ مشبهة بالساق هَذِه الَّتِي تعلو الْقدَم، وَإنَّهُ إِنَّمَا قيل ذَلِك، لِأَن السَّاق هِيَ الحاملة للجملة والمنهضة لَهَا، فَذكرت هُنَا لذَلِك تَشْبِيها وتشنيعا، وعَلى هَذَا بَيت الحماسة:

كشفت لَهُم عَن سَاقهَا ... وبدا من الشَّرّ الصراح

وَقد يكون: (يكْشف عَن سَاق) لِأَن النَّاس يكشفون عَن سوقهم، ويشمرون للهرب عِنْد شدَّة الْأَمر.

وَقَالَ ابْن مَسْعُود: يكْشف الرَّحْمَن جلّ ثَنَاؤُهُ عَن سَاقه فيخر الْمُؤْمِنُونَ سجدا، وَتَكون ظُهُور الْمُنَافِقين طبقًا طبقًا كَأَن فِيهَا السَّفَافِيد.

وسَاق الشَّجَرَة: مَا بَين اصلها إِلَى متشعب أفنانها. وَجمع ذَلِك كُله: أسوق، وأسؤق، وسووق وسؤوق، وسوق، الْأَخِيرَة نادرة، توهموا ضمة السِّين على الْوَاو، وَقد غلب ذَلِك على لُغَة أبي حَيَّة النميري، وهمزها جرير فِي قَوْله: أحب المؤقدان إِلَيْك مؤسى وروى: " أحب المؤقدين ". وَعَلِيهِ وَجه أَبُو عَليّ قِرَاءَة من قَرَأَ: (عاداً الأولى) .

وسوق النبت: صَار لَهُ سَاق، قَالَ ذُو الرمة:

لَهَا قصب فَعم خدال كَأَنَّهُ ... مسوق بردى على حائر غمر

وَسَاقه: أصَاب سَاقه.

والسوق: حسن السَّاق وغلظها.

وسوق سوقاً، وَهُوَ أسوق.

وَولد لفُلَان ثَلَاثَة أَوْلَاد على سَاق وَاحِد: أَي بَعضهم فِي إِثْر بعض لَيْسَ بَينهم جَارِيَة.

وَبنى الْقَوْم بُيُوتهم على سَاق وَاحِد وَقَامَ فلَان على سَاق: إِذا عَنى بِالْأَمر وتحزم بِهِ.

وَقَامَت الْحَرْب على سَاق، وَهُوَ على الْمثل.

وَقَامَ الْقَوْم على سَاق: يُرَاد ذَلِك الكد وَالْمَشَقَّة، وَلَيْسَ هُنَاكَ سَاق، كَمَا قَالُوا: جَاءُوا على بكرَة ابيهم: إِذا جَاءُوا عَن اخرهم، وكما قَالُوا: شَرّ لَا يُنَادي وليده.

وأوهت بساق: أَي كدت افْعَل، قَالَ قرط يصف الذِّئْب:

وَلَكِنِّي رميتك من بعيد ... فَلم افْعَل وَقد اوهت بساق

وَقيل مَعْنَاهُ هُنَا: قربت الْعدة.

والساق: النَّفس. وَمِنْه قَول عَليّ رَضِي الله عَنهُ فِي حَرْب الشراة: " لابد من قِتَالهمْ وَلَو تلفت ساقي " التَّفْسِير لأبي عمر الزَّاهِد عَن أبي الْعَبَّاس، حَكَاهُ الْهَرَوِيّ. وسَاق حر: الذّكر من القماري، سمي بِصَوْتِهِ، وَقد تقدم، قَالَ حميد بن ثَوْر:

وَمَا هاج هَذَا الشوق إِلَّا حمامة ... دعت سَاق حر ترحة وتانما

وَيُقَال لَهُ أَيْضا: السَّاق، قَالَ الشماخ:

كَادَت تساقطني والرحل إِذْ نطقت ... حمامة فدعَتْ ساقاً على سَاق

والسوقة من النَّاس: من لم يكن ذَا سُلْطَان، الذّكر وَالْأُنْثَى فِي ذَلِك سَوَاء، قَالَ زُهَيْر:

يطْلب شأو امرأين قدما حسنا ... نالا الْمُلُوك وبذا هَذِه السوقا

والسويق: مَعْرُوف، وَالصَّاد فِيهِ لُغَة لمَكَان المضارعة وَالْجمع: أسوقة.

وَسَوِيق الْكَرم: الْخمر، وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ:

تكلفني سويق الْكَرم جرم ... وَمَا جرم وَمَا ذَاك السويق

وَمَا عرفت سويق الْكَرم جرم ... وَلَا اغلت بِهِ مذ قَامَ سوق

فَلَمَّا نزل التَّحْرِيم فِيهَا ... إِذا الْجرْمِي مِنْهَا لَا يفِيق

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: السوقة من الطرثوث: مَا تَحت النكعة، وَهُوَ كأير الْحمار، وَلَيْسَ فِيهِ شَيْء أطيب من سوقته وَلَا أحلى. وَرُبمَا طَال وَرُبمَا قصر.

وسوقة أَهْوى، وسوقة حَائِل: موضعان، انشد ثَعْلَب:

تهانفت واستبكاك رسم الْمنَازل ... بسوقة اهوى أَو بسوقة حَائِل

وسويقة: مَوضِع، قَالَ:

هَيْهَات منزلنا بنعف سويقة ... كَانَت مباركة من الْأَيَّام

وساقان: اسْم مَوضِع.

والسوق: ارْض مَعْرُوفَة، قَالَ رؤبة: ترمى ذِرَاعَيْهِ بجثجاث السُّوق

وسوقة: اسْم رجل.
سوق
ساقَ يَسوق، سُقْ، سَوْقًا وسِياقًا وسِوَاقةً وسِياقةً، فهو سائِق، والمفعول مَسُوق
• ساق الإبلَ: حثّها من خلفِها على السير "ساق الحمارَ- {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا} " ° ساقه بإصبعه: قاده مرغمًا وتحكّم به.
• ساق السَّيَّارةَ أو القطارَ أو نحوَهما: قادها، وجّهها نحو الوجهة التي يريدها بالتَّحكُّم في آلاتها "ساق القاربَ بالمجداف"? ساقه إلى الهلاك/ ساقه للهلاك: دفعه إليه.
• ساقتِ الرِّيحُ السَّحابَ: دفعته وطيّرته " {فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ} "? ساق اللهُ الخيرَ: أرسله.
• ساقَ الحديثَ: سردَه، أورده بسهولة وسلاسة "ساق القصّةَ: قصّها- ساق الحديثَ إلى موضع معيّن: وجّهه- إليك يُساق الحديثُ: يُوجَّه".
• ساقَ المهرَ إلى المرأة: قدّمه، حمله إليها "ساق إليه المالَ: أرسله إليه، قدَّمه بين يديه". 

أساقَ يُسيق، أَسِقْ، إساقةً، فهو مُسيق، والمفعول مُساق
• أساق الجملَ: ساقَهُ؛ قاده "العمَّال مساقون إلى العمل الشَّاقّ".
• أساقه السَّيَّارةَ: جعله يقودها.
• أساق المرأةَ مهرَها: أرسله إليها. 

انساقَ يَنساق، انْسَقْ، انسياقًا، فهو مُنساق
• انساقَ فلانٌ: مُطاوع ساقَ: انقاد، تبِع غيَره "خدعه بكلامه فانساق وراءه- انساق وراء شهواته".
• انساقتِ السَّفينةُ مع الرِّيح: سارت معها "انساق مع عاطفته". 

تساوقَ يَتساوق، تساوقًا، فهو مُتساوِق
• تساوق الشَّيئان: تسايرا، تقارنا، تناسَقا، تلاءما "تساوق اللونُ مع ما يحيط به". 

تسوَّقَ يَتسوّق، تسوُّقًا، فهو مُتسوِّق، والمفعول مُتسوَّق
• تسوَّق فلانٌ:
1 - اشترى بضاعة من السّوق، اشترى ما يلزمه من حاجات.
2 - باع واشْترى "ما من موطن يأتيني فيه الموت أحبُّ إليّ من موطن أتسوّق فيه لأهلي أبيع واشتري في رحلي". 

ساوقَ يساوق، مساوقةً، فهو مُساوِق، والمفعول مُسَاوَق
• ساوق فلانًا:
1 - فاخره في السَّوْق.
2 - تابعه وسايره وجاراه.
3 - ساق معه. 

سوَّقَ يسوِّق، تسويقًا، فهو مُسوِّق، والمفعول مُسوَّق (للمتعدِّي)
• سوَّق النَّبتُ/ سوَّق الشَّجرُ: صار ذا ساق.
• سوَّق البضاعَةَ: أوجد لها مشترين في السّوق، قام بكلّ ما يؤدِّي إلى سرعة بيعها في السّوق "سوّق مستحضرًا: عرضه للبيع، أرسله إلى الأسواق التجاريّة". 

إساقة [مفرد]: مصدر أساقَ. 

تسويق [مفرد]:
1 - مصدر سوَّقَ.
2 - (جر) نقل البضائع من المنتج إلى المستهلك؛ نشاط متعلِّق ببيع البضائع أو الخدمات "تسويق بضاعة: إرسال البضائع إلى الأسواق للاتجار، عَرْض للبيع".
• التَّسويق الهاتفيّ: البيع والشِّراء عبر الهاتف. 

سائِق [مفرد]: ج سائقون وساقة:
1 - اسم فاعل من ساقَ.
2 - مَلَكٌ يَدْفعُ من الخلف يوم القيامة " {وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ} ". 

ساق [مفرد]: ج أَسْوُق وسُوق وسيقان:
1 - جزء رئيسيّ
 واقع بين قاعدة العمود وتاجه.
2 - (شر) ما بين الرُّكبة والقدم، من الإنسان والحيوان "جُرحت ساقه- له ساق طويل/ طويلة- {فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا} - {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ}: كناية عن شدَّة الأمر يوم القيامة" ° أطلق ساقيه للرِّيح: أسرع، هرب مسرعًا- على قدمٍ وساقٍ: بكلّ قوّة، بطاقته الكاملة- قامتِ الحربُ على قَدَم وساق: اشتدّ الأمر وصعب الخلاص منه- قام فلان على ساق: إذا عُنِيَ بالأمر واجتهد فيه- قرَع للأمر ساقه: جدَّ فيه وعزم- شمَّر عن ساقه: استعدّ وتهيّأ، جدّ.
3 - (نت) جذع الشَّجرة، ما تقوم عليه بين أصلها ومتشعب فروعها وأغصانها " {فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ} ".
4 - (هس) ضلع المثلث "مثلث متساوي الساقين".
• السَّاق الورقيَّة: (نت) فرع أو ساق مسطّح يؤدِّي وظيفة الورقة أو يشبهها.
• ساق البندقيَّة: القسم الأسفل المعقوف من خشبها.
• ساق مدَّادة: (نت) بُرعم ينحني نحو الأرض أو ينمو أفقيًّا فوق سطح الأرض وينتج جذورًا وبراعم على منبت الأوراق من السَّاق.
• أحاديّ السَّاق: (نت) خاصّ بنبات ذي ساق رئيسيّة غير متفرِّعة تنتهي بزهرة. 

سِوَاقة [مفرد]: مصدر ساقَ: حرفة السائق ° رُخصة سِوَاقة: تصريح بقيادة سيَّارة. 

سَوْق [مفرد]: مصدر ساقَ. 

سُوق [مفرد]: ج أسواق: (قص) مَوْضع تُجلب إليه الأمتعة والسِّلع للبيع والابتياع (مؤنّثة ويجوز تذكّيرها) "ذهب إلى السُّوق الكبير/ الكبيرة- إغراق الأسواق ببضائع رخيصة- {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ} " ° السُّوق الحُرّة/ السُّوق المفتوح: سوق تباع فيها السِّلع من غير جمرك، أو خارج البورصة- السُّوق الخيريَّة: سوق تصرف أرباحُها في وجوه الخير- السُّوق السَّوداء: سوق يتعامل فيها خُفية هَرَبًا من التسعير الرَّسميّ- السُّوق المركزيّة: حانوت كبير يُباع فيه ما يحتاجه المرءُ من أنواع الطَّعام والشَّراب وبعض السِّلع الأخرى- سوق الحرب: حومة القتال- سوق سقَط المتاع: سوق تباع فيها السِّلع القديمة الرّخيصة- سوق محلِّيَّة: حركة التِّجارة داخل البلد- سوق موسميّة: معرض يقام في موسم معيّن.
• السُّوق المشتركة: (قص) وحدة اقتصاديَّة تتألّف من دول؛ وذلك لإزالة أو تقليل الحواجز التي تعيق التِّجارة بين الدول الأعضاء "حقَّقت السوق الأوربيّة المشتركة أهدافها- ما زالت السُّوق العربيَّة المشتركة حلمًا يراود الشُّعوب العربيَّة"? السُّوق الأوربيَّة المشتركة: سُوق اقتصاديّة تأسّست لتحقيق الوحدة الاقتصاديّة في بعض بلدان أوربا.
• سُوق الأوراق الماليَّة/ سوق النَّقد: (قص) البورصة، هيئة لا تستهدف الرِّبح تتولَّى الإشراف وإدارة تداولات الأوراق الماليّة.
• سِعْر السُّوق: (قص) السّعر السَّائد أو المنتشر الذي تباع به البضائع.
• سياسة السُّوق الحرَّة: (قص) منهج تتَّبعه البنوك المركزيّة في بيع الأوراق الماليَّة وشرائها لزيادة المتداول من النقود أو نقصه.
• اقتصاد السُّوق: (قص) حركة الإنتاج والتوزيع والتبادل وفق قواعد الاقتصاد الحرّ المعتمِد على حرِّيّة التجارة ورأس المال بعيدًا عن قبضة الدَّولة. 

سُوقَة [جمع]: جج سُوَق، مف سُوقيّ:
1 - رعيَّة "فبينا نسوس النَّاسَ والأمرُ أمرُنا ... إذا نحن فيهم سُوقةٌ نتصنَّفُ".
2 - عامّة النَّاس، أوساط النَّاس وقد تطلق على الواحد "هو سُوقة". 

سُوقيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى سُوق.
2 - اسم منسوب إلى سُوقَة: "هذه الثِّياب سُوقيَّة: غير جيِّدة الصُّنع" ° كلامٌ سُوقيّ: غير مهذّب، مبتذل.
3 - شخصٌ قليل التَّهذيب يتسكَّع في الشَّوارع، غوغائيّ، عاميّ "امرأة سُوقيَّة: من الطَّبقة الدُّنيا، تغلظ في الكلام". 

سُوقِيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى سُوق: "تعبيرات سُوقيَّة".
 • القيمة السُّوقيَّة للسَّهم: (قص) سعر إغلاق سهم الشركة في نهاية الفترة. 

سوّاق [مفرد]:
1 - سائق؛ من يقود السَّيَّارةَ أو القطارَ ونحوَهما "أحدث إضراب السَّوّاقين أزمة مواصلات".
2 - بائع السَّوِيق وصانعه. 

سَويق [مفرد]: ج أَسْوِقة: طعام يصنع من دقيق الحنطة أو الشَّعير، سُمِّي بذلك لانسياقه في الحلْق. 

سُويْقَة [مفرد]:
1 - ساق أو سُوق صغيرة.
2 - مَجْرَى عضويّ داخليّ "سُوَيْقة رئويّة". 

سِياق [مفرد]: ج سياقات (لغير المصدر):
1 - مصدر ساقَ.
2 - تعاقب سلسلة من الظَّاهرات في وحدة ونظام كتعاقب الظَّاهرات الفسيولوجية والسَّيكولوجيَّة.
3 - (لغ) ظروف يقع فيها الحدث أو يُساق فيها الكلام "شرح المتَّهم للقاضي السِّياقَ الذي ارتكب فيه جريمتَه". 

سِياقة [مفرد]: مصدر ساقَ: حرفة السائق ° رخصة سِياقة: تصريح بقيادة السَّيَّارات. 

سَيِّق [مفرد]: ما تسوقه الرِّيحُ من السَّحاب ° المرء سيِّقة الدَّهر/ المرء سيِّقة القدر: يسوقه إلى ما قُدِّر له لا يعدوه. 

مَساق [مفرد]:
1 - مصدر ميميّ من ساقَ.
2 - منتهى ومرجع " {إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ} ". 

مِسْوَقَة [مفرد]: ج مَساوِقُ: اسم آلة من ساقَ: عصًا تُساق بها الدّابَّة. 

سوق

1 سَاقَ المَاشِيَةَ, (S, K,) or النَّعَمَ, (Mgh,) or الدَّابَّةَ, (Msb,) aor. ـُ (S, Mgh, Msb,) inf. n. سَوْقٌ (S, Mgh, Msb, K) and سِيَاقٌ, (S, [so in both of my copies, but it is said in the JK that this latter is used in relation to death, and such is generally the case,]) or سَيَاقٌ, like سَحَابٌ, (TA, [but this I have not found elsewhere, and I doubt its correctness,]) and سِيَاقَةٌ and مَسَاقٌ, (O, K, TA,) He drove the cattle [or the beast]; he urged the cattle [or the beast] to go; (Mgh;) and ↓ استاقها signifies the same, (S, K,) as also ↓ اساقها, and ↓ سوّقها; (TA;) or تَسْوِيقٌ, the inf. n. [or this last], signifies the driving well: (KL:) [and accord. to Freytag, ↓ استساق, followed by an accus., signifies the same as سَاقَ as expl. above; but for this he names no authority.] Hence, in the Kur [lxxv. 30], إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ المَسَاقُ (TA) i. e. To thy Lord, and his judgment, on that day, shall be the driving. (Bd, Jel.) And the saying, in a trad., لَاتَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصًاهُ [properly rendered The resurrection, or the hour thereof, shall not come to pass until a man come forth from the tribe of Kahtán driving the people with his staff], allusive to his having the mastery over them, and their obeying him; the staff being mentioned only to indicate his tyrannical and rough treatment of them. (TA.) [And hence the saying, ساق عَلَىَّ فُلَانًا (assumed tropical:) He urged such a one to intercede for him with me.] b2: [Hence also,] سَاقَهُ القَدَرُ إِلَى مَا قُدِّرَ لَهُ (assumed tropical:) [Destiny drove him, or impelled him, to that which was destined for him]. (TA.) [And in like manner one says of desire, &c.] b3: And ساق إِلَى

المَرْأَةِ مَهْرَهَا, (K,) or صَدَاقَهَا, (S, Msb,) inf. n. سِيَاقٌ; (TA;) and ↓ اساقهُ; (Msb, K;) (tropical:) He sent to the woman her dowry; (K, TA;) or conveyed it, or caused it to be conveyed, to her; (Msb;) though consisting of dirhems or deenárs; because the dowry, with the Arabs, originally consisted of camels, which are driven. (TA.) And hence, مَاسُقْتَ إِلَيْهَا, meaning (assumed tropical:) What didst thou give her as her dowry? occurring in a trad.; or, as some related it, مَا سُقْتَ مِنْهَا, i. e. What didst thou give for her, or in exchange for her? (TA.) and ساق إِلَيْهِ الشَّىْءَ (assumed tropical:) [He made, or caused, the thing to go, pass, or be conveyed or transmitted, to him; he sent to him the thing]. (M and K in art. اتى.) And ساق إِلَيْهِ خَيْرًا (tropical:) [He caused good, or good fortune, to betide him]. (TA.) and ساق لِأَرْضِهِ أَتِيًّا (assumed tropical:) [He made a rivulet, or a channel for water, to run to his land], (M in art. اتى.) b4: [Hence likewise,] سَاقَتِ الرِّيحُ السَّحَابَ (tropical:) [The wind drove along the clouds]. (S, * TA.) b5: [And ساق الحَدِيثَ, inf. n. سِيَاقٌ and سَوْقٌ and مَسَاقٌ, (tropical:) He carried on the narrative, or discourse.] You say, فُلَانٌ يَسُوقُ الحَدِيثَ أَحْسَنَ سِيَاقٍ (tropical:) [Such a one carries on the narrative, or discourse, in the best manner of doing so]. (Mgh, TA.) and إِلَيْكَ يُسَاقُ الحَدِيثُ (tropical:) [To thee as its object the narrative, or discourse, is carried on]. (TA.) And كَلَامٌ مَسَاقُهُ إِلَى كَذَا (tropical:) [Speech whereof the carrying-on is pointed to such a thing]. (TA.) And جِئْتُكَ بِالحَدِيثِ عَلَى سَوْقِهِ (tropical:) [I uttered to thee the narrative, or discourse, after the proper manner of the carrying-on thereof]. (TA.) [In like manner also one says,] ساق الأُمُورَ أَحْسَنَ مَسَاقٍ (assumed tropical:) [He carried on, or prosecuted, affairs, or the affairs, in the best manner of doing so]. (A in art. حوذ.) b6: سَوْقُ المَعْلُومِ مَسَاقَ غَيْرِهِ [from ساق الحَدِيثَ expl. above] means (assumed tropical:) The asking respecting that which one knows in the manner of one's asking respecting that which he knows not: a mode of speech implying hyperbole: as when one says, أَوَجْهُكَ هٰذَا أَمْ بَدْرٌ [Is this thy face or a full moon?]. (Kull p. 211.) b7: ساق said of a sick man, (K,) and ساق نَفْسَهُ, [app. thus originally,] (Ks, Msb, TA,) and ساق بِنَفْسِهِ, (TA,) aor. ـُ (Ks, S, O, Msb, TA,) inf. n. سِيَاقٌ, (S, O, Msb, K,) originally سِوَاقٌ, (TA,) and سَوْقٌ (O, K) and سُؤُوقٌ, (TA,) (tropical:) He cast forth, or vomited, his soul; (Ks, TA;) he gave up his spirit; or was at the point of death, in the agony of death, or at the point of having his soul drawn forth; (S, O, Msb, TA;) or he began to give up his spirit, or to have his soul drawn forth. (K.) You say, رَأَيْتُ فُلَانًا يَسُوقُ (tropical:) I saw such a one giving up his spirit at death. (S, O, TA.) And رَأَيْتُ فُلَانًا بِالسَّوْقِ [or فِى السِّيَاقِ, as in the Msb,] (tropical:) I saw such a one in the act [or agony] of death; and يُسَاقُ [having his soul expelled], inf. n. سَوْقٌ: and إِنَّ نَفْسَهُ لَتُسَاقُ (tropical:) [Verily his soul is being expelled]. (ISh, TA.) A2: سَاقَهُ, (K,) first Pers\. سُقْتُهُ, (S,) aor. as above, inf. n. سَوْقٌ, (TA,) also signifies He hit, or hurt, his (another man's, S) سَاق [or shank]. (S, K.) 2 سوّق, inf. n. تَسْوِيقٌ: see 1, first sentence. b2: سوّق فُلَانًا أَمْرَهُ (assumed tropical:) He made such a one to have the ruling, or ordering, of his affair, or case. (Ibn-'Abbád, K.) b3: See also 5.

A2: Said of a plant, (TA,) or of a tree, (K,) more properly of the former, (TA,) (assumed tropical:) It had a سَاق [i. e. stem, stock, or trunk]. (K, TA.) 3 ساوقهُ He vied, or competed, with him, in driving: (K: [in the CK, for فى السَّوْقِ, is put فى السُّوْقِ:]) or he vied, or competed, with him to decide which of them twain was the stronger; from the phrase قَامَتِ الحَرْبُ عَلَى سَاقٍ. (S.) [Hence,] one says بَعِيرٌ يُسَاوِقُ الصَّيْدَ (tropical:) [A camel that vies with the animals of the chase in driving on, or in strength]. (JK, Ibn-'Abbád, O, K, TA.) b2: مُسَاوَقَةٌ is also syn. with مُتَابَعَةٌ [app. as meaning (assumed tropical:) The making to be consecutive, or successive, for it is added], as though driving on one another, or as though one portion were driving on another. (TA. [See 6, its quasi-pass.].) b3: [Freytag also assigns to ساوق the meaning of He, or it, followed (secutus fuit), as on the authority of the Hamáseh; but without pointing out the page; and it is not in his index of words explained therein.]4 أَسْوَقَ see 1, in two places. b2: أَسَقْتُهُ إِبِلًا I made him to drive camels: (K:) or I gave to him camels, to drive them: (S, TA:) or (tropical:) I made him to posses camels. (TA.) 5 تسوّق القَوْمُ The people, or party, [trafficked in the سُوق, or market; or] sold and bought: (S, TA:) the vulgar say ↓ سَوَّقُوا. (TA.) 6 تساوقت الإِبِلُ (tropical:) The camels followed one another; (Az, O, Msb, K, TA;) and in like manner one says تَقَاوَدَت; (O, K, * TA;) as though, by reason of their weakness and leanness, some of them held back from others. (TA.) and تساوقت الغَنَمُ (tropical:) The sheep, or goats, pressed, one upon another, (K,) or followed one another, (O,) in going along, (O, K,) as though driving on one another. (O.) [See also 7.] b2: The lawyers say, تساوقت الخِطْبَتَانِ, meaning (tropical:) [The two demandings of a woman in marriage] were simultaneous: but [Fei says] I have not found it in the books of lexicology in this sense. (Msb.) 7 انساقت المَاشِيَةُ The cattle went, or went along, being driven; [or as though driven; or drove along;] quasi-pass. of سَاقَهَا. (S, TA.) and انساقت الإِبِلُ [has the like signification: or means] (assumed tropical:) The camels became consecutive. (TA. [See also 6.]) 8 إِسْتَوَقَ see 1, first sentence.10 إِسْتَسْوَقَ see 1, first sentence.

سَاقٌ The shank; i. e. the part between the knee and the foot of a human being; (Msb;) or the part between the ankle and the knee (K, TA) of a human being; (TA;) the ساق of the human foot: (S, TA:) and [the part properly corresponding thereto, i. e. the thigh commonly so called, and also the arm, of a beast;] the part above the وَظِيف of the horse and mule and ass and camel, and the part above the كُرَاع of the ox-kind and sheep or goat and antelope: (TA:) [it is also sometimes applied to the shank commonly so called, of the hind leg, and, less properly, of the fore leg, of a beast: and to the bone of any of the parts above mentioned: and sometimes, by synecdoche, to the hind leg, and, less properly, to the fore leg also, of a beast: it generally corresponds to ذِرَاعٌ: of a bird, it is the thigh commonly so called: and sometimes the shank commonly so called: and, by synecdoche, the leg:] it is of the fem. gender: (Msb, TA:) and for this reason, (TA,) the dim. is ↓ سُوَيْقَةٌ: (Msb, TA:) the pl. [of mult.] is سُوقٌ (S, Mgh, O, Msb, K) and سِيقَانٌ and [of pauc.] أَسْؤُقٌ, (S, O, K,) the و in this last being with ء in order that it may bear the dammeh. (O, K.) A poet says, لِلْفَتَى عَقْلٌ يَعِيشُ بِهِ حَيْثُ تَهْدِى سَاقَهُ قَدَمُهْ meaning The young man has intelligence whereby he lives when his foot directs aright his shank. (IAar, TA.) And one says of a man when difficulty, or calamity, befalls him, كَشَفَ عَنْ سَاقِهِ [lit. He uncovered his shank; meaning (assumed tropical:) he prepared himself for difficulty]: so says IAmb: and hence, he says, (TA, [in which a similar explanation is cited from ISd also,]) they mention the ساق when they mean to express the difficulty of a case or an event, and to tell of the terror occasioned thereby. (K, TA.) Thus, the saying يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ, (S, K, TA,) in the Kur [lxviii. 42], (S, TA,) [lit. On a day when a shank shall be uncovered,] means (assumed tropical:) on a day when difficulty, or calamity, shall be disclosed. (I'Ab, Mujáhid, S, K, TA.) It is like the saying, قَامَتِ الحَرْبُ عَلَى سَاقٍ, (S, TA,) which means (assumed tropical:) The war, or battle, became vehement, (Msb in this art. and in art. حرب,) so that safety from destruction was difficult of attainment: (Id. in art. حرب:) and كَشَفَتِ الحَرْبُ عَنْ سَاقٍ, [as also شَمَّرَتْ عَنْ سَاقِهَا,] i. e. (assumed tropical:) The war, or battle, became vehement. (Jel in lxviii. 42.) And in like manner, وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ, (K, TA,) in the Kur [lxxv. 29], (TA,) means (assumed tropical:) And the affliction of the present state of existence shall be combined with that of the final state: (K, TA:) or it means when the [one] leg shall be inwrapped with the other leg by means of the grave-clothes. (TA.) One says also, قَامَ القَوْمُ عَلَى سَاقٍ (assumed tropical:) The people or party, became in a state of toil, and trouble, or distress. (TA.) And قَرَعَ لِلْأَمْرِ سَاقَهُ, [originating from one's striking the shin of his camel in order to make him lie down to be mounted; lit. He struck his shank for the affair;] meaning (assumed tropical:) he prepared himself for the thing, or affair; syn. تَشَمَّرَ: (JK:) or he was, or became, light, or active, and he rose, or hastened, to do the thing; or (assumed tropical:) he applied himself vigorously, or diligently, or with energy, to the thing, or affair; i. q. شَمَّرَ لَهُ [q. v.]; (TA;) or تَجَرَّدَ لَهُ. (A and TA in art. قرع [q. v.: see also ظُنْبُوبٌ, in several places].) [It is also said that] أَوْهَتْ بِسَاقٍ means كِدْتُ

أَفْعَلُ [i. e. I nearly, or almost, did what I purposed: but this explanation seems to have been derived only from what here, as in the TA, immediately follows]: Kurt says, describing the wolf, وَلٰكِنِّى رَمَيْتُكَ مِنْ بَعِيدٍ

فَلَمْ أَفْعَلْ وَقَدْ أَوْهَتْ بِسَاقِ [i. e., app., But I shot at thee from afar, and I did not what I purposed, though it (the shot, الرَّمْيَةُ, I suppose, being meant to be understood,) maimed a shank: which virtually means, though I nearly did what I purposed: the poet, I assume, says اوهت بساق for the sake of the measure and rhyme, for أَوْهَتْ سَاقًا: see what is said, in the explanations of the preposition بِ, respecting the phrase وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ]. (TA.) b2: By a secondary application, سَاقٌ signifies (assumed tropical:) [A greave; i. e.] a thing that is worn on the ساق [or shank] of the leg, made of iron or other material. (Mgh.) b3: Also (tropical:) [The stem, stock, or trunk, i. e.] the part between the أَصْل [here meaning root, or foot, (though it is also syn. with ساق in the sense in which the latter is here explained,)] and the place where the branches shoot out; (TA;) or the support; (Msb;) or the جِذْع; (S, K;) of a tree, or shrub: (S, Msb, K, TA:) pl. [of mult.]

سُوقٌ (Msb, TA) and سُوقٌ and سُوُوقٌ and سُؤُوقٌ and [of pauc.] أَسْوُقٌ and أَسْؤُقٌ. (TA.) It is related in a trad. of Mo'áwiyeh, that a man said, I applied to him to decide in a litigation with the son of my brother, and began to overcome him therein; whereupon he said, Thou art like as Aboo-Duwád says, أَنَّى أُتِيحَ لَهُ حِرْبَآءُ تَنْضُبَةٍ

لَا يُرْسِلُ السَّاقَ إِلَّا مُمْسِكًا سَاقَا [Whencesoever, or however, a preparation is made for him, to catch him, he is like a chameleon of a tree of the kind called تَنْضُب, he will not loose the stem thereof unless grasping a stem]: he meant that no plea of his came to nought but he clung to another; likening him to the chameleon, which places itself facing the sun, and ascends half-way up the tree, or shrub, then climbs to the branches when the sun becomes hot, then climbs to a higher branch, and will not loose the former until it grasps the other. (O, TA. *) b4: [Hence, perhaps, as it seems to be indicated in the O,] one says, وَلَدَتْ فُلَانَةُ ثَلَاثَةَ بَنِينَ عَلَى سَاقٍ, (K, [in the copies of which, however, I find ثَلَاثَ put for ثَلَاثَةَ,]) or عَلَى سَاقٍ وَاحِدٍ, (S,) or وَاحِدَةٍ, (O,) i. e. (tropical:) Such a woman brought forth three sons, one after another, without any girl between them: (S, O, K, TA:) so says ISk: and وُلِدَ لِفُلَانٍ ثَلَاثَةُ

أَوْلَادٍ سَاقًا عَلَى سَاقٍ, i. e. (tropical:) Three children were born to such a one, one after another. (TA.) and بَنَى القَوْمُ بُيُوتَهُمْ عَلَى سَاقٍ وَاحِدٍ (assumed tropical:) [The people, or party, built their houses, or constructed their tents, in one row or series]. (TA.) b5: سَاقٌ also signifies (assumed tropical:) The soul, or self; syn. نَفْسٌ: hence the saying of 'Alee (in the war of the [schismatics called] شُرَاة), لَابُدَّ لِى مِنْ قِتَالِهِمْ وَلَوْ تَلِفَتْ سَاقِى (assumed tropical:) [There is not for me any way of avoiding combating them, though my soul, or self, should perish by my doing so]. (Abu-l-' Abbás, O, TA.) So too in the saying, قَدَحَ فِى سَاقِهِ [as though meaning (tropical:) He cankered his very soul]: (IAar, TA in art. قدح:) [or] he deceived him, and did that which was displeasing to him: (L in that art.:) or (tropical:) he impugned his honour, or reputation; from the action of canker-worms (قَوَادِح) cankering the stem, or trunk, of a shrub, or tree. (A in that art.) A2: سَاقُ حُرٍّ [is said to signify] The male of the قَمَارِىّ [or species of collared turtle-doves of which the female is called قُمْرِيَّةٌ (see قُمْرِىٌّ)]; (S, Msb, K;) i. e. the وَرَشَان: (S, Msb:) the former appellation being given to it as imitative of its cry: (As, K:) it has neither fem. nor pl.: (AHát, TA:) or السَّاقُ is the pigeon; and الحُرُّ, its young one: (Sh, K:) the poet Ibn-Harmeh uses the phrase كَسَاقِ ابْنِ حُرٍّ. (O, TA.) [See more in art. حر.]

سَوْقٌ: see سِيَاقٌ.

سُوقٌ [A market, mart, or fair;] a place in which commerce is carried on; (ISd, Msb, TA;) a place of articles of merchandise: (Mgh, TA:) so called because people drive their commodities thither: (TA:) [in the S unexplained, and in the K only said to be well-known:] of the fem. gender, and masc., (S, Mgh, Msb, K, *) the former in the dial. of the people of El-Hijáz, and the latter in that of Temeem, (S and Msb voce زُقَاقٌ, q. v.,) the former the more chaste, or the making it masc. is a mistake: (Msb:) pl. أَسْوَاقٌ: (TA:) the dim. is ↓ سُوَيْقَةٌ [with ة, confirming the opinion of those who hold سُوقٌ to be only fem.]: also signifying merchandise, syn. تِجَارَةٌ; as in the phrase, جَاءَتْ سُوَيْقَةٌ [Merchandise came]. (TA.) b2: [Hence,] سُوقُ الحَرْبِ (tropical:) The thickest, or most vehement part (حَوْمَة) of the fight; (S, K, TA;) and so الحَرْبِ ↓ سُوقَةُ; i. e. the midst thereof. (TA.) سَوَقٌ Length of the shanks: (S, K:) or beauty thereof: (K:) or it signifies also beauty of the shank. (S.) سَاقَةٌ (tropical:) The rear, or hinder part, of an army: (S, Mgh, K, TA:) pl. of ↓ سَائِقٌ; being those who drive on the army from behind them, and who guard them: (TA:) or as though pl. of سَائِقٌ, like as قَادَةٌ is of قَائِدٌ. (Mgh.) And hence, سَاقَةُ الحَاجِّ (tropical:) [The rear of the company of pilgrims]. (TA.) سُوقَةٌ (assumed tropical:) A subject, and the subjects, of a king; (K, TA;) so called because driven by him; (TA;) contr. of مَلِكٌ; (S, Mgh, Msb;) whether practising traffic or not: (Mgh:) not meaning of the people of the أَسْوَاق [or markets], as the vulgar think; (Msb;) for such are called سُوقِيُّونَ, sing.

سُوقِىٌّ: (Ham p. 534:) it is used alike as sing. and pl. (S, Mgh, Msb, K) and dual (Mgh, Msb) and masc. and fem.: (S, K:) but sometimes it has سُوَقٌ for its pl. (S, K.) A2: سُوقَةُ الطُّرْثُوثِ [in the CK, erroneously, التُّرْثُوثِ] The part of the [plant called] طرثوث that is below the نِكْعَة [or نَكَعَة or نُكَعَة, which is the head from the top to the extent of a finger, or the flower at the head thereof]; (O, K;) sweet and pleasant: so says Ibn-' Abbád: (O:) AHn says [of the طرثوث], it is like the penis of the ass, and there is no part of it more pleasant, nor sweeter, than its سوقة; which is in some instances long; and in some, short. (TA.) A3: See also سُوقٌ, last sentence.

سُوقِىٌّ [Of, or relating to, the سُوق, or market]. Its pl., سُوقِيُّونَ, means The people of the سُوق (Ham p. 534.) b2: [Hence,] أَدِيمٌ سُوقِىٌّ A skin, or hide, prepared, or dressed; in a good state: or not prepared or dressed: it is ascribed to the vulgar: and there is a difference of opinion respecting it: the second [explanation, or meaning,] is that which is commonly known. (TA.) سَوِيقٌ Meal of parched barley (شَعِير), or of [the species thereof, or similar grain, called] سُلْت, likewise parched; and it is also of wheat; but is mostly made of barley (شعير); (MF, TA;) what is made of wheat or of barley; (Msb, TA;) well known: (S, Msb, K, TA:) [it is generally made into a kind of gruel, or thick ptisan, being moistened with water, or clarified butter, or fat of a sheep's tail, &c.; (see لَتَّ;) and is therefore said (in the Msb in art. حسو and in the KT voce أَكْلٌ, &c.,) to be supped, or sipped, not eaten: but it is likewise thus called when dry; and in this state is taken in the palm of the hand and conveyed to the mouth, or licked up: (see حَافّق, and قَمِحَ:) it is also made of other grains beside those mentioned above; and of several mealy fruits; of the fruit of the Theban palm; (see حَتِىٌّ;) and of the carob; (see خَرُّوبٌ;) &c.:] it is also, sometimes, with ص: so says IDrd in the JM: and he adds, I think it to be of the dial. of Benoo-Temeem: it is peculiar to that of Benul-' Ambar: (O, TA:) the n. un. [meaning a portion, or mess, thereof] is with ة: (AAF, TA in art. جش:) and the pl. is أَسْوِقَةٌ. (TA.) b2: and Wine: (AA, K:) also called سَوِيقُ الكَرْمِ. (AA, TA.) سِيَاقٌ [an inf. n. of 1 (q. v.) in several senses. b2: As a subst., properly so termed,] (tropical:) A dowry, or nuptial gift; (K, TA;) as also ↓ سَوْقٌ [which is likewise originally an inf. n.: see 1]. (TA.) b3: [Also, as a subst. properly so termed, (assumed tropical:) The following part of a discourse &c.; opposed to سِبَاقٌ: you say سِبَاقُ الكَلَامِ وَسِيَاقُهُ (assumed tropical:) the preceding and following parts of the discourse; the context, before and after: see, again 1. And (assumed tropical:) The drift, thread, tenour, or scope, of a discourse &c.]

سُوَيْقَةٌ dim. of سَاقٌ, q. v.: (Msb, TA:) A2: and of سُوقٌ, also, q. v. (TA.) سَوَّاقٌ: see سَائِقٌ.

A2: Also A seller, and a maker, of سَوِيق. (Mgh.) سُوَّاقٌ Long in the سَاق [or shank]. (AA, K. [See also أَسْوَقُ.]) b2: And (assumed tropical:) Having a سَاق [or stem]; applied to a plant. (Ibn-Abbád, K.) b3: And (assumed tropical:) The طَلْع [or spadix] of a palm-tree, when it has come forth, and become a span in length. (K.) سَائِقٌ [Driving, or a driver;] the agent of the verb in the phrase سَاقَ المَاشِيَةَ: as also ↓ سَوَّاقٌ (S, K) in an intensive sense [as meaning Driving much or vehemently, or a vehement driver]: (S, TA:) pl. of the former سَاقَةٌ, q. v. (TA.) مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ, in the Kur [l. 20], is said to mean Having with it a driver to the place of congregation [for judgment] and a witness to testify against it of its works: (TA:) i. e. an angel driving it, and another angel testifying of its works: or an angel performing both of these offices: or a writer of evil deeds and a writer of good deeds: or its own person, or its consociate [devil], and its members, or its works. (Bd.) سَيِّقٌ, [originally سَيوِْقٌ,] (assumed tropical:) Clouds (سَحَابٌ, Az, As, S, K) driven by the wind, (Az, As, S,) containing no water, (Az, S, K,) or whether containing water or not. (As.) سَيِّقَةٌ, [a subst. formed from the epithet سَيِّقٌ by the affix ة,] originally سَيْوِقَةٌ, (TA,) Beasts (دَوَابّ) driven by the enemy; (S, K;) like وَسِيقَةٌ: so in a verse cited voce جَبَأَ: (S:) or a number of camels, of a tribe, driven away together, or attacked by a troop of horsemen and driven away. (Z, TA.) b2: [Hence,] one says, المَرْءُ سَيِّقَةُ القَدَرِ (assumed tropical:) [Man, or the man, is the impelled of destiny]; i. e. destiny drives him to that which is destined for him, and will not pass him by. (TA.) b3: سَيِّقَةٌ signifies also An animal by means of which [in the O بِهَا for which فِيهَا is erroneously put in the K,] the sportsman conceals himself, and then shoots, or casts, at the wild animals: (O, K:) like قَيِّدَةٌ: (A in art. قود:) said by Th to be a she-camel [used for that purpose]: (TA:) [so called because driven towards the objects of the chase: see دَرِيْئَةٌ:] pl. سَيَائِقُ. (K.) [See also مِسْوَقٌ.]

أَسْوَقُ A man (S, * TA) long in the shanks: (S, K: [see also سُوَّاقٌ:]) or thick in the shanks: (IDrd, TA:) or it signifies, (K,) or signifies also, (S,) beautiful in the shank or shanks, (S, K,) applied to a man: and so سَوْقَآءُ applied to a woman: (S:) Lth explains the latter as meaning a woman having plump shanks, with hair. (TA.) إِسَاقَةٌ (Lth, O, K, in the CK اَسَاقة,) The strap of the horse's strirrup. (Lth, O, K.) بَعِيرٌ مِسْوَقٌ, (JK, O, and TA as from the Tekmileh,) or مُسْوِقٌ, like مُحْسِنٌ, (K, [but this I think to be a mistake,]) means الَّذِى يُسَاوقُ الصَّيْدَ [i. e. (tropical:) A camel that vies with the animals of the chase in driving on, or in strength]; (JK, O, K;) so says Ibn-' Abbád: (O:) accord. to the L, a camel by means of which one conceals himself from the animals of the chase, to circumvent them. (TA. [See also سَيِّقَةٌ, last signification.]) مِسْوَقَةٌ A staff, or stick, with which cattle are driven: pl. مَسَاوِقُ: perhaps post-classical.]

مُنْسَاقٌ i. q. تَابِعٌ [app. as meaning (assumed tropical:) A follower, or servant; as though driven]. (Ibn-' Abbád, O, K.) b2: And (assumed tropical:) A relation; syn. قَرِيبٌ. (Ibn-' Abbád, O, K.) b3: And عَلَمٌ مُنْسَاقٌ (assumed tropical:) A mountain extending along the surface of the earth. (Ibn-' Abbád, O, K *)
سوق
! الساقُ: ساقُ القَدَم، وَهِي من الإنْسانِ مَا بينَ الكَعْبِ واَلركْبَةِ مُؤَنَّث، قالَ كَعْبُ بنُ جُعيل:
(فإِذا قامَت إِلى جاراتِها ... لاحَتِ السّاقُ بخَلْخالٍ زَجِلْ)
وَمن الْخَيل والبِغالِ والحَمِيرِ والإبِل: مَا فَوْقَ الوَظِيفِ، ومِنَ البَقَرِ والغَنَم والظِّباءَ: مَا فَوْقَ الكُراع، قالَ قَيْسٌ:
(فعَيْناكِ عَيناهَا وجيدُكِ جِيدُها ... ولكِن عَظْمَ الساقِ مِنْكِ رَقِيقُ) ج: {سُوقٌ بالضَّم، مثلُ دارٍ ودُورٍ، وَقَالَ الجوْهَرِيُّ: مثل أَسَد وأُسد} وسِيقان مثلُ جارٍ وجِيرانٍ {وأَسْؤُقٌ مثلُ كاسٍ وأكْؤُسٍ، قالَ الصاغانِي: هُمِزَتِ الواوُ لتَحْمِلَ الضَّمَّةَ وَفِي التَّنْزِيلِ: فطَفِقَ مَسْحاً} بالسوقِ والأعْناقِ وَفِي الحَدِيثِ: واسْتَشِبوا على {سُوقِكُم، وقالَ جَزْء أَخُو الشَّمّاخ يَرثِي عُمَرَ رضِيَ اللهُ عَنهُ:
(أبَعدَ قَتِيلٍ بالمَدِينَةِ أَظْلَمَتْ ... لَهُ الارْضُ تَهْتَزُّ العِضاهُ} بأسْؤُقِ)
وأنْشَدَ ابنُ بَرِّي لسَلامَةَ بنِ جَنْدَلٍ:
(كأنَّ مُناخاً من قُنُون ومَنْزِلاً ... بحَيْثُ التَقَيْنَا مِنْ أكُفٍّ {وأَسْؤُقِ)
وَقَالَ رُؤْبَةُ: والضرْبُ يُذْرِى أذْرُعاً} وأَسْؤُقَا وقولُه تَعالى: يَوْمُ يُكْشَف عَن {سَاق أَي: عَنْ شِدّةٍ كَمَا يُقال: قامَتِ الحَرْبُ عَلَى} ساقٍ، قَالَ ابْن سِيدَه: ولَسْنا نَدْفَعُ مَعَ ذلِكَ أنَّ السّاقَ إِذا أَرِيدَتْ بهَا الشِّدَّةُ فإِنّما هِيَ مُشَبَّهَة {بالساق هَذه الّتي تَعْلُو القَدَمَ، وأَنَّه إِنَّمَا قِيلَ ذَلِكَ لأنُّ السّاقَ هِيَ الحامِلَةُ للجُمْلَةِ والمُنْهِضَةُ لَهَا، فذُكِرَت هُنا لذلِكَ تَشْبِيهاً وتَشْنِيعاً، وعَلَى هَذَا بَيْتُ الحَماَسةِ لجَدِّ طَرَفَةَ:
(كَشَفَت لَهُم عَن} ساقِها ... وبَدَا من الشَّرِّ الصراحُ)
وَفِي تَفْسِيرِ ابنِ عَبّاد ومُجاهِد: أَي يُكْشَفُ عَن الأمرِ الشَّدِيدِ.
وقولُه تعالَى: التَفَّتِ السّاقُ {بالسّاقِ أَي: التَفَّ آخِرُ شِدة الدُّنْيَا بأولِ شِدةِ الآخِرَةِ، وقِيلَ: التَفتْ} ساقُه بالأخرَى إِذا لُفُّتا بالكَفَنِ.
وقالَ ابنُ الانْباريّ: يَذْكُرُونَ السّاقَ إِذا أَرادوا شِدًّةَ الأمرِ، والإخْبارَ عَن هَوْلِهِ كَمَا يُقال: الشَّحِيحُ يَدُه مَغْلُولَةٌ، وَلَا يَدَ ثَمَّ وَلَا غُلَّ، وإِنّما هُوَ مَثَلٌ فِي شِدَّةِ البُخْلِ،)
وكذلِك هَذَا، لَا ساقَ هُناك وَلَا كَشْفَ، وأصْلُه أَنّ الإِنْسانَ إِذا وَقَع فِي شِدَّةٍ يُقالُ: شَمَّرَ ساعِدَه، وكَشَف عَن {ساقِه، للاهْتِمام بذلِكَ الأمْرِ العَظِيم، قالَ ابنُ سِيدَه: وَقد يَكُونُ يُكْشَفُ عَن ساقٍ لانَّ الإنْسانَ إِذا دَهَمَتْهُ شِدَّةٌ شَمَّرَ لَها عَن ساقَيْهِ، ثُمَّ قِيلَ للأمْرِ الشَّدِيدِ: ساقٌ، وَمِنْه قَوْلُ دُرَيْدٍ: كَمِيشُ الإِزارِ خارِجٌ نِصْفُ ساقِهِ أَرادَ: أَنه مُشَمِّرٌ جاد، وَلم يُرِدْ خُرُوج السّاقِ بعَيْنِها.
وَمن المَجازِ: وَلَدَتْ فُلانَةُ ثَلاثَةَ بَنِينَ على ساقٍ واحِدٍ، كَمَا فِي الصِّحاح، وَفِي العُبابِ: واحِدَةٍ، أَي: مُتَتابِعَةً بعضُهم عَلَى إِثْرِ بَعض لَا جارِيَةَ بَيْنَهُم نَقَلَه الجَوْهَريُّ، وَهُوَ قَوْلُ ابنِ السِّكِّيتِ، وقالَ غيرُه: وُلِدَ لفُلانٍ ثَلاثَةُ أَولادٍ} ساقاً على ساقٍ، أَي: واحِدًا فِي إِثْرِ واحِد.
{وساقُ الشجَرةِ: جِذْعُها كَمَا فِي الصِّحاح، وَهُوَ مَجازٌ، وقِيلَ: هُوَ مَا بَيْنَ أصْلِها إِلى مَشْعَبِ أَفْنانِها، وَفِي حَدِيثِ مُعاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: إِنَّ رَجُلاً قالَ: خاصَمْتُ إِليه ابنَ أَخِي، فجَعَلْتُ أَحُجًّه، فقالَ: أَنْتَ كَمَا قالَ أبُو دوادٍ:
(أَنى أتِيحَ لَهُ حِرْباءُ تَنْضُبَة ... لَا يُرْسِلُ السّاقَ إِلاّ مُمْسِكاً} ساقَا)
أَرادَ: لَا تَنْقَضي لَهُ حُجَّةٌ إِلاّ تَعَلَّقَ بأخرىَ، تَشْبِيهاً بالحِرْباءَ، والأصْل فيهِ أنَّ الحِرْباء يَسْتَقْبِلُ الشمسَ ثمَّ يَرْتَقِي إِلى غُصْن أَعْلَى مِنْه، فَلَا يُرْسِلُ الأَوَّلَ حَتّى يَقْبِضَ على الآخَرِ.
! وساقُ حُر: ذَكَرُ القَمارِيِّ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وأنْشَدَ للكُمَيْتِ: (تَغْرِيد ساقٍ عَلَى ساقٍ يُجاوِبها ... من الهَواتِفِ ذاتُ الطَّوْقِ والعُطُل)
عَنَى بالأولِ الوَرَشَان، وبالثانِي ساقَ الشجَرَةِ.
قلتُ: ومثلُه قولُ الشَّمّاخ:
(كادَتْ تساقِطُنِي والرَّحلَ إِذ نطقت ... حَمامَة فدَعَتْ ساقاً على ساقِ)
قالَ الأصْمَعِيُّ: سمي بهِ لأنَّ حِكايَةَ صَوْتِه ساقُ حُر قالَ حُمَيْدٌ رضِيَ اللهُ عَنهُ:
(وَمَا هاجَ هَذا الشوقَ إِلاّ حَمامَة ... دَعَتْ ساقَ حُرٍّ فِي حَمام تَرَنَّما)
وذَكَر أَبو حاتِمٍ فِي كِتابِ الطَّيرِ عَقِيبَ ذَكَرِ القمْرِيِّ قالَ: إِنّه يَضْحَكُ، كَمَا يَضْحَكُ الإنْسانُ، {وسَاق حُر كالقمريِّ يَضْحَكُ أيْضاً، وسُمِّيَ بصِياحِه ساقَ حُر، وَلَا تأنيثَ لَهُ وَلَا جَمْعَ، وقالَ السُّكَّرِي: القُمْريُّ والصلصل وَمَا أشبَهَهُما تسَمَيها العَرَبُ الحَمامَ، وَهُوَ ساقُ حُر، ويُعّال: ساقُ حُر أَبُوهنَّ الأولُ،)
وإِنِّ أَصْواتَهن إِنَّما هَي نَوْحٌ، وَمِنْه قَوْل ابنِ هَرْمَةَ:
(وَلَا بالذِي يَدْعُو أَباً لَا يُجِيبه ... } كساقِ ابْنِ حر والحَمام المُطَوقِ)
وقالَ خَديجُ بن عَمْرٍ وأَخو النجاشِيِّ:
(سأبْكِي عَلَيْهِ مَا بَقِيتُ وَراءَه ... كَمَا كانَ يَبْكِي سَاق حر حلائِلَهْ)
أَو {السّاقُ: الحَمامُ، والحُر فَرْخُها نَقَله شَمِرٌ عَن بَعض.
} وسَاق: ع فِي قَوْلِ زُهَيْرِ بنِ أَبِي سُلْمَى:
(عَفَا من آلِ لَيْلَى بَطْنُ ساقٍ ... فأكْثِبهُ العَجالِزِ فالقَصِيم)
ويُقال لَهُ ساقُ الرِّجْلِ.
وساقُ الفَرْوِ، أَو سَاق الفَرْوَيْن: جَبَلٌ لأسَد، كأنهُ قَرْنُ ظَبْيٍ قالَ:
(أقْفَرَ من خَوْلَةَ ساقُ الفَرْوَيْن ... فحَضنٌ فالرُّكْنُ من أَبانَيْن)
وساقُ الفَرِيدِ: ع قالَ الحُطَيْئَةُ:
(فتَبَّعْتُهُمْ عَيْنَي حَتَّى تَفَرَّقَتْ ... مَعَ اللَّيْلِ عَنْ ساقِ الفَرِيدِ الحَمائِلُ)
{والساقَةُ: حِصْنٌ باليَمَنِ من حُصُونِ أبيَن.
} وساقُ الجِواء: ع آخر.
{وساقَةُ الجَيْشِ: مؤَخرُه نَقَله الجَوْهَرِي وَهُوَ مَجازٌ، وَمِنْه الحَدِيث: طُوبَى لعبْد آخِذٍ بعِنانِ فَرَسه فِي سَبِيلِ اللهِ أشْعَثَ رًأسُه، مُغْبَرَّةٍ قَدَماهُ، إنْ كَانَ فِي الحِراسَةِ كانَ فِي الحِراسةِ، وإنْ كانَ فِي} السّاقَةِ كانَ فِي السّاقَةِ، إِن اسْتَأذَنَ لم يُؤذَن لَهُ، وإِن شَفَع لَم يشفع.
{والسّاقَةُ: جمعُ} سائِقٍ، وهُم الذينَ {يَسُوقُونَ الجَيْشَ الغُزاةَ، ويكونُونَ من ورائِهم، يَحْفَظُونَه، وَمِنْه} ساقَةُ الحاجِّ.
{وساقَ الماشِيَةَ} سَوْقاً {وسِياقَةً بالكَسر} ومَساقاً {وسَيَاقاً كسَحابٍ،} واسْتاقَها {وأَساقَها} فانْساقَتْ فَهُوَ {سائِقٌ} وسَوّاقٌ كشَدّادٍ، شُدِّدَ للمبالَغَةِ، قَالَ أَبو زُغْبَةَ الخارِجي، وقِيلَ للحُطَم القَيْسِيِّ:
(قد لَفها الليلُ {بسَواقٍ حُطَم ... لَيْسَ براعِي إِبِل وَلَا غَنَمْ)
وقولُه تَعالى: إلَى رَبكَ يَومَئذٍ} المَساقُ وقولُه تَعالى: مَعَها {سائِقٌ وشَهِيدٌ قيل:} سائِقٌ {يَسُوقُها إِلى المَحْشَرِ، وشهِيد يَشهَدُ عَلَيْها بعَمَلِها، وأنْشَدَ ثَعلَبٌ:) لَوْلا قُرَيشٌ هَلَكَتْ مَعَد} واسْتاقَ مالَ الأضْعَفِ الأشَد وِفِي الحَدِيثِ: لَا تَقُومُ السّاعَةُ حَتى يَخْرُجَ رَجُلٌ من قَحْطانَ {يَسْوقُ النّاسَ بعَصاهُ، هُوَ كِنايَة عَن اسْتِقامَةِ النّاسِ وانْقِيادِهم لَهُ واتِّفاقِهِم عَلَيْه، وَلم يُرِد نَفْسَ العَصا، وإِنَّما ضَرَبَها مَثَلاً لاسْتِيلائِه عليهِم، وطاعَتِهِم لَهُ إِلاّ أَنَّ فِي ذِكْرِها دَلالةً على عَسْفِه بِهِم، وخُشونَتِه عَلَيْهِم.
وَمن المَجازِ:} ساقَ المَرِيضُ {يَسُوقُ} سَوْقاً {وسِياقاً ككِتاب: إِذا شَرَعَ فِي نَزْعِ الروحِ كَذَا فِي العُبابِ، واقْتَصَر الجَوْهَرِي عَلَى} السِّياقِ، ويُقال أيْضاٌ: ساقَ بنَفْسِه {سِياقاً نَزَع بِها عِنْد المَوتِ، وتقولُ: رَأَيْتُ فُلاناً} يَسُوقُ {سُوُوقا كقُعُودٍ، وقالَ الكِسائي: هُوَ يَسُوقُ نَفْسَه، ويَفِيظُ نَفْسَه، وقالَ ابْن شُمَيْل: رأيْتُ فُلاناً} بالسوْقِ، أَي: بالمَوتِ {يُساقَ} سَوْقاً، وإِنّ نَفسَه {لتسَاقُ وأصل} السِّياقِ {سواق، قُلِبَت الْوَاو يَاء لكَسرَةِ السِّينِ.
(و) } ساقَ فُلاناً {يَسُوقُه} سَوْقاً: أصابَ {ساقَهُ نَقَلَه الجَوْهَرِي.
وَمن المَجازِ:} ساقَ إِلى المَرْأَة مَهْرَها وصَداقَها {سِياقاً: أَرْسَلَه} كأساقَه وإِن كانَ دَراهِمَ أَو دَنانِيرَ لأنَّ أصْلَ الصَّداقِ عندَ العَرَبِ الإبِل، وَهِي التِي {تُساقُ، فاسْتُعْمِلَ ذلِكَ فِي الدِّرْهَم والدِّينارِ وغَيْرِهِما، ومِنْه الحَدِيثُ: أَنه قالَ لعَبْدِ الرحْمنِ وَقد تَزَوجَ بامْرَأَة من الأنْصارِ مَا} سُقتَ إِلَيْها أَي: مَا أَمهَرتَها وَفِي رِوايَة مَا سُقْتَ مِنها بمَعْنَى البَدَلِ.
ونَجْمُ الدِّينِ مُحَمدُ بنُ عُثمان ابنِ {السائِقِ الدِّمَشْقي وأَخُوه علاءُ الدِّينِ عَلِي، حَدثا، الأخيرُ سَمِعَ من الرَّشِيدِ بنِ مَسْلَمَةَ.
وَمن المَجازِ:} السِّياقُ ككِتابٍ: المَهْرُ، لأَنهم إِذا تَزَوَّجُوا كانُوا {يَسوقُونَ الإبلَ والغَنَمَ مَهْراً، لأنًّها كانَت الغالبِ على أَموالِهِم، ثُمَّ وُضِعَ} السِّياق موضِعَ المَهْرِ وَإِن لَم يَكن إبِلاً وغَنَماً.
{والأسْوَقُ من الرجالِ: الطوِيل} السّاقَيْنِ نَقَلَه الجَوْهَري وقالَ ابنُ دُرَيْد: الغَلِيظُ السّاقَينِ أَو حَسَنُهما، وَهِي {سَوقاءُ حَسَنَةُ} السّاقَيْنِ، وقالَ اللَّيثُ: امْرَأَةٌ {سَوْقاءُ تارَّةُ السّاقَيْنِ ذاتُ شَعر والاسمُ} السَّوَقُ، مُحَرَّكَةً قالَ رُؤبةُ: قُب مِنَ التَّعْداءَ حُقْبٌ فِي {سَوَقْ} والسَّيِّقَةُ، ككَيِّسَةٍ: مَا {اسْتاقَهُ العَدُو من الدّوابِّ مثلُ الوَسِيقَةِ، أَصْلُها سَيوِقَةٌ، وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ هِيَ الطَّرِيدَةُ الَّتِي يَطْرُدُها من إِبِلِ الحَيِّ، وأَنْشَدَ الجَوهَرِيًّ للشاعِرِ، وَهُوَ نُصَيْب ابْن رَبَاح:)
(فَما أَنا إِلاّ مِثْلُ} سَيِّقَةِ العِدا ... إِن اسْتَقدمَتْ نَحْرٌ وإِن جَبَأتْ عَقْرُ)
وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: {السَّيِّقَةُ: الدَّرِيئة يَسْتَتِرُ فِيهَا الصّائِدُ، فيَرْمِي الوَحْشَ. وقالَ ثَعْلَبٌ: السَّيِّقَةُ: النّاقَةُ ج:} سيائِقُ.
وقالَ أَبُو زَيْدٍ: {السَّيِّقُ، ككَيِّس: السَّحابُ} تَسُوقُه الرِّيحُ وَلَا مَاء فِيهِ كَمَا فِي الصِّحاح، وقالَ ابنُ دُرَيْد: الجَفْلُ من السَّحابِ هُوَ الَّذِي قَدْ هَراقَ ماءَهُ، وقالَ الأصمَعِيُّ: السَّيِّقُ من السَّحابِ: مَا طَرَدَتْهُ الرِّيحُ كانَ فِيهِ مَاء أَو لَمْ يَكُنْ.
{والسوقُ بالضَّمِّ م مَعْرُوفَة، وَلذَا لم يَضْبِطْهُ، قَالَ ابنُ سِيدَه: هِيَ الَّتي يُتَعامَلُ فِيها تُذَكَّرُ وتؤَنَّثُ، وقالَ ابْنُ دُرَيْدٍ:} السُّوقُ معروفةٌ، تُؤنّث وتُذكرّ، وأصلُ اشتقاقِها من {سَوْقِ النّاسِ بضائِعَهُم إِليها، مُؤَنَّثَةٌ وتذَكَّرُ. وَقد سَبَقَ عَن الجَوْهَرِيِّ فِي زقق أَنّ أهْلَ الحِجازِ يُؤَنِّثُونَ} السُّوقَ والسَّبِيلَ والطَّرِيقَ والصراطَ والزُّقاقَ والكَلاَّءَ وَهُوَ {سُوقُ البَصْرَةِ، وتَمِيم تُذَكِّرُ الكُلَّ. قلتُ: وشاهِدُ التَّذْكِيرِ قَوْلُ رَجُل أَخَذَه سُلطانٌ فجَلَدَه وحَلَّقَه:
(ألَمْ يَعِظِ الفتيانَ مَا صارَ لِمتِى ... } بسُوقٍ كَثِيرٍ رِيحُهُ وأَعاصِرُه) (عَلَونِي بمَعْصُوبٍ كأَن سَحِيفَهُ ... سَحِيفُ قُطامِيٍّ حَماماً يُطايِرُه)
وأنْشَدَ أَبُو زَيدٍ فِي التّأنِيثِ: إِنَيّ إِذا لَمْ يُنْدِ حَلْقاً رِيقُه ورَكَدَ السَّبُ فقامَت {سُوقُه طَبًّ بإِهْداءَ الْخَنَا لبيقه والجَمعُ} أَسْواقٌ.
{وسُوقُ الحَرْبِ: حَوْمَةُ القِتالِ وَكَذَا} سوقَتُه، أَي: وَسَطُه، يقالُ: رَأيْتُه يَكُرُّ فِي {سُوقِ الحَرْبِ، وَهُوَ مَجازٌ.} وسُوقُ الذَّنائِبِ: ة، بزَبِيدَ دونَها {وسُوقُ الأربِعاءَ: د، بخُوزِسْتانَ. (و) } سُوقُ الثُّلاثاءَ: مَحَلَّة ببَغْدادَ.
وسُوقُ حَكَمَةَ محركَةً: ع بالكُوفَةِ.
وسُوقُ وَرْدانَ: مَحَلةٌ بمِصْرَ نُسِبَتْ إِلَى وَردانَ مولَى عَمْرِو بن العاصِ. وسُوقُ لِزام د، بإِفْرِيقِيَّةَ، وسُوقُ العَطَشِ: حًلَّةٌ ببَغْدادَ سُمِّيَتْ لأنَّه لمّا بُنِي قالَ المَهْدِي: سَمُّوهُ سُوقَ الرّيِّ، فغلبَ عَلَيْهِ سوقُ العَطَشِ. وبِها وُلِدَ الحُسَينُ بنُ عُلِيِّ بنِ الحُسَنِ ابنِ يُوسُفَ، جَد الوَزِيرِ أَبِي القاسِم)
المَغْربِي، وأصلُهم من البَصْرَةِ، كَذَا فِي تارِيخَ حَلَب، لابْنِ العَدِيمَ.
{وسُوَيقَةُ، كجُهَيْنَةَ: ع قالَ:
(هَيْهاتَ مَنزلُنا بنَعْفِ} سُوَيْقَة ... كانَت مُبارَكَةً من الْأَيَّام)
وأنْشَدَ ابنُ درَيْدٍ للفَرَزْدَقِ:
(أَلَمْ تَرَ أنِّي يَوْمَ جَوِّ سُوَيْقَة ... بكيتُ فنادَتْنِي هُنَيْدةُ مالِيا)
وقالَ أَبو زَيْدٍ: سُوَيْقَةُ: هَضْبَةٌ طَوِيلَةٌ بحمِىَ ضَرِيَّةَ ببَطْنِ الريانِ، وإِيّاها عَنَى ذُو الرُّمَّةِ بقَوْلِه:
(لِأُدْمانَةٍ مَا بينَ وَحْشِ سُوَيْقَة ... وبَيْنَ الجبالِ العُفْرِ ذاتِ السّلاسِل) وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: سُوَيْقَةُ: جَبَلٌ بينَ يَنْبُعَ والمَدِينَةِ على ساكِنِها أَفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلام، وَبِه فُسِّرَ قولُ كُثَيِّرٍ:
(لعَمرِي لقد رُعْتُم غَداةَ {سُوَيْقَة ... ببَيْنِكُمُ يَا عَزَّ حَقَّ جَزُوع)
قالَ وسُوَيقَةُ أيْضاً: ع بالسَّيالَةِ قَرِيبٌ مِنْهَا، وَمِنْه قَوْلُ ابنِ هَرْمَةَ:
(عَفَتْ دارُها بالبُرْقَتَيْنِ فأَصْبَحَتْ ... سُوَيقَةُ مِنْهَا أَقْفَرَتْ فنَظِيمُها)
(و) } السُّوَيْقَةُ: ع، ببَطْنِ مَكَّةَ حَرَسَها اللهُ تَعالَى، مِمَّا يَلِي بابَ النَّدْوَةِ، مائِلاً إِلَى المَرْوَةِ.
والسوَيْقَةُ: ع بنَواحِي المَدِينَةِ المُنَوَّرَةِ، يَسْكُنه آلُ عَليِّ بنِ أبِي طالِبٍ رضِىَ اللهُ عَنهُ.
قلتُ: وأولُ من نَزَلَه يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُوسَى الجَوْن بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ، وَقد أعْقَبَ من رَجُلَيْن أَبِي حَنْظَلَة إِبراهِيمَ وَأبي داوُدَ مُحَمّد، ويُقال لَهُم: {السُّوَيْقِيون، فيهم عَدَدٌ كثِيرٌ ومَدَدٌ إِلَى الْآن، وتَفْصِيلُ ذلِكَ فِي المُشَجَّراتِ.
(و) } السًّوَيقَةُ: ع بمَرْوَ، مِنْهُ أَحمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ هَكَذَا فِي النسَخ، والصّوابُ أَبُو عَمْروٍ، ومُحَمَّدُ بن أَحْمَدَ ابنِ جَمِيلٍ المَروَزِيُّ! - السوَيْقِيًّ، سَمِعَ الإِمامَ أَبَا داوُدَ صاحِبَ السنَنِ.
والسوَيْقَةُ: ع بواسِطَ، مِنْهُ: أَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ الرّحْمنِ بن مُحَمَّدِ ابنِ عَفِيف الواعِظُ الأدِيبُ هَكَذَا فِي سائِرِ النسَخ، وَهُوَ سَقَطٌ فاحِش، صوابُه مِنْهُ أَبو عِمْرانَ مُوسى بنِ عِمرانَ ابنِ مُوسى القَرّام السُّوَيْقِي، رَوَى عَن أبِي مَنْصُورٍ عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَفِيف البوشَنجِيِّ كَذَا حَقَّقَه الحافِظُ فِي التَبصِير، فتأَمَّل. والسوَيقَةُ: د بالمَغْرِبِ من بِجايَةَ بالقربِ من قَلْعَة بني حَمّادٍ.
والسوَيقَةُ: تِسعَةُ مَواضِعَ ببَغْدادَ مِنْهَا سُوَيقَةُ أبِي الوردِ.)
{والسوقَةُ بِالضَّمِّ خلافُ المَلِكِ، وهم الرَّعِية الَّتِي تَسُوسُها المُلُوكُ، سُموا} سُوقَةً، لأنَّ الملوكَ {يَسوقُونَهم} فيَنساقُونَ لَهُم للواحِدِ والجَمْع والمُذَكرِ والمُؤَنَّثِ قَالَه الأزْهَرِي والصاغاني، زادٌ صاحبُ اللِّسانِ: وَكثير من الناسِ يَظُن أَن {السُّوقَةَ أهلُ الأسواقِ، وأنْشَد الجَوهَري لنَهشَلِ بنِ حَريٍّ:
(ولَم تَر عَينِي} سُوقَةً مثلَ مالِكٍ ... وَلَا ملِكاً تُجبَى إِليهِ مَرازِبُه)
وقالتْ بنتُ النعمانِ بنِ المُنذِرِ. قلتُ: وَاسْمهَا حرَقَةُ:
(بَينا نَسُوسُ النَّاس والأمْرُ أَمْرُنا ... إِذا نَحْنُ فِيهم سوقَةٌ نَتَنَصّفُ)
أَي نَخْدُمُ الناسَ، قَالَ الصاغانِي: والبَيتُ مَخْرُوم.
أَو قَد يُجمَع {سُوَقاً كصُرَد وَمِنْه قَول زُهَيرِ بنِ أبِي سُلْمَى:
(يَطلُب شأو امرَأينِ قدماً حَسَناً ... نَالا الملوكَ وبَذّا هَذِه} السوَقَا)
كَمَا فِي الصِّحاح.
وقالَ ابنُ عَبّاد: {السوقَةُ: من الطُّرْثوثِ: مَا كانَ فِي أسْفَلِ النُّكَعَةِ حُلْوٌ طيب، وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ: هُوَ كأيرِ الحِمارِ، وَلَيْسَ فيهِ شَيءٌ أطيَبَ من} سُوقتِه وَلَا أحلَى، ورُبّما طالَ، ورُبّما قصرَ.
ومُحمدُ بنُ سُوقَةَ: تابِعيًّ هَكَذَا فِي النًّسخِ، والصوابُ:! وسُوقَةُ تابِعي، أَو مُحَمدُ بنُ سُوقَةَ من أَتباع التابِعِينَ، فَفِي كتابِ الثقاتِ لابْن حِبان: فِي التابِعِينَ: سُوقَةُ البَزّازُ، من أهل الكُوفَةِ، يَروي عَن عَمرِو بنِ حُرَيْث، رَوَى عَنهُ ابنُه مُحَمَّد، انْتهى. وكانَ مُحَمّد لَا يُحْسِنُ يَعْصَي اللهَ تَعالَى نَفَعنا الله بهِ، وقَرَأتُ فِي بَعْضِ المَجامِيع أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ عَلَيْهِ فَرآهُ يَعْجِنُ ودُمُوعُه تَتَساقَطُ، وَهُوَ يَقُول: لما قَلَّ مالِي جَفانِي إخْوانِي.
{والسوِيقُ، كأمِيرٍ: م مَعْرُوفٌ، كَمَا فِي الصِّحَاح، وَهُوَ نَصُّ ابنِ دُرَيْدٍ فِي الجَمْهَرةِ أَيْضاً، قَالَ: وَقد قِيلَ بالضّادِ أَيْضاً، قالَ: وأَحْسَبُها لُغَة لبَنِي تَمِيم، وَهِي لُغَة بني العَنْبر خَاصَّة والجَمْعُ} أسْوِقَةٌ، وقالَ غيرُه: هُوَ مَا يُتَّخَذُ من الحِنْطَةِ والشَّعِيرِ، ويُقالُ {لسَوِيقِ المُقْلِ: الحَتِيُّ،} ولسِوِيقِ النَّبْقِ: الفَتِى، وقالَ شَيْخُنا: هُو دَقِيقُ الشَّعيَرِ أَو السلْتِ المَقْلُوِّ، ويَكُونُ من القَمْح، والأكْثَرُ جَعْلُه من الشَّعِيرِ، وقالَ أَعرابِي يصِفُه: هُوَ عُدَّةُ المُسافِر، وطَعامُ العَجْلانِ، وبُلْغَةُ المَرِيضِ، وَفِي الحَدِيثِ: فلَمْ يجَدْ إِلاّ {سَوِيقاً فَلاكَ مِنْهُ.
وقالَ أَبُو عَمْرٍ و: السَّوِيق: الخَمْر ويُقالُ لَهَا أَيْضاً: سَوِيق الكَرْم، وأنْشَدَ سِيبَوَيْهِ لزِيادٍ الأعْجَم:)
(تُكَلِّفُني} سَوِيقَ الكَرْم جَرْمٌ ... وَمَا جَرْم وَمَا ذاكَ {السَّوِيق)

(وَمَا عَرَفَتْ سوِيقَ الكَرْم جَرْم ... وَلَا أغْلَتْ بِهِ مُذْ قامَ} سُوقُ)
وثَنِيَّةُ السوِيقِ: عُقَيْبَة بينَ الخُلَيْصِ والقُدَيْدِ م مَعْرُوفَة.
{والسوّاقُ كزُنّار: الطَّوِيلُ} السّاقِ عَن أَبِي عَمْرٍ و، وأَنشَد للعَجّاج: بمُخْدِرٍ من المَخادِيرِ ذَكَر يَهْتَد روُمِيّ الحَدِيدِ المُسْتَمِرّ عَن الظَّنابيب وأَغْلالِ القَصَر هَذَّكَ سُوَّاقَ الحَصادِ المُخْتَضَرْ المُخْدِرِ: القاطِعُ، والحَصادُ: بَقْلَة. وقالَ ابنُ عَبّاد:! السُّوّاقُ: طلع النخلِ إِذا خرَجَ وصارَ شِبْراً.
وقِيلَ: {السُّوّاقُ: هُوَ مَا} سوقَ وصارَ على {سَاق من النَّبّتِ عَن ابْنِ عَبّاد.
قَالَ: وبَعِيرٌ} مُسوِق، كمُحْسِنٍ والذِي فِي التَّكْمِلَةِ: كمِنْبَرٍ، للَّذي {يساوِقُ الصَّيْدَ أَي: يُقاوِدُه، وَهُوَ مَجازٌ، والذِي فِي اللِّسانِ:} المِسْوَق: بَعِيرٌ يُسْتَتَرُ بِهِ من الصيْدِ ليَخْتِلَه.
وقالَ الليْثُ: {الأساقة: سير رِكابِ السرُوجِ.
قالَ غيرُه:} وأسَقْتُه إِبِلاً: جَعَلْتُه {يَسُوقُها أَو مَلَّكْتُه إِيّاها} يَسُوقُها، فيَكُون مَجازاً، وَفِي الصِّحاح: أعْطَيْتُه إِبِلاً يَسُوقُها.
{وسَوَّقَ الشَّجَرُ} تَسْوِيقاً: صارَ ذَا {ساقٍ كَذَا فِي العُبابِ، والأَوْلَى} سَوَّقَ النَّبْتُ، وَمِنْه قَول ذِي الرمةِ:
(لَها قَصَبٌ فَعْمٌ خِدالٌ كأنَّه ... {مُسَوِّقُ بَرْديٍّ على حائرٍ غَمْرِ)
وقالَ ابنٌ عَبّادٍ:} سَوَّقَ فُلاناً أَمْرَه: إِذا مَلكَه إِيّاه.
قَالَ: {والمُنْساقُ: التابِعُ والقَرِيبُ أَيضاً.
قَالَ: والعَلم} المُنساق. من الجِبال هُوَ المُنْقادُ طُولاً. {وساوَقَهُ: فاخَرَه فِي} السَّوْقِ أَينا أَشَدًّ، كَمَا فِي الصِّحاح، قَالَ: وهُوَ من قَوْلِهم: قامَتِ الحرْبُ على {ساقٍ، وَهُوَ مَجاز.
} وتَساوَقَتِ الإبِلُ أَي: تَتَابَعتْ، وكذلِكَ تقاوَدَتْ فَهِيَ {مُتَساوقةٌ، ومُتَقاوِدَة، وأَصْلُ} تساوَقُ تَتَساوَقُ كأنَّها لضَعْفِها وهُزالِها تَتَخاذَلُ، ويَتَخَلَّفُ بعضُها عَن بَعْض، وَهُوَ مَجازٌ.
(و) {تَساوَقَت الغَنمُ: تَزاحَمَتْ فِي السَّيْرِ وَفِي حَدِيثِ أمِّ مَعْبَدٍ: فجاءَ زَوْجُها} يَسُوقُ أَعْنُزاً مَا {تَسَاوَقُ) أَي: مَا تَتَابَعُ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:} انساقت الْإِبِل: سَارَتْ متتابعةً. {وسَوَّقَها} كساقَها، قَالَ امْرُؤُ القَيْس:
(لنا غَنَمٌ {نُسَوِّقُها غِزارٌ ... كأنَّ قُرُونَ جِلَّتِها العِصِيُّ)
} والمُساوَقَةُ: المُتابَعَةُ، كأَنَّ بَعْضَها يَسُوقُ بَعْضاً.
{والسَّوْقُ: المَهْرُ، وُضِعَ مَوْضِعَه، وإِن لم يَكُنْ إِبِلاً أَو غَنَماً.
} وساقَ إِليه خَيْرًا. {وساقَت الرِّيحُ السَّحابَ، وكل هَذِه مَجازٌ.
} والسوقَةُ، بالضمِّ: لغةٌ فِي {السوقِ، وَهُوَ مَوْضِعُ البِياعاتِ.
وجاءتْ} سُوَيْقَةٌ، أَي: تِجارَة، وَهِي تَصْغِيرُ {سُوقٍ، وَقَوله:
(للفَتَى عَقْلٌ يَعِيشُ بهِ ... حَيْثُ تَهْدي} ساقَهُ قَدَمُهْ)
فَسَّرَه ابنُ الأعْرابِيِّ، فقالَ: مَعْناهُ إِن اهْتَدَى لرَشَدٍ عُلِمَ أنّه عاقِل، وإِن اهْتَدَى لغَيْر رَشَدٍ عُلِمَ أَنّه على غَيْرِ رَشَدٍ.
وذُو {السًّوَيْقَتَيْنِ: رَجُل من الحَبَشَةِ يَسْتَخْرِجُ كَنْزَ الكَعْبَةِ، كَمَا فِي الحدِيث وهُما تَصْغِيرُ} السّاقِ، وَهِي مُؤَنَّثَةٌ، فلذلِكَ ظَهَرتِ التّاءُ فِي تَصْغِيرها، وإِنما صَغَّرَهُما لانَّ الغالِبَ على {سُوقِ الحَبَشَة الدِّقَّةُ والحُمُوشَةُ.
وجَمْعُ} ساقِ الشجَرةِ {أسْوُقٌ} وأسْؤقٌ، {وسُوُوقٌ} وسُؤُوقٌ، {وسُوق.} وسوقٌ الأخِيرَةُ نادِرَةٌ، وتَوَهَّموا ضمَّ السِّينِ عَلَى الواوِ، وَقد غَلَب ذلِكَ على لُغَةِ أَبِي حَيَّةَ النمَيْرِيِّ، وهَمَزَها جَرِير فِي قَوْلِه: أَحَبًّ المُؤقِدانِ إِلَيْكَ مُؤْسى وقالَ ابنُ جِنّي: فِي كِتابِ الشَّواذِّ: هَمَزَ الواوَ فِي المَوْضِعَيْنِ جَمِيعًا، لأنُّهُما جاوَرَتّا ضَمَّةَ المِيم قَبْلَهُما، فصارَت الضمَّةُ كأنّها فِيها، وَالْوَاو إِذا انْضَمَّت ضَماً لازِماً فهَمْزُها جائِز، قَالَ: وعليهِ وُجِّهَتْ قِراءَةُ أَيوب السِّخْتِيانِيِّ وَلَا الضَّأَلِّينَ بالهَمْز.
ويُقال: بَنى القَوْمُ بيوتَهُم على ساقٍ وَاحِد، وقامَ القَوْمُ على ساقٍ: يُرادُ بذلك الكَدُّ والمَشَقَّةُ على المَثَلِ. وأَوْهَتْ {بساقٍ، أَي: كِدْتُ أَفْعَلُ، قَالَ قُرْطٌ يَصِفُ الذِّئْبَ:
(ولكِنّي رَمَيْتُكَ من بَعِيد ... فَلم أَفْعَلْ وَقد أَوْهَتْ بساقِ)

} والسّاقُ: النَّفس، وَمِنْه قَوْلُ عَليّ رضِيَ اللهُ عَنهُ فِي حَربِ الشراةِ: لَا بُدَّ لي من قِتالِهِم، وَلَو تَلِفَتْ {- ساقِي التَّفْسِيرُ لأبِي عُمَرَ الزّاهِدِ، عَن أَبِي العَبّاسِ، حَكَاهُ الهَرَوِيُّ.
} وتَسَوَّقَ القَومُ: إِذا باعُوا واشْتَرَوْا، نقَلَه الجَوْهَرِي، وتَقولُ العامَّةُ: {سَوَّقُوا.} وسُوقِينُ، بالضمِّ وكسرِ القافِ: من حُصُونِ الرُّوم، قِيلَ ماتَ بِهِ إِبْراهِيمُ ابنُ أَدْهَمَ، رحَمه اللهُ تَعالى.
وَمن المَجازِ: هُوَ {يَسُوقُ الحَدِيثَ أَحْسَن} سِياقٍ، وإِليكَ يُساقُ الحَدِيثُ، وَكَلَام مَساقُهُ إِلى كَذَا، وجِئْتُك بالحَدِيث على {سَوْقهِ، على سَرْدِه. ويُقال: المَرْءُ} سَيِّقَةُ القَدَرِ، ككَيسَةٍ {يَسُوقُه إِلَى مَا قُدِّرَ لَهُ وَلَا يَعدُوه.
وقَرَعَ للأَمْرِ} ساقَه: إِذا شَمَّرَ لَهُ.
وأَدِيم {- سُوقِيًّ، أَي: مُصْلَحٌ طَيِّبٌ، ويُقال: غَيْرُ مُصْلَح، ونُسِبَ هَذِه للعامَّةِ، وَفِيه اخْتِلافٌ، والمَشْهُور الثانِي وتَقَدمَّ فِي دهمق مَا أَنْشَدَه ابنُ الأعْرابِيَ: إِذا أرَدْتَ عَمَلاً} سُوقِيَّا مُدَهْمَقاً فادْعُ لَه سِلْمِيّا وسُوقَةُ، بالضَّمِّ: موضِع من نَواحِي اليَمامَةِ، وقِيلَ: جَبَلٌ لقُشَيرٍ، أَو ماءٌ لباهِلَة.
! وسُوقَةُ أَهْوَى، وسُوقَةُ حائِلٍ: موضِعان، أنْشَدَ ثَعْلَب: تهانَفْتَ واسْتَبكاكَ رَسْمُ المَنازِلِ {بسوقَةِ أَهْوَى، أَو بسُوقَةِ حائِلِ وذاتُ السّاقِ: موضِعٌ. وسَاق: جَبَلٌ لبَنِي وَهْب.} وساقان: موضِعٌ.
{والسوَقُ، كصُرَدٍ: أَرْضٌ مَعْرُوفَة، قَالَ رُؤبة: تَرْمِي ذِراعَيْهِ بجَثْجاثِ السوَقْ وسوقُ حَمْزَةَ: بلدٌ بالمَغْرِب، ويُقال أَيضاً: حائِطُ حَمْزة، نُسِبَ إِلى حَمْزَةَ ابنِ الحَسَنِ الحَسني، مِنْهُم مُلوك المَغْرِبِ الآنَ. وسَوْسَقانُ: قريةٌ بمَرْوَ.
وَمن أَمثالِهم فِي المُكأفَاة: التمْر} بالسوِيقِ، حكاهُ اللِّحْيانِيُّ.
{والسَّوِيقيون، بِالْفَتْح: جماعَة من المُحدِّثِين.
} وسُوَيْقَةُ العَرَبِيّ، وسُوَيْقَةُ الصاحِب، وسُوَيْقَة الآلا، وسوَيْقة العُصْفُور، مَحَلاّت بمِصْر، وسُوَيْقَةُ الرِّيش: خارِجَ بابِ النَّصْرِ مِنْهَا.)
! وسُوقُ يَحْيَى: بَلَدٌ بِفَارِس.
وسوقُ الشِّفا: من أَعْمالِ الشَّرْقِيَّة بِمصْر.
س و ق: (السَّاقُ) سَاقُ الْقَدَمِ وَالْجَمْعُ (سُوقٌ) مِثْلُ أَسَدٍ وَأُسْدِ وَ (سِيقَانٌ) وَ (أَسْوُقٌ) . وَ (سَاقُ) الشَّجَرَةِ جِذْعُهَا. وَسَاقُ حُرٍّ ذَكَرُ الْقَمَارِيِّ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} [القلم: 42] أَيْ عَنْ شِدَّةٍ كَمَا يُقَالُ: قَامَتِ الْحَرْبُ عَلَى سَاقٍ. وَ (سَاقَةُ) الْجَيْشِ مُؤَخَّرُهُ. وَ (السُّوقُ) يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَ (تَسَوَّقَ) الْقَوْمُ بَاعُوا وَاشْتَرَوْا. وَ (السُّوقَةُ) ضِدُّ الْمَلِكَ يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ وَالْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ. وَرُبَّمَا جُمِعَ عَلَى (سُوَقٍ) بِفَتْحِ الْوَاوِ. وَ (سَاقَ) الْمَاشِيَةَ مِنْ بَابِ قَالَ وَقَامَ فَهُوَ (سَائِقٌ) وَ (سَوَّاقٌ) شُدِّدَ لِلْمُبَالَغَةِ وَ (اسْتَاقَهَا) (فَانْسَاقَتْ) . وَ (سَاقَ) إِلَى امْرَأَتِهِ صَدَاقَهَا. وَ (السِّيَاقُ) نَزْعُ الرُّوحِ. وَ (السَّوِيقُ) طَعَامٌ مَعْرُوفٌ. 
س و ق

ساق النعم فانساقت، وقدم عليك بنو فلان فأقدتهم خيلاً، وأسقتهم إبلاً. قال الكميت:

ومقل أسقتموه فأثرى ... مائة من عطائكم جرجورا

وهو من السوقة والسوق وهم غير الملوك. وتسوق القوم: اتخذوا سوقاً. وسوق وأسوق وسيقان خدال، ورجل أسوق: طويل الساق، وامرأة سوقاء وفيها سوق. ودعت الحمامة ساق حر. ونجى العدو الوسيقة والسيقة وهي الطريدة التي يطردها من إبل الحي. قال:

وما الناس إلا مثل سيقة العدا ... إن استقدمت نحر وإن جبأت عقر

ومن المجاز: ساق الله إليه خيراً. وساق إليها المهر. وساقت الريح السحاب. وأردت هذه الدار بثمن، فساقها الله إليك بلا ثمن. والمحتضر يسوق سياقاً. وفلان في ساقة العسكر: في آخره وهو جمع سائق كقادة في قائد. وهو يساوقه ويقاوده، وتساوقت الإبل: تتابعت. وهو يسوق الحديث أحسن سياق، و" إليك يساق الحديث " وهذا الكلام مساقة إلى كذا، وجئتك بالحديث على سوقه: على سرده. وضرب البخور بكمه وقال: سوقاً إلى فلان. والمرء سيقه القدر: يسوقه إلى ما قدر له لا يعدوه. قال:

وما الناس في شيء من الدهر والمنى ... وما الناس إلا سيقات المقادر

وقطع ساق الشجرة. وقامت الحرب على ساقها. وكشف الأمر عن ساقه. قال:

عجبت من نفسي ومن إشفاقها ... ومن طرادي الطير عن أرزاقها

في سنة قد كشفت عن ساقها

وقام على ساق وعلى رجل في حاجتي إذا جد فيها، و" قرع للأمر ساقه وظنبوبه ": تشمر له. وولدت فلانة ثلاثة بنين على ساق واحد: بعضهم في أثر بعض ليس بينهم جارية. ورأيته يكر في سوق الحرب: في حومة القتال ووسطه.
سوق: ساق: لا تستعمل فقط بمعنى حث الماشية على السير من خلف (ضد قادها) بل تستعمل أيضاً في حث الرقيق (العبيد) على السير من خلف (بركهارت نوبية ص292).
ساق النَعَم والعبيد: صارت تدل على معنى سرق الماشية والعبيد (ألف ليلة 1: 680). ويقال اختصاراً سُقْتُ عليه أي سرقت منه الماشية (ألف ليلة 1: 669).
ساق الفارس: حث جواده على المسير (فريتاج طرائف ص39، الجريدة الأسيوية 1849، 2: 319، رقم1، ألف ليلة 1: 27).
ساق: تقدم، استمر في السير (دي ساسي طرائف 1: 36، مملوك 1، 1)): 35، المقري 1: 290) وفي النويري (مصر ص69 و): ساق صاحب حمص وعسكر دمشق تحت أعلام الفرنج. وفيه: ساق العسكر المصري والخوارزمية والتقوا بمكان يقال له الخ.
(ص90 و، 109 ق، 169 ق (مرقين)، 215 ق) وفي معجم بوشر: ساق إلى قدام أي تقدم، ويقال مثلاً: سوقوا يا مقدمين أي تقدموا أنتم الذين في المقدمة. وساق لحد أي تقدم لحدّ.
ساق بفلان: كان دليلاً له، وقد حذفت كلمة الإبل لأن العبارة في الأصل: ساق بإبله (معجم الطرائف) وفي معجم ألكالا أيضاً بمعنى قاد.
وكما يقال: ساق حديثاً أو كلاماً (انظر لين) يقال: ساق قولا، وساق خبراً، أي سرده سلسله.
والفعل وحده يستعمل بمعنى: حدّث وحكى وروى: (معجم بدرون). وساق محضراً: أخبر القارئ بطلبه بعرض محتواه أو بتسجيله (دي ساسي طرائف 1: 157).
سياقة مُلكِه: يقال هذا في اختصار: سياقة ذكر مُلكِه (معجم أبي الفداء). ساق: جذب بقوة (ألكالا).
ساق: جذب. وأفحم بالبراهين (ألكالا).
ساق: حمل، احتمل (فوك) وهو يذكر سَوَقان بين المصادر (ألكالا).
ساق على رَقَبَته: حمل على ظهره، حمل على كتفيه (ألكالا).
ساق تجارة: استورد بضاعة (أماري ديب الملحق ص4).
ساق الخلافة إلى: ادعى أن الخلافة يجب ان تكون الى. (تاريخ البربر 2: 12).
ساق الكير: نفخ بالكير (زقّ الحدّاد)، (ألكالا) وفي ألف ليلة (برسل 5: 269): ساق بالكير، وفي طبعة ماكن: نفخ بالكير. والفعل ساق وحده يدل على هذا المعنى ألكالا).
سوَّق (بالتشديد)، سوّق الفارس: حث حصانه على السير إلى الأمام (ألف ليلة 1: 27).
سَوَّق: افتتح السوق، باع واشترى (لين، زيشر 18: 544).
ساوق: صاحب: ساير (المقدمة 2: 115، 353، المقريّ 3: 441). وبدأ في نفس الوقت الذي بدأ به الآخر (تاريخ البربر 2: 8).
ساوق: تابع نفس المسيرة (المقدمة 3: 236، 233، 238، 255، 257).
ساوق: ساعد، عاون (المقدمة 2: 329).
ساوق: عرض محتوى كتابين في آن واحد (المقدمة 3: 96).
تسوَّق: باع واشترى في السوق. وتعدى باللام فيقال تسوق للبضاعة (البكري ص114).
تسوَّق: ذهب إلى السوق فاشترى ما يحتاج إليه (محيط المحيط) وفي حيان (ص61 و): اعتقلهما ومن معهما في القصر - ومنع من صار فيه التسوَّق وطلب الحاجات حتى اشفوا على الهلاك. وفي (ص61 و) منه: فأباح لعسكره دخول المدينة وفتح لهم أبوابها للتسوق فيها. وفي ألف ليلة (برسل 1: 244): وتخرج كل يوم إلى السوق وتتسوق لنا ما نحتاج إليه.
انساق. أنساق الملك إلى فلان. أي أنتقل الملك إلى فلان (تاريخ البربر 1: 16).
استاق: جاء ب، أتى ب، ففي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص10 و): وقد استاق في اتباعه من العرب بني رياح وبني جشم الخ. وفي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص8) وجازه (الوادي) في قارب كان قد استاقه من اشبيلية على الظهر لهذا المعنى. وفيها (ص14) واستاقوهم مكبلين إلى السيد أبي إسحاق.
ساق: رجل، وتجمع على ساقات (بوشر) ويقال: استوى الشيء على ساقه. وكذلك يقال: أقام الشيء على ساقه، ففي القلائد (ص53): ملك أقام سوق المعارف على ساقها.
وتفسير قوله تعالى: والتفت الساق بالساق الذي ذكره لين نقلاً من تاج العروس قد اقتبسه شاعر (ابن خلكان 9: 108) واقرأ فيه: يُلَفُ.
ساق: ضلع المثلث (محيط المحيط) متساوي الساقين: مثلث ضلعان منه متساويان (بوشر).
ساق: جذع الشجرة، وتجمع أيضاً على أَسْوِقة ففي ابن البيطار (1: 535): أسوقة الخنثى، وفي مخطوطة ب: أصول الخنثى.
ساق: ساقية الجزمة، جزء الجزمة الذي يغطى ساق الرجل، ويقال: ساق الموزُة (الفخري ص363).
الساق: عند عامة الأندلس جُذام، ففي الزهراوي (ص233 ق).: وعلامته من قبل الدم الفاسد المحترق الحمرةُ الظاهرة والقوباء الحمراء والأورام لمكان الرطوبة والدم والقيح والتعفن وتساقط الشعر واحمرار العينين فان كانت الرطوبة أكثر من الحرارة كان تساقط الشعر أكثر وهذا الصنف من الجذام تسميه العامة الساق.
ساق: ضأن، أغنام (دوماس حياة العرب ص488، دوماس مخطوطات.
ساق الأسد: برج السنبلة أو برج العذراء (القزويني 1: 36) ساق الحمام: نبات يتداوى به (محيط المحيط) الساق الأسود: نبات اسمه العلمي: Adiantum Capillus Veneriu ( ابن البيطار 1: 126) تفرَّ الساق؟ في بدرون (ص260): فقال طاهر: هيهات هَلاَّ كان هذا قبل ضيق الخناق، وتفرق الساق. التعبير غامض لدي، وأظن إنه فيه خطأ على الرغم من صحة المخطوطات.
سَوْق. سَوُق المعلوم مساقَ غيره: عبارة عن سؤال المتكلم عما يعلمه سؤال من لا يعلمه ليوهم أن شدة المشابهة الواقعة بين المتناسبين أحدثت عنده التباس المشبَّه بالمشبه به. وفائدته المبالغة في المعنى، ومنه قول الشاعر:
بالله يا ظبيات القاع قلن لنا ... ليلايَ منكن أم ليلى من البشر
وهو اصطلاح البيانيين. وأهل البديع يسمونه تجاهل العارف.
سوق: كلَّ سوق: أي كل يوم فيه سوق (ألف ليلة 1: 346) سُوق: حين يكون المسلم عبداً رقيقاً ليهودي أو نصراني وهو ما يخالف الشريعة، يمكن إجباره على بيعه قائلاً سوق السلطان أي أطالب بحقي في البيع في السوق العام. انظر ألف ليلة (3: 474) سُوق: قرية يقام بها سوق للبيع والشراء (ريشادسن مراكش 2: 307) محلة، حارة في المدينة (بلجراف 1: 57، 62، 2: 307) سوق: شارع، طريق. (رولاند)
ساقة: ومعناها الأصلي مؤخرة الجيش، ولها في إفريقية في حكم الموحدين والمرينين والأسر البربرية الأخرى معنى خاصاً وهو غير الذي ذكره فريتاج، إنه في الحقيقة مؤخرة الجيش، غير أن هذه المؤخرة يقودها السلطان نفسه، وهي تتألف من أمراء الأسرة المالكة وأكابر رجال البلاط وحرسه الخاص. وتقام خيمهم في المعسكر خلف خيمته، فإذا ركب فرسه تبعته الساقة حيثما يذهب في السلم وفي الحرب. وهم يملكون ميزة امتلاك الطبول والأعلام التي منعها السلطان عن غيرهم من فرق الجيش، ولهم ميزان خاص في المملكة. انظر: أبو حمو (ص80) فهذا السلطان بعد أن ذكر أن الجيش يتألف من الميمنة والميسرة والمقدمة والمؤخرة (الساقة): قال وأما الساقة يا بنيّ وهم أهل دخلتك، المخصوصون بموالاتك ونصرتك الخ - ويكون نزولهم في محلتك خلف منزلك وكذلك في حال ركوبك، وحالتي سلمك وحربك. (المقدمة 2: 45) وفي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص34): التفت المنصور إلى ساقته فرأى أكثر القرابة من الأخوة والعمومة قد اصطفوا.
خباء الساقة: السرادق الطبير للسلطان حين تعقد الجلسات مع قواده، وحيث يتعشى معهم، إلى غير ذلك. (كرتاس ص207، 234، 238، 241) وقد كتبت الكلمة في العبارة الأولى والعبارة الأخيرة خباة وهو خطأ.
وفي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص44): هبت ريح عاصف بأصيل ذلك اليوم أثَّرت في خباء الساقة بعض التأثير.
والجمع ساقات يعني كتائب الساقة وأفواجهم ففي كرتاس (ص218): فبرز أمير المسلمين عليها على أثر ولده بالساقات والجيوش وضربت عليها الطبول. وفي تاريخ البربر (2: 408): وتدافعت ساقات العرب في أثره وتسابقوا إلى المعسكر فانتهبوه. (والكلام هنا عن البدو الذين منهم يتألف حرس الموحدين الذين اعترف بهم السلطان) (2: 452).
ساقة: رَكاب الفارس (ابن دريد، رايت).
ساقِيّ: نسبة إلى عظم الساق، شظوي، ظنبوبي (بوشر).
ساقِيّ: مُحثّ، محرض (ألكالا).
سُوقِيّ: وجمعها سوقا (الصواب سُوقَة) اسم يطلق على تجار التمر والعسل والسمن. وقد كان لهؤلاء التجار في الماضي نقابة مستقلة (شيرب).
سوقية: هم في تونس تجار الزيت والزيتون المملح والفواكه المكبوسة بالخل (المخلالات) (براكس مجلة الشرق والجزائر 6: 348) ففي كتاب الخطيب (ص92 ق، ص93 ق): وقد هَيَّئوُا ثمناً لشراء بقل (تقل) وفاكهة وجهَّز لشرائه فخرجتُ حتى أتيتُ وكّان السوق (السوقي).
سُوِقيّة، مؤنث سوقي: بقّال، خضّارة، بائعة البقول والخضروات (ألكالا).
سُوقي: رعاعي، من أبناء السوق (بوشر).
سُوقي: أسلوب سوقي: عامي، رديء (المقدمة 3: 339).
سَوقان: مصدر ويستعمل اسماً بمعنى استقراء واستنتاج (ألكالا).
سَوْقان: حثّ، تحريض (ألكالا).
سَوْقان: حَمْل على الظهر وعلى الكتفين (ألكالا) سَوِيق: يجمع على أَسْوِقَة (لين تاج العروس، محيط المحيط، شكوري ص209 ق) وفي برتون (1: 267): (بالإنجليزية) ما معناه: ((سَوِيق اسم عند العرب القدماء والمحدثين لصنف من الطعام يتخذ من حب القمح الغض غير الناضج يحمص ويدق ويخلط بالتمر أو السكر ويؤكل في السفر حين يصعب الطبخ، وهذا هو المعنى الحديث للكلمة. غير أن دي برسفال (3: 84) يذكر لها معنى يختلف عما ذكرنا وهو معنى غير معروف الآن (فهو يذكر فعلا عن الترجمة التركية للقاموس: ((طحين غليظ أو حبوب القمح المدقوقة مرت بعمليات خاصة مثل التحميص والنقع بماء حار وغير ذلك)).
ويصنع السويق من الفاكهة (انظر لبن وسويق التفاح عند الرازي (معجم المنصوري) السويق: الدقيق الذي يخرج من البرغل عند نخله (محيط المحيط).
سِيَاق: تسلسل الأشياء وتتابعها، وتسلسل الأفكار باقي الحديث أو القصة أو الكلام، يقال: نرجع إلى سياق الكلام، أي نرجع إلى باقي الكلام (بوشر).
السياق عند القصاص: الحصة من الحديث (محيط المحيط).
السياق: الشفاعة، ففي ألف ليلة (3: 233): وقد توسل بس إليك أن تُزُوّجه ابنتك السيدة آسية فلا تخيبّني واقبل سياقي. ويقال أنتم سياق على فلان أي اشفعوا لي عند فلان (ألف ليلة 95)، وقد ترجمها لين (إلى الإنجليزية) بما معناه: كونوا شفعائي عند فلان. وفي موضع آخر من ألف ليلة (3: 490): أنتم سياق الله على فلان، وأرى أن كلمة الله زائدة وهي لم تذكر في طبعة برسل (9: 274).
سُوَيْقَة: تصغير ساق وهو ما بين العقب إلى القدم من الإنسان، وتعنى أيضاً حَلَمة الثدي الناهد تشبيها لها بساق الإنسان. وبهذا يجب تفسير أسماء الأماكن التي تطلق عليها هذه الكلمة والتي توجد في الصحراء (ياقوت، المشترك ص261).
سُقَيْقَة: تصغير عامي لكلمة سوق في الأندلس استعملت حين فقد أهلها الحس اللغوي بتأثير الأسبان (ويوجد مثل هذا التصغير في مادة جوك). وفي العقد الغرناطي: سقيقة الجلد.
سِيَاقَة: يظهر أن معناها مال، ماليّة، ففي الفخري (ص22): عِلْم السياقة والحساب لضبط المملكة وحَصْر الدَّخْل والخَرْج. وفيه (ص: 146): في حكم الخليفة الأموي عبد الملك نُقِل الديوان من الفارسيّة إلى العربيّة واخْتُرعت سياقة المستعربين ويظهر أن معناها أن المستعربين استعملوا في دواوين المالية.
سَوَّاق: سائق المواشي والدواب (بوشر) سَوَّاق: مُكاري (محيط المحيط)، شيرب ديال ص223) وجمعه: سَوَّاقة (بوشر).
سَوَّاق العجل؛ سائق العجلة (بوشر).
سَوَّاق العربانة: سائق العربة، عربجي (بوشر).
سواق العربة: سائق العربة (بوشر).
سَوَّاق: تاجر، بائع (دومب ص104). وبائع المفرد أو المفرق (همبرت ص100).
سَوَّاق: بائع ينادي بما يبيع (معجم الأسبانية ص360).
سَوَّاق: عود طويل يدار به الحجر فوق السمسم أو الزيتون في المعاصر (محيط المحيط).
سَوَّاق الكير: نافخ كير الحداد (ألكالا).
سائق: يجمع على سُوَّق (الكامل ص490).
سائق الميوان (أي النجوم الشبيهة بالميوان) نجم يسير وراءها كأنما يسوقها، وهو من اصطلاح المولدين (محيط المحيط).
سَائِقة: مواشي (محيط المحيط).
مَسَاق: تسلسل، تتابع مثل سِيَاق (انظر الكلمة) (بوشر).
مساق الخلافة: انتقال الخلافة من إلى (تاريخ البربر 2: 12).
وفي المعجم اللاتيني - العربي: بَمَسَاق وعروض حلْوٍ.
مِسْوَقَة: (انظر لين): عصا تساق بها الدابة. (بوشر، ألف ليلة 4: 152، 153، 154).
مِسْوَقَة: ((إذا أريد تقسيم أرض إلى مربعات لديها بالسواقي أو إذا أريد تسوية سطحها يستعمل نوع من المساحج تسمى مَسُّوقة، وهي لوحة طولها ثمانية ديسميترات في جانب منها طولها 1.4 متراً، وفي الجانب الآخر حبل من ليف يجره رجلان بينما توجه الآلة إلى الجهة الأخرى يوجهها إليها من يمسك باليد (صفة مصر 17: 25).
مِسْواق: من يشتري (لا بالجملة بل) بالمفرد كميات قليلة شيئاً فشيئاً (محيط المحيط) &3&=.
مُتَسَوّق: مجهّز اللحم ولحم الدواجن وغير ذلك. مجهّز المؤونة (بوشر).

علم

[علم] العلامة والعلم: الجبل. وأنشد أبو عبيدة لجرير إذا قطعن علما بدا علم * والعلم: عَلَمُ الثوب. والعَلَمُ: الراية. وعَلمَ الرجل يَعْلَمُ عَلَماً، إذا صار أعْلَمَ، وهو المشقوق الشفة العليا. والمرأة علماء. وعلمت الشئ أعلمه عِلْماً: عرفته. وعالَمْتُ الرجل فعَلَمْتُهُ أعْلُمُهُ بالضم: غلبته بالعِلمِ. وعَلَمْتُ شفته أعلمه علما، مثال كسرته أكسره كسرا، إذا شققتها. ورجل علامة، أي عالم جدا. والهاء للمبالغة، كأنهم يريدون به داهيةً. واسْتَعْلَمني الخبر فأَعْلَمْتُهُ إياه. وأعْلَمَ القصَّار الثوبَ، فهو مُعْلِمٌ والثوب معْلَمٌ. وأعْلَمَ الفارسُ: جعل لنفسه علامة الشجعان، فهو مُعْلِمٌ. قال الأخطل: ما زال فينا رِباطُ الخيلِ مُعْلِمَةً وفي كليبٍ رباط اللؤم والعار قوله " معلمة " بكسر اللام. وعلمته الشئ فتَعَلَّمَ، وليس التشديد ههنا للتكثير. ويقال أيضاً تَعَلَّمْ في موضع اعْلَمْ. قال عمرو بن معد يكرب: تَعَلَّمْ أنَّ خيرَ الناسِ طُرًّا قَتيلٌ بين أحجار الكُلابِ قال ابن السكيت: تَعَلَّمتُ أنّ فلانا خارج، بمنزلة علمت. قال: وإذا قال لك اعلم أن زيدا خارج قلت: قد علمت. وإذا قال تعلم أن زيدا خارج لم تقل: قد تعلمت. وتعالمه الجميع، أي عَلِموه. والأيامُ المعلوماتُ: عشر من ذى الحجة. وقولهم: علماء بنو فلان، يريدون على الماء، فيحذفون اللام تخفيفا. والمعلم: الأثر يستدلّ به على الطريق. والعلاّمُ بالضم والتشديد: الحِنَّاء. والعَيْلَمُ: الركيه الكثيرة الماء. وقال:

من العياليم الخسف * والعيلم: التار الناعم. والعَيْلامُ: الذكر من الضباع. والعالم: الخلق، والجمع العوالم. والعالمون: أصناف الخلق.

علم


عَلَمَ(n. ac.
عَلْم)
a. Marked.
b.(n. ac. عَلْم), Surpassed in knowledge. _ast;
عَلِمَ(n. ac. عِلْم)
a. [acc.
or
Bi], Knew, was acquainted with, aware of; noticed
noted, remarked, observed; learned.
b. Was leaned, erudite.

عَلَّمَa. Made to know: taught.
b. see IV (a)c. Marked, distinguished (himself) by a
sign, token, badge.
d. ['Ala] [ coll. ], Signed (
document ).
عَاْلَمَa. Competed, vied with in knowledge, learning.

أَعْلَمَa. Acquainted with, informed, told, apprised of;
announced, communicated, notified to.
b. Marked, distinguished.

تَعَلَّمَa. Was acquainted with, was aware, informed of; learnt
heard of.
b. Learned, studied.
c. Instructed himself.
d. see (عَلِمَ) (b).
تَعَاْلَمَa. Learned, studied together.

إِعْتَلَمَa. see V (a)b. Flowed (water).
إِسْتَعْلَمَa. Wished to know : inquired of, asked, questioned
about.

عَلْمa. see 4 (b)
عِلْم
(pl.
عُلُوْم)
a. Knowledge, learning, erudition, scholarship;
science.

عِلْمِيّa. Scientific.

عَلَم
(pl.
عِلَاْم
أَعْلَاْم
38)
a. Sign, mark, token, badge.
b. Boundary-stone; land-mark.
c. Mountain.
d. (pl.
أَعْلَاْم), Border, hem.
e. Flag, banner, ensign, standard.
f. Chief, chieftain.
g. Proper (noun).
h. Impress, impression; foot-print.

أَعْلَمُ
(pl.
أَعَاْلِمُ)
a. More learned; better-informed &c.
b. (pl.
عُلْم), Hair-lipped.
مَعْلَم
(pl.
مَعَاْلِمُ)
a. see 4 (b)b. Sign, indication; symptom.

عَاْلِم
( pl.
a. reg.
عُلَّاْم
عُلَمَآءُ
43), Learned, erudite, scholarly; savant, sage; scholar.

عَلَاْم
a. [ coll. ], Sign, mark; butt
target; aim.
عَلَاْمَة
( pl.
reg. &
عَلَاْم)
a. Sign, token, mark, badge; emblem, symbol.
b. see 4 (b)
عَلِيْم
(pl.
عُلَمَآءُ)
a. see 21b. Doctor of the law, theologian.

عَلَّاْمa. see 21b. see 28t (b)
عَلَّاْمَةa. Learned, savant, erudite.
b. Skilful genealogist.

عَلْمَاْنِيّ
a. [ coll. ], Secular, worldly;
lay, laic; layman.
N. P.
عَلڤمَa. Known; noted, celebrated, famous; notorious.
b. Active (verb).
c. [ coll. ], Certainly, to be
sure, true, of course, rather.
d. (pl.
مَعَاْلِيْمُ
&
مَعْلُوْمَات )
a. [ coll. ], Clerk's fee.

N. Ag.
عَلَّمَa. Teacher, master, preceptor, professor
lecturer.
b. [ coll. ], Doctor; sage, savant.

N. Ac.
عَلَّمَ
(pl.
تَعَاْلِيْم)
a. Instruction, teaching.
b. [ coll. ], Religious teaching;
catechism.
N. P.
أَعْلَمَa. Marked. stamped ( money & c.).
N. Ac.
أَعْلَمَa. Notice, notification, announcement; manifesto.
b. Placard; advertisement.

N. Ag.
تَعَلَّمَa. Student, scholar, learner.

عَالَم (pl.
عَوَاْلِمُ
& reg. )
a. World; universe; creation.

عَالَمِيّ
a. Worldly; mundane; secular; profane.

تِعْلِمَة تِعْلَامَة
a. see 28t
مُعَلِّمَة
a. Instructress: schoolmistress; governess.

عَيْلَم (pl.
عَيَالِم)
a. Sea.
b. Large, deep well.

أُوْلُو العِلْم
a. The learned.

عَلَامَ (a. short for
عَلَى مَا )
see under

عَلَى
علم: عَلِم وعَلُمَ: وأصبح عالماً (فليشر على المقري 1: 136، بريشت من 176).
عَلِمَ: يستعمل بمعنى شعر، فكما يقال: لم يشعر إلاّ وقدْ، يقال: ما علمت حتىَّ (معجم مسلم).
لم اعلم بنفسي: أغمي عليّ. (ألف ليلة 1: 32).
عَلَّم (بالتشديد): درَّب حيوانا. (معجم البلاذري).
عَلَّم: وصف للشخص طريقة اللعب. يقال مثلاً: علم الشطرنج والنرد بمعنى دبّر لعبة بالشطرنج ولعبة بالنرد. (دي ساسي طرائف 1: 188).
عَلَّم: وضع علامة على، رسم. (بوشر).
ويقال: على شيء علامة أو علم على بمعنى وضع علامة على شيء (كي يعثر عليه ثانية أو يميزه عن غيره) وكذلك: علم موضعاً. (معجم الادريسي، معجم ابن جبير حيث عليك أن تبدل كلمة مُعْلَم بكلمة مُعلَّم).
عَلَّم على: رقّم، وضع أرقاماً على القطع (بوشر).
علَّم على: رسم علامة الموافقة. (فالتون ص42).
عَلَّم السلطان على: وضع توقيعه في ذيل الرسوم، وقّع المرسوم. (محلوك 121: 202).
أَعْلَم: أخبر. ويقال: أعلم إلى فلان (كرتاس ص33).
أعْلَم: كما يقال: أعلم الحائك الثوب أي جعل له عَلَما من طراز وغيره (انظر لين) يقال مجازاً: كان يعلم كلامه نظما ونثرا بالاشارة إلى التاريخ. (الخطيب ص24 ق).
تَعَلَّم: صارت عليه علامة (فوك).
عِلْم: نظري، مقابل عملي بمعنى تطبيق. (المقدمة 3: 309).
العلم (يراد به على الجفر): الكتب التي تتضمن التنبؤ بما يحدث في المستقبل والتكهن به. (أخبار ص61) وانظر تاريخ البربر (2: 167).
العلم الأول: علم المنطق. (المقدمة 3: 309).
عُلُوم: رموز علمية إشارات علمية. (معجم الادريسي).
عَلَم: أخذ علما ب: دوّن أو قيد تذكرة ب. ففي ألف ليلة (13 15) أخذ علماً بثمنها.
عَلَم: علامة في الطريق، وهو شيء منصوب في الطريق يهتدي به. ويكون عادة كوم صَغير من الحجارة. (ليون ص348: ريشاردسن صحارى 1: 292).
عَلَم: بناية مرتفعة، عمارة عالية. (هو جفلايت ص53) ويقال أيضاً: حصِن عَلَم. (أماري ص45).
عَلَم وأعلام: خرائب، بقايا وأثار البنايات والعمارات الخربة المتهدمة. (أخبار ص151) وكثيراً ما تردد ذكرهما في رحلة ابن جبير (ص109، 111).
اسم علَم: اسم خاص يطلق على مسمَّى لا يتجاوزه. (المقري 1: 4. 4، تاريخ البربر 2: 7) ويقال أيضاً عَلَم فقط (تاريخ البربر 2: 7، مراصد الاطلاع 1: 30) غير أن اسم علم يعني أيضاً اسم تخصيص، ففي ابن البيطار (1: 134): البزر حب جميع النبات والجمع بزور، وقد خصَّ به حب الكتان فصار اسماً له علماً.
عَلَم: يستعمل أيضاً بمعنى عنوان كتاب. (المقدمة 2: 184، أبن الأغلب ص80).
عَلم، في مصطلح البلاغة: هو أن يستعمل اسم الشيء الذي يشبَّه به اسم شيء آخر بدل ذكر اسمه، مثال ذلك أن يقال وردة للدلالة على فم فتاة (المقري 2: 406).
عَلَم: خبر، نبأ (بوشر).
عَلَم: قائمة، كشف، جدول، بيان حساب، تذكرة، (بوشر).
عَلَميّ: ما يسّمى أو يلقب به، مستعمل للتسمية. من اسم. (بوشر).
على الباه والعلمي: علناً، على مر أي من الناس ومعرفتهم. (بوشر).
علماني: عالمي، دنيوي لاديني، ليس من رجال الدين (بوشر).
عَلاَم: علامة، إشارة، شاخص. (بوشر).
عَلاَم: مِحزِّة، قطعة خشب يسجل عليه إلا بالحزوز ما يدفع وما يؤخذ. (بوشر).
علام كتاب: دلالة، من اصطلاح مجلدي الكتب وهو شريط يعلق بأعلى كتاب للدلالة على الصفحات التي فيها العبارات التي يود معرفة مكانها.
علام، والجمع علامات: عَلم، راية. وقد وجد لين هذه الكلمة في ديوان الهذليين، وهي كلمة مألوفة في المغرب (وفي المعجم اللاتيني العربي: Vexillum الرايات والعلامات)، (فوك، ألكالا، دوب ص81، تعليق في الجريدة الآسيوية 1869، 2: 183، المقري 2: 711، المقدمة 3: 386، وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص71 ق): وجعل الرايات والعلامات خلف ركابه.
عَلاَم: ظهر، ظهيرة، ساعة الصلاة وانظر: أعلام.
عَلامة: وجمعها علائم أيضاً: شعار الشرف والنسب (بوشر). وإشارة. أمارة، دلالة (ياقوت 2: 927) وخبر سري، أو شاهد دليل. (ياقوت 2: 30).
عَلاَمة: رقم، سمة بالأرقام لمعرفة ترتيب القطع (بوشر).
عَلاَمَة: طابع، دمغة، وسم على القرطاس (بوشر).
علامة سِلْك: أسلاك نحاسية في معمل القرطاس، وأثار تلك الأسلاك في القرطاس. (بوشر).
عَلاَمة: شاخص، وتد منصوب أو عصا مفروزة للتنسيق، (بوشر).
عَلاَمَة: عنوان محل، لافتة يعلقها التاجر على باب محله. (بوشر).
عَلاَمَة: حاشية، لاحقة، ملحق، توصية في ذيل رسالة، توقيع، تأشيرة. (بوشر، ألكالا). وتستخدم العلامة لتجعل الوثائق التي يصورها السلطان والقاضي وغيرهما صحيحة شرعية. وهذه العلامة تختلف باختلاف الزمان والمكان. فأحيانا يكتب السلطان بيده: صَحَّ هذا، بعد التاريخ.
وأحياناً يكتب الوزير بحروف كبيرة: الحمد لله والشكر لله بين البسملة ونص الوثيقة. وتوجد أيضاً أساليب أخرى (أنظر دي سلان المقدمة 1: 3، 46، تعليقة، النص 2: 55، 56) ومن هذا أطلق على الوزير لقب صاحبه العلامة. (ابن بطوطة 4: 409) (الخطيب ص60).
عَلاَمَة: سمة السلطان على النقود (المقدمة 1: 407).
عَلاَمَة: معيار، ميزان (علامة ظاهرة أو باطنة بها تبين الأشياء والمعاني ونستطيع الحكم عليها).
(رسالة إلى السيد فليشر ص148).
عَلاَمَة: عَلَم، راية. كما ذكر جوليوس وهو مصيب وفي حيان (ص83 ن): وخرج القائد ابن أمية بالعلامة.
علامة: آية، معجزة، أمر خارق للعادة: أعجوبة (الثعالبي لطائف ص93).
عَلاَمَة: ما تعطى المخطوبة عربونا عند الخطبة (مولدة) (محيط المحيط).
عَلاَمَة: هدف. (بوشر).
عَلاَمَة: عرافة، عيافة، تنبؤ، فأل. (بوشر).
عُلَيمّ الريح: دوارة هواء، دوارة دالة على اتجاه الريح. (دوب ص98).
عالَم: ذكر فريتاج في منتخبات عربية (ص146) أن هذه الكلمة ومعناها خلق تستعمل للدلالة على عدد من الناس قلّوا أو كثروا. ويقال مثلاً: عالم عظيم وعالم كثير أي كثير من الخلق وكثير من الناس. (معجم أبي الفداء دي ساسي طرائف ص75، ألف ليلة 1: 43).
العوالم: ما حواه بطن الفلك. (معجم أبي الفداء).
العالم الإنساني: الإنسان بوصفه صورة مصغرة عن العالم. (المقدمة 1: 198).
عالم نفسه: عالم الإنسان الصغير. (المقدمة 1: 169).
عالم البسط: توقع الخير، وعالم القبض: توقع الشر. (بوشر7: 88).
عالم العناصر، وعالم التركيب، عالم الرتق، عالم الفتق. من مصطلحات الصوفية. (انظر المقدمة 3: 69) والعوالم عند الدروز ثلاثة: وهي عالم الجنّ وعالم البن وهو العالم الأخير الذي نحن منه (محيط المحيط في مادة حنن).
عالمِ: عرّاف. ضارب الرمل، زاجر الطير، كاهن، متنبئ بالمستقبل. (باين سميث 1558).
العالم والحمار: رَهَج أصفر، كبريتوز الزرنيخ الأصفر، سمّ الفار. (انظر المستعيني في مادة زرنيخ في مخطوطة ن فقط).
عالَمِة، والجمع عَوالِم: مغنّية، راقصة، عاهرة، (بوشر، لين عادات 1: 249، 2: 72).
عالمّي: زمني، دنيوي. (بوشر)، لاديني علماني، ليس من رجال الدين (أومر، فهرس المخطوطات العربية في مكتبة مونيخ ص229).
عالَمانيِ: علماني، زمني، دنيوي، لاديني، ليس من رجال الدين. (بوشر).
أعلام: ظُهر، وقت الظهيرة. (بوشر) بربرية. وانظر: علام.
تعَلْيِم، والجمع تعاليم: إرشاد، تهذيب، وصية، تأديب. (بوشر).
تَعلْيِميّ: مذهبي، متعلق بمذهب أو عقيدة. (بوشر).
الجسم التعليمي: الجسم الهندسي، المجسّم. الجرم (المقدمة 3: 88).
التعليمية: اسم كان يطلق على الإسماعيلية. (الشهرستاني ص147).
تعليمجي: مُعلِّم: مكان التعلّم، مدرسة. (فريتاج، دي ساسي طرائف 2: 71).
مَعلمَ: مزار. مكان يزار تبركا به وورعاً. ففي العبدري (ص45 ق) في كلامه عن ضريح تفيسة بنت علي بالقاهرة: عليها رباط مقصود. ومعلم مشهود. وفيه (ص59) في تفسيره لكلمة مَنسْكَ: والنسك العبادة واختصَّ في العَرَب بمعالم الحجّ ومتعبَّداته.
مَعْلَم: عِلْم. (فوك).
مَعْلَم: انظر مُعَلّم.
مَعَلَّم: خبير، فطن، لبيب، ماهر. (بوشر).
مُعَلِمّ: صّناع، ماهر، أستاد، أسطة، مدبر العمال. (بوشر، ألكالا).
وهذه الكلمة وهي بالعامية مَعْلَم (الكالا) لقب يطلق على كل رئيس للعمال (نيورب ص39، كاريت قبيل 2: 5960، لين عادات 2: 374، رولاند، كرتاس ص151، المقري 2: 636، ابن بطوطة 4: 288) ويقال كذلك: معلم الإبرَ: صانع الإبر. ومعلم البُتيتات: صانع البراميل.
ومعلّم الأصنام: صانع التماثيل (ألكالا) ويقال أيضاً: معلم الطبخ أو المطْبخة: رئيس المطبخ، والرئيس المسؤول عن المائدة. (ملوك 121: 27، ألكالا). ومعلم الحمام: حمامي، صاحب الحمام. (لين عادات 2: 44، ألف ليلة 1: 409). ومعلم الديوان: رئيس الكمرك. وتدل كلمة معلم وحدها على هذا المعنى (أماري ص197، كريان ص159، مونكونيس ص254) ثم أن هذه الكلمة تستعمل وحدها لتعني رئيس البنائين، أسطه. (شيرب ديال ص32، شوا: 300)، ولتعني الحدّاد. (بارت 5: 693)، ولتعني الكاتب (ويرن ص43، 51)، ولتعني جابي الضرائب من القرية (لين عادات 2: 374). وهِي عادة لقب يطلق على كل فرد من الطبقة المتوسطة لا يعمل بيده خلافا للعامل أو الفلاح كالسجان مثلاً. ففي رياض النفوس (ص97): المعلم نَصرْ يطلبك قال ومَنْ نَصرْ قال السجان.
معلم اعتراف: مرشد، معَرف (بوشر).
معلم ذمَّة: مرشد، من يعني بذمة شخص وضميره. (بوشر).
مُعَلّمِي: مختص بمعلّم، متقن، محكم، كامل (بوشر).
مُعَلَمِيَّة: صفة المعلّم، مخدومية، صناعة متقنة (ألكالا) = صناعة، وهي في معجم ألكالا: مَعْلَمية (بوشر).
مُعَلميَّة: طرفه رائعة، تحفة. (بوشر).
مَعْلُوم. معلومك أن: تعلم أن. ومعلومك ما انبسط من هذا: تعلم جيداً إنه لم يكن منبسط ومسرور من هذا. (بوشر).
مَعْلُوم: هي أحياناً مرادف مشهور ومحمود.
ويقال: مشهور معلوم ومحمود معلوم. (معجم الإدريسي).
معْلُوم: محدّد، معّين. يقال مثلاً: مبلغ معلوم أي مبلغ مّحدد ومعينّ. (بوشر، المقري): 134، 135، 2: 767، 812، تاريخ البربر 1: 614، 617، أماري ص443).
مَعُلوم. شهادة مزورة. ففي كتاب محمد بن الحارث (ص294): وجميع الشهادات الواقعة فيه معلومة لم يُرد الله بشيء منها.
مَعْلُوم: مكافأة: ما يعطي للأطباء وغيرهم من أجر. (بوشر، محيط المحيط وفيه الجمع معاليم أماري دبلوماسية ص197) معلوم الكُتَّاب: مبلغ محدّد معيَّن يدفع في كل سنة لتعليم الطفل. (بوشر).
مَعْلُوم: راتب، مرتَّب، معاش، جامكية، مالقيَّة. (ابن خلكان 9: 70 والجمع معاليم (مملوك 2، 2: 88) وانظر معاليم في معجم فريتاج.
مَعْلَوم: وسيلة العيش. (ابن البطوطة 4: 23).
مُعْلوم: وسيلة العيش. (ابن بطوطة 4: 23).
مُعْلُوم: قسط دين يدفع في أوقات معينة، ضريبة. يقال مثلاً: عليه معلوم سنوي إلى أي عليه قسط دين يدفعه في كل سنة إلى. (بوشر).
مَعْلُوم: تكَسْ، رسم الدخول، ضريبة، خرج وعمولة، مبلغ مقبرض أولاً أجرة العمالة. (بوشر).
معلوم الديوان: ضريبة الكمرك. (بوشر).
معلوم السجان: أجرة السجان. (بوشر).
معلوم العيار: رسم العيار. (بوشر).
معلوم الكيل: رسم مساحة الأرض. (بوشر).
المَعْلُومِيَّة: فرقة من الخوارج العجاردة وهم كالحازمية إلا أن المؤمن عندهم من عرف الله بجميع صفاته وأسمائه، ومن لم يعرفه كذلك فهو جاهل لا مؤمن. (محيط المحيط) مُتَّعلَم: تلميذ، مبتدي. (ألكالا) وفيه: Comensal = تلميذ، (ابن بطوطة 4: 288، 29).
مُتعَلّم: خادم، أجير. (جاكسون ص192).
مُتَعَلّم: متعالم. متظاهر بالعلم. (الجريدة الآسيوية 1853،: 266).
(علم) نَفسه وسمها بسيمى الْحَرْب وَله عَلامَة جعل لَهُ أَمارَة يعرفهَا فالفاعل معلم وَالْمَفْعُول معلم وَفُلَانًا الشَّيْء تَعْلِيما جعله يتعلمه
(الْأَيَّامُ الْمَعْلُومَاتُ) عَشْرُ ذِي الْحِجَّةِ وَقَوْلُهُ وَبَعْدَ (إعْلَامِ) الْجِنْسِ جَهَالَةُ الْوَصْفِ هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ أَعْلَمَ الْقَصَّارُ الثَّوْبَ إذَا جَعَلَهُ ذَا عَلَامَةٍ وَذَلِكَ أَنْ يُقَالَ دَارٌ بِمَحَلَّةِ فُلَانٍ وَجَهَالَةُ الْوَصْفِ أَنْ لَا يَذْكُرَ ضِيقَهَا وَلَا سِعَتَهَا (وَرَجُلٌ أَعْلَمُ) مَشْقُوقُ الشَّفَةِ الْعُلْيَا.
(علم) - في صِفَة سُهَيْل بنِ عَمْرو - رضي الله عنه -: "أَنَّه كان أَعْلَمَ الشَّفَةِ العُلْيَا".
قال الأصمعي: الشَّفَة العَلْماء: التي انشَقَّت فبَانَت.
قيل: والفِعْل منه عَلِمَ عَلَماً. وعَلِمتُ شفتَه وأعْلَمتُها، مثل حَزِنتُه وأَحزَنْتُه فَحَزِنَ. وقيل: هو في الشَّفَة العُلْيا خاصَّةً. - في حديثِ ابنِ مسعودٍ - رضي الله عنه -: "إنك غُلَيِّمٌ مُعَلَّم".
: أي مُلْهَمٌ للخَيْر والصَّوَابِ؛ كَقوله: "يكون في أُمَّتي مُحدِّثُون".
وَقَولُ الله سُبْحانَه وتَعِالَى: {وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ} ، كَقوْلِه: {إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} .
- في حديث الحَجَّاج : "أَخْسَفْتَ أَم أَعلَمْتَ؟ "
يقال: أَعلَم الحافِرُ؛ إذا وجد البِئْرَ عَيْلَماً ، وهي دون الخَسْفِ.
علم
هو عَلاّمَةٌ وعَلاّمٌ وعَلِيْمُ وتِعْلِمةٌ - بسُكون العَيْن - وتِعْلاَمَةٌ: أي عالِمٌ. وتَعَلَّمْهُ: أي اعْلَمْهُ. وعَالَمني فَعَلَمْتُه أَعْلُمُه: غَالَبَني في العِلْم فَغَلَبْتُه. وأنا مُعْتَلِمٌ عِلْمَه: أي عالِمُه. ويكونُ المُعْتَلِمُ السّائلَ أيضاً كالمُعْتَرِف. والعُلاّمَةُ: ما تَجْعَلُه مُعْلَماً من مَكانٍ أو غيره.
والعُلاّم: الحِنّاءُ. والباشَقُ؛ جَميعاً. والمَعْلَمُ والعَلَمُ: العَلاَمَةُ. ويكونُ المَعْلَمُ مَوْضِعَ العَلاَمَةِ أيضاً. وعَلَمْتُ شَفَتَه عَلْماً وأعْلَمْتُها أيضاً فَعَلِمَتْ عَلَماً. وهو انْشِقاقٌ في وَسَط الشَّفَة. والأعْلَمُ: صِفَةٌ غالِبَة للبَعير. ومالَهُ عَلَمٌ: أي مِثْلٌ. والعَلَمُ: أرْضٌ بين أرْضَيْنِ. والجَبَلُ الطَّويل. والرّايَةُ. ورَقْمُ الثَّوْب. وما يُنْصَبُ في الطَّريق للهِدايَة. والجَميعُ: أعْلاَم.
والعَيْلَمُ العَيْلاَمُ: الذَّكَرُ من الضِّبَاع. وقِدْرٌ عَيْلَمٌ: كَثيرةُ الأخْذِ من المَرَق.
والعَيْلَمُ: البَحْرُ. والماءُ. والبئْرُ الكَثيرةُ الماءِ. والجَمْعُ: عَيَالِمُ. وعَيَالِيمُ. وعَيْلَمٌ: اسْمُ رَجُلٍ.
ع ل م: (الْعَلَمُ) بِفَتْحَتَيْنِ (الْعَلَامَةُ) وَهُوَ أَيْضًا الْجَبَلُ. وَ (عَلَمُ) الثَّوْبِ وَالرَّايَةِ. وَعَلِمَ الشَّيْءَ بِالْكَسْرِ يَعْلَمُهُ (عِلْمًا) عَرَفَهُ. وَرَجُلٌ (عَلَّامَةٌ) أَيْ (عَالِمٌ) جَدًّا وَالْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ. وَ (اسْتَعْلَمَهُ) الْخَبَرَ (فَأَعْلَمَهُ) إِيَّاهُ. وَ (أَعْلَمَ) الْقَصَّارُ الثَّوْبَ فَهُوَ (مُعْلِمٌ) وَالثَّوْبُ (مُعْلَمٌ) . وَ (أَعْلَمَ) الْفَارِسُ جَعَلَ لِنَفْسِهِ (عَلَامَةَ) الشُّجْعَانِ. وَ (عَلَّمَهُ) الشَّيْءَ (تَعْلِيمًا فَتَعَلَّمَ) وَلَيْسَ التَّشْدِيدُ هُنَا لِلتَّكْثِيرِ بَلْ لِلتَّعْدِيَةِ. وَيُقَالُ أَيْضًا: تَعَلَّمَ بِمَعْنَى اعْلَمْ. قَالَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ:

تَعَلَّمَ أَنَّ خَيْرَ النَّاسِ طُرًّا ... قَتِيلٌ بَيْنَ أَحْجَارِ الْكُلَابِ
قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: تَعَلَّمْتُ أَنَّ فُلَانًا خَارِجٌ أَيْ عَلِمْتُ. قَالَ: وَإِذَا قِيلَ لَكَ: اعْلَمْ أَنَّ زَيْدًا خَارِجٌ قُلْتَ: قَدْ عَلِمْتُ. وَإِذَا قِيلَ: تَعَلَّمْ أَنَّ زَيْدًا خَارِجٌ لَمْ تَقُلْ: قَدْ تَعَلَّمْتُ. وَ (تَعَالَمَهُ) الْجَمِيعُ أَيْ (عَلِمُوهُ) . وَالْأَيَّامُ (الْمَعْلُومَاتُ) عَشْرٌ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ. وَ (الْمَعْلَمُ) الْأَثَرُ يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى الطَّرِيقِ. وَ (الْعَالَمُ) الْخَلْقُ وَالْجَمْعُ (الْعَوَالِمُ) بِكَسْرِ اللَّامِ. وَ (الْعَالَمُونَ) أَصْنَافُ الْخَلْقِ. 
العلم: هو الاعتقاد الجازم المطابق للواقع، وقال الحكماء: هو حصول صورة الشيء في العقل، والأول أخص من الثاني، وقيل: العلم هو إدراك الشيء على ما هو به، وقيل: زوال الخفاء من المعلوم، والجهل نقيضه، وقيل: هو مستغنٍ عن التعريف، وقيل: العلم: صفة راسخة تدرك بها الكليات والجزئيات، وقيل: العلم، وصول النفس إلى معنى الشيء، وقيل: عبارة عن إضافة مخصوصة بين العاقل والمعقول، وقيل: عبارة عن صفةٍ ذات صفة.
العلم: ينقسم إلى قسمين: قديم، وحادث، فالعلم القديم هو القائم بذاته تعالى، ولا يشبه بالعلوم المحدثة للعباد، والعلم المحدث ينقسم إلى ثلاثة أقسام: بديهي، وضروري، واستدلالي. فالبديهي: ما لا يحتاج إلى تقديم مقدمة، كالعلم بوجود نفسه، وأن الكل أعظم من الجزء، والضروري، ما لا يحتاج فيه إلى تقديم مقدمة، كالعلم بثبوت الصانع وحدوث الأعراض.
العلم الفعلي: ما لا يؤخذ من الغير.
العلم الانفعالي: ما أخذ من الغير. 
العلم الإلهي: علم باعث عن أحوال الموجودات التي لا تفتقر في وجودها إلى المادة.
العلم الإلهي: هو الذي لا يفتقر في وجوده إلى الهيولي.
العلم الانطباعي: هو حصول العلم بالشيء بعد حصول صورته في الذهن، ولذلك يسمى: علمًا حصوليًا.
العلم الحضوري: هو حصول العلم بالشيء بدون حصول صورته بالذهن، كعلم زيد لنفسه.
علم المعاني: هو علم يعرف به أحوال اللفظ العربي الذي يطابق مقتضى الحال.
علم البيان: علم يعرف به إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة عليه.
علم البديع: هو علم يعرف به وجوه تحسين الكلام بعد رعاية مطابقة الكلام لمقتضى الحال، ورعاية وضوح الدلالة، أي الخلو عن التعقيد المعنوي.
علم اليقين: ما أعطاه الدليل بتصور الأمور على ما هي عليه.
علم الكلام: علم باحث عن الأعراض الذاتية للموجود من حيث هو على قاعدة الإسلام.
العلم الطبيعي: هو العلم الباحث عن الجسم الطبيعي من جهة ما يصح عليه من الحركة والسكون.
العلم الاستدلالي: هو الذي لا يحصل بدون نظر وفكر، وقيل هو الذي لا يكون تحصيله مقدورا للعبد.
العلم الاكتسابي: هو الذي يحصل بمباشرة الأسباب.
العلم: ما وضع لشيء، وهو العلم القصدي، أو غلب وهو العلم الاتفاقي الذي يصير علما لا بوضع واضع بل بكثرة الاستعمال مع الإضافة أو اللازم لشيء بعينه خارجا أو ذهنا، ولم تتناوله السببية.
علم الجنس: ما وضع لشيء بعينه ذهنًا، كأسامة؛ فإنه موضوع للمعهود في الذهن.

ع ل م : الْعِلْمُ الْيَقِينُ يُقَالُ عَلِمَ يَعْلَمُ إذَا تَيَقَّنَ وَجَاءَ بِمَعْنَى الْمَعْرِفَةِ أَيْضًا كَمَا جَاءَتْ بِمَعْنَاهُ ضُمِّنَ كُلُّ وَاحِدٍ مَعْنَى الْآخَرِ لِاشْتِرَاكِهِمَا فِي كَوْنِ كُلِّ وَاحِدٍ مَسْبُوقًا بِالْجَهْلِ لِأَنَّ الْعِلْمَ وَإِنْ حَصَلَ عَنْ كَسْبٍ فَذَلِكَ الْكَسْبُ مَسْبُوقٌ بِالْجَهْلِ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ} [المائدة: 83] أَيْ عَلِمُوا وَقَالَ تَعَالَى {لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} [الأنفال: 60] أَيْ لَا تَعْرِفُونَهُمْ اللَّهُ يَعْرِفُهُمْ وَقَالَ زُهَيْرٌ
وَأَعْلَمُ عِلْمَ الْيَوْمِ وَالْأَمْسِ قَبْلَهُ ... وَلَكِنَّنِي عَنْ عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَمِي
أَيْ وَأَعْرِفُ وَأُطْلِقَتْ الْمَعْرِفَةُ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى لِأَنَّهَا أَحَدُ الْعِلْمَيْنِ وَالْفَرْقُ بَيْنَهُمَا اصْطِلَاحِيٌّ لِاخْتِلَافِ تَعَلُّقِهِمَا وَهُوَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مُنَزَّهٌ عَنْ سَابِقَةِ الْجَهْلِ وَعَنْ الِاكْتِسَابِ لِأَنَّهُ تَعَالَى يَعْلَمُ مَا كَانَ وَمَا يَكُونُ وَمَا لَا يَكُونُ لَوْ كَانَ كَيْفَ يَكُونُ وَعِلْمُهُ صِفَةٌ قَدِيمَةٌ بِقِدَمِهِ قَائِمَةٌ بِذَاتِهِ فَيَسْتَحِيلُ عَلَيْهِ الْجَهْلُ وَإِذَا كَانَ عَلِمَ بِمَعْنَى الْيَقِينِ تَعَدَّى إلَى مَفْعُولَيْنِ وَإِذَا كَانَ بِمَعْنَى عَرَفَ تَعَدَّى إلَى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ وَقَدْ يُضَمَّنُ مَعْنَى شَعَرَ فَتَدْخُلُ الْبَاءُ فَيُقَالُ عَلِمْتُهُ وَعَلِمْتُ بِهِ وَأَعْلَمْتُهُ الْخَبَرَ وَأَعْلَمْتُهُ بِهِ وَعَلَّمْتُهُ الْفَاتِحَةَ وَالصَّنْعَةَ وَغَيْرَ ذَلِكَ تَعْلِيمًا فَتَعَلَّمَ ذَلِكَ تَعَلُّمًا.

وَالْأَيَّامُ الْمَعْلُومَاتُ عَشْرُ ذِي الْحِجَّةِ.

وَأَعْلَمْتُ عَلَى كَذَا بِالْأَلِفِ مِنْ الْكِتَابِ وَغَيْرِهِ جَعَلْتُ عَلَيْهِ عَلَامَةً.

وَأَعْلَمْتُ الثَّوْبَ جَعَلْتُ لَهُ عَلَمًا مِنْ طِرَازٍ وَغَيْرِهِ وَهِيَ الْعَلَامَةُ وَجَمْعُ الْعَلَمِ أَعْلَامٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَجَمْعُ الْعَلَامَةِ عَلَامَاتٌ.

وَعَلَّمْتُ لَهُ عَلَامَةً بِالتَّشْدِيدِ وَضَعْتُ لَهُ أَمَارَةً يَعْرِفُهَا.

وَالْعَالَمُ بِفَتْحِ اللَّامِ الْخَلْقُ وَقِيلَ مُخْتَصٌّ بِمَنْ يَعْقِلُ وَجَمْعُهُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ وَالْعَلِيمُ مِثْلُ الْعَالِمِ بِكَسْرِ اللَّامِ وَهُوَ الَّذِي اتَّصَفَ بِالْعِلْمِ وَجَمْعُ الْأَوَّلِ عُلَمَاءُ وَجَمْعُ الثَّانِي عَلَى لَفْظِهِ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ وَهُمْ أُولُو الْعِلْمِ أَيْ مُتَّصِفُونَ بِهِ وَعَلِمَ عَلَمًا مِنْ بَابِ تَعِبَ انْشَقَّتْ شَفَتُهُ الْعُلْيَا فَالذَّكَرُ أَعْلَمُ وَالْأُنْثَى عَلْمَاءُ مِثْلُ أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ. 
باب العين واللاّم والميم معهما ع ل م، ع م ل، م ع ل، ل م ع مستعملات

علم: عَلِمَ يَعْلَمُ عِلْماً، نقيض جَهِلَ. ورجل علاّمة، وعلاّم، وعليم، فإن أنكروا العليم فإنّ الله يحكي عن يوسف إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ، وأدخلت الهاء في علامة للتّوكيد. وما عَلِمْتُ بخبرك، أي: ما شعرت به. وأعلمته بكذا، أي: أَشْعَرْتُه وعلّمته تعليماً. والله العالِمُ العَليمُ العلاّمُ. والأَعْلَمُ: الذي انشقّتْ شَفَتُه العُليا. وقوم عُلْمٌ وقد عَلِمَ عَلَماً. قال عنترة :

تمكو فَريصَتُه كشِدْقِ الأعلَمِ

والعَلَمُ: الجبل الطّويل، والجميع: الأعلام. قال :

قال ابنُ صانعةِ الزّروب لقومه ... لا أستطيعُ رواسيَ الأَعْلامِ ومنه قوله [تعالى] : فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ

*، شبه السّفن البحرية بالجبال. والعَلَمُ: الرّاية، إليها مجمعُ الجُند. والعَلَمُ: عَلَمُ الثّوبِ ورَقْمُه. والعَلَمُ: ما يُنْصَبُ في الطّريق، ليكون علامةً يُهْتَدَى بها، شِبْه الميل والعَلامَة والمَعْلَم. والعَلَم: ما جعلته عَلَماً للشيء. ويُقرأ: وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ، يعني: خروج عيسَى ع، ومن قرأ لعلم يقول: يعلم بخروجه اقتراب السّاعة. والعالَم: الطّمش، أي الأنام، يعني: الخلق كلّه، والجمع: عالَمون. والمَعْلَمُ: موضعُ العلامة. والعَيْلَمُ: البحر، والماء الذي عليه الأرض، قال :

في حوض جيّاش بعيدٍ عَيْلَمُهْ

ويقال: العيلم: البئر الكثيرة الماء، قال :

يا جَمَّةَ العَيْلَم لَنْ نُراعي ... أورد من كلّ خليفٍ راعي

الخليف: الطّريق. والعُلامُ: الباشِقُ. عُلَيْمٌ: اسمُ رجل.

عمل: عَمِلَ عَمَلاً فهو عاملٌ. واعتمل: عمل لنفسه. قال :

إنّ الكريمَ وأبيك يَعْتَمِلْ ... إنْ لم يجد يوما على من يتكل والعمالة: أجر ما عمل لك. والمعاملة: مصدر عاملْته مُعامَلةً. والعَمَلَةُ: الذين يعملون بأيديهم ضروباً من العَمَل حَفْراً وطيناً ونحوه. وعاملُ الرُّمْحِ: دون الثّعلب قليلاً ممّا يلي السِّنان وهو صّدْرُه. قال :

أطعَنُ النَّجلاء يَعْوي كَلْمُها ... عامل الثّعلب فيها مُرْجَحِنْ

وتقول: أعطِهِ أَجْرَ عملته وعمله. ويقال: كان كذا في عملة فلانٍ علينا، أي: في عمارته. ورجُلٌ عِمِّيلٌ: قويّ على العمل. والعَمولُ: القويُّ على العمل، الصابر عليه، وجمعه: عُمُلٌ. وأَعْمَلْتُ إليك المطيَّ: أَتْعبتُها. وفلان يُعْمِلُ رأيه ورُمْحَه وكلامه ونحوه [عَمِلَ به] . والبنّاء يستعمل اللّبِنَ إذا بنَى. واليَعْمَلَةُ من الإبل: اسم مشتقّ من العمل، ويجمع: يَعْمَلات، ولا يقال إلاّ للأنثى، وقد يُجمع باليعامل، قال :

واليَعْمَلاتُ على الوَنَى ... يَقْطَعْنَ بيداً بعدَ بيدِ

معل: مَعَلْت الخُصْيَةَ إذا استخرجتها من أرومتها وصَفَنِها. لمع: لَمَعَ بثوبه يلمع لمعا، للإنذار، أي: للتحذير. وأَلْمَعَتِ النّاقةُ بذَنَبِها فهي ملمعة، و [هي] مُلْمِعٌ أيضاً: قد لَحِقَتْ. قال لبيد بن ربيعة :

أو مُلْمِعٌ وَسَقَتْ لأحْقَبَ لاحَهُ ... طَرْدُ الفُحول وزَرُّها وكِدامُها

ويقال: أَلْمَعَتْ إذا حملتْ، ويقال: ألْمَعَتْ إذا تحرَّك ولدُها في بطنها. وتلمَّع ضرعُها إذا تلوّن ألواناً عند الإنزال. قال أبو ليلى: يقال: لَمَعَ ضَرْعُها إذا ظهر. واللُّمَعُ: التّلميع في الحجر، أو الثّوب ونحوه من ألوانٍ شتَّى، تقول: إنّه لحجرٌ مُلَمّعٌ، الواحدة: لُمْعة. قال لبيد :

مَهْلاً أبيت اللّعنَ لا تأكُلْ معَهْ ... إنّ استَهُ من بَرَصٍ مُلَمَّعه

يقول: هو منقّط بسواد وبياض. ويقال: لَمْعَة سوادٍ أو بياضٍ أو حُمرة. يَلْمَع: اسم البَرْق الخُلَّب. واليلمَعُ: السّراب. واليلمعُ: الملاّذُ الكذّاب، ويقال: ألْمَعِيٌّ، لغة فيه، وهو مأخوذ من السّراب قال أبو ليلى: اليَلْمَعيّ من القوم: الدّاعي الذي يَتَظَنَّى الأمور ولا يكاد يخطىء ظنّه، قال أوس بن حجر : اليَلْمَعيّ الذي يَظُنُّ بكَ الظّنَّ كأنْ قد رأى وقد سَمِعا واللِّماعُ جمعُ اللُّمْعَة من الكلأ. والْتمعْتُ الشيء ذهبتُ به، وأمّا قول الشاعر :

أَبَرْنا منْ فَصيلتِهِمْ لِماعاً

أي: السّيّد اللاّمع، وإن شئت فمعناه. التمعناهم، أي: استأصلناهم. 
الْعين وَاللَّام وَالْمِيم

العِلْمُ: نقيض الْجَهْل، عَلِمَ عِلْما، وعَلُمَ هُوَ نَفسه، وَرجل عالمٌ وعلِيمٌ من قوم عُلَماء فيهمَا جَمِيعًا. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: يَقُول عُلَمَاء من لَا يَقُول إلاَّ عَالما. قَالَ ابْن جني: لما كَانَ العِلْم إِنَّمَا يكون الْوَصْف بِهِ بعد المزاولة لَهُ وَطول الملابسة صَار كَأَنَّهُ غريزة، وَلم يكن على أول دُخُوله فِيهِ. وَلَو كَانَ كَذَلِك لَكَانَ مُتَعَلِّما لَا عَالما، فَلَمَّا خرج بالغريزة إِلَى بَاب فَعُلَ صَار عالِمٌ فِي الْمَعْنى كَعَلِيمٍ فَكسر تكسيره ثمَّ حملُوا عَلَيْهِ ضِدّه فَقَالُوا جهلاء كَعُلَماء وَصَارَ عُلَماءُ كحلماء لِأَن العِلْمَ محلمة لصَاحبه، وعَلى ذَلِك جَاءَ عَنْهُم: فَاحش وفحشاء، لما كَانَ الْفُحْش ضربا من ضروب الْجَهْل ونقيضا للحلم.

وعَلاَّمٌ وعَلاَّمَةٌ من قوم عَلاَّمِينَ، وعُلاَّم من قوم عُلاَّمِين. هَذِه عَن اللحياني والعَلاَّمُ والعَلاَّمَةُ: النَّسابة، وَهُوَ من الْعلم. قَالَ ابْن جني، رجل عَلامَة وَامْرَأَة عَلامَة لم تلْحق الْهَاء لتأنيث الْمَوْصُوف بِمَا هِيَ فِيهِ وَإِنَّمَا لحقت لإعلام السَّامع أَن هَذَا الْمَوْصُوف بِمَا هِيَ فِيهِ قد بلغ الْغَايَة وَالنِّهَايَة، فَجعل تَأْنِيث الصّفة أَمارَة لما أُرِيد من تَأْنِيث الْغَايَة وَالْمُبَالغَة وَسَوَاء كَانَ الْمَوْصُوف بِتِلْكَ الصّفة مذكرا أَو مؤنثا، يدل على ذَلِك أَن الْهَاء لَو كَانَت فِي نَحْو امْرَأَة عَلامَة وفروقة وَنَحْوه إِنَّمَا لحقت لِأَن الْمَرْأَة مُؤَنّثَة لوَجَبَ أَن تحذف فِي الْمُذكر فَيُقَال رجل فروق، كَمَا أَن التَّاء فِي قَائِمَة وظريفة لما لحقت لتأنيث الْمَوْصُوف حذفت مَعَ تذكيره فِي نَحْو رجل ظريف وقائم وكريم وَهَذَا وَاضح.

وَقَوله تَعَالَى (إِلَى يَوْمِ الوَقْتِ المعْلُومِ) أَي الَّذِي لَا يُعلمهُ إِلَّا الله، وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة.

وعلَّمَه العلْمَ وأعْلَمَه إِيَّاه فَتَعَلَّمه. وَفرق سِيبَوَيْهٍ بَينهمَا فَقَالَ: عَلَّمْتُ كأدبت وأعْلَمْتُ كآذنت.

وعالَمه فَعَلَمَهُ يَعْلُمُه: أَي كَانَ أعلم مِنْهُ وَحكى اللحياني: مَا كنت أَرَانِي أَن أعْلُمَهُ وعَلِمَ بالشَّيْء: شعر.

وعَلِمَ الْأَمر وتَعَلَّمهُ: أتقنه. وَقَالَ يَعْقُوب إِذا قيل لَك: اعْلمَ كَذَا قلت: قد عَلِمْتُ، وَإِذا قيل تَعَلَّمْ لم تقل: قد تَعَلَّمْتُ، وَأنْشد:

تَعَلَّمَ أنَّه لَا طَيْرَ إلاَّ ... عَلىَ مُتَطَيِّرٍ وهيَ الثُّبُورُ

وعَلِم الرجل: خَبره.

وأحَبَّ أَن يَعْلَمَهُ: أَي يُخبرهُ.

وَفِي التَّنْزِيل (وآخَرِينَ مِنْ دُوِنِهمْ لَا تَعْلَمُونَهُمْ اللهُ يَعْلَمُهُمْ) .

وأحَبَّ أنْ يَعْلَمَهُ: أَي أَن يَعْلَمَ مَا هُوَ.

وَالْأَيَّام المعلومات: عشر ذِي الْحجَّة، وَقد تقدم تعليلها فِي ذكر الْأَيَّام المعدودات.

ولقيه أدنى عَلَمٍ: أَي قبل كل شَيْء.

والعَلَمُ والعَلَمَةُ والعُلْمَةُ: الشق فِي الشّفة الْعليا، وَقيل: فِي إِحْدَى جانبيها. وَقيل أَن تَنْشَق فَتبين. عَلِمَ عَلَما وَهُوَ أعْلَمُ.

وعَلَمَهُ يَعْلِمُه عَلْما: شقّ شفته الْعليا. وكل بعير أعْلَمُ خلقَة. وعَلَمَ الشَّيْء يَعْلِمُهُ ويَعْلُمُه عَلْما: وسمه.

وعَلَّمَ نَفسه وأعْلَمَها: وسمها بسيما الْحَرْب.

وأعْلَمَ الْفرس: علق عَلَيْهَا صُوفًا أَحْمَر أَو أَبيض فِي الْحَرْب.

والعَلامَةُ: السمة. وَالْجمع عَلامٌ، وَهُوَ من الْجمع الَّذِي لَا يُفَارق واحده إِلَّا بإلقاء الْهَاء، قَالَ عَامر بن الطُّفَيْل:

عَرَفْتَ بجَوِّ عارِمَةَ المُقاما ... بِسلَمْى أَو عَرَفْتَ بهَا عَلاما

والمَعْلَمْ: مَكَانهَا.

والعَلامَةُ والعَلَمُ: الْفَصْل يكون بَين الْأَرْضين.

والعَلامَةُ والعَلَمُ: شَيْء ينصب فِي الفلوات تهتدي بِهِ الضَّالة.

وَبَين الْقَوْم أعْلُومَةٌ: كَعلامَةٍ عَن ابْن العميثل الْأَعرَابِي.

والعَلَمُ: الْجَبَل الطَّوِيل. وَقَالَ اللحياني: الْعلم: الْجَبَل. فَلم يخص الطَّوِيل، وَالْجمع أعْلامٌ وعِلامٌ قَالَ:

قَدْ جُبْتُ عَرْضَ فَلاِتها بِطِمِرَّةٍ ... واللَّيْلُ فوقَ عِلامِهِ مُتَقَوِّضُ

قَالَ كرَاع: ونظيه جبل وأجبال وجبال، وجمل وأجمال وجمال، وقلم وَأَقْلَام وقلام.

واعْتَلَم الْبَرْق: لمع فِي العَلَم، قَالَ:

بَلْ بُرَيْقا بِتُّ أرقُبُه ... بَلْ لَا يُرَى إلاَّ إِذا اعتَلَما

خزم فِي أول النّصْف الثَّانِي، وَحكمه.

لَا يرى إِلَّا إِذا اعْتَلَما.

والعَلَمُ: رسم الثَّوْب ورقمه وَقد أعْلَمَه.

والعَلَمُ الرَّايَة. وَقيل: هُوَ الَّذِي يعْقد على الرمْح. فَأَما قَول أبي صَخْر الْهُذلِيّ:

يَشُجُّ بِها عَرْضَ الفَلاةِ تَعَسُّفا ... وأمَّا إِذا يَخْفى مِنَ أرْضٍ عَلامُها

فَإِن ابْن جني قَالَ فِيهِ: يَنْبَغِي أَن يحمل على انه أَرَادَ " عَلَمُها " فأشبع الفتحة: فَنَشَأَتْ بعْدهَا ألف. كَقَوْلِهِم:

ومِنْ ذَمّ الرّجالِ بِمُنْتزَاحِ

يُرِيد بمُنْتَزحٍ.

وأعْلام الْقَوْم: ساداتهم، على الْمثل، الْوَاحِد كالواحد.

ومَعْلَمُ الطَّرِيق: دلَالَته، وَكَذَلِكَ مَعْلمُ الدَّين، على الْمثل.

ومَعْلَمُ كل شَيْء: مظنته.

وَفُلَان مَعْلَمٌ للخير، كَذَلِك.

وَكله رَاجع إِلَى الوسم والعِلْمِ.

والعاَلمُ: الْخلق كُله. وَقيل: هُوَ مَا احتواه بطن الْفلك قَالَ العجاج:

فَخِنْدِفٌ هامَةُ هَذَا العَاَلمِ

جَاءَ بِهِ مَعَ قَوْله:

يَا دَارَ سَلْمَى يَا اسْلَمي ثُمَّ اسلمي

فَأَسَّسَ هَذَا الْبَيْت، وَسَائِر أَبْيَات القصيدة غير مُؤَسَّسٍ، فعاب رؤبة على أَبِيه ذَلِك، فَقيل لَهُ: قد ذهب عَنْك أَبَا الجحاف مَا فِي هَذِه، إِن أَبَاك كَانَ يهمز العألم والخأتم. يذهب إِلَى أَن الْهَمْز هَاهُنَا يُخرجهُ من التأسيس إِذْ لَا يكون التأسيس إِلَّا بِالْألف الهوائية. وَحكى اللحياني عَنْهُم: بأز، بِالْهَمْز. وَهَذَا أَيْضا من ذَلِك وَحكى بَعضهم: قوقأت الدَّجَاجَة وحلأت السويق ورثأت الْمَرْأَة زَوجهَا ولبأ الرجل بِالْحَجِّ، وَهُوَ كُله شَاذ لِأَنَّهُ لَا أصل لَهُ فِي الْهَمْز. وَلَا وَاحِد للْعالمَ من لَفظه، لِأَن عَالما جمع أَشْيَاء مُخْتَلفَة، فَإِن جعل عَالم اسْما لوَاحِد مِنْهَا صَار جمعا لِأَشْيَاء متفقة، وَالْجمع عالمُونَ وَفِي التَّنْزِيل (الحَمْدُ للهِ رَبّ العالَمِينَ) وَلَا يجمع شَيْء على فَاعل بِالْوَاو وَالنُّون إِلَّا هَذَا.

والعُلاَم: الباشق. والعُلاَّم: الْحِنَّاء. وحكاهما جَمِيعًا كرَاع بِالتَّخْفِيفِ، وَأما قَول زُهَيْر فِيمَن رَوَاهُ كَذَا:

حَتى إذَا مَا هَوَتْ كَفُّ العُلامِ لَهَا ... طارَتْ وَفِي كَفِّه من رِيشِها بِتَكُ

فَإِن ابْن جني: روى عَن أبي بكر مُحَمَّد بن الْحسن عَن أبي الْحُسَيْن احْمَد بن سُلَيْمَان المعبدي عَن ابْن أُخْت أبي الْوَزير عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العُلامُ هُنَا: الصَّقْر. قَالَ: وَهَذَا من طريف الرِّوَايَة وغريب اللُّغَة.

والعَيْلَمُ: الْبِئْر الْكَثِيرَة المَاء. وَقيل: هِيَ الملحة من الركايا. وَقيل: هِيَ الواسعة.

وَرُبمَا سبّ الرجل فَقيل: يَا ابْن العَيْلَمِ، يذهبون إِلَى سعتها.

والعَيْلَمُ: الْبَحْر.

والعَيْلَمُ: المَاء الَّذِي عَلَيْهِ الأَرْض، وَقيل: العَيْلَمُ: المَاء الَّذِي علته الأَرْض يَعْنِي المندفن، حَكَاهُ كرَاع.

والعَيْلَمُ: الضفدع، عَن الْفَارِسِي.

والعَيْلامُ: الضبعان. وَفِي خبر إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام " إِنَّه يحمل أَبَاهُ ليجوز بِهِ الصِّرَاط فَينْظر فَإِذا هُوَ عَيْلامٌ ".

وعُلَيمٌ: اسْم رجل، وَهُوَ أَبُو بطن، وَقيل هُوَ عُلَيمُ بن جناب الْكَلْبِيّ.

وعَّلامٌ وأعْلَمُ وَعبد الأعْلَم أَسمَاء. قَالَ ابْن دُرَيْد: وَلَا أَدْرِي إِلَى أَي شَيْء نسب عبد الأعلم.
[علم] نه: فيه: "العليم" تعالى المحيط علمه بجميع الأشياء ظاهرها وباطنها دقيقها وجليلها على أتم الإمكان. والأيام "المعلومات" عشر ذي الحجة. وفيه: تكون الأرض يوم القيامة كقرصة النقي ليس فيها "معلم" لأحد، هو ما جعلوح: كره أن "تعلم" الصورة- مر في ص. ش: إن لم تهتد "بعلم علم"، بعلم بفتحتين، العلامة والجبل وكل شيء مرتفع. غ: "العالمون" الجن والإنس لا واحد له وأصناف الخلق كلهم، والواحد عالم، ويقال لكل دهر: عالم. و"أولم ننهك عن العالمين" عن إضافتهم. مد: أي عن أن تجير أحدًا منهم أو عن ضيافة الغرباء. غ: "بغلام "عليم"" يعلم إذا بلغ. و"أنزله "بعلمه"" أي القرآن الذي فيه علمه. و""ليعلم" الله" أي علم مشاهدة يوجب عقوبة إذ علم الغيب لا يوجبه. و""لعلم" الساعة" أي مجيء عيسى دلالة عليها، وعلم أيمة. و"أضله الله على "علم"" أي على ما سبق في علمه. و"لذو "علم"" أي عمل. "وما "يعلمان" من أحد" أي يعلمان السحر ويأمران باجتنابه. و""علم" بالقلم" أي الكتابة. و""علم" اليقين" أي لو علمتم الشيء حق علم لارتدعتم. مد: "ولا يحيطون بشيء من "علمه"" أي معلومه إلا بما شاء بما علم. واللهم اغفر "علمك" فينا، أي معلومك. ش: و"أعلم" به بعد الجهالة، بضم همزة وفتح عين وتشديد لام مكسورة. و"علمت" خزنة النار، بالتخفيف لكن التضعيف أحسن لموافقه: "وعلمك ما لم تكن تعلم". وح: "العلم" ثلاثة فريضة- يجيء في قائمة. وح: واضع "العلم"- يجيء في وضع.

علم: من صفات الله عز وجل العَلِيم والعالِمُ والعَلاَّمُ؛ قال الله عز

وجل: وهو الخَلاَّقُ العَلِيمُ، وقال: عالِمُ الغَيْبِ والشَّهادةِ،

وقال: عَلاَّم الغُيوب، فهو اللهُ العالمُ بما كان وما يكونُ قَبْلَ كَوْنِه،

وبِمَا يكونُ ولَمَّا يكُنْ بعْدُ قَبْل أن يكون، لم يَزَل عالِماً ولا

يَزالُ عالماً بما كان وما يكون، ولا يخفى عليه خافيةٌ في الأرض ولا في

السماء سبحانه وتعالى، أحاطَ عِلْمُه بجميع الأشياء باطِنِها وظاهرِها

دقيقِها وجليلِها على أتمّ الإمْكان. وعَليمٌ، فَعِيلٌ: من أبنية المبالغة.

ويجوز أن يقال للإنسان الذي عَلَّمه اللهُ عِلْماً من العُلوم عَلِيم،

كما قال يوسف للمَلِك: إني حفيظٌ عَلِيم. وقال الله عز وجل: إنَّما يَخْشَى

اللهَ من عبادِه العُلَماءُ: فأَخبر عز وجل أن مِنْ عبادِه مَنْ يخشاه،

وأنهمَ هم العُلمَاء، وكذلك صفة يوسف، عليه السلام: كان عليماً بأَمْرِ

رَبِّهِ وأَنه

واحد ليس كمثله شيء إلى ما عَلَّمه الله من تأْويل الأَحاديث الذي كان

يَقْضِي به على الغيب، فكان عليماً بما عَلَّمه اللهُ. وروى الأزهري عن

سعد بن زيد عن أبي عبد الرحمن المُقْري في قوله تعالى: وإنه لذُو عِلْمٍ

لما عَلَّمْناه، قال: لَذُو عَمَلٍ بما عَلَّمْناه، فقلت: يا أبا عبد

الرحمن مِمَّن سمعت هذا؟ قال: من ابن عُيَيْنةَ، قلتُ: حَسْبي. وروي عن ابن

مسعود أنه قال: ليس العلم بكثرة الحديث ولكن العِلْم بالخَشْية؛ قال

الأزهري: ويؤيد ما قاله قولُ الله عز وجل: إنما يخشى اللهَ من عباده

العُلَماءُ. وقال بعضهم: العالمُ الذي يَعْملُ بما يَعْلَم، قال: وهذا يؤيد قول ابن

عيينة.

والعِلْمُ: نقيضُ الجهل، عَلِم عِلْماً وعَلُمَ هو نَفْسُه، ورجل عالمٌ

وعَلِيمٌ من قومٍ عُلماءَ فيهما جميعاً. قال سيبويه: يقول عُلَماء من لا

يقول إلاّ عالِماً. قال ابن جني: لمَّا كان العِلْم قد يكون الوصف به

بعدَ المُزاوَلة له وطُولِ المُلابسةِ صار كأنه غريزةٌ، ولم يكن على أول

دخوله فيه، ولو كان كذلك لكان مُتعلِّماً لا عالِماً، فلما خرج بالغريزة إلى

باب فَعُل صار عالمٌ في المعنى كعَليمٍ، فكُسِّرَ تَكْسيرَه، ثم حملُوا

عليه ضدَّه فقالوا جُهَلاء كعُلَماء، وصار عُلَماء كَحُلَماء لأن العِلمَ

محْلَمةٌ لصاحبه، وعلى ذلك جاء عنهم فاحشٌ وفُحشاء لَمَّا كان الفُحْشُ

من ضروب الجهل ونقيضاً للحِلْم، قال ابن بري: وجمعُ عالمٍ عُلماءُ، ويقال

عُلاّم أيضاً؛ قال يزيد بن الحَكَم:

ومُسْتَرِقُ القَصائدِ والمُضاهِي،

سَواءٌ عند عُلاّم الرِّجالِ

وعَلاّمٌ وعَلاّمةٌ إذا بالغت في وصفه بالعِلْم أي عالم جِداً، والهاء

للمبالغة، كأنهم يريدون داهيةً من قوم عَلاّمِين، وعُلاّم من قوم

عُلاّمين؛ هذه عن اللحياني. وعَلِمْتُ الشيءَ أَعْلَمُه عِلْماً: عَرَفْتُه. قال

ابن بري: وتقول عَلِمَ وفَقِهَ أَي تَعَلَّم وتَفَقَّه، وعَلُم وفَقُه أي

سادَ العلماءَ والفُقَهاءَ. والعَلاّمُ والعَلاّمةُ: النَّسَّابةُ وهو

من العِلْم. قال ابن جني: رجل عَلاّمةٌ وامرأة عَلاّمة، لم تلحق الهاء

لتأْنيث الموصوفِ بما هي فيه، وإنما لَحِقَتْ لإعْلام السامع أن هذا

الموصوفَ بما هي فيه قد بلَغ الغايةَ والنهايةَ، فجعل تأْنيث الصفة أَمارةً لما

أُريدَ من تأْنيث الغاية والمُبالغَةِ، وسواءٌ كان الموصوفُ بتلك الصفةُ

مُذَكَّراً أو مؤنثاً، يدل على ذلك أن الهاء لو كانت في نحو امرأة

عَلاّمة وفَرُوقة ونحوه إنما لَحِقت لأن المرأة مؤنثة لَوَجَبَ أن تُحْذَفَ في

المُذكَّر فيقال رجل فَروقٌ، كما أن الهاء في قائمة وظَريفة لَمَّا

لَحِقَتْ لتأْنيث الموصوف حُذِفت مع تذكيره في نحو رجل قائم وظريف وكريم، وهذا

واضح. وقوله تعالى: إلى يَوْمِ الوَقْتِ المَعْلومِ الذي لا يَعْلَمُه

إلا الله، وهو يوم القيامة. وعَلَّمه العِلْم وأَعْلَمه إياه فتعلَّمه،

وفرق سيبويه بينهما فقال: عَلِمْتُ كأَذِنْت، وأَعْلَمْت كآذَنْت،

وعَلَّمْته الشيءَ فتَعلَّم، وليس التشديدُ هنا للتكثير. وفي حديث ابن مسعود: إنك

غُلَيِّمٌ مُعَلَّم أي مُلْهَمٌ للصوابِ والخيرِ كقوله تعالى: مُعلَّم

مَجنون أي له مَنْ يُعَلِّمُه.

ويقالُ: تَعلَّمْ في موضع اعْلَمْ. وفي حديث الدجال: تَعَلَّمُوا أن

رَبَّكم ليس بأَعور بمعنى اعْلَمُوا، وكذلك الحديث الآخر: تَعَلَّمُوا أنه

ليس يَرَى أحدٌ منكم رَبَّه حتى يموت، كل هذا بمعنى اعْلَمُوا؛ وقال عمرو

بن معد يكرب:

تَعَلَّمْ أنَّ خيْرَ الناسِ طُرّاً

قَتِيلٌ بَيْنَ أحْجارِ الكُلاب

قال ابن بري: البيت لمعد يكرِب بن الحرث بن عمرو ابن حُجْر آكل المُرار

الكِنْدي المعروف بغَلْفاء يَرْثي أخاه شُرَحْبِيل، وليس هو لعمرو بن معد

يكرب الزُّبَيدي؛ وبعده:

تَداعَتْ حَوْلَهُ جُشَمُ بنُ بَكْرٍ،

وأسْلَمَهُ جَعاسِيسُ الرِّباب

قال: ولا يستعمل تَعَلَّمْ بمعنى اعْلَمْ إلا في الأمر؛ قال: ومنه قول

قيس بن زهير:

تَعَلَّمْ أنَّ خَيْرَ الناسِ مَيْتاً

وقول الحرث بن وَعْلة:

فَتَعَلَّمِي أنْ قَدْ كَلِفْتُ بِكُمْ

قال: واسْتُغْني عن تَعَلَّمْتُ. قال ابن السكيت: تَعَلَّمْتُ أن فلاناً

خارج بمنزلة عَلِمْتُ. وتعالَمَهُ الجميعُ أي عَلِمُوه. وعالَمَهُ

فَعَلَمَه يَعْلُمُه، بالضم: غلبه بالعِلْم أي كان أعْلَم منه. وحكى اللحياني:

ما كنت أُراني أَن أَعْلُمَه؛ قال الأزهري: وكذلك كل ما كان من هذا

الباب بالكسر في يَفْعلُ فإنه في باب المغالبة يرجع إلى الرفع مثل ضارَبْتُه

فضربته أضْرُبُه.

وعَلِمَ بالشيء: شَعَرَ. يقال: ما عَلِمْتُ بخبر قدومه أي ما شَعَرْت.

ويقال: اسْتَعْلِمْ لي خَبَر فلان وأَعْلِمْنِيه حتى أَعْلَمَه،

واسْتَعْلَمَني الخبرَ فأعْلَمْتُه إياه. وعَلِمَ الأمرَ وتَعَلَّمَه: أَتقنه.

وقال يعقوب: إذا قيل لك اعْلَمْ كذا قُلْتَ قد عَلِمْتُ، وإذا قيل لك

تَعَلَّمْ لم تقل قد تَعَلَّمْتُ؛ وأنشد:

تَعَلَّمْ أنَّهُ لا طَيْرَ إلاّ

عَلى مُتَطَيِّرٍ، وهي الثُّبُور

وعَلِمْتُ يتعدى إلى مفعولين، ولذلك أَجازوا عَلِمْتُني كما قالوا

ظَنَنْتُني ورأَيْتُني وحسِبْتُني. تقول: عَلِمْتُ عَبْدَ الله عاقلاً، ويجوز

أن تقول عَلِمْتُ الشيء بمعنى عَرَفْته وخَبَرْته. وعَلِمَ الرَّجُلَ:

خَبَرَه، وأَحبّ أن يَعْلَمَه أي يَخْبُرَه. وفي التنزيل: وآخَرِين مِنْ

دونهم لا تَعْلَمُونَهم الله يَعْلَمُهم. وأحب أن يَعْلَمه أي أن يَعْلَمَ

ما هو. وأما قوله عز وجل: وما يُعَلِّمانِ مِنْ

أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة تَكْفُرْ. قال الأزهري: تكلم أهل التفسير

في هذه الآية قديماً وحديثاً، قال: وأبْيَنُ الوجوه التي تأوَّلوا أن

الملَكين كانا يُعَلِّمانِ الناسَ وغيرهم ما يُسْأَلانِ عنه، ويأْمران

باجتناب ما حرم عليهم وطاعةِ الله فيما أُمِروا به ونُهُوا عنه، وفي ذلك

حِكْمةٌ لأن سائلاً لو سأل: ما الزنا وما اللواط؟ لوجب أن يُوقَف عليه ويعلم

أنه حرام، فكذلك مجازُ إعلام المَلَكين الناسَ السحرَ وأمْرِهِما السائلَ

باجتنابه بعد الإعلام. وذكر عن ابن الأعرابي أنه قال: تَعَلَّمْ بمعنى

اعْلَمْ، قال: ومنه وقوله تعالى وما يُعَلِّمان من أحد، قال: ومعناه أن

الساحر يأتي الملكين فيقول: أخْبراني عما نَهَى اللهُ عنه حتى أنتهي،

فيقولان: نَهَى عن الزنا، فَيَسْتَوْصِفُهما الزنا فيَصِفانِه فيقول: وعمَّاذا؟

فيقولان: وعن اللواط، ثم يقول: وعَمَّاذا؟ فيقولان: وعن السحر، فيقول:

وما السحر؟ فيقولان: هو كذا، فيحفظه وينصرف، فيخالف فيكفر، فهذا معنى

يُعلِّمان إنما هو يُعْلِمان، ولا يكون تعليم السحر إذا كان إعْلاماً كفراً،

ولا تَعَلُّمُه إذا كان على معنى الوقوف عليه ليجتنبه كفراً، كما أن من

عرف الزنا لم يأْثم بأنه عَرَفه إنما يأْثم بالعمل. وقوله تعالى: الرحمن

عَلَّم القرآن؛ قيل في تفسيره: إنه جلَّ ذكرُه يَسَّرَه لأن يُذْكَر، وأما

قوله عَلَّمَهُ البيانَ فمعناه أنه عَلَّمَه القرآن الذي فيه بَيانُ كل

شيء، ويكون معنى قوله عَلَّمَهُ البيانَ جعله مميَّزاً، يعني الإنسان، حتى

انفصل من جميع الحيوان.

والأَيَّامُ المَعْلُوماتُ: عَشْرُ ذي الحِجَّة آخِرُها يومُ النَّحْر،

وقد تقدم تعليلها في ذكر الأَيام المعدودات، وأورده الجوهري منكراً فقال:

والأيام المعلوماتُ عَشْرُ من ذي الحجة ولا يُعْجِبني. ولقِيَه أَدْنَى

عِلْمٍ أي قبلَ كل شيء.

والعَلَمُ والعَلَمة والعُلْمة: الشَّقُّ في الشَّفة العُلْيا، وقيل: في

أحد جانبيها، وقيل: هو أَن تنشقَّ فتَبينَ. عَلِمَ عَلَماً، فهو

أَعْلَمُ، وعَلَمْتُه أَعْلِمُه عَلْماً، مثل كَسَرْته أكْسِرهُ كَسْراً:

شَقَقْتُ شَفَتَه العُليا، وهو الأَعْلمُ. ويقال للبعير أَعْلَمُ لِعَلَمٍ في

مِشْفَرِه الأعلى، وإن كان الشق في الشفة السفلى فهو أَفْلَحُ، وفي الأنف

أَخْرَمُ، وفي الأُذُن أَخْرَبُ، وفي الجَفْن أَشْتَرُ، ويقال فيه كلِّه

أَشْرَم. وفي حديث سهيل بن عمرو: أنه كان أَعْلمَ الشَّفَةِ؛ قال ابن

السكيت: العَلْمُ مصدر عَلَمْتُ شَفَتَه أَعْلِمُها عَلْماً، والشفة

عَلْماء. والعَلَمُ: الشَّقُّ في الشفة العُلْيا، والمرأَة عَلْماء.

وعَلَمَه يَعْلُمُه ويَعْلِمُه عَلْماً: وَسَمَهُ. وعَلَّمَ نَفسَه

وأَعْلَمَها: وَسَمَها بِسِيما الحَرْبِ. ورجل مُعْلِمٌ إذا عُلِم مكانهُ في

الحرب بعَلامةٍ أَعْلَمَها، وأَعْلَمَ حمزةُ يومَ بدر؛ ومنه قوله:

فَتَعَرَّفوني، إنَّني أنا ذاكُمُ

شاكٍ سِلاحِي، في الحوادِثِ، مُعلِمُ

وأَعْلَمَ الفارِسُ: جعل لنفسه عَلامةَ الشُّجعان، فهو مُعْلِمٌ؛ قال

الأخطل:

ما زالَ فينا رِباطُ الخَيْلِ مُعْلِمَةً،

وفي كُلَيْبٍ رِباطُ اللُّؤمِ والعارِ

مُعْلِمَةً، بكسر اللام. وأَعْلَم الفَرَسَ: عَلَّقَ عليه صُوفاً أحمر

أو أبيض في الحرب. ويقال عَلَمْتُ عِمَّتي أَعْلِمُها عَلْماً، وذلك إذا

لُثْتَها على رأْسك بعَلامةٍ تُعْرَفُ بها عِمَّتُك؛ قال الشاعر:

ولُثْنَ السُّبُوبَ خِمْرَةً قُرَشيَّةً

دُبَيْرِيَّةً، يَعْلِمْنَ في لوْثها عَلْما

وقَدَحٌ مُعْلَمٌ: فيه عَلامةٌ؛ ومنه قول عنترة:

رَكَدَ الهَواجِرُ بالمَشُوفِ المُعْلَمِ

والعَلامةُ: السِّمَةُ، والجمع عَلامٌ، وهو من الجمع الذي لا يفارق

واحده إلاَّ بإلقاء الهاء؛ قال عامر بن الطفيل:

عَرَفْت بِجَوِّ عارِمَةَ المُقاما

بِسَلْمَى، أو عَرَفْت بها عَلاما

والمَعْلَمُ مكانُها. وفي التنزيل في صفة عيسى، صلوات الله على نبينا

وعليه: وإنَّهُ لَعِلْمٌ للساعة، وهي قراءة أكثر القرّاء، وقرأَ بعضهم:

وإنه لَعَلَمٌ للساعة؛ المعنى أن ظهور عيسى ونزوله إلى الأرض عَلامةٌ تدل

على اقتراب الساعة. ويقال لِما يُبْنَى في جَوادِّ الطريق من المنازل يستدل

بها على الطريق: أَعْلامٌ، واحدها عَلَمٌ. والمَعْلَمُ: ما جُعِلَ

عَلامةً وعَلَماً للطُّرُق والحدود مثل أَعلام الحَرَم ومعالِمِه المضروبة

عليه. وفي الحديث: تكون الأرض يوم القيامة كقْرْصَة النَّقيِّ ليس فيها

مَعْلَمٌ لأحد، هو من ذلك، وقيل: المَعْلَمُ الأثر.

والعَلَمُ: المَنارُ. قال ابن سيده: والعَلامةُ والعَلَم الفصلُ يكون

بين الأرْضَيْنِ. والعَلامة والعَلَمُ: شيء يُنْصَب في الفَلَوات تهتدي به

الضالَّةُ. وبين القوم أُعْلُومةٌ: كعَلامةٍ؛ عن أبي العَمَيْثَل

الأَعرابي. وقوله تعالى: وله الجَوارِ المُنْشآتُ في البحر كالأَعلامِ؛ قالوا:

الأَعْلامُ الجِبال. والعَلَمُ: العَلامةُ. والعَلَمُ: الجبل الطويل.

وقال اللحياني: العَلَمُ الجبل فلم يَخُصَّ الطويلَ؛ قال جرير:

إذا قَطَعْنَ عَلَماً بَدا عَلَم،

حَتَّى تناهَيْنَ بنا إلى الحَكَم

خَلِيفةِ الحجَّاجِ غَيْرِ المُتَّهَم،

في ضِئْضِئِ المَجْدِ وبُؤْبُؤِ الكَرَم

وفي الحديث: لَيَنْزِلَنَّ إلى جَنْبِ عَلَم، والجمع أَعْلامٌ وعِلامٌ؛

قال:

قد جُبْتُ عَرْضَ فَلاتِها بطِمِرَّةٍ،

واللَّيْلُ فَوْقَ عِلامِه مُتَقَوَِّضُ

قال كراع: نظيره جَبَلٌ وأَجْبالٌ وجِبالٌ، وجَمَلٌ وأَجْمال وجِمال،

وقَلَمٌ وأَقلام وقِلام. واعْتَلَمَ البَرْقُ: لَمَعَ في العَلَمِ؛ قال:

بَلْ بُرَيْقاً بِتُّ أَرْقُبُه،

بَلْ لا يُرى إلاَّ إذا اعْتَلَمَا

خَزَمَ في أَوَّل النصف الثاني؛ وحكمه:

لا يُرَى إلا إذا اعْتَلَما

والعَلَمُ: رَسْمُ الثوبِ، وعَلَمهُ رَقْمُه في أطرافه. وقد أَعْلَمَه:

جَعَلَ فيه عَلامةً وجعَلَ له عَلَماً. وأَعلَمَ القَصَّارُ الثوبَ، فهو

مُعْلِمٌ، والثوبُ مُعْلَمٌ. والعَلَمُ: الراية التي تجتمع إليها

الجُنْدُ، وقيل: هو الذي يُعْقَد على الرمح؛ فأَما قول أَبي صخر الهذلي:

يَشُجُّ بها عَرْضَ الفَلاةِ تَعَسُّفاً،

وأَمَّا إذا يَخْفى مِنَ ارْضٍ عَلامُها

فإن ابن جني قال فيه: ينبغي أن يحمل على أَنه أَراد عَلَمُها، فأَشبع

الفتحة فنشأَت بعدها ألف كقوله:

ومِنْ ذَمِّ الرِّجال بمُنْتزاحِ

يريد بمُنْتزَح. وأَعلامُ القومِ: ساداتهم، على المثل، الوحدُ كالواحد.

ومَعْلَمُ الطريق: دَلالتُه، وكذلك مَعْلَم الدِّين على المثل. ومَعْلَم

كلِّ شيء: مظِنَّتُه، وفلان مَعلَمٌ للخير كذلك، وكله راجع إلى الوَسْم

والعِلْم، وأَعلَمْتُ على موضع كذا من الكتاب عَلامةً. والمَعْلَمُ:

الأثرُ يُستَدَلُّ به على الطريق، وجمعه المَعالِمُ.

والعالَمُون: أصناف الخَلْق. والعالَمُ: الخَلْق كلُّه، وقيل: هو ما

احتواه بطنُ الفَلك؛ قال العجاج:

فخِنْدِفٌ هامةَ هذا العالَمِ

جاء به مع قوله:

يا دارَ سَلْمى يا اسْلَمي ثمَّ اسْلَمي

فأَسَّسَ هذا البيت وسائر أبيات القصيدة غير مؤسَّس، فعابَ رؤبةُ على

أبيه ذلك، فقيل له: قد ذهب عنك أَبا الجَحَّاف ما في هذه، إن أَباك كان

يهمز العالمَ والخاتمَ، يذهب إلى أَن الهمز ههنا يخرجه من التأْسيس إذ لا

يكون التأْسيس إلا بالألف الهوائية. وحكى اللحياني عنهم: بَأْزٌ، بالهمز،

وهذا أَيضاً من ذلك. وقد حكى بعضهم: قَوْقَأَتِ الدجاجةُ وحَـَّلأْتُ

السَّويقَ ورَثَأَتِ المرأَةُ زوجَها ولَبَّأَ الرجلُ بالحج، وهو كله شاذ

لأنه لا أصل له في الهمز، ولا واحد للعالَم من لفظه لأن عالَماً جمع أَشياء

مختلفة، فإن جُعل عالَمٌ اسماً منها صار جمعاً لأشياء متفقة، والجمع

عالَمُون، ولا يجمع شيء على فاعَلٍ بالواو والنون إلا هذا، وقيل: جمع العالَم

الخَلقِ العَوالِم. وفي التنزيل: الحمد لله ربِّ العالمين؛ قال ابن

عباس: رَبِّ الجن والإنس، وقال قتادة: رب الخلق كلهم.

قال الأزهري: الدليل على صحة قول ابن عباس قوله عز وجل: تبارك الذي

نَزَّلَ الفُرْقانَ على عبده ليكون للعالمينَ نذيراً؛ وليس النبي، صلى الله

عليه وسلم، نذيراً للبهائم ولا للملائكة وهم كلهم خَلق الله، وإنما بُعث

محمد، صلى الله عليه وسلم، نذيراً للجن والإنس. وروي عن وهب بن منبه أنه

قال: لله تعالى ثمانية عشر ألفَ عالَم، الدنيا منها عالَمٌ واحد، وما

العُمران في الخراب إلا كفُسْطاطٍ في صحراء؛ وقال الزجاج: معنى العالمِينَ كل

ما خَلق الله، كما قال: وهو ربُّ كل شيء، وهو جمع عالَمٍ، قال: ولا واحد

لعالَمٍ من لفظه لأن عالَماً جمع أشياء مختلفة، فإن جُعل عالَمٌ لواحد

منها صار جمعاً لأَشياء متفقة. قال الأزهري: فهذه جملة ما قيل في تفسير

العالَم، وهو اسم بني على مثال فاعَلٍ كما قالوا خاتَمٌ وطابَعٌ

ودانَقٌ.والعُلامُ: الباشِق؛ قال الأزهري: وهو ضرب من الجوارح، قال: وأما

العُلاَّمُ، بالتشديد، فقد روي عن ابن الأعرابي أَنه الحِنَّاءُ، وهو الصحيح،

وحكاهما جميعاً كراع بالتخفيف؛ وأما قول زهير فيمن رواه كذا:

حتى إذا ما هَوَتْ كَفُّ العُلامِ لها

طارَتْ، وفي كَفِّه من ريشِها بِتَكُ

فإن ابن جني روى عن أبي بكر محمد بن الحسن عن أبي الحسين أحمد بن سليمان

المعبدي عن ابن أُخت أَبي الوزير عن ابن الأَعرابي قال: العُلام هنا

الصَّقْر، قال: وهذا من طَريف الرواية وغريب اللغة. قال ابن بري: ليس أَحد

يقول إن العُلاَّمَ لُبُّ عَجَم النَّبِق إلاَّ الطائي؛ قال:

...يَشْغَلُها * عن حاجةِ الحَيِّ عُلاَّمٌ وتَحجِيلُ

وأَورد ابن بري هذا البيت

(* قوله «وأورد ابن بري هذا البيت» أي قول

زهير: حتى إذا ما هوت إلخ) مستشهداً به على الباشق بالتخفيف.

والعُلامِيُّ: الرجل الخفيف الذكيُّ مأْخوذ من العُلام. والعَيْلَمُ:

البئر الكثيرة الماء؛ قال الشاعر:

من العَيالِمِ الخُسُف

وفي حديث الحجاج: قال لحافر البئر أَخَسَفْتَ أَم أَعْلَمْتَ؛ يقال:

أعلَمَ الحافرُ إذا وجد البئر عَيْلَماً أي كثيرة الماء وهو دون الخَسْفِ،

وقيل: العَيْلَم المِلْحة من الرَّكايا، وقيل: هي الواسعة، وربما سُبَّ

الرجلُ فقيل: يا ابن العَيْلَمِ يذهبون إلى سَعَتِها . والعَيْلَم: البحر.

والعَيْلَم: الماء الذي عليه الأرض، وقيل: العَيْلَمُ الماء الذي

عَلَتْه الأرضُ يعني المُنْدَفِن؛ حكاه كراع. والعَيْلَمُ: التَّارُّ الناعِمْ.

والعَيْلَمُ: الضِّفدَع؛ عن الفارسي. والعَيْلامُ: الضِّبْعانُ وهو ذكر

الضِّباع، والياء والألف زائدتان. وفي خبر إبراهيم، على نبينا وعليه

السلام: أنه يَحْمِلُ أَباه ليَجوزَ به الصراطَ فينظر إليه فإذا هو عَيْلامٌ

أَمْدَرُ؛ وهو ذكر الضِّباع.

وعُلَيْمٌ: اسم رجل وهو أبو بطن، وقيل: هو عُلَيم بن جَناب الكلبي.

وعَلاَّمٌ وأَعلَمُ وعبد الأَعلم: أسماء؛ قال ابن دريد: ولا أَدري إلى أي شيء

نسب عبد الأعلم. وقولهم: عَلْماءِ بنو فلان، يريدون على الماء فيحذفون

اللام تخفيفاً. وقال شمر في كتاب السلاح: العَلْماءُ من أَسماء الدُّروع؛

قال: ولم أَسمعه إلا في بيت زهير بن جناب:

جَلَّحَ الدَّهرُ فانتَحى لي، وقِدْماً

كانَ يُنْحِي القُوَى على أَمْثالي

وتَصَدَّى لِيَصْرَعَ البَطَلَ الأَرْ

وَعَ بَيْنَ العَلْماءِ والسِّرْبالِ

يُدْرِكُ التِّمْسَحَ المُوَلَّعَ في اللُّجْـ

ـجَةِ والعُصْمَ في رُؤُوسِ الجِبالِ

وقد ذكر ذلك في ترجمة عله.

علم

(عَلِمَهُ - كَسَمِعَه - عِلْمًا، بالكَسْرِ: عَرَفَه) هَكَذَا فِي الصِّحَاح، وَفِي كَثِيرٍ من أمَّهاتِ اللُّغَةِ، وزَادَ المُصَنِّفُ فِي البَصَائِر: حَقَّ المَعْرِفَةِ، ثمَّ قَوْله: هَذَا وكَذَا قَوْله فِيمَا بَعْد: وعَلِمَ بِهِ، كسَمِعَ، شَعَرَ، صَرِيحٌ فِي أنَّ العِلْمَ والمَعْرِفَةَ والشُّعُوَرَ كُلَّها بِمَعْنًى واحِدٍ، وَأَنه يَتَعَدَّى بنَفْسِه فِي المَعْنَى الأول، وبالبَاءِ إِذا استُعْمِل بمَعْنَى شَعَرَ، وَهُوَ قَرِيبٌ من كَلامِ أكْثَرِ أهْلِ اللُّغَةِ.
والأكثرُ من المُحَقَقِّين يُفَرِّقُون بَيْن الكُلِّ، والعِلْمُ عِنْدَهم أعْلَى الأوْصَافِ؛ لأنَّه الَّذِي أجازُوا إطْلاقَه على اللهِ تَعالَى، وَلم يَقولُوا: عارفٌ فِي الأصَحِّ، وَلَا شاعرٌ. والفُروقُ مَذْكورُةٌ فِي مُصَنَّفاتِ أهلِ الاشتِقاقِ.
ووَقَع خِلافٌ طَويلُ الذَّيْلِ فِي العِلْمِ، حَتَّى قالَ جماعةٌ: إنَّه لَا يُحَدُّ لِظُهورِه وكَونِه من الضَّرورِيَّاتِ، وقِيلَ: لِصُعوبَتِه وعُسْرِهِ، وقِيلَ: غَيْرُ ذَلك، مِمَّا أوْرَدَه بِمالَه وعَلَيْه الإِمَام أَبُو [الْوَفَاء] ِ الحَسَنُ [بنُ مَسْعُود] اليُوسِيُّ فِي قانون العُلُوم، وأشارَ فِي الدُّرِّ المَصُون إِلَى أنَّه إنَّما يَتَعَدَّى بالباءِ؛ لأنَّه يُراعَى فِيهِ أَحْيَانًا مَعْنَى الإحاطَةِ، قَاله شَيخُنا. قُلتُ: وَقَالَ الرَّاغِبُ: " العِلْمُ: إدْراكُ الشَّيءِ بِحَقيقَتِه. وَذَلِكَ ضرْبان: إدراكُ ذاتِ الشَّيءِ، والثَّاني: الحُكْمُ على الشَّيءِ بوُجودِ شَيءٍ هُوَ مَوْجودٌ لَهُ، أَو نَفْيُ شَيءٍ هُوَ مَنْفِيُّ عَنْه، فالأولُ هُوَ المُتَعَدِّي إِلَى مَفْعولٍ واحدٍ نَحْوَ قَولِه تَعالَى: {لَا تَعْلَمُونَهُم الله يعلمهُمْ} ، والثَّانِي إِلَى مَفْعُولَيْن نَحْو قَولِهِ تَعالَى: {فَإِن علمتموهن مؤمنات} . قالَ: والعِلْمُ من وَجْهٍ ضَرْبان: نَظَرِيٌّ وعَمَلِيٌّ، فالنَّظَرِيُّ مَا إذَا عُلِمَ فقَد كَمُلَ نَحْوَ العِلْمِ بِمَوْجودَاتِ العالَم، والعَمَلِيُّ مَا لَا يَتِمُّ إلاّ بأَنْ يُعْلَمَ، كالعِلْمِ بِالعِباداتِ. وَمن وَجْهٍ آخَرَ ضَرْبان: عَقْلِيٌّ وسَمْعِيٌّ " انْتَهى. وَقَالَ المُناوِيُّ فِي التَّوقِيفِ: العِلْمُ هُوَ الاعْتِقادُ الجازِمُ الثَّابِتُ المُطابِقُ للواقِع، أَو هُوَ صِفَةٌ توجِبُ تَمْييزًا لَا يحتَمِلُ النَّقيضَ، أَو هُوَ حُصولُ صُورَةِ الشَّيءِ فِي العَقْلِ، والأولُ أخَصُّ.
وَفِي البَصائِرِ: المعْرِفَةُ إدْراكُ الشَّيءِ بِتفَكُّرٍ وتَدَبُّرٍ لأثَرِه، وَهِي أخَصُّ من العِلْمِ، والفَرْقُ بَيْنَهُما وَبَين العِلْم من وُجُوه لَفظًا ومَعْنًى. أما اللَّفْظُ ففِعلُ المَعْرِفَةِ يَقَعُ على مَفْعولٍ واحِدِ، وفِعْلُ العِلْمِ يقْتَضِي مَفْعولَيْنِ، وَإِذا وَقَعَ على مَفْعولٍ كَانَ بِمَعْنَى المعْرِفَةِ. وأمَّا من جِهَةِ المعْنى فمِنْ وُجوهٍ: أحدُها: أنَّ المعْرِفَةَ تَتَعَلَّقُ بذاتِ الشَّيء، والعِلْمُ يَتَعَلَّقُ بأحوالِه، والثَانِي: أنَّ المعرِفَةَ فِي الغالبِ تكونُ لِما غَابَ عَن القَلْبِ بَعْدَ إدْراكِه، فَإِذا أدركَه قيل: عَرَفه، بِخِلافِ العِلْم، فالمعْرِفَةُ نِسْبِةُ الذِّكْرِ النَّفْسِيِّ، وَهُوَ حُضورُ مَا كَانَ غائِبًا عَن الذَّاكِرِ، وَلِهَذَا كَانَ ضِدُّها الإنْكارَ، وضِدُّ العِلْمِ الجَهْلَ، والثَّالث: أنَّ المعْرِفَةَ عِلْمٌ لعَيْنِ الشَّيءِ مُفَصَّلاً عمَّا سِواهُ، بخِلاف العِلْمِ، فإنَّه قَد يَتعلَّقُ بالشَّيءِ مُجْمَلاً. وَلَهُم فُروقٌ أُخَرُ غَير مَا ذَكَرنا.
وقَولُه: (وعَلِمَ هُوَ فِي نَفْسِه) هَكَذا فِي سائرِ النُّسَخِ، وصَريحهُ أنَّه، كَسَمِعَ؛ لأنَّه لَمْ يَضْبِطْه، فَهُوَ كالأوَّل، وَعَلِيهِ مَشَى شَيْخُنا فِي حاشِيَتِه، فإنَّه قالَ: وإنَّه يَتَعَدَّى بنَفْسِه فِي المعْنَيَيْنِ الأَوَّلَيْن، والصَّوابُ: أنَّه من حّدِّ كَرُمَ، كَمَا هُوَ فِي المحكَمِ، ونَصُّه: وعَلُم هُوَ نَفْسُه. وسَيأْتي مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ من كَلامِ ابنِ جِنِّي قَريبًا.
(ورَجُلٌ عالِمٌ وعَليمٌ. ج: عُلَماءُ) فيهِما جَمِيعًا. قالَ سِيبويْهِ: يقولُ عُلماءُ من لَا يَقولُ إِلَّا عالِمًا.
قالَ ابنُ جِنِّي: لمَّا كانَ العِلْمُ قد يَكونُ الوصْفُ بهِ بعدَ المزاولَةِ لَهُ وطولِ الملابَسَةِ صارَ كأنَّه غَريزَةٌ، وَلم يَكُنْ على أوَّلِ دُخولِه فِيهِ، وَلَو كانَ كذلكَ لَكَانَ مُتَعَلِّمًا لَا عالِمًا، فَلَمَّا خَرَجَ بِالغَريزَةِ إِلَى بابِ فَعُلَ صَارَ عالِمٌ فِي المعْنَى، كَعَليمٍ، فَكُسِّر تَكْسيرَه، ثمَّ حَمَلُوا عَلَيْهِ ضِدَّه فَقالُوا: جُهَلاءُ كعُلَماءَ، وَصَارَ عُلماءُ كَحُلَماءَ؛ لأنَّ العِلْمَ مَحْلَمَةٌ لِصاحِبِه، وعَلى ذَلِك جاءَ عَنْهُم فَاحِشٌ وفُحَشاءُ، لما كانَ الفُحْشُ من ضُروبِ الجهْلِ ونَقيضًا للحِلْمِ، فَتَأَمَّلْ ذَلِك.
قالَ ابنُ بَرِّيّ: (و) يُقَال فِي جَمْعِ عالِمٍ: (عُلاَّمٌ) أيْضًا، (كَجُهَّالٍ) فِي جاهِلٍ، قَالَ يَزيدُ بنُ الحَكَمِ:
(ومُسْتَرِقُ القَصائِدِ والمُضاهِي ... سَواءٌ عندَ عُلاَّمِ الرِّجالِ)

(وعَلَّمَهُ العِلْمَ تَعْليمًا وعِلاَّمًا - كَكِذَّابٍ) - فتَعَلَّمَ، ولَيْسَ التَّشْدِيدُ هُنَا للتَّكْثِير كَمَا قالَه الجوْهَرِيُّ، (وأَعلَمَه إِيَّاه فَتَعَلَّمَه) ، وَهُوَ صَريحٌ فِي أنَّ التَّعْليمَ والإعْلامَ شَيءٌ واحِدٌ، وفَرَّقَ سِيبوَيْهِ بيْنَهُما فَقَالَ: عَلَّمْتُ كَأَذَّنْتُ، وأعْلَمْتُ كَآذَنْتُ. وقالَ الرَّاغِبُ: " إِلَّا أنَّ الإعلامَ اخْتَصَّ بِمَا كَانَ بِإخْبارٍ سَريعٍ، والتَّعْليمَ اخْتَصَّ بِما يَكون بِتَكْريرٍ وتَكْثيرٍ، حِينَ يَحْصُلُ مِنْهُ أثَرٌ فِي نَفْسِ المتَعَلِّم. وَقَالَ بَعضُهم: التَّعليمُ تَنْبيهُ النَّفْسِ لِتَصَوُّر المعانِي. والتَّعلُّم: تَنبُّه النَّفْسِ لتَصَوّر ذَلِك، ورُبَّمَا اسْتُعمِل فِي مَعْنَى الإعْلام إِذا كانَ فيهِ تَكْثيرٌ نحْو قَولِه تَعالَى: {تعلمونهن مِمَّا علمكُم الله} . قَالَ: وتَعْليمُ آدَمَ الأسماءَ هوَ أنْ جَعَلَ لَهُ قُوَّةً بِها نَطَقَ ووَضَعَ أسْماءَ الأشْياءِ، وَذَلِكَ بإلقائِه فِي رُوعِه، وكَتَعْليمِه الحيواناتِ كُلَّ واحدٍ مِنْهَا فِعْلاً يَتَعاطاهُ، وصوتًا يَتَحَرَّاهُ ".
(والعَلاَّمَةُ، مُشَدَّدَةً) ، وعَلَيْهِ اقْتصَر الجَوْهَرِيُّ، (و) العَلاَّمُ (كَشَدَّادٍ وزُنَّارٍ) نَقَلَهُما ابنُ سيدَه، والأخيرُ عَن اللِّحْيانِيِّ، (والتِّعْلِمَةُ - كَزِبْرِجَةٍ - والتِّعْلامَةُ) بالكَسْرِ أيْضًا: (العاَلِمُ جِدًّا) هَكَذا قالَ الجوْهَرِيّ، زادُوا الهاءَ لِلمُبالَغَة، كأَنَّهم يُريدون بِهِ داهِيَةً. اه. من قومٍ عَلاَّمِين وعُلاَّمِين.
وَقَالَ ابنُ جِنِّي: " رَجُلٌ عَلاَّمَةٌ، وامْرَأَةٌ عَلامَةٌ لم تَلْحَقِ الهاءُ لِتَأنِيثِ الموْصوفِ بِمَا هيَ فيهِ، وإنَّما لَحِقَتْ لإعلامِ السَّامِعِ أنَّ هَذَا الموْصوفَ بِمَا هِي فيهِ قَدْ بَلَغَ الغايَةَ والنِّهايَةَ، فَجَعَلَ تَأْنِيثَ الصِّفَةِ إمَارةً لِمَا أُريدَ من تَأْنِيثِ الغايَةِ والمُبالَغةِ، وسَواءٌ كَانَ الموْصوفُ بِتلْكَ الصِّفَة مُذَكَّرًا أَو مُؤَنَّثًا، يَدُلُّ على ذَلك أنَّ الهاءَ لَو كانَت فِي نَحوِ امْراَةٍ عَلاَّمةٍ وفَرُوقةٍ ونحْوه إنَّما لحقتْ لأنَّ المرأَة مُؤَنَّثَةٌ لوَجَبَ أَن تُحْذَفَ فِي المذَكَّرِ، فَيُقالُ: رَجُلٌ فَروقٌ، كَمَا أنَّ الهاءَ فِي قائِمَةٍ وظَريفَةٍ لما لَحِقَتْ لِتَأْنيثِ الموْصوفِ حُذِفَتْ مَعَ تَذْكيرِه، فِي نَحوْ رَجُلٍ قائِمٍ وظَريفٍ، وهَذَا واضِح ".
(و) العَلاَّمةُ: والعَلاَّمُ: (النَّسَّابَةُ) ، وَهُوَ من العِلْمِ.
(وعالَمَه فَعَلَمَهُ، كَنصَرَهُ: غَلَبَهُ عِلْمًا) ، أيْ: كَانَ أعْلَمَ مِنْهُ، وحَكَى اللِّحيانِيُّ: مَا كُنْتُ أُرانِي أَن أَعْلُمَه. قالَ الأزْهَرِيُّ: وكَذلكَ كلُّ مَا كَانَ مِن هَذا البابِ بِالكَسْرِ فِي يَفْعِلُ، فَإِنَّهُ فِي بابِ المغالَبِة، يَرْجِع إِلَى الرَّفْعِ كضارَبْتُه فضَرَبْتُه أَضْرُبُه.
(وعَلِم بِهِ، كَسَمِعَ: شَعَرَ) ، يُقَال: مَا علِمْتُ بِخَبَرِ قُدومِه، أيْ: مَا شَعَرْتُ.
(و) عَلِمَ (الأمْرَ) ، إِذا (أتْقَنَهُ، كتَعَلَّمَهُ) . وَقد مّرَّ عَن بَعْضِهِم أنَّ التَّعَلُّمَ هُوَ تَنَبُّهُ النَّفْسِ لِتّصّوُّرِ المِعِاني. وقالَ يعْقُوبُ: إِذا قِيلَ لَكَ: اعْلَمْ كذَا، قُلْتَ: قَدْ عَلِمْتُ، وَإِذا قِيلَ لَكَ: تَعَلَّمْ كَذَا لَمْ تَقُلْ: قَدْ تعَلَّمْتُ، وأَنْشَدَ:
(تَعَلَّمْ أنَّهُ لَا طَيْرَ إلاّ ... على مُتَطَيِّرٍ وَهُوَ الثُّبُورُ)

وقالَ ابنُ بَرِّيّ: لَا يُسْتَعْمَلُ تَعَلَّمْ بِمَعْنَى اعْلَمْ إلاّ فِي الأمْرِ، ومِنْهُ حَدِيثُ الدَّجَّال: " تَعَلَّمُوا أنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ " قالَ: واسْتُغْنِيّ عَن تَعَلَّمْتُ بِعَلِمْتُ.
(والعُلْمَةُ - بالضَّمِّ - والعَلَمَةُ والعَلَمُ، مُحَرَّكَتَيْن: شَقٌّ فِي الشَّفَةِ العُلْيَا أَو فِي] إحْدَى) - كَذَا فِي النُّسَخِ - وصَوابُه: فِي أحَدِ (جانِبَيْها) ، وقِيلَ: هُوَ أَن ينشَقَّ فيَبِينَ.
وقَدْ (عَلِمَ - كفرِحَ) - عَلَمًا (فَهو أَعْلَمُ) وهِي عَلْماءُ. ومِنْ ذَلك يُقالُ لِلبَعِيرِ: أعْلَمُ، لِعَلَمٍ فِي مِشْفَرِهِ الأعْلَى، وإنْ كَانَ الشَّقُّ فِي الشَّفَةِ السُّفْلَى فَهُوَ: أفْلَحُ، وفِي الأنْفِ: أخْرَمُ، وفِي الأُذُنِ: أخْرَبُ، وَفِي الجَفْنِ أشْتَرُ، ويُقالُ فِيه كُلِّه: أَشْرَمُ، ومِنْه قَوْلُ الزَّمَخْشَرِيِّ:
(أنَا المِيمُ والأيّامُ أفْلحُ أَعْلَمُ ... )
(وعَلَمَهُ - كَنَصَرَهُ، وضَرَبَهُ) - عَلْمًا: (وسَمَهُ) . ويُقالُ: عَلَمْتُ عِمَّتِي أَعْلِمُها عَلْمًا، وذَلك إذَا لُثْتَها على رَأسِك بِعَلامَةٍ تُعْرَفُ بِهَا عِمَّتُكَ، قالَ:
(ولُثْنَ السُّبوبَ خِمْرَةً قُرْشِيَّةً ... دُبَيْرِيَّةً يَعْلِمْنَ فِي لَوْثِهَا عَلْمَا)

(و) عَلَمَ (شَفَتَه يَعْلِمُهَا) عَلْمًا: (شَقَّهَا) ، فَهُوَ أعْلَمُ، والشَّفَةُ عَلْمَاءُ.
(وأَعْلَمَ الفَرَسَ) إِعْلامًا: (عَلَّقَ عَلَيْهِ صُوفًا مُلَوَّنًا) أحْمَرَ وأَبْيَضَ (فِي الحَرْبِ) .
(و) أَعْلَمَ (نَفْسَهُ) ، إذَا (وَسَمَهَا بِسِيمَا الحَرْبِ) إذَا عُلِمَ مَكانُهُ فِيها. وأعْلَمَ حَمْزَةُ يَومَ بَدْرٍ، ومِنْهُ قَولُه:
(فَتَعرَّفونِي أنَّنِي أَنا ذاكُمُ ... شَاكٍ سِلاحِي فِي الحَوادِثِ مُعْلِمُ)

وقالَ الأخْطَلُ: (مَا زَالَ فِينا رِباطُ الخَيْلِ مُعْلِمَةً ... وَفِي كُلَيْبٍ رِباطُ اللُّؤْمِ والعارِ)

هكذَا رُوِيَ: بِكَسْرِ اللاَّمِ.
(كعَلَّمَها) تَعْلِيمًا.
(والعَلامَةُ: السِّمَةُ، كالأُعْلُومَةِ، بِالضَّمِّ) عَن أبِي العَمَيْثَلِ الأعْرابِيّ، يُقالُ: بَيْنَ القَوْمِ أُعْلُومَةٌ، أيْ: عَلامَةٌ (ج: أَعْلامٌ) ، وَهُوَ مِنَ الجَمْعِ الَّذِي لَا يُفارِقُ واحِدَه إِلَّا بِإلْقاءِ الهاءِ؛ قالَ عامِرُ بنُ الطُّفَيْلِ:
(عَرَفْتُ بِجَوِّ عَارِمَةَ المُقَامَا ... بِسَلْمَى أَو عَرَفْتُ بِها عَلامَا)

وأمَّا جَمْعُ الأُعْلُومَةِ: فأعاليمُ، كأَعاجِيبَ.
(و) العَلامَةُ، (الفَصْلُ) يَكونُ (بَيْنَ الأَرْضَيْن) .
(و) أَيضًا: (شَيءٌ مَنْصوبٌ فِي الطَّرِيقِ) . ونَصُّ المُحْكَم فِي الفَلَواتِ (يُهْتَدَى بِهِ) ونَصُّ المُحْكَمِ: تَهْتَدِي بِهِ الضَّالَّةُ، (كالعَلَمِ فِيهِما) ، بالتَّحْرِيكِ. ويُقالُ لِمَا يُبْنَى فِي جَوادِّ الطَّرِيقِ مِنَ المَنازِلِ يُسْتَدَلُّ بهَا على الأرْضِ: أعْلامٌ، واحِدُها: عَلَمٌ.
وأَعلامُ الحَرَمِ: حُدُودُه المَضْرُوبَةُ عَلَيْهِ. (والعَلَمُ، مُحَرَّكةً: الجَبَلُ الطَّويلُ (أوْ عامٌّ) عَن اللِّحْيانِيّ، قَالَ جَرير:
(إِذا قَطَعْنَ عَلَمًا بَدَا عَلَمْ ... حَتى تَنَاهَيْنِ بِنَا إِلَى الحَكَمْ)

(خَلِيفَةِ الحَجَّاجِ غَيْرِ المُتَّهَمْ ... فِي ضِئْضِئِ المَجْدِ وبُؤْبُؤِ الكَرَمْ)

(ج: أعلامٌ، وعِلامٌ) ، بِالكَسْرِ، قالَ:
(قَدْ جُبْتَ عَرْضَ فَلاتِها بِطِمِرَّةٍ ... واللَّيْلُ فَوقَ عِلامِهِ مُتَقَوِّضُ)

قَالَ كُراعٌ: نَظِيره جَبَلٌ وأجْبالٌ وجِبالٌ، وجَمَلٌ وأجْمَالٌ وجِمَالٌ، وقَلَمٌ وأقْلامٌ وقِلاَمٌ. وشاهِدُ الأعْلامِ قَوْلُه تَعالَى: {وَله الْجوَار الْمُنْشَآت فِي الْبَحْر كالأعلام} .
(و) العَلَمُ: (رَسْمُ الثَّوْبِ ورَقْمُهُ) فِي أطْرافِهِ.
(و) العَلَمُ: (الرَّايَةُ) الَّتِي يَجْتَمِعُ إلَيْها الجُنْدُ، (و) قِيلَ: هُوَ (مَا يُعْقَدُ عَلَى الرُّمْحِ) ، وإيَّاه عَنى أَبُو صَخْرٍ الهُذَلِيُّ مُشْبِعًا الفَتْحَةَ حَتَّى حَدَثَتْ بَعدَها ألِفٌ فِي قَولِه:
(يُشَجُّ بِها عَرْضَ الفَلاةِ تَعَسُّفًا ... وأمَّا إذَا يَخْفَى مِنَ أرْضٍ عَلامُها)

قَاله ابنُ جِنِّي.
(و) من المَجازِ: العَلَمُ (سَيِّدُ القَوْمِ، ج: أعْلامٌ) ، مَأْخوذٌ من الجَبَلِ أَو الرَّايَةِ.
(ومَعْلَمُ الشَّيء، كَمَقْعَدٍ: مَظِنَّتُه) ، يُقالُ هُوَ: مَعْلَمٌ للخَيْر مِنْ ذَلِكَ.
(و) المَعْلَمُ: (مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ) على الطَّرِيقِ من الأَثَرِ، ومِنْهُ الحَدِيثُ: (تَكونُ الأرْضُ يَوْمَ القِيامَةِ كقُرْصَةِ النَّقِيِّ لَيْسَ فِيها مَعْلَمٌ لأحَدٍ) ، والجَمْعُ: المَعالِمُ، (كالعُلاَّمَةِ - كَرُمَّانَةٍ -) . (والعَلْمُ) ، بِالفَتْحِ، وعَلى الأخِيرِ قِراءَةُ منْ قَرَأَ: {وَإنَّهُ لعلم للساعة} ، أيْ: أنَّ ظُهورَ عيسَى ونُزولَه إِلَى الأرضِ عَلامةٌ تَدُلُّ على اقْتِرابِ السَّاعَةِ.
(والعَالَمُ) ، بِفَتْحِ اللاَّمِ، وإنَّما لمْ يَضْبِطْه لشُهْرته، وقالَ الأزْهَرِيُّ: هُوَ اسْمٌ بُنِيَ على مِثالِ فاعَلٍ، كخَاتَمٍ وطابَقٍ ودانَقٍ، انْتَهى. وحَكَى بَعضُهم: الكَسْرَ أيْضًا، كَمَا نَقلَه شَيْخُنا، وكانَ العَجَّاجُ يَهْمِزه.
(الخَلْقُ) كَمَا فِي الصِّحاح، زادَ غَيْرُه: (كُلُّه) وَهُوَ المَفْهومُ مِن سِياقِ قَتادَةَ (أَو مَا حَوَاهُ بَطْنُ الفَلَكِ) من الجَواهِرِ والأعْراضِ، وَهُوَ فِي الأصْلِ اسْمٌ لِمَا يُعْلَم بِه، كالخَاتَمِ لِمَ يُخْتَمُ بِهِ. فالعَالَمُ آلَةٌ فِي الدّلالة على مُوجِدِه، ولِهذَا أحالَنَا عَلَيه فِي مَعْرِفَةِ وَحْدانِيَّته، فَقَالَ: {أولم ينْظرُوا فِي ملكوت السَّمَاوَات وَالْأَرْض} وقالَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ: العَالَمِ عالَمَانِ: كَبيرٌ وَهُوَ الفَلَكُ بِمَا فِيهِ، وصَغيرٌ وَهُوَ الإنْسانُ، لأنَّه على هَيْئَةِ العَالَمِ الكَبيرِ، وفِيه كُلُّ مَا فِيه " قُلْتُ: وإليْه أشَارَ القائِلُ:
(أتحْسِبُ أنَّك جِرْمٌ صَغيرٌ ... وفِيكَ انْطَوَى العَالَمُ الأكبَرُ)

وقالَ شَيْخُنَا: سُمِّي الخَلْقُ عالَمًا لأنَّه عَلامةٌ على الصَّانِعِ، أَو تَغْلِيبًا لِذَوِي العِلْمِ، وعَلى كُلٍّ هُوَ مُشْتَتقٌّ من العِلْمِ لَا مِن العَلامَةِ، وإنْ كانَ لِذَوِي العِلْمِ فَهُوَ من العِلْمِ، والحَقُّ أنَّه من العِلْمِ مُطْلَقا، كمَا فِي العَنايَةِ. وقالَ بَعْضُ المُفَسِّرين: العَالَمُ مَا يُعْلَمُ بِهِ، غَلَب على مَا يُعْلَمُ بِهِ الخالِقُ، ثُمَّ على العُقَلاءِ من الثّقَلَيْنِ، أوالثَّقَلَيْنِ، أَو المَلَكِ والإنْسِ. واخْتارَ السَّيِّدُ الشَّرِيفُ أنَّه يُطْلَقُ على كُلِّ جِنْسٍ، فَهُوَ للقَدْرِ المُشْتَرَكِ بَيْنَ الأجْناسِ، فيُطْلَقُ على كُلِّ جِنْسٍ، وعَلى مَجْموعها، إلاّ أنَّه موْضوعٌ لِلمجْموعِ، وإلاَّ لَمْ يُجْمَعْ. قالَ الزَّجَّاجُ: " وَلَا واحِدَ للعَالَمِ مِنْ لَفْظِهِ؛ لأَنَّ عالَمًا جَمْعُ أشْياءَ مُخْتَلِفَةٍ، فَإِن جُعِلَ عالَمٌ اسْمًا لِواحِدٍ مِنْهَا صَار جَمْعًا لأشْياءَ مُتَّفِقَةٍ " والجَمْعُ عَالَمُونَ. قالَ ابنُ سِيدَه: " وَلَا يُجْمَعُ) شَيءٌ على (فَاعل بِالواوِ والنُّون غَيرُه) ، زادَ غَيْرُه: (وغَيْرُ ياسَمٍ) ، واحِدُ الياسَمينَ، على مَا سَيَأْتِي. وقيلَ: جَمْعُ العالَمِ: الخَلْقِ: العَوالِمُ. وَفِي البَصائِرِ: " وأمّا جَمْعُه فلأَنَّ كُلَّ نَوْعٍ من هَذه المَوْجوداتِ قَدْ يُسَمَّى عَالَمًا، فيُقال: عالَمُ
الإنْسانِ، وعالَمُ النَّارِ، وقَدْ رُوِي أنَّ اللهِ تَعالَى بِضْعَةَ عَشَرَ ألفَ عالَم. وأمّا جَمعُه جَمْعَ السَّلامَةِ فَلِكَوْنِ النَّاسِ فِي جُمْلَتِهِم. وقِيل: إنَّما جُمِعَ بِهِ هذَا الجَمْعُ؛ لأنَّه عَنَى بِهِ أصْنافَ الخَلائِقِ، من المَلائِكَةِ والجِنِّ والإنْسِ، دونَ غَيْرِها، رُوي هَذا عَن ابنِ عبَّاسٍ. وقالَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ: عَنَى بِهِ النَّاسَ وجَعَلَ كُلَّ واحِدٍ مِنْهُم عَالَمًا. قُلْتُ: الَّذِي رُوِي عَن ابنِ عبَّاسٍ فِي تَفْسيرِ: " رَبِّ العالَمِين " أَي رَبِّ الجِنِّ والإنْسِ، وقالَ قَتادَةُ: رَبُّ الخَلْقِ كُلِّهم. قالَ الأزْهَرِيُّ: " والدَّليلُ على صِحَّةِ قَوْلِ ابنِ عبَّاسٍ قولُه عَزَّ وجَلّ: {ليَكُون للْعَالمين نذيرا} ، ولَيْسَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ نَذِيرًا لِلْبَهائِمِ وَلَا للمَلائِكَةِ، وهم كُلُّهم خَلْقُ اللهِ، وإنَّمَا بُعِثَ نَذيرًا لِلْجِنِّ والإنْسِ. وقَوْلُه: وَقد رُوِي قُلْتُ: هَذَا قد رُوِى عَن وَهْبِ بنِ مُنَبِّه أنَّه ثَمانِيةَ عشرَ ألفَ عَالَمٍ، الدُّنْيا مِنها عَالَمٌ واحِدٌ، وَمَا العُمْرانُ فِي الخَرابِ إلاّ كَفُسطاط فِي صَحْراءَ ".
(وتَعَالمَهُ الجَميعُ) ، أَي: (عَلِمُوهُ) ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
(والأيّامُ المَعْلومَاتُ: عَشْرٌ) منْ ذِي الحِجَّةِ، آخِرُها يَوْمُ النَّحْرِ، وقَدْ تَقَدَّمَ تَعْليلُه فِي المعْدودَاتِ.
(و) العُلامُ، (كغُرابٍ، وزُنَّارٍ: الصَّقْرُ) عَن ابنِ الأعْرابِيّ، واقْتَصَر على التَّخْفيفِ، وَبِه فُسِّر قَولُ زُهَيْرٍ فِيمَن رَواه كَذَا:
(حَتَّى إِذا مَا رَوَتْ كَفُّ العُلامِ لَهَا ... طارَتْ وَفِي كَفِّهِ من رِيشِها بِتَكُ)

قَالَ ابنُ جِنِّي: " رُوِيَ عَن أبِي بَكْرٍ مُحمّدِ بنِ الحَسنِ، عَن أبِي الحُسيْنِ أحمدَ ابنِ سُلَيْمانَ المَعْبَدِيَّ، عَن ابنِ أُخْتِ أبِي الوَزيرِ، عَن ابنِ الأعْرابِيّ، قَالَ: العُلامُ هُنا الصَّقْرُ، قالَ: وهَذا مِن طَرِيفِ الرِّوايَةِ وغَريبِ اللُّغَةِ ".
وقِيلَ: هُوَ (البَاشِقُ) ، حَكاهُ كُراعٌ، واقْتَصَر على التَّخْفِيفِ أَيْضا.
وقالَ الأزْهَرِيُّ: هُوَ بِالتَّشْدِيدِ: ضَرْبٌ من الجوارِحِ، وأنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لِلطَّائِيِّ:
... ... ... ... . يَشْغَلُهَا ... عَن حَاجَةِ الحَيِّ عُلاَّمٌ وتَحجِيلُ)

وقالَ: هوَ البَاشِقُ إِلَّا أنّه رَواه بالتَّخْفِيفِ.
(والعُلامِيُّ، بِالضَّمِّ) والتَّخْفِيفِ وياءِ النِّسْبَةِ: (الخفِيفُ الذَّكِيُّ) من الرِّجالِ، مَأْخوذٌ من العُلامِ.
(و) العُلاَّمُ، (كَزُنَّارٍ: الحِنَّاءُ) رُوِيَ ذَلِك عَن ابنِ الأعْرابِيّ، وَهُوَ الصَّحيحُ، وحَكاهُ كُراعٌ بِالتَّخْفِيفِ أيْضًا.
(و) العَلاَّمُ، (كَشَدَّادٍ: اسْم) رَجُل، وكَذا أَبُو العَلاَّمِ.
(والعَيْلَمُ) ، كَحَيْدَرٍ: (البَحْرُ) . والجمْعُ: العَيالِمُ.
(و) العَيْلَمُ أيْضًا: (الماءُ الَّذِي عَليهِ الأرْضُ) . وَقيل: عَلَتْه الأرْضُ، وَهُوَ المُنْدَفِنُ، حَكاهُ كُراعٌ.
(و) أيْضًا: (التَّارُّ النّاعِمُ) نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.
(و) أيْضًا: (الضِّفْدِعُ) ، عَن الفارِسِيِّ.
(و) أيْضًا: (البِئْرُ) : وَفِي الصِّحاح: الرَّكِيَّةُ (الكثَيرةُ الماءِ) .
والجمْعُ عَيالِيمُ، قَالَ أَبُو نُوَاس:
(قَلَيْذَمٌ من العَيالِيمِ الخُسُفْ ... )
(أَو المِلْحَةُ) من الرَّكَايَا.
(و) عَيْلَمٌ: (اسْم) رَجُل.
(و) العَيْلَمُ: (الضَّبُعُ الذَّكَرُ، كالعَيْلامِ) ، وَفِي خَبَرِ إبراهيمَ، عَلَيْه السَّلامُ: " أَنه يحمِلُ أباهُ لِيَجوزَ بِهِ الصِّراطَ، فَيَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَإِذا هُوَ عَيْلامٌ أمْدَرُ ".
(والعَلْماءُ) : اسمُ (الدِّرْع) ، نَقَلَه شَمِرٌ فِي كِتابِ السِّلاحِ، قالَ: ولَم أسْمَعْه إلاّ فِي بَيْتِ زُهَيْرِ بنِ جَنَابٍ:
(جَلَّحَ الدَّهْرُ فانْتَحَى لِي وقِدْمًا ... كانَ يُنْحِي القُوَى على أمْثالِي)

(وتَصَدَّى لِيَصْرَعَ البَطَلَ الأرْ وَعَ بَيْنَ العَلْماءِ والسِّرْبالِ)

(يُدْرِكُ التِّمْسَحَ المُوَلَّعَ فِي اللُّجْ ... جَةِ والعُصْمَ فِي رُؤُوسِ الجِبالِ)

(واعْتَلَمَهُ: عَلِمَهُ) هُوَ افْتَعَلَ من العِلْمِ.
(و) اعْتَلَمَ (الماءُ: سَالَ) على الأرْض.
(وكزُبَيْرٍ) : عُلَيْمٌ: (اسْم) رَجُل، وَهُوَ أَبُو بَطْنٍ هُوَ عُلَيمُ بنُ جَنابٍ أَخُو زُهَيْرٍ من بَنِي كَلْبِ بنِ وَبْرَةَ.
(وعَلَمَيْنُ العُلماءِ: أرْضٌ بِالشَّامِ) .
(وعَلَمُ السَّعْدِ: جَبَلٌ قُرْبَ دُوْمَة) ، ودُومَةُ قد ذُكِرَ فِي مَوْضِعِه.
[] ومِمَّا يُسْتَدْركُ عَلَيْهِ:
من صِفاتِ اللهِ، عَزَّ وجَلّ: العَليمُ، والعالِمُ، والعَلاَّمُ، وَهُوَ العالِمُ بِمَا كَانَ وَمَا يَكونُ قَبْلَ كَوْنِهِ، وبِما يَكونُ ولَمَّا يَكُنْ بَعْدُ قَبْلَ أنْ يَكونَ، لَمْ يَزَلْ عالِمًا وَلَا يَزالُ عالِمًا بِمَا كانَ وَمَا يَكونُ، وَلَا تَخْفَى عَليه خافِيةٌ فِي الأرْضِ وَلَا فِي السَّماءِ، سُبْحانَهُ وتَعالَى، أحاطَ عِلْمَهُ بِجَميعِ الأشْياءِ: باطِنِها وظاهِرِها، دَقِيقِها وجَليلِها، على أتَمِّ الإمْكانِ. وعَليمٌ: فَعيلٌ فِي أبْنِيَةِ المُبالَغَةِ.
وقَدْ يُطْلَق العِلْمُ ويُرادُ بِهِ العَمَلُ، وبِه فَسَّرَ أَبُو عبدِ الرَّحْمنِ المُقْرئُ قَولَه تَعالَى: {وَإنَّهُ لذُو علم لما علمناه} قَالَ: لَذُو عَمَلٍ، رَواهُ الأزْهَرِيُّ عَن سَعْدِ ابنِ زيْدٍ عَنهُ، وَفِيه: فَقُلت: يَا أَبَا عبدِ الرّحمن مِمَّن سَمِعْتَ هَذا؟ قَالَ: من ابنِ عُيَيْنَةَ، قُلتُ: حَسْبِي، قَالَ: وممَّا يُؤَيِّدُ هَذَا القَولَ مَا قَالَه بَعْضُهم: العالِمُ: الَّذِي يَعْمَلُ بِمَا يَعْلَم. قالَ ابنُ بَرِّيّ: وتَقول عَلِمَ وفَقِهَ أيْ: تَعَلَّمَ وتَفَقَّهَ، وعَلُمَ وفَقُهَ أيْ سادَ العُلَماءَ والفُقَهاءَ.
والمُعَلَّمُ، كَمُعَظَّمٍ: المُلْهَمُ لِلصَّوابِ وللخَيْرِ.
ويُقالُ: اسْتَعْلَمَنِي خَبَر فُلانٍ فأَعْلَمْتُه إِيَّاه، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
وأجَازُوا عَلِمْتُنِي، كَمَا قَالُوا: رَأَيْتُنِي وحَسِبْتُنِي وظَنَنْتُنِي.
ولَقِيتُه أَدنَى عِلْمٍ، أَي قَبْلَ كُلِّ شَيء.
وقَدَحٌ مُعْلَمٌ، كَمُكْرَمٌ: فِيهِ عَلامَةٌ، قَالَ عَنْتَرَةُ:
(رَكَدَ الهَواجِرُ بِالمَشُوفِ المُعْلَمِ ... )
والعَلَمُ، مُحَرَّكَةً: العَلامَةُ والأثَرُ، والمَنارَةُ.
واعْتَلَمَ البَرقُ: إِذا لَمَع فِي العَلَم قالَ:
(بَلْ بُرَيْقًا بِتُّ أرْقُبُه ... لَا يُرَى إلاَّ إِذَا اعْتَلَمَا) وأَعْلَمَ الثَّوْبَ: جَعَل فِيهِ عَلامَةً.
وأعلَمَ الحافِرُ البِئْرَ: إِذا وَجَدَها كَثِيرَةَ المَاءِ. وَمِنْه قَولُ الحَجَّاج لِحافِر البِئْرِ: أخْسَفْتَ أمْ أعْلَمْتَ؟
ومَعْلَمُ الطَّرِيق: دَلالَتُه.
وأعلَمْتُ عَلى مَواضِع كذَا مِن الكِتابِ عَلامةً.
والعُلاَّمُ: كَزُنَّارٍ، لُبُّ عَجَمِ النَّبِقِ.
والعَيْلَمُ: البِئرُ الواسِعَةُ، ورُبَّما سُبَّ الرَّجلُ فقِيل: يَا ابْنَ العَيْلَمِ! ، يَذْهَبون إِلَى سَعَتِها.
وأعلَمُ وعَبْدُ الأعْلَمِ: اسْمَان. قَالَ ابْنُ دُرَيْد: وَلَا أَدْرِي إِلَى أَيِّ شَيءٍ نُسِبَ عَبْدُ الأعْلَمِ.
وقَوْلُهم: عَلْماءِ بَنُو فُلان، يُريدُونَ: عَلى الماءِ، حُذِفَت اللاَّمُ تَخْفِيفًا، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
والوَقْتُ المَعْلومُ: القِيامَةُ.
وبَنُو عُلَيْمٍ أَيْضا: بَطْنٌ فِي باهِلَةَ. وَهُوَ عُلَيمُ بنُ عَدِيِّ بنِ عَمْرِو بنِ مَعْنٍ، مِنْهُم: نُبَيْشَةُ بنُ جُنْدُبِ بنِ كَلْبِ بنِ عُلَيْمٍ، جَدُّ مُعاوِيَةَ بنِ بَكْرِ بنِ مُعاوِيَةَ بنِ مَظْهَرِ بنِ مُعاوِيَةَ.
ويَحْيَى بنُ مُحمّدِ بنِ عُلَيْمٍ العُلَيْمِيُّ القُرَشِيُّ، وعمرُ بنُ محمدِ بنِ العُلَيْم الدِّمَشْقِيُّ: مُحدِّثانِ.
وَأَبُو بَكْرٍ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عَمْرَوَيْهِ ابنِ عَلَمٍ الصَّفَّارُ العَلَمِيُّ إِلَى جَدِّهِ: مُحدّثٌ بَغْدادِيٌّ، رَوَى عَن عَبْدِ اللهِ بنِ أحمَدَ بنِ حَنْبَلٍ.
والعَلَمِيُّونَ بِالمَغْرِبِ بَطْنٌ من العَلَوِيِّينَ، نُسِبُوا إِلَى جَبَلِ العَلَمِ، نزل جَدُّهم هُناك.
وَفِي بَيْتِ المَقْدِسِ: إِلَى جَدِّهِمْ عَلَمِ الدّينِ سُليمان الحاجِبِ، وَفِيهِمْ كَثْرَةٌ.
وَذُو العَلَمَيْنِ: عامِرُ بنُ سَعِيدٍ؛ لِأَنَّهُ تَوَلَّى دِيوانَ الخَراجِ والحَبْسِ للمأمونِ، نَقلَه الثَّعالِبيُّ.
وعَلاَمةُ، كَسَحابَةٍ، بَطْنٌ من لَخْمٍ، إِلَيْهِ نُسِبَ القَاضِي تاجُ الدّين عُمرُ بنُ عَبدِ الوَهَّابِ بنِ خَلَفٍ العَلاَمِيُّ الشَّافِعِيُّ، المَعْروفُ بابْنِ بِنْتِ الأعَزِّ.
وعُلَيْمُ بنُ قُعَيْرٍ الكِنْدِيُّ تابِعِيٌّ، عَن سَلمَانَ، وَقد ذُكِرَ فِي الرَّاءِ.
والأَعْلَمُ: كُورةٌ كَبِيرةٌ بَيْن هَمَذانَ وزَنْجانَ، من نَواحِي الجِبَالِ يُسَمِّيها العَجَمُ: أَلَمْر، وقَصَبَةُ هذهِ الكورَةِ دَرْكَزِينُ، مِنْهَا: عَبْدُ الغَفَّارِ بنُ مُحمّدِ بنِ عبْدِ الواحِدِ الأعْلَمِيُّ الفَرَمَانِيُّ، فقيهٌ مُقيمٌ بالمَوْصِلَ، رَوَى شَيْئًا من الحَديثِ. والمَعْلُومِيَّةُ: فِرْقَةٌ من الخَوارِجِ.
(علم) : أَعْلمْتُ شَفَتَه: مثل عَلَمْتُها.
علم: {العالمين}: أصناف الخلق. {كالأعلام}: الجبال. واحدها: علم.
ع ل م

ما علمت بخبرك: ما شعرت به. وكان الخليل علاّمة البصرة. وتقول: هو من أعلام العلم الخافقه، ومن أعلام الدّين الشاهقه. وهو معلم الخير ومن معالمه أي من مظانّه. وخفيت معالم الطريق أي آثارها المستدلّ بها عليها. وفارس معلم. وتعلّم أن الأمر كذا أي اعلم. قال:

تعلّم أنه لا طير إلاّ ... على متطيّر وهو الثّبور
(علم) فلَان علما انشقت شفته الْعليا فَهُوَ أعلم وَهِي عُلَمَاء (ج) علم وَالشَّيْء علما عرفه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {لَا تَعْلَمُونَهُم الله يعلمهُمْ} وَالشَّيْء وَبِه شعر بِهِ ودرى وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {قَالَ يَا لَيْت قومِي يعلمُونَ بِمَا غفر لي رَبِّي} وَالشَّيْء حَاصِلا أَيقَن بِهِ وَصدقه تَقول علمت الْعلم نَافِعًا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَإِن علمتموهن مؤمنات} فَهُوَ عَالم (ج) عُلَمَاء
علم
العِلْمُ: إدراك الشيء بحقيقته، وذلك ضربان:
أحدهما: إدراك ذات الشيء.
والثاني: الحكم على الشيء بوجود شيء هو موجود له، أو نفي شيء هو منفيّ عنه.
فالأوّل: هو المتعدّي إلى مفعول واحد نحو:
لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ
[الأنفال/ 60] .
والثاني: المتعدّي إلى مفعولين، نحو قوله:
فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ
[الممتحنة/ 10] ، وقوله: يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ إلى قوله:
لا عِلْمَ لَنا فإشارة إلى أنّ عقولهم طاشت. والعِلْمُ من وجه ضربان: نظريّ وعمليّ.
فالنّظريّ: ما إذا علم فقد كمل، نحو: العلم بموجودات العالَم.
والعمليّ: ما لا يتمّ إلا بأن يعمل كالعلم بالعبادات.
ومن وجه آخر ضربان: عقليّ وسمعيّ، وأَعْلَمْتُهُ وعَلَّمْتُهُ في الأصل واحد، إلّا أنّ الإعلام اختصّ بما كان بإخبار سريع، والتَّعْلِيمُ اختصّ بما يكون بتكرير وتكثير حتى يحصل منه أثر في نفس المُتَعَلِّمِ. قال بعضهم: التَّعْلِيمُ:
تنبيه النّفس لتصوّر المعاني، والتَّعَلُّمُ: تنبّه النّفس لتصوّر ذلك، وربّما استعمل في معنى الإِعْلَامِ إذا كان فيه تكرير، نحو: أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ
[الحجرات/ 16] ، فمن التَّعْلِيمُ قوله: الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ
[الرحمن/ 1- 2] ، عَلَّمَ بِالْقَلَمِ [العلق/ 4] ، وَعُلِّمْتُمْ ما لَمْ تَعْلَمُوا
[الأنعام/ 91] ، عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ [النمل/ 16] ، وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ [البقرة/ 129] ، ونحو ذلك. وقوله:
وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها [البقرة/ 31] ، فتَعْلِيمُهُ الأسماء: هو أن جعل له قوّة بها نطق ووضع أسماء الأشياء وذلك بإلقائه في روعه وكَتعلِيمِهِ الحيوانات كلّ واحد منها فعلا يتعاطاه، وصوتا يتحرّاه قال: وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً
[الكهف/ 65] ، قالَ لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً
[الكهف/ 66] ، قيل: عنى به العِلْمَ الخاصّ الخفيّ على البشر الذي يرونه ما لم يعرّفهم الله منكرا، بدلالة ما رآه موسى منه لمّا تبعه فأنكره حتى عرّفه سببه، قيل: وعلى هذا العلم في قوله: قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ [النمل/ 40] ، وقوله تعالى: وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ [المجادلة/ 11] ، فتنبيه منه تعالى على تفاوت منازل العلوم وتفاوت أربابها. وأما قوله:
وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ
[يوسف/ 76] ، فَعَلِيمٌ يصحّ أن يكون إشارة إلى الإنسان الذي فوق آخر، ويكون تخصيص لفظ العليم الذي هو للمبالغة تنبيها أنه بالإضافة إلى الأوّل عليم وإن لم يكن بالإضافة إلى من فوقه كذلك، ويجوز أن يكون قوله: عَلِيمٌ عبارة عن الله تعالى وإن جاء لفظه منكّرا، إذ كان الموصوف في الحقيقة بالعليم هو تبارك وتعالى، فيكون قوله: وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ [يوسف/ 76] ، إشارة إلى الجماعة بأسرهم لا إلى كلّ واحد بانفراده، وعلى الأوّل يكون إشارة إلى كلّ واحد بانفراده. وقوله: عَلَّامُ الْغُيُوبِ
[المائدة/ 109] ، فيه إشارة إلى أنه لا يخفى عليه خافية.
وقوله: عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ
[الجن/ 26- 27] ، فيه إشارة أنّ لله تعالى علما يخصّ به أولياءه، والعَالِمُ في وصف الله هو الّذي لا يخفى عليه شيء كما قال: لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ [الحاقة/ 18] ، وذلك لا يصحّ إلا في وصفه تعالى. والعَلَمُ: الأثر الذي يُعْلَمُ به الشيء كعلم الطّريق وعلم الجيش، وسمّي الجبل علما لذلك، وجمعه أَعْلَامٌ، وقرئ: (وإنّه لَعَلَمٌ للسّاعة) وقال: وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ [الشورى/ 32] ، وفي أخرى: وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ [الرحمن/ 24] . والشّقّ في الشّفة العليا عَلَمٌ، وعلم الثّوب، ويقال: فلان عَلَمٌ، أي: مشهور يشبّه بعلم الجيش. وأَعْلَمْتُ كذا:
جعلت له علما، ومَعَالِمُ الطّريق والدّين، الواحد مَعْلَمٌ، وفلان معلم للخير، والعُلَّامُ: الحنّاء وهو منه، والعالَمُ: اسم للفلك وما يحويه من الجواهر والأعراض، وهو في الأصل اسم لما يعلم به كالطابع والخاتم لما يطبع به ويختم به، وجعل بناؤه على هذه الصّيغة لكونه كالآلة، والعَالَمُ آلة في الدّلالة على صانعه، ولهذا أحالنا تعالى عليه في معرفة وحدانيّته، فقال: أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ [الأعراف/ 185] ، وأمّا جمعه فلأنّ من كلّ نوع من هذه قد يسمّى عالما، فيقال: عالم الإنسان، وعالم الماء، وعالم النّار، وأيضا قد روي: (إنّ لله بضعة عشر ألف عالم) ، وأمّا جمعه جمع السّلامة فلكون النّاس في جملتهم، والإنسان إذا شارك غيره في اللّفظ غلب حكمه، وقيل: إنما جمع هذا الجمع لأنه عني به أصناف الخلائق من الملائكة والجنّ والإنس دون غيرها. وقد روي هذا عن ابن عبّاس . وقال جعفر بن محمد: عني به النّاس وجعل كلّ واحد منهم عالما ، وقال : العَالَمُ عالمان الكبير وهو الفلك بما فيه، والصّغير وهو الإنسان لأنه مخلوق على هيئة العالم، وقد أوجد الله تعالى فيه كلّ ما هو موجود في العالم الكبير، قال تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ
[الفاتحة/ 1] ، وقوله تعالى:
وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ [البقرة/ 47] ، قيل: أراد عالمي زمانهم. وقيل: أراد فضلاء زمانهم الذين يجري كلّ واحد منهم مجرى كلّ عالم لما أعطاهم ومكّنهم منه، وتسميتهم بذلك كتسمية إبراهيم عليه السلام بأمّة في قوله: إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً [النحل/ 120] ، وقوله: أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعالَمِينَ [الحجر/ 70] .
علم
علَمَ يَعلُم، عَلْمًا، فهو عالِم، والمفعول مَعْلوم
• علَم الإنسانَ أو الحيوانَ: وسمَه بعلامةٍ يُعرف بها "علَم الأخطاءَ بالقلم الأحمر- علَمت طفلَها بشامةٍ في كتفه". 

علِمَ/ علِمَ بـ يَعلَم، عِلْمًا، فهو عالِم، والمفعول معلوم
• عَلِم الشَّخصُ الخبرَ/ علِمَ الشَّخصُ بالخبر: حصلتْ له حقيقة العِلْم، عرفه وأدركه، درى به وشعر "علِم بقدوم ولده- عالم الغيب هو الله- خبرٌ معلومٌ للجميع- {لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ}: لا تعرفونهم- {يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ. بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي} " ° الوقت المعلوم: القيامة- علِم علمَ اليقين: تأكَّدَ، كان على معرفةٍ لا شكَّ فيها.
• علِم الشَّيءَ حاصلاً: أيقن به وصدَّقه "علمْت الجهلَ مُضِرًّا- {فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ} ". 

أعلمَ يُعلم، إعلامًا، فهو مُعلِم، والمفعول مُعلَم
• أعلمه الأمرَ/ أعلمه بالأمر: أخبره به وعرَّفه إيّاه، أطلعه عليه "أعلمه بما حدث- أعلمه نتيجة الامتحان- {سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إلاَّ مَا أَعْلَمْتَنَا} [ق] " ° الخيل أعلم بفرسانها [مثل]: يُضرب في الاستعانة بمن خبر الأمور وعرفها على حقيقتها. 

استعلمَ/ استعلمَ عن يستعلم، استعلامًا، فهو مُستعلِم، والمفعول مُستعلَم
• استعلمَ فلانًا الأمرَ/ استعلم فلانًا عن الأمر: طلب منه معرفته، استخبره إيّاه "استعلم أستاذَه عن النَّتيجة".
• استعلم فلانٌ عن الأمر: استخبر عنه، طلب معلوماتٍ عنه "استعلم عن صحَّة صديقه- استعلم عن القرار الجديد- استعلم الشُّرطي عن القاتل". 

تعالمَ/ تعالمَ على يتعالم، تعالُمًا، فهو مُتعالِم، والمفعول مُتعالَم عليه
• تعالم الشَّخصُ: ادَّعى أو أظهر العِلْم والمعرفة "لا تتعالَمْ في حضور العلماء- لا تكنْ متعالِمًا".
• تعالم على زملائه: تباهى وتفاخر بالعلم عليهم. 

تعلَّمَ يتعلَّم، تعلُّمًا، فهو مُتعلِّم، والمفعول مُتعلَّم
• تعلَّم الحِسابَ: مُطاوع علَّمَ/ علَّمَ على: اكتسبه، عرفه وأتقنه "تعلَّم القيادةَ/ فنونَ القتال- رجلٌ متعلِّم- تَعلَّم فليس المرءُ يولد عالِمًا ... وليس أخو عِلْم كمن هو جاهلُ- خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ [حديث]- {وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنْفَعُهُمْ} " ° أُمِّيَّة المتعلِّمين: جهلهم بما ينبغي معرفته- أنصاف المتعلِّمين: ذوو المعرفة السطحيّة. 

تعولمَ يَتَعَوْلم، تَعَوْلُمًا، فهو مُتَعولِم
• تعولم الاقتصادُ: أُضْفِيَ عليه الطّابع العالميّ.
• تعولمت الدَّولةُ: انتهجت سياسة العولمة. 

علَّمَ/ علَّمَ على يعلِّم، تعليمًا، فهو مُعلِّم، والمفعول مُعلَّم
• علَّم الشّيءَ/ علَّم على الشّيء: وضع عليه علامة "علَّم مقطعًا في الكتاب- علَّم على فقرة/ أسماء الغائبين- علَّم كلبَه بعلامة في رقبته".
• علَّمه القراءةَ: جعله يعرفها، فهَّمه إيّاها "علَّمه الكتابةَ- علَّمه الرِّمايةَ: درَّبه عليها- علَّم الناشئَةَ- عَلِّمُوا أَوْلاَدََكُمُ السِّبَاحَةَ وَالرِّمَايَةَ وَالفُرُوسِيَّة [حديث]: من كلام عمر بن الخطاب- {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ} - {وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ}: وما درَّبتم".
• علَّم له علامةً: جعل له سِمةً أو أمارةً يعرفها. 

عولمَ يعولم، عولمةً، فهو مُعولِم، والمفعول مُعولَم (انظر: ع و ل م - عولمَ). 

إعلام [مفرد]:
1 - مصدر أعلمَ.
2 - نشر بواسطة الإذاعة أو التّليفزيون أو الصّحافة "إعلام صادق- إعلامٌ سياسيّ" ° وزارة الإعلام: الوزارة المسئولة عن إعلام الدّولة، أي المعلومات التي ترغب الدَّولةُ في نشرها بالصُّحف والمجلاّت والتّلفاز والإذاعة.
 • إعلام الحكم: (قن) صورة الحكم الذي يصدره القاضي في الدعوى. 

إعلاميّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى إعلام.
2 - شخص يتولَّى النَّشر أو النَّقل في الإذاعة أو التلفزيون أو الصَّحافة "يحافظ الإعلاميّ الناجح على مصداقيّة الكلمة". 

استعلامات [جمع]: مف استعلام: استفسارات، استيضاحات ° مكتب الاستعلامات: مكتب يقدِّم المعلومات المتعلِّقة بجهة معيَّنة لكلِّ من يستفسر عنها. 

تعليم [مفرد]: ج تعاليم (لغير المصدر) وتعليمات (لغير المصدر):
1 - مصدر علَّمَ/ علَّمَ على.
2 - فرع من التَّربية يتعلّق بطرق تدريس الطلاب أنواع المعارف والعلوم والفنون "التَّربية والتَّعليم- مناهج التَّعليم" ° التَّعليم الإلزاميّ: دخول المدرسة والدراسة فيها لفترة معيّنة بصورة إجباريّة- التَّعليم الأهليّ/ التَّعليم الحرّ/ التَّعليم الخاصّ: التعليم الذي ينظمه الأفراد والشركات الذين لا تتوافق احتياجاتهم التعليميّة مع مناهج المدرسة الأساسيّة- التَّعليم التَّكميليّ: مرحلة بين الابتدائيّة والثَّانويّة، (المتوسط) - التَّعليم الثَّانويّ: مرحلة بين التَّعليم المتوسِّط والتَّعليم العالي في بعض الدول- التَّعليم الرسميّ/ التَّعليم الحكوميّ/ التَّعليم العامّ: هو التّعليم الذي تؤمِّنه الدولة للمواطنين، بخلاف التعليم الخاص- التَّعليم المختلط: تعليم الأولاد والبنات في مدرسة أو جامعة واحدة- العِلْم التَّعليميّ: العلْم الرّياضيّ كالحساب والمساحة والموسيقى- تعليم الكبار: تعليم البالغين الذين لم يدخلوا المدرسة في طفولتهم- تكييف التَّعليم: إدخال تعديلات على موادّه وأساليبه من شأنها أن تجعله ملائمًا لحاجات الطالب ومقدرته- سِنّ التَّعليم: العمر الذي يذهب فيه الأطفالُ إلى المدرسة- عرَّب التَّعليمَ: جعله عربيًّا- مراحل التَّعليم: الفترات الزمنيّة التي يتمّ فيها التَّعليم كالابتدائيّة والثَّانويّة والجامعيّة- وزارة التَّعليم العاليّ: الوزارة المسئولة عن التعليم في الجامعات والمعاهد العليا.
• التَّعليم الأساسيّ: (مع) الخبرة العلميَّة والعمليَّة التي لا غنى عنها للنَّاشئ. 

تعليمات [جمع]: مف تعليم: أوامر، إرشادات، توجيهات واجبة التَّنفيذ سواء أكانت شفهيّة أم خطيّة تُعطى لشخص يُعهد إليه القيام بعمل خاصّ أو بمهمَّة "تعليمات عسكريَّة/ إداريّة/ طبيّة/ جمركيّة- نفِّذْ التعليمات- تلقَّى تعليمات جديدة- تعليمات تشغيل الجهاز وتركيبه". 

عالَم [جمع]:
1 - كلّ صِنفٍ من أصناف الخلق، إحدى مجموعتين كبيرتين، هما عالم النبات وعالم الحيوان، اللذان يشملان الكائنات الحيّة جميعها "عالم الحيوان/ الإنسان/ النّبات- {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} " ° إذا زلّ العالِمُ زلّ بعثرته عالَم: زلّ عددٌ كبير من الذين تتلمذوا عليه- العالمُ الحِسِّيُّ: مجموعة الأشياء التي يمكن أن تُدرَكَ بالحواسّ- العالم السُّفليّ: جانب المجتمع المنخرط في الرذيلة والأعمال الإجراميَّة- العالم العقليّ: ما يتّصل بالذِّهن والتفكير من ماهيّات- عالَم الغيب: في عُرْف المفسرين ما لا يعرفه البشر إلاّ بواسطة الأنبياء فلا يقع تحت الحواسّ ولا يدركه العقل مباشرة، ونقيضه عالم الشهادة.
2 - كل مجموعة بُلدان تجمعها رابطة "العالم العربيّ/ الإسلاميّ" ° بلدان العالم الثَّالث: الدول النّامية/ مجموعة الدول التي لا تنتمي إلى الدول الاشتراكيَّة ولا إلى الدول المتطوِّرة صناعيًّا ذات الاقتصاد الحرّ. 

عالِم [مفرد]: ج عالِمون وعُلَماءُ:
1 - اسم فاعل من علَمَ وعلِمَ/ علِمَ بـ.
2 - مُتّصفٌ بالعِلْم والمعرفة، مُتخصِّصٌ في عِلْمٍ معيَّن خاصّة في العِلْم الطبيعيّ أو الفيزيائيّ "عالِمُ لغة/ آثار- عُلماء الطبيعة- {إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} " ° عالِم الغيب: الله سبحانه وتعالى- لكلِّ عالِم هفوة: تنبيه إلى عدم وجود الإنسان الكامل في علمه.
• العالم: اسم من أسماء الله الحُسنى، ومعناه: الذي لا يخفى عليه شيء " {إِنَّ اللهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} ". 

عالَميّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى عالَم: "اقتصادٌ عالميّ- الحربُ العالَميَّة- الأسواق العالميَّة- حقّق مجدًا عالميًّا".
2 - شائع ومعروف في العالم كلِّه "طبيب عالميّ". 

عالمِيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى عالَم: "شركة/ مؤسَّسة عالميَّة".
2 - مصدر صناعيّ من عالَم: حركة إنسانيّة تعمل على خدمة البشريّة، والتَّقارب بين الشُّعوب دون المساس بهُويّاتها وخصوصيّاتها الثقافيَّة.
3 - شهادة كانت كلِّيات الأزهر تمنحها سابقًا، وهي الدكتوراه الآن "مُنِح درجة العالمِيَّة".
• عالميَّة الثَّقافة: تعميم الثقافة بمنطق إنسانيّ، والانتقال بالتَّراث المحليّ إلى آفاق إنسانيّة عالميّة بهدف إيجاد تقارُب بين الثَّقافات في إطار التعدُّد والتنوُّع الثقافيّ. 

عَلامة [مفرد]: ج علامات:
1 - سِمَةٌ أو أمارة أو شعار تعرف به الأشياء "علامة تجاريَّة/ مميَّزة- علامات الجهل- علامة على الكتاب- {وَعَلاَمَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} " ° علامة النَّصر: إشارة باليد تشير إلى النصر أو التضامن أو الموافقة برفْع إصْبَعَي السبابة والوُسطى على شكل حرف V.
2 - أثر يُنْصبُ في الطّريق ونحوه فيُهتدى به "علامات المرور".
3 - رمز "علامة التعجُّب تُكتب هكذا (!!) - علامة الاستفهام (؟) - علامة التنصيص (") ".
4 - دليل أو إشارة لوجود شيءٍ في زمن سالف "بقايا الديار المهدَّمة علامة على وجود أناس من قبل".
5 - (طب) ما يكشفه الطبيبُ الفاحص من دلالات المرض، وأعراضه "تبيّن أنّ انسداد الأنف علامة من علامات الزُّكام".
6 - (نح) قرينة "علامة الرفع/ النّصْب/ الجزم/ الجرّ".
• علامة زائد: (جب) الرمز () يُستخدم كعلامة للجمع أو لكمِّيَّة موجبة. 

عَلاّم [مفرد]: صيغة مبالغة من علِمَ/ علِمَ بـ: كثير العِلْم.
• العلاَّم: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: كثير العلم، وما يتعلَّق به " {إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ} ". 

عَلاَّمة [مفرد]: صيغة مبالغة من علِمَ/ علِمَ بـ: علاَّم، كثير العلم، عالِمٌ كبير واسع العلم والمعرفة "موسوعيٌّ علاّمةٌ- علاّمة في التَّاريخ- يحترمه النّاس جميعًا لأنّه علاَّمة". 

عَلْم [مفرد]: مصدر علَمَ. 

عَلَم [مفرد]: ج أعلام:
1 - لواء؛ راية لبلد أو ولاية أو مدينة "علم البطولة/ الجامعة العربيّة- أعلام الدّول- علمٌ مُنكَّسٌ" ° خِدْمة العَلَم: مجهود علمي يهدف إلى فائدة العلم والمتعلمين- نكَّس العَلَم: طواه إلى النصف ولم يُتمّ رفعه بسبب حزن أو داهية.
2 - سيّد القوم، رجل مشهور "فلانٌ علمٌ من أعلام الفِكر/ الأدب".
3 - ما يُهتدَى به كالراية أو الجبل "نارٌ على عَلَم: شخص معروف بين الجميع كالنَّار في رأس الجبل لا تخفي على أحد- {وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلاَمِ} " ° أشهر من نارٍ على عَلَم: ذائع الصِّيت.
4 - علامة أو أثر "وُضِعتْ أعلامٌ لتبيّن الحدود- {وَإِنَّهُ لَعَلَمٌ لِلسَّاعَةِ} [ق] ". 

عِلْم [مفرد]: ج عُلُوم (لغير المصدر):
1 - مصدر علِمَ/ علِمَ بـ ° أحاط عِلْمًا بالأمر: ألمّ به إلمامًا شاملاً- لِيكنْ في عِلْمك: اعلم جيّدًا.
2 - مجموعة مسائل في موضوع معيَّن اكتسبها الإنسانُ من اكتشاف وترجمة النواميس الموضوعيَّة التي تحكم الأحداث والظاهرات "العِلْم في الصِّغَر كالنقش على الحجر- آفة العِلْم النسيان- العِلْم نور- {يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} " ° العِلْم العَمليّ: ما كان متعلّقًا بكيفيَّة تطبيق قواعد الفنون والعلوم ومبادئها- العِلْم النَّظريّ: هو القائم على النظريَّات المجرّدة دون الاهتمام بالتطبيق- العلوم الآليّة: هي آلة لتحصيل غيرها كعلم المنطق- بعثة علميّة: مجموعة من العلماء يُرسَلون لدراسة مسائل علميَّة على الأرض، أو لمداولة علماء آخَرين ومناقشتهم في المسائل العلميَّة- علوم العربيَّة: العلوم المتعلِّقة باللُّغة العربيَّة كالنحو والصَرف والبلاغة وتسمّى بعلم الأدب- فلانٌ راسخ العِلْم: متمكِّن منه- كان على عِلْمٍ بالأمر: كان يعرفه- مُجَمَّع علميّ: مؤسّسة للنهوض بالعلوم.
3 - إذن " {إَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللهِ} ".
4 - دليل " {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} ".
• العلم اللَّدُنِّي: العلم الربَّانيّ الذي يصل إلى صاحبه عن طريق الإلهام.
• العلوم الحقيقيَّة: التي لا تتغيّر بتغيّر الملل والأديان كعلم
 المنطق.
• العلوم الشرعيَّة: العلوم الدينيَّة كالفقه والحديث وغيرهما. 

عَلْمانيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى عَلْم: على غير قياس (انظر: ع ل م ن - عَلْمانيّ). 

عَلْمانيَّة [مفرد]: (انظر: ع ل م ن - عَلْمانيَّة). 

عُلْمَة [مفرد]: ج عُلُمات وعُلْمات: (طب) شقّ في الشفة العليا للإنسان تشبه شفة الأرنب. 

عَلْمويَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى عَلْم: على غير قياس "اعتمد على الأساليب العلمويّة والتقنويَّة في تأسيس مصنعه". 

عِلْمِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى عِلْم.
• الأسلوب العِلْمِيّ: الأسلوب الواضح المنطقيّ البعيد عن الخيال الشِّعريّ، وذلك كالأساليب التي تُكتب بها الكتبُ العلميّة. 

عَليم [مفرد]: ج عُلَماءُ: صيغة مبالغة من علِمَ/ علِمَ بـ: كثير العلم، ذو علم عميق، فائق في العلم " {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} - {إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ} ".
• العليم: اسم من أسماء اللهِ الحُسنى، ومعناه: المُدرِك لما يُدركه المخلوقون بعقولهم وحواسِّهم، وما لا يستطيعون إدراكَه من غير أن يكون موصوفًا بعقل أو حسّ، أو الفائق في العلم " {ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} - {وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} ". 

عَوْلَمة [مفرد]: (انظر: ع و ل م - عَوْلَمة). 

مَعالِمُ [جمع]: مف مَعْلَم
• معالم المكان: ما يُستدلُّ بها عليه من آثارٍ ونحوِها "معالِمُ أثريَّة- أخفت الجراحةُ معالمَ وجهه- يُخفي معالم جريمته" ° مَعالِمُ الطّريق: العلامات التي تدلُّ عليها- مَعالِمُ المدينة: الأبنية ونحوها التي تشتهر بها وتميِّزها عن غيرها من المدن- مَعالِمُ تاريخيَّة: أحداث تمثِّل نقطة تحوُّل في التاريخ. 

مُعلِّم [مفرد]:
1 - اسم فاعل من علَّمَ/ علَّمَ على.
2 - مَن مهنته التَّعليم دون المرحلة الجامعيَّة (أما في المرحلة الجامعيّة فيُسمّى مدرِّسًا أو أستاذًا) "معلِّمٌ قدير- قُمْ للمعلِّم ووفِّهِ التَّبْجيلا ... كاد المعلِّمُ أَنْ يكونَ رَسُولا" ° اتّحاد المعلِّمين: اتّحاد يضمُّ المعلمين- المعلِّم الأوَّل: أرسطو- المعلِّم الثَّاني: الفارابي- دار المعلِّمين: كليّة ذات مناهج خاصّة لإعداد المعلمين- ضَرْبَة مُعلِّم: عمل أو تصرُّف مُتقَن مُحكم- نقابة المعلِّمين: نقابة تضمُّ المعلمين.
3 - من له الحقّ في ممارسة إحدى المهن استقلالاً "معلِّم نجارة/ عمارة". 

مُعْلَم [مفرد]: اسم مفعول من أعلمَ.
• الوِفاق المُعْلَم: (قن) اتِّفاق يوقِّعه مُفوّضُو الطَّرفين بالحروف الأولى من أسمائهم، وهو لا يقيّد إلاّ الموقّعين دون غيرهم، ويُعدُّ مرحلة من المراحل الموصِّلة إلى المعاهدة النِّهائيَّة. 

معلوم [مفرد]: اسم مفعول من علَمَ وعلِمَ/ علِمَ بـ ° الأيَّام المعلومات: أيّام التروية وعرفة والنَّحر، أو أيّام العشر من ذي الحجَّة وهي المذكورة في قوله) ويذكروا اسم الله في أيام معلومات (الحج/ 28.
• الفِعْل المَبْنِيّ للمعلوم: (نح) الفعل الذي يحتفظ بحركاته الأصليّة ويصحبه فاعله اسمًا ظاهرًا أو ضميرًا مستترًا، وخلافه المبنيّ للمجهول. 

معلومات [جمع]: مف معلومة:
1 - أخبار وتحقيقات أو كلّ ما يؤدّي إلى كشف الحقائق وإيضاح الأمور واتِّخاذ القرارات "مزيد من المعلومات- معلومات ضروريَّة/ سرِّيَّة جدًّا/ دقيقة- أدلى بما لديه من معلومات".
2 - مجموعة الأخبار والأفكار المخزَّنة أو المنسَّقة بواسطة الكومبيوتر وتسمَّى (داتا).
• بَنْك المعلومات: (حس) مركز للمعلومات يقوم بجمعها وتخزينها واسترجاعها لخدمة الذين يلجئون إليه.
• ثورة المعلومات: التقدُّم الهائل في تكنولوجيا المعلومات والاتِّصالات، الذي أعطى قدرة فائقة للحركة المعلوماتيّة على المستوى العالمي بتجاوزه كل حواجز القوميّات. 

معلوماتيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى معلومات:
 على غير قياس "شبكة معلوماتيَّة".
2 - مصدر صناعيّ من معلومات: مجموع التقنيَّات المتعلّقة بالمعلومات ونقلها وخاصّة معالجتها الآليَّة والعقليَّة بحسب العلم الإلكترونيّ. 

علم

1 عَلِمَهُ, aor. ـَ inf. n. عِلْمٌ, He knew it; or he was, or became, acquainted with it; syn. عَرَفَهُ: (S, K:) or he knew it (عَرَفَهُ) truly, or certainly: (B, TA:) by what is said above, and by what is afterwards said in the K, العِلْمُ and المَعْرِفَةُ and الشُّعُورُ are made to have one meaning; and this is nearly what is said by most of the lexicologists: but most of the critics discriminate every one of these from the others; and العِلْمُ, accord. to them, denotes the highest quality, because it is that which they allow to be an attribute of God; whereas they did not say [that He is] عَارِفٌ, in the most correct language, nor شَاعِرٌ: (TA:) [respecting other differences between العِلْم and المَعْرِفَة, the former of which is more general in signification than the latter, see the first paragraph of art. عرف: much might be added to what is there stated on that subject, and in explanation of العِلْم, from the TA, but not without controversy:] or عَلِمَ signifies تَيَقَّنَ [i. e. he knew a thing, intuitively, and inferentially, as expl. in the Msb in art. يقن]; العِلْمُ being syn. with اليَقِينُ; but it occurs with the meaning of الَمَعْرِفَةُ, like as المَعْرِفَةُ occurs with the meaning of العلْمُ, each being made to import the meaning of the other because each is preceded by ignorance [when not attributed to God]: Zuheyr says, [in his Mo'allakah,] وَأَعْلَمُ عِلْمَ اليَوْمِ وَالْأَمْسِ قَبْلَهُ وَلٰكِنِّنِى عَنْ عِلْمِ مَا فِى غَدٍ عَمِ meaning وَأَعْرِفُ [i. e. And I know the knowledge of the present day, and of yesterday before it; but to the knowledge of what will be to-morrow I am blind]: and it is said in the Kur [viii. 62], لَا تَعْلَمُونَهُمْ اَللّٰهُ يَعْلَمُهُمْ, meaning لَا تَعْرِفُونَهُمْ اَللّٰهُ يَعْرِفُهُمْ [i. e. Ye know them not, but God knoweth them]; المَعْرِفَة being attributed to God because it is one of the two kinds of عِلْم, [the intuitive and the inferential,] and the discrimination between them is conventional, on account of their different dependencies, though He is declared to be free from the imputation of antecedent ignorance and from acquisition [of knowledge], for He knows what has been and what will be and how that which will not be would be if it were, his عِلْم being an eternal and essential attribute: when عَلِمَ denotes اليَقِين, it [sometimes] has two objective complements; but as syn. with عَرَفَ, it has a single objective complement: (Msb:) it has two objective complements in the saying, in the Kur [lx. 10], فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ [and if ye know them to be believers]; and [in like manner] they allowed one's saying عَلِمْتُنِى [meaning I knew myself to be], like as they said رَأَيْتُنِى and حَسِبْتُنِى &c.: (TA:) and sometimes it imports the meaning of شَعَرَ, and is therefore followed by بِ: (Msb:) [thus] عَلِمَ بِهِ signifies شَعَرَ or شَعُرَ (accord. to different copies of the K) [i. e. He knew it; as meaning he knew, or had knowledge, of it; was cognizant of it; or understood it: or he knew the minute particulars of it: or he perceived it by means of any of the senses: and sometimes this means he became informed, or apprised, of it: and sometimes, he was, or became, knowing in it]: or in this case, [as meaning شَعَرْتُ بِهِ,] you say, عَلِمْتُهُ and عَلِمْتُ بِهِ [I knew it; &c.]: (Msb:) and one says, مَا عَلِمْتُ بِخَبَرِ قُدُومِهِ, meaning مَا شَعَرْتُ [I knew not, &c., the tidings of his coming, or arrival]. (TA.) ↓ اعتلمهُ, also, signifies عَلِمَهُ [He knew it; &c.]. (K.) And one says ↓ تَعَلَّمْ in the place of اِعْلَمْ [Know thou; &c.]: ISk says, تَعَلَّمْتُ أَنَّ فُلَانًا خَارِجٌ is a phrase used in the place of عَلِمْتُ [as meaning I knew, or, emphatically, I know, that such a one was, or is, going forth]; adding, [however,] when it is said to thee, اِعْلَمْ أَنَّ زَيْدًا خَارِجٌ [Know thou that Zeyd is going forth], thou sayest قَدْ عَلِمْتُ [lit. I have known, meaning I do know]; but when it is said, تَعَلَّمْ أَنَّ زَيْدًا خَارِجٌ, thou dost not say, قَدْ تَعَلَّمْتُ; (S:) accord. to IB, these two verbs are not used as syn. except in the imperative forms: (TA:) [or] عَلِمَ الأَمْرَ and ↓ تَعَلَّمَهُ are syn. as signifying أَتْقَنَهُ [app. meaning he knew, or learned, the case, or affair, soundly, thoroughly, or well: see art. تقن: but I think it not improbable, though I do not find it in any copy of the K, that the right reading may be أَيْقَنَهُ, which is syn. with تَيَقَّنَهُ; an explanation of عَلِمَ in the Msb, as mentioned above, being تَيَقَّنَ]. (K, TA.) And الجَمِيعُ ↓ تعالمهُ meansعَلِمُوهُ [i. e. All knew him; &c.]. (S, K.) b2: عَلِمْتُ عِلْمَهُ [lit. I knew his knowledge, or what he knew, app. meaning I tried, proved, or tested, him, and so knew what he knew; and hence I knew his case or state or condition, or his qualities;] is a phrase mentioned by Fr in explanation of رَبَأْتُ فِيهِ. (TA voce رَبَأَ, q. v. See also the explanation of لَأَ خْبُرَنَّ خَبَرَكَ, in the first paragraph of art. خبر: and see غَبَنُوا خَبَرَهَا, in art. غبن.) b3: عَلِمْتُ is also used in the manner of a verb signifying swearing, or asseveration, so as to have a similar complement; as in the saying, وَلَقَدْ عَلِمْتُ لَتَأْتِيَنَّ عَشِيَّةً

[And I certainly knew that thou wouldst, or that she would, assuredly come in the evening]. (TA in art. شهد.) And يَعْلَمُ اللّٰهُ [God knoweth] is a form of asseveration. (IAth, TA voce قَيْرَوَانٌ: see an ex. in art. قير.) A2: عَلُمَ, agreeably with what is said in the M, which is عَلُمَ هُوَ نَفْسُهُ, accord. to the K عَلِمَ هُوَ فِى نَفْسِهِ, but the verb in this case is correctly like كَرُمَ, (TA,) He was, or became, such as is termed عَالِم and عَلِيم; (M, * K, * TA;) meaning he possessed knowledge (العِلْم) as a faculty firmly rooted in his mind: (IJ, * TA:) accord. to IB, i. q. ↓ تعلّم [q. v., as intrans.]: and he was, or became, equal to the عُلَمَآء

[pl. of عَالِمٌ and of عَلِيمٌ]. (TA.) A3: عَالَمَهُ فَعَلَمَهُ, aor. ـُ see 3.

A4: عَلَمَهُ, aor. ـُ and عَلِمَ, (K,) inf. n. عَلْمٌ, (TA.) signifies He marked it; syn. وَسَمَهُ. (K.) And one says, عَلَمْتُ عِمَّتِى, meaning I wound my turban upon my head with a mark whereby its mode should be known. (TA.) [See also 4.]

A5: عَلَمَ شَفَتَهُ, aor. ـِ (S, K,) inf. n. عَلْمٌ, (S,) He slit his [upper] lip. (S, K.) A6: عَلِمَ, aor. ـَ (S, Msb, K,) inf. n. عَلَمٌ, (S, Msb,) He (a man, S) had a fissure in his upper lip: (S, Msb, K:) or in one of its two sides. (K.) 2 علّمهُ [He, or it, made him to be such as is termed عَالِم and عَلِيم; i. e., made him to possess knowledge (العِلْم) as a faculty firmly rooted in his mind: and hence, he taught him. And it generally has a second objective complement]. You say, عَلَّمْتُهُ الشَّىْءَ [I made him to know, or taught him, the thing], in which case the teshdeed is [said to be] not for the purpose of denoting muchness [of the action; but see what follows]; (S;) and عَلَّمْتُهُ الفَاتِحَةَ [I taught him the Opening Chapter of the Kur-án], and الصَّنْعَةَ [the art, or craft], &c.; inf. n. تَعْلِيمٌ; (Msb;) and علّمهُ العِلْمَ, inf. n. تَعْلِيمٌ and عِلَّامٌ, the latter like كِذَّابٌ; and إِيَّاهُ ↓ اعلمهُ; (K;) both, accord. to the K, signifying the same [i. e. he taught him knowledge, or science]; but Sb makes a distinction between them, saying that عَلَّمْتُ is like أَذَّنْتُ, and that ↓ أَعْلَمْتُ is like آذَنْتُ; and Er-Rághib says that ↓ الإِعْلَامُ is particularly applied to quick information; and التَّعْلِيمُ is particularly applied to that which is repeated and much, so that an impression is produced thereby upon the mind of the مُتَعَلِّم: and some say that the latter is the exciting the attention of the mind to the conception of meanings; and sometimes it is used in the sense of الإِعْلَام when there is in it muchness: (TA:) you say, الخَبَرَ ↓ أَعْلَمْتُهُ and بِالخْبَرِ [meaning I made known, or notified, or announced, to him, or I told him, or I made him to know, or have knowledge of, the news, or piece of information; I acquainted him with it; told, informed, apprised, advertised, or certified, him of it; gave him information, intelligence, notice, or advice, of it]: (Msb:) see also 10: [hence the inf. n. ↓ إِعْلَامٌ is often used, as a simple subst., to signify a notification, a notice, an announcement, or an advertisement:] and sometimes ↓ اعلم has three objective complements, like أَرَى; as in the saying, أَعْلَمْتُ زَيْدًا عَمْرًا مُنْطَلِقًا [I made known, &c., to Zeyd that 'Amr was going away]. (I'Ak p. 117.) b2: See also 4, in three places.3 عَاْلَمَ ↓ عَالَمَهُ فَعَلَمَهُ, aor. of the latter عَلُمَ, means [I contended with him, or strove to surpass him, in عِلْم,] and I surpassed him in عِلْم [i. e. knowledge, &c.]: (S, K:) [the measure يَفْعَلُ,] and in like manner the measure يَفْعِلُ, in every case of this kind, is changed into يَفْعُلُ: so says Az: [but see 3 in art. خصم:] and Lh mentions the phrase, مَا كُنْتُ أَرَانِى أَنْ أَعْلُمَهُ [I did not think, or know, that I should surpass him in knowledge]. (TA.) 4 أَعْلَمَ see 2, in six places. b2: One says also, اعلم الثَّوْبَ (S, Mgh, TA) He (i. e. a beater and washer and whitener of clothes, S, Mgh) made the garment, or piece of cloth, to have a mark; (Mgh;) or he made upon it, or in it, a mark. (TA.) [And, said of a weaver, or an embroiderer,] He made to the garment, or piece of cloth, a border, or borders, of figured, or variegated, or embroidered, work, or the like. (Msb.) b3: and اعلم عَلَيْهِ He made, or put, or set, a mark upon it; namely, a writing, or book, &c.: (Msb:) [or] اعلم عَلَى مَوْضِعِ كَذَا مِنَ الكِتَابِ عَلَامَةً [He made, &c., a mark upon such a place of the writing, or book]. (TA.) b4: اعلم الفَرَسَ He suspended upon the horse some coloured wool, (K, TA,) red, or white, (TA,) in war, or battle. (K, TA.) And اعلم نَفْسَهُ He marked himself with the mark, sign, token, or badge, of war; as also ↓ عَلَّمَهَا. (K.) [Or] اعلم الفَارِسُ The horseman made, or appointed, for himself, [or distinguished himself by,] the mark, sign, token, or badge, of the men of courage. (S.) And لَهُ عَلَامَةً ↓ عَلَّمْتُ I appointed to him (وَضَعْتُ لَهُ) a mark, sign, or token, which he would, or should, know. (Msb.) b5: And القَبْرَ ↓ علّم (K in art. رجم) He put a tombstone [as a mark] to the grave. (TK in that art.) A2: اعلم said of a well-sinker, He found the well that he was digging to be one having much water. (TA.) 5 تعلّم is quasi-pass. of 2 [i. e. it signifies He was, or became, made to know, or taught; or he learned: and is trans. and intrans.]. (S, Msb, K, * TA.) You say, تعلّم العِلْمَ (MA, K) He learned [knowledge, or science]. (MA.) See also 1, latter half, in three places. [In the last of those places, تعلّم app. signifies, as it often does, He possessed knowledge as a faculty firmly rooted in his mind.] Accord. to some, التَّعَلُّمُ signifies The mind's having its attention excited to the conception of meanings, or ideas. (TA.) 6 تعالمهُ الجَمِيعُ: see 1, latter half.8 اعتلمهُ: see 1, latter half.

A2: اعتلم said of water, It flowed (K, TA) upon the ground. (TA.) b2: And said of lightning it means لَمَعَ فى العلم [app. فِى العَلَمِ, and, if so, meaning It shone, shone brightly, or gleamed, in, or upon, the long mountain]: a poet says, بَلْ بُرَيْقًا بِتُّ أَرْقُبُهُ لَا يُرَى إِلَّا إِذَا اعْتَلَمَا [But a little lightning, in watching which I passed the night, not to be seen save when it shone, &c.]. (TA.) 10 استعلمهُ He asked, or desired, him to tell him [a thing; or to make it known to him]. (MA, KL. *) You say, ↓ اِسْتَعْلَمَنِى الخَبَرَ فَأَعْلَمْتُهُ

إِيَّاهُ [He asked, or desired, me to tell him, or make known to him, the news, or piece of information, and I told him it, or made it known to him]. (S.) عَلْمٌ: see مَعْلَمٌ, in two places.

عِلْمٌ is an inf. n., (S, K, &c.,) and [as such] has no pl. [in the classical language]. (Sb, TA voce فِكْرٌ.) [As a post-classical term, used as a simple subst., its pl. is عُلُومٌ, signifying The sciences, or several species of knowledge.] b2: Sometimes it is applied to Predominant opinion; [i. e. preponderant belief;] because it stands in stead of that which is عِلْم properly so termed. (Ham p. 632.) b3: And sometimes it is used in the sense of عَمَلٌ [A doing, &c.], as mentioned by Az, on the authority of Ibn-'Oyeyneh, agreeably with an explanation of عَالِمٌ as signifying one “ who does according to his knowledge; ” and it has been expl. as having this meaning in the Kur xii. 68 [where the primary meaning seems to be much more apposite]. (TA.) b4: لَقِيتُهُ أَدْنَى عِلْمٍ means [I met him the first thing, like لقيته أَدْنَى

دَنِّىِ and أَدْنَى دَنًا; or] before everything [else]. (TA.) عَلَمٌ: see عَلَامَةٌ. b2: Also An impression, or impress; or a footstep, or track, or trace. (TA.) b3: And The عَلَم of a garment, or piece of cloth; (S;) [i. e. the ornamental, or figured, or variegated, border or borders thereof;] the figured, or variegated, or embroidered, work or decoration, (Msb, K, TA,) in the borders, (TA,) thereof: (Msb, K, TA:) pl. أَعْلَامٌ. (Msb.) b4: And [A way-mark; i. e.] a thing set up, or erected, in the way, (K, TA,) or, as in the M, in the deserts, or waterless deserts, (TA,) for guidance, (K, TA,) in the M, for the guidance of those going astray; (TA;) as also ↓ عَلَامَةٌ: (K:) the former is also applied to a building raised in the beaten track of the road, of such as are places of alighting for travellers, whereby one is guided to the land [that is the object of a journey]: pl. أَعْلَامٌ: and عَلَمٌ also signifies a مَنَارَة [app. a mistranscription for مَنَار, without ة: see these two words]. (TA. [See also مَعْلَمٌ.]) [Hence, أَعْلَامُ الكَوَاكِبِ The stars, or asterisms, that are signs of the way to travellers: see مِصْبَاحٌ.] b5: And A separation between two lands; [like مَنَارٌ;] as also ↓ عَلَامَةٌ. (K.) [Hence,] أَعْلَامُ الحَرَمِ The limits that are set to the Sacred Territory. (TA.) b6: And A mountain; (S, K;) as a general term: or a long mountain: (K:) [app. as forming a separation: or as being a known sign of the way:] pl. أَعْلَامٌ and عِلَامٌ: (K:) the former pl. occurring in the Kur [xlii. 31 and] lv. 24. (TA.) b7: And A banner, or standard, syn. رَايَةٌ, (S, K, TA,) to which the soldiers congregate: (TA:) and, (K,) some say, (TA,) the thing [i. e. flag, or strip of cloth,] that is tied upon the spear: (K, TA:) it occurs in a verse of Aboo-Sakhr El-Hudhalee with the second fet-hah lengthened by an alif after it [so that it becomes ↓ عَلَام]. (IJ, TA.) b8: And (tropical:) The chief of a people or party: (K, TA:) from the same word as signifying “ a mountain ” or “ a banner: ” (TA:) pl. أَعْلَامٌ. (K.) b9: [In grammar, it signifies A proper name of a person or place &c. b10: And the pl. أَعْلَامٌ is applied to Things pertaining to rites and ceremonies of the pilgrimage or the like, as being signs thereof; such as the places where such rites and ceremonies are performed, the beasts destined for sacrifice, and the various practices performed during the pilgrimage &c.; as also مَعَالِمُ, pl. of ↓ مَعْلَمٌ: the former word is applied to such places in the Ksh and Bd and the Jel in ii. 153; and the latter, in the Ksh and Bd in ii. 194: the former is also applied to the beasts destined for sacrifice in the Ksh and Bd and the Jel in xxii. 37; and the latter, in the Ksh and Bd in xxii. 33: and both are applied to the practices above mentioned, the former in the TA and the latter in the K, in art. شعر: see شِعَارٌ.]

A2: See also what next follows.

عُلْمَةٌ and ↓ عَلَمَةٌ and ↓ عَلَمٌ [the last of which is originally an inf. n., see 1, last sentence,] A fissure in the upper lip, or in one of its two sides. (K.) عَلَمَةٌ: see what next precedes.

عَلْمَآءُ fem. of أَعْلَمُ [q. v.].

عَلْمَآءِ in the saying عَلْمَآءِ بَنُو فُلَانٍ [meaning At the water are the sons of such a one] is a contraction of عَلَى المَآءِ. (S.) عِلْمِىٌّ Of, or relating to, knowledge or science; scientific; theoretical; opposed to عَمَلِىٌّ.]

عَلَمِيَّةٌ, in grammar, The quality of a proper name.]

عَلَامٌ: see عَلَامَةٌ: b2: and see also عَلَمٌ.

A2: [عَلَامَ is for عَلَى مَ.]

عُلَامٌ: see عُلَّامٌ.

A2: Also i. q. غُلَامٌ [q. v.]: an instance of the substitution of ع for غ. (MF and TA on the letter ع.) عَلِيمٌ: see عَالِمٌ. b2: العَلِيمُ and ↓ العَالِمُ and ↓ العَلَّامُ, as epithets applied to God, signify [The Omniscient;] He who knows what has been and what will be; who ever has known, and ever will know, what has been and what will be; from whom nothing is concealed in the earth nor in the heaven; whose knowledge comprehends all things, the covert thereof and the overt, the small thereof and the great, in the most complete manner. (TA.) عَلَامَةٌ i. q. سِمَةٌ [A mark, sign, or token, by which a person or thing is known; a cognizance, or badge; a characteristic; an indication; a symptom]; (K; [see also مَعْلَمٌ;]) and ↓ عَلَمٌ is syn. therewith [as meaning thus]; (S, Msb, TA;) and so ↓ أُعْلُومَةٌ, (Abu-l-'Omeythil ElAarábee, TA,) as in the saying ↓ بَيْنَ القَوْمِ أُعْلُومَةٌ [Among the people, or party, is a mark, sign, or token]; and the pl. of this last is أَعَالِيمُ: (TA:) the pl. of عَلَامَةٌ is عَلَامَاتٌ (Msb) and [the coll. gen. n.] ↓ عَلَامٌ, (K, TA,) differing from عَلَامَةٌ only by the apocopating of the ة. (TA.) b2: See also عَلَمٌ, in two places.

عُلَامِىٌّ Light, or active; and sharp, or acute, in mind; (K, TA;) applied to a man: it is without teshdeed, and with the relative ى; from عُلَامٌ [signifying “ a hawk ”]. (TA.) عَلَّامٌ and ↓ عُلَّامٌ, (K, TA,) both mentioned by ISd, the latter [which is less used] from Lh, (TA,) and ↓ عَلَّامَةٌ (S, K) and ↓ تِعْلِمَةٌ and ↓ تِعْلَامَةٌ, (K,) Very knowing or scientific or learned: (S, K:) the ة in ↓ عَلَّامَةٌ is added to denote intensiveness; (S;) or [rather] to denote that the person to whom it is applied has attained the utmost degree of the quality signified thereby; [so that it means knowing &c. in the utmost degree; or it may be rendered very very, or singularly, knowing or scientific or learned;] and this epithet is applied also to a woman: (IJ, TA:) [↓ تِعْلَامَةٌ, likewise, is doubly intensive; and so, app., is ↓ تِعْلِمَةٌ:] the pl. of عَلَّامٌ is عَلَّامُونَ; and that of ↓ عُلَّامٌ is عُلَّامُونَ. (TA.) See also, for the first, عَلِيمٌ. b2: Also the same epithets, (K,) or عَلَّامٌ and ↓ عَلَّامَةٌ, (TA,) i. q. نَسَّابَةٌ; (K, TA;) [or rather عَلَّامٌ signifies نَسَّابٌ, i. e. very skilful in genealogies, or a great genealogist; and ↓ عَلَّامَةٌ signifies نَسَّابَةٌ, i. e. possessing the utmost knowledge in genealogies, or a most skilful genealogist;] from العِلْمُ. (TA.) عُلَّامٌ: see the next preceding paragraph, in two places. b2: Also, and ↓ عُلَامٌ, The صَقْر [or hawk]; (K;) the latter on the authority of IAar: (TA:) and [particularly] the بَاشَق [i. e. the musket, or sparrow-hawk]; (K;) as some say: (TA:) or so the former word, (T, * S, TA,) or the latter word accord. to Kr and IB. (TA.) b3: And the former word, The [plant called] حِنَّآء

[i. e. Lawsonia inermis]: (IAar, S, K, TA:) thus correctly, but mentioned by Kr as without tesh-deed. (TA.) b4: And the same, i. e. with tesh-deed, The kernel of the stone of the نَبِق [or fruit, i. e. drupe, of the lote-tree called سِدْر]. (TA.) عَلَّامَةٌ: see عَلَّامٌ, in four places.

عُلَّامَةٌ: see مَعْلَمٌ.

العَالَمُ, (S, Msb, K, &c.,) said by some to be also pronounced ↓ العَالِمُ, (MF, TA,) and pronounced by El-Hajjáj with hemz [i. e. العَأْلَمُ], is primarily a name for That by means of which one knows [a thing]; like as الخَاتَمُ is a name for “ that by means of which one seals ” [a thing]: accord. to some of the expositors of the Kur-án, its predominant application is to that by means of which the Creator is known: then to the intelligent beings of mankind and of the jinn or genii: or to mankind and the jinn and the angels: and mankind [alone]: Es-Seyyid Esh-Shereef [El-Jurjánee] adopts the opinion that it is applied to every kind [of these, so that one says عَالَمُ الإِنْسِ (which may be rendered the world of mankind) and عَالَمُ الجِنِّ (the world of the jinn or genii) and عَالَمُ المَلَائِكَةِ (the world of the angels), all of which phrases are of frequent occurrence], and to the kinds [thereof] collectively: (TA:) or it signifies الخَلْقُ [i. e. the creation, as meaning the beings, or things, that are created], (S, Msb, K,) altogether [i. e. all the created beings or things, or all creatures]: (K:) or, as some say, peculiarly, the intelligent creatures: (Msb:) or what the cavity (lit. belly) of the celestial sphere comprises, (K, TA,) of substances and accidents: (TA:) [it may often be rendered the world, as meaning the universe; and as meaning the earth with all its inhabitants and other appertenances; and in more restricted senses, as instanced above: and one says عَالَمُ الحَيَوَانِ meaning the animal kingdom, and عَالَمُ النَّبَات the vegetable kingdom, and عَالَمُ المَعَادِنِ the mineral kingdom:] Jaafar Es-Sádik says that the عَالَم is twofold: namely, العَالَمُ الكَبِيرُ, which is the celestial sphere with what is within it; and العَالَمُ الصَّغِيرُ, which is man, as being [a microcosm, i. e.] an epitome of all that is in the كَبِير: and Zj says that العَالَمُ has no literal sing., because it is [significant of] a plurality [of classes] of diverse things; and if made a sing. of one of them, it is [significant of] a plurality of congruous things: (TA:) the pl. is العَالَمُونَ (S, M, Msb, K, &c.) and العَوَالِمُ: (S, TA:) and the sing. is [said to be] the only instance of a word of the measure فَاعَلٌ having a pl. formed with و and ن, (ISd, K, TA,) except يَاسَمٌ: (K, TA:) [but see this latter word:] العَالَمُونَ signifies the [several] sorts of created beings or things: (S:) [or all the sorts thereof: or the beings of the universe, or of the whole world:] it has this form because it includes mankind: or because it denotes particularly the sorts of created beings consisting of the angels and the jinn and mankind, exclusively of others: I'Ab is related to have explained رَبُّ العَالَمِينَ as meaning the Lord of the jinn, or genii, and of mankind: Katádeh says, the Lord of all the created beings: but accord. to Az, the correctness of the explanation of I'Ab is shown by the saying in the beginning of ch. xxv. of the Kur-án that the Prophet was to be a نَذِير [or warner] لِلْعَالَمِينَ; and he was not a نذير to the beasts, nor to the angels, though all of them are the creatures of God; but only to the jinn, or genii, and mankind. (TA.) b2: عَالَمٌ is also syn. with قَرْنٌ [as meaning A generation of mankind; or the people of one time]. (O, voce طَبَقٌ, q. v.) عَالِمٌ and ↓ عَلِيمٌ signify the same, (IJ, Msb, K, *) as epithets applied to a man; (K;) i. e. Possessing the attribute of عِلْم (IJ, Msb, TA) as a faculty firmly rooted in the mind; [or learned; or versed in science and literature;] the former being used in [what is more properly] the sense of the latter; (IJ, TA;) which is an intensive epithet: (TA:) the pl. is عُلَمَآءُ and عُلَّامٌ, (K,) the latter of which is pl. of عَالِمٌ; (IB, TA;) the former being [properly] pl. of عَلِيمٌ; and عَالِمُونَ is [a] pl. of عَالِمٌ; (Msb;) [but] عُلَمَآءُ is used as a pl. of both, (IJ, TA,) and by him who says only عَالِمٌ [as the sing.], (Sb, TA;) because عَالِمٌ is used in the sense of عَلِيمٌ: to him who is entering upon the study of العِلْم, the epithet ↓ مُتَعَلِّمٌ [which may generally be rendered learning, or a learner,] is applied; not عَالِمٌ. (IJ, TA.) عَالِمٌ is also expl. as signifying One who does according to his knowledge. (TA.) b2: See also عَلِيمٌ: and أَعْلَمُ.

A2: And see العَالَمُ.

عَيْلَمٌ A well having much water: (S, K:) or of which the water is salt: (K:) and a wide well: and sometimes a man was reviled by the saying, يَا ابْنَ العَيْلَمِ, referring to the width of his mother [in respect of the فَرْج]: (TA:) pl. عَيَالِمُ or عَيَالِيمُ. (S, accord. to different copies: in the TA, in this instance, the latter.) b2: And The sea: (S, K:) pl. عَيَالِمُ. (TA.) b3: And The water upon which is the earth: (S, K:) or water concealed, or covered, in the earth; or beneath layers, or strata, of earth; mentioned by Kr: (TA:) [عَيْلَمُ المَآءِ occurs in the JK and TA in art. خسف, and is there plainly shown to mean the water that is beneath a mountain, or stratum of rock: (see also غَيِّثٌ: and see غَيْلَمٌ:) and it is said that] المَأءُ العَيْلَمُ means copious water. (Ham p. 750.) b4: And A large cooking-pot. (T, TA voce هِلْجَابٌ.) A2: Also Plump, and soft, tender, or delicate. (S, K.) A3: And The frog. (AAF, K. [This meaning is also assigned to غَيْلَمٌ.]) b2: And i. q. ↓ عَيْلَامٌ; (K;) which signifies A male hyena; (S, K;) occurring in a trad. (خَبَر) respecting Abraham, relating that he will take up his father to pass with him the [bridge called] صِرَاط, and will look at him, and lo, he will be عَيْلَامٌ أَمْدَرُ [a male hyena inflated in the sides, big in the belly, or having his sides defiled with earth or dust]. (TA.) عَيْلَامٌ: see the next preceding sentence.

أَعْلَمُ [More, and most, knowing or learned]. Applied to God, [it may often be rendered Supreme in knowledge: or omniscient: but often, in this case,] it means [simply] ↓ عَالِمٌ [in the sense of knowing, or cognizant]. (Jel in iii. 31, and I'Ak p. 240.) [Therefore اَللّٰهُ أَعْلَمُ virtually means, sometimes, God knows best; or knows all things: and sometimes, simply, God knows.]

A2: Also [Harelipped; i. e.] having a fissure in his upper lip: (S, Mgh, Msb, K:) or in one of its two sides: (K:) the camel is said to be اعلم because of the fissure in his upper lip: when the fissure is in the lower lip, the epithet أَفْلَحُ is used: and أَشْرَمُ is used in both of these, and also in other, similar, senses: (TA:) the fem. of أَعْلَمُ is عَلْمَآءُ: (S, Msb, TA:) which is likewise applied to a lip (شَفَةٌ). (TA.) b2: العَلْمَآءُ signifies also The coat of mail: (K:) mentioned by Sh, in the book entitled كِتَابُ السِّلَاحِ; but as not heard by him except in a verse of Zuheyr Ibn-Khabbáb [?]. (TA.) أُعْلُومَةٌ: see عَلَامَةٌ, in two places.

تِعْلِمَةٌ and تِعْلَامَةٌ: see عَلَّامٌ; each in two places.

مَعْلَمٌ i. q. مَظِنَّةٌ; مَعْلَمُ الشَّىْءِ signifying مَظِنَّتُهُ; (K, TA;) as meaning The place in which is known the existence of the thing: (Msb in art. ظن:) pl. مَعَالِمُ; (TA;) which is the contr. of مَجَاهِلُ, pl. of مَجْهَلٌ [q. v.] as applied to a land; meaning in which are signs of the way. (TA in art. جهل.) And hence, [A person in whom is known the existence of a quality &c.:] one says, هُوَ مَعْلَمٌ لِلْخَيْرِ [He is one in whom good, or goodness, is known to be]. (TA.) b2: Also A thing, (K,) or a mark, trace, or track, (S, TA,) by which one guides himself, or is guided, (S, K, TA,) to the road, or way; (S, TA;) as also ↓ عُلَّامَةٌ and ↓ عَلْمٌ: (K: [in several copies of which, in all as far as I know, وَالعَلْمُ is here put in the place of والعَلْمِ; whereby العَلْمُ is made to be syn. with العَالَمُ: but accord. to SM, it is syn. with المَعْلَمُ, as is shown by what here follows:]) and hence a reading in the Kur [xliii. 61], ↓ وَإِنَّهُ لَعَلْمٌ لِلسَّاعَةِ, meaning And verily he, i. e. Jesus, by his appearing, and descending to the earth, shall be a sign of the approach of the hour [of resurrection]: it is also said, in a trad., that on the day of resurrection there shall not be a مَعْلَم for any one: and the pl. is مَعَالِمُ. (TA.) And مَعْلَمُ الطِّرِيقِ signifies The indication, or indicator, of the road, or way. (TA.) b3: [And hence it signifies likewise An indication, or a symptom, of anything; like عَلَامَةٌ.] b4: See also عَلَمٌ, last quarter.

مُعْلَمٌ pass. part. n. of أَعْلَمَ [q. v.] in the phrase اعلم الثَّوْبَ, and thus applied as an epithet to a garment, or piece of cloth: (S:) [and also in other senses: thus in a verse of 'Antarah cited voce مَشُوفٌ:] and applied to a قِدْح [or gamingarrow] as meaning Having a mark [made] upon it. (TA.) b2: [See also a verse of 'Antarah cited voce مِشَكٌّ.]

مُعْلِمٌ act. part. n. of أَعْلَمَ [q. v.] in the phrase اعلم الثَّوْبَ: [and in other senses:] b2: thus also of the same verb in the phrase اعلم الفَارِسُ. (S.) مُعَلَّمٌ [pass. part. n. of 2, in all its senses: b2: and hence particularly signifying] Directed by inspiration to that which is right and good. (TA.) مُعَلِّمٌ [act. part. n. of 2, in all its senses: and generally meaning] A teacher. (KL.) b2: [It is now also a common title of address to a Christian and to a Jew.]

مَعْلُومٌ [Known; &c.]. الوَقْتُ المَعْلُومُ [mentioned in the Kur xv. 38 and xxxviii. 82] means[The time of] the resurrection. (TA.) And الأَيَّامُ المَعْلُومَاتُ [mentioned in the Kur xxii. 29] means[The first] ten days of Dhu-l-Hijjeh, (S, Mgh, Msb, K,) the last of which is the day of the sacrifice. (TA.) b2: [In grammar, The active voice.]

مُتَعَلِّمٌ: see عَالِمٌ.

قصر

قصر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس قُصِر الرجالُ على أَربع من أجل أَمْوَال الْيَتَامَى. قَالَ: حَدَّثَنِيهِ أَبُو الْمُنْذر عَن سُفْيَان عَن حبيب بن أبي ثَابت عَن طَاوس عَن ابْن عَبَّاس. قَوْله: قُصِر الرِّجَال على أَربع يَعْنِي أنّهم حُبسوا على أَربع وَلم يُؤذَن لَهُم فِي نِكَاح أَكثر منهنّ وَذَلِكَ لقَوْل الله تبَارك وَتَعَالَى: {وإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوْا فِي اليْتَاَمَى فَأنْكِحُوْا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ} . قَالَ: حدّثنَاهُ ابْن علية عَن أَيُّوب عَن سعيد بن جُبَير فِي هَذِه الْآيَة وَذكروا الْيَتَامَى فَنزلت {وإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فانكحوا} إلىقوله: {فَاِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوْا فَوَاِحَدةٌ} يَقُول: فَكَمَا خِفْتُمْ أَن لَا تقسطوا فِي الْيَتَامَى فَكَذَلِك خَافُوا أَن لَا تعدلوا بَين النِّسَاء. قَالَ أَبُو عبيد: فَهَذَا تَأْوِيل قَوْله: قُصِر الرِّجَال على أَربع من أجل أَمْوَال الْيَتَامَى.

قصر


قَصَرَ(n. ac. قُصُوْر)
a. ['An], Fell short of, did not reach; failed to attain, to
accomplish; left, relinquished; desisted, abstained from;
quitted, ceased from.
b. [Bi], Fell short, failed; was cheap.
c. [Fī], Stopped, became remiss in.
d. Ceased, left off.
e.(n. ac. قَصْر), Shortened; cut, clipped; curtailed, contracted;
abridged, abbreviated; narrowed, cramped.
f.(n. ac. قَصْر), Confined, restricted; restrained.
g. [acc. & Fī], Secluded, shut, pent up in.
h. [acc. & 'Ala], Restricted to; confided exclusively to (
affair ).
i. ['Ala], Appropriated, retained for (himself).
j. [acc. & 'An], Withheld, debarred from.
k.(n. ac. قَصْر
قِصَاْرَة), Cleaned, whitened, bleached, fulled (
cloth ).
l. see IV (e)
قَصِرَ(n. ac. قَصَر)
a. Had a stiff neck.

قَصُرَ(n. ac. قَصْر
قِصَر
قِصَاْرَة)
a. Was, became short; was too short.
b. ['An], Was too short for.
c. Was niggardly.

قَصَّرَa. Shortened, curtailed; clipped.
b. see I (a) (c), (k).
e. [Fī], Was slow over, remiss in; failed over.
f. Was stingy over.

قَاْصَرَ
a. [ coll. ], Punished, chastised.

أَقْصَرَa. see I (a) (f).
c. Ceased, left off (rain).
d. Was weak, powerless; was old.
e. Was afternoon, evening; was late; came in the
afternoon, in the evening.
f. Brought forth short children.

تَقَصَّرَa. Became shortened, contracted; shrank.
b. [Bi], Clung, was attached to.
c. see I (d)
تَقَاْصَرَa. Appeared, feigned himself short, small.
b. Became abject, contemptible.
c. see I (a)
& V (a).
إِقْتَصَرَ
a. ['Ala], Limited, restricted himself to.
b. ['Ala
or
Bi], Was satisfied, contented with.
إِسْتَقْصَرَa. Deemed short, too short; considered remiss.

قَصْرa. Shortness, brevity, smallness, littleness.
b. Remissness, negligence, slothfulness;
powerlessness.
c. Restriction.
d. Limit, end; utmost.
e. Afternoon; evening.
f. (pl.
قُصُوْر), Castle, palace; pavilion; fortress; mansion.
g. Fire-wood.

قِصْرَىa. see 4t (c)
قِصْرِيّa. Corn left in the ear ( after threshing ).

قُصْرَةa. see 1 (a) (b).
قُصْرَىa. see 4t (c)b. The shortest rib.
c. (pl.
قُصَر), fem. of
أَقْصَرُ
(a).
قَصَرa. see 1 (b)b. Stiff neck.
c. see 4t (c)
قَصَرَة
(pl.
قَصَر
أَقْصَاْر
38)
a. Base of the neck; nape; neck.
b. Piece, fragment; remains.
c. Husks of corn.

قِصَرa. see 1 (a)
أَقْصَرُ
(pl.
أَقَاْصِرُ)
a. Shorter; shortest.
b. (pl.
قُصْر), One having a stiff neck.
مَقْصَر
(pl.
مَقَاْصِرُ
مَقَاْصِيْرُ)
a. see 1 (e)b. Insufficiency; smaller quantity; less.

مَقْصَرَةa. see 1 (e)
مَقْصِرa. see 1 (e) & 17
(b).
مِقْصَر
مِقْصَرَة
20ta. Stick, staff, beater.

قَاْصِرa. see 25 (a)b. Minor; ward.
c. Cold (water).
قَصَاْرa. see 1 (b) (d).
قِصَاْرa. Shortening, clipping ( of hair ).

قِصَاْرَةa. Cleaning, bleaching, fulling.

قُصَاْرa. see 1 (d)
قُصَاْرَةa. see 4t (c)b. see مَقْصُوْرَة
(a).
قُصَاْرَىa. see 1 (d)
قَصِيْر
(pl.
قِصَاْر قُصَرَآءُ)
a. Short; small; dwarfish; dwarf.
b. Short, contracted; restricted.

قَصِيْرَة
(pl.
قِصَاْر قَصَاْئِرُ
& reg. )
a. fem. of
قَصِيْر
(a), (b).
c. Confined, secluded; kept at home.

قَصُوْرَةa. see 25t (c)b. Nuptial chamber, alcove.

قُصُوْرa. see 1 (b)
قَصَّاْرa. Cleaner, bleacher, fuller.

قَصْرَآءُa. fem. of
أَقْصَرُ
(b).
مَقَاْصِرُ
a. [art.], The close of the evening.
مَقَاْصِيْرُa. see 44
N. P.
قَصڤرَa. Shortened; limited, restricted; restrained.
b. Terminating with a single alif (noun).
c. Cleaned, bleached, whitened, fulled.
d. [ coll. ], Bleached cloth.

N. Ag.
قَصَّرَa. Niggardly, stingy.
b. see 28c. Impotent; incapable.

N. Ac.
قَصَّرَa. Shortening; contraction; curtailment;
abridgment.
b. Incapacity; incompetency; insufficiency;
inadequateness.
c. see 1 (b)
مَقْصُوْرَة (pl.
مَقَاْصِرُ
مَقَاْصِيْرُ)
a. Enclosure: chamber, apartment, sanctuary; cabinet
closet.
b. Chancel ( of a church ).
c. see 25t (c) & 26t
(b) & N. P.
قَصڤرَ
تِقْصَار تِقْصَارَة (pl.
تَقَاْصِيْر)
a. Collar, necklace.

قَوْصَرَّة (pl.
قَوَاصِر)
a. Date-basket.
b. Woman.

قَاصِر الطَّرْف
a. Modest, unpretentious.

قَاسِر اليَد
a. Powerless, impotent.
b. Niggardly.

قَصِيْر النَّسَب
a. One whose father is well-known.

هُوَ مُقَاصِرِي
a. His palace, mansion &c. is opposite mine.

هُوَ إِبْن عَمِّي
قَُصْرَةً
هُوَ إِبْن عَمِّي
قَصِيْرَةً
a. He is my cousin german.

قَُصَارُك أَن تَفْعَل
هٰذَا
قُصَارَاك أَن تَفْعَل
هٰذَا
a. That will be as much as thou canst do.

جَآءَ مُقْصِرًا
a. He came at dusk.
رَضِيَ بِمَقْصَِر مِمَّا كَان
يُحَاوِلُ
a. He was content with less than he was seeking.

لَيْسَ عَنْعُ مِن مَقْصَر
a. It is impossible to keep him off.

قَيْصَر
a. see under
قَيَصَ

قَصْطَل
a. Dust.
باب القاف والصاد والراء معهما ق ص ر، ص ق ر، ق ر ص، ر ق ص مستعملات

قصر: القَصْرُ: الغاية، وهو القُصار والقُصَارى، قال العباس بن مرداس:

للهِ دركَ لم تمنى موتنا ... والموتُ، ويحكَ، قصرُنا والمرجعُ

والقَصْرُ: المجدل أي الفدن الضخم. وجمع المَقصُورةِ مقاصيرُ، وهو حيث يقوم الإمام في المسجد. وهذا قَصْرُكَ أي أجلك وموتك وغايتك. واقتَصَرَ على كذا أي قنع به. وقال في وصية: والشك لبني عمي قَصْرة أي يُقْصرٌ به عليهم خاصة لا يعطى غيرهم. واقتَصَرَ على أمري أي أطاعني. والقَصْرُ: كفك نفسك عن شيء، وقَصَرْتُ نفسي على كذا أقصرها قصرا. وقَصَرْتُ طرفي أي لم أرفعه إلى ما لا ينبغي. وقاصِرُ الطرف قريب من الخاشع. قاصِراتُ الطَّرْفِ*

في القرآن أي قَصَرْنَ طرفهن على أزواجهن لا يرفعن إلى غيرهم ولا يردن بدلاً. وقَصرْت لجام الدابة. وقَصرْتُ الصلاة قَصْراً وقصرتها. والقاصِرُ: كل شيء قَصَرَ عنك، وأقصَرَ عما كان عليه. وتقاصَرَتْ إليه نفسه ذلاً. وقَصَرْتُ عن هذا الأمر أقْصُرُ قُصُوراً وقَصْراً، وأقْصَرْتُ عنه أي كففت، قال الشاعر:

لولا حبائلُ من نعم علقتُ بها ... لأقْصَرَ القلبُ عنها أي إقصارِ

وقَصَر عني الوجع قُصُوراً أي ذهب. وقَصَرَ عني الغضب مثله إذا لم تغضب ونحو ذلك. وامرأة مقصورةُ الخطو، شبهت بالمقيد الذي يُقَصِّر القيد خطوه. وقَصَرْتُ بفلان أي أعطيته مخسوساً، والتَّقصير فيما يشبه من هذا المعنى. وقَصُرَ الشيء قِصَراً، وهو خلاف طال طولاً وقَصَّرْتُه أي صيرته قَصيراً. والمقصُورةُ: المحبوسة في بيتها وخدرها لا تخرج، قال:

من الصيفِ مقصُورٌ عليها حجالها

والمقصُورُ من نعت الحجال، والقصيرةُ: المرأة المحجوبة في الحجلة. وتقاصَرْتُ عن الشيء إذا لم أبلغه على عمد. والمقصُورةُ: كل ناحية الدار على حيالها محصنة، قال:

ومن دون ليلى مصمتات المقاصِرِ

والقُصَيْرَى: الضلع التي تلي الشاكلة بين الجنب والبطن، والقصرى جائز. والقَصَارُ يَقصُرُ الثوب قَصْراً وقِصارةً، والقِصارةُ فِعله. والقَوْصَرَّة: وعاء للتمر من قصب، ويخفف في لغة، قال:

أفلحَ من كانَ له قَوْصَرَّهْ ... يأكلُ منها كلَّ يومٍ مَرَّهْ

والقَصَرُ: كعابر الزرع الذي يخرج من البر وفيه بقية من الحب، وهي القُصْرى والقُصارةُ. والقَصَرةُ: أصل العنق، وكذلك عنق النخلة أيضاً، ويجمع القَصَرَ والقَصَراتِ. وقال أبو عبيدة: كان الحسن يقرأ إنها ترمي بشرر كالقَصَرِ، كأنه جمالات صفر ويفسر أن الشرر يرتفع فوقهم كأعناق النخل ثم ينحط عليهم كالأينق السود. والقَصَرُ داء يأخذ في القَصَرةِ فتغلظ، وبعير قَصِرٌ، ويجوز في الشعر أقصَرُ، قد قَصِرَ قَصَراً من قَصِرٌ، وهو الكزاز. وجاءت نادرة عن الأعشى [وهي] جمع قصيرة على قِصارة قال:

لا ناقصي حسب ولا ... أيد إذا مدت قِصاره

والقَصرُ معروف، وجمعه قصور والقَصْرُ: قبل اصفرار الشمس لأنك تقتصِرُ على أمر قبل غروب الشمس سميت بهذا. وأقصرَنْا: صرنا في ذلك الوقت.

صقر: الصَّقْرُ من الجوارح، وبالسين جائز. والصّاقِرةُ والصّاقُورة: النازلة الشديدة، لم يسمع إلا بالصاد والصّاقُورةُ: اسم السماء الدنيا. والصّاقُورةُ: باطن القحف المشرف على الدماغ فوقه كأنه قعر قصعة. والصّاقُورةُ: المطرقة. والصَّقْر لغة في السَّقر، وهو شدة الوقع، قال:

إذا مالت الشمس اتقى صَقَراتِها

يعني شدة وقع الشمس. والصَّقرُ: ما تحلب من العنب والتمر من غير عصر. وما مصل من اللبن فآنمازت خثارته، وصفت صفوته فإذا حمضت كانت صباغاً طيباً، ويجوز بالسين. والصَّوْقَريرُ: حكاية صوت طائر يُصوقِرُ ، في صياحه تسمع نحو هذه النغمة في صوته. ولا تنكر السين في كل صاد تجيء قبل القاف.

قرص: قَرَصَه بلسانه وإصبعه يَقْرُصُه قَرْصاً أي تقبض على الجلد بإصبعين غمزة توجعه. ولا تزال تقرصني منهم قَرْصةٌ أي كلمة مؤذية، قال:

قَوارصُ تأتيني وتحتقرونَها ... وقد يملأ القطرُ الإِناء فيفعمُ

والقُرْصُ من الخبز وشبهه، والجميع القِرَصة، والواحدة الصغيرة قُرْصةٌ، والتذكير أعم. والقُرصُ: عين الشمس عند الغروب. ولبن وشراب قارِصٌ: يحذي اللسان. والقَريصُ لغة في القريس. وقَرصتُ العجين: قطعته قُرْصةً. وكل ما أخذت شيئاً بين شيئين وعصرت أو قطعت فقد قَرَصْتَه. والقُرّاصُ: نبات، قال الأخطل:

كأنه من ندى القُرّاصِ مختضب

الواحدة قُرّاصةٌ

رقص: الرَّقصُ والرِّقصُ والرَّقصانُ ثلاث لغات. ولا يقال يَرقُصُ إلا للاعب والإبل ونحوه، وما سوى ذلك ينقز ويقفز. والسراب أيضاً يرقُصُ، والحمار إذا لاعب عانته، قال:

حتى إذا رَقَصَ اللوامع بالضحَى ... واجتابَ أرديةَ السرابِ ركامُها

والنبيذ إذا جاش [فهو يرقُصُ] ، قال حسان:

بزجاجةٍ رَقَصَتْ بما في قَعْرِها ... رَقْصَ القَلوصِ براكب مستعجل
قصر: {قاصرات الطرف}: قصرن أبصارهن على أزواجهن. {مقصورات}: مخدرات، والحجلة تسمى المقصورة.
(قصر) فلَان عَن الْأَمر تَركه وَهُوَ لَا يقدر عَلَيْهِ وَفِي الْأَمر تهاون فِيهِ وَفِي الْعَطِيَّة قللها فَهُوَ مقصر وَالشَّيْء صيره قَصِيرا وَالصَّلَاة قصرهَا وشعره وَمن شعره حذف مِنْهُ شَيْئا وَلم يستأصله وَالثَّوْب دقه وبيضه فَهُوَ مقصر
القصر: في اللغة الحبس، يقال، قصرت اللقحة على فرس، إذا جعلت لبنها له لا لغيره، وفي الاصطلاح: تخصيص شيء بشيء وحصره فيه، ويسمى الأمر الأول: مقصورًا، والثاني: مقصورًا عليه، كقولنا في القصر بين المبتدأ والخبر: إنما زيد قائم وبين الفعل والفاعل، نحو: ما ضربت إلا زيدا، والقصر في العروض: حذف ساكن السبب الخفيف، ثم إسكان متحركه، مثل إسقاط نون فاعلاتن وإسكان تائه، ليبقى: فاعلات، ويسمى: مقصورًا.

القصر الحقيقي: تخصيص الشيء بالشيء بحسب الحقيقة وفي نفس الأمر بأن لا يتجاوزه إلى غيره أصلًا، والقصر الإضافي، هو الإضافة إلى شيء آخر، بألا يتجاوزه إلى ذلك الشيء، وإن أمكن أن يتجاوزه إلى شيء آخر في الجملة.
(قصر) - في حديث سَلْمانَ: "قال لَأبي سُفيانَ - رضي الله عنهما - لقد كَان في قَصَرة هذا مَوَاضِعُ لَسُيُوفِ المُسلمين"
القَصَرَةُ: أَصْلُ الرَّقَبة والشَّجَرة.
والقَصَرُ: دَاءٌ يأخذ في العُنُق فيَلْتَوِى منه.
: أي كان في الأَوْقات أَهْلًا لأن يُقتَل لو كانوا حُرصَاءَ علي قَتْلِهِ.
- في الحديث: "لئِنْ كنْتَ أقْصَرْتَ الخُطبةَ لقد أعْرَضْتَ المسأَلةَ"
: أي جِئتَ بالخُطبة قَصيرةً.
وأَقْصَرَتْ: ولدَت قِصارًا، وأَعْرضَتْ: ولدت عِراضًا.
- في حديث عمر: "أنّه مَرَّ برجُل قَدْ قَصَر الشَعرَ في السُّوقِ فعاقَبَه"
: أي جَزَّه. وإنما عاقَبَه لأنّ الرِّيحَ تَحْمِلُه فتُلقيه في الَأطعِمةِ.
- في حديث عَلْقَمَةَ: "إذَا خَطَب في نِكاحٍ قَصرَّ دون أَهلِهِ " : أي خَطَب إلى مَنْ هو دُونَه.
(قصر)
عَن الْأَمر قصورا عجز وكف عَنهُ والسهم عَن الهدف لم يبلغهُ وَالطَّعَام نقض وغلا وَالنَّفقَة بالقوم لم تبلغ بهم مقصدهم وَالشَّيْء قصرا أَخذ من طوله فَجعله أقل طولا والقيد ضيقه وَيُقَال قصر لَهُ من قَيده قَارب وَالصَّلَاة وَمِنْهَا صلى ذَات الْأَرْبَع الرَّكْعَات اثْنَتَيْنِ بِحَسب ترخيص الشَّرْع وَالشعر قصّ مِنْهُ شَيْئا وَلم يستأصله وَالشَّيْء على الْأَمر رده إِلَيْهِ وَيُقَال قصر الشَّيْء على كَذَا لم يُجَاوز بِهِ إِلَى غَيره وَقصر در نَاقَته على فرسه جعلهَا لَهُ خَاصَّة وَقصر غلَّة كَذَا على عِيَاله جعلهَا لَهُم خَاصَّة وقصرها على نَفسه أمْسكهَا لنَفسِهِ وَالشَّيْء حَبسه وَيُقَال قصر نَفسه على كَذَا حَبسهَا عَلَيْهِ وألزمها إِيَّاه وَالدَّار حصنها بالحيطان وَالثَّوْب قصرا وقصارة دقه وبيضه واللون أزاله أَو خففه (محدثة)

(قصر) قصرا أَخذه وجع فِي عُنُقه فالتوى فَهُوَ قصر وأقصر وَهِي قصرة وقصراء

(قصر) الشَّيْء قصرا وقصرا وقصارة ضد طَال فَهُوَ قصير (ج) قصار وقصراء وَهِي قَصِيرَة (ج) قصار وقصارة
قصر ربع وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي الْمُزَارعَة أَن أحدهم كَانَ يشْتَرط ثَلَاثَة جداول والقُصارة وَمَا سقِِي الرّبيع وَنهى النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام عَن ذَلِك.قَوْله: يشْتَرط ثَلَاثَة جداول يَعْنِي أَنَّهَا كَانَت تشْتَرط على الْمزَارِع أَن يَزْرَعهَا خَاصَّة لربّ المَال. وَأما القُصارة فَإِنَّهُ مَا بَقِي فِي السنبل من الْحبّ بَعْدَمَا يداس ويُدْرَس وَأهل الشَّام يسمونه القِصْري. وَكَذَلِكَ [يرْوى -] فِي حَدِيث جَابر بن عبد الله قَالَ: كُنَّا نخابر على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فنصيب من القِصْري وَمن ذكا وكَذَا فَقَالَ النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلَام: من كَانَت لَهُ أَرض فليزرعها أَو يمنحها أَخَاهُ. وَأما مَا سقِِي الرّبيع فَإِن الرّبيع النَّهر الصَّغِير مثل الْجَدْوَل وَالسري وَنَحْوه وَجمعه أربعاء. وَإِنَّمَا كَانَت هَذِه شُرُوطًا يشترطها رب المَال لنَفسِهِ خَاصَّة سوى الشَّرْط على الثُّلُث وَالرّبع فنرى أَن نهي النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام عَن الْمُزَارعَة إِنَّمَا كَانَ لهَذِهِ الشُّرُوط لِأَنَّهَا مَجْهُولَة لَا يدْرِي أتسلم أَو تعطب فَإِذا كَانَت الْمُزَارعَة على غير هَذِه الشُّرُوط بِالثُّلثِ أَو الرّبع أَو النّصْف فَهِيَ طيبَة إِن شَاءَ اللَّه تَعَالَى.
ق ص ر : قَصَّرْتُ الصَّلَاةَ وَمِنْهَا قَصْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ هَذِهِ هِيَ اللُّغَةُ الْعَالِيَةُ الَّتِي جَاءَ بِهَا الْقُرْآنُ قَالَ تَعَالَى {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ} [النساء: 101] وَقُصِرَتْ الصَّلَاةُ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فَهِيَ مَقْصُورَةٌ.
وَفِي حَدِيثٍ «أَقَصُرَتْ الصَّلَاةُ» وَفِي لُغَةٍ يَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ وَالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ أَقْصَرْتُهَا وَقَصَّرْتُهَا وَقَصَرْتُ الثَّوْبَ قَصْرًا بَيَّضْتُهُ وَالْقِصَارَةُ بِالْكَسْرِ الصِّنَاعَةُ وَالْفَاعِلُ قَصَّارٌ وَقَصَرْتُ عَنْ الشَّيْءِ قُصُورًا مِنْ بَابِ قَعَدَ عَجَزْتُ عَنْهُ وَمِنْهُ قَصَرَ السَّهْمُ عَنْ الْهَدَفِ قُصُورًا إذَا لَمْ يَبْلُغْهُ وَقَصَرَتْ بِنَا النَّفَقَةُ لَمْ تَبْلُغْ بِنَا مَقْصِدَنَا فَالْبَاءُ لِلتَّعْدِيَةِ مِثْلُ خَرَجْتُ بِهِ وَأَقْصَرْتُ عَنْ الشَّيْءِ بِالْأَلِفِ أَمْسَكْتُ مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهِ قَصَرْتُ قَيْدَ الْبَعِيرِ قَصْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ ضَيَّقْتُهُ وَقَصَرْتُ عَلَى نَفْسِي نَاقَةً أَمْسَكْتُهَا لِأَشْرَبَ لَبَنَهَا فَهِيَ مَقْصُورَةٌ عَلَى الْعِيَالِ يَشْرَبُونَ لَبَنَهَا أَيْ مَحْبُوسَةٌ وَقَصَرْتُهُ قَصْرًا حَبَسْتُهُ وَمِنْهُ {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} [الرحمن: 72] وَمَقْصُورَةُ الدَّارِ الْحُجْرَةُ مِنْهَا وَمَقْصُورَةُ الْمَسْجِدِ أَيْضًا وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ هِيَ مُحَوَّلَةٌ عَنْ اسْمِ الْفَاعِلِ وَالْأَصْلُ قَاصِرَةٌ لِأَنَّهَا حَابِسَةٌ كَمَا قِيلَ حِجَابًا مَسْتُورًا أَيْ سَاتِرًا وَأَقْصَرْتُ عَلَى كَذَا اكْتَفَيْتُ بِهِ وَقَصُرَ الشَّيْءُ بِالضَّمِّ قِصَرًا وِزَانُ عِنَبٍ خِلَافُ طَالَ فَهُوَ قَصِيرٌ وَالْجَمْعُ قِصَارٌ وَيَتَعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ قَصَّرْتُهُ وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ} [الفتح: 27] .
وَفِي لُغَةٍ قَصَرْتُهُ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَأَقْصَرْتُهُ إذَا أَخَذْتَ مِنْ طُولِهِ وَقَصْرُ الْمَلِكَ مَعْرُوفٌ جَمْعُهُ قُصُورٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ.

وَالْقَوْصَرَّةُ بِالتَّثْقِيلِ وَالتَّخْفِيفِ وِعَاءُ التَّمْرِ يُتَّخَذُ مِنْ قَصَبٍ. 
ق ص ر: (الْقَصْرُ) وَاحِدُ (الْقُصُورِ) . وَقَوْلُهُمْ: (قَصْرُكَ) أَنْ تَفْعَلَ كَذَا وَ (قَصَارُكَ) بِفَتْحِ الْقَافِ فِيهِمَا وَ (قُصَارَاكَ) بِضَمِّ الْقَافِ أَيْ غَايَتُكَ وَآخِرُ أَمْرِكَ وَمَا اقْتَصَرْتَ عَلَيْهِ. وَ (الْقَوْصَرَّةُ) بِالتَّشْدِيدِ مَا يُكْنَزُ فِيهِ التَّمْرُ مِنَ الْبَوَارِي وَقَدْ تُخَفَّفُ. وَ (الْقَصَرَةُ) بِفَتْحَتَيْنِ أَصْلُ الْعُنُقِ وَالْجَمْعُ (قَصَرٌ) وَمِنْهُ قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: « {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصَرِ} [المرسلات: 32] » وَفَسَّرَهُ بِقَصَرِ النَّخْلِ يَعْنِي أَعْنَاقَهَا. قُلْتُ: قَالَ الْهَرَوِيُّ: إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَسَرَّهُ بِأَعْنَاقِ الْإِبِلِ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: فُسِّرَتْ هَذِهِ الْقِرَاءَةُ بِأَعْنَاقِ الْإِبِلِ وَبِأَعْنَاقِ النَّخْلِ. وَ (قَصَرَ) الشَّيْءَ حَبَسَهُ وَبَابُهُ نَصَرَ وَمِنْهُ (مَقْصُورَةُ) الْجَامِعِ. وَ (قَصَرَ) عَنِ الشَّيْءِ عَجَزَ عَنْهُ وَلَمْ يَبْلُغْهُ وَبَابُهُ دَخَلَ يُقَالُ: قَصَرَ السَّهْمُ عَنِ الْهَدَفِ. وَ (قَصُرَ) الشَّيْءُ بِالضَّمِّ ضِدُّ طَالَ يَقْصُرُ (قِصَرًا) بِوَزْنِ عِنَبٍ. وَ (قَصَرَ) مِنَ الصَّلَاةِ وَقَصَرَ الشَّيْءَ عَلَى كَذَا لَمْ يُجَاوِزْ بِهِ إِلَى غَيْرِهِ وَبَابُهُمَا نَصَرَ. وَامْرَأَةٌ (قَاصِرَةُ) الطَّرْفِ لَا تَمُدُّهُ إِلَى غَيْرِ بَعْلِهَا. وَ (قَصَرَ) الثَّوْبَ دَقَّهُ وَبَابُهُ نَصَرَ وَمِنْهُ (الْقَصَّارُ) وَ (قَصَّرَهُ تَقْصِيرًا) مِثْلُهُ. وَالتَّقْصِيرُ مِنَ الصَّلَاةِ وَالشَّعْرِ مِثْلُ الْقَصْرِ. وَالتَّقْصِيرُ فِي الْأَمْرِ التَّوَانِي فِيهِ. وَ (الْقَصِيرُ) ضِدُّ الطَّوِيلِ وَالْجَمْعُ (قِصَارٌ) . وَ (قَيْصَرُ) مَلِكُ الرُّومِ. وَ (الِاقْتِصَارُ) عَلَى الشَّيْءِ الِاكْتِفَاءُ بِهِ. وَ (أَقْصَرَ) عَنْهُ كَفَّ وَنَزَعَ مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهِ. فَإِنْ عَجَزَ قُلْتَ: قَصَرَ عَنْهُ بِلَا أَلِفٍ مَعَ فَتْحِ الصَّادِ. وَ (أَقْصَرَ) مِنَ الصَّلَاةِ لُغَةٌ فِي قَصَرَ. وَأَقْصَرَتِ الْمَرْأَةُ وَلَدَتْ أَوْلَادًا قِصَارًا وَفِي الْحَدِيثِ: «إِنَّ الطَّوِيلَةَ قَدْ تُقْصِرُ وَإِنَّ الْقَصِيرَةَ قَدْ تُطِيلُ» وَ (اسْتَقْصَرَهُ) عَدَّهُ مُقَصِّرًا أَوْ قَصِيرًا. 
(ق ص ر) : (الْقَصْرُ) الْحَبْسُ (وَمِنْهُ) مَقْصُورَةُ الدَّارِ لِحُجْرَةٍ مِنْ حُجَرِهَا (وَمَقْصُورَةُ) الْمَسْجِدِ مَقَامُ الْإِمَامِ (وَقَصْرُ الصَّلَاةِ) فِي السَّفَرِ أَنْ يُصَلِّيَ ذَاتَ الْأَرْبَعِ رَكْعَتَيْنِ (وَقَصْرُ الثِّيَابِ) أَنْ يَجْمَعَهَا الْقَصَّارُ فَيَغْسِلَهَا (وَحِرْفَتُهُ الْقِصَارَةُ) بِالْكَسْرِ (وَالْقُصُورُ) الْعَجْزُ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - فِي حَجَرِ الْكَعْبَةِ (قَصَرَتْ) بِهِمْ النَّفَقَةُ وَيَشْهَدُ لِهَذَا لَفْظُ مُتَّفَقِ الْجَوْزَقِيِّ عَجَزَتْ بِهِمْ النَّفَقَةُ وَالْبَاء فِيهِمَا لِلتَّعَدِّيَةِ وَالْمَعْنَى عَجَزُوا عَنْ النَّفَقَةِ كَمَا فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى وَالْفِعْلُ مِنْهَا كُلِّهَا مِنْ بَابِ طَلَبَ (وَالْقِصَرُ) خِلَافُ الطُّولِ (وَالْقُصْرَى) تَأْنِيثُ الْأَقْصَرِ تَفْضِيل الْقَصِير وَأُرِيدَ بِسُورَةِ النِّسَاء (الْقُصْرَى) {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ} [الطلاق: 1] (وَفِيهَا) {وَأُولاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ} [الطلاق: 4] وَالْمَشْهُورَة {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ} [النساء: 1] (وَبِالطُّولَى) سُورَةُ الْبَقَرَةِ (وَفِيهَا) {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} [البقرة: 234] وَالْغَرَضُ مِنْ نُزُولِ تِلْكَ بَعْدَ هَذِهِ بَيَانُ حُكْمِ هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ وَأَمَّا الْقُصْوَى بِالْوَاوِ فَتَصْحِيفٌ (وَأُمِرْنَا بِإِقْصَارِ) الْخُطَبِ أَيْ بِجَعْلِهَا قَصِيرَةً وَمِنْهُ لَئِنْ (أَقْصَرْتَ الْخُطْبَةَ) لَقَدْ أَعْرَضْتَ الْمَسْأَلَةَ أَيْ جِئْتَ بِهَذِهِ قَصِيرَةً مُوجَزَةً وَبِهَذِهِ عَرِيضَةً وَاسِعَةً وَالْحَلْقُ أَفْضَلُ مِنْ (التَّقْصِيرِ) وَهُوَ قَطْعُ أَطْرَافِ الشَّعْرِ وَفِي التَّنْزِيلِ {مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ} [الفتح: 27] (وَالْقَصْرُ) وَاحِدُ الْقُصُورِ (وَقَصْرُ) ابْنِ هُبَيْرَةَ عَلَى لَيْلَتَيْنِ مِنْ الْكُوفَةِ وَبَغْدَادُ مِنْهُ عَلَى لَيْلَتَيْنِ (وَالْقُصَارَةُ) مَا فِيهِ بَقِيَّةٌ مِنْ السُّنْبُلِ بَعْدَ التَّنْقِيَةِ وَكَذَلِكَ (الْقِصْرِيُّ) بِكَسْرِ الْقَاف وَسُكُون الصَّادِ (وَالْقُصْرَى) بِوَزْنِ الْكُفُرَّى السَّنَابِلُ الْغَلِيظَةُ الَّتِي تَبْقَى فِي الْغِرْبَالِ بَعْدَ الْغَرْبَلَةِ (وَالْقَوْصَرَّة) بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيفِ وِعَاءُ التَّمْرِ يُتَّخَذُ مِنْ قَصَبٍ (وَقَوْلُهُمْ) وَإِنَّمَا تُسَمَّى بِذَلِكَ مَا دَامَ فِيهَا التَّمْرُ وَإِلَّا فَهِيَ زِنْبِيلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى عُرْفِهِمْ.
قصر
القَصْرُ: المِجْدَلُ. وفلان مُقاصِري: أي قَصْرُه بقبالةِ قَصْري.
والمَقْصًورَةُ - والجميع المَقاصِيرُ -: الدّارُ الواسِعَةُ المُحَصنَةُ الحِيطانِ. وحَيْثُ يَقُومُ الإِمامُ في المَسْجِد. والقَصْرُ: غايَةُ الشَّيْءِ، وهو القَصارُ والقُصَارى.
وهذا قَصْرُه: أي أجَلُهُ ومَوْتُه. وقُصْرَانُكَ أنْ تَهْرَمَ.
واقْتَصِرْ على هذا الأمْرِ: أي أقْنَعْ به. والقُصُرَة والقُصْرَةُ: الأقرَبُ من الرَّجُلَ.
والقَصْرُ: كَفُّكَ نَفْسَكَ عن شَيْءٍ، قَصَرْتُ نَفْسي أقْصُرُها قَصراً.
وقَصَرْتُ اللِّجامَ، وكذلك الصَّلاةَ، قَصْراً، وقَصرْتُها تَقْصِيراً.
والقاصِرُ: كل شَيْءٍ قَصُرَ عنكَ. واقْتَصَرَ فلان على أمري: أي أطاعَني.
وتَقَاصَرَتْ نفسُه ذُلاً. وقَصَرْتُ اللِّقْحَةَ على فلانٍ لِيَشْرَبَ لَبَنَها.
وهو ابنُ عَمّي مَقْصًورةً وقُصْرَةً: أي دِنْيَةً، وكذلك قَصِيرةً وقَصْرَةً.
ورَضِيَ فلانٌ بِمَقْصَرٍ: أي بأرْضٍ دُوْنٍ.
وأقصرَ الرَّجُلُ عن الأمْرِ إقْصاراً: انْتَهى عنه. وقَصرْتُ عن الأمْرِ أقْصُرُ عنه قَصْراً وقُصُوراً.
وقَصَرَ السَّهْمُ عن الهَدَف، والرَّجُلُ عن الغَضَب. وقَصَّرَ رَأيَهُ تَقْصِيراً.
وقَصَرْتُ طَرْفي: إذا لم تَرْفَعْه إلى ما لا يَنْبَغي، ومنه قولُه عزَّ وجلَّ: " قاصرَاتُ الطَّرْفِ ": أي اقْتَصَرْنَ على أزْواجِهنَّ. وقيل: المَقْصُورة المَحْبُوسَةُ في بَيْتها وخدْرِها لا تَخْرُجُ. ومَقْصُوْرَةُ الخَطْوِ: شُبِّهَتْ بالمُقَيَّدِ. والمَقْصُوْرُ: من نَعْتِ الحِجَال.
والقَصَائرُ من النِّساء: التي تُحْجَبُ عن الناس، وامْرَأةٌ قَصُورٌ وقَصِيرةٌ بمعنىً.
والمُقَصرُ: الذي يُخِسُّ العَطِيَّةَ ويُقِلُّ، قَصَّرْتُ بفلانٍ.
والقِصَرُ: نَقِيْض الطُّول، قَصُرَ يَقْصُرُ قِصَراً، وقَصَّرْتُه أنا تَقْصِيراً: إذا جَعَلْتَه كذلك. والقِصارَةُ: القَصِيرةُ؛ نادِرٌ.
والقَصْرُ: قبل اصْفِرارِ الشَّمْس، لأنَّ الإنسانَ يَقْصُر عن قَضَاء حاجَتِه. وآخِرُ النَّهار، ويُقال منه: قَصَرْنا واقْتَصَرْنا، وقَصَرَ العَشِيُّ يَقْصُرُ قُصُوراً وقَصْراً ومَقْصِراً، وقَصَرْنا وأقْصَرْنا: من قَصْرِ العَشِيِّ.
والقَصّارُ: يَقْصُرُ الثَّوْبَ قَصْراً وقِصَارة.
والقُصْرى والقُصَيْرى: الضِّلَع التي تَلي الشاكِلَةَ بين الجَنْبِ والبَطْنِ.
والقُصَيْرى والقُصَيْرَيَاتُ: الأفْعى من الحَياتِ.
والقَصَرَةُ: أصْلُ العنق، والقُصَيْرى أيضاً. وقَصَرَةُ النَّخْل كذلك، وجَمْعُه قَصَرَات.
والاقْتِصارُ: القَبْضُ بالرَّقَبَة. وهو - أيضاً -: داءٌ يأْخُذُ في القَصَرَةِ حتّى يَغْلُظَ من داءٍ، بَعِيرٌ قَصِرٌ وأقْصَرُ، وهو كالكُزَاز.
والتَّقْصيرُ: كَيَّةٌ على كُلِّ دابَّةٍ فَرُبَّما بَرَأ، تقول: قَصَّرْتُ عُنُقَ البَعِيرِ أقَصِّرُها.
والقِصَارُ: مِيْسَمٌ أسْفَلَ العُنُقِ، قَصَرْتُ البَعِيرَ أقْصُرُه فهو مَقْصُور.
والقَصَرُ: كَعابِرُ الزَّرْع الذي يَخْلُصُ من البُرِّ وفيه بَقِيَّةٌ من الحَبِّ.
والقَصَرُ: بَقِيَّةُ الشَّجَرِ. والزًّمِكّى للطائرِ. وقَيْصَرُ: اسْمُ مَلِكٍ رُوْمِيّ.
والقَوْصَرَّةُ: وِعاءٌ من قَصَبِ للتَّمْرِ، وُيخَفَّف.
وتَقَوْصَرَ الرَّجُلُ: إذا تَدَاخَلَ وتَقَاصَرَ.
والقَصَاوِرُ: من أسماء الأسَدِ؛ كالقَسَاوِرِ.
والتِّقْصارُ: القلادة، وكذلك المِقْصَرُ يكونُ من المِسْكِ.
والمِقْصَرَةُ: العِقْدُ الذي يكونُ في العُنُقِ، وجَمْعُها مَقَاصِرُ. وقيل: المَقَاصِرُ السُّتُورُ، والواحدة مَقْصُورَةٌ. وهي الإِكَامُ، الواحد مَقْصِرٌ. ومَخَاصِرُ الطُّرقِ. والغِيْرَانُ.
وشاةٌ مُقْصِرَةٌ وقد أقْصَرَتْ إقْصاراً: وهي التي كُفَّ أطرافُ أسنانِها وقَصُرَتْ وكُفَّتْ ثَنِيتُها.
وأقْصَرَتِ النَعْجَةُ: أسَنَّتْ، فهي مُقْصِر. وقَصَرَه على هذا الأمْرِ: أي قَسَرَه وَقَهَرَه. وقَصَرَ الطَّعامُ قُصُوراً: غَلا وارْتَفَعَ.
وتَقَصرْتُ بِفلانٍ: تعللت به؛ تقصراً. الأقَيْصِرُ: صَنَمٌ.
[قصر] القَصْرُ: واحد القُصورِ. وقَصْرُ الظلام اختلاطه، وكذلك المقصرة . والجمع المقاصر، عن أبى عبيد. وأنشد لابن مقبل يصف ناقته: فبعثتها تقص المقاصر بعدما * كربت حياة النار للمتنور - وقد قصر العشى يقصر قصورا، إذا أمسيت. قال العجاج:

حتى إذا ما قصر العشى * ويقال: أتيته قصرا، أي عشيا. وقال : كأنهم قصرا مصابيح راهب * بموزن روى بالسليط ذبالها - وقولهم: قصرك أن تفعل ذاك، وقُصاراك أن تفعل ذاك بالضم ، وقَصاراكَ أن تفعل ذاك بالفتح، أي غايتك وآخر أمرك وما اقتصرت عليه. قال الشاعر: إنما أنفسنا عارية * والعَوارِيُّ قُصارى أن تُرَدّْ - ورضي فلان بِمَقْصِرٍ مما كان يحاول، بكسر الصاد، أي بدون ماكان يطلب. ويقال: هو ابن عمه قصرة بالضم، ومقصروة أيضا، أي دِنْياً. والقُصْرى والقُصَيْرى: الضِلْعُ التي تلي الشاكِلةَ، وهي الواهنةُ في أسفل الأضلاع. والقُصَيْرى أيضاً: أفعى. والقوصرة بالتشديد: هذا الذى يُكنَز فيه التمر من البواريِّ. قال الراجز : أفلح من كانت له قوصرة * يأكل منها كل يوم مره - وقد يخفَّفُ. والقَصَرَةُ بالتحريك: أصل العنق. والجمع قصر. وبه قرأ ابن عباس رضي الله عنهما:

(إنها ترمى بشرر كالقصر) *، وفسره بقصر النخل، يعنى الاعناق . والقصارة بالضم: ما بقي في السُنبل من الحبّ بعد ما يُداس، وكذلك القصرى بالكسر، وهو منسوب. والقصر أيضا، داءٌ يأخذ في القَصَرَةِ، يقال: قَصِرَ البعيرُ بالكسر يَقْصَرُ قَصَراً. قال ابن السكيت: هوداء يُصيبه في عنقه فيلتوي، فيُكْوى في مفاصل عنقه فربَّما برأ. وقَصِرَ الرجلُ أيضاً، إذا اشتكى ذلك. وقصرت الشئ بالفتح أقصره قَصْراً: حبسته، ومنه مَقْصورةُ الجامع. وقَصَرْنا، من قَصْرِ العَشِيِّ، أي أمسينا. وقَصَرْتُ السِتْر: أرخيته. وقَصَرْتُ عن الشئ قصورا: عجزت عنه ولم أبلغه. يقال: قَصَرَ السهمُ عن الهدف. وقصر الشئ بالضم يَقْصُرُ قِصَراً: خلافُ طالَ. وقَصَرْتُ من الصلاة بالفتح أقْصُرُ قَصْراً. وقصرت الشئ على كذا، إذا لم تجاوز به إلى غيره. يقال: قصرت اللحقة على فرسى، إذا جعلتَ دَرَّها له. وامرأة قاصِرَةُ الطرفِ: لا تمدُّه إلى غير بعلها. وماءٌ قاصِرٌ، أي بارد. وقَصَرْتُ الثوبَ أقْصُرُهُ قَصْراً: دَقَقْتُهُ، ومنه سمِّي القَصَّارُ. وقَصَّرْتُ الثوبَ تَقْصيراً، مثلُه. والتَقْصيرُ من الصلاة، ومن الشَعْرِ، مثل القَصْرِ. والتَقْصير في الأمر: التواني فيه. والقَصيرُ: خلاف الطويل، والجمع قِصارٌ. والأقاصِرُ: جمع أقْصَرَ، مثل أصْغَرَ وأصاغِرَ. وأنشد الأخفش:

وأصْلالُ الرجالِ أقاصره * وأما قولهم في المثل: " لا يطاع لقصير أمر "، فهو قصير بن سعد اللخمى، صاحب جذيمة الابرش . وفرس قصير، أي مقربة لا تُتْرَكُ أن تَرودَ لنفاستها. قال الشاعر : تراها عنذ قبتنا قصيرا * ونبذ لها إذا باقت بؤوق - وامرأةٌ قَصيرَةٌ وقَصورةٌ، أي مَقصورةٌ، في البيت لا تترك أن تخرج. قال كثير: وأنتِ التي حَبَّبْتِ كُلَّ قَصيرَةٍ * إليَّ وما تدري بذاكَ القَصائِرُ - عَنيتُ قَصيراتِ الحِجالِ ولم أُرِدْ * قِصارَ الخُطى شَرُّ النساءِ البَحاتِرُ - وأنشد الفراء: " قصورة "، وكذا ابن السكيت. والبحاتر مر ذكره. وقيصر: ملك الروم. والاقتصار على الشئ: الاكتفاء به. وأقْصَرْتُ عنه: كففت ونزعت مع القدرة عليه، فإن عجزت عنه قلت: قَصَرْتُ، بلا ألفٍ. وأقْصَرْنا، أي دخلنا قصر العشى، كما تقول: أمسينا من المساء. وأقْصَرْتُ من الصلاة: لغة في قصرت. وأقصرت المرأة: ولدت أولاد قصارا. وفى الحديث: " إن الطويلة قد تقصر، وإن القصيرة قد تطيل ". وأقصرت النعجة والمعز، فهى مُقْصِرٌ، إذا أسَنَّتا حتَّى تَقْصُرَ أسنانهما. حكاها يعقوب. واستقصره، أي عده مقصرا، وكذلك إذا عده قَصيراً. والتِقْصارُ والتِقْصارَةُ، بكسر التاء: قلادةٌ شبيهةٌ بالمخنقة، والجمع التقاصير. 
[قصر] فيه: من كان له بالمدينة أصل فليتمسك به ومن لم يكن فليجعل له بها أصلًا ولو «قصرة»، وهو بالفتح والحركة أصل الشجرة، وجمعها قصر، أراد فليتخذ له بها ولو نخلة واحدة، والقصرة أيضًا العنق وأصل الرقبة. ومنه ح سلمان لأبي سفيان: لقد كان في «قصرة» هذا مواضع لسيوف المسلمين، وذا قبل أن يسلم فإنهم كانوا حراصًا على قتله، وقيل: بعد إسلامه. وح: إني لأجد في بعض ما أنزل من الكتب الأقبل «القصير القصرة» صاحب العراقين مبدل السنة يلعنه أهل السماء وأهل الأرض. وح: «ترمي بشرر «كالقصر»» كنا نرفع الخشب للشتاء ثلاثة أذرع أو أقل ونسميه القصر، يريد قصر النخل وهو ما غلظ من أسفلها، أو أعناق الإبل جمع قصرة. وح: من شهد الجمعة فصلى ولم يؤذ أحدًا «بقصره» إن لم يغفر له جمعته تلك ذنوبه كلها أن تكون كفارته في الجمعة التي تليها، يقال: قصرك أن تفعل كذا، أي حسبك وغايتك، وكذا قصاراك وقصارك، وهو من معنى القصر: الحبس، لأنك إذا بلغت الغاية حبستك، والباء زائدة، وجمعته - بالنصبأخف من الحلق، وكان فيهم من بادر إلى الطاعة وحلق ولم يراجع فقدمهم في الدعاء، وذلك في حجة الوداع، وقيل: في الحديبية حين أمرهم بالحلق فلم يفعلوا طمعًا في دخول مكة. وح: ثم «أقصر» عن الصلاة، بفتح همزة من الإقصار وهو الكف عن الشيء مع القدرة عليه، فإن عجز عنه يقول: قصرت عنه - بلا ألف؛ قوله: أخبرني عن الصلاة، أي عن وقتها.
قصر
قصَرَ بـ/ قصَرَ عن يَقصُر، قُصُورًا، فهو قاصِر، والمفعول مَقْصور به
• قصَرتِ النفسُ بكذا: طلبت القليلَ الخسيس منه "قصَر الشّحاذُ بلقمة عيشه- قاصر الطموح/ الرؤية/ النظر/ الفكر".
• قصَر عن تسديد دَيْنِه: عَجَزَ عنه "قصَر السهمُ عن
 الهدف: لم يبلغه". 

قصَرَ يَقصُر ويَقْصِر، قَصْرًا، فهو قاصِر، والمفعول مَقْصور
• قصَر الثَّوبَ: أخذ من طوله فجعله أقلَّ طولاً، ضدّ مدّه "قصَر الشَّعْر: قصَّ منه ولم يستأصله".
• قصَر الصَّلاةَ: صَلَّى ذات الأرْبَع الرَّكَعَات رَكْعتين فقط حسب ترخيص الشّرْع " {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاَةِ} ".
• قصَر الطَّرْفَ: غضَّهُ أو حبسه عن النظر.
• قصَر المحادثةَ على موضوع واحد: حصرها فيه، لم يتجاوزه إلى غيره "قصَر نفقته على عياله- قصَر نفسَه على فعل الخير- قصَر نشاطَه على السِّياسة".
• قصَر فلانًا في بيته: حبسَه وألزمه إيّاه. 

قصُرَ يَقصُر، قِصَرًا وقَصْرًا، فهو قصير
• قصُر فلانٌ/ قصُر الشّيءُ: قلّ طولُه وامتدادُه، عكس طال "قصُر النَّهارُ في فصل الشتاء- لا تمدَّنَّ إلى المعالي يدًا قصُرت عن المعروف: الحثّ على عمل المعروف". 

أقصرَ/ أقصرَ عن يُقصر، إقصارًا، فهو مُقْصِر، والمفعول مُقْصَر
• أقصر الثَّوبَ: قصَره، جعله قصيرًا، أخذ من طوله، عكس طوَّله.
• أقصر الكلامَ: جاء به قصيرًا.
• أقصر عن فعل الخير: كفّ عنه وهو يقدِرُ عليه. 

استقصرَ يستقصر، استقصارًا، فهو مُسْتقصِر، والمفعول مُسْتَقْصَر
• استقصر الشَّيءَ: عدّه قصيرًا "استقصرتِ الثَّوبَ فلم تَرْتَدِه".
• استقصر فلانًا: عدّه مُقصِّرًا "استقصره في المهمّة التي أوكلها إليه". 

اقتصرَ على يَقْتصِر، اقْتِصارًا، فهو مُقْتصِر، والمفعول مُقْتصَرٌ عليه
• اقتصر على الضَّروريّ: اكْتَفَى به ولم يجاوزه إلى غيره "اقْتَصَر على تناول وَجْبَةٍ واحِدةٍ في اليَوْم- كانت المظاهرات مُقتصرة على طلاّب الجامعة". 

تقاصرَ/ تقاصرَ عن يتقاصر، تقاصُرًا، فهو مُتقاصِر، والمفعول مُتقاصَرٌ عنه
• تقاصر الظِّلُّ: دنا وتقلَّص.
• تقاصرت نفسُه: تضاءلت وتصاغرت "تقاصر طموحُه أمام الكبار".
• تقاصر عن متابعة القضيَّة: أمْسَكَ عن متابعتها، تركها وهو يقدر عليها.
• تقاصر عن الوصول إلى هدفه: كفَّّ عنه وعجز. 

قصَّرَ/ قصَّرَ عن/ قصَّرَ في/ قصَّرَ من يقصِّر، تَقْصِيرًا، فهو مُقصِّر، والمفعول مُقصَّر
• قصَّر السِّرْوالَ: صَيَّره قصيرًا، عكسه طوّله "قصَّر الخُطْبةَ: اختصرها أو أخّرها- الحديث الحلو يقصِّر الأيامَ والليالي [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: يوم السرور قصير".
• قصَّر شَعْرَهُ/ قصَّر من شَعْرِه: قصَّ منه شيئًا ولم يستأصله " {مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ} ".
• قصَّر المريضُ عن أداء الصَّلاة: تركها لِعَجْز.
• قصَّر عن عمله/ قصَّر في عمله:
1 - أهمله وتهاون فيه، أمسَك عنه وهو قادِر عليه، تأخّر عن إتمامه، وأخلَّ به "قصَّر في العطيّة: قلَّلها وأخسَّها- قصَّر في/ عن واجباته: لم يَعْتنِ بها" ° لم يُقَصِّرْ في عمله: اجْتَهَد.
2 - كفّ وامتنع " {ثُمَّ لاَ يُقَصِّرُونَ} [ق]: يكفّون ويمتنعون". 

قاصِر [مفرد]: ج قاصِرون وقُصَّر، مؤ قاصِرة، ج مؤ قاصِرات وقُصَّر:
1 - اسم فاعل من قصَرَ وقصَرَ بـ/ قصَرَ عن.
2 - (قن) مَنْ لم يبلغ سنّ الرُّشْد فيوضع تحت حماية وعناية وصيّ "ولد قاصِر". 

قاصِرة [مفرد]: مؤنَّث قاصِر: مَنْ لم تبلغ سنَّ الرُّشْد "فتاة قاصِرة".
• قاصِرَةُ الطَّرْف: المرأة الخجولة الحييَّة التي لا تمُدُّ عينيها
 إلى غير زوْجها " {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ}: نساء حيّيات عفيفات". 

قُصارَى [مفرد]: غاية الجُهْدِ، أو جهد وغاية "بذل قُصارَاه في الامتحان- بذل قُصارَى جُهْده في إحلال السّلام: غاية جُهْده" ° قُصاراك أن تفعل كذا: حسبُك، كفايتك، أو غاية جُهْدك- قُصارَى القول/ قُصارَى الأمر: باختصار/ خلاصتُه- قُصارَى المتمنّي الخيبة: وصف من يتمنّى المحال من دون سعي أو عمل. 

قَصْر [مفرد]: ج قُصُور (لغير المصدر):
1 - مصدر قصَرَ وقصُرَ.
2 - بِناية فَخْمة واسعة، بيت فاخر "قَصْر الملك/ المؤتمرات/ الرِّئاسة" ° بنى في خياله قصورًا: عاش على الأوهام.
3 - ما عظم من أصول النَّخل أو الشَّجر " {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} ".
• القَصْر:
1 - خلاف المَدّ.
2 - (بغ) تخصيص شيء بآخر والهدف منه تمكين الكلام وتقريره في الذِّهْن ويكون القَصْر بأساليب متعدِّدة منها: النَّفي، والاسْتِثناء، والعطف بـ (لا) أو بـ (بل)، وتقديم ما حقّه التَّأخير "ما أنت إلاّ كريم- ما كريم إلاّ يوسف".
3 - (عر) حذف ساكن السبب الخفيف من آخر التَّفعيلة وتسكين المتحرِّك الذي قبله فتصير (فعولن) (فعولْ).
• قَصْر العَيْنيّ: مقرّ المدرسة الطبيّة في القاهرة منذ الحملة الفرنسيّة اتّخذه نابليون مستشفى لجيشه ثم أنشأ فيه محمد علي مدرسة للطبِّ حوالي عام 1241 هـ/ 1825 م.
• مسحوق القَصْر: (كم) مسحوق كيماويّ أبيض يستخدم في إزالة الألوان أو تخفيفها من ألياف النَّسيج. 

قِصَر [مفرد]: مصدر قصُرَ ° قِصَر القامة- قِصَر النَّظر: وصفٌ لمن كان محدود الرُّؤية، ضيِّق الأفق. 

قصور [مفرد]:
1 - مصدر قصَرَ بـ/ قصَرَ عن ° سنّ القصور: سنّ ما قبل البلوغ- قُصور الذَّاكرة: ضعفها- قُصور المعرفة: ألاّ يكون عند المرء المعرفة اللازمة لإقرار شيء أو التحدّث عنه.
2 - (حي) نقص في أداء وظيفة عضو من أعضاء الجسم أو في جزء منه.
3 - (حي) افتقار إلى مادَّة أساسيّة كالفيتامين الذي هو ضروريّ لصحّة الكائن الحيّ.
• قصور القلب: (طب) عدم قدرة القلب على ضخِّ الدم بمعدّله الكافي فينتج عنه بعض المشاكل الصحّيّة.
• القصور الذَّاتيّ: (فز) قصور الجسم عن تغيير حالته سكونًا كانت أو حركة بسرعة منتظمة في خطٍّ مستقيم، كما يحدث من اختلال في توازن راكب سيّارة توقَّفت فجأة. 

قَصير [مفرد]: ج قِصار وقُصَراءُ، مؤ قصيرة، ج مؤ قصيرات وقصَائِرُ وقِصار:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قصُرَ: "رجل قَصِير القامة" ° طيران قصير: منخفض.
2 - محدود "منذ زمن قصير- الحياة قصيرة غير أنّها حلوة" ° دَيْن قَصِير الأجل: مستحقّ الدفع خلال فترة زمنيّة قصيرة- فلانٌ قَصير العلم: قليله- قَصِير الباع: بخيل، عاجز، غير متضلِّع، قليل الخبرة والمعرفة- قَصِير المَدَى: مُصمَّم أو محدَّد للمسافات القصيرة- قَصِير النَّظر: ليس حاذقًا، لا يفكِّر في عواقب الأمور، محدود التفكير- قَصِير النَّفَس: يتنفّس بصعوبة، يلهث سريعًا- قَصِير اليد: عاجز لا يستطيع التصرُّف في الأمور، بخيل ممسك.
• قِسْمة قَصِيرة: (جب) تقسيم عدد على آخر دون كتابة كلّ الخطوات خاصّةً إذا كان المقسوم عليه خانة واحدة.
• قِصَّة قَصِيرة: (دب) قطعة نثرية روائيّة فيها عدد قليل من الشخصيّات وتهدف إلى وحدة التأثير.
• موجة قَصِيرة: موجة كهرومغناطيسيّة لاسلكيّة طولها من 20 إلى 200 متر أو أقلّ.
• عَرْض قَصِير: فيلم قَصِير يُعرض قبل عرض الفيلم السينمائي. 

مقصور [مفرد]: اسم مفعول من قصَرَ.
• المقصور من العروض أو الضَّرب: (عر) ما حدث فيه قَصْر، وهو حذف ساكن السَّبب الخفيف وتسكين ما قبله.
• الاسم المقصور: (نح) كل اسم مُعرَب آخره ألف لازمة، مفتوح ما قبلها، مثل الغِنى. 

مَقْصورَة [مفرد]: ج مَقْصُورات ومقاصِرُ ومَقاصيرُ
• مَقْصُورَة الدار أو المسرح: حجرة خاصّة مفصُولة عن الغرف المجاورة "مَقْصُورَة ملابس التمثيل- مَقْصُورَة الحريم/

السيِّدات".
• مَقْصُورَة الإمام في المسجد: حُجْرَة يَخْتلي فيها.
• المَقْصُورَة من الشِّعر: (دب) ما كانت قافيته مختومة بألف مَقْصُورَة "قرأت مَقْصُورَة ابن دريد".
• المَقْصُورَة من النِّساء: المصونة المُخَدَّرة التي لا يُسْمَح لها بالخروج من بيتها " {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} ". 
الْقَاف وَالصَّاد وَالرَّاء

الْقصر، وَالْقصر فِي كل شَيْء: خلاف الطول انشد ابْن الْأَعرَابِي:

عَادَتْ محورته إِلَى قصر

قَالَ: مَعْنَاهُ: إِلَى قصر، وهما لُغَتَانِ.

قصر قصراً، وقصارة، الْأَخِيرَة عَن اللحياني فَهُوَ قصير، وَالْجمع: قصراء، وقصار. وَالْأُنْثَى: قصيرةٌ، وَالْجمع: قصارٌ وَقَالُوا: لَا وفائت نَفسِي الْقصير، يعنون النَّفس: لقصر وقته، الْفَائِت هُنَا: هُوَ الله عز وَجل. وَقَوله:

لَو كنت حبلاً لسقيتها بيه ... أَو قاصراً وصلته بثوبيه

أرَاهُ على النّسَب، لَا على الْفِعْل. وَجَاء قَوْله: " هابيه "، وَهُوَ مُنْفَصِل، مَعَ قَوْله: " ثوبيه "، لِأَن ألفها حِينَئِذٍ غير تأسيس، وَإِن كَانَ الروى حرفا مضمرا مُفردا إِلَّا انه لما اتَّصل بِالْيَاءِ قوى، فَأمكن فَصله.

وتقاصر: اظهر الْقصر.

وَقصر الشَّيْء. جعله قَصِيرا.

والقصير من الشّعْر: خلاف الطَّوِيل.

وَقصر الشّعْر: كف مِنْهُ وغض حَتَّى قصر، وَفِي التَّنْزِيل: (مُحَلِّقِينَ رؤوسكم وَمُقَصِّرِينَ) وَالِاسْم مِنْهُ: الْقصار، عَن ثَعْلَب، قَالَ: وَقَالَ الْفراء: قَالَ لي اعرابي بمنى: الْقصار احب إِلَيْك أم الْحلق؟ يُرِيد التَّقْصِير احب إِلَيْك أم حلق الرَّأْس.

وانه لقصير الْعلم " على الْمثل ".

وَالْقصر: خلاف الْمَدّ، وَالْفِعْل كالفعل، والمصدر كالمصدر.

والمقصور من عرُوض المديد والرمل: مَا أُسقط آخِره وأُسكن، نَحْو: " فاعلاتن " حذفت نونه وأسكنت تاؤه، فَبَقيَ " فاعلات " فَنقل إِلَى " فاعلان " نَحْو قَوْله:

لَا يغرن امْرأ عيشه ... كل عَيْش صائر للزوال

وَقَوله فِي الرمل:

ابلغ النُّعْمَان عني مألكاً ... أنني قد طَال حبسي وانتظار

هَكَذَا انشده الْخَلِيل، بتسكين الرَّاء، وَلَو اطلقه لجَاز مَا لم يمْنَع مِنْهُ مَخَافَة إقواء. وَقَول ابْن مقبل:

نازعت البابها لبي بمقتصر ... من الْأَحَادِيث حى زدنني لينًا

إِنَّمَا أَرَادَ: بقصير من الْأَحَادِيث فزدنني بذلك لينًا.

وقصرك أَن تفعل كَذَا، وقصارك، وقصارك، وقصيراك، وقصاراك: أَي جهدك وغايتك. قَالَ:

لَهَا تفرات تحتهَا وقصارها ... إِلَى مشرة لم تعتلق بالمحاجن

وَقصر عَن الْأَمر يقصر قصورا، وأقصر، وَقصر، وتقاصر، كُله تنْهى، قَالَ:

إِذا غم خرشاء الثمالة انفه ... تقاصر مِنْهَا للصريح فأقنعا وَقيل: التقاصر، هَاهُنَا: من الْقصر: أَي قصر عُنُقه عَنْهَا.

وَقيل: قصر عَنهُ: تَركه، وَهُوَ لَا يقدر عَلَيْهِ.

وأقصر: تَركه وَهُوَ يقدر عَلَيْهِ. وَقَوله انشده ثَعْلَب:

يَقُول وَقد نكبتها عَن بلادها ... أتفعل هَذَا يَا حييّ على عمد

فَقلت لَهُ قد كنت فِيهَا مقصرا ... وَقد ذهبت فِي غير اجْرِ وَلَا حمد

قَالَ: هَذَا لص، يَقُول صَاحب الْإِبِل لهَذَا اللص: تَأْخُذ إبلي وَقد عرفتها. وَقَوله:

فَقلت لَهُ قد كنت فِيهَا مقصرا

يَقُول: كنت لَا تهب وَلَا تَسْقِي مِنْهَا.

قَالَ اللحياني: وَيُقَال للرجل إِذا أَرْسلتهُ فِي حَاجَة فقصر دون الَّذِي امرته بِهِ إِلَّا انك احببت الْقصر.

وَالْقصر: والقصرة: أَي أَن تقصر.

وتقاصرت نَفسه: تضاءلت.

وتقاصر الظل: دنا وقلص.

ورضى بمقصر مِمَّا كَانَ يحاول: أَي بِدُونِ مِنْهُ.

ورضيت من فلَان بمقصر، ومقصر: أَي أَمر دون.

وَقصر سَهْمه عَن الهدف قصوراً: خبا فَلم ينْتَه إِلَيْهِ.

وَقصر عني الوجع وَالْغَضَب، يقصر قصوراً، وَقصر: سكن.

وَقصرت أَنا عَنهُ، وَقصرت لَهُ من قَيده اقصر قصرا: قاربت.

وقصره على الْأَمر قصرا: رده إِلَيْهِ.

وَقصر الشَّيْء يقصره قصراً: حَبسه. قَالَ أَبُو دَاوُد يصف فرسا:

فقصرن الشتَاء بعد عَلَيْهِ ... وَهُوَ للذود أَن يقسمن جَار

أَي: حبسن عَلَيْهِ يشرب البانها فِي شدَّة الشتَاء. قَالَ ابْن جني: وَهَذَا جَوَاب كم. كَأَنَّهُ قَالَ: كم قصرن عَلَيْهِ؟؟ و" كم " ظرف، ومنصوبة الْموضع فَكَانَ قِيَاسه أَن يَقُول: سِتَّة اشهر، لِأَن كم سُؤال عَن قدر من الْعدَد مَحْصُور، فنكرة هَذَا كَافِيَة من مَعْرفَته، أَلا ترى أَن قَوْله: عشرُون، وَالْعشْرُونَ، وعشروك، فَائِدَته فِي الْعدَد وَاحِدَة، لَكِن الْمَعْدُود معرفَة فِي جَوَاب كم مرّة، ونكرة أُخْرَى، فَاسْتعْمل الشتَاء وَهُوَ معرفَة فِي جَوَاب " كم "، وَهَذَا تطوع بِمَا لَا يلْزم، وَلَيْسَ عَيْبا بل زَائِد على المُرَاد. وَإِنَّمَا الْعَيْب أَن يقصر فِي الْجَواب عَن مُقْتَضى السُّؤَال، فَأَما إِذا زَاد عَلَيْهِ فالفضل لَهُ. وَجَاز أَن يكون الشتَاء جَوَابا لكم من حَيْثُ كَانَ عددا فِي الْمَعْنى. أَلا ترَاهُ سِتَّة اشهر.

قَالَ: ووافقنا أَبُو عَليّ رَحمَه الله وَنحن بحلب على هَذَا الْموضع من الْكتاب وَفَسرهُ وَنحن بحلب، فَقَالَ: إِلَّا فِي هَذَا الْبَلَد فَإِنَّهُ ثَمَانِيَة اشهر.

وَمعنى قَوْله:

وَهُوَ للذود أَن يقسمن جَار

أَي انه يجيرها من أَن يغار عَلَيْهَا فتقسم، وَمَوْضِع: " أَن " نصب كَأَنَّهُ قَالَ: لِئَلَّا يقسمن، وَمن أَن يقسمن، فَحذف واوصل.

ومراة قصورة، وقصيرة: مصونة محبوسة. قَالَ كثير:

وَأَنت الَّتِي حببت كل قَصِيرَة ... إِلَيّ وَمَا تَدْرِي بِذَاكَ القصائر

عنيت قصيرات الحجال وَلم ارد ... قصار الخطى شَرّ النِّسَاء البحاتر

فَأَما قَوْله:

واهوى من النسوان كل قَصِيرَة ... لَهَا نسب فِي الصَّالِحين قصير

فَمَعْنَاه: أَنه يهوى من النِّسَاء كل مَقْصُورَة، يغنى بنسبها إِلَى ابيها إِلَى جدها لشهرته.

وسيل قصير: لَا يسيل وَاديا مسمىًّ، إِنَّمَا يسيل فروع الأودية وأفناء الشعاب وعزاز الأَرْض.

وَالْقصر من الْبناء: مَعْرُوف.

وَقَالَ اللحياني: هُوَ الْمنزل. وَقيل: هُوَ كل بَيت من حجر، قرشية، سمي بذلك لِأَنَّهُ تقصر فِيهِ الْحرم: أَي تحبس. وَجمعه: قُصُور. وَفِي التَّنْزِيل: (ويَجْعَل لَك قصورا) .

والمقصورة: الدَّار الواسعة المحصنة. وَقيل: هِيَ اصغر من الدَّار، وَهُوَ من ذَلِك أَيْضا.

والقصورة، والمقصورة: الحجلة، عَن اللحياني.

وَاقْتصر على الْأَمر: لم يُجَاوِزهُ.

وَمَاء قَاصِر: يرْعَى المَال حوله لَا يُجَاوِزهُ. وَقيل: هُوَ الْبعيد عَن الْكلأ. وَقَوله انشده ثَعْلَب فِي صفة نخل:

فهن يروين بظمء قَاصِر

قَالَ: عَنى أَنَّهَا تشرب بعروقها.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المَاء الْبعيد من الْكلأ: قَاصِر، ثمَّ باسط، ثمَّ مطلب.

وكلأ قَاصِر: بَينه وَبَين المَاء نبحة كلب أَو نظرك باسطا.

وكلأ باسط: قريب. وَقَوله انشده ثَعْلَب:

كَذَاك ابْنة الأغيار خافي بسالة ال ... رجال وأضرار الرِّجَال أقاصره

لم يفسره، وَعِنْدِي: أَنه عَنى: حبائس قصائر.

والقصارة، والقصرى، والقصرة، والقصرى، والقصرى، وَالْقصر، الْأَخِيرَة عَن اللحياني: مَا يبْقى فِي المنخل بعد الانتخال.

وَقيل: هُوَ مَا يخرج من القت بعد الدوسة الأولى، وَقيل: القشرتان اللَّتَان على الْحبَّة، سفلاهما الحشرة، وعلياهما القصرة.

والقصرة: أصل الْعُنُق. قَالَ اللحياني: إِنَّمَا يُقَال لأصل الْعُنُق قصرة، إِذا غلظت، وَالْجمع: قصر. وَفسّر بَعضهم قَوْله عز وَجل: (إِنَّهَا ترمى بشرر كالقصر) .

وأقصار: جمع الْجمع.

وَقَالَ كرَاع: القصرة: أصل الْعُنُق، وَالْجمع اقصار، وَهَذَا نَادِر إِلَّا أَن يكون على حذف الزَّائِد.

وَقيل: الْقصر: اعناق الرِّجَال وَالْإِبِل. قَالَ: لَا تدلك الشَّمْس إِلَّا حَذْو مَنْكِبه ... فِي حومة تحتهَا الهامات وَالْقصر

والقصارة: سمة على الْقصر.

وَقد قصرهَا.

وَالْقصر: أصُول النّخل وَالشَّجر وَسَائِر الْخشب. وَقيل: هِيَ بقايا الشّجر، وقريء: (إِنَّهَا ترمي بشرر كالقصر) و" كالقصر ".

فالقصر: أصُول النّخل وَالشَّجر، وَالْقصر: من الْبناء. وَقيل: الْقصر، هُنَا: الْحَطب الجزل، حَكَاهُ اللحياني عَن الْحسن.

وَالْقصر: يبش فِي الْعُنُق.

قصر قصراً، فَهُوَ قصرٌ، وأقصرُ. وَالْأُنْثَى: قصراء.

والتقصارة: القلادة، للزومها قصرة الْعُنُق.

والقصرةُ: زبرة الْحداد، عَن قطرب.

وقصرَ الصَّلَاة، وَمِنْهَا، يقصر قصراً، وَقصر: نقص.

وَقصر الطَّعَام يقصر قصوراً: نما وغلا.

وَقيل: نقص وَرخّص " ضد ".

والقصرُ، والمقصرُ، والمقصرةُ: العشيُّ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَا يحقر: الْقصير، استغنوا عَن تحقيره بتحقير الْمسَاء.

والمقاصر، والمقاصير، الْأَخِيرَة نادرة: العشايا.

والقصريان، والقصريان: ضلعان تليان الطفطفة. وَقيل: هما اللَّتَان تليان الترقوتين.

والقصيرى: اسفل الأضلاع. وَقيل: هُوَ آخر ضلع فِي الْجنب. فَأَما قَوْله انشده اللحياني:

لَا تعدليني بظرب جعد ... كز القصيري مقرف الْمعد فعندي: أَن القصيري إِحْدَى هَذِه الْأَشْيَاء الَّتِي ذكرنَا فِي القصيري. وَأما اللحياني فَحكى أَن القصيري هُنَا: أصل الْعُنُق، وَهَذَا غير مَعْرُوف فِي اللُّغَة إِلَّا أَن يُرِيد القصيرة، وَهُوَ تَصْغِير القصرة من الْعُنُق، فأبدل الْهَاء لاشْتِرَاكهمَا فِي أَنَّهُمَا علما تَأْنِيث.

والقصرى، والقصيرى: ضرب من الافاعي، يُقَال: قصرى قبال، وقصيري قبال.

والقصرة: الْقطعَة من الْخشب.

وَقصر الثَّوْب قصارة، عَن سِيبَوَيْهٍ، وقصره، كِلَاهُمَا: حوره.

والقصار، والمقصر: المحور للثياب، لِأَنَّهُ يدقها بالقصرة إِلَى هِيَ الْقطعَة من الْخَشَبَة.

وحرفته: القصارة.

والمقصرة: خَشَبَة الْقصار.

وَالتَّقْصِير: إخساس الْعَطِيَّة.

وَهُوَ ابْن عمي قصرةً، ومقصورةً: أَي داني النّسَب. وانشد ابْن الْأَعرَابِي:

رهطُ التّلبِّ هؤلا مَقْصُورَة

قَالَ: مَقْصُورَة: أَي خلصوا فَلم يخالطهم غَيرهم من قَومهمْ. وَقَالَ اللحياني: تقال هَذِه الاحرف فِي ابْن الْعمة وَابْن الْخَالَة وَابْن الْخَال.

وتقوصر الرجل: دخل بعضه فِي بعض.

والقوصرة، والقوصرة: وعَاء من قصب يرفع فِيهِ التَّمْر. قَالَ:

افلح من كَانَت لَهُ قوصرة ... يَأْكُل مِنْهَا كل يَوْم مره

قَالَ ابْن دُرَيْد: لَا احسبه عَرَبيا.

وَقَيْصَر: اسْم ملك يَلِي الرّوم.

والأقيصر: صنم كَانَ يعبد فِي الْجَاهِلِيَّة. انشد ابْن الْأَعرَابِي:

وأنصاب الأقيصر حِين أضحت ... تسيل على مناكبها الدِّمَاء وَابْن أُقَيْصِر: رجل بَصِير بِالْخَيْلِ.

وقاصرون، وقاصرين: مَوضِع، وَفِي النصب والخفض: قاصرين.
قصر: قصر: لهذا الفعل معان مختلفة ومن الصعب أن أقرر إن كان من الباب الأول أومن الباب الثاني أو إنه يستعمل في كلا البابين. (معجم البلاذري).
وقارن ما جاء في كتاب الخطيب (ص23 ق) وهو: على قصور في المعارف، ما جاء في طرائف كوسج (ص119) وهو: تقصيرهم في العلوم.
قصر، والمصدر قصر: كان منخفضا غير عال يقال: قصر الجدار، وقصر الباب (أماري ص390، المقري 1: 368) وفي رياض النفوس (ص98 و): فانحنى لقصر الباب. (انظر: قصير).
قصر: ضعف، وهن، وهي. ففي ماري (ص325): قصرت عزائمهم وفتر حربهم.
قصر. وقصر على: حضر، قيد، ولم يتجاوزه. ففي كتاب عبد الواحد (ص200) في كلامه عن مستشفى أنشأه السلطان: ولم يقصره على الفقراء دون الأغنياء بل كل من مرض بمراكش من غريب حمل إليه وعولج إلى أن يستريح أو يموت. وفي المقدمة (2: 45): فقصروا الآلة من الطبول والبنود على السلطان وحظروها على من سواه من عماله، وفيها (1: 20): قصرت عليهم الآمال أي حضرت فيهم الآمال ولم تتجاوزهم. وفي ملر (ص 7): شابلها مقصور على فصل، أي لا يوجد شابلها (وهو سمك يشبه السريدين يتوالد في المياه الحلوة) إلا في فصل واحد من فصول السنة.
قصر ب: نقص، أعوز، عجز. يقال مثلا: قصرت بهم النفقة= عجزت بهم النفقة= عجزوا عن النفقة. (معجم البلاذري).
قصر ب: منع من الشيء عاقه عن المشي وحبسه. يقال مثلا: قصر بهم الليل والبرد والجوع، وقد فسرت بحبسهم عن السير (معجم البلاذري).
قصر: داس، درس، دعس، وطئ برجليه، دعك، والمصدر قصارة. (فوك، ابن العوام 1: 686، 687) وانظر مادة مقصور.
قصر: ماقاله فريتاج في: قصر به القول في، لم يذكر في شرح البيت الخامس والخمسين من معلقة عمرو بن كلثوم الذي نقله، فأحذفهن وانظره في مادة قصر.
قصر (بالتشديد): انظر قصر في البداية.
قصر الشعر: قصة واجتزه. (فوك).
فصر الدركين: سحب عنان الفرس (بوشر) ولم تشدد الصاد في موضع آخر منه.
قصر أيديهم عن الضعفاء إلى الغاية: حبسهم ومنعهم من الإساءة إلى الضعفاء جدا (أبو الفدا تاريخ ما قبل الإسلام ص90). وفي معجم فليشر قصر بلا تشديد، ولا أدري إن كان هذا تصحيحا.
قصر: تأخر، يقال: قصرت الساعة (بوشر) قصر. ضربه وما قصر: ضربه وحسنا فعل (بوشر).
قصر الفرس: كل عن المشي في السفر (محيط المحيط).
قصر. من فصر به عملة: من لم تكفه أعماله الحسنة في الدخول إلى الجنة، من قعد به عمله عن ذلك. غير أن الفعل قصر يستعمل تقريبا في نفس المعنى. (معجم البلاذري) وفي كليلة ودمنة (ص191): وصاحب حسن العمل وإن قصر به القول في مستقبل الأمر كان فضله بينا في العاقبة والاختبار. أي وإن لم يستطع التكهن بالمستقبل متيقنا من ذلك.
قصر به: أهمله، لم يراع حقه. (معجم الطرائف).
قصر به: احتقره، ازدراه، استخف به (فوك) وفي شرح البيت الخامس والخمسين من معلقة عمرو بن كلثوم طبعة كوسجارتن: ازدراه وازدرابه قصر به واحتقره.
قصر بعهده: اخلف الوعد. (بوشر).
قصر عن: لم يدرك الغاية. ففي قلائد العقيان (ص58): وله نظم ونثر ما فصرا عن الغاية. (وقد جاء قصرا في المطبوع من القلائد كما جاء في المخطوطتين رقم (1 ورقم ج).
قصر بفلان عن: حبسه ومنعه عن الغاية.
ففي ابن خلكان 1: 562): قال فما لي لا أذكر مع الفحول قال قصر بك عن غايتهم بكاؤك في الدمن وصفتك للابعار والعطن.
قصر في: ترك، أغفل، أهمل. يقال مثلا: قصر في واجباته، وقصر في الواجب. (فوك).
قصر في حقه: لم يحترمه ولم يراعه، لم يقم بما يجب عليه نحوه. (بوشر). ويقال أيضا:
قصر معه. ففي ألف ليلة (1: 80): ما قصر اليوم معنا. وقد ترجمها لين إلى الإنكليزية بما معناه: لم يكن عاجزا أو مقصرا في خدمته في هذا اليوم.
وفي نفس هذا المعنى: لا قصرت في جواريك هؤلاء (الأغاني ص40) أي لم أتهاون في تلقين جواريك الغناء.
قصر. ما قصر في؛ ما أساء إليه، ما راعاه، ما أشفق عليه. (بوشر).
قاصر: عاقب، قاص، أخذه بذنوبه. (هلو).
تقصر: ديس عليه، وطئ عليه. (فوك).
انقصر: قصر، ضد طال. (بوشر).
اقتصر: قصر، ضد طال. (بوشر).
اقتصر على: اكتفى ب، (بوشر، دي ساسي طرائف 2: 264، عبد الواحد ص61).
استقصره: عده مقصرا فيما يجب عليه. ففي حيان (ص77 ق): وكان أبن حفصون يقوم بغارات مستمرة على إقليم قرطبة وقد انزعج أهل قرطبة من خوفه واستقصروا الأمير عبد الله في الاقصار عنه.
استقصره: لامه على قلة عطائه. ففي الأخبار (ص116): كتب إلى عبد الرحمن -يستقصره فيما يجريه عليه ويسئل له الزيادة.
استقصر على: اقتصر على، اكتفى ب. (أبو الوليد ص635).
قصر: قاعة، ردهة، حجر. (معجم (المعجم الإدريسي) وغرفة، حجرة في الطابق العلوي (همبرت ص 192). والطابق العلوي من المنزل (المعجم اللاتيني- العربي. وفي ترجمة لين ألف ليلة (2: 340 رقم 25) إلى الإنكليزية ما معناه: جناح من مبنى، سرادق، أو مجموعة شقق منفردة أو متصلة مع القسم من البناية في طرف منها. أو غرفة، حجرة في الطابق العلوي تكون في الغالب منفردة أو منفردة تقريبا. (وانظر معجم الإدريسي).
قصر: ثكنة، مركز الجند. (معجم الإدريسي).
قصر: في نجد (ابن جبير ص208) وفي أفريقية: قرية ذات سور. (معجم الإدريسي).
قصر: منع القاصر من التصرف. (بوشر).
قصر الأولاد: قصورهم الشرعي، كونهم غير راشدين. (بوشر).
قصر: قصر، إيجاز. (بوشر).
قصرة، والجمع قصرات وقصر واقصار: عنق. (معجم مسلم، ديوان امرؤ القيس ص30) وقد فسر أحد اللغويين (ص99) قصرات بأصول الأعناق.
قصرين، وقصارين: تبن، قش، موص، (باين سميث 1778).
قصرية، والجمع قصار وعند العامة قصاري نسبة إلى قصر والمصدر قصر بمعنى دعك.
ويراد المنصوري: اجانة اسم للقصعة الكبيرة التي تغسل بها الثياب وتسمى عندنا القصرية، قال ابن السيد هي منسوبة إلى القصر. وفي رحلة ابن جبير (ص110): وعلى جانب الطريق دكان مستطيل تصف عليه كيزان الماء ومراكن مملوءة للوضوء وهي القصارى الصغار.
وقصرية؛ مركن أو سطل السماك الذي يحفظ فيه السمك. ففي حيان -بسام (3: 142 ق): وطافوا بالرأس وقد محا الطين رسمه فغسلوه في قصرية سماك بسوق الحوت.
وقصرية: حوض دباغ الجلود. (بوسييه) وقصيرية: وعاء، إناء، مركن. (المعجم اللاتيني- العربي، فوك) وهي في اللغة القطلانية: تعريب Castillan وعاء من الخزف (ابن العوام 2: 402، أماري ص210 وانظر ملحفه، الجريدة الآسيوية 1849، 2: 266 رقم 1: 2: 272 رقم 1). وفي رياض النفوس (ص18 و)، فإذا رجل أسود ميت على مغسل وإذا بقصرية مملوءة ماء وكساء اسود معلق على وتد. وفي ابن ليون (ص38 ق):
فعفن الخيار في قصرية ... وحكه لغسله في قفة
ويقول فيه في كلامه في حفظ العلات: وما يقل ضعه في قصرية. (ألف ليلة 1: 576).
قصرية: وعاء من غضار تزرع فيه النباتات والرياحين والأزهار، غضارة، أصيص. (ابن العوام 1: 173، 174، 187، 310، 311، 312، 318، 643، 2: 272). وفي مخطوطة الاسكوريال (ص496) يقول: المعمار: كيف انتم مزروعين في قصرية.
قصرية: مبولة، وعاء يوضع في غرفة النوم يبال فيه (بوشر، برجرون، همبرت ص 203) وفي رياض النفوس (ص97 ق): كانت لي امرأة صالحة وكانت أقعدت وامتنعت من الصيام والقيام واحتاجت إلى القصرية. وفي ألف ليلة (2: 118): فقال له واحد منهم هات لي قصرية فاتاه بها فتغوط فيها وقال له ارم الغائط فرماة. وفي محيط المحيط: القصرية عند العامة إناء مستطيل يوضع في خرق من سرير الطفل ليندفع إليه ما يخرج منه من الفضلات.
قصور: نقص، خطأ، ما يفقد الاحترام، يقال صار منه قصور، أي اخطأ. وصار منه قصور في حقه، أي لم يفعل ما يجب عليه نحوه. (بوشر).
قصير. الكرم القصير: ضد الكرم المعرش (ابن العوام 1: 210).
قصير منخفض، غير عال، غير مرتفع. (معجم الطرائف، البكري ص29، الإدريسي ص113، أماري ص385، ابن العوام 2: 389، المقدمة 2: 218، ألف ليلة 2: 564) وانظر عبارة رياض النفوس في مادة نوالة.
قصير: يظهر أن معناها مقصر بمعنى معتوه وابله في كتاب محمد بن الحارث (ص280) ففيه أن القاضي أحمد بن زياد قد أقنعه كاتبه عمرو، الذي كان يرغب أن يحل محله، أن يقدم استقالته إلى السلطان ولو لم يقبلها، ثم: فلما خرج الكتاب من حكمه دخل عليه من خاصته رجل فقال له أنت قصير وكاتبك قصير وأنا قصير فاحذر أن يغلبك ويغلبني كاتبك عمرو، وبعد ذلك (ص281) في رواية تختلف عن هذه بعض الاختلاف: قال له أيها القاضي أن هذا الخارج عنك يعني عمرو قصير وأنا قصير وليس فينا خير.
قصير الباع: غير قادر على شيء، من ليس له قدرة ولا إمكان ولا طاقة. (بوشر).
فرس قصير المحبس (القلائد ص96) بالمعنى التي في المعاجم لفرس قصير.
قصير الرقبة: جاحد، ناكر الجميل، كافر النعمة، كنود. (فوك).
قصير القعر: قليل العمق، ويقال أيضا: قصير فقط بهذا المعنى. (معجم الإدريسي) وعند كاريت (جغرافية ص124): الطويلة والقصيرة: بئران إحداهما عميقة العمق.
قصير (اسم): قاع، منخفض رملي، والجمع قصائر واقصار، وجمع الجمع أقاصير (معجم الإدريسي) وفي ابن البيطار (2: 131) على حجارة اقاصير البحر. وفيه: بل هو شيء يوجد في بحر المشرق وببلاد الروم وباقاصير اسفاقس. وفيه: يرصدها في الاقاصير.
قصير اليد: بخيل، شحيح، وتدل قصير فقط على هذا المعنى أيضا (معجم البلاذري).
قصارة: شحة الماء ونقصه في النهر. وقد أخبرني السيد سيمونيه إنه وجد هذا المعنى في مساحة أرض بلنسية في القرن السادس عشر.
قصارين: انظر قصرين.
قاصر: عند الصرفيين من الأفعال خلاف المتعدي. (محيط المحيط).
القاصر: عند الفقهاء العاجز عن التصرفات الشرعية.
قاصر، والجمع قصر: من لم يبلغ الرشد، (بوشر).
قاصر بالغ: أمر نهائي، أمر ختامي. (الكالا).
القاصر بالغ: بالنتيجة، ختاما. (الكالا).
قاصر: طريق مختصر عرضيا، مقربة. (ابن بطوطة (1: 283).
تقصير: قصور، نقص، خطأ، ما يفقد الاحترام (بوشر).
تقصيرة: هراوة، عصا ضخمة. (بوشر) وفي حكاية باسم الحداد (ص8): فكل من مديده منكم ضربته بهذه التقصيرة كسرت يده، وقام إلى الحائط ونزل من المسمار تقصيره بتجي ذراع ونصف وحطها تحت يده (بتجي عامية تجي فأهل الشام ومصر يضيفون ب إلى الفعل المضارع). وفيه: أن ضرب أحد منا ضربه بهذه التقصيرة قتله.
مقصر: مدعكة، معمل يدعك فيه الجوخ والجلد، معمل اللباد. (ملر ص5).
مقصر: البطيء والمتأخر من الجند، وهي من مصطلح الجندية. (بوشر).
مقصر: معتوه، ابله. (جوليوس، ألف ليلة 1: 8).
مقصرة: معمل اللباد، مدعكة (بوشر).
مقصور: نسيج من الكتان مبيض (بوشر) وهو ضد النسيج الخام غير المبيض. وفي محيط المحيط: والمقصور أيضا عند العامة نسيج ابيض رقيق من القطن. ولذلك أرى أن تترجم عبارة مائة عمامة مقصورة التي ذكرت في الحلل السندسية (ص9 ق) بمائة عمامة مبيضة.
مقصور فرنجي: كريتون، قماش قطني متين مطبع وهو نوع من القماش. (بوشر).
مقصورة. مقصورة: خاصة. (ديوان الهذليين ص52، البيت السادس).
مقصورة، والجمع مقاصر أيضا. (فوك، عباد 1: 65، القلائد ص54، ملر ص18 مخطوطة 1) وقد وردت هذه الكلمة في بيت من الشعر في مخطوطة 1 وقد نشره ويجرز (ص22) كما وردت في مادة غرابة من قبل.
مقصورة: قصر. ففي عباد (1: 65).
هاتيك قينته وذلك قصره ... من بعد أي مقاصر وقيان
وفي قلائد العقيان (ص 54): وحين وصل المعتصم إلى بج آوى منها إلى جنات ومقاصر.
مقصورة: حجرة (فريتاج، كليلة ودمنة ص27، ص29) وبخاصة حجرة في حرم النساء. (فريتاج طرائف ص49، المقري 1: 225، ملر ص18).
مقصورة: حجيرة مستقلة (همبرت ص192، شيرب ديال ص75) وحجرة جانبية منفصلة (ميشيل ص97، ص144، ص229) وفي محيط المحيط: وعند المولدين هي حجرة صغيرة مرتفعة.
مقصورة: في المساجد: حجرة محاطة بسياج هي مكان الأمير حين يؤم الناس في الصلاة. وهي في الموضع الذي يجلس فيه جماعة المرتلين (الخورس) في كنائسنا. وتوجد أيضا كلمة قورة وقد فسرت بمقصورة المحراب (سيمونيه ص354) وأول من أنشأ المقصورة معاوية فيما يقال على إثر محاولة الخارجي اغتياله في المسجد بضربة بالسيف. (المقدمة 2: 62 مع تعليقه السيد دي سلان، مملوك 1، 1: 164، 2، 1: 283، لين عادات 1: 116، فوك).
وتوجد في المساجد الكبيرة أحيانا عدد من المقصورات، ففي جامع دمشق ثلاث مقصورات، يجتمع في إحداها السادة الحنفية للتدريس (مملوك 2، 1: 283)، وأن في جامع قرطبة مقصورات للنساء. (المقري 1: 360، 361).
مقصورة، خزانة الدولة، بيت المال، خزانة تحفظ فيها واردات الدولة. ففي بدرون (ص210): ودخل دمشق وكسر باب المقصورة وأخذ الأموال.
مقصورة: جوسق (في يستان). (دي ساسي طرائف 1: 13).
مقصورة: مسجد فيه ضريح. (ألف ليلة 1: 338).
مقصورة: بيت الحمام، قفص الحمام، وكوة غير نافذة يلجأ إليها الحمام (مملوك 1، 1: 164).
مقصورة للكلاب: وجار الكلاب، مرقد الكلاب. (ألف ليلة 2: 178).
مقصورة: درابزين. ففي المقري (1: 371): حظرت حول المنبر مقصورة عجيبة الصنعة.
مقصورة: درابزين من الخشب أو من البرونز يحيط بقبر تذكاري لولي من الأولياء: (لين عادات 1: 359، 2: 242، 235، برتون 1: 302).
مقصورة: سلسلة. (فوك).
مقاصري أو مقاصري: وصف يوصف به خشب الصندل الأبيض، أو الصندل الليموني اللون وهو أصهب اللون. (الكالا) وفيه صندل مقاصري أي صندل ابيض. وعند ابن وافد (ص19 ق) وفي منهاج الدكان (مخطوطة رقم 1532) في مادة جوارشن صندل: صفحة صندل مقاصري، وفي رحلة ابن بطوطة (4: 149): صفحة صغيرة فيها الصندل المقاصري. وعند ابن الجوزي (ص143 و): الصندل جيده المقاصري الأبيض، وفي رحلة ابن بطوطة (3: 250): منبر من الصندل الأبيض المقاصري.
وعند شكوري (ص211 و، ص214 و): صندل أصفر مقاصري.
وكان دودنيس يعرف هذه الكلمة لأنه في كلامه عن خشب الصندل يقول (1548): (الصنف الأصفر الباهت منه ويسمى في الصيدليات: Santalum citrinum.
وباللاتينية: santalum pallidum أو santalum odoratum وبعضهم يطلق عليه الوصف العربي مها سري، ومشازري، ومكاسري، أو مزفراني، وهذه الأخيرة هي مزغفراني أما كلمة مقاصري فقد ذكرها النويري (مخطوطة رقم 273 ص796) فقال: (يوجد عدة أصناف من الصندل أجوده الصندل الأصفر كأنه مصبوغ بالزعفران ورائحته عطرية ويسمى المقاصيري) ولم تتفق الآراء حول أصل هذه الكلمة، فبعضهم يقول إنها نسبة إلى بلد يسمى مقاصير، وبعضهم يزعم إن أحد الخلفاء العباسيين صنع من هذا الخشب مقاصير لزوجاته ومحضياته الأثيرات لديه ولذلك أطلق هذا الوصف على الصندل فقيل صندل مقاصيري.
والرأي الأول هو الأفضل لأنهم كانوا يجلبون هذا الخشب من بلدين في أقاصي الهند أحدهما اسمه مقاصير والآخر الجور، ومن هذا قيل لهذين الصنفين من الصندل المقاصيري والجوري وهذا الأخير هو الأبيض. ومن سفالة يجلب هذان الصنفان من الصندل. وكان العرب يجلبون هذا الخشب من أفريقية (انظر كرونتيز المجلد 136 ص95) وفي النص الذي لدينا يراد بها سفالة الهند كما يقول ابن البيطار (2: 224).
اقتصار. اختصار وبالاقتصار: بالاختصار، اختصارا، إيجازا (بوشر).
اقتصار في حروف الأسماء والألقاب: اختصار حروف الأسماء والألقاب وحذف بعضها. (بوشر).
مقتصر: مختصر، موجز، وجيز، (بوشر).
برهان مقتصر: قياس إضماري، قياس صوري، قياس بمقدمة واحدة، قياس مؤلف من مقدمة ونتيجة. (بوشر).
مقتصر: مجمل، خلاصة، ملخص. (بوشر).

قصر

1 قَصُرَ, aor. ـُ inf. n. قِصَرٌ (S, M, Msb, K, &c.) and قَصْرٌ (IAar, M, K) and قَصَارَةٌ, (Lh, M, K,) It (a thing, S, Msb, i. e. anything, M) was, or became, short; contr. of طَالَ. (S, M, Msb, K.) b2: [And It was, or became, too short. and قَصُرَ عَنْهُ It was, or became, too short for him, or it. b3: Hence, قَصُرَتْ يَدُهُ, and قَصُرَ بَاعُهُ, (tropical:) He had little, or no, power: and he was, or became, niggardly.]

A2: And قَصَرَ السَّهْمُ عَنِ الهَدَفِ, (S, M, Msb,) aor. ـُ (Msb,) inf. n. قُصُورٌ, (M, Msb,) The arrow fell short of the butt; did not reach it; (S, Msb;) fell upon the ground without reaching the butt: (M:) and قَصَرَ عَنْ مَنْزِلِهِ [he fell short of his place of alighting or abode; did not reach it]. (TA.) b2: [Hence,] قَصَرَ عَنِ الأَمْرِ, (S, Msb, K,) [and قَصَرَ دُونَهُ,] aor. ـُ (Msb, TA,) inf. n. قُصُورٌ; (S, Msb, K;) and ↓ اقصر, (K,) inf. n. إِقَصَارٌ; (TA;) and ↓ قصّر, (K,) inf. n. تَقْصِيرٌ; (TA;) and ↓ تقاصر; (K;) [He fell, or stopped, or came, short of doing the thing, or affair; he failed of doing, or accomplishing, it;] he lacked power, or ability, to do, or accomplish, the thing, or affair; (S, Msb, K;) he could not attain to it: (S:) or the first has this signification; (ISk, S, Msb;) and [in like manner] عَنْهُ ↓ قصّر, (M, K,) inf. n. تَقْصِيرٌ, (TA,) he left or relinquished it, or abstained from it, being unable to do or accomplish it: (M, K:) but عَنْهُ ↓ اقصر, he desisted or abstained from it, being able to do or accomplish it: (ISk, S, M, Msb:) such, at least, is generally the case, though both sometimes occur in one and the same sense, that which اقصر عنه generally bears: (TA:) and فِى الأَمْرِ ↓ قصّر [he fell, or stopped, or came, short in the affair: it signifies nearly the same as اقصر عنه, i. e., he fell short of accomplishing the affair; he fell short of doing what was requisite, or due, or what he ought to have done, (عَمَّا كَانَ يَنْبَغِى, or the like, being understood,) in, or with respect to, the affair: a meaning very common, and implied, though not expressed, in the M: and] he flagged, or was remiss, in the affair; syn. تَوَانَى: (S, TA:) or ↓ قصّر signifies he left, desisted from, neglected, or left undone, a thing, or part thereof, from inability: but ↓ اقصر, he left it, &c., or part thereof, with ability to do it. (Kull p. 128.) [And ↓ قصّر دُونَهُ He fell short of reaching, or attaining, it: see an ex. voce يَعْقُوبٌ.] [Hence also,] قَصَرَتْ بِنَا النَّفَقَةُ The money for expenses [fell short of what we required;] did not enable us to attain our object; (Msb;) meaning, that they were unable to pay the expenses: (Mgh:) and بِهِ ↓ قَصَّرَ

أَمَلُهُ [his hope fell short of what he required]: 'Antarah says, فَالْيَوْمَ قَصَّرَ عَنْ تِلْقَائِكَ الأَمَلُ [but to-day, hope hath fallen short of extending to the meeting with thee]. (TA.) [And hence, app.,] بِكَذَا نَفْسُكَ ↓ قَصَّرَتْ [Thy mind, or wish, fell short of what was requisite with respect to such a thing], said to him who has sought, or desired, little, and a mean share or lot. (TA.) And, بِفُلَانٍ ↓ قَصَّرَ [He fell short of what was required by such a one, or due to him; or] he acted meanly, and sparingly, with such a one, in a gift. [&c.] (JK [see مُقَصِّرٌ: and see two exs. of قَصَّرَ بِهِ voce أَزْرَى in art. زرى.] b3: [Also, قَصَرَ عَنِ الأَمْرِ, (M, K,) aor. ـُ (M,) inf. n. قُصُورٌ; and ↓ اقصر; and ↓ قصّر and ↓ تقاصر; (M, K;) He refrained, abstained, or desisted, from the thing, or affair. (M, K.) A poet says, إِذَا غَمَّ خِرْشَآءُ الثُّمَالَةِ أَنْفَهُ مِنْهَا لِلصَّرِيحِ فَأَقْنَعَا ↓ تَقَاصَرَ [When the froth of the water remaining in the drinking-trough covers his nose, he refrains from it, turning to the clear, and raises his head]: or منها ↓ تقاصر here signifies he contracts his neck from it: and it is said that عنه ↓ قصّر signifies as explained above, he left or relinquished it, &c. (M.) قَصَرَ عَنِّى الوَجَعُ, and الغَضَبُ, (M, K,) aor. ـُ inf. n. قُصُورٌ, (M,) The pain, and anger, ceased from me; quitted me; (M, K;) as also قَصِرَ; (M, TA;) which latter is erroneously written in the copies of the K, قَصَّرَ: (TA:) and قَصَرْتُ أَنَا عَنْهُ [I ceased from it]. (M.) and الْمَطَرُ ↓ أَقْصَرَ The rain left off. (TA.) A3: قَدْ قَصَرَ العَشِىُّ, aor. ـُ inf. n. قُصُورٌ, [The afternoon, or evening, has come,] is said when you enter upon the مَسَآء [i. e. afternoon, or evening]: (S:) or it means has almost drawn near to night. (TA.) [See also قَصْرٌ, below.] b2: Hence, (S,) قَصَرْنَا and ↓ أَقْصَرْنَا We entered upon the عَشِىّ [i. e. afternoon, or evening]; (M, K;) the former signifies أَمْسَيْنَا; and the latter, دَخَلْنَا فِى قَصْرِ العَشِىِّ, like as you say أَمْسَيْنَا from المَسَآءُ: (S:) or the former, we came to be in the last part of the day; and the latter, we entered upon the last part of the day. (IKtt.) A4: قَصَرَهُ, (Msb, K,) aor. ـُ (Msb,) or ـِ (K,) inf. n. قَصْرٌ; (TA;) and ↓ قصّرهُ, (M, Msb, TA;) inf. n. تَقْصِيرٌ; (TA;) and ↓ اقصرهُ; (Msb;) He made it short; (M, K, TA;) he shortened it; took from its length. (Msb.) You say قَصَرَ الشَّعَرَ, (M, Msb, K,) and قَصَرَ مِنَ الشَّعَرِ, (S,) aor. ـُ (Msb,) or ـِ (K;) and ↓ قصّره, (Mgh, Msb, TA,) and مِنْهُ ↓ قصّر; (S;) and ↓ اقصرهُ; (Msb;) He shortened the hair; (M, K, * TA;) took from its length; (Msb;) cut its ends; (Mgh;) clipped, or shore, it. (TA.) And قَصَرَ الصَّلَاةَ, (M, Msb, TA,) and قَصَرَ مِنَ الصَّلَاةِ, (S, M, Msb,) aor. ـُ inf. n. قَصْرٌ; (S, M, Msb, TA;) and ↓ قصّرها, (M, Msb, TA,) and ↓ قصّر منها, (S, M,) inf. n. تَقْصِيرٌ; (S;) and ↓ اقصرها, (Msb, TA,) and ↓ اقصر منها; (S;) but اقصرها is extr.; (TA;) He curtailed [or contracted] the prayer; (M;) he performed a prayer of four rek'ahs (رَكَعَات) making it of two; (Mgh;) in a journey. (Mgh, TA.) and الخُطْبَةَ ↓ اقصر He made the [form of words called] خطبة [delivered from the pulpit] short, or concise: (Mgh, TA: *) the doing so being commanded. (Mgh.) قَصْرٌ also signifies the contr. of مَدٌّ; (M, K;) and the verb is قَصَرَ [He contracted, or straitened]. (M.) You say قَصَرْتُ قَيْدَ البَعِيرِ; (Msb;) and قَصَرْتُ لَهُ مِنْ قَيْدِهِ; (M;) aor. ـُ inf. n. قَصْرٌ; (M, Msb;) I contracted the shackles of the camel; syn. صَيَّقُتُهُ; (Msb;) and I contracted his shackles; syn. قَارَبْتُ. (M.) [And in like manner, العَطِيَّةَ ↓ قَصَّرَ, inf. n. تَقْصِيرٌ, He made the gift scanty, or mean: or, accord. to the TK, قصّر فِى العَطِيَّةِ, which properly signifies he fell short of what he ought to have done with respect to the gift: but, though each of these phrases is doubtless correct, the former expression I hold to be that which is indicated when it is said that] التَّقْصِيرُ signifies إِخْسَاسُ العَطِيَّةِ. (M, K.) A5: قَصَرَهُ, (S, M, Msb,) aor. ـُ (S, M,) inf. n. قَصْرٌ, (S, M, Msb, K,) He confined, restricted, limited, kept within certain bounds or limits, restrained, withheld, hindered or prevented, him, or it; syn. حَبَسَهُ. (S, M, Msb, K. *) It is said in a trad. of Mo'ádh, لَهُ مَا قَصَرَ فِى بَيْتِهِ To him belongeth what he hath held confined in, or kept within, his house or tent: (TA:) or what he hath held in possession &c. (Az, TA in art. خمر: see 10 in that art.) Yousay also قَصَرْتُ الدَّارَ, inf. n. as above, I [confined and so] defended the house by walls. (TA.) and قَصَرَ الجَارِيَةَ بِالْحِجَابِ He [confined and so] kept safe the girl by means of the veil, or covering, or the like: and in like manner you say of a horse. (TA.) And in a trad. of 'Omar it is said, قَصَرَ بِهِمُ اللَّيْلُ, (TA,) or ↓ قَصَّرَ, (L,) The night withheld them; namely a company of riders upon camels on other beasts. (L, TA.) You also say قَصَرَ الرَّجُلَ عَنِ الأَمْرِ [and قَصَرَ بِهِ and به ↓ قصّر] He withheld the man from the thing, or affair, that he desired to do. (TA.) [See an ex. in a verse cited voce طَلَّاع.] And قَصَرْتُ نَفَسِى عَنْ شَىْءٍ I withheld, or restrained, myself from a thing: (JK, TA: *) and I restrained myself from inordinate desire of a thing. (TA.) Lebeed says فَلَسْتُ وَإِنْ أَقْصَرْتُ عَنْهُ بِمُقْصِرِ meaning, But although thou blame in order that I may be restrained, I do not refrain from that which I desire to do. (El-Mázinee, L.) Also, قَصَرْتُ طَرْفِى [I restrained my eye, or eyes;] I did not raise my eye, or eyes, towards that at which I ought not to look. (TA.) And قَصَرَ البَصَرَ He turned away the eye. (TA.) It is also said in a trad. of I'Ab, قُصِرَ الرِّجَالُ عَلَى أَرْبَعٍ مِنْ أَجْلِ

أَمْوَالِ اليَتَامَى Men were restricted to marrying no more than four [because of the property of the orphans which they might leave]. (TA.) and one says قَصَرْتُ نَفْسِى عَلَى الشَّىْءِ I confined, or restricted, myself to the thing, and obliged myself to do it. (TA.) [See also 8.] Hence what is said of Thumámeh, in a trad., فأَبَى أَنْ يُسْلِمَ قَصْرًا But he refused to become a Muslim by constraint and compulsion: or by force, as some say, from القَسُرُ; the س being changed into ص, as is done in many other cases. (TA.) You say also قَصَرْتُ الشَّىْءَ عَلَى كَذَا I restricted the thing to such a thing. (S, TA.) And قَصَرَهُ عَلَى الأَمْرِ, meaning, رَدَّهُ إِلَيْهِ, (M, K,) i. e., [He reduced him, to the thing, or affair; or] he appropriated him [or it, restrictively,] to the thing, or affair. (TK.) [Hence,] قَصَرْتُ اللِّقْحَةَ عَلَى فَرَسِى I appropriated the milk of the milch-camel [restrictively] to my horse. (S, TA.) [And hence,] قَصَرْتُ عَلَى نَفْسِى نَاقَةً I retained for myself [restrictively] a she-camel, that I might drink her milk. (Msb.) Aboo-Du-ád says, describing a horse, فَقُصِرْنَ الشِّتَآءَ بَعْدُ عَلَيْهِ وَهُوَ لِلذَّوْدِ أَنْ يُقَسَّمْنَ جَارٌ meaning, So they were restricted to him, that he might drink their milk, during the severity of the winter, afterwards; and he is a protector to the few she-camels from their being suddenly attacked and divided in shares; مِنْ being understood before أَنْ. (M.) A6: قَصَرَ الثَّوْبَ, (S, M, Msb,) aor. ـُ (S,) inf. n. قَصْرٌ (S, Mgh, Msb) and قِصَارَةٌ; (Sb, M, TA;) and ↓ قصّرهُ, (S, M,) inf. n. تَقْصِيرٌ; (S;) He beat, (S, TA,) washed, (Mgh,) and whitened, (M, Msb, TA,) the cloth, or garment. (S, M, &c.) 2 قَصَّرَ see 1, throughout.4 أَقْصَرَ see 1, throughout.

A2: أَقْصَرَتْ She brought forth short children: hence the saying, إِنَّ الطَّوِيلَةَ قَدْ تُقْصِرُ وَإِنَّ القَصِيرَةَ قَدْ تُطِيلُ [Verily the tall woman sometimes brings forth short children, and verily the short woman sometimes brings forth tall children]. (S, K. *) J is in error in saying that this is in a trad. (Sgh, K.) But IAth also asserts it to be a trad. (MF in art. طول.) 6 تقاصر He feigned, or pretended, (أَظْهَرَ,) shortness; (M, Sgh, K;) as also ↓ تَقَوْصَرَ: (Sgh, K:) or, accord. to some, these two verbs have different significations: see the latter below. (TA.) b2: [And He contracted himself, or drew himself together. (See R. Q. 1 in art. فذ.)] b3: تقاصرت نَفْسُهُ (assumed tropical:) He (lit. his spirit, or soul,) became abject, mean, contemptible, or despicable; syn. تَضَآءَلَتْ. (M.) b4: تقاصر الظِّلُّ (tropical:) The shade became contracted. (M, TA.) b5: See also 1, in two places.8 اقتصر عَلَى الأَمْرِ He confined, restricted, or limited, himself to the thing, or affair; did not exceed it. (M, K. *) b2: اقتصر عَلَى الشَّىْءِ, (S,) or على كَذَا, (Msb,) [and بِكَذَا,] He was satisfied, or content, (S, Msb,) with the thing, (S,) or with such a thing. (Msb.) b3: اقتصر عَلَى أَمْرِى He obeyed my command. (JK.) 10 استقصرهُ He reckoned, or held, him, or it, to be short. (S.) b2: He reckoned him, or held him, to fall short of doing what he ought to do: or to flagg, or be remiss: عَدَّهُ مُقَصِّرًا. (S.) Q. Q. 2 تَقَوْصَرَ, said of a man, (M,) He became contracted; lit., one part of him entered into another part; (M, K;) as though he became like a قَوْصَرَّة, from which word the verb is derived. (Z, TA.) b2: See also 6.

قَصْرٌ and ↓ قَصَرٌ and ↓ قُصْرَةٌ [like the inf. n. قُصُورٌ] The falling, or stopping, or coming, short of accomplishing an affair; or of doing what one ought, or is commanded, to do; or flagging, or remissness: you say to a man whom you have sent to accomplish some needful affair, and who has fallen short of doing what you commanded him to do, on account of heat or some other cause, مَا مَنَعَكَ أَنْ تَبْلُغَ المَكَانَ الَّذِى أَمَرْتُكَ بِهِ إِلَّا

أَنَّكَ أَحْبَبْتَ القَصْرَ, and القَصَرَ, and القُصْرَةَ, i. e. أَنْ تُقَصِّرَ [Nothing prevented thy reaching the place to which I commanded thee to go but thy loving to fall short &c.; or to flag, or be remiss]. (M, K *.) And ↓ قَصَرَةٌ, (K,) or ↓ قَصَرٌ, without ة, accord. to the Nawádir of IAar, as cited in the L, and so in the handwriting of Sgh, (TA,) and ↓ قَصَارٌ, (K,) signify Laziness; slothfulness. (IAar, Sgh, K.) An Arab of the desert is related to have said ↓ أَرَدْتُ أَنْ آتِيَكَ فَمَنَعَنِى القَصَارُ [I desired to come to thee, but laziness prevented me]. (TA.) A2: قَصْرُكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا and ↓ قَصَارُكَ, (S, M, K,) and ↓ قُصَارُكَ, (M, K,) and ↓ قُصَارَاكَ, (S, M, K,) and ↓ قُصَيْرَاكَ, (M, K,) Thine utmost, or the utmost of thy power or of thine ability or of thy deed, (جُهْدُكَ, M, K, [or app., جَهْدُكَ, (see art. جهد,)] and غَايَتُكَ, S, M, K,) and the end of thy case, and that to which thou hast confined or restricted or limited thyself, (S, TA,) [or that to which thou art confined or restricted or limited,] is, or will be, thy doing such a thing. (S, M, K.) It is from قَصْرٌ signifying the “ act of confining, restricting, limiting,” &c. (TA.) And ↓ قُصْرَى also signifies the end of an affair. (Sgh, TA.) A poet says إِنَّمَا أَنْفُسُنَا عَارِيَّةٌ وَالْعَوَارِىُّ قَصَارٌ أَنْ تُرَدْ [Our souls are only a loan: and the end of loans is their being given back; تُرَدْ being for تُرَدَّ]. (S, TA.) You also say, كُلِّ بَلَآءٍ وَشِدَّةٍ ↓ المَوْتُ قُصَارِى

[Death is the end of every trial and distress]. (TA, art. حمأ.) A3: قَصْرٌ (S, M) and ↓ مَقْصَرٌ (K) and ↓ مَقْصَرَةٌ and ↓ مَقْصِرٌ (M, K) The afternoon: or evening: syn. عَشِىٌّ: (S, M, K:) or the first signifies the last part of the day: (IKtt:) or the time before the sun becomes yellow: (JK:) or the first and second signify the time of the approach of the عَشِىّ, a little before the عَصْر: (A, TA:) and the first (S, K) and second (A'Obeyd, TA) and third, (A'Obeyd, S, TA,) [the time of] the mixing of the darkness: (A'Obeyd, S, K, TA:) pl. of the second (TA) and third (S, M) and fourth, (M,) مَقَاصِرُ (S, M) and مَقَاصِيرُ, which latter is extr.; (M;) in the first sense, as signifying عَشَايَا; (M;) or in the last sense; (S;) not signifying, as it is said to do in the K, العِشَآءُ الآخِرَةُ; for this is a great mistake, app. occasioned by F's seeing the passage [in the T] of Az, [or in the M, in which I find it,] وَالمَقَاصِرُ وَالمَقَاصِيرُ العَشَايَا الأَخِيرَةُ نَادِرَةٌ, and not properly considering it. (TA.) Sb says, that قَصْرٌ has no dim.; the Arabs being content to use in its stead the dim. of مَسَآءٌ. (M.) You say أَتَيْتُهُ قَصْرًا I came to him in the afternoon, or evening; syn. عَشِيًّا. (S.) And جِئْتُ قَصْرًا, and ↓ مَقْصَرًا, I came at the approach of the عَشِىّ, a little before the عَصْر. (A, TA.) And العِشَآءِ ↓ أَقْبَلَتْ مَقَاصِيرُ [The times of the mixing of the darkness of nightfall came, or advanced]. (A, TA.) A4: قَصْرٌ [A palace: a pavilion, or kind of building wholly or for the most part isolated, sometimes on the top of a larger building, i. e., a belvedere, and sometimes projecting from a larger building, and generally consisting of one room if forming a part of a larger building or connected with another building; the same as the Turkish كوشك: to such buildings we find the appellation to have been applied from very early times to the present day:] a well-known kind of edifice: (M:) a mansion, or house; syn. مَنْزِلٌ: (Lh, M, K:) or any house or chamber (بَيْت) of stone; (M, K;) of the dial. of Kureysh: (M:) so called because a man's wives and the like are confined in it: (M:) pl. قُصُورٌ. (S, M, Msb.) قَصْرُ الْمَلِكِ [The palace, or pavilion, of the king]. (Msb.) A5: Also قَصْرٌ Large and dry, or large and thick, or dry, fire-wood; حَطَبٌ جَزْلٌ. (M, K.) So in the Kur, lxxvii. 32, accord. to El-Hasan, as related by Lh. (M.) قَصَرٌ: see قَصْرٌ, in two places.

A2: The necks of men, and of camels: (M, K:) a pl. [or rather coll. gen. n.], of which the sing. [or n. un.] is قَصَرَةٌ: (M:) [see an ex. in the first paragraph of art. سندر:] or [so accord. to the M, but in the K and] ↓ قَصَرَةٌ signifies the base of the neck; (S, M, K;) the base of the neck at the place where it is set upon the upper part of the back: (Nuseyr, TA:) or the base of the neck when thick; not otherwise: (Lh, M:) pl. [or coll. gen. n.] قَصَرٌ, and pl. pl. [or pl. of قَصَرٌ] أَقْصَارٌ: (M:) or this latter is pl. of قَصَرَةٌ, (M, K,) accord. to Kr, but this is extr., unless the augmentative letter in the sing. be disregarded in its formation. (M.) I'Ab reads كَالْقَصَرِ, in the Kur, lxxvii. 32, (S, M, * TA,) and explains it as meaning Like the thick bases of necks, (M, * TA,) or as meaning كَقَصَرِ النَّخْلِ, i. e. الأَعْنَاق. (S.) [See the next signification.] You say ذَلَّتْ قَصَرَتُهُ [His neck or] the base of his neck became in a state of subjection. (TA.) And إِنَّهُ لَنَامُّ القَصَرَةِ Verily he has a large, or thick, neck. (Aboo-Mo'ádh the Grammarian.) b2: And hence, (Aboo-Mo'ádh,) (tropical:) The trunks, or lower-parts, (أُصُول, M, K, or أَعْنَاق, I'Ab, S,) of palm-trees: (S, M, K:) so explained in the Kur, ubi supra, (S, M,) by I'Ab: (S:) sing. [or n. un.] ↓ قَصَرَةٌ: the palm-tree is cut into pieces of the length of a cubit, to make fires therewith in the winter: (Aboo-Mo'ádh:) and [in the TA or] so of other trees: (M, K:) or of large trees: (Ed-Dahhák:) or [accord. to the M, but in the K and] the remains of trees. (M, K.) قَصْرَةٌ: see قُصْرَةٌ.

قُصْرَةٌ: see قَصْرٌ.

A2: هُوَ ابْنُ عَمِّهِ قُصْرَةً, (S, M, K,) and ↓ قَصْرَةً, (K,) and ↓ مَقْصُورَةً, (S, M, K,) and ↓ قَصِيرَةً, (K,) [He is his cousin on the father's side,] nearly related; (S, M, K;) i. q. دِنْيًا (S, TA) and دُنْيًا: (TA:) and in like manner you say of the ابن العَمَّة and ابن الخَالَة and ابن الخَال. (Lh, M.) قُصْرَى: see قَصْرٌ.

A2: القُصْرَى (Az, S) and ↓ القُصَيْرَى (A'Obeyd, Az, S) The rib that is next to the شَاكِلَة [or flank], (A'Obeyd, Az, S,) also called الوَاهِنَةُ, (S,) and ضِلَعُ الخِلْفِ, (A'Obeyd,) at the bottom of the ribs, (S,) between the side and the belly: (Az:) or the former is the lowest of the ribs, and the latter is the highest of the ribs: (AHeyth:) or the latter is the lowest of the ribs: or the last rib in the side: or the قُصْرَيَانِ and ↓ قُصَيْرَيَانِ are the two ribs that are next to the طَفْطَفَة [or flank]: or that are next to the two collar-bones. (M, K.) قَصَرَةٌ: see قَصْرٌ: A2: and قَصَرٌ, in two places: A3: and مِقْصَرَةٌ.

قَصَارٌ: and قَصَارُكَ and قُصَارُكَ: see قَصْرٌ.

قِصَارٌ, a subst., The shortening [or clipping] of the hair. (Th, M, K. *) Fr says, An Arab of the desert said to me in Minè, القِصَارُ أَحَبُّ إِلَيْكَ

أَمِ الحَلْقُ, meaning, Is the shortening [or clipping] more pleasing to thee, or the shaving of the head? (M.) قَصِيرٌ Short; and low, i. e. having little height; contr. of طَوِيلٌ; (S, M, Msb, K;) and so ↓ قَاصِرٌ, app. a kind of rel. or possessive n., not a verbal epithet: (M:) fem. of the former [and of the latter] with ة: (M, K:) pl. of the former, masc., (S, M, Msb, K,) and fem., (M, K,) قِصَارٌ, (S, M, &c.,) and pl. masc. [applied to rational beings,] قُصَرَآءُ, (M, K,) and pl. fem. قِصَارَةٌ; (K;) ة being added by the Arabs to any pl. of the measure فِعَالٌ, as in جِمَالَةٌ and حِبَالَةٌ and ذِكَارَةٌ and حِجَارَةٌ; (Fr;) or قِصَارَةٌ is syn. with قَصِيرَةٌ, and is extr. (Sgh, K.) b2: قَصِيرَةٌ مِنْ طَوِيلَةٍ

[lit. A short thing from a tall thing; meaning,] a date from a palm-tree: a proverb; alluding to the abridgment of speech or language. (K.) b3: هُوَ قَصِيرُ اليَدِ, [and البَاعٍ, (tropical:) He has little, or no, power: or is niggardly:] and لَهُمْ أَيْدٍ قِصَارٌ [they have little, or no, power: or are niggardly]. (TA.) b4: قَصِيرُ الهِمَّةِ [Having little ambition]. (O in art. بجل.) b5: إِنَّهُ لَقَصِيرُ العِلْمِ (tropical:) [Verily he has little knowledge]. (M.) b6: قَصِيرُ النَّسَبِ [Having a short pedigree;] whose father is well known, so that when the son mentions him it is sufficient for him, without his extending his lineage to his grandfather. (K.) [See also a verse below, in this paragraph.] b7: حَدِيثٌ قَصِيرٌ, and ↓ مُقْتَصَرٌ, A [concise, or] comprehensive, and profitable, story, or narration. (TA.) A2: [I. q.

↓ مَقْصُورٌ and ↓ مَقْصُورَةٌ, Shortened; contracted: and confined; restricted; limited; &c.] b2: إِمْرَأَةٌ قَصِيرُ الخُطَى, and الخَطْوِ ↓ مَقْصُورَةُ, [A woman whose steps are shortened, or contracted;] likened to one who is shackled, whose steps are shortened, or contracted, by the shackles. (Fr.) b3: فَرَسٌ قَصِيرٌ A mare that is brought near [to the tent or dwelling], and treated generously, and not left to seek for pasture, because she is precious: (S, K:) and a mare that is kept confined. (TA.) b4: قَصِيرَةٌ, [which is extr., for by rule it should be without ة,] and ↓ قَصُورَةٌ, (Az, S, M, K,) and ↓ مَقْصُورَةٌ, (K,) A woman confined in the house, or tent, not suffered to go forth: (S, M, K:) a woman kept behind, or within, the curtain: (TA, in explanation of the last of these three epithets:) a girl kept with care, that does not go out: (Az:) the pl. of قصورة is قَصَائِرُ:] [and so, app., of قصيرة:] when you mean short in stature, you say قَصِيرَةٌ [only], and the pl. is قِصَارٌ. (TA.) Kutheiyir says وَأَنْتِ الَّتِى حَبَّبْتِ كُلَّ قَصِيرَةٍ

إِلَىَّ وَمَا تَدْرِى بِذَاكَ القَصَائِرُ عَنَيْتُ قَصِيرَاتِ الحِجَالِ وَلَمْ أُرِدْ قِصَارَ الخُطَى شَرُّ النِّسَآءِ البَحَاتِرُ (S, M) or, as Fr relates it, كُلَّ قَصُورَةً (S) [and thou art the person who hath made every female confined within the house to be an object of love to me, while the females confined within the house know not that: I mean those confined within the curtained canopies: I do not mean the short in step: the worst of women are the short and compressed]. And a poet says وَأَهْوَى مِنَ النِّسوَانِ كُلَّ قَصِيرَةٍ

لَهَا نَسَبٌ فِى الصَّالِحِينَ قَصِيرُ [And I love, of women, every one that is confined within the house, that has a short pedigree, among the good]; i. e., every ↓ مَقْصُورَة, of whom it suffices to mention her descent from her father, because of his being well known. (M.) Hence, in the Kur, [lv. 72,] حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِى

الخِيَامِ [Damsels having eyes whereof the white is intensely white and the black intensely black,] confined in the pavilions, (Az, Msb,) which are of pearls, for their husbands; (Az;) concealed by curtains: (Az, Bd:) or confined to their husbands, and not raising their eyes to others: (Fr:) or having their eyes restricted to their husbands. (Bd.) And ↓ نَاقَةٌ مَقْصُورَةٌ, (TA,) or مَقْصُورَةٌ عَلَى العِيَالِ, (Msb,) A she-camel retained [restrictively] for the household, that they [alone] may drink her milk. (Msb, TA. *) b5: See also قُصْرَةٌ.

قُصَارَةٌ: see مَقْصُورَةٌ.

قِصَارَةٌ The art of [beating and] washing (Mgh) and whitening (M, Msb) clothes. (M, Mgh, Msb.) قَصُورَةٌ: see مَقْصُورَةٌ: and قَصِيرٌ.

قُصَارَى. b2: قُصَارَاكَ: see قَصْرٌ.

قُصَيْرَى. b2: قُصَيْرَاكَ: see قَصْرٌ.

A2: See also قُصْرَى.

قَصَّارٌ One who beats (S) and washes (Mgh) and whitens (M, Msb, K) clothes; (S, M, &c.;) as also ↓ مُقَصِّرٌ. (M, K.) قَاصِرٌ: see قَصِيرٌ, first signification.

A2: إِمْرأَةٌ قَاصِرَةُ الطَّرْفِ A woman restraining her eyes from looking at any but her husband. (S, K.) b2: ظِلٌّ قَاصِرٌ (tropical:) Contracting shade. (TA.) قَوْصَرَّةٌ, and (sometimes, S,) قَوْصَرَةٌ, without teshdeed, A receptacle for dates, or for dried dates, (S, M, Mgh, Msb, K,) in which they are stored, made of mats, (S,) of reeds: (M, Mgh, Msb, K:) in common conventional language only so called as long as it contains dates: otherwise it is called زَبِيلٌ: (Mgh:) thought by IDrd to be not Arabic; (M;) and he doubts respecting the authenticity of a verse in which it is mentioned, ascribed to 'Alee: (TA:) pl. قَوَاصِرُ: (K, art. كنز; &c.:) the dim. is قُوَيْصِرَّةٌ and قُوَيْصِرَةٌ. (TA.) b2: (tropical:) A woman, or wife; (IAar, K;) as also قَارُورَةٌ [q. v.]. (IAar, TA.) أَقْصُرُ More, and most, short: fem. قُصْرَى: (Mgh:) the pl. of أَقْصَرُ is أَقَاصِرُ. (S, K.) تِقْصَارٌ (S, M, K) and تِقْصَارَةٌ (S, K) A necklace, or collar, or the like, syn. قِلَادَةٌ, (S, M, K,) resembling a مِخْنَقَة: (S:) so called because it cleaves to the قَصَرَة [or base] of the neck: (M:) or a مِخْنَقَة proportioned to the قَصَرَة [or base of the neck]: (A, TA:) pl. تَقَاصِيرُ. (S, K.) رَضِىَ بِمَقْصَرٍ مِنَ الأَمْرِ, and مِنْهُ ↓ بِمَقْصِرٍ, He was content with less than he was seeking, of the thing. (TA.) And مِمَّا كَانَ يُحَاوِلُ ↓ رَضِىَ بِمُقْصِرٍ

with kesr to the ص, (S,) or بِمَقْصَرٍ مِنْهُ, (as in a copy of the M,) He was content with less than he was seeking. (S, M.) And رَضِيتُ مِنْ فُلَانٍ

بِمَقْصَرٍ, and ↓ بِمَقْصِرٍ, I was content with an inferior thing from such a one. (M.) A2: See also قَصْرٌ.

مَقْصِرٌ: see مَقْصَرٌ: A2: and قَصْرٌ.

جَآءَ فُلَانٌ مُقْصِرًا Such a one came when the afternoon, or evening, was almost drawing near to night. (TA.) مَقْصَرَةٌ: see قَصْرٌ.

مِقْصَرَةٌ (M, K) and ↓ قَصَرَةٌ (M, TA) The wooden implement of the قَصَّار, (M, K,) with which he beats clothes: (M:) and the ↓ latter, a piece of wood, (M, K,) of any kind; or of the jujube-tree, specially. (TA.) مُقَصِّرٌ act. part. n. of 2, q. v. and see قَصَّارٌ. b2: [Deficient in liberality or bounty:] one who makes a gift scanty, or mean. (TA.) A poet says فَقُلْتُ لَهُ قَدْ كُنْتَ فِيهَا مُقَصِّرًا [And I said to him Thou hast been deficient in liberality with respect to them; app. meaning she-camels or the like;] i. e., thou hast not given of them nor given to drink from them [of their milk]. (M.) مَقْصُورٌ and مَقْصُورَةٌ: see قَصِيرٌ, in five places. b2: See also قُصْرَةٌ. b3: مَقْصُورَةٌ An ample or a spacious [house or mansion such as is called a]

دار, which is defended by walls: (M, * K, * TA:) or it is less than a دار; (M, K;) as also ↓ قُصَارَةٌ; and is not entered by any but the owner: (K:) such a part of a house is called the مقصورة of a دار, and the قصارة thereof: (Useyd, TA:) any apartment (نَاحِيَةٌ), by itself, of a دار, when the latter is ample, or spacious, and defended by walls: (Lth, TA:) a [chamber such as is called a] حُجْرَة, of a house: (Mgh, Msb:) pl. مَقَاصِيرُ and مَقَاصِرُ. See an ex. voce مُصْمَتٌ. (Lth, TA.) And المَقْصُورَةٌ, (Lth,) and مَقْصُورَةُ مَسْجِدٍ, (Mgh, Msb,) and مَقْصُورَةُ جامِعٍ, (S,) The part which is the station of the Imám [or Khaleefeh] in a mosque: (Lth, Mgh:) so called because confined [by a railing or screen]: (S:) or, accord. to some, مقصورة, thus applied, is changed from its original form, which is قَاصِرَةٌ, an act. part. n.: (Msb:) [and, as used in the present day, that part of a mosque which is the principal place of prayer, when it is partitioned off from the rest of the building: and the railing, or screen, which surrounds the oblong monument of stone or brick or wood over a grave in a mosque; sometimes enclosing a kind of baldachin over the monument.

مَقْصُورَةٌ also signifies The chancel of a church: see مَذْبَحٌ.] And مَقْصُورَةٌ and ↓ قَصُورَةٌ A حَجَلَة [or kind of curtained canopy or baldachin, such as is prepared for a bride]. (Lh, M, K.) and the former word, A piece of ground which none but the owner thereof is allowed to tread. (TA.) مَقْصُورَةٌ: see مَقْصُورٌ.

حَدِيثٌ مُقْتَصَرٌ: see قَصِيرٌ.

قصر: القَصْرُ والقِصَرُ في كل شيء: خلافُ الطُّولِ؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:

عادتْ مَحُورَتُه إِلى قَصْرِ

قال: معناه إِلى قِصَر، وهما لغتان. وقَصُرَ الشيءُ، بالضم، يَقْصُرُ

قِصَراً: خلاف طال؛ وقَصَرْتُ من الصلاة أَقْصُر قَصْراً. والقَصِيرُ: خلاف

الطويل. وفي حديث سُبَيْعَةَ: نزلت سورة النساء القُصْرَى بعد الطُّولى؛

القُصْرَى تأْنيث الأَقْصَر، يريد سورة الطلاق، والطُّولى سورة البقرة

لأَن عِدَّة الوفاة في البقرة أَربعة أَشهر وعشر، وفي سورة الطلاق وَضْعُ

الحمل، وهو قوله عز وجل: وأُولاتِ الأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ

حَمْلَهِنّ. وفي الحديث: أَن أَعرابيّاً جاءه فقال: عَلِّمْني عملاً

يُدْخِلُني الجنّة، فقال: لئن كنتَ أَقْصَرْتَ الخِطْبة لقد أَعْرَضْتَ

المسأَلةَ؛ أَي جئت بالخِطْبةِ قصيرة وبالمسأَلة عريضة يعني قَلَّلْتَ

الخِطْبَةَ وأَعظمت المسأَلة. وفي حديث عَلْقَمة: كان إِذا خَطَبَ في نكاح

قَصَّرَ دون أَهله أَي خَطَبَ إِلى من هو دونه وأَمسك عمن هو فوقه، وقد قَصُرَ

قِصَراً وقَصارَة؛ الأَخيرة عن اللحياني، فهو قَصِير، والجمع قُصَراء

وقِصارٌ، والأُنثى قصِيرة، والجمع قِصارٌ. وقَصَّرْتُه تَقْصِيراً إِذا

صَيَّرْته قَصِيراً. وقالوا: لا وفائتِ نَفَسِي القَصِيرِ؛ يَعْنُون

النَّفَسَ لقِصَرِ وقته، الفائِتُ هنا هو الله عز وجل. والأَقاصِرُ: جمع أَقْصَر

مثل أَصْغَر وأَصاغِر؛ وأَنشد الأَخفش:

إِليكِ ابنةَ الأَغْيارِ، خافي بَسالةَ الـ

ـرِّجالِ، وأَصْلالُ الرِّجالِ أَقاصِرُهْ

ولا تَذْهَبَنْ عَيْناكِ في كلِّ شَرْمَحٍ

طُوالٍ، فإِنَّ الأَقْصَرِينَ أَمازِرُهْ

يقول لها: لا تعيبيني بالقِصَرِ فإِن أَصْلالَ الرجال ودُهاتَهم

أَقاصِرُهم، وإِنما قال أَقاصره على حدّ قولهم هو أَحسنُ الفتيان وأَجْمَله،

يريد: وأَجملهم، وكذا قوله فإِن الأَقصرين أَمازره يريد أَمازِرُهم، وواحدُ

أَمازِرَ أَمْزَرُ، مثل أَقاصِرَ وأَقْصَر في البيت المتقدم، والأَمْزَرُ

هو أَفعل، من قولك: مَزُرَ الرجلُ مَزارة، فهو مَزِيرٌ، وهو أَمْزَرُ

منه، وهو الصُّلْبُ الشديد والشَّرْمَحُ الطويل. وأَما قولهم في المثل: لا

يُطاعُ لقَصِيرٍ أَمرٌ، فهو قَصِيرُ بن سَعْد اللَّخْمِيّ صاحب جَذِيمَة

الأَبْرَشِ. وفرس قَصِيرٌ أَي مُقْرَبَةٌ لا تُتْرَكُ أَن تَرُودَ

لنفاستها؛ قال مالك بن زُغْبة، وقال ابن بري: هو لزُغْبَةَ الباهليّ وكنيته

أَبو شقيق، يصف فرسه وأَنها تُصانُ لكرامتها وتُبْذَلُ إِذا نزلت

شِدَّةٌ:وذاتِ مَناسِبٍ جَرْداءَ بِكْرٍ،

كأَنَّ سَراتَها كَرٌّ مَشيِقُ

تُنِيفُ بصَلْهَبٍ للخيلِ عالٍ،

كأَنَّ عَمُودَه جِذْعٌ سَحُوقُ

تَراها عند قُبَّتِنا قَصِيراً،

ونَبْذُلُها إِذا باقتْ بَؤُوقُ

البَؤُوقُ: الداهيةُ. وباقَتْهم: أَهْلَكَتْهم ودهَتْهم. وقوله: وذاتُ

مَناسب يريد فرساً منسوبة من قِبَلِ الأَب والأُم. وسَراتُها:

أَعلاها.والكَرُّ، بفتح الكاف هنا: الحبل. والمَشِيقُ: المُداوَلُ. وتُنِيفُ:

تُشْرِفُ. والصَّلْهَبُ: العُنُق الطويل. والسَّحُوقُ من النخل: ما طال. ويقال

للمَحْبُوسة من الخيل: قَصِير؛ وقوله:

لو كنتُ حَبْلاً لَسَقَيْتُها بِيَهْ،

أَو قاصِراً وَصَلْتُه بثَوْبِيَهْ

قال ابن سيده: أُراه على النَّسَب لا على الفعل، وجاء قوله ها بيه وهو

منفصل مع قوله ثوبيه لأَن أَلفها حينئذ غير تأْسيس، وإِن كان الروي حرفاً

مضمراً مفرداً، إِلا أَنه لما اتصل بالياء قوي فأَمكن فصله.

وتَقَاصَرَ: أَظْهَرَ القِصَرَ. وقَصَّرَ الشيءَ: جعله قَصِيراً.

والقَصِيرُ من الشَّعَر: خلافُ الطويل. وقَصَرَ الشعرَ: كف منه وغَضَّ حتى

قَصُرَ. وفي التنزيل العزيز: مُحَلِّقِين رُؤُوسَكم ومُقَصِّرينَ؛ والاسم منه

القِصارُ؛ عن ثعلب. وقَصَّرَ من شعره تَقْصِيراً إِذا حذف منه شيئاً ولم

يستأْصله. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه مر برجل قد قَصَّر الشَّعَر

في السوق فعاقَبه؛ قَصَّرَ الشعَرَ إِذا جَزَّه، وإِنما عاقبه لأَن الريح

تحمله فتلقيه في الأَطعمة.وقال الفراء: قلت لأَعرابي بمنى: آلْقِصارُ

أَحَبُّ إِليك أَم الحَلْقُف يريد: التقصيرُ أَحَبُّ إِليك أَم حلق الرأْس.

وإِنه لقَصِير العِلْم على المَثَل.

والقَصْرُ: خلاف المَدِّ، والفعلُ كالفعل والمصدر كالمصدر. والمَقْصُور:

من عروض المديد والرمل ما أُسْقِطَ آخِرُه وأُسْكِنَ نحو فاعلاتن حذفت

نونه وأُسكنت تاؤه فبقي فاعلات فنقل إِلى فاعلان، نحو قوله:

لا يَغُرَّنَّ امْرَأً عَيْشُه،

كلُّ عَيْشٍ صائرٌ للزَّوالْ

وقوله في الرمل:

أَبِلِغِ النُّعمانَ عَنِّي مَأْلُكاً:

انَّنِي قد طالَ حَبْسِي وانْتِظارْ

قال ابن سيده: هكذا أَنشده الخليل بتسكين الراء ولو أَطلقه لجاز، ما لم

يمنع منه مخافةُ إِقواء؛ وقول ابن مقبل:

نازعتُ أَلبابَها لُبِّي بمُقْتَصِرٍ

من الأَحادِيثِ، حتى زِدْنَني لِينا

إِنما أَراد بقَصْر من الأَحاديث فزِدْنَني بذلك لِيناً. والقَصْرُ:

الغاية؛ قاله أَبو زيد وغيره؛ وأَنشد:

عِشْ ما بدا لك، قَصْرُكَ المَوْتُ،

لا مَعْقِلٌ منه ولا فَوْتُ

بَيْنا غِنى بَيْتٍ وبَهْجَتِه،

زال الغِنى وتَقَوَّضَ البَيْتُ

وفي الحديث: من شَهِدَ الجمعة فصَلى ولم يُؤذ أَحداً بقَصْرِه إِن لم

يُغْفَرْ له جُمْعَتَه تلك ذُنوبُه كلُّها أَن تكون كفارتُه في الجمعة التي

تليها أَي غايته. يقال: قَصْرُك أَن تفعل كذا أَي حسبك وكفايتك وغايتك،

وكذلك قُصارُك وقُصارَاك، وهو من معنى القَصْرِ الحَبْسِ لأَنك إِذا بلغت

الغاية حَبَسَتْك، والباء زائدة دخلت على المبتدإِ دُخُولَها في قولهم:

بحسبك قولُ السَّوْءِ، وجمعته منصوبة على الظرف. وفي حديث معاذ: فإِنَّ

له ما قَصَرَ في بيته أَي ما حَبَسَه. وفي حديث أَسماء الأَشْهَلِيَّة:

إِنا مَعْشَرَ النساء، محصوراتٌ مقصوراتٌ. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فإِذا

هم رَكْبٌ قد قَصَر بهم الليلُ أَي حبسهم. وفي حديث ابن عباس: قُصِرَ

الرجالُ على أَربع من أَجل أَموال اليتامى أَي حُبِسُوا أَو منعوا عن نكاح

أَكثر من أَربع. ابن سيده: يقال قَصْرُك وقُصارُك وقَصارُك وقُصَيْراكَ

وقُصارَاكَ أَن تفعل كذا أَي جُهْدُك وغايتُك وآخرُ أَمرك وما اقْتَصَرْتَ

عليه؛ قال الشاعر:

لها تَفِراتٌ تَحْتَها، وقُصارُها

إِلى مَشْرَةٍ لم تُعْتَلَقْ بالمَحاجِنِ

وقال الشاعر:

إِنما أَنْفُسُنا عارِيَّةٌ،

والعَوارِيُّ قُصارَى أَن تُرَدّ

ويقال: المُتَمَنِّي قُصاراه الخَيْبةُ. والقَصْرُ كَفُّك نَفْسَك عن

أَمر وكفُّكها عن أَن تطمح بها غَرْبَ الطَّمَع. ويقال: قَصَرْتُ نفسي عن

هذا أَقْصُرها قَصْراً. ابن السكيت: أَقْصَر عن الشيءِ إِذا نَزَع عنه وهو

يَقْدِر عليه، وقَصَر عنه إِذا عجز عنه ولم يستطعه، وربما جاءَا بمعنى

واحد إِلا أَن الأَغلب عليه الأَول؛ قال لبيد:

فلستُ، وإِن أَقْصَرْتُ عنه، بمُقْصِر

قال المازني: يقول لستُ وإِن لمتني حتى تُقْصِرَ بي بمُقْصِرٍ عما

أُريد؛ وقال امرؤ القيس:

فتُقْصِرُ عنها خَطْوَة وتَبوصُ

ويقال: قَصَرْتُ بمعنى قَصَّرْت؛ قال حُمَيْد:

فلئن بَلَغْتُ لأَبْلُغَنْ مُتَكَلِّفاً،

ولئن قَصَرْتُ لكارِهاً ما أَقْصُرُ

وأَقْصَر فلان عن الشيء يُقْصِرُ إِقصاراً إِذا كفَّ عنه وانتهى.

والإِقْصار: الكف عن الشيء. وأَقْصَرْتُ عن الشيء: كففتُ ونَزَعْتُ مع القدرة

عليه، فإِن عجزت عنه قلت: قَصَرْتُ، بلا أَلف. وقَصَرْتُ عن الشيء قصوراً:

عجزت عنه ولم أَبْلُغْهُ. ابن سيده: قَصَرَ عن الأَمر يَقْصُر قُصُوراً

وأَقْصَر وقَصَّرَ وتَقَاصَر، كله: انتهى؛ قال:

إِذا غَمَّ خِرْشاءُ الثُّمالَةِ أَنْفَه،

تَقاصَرَ منها للصَّرِيحَ فأَقْنَعا

وقيل: التَّقاصُر هنا من القِصَر أَي قَصُر عُنُقُه عنها؛ وقيل: قَصَرَ

عنه تركه وهو لا يقدر عليه، وأَقْصَرَ تركه وكف عنه وهو يقدر عليه.

والتَّقْصِيرُ في الأَمر: التواني فيه. والاقْتصارُ على الشيء: الاكتفاء

به. واسْتَقْصَره أَي عَدَّه مُقَصِّراً، وكذلك إِذا عَدَّه قَصِيراً.

وقَصَّرَ فلانٌ في حاجتي إِذا وَنى فيها؛ وقوله أَنشده ثعلب:

يقولُ وقد نَكَّبْتُها عن بلادِها:

أَتَفْعَلُ هذا يا حُيَيُّ على عَمْدِف

فقلتُ له: قد كنتَ فيها مُقَصِّراً،

وقد ذهبتْ في غير أَجْرٍ ولا حَمْدِ

قال: هذا لِصٌّ؛ يقول صاحب الإِبل لهذا اللِّص: تأْخذ إِبلي وقد عرفتها،

وقوله: فقلت له قد كنت فيها مقصِّراً، يقول كنت لا تَهَبُ ولا تَسْقي

منها قال اللحياني: ويقال للرجل إِذا أَرسلته في حاجة فَقَصَر دون الذي

أَمرته به إِما لحَرّ وإِما لغيره: ما منعك أَن تدخل المكان الذي أَمرتك به

إِلا أَنك أَحببت القَصْرَ والقَصَرَ والقُصْرَةَ أَي أَن تُقَصِّرَ.

وتَقاصَرتْ نَفْسُه: تضاءلت. وتَقَاصَر الظلُّ: دنا وقَلَصَ.

وقَصْرُ الظلام: اختلاطُه، وكذلك المَقْصَر، والجمع المَقاصر؛ عن أَبي

عبيد؛ وأَنشد لابن مقبل يصف ناقته:

فَبَعَثْتُها تَقِصُ المَقاصِرَ، وبعدما

كَرَبَتْ حياةُ النارِ للمُتَنَوِّرِ

قال خالد بن جَنْيَة: المقاصِرُ أُصولُ الشجر، الواحد مَقْصُور، وهذا

البيت ذكره الأَزهري في ترجمة وقص شاهداً على وَقَصْتُ الشيء إِذا

كَسَرْتَه، تَقِصُ المقاصر أَي تَدُقُّ وتكسر. ورَضِيَ بمَقْصِرٍ، بكس الصاد مما

كان يُحاوِلُ أي بدونِ ما كان يَطْلُب. ورضيت من فلان بمَقْصِرٍ

ومَقْصَرٍ أَي أَمرٍ دُونٍ. وقَصَرَ سهمُه عن الهَدَف قُصُوراً: خَبا فلم ينته

إِليه. وقَصَرَ عني الوجعُ والغَضَبُ يَقْصُر قُصُوراً وقَصَّر: سكن،

وقَصَرْتُ أَنا عنه، وقَصَرْتُ له من قيده أَقْصُر قَصْراً: قاربت. وقَصَرْتُ

الشيء على كذا إِذا لن تجاوز به غيره. يقال: قَصَرْتُ اللِّقْحة على فرسي

إِذا جعلت دَرَّها له. وامرأَة قاصِرَةُ الطَّرْف: لا تَمُدُّه إِلى غير

بعلها. وقال أَبو زيد: قَصَرَ فلانٌ على فرسه ثلاثاً أَو أَربعاً من

حلائبه يَسْقِيه أَلبانها. وناقة مَقْصورة على العِيال: يشربون لبنها؛ قال

أَبو ذؤيب:

قَصَر الصَّبوحَ لها فَشَرَّجَ لَحْمَها

بالتيِّ، فهي تَتُوخُ فيه الإِصْبَعُ

قَصَره على الأَمر قَصْراً: رَدّه إِليه. وقَصَرْتُ السِّتْر: أَرخيته.

وفي حديث إِسلام ثُمامة: فأَبى أَن يُسْلِمَ قَصْراً فأَعتقه، يعني

حَبساً عليه وإِجباراً. يقال: قَصَرْتُ نفسي على الشيء إِذا حبستها عليه

وأَلزمتها إِياه، وقيل: أَراد قهراً وغلبةً، من القسْر، فأَبدل السين صاداً،

وهما يتبادلان في كثير من الكلام، ومن الأَول الحديث: ولتَقْصُرَنَّه على

الحق قَصْراً. وقَصَرَ الشيءَ يَقْصُره قَصْراً: حبسه؛ ومنه مَقْصُورة

الجامع؛ قال أَبو دُواد يصف فرساً:

فَقُصِرْنَ الشِّتاءَ بَعْدُ عليه، * وهْو للذَّوْدِ أَن يُقَسَّمْنَ جارُ

أَي حُبِسْنَ عليه يَشْرَبُ أَلبانها في شدة الشتاء. قال ابن جني: هذا

جواب كم، كأَنه قال كم قُصِرْن عليه، وكم ظرف ومنصوبه الموضع، فكان قياسه

أَن يقول ستة أَشهر لأَن كم سؤال عن قدرٍ من العدد محصور، فنكرة هذا

كافية من معرفته، أَلا ترى أَن قولك عشرون والعشرون وعشرون؟؟ فائدته في العدد

واحدةً لكن المعدود معرفة في جواب كم مرة، ونكرة أُخرى، فاستعمل الشتاء

وهو معرفة في جواب كم، وهذا تطوّع بما لا يلزم وليس عيباً بل هو زائد على

المراد، وإِنما العيب أَن يُقَصِّرَ في الجواب عن مقتضى السؤَال، فأَما

إِذا زاد عليه فالفضل له، وجاز أَن يكون الشتاء جوباً لكم من حيث كان عدداً

في المعنى، أَلا تراه ستة أَشهر؟ قال: ووافقنا أَبو علي، رحمه الله

تعالى، ونحن بحلب على هذا الموضع من الكتاب وفسره ونحن بحلب فقال: إِلا في

هذا البلد فإِنه ثمانية أَشهر؛ ومعنى قوله:

وهو للذود أَن يقسَّمن جار

أَي أَنه يُجيرها من أَن يُغار عليها فَتُقْسَمَ، وموضع أَن نصبٌ كأَنه

قال: لئلا يُقَسَّمْنَ ومن أَن يُقَسَّمْنَ، فَحذف وأَوصل. وامرأَة

قَصُورَة وقَصيرة: مَصُونة محبوسة مقصورة في البيت لا تُتْرَكُ أَن تَخْرُج؛

قال كُثَيِّر:

وأَنتِ التي جَبَّبْتِ كلَّ قَصِيرَةٍ

إِليَّ، وما تدري بذاك القَصائِرُ

عَنَيْتُ قَصِيراتِ الحِجالِ، ولم أُرِدْ

قِصارَ الخُطَى، شَرُّ النساء البَحاتِرُ

وفي التهذيب: عَنَيتُ قَصُوراتِ الحجالِ، ويقال للجارية المَصونة التي

لا بُروزَ لها: قَصِيرةٌ وقَصُورَة؛ وأَنشد الفراء:

وأَنتِ التي حببتِ كلَّ قَصُورة

وشَرُّ النساءِ البَهاتِرُ. التهذيب: القَصْرُ الحَبْسُ؛ قال الله تعالى:

حُورٌ مقصورات في الخيام، أَي محبوسات في خيام من الدُّرِّ مُخَدَّرات

على أَزواجهن في الجنات؛ وامرأَة مَقْصورة أَي مُخَدَّرة. وقال الفرّاء في

تفسير مَقْصورات، قال: قُصِرْنَ على أَزواجهن أَي حُبِسْن فلا يُرِدْنَ

غيرهم ولا يَطْمَحْنَ إِلى من سواهم. قال: والعرب تسمي الحَجَلَةَ

المقصورةَ والقَصُورَةَ، وتسمي المقصورة من النساء القَصُورة، والجمع

القَصائِرُ، فإِذا أَرادوا قِصَرَ القامة قالوا: امرأَة قَصِيرة، وتُجْمَعُ

قِصاراً. وأَما قوله تعالى: وعندهم قاصراتُ الطَّرْفِ أَترابٌ؛ قال

الفراء:قاصراتُ الطَّرْف حُورٌ قد قَصَرْنَ أَنفسهنَّ على أَزواجهن فلا يَطْمَحْنَ

إِلى غيرهم؛ ومنه قول امرئ القيس:

من القاصراتِ الطَّرْفِ، لو دَبَّ مُحْوِلٌ

من الذَّرِّ فوقَ الإِتْبِ منها لأَثَّرا

وقال الفراء: امرأَة مَقْصُورة الخَطْوِ، شبهت بالمقيَّد الذي قَصَرَ

القيدُ خَطوَه، ويقال لها: قَصِيرُ الخُطى؛ وأَنشد:

قَصِيرُ الخطى ما تَقْرُبُ الجِيرَةَ القُصَى،

ولا الأَنَسَ الأَدْنَيْنَ إِلا تَجَشُّما

التهذيب: وقد تُجْمَعُ القَصِيرةُ من النساء قِصارَةً؛ ومنه قول

الأَعشى:لا ناقِصِي حَسَبٍ ولا

أَيْدٍ،إِذا مدَّتْ قِصارَه

قال الفراء: والعرب تدخل الهاء في كل جمع على فِعالٍ، يقولون:

الجِمالَةُ والحِبالَة والذِّكارَة والحِجارة، قال: جِمالاتٌ صُفْرٌ. ابن سيده:

وأَما قول الشاعر:

وأَهْوى من النِّسْوانِ كلَّ قَصِيرةٍ،

لها نَسَبٌ، في الصالحين، قَصِيرُ

فمعناه أَنه يَهْوى من النساء كل مقصورة يُغْنى بنسبها إِلى أَبيها عن

نَسَبها إِلى جَدِّها. أَبو زيد: يقال أَبْلِغ هذا الكلامَ بني فلان

قَصْرَةً ومَقْصُورةً أَي دون الناس، وقد سميت المَقْصورة مَقْصُورَةً لأَنها

قُصِرَت على الإِمام دون الناس. وفلان قَصِيرُ النسب إِذا كان أَبوه

معروفاً إِذ ذِكْره للابن كفايةٌ عن الانتماء إِلى الجد الأَبعد؛ قال

رؤبة:قد رَفَعَ العَجَّاجُ ذِكْري فادْعُني

باسْمٍ، إِذا الأَنْسابُ طالتْ، يَكفِني

ودخل رُؤْبةُ على النَّسَّابة البَكْريّ فقال: من أَنتف قال: رؤبة بن

العجاج. قال: قُصِرْتَ وعُرِفْتَ. وسَيْلٌ قَصِير: لا يُسِيل وادِياً

مُسَمًّى إِنما يُسِيلُ فُرُوعَ الأَوْدِية وأَفْناءَ الشِّعابِ وعَزَازَ

الأَرضِ. والقَصْرُ من البناء: معروف، وقال اللحياني: هو المنزل، وقيل: كل

بيت من حَجَر، قُرَشِيَّةٌ، سمي بذلك لأَنه تُقصَرُ فيه الحُرَمُ أَي

تُحْبس، وجمعه قُصُور. وفي التنزيل العزيز: ويجْعَل لك قُصُوراً.

والمَقْصُورة: الدار الواسعة المُحَصَّنَة،وقيل: هي أَصغر من الدار، وهو من ذلك

أَيضاً. والقَصُورَةُ والمَقْصورة: الحَجَلَةُ؛ عن اللحياني. الليث:

المَقْصُورَة مقام الإِمام، وقال: إِذا كانت دار واسعة مُحَصَّنة الحيطان فكل

ناحية منها على حِيالِها مَقْصُورة، وجمعها مَقاصِرُ ومَقاصِيرُ؛

وأَنشد:ومن دونِ لَيْلى مُصْمَتاتُ المَقاصِرِ

المُصْمَتُ: المُحْكَمُ. وقُصارَةُ الدار: مَقْصُورة منها لا يدخلها غير

صاحب الدار. قال أُسَيْدٌ: قُصارَةُ الأَرض طائفة منها قَصِيرَة قد علم

صاحبها أَنها أَسْمَنُها أَرضاً وأَجودُها نبتاً قدر خمسين ذراعاً أَو

أَكثر، وقُصارَةُ الدار: مَقْصورة منها لا يدخلها غير صاحب الدار، قال:

وكان أَبي وعمي على الحِمى فَقَصَرَا منها مقصورة لا يطؤها غيرهما.

واقْتَصَرَ على الأَمر: لم يُجاوزه.

وماء قاصِرٌ أَي بارد. وماء قاصِرٌ: يَرْعى المالُ حولَه لا يجاوزه،

وقيل: هو البعيد عن الكلإِ. ابن السكيت: ماء قاصِرٌ ومُقْصِرٌ إِذا كان

مَرْعاه قريباً؛ وأَنشد:

كانتْ مِياهِي نُزُعاً قَواصِرَا،

ولم أَكنْ أُمارِسُ الجَرائرا

والنُّزُعُ: جمع النَّزُوعِ، وهي البئر التي يُنْزَعُ منها باليدين

نَزْعاً، وبئر جَرُورٌ: يستقى منها على بعير؛ وقوله أَنشده ثعلب في صفة

نخل:فهُنَّ يَرْوَيْنَ بطَلٍّ قَاصِرِ

قال: عَنى أَنها تشرب بعروقها. وقال ابن الأَعرابي: الماء البعيد من

الكلإِ قاصِرٌ باسِطٌ ثم مُطْلِبٌ. وكَلأ قاصِرٌ: بينه وبين الماء نَبْحَةُ

كلب أَو نَظَرُك باسِطاً. وكَلأ باسِطٌ: قريب؛ وقوله أَنشده ثعلب:

إِليكِ ابْنَةَ الأَغْيارِ، خافي بَسالَةَ الر

جالِ، وأَصْلالُ الرجالِ أَقاصِرُهْ

لم يفسره؛ قال ابن سيده: وعندي أَنه عنى حَبائسَ قَصائِرَ.

والقُصارَةُ والقِصْرِيُّ والقَصَرَة والِقُصْرى والقَصَرُ؛ الأَخيرة عن

اللحياني: ما يَبْقى في المُنْخُلِ بعد الانتخال، وقيل: هو ما يَخْرُجُ

من القَثِّ وما يبقى في السُّنْبُل من الحب بعد الدَّوْسَةِ الأُولي،

وقيل: القِشْرتان اللتان على الحَبَّة سُفْلاهما الحَشَرَةُ وعُلْياهما

القَصَرة. الليث: والقَصَرُ كَعابِرُ الزرع الذي يَخْلُص من البُرِّ وفيه

بقية من الحب، يقال له القِصْرَى، على فِعْلى. الأَزهري: وروى أَبو عبيد

حديثاً عن النبي، صلى الله عليه وسلم، في المُزارَعة أَن أَحدهم كان

يَشْتَرِطُ ثلاثة جَداوِلَ والقُصارَةَ؛ القُصارَةُ، بالضم: ما سَقى الربيعُ،

فنه النبي،صلى الله عليه وسلم، عن ذلك. قال أَبو عبيد: والقُصارة ما بقي في

السنبل من الحب مما لا يتخلص بعدما يداس، قال: وأَهل الشام يسمونه

القِصْرِيَّ بوزن القِبْطِيِّ، قال الأَزهري: هكذا أَقرأَنيه ابن هاجَك عن ابن

جَبَلة عن أَبي عبيد، بكسر القاف وسكون الصاد وكسر الراء وتشديد الياء،

قال: وقال عثمان ابن سعيد: سمعت أَحمد بن صالح يقول هي القُصَرَّى إِذا

دِيسَ الزرعُ فغُرْبِل، فالسنابل الغليظة هي القُصَرَّى، على فُعَلَّى.

وقال اللحياني: نُقِّيَتْ من قَصَره وقَصَلِه أَي من قُماشِه. وقال أَبو

عمرو: القَصَلُ والقَصَرُ أَصل التبن. وقال ابن الأَعرابي: القَصَرةُ قِشْر

الحبة إِذا كانت في السنبلة، وهي القُصارَةُ. وذكر النضر عن أَبي الخطاب

أَنه قال: الحبة عليها قشرتان: فالتي تلي الحبة الحَشَرَةُ، والتي فوق

الحَشَرة القَصَرَةُ. والقَصَرُ: قِشْر الحنطة إِذا يبست. والقُصَيْراة:

ما يبقى في السنبل بعدما يداس. والقَصَرَة، بالتحريك: أَصل العنق. قال

اللحياني: إِنما يقال لأَصل العنق قَصَرَة إِذا غَلُظَت، والجمع قَصَرٌ؛ وبه

فسر ابن عباس قوله عز وجل: إِنها تَرْمي بشَرَرٍ كالقَصَر، بالتحريك؛

وفسره قَصَرَ النخلِ يعني الأَعْناقَ. وفي حديث ابن عباس في وقوله تعالى:

إِنها ترمي بشرر كالقصر؛ هو بالتحريك، قال: كنا نرفع الخشب للشتاء ثلاث

أَذرع أَو أَقل ونسميه القَصَر، ونريد قَصَر النخل وهو ما غَلُظَ من

أَسفلها أَو أَعناق الإِبل، واحدتها قَصَرة؛ وقيل في قوله بشرر كالقَصَر، قيل:

أَقصارٌ جمعُ الجمع. وقال كراع: القَصَرة أَصل العنق، والجمع أَقصار،

قال: وهذا نادر إِلا أَن يكون على حذف الزائد. وفي حديث سلْمانَ: قال لأَبي

سفيان وقد مر به: لقد كان في قَصَرة هذا موضع لسيوف المسلمين، وذلك قبل

أَن يسلم، فإِنهم كانوا حِراصاً على قتله، وقيل: كان بعد إِسلامه. وفي

حديث أَبي رَيْحانة: إِني لأَجِدُ في بعض ما أُنْزِلَ من الكتب الأَقْبَلُ

القَصِيرُ القَصَرةِ صاحبُ العِراقَيْنِ مُبَدِّلُ السُّنَّة يلعنه أَهلُ

السماء وأَهل الأَرض، وَيْلٌ له ثم ويل له وقيل: القَصَر أَعناق الرجال

والإِبل؛ قال:

لا تَدْلُكُ الشمسُ إِلاَّ حذْوَ مَنْكِبِه،

في حَوْمَةٍ تَحْتَها الهاماتُ والقَصَرُ

وقال الفراء في قوله تعالى: إِنها ترمي بشَرَرٍ كالقَصْر، قال: يريد

القَصْر من قُصُورِ مياه العرب، وتوحيده وجمعه عربيان. قال: ومثله:

سَيُهْزَمُ الجمع ويُولُّون الدُّبُرَ، معناه الأَدبار، قال: ومن قرأَ كالقَصَر،

فهو أَصل النخل، وقال الضحاك: القَصَرُ هي أُصول الشجر العظام. وفي

الحديث: من كان له بالمدينة أَصلٌ فلْيَتَمَسَّك به، ومن لم يكن فليجعل له

بها أَصلاً ولو قَصَرةً؛ القَصَرةُ، بالفتح والتحريك: أَصل الشجرة، وجمعها

قَصَر؛ أَراد فليتخذ له بها ولو أَصل نخلة واحدة. والقَصَرة أَيضاً:

العُنُق وأَصل الرقبة. قال: وقرأَ الحسن كالقَصْر، مخففاً، وفسره الجِذْل من

الخشب، الواحدة قَصْرة مثل تمر وتمرة؛ وقال قتادة: كالقَصَرِ يعني أُصول

النخل والشجر. النَّضِر: القِصارُ مِيْسَمٌ يُوسَمُ به قَصَرةُ العُنق.

يقال: قَصَرْتُ الجمل قَصْراً، فهو مَقْصورٌ. قال: ولا يقال إِبل

مُقَصَّرة. ابن سيده: القِصارُ سِمَة على القَصَر وقد قَصَّرها. والقَصَرُ: أُصول

النخل والشجر وسائر الخشب، وقيل: هي بقايا الشجر، وقيل: إِنها ترمي بشرر

كالقَصْر، وكالقَصَر، فالقَصَر: أُصول النخل والشجر، والقَصْر من

البناء، وقيل: القَصْر هنا الحطب الجَزْلُ؛ حكاه اللحياني عن الحسن. والقَصْرُ:

المِجْدَلُ وهو الفَدَنُ الضخمُ، والقَصَرُ: داء يأْخذ في القَصَرة.

وقال أَبو معاذ النحوي: واحد قَصَر النخل قَصَرة، وذلك أَن النخلة تُقْطَعُ

قَدْرَ ذراع يَسْتَوْقِدُون بها في الشتاء، وهو من قولك للرجل: إِنه

لتَامُّ القَصَرَةِ إِذا كان ضَخْمَ الرَّقَبة، والقَصَرُ يُبْسٌ في العنق؛

قَصِرَ، بالكسر، يَقْصَرُ قَصَراً، فهو قَصِرٌ وأَقْصَرُ، والأُنثى

قَصْراء؛ قال ابن السكيت: هو داء يأْخذ البعير في عنقه فيلتوي فَيُكْتَوَى في

مفاصل عنقه فربما بَرَأَ. أَبو زيد: يقال قَصِرَ الفرسُ يَقْصَرُ قَصَراً

إِذا أَخذه وجع في عنقه، يقال: به قَصَرٌ. الجوهري: قَصِرَ الرجلُ إِذا

اشتكى ذلك. يقال: قَصِرَ البعير، بالكسر، يَقْصَرُ قَصَراً.

والتِّقْصارُ والتِّقْصارَة، بكسر التاء: القِلادة للزومها قَصَرَةَ

العُنق، وفي الصحاح: قلادة شبيهة بالمِخْنَقَة، والجمع التَّقاصِيرُ؛ قال

عَدِيُّ بن زيد العِبَادي:

ولها ظَبْيٌ يُؤَرِّثُها،

عاقِدٌ في الجِيدِ تِقْصارا

وقال أَبو وَجْزة السَّعْدِي:

وغَدا نوائحُ مُعْوِلات بالضَّحى

وُرْقٌ تَلُوحُ، فكُلُّهُنَّ قِصارُها

قالوا: قِصارُها أَطواقها. قال الأَزهري: كأَنه شبه بقِصارِ المِيْسَمِ،

وهو العِلاطُ. وقال نُصَير: القَصَرَةُ أَصل العنق في مُرَكَّبِهِ في

الكاهل وأَعلى اللِّيتَيْنِ، قال: ويقال لعُنُقِ الإِنسانِ كلِّه قَصَرَةٌ.

والقَصَرَةُ: زُبْرَةُ الحَدَّادِ؛ عن قُطْرُب. الأَزهري: أَبو زيد:

قَصَرَ فلانٌ يَقْصُرُ قَصْراً إِذا ضم شيئاً إِلى أَصله الأَوّل؛ وقَصَرَ

قَيْدَ بعيره قَصْراً إِذا ضيقه، وقَصَرَ فلانٌ صلاتَه يَقْصُرها قَصْراً

في السفر. قال الله تعالى: ليس عليكم جُناحٌ أَن تَقْصُروا من الصلاة، وهو

أَن تصلي الأُولى والعصر والعشاء الآخرة ركعتين ركعتين، فأَما العشاءُ

الأُولى وصلاة الصبح فلا قَصْرَ فيهما، وفيها لغات: يقال قَصَرَ الصلاةَ

وأَقْصَرَها وقَصَّرَها، كل ذلك جائز، والتقصير من الصلاة ومن الشَّعَرِ

مثلُ القَصْرِ. وقال ابن سيده: وقَصَرَ الصلاةَ، ومنها يَقْصُر قَصْراً

وقَصَّرَ نَقَصَ ورَخُصَ، ضِدٌّ. وأَقْصَرْتُ من الصلاة: لغة في قَصَرْتُ.

وفي حديث السهو: أَقَصُرَتِ الصلاةُ أَم نُسِيَت؛ يروى على ما لم يسم

فاعله وعلى تسمية الفاعل بمعنى النقص. وفي الحديث: قلت لعمر إِقْصارَ الصلاةِ

اليومَ؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية من أَقْصَرَ الصلاةَ، لغة

شاذة في قَصَر. وأَقْصَرَتِ المرأَة: ولدت أَولاداً قِصاراً، وأَطالت إِذا

ولدت أَولاداً طِوالاً. وفي الحديث: إِن الطويلة قد تُقْصِرُ وإِن

القَصيرة قد تُطِيل؛ وأَقْصَرتِ النعجةُ والمَعَزُ، فهي مُقْصِرٌ، إِذا

أَسَنَّتا حتى تَقْصُرَ أَطرافُ أَسنانهما؛ حكاها يعقوب. والقَصْرُ والمَقْصَرُ

والمَقْصِرُ والمَقْصَرَةُ: العَشِيّ. قال سيبويه: ولا يُحَقَّرُ

القُصَيْرَ، اسْتَغْنوا عن تَحْقيره بتحقير المَساء. والمَقاصِر والمَقاصِير:

العشايا؛ الأَخيرة نادرة، قال ابن مقبل:

فبَعَثْتُها تَقِصُ المَقاصِرَ، بعدما

كَرَبَتْ حَياةُ النارِ للمُتَنَوِّرِ

وقَصَرْنا وأَقْصَرْنا قَصْراً: دخلنا في قَصْرِ العَشِيِّ، كما تقول:

أَمْسَيْنا من المَساء. وقَصَرَ العَشِيُّ يَقْصُر قُصوراً إِذا

أَمْسَيْتَ؛ قال العَجَّاجُ:

حتى إِذا ما قَصَرَ العَشِيُّ

ويقال: أَتيته قَصْراً أَي عَشِيّاً؛ وقال كثير عزة:

كأَنهمُ قَصْراً مَصابيحُ راهِبٍ

بمَوْزَنَ، رَوَّى بالسَّلِيط ذُبالَها

همُ أَهلُ أَلواحِ السَّرِيرِ ويمْنِه،

قَرابِينُ أَرْدافاً لها وشِمالَها

الأَردافُ: الملوك في الجاهلية، والاسم منه الرِّدافة، وكانت

الرِّدافَةُ في الجاهلية لبني يَرْبوعٍ. والرِّدافَةُ: أَن يجلس الرِّدْف عن يمين

الملك، فإِذا شَرِبَ المَلِكُ شَرِبَ الرِّدْفُ بعده قبل الناس، وإِذا

غَزا المَلِكُ قعَدَ الرِّدْف مكانه فكان خليفة على الناس حتى يعود

المَلِكُ، وله من الغنيمة المِرْباعُ. وقَرابينُ الملك: جُلَساؤه وخاصَّتُه،

واحدهم قُرْبانٌ. وقوله: هم أَهل أَلواح السرير أَي يجلسون مع الملك على

سريره لنفاستهم وجلالتهم. وجاء فلان مُقْصِراً حين قَصْرِ العِشاء أَي كاد

يَدْنُو من الليل؛ وقال ابن حِلِّزَة:

آنَسَتْ نَبْأَةً وأَفْزَعَها القـ

ـناصُ قَصْراً، وقَدْ دنا الإِمْساءُ

ومَقاصِيرُ الطريق: نواحيها،واحدَتُها مَقْصَرة، على غير قياس.

والقُصْرَيانِ والقُصَيْرَيانِ ضِلَعانِ تَلِيانِ الطِّفْطِفَة، وقيل:

هما اللتان تَلِيانِ التَّرْقُوَتَيْنِ. والقُصَيرَى: أَسْفَلُ

الأَضْلاعِ، وقيل هي الضِّلَعُ التي تلي الشاكلَةَ، وهي الواهِنةُ، وقيل: هي آخر

ضِلَعٍ في الجنب. التهذيب: والقُصْرَى والقُصَيْرى الضِّلَعُ التي تلي

الشاكلة بين الجنب والبطن؛ وأَنشد:

نَهْدُ القُصَيْرَى يزينُهُ خُصَلُه

وقال أَبو دُواد:

وقُصْرَى شَنِجِ الأَنْسا

ءِ نَبَّاحٍ من الشَّعْب

أَبو الهيثم: القُصَرَى أَسفل الأَضلاع،والقُصَيرَى أَعلى الأَضلاع؛

وقال أَوس:

مُعاوِدُ تأْكالِ القَنِيصِ، شِواؤُه

من اللحمِ قُصْرَى رَخْصَةٌ وطَفاطِفُ

قال: وقُصْرَى ههنا اسم، ولو كانت نعتاً لكانت بالأَلف واللام. قال: وفي

كتاب أَبي عبيد: القُصَيْرَى هي التي تلي الشاكلة، وهي ضِلَعُ الخَلْفِ؛

فأَما قوله أَنشده اللحياني:

لا تَعْدِليني بظُرُبٍّ جَعْدِ،

كَزِّ القُصَيْرَى، مُقْرِفِ المَعَدِّ

قال ابن سيده: عندي أَن القُصَيْرَى أَحد هذه الأَشياء التي ذكرنا في

القُصَيْرَى؛ قال: وأَما اللحياني فحكى أَن القُصَيْرَى هنا أَصلُ العُنُق،

قال: وهذا غير معروف في اللغة إِلا أَن يريد القُصَيْرَة، وهو تصغير

القَصَرة من العُنق، فأَبدل الهاء لاشتراكهما في أَنهما علما تأْنيث.

والقَصَرَةُ: الكَسَلُ؛ قال الأَزهري أَنشدني المُنْذرِيُّ رواية عن ابن

الأَعرابي:

وصارِمٍ يَقْطَعُ أَغْلالَ القَصَرْ،

كأَنَّ في مَتْنَتِهِ مِلْحاً يُذَرّ،

أَوْ زَحْفَ ذَرٍّ دَبَّ في آثارِ ذَرّ

ويروى:

كأَنَّ فَوْقَ مَتْنِهِ ملْحاً يُذَرّ

ابن الأَعرابي: القَصَرُ والقَصارُ الكَسَلُ. وقال أَعرابي: أَردت أَن

آتيك فمنعني القَصارُ، قل: والقَصارُ والقُصارُ والقُصْرَى والقَصْرُ، كله

أُخْرَى الأُمور. وقَصْرُ المجْدِ: مَعْدِنهُ؛ وقال عَمْرُو ابن

كُلْثُوم:

أَباحَ لَنا قُصُورُ المَجْدِ دينا

ويقال: ما رضيت من فلان بِمَقْصَرٍ ومَقْصِرٍ أَي بأَمر من دون أَي

بأَمر يسير، ومن زائدة. ويقال: فلان جاري مُقاصِرِي أَي قَصْرُه بحذاء

قَصْرِي؛ وأَنشد:

لِتَذْهَبْ إِلى أَقْصى مُباعَدةٍ جَسْرُ،

فما بي إِليها من مُقاصَرةٍ فَقْرُ

يقول: لا حاجة لي في جوارهم. وجَسْرٌ: من محارب. والقُصَيْرَى

والقُصْرَى: ضرب من الأَفاعي، يقال: قُصْرَى قِبالٍ وقُصَيْرَى قِبالٍ.

والقَصَرَةُ: القطعة من الخشب.

وقَصَرَ الثوبَ قِصارَةً؛ عن سيبويه، وقَصَّرَه، كلاهما: حَوَّرَه

ودَقَّهُ؛ ومنه سُمِّي القَصَّارُ. وقَصَّرْتُ الثوب تَقْصِيرا مثله.

والقَصَّارُ والمُقَصِّرُ: المُحَوِّرُ للثياب لأَنه يَدُقُّها بالقَصَرَةِ التي

هي القِطْعَة من الخشب، وحرفته القِصارَةُ. والمِقْصَرَة: خشبة

القَصَّار. التهذيب: والقَصَّارُ يَقْصُر الثوبَ قَصْراً. والمُقَصِّرُ: الذي

يُخسُّ العطاءَ ويقلِّله. والتَّقْصيرُ: إِخْساسُ العطية. وهو ابن عمي

قُصْرَةً، بالضم، ومَقْصُورةً ابن عمي دِنْيا ودُنْيا أَي داني النسب وكان ابنَ

عَمِّه لَحًّا؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

رَهْطُ الثِّلِبِّ هؤلا مَقْصُورةً

قال: مقصورةً، أَي خَلَصُوا فلم يخالطهم غيرهم من قومهم؛ وقال اللحياني:

تقال هذه الأَحرف في ابن العمة وابن الخالة وابن الخال. وتَقَوْصَرَ

الرجلُ: دخل بعضه في بعض. والقَوْصَرَة والقَوْصَرَّةُ، مخفف ومثقل: وعاء من

قصب يرفع فيه التمر من البَوارِي؛ قال: وينسب إِلى عليّ، كرم الله وجهه:

أَفْلَحَ من كانتْ له قَوْصَرَّه،

يأْكلُ منا كلَّ يومٍ مَرَّه

قال ابن دريد: لا أَحسبه عربيّاً. ابن الأَعرابي: العربُ تَكْنِي عن

المرأَة بالقارُورةِ والقَوْصَرَّة. قال ابن بري: وهذا الرجز ينسب إِلى علي؛

عليه السلام، وقالوا: أَراد بالقَوْصَرَّة المرأَة وبالأَكل النكاح. قال

ابن بري: وذكر الجوهري أَن القَوْصرَّة قد تخفف راؤها ولم يذكر عليه

شاهداً. قال: وذكر بعضهم أَن شاهده قول أَبي يَعْلى المْهَلَّبِي:

وسَائِلِ الأَعْلَم ابنَ قَوْصَرَةٍ:

مَتَى رَأَى بي عن العُلى قَصْرا؟

قال: وقالوا ابن قَوْصَرة هنا المَنْبُوذ. قال: وقال ابن حمزة: أَهل

البصرة يسمون المنبوذ ابن قَوْصَرة، وجد في قَوصَرة أَو في غيرها، قال: وهذا

البيت شاهد عليه.

وقَيْصَرُ: اسم ملك يَلي الرُّومَ، وقيل: قَيْصَرُ ملك الروم.

والأُقَيْصِرُ: صنم كان يعبد في الجاهلية؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

وأَنْصابُ الأُقَيْصِرِ حين أَضْحَتْ

تَسِيلُ، على مَناكِبِها، الدِّماءُ

وابن أُقَيْصِر: رجل بصير بالخيل.

وقاصِرُونَ وقاصِرِينَ: موضع، وفي النصب والخفض قاصِرِينَ.

قصر
. القَصْرُ، بالفَتْح، والقِصَرُ، كعِنَب، فِي كلّ شئٍ: خِلافُ الطُّولِ، لُغَتَانِ، كالقَصَارَة، بالفَتْح، وَهَذِه عَن اللَّحْيَانيّ. قَصُرَ الشيءُ، ككَرُمَ، يَقْصُر، قِصَراً، وقَصَارَةً: خِلافُ طالَ. فَهُوَ قَصِيرٌ من قُصَرَاءَ، وقِصَارٍ، وقَصِيرةٌ من قِصَارٍ وقِصَارَةِ، وَمن الأَخِير قولُ الأَعْشَى:
(لَا نَاقِصِي حَسَبٍ وَلَا ... أَيْدٍ إِذا مُدَّتْ قِصَارَهْ)
قَالَ الفَرّاءُ: والعَرَب تُدْخِل الهاءَ فِي كُلّ جمع على فِعال، يقولُون: الجِمَالَةُ والحِبَالَةُ والذِّكارَةُ والحِجَارَةُ. أَو القِصَارَةُ: القَصِيرةُ، وَهُوَ نادِرٌ، قَالَه الصّاغَانِيّ والأَقَاصِرُ: جَمْعُ أَقْصَر، مِثْلُ أَصْغَرَ وأَصاغِرَ. وأَنشد الأَخْفَش:
(إِلَيْكِ ابْنَةَ الأَغْيَارِ خافِى بَسالَةَ الرِّ ... جالِ وأَصْلالُ الرِّجالِ أَقاصِرُهْ)

(وَلَا تَذْهَبَنْ عَيْنَاكِ فِي كلِّ شَرْمَخٍ ... طُوَالٍ فإِنّ الأَقْصَرِينَ أَمازِرُهْ)
يَقُول لَهَا: لَا تَعِيبِينِي بالقِصَرِ فإِنّ أَصْلالَ الرِجَال ودُهَاتَهم أَقَاصِرُهم، وإِنّمَا قَالَ: أَقاصِرُه على حَدِّ قَوْلهم: هُوَ أَحْسَنُ الفِتْيَانِ وأَجْمَلُه، يُرِيد: وأَجْمَلُهم: وَكَذَلِكَ قَوْله: فإِنّ الأَقْصَرِين أَمازِرثه.
وقَصَرَه يَقْصِرُه، بالكَسْر، قَصْراً: جَعَلَهُ قَصِيراً. والقَصِيرُ من الشَّعر: خِلافُ الطَّوِيلِ.الأَوّل الحديثُ: ولَتَقْصُرَنَّه على الحقِّ قَصْراً وَقَالَ أَبو دُوَادٍ يَصف فَرَساً:
(فقُصِرْنَ الشِّتَاءَ بَعْدَ عَلَيْه ... وهْوَ للذَّوْدِ أَنْ يُقْسَّمْنَ جارُ)
أَي حُبِسْنَ عَلَيْهِ يَشْرَبُ أَلْبَانَهَا فِي شِدَّةِ الشِّتَاءِ. والقَصْرُ: الحَطَبُ الجَزْلُ، وَبِه فَسَّرَ الحَسَنُ قولَه تَعَالَى: تَرْمِى بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ والوَاحِدَة قَصْرَةٌ كتَمْر وتَمْرَة كَذَا حكى اللّحْيَانيّ عَنهُ. والقَصْرُ من البِنَاءِ، مَعْرُوفٌ. وَقَالَ اللّحْيَانيّ: هُوَ المَنْزِلُ أَو كُلُّ بَيْت من حَجَرٍ: قَصْرٌ قُرَشِيَّةٌ، سُمِّيَ بذلك لأَنّه يُقْصَرُ فِيهِ الحُرَم، أَي يُحْبَسْن. وَجمعه قُصُورٌ. وَفِي التَّنْزِيل العَزِيز: ويَجْعَل لكَقُصُوراً. والقَصْرُ: عَلَمٌ لِسَبْعَةٍ وخَمْسِينَ مَوْضِعاً: مَا بَيْنَ مَدِينةٍ، وقريةٍ، وحِصْن، ودارٍ فَمِنْهَا: قَصْرُ مَسْلَمَةَ بَيْنَ حَلَب وبالِس، بناهُ مَسْلَمَةُ بنُ عبدِ المَلِك، مِن حِجَارَة، فِي قَرْيَةٍ اسمُها ناعُورَة.
وقَصْرُ نَفِيسٍ، على مِيْلَيْنِ من المَدِينَة، يُنْسَب إِلى نَفِيسِ بنِ محمّد، من مَوالِي الأَنْصَار. وقَصْرُ عِيسَى بنِ عَلِيٍّ عَلَى دِجْلَةَ. وقَصْرُ عَفْرَاءَ بالشَّأْم، ذكره المصنّف فِي عفر. وقَصْرُ المَرْأَةِ بالقُرْبِ من البَصْرَةِ. وقَصْرُ المُعْتَضِدِ، على نَهْرِ الثَّرْثَار. وقَصْرُ الهُطَيْفِ على رَأْسِ وادِي سَهَام لِحِمْيَرَ. وقَصْرُ عِسْل بِكَسْر الْعين الْمُهْملَة بالبَصْرَة، قريب من خِطّة بني ضَبّة.
وقَصْر بَنِي الجَدْماءِ بالقُرْب من المَدِينَةِ. وقَصْرُ كُلَيْبٍ بنواحِي قُوص. وقَصْرُ خاقَانَ بالجِيزَة.
وقَصْرُ المَعْنِيّ بالشَّرْقِيّة. والقَصْرُ: حِصْنٌ من حُدُودِ الوَاحِ. وجَزيرةُ القَصْرِ، وشِيبِين القَصْرِ: كِلاهُمَا فِي الشَّرْقِيّة. وقَصْرُ الشَّوْقِ: خِطّة بمِصْرَ، وتُعْرَف الْآن بالشّوك. والقَصْرُ: مدينةٌ كَبِيرَةٌ بالمَغْرِب، مِنْهَا الإِمامُ أَبو الحَسَنِ إِسماعيلُ بنُ الحَسَنِ بنِ عبدِ الله القَصْرِيّ والإِمَامُ أَبو محمّد عَبْدُ الجَلِيلِ بنِ مُوسَى بنِ عبدِ الجَلِيلِ الأَوْسِيُّ المَعْرُوف بالقَصْرِيّ صاحبُ شعَبِ الإِيمانِ والإِمامُ أَبُو الحَسَنِ عليُّ بنُ خَلَفِ بنِ غالِب الأَنْدَلُسِيّ القَصْرِيُّ، المُتَوَفَّى بالقَصْر سنة وغَيْرُهم. والقَصْرُ: قَرْيَةٌ بالقُرْبِ مِنْ مالَقَة، وَمِنْهَا الإِمَام أَبو البَرَكَاتِ عبدُ القادِرِ بن عَلِيّ بنِ يُوُسُفَ الكَنَانيّ القَصْرِيّ، جُدُودُهُم مِنْهَا، ونَزَلُوا بفاسَ، وتَدَيَّرُوا بهَا، وَبهَا وُلِدَ سنة، وتُوُفِّي سنة ووَالِدُهُ أَبو الخَيْرِ عليّ تُوُفِّيَ سنة، وعَمّه محمّدٌ العَرَبِيّ بن يُوُسُفَ وعَمُّ والِدِه أَبو المَعَارِف عبدُ الرَّحْمن وإِخْوَتُه وابنُ عَمِّه مُفْتِي الحَضْرَة الفاسِيّة الآنَ شَيْخُنَا الفَقِيه النَّظّار عُمَرُ بنُ عبدِ الله بنِ عُمَرَ بنِ يُوسُفَ بنِ العَرَبِيّ: مُحَدِّثون، وَقد حَدَّثَ عَنهُ شيوخُ) مَشَايِخِنا عالِياً. والقَصْرُ: مَوضعٌ خارِجُ القَاهِرَة. وقَصْرُ اللُّصُوص: بالعَجَم. أَعْجَبُهَا قَصْر بالعَجَم، بَناهُ بَهْرام جُوْرَ مَلِكُ الفُرْسِ من حَجَرٍ وَاحِد، قُرْبَ هَمَذَانَ. وقَصَرَه عَلَى الأَمْرِ قَصْراً: رَدَّه إِليْه. ويُقَال: قصَرْتُ الشَّيْءَ عَلَى كَذَا، إِذا لم تُجَاوِزْ بِهِ غَيْرَه. وتقولُ: قَصَرْتُ اللِّقْحَةَ على فَرَسِي: إِذا جَعَلْتَ دَرَّهَا لَهُ. وامْرَأَةٌ قاصِرَةُ الطَّرْفِ: لَا تَمُدُّه إِلى غَيْرِ بَعْلِهَا. وَقَالَ أَبو زَيْد: قَصَرَ فلانٌ على فَرَسِه ثَلَاثًا أَو أَرْبَعاً من حَلائِبِه تَسْقِيهِ أَلْبَانَهَا. وقَصَرَ عَنِ الأَمْرِ يَقْصُرُ قُصُوراً كقُعُودٍ، وأَقْصَرَ، إِقْصَاراً، وقَصَّرَ تَقْصِيراً، وتَقَاصَرَ، كُلّه: انْتَهَى، كَذَا فِي المُحْكَم، وأَنشد:
(إَذا غَمَّ خِرْشاءُ الثُّمَالَةِ أَنْفَهُ ... تَقَاصَرَ مِنْهَا للصَّرِيحِ فَأَقْنَعَا)
وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: أَقْصَرَ عَن الشَّيْءِ، إِذا نَزَعَ عَنهُ وهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْه، وقَصَرَ عَنهُ، إِذا عَجَزَ عَنهُ وَلم يَسْتَطِعْه، وَرُبمَا جاءَا بِمَعْنى واحدٍ إِلاّ أَنّ الأَغْلَبَ عَلَيْهِ الأَوّل. وقَصَرَ عَنِّى الوَجَعُ والغَضَبُ يَقْصُرُ قُصُوراً، بالضَّمّ: سَكَنَ، كقَصَّرَ، المَضْبُوط عندنَا بقلم النّساخ بالتَّشْدِيد، والصَّواب كفَرِحَ.
وقِيلَ: قَصَّر عَنهُ تَقْصيراً: تَرَكَهُ وَهُوَ لَا يَقْدِر عَلَيْهِ، وأَقْصَرَ: تَرَكَهُ وكفَّ عَنهُ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْه.
وَقَالَ اللّحْيَانيّ: وَيُقَال للرَّجُلِ إِذا أُرْسِلَ فِي حاجَةٍ فقَصَرَ دُونَ الَّذِي أُمِرَ بِهِ: مَا مَنَعَهُ أَنْ يَدْخُلَ المَكانَ الَّذِي أُمِرَ بِه إِلاَّ أَنَّه أَحَبَّ القَصْرَ، بفَتْحٍ فَسُكُونٍ، ويُحَرَّكُ، والقُصَرَة، بالضمّ، أَي أَنْ يُقَصِّر. والتَّقْصِيرُ فِي الأَمْرِ: التَّوانِي فِيهِ. وامْرَأَةٌ مَقْصُورَةٌ، وقَصُورَةٌ، وقَصِيرَةٌ: مَحْبُوسَةٌ فِي البَيْتِ لَا تُتْرَكُ أَنْ تَخْرُجَ، قَالَ كُثَيِّر:
(وأَنْتِ الَّتي حَبَّبْتِ كلَّ قَصِيرَةٍ ... إِليّ وَمَا تَدْرِي بِذاكَ القَصَائِرُ)

(عَنَيْتُ قَصِيرَاتِ الحِجَالِ وَلم أُرِدْ ... قِصارَ الخُطَا شَرُّ النِّسَاءِ البَحَاتِرُ)
وَفِي التَّهْذِيب: قَصُورَاتِ الحِجالِ. وَهَكَذَا أَنْشَدَه الفَرّاءُ. وَفِيه: شَرُّ النّسَاءِ البَهَاتِرُ. وَاقْتصر الأَزْهريّ على القَصِيرَة والقَصُورَة، قَالَ: وَهِي الجارِيَةُ المَصُونَةُ الَّتِي لَا بُرُوزَ لَهَا. وَيُقَال: امرأَةٌ مَقْصُورَةٌ، أَي مُخَدَّرة، وتُجْمَع القَصُورة على القَصَائِر. قَالَ: فإِذا أَرادُوا قِصَرَ القامةِ قالُوا: امرأَة قَصِيرَةٌ، وتُجْمَع قِصَاراً. وسَيْلٌ قَصِيرٌ: لَا يَسِيلُ وَادِياً مُسَمَّىً، وإِنَّمَا يُسِيل فُرُوعَ الأَوْدِيَةِ وأَفْنَاءَ الشِّعَابِ وعَزَازَ الأَرْضِ. ويُقَال: هُوَ يَسْكُنُ مَقْصُورَةً من مَقَاصِيرِ دارِ زُبَيْدَة، المَقْصُورَةُ: الدّارُ الواسِعَة المُحَصَّنة بالحِيطَانِ، أَو هِيَ أَصْغَرُ من الدّارِ، وَقَالَ اللَّيْث: المَقْصُورَة: مَقَامُ الإِمَامِ. وَقَالَ: وإِذا كانَت دَارا واسِعَةً مُحَصَّنةَ الحِيطَانِ، فكُلُّ ناحِيَةٍ مِنْهَا على حِيَالِهَا مَقْصُورَةٌ. وجَمْعُهَا مَقَاصِرُ ومَقَاصِيرُ. وأَنشد: وَمن دُونِ لَيْلَى مُصْمَتَاتُ المَقَاصِرِ.)
المُصْمَتُ: المُحْكَم، كالقُصَارَة، بالضمّ، وَهِي المَقْصُورَة من الدّارِ لَا يَدْخُلُها إِلاّ صاحِبُهَا، وَقَالَ أُسَيْدٌ: قُصَارَةُ الدارِ: مَقْصُورَةٌ مِنْهَا لَا يَدْخُلُهَا غيرُ صاحِبِ الدّارِ. قَالَ: وَكَانَ أَبِي وعَمِّي على الحِمَى، فقَصَرَا مِنْهَا مَقصورَةً لَا يَطَؤُهَا غَيْرُهما. والمَقْصُورَةُ: الحَجَلَةُ، كالقَصُورَة، كصَبُورَة، كِلاهُما عَن اللّحيانيّ. وقَصَرَهُ على الأَمْرِ، واقْتَصَرَ عَلَيْه: لم يُجَاوِزْه إِلى غَيْرِة. وماءٌ قاصِرٌ، ومُقْصِرٌ كمُحْسِنٍ: يرْعَى المالُ حَوْلَه لَا يُجَاوِزُه، أَو بَعِيدٌ عَن الكَلإِ، قَالَ ابنُ الأَعرابيّ: الماءُ البَعِيدُ عَن الكَلإِ قاصرٌ، ثمّ باسِطٌ، ثمّ مُطْلِبٌ. وَقَالَ ابنُ السِّكّيت: ماءٌ قاصرٌ، ومُقْصِرٌ، إِذا كَانَ مَرْعَاهُ قَرِيباً، وأَنشد:
(كانتْ مِيَاهِي نُزُعاً قَوَاصِرا ... ولمْ أَكُنْ أُمَارِسُ الجَرَائِرَا) النُّزُعُ: جَمْعُ نَزُوعٍ، وَهِي البِئر الَّتِي يُنْزَعُ مِنْهَا باليَدِيْن نَزْعاً، وبِئْرٌ جَرُورٌ: يُسْتَقَى مِنْهَا على بَعِيرٍ. أَو ماءٌ قاصِرٌ: بارِدٌ، وَقد قَصَرَ قَصْراً قَالَه ابنُ القَطّاع. والقُصَارَةُ بالضَّمِّ والقِصْرَى بالكَسْر والقَصَرُ، وَهَذِه عَن اللّحيانيّ، والقَصَرَةُ محرَّكَتَيْن والقُصْرَى كبُشْرَى: مَا يَبْقَى فِي المُنْخُلِ بعد الانْتِخَال، أَو هُوَ مَا يَخْرُج من القَتِّ ويَبْقَى فِي السُّنْبُل من الحَبِّ بَعْدَ الدَّوْسَةِ الأُولى، وَقَالَ اللَّيْث: القَصَرُ: كَعَابِرُ الزَّرْعِ الَّذِي يَخْلُصُ من البُرِّ وَفِيه بَقِيَّةٌ من الحَبِّ، يقَال لَهُ: القِصْرَى، على فِعْلَى، أَو، القَصَرَةُ: القِشْرَةُ العُلَيا من الحَبَّةِ إِذا كانَت فِي السُنْبُلَة، كالقُصَارَة قالَهُ ابنُ الأَعْرَابِيّ. وَذكر النَّضْرُ عَن أَبي الخَطّابِ أَنّه قَالَ: الحَبَّة عَلَيْهَا قِشْرَتَانِ: فالَّتِي تَلِي الحَبَّةَ: الحَشَرَةُ، والَّتِي فَوْقَ الحَشَرَة: القَصَرَةُ. وَقَالَ غيرُه: القَصَرَةُ والقَصَرُ: قِشْرُ الحِنْطَةِ إِذا يَبِسَتْ. والقَصَرَةُ، محرّكَة: زُبْرَةُ الحَدّادِ، عَن قُطْرُب. والقَصَرَةُ: القِطْعَةُ من الخَشَب أَيَّ خَشَبٍ كَانَ، وَمِنْهُم من خَصّه بالعُنّاب. والقَصَرَةُ: الكَسَلُ، وَفِي النَّوَادِرِ لابنِ الأَعْرَابِيّ: القَصَرُ بِغَيْر هاءٍ كَذَا نَقَلَه صاحِبُ اللّسَان، وجَوَّدَهُ الصاغَانِيّ، وضَبَطَه هَكَذَا بخَطِّه، كالقَصَارِ، كسَحابٍ، وَقَالَ أَعرابيّ: أَرَدْتُ أَنْ آتيَك فمَنَعَنِي القَصَارُ. وَقَالَ الأَزهريّ: أَنشدني المُنْذِريّ رِوَايَةً عَن ابْن الأَعرابيّ:
(وصارِمٍ يَقْطَعُ أَغلالَ القَصَرْ ... كَأَنّ فِي مَتْنَتِه مِلْحاً يُذَرْ)
أَو زَحْفَ ذَرٍّ دَبَّ فِي آثَارِ ذَر ّ قَالَ: ويُرْوَى: كأَنّ فَوْقَ مَتْنِه مِلْحاً يُذَّرْ. والقَصَرَةُ: زِمِكَّى الطائرِ، وَهَذِه نقلهَا الصاغانيّ.
والقَصَرَةُ: أَصْلُ العُنُقِ وَمِنْه قَوْلُهم: ذَلَّتْ قَصَرَتُه. وَقَالَ نُصَيْرٌ: القَصَرَةُ: أَصْلُ العُنُق وَمِنْه)
قَوْلهم: ذلت قصرته وَقَالَ نصر القصيرة أصل الْعُنُق فِي مَرْكَّبه فِي الكاهِل، قَالَ: ويُقَال لعُنُقِ الإِنْسَانِ كُلِّه قَصَرَةٌ. وَقَالَ اللّحْيَانيّ: إِنّمَا يُقَال لأَصْلِ العُنُق قَصَرَةٌ إِذا غَلُظَت، والجَمْع قَصَرٌ، وَبِه فَسَّر ابنُ عبّاس قولَه تَعَالَى: إِنَّهَا تَرْمِى بِشَرَر كالقَصَرِ. وَقَالَ كُراع: وَج القَصَرَةِ أَقْصَارٌ، قَالَ الأَزْهريّ: وَهَذَا نادرٌ إِلاّ أَنْ يَكُونَ على حَذْفِ الزَّائِد. وَفِي حديثِ سَلْمَانَ، قَالَ لأَبِي سُفْيَانَ، وَقد مَرَّ بِهِ: لقد كانَ فِي قَصَرَةِ هَذَا مَوْضِعٌ لِسُيُوف المُسْلِمِينَ. وذلِك قَبْلَ أَن يُسْلِمَ فإِنّهُم كانُوا حِراصاً على قَتْلِه. وَقيل: كانَ بَعْدَ إِسْلامِه. وَفِي حَدِيث أَبي رَيْحَانَةَ: إِنّي لأَجِدُ فِي بَعْضِ مَا أُنْزِلَ من الكُتُب: الأَقْبَلُ، القَصِيرُ القَصَرَةِ، صاحِبُ العِرَاقَيْنِ، مبدِّل السُّنَّة يَلْعَنُهُ أَهلُ السَّمَاءِ وأَهْلُ الأَرْضِ، وَيْلٌ لَهُ، ثُمّ وَيْلٌ لَهُ. وَقَالَ القِصَارُ ككِتَابٍ: سِمَةٌ عَلَيْهَا، أَي على القَصَرَة، وأَرادَ بهَا قَصَرَةَ الإِبِل، وَقد قَصَّرَها تَقْصِيراً: إِذا وَسَمَها بهَا، وَلَا يُقَال: إِبِلٌ مُقَصَّرَةٌ، قَالَه ابنُ سِيدَه.
وَقَالَ النَّضْرُ: القِصَارُ: مَيسَمٌ يُوسَمُ بِهِ قَصَرَةُ العُنُقِ، يُقَال: قَصَرْتُ الجَمَلَ قَصْراً، فَهُوَ مَقْصُورٌ.
والقَصَرُ، مُحَرَّكةً: أُصولُ النَّخْلِ، وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: بِشَرَر كالقَصَرِ. وَقَالَ أَبو مُعَاذ النَّحْوِيّ: واحِدُ قَصَرِ النَّخْلِ قَصَرَةٌ، وَذَلِكَ أَنَّ النَّخْلَة تُقْطَعُ قَدْرَ ذِرَاع يَسْتَوْقِدُون بهَا فِي الشِّتَاءِ، وَهُوَ من قَوْلك للرَّجُل: إِنّه لَتامُّ القَصَرَةِ، إِذا كانَ ضَخْمَ الرَّقَبَةِ. وصرَّحَ فِي الأَسَاسِ أَيضاً أَنّه مَجاز. وقِيلَ: القَصَرُ: أُصولُ الشَّجَر العِظَامِ قَالَه الضَّحّاك، وقِيل: هِيَ بَقَاياها، أَي الشَّجَرِ.
وَفِي الحَدِيث: مَنْ كانَ لَهُ فِي المَدِينَةِ أَصْلٌ فَلْيَتَمَسَّكْ بِهِ، وَمن لَمْ يَكُنْ فَلْيَجْعَلْ لَهُ بِهَا أَصْلاً وَلَو قَصَرَةً، أَرادَ وَلَو أَصْلَ نَخْلَةٍ واحِدَة. وَقيل: القَصَرُ: أَعْنَاقُ النّاسِ وأَعْناقُ الإِبِلِ، جَمْع قَصَرَةٍ، والأَقْصَارُ جَمْعُ الجَمْع. قَالَ الشاعِرُ:
(لَا تَدْلُكُ الشَّمْسُ إِلاّ حَذْوَ مَنْكِبِه ... فِي حَوْمَة تَحْتَها الهامَاتُ والقَصَرُ)
والقَصَرُ: يُبْسٌ فِي العُنُق، وَفِي الْمُحكم: داءٌ يأْخُذُ فِي القَصَرَة. وَقَالَ ابنُ السِّكّيت: هُوَ داءٌ يأْخُذُ البَعِيرَ فِي عُنُقِه فيَلْتَوِي، فتُكْوَى مَفاصِلُ عُنُقِه فرُبَّمَا بَرَأَ. وَفِي الصّحاح: قَصِرَ البَعِيرُ، كفَرِحَ، يَقْصَرُ قَصَراً فَهُوَ قَصِرٌ، وقَصِرَ الرَّجُلُ، إِذا اشْتَكَى ذَلِك. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: قَصِرَ الفَرَسُ يَقْصَر قَصَراً، إِذا أَخَذَه وَجَعٌ فِي عُنُقِه، يُقَال: بِهِ قَصَرٌ، وَهُوَ قَصِرٌ وأَقْصَرُ، وَهِي قَصْرَاءُ. وَقَالَ ابنُ القَطّاعِ: وقَصِرَ البَعِيرُ وغَيْرُه قَصَراً: وَجْعَتْه قَصَرَتُه: أَصْلُ عُنُقِهِ. والتَّقْصارُ، والتَّقْصَارَةُ، بكَسْرِهما: القِلادَة، لِلُزومِها قَصَرَةَ العُنُقِ. وَفِي الصَّحاح: قِلادَةٌ شَبِيهَةٌ بالمِخْنَقَة. وَفِي الأساس: وتَقَلَّدَتْ بالتَّقْصارِ: بالمِخْنَقَة على قَدْرِ القَصَرَة، ج تَقاصِير قَالَ عَدِيّ:)
(وأَحْوَرِ العَيْنِ مَرْبُوعٍ لَهُ غُسَنٌ ... مُقَلَّدٍ مِنْ نِظَامِ الدُّرِّ تِقْصَارَا)
وقَصَرَ الطَّعَامُ قُصُوراً، بالضمّ: نَمَا. وَقَالَ ابنُ القَطّاعِ: قَصَرَ قُصُوراً: غَلاَ، وقَصَر قُصُورً: نَقَصَ، وَمِنْه قُصُورُ الصَّلاةَ، وقَصَرَ قُصُوراً: رَخُصَ، وَهُوَ ضِدّ. والمَقْصرُ، كمَقْعَدٍ ومَنْزِل ومَرْحَلَةِ: العَشِىّ، وَكَذَلِكَ القَصْرُ. وقَصَرْنَا وأَقْصَرْنا: دَخَلْنَا فِيهِ، أَي فِي قَصْرِ العَشِىِّ، كَمَا تَقُولُ: أَمْسَيْنَا من المَسَاءِ. والمَقَاصِرُ والمَقَاصِيرُ: العِشَاءُ الآخِرَةُ، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ، والصَّوابُ: والمَقَاصِرُ والمَقَاصِيرُ: العَشَايَا، الأَخِيْرَة نادِرَةٌ كَذَا هُوَ عبارَة الأَزهريّ، وكأَنّه لَمّا رَأَى الأَخِيرَةَ لم يَلْتَفِتْ لمَا بَعْدَه، وجَعله وَصفا للعشاءِ، وَهُوَ وَهَمٌ كبيرٌ فإِنّ المقاصِيرَ اسمٌ للعِشاءِ، وَلم يُقَيِّده أَحدٌ بالآخِرَة. وَفِي التَّهْذِيب لابْنِ القَطّاع: قَصَرَ صارَ فِي قَصْرِ العَشِىِّ آخِرَ النّهَار، وأَقْصَرْنَا: دَخَلْنَا فِي قَصْرِ العَشِىّ. انْتهى. وَفِي الأساس: جئتُ قَصْراً، ومَقْصِراً، وذلِك عِنْدَ دُنُوِّ العَشِىِّ قُبَيْلَ العَصْرِ، وأَقْبَلَتْ مَقَاصِيرُ العَشِىِّ. فظَهَر بذلك كُلّه أَنَّ قَيْدَ العِشَاءِ بالآخِرَة فِي قَول المُصَنّف وَهَمٌ وغَلَط، فَتَنَبَّه. وَقَالَ سِيبَوَيْه: وَلَا يُحَقَّر القَصْر، اسْتَغْنَوْا عَن تَحْقِيرِه بتَحْقِيرِ المَساءِ. قَالَ ابنُ مُقْبِل:
(فبَعَثْتُهَا تَقِصُ المَقَاصِرَ بَعْدَما ... كَرَبَتْ حَيَاةُ النارِ للمُتَنوِّرِ)
ومَقَاصِيرُ الطَّبَقِ، هَكَذَا فِي النُّسَخ، وهُو غَلَط، والصَّوابُ: مَقَاصِيرُ الطَّرِيقِ: نَوَاحِيهَا، واحدتُهَا مَقْصَرَةٌ، على غَيْر قِيَاس. والقُصْرَيَانِ، والقُصَيْرَيَانِ، بضَمّهما: ضِلْعانِ يَلِيَانِ الطِّفْطِفَةَ أَوْ يَلِيَانِ التَّرْقُوَتَيْن. والقُصَيْرَى، مَقْصُورَةً مَضْمُومَةً: أَسْفَلُ الأَضْلاعِ، وقِيلَ هِيَ الضَّلَع الَّتِي تَلِي الشاكِلَةَ، وَهِي الوَاهِنَةُ، أَو آخِرُ ضِلَعٍ فِي الجَنْبِ، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: القُصْرَى والقُصَيْرَى: الضِّلَعُ الَّتِي تَلِي الشّاكِلَةَ بَيْنَ الجَنْبِ والبَطْن. وأَنشد: نَهْدُ القُصَيْرَى يَزِينُه خُصْلَهْ.وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: القُصْرَى: أَسْفَلُ الأَضْلاعِ، والقُصَيْرَى: أَعْلَى الأَضْلاعِ. وَقَالَ أَوْسٌ:
(مُعَاوِدُ تأْكالِ القَنِيصِ، شِواؤُه ... من اللَّحْمِ قُصْرَى رَخْصَةٌ وطَفاطِفُ)
قَالَ: وقُصْرَى هُنَا اسمٌ، وَلَو كانَت نَعْتاً لكانَت بالأَلف والّلام. وَفِي كتاب أَبِي عُبَيْدٍ: القُصَيْرَي: هِيَ الَّتِي تَلِي الشاكِلَةَ، وَهِي ضِلَعُ الخَلْفِ، وَحكى اللّحْيَانيّ أَنَّ القُصَيْرَى أَصْلُ العُنُقِ، وأَنشد:
(لَا تَعْدِليني بظُرُبٍّ جَعْد ... كَزِّ القُصَيْرَى مُقْرِفِ المَعَدِّ)
قَالَ ابنُ سيدَه: وَمَا حَكَاه اللِّحْيَاني فَهُوَ قولٌ غير مَعْرُوفٍ إِلاّ أَنْ يُريدَ القُصَيْرة، وَهُوَ تصغيرُ القَصَرَة من العُنُق، فأَبْدَلَ الهاءَ لاشْتِرَاكهمَا فِي أَنّهما عَلَمَا تَأْنيثٍ. والقَصَرَى كجَمَزَى)
وبُشْرَى والقُصَيْرَى، مُصَغَّراً مَقْصوراً: ضَرْبٌ من الأَفَاعي صَغيرٌ يَقْتُلُ مَكَانَه، يُقَال: قَصَرَى قِبَالٍ وقُصَيْرَى قِبَال، وسيأْتي فِي ق ب ل. والقَصّارُ، والمُقَصِّر، كشَدّادٍ ومُحَدِّث: مُحَوِّرُ الثِّيَاب ومُبَيِّضُها، لأَنّه يَدُقُّها بالقَصَرَة الَّتِي هِيَ القطْعَةُ من الخَشَب، وَهِي من خَشَب العُنّاب، لأَنّه لَا نَارَ فِيهِ، كَمَا قَالُوا، وحِرْفَتُه القِصَارَة، بالكَسْر على القيَاس. وقَصَرَ الثوبَ قِصَارَةً، عَن سِيبَوَيْهٍ، وقَصَّرَه، كلاهُمَا: حَوَّرَه ودَقَّه. وخَشَبَتُه المِقْصَرَة، كمِكْنَسةٍ، والقَصَرَةُ، مُحَرَّكَةً، أَيضاً.
والمُقَصِّر: الذّي يُخِسُّ العَطيَّةَ ويُقِلُّهَا. . والتَّقْصيرُ: إِخْساسُ العَطيَّةِ وإِقلالُهَا. والتَّقْصيرُ: كَيَّةٌ للدَّوَابِّ، واسمُ السِّمَة القِصَارُ، كَمَا تَقَدّم، وهُوَ العِلاَطُ، يُقَال فِيهِ القَصْرُ والتَّقْصِيرُ، فَفِي اقْتصارِه على التَّقْصِير نوعٌ من التَّقْصِير، كَمَا لَا يَخْفَى على البَصِير. وَهُوَ ابنُ عَمِّي قَصْرَةً ويُضَمّ ومَقْصُورَةً، وقَصِيرَةً، كَقَوْلِهِم: ابنُ عَمِّي دِنْيا ودُنْيا، أَي دانِىَ النَّسَب، وكَانَ ابنَ عَمِّه لَحّاً. وَقَالَ اللّحْيَانيّ: نُقَالُ هَذِه الأَحرُف فِي ابْن العَمَّة وابنْ الْخَالَة وَابْن الْخَال. وتَقَوْصَرَ الرَّجُلُ: دَخَلَ بَعْضُه فِي بَعْضٍ، قَالَ الزمخشريُّ: وَهُوَ من القَوْصَرة، أَي كأَنَّهُ صارَ مِثْلَه. وَقد تقدّم للمُصَنّف ذِكْرُ تَقَوْصَرَ مَعَ تَقاصَر، تَبَعاً للصغانيّ، وَهَذَا نَصّ عِبَارَتِه: وتَقَوْصَرَ الرَّجُلُ مِثْلُ تَقَاصَر. وَلَا يَخْفَى أَنّ التَّداخُل غَيْرُ الإِظْهَار. وَلَو ذَكَرَ المصنّف الكُلَّ فِي مَحَلٍّ واحِد كانَ أَفْوَد. والقَوْصَرَّةُ، بالتَّشْدِيدِ وتُخَفَّف: وِعَاءٌ للتَّمْرِ من قَصَبٍ. وقِيلَ: من البَوَارِيّ. وقَيَّد صاحبُ المُغرِب بأَنَّها قَوْصَرّة مَا دَامَ بِهَا التَّمْر، وَلَا تُسَمَّى زَنْبيلاً فِي عُرْفهم هَكَذَا نَقله شَيْخُنَا. قلتُ: وَهُوَ المَفْهُوم من عبارَة الجَوْهَرِيّ قَالَ الأَزهريّ: ويُنْسَبُ إِلى عليٍّ كَرَّم الله وَجْهَه:
(أَفْلحَ مَنْ كانَتْ لَهُ قَوْصَرَّهْ ... يَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ يوْمٍ تَمْرَهْ)
وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ فِي الجَمْهَرة: لَا أَحْسَبُه عَرَبيّاً، وَلَا أَدْري صحَّةَ هَذَا البَيْت. والقَوْصَرّةُ: كنَايَةٌ عَن المَرْأَة، قَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ: والعَرَبُ تَكْنِى عَن المَرْأَة بالقَارُورَة والقَوْصَرَّة. قَالَ ابنُ بَرّيّ فِي شرح البَيْت السَّابِق: وَهَذَا الرَّجَزُ يُنْسَب إِلى عليّ رَضِيَ الله عَنهُ، وَقَالُوا: أَرادَ بالقَوْصَرَّةِ المَرْأَةَ، وبالأَكْل النِّكَاحَ. قَالَ ابنُ بَرّيّ: وَذكر الجوهريّ أَنَّ القَوْصَرَّةَ قد تُخفَّفُ، وَلم يَذْكُر عَلَيْهِ شاهِداً. قَالَ وذَكَرَ بعضُهم أَنّ شاهِدَه قولُ أَبِي يَعْلَى المُهَلَّبِيّ:
(وسائِلِ الأَعْلَمَ بنَ قَوْصَرَةٍ ... مَتَى رَأَى بِي عَن العُلاَ قصرَا)
وقَيْصَرُ: لَقَبُ مَنْ مَلَكَ الرُّومَ، ككِسْرَى لَقَبُ مَنْ مَلَك فارِسَ، والنَّجَاشِيّ مَنْ مَلَك الحَبَشَة.
والأُقَيْصِر، كأُحَيْمِر: صَنَمٌ كَانَ يُعْبَدُ فِي الجاهِلِيَّة، وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ:)
(وأَنْصَابُ الأُقَيْصِرٍ حِينَ أَضْحَتْ ... تَسِيلُ على مَنَاكِبها الدِّمَاءُ)
وابنُ أُقَيْصِر: رجلٌ كَانَ بَصِيراً بالخَيْلِ وسِيَاسَتِه ومَعْرِفَةِ أَمَارَاتِه. وقاصِرُونَ: ع، وَفِي النَّصْبِ والخَفْضِ: قاصِرِينَ، وَهُوَ من قُرَى بالِسَ. ويُقَال: قَصْرُك أَنْ تَفْعَلَ كَذَا، بالفَتْح، وقَصَارُك ويُضمّ وقُصَيْرَاكَ، مُصَغَّراً مَقْصُوراً، وقُصَارَاكَ، بضمّهما، أَي جُهْدُك وغايَتُك وآخِرُ أَمرِكَ وَمَا اقْتَصَرْت عَلَيْهِ. قَالَ الشَّاعِر:
(إِنّمَا أَنْفُسُنا عارِيَّةٌ ... والعَوَارِيُّ قُصَارٌ أَنْ تُرَدُّ)
ويُقَال: المُتَمَنِّي قُصَارَاهُ الخَيْبَةُ. ورُوِيَ عَن عليّ رَضِي الله عَنهُ أَنه كتب إِلى مُعَاوِيَةَ: غَرَّك عِزُّك، فَصَارَ قَصَارُ ذلِكَ ذُلَّك، فاخْشَ فاحِشَ فِعْلِك، فعَلَّك تَهْدَا بِهَذَا. وَهِي رِسَالَة تَصْحِيفِيّةٌ غريبةٌ فِي بَابهَا، وتقدّم جَوابُهَا فِي ق د ر فراجِعْه. وأَنشد أَبو زَيْد:
(عِشْ مَا بَدا لَكَ قَصْرُك المَوْتُ ... لَا مَعْقِلٌ مِنْهُ وَلَا فَوْتُ)

(بَيْنَا غِنَى بَيْتٍ وبَهْجَتِه ... زالَ الغِنَى وتَقَوَّضَ البيتُ)
قَالَ: القَصْرُ: الغايَةُ، وَكَذَلِكَ القَصَارُ، وَهُوَ من مَعْنَى القَصْرِ بِمَعْنى الحَبْسِ، لأَنّك إِذا بَلَغْتَ الغَايَةَ حَبَسْتْك. وأَقْصَرَتِ المَرْأَةُ: وَلَدَتْ أَوْلاداً قِصَاراً وأَطالَتْ، إِذا وَلَدَتْ والاً. وأَقَصَرَتِ النَّعْجَةُ أَو المَعزُ: أَسَنَّتْ، ونَصُّ يَعْقُوبَ فِي الإِصْلاحِ: وأَقْصَرَتِ النَّعْجَةُ والمَعْزُ: أَسَنَّتَا حَتَّى تَقْصُرَ أَطرافُ أَسْنَانِهِمَا، فَهِيَ مُقْصِرٌ، ونصّ ابْن القَطّاع فِي التَّهْذِيب: وأَقْصَرَت البَهِيمَةُ: كَبِرَتْ حَتَّى قَصُرَت أَسْنَانُهَا. ويُقَال: إِنَّ الطَوِيْلَةَ قد تُقْصِرُ، والقَصِيرَةَ قد تُطِيلُ. وقولُ الجوهريِّ فِي الحَدِيث وَهَمٌ، فإِنّه لَيْسَ بحديثٍ بَلْ هُوَ من كَلامِ الناسِ، كَمَا حَقَّقه الصَّاغَانِي وتَبِعَه المُصَنِّف. ويُقَالُ: هُوَ جارِى مُقَاصرِى: أَي قَصْرُه بحِذاءِ قَصْرِى، وأَنشد ابْن الأَعرابيّ:
(لِتَذْهَبْ إِلى أَقْصَى مُبَاعَدَةٍ جَسْرُ ... فَمَا بِي إِلَيْهَا من مُقَاصَرَةٍ فَقْرُ)
يقولُ: لَا حَاجَةَ لي فِي مُجَاوَرَتِهم. وجَسْرٌ من مُحَارِب. والقُصَيْر، كزُبَيْرٍ: د، بساحلِ بحرِ اليَمَنِ من بَرِّ مِصْرَ وَهُوَ أَحَدُ الثُّغُورِ التّسْعَة بالدِيارِ المِصْرِيَّة. والقُصَيْرُ: ة، بدِمَشْقَ على فَرْسَخ مِنْهَا. والقُصَيْرُ: ة، بظاهِرِ الجَنَدِ باليَمَن. والقُصَيْرُ: جَزِيرَةٌ صغيرةٌ عالِيَة قُرْبَ جزيرةِ هَنْكَامَ، قَالَ الصّاغَانِيّ: ذُكِر لي أَنّ بهَا مَقَامَ الأَبْدَالِ والأَبْرَارِ. قَالَ شَيْخُنَا: وَلم يَذْكُر جَزِيرَةَ هَنْكَام فِي هَذَا الكتَاب، فَهُوَ إِحَالَةٌ على مَجْهُولٍ، والمُصنّف يَصْنَعه أَحْيَاناً. وقِصْرَانِ: ناحِيَتَانِ بالرَّيِّ، نَقله الصاغانيّ. والقَصْرَانِ: دارانِ بالقَاهِرَة مَعْرُوفَتَانِ، وخِطّهُما مشهورٌ، وهُمَا من بِنَاءِ الفَوَاطِم) مُلُوك مِصْرَ العُبَيْدِيِّين، وحَدِيثُهُمَا فِي الخِطَطِ للمقْرِيزِيّ. وتَقَصَّرْتُ بِهِ: تَعَلَّلْتُ، قالَهُ الزَّمَخْشَرِيّ فِي الأَسَاس. وقُصَائِرَةُ، بالضَمّ: جَبَلٌ. ويُقَال: فُلانٌ قَصِيرُ النَّسَبِ: أَبُوه مَعْرُوفٌ، إِذا ذَكَرَه الابنُ كَفَاهُ عَن الانْتِمَاءِ إِلى الجَدِّ الأَبْعَدِ، وهِيَ بهاءٍ، قَالَ رُؤْبَة: قَدْ رَفَعَ العُجّاجُ ذِكْرِى فادْعُنِيباسْمٍ إِذا الأَنْسابُ طالَتْ يَكْفِنِي ودَخَل رُؤْبَةُ عَلَى النَّسَّابَة البَكْرِىّ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ قَالَ: رؤُبَةُ بنُ العَجّاج. قَالَ: قُصِرْتَ وعُرِفْتَ. وأَنشدَ ابنُ دُرَيْد:
(أُحِبُّ مِنَ النَّسْوانِ كُلَّ قَصِيرَةٍ ... لَها نَسبٌ فِي الصالِحِين قَصِيرُ)
مَعْنَاهُ أَنّه يَهْوَى من النّساءِ كُلَّ مَقْصُورَة تَغْنَى بنَسَبِهَا إِلى أَبِيها عَن نَسَبِهَا إِلى جَدِّهَا. وَقَالَ الطائيّ:
(أَنْتُمْ بَنُو النَّسَبِ القَصيرِ وطولُكُم ... بادٍ عَلَى الكُبَراءِ والأَشْرَافِ)
قَالَ شيخُنَا: وَهُوَ مِمّا يُتمادَحُ بِهِ ويُفْتَخَر، وَهُوَ أَنْ يُقَالَ: أَنا فلانٌ، فيُعْرَف، وَتلك صِفَةُ الأَشْرَاف، وَمن لَيْس بشَرِيفٍ لَا يُعْلَم، وَلَا يُعْرَف حتَّى يَأْتِيَ بنَسَبٍ طَوِيل يبلغُ بِهِ رَأْسَ القَبِيلَة.
وَقَالَ أُسَيْدٌ: قُصَارَةُ الأَرْضِ، بالضَّمّ: طائفةٌ قَصِيرَة مِنْهَا، وَهِي أَسْمَنُهَا أَرْضاً، وأَجْوَدُهَا نَبْتاً، قَدْرَ خَمْسِينَ ذِرَاعاً أَو أَكْثَرَ، هَكَذَا نَقله صاحبُ اللّسان والتكملة، وَهُوَ قَوْلُ أُسَيْد، وَله بَقِيّة، تَقدَّم فِي قُصَارَة الدّارِ، وَلَو جَمَعَهُمَا بالذَّكْر كَانَ أَصْوَبَ. ورَوَى أَبو عُبَيْدٍ حَدِيثا عَن النبيّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلّم فِي المُزارَعة أَنّ أَحَدَهُم كَانَ يَشْترِطُ ثلاثَةَ جَدَاوِلَ والقُصَارَةَ، وفَسَّرَه فَقَالَ: هُوَ مَا بَقِيَ فِي السُّنْبُلِ من الحَبِّ مِمَّا لَا يَتَخَلَّصُ بَعْدَ مَا يُدَاسُ، فنَهَى النبيّ صلَّى الله عَلَيْه وسلَّم عَن ذَلِك. كالقِصْرِىّ، كهِنْدِىّ، قَالَه أَبو عُبَيْد، وَقَالَ: هُوَ بِلُغَة الشَّأْم. قَالَ الأَزهريّ: هَكَذَا أَقْرَأَنيهِ ابْن هَاجك عَن ابْن جَبَلَةَ عَن أَبِي عُبَيْد بِكَسْر القَاف، وسُكُونِ الصادِ، وكَسْرِ الرَّاءِ، وتَشْدِيد الياءِ.
قَالَ: وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ: سمِعتُ أَحْمَدَ بنَ صالِح يقولُ: إِذا دِيسَ الزَّرْعُ فغُرْبِلَ، فالسَّنابِلُ الغَلِيظَةُ هِيَ القُصَرَّى، على فُعْلَّى. وَقَالَ اللَّيْث: القَصَرُ: كَعابِرُ الزّرْعِ الَّذِي يَخْلُصُ من البُرِّ وَفِيه بَقِيَّةٌ من الحَبّ يُقال لَهُ القِصْرَى، على فِعْلى. وَفِي المَثضل: قَصِيرَةٌ من طَوِيلَةٍ: أَي تَمْرَةٌ من نَخْلَة، هَكَذَا فَسَّرَه ابنُ الأَعْرَابِيّ، وَقَالَ: يُضْرَبُ فِي اخْتِصَارِ الْكَلَام. وقَصِيرُ بنُ سَعْدٍ اللَّخْمِيّ: صاحِبُ جِذَيْمَةَ الأَبْرَشِ، وَمِنْه المَثل: لَا يُطَاعُ لقَصِيرٍ أَمرٌ. وفَرَسٌ قَصِيرٌ، أَي مُقْرَبَةٌ، كمُكْرَمَة، لَا تُتْرَكُ أَنْ تَرُودَ لِنَفاسَتِهَا. قَالَ زُغْبَةُ الباهِلِي يَصِفُ فَرَسَه وأَنّهَا تُصَانُ لِكَرَامَتِهَا)
وتُبْذَل إِذا نَزَلَتْ شِدَّةٌ:
(وذاتِ مَنَاسِبٍ جَرْدَاءَ بِكْرٍ ... كَأَنّ سَرَاتَهَا كَرٌّ مَشِيقُ)

(تُنِيفُ بصَلْهَبٍ للخَيْلِ عالٍ ... كأَنَّ عَمُودَه جِذْعٌ سَحُوقُ)

(تراهَا عِنْد قُبَّتِنَا قَصِيراً ... ونَبْذُلُها إِذا باقتَ بَؤُوقُ)
والبَؤُوق: الدّاهيَةُ. ويقالُ للمَحْبُوسةِ من الخَيْل: قَصِيرٌ. وامرأَةٌ قاصِرَةُ الطَّرْفِ: لَا تَمُدُّهُ، أَي طَرْفَها، إِلى غَيْرِ بَعْلِها. وَقَالَ الفَرَّاء فِي قولِه تَعَالَى: وعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْف أَتْرابٌ. قَالَ: حُورٌ قَصرْنَ أَنْفُسَهُنَّ على أَزْوَاجِهنَّ فَلَا يَطْمَحْنَ إِلى غَيْرِهم. وَمِنْه قولُ امرِئ الْقَيْس:
(منَ القَاصِرَاتِ الطَّرْفِ لَوْ دَبَّ مُحَوِلٌ ... مِنَ الذَّرِّ فَوْقَ الإِتْبِ مِنْهَا لأَثَّرَا) وَفِي حَدِيث سُبَيْعَة: نَزَلَتْ سُورَةُ النِّسَاءِ القُصْرَى بَعْدَ الطُّولَى، تُرِيدُ سُورة الطَّلاقِ، والطُّولَى: سُورةُ البَقَرَة، لأَنّ عِدَّةَ الوَفاةِ فِي البَقَرَة أَرْبَعةُ أَشْهُر وعَشْر، وَفِي سُورة الطَّلاقِ وَضْعُ الحَمْلِ، وَهُوَ قولُه عزّ وجلّ: وأُولَتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: أَقْصَرَ الخُطْبَةَ: جاءَ بهَا قَصِيرَةً. وقَصَّرْتُه تَقْصِيراً: صَيَّرْتُه قَصِيراً. وقالُوا: لَا وقائتِ نَفَسِي القَصِير يَعْنُونَ النَّفَسَ لقِصرِ وقْتِه، والقَائِتُ هُنَا: هُوَ الله عَزَّ وجَلَّ، من القَوْتِ. وقَصَّرَ الشَّعَرَ تَقْصِيراً: جَزَّه. وإِنَّهُ لقَصِيرُ العِلْمِ، على المَثَل. والمَقْصُورُ من عَرُوضِ المَدِيدِ والرَّمَل: مَا أُسْقِطَ آخِرُه وأُسْكِنَ، نحوَ فاعِلاتُن حُذِفَتْ نُونُه وأُسْكِنَتْ تاؤُه فبَقِي فاعِلاتْ، فَنُقِلَ إِلى فاعِلانْ، نَحْو قَوْله:
(لَا يَغُرَّنَّ امْرَأً عَيْشُه ... كُلُّ عَيْشٍ صائِرٌ للزَّوالْ)
وقولُه فِي الرَّمْل:
(أَبْلَغ النُّعْمَانَ عَنّي مَأْلُكاً ... أَنَّنِي قَدْ طالَ حَبْسِي وانْتِظَارْ)
والأَحَادِيثُ القِصَارُ: الجامِعَةُ المُفِيدَة. قَالَ ابنُ المُعْتَزّ:
(بَيْنَ أَقْدَاحِهم حَدِيثٌ قَصِيرٌ ... هُوَ سِحْرٌ وَمَا سواهُ كَلامُ)
وقولُه أَيضاً:
(إِذا حَدَّثْتَنِي فَاكْسُ الحَدِيثَ ال ... ذِي حَدَّثْتَنِي ثَوْبَ اخْتِصَارْ) (فَمَا حُثَّ النَّبِيذُ بمِثْلِ صَوْتِ الْ ... أَغانِي والأَحَادِيثِ القِصَارْ)
هَكَذَا أَنْشدَهُ شَيْخُنَا رَحمَه الله تعالَى. قلُت: ومثلُه قولُ ابنِ مُقْبِل:
(نازَعْتُ أَلْبابَها لُبِّى بمُقْتَصِرٍ ... من الأَحادِيثِ حَتَّى زِدْنَني لِينَا)
) أَراد بقَصْرٍ من الأَحادِيثِ. والقُصْرَى، كبُشْرَى: آخِرُ الأَمرِ نَقله الصاغانيّ. والقَصْرُ: كَفُّك نَفْسَك عَن أَمرٍ، وكَفَّكَها عَن أَنْ يَطْمَحَ بهَا غَرْبُ الطَّمَعِ. وَقَالَ المازِنيُّ: لستُ وإِنْ لُمْتَنِي حتّى تُقْصِرَ بِي بمُقْصِرٍ عَمّا أُرِيد والقُصُور: التَّقْصِير، قَالَ حُمَيْد:
(فلئنْ بَلَغْتُ لأَبْلُغَنْ مُتَكَلِّفاً ... وَلَئِن قَصَرْتُ لَكَارِهاً مَا أَقْصُرُ)
والاقْتِصارُ على الشَّيْءِ: الاكْتِفَاءُ بِهِ. واسْتَقْصَرَهُ: عَدَّه مُقْصِّراً، وَكَذَلِكَ إِذَا عَدَّه قَصِيراً، كاسْتَصْغَرَه. وتَقاصَرَتْ نَفْسُه: تَضاءَلتْ. وتَقاصَرَ الظِّلُّ: دَنَا وقَلَص. وظِلٌّ قاصِرٌ، وَهُوَ مَجاز.
والمَقْصَر، كمَقْعَدٍ: اخْتِلاطُ الظَّلامِ عَن أَبِي عُبَيْدٍ، والجمعُ المَقَاصِرُ. وَقَالَ خالِدُ بن جَنَبَة: المَقَاصِرُ: أُصُولُ الشَّجَرِ، الوَاحِدُ مَقْصُورٌ. وأَنشد لاِبْنِ مُقْبِل يَصِفُ ناقَتَه:
(فبَعَثْتُها تَقِصُ المَقَاصِرَ بعدَمَا ... كَرَبَتْ حَيَاةُ النارِ للمُتَنَوِّرِ)
وتَقِصُ: من وَقَصْتُ الشَّيْءَ، إِذا كَسَرْتَه، أَي تَدُقُّ وتَكْسِرُ. ورَضِيَ بمَقْصرٍ من الأَمر، بِفَتْح الصَّاد وَكسرهَا: أَي بدُونِ مَا كانَ يَطْلُبُ. وقَصَرَ سَهْمُه عَن الهَدَفِ قُصُوراً: خَبَا فَلم يَنْتِهِ إِليه.
وقَصَرْتُ لهُ من قَيْدِه أَقْصُرُ قَصْراً: قارَبْتُ. والمَقْصُورَةُ، ناقَةٌ يَشْرَبُ لَبَنَهَا العِيَالُ. قَالَ أَبو ذُؤَيْب:
(قَصَرَ الصَّبُوحَ لَهَا فَشَرَّجَ لَحْمضهَا ... بالنِّيِّ فَهْيَ تَتُوخُ فِيهِ الإِصْبَعُ)
وَيُقَال: قَصَرْتُ الدارَ قَصْراً: إِذا حَصَّنْتَهَا بالحِيطانِ. وقَصَرَ الجارِيَةَ بالحِجَابِ: صانَهَا، وَكَذَلِكَ الفَرَس. وقَصَرَ البَصَرَ: صَرَفَه. وقَصَرَ الرَّجلَ عنِ الأَمْرِ: وَقَفه دونَ مَا أَرادَه. وقَصَر لِجام الدَّابَّةِ: دَقَّه قَالَه ابنُ القَطّاع. وقَصَرْتُ السِّتْرَ: أَرْخَيْتُه. قَالَ حاتِمٌ:
(ومَا تَشْكَيِنِي جارَتِي غَيْرَ أَنَّنِي ... إِذا غابَ عَنْهَا زَوْجُهَا لَا أَزُورُهَا)

(سَيْبلُغُها خَيْرِي ويَرْجعُ بَعْلُهَا ... إِلَيْهَا وَلم تُقْصَرْ عَلَىَّ ستُورُهَا)
هَكَذَا أَنشده الزمخشريّ فِي الأَساس، والمصَنِّف فِي البَصَائِر. والقَصْر: القَهْر والغَلَبَة، لُغَة فِي القَسْرِ، بالسّين، وهمَا يَتبادَلان فِي كثير من الْكَلَام. وَقَالَ الفرّاءُ: امرَأَةٌ مَقْصورَةُ الخَطْوِ، شُبِّهَتْ بالمقَيَّدِ الَّذِي قَصَرَ القَيْدُ خَطْوَه، ويقَال لَهَا: قَصِيرُ الخُطَا، وأَنشد:
(قَصِيرُ الخُطَا مَا تَقْرُبُ الجِيرَةَ القُصَا ... وَلَا الأَنَسَ الأَدْنَيْنَ إِلا تَجَشُّمَا)
وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَال: أَبْلِغ هَذَا الكَلامَ بَنِي فُلانٍ قَصْرَةً، ومَقْصُورَةً: أَي دُونَ النَّاسِ. واقْتَصَرَ عَلَى الأَمْرِ: لَم يُجَاوِزْه. وَعَن ابنِ الأَعْرَابِيّ: كَلاءٌ قاصِرٌ: بَيْنَه وبَيْنَ الماءِ نَبْحَةُ كَلْب.)
والقَصَرُ، مَحَرَّكَةً: القَصَلُ، وَهُوَ أَصْل ُ التِّبْنِ قالهُ أَبو عَمْرو. وَقَالَ اللّحْيَانيّ: يقَال: نُقِّيَتْ من قَصَرِه وقَصَلِه، أَي من قُمَاشِه. والقُصَيْراةُ: مَا يَبْقَى فِي السُّنْبُلِ بَعْدَمَا يُدَاسُ هَكَذَا فِي اللِّسَان.
وقَال أَبو زَيْدٍ: قَصَرَ فلانٌ يَقْصُرُ قَصْراً، إِذا ضَمَّ شَيْئا إِلى أَصْله الأَوّلِ. قَالَ المُصَنّف فِي البَصَائِر: وَمِنْه سُمِّىَ القَصْرُ. وقَصَرَ فلانٌ صَلاَتَهُ يَقْصُرُها قَصْراً فِي السَّفَر، وأَقْصَرَها، وقَصَّرَها، كلُّ ذَلِك جائزٌ، والثانِيَةُ شاذَّة. وقَصَرَ العَشِىُّ يَقْصُرُ قُصُوراً، إِذا أَمْسَيْتَ. قَالَ العجّاج: حَتَّى إِذَا مَا قَصَرَ العِشىُّ. ويُقَال: أَتْيْتُه قَصْراً، أَي عَشِيّاً. وَقَالَ كُثَيّرُ عَزَةَ:
(كأَنَّهُمُ قَصْراً مَصَابِيحُ راهِبٍ ... بمَوْزَنَ رَوَّى بالسَّلِيطِ ذُبَا لَهَا)

(هُمُ أَهْلُ أَلْوَاحِ السَّرِيرِ ويَمْنِه ... قَرَابِينُ أَرْدافاً لَهَا وشِمَالَهَا)
وجاءَ فلانٌ مُقْصِرً: حينَ قَصَرَ العَشِىُّ، أَي كادَ يَدْنُو من اللَّيْل. وقَصْرُ المَجْدِ: مَعْدِنُه. قَالَ عَمْرُو بنُ كُلْثُومٍ: أَباحَ لنا قُصَورَ المَجْدِ دِينَا. وَقَالَ ابنُ بَرّيّ: قَالَ ابنُ حمْزَةَ: أَهْلُ البَصْرة يُسَمُّون المَنْبُوذَ ابنَ قَوْصَرَةَ، بالتَّخْفيف، وُجِدَ فِي قَوْصَرَةٍ أَو فِي غَيْرِهَا. وقَيْصَرَانُ، فِي قَوْل الفَرَزْدَقِ:
(عَلَيْهِنّ رَاحُولاتُ كُلِّ قَطِيفَةٍ ... مِنَ الشَأْمِ أَوْ مِنْ قَيْصَرَانَ عِلاَمُهَا)
ضَرْبٌ من الثِّيَابِ المَوْشِيَّة. وَقيل: أَرادَ من بِلادِ قَيْصَرَ قَالَه الصاغانيّ. وقَصَرْتُ طَرْفِي: لم أَرْفَعْهُ إِلَى مَا لَا يَنْبَغِي. وقَصَّرَ عَن مَنْزِلِه، وقَصَّرَ بِهِ أَمَلُه. قَالَ عَنْتَرَةُ:
(أَمّلْتُ خَيْرَك هَلْ تَأْتِي مَواعِدُهُ ... فاليَوْمُ قَصَّرَ عَنْ تِلْقَائِكَ الأَمَلُ)
وقَصَّرَتْ بِكَ نفْسُك، إِذا طَلَبَ القَلِيلَ والحَظَّ الخَسِيسَ. واقْتَصَرْتُه ثمَّ تَعَقَّلْتُه، أَي قَبَضْتُ بَقَصَرتِه ثمّ رَكِبْتُه ثَانِيًا رِجْلِي أَمامَ الرَّحلِ. وقَصَّرْتُ نَهارِي بِهِ. وعِندَه قُوَيْصِرَّةٌ من تَمْر بالتَّشْدِيد والتَّخْفِيف: تصغيرُ قَوْصَرّة. وَهُوَ قَصيرُ اليَدِ، ولَهُم أَيْدٍ قِصَارٌ: وَهُوَ مَجاز. وأَقْصَرَ المَطَرُ: أَقْلَعَ. قَالَ امْرُؤ القَيْس: سَمَا لَكَ شَوْقٌ بَعْدَما كانَ أَقْصَرَا. ومُنْيَةُ القَصْرِىّ: قَرْيَتَان بمِصْرَ من السَّمَنُّودِيَّة والمُنُوفِيّة. والقُصَيْر، وكَوْمُ قَيْصَر: قَرْيَتان بالشَّرْقِيّة. وفيهَا أَيضاً مُنْيَةُ قَيْصَر. وأَمّا تَلْبَنْت قَيْصَر فَفِي الغَرْبِيّة. وقَصْرانُ، بالفَتْح: مَدِينَة بالسِّنْد. ووَادِي القُصُورِ: فِي دِيَارِ هُذَيْل، قَالَ صَخْرُ الغَيِّ يصف سحاباً:
(فأَصْبَحَ مَا بَيْنَ وَادِي القُصُو ... رِ حَتَّى يَلَمْلَمَ حَوْضاً لَقِيفَا)
وقاصِرِينُ: من قُرَى بالِسَ. وحِصْنُ القَصْرِ: فِي شَرْقِيّ الأَنْدَلُس. وقُصُورُ: بلدةٌ باليَمَن، مِنْهَا)
عبدُ العَزِيزِ بنِ أَحْمَدَ القُصُورِىُّ، لَقِيَه البُرْهَانُ البِقَاعِيُّ فِي إِحْدَى قُرَى الطائفِ، وكَتَبَ عَنهُ شِعْراً. والأُقْصُرَيْنِ مُثَنَّى الأَقْصُر: مدينةٌ من أَعْمَالِ قُوص. وَمِنْهَا الوَلِيُّ المَشْهُورُ أَبُو الحَجّاجِ يُوسُفُ بنُ عبدِ الرَّحِيم بن عَربيٍّ القُرَشِيُّ المَهْدَوِيُّ، نزيلُ الأَقْصُرَيْن ودَفِينُهَا، وحَفِيدُه الشيخُ المُعَمَّرُ شَمْس الدِّين أَبو عَلِي محَمّد بنُ محمّدِ بنِ محمّدِ بنِ يوسفَ، لبِسْنَا من طَرِيقهِ الخِرْقَةَ المَدينيّة. والقَصِير، كأَمِير: لَقَب رَبِيعَةَ بنِ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيّ من أَعْيَان التَّابِعين. ومحمّد بنُ الحَسَنِ بنِ قَصِيرٍ: شَيْخٌ لابْنِ عَدِيّ. وبالتَّصْغِيرِ والتَّثْقِيل: أَبو المَعَالِي محمّد بنُ عليِّ بنِ عبدِ المحْسِنِ الدِّمَشْقِيّ القُصَيِّر، رَوَى عَن سَهْلِ بنِ بِشْرٍ الإِسْفَراينيّ. والقُصَيْر، كزُبَيْرٍ: قريةٌ بلِحْفِ جَبَلِ الطَّيْرِ بالصَّعِيد. والمَقَاصِرَةُ: قَبِيلةٌ باليَمَن. وككَتّانٍ: لقب الإِمامِ المحَدّثِ النَّسَّابَةِ أَبِي عَبْدِ الله محمدِ بنِ القاسِمِ الغَرْنَاطِيّ الشهير بالقَصّار، حَدَّثَ عَن محمّدِ بنِ خَروفٍ التُّوْنُسِيّ، وأَبِي عبدِ الله البُسْتِيّ، والخَطِيبِ أَبي عبد الله بن جَلالٍ التِّلْمْسَانِيّ، ورِضْوَانَ الجِنَوِيِّ، وأَبِي العَبّاسِ النّسولِيّ، والبَدْرِ القَرَافِيّ، ويَحْيَى الحَطّاب، وأَبي القَاسِمِ الفيحمجيّ، وأَبي العَبّاس الركالِيّ، وغيرِهم وعَنْهُ الإِمام أَبو زَيْد الفاسيُّ، وأَبو مُحَمّدِ بن عاشِر الأَنْدَلُسِيُّ، وأَبو العَبّاسِ بنُ القَاضِي، وغَيْرُهم
قصر
القِصَرُ: خلاف الطّول، وهما من الأسماء المتضايفة التي تعتبر بغيرها، وقَصَرْتُ كذا: جعلته قَصِيراً، والتَّقْصِيرُ: اسم للتّضجيع، وقَصَرْتُ كذا: ضممت بعضه إلى بعض، ومنه سمّي الْقَصْرُ، وجمعه: قُصُورٌ. قال تعالى:
وَقَصْرٍ مَشِيدٍ [الحج/ 45] ، وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً [الفرقان/ 10] ، إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ [المرسلات/ 32] ، وقيل: الْقَصْرُ أصول الشّجر، الواحدة قَصْرَةٌ، مثل: جمرة وجمر، وتشبيهها بالقصر كتشبيه ذلك في قوله:
كأنّه جمالات صفر [المرسلات/ 33] ، وقَصَرْتُه جعلته: في قصر، ومنه قوله تعالى:
حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ
[الرحمن/ 72] ، وقَصَرَ الصلاةَ: جعلها قَصِيرَةً بترك بعض أركانها ترخيصا. قال: فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ
[النساء/ 101] وقَصَرْتُ اللّقحة على فرسي: حبست درّها عليه، وقَصَرَ السّهمِ عن الهدف، أي: لم يبلغه، وامرأة قاصِرَةُ الطَّرْفِ: لا تمدّ طرفها إلى ما لا يجوز. قال تعالى: فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ
[الرحمن/ 56] . وقَصَّرَ شعره: جزّ بعضه، قال: مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ
[الفتح/ 27] ، وقَصَّرَ في كذا، أي: توانى، وقَصَّرَ عنه لم: ينله، وأَقْصَرَ عنه: كفّ مع القدرة عليه، واقْتَصَرَ على كذا: اكتفى بالشيء الْقَصِيرِ منه، أي: القليل، وأَقْصَرَتِ الشاة: أسنّت حتى قَصَرَ أطراف أسنانها، وأَقْصَرَتِ المرأة: ولدت أولادا قِصَاراً، والتِّقْصَارُ: قلادة قَصِيرَةٌ، والْقَوْصَرَةُ معروفة .
ق ص ر

قصرته: حبسته. وهو كالنّازع المقصور: الذي قصره قيده. وقصرت نفسي على هذا الأمر إذا لم تطمح إلى غيره. وقصرت طرفي: لم أرفعه إلى ما لا ينبغي، وهنّ قاصرات الطرف: قصرنه على أزواجهن. وقصر السّتر: ارخاه. قال حاتم:

وما تشتكيني جارتي غير أنني ... إذا غاب عنها بعلها لا أزورها

سيبلغها خيري ويرجع بعلها ... إليها ولم تُقصَر عليّ ستورها

وجارية مقصورة، ومقصورة الخطو وقصيرةٌ وقصورة. وفرس قصير: مقرّبة. قال مالك ابن زغبة:

تراها عند قبّتنا قصيرا ... ونبذلها إذا باقت بؤوق

وقصرت هذه اللقحة على عيالي وعلى فرسي ولهم إذا جعل درّها لهم. وقصر من الصلاة قصراً وأقصر وقصّر. وأمر بإقصار الخطب. وأقصر عن الأمر: كفّ عنه وهو يقدر عليه. وقصر عنه قصوراً: عجز عنه ولم ينله. يقال: أقصر عن الصِّبا وأقصر عن الباطل. وهو يسكن مقصورة من مقاصير دار زبيدة وهي الحجرة من حجر دار كبيرة محصّنة بالحطيان. واقتصر على هذا: لا تجاوزه، واقتصرته عليه، وقصرك وقصارك وقصارك أن تفعل كذا. وجئت قصراً ومقصراً: وذلك عند دنو العشي قبيل العصر، وأقبلت مقاصر العشيّ ومقاصر الظلام، وأقصرنا. وجاء فلان مقصراً، كما تقول: موصلاً، وقصر العشيّ: دنا قصراً ومقصراً. وخذ مخاصر الطّرق ومقاصرها وهي ما يختصر منها. وثوب مقصور، وقد قصر قصراً، وقصّر ثوبك. والحلق أفضل من التقصير. وقصّر في حاجته. وقصّر عن منزلته. وقصّر به عمله. قال عنترة:

أمّلت خيرك هل تأتي مواعده ... فاليوم قصّر عن تلقائك الأمل

وقصرت بك نفسك إذا طلب القليل والحظّ الخسيس. واستقصرت فلاناً من التقصير. واستقصرت الثوب من القصر. وضرب قصراه وقصيراه: واهنته وهي أسفل أضلاعه. وهو ابن عمه قصرةً: دنيا. ورضي بمقصر ومقصر: مما كان يحاول بدونه. وذلّت قصرته وقصرهم وهي أصل العنق. وتقلّدت بالتّقصار: بالمخنقة على قدر القصرة. قال عديّ بن زيد:

وأحور العين مربوع له غسن ... مقلد من نظام الدر تقصارا

واقتصرته ثم تعقلته أي قبضت بقصرته ثم ركبته ثانياً رجلي أمام الرّحل. وتقصّرت بفلان. تعللت به. وقصّرت نهاري به. وعنده قوصرةٌ من تمر بالتخفيف والتثقيل، ومنه: تقوصر الرجل إذا تداخل.

ومن المجاز: هو قصير اليد، ولهم أيدٍ قصار. وأقصر المطر: أقلع. وقال امرؤ القيس:

سما لك شوقٌ بعد ما كان أقصرا

وقصر الظل، وظلٌّ قاصرٌ إذا عقل. وقطع قصرة النخلة. وقرأ الحسن: " بشررٍ كالقصر " أي كأعناق النخل.

مَدينَةُ يَثْرِبَ

مَدينَةُ يَثْرِبَ:
قال المنجمون: طول المدينة من جهة المغرب ستون درجة ونصف، وعرضها عشرون درجة، وهي في الإقليم الثاني، وهي مدينة الرسول، صلّى الله عليه وسلّم، نبدأ أولا بصفتها مجملا ثم نفصّل، أما قدرها فهي في مقدار نصف مكة، وهي في حرّة سبخة الأرض ولها نخيل كثيرة ومياه، ونخيلهم وزروعهم تسقى من الآبار عليها العبيد، وللمدينة سور والمسجد في نحو وسطها، وقبر النبي، صلّى الله عليه وسلّم، في شرقي المسجد وهو بيت مرتفع ليس بينه وبين سقف المسجد إلا فرجة وهو مسدود لا باب له وفيه قبر النبي، صلّى الله عليه وسلّم، وقبر أبي بكر وقبر عمر، والمنبر الذي كان يخطب عليه رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، قد غشي بمنبر آخر والروضة أمام المنبر بينه وبين القبر ومصلّى النبي، صلّى الله عليه وسلّم، الذي كان يصلّي فيه الأعياد في غربي المدينة داخل الباب وبقيع الغرقد خارج المدينة من شرقيّها وقباء خارج المدينة على نحو ميلين إلى ما يلي القبلة، وهي شبيهة بالقرية، وأحد جبل في شمال المدينة، وهو أقرب الجبال إليها مقدار فرسخين، وبقربها مزارع فيها نخيل وضياع لأهل المدينة، ووادي العقيق فيما بينها وبين الفرع، والفرع من المدينة على أربعة أيام في جنوبيّها، وبها مسجد جامع، غير أن أكثر هذه الضياع خراب وكذلك حوالي المدينة ضياع كثيرة أكثرها خراب وأعذب مياه تلك الناحية آبار العقيق، ذكر ابن طاهر بإسناده إلى محمد بن إسماعيل البخاري قال: المديني هو الذي أقام بالمدينة ولم يفارقها، والمدني الذي تحول عنها وكان منها، والمشهور عندنا أن النسبة إلى مدينة الرسول مدنيّ مطلقا وإلى غيرها من المدن مدينيّ للفرق لا لعلة أخرى، وربما ردّه بعضهم إلى الأصل فنسب إلى مدينة الرسول أيضا مدينيّ، وقال
الليث: المدينة اسم لمدينة رسول الله خاصة والنسبة للإنسان مدنيّ، فأما العير ونحوه فلا يقال إلا مدينيّ، وعلى هذه الصيغة ينسب أبو الحسن علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي المعروف بابن المديني، كان أصله من المدينة ونزل البصرة وكان من أعلم أهل زمانه بعلل حديث رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، والمقدّم في حفّاظ وقته، روى عن سفيان بن عيينة وحمّاد بن زيد وكتب عن الشافعي كتاب الرسالة وحملها إلى عبد الرحمن بن مهدي وسمع منه ومن جرير بن عبد الحميد وعبد العزيز الدراوردي وغيرهم من الأئمة، روى عنه أحمد بن حنبل ومحمد بن سعيد البخاري وأحمد بن منصور الرّمادي ومحمد بن يحيى الذّهلي وأبو أحمد المرئيّ وغيرهم من الأئمة، وقال البخاري: ما انتفعت عند أحد إلا عند علي بن المديني، وكان مولده سنة 161 بالبصرة، ومات بسامرّا وقيل بالبصرة ليومين بقيا من ذي القعدة سنة 234، ولهذه المدينة تسعة وعشرون اسما، وهي: المدينة، وطيبة، وطابة، والمسكينة، والعذراء، والجابرة، والمحببة، والمحببة، والمحبورة، ويثرب، والناجية، والموفية، وأكّالة البلدان، والمباركة، والمحفوفة، والمسلمة، والمجنة، والقدسية، والعاصمة، والمرزوقة، والشافية، والخيرة، والمحبوبة، والمرحومة، وجابرة، والمختارة، والمحرمة، والقاصمة، وطبابا، وروي في قول النبي، صلى الله عليه وسلم: رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق، قالوا: المدينة ومكة، وكان على المدينة وتهامة في الجاهلية عامل من قبل مرزبان الزارة يجبي خراجها وكانت قريظة والنضير اليهود ملوكا حتى أخرجهم منها الأوس والخزرج من الأنصار، كما ذكرناه في مأرب، وكانت الأنصار قبل تؤدي خراجا إلى اليهود، ولذلك قال بعضهم:
نؤدي الخرج بعد خراج كسرى ... وخرج بني قريظة والنضير
وروى أبو هريرة قال: قال رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم: من صبر على أوار المدينة وحرّها كنت له يوم القيامة شفيعا شهيدا، وقال، صلى الله عليه وسلم، حين توجّه إلى الهجرة: اللهم إنك قد أخرجتني من أحبّ أرضك إليّ فأنزلني أحب أرض إليك، فأنزله المدينة، فلما نزلها قال: اللهم اجعل لنا بها قرارا ورزقا واسعا، وقال، عليه الصلاة والسلام:
من استطاع منكم أن يموت في المدينة فليفعل فإنه من مات بها كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة، وعن عبد الله بن الطّفيل: لما قدم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، المدينة وثب على أصحابه وباء شديد حتى أهمدتهم الحمّى فما كان يصلي مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إلا اليسير فدعا لهم وقال:
اللهم حبّب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة واجعل ما كان بها من وباء بخمّ، وفي خبر آخر: اللهم حبّب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة وأشدّ وصححها وبارك لنا في صاعها ومدّها وانقل حمّاها إلى الجحفة، وقد كان همّ، صلّى الله عليه وسلّم، أن ينتقل إلى الحمى لصحته، وقال: نعم المنزل الحمى لولا كثرة حيّاته، وذكر العرض وناحيته فهمّ به وقال: هو أصح من المدينة، وروي عنه، صلّى الله عليه وسلّم، أنه قال عن بيوت السّقيا: اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك ورسولك دعاك لأهل مكة وإن محمدا عبدك ونبيك ورسولك يدعوك لأهل المدينة بمثل ما دعاك إبراهيم أن تبارك في صاعهم ومدهم وثمارهم، اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة واجعل ما بها من وباء بخمّ، اللهم إني قد
حرّمت ما بين لابتيها كما حرّم إبراهيم خليلك، وحرّم رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، شجر المدينة بريدا في بريد من كل ناحية ورخّص في الهش وفي متاع الناضح ونهى عن الخبط وأن يعضد ويهصر، وكان أول من زرع بالمدينة واتخذ بها النخل وعمّر بها الدور والآطام واتخذ بها الضياع العماليق وهم بنو عملاق بن أرفخشد بن سام بن نوح، عليه السّلام، وقيل في نسبهم غير ذلك مما ذكر في هذا الكتاب، ونزلت اليهود بعدهم الحجاز وكانت العماليق ممن انبسط في البلاد فأخذوا ما بين البحرين وعمان والحجاز كلّه إلى الشام ومصر، فجبابرة الشام وفراعنة مصر منهم، وكان منهم بالبحرين وعمان أمّة يسمون جاسم، وكان ساكنو المدينة منهم بنو هفّ وسعد ابن هفّان وبنو مطرويل، وكان بنجد منهم بنو بديل بن راحل وأهل تيماء ونواحيها، وكان ملك الحجاز الأرقم بن أبي الأرقم، وكان سبب نزول اليهود بالمدينة وأعراضها أن موسى بن عمران، عليه السلام، بعث إلى الكنعانيّين حين أظهره الله تعالى على فرعون فوطئ الشام وأهلك من كان بها منهم ثم بعث بعثا آخر إلى الحجاز إلى العماليق وأمرهم أن لا يستبقوا أحدا ممن بلغ الحلم إلا من دخل في دينه، فقدموا عليهم فقاتلوهم فأظهرهم الله عليهم فقتلوهم وقتلوا ملكهم الأرقم وأسروا ابنا له شابّا جميلا كأحسن من رأى في زمانه فضنّوا به عن القتل وقالوا:
نستحييه حتى نقدم به على موسى فيرى فيه رأيه، فأقبلوا وهو معهم وقبض الله موسى قبل قدومهم فلما قربوا وسمع بنو إسرائيل بذلك تلقوهم وسألوهم عن أخبارهم فأخبروهم بما فتح الله عليهم، قالوا: فما هذا الفتى الذي معكم؟ فأخبروهم بقصته، فقالوا: إن هذه معصية منكم لمخالفتكم أمر نبيكم، والله لا دخلتم علينا بلادنا أبدا، فحالوا بينهم وبين الشام، فقال ذلك الجيش: ما بلد إذ منعتم بلدكم خير لكم من البلد الذي فتحتموه وقتلتم أهله فارجعوا إليه، فعادوا إليها فأقاموا بها فهذا كان أول سكنى اليهود الحجاز والمدينة، ثم لحق بهم بعد ذلك بنو الكاهن بن هارون، عليه السلام، فكانت لهم الأموال والضياع بالسافلة، والسافلة ما كان في أسفل المدينة إلى أحد، وقبر حمزة والعالية ما كان فوق المدينة إلى أحد، وقبر حمزة والعالية ما كان فوق المدينة إلى مسجد قباء وما إلى ذلك إلى مطلع الشمس، فزعمت بنو قريظة أنهم مكثوا كذلك زمانا ثم إن الروم ظهروا على الشام فقتلوا من بني إسرائيل خلقا كثيرا فخرج بنو قريظة والنضير وهدل هاربين من الشام يريدون الحجاز الذي فيه بنو إسرائيل ليسكنوا معهم، فلما فصلوا من الشام وجّه ملك الروم في طلبهم من يردّهم فأعجزوا رسله وفآتوهم وانتهى الروم إلى ثمد بين الشام والحجاز فماتوا عنده عطشا فسمي ذلك الموضع ثمد الروم فهو معروف بذلك إلى اليوم، وذكر بعض علماء الحجاز من اليهود أن سبب نزولهم المدينة أن ملك الروم حين ظهر على بني إسرائيل وملك الشام خطب إلى بني هارون وفي دينهم أن لا يزوّجوا النصارى فخافوه وأنعموا له وسألوه أن يشرّفهم بإتيانه، فأتاهم ففتكوا به وبمن معه ثم هربوا حتى لحقوا بالحجاز وأقاموا بها، وقال آخرون: بل علماؤهم كانوا يجدون في التوراة صفة النبيّ، صلى الله عليه وسلّم، وأنه يهاجر إلى بلد فيه نخل بين حرّتين، فأقبلوا من الشام يطلبون الصفة حرصا منهم على اتباعه، فلما رأوا تيماء وفيها النخل عرفوا صفته وقالوا:
هو البلد الذي نريده، فنزلوا وكانوا أهله حتى أتاهم تبّع فأنزل معهم بني عمرو بن عوف، والله أعلم أيّ ذلك كان، قالوا: فلما كان من سيل العرم ما كان،
كما ذكرناه في مأرب، قال عمرو بن عوف: من كان منكم يريد الراسيات في الوحل، المطعمات في المحل، المدركات بالدّخل، فليلحق بيثرب ذات النخل، وكان الذين اختاروها وسكنوها الأنصار وهم الأوس والخزرج ابنا حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد وأمهم في قول ابن الكلبي قيلة بنت الأرقم بن عمرو ابن جفنة، ويقال: قيلة بنت هالك بن عذرة من قضاعة، وقال غيره: قيلة بنت كاهل بن عذرة بن سعد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة ولذلك سمي بنو قيلة فأقاموا في مكانهم على جهد وضنك من العيش، وكان ملك بني إسرائيل يقال له الفيطوان، وفي كتاب ابن الكلبي: الفطيون، بكسر الفاء والياء بعد الطاء، وكانت اليهود والأوس والخزرج يدينون له، وكانت له فيهم سنّة الّا تزوّج امرأة منهم إلا أدخلت عليه قبل زوجها حتى يكون هو الذي يفتضّها إلى أن زوّجت أخت لمالك بن العجلان بن زيد السالمي الخزرجي، فلما كانت الليلة التي تهدى فيها إلى زوجها خرجت على مجلس قومها كاشفة عن ساقيها وأخوها مالك في المجلس، فقال لها: قد جئت بسوءة بخروجك على قومك وقد كشفت عن ساقيك، قالت: الذي يراد بي الليلة أعظم من ذلك لأنني أدخل على غير زوجي، ثم دخلت إلى منزلها فدخل إليها أخوها وقد أرمضه قولها فقال لها: هل عندك من خير؟ قالت: نعم، فماذا؟ قال: أدخل معك في جملة النساء على الفطيون فإذا خرجن من عندك ودخل عليك ضربته بالسيف حتى يبرد، قالت: افعل، فتزيّا بزيّ النساء وراح معها فلما خرج النساء من عندها دخل الفطيون عليها فشدّ عليه مالك بن العجلان بالسيف وضربه حتى قتله وخرج هاربا حتى قدم الشام فدخل على ملك من ملوك غسّان يقال له أبو جبيلة، وفي بعض الروايات أنه قصد اليمن إلى تبّع الأصغر ابن حسّان فشكا إليه ما كان من الفطيون وما كان يعمل في نسائهم وذكر له أنه قتله وهرب وأنه لا يستطيع الرجوع خوفا من اليهود، فعاهده أبو جبيلة أن لا يقرب امرأة ولا يمسّ طيبا ولا يشرب خمرا حتى يسير إلى المدينة ويذلّ من بها من اليهود، وأقبل سائرا من الشام في جمع كثير مظهرا أنه يريد اليمن حتى قدم المدينة ونزل بذي حرض ثم أرسل إلى الأوس والخزرج أنه على المكر باليهود عازم على قتل رؤسائهم وأنه يخشى متى علموا بذلك أن يتحصّنوا في آطامهم وأمرهم بكتمان ما أسرّه إليهم ثم أرسل إلى وجوه اليهود أن يحضروا طعامه ليحسن إليهم ويصلهم، فأتاه وجوههم وأشرافهم ومع كل واحد منهم خاصّته وحشمه، فلما تكاملوا أدخلهم في خيامه ثم قتلهم عن آخرهم فصارت الأوس والخزرج من يومئذ أعزّ أهل المدينة وقمعوا اليهود وسار ذكرهم وصار لهم الأموال والآطام، فقال الرّمق بن زيد بن غنم بن سالم بن مالك بن سالم ابن عوف بن الخزرج يمدح أبا جبيلة:
لم يقض دينك مل حسا ... ن وقد غنيت وقد غنينا
الراشقات المرشقا ... ت الجازيات بما جزينا
أشباه غزلان الصّرا ... ثم يأتزرن ويرتدينا
الرّيط والديباج وال ... حلي المضاعف والبرينا
وأبو جبيلة خير من ... يمشي وأوفاهم يمينا
وأبرّهم برّا وأع ... لمهم بفضل الصالحينا
أبقت لنا الأيام وال ... حرب المهمّة يعترينا
كبشا له زرّ يف ... لّ متونها الذّكر السّنينا
ومعاقلا شمّا وأس ... يافا يقمن وينحنينا
ومحلّة زوراء تج ... حف بالرجال الظالمينا
ولعنت اليهود مالك بن العجلان في كنائسهم وبيوت عبادتهم، فبلغه ذلك فقال:
تحايا اليهود بتلعانها ... تحايا الحمير بأبوالها
وماذا عليّ بأن يغضبوا ... وتأتي المنايا باذلالها!
وقالت سارة القرظية ترثي من قتل من قومها:
بأهلي رمّة لم تغن شيئا ... بذي حرض تعفّيها الرياح
كهول من قريظة أتلفتهم ... سيوف الخزرجية والرماح
ولو أذنوا بأمرهم لحالت ... هنالك دونهم حرب رداح
ثم انصرف أبو جبيلة راجعا إلى الشام وقد ذلّل الحجاز والمدينة للأوس والخزرج فعندها تفرّقوا في عالية المدينة وسافلتها فكان منهم من جاء إلى القرى العامرة فأقام مع أهلها قاهرا لهم، ومنهم من جاء إلى عفا من الأرض لا ساكن فيه فبنى فيه ونزل ثم اتخذوا بعد ذلك القصور والأموال والآطام، فلما قدم رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، من مكة إلى المدينة مهاجرا أقطع الناس الدور والرباع فخطّ لبني زهرة في ناحية من مؤخر المسجد فكان لعبد الرحمن ابن عوف الحصن المعروف به وجعل لعبد الله وعتبة ابني مسعود الهذليّين الخطّة المشهورة بهم عند المسجد وأقطع الزبير بن العوّام بقيعا واسعا وجعل لطلحة بن عبيد الله موضع دوره ولأبي بكر، رضي الله عنه، موضع داره عند المسجد، وأقطع كل واحد من عثمان بن عفّان وخالد بن الوليد والمقداد وعبيد والطفيل وغيرهم مواضع دورهم، فكان رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، يقطع أصحابه هذه القطائع فما كان في عفا من الأرض فإنه أقطعهم إياه وما كان من الخطط المسكونة العامرة فإن الأنصار وهبوه له فكان يقطع من ذلك ما شاء، وكان أول من وهب له خططه ومنازله حارثة بن النعمان فوهب له ذلك وأقطعه، وأما مسجد النبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، فقال ابن عمر: كان بناء المسجد على عهد رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، وسقفه جريد وعمده خشب النخل فلم يزد فيه أبو بكر شيئا فزاد فيه عمر وبناه على ما كان من بنائه ثم غيّره عثمان وبناه بالحجارة المنقوشة والقصّة وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه ساجا وزاد فيه. وكان لما بناه رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، جعل له بابين شارعين باب عائشة والباب الذي يقال له باب عاتكة وبابا في مؤخر المسجد يقال له باب مليكة وبنى بيوتا إلى جنبه باللبن وسقفها بجذوع النخل، وكان طول المسجد مما يلي القبلة إلى مؤخره مائة ذراع، فلما ولي عمر بن عبد العزيز زاد في القبلة من موضع المقصورة اليوم، وكان بين المنبر وبين الجدار في عهد النبي، صلّى الله عليه وسلّم، قدر ما تمرّ الشاة، وكان طول المسجد في عهد عمر، رضي الله عنه، مائة وأربعين ذراعا وارتفاعه أحد عشر ذراعا، وكان بنى أساسه بالحجارة إلى أن بلغ قامة وجعل له ستة أبواب وحصّنه، وروي أن عمر أول من حصّن المسجد وبناه سنة 17 حين رجع من سرع وجعل طول جداره من خارج ستة عشر ذراعا، وكان أول عمل عثمان إياه في شهر ربيع الأول سنة 29 وفرغ من بنائه في المحرم سنة 30 فكانت مدة عمله عشرة أشهر وقتل عثمان وليس له شرّافات فعملها والمحراب عمر بن عبد العزيز، ولما ولي الوليد بن عبد الملك واستعمل عمر بن عبد العزيز على المدينة أمره بهدم المسجد وبنائه فاستعمل عمر على ذلك صالح بن كيسان وكتب الوليد إلى ملك الروم يطلب منه عمّالا وأعلمه أنه يريد عمارة مسجد النبي، صلى الله عليه وسلم، فبعث إليه أربعين رجلا من الروم وأربعين من القفط ووجّه إليه أربعين ألف مثقال ذهبا وأحمالا من الفسيفساء، فهدم الروم والقفط المسجد وخمّروا النورة للفسيفساء سنة وحملوا القصّة من بطن نخل وعملوا الأساس بالحجارة والجدار والأساطين بالحجارة المطابقة وجعلوا عمد المسجد حجارة حشوها عمد الحديد والرصاص، وجعل عمر المحراب والمقصورة من ساج وكان قبل ذلك من حجارة وجعل طول المسجد مائتي ذراع وعرضه في مقدمه مائتين وفي مؤخره مائة وثمانين وهو سقف دون سقف، قال صالح بن كيسان: ابتدأت بهدم المسجد في صفر سنة 87 وفرغت منه لانسلاخ سنة 89 فكانت مدة عمله ثلاث سنين، وكان طوله يومئذ مائتي ذراع في مثلها فلم يزل كذلك حتى كان المهدي فزاد في مؤخره مائة ذراع وترك عرضه مائتي ذراع على ما بناه عمر بن عبد العزيز، وأما عبد الملك بن شبيب الغساني في سنة 160 فأخذ في عمله وزاد في مؤخره ثم زاد فيه المأمون زيادة كثيرة ووسّعه، وقرئ على موضع زيادة المأمون: أمر عبد الله بعمارة مسجد رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، سنة 202 طلب ثواب الله وطلب كرامة الله وطلب جزاء الله فإن الله عنده ثواب الدنيا والآخرة وكان الله سميعا بصيرا، والمؤذنون في مسجد المدينة من ولد سعد الفرط مولى عمّار بن ياسر، ومن خصائص المدينة أنها طيبة الريح وللعطر فيها فضل رائحة لا توجد في غيرها وتمرها الصّيحاني لا يوجد في بلد من البلدان مثله، ولهم حب اللبان ومنها يحمل إلى سائر البلدان، وجبلها أحد قد فضّله رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، فقال: أحد جبل يحبنا ونحبه وهو على باب من أبواب الجنة، وحرّم رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، شجر المدينة بريدا في بريد من كل ناحية، واستعمل على الحمى بلال بن الحارث المزني فأقام عليه حياة رسول الله وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية وفي أيامه مات، وكان عمر بن عبد العزيز يقول: لأن أوتى برجل يحمل خمرا أحب إليّ من أن أوتى به وقد قطع من الحرم شيئا، وكان عمر بن الخطاب ينهى أن يقطع العضاه فتهلك مواشي الناس وهو يقول لهم عصمة، وأخبار مدينة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كثيرة وقد صنف فيها وفي عقيقها وأعراضها وجبالها كتب ليس من شرطنا ذكرها إلا على ترتيب الحروف وقد فعلنا ذلك، وفيما ذكرناه مما يخصها كفاية، والله يحسن لنا العافية ولا يحرمنا ثواب حسن النية في الإفادة والاستفادة بحق محمد وآله، وأما المسافات فإن من المدينة إلى مكة نحو عشر مراحل، ومن الكوفة إلى المدينة نحو عشرين مرحلة، وطريق البصرة إلى المدينة نحو من ثماني عشرة مرحلة ويلتقي مع طريق الكوفة بقرب
معدن النقرة، ومن الرّقّة إلى المدينة نحو من عشرين مرحلة، ومن البحرين إلى المدينة نحو خمس عشرة مرحلة، ومن دمشق إلى المدينة نحو عشرين مرحلة ومثله من فلسطين إلى المدينة على طريق الساحل، ولأهل مصر وفلسطين إذا جاوزوا مدين طريقان إلى المدينة أحدهما على شغب وبدا وهما قريتان بالبادية كان بنو مروان أقطعوهما الزهريّ المحدّث وبها قبره، حتى ينتهي إلى المدينة على المروة، وطريق يمضي على ساحل البحر حتى يخرج بالجحفة فيجتمع بهما طريق أهل العراق وفلسطين ومصر.

بَغْدَادُ

بَغْدَادُ:
أم الدنيا وسيدة البلاد، قال ابن الأنباري:
أصل بغداد للأعاجم، والعرب تختلف في لفظها إذ لم يكن أصلها من كلامهم ولا اشتقاقها من لغاتهم، قال بعض الأعاجم: تفسيره بستان رجل، فباغ بستان وداد اسم رجل، وبعضهم يقول: بغ اسم للصنم، فذكر أنه أهدي إلى كسرى خصيّ من المشرق فأقطعه إياها، وكان الخصيّ من عباد الأصنام ببلده فقال: بغ داد أي الصنم أعطاني، وقيل: بغ هو البستان وداد أعطى، وكان كسرى قد وهب لهذا الخصي هذا البستان فقال: بغ داد فسميت به، وقال حمزة بن الحسن: بغداد اسم فارسي معرّب عن باغ داذويه، لأن بعض رقعة مدينة المنصور كان باغا لرجل من الفرس اسمه داذويه، وبعضها أثر مدينة دارسة كان بعض ملوك الفرس اختطّها فاعتل فقالوا:
ما الذي يأمر الملك أن تسمى به هذه المدينة؟ فقال:
هلدوه وروز أي خلّوها بسلام، فحكي ذلك للمنصور فقال: سميتها مدينة السلام، وفي بغداد سبع لغات:
بغداد وبغدان، ويأبى أهل البصرة ولا يجيزون بغداذ في آخره الذال المعجمة، وقالوا: لأنه ليس في كلام العرب كلمة فيها دال بعدها ذال، قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق: فقلت لأبي إسحاق إبراهيم بن السري فما تقول في قولهم خرداد؟ فقال: هو فارسي ليس من كلام العرب، قلت أنا: وهذا حجة من قال بغداد فإنه ليس من كلام العرب، وأجاز الكسائي بغداد على الأصل، وحكى أيضا مغداذ ومغداد ومغدان، وحكى الخارزنجي: بغداد بدالين مهملتين، وهي في اللغات كلها تذكّر وتؤنث، وتسمى مدينة السلام أيضا، فأما الزوراء: فمدينة المنصور خاصة، وسميت مدينة السلام لأن دجلة يقال لها وادي السلام، وقال موسى بن عبد الحميد النسائي:
كنت جالسا عند عبد العزيز بن أبي روّاد فأتاه رجل فقال له: من أين أنت؟ فقال له: من بغداد، فقال:
لا تقل بغداد فإن بغ صنم وداد أعطى، ولكن قل مدينة السلام، فإن الله هو السلام والمدن كلها له، وقيل: إن بغداد كانت قبل سوقا يقصدها تجار أهل الصين بتجاراتهم فيربحون الرّبح الواسع، وكان اسم ملك الصين بغ فكانوا إذا انصرفوا إلى بلادهم قالوا:
بغ داد أي إن هذا الربح الذي ربحناه من عطية
الملك، وقيل إنما سميت مدينة السلام لأن السلام هو الله فأرادوا مدينة الله، وأما طولها فذكر بطلميوس في كتاب الملحمة المنسوب إليه أن مدينة بغداد طولها خمس وسبعون درجة وعرضها أربع وثلاثون درجة داخلة في الإقليم الرابع، وقال أبو عون وغيره: إنها في الإقليم الثالث، قال: طالعها السماك الأعزل، بيت حياتها القوس، لها شركة في الكف الخضيب ولها أربعة أجزاء من سرّة الجوزاء تحت عشر درج من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي عاشرها مثلها من الحمل عاقبتها مثلها من الميزان، قلت أنا: ولا شك أن بغداد أحدثت بعد بطليموس بأكثر من ألف سنة ولكني أظنّ أن مفسري كلامه قاسوا وقالوا، وقال صاحب الزيج: طول بغداد سبعون درجة، وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وثلث، وتعديل نهارها ست عشرة درجة وثلثا درجة، وأطول نهارها أربع عشرة ساعة وخمس دقائق، وغاية ارتفاع الشمس بها ثمانون درجة وثلث، وظلّ الظهر بها درجتان، وظل العصر أربع عشرة درجة، وسمت القبلة ثلاث عشرة درجة ونصف، وجهها عن مكة مائة وسبع عشرة درجة، في الوجود ثلاثمائة درجة، هذا كله نقلته من كتب المنجمين ولا أعرفه ولا هو من صناعتي، وقال أحمد ابن حنبل: بغداد من الصّراة إلى باب التبن، وهو مشهد موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر ابن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد ابن الإمام علي ابن أبي طالب، ثم زيد فيها حتى بلغت كلواذى والمخرّم وقطربّل، قال أهل السير: ولما أهلك الله مهران بأرض الحيرة ومن كان معه من العجم استمكن المسلمون من الغارة على السواد وانتقضت مسالح الفرس وتشتت أمرهم واجترأ المسلمون عليهم وشنوا الغارات ما بين سورا وكسكر والصراة والفلاليج والأستانات، قال أهل الحيرة للمثنى: إن بالقرب منا قرية تقوم فيها سوق عظيمة في كل شهر مرة فيأتيها تجار فارس والأهواز وسائر البلاد، يقال لها بغداد، وكذا كانت إذ ذاك، فأخذ المثنى على البرّ حتى أتى الأنبار، فتحصّن فيها أهلها منه، فأرسل إلى سفروخ مرزبانها ليسير إليه فيكلّمه بما يريد وجعل له الأمان، فعبر المرزبان إليه، فخلا به المثنى وقال له: أريد أن أغير على سوق بغداد وأريد أن تبعث معي أدلّاء فيدلّوني الطريق وتعقد لي الجسر لأعبر عليه الفرات، ففعل المرزبان ذلك، وقد كان قطع الجسر قبل ذلك لئلا تعبر العرب عليه، فعبر المثنى مع أصحابه وبعث معه المرزبان الأدلاء، فسار حتى وافى السوق صحوة، فهرب الناس وتركوا أموالهم فأخذ المسلمون من الذهب والفضة وسائر الأمتعة ما قدروا على حمله ثم رجعوا إلى الأنبار، ووافى معسكره غانما موفورا، وذلك في سنة 13 للهجرة، فهذا خبر بغداد قبل أن يمصّرها المنصور، لم يبلغني غير ذلك.

فصل
في بدء عمارة بغداد، كان أول من مصّرها وجعلها مدينة المنصور بالله أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي ابن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ثاني الخلفاء، وانتقل إليها من الهاشمية، وهي مدينة كان قد اختطّها أخوه أبو العباس السّفّاح قرب الكوفة وشرع في عمارتها سنة 145 ونزلها سنة 149، وكان سبب عمارتها أن أهل الكوفة كانوا يفسدون جنده فبلغه ذلك من فعلهم، فانتقل عنهم يرتاد موضعا، وقال ابن عيّاش: بعث المنصور روّادا وهو بالهاشمية يرتادون له موضعا يبني فيه مدينة ويكون الموضع واسطا رافقا بالعامة والجند، فنعت له موضع قريب من
بارمّا، وذكر له غذاؤه وطيب هوائه، فخرج إليه بنفسه حتى نظر إليه وبات فيه، فرأى موضعا طيبا فقال لجماعة، منهم سليمان بن مجالد وأبو أيوب المرزباني وعبد الملك بن حميد الكاتب: ما رأيكم في هذا الموضع؟ قالوا: طيب موافق، فقال: صدقتم ولكن لا مرفق فيه للرعية، وقد مررت في طريقي بموضع تجلب إليه الميرة والامتعة في البرّ والبحر وأنا راجع إليه وبائت فيه، فإن اجتمع لي ما أريد من طيب الليل فهو موافق لما أريده لي وللناس، قال: فأتى موضع بغداد وعبر موضع قصر السلام ثم صلى العصر، وذلك في صيف وحرّ شديد، وكان في ذلك الموضع بيعة فبات أطيب مبيت وأقام يومه فلم ير إلا خيرا فقال: هذا موضع صالح للبناء، فإن المادة تأتيه من الفرات ودجلة وجماعة الأنهار، ولا يحمل الجند والرعية إلا مثله، فخطّ البناء وقدّر المدينة ووضع أول لبنة بيده فقال: بسم الله والحمد لله والأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين، ثم قال: ابنوا على بركة الله، وذكر سليمان بن مختار أن المنصور استشار دهقان بغداد، وكانت قرية في المربّعة المعروفة بأبي العباس الفضل بن سليمان الطوسي، وما زالت داره قائمة على بنائها إلى أن خرب كثير مما يجاورها في البناء، فقال: الذي أراه يا أمير المؤمنين أن تنزل في نفس بغداد، فإنك تصير بين أربعة طساسيج: طسّوجان في الجانب الغربي وطسّوجان في الجانب الشرقي، فاللذان في الغربي قطربل وبادوريا، واللذان في الشرقي نهر بوق وكلواذى، فإن تأخرت عمارة طسوج منها كان الآخر عامرا، وأنت يا أمير المؤمنين على الصّراة ودجلة، تجيئك بالميرة من القرب وفي الفرات من الشام والجزيرة ومصر وتلك البلدان، وتحمل إليك طرائف الهند والسند والصين والبصرة وواسط في دجلة، وتجيئك ميرة أرمينية وأذربيجان وما يتصل بها في تامرّا، وتجيئك ميرة الموصل وديار بكر وربيعة وأنت بين أنهار لا يصل إليك عدوك إلا على جسر أو قنطرة، فإذا قطعت الجسر والقنطرة لم يصل إليك عدوك، وأنت قريب من البرّ والبحر والجبل، فأعجب المنصور هذا القول وشرع في البناء، ووجه المنصور في حشر الصّنّاع والفعلة من الشام والموصل والجبل والكوفة وواسط فأحضروا، وأمر باختيار قوم من أهل الفضل والعدالة والفقه والأمانة والمعرفة بالهندسة، فجمعهم وتقدم إليهم أن يشرفوا على البناء، وكان ممن حضر الحجاج بن أرطاة وأبو حنيفة الإمام، وكان أول العمل في سنة 145، وأمر أن يجعل عرض السور من أسفله خمسين ذراعا ومن أعلاه عشرين ذراعا، وأن يجعل في البناء جرز القصب مكان الخشب، فلما بلغ السور مقدار قامة اتّصل به خروج محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، فقطع البناء حتى فرغ من أمره وأمر أخيه إبراهيم بن عبد الله بن حسن ابن حسن.
وعن علي بن يقطين قال: كنت في عسكر أبي جعفر المنصور حين سار إلى الصراة يلتمس موضعا لبناء مدينة، قال: فنزل الدير الذي على الصراة في العتيقة فما زال على دابته ذاهبا جائيا منفردا عن الناس يفكر، قال: وكان في الدير راهب عالم فقال لي: لم يذهب الملك ويجيء؟ قلت: إنه يريد أن يبني مدينة، قال: فما اسمه؟ قلت: عبد الله بن محمد، قال: أبو من؟ قلت: أبو جعفر، قال:
هل يلقب بشيء؟ قلت: المنصور، قال: ليس هذا الذي يبنيها، قلت: ولم؟ قال: لأنا قد وجدنا في كتاب عندنا نتوارثه قرنا عن قرن أن الذي يبني
هذا المكان رجل يقال له مقلاص، قال: فركبت من وقتي حتى دخلت على المنصور ودنوت منه، فقال لي: ما وراءك؟ قلت: خير ألقيه إلى أمير المؤمنين وأريحه من هذا العناء، فقال: قل، قلت:
أمير المؤمنين يعلم أن هؤلاء معهم علم، وقد أخبرني راهب هذا الدير بكذا وكذا، فلما ذكرت له مقلاص ضحك واستبشر ونزل عن دابته فسجد وأخذ سوطه وأقبل يذرع به، فقلت في نفسي: لحقه اللجاج، ثم دعا المهندسين من وقته وأمرهم بخط الرماد، فقلت له: أظنّك يا أمير المؤمنين أردت معاندة الراهب وتكذيبه، فقال: لا والله ولكني كنت ملقّبا بمقلاص وما ظننت أن أحدا عرف ذلك غيري، وذاك أننا كنا بناحية السراة في زمان بني أمية على الحال التي تعلم، فكنت أنا ومن كان في مقدار سنّي من عمومتي وإخوتي نتداعى ونتعاشر، فبلغت النوبة إليّ يوما من الأيام وما أملك درهما واحدا فلم أزل أفكر وأعمل الحيلة إلى أن أصبت غزلا لداية كانت لهم، فسرقته ثم وجّهت به فبيع لي واشتري لي بثمنه ما احتجت إليه، وجئت إلى الداية وقلت لها:
افعلي كذا واصنعي كذا، قالت: من أين لك ما أرى؟ قلت: اقترضت دراهم من بعض أهلي، ففعلت ما أمرتها به، فلما فرغنا من الأكل وجلسنا للحديث طلبت الداية الغزل فلم تجده فعلمت أني صاحبه، وكان في تلك الناحية لص يقال له مقلاص مشهور بالسرقة، فجاءت إلى باب البيت الذي كنا فيه فدعتني فلم أخرج إليها لعلمي أنها وقفت على ما صنعت، فلما ألحّت وأنا لا أخرج قالت: اخرج يا مقلاص، الناس يتحذّرون من مقلاصهم وأنا مقلاصي معي في البيت، فمزح معي إخوتي وعمومتي بهذا اللقب ساعة ثم لم أسمع به إلا منك الساعة فعلمت أن أمر هذه المدينة يتم على يدي لصحة ما وقفت عليه، ثم وضع أساس المدينة مدوّرا وجعل قصره في وسطها وجعل لها أربعة أبواب وأحكم سورها وفصيلها، فكان القاصد إليها من الشرق يدخل من باب خراسان والقاصد من الحجاز يدخل من باب الكوفة والقاصد من المغرب يدخل من باب الشام والقاصد من فارس والأهواز وواسط والبصرة واليمامة والبحرين يدخل من باب البصرة.
قالوا: فأنفق المنصور على عمارة بغداد ثمانية عشر ألف ألف دينار، وقال الخطيب في رواية: إنه أنفق على مدينته وجامعها وقصر الذهب فيها والأبواب والأسواق إلى أن فرغ من بنائها أربعة آلاف ألف وثمانمائة وثلاثة وثمانين ألف درهم، وذاك أن الأستاذ من الصّنّاع كان يعمل في كل يوم بقيراط إلى خمس حبّات والروزجاري بحبتين إلى ثلاث حبات، وكان الكبش بدرهم والحمل بأربعة دوانيق والتمر ستون رطلا بدرهم، قال الفضل بن دكين: كان ينادى على لحم البقر في جبانة كندة تسعون رطلا بدرهم، ولحم الغنم ستون رطلا بدرهم، والعسل عشرة أرطال بدرهم، قال: وكان بين كل باب من أبواب المدينة والباب الآخر ميل، وفي كل ساف من أسواف البناء مائة ألف لبنة واثنان وستون ألف لبنة من اللبن الجعفري، وعن ابن الشّروي قال: هدمنا من السور الذي يلي باب المحوّل قطعة فوجدنا فيها لبنة مكتوبا عليها بمغرة:
وزنها مائة وسبعة عشر رطلا، فوزناها فوجدناها كذلك.
وكان المنصور كما ذكرنا بنى مدينته مدوّرة وجعل داره وجامعها في وسطها، وبنى القبة الخضراء فوق إيوان، وكان علوّها ثمانين ذراعا، وعلى رأس القبة صنم على صورة فارس في يده رمح، وكان السلطان إذا رأى أن ذلك الصنم قد استقبل بعض الجهات ومدّ
الرمح نحوها علم أن بعض الخوارج يظهر من تلك الجهة، فلا يطول عليه الوقت حتى ترد عليه الأخبار بأن خارجيّا قد هجم من تلك الناحية، قلت أنا:
هكذا ذكر الخطيب وهو من المستحيل والكذب الفاحش، وإنما يحكى مثل هذا عن سحرة مصر وطلسمات بليناس التي أوهم الأغمار صحتها تطاول الأزمان والتخيل أن المتقدّمين ما كانوا بني آدم، فأما الملة الإسلامية فإنها تجلّ عن مثل هذه الخرافات، فإن من المعلوم أن الحيوان الناطق مكلف الصنائع لهذا التمثال لا يعلم شيئا مما ينسب إلى هذا الجماد ولو كان نبيّا مرسلا، وأيضا لو كان كلما توجهت إلى جهة خرج منها خارجيّ لوجب أن لا يزال خارجيّ يخرج في كل وقت لأنها لا بدّ أن تتوجه إلى وجه من الوجوه، والله أعلم، قال: وسقط رأس هذه القبة سنة 329، وكان يوم مطر عظيم ورعد هائل، وكانت هذه القبة تاج البلد وعلم بغداد ومأثرة من مآثر بني العباس، وكان بين بنائها وسقوطها مائة ونيف وثمانون سنة، ونقل المنصور أبوابها من واسط، وهي أبواب الحجّاج، وكان الحجاج أخذها من مدينة بإزاء واسط تعرف بزندورد، يزعمون أنها من بناء سليمان بن داود، عليه السلام، وأقام على باب خراسان بابا جيء به من الشام من عمل الفراعنة وعلى باب الكوفة بابا جيء به من الكوفة من عمل خالد القسري وعمل هو بابا لباب الشام، وهو أضعفها، وكان لا يدخل أحد من عمومة المنصور ولا غيرهم من شيء من الأبواب إلّا راجلا إلا داود بن عليّ عمه، فإنه كان متفرّسا وكان يحمل في محفّة، وكذلك محمد المهدي ابنه، وكانت تكنس الرحاب في كل يوم ويحمل التراب إلى خارج، فقال له عمه عبد الصمد: يا أمير المؤمنين أنا شيخ كبير فلو أذنت لي أن أنزل داخل الأبواب، فلم يأذن له، فقال: يا أمير المؤمنين عدني بعض بغال الرّوايا التي تصل إلى الرّحاب، فقال: يا ربيع بغال الروايا تصل إلى رحابي تتخذ الساعة قنيّ بالساج من باب خراسان حتى تصل إلى قصري، ففعل ومدّ المنصور قناة من نهر دجيل الآخذ من دجلة وقناة من نهر كرخايا الآخذ من الفرات وجرّهما إلى مدينته في عقود وثيقة، من أسفلها محكمة بالصاروج والآجر من أعلاها، فكانت كل قناة منها تدخل المدينة وتنفذ في الشوارع والدروب والأرباض، تجري صيفا وشتاء لا ينقطع ماؤها في شيء من الأوقات، ثم أقطع المنصور أصحابه القطائع فعمّروها وسميت بأسمائهم، وقد ذكرت من ذلك ما بلغني في مواضعه حسب ما قضى به ترتيب الحروف، وقد صنّف في بغداد وسعتها وعظم رفعتها وسعة بقعتها وذكر أبو بكر الخطيب في صدر كتابه من ذلك ما فيه كفاية لطالبه.

فلنذكر الآن ما ورد في مدح بغداد
ومن عجيب ذلك ما ذكره أبو سهل بن نوبخت قال:
أمرني المنصور لما أراد بناء بغداد بأخذ الطالع، ففعلت فإذا الطالع في الشمس وهي في القوس، فخبّرته بما تدلّ النجوم عليه من طول بقائها وكثرة عمارتها وفقر الناس إلى ما فيها ثم قلت: وأخبرك خلّة أخرى أسرك بها يا أمير المؤمنين، قال: وما هي؟ قلت: نجد في أدلة النجوم أنه لا يموت بها خليفة أبدا حتف أنفه، قال: فتبسم وقال الحمد لله على ذلك، هذا من فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، ولذلك يقول عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير بن الخطفى:
أعاينت في طول من الأرض أو عرض، ... كبغداد من دار بها مسكن الخفض
صفا العيش في بغداد واخضرّ عوده، ... وعيش سواها غير خفض ولا غضّ
تطول بها الأعمار، إنّ غذاءها ... مريء، وبعض الأرض أمرأ من بعض
قضى ربّها أن لا يموت خليفة ... بها، إنه ما شاء في خلقه يقضي
تنام بها عين الغريب، ولا ترى ... غريبا بأرض الشام يطمع في الغمض
فإن جزيت بغداد منهم بقرضها، ... فما أسلفت إلّا الجميل من القرض
وإن رميت بالهجر منهم وبالقلى، ... فما أصبحت أهلا لهجر ولا بغض
وكان من أعجب العجب أن المنصور مات وهو حاجّ، والمهدي ابنه خرج إلى نواحي الجبل فمات بما سبذان بموضع يقال له الرّذّ، والهادي ابنه مات بعيساباد قرية أو محلّة بالجانب الشرقي من بغداد، والرشيد مات بطوس، والأمين أخذ في شبارته وقتل بالجانب الشرقي، والمأمون مات بالبذندون من نواحي المصّيصة بالشام، والمعتصم والواثق والمتوكل والمنتصر وباقي الخلفاء ماتوا بسامرّا، ثم انتقل الخلفاء إلى التاج من شرقي بغداد كما ذكرناه في التاج، وتعطّلت مدينة المنصور منهم.
وفي مدح بغداد قال بعض الفضلاء: بغداد جنة الأرض ومدينة السلام وقبة الإسلام ومجمع الرافدين وغرّة البلاد وعين العراق ودار الخلافة ومجمع المحاسن والطيبات ومعدن الظرائف واللطائف، وبها أرباب الغايات في كل فنّ، وآحاد الدهر في كل نوع، وكان أبو إسحاق الزّجّاج يقول: بغداد حاضرة الدنيا وما عداها بادية، وكان أبو الفرج الببغا يقول: هي مدينة السلام بل مدينة الإسلام، فإنّ الدولة النبوية والخلافة الإسلامية بها عشّشتا وفرّختا وضربتا بعروقهما وبسقتا بفروعهما، وإنّ هواءها أغذى من كل هواء وماءها أعذب من كل ماء، وإنّ نسيمها أرقّ من كل نسيم، وهي من الإقليم الاعتدالي بمنزلة المركز من الدائرة، ولم تزل بغداد موطن الأكاسرة في سالف الأزمان ومنزل الخلفاء في دولة الإسلام، وكان ابن العميد إذا طرأ عليه أحد من منتحلي العلوم والآداب وأراد امتحان عقله سأله عن بغداد، فإن فطن بخواصّها وتنبّه على محاسنها وأثنى عليها جعل ذلك مقدّمة فضله وعنوان عقله، ثم سأله عن الجاحظ، فإن وجد أثرا لمطالعة كتبه والاقتباس من نوره والاغتراف من بحره وبعض القيام بمسائله قضى له بأنه غرّة شادخة في أهل العلم والآداب، وإن وجده ذامّا لبغداد غفلا عما يحب أن يكون موسوما به من الانتساب إلى المعارف التي يختص بها الجاحظ لم ينفعه بعد ذلك شيء من المحاسن، ولما رجع الصاحب عن بغداد سأله ابن العميد عنها، فقال: بغداد في البلاد كالأستاذ في العباد، فجعلها مثلا في الغاية في الفضل، وقال ابن زريق الكاتب الكوفي:
سافرت أبغي لبغداد وساكنها ... مثلا، قد اخترت شيئا دونه الياس
هيهات بغداد، والدنيا بأجمعها ... عندي، وسكان بغداد هم الناس
وقال آخر:
بغداد يا دار الملوك ومجتنى ... صوف المنى، يا مستقرّ المنابر
ويا جنّة الدنيا ويا مجتنى الغنى، ... ومنبسط الآمال عند المتاجر
وقال أبو يعلى محمد بن الهبّارية: سمعت الشيخ الزاهد أبا إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزآباذي يقول: من دخل بغداد وهو ذو عقل صحيح وطبع معتدل مات بها أو بحسرتها، وقال عمارة بن عقيل ابن بلال بن جرير:
ما مثل بغداد في الدنيا ولا الدين، ... على تقلّبها في كلّ ما حين
ما بين قطربّل فالكرخ نرجسة ... تندى، ومنبت خيريّ ونسرين
تحيا النفوس بريّاها، إذا نفحت، ... وخرّشت بين أوراق الرّياحين
سقيا لتلك القصور الشاهقات وما ... تخفي من البقر الإنسيّة العين
تستنّ دجلة فيما بينها، فترى ... دهم السّفين تعالى كالبراذين
مناظر ذات أبواب مفتّحة، ... أنيقة بزخاريف وتزيين
فيها القصور التي تهوي، بأجنحة، ... بالزائرين إلى القوم المزورين
من كلّ حرّاقة تعلو فقارتها، ... قصر من الساج عال ذو أساطين
وقدم عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس إلى بغداد فرأى كثرة الناس بها فقال: ما مررت بطريق من طرق هذه المدينة إلّا ظننت أن الناس قد نودي فيهم، ووجد على بعض الأميال بطريق مكة مكتوبا:
أيا بغداد يا أسفي عليك! ... متى يقضى الرجوع لنا إليك؟
قنعنا سالمين بكلّ خير، ... وينعم عيشنا في جانبيك
ووجد على حائط بجزيرة قبرص مكتوبا:
فهل نحو بغداد مزار، فيلتقي ... مشوق ويحظى بالزيارة زائر
إلى الله أشكو، لا إلى الناس، إنه ... على كشف ما ألقى من الهمّ قادر
وكان القاضي أبو محمد عبد الوهّاب بن علي بن نصر المالكي قد نبا به المقام ببغداد فرحل إلى مصر، فخرج البغداديون يودّعونه وجعلوا يتوجعون لفراقه، فقال: والله لو وجدت عندكم في كل يوم مدّا من الباقلّى ما فارقتكم، ثم قال:
سلام على بغداد من كلّ منزل، ... وحقّ لها منّي السلام المضاعف
فو الله ما فارقتها عن قلى لها، ... وإني بشطّي جانبيها لعارف
ولكنها ضاقت عليّ برحبها، ... ولم تكن الأرزاق فيها تساعف
وكانت كخلّ كنت أهوى دنوّه، ... وأخلاقه تنأى به وتخالف
ولما حج الرشيد وبلغ زرود التفت إلى ناحية العراق وقال:
أقول وقد جزنا زرود عشيّة، ... وكادت مطايانا تجوز بنا نجدا
على أهل بغداد السلام، فإنني ... أزيد بسيري عن ديارهم بعدا
وقال ابن مجاهد المقري: رأيت أبا عمرو بن العلاء في النوم فقلت له: ما فعل الله بك؟ فقال: دعني مما فعل الله بي، من أقام ببغداد على السّنّة والجماعة ومات نقل من جنة إلى جنة، وعن يونس بن عبد الأعلى قال: قال لي محمد بن إدريس الشافعي، رضي الله عنه: أيا يونس دخلت بغداد؟ فقلت: لا، فقال: أيا يونس ما رأيت الدنيا ولا الناس، وقال طاهر بن المظفّر بن طاهر الخازن:
سقى الله صوب الغاديات محلّة ... ببغداد، بين الخلد والكرخ والجسر
هي البلدة الحسناء، خصّت لأهلها ... بأشياء لم يجمعن مذ كنّ في مصر
هواء رقيق في اعتدال وصحّة، ... وماء له طعم ألذّ من الخمر
ودجلتها شطّان قد نظما لنا ... بتاج إلى تاج، وقصر إلى قصر
ثراها كمسك، والمياه كفضّة، ... وحصباؤها مثل اليواقيت والدّر
قال أبو بكر الخطيب: أنشدني أبو محمد الباقي قول الشاعر:
دخلنا كارهين لها، فلما ... ألفناها خرجنا مكرهينا
فقال يوشك هذا أن يكون في بغداد، قيل وأنشد لنفسه في المعنى وضمنه البيت:
على بغداد معدن كلّ طيب، ... ومغنى نزهة المتنزّهينا:
سلام كلما جرحت بلحظ ... عيون المشتهين المشتهينا
دخلنا كارهين لها، فلما ... ألفناها خرجنا مكرهينا
وما حبّ الديار بنا، ولكن ... أمرّ العيش فرقة من هوينا
قال محمد بن عليّ بن حبيب الماوردي: كتب إليّ أخي من البصرة وأنا ببغداد:
طيب الهواء ببغداد يشوّقني ... قدما إليها، وإن عاقت معاذير
وكيف صبري عنها، بعد ما جمعت ... طيب الهواءين ممدود ومقصور؟
وقلّد عبيد الله بن عبد الله بن طاهر اليمن، فلما أراد الخروج قال:
أيرحل آلف ويقيم إلف، ... وتحيا لوعة ويموت قصف؟
على بغداد دار اللهو منّي ... سلام ما سجا للعين طرف
وما فارقتها لقلى، ولكن ... تناولني من الحدثان صرف
ألا روح ألا فرج قريب، ... ألا جار من الحدثان كهف
لعلّ زماننا سيعود يوما، ... فيرجع آلف ويسر إلف
فبلغ الوزير هذا الشعر فأعفاه، وقال شاعر يتشوق بغداد:
ولما تجاوزت المدائن سائرا، ... وأيقنت يا بغداد أني على بعد
علمت بأنّ الله بالغ أمره، وأن قضاء الله ينفذ في العبد وقلت، وقلبي فيه ما فيه من جوى، ودمعي جار كالجمان على خدّي: ترى الله يا بغداد يجمع بيننا فألقى الذي خلّفت فيك على العهد؟
وقال محمد بن عليّ بن خلف النيرماني:
فدى لك يا بغداد كل مدينة ... من الأرض، حتى خطّتي ودياريا
فقد طفت في شرق البلاد وغربها، ... وسيّرت خيلي بينها وركابيا
فلم أر فيها مثل بغداد منزلا، ... ولم أر فيها مثل دجلة واديا
ولا مثل أهليها أرقّ شمائلا، ... وأعذب ألفاظا، وأحلى معانيا
وقائلة: لو كان ودّك صادقا ... لبغداد لم ترحل، فقلت جوابيا:
يقيم الرجال الموسرون بأرضهم، ... وترمي النوى بالمقترين المراميا

في ذمّ بغداد
قد ذكره جماعة من أهل الورع والصلاح والزهّاد والعبّاد، ووردت فيها أحاديث خبيثة، وعلّتهم في الكراهية ما عاينوه بها من الفجور والظلم والعسف، وكان الناس وقت كراهيتهم للمقام ببغداد غير ناس زماننا، فأما أهل عصرنا فأجلس خيارهم في الحشّ وأعطهم فلسا فما يبالون بعد تحصيل الحطام أين كان المقام، وقد ذكر الحافظ أبو بكر أحمد بن عليّ من ذلك قدرا كافيا، وكان بعض الصالحين إذا ذكرت عنده بغداد يتمثل:
قل لمن أظهر التنسّك في النا ... س وأمسى يعدّ في الزّهّاد:
الزم الثغر والتواضع فيه، ... ليس بغداد منزل العبّاد
إن بغداد للملوك محلّ، ... ومناخ للقارئ الصياد
ومن شائع الشعر في ذلك:
بغداد أرض لأهل المال طيّبة، ... وللمفاليس دار الضّنك والضيق
أصبحت فيها مضاعا بين أظهرهم، ... كأنني مصحف في بيت زنديق
ويروى للطاهر بن الحسين قال:
زعم الناس أن ليلك يا بغ ... داد ليل يطيب فيه النسيم
ولعمري ما ذاك إلّا لأن خا ... لفها، بالنهار، منك السّموم
وقليل الرّخاء يتّبع الش ... دة، عند الأنام، خطب عظيم
وكتب عبد الله بن المعتز إلى صديق له يمدح سرّ من رأى ويصف خرابها ويذم بغداد: كتبت من بلدة قد أنهض الله سكانها وأقعد حيطانها، فشاهد اليأس فيها ينطق وحبل الرجاء فيها يقصر، فكأن عمرانها يطوى وخرابها ينشر، وقد تمزقت بأهلها الديار، فما يجب فيها حقّ جوار، فحالها تصف للعيون الشكوى، وتشير إلى ذم الدنيا، على أنها وإن جفيت معشوقة السّكنى، وحبيبة المثوى،
كوكبها يقظان، وجوّها عريان، وحصباؤها جوهر، ونسيمها معطّر، وترابها أذفر، ويومها غداة، وليلها سحر، وطعامها هنيء، وشرابها مريء، لا كبلدتكم الوسخة السماء، الومدة الماء والهواء، جوها غبار، وأرضها خبار، وماؤها طين، وترابها سرجين، وحيطانها نزوز، وتشرينها تموز، فكم من شمسها من محترق، وفي ظلّها من عرق، صيقة الديار، وسيئة الجوار، أهلها ذئاب، وكلامهم سباب، وسائلهم محروم، وما لهم مكتوم، ولا يجوز إنفاقه، ولا يحل خناقه، حشوشهم مسايل، وطرقهم مزابل، وحيطانهم أخصاص، وبيوتهم أقفاص، ولكل مكروه أجل، وللبقاع دول، والدهر يسير بالمقيم، ويمزج البؤس بالنعيم، وله من قصيدة:
كيف نومي وقد حللت ببغ ... داد، مقيما في أرضها، لا أريم
ببلاد فيها الركايا، علي ... هن أكاليل من بعوض تحوم
جوها في الشتاء والصيف دخّا ... ن كثيف، وماؤها محموم
ويح دار الملك التي تنفح المس ... ك، إذا ما جرى عليه النسيم
كيف قد أقفرت وحاربها الدّه ... ر، وعين الحياة فيها البوم
نحن كنا سكانها، فانقضى ذا ... لك عنا، وأي شيء يدوم
وقال أيضا:
أطال الهمّ في بغداد ليلي، ... وقد يشقى المسافر أو يفوز
ظللت بها، على رغمي، مقيما ... كعنّين تعانقه عجوز
وقال محمد بن أحمد بن شميعة البغدادي شاعر عصري فيها:
ودّ أهل الزوراء زور، فلا ... تغترر بالوداد من ساكنيها
هي دار السلام حسب، فلا يط ... مع منها، إلّا بما قيل فيها
وكان المعتصم قد سأل أبا العيناء عن بغداد وكان سيّء الرأي فيها، فقال: هي يا أمير المؤمنين كما قال عمارة بن عقيل:
ما أنت يا بغداد إلّا سلح، ... إذا اعتراك مطر أو نفح،
وإن جففت فتراب برح
وكما قال آخر:
هل الله من بغداد، يا صاح، مخرجي، ... فأصبح لا تبدو لعيني قصورها
وميدانها المذري علينا ترابها ... إذا شحجت أبغالها وحميرها
وقال آخر:
أذمّ بغداد والمقام بها، ... من بعد ما خبرة وتجريب
ما عند سكّانها لمختبط ... خير، ولا فرجة لمكروب
يحتاج باغي المقام بينهم ... إلى ثلاث من بعد تثريب:
كنوز قارون أن تكون له، ... وعمر نوح وصبر أيوب
قوم مواعيدهم مزخرفة ... بزخرف القول والأكاذيب
خلّوا سبيل العلى لغيرهم، ... ونافسوا في الفسوق والحوب
وقال بعض الأعراب:
لقد طال في بغداد ليلي، ومن يبت ... ببغداد يصبح ليله غير راقد
بلاد، إذا ولّى النهار، تنافرت ... براغيثها من بين مثنى وواحد
ديازجة شهب البطون، كأنها ... بغال بريد أرسلت في مذاود
وقرأت بخط عبيد الله بن أحمد بن جخجخ قال أبو العالية:
ترحّل فما بغداد دار إقامة، ... ولا عند من يرجى ببغداد طائل
محلّ ملوك سمتهم في أديمهم، ... فكلهم من حلية المجد عاطل
سوى معشر جلّوا، وجلّ قليلهم ... يضاف إلى بذل النّدى، وهو باخل
ولا غروان شلّت يد الجود والندى ... وقلّ سماح من رجال ونائل
إذا غطمط البحر الغطامط ماؤه ... فليس عجيبا أن تفيض الجداول
وقال آخر:
كفى حزنا، والحمد لله أنّني ... ببغداد قد أعيت عليّ مذاهبي
أصاحب قوما لا ألذّ صحابهم، ... وآلف قوما لست فيهم براغب
ولم أثو في بغداد حبّا لأهلها، ... ولا أنّ فيها مستفادا لطالب
سأرحل عنها قاليا لسراتها، ... وأتركها ترك الملول المجانب
فإن ألجأتني الحادثات إليهم ... فأير حمار في حرامّ النوائب
وقال بعضهم يمدح بغداد ويذمّ أهلها:
سقيا لبغداد ورعيا لها، ... ولا سقى صوب الحيا أهلها
يا عجبا من سفل مثلهم، ... كيف أبيحوا جنّة مثلها
وقال آخر:
اخلع ببغداد العذارا، ... ودع التنسّك والوقارا
فلقد بليت بعصبة ... ما إن يرون العار عارا
لا مسلمين ولا يهو ... د ولا مجوس ولا نصارى
وقدم بعض الهجريّين بغداد فاستوبأها وقال:
أرى الريف يدنو كل يوم وليلة، ... وأزداد من نجد وساكنه بعدا
ألا إن بغدادا بلاد بغيضة ... إليّ، وإن أمست معيشتها رغدا
بلاد ترى الأرواح فيها مريضة، ... وتزداد نتنا حين تمطر أو تندى
وقال أعرابيّ مثل ذلك:
ألا يا غراب البين ما لك ثاويا ... ببغداد لا تمضي، وأنت صحيح؟
ألا إنما بغداد دار بليّة، ... هل الله من سجن البلاد مريح؟
وقال أبو يعلى بن الهبّارية أنشدني جدّي أبو الفضل محمد بن محمد لنفسه:
إذا سقى الله أرضا صوب غادية، ... فلا سقى الله غيثا أرض بغداد
أرض بها الحرّ معدوم، كأنّ لها ... قد قيل في مثل: لا حرّ بالوادي
بل كلّ ما شئت من علق وزانية ... ومستحدّ وصفعان وقوّاد
وقال أيضا أبو يعلى بن الهبارية: أنشدني معدان التغلبي لنفسه:
بغداد دار، طيبها آخذ ... نسيمه مني بأنفاسي
تصلح للموسر لا لامرئ ... يبيت في فقر وإفلاس
لو حلّها قارون ربّ الغنى، ... أصبح ذا همّ ووسواس
هي التي توعد، لكنها ... عاجلة للطاعم الكاسي
حور وولدان ومن كلّ ما ... تطلبه فيها، سوى الناس

مزد

مزد

1 مَزَدَ, &c.: see art. مصد.
مزد
الخارزنجي: ما وجدنا العام مزدة: أي برداً.
[م ز د] مَا وَجَدْنا لها العامَ مَزْدَةً، كَمصْدَةٍ، أي بَرْداً أَبْدلَ الزّايَ من الصّادِ.

مزد: ما وجَدْنا لها العامَ مَزْدةً كَمَصْدةٍ أَي لم نَجِدْ لها

بَرْداً، أُبْدِل الزاي من الصاد.

[مزد] نه: فيه "المزادة"، ظرف يحمل فيه الماء كالراوية والقربة والسطيحة، وجمعه المزاود، وميمه زائدة- ومر في زود.
مزد
: (مَا رَأَيْنَا مَزْداً فِي هاذا العامِ) أَهمله الجوهَرِيّ، وَقَالَ اللَّيْثُ: (أَي بَرْداً) ، أَبدل الزايَ من الصادِ، وَعبارَة اللسانِ: مَا وَجَدْنَا لَهَا العَامَ مَزْدَةً، كمَصْدَةٍ، أَي لم نَجِدْ لَهَا بَرْداً. (والمَزْدُ: ضَرْبٌ من النِّكاح) ، لُغَة من المصْد كَمَا سيأْتي.
مزد: مزد: والجمع مزود وامزدة: مدرسة ابتدائية في أفريقية (فوك) مثل مسد التي هي تصحيف مسجد (انظر التفاصيل في الجزء السادس من هذا المعجم المترجم في آخر مادة سود).
مزر مزر وتمزر: انظر مزير في (الكامل 4: 358).
مزر: نوع من أنواع الجعة (البيرة) (انظر وصفها في مملوك 1، 2، 6 الادريسي 1: 15 المقري 1: 693) وكان (فريتاج) على خطأ حين وضع هذه المادة بعد مزر التي تفيد المعنى نفسه الذي لا يعدو أن يكون نطقا سيئا لكلمة mizr. وفي الوقت نفسه نجد كلمة امزار التي وردت في (ألف ليلة) بدت كأنها اسم جمع وهي بالعكس ليست سوى مفرد الكلمة. ساب مزره: أزال ضرورة، فرغ جوفه (بوشر).
مزار: كلمة عامية يقصد بها نوع البيرة التي تدعى ب (مزر) (معجم فليشر 44).
مزار: صانع أو بائع البيرة التي تدعى بمزر (مملوك 1، 2، 6).
مازور والجمع موازير: في نحيط المحيط (هو عود يشد به حبل الدابة إذا استرخى وبعضهم يسميه موزار ويبني منه فعلا يقول موزر الحبل أي شده بالموزار).
موزار: انظر مازور. امزار جمع مزار: بزيادة حرف الألف: نوع بيرة تسمى مزر (معجم فليشر 44).

خبر

بَاب الْخَبَر

أنبأ وَخبر وَتَابَ إِلَى نبأ وهينمة وهنية وَبَلغنِي وأنابني وأتاني وَورد عَليّ واتصل بِي وأثاب إِلَيّ وفجأني وبغتني وطرقني لَيْلًا 
خ ب ر

خبرت الجرل واختبرته خبراً وخبرة، " ووجدت الناس اخبر تقله ". ومالي به خبر أي علم، ومن أين خبرت هذا بالكسر، وأنا به خبير. واستخبرته عن كذا فأخبرني به وخبرني. وخرج يتخبر الأخبار: يتتبعها. وأعطاه خبرته أي نصيبه. " ونهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن المخابرة " وهي المزارعة. ومشوا في الخبار والخبراء وهي أرض رخوة فيها جحرة. وفي مثل " من تجنب الخبار أمن العثار ".

ومن المجاز: تخبر عن مجهوله مرآته.
(خ ب ر) : (نَهَى) عَنْ الْمُخَابَرَةِ وَهِيَ مُزَارَعَةُ الْأَرْضِ عَلَى الثُّلُثِ وَالرُّبُعِ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ وَأَصْلُهَا مِنْ الْخَبَرِ وَهُوَ الْأَكَّارُ لِمُعَالَجَتِهِ الْخَبَارَ وَهُوَ الْأَرْضُ الرَّخْوَةُ وَقِيلَ مِنْ الْخُبْرَةِ النَّصِيبُ (وَعَنْ) شِمْرٍ مِنْ خَيْبَرَ لِأَنَّهَا أَوَّلُ مَا دُفِعَتْ إلَيْهِمْ كَذَلِكَ (وَعَنْ) «ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - كُنَّا لَا نَرَى بِالْخَبْرِ بَأْسًا حَتَّى زَعَمَ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ أَنَّهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - نَهَى عَنْهُ» .
[خبر] فيه: "خبزة" المسافر، بالضم هي التي يجعلها في الرماد الحار يقلبها من يد إلى يد حتى يستوين يعني يجعل الله تعالى الأرض كالرغيف العظيم الذي هو عادة المسافرين ليأكل المؤمن من تحت قدمه حتى يفرغ من الحساب، والمراد من أهل الجنة المؤمنون، ولا يلزم أن يكون أكلهم منه في الجنة، ويحتمل أن يكون ذلك في الجنة. ن: "خبزة" واحدة، بضم خاء الظلمة التي توضع في الملة ويتكفأها بيديه، أي يميلها من يد على يد حتى تجتمع وتستوي، لأنها ليست منبسطة كالرقاقة ونحوها، أي يجعل الأرض كالرغيف العظيم والطلمة ويكون طعاما لأهل الجنة وح: فيدعه "خبزة" مر في يثلغوا.
(خبر) - في حديث أَبِى هريرة، رضي الله عنه: "لا آكُلُ الخَبِيرَ" .
: أي الخُبزَ المأدومَ. والخُبرةُ: الإِدامُ، وقيل: هي الطَّعام من اللَّحم وغيره، وقيل: هي قَصعَة فيها لَحْم وخُبزٌ بين أربعةٍ وخَمْسَة، والجَفْنَة أَكبرُ من ذلك.
ويقال: اخْبُر طَعامَك: أي دَسِّمْه يقال: أَتانَا بخُبْرة بلا خُبْزة، من الخُبْز، أو هِى الأَرضُ السَّهلة.
وروى: "لا آكُلُ الخَمِير" . - في الحديث: "فدفَعْننَا في خَبارٍ ".
الخَبَار: الأَرضُ الَّليِّنة، وأنشد:
* والخَيلُ تَقتَحِمُ الخَبارَ عوابِساً *
خبر
الخُبْرُ: العلم بالأشياء المعلومة من جهة الخَبَر، وخَبَرْتُهُ خُبْراً وخِبْرَة، وأَخْبَرْتُ: أعلمت بما حصل لي من الخبر، وقيل الخِبْرَة المعرفة ببواطن الأمر، والخَبَار والخَبْرَاء: الأرض اللّيِّنة ، وقد يقال ذلك لما فيها من الشّجر، والمخابرة: مزارعة الخبار بشيء معلوم، والخَبِيرُ: الأكّار فيه، والخبر : المزادة العظيمة، وشبّهت بها النّاقة فسمّيت خبرا، وقوله تعالى: وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ [آل عمران/ 153] ، أي: عالم بأخبار أعمالكم، وقيل أي:
عالم ببواطن أموركم، وقيل: خبير بمعنى مخبر، كقوله: فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [المائدة/ 105] ، وقال تعالى: وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ [محمد/ 31] ، قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبارِكُمْ [التوبة/ 94] ، أي: من أحوالكم التي نخبر عنها.
خ ب ر : خَبَرْتُ الشَّيْءَ أَخْبُرُ مِنْ بَابِ قَتَلَ خُبْرًا عَلِمْتُهُ فَأَنَا خَبِيرٌ بِهِ وَاسْمُ مَا يُنْقَلُ وَيُتَحَدَّثُ بِهِ خَبَرٌ وَالْجَمْعُ أَخْبَارٌ وَأَخْبَرَنِي فُلَانٌ بِالشَّيْءِ فَخَبَرْتُهُ وَخَبَرْتُ الْأَرْضَ شَقَقْتُهَا لِلزِّرَاعَةِ فَأَنَا خَبِيرٌ وَمِنْهُ الْمُخَابَرَةُ وَهِيَ الْمُزَارَعَةُ عَلَى بَعْضِ مَا يَخْرُجُ مِنْ الْأَرْضِ وَاخْتَبَرْتُهُ بِمَعْنَى امْتَحَنْتُهُ وَالْخِبْرَةُ بِالْكَسْرِ اسْمٌ مِنْهُ وَخَبْرٌ مِثَالُ فَلْسٍ قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى الْيَمَنِ وَقَرْيَةٌ مِنْ قُرَى شِيرَازَ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهَا خَبْرِيٌّ عَلَى لَفْظِهَا وَخَيْبَرُ بِلَادُ بَنِي عَنَزَةَ عَنْ مَدِينَةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فِي جِهَةِ الشَّأْمِ نَحْوُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ. 

خبر


خَبَرَ(n. ac. خِبْر
خُبْر)
a. Tested, tried; experienced.

خَبِرَ(n. ac. خِبْر
خِبْرَة
خَبَر
مَخْبَرَة
مَخْبُرَة)
خَبُرَ(n. ac. خُبْر
خُبْرَة
خُبُوْر)
a. Was informed, well aware of, knew.

خَبَّرَa. see IV
خَاْبَرَa. Farmed; took on hire (land).
أَخْبَرَ
a. [acc.
or
Bi], Informed of; announced to.
تَخَبَّرَa. Was well acquainted with, was informed of
knew.
b. see X
إِخْتَبَرَa. see V (a)b. Tested, tried.

إِسْتَخْبَرَa. Enquired of, asked.
b. Asked about, wanted to know.

خَبْر
(pl.
خُبُوْر)
a. Leather provision bag.

خِبْر
خِبْرَة
2t
خُبْر
خُبْرَةa. Knowledge, information.
b. Experience.
c. Test, trial, probation.

خَبَر
(pl.
أَخْبَاْر أَخَاْبِيْرُ)
a. News, tidings, intelligence, information.
b. Narrative, tradition; record.
c. Attribute, enunciative.

خَبَرِيَّةa. News.
b. Tale, story.

مَخْبَرa. Real, inward state or quality.
b. Experience.

مَخْبَرَةa. see 17b. see 2
خَاْبِرa. Trying, testing.
b. Experienced; expert.

خَبِيْر
(pl.
خُبَرَآءُ)
a. Wellinformed; knowing; experienced.

أَخْبَاْرa. Annals, records.

مْخَابَرَة
a. Discussion; investigation, inquiry; question at
issue.

خَيْبَرِيّ
a. Artful, sly.

أَخْبَارِيّ
a. Annalist, historian.

خَبَرْبَج
a. Goodly, fine, excellent.

خُبْرُوْع
a. Informer, mischiefmaker; sycophant.
خ ب ر: (الْخَبَرُ) وَاحِدُ الْأَخْبَارِ وَ (أَخْبَرَهُ) بِكَذَا وَ (خَبَّرَهُ) بِمَعْنًى. وَ (الِاسْتِخْبَارُ) السُّؤَالُ عَنِ الْخَبَرِ وَكَذَا (التَّخَبُّرُ) . وَ (الْمَخْبَرُ) بِوَزْنِ الْمَصْدَرِ ضِدُّ الْمَنْظَرِ وَكَذَا (الْمَخْبُرَةُ) بِضَمِّ الْبَاءِ وَهُوَ ضِدُّ الْمَرْآةِ. وَ (خَبَرَ) الْأَمْرَ عَلِمَهُ وَبَابُهُ نَصَرَ وَالِاسْمُ (الْخُبْرُ) بِالضَّمِّ وَهُوَ الْعِلْمُ بِالشَّيْءِ. وَ (الْخَبِيرُ) الْعَالِمُ. وَالْخَبِيرُ الْأَكَّارُ وَمِنْهُ (الْمُخَابَرَةُ) وَهِيَ الْمُزَارِعَةُ بِبَعْضِ مَا يَخْرُجُ مِنَ الْأَرْضِ. وَ (الْخَبِيرُ) النَّبَاتُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «نَسْتَخْلِبُ الْخَبِيرَ أَيْ نَقْطَعُ النَّبَاتَ وَنَأْكُلُهُ» . وَ (خَبَرَهُ) إِذَا بَلَاهُ وَ (اخْتَبَرَهُ) وَبَابُهُ نَصَرَ وَ (خِبْرَةً) أَيْضًا بِالْكَسْرِ. يُقَالُ: صَدَّقَ الْخَبَرُ الْخُبْرَ. وَأَمَّا قَوْلُ أَبِي الدَّرْدَاءِ: وَجَدْتُ النَّاسَ اخْبُرْ تَقْلَهْ. فَيُرِيدُ بِذَلِكَ أَنَّكَ إِذَا خَبَرْتَهُمْ قَلَيْتَهُمْ فَأَخْرَجَ الْكَلَامَ عَلَى لَفْظِ الْأَمْرِ وَمَعْنَاهُ الْخَبَرُ. وَ (خَيْبَرُ) مَوْضِعٌ بِالْحِجَازِ. 
خبر خضر زهو قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَالتَّفْسِير الأول أَجود لِأَن هَذَا لَيْسَ فِيهِ إعراء إِنَّمَا هِيَ نَخْلَة يملكهَا رَبهَا فَكيف تسمى عرية وَمِمَّا يبين ذَلِك قَول شَاعِر الْأَنْصَار يصف النّخل: [الطَّوِيل]

لَيست بِسَنْهَاءَ وَلَا رَجَبِيَّةٍ ... وَلَكِن عرايا فِي السنين الجوائح يَقُول: إِنَّا نعريها النَّاس. وَمِنْه الحَدِيث الآخر أَنه كَانَ يَأْمر الخراص أَن يخففوا [فِي الْخرص -] وَيَقُول: إِن فِي المَال الْعرية وَالْوَصِيَّة. وَحَدِيثه أَنه نهى عَن المخابرة. قَالَ: هِيَ الْمُزَارعَة بِالنِّصْفِ وَالثلث [وَالرّبع -] وَأَقل من ذَلِك [وَأكْثر -] وَهُوَ الْخَبَر أَيْضا الْخَبَر الْفِعْل والخبير الرجل وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة يَقُول: بِهَذَا سمى الأكار خَبِيرا لِأَنَّهُ يخابر الأَرْض وَالْمُخَابَرَة هِيَ المؤاكرة وَلِهَذَا سمى الأكار خَبِيرا لِأَنَّهُ يؤاكر الأَرْض. وَأما حَدِيثه أَنه نهى عَن المخاضرة فَإِنَّهَا نهي عَن أَن يُبَاع الثِّمَار قبل أَن يَبْدُو صَلَاحهَا وَهِي خضر بعد وَيدخل فِي المخاضرة أَيْضا بعض بيع الرطاب والبقول وأشباهها وَلِهَذَا كره من كره بيع الرطاب أَكثر من جزه وَأَخذه. وَهَذَا مثل حَدِيثه أَنه نهى بيع التَّمْر قبل أَن يزهو وزهوه أَن يحمر أَو يصفر.
خبر
الخَبَرُ: ما أتاكَ من نَبَأٍ، أخْبَرْتُه وخَبرْتُه، والجميع الأخْبَار. ورَجُلٌ خَبِرٌ: كريم الخَبرِ. وهو يَتَخَيرُ الأخْبَارَ.
والخَبِيرُ: العالِمُ بالأمر.
والخُبْرَةُ: مَخْبَرَةُ الإِنسان إذا خُبِرَ أي جُرِّبَ.
والخِبْرَةُ: الاخْتِبار. والخابِر: المُخْتَبِرُ المُجَرِّبُ. وخَبِرْتُه أخْبَرُه: أي عَلِمْته.
والخَبَارُ: أرْضٌ رِخْوَةٌ، واحِدُها خَبَارَةٌ.
والخَبَارُ: ما اجْتَمَع من التُراب في أصل الشَجَرَة.
والخَبْرَاءُ: شَجَرٌ في بَطْن رَوْضَةٍ فيها يَنْبُت الخَبْرُ وهو شَجَرُ السِّدْرِ والأراك.
وتُسَمّى الخَبْرَةَ أيضَاً.
والخَبْر: من مَناقِع الماء في رؤوس الجِبال.
والخِبْرُ والمُخَابَرَةُ: أنْ يَزْرَعَ على النِّصْف أو الثُّلُث ونحوه. والأكارُ خَبِيرٌ.
والمخَابَرَةُ: المُؤاكَرَةُ. وناقَةٌ خَبْر: غَزِيرةٌ، وكذلك الخَبْرَاء، تقول: أخْبَرْتُ لِقْحَةَ فلانٍ: أي وَجَدْتَها خَبْرَاءَ.
والخُبْرَةُ: الطعام.
والخَبْرُ: المَزَادةُ، وجَمْعُها خُبُوْز.
والخُبْرَةُ: السًّفْرَةُ.
والخُبُوْرُ: الزّادُ من الطعام.
والخُبْرَةُ: النَّصِيْبُ. والقِسْمَةُ أيضاً.
والخِبْرَةُ: اللَحْمُ يَشْتَرِيه الرجُلُ لأهْلِه، وجَمْعُها خِبَرٌ. واجتمعوا على خِبْرَتِه: أي طعامِه. واخْبُرْ طعامَكَ: أي دَسمْه.
والخَبِيْرَةُ: الشاة تُشْتَرى بَيْنَ جَماعةٍ فَتُذْبَح. والصُّوف الجيِّد من أوَّل الجَزِّ. وتُجْمَع خَبَائرَ. وكذلك الوَبَرُ. والزَّبَدُ.
وجِحَرَةُ الفارِ: مَخابِرُ.
والمَخْبَرَةً: المَخْرُؤة.
والخَيْبَرِيُ: الحَيةُ السَّوْداء.
ويقولون: حُمّى خَيْبَرى فإنَها خَيْسَرى.
[خبر] الخَبْرُ: المزادة العظيمة، والجمع خُبورٌ. وتُشبَّه بها الناقة في غُزْرها فتسمى: خَبْراءَ. والخَبَرُ بالتحريك: واحد الأَخبارِ. وأَخْبَرْتُهُ بكذا وخَبَّرْتُهُ، بمعنىً. والاستِخْبارُ: السؤال عن الخَبَر. وكذلك التَخَبُّرُ. والمَخْبَرُ: خلاف المنظر. وكذلك المَخْبَرَةُ والمَخْبُرَةُ أيضاً بضم الباء، وهو نقيض المَرْآة. والخَبْراءُ: القاع يُنبِت السِدر، والجمع الخَبارى والخبارى، مثل الصحارى والصحارى، والخبراوات. يقال: خَبِرَ الموضعُ بالكسر، فهو خَبِرٌ. وأرض خَبِرَةٌ وخَبْراءُ. والخَبارُ: الأرض الرخوة ذات الجحَرَةِ. ويقال أيضاً: مِن أين خَبَرْتَ هذا الأمر؟ أي من أينَ علمت. والاسم الخُبْرُ بالضم، وهو العلم بالشئ. والخبير: العالم. والخبير: الاكار، ومنه المُخابَرةُ، وهي المزارعة ببعض ما يَخرُج من الأرض. وهو الخِبْرُ أيضاً بالكسر. والخَبيرُ: النبات. وفى الحديث: " نستخلب الخَبيرَ "، أي نقطع النبات ونأكله. والخَبير: الوبَر. قال أبو النَجْم: * حتَّى إذا ما طال من خَبيرِها * وقال أبو عبيد: الخبير زَبَد أفواه الإبل. وقولهم: لأَخْبُرَنَّ خُبْرَكَ، أي لأعلمنَّ علمك. تقول منه: خَبَرْتُهُ أَخْبُرُهُ خُبْراً بالضم، وخِبْرَةً بالكسر، إذا بلوته واختبرتَه. يقال: " صدق الخبر الخبر ". وأما قول أبى الدرداء وجدت الناس اخبر تقلهم " فيريد أنك إذا خبرتهم قليتهم، فأخرج الكلام على لفظ الامر ومعناه الخبر. والخابور: موضع بناحية الشام. وخبير: موضع بالحجاز. يقال: " عليه الدبرى، وحمى خيبرى ". والخبرة بالضم: النصيب تأخذُه من سَمكٍ أو لحم، حكاه أبو عبيد. يقال: تَخَبَّروا خُبْرَةً، إذا اشتَروْا شاة فذبحوها واقتسموا لحمها.
[خبر] فيه: "الخبير" تعالى العالم بما كان ويكون، خبرته إذا عرفته على حقيقته. وفيه: بعث عينا "يتخبر" له جيش قريش، أي يتعرف. وتخبر واستخبر إذا سأل عن الأخبار ليعرفها. وفيه: نهى عن "المخابرة" قيل: هي المزارعة على نصيب معلوم كالثلث والربع، والخبرة النصيب، وقيل: من الخبار: الأرض اللينة، وقيل: أصلها من خيبر لأنها أقرت في يد أهلها على النصف فقيل: خابرهم، أي عاملهم في خيبر. وفيه: فدفعنا في "خبار" من الأرض، أي سهلة لينة. ط: لا يجوز "المخابرة" لأنها ليست في معنى المساقاة، لأن البذر يكون من جانب العامل، والمزارعة اكتراء العامل ببعض ما يخرج، والمخابرة اكتراء العامل الأرض ببعض ما يخرج. وفيه: لو تركنا "المخابرة" أي لكان خيرًا، أو هو للتمني، قوله: نهى عنه، أي عن المخابرة. ن: المخابرة والمزارعة المعاملة على الأرض ببعض الخارج لكن البذر فيه من العامل، وفي المزارعة من مالكها، واختلف في صحتها. وفيه: لا نرى "بالخبر" بأسًا، هو بكسر خاء أشهر من فتحها وهو المخابرة. نه وفيه: ونستخلب "الخبير" هو النبات والعشب، شبه بخبير الإبل: وبرها، واستخلابه احتشاشه بالمخلب وهو المنجل، والخبير يقع على الوبر والزرع والأكار. وفي ح أبي هريرة: حين لا أكل "الخبير" كذا روى أي الخبز المأدوم، والخبرة والخبير افدام، وقيل: هو الطعام من اللحم وغيره. ويقال: أخبر طعامك، أي دسمه، وأتانا بخبزة ولم يأتنا بخبرة. ك: هو بضم معجمة وسكون موحدة وبراء الإدام. ط: "فليخبره"، أي يحبه، لأنه حث على التودد، وليقبل نصيحته، ولم يرد قوله عن أخبر بعيب فيه. وفيه: "لا تخبرنا" فأنا نرد على السباع وهي واردة علينا، فإن أخبرتنا بأسوء الحال فهو عندنا سائغ، فإن ما أخذت هو قسمتها، وما بقي فهو حقنا نتوضأ به ونشربه. غ: "خبرته" علمته وبلوته، و"الخبير" الزبد. ك: أخبر ابن الخطاب، خصه لأنه كان معتنيا بقضية جابر، أو كان حاضرًا في أولها. وفيه: حدثنا كله "بالخبر" كله بالنصب، أي حدثنا سفيان كل الحديث بلفظ الإخبار لا بالعنعنة، وروى: بالخبر كله، فيجر بالبدلية وح: عند جهينة "خبر اليقين" مر في جيم.
الخبر: لفظ مجرد عن العوامل اللفظية مسند إلى ما تقدمه، لفظًا نحو: زيد قائم، أو تقديرًا نحو: أقائم زيد، وقيل: الخبر ما يصح السكوت عليه.

الخبر: هو الكلام المحتمل للصدق والكذب.

خبر كان وأخواتها: هو المسند بعد دخول كان وأخواتها.

خبر إن وأخواتها: هو المسند بعد دخول إن وأخواتها.

خبر لا التي لنفي الجنس: هو المسند بعد دخول "لا" هذه.

خبر "ما" و"لا" المشبهتين بـ "ليس": هو المسند بعد دخولهما.

خبر الواحد: هو الحديث الذي يرويه الواحد أو الاثنان، فصاعدا؛ ما لم يبلغ الشهرة والتواتر.

الخبر المتواتر: هو الذي نقله جماعة عن جماعة، والفرق بين المتواتر والمشهور أن جاحد الخبر المتواتر كافرٌ بالاتفاق، وجاحد الخبر المشهور مختلف فيه، والأصح أنه يكفر، وجاحد خبر الواحد لا يكفر بالاتفاق.

الخبر المتواتر: هو الخبر الثابت على ألسنة قوم لا يتصور تواطؤهم على الكذب.

الخبر على ثلاثة أقسام: خبر متواتر، وخبر مشهور، وخبر واحد. أما الخبر المتواتر؛ فهو كلام يسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة، ومنها جماعة أخرى، إلى أن ينتهي إلى المتمسك، وأما الخبر المشهور؛ فهو كلام يسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم واحد، ويسمعه من الواحد جماعة، ومن تلك الجماعة أيضًا جماعة، إلى أن ينتهي إلى المتمسك، وأما خبر الواحد؛ فهو كلام يسمعه من رسول الله واحد، ويسمعه من ذلك الواحد واحد آخر، ومن الواحد الآخر آخر إلى أن ينتهي إلى المتمسك، والفرق هو أن جاحد الخبر المتواتر يكون كافرًا بالاتفاق، وجاحد الخبر المشهور مختلف فيه، والأصح أنه يكفر، وجاحد خبر الواحد لا يكون كافرًا بالاتفاق.

الخبر نوعان: مرسل، ومسند، فالمرسل منه: ما أرسله الراوي إرسالًا من غير إسناد إلى راوٍ آخر، وهو حجة عندنا كالمسند، خلافًا للشافعي في إرسال سعيد بن المسيب، فقد روى عن أبي بكر مرسلًا. والمسند: ما أسنده الراوي إلى راوٍ آخر إلى أن يصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ثم المسند أنواع: متواتر، ومشهور، وآحاد؛ فالمتواتر منه: ما نقله قوم عن قوم لا يتصور تواطؤهم على الكذب فيه، وهو الخبر المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحكمه يوجب العلم والعمل قطعًا حتى يكفر جاحده، فالمشهور منه هو ما كان من الآحاد في العصر الأول، ثم اشتهر في العصر الثاني حتى رواه جماعة لا يتصور تواطؤهم على الكذب وتلقته العلماء بالقبول، وهو أحد قسمي المتواتر، وحكمه يوجب طمأنينة القلب لا علم يقين حتى يضل جاحده ولا يكفر، وهو الصحيح، وخبر الآحاد: هو ما نقله واحد عن واحد، وهو الذي لم يدخل في حد الاشتهار، وحكمه يوجب العمل دون العلم، ولهذا لا يكون حجة في المسائل الاعتقادية.

خبر الكاذب: ما تقاصر عن التواتر.
خبر: خبر به: أخبر به وعرف به (بوشر).
أخبر فلاناً به: أعلمه به، ففي الترجمة الشخصية لابن خلدون (ص197 ق): اخبرني بالقصيدتين عن الخ.
استخبر عن: سأل عن الخبر. واستخبر من فلان وعن فلان: طلب من فلان وعن فلان: طلب من فلان وعن فلان آن يخبره بالخبر (بوشر) واستخبر فلاناً، واستخبره عنه أو فيه: ساءله عنه.
خُبْر. له خبر في: له علم في (بوشر).
خَبَبر. شئ ما تحت خبر (عامية) شئ تافه لا قيمة له (بوشر).
قامت تبصر خبر الباب: قامت لترى ماذا على الباب (ألف ليلة 1: 67).
وخَبَر: كلام تام غير الإنشائي. والتعبير عن الإرادة أو الرغبة يسمى إنشاء (دي سلان المقدمة 3: 265).
صاحب الخبر أو صاحب الأخبار: اسم كان يطلق على موظف يقيمه السلطان في عواصم الولايات وظيفته أخبار السلطان بكل الأخبار مهما كانت أهميتها وأن يعلمه بالغرباء الذين يصلون إليها وغير ذلك. وكان يقوم بهذه الوظيفة في أغلب الأحيان صاحب البريد. (انظر المؤلفين المذكورين في معجم تاريخ العرب: مملوك 1، 2: 94، 2، 2: 89، الفخري) ففي النويري (إفريقية ص44 و) في كلامه عن تميم بن المعز المتوفى سنة 501هـ: وكان له في البلاد أصحاب أخبار يطالعونه بأخبار الناس لئلا يظلموا.
وكان للإمبراطور فردريك الثاني أصحاب أخبار أيضاً (أماري ص17).
خِبْرَة: تجمع على خير (فوك).
خُبْرَة: أهل خبرة: أهل علم ومعرفة وتجربة (بوشر).
وخُبْرَة (بالأسبانية cober) : نحاس، ففي سجل أموال اليهودي موسى بن يحيى: إن الدائنين استلموا من قيمته نحاس خبره 561 مثقال. وفيه: ومن النحاس الخبرة تسعة قناطير الخ.
خَبَيري: تعبيري، نطقي، بياني (بوشر).
خَبَيريَّة: خبر، نبأ (بوشر). خبار: نوع من السمك (ياقوت 1: 886) غير أن الكلمة مشكوك في صحة كتابتها. لأن في مخطوطة القزويني مذكور: جبال أو حبال.
خبير: لا يقال خبير به فقط. بل يقال أيضاً خبير فيه (بوشر).
خبير: دليل القافلة وقائدها (بروان 1: 295، ما يليها، 370، 2: 2، بركهارت نوبية ص160، 346، دسكاريك ص591، ويرن ص29، 52، دوماس عادات ص337 - 338، كارتردن ص368، دي يونج، فان رودنبرج ص217).
خابور: الصنف الكبير من الخمان (ابن البيطار 1: 393) وفيه: ويسميه قوم الخابور.
خابور خُبْر: قطعة ضخمة من الخبز (بوشر).
أخْبَرُ: اسم تفضيل لخبير، يقال: صاحب الكلام أخبر بالمعنى أي صاحب الكلام أعلم بمعناه (بوشر).
أخْباريّ = صاحب الخبر (أنظر في مادة خَبَر) (معجم المختارات).
الإخباريَّة: فرقة من الإمامية (محيط المحيط).
مُخْبِر: صاحب الخبر (معجم المختارات).
مُخَبِر: بشير، مبشر، نذير (بوشر).
ومُخِّبْر: مخبر، صحافي (بوشر).
مخبور: مختبر، المعروف بالجودة (المقدمة 2: 387) ولا أدري إن كانت هذه الكلمة تعني نفس هذا المعنى فيما جاء في ألف ليلة (يرسل 3: 385) في الحديث عن مهار الخيل.
اختبار: امتحان (الكالا).
واختبار: عذاب، نكال (الكالا).
استخبار: عينة، مسطرة، نموذج (الكالا).

خبر: الخَبِيرُ: من أَسماء الله عز وجل العالم بما كان وما يكون.

وخَبُرْتُ بالأَمر

(* قوله: «وخبرت بالأمر» ككرم. وقوله: وخبرت الأمر من باب

قتل كما في القاموس والمصباح). أَي علمته. وخَبَرْتُ الأَمرَ أَخْبُرُهُ

إِذا عرفته على حقيقته. وقوله تعالى: فاسْأَلْ بهِ خَبِيراً؛ أَي اسأَل عنه

خبيراً يَخْبُرُ.

والخَبَرُ، بالتحريك: واحد الأَخبْار. والخَبَرُ: ما أَتاك من نَبإِ عمن

تَسْتَخْبِرُ. ابن سيده: الخَبَرُ النَّبَأُ، والجمع أَخْبَارٌ،

وأَخابِير جمع الجمع. فأَما قوله تعالى: يومئذٍ تُحَدِّثُ أَخَبْارَها؛ فمعناه

يوم تزلزل تُخْبِرُ بما عُمِلَ عليها. وخَبَّرَه بكذا وأَخْبَرَه:

نَبَّأَهُ. واسْتَخْبَرَه: سأَله عن الخَبَرِ وطلب أَن يُخْبِرَهُ؛ ويقال:

تَخَبَّرْتُ الخَبَرَ واسْتَخْبَرْتُه؛ ومثله تَضَعَّفْتُ الرجل

واسْتَضْعَفْتّه، وتَخَبَّرْتُ الجواب واسْتَخْبَرْتُه. والاسْتِخْبارُ والتَّخَبُّرُ:

السؤال عن الخَبَر. وفي حديث الحديبية: أَنه بعث عَيْناً من خُزَاعَةَ

يَتَخَبَّر له خَبَرَ قريش أَي يَتَعَرَّفُ؛ يقال: تَخَبْرَ الخَبَرَ

واسْتَخْبَر إِذا سأَل عن الأَخبْارِ ليعرفها.

والخابِرُ: المُخْتَبِرُ المُجَرِّبُ ورجل خابر وخَبِير: عالم

بالخَبَرِ. والخَبِيرُ: المُخْبِرُ؛ وقال أَبو حنيفة في وصف شجر: أَخْبَرَني بذلك

الخَبِرُ، فجاء به على مثال فَعِلٍ؛ قال ابن سيده: وهذا لا يكاد يعرف

إِلاَّ أَن يكون على النسب. وأَخْبَرَهُ خُبُورَهُ: أَنْبأَهُ ما عنده.

وحكي اللحياني عن الكسائي: ما يُدْرَى له أَيْنَ خَبَرٌ وما يُدُرَى له

ما خَبَرٌ أَي ما يدرى، وأَين صلة وما صلة. والمَخْبَرُ: خلاف

المَنْظَرِ، وكذلك المَخْبَرَةُ والمَخْبُرَةُ، بضم الباء، وهو نقيض المَرْآةِ

والخِبْرُ والخُبْرُ والخِبْرَةُ والخُبْرَةُ والمَخْبَرَةُ والمَخْبُرَةُ،

كله: العِلْمُ بالشيء؛ تقول: لي به خِبْرٌ، وقد خَبَرَهُ يَخْبُره خُبْراً

وخُبْرَةً وخِبْراً واخْتَبَره وتَخَبَّرهُ؛ يقال: من أَين خَبَرْتَ هذا

الأَمر أَي من أَين علمت؟ وقولهم: لأَخْبُرَنَّ خُبْرَكَ أَي

لأَعْلَمَنَّ عِلْمَك؛ يقال: صَدَّقَ الخَبَرَ الخُبْرُ. وأَما قول أَبي الدرداء:

وجدتُ الناسَ اخْبُرْ نَقْلَه؛ فيريد أَنك إِذا خَبَرْتَهُم قليتهم،

فأَخرج الكلام على لفظ الأَمر، ومعناه الخَبَرُ. والخُبْرُ: مَخْبُرَةُ

الإِنسان. والخِبْرَةُ: الاختبارُ؛ وخَبَرْتُ الرجل أَخْبُرُه خُبْرِاً

وخُبْرَةً. والخِبْيرُ: العالم؛ قال المنذري سمعت ثعلباً يقول في قوله:

كَفَى قَوْماً بِصاحِبِهمْ خَبِيرا

فقال: هذا مقلوب إِنما ينبغي أَن يقول كفى قوماً بصاحبهم خُبْراً؛ وقال

الكسائي: يقول كفى قوم. والخَبِيرُ: الذي يَخْبُرُ الشيء بعلمه؛ وقوله

أَنشده ثعلب:

وشِفَاءُ عِيِّكِ خابِراً أَنْ تَسْأَلي

فسره فقال: معناه ما تجدين في نفسك من العيّ أَن تستخبري. ورجل

مَخْبَرانِيٌّ: ذو مَخْبَرٍ، كما قالوا مَنْظَرانِيّ أَي ذو مَنْظَرٍ. والخَبْرُ

والخِبْرُ: المَزادَةُ العظيمة، والجمع خُبُورٌ، وهي الخَبْرَاءُ أَيضاً؛

عن كراع؛ ويقال: الخِبْرُ، إِلاَّ أَنه بالفتح أَجود؛ وقال أَبو الهيثم:

الخَبْرُ، بالفتح، المزادة، وأَنكر فيه الكسر؛ ومنه قيل: ناقة خَبْرٌ

إِذا كانت غزيرة. والخَبْرُ والخِبْرُ: الناقة الغزيرة اللبن. شبهت

بالمزادة في غُزْرِها، والجمع كالجمع؛ وقد خَبَرَتْ خُبُوراً؛ عن اللحياني.

والخَبْراءُ: المجرَّبة بالغُزْرِ. والخَبِرَةُ: القاع يُنْبِتُ السِّدْرَ،

وجمعه خَبِرٌ، وهي الخَبْراءُ أَيضاً، والجمع خَبْراوَاتٌ وخَبَارٌ؛ قال

سيبويه: وخَبَارٌ كَسَّرُوها تكسير الأَسماء وَسَلَّموها على ذلك وإِن

كانت في الأَصل صفة لأَنها قد جرت مجرى الأَسماء. والخَبْراءُ: مَنْقَعُ

الماء، وخص بعضهم به منقع الماء في أُصول السِّدْرِ، وقيل: الخَبْراءُ القاع

ينبت السدر، والجمع الخَبَارَى والحَبارِي مثل الصحارَى والصحارِي

والخبراوات؛ يقال: خَبِرَ الموضعُ، بالكسر، فهو خَبِرٌ؛ وأَرض خَبِرَةٌ.

والخَبْرُ: شجر السدر والأَراك وما حولهما من العُشْبِ؛ واحدته

خَبْرَةٌ. وخَبْراءُ الخَبِرَةِ: شجرها؛ وقيل: الخَبْرُ مَنْبِتُ السِّدْرِ في

القِيعانِ. والخَبْرَاءُ: قاع مستدير يجتمع فيه الماء، وجمعه خَبَارَى

وخَبَاري. وفي ترجمة نقع: النَّقائهعُ خَبَارَى في بلاد تميم. الليث:

الخَبْراءُ شَجْراءُ في بطن روضة يبقى فيها الماء إِلى القيظ وفيها ينْبت

الخَبْرُ، وهو شجر السدر والأَراك وحواليها عُشْبٌ كثير، وتسمى الخَبِرَةَ،

والجمع الخَبِرُ. وخَبْرُ الخَبِرَةِ: شجرُها قال الشاعر:

فَجادَتْكَ أَنْواءُ الرَّبيعِ، وهَلِّلَتْ

عليكَ رِياضٌ من سَلامٍ ومن خَبْرِ

والخَبْرُ من مواقع الماء: ما خَبِرَ المَسِيلُ في الرؤوس فَتَخُوضُ

فيه. وفي الحديث: فَدَفعنا في خَبَارٍ من الأَرض؛ أَي سهلة لينة. والخَبارُ

من الأَرض: ما لانَ واسْتَرخَى وكانت فيهع جِحَرَةٌ. والخَبارُ:

الجَراثيم وجِحَرَةُ الجُرْذانِ، واحدته خَبارَةٌ. وفي المثل: من تَجَنَّبَ

الخَبَارَ أَمِنَ العِثارَ. والخَبارُ: أَرض رِخْوَةٌ تتعتع فيه الدوابُّ؛

وأَنشد:

تَتَعْتَع في الخَبارِ إِذا عَلاهُ،

ويَعْثُر في الطَّرِيقِ المُسْتَقِيمِ

ابن الأَعرابي: والخَبارُ ما اسْتَرْخَى من الأَرض وتَحَفَّرَ؛ وقال

غيره: وهو ما تَهَوَّرَ وساخَتْ فيه القوائم. وخَبِرَتِ الأَرضُ خَبَراً:

كثر خَبارُها. والخَبْرُ: أَن تزرع على النصف أَو الثلث من هذا، وهي

المُخابَرَةُ، واشتقت من خَيْبَرَ لأَنها أَول ما أُقْطِعَتْ كذلك.

والمُخابَرَةُ: المزارعة ببعض ما يخرج من الأَرض، وهو الخِبْرُ أَيضاً،

بالكسر. وفي الحديث: كنا نُخابر ولا نرى بذلك بأْساً حتى أَخْبَرَ رافعٌ

أَن رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، نهى عنها. وفي الحديث: أَنه نهى عن

المُخابرة؛ قيل: هي المزارعة على نصيب معين كالثلث والربع وغيرهما؛ وقيل:

هو من الخَبارِ، الأَرض اللينة، وقيل: أَصل المُخابرة من خَيْبر، لأَن

النبي، صلى الله عليه وسلم، أَقرها في أَيدي أَهلها على النصف من محصولها؛

فقيل: خابَرَهُمْ أَي عاملهم في خيبر؛ وقال اللحياني: هي المزارعة فعمّ

بها. والمُخَابَرَةُ أَيضاً: المؤاكرة. والخَبِيرُ: الأَكَّارُ؛ قال:

تَجُزُّ رؤُوس الأَوْسِ من كلِّ جانِبٍ،

كَجَزِّ عَقاقِيلِ الكُرومِ خَبِيرُها

رفع خبيرها على تكرير الفعل، أَراد جَزَّه خَبِيرُها أَي أَكَّارُها.

والخَبْرُ الزَّرْعُ.

والخَبِيرُ: النبات. وفي حديث طَهْفَةَ: نَسْتَخْلِبُ الخَبِيرَ أَي

نقطع النبات والعشب ونأْكله؛ شُبّهَ بِخَبِيرَ الإِبل، وهو وبَرُها لأَنه

ينبت كما ينبت الوبر. واستخلابه: احْتِشاشُه بالمِخْلَبِ، وهو المِنْجَلُ.

والخَبِيرُ: يقع على الوبر والزرع والأَكَّار. والخَبِيرُ: الوَبَرُ؛ قال

أَبو النجم يصف حمير وحش:

حتى إذا ما طار من خَبِيرِها

والخَبِيرُ: نُسَالة الشعر، والخَبِيرَةُ: الطائفة منه؛ قال المتنخل

الهذلي:

فآبوا بالرماحِ، وهُنَّ عُوجٌ،

بِهِنَّ خَبائِرُ الشَّعَرِ السِّقَاطُ

والمَخْبُورُ: الطَّيِّب الأَدام. والخَبِيرُ: الزَّبَدُ؛ وقيل: زَبَدُ

أَفواه الإِبل؛ وأَنشد الهذلي:

تَغَذّمْنَ، في جانِبيهِ، الخَبِيـ

ـرَ لَمَّا وَهَى مُزنُهُ واسْتُبِيحَا

تغذمن من يعني الفحول أَي الزَّبَدَ وعَمَيْنَهُ.

والخُبْرُ والخُبْرَةُ: اللحم يشتريه الرجل لأَهله؛ يقال للرجل: ما

اختَبَرْتَ لأَهلك؟ والخُبْرَةُ: الشاة يشتريها القوم بأَثمان مختلفة ثم

يقتسمونها فَيُسْهِمُونَ كل واحد منهم على قدر ما نَقَدَ. وتَخَبَّرُوا

خُبْرَةً: اشْتَرَوْا شَاةً فذبحوها واقتسموها. وشاة خَبِيرَةٌ: مُقْتَسَمَةٌ؛

قال ابن سيده: أُراه على طرح الزائد. والخُبْرَةُ، بالضم: النصيب تأْخذه

من لحم أَو سمك؛ وأَنشد:

باتَ الرَّبِيعِيُّ والخامِيز خُبْرَتُه،

وطاحَ طَيُّ بني عَمْرِو بْنِ يَرْبُوعِ

وفي حديث أَبي هريرة: حين لا آكلُ الخَبِيرَ؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء

في رواية أَي المَأْدُومَ. والخَبير والخُبْرَةُ: الأَدام؛ وقيل: هو

الطعام من اللحم وغيره؛ ويقال: اخْبُرْ طعامك أَي دَسِّمْهُ؛ وأَتانا

بِخُبْزَةٍ ولم يأْتنا بخُبْزَةٍ. وجمل مُخْتَبِرٌ: كثير اللحم. والخُبْرَةُ:

الطعام وما قُدِّم من شيء. وحكي اللحياني أَنه سمع العرب تقول: اجتمعوا

على خُبْرَتِه، يعنون ذلك. والخُبْرَةُ: الثريدة الضخمة. وخَبَرَ الطعامَ

يَخْبُرُه خَبْراً: دَسَّمَهُ. والخابُور: نبت أَو شجر؛ قال:

أَيا شَجَرَ الخابُورِ ما لَكَ مُورِقاً؟

كأَنَّكَ لم تَجْزَعُ على ابنِ طَرِيفِ

والخابُور: نهر أَو واد بالجزيرة؛ وقيل: موضع بناحية الشام. وخَيْبَرُ:

موضع بالحجاز قرية معروفة. ويقال: عليه الدَّبَرَى

(* قوله: «عليه الدبرى

إلخ» كذا بالأَصل وشرح القاموس. وسيأتي في خ س ر يقول: بفيه البرى).

وحُمَّى خَيْبَرى.

خبر

1 خَبُرَ, aor. ـُ (K,) inf. n. خُبُورٌ; (TA;) and ↓ اختبر, and ↓ تخبّر; (K;) He knew; or had, or possessed, knowledge; بِشَىْءٍ [of a thing; generally meaning, with respect to its internal, or real, state]. (K, TA.) A2: خَبَرَهُ, (S, A, Msb,) aor. ـُ (Msb, MS,) inf. n. خَبْرٌ; (Msb, MS; *) and خَبِرَهُ, [aor. ـَ (A,) inf. n. خَبَرٌ; (TA;) and ↓ اختبِرهُ, and ↓ تخبّرهُ; (TA;) He knew it; syn. عَلِمَهُ; (S, A, Msb;) [generally meaning, with respect to its internal, or real, state; like خَبُرَ بِهِ: see خُبْرٌ, its simple subst., as distinguished from its inf. n.] You say, مِنْ أَيْنَ خَبَرْتَ هَذَا الأَمْرَ, (so in a copy of the S,) or خَبِرْتَ, (so in another copy of the S, and so in the A, where it is expressly said to be with kesr,) Whence knewest thou this thing? (S, A. *) b2: And خَبَرَهُ, (S, K,) aor. ـُ (S,) inf. n. خُبْرٌ and خِبْرَةٌ, (S, K,) or the latter is a simple subst.; (Msb;) and ↓ اختبرهُ [which is the more common in this sense]; (S, Msb, K;) He tried, made trial of, made experiment of, tested, proved, assayed, proved by trial or experiment or experience him, or it. (S, Msb, K.) Hence the phrase, (S,) لَأَخْبُرَنَّ خَبَرَكَ, (S, K,) in some good lexicons خُبْرَكَ, (TA, [and so in the CK, but this I think to be a mistake, suggested by the explanation, which is not literal,]) i. q. لَأَعْلَمَنَّ عِلْمَكَ [which properly signifies I will assuredly know thy knowledge, or what thou knowest, but here means, as is shown by the manner in which the phrase that it explains is mentioned in the S, I will assuredly try, prove, or test, thy state, and so know what thou knowest]. (S, K.) [Hence, also,] the saying of Abu-dDardà, وَجَدْتُ النَّاسَ اُخْبُرْ تَقْلِهِمْ, (S,) or تَقْلِهِ, (A, K,) I found the people to be persons of whom it is said thus: [Try, prove, or test, them, or him, and thou wilt hate them, or him:] i. e. there is not one [of them] but his conduct is hated when it is tried, or proved, or tested: (K:) or when thou triest, provest, or testest, them, thou wilt hate them: the imperative form being used, but the meaning being that of an enunciative: (S, A, L, B:) [وَجَدْتُ is a verb of the kind called أَفْعَالُ القُلُوبِ, which govern two objective complements; therefore اُخْبُرْ تَقْلِهِمْ and اُخْبُرْ تَقْلِهِ are for مَقْلِيِّينَ عِنْدَ الخِبْرَةِ and مَقْلِيًّا عند الخبرة.]

A3: خَبَرَ الأَرْضَ, [and, as appears from a passage in the L, ↓ خبّرها, (see خَبْرٌ,)] He furrowed, or ploughed, the land for sowing. (Msb.) A4: خَبَرَ الطَّعَامَ, (K,) aor. ـُ inf. n. خَبْرٌ, (TA,) He made the food greasy; or put grease to it. (K, TA.) A5: خَبِرَ It (a place) was, or became, what is termed خَبْرَآء: (S:) or abounded with سِدْر [or lote-trees]. (TA.) b2: And خَبِرَتِ الأَرْضُ, aor. ـَ (K,) inf. n. خَبَرٌ, (TA,) The land, or ground, abounded with خَبَار [app. meaning soft soil: see 3]. (K.) A6: خبرت, [probably خَبُرَتْ, like غَزُرَتْ &c.,] inf. n. خُبُورٌ, (tropical:) She (a camel) abounded with milk. (Lh, TA. [See خَبْرٌ.]) 2 خَبَّرَ see 4, in two places: A2: and see 1.3 خَاْبَرَ خابرهُ, (TA,) inf. n. مَخَابَرَةٌ, (S, A, Mgh, Msb, K, &c.,) [He made a contract, or bargain, with him to till and sow and cultivate land for a share of its produce:] the inf. n. signifies i. q. مُزَارَعَةٌ [i. e. the making a contract, or bargain, with another to cultivate land for a share of its produce], (AO, Lh, S, A, IAth, Mgh, Msb,) for somewhat of its produce, (S, Msb,) or for a third or a quarter, (AO, Mgh,) or for a determined share, such as a third or a quarter or some other portion, (IAth,) or for half or the like: (so in some copies of the K and in the TA:) or the tilling the ground for half or the like: (so in other copies of the K:) and i. q. مُؤَاكَرَةٌ: (K:) and ↓ خِبْرٌ is syn. with مُخَابَرَةٌ: (S, K:) it is a forbidden practice: (A, Mgh, TA:) it is from خَبِيرٌ signifying “ a tiller, or cultivator, of land: ” (S, Mgh:) or from خَبَرَ “ he furrowed, or ploughed (land) for sowing; ” whence خَبِيرٌ also: (Msb:) or from خَبِرَتِ الأَرْضُ “ the land abounded with خَبَار: ” or from [the fortress of] خَيْبَر, because the Prophet made it to remain in the possession of its inhabitants for half of its revenue; and therefore it was said, خَابَرَهُمْ. (TA.) 4 اخبرهُ, [inf. n. إِخْبَارٌ;] (S, A, Msb, K;) and ↓ خبّرهُ, (S, A, K,) inf. n. تَخْبِيرٌ; (K;) are syn. [as signifying He informed him, told him, or acquainted him]. (S, A, K.) You say, أَخْبَرْتُهُ بِكَذَا, (S, Msb,) [and عَنْ كذا,] and ↓ خَبَّرْتُهُ, (S,) [I informed him, or told him, of such a thing; or acquainted him with such a thing; or made him to know the internal, or real, state of such a thing.] And ↓ اخبرهُ خُبُورَةً, i. e. أَنْبَأَهُ مَا عِنْدَهُ [He informed him, or told him, of what he had, or knew]. (K. [Whether it be meant that اخبر is doubly trans. without a particle, in this instance, like أَعْلَمَ, or whether خبورة be a quasi-inf. n, is not explained.]) One says also, تُخْبِرُ عَنْ مَجْهُولِهِ مَرْآتُهُ (tropical:) [His aspect acquaints one with his unknown state or qualities]. (A.) [And اخبر عَنْهُ He predicated of him, or it.]

A2: أَخْبَرْتُ اللِّقْحَة (tropical:) I found the milch camel to be abounding with milk. (K. [See 1, last sentence.]) 5 تَخَبَّرَ see 1, in two places: b2: and see 10, in four places.

A2: تخبّروا, (K,) or تخبّروا خُبْرَةً, (S,) They bought a sheep or goat, (S, K,) for different sums, (TA,) and slaughtered it, (S, K,) and divided its flesh among themselves, (S, TA,) each of them receiving a share proportioned to the sum that he had paid. (TA.) 8 إِخْتَبَرَ see 1, in three places.

A2: مَا اخْتَبَرْتَ لِأَهْلِكَ What خُبْرَة, or flesh-meat, hast thou bought for thy family? (TA.) 10 استخبرهُ (A, K) and ↓ تخبّرهُ (K) He asked, or sought, or desired, of him information, or news, or tidings: (A, * K:) or he asked him respecting news, or tidings, and desired that he should inform him thereof. (TA.) And استخبر and ↓ تخبّر, (S,) or استخبر الخَبَرَ and ↓ تخبّرهُ, (TA,) He asked, or inquired, after the news, or tidings, (S, TA,) that he might know the same: (TA:) and ↓ تخبّر الأَخْبَارَ He searched after the news, or tidings, diligently, or time after time. (A, TA.) خَبْرٌ: see خُبْرٌ.

A2: Also Trees of the kind called سِدْر [or lote-trees], (Lth, K,) and أَرَاك, with abundant herbage around them; (Lth;) as also ↓ خَبِرٌ: (Lth, K:) [both coll. gen. ns.:] ns. un.

خَبْرَةٌ and خَبِرَةٌ. (TA.) b2: Seed-produce. (K.) b3: A place where water rests, or stagnates, in a mountain: (K:) a place where water has fallen, such as the water-course has furrowed (خَبَّرَ [perhaps a mistranscription for خَبَرَ]) in the summits (رُؤُوس) [of mountains], and through which one wades. (L.) A3: A large [leathern water-bag of the kind called] مَزَادَة [q. v.]; (S, K;) as also ↓ خَبْرَآءُ (Kr, K) and ↓ خِبْرٌ: (K:) but this last is disallowed, in the sense above-explained, by AHeyth; and others say that the first word is better: (TA:) pl. of the first خُبُورٌ. (S, K.) b2: Hence, by way of comparison thereto, (S,) (tropical:) A she-camel abounding with milk; (S, K;) as also ↓ خِبْرٌ, (K,) and ↓ مَخْبُورَةٌ [نَاقَةٌ]. (TA.) خُبْرٌ (S, A, K) and ↓ خِبْرٌ (K) and ↓ خَبْرٌ, an inf. n., (Msb,) and ↓ خَبَرٌ, also an inf. n., (TA,) and ↓ خُبْرَةٌ and ↓ خِبْرَةٌ and ↓ مَخْبَرَةٌ, (K,) Knowledge, syn. عِلْمٌ, (S, A, Msb, K,) بِشَىْءٍ [of a thing]: (A, K:) or, accord. to some, خُبْزٌ signifies knowledge of the secret internal state: and ↓ خِبْزَةٌ and ↓ خُبْزَةٌ signify knowledge of the external and internal state; or, as some say, of secret internal circumstances or properties; but this necessarily involves acquaintance with external things. (TA.) You say, لِى بِهِ خُبْرٌ and ↓ خِبْرَةٌ [&c.] I have knowledge of it. (TA.) And مَا لِى بِهِ خُبْرٌ [&c.] I have not knowledge of it. (A.) b2: See also خِبْرَةٌ.

A2: And see خَبِيرٌ: A3: and خُبْرَةٌ.

خِبْرٌ: see خُبْرٌ: A2: and see also 3: A3: and see خَبْرٌ, in two places.

خَبَرٌ [originally] an inf. n. of خَبِرَهُ: see خُبْرٌ. (TA.) b2: Also Information; a piece of information; a notification; intelligence; an announcement; news; tidings; a piece of news; an account; a narration, or narrative; a story; syn. نَبَأٌ; (T, K;) that comes to one from a person of whom he asks it: (TA:) or خَبَرٌ and نَبَأٌ are not synonymous; for, accord. to Er-Rághib and others, the latter relates to a thing of great importance: and accord. to the leading authorities in lexicology and the science of conventional language, the former signifies properly, and in its common acceptation, what is related from another or others: to which authors on the Arabic language add, that it may be true or false: (MF:) or what is related from another or others, and talked of: (Msb:) pl. أَخْبَارٌ, (S, Msb, K,) and pl. pl. أَخَابِيرُ. (K.) b3: By the relaters of traditions, it is used as syn. with حَدِيثٌ [signifying A tradition; or narrative relating, or describing, a saying or an action &c. of Mohammad]: (TA:) or this latter term is applied to what comes from the Prophet; and خَبَرٌ, to what comes from another than the Prophet; or from him or another; and أَثَرٌ, to what comes from a Companion of the Prophet; but it may also be applied to a saying of the Prophet. (Kull p. 152.) b4: [In grammar, as correlative of مُبْتَدَأٌ, An enunciative: and as correlative of اِسْمٌ, the predicate of the non-attributive verb كَانَ and the like, and of كَادَ &c.] b5: Also A man's state, or case; الأَمْرُ الَّذِى هُوَ عَليْهِ. (Har p. 20.) خَبِرٌ: see خَبِيرٌ, in two places.

A2: See also خَبْرٌ. b2: خَبِرَةٌ, or أَرْضٌ خَبِرَةٌ; and مَوْضِعٌ خَبِرٌ, and خَبِرٌ alone: see خُبْرٌ.

خُبْرَةٌ: see خُبْرٌ, in two places.

A2: Also A portion, or share, (A'Obeyd, S, A, Mgh, K,) which one takes, of flesh-meat or fish. (A'Obeyd, S, K.) b2: A sheep, or goat, which is bought by a number of persons, (S, K,) for different sums, (TA,) and slaughtered, (S, K,) and of which the flesh is then divided by them among themselves, (S,) each of them receiving a share proportioned to the sum that he has paid; (TA; [see 5;]) as also ↓ خَبِيرَةٌ: (K:) and ↓ شَاةٌ خَبِيرَةٌ a sheep, or goat, divided among several persons; thought by ISd to be formed by rejection of the augmentative letter [in its verb تخبّر]. (TA.) b3: What one buys for his family; as also ↓ خُبْرٌ: (K:) accord. to some, (TA,) flesh-meat (K, TA) which one buys for his family. (TA.) b4: Food, (K, TA,) consisting of flesh-meat and other kinds. (TA.) b5: A thing brought forward or offered [for entertainment]. (Lh, K.) So in the saying, اِجْتَمَعُوا عَلَى خُبْرَتِهِ [They congregated over what he had brought forward, or offered, for their entertainment]. (Lh.) b6: A mess of crumbled, or broken, bread, moistened with broth, large, (K, TA,) and greasy. (TA.) b7: A bowl in which are bread and flesh-meat for four or five [persons]. (K.) b8: Food which the traveller carries in his journey, (K,) and provides for himself. (TA.) b9: Seasoning, condiment, or savoury food; as also ↓ خَبِيرٌ: whence the saying, أَتَانَا بِخُبْزَةٍ وَلَمْ يَأْتِنَا بِخُبْرَةٍ [He brought us a cake of bread, but he brought us not any seasoning]. (TA.) b10: Hence, by the Karaj, whose land is adjacent to 'Irák el-'Ajam, applied to A date; and by some of them pronounced خُبْلَةٌ. (TA.) خِبْرَةٌ Trial, proof, or test; (S, Msb, K;) and so ↓ خُبْرٌ, (S, K,) as in the saying, صَدَّقَ الخَبَرَ الخُبْرُ [The trial, proof, or test, verified the information]. (S.) b2: See also خُبْرٌ, in three places.

خَبْرَآءُ, (Lth, S, K,) and أَرْضٌ خَبْرَآءُ, (S,) and ↓ خَبِرَةٌ, (Lth, K, [in the CK خَبْرَة,]) or أَرْضٌ خَبِرَةٌ, (S,) A plain, or level, tract of land, that produces سِدْر [or lote-trees]: (S, K:) or a tract abounding with trees, in the lower part of a meadow, in which water remains until the hot season, and in which grow trees of the kinds called سِدْر and أَرَاك, with abundant herbage around them: (Lth:) the pl. of خَبْرَآءُ is خَبَارَى and خَبَارٍ and خَبْرَاوَاتٌ (S, K) and خِبَارٌ; (K;) and the pl. of خَبِرَةٌ is ↓ خَبِرٌ; (TA;) [or this is neither a pl. nor a quasi-pl. n.: it may be a coll. gen. n.: but it is probably only an epithet, of which خَبِرَةٌ is the fem.; for] one says also ↓ مَوْضِعٌ خَبِرٌ, (S, TA,) meaning a place abounding with سِدْر. (TA.) b2: خَبْرَآءُ also signifies A place where water collects and stagnates: (TA:) or where water collects and stagnates at the roots of trees of the kind called سِدْر: (K, TA:) or a round low tract of level ground in which water collects. (T.) b3: See also خَبَارٌ.

A2: And see خَبْرٌ.

خَبَارٌ Soft land or soil, (IAar, S, A, Mgh, K,) in which are burrows (IAar, S, A) and hollows; (IAar;) as also ↓ خَبْرَآءُ: (A:) or soft land or soil, in which beasts sink and are embarrassed: or crumbling ground, in which the feet of beasts sink. (TA.) It is said in a prov., مَنْ تَجَنَّبَ الخَبَارَ أَمِنَ العِثَارَ [He who avoids soft ground in which the feet sink will be secure from stumbling]. (A, K.) b2: Also Heaps of earth, or dust, collected at the roots of trees. (K, * TA.) b3: and Burrows of جِرْذَان [or large field-rats]: (K:) [a coll. gen. n.:] n. un. with ة. (TA.) الخَبُورُ The lion. (K.) خَبِيرٌ Knowing; having knowledge; (S, A, Msb;) as also ↓ خَبِرٌ: (AHn:) or possessing much knowledge with respect to internal things; like شَهِيدٌ with respect to external things: (L in art. شهد:) or possessing knowledge of matters of information, news, tidings, accounts, narratives, or stories; of what is termed خَبَرٌ; (K;) or of what are termed أَخْبَار; (TA;) as also ↓ خَابِرٌ and ↓ خَبِرٌ, (K,) which last is thought by ISd to be a possessive [as distinguished from a verbal] epithet, (TA,) [or it is from خَبِرَ, a form which ISd may not have known,] and ↓ خُبْرٌ, (K,) which is an intensive epithet: (TA:) also informed; possessing information. (TA.) You say, أَنَا بِهِ خَبِيرٌ I have knowledge of it. (A.) And [hence]

الخَبِيرُ is a name of God, meaning He who knoweth what hath been and what is or will be: (TA:) or He who well knoweth the internal qualities of things. (Sharh Et-Tirmidhee.) b2: Also Possessing knowledge of God, (K, TA,) by being acquainted with his names and his attributes. (TA.) b3: A lawyer; one skilled in the law, or practical religion. (TA.) b4: A head, or chief. (TA.) A2: A tiller, or cultivator, of land. (S, Mgh, Msb, K.) A3: Fur, or soft hair, syn. وَبَرٌ, (S, K,) of camels, and (tropical:) of the wild ass. (TA.) b2: Hair that has fallen: and with ة, a portion thereof. (K.) [See also خَبِيرَةٌ below.] b3: (tropical:) Plants, or herbage; (S, K, TA;) fresh herbage: (K, TA:) likened to the وَبَر of camels, because growing like the latter: and seed-produce. (TA.) It is said in a trad., نَسْتَخْلِبُ الخَبِيرَ (tropical:) We cut (S, TA) with the reaping-hook, (TA,) and eat, the plants, or herbage. (S, TA.) b4: Froth, or foam: (TA:) or the froth, or foam, of the mouths of camels. (S, K, TA.) A4: Seasoned, or made savoury. (TA.) b2: See also خُبْرَةٌ.

خُبُِورَةٌ: see 4.

خَبِيرَةٌ: see خُبَرةٌ, in two places.

A2: Also Good wool, of the first shearing. (K.) [See also خَبِيرٌ.]

A3: An invitation to the عَقِيقَة [q. v.] of a boy. (TA.) خَابِرٌ: see خَبِيرٌ. b2: Also One who tries, proves, or tests, things; having experience. (TA.) خَابُورٌ A certain plant: (K:) or a kind of tree, having a blossom beautiful and bright, yellow, and of good odour, with which gardens are adorned: MF says, I do not think it to be found in the East. (TA.) الخَيبَرَى, (K, TA,) in some copies of the K written الخَيْبَرِىُّ, (TA,) The black serpent. (K.) So in the saying, بَلَاهُ اللّٰهُ بِالخَيْبَرَى [May God afflict him, or it, with the black serpent]: app. because a ruined place becomes the resort of deadly serpents. (TA.) A2: One says also, عَلَيْهِ الدَّبَرَى وَحُمَّى خَيْبَرَى [May perdition befall him, and the fever of Kheyber: الدبرى being app. an inf. n., syn. with الدَّبَار, which is used in a similar phrase (عَلَيْهِ الدَّبَارُ) mentioned in the TA in art. دبر, and خَيْبَر being altered to خَيْبَرَى, as is indicated in the S, in order to assimilate it in form to الدبرى]: (S, TA:) the fever of Kheyber is مُتَنَاذَرَة [i. e. a fever “ against which people warn one another,” because it is generally fatal]. (TA.) [See also خَاسِرٌ.]

أَخْبَارِىٌّ A historian: a rel. n. formed from the pl., like أَنْصَارِىٌّ and أَنْمَاطِىٌّ. (TA.) مَخْبَرٌ (S) and ↓ مَخْبَرَةٌ (S, K) and ↓ مُخْبَرَةٌ (S, M) The internal state; an internal, or intrinsic, quality; the intrinsic, or real, as opposed to the apparent, state, or to the aspect, of a thing; [whether pleasing or displeasing; but when used absolutely, meaning the former;] opposite of مَرْآةٌ (S, K) and of مَنْظَرٌ [q. v.]. (S.) See also مَخْبَرَانِىٌّ.

مَخْبَرَةٌ: see خُبْرٌ: A2: and see مَخْبَرٌ.

A3: Also [A privy;] a place where excrement, or ordure, is voided. (K.) مَخْبُرَةٌ: see مَخْبَرٌ.

رَجُلٌ مَخْبَرَانِىٌّ A man of goodly internal, or intrinsic, qualities; syn. ↓ ذُو مَخْبَرٍ; like مَنْظَرَانِىٌّ as meaning ذُو مَنْظَرٍ. (TA.) مَخْبُورٌ Well seasoned; (K;) having much grease. (TA.) A2: نَاقَةٌ مَخْبُورَةٌ: see خَبْرٌ, last sentence.

مُخْتَبَرٌ (assumed tropical:) A camel having much flesh. (TA.)
خبر
خبَرَ يَخبُر، خُبْرًا وخِبْرَةً، فهو خابِر وخبير، والمفعول مَخْبور
• خبَر الحياةَ: علِمها وعرَف حقيقتَها عن تجربة "لقد خَبَرْتك وعرفت صدقَ طويّتك- {كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا} " ° مِنْ أين خَبَرْت هذا الأمر؟: أي من أين عرفت حقيقتَه؟.
• خبَرَ الرَّجُلَ: اختبره، امتحنه ليعرفَ حقيقتَه. 

خبُرَ/ خبُرَ بـ يخبُر، خُبْرًا وخِبْرَةً، فهو خبير، والمفعول مَخْبُور به
• خبُر الشَّخصُ: صار خبيرًا.
• خبُر بالأمرِ: عرفه معرفة جيِّدة "صاحب الكلام أخبر بمعناه- {وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا} ". 

خبِرَ يَخبِر، خَبَرًا، فهو خابر، والمفعول مَخْبور
• خبِر الشَّيءَ والشَّخصَ: علمه وعرفه على حقيقته. 

أخبرَ يُخبر، إخبارًا، فهو مُخبِر، والمفعول مُخبَر
• أخبره وقائع المؤتمر/ أخبره بوقائع المؤتمر/ أخبره عن وقائع المؤتمر: أعلمه وأنبأه بها "أخبر شخصًا بالتفاصيل- أخبرني عن جليّة الأمر: حقيقته". 

اختبرَ يختبر، اختبارًا، فهو مختبِر، والمفعول مختبَر
• اختبر الدَّواءَ: جرَّبه، أخضعه للاختبار، فحصه ليعرف حقيقتَه "اختبر السِّلاحَ".
• اختبر الشَّخصَ: امتحنه "اختبره في القراءة/ الكتابة/ القيادة/ المعلومات العامّة- عقد المدرس اختبارًا مفاجئًا لطلابه".
• اختبر اللهُ النَّاسَ: ابتلاهم امتحانًا لقوّة إيمانهم، وهو أعلم بها. 

استخبرَ يستخبر، استخبارًا، فهو مستخبِر، والمفعول مستخبَر
• استخبره عن الأمر: طلب منه أن يخبره حقيقتَه، سأله عنه والتمس معرفتَه "استخبره عن صحّة/ أحوال أبيه- استخبره عمّا يجري في فلسطين". 

تخابرَ يتخابر، تخابُرًا، فهو متخابِر
• تخابر مع صديقه: تبادل معه الأخبارَ "تخابر الشخصان هاتفيًّا- قُبض عليه بتهمة التخابر مع دولة أجنبيّة: بتهمة إمدادها بمعلومات عن بلده". 

تخبَّرَ يتخبَّر، تخبُّرًا، فهو متخبِّر، والمفعول متخبَّر
• تخبَّر الأمرَ: تعرَّفه على حقيقته. 

خابرَ يخابر، مُخابَرَةً، فهو مخابِر، والمفعول مخابَر
• خابر صديقَه:
1 - باحثه، بادله الأخبار "خابره في الأمر فوجد لديه كلّ تفهُّم".
2 - كالمه، اتّصل به هاتفيًّا "أرجو أن تخابرني حال نجاحك".
• خابر المالكُ الفلاَّحَ: (قن) سلّمه أرضَه لاستثمارها على نصيب معيّن كالثلث والربع وغيرهما، شاركه في زراعة أرض على نصيب معيَّن. 

خبَّرَ يخبِّر، تخبيرًا، فهو مخبِّر، والمفعول مخبَّر
• خبَّره الأمرَ/ خبَّره بالأمر/ خبَّره عن الأمر: أخبره به، أعلمه إيّاه وأبلغه به، أنبأه به "من خبَّر بنبأ فقد أنار-
 خبّره ما جرى في غيابه". 

إخبار [مفرد]:
1 - مصدر أخبرَ.
2 - (قن) قيام سلطة رسميّة أو موظّف، أو قيام من شاهد اعتداء على الأمن العام أو حياة الناس بإبلاغ المدعي العام التابع له محلّ وقوع الجريمة. 

أخباريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى أخبار: على غير قياس: مؤرِّخ "الطبري من أبرز الأخباريِّين العرب" ° صحيفة أخباريّة: تُعنى بالأخبار والأحداث. 

إخباريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى إخبار: إعلاميّ، مهتمّ بنشر الأخبار "شريط إخباريّ- قام الإخباريّون بتغطية أحداث الحفل وبثِّه على الهواء مباشرة".
• الإخباريّ من الأفعال: الذي يعبِّر عن إخبار، كالفعل قال أو روى. 

إخبارِيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى إخبار: "نشرة إخباريّة" ° رسالة إخباريّة: تقرير مطبوع يُزوَّد بأخبار ومعلومات ذات أهميّة لجماعة مُعيَّنة.
2 - مصدر صناعيّ من إخبار: خبر منقول بطريقة سرِّيَّة "وصلت إلى الشُّرطة إخباريّة بوجود مهرِّبين على الحدود".
3 - (سف) فرقة من الإماميّة، وهم فرقة من الشِّيعة قالوا بالنصِّ الجليّ على إمامة علي رضي الله عنه، وكفَّروا الصحابةَ ووقعوا فيهم وساقوا الإمامة إلى جعفر الصادق. 

اختبار [مفرد]: ج اختبارات (لغير المصدر):
1 - مصدر اختبرَ.
2 - امتحان، تجربة "اجتاز الاختبارات جميعها بنجاح باهر- جرّبه على سبيل الاختبار- الاختبار مُعلِّم أخرس" ° اختبار الطَّريق: اختبار يُجرى للمركبات لمعرفة مقدار صلاحيتها للسير على الطرق، فحص للشَّخص الذي يسعى للحصول على رُخصة قيادة لمعرفة قدرته على القيادة في الطرق- اختبار قيادة: امتحان في آداب المرور وقيادة السَّيارة- اختبار معاكس: اختبار يهدف إلى التحقق من أن نتائج اختبار أوَّلٍ صحيحةٌ- بالون اختبار: امتحان أو تجربة لجسّ نبض الرأي العام- تحت الاختبار: موضوع تحت الملاحظة؛ لمعرفة مدى صلاحيته- حَقْل اختبار: حقل للاختبارات الزراعيّة، ومجازًا: إخضاع مجتمع أو جماعات لتجربة أو تجارب يكون الغرض منها تحقيق شعارات- على سبيل الاختبار: للتجربة- ورقة اختبار: ورقة مشبَّعة بصبغة عبَّاد الشمس؛ لإجراء اختبارات كيميائيّة.
• اختبار القُدْرة: قياس قدرة العامل على أداء واجبات معيَّنة كالقدرة الميكانيكيّة، والقدرة الكتابيَّة، والقدرة الفنِّية.
• الاختبار الأحيائيّ: (كم) تحديد نوع القوّة أو النَّشاط الحيويّ لمادَّة كالعقار أو الهرمون بمقارنة نتائجه مع تلك التي أجريت على حيوان في مختبر.
• أنبوب اختبار: (كم) مخبار، أنبوب زجاجيّ أسطوانيّ مفتوح من جانب ودائريّ من الجانب الآخر ويستخدم في التَّجارب المخبريّة.
• اختبار الحساسيَّة: (طب) اختبار لبيان مدى التَّأثُّر بدواء مُعيّن أو بمرض مُعْدٍ، بوضع لزقات على الجلد، أو بإحداث خدوش جلديّة وتعريضِها لجرعاتٍ تُسَبِّبُ المرض أو العدوى.
• اختبار الذَّكاء: (نف) نوع من الاختبارات لقياس مستوى الذكاء والقدرات العقليّة، اختبار معياريّ لتحديد مُستوى الذكاء عن طريق قياس القدرة الفرديّة على تكوين المفاهيم وحلّ المشكلات واكتساب المعلومات وتأدية عمليّات ذهنيّة أخرى. 

اختباريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى اختبار: تجريبيّ، قائم على الاختبار والملاحظة "أسلوب اختباريّ".
2 - استقرائيّ، ناتج عن بحث وتتبُّع "حُكم اختباريّ". 

اختباريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى اختبار: "يقضي المعيّنون الجدد فترة اختباريّة مدّتها ستة أشهر- حفرت الشَّركة عشرين بئرًا اختباريّة تنقيبًا عن البترول".
2 - مصدر صناعيّ من اختبار: قابلية شيء للسَّبْر والامتحان "اختباريّة ذاكرة".
3 - تجريبيّة، مذهب يقول بأن المعرفة كلّها مستمدّة من التّجربة والاختبار. 

استخبار [مفرد]: ج استخبارات (لغير المصدر):
1 - مصدر استخبرَ.
2 - مُحَرَّر يتضمّن أسئلة عن شئون خاصَّة بالمسئول للإجابة عنها ° إدارة الاستخبارات/ دائرة الاستخبارات: مركز لجمع المعلومات عن العدوّ حماية لأمن الدولة والسلامة العامّة- الاستخبارات العسكريَّة: مركز لجمع المعلومات العسكريَّة.
 • جهاز الاستخبارات: مباحث، جهاز رسميّ يتولَّى أعمال التجسُّس على العدوّ والكشف عمّا يعرّض أمن الدولة الداخليّ والخارجيّ للاضطرابات "جنّدتهم أجهزة استخبارات العدوّ عملاء لها". 

استخباراتيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استخبارات: على غير قياس "زعمت مصادر استخباراتيّة أمريكيّة أن لدى العراق أسلحة دمار شامل".
2 - مصدر صناعيّ من استخبارات: معلوماتيّة؛ مجموع التقنيَّات المتعلِّقة بالمعلومات ونقلها. 

استخباريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استخبار: "تم القبض عليه بتهمة القيام بنشاطات استخباريّة لصالح بلد أجنبيّ".
2 - مصدر صناعيّ من استخبار: تجسُّسيّة.
• دوائر استخباريَّة: مراكز لجمع المعلومات من أيّ مكان لحماية أمن الدَّولة أو المؤسَّسة العسكريّة. 

خابور [مفرد]: ج خَوَابيرُ:
1 - قطعة من خشب أو مطّاط يُسَدّ بها ثقب في الحائط ليسهل دقّ المسمار وتثبيته فيه.
2 - قطعة معدنيّة مدبّبة تمكّن من قرن محورين بالطَّرف أو من فك تقارنهما "خابور ربط".
3 - (نت) شجيرة طبيَّة وتزيينيَّة ذات زهر أصفر طيِّب الرائحة وثمارها سوداء. 

خَبَر [مفرد]: ج أخابيرُ (لغير المصدر) وأخبار (لغير المصدر):
1 - مصدر خبِرَ.
2 - نبأ، ما يُعَبَّر به عن واقعة ما، ما ينقل من معلومات ويُتحدَّث بها قولاً أو كتابةً وتعبّر غالبًا عن أحداث جديدة كتلك المذكورة في الصحف والإذاعة والتليفزيون "تسرّبت الأخبار- نشر خبرًا- سأله عن أخباره- عند جُهَيْنة الخَبَر اليقين [مثل]: يُضرب في معرفة حقيقة الأمر- {سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ} " ° أخبار مَحَلِّيَّة: داخليَّة أو خاصَّة ببلدٍ ما، عكسها أخبار أو شئون عالميَّة- أصبح في خبر كان: هلَك وفَنِي- تشويه الأخبار- خبر صاعق: سيِّئ، مفاجئ وغير منتظَر- سأله عن أخباره: استفسر عن أحواله- صادق الخبر: صحيح النبأ، صَدُوق المقال- على هامش الأخبار: تعليق على الأخبار- مُرَمّات الأخبار: أكاذيبها- نشرة الأخبار: ما يقرأه المذيع في الراديو والتلفاز من أخبار محليَّة وخارجيَّة ليطّلع عليها الجمهور أو الرأي العام.
3 - حديث نبويّ ° خبر متواتر: حديث ترويه جماعة عن جماعة.
4 - عمل " {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} ".
5 - (بغ) قول يحتمل الصِّدق والكذب لذاته.
6 - (نح) لفظ مجرد عن العوامل اللفظيّة، أُسند إلى المبتدأ متمّمًا معناه ويصحّ السكوت عليه.
• خبر آحاد: حديث انفرد به راوٍ واحد وإن تعددتِ الطرق إليه. 

خُبْر [مفرد]: مصدر خبَرَ وخبُرَ/ خبُرَ بـ ° لأَخْبُرنَّ خُبْرك: لأعلمنَّ علمَك. 

خِبْرة [مفرد]: ج خِبْرات (لغير المصدر) وخِبَر (لغير المصدر):
1 - مصدر خبَرَ وخبُرَ/ خبُرَ بـ ° أهل الخِبْرة: الخُبراء ذوو الاختصاص الذين يعود لهم حقّ الاقتراح والتقدير.
2 - نتاج ما مرّ به الشَّخص من أحداث أو رآه أو عاناه، مجموع تجارب المرء وثقافته ومعرفته "له خِبْرة بالاقتصاد العالميّ- الشباب تنقصهم الخِبْرة" ° تبادُل الخِبْرات: استفادة كلِّ شخص بخِبْرة الآخر.
• شهادة الخِبْرة: مستند لإثبات الخِبْرة. 

خَبَرِيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى خبَرَ.
2 - مصدر صناعيّ من خَبَر: نبأ "وصلته خبريّة كاذبة".
• الجملة الخبريَّة: (نح، بغ) الجملة التي تحتمل الصِّدق أو الكذب. 

خَبير [مفرد]: ج خُبَراءُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خبَرَ وخبُرَ/ خبُرَ بـ: "هم خبراءُ في مجال الطاقة/ الزراعة- اختير خبيرًا بمجمع اللُّغة العربيَّة" ° خبير تربويّ: مختصّ في نظريّات التربية والتعليم- هيئة الخُبَراء: مجموعة من الخُبراء غير الرسميِّين الذين يقومون بإسداء النصح والمشورة لواضعي السياسات خاصّة في حكومة.
2 - عارف بالأمر على حقيقته، عالم بالبواطن والظواهر " {إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} ".
3 - (قن) مُخْبِر، شخص تعيِّنه محكمة وتكلِّفه بالكشف عن بعض الوقائع وإبداء ملاحظاته في تقرير تستند إليه في حكمها "فجّر تقرير الخبير مفاجأة في القضيّة" ° خبير مُحلَّف: الذي يؤدِّي اليمينَ أمام المحكمة.
 • الخبير: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: العالم بكُنْه الشّيء، المطّلع على حقيقته، الذي لا تخفى عليه خافية " {وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} ". 

مُخابرات [جمع]: مف مُخابرة: اتِّصالات لجمع الأخبار "مخابرات سرِّيّة".
• جهاز المخابرات: جهاز الاستخبارات، جهاز رسميّ يتولّى جمع الأخبار لصالح دولة معيّنة لحفظ أمنها، والكشف عمّا يعرِّض أمنها الداخليّ والخارجيّ للاضطرابات ° إدارة المخابرات/ دائرة المخابرات/ قلم المخابرات: مركز لجمع المعلومات حمايةً لأمن الدولة. 

مخابراتيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى مُخابرات: على غير قياس "تلقَّى دورة مخابراتيّة في إحدى الدول الكبرى".
2 - مصدر صناعيّ من مُخابرات: استخباراتية، معلوماتيّة. 

مُخابرة [مفرد]:
1 - مصدر خابرَ ° مخابرة تليفونيّة/ مخابرة سريّة.
2 - (قن) أن يُعطي المالكُ الفلاحَ أرضًا يزرعها على بعض ما يخرج منها كالرّبع أو الثلث. 

مِخْبار [مفرد]: ج مَخابيرُ:
1 - اسم آلة من خبَرَ.
2 - (كم) إناء أسطوانيّ مدرّج على شكل أنبوب تقاس به حجوم السوائل والمحاليل في المعامل "مخبار مدرّج". 

مَخْبَر [مفرد]: ج مَخابِرُ: اسم مكان من خبَرَ: مكان الفحص والمراقبة والتحرِّي وإجراء التجارب "يعمل هذا الشابُّ في مخبر كيميائيّ".
• مَخْبَر الشّخص: دخيلته وحقيقته، عكس مظهره أو منظره "مخبر شيطان في مظهر ملائكيّ- منظره خير من مخبره". 

مُخْبِر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أخبرَ.
2 - من يقوم بمهمّة جمع المعلومات أو الأخبار لغرض معيَّن "استعانت الشرطة بالمخبرين في القبض على اللصوص" ° مُخبر خاصّ: من يقدم خدمات لأفراد أو شركات- مُخبر صحفيّ: من يزوّد الصَّحيفةَ بالأخبار. 

مِخْبَرَة [مفرد]: ج مَخابِرُ:
1 - اسم آلة من خبَرَ.
2 - (فز) أداة تتركّب من موصل يُجعل عادة على شكل قرص صغير، له يد عازلة تُستخدم في اختبار الشُّحنات الكهربائيّة. 

مُخْتَبَر [مفرد]:
1 - اسم مفعول من اختبرَ.
2 - اسم مكان من اختبرَ.
3 - (كم) مَعْمَل، مكان مجهَّز تُجرى فيه التجاربُ العلميَّة والاختبارات والتحليلات الكيماويَّة وغيرها "مختبر الكيمياء/ الفيزياء/ اللغة/ الفضاء- مختبر نوويّ". 

مُخْتَبَرِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى مُخْتَبَر: قائم على التجربة والاختبار في المعامل والمُختبرات "أبحاث/ تحاليل مختبريّة". 
خبر
: (الخَبَرُ، مُحرَّكَةً: النَّبَأُ) ، هاكذا فِي المُحْكَم. وَفِي التَّهْذِيب: الخَبَر: مَا أَتَاكَ مِن نَبَإٍ عَمَّن تَسْتَخْبِرُ. قَالَ شَيْخُنَا: ظاهِرُه بل صَرِيحُه أَنَّهُما مُتَرادِفَان، وَقد سَبق الفَرْقُ بَيْنَهُمَا، وأَنَّ النَّبَأَ خَبَرٌ مُقَيَّدٌ بكَوْنِه عَن أَمْر عَظيم كَمَا قَيَّد بِهِ الرَّاعِب وغيرُه من أَئِمَّة الاشْتِقَاقِ والنَّظَرِ فِي أُصولِ العَرَبِيَّة. ثمَّ إِنَّ أَعلامَ اللَّغَةِ والاصْطِلاح قَالوا: الخَبَر عُرْفاً ولُغَة: مَا يُنْقَل عَن العَيْر، وزادَ فِيهِ أَهْلُ العَرَبِيَّة: واحْتَمَلَ الصِّدْقَ والكَذِبَ لِذَاتِه.
والمُحَدِّثُون استَعْمَلُوه بمَعْنَى الحَدِيث. أَو الحَدِيثُ: مَا عَنِ النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والخَبَر: مَا عَنْ غَيْرِه.
وَقَالَ جَماعَة من أَهْلِ الاصْطِلاح: الخَبَر أَعَمُّ، والأَثَرُ هُوَ الَّذِي يُعَبَّرُ بِهِ عَن غَيْر الحَدِيث كَمَا لِفُقَهاءِ خُراسَانَ. وَقد مَرَّ إِيماءٌ إِليه فِي (أَثَر) وبَسْطه فِي عُلُوم اصْطِلاح الحَدِيث.
(ج أَخْبارٌ) . و (جج) ، أَي جَمْع الجَمْع (أَخابِيرُ) .
(و) يُقَال: (رَجُلٌ خَابِرٌ وخَبِيرٌ) : عالِمٌ بالخَبَر. والخَبِيرُ: المُخْبِر.
(و) قَالَ أَبُو حَنِيفَة فِي وَصْف شَجَر: أَخْبَرني بذالِك الخَبِرُ. فجاءَ بِهِ (ككَتِف) . قَالَ ابنُ سِيده. وهاذا لَا يَكَادُ يُعْرَف إِلاَّ أَنْ يَكُونَ على النَّسَب. (و) يُقَالُ: رَجُلٌ خُبْرٌ، مثل (جُحْر) ، أَي (عَالِمٌ بِهِ) ، أَي بالخَبَر، على المُبَالَغَة، كزيد عَدْل.
(وأَخْبَره خُبُورَه) ، بالضّمّ، أَي (أَنْبَأَه مَا عِنْدَه. والخُِبْرُ والخُبْرَة، بكَسْرِهِما ويُضَمَّان، والمَخْبَرةُ) ، بفَتْح المُوَحَّدة، (والمَخْبُرَة) بضَمِّها (: العِلْمُ بالشَّيْءِ) ، تَقول: لي بِهِ خُبْرٌ وخِبْرة، (كالاخْتِبار والتَّخَبُّرِ) . وَقد اخْتَبَرَه وتَخَبَّرَه. يُقَال: مِنْ أَيْنَ خَبَرْتَ هاذا الأَمْرَ؟ أَي من أَيْن عَلِمْت. وَيُقَال صَدَّقَ الخَبَرُ الخُبْرَ. وَقَالَ بَعْضُهم: الخُبْر، بالضَّمّ: العِلْمُ بالباطِن الخَفِيِّ، لاحْتِياج العِلْم بِهِ للاخْتبار. والخِبْرَةُ: العِلْم بالظَّاهر والباطنِ، وقيلَ: بالخَفَايَا البَاطِنَةِ ويَلْزَمُها مَعْرِفَةُ الأُمورِ الظَّاهرة. (وَقد خَبُرَ) الرَّجُلُ، (كَكَرُمَ) ، خُبُوراً، فَهُوَ خَبيرٌ.
(والخِبْرُ) ، بفَتْح فَسُكُون (: المَزَادَةُ العَظِيمَة، كالخَبْرَاءِ) ، مَمْدُوداً، الأَخِير عَن كُرَاع.
(و) مِنَ المَجَازِ: الخَبْرُ: (النَّاقَةُ الغَزِيرَةُ اللَّبَنِ) ، شُبِّهَت بالمَزَادة العَظِيمة فِي غُزْرِها، وَقد خَبَرَتْ خُبُوراً عَن اللِّحْيَانِيّ، (ويُكْسرُ، فِيهِمَا) ، وأَنْكَر أَبو الهَيْثم الكَسْرَفي المَزادَة، وَقَالَ غيرُه: الفَتْحُ أَجْودُ.
(ج) ، أَي جمْعهما، (خُبُورٌ) .
(و) الخَبَرُ: (: ة بِشِيرازَ) ، بهَا قَبْرُ سَعِيدٍ أَخِي الحَسَن البَصْرِيّ. (مِنْهَا) أَبُو عَبْدِ الله (الفَضْلُ بنُ حَمَّادٍ) الخَبْرِيّ الْحَافِظ (صاحِبُ المُسْنَدِ) ، وَكَانَ يُعَدُّ من الأَدَال، ثِقَةٌ ثَبتٌ، يَرْوِي عَن سَعِيد بن أَبي مَرْيَمَ وسَعِيدِ بنِ عُفَير، وعَنْه أَبُو بَكْر بٌّ عَبدانَ الشِّيرازِيّ، وأَبو بَكْر عبد الله بن أَبي دَاوود السِّجِسْتَانيّ، وتُوفِّيَ سنة 264، (و) الخَبْرُ: (ة باليَمَن) ، نَقَلَه الصَّغانِيُّ.
(و) الخَبْرُ: (الزَّرْعُ) .
(و) الخَبْرُ: (مَنْقَعُ الماءِ فِي الجَبَل) ، وَهُوَ مَا خَبِرَ المسِيلُ فِي الرُّءُوس، فتَخُوضُ فِيهِ.
(و) الخَبْرُ: (السِّدْرُ) والأَرَاكُ وَمَا حَوْلَهُمَا من العُشْب. قَالَ الشَّاعِر:
فجادَتْكَ أَنواءُ الرَّبِيعِ وهَلَّلَتْ
عليكَ رِيَاضٌ من سَلاَمٍ ومِن خَبْرِ
(كالخَبِر، ككَتِفٍ) ، عَن اللَّيث واحِدَتُهما خَبْة وخَبِرَةٌ.
(والخَبْرَاءُ: القاعُ تُنْبِتُه) ، أَي السِّدْرَ، (كالخَبِرَة) ، بفَتْح فكَسْر، وجمْعُه خَبِرٌ. وَقَالَ اللّيث: الخَبْرَاءُ شَجْرَاءُ فِي بَطْنِ رَوْضَةٍ يَبْقَى فِيها المَاءُ إِلى القَيْظ، وفيهَا يَنْبُت الخَبْرُ وَهُوَ شَجَر السِّدْرِ والأَراكِ وحَوالَيْهَا عُشْبٌ كَثِيرٌ، وتُسَمَّى الخَبِرَة، (ج الخَباري) ، بِفَتْح الرّاءِ، (والخَبَارِي) ، بكَسْرِهَا مثل الصَّحَارَى والصَّحَارِي. (والخَبْراواتُ والخبَارُ) ، بالكَسْرِ. وَفِي التَّهْذِيب فِي (نَقْع) : النَّقَائع: خَبَارَى فِي بِلادِ تَميم.
(و) الخَبْرَاءُ: (منْقَعُ المَاءِ) . وخَصَّ بَعْضُهم بِهِ مَنْقَعَ المَاءِ (فِي أُصُولِهِ) ، أَي السِّدرِ. وَفِي التَّهْذِيب الخَبْرَاءُ: قَاعٌ مُسْتَدِيرٌ يَجْتَمِع فِيهِ المَاءُ.
(والخَبَارُ كسَحَاب: مَالاَنَ مِنَ الأَرْضِ واسْتَرْخَى) وكانَت فِيهَا جِحَرَةٌ، زادابْنُ الأَعْرَابِيّ: وتَحَفَّر. وَقَالَ غَيره: هُوَ مَا تَهوَّرَ وساخَتْ فِيهِ القَوَائِمُ. وَفِي الحَديث (فَدَفَعْنَا فِي خَبَارٍ من الأَرض) ، أَي سَهْلَةٍ لَيِّنة. وَقَالَ بعَضُهم: الخَبَارُ: أَرضٌ رِخْوَة تَتعْتَ فِيهَا الدَّوابُّ، وأَنشد:
تَتَعْتع فِي الخَبَارِ إِذَا عَلاَه
وتَعْثُرُ فِي الطَّرِيق المُسْتَقِيمِ
(و) الخَبَارُ: (الجرَاثِيمُ) ، جَمْعُ جَرْثُومٍ؛ وَهُوَ التُّرَابُ المُجْتَمِع بأُصولِ الشَّجَر. (و) الخَبَارُ: (جِحَرةُ الجُِرْذَانِ) ، واحدَتُه خَبَارةٌ. (و (مَنْ تَجَنَّبَ الخَبَارَ أَمِنَ العِثَارَ) مَثَلٌ) ذَكَرَه المَيْدَانِيّ فِي مَجْمَعِه والزَّمخْشَريّ فِي المُسْتَقْصَى والأَساس.
(وخَبِرَتْ الأَرْضُ) خَبَراً، (كفَرِح كَثُر خَبَارُهَا) . وخَبِر المَوْضِعُ، كفَرِحَ، فَهُو خَبِرٌ: كَثُرَ بِهِ الخَبْرُ، وَهُوَ السِّدْر. وأَرضٌ خَبِرَةٌ، وهاذا قَدْ أَغفَلَه المُصنَّفُ.
(وفَيْفَاءُ أَو فَيْفٌ الخَبَارِ: ع بِنَواحِي عَقيقِ المَدِينَةِ) ، كانَ عَلَيْه طَرِيقُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمحِينَ خَرَجَ يُرِيدُ قُرَيشاً قبل وَقْعَة بَدْرٍ، ثمَّ انْتَهَى مِنْهُ إِلى يَلْيَلَ.
(والمُخَابَرَةُ: المُزَارَعَةُ) ، عَمَّ بهَا اللِّحْيَانيّ. وَقَالَ غَيْره: (على النِّصْفِ ونَحْوِه) ، أَي الثُّلُث. وَقَالَ ابنُ الأَثير: المُخَابَرةُ: المُزارَعَة على نَصِيبٍ مُعَيَّن، كالثُّلُث والرُّبع وغَيْرِهما.
وَقَالَ غيرُه: هُوَ المُزَارَعة ببَعْض مَا يَخْرُج من الأَرض، (كالخِبْرِ، بالكَسْر) . وَفِي الحَدِيث (كُنَّا نُخَابِرُ وَلَا نَرى بِذالك بَأْساً حتّى أَخْبَرَ رافِعٌ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمنَهَى عَنْهَا) قيل: هُوَ من خَبِرَتِ الأَرْضُ خَبَراً: كَثُر خَبَارُهَا. وَقيل: أَصْلُ المُخَابَرة من خَيْبَر، لأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَقَرَّها فِي أَيْدِي أَهْلِهَا على النِّصف من مَحْصُولِها، فَقيل: خَابَرَهُم، أَي عامَلَهُم فِي خَيْبر.
(و) المُخَابَرَة أَيْضاً (المُؤَاكَرَةُ: والخَبِيرُ: الأَكَّارُ) ، قَالَ:
تَجُزُّ رُءُوس الأَوْسِ من كُلِّ جانِبٍ
كجَزِّ عَقَاقِيلِ الكُرُومِ خَبِيرُها
رفع خَبِيرُهَا على تَكْرِيرِ الفِعْل
أَراد جَزَّه خَبِيرُها، أَي أَكَّارُها.
(و) الخَبِيرُ: (العالِمُ بِاللَّه تَعَالَى) ، بمَعْرِفَة أَسمائِه وصِفاتِه، والمُتَمكِّن من الإِخْبار بِمَا عَلِمَه وَالَّذِي يَخْبُرُ الشَّيْءَ بعِلْمه.
(و) الخَبِير: (الوَبَرُ) يَطْلُع على الإِبل، واستعاره أَبو النّجم لحمِير وَحْشٍ فَقَالَ:
حَتَّى إِذا مَا طَارَ من خَبِيرِهَا
(و) من المَجَاز فِي حَدِيثِ طَهْفَة (نَسْتَخْلِبُ الخَبِيرُ) ، أَي نَقْطَع (النَّبَات والعُشْب) ونأْكلُه. شُبِّه بخَبِير الإِبِل وَهُوَ وَبَرُهَا، لأَنَّه يَنْبُت كَمَا يَنْبُت الوَبَر؛ واستِخْلابُه: احتشاشُه بالمِخْلَبِ وَهُوَ المِنْجلُ. (و) الخَبِيرُ: الزَّبَدُ، وَقيل: (زَبَدُ أَفْوَاهِ الإِبِلِ) . وأَنْشَدَ الهُذَلِيّ:
تَغَذَّمْنَ فِي جَانِبَيْه الخَبِي
رَ لَمَّا وَهَي مُزْنهُ واستُبِيحَا
تَغَذَّمْنَ يَعْنِي الفُحُول، أَي مَضَغْن الزَّبَدَ وعَمَيْنَه.
(و) الخَبِيرُ: (نُسَالَةُ الشَّعرِ) . قَالَ المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيّ:
فآبُوا بالرِّماح وهُنَّ عُوجٌ
بِهِنّ خَبَائِرُ الشَّعَرِ السِّقَاطِ
(و) خَبِير: (جَدُّ والدِ أَحْمَدَ بْنِ عِمْرانَ) بنِ مُوسَى بنِ خَبِير الغُوَيْدِينِيّ (المُحدِّث) النَّسَفيّ، عَن مُحَمّد بنِ عَبْدِ الرحمان الشّاميّ وغَيْرِه.
(و) الخَبِيرَةُ، (بالهاءِ) ، اسمُ (الطَّائِفَة مِنْه) ، أَي من نُسَالَةِ الشَّعر.
(و) الخَبِيرَةُ: (الشَّاةُ تُشْتَرَى بَيْن جَمَاعَةٍ) بأَثْمانِ مُخْتَلفة، (فتُذْبَحُ) ثمَّ يقْتَسِمُونها، فيُسْهِمُون، كُلُّ وَاحِد على قَدْر مَا نَقَد، (كالخُبْرة، بالضَّمِّ، وتَخَبَّروا) خُبْرةً (فَعَلُوا ذالِك) أَي استَرُوا شَاة فذَبَحُوها واقْتَسَمُوها. وشاةٌ خَبِيرَةٌ: مُقْتَسَمَةٌ. قَالَ ابنُ سِيدَه: أُرَاهُ على طَرْحِ الزَّائد.
(و) الخُبْرَة: (الصُّوفُ الجَيِّد من أَوَّل الجَزِّ) ، نَقله الصَّغَانِيّ.
(والمَخْبَرَةُ) ، بِفَتْح المُوَحّدة: (المَخْرأَةُ) ، مَوضِع الخِراءَة، نقلَه الصَّغانِيّ.
(و) المَخْبَرَةُ: (نَقِيضُ المَرْآةِ) ، وضَبطَه ابنُ سِيدَه بضَمِّ المُوَحَّدَة.
وَفِي الأَساس: وَمن المَجاز: تُخْبِرُ عَن مَجْهُولهِ مَرْآتُه.
(والخُبْرَة، بالضَّمِّ: الثَّرِيدَةُ الضَّخْمَةُ) الدَّسِمَة.
(و) الخُبْرَة: (النَّصِيبُ تَأْخذُه من لَحْمٍ أَو سَمَكٍ) ، وأَنْشَد:
باتَ الرَّبِيعِيُّ والخامِيزُ خُبْرَتُه
وطَاحَ طَيْ مِن بَنِي عَمْرِو بْنِ يَرْبُوعِ
(و) الخُبْرَة: (مَا تَشْتَرِيه لأَهْلِك) ، وخَصَّه بعضُهم باللَّحْم، (كالخُبْزِ) بِغَيْر هَاءٍ، يُقَال للرّجل مَا اخْتَبَرْتَ لأَهْلك؟ .
(و) الخُبْرَة: (الطَّعامُ) من اللَّحْم وغَيْرِه. (و) قيل: هُوَ (اللَّحْمُ) يَشْتَرِيه لأَهْلِه، (و) الخُبْرة: (مَا قُدِّمَ مِنْ شَيْءٍ) ، وحَكَى اللِّحْيَانيّ أَنَّه سمِع الْعَرَب تَقول: اجْتَمعوا على خُبْرَته، يَعْنُون ذالك، (و) قيل: الخُبْرَة: (طَعَامٌ يَحْمِلُه المُسَافِرُ فِي سُفْرَتِه) يَتَزوَّدُ بِهِ، (و) الخُبْرَة: (قَصْعَةٌ فِيهَا خُبْزٌ ولَحْمٌ بينَ أَرْبَعَةٍ أَو خَمْسَةٍ) .
(والخَابُورُ: نَبْتٌ) أَو شَجَر لَهُ زَهْرٌ زَاهِي المَنْظَرِ أَصفرُ جَيِّدُ الرائِحَةِ، تُزيَّنُ بِهِ الحَدائِقُ، قَالَ شيخُنا: مَا إِخَالُه يُوجَد بالمَشْرِق. قَالَ:
أَيَا شجَر الخَابُورِ مَالَك مُورِقاً
كَأَنَّكَ لم تَجْزَعْ عَلَى ابْنِ طَرِيفِ
(و) الخَابُورُ: (نَهرٌ بَيْنَ رَأْسِ عَيْنٍ والفُراتِ) مَشْهُور. (و) الخَابُورُ: نَهرٌ (آخرُ شَرْقِيَّ دِجْلَةَ المَوْصِلِ) ، بَينه وَبَين الرَّقَّة، عَلَيْهِ قُرًى كَثِيرةٌ وبُلَيْدَاتٌ. وَمِنْهَا عَرَابَان مِنْهَا أَخو الرّيّان سريح بن رَيّان بن سريح الخَابُورِيّ، كَتَبَ عَنهُ السَّمْعَانيّ.
(و) الخَابُورُ: (وَادٍ) بالجَزِيرة وَقيل بسِنْجَار، مِنْهُ هِشام القَرْقسائيّ الخَابُورِيّ القَصّار، عَن مَالِك، وَعَن عَبَيْد بن عَمرٍ والرَّقِّيّ. وَقَالَ الجوهريّ مَوْضِع بِنَاحِيَة الشَّام؛ وَقيل بَنواحِي دِيار بَكْرٍ، كَمَا قَالَه السّيد والسّعد فِي شَرْحَيِ الْمِفْتَاح والمُطَوَّل، كَمَا نَقَله شيخُنَا. ومُرادُه فِي شَرْحِ بَيْت التَّلْخِيص والمِفْتَاح
أَيَا شَجَرَ الخَابُورِ مَالَك مُورِقاً
المُتَقَدّم ذِكْرُه.
(وخَابُورَاءُ: ع) ويضاف إِلى عَاشُورَاءَ وَمَا مَعَه.
(وخَيْبَرُ) ، كصَيْقَل: (حِصْنٌ م) ، أَي مَعْرُوف، (قُرْبَ المَدِينَةِ) المُشَرَّفَة، على ثَمَانِيةِ بُرُدٍ مِنْهَا إِلى الشّام، سُمِّيَ باسم رَجُل من العَمَالِيقِ، نزَل بهَا، وهُو خَيْبَرُ بن قَانِيَة بن عَبِيل بن مهلان بن إِرَم بن عَبِيل، وَهُوَ أَخُو عَاد. وَقَالَ قوْم: الخَيْبَر بلسَان اليَهُودِ: الحِصْن، وَلذَا سُمِّيَت خَبائِرَ، أَيْضاً، وخَيْبَرُ مَعْرُوفٌ، غَزَاه النّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَله ذِكْرٌ فِي الصَّحِيح وَغَيره، وَهُوَ اسْمٌ للوِلاَية، وَكَانَت بِهِ سَبْعَةُ حُصُونٍ، حَوْلَها مَزارِعُ ونَخْلٌ، وصادفت قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (الله أَكْبَر، خَرِبَت خَيْبَر) . وهاذه الحُصُونُ السَّبْعَة أَسماؤُهَا: شِقّ ووَطِيح ونَطَاة وقَموص وسُلاَلِم وكَتِيبة ونَاعمِ.
(وأَحمَدُ بْنُ عَبْدِ القَاهِر) اللَّخْمِيّ الدِّمَشْقِيّ، يَرْوِي عَن مُنَبِّه بنِ سُلَيْمَان. قلت: وَهُوَ شَيْخٌ للطَّبَرَانِيّ. (ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ العَزِيز) أَبو مَنْصُور الأَصْبهانيّ، سَمِع من أَبي مُحَمّد بن فارِس، (الخَيْبَرِيَّانِ، كأَنَّهُمَا وُلِدَا بِهِ) ، وإِلاّ فلَم يخرُجْ مِنْهُ مَنْ يُشارُ إِليه بالفَضْل.
(وعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَيْبَرَ، مُحَدِّثٌ) ، وَهُوَ شَيْخٌ لأَبءَ إِسْحَاق المُسْتَمْلِي.
(والخَيْبَرَي) ، بفتحِ الرَّاءِ وأَلِفٍ مَقْصُورَة، ومِثْلُه فِي التَّكْمِلَة، وَفِي بعضِ النُّسَخ بكَسْرِها ويَاءِ النَّسْبَة: (الحَيَّةُ السَّوْدَاءُ) . يُقَال: بَلاَه اللَّهُ بالخَيْبَرَي، يَعْنُون بِهِ تِلْك، وكَأَنَّه لَمَّا خَرِبَ صَار مَأْوَى الحَيَّاتِ القَتّالة.
(وخَبَرَه خُبْراً، بالضَّمّ، وخِبْرَةً، بالكَسْر: بَلاَهُ) وجَرَّبَه، (كاخْتَبَرَه) : امْتَحَنَه.
(و) خَبَرَ (الطَّعَامَ) يَخْبُره خَبْراً: (دَسَّمَه) . وَيُقَال: اخْبُر طَعَامَك، أَي دَسِّمْه. وَمِنْه الخُبْرَةُ: الإِدام. يُقَال: أَتَانَا بخُبْزَة، وَلم يأْتِنَا بخُبْرة. وَمِنْه تَسْمِيَة الكَرج المُلاصِقِ أَرضهم بعِراق العَجَم التمرةَ خُبْرَةً، هاذا أَصْل لُغَتِهم، ومِنْهم من يَقْلِب الرَّاءَ لاماً.
(وخابَرَانُ) ، بِفَتْح المُوَحَّدة: (نَاحِيَةٌ بَيْنَ سَرَخْسَ وأَبيوَرْد) ، وَمن قُراها مِيهَنَةُ. ومِمَّن نُسِب إِلى خَابَرَانَ أَبُو الفَتْح فَضْلُ الله بنُ عَبْد الرَّحْمان بْنِ طَاهِرٍ الخَابَرانِيّ المُحَدِّث. (و) خَابَآعانُ (ع) آخَرُ.
(واستَخْبَرَه: سأَله) عَن (الخَبَر) وطلَب أَن يُخْبِرَه، (كتَخَبَّرَه) . يُقَال: تخَبَّرْتُ الخَبَرَ واستَخْبرْتُه، ومِثْله تَضَعَّفْت الرَّجلَ واستَضْعَفْته. وَفِي حَدِيث الحُدَيْبِيَة (أَنَّه بَعَث عَيْناً من خُزَاعَة يَتَخَبَّر لَهُ خَبَرَ قُرَيْشٍ) أَي يَتَعَرَّف ويَتَبَبَّع. يُقَال: تَخَبَّر الخَبَرَ واستَخْبَرَ، إِذا سَأَل عَن الأَبار ليَعْرِفَها. (وخَبَّره تَخْبِيراً: أَخْبَرَه) . يُقَال: اسْتَخْبَرْتُه فأَخْبَرَنِي وخَبَّرَنِي.
(وخَبْرِينُ، كقَزْوِينَ: بِبُسْتَ) . وَمِنْهَا أَبُو عَلَيّ الحُسَيْن بْنُ اللَّيْث ابْن فُدَيْك الخَبْرِينِيّ البُسْتِيّ، من تَارِيخ شِيرَاز.
(والمخْبُورُ: الطَّيِّب الإِدَامِ) ، عَن ابْنِ الأَعْرابِيّ، أَبي الكَثِيرُ الخُبَرَةِ، أَي الدَّسم.
(و) خَبُورٌ، (كصَبُورٍ: الأَسَدُ) .
(و) خَبِرَةُ، (كنَبِقَة: ماءٌ لِبَنِي ثَعْلَبَةَ) بْنِ سَعْدٍ فِي ح 2 ى الرَّبذَةِ، وَعِنْده قَلِيبٌ لأَشْجَعَ.
(وخَبْرَاءُ العِذْقِ: ع بالصَّمَّانِ) ، فِي أَرْضِ تَمِيمٍ لِبَنِي يَرْبُوع. (والخَبَائِرَةُ مِن وَلَد ذِي جَبَلَة بْنِ سَوادٍ، أَبُو بَطْن من الكُلاَع) ، وَهُوَ خَبَائِرُ بْنُ سَوَاد نِ عَمْرو بْنِ الكلاع ابْن شَرَحْبِيل. (مِنْهُم أَبُو عَلِيّ) يُونُس بْن ياسِر بن إِيَادٍ (الخَبَائِرِيّ) ، رؤى عَنهُ سَعِيدُ بْنُ كثير بن عُفَيْر، فِي الأَخبار. (وسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ) أَبو يَحْيَى (الخَبَائِرِيّ، تَابِعيٌّ) مِنْ ذِي الكَلاَعِ، عَن أَبَي أُمَامَةَ، وَعنهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، (وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الجَبَّارِ الخَبَائِرِيُّ) الحِمْصيّ، لَقَبُه زُرَيْق، عَن إِسْمَاعِيل ابنِ عَيّاش، وَعنهُ مُحَمَّد بنُ عَبْد الرحمان بن يُونُس السّرّاج، وأَبُو الأَحْوَص، وجَعْفَرٌ الفِرْيَابيّ، قالَه الدَّارقُطْنِيّ.
(و) قَوْلُهم: (لأَخْبُرَنَّ خَبَرَكَ) ، هاكذا هُوَ مَضْبُوطٌ عِنْدَنَا محرّكةً. وَفِي بعْض الأُصول الجَيِّدة بضَمًّ فَسُكُون، أَي (لأَعْلَمَنَّ عِلْمَك) . والخُبْرُ والخَبَرُ: العِلْم بالشَّيْءِ، (و) الحَدِيثُ الّذِي رَوَاه أَبُو الدَّرْدعًّءِ وأَخْرَجَه الطَّبَرانِيّ فِي الكَبِير، وأَبُو يَعْلَى فِي المُسْنَدَ ((وَجَدْتُ النَّاسَ اخْبُرْ تَقْلَِه) أَي وَجَدْتُهُم مَقُولاً فِيهِم هَذَا) القَوْلُ. (أَي مَا مِنْ أَحَد إِلاَّ وَهُوَ مَسْخُطُ الفِعْلِ عِنْدَ الخِبْرَة) والامْتِحَانِ، هاكَذَا فِي التَّكْمِلَة، وَفِي اللِّسَانِ والأَساسِ وتَبِعَهُم المُصَنِّفُ فِي البَصَائِرِ، يُرِيدُ أَنَّك إِذَا خَبَرْتَهُم قَلَيْتَهُم، أَي أَبْغَضْتَهم، فأَخْرَجَ الكلامَ علَى لَفْظِ الأَمْرِ، وَمَعْنَاه الخَبَر.
(وأَخْبَرْتُ اللِّقْحَةَ: وَجدْتُهَا) مَخْبُورَةً، أَي (غَزِيرَةً) ، نَقله الصَّغانِيّ كأَحْمَدْتُه: وَجَدْتُه مَحْمُوداً.
(ومُحَمَّدُ بْنُ عَليَ الخَابِرِيُّ، مُحَدِّثٌ) ، عَن أَبي يَعْلَى عَبْدِ المُؤْمن ابْنِ خَلَف النَّسَفِيّ، وَعنهُ عَبْدُ الرَّحيم ابنُ أَحمدَ البُخَارِيّ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
الخَبِير مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ: العالِمُ بِما كَانَ وبِمَا يَكُون. وَفِي شَرْح التِّرْمَذِيّ: هُوَ العَلِيم ببَواطِنِ الأَشْيَاءِ.
والخَابِرُ: المُخْتَبِرُ المُجَرِّب.
والخَبِيرُ: المُخْبِر.
ورجلٌ مَخْبَرانِيٌّ: ذُو مَخْبَرٍ، كَمَا قَالُوا: مَنْظَرَانِيّ ذُو مَنْظَرٍ.
والخَبْرَاءُ: المُجَرَّبَة بالغُزْرِ.
والخَبِيرُ: الزَّرْعُ.
والخَبِيرُ: الفَقِيه، والرَّئِيسُ.
والخَبِير: الإِدَام، والخبِيرُ: المَأْدُومُ.
وَمِنْه حَديثُ أَبي هُرَيْرَة (حينَ لَا آكُل الخَبيرَ) .
وجَمَلٌ مُخْتَبِرٌ: كَثيرُ اللَّحْمِ. وَيُقَال: عَلَيْهِ الدَّبَرَى وحُمَّى خَيْبَرى. وحُمَّى خَيْبَرَ، مُتَناذَرَةٌ، قَالَ الأَخْنَس ابْنُ شه 2 اب:
كَمَا اعْتَادَ مَحْمُوماً بخَيْبَرَ صالِبُ
والأَخْبَاريّ المُؤَرّخ، نُسِب للفْظ الأَخْبَار، كالأَنْصَاري والأَنْمَاطي وشِبْههما. واشْتَهَرَ بهَا الهَيْثَم بنُ عَديّ الطَّائيّ.
والخَبَائرَةُ: بَطْنٌ من العَرَب، ومَساكنُهُم فِي جِيزةِ مِصْر.
وَمن أَمْثَالهم (لَا هُلْكَ بوَادِي خبرٍ) بالضَّمّ.
والخَبِيرَة: الدَّعْوَةُ على عَقِيقَة الغُلام، قَالَه الحَسَنُ بنُ عَبْد الله العَسْكَرِيّ فِي كتاب (الأَسْمَاء والصِّفات) .
والخَيَابِرُ: سَبْعَةُ حُصُونٍ، تقدَّم ذِكرُهُم. وخَيْبَرِيّ بن أَفْلَت بن سِلْسِلَة ابْن غَنْم بن ثَوْب بن مَعْن، قَبيلَة فِي طَيِّىء، مِنْهُم إِياسُ بنُ مَالِك بنِ عَبْدِ الله ابْن خَيْبَرِيّ الشَّاعِر، وَله وِفَادَة، قَالَه ابنُ الكَلْبيّ. وخَيْبَرُ بنُ أُوَام بن حَجْوَر بن أَسْلم بن عَلْيَانَ: بَطْن من هَمْدَان. وخَيْبَر بنُ الوَلِيد، عَن أَبيه عَن جَدِّه عَن أَبي مُوسَى، ومُدْلِجُ بنُ سُوَيْد بن مَرْثَد ابْن خَيْبَرِيّ الطَّائِيّ، لقَبُه مُجِيرُ الجَرادِ. والخَيْبَرِيّ بنُ النُّعمان الطائِيّ: صحابيّ، وسِمَاكٌ الإِسرائِيلِيُّ الخَيْبَرِيُّ، ذَكَره الرُّشاطيّ فِي الصَّحَابَة. وإِبْراهِيمُ بنُ عبدِ الله ابْنِ عُمَر بن أَبي الخَيْبَرِيّ القَصَّار العَبْسِيّ الكُوفِيّ، عَن وَكِيع وغيرِه. وجَمِيل بن (عبد الله بن) مَعْمَر بنِ (الْحَارِث بن) خَيْبَرِيّ العُذْرِيّ الشَّاعِرُ المَشحِور.

ودع

(ودع) (يودع) دعة ووداعة سكن وَاسْتقر وترفه فَهُوَ وديع
(ودع) : الدَّعَةُ: تِبْنُ الطَّهَفِ، وهو شَجَرٌ دَقِيقٌ، وبَزْرُه صِغرٌ حُمْرٌ، يُتَّخَذُ منه خُبْزٌ كأَنَّه خُبْزُ الأُرْز.
ودع: الوداع [الودع]: الترك. {ما ودعك}: ما تركك، ومنه الوداع. 
(ودع) الْمُسَافِر النَّاس فارقهم محييا لَهُم وَالنَّاس الْمُسَافِر شيعوه محبيين لَهُ متمنين لَهُ دعة يصير إِلَيْهَا إِذا قفل وَالشَّيْء تَركه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {مَا وَدعك رَبك} وصانه فِي صوانه وَيُقَال ودع الثَّوْب جعله فِي صوان يصونه وَالصَّبِيّ وضع فِي عُنُقه الودع وفرسه رفهه فَهُوَ مُودع ومودوع (على غير قِيَاس)
ودع
الدّعة: الخفض. يقال: ودعت كذا أدعه وَدْعاً. نحو: تركته، وادعا وقال بعض العلماء:
لا يستعمل ماضيه واسم فاعله وإنما يقال: يَدَعُ ودَعْ ، وقد قرئ: (ما وَدَعَكَ ربّك) [الضحى/ 3] ، وقال الشاعر:
ليت شعري عن خليلي ما الذي غاله في الحبّ حتى ودعه
والتودّع: ترك النّفس عن المجاهدة، وفلان متّدع ومتودّع، وفي دعة: إذا كان في خفض عيش، وأصله من التّرك. أي: بحيث ترك السّعي لطلب معاشه لعناء، والتّوديع أصله من الدّعة، وهو أن تدعو للمسافر بأن يتحمّل الله عنه كآبة السّفر، وأن يبلّغه الدّعة، كما أنّ التّسليم دعاء له بالسّلامة فصار ذلك متعارفا في تشييع المسافر وتركه، وعبّر عن التّرك به في قوله: ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ
[الضحى/ 3] ، كقولك: ودّعت فلانا نحو: خلّيته، ويكنّى بالمودع عن الميّت، ومنه قيل: استودعتك غير مودع، ومنه قول الشاعر:
ودّعت نفسي ساعة التّوديع
و د ع

دعه يفعل كذا، وما ينبغي أن تدعه. ووادعه موادعة: تاركه العداوة. وتوادعوا. وأودعته الوديعة والودائع، واستودعته إياها. وهو في خفض ودعة، وقد ودع وداعة، واتّدع وتودّع. وقال عمر بن أبي ربيعة:

تودّع من نساء الناس طراً ... فأصبح خالصاً بكم يهيم

وفي الحديث: " فقد تودّع منهم " ورجل وديع ووادع ومتدع ومتودع. ونال الملك وادعاً: من غير كلفة. وودّع الثوب توديعاً، وتودّعه: صانه في الميدع وهو الصّوان. قال الراعي:

ثناء تشرق الأحساب منه ... به نتودّع الحسب المصونا

وهذا الجمل يودّع للفحلة: يصان.

ومن المجاز: أودعته سرّي. وأودع الوعاء متاعه. وأودع كتابه كذا. وأودع كلامه معنى حسناً. قال:

أستودع العلم قرطاساً فضيّعه ... فبئس مستودع العلم القراطيس

وسقطت الودائع: الأمطار، لأنها أودعت السحاب. وفلان وديع: للساكن الطائر استعير من المستريح. قال حسان:

وديع وسهل للصديق وإنه ... ليعدل رأس الأصيد المتمايل
ودع
هو مِيْدَاعَةٌ ومُتَّدِعُ: أي صاحِبُ دَعَةٍ وخَفْضٍ، وقد وَدُعَ وَدَاعَةً وهو وادِعٌ ووَدِيْعٌ. واتَّدَعَ تُدَعَةً - على وَزْنِ تُخَمَةٍ - وعليك بالمَوْدُوْعِ، ولا فِعْلِ منه، كما يُقال: المَعْسُوْر. وَوَدَّعْتُ الثَّوْبَ وتَوَدَّعْتُه: صُنْتَه في مِيْدَعٍ، والمِيْدَعُ: يكون ما يُجْعَلُ وقايَةً لغَيْرِه. ويُوْصَفُ به الثَّوبُ المُبْتَذَلُ أيضاً.
ووَدَّعْتُه: تَرَكْتَ إخاءه، وهو من الوَدَاع، ويُقال: لم أُدَعْ وَرائي: أي لم أُتْرَكْ، وأصْلُه، أُوْدَعْ. وهو يَدَعُ كذا، ولا يُقال وَدَعَ إِلاًّ في ضَرورةٍ. والوَدْعُ: مَنَاقِفُ صِغَارٌ تَخْرُجُ من البَحْر. وَوَدْعُ: اسْمٌ من أسماء اليَرْبُوْع. والمُوَادَعَةُ: المُنَاطَقَةُ. والمُصَالَحَةُ أيضاً.
وأوْدَعُ: اسْمٌ للغَرَضِ، يُقال: أنا أوْدَعُ لكَ من كُلِّ شَيْءٍ. والوَدَائعُ: الأمْطَار. والأوْدَعُ من القَنَافِذِ واليَرَابيعِ: شِبْهُ الأبْلَقِ. يُقال: حَمَامٌ أوْدَعُ: إِذا كان في حَوْصَلَتِه بَيَاضٌ.
والمُتَّدِعُ: الذي يَشْكو عِضْواً وسائرُه صَحيحٌ. وأوْدَعْتُه مالاً واسْتَوْدَعْتُه: سَوَاء. وقيل أيضاً: أوْدَعْتُه مالاً: دَفَعْتَه إِليه وَدِيْعةً. وأوْدَعْتُه: قَبِلْتَ وَدِيْعَتَه. والوَدَعُ: شَيْءٌ من الأدْوِيَةِ، مُعَرَّبَةٌ.
(ودع) - في حديث سَهْل بن أَبى حَثْمَه - رضي الله عنه -: "إذَا خَرصْتُم فدَعُوا الثُّلُثَ أَو الرُّبُع"
قيل: معناه: دعوا لهم هذا القدرَ لِيُفرِّقُوه على قَرَابتِهم وجِيرَانِهم بأنفُسِهِم، ويحتمل أن يُريدَ به: إذَا لم يَرْضَوْا بِخَرْصكُم فدَعُوا لهم الثُّلُثَ، ليتَصَرَّفُوا فيه، ويضمَنُوا حَقَّه، ويدَعُوا البَاقى إلى أن يَجِفَّ ويؤخَذَ حَقُّه، لا أنه يُترَكُ لهم ذلك بلا عِوَض، ولا إخَراجِ حَقٍّ.
- في الحديث: "ارْكَبُوا هذه الدّوَابَّ سَاِلمةً، وايْتَدِعُوهَا سَالمَةً" يُقَالُ: ايْتَدَع واتّدَعَ تُدَعَةً على وَزْن تُخَمَة، بمعنَى وَدَعَ وَدَاعَةً، فهو مُتَّدِعٌ؛ أي صاحِبُ دَعَةٍ وخفضٍ، كأنه يُرِيدُ: رَفِّهُوا عنها إذا لم تَحْتاجُوا إلى رُكوبِها.
- في الحديث: "مَنْ تَعَلَّقَ وَدَعَةً فَلَا وَدَعَ الله تعالى له" الوَدَعُ - بفَتح الدَّال وسُكُونِها -: شَىءٌ يكُون في البَحر مُجوَّفٌ يُعَلَّقُ مِن مَخافَة [العَيْن] .
- وقَوله: "لا وَدَع الله تعالى له": أي لا جَعَلَه الله في خَفْضٍ ودَعَةٍ وسُكُونٍ. وقيل: معناه: لا خفَّف الله تعالى عنه ما يَخافُه، مَأخُوذٌ مِن وَدَعَه يَدَعُه: أي تركَه؛ وقَلَّ ما يُسْتَعْمل الماضى منه إلّا كقَول الشّاعِر:
* غَالَهُ في الحبِّ حتى وَدَعَه *
- في الحديث: "أنه وادَعَ بنى فُلانٍ"
: أي سَالَم وصَالَح على أَن يَتركَ كُلُّ واحدٍ منهم صاحِبَه من الحَرب والأَذَى . 

ودع


وَدُعَ(n. ac. وَدَاْعَة)
a. Was quiet, tranquil; stopped.

وَدَّعَa. see I (a) (b).
وَاْدَعَa. Became reconciled to.
b. see I (b)
أَوْدَعَa. Deposited with, intrusted to.
b. Took charge of.
c. [acc. & Ila], Commended, committed to.
d. see I (b)
تَوَدَّعَa. Was deposited &c.
b. Kept, preserved; laid by.
c. Employed.
d. Received the farewell of, parted from.

تَوَاْدَعَa. Made peace.

إِوْتَدَعَ
(ت)
a. see (وَدُعَ).
b. Was left in peace.

إِسْتَوْدَعَa. Recommended to: committed to.

وَدْعa. Tomb, grave; railing, enclosure.
b. Jerboa.

وَدْعَة
(pl.
وَدْع)
a. Shell; amulet.

وَدَعa. see 1 (b)
وَدَعَة
(pl.
وَدَع
& reg. )
a. see 1t
أَوْدَعُa. Quieter, gentler & c.
b. Whitethroated (pigeon).
c. see 1 (b)
مَوْدَعَة
a. [ coll. ], Nest-egg.

مِوْدَع
(pl.
مَوَادِع [] )
a. Workingclothes, every-day dress.
b. Disagreeable, offensive (language).
c. Chest, press, wardrobe.

مِوْدَعa. see 20 (a)
وَاْدِعa. Quiet, gentle, peaceable; tranquil.

وَدَاْعa. Adieux; farewell; leave; valediction.

وَدَاْعَةa. Mildness, gentleness, peaceableness;
mansuetude.

وِدَاْعa. see 22. — 25 (pl.
وُدَعَآءُ)
see 21b. Docile, manageable.
c. ( pl.
وَدَاْئِعُ), Pact, alliance, treaty.
وَدِيْعَة
(pl.
وَدَاْئِعُ)
a. fem. of
وَدِيْعb. Deposit.
c. Rain.

مِوْدَاْعa. see 20I
N. P.
وَدڤعَa. Left, abandoned.
b. see 25 (b)
& دَعَة (a).

N. P.
أَوْدَعَa. see 25 (b)
N. Ag.
تَوَدَّعَa. see 21
N. Ag.
إِوْتَدَعَ
(ت)
a. see 21b. Infirm.

N. Ag.
إِسْتَوْدَعَa. Depositor.

N. P.
إِسْتَوْدَعَa. Depository.
b. Place of deposit.
c. Uterus, matrix.

دَعَة
a. Quiet, quietness, tranquillity.
b. Ease, comfort.
c. see 22t
تُدَْعَة تَدَاعَة
a. see 22t
& دَعَة (a) (b).
وَادِعًا
a. Easily.

ذَات الوَدْع
a. The Temple of Mecca.
b. Noah's Ark.
c. Idols.

دَعْنِي أَفْعَل
a. Let me do; leave me alone.

تُوُدِّع مِنِّي
a. I have been bidden farewell.

مَا لَهُ مِيْدَع
a. He has no one to work for him.
و د ع : وَدَعْتُهُ أَدَعُهُ وَدْعًا تَرَكْتُهُ وَأَصْلُ الْمُضَارِعِ الْكَسْرُ وَمِنْ ثَمَّ حُذِفَتْ الْوَاوُ ثُمَّ فُتِحَ لِمَكَانِ حَرْفِ الْحَلْقِ قَالَ بَعْضُ الْمُتَقَدِّمِينَ وَزَعَمَتْ النُّحَاةُ أَنَّ الْعَرَبَ أَمَاتَتْ مَاضِيَ يَدَعُ وَمَصْدَرَهُ وَاسْمَ الْفَاعِلِ وَقَدْ قَرَأَ مُجَاهِدٌ وَعُرْوَةُ وَمُقَاتِلٌ وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ وَيَزِيدُ النَّحْوِيُّ {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ} [الضحى: 3] بِالتَّخْفِيفِ.
وَفِي الْحَدِيثِ «لَيَنْتَهِيَنَّ قَوْمٌ عَنْ وَدْعِهِمْ الْجُمُعَاتِ» أَيْ عَنْ تَرْكِهِمْ فَقَدْ رُوِيَتْ هَذِهِ الْكَلِمَةُ عَنْ أَفْصَحِ الْعَرَبِ وَنُقِلَتْ مِنْ طَرِيقِ الْقُرَّاءِ فَكَيْفَ يَكُونُ إمَاتَةً وَقَدْ جَاءَ الْمَاضِي فِي بَعْضِ الْأَشْعَارِ وَمَا هَذِهِ سَبِيلُهُ فَيَجُوزُ الْقَوْلُ بِقِلَّةِ الِاسْتِعْمَالِ وَلَا يَجُوزُ الْقَوْلُ بِالْإِمَاتَةِ وَوَادَعْتُهُ مُوَادَعَةً صَالَحْتُهُ وَالِاسْمُ الْوِدَاعُ بِالْكَسْرِ وَوَدَّعْتُهُ تَوْدِيعًا وَالِاسْمُ الْوَدَاعُ بِالْفَتْحِ مِثْلُ سَلَّمَ سَلَامًا وَهُوَ أَنْ تُشَيِّعَهُ عِنْدَ سَفَرِهِ.

الْوَدِيعَةُ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ وَأَوْدَعْتُ زَيْدًا مَالًا دَفَعْتُهُ إلَيْهِ لِيَكُونَ عِنْدَهُ وَدِيعَةً وَجَمْعُهَا وَدَائِعُ وَاشْتِقَاقُهَا مِنْ الدَّعَةِ وَهِيَ الرَّاحَةُ أَوْ أَخَذْتُهُ مِنْهُ وَدِيعَةً فَيَكُونُ الْفِعْلُ مِنْ الْأَضْدَادِ لَكِنْ الْفِعْلُ فِي الدَّفْعِ أَشْهَرُ وَاسْتَوْدَعْتُهُ مَالًا دَفَعْتُهُ لَهُ وَدِيعَةً يَحْفَظُهُ وَقَدْ وَدُعَ زَيْدٌ بِضَمِّ الدَّالِ وَفَتْحِهَا وَدَاعَةً بِالْفَتْحِ وَالِاسْمُ الدَّعَةُ وَهِيَ الرَّاحَةُ وَخَفْضُ الْعَيْشِ وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنْ الْوَاوِ. 
(و د ع) : (لَا تَدَعْهُ) وَلَا تَذَرْهُ أَيْ لَا تَتْرُكْهُ قَالُوا وَلَا يُسْتَعْمَلُ مِنْهُ مَاضٍ وَلَا مَصْدَرٌ وَقَدْ جَاءَ ذَلِكَ نَادِرًا أَنْشَدَ الْأَصْمَعِيُّ لِأَنَسِ بْنِ زُنَيْمٍ
لَيْتَ شِعْرِي عَنْ أَمِيرِي مَا الَّذِي ... غَالَهُ فِي الْحُبِّ حَتَّى وَدَعَهْ
وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَمُجَاهِدٍ أَنَّهُمَا قَرَآ {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى: 3] بِالتَّخْفِيفِ وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا - أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمْ الْجُمُعَاتِ أَوْ لَيُخْتَمَنَّ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَلَيُكْتَبُنَّ مَنْ الْغَافِلِينَ» أَيْ عَنْ تَرْكِهِمْ إيَّاهَا قَالَ شِمْرٌ زَعَمَتْ النَّحْوِيَّةُ أَنَّ الْعَرَبَ أَمَاتُوا مَصْدَرَ يَدَعُ وَالنَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَفْصَحُ الْعَرَبِ وَقَدْ رُوِيَتْ عَنْهُ هَذِهِ الْكَلِمَةُ (وَالْمُوَادَعَةُ) الْمُصَالَحَةُ لِأَنَّهَا مُتَارَكَةٌ (الْوَدِيعَةُ) لِأَنَّهَا شَيْءٌ يُتْرَكُ عِنْدَ الْأَمِينِ يُقَالُ (أَوْدَعْتُ) زَيْدًا مَالًا (وَاسْتَوْدَعْتُهُ إيَّاهُ) إذَا دَفَعْتُهُ إلَيْهِ لِيَكُونَ عِنْدَهُ (فَأَنَا مُودِعٌ وَمُسْتَوْدِعٌ) بِالْكَسْرِ (وَزَيْدٌ مُودَعٌ وَمُسْتَوْدَعٌ) بِالْفَتْحِ (وَالْمَالُ مُودَعٌ وَمُسْتَوْدَعٌ) أَيْ وَدِيعَةٌ (وَالدَّعَةُ) الْخَفْضُ وَالرَّاحَةُ وَمِنْهَا قَوْلُهُ فِي الْعُشْرِ يَنْقُصُ لِلْعَنَاءِ وَيَتِمُّ (لِلدَّعَةِ) وَقَدْ وَدُعَ دَعَةً وَوَدَاعَةً وَبِهَا سُمِّيَ وَالِدُ عَكَّافِ بْنِ (وَدَاعَةَ) الْهِلَالِيُّ وَبِاسْمِ الْفَاعِلَةِ مِنْهُ سُمِّيَ الْحَيُّ مَنْ هَمْدَانَ وَهِيَ الَّتِي يُنْسَبُ إلَيْهَا الْمُنْذِرُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ الْوَدَاعِيُّ فِي السِّيَرِ فِي حَدِيثِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ -.
[ودع] التَوديعُ عند الرحيل. والاسم الوداع بالفتح. وتوديع الفحل: اقتناؤه للفحلة. وقوله تعالى: " ما وَدَّعَكَ رَبُّك " قالوا: ما تركك. وتَوْديعُ الثوبِ: أن تجعله في صوانٍ يصونه. والوَدَعاتُ: مَناقِفُ صِغار تُخْرَجُ من من البحر، وهي خَرَزٌ بيضٌ تتفاوت في الصغر والكبر. قال الشاعر : ولا ألقي لِذي الوَدَعاتِ سَوْطي * لأَخْدَعَهُ وغِرَّتَهُ أُريدُ * الواحدة وَدْعَةٌ وَوَدَعَةٌ أيضاً بالتحريك. قال الشاعر:

والحِلمُ حِلْمُ صبيٍّ يَمْرُثُ الوَدَعَهْ * والدعة: الخفض، والهاء عوض من الواو. تقول منه: وَدُعَ الرجل بالضم، فهو وَديعٌ، أي ساكنٌ، ووادع أيضا، مثل حمض فهو حامض. يقال: نال فلان المكارم وادِعاً من غير كلفةٍ. ورجلٌ مُتَّدِعٌ، أي صاحبُ دَعَةٍ وراحةٍ. والمُوادَعَةُ: المصالحةُ. والتَوادُعُ: التصالحُ. وقولهم: عليك بالمَوْدوعِ، أي بالسكينة والوقار. ولا يقال منه ودعه كما لا يقال من المعسور والميسور عسره ويسره. وقولهم: دع ذا، أي اتركْه. وأصله وَدَعَ يَدَعُ وقد أُميتَ ماضيه، لا يقال وَدَعَهُ وإنَّما يقال تركه، ولا وادِعٌ ولكن تاركٌ، وربما جاء في ضرورة الشعر: وَدَعَهُ فهو مَوْدوعٌ على أصله. وقال : ليتَ شعري عن خليلي ما الذى * غاله في الحُبِّ حتَّى وَدَعَهْ * وقال خُفافُ بن نُدْبة: إذا ما اسْتَحَمَّتْ أرضهُ من سمائِهِ * جَرى وهو مَوْدوعٌ وواعِدُ مَصْدَقِ * أي متروكٌ لا يُضْرَبُ ولا يُزْجَرُ. والوَديعَةُ: واحدة الودائِع. قال الكسائي: يقال أوْدَعْتُهُ مالاً، أي دفعته إليه يكون وديعة عنده. وأودعته أيضاً، إذا دفع إليك مالاً ليكون وديعةً عندك فقبلتَها. وهو من الأضداد. واسْتَوْدَعْتُهُ وَديعَةً، إذا استحفظته إيَّاها. قال الشاعر: اسْتَوْدَعَ العِلْمَ قِرطاساً فَضَيَّعَهُ * فبئسَ مُسْتَوْدَعُ العِلْمَ القراطيسُ * والميدَعُ والميدَعَة : واحدة الموادِعِ. قال الكسائي: هي الثِياب الخُلقانُ التي تُبْتَذَلُ، مثل المَعاوِزِ. والأوْدَعُ: اسمٌ من أسماء اليربوع. وودعان: اسم موضع.
ودع:
ودعوا أموالهم: وضعوا أموالهم في مأمن (ابن بطوطة 281:3).
ودّع في نفسه حاجة: كان لديه حاجة (فريتاج كرست 5:50).
وَدّع: ترك، لم يفعل ne pas faire ( كليلة ودمنة 226) فاضرب لي مثلاً من يَدَعَ ضُرَّ غيره إذا قدر عليه.
ودع: ودعت الريح شكنت واستقرت (ابن جبير 19:315).
ودّع: يسّر له الراحة، أي حقق له راحة البال (المقري 245:1): فإن رأى أمير المؤمنين أن يأمر بفتح باب الصناعة لأدخل عليه منه هوّن على المشي وودع جسمي procurer du repose.
وادع: اتفق مع فلان على (معجم البلاذري).
أودع: تصاغ مع الفعل اللازم ومع الحرف الجر ل أيضاً، أي لفلان (ألف ليلة 3:59:1): ونحن بنات نخاف أن نودع السر لمَنْ لا يحفظهُ.
تودع: ارتاح (معجم البيان اوتوب 230): طلب منه الإجازة إلى الأندلس يتودع بها فسرّحه لذلك (انظر البربرية 7:519:2). وفي (البربرية 473:2): (قضى متودعاً بين أهله وولده). ولعلها التي ينبغي أن تترجم: (انه توفي بسلام وهدوء). وقد ترجمها (دي سلان) لقام بالوداع الأخير، إلا إنني أشك في كون هذه الصيغة تحمل هذا المعنى.
تودع: تمتع بسلام من (البربرية 9:470:2): ثم دخل السلطان إلى قصره واقتعد أريكته وتودع ملكه. وفي (1:471): واستقر كل بمكانه وتودعوا أمرهم.
استودعه أمانة: إتُتَمَن فلاناً على أمانة (بقطر).
استودعك الله: ليحفظك الله! إلا إن جملة استودع الله أرضاً التي وردت في بيت الشعر الآتي تعد بمثابة لعنة أو مسبة:
أستودع الله أرضاً عندما وضحت ... بشائر الصبح فيها بُدلت حلكا
أي لا شيء مشترك يربط بيني وأرضٍ ... الخ.
استودع: طلب الانصراف، قال: الوداع (الكالا).
وَدْعّ وودَع: اسم جمع. الواحدة ودعة: صدف، صدفة (معجم أبي الفداء، معجم مسلم). والودع أيضاً خرز البحر المبرقش في هيئة حبة القهوة المثقوبة في منتصفها (بورسيلين البحر) (تيربونو، وانظر ابن البيطار، المجلد الرابع). ودع وتسمى أيضاً بغوري cauri وهو نقد صدفي كان رائجاً في الهند وأفريقيا السوداء يرميه الغجر في الهواء للكشف عن المستقبل (انظر بركهارت نوبيا 420). إن استعمال الغوري، في موضع النقد، لا يقتصر على الهند وحدا بل في جزر المالديف والسودان .. الخ. (ابن بطوطة Pssim دوماس صحاري 99، 298، 300).
ودع: يقال إن هناك قرب مدينة (سهرورد) أو (شهرزور) يوجد حقل لأشجار من الكروم التي تعطي سنةً أعناباً وفي السنة التي تعقبها ثماراً شديدة الاحمرار وسوداء شديدة السواد وفي نهاياتها، شبيهة بالصدف لذلك سميت بالودع
(معجم الجغرافيا).
ودع: قرابين دينية (جريدة الشرق والجزائر 406:12:، جاكو 296): هدايا (دوماس صحارى 233 وما يعقبها، عادات 328، 329، 356، 66). ودع: عيد أحد قديسّي قبيلة، عيد أحد الأولياء أو مزاره (دوماس عادات، 177:260 و466 وما يعقبها، مرغريت 147).
وداعة: دماثة الخلق أو عذوبته (بقطر).
وداعة: إيداع أو أمانة أو عملية وضع الشيء في المستودع أو تحت الحراسة (رحلة السندباد، طبعة لانجليس 43:14) (بقطر).
وداعة: استئمان، وصية استئمان (اصطلاح قانوني fidéi commis) ( بقطر).
وديعة: هي أيضاً استئمان حين تكون بمعنى التعاقد الذي يتم بوضع شيء في حوزة شخص معين.
وديعة: توصية، شفاعة، تزكية، نصيحة، وصية (الكالا).
في ودائع الله: برعاية الله (رياض النفوس 61) (بعد رحلة في الصحراء): فقال سر في ودائع الله فهذا هو العمران قد قرب منا.
ولله فيه وديعة: أنه في حراسة الله، إنسان ورع (رياض النفوس 100): وكان إذا سلّم عليه أحد نظر إليه نظرة فإن رأى الله تعالى فيه وديعة جلس وانبسط وإن رأى فيه غير ذلك قال علينا شغل.
وديعة والجمع ودائع: وداع (المقدمة 363:3).
وادع. آمن وادع: أمن تام (الإدريسي 405).
مَوْدع: والجمع مودعات: تشير الكلمة، على نحو عام: إلى المكان أو المنقول الذي يراد حراسته، أي إلى الأشياء التي يراد حفظها في موضع أمين، وهذا يمكن أن يكون بناء أو غرفة أو صندوقاً أو تابوتاً (مملوك 108:1:2 ألف ليلة) وذلك وفقاً للظروف والأزمنة والأمكنة. كما إن الكلمة تعني مخزناً أيضاً (البربرية 2:501:1): وباع ما كان بمودعاتهم من الآنية والفرش والخزفي والماعون والمتاع. وفي (5:74 منه): وشحن بالأقوات والأسلحة مخازنها ومودعاتها. وكلمة مودع المال (البربرية 152:2) تنصرف إلى المال العام أو مال الدولة أو بيت المال خاصة (البربرية 152:2
و4:412:5 و7:424 و10:425 و3:447، ابن عبد الملك 51): أمر بحرق بابه وانتقال ماله وتثقيفه في المودع؛ أنظر أيضاً (الجريدة الآسيوية 3:62:1:1851) حيث تبدو هذه العبارة، بوضوح بالرغم من أن ما أعقبها في تحرّف (أنظر 48، عدد 22). ومن معاني المودع، أيضاً، الصندوق الذي تودع فيه الأموال المخصصة للغرض الفلاني والغرض الآخر (مملوك 107:2:2، المقدمة 6:56:2). وهناك أيضاً اصطلاح المودع وحده أو مع كلمة الحكْم وهو صندوق يوضع تحت تصف القاضي يحتوي على الأموال العائدة لليتامى والغائبين (1:1 مملوك و 6:156 الملابس).
مُودَع: مستودع depositaire ( معجم التنبيه).
مَودَعَة: في (محيط المحيط): (المودعة عند العامة بيضة تترك في القن لتستأنس بها الدجاجة فلا تضيع.).
مودوع: موصى عليه recommandé، نازل، موضوع depose ( الكالا).
مستودع consignataire مستودَع مبلغٍ من المال أو تاجر بعثت إليه بضائع للبيع أو بصفة وديعة، أمين استيداع؛ fideicommissaire.
اصطلاح قانوني، عهيد متسلم الوصية الاستئمانية (بقطر).
مستودع الجامع: هو في (قرطاس 7:39 وما بعدها) نوع من أنواع صناديق الصدقات تحفظ فيها، بعناية تامة، النقود والقطع الذهبية التي يضعها فيها المتصدقون. وعند (شيكوري 207) لها معنى آخر: لقد شاهدت رجلاً من أهل القيسارية كان يكثر الجلوس بالمستودع من رحبة المسجد الجامع فكنت أنكر ذلك عليه إذ ليس ذلك بمحل جلوس ولم اعلم سبب ذلك؛ ولقد حدث إن هذا الشخص كان مصاباً بإسهال شديد؛ وسألته عن جلوسه بالمستودع فقال لي هو طريق الحانوت. في الحقيقة إن كلمة مستودع، موضوع البحث، عند (قرطاس) بعيدة عن أن تكون محلاً مفتوحاً للعامة وإنها ذات بابين مغلق كلاهما بقفل ثلاثي.
[ودع] نه: فيه لينتهين أقوام عن "ودعهم" الجمعات أو ليختمن على قلوبهم، أي عن تركهم إياها، من ودعه يدعه: تركه، قال النحاة: العرب أماتوا ماضي يدع ومصدره، ويحمل على القلة للحديث وقد قرئ "ما ودعك ربك" بالخفة. ط: يعني اعتياد ترك الجمعات يغلب الرين على القلوب ويزهد النفوس في الطاعة وذلك يؤدي إلى كونهم من الغافلين. نه: ومنه: إذا لم ينكر الناس المنكر فقد "تودع" منهم، أي أسلموا إلى ما استحقوه من النكير عليهم وتركوا وما استحبوا من المعاصي حتى يكثروا منها فيستوجبوا العقوبة، وهو من المجاز لأن المعتني بإصلاح شأن الرجل إذا يئس من صلاحه تركه واستراح من معاناة النصب معه، أو هو من تودعت الشيء أي صنته في ميدع، يعني قد صاروا بحيث يتحفظ منهم ويتصون كما يتوقى شرار الناس. ومنه ح: إذا مشت هذه الأمة السميهاء فقد "تودع" منها. ومنه ح: اركبوا هذه الدواب سالمة و"ايتدعوها" سالمة، أي اتركوها ورفهوا إذا لم تحتاجوا إلى ركوبها، وهو افتعل من ودع - بالضم - وداعة أي سكن وترفه، وايتدع فهو متدع أي صاحب دعة، أو من ودع - إذا ترك، من اتدع وايتدع على القلب والإدغام والإظهار. ومنه: صلى معه عبد الله بن أنيس وعليه ثوب متمزق قلما انصرف دعا له بثوب فقال: "تودعه" بخلقك هذا، أي صنه به، يريد البس هذا في أوقات الصلاة والاحتفال والتزين، والتوديع أن تجعل ثوبا ًوقاية ثوب أخر وأن تجعله أيضًا في صوان يصونه. وفيه: إذا خرصتم فخذوا و"دعوا" الثلث"؛ الخطابي: ذهب البعض إلى أنه يترك لهم من عرض المال توسعة عليهم لأنه إن أخذ الحق منهم مستوفي أضر بهم فإنه يكون منها الساقطة والهالكة وما يأكله الطير والناس، وقيل: لا يترك لهم شيء شائع في جملة النخل بل يفرد لهم نخلات معدودة قد علم مقدار تمرها بالخرص، وقيل: معناه إذا لم يرضوا بخرصكم فدعوا لهم الثلث أو الربع ليتصرفوا فيه ويضمنوا حقه ويتركوا الباقي إلى أن يجف ويؤخذ حقه، لا أنه يترك لهم بلا عوض ولا إخراج. ط: أي إذا خرصتم فعينوا مقدار الزكاة ثم خذوا ثلثيه واتركوا الثلث لصاحبه حتى يتصدق هو على جيرانه ومن يطلب فلا يحتاج إلى أن يغرم ذلك من مال نفسه، وأصحاب الرأي لا يعتبرون الخرص لإفضائه إلى الربا وزعموا أن أحاديث الخرص كانت قبل تحريم الربا. نه: ومنه: "دع" داعي اللبن - ومر في د. وفيه: لكم يا بني نهد "ودائع" الشرك، أي العهود والمواثيق، من توادع الفريقان - إذا أعطى كل واحد منهما الآخر عهدًا أن لا يغزوه، أعطيته وديعًا أي عهدًا، أو يريد بها ما كانوا استودعوه من أموال الكفار الذين لم يدخلوا في الإسلام، أراد إحلالها لهم لأنها مال كافر قدر عليه من غير عهد ولا شرط، ويدل عليه قوله: ما لم يكن عه ولا موعد. ومنه ح: إنه "وادع" بني فلان، أي صالحهم وسالمهم على ترك الحرب، وحقيقته المتاركة أي يدع كل واحد منهما ما هو فيه. ومنه: وكان كعب القرظي "موادعا" له صلى الله عليه وسلم. وفي ح الطعام: غير مكفور ولا "مودع"، أي غير متروك الطاعة - ومر في كف وفي مدجه:
وفي "مستودع" حيث يخصف الورقولا تؤذوني بإيذاء عترتي وأهل بيتي، وقيل: يعني ليحسن كل واحد منكم على أهله فإذا مات واحد منكم فاتركوا ذكر مساويه أو اتركوا محبته بعد الموت ولا تبكوا عليه. وح: "تدع" الناس من شر، أي تكف عنهم شرك، فإنها أي ودعهم صدقة تصدق بها على نفسك حيث حفظتها عما يرد بها. غ: الحمد لله غير "مودع" ربي، أي غير تارك طاعة ربي أو غير مودع ربي. وح اللقمة: و"لا يدعها" للشيطان - مر في ميط وفي شيط.
ودع
ودَعَ يَدَع، دَعْ، وَدْعًا، فهو وادع، والمفعول مَوْدوع
• ودَع الشَّيءَ: تركه وأهمله (وقلَّما يُستعمل من هذا الفعل صيغ الماضي والمصدر والوصف، وإنَّما الشَّائع صيغتا المضارع والأمر) "لا تَدَع سيَّارتك لأحد غيرك- دعْني وشأنِي- {مَا وَدَعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [ق]- {وَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ} " ° دعْ عنك ذلك: اتركه- لا يَدَع مجالاً للشَّكّ: لا يقبل الجدال، باتّ، قاطع، حاسم.
• ودَع عنده مالاً: حفظه، تركه عنده وديعةً. 

ودُعَ يَودُع، دَعَةً ووَداعةً، فهو وادع ووَديع
• ودُع الشَّخْصُ:
1 - سكن واستقرَّ واطمأنَّ "وديع الطبْع- هو على درجة من الوَداعة لا مثيل لها- كان في عيشه وديعًا".
2 - ترفَّه "ودُع في شيخوخته بعد تقشُّف في شبابه". 

أودعَ يُودع، إيداعًا، فهو مُودِع، والمفعول مُودَع
• أودع أموالَه في الخزينة: صانها "أودع النَّصَّ المعتمد في دار المحفوظات- أودع سيَّارتَه في المخزن".
• أودعَ نقودَه صديقَه: سلَّمها إليه لتكون عنده وَديعة أي أمانة.
• أودعه السِّجْنَ: أدخله فيه "أودع أباه دار المسنّين: أولاها رعايته".
• أودعه سرَّه: باح له به وسأله كتمانه، ائتمنه عليه.
• أودع كلامَه معنًى حسنًا: ضمَّنه هذا المعنى "أودع كتابًا خواطرَه". 

استودعَ يستودع، استيداعًا، فهو مُستودِع، والمفعول مُستودَع
• استودع الشَّخْصَ مالاً: أودعه إيّاه؛ تركه عنده وديعة أي أمانة يستردُّها وقتما شاء "استودعته كلَّ مصوغاتها وسافرت- {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ} ".
• استودعه اللهَ: ودَّعه تاركًا إيّاه في عناية الله "أستودعك اللهَ الذي لا تضيع ودائعه". 

ودَّعَ يودِّع، توديعًا، فهو مُودِّع، والمفعول مُودَّع
• ودَّع فلانٌ فلانًا: شيَّعه عند سفره متمنِّيًا له الدَّعَة والسَّلامة "ودَّعه جميعُ أسرته- *ولم أدْرِ إذْ شَيَّعْتُ كيف أُوَدِّع*".
• ودَّع المسافرُ النَّاسَ: فارقهم مُحيِّيًا لهم "ودَّع الرَّئيسُ كبارَ المسئولين".
• ودَّع الشَّيءَ: تركه وخلاّه "ودَّع العملَ الصَّحفيَّ واشتغل بالتّدريس- {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} ". 

إيداع [مفرد]:
1 - مصدر أودعَ.
2 - (قص) وضع البضائع المستوردة في مخازن تابعة لدوائر الجَمَارك أو تحت إشرافها.
• الإيداع القانونيّ: تسليم نُسَخ محدودة من المنشورات

الجديدة للمكتبة الوطنيّة أو دوائر أخرى قبل توزيعها.
• حجرة الإيداع: مكان كغرفة تُوضع فيه المعاطف أو الطُّرود أو أيَّة موادّ أخرى مؤقّتًا.
• مخزن إيداع: (جر) مخزن لحجز البضائع في الجمرك إلى أن يتمَّ دفع الضَّرائب المفروضة عليها.
• بطاقة الإيداع: (قن) وثيقة بمقتضاها يُوضع الإنسان في السِّجْن.
• شهادة إيداع: (قن) سند كتابة يعطيه البنك إشعارًا بأن المذكور فيه قد أودع عنده مقدارًا محدَّدًا عادة لفترة معيَّنة وبنسبة فائدة ثابتة. 

استيداع [مفرد]:
1 - مصدر استودعَ ° مَخْزَن الاستيداع: إيداع بضائع مؤقّتًا في مخزن.
2 - إعفاء الضَّابط أو الموظَّف من العمل قبل سنّ المعاش "أحيل الضَّابط إلى الاستيداع" ° إحالة على الاستيداع/ إحالة الموظَّف على الاستيداع: إنهاء لخدمة الموظَّف بصفة مؤقَّتة لغرض التَّحقيق أو غيره دون حرمانه من راتبه. 

دَعَة [مفرد]: مصدر ودُعَ. 

مُسْتَوْدَع [مفرد]:
1 - اسم مفعول من استودعَ.
2 - اسم مكان من استودعَ: مكان الوَديعة، مكان الحفظ " {وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا}: المراد: مقرُّها في الأصلاب أو الأرحام أو بعد موتها".
3 - خزّان، مكان تُخْزَن فيه البضائع "مُسْتَوْدَع الأثاث/ البنزين/ الجَمارك- خصَّص مُسْتَوْدَعًا للحبوب". 

وَداع/ وِداع [مفرد]: تشييع المسافر، تبادل الأشخاص عبارات السَّلام في طريق الافتراق إلى وقت قد يكون طويلاً "يكره النَّاسُ لحظات الوَداع- ألقى نظرة وَداع- دَفَعْتُ إليها في الوَداع وديعةً ... وقلتُ احفظيها إنَّني سأعودُ" ° حَفَل وَداع: حفل يُقام لمن يُغادر بلدًا أو عملاً أو يُحال إلى المَعاش- وَداعًا: عبارة مجاملة تقال عند تشييع المسافرين أو عند افتراق الأشخاص- وقَف على ثنية الوَداع: للدَّلالة على هرم الإنسان ومشارفته الفناء. 

وَداعة [مفرد]: مصدر ودُعَ ° فلانٌ ذو وَدَاعة: لطيف- وَدَاعةُ الخُلُق: لينُه ودماثتُه. 

وَدْع [مفرد]: مصدر ودَعَ. 

وَدَعَة [مفرد]: ج وَدَعات ووَدْع ووَدَع:
1 - (حي) خَرَزَة بيضاء في بطنها شقّ كشقّ النَّواةِ، تتفاوت في الصِّغرِ والكِبَرِ، تتخذها بعض الحيوانات الرِّخوة سكنًا وحماية لها من أعدائها "الوَدَعَةُ إلى الوَدَعَةِ قِلادة [مثل]: يُضرب لكلِّ قليلٍ يجتمع فيكثُر".
2 - صدفة، قوقعة، محارة. 

وَديع [مفرد]: ج وُدعاءُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ودُعَ. 

وَديعة [مفرد]: ج وَدائعُ (لغير العاقل):
1 - مؤنَّث وَديع: "فتاة وَديعة".
2 - ما استودعته لتستردَّه فيما بعد "جعل نقودَه في البنك كوديعة- وَديعة تحت الطَّلب" ° ودائع البنوك: ما أودعه العملاء فيها من الأموال- وديعة تحت الطَّلب: وديعة بنكيَّة ماليَّة تُسحب عند الطَّلب من غير إشعار سابق.
3 - أمانة، ما أُودع عندك "ردَّ النَّبي صلّى الله عليه وسلّم الودائعَ إلى أصحابها- ترك نقودَه كوَديعة عندي- وما المال والأهلون إلاّ وديعة ... ولابد يومًا أن تُردّ الودائع" ° الصَّنائع ودائعُ: أي عمل المعروف أمانة، ستُرَدّ إلى صاحبها يومًا ما بأن يُفعل له مثله. 
(ود ع)

الوَدْعُ والوَدَعُ: مناقف صغَار تخرج من الْبَحْرين تزين بهَا العثاكل، وَهِي خرز بيض جَوف فِي بطونها شقّ كشق النواة، واحدتها وَدْعَةٌ ووَدَعَةٌ.

ووَدَّعَ الصَّبِي: وضع فِي عُنُقه الوَدَعَ.

ووَدَّعَ الْكَلْب: قَلّدهُ الوَدَعَ، قَالَ:

يُوَدِّعُ بالأَمْرَاسِ كُلَّ عَمَلَّسٍ ... من المُطْعَماتِ اللَّحْمَ غيرِ الشواجنِ

أَي يقلدها وَدَع الأمراس.

وَذُو الوَدْعِ: الصَّبِي لِأَنَّهُ يقلدها مَا دَامَ صَغِيرا: قَالَ جميل:

ألمْ تَعْلَمي يَا أُمَّ ذِي الوَدْعِ أنَّنِي ... أضَاحِكُ ذِكْرَاكمُ وأنْتِ صَلُود

وَهُوَ يمردني الوَدْع ويمرثني أَي يخدعني كَمَا يخدع الصَّبِي بالودع فيخلى يمرثها، وَيُقَال للأحمق: هُوَ يمرد الودع، يشبه بِالصَّبِيِّ.

والدَّعَةُ والتُّدَعَةُ - على الْبَدَل -: الْخَفْض فِي الْعَيْش، وَدُع وَدَاعَةً فَهُوَ وَدِيعٌ ووَادِع وتَوَدَّعَ واتَّدَعَ. ووَدَّعَه: رفَّهه، وَالِاسْم المَوْدُوعُ، فَأَما قَوْله:

إِذا مَا اسْتَحَمَّتْ أرْضُه منْ سَمائِهِ ... جَرَى وهْوَ مَوْدُوعٌ ووَاعِدُ مَصْدَقِ

فَكَأَنَّهُ مفعول من الدَّعَةِ أَي أَنه ينَال متَّدِعا من الجري مَا يسْبق بِهِ. فَإِن قلت فَإِنَّهُ لفظ مفعول وَلَا فعل لَهُ إِذْ لم يَقُولُوا وَدَعْتُه فِي هَذَا الْمَعْنى قيل: قد تَجِيء الصّفة وَلَا فعل لَهَا كَمَا حُكيَ من قَوْلهم: رجل مفئود للجبان ومدرهم للكثير الدِّرْهَم وَلم يَقُولُوا فئدولا دِرْهَم.

ووَدَعَ الشَّيْء يَدَعُ، واتَّدَعَ، كِلَاهُمَا: سكن، وَعَلِيهِ أنْشد بَعضهم بَيت الفرزدق:

وعَضَّ زَمانٍ يَا بْنَ مَرْوَانَ لم يَدَعْ ... منَ المالِ إلاَّ مُسْحَتٌ أَو مُجَلَّفُ

فَمَعْنَى لم يَدَعْ لم يَتَّدِعْ وَلم يثبت، وَالْجُمْلَة بعد زمَان فِي مَوضِع جر لكَونهَا صفة لَهُ، والعائد مِنْهَا إِلَيْهِ مَحْذُوف للْعلم بموضعه. وَالتَّقْدِير فِيهِ: لم يَدَعْ فِيهِ أَو لأَجله من المَال إِلَّا مسحت أَو مجلف، فيرتفع مسحت بِفِعْلِهِ ومجلف عطف عَلَيْهِ.

وأوْدع الثَّوْب ووَدَّعه: صانه.

والمِيدَعُ والمِيدَعَةُ والمِيدَاعَةُ: مَا وَدَّعَهُ بِهِ قَالَ:

هِيَ الشمسُ إشراقا إِذا مَا تزَيَّنَتْ ... وشِبْهُ النَّقَي مُعْترَّةً فِي الموَادعِ

وثوب ميدع، صفة، قَالَ الضَّبِّيّ:

أُقَدّمُه قُدَّامَ نَفْسِي وأتَّقِى ... بهِ الموْتَ إنَّ الصُّوفَ للخزِّ مِيدَعُ

وَقد يُضَاف.

والمِيدَعُ أَيْضا: الثَّوْب الَّذِي تبتذله الْمَرْأَة فِي بَيتهَا.

والمِيدَع والمِيدَعَةُ: الثَّوْب الْخلق.

ووَدَعَه يَدَعُه: تَركَه، وَهِي شَاذَّة. وَكَلَام الْعَرَب دَعْنِي وذرني ويَدَعُ ويذر وَلَا يَقُولَن: وَدَعْتُك وَلَا وذرتك. استغنوا عَنْهَا بركتك. والمصدر فيهمَا تركا، وَلَا يُقَال: وَدْعا وَلَا وذرا - وحكاهما بَعضهم - وَلَا: وَادِعٌ، وَقد جَاءَ فِي بَيت الْفَارِسِي أنْشدهُ فِي البصريات: فأُّيهُما مَا أتبَعَنَّ فإنَّنِي ... حزِينٌ على تَركِ الَّذِي أَنا وَادِعُ

وَقَرَأَ بَعضهم (مَا وَدَعَك رَبُّك) قَالَ:

وَكَانَ مَا قَدَّمُوا لأنفْسِهمْ ... أكثرَ نفعا من الَّذِي وَدَعُوا

وَقَالَ ابْن جني: إِنَّمَا هَذَا على الضَّرُورَة لِأَن الشَّاعِر إِذا اضْطر جَازَ لَهُ أَن ينْطق بِمَا يبيحه الْقيَاس وَإِن لم يرد بِهِ سَماع، وَأنْشد قَول أبي الْأسود:

ليتَ شِعْرِي عَن خليلي مَا الَّذي ... غالَهُ فِي الحُبّ حتَّى وَدَعَهْ

وَعَلِيهِ قِرَاءَة بَعضهم (مَا وَدَعَك رَبُّك وَمَا قلى) لِأَن التّرْك ضرب من القِلَى، قَالَ: فَهَذَا أحسن من أَن تعل بَاب استحوذ، واستنوق الْجمل. لِأَن اسْتِعْمَال وَدَعَ مُرَاجعَة أصل، واعتلال استحوذ واستنوق وَنَحْوهمَا من الْمُصَحح ترك أصل، وَبَين مُرَاجعَة الْأُصُول وَتركهَا مَا لَا خَفَاء بِهِ. وَقَالُوا: لم يُدَعْ وَلم يذر شَاذ، والأعرف لم يُودَعْ وَلم يوذر. وَهُوَ الْقيَاس.

والوَدَاعُ: التَّرك وَقد ودَّعَه ووَادَعَهُ.

ووَدَّعَه ووَادَعَهُ: دَعا لَهُ. من ذَلِك، قَالَ:

فَهاج جَوىً القَلْبِ ضُمِّنَهُ الهَوى ... بِبيَنْوُنَةٍ يَنْأَى بهَا منْ يُوَادِعُ

وتَوَدَّعَ الْقَوْم وتَوَادَعُوا: وَدَّع بَعضهم بَعْضًا.

والوَدَاعُ: القِلَى.

والمُوَادَعَةُ والتَّوَادُعُ: شبه الْمُصَالحَة.

والوَدِيعُ: الْعَهْد. وَفِي الحَدِيث طهفة قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لكم يَا بني نهد وَدائعُ الشّرك " وتوادَع الْقَوْم: أعْطى بَعضهم بَعْضًا عهدا. وَكله من الْمُصَالحَة. حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

واسْتَوْدَعَهْ مَالا وأوْدَعَه إِيَّاه: دَفعه إِلَيْهِ ليَكُون عِنْده.

وأوْدَعَهُ: قبله مِنْهُ.

والوَدِيعةُ: مَا اسْتُودعَ وَقَوله تَعَالَى (فمسْتقرّ ومُسْتَودَعُ) المُسْتَوْدَعُ: مَا فِي الْأَرْحَام. واستعاره عَليّ رَضِي الله عَنهُ للحكمة وَالْحجّة فَقَالَ " بهم يَحْفَطُ الله حججهم حَتَّى يودعوها نظراءهم ويزرعونها فِي قُلُوب أشباههم.

وطائر أوْدَعُ: تَحت حنكه بَيَاض.

والوَدْعُ والوَدَعُ: اليربوع.

والوَدْعُ: الْغَرَض يرْمى فِيهِ.

والوَدْعُ: وثن.

وَذَات الوَدْعِ: وثن أَيْضا.

وَذَات الوَدْعِ: سفينة نوح عَلَيْهِ السَّلَام، كَانَت الْعَرَب تقسم بهَا فَتَقول: بِذَات الوَدْع. قَالَ عدي بن زيد الْعَبَّادِيّ:

كَلاَّ يمِينا بِذَاتِ الوَدْعِ لوْ حَدَثتْ ... فيكُمْ وقابَل قَبْرُ الماجِدِ الزَّارَا

يَعْنِي بالماجد: النُّعْمَان بن الْمُنْذر، والزار أَرَادَ الزارة بالجزيرة، وَكَانَ النُّعْمَان مرض هُنَالك.

والوَدْعُ - بِسُكُون الدَّال -: حائر يحاط عَلَيْهِ حَائِط يدْفن فِيهِ الْقَوْم موتاهم، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي عَن المسروجي وَأنْشد:

لعمري لقد أوفى ابنُ عَوْف عشِيَّةً ... على ظَهْرِ وَدْع أتْقَن الرَّصْفَ صَانعُهْ

وَفِي الوَدْعِ لَو يَدري ابنُ عَوْف عشيَّةً ... غِنَى الدَّهْر أَو حَتْفٌ لمن هُوَ طالِعُهْ

قَالَ المسروجي: سَمِعت رجلا من بني رويبة ابْن قصية بن نضر بن سعد بن بكر يَقُول: اوفى رجل منا على ظهر وَدْعٍ بالجمهورة وَهِي حرَّة لبني سعد بن بكر، قَالَ: فَسمِعت فِي جَانب الوَدْعِ قَائِلا يَقُول مَا انشدناه، قَالَ فَخرج ذَلِك الرجل حَتَّى أَتَى قُريْشًا فَأخْبر بهَا رجلا من قُرَيْش، فَأرْسل مَعَه بضعَة عشر رجلا فَقَالَ: احفروه واقرءوا الْقُرْآن عِنْده واقلعوه. فَأتوهُ فقلعوا مِنْهُ، فَمَاتَ سِتَّة مِنْهُم أَو سَبْعَة، وَانْصَرف الْبَاقُونَ ذَاهِبَة عُقُولهمْ فَزعًا، فاخبروا صَاحبهمْ. فكفوا عَنهُ. قَالَ وَلم يعد لَهُ بعد ذَلِك أحد، كل ذَلِك حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي عَن المسروجي.

وَجمع الوَدْع: وُدُوعٌ عَن المسروجي أَيْضا.

والوَدَاعُ: وَاد بِمَكَّة، وثنية الوَدَاعِ منسوبة إِلَيْهِ. وَلما دخل النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّة يَوْم الْفَتْح استقبله إِمَاء مَكَّة يصفقن وَيَقُلْنَ: طلع البدْرُ علينا ...من ثنِيَّات الوَداعِ

وَجبَ الشكرُ علينا ... مَا دَعَا للهِ دَاعى

ووادِعَة: قَبيلَة، إِمَّا أَن تكون من هَمدَان، وَإِمَّا أَن تكون هَمدَان مِنْهَا.

ودع: الوَدْعُ والوَدَعُ والوَدَعاتُ: مناقِيفُ صِغارٌ تخرج من البحر

تُزَيَّنُ بها العَثاكِيلُ، وهي خَرَزٌ بيضٌ جُوفٌ في بطونها شَقٌّ كَشَقِّ

النواةِ تتفاوت في الصغر والكبر، وقيل: هي جُوفٌ في جَوْفها دُوَيْبّةٌ

كالحَلَمةِ؛ قال عَقِيلُ بن عُلَّفَة:

ولا أُلْقِي لِذي الوَدَعاتِ سَوْطِي

لأَخْدَعَه، وغِرَّتَه أُرِيدُ

قال ابن بري: صواب إِنشاده:

أُلاعِبُه وزَلَّتَه أُرِيدُ

واحدتها ودْعةٌ وودَعةٌ. ووَدَّعَ الصبيَّ: وضَعَ في عنُقهِ الوَدَع.

وودَّعَ الكلبَ: قَلَّدَه الودَعَ؛ قال:

يُوَدِّعُ بالأَمْراسِ كُلَّ عَمَلَّسٍ،

مِنَ المُطْعِماتِ اللَّحْمَ غيرَ الشَّواحِنِ

أَي يُقَلِّدُها وَدَعَ الأَمْراسِ. وذُو الودْعِ: الصبيُّ لأَنه

يُقَلَّدُها ما دامَ صغيراً؛ قال جميل:

أَلَمْ تَعْلَمِي، يا أُمَّ ذِي الوَدْعِ، أَنَّني

أُضاحِكُ ذِكْراكُمْ، وأَنْتِ صَلُودُ؟

ويروى: أَهَشُّ لِذِكْراكُمْ؛ ومنه الحديث: من تَعَلَّقَ ودَعةً لا

وَدَعَ الله له، وإِنما نَهَى عنها لأَنهم كانوا يُعَلِّقُونَها مَخافةَ العين،

وقوله: لا ودَعَ اللهُ له أَي لا جعله في دَعةٍ وسُكُونٍ، وهو لفظ مبنيّ

من الودعة، أَي لا خَفَّفَ الله عنه ما يَخافُه. وهو يَمْرُدُني الوَدْعَ

ويَمْرُثُني أَي يَخْدَعُني كما يُخْدَعُ الصبيّ بالودع فَيُخَلَّى

يَمْرُثُها. ويقال للأَحمق: هو يَمْرُدُ الوْدَع، يشبه بالصبي؛ قال

الشاعر:والحِلْمُ حِلْم صبيٍّ يَمْرُثُ الوَدَعَهْ

قال ابن بري: أَنشد الأَصمعي هذا البيت في الأَصمعيات لرجل من تميم

بكماله:

السِّنُّ من جَلْفَزِيزٍ عَوْزَمٍ خلَقٍ،

والعَقْلُ عَقْلُ صَبيٍّ يَمْرُسُ الوَدَعَهْ

قال: وتقول خرج زيد فَوَدَّعَ أَباه وابنَه وكلبَه وفرسَه ودِرْعَه أَي

ودَّع أَباه عند سفره من التوْدِيعِ، ووَدَّع ابنه: جعل الوَدعَ في

عُنُقه، وكلبَه: قَلَّدَه الودع، وفرسَه: رَفَّهَه، وهو فرس مُوَدَّعُ

ومَوْدُوع، على غير قِياسٍ، ودِرْعَه، والشيءَ: صانَه في صِوانِه.

والدَّعةُ والتُّدْعةُ

(* قوله« والتدعة» أي بالسكون وكهمزة أفاده

المجد) على البدل: الخَفْضُ في العَيْشِ والراحةُ، والهاء عِوَضٌ من

الواو.والوَديعُ: الرجل الهادئ الساكِنُ ذو التُّدَعةِ. ويقال ذو وَداعةٍ،

وَدُعَ يَوْدُعُ دَعةً ووَداعةً، زاد ابن بري: ووَدَعَه، فهو وَديعٌ

ووادِعٌ أَي ساكِن؛ وأَنشد شمر قول عُبَيْدٍ الراعي:

ثَناءٌ تُشْرِقُ الأَحْسابُ منه،

به تَتَوَدَّعُ الحَسَبَ المَصُونا

أي تَقِيه وتَصُونه، وقيل أَي تُقِرُّه على صَوْنِه وادِعاً. ويقال:

وَدَعَ الرجلُ يَدَعُ إِذا صار إِلى الدَّعةِ والسُّكونِ؛ ومنه قول سويد بن

كراع:

أَرَّقَ العينَ خَيالٌ لم يَدَعْ

لِسُلَيْمى، ففُؤادِي مُنْتَزَعْ

أَي لم يَبْقَ ولم يَقِرَّ. ويقال: نال فلان المَكارِمَ وادِعاً أَي من

غير أَن يَتَكَلَّفَ فيها مَشَقّة. وتوَدَّعَ واتَّدعَ تُدْعةً وتُدَعةً

وودَّعَه: رَفَّهَه، والاسم المَوْدوعُ. ورجل مُتَّدِعٌ أَي صاحبُ دَعَةٍ

وراحةٍ؛ فأَما قول خُفافِ بن نُدْبة:

إِذا ما اسْتَحَمَّتْ أَرضُه من سَمائِه

جَرى، وهو موْدوعٌ وواعِدُ مَصْدَق

فكأَنه مفعول من الدَّعةِ أَي أَنه ينال مُتَّدَعاً من الجرْيِ متروكاً

لا يُضْرَبُ ولا يْزْجَرُ ما يسْبِقُ به، وبيت خفاف بن ندبة هذا أَورده

الجوهري وفسره فقال أَي متروك لا يضرب ولا يزجر؛ قال ابن بري: مَوْدوعٌ

ههنا من الدَّعةِ التي هي السكون لا من الترك كما ذكر الجوهري أي أَنه جرى

ولم يَجْهَدْ كما أَوردناه، وقال ابن بزرج: فرَسٌ ودِيعٌ وموْدوعٌ

ومُودَعٌ؛ وقال ذو الإِصبَع العَدواني:

أُقْصِرُ من قَيْدِه وأُودِعُه،

حتى إِذا السِّرْبُ رِيعَ أَو فَزِعا

والدَّعةُ: من وَقارِ الرجُلِ الوَدِيعِ. وقولهم: عليكَ بالمَوْدوع أَي

بالسكِينة والوقار، فإِن قلت: فإِنه لفظ مفْعولٍ ولا فِعْل له إِذا لم

يقولوا ودَعْتُه في هذا المعنى؛ قيل: قد تجيء الصفة ولا فعل لها كما حُكي

من قولهم رجل مَفْؤودٌ للجَبانِ، ومُدَرْهَمٌ للكثير الدِّرهم، ولم يقولوا

فُئِدَ ولا دُرْهِمَ. وقالوا: أَسْعَده الله، فهو مَسْعودٌ، ولا يقال

سُعِدَ إِلا في لغة شاذة. وإِذا أَمَرْتَ الرجل بالسكينةِ والوَقارِ قلت له:

تَوَدَّعْ واتَّدِعْ؛ قال الأزهري: وعليك بالموْدوعِ من غير أَن تجعل له

فعلاً ولا فاعاً مِثْل المَعْسورِ والمَيْسورِ، قال الجوهري: وقولهم عليك

بالمودوع أَي بالسكينةِ والوقار، قال: لا يقال منه ودَعه كما لا يقال من

المَعْسور والمَيْسور عَسَرَه ويَسَرَه. ووَدَعَ الشيءُ يَدَعُ

واتَّدَعَ، كلاهما: سكَن؛ وعليه أَنشد بعضهم بيت الفرزدق:

وعَضُّ زَمانٍ يا ابنَ مَرْوانَ، لم يَدَعْ

من المال إِلاّ مُسْحَتٌ أَو مُجَلَّفُ

فمعنى لم يَدَعْ لم يَتَّدِعْ ولم يَثْبُتْ، والجملة بعد زمان في موضع

جرّ لكونها صفة له، والعائد منها إِليه محذوف للعلم بموضعه، والتقدير فيه

لم يَدَعْ فيه أَو لأَجْلِه من المال إِلا مُسحَتٌ أَو مُجَلَّف، فيرتفع

مُسْحت بفعله ومجَلَّفُ عطف عليه، وقيل: معنى قوله لم يدع لم يَبْقَ ولم

يَقِرَّ، وقيل: لم يستقر، وأَنشده سلمةُ إِلا مُسْحَتاً أَو مُجَلَّفُ

أَي لم يترك من المال إِلاَّ شيئاً مُسْتأْصَلاً هالِكاً أَو مجلف كذلك،

ونحو ذلك رواه الكسائي وفسره، قال: وهو كقولك ضربت زيداً وعمروٌ، تريد

وعمْرٌو مضروب، فلما لم يظهر له الفعل رفع؛ وأَنشد ابن بري لسويد بن أَبي

كاهل:

أَرَّقَ العَيْنَ خَيالٌ لم يَدَعْ

من سُلَيْمى، فَفُؤادي مُنْتَزَعْ

أَي لم يَسْتَقِرّ. وأَودَعَ الثوبَ ووَدَّعَه: صانَه. قال الأَزهري:

والتوْدِيعُ أَن تُوَدِّعَ ثوباً في صِوانٍ لا يصل إِليه غُبارٌ ولا رِيحٌ.

وودَعْتُ الثوبَ بالثوب وأَنا أَدَعُه، مخفف. وقال أَبو زيد: المِيدَعُ

كل ثوب جعلته مِيدَعاً لثوب جديد تُوَدِّعُه به أَي تَصُونه به. ويقال:

مِيداعةٌ، وجمع المِيدَعِ مَوادِعُ، وأَصله الواو لأَنك ودَّعْتَ به ثوبَك

أَي رفَّهْتَه به؛ قال ذو الرمة:

هِيَ الشمْسُ إِشْراقاً، إِذا ما تَزَيَّنَتْ،

وشِبْهُ النَّقا مُقْتَرَّةً في المَوادِعِ

وقال الأَصمعي: المِيدَعُ الثوبُ الذي تَبْتَذِلُه وتُودِّعُ به ثيابَ

الحُقوق ليوم الحَفْل، وإِنما يُتَّخَذ المِيدعُ لِيودَعَ به المَصونُ.

وتودَّعَ فلان فلاناً إِذا ابتذله في حاجته. وتودَّع ثيابَ صَونِه إِذا

ابتذلها. وفي الحديث: صَلى معه عبدُ الله ابن أُنَيْسٍ وعليه ثوب

مُتَمَزِّقٌ فلما انصرف دعا له بثوب فقال: تَوَدَّعْه بخَلَقِكَ هذا أَي

تَصَوَّنْه به، يريد الْبَسْ هذا الذي دفعته إِليك في أَوقات الاحتفال والتزَيُّن.

والتَّوديعُ: أَن يجعل ثوباً وقايةَ ثوب آخر. والمِيدَعُ والميدعةُ

والمِيداعةُ: ما ودَّعَه به. وثوبٌ مِيدعٌ: صفة؛ قال الضبي:

أُقَدِّمُه قُدَّامَ نَفْسي، وأَتَّقِي

به الموتَ، إِنَّ الصُّوفَ للخَزِّ مِيدَعُ

وقد يُضاف. والمِيدع أَيضاً: الثوب الذي تَبْتَذِله المرأَة في بيتها.

يقال: هذا مِبْذَلُ المرأَة ومِيدعُها، ومِيدَعَتُها: التي تُوَدِّعُ بها

ثيابها. ويقال للثوب الذي يُبْتَذَل: مِبْذَلٌ ومِيدَعٌ ومِعْوز ومِفْضل.

والمِيدعُ والمِيدَعةُ: الثوب الخَلَقُ؛ قال شمر أَنشد ابن أَبي عدْنان:

في الكَفِّ مِنِّي مَجَلاتٌ أَرْبَعُ

مُبْتَذَلاتٌ، ما لَهُنَّ مِيدَعُ

قال: ما لهنَّ مِيدع أَي ما لهن من يَكْفيهنَّ العَمَل فيَدَعُهُنَّ أَي

يصونهُنَّ عن العَمَل. وكلامٌ مِيدَعٌ إِذا كان يُحْزِنُ، وذلك إِذا كان

كلاماً يُحْتَشَمُ منه ولا يستحسن.

والمِيداعةُ: الرجل الذي يُحب الدَّعةَ؛ عن الفراء.

وفي الحديث: إِذا لم يُنْكِر الناسُ المُنْكَرَ فقد تُوُدِّعَ منهم أَي

أُهْمِلو وتُرِكوا وما يَرْتَكِبونَ من المَعاصي حتى يُكثِروا منها، ولم

يهدوا لرشدهم حتى يستوجبوا العقوبة فيعاقبهم الله، وأَصله من التوْدِيع

وهو الترك، قال: وهو من المجاز لأَن المُعْتَنيَ بإِصْلاحِ شأْن الرجل

إِذا يَئِسَ من صلاحِه تركه واسْتراحَ من مُعاناةِ النَّصَب معه، ويجوز أَن

يكون من قولهم تَوَدَّعْتُ الشيءَ أَي صُنْتُه في مِيدَعٍ، يعني قد صاروا

بحيث يتحفظ منهم ويُتَصَوَّن كما يُتَوَقَّى شرار الناس. وفي حديث علي،

كرم الله وجهه: إِذا مََشَتْ هذه الأُمّةُ السُّمَّيْهاءَ فقد تُوُدِّعَ

منها. ومنه الحديث: اركبوا هذه الدوابَّ سالمةً وابْتَدِعُوها سالمة أَي

اتْرُكُوها ورَفِّهُوا عنها إِذا لم تَحْتاجُوا إِلى رُكُوبها، وهو

افْتَعَلَ من وَدُعَ، بالضم، ودَاعةً ودَعةً أَي سَكَنَ وتَرَفَّهَ.

وايْتَدَعَ، فهو مُتَّدِعٌ أَي صاحب دَعةٍ، أَو من وَدَعَ إِذا تَرَكَ، يقال

اتهَدَعَ وابْتَدَعَ على القلب والإِدغام والإِظهار. وقولهم: دَعْ هذا أَي

اتْرُكْه، ووَدَعَه يَدَعُه: تركه، وهي شاذة، وكلام العرب: دَعْني وذَرْني

ويَدَعُ ويَذَرُ، ولا يقولون ودَعْتُكَ ولا وَذَرْتُكَ، استغنوا عنهما

بتَرَكْتُكَ والمصدر فيهما تركاً، ولا يقال ودْعاً ولا وَذْراً؛ وحكاهما

بعضهم ولا وادِعٌ، وقد جاء في بيت أَنشده الفارسي في البصريات:

فأَيُّهُما ما أَتْبَعَنَّ، فإِنَّني

حَزِينٌ على تَرْكِ الذي أَنا وادِعُ

قال ابن بري: وقد جاء وادِعٌ في شعر مَعْنِ بن أَوْسٍ:

عليه شَرِيبٌ لَيِّنٌ وادِعُ العَصا،

يُساجِلُها حمَّاته وتُساجِلُه

وفي التنزيل: ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وما قَلى؛ أَي لم يَقْطَعِ اللهُ

الوحيَ عنك ولا أَبْغَضَكَ، وذلك أَنه، صلى الله عليه وسلم، اسْتأَخر

الوحْيُ عنه فقال ناس من الناس: إِن محمداً قد ودّعه ربه وقَلاه، فأَنزل الله

تعالى: ما ودعك ربك وما قلى، المعنى وما قَلاكَ، وسائر القُرّاء قرؤوه:

ودّعك، بالتشديد، وقرأَ عروة بن الزبير: ما وَدَعَك ربك، بالتخفيف، والمعنى

فيهما واحد، أَي ما تركك ربك؛ قال:

وكان ما قَدَّمُوا لأَنْفُسِهم

أَكْثَرَ نَفْعاً مِنَ الذي وَدَعُوا

وقال ابن جني: إِنما هذا على الضرورة لأَنّ الشاعر إذا اضْطُرَّ جاز له

أَن ينطق بما يُنْتِجُه القِياسُ، وإِن لم يَرِدْ به سَماعٌ؛ وأَنشد قولَ

أَبي الأَسودِ الدُّؤلي:

لَيْتَ شِعْرِي، عن خَلِيلي، ما الذي

غالَه في الحُبِّ حتى وَدَعَهْ؟

وعليه قرأَ بعضهم: ما وَدَعَكَ رَبُّكَ وما قَلى، لأَن الترْكَ ضَرْبٌ

من القِلى، قال: فهذا أَحسن من أَن يُعَلَّ باب اسْتَحْوَذَ واسْتَنْوَقَ

الجَمَلُ لأَنّ اسْتِعْمالَ ودَعَ مُراجعةُ أَصل، وإِعلالُ استحوذ

واستنوق ونحوهما من المصحح تركُ أَصل، وبين مراجعة الأُصول وتركها ما لا خَفاء

به؛ وهذا بيت روى الأَزهري عن ابن أَخي الأَصمعي أَن عمه أَنشده لأَنس بن

زُنَيْمٍ الليثي:

لَيْتَ شِعْرِي، عن أَمِيري، ما الذي

غالَه في الحبّ حتى ودَعْه؟

لا يَكُنْ بَرْقُك بَرْقاً خُلَّباً،

إِنَّ خَيْرَ البَرْقِ ما الغَيْثُ مَعَهْ

قال ابن بري: وقد رُوِيَ البيتان للمذكورين؛ وقال الليث: العرب لا تقول

ودَعْتُهُ فأَنا وادعٌ أَي تركته ولكن يقولون في الغابر يَدَعُ، وفي

الأَمر دَعْه، وفي النهي لا تَدَعْه؛ وأَنشد:

أَكْثَرَ نَفْعاً من الذي ودَعُوا

يعني تركوا. وفي حديث ابن عباس: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال:

لَيَنْتَهيَنَّ أَقوامٌ عن وَدْعِهم الجُمُعاتِ أَو ليُخْتَمَنَّ على

قلوبهم أَي عن تَرْكهم إِيّاها والتَّخَلُّفِ عنها من وَدَعَ الشيءَ يَدَعُه

وَدْعاً إِذا تركه، وزعمت النحويةُ أَنّ العرب أَماتُوا مصدر يَدَعُ

ويَذَرُ واسْتَغْنَوْا عنه بتَرْكٍ، والنبي، صلى الله عليه وسلم، أَفصح العرب

وقد رويت عنه هذه الكلمة؛ قال ابن الأَثير: وإِنما يُحْمل قولهم على قلة

استعماله فهو شاذٌّ في الاستعمال صحيح في القياس، وقد جاء في غير حديث

حتى قرئ به قوله تعالى: ما وَدَعَك ربك وما قَلى، بالتخفيف؛ وأَنشد ابن

بري لسُوَيْدِ بن أَبي كاهِلٍ:

سَلْ أَمِيري: ما الذي غَيَّرَه

عن وِصالي، اليوَْمَ، حتى وَدَعَه؟

وأَنشد لآخر:

فَسَعَى مَسْعاتَه في قَوْمِه،

ثم لَمْ يُدْركْ، ولا عَجْزاً وَدَعْ

وقالوا: لم يُدَعْ ولم يُذَرْ شاذٌّ، والأَعرف لم يُودَعْ ولم يُوذَرْ،

وهو القياس. والوَداعُ، بالفتح: التَّرْكُ. وقد ودَّعَه ووَادَعَه

ووَدَعَه ووادَعَه دُعاءٌ له من ذلك؛ قال:

فهاجَ جَوًى في القَلْبِ ضُمِّنَه الهَوَى،

بِبَيْنُونةٍ يَنْأَى بها مَنْ يُوادِعُ

وقيل في قول ابن مُفَرِّغٍ:

دَعيني مِنَ اللَّوْم بَعْضَ الدَّعَهْ

أي اتْرُكِيني بعضَ الترْك. وقال ابن هانئ في المرريه

(* قوله« في

المرريه» كذا بالأصل ) الذي يَتَصَنَّعُ في الأَمر ولا يُعْتَمَدُ منه على

ثِقةٍ: دَعْني من هِنْدَ فلا جَدِيدَها ودَعَتْ ولا خَلَقَها رَقَعَتْ. وفي

حديث الخَرْصِ: إِذا خَرَصْتُم فخُذُوا ودَعُوا الثلث، فإِن لم تَدَعُوا

الثلث فدَعوا الرُّبعَ؛ قال الخطابي: ذهب بعض أَهل العلم إِلى أَنه

يُتْرَكُ لهم من عُرْضِ المالِ تَوْسِعةً عليهم لأَنه إِن أُخِذَ الحقُّ منهم

مُسْتَوْفًى أَضَرَّ بهم، فإِنه يكون منها الساقِطةُ والهالِكةُ وما

يأْكله الطير والناس، وكان عمر، رضي الله عنه، يأْمر الخُرّاصَ بذلك. وقال

بعض العلماء: لا يُترك لهم شيءٌ شائِعٌ في جملة النخل بل يُفْرَدُ لهم

نَخلاتٌ مَعْدودةٌ قد عُلِمَ مِقْدارُ ثمرها بالخَرْصِ، وقيل: معناه أَنهم

إِذا لم يرضوا بِخَرْصِكُم فدَعوا لهم الثلث أَو الربع ليتصرفوا فيه

ويضمنوا حقّه ويتركوا الباقي إِلى أَن يَجِفَّ ويُؤخذ حَقُّه، لا أَنه يترك لهم

بلا عوض ولا اخراج؛ ومنه الحديث: دَعْ داعِيَ اللَّبنِ أَي اتْرُكْ منه

في الضَّرْع شيئاً يَسْتَنْزِلُ اللَّبَنَ ولا تَسْتَقْصِ حَلْبَه.

والوَداعُ: تَوْدِيعُ الناس بعضهم بعضاً في المَسِيرِ. وتَوْدِيعُ

المُسافِرِ أَهلَه إِذا أَراد سفراً: تخليفُه إِيّاهم خافِضِينَ وادِعِينَ،

وهم يُوَدِّعُونه إِذا سافر تفاؤُلاً بالدَّعةِ التي يصير إِليها إِذا

قَفَلَ. ويقال ودَعْتُ، بالتخفيف، فَوَوَدَعَ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

وسِرْتُ المَطِيّةَ مَوْدُوعةً،

تُضَحّي رُوَيْداً، وتُمْسي زُرَيْقا

وهو من قولهم فرَسٌ ودِيعٌ ومَوْدُوعٌ وموَدَّعٌ. وتَوَدَّعَ القومُ

وتَوادَعُوا: وَدَّعَ بعضهم بعضاً. والتوْدِيعُ عند الرَّحِيل، والاسم

الوَادع، بالفتح. قال شمر: والتوْدِيعُ يكون للحيّ والميت؛ وأَنشد بيت

لبيد:فَوَدِّعْ بالسَّلام أَبا حُرَيْزٍ،

وقَلَّ وداعُ أَرْبَدَ بالسلامِ

وقال القطامي:

قِفي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يا ضُباعا،

ولا يَكُ مَوْقِفٌ مِنْك الوَداعا

أَراد ولا يَكُ مِنْكِ مَوْقِفَ الوَداعِ وليكن موقف غِبْطةٍ وإِقامة

لأَنَّ موقف الوداع يكون لِلفِراقِ ويكون مُنَغَّصاً بما يتلوه من

التبارِيحِ والشوْقِ. قال الأَزهريّ: والتوْدِيعُ،وإِن كان أَصلُه تَخْليفَ

المُسافِرِ أَهْله وذَوِيه وادِعينَ، فإِنّ العرب تضعه موضع التحيةِ والسلام

لأَنه إِذا خَلَّفَ دعا لهم بالسلامة والبقاء ودَعوْا بمثْلِ ذلك؛ أَلا

ترى أَن لبيداً قال في أخيه وقد مات:

فَوَدِّعْ بالسلام أَبا حُرَيْزٍ

أَراد الدعاء له بالسلام بعد موته، وقد رثاه لبيد بهذا الشعر وودَّعَه

تَوْدِيعَ الحيّ إِذا سافر، وجائز أَن يكون التوْدِيعُ تَرْكَه إِياه في

الخفْضِ والدَّعةِ. وفي نوادر الأَعراب: تُوُدِّعَ مِنِّي أَي سُلِّمَ

عَلَيَّ. قال الأَزهري: فمعنى تُوُدِّعَ منهم أَي سُلِّمَ عليهم للتوديع؛

وأَنشد ابن السكيت قول مالك بن نويرة وذكر ناقته:

قاظَتْ أُثالَ إِلى المَلا، وتَرَبَّعَتْ

بالحَزْنِ عازِبةً تُسَنُّ وتُودَعُ

قال: تُودَعُ أَي تُوَدَّعُ، تُسَنُّ أَي تُصْقَلُ بالرَّعْي. يقال:

سَنَّ إِبلَه إِذا أَحْسَنَ القِيامَ عليها وصَقَلَها، وكذلك صَقَلَ فَرَسَه

إِذا أَراد أَن يَبْلُغَ من ضُمْرِه ما يبلغ الصَّيْقَلُ من السيف، وهذا

مثل؛ وروى شمر عن محارب: ودَّعْتُ فلاناً من وادِع السلام. ووَدَّعْتُ

فلاناً أَي هَجَرْتُه. والوَداعُ: القِلى.

والمُوادَعةُ والتَّوادُعُ: شِبْهُ المُصالحةِ والتَّصالُحِ.

والوَدِيعُ: العَهْدُ. وفي حديث طَهْفةَ: قال عليه السلام: لكم يا بني نهْدٍ

ودائِعُ الشِّرْكِ ووضائعُ المال؛ ودائِعُ الشرْكِ أَي العُهودُ والمَواثِيقُ،

يقال: أَعْطَيْتُه وَدِيعاً أَي عَهْداً. قال ابن الأَثير: وقيل يحتمل

أَن يريدوا بها ما كانوا اسْتُودِعُوه من أَمْوالِ الكفار الذين لم يدخلوا

في الإِسلام، أَراد إِحْلالَها لهم لأَنها مال كافر قُدِرَ عليه من غير

عَهْدٍ ولا شرْطٍ، ويدل عليه قوله في الحديث: ما لم يكن عَهْدٌ ولا

مَوْعِدٌ. وفي الحديث: أَنه وادَعَ بَني فلان أَي صالَحَهم وسالَمَهم على ترك

الحرب والأَذى، وحقيقة المُوادعةِ المُتاركةُ أَي يَدَعُ كل واحد منهما ما

هو فيه؛ ومنه الحديث: وكان كعب القُرَظِيُّ مُوادِعاً لرسول الله، صلى

الله عليه وسلم. وفي حديث الطعام: غَيْرَ مَكْفُورٍ ولا مُوَدَّعٍ ،لا

مُسْتَغْنًى عنه رَبّنا أَي غير مَتْرُوكِ الطاعةِ، وقيل: هو من الوَداعِ

وإِليه يَرْجِعُ. وتَوادَعَ القوم: أَعْطى بعضُهم بعضاً عَهْداً، وكله من

المصالحة؛ حكاه الهرويّ في الغريبين. وقال الأَزهري: تَوادَعَ الفَريقانِ

إِذا أَعْطى كل منهم الآخرِينَ عهداً أَن لا يَغْزُوَهُم؛ تقول: وادَعْتُ

العَدُوَّ إِذا هادَنْتَه مُوادَعةً، وهي الهُدْنةُ والمُوادعةُ. وناقة

مُوَدَّعةٌ: لا تُرْكَب ولا تُحْلَب. وتَوْدِيعُ الفَحلِ: اقْتِناؤُه

للفِحْلةِ. واسْتَوْدَعه مالاً وأَوْدَعَه إِياه: دَفَعَه إِليه ليكون عنده

ودِيعةً. وأَوْدَعَه: قَبِلَ منه الوَدِيعة؛ جاء به الكسائي في باب

الأَضداد؛ قال الشاعر:

اسْتُودِعَ العِلْمَ قِرْطاسٌ فَضَيَّعَهُ،

فبِئْسَ مُسْتَودَعُ العِلْمِ القَراطِيسُ

وقال أَبو حاتم: لا أَعرف أَوْدَعْتُه قَبِلْتُ وَدِيعَته، وأَنكره شمر

إِلا أَنه حكى عن بعضهم اسْتَوْدَعَني فُلانٌ بعيراً فأَبَيْتُ أَن

أُودِعَه أَي أَقْبَلَه؛ قال الأَزهري: قاله ابن شميل في كتاب المَنْطِقِ

والكسائِيُّ لا يحكي عن العرب شيئاً إِلا وقد ضَبَطَه وحفِظه. ويقال:

أَوْدَعْتُ الرجل مالاً واسْتَوْدَعْتُه مالاً؛ وأَنشد:

يا ابنَ أَبي ويا بُنَيَّ أُمِّيَهْ،

أَوْدَعْتُكَ اللهَ الذي هُو حَسْبِيَهْ

وأَنشد ابن الأَعرابي:

حتى إِذا ضَرَبَ القُسُوس عَصاهُمُ،

ودَنا منَ المُتَنَسِّكينَ رُكُوعُ،

أَوْدَعْتَنا أَشْياءَ واسْتَوْدعْتَنا

أَشْياءَ، ليْسَ يُضِيعُهُنَّ مُضِيعُ

وأَنشد أَيضاً:

إِنْ سَرَّكَ الرّيُّ قُبَيْلَ النَّاسِ،

فَوَدِّعِ الغَرْبَ بِوَهْمٍ شاسِ

ودِّعِ الغَرْبَ أَي اجعله ودِيعةً لهذا الجَمَل أَي أَلْزِمْه

الغَرْبَ.والوَدِيعةُ:واحدة الوَدائِعِ، وهي ما اسْتُودِعَ. وقوله تعالى:

فمُسْتَقَرٌّ ومُسْتَوْدَعٌ؛ المُسْتَوْدَعُ ما في الأَرحام، واسْتَعاره علي،

رضي الله عنه، للحِكْمة والحُجّة فقال: بهم يَحفظ اللهُ حُجَجَه حتى

يودِعوها نُظراءَهُم ويَزرَعُوها في قُلوبِ أَشباهِهِم؛ وقرأَ ابن كثير وأَبو

عمرو: فمستقِرّ، بكسر القاف، وقرأَ الكوفيون ونافع وابن عامر بالفتح وكلهم

قال: فَمُسْتَقِرّ في الرحم ومستودع في صلب الأَب، روي ذلك عن ابن مسعود

ومجاهد والضحاك. وقال الزجاج: فَلَكُم في الأَرْحامِ مُسْتَقَرٌّ ولكم

في الأَصْلاب مُسْتَوْدَعٌ، ومن قرأَ فمستقِرّ، بالكسر، فمعناه فمنكم

مُسْتَقِرٌّ في الأَحياء ومنكم مُسْتَوْدَعٌ في الثَّرى. وقال ابن مسعود في

قوله: ويعلم مُسْتَقَرَّها ومُسْتَوْدَعها أَي مُستَقَرَّها في الأَرحام

ومُسْتَوْدَعَها في الأَرض. وقال قتادة في قوله عز وجل: ودَعْ أَذاهُم

وتَوَكَّلْ على الله؛ يقول: اصْبِرْ على أَذاهم. وقال مجاهد: ودع أَذاهم أَي

أَعْرِضْ عنهم؛ وفي شعر العباس يمدح النبي، صلى الله عليه وسلم:

مِنْ قَبْلِها طِبْتَ في الظِّلالِ وفي

مُسْتَوْدَعٍ، حيثُ يُخْصَفُ الوَرَقُ

المُسْتَوْدَعُ: المَكانُ الذي تجعل فيه الوديعة، يقال: اسْتَوْدَعْتُه

ودِيعةً إِذا اسْتَحْفَظْتَه إَيّاها، وأَراد به الموضع الذي كان به آدمُ

وحوّاء من الجنة، وقيل: أَراد به الرَّحِمَ.

وطائِرٌ أَوْدَعُ: تحتَ حنَكِه بياض. والوَدْعُ والوَدَعُ: اليَرْبُوعُ،

والأَوْدَع أَيضاً من أَسماء اليربوع.

والوَدْعُ: الغَرَضُ يُرْمَى فيه. والوَدْعُ: وثَنٌ. وذاتُ الوَدْعِ:

وثَنٌ أَيضاً. وذات الوَدْعِ: سفينة نوح، عليه السلام، كانت العرب تُقْسِمُ

بها فتقول: بِذاتِ الودْع؛ قال عَدِيّ بن زيد العبّادِي:

كَلاّ، يَمِيناً بذاتِ الوَدْعِ، لَوْ حَدَثَتْ

فيكم، وقابَلَ قَبْرُ الماجِدِ الزّارا

يريد سفينةَ نوح، عليه السلام، يَحْلِفُ بها ويعني بالماجِدِ النُّعمانَ

بنَ المنذِرِ، والزَّارُ أَراد الزارة بالجزيرة، وكان النعمان مَرِضَ

هنالك. وقال أَبو نصر: ذاتُ الودْعِ مكةُ لأَنها كان يعلق عليها في

سُتُورِها الوَدْعُ؛ ويقال: أَراد بذات الوَدْعِ الأَوْثانَ. أَبو عمرو:

الوَدِيعُ المَقْبُرةُ. والودْعُ، بسكون الدال: جائِرٌ يُحاطُ عليه حائطٌ

يَدْفِنُ فيه القومُ موتاهم؛ حكاه ابن الأَعرابي عن المَسْرُوحِيّ؛

وأَنشد:لَعَمْرِي، لقد أَوْفى ابنُ عَوْفٍ عشِيّةً

على ظَهْرِ وَدْعٍ، أَتْقَنَ الرَّصْفَ صانِعُهْ

وفي الوَدْعِ، لو يَدْري ابنُ عَوْفٍ عشِيّةً،

غِنى الدهْرِ أَو حَتْفٌ لِمَنْ هو طالِعُهْ

قال المسروحيّ: سمعت رجلاً من بني رويبة بن قُصَيْبةَ بن نصر بن سعد بن

بكر يقول: أَوْفَى رجل منا على ظهر وَدْعٍ بالجُمْهُورةِ، وهي حرة لبني

سعد بن بكر، قال: فسمعت قائلاً يقول ما أَنْشَدْناه، قال: فخرج ذلك الرجل

حتى أَتى قريشاً فأَخبر بها رجلاً من قريش فأَرسل معه بضعة عشر رجلاً،

فقال: احْفِرُوه واقرؤوا القرآن عنده واقْلَعُوه، فأَتوه فقلعوا منه فمات

ستة منهم أَو سبعة وانصرف الباقون ذاهبة عقولهم فَزَعاً، فأَخبروا صاحبهم

فكَفُّوا عنه، قال: ولم يَعُدْ له بعد ذلك أَحد؛ كلّ ذلك حكاه ابن

الأَعرابي عن المسروحيّ، وجمع الوَدْعِ وُدُوعٌ؛ عن المسروحي أَيضاً.

والوَداعُ: وادٍ بمكةَ، وثَنِيّةُ الوَداعِ منسوبة إِليه. ولما دخل

النبي، صلى الله عليه وسلم، مكة يوم الفتح استقبله إِماءُ مكةَ يُصَفِّقْنَ

ويَقُلْن:

طَلَعَ البَدْرُ علينا

من ثَنيّاتِ الوداعِ،

وجَبَ الشكْرُ علينا،

ما دَعا للهِ داعِ

ووَدْعانُ: اسم موضع؛ وأَنشد الليث:

ببيْض وَدْعانَ بِساطٌ سِيُّ

ووادِعةُ: قبيلة إِما أَن تكون من هَمْدانَ، وإِمّا أَن تكون هَمْدانُ

منها، وموْدُوعٌ: اسم فرس هَرِمِ بن ضَمْضَمٍ المُرّي، وكان هَرِمٌ قُتِلَ

في حَرْبِ داحِسٍ؛ وفيه تقول نائحتُه:

يا لَهْفَ نَفْسِي لَهَفَ المَفْجُوعِ،

أَنْ لا أَرَى هَرِماً على مَوْدُوعِ

ودع
} الوَدْعَةُ، بالفَتْحِ، ويُحَرَّكُ، ج: {وَدَعَاتٌ، مُحَرَّكَةً: مَناقِيفٌ صِغارٌ، وهِيَ: خَرَزٌ بَيضٌ تَخْرُجُ منَ البَحْرِ تَتفَاوَتُ فِي الصِّغَرِ والكِبَرِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ زادَ فِي اللِّسانِ: جُوفُ البُطونِ، بَيْضاءُ تُزَيَّنُ بهَا العَثَاكِيلُ، شَقُّهَا كشَقِّ النَّواةِ، وقِيلَ: فِي جَوفْهِا دُودَةٌ كَلحْمَةٍ، كَمَا نَقَله الصّاغَانِيُّ عَن اللَّيْثِ، وَفِي اللِّسانِ: دُوَيْبَّةٌ كالحَلَمَةِ تُعَلَّقُ لِدَفْع العَيْنِ، ونَصُّ إبْراهِيمَ الحَرْبِيِّ: تُعَلَّقُ منَ العَيْنِ ومنْهُ الحَدِيثُ: منْ تَعَلَّقَ} ودَعَةً فَلَا {وَدَعَ اللهُ لَهُ.
وقالَ السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْضِ: إنَّ هذهِ الخَرَزاتِ يَقْذِفُها البَحْرُ، وإنَّهَا حَيَوانٌ منْ جَوْفِ البَحْرِ، فَإِذا قَذَفَها ماتَتْ، ولَهَا بَرِيقٌ وحُسْنُ لَوْنٍ وتَصْلُبُ صَلابَةَ الحَجَرِ فَتُثْقَبُ، وتُتَّخَذُ منْهَا القَلائِدُ، واسْمُها مُشْتَقٌّ منْ} وَدَعْتُه بمَعْنَى تَرَكْتُه، لأنَّ البَحْرَ يَنْضُبُ عَنْهَا {ويَدَعُها، فَهِيَ} وَدَعٌ، مِثْلُ قَبْضٍ وقَبَضٍ، فَإِذا قُلْتَ بالسُّكُونِ فهِيَ منْ بابِ مَا سُمِّيَ بالمَصْدَرِ، انْتهى.
وأنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للشّاعِرِ، وهُوَ عَلْقَمَةُ ابنُ عُلَّفَةَ المُرِّيُّ، وَفِي العُبَابِ واللِّسَانِ عَقِيلُ بنُ عُلَّفَةَ:
(وَلَا أُلْقِي لِذِي {الوَدَعاتِ سَوْطِي ... لأخْدَعَهُ وغِرَّتَه أُرِيدُ)
قالَ ابنُ بَرِّي: صَوابُ إنْشادِه:) أُلاعِبُهُ وزَلَّتَه أُرِيدُ ومِثْلُه فِي العُبابِ، ويُرْوَى أيْضاً: ورَبَّتَهُ، ورِيبَتَه، وغِرَّتَهُ.
وشاهِدُ} الوَدْعِ بالسُّكُونِ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:
(كأنَّ أُدْمَانَها والشَّمْسُ جانِحَةٌ ... {وَدْعٌ بأرْجائِهَا فَضٌّ ومَنْظُومُ)
وشاهِدُ المُحَرَّكِ مَا أنْشَدَهُ السُّهَيْليُّ فِي الرَّوْضِ:
(إنَّ الرُّوَاةَ بِلَا فَهْمٍ لما حَفِظُوا ... مِثْلُ الجِمَالِ عَلَيْهَا يُحْمَلُ} الوَدَعُ)

(لَا الوَدْعُ يَنْفَعُهُ حَمْلُ الجِمَالِ لَهُ ... وَلَا الجِمَالُ بحَمْلِ الوَدْعِ تَنْتَفِعُ)
وَفِي البَيْتِ الأخِيرِ شاهِدُ السُّكونِ أيْضاً.
وشاهِدُ {الوَدَعَةِ مَا أنْشَدَهُ الجَوْهَرِيُّ: والحِلْمُ حِلْمُ صَبِيٍّ يَمْرُثُ} الوَدَعَهْ قلتُ: وَهَكَذَا أنْشَدَهُ السُّهَيلِيُّ فِي الرَّوْضِ، والبَيْتُ لأبِي دُوادٍ الرُّؤَاسِيِّ، والرِّوايَةُ:
(السِّنُّ منْ جَلْفَزِيزٍ عَوْزَمٍ خَلَقٍ ... والعَقْلُ عَقْلُ صَبِيٍّ يَمْرُسُ الوَدَعَهْ)
وذاتُ {الوَدَعِ مُحَرَّكَةً، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ بالسُّكُونِ: الأوْثَانُ، ويُقَالُ: هُوَ وَثَنٌ بعَيْنِه، وقِيلَ: سَفِينَةُ نُوحٍ عليهِ السّلامُ، وبكُلٍّ مِنْهُمَا فُسِّرَ قَوْلُ عَدِيِّ ابنِ زَيْدٍ العِبَادِيِّ:
(كَلاّ، يَميناً بذاتِ} الوَدْعِ لَوْ حَدَثَتْ ... فِيكُمْ وقابَلَ قَبْرُ الماجِدِ الزّارا) الأخِيرُ قَوْلُ ابنِ الكَلْبِيِّ، قالَ: يَحْلِفُ بهَا، وكانَتِ العَرَبُ تُقْسِمُ بهَا، وتَقُولُ: بذَاتِ الوَدْعِ، وقالَ أَبُو نَصْرٍ: هِيَ الكَعْبَةُ شَرَّفَهَا اللهُ تَعَالَى، لأنَّهُ كَانَ يُعَلَّقُ {الوَدَعُ فِي سُتُورِهَا فَهَذِهِ ثلاثةُ أقوالٍ.
وذُو} الوَدَعاتِ، مُحَرَّكَةً: لَقَبُ هَبْنَّقَةَ، واسْمُه يَزِيدُ بنُ ثَرْوانَ، أحَدُ بنَي قَيْسِ بنِ ثَعْلَبَةَ، لُقِّبَ بهِ لأنَّه جَعَلَ فِي عُنُقِه قِلادَةً منْ وَدَعٍ وعِظامٍ وخَزَفٍ، مَعَ طُولِ لِحْيَتِه، فسُئلَ عَن ذلكَ فقالَ: لِئَلا أضِلَّ أعْرِفُ بهَا نَفْسِي، فسَرَقَها أخُوهُ فِي لَيْلَةٍ وتَقَلَّدَها، فأصْبَحَ هَبَنَّقَةُ، ورَآهَا فِي عُنُقِهِ فقالَ: أخي، أنتَ أَنا، فمنْ أَنا، فضُرِبَ بحُمْقِه المَثَلُ، فقالُوا: أحْمَقُ منْ هَبَنَّقَةَ، قالَ الفَرَزْدَقُ يهْجُو جَرِيرًا:
(فَلْوْ كانَ ذَا الوَدْعِ بنَ ثَرْوَانَ لالْتَوتْ ... بهِ كَفُّهُ أعْنِي يَزِيدَ الهَبَنَّقَا)
{ووَدَعَه، كوَضَعَهُ} وَدْعاً، {ووَدَّعَهُ} تَوْدِيعاً بمَعْنىً واحدٍ، الأوَّلُ رَواهُ شَمِرٌ عنْ مُحارِبٍ.
والاسْمُ {الوَدَاعُ، بالفَتْحِ، ويُرْوَى بالكَسْرِ أيْضاً وبهِمَا ضَبَطَه شُرّاحُ البُخَارِيِّ فِي حَجَّةِ الوَادعِ، وهُوَ الواقِعُ فِي كُتُبِ الغَرِيبِ، قالَهُ شَيْخُنا، وهُوَ أَي الوَداعُ: تَخْلِيفُ المُسَافِرِ النّاسَ خافِضينَ} وادِعينَ،)
وهُمْ {يُودِّعُونَه إِذا سافَرَ، تَفاؤُلاً بالدَّعَةِ الّتِي يَصِيرُ إليْهَا إِذا قَفَلَ، أَي: يَتْرُكُونَه وسَفَرَه كَمَا فِي العُبابِ، قالَ الأعْشَى:
(} ودِّعْ هُرَيْرَةَ إنَّ الرَّكْبَ مُرْتَحِلُ ... وهَلْ تُطِيقُ {وَداعاً أيُّهَا الرَّجُلُ)
وقالَ شَمِرٌ:} التَّوْدِيعُ يَكُونُ للحَيِّ وللمَيِّتِ، وأنْشَدَ للبَيدٍ يَرْثِي أخاهُ:
( {فوَدِّعْ بالسّلامِ أَبَا حُرَيْزٍ ... وقَلَّ} وَدَاعُ أرْبَدَ بالسَّلامِ) وقالَ القَطامِيُّ:
(قِفِي قَبْلَ التَّفرُّقِ يَا ضُبَاعا ... وَلَا يَكُ مَوْقِفُ مِنْكِ {الوَدَاعا)
أرادَ: وَلَا يكُنْ مِنْكِ مَوْقِفُ الوَداعِ، وليَكُنْ مَوْقِفَ غِبْطَةٍ وإقامَةٍ، لأنَّ مَوْقِفَ الوَداعِ يَكُونُ مُنَغِّصاً من التَّباريحِ والشَّوْقِ، وقالَ الأزْهَرِيُّ:} التَّوْدِيعُ وإنْ كانَ أصْلهُ تَخْلِيفَ المُسَافِرِ أهْلَه وذَوِيهِ {وادِعِينَ، فإنَّ العَرَبَ تَضَعُه مَوْضِعَ التَّحِيَّةِ والسَّلامِ، لأنَّه إِذا خَلَّف دَعَا لَهُمْ بالسَّلامَةِ والبَقَاءِ، ودَعَوْا لَهُ بمِثْلِ ذلكَ، أَلا تَرَى أنَّ لَبِيداً قالَ فِي أخِيهِ وقدْ ماتَ: فوَدِّعْ بالسَّلام أَبَا حُرَيْزٍ أرادَ الدُّعاءَ بالسّلامِ بَعْدَ مَوْتِه، وقدْ رثاهُ لَبِيدٌ بِهَذَا الشِّعْرِ،} ووَدَّعَه {تَوْدِيعَ الحَيِّ إِذا سافَرَ، وجائِزٌ أنْ يَكُونَ} التَّوْدِيعُ: تَرْكَه إيّاهُ فِي الخَفْضِ والدَّعَةِ، انْتَهَى. ومنْهُ قولُه تَعَالَى: مَا {وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى، بالتَّشْدِيدِ، أَي: مَا تَرَكَكَ مُنْذُ اخْتَارَكَ وَلَا أبْغَضَكَ مُنْذُ أحَبَّكَ، ومنْهُ حديثُ أبي أُمَامَةَ عنْدَ رَفْعِ المائِدَةِ غَيْرَ مَكْفُورٍ وَلَا} مُوَدَّعٍ وَلَا مُسْتَغْنىً عَنْهُ رَبَّنَا وقيلَ: مَعْنَاهُ: غيرُ مَتْرُوكِ الطَّاعَةِ. {وَدُعَ الشَّيءُ، ككَرُمَ ووَضَعَ،} وَدْعاً، {وَدَعَةً،} ووَداعَةً، فهُوَ {وَدِيعٌ} ووادِعٌ، سَكَنَ واسْتَقَرَّ وصارَ إِلَى {الدَّعَةِ،} كاتَّدَعَ {تُدْعَةً بالضَّمِّ} وتُدَعَةً كهُمَزَةٍ، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على اللُّغَةِ الأُولَى أَي: {وَدُعَ، ككَرُمَ، وزادَ:} ووادِعٌ أيْضاً أَي: ساكِنٌ، مثل: حَمُضَ فهُوَ حامِضٌ، يُقَالُ: نَالَ فُلانٌ المَكَارِمَ {وادِعاً أَي: منْ غَيرِ كُلْفَة، وأنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لسُوَيْدٍ اليَشْكُرِيِّ:
(أرَّقَ العَيْنَ خَيالٌ لمْ} يَدَعْ ... منْ سُلَيْمَى ففُوادِي مُنْتَزَعْ) أَي لمْ {يَتَّدِعْ، وَلم يَقَرَّ، وَلم يَسْكُنْ، وَفِي اللِّسانِ: وعليْه أنْشَدَ بَعْضُهُمْ بَيْتَ الفَرَزْدَقِ:
(وعَضُّ زَمَانٍ يَا ابْنَ مَرْوانَ لَمْ} يَدَعْ ... منَ المالِ إِلَّا مُسْحَتٌ أَو مُجَلَّفُ)
فمَعْنَى لَمْ يَدَعْ: لَمْ يَتَّدِعْ وَلم يَثْبُتْ، والجُمْلَةُ بَعْدَ زَمان فِي مَوْضِعِ جَرٍّ، لكَوْنِهَا صِفَةً لَهُ، والعائِدُ منْهَا إِلَيْهِ مَحْذُوفٌ للعِلْمِ بموضِعِه، والتَّقْدِيرُ فيهِ: لَمْ يَدَعْ فيهِ، أَو لأجْلِهِ منَ المالِ إِلَّا مُسْحَتٌ أَو مُجَلَّفُ،)
فيَرْتَفِعُ مُسْحَتٌ بفِعْلِه، ومُجَلَّفٌ عَطْفٌ عليهِ، وقيلَ: لم يَسْتَقِرَّ، وأنْشَدَ سَلَمَةُ: إِلَّا مُسْحَتاً أَو مُجَلَّفُ أَي: لم يَتْرُكْ من المالِ إِلَّا شَيئاً مُسْتَأْصَلاً هالِكاً، أَو مُجَلَّفٌ كذلكَ، ونَحْو ذلكَ رَواهُ الكِسَائِيُّ وفَسَّرَهُ.
{والمَوْدُوعُ: السَّكِينَةُ يُقَالُ: عَلَيْكَ} بالمَوْدُوعِ، أَي: السَّكِينَةِ والوَقَارِ، وَلَا يُقَالُ منْهُ: {وَدَعَهُ، كَمَا لَا يُقَالُ منَ المَيْسُورِ والمَعْسُورِ: يَسَرَهُ وعَسَرَهُ كَمَا فِي الصِّحاحِ وقالَ ابنُ سِيدَه: وقدْ تَجِيءُ الصِّفَةُ وَلَا فِعْلَ لَهَا، كَمَا حُكِيَ من قَوْلِهِمْ: رَجُلٌ مَفْؤُودٌ للجَبَانِ، ومُدَرْهَمٌ للكَثِيرِ الدَّراهِمِ، ولمْ يَقُلولوا: فُئِدَ، وَلَا دُرْهِمَ، وقالُوا: أسْعَدَهُ اللهُ، فهُوَ مَسْعُودٌ، وَلَا يُقَالُ: سُعِدَ، إِلَّا فِي لُغَةٍ شاذَّةٍ.
} والوَدِيعَةُ: واحِدَةُ {الوَدَائِعِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ وَهِي مَا} استُودِعَ، وأنْشَدَ الصّاغَانِيُّ للبيدٍ رَضِي الله عَنهُ:
(وَمَا المالُ والأهْلُونَ إِلَّا {وَدِيعَةٌ ... وَلَا بُدَّ يَوْماً أنْ تُرَدَّ الوَدَائِعُ)
وأنْشَدَه الإمامُ مُحْيي الدِّينِ عَبْدُ القادِرِ الطَّبَرِيُّ، إمامُ المَقامِ، فِي طَيِّ كتابٍ إِلَى المُفْتِي وَجِيهِ الدِّينِ عَبْد الرَّحمن بنِ عِيسَى المُرْشِدِيِّ المَكّيّ يُعَزِّيهِ فِي وَلَدِه حُسَيْنٍ مَا نَصّه: فَمَا المالُ والأبْنَاءُ إِلَّا} وَدائِعٌ. . الخ والرِّوايَةُ الصَّحِيحَةُ مَا ذَكَرْنا.
{والوَدِيعُ كأمِيرٍ: العَهْدُ، ج:} ودَائِعُ، ومنْهُ كتَابُ النَّبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لكُمْ يَا بَنِي نَهْدٍ وَدائِعُ الشِّرْكِ، ووَضَائِعُ المالِ أَي العُهُودُ والمَواثِيقُ وهُوَ منْ {تَوادَعَ الفَرِيقانِ: إِذا تعاهدَا على تَرْكِ القِتالِ، وكانَ اسْمُ ذلكَ العَهْدِ} وَدِيعاً، وقالَ ابنُ الأثِيرِ: ويَحْتَمِلُ أنْ يُرِيدُوا بهَا مَا كانُوا {اسْتُودِعُوهُ من أمْوالِ الكُفّارِ الّذِينَ لمْ يَدْخُلوا فِي الإسْلامِ، أرادَ إحلالَها لَهُم، لأنَّهَا مالُ كافِرٍ قُدِرَ عليهِ منْ غَيْرِ عَهْدٍ وَلَا شَرْطٍ، ويَدُلُّ عليهِ قَوْلُه فِي الحديثِ: مالَمْ يَكُنْ عَهْدٌ وَلَا مَوْعِدٌ.
(و) } الوَدِيعُ منَ الخَيْلِ: المُسْتَرِيحُ الصائِرُ إِلَى {الدَّعَةِ والسُّكُونِ،} كالمَوْدُوعِ على غَيْرِ قِيَاسٍ، {والمُودَعِ لم يَضْبِطْه، فاحْتَمَلَ أنْ يَكُونَ كمُكْرَمٍ، كَمَا هُوَ فِي النُّسَخِ كُلِّها، وكمُعَظَّمٍ، وَقد رُوِيَ بالوَجْهَيْنِ، قالَ ابنُ بُزُرْجَ: فَرَسٌ وَدِيعٌ،} ومَوْدُوعٌ، {ومُودَعٌ، وأنْشَدَ لذِي الإصْبَعِ العَدْوَانِيِّ:
(أُقْصِرُ منْ قَيْدِه} وأُودِعُهُ ... حَتَّى إِذا السِّرْبُ ريعَ أَو فَزِعَا)
فَهَذَا يَدُلُّ على أنَّه منْ {أوْدَعَه فَهُو} مُودَوعٌ.
وقالَ ابنُ بَرِّيّ فِي أماليهِ: وتَقُولُ: خَرَجَ زَيْدٌ {فَوَدَّعَ أباهُ وابْنَه وكَلْبَه، وفَرَسَه، وهُوَ فَرَسٌ} مُوَدَّعٌ، {ووَدَّعَه، أَي: وَدَّعَ أباهُ عِنْدَ السَّفَرِ، من} التَّوْدِيعِ، {ووَدَّعَ ابنْه: جَعَلَ} الوَدْعَ فِي عُنُقِهِ، وكَلْبَه: قَلَّدَه)
الوَدْعَ، وفَرَسَه: رَفَّهَهُ، وهُوَ فَرَسٌ {مُوَدَّعٌ} ومَوْدُوعٌ، على غَيْرِ قِياسٍ. {ووَدَعَ الشَّيءَ: صانَهُ فِي صِوانِه، فَهَذَا يَدُلُّ على أنَّه منْ} وَدَعَه فَهُوَ {مُودَعٌ} ومَوْدُوعٌ، ويَشْهَدُ لما قالَهُ ابنُ بُزُرْجَ مَا أنْشَدَ ابنُ السِّكِّيتِ لمِتُمِمِّ بنِ نُوَيْرَةَ رَضِي الله عَنهُ يَصِفُ ناقَتَه:
(قاظَتْ أُثالَ إِلَى الملا وتَرَبَّعَتْ ... بالحَزْنِ عازِبَةً تُسَنُّ {وتُودَعُ)
قالَ:} تُودَعُ، أَي: {تُوَدَّعُ، وتُسَنُّ أَي: تُصْقَلُ بالرِّعْيِ.
} والتُّدْعَةُ، بالضَّمِّ وكهُمَزَةٍ، وسحابَةٍ، {والدَّعَةُ، بالفَتْحِ، على الأصْلِ والهاءُ عِوَضٌ من الواوِ، والتاءُ فِي التُّدْعَةِ على البَدَلِ: الخَفْضُ، والسُّكُونُ والرّاحَةُ، والسَّعَةُ فِي العَيْشِ، وَقد} تَوَدَّعَ {واتَّدَعَ فهُوَ} مُتَّدِعٌ: صاحِبُ {دَعَةٍ وسُكُونٍ ورَاحَةٍ.
} والمِيدَعُ، {والمِيدَعَةُ،} والمِيداعَةُ، بالكَسْرِ فِي الكُلِّ: الثَّوبُ المُبْتَذَلُ، قالَ الكِسَائِيُّ: هِيَ الثِّيَابُ الخُلْقَانُ الّتِي تُبْذَلُ، مِثْلُ المَعاوزِ، وقالَ أَبُو زَيدٍ: {المِيدَعُ: كُلُّ ثَوْبٍ جَعَلْتَه} مِيدَعاً لِثَوْبٍ جَديدٍ {تُودِّعُه بهِ، أَي تَصُونُه بهِ، ويُقَالُ:} مِيداعَةٌ، ج: {مَوادعُ هُوَ جَمْعُ} مِيدَعٍ، وأصْلُه الواوُ، لأنَّكَ {وَدَّعْتَ بهِ ثَوْبَكَ، أَي: رَفَّهْتَه بهِ قالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(هِيَ الشَّمْسُ إشْرَاقاً إِذا مَا تَزَيَّنَتْ ... وشِبْهُ النَّقَى مُقْتَرَّةً فِي} المَوادِعِ)
قالَ الأصْمَعِيُّ: {المِيدَعُ: الثَّوْبُ الّذِي تَبْتذِلُه وتُوَدِّعُ بهِ ثِيَابَ الحُقُوقِ ليَوْمِ الحَفْلِ، وإنَّما يُتَّخَذُ المِيدَعَ} ليُودَعَ بهِ المَصُونُ.
{وتَوَدَّعَ ثِيَابَ صَوْنِه: إِذا ابْتَذَلَها، وَفِي الحديثِ: صَلَّى مَعَهُ عَبْدُ اللهِ بنُ أُنَيْسٍ وعَلَيْهِ ثَوْبٌ ممَزَّقٌ، فلمَّا انْصَرَفَ دَعَا لَهُ بثَوْبٍ، فقالَ:} تَوَدَّعْهُ بخَلَقِكَ هَذَا أَي: صُنْه بهِ، يُرِيدُ: الْبَسْ هَذَا الّذِي دَفَعْتُ إليْكَ فِي أوْقاتِ الاحْتِفَالِ والتَّزَيُّنِ.وثَوْبٌ {مِيدَعٌ صِفَةٌ، وقدْ يُضَافُ، وعَلى الأوَّلِ قَوْلُ الضَّبِّيِّ:
(أُقِدِّمُه قُدّامَ نَفْسِي وأتَّقِي ... بهِ المَوْتَ إنَّ الصُّوفَ للخَزِّ} مِيَدعُ)
ويُقَالُ: هَذَا مِبْذَلُ المَرْأَةِ، {ومِيدَعُها،} ومِيَدَعَتُها الّتِي تُوَدِّعُ بهَا ثِيَابَها، ويُقَالُ للثَّوْبِ الّذِي يُبْتَذَلُ: مِبْذَلٌ {ومِيدَعٌ، ومِعْوَزٌ، ومِفْضَلٌ وقالَ شَمِرٌ: أنشَدَنِي أَبُو عَدْنانَ: فِي الكَفِّ مِنِّي مَجَلاتٌ أرْبَعُ مُبْتَذَلاتٌ مَا لَهُنَّ} مِيدَعُ يُقَالُ: مالَهُ {ميدَعُ، أَي: مالَهُ منْ يَكْفِيهِ العَمَلَ} فيَدَعُه، أَي: يَصُونُهُ عَن العَمَلِ.)
وكَلامٌ {مِيدَعٌ، أَي يُحْزِنُ، لأنَّه يُحْتَشَمُ منْهُ، وَلَا يُسْتَحْسَنُ، قالَه اللِّحْيَانِيُّ.
وحَمامٌ} أوْدَعُ إِذا كانَ فِي حَوْصَلَتِه بَيَاضٌ، نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ وَفِي اللِّسانِ: طائِرٌ {أوْدَعُ: تَحْتَ حَنَكِه بَياضٌ.
وثَنِيَّةُ الوَداعِ: بالمَدِينَةِ، على ساكنها أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام، وقدْ جاءَ ذِكْرُهَا فِي حديثِ ابنِ عُمَرَ فِي مُسَابَقَةِ الخَيْلِ، سُمِّيَتْ لأنَّ منْ سافَرَ منْهَا إِلَى مَكَّةَ، شَرَّفها الله تَعَالَى، كانَ} يُوَدَّعُ ثمَّ، أَي هناكَ ويُشَيَّعُ إلَيْهَا، كَمَا فِي العُبَابِ، والّذِي فِي اللِّسانِ: أنّ الوَداعَ، وادٍ بمَكَّةَ، وثَنِيَّةُ الوَداعِ مَنْسُوبَةٌ إليْهِ، ولَمّا دخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَكَّةَ يَومَ الفَتْحِ اسْتَقْبَلَهُ إماْ مَكَّةَ يُصَفِّقْنَ ويَقُلْنَ:
(طَلَعَ البَدْرُ عَلَيْنَا ... منْ ثَنِيَّاتِ الوَداعِ)

(وجَبَ الشُّكْرُ عَلَيْنَا ... مَا دَعا للهِ داعِ) {ووَداعَةُ: مِخْلافٌ باليَمَنِ، عَن يَمِينِ صَنْعاءَ.
(و) } وَداعَةُ بنُ جُذَامٍ هَكَذَا بالجِيمِ فِي النُّسَخِ، وَفِي مُعْجَمِ الصَّحَابَةِ بالخَاءِ المُعْجَمَةِ، أَو حَرَامٍ، أوْرَدَهُ المُسْتَغْفِرِيُّ، وقالَ: فِي إسْنَادِ حديثهِ نَظَرٌ.
ووَدَاعَةُ بنُ أبي زَيْدٍ الأنْصَارِيُّ شَهِدَ صِفِّينَ معَ عليٍّ، وقُتِلَ أَبوهُ يَوْمَ أحُدٍ.
{وودَاعَةُ بنُ أبي} وَدَاعَةَ السَّهْمِيُّ، هَكَذَا وَقَعَ فِي النُّسَخِ التَّصْرِيحُ باسْمِه، ولَهُ وِفَادَةٌ فِي إسْنَادِ حَديثِه مَقَالٌ، تَفَرَّدَ بهِ الكَلْبِيُّ: صحابِيُّونَ رَضِي الله عَنْهُم.
ووَدَاعَةُ بنُ عَمْرو بنِ عامِرِ بن ناسِج بنِ رافِعِ بنِ ذِي بارِقِ بنِ مالِكِ بنِ جُشَمَ: أَبُو قَبِيلَةِ منْ بَنِي جُشَمَ بنِ حاشِدِ بنِ جُشَمَ بنِ خَيْرانَ بنِ نَوْفِ بنِ هَمْدانَ، منْهُم الأجْدَعُ بنُ مالكِ بنِ أُمَيَّةَ {- الوَدَاعِيُّ ابْن مَعْمَرِ بنِ الحارِثِ بنِ سَعْدِ بنِ عَبدِ اللهِ بنِ وَدَاعَةَ أَو هُوَ} وادِعَةُ بتَقْدِيمِ الألِفِ، كَمَا فِي جَمْهَرَةِ النَّسَبِ عِنْدَ أهْلِ النَّسَبِ، والمَعْرُوفُ عِنْدَنا، والأجْدَعُ المَذْكُورُ أدْرَكُ الإسلامَ، وَبَقِي إِلَى زَمانِ عُمَرَ رَضِي الله عَنهُ.
{ووادِعُ بنُ الأسْوَدِ الرّاسِبِيُّ كَذَا فِي التَّبْصِيرِ، وَهُوَ الصَّوابُ، ووقَع فِي العُبابِ الرِّياشِيّ: مُحَدِّثُ رَوَى عَن الشَّعْبِيِّ.
والقاضِي أَبُو مُسْلِمٍ} وادِعُ بنُ عَبدِ الله المَعَرِّيُّ: ابنُ أخي أبي العَلاءِ أحْمَدَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ سُلَيْمانَ التَّنُوخِيِّ المَعَرّيِّ المَشْهُورِ. {ووَدِيعَةُ بنُ جُذَامٍ هَكَذَا بالجِيمِ، وَفِي المَعاجِمِ بالخاءِ، وهُوَ الّذِي أنْكَحَ ابْنَتَهُ رَجلاً لَمْ تُرِدْهُ، فرَدَّ)
رسولُ اللهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذلكَ النِّكاحَ.
(و) } وَدِيعَةُ بنُ عَمرو الجُهَنِيُّ حَلِيفُ بنِي النَّجّارِ: صحابِيّانِ رَضِي الله عَنْهُمَا، الأخِيرُ بَدْرِيٌّ أُحُدِيٌّ.
{ودَعْهُ، أَي: اتْرُكْهُ، وأصْلُه} ودَعَ {يَدَعُ، كوَضَعَ يَضَعُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ ومنْهُ الحديثُ:} دَعْ مَا يُرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ، وقالَ عَمْرو بنُ مَعْدِ يَكَرِبَ:
(إِذا لمْ تَسْتَطِعْ أمْراً {فدَعْهُ ... وجاوِزْهُ إِلَى مَا تَسْتَطِعْ)
قالَ شَيْخُنا: اخْتَلَفَ أهْلُ النَّظَرِ، هَلْ} دَعْ، وذَرْ مُتَرادِفَانِ أَو مُتَخالِفانِ فذهَبَ قَوْمٌ إِلَى الأوَّلِ، وهُوَ رَأْيُ أكْثَرِ أهْلِ اللُّغَةِ، وذهَبَ أكْثَرُونَ إِلَى الفَرْقِ بَيْنَهُمَا، فقالَ: {دَعْ} ويَدَعْ يُسْتَعْمَلانِ فِيمَا لَا يُذَمُّ مُرْتَكِبُه، لأنَّه منَ {الدَّعَةِ، وهِيَ الرَّاحَةُ، وَلذَا قيلَ لمُفَارَقَةِ النّاسِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً:} مُوَادَعَةٌ وعَدَمَ اعْتِدادٍ، لأنَّهُ منَ الوَذْرِ، وهُوَ قَطْعُ اللُّحَيْمَةِ الحَقِيرَةِ، كَمَا أشارَ إليهِ الرّاغِبُ، فَلِذَا قَالَ تَعَالَى: أتْدُعُونَ بَعْلاً وتَذَرُونَ أحْسَنَ الخالِقِينَ، دُونَ تَدَعُونَ، معَ مَا فيهِ من الجِنَاسِ، وقيلَ: دَعْ: أمْرٌ بالتَّرْكِ قَبْلَ العِلْمِ، وذَرْ بَعْدَهُ، كَمَا نُقِلَ عَن الرّازِيِّ، قيلَ: وَهَذَا لَا يُساعِدُه اللُّغَةُ وَلَا الاشْتِقاقُ، وَقد أُمِيتَ ماضِيهِ، لَا يُقَالُ: {وَدَعَهُ وإنَّمَا يُقَالُ فِي ماضِيهِ: تَرَكَهُ كَمَا فِي الصِّحاحِ وزادَ: وَلَا} وادِعٌ، وَلَكِن تارِكٌ، ورُبَّمَا جاءَ فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ ودَعَهُ، وهُوَ! مَوْدُوعٌ على أصلهِ وقالَ الشّاعِرُ يُقَالُ: هُو أَبُو الأسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ، كَمَا قالَهُ ابنُ جِنِّي، والّذِي فِي العُبابِ أنَّه لأنَسِ بنِ زُنَيْمٍ اللَّيْثِيِّ، ورَوى الأزْهَرِيُّ عَن ابْنِ أخِي الأصْمَعِيِّ أنَّ عَمَّهُ أنْشَدَه لأنَس هَذَا:
(لَيْتَ شِعْرِي عَن خَلِيلي مَا الّذِي ... غالَهُ فِي الحُبِّ حَتَّى {وَدَعَهْ)
وآخرهُ:
(لَا يَكُنْ بَرْقُكَ بَرْقاً خُلَّباً ... إنّ خَيرَ البَرْقِ مَا الغَيْثُ مَعَهْ)
وقالَ ابنُ بَرِّيّ: وقدْ رُوِيَ البَيْتَانِ لهُمَا جَمِيعاً، وقالَ خُفَافُ بنُ نُدْبَةَ:
(إِذا مَا اسْتَحَمَّتْ أرْضُه منْ سَمَائِهِ ... جَرَى وهُوَ} مَوْدُوعٌ وواعِدُ مَصْدَقِ)
أَي مَتْرُوكٌ لَا يُضْرَبُ وَلَا يُزْجَرُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قلتُ: وَفِي كِتابِ تَقْوِيمِ المُفْسَدِ والمُزَالِ عَن جِهَتِه لأبي حاتِمٍ أنّ الرِّوايَةَ فِي قَوْلِ أنَسِ بنِ زُنَيْمٍ السّابِقِ: غالَهُ فِي الوَعْدِ ومَنْ قالَ: فِي الوُدِّ فقد غَلِطَ، وقالَ: كأنَّه كانَ وَعدَه شَيئاً. قلتُ: ويَدُلُّ لهذهِ الرِّوايَةِ البَيْتُ الّذِي بَعْدَهُ، وقدْ تقَدَّمَ.
وقالَ ابنُ بَرِّيّ فِي قَوْلِ خُفَافٍ الّذِي أنْشَدَهُ الجَوْهَرِيُّ {مَوْدُوعٌ هُنا منَ الدَّعَةِ، الّتِي هِيَ السُّكُونُ لَا)
منَ التَّرْكِ، كَمَا ذكَرَ الجَوْهَرِيُّ أَي: أنَّهُ جَرَى ولمْ يَجْهَدْ.
وَفِي اللِّسانِ:} وَدَعَهُ {يَدَعُهُ: تَرَكَه، وَهِي شاذَّةٌ، وكلامُ العَرَبِ} - دَعْنِي وذَرْنِي، {ويَدَعُ ويَذَرُ، وَلَا يَقُولونَ:} وَدَعَتُك، وَلَا وَذَرْتُكَ، اسْتَغْنَوا عنْهَا بتَرْكْتُكَ، والمَصْدَرُ فيهمَا: تَرْكاً، وَلَا يُقَالُ: {وَدْعاً وَلَا وَذْراً، وحكاهُمَا بَعْضُهُم، وَلَا وادِعٌ، وقدْ جاءَ فِي بَيْت أنْشَدَهُ الفارِسِيُّ فِي البَصْرِيّاتِ:
(فأيُّهُما مَا أتْبَعَنَّ فإنَّنِي ... حَزِينٌ على تَرْكِ الّذِي أَنا} وادِعُ) قالَ ابنُ بَرِّيّ: وقدْ جاءَ وادِعٌ فِي شِعْرِ مَعْنِ بنِ أوْسٍ:
(عليهِ شَرِيبٌ لَيِّنٌ وادِعُ العَصَا ... يُسَاجِلُهَا حَمّاتِه وتُسَاجِلُهْ)
وأنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لسُوَيْدٍ اليَشْكُرِيِّ يَصِفُ نَفْسَه:
(فسَعَى مَسْعاتَه فِي قَوْمِه ... ثُمَّ لمْ يُدْرِكْ، وَلَا عَجْزاً {وَدَعْ)
وأنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لآخر:
(سَلْ أمِيرِي مَا الّذِي غَيَّرَه ... عنْ وِصالِي اليَوْمَ حَتَّى} وَدَعَهْ)
وأنْشَدَ الحافِظُ بنُ حَجَرٍ فِي الفَتْحِ:
(ونَحْنُ {وَدَعْنَا آلَ عَمْرو بنِ عامِرٍ ... فَرَائِسَ أطْرَافِ المُثَقَّفَةِ السُّمْرِ)
وقالوُا: لمْ} يُدَعْ ولمْ يُذَرْ شاذٌّ، والأعْرَفُ لم {يُودَعْ وَلم يُوذَرْ، وَهُوَ القِياسُ وقُرِئَ شاذّاً مَا} وَدَعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى، أَي مَا تَرَكَكَ، وَهِي قِرَاءَةُ عُرْوَةَ ومُقَاتِلٍ، وقَرَأ أَبُو حَيْوَةَ وَأَبُو البَرَهْسَمِ وابنُ أبي عَبْلَةَ ويَزِيدُ النَّحْوِيُّ والباقُونَ بالتَّشْدِيدِ، والمَعْنَى فيهمَا واحِدٌ وهِيَ قِرَاءَتُه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فيمَا رَوَى ابنُ عَبّاسٍ رَضِي الله عَنْهُمَا عَنْهُ، وجاءَ فِي الحديثِ: لَيَنْتَهِينَ أقْوَامٌ عنْ {وَدْعِهِم الجُمُعاتِ أَو ليَخْتِمَنَّ اللهُ على قُلُوبِهِم، ثمَّ ليَكُونُنَّ من الغَافِلينَ، رواهُ ابنُ عباسٍ أيْضاً وقالَ اللَّيثُ: العَرَبُ لَا تَقُولُ:} وَدَعْتُه فَأَنا {وادِعٌ، أَي: تَرَكْتُه، ولكنْ يَقُولونَ فِي الغابِرِ:} يدَعُ، وَفِي الأمْرِ {دَعْه، وَفِي النَّهْيِ لَا تَدَعْهُ، وأنْشَدَ:
(وكانَ مَا قَدَّمُوا لأنْفُسِهمْ ... أكْثَرَ نَفْعاً منَ الّذِي} وَدَعُوا)
يَعْنِي تَرَكُوا، وقالَ ابنُ جِنِّي: إنّمَا هَذَا على الضَّرُورَةِ، لأنَّ الشّاعِرَ إِذا اضْطُرَّ جازَ لَهُ أنْ يَنْطِقَ بِمَا يُنْتِجُهُ القيَاسُ، وإنْ لَمْ يُرِدْ بهِ سَماعٌ، وأنْشَدَ قَوْلَ أبي الأسْوَدِ السّابِقَ، قالَ: وعليْهِ قراءَةُ مَا {وَدَعَكَ لأنّ التَّرْكَ ضَرْبٌ من القِلَى، قَالَ: فَهَذَا أحْسَنُ منْ أنْ يُعَلَّ بَاب اسْتَحْوَذَ، واسْتَنْوَقَ الجَمَلُ لأنَّ اسْتِعْمالَ} وَدَعَ مراجَعَةُ أصْلٍ، وإعْلالَ اسْتَحْوَذَ واسْتَنْوَقَ ونَحْوِهِما منَ المُصَحَّحِ تَرْكُ أصْلٍ،)
وبَيْنَ مُراجَعَةِ الأُصُولِ وتَرْكِهَا مَا لَا خَفَاءَ بهِ، قَالَ شَيْخُنَا عِنْدَ قَوْلهِ: وقدْ أُمِيتَ ماضِيهِ، قلتُ: هِيَ عِبَارَةُ أئِمَّةِ الصَّرْفِ قاطِبَةً، وأكْثَرُ أهْلِ اللُّغَةِ، ويُنَافِيه مَا يَأْتِي بأثَرِهِ منْ وُقُوعِه فِي الشِّعْرِ، ووُقُوعِ القَراءَةِ، فَإِذا ثَبَتَ وُرُودُه وَلَو قَلِيلاً فكَيْفَ يُدَّعَى فيهِ الإماتَة قلت: وَهَذَا بعَيْنِه نَصُّ اللَّيثِ، فإنّه قالَ: وزَعَمَتِ النَّحْوِيَّةُ أنَّ العَرَبَ أماتُوا مَصْدَرَ يَدَعُ ويَذَرُ، واسْتَغْنَوا عنْهُ بتَرْكٍ، والنَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أفْصَحُ العَرَبِ، وَقد رُوِيَتْ عَنْهُ هذهِ الكَلِمَةُ، قالَ ابنُ الأثِيرِ: وإنّمَا يُحْمَلُ قَوْلُهُم على قِلَّةِ استِعْمَالِهِ، فهُوَ شاذٌّ فِي الاسْتِعْمَالِ، صَحِيحٌ فِي القِيَاسِ، وَقد جاءَ فِي غَيْرِ حديثٍ، حَتَّى قُرِئَ بهِ قولُه تَعَالَى: مَا وَدَّعَكَ وَهَذَا غايَةُ مَا فَتَحَ السَّمِيعُ العَلِيمُ، فتَبَصَّرْ وكُنْ منَ الشّاكِرِينَ.
{ووَدْعانُ: ع، قُرْبَ يَنْبُعَ وأنْشَدَ اللَّيْثُ: ببيضِ وَدْعَانَ بَسَاطٌ سِيُّ (و) } وَدْعانُ: عَلَمٌ.
{ووَدَعَ الثَّوْبَ بالثَّوْبِ، كوَضَعَ، فأنَا} أدَعُه: صانَهُ عنِ الغُبَارِ، قالَهُ ابنُ بُزُرْجَ.
{ومَوْدُوعٌ: عَلَمٌ، وأيْضاً: اسْمُ فَرَس هَرِمِ بنِ ضَمْضَمٍ المُرِّيّ، وكانَ هَرِمٌ قُتِلَ فِي حَرْب داحس، وفيهِ تَقُولُ نائِحَتُه:
(يَا لَهْفَ نَفْسِي لَهْفَةَ المَفْجُوعِ ... أَلا أرَى هَرِماً على} مَوْدُوعِ) (منْ أجْلِ سَيِّدِنا ومَصْرَعِ جَنْبِه ... عَلِقَ الفُؤادُ بحَنْظَلٍ مَصْدُوع)
وقالَ الكِسائِيّ: يُقَالُ: {أوْدَعْتُه مَالا، أَي: دَفَعْتُه إليْهِ، ليَكُونَ} وَدِيعَةً عِنْدَه.
قالَ: {وأوْدَعْتُه أيْضاً أَي: قَبِلْتُ مَا} أوْدَعَنِيهِ، أَي مَا جَعَلَه {وَدِيعَةً عِنْدِي، ضِدٌّ هَكَذَا جاءَ بِهِ الكِسَائِيِّ فِي بابِ الأضدادِ، وأنْكَرَ الثانيَ شَمِرٌ، وقالَ أَبُو حاتِمٍ: لَا أعْرِفُهُ، قالَ الأزْهَرِيُّ: إِلَّا أنَّه حَكَى عَن بَعْضِهِم:} - اسْتَودَعَنِي فُلانٌ بَعِيراً فأبَيْتُ أنْ {أُودِعَهُ، أَي: أقْبَلَهُ، قالَهُ ابنُ شُمَيْلٍ فِي كِتَابِ المَنْطِقِ، والكِسَائِيُّ لَا يَحْكِي عَنِ العَرَبِ شَيئاً إِلَّا وقَدْ ضَبَطَهُ وحَفِظَهُ، وأنْشَدَ: يَا ابْنَ أبي وَيَا بُنَيَّ أُمِّيَهْ} أوْدَعْتُكَ اللهُ الّذِي هُوَ حَسِبِييَهْ {وتَوْدِيعُ الثَّوْبِ: أنْ تَجْعَلَه فِي صِوَانٍ يَصُونُهُ، لَا يَصِلُ إليهِ غُبَارٌ وَلَا رِيحٌ، نَقَلَه الأزْهَرِيُّ.
ورَجُلٌ} مُتَّدِعٌ، بالإدْغامِ: صاحِبُ {دَعَةٍ ورَاحَةٍ، كَمَا فِي اللِّسانِ.
أَو} مُتَّدِعٌ: يَشْكُو عُضْواً وسائِرُه صَحِيحٌ، كَمَا فِي المُحِيطِ.)
وفَرَسٌ {مَوْدُوعٌ،} وَوَدِيعٌ، {ومُودَع كمُكْرَمٍ: ذُو} دَعَةٍ، وقدْ تقدَّمَ هَذَا بِعَيْنِهِ، وذكَرَ هُنَاكَ أنَّ مُودعاً جاءَ على الأصْلِ، مُخَالِفاً للقياسِ، فإنَّ ماضِيَهُ {وَدَّعَهُ} تَوْدِيعاً: إِذا رَفَّهَه، ثمَّ هَذَا الّذِي ذَكَرَهُ تَكْرارٌ معَ مَا سَبَقَ لَهُ، فتأمَّلْ.
{واتَّدَعَ بالإدْغامِ} تُدْعَةً، {وتُدَعَةً،} وَدَعَةً تقارَّ، قالَ سُوَيْدٌ اليَشْكُرِيُّ، يَصِفُ ثَوْراً وَحْشِياً:
(ثمَّ وَلّى وجِنَابانِ لَه ... منْ غُبَارٍ أكْدَرِيٍّ! واتَّدَعْ) {والوَدْعُ، بالفَتْحِ: القَبْرُ، أَو الحَظِيرَةُ حَوْلَه، والّذِي حكاهُ ابنُ الأعْرَابِيّ عَن المَسْرُوحِيِّ أنّ الوَدْعَ: حائِرٌ يُحَاطُ عليهِ حائِطٌ، يَدْفِنُ فيهِ القَوْمُ مَوْتاهُم، وأنْشَدَ:
(لعَمْرِي لقَدْ أوْفَى ابنُ عَوْفٍ عَشِيَّةً ... على ظَهْرِ} وَدْعٍ أتْقَنَ الرَّصْفَ صانِعُه)

(وَفِي {الوَدْعِ لوْ يَدْرِي ابْنُ عَوْفٍ عَشِيَّةً ... غِنَى الدَّهْرِ أَو حَتْفٌ لمَنْ هُوَ طالِعُهْ)
ولهذينِ البَيْتَيْنِ قِصَّةٌ غَرِيبَةٌ نَقَلها المَسْرُوحِيُّ، تقدَّمَ ذِكْرُها فِي جمهر وجَمْعُ الوَدْعِ وُدُوعٌ، عَن المسروحِيِّ أيْضاً.
والوَدْعُ: اليَرْبُوعُ، ويُحَرَّكُ، كِلاهُمَا فِي المُحِيطِ، وَفِي اللِّسانِ} كالأوْدَعِ وَهَذَا عَن الجَوْهَرِيِّ، قَالَ: هُوَ من أسْمَائِهِ.
{واسْتَوْدَعْتُه} وَدِيعَةً: اسْتْحَفَظْتُه إيّاهَا قالَ الشّاعِرُ:
( {استُودِعَ العِلْمَ قِرْطَاسٌ فَضَيَّعَهُ ... فَبِئسَ} مُسْتَوْدَعُ العِلْمِ القَرَاطِيسُ)
كَمَا فِي الصِّحاحِ وَفِي اللِّسانِ: {اسْتَوْدَعَهُ مَالا، وأوْدَعَهُ إيّاهُ: دَفَعَهُ إليْه ليَكُونَ عِنْدَهُ وَدِيعَةً، وأنْشَدَ ابنُ الأعْرَابِيّ:
(حَتَّى إِذا ضَرَبَ القُسُوسُ عَصَاهُمُ ... ودَنَا من المُتَنَسِّكِينَ رُكُوعُ)

(} أوْدَعْتَنا أشْيَاءَ واسْتَوْدَعْتَنَا ... أشْيَاءَ لَيْسَ يُضِيعُهُنَّ مُضِيعُ)
{والمُسْتَوْدَعُ، على صِيغَةِ المَفْعُولِ، فِي شِعْرِ سَيِّدِنا أبي عبدِ اللهِ العَبّاسِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ يمْدَحُه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم:
(منْ قَبْلِها طِبْتَ فِي الظِّلالِ وَفِي ... } مُسْتَوْدَعٍ حَيْثُ يُخْصَفُ الوَرَقُ)
هُوَ المَكَانُ الّذِي تُجْعَلُ فيهِ! الوَدِيعَةُ، وأرادَ بهِ المَكَان الّذِي جُعِلَ فيهِ آدَمُ وحَوّاءُ، عَلَيْهِما السَّلامُ منَ الجَنَّةِ، {واسْتُودَعاهُ، وقولُه: يُخْصَفُ الوَرَقُ، عَنَى بهِ قَوْلَه تَعَالَى: وطَفِقَا يَخْصِفانِ عليهِمَا منْ وَرَقِ الجَنَّةِ وقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:)
(كأنَّهَا أُمُّ ساجِي الطَّرْفِ أخْدَرَهَا ... } مُسْتَوْدَعٌ خَمَرَ الوَعْسَاءِ مَرْخُومُ)
أَي تُوارِي وَلَدَ هَذِه الظَّبْيَةِ الخَمَرُ، وقَوْلُ عَبْدَةَ بنِ الطَّبِيبِ العَبْشَمِيّ:
(إنَّ الحَوَادِثَ يَخْتَرِمْنَ، وإنَّمَا ... عُمْرُ الفَتَى فِي أهْلِه {مُسْتَوْدَعُ)
أَي} وَدِيعَةُ يُسْتعادُ ويُسْتَرَدُ.
أَو {المُسْتَوْدَعُ: الرَّحِمُ وقوْلُه تَعَالَى: فمُسْتَقَرٌّ} ومُسْتَوْدَعٌ المُسْتَوْدَعُ: مَا فِي الأرْحَامِ وقرَأ ابنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْروٍ: فمُسْتَقِرٌّ بكسرِ القافِ، وقَرَأ الكُوفِيُّونَ، ونافِعٌ وابنُ عامِرٍ، بالفَتْحِ، وكُلُّهُم قالُوا: فمُسْتَقَرٌّ فِي الرَّحِمِ، ومُسْتَوْدَعٌ فِي صُلْبِ الأبِ، رُوِيَ ذلكَ عَن ابْنِ مَسْعُودٍ، ومُجَاهِدٍ، والضَّحّاكِ ومنْ قَرَأَ بكَسْرِ القافِ قالَ: مُسْتَقِرٌّ فِي الأحْيَاءِ، ومُسْتَوْدَعٌ فِي الثَّرَى.
{ووادَعَهُمْ مُوادَعَةً: صالحَهُم وسالَمَهُمْ على تَرْكِ الحَرْبِ والأذَى، وأصْلُ} المُوَادَعَةِ: المُتَارَكَةُ، أَي: يَدَعُ كُلُّ واحِدٍ مِنْهُمَا مَا هُوَ فيهِ، ومنْهُ الحديثُ: كانَ كَعْبٌ القُرَظِيُّ {مُوَادِعاً لرسولِ اللهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.
} وتَوَادَعَا: تَصَالحَا، وأعْطَى كُلُّ واحِدٍ مِنْهُمْ: الآخَرَ عَهْداً أَلا يَغْزُوه، قالَهُ الأزْهَريُّ.
! وتَوَدَّعه: صانَهُ فِي مِيدَعٍ أَي صِوانٍ عَن الغُبَارِ، وأنْشَدَ شَمِرٌ قولَ عُبَيْدٍ الرّاعِي: (وتَلْقَى جارَنَا يُثْنِي عَلَيْنَا ... إِذا مَا حانَ يَوْماً أَن يَبِينَا)

(ثَناءً تُشْرِقُ الأحْسَابُ مِنْهُ ... بهِ {نَتَوَدَّعُ الحَسَبَ المَصُونَا)
أَي نَقِيهِ ونَصُونُه، وقيلَ: أَي نُقِرُّه على صَوْنِه} وادِعاً.
(و) {تَوَدَّعَ فلانٌ فُلاناً: ابْتَذلَهُ فِي حاجَتِهِ، وكذلكَ تَوَدَّعَ ثِيابَ صَوْنِه: إِذا ابْتَذَلَها، فكأنَّهُ ضِدٌّ.
ويُقَالُ:} تُوُدِّعَ مني، مَجْهُولاً، أَي: سُلِّمَ عليَّ، كَذَا فِي نَوَادِرِ الأعْرابِ.
وقوْلُه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِذا رَأْيتَ أُمَّتِي تَهابُ الظّالِمَ، أنْ تَقُولَ: إنَّكَ ظالمٌ، فقَدْ تُوُدِّعَ منْهُم أَي اسْتُرِيحَ منْهُم وخُذِلُوا، وخُلِّيَ بَيْنَهُم وبَيْنَ مَا يَرْتَكِبُونَ منَ المَعاصِي حَتَّى يُكْثِرُوا منْهَا، وَلم يُهْدَوا لرُشْدِهِمْ حَتَّى يَسْتَوْجِبُوا العُقُوبَةَ فيُعاقِبُهُم اللهُ تَعَالَى، وهُوَ منَ المجازِ، لأنَّ المُعْتَنِيَ بإصْلاحِ شَأْنِ الرَّجُلِ إِذا يَئسَ منْ صَلاحِهِ تَرَكَه، واسْتَراحَ منْ مُعاناةِ النَّصَبِ مَعَه، ومنْهُ الحديثُ الآخَرُ: إِذا لَمْ يُنْكِرِ النّاسُ المُنْكَرَ فقدْ تُوُدِّعَ منْهُم، وَفِي حديثِ عليٍّ رَضِي الله عَنهُ: إِذا مَشَتْ هذهِ الأُمَّةُ السُّمَّيْهَي، فقدْ تُوُدِّعَ منْهَا، أَو مَعْناه: صارُوا بحَيْثُ تُحُفِّظَ منْهُم وتُوُقِّيَ وتُصُوِّنَ، كَمَا يُتَوَقَّى منْ شِرارِ النّاسِ ويُتَحَفَّظُ منْهُم، مَأْخُوذٌ منْ قَوْلِهِم: {تَوَدَّعْتُ الشَّيءَ: إِذا صُنْتَهُ فِي} مِيدَعٍ.)
وممّا يستدْرَكُ عليهِ: {وَدَّعَ صَبِيَّهُ} تَوْديعاً: وَضَعَ فِي عُنُقِهِ الوَدَعَ.
والكَلْبَ: قَلَّدَه {الوَدَعَ، نَقَلَه ابنُ بَرِّيّ، وقالَ الشّاعِرُ:} يُوَدِّعُ بالأمْرَاسِ كُلَّ عَمَلَّسٍ منَ المُطْعِماتِ اللَّحْمِ غَيْرِ الشّواحِنِ أَي: يُقَلِّدُهَا وَدَعَ الأمْراسِ.
وَذُو الوَدْعِ: الصَّبِيُّ، لأنّه يُقَلَّدُهَا مَا دامَ صَغِيراً، قالَ جَمِيلٌ:
(ألمْ تَعْلَمِي يَا أُمَّ ذِي الوَدْعِ أنَّنِي ... أُضاحِكُ ذِكْراكُمْ وأنْتِ صَلُودُ)
وَفِي الحديثِ: منْ تَعلَّقَ {وَدْعَةً لَا وَدَعَ اللهُ لَهُ، أَي: لَا جَعَلَهُ فِي} دَعَةٍ وسُكُونٍ، وهُوَ لَفْظٌ مَبْنِيٌ منَ {الوَدَعَة، أَي: لَا خَفَّفَ اللهُ عنْهُ مَا يَخَافُه.
وهُوَ يَمْرُدُنِي} الوَدْع، ويَمْرُثُني، أَي: يَخْدَعُنِي، كَمَا يُخْدَعُ الصَّبِيُّ {بالوَدْعِ، فيُخَلَّى يَمْرُثُها، ويُقَالُ للأحْمَقِ: هُوَ يَمْرُدُ الوَدْعَ، يُشَبَّهُ بالصَّبِيِّ.
وفَرَسٌ} مُوَدَّعٌ، كمُعَظَّمٍ: مَصُونٌ مُرَفَّهٌ.
ودِرْعٌ {مُوَدَّعٌ: مَصُونٌ فِي الصِّوانِ.
} والوَدِيعُ: الرَّجُلُ السّاكِنُ الهَادئُ ذُو {التُّدْعَةِ.
} وتَوَدَّعَهُ: أقَرَّهُ على صَوْنِهِ {وادِعاً، وبهِ فُسِّرَ قَوْلُ الرّاعِي، وقدْ تقَدَّمَ.
} وتَوَدَّعَ الرَّجُلُ: {اتَّدَعَ، فهُوَ} مُتَوَدِّعٌ، {والدَّعَةُ منْ وَقارِ الرَّجُلِ الوَدِيعِ، وَإِذا أمَرْتَ الرَّجُلَ بالسَّكِينَةِ والوَقَارِ قلتَ:} تَوَدَّعْ، {واتَّدِعْ.
وأوْدَعَ الثَّوْبَ: صانَهُ.
} والمِيدَاعَةُ: الرَّجُلُ الّذِي يُحِبُّ الدَّعَةَ، قالَهُ الفَرّاءُ.
{وإِبتَدَعَ الدَّابَّة: رفهها وَتركهَا وَلم يَتْرُكهَا وَهُوَ افتعل من} وَدُعَ ككرم
وإيتَدَعَ بنَفْسِه: صارَ إِلَى الدَّعَةِ، {كاتَّدَعَ، على القَلْبِ والإدْغامِ والإظْهَارِ.
} والمُوَادَعَةُ: {الدَّعَةُ والتَّرْكُ، فمِنَ الأوَّلِ: قَوْلُ الشّاعِرِ:
(فهاجَ جوَىً فِي القَلْبِ ضُمِّنَهُ الهَوَى ... ببَيْنُونَةٍ يَنْأى بهَا منْ} يُوَادِعُ) ومنَ الثّانِي: قَوْلُ ابنِ مُفَرِّغٍ: {- دَعيني منَ اللَّوْمِ بَعْضَ} الدَّعَهْ ويُقَالُ: {وَدَعْتُ، بالتَّخْفِيفِ،} فوَدَعَ، بمَعْنَى {وَدَّعْتُ} تَوْدِيعاً، وأنْشَدَ ابنُ الأعْرَابِيّ:)
(وسِرْتُ المَطِيَّةَ {مَوْدُوعَةً ... تُضَحِّي رُوَيْداً وتَمْشِي زَرِيفَا)
} وتَوَدَّعَ القَوْمُ، {وتَوادَعُوا:} وَدَّعَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً.
وقالَ الأزْهَرِيُّ: {تُوُدِّعَ منْهُم، أَي: سُلِّمَ عَلَيْهِمْ} للتَّوْدِيعِ.
{ووَدَّعْتُ فُلاناً: أَي: هَجَرْتُه، حَكاهُ شَمِرٌ.
ونَاقَةٌ} مُوَدَّعَةٌ: لَا تُرْكَبُ وَلَا تُحْلَبُ.
وقَوْلُ الشّاعِرِ: أنْشَدَهُ ابنُ الأعْرَابِيّ: إنْ سَرَّكَ الرِّيُّ قُبَيْلَ النّاسِ {فوَدِّعِ الغَرْبَ بوَهْمٍ شاسِ أَي: اجْعَلْهُ} وَدِيعَةً لهَذَا الجَمَلِ، أَي: ألْزِمْهُ الغَرْبَ.
وقالَ قَتَادَةُ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ: {وَدعْ أذاهُمْ أَي: اصْبِرْ على أذاهُمْ، وقالَ مُجَاهِدٌ: أَي: أعْرِضْ عَنْهُمْ.
} والوَدْعُ بالفَتْحِ: غَرَضٌ يُرْمَى فيهِ.
واسْمُ صَنَمٍ.
{والوَدِيعُ: المَقْبَرَةُ عَن أبي عَمْروٍ.
ومُرَجّى بن وَدَاع، كسَحَابٍ: مُحَدِّثٌ.
وأحْمَدُ بنُ عَليٍّ بنِ دَاوُدَ بنِ} وُدَيْعَةَ، كجُهَيْنَةَ: شَيْخٌ لابْنِ نُقْطَةَ.
وعَلاءُ الدِّينِ عَلِيُّ بنُ المُظَفَّرِ! - الوَدَاعِيُّ الأدِيبُ المَشْهُورُ، قالَ الحافِظُ: حَدَّثُونا عَنْهُ. وَمن المَجَازِ: أوْدَعْتُه سِرّاً، وأوْدَعَ الوِعَاءَ مَتاعَهُ.
{وأوْدَع كِتابَهُ كَذَا،} وأوْدَعَ كَلامَهُ مَعْنىً حَسَناً.
وسَقَطَتِ {الوَدَائِعُ، يَعْنِي: الأمْطَارَ، لأنَّهَا قَدْ} أُودِعَتِ السَّحَابَ.
{ووادِعٌ: صحَابِيٌّ، رَوَتْ عَنْهُ بِنْتُه أُمُّ أبان، أخْرَجَهُ ابنُ قانِعٍ.
(ودع)

ودع

1 وَدُعَ

, (S, K,) inf. n. وَدْعٌ and دَعَةٌ, (TA,) He (a man, S,) or it, (a thing, TA,) became still, quiet, or at rest; (S, K, TA;) as also ↓ اِتَّدَعَ, (K, TA,) [quasi-] inf. n. تُدْعَةٌ and تُدَعَةٌ. (TA.) You say to a man, ↓ اِنَّدَعْ and ↓ تَوَدَّعْ meaning Be thou grave, staid, steady, sedate, or calm. (TA.) See also 1; and art. وذر. b2: وَدُعَ and وَدَعَ, inf. n. وَدَاعَةٌ, He was, or became, in a state of ease, and ampleness of the means or circumstances of life. (Msb.) b3: دَعْ: see an ex. voce آذَى: it may be rendered, in different cases, Leave thou, or let alone, or say nothing of: see بَلْهَ. b4: دَعْنِى مِنْ كَذَا Let me alone and cease from such a thing: and exempt thou me, or excuse me, from such a thing. b5: دَعْ عَنْكَ كَذَا Dismiss thou from thee such a thing. See خُذْ عَنْكَ. b6: دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى لَا يَرِيبُكَ: see art. ريب. b7: دَعْ مَا زَيْدٌ: see سِىٌّ in art. سوى. b8: وَدَعَ used as a pret.: see an ex. voce زَائِلَةٌ, in art. زول.2 وَدَّعَهُ

, (MA,) inf. n. تَوْديعٌ, (PS,) He bade farewell to him. (MA, PS.) 3 وَادَعَهُ

, inf. n. مُوَادَعَةٌ, and subst. وِدَاعٌ, He made peace or reconciled himself, with him: (Msb:) [the inf. n.] مُوَادَعَةٌ is syn. with مُصَالَحَةٌ

because it is مُتَارَكَةٌ [a mutual leaving, or leaving unmolested]. (Mgh.) b2: مُوَادَعَةٌ is also syn. with تَرْكٌ; as also ↓ دَعَةٌ: (TA:) so that وَادَعَهُ signifies He left him: but more correctly, he left him, being left by him; like تَارَكَهُ, and خَالَاهُ; and this is the primary meaning.5 تَوَدَّعَ see 1.6 تَوَادَعَا They two made peace, or became reconciled, each with the other. (K.) 7 إِنْوَدَعَ see 1.8 اِتَّدَعَ

: see 1: he acted, or proceeded, with moderation, without haste or hurry, in his pace or journeying. (M in art. اون.) 10 اِسْتَوْدَعَهُ مَالًا He intrusted him with property; intrusted to him property; gave property to him in trust, or as a deposit. (Msb.) and اِسْتَوْدَعَهُ وَدِيعَةً He asked him to keep, preserve, guard, or take care of, a deposit. (K.) دَعَةٌ Ease; repose; freedom from trouble or inconvenience, and toil or fatigue; tranquillity; syn. خَفْضٌ (S. Mgh, K, TA) and رَاحَةٌ (Mgh, Msb, TA) and سُكُونٌ; (TA;) and ampleness of circumstances (سَعَةٌ) in life: (K:) or دَعَةٌ is syn. with راحة and سكون; but خَفْضٌ signifies “ ampleness of the circumstances ” (سَعَهٌّ) of life, and “ plentifulness and pleasantness ” thereof: [see an ex. of both, voce خَفْضٌ]. (El-Marzookee and MF, art. خفض.) A2: See 1 and 3.

وَدَعَةٌ A cowry; Cypræa: see an ex. cited voce سَمَّ.

وَدِيعَةٌ A thing committed to the trust and care of a person; a trust; a deposit. (Mgh, Msb.) See 10.

وَدَاعٌ [Gravity, steadiness:] i. q. سَكِينَةٌ, [like ↓ مَوْدُوعٌ,] as also وَقَارٌ. (S, L, in art. سكن.) b2: And Valediction. (S, Msb.) مِيدَعٌ and مِيدَعَةٌ A garment, or piece of cloth, used as a repository for clothes. (TA.) مَوْدُوعٌ

: see وَدَاعٌ, and see a verse cited voce مَصْدَق.

مُسْتَوْدَعٌ A depository: see a verse cited voce ظِلٌّ.
و د ع: (التَّوْدِيعُ) عِنْدَ الرَّحِيلِ، وَالِاسْمُ (الْوَدَاعُ) بِالْفَتْحِ. وَقَوْلُهُ - تَعَالَى -: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ} [الضحى: 3] قَالُوا: مَا تَرَكَكَ. وَ (الْوَدَعَاتُ) خَرَزٌ بِيضٌ تَخْرُجُ مِنَ الْبَحْرِ تَتَفَاوَتُ فِي الصِّغَرِ وَالْكِبَرِ الْوَاحِدَةُ (وَدَعَةٌ) بِسُكُونِ الدَّالِ وَفَتْحِهَا. (وَالدَّعَةُ) الْخَفْضُ، تَقُولُ مِنْهُ: (وَدُعَ) الرَّجُلُ بِضَمِّ الدَّالِ وَفَتْحِهَا. وَ (الدَّعَةُ) الْخَفْضُ، تَقُولُ مِنْهُ: (وَدُعَ) الرَّجُلُ بِضَمِّ الدَّالِ فَهُوَ (وَدِيعٌ) أَيْ سَاكِنٌ وَ (وَادِعٌ) أَيْضًا مِثْلُ حَمُضَ فَهُوَ حَامِضٌ. (وَالْمُوَادَعَةُ) الْمُصَالَحَةُ (وَالتَّوَادُعُ) التَّصَالُحُ. وَقَوْلُهُمْ: دَعْ ذَا أَيِ اتْرُكْهُ وَأَصْلُهُ وَدَعَ يَدَعُ وَقَدْ أُمِيتَ مَاضِيهِ فَلَا يُقَالُ: وَدَعَهُ، وَإِنَّمَا يُقَالُ: تَرَكَهُ وَلَا وَادِعٌ وَلَكِنْ تَارِكٌ. وَرُبَّمَا جَاءَ فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ (وَدَعَهُ) وَ (مَوْدُوعٌ) أَيْضًا عَلَى الْأَصْلِ. (وَالْوَدِيعَةُ) وَاحِدَةُ (الْوَدَائِعِ) يُقَالُ: (أَوْدَعَهُ) مَالًا أَيْ دَفْعَهُ إِلَيْهِ لِيَكُونَ وَدِيعَةً عِنْدَهُ. وَ (أَوْدَعَهُ) مَالًا أَيْضًا قَبِلَهُ مِنْهُ وَدِيعَةً وَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ. (وَاسْتَوْدَعَهُ) وَدِيعَةً اسْتَحْفَظَهُ إِيَّاهَا. 

شرع

(ش ر ع) : (الشِّرْعَةُ) وَالشَّرِيعَةُ الطَّرِيقَةُ الظَّاهِرَةُ فِي الدِّينِ (وَبَيْتٌ وَكَنِيفٌ شَارِعٌ) أَيْ قَرِيبٌ مِنْ الشَّارِعِ وَهُوَ الطَّرِيقُ الَّذِي يَشْرَعُ فِيهِ النَّاسُ عَامَّةً عَلَى الْإِسْنَادِ الْمَجَازِيِّ أَوْ مِنْ قَوْلِهِمْ شَرَعَ الطَّرِيقُ إذَا تَبَيَّنَ (وَشَرَعْتُهُ أَنَا وَشَرْعِي هَذَا) أَيْ حَسْبِي (وَشِرَاعُ السَّفِينَةِ) بِالْفَارِسِيَّةِ بادبان.

شرع


شَرَعَ(n. ac. شُرُوْع)
a. Entered upon, engaged in, began.
b. [Bi & 'Ala], Led, took to ( the water ).
c. Pointed, couched (lance).
d. Was pointed, couched.
e. [acc. & La], Ordained, instituted, appointed, prescribed a law
for.
f.(n. ac. شَرْع), Was near; communicated with; looked upon the road.

شَرَّعَ
a. [acc. & Fī], Made to enter in.
b. Traced, marked out; pointed out; opened out (
way ).
أَشْرَعَa. see IIc. ['Ala]
see I (b)
& (c).
إِشْتَرَعَa. see I (e)
شَرْعa. Law; divine law.
b. see 2
شَرْعَة
(pl.
شَرْع)
a. String, chord; bowstring.

شَرْعِيّa. Lawful; legitimate; legal; just, equitable, right.
شِرْعa. Equal; like.

شِرْعَة
(pl.
شِرْع
شِرَع شِرَاْع)
a. see 1t
شَرَعa. see 2
شَرَعَة
(pl.
أَشْرَاْع)
a. Roof.
b. Deck ( of a ship ).
أَشْرَعُa. Sharp, pointed (nose).
مَشْرَع
مَشْرَعَة
17t
مَشْرُعَة
(pl.
مَشَاْرِعُ)
a. Road; cross-road; path, track leading to the
water.

شَاْرِع
(pl.
شَوَاْرِعُ)
a. Near; adjacent, adjoining.
b. Road, main-road; thoroughfare; street.
c. Lawgiver; legislator.

شَرَاْعَةa. Courage, bravery.

شِرَاْع
(pl.
شُرُع أَشْرِعَة)
a. Sail.
b. see 1t
شَرِيْعa. Brave, courageous.
b. Fine flax.

شَرِيْعَة
(pl.
شَرَاْئِعُ)
a. Law, code.
b. Law, statute, ordinance.
c. [art.], The Jordan.
d. see 17t
شَوَاْرِعُa. Setting (stars).
b. Couched, pointed (lances).
N. P.
شَرَّعَa. Lofty (house).
N. Ag.
إِشْتَرَعَa. Lawgiver; legislator.
شرع: {شرعا}: ظاهرة. {شرعة}: شريعة وهي الطريقة والسنة.
الشرع: في اللغة: عبارة عن البيان، والإظهار، يقال: شرع الله كذا، أي جعله طريقًا ومذهبًا، ومنه المشرعة.
ش ر ع

عمل بالشرع والشريعة والشرعة، وشرع الله تعالى الدين. وشرع في الماء شروعاً، وورد المشرع والشريعة. والشرائع نعم الشرائع من وردها رويَ إلا دويَ. وأشرعت الماعشية وشرعتها. وشرع الباب إلى الطريق، وأشرعته. والناس فيه شرع: سواء. و" شرعك ما بلغك المحل " وركبوا فيها فمدّوا الشرع، وضربوا الشرع؛ وهي الأوتار الواحدة شرعة.

ومن المجاز: مدّ البعير شراعه إذا مدّ عنقه شبهت بشراع السفينة، وبعير شراعي العنق وشراعيها. قال:

شراعية الأعناق تلقى قلوصها ... قد استلأت في مسك كوماء بازل

أي هي في بدن البازل وجسامتها وهي قلوص. ثم قيل: رمح شراعيّ: طويل.
ش ر ع: (الشَّرِيعَةُ مَشْرَعَةُ) الْمَاءِ وَهِيَ مَوْرِدُ الشَّارِبَةِ. وَ (الشَّرِيعَةُ) أَيْضًا مَا شَرَعَ اللَّهُ لِعِبَادِهِ مِنَ الدِّينِ وَقَدْ (شَرَعَ) لَهُمْ أَيْ سَنَّ وَبَابُهُ قَطَعَ. وَ (الشَّارِعُ) الطَّرِيقُ الْأَعْظَمُ. وَ (شَرَعَ) فِي الْأَمْرِ أَيْ خَاضَ، وَبَابُهُ خَضَعَ. وَ (شَرَعَتِ) الدَّوَابُّ فِي الْمَاءِ دَخَلَتْ، وَبَابُهُ قَطَعَ وَخَضَعَ فَهِيَ (شُرُوعٌ) وَ (شُرَّعٌ) . وَ (شَرَّعَهَا) صَاحِبُهَا (تَشْرِيعًا) . وَقَوْلُهُمْ: النَّاسُ فِي هَذَا الْأَمْرِ
(شَرَعٌ) أَيْ سَوَاءٌ يُحَرَّكُ وَيُسَكَّنُ وَيَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ وَالْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ. وَ (الشِّرْعَةُ) الشَّرِيعَةُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [المائدة: 48] . وَ (الشِّرَاعُ) بِالْكَسْرِ شِرَاعُ السَّفِينَةِ. وَ (أَشْرَعَ) بَابًا إِلَى الطَّرِيقِ أَيْ فَتَحَهُ. وَحِيتَانٌ (شُرَّعٌ) أَيْ (شَارِعَاتٌ) مِنْ غَمْرَةِ الْمَاءِ إِلَى الْجُدِّ. 
(شرع) - في الحديث: "كانت الأبوابُ شارعةً إلى المسجد".
يقال: شَرعْتُ البابَ إلى الطريق: أَنفذتُه إليه، وأشرعتُ الرمحَ نحوه: هَيّأتهُ.
- ومنه الحديث: "فأَشرعَ ناقَتَه".
: أي أَدخلَها نحوَ شَريعةِ الماء . وشَرَع في الماء: خاضَ فيه وكذلك فِى الأَمرِ.
- في حديث أَبي موسى، رضي الله عنه: "بينا نحن نَسِير في البَحْر والرِّيح طَيِّبةٌ والشِّراع مَرفُوعٌ".
شِراعُ السَّفِينة: ما يُشَدّ عليها وهو كمُلاءَةٍ فَوقَ خَشَبة معَرِّضا لتَصْفِيق الرِّياح.
- في حديث صُوَر الأَنْبياء عليهم السَّلام: "شِراعُ الأَنْفِ"
: أي مُمتَدُّ الأَنْفِ طَوِيلُه.
- وفي الحديث: قال رجل: "إني أُحِبَّ الجَمالَ حتى في شِرْع نَعْلى"
: أي شِراكِها لأنه ممدود على النَّعل كشِرْع العُود، وهو أوتاره.
الواحدة: شِرْعَة والجمع شِرَع، والشّرْع: جِنْسُه. - في حديث الوُضُوء: "حتى أَشرَع في العَضُد".
: أي أدْخَلَه في الغُسْلِ، وأوصَلَ الماءَ إليه، ومنه إشراع البابِ والجَناحِ.
- قوله تعالى: {شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ} .
قال الأَخفَش: أي ابتَدَعُوا.
[شرع] الشَريعَةُ: مَشْرَعَةُ الماءِ، وهو موردُ الشاربةِ. والشَريعَةُ: ما شَرَعَ الله لعباده من الدين. وقد شَرَعَ لهم يَشْرَعُ شَرْعاً، أي سن. والشارع: الطريق الاعظم. وشرع المنزل، إذا كان بابه على طريقٍ نافذ. وشَرَعْتُ الإهابَ، إذا سلخْتَه. وقال يعقوب: إذا شققتَ من الرجلين ثم سلختَه. قال: سمعته من أم الحمارس البكرية. وشَرَعْتُ في هذا الأمر شُروعاً، أي خضت. وشرعت الدواب في الماء تَشْرَعُ شَرْعاً وشُروعاً، إذا دَخَلَتْ، وهي إبلٌ شُروعٌ وشُرَّعٌ، وشَرَعْتُها أنا. وفي المثل: " أهونُ السَقْي التَشْريعُ ". ويقال: شَرْعُكَ هذا، أي حَسْبُكَ. وفي المثل: " شَرْعُكَ ما بَلَّغَكَ المَحَلَّ "، يُضْرَبُ في التبلغ باليسير. ومررت برجل شرعك من رجلٍ، أي حَسْبِكَ. والمعنى أنَّه من النحو الذي تَشْرَعُ فيه وتطلُبه. يستوي فيه الواحد والمؤنَّث والجمع. والشِرْعَةُ: الشَريعَةُ، ومنه قوله تعالى: " لِكُلٍّ جَعَلْنا منكُمْ شِرْعَةً ومِنْهاجاً ". ويقال أيضاً: هذه شِرْعَةُ هذه، أي مِثلُها، وهذا شِرْعُ هذا، وهما شِرْعانِ أي مِثْلانِ. والشِرْعَةُ أيضاً: الوَتَرُ، والجمع شِرْعٌ وشِرَعٌ، وشِراعٌ جمع الجمع، عن أبي عبيد. والشِراعُ أيضاً: شِراعُ السفينةِ. وربَّما قالوا للبعير إذا رفع عنقَه: قد رفع شِراعَهُ. ورمحٌ شِراعِيٌّ، أي طويلٌ، وهو منسوبٌ. وأَشْرَعَتُ باباً إلى الطريق، أي فتحتُ. وأَشْرَعْتُ الرمحَ قِبَلَهُ، أي سدَّدته، فشَرَعَ هو. ورماح شرع. قال عبد الله بن
شرع
شَرَعَ الوارِدُ شُرُوْعاً: تَنَاوَلَ الماءَ. والشرِيْعَةُ والشراعُ والمَشْرَعَةُ والمَشْرُعَةُ: مَوْضِعٌ يُهيأُ للشرْب. وقد شَرَّعْتُ الإبل - وفي مَثَل: أهْوَنُ الوِرْدِ التَشْرِيْعُ -: أوْرَدْتَها الشًريعةَ. وشَرَعَتْ هي أيضاً: صارَتْ على الشريْعَة. وَوِرْدُ شُرَعِي: سَرِيْعٌ.
والشرائعُ: العَتَبَاتُ، الواحِدةُ: شَريعةٌ. والشرِيْعَةُ والشرْعَةُ: ما شَرَعَ اللَهُ لِعبادِه من أمْر الدَين، وهو يَشْتَرِعُ شِرْعَتَه.
وهذا شِرْعَةُ ذاك: أي مِثْلُه. وأشْرَعْتُ الرمْحَ وشَرَعْتُه: هَيَأتَه للطَّعْن، وكذلك فىِ السيْف.
ودارٌ شَارِعَةٌ: بابُها إلى طريقٍ نافِذٍ.
والشَرَاعُ: الوتَرُ ما دامَ مَشْدوداً على القَوْس. وما فوقَ خَشَبَةٍ كالمُلاَءَةِ الواسِعَةِ تُصَفقُه الريحُ فيمضي بالسفينة، وقد شَرَّعْتُ السفينهً. ويُسَمى عُنُقُ البَعيرِ شِراعاً؛ تشبيهاً به. والشرَعُ: أوْتارُ العُوْد. ونحن في هذا الأمر شَرع - ويُخَفَفُ أيضَاَ -: أي سَواء، ويَسْتَوي فيه الجَميعُ والمؤنث والمذَكرُ. والشرَعَةُ: السقِيْفَةُ، والجَميعُ الأشْرَاع.
وأهْلُ اليَمَنِ يُسمونَ الفدانَ: الشرَعَ. والجَميعُ الأشْرَاع. وشَرْعكَ هذا: أي حَسْبك، وأشْرَعَني: أحْسَبَني. وشَرَعَ البَعيرُ: مَدَّ هَادِيَهُ نحو الأرْض. وشَرع الحَبْلَ: أنْشِطْهُ.
وشَرَعْتُ الشيْءَ: رَفَعْتَه جِداً. وشَرَعتُّ الظبْيَ: سَلخْتَه من قِبَل الرجْل، شَرْعاً.
ورَجُل أشْرع: شرَعَ أنْفه: أي امْتدتْ أرْنبَتُه. وحِيْتَان شُرع: رافِعَة رؤوسَها، وقيل: خافِضَة وناقَة شُرَاعِيَّة وشُرَاعِيةُ العُنُقِ: طَوْيلَةُ العُنُق والشُّرَافِي: سِنَانُ الرمْح.
ش ر ع : الشِّرْعَةُ بِالْكَسْرِ الدِّينُ وَالشَّرْعُ وَالشَّرِيعَةُ مِثْلُهُ مَأْخُوذٌ مِنْ الشَّرِيعَةِ وَهِيَ مَوْرِدُ النَّاسِ لِلِاسْتِقَاءِ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِوُضُوحِهَا وَظُهُورِهَا وَجَمْعُهَا شَرَائِعُ وَشَرَعَ اللَّهُ لَنَا كَذَا يَشْرَعُهُ أَظْهَرَهُ وَأَوْضَحَهُ.

وَالْمَشْرَعَةُ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالرَّاءِ شَرِيعَةُ الْمَاءِ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَلَا تُسَمِّيهَا الْعَرَبُ مَشْرَعَةً حَتَّى يَكُونَ الْمَاءُ عِدًّا لَا انْقِطَاعَ لَهُ كَمَاءِ الْأَنْهَارِ وَيَكُونَ ظَاهِرًا مَعِينًا وَلَا يُسْتَقَى مِنْهُ بِرِشَاءٍ فَإِنْ كَانَ مِنْ مَاءِ الْأَمْطَارِ فَهُوَ الْكَرَعُ بِفَتْحَتَيْنِ وَالنَّاسُ فِي هَذَا الْأَمْرِ شَرَعٌ بِفَتْحَتَيْنِ وَتُسَكَّنُ الرَّاءُ لِلتَّخْفِيفِ أَيْ سَوَاءٌ وَشَرَعْتُ فِي الْأَمْرِ أَشْرَعُ شُرُوعًا أَخَذْتُ فِيهِ وَشَرَعْتَ فِي الْمَاءِ شُرُوعًا وَشَرْعًا شَرَّبْتَ بِكَفَّيْكَ أَوْ دَخَلْتَ فِيهِ وَشَرَعْتُ الْمَالَ أَشْرَعُهُ أَوْرَدْتُهُ الشَّرِيعَةَ وَشَرَعَ هُوَ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى.
وَفِي لُغَةٍ يَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ وَشَرَعَ الْبَابُ إلَى الطَّرِيقِ شُرُوعًا اتَّصَلَ بِهِ وَشَرَعْتُهُ أَنَا يُسْتَعْمَلُ لَازِمًا وَمُتَعَدِّيًا وَيَتَعَدَّى بِالْأَلِفِ أَيْضًا فَيُقَالُ أَشْرَعْتُهُ إذَا فَتَحْتَهُ وَأَوْصَلْتَهُ وَطَرِيقٌ شَارِعٌ يَسْلُكُهُ النَّاسُ عَامَّةً فَاعِلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ مِثْلُ طَرِيقٍ قَاصِدٍ أَيْ مَقْصُودٍ وَالْجَمْعُ شَوَارِعُ وَأَشْرَعْتُ الْجَنَاحَ إلَى الطَّرِيقِ بِالْأَلِفِ وَضَعْتُهُ وَأَشْرَعْتُ الرُّمْحَ أَمَلْتُهُ.

وَشِرَاعُ السَّفِينَةِ وِزَانُ كِتَابٍ مَعْرُوفٌ. 
شرع
الشَّرْعُ: نهج الطّريق الواضح. يقال: شَرَعْتُ له طريقا، والشَّرْعُ: مصدر، ثم جعل اسما للطريق النّهج فقيل له: شِرْعٌ، وشَرْعٌ، وشَرِيعَةٌ، واستعير ذلك للطريقة الإلهيّة. قال تعالى:
لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً
[المائدة/ 48] ، فذلك إشارة إلى أمرين:
أحدهما: ما سخّر الله تعالى عليه كلّ إنسان من طريق يتحرّاه ممّا يعود إلى مصالح العباد وعمارة البلاد، وذلك المشار إليه بقوله:
وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا [الزخرف/ 32] .
الثاني: ما قيّض له من الدّين وأمره به ليتحرّاه اختيارا ممّا تختلف فيه الشّرائع، ويعترضه النّسخ، ودلّ عليه قوله: ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْها
[الجاثية/ 18] . قال ابن عباس: الشِّرْعَةُ: ما ورد به القرآن، والمنهاج ما ورد به السّنّة ، وقوله تعالى: شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً
[الشورى/ 13] ، فإشارة إلى الأصول التي تتساوى فيها الملل، فلا يصحّ عليها النّسخ كمعرفة الله تعالى: ونحو ذلك من نحو ما دلّ عليه قوله: وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ [النساء/ 136] . قال بعضهم: سمّيت الشَّرِيعَةُ شَرِيعَةً تشبيها بشريعة الماء من حيث إنّ من شرع فيها على الحقيقة المصدوقة روي وتطهّر، قال: وأعني بالرّيّ ما قال بعض الحكماء: كنت أشرب فلا أروى، فلمّا عرفت الله تعالى رويت بلا شرب.
وبالتّطهّر ما قال تعالى: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً [الأحزاب/ 33] ، وقوله تعالى: إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً
[الأعراف/ 163] ، جمع شارع. وشَارِعَةُ الطّريق جمعها: شَوَارِعُ، وأَشْرَعْتُ الرّمح قبله، وقيل: شَرَعْتُهُ فهو مَشْرُوعٌ، وشَرَعْتُ السّفينة: جعلت لها شراعا ينقذها، وهم في هذا الأمر شَرْعٌ، أي: سواء.
أي: يَشْرَعُونَ فيه شروعا واحدا. و (شرعك) من رجل زيد، كقولك: حسبك. أي: هو الذي تشرع في أمره، أو تشرع به في أمرك، والشِّرْعُ خصّ بما يشرع من الأوتار على العود.
[شرع] نه: "الشرع" و"الشريعة" ما شرع الله من الدين أي سنه وافترضه، شرع الدين فهو شارع إذا أظهره وبينه، والشارع الطريق الأعظم، والشريعة مورد الإبل على الماء الجاري. وفيه: "فأشرع" ناقته، أي أدخلها في شريعة الماء، شرعت الدواب في الماس شرعًا وشروعًا إذا دخلت فيه، وشرعتها تشريعًا وأشرعتها، وشرع في الحديث والأمر خاص بهما. ومنه: إن أهون السقى "التشريع" هو إيراد أصحاب الإبل إبلهم شريعة لا يحتاج معها إلى الاستقاء من البئر، وقيل: معناه أن سقى الإبل هو أن تورد شريعة الماء أولا ثم تسقى لها، يقول: فإذا اقتصر على أن يوصلها إلى الشريعة ويتركها فلا يستقى لها فان هذا أهون السقى وأسهله مقدور عليه لكل أحد وإنما السقى التام أن ترويها. وفي ح الوضوء حتى "أشرع" في العضد، أي أدخله في الغسل. وفيه ح: كانت الأبواب "شارعة" إلى المسجد، أي مفتوحة إليه، شرعت الباب إلى الطريق أنفذته. وفيهوالسنن، ولم يرد أنه يترك ذلك رأسًا بل طلب ما يتشبث به بعد أداء الفرائض عن سائر ما لم يفترض عليه. غ: حيتان "شرع" رافعة رؤسها (يوم سبتهم "شرعًا") أي حيتان البحر كانت ترد يوم السبت بحر إبلة تتاخمه، ألهمها الله أنها لا تصاد فيه لنهيه اليهود.
شرع: شَرَع: بمعنى بدأ، وابتدأ، وأخذ يفعل. ولا يقال فيه: شرع في فقط، بل شرع ب أيضا، ففي ألف ليلة (1: 55): فشرعوا بالتجهيز مدة عشرة أيام.
شَرَع: بمعنى أدْى وأوْصل. ولا يقال فيه: شرع إلى (لين، المقري 1: 251، 361، 362، ابن بطوطة 2: 24) بل شروع على أيضاً (معجم البلاذري) وشرع في (معجم البلاذري). ففي حيان (ص28 و): وصله بمقصورة الجامع بباب شارع فيها. وفي العبدري (ص79 ق) في كلامه عن بئر إبراهيم في عسقلان: يُنْزَل إليها في درج متَّسع ويُدْخَل منه في بيوت شارعة فيه. ويقال: شرع ل، ففي ابن بطوطة (1: 113): بابها الذي يشرع للبر. ويقال شرع من (الملابس ص281) ,
شرع الرمح: سدّده إلى الشخص (لين) وهذا هو معنى الفعل في عباد (1: 254) وهو النص الذي صححته في (3: 103 - 104). وكذلك ذكر في عبارة للادريسي في ابن البيطار (2: 145) وهو يقول في كلامه عن الشيهم: وهو حيوان يكون في قدر الكلب الصغير إلا إنه كلّه مشوك شارع مثل شوك القنفذ.
شرع في: أخذ في الدراسة ففي حيّان (تعليقاتي ص182): إلى الشروع في علم صالح من الطب. وفي حيان - بسام (1: 174 ق) = (الخطيب ص51 ق): كان قوي المعرفة شارعاً في الفقه مشاركاً في العلوم الخ.
شرع على: حكم على، قضى على، (بوشر، هلو) مَشرَّع (بالتشديد): اشرع، يقال: شرّع باباً أو نافذة أو طاقة. بمعنى فتح باباً أو نافذة إلى الطريق.
ففي ألف ليلة (1: 770): فأمر الملك بفتح القُبَّة ففُتِحت وشرعوا طيقانها، وكذلك في طبعة بولاق، أما طبعة برسلاو ففيها (2: 350): وأمر بالقبة ففتحت طاقاتها.
((وفي مكر (ص32): ((في طرق من البر ابتدعوها، وأبواب من الاحتفاء شرَّعوها)). وفي كوسج (طرائف ص71): اشرفوا على حِلَّة حسنة قد زُيَنَتْ وأبيات قد شُرِعَت وغنم قد سُرِحَت. وهذا هو الصواب بدل شَرَعت وسرَحت كما ضبطها الناشر. وفي (ص76) منه: تشاريع البيوت: فتحات الخيام.
وإنني الآن مطمئن إلى صحة ما ترجمته من عبارة عباد (1: 255): وكان ولدي قد تسلق مع عصابته أسوار قصري فشرَّعتُ وخرجت أي ففتحت الباب وخرجت (انظر مادة تشرَّع).
شرَّع: اتفق، تعاقد (فوك).
شرَّع الماء (جعله يرغو ويزيد. وشرَّع مجازاً بالغ في مديحه. وشرَّع في: بجّل، عظم، فخّم (بوشر).
شارع: قاضي، أقام الدعوى (بوشر).
أشرع: نشر أشرعة السفينة أو قلوعها.
ففي ألف ليلة (برسل 12: 316): فلما صار عندهم أسرعوا بإشراعات القلوع.
تشرّع: تفتح. ففي ألف ليلة (1: 57): وإذا بالباب قد انفتح، وتشرّعت الدرقتين.
تشرّع: اتفق، تعاقد (فوك).
تشرَّع: خضع للشرع، وامتثل لأمر الدين. ففي القلائد (ص343): حليف كفر لا إيمان ما نطق متشرعاً.
تشرَّع ب: تديَّن. اعتنق الدين. ففي الحلل (ص4 ق): كان أهل بلاد السودان متشرعين فيما سلف من الدهر بدين النصرانية.
تشرّع: تنظم، ترتب (الكالا).
تشرّع: نازع، خاصم أمام القضاء (ألكالا).
اشترع. اشترع الشريعة: سنّها، ومنه تثنية الاشتراع وهو السفر الخامس من التوراة (محيط المحيط).
شَرْع: سلطة قضائية علمانية، محكمة مدينة (ألكالا).
شَرْع: قانون يستطيع المملوك الذي بيع أن يفتدى نفسه. (ألكالا).
شَرْع: قانون ضد الخداع والغش والتزوير (ألكالا).
شرع الله: قضاء، ديوان القضاء، محكمة (بوشر).
شرع: ديوان القضاء، محكمة. وقد تكرر ذكرها في حكاية باسم الحداد، وفي قائمة أموال اليهودي: تَرَافع معهم لمجلس الشرع العزيز فكلَّفهم الشرعً بإثبات ديونهم فاثبتوها - وكلّفهم الشرعُ ثانياً أن يحلف كل واحد منهم - فحكم لهم الشرع على ابراهام المذكور أن يعطي لهم ديونهم.
شَرْع: محكمة تجارية (كريست وبارب ص17).
شَرْعَة: ضفيرة من سيور تُربَط بها إلى النير حلقة يدخل فيها المحراث (محيط المحيط).
شِرْعَة: نوع من سكاكين الصيد حادة محددة الرأس (مرجريت ص41).
شَرعِيّ: رسمي (بوشر).
شرعي: فقيه، مفتى (ألكالا).
ابن شرعي: ابن متبنى (محيط المحيط).
شِرَاع: قِلع السفينة، وجمعه شراعات (كرتاس ص224، أماري ديب ص205 وجمعه شُروع وهذه تصحيف شُرُع.
شَريعَة: خيمة في الدوار (قرية في شمالي إفريقية) تتخَذ مدرسة للتعليم (مجلة الشرق والجزائر 7: 85).
وعند ابن جبير (ص298) قاعة يقرأ فيها الفقهاء القرآن ويعظون فيها الناس.
شَريعَة: دعوى (هلو).
شَرَيعّي: قانوني. ومشرع القوانين (بوشر).
شاَرع: الذي يدخل في الماء ليشرب، وتجمع على شِراع حسب ما جاء في رواية لبيت للنابغة، انظر دي ساسي (طرائف 2: 146، 443 رقم 36).
شارع: رواق (ألكالا).
شارع: مجاز الدار (ألكالا).
شارع: نافذة (فوك).
شارع: سور (فوك).
شارع: خطيب، واعظ (ألكالا).
تَشْريع وجمعها تَشاريع: فتحة في الخيمة (انظر شَرَّعَ).
مَشُرَع: مخاضة، معبر (دومب ص99، دينر ص12، مجلة الشرق والجزائر 7: 290، ريشاردسن مراكش 2: 166).
مَشْرَع: مفرق طرق (هلو).
مُتُشَرِع: فقيه، واضع الحقوق الشرعية.
(ش ر ع)

شَرَع الْوَارِد يَشْرَعُ شَرْعا وشُرُوعا: تنَاول المَاء بِفِيهِ.

ودواب شُرُوع: شَرَعَتْ نَحْو المَاء.

والشَّرِيعة، والشِّراع، والمَشْرَعَة: الْمَوَاضِع الَّتِي ينحدر إِلَى المَاء مِنْهَا.

وشرَع إبِله، وشَرَّعَها: أوردهَا شريعةَ المَاء، فَشَرِبت، وَلم يستق لَهَا. وَفِي الْمثل: " أَهْون السَّقْي التَّشْرِيع ". وَذَلِكَ لِأَن مورد الْإِبِل إِذا ورد بهَا الشَّرِيعة، لم يتعب فِي استقاء المَاء لَهَا، كَمَا يتعب إِذا كَانَ المَاء بَعيدا.

والشَّرِيعة: مَوضِع على شاطئ الْبَحْر، تَشرَع فِيهِ الدَّوَابّ. والشَّريعة، والشِّرْعة: مَا سنّ الله من الدَّين، وَأمر بِهِ، كَالصَّلَاةِ وَالصَّوْم وَالْحج، وَسَائِر أَعمال الْبر، مُشْتَقّ من شاطئ الْبَحْر، عَن كرَاع.

وشَرَعَ الدَّين يَشْرَعُه شَرْعا: سَنَّه. وَفِي التَّنْزِيل: (شَرَعَ لكم مِن الدّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحا) .

والشِّرْعة: الْعَادة. وَهَذَا شِرْعَة ذَلِك: أَي مثله.

وشَرَع الْبَاب وَالدَّار شُرُوعا: أفْضى إِلَى الطَّرِيق. وأشْرَعه إِلَيْهِ. وأشْرَع نَحوه الرمْح وَالسيف، وشَرَعَهما: أقبلهما إِيَّاه. وشرَع الرمْح وَالسيف أَنفسهمَا. قَالَ:

غَدَاةَ تَعاوَرَتْهُ ثَمَّ بِيضٌ ... شَرَعْنَ إلَيهِ فِي الرَّهَجِ المُكِنِّ

والشِّرْعة: الْوتر الدَّقِيق. وَقيل: هُوَ الْوتر مَا دَامَ مشدودا على الْقوس. وَقيل: هُوَ الْوتر، مشدودا كَانَ على الْقوس أَو غير مشدود. وَجمعه شِرْع، على التكسير، وشِرْع على الْجمع الَّذِي لَا يُفَارق واحده إِلَّا بِالْهَاءِ. قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:

وعاوَدَنِي دِيْني فَبِتُّ كأنَّمَا ... خِلالَ ضُلوع الصَّدْر شِرْعٌ مُمَدَّدُ

ذكَّر، لِأَن الْجمع الَّذِي لَا يُفَارق واحده إِلَّا بِالْهَاءِ، لَك تذكيره وتأنيثه. يَقُول: بت كَأَن فِي صَدْرِي عودا، من الدوى الَّذِي فِيهِ من الهموم. وَقيل: شِرْعَةٌ، وَثَلَاث شِرَع، وَالْكثير شِرْع. وَلَا يُعجبنِي، على أَن أَبَا عبيد قد قَالَه. والشِّراع: كالشِّرعة. وَجمعه شُرُع. قَالَ كثير:

إلاَّ الظِّباءَ بهَا كأنَّ تَرِيَبها ... ضرْبُ الشِّراعِ نواحيَ الشِّرْيانِ

يَعْنِي ضرب الْوتر سيتي الْقوس. وَقَول النَّابِغَة:

كقَوْس الماسِخِي يُرِنُّ فِيهَا ... مِنَ الشِّرْعىّ مَرْبُوعٌ مَتِينُ

أَرَادَ الشِّرْع فأضافه إِلَى نَفسه، وَمثله كثير. هَذَا قَول أهل اللُّغَة. وَعِنْدِي أَنه أَرَادَ الشِّرْعة، لَا الشِّرْع، لِأَن الْعَرَب إِذا أَرَادَت الْإِضَافَة إِلَى الْجمع فَإِنَّمَا ترد ذَلِك إِلَى الْوَاحِد.

والشِّراع: قلاع السَّفِينَة. وَالْجمع أشْرِعَةٌ، وشُرُع.

وشَرَّع السَّفِينَة: جعل لَهَا شِراعا.

وأشْرَع الشَّيْء: رَفعه جدا، وَقَوله تَعَالَى: (إذْ تأتِيهِم حِيتانُهمُ يَوْمَ سَبْتِهِم شُرَّعا) ، قيل مَعْنَاهُ: رَافِعَة رءوسها. وَقيل: خافضة لَهَا للشُّرْب.

والشِّراعُ: الْعُنُق.

وَنحن فِي هَذَا شَرَعٌ: سَوَاء، وشَرْعٌ: أَي لَا يفوق بَعْضنَا بَعْضًا. وَالْجمع والتثنية والمذكر والمؤنث فِيهِ سَوَاء. وشَرْعُك هَذَا: أَي حَسبك. وَقَوله، أنْشدهُ ثَعْلَب:

وَكَانَ ابنَ أجمال إِذا مَا تَقَطَّعَتْ ... صُدُور السِّياطِ شَرْعُهُنَّ التَّخَوُّفُ

فسره، فَقَالَ: إِذا قطع النَّاس السِّيَاط على إبلهم، كفى هَذِه أَن تخوف. وَرجل شَرْعُك من رجل: كافٍ، يجْرِي على النكرَة وَصفا، لِأَنَّهُ فِي نِيَّة الِانْفِصَال. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: مَرَرْت بِرَجُل شَرْعِك، فَهُوَ نعت لَهُ بِكَمَالِهِ وبذِّه غَيره، وَلَا يثنى وَلَا يجمع وَلَا يؤنث.

وأشْرَعَنِي الشَّيْء: أحسبني.

وشَرَع الإهابَ يَشْرَعُه شَرْعا: شقّ مَا بَين رجلَيْهِ وسلخه.

والشَّرْع: مَوضِع. وَكَذَلِكَ الشَّوارِع.

وشَرِيعةُ: مَاء بِعَيْنِه، قريب من ضرية. قَالَ الرَّاعِي:

غَدَا قَلِقا تخَلَّى الجُزْء مِنْهُ ... فَيَمَّمَها شَرِيعَةَ أَو سَرَارا

وَقَوله، أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

وأسْمَرُ عاتِكٌ فِيهِ سِنانٌ ... شُرَاعىّ كَساطِعَةِ الشُّعاعِ

قَالَ: شُراعيّ: نِسْبَة إِلَى رجل كَانَ يعْمل الأسِنَّة، كَأَن اسْمه كَانَ شُراعا، فَيكون هَذَا على قِيَاس النّسَب، أَو كَانَ اسْمه غير ذَلِك من أبنية " شين، رَاء، عين "، فَهُوَ إِذن من نَادِر مَعدول النَّسَب. 
شرع
شرَعَ1/ شرَعَ في يَشرَع، شروعًا، فهو شارع، والمفعول مشروع فيه
• شرَع المُحاضرُ يلقي محاضرتَه/ شرَع المُحاضرُ في إلقاء محاضرتِه: أخذ، بدأ، وهو من أفعال الشُّروع "شرَع يكتب/ يطالع قصّة- شرَع في العمل/ المذاكرة" ° الشُّروع في السَّرقة: البدء فيها. 

شرَعَ2 يَشرَع، شَرْعًا، فهو شارِع، والمفعول مَشْروع
• شرَع اللهُ الدِّينَ: سنَّه وبيَّنه, أوضحه وأظهره " {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا} ".
• شرَع المُشرِّعُ الأمرَ: جعله مُباحًا.
• شرَع الشَّيءَ: أعلاه وأظهره "شرَع المنزلَ: أقامه على طريق نافذ- شرَع الطّريقَ: مَدّه ومهّده". 

أشرعَ يُشرع، إِشْرَاعًا، فهو مُشْرِع
• أشرعتِ السَّفينةُ: صارت ذات شِراع. 

اشترعَ يشترع، اشتِراعًا، فهو مُشترِع، والمفعول مُشترَع
• اشترع الشَّريعةَ: سنَّها "اشترع قانونًا".
• اشترع شِرْعةَ فلان: اتَّبع نهَجه "اشترع شِرعةَ أبيه في العمل". 

شرَّعَ يشرِّع، تشريعًا، فهو مُشرِّع، والمفعول مُشرَّع
• شرَّع النّجّارُ السّفينةَ: جعل لها شِراعًا.
• شرَّع الفقيهُ القانونَ: سنَّه وجعله واجبَ التّطبيق.
• شرَّع البيتَ: رفعَه.
• شرَّع الطّريقَ: مَدّه ومَهَّدَه. 

أشرعُ [مفرد]: ج شُرْع
• أنف أشرعُ: ممتدَّة أرنبتُه "رجلٌ أشرعُ الأنف". 

اشتراعيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى اشتِراع.
• المرسوم الاشتراعيّ: القرار الذي تتّخذه الحكومة وتكون له قوَّة القانون. 

تشريع [مفرد]: ج تشريعات (لغير المصدر):
1 - مصدر شرَّعَ.
2 - عمليّة تزويد السُّفن والمراكب بالأشرعة.
3 - (قن) سنّ القوانين في حقل معيّن ° تشريع العمل: تشريع يرمي إلى حماية العمّال ورفع مستواهم.
• إدراة الفَتوى والتَّشريع: هيئة مستقلّة لها حقّ إصدار القوانين ومراقبة ما تصدره الدولةُ من تشريعات. 
2805 - 
تشريعيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تشريع: مُتعلِّق بسنّ القوانين "عمل/ مرسوم/ مجلس تشريعيّ".
• السُّلطة التَّشريعيَّة: مجلس النواب، البرلمان؛ الهيئة الخاصّة المكوَّنة من مجموعة الأشخاص المُنتخَبين رسميًّا، مُهمَّتهم وضع القوانين، أو تعديلها لدولةٍ أو ولاية "الانتخابات التشريعيّة" ° جَمْعيَّة تشريعيَّة.
• الدَّورة التَّشريعيَّة: مدّة انعقاد المجلس النِّيابيّ خلال السَّنة وتكون عاديّة أو استثنائيّة. 

شارع1 [مفرد]:
1 - اسم فاعل من شرَعَ1/ شرَعَ في وشرَعَ2: " {إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا}: ظاهرة قريبة وكأنّها شارعة رءوسها".
2 - مُشرِّع، واضع الأحكام الشرعيّة. 

شارع2 [مفرد]: ج شوارِعُ: طريق في مدينة يسلكه الناسُ "الشّارع الرئيسيّ: الطّريق الأعظم- تسكَّع في شوارع
 المدينة" ° رَجُل الشَّارع: المواطن العاديّ، العاميّ- هيَّج الشّارعَ: أثار المواطنين العاديِّين.
• حرب الشَّوارع: (سك) معارك غير منظَّمة تدور بين القوات المعتدية وأهل البلد المعتدَى عليهم، وتسمّى كذلك حرب المدن "اعتمدت المقاومة على حرب الشَّوارع". 

شِراع [مفرد]: ج أشرعة وشُرُع: قِلْع، نسيج واسع يُنصب على السَّفينة فتهبّ فيه الرِّياح وتدفع السَّفينةَ في إبحارها "شراع ميزان: شراع الصَّاري الأمامي".
• شِراع مُؤخّرة: قِلْع صغير شبه منحرف يعلّق على صارٍ في مؤخِّرة بعض القوارب لمقاومة الحَيَدان.
• شِراع مثلَّث: شِراع في مقدّم سفينة يتضمّن الشِّراع الأماميّ المثبت على الصاري المائل، والشِّراع المستقرّ على الصاري الخارج والشِّراع الأماميّ على ذراع التطويل.
• شراع مثلَّث صغير: شراع مُثلَّث في مقدّم السفينة مصنوع من قماش شديد المتانة يستعمل عندما يكون الجوُّ عاصفًا.
• شراع إضافيّ: شراع إضافيّ صغير معلّق بواسطة صوارٍ خارجيّة إلى جانب الأشرعة الرئيسيّة. 

شراعيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى شِراع.
• طائرة شراعيَّة: طائرة لها جناحان طويلان ليؤمِّنا لها الخفَّة في التحليق، لا يوجد لها مُحرِّك، لذا فهي تعتمد في الإقلاع على طائرة أخرى أو سيارة تجرُّها فترتفع محمولة على تيَّارات الهواء. 

شُرّاعة [مفرد]: شُبّاك صغير يعلو البابَ أو النافذةَ للإضاءة أو التَّهوية. 

شَرْع [مفرد]:
1 - مصدر شرَعَ2.
2 - (فق) شريعة؛ ما شرعه الله تعالى لعباده "أوجب الشّرعُ كذا- هذا مكتسب شرْعًا: بصورة شرعيّة، من الوجهة الشرعيّة" ° النَّاس في هذا شرْع: متساوون. 

شِرْع [مفرد]:
1 - مِثْل، نظير "هما شِرْعَان".
2 - وتر العود. 

شِرْعة [مفرد]: ج شِرْعات وشِرَع: مذهب واتِّجاه مُعيَّن، طريق، دين، شَرْع، شريعة "شِرْعة الأمم المتَّحدة: دستورها- {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} ". 

شَرْعيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى شَرْع: موافق للشّريعة والقانون، مُعترف به شرعًا وقانونًا "زواج/ ولد/ حقّ شَرْعيّ- القضاء الشَّرعيّ" ° ابن غير شرعيّ: مولود لأبوين غير مُتزوِّجَيْن زواجًا شرعيًّا- قاعدة شرعيَّة- مأذون شرعيّ.
• طبيب شرعيّ: (طب) طبيب مختصّ بتحديد أسباب الوفاة من الناحية القانونيّة، وهو مُؤهَّل للشّهادة أمام المحاكم.
• الدِّفاع الشَّرعيّ: (قن) حقٌّ يعطيه القانون للشَّخص بحيث يُبيح له الالتجاءُ إلى قدرٍ من القوّة، لمنع خطر الاعتداء على نفسه وماله، أو على نفس الغير وماله. 

شَرْعيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى شَرْع: "أحكام شرعيَّة".
2 - مصدر صناعيّ من شَرْع: كون الشيء قائمًا على أساس شرعيّ "رفض الشعبُ الاعتراف بشرعيّة مجلس الحكم".
• اللاَّشرعيَّة:
1 - حالة من الفوضى وغياب الشرائع والنظم والعهود "تفشَّت اللاَّشرعيّة في كثير من البلدان المعاصرة- يجب مواجهة عواصف الإرهاب واللاشرعيَّة".
2 - صفة لما هو غير شرعيّ "تتّبع إسرائيل أساليب لاشرعيّة ضد الفلسطينيين".
• الشَّرعيَّة الدُّوليَّة: (قن) المرجعيَّة القانونيَّة التي نالت توافقًا عالميًّا مثل مبادئ القانون الدَّوليّ والاتفاقيّات العالميّة.
• العُلوم الشَّرعيَّة: العلوم الدِّينيّة كالفقه والحديث وغيرهما.
• محكمة شَرْعيَّة: (قن) محكمة تحكم بالشَّريعة الإسلاميَّة، وبخاصَّة في مسائل الأحوال الشّخصيّة من زواج وطلاق ونفقة وغيرها. 

شُروع [مفرد]: مصدر شرَعَ1/ شرَعَ في.
• أفعال الشُّروع: (نح) هى أفعال تدلّ على أنّ الفعل الوارد بعدها شُرع فيه، وهى تعمل عمل كان، ومن أهمّها: شرع, بدأ، أخذ، جعل، أنشأ، طفِق. 

شريعة [مفرد]: ج شرائِعُ:
1 - شَرْع, ما شرعه الله تعالى
 لعباده من العقائد والأحكام "الشرائع السماويّة" ° الشَّريعة المُحمَّديَّة/ الشَّريعة الإسلاميَّة: دين الإسلام (وكثيرًا ما ترد في حديث المستشرقين عن الإسلام).
2 - طريقة ومنهج " {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ} ".
• شريعة الغاب: قانون البقاء للأقوى.
• لوحا الشَّريعة: اللوحان اللذان كُتِبت عليهما الوصايا العشر. 

مُشرِّع [مفرد]:
1 - اسم فاعل من شرَّعَ.
2 - واضع القانون، من يسنّ القوانين "راعى المشرِّعُ في قانون الضرائب التخفيفَ عن الطبقات الكادحة". 

مَشروع [مفرد]: ج مشروعات ومشاريعُ:
1 - اسم مفعول من شرَعَ1/ شرَعَ في وشرَعَ2.
2 - ما يسوّغُه الشّرع ويبيحه "وسيلة مشروعة" ° الطُّرق المشروعة: الوسائل القانونيَّة- كسب غير مشروع: حصول الموظَّف الحكوميّ على أموال مستغلاًّ مركزه الحكوميّ، لقضاء حاجة النَّاس التي يحصلون عليها كحقٍّ من حقوقهم مجّانًا أو برسوم.
3 - أمر يُهيّأ للدَّرس والتحليل تمهيدًا لأخذ قرار بشأنه "عرض المشروع على مجلس الإدارة- مشروع اتفاقيّة" ° خُطَّة مشروع: وثيقة تصف النَّهج التِّقني والإداريّ الواجب اتِّباعه من أجل تنفيذ مشروع ما.
4 - منشأة أو تنظيم يهدف إلى الإنتاج أو المبادلة أو تداول الأموال والخدمات "نفّذ المشروع بكلِّ دِقَّة- المشروع قيد البحث" ° مشروع خيريّ: يهدف إلى تقديم خدمات للفقراء والمحتاجين- مشروع قوميّ: يعود بالنفع على الصالح العامّ.
• مشروع قانون: نصّ يقترحه وزير ويقدّمه إلى الهيئة التشريعيّة للموافقة عليه وإقراره. 

مَشروعيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من مَشروع: قانونيَّة، صفة ما هو شرعيّ أو مشروع "مشروعيّة حقّ: قانونيَّة شرْعيَّة- تنظر المحكمة العليا في مشروعيّة قانون الأحزاب- مشروعيّة الأحكام". 

شرع

1 شَرَعَتِ الدَّوَابٌّ فِى المَآءِ, (S, K,) aor. ـَ (S,) inf. n. شَرْعٌ and شُرُوعٌ, [the latter of which is the more common,] and ↓ مَشْرُوعٌ, (TA, [there said to be syn. with شُرُوعٌ, like as مَيْسُورٌ is with يُسْرٌ,]) The beasts entered into the water, (S, K, TA,) and drank of it: (TA:) and شَرَعَ, aor. as above, and so the inf. ns., he (one coming to water to drink) took the water with his mouth: (TA:) or شَرَعْتُ فِى المَآءِ, inf. ns. as above, I drank the water with my hands: or I entered into the water: and شَرَعَ المَالُ the cattle came to the water to drink: (Msb:) and الدَّابَّةُ ↓ شَرَّعَتِ [if not a mistranscription for شُرِّعَت] the beast was, or became, at the watering-place. (TA.) b2: [Hence,] شَرَعَ فِى الأَمْرِ, (S, Msb, K,) aor. as above, (Msb,) inf. n. شُرُوعٌ, (S, Msb, K,) He entered into the affair; (S, K;) he entered upon, began, or commenced, the affair. (Msb.) b3: شَرَعَ البَابُ إِلَى

الطَّرِيقِ, inf. n. شُرُوعٌ, The door, or entrance, communicated with the road. (Msb.) And شَرَعَ المَنْزِلُ The dwelling was upon, (S, K,) or had its door [opening] upon, (TA,) a road that was a thoroughfare. (S, K, TA.) b4: شَرَعَ said of a spear, It pointed directly [towards a person: see an explanation of the trans. verb in what follows]. (S, K: but in the latter, شَرَعَت, said of spears.) See also شَرْعٌ. b5: And, said of a road, (Mgh,) and of an affair, or a case, (TA,) It was, or became, apparent, manifest, or plain. (IAar, Mgh, TA.) A2: شَرَعَ المَالَ, aor. as above, [inf. n., app., شَرْعٌ,] He brought the cattle to the watering-place; a also ↓ اشرعهُ: (Msb:) and the former is trans. in this sense by means of بِ: (Har p. 21:) or شَرَعَ (TA) and ↓ شرّع, inf. n. of the latter تَشْرِيعٌ, (S, TA,) he made the beasts, (S,) or his camels, (TA,) to enter into the water [to drink]: (S, TA: *) and نَاقَتَهُ ↓ اشرع he made his she-camel to enter into the watering-place: (TA:) or ↓ تَشْرِيعٌ signifies the bringing camels to the wateringplace to drink without requiring in doing so to draw with the pulley and its appertenances nor to give them to drink in a watering-trough or tank. (O, K.) It is said in a prov, (S,) أَهْوَنُ

↓ السَّقْىِ التَّشْرِيعُ (S, K) The easiest mode of watering is the making of the camels to enter into the water: applied to him who takes an easy way of performing an affair, and does not exert himself therein. (Meyd. [See Freytag's Arab. Prov. ii.

889.]) b2: شَرَعَ البَابَ إِلَى الطَّرِيقِ He made the door, or entrance, to communicate with the road: (Msb:) and الى الطريق ↓ اشرعهُ (S, Msb, K, TA) signifies the same; (Msb, TA;) or he opened it (i. e. the door, or entrance,) to the road. (S, Msb, K, TA.) And الجَنَاحَ إِلَى الطَّرِيقِ ↓ اشرع He put the جناح [meaning projecting roof] towards the road. (Msb.) b3: And شَرَعَ (K) and ↓ اشرع (S, K, TA) and ↓ شرّع (TA) He directed (S, K, TA) a spear, (S, TA,) or spears, (K,) and a sword, (TA,) قِبَلَهَ (S) or نَحْوَهُ (TA) [i. e. towards him]: or ↓ اشرع signifies he inclined a spear. (Msb.) b4: And شَرَعَ, (Mgh, Msb, TA,) aor. as above, (Msb,) inf. n. شَرْعٌ, (TA,) He made apparent, manifest, or plain, (Mgh, Msb, TA,) a road; (Mgh, TA;) as also ↓ اشرع; and ↓ شرّع, inf. n. تَشْرِيعٌ: (K, TA:) and in like manner, an affair, or a case; and religion. (TA.) Accord. to Az, this meaning of شَرَعَ is from شَرَعَ الإِهَابَ [which see in what follows]. (TA.) One says, شَرَعَ اللّٰهُ لَنَا كَذَا God made apparent, manifest, or plain, to us, such a thing. (Msb.) And شَرَعَ فُلَانٌ Such a one made apparent, manifest, or plain, the truth, or right. (TA.) b5: and شَرَعَ لَهُمْ i. q. سَنَّ [i. e. He instituted, established, or prescribed, for them, or to them, a religious ordinance, a law, &c.]: (S, K) whence [accord. to some,] شَرِيعَةٌ and شِرْعَةٌ. (TA.) b6: شَرَعَ الإِهَابَ, (S, K,) aor. as above, inf. n. شَرْعٌ, (S,) He stripped off the hide: (S, K:) or, accord. to Yaakoob, as heard by him from Umm-El-Homáris El-Bekreeyeh, he slit the hide in the part between the two hind legs, (S, TA,) and then stripped it off: or he slit the hide, [and then stripped it off,] not making of it a زِقّ [q. v.], nor stripping it off [entire] by commencing from one hind leg. (TA.) b7: شَرَعَ الحَبْلَ He loosed, or undid, the rope, or cord, or the slip-knot thereof, (أَنْشَطَهُ,) [then, app., doubled it in the middle, to put that part round something to be carried,] and inserted its two halves (قُطْرَيْهِ) into the loop. (O, K.) b8: and شَرَعَ الشَّىْءَ He raised, or elevated, the thing much; (K;) as also ↓ اشرعهُ. (TA.) 2 شَرَّعَ see 1, in six places.

A2: شرّع السَّفِينَةَ, inf. n. تَشْرِيعٌ, He made, or put, a sail (شِرَاع) to the ship, or boat. (TA.) 4 أَشْرَعَ see 1, former half, in two places. b2: [Hence,] one says, اشرع يَدَهُ إِلَى المِطْهَرَةِ (assumed tropical:) He put his hand [to and] into the مطهرة [or vessel for purification]. (TA.) And it is said in a trad. (respecting the [ablution termed] وُضُوْء), حَتَّى

أَشْرَعَ فِى العَضُدِ meaning Until, or so that, he made the upper half of the arm to reach to (lit. to enter) the water. (TA. [This ex. is elliptical and inverted; for حتّى اشرع العَضْدَ فِى المَآءِ.]) b3: And أَشْرَعَنِى الرَّجُلُ (assumed tropical:) The man sufficed me; or gave me what sufficed me: and اشرعنى الشَّىْءُ (assumed tropical:) The thing sufficed me. (TA.) b4: And أَشْرَعَ said of a plant, or of herbage, [app. for أَشْرَعَ الإِبِلَ,] (assumed tropical:) It became full-grown, and satiated the camels. (TA.) b5: See, again, 1, latter half, in six places.8 فُلَانٌ يَشْتَرِعُ شِرْعَتَهُ [meaning Such a one originates, or embraces, or follows, his way of religion] is similar to the phrases يَفْتَطِرُ فِطْرَتَهُ and يَمْتَلُّ مِلَّتَهُ; from شِرْعَةُ الدِّينِ and فِطْرَتُهُ and مِلَّتُهُ. (TA.) شَرْعٌ, originally an inf. n.: b2: then applied as a name for A manifest, a plain, or an open, track, or road, or way: b3: and then, metaphorically, to The divine way of religion; so says Er-Rághib; (TA;) syn. with شَرِيعَةٌ, q. v. (Msb.) b4: In the saying مَرَرْتُ بِرَجُلٍ شَرْعِكَ, (so in the K,) or مررت بِرَجُلٍ شَرْعُكَ مِنْ رَجُلٍ, (so in the S and O, [ for هُوَ شَرْعُكَ,]) with kesr and with damm to the ع [of شرعك], (TA,) i. e. [I passed by a man] sufficing thee [as a man], (S, O, K,) the meaning is, of the sort to which thou directest thyself and which thou seekest (فِيهِ وَتَطْلُبُهُ ↓ تَشْرَعُ): (S, O:) and the word in this sense is used alike as sing. and pl. (S, O, K) and dual, because it is [originally] an inf. n. (S, O.) You say, شَرْعُكَ هٰذَا [and هٰذَانِ and هٰؤُلَآءِ] i. e. Sufficient for thee [is this and are these two and are these]. (S: and the like is said in the Mgh.) And it is said in a prov., شَرْعُكَ مَا بَلَّغَكَ المَحَلَّا thus correctly, for it is a hemistich; not المَحَلَّ, as in the S and K; (TA;) i. e. Sufficient travel-ling-provision for thee is that which will cause thee to reach the place [of alighting] to which thou repairest: (K, TA:) applied to the case of being content with little. (S, K.) b5: See also شَرَعٌ, in two places. b6: And see شِرْعَةٌ.

شِرْعٌ [in the CK, erroneously, شَرْع,] The like of a thing; as also ↓ شِرْعَةٌ: (K, TA:) [but the former is masc. and ↓ the latter is fem.; for] one says, هٰذَا شِرْعُ هٰذَا This is the like of this; and so هٰذِهِ هٰذِهِ ↓ شِرْعَةُ: and هٰذَانِ شِرْعَانِ these two are likes. (S, O, TA.) [The pls., or rather coll. gen. ns. and pls., following this meaning in the K belong to شِرْعَةٌ and شَرْعَةٌ in another sense; as is shown by exs. in the O and TA.]

A2: Also The chords of the بَرْبَط, (O, K, TA,) which is the [Persian] عُود [or lute]. (TA.) [In this sense, a coll. gen. n.:] see its n. un. شِرْعَةٌ. b2: And hence, as being likened thereto, (TA,) (tropical:) The [thong called] شِرَاك of a sandal. (O, K, TA.) It is related in a trad. that a man said, إِنِّى أُحِبُّ الجَمَالَ حَتَّى فِى شِرْعِ نَعْلِى (O, TA) i. e. (tropical:) [Verily I love elegance, even] in the شراك of my sandal. (TA.) شَرَعٌ: see شَرِيعَةٌ.

A2: One says, النَّاسُ فِى هٰذَا الأَمْرِ شَرَعٌ and ↓ شَرْعٌ, (S, Msb, K,) the latter a contraction of the former, (Msb,) allowed by Kr and Kz, but disallowed by Yaakoob, (IDrst, TA,) The people are in this affair equals: (S, Msb, K:) in this sense, used alike as sing. and pl. and fem. (S, TA) and masc.: (TA:) [of شَرَعٌ] Az says that it seems to be pl. [or quasi-pl. n.] of ↓ شَارِعٌ, like as خَدَمٌ is of خَادِمٌ; i. e., [the phrase means] the people enter into this affair (يَشْرَعُونَ فِيهِ) together. (TA.) One says also, النَّاسُ شَرَعٌ وَاحِدٌ and واحد ↓ شَرْعٌ, meaning The people are one sort. (K.) شَرْعَةٌ: see the next paragraph, in two places.

شِرْعَةٌ: see شَرِيعَةٌ, in two places. b2: Also A custom. (TA.) b3: See also شِرْعٌ, first sentence, in three places.

A2: Also A snare for the birds called قَطًا, (Lth, O, K, TA,) with which to capture them, (O, TA,) made of sinews: (Lth, O, TA:) pl. شِرَعٌ. (O.) b2: Also, (S, O, K,) and ↓ شَرْعَةٌ, (K,) A string, or chord: (S, O, K, TA:) or such as is slender: or while continuing stretched upon the bow; (TA;) and so ↓ شِرَاعٌ; (Lth, O, K;) or upon the lute; and so ↓ شِرَاعٌ: (TA:) the pl. [or rather coll. gen. n.] (of ↓ شِرْعَةٌ, S, O, [i. e. of this n. un. meaning the “ chord of a lute,” as is shown by exs. in the O and TA,]) is ↓ شِرْعٌ (S, O, K) and (that of ↓ شَرْعَةٌ, TA) ↓ شَرْعٌ, (O, K, TA,) like as تَمْرٌ is of تَمْرَةٌ, (O, TA,) and [the pl. properly so termed] (of شِرْعَةٌ, S, O) شِرَعٌ, and pl. pl. شِرَاعٌ: (S, O, K:) and the pl. of ↓ شِرَاعٌ as a sing. syn. with شِرْعَةٌ is شُرُعٌ. (TA.) شَرَعَةٌ i. q. سَقِيفَةٌ [i. e. A roof, or covering, such as projects over the door of a house &c.; or a place roofed over]: pl. أَشْرَاعٌ. (O, K.) شَرْعِىٌّ Of, or relating to, the religion or law. b2: And Accordant to the religion or law; legal, or legitimate.]

شُرَاعٌ A plant, or herbage, full-grown, (O, K, TA,) that satiates the camels. (TA.) شِرَاعٌ: see شَرِيعَةٌ.

A2: The شِرَاعٌ of a ship or boat (S, Mgh, O, Msb) is called in Pers\. بَادْبَان [i. e. A sail]; (MA, Mgh, KL;) i. q. قِلْعٌ; (MA, TA;) a thing like a wide مُلَآءَة [q. v.], (O, K, TA,) of cloth or of matting, (TA,) [raised, or attached,] upon a piece of wood [i. e. a mast or a yard]; which is beaten upon by the wind (تُصَفِّقُهُ الرِّيحُ,) and causes the ship, or boat, to go along: (O, K, TA:) so called because it is raised (يُشْرَعُ i. e. يُرْفَعُ) above the ship, or boat: (TA:) pl. أَشْرِعَةٌ and شُرُعٌ; (O, K;) the former a pl. of pauc. (O.) b2: And hence, as being likened thereto, (TA, [and the same is implied in the S and O,]) (tropical:) The neck of a camel. (S, O, K, TA.) Sometimes they said of a camel, رَفَعَ شِرَاعَهُ, meaning (tropical:) He raised his neck: (S, O, TA.) b3: One says also رَجُلٌ شِرَاعُ الأَنْفِ, meaning (assumed tropical:) A man having the nose extended, and long. (TA. [See أَشْرَعُ.]) b4: See also شِرْعَةٌ, in three places.

شَرِيعٌ Courageous; (O, K, TA;) applied to a man. (O, TA.) A2: Also Good, or excellent, flax. (K.) b2: And The ليف [or fibres that grow at the base of the branches of the palm-tree] of which the prickles (شَوْك) are strong, and such as, by reason of their thickness, are fit for the sewing of leather therewith. (TA.) شَرَاعَةٌ Courage; (O, K;) as an attribute of a man. (O.) شَرِيعَةٌ and ↓ مَشْرَعَةٌ (S, O, Msb, K) and ↓ مَشْرُعَةٌ (Msb, K) and ↓ مَشْرَعٌ (TA) and ↓ شَرَعٌ (O, TA *) and مَآءٍ ↓ شِرَاعُ (TA) A watering-place; a resort of drinkers [both men and beasts]; (S, O, K, TA;) a place to which men come to drink therefrom and to draw water, (Msb, * TA,) and into which they sometimes make their beasts to enter, to drink: (TA:) but the term ↓ مشرعة, (Az, Msb,) or شريعة, (TA,) is not applied by the Arabs to any but [a watering-place] such as is permanent, and apparent to the eye, (Az, Msb, TA,) like the water of rivers, (Msb,) not water from which one draws with the well-rope: (Az, Msb, TA:) the pl. of شَرِيعَةٌ is شَرَائِعُ; and that of ↓ مَشْرَعَةٌ or ↓ مَشْرَعٌ [or of both] is مَشَارِعُ; which is also expl. as meaning gaps, or breaches, in the banks of rivers or the like by which men or beasts come to water: (TA:) and [in like manner it is said that] شَرِيعَةٌ signifies a place of descent to water: (Lth, TA:) or a way to water. (Bd in v. 52.) b2: And hence, (Lth, Kr, Msb, TA, and Bd ubi suprà,) الشَّرِيعَةُ, (Lth, Kr, S, Msb, K, &c.,) as also ↓ الشِّرْعَةُ, (Msb, K, &c.,) and ↓ الشَّرْعُ, (Msb,) signifies likewise الدِّينُ; (Msb, and Bd ubi suprà;) because it is a way to the means of eternal life; (Bd ibid.;) or because of its manifestness; (Msb;) [i. e.] The religious law of God; (Lth, Kr, S, O, K, * TA;) consisting of such ordinances as those of fasting and prayer and pilgrimage (Lth, Kr, TA) and the giving of the poorrate (Kr, TA) and marriage, (Lth, TA,) and other acts (Lth, Kr, TA) of piety, or of obedience to God, or of duty to Him and to men: (Kr, TA:) pl. as above. (Msb.) شَرِيعَةٌ signifies also [A law, an ordinance, or a statute: and] a religion, or way of belief and practice in respect of religion: (Fr, TA:) and a way of belief or conduct that is manifest (Ibn-'Arafeh, Mgh, K) and right (Ibn-'Arafeh, K) in religion; (Mgh;) and so ↓ شِرْعَةٌ. (K.) شُرَاعِىٌّ, as an epithet applied to A spear-head and a spear, of Shuráa, (TA,) which was the name of a certain man who made spear-heads and spears, (K, TA,) as they assert: but IAar says that it may be a reg. rel. n. from شُرَاعٌ, or an irreg. rel. n. from some other name of which the radical latters are شرع: and [SM says also that,] applied to a spear, it signifies long: (TA:) or ↓ شِرَاعِىٌّ, thus applied, has this meaning, a rel. n. [from شِرَاعٌ]. (S, O.) شُرَاعِيَّةٌ and ↓ شِرَاعِيَّةٌ [in the CK without teshdeed], applied to a she-camel, signify (tropical:) Long-necked; (O, K, TA:) thus expl. by ISh: but Az thinks the latter to be the more probably correct; the neck being likened to the شِرَاع of the ship or boat, because of the height thereof. (O.) شِرَاعِىٌّ; and its fem., with ة: see the next preceding paragraph.

شَرَّاعٌ A seller of the flax called شَرِيع. (IAar, K.) شَارِعٌ Entering into water [to drink]: pl. شُرَّعٌ and شُرُوعٌ: (KL:) these pls. are applied in this sense to camels. (S, K.) b2: [Hence,] Entering into an affair (فِى أَمْرٍ). (Az, TA.) See شَرَعٌ. b3: And sing. of شُرَّعٌ in the phrase حِيتَانٌ شُرَّعٌ, (TA,) which means Fishes lowering their heads to drink: (Aboo-Leylà, TA:) or raising their heads: (K, TA:) or directing themselves, or repairing, (شَارِعَاتٌ,) from the deep water to the bank, or side: (S, TA:) and حيتان شُرُوعٌ signifies the same: (TA:) or شُرَّعًا in the Kur vii. 163, referring to fish, means appearing upon the surface of the water. (Bd, Jel. *) b4: Also, applied to a place of alighting, or an abode, (مَنْزِلٌ,) Situate upon a road that is a thoroughfare: and شَارِعَةٌ applied to a house (دَارٌ) signifies the same; (K;) or having its door [opening] upon such a road; (TA;) or near to the road and to the people [or passengers]: (Mgh, * TA:) and دُورٌ شَارِعَةٌ houses having their doors opening into the streets: or دُورٌ شَوَارِعُ, as expl. by IDrd, houses upon one open road. (TA.) It is said in a trad., كَانَتِ الأَبْوَابُ شَارِعَةً إِلَى المَسْجِدِ The doors were opening towards the mosque. (TA.) b5: And Anything near (K, TA) to a thing, or overlooking it: whence شَارِعَةٌ applied to a house (دَارٌ) near to the road and to the people, as expl. above. (TA.) [Hence,] نُجُومٌ شَوَارِعُ Stars near to setting. (K.) b6: [Also Pointing directly towards a person; applied to a spear.] One says رِمَاحٌ شَارِعَةٌ and شَوَارِعُ (K, TA) and شُرَّعٌ as in some of the copies of the S (TA) Spears pointing directly: and ↓ رِمَاحٌ مَشْرُوعَةٌ and ↓ مُشْرَعَةٌ spears directed. (K, TA.) b7: Also [used as a subst.] A main road: (S, O:) or it signifies, (Mgh, TA,) or so طَرِيقٌ شَارِعٌ, (Msb,) (tropical:) a road, or way, into which people enter (يَسْلُكُهُ النَّاسُ, Msb, or يَشْرَعُ فِيهِ النَّاسُ, Mgh, TA) in common, or in general; (Mgh, Msb, TA;) by a tropical attribution; (Mgh;) [i. e.] شَارِعٌ in this case has the meaning of مَشْرُوعٌ [or مَشْرُوعٌ فِيهِ]; (Msb;) or as meaning ذُو شَرْعٍ مِنَ الخَلْقِ [having an entering of people]: (TA:) or it signifies a manifest, plain, or conspicuous, road or way: (Mgh, TA:) [in the present day, شَارِعٌ commonly signifies any great street that is a thoroughfare:] the pl. is شَوارِعُ. (Msb.) A2: الشَّارِعُ also means The learned man who practises what he knows and instructs others: (K, TA:) or so الشَّارِعُ الرَّبَّانِىُّ. (O.) and hence it is applied to designate the Prophet: [or as meaning The legislator: or the announcer of the law:] or because he made manifest and plain the religion, or religious law of God. (TA.) أَشْرَعُ A nose of which the end is extended (K, TA) and elevated, and long. (TA.) مَشْرَعٌ: see شَرِيعَةٌ, in two places.

مُشْرَعٌ: see its fem., with ة, voce شَارِعٌ.

مَشْرَعَةٌ and مَشْرُعَةٌ: see شَرِيعَةٌ, in four places.

بَيْتٌ مُشَرَّعٌ A high, or lofty, house or tent. (TA.) مَشْرُوعٌ: see its fem., with ة, voce شَارِعٌ: A2: see also 1, first sentence.
شرع
الشَّريعَةُ: مَا شرَع الله تَعَالَى لعبادِه من الدِّينِ، كَمَا فِي الصِّحاح، وَقَالَ كُراع: الشَّريعةُ مَا سَنَّ الله من الدِّين وأَمرَ بِهِ، كالصَّوم والصَّلاةِ، والحَجِّ والزّكاة، وَسَائِر أَعمال البِرِّ، مُشْتَقٌّ من شاطِئِ البَحرِ، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: ثُمَّ جعلناكَ على شريعَةٍ من الأَمْرِ وَقَالَ اللَّيْث: الشَّريعةُ: مُنحَدَرُ الماءِ، وَبهَا سُمِّيَ مَا شرَعَ الله للعباد من الصَّوْمِ والصَّلاةِ والحَجِّ والنِّكاحِ وغيرِه، وَفِي المُفردات للرَّاغِبِ، وَقَالَ بعضُهم: سُمِّيَت الشَّريعةُ تَشبيهاً بشَريعَةِ الماءِ، بحيثُ إنَّ مَنْ شَرَعَ فِيهَا على الحَقيقة المَصدوقَةِ رَوِيَ وتَطَهَّرَ، قَالَ: وأَعني بالرِّيِّ مَا قَالَ بعضُ الحُكماءِ: كنتُ أَشرَبُ وَلَا أَرْوَى، فلمّا عرفْتُ اللهَ رَوِيتُ بِلَا شُرْبٍ. وبالتَّطهير مَا قَالَ عزَّ وجَلَّ: إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عنكُمُ الرِّجْسَ أَهلَ البيتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً. الشَّريعَةُ: الظّاهرُ المُستقيمُ من المَذاهِبِ، كالشِّرْعَةِ، بِالْكَسْرِ فيهِما، عَن ابنِ عرَفَةَ، وَهُوَ مأْخوذٌ من أَقوال ثلاثةٍ، أَمّا الظَّاهِرُ: فمِنْ قَول ابنِ الأَعرابيِّ: شَرَعَ، أَي ظَهَرَ، وأَمّا المُستقيمُ: فمِن قَول محمَّد بنِ يزيدَ فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى: شِرْعَةً ومِنهاجاً قَالَ: المِنهاج: الطَّريق المَستقيم، وأَمّا قَوْله من المَذاهبِ، فمِن قَول القُتَيْبِيِّ فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى: ثُمَّ جعلناكَ على شريعَةٍ، قَالَ: أَي على مِثالٍ ومَذهَبٍ، قَالَ الله عزَّ وجَلَّ: لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنكُمْ شِرْعَةً ومِنهاجاً. وَاخْتلفت أَقوال المُفسِّرين فِي تَفْسِير الشِّرْعَةِ والمِنهاجِ، فَقيل: الشِّرْعَةُ: الدِّينُ، والمِنهاجُ: الطَّريقُ، وَقيل: هما جَميعاً الطَّريق، والمُرادُ بالطَّريق هُنَا الدِّينُ، وَلَكِن اللفظَ إِذا اختلَفَ أُتِيَ بِهِ بأَلفاظٍ يُؤَكَّدُ بهَا القِصَّةُ والأَمْرُ، قَالَ عنترةُ: أَقوَى وأَقْفَرَ بعدَ أُمِّ الهَيْثَمِ فَمَعْنَى: أَقوى وأَقفرَ واحِدٌ، على الخَلوَةِ، إلاّ أَنَّ اللَّفْظَيْنِ أَوْكَدُ فِي الخَلْوَةِ. وَقَالَ ابنُ عبّاسٍ: شِرْعَةً ومِنهاجاً: سَبِيلا وسُنَّةً. وَفِي المُفردات عَن ابنِ عبّاسٍ: الشِّرعَةُ: مَا ورَدَ بِهِ الْقُرْآن، والمِنهاجُ: مَا وردَ بِهِ السُّنَّة. وَقَالَ قَتادَةُ: شِرْعَةً ومِنهاجاً: الدِّينُ واحِدٌ والشَّريعةُ مُختلفة. وَقَالَ الفرَّاءُ فِي قَوْله تَعَالَى: على شَريعَةٍ: على دينٍ ومِلَّةٍ ومِنهاجٍ، وكُلُّ ذلكَ يُقَال. منَ المَجاز: الشَّريعةُ: العتَبَةُ، على التَّشْبِيه بشريعة المَاء، عَن ابنِ عَبّادٍ. أَصْلُ الشَّريعة فِي كَلَام العَرَبِ: مَورِدُ الشَّارِبَةِ الَّتِي يَشرَعُها النّاسُ، فيَشرَبونَ مِنْهَا ويَسْتَقونَ، ورُبَّما شَرَّعوها دوابَّهُم فشَرَعَت تشرَبُ مِنْهَا، وَالْعرب لَا تُسَمِّيها شَرِيعَة حتّى يكونَ الماءُ عِدّاً، لَا انْقِطَاع لَهُ، وَيكون ظاهِراً مَعيناً لَا يُستَقى بالرِّشاءِ، وَإِذا كَانَ من السَّماء والأَمطارِ فَهُوَ الكَرَع، وَقد أَكرَعوه إبلَهُم،)
فكَرَعَتْ فِيهِ، وسَقَوْها بالكَرَعِ، وَهُوَ مَذكورٌ فِي مَوضِعه، كالمَشْرَعَةِ، نَقله الجَوْهَرِيّ، وتضمُّ راؤُها. والشَّرْعُ، بِالْكَسْرِ: ع، هَكَذَا فِي التَّكمِلَةِ، وَهُوَ ماءٌ لبَني الحارِثِ من بَني سُلَيم، قُربَ صُفَينَةَ، وتُفتَحُ شينُه. منَ المَجاز: الشَّرْعُ: شِراكُ النَّعل. وَمِنْه الحَديثُ: قَالَ رجُلٌ: إنِّي أُحِبُّ الجَمالَ حتّى فِي شِرْعِ نَعلي، أَي شِراكِها، تشبيهٌ بالشَّرْعِ. وَهُوَ أَوتارُ البَرْبَطِ، أَي العُودِ، لأَنَّه مُمْتَدٌّ على وَجْهِ النَّعْلِ كامتِدادِها. الشِّرْعَةُ، بِهاءٍ: حِبالَةٌ تُعْمَلُ لِلقَطا يُصطادُ بهَا. قَالَ الليثُ: تُعمَلُ من العَقَبِ، تُجعَلُ شِراكاً لَهَا. الشِّرْعَةُ: الوَتَرُ الرَّقيقُ، وَقيل: مَا دامَ مَشدوداً على القَوسِ، وَقيل: أَو على العودِ، ويُفتَحُ. الشِّرْعَةُ: مِثلُ الشيءِ، يُقَال: شِرْعَةُ هَذِه، أَي مثلُها، كالشَّرْعِ، بِلَا هاءٍ، يُقَال: هَذَا شِرْعُ هَذَا، وهما شِرْعانِ، أَي مِثلانِ، كَمَا فِي الصِّحاح، وأَنشدَ الخليلُ، شَاهدا على الشِّرْعَةِ بِمَعْنى المِثْلِ، يَذُمُّ رَجُلاً:
(وكَفَّاكَ لَمْ تُخْلَقا لِلنَّدى ... ولمْ يَكُ لُؤْمُهُما بِدْعَهْ)

(فكَفٌّ عَن الخَيرِ مَقبوضَةٌ ... كَمَا حُطَّ عَن مائةٍ سَبْعَهْ)

(وأُخْرَى ثلاثَةُ آلافِها ... وتِسْعُمِئِيها لَهَا شِرْعَهْ)
ج: شِرْعٌ أَيضاً، أَي بالكَسْرِ على الجَمعِ الَّذِي لَا يُفارِقُ واحِدَه إلاّ بالهاءِ، ويُفتَحُ كتَمْرَةٍ وتَمْرٍ، عَن أَبي نَصْرٍ. وشِرَعٌ، كعِنَبٍ، على التَّكسيرِ، وجج، أَي جَمع الجَمْعِ شِراعٌ، بالكَسْرِ، وَهَذِه عَن أَبي عُبيدٍ، وَقيل: شِرعَةٌ وثلاثُ شِرَعٍ، والكثيرُ شِرْعٌ، قَالَ ابْن سِيدَه: وَلَا يُعجبُني، على أَنَّ أَبا عُبَيدٍ قد قالَه. وشاهدُ الشِّراعِ، جَمع شِرعَةٍ بِمَعْنى وَتَرِ الْعود:
(كَمَا أَزْهَرَتْ قَيْنَةٌ بالشِّراعِ ... لأُسْوارِها عَلَّ مِنْهُ اصْطِباحا)
وَشَاهد الشَّرْعِ قَولُ ساعِدَةَ بنِ جُؤَيَّةَ: (وعاوَدَني ديني فَبِتُّ كأَنَّما ... خِلالَ ضُلوعِ الصَّدْرِ شِرْعٌ مُمَدَّدُ)
وإنَّما ذَكَّرَ لأَنَّ الجَمْعَ الَّذِي لَا يُفارِقُ واحِدَه إلاّ بالهاءِ لكَ تذكيرُه وتأْنيثُه، يَقُول: بِتُّ كأَنَّ فِي صَدري عُوداً، من الدَّويِّ الَّذِي فِيهِ من الهُموم. الشِّراعُ، ككِتابٍ، مثلُ الشِّرْعَة، هُوَ الوَتَرُ مَا دامَ مَشدوداً على القَوسِ، قَالَه الليثُ، أَو على العودِ، وجَمعُه: شُرُعٌ، بضَمَّتينِ، قَالَ كثَيِّرٌ:
(إلاّ الظِّباءَ بهَا كأَنَّ نَزيبَها ... ضَرْبُ الشِّراعِ نواحِيَ الشِّرْيانِ)
بِمَعْنى ضَرْبِ الوتَر سِيَتَيِ القَوْسِ. منَ المَجاز: الشِّراعُ من الْبَعِير: عنُقُه، يُقَال لَهُ إِذا رفَع عُنُقَه: رفَعَ شِراعَهُ، على التَّشبيه بشراع السَّفينةِ، وَفِي الصِّحاح: رُبَّما قَالُوا ذَلِك. الشِّراعُ:)
القِلْعُ، وَهُوَ كالمُلاءَةِ الواسِعَةِ فوقَ خشَبَةٍ من ثوبٍ أَو حَصيرٍ مَربوعٍ وُتِّرَ على أَربَعِ قُوىً تُصَفِّقُه الرِّيحُ فيَمضي بالسَّفينة، وَمِنْه حَدِيث أَبي مُوسَى: بَيْنَمَا نَحن نسير فِي البحرِ، والرِّيحُ طَيِّبَةٌ، والشِّراعُ مَرفوعٌ. وإنَّما سُمِّيَ بِهِ لأَنَّه يُشْرَعُ، أَي يُرْفَعُ، فوقَ السُّفُنِ، ج: أَشرعَةٌ، وشُرُعٌ، بضَمَّتينِ، قَالَ الطِّرِمّاحُ: ... كأَشْرِعَةِ السَّفينِ شُراعٌ، كغُرابٍ: رَجُلُ كَانَ يعملُ الأَسِنَّةَ والرِّماحَ، فِيمَا زعَموا، وَمِنْه سِنانٌ شُراعِيٌّ، ورُمْحٌ شُراعِيٌّ، أَنشدَ ابنُ الأَعرابيِّ لحبيب بن خالدِ بنِ قيسِ بنِ المُضَلَّلِ:
(وأَسْمَرُ عاتِكٌ فِيهِ سِنانٌ ... شُراعِيٌّ كساطِعَةِ الشُّعاعِ)
قَالَ: إِن كَانَ مَنسوباً إِلَى شُراعٍ فَيكون على قِيَاس النَّسَبِ، أَو كَانَ اسمُه غيرَ ذلكَ من أَبنية ش رع فَهُوَ إِذن من نادرِ مَعدولِ النَّسَبِ. والأَسْمَرُ: الرُّمْحُ، والعاتِكُ: المُحَمَّر من قِدَمِه. الشُّراعُ من النَّبْتِ: المُعَتَّمُ. قَالَ مُحارِبٌ: يُقَال للنبت إِذا اعْتَمَّ وشَبِعَتْ مِنْهُ الإبِلُ: قد أَشْرَعَ، وَهَذَا نَبْتٌ شُراعٌ. قَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: الشُّراعِيَّةُ، بالضَّمِّ، ويُكسَرُ: النّاقةُ الطَّويلةُ العُنق، وأَنشد:
(شُراعِيَّةُ الأَعناقِ تَلْقَى قَلوصَها ... قد اسْتَلأَتْ فِي مَسْكِ كَوماءَ بادِنِ)
قَالَ الأَزْهَرِيّ: لَا أَدري شُراعِيَّةٌ، أَو شِراعِيَّةٌ، الكَسْرُ عِنْدِي أَقرَبُ، شُبِّهَتْ أَعناقُها بشراع السَّفينة، لِطولِها، يَعني الإبٍ لَ. وشَرَعَ لَهُم، كمَنَعَ يَشْرَعُ شَرْعاً: سَنَّ، وَمِنْه الشَّريعةُ، والشَّرْعَة، وَفِي التَّنزيل الْعَزِيز: شَرَعَ لكُمْ من الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نوحًا أَي سَنَّ، وَقَالَ الرَّاغِبُ: فِي الْآيَة إشارةٌ إِلَى الأُصولِ الَّتِي تتساوى فِيهَا المِلَلُ، وَلَا يَصِحُّ عَلَيْهَا النَّسْخُ، كمعرفة الله، وَنَحْو ذلكَ.
وَفِي اللِّسَان: قيل: إنَّ نوحًا عَلَيْهِ السَّلامُ أَوَّلُ مَنْ أَتى بتَحريمِ البَناتِ والأَخَواتِ والأُمَّهات. شَرَعَ المَنزِلُ: صارَ على طَريقٍ نافِذٍ، هَكَذَا فِي نُسخ الصِّحاحِ، وَفِي بَعْضهَا: إِذا كَانَ بابُه على طَريقٍ نافِذٍ، وَهِي دارٌ شارِعَةٌ، ومَنزِلٌ شارِعٌ، إِذا كَانَت أَبوابُها شارِعَةً فِي الطَّريق. وَقَالَ ابْن دُرَيد: دُورٌ شَوارِعُ: على نَهجٍ واحِدٍ، وَفِي الحديثِ: كَانَت الأَبوابُ شارِعَةً إِلَى المَسْجِدِ أَي مَفتوحَةً إِلَيْهِ، يُقَال: شَرَعْتُ البابَ إِلَى الطَّريق، أَي أَنْفَذْتُه إِلَيْهِ. وشَرَعَ البابُ والدَّارُ شُروعاً: أَفضى إِلَى الطَّريق، وأَشرَعَه إِلَيْهِ، وَقيل: الدَّارُ الشَّارِعَةُ: هِيَ الَّتِي قد دَنَتْ من الطَّريقِ، وقَرُبَتْ من النّاسِ. شَرَعَت الدَّوابُّ فِي المَاء شَرْعاً، وشُروعاً، أَي دخلَت فشَرِبَت الماءَ: وَهِي إبِلٌ شُروعٌ، بالضَّمِّ، وشُرَّعٌ، كرُكَّعٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَقَالَ الشّمّاخُ:)
(يَسُدُّ بِهِ نوائبَ تَعتَريه ... من الأَيّامِ كالنَّهَلِ الشُّرُوعِ)
شَرَعَ فِي هَذَا الأَمر شُروعاً: خاضَ فِيهِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ. يُقال: شرَعَ فلانٌ الحَبْلَ: إِذا أَنْشَطَهُ، وأَدخلَ قُطْرَيْهِ فِي العُرْوَةِ، نَقله الصَّاغانِيّ. شَرَعَ الإهابَ يشرَعُه شَرْعاً: سلخَه، زَاد الجَوْهَرِيُّ: وَقَالَ يعقوبُ: إِذا شقَقْتَ مَا بينَ الرِّجْلَينِ ثمَّ سلخْتَه، قَالَ: وسمعته من أُمِّ الحُمارِسِ البَكْرِيَّةِ. وَقَالَ غيرُه: شَرْعُ الإهابِ: أَن يُشَقَّ وَلَا يُزَقَّقُ، أَي لمْ يُجعَلْ زِقّاً، ولمْ يُرَجَّلْ، وَهَذِه ضُروبٌ من السَّلْخِ مَعروفَةٌ، أَوسَعُها وأَبيَنُها الشَّرْعُ، وَإِذا أَرادوا أَنْ يَجعلوها زِقّاً، سَلَخوها من قِبَلِ قَفاها، وَلم يَشُقّوها شَقّاً. شَرَعَ الشيءَ: رفعَه جِدّاً، وَمِنْه شراعُ السَّفينَةِ، لكَونه مَرفوعاً. شَرَعَتِ الرِّماحُ شَرْعاً: تَسَدَّدَتْ، فَهِيَ شارِعَةٌ وشوارعُ. قَالَ:
(غَداةَ تَعاوَرَتْهُ ثَمَّ بِيضٌ ... شَرَعْنَ إِلَيْهِ فِي الرَّهَجِ المُكِنِّ)
وشرَعناها وأَشْرَعناها، يُقَال: أَشْرَعَ نحوَهُ الرُّمْحَ والسَّيْفَ، وشَرَعَهُما: أَقْبَلَهُما إيّاه، وسَدَّدهما لَهُ، فَهِيَ مَشروعَةٌ ومُشْرَعَةٌ، قَالَ:
(أَفاجوا من رماحِ الخَطِّ لَمّا ... رَأَوْنا قد شَرَعْناها نِهالا)
وَقَالَ جعفَرُ بنُ عُلبَةَ الحارِثِيُّ:
(فَقَالُوا لنا ثِنْتانِ لَا بُدَّ مِنْهُمَا ... صُدورُ رِماحٍ أُشْرِعَتْ، أَو سلاسِلُ)
كَذَا فِي الحَماسَةِ. فِي المَثَلِ: شَرْعُكَ مَا بَلَّغكَ المَحلَّ، هَكَذَا فِي الصِّحاح، وَهُوَ مِصراعُ بيتٍ، والرِّوايَةُ: شَرْعُكَ مَا بَلَّغَكَ المَحَلاّ أَي حَسْبُكَ وكافيكَ من الزَّادِ مَا بلَّغَكَ مَقصِدَكَ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: يُضْرَب فِي التَّبَلُّغ باليسير. يُقال: مَرَرْتُ برَجُلٍ شَرْعُكَ من رَجُلٍ، بِكَسْر الْعين وضَمِّها، أَي حَسْبُكَ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، يَجري على النَّكِرَةِ وَصْفاً، لأَنَّه فِي نِيَّة الانفصالِ. وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: مَرَرْتُ برَجُلٍ شَرْعِكَ، هُوَ نَعتٌ لَهُ بكَمالِه وبَذِّه غيرَه، وَالْمعْنَى: أَنَّه من النَّحو الَّذِي تَشرع فِيهِ وتطلبه، قَالَ: يَسْتَوِي فِيهِ الواحدُ والجَميعُ، والمؤَنَّثُ والمُذَكَّرُ. وَيُقَال: شَرْعُك هَذَا، أَي حَسْبُك، وَمِنْه حديثُ ابنُ مُغَفَّلٍ: سألَه غَزْوَانُ عمّا حُرِّمَ من الشَّراب، فعَرَّفَه، قَالَ: فقلتُ: شَرْعِي. أَي حَسْبِي. يُقَال: الناسُ فِي هَذَا الأمرِ شَرْعٌ واحدٌ، بالفَتْح ويُحرّك، أَي بَأْجٌ واحدٌ، والناسُ فِي هَذَا شَرْعٌ، ويُحرّك، أَي سَواءٌ لَا يَفوقُ بَعْضُنا بَعْضَاً، يَسْتَوِي فِيهِ الجَمعُ والتَّثْنِيَةُ والمُذَكّرُ والمُؤَنَّث، قَالَ الأَزْهَرِيّ: كأنّه جَمْعُ)
شارِع، كَخَدَمٍ وخادِمٍ، أَي يَشْرَعون فِيهِ مَعًا. وَفِي الحَدِيث: أَنْتُم فِيهِ شَرْعٌ سَواءٌ رُوِيَ بالسُّكون والتحريك، أَي مُتَساوون لَا فَضْلَ لأحدِكم فِيهِ على الآخَر، قَالَ ابنُ دُرُسْتَوَيْه فِي شرحِ الفَصيح: أجازَ كُراع والقَزّازُ تسكينَ رائِه، وأَنْكَره يعقوبُ فِي الْإِصْلَاح. وحِيتانٌ شُرَّعٌ، كرُكَّعٍ: رافِعَةٌ رؤوسَها، وَقيل: خافضةٌ لَهَا للشُّرْب، قَالَه أَبُو ليلى، وَفِي الْمُفْردَات: جَمْعُ شارِع، وَفِي الصِّحَاح: أَي شارِعاتٌ من غَمْرَةِ الماءِ إِلَى الجُدِّ. قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: الشّارِعُ هُوَ العالِمُ الرَّبّانِيُّ العامِلُ المُعَلِّم. قلتُ: ويُطلَقُ عَلَيْهِ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم لذَلِك، وَقيل: لأنّه شَرَعَ الدِّينَ، أَي أَظْهَرَه وبَيَّنَه. وكلُّ قريبٍ من شيءٍ مُشرِفٍ عَلَيْهِ: شارِعٌ، وَمِنْه: الدارُ الشارِعَة: الدَّانِيَةُ من الطريقِ، القريبةُ من النَّاس. وشارِعٌ: جَبَلٌ، هَكَذَا بِالْجِيم فِي سَائِر النّسخ، وصوابُه بالحاءِ المُهمَلة: حَبْلٌ بالدَّهْناءِ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(خَليلَيَّ عُوجا عَوْجَةً ناقَتَيْكُما ... على طَلَلٍ بَيْنَ القِلاتِ وشارِعِ)
شارِع: ة. وشارِعُ الأَنْبار، وشارِعُ المَيْدان: محَلَّتانِ بِبَغْدَاد، الثانيةُ بالجانبِ الشَّرقيِّ مِنْهَا، والأُولى من جهةِ الأنبار، وَلذَا أُضيفَت إِلَيْهِ. وفاتَه: شارِعُ دارِ الرَّقيق: مَحِلَّةٌ غَرْبِيَّ بَغْدَاد، مُتَّصِلَةٌ بالحَريم الطاهِرِيّ. والشَّوارِعُ من النُّجُوم: الدانيةُ من المَغيب، وكلُّ دانٍ من شيءٍ فَهُوَ شارِعٌ، كَمَا تقدّم. الشَّريع، كأميرٍ: الرجلُ الشُّجاع، بَيِّنُ الشَّراعَة، كَسَحَابةٍ، أَي الجُرْأَة، قَالَ أَبُو وَجْزَة:
(وَإِذا خَبَرْتَهُمْ خَبَرْتَ سَماحَةً ... وشَراعَةً تحتَ الوَشيجِ المُورَدِ) الشَّريع: الكَتّانُ الجَيِّد. الشَّرَّاع، كشَدّادٍ: بائِعُه، عَن ابْن الأَعْرابِيّ. والأَشْرَع: الأنفُ الَّذِي امتَدَّتْ أَرْنَبتُه وارتفعَتْ وطالَت. وشُرَاعَةُ كثُمامة: د، لهُذَيْلٍ، نَقله الصَّاغانِيّ. شُراعة: اسمُ رجلٍ، قَالَه الجُمَحِيّ. والشَّرَعَة، مُحرّكةً: السَّقيفةُ، ج: أَشْرَاع قَالَ سَيْحَانُ بنِ خَشْرَمٍ يَرْثِي حَوْطَ بنَ خَشْرَم: كأنَّ حَوْطَاً جَزاه اللهُ مَغْفِرَةًوجَنَّةً ذاتَ عِلِّيٍّ وأَشْرَاعِ
(لم يَقْطَعِ الخَرْقَ تُمسي الجِنُّ ساكِنَهُ ... برَسْلَةٍ سَهْلَةِ المَرفوعِ هِلْواعِ)
وأشْرَعَ بَابا إِلَى الطَّرِيق: فَتَحَه، كَمَا فِي الصِّحَاح، وَقَالَ غيرُه: أَفْضَى بِهِ إِلَى الطَّرِيق. أَشْرَعَ الطريقَ: بيَّنَه وأَوْضَحه كشرَّعَه تَشْرِيعاً، أَي جَعَلَه شارِعاً. والتَّشريع: إيرادُ الإبلِ شَريعَةً لَا يُحتاجُ مَعهَا، أَي مَعَ ظهورِ مائِها إِلَى نَزْعٍ بالعَلَقِ، وَلَا سَقْيٍ فِي الحَوضِ، وَفِي المثَل: أَهْوَنُ السَّقْيِ التَّشْريعُ، وَذَلِكَ لأنّ مُورِدَ الإبلِ إِذا وَرَدَ بهَا الشَّريعَةَ لم يَتْعَبْ فِي إسْقاءِ الماءِ لَهَا، كَمَا)
يتعبُ إِذا كَانَ الماءُ بَعيدا، وَفِي حديثِ عليٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أنَّ رجُلاً سافرَ فِي صَحْبٍ لَهُ، فَلم يَرْجِعْ برُجوعِهم إِلَى أَهَالِيهمْ فاتُّهِمَ أصحابُه، فرُفِعوا إِلَى شُرَيْحٍ، فسألَ أَوْلِياءَ المَقتول، وَفِي نسخةٍ: القَتيل البَيِّنَة، فلمّا عجِزوا عَن إقامَتِها أَلْزَمَ القَومَ الأَيْمانَ، فَأَخْبروا عَلِيّاً رَضِيَ الله تَعالى عَنهُ بحُكمِ شُرَيْحٍ فَقَالَ مُتَمَثِّلاً:
(أَوْرَدَها سَعْدٌ وَسَعْدٌ مُشْتَمِلْ ... يَا سَعْدُ لَا تُروَى بهذاكَ الإبلْ) ويُروى: مَا هَكَذَا تُورَدُ يَا سَعْدُ الإبلْ ثمَّ قَالَ: إنّ أَهْوَنَ السَّقيِ التَّشْريعُ، ثمّ فرَّقَ عليُّ بينَهم، وَسَأَلَهم وَاحِدًا وَاحِدًا فَأَقَرُّوا بقَتلِه، فَقَتَلهم بِهِ، أَي: مَا فَعَلَه شُرَيْحٌ كَانَ يَسيراً هَيِّناً، وَكَانَ نَوْلُه أَن يَحْتَاطَ ويَمْتَحِنَ ويَسْتَبْرِئَ الحالَ بأَيسَرِ مَا يُحتاطُ بمِثلِه فِي الدِّماءِ، كَمَا أنَّ أَهْوَنَ السقيِ التَّشريعُ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: شَرَعَ الوارِدُ يَشْرَعُ شَرْعَاً، وشُروعاً: تناولَ الماءَ بفِيه. وشِرَاعُ الماءِ، بالكَسْر: الشِّرْعَة. وشَرَعَ إبلَه شَرْعَاً، كشَرَّعَ تَشْرِيعاً. وأَشْرَعَ يَدَه إِلَى المِطْهَرة: أَدْخَلها فِيهَا. وأَشْرَعَ ناقتَه: أَدْخَلها فِي شَريعةِ الماءِ، وَفِي حديثِ الْوضُوء: حَتَّى أَشْرَعَ فِي العَضُدِ أَي أَدْخَلَ الماءَ إِلَيْهِ. وشَرَّعَتِ الدّابَّةُ: صارتْ على شَريعةِ المَاء، قَالَ الشَّمَّاخ:
(فلمّا شَرَّعَتْ قَصَعَتْ غَليلاً ... فَأَعْجلَها وَقد شَرِبَتْ غِمارا)
وشَرَعَ فلانٌ فِي كَذَا وَكَذَا، إِذا أَخَذَ فِيهِ، وَمِنْه مَشارِعُ المَاء، وَهِي الفُرَضُ الَّتِي تَشْرَعُ فِيهَا الوارِدَةُ. وَيُقَال: فلانٌ يَشْتَرِعُ شِرْعَتَه، كَمَا يُقَال: يَفْتَطِرُ فِطرَتَه، وَيَمْتَلُّ مِلَّتَه، كلُّ ذَلِك من شِرعَةِ الدِّين، وفِطرَتِه، ومِلَّتِه. وشَرَعَ الأمرُ: ظَهَرَ. وشَرَعَه: أَظْهَرَه. وشَرَعَ فلانٌ: إِذا أَظْهَرَ الحقَّ، وقَمَعَ الباطِلَ، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: معنى شَرَعَ: أَوْضَحَ وبَيَّنَ، مأخوذٌ من: شُرِعَ الإهابُ، إِذا شُقَّ وَلم يُزَقَّقْ. والشِّرْعَة، بالكَسْر: العادَة. والشّارِع: الطريقُ الأعظَم الَّذِي يَشْرَعُ فِيهِ الناسُ عامّةً، وَهُوَ على هَذَا الْمَعْنى ذُو شَرْعٍ من الخَلقِ يَشْرَعون فِيهِ. ورِماحٌ شُرَّع، كرُكَّع، كَذَا فِي بعضِ نسخ الصِّحَاح، وأنشدَ لعبدِ الله بن أبي أَوْفَى يهجو امْرَأَة:
(وَلَيْسَتْ بتارِكَةٍ مَحْرَماً ... وَلَو حُفَّ بالأَسَلِ الشُّرَّعِ)
ورُمحٌ شُرَاعِيٌّ، بالضَّمّ، أَي طويلٌ، شُبِّهَ بشِراعِ الإبلِ، فَهُوَ من مَجازِ المَجاز، حقَّقَه الزَّمَخْشَرِيّ. ورجلٌ شِراعُ الأنفِ، بالكَسْر، أَي مُمْتَدُّه طويلُه. وشَرَّعَ السفينةَ تَشْرِيعاً: جَعَلَ لَهَا) شِراعاً. وأَشْرَعَ الشيءَ: رَفَعَه جِدّاً. وحِيتانٌ شُروعٌ: مثلُ شُرَّعٍ. والشِّراع، ككِتابٍ: العُنُق. وَهُوَ مَجاز. وأَشْرَعني الرجلُ: أَحْسَبَني. والشيءُ: كَفاني. والشَّرَع، بِالتَّحْرِيكِ: مَا يُشرَع فِيهِ، قَالَ أَبُو زُبَيْدٍ الطائيّ:
(أَبَنَّ عِرِّيسَةً عُنَّابُها أَشِبٌ ... وعِندَ غابَتِها مُستَورَدٌ شَرَعُ)
والشَّرْع: نَهْجُ الطريقِ الْوَاضِح، يُقَال: شَرَعْتُ لَهُ طَرِيقا. والشَّرْع: مصدرٌ، ثمّ جُعِلَ اسْما للطريقِ النَّهجِ، ثمّ استُعيرَ ذَلِك للطريقةِ الإلهيّةِ من الدِّين، كَمَا حقَّقَه الراغبُ. وشارِعُ القاهِرة: مَوْضِعٌ معروفٌ بهَا، وَقد نُسِبَ إِلَيْهِ جَماعةٌ من المُحدِّثين. والشَّوارِع: مَوْضِعٌ. ونَهرُ الشَّريعَة: مَوْضِعٌ بالقُربِ من بَيْتِ المَقدِس. وشَريعَة: ماءٌ بعَينِه قريبٌ من ضَرِيَّةَ، قَالَ الرَّاعِي:
(غَدا قَلِقَاً تَخَلَّ الجُزءُ مِنْهُ ... فيَمَّمَها شَريعَةَ أَو سَرارا)
والشَّريع، كأميرٍ، من اللِّيف: مَا اشتدَّ شَوْكُه، وصَلَحَ لغِلَظِه أَن يَخْرَزَ بِهِ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: سَمِعْتُ ذَلِك من الهَجَرِيِّينَ النَّخْلِيِّين. وشَرْعَةُ، بالفَتْح: فرَسٌ لبَني كِنانةَ. وَذُو المَشْرَعَة: من أَلْهَانِ بنِ مالكٍ، أخي هَمْدَانَ بنِ مالكِ. وَقَالَ ابنُ الكَلبيّ: الأُشْروع: من قبائلِ ذِي الكَلاعِ. والمَشارِعَة: بطنٌ من المَغارِبَةِ بِالْيمن، وجَدُّهم مُحَمَّد بنُ مُوسَى بنِ عليٍّ، وَلَقَبُه المُشَرِّع كمُحدِّث، وهم أَكْبَرُ بيتٍ باليمنِ جَلالَةً ورِياسَةً. والمَشْرَع، كَمَقْعَدٍ: المَشرَعَة، وَالْجمع: المَشارِع. وجَمعُ الشَّريعَة: شَرائِعُ. وَمن سَجَعَاتِ الأساس: الشّرائِعُ نِعمَ الشّرائِع، من وَرَدَها رَوِيَ، وإلاّ دَوِيَ.
والمَشْروع: الشُّروع، كالمَيْسور بِمَعْنى اليُسْر. وبَيتٌ مُشَرَّع، كمُعَظَّمٍ: مُرتَفِعٌ.
(شرع) مُبَالغَة فِي شرع وَالْبَيْت رَفعه وَالطَّرِيق مده ومهده والسفينة جعل لَهَا شراعا
(شرع)
الْوَارِد شرعا تنَاول المَاء بِفِيهِ والمنزل دنا من الطَّرِيق وَفُلَان يفعل كَذَا أَخذ يفعل وَالشَّيْء أَعْلَاهُ وأظهره وَالدّين سنه وَبَينه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {شرع لكم من الدّين مَا وصّى بِهِ نوحًا} وَالْأَمر جعله مَشْرُوعا مسنونا وَالطَّرِيق مده ومهده والمنزل أَقَامَهُ على طَرِيق نَافِذ وَالْبَاب جعله على طَرِيق نَافِذ

شرع: شَرَعَ الوارِدُ يَشْرَعُ شَرْعاً وشُروعاً: تناول الماءَ بفِيه.

وشَرَعَتِ الدوابُّ في الماء تَشْرَعُ شَرْعاً وشُرُوعاً أَي دخلت.

ودوابُّ شُروعٌ وشُرَّعٌ: شَرَعَتْ نحو الماء. والشَّريعةُ والشِّراعُ

والمَشْرَعةُ: المواضعُ التي يُنْحَدر إِلى الماء منها، قال الليث: وبها سمي ما

شَرَعَ الله للعبادِ شَريعةً من الصوم والصلاةِ والحج والنكاح وغيره.

والشِّرْعةُ والشَّريعةُ في كلام العرب: مَشْرَعةُ الماء وهي مَوْرِدُ

الشاربةِ التي يَشْرَعُها الناس فيشربون منها ويَسْتَقُونَ، وربما شَرَّعوها

دوابَّهم حتى تَشْرَعها وتشرَب منها، والعرب لا تسميها شَريعةً حتى يكون

الماء عِدًّا لا انقطاع له، ويكون ظاهراً مَعِيناً لا يُسْقى بالرِّشاءِ،

وإِذا كان من السماء والأَمطار فهو الكَرَعُ، وقد أَكْرَعُوه إِبلهم

فكَرَعَتْ فيه وسقَوْها بالكَرْع وهو مذكور في موضعه. وشَرَعَ إِبله

وشَرَّعها: أَوْرَدَها شريعةَ الماء فشربت ولم يَسْتَقِ لها. وفي المثل: أَهْوَنُ

السَّقْيِ التَّشْريعُ، وذلك لأَن مُورِدَ الإِبل إِذا وَرَدَ بها

الشريعة لم يَتْعَبْ في إِسْقاءِ الماء لها كما يتعب إِذا كان الماء بعيداً؛

ورُفِعَ إِلى عليّ، رضي الله عنه، أَمْرُ رجل سافر مع أَصحاب له فلم

يَرْجِعْ حين قفَلوا إِلى أَهاليهم، فاتَّهَمَ أَهلُه أَصحابَه فرَفَعُوهم إِلى

شُرَيْح، فسأَلَ الأَولياءَ البينةَ فعَجَزُوا عن إِقامتها وأَخبروا

عليّاً بحكم شريح فتمثَّل بقوله:

أَوْرَدَها سَعْدٌ، وسَعْدٌ مُشْتَمِلْ،

يا سَعْدُ لا تَرْوى بِهذاكَ الإِبِلْ

(* ويروى: ما هكذا توردُ، يا سعدُ، الإبل.)

ثم قال: إِن أَهْوَنَ السَّقْيِ التَّشْريعُ، ثم فَرَّقَ بينهم وسأَلهم

واحداً واحداً، فاعترَفوا بقتله فقَتَلَهم به؛ أَراد علي: أَن هذا الذي

فعله كان يسِيراً هيِّناً وكان نَوْلُه أَن يَحْتاطَ ويَمْتَحِنَ بأَيْسَر

ما يُحْتاطُ في الدِّماءِ كما أَن أَهْوَنَ السَّقْيِ للإِبلِ تشرِيعُها

الماء، وهو أَن يُورِدَ رَبُّ الإِبلِ إِبله شريعةً لا تحتاج مع ظهور

مائها إِلى نَزْع بالعَلَق من البئر ولا حَثْيٍ في الحوض، أَراد أَن الذي

فعله شريح من طلب البينة كان هيِّناً فأَتَى الأَهْوَنَ وترك الأَحْوَطَ

كما أَن أَهون السَّقْيِ التشريعُ. وإِبلٌ شُرُوعٌ، وقد شَرَعَتِ الماءَ

فشَرِبت؛ قال الشماخ:

يَسُدُّ به نَوائِبَ تَعْتَرِيهِ

من الأَيامِ كالنَّهَلِ الشُّرُوعِ

وشَرَعْتُ في هذا الأَمر شُرُوعاً أَي خُضْتُ. وأَشْرَعَ يدَه في

المِطْهَرةِ إِذا أَدخَلَها فيها إِشْراعاً. قال: وشَرَعْتُ فيها وشَرَعَتِ

الإِبلُ الماءَ وأَشرعْناها. وفي الحديث: فأَشرَعَ ناقتَه أَي أَدخَلها في

شرِيعةِ الماء. وفي حديث الوضوء: حتى أَشرَعَ في العضُد أَي أَدخَل الماءَ

إِليه. وشَرَّعَتِ الدابةُ: صارت على شَرِيعةِ الماء؛ قال الشماخ:

فلمّا شَرَّعَتْ قَصَعَتْ غَليلاً

فأَعْجَلَها، وقد شَرِبَتْ غِمارا

والشريعةُ موضع على شاطئ البحر تَشْرَعُ فيه الدوابُّ. والشريعةُ

والشِّرْعةُ: ما سنَّ الله من الدِّين وأَمَر به كالصوم والصلاة والحج والزكاة

وسائر أَعمال البرِّ مشتقٌّ من شاطئ البحر؛ عن كراع؛ ومنه قوله تعالى:

ثم جعلناك على شريعةٍ من الأَمْر، وقوله تعالى: لكلٍّ جعلنا منكم شِرْعةً

ومِنهاجاً؛ قيل في تفسيره: الشِّرْعةُ الدِّين، والمِنهاجُ الطريقُ،

وقيل: الشرعة والمنهاج جميعاً الطريق، والطريقُ ههنا الدِّين، ولكن اللفظ

إِذا اختلف أَتى به بأَلفاظ يؤَكِّدُ بها القِصة والأَمر كما قال عنترة:

أَقوَى وأَقْفَرَ بعد أُمِّ الهَيْثَمِ

فمعنى أَقْوَى وأَقْفَرَ واحد على الخَلْوَة إِلا أَن اللفظين أَوْكَدُ

في الخلوة. وقال محمد بن يزيد: شِرْعةً معناها ابتِداءُ الطريق،

والمِنهاجُ الطريق المستقيم. وقال ابن عباس: شرعة ومنهاجاً سَبيلاً وسُنَّة، وقال

قتادة: شرعة ومنهاجاً، الدِّين واحد والشريعة مختلفة. وقال الفراء في

قوله تعالى ثم جعلناك على شريعة: على دين ومِلَّة ومنهاج، وكلُّ ذلك يقال.

وقال القتيبي: على شريعة، على مِثال ومَذْهبٍ. ومنه يقال: شَرَعَ فلان في

كذا وكذا إِذا أَخذ فيه؛ ومنه مَشارِعُ الماء وهي الفُرَضُ التي

تَشْرَعُ فيها الواردةُ. ويقال: فلان يَشْتَرعُ شِرْعَتَهُ ويَفْتَطِرُ

فِطْرَتَه ويَمْتَلُّ مِلَّتَه، كل ذلك من شِرْعةِ الدِّين وفِطْرتِه ومِلِّتِه.

وشَرَعَ الدِّينَ يَشْرَعُه شَرْعاً: سَنَّه. وفي التنزيل: شَرَعَ لكم من

الدِّين ما وصَّى به نوحاً؛ قال ابن الأَعرابي: شَرَعَ أَي أَظهر. وقال

في قوله: شَرَعوا لهم من الدِّين ما لم يأْذن به الله، قال: أَظهَرُوا

لهم. والشارعُ الرَّبّاني: وهو العالم العاملُ المعَلِّم. وشَرَعَ فلان

إِذا أَظْهَرَ الحَقَّ وقمَعَ الباطِلَ. قال الأَزهري: معنى شَرَعَ بَيَّنَ

وأَوضَح مأْخوذ من شُرِعَ الإِهابُ إِذا شُقَّ ولم يُزَقَّقْ أَي يجعل

زِقًّا ولم يُرَجَّلْ، وهذه ضُرُوبٌ من السَّلْخِ مَعْرُوفة أَوسعها

وأَبينها الشَّرْعُ، قال: وإِذا أَرادوا أَن يجعلوها زِقًّا سلَخُوها من قِبَل

قَفاها ولا يَشُقُّوها شَقّاً، وقيل في قوله: شَرَع لكم من الدِّين ما

وصَّى به نوحاً: إِنَّ نوحاً أَول من أَتَى بتحريم البَناتِ والأَخَواتِ

والأُمَّهات. وقوله عز وجل: والذي أَوحينا إِليك وما وصَّينا به إِبراهيم

وموسى؛ أَي وشرع لكم ما أَوحينا إِليك وما وصَّيْنا به الأَنبياء قبْلك.

والشِّرْعةُ: العادةُ. وهذا شِرْعةُ ذلك أَي مِثاله؛ وأَنشد الخليل يذمُّ

رجلاً:

كَفّاكَ لم تُخْلَقا للنَّدَى،

ولم يَكُ لُؤْمُهما بِدْعَهْ

فَكَفٌّ عن الخَيرِ مَقْبُوضةٌ،

كما حُطَّ عن مائَةٍ سَبْعهْ

وأُخْرَى ثَلاثَةُ آلافِها،

وتِسْعُمِئيها لها شِرْعهْ

وهذا شِرْعُ هذا، وهما شِرْعانِ أَي مِثْلانِ.

والشارِعُ: الطريقُ الأَعظم الذي يَشْرَعُ فيه الناس عامّة وهو على هذا

المعنى ذُو شَرْعٍ من الخَلْق يَشْرَعُون فيه. ودُورٌ شارِعةٌ إِذا كانت

أَبوابها شارِعةً في الطريق. وقال ابن دريد: دُورٌ شَوارِعُ على نَهْجٍ

واحد. وشَرَعَ المَنْزِلُ إِذا كان على طريق نافذ. وفي الحديث: كانت

الأَبوابُ شارِعةً إِلى المَسْجِدِ أَي مَفْتُوحةً إِليه. يقال: شَرَعْتُ

البابَ إِلى الطريق أَي أَنْفَذْتُه إِليه. وشَرَعَ البابُ والدارُ شُرُوعاً

أَفْضَى إِلى الطريقِ، وأَشْرَعَه إِليه. والشَّوارِعُ من النجوم:

الدَّانِيةُ من المَغِيبِ. وكلُّ دانٍ من شيء، فهو شارِعٌ. وقد شَرَعَ له ذلك،

وكذلك الدارُ الشارِعةُ التي قد دنت من الطريق وقَرُبَتْ من الناسِ، وهذا

كله راجع إِلى شيء واحد، إِلى القُرْب من الشيء والإِشْرافِ عليه.

وأَشْرَعَ نَحْوَه الرُّمْحَ والسيْفَ وشَرَعَهُما: أَقْبَلَهُما إِياه

وسَدَّدَهُما له، فَشَرَعَتْ وهيَ شَوارِعُ؛ وأَنشد:

أَفاجُوا مِنْ رِماحِ الخَطِّ لَمّا

رَأَوْنا قَدْ شَرَعْناها نِهالا

وشَرَعَ الرُّمْحُ والسَّيْفُ أَنْفُسُهُما؛ قال:

غَداةَ تَعاوَرَتْه ثَمَّ بِيضٌ،

شَرَعْنَ إِليهِ في الرَّهْجِ المُكِنِّ

(* هذا البيت من قصيدة للنابغة. وفي ديوانه: دُفعن اليه مكان شرعن

اليه.)وقال عبد الله بن أَبي أَوْفَى يهجو امرأَة:

ولَيْسَتْ بِتارِكةٍ مُحْرَماً،

ولَوْ حُفَّ بالأَسَلِ الشُّرَّعِ

ورمح شُراعِيٌ أَي طويلٌ وهو مَنْسُوب. والشِّرْعةُ

(* قوله «والشرعة»

في القاموس: هو بالكسر ويفتح، الجمع شرع بالكسر ويفتح وشرع كعنب، وجمع

الجمع شراع.): الوَتَرُ الرقيقُ، وقيل: هو الوَتَرُ ما دام مَشْدوداً على

القَوْس، وقيل: هو الوتر، مَشْدوداً كان على القَوْس أَو غير مشدود، وقيل:

ما دامت مشدودة على قوس أَو عُود، وجمعه شِرَعٌ على التكسير، وشِرْعٌ على

الجمع الذي لا يفارق واحده إِلا بالهاء، وشِراعٌ جمع الجمع؛ قال الشاعر:

كما أَزْهَرَتْ قَيْنَةٌ بالشِّراع

لإِسْوارِها عَلَّ منه اصْطِباحَا

(* قوله «كما أزهرت إلخ» أنشده في مادة زهر: ازدهرت. وقوله «عل منه»

تقدم عل منها.)

وقال ساعدة بن جؤية:

وعاوَدَني دَيْني، فَبِتُّ كأَنما

خِلالَ ضُلوعِ الصَّدْرِ شِرْعٌ مُمَدَّدُ

ذكَّر لأَن الجمع الذي لا يُفارِقُ واحده إِلا بالهاء لك تذكيره

وتأْنيثه؛ يقول: بِتُّ كأَنّ في صَدْري عُوداً من الدَّوِيِّ الذي فيه من

الهُموم، وقيل: شِرْعةٌ وثلاثُ شِرَعٍ، والكثير شُرْعٌ؛ قال ابن سيده: ولا

يعجبني على أَن أَبا عبيد قد قاله. والشِّراعُ: كالشِّرْعة، وجمعه شُرُعٌ؛

قال كثير:

إِلا الظِّباءَ بها، كأَنَّ تَرِيبَها

ضَرْبُ الشِّراعِ نَواحيَ الشِّرْيانِ

يعني ضَرْب الوَتَرِ سِيَتَيِ القَوْسِ. وفي الحديث: قال رجل: إِني

أُحِبُّ الجَمالَ حتى في شِرْعِ نَعْلِي أَي شِراكِها تشبيه بالشِّرْعِ، وهو

وَترُ العُود لأَنه مُمْتَدٌّ على وجهِ النعل كامتِدادِ الوَترِ على

العُود، والشِّرْعةُ أَخَصّ منه، وجمعهما شِرْعٌ؛ وقول النابغة:

كَقَوْسِ الماسِخِيِّ يَرِنُّ فيها،

من الشِّرْعِيِّ، مَرْبُوعٌ مَتِينُ

أَراد الشِّرْعَ فأَضافه إَلى نفسه ومثله كثير؛ قال ابن سيده: هذا قول

أَهل اللغة وعندي أَنه أَراد الشِّرْعةَ لا الشِّرْعَ لأَنَّ العَرَبَ

إِذا أَرادت الإِضافة إِلى الجمع فإِنما تردُّ ذلك إِلى الواحد.

والشَّريعُ: الكَتَّانُ وهو الأَبَقُ والزِّيرُ والرازِقيُّ، ومُشاقَتُه

السَّبِيخةُ. وقال ابن الأَعرابي: الشَّرَّاعُ الذي يبيع الشَّريعَ، وهو

الكتَّانُ الجَيِّدُ.

وشَرَّعَ فلان الحَبْلَ أَي أَنْشَطه وأَدْخَلَ قُطْرَيْه في العُرْوة.

والأَشْرَعُ الأَنْفِ: الذي امْتَدَّت أَرْنَبَتُه. وفي حديث صُوَرِ

الأَنبياء، عليهم السلام: شِراعُ الأَنفِ أَي مُمْتَدُّ الأَنْفِ طويله.

والأَشْرعُ: السَّقائفُ، واحدتها شَرَعة؛ قال ابن خشرم:

كأَنَّ حَوْطاً جَزاه اللهُ مَغْفِرةً،

وجَنَّةً ذاتَ عِلِّيٍّ وأَشْراعِ

والشِّراعُ: شِراعُ السفينةِ وهي جُلُولُها وقِلاعُها، والجمع أَشْرِعةٌ

وشُرُعٌ؛ قال الطِّرِمّاح:

كأَشْرِعةِ السَّفِينِ

وفي حديث أَبي موسى: بينا نحن نَسِيرُ في البحر والريحُ طَيِّبةٌ

والشِّراعُ مرفوعٌ؛ شِراعُ السفينة: ما يرفع فوقها من ثوب لِتَدْخُلَ فيه الريح

فيُجْريها. وشَرّعَ السفينةَ: جعل لها شِراعاً. وأَشرَعَ الشيءَ:

رَفَعَه جدّاً. وحِيتانٌ شُرُوعٌ: رافعةٌ رُؤُوسَها. وقوله تعالى: إِذ تأْتِيهم

حِيتانُهم يوم سَبْتِهم شُرَّعاً ويوم لا يَسْبِتُون لا تأْتيهم؛ قيل:

معناه راعفةٌ رُؤُوسَها، وقيل: خافضة لها للشرب، وقيل: معناه أَن حِيتانَ

البحر كانت تَرِدُ يوم السبت عَنَقاً من البحر يُتاخِمُ أَيْلةَ

أَلهَمَها الله تعالى أَنها لا تصاد يوم السبت لنَهْيِه اليهودَ عن صَيْدِها،

فلما عَتَوْا وصادُوها بحيلة توَجَّهَتْ لهم مُسِخُوا قِرَدةً. وحِيتانٌ

شُرَّعٌ أَي شارِعاتٌ من غَمْرةِ الماءِ إِلى الجُدِّ. والشِّراعُ: العُنُق،

وربما قيل للبعير إِذا رَفَع عُنُقه: رَفَع شِراعَه. والشُّراعيّة

والشِّراعيّةُ: الناقةُ الطويلةُ العُنُقِ؛ وأَنشد:

شُِراعِيّة الأَعْناقِ تَلْقَى قَلُوصَها،

قد اسْتَلأَتْ في مَسْك كَوْماءَ بادِنِ

قال الأَزهري: لا أَدري شُراعِيّةٌ أَو شِراعِيّةٌ، والكَسْر عندي

أَقرب، شُبِّهت أَعناقُها بشِراع السفينة لطولها يعني الإِبل. ويقال للنبْتِ

إِذا اعْتَمَّ وشَبِعَتْ منه الإِبلُ: قد أَشرَعَتْ، وهذا نَبْتٌ شُراعٌ،

ونحن في هذا شَرَعٌ سواءٌ وشَرْعٌ واحدٌ أَي سواءٌ لا يفوقُ بعضُنا

بعضاً، يُحَرَّكُ ويُسَكَّنُ. والجمع والتثنية والمذكر والمؤنث فيه سواء. قال

الأَزهري: كأَنه جمع شارِعٍ أَي يَشْرَعُون فيه معاً. وفي الحديث: أَنتم

فيه شَرعٌ سواءٌ أَي متساوون لا فَضْل لأَحدِكم فيه على الآخر، وهو مصدر

بفتح الراء وسكونها. وشَرْعُك هذا أَي حَسْبُك؛ وقوله أَنشده ثعلب:

وكانَ ابنَ أَجمالٍ، إِذا ما تَقَطَّعَتْ

صُدُورُ السِّياطِ، شَرْعُهُنَّ المُخَوِّفُ

فسّره فقال: إِذا قطَّع الناسُ السِّياط على إِبلهم كفى هذه أَن

تُخَوَّفَ. ورجل شَرْعُك من رجل: كاف، يجري على النكرة وصفاً لأَنه في نية

الانفصال. قال سيبويه: مررت برجل شِرْعِكَ فهو نعت له بِكمالِه وبَذِّه، غيره:

ولا يثنَّى ولا يجمع ولا يؤنَّث، والمعنى أَنه من النحو الذي تَشْرَعُ

فيه وتَطْلُبُه. وأَشرَعَني الرجلُ: أَحْسَبَني. ويقال: شَرْعُكَ هذا أَي

حَسْبُك. وفي حديث ابن مغفل: سأَله غَزْوانُ عما حُرِّمَ من الشَّرابِ

فَعَرَّفَه، قال: فقلت شَرْعي أَي حَسْبي؛ وفي المثل:

شَرْعُكَ مل بَلَّغَكَ المَحَلاَّ

أَي حَسْبُكَ وكافِيكَ، يُضْرَبُ في التبليغ باليسير. والشَّرْعُ: مصدر

شَرَعَ الإهابَ يَشْرَعُه شَرْعاً سَلَخَه، وقال يعقوب: إِذا شَقَّ ما

بين رِجْلَيْه وسَلَخَه؛ قال: وسمعته من أُمِّ الحُمارِسِ البَكْرِيّةِ.

والشِّرْعةُ: حِبالةٌ من العَقَبِ تُجْعَلُ شَرَكاً يصاد به القَطا ويجمع

شِرَعاً؛ وقال الراعي:

من آجِنِ الماءِ مَحْفُوفاً به الشِّرَعُ

وقال أَبو زبيد:

أَبَنَّ عِرِّيسةً عَنانُها أَشِبٌ،

وعِنْدَ غابَتِها مُسْتَوْرَدٌ شَرَعُ

الشِّرَعُ: ما يُشْرَعُ فيه، والشَّراعةُ: الجُرْأَةُ. والشَّرِيعُ:

الرجل الشُّجاعُ؛ وقال أَبو وجْزةَ:

وإِذا خَبَرْتَهُمُ خَبَرْتَ سَماحةً

وشَراعةً، تَحْتَ الوَشِيجِ المُورِدِ

والشِّرْعُ: موضع

(* قوله «والشرع موضع» في معجم ياقوت: شرع، بالفتح،

قرية على شرقي ذرة فيها مزارع ونخيل على عيون، ثم قال: شرع، بالكسر، موضع،

واستشهد على كليهما.)، وكذلك الشّوارِعُ. وشَرِيعةُ: ماءٌ بعينه قريب من

ضَرِيّةَ؛ قال الراعي:

غَدا قَلِقاً تَخَلَّى الجُزْءُ منه،

فَيَمَّمَها شَرِيعةَ أَو سَوارَا

وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

وأَسْمَر عاتِك فيه سِنانٌ

شُراعِيٌّ، كَساطِعةِ الشُّعاعِ

قال: شُراعِيٌّ نسبة إِلى رجل كان يعمل الأَسِنَّة كأَن اسمه كان

شُراعاً، فيكون هذا على قياس النسب، أَو كان اسمه غير ذلك من أَبْنِية شَرَعَ،

فهو إِذاً من نادِرِ مَعْدُول النسب. والأَسْمَرُ: الرُّمح. والعاتِكُ:

المُحْمَرُّ من قِدَمِه. والشَّرِيعُ من الليف: ما اشتَدَّ شَوْكُه وصلَحَ

لِغِلَظِه أَنْ يُخْرَزَ به؛ قال الأَزهري: سمعت ذلك من الهجريين

النَّخْلِيِّين. وفي جبال الدَّهْناءِ جبلٌ يقال له شارعٌ، ذكره ذو الرمّة في

شعره.

عقد

عقد: {بالعقود}: العهود. {عقدة}: رتة.
العقد: ربط أجزاء التصرف بالإيجاب والقبول شرعًا.
(ع ق د) : (عَقَدَ) الْحَبْلَ عَقْدًا وَهِيَ الْعُقْدَةُ (وَمِنْهَا) عُقْدَةُ النِّكَاحِ (وَالْعَقْدُ) الْعَهْدُ وَعَاقَدَهُ عَاهَدَهُ وَقُرِئَ وَاَلَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ وَعَقَّدَتْ وَعَقَدَتْ وَهُمْ مَوَالِي الْمُوَالَاة وَكَانُوا يَتَمَاسَحُونَ بِالْأَيْدِي (وَمَعْقِدُ الْعِزّ) مَوْضِعُ عَقْدِهِ وَتَقْدِيمُ الْقَافِ تَصْحِيفٌ وَاعْتَقَدَ مَالًا اتَّخَذَهُ وَتَأَثَّلَهُ.
(عقد)
السَّائِل عقدا غلظ أَو جمد بالتبريد أَو التسخين (مج) والزهر تضامت أجزاؤه فَصَارَ ثمرا وَلفُلَان على الْبَلَد ولاه عَلَيْهِ وَالْحَبل وَنَحْوه جعل فِيهِ عقدَة وَيُقَال عقد ناصيته غضب وتهيأ للشر وطرفي الْحَبل وَنَحْوه وصل أَحدهمَا بِالْآخرِ بعقدة تمسكهما فأحكموصلهما وَالْبناء ألصق بعض حجارته بِبَعْض بِمَا يمْسِكهَا فأحكم إلصاقها وبناه مقوسا والتاج فَوق رَأسه عصبه بِهِ وَالْبيع وَالْيَمِين والعهد أكده وَقَلبه على الشَّيْء لزمَه

(عقد) الشَّيْء عقدا التوى كَأَن فِيهِ عقدَة وَالرجل كَانَ فِي لِسَانه حبسة وعقدة وَاللِّسَان احْتبسَ فَهُوَ أعقد وَعقد وَهِي عقدَة وعقداء
(عقد) - في حَديثِ عبد الله بن عَمْرو - رضي الله عنهما -: "ألَم أكن أعلم السِّباعَ ها هنا كثِيرًا. قيل: نَعَم، ولكنها عُقِدَت، فهي تُخالِطُ البَهائِمَ ولا تَهيجُها" : أي عُولجت بالأُخَذِ كما تُعالِجُ الرُّومُ الهَوامَّ ذَواتِ الحُمَة بالشيَّء الذي يُسَمَّونه الطِّلَّسْم، وهو ضَرْبٌ من السِّحر أو شَبِيهٌ به: أي عُقِدَت عن أَنْ تَضُرَّ البَهائمَ.
- في حديثِ أبي مُوسىَ: "ثوبَيْن ظَهْرَانِيًّا ومُعَقَّدًا"
المُعَقَّد: ضَربٌ من بُرِودِ هَجَر.
- في الدعاء: "أسأَلُكَ بمعاقِد العِزِّ من عَرْشِك"
: أي بالخِصال التي استَحقَّ بها العَرشُ العِزَّ، وحَقِيقَةُ مَعْناه بعِزِّ عَرْشِك
عقد
العَقْدُ: الجمع بين أطراف الشيء، ويستعمل ذلك في الأجسام الصّلبة كعقد الحبل وعقد البناء، ثم يستعار ذلك للمعاني نحو: عَقْدِ البيع، والعهد، وغيرهما، فيقال: عاقدته، وعَقَدْتُهُ، وتَعَاقَدْنَا، وعَقَدْتُ يمينه. قال تعالى:
عاقدت أيمانكم وقرئ: عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ ، وقال: بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ
[المائدة/ 89] ، وقرئ: بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ ، ومنه قيل: لفلان عقيدة، وقيل للقلادة: عِقْدٌ. والعَقْدُ مصدر استعمل اسما فجمع، نحو: أَوْفُوا بِالْعُقُودِ
[المائدة/ 1] ، والعُقْدَةُ: اسم لما يعقد من نكاح أو يمين أو غيرهما، قال: وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ [البقرة/ 235] ، وعُقِدَ لسانه: احتبس، وبلسانه عقدة، أي: في كلامه حبسة، قال: وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي [طه/ 27] ، النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ
[الفلق/ 4] ، جمع عقدة، وهي ما تعقده الساحرة، وأصله من العزيمة، ولذلك يقال لها: عزيمة كما يقال لها: عُقْدَة، ومنه قيل للساحر: مُعْقِدٌ، وله عقدة ملك ، وقيل: ناقة عاقدة وعاقد: عقدت بذنبها للقاحها، وتيس وكلب أَعْقَدُ: ملتوي الذّنب، وتَعَاقَدَتِ الكلاب:
تعاظلت .
عقد
عَقَدَ: بنى عَقْداً من البناء. وموضعُ العَقْد: العقْدَة. والأعْقد: التيْس الذي في قَرْنِه عُقدَة. والرجُل في لسانه عُقدَة وحُبسَة. واللئيم الخُلُق. والذئبُ والكلبُ يَعقِدان ذَنَبَهما حتى كأن فيه قِصَراً. والعُقدَة: موضعٌ ذو شَجَر. وشَجَر لا يبيد؛ وجَمعُها عِقَاد. وعُدْوة من الأرض، وله سُميَت الضيْعَة عُقدة، وجمعها عُقَد. وقَضيبُ كل سبُع. وايجادُ كل شيء وإبرامُه.
وبنو عَقِدَة: قبيلة. وذكر ابنُ دريد: اليَعْقِيد في العَسَل، وأعْقَدْتُ العَسَلَ فَعَقَدَ وانْعَقَدَ، وهو عَقِيد ومُعْقَد. وعاقَدْتُه عَقْداً: مثل عاهَدْتُه عَهْداً. وعَقَدْتُ الأيْمانَ: لم ألْغُ فيها.
والعاقِدُ: الظبْيَة التي قد انْعَقَدَ طَرَفُ ذَنَبِها، وقيل: التي ثُنيَ عِطفُها، وقيل: التي رَفعَتْ رأسَها حذَراً على وَلَدِها. وهو أيضاً: الناقَة أقَرَّتْ للقاح. وحَريمُ البئر ِوما حَوْلَها. والخِنْزيرة المُسْتَحْرِمة، وقد اسْتَعْقَدَتْ. واعْتَقَدَ مالاً وأخاً.
واعْتَقَدَت المودةُ بينهما: ثَبَتَتْ. واعْتَقَدَ الشيءُ: صَلُبَ. وعَقَد َقَلْبَه على شيء: لا يَنْزِع عنه. والعَقَدانُ: ضَرب من التمْر. وكان جَرير ُيُلَقبُ الفَرزدقَ بالعُقْدانِ: تَشْبيهاً بالكَلْب.
والعقِدُ والعَقدَة: ما تَراكَمَ من الرمْل، وفي المثَل: " أعْطَشُ من عَقِد الزمْان ".
والعَقَدُ: قبيلة من اليمن. والعِقْدُ: القِلادة. وجَمَل عَقِدٌ: مُمر الخَلْق. وهو مني مَعْقِدُ الإزار: في القَريب. وتَعَقَّدَ السحابُ: صارَ كأنه عَقْدٌ مَبْني.
وعَقَدَ القومُ بفلان: عَصَبوا به. والتعَقدُ في البئر: أنْ يَخرجَ أسفلُ الطي ويدْخلَ أعلاه في الجِراب.
ع ق د

بناء معقود ومعقد: جعل عقوداً أي طاقات معطوفةً كالأبواب، وعقد بناءه وعقّده. وتعقّد السحاب إذا صار كأنه عقد مبني. وعسل عقيد ومعقد. وأعقده فعقد عقوداً إذا غلظ. قال:

كأن رباً سال بعد الإعقاد ... على لديدي مصمئل صلخاد

أي على ليتي قويّ صلب. يقال: عقد العسل وعقد التمر وانعقد، وتمر عاقد. وهو مني معقد الإزار ومقعد القابلة: يراد القرب. وتقول: شرف وطّأ الله مقاعده، وأحصف معاقده. وعقد فلان كلامه، وفي كلامه تعقيد. وأعوذ بالله من شر المعقد وهو الساحر. قال ذو الرمة:

يعقد سحر البابليين طرفها ... مراراً ويسقينا السلاف من الخمر

وبيده عقدة النكاح " واحلل عقدة من لساني " وكان أعقد فحلّ الله عقدة لسانه، وقد عقد عقداً. وبينهم مواد ومعاقد أي مودّات وعهود. واعتقد فلان عقدة إذا اشترى ضيعة أو اتخذ مالاً من عقار وغيره. واعتقد أخاً في الله. ومسخ كاتب قلمه بكمّه فقيل له: فقال إنما اعتقدنا هذا بهذا. واعتقد النوى: صلب، ومنه: اعتقد بينهما الإخاء إذا صدق وثبت. وناقة معقودة القرى: وثيقة الظهر. قال:

موترة الأنساء معقودة القرى ... ذقوناً إذا كلّ العتاق المراسل

وهو كالذئب الأعقد. وعقدت الكلبة على عقدة الكلب وهي قضيبه، وتعاقدت الكلاب. وفي أرض بني فلان عقدة تكفيهم عامهم وهي سفح ذو شجر كثير، يقولون: عشّ إبلك في تلك العقدة. قال:

إذا توخت عقدة ذات أجم ... أصبحت العقدة صلعاء اللمم

وجاء فلان عاقداً عنقه إذا لواها تكبّرا. ويقال لمن تهيأ للشر: عقد ناصيته، ولمن سكن غضبه: قد تحللت عقده.
[عقد] عَقَدْتُ الحبلَ والبيعَ والعهدَ، فانعَقَدَ. وعَقَدَ الرُبُّ وغيره، أي غلُظ، فهو عَقيدٌ. وأعْقَدْتُهُ أنا وعَقَّدْتُهُ تَعْقيداً. قال الكسائي: يقال للقطران والرُبُّ ونحوه: أعْقَدْتُهُ حتَّى تَعَقَّدَ. والعُقدةُ بالضم: موضع العَقْدِ، وهو ما عُقِدَ عليه، يقال: جبرت يده على عُقْدَةٍ، أي على عثم. والعقدة: الصيغة. والعقدة: المكان الكثير الشجر أو النخل. وفي المثل: " آلَفُ من غراب عُقْدَةٍ "، لأنه لا يطير. ويقال للرجل إذا سكن غضبه: قد تحلَّلَت عُقَدُهُ. والعِقْدُ بالكسر: القلادةُ. ويقال رجل أعقد وعقد، للذي في لسانه عقدة. وقد عقد لسانه يعقد عقداً. والعَقِدَ أيضاً، بكسر القاف: ما تَعَقَّدَ من الرمل، أي تراكم، الواحدة عَقِدَةٌ. وكان أبو عمرو يقول: العَقَدُ والعَقَدَةُ بالفتح. وتَعَقَّدَ الرملُ والخيط وغيرهما. وخيوطٌ مُعَقَّدَةٌ شدِّد للكثرة. وكلامٌ مُعَقَّدٌ، أي مُغَمَّضٌ. واعْتَقَدَ ضيعةً ومالاً، أي اقتناها. واعتقَدَ الشئ، أي اشتد وصلب. واعتقد كذا بقلبه. وليس له مَعْقودٌ، أي عقد رأى. والمعاقد: المعاقدة: المعاهدة. وتعاقَدَ القوم فيما بينهم. وتعاقَدَتِ الكلاب: تعاظَلَتْ. والمَعاقِدُ: مواضع العَقْدِ. وقولهم: هو منِّي مَعْقِدَ الإزارِ، يراد به قرب المنزلة. والعَقيدُ: المُعاقِدُ. وفلانٌ عقيدُ الكَرَمِ، وعَقيدُ اللؤمِ. والعَقداءُ من الشاءِ: التي ذنبُها كأنَّه معقودٌ. والأعْقَدُ: الكلبُ، لا نعقاد ذنبه: جعلوه اسما له معروفا. والعنقود: واحد عناقيد العنب. والعنقاد لغة فيه. قال الراجز. * إذ لمتى سوداء كالعنقاد * والعاقد: الناقة التى قد أقرَّت باللقاح، لأنَّها تَعْقِدُ بذَنبِها فيُعلم أنَّها حملتْ. والعاقِدُ: حريمُ البئر وما حوله. وناقةٌ معقودة القَرا: موثَّقَةُ الظهرِ. وجملٌ عَقْدٌ. قال النابغة: فكيف مَزارُها إلاّ بعقد * ممر ليس ينقضه الخؤون -

عقد


عَقَدَ(n. ac. عَقْد)
a. Tied, knotted; connected.
b. Concluded, settled, ratified, contracted; organized (
engagement & c. ).
c. Vaulted, arched; built.
d. [acc. & La
or
Ila], Warranted, guaranteed, assured, secured to.
e. [acc. & 'Ala], Bound, pledged to.
f. [acc. & Ila], Had recourse to.
g. Dressed. trimmed (beard).
عَقِدَ(n. ac. عَقَد)
a. Was tongue-tied, stammered, stuttered.
b. Was tied (tongue).
c. Clung, stuck together; thickened, coagulated, curdled
(liquid).
عَقَّدَa. see I (a) (b), (c), (e).
e. Thickened, made consistent (liquid).
f. [Fī], Was obscure in (speech).
عَاْقَدَa. Concluded, formed an agreement, a compact with.

أَعْقَدَa. see II (e)
تَعَقَّدَa. Was knotted, knit, tied, bound together; was
connected; was complicated, intricate (affair).
b. Thickened, clotted, curdled, coagulated, became
consistent (liquid).
c. Was heaped up (sand).

تَعَاْقَدَa. Made a compact &c.; leagued, banded
together.

إِنْعَقَدَa. see V (a) (b).
c. Was concluded, settled, ratified ( compact).
d. Was arched, vaulted.

إِعْتَقَدَa. Was tied, knotted, knit, connected together; was firm
compact, coherent.
b. Believed firmly.
c. Acquired.

عَقْدa. Agreement, engagement, compact, contract; covenant
league, alliance.
b. Connection, cohesion.
c. (pl.
عُقُوْد), Arch; vanlt.
d. Denary number; tens.

عِقْد
(pl.
عُقُوْد)
a. Necklace.

عُقْدَة
(pl.
عُقَد)
a. Knot: tie, bond, obligation; difficulty, intricacy;
plot ( of a drama ).
b. Joint.
c. Government of a province; prefecture.
d. Landed property; estate, holding; fief.
e. Wooded & fertile land.
f. see 4 (a)
عَقَدa. Impediment in speech, stammering.
b. Sand-hill.

عَقَدَةa. Root of the tongue.

عَقِدa. Knotty; knotted; intricate.
b. see 4 (b) & 14
عَقِدَةa. see 4 (b)
أَعْقَدُ
(pl.
عُقْد)
a. Tongue-tied; stammerer, stutterer.

مَعْقِد
(pl.
مَعَاْقِدُ)
a. Place of tying, of ratifying &c.: knot; joint
articulation; juncture.

عَاْقِد
(pl.
عَقَدَة)
a. Knotting, tying &c.; knotter, tyer;
ratifier.

عِقَاْدَة
a. [ coll. ], Lace-making.

عَقِيْدa. Knotted, tied; knit together, bound; connected.
b. Confederate, ally.
c. Thickened, inspissated.
d. [ coll. ], Chief ( of an
army ).
عَقِيْدَة
(pl.
عَقَاْئِدُ)
a. Faith, belief, conviction, persuasion.
b. Dogma, doctrine, tenet, article of faith;
creed.

عَقَّاْد
a. [ coll. ], Lace-maker.
b. Cordwainer.

مِعْقَاْد
(pl.
مَعَاْقِيْدُ)
a. Beadnecklace; amulet.

N. P.
عَقڤدَa. Knit, tied.
b. Ratified.
c. Vaulted, arched.
d. Resolution, determination.

N. Ag.
عَقَّدَa. Enchanter, magician.

N. P.
عَقَّدَa. see N. P.
عَقڤدَ
(a), (c).
c. Knotted, knotty; entangled, intricate; obscure.

N. Ac.
إِنْعَقَدَa. Adhesion, cohesion, union, connection.
b. Conclusion, ratification.

N. P.
إِعْتَقَدَa. see 25t
N. Ac.
إِعْتَقَدَa. Faith, belief, conviction.

يَعْقِيْد
a. Thickened honey; food thickened with honey.

صَاحِب العَقْد وَالحَلّ
a. One in supreme authority, arbiter of great
matters.

تَحَلَّلَتْ عُقَدُهُ
a. His wrath cooled down.

عَقِيْد الكَرَم
a. Generous by nature.
[عقد] فيه: من "عقد" لحيته فإن محمدًا بريء منه، قيل: هو معالجتها حتى تنعقد وتتجعد، وقيل: كانوا يعقدونها في الحروب تكبرًا وعجبًا فأمروا بإرسالها. تو: وذلك من فعل الأعاجم يفتلونها، وقيل: معالجته ليتجعد وهو فعل أهل التواضع، وقيل صوابه: من عقد لحاء، من لحوت الشجر إذا قشرته وكانوا يعقدون لحاء الحرم فيقلدونه أعناقهم فيأمنون به وهو المراد من قوله تعالى "ولا الهدى ولا القلائد". ط: عقد أي جعدها بالمعالجة، ونهى عنه لما فيه من التشبه بمن فعله من الكفرة. نه: وفيه: من "عقد" الجزية في عنقه فقد برئ مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، أي قررها على نفسه كما يعقد الذمة للكتابي عيلها. وفي ح: الدعاء: لك من قلوبنا "عقدة" الندم، أي عقد العزم على الندامة وهو تحقيق التوبة. ومنه: لأمرن براحلتي ترحل ثم لا أحل لها "عقدة" حتى أقدمها، أي لا أحل عزمي حتى أقدم المدينة، وقيل: أي لا أنزل عنها فأعقلها فأحتاج إلى حل عقالها.ويرسل المسبحة ويضم إليها الإبهام مرسلة، وللفقهاء فيه وجوه، وأشار بسبابة أي رفعها عند إلا الله ليطابق على التوحيد، وروى: إصبعه التي تلي الإبهام يدعو بها، أي يهلل، فدعا بها أي دعا مشيرًا بالمسبحة. ك: انقطع "عقد" لي، هو بكسر عين وسكون قاف أي قلادة، وكان ثمنها اثني عشر درهمًا، وأضيفت إلى عائشة للملابسة وإلا فقد كانت عندها عارية من أسماء. وفيه: ثلاث "عقد"، هو مفعول عقد وهو بضم عين وفتح قاف جمع عقدة، وهذه العقد حقيقة من باب عقد النفاثات السواحر بأن يأخذن خيطًا خيطًا فيعقدن عليه عقدة ويتكلمن عليه بالسحر، وهل المعقود في شعر الرأس أو غيره وهو الأقرب إذ ليس لكل أحد شعر في رأسه، وقيل: العقد مجاز عن فعل الشيطان بحجب حس النائم وتثقيله النوم. ن: "عاقدي" أزرهم، عقدوها لضيقها لئلا ينكشف شيء من العورة. غ: "أوفوا "بالعقود"" بفرائض عقدها الله على عباده، أو عقود ناس يجب لبعض على بعض.
الْعين وَالْقَاف وَالدَّال

العَقْدُ: نقيض الْحل. عَقَدَهُ يعقِدهُ عَقْداً وتَعْقاداً، وعَقَّدَه، أنْشد ثَعْلَب:

لَا يَمَنْعَنَّك مِنْ بُغا ... ءِ الخَيرِ تَعْقادُ التَّمائمْ

واعتقده: كعَقَده، قَالَ جرير: أسِيلَة مَعْقِدِ السِّمْطَين مِنْهَا ... ورَيَّا حَيْثُ تعْتَقِدُ الحِقابا

وَقد انْعَقَد وتعقد.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: هُوَ مني معقد الْإِزَار: أَي بِتِلْكَ الْمنزلَة فِي الْقرب، فَحذف وأوصل، وَهُوَ من الظروف المختصة، الَّتِي أجريت مجْرى غير المختصة، لِأَنَّهُ كالمكان وَإِن لم يكن مَكَانا، وَإِنَّمَا هُوَ كالمثل.

وَقَالُوا للرجل إِذا لم يكن عِنْده غناء: فلَان لَا يعْقد الْحَبل: أَي انه يعجز عَن هَذَا، على هوانه وَخِفته، قَالَ:

فإنْ تَقُلْ يَا ظَبْيُ حَلاًّ حَلاَّ

تَعْلَقْ وتَعْقِدْ حَبْلَها المُنْحَلاَّ

أَي تَجِد وتشمر لإغضابه وإرغامه، حَتَّى كَأَنَّهَا تعقِد على نَفسهَا الْحَبل.

والعُقْدة: حجم العَقد، وَالْجمع: عُقد.

وجبر عظمه على عُقدة: إِذا لم يستو.

والعِقْد: الْخَيط ينظم فِيهِ الخرز، وَالْجمع عُقود. وَقد اعْتَقد الدّرّ والخرز وَغَيره: إِذا اتخذ مِنْهُ عِقْدا. قَالَ عدي بن الرّقاع:

وَمَا حُسَيْنة إذْ قَامَت تُوَدِّعنا ... للبَيْن واعْتقدت شَذراً ومَرْجانا

والمعْقاد: خيط ينظم فِيهِ خَرَزَات، ويعلق فِي عنق الصَّبِي.

وعَقَد التَّاج فَوق رَأسه، واعتقده: عصَّبه بِهِ. أنْشد ثَعْلَب لِابْنِ قيس الرقيات:

يَعْتَقِدُ التَّاجَ فَوْق مَفرِقِهِِ ... على جَبين كَأَنَّهُ الذَّهَبُ

وعَقَد الْعَهْد وَالْيَمِين: يَعْقِدُهما عَقْداً، وعَقَّدهما: أكَّدهما. والعَقْد: الْعَهْد، وَالْجمع: عُقود.

وعاقده: عاهده. وتعاقد الْقَوْم تَعَاهَدُوا.

والعَقيد: الحليف، قَالَ أَبُو خرَاش الْهُذلِيّ: كمْ من عَقيدٍ وجارٍ حَلَّ عندهُمُ ... ومِنْ مُجارٍ بعَهْد اللهِ قد قَتَلُوا

وعَقَد البناءَ بالجص يَعْقِدُ عَقْدا: ألزقه.

والعَقْد: مَا عَقَدت من الْبناء، وَالْجمع: أعقاد، وعُقُود. وعَقَدْتَنِي عَقْدا.

وعَقَّد السَّحَاب: صَار كالْعَقْد الْمَبْنِيّ.

وأعقاده: مَا تعقد مِنْهُ. وَاحِدهَا: عَقْد.

والمَعْقِد: الْمفصل

والأعقد من التيوس: الَّذِي فِي قرنه عُقْدة. وَالِاسْم العَقَدُ.

وظبية عَاقد: انعقَد طرف ذنبها. وَقيل: هِيَ العاطف. وَقيل: هِيَ الَّتِي رفعت رَأسهَا، حذرا على نَفسهَا، وعَلى وَلَدهَا.

والعَقَدُ: التواء فِي ذَنْب الشَّاة، يكون فِيهِ كالعُقدة، شَاة اعقد، وَكَذَلِكَ ذِئْب أعقد، وكلب أعقدُ. قَالَ جرير:

تَبولُ على القتادِ بناتُ تيْمٍ ... مَعَ العُقْد النَّوابحِ فِي الدّيَارِ

وَلَيْسَ شَيْء احب إِلَى الْكَلْب، من أَن يَبُول على قَتَادَة أَو على شجيرة صَغِيرَة غَيرهَا.

وكل ملتوي الذَّنب: أعقد.

وعُقْدةُ الْكَلْب: قضيبه. وَسمي جرير الفرزدق عُقْدان: إِمَّا على التَّشْبِيه لَهُ بالكلب الأعقد الذَّنب، وَإِمَّا على التَّشْبِيه لَهُ بالكلب المنعقِدِ مَعَ الكلبة إِذا عاظلها، فَقَالَ:

وَمَا زِلتَ يَا عُقْدانُ صاحبَ سَوْءَةٍ ... تناجي بهَا نَفْسا لئيما ضَميرُها

وناقة عَاقد: تعقِد بذنبها عِنْد اللقَاح، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

جِمالٌ ذَات مَعْجَمةٍ وبُزْلٌ ... عَواقدُ أمسكَتْ لَقَحا وحُولُ

وظبي عَاقد: وَاضع عُنُقه على عَجزه، قد عطفها للنوم. قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:

وكأنما وافاكَ يوْمَ لقيتَها ... من وحْشِ مَكَّةَ عاقدٌ مُترَبِّبُ وَجَاء عاقدا عُنُقه: أَي لاويا لَهَا من الْكبر.

وعَقَدَ الْعَسَل والرُّب وَنَحْوهمَا يَعْقِدُ، وانعقَد، وأعقْدته، فَهُوَ مُعْقَد وعَقِيد، قَالَ المتلمس فِي نَاقَة لَهُ:

أُجُدٌ إِذا اسْتَنفرتَها مِن مَبرَكٍ ... حُلِبَتْ مَغابنُها برُبٍّ مُعْقَدِ

واليعقيد: عسل يُعقد حَتَّى يخثر.

وعُقدة اللِّسَان: مَا غلظ مِنْهُ. وَفِي لِسَانه عُقدة. وعَقَد: أَي التواء. وَرجل أعقد: فِي لِسَانه عُقدة.

وعَقَّد كَلَامه: أعوصه وعمَّاه. وعقَدَ قلبه على الشَّيْء: لزمَه، وَكِلَاهُمَا على الْمثل. وعُقْدة النِّكَاح وَالْبيع: وُجُوبهَا. قَالَ الْفَارِسِي: هُوَ من الشد والربط، وَلذَلِك قَالُوا: إملاك الْمَرْأَة، لِأَن اصل هَذِه الْكَلِمَة أَيْضا: العَقْد، فَقيل إملاك الْمَرْأَة، كَمَا قيل عُقدَة النِّكَاح. وعُقْدة كل شَيْء: إبرامه.

واعتقد الشَّيْء: صلب.

وتَعَقَّد الإخاء: استحكم، مثل بذلك. وتَعَقَّد الثرى: جعد.

وثرى عَقِدُ: على النّسَب، متجعد.

وعَقَد الشَّحْم يعْقد: انبنى وَظهر.

والعَقِدُ: المتراكم من الرمل، واحده: عَقِدة. وَالْجمع: أعقاد.

والعَقَد: لُغَة فِي العَقِد. وجمل عَقِد: أَي قوىً ولئيم أعقد: عسر الْخلق.

والعَقَد فِي الْأَسْنَان: كالقادح.

والتَّعَقُّد فِي الْبِئْر: أَن يخرج اسفل الطي، وَيدخل أَعْلَاهُ إِلَى جرابها، أَي متسعها.

والعُقْدة: الضَّيْعَة.

واعتقد ارضا: اشْتَرَاهَا. والعُقْدة: الأَرْض الْكَثِيرَة الشّجر، وَهِي تكون من الرمث والعرفج، وانكرها بَعضهم، فِي العرفج. وَقيل: العُقدة من الشّجر: مَا يَكْفِي المَال سنته. وَقيل: هِيَ من الشّجر مَا اجْتمع وَثَبت اصله، يُرِيد الدَّوَام. وَقيل: هِيَ الْبقْعَة الْكَثِيرَة الشّجر. والعُقْدة: بَقِيَّة المرعى، وَالْجمع عُقَدٌ وعِقاد. والعَقَد والعَقَدان: ضرب من التَّمْر. والعَقِد، وَقيل العَقَد: قَبيلَة من الْيمن، ثمَّ من بني عبد شمس بن سعد.

وَبَنُو عُقَيْدة: قَبيلَة من قُرَيْش.

وَبَنُو عَقِدة: قَبيلَة من الْعَرَب.

والعُقُد: بطُون من تَمِيم.

والعُقَد: من بني يَرْبُوع خَاصَّة، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي.
باب العين والقاف والدال ع ق د، ع د ق، ق ع د، ق د ع، د ق ع، د ع ق

عقد: الأعْقَادُ والعُقُودِ: جماعة عَقْدِ البِناء. وعَقَّدَهُ تَعْقِيداً أي جعل له عُقُوداً. وعَقَدْتُ الحبل عَقْداً، ونحوه فانْعَقَدَ والعُقُدَةُ: مَوْضعُ العقد من النظام ونحوه. وتَعَقَّدَ السَّحابُ: إذا صار كأنه عَقْد مَضْرُوبٌ مَبْنِيّ. وأعْقَدْتُ العسل فانْعَقَد، قال:

كأنّ رُبّاً سال بعْدَ الإعْقادْ

(وعَقْدُ اليمينِ: أن يَحْلِف يمينا لا لغو فيها ولا استثناء فيجب عليه الوفاء بها.

(وعُقْدَةُ كُلِّ شَيْءٍ: إِبْرَامُهُ)

. وعُقْدَةُ النِّكَاحِ: وُجُوبُهُ. وعُقْدَةُ البيع: وجُوبُهُ والعُقْدَةُ: الضَّيْعَةُ ويجمع على عُقَدٍ. (واعْتَقدْتُ مالاً) : جمعتهُ. وعَقَدَ قَلْبَه على شيء: لم ينزع عنه. واليَعْقِيدُ: طعامٌ يُعْقَدُ بالعَسلِ. وظَبْيَةٌ عاقدٌ: تَعَقَّدَ طرف ذنبها. ويقال: بل العَواقِدُ: عَواطِفُ ثواني الأعطافِ، قال النابغة:

وَيضَرْبِنَ بالأيدي وراء براغز ... حسان الوجُوه كالظِّباء العَواقِدِ

واعْتَقَدَ الشَّيْءُ: صَلْبَ. واعْتَقَدَ الإخَاءُ والمَوَدَّةُ بينهما: أي ثَبَتَ والأعْقَدُ من التُّيُوسِ والظِّباءِ: الذي في قَرْنِهِ عُقْدَةٌ ورَجُل أَعْقَدُ، وقد عَقِدَ يَعْقَدُ عَقَداً أي في لسانه عُقْدَةٌ) وغِلَظٌ في وسَطِهِ فهو عُسُرِ الكلام، قال الله- عز وجل-. وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي . والعَقْدُ مَثل العَهْدِ، عاقَدْتُهُ عَقْداً مِثلُ عاهَدْتُهُ عَهْداً. وعِقْدُ القِلادَةِ: ما يكون طوار العُنُقِ غيْر مُتَدلٍّ. والمعاقِدُ: (مواضِعُ العَقْد من النِّظام) ونحوه قال:

منه معاقِدُ سِلْكِهِ لم تُوصلِ

والعقِدُ مِنَ الرَّمْلِ: ما تراكم واجْتَمَعَ وجَمْعُهُ أعقاد. ومن قال: عَقْدَة فإنه يُجمع على عَقَداتٍ. قال :

بَيْنَ النّهار وبَيْنَ اللّيْلِ من عَقِدٍ ... على جَوانِبِه الأسْباطُ والهَدَبُ

والعُقْدَانِ: ضربٌ من التَّمْرِ. قال زائدة سَمْعْتُ به وليس من لُغَتَي، وأعرفُ القَعْقَعانَ من التَّمْر. وجَمَلٌ عَقْدٌ مُمِرّ الخُلقِ، قال النابغة: الديوان.

فكَيْفَ مَزارُها إلاّ بعقْد ... ممر ليس ينقضه الخُؤونُ

وقال آخر:

مُوَتَّرةَ الأنْساء مَعْقُودَةَ القَرَى ... زَفُونا إذا كلّ العِتاقُ المَراسِلُ

والعاقِدُ: النَّاقَةُ التي تَعْقِدُ بذنبها عند اللّقاح فيُعْلَمُ أنها قد حملت. عدق: العودق على تقدير فَوْعل، وهي العَوْدَقَةُ أيضاً: حديدة لها ثلاث شُعَب يستخرج بها الدَّلْو من البئر، وهو الخُطّاف. والرجلُ يعدِق بيده (يدخل يَده) في نواحي الحوض كأنه يطلب شيئاً في الماء ولا يراه. يقال: اْعْدِق بيدك. قال: زائدة: أقول: يُعَودق بيده في نواحي البئر لا يعْدقُ.

قعد: قَعَد يَقْعُدُ قُعُوداً (خلاف قام) والقَعْدةُ: المَرَّةُ الواحدة. والقَعَد: القَوْمُ الذين لا ديوان لهم. والمُقْعَدُ والمُقْعَدَةُ اللذان لا يطيقانِ المَشْيَ. والمُقْعَداتُ: فِراخ القَطَا والنسر قبل أن تَنْهَضَ للطَّيَرَانِ ، قال ذو الرمة:

إلى مُقْعَداتٍ تَطْرَحُ الرّيح بالضُّحى ... عَلَيْهِنَّ رَفْضاً من حصادِ القُلاقِلِ

القُلاقِلُ: أول ما ينبت من البَقْل، وأوَّل ما تَدْوِي له خَشْخَشَة إذا حَرَكَتْه الرَّيح. يقول: الريحُ تَطْرحُ عَلَيْهنَ كُساراتِ القُلاقِل. والمُقْعَداتُ أيضاً الضَّفادِعُ. والمُقْعَدُ: الثَّدْيُ النّاهدُ على النَّحْرِ، قال النابغة:

والبِطْنُ ذو عُكَنٍ لطِيف طَيُّه ... والِاتْبُ تَنْفُجُه بِثَدْيٍ مُقْعَدِ

والقَعْدَةُ ضَرْب من القُعُود، يقال: قَعَدَ قَعِدَ الدُّبِّ وقِعْدةُ الرَّجلِ: مِقْدَارُ ما أَخَذَ من الأرض، يقال: أَتَانا بِثَريدَةٍ مثل قعدة الرجل. و [ذو] القَعْدَةِ: اسم شَهْر كانت العرب تقعد فيه ثم تحُجُّ في ذي الحجة. والقُعْدَةُ: ما يَقْتَعِدُهُ الرجُلُ من الدَّوابِّ للرُّكُوِبِ خاصة. والقُعُود والقُعُودَةُ من الإبلِ: ما يَقْتَعِدُها الراعي فَيْركَبُها ويَحْمِلُ عليها زاده. ويُجْمَعُ على القِعْدانِ. وقَعِيدَتُكَ: امرأُتكَ، قال الأسعَرُ الجُعْفِيُّ: لكن قعيدة بيننا مجْفُوَّةٌ ... بادٍ جناجِن صَدْرِها ولها عنا

وقال آخر:

إنَّنِي شَيْخُ كبِيرْ ... ليس في بَيْتِي قعيدهُ

(ومثل قعيدة قُعاد والجمع قعائد. قال عبد الله بن أوفى الخزاعيُّ في امرأته:

منجدة مثل كلب الهراش ... إذا هجع النَّاسُ لم تَهْجَع

فليسَتْ تباركُهُ مُحْرِماً ... ولو حُفَّ بالأَسَلِ المُشْرَعِ

فَبَئْسَ قُعَادُ الفتى وحدَهُ ... وبئستْ مُوَفِّيَةِ الأربع

وقَعِيدُك: جَليسُك. وقَعيداً كُلّ حَيّ: حافظاه المُوكَّلان به عن يمينه وشماله. والقَعْيدَةُ: ما أتاك من خلفك من ظَبْيٍ أو طائرٍ. وامرأةٌ قاعِدٌ، وتجمعُ قواعِدَ وهُنَّ اللَّواتي قَعَدْن عن الولد فلا يَرْجون نِكاحاً والقواعدُ: أساسُ البيت، الواحدةُ قاعِد وقياسَه قاعدة بالهاء، وقعائِدُ الرَّمْلِ وقواعِده: ما ارتكن بعضه فوق بَعْض. وقواعِدُ الهَوْدج: خشباتٌ أربعٌ مُعْتِرضاتٌ في أسفلِه قد رُكِّب الهْودجُ فيهِنَّ والإقتعادُ مصدر اقتعد من قولك: ما اقْتَعَدَ فلانا عن السَّخاء إلا لُوْمُ أَصْلِه. ومنه قول الشاعر:

فازَ قِدَحُ الكلبي واقتعدت معزاء ...  عن سَعْيه عُرُوقُ لئيم

ورجُلٌ قُعْددٌ وقُعْدُدَةٌ: جَبانٌ لئيمٌ قاعِدٌ عن الحرب، قال الحطيئة للزبرقان:

دَعِ المكارِم لا تَرْحَلْ لبُغْيَتِها ... واقْعُدُ فإنّك أنت الطَّاعِمُ الكاسي

قال حَسَّان لعُمَر: ما هجاه ولكن ذرق عليه. والقُعْدُدُ أقرب القرابة إلى الحي

، يقال: هذا أقْعد من ذاك في النَّسبِ أي أسرعِ انتهاءً وأقرب أباً ووَرِثْتُ فلاناً بالقُعُود: أي لم يُوجَدْ في أهل بيته أقْعَدُ نسباً مني إلى أجداده. والإقْعَادُ والقُعَادُ: داء يَأْخُذُ في أوِراكِ الإبلِ، وهو شِبْهُ مَيَل العجُزِ إلى الأرض، أُقْعِدَ البعِيرُ فهو مُقْعَدٌ، ولا يَعْتَري ذلك إلا الرجلية أي النَّجيبة، والمُقْعَدَةُ من الابار: التي أُقْعَدَتْ فلم يُنْته بها إلى الماء فتُرِكَتْ، قال الراجز (وهو عاصم بن ثابت الأنصاري)

أبو سُليمانَ ورِيشُ المُقْعَدِ ... ومخْبَأٌ من مَسْكِ ثَوْرٍ أجْرد

وضالة مثلُ الجَحيمِ الموقَدِ

يعني: أنا أبو سُلَيْمان ومعي سِهامي راشَها المُقْعَدُ، وهو اسم رجُل كان يريش السِّهَام. والضَّالَةُ من شجر السِّدْر يُعْمَلُ منها السِّهام. شَبَّه السهام بالجمْرِ لتَوَقُّدِها وقَعَدَت الرَّخْمةُ: جثمت. وما قعدت واقْتَعَدَكَ؟ أي حبَسَكَ والقَعَدُ: النَّخلُ الصِّغَار وهو جمع قاعِدٍ كما قالوا: خَادِمٌ وخَدَم. وقَعَدت الفسيلَةُ وهي قاعِدٌ: صار لها جِذْعُ تَقْعُدُ عليه. وفي أرْضِ فُلانِ من القاعد كذا وكذا أصلاً، ذهبوا إلى الجِنْسِ والقاعِدُ من النَّخْلِ: الذي تناله اليد

قدع: القَدْعُ: كَفُّك انسانا عن الشَّيْء بيدِك أو بلسانِك أو برأْيِكَ فَيَنْقَدِعُ لمكانك، قال:

قِياما تَقْدَعُ الذِّبّانَ عَنْها ... بأذْنابٍ كأجْنِحَةِ النُّسور

وامرأة قَدِعَةٌ: قليلة الكلام كثيرة الحياء. ونسوةٌ قَدِعاتٌ . والتَّقَادُعُ: التَّهافُتُ في الشَّيْءِ كَتَهافُتِ الفراش في النَّار. وتَقَادَعَ القَوْمُ: إذا مات بعضهم في إثر بعض. والقَدُوعُ: الكافُّ عن الصَّوْتِ. قال عَرَّام: وقَدُوع إذا كان يأنَفُ من كُلِّ شَيْءٍ وبالذّال أيضا قال الطرماح:

إذا ما رآنا شَدَّ للقَوْم صَوْتهُ ... وإلاَّ فمَدْخُولُ الغِناءِ قَدُوعُ

دقع: الدَّقْعاء: التُّرابُ المَنْثُوُر على وَجْه الأرض. وأَدْقَعْتُ: التَزَقْتُ بالأرض فَقْراً. والدّاقِعُ: الذي يَطْلُبُ مَداقَّ الكَسْبِ. والدَّاقِعُ: الكئيب المُهْتَمُّ، قال الكميت:

ولم يدقعوا عند ما نابَهُمْ ... لوَقْعِ الحُرُوبِ ولم يَخْجَلْوا

أي لم يَخْضَعُوا للحرب.

دعق: دَعَقَتِ الدَّوابُّ في الأرض لشدَّةِ الوَطْءِ حتَّى تصير فيها اثارٌ من دَعْقِها، قال رؤبة:

في رسم آثار ومدعاس دَعَقْ ... يَرِدْنَ تحت الأَثْل سِيَّاحَ الدَّسَقْ

قال الضَّرِيرُ: الأَثَر والرَّسْمُ واحِدٌ، لكن اخْتِلَفَ اللَّفظان (فجاز له الجمع بينهما) وأراد بالدَّعَقِ: الدَّفْعِ الكثير، وأراد بالدَّسَقِ الدَّسَع (ولكن ألجأتْ الضَّرورةَ فجعَلَ العين قافا) الدَّسَعُ: القَيْء، وهو أخَفُّ القَيْء يغلب المتقي  
عقد
عقَدَ/ عقَدَ لـ يَعقِد، عَقْدًا، فهو عاقِد، والمفعول معقود (للمتعدِّي)
• عقَد الزَّهرُ: تضامَّت أجزاؤُه فصار ثمرًا.
• عقَدَ الحبلَ ونحوَه: جعل فيه عقدة، جعل منه عُرْوة وأدخل أحد طرفيه فيها وشدّه، عكْس حلّه "عقَد المنديلَ/ رباطَ عُنُقه".
• عقَد الزَّواجَ أو البيعَ ونحوَهما: أجراه وأتمَّه "عقَد زواجَه على فلانة- عقَد صفقة رابحة".
• عقَدوا اجتماعًا أو نحوَه: اجتمعوا في مكانٍ معيَّن وبحثوا موضوعًا ما "عقَدوا جلسة تصالح/ مؤتمرًا عاجلاً".
• عقَد العَزْمَ أو النِّيَّةَ: عزَم ونوَى وقصَد "عقَد العزمَ على السَّفر".
• عقَد الأملَ أو الآمالَ على أمرٍ: رجاه وتمنَّاه "الآمال معقودة على حضوره".
• عقَد الخوفُ لسانَه: أسكته، أفقده القدرةَ على النُّطق ° معقود اللِّسان: عاجز عن الكلام، أو مرتبك في كلامه بسبب الخَجَل.
• عقَدوا عدّةَ مباحثات بينهم: تباحثوا.
• عقَد العهدَ أو اليمينَ: أكَّده وأحكمه " {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} "? عقَد له الرِّئاسةَ في قومه: جعلها له.
• عقَد ناصيتَه: غضِب وتهيَّأ للشرِّ? عقَد ما بين حاجبيه: عَبَس وقطَّب.
• عقَد اتِّفاقًا: أبرَمه.
• عقَد قلبَه على شيء: لَزِمَه وعكف عليه، صمَّم، قرَّر "عقَد قلبه على الإيمان".
• عقَد له على الجيش: رأَّسه عليه. 

اعتقدَ/ اعتقدَ بـ يعتقد، اعتقادًا، فهو مُعْتَقِد، والمفعول مُعْتَقَد
• اعتقد أنه عالم/ اعتقد بأنه عالم:
1 - ظنَّ، تصوَّر، حَسِبَ، توهَّم "خلافًا لما كان يعتقد- رسَّخ اعتقادًا".
2 - صدَّق وآمن "اعتقد أن التَّوحيد حقّ". 

انعقدَ/ انعقدَ على/ انعقدَ في/ انعقدَ لـ ينعقد، انعقادًا، فهو مُنْعَقِد، والمفعول مُنْعَقَد عليه
• انعقد الزَّهرُ: عقَد؛ تضامَّت أجزاؤه فصارت ثمرًا.
• انعقد لسَانُه: مُطاوع عقَدَ/ عقَدَ لـ: صمَت، عجز عن الكلام.
• انعقد الأملُ عليه: وُضع فيه.
• انعقد الاجتماعُ في موعده: أُقيم "انعقدتِ الجلسةُ-
 انعقد المؤتمرُ".
• انعقدتِ العُضْويّةُ لفلانٍ: خلصت له وتمَّت "انعقد البيعُ له في المزاد". 

تعاقدَ على يتعاقد، تعاقُدًا، فهو مُتعاقِد، والمفعول مُتعاقَدٌ عليه
• تعاقدَ معه على أمر: تعاهد، اتَّفق معه عليه "تعاقَد مع فريق كرة/ نجمة سينمائيّة- تعاقدت مع الدّول المجاورة على عدم الاعتداء- تمَّ التّعاقد مع الشَّركة على شراء عدد من السّيّارات- العَقْدُ شريعة المتعاِقدين". 

تعقَّدَ يتعقَّد، تعقُّدًا، فهو متعقِّد
• تعقَّد الحبلُ ونحوُه: صارت فيه عُقَد، كثُرت عُقَدُه "تعقَّدت شلة الصُّوف/ الأسلاكُ".
• تعقَّد الرَّملُ: تراكم.
• تعقَّد الأمرُ: مُطاوع عقَّدَ: صعُب وتعسّر "تعقَّد أسلوبُ الكتاب- تعقّد الكلامُ: صعُب فهمُه- تعقّد التَّحقيقُ: واجه عقبات وصعوبات- تعقَّدتِ المسألةُ". 

عاقدَ يعاقد، معاقدةً، فهو مُعاقِد، والمفعول مُعاقَد
• عاقد فلانًا:
1 - عاهده.
2 - أكَّد ووثَّق العهدَ معه " {وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} [ق]- {وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَاقَدْتُمُ الأَيْمَانَ} [ق] ". 

عقَّدَ يعقِّد، تعقيدًا، فهو مُعقِّد، والمفعول مُعقَّد
• عقَّدَ الحبلَ ونحوَه: بالغ في عَقْده؛ أي في ربطه وشدِّه حتَّى غَلُظ.
• عقَّد اليمينَ: أكّدها، قصد توثيقَها وعزَم على البرِّ بها " {وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ} ".
• عقَّد العسَلَ: غلاه حتَّى غلُظ.
• عقَّد الأمرَ: جعله صعبًا "أسلوب مُعقَّد: صعب الفهم" ° عقَّد الكلامَ: جعله صعب الفهم، عمَّاه- مشكلة مُعقَّدة: صعبة لا حلّ لها. 

اعتقاد [مفرد]: ج اعتقادات (لغير المصدر):
1 - مصدر اعتقدَ/ اعتقدَ بـ ° الاعتقاد السَّائد: الرَّأي السَّائد- حريَّة اعتقاد: حرِّيّة اختيار المُعْتَقَد- في اعتقادي: في رأيي.
2 - اطمئنان القلوب على شيء ما يجوز أن ينحلَّ عنه.
3 - تصديق قاطع بشيء يُؤمن به مجموعة من الأشخاص "الاعتقاد بحقّ الإنسان في الحياة الكريمة أساس التَّمدُّن والارتقاء". 

تعقيد [مفرد]: ج تعقيدات (لغير المصدر):
1 - مصدر عقَّدَ.
2 - (بغ) تأليف الكلام على وجه يَعْسُرُ فهمُه لسوء ترتيبه وهو التَّعقيد اللفظيّ، أو لاستعمال مجازٍ بعيد العلاقة، أو كناية بعيدة اللُّزوم وهو التَّعقيد المعنويّ. 

عَقْد [مفرد]: ج عُقود (لغير المصدر):
1 - مصدر عقَدَ/ عقَدَ لـ.
2 - (قن) اتّفاق بين طرفين يلتزم بموجبه كلٌّ منهما تنفيذَ ما جاء فيه "أبرم عقدًا- عقد الزّواج/ القران- عقد إيجار- {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} " ° أهل الحَلّ والعَقْد: الولاة وعِلْية القوم الذين بيدهم تصريف الأمور- العَقْد الاجتماعيّ: جملة الاتفاقات الأساسيّة في الحياة الاجتماعيّة وبمقتضاها يضع الإنسانُ نفسَه وقواه تحت إرادة المجتمع- العَقْد القضائيّ: هو الذي يُعْقَد أمامَ القاضي خلال الدَّعوى ليفضّوا به موضوعًا مُتَنازعًا عليه- عَقْد العمل: عقد يلتزم بموجبه شخصٌ أن يعمل في خدمة شخصٍ آخر مقابل أجر- عَقْد اللِّسان: احتباس صوته- عَقْد تراضٍ: هو الذي يكفي لانعقاده اقتران القبول بالإيجاب- عَقْد ثنائيّ: عقد يتمّ بين شخصين ويلزمهما- فسَخ العَقْد: نقضه- مُسجِّل العُقود الرَّسميَّة: الكاتب العَدْل.
• العَقْدُ من الأعداد: العشرة والعشرون إلى التِّسعين "ألفاظ العقود- حصل على الدكتوراة وهو في العقد الرابع من عمره".
• العُقود الرَّسميَّة: المحرّرات الموثَّقة على يد الموثّقين في حدود اختصاصاتهم. 

عِقْد [مفرد]: ج عُقود: قلادةٌ أو خيط يُنظَم فيه الخرزُ ونحوُه ويحيط بالعنق "عِقْد لؤلؤيّ- عقود الذَّهب والمرجان" ° انفرط عِقْدُهم: تفرَّقوا واختلفوا، تشتَّتوا- واسطةُ العِقْد: أكبرُ خرزاته وأثمنُها، تُطْلَق على أهمِّ شيء بين مجموعة أشياء. 

عُقْدَة [مفرد]: ج عُقُدات وعُقْدَات وعُقَد:
1 - موضع العَقْد
 في الحبل ونحوِه "عُقْدَة المنديل" ° انحلَّت عُقْدةُ لسانه: نطق بعد سكوت، استطاع الكلام، باح بسرِّه- حلَّ العُقْدةَ: أزال الخلافَ، ذلَّل العقبة- عُقدة التَّقصير: عقدة تستخدم لتقصير الحبل- عُقدة اللِّسان: عدم الطَّلاقة في الكلام.
2 - عَقْد، إحكام، إبرام " {وَلاَ تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ} ".
3 - ما تعقده السَّاحرة وتتمتم عليه " {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} ".
4 - (جغ) وحدة لقياس المسافات البحريَّة مقدارها 1852 مترًا في السَّاعة "تسير السفينةُ بسرعة ثلاثين عُقْدةً في السَّاعة".
5 - (دب) أزمة الصراع أو قمة الأحداث وهي حبكة معقَّدة لمسرحيَّة أو رواية يغلب عليها طابع الملهاة، وتشوق الجمهور ويأتي بعدها الحل وتؤدي إلى الخاتمة.
6 - (شر) كتلة خلايا عصبيّة كالموجودة خارج الدِّماغ أو الحبل الشّوكيّ.
7 - (طب) تورُّم سويّ صغير يحدث في الجسم نتيجة لعدوى.
8 - (نت) موضع ظهور الورقة على ساق النَّبات.
• عُقْدة لمفاويَّة: (طب) جسم يشبه الغُدّة، ويكون على امتداد مسالك الأوعية الليمفاويَّة.
• عُقْدَة النَّقص: (نف) شعور دائم بعدم الكفاءة أو الميل للتَّقليل من شأن النَّفس، وينتج عن هذا الشُّعور عدوانيّة شديدة وإفراط في التَّعويض لتغطية النَّقص.
• عُقْدَة نفسيَّة: (نف) مشكلة تعترض حياة شخص فينشأ عنها اضطراب في النَّفس كعقدة أوديب.
• عُقْدَة أوديب: (نف) حالة نفسيَّة مرضيَّة، يتعلَّق فيها الابن بأمِّه تعلُّقًا جنسيًّا، مع إظهار العداوة لأبيه.
• عُقْدة الكترا: (نف) حالة نفسيَّة غير سويَّة، تتعلَّق فيها الابنة بأبيها مع إظهار عداوة لأمِّها.
• عُقْدة الخواجة: الميل إلى تقليد واقتناء كلّ ما هو أجنبيّ. 

عَقَّاد [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من عقَدَ/ عقَدَ لـ.
2 - صانعُ الخيوط والأزرار المنسوجة وحبال السَّتائِر، وبائعها، مَنْ مهنتُه العِقادة "عقَّاد ماهر". 

عقيد [مفرد]: ج عُقداءُ: (سك) رُتْبة عسكريَّة في الجيش والشًُّرطة، فوق المقدَّم ودون العميد. 

عقيدة [مفرد]: ج عقيدات وعقائدُ:
1 - ما يُقصَد به الاعتقادُ دون العمل كعقيدة وجود الله تعالى "يدافع المرءُ عن عقيدته- عقيدة هدَّامة".
2 - حكمٌ لا يقبلُ الشَّكَّ لدى صاحبه "عقيدة دينيَّة/ راسخة- عقيدة خلود النَّفس". 

مُعتَقَد [مفرد]: ج مُعتقَدات:
1 - اسم مفعول من اعتقدَ/ اعتقدَ بـ.
2 - حكمٌ لا يقبلُ الشَّكَّ عند صاحبه "تختلف الشُّعوب في معتقداتها- مُعَتقدٌ دينيّ- حرِّيَّة المعتقدات".
3 - عقيدة. 

عقد: العَقْد: نقيض الحَلِّ؛ عَقَدَه يَعْقِدُه عَقْداً وتَعْقاداً

وعَقَّده؛ أَنشد ثعلب:

لا يَمْنَعَنَّكَ، مِنْ بِغا

ءِ الخَيْرِ، تَعْقادُ التمائمْ

واعتَقَدَه كعَقَدَه؛ قال جرير:

أَسِيلَةُ معْقِدِ السِّمْطَيْنِ منها،

وَرَيَّا حيثُ تَعْتَقِدُ الحِقابا

وقد انعَقَد وتعَقَّدَ. والمعاقِدُ: مواضع العَقْد. والعَقِيدُ:

المُعَاقِدُ. قال سيبويه: وقالوا هو مني مَعْقِدَ الإِزار أَي بتلك المنزلة في

القرب، فحذفَ وأَوْصَلَ، وهو من الحروف المختصة التي أُجريت مُجْرى غير

المختصة لأَنه كالمكان وإِن لم يكن مكاناً، وإِنما هو كالمثل، وقالوا للرجل

إِذا لم يكن عنده غناء: فلان لا يَعْقِدُ الحَبْلَ أَي أَنه يَعْجِزُ عن

هذا على هَوانِهِ وخفَّته؛ قال:

فإِنْ تَقُلْ يا ظَبْيُ حَلاً حَلاً،

تَعْلَقْ وتَعْقِدْ حَبْلَها المُنْحَلاَّ

أَي تجِدُّ وتَتَشَمَّرُ لإِغْضابِه وإِرْغامِهِ حتى كأَنها تَعْقِدُ

على نفسه الحبْل.

والعُقْدَةُ: حَجْمُ العَقْد، والجمع عُقَد. وخيوط معقَّدة: شدّد

للكثرة. ويقال: عقدت الحبل، فهو معقود، وكذلك العهد؛ ومنه عُقْدَةُ النكاح؛

وانعقَدَ عَقْدُ الحبل انعقاداً. وموضع العقد من الحبل: مَعْقِدٌ، وجمعه

مَعاقِد. وفي حديث الدعاء: أَسأَلك بِمَعاقِدِ العِزِّ من عَرْشِك أَي

بالخصال التي استحق بها العرشُ العِزَّ أَو بمواضع انعقادها منه، وحقيقة

معناه: بعز عرشك؛ قال ابن الأَثير: وأَصحاب أَبي حنيفة يكرهون هذا اللفظ من

الدعاء. وجَبَرَ عَظْمُه على عُقْدَةٍ إِذا لم يَسْتَوِ. والعُقْدَةُ:

قلادة. والعِقْد: الخيط ينظم فيه الخرز، وجمعه عُقود. وقد اعتقَدَ الدرَّ

والخرَزَ وغيره إِذا اتخذ منه عِقْداً، قال عديَّ بن الرقاع:

وما حُسَيْنَةُ، إِذ قامَتْ تُوَدِّعُنا

لِلبَيْنِ، واعَتَقَدتْ شَذْراً ومَرْجاناً

والمِعْقادُ: خيط ينظم فيه خرزات وتُعَلَّق في عنق الصبي. وعقَدَ التاجَ

فوق رأْسه واعتقده: عَصَّبَه به؛ أَنشد ثعلب لابن قيس الرقيات:

يَعْتَقِدُ التاجَ فوقَ مَفْرَقِه

على جَبينٍ، كأَنه الذَّهَبُ

وفي حديث قيس بن عَبَّاد قال: كنتُ آتي المدينةَ فأَلقى أَصحابَ رسولِ

الله، صلى الله عليه وسلم، وأَحَبُّهم إِليّ عمرُ

بن الخطاب، رضي الله عنه، وأُقيمت صلاة الصبح فخرج عمر وبين يديه رجل،

فنظر في وجوه القوم فعرفهم غيري، فدفعني من الصف وقام مقامي ثم قعد

يحدّثنا، فما رأَيت الرجال مدت أَعناقها متوجهةً إِليه فقال: هلَك أَهلُ

العُقَدِ وربِّ الكعبةِ، قالها ثلاثاً، ولا آسَى عليهم إِنما آسى على من

يَهْلِكون من الناس؛ قال أَبو منصور: العُقَدُ الوِلاياتُ على الأَمصار، ورواه

غيره: هلك أَهلُ العَقَدِ، وقيل: هو من عَقْدِ الولاية للأُمراء. وفي

حديث أُبَيّ: هلكَ أَهلُ العُقْدَة وربِّ الكعبة؛ يريد البَيْعَة المعقودة

للولاية. وعَقَدَ العَهْدَ واليمين يَعْقِدهما عَقْداً وعَقَّدهما:

أَكدهما. أَبو زيد في قوله تعالى: والذين عقَدت أَيمانكم وعاقدت أَيمانكم؛ وقد

قرئ عقدت بالتشديد، معناه التوكيد والتغليظ، كقوله تعالى: ولا تَنْقُضوا

الأَيمانَ بعد توكيدها، في الحلف أَيضاً. وفي حديث ابن عباس في قوله

تعالى: والذين عاقَدَت أَيمانُكم؛ المُعاقَدَة: المُعاهَدة والميثاق.

والأَيمانُ: جمع يمين القَسَمِ أَو اليد. فأَما الحرف في سورة المائدة: ولكن

يُؤاخذُكُم بما عَقَّدْتُم الأَيمان، بالتشديد في القاف قراءة الأَعمش

وغيره، وقد قرئ عقدتم بالتخفيف؛ قال الحطيئة:

أُولئك قوم، إِن بَنَوْا أَحْسَنُوا البنا،

وإِن عاهدوا أَوفَوْا، وإِن عاقَدوا شَدُّوا

وقال آخر:

قوْمٌ إِذا عَقَدُوا عَقْداً لجارِهِم

وقال في موضع آخر: عاقدوا، وفي موضع آخر: عَقَّدوا، والحرف قرئ

بالوجهين؛ وعَقَدْتُ الحبْلَ والبيع والعهد فانعقد. والعَقْد: العهد، والجمع

عُقود، وهي أَوكد العُهود. ويقال: عَهِدْتُ إِلى فلانٍ في كذا وكذا،

وتأْويله أَلزمته ذلك، فإِذا قلت: عاقدته أَو عقدت عليه فتأْويله أَنك أَلزمته

ذلك باستيثاق. والمعاقدة: المعاهدة. وعاقده: عهده. وتعاقد القوم: تعاهدوا.

وقوله تعالى:

يا أيُها الذين آمنوا أَوفوا بالعُقود؛ قيل: هي العهود، وقيل: هي

الفرائض التي أُلزموها؛ قال الزجاج: أَوفوا بالعُقود، خاطب الله المؤمنين

بالوفاءِ بالعقود التي عقدها الله تعالى عليهم، والعقُودِ التي يعقِدها بعضهم

على بعض على ما يوجبه الدين. والعَقِيدُ: الحَليفُ؛ قال أَبو خراش

الهذلي:

كم مِن عَقِيدٍ وجارٍ حَلَّ عِنْدَهُمُ،

ومِن مُجارٍ بِعَهْدِ اللهِ قد قَتَلُوا

وعَقَدَ البِناءَ بالجِصِّ يَعْقِدُه عَقْداً: أَلْزَقَهُ.

والعَقْدُ: ما عَقَدْتَ من البِناءِ، والجمع أَعْقادٌ وعُقودٌ. وعَقَدَ:

بنى عَقْداً. والعَقْدُ: عَقْدُ طاقِ البناءِ، وقد عَقَّدَه البَنَّاءُ

تَعْقِيداً. وتَعَقَّدَ القوْسُ في السماء إِذا صار كأَنه عَقْد مَبْنّي.

وتَعَقَّدَ السَّحابُ: صار كالعقد المبني. وأَعقادُه: ما تعَقَّدَ منه،

واحدها عَقْد. والمَعْدِدُ: المَفْصِلُ.

والأَعْقَدُ من التُّيوس: الذي في قَرْنِه الْتِواء، وقيل: الذي في قرنه

عُقْدة، والاسم العَقَد. والذئبُ الأَعْقَدُ: المُعْوَجُّ. وفحل

أَعْقَدُ إِذا رفع ذَنَبَه، وإِنما يفعل ذلك من النشاط.

وظبية عاقد: انعقد طرَفُ ذنبها، وقيل: هي العاطف، وقيل: هي التي رفعت

رأْسها حذراً على نفسها وعلى ولدها.

والعَقْداءُ من الشاء: التي ذنبها كأَنه معقود. والعَقَدُ: التواءٌ في

ذنَب الشاة يكون فيه كالعُقْدة؛ شاةٌ أَعْقَدُ وكَبْشٌ أَعْقد وكذلك ذئب

أَعقد وكلب أَعقد؛ قال جرير:

تَبُول على القَتادِ بناتُ تَيْمٍ،

مع العُقَدِ النَّوابحِ في الدِّيار

وليس شيءٌ أَحَبَّ إِلى الكلب من أَن يبول على قَتادةٍ أَو على

شُجَيْرَةٍ صغيرة غيرها. والأَعْقَدُ: الكلب لانعقاد ذنبه جعلوه اسماً له

معروفاً. وكلُّ مُلْتَوي الذنَب أَعْقَدُ. وعُقْدَة الكلب: قضيبه وإِنما قيل

عُقدة إِذا عَقَدَت عليه الكلبةُ فانتفخ طَرَفه.

والعَقَدُ: تَشبُّثُ ظبيةِ اللَّعْوَةِ ببُسْرَة قَضِيبِ له

الثَّمْثَم، والثمثمُ كلب الصَّيْد، واللعوة: الأُنثى، وظَبْيَتَهُا: حَياؤُها.

وتعاقدت الكلابُ: تَعاظَلَتْ؛ وسمى جرير الفرزدقَ عُقْدانَ، إِما على

التشبيه له بالكلب الأَعْقَدِ الذنبِ، وإِما على التشبيه بالكلب المُتعَقِّدِ

مع الكلبة إِذا عاظَلَها، فقال:

وما زِلْتَ يا عُقْدانُ صاحِبَ سَوْأَةٍ،

تُناجِي بها نَفْساً لَئِيماً ضَمِيرُها

وقال أَبو منصور: لقبه عُقْدانَ لِقِصَرِه؛ وفيه يقول:

يا لَيْتَ شِعْرى ما تَمَنَّى مُجاشِعٌ،

ولم يَتَّرِكْ عُقْدانُ لِلقَوْسِ مَنْزَعا

أَي أَعرَقَ في النَّزْع ولم يَدَعْ للصلح موضعاً. وإِذا أَرْتَجَتِ

الناقةُ على ماءِ الفحل فهي عاقِدٌ، وذلك حين تَعْقِدُ بذنبها فَيُعْلَمُ

أَنها قد حملت وأَقرت باللِّقاحِ. وناقة عاقد: تعقد بذَنَبِها عند

اللِّقاح؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

جِمالٌ ذاتُ مَعْجَمَةٍ، وبُزْلٌ

عَواقِدُ أَمْسَكَتْ لَقَحاً وحُولُ

وظَبْيٌ عاقِدٌ: واضِعً عُنَقَه على عَجُزه، قد عطَفَه للنوم؛ قال ساعدة

بن جؤية:

وكأَنما وافاكَ، يومَ لَقِيتَها،

من وحشِ مكةَ عاقِدٌ مُتَرَبِّبُ

والجمع العَواقِدُ؛ قال النابغة الذبياني:

حِسان الوُجوهِ كالظباءِ العَواقِد

وهي العواطِفُ أَيضاً. وجاءَ عاقِداً عُنُقَه أَي لاوياً لها من

الكِبْر. وفي الحديث: من عَقَدَ لِحْيَتَه فإِن محمداً بَرِيءٌ منه؛ قيل: هو

معالجتها حتى تَنْعَقِد وتَتَجَعَّد، وقيل: كانوا يَعْقِدونها في الحروب

فأَمرهم بإِرسالها، كانوا يفعلون ذلك تكبراً وعُجْباً. وعقدَ العسلُ

والرُّبُّ ونحوُهما يَعْقِدُ وانعَقَدَ وأَعْقَدْتُه فهو مُعْقَدٌ وعَقِيد:

غَلُظَ؛ قال المتلمس في ناقة له:

أُجُدٌ إِذا اسْتَنْفَرْتَها مِن مَبْرَكٍ

حَلَبَتْ مَغَابِنَها بِرُبٍّ مِعْقَدِ

وكذلك عَقيدُ عَصير العنب. وروى بعضهم: عَقَّدْتُ العسلَ والكلامَ

أَعْقَدْتُ؛ وأَنشد:

وكان رُبًّا أَوْ كُحَيْلاً مُعْقَدا

قال الكسائي: ويقال للقطران والربّ ونحوه: أَعْقَدْتُه حتى تَعَقَّد.

واليَعْقِيدُ: عسل يُعْقَدُ حتى يَخْثُرَ، وقيل: اليَعْقِيدُ طعامٌ

يُعْقَدُ بالعسل.

وعُقْدَةِ اللسان. ما غُلظَ منه. وفي لسانه عُقْدَةٌ وعَقَدٌ أَي

التِواء. ورجل أَعْقَدُ وعَقِدٌ: في لسانه عُقْدَة أَو رَتَجٌ؛ وعَقِدَ لسانهُ

يَعْقَدُ عَقَداً.

وعَقَّد كلامَه: أَعوَصَه وعَمَّاه. وكلامٌ مُعَقَّدٌ أَي مُغَمَّضٌ.

وقال إِسحق بن فرج: سمعت أَعرابيّاً يقول: عَقَدَ فلانُ بن فلان عُنقَه

إِلى فلان إِذا لجأَ إِليه وعَكَدَها. وعَقَدَ قَلْبه على الشيء: لَزِمَه،

والعرب تقول: عَقَد فلان ناصيته إِذا غضب وتهيأَ للشر؛ وقال ابن مقبل:

أَثابُوا أَخاهُمْ، إِذْ أَرادُوا زِيالَه

بأَسْواطِ قِدٍّ، عاقِدِينَ النَّواصِيا

وفي حديث: الخيلُ مَعقودٌ في نواصيها الخيْرُ أَي ملازم لها كأَنه معقود

فيها. وفي حديث الدعاء: لك من قلوبنا عُقْدَةُ النَّدم؛ يريد عَقْدَ

العزم على الندامة وهو تحقيق التوبة. وفي الحديث: لآمُرَنَّ براحلتي

تُرْحَلُ ثم لا أَحُلُّ لها عُقْدةً حتى أَقدَمَ المدينة أَي لا أَحُلُّ عزمي

حتى أَقدَمَها؛ وقيل: أَراد لا أَنزل عنها فأَعقلها حتى أَحتاج إِلى حل

عقالها. وعُقْدَة النكاحِ والبيعِ: وجوبهما؛ قال الفارسي: هو من الشدّ

والربط، ولذلك قالوا: إِمْلاكُ المرأَةِ، لأَن أَصل هذه الكلمة أَيضاً

العَقْدُ، قيل إِملاك المرأَة كما قيل عقدة النكاح؛ وانعَقدَ النكحُ بين الزوجين

والبيعُ بين المتبابين. وعُقْدَةُ كلِّ شيءٍ: إِبرامه. وفي الحديث: مَن

عقدَ الجِزْية في عنقه فقد بَرِيءَ مما جاءَ به رسول الله، صلى الله عليه

وسلم؛ عَقْدُ الجِزْيةِ كناية عن تقريرها على نفسه كما تعقد الذمة

للكتابي عليها. واعتقدَ الشيءُ: صَلُبَ واشتد.

وتَعَقَّد الإِخاءُ: استحكم مثل تَذَلَّلَ. وتَعَقَّدَ الثَّرَى:

جَعُدَ. وثَرًى عَقِدٌ على النسَبِ: مُتجَمِّدٌ. وعقدَ الشحمُ يعقِدُ: انبنى

وظهر.

والعَقِدُ: المتراكِمُ من الرمل، واحده عَقِدَة والجمع أَعقادٌ.

والعَقَدُ لغة في العَقِدِ؛ وقال هميان:

يَفْتَحُ طُرْقَ العَقِدِ الرَّواتِجا

لكثرة المطر. والعَقدُ: ترطُّبُ الرمل من كثرة المطر. وجمل عَقِدٌ:

قويّ. ابن الأَعرابي: العَقِدُ الجمل القصير الصبور على العمل. ولئيم أَعقد:

عسر الخُلُق ليس بسهل؛ وفلان عَقِيدُ الكرَم وعَقِيدُ اللُّؤْمِ.

والعَقَدُ في الأَسنان كالقادِحِ. والعاقِدُ: حريم البئر وما حوله.

والتَّعَقُّدُ في البئر: أَن يَخْرخَ أَسفَلُ الطيِّ ويدخل أَعلاه إِلى جِرابها،

وجِرابُها اتساعها. وناقة مَعْقُودَةُ القَرا: مُوَثَّقَهُ الظهر؛ وجمل

عَقْدٌ؛ قال النابغة:

فكيْفَ مَزارُها إِلا بِعَقْدٍ

مُمَرٍّ، ليس يَنْقُضُه الخَو ون؟

المراد الحَبْلُ وأَراد به عَهْدَها. والعُقْدَةُ: الضَّيْعَةُ.

واعتَقَدَ أَيضاً: اشتراها. والعُقْدة: الأَرض الكثيرة الشجر وهي تكون من

الرِّمْثِ والعَرْفَجِ، وأَنكرها بعضهم في العرفج، وقيل: هو المكان الكثير

الشجر والنخل؛ وفي الحديث: فعدلت عن الطريق فإِذا بعقدة من شجر أَي بقعة

كثيرة الشجر؛ وقيل: العقدة من الشجر ما يكفي الماشية؛ وقيل: هي من الشجر ما

اجتمع وثبت أَصله يريد الدوامَ. وقولهم؛ آلَفُ من غُرابِ عُقْدَة؛ قال ابن

حبيب: هي أَرض كثيرة النخيل لا يطيرُ غُرابُها. وفي الصحاح: آلفُ من

غُراب عُقْدة لأَنه لا يُطَيَّرُ. والعُقْدَة: بقية المَرْعَى، والجمع

عُقَدٌ وعِقادٌ. وفي أَرض بني فلان عَقْدة تكفيهم سنتهم، يعني مكاناً ذا شجر

يرعونه. وكل ما يعتقده الإِنسان من العقار، فهو عقدة له. واعتقد ضَيْعة

ومالاً أَي اقتناهما. وقال ابن الأَنباري: في قولهم لفلان عُقْدة، العقدة

عند العرب الحائط الكثير النخل. ويقال للقَرْية الكثيرة النخل: عُقْدة،

وكأَنّ الرجل إِذا اتخذ ذلك فقد أَحكم أَمره عند نفسه واستوثق منه، ثم

صيروا كل شيء يستوثق الرجل به لنفسه ويعتمد عليه عُقْدة. ويقال للرجل إِذا

سكن غضبه: قد تحللت عُقَدُه. واعتقد كذا بقلبه وليس له معقودٌ أَي عقدُ

رأْي. وفي الحديث: أَن رجلاً كان يبايع وفي عُقْدته ضعف أَي في رأْيه ونظره

في مصالح نفسه. والعَقَدُ والعَقَدانُ: ضرب من التمر.

والعَقِدُ، وقيل العَقَد: قبيلة من اليمن ثم من بني عبد شمس بن سعد.

وبنو عَقِيدَةَ: قبيلة من قريش. وبنو عَقِيدَةَ: قبيلة من العرب. والعُقُدُ:

بطون من تميم. وقيل: العَقَدُ قبيلة من العرب يُنْسَبُ إِليهم

العَقَدِيُّ. والعَقَدُ: من بني يربوع خاصة؛ حكاه ابن الأَعرابي. قال: واللبَّكُ

بنو الحرث بن كعب ما خلا مِنْقَراً، وذِئابُ الغضا بنو كعب بن مالك بن

حَنْظَلَة.

والعُنْقُودُ: واحد عناقِيدِ العنب، والعِنقادُ لغة فيه؛ قل الراجز:

إِذ لِمَّتي سَوْداء كالعِنْقادِ

والعُقْدَةُ من المَرْعَى: هي الجَنْبَةُ ما كان فيها من مَرْعَى عام

أَوّلَ، فهو عُقْدَةٌ وعُرْوَةٌ فهذا من الجَنْبَة، وقد يضطرُّ المالُ إلى

الشجر، ويسمى عقدة وعروة فإِذا كانت الجنبة لم يقل للشجر عقدة ولا عروة؛

قال: ومنه سميت العُقْدَة؛ وقال الرقاع العاملي:

خَضَبَتْ لها عُقَدُ البِراقِ جَبينَها،

مِن عَرْكِها عَلَجانَها وعَرادَها

وفي حديث ابن عمرو: أَلم أَكن أَعلم السباعَ ههنا كثيراً؟ قيل: نعم

ولكنها عُقِدَت فهي تخالط البهائم ولا تَهِيجُها أَي عُولِجَتْ بالأُخَذِ

والطلمسات كما يعالج الرومُ الهوامَّ ذواتِ السموم، يعني عُقِدت ومُنِعتْ

أَن تضر البهائم. وفي حديث أَبي موسى: أَنه كسا في كفَّارة اليمين ثوبين

ظَهْرانِيًّا ومُعَقَّداً؛ المُعَقَّدُ: ضرب من برودِ هَجَرَ.

عقد: عقد. قال النابغة
بمخضب رخصٍ كأنَّه بنانه ... عنم يكاد من اللطافة يعقَدِ
وقد أصبح قوله في الشطر الثاني يكاد من اللطافة يُعْقَد يضرب به المثل. (أنظر، رسالتي إلى السيد فليشر ص33).
عقد: ألصق حجارة البناء بعضها ببعض بما يمسكها فأحكم إلصاقها. (معجم الادريسي، ابن جبير ص97 وانظر لين).
عقد: لحم، لاحم، ربط، شد. (ألكالا)، بإضمار بالرصاص فيما يضيف البكري (ص50).
عقد: خثر، روب. (فوك، ألكالا، بوشر).
عقد المرق: خلط المرق خلطاً جيداً وغلظه.
(بوشر) وفي ابن البيطار (1: 87) في كلامه عن الانسيون: إذا عقد منه شراب بالسكر.
عقد: خلط مادتين أو أكثر وجعل منها مزيجا، (انظر مادتي سقبنجة وشاشية، ألف ليلة 4: 484).
عقد الحلاوة: هيأ الشراب (الشربت) وهو الماء المحلى بالسكر. (قصة عنتر 71). وفي قصة باسم الحداد (ص78): ثم غمز الصناع الذين في الدكان أن يعقدوا الحلاوة فدوبوا (فذوَّبوا) قدح كبير شربة بماء النوفر.
عقد لفلان: عاهده، (معجم البلاذري، دي يونج) ويقال: عقد معه وعليه (فوك) باضمار عقداً، أي عاهده واتفق معه.
عقد بينهما عَقْداً: أبرم بينهما معاهدة وتحالفاً. (كوسج طرائف ص100).
عقد النكاح: أبرمه. (بوشر) ويقال أيضاً: عقد على فلانة: أي تزوج فلانة. (ابن بطوطة 1: 26)، وعقد لفلان على فلانة: زوجه فلانة. ففي كتاب الخطيب (ص71 و): قلت ولما عقد لولدي عبد الله أسعده الله على بنت الوزير أبي الحسن عليهما أخوهما أبو الحجاج لرَجُلَيْن من قرابته. وفيه (ص90 و): عقد له على أخته.
ويقال أيضاً: عقد لها (المرأة) معه (الرجل) ففي المقري (3: 45): فجعلتْ تُواصِل زيارة ابنتها التي عقد لها الوالد مع ابن عمّه.
عقد: أبرم اتفاقاً (عقداً) وكتبه بالصورة المقَّررة. ففي كتاب محمد بن الحارث (ص295): كان الفقيه ابن الملون يُعْني بأسباب الوثائق- وشنع عليه باب الفجور والتدليس فيما يعقد منها.
عقد البيعة: اعترف به ملكاً. (حيّان- بسّام 1: 9ق).
عقد وصية: كتب وصية، ففي كتاب محمد بن الحارث (ص324): فسألني أن اعقد له كتاب وصيته.
عقد: أصدر حكماً. ففي كتاب محمد بن الحارث (ص218): وقد رأيت سجلاً عقده محمد بن بشير يقول فيه حُكْمُ محمد بن بشير قاضي الجند بقرطبة. وفيه (ص232): عقد حُكْمَه للقوم بالضيعة.
عقد: اعتقد، ظنَّ، تخيَّل. ففي الحُللَ (ص67): جاءهم من ناحية اخرى غير الناحية التي عقدوها (وهذا سبب هزيمتهم) وانظر: عَقْد.
عقد: عدَّ وحسب بواسطة مفاصل أصابعه. وهذه الطريقة في العّد والحساب كانت معروفة عند كثير من الأمم القديمة أيضاً هي من التعقيد بحيث يصعب عرضها هنا، ولذلك فإني أحيل على بحث سلفستر دي ساسي في الجريدة الآسيوية (1823، 2: 35 وما يليها) وعلى بحث روديجر خاصة في مجلة زشر (السنة 1845 ص111 وما يليا) وانظر أيضاً: (مونج ص32، الأغاني ص78 (حيث يجب إبدال عقَّد بعقد). عبد الواحد ص116، المقري 1: 823، 869،2: 405، المقدمة 2: 149، 156).
عقد، في مصطلح الحاكة (النساجين): سوَّى وعدل السدى من الخيط على النول ليحوك الثوب. (ألكالا).
عقد له على: ولاّه رئاسة القبيلة ورئاسة الولاية. (معجم أبي الفداء، الثعالبي لطائف ص 84، حيان- بسام 3: 66ق).
ويقال خطأ: عقده على المغرب (كرتاس ص86).
وكما يقال: عقد له لواء بمعنى ولاَّه القيادة، نجد في كرتاس (ص114) في كلامه عن المهدي: وجعل الخمسين للرأي والمشورة وعقد الامامة والنظر للمسلمين. أي أنعم إليهم بالإمامة وفرض إليهم العناية بمصالح المسلمين.
وكما يقال: عقد التاج على رأسه بمعنى تتوّج يقال: عقد التاج على غيره أي توَّجه. وكذلك يقال: عقدوا له الملك. (معجم أبي الفداء).
عقد: نطق الحرف بصورة مخصوصة. (انظره في مادة معقود)، ففي المقري (1: 828): عبارته فصيحة بلغة أهل الأندلس يعقد حرف القاف قريباً من الكاف- وسمعته يقول ما في هذه البلاد من يعقد حرف القاف.
عقد الزهر: برعم وأخرج أزرار، وعقد زهر الشجر: تحول من زهر إلى ثمر. (بوشر).
عقد الزهر: حَبَّب، ولد حَبّا. (فوك). وفي المستعيني: حب الفقد: وليس في كل مكان يعقد هذا الحب. (ابن العوام 1: 281).
بَدُأ يعقد: تقال عن البيضة التي يتكون فيها الفرخ إذا حضنتها الدجاجة. (الكالا).
عقد على نفسه: قصد، نوى، صمم، أزمع، عزم على. ففي النويري (الأندلس ص 465): فعقد المنذر على نفسه إنه لا أعطاه صلحاً ولا عهداً إلا أن يلقي بيده. ويقال أيضاً: عقد في نفسه. (المقري 1: 574). وهذا الفعل وحده يدل على نفس هذا المعنى، ففي حيان- بسام (1: 120و): فعقدوا مع المرتضى غزوها. وفي رياض النفوس (ص86 ق): وكان أحد من عقد الخروج على بني عبيد في أيام أبي يزيد. وفيه (ص92 و). وكان أحد من عقد الخروج في الجامع على بني عبيد وقد ذكرت هذه العبارة في (ص87 و) وفيها للخروج وهو خطأ. وفيه (ص104 و): وجعلت اسأله في أمر يلطف فيه مما يسكن به أبو العباس مما يعقده مع أخيه الذي هو على المظالم في أمر يوذي به الشيخ والمسلمين.
وقد تكرر ذكر عقد التوبة أي عزم على التوبة في رحلة ابن بطوطة (3: 76).
ويقال أيضاً عقد على أمرٍ. (المقري 1: 570). عقد على نفسه شيئاً: تكفلَّ به وضمنه. ففي حيان (ص97 و): وكتب التجيبي الخازن إلى الأمير عبد الله بأنه يدخل مع بدر في ضمان فيئة ابن حجاج ويعقد على نفسه. وفي محيط المحيط: عقد الشيء لفلان ضمنه.
عقد عَهْدَه: جعله ولي العهد ليكون وارثا للملك والسلطان (المقدمة 1: 376).
عقدوا الأمر لفلان: ولوه على العرش. (كوسج طرائف ص114).
عقد البيعة بولاية العهد لابنه: جعل ابنه ولي العهد ليخلفه في الملك والسلطان. (الماسن ص149).
عقد جسراً: أنشأ جسراً، بني قنطرة على نهر (فريتاج، كوسج طرائف ص115).
عقد مجلساً: ألف مجلساً، دعا إلى اجتماع.
وعقد المجلس: جمع المجلس. (بوشر، دي ساسي طرائف 1: 141). وفي حيان - بسام (1: 30ق): عقد معهم مجلساً للشرب. وانظر (ميرسنج ص18 رقم 50). وأنشأ متنزهاً للجمهور أيضاً. (ميرسنج ص6). عقد موكباً: أحاط نفسه بموكب عظيم وحاشية كبيرة. (تاريخ البربر 1: 599).
عقد الجموع والمحازب: احاط نفسه بحاشية وجمهور وحشد. (كرتاس ص113).
عقد الحق على نفسه: أخذ على نفسه وتعهد باتباع الحق. (دي ساسي طرائف 2: 103).
عقد ركعة = ركع ركعة. (عبد الواحد ص94).
عقد سحراً: سحر، احدث أثرا غريبا غير مألوف بالسحر. (المقري 3: 23).
عقد لواء: ربط قطعة من قماش في الرمح وهذا أحيانا علامة العصيان والتمرد، كما نقول رفع راية العصيان. ونجد في كتب القصص والتاريخ كالأخبار (ص105) والنويري الأندلس (ص140) عقد لواء بدلا من اعتقد في رمحه لواء.
كما في الأخبار. وكذلك يقال: عقد خرقاً على قصب. (معجم الطرائف ص21).
عقد ناظريه بمرأى وسيم: حدَّق وأنعم النظر بوجه جميل. (ويجرز ص26).
عُقِدْ قلبه على غم: أضناه الغم والحزن. (الادريسي ص142).
عقد على مذهب فلان: كان من أتباع مذهبه. ففي شرح قصيدة ابن عبدون لابن الأثير (مخطوطة السيد دي جاينجوس ص140 و): عقد على مذهب أبي حنيفة. عَقَّد (بالتشديد): خثَّر، روَّب. (بوشر).
عَقَّد: عرقل، عطّل، أعاق. (بوشر).
عَقَّد: حبك، شبك، ضفر. (بوشر).
عقَّد الكلام: أبهمه، لم يأت به على وجهه في الأداء. (بوشر).
اعقد: جمد، جلَّد، وخثر، غلَّظ. (بوشر).
تَعَقَّد النبات: صار أعجز كثير العقد. وكذلك تعقَّد الغصن. (ابن العوام 1: 292) واقرأ فيه تعقد.
تعقد: تخثر، تروَّب. (ألكالا) راب، تخثر (بوشر).
انعقد: تخثر، تجمد، تجلد، تكثف. (بوشر).
ويقال انعقد البيض المسلوق (معجم الادريسي).
وفي المستعيني: بيض مسلوق البيض المسلوق عندهم ما بولغ في طبخه حتى ينعقد ويصلب جداً.
وعند ابن الجوزي (ص145): وأما المنعقد فرديء عسير الانهضام.
ويقال: انعقد الجليد. ففي رحلة ابن بطوطة (2: 411): الجليد المنعقد فوق النهر.
انعقد التراب: صار مدرة (مثل تعقد في معجم لين)، (ابن بطوطة 2: 342).
انعقد الأمر لابنه (فريتاج) وهي مذكورة في طرائف دي ساسي (2: 51). وفي نفس المعنى: يقال: اليوم الذي انعقد له فيه الملك. (المقريزي مخطوطة 2: 351).
الإجماع منعقد أن: عُرف بالاتفاق أن (المقدمة 2: 51).
انعقد الحكم: ضبطت صيغته. ففي عباد (الفصل التاسع: تتعقد عليه السجلات بالأحكام).
انعقدت العامة: أقسمت يمين الولاء والإخلاص (تاريخ البربر 1: 505).
انعقد الشجر: صار ذا عقد وأكمام، وانتقل من الزهر إلى الثمر. (بوشر) وأثمر (فوك).
انعقد الجسم: تورم وظهرت فيه أورام من أثر الضرب. ففي ألف ليلة (برسل 1: 343): وقد انعقد جسمي من الضرب.
انعقد له في هذا المعنى سوق: عبر عن هذا المعنى كثير من الشعراء بعده. (عباد 2: 108) في التعليق عليه).
انعقد على: أحاط ب، أحدق ب. ففي ألف ليلة (1: 99): انعقدت عليهما النيران. انعقد على: محاط ب، أحيط ب. ففي المقري (1: 346): أبواب قد انعقدت على حنايا من العاج والابنوس.
اعتقد. يقال: اعتقد لواءً. كما يقال عقد لواءُ (دي يونج)، وهذا علامة التمرد والعصيان كما نقول: رفع راية العصيان. (أخبار ص105).
والفعل اعتقد وحده يدل على هذا المعنى أيضاً. (أخبار ص112).
أعتقد اليمين: أقسم قسماً شرعياً. (لين في مادة عقد، عبد الواحد ص14).
اعتقد بهم حُسْنَ ظَنّ: كان حسن الرأي بهم.
(عباد 1: 46).
أعتقد: ظنَّ، تخيل، صدق. واعتقد في فلان: رأي فيه بعض الصفات. ففي طرائف دي ساسي (1: 4): اعتقدوا فيه استحقاق الإمامة: أي رأوا إنه وجدوا فيه الصفات التي تؤهله للإمامة.
اعتقد على فلان: ظن إنه ارتكب شيئاً ما. ففي كليلة ودمنة (ص116): فإن كان الأسد قد اعتقد علي ذنباً.
في معجم بوشر: اعتقد ب، وهو يذكر اعتقد بدين: دان به وجاهر به وأعلنه.
اعتقد، أو اعتقد في فلان: اعترف بمزاياه وفضله وقداسته. واحترامه ووقره وأجله. (مملوك 2،2: 225، ابن بطوطة 1: 368).
وفي تاريخ البربر (1: 414): اعتقد منه الذمة والرتبة. وقد ترجمها دي سلان إلى الفرنسية بما معناه: كان إخلاصه وتفانيه وعلو منزلته قد جعله في نظره جديرا بكل إكرام واعتبار، وهي ترجمة جيدة.
وقولهم اعتقد منه ذمة له أيضاً معنى آخر (انظر فيما يلي) ولكنه لا يلائم المعنى هنا.
اعتقد في فلان: استباح لنفسه ما يملك ورأى أن ماله مباح له. ففي رحلة ابن جبير (ص74) وأكثر أهل هذه الجهات الحجازية وسواها فرق وشيع لا دين لهم قد تفرقوا على مذاهب شتى وهم يعتقدون في الحاج ما لا يعتقد في أهل الذمة قد صيروهم من اعظم غلاتهم التي يستغلونها ينتهبونهم انتهبا ويسببون لاستجلاب ما بأيديهم استجلاباً، فالحاج معهم لا يزال في غرامة ومئونة.
اعتقد: عزم، أزمع على، قصد (عباد 1: 95 رقم 115،2: 22 رقم 38، معجم البيان، محمد بن الحارث ص255، حيان ص22 ق، رياض النفوس ص60 ق، 70ق (مرتين)، الخطيب ص107 ق، تاريخ البربر 2: 47، 217، دي ساسي ديب 11: 17).
اعتقد: حصل على عهد مثلاً، ففي أخبار (ص5): اعتقد لنفسه ولأصحابه عهداً. وفي (ص7) منه: اعتقد على نفسه أمانا. وفي تاريخ البربر (1: 146): اعتقد الذمة، وفيه (1: 365): اعتقد منه ذمة بسابقته تلك. ولهذه العبارة معنى آخر في (1: 414) منه، انظر اعلاه.
اعتقد اليد عند فلان: تفضل عليه بمعروف. أحسن إليه. (أخبار ص67).
اعتقد له بذلك يداً: اعترف له بالفضل والمنة عليه.
اعتقد له ضغنا: أضمر له حقداً وضغينة.
ففي كتاب محمد بن الحارث (ص264): ثم انصرف عنه وقد اعتقد له ضغنا عظيماً وأضمر له حقداً شديداً. والفعل اعتقد وحده يدل على هذا المعنى، ففي القلائد (ص240) أبلته بكلام أحقده، وملام اعتقده.
اعتقد: أضاف نقطة، قصدا، عمدا، (المقري 2: 513).
عَقْد: تجمع على عقود بكل معاني الكلمة.
عَقْد: عقدة، موضع العقد وهو ما عقد عليه. (عباد 2: 77، 78 رقم 58، أخبار ص159).
عَقْد: تجليد، تجميد. (بوشر).
عَقْد: ما يعقد المرقة ويجعلها كثيفة غليظة. مكثف، مثخن، مغلظ. (بوشر). عَقْد: نسيج. ومجازاً: أعمال متتابعة (بوشر).
عَقْد: معاهدة، والعقد أضعف قوة من العهد. ففي معجم البلاذري: عقد لهم عقداً وهو دون العهد. ويقال غالباً: بغير عهد ولا عقد (معجم البلاذري).
عقد النكاح: عقد الزواج وهو اتفاق بين الطرفين يلتزم كل منهما بتنفيذ الزواج (انظر مادة تصاهر). (لين عادات 1: 239) ولفظة عقد وحدها تدل على هذا المعنى أيضاً. (زيشر 22: 109 رقم 50).
غير أن عقد النكاح: يعني أيضاً الزواج بعينه.
(برتون 2: 23).
عقد: شهادة، تصريح، اقرار، اعتراف مكتوب، محضر رسمي، مضبطة. (عباد 2: 251 ورقم 33، ابن بطوطة 1: 181، 216، 217، 218، المقري 1: 684).
عَقْد: قسيمة، إيصال. (ألكالا).
عَقْد: ملحق وصية. إضافة إلى وصية (ألكالا).
عَقْد: سند الاعتراف بالدين، يقال عن الدائنين: أتى كل واحد بعقده ثابتا بحكم الشرع.
عَقْد الحجارة: فاصل بين حجرين. (معجم الادريسي).
عقد السلالم: محور السلم الدائري، الموضع الذي تلتقي فيه كل درجات السلم اللولبي (بوشر).
عقد حلزون: سلم حلزوني. (ألف ليلة برسل 1: 195).
عَقْد: بمعنى حنية، قنطرة، رواق مقنطر، صيغة منتهى الجموع منه عقودات (ألف ليلة 1: 58).
عَقْد: في اصطلاح البنائين سقف من الحجارة المعقودة بعضها ببعض. (محيط المحيط).
عَقْد: عَقيدة، اعتقاد وإيمان بحقيقة الدين.
(عباد 1: 384، المقري 1: 884، تاريخ البربر 1: 330، 337، 416، ميرسنج ص22 وفيه عقد مرادف عقيدة (ص23)، غير أن الناشر (ص100) الذي يجهل فيما يظهر هذا المعنى قد خلط تخليطاً عجيباً حين أراد تفسير العبارة.
عَقْد: يقول ابن خلدون خلافاً لما ذكر لين (أن الكلمة عقد تعني عقدة) إنها الاعداد العشرة والعشرين إلى التسعين وكذلك مضاعفاتها حين تضرب بعشرة. وهذا يتفق ما يقوله المارديني، فهذا الرياضي يقول أن: (مراتب الأعداد ثلاثة: آحاد وعشرات ومئات يحتوي كل واحد منها على تسعة عقود).
(دي سلان المقدمة 1: 243) ويقال: عقود من السنين أي عدة عشرات من السنين. (المقدمة 2: 268).
عقود: الأوضاع المختلفة لمفاصل الأصابع حين يعد على مواضع اتصالها. (زيشر انهانج لسنة 1845 ص112).
عَقْد: اسم مرض يصيب القرع والدباء. (ابن العوام 1: 631) وهذا صواب قراءة الكلمة وفقا لما يقول كليمنت- موليه ووفقاً لمخطوطتنا. العقود؟: يذكر القزويني (1: 34) أربعة نجوم في وسط كوكبة القعود، وهو يذكر أيضاً العقود وهذه الأخيرة عند دورن (ص50).
عِقْد. عقد الثريا: سبعة كوكب في عنق الثور.
(فالنون ص38، ص74 رقم 3).
عِقْد: تصحيف عقيد (انظر عقيد). (برتون 1: 238).
عُقْدة: لا تعني برعم الشجرة فقط (لين، بوشر) بل تعني أيضاً الثمرة التي انعقدت. (ابن العوام 1: 217) مع تعليقة كليمنت- موليه (1: 199).
عقد الرمان: زهر الرمان. ففي المستعيني: زهر الرمان: هو أقماع الرمان- وهو عقد الرمان في أول طلوعه وهو الذي ينتثر من الشجر عند هبوب الريح. (ابن البيطار 1: 652).
عقدة: زر الثوب. (دومب ص282، ابن بطوطة 3: 266).
عقدة: بثرة، دمل، خراج مستدير يتكون على الجلد. ففي معجم المنصوري: شرى هي عقدة ناتية مفرطة.
عقدة: وريدة، وهي شريط معقود بشكل وردة. (بوشر).
عُقَد الحَجْرِ: رباط، ماسكة، شريطة معلقة بثوب تمسكه دون الوقوع عند المشي. (ملر ص39).
عقد: مفاصل الجسم. (كوسج طرائف ص46).
عقدة الحجارة: فاصل بين الحجرين (معجم الادريسي).
عقدة: معاهدة. (عباد 2: 161، المقري 2: 809).
عقدة النكاح: الزواج. (فوك).
عقدة: خرقة تربط بالرمح ليتخذ منه علم. (شارح ديوان مسلم بن الوليد ص135، أخبار ص105)، وفي حيان (ص64 ق): لكل رئيس منهم عقدة يعقدها وعدة يعتد بها. وفي كتاب محمد بن الحارث (ص256): ثم سأله أن يعقد له على قومه سنة كاملة الخ- حتى أتت العقدة إلى يحيى من عند الأمير.
عقدة: حزمة، ربطة، مجموعة أشياء من نوع واحد مربوطة جميعاً. (ألف ليلة 1: 293) وعليك أن تقرأ فيها: وأخذ في يده عقدتين من حلفة. وفي طبعة بولاق حزمة بدل عقدة.
عقدة: رزمة، صرة. ففي ألف ليلة 4: 645): عقدة ثياب.
عقدة: غيل، دغل، غيضة، أجمة، مجموعة كثيفة من الشجيرات والأدغال والعوسج والعليق.
(الادريسي ص147) وفي معجم فوك: عقدة من زيتون.
عقدة: فيلق، فرقة من الجيش ففي المعجم اللاتيني - العربي: Legio عرافة وعقدة ستة آلاف. وفيه Cuneus موكب وعقدة. وفي ابن القوطية (ص44 ق): فاجتمعت حوله عقدة من ثلث مائة فارس لم يجتمع بالأندلس قبله ولا بعده مثلها (أخبار 68 واقرأ فيه من بكر، كرتاس ص149، ص247).
عقدة: هراوة، عصا عجراء. (ألكالا) وهو يكتب المفرد uude ويكتب الجمع uuqued وكذلك فعل في مادة ( artejo) ومادة ( boton de arbol) ويمكن أن يستنتج من هذا أن أهل غرناطة كانوا في أيامه كانوا يحذفون في نطقهم العذب الحرف الثاني من مفرد هذه الكلمة.
عقدة: عقبة، عائق، حائل، مانع وحل عقدة: أزال عائقاً ومانعاً (بوشر).
عُقْدَة: سيماء مقطبة، عبوسة. وانحلت عقدته: انبسطت أساريره، وزال عبوسه (بوشر).
عقدة: عزم، تصميم، قصد، نية. (بوشر) (تاريخ البربر 1: 496).
عَقُود= عقيد: ثخين، كثيف، غليظ. (معجم ابن جبير).
عقيد: لبن خاثر (فوك)، وشراب يتخذ بتبخير مصل اللبن الحليب ويجعلون ما يبقى منه أقراصاً أوقطعاً وينشرونها على قطعة من الخيش لتجف، ويأكلونها بالزبدة المذابة، أو يشربونها مذابة بالماء، والعرب يرون فيه شراباً منعشاً، أما الأجانب فلا يرغبون فيه. (برتون 1: 239).
عقيد: خاثر، رائب. (ألكالا).
عقيد: ثخن، ثخانة، غلظ سائل. (ألكالا).
عقيد: قائد القبيلة في الحرب. (بركهارت 79، 168، زيشر 22: 72)، ورئيس العصابة من قطاع الطرق، (دسكرياك ص261 رقم 366).
وفي محيط المحيط: وعقيد العسكر لقائده من كلام المولدين. وفي ألف ليلة (برسل 6: 198): قعيد الحرامية أي رئيس الحرامية، وأرى أن هذه أما خطأ وإنها تصحيف عقيد، وإنما إنها نفس الكلمة بتقديم بعض حروفها على بعض.
عِقَادَة: حرفة صانع شرائط الحرير. (انظر عقاد). (محيط المحيط، ألف ليلة 4: 300).
عقيدة: ما يؤمن به الإنسان. (فوك).
عقيدة= عقدة، عجرة في الشجر. (ابن العوام 1: 151) وكذلك في مخطوطة ليدن.
عقيدة = عقدة: حل، فاصل بين الحجارة في البناء. (معجم الادريسي).
عقيدة: ما يراه المرء في فضل شخص واخترامه وتبجيله وإجلاله. ويقال: عقيدة في (مملوك 2، م: 226، المقري 1: 587).
عقيدة: حقد ضغينة، سخيمة. (شيرب ديال ص10).
عقاد: كاتب عدل، موثق العقود. (فوك).
عقاد: صانع شرائط الحرير وبائعها. (صفة مصر 12: 447، 18 القسم الثاني ص274، 386، محيط المحيط).
عاقد. عاقد للشروط: محرر العقود، موثق العقود، كاتب عدل. (المقري 1: 622) وفي كتاب الخطيب (ص26 ق): كان عاقداً للشروط بصيرا بعللها. عاقد وحدها تدل على هذا المعنى أيضاً، ففي كتاب الخطيب (ص26 ق): وتعلم الوثيقة على العاقد القاضي أبي القاسم بن العريف.
عاقد: رئيس، قائد. ففي القلائد (ص190): فلما أصبح عاقد كتائب، وقائد جنائب، وصاحب الوية.
تعقيدة: غموض، إبهام، التباس. (بوشر).
مَعقِد: ذكرت في المقدمة (2: 322) مصطلحا للبنائين. وقد ترجمها السيد دي سلان إلى الفرنسية بما معناه: غلق عقد القبة. وانظر الادريسي (القسم الثالث الفصل الخامس) ففيه: جعل معاقد روس أساطينه ذهباً.
أهل المعاقد: هذا التعبير الذي ذكرت له مثالين في معجم البيان (وقد نقل ابن الأثير ما ذكره ابن حيان ص21 ص) والذي فسره العلماء قسطنطينية بأهل المشورة لا بد من أن له علاقة مع أهل العقد. وهذه الأخيرة غامضة لسوء الحظ. (انظر لين مادة عقدة، ومعجم مسلم).
معقد: خشب ذو عقد وعجر، وخشب خشن. (بوشر).
كلام معقد: اسلوب مشوَّش، مختلط ملتبس، وَعِر. (بوشر).
مَعْقُود. المعقود عن النساء: الذي لا يستطيع أن يأتي النساء من أثر أذى السحر، ففي ابن البيطار (1: 47): ومرارة الذكر منه يحل المعقود عن النساء إذا سقي منها في بيضة نيمرشت في مستهل الشهر. وفيه (1: 492): أن بخّر به عن النساء سبع مرات أطلقه ذلك. (انظر مقالتي في مادة ربط ومربوط). معقود: كثيف، مخثر. مروب. (بوشر).
معقُود: مجمد، مجلد، منجمد. (الكالا). وفيه البحر معقود أي منجمد.
سلم معقود: سلم حلزوني (ألف ليلة 1: 75) مثل عقد حلزوني.
حرف معقود: أن قيل باء معقودة فهي باء (ابن بطوطة 2: 241، 343) وفي كتاب ابن عبد الملك (ص 13و) في تهجي الاسم لب (بالأسبانية Lope) : وتشديد الباب المعقودة وضمها. وفي تهجي الاسم بيطير: بكسر الباء المعقودة. وفاء مفخمة معقودة هي الباء أيضاً. وجيم معقودة هي ج (ابن بطوطة 2: 22، 270، 290، 321، 375، 3: 329) ويقال أيضاً: قاف معقود. (ابن بطوطة 2: 365، وانظر في مادة عقد). وكاف معقود: ك. (ابن بطوطة 2: 295: 3: 144).
معقود: عجة بيض، اومليت (همبرت ص17 جزائرية).
معفود: في اصطلاح الحساب هو العدد الأصم ويسمى أصم الجذر، وهو عدد لا يكون له جذر تحقيقاً بل تقريباً كالاثنين والثلاثة.
معقودة: عند الفقهاء من أنواع اليمين وتسمى منعقدة أيضاً (محيط المحيط).
معقودية: من العسكر جماعة منه خلفه معدة لنجدته عند الحاجة، مولدة. (محيط المحيط).
اعتقادي: منسوب إلى العقيدة وهي ما يقصد به الاعتقاد دون العمل كعقيدة وجود الله وبعثة الرسل. (بوشر).
معتقد: عزم، نية، تصميم، قصد. (دي ساسي ديب 9: 494).
منعقدة: انظر معقودة.

عقد

1 عَقَدَ الحَبْلَ, (S, Mgh, L, Msb, K, &c.,) aor. ـِ (L, Msb, K,) inf. n. عَقْدٌ (Mgh, L, Msb) and تَعْقَادٌ [of which see an ex. in a verse cited voce رَتَمٌ, and which is properly an intensive or a frequentative form]; and ↓ عقّدهُ [which is also intensive or frequentative, inf. n. تَعْقِيدٌ]; and ↓ اعتقدهُ; (L;) He tied the cord, or rope; knit it; complicated it so as to form a knot or knots; tied it in a knot or knots; tied it firmly, fast, or strongly; contr. of حَلَّهُ; (L;) syn. شَدَّهُ: (K:) the etymologists assert that the primary signification of عَقْدٌ is the contr. of حَلٌّ: that it was afterwards used in relation to sales, or bargains, contracts, &c.: and then, in relation to a firm determination of the mind. (MF.) [عَقَدَ لَهُ لِوَآءً He tied for him a banner, to a spear, is said of a man on appointing him to a command.] and one says, عَقَدَ حَبْلَهُ meaning (assumed tropical:) He exerted and prepared himself for action &c.: and لَا يَعْقِدُ الحَبْلَ (assumed tropical:) He is incompetent, or lacks power or ability, to do a thing, by reason of his abject state. (L.) b2: عَقَدَ البَيْعَ, and العَهْدَ, (S, L, Msb, * K, &c.,) and اليَمِينَ, (L, Msb,) aor. as above, (L, K,) inf. n. عَقْدٌ; (L;) and العَهْدَ ↓ عقّد, (L,) and اليَمِينَ, (L, Msb,) which latter form of the verb has a more energetic signification; (Msb;) He concluded, settled, confirmed, or ratified, the sale, or bargain, and the contract, compact, covenant, agreement, or league, (L, Msb, K,) and the oath. (L, Msb.) In the phrase وَالَّذِينَ عَقَدَتْ

أَيْمَانُكُمْ, or ↓ عَقَّدَتْ, or ↓ عَاقَدَتْ, accord. to different readings, in the Kur [iv. 37], by the verb is meant ratification; and by ايمانكم, your oaths, or your right hands: (L:) [i. e., accord. to the first and second readings, the meaning is, and those whose contracts, or the like, (عُهُودَهُمْ being understood,) your oaths, or your right hands, have ratified: and accord. to the third reading, and those with whom (هُمْ being understood) your oaths, or your right hands have ratified a contract, or the like.] One says also, عَقَدَ عَلَيْهِمْ عُقُودًا He imposed upon them obligations. (L.) And عَقَدَ الجِزْيَةَ فِى عُنُقِهِ He imposed upon himself the obligation to pay the [tax called] جزية. (L, from a trad.) And عَقَدْتُ عَلَيْهِ فِى كَذَا, and فى كذا ↓ عَاقَدْتُهُ, I obliged him to do such a thing, by taking, or exacting, from him an engagement, or a security. (L.) عَقَدَ قَلْبَهُ عَلَى الشَّىْءِ [He settled, or determined, his heart, or mind, firmly upon the thing; (see the first sentence of this art.; and see also عَزَمَ;)] he held, adhered, or clave, to the thing [with his heart, or mind; he knit his heart to it]. (L.) See also 8. b3: عَقَدَتْ بِذَنَبِهَا, said of a she-camel, (S, O, L,) She twisted her tail, as though tying it in a knot: (L:) this she does to make it known that she has conceived. (S, O, L.) b4: عَقَدَ لِحْيَتَهُ He dressed his beard so as to make it knotted, and crisp, or curly: this they used to do in wars, and their doing so was forbidden by the Prophet: (O, L:) they did it from a motive of pride and self-conceit. (L.) b5: عَقَدَ نَاصِيَتَهُ [lit. He knotted his forelock] means (assumed tropical:) he was angry, and prepared himself to do evil, or mischief. (A, O, L.) [See 2.] b6: عَقَدَ عُنُقَهُ

إِلَيْهِ (assumed tropical:) He had recourse, betook himself, or repaired, to him, for refuge, or protection; (O, L, K; *) heard by Is-hák Ibn-Faraj from an Arab of the desert: (L:) and so عَكَدَهَا. (O.) b7: عَقَدَ, (K,) or عَقَدَ بِأَصَابِعِهِ, (O,) or عَقَدَ الحِسَابَ, (MA,) aor. ـِ (O, TA,) inf. n. عَقْدٌ, (TA,) He numbered, counted, or reckoned, (M, A, O, K,) with his fingers [by bending their tips down upon the palm, one after another, commencing with the little finger, and then by extending them in like manner]. (MA, O.) b8: عَقَدَ فَمُ الفَرْجِ عَلَى المَآءِ [The mouth of the vulva closed upon the sperma of the male]. (O.) b9: عُقِدَتِ السِّبَاعُ (assumed tropical:) The beasts, or birds, of prey were restrained from injuring the cattle, and the like, by means of charms and talismans. (L, from a trad.) b10: عَقَدَ التَّاجَ فَوْقَ رَأْسِهِ, and ↓ اعتقدهُ, He put the crown upon his head. (L.) b11: عَقَدَ البِنَآءَ, (A, L,) [aor. ـِ inf. n. عَقْدٌ; (L;) and ↓ عقّدهُ, (A, O, L, K,) inf. n. تَعْقِيدٌ; (L;) He arched [or vaulted] the building, or structure. (A, O, L, K.) b12: And عَقَدَ البِنَآءَ بِالجِصِّ, aor. ـِ inf. n. عَقْدٌ, He cemented the building, or structure, with gypsum. (L.) b13: عَقَدَ ثَمَرَهُ, said of a plant, (M in art. ثمر,) or ↓ عقّدهُ, (K in that art., [in the CK عقّد ثَمَرُهُ,]) and عَقَدَ alone, (A, O, K, in art. حبل, [see 4 in that art. and also in art. علف,]) [It organized and compacted, or compactly organized, its fruit; and in like manner each verb is said of a fruit in relation to a fruit-stone, such as that of a date, and of a peach, &c.]. b14: لَا تَعْقِدُ عَلَيْهِ السَّائِمَةُ شَحْمًا وَلَا لَحْمًا [The pasturing cattle will not make upon it fat nor flesh], said of a pasturage. (O in art. ضرع.) b15: عَقَدَ الشَّحْمُ The fat became formed and compacted, and became apparent. (L.) b16: عَقَدَ, (S, M, A, L, [in the O عَقِدَ, which is app. a mistranscription,]) aor. ـِ (M, L,) inf. n. عُقُودٌ; (A;) and ↓ تعقّد; (Ks, S, O, L, K;) and ↓ انعقد; (M, A, L;) said of rob, (Ks, S, O, M, A,) and of tar, (Ks, S, O,) and of honey, (M, A, O,) and of expressed juice of fresh ripe dates, (K,) and the like, (Ks, S, M, O,) [generally meaning when boiled,] It thickened; became thick, or inspissated. (Ks, S, M, A, O, L, K.) b17: [Hence, app.,] عَقَدَ بَطْنُهُ [His belly became constipated]. (M voce صَرَبَ, q. v.) A2: عَقِدَت, said of a bitch, (TK,) [aor. ـَ inf. n. عَقَدٌ, (O, L, K,) Her vulva clung fast to the head of the قَضِيب of the dog. (O, L, K, TK.) b2: عَقِدَ, said of the tongue, (S, O, K, *) aor. ـَ (S, [in the O عَقِدَ, an evident mistake,]) inf. n. عَقَدٌ, (S, O,) It had in it an impediment. (S, * O, * L, K. *) And, said of a man, He had an impediment in his tongue; was unable to speak freely; was tongue-tied. (TA.) b3: Also, said of sand, It became moistened in consequence of much rain [so as to cohere]. (L.) 2 عَقَّدَ see 1, first sentence. [Hence,] عَقَّدُوا النَّوَاصِىَ [They tied the forelocks of their horses in knots] on an occasion of war, or battle; it being customary on such an occasion to do thus to the hair of the mane and that of the tail. (W p. 140.) b2: See again 1, former half,. in two places: b3: and latter half also in two places. b4: See also 4. b5: عقّد كَلَامَهُ He rendered his speech, or language, obscure. (A, L.) And فِى كَلَامِهِ تَعْقِيدٌ In his speech, or language, is obscurity. (A.) 3 عَاقَدْتُهُ عَلَى كَذَا, (Msb,) inf. n. مُعَاقَدَةٌ, (S, O, L,) I united with him in a contract, a compact, a covenant, an agreement, a league, a treaty, or an engagement, or I covenanted with him, respecting, or to do, such a thing. (S, * O, * L, * Msb.) b2: See also 1, former half, in two places.4 اعقدهُ; (Ks, S, M, A, O, K;) and ↓ عقّدهُ, (S, O, L, K,) inf. n. تَعْقِيدٌ; (S, O, K;) but the former is the more approved, (L,) He thickened it; caused it to become thick, or inspissated; (Ks, S, M, A, O, K;) by boiling it; (O, K;) namely, rob, (Ks, S, O, M, L,) and tar, (Ks, S, O,) and honey, (M, A, O,) and the like. (Ks, S, M, O.) 5 تعقّد: see 7, first sentence. b2: See also 8, last quarter. b3: تَعَقَّدَتْ قَوْسُ قُزَحَ The rainbow became like a constructed arch (O, L, K) in the sky. (O, L.) And in like manner تعقّد is said of a collection of clouds (سَحَاب). (A, L.) b4: تَعَقُّدٌ in a well is The projecting of the lower part of the interior casing of stone, and the receding of the upper part thereof as far as the اِتِّسَاع of the well, (O, L, K,) which is its جِرَاب [app. here meaning the main portion of the well, from the water, or a little above this, to the mouth; this portion, it seems, being without casing]: (O, L:) thus expl. by El-Ahmar. (O.) b5: تعقّد said of sand, [as also ↓ انعقد, (S and O and K voce سَلَاسِلُ,)] It became accumulated, or congested. (S, K. *) And the former said of moist earth, It became contracted, and compacted in lumps. (L.) b6: And تعقّدت القَرْحَةُ [The wound, or ulcer, formed itself into a knot, or lump]. (K in art. جرذ: see 1 in that art.) b7: تعقّد said of rob, and of tar, and the like: see 1, last quarter.6 تعاقدوا They united in a contract, a compact, a covenant, an agreement, a league, a treaty, or an engagement, (S, O, K,) فِيمَا بَيْنَهُمْ [respecting the matter between them]. (S, O.) b2: تعاقدت الكِلَابُ The dogs stuck fast together in coupling. (S, O, K.) 7 انعقد, said of a cord, or rope, (S, O, L, Msb,) as also ↓ تعقّد, (S, * O, * L,) [but the latter has an intensive or a frequentative signification,] It became tied, knit, complicated so as to form a knot or knots, tied in a knot or knots, tied firmly or fast or strongly. (L.) b2: And the former, said of a sale or bargain, and of a contract or compact or the like, (S, O, L,) It was, or became, concluded, settled, confirmed, or ratified. (L.) One says, انعقد النِّكَاحُ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ The marriage was, or became, concluded, settled, &c., between the husband and wife. (L.) b3: Said of an animal's tail, It became twisted [as though tied in a knot]. (L.) b4: And said of hair, It became knotted, and crisp, or curly. (L.) b5: Said of the date [and other fruit, It became organized and compact, or compactly organized]. (K in art. بسر, &c.) See also 8, latter half. b6: Said of sand: see 5. b7: And said of rob, and of tar, and the like: see 1, last quarter.8 اعتقدهُ: see 1, first sentence: b2: and see also 1 in the latter half. b3: اعتقد كَذَا, (Msb,) or اعتقد كَذَا بِقَلْبِهِ, (S, O,) He settled, or determined, his heart, or mind, firmly upon such a thing; or he held, adhered, or clave, to such a thing with the heart, or mind; i. q. عَلَيْهِ ↓ عَقَدَ القَلْبَ وَالضَّمِيرَ; (Msb;) [he believed, or believed firmly, or was firmly persuaded of, such a thing: this is its most usual meaning;] he was, or became, certain, or sure, of such a thing. (PS.) [It is mostly used in relation to matters of religion, to religious dogmas and the like.] See also عَقِيدَةٌ. b4: اعتقد also signifies He acquired, (S, Mgh, O, L, K,) or bought, (A,) an estate consisting of land, or of land and a house, &c., (S, A, O, L, K,) or other property: (S, A, Mgh, O, L, K:) he collected property. (Mgh, * Msb.) Also, [without any objective complement expressed,] He bought what is termed عُقْدَة, i. e. an estate, or a property, consisting in land or houses. (L.) b5: And اعتقد أَخًا فِى اللّٰهِ He adopted a brother in God. (A.) b6: اعتقد الدُّرَّ, and الخَرَزَ, He made the pearls, and the beads, into a necklace; and in like manner, other things. (L.) A2: اعتقد said of a date-stone, (A,) or other thing, (S, O, L,) [as also ↓ انعقد, which frequently occurs in the lexicons &c. in the sense here following,] It became hard. (S, A, O, L.) b2: and hence, [so in the A,] اعتقد بَيْنَهُمَا الإِخَآءُ Fraternity became true, or sincere, and firmly established, between them two: (A:) and [in like manner]

↓ تعقّد it (i. e. fraternity) became firmly established. (L.) b3: And accord. to Ibn-Buzurj, اعتقد signifies He (a man) closed, or locked, a door upon himself, when in want, that he might die: (O:) thus Sh found in the Book of Ibn-Buzurj, i. e. اعتقد, with ق: (TA in art. عفد:) but others say that it is اعتفد, with ف: (O:) [or] اعتقد and اعتفد signify the same. (K.) 10 استعقدت She (a sow) desired the male. (O, K.) عَقْدٌ [as an inf. n.: see 1. b2: See also أُخْذَةٌ, which is syn. with the inf. n. تَأْخِيذٌ. b3: As a simple subst.,] see عُقْدَةٌ, third sentence. b4: Also A contract, a compact, a covenant, an agreement, a league, a treaty, or an engagement: (Mgh, O, L, K:) pl. عُقُودٌ. (O, L.) Agreeably with this explanation, the pl. is used in the Kur v. 1, as meaning Contracts, &c.: or it there means the obligatory statutes, or ordinances, of God: or, accord. to Zj, the covenants imposed by God, and those imposed mutually by men agreeably with the requirements of religion. (L.) And ↓ مَعَاقِدُ is used in the sense of عُقُودٌ: thus one says, بَيْنَهُمْ مَعَاقِدُ [Between them are contracts, compacts, &c.]. (A.) b5: Also Responsibility, accountableness, or suretiship; syn. ضَمَانٌ. (Ibn-'Arafeh, O, K.) b6: See also مَعْقُودٌ. b7: Also An arch; [and a vault;] a structure that is curved in like manner as are [in many instances] doorways: (A, * O, L, * K:) pl. عُقُودٌ (A, O, L, K) and أَعْقَادٌ [a pl. of pauc.]. (L.) [Hence,] أَعْقَادُ السَّحَابِ The arches of the clouds: sing. عَقْدٌ. (L.) b8: Applied to a he-camel, it means Having the back firmly compacted: (S, O, K:) and so القَرَا ↓ مَعْقُودَةُ applied to a she-camel. (S, A, O.) b9: [And A decimal number; of those numbers of which the first is ten and the last is ninety: (I have not found any satisfactory authority for the orthography of the word in this sense; and have therefore followed the general usage, in mentioning it as عَقْدٌ: in the MA, it is written عِقْدٌ, as from only one MS.; and Freytag has mentioned its pl. under عِقْدٌ; which I hold to be wrong:) the pl. is عُقُودٌ: thus in the A and K in art. عشر, it is said that العَشَرَةُ is the first of the عُقُود.]

عِقْدٌ A necklace; (S, O, Msb, K;) a string upon which beads are strung: (L, TA:) pl. عُقُودٌ: (O, L, Msb, K:) and ↓ مِعْقَادٌ signifies a string upon which beads are strung and which is hung upon the neck of a boy; (O, L, K;) as does عِقْدٌ also: (TA:) and ↓ عُقْدَةٌ, likewise, signifies a kind of necklace. (L.) عَقَدٌ [as an inf. n.: see 1, last four sentences. b2: Also] A twisting in the tail of a sheep or goat, as though it were knotted, or tied in a knot. (L.) And A twisting, or a knottiness, in the horn of a hegoat. (L.) b3: And A canker, corrosion, rottenness, or blackness, (syn. قَادِحٌ,) in teeth. (L.) b4: See also the next paragraph.

A2: And see عَقَدَانٌ.

عَقِدٌ: see أَعْقَدُ. b2: Also, applied to moist earth (ثَرًى), Contracted, and compacted in lumps: [said to be] in this sense a possessive epithet [as distinguished from a part. n.: but see 1, last sentence]. (L.) b3: And [as an epithet in which the quality of a subst. predominates, i. e. used as a subst.,] Sand accumulated, or congested; as also ↓ عَقَدٌ; (S, O, L, K;) the latter accord. to AA: (S, O:) n. un. of each with ة: (S, O, L, K:) pl. أَعْقَادٌ. (L.) See also عَقِصٌ, in two places. b4: رَوْضَةٌ عَقِدَةٌ A meadow of which the herbage is continuous, or uninterrupted. (O.) b5: عَقِدٌ applied to a camel, Short, and patient in endurance of labour: (IAar, O, K:) or, so applied, strong. (TA.) A2: And A kind of tree, the leaves of which consolidate wounds. (K.) عُقْدَةٌ A knot; a tie; (L, Msb;) pl. عُقَدٌ. (L.) [Hence النَّفَّاثَاتُ فِى العُقَدِ: see art. نفث. and العُقْدَةُ meaning (assumed tropical:) The star a Piscium; as being in the place of the knot of the two strings: the same, app., that is called الخَيْطَيْنِ ↓ عَقْدُ, mentioned by Freytag under عِقْدٌ. Hence also] one says, تحلّلت عُقَدُهُ [lit. His knots became loosed, or untied], meaning (assumed tropical:) his anger became appeased. (S, A, O, K.) And فِى عُقْدَتِهِ ضَعْفٌ (assumed tropical:) In his judgment and his consideration of his own affairs is a weakness. (TA.) And حَصِيفُ العُقْدَةِ, occurring in a letter of 'Omar, means (assumed tropical:) [Firm] in judgment, and in the management, conducting, ordering, or regulating, of affairs. (TA in art. حصف.) And فِى لِسَانِهِ عُقْدَةٌ (S, O, L, K *) (assumed tropical:) In his tongue is an impediment [as though it were tied], or a distortion. (L. [See عَقِدَ.]) b2: The knot, tie, or bond, (L,) or the obligation, (O, K,) of marriage, (O, L, K,) and of anything, (O, K,) as a sale and the like: (TA:) and the ratification (O, L, Msb) of marriage (O, Msb) &c., (Msb,) or of anything. (L.) It is said in a trad. relating to prayer, لَكَ مِنْ قُلُوبِنَا عُقْدَةُ النَّدَمِ, meaning [We offer to Thee, from our hearts,] the ratification of the resolution to repent. (L.) b3: A promise of obedience, or vow of allegiance, ratified to persons in acknowlegment of their being prefects, or governors: (O, L, K, * TA:) from عُقْدَةُ الحَبْلِ [the knot, or tie, of the cord or rope]: (O:) thus in the saying, in a trad. of Ubeí, هَلَكَ أَهْلُ العُقْدَةِ [Those who have received the promise of obedience &c. have perished; virtually meaning the same as the saying in the sentence here following]. (L.) And [hence also] The prefecture over, or government of, a town, country, province, or the like: pl. عُقَدٌ: (L, K, TA:) thus in the saying of 'Omar, هَلَكَ أَهْلُ العُقَدِ [The possessors of the prefectures &c. have perished]. (L.) b4: Also A place where a knot, or node, is formed: and [particularly] an uneven juncture (عَثْمٌ) [of a bone] in the arm: (S, O, K:) thus in the saying, جُبِرَتْ يَدُهُ عَلَى عُقْدَةٍ [His arm was set and joined unevenly, so that a node, or protuberance, was produced in the bone]: (S, O:) and in like manner one says, جَبَرَ عَظْمَهُ عَلَى عُقْدَةٍ He set and joined his bone unevenly. (L.) b5: [Hence also A joint, i. e. an articulation, of the fingers: and a bone of a finger, i. e. any one of the phalanges: it is used in both of these senses in the present day: and العُقْدَةُ مِنَ الأَصَابِعِ occurs in the Msb, in art. نمل, in explanation of الأَنْمَلَةُ; which is generally expl. as meaning “ the head of the finger,” or “ the portion in which is the nail. ” (See also مَعْقِدٌ.) b6: A knot, or joint, of a cane and the like. And what is termed A knot in the horn of a mountain-goat (as in the S and K in art. حيد) and the like. b7: A knot in a tree. b8: A node, of a plant, whence a leaf shoots forth: a bud, or gem, of a plant: and any fruit, or produce, of a plant, forming a compact and roundish head; by some termed حَسَكَةٌ, n. un. of حَسَكٌ, q. v. b9: العُقْدَتَانِ signifies The nodes of a planet. (See تِنَّينٌ.) b10: And عُقْدَةٌ signifies also Any small nodous lump; such as the substance of a ganglion; see غُدَّةٌ: and a gland, or glandular body; see غُنْدُبَةٌ. And A knob in a general sense. b11: And hence,] The penis of a dog (IAar, A, O, L, K) compressus in coitu, et extremitate turgens: otherwise it is not thus called: (IAar, O, L:) and when this is the case, the epithet ↓ أَعْقَدُ is applied to the dog. (IAar, O.) A2: Also An estate consisting of land, or of land and a house, or of a house or land yielding a revenue, or of a house and palm-trees, or the like, syn. ضَيْعَةٌ, (S, A, O, L, K,) and عَقَارٌ, which a person has acquired (اِعْتَقَدَهُ) as a possession. (O, L, K.) b2: Any land abounding with herbage (K, TA) and with trees. (TA.) A place abounding with trees or palm-trees; (S;) or with trees and palm-trees; (O, L, K;) or with trees of the kinds called رِمْث and عَرْفَج, or, accord. to some, not of the latter kind, (L, TA,) serving for pasturage: (TA:) or a garden of many palm-trees, surrounded by a wall: and a town, or village, abounding with palm-trees, the crows of which are not made to fly away: (Ibn-Habeeb, L:) [whence] it is said in a prov., آلَفُ مِنْ غُرَابِ عُقْدَةٍ

[More familiar than the crow of a place abounding with trees or palm-trees]; because its crow is not made to fly away, (S, O, L, K, [or, as in some copies of the S and K, does not fly away,]) on account of the abundance of its trees; (K;) [or مِنْ غُرَابِ عُقْدَةَ than the crow of ' Okdeh; for]

عُقْدَة is perfectly decl. as a name for any fruitful land, and is imperfectly decl. as a proper name of a particular land (O, K) abounding with palmtrees. (O.) Also Herbage, or pasturage, sufficient for camels: (O, K:) or a place abounding with herbage, or pasturage, sufficient for cattle. (TA.) And Pasturage such as is termed جَنْبَة, (O, L, K, [in the CK جَنَبَة, and in my MS. copy of the K جُنْبَة,]) remaining from the next preceding year; also termed عُرْوَةٌ: (O, L:) or remains of pasturage: (L:) pl. عُقَدٌ (O, L) and عِقَادٌ. (L.) And accord. to the copies of the K, it signifies also Camels, or cattle, that are constrained to feed upon trees: but [this is evidently a mistake; for] it is said in the L, [as also in the O,] sometimes camels, or cattle, are constrained to feed upon trees, and these [trees] are termed عُقْدَة and عُرْوَة; but while the جَنْبَة exists, the trees are not termed عُقْدَة nor عُرْوَة. (TA.) b3: Also Anything whereby a man feels himself to be well established, and whereon he relies; from the same word signifying “ a garden of many palmtrees, surrounded by a wall; ” because, when a man has this, he considers his condition to be well established: (L, TA:) or a thing, (K, TA,) or an estate consisting of land or of land and a house &c., (عَقَارٌ, O,) in which is a sufficiency for a man: (O, K, TA:) pl. عُقَدٌ. (TA.) A3: See also عِقْدٌ.

عَقَدَةٌ The root of the tongue; (O, K;) as also عَكَدَةٌ [q. v.]; (O;) i. e. the thick part thereof. (TA.) b2: Also n. un. of عَقَدٌ as applied to sand. (S, O, L, K. [See عَقِدٌ.]) عَقِدَةٌ n. un. of عَقِدٌ [q. v.] as applied to sand. (S, O, L, K.) عَقَدَانٌ A species, or sort, of dates; (O, L, K; *) as also ↓ عَقَدٌ. (L.) عَقِيدٌ i. q. ↓ مُعَاقِدٌ, (S, O, K,) One who unites, or joins, in a contract, a compact, a covenant, an agreement, a league, a treaty, or an engagement: (K, TA:) a confederate. (TA.) One says, هُوَ عَقِيدُ الكَرَمِ and اللُّؤْمِ [He is bound by nature to generosity and to meanness]: (S, O, K:) the former is said of him who is by nature generous; and the latter, of him who is by nature mean. (TK.) b2: Also, (S, M, A, O,) and ↓ مُعْقَدٌ, (M,) and ↓ مُعَقَّدٌ, (A,) applied to rob, (S, M, A,) and honey, (M, A, O,) and the like, (S, M, A,) Thick, or thickened, or inspissated. (S, M, A, O. *) عَقِيدَةٌ [A doctrine, or the like, upon which one's mind is firmly settled or determined; or to which one holds, adheres, or cleaves, with the heart, or mind; a belief, or firm belief or persuasion; a creed; an article of belief; a religious tenet; i. e.]

مَا يَدِينُ الإِنْسَانُ بِهِ: (Msb:) [see اِعْتَقَدَ كَذَا, in connection with which it is mentioned in the Msb: pl. عَقَائِدُ: and ↓ مُعْتَقَدٌ signifies the same as عَقِيدَةٌ; pl. مُعْتَقَدَاتٌ: so too does ↓ اِعْتِقَادٌ, an inf. n. used in the sense of a pass. part. n.; pl. اِعْتِقَادَاتٌ.] One says, لَهُ عَقِيدَةٌ حَسَنَةٌ [He has a good belief]; meaning he has an عقيدة free from doubt. (Msb.) [See also مَعْقُودٌ.]

عَاقِدٌ A she-camel that has confessed herself to have conceived; (S, O, K;) or that has closed her vulva upon the sperma of the stallion; (L;) for she then twists her tail as if tying it in a knot, and it is thereby known that she has conceived: (S, O, L:) and a she-camel twisting her tail as if tying it in a knot, (L,) or that has so twisted her tail, (O,) on the occasion of her conceiving; (O, L;) in order that it may be known that she has conceived: (O:) pl. عَوَاقِدُ. (L.) b2: And A she-gazelle having the end of her tail twisted [as if tied in a knot]: or bending her neck in lying down: or raising her head in fear for herself and her young one. (L.) And A gazelle putting his neck upon his rump, (O, L,) having bent it to sleep: (TA:) or having put his neck upon his rump: (K:) pl. as above. (O, L.) b3: And one says, جَآءَ عَاقِدًا عُنُقَهُ, meaning He came twisting his neck by reason of pride. (A, O, L.) b4: عَاقِدٌ is also applied as an epithet to أَقِط [q. v.] meaning That of which the water has gone, and which is thoroughly cooked. (AHát, TA voce كَثْءٌ.) A2: Also The [space called the] حَرِيم [q. v.] of a well; (S, M, O, K;) and what is around it, (مَا حَوْلَهُ, S, M, TA,) i. e. what is around the حريم: in the K [and O], ما حُوْلَهَا, i. e. what is around the well; but the former is the right. (TA.) عِنْقَادٌ: see what next follows.

عُنْقُودٌ and ↓ عِنْقَادٌ (S, O, L, Msb, K, &c.) A raceme, or bunch, (Mgh voce عِثْكَالٌ,) of grapes, (S, O, L, Msb, K,) and the like, (Msb,) as of dates, (Mgh ubi suprà, and ISh in art. ثفرق of the TA,) and of [the fruit of] the أَرَاك, and بُطْم, (O, K,) and the like: (K:) pl. عَنَاقِيدُ. (S, O, L, &c.) أَعْقَدُ A wolf, (O, L, K,) and a dog, and a ram, and any other animal, (L.) having a twisted tail [as though it were tied in a knot]: (O, L, K:) and [the fem.] عَقْدَآءُ, a sheep or goat (شَاة) having a twisted tail as though it were knotted or tied in a knot. (S, * L, K. *) And الأَعْقَدُ signifies The dog; (S, O, L, K;) a well-known name thereof; (S, O, L;) because of his tail's being twisted as though it were tied in a knot. (S, L.) b2: And A crooked tail. (L.) b3: And A stallion [app. of the camels] that raises his tail; which he does by reason of sprightliness. (L.) b4: And A he-goat having a twist, or a knot, in his horn. (L.) b5: For one of its meanings as an epithet applied to a dog, see عُقْدَةٌ, latter half. b6: Also, and ↓ عَقِدٌ, A man having an impediment in his tongue; unable to speak freely; tongue-tied. (S, * O, * L, K. *) b7: And لَئِيمٌ أَعْقَدُ A mean man, of difficult, or stubborn, disposition. (ISk, O, L.) b8: And [the fem.]

عَقْدَآءُ signifies A female slave. (AA, O, K.) مَعْقِدٌ The place of the عَقْد [or tying, &c.,] of a thing: (Msb:) pl. مَعَاقِدُ. (S, O: in which this is similarly explained.) مَعْقِدُ حَبْلٍ signifies The place of a cord, or rope, where it is tied, knit, or tied in a knot or knots. (L.) [Hence,] one says, هُوَ مِنِّى مَعْقِدَ الإِزَارِ [lit. He is, in respect of me, in the place of the tying of the waistwrapper], meaning he is near to me in station, standing, or grade: (S, O, L, K:) and in like manner, مَقْعَدَ القَابِلَةِ: (TA:) مَعْقِدَ الإِزَارِ being an adverbial phrase having a special application, but used as one not having such an application. (L.) b2: And A joint, an articulation, or a place of juncture between two bones. (L. [See also عُقْدَةٌ, in the latter part of the former half.]) b3: أَسْأَلُكَ بِمَعَاقِدِ العِزِّ مِنْ عَرْشِكَ i. e. I ask Thee by the properties wherein consists the title of thy throne to glory, or by the places wherein those properties are [as it were] knit together, properly meaning by the glory of thy throne, is a phrase used in prayer, of which, IAth says, the party of Aboo-Haneefeh disapprove. (L.) b4: For another meaning of the pl., مَعَاقِدُ, see عَقْدٌ.

مُعْقَدٌ: see عَقِيدٌ.

مُعَقَدٌ [Tied in many knots]. One says خُيُوطٌ مُعَقَّدَةٌ [Threads, or strings, tied in many knots]: the latter word being with teshdeed to denote muchness, or multiplicity. (S, O, L.) b2: and [hence] applied to language, (S, O, L, K,) as meaning Rendered obscure: (S, O, L:) or [simply] obscure. (K.) b3: See also مَعْقُودٌ. b4: and see عَقِيد. b5: It also occurs in a trad. as meaning A sort of بُرْد, of the manufacture of Hejer. (L.) مُعَقِّدٌ [Tying a number of knots or many knots: as enchanters used to do. (See نَفَثَ.) b2: and hence,] An enchanter. (A, O, K.) مِعْقَادٌ: see عِقْدٌ.

مَعْقُودٌ A cord, or rope, tied, knit, complicated into a knot or knots, or tied firmly, fast, or strongly. (L.) الخَيْلُ مَعْقُودٌ فِى نَوَاصِيهَا الخَيْرُ, a saying occurring in a trad., means Good fortune cleaves to the forelocks of horses as though it were tied to them. (L.) b2: Also A sale, or bargain, and a contract, a compact, or the like, concluded, settled, confirmed, or ratified. (L.) b3: لَيْسَ لَهُ مَعْقُودٌ means رَأْىٍ ↓ ليس له عَقْدُ [i. e. He has not any settled, or determined, opinion or judgment]. (S, O, K.) b4: بِنَآءٌ مَعْقُودٌ A building, or structure, [arched, or vaulted, or] having arches, like those of [many] doorways; (A, O, K;) as also ↓ مُعَقَّدٌ. (A.) b5: مَعْقُودَةُ القَرَا: see عَقْدٌ.

مُعَاقِدٌ: see عَقِيدٌ.

مُعْتَقَدٌ: see عَقِيدَةٌ.

يَمِينٌ مُنْعَقِدَةٌ An oath to do, or to abstain from doing, a thing in the future. (KT.) يَعْقِيدٌ, asserted by some to be the only word in the language of the measure يَفْعِيلٌ except يَعْضِيدٌ, (O,) Honey thickened, or inspissated, (O, L, K,) by means of fire: (O, K:) and (as some say, L) food, or wheat, (طَعَام,) made thick with honey. (O, L, K.)
عقد
: (عَقَدَ الحَبْلَ والبَيْعَ والعَهْدَ يَعْقِدُهُ) عَقْداً فانعَقَدَ: (شَدَّهُ) .
وَالَّذِي صَرَّحَ بِهِ أَئِمَّةُ الاشتِقَاقِ: أَنَّ أَصلَ العَقْدِ نَقِيض الحَلِّ، عَقَدَه يَعْقِده عَقْداً وتَعْقَاداً، وعَقَّده، وَقد انْعَقد، وتَعَقَّدَ، ثمَّ اسْتْعْمِل فِي أَنْواعِ العُقُودِ من البُيوعاتِ، والعُقُود وَغَيرهَا، ثمَّ استْعُمِل فِي أَنْوَاعِ العُقُودِ من البُيوعاتِ، والعُقُود وَغَيرهَا، ثمَّ استْعْمِل فِي التصميم والاعتقادِ الجَازِم. وَفِي اللِّسَان: وَيُقَال عَقَدْتُ الحَبْلَ فَهُوَ مَعْقُود، وكذالك العَهْد، وَمِنْه عُقْدةُ النِّكَاح، وانعقَد الحَبْلُ انعقاداً. ومَوْضِعُ اعَقْده من الحَبْل: معْقَد، وجَمْعُه: المَعَاقِدُ. وعَقَدَ العَهْدَ، واليَمِينَ، يَعْقِدُهما عَقْداً وعَقَّدهما: أَكَّدَهما.
قَالَ أَبو زَيْد فِي قَوْله تَعَالَى: {وَالاْقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} (النِّسَاء: 33) وعَاقَدَت أَيمانُكُم. وَقد قُرِىء: عَقَّدت، بالتشْدِيد، مَعْنَاهُ التَّوكِيدُ والتَّغْلِيظُ، كقولِهِ تعالَى: {وَلاَ تَنقُضُواْ الاْيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} (النَّحْل: 91) (و) قَالَ إِسحاقُ بن فَرج: سَمِعت أَعرابِيًّا يَقُول: قَدَ فُلانٌ (عُنُقَهُ إِليه) ، أَي إِلى فُلان، إِذا (لَجَأَ) إِليه وَعَكَدَها كذالك. (و) عَقَدَ (الحاسِبُ) يَعْقِد عَقْداً: (حَسَبَ) . (والعَقْدُ بفَتح فسكونٍ) : الضَّمَانُ (والعَهْدُ) جمْعُه: العُقُود. وَقَوله تَعَالَى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ} (الْمَائِدَة: 1) قيل: هِيَ العُهُودُ، وَقيل: هِيَ الفَرائِضُ الْتي أُلْزِمُوها. وَقَالَ الزَّجَّاج أَوْفُوا بالعُقُود، خاطَبَ اللهُ المؤمنِين بالوَفَاءِ بالعُقُودِ الّتي عَقَدَهَا اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِم، والعُقُودِ الَّتِي يَعْقِدُهَا بعضُهم على بعضٍ، على مَا يُوجِبُه الدِّينُ.
(و) العَقْدُ: (الجَمَلُ المُوَثَّقُ الظَّهْرِ) ، قَالَ النابِغَة:

فكيفَ مَزَارُهَا إِلَّا بَعْقدٍ
مُمَرَ لَيْسَ يَنْقُضُه الخَؤُونُ
(و) العَقَدُ، (بالتَّحْرِيكِ، قَبِيلةٌ مِن بَجِيلَةَ أَو اليَمَنِ) ، يَعْنِي قيسا، ذَكَرَهَا بنُ الأَثِير، (مِنْهَا بِشْرُ بنُ مُعَاذٍ) العَقَدِيّ. (وأَبو عامرٍ عبدُ المَلِك ابنُ عَمْرو) بنِ قَيْسٍ البَصْرِيّ. قَالَ الْحَاكِم: يُنْسَب إِلى العَقَد مَولَى الحارِث بن عُبَادِ بن قَيْسِ بن ثَعْلَبةَ بنِ بَكْرِ بن وائِلٍ، وَمثله قَالَ ابنُ عبد البَرِّ والرّشاطيّ، وأَبو عليّ الغَسَّانيّ، وكلُّهم اتفَقُوا على أَنه عَقدِيٌّ، وأَنَّه مِن قَيْسٍ. فتحصَّلَ من أَقوالِهِم تَرْجِيع القَوْلِ الأَخِيرِ. وَالله أَعلم.
(و) العَقَد: (عُقْدَةٌ فِي اللِّسَانِ) وَهُوَ الالْتِواءُ والرَّتَجُ.
و (عَقِدَ) الرَّجلُ (كفَرِحَ فَهُوَ أَعْقَدُ وعَقِدٌ) : فِي لِسَانِه عُقْدَة، وعَقِدَ لسانُه يَعْقَدُ عَقَداً.
(و) قَالَ ابنُ الأَعرابيِّ: العَقَد (تَشَبثُ ظَبْيَةِ اللَّعوَةِ بِبُسْرَةِ قَضِيبِ الثَّمْثَمِ) ، هاكذا أَورَدَه فِي نوادِرِه. وَقد فَسَّرَه الصاغانيُّ، وقلَّدَه المصنِّف بقوله: (أَي تَشَبُّثُ حَيَاءِ الكَلْبِ بِرأْسِ قَضِيبِ الكَلْبِ) فإِنَّ الثَّمْثَم كلْبُ الصَّيْدِ، واللَّعْوة: الأُنثَى وظَبْيَتُها: حَياؤُهَا.
(و) العَقَدَة (بهاءٍ: أَصْلُ اللِّسانِ) وَهُوَ مَا غَلُظَ مِنْهُ. وكذالك العَكَدَةُ.
(و) العَقَدُ، (ككَتِفٍ وحَبَلٍ: مَا تَعقَّدَ من الرَّمْلِ وتَرَاكَمَ، واحدُهما بهاءٍ) ، وَالْجمع أَعقادٌ. وَقيل: العَقَدُ تَرَطُّب الرَّمْلِ من كثْرةِ المَطَرِ.
(و) العَقِد (كَكَتِفٍ: الجَمَلُ القَصِيرُ الصَّبُورُ على العَمَلِ) ، عَن ابنِ الأَعْرَابيِّ. وَقَالَ غَيره: جَمَلٌ عَقِدٌ: قَويٌّ.
(و) العَقِدُ: (شَجَرٌ وَرَقُهُ يُلْحِم الجِرَاحَ) لخاصِّيَّةٍ فِيهِ.
(والعِقْدُ، بِالْكَسْرِ: القِلادَةُ) ، وَهِي الخَيْطُ يُنْظَمُ فِيهِ الخَرَزُ، (ج: عُقُودٌ) ، وَقد اعتَقَدَ الدُّرَّ والخَرَزَ وغيرَه، إِذا اتَّخَذَ مِنْهُ عِقْداً، قَالَ عَدِيُّ بن الرِّقاعِ:
وَمَا حُسَيْنَةُ إِذْ قامَتْ تُوَدِّعُنا
لِلْبَيْنِ واعتَقَدَتْ شَذْراً ومَرجَانَا
(و) عَن سِيبَوَيْهٍ: يُقَال (هُوَ منِّي) ، وَفِي الأَساس هِيَ مِنّي (مَعْقِدَ الإِزارِ) ، ومَقْعَدَ القَابِلَةِ، (أَي قَرِيبُ المَنْزِلَةِ) أَي بتلْكَ المَنْزِلةِ فِي القُرْبِ، فحَذَف وأَوْصَل، وَمن الظُّرُوفِ المُخْتَصَّةِ الّتي أُجْرِيَتْ مُجْرَى غيْرِ المُخْتَصَّةِ، كالمكانِ وإِن لم يكن مَكاناً، وإِنَّمَا هُوَ كالمَثَلِ.
(والعَاقِدُ حَرِيمُ البِئرِ وَمَا حَوْلها) . أَي للبئرِ، وَفِي الْمُحكم: وَمَا حَوْلَه، أَي الحَيمِ، وَهُوَ الصّوابُ.
(وَظَبْيٌ) عاقدٌ: (ثَنَى عُنُقَهُ) للنَّوْمِ، (أَو وَضَعَ عُنُقَهُ على عَجُزِهِ) ، قَالَ ساعِدةُ بن جُؤَيَّةَ:
وكأَنَّمَا وافَاكَ يَومَ لَقِيتَها
مِنْ وَحْشِ مَكَّةَ عاقِدٌ مُتَرَبِّبُ
والجمْع: العاقِدُ، قَالَ النَّابِغَةُ الذُّيانِيُّ:
حِسانِ الوُجُوهِ كالظَّباءِ العَوَاقِدِ
(و) العاقِدُ، وَفِي التكملة: العاقِدةُ: (الناقَةُ الّتي) أَرْتَجَتْ على ماءِ الفَحْلِ، وذالك حِينَ تَعْقِدُ بِذَنَبها فَيُعْلَمُ أَنَّها قد حَمَلَت، و (أَقَرَّتْ باللِّقَاحِ) أَنشد ابنُ الأَعرابيِّ:
جِمَالٌ ذاتُ مَعْجَمَ وبُزْلٌ
عَوَاقِدُ أَمْسَكَتْ لَقَحاً وحُولُ
(والعَقْدَاءُ: الأَمَةُ، الشّاةُ الّتي ذَنَبُهَا كأَنَّه معْقُودٌ) ، وذالك الالتواءُ فِيهِ يُسَمَّى: العَقَدَ، محرّكةً.
(والعُقْدَةُ، بالضّمّ: الوِلايةُ على البَلَدِ، ج) : العُقَدُ (كَصُرَدٍ) ، وَفِي حَدِيثِ قَيْسِ بن عَبَّادٍ، قَالَ: (كنْتُ آتِي المدينَةَ فأَلقَى أَصحابَ رسولِ اللهِ، صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم، وأَحَبّهم إِليَّ عمرُ بنُ الخطّابِ، وأُقِيمَتْ صَلَاة الصُّبْحِ فخرَجَ عُمَرُ، وبينَ يَدَيْهِ رجُلٌ، فنظَرَ فِي وُجُوهِ القَوم فعرَفَهم غَيْري، فدفَعَنِي من الصَّفِّ وَقَامَ بمَقَامِي، ثمَّ قَعَد يُحَدِّثنا، فَمَا رأَيتُ الرِّجالَ مَدَّت أَعناقَها مُتَوجِّهة إِليه، فَقَالَ: هَلَكَ أَهْلُ العُقَدِ ورَبِّ الكَعْبَةِ، قَالَهَا ثَلَاثًا، وَلَا آسَى عَلَيْهِم إِنما آسَى علَى مَن يَهْلِكون من الناسِ) . وفسَّره أَبُو مَنْصُور قَالَه المصنِّفُ.
(و) العُقْدة: (الضَّبْعَةُ والعَقَارُ الَّذِي اعتَقَدَهُ صاحِبِ مِلْكاً) ، وأَنشد أَبو عليُّ:
ولَمَّا رأَيتُ الدَّهْرَ أَنْحَتْ صُرُوفُهُ
عَليَّ وأَوْدَتْ بالذَّخَائِرِ والعُقَدْ
حَذَفْتُ فُضُولَ العَيْشِ حتّى رَدَدْتُهَا
إِلى القُوتِ خَوفاً أَن أُجاءَ إِلَى أَحَدْ
واعتَقَد (هَا) أَيضاً: اشْتَرَاهَا. وَفِي الحَدِيث (فإِنّه لأَوّلُ مَال اعتَقَدتْه) ، ويروى: تَأَثَّلْتُه) .
(و) العُقْدة: (مَوْضِعُ العَقْدِ، وَهُوَ مَا عُقِدَ عَلَيْهِ، و) فِي حَدِيث أُبَيّ: (هَلَك أَهْلُ العُقْدَةِ وَرَبِّ الكَعْبَةِ) يُرِيد (البَيْعة المَعْقُودَة لَهُم) ، أَي لِولايَتِهم.
(و) يُقَال: فِي أَرْضِ بَني فُلانٍ عُقْدَةٌ تَكْفِيهِم سَنَتَم، أَي (الْمَكَان الكَثِيرُ الشَّجَرِ) . يَرعَوْنَه من الرِّمْث والعَرْفَجِ. وأَنكَرَها بعضُهم فِي العَرْفَجِ.
(و) قَالَ ابنُ الأَنْبَارِيِّ، فِي قَوْلهم: عُقْدَةٌ: العُقْدَةُ عِنْد العَرَبِ: الحائطُ الكَثِيرُ (النَّخْلِ) . ويقَالُ للِقَرْية الكثيرةِ النَّخْلِ؛ عُقْدَةٌ. وكأَنَّ الرَّجُلَ إِذا اتَّخَذَ ذالك فقد أَحْكَمَ أَمْرَه عِنْدَ نَفْسِهِ، واسْتَوْثَقَ مِنْهُ، ثمَّ صَيَّرُوا كُلَّ شَيْءٍ يَسْتَوثِقُ الرجُلُ بِهلِنَفْسِهِ، ويَعْتَمِدُ عَلَيْهِ: عُقْدة.
(و) العُقُدَةُ أَيضاً: المكانُ الكَثِير (الكَلإِ، الكافِي للإِبِلِ) ، وَفِي الإِمّهَات اللُّغَوي: الماشِية.
(و) العُقْدَةُ: (مَا فِيهِ بَلَاغُ الرَّجُلِ وكِفَايَتُهُ) ، وجَمْعُه: عُقَدٌ.
(و) العُقْدَةُ (من الكَلْبِ: قَضِيبُهُ) وإِنَّمَا قِيلَ لَهُ عُقْدَةٌ، إِذا عَقَدَت عَلَيْهِ الكَلْبَةُ فانْتَفَخَ طَرَفُه، عَن ابنِ الأَعرابيِّ.
(وكُلُّ أَرضٍ مُخَصِبةٍ) كثيرةِ الشَّجَرِ، فَهِيَ عُقْدَةٌ.
(و) العُقْدَةُ (من النِّكاحِ، وكُلِّ شَيْءٍ) ، كالبَيْعِ ونحْوه: (وُجُوبُهُ) ، قَالَ الفرسيُّ: هُوَ من الشَّدِّ والرَّبْطِ، ولذالك قَالُوا: إِملاكُ المَرْأَةِ، لأَنَّ أَصْل هاذه الكَلِمَةِ أَيضاً: العَقْدُ، فَقيل: إِملاكُ المرأَةِ، كَمَا قيل: عُقْدَةُ النِّكَاحِ وانعَقَدَ النِّكَاحُ بَيْنَ الزَوْجَيْنِ، والبَيْعُ بينَ المُتَبايِعَيْنِ.
(و) العُقْدَة: (الجَنْبَةُ من المَرْعَى) مَا كَانَ فِيهَا من عامٍ أَوَّلَ، وتُسَمَّى عُرْوَةً أَيضاً. (والمالُ المُضْطَرُّ إِلى أَكْلِ الشَجرِ) ، هاكذا فِي سَائِر النُّسَخ. وَالَّذِي فِي اللِّسَان: وَقد يُضْطَرُّ المالُ إِلى الشَّجَرِ، ويُسَمَّى عُقْدَةً وعُرْوَةً، فإِذا كانَت الجَنْبَةُ لم يُقَل للشَّجر: عُقْدَةً وَلَا عُرْوَةٌ، قَالَ عَدِيُّ بنُ الرِّقاعِ، يَصِفُ ظَبْيَةٌ أَكلَت الرَّبِيعَ فحَسُنَ لَوْنُهَا:
حَضَبَتْ لَهَا عُقَدُ البِرَاقِ جَبِينَها
من عَلْكِهَا عَلَجَانَهَا وعَرَادَهَا
(و) العُقْدَة (العَثْمُ فِي اليَدِ) ، وَهُوَ شْبهُ الكَسْرِ.
(و) عُقْدةُ: (د، قُرْبَ يَزْدَ) فِي طَرَفِ المَفَازةِ. نَقَلَه الصاغَانِيُّ.
(و) فِي طَيّىءٍ، كَانَت تحتَ عَمْرِو بن سِنْبِسِ بن مُعَاوية بن جَرْوَل بن ثُعَلَ بن عَمْرِو بن الغَوْث. (وإِليها نُسِبَ العُقْدِيُّون) ، وهم وَلَد عَمْرِو بن سِنْبِس، (وَمِنْهُم: الطِّرِمَّاحُ) بنُ الجَهْم العُقْدِيُّ الشاعرُ السِّنبِسِيِّ، ذكره الآمِدِيُّ.
(و) عُقْدةُ: (اسمُ رَجُلٍ) ، بل هُوَ لَقبُ والِدِ أَبي العبّاس أَحمد بن محمّدِ بن سَعِيدِ بن عبدِ الرحمان، الْمَعْرُوف بابنِ عُقْدَةَ، الْحَافِظ، الكوفيّ.
(و) قَوْلهم (آنَفُ من غُرَابِ عُقْدَة) ، قَالَ ابنُ حَبِيب: هِيَ أَرضٌ كثيرةُ ابل لَا يَطِيرُ غُرَابُها. وَفِي الصّحاح؛ (لأَنَّهُ لَا يُطَيَّرُ غُرَابُها لكثرةِ شَجَرِهَا. وتُصْرَفُ عُقْدَة لأَنَّها اسمُ كُلِّ أَرضٍ مُخْصِبَةٍ) ، كَمَا تقدَّم، (وتُمْنَع لأَنَّها عَلَمُ أَرضٍ بِعَيْنِها) ، كَمَا قَالَهُ ابنُ حَبِيب.
(وعُقْدَةُ الجَوْفِ، وعُقْدَةُ الأَنصابِ) : (.
(و) العقد (كَصُرَدٍ، أَو كَتِفٍ: ع بَين البَصْرَةِ وضَرِيَّةَ) ، نَقله الصَّاغَانِي. (وبَنُو عُقَيْدةَ، كَجُهَيْنة: قَبِيلَةٌ) من قُرَيْش.
(والعَقَدانُ، محرّكَةً: تمْرٌ) ، أَي ضَرْبٌ مِنْهُ، كالعَقَدِ.
(والأَعْقَد: الكَلْبُ) لالْتِوَاءِ فِي ذَنَبِه، جَعَلُوه اسْما لَهُ مَعْرُوفاً، وَقيل كَلْبٌ أَعْقَدُ (وَهُوَ) الَّذِي فِي قَضِيبِه كالعُقْدة. (و) الأَعقَد: (الذِّئْبُ المُلْتَوِي الذَّنَبِ) وكُلُّ مُلْتَوِي الذَّنَبِ أَعْقَدُ. وَقَالَ جَرِيرٌ:
تَبولُ على القَتَادِ بَناتُ تَيْمٍ
مَعَ العُقْدِ النَّواب فِي الدِّيارِ
وَلَيْسَ شيْءً أَحَبَّ إِلى الكَلْبِ من أَن يبُولَ على قَتَادةٍ، أَو على شُجَيْرةٍ، صَغِيرةٍ غيرِهَا.
(والبِناءُ المَعْقودُ) هُوَ البناءُ الّذي جُعِلَت (لهُ عقودٌ عُطِفَت كالأَبْواب) .
والعَقْدُ عَقْدُ طاقِ البناءِ، وعقَدَ البِناءَ بالجِصِّ يَعْقِدُهُ عَقْداً: أَلْزقه وجَمُعُ العَقْدِ: عُقُودٌ وأَعْقَدٌ.
(واليَعْقِيدُ: عَسَلٌ يُعقَدُ بالنَّارِ) حتَّى يَخْثُرَ، (و) يل: اليَعْقِيدُ: (طَعامٌ يُعْقَدُ بالعَسَل) ، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وزَعَمَ بعضُ أَهْلِ اللّغةِ أَن ليسَ فِي كَلَام العَربِ يَفْعِيلٌ، إِلّا يَعْقِيد، ويَعضِيد، قَالَ: وهاذا مَرْدُودٌ عَلَيْهِ.
(والعَقِيدُ) كأَمير: (المُعاقِدُ) وَهُوَ الحَلِيفُ، قَالَ أَبو خِرَاشٍ الهُذَلِيُّ:
كَمْ مِن عَقِيدٍ وجارٍ حَلَّ عِندَهُمُ
ومِنْ مُجَازٍ بعَهْدِ الله قد قَتَلُوا
(والعِنْقادُ، بِالْكَسْرِ، والعُنْقُودُ، من العِنَبِ والأَراكِ والبُطْمِ ونَحْوِهِ: م) ، أَي مَعْرُوف، والأَوّل لُغَةٌ فِي الثَّانِي، قَالَ الراجز:
إِذْ لِمَّتِي سَوْدَاءُ كالعِنْقادِ
وجمعُ العُنْقُودِ: عناقِيدُ. (وعَقَّدته) ، أَي العسلَ (تَعْقِيداً أَغلَبْتُه حتّى غَلُظَ) رَوَاهُ بعضُهم، (كأَعْقَدتُهُ) فَهُوَ مُعْقَد.
قَالَ الكِسائيّ: وَيُقَال للقَطِران والرُّبِّ ونحْو: أَعقَدْتُه حتَّى تقَّدَ. فِي الْمُحكم: عَقَدَ العَسَلُ، والرُّبُّ نحوُهما يَعْقِدُ، انعَقَدَ، وأَعقَدْتُه فَهُوَ مُعْقَدٌ وعَقِيدٌ: غَلُظَ.
(و) عَقَّدْت (البِنَاءَ) تعَقيداً: (جَعلْتُ لَهُ عُقُوداً) ، أَي طاقاتٍ مَعْقُودً كالأَبواب.
(واستَعْقَدَت الخِنْزِيرَةُ اسْتَحْرَمَتْ) .
(و) أَعوذُ باللهِ من المُعَقِّدِ ((المُعَقِّدُ) ، كمُحَدِّثٍ: الساحِرُ) .
(و) فِي كلامِهِ تَعْقِيدٌ، وَهُوَ مُعَقَّد (كمُعَظَّمٍ: الغامِضُ من الكَلامِ) ، وعَقَّدَ كلامَه: أَعْوَصَه وعَمَّاه.
(وتَعَقَّدَ الدِّبْسُ: غَلُظَ) ، وَقد أَعْقَدَه. (و) تَعَقَّدَت (قَوْسُ قُزَحَ) فِي السّماءِ: (صارَتْ كَعَقْدٍ مَبْنِيَ) وَكَذَا تَعَقَّدَ السَّحَابُ، إِذا صارَ كالعَقْدِ المَبْنِيِّ.
(واعتَقَدَ) الرَّجُلُ، مثل (اعتَفَدَ) بالفاءِ. هاكذا رَواه ابنُ بُزُرْج بِالْقَافِ، وَقد تقدّم قَرِيبا، (و) اعتَقَدَ (ضَيْعَةً، ومالاً: اقْتَنَاهما) .
وَفِي الأَساس: اعتقَدَ فُلانٌ عُقْدةٌ: اشترَى ضَيْعَةً أَو اتَّخَذَ مَالا، من عَقَارٍ أَو غَيْرِه.
(وتَعَاقَدُوا: تَعَاهَدُوا) ، من العَقْدِ، وَهُوَ العَهْدُ.
(و) تعاقَدَت (الكِلابُ: تَعَاظَلَتُ) . .
(و) يُقَال: (مالَهُ مَعْقُودٌ) ، أَي (عَقْدُ رَأْيٍ) ، وَفِي الحَدِيث: (أَنَّ رَجُلاً كَانَ يُبايِعُ وَفِي عُقْدَتِ ضَعْفٌ) أَي فِي رَأْيِهِ ونَظَرِه فِي مَصالِحِ نَفْسِهِ.
(والعَقِيدُ، والمُعَاقِدُ: المُعَاهِدُ) ، وَقد عاقَدَه، إِذا عاهَده، وَيُقَال: عَهِدْت إِلى فُلانٍ فِي كَذَا وَكَذَا، وتأْوِيلُه: أَلْزَمْتُه ذالِكَ، فإِذا قُلْت: عاقَدْتُه، أَو عَقَّدْت عَلَيْهِ، فتأوِيله أَنَّك أَلْزمْتَه ذالك باستيثاقٍ. وَفِي حديثِ ابنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} (النِّسَاء: 33) : المُعَاقدة: المعاهَدةُ والمِيثاقُ والأَيْمانُ جَمْعُ يَمِين القَسَمِ أَو اليَدِ.
(و) يُقَال: (هُو عَقِيدُ الكَرَمِ، و) عَقِيدُ (اللُّؤْمِ) .
(و) يُقَال: (تَحَلَّلَتْ عُقَدُهُ) ، إِذا (سَكَنَ غَضَبُهُ) ، وَهُوَ مَجازٌ. (والمِعْقَادُ: خَيْطٌ) يُنْظَمُ (فِيهِ خَرَزَاتٌ تُعَلِّقُ فِي عُنُقِ الصَّبِيِّ) ، نَقله الصاغانيُّ، كالعِقْدِ، بِالْكَسْرِ.
(وعُقْدَانُ بالضَّمّ: لَقَبُ الفَرَزْدَقِ) الشاعِرِ، لَقَّبه بِهِ جَرِيرٌ إِما علَى التَّشْبِيهِ لَهُ بالكَلْبِ الأَعْقَدِ الذَّنْبِ وإِما على التَّشْبِيهِ بالكَلْبِ المُتَعَقِّد مَعَ الكَلْبَةِ إِذا عاظَلَها، فَقَالَ:
وَمَا زِلْتَ يَا عُقْدَانُ صاحِبَ سَوْءَةٍ
يُنَاجِي بهَا نَفْساً لَئيماً ضَمِيرُها
وَقَالَ أَبو مَنْصُور: لَقَّبه عُقْدَان (لقِصَرِهِ) ، وَفِيه يَقُول:
يَا لَيْتَ شِعْرِي مَا تَمَنَّى مُجاشِعٌ
وَلم يَتَّرِكْ عُقْدَانُ للقَوْسِ مَنْزَعَا
أَي أَعْرَق فِي النَّزعِ، وَلم يدَع للصُّلْحِ مَوْضِعاً. (والتَّعَقُّدُ فِي البِئْرِ: أَن يَخْرُجَ أَسْفَلُ الطَّيِّ ويَدْخُلَ أَعلاه إِلى) جِرَابِهَا، أَي (اتِّسَاعِ البِئْرِ) ، قَالَه الأَحمرُ.
ومِمَّا يُسْتَدرك عَلَيْهِ:
التَّعْقادُ: العَقْدُ، وأَنشد ثَعلبٌ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
لَا يَمْنَعَنَّكَ مِنْ بُغا
ءِ الْخَيْر تَعْقادُ التَّمَائِمْ
واعْتَقَده كعَقَدَه، قَالَ جَرِير:
أَسِيلةُ مَعقِدِ السِّمْطَيْنِ مِنها
ورَيَّا حَيْثُ تَعتَقِدُ الحِقَابَا
وَقد انْعَقَد، وتَعَقَّدَ.
والمَعَاقِدُ: مَواضِعُ العَقْدِ.
وَقَالُوا للرَّجُلِ، إِذا لم يَكن عِنْده غَناءٌ: فُلانٌ لَا يَعْقِدُ الحَبْلَ، أَي أَنَّه يَعْجِزُ عَن هاذا، على هَوانِهِ وخِفَّتِهِ، قَالَ:
فإِن تَقُلْ يَا ظَبْيُ حَلاًّ حَلَّا
حلَق وتَعْقِدْ حَبْلَها المُنْحَلَّا
أَي تُجِدَّ وتَتَشَمَّرْ لأَغضابِه وإِرغامِهِ، حتَّى كأَنَّهَا تَعْقِدُ على نَفْسِه الحَبْل.
والعُقْدَةُ: العَقْدِ، عُقَدٌ. وخُيوط مُعَقَّدة، شُدِّد للكَثْرةِ.
وَفِي حديثِ الدُّعاءِ. (أَسأَلُكَ بمَعَاقِدِ العِزِّ مِن عَرْش 2) ، أَي بالخِصال الَّتِي استَحقَّ بهَا العَرْشُ العِزَّ، أَو بمَواضِعِ انعقادِهَا مِنْهُ. وحَقِيقَةُ مَعْنَاهُ: بِعِزِّ عَرْشِكَ، قَالَ ابنُ الأَثِير: وأَصحابُ أَبي حَنِيفَةَ يَكْرَهُونَ هاذا اللَّفْظَ من الدُّعاءِ.
وَيُقَال: جَبَرَ عَظْمُهُ على عُقْدةٍ، إِذا لم يَسْتَوِ. وعَقَدَ التَّاجَ فَوْقَ رَأْسِهِ واعتَقَده: عَصَبه بهِ، أَنشَد ثَعلبٌ لابنِ قَيسِ الرُّقَيّاتِ:
يَعْتَقِدُ التَّاجَ فوقَ مَفْرِقِهِ
علَى جَبِينٍ كأَنَّهُ الذَّهَبُ
واعتَقَدَ الدُّر والخَرَزَ وغيرَه، اتَّخَذَ مِنْهُ عِقْداً. وأَعقادُ السَّحَابِ: مَا تَعَقَّد مِنْهُ، وحدُهَا: عَقْدٌ. والمَعْقِدُ: المَفْصِلُ. والأَعقَدُ من التُّيوسِ: الّذي فِي قَرْنِهِ عُقْدةٌ. وفَحْلٌ أَعْقَدُ، إِذا رَفَعَ ذَنَبَه، وإِنَّما يَفْعَل ذالك من النَّشَاطِ وظَبْيَةٌ عاقِدٌ: رفَعَتْ رأْسَها حَذَراً على نفْسِها وعَلى وَلدِها. وجاءَ عاقِداً عُنُقَه، أَي لاوِياً لَهَا من الكِبْرِ.
وَفِي الحَدِيث: (مَن عَقَدَ لِحْيَتَهُ فإِنَّ مُحَمَّداً بَرِيءٌ مِنْهُ) قيل، هُوَ مُعَالَجَتُها حتَّى تَنْعَقِدَ وتَتَجَعَّدَ. وَقيل: كنُا يَعْقِدُونها فِي الحُروب، فأَمرَهم بإِرسالها، كَانُوا يَفْعَلُون ذالك تكبُّراً وعُجْباً.
وعَقَدَ قَلْبَه على الشيْءِ: لَزِمَه. والعَربُ تَقول: عَقَدَ فُلانٌ نصِيَتَه، إِذا غَضَبِ وتَهَيَّأَ للشَّرِّ، وَقَالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
أَثابُوا أَخاهُمْ إِذ أَرادُوا زِيَالَهُ
بأَسْواطِ قِدَ عاقِدِينَ النَّواصِيَا
وَفِي حديثٍ: (الخَيْلُ: معقودٌ فِي نواصِيها الخَيْرُ) أَي لازِمٌ لَهَا، كَأَنَّه مَعْقُود فِيهَا.
وَفِي حَدِيث الدُّعاءِ (لَكَ من قُلوبنَا عُقْدَةُ النَّدَمِ) يُريد عَقْدَ العَزْمِ على النَّدَامةِ، وَهُوَ تَحْقِيقُ التَّوْبةِ. وعُقْدةِ كُلِّ شيْءٍ: إِبْرَامُه.
وَفِي الحَدِيث: (مَن عَقَدَ الجِزْيَةَ فِي عُنُقِه فقد بَرِيءَ مِمَّا جاءَ بِهِ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْه وسلّم) عَقْدُ الجِزْيةِ كِنَايةٌ عَن تَقرِيرها على نفْسِه، كَما تُعْقَدُ الذِّمَّةُ للكتابِيِّ عَلَيْهَا.
واعتَقَدَ الشيْءُ؛ صَلبَ اشْتَدَّ، وَمِنْه: اعتَقَدَ بينَهما الإِخاءُ: صَدَقَ وثَبَتَ.
وتَعَقَّدَ الإِخاءُ: استَحْكَم، وتَعَقَّد الثَّرَى جَعُدَ.
وثرًى عَقِدٌ، على النَسَبِ: مُتَجَعِّدٌ.
وعَقَدَ الشَّحْمُ يَعْقِدُ: انْبَنَى وظَهَرَ.
(والعَقَدُ محرّكَةً: تَرطُّبُ الرَّمْلِ من كَثْرةِ المَطَرِ.
ولَئيمٌ أَعْقَدُ: عَسِرُ الخُلُقِ لَيْسَ بِسَهْلٍ.
والعَقَدُ فِي الأَسْنانِ كالقادِح.
وناقَةٌ مَعْقُودةُ القَرَا: مُنَثَّقَةُ الظَّهْرِ.
والعُقْد: بَقِيَّةُ المَرْعَى، وَالْجمع: عُقَدٌ وعِقادٌ. واعتَقد كَذَا بِقَلْبِه.
وعُقِدَت السِّباعُ، يعنِي مُنِعَتْ أَن تَضُرَّ البهائِمَ، أَي عُولِجَت بالأُخَذِ والطِّلَّمْسَاتِ.
وَفِي حَدِيث أَبي مُوسَى: أَنه كَسَا فِي كَفَّارةِ اليمينِ ثَوْبَيْن ظَهْرَانِيًّا ومُعَقَّداً) ، المُعَقَّدُ ضَرْبٌ من بُرُودِ هَجَّرَ.
وَفِي الأَساس: مَسَحَ كاتِبٌ قَلَمَه بِكُمِّه، فَقيل لَهُ. فَقَالَ: إِنَّما اعتَقَدْنا ذَا بِذَا.
والعَاقِدَاتُ: السَّواحِرُ.
وعُقْدَة: قَرْيَة بِمصْر.
والمُعْقَد، كمُكْرَمٍ: اسمُ رجلٍ نَبَّالٍ كَانَ يَرِيش السِّهَامَ، وَبِه فُسِّر قَوْلُ عاصِمِ بن ثابِتِ بن أَبي الأَقْلح الأَنصاريِّ حِين قَتَله الْمُشْركُونَ:
أَو سُلَيمان ورِيشُ المُعْقَد.
هاكذا يُروَى ويُروَى بِتَقْدِيم الْقَاف. وسيأَتي فِي: ق ع د.
(عقد) : العَقْداءُ: الأَمَة.
ع ق د: (عَقَدَ) الْحَبْلَ وَالْبَيْعَ وَالْعَهْدَ (فَانْعَقَدَ) . وَ (عَقَدَ) الرُّبُّ وَغَيْرُهُ غَلُظَ فَهُوَ (عَقِيدٌ) . وَبَابُهُمَا ضَرَبَ وَأَعْقَدَهُ غَيْرُهُ وَ (عَقَّدَهُ تَعْقِيدًا) . وَ (الْعُقْدَةُ) بِالضَّمِّ مَوْضِعُ الْعَقْدِ وَهُوَ مَا عُقِدَ عَلَيْهِ. وَالْعُقْدَةُ الضَّيْعَةُ. وَالْعِقْدُ بِالْكَسْرِ الْقِلَادَةُ. وَكَلَامٌ (مُعَقَّدٌ) بِالتَّشْدِيدِ أَيْ مُغَمَّضٌ. وَ (اعْتَقَدَ) كَذَا بِقَلْبِهِ. وَلَيْسَ لَهُ (مَعْقُودٌ) أَيْ عَقْدُ رَأْيٍ. وَ (الْمُعَاقَدَةُ) الْمُعَاهَدَةُ وَ (تَعَاقَدَ) الْقَوْمُ فِيمَا بَيْنَهُمْ. وَ (الْمَعَاقِدُ) مَوَاضِعُ الْعَقْدِ. وَ (الْعَقِيدُ) الْمُعَاقِدُ. وَ (الْعُنْقُودُ) بِالضَّمِّ وَاحِدُ (عَنَاقِيدِ) الْعِنَبِ وَ (الْعِنْقَادُ) بِالْكَسْرِ لُغَةٌ فِيهِ. 
ع ق د : عَقَدْتُ الْحَبْلَ عَقْدًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ فَانْعَقَدَ وَالْعُقْدَةُ مَا يُمْسِكُهُ وَيُوَثِّقُهُ وَمِنْهُ قِيلَ عَقَدْتُ الْبَيْعَ وَنَحْوَهُ وَعَقَدْتُ الْيَمِينَ وَعَقَّدْتُهَا بِالتَّشْدِيدِ تَوْكِيدٌ وَعَاقَدْتُهُ عَلَى كَذَا.

وَعَقَدْتُهُ عَلَيْهِ بِمَعْنَى عَاهَدْتُهُ.

وَمَعْقِدُ الشَّيْءِ مِثْلُ مَجْلِسٍ مَوْضِعُ عُقْدَةٍ.

وَعُقْدَةُ النِّكَاحِ وَغَيْرِهِ إحْكَامُهُ وَإِبْرَامُهُ.

وَالْعِقْدُ بِالْكَسْرِ الْقِلَادَةُ وَالْجَمْعُ عُقُودٌ مِثْلُ حِمْلٍ وَحُمُولٍ.

وَاعْتَقَدْتُ كَذَا عَقَدْتُ عَلَيْهِ الْقَلْبَ وَالضَّمِيرَ حَتَّى قِيلَ الْعَقِيدَةُ مَا يَدِينُ الْإِنْسَانُ بِهِ وَلَهُ عَقِيدَةٌ حَسَنَةٌ سَالِمَةٌ مِنْ الشَّكِّ وَاعْتَقَدْتُ مَالًا جَمَعْتُهُ.

وَالْعُنْقُودُ مِنْ الْعِنَبِ وَنَحْوِهِ فُنْعُولٌ بِضَمِّ الْفَاءِ وَالْعِنْقَادُ بِالْكَسْرِ مِثْلُهُ. 

جدر

(جدر) النبت جدر وَالشَّجر أَجْدَر وَالْكَرم جدر وَالْبناء شيده

(جدر) أَصَابَهُ الجدري فَهُوَ مجدر
(ج د ر) : (الْجِدَارُ) وَاحِدُ الْجُدُرِ وَالْجُدْرَانِ وَبِهِ سُمِّيَ وَالِدُ النَّمِرِ بْنِ جِدَارٍ عَنْ أَبِي يُوسُفَ فِي الْقِسْمَةِ وَفِي نَفْيِ الِارْتِيَابِ هَكَذَا قَالَ وَهُوَ كُوفِيٌّ يَرْوِي عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْلَى الْأَسْلَمِيِّ وَجُدَّانُ تَصْحِيفٌ (وَالْمَجْدُورُ وَالْمُجَدَّرُ) ذُو الْجُدَرِيِّ.
ج د ر

ناداه من وراء الجدار. وللحجر ثلاثة أسام: الحجر والحطيم والجدر، وهو أصل الجدار، سمي بذلك: لأن جداره مستوطيء. وهو جدير بكذا. وما كنت جديراً به. قال زهير:

بخيل عليها جنة عبقرية ... جديرون يوماً أن ينالوا فيستعلوا

ولقد جرد به، وما أجرده بالخير، وهو أجدر به. وجدر الصبي، وجدر، وهو مجدور الوجه، ومجدر.
(جدر)
الجدري فِي الْبدن جدرا برز والنبت طلعت رؤوسه فِي أول الرّبيع وعنق الْحمار جدورا تورم وَالرجل توارى بالجدار وَالشَّيْء جدرا حوطه

(جدر) جدرا أَصَابَهُ الجدري وظهره ظَهرت فِيهِ جدر وَيَده قرحت من الْعَمَل وَالْكَرم حبب وهم بالإيراق

(جدر) بِكَذَا وَله جدارة صَار خليقا بِهِ فَهُوَ جدير (ج) جدراء والنبت جدر

(جدر) أَصَابَهُ الجدري فَهُوَ مجدور
جدر: جَدْرِيّ: رعام، ضرب من الجرب، التهاب الجلدة المخاطية في الخيل (دوماس حياة العرب 5: 189) جِدار: يجمع على جدارات (أبو الوليد 125).
والجِدار: الأرض تحيط بالبيت. ففي محيط المحيط: والجِدار عند العامة ما حول البيت من الأرض.
جَدَارِي: انظر جَوْذَر - نوع من الحيات اسمها العلمي Zamènis florulentus ( انظر هيلجن في زيشر. لغة مصر، مايس سنة 1868 ص55).
جَدْوار: انظره في مادة درونج، - جداور هندي: زرنباء، عرق الكافور (بوشر).
مُجَدَّرَة: طعام يتخذ من الرز والعدس (بوشر، بركهارت عرب 1: 64، محيط المحيط)، قالوا: وسمي هذا الطعام مجدَّرَة لان العدس في الرز يشبه الوجه الذي أثر فيه الجْدري.
المجدَّرة البيضاء: خرزات من الخزف الصيني ذوات شامات مكورة (ليون 152)
ج د ر: (الْجَدْرُ) كَالْفَلْسِ وَ (الْجِدَارُ) الْحَائِطُ وَجَمْعُ الْجِدَارِ (جُدُرٌ) وَجَمْعُ الْجَدْرِ (جُدْرَانٌ) كَبَطْنِ وَبُطْنَانٍ. وَ (الْجُدَرِيُّ) بِضَمِّ الْجِيمِ وَفَتْحِ الدَّالِ وَ (الْجَدَرِيُّ) بِفَتْحِهِمَا لُغَتَانِ تَقُولُ مِنْهُ (جُدِّرَ) الصَّبِيُّ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ فَهُوَ (مُجَدَّرٌ) . وَهُوَ (جَدِيرٌ) بِكَذَا أَيْ خَلِيقٌ وَهُوَ جَدِيرٌ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا. وَ (جَنْدَرَ) الْكِتَابَ أَمَرَّ الْقَلَمَ عَلَى مَا دَرَسَ مِنْهُ لِيَتَبَيَّنَ وَكَذَا الثَّوْبُ إِذَا أَعَادَ وَشْيَهُ بَعْدَ مَا ذَهَبَ وَأَظُنُّهُ مُعَرَّبًا. 

جدر


جَدَرَ(n. ac. جَدْر)
a. Broke out (smallpox).
b. [pass.], Had the smallpox.
c. see IVd. [acc. & La], Fitted, adapted, qualified for.
e. Walled in, enclosed.

جَدِرَ(n. ac. جَدَر)
a. Broke out ( pustules, pimples ).
b. see IV
جَدُرَ(n. ac. جَدَاْرَة)
a. [La], Was fitted, adapted for, worthy to.
b. see IV
جَدَّرَa. see IVb. [pass.], Had the small-pox.
c. Erected (wall).
أَجْدَرَa. Budded, sprouted, shot up.

إِجْتَدَرَa. see II (c)
جَدْرa. Root, origin.
b. Root ( square, cubic ).
c. (pl.
جُدْر
جُدُر
جُدْرَاْن
35), Wall, enclosure.
جَدَر
(pl.
أَجْدَاْر)
a. Spot, pimple, pustule; pock-mark; scar.
b. Bud, shoot.

جَدَرِيّ
جُدَرِيّa. Small-pox.

جِدَاْر
(pl.
جُدُر)
a. Wall, enclosure.

جَدِيْر
(pl.
جُدَرَآءُ)
a. Enclosed, walled in.
b. [Bi
or
La], fitted, adapted, suitable for, worthy to
qualified, competent for.
جَدِيْرَةa. Enclosure ( for camels ).
مُجَدَّرَة
a. Lentils-pilau.
ج د ر : الْجِدَارُ الْحَائِطُ وَالْجَمْعُ جُدُرٌ مِثْلُ: كِتَابٍ وَكُتُبٍ وَالْجَدْرُ لُغَةٌ فِي الْجِدَارِ وَجَمْعُهُ جُدْرَانٌ وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ «اسْقِ أَرْضَك حَتَّى يَبْلُغَ الْمَاءُ الْجَدْرَ» قَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْمُرَادُ بِهِ مَا رُفِعَ مِنْ أَعْضَادِ الْأَرْضِ يُمْسِكُ الْمَاءَ تَشْبِيهًا بِجِدَارِ الْحَائِطِ وَقَالَ السُّهَيْلِيُّ الْجَدْرُ الْحَاجِزُ يَحْبِسُ الْمَاءَ وَجَمْعُهُ جُدُورٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ.

وَالْجُدَرِيُّ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَضَمِّهَا وَأَمَّا الدَّالُ فَمَفْتُوحَةٌ فِيهِمَا قُرُوحٌ تَنْفَطُ عَنْ الْجِلْد مُمْتَلِئَةٌ مَاءً ثُمَّ تَنْفَتِحُ وَصَاحِبُهَا جَدِيرٌ مُجَدَّرٌ وَيُقَالُ أَوَّلُ مِنْ عُذِّبَ بِهِ قَوْمُ فِرْعَوْنَ وَهُوَ جَدِيرٌ بِكَذَا بِمَعْنَى خَلِيقٍ وَحَقِيقٍ. 
جدر
الجِدَار: الحائط، إلا أنّ الحائط يقال اعتبارا بالإحاطة بالمكان، والجدار يقال اعتبارا بالنتوّ والارتفاع، وجمعه جُدُر. قال تعالى: وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ [الكهف/ 82] ، وقال:
جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ [الكهف/ 77] ، وقال تعالى: أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ [الحشر/ 14] ، وفي الحديث: «حتى يبلغ الماء الجدر» ، وجَدَرْتُ الجدار: رفعته، واعتبر منه معنى النتوّ فقيل: جَدَرَ الشجر: إذا خرج ورقه كأنه حمّص، وسمي النبات الناتئ من الأرض جَدَراً، الواحد: جَدَرَة، وأَجْدَرت الأرض:
أخرجت ذلك، وجُدِرَ الصبي وجُدِّرَ: إذا خرج جدريّه تشبيها بجدر الشجر.
وقيل: الجُدَرِيُّ والجُدَرَةُ: سلعة تظهر في الجسد، وجمعها أَجْدَار، وشاة جَدْرَاء والجَيْدَر: القصير. اشتق ذلك من الجدار، وزيد فيه حرف على سبيل التهكم حسبما بينّاه في «أصول الاشتقاق» . والجَدِيرُ: المنتهى لانتهاء الأمر إليه انتهاء الشيء إلى الجدار، وقد جَدُرَ بكذا فهو جَدِير، وما أَجْدَرَهُ بكذا وأَجْدِرْ به.
(جدر) - في الحَدِيثِ: "أَنَّ رَسَولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال للزُّبَيْر: احْبِس المَاءَ حتَّى يَبلُغَ الجَدْرَ" .
الجَدْر ها هنا المُسَنَّاة ، وهي للأَرضِين كالجِدَار للدَّار، وقيل: الجَدْر: الجِدار، وقيل: أَصلُ الجِدار.
ورواه بَعَضُهم: "حتَّى يبلغ الجُدُر" وهو جَمْع جدارٍ، وبَعضُهم يَرْويِه الجَذْر، بالذَّالِ المُعْجَمَة، يُرِيد مَبلغَ تَمامِ الشُّرْب من جَذْر الحِساب، والجَذْر، بفَتْح الجيمِ وكَسْرِها وبالذَّال المُعْجَمَة: أَصلُ كُلِّ شيء، والمًحْفُوظُ بالدَّال المُهْمَلة .
- في حَديث مَسْرُوق: "أَتينَا عَبْدَ اللهِ في مُجَدَّرِين ومُحَصَّبِين". فالمُجدَّر: الذي به الجُدَرِيّ، وهي بَثَرات تَخرُج في البَدَن، يُقالُ لِصاحِبها: مَجْدُور، فإن بالَغْتَ قُلتَ : مُجَدَّر ويُقالُ: جَدَرِيّ أَيضاً بفَتْح الجِيمِ مَنسوبٌ إلى جَدَرِ العِضَاة، وهي كالبَثَرات أو إلى الجَدَرة، وهي وَرَم كالسَّلْعة في الحَلْق وغَيرِه. وإذا ضَممتَ الجِيمَ، يكون من تَغْيِير النَّسَب.
[جدر] الجَدْرُ والجِدارُ: الحائط. وجمع الجِدارِ جُدُرٌ، وجمع الجَدْرِ جُدْرانٌ، مثل بطن وبطنان. والجَدْرُ أيضاً: نَبْت. وقد أَجْدَرَ المكان. والجَدَرُ: أثر الكَدْمِ بعنق الحمار قال رؤبة:

وجادر الليتين مطوى الحنق * وشاة جدراء: إذا تقوب جلدها من داء يصيبها. والجُدَرِيُّ بضم الجيم وفتح الدال، والجَدَريُّ بفتحهما: لغتان. تقول: جُدِّرَ الرجل فهو مُجَدَّرٌ. وأرض مُجَدَّرَةٌ: ذات جُدَريٍّ. ويقال أيضاً: هذا الأمر مَجْدَرَةٌ لذلك، أي مَحْراةٌ. وفلان جديرٌ بكذا، أي خليق. وأنت جديرٌ أن تفعل كذا. والجمع جُدَراءُ وجَديرونَ. والجَديرُ: مكان قد بُني حوالَيْه جِدارٌ. ويقال للحظيرة من صخر: جديرة. وجدر: قرية بالشام تنسب إليها الخمر. وقال الشاعر : ألا يا اصبحينا فيهجا جدرية * بماء سحاب يسبق الحق باطلى - والجدرة: خراج، وهى السلعة، والجمع جدر. وأنشد ابن الاعرابي:

يا قاتل الله دقيلا ذا الجدر * والجدرة أيضا: حى من الازد، ويقال: سموا بذلك لانهم بنوا جدار الكعبة. وجندرت الكتاب: إذا أمررت القلم على ما درس منه ليتبين، وكذلك الثوب إذا أعدت وشيه بعد ما كان ذهب. وأظنه معربا.
جدر: الجَدْرُ: ضَرْبٌ من النَّباتِ والشَّجَرِ الِّدقِّ، يُقال: أجْدَرَتِ الأرْضُ والشَّجَرُ؛ فهي جَدْرٌ؛ حتّى تَطُول. وجَدَرَ الشجر يَجْدُرُ جُدُوراً؛ وأجْدَرَ أيضاً بالألفِ: إذا حَبَّبَ قَبْلَ أنْ يُوْرِقَ. وأوَّلُ ما يكونُ في جَوْفِ الطَّلْعِ: الوَليْعُ ثُمَّ الجَدّرُ. والجَدَرُ: انْتِبَارٌ في عُنُقِ الحِمَارِ، ورُبَّما كان من آثارِ الكَدْم. وتُسَمّى الضَّوَاةُ التي تَخْرُجُ بِلَهَازِمِ البَعِيْرِ: جَدَرَةً. والجِدَارُ: مَعْرُوفٌ، وجَمْعُه جُدُرٌ، وكذلك الجَدْرُ. وهو أيضاً: الحاجِزُ بَيْنَ المَشَارَتَيْنِ. وسُمِّيَ الجِدَارَ لأنَّه جَدَرَ فارْتَفَعَ كما يَجْدُرُ الجُدَرِيُّ والشَّجَرَةُ. والجَدِيْرَةُ: مَكَانٌ قد بُبِيَ حَوَالَيْهِ جِدَارٌ مَجْدُوْرٌ. وهي أيضاً: الحَظِيْرَةُ من الحِجَارَةِ. والحَوْضُ. والجُدَرِيُّ: قُرُوْحٌ تَنْفِطُ عن الجِلْدِ؛ مُمْتَلِئَةٌ ماءً ثُمَّ تُقَيَّحُ. ورَجُلٌ مَجْدُوْرٌ ومُجَدَّرٌ. وفلانٌ جَدِيْرٌ لِذَالكَ: أي خَلِيْقٌ له، وما كانَ جَدِيراً ولقد جَدُرَ جَدَارَةً وأجْدِرْ به. وجَدَرْتُه أنا: جَعَلْته جَدِيْراً به. والجَيْدَرُ: القَصِيْرُ من الرِّجالِ، والمَرْأةُ جَيْدَرَةٌ، وجَمْعُه جَيَارِرُ. والمَجْدُوْرُ من الرِّجال: القليلُ اللَّحْمِ على الفِطَامِ. واجْدَرَّ: بمعنى اجْتَرَّ.
[جدر] نه فيه: احبس الماء حتى يبلغ "الجدر" هو ههنا المسناة وهو ما رفع حول المزرعة كالجدار، وقيل: لغة في الجدار، وقيل: أصل الجدار، وروى: الجدر- بالضم جمع جدار، وروى بالذال ويجيء. ك: هو بمفتوحة فمهملة ساكنة، والرجل هو حاطب، وقيل: غيره، ومن نسبه إلى النفاق فهو مجترئ إذ لا يطلق الأنصاري على من اتهم به. ن: هو بفتح جيم وكسرها وجمعه جدور وهو الجدار وجمعه جدر ككتب، والمراد أصل الحائط، وقيل: أصل الشجر. دل صلى الله عليه وسلم الزبير [على] الإيثار بأن يسقى شيئاً يسيراً ثم يرسله إلى جاره فلما قال ما قال أمره أن يأخذ جميع حقه، وقوله هذا يوجب الردة ولم يقتله تأليفاً، وحكى أنه كان منافقاً ويتم بياناً في شرج. ط: فاستوعى أي استوفاه. نه ومنه قوله لعائشة: أخاف أن يدخل قلوبهم إن أدخل "الجدر" في البيت يريد الحجر لما فيه من أصول حائط البيت. ك: سألته عن "الجدر" أهو من البيت؟ بفتح جيم وسكون مهملة ولبعض بكسر ففتح فألف فقال: نعم، وظاهره أن الحجر جملته من البيت. و"جدرات" المدينة بضمتين جمع جدر جمع جدار. ج: لا تستروا "الجدر" لأنه زي المتكبرين المتنعمين. ش ومنه: تلألؤ في الجدر، بضمتين أي تلمع. ط: الكمأة "جدري" الأرض هو حب يظهر في جسد الصبي من فضلات تضمن المضرة يدفعها الطبيعة، شبهوها به في كونها فضلات يدفعها الأرض إلى ظاهرها ذماً لها، فقابله بالمدح بأنه من المن، أي مما من الله به [على] عباده، أو شبهها بالمن وهو العسل الذي ينزل من السماء إذ يحصل بلا علاج واحتياج إلى بذر وسقي أي ليست بفضلات بل من فضل الله ومنه، أوليست مضرة بل شفاء كالمن النازل ويتم الشرح في "الكمأة". نه: شبهها به لظهورها من بطن الأرض كما يظهر الجدري من باطن الجلد وأراد به ذمها. ومنه: أتينا عبد الله في "مجدرين" ومحصبين أي جماعة أصابهم الجدري، والحصبة شبه الجدري. وذو "الجدر" بفتح جيم وسكون دال مسرح على ستة أميال من المدينة أغير منها لقاح النبي صلى الله عليه وسلم.
جدر
جدُرَ بـ/ جدُرَ لـ يَجدُر، جَدارةً، فهو جدير، والمفعول مَجْدور به
• جدُر بهذا المنصب/ جدُر لهذا المنصب: صار أهلاً له، خليقًا به "أنت جدير بكلّ احترام- استحقَّ لقب البطولة بكلِّ جدارة". 

جدِرَ يَجدَر، جَدَرًا، فهو جدِر
• جدِر الطِّفْلُ: أصابه الجُدَريّ. 

جُدِرَ يُجدَر، جَدَرًا، والمفعول مجدور
• جُدِرَ الطِّفْلُ: جدِر، أصابه الجُدَرِيّ. 

جدَّرَ يُجدِّر، تجديرًا، فهو مُجدِّر، والمفعول مُجدَّر
• جدَّر البناءَ: أقامه وبناه. 

جُدِّرَ يُجدَّر، تجديرًا، والمفعول مُجَدَّر
• جُدِّر الطِّفْلُ: أصابه الجُدريّ بكثرة "طفل مُجدَّرُ الأطراف". 

جِدار [مفرد]: ج جُدُر وجُدْران:
1 - حائط، أرض تحيط بالبيت " {فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ} " ° جدار داعم: جدار صغير يُسْنَد إلى جدار آخر لتقويته- ورق الجُدران: ورق حائط، ورق مطبوع يُلصق على الجدران لتزيينها- يعيش بين أربعة جدران: ملازم مكانه لا يبرحه.
2 - حاجز أو فاصل بين شيئين "كان بيننا جدارٌ من الخصام/ الحقد" ° جدار الصَّوت: دويّ يشبه صوت انفجار تُحدثه طائرةٌ عندما تبلغ سرعتُها سرعةَ الصَّوت.
3 - (شر) اسم يُطلق على الأجزاء المحيطة ببعض التجويفات في الجسم "جدار البطن- جدار المَعِدَة: الغشاء المبطِّن لها".
• جدار الخليَّة: (حي) طبقة خارجيّة للخليّة، توجد في النباتات وبعض الطحالب والفطريات والبكتيريا، ولا توجد في الخلايا الحيوانيّة. 

جَدارة [مفرد]: مصدر جدُرَ بـ/ جدُرَ لـ ° شهادة الجَدارة: شهادة تؤيِّد تفوُّق صاحبها في مجالٍ ما.
• نظام الجَدارة: مجموعة القواعد والتعليمات التي تضعها مؤسّسة ما لإدارة شئون الموظفين والعاملين بها والتي تؤكِّد أن بقاء الموظّف أو ترقيته إنّما يعتمد على مستوى الأعمال اليوميّة التي يؤديِّها. 

جِداريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى جِدار.
• الفصّ الجِداريّ: (شر) الفصُّ الموجود على القشرة الدماغيَّة، وهو يلعب دورًا خاصًّا في الإحساس الجسديّ. 

جَدَر1 [مفرد]: مصدر جُدِرَ وجدِرَ. 

جَدَر2 [مفرد]: ج أجْدار: (طب) جَدرَة، خُرَاج يكون في البدن خِلْقة أو من الضرب والجراحات. 

جَدِر [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جدِرَ. 

جُدْرانيَّة [مفرد]: ج جُدرانيّات:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى جُدْران: على غير قياس "تميَّز الفراعنة بلوحاتهم الجدرانيَّة الملوَّنة".
2 - قطعة نسيج خاص من نوع السجّاد معلَّقة على حائط للزينة "علّق جدرانيَّة إيرانيَّة دقيقة الصنع". 

جَدرَة [مفرد]: (طب) جَدَر، خُراج يكون في البدن خلقة أو من الضرب والجراحات. 

جُدَريّ [مفرد]: (طب) حُمَّى حادَّة مُعْدية، يُمَيِّزها طفح جلديّ يتقيّح يعقبه نقر "طفح جُدَريّ- بثور جُدريَّة". 

جدير [مفرد]: ج جديرون وجُدَراء، مؤ جَديرة، ج مؤ جَديرات وجَدائرُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جدُرَ بـ/ جدُرَ لـ ° الجدير بالذِّكر/ من الجدير بالذِّكر/ من الجدير ذكرُه: ممّا يستحقّ الذكر. 

جُدَيْريّ [مفرد]: (طب) طَفْح لَقاحيّ غير خبيث، ويكثر لدى الأطفال "لم يكد يتعافى من الحصبة حتى أصيب بالجديريّ". 
باب الجيم والدال والراء معهما ج د ر، د ج ر، د ر ج، ج ر د، ر د ج مستعملات

جدر: الجَدرُ: ضرب من النَّباتِ، الواحدة بالهاء. ومن الشِّجر: الدِّقُّ ينبت في القِفاف والصِلابِ، فإذا أطلعت رءوسها في أول الربيع يقال: أجدَرَتِ الشَّجرة وأجدَرَتِ الأرض، فهو جَدِرٌ، وفي نُسخةٍ: مُجدِرٌ، حتى يَطول، فإذا طال تفرقت أسماؤه. والجِدارُ جمعه جَدَرٌ. والجَديرُ: مكانٌ بُني حواليه جِدارٌ مَجدورٌ، قال:

ويبنون في كلِّ وادٍ جديرا

وقال:

تشييدُ أعضادِ البِناء المُجتدر

والجُدري معروف، وصاحبهُ مجدور ومجدر، وهو قُروحٌ تنفطُ عن الجِلد والجَدَرُ: انتِبارٌ في عٌنقِ الحمارِ، وربَّما كان من آثار الكدمِ، وجدِرَت عُنُقُه جدرا إذا انتبرت أعراضه. وفلانٌ جَديرٌ لذاك، وقد جَدُرَ جَدارةً، وأجدِر به أن يفعله أي خَليقٌ. والجَدر: شدَّةُ الشُّربِ. وامرأة جَيدَرةٌ: قصيرةٌ، ورجل جيدرٌ وجَيدَرَةٌ أيضاً.

دجر: الدَّجَرُ شبه الحيرة، وقد دَجِرَ فهو دجر ودَجرانُ أي حَيرانُ في عمله وأمره، ويُجمع دجارى، قال:

دَجرانَ لم يشرَب هناك الخَمرا

والدَّيجُورُ: الظَّلامُ والغُبارُ الأسودُ. والدَّجرُ: اللَّوبياءُ. والدِّجرُ: الخشبة التي تُشدُّ عليها حديدةُ الفَدّان، وبالكسرة لغةٌ، ومنهم من يجعله دُجرين كأنَّهما أذنانِ، والحديدةُ اسمها السَّبَّةُ، والفَدانُ اسم لجميع أدواتِه، والنَّير الخشبة على عُنقِ الثَّور، والسَّميقانِ خشبتان قد شُدَّتا في العنق، والخشبة التي في وسطه يُشدُّ بها عِنانُ الويج، وهي القُناحَةُ، والويجُ والميلُ باليَمانيّة اسم الخشبة الطويلة بين الثَّورين، والخشبة التي يَقبِضُ عليها الحَرَاثُ هي المِقوَمُ والمِملقَةُ والمِملسَةُ النِّمرز وهو المسفن أيضاً.

جرد: الجَرَدُ فضاء لا نبات فيه، اسم للفضاء، فإذا نعتَّ به قلت: أرض جرداءُ، ومكان أجردُ، وقد جَرِدَت جَرَداً، وجَردَها القحط تجريداً. ورجل أجرد: لا شعر على جسده. والأجرَدُ من الخيل والدواب: القصير الشعر حتى يقال: إنه لأجرَدُ القوائم أي قصير شعر القوائم أي قصير شعر القوائم، قال:

كأن قتودي والفتان هوت به ... من الذرو جَرداءُ اليدين وثيق

ويقال: فلان حسن الجُردَةِ وهي العرية. والمُجرَّدُ: الذي أجرَدَه الناس فتركوه في مكان واحد. والجردُ: أخذك الشَّيء عن الشّيء جرفاً وسحفاً، فلذلك سُميَ المشؤومُ جارُوداُ كما قيل في الهجاء للجارودِ العبديِّ:

لقد جَرَّدَ الجارُودُ بكر بن وائلٍ

وإذا جَدَّ الرجل في سيره فمطى، يقال: انجرد فذهب. وتَجرَّدَ لأمر كذا أو للعبادة أي أخذ في القيام به. وإذا خرجت السُّنبلة من لفائِفها، قيل: تجردت. وامرأة بضة المتجرَّد أي رخصة ناعمة تحت ثيابها. والجريدةُ: سعفة رطبة جُرِّدَ عنها خوصُها كما يُقشأ الورقُ عن القضيب وزرع مَجرودٌ: أصابه الجَرادُ، وجُرِدَ الزرع. والجُردانُ والمُجَرَّدُ: من أسماء الذَّكر. والجُرادُ والجُرادة اسم رمل بالبادية. والجرادة والجراد: اللحّاسة، معروف. والجَردُ: ثوب خلق، لغة هُذيلٍ، وهُذيلٌ تقول: لُبس جَردَةٍ، وأرض مَجرودةٌ ومَجرَدٌ وجُردَةٌ أي ليس فيها سترة من شجرٍ وغيره. والجريدةُ: طائفةُ من الجند .

ردج: الرَّدَجُ: ما يخرج من بطن السَّخلةِ أول ما توضع ، ويقال للصَّبيِّ أيضاً ، قال الشاعر:

والكلبُ يلحسُ عن حرف استه الردجا

درج: الدَّرَجُ: جماعة عتب الدَّرَجَةِ. والدَّرَجَةُ في الرِّفعة والمنزلة، وتجمع الدَّرَج، ودَرَجاتُ الجنان: منازلُ ارفع من منازل. والدَرَجانُ: مشية الشيخ والصَّبيّ، ودَرَجَ يَدرجُ دَرجاً ودَرَجاناً. والدُّرّاجُ من الطير بمنزلة الحيقطان، من طير العراق، أرقَط. والدِّرِّيجُ: شيء يضرب به ذو أوتارِ كالطَّنبور. وكلُّ بُرجٍ من بروج السَّماء ثلاثون دَرَجَة. والمَدرَجة: ممرُّ الأشياء على مسلك الطَّريق ونحوه. ورجعتُ في أدراجي ودرجي أي طريقي الذي مررتُ فيه. ودَرَجَ قرنٌ بعد قَرنٍ أي فنوا، وأدرجَهُم الله إدراجاً. وأدرجتُ الكتاب، وفي دَرجٍ الكتاب كذا. والدَّراجات شبه الدّبّابات تتخذ في الحروب يدخل فيها الرِّجالُ. والدُّرجُ: حِفشٌ من أحفاشِ النساء والجميع الدِّرجة. والدرجة: خرقة تدرج فتجعَل في حَياء النّاقة إذا ظئرت يُغطى رأسها ثم يَسلُّون تلك الدُّرجةُ سلا عنيفاً فيشمُّونها للرأم فإذا شمَّت ظنَّت أنَّه ولدها فانعطفت عليه، قال:

ولم يجعل لها دُرَج الظِّئارِ

أي لم تلد قطُّ. والمِدراجُ: النّاقةُ تضمَرَ حتى يلحق حقبها بالتصدير. والمِدراجُ أيضاً: النّاقة لا تجاوز يومها الذي ضُربت فيه حتى تنتجَ، والتي تجاوز يقالُ لها الجَرُورُ.

جدر

1 جَدَرَ, (K,) aor. ـُ (TA,) He made a جِدَار [app. here meaning a wall of enclosure]; syn. حَوَّطَ: (K:) or he built a جدار: and he founded it. (Ham p. 818.) A2: He concealed himself by means of a جِدار [or wall]. (Th, K.) A3: جُدِرَ, (A, K,) inf. n. جَدْرٌ; (TA;) and جَدَرَ, (Lh, K,) aor. ـُ inf. n. جَدْرٌ; (Lh, TA;) and ↓ جُدِّرَ, (S, (A, K,) which last some disallow, because this form denotes repetition, and the verb signifies the having a disease that befalls but once in a man's life; (MF;) He (a man, S, or a child, A) had, or became attacked by, جُدَرِىّ [or small-pox]. (S, A, K.) [And جَدَرَ الجُدَرِىُّ The small-pox came forth, or broke out; as in the TK: for its inf. n.]

جَدْرٌ signifies the coming forth, or breaking out, of the جُدَرِىّ. (K.) A4: جَدُرَ, aor. ـُ inf. n. جَدَارَةٌ, He, or it, was, or became, adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, competent, proper, or worthy. (K.) You say, جَدُرَ بِهِ [and لَهُ ] He was, or became, adapted, disposed, apt, &c., for it. (A.) [And جَدُرَ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا He was, or became, adapted, disposed, apt, &c., for doing such a thing. See جَدِيرٌ .]

A5: جَدَرَهُ He made, or called, (جَعَلَ,) him, or it, adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, competent, proper, or worthy. (K.) 2 جَدَّرَ بِنَآءَهُ: see 8.

A2: جُدِّرَ: see 1.4 مَا أَجْدَرَهُ بِالخَيْرِ [and لِلْخَيْرِ] How well adapted or disposed, or how apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, competent, or proper, is he for what is good! or how worthy is he of what is good! (A.) And مَا أَجْدَرَهُ أَنْ يَفْعَلَ ذٰلِكَ, and أَجْدِرْ بِهِ, How well adapted or disposed, or how apt, meet, &c., is he for doing that! or how worthy is he to do that! (TA.) The usage of جَدُرَ, signifying “ he was, or became, adapted, &c.,” refutes the assertion of certain grammarians that these two forms of the verb deviate from general rule. (MF.) 8 اجتدر بِنَآءَهُ; and ↓ جدّرهُ, inf. n. تَجْدِيرٌ (K) and مُجَدَّرٌ; (TA;) He raised his building high; or constructed it firmly and strongly, and raised it high; syn. شَيَّدَهُ. (K, TA.) [In the CK, we read اِجتَدَرَ بِنَاهُ, as though the pronoun ه referred to the word جِدَار, which precedes; and thus the verb signified “ he built a wall; ” but it is shown in the TA that the right reading is that given above.] Q. Q. 1 جَنْدَرَ الكِتَابَ He passed the pen over what had become obliterated, of the writing, (S, K,) in order that it might become distinct. (S.) and جندر الثَّوْبَ He renewed the variegated, or figured, work of the garment, or piece of cloth, after it had gone. (S, K.) [J says,] I think it to be an arabicized word. (S) جَدْرٌ A wall; or a wall of enclosure; syn. حَائِطٌ; as also ↓ جِدَارٌ, [which is the more common]: (S, A, Msb, K:) pl. of the former, جُدُرٌ, (S, Msb, K,) sometimes used as a pl. of pauc., (Sb, TA,) and جُدْرٌ; (K;) and of the latter, جُدْرَانٌ. (S, Msb, K.) b2: The basis, or foundation, of a wall: (K:) and the side of a wall: (Lh, K:) pl., in both these senses, جُدُورٌ. (TA.) الجَدْرُ is applied to The [wall called the]

حَطِيم (A, K) of the Kaabeh; (K;) because in it is a part of the [original] foundations of the house: (TA:) and it is also called الحِجْرُ. (A.) b3: (assumed tropical:) A fence, or dam, raised of branches, to retain water; likened to a wall: (Az, Msb:) or a fence, or dam, to confine water: pl. جُدُورٌ: (Suh, Msb:) and جُدُرٌ, [which is also a pl.,] signifies fences, or dams, between houses, which retain water. (TA.) b4: [The pl.] جُدُورٌ also signifies Gardens, or walled gardens, (حَوَائِط,) of grapes. (TA.) جَدَرَةٌ: see جَدِيرَةٌ جُدَرِىٌّ and جَدَرِىٌّ (S, Msb, K) [Small-pox;] certain pustules (Msb, K) in the body, (K,) which break forth (Msb, K) from the skin, full of water, and afterwards opening, (Msb,) and generating thick purulent matter; (K;) a well-known disease, that attacks people once during life. (TA.) b2: جُدَرِىُّ الأَرْضِ (tropical:) an appellation applied to Truffles (كَمْأَة), denoting disapprobation. (TA from a trad.) جِدَارٌ: see جَدْرٌ: and see also جَدِيرَةٌ.

جَدِيرٌ A place having a wall built around it; a walled place. (S, K.) A2: See also مُجَدَّرٌ.

A3: Also Adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, proper, competent, or worthy; syn. خَلِيقٌ (S, A, Msb, K) and حَقِيقٌ: (Msb:) fem. with ة: (TA:) pl. mase. جَدِيرُونَ and جُدَرَآءُ: (S, K:) pl. fem. جَدِيرَاتٌ and جَدَائِرُ. (TA.) You say, هُوَ جَدِيرٌ بِكَذَا (S, A, Msb) and لِكَذَا (TA) He is adapted, disposed, apt, meet, &c., for such a thing; (S, A, Msb;) and [naturally] drawn to it. (Ham p. 707.) And أَنْتَ جَدِيرٌ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا Thou art adapted, disposed, apt, meet, &c., for doing such a thing; or worthy to do it. (S.) And أَنْ يَفْعَلَ ↓ إِنَّهُ لَمَجْدَرَةٌ, (K,) and in like manner you say of two persons, and of more, (TA,) and ↓ مَجْدُورٌ, (K.) Verily he is one who is adapted, disposed, apt, meet, &c., for doing [such a thing]; or worthy to do [it]; syn. مَخْلَقَةٌ. (K.) [↓ مَجْدَرَةٌ properly signifies A place, and hence a thing, an affair, and a person, adapted, disposed, apt, meet, &c.; like مَخْلَقَةٌ and مَحْرَاةٌ: and ↓ مَجْدُورٌ, Made, or called, adapted or disposed &c., though said by Aboo-Jaafar Er-Ru- ásee to be a pass. part. n. having no verb.] Also بِذٰلِكَ ↓ إِنَّهَا لَمَجْدَرَةٌ Verily she is one who is adapted, disposed, apt, &c., for that: and بِأَنْ تَفْعَلَ ذٰلِكَ for doing that: and in like manner you say of two persons, and of more. (TA.) And لِذَاكَ ↓ هٰذَا الأَمْرُ مَجْدَرَةٌ This affair, or thing, is one that is adapted, apt, meet, &c., for that; syn. مَحْرَاةٌ. (S.) And ↓ هٰذَا الأَمْرُ مَجْدَرَةٌ مِنْهُ This affair, or thing, is one that is adapted, apt, meet, &c., for him to do; i. e. he is adapted, apt, meet, &c., for doing it. (TA.) جَدِيرَةٌ An enclosure for camels, (Az, S, K,) and for lambs and kids and calves &c., (TA,) made of masses of stone; (Az, S;) as also ↓ جَدَرَةٌ: (TA:) if of mud, or clay, it is called ↓ جِدَارٌ: (Az, TA:) or an enclosure (زَرْب ) for sheep or goats. (TA.) A2: Nature; or natural, or native, disposition, temper, or other property. (K) هُوَ أَجْدَرُ بِهِ He, or it, is more, or most, adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, competent, or proper, for it, or him; or he is more, or most, worthy of it. (A.) [See an ex. in a verse cited voce خُطَّةٌ.]

أَرْضٌ مَجْدَرَةٌ A land in which is حُدَرِىّ [or small-pox]: (Lh, S:) or a land in which is much thereof. (K.) A2: See also جَدِيرٌ, in five places.

مُجَدَّرٌ (S, Mgh, Msb, K) and ↓ مَجْدُورٌ (Mgh, K) and ↓ جَدِيرٌ (Msb, TA) Having the جُدَرِىّ [or small-pox]. (S, Mgh, Msb, K.) And ↓ مَجْدُورٌ الوَجْهِ [Having the face marked with the smallpox]. (A.) مَجْدُورٌ: see مُجَدَّرٌ: A2: and see also جَدِيرٌ, in two places.
الْجِيم وَالدَّال وَالرَّاء

هُوَ جَدِير بِكَذَا، ولكذا: أَي خليق.

وَالْجمع: جَدِيرون، وجُدراء.

وَالْأُنْثَى: جديرة.

وَقد جَدُر جَدارة.

وَإنَّهُ لمَجْدَرة أَن يفعل، وَكَذَلِكَ: الِاثْنَان والجميع.

وَإِنَّهَا لمَجْدَرة بذلك وَبِأَن تفعل ذَلِك. وَكَذَلِكَ: الاثنتان والجميع، كُله عَن اللحياني.

وَهَذَا الْأَمر مَجْدَرة لذَلِك ومجدرة مِنْهُ: أَي مخلقة.

ومَجْدَرةٌ مِنْهُ أَن يفعل كَذَا: أَي هُوَ جدير بِفِعْلِهِ.

وَحكى اللحياني عَن أبي جَعْفَر الرُّؤَاسِي: إِنَّه لمجدور أَن يفعل ذَلِك، جَاءَ بِهِ على لفظ الْمَفْعُول وَلَا فعل لَهُ.

وَحكى: مَا رَأَيْت من جدارته، وَلم يزدْ على ذَلِك.

والجُدَرِيّ، والجَدَرِيُّ: قُرُوح فِي الْبدن تَنَفَّط وتقيح.

وَقد جُدِر جَدْرا، وجُدِّر.

وروى اللحياني جَدَر يجدِر جَدْرا.

وَأَرْض مَجْدَرة: ذَات جُدَرِيّ.

والجَدرُ، والجُدَرُ: سلع تكون فِي الْبدن خلقَة، وَقد تكون من الضَّرْب والجراحات.

واحدتها: جَدَرة وجُدَرة، وَهِي الأَجْدار.

وَقيل: الجُدَرُ إِذا ارْتَفَعت عَن الْجلد، وَإِذا لم ترْتَفع عَنهُ فَهِيَ ندب. وَقد تدعى النّدب جُدَرا، وَلَا تدعى الجُدَر نَدبا.

وَقَالَ اللحياني: الجَدَر: السّلع تكون بالإنسان أَو البثور النابتة، واحدتها: جَدَرة والجُدَر: آثَار ضرب مُرْتَفعَة على جلد الْإِنْسَان، الْوَاحِدَة: جُدَرة. فَمن قَالَ: الجُدَرِيّ: نِسْبَة إِلَى الجُدَر، وَمن قَالَ: الجَدَرِيّ: نِسْبَة إِلَى الجَدَر، هَذَا قَول اللحياني، وَلَيْسَ بالْحسنِ.

وجَدِر ظَهره جَدَرا: ظَهرت فِيهِ جُدَر.

والجُدَرة فِي عنق الْبَعِير: السّلْعَة. وَقيل: هِيَ من الْبَعِير جُدَرة، وَمن الْإِنْسَان سلْعَة وضواة.

والجَدَر: ورم يَأْخُذ فِي الْحلق.

وشَاة جَدْرا: تقوب جلدهَا عَن دَاء وَلَيْسَ من جُدَرِيّ.

والجَدَر: انتبار فِي عنق الْحمار، وَرُبمَا كَانَ من الكدم.

وَقد جَدَرَتْ عُنُقه جُدُورا.

وعامر الأجدارِ: أَبُو قَبيلَة من كلب؛ سمي بذلك لسلع كَانَت فِي بدنه.

وجَدَر النبت وَالشَّجر، وجَدُر جدارة، وجَدَّر، وأَجدر: طلعت رءوسه فِي أول الرّبيع. وَذَلِكَ يكون عشرا أَو نصف شهر.

وأجدرت الأَرْض: كَذَلِك.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: جَدَر الشّجر: إِذا اخْرُج ثمره كالحمص.

وَشَجر جَدَر.

وجَدَر العَرْفَجُ والثُّمام يَجْدُر: إِذا خرج فِي كعوبه ومتفرق عيدانه مثل أظافير الطير.

وأجدر الوليع، وجادر: اسمر وَتغَير، عَن أبي حنيفَة، يَعْنِي؛ بالوليع طلع النّخل.

وجَدَّر الْعِنَب: صَار حبه فويق النفض.

والجَدَرة، بِفَتْح الدَّال: حَظِيرَة تصنع للغنم من حِجَارَة وَالْجمع: جَدَر.

والجَدِيرة: زرب الْغنم.

والجديرة: كنيف يتَّخذ من حِجَارَة يكون للبهم وَغَيرهَا. فَإِن كَانَ من طين فَهُوَ جِدار.

والجِدَار: الْحَائِط.

وَالْجمع: جُدُر. وجُدُرات: جمع الْجمع، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَهُوَ مِمَّا استغنوا فِيهِ بِبِنَاء اكثر الْعدَد عَن بِنَاء أَقَله، فَقَالُوا: ثَلَاثَة جُدُر.

وَقَول عبد الله بن عمر أَو غَيره: إِذا اشْتريت اللَّحْم يضْحك جَدْر الْبَيْت يجوز أَن يكون جَدْر: لُغَة فِي جِدَار.

وَالصَّوَاب عِنْدِي: تضحك جُدُر الْبَيْت وَهُوَ جمع جِدَار، وَهَذَا مثل، وَإِنَّمَا يُرِيد أهل الدَّار يفرحون.

وجَدَره يَجْدُره جَدْرا: حَوَّطه.

واجتدره: بناه، قَالَ رؤبة:

تشييدَ أَعضادِ الْبناء المُجْتَدِرْ

وجدّره: شيده، وَقَوله، أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

وآخَرون كالحَمِيرِ الجُشَّرِ

كَأَنَّهُمْ فِي السَّطْحِ ذِي المجدَّر

إِنَّمَا أَرَادَ: ذِي الْحَائِط المجدَّر. وَقد يجوز أَن يكون أَرَادَ: ذِي التجدير: أَي الَّذِي جُدّر وشُيِّد، فَأَقَامَ المُفَعَّل مقَام التفعيل؛ لِأَنَّهُمَا جَمِيعًا مصدران لفعَّل، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

إِن المُوَقَّى مثل مَا وقِّيتُ

أَي إِن التوقية.

وجَدَر الرجل: توارى بالجدار، حَكَاهُ ثَعْلَب، وَأنْشد:

إِن صُبَيح بن الزبير فَأرا

فِي الرَّضْم لَا يتْرك مِنْهُ حَجَرا

إلاّ مَلاَه حِنْطة وجَدَرا

قَالَ: ويروى: " حشاه ". وفأر: حفر. قَالَ هَذَا سرق حِنْطَة وخبأها. والجَدَرة: حَيّ من الأزد بنوا جِدَار الْكَعْبَة فسموا: الجَدَرةَ، لذَلِك.

والجَدْر: أصل الجِدَار، وَفِي الحَدِيث: " حَتَّى يبلغ المَاء جَدْرَه ": أَي أَصله، وَالْجمع: جُدُور، وَقَالَ اللحياني: هِيَ الجوانب، وَأنْشد:

تَسْقِى مذانب قد طَالَتْ عَصِيفتها ... جُدُورها من أتىّ المَاء مطمومُ

قَالَ: افرد مطموما لِأَنَّهُ أَرَادَ مَا حول الجُدُور، وَلَوْلَا ذَلِك لقَالَ: مطمومة.

والجُدُور: الحواجز الَّتِي بَين الدبار الممسكة المَاء.

والجدِير: الْمَكَان يبْنى حوله جِدَار، قَالَ الْأَعْشَى:

ويبنون فِي كلّ وَاد جَدِيرا

وجُدُور الْعِنَب: حوائطه، وَاحِدهَا: جَدْر.

وجَدْر الكظامة: حافتاها.

وَقيل: طين حافتيها.

والجِدْر: نَبَات، واحدته: جِدْرة.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة الجَدْر: كالحلمة غير انه صَغِير يتربل، وَهُوَ من نَبَات الرمل ينْبت مَعَ الْمَكْر وَجمعه: جُدُور، قَالَ العجاج، وَوصف ثورا:

أَمْسَى بِذَات الحاذِ والجُدُور

وجَدَر: مَوضِع بِالشَّام قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

فَمَا إنْ رَحيقٌ سَبَتْها التِّجا ... رُ من أَذرِعاتٍ فوادي جَدَرْ

وخمر جَيْدريَّة: مَنْسُوب إِلَيْهَا على غير قِيَاس. قَالَ:

أَلا يَا اصبحاني فَيْهجا جَيْدَريَّةً ... بِمَاء سَحَاب يسْبق الحقَّ باطِلي يَعْنِي بِالْحَقِّ: الْمَوْت وَالْقِيَامَة.

وَقد قيل: إِن جَيْدرا: مَوضِع هُنَالك أَيْضا.

فَإِن كَانَت الْخمر الجَيْدَرِيَّة منسوبة إِلَيْهِ فَهُوَ نسب قياسي.

والجَيْدَر، والجَيْدَرِيّ، والجَيْدَرانُ: الْقصير، وَقد يُقَال لَهُ: جَيْدرة على الْمُبَالغَة، وَقَالَ الْفَارِسِي: وَهَذَا كَمَا قَالُوا لَهُ: دحداحة، ودِنَّبَة وحِنْزَقْرة، وَامْرَأَة جَيْدرة، وجَيْدريَّة، أنْشد يَعْقُوب:

ثنت عُنُقا لم ثنها جَيْدرِيَّة ... عَضَاد وَلَا مكنوزةُ اللَّحْم ضَمْزَرُ

والتَّجدير: الْقصر، وَلَا فعل لَهُ، قَالَ:

إِنِّي لأَعْظُمُ فِي صَدْر الكمِيّ على ... مَا كَانَ فِيّ من التَّجدير والقِصَر

أعَاد الْمَعْنيين لاخْتِلَاف اللَّفْظَيْنِ، كَمَا قَالَ:

وَهِنْد أَتَى من دونهَا النَّأيُ والبُعْدُ

جدر: هو جَدِيرٌ بكذا ولكذا أَي خَلِيقٌ له، والجمع جَدِيرُونَ

وجُدَراءُ، والأُنثى جَدِيرَةٌ. وقد جَدُرَ جَدارَة، وإِنه لمَجْدَرَةٌ أَن يفعل،

وكذلك الاثنان والجمع، وانها لمَجْدَرَةٌ بذلك وبأَن تفعل ذلك، وكذلك

الاثنتان والجمع؛ كله عن اللحياني. وعنه أَيضاً: لَجدِير أَن يفعل ذلك

وإِنهما لجَدِيرانِ؛ وقال زهير:

جَدِيرُونَ يوماً أَن يَنالوا فَيَسْتَعْلُوا

ويقال للمرأَة: إِنها لجَدِيرَةٌ أَن تفعل ذلك وخليقة، وأَنهن جَدِيراتٌ

وجَدائِرُ؛ وهذا الأَمر مَجْدَرَةٌ لذلك ومَجْدَرَةٌ منه أَي

مَخْلَقَةٌ. ومَجْدَرَةٌ منه أَن يَفْعَل كذا أَي هو جَدِيرٌ بفعله؛ وأَجْدِرْ بِهِ

أَن يفعل ذلك. وحكى اللحياني عن أَبي جعفر الرَّوَاسي: إِنه لمَجْدُورٌ

أَن يفعل ذلك، جاء به على لفظ المفعول ولا فعل له. وحكى: ما رأَيت من

جَدَارتِهِ، لم يزد على ذلك.

والجُدَرِيُّ

(* قوله: «والجدري» هو داء معروف يأخذ الناس مرة في العمر

غالباً. قالوا: أول من عذب به قوم فرعون ثم بقي بعدهم، وقال عكرمة: أوّل

جدري ظهر ما أصيب به أبرهة، أفاده شارح القاموس). والجَدَرِيُّ، بضم

الجيم وفتح الدال وبفتحهما لغتان: قُروحٌ في البدن تَنَفَّطُ عن الجلد

مُمْتَلِئَة ماءً، وتَقَيَّحُ، وقد جُدِرَ جَدْراً وجُدِّرَ وصاحبها جَدِيرٌ

مُجَدَّرٌ، وحكى اللحياني: جَدِرَ يَجْدَرُ جَدَراً. وأَرضٌ مَجْدَرَة: ذات

جُدَرِيّ.

والجَدَرُ والجُدَرُ: سِلَعٌ تكون في البدن خلقة وقد تكون من الضرب

والجراحات، واحدتها جَدَرَة وجُدَرَةٌ، وهي الأَجْدارُ. وقيل: الجُدَرُ إِذا

ارتفعت عن الجلد وإِذا لم ترتفع فهي نَدَبٌ، وقد يدعى النَّدَبُ جُدَراً

ولا يدعى الجُدَرُ نَدَباً. وقال اللحياني: الجُدَرُ السِّلَع تكون

بالإِنسان أَو البُثُورُ الناتئة، واحدتها جُدَرَةٌ. الجوهري: الجَدَرَةُ

خُرَاجٌ، وهي السِّلْعَةُ، والجمع جَدَرٌ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

يا قاتَلَ اللهُ ذُقَيْلاً ذا الجَدَرْ

والجُدَرُ: آثارُ ضربٍ مرتفعةٌ على جلد الإِنسان، الواحدة جُدَرَةٌ، فمن

قال الجُدَرِيُّ نَسَبَه إِلى الجُدَرِ، ومن قال الجَدَريُّ نسبه إِلى

الجَدَر؛ قال ابن سيده: هذا قول اللحياني، قال: وليس بالحسن.

وجَدِرَ ظهرهُ جَدَراً: ظهرت فيه جُدَرٌ. والجُدَرَةُ في عنق البعير:

السِّلْعَةُ، وقيل: هي من البعير جُدَرَةٌ ومن الإِنسان سِلْعَةٌ وضَواةٌ.

ابن الأَعرابي: الجَدَرَةُ الوَرْمَةُ في أَصل لَحْيِ البعير النضر.

الجَدَرَةُ: غُدَدٌ تكون في عنق البعير يسقيها عِرْقٌ في أَصلها نحو السلعة

برأْس الإِنسان. وجَمَلٌ أَجْدَرُ وناقة جَدْراء. والجَدَرُ: وَرَمٌ يأْخذ

في الحلق. وشاة جَدْراء: تَقَوَّب جلدها عن داء يصيبها وليسَ من

جُدَرِيّ. والجُدَرُ: انْتِبارٌ في عنق الحمار وربما كان من آثار الكَدْمِ، وقد

جَدَرَتْ عنقه جُدُوراً. وفي التهذيب: جَدِرَتْ عنقه جَدَراً إِذا

انْتَبَرَتْ؛ وأَنشد لرؤبة:

أَو جادِرْ اللِّيتَيْنِ مَطْوِيُّ الحَنَقْ

ابن بُزُرج: جَدِرَتْ يدَهُ تَجْدَرُ ونَفِطَتْ ومَجِلَتْ، كل ذلك

مفتوح، وهي تَمْجَلُ وهو المَجْلُ؛ وأَنشد:

إِنِّي لَساقٍ أُمَّ عَمْرٍو سَجْلا،

وابن وجَدْتُ في يَدَيَّ مَجْلا

وفي الحديث: الكَمْأَةُ جُدَرِيُّ الأَرض، شبهها بالجُدَرِيِّ، وهو الحب

الذي يظهر في جسد الصبي لظهورها من بطن الأَرض، كما يظهر الجُدَرِيُّ من

باطن الجلد، وأَراد به ذمّها. ومنه حديث مَسْرُوق: أَتينا عبدالله في

مُجَدَّرِينَ ومُحَصَّبِينَ أَي جماعة أَصابهم الجُدَرِيُّ والحَصْبَةُ.

والحَصْبَةُ: شِبْه الجُدَرِيّ يظهر في جلد الصغير.

وعامِرُ الأَجْدَارِ: أَبو قبيلة من كَلْبٍ، سمي بذلك لِسِلَعٍ كانت في

بدنه.

وجَدَرَ النَّبْتُ والشجر وجَدَّرَ جَدارَةً وجَدْرَ وأَجْدَرَ: طلعت

رؤوسه في أَوّل الربيع وذلك يكون عَشْراً أَو نصف شهر، وأَجْدَرَتِ الأَرض

كذلك. وقال ابن الأَعرابي: أَجْدَرَ الشجرُ وجَدَّرَ إِذا أَخرج ثمره

كالحِمَّصِ؛ وقال الطرماح:

وأَجْدَرَ مِنْ وَادِي نَطاةَ وَلِيعُ

وشجر جَدَرٌ. وجَدَرَ العَرْفَجُ والثُّمامُ يَجْدُر إِذا خرج في

كُعُوبه ومُتَفَرّق عِيدانِه مثلُ أَظافير الطير. وأَجْدَرَ الوَلِيعُ وجادَرَ:

اسْمَرَّ وتغير؛ عن أَبي حنيفة، يعني بالوليع طَلْعَ النخل والجَدَرَةُ:

الحَبَّةُ من الطلع. وجَدَّرَ العنَبُ: صار حبه فُوَيْقَ النَّفَض.

ويقال: جَدِرَ الكَرْمُ يَجْدَرُ جَدَراً إِذا حَبَّبَ وهَمَّ بالإِيراق.

والجِدْرَ: نَبْتٌ؛ وقد أَجْدَرَ المكانُ.

والجَدَرَةُ، بفتح الدال: حَظِيرة تصنع للغنم من حجارة، والجمع جَدَرٌ.

والجَدِيرَة: زَرْبُ الغَنم. والجَدِيرَة: كَنِيفٌ يتخذ من حجارة يكون

لِلْبَهْم وغيرها. أَبو زيد: كنيف البيت مثل الجُحْرَة يجمع من الشجر، وهي

الحظيرة أَيضاً. والحِظَارُ: ما حُظِرَ على نبات شجر، فإِن كانت الحظيرة

من حجارة فهي جَدِيرَة، وإِن كان من طين فهو جِدارٌ.

والجِدارُ: الحائط، والجمع جُدُرٌ، وجُدْرانٌ جمع الجمع مثل بَطْنٍ

وبُطْنانٍ

(* قوله: «مثل بطن وبطنان» كذا في الصحاح. ولعل التمثيل: إِنما هو

بين جدران وبطنان فقط بقطع النظر عن المفرد فيهما. وفي المصباح: والجدار

الحائط والجمع جدر مثل كتاب وكتب والجدر لغة في الجدار وجمعه جدران)؛ قال

سيبويه: وهو مما استغنوا فيه ببناء أَكثر العدد عن بناء أَقله، فقالوا

ثلاثة جُدُرٍ؛ وقول عبدالله بن عمر أَو غيره: إِذا اشتريت اللحم يضحك

جَدْرُ البيت؛ يجوز أَن يكون جَدْرٌ لغةً في جِدارٍ؛ قال ابن سيده: والصواب

عندي تضحك جُدُرُ البيت، وهو جمع جِدارٍ، وهذا مَثَلٌ وإِنما يريد أَن

أَهل الدار يفرحون. الجوهري: الجَدْرُ والجِدَارُ الحائط. وجَدَرَه

يَجْدُرُه جَدْراً: حَوَّطه. واجْتَدَرَهُ: بناه؛ قال رؤبة:

تَشْيِيد أَعْضادِ البِناء المُجْتَدَرْ

وجَدَّرَهُ: شَيَّدَهُ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

وآخَرُون كالحَمِيرِ الجُشَّرِ،

كأَنَّهُمْ في السَّطْحِ ذِي المُجَدَّرِ

إِنما أَراد ذي الحائط المجدّر، وقد يجوز أَن يكون أَراد ذي التجدير أَي

الذي جُدّر وشُيِّدَ فأَقام المُفَعَّل مقامَ التَّفْعيل لأَنهما جميعاً

مصدران لفَعَّلَ؛ أَنشد سيبويه:

إِنَّ المُوَقَّى مِثْلُ ما لَقِيتُ

أَي إِن التوقية.

وجَدَرَ الرجلُ: توارى بالجِدارِ؛ حكاه ثعلب، وأَنشد:

إِنَّ صُبَيْحَ بن الزُّبَيْرِ فأَرَا

في الرَّضْمِ، لا يَتْرُك منه حَجَرا

إِلاَّ مَلاه حِنْطَةً وجَدَرا

قال: ويروى حشاه. وفأَر: حفر. قال: هذا سرق حنطة وخبأَها.

والجَدَرَةُ: حَيٌّ من الأَزد بَنَوْا جِدارَ الكعبة فسُمُّوا الجَدَرَة

لذلك. والجَدْرُ: أَصلُ الجِدارِ. وفي الحديث: حتى يبلغ الماء جَدْرَهُ

أَي أَصله، والجمع جِدُورٌ، وقال اللحياني: هي الجوانب؛ وأَنشد:

تَسْقي مَذانِبَ قد طالَتْ عَصِيفتُها،

جُدُورُها من أَتِيِّ الماء مَطْمُومُ

قال: أَفرد مطموماً لأَنه أَراد ما حول الجُدُورِ، ولولا ذلك لقال

مطمومة. وفي حديث الزبير حين اختصم هو والأَنصاري إِلى النبي، صلى الله عليه

وسلم، في سُيول شِراجِ الحَرَّةِ: اسْقِ أَرْضَكَ حتى يَبْلُغَ الماءُ

الجَدْرَ؛ أَراد ما رفع من أَعضاد المزرعة لتُمْسكَ الماء كالجدار، وفي

رواية: قال له احبس الماء حتى يبلغَ الجُدَّ؛ هي المُسنَّاةُ وهو ما رفع حول

المزرعة كالجِدارِ، وقيل: هو لغة في الجدار، وروي الجُدُر، بالضم، جمع

جدار، ويروى بالذال؛ ومنه قوله لعائشة، رضي الله عنها: أَخاف أَن يَدْخُلَ

قُلُوبَهُمْ أَنْ أُدْخِلَ الجَذْرَ في البيت؛ يريد الحِجْرَ لما فيه من

أُصول حائط البيت. والجُدُرُ: الحواجز التي بين الدِّبارِ الممسكة الماء.

والجَدِيرُ: المكان يبنى حوله جِدارٌ. الليث: الجَدِيرُ مكان قد بني

حواليه مَجْدورٌ؛ قال الأَعشى:

ويَبْنُونَ في كُلِّ وادٍ جَدِيرا

ويقال للحظيرة من صخر: جَدِيرَةٌ. وجُدُورُ العنب: حوائطه، واحدها

جَدْرٌ. وجَدْراءُ الكَظَامَة: حافاتها، وقيل: طين حافتيها.

والجِدْرُ: نبات

(* قوله: «والجدر نبات إلخ» هو بكسر الجيم وأما الذي من

نبات الرمل فبفتحها كما في القاموس). واحدته جِدْرَةٌ. وقال أَبو حنيفة:

الجَدْرُ كالحلمة غير أَنه صغير يَتَرَبَّلُ وهو من نبات الرمل ينبت مع

المَكْرِ، وجمعه جُدُورٌ؛ قال العجاج ووصف ثوراً:

أَمْسَى بذاتِ الحاذِ والجُدُورِ

التهذيب: الليث: الجَدْرُ ضرب من النبات، الواحدة جَدْرَةٌ؛ قال العجاج:

مَكْراً وجَدْراً واكْتَسَى النَّصِيُّ

قال: ومن شجر الدِّقِّ ضروب تنبت في القِفاف والصِّلابِ، فإِذا أَطلعت

رؤوسها في أَول الربيع قيل: أَجْدَرَتِ الأَرْضُ. وأَجْدَرَ الشجر، فهو

جَدْرٌ، حتى يطول، فإِذا طال تفرقت أَسماؤه.

وجَدَرٌ: موضع بالشام، وفي الصحاح: قرية بالشام تنسب إِليها الخمر؛ قال

أَبو ذؤيب:

فما إِنْ رَحيقٌ سَبَتْها التِّجَا

رُ مِنْ أَذْرِعَاتٍ، فَوَادي جَدَرْ

وخمر جَيْدَرِيَّةٌ: منسوب إِليها، على غير قياس؛ قال معبد بن سعنة:

أَلا يا آصْبَحَاني قَبْلَ لَوْمِ العَواذِلِ،

وقَبْلَ وَدَاعٍ مِنْ رُبَيْبَةَ عاجِلِ

أَلا يا آصْبَحَاني فَيْهَجاً جَيْدَرِيَّةً،

بماءٍ سَحَابٍ، يَسْبِقِ الحَقَّ باطِلي

وهذا البيت أَورده الجوهري أَلا يا آصْبَحِينا، والصواب ما أَوردناه

لأَنه يخاطب صاحبيه. قال ابن بري: والفيهج هنا الخمر وأَصله ما يكال به

الخمر، ويعني بالحق الموت والقيامة، وقد قيل: إِن جَيْدَراً موضع هنالك

أَيضاً فإِن كانت الخمر الجيدرية منسوبة إِليه فهو نسب قياسي.

وفي الحديث ذكر ذي الجَدْرِ، بفتح الجيم وسكون الدال، مَسْرَحٌ على ستة

أَميال من المدينة كانت فيه لِقاحُ النبي، صلى الله عليه وسلم، لما أُغير

عليها. والجَيْدَرُ والجَيْدَرِيُّ والجَيْدَرانُ: القصِير، وقد يقال له

جَيْدَرَةٌ على المبالغة، وقال الفارسي: وهذا كما قالوا له دَحْداحة

ودِنَّبَةٌ وحِنْزَقْرَة. وامرأَة جَيْدَرَةٌ وجَيْدَرِيَّةٌ؛ أَنشد

يعقوب:ثَنَتْ عُنُقاً لم تَثْنِها جَيْدرِيَّةٌ

عَضَادٌ، ولا مَكْنُوزة اللحمِ ضَمْزَرُ

والتَّجْدِيرُ: القِصَرُ، ولا فعل له؛ قال:

إِني لأَعْظُمُ في صَدْرِ الكَمِيِّ، على

ما كانَ فيَّ مِنَ التَّجْدِيرِ والقِصَرِ

أَعاد المعنيين لاختلاف اللفظين، كما قال:

وهِنْدٌ أَتَى من دونِها النَّأَْيُ والبُعْدُ

الجوهري: وجَنْدَرْتُ الكتاب إِذا أَمررت القَلَم على ما دَرَسَ منه

ليتبين؛ وكذلك الثوب إِذا أَعدت وَشْيَه بعدما كان ذهب، قال: وأَظنه

معرّباً.

جدر
: (الجَدْرُ) ، بفتحٍ فَسُكُون: (الحائِطُ: كالجِدَارِ) ، بِالْكَسْرِ، ووَرَدَ فِي قَول عبدِ الله بنِ عُمَرَ: (إِذا اشتريْت اللَّحْمَ يضحكُ جَدْرُ البَيْتِ) ؛ قَالُوا: هُوَ لغةٌ فِي الجِدَار. (ج جُدْرٌ) ، بضمتَيْن، (وجُدْرانٌ) جَمْعُ الجمعِ، مثل بَطْن وبُطْنَان. قَالَ سِيبَوَيْه: وَهُوَ ممّا استغنَوْا فِيهِ ببِنَاءِ أَكثرِ العَدَدِ عَن بناءِ أَقلِّه، فَقَالُوا: ثلاثَةُ جُدُرٍ.
(و) الجَدْرُ: (نَبْتٌ رمْلِيٌّ) ، وَهُوَ كالحَلَمة غيرَ أَنه صغيرٌ يَتَرَبَّلُ، يَنْبُتُ مَعَ المَكْرِ، قالَه أَبو حنيفةَ: (ج جُدُورٌ) ، بالضمّ، قَالَ العَجّاج ووَصَفَ ثَوْراً:
أَمْسَى بذَات الحَاذِ والجُدُورِ
وَفِي التَّهْذِيب: عَن اللَّيْث: الجَدْر: ضَرْبٌ من النَّبَات، الواحِدَةُ جَدْرَةٌ، قَالَ العَجّاج:
مَكْراً وجَدْراً واكْتَسَى النَّصِيُّ
(وَقد أَجْدَرَ المَكَانُ) .
قَالَ الأَزهَريُّ: ومِن شَجَر الدِّقِّ ضُرُوبٌ تَنْبتُ فِي القِفاف والصَّلاب، فإِذا أَطْلَعتْ رؤُوسها فِي أَول الرَّبِيعِ، قيل: أَجْدرت الأَرْضُ، وأَجْدَرَ الشَّجرُ، فَهُوَ جَدْرٌ حِين يطولُ فإِذا طالَ تَفَرَّقَتْ أَسماؤُه.
كتاب م كتاب (و) الجَدْرُ: (حَطِيمُ الكَعْبَةِ) ، لما فِيهِ من أُصلِ حائِطِ البَيت. وَفِي الأَساس: وللحِجْر ثلاثةُ أَسماءِ: الحِجْرُ والحَطِيمُ والجدْرُ، (و) هُوَ (أَصْلُ الجِدَارِ) ؛ سُمِّيَ بِهِ لأَن جِدارَه مُسْتَوْطِيءٌ. وَفِي الحَدِيث: (حتَّى يَبْلُغَ الماءُ جَدْرَه) أَي أَصْلَه. والجمعُ جُدُورٌ. (و) قَالَ اللِّحيانيّ: جَدْرُه: (جانِبُه) ، والجمعُ جُدُورٌ،، وأَنشدَ:
تَسْقِي مَذَانِبَ قد طالَتْ عَصِيفَتْهَا
جُدُورُهَا مِن أَتِيِّ الماءِ مَطْمَومُ
(و) الجَدْرُ: (خُرُوجُ الجُدَرِيِّ، بضمِّ الجيمِ وفتحِها) ، لغتانِ، وأَما الدّالُ فمفتوحةٌ على كلِّ حَال، وَهُوَ إسمٌ (لقُرُوح فِي البَدَن تَنَفَّطُ) عَن الجِلْد ممتلئةٌ مَاء، (وتَقَيَّحُ) ، وَهُوَ داءٌ معروفٌ يَأْخُذُ الناسَ مرَّةً فِي العُمرِ. , قَالَ شيخُنا: وَقد قَالُوا: أَوَّلُ مَن عُذِّبَ بِهِ قومُ فرْعَوْنَ، ثمَّ بَقِيَ بعدهمْ، كمنا فِي المِصْباح. وَقَالَ عِكْرِمَةُ: أَوَّلُ جُدَرِيّ ظَهَرَ مَا أُصِيب بِهِ أَبْرهةُ.
(وَقد جَدِرَ يَجْدَرُ جَدَراً، حَكَاهُ اللِّحْيَانيُّ.
(وجُدِرَ، كعُنِيَ) جَدْراً. (ويُشَدَّدُ) .
قَالَ شيخُنَا: وَقد أَنكرَه الحرِيريُّ وجماعةٌ، وقلوا: إِن التَّفْعِيلَ يَدُلُّ على المبالغةِ والتَّكرارِ، وَهُوَ لَا يَأْتِي فِي العُمر إِلّا مرّة وَاحِدَة، فَكيف يُشَدَّدُ؟ وتَعَقَّبُوه بوجوهٍ بَسَطتُها فِي شرح نَظْمِ الفَصِيح، وأَشرتُ إِليها فِي شرح الدُّرَّة. (وَهُوَ مَجْدُور) الوَجْهِ، (ومُجَدَّرٌ) وجَدِيرٌ.
(وأَرْضٌ مجْدَرَةٌ: كَثِيرَتُه) . وَقَالَ اللِّحْيَانيُّ: ذاتُ جُدَرِيَ.
(والجِدْرُ، بِالْكَسْرِ: نباتٌ، لواحدةُ بهاءٍ) . وَقد أَجْدَرتِ الأَرضُ.
(و) الجَدَرُ (بالتَّحرِيك: سِلَعٌ تكون فِي البَدَن خِلْقَةً) أَو البُثورُ النّاتِئَةُ، عَن اللِّحْيانيّ، (أَو) آثارٌ (مِن ضَرْبٍ) مرتَفِعَةٌ على جِلْدِ الإِنسان، (أَو مِن جِراحَةٍ) ، وَقيل: الجَدَرُ إِذا ارتفعتْ عَن الجِلْد، وإِذا لم ترْتَفع فَهِيَ نَدَبٌ، وَقد يُدْعَى (النَّدب) جَدَراً وَلَا يُدْعَى الجدَرُ نَدَباً، (كالجُدَرِ، كصُرَدٍ، واحدتُهما بهاءٍ) .
وَفِي الصّحاح: الجَدَرَةُ: خُرَاجٌ، وَهِي السِّلْعَةُ، والجمعُ جَدرُ، وأَنشدَ ابنُ الأَعْرَابيِّ:
يَا قَاتَلَ اللهُ دُقَيْلاً ذَا الجَدَرْ
وَفِي المُحكَم: فمَن قَالَ: الجُدَرِيُّ، نَسَبَه إِلى الجُدر، وَمن قَالَ الجدريُّ نسَبَه إِلى الجَدر، قَالَ: وهاذا قولُ اللِّحْيانيِّ وَلَيْسَ بالْحسنِ، (ج الأَجْدارُ) .
(و) الجَدَرُ: (وَرمٌ يأْخُذُ فِي الحَلْق) وَعَن ابْن الأَعْرَابيِّ: الجَدَرَةُ: الوَرْمَةُ فِي أَصْل لَحْى البَعير. وَقَالَ النَّضْر: الجدَرةُ: غُددٌ تكونُ فِي عُنُق البَعِير، يسْقِيهَا عِرْقٌ فِي أَصْلهَا، نَحْوُ السِّلْعَة برأْس الإِنسان. وجمَلٌ أَجْدَرُ. وناقَةٌ جَدْراءُ. وَقيل: هِيَ فِي عُنُق البَعِير السِّلْعَةُ، وَقيل: هِيَ مِن البعِيرِ جُدرَةٌ، وَمن الإِنسان سِلْعةٌ (وضَوَاةٌ) .
(و) الجَدَرُ: (انْتِبارٌ أَو أَثَرُ كَدْم فِي عُنُقِ الحِمَارِ) جُدُوراً) ، بالضَّمِّ. وَفِي التَّهْذِيب: جَدِرَتْ عُنُقُه جَدَراً، إِذا انْتَبَرَتْ، وأَنشدَ لرُؤْبَةَ:
أَو جادِرُ اللِّيتَيْنِ مَطْوِيُّ الحَنَقْ
(و) الجَدَرُ: (حَبُّ الطَّلْعِ) . وأَجْدَرَ الوَلِيعُ، وجادرَ: أسْمَرَّ وتَغَيَّرَ، عَن أَبي حنيفَة، يَعْنِي بالولِيعِ طَلْعَ النَّخْلِ، واحدتُه جَدَرَةً، وَهِي حَبَّةُ الطَّلْعِ.
(و) الجَدَرُ (أَن يَخْرُجَ بالإِنسان جُدَرٌ) ، أَي فِي بَدَنه من البُثُور النّاتئَة، وَقد جَدِرَ ظ 2 هْرُه، قالَه اللِّحْيَانيُّ.
والجَدرُ أَيضاً أَن يَرِمَ عُنُقُ الحِمارِ، وَقد جَدِرتْ عُنُقُه، كَمَا فِي التَّهْذِيب.
(و) الجَدرُ: (هَمُّ الكَرْمِ بالإِيراقِ) ، يُقَال: جدِرَ الكَرْمُ جَدَراً، إِذا حبَّبَ وهَمَّ بالإِيراق وجدَّر العِنَبُ: صارَ حَبّه فُوَيْق النَّفَضِ.
(وفِعْلُهما كفَرِحَ) لَا غيرُ.
(والجدِيرُ: مكانٌ) يُبْنَى حولَه. وَقَالَ اللَّيْث: (بُنِيَ حَوَالَيْه جِدَارٌ) قَالَ الأَعشى:
وتَبْنُونَ فِي كلِّ وادٍ جَدِيرَا
(و) الجَدِيرُ: (الخَلِيقُ) ، يُقَال: هُوَ جَدِيرٌ بِكَذَا ولكذا، أَي خَلِيقٌ لَهُ. (ج جَدِيرُونَ وجُدَراءُ) والأُنثى جَدِيرَةٌ.
(وَقد جَدُرَ ككَرُمَ (جَدَارةً) بِالْفَتْح. قَالَ شيخُنَا وَفِيه رَدٌّ على النُّحَاة الَّذين يَقُولُونَ: إِنّ مَا أَجْدَرَه وأَجْدِرْ بِه شاذٌّ، كَمَا فِي التَّوْضِيح وغيرِه، وأَشرتُ إِلى نَقْدِه فِي حَواشِيه.
(وإِنّه لَمَجْدَرَةٌ أَن يَفْعَلَ) ، وكذالك الإثْنانِ والجَمْع، وإِنها لمجْدَرَة بذالك، وبأَن تَفْعَلَ ذالك، وكذالك الإِثْنَتَانِ والجَمْع، كلُّه عَن اللِّحْيَانيّ، وَعنهُ أَيضاً: إِنِ لَجدِيرٌ أَن يَفْعَلَ ذالك، وإِنهما لَجدِيرانِ. وَقَالَ زُهَيْر:
جَدِيرُون يَوماً أَنْ يَنَالُوا فيسْتَعْلوا
ويُقال للمرأَة: إِنّها لَجَدِيرَةٌ أَن تَفعَلَ ذالك وخَلِيقَةٌ، وإِنهُنَّ جدِيرَاتٌ وجَدَائِرُ. (و) حُكِيَ عَن أَبي جَعْفَر الرَّوَاسِيِّ: إِنه (مَجْدُورٌ) أَن يفعَل ذَلِك، جاءَ بِهِ على لَفْظ الْمَفْعُول وَلَا فِعْلَ لَهُ. وَقَالَ غيرُه: هاذا الأَمْرُ مَجْدَرَةٌ لذالك، ومَجْدَرَةٌ مِنْهُ، (أَي مَخْلَقَةٌ) مِنْهُ أَن يفعلَ كَذَا، أَي هُوَ جَدِيرٌ بفِعْلِه.
(وجَدَرَه: جَعَلَه جَدِيراً) نقلَه الصَّغَانِيُّ.
وأَجْدِرْ بِهِ أَن يفعلَ ذالك، وَمَا أَجْدَرَه.
(والجَدِيرَةُ: الحَظيرَةُ) ، وَهِي كَنِيفٌ يُتَّخَذُ مِن حِجَارَة يكون للبَهْم وغيرِهَا، كالجَدَرَة، محرَّكةً. وَقيل: الجَديرَةُ: زَرْبُ الغَنَم. وَعَن أَبي زَيْد: كَنِيفُ البَيْتِ مثلُ الحُجْرَة تُجْمَعُ من الشَّجَر، وَهِي الحَظيرَةُ أَيضاً؛ فإِن كَانَت من حِجَارَة فَهِيَ جَديرةٌ، وإِن كَانَ من طِين فَهُوَ جدَارٌ.
(و) الجَديرةُ: الطَّبيعَةُ) .
(و) الجِدارَةُ (ككِتَابَة: وادٍ بالحِجَاز فِيهِ قُرًى) ومَساكنُ عامرةٌ.
(وجَدَرُ، محرَّكَةً: ة بَين حِمْصَ وسَلَميَّةَ) تُنْسبُ إِليها الخَمْر، قَالَ أَبو ذُؤَيْب:
فَمَا إِنْ رَحِيقٌ سبَتْها التِّجا
رُ مِن أَذْرعَاتٍ فَوَادِي جَدَرْ (والنَّسْبَةُ جَدَريٌّ) على قِيَاس (وجَيْدَريٌّ) على غير قياسٍ، قَالَ مَعْبَد بنُ سَعْنَةَ:
أَلَا يَا اصْبَحاني قبلَ لَوْم العَواذِلِ
وقبلَ ودَاع من زُنَيْبَةَ عاجلِ
أَلَا يَا اصْبَحانِي فَيْهَجاً جَيْدَريَّةً
بماءِ سحَابٍ يَسْبِق الحَقَّ باطلي
هاكذا أَنشدَه ابْن بَرِّيَ. والفَيْهَجُ هُنَا: الخَمْر، وأَصلُه مَا يُكالُ بِهِ الخْمر، وَقد قيل إِن جَيْدَرَ موضعٌ هُنَاكَ أَيضاً، فإِن كَانَت الخَمرُ الجَيْدَريَّةُ منسوبةً إِليه فَهُوَ نَسَبٌ قياسيٌّ، كَمَا فِي اللِّسَان.
(والجَدَرَةُ، محرَّكَةً: حَيٌّ مِن الأَزْد) ، وهم بَنو عَامر بن عَمْرو بن خَثْعَمَة، وَمن قَالَ: ابْن عَمْرو مِن حُزَيْمَةَ فقد أَخطأَ؛ كَذَا حَقَّقه السهَيْليُّ فِي الرَّوْض. قلتُ: وخثعمة هاذا هُوَ ابنُ بكْر بن يَشْكُرَ بن قَسِيِّ بن صَعْب بن دُهْمانَ بن نصْر بن زَهرانَ الأَزْدِيُّ؛ (سُمُّوا بِهِ لأَنَّهُمْ بَنَوْا جِدَارَ الكَعْبة، عَظَّمَها اللهُ تعالَى) وشَرَّفها، (أَو حِجْرَها) وَهُوَ الْحطيم. وَقَالَ أَهلُ الأَنساب: دَخَلَ السَّيْلُ مرَّةً الكعبةَ، وصَدَّعَ بُنْيَانَها، ففَزعتْ قُريشٌ إِن جاءَ سَيْلٌ آخَرُ يَذهَبُ بشَرَفهم ودِينهم، فبنَى عامرٌ المذكورُ لهَا جِدَاراً دُون السَّيْل، يُسَمَّى الجَادِرَ. وَقَالَ شيخُنَا: والجَدَرَةُ لعلَّهم جَعَلُوه جَمْعَ جادرٍ، ككاتِب وَكَتَبَة ثمَّ سَمَّوُا القَبيلَةَ. قلْتُ: ويجوزُ أَن يكونَ إِلى الجَدِير، وَهُوَ الْمَكَان الَّذِي بُنِيَ حَوْلَه جدَارٌ، وأُرِيدَ بِهِ الحَطِيمُ، كَمَا قَالُوا فِي ثَقِيف ثَقَفِيّ.
(و) جَدَرةُ، (بِلَا لَام: والِدَةُ قُصَيِّ بنِ كِلاب) ، واسمُهما فاطمةُ بنتُ عوْفِ بنِ سعدِ بنِ سَيِلِ بنِ الجَدرَةِ، وهم حُلَفَاءُ بَنِي الدِّيلِ، قالَه ابنُ الأَثِير والأَمِيرُ.
(وجَدَرَ الشَّجَرُ خَرَجَ ثَمَرُه كالحِمِّصِ) ، عَن ابْن الأَعرابيّ. (و) جَدَرَ (النَّبْتُ) والشَّجَرُ (طَلَعَتْ رُؤُوسه) فِي أَول الرَّبِيع، (كأَنَّه الجُدَرِيُّ) ، فَهُوَ مَجازٌ (كجَدُرَ ككَرُمَ) جَدارَةٌ (وأجْدَرَ) ، حَكَى الثَّلاثةَ ابنُ الأَعرابيِّ، (وجَدَّرَ فيهمَا) وجادَرَ، الأَخِيرُ عَن أَبي حنيفَة، وَقَالَ الطِّرِمَّاح:
فآلَيْتُ أَلْحَى عَاشِقًا مَا سَرَى القَطَا
وأَجْدَرَ مِن وادِي نَطَاةَ وَلِيعُ
وجَدَرَ العَرْفَجُ والثُّمَامُ يَجْدُرُ، إِذا خَرَجَ فِي كُعُوبِه ومُتَفَرّقِ عِيدانِه مثلُ أَظافِيرِ الطَّيْرِ.
وأَجْدَرَ الوَلِيعُ وجادَرَ: أسْمَرَّ وتَغَيَّرَ.
وَقَالَ اللَّيْث: أَجْدَرَ الشَّجَرُ فَهُوَ جَدْرٌ، حِين يَطُولُ فإِذا طالَ تَفَرَّقَتْ أَسماؤُه.
(و) عَن ابنِ بُزُرْجَ وجَدَرَتِ (اليَدُ) تَجْدُرُ، ونَفِطَتْ، (مَجَلَتْ) ، كلُّ ذالك مفتوحٌ، وَهِي تَمْجَلُ، وَهُوَ المَجَلُ.
(و) جَدَرَ (الجدارَ) يَجْدُرُ: حَوَّطَه) .
(و) جَدَرَ (الرجلُ: توارَى بالجِدار) ، حَكَاهُ ثَعْلبٌ، وأَنشد:
إِنَّ صُبَيْحَ بنَ الزُّبَيْرِ فَأَرَا
فِي الرَّضْمِ لَا يَتْرُكُ مِنْهُ حَحَرَا
إِلَّا مَلأَه حِنْطَةً وجَدَرَا
قَالَ: هاذا سَرَقَ حِنْطَةً وخَبَأَها.
(واجْتَدَرَ: بنَاه) ، قَالَ رُؤْبة:
تَشْيِيدَ أَعْضادِ البِنَاءِ المُجْتَدَرْ (وجَدَّرَه تَجْدِيراً: شَيَّدَه) ، وأَنشدَ ابْن الأَعرابيّ:
وآخَرُون كالحَمِيرِ الجُشَّرِ
كأَنَّهم فِي السَّطْح ذِي المُجَدَّرِ
قيل: أَرادَ: ذِي الحائطِ المُجَدَّرِ، ويجوزُ أَن يكون أَراد: ذِي التَّجْدِيرِ؛ أَي الَّذِي جُدِّرَ وشُيِّدَ، فأَقام المُفَعَّلَ مقامَ التَّفْعِيلِ؛ لأَنهما جَمِيعاً مصدرانِ لفَعَّلَ، أَنشدَ سِيبَوَيْهِ:
إِنَّ المُوَقَّى مثلُ مَا لَقِيتُ
أَي إِنْ التَّوْقِيَةَ.
(والجَيْدَرُ: القَصِيرُ، كالجَيْدَرِيِّ والجَيْدَرَانِ) ، وَقد يُقَال لَهُ: جَيْدَرَةٌ، على المُبَالَغة، قَالَ الفارسيّ: وهاذا كَمَا قَالُوا: دَحْدَاحَةٌ ودِنَّبَةٌ وحِنَزْقَرَةٌ. وامرأَةٌ جَيْدَرَةٌ وجَيْدَرِيَّةٌ، وأَنشدَ يعقوبُ:
ثَنَتْ عُنُقاً لم تَثْنِهَا جَيْدرِيَّةٌ
عَضَادٌ وَلَا مَكْنُوزَةُ اللَّحْمِ ضَمْزَرُ
(والمَجْدُورُ: القليلُ اللَّحْمِ) ، وَمن بِهِ آثارُ ضَرْبٍ أَو سِياط.
(وذ جَدْرٍ) بِفَتْح فَسُكُون جاءَ ذِكْرُه فِي الحَدِيث، وَهُوَ (مَسْرَحٌ قُرْبَ المَدِينَةِ) ، على ساكنها أَفضل الصلاةِ وَالسَّلَام، على ستةِ أَميال مِنْهَا، ناحيةَ قُبَاءٍ، كَانَت فِيهِ لِقاحُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليْه وسلّم لما أُغِيرَ عَلَيْهَا.
(والمِجْدَارُ) كمِحْرابٍ: (مَا يُنْصَبُ فِي الزَّرْعِ مَزْجَرَةً للسِّباع) والطَّيْرِ، قَالَ:
اصْرِمِينِي يَا خِلْقَةَ المِجْدارِ
وصِلِينِي بِطُولِ بُعْدِ المَزارِ
(وعامِرُ بنُ جَدَرَةَ، محرَّكةً: أَولُ مَن كَتَب بخَطِّنا) ، أَي العربيِّ. قَالَ شيخُنا: وسيأْتي لَهُ فِي (مّ) أَنّ أَولَ مَن كَتَبَ بالعربيَّة مُرَامِرٌ، وجَزَمَ بِهِ جماعةٌ، وتَوَقَّفَ جماعَةٌ: هَل هُوَ خِلافٌ أَو يُمكنُ التوفيقُ؟ قَالَ: وهاذه الأَوَّلِيَّةُ فِيهَا خِلافٌ طويلُ الذَّيْلِ، أَوردَه ابنُ عَساكِرَ وغيرُه، ونَقَلَ خُلاصتَه الجَلَالُ فِي أَوَّلِيَّاتِه، وسيأْتي طَرَفٌ مِنْهُ إِن شاءَ اللهُ تعالَى. قلتُ: وهاذه العبرةُ مأْخُوذةٌ من الجَمْهَرة لِابْنِ دُرَيْد، قَالَ فِيهَا: أَوْلُ مَن كَتَبَ بخَطِّنا هاذا عامرُ بنُ جَدَرَةَ، ومُرَامِرُ بنُ مُرَّةَ، الطّائِيّانِ، ثمَّ سَعْدُ بنُ سَيَلٍ، غير أَن المصنِّفَ فَرَّقَ فذَكَر كلَّ واحدٍ فِيمَا يُناسِبُ ذِكْره فِي مَحَلِّه.
(وعامِرُ الأَجْدَارِ: أَبُو حَيَ) مِن كَلْبٍ؛ سُمِّيَ بِهِ (لأَنَّه كَانَ عَلَيْهِ جَدَرَةٌ) ، أَي سِلْعَةٌ، وَهُوَ عامرُ بنُ عَوْفِ بنِ كِنَانَةَ بنِ عَوف بنِ عُذْرَةَ بنِ زَيْدِ الّلاتِ، وهاذا الَّذِي ذَكَرَه المصنِّف مِن وَجْه التَّسْميَة؛ فقد صَرَّحَ بِهِ ابنُ دُرَيْد، ورَدَّ على ابْن الكَلْبيّ حَيْثُ قَالَ: لأَنه كَانَ جَالِسا بجَنْب جِدار إِلى آخرِه، فراجِع المعجمَ
(وجُدْرَةُ، بالضمّ: ابنُ سَبْرَةَ) العتَقِيُّ، شَهِدَ فتحَ مِصْرَ، (صَحابِيٌّ) ، هاكذا ضَبَطَه ابنُ ماكُولَا بالدّال الْمُهْملَة.
(وجَنْدَرَ الكِتَاب: أَمَرَّ القَلَم على مَا دَرَسَ مِنْهُ) لِيَتَبيَّنَ. (و) كذالك (الثَّوْبَ) إِذا (أَعادَ وشْيَه بعد ذَهابِه) ، وَهُوَ مأْخوذٌ من الصّحاح، قَالَ: وأَظُنُّه معرَّباً.
(وأَبو قِرْصافَةَ جَنْدَرةُ بنُ خَيْشَنَةَ) الكِنَانِيُّ (صَحابِيٌّ) ، نَزلَ عَسْقَلَانَ، رَوَتْ عَنهُ بِنْتُه.
وأَبو بكرٍ محمّدُ بنُ أَحمد بنِ يُوسُفَ المقرىء الجَنْدَرِيُّ محدِّثٌ، رَوى عَن أَبي بكرٍ الخَرائِطِيِّ.
وممّا يُستدرَك عَلَيْهِ:
شاةٌ جَدْراءُ: تَقَوَّبَ جِلْدُهَا عَن داءٍ بُصِيبُهَا، وَلَيْسَ مِن جُدَرِيَ.
وَفِي الحَدِيث: (الكَمْأَةُ جُدَرِيُّ الأَرْضِ) ؛ شَبَّهَهَا بِهِ لظُهُورِهَا مِن بَطْن الأَرْضِ كَمَا يَظْهَرُ الجُدَرِي مِن باطِن الجِلْد، وأَراد بِهِ ذَمَّها.
وأَجْدَرتِ الأَرضُ، إِذا طَلَعَتْ رُؤُوسُ نَباتِها.
وشَجَرٌ جَدَرٌ.
وجادَرَ الطَّلْعُ: طَلَعَ حَبُّه.
والجَدَرَةُ، محرَّكةً: حَظيرَةُ الغَنَم.
والجُدُرُ، بضمتَيْن: الحواجزُ الَّتِي بَين الدِّيارِ، المُمْسِكَةُ المَاء.
وجُدُورُ العِنَبِ حوَائِطُه.
وجدْرَا الكِظَامةِ: حَافَتَاهَا، وَقيل: طِينُ حافَتَيْهَا.
والتَّجْدِيرُ: القِصَرُ، وَلَا فِعْلَ لَهُ قَالَ:
إِني لأَعْظُمُ مِن صَدْرِ الكَمِيِّ علَى
مَا كانَ فِي زَمَنِ التَّجْدِيرِ والقِصَرِ.
أَعادَ المَعْنَيَيْنِ لاختلافِ اللفظَيْن، كَمَا قَالَه:
وهِنْنٌ أَتَى مِن دُونِها النَّأْيُ والبُعْدُ
كَذَا فِي اللِّسان.
والمُجَدَّرُ: لَقَبُ نصْرِ بنِ زَيْد، رَوَى عَن مَالك وشَرِيك.
والمجَنْدِر: لَقَبُ أَبي القاسِم يَحيَى بنِ أَحمدَ بنِ بدْرٍ البغداديِّ، مِن جنْدَرَةِ الثِّيَابِ، رَوَى عَنْه السّمْعَانيُّ.
وجَدِرَ البعيرُ، كفَرِحَ، فَهُوَ أَجدر، والناقةُ جَدْراءُ، مِن الجُدَرَةِ وَهِي السِّلْعَةُ.
وجُدَارَةُ، بالضمّ: أَخو خُدْرَةَ فِي بَنِي النَّجَّار، نقلَه السُّهَيْلِيُّ فِي غَزْوَة بَدْر، عَن ابْن إِسحاق، والمشهورُ بالخاءِ، كَمَا سيأْتي.
والمُجَدَّرَةُ، كمُعَظَّمة: طعامٌ لأَهل الشامِ.
وقَطِيعَةُ بَنِي جِدَارٍ: مَحَلَّةٌ ببغدادَ، مِنْهَا أَبو بكرٍ أَحمدُ بن سندي بنِ الحَسَنِ البغداديُّ، صَدُوقٌ، تَرْجَمه الخطيبُ فِي تَارِيخه.
وجِدَارٌ: صحابيُّ رَوى عَنهُ يَزَيدُ بنُ شَجرَةَ.
وجِدَارٌ العُذْريُّ: تابعيُّ.
وجِدارُ بن بَكْرةَ عَن جَدِّه، وَعنهُ محمّدُ بنُ جعفرٍ الكِنانيُّ.

شطط

(شطط) بَالغ فِي الشطط
شطط: {شططا}: جورا. {تُشطِط}: تجور وتسرف. وتَشطُط: تبعد.
شطط
الشَّطَطُ: الإفراط في البعد. يقال: شَطَّتِ الدّارُ، وأَشَطَّ، يقال في المكان، وفي الحكم، وفي السّوم، قال:
شطّ المزار بجدوى وانتهى الأمل
وعبّر بِالشَّطَطِ عن الجور. قال تعالى: لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً
[الكهف/ 14] ، أي: قولا بعيدا عن الحقّ.
وشَطُّ النّهر حيث يبعد عن الماء من حافته.
ش ط ط : شَطَّتْ الدَّارُ بَعُدَتْ وَشَطَّ فُلَانٌ فِي حُكْمِهِ شُطُوطًا وَشَطَطًا جَارَ وَظَلَمَ وَشَطَّ فِي الْقَوْلِ شَطَطًا وَشُطُوطًا أَغْلَظَ فِيهِ وَشَطَّ فِي السَّوْمِ أَفْرَطَ وَالْجَمِيعُ مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ وَأَشَطَّ فِي الْحُكْمِ بِالْأَلِفِ وَفِي السَّوْمِ أَيْضًا لُغَةٌ.

وَالشَّطُّ جَانِبُ النَّهْرِ وَجَانِبُ الْوَادِي وَالْجَمْعُ شُطُوطٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ. 
[شطط] نه: في ح تميم الداري: إن رجلًا كلمه في كثرة العبادة فقال: أرأيت إن كنت مؤمنًا ضعيفًا وأنت مؤمن قوي أنك "لشاطى" حتى أحمل قوتك على ضعفي فلا أستطيع فأنبت، أي إذا كلفتنى مثل عملك مع قوتك وضعفي فهو جور منك، لشاطى أي لظالم، من الشطط: الظلم والبعد عن الحق، وقيل: هو من شطى إذا شق عليك وظلمك. ومنه: لا وكس ولا "شطط". غ: "شططا" قولًا بعيدًا عن الحق. (و"لا تشطط") لا تجر في الحكم. نه: وفي ح التعوذ: من كآبة "الشطة" هو بالكسر بعد المسافة، من شطت الدار بعدت.
ش ط ط: (شَطَّتِ) الدَّارُ تَشُطُّ بِضَمِّ الشِّينِ وَكَسْرِهَا (شَطًّا) وَ (شُطُوطًا) بَعُدَتْ. وَ (أَشَطَّ) فِي الْقَضِيَّةِ أَيْ جَارَ. وَ (أَشَطَّ) فِي السَّوْمِ وَ (اشْتَطَّ) أَيْ أَبْعَدَ. وَ (الشَّطُّ) جَانِبُ النَّهْرِ. وَ (الشَّطَطُ) بِفَتْحَتَيْنِ مُجَاوَزَةُ الْقَدْرِ فِي كُلِّ شَيْءٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَهَا مَهْرُ مِثْلِهَا لَا وَكْسَ وَلَا شَطَطَ» أَيْ لَا نُقْصَانَ وَلَا زِيَادَةَ. 

شطط


شَطَّ(n. ac.
شَطّ
شُطُوْط)
a. Was distant, far off, remote.
b.(n. ac. شَطَط
شُطُوْط) ['Ala & Fī], Was unjust to...in.
c.(n. ac. شَطَط) [Fī], Went to extremes, went too far in; overcharged
asked too much.
شَطَّطَa. see I (b)b. Walked alongside of (river).
c. [ coll. ], Ran on a sand-bank
ran aground (ship).
أَشْطَطَa. see I (b) (c).
إِشْتَطَطَa. see I (b) (c).
شَطّ
(pl.
شُطُوْط شُطَّاْن)
a. Edge, bank, river-side.

شِطَّةa. Distance.

شَطَطa. Superfluous, excessive; extravagant, outrageous;
exaggerated.
b. Injustice, wrong, abuse.
c. Exaggeration; falsehood.

شَاْطِطa. Distant, remote.

شَطَاْطa. Tallness, beauty of stature.
b. Remoteness, distance.

شَطَاْطَةa. see 2t
شِطَاْطa. see 22 (a)
شطط بن قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: إِنَّك لشاطِّي أَي إِنَّك لجائرٌ عليّ حِين تحمل قوتك على ضعْفي وهُوَ من الشطط والْجور فِي الحُكم يَقُول: إِن كنت أَنْت قَوِيا فِي الْعَمَل وَأَنا ضَعِيف أَتُرِيدُ أَن تحمل قوتك على ضعْفي حَتَّى أتكلف مثل عَمَلك فَهَذَا جَوْرٌ مِنْك عليّ وقَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى: {فَاْحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلاَ تُشْطِطْ} وَفِيه لُغَتَانِ: شَطَطْتُ وَأَشْطَطْتُ إِذا جَار فِي الحكم وأَشْطّ إشطاطا وشططا وَهُوَ رجل شاط.

حَدِيث الْبَراء عَازِب رَحمَه الله
[شطط] شَطَّتِ الدار تَشِطُّ وتَشُطُّ شَطَّاً وشُطوطاً: بَعُدَتْ. وأَشَطَّ في القضية، أي جارَ. وأَشَطَّ في السَوْمِ واشْتَطَّ: أَبْعَدَ. وأَشَطُّوا في طلبي، أي أمعَنوا. وحكى أبو عبيد: شطَطْتُ عليه وأَشْطَطْتُ، أي جرت. وفى حديث تميم الدارى: " إنك لَشاطِّي "، أي جائرٌ عليَّ في الحكم. والشَطُّ: جانبُ النهرِ والوادي والسنامِ. وكلُّ جانبٍ من السنام شط. قال أبو النجم: كأن تحت درعها المنعط * شطا رميت فوقه بشط * والجمع شطوط. والشطوط بالفتح: الناقةُ الضخمةُ السنامِ. والشَطاطُ: البعدُ واعتدالُ القامةِ أيضاً. يقال: جارية شَاطَّةٌ بيِّنَةُ الشَطاطِ والشِطاطِ أيضا بالكسر. قال أبو عمرو: الشَطَطُ: مجاوزةُ القدرِ في كلّ شئ. وفى الحديث: " لها مَهْرُ مثلها لا وَكْسُ ولا شطط "، أي لا نقصان ولا زيادة.
شطط وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث تَمِيم الدَّارِيّ حِين كَلمه الرجل فِي كَثْرَة الْعِبَادَة فَقَالَ تَمِيم: أرأيتَ إِن كنتُ أَنا مُؤمنا قويًّا وَأَنت مُؤمن ضَعِيف أفتحمل قوّتي على ضعفك وَلَا تَسْتَطِيع فتنبتّ أَو أرأيتَ إِن كنتُ أَنا مُؤمنا ضَعِيفا وَأَنت مُؤمن قويٌّ إِنَّك لشاطِّي حَتَّى أحْملَ قوَّتكَ على ضعْفي فَلَا أَسْتَطِيع فأنْبَتّ وَلَكِن خُذْ من نَفْسك لدِينكَ وَمن دينك لنَفسك حَتَّى يَسْتَقِيم بك الْأَمر على عبادةٍ تُطِيْقُها هَذَا من حَدِيث ابْن علية وَابْن الْمُبَارك فَأَما ابْن علية فَرَوَاهُ عَن الْجريرِي عَن رَجُل عَن تَمِيم وَأما ابْن الْمُبَارك فَرَوَاهُ عَن الْجريرِي عَن أبي الْعَلَاء عَن تَمِيم وَكَانَ عبد الله بن الْمُبَارك يَقُول: إِنَّك نشاطي فِيمَا بَلغنِي عَنهُ وَلَا نرَاهُ مَحْفُوظًا عَن ابْن الْمُبَارك وَلَيْسَ لَهُ معنى إِنَّمَا الْمَحْفُوظ عندنَا مَا قَالَ ابْن علية: أإنك لشاطي.
شطط
شطّتِ الدّارُ تشطُ وتشطّ شطاً وشّطوْطاً: بعدْتْ، قال:
تَشطُ غداً دارُ جيرْاننا ... وللَدّارُ بعْدَ غَدٍ أبْعدُ
وقال آخرُ:
شطّ المزارُ بجدْوى وانتْهى الأمَلُِ ... فلا خيالّ ولا عَهْد ولا طللُ
ويقال: شطَطت عليّ في السوم: أي أبعْدتَ. وقال أبو عمرو: الشّطط: مجاوزةُ الحدَ والقدْرِ في كل شيءٍ. ومنه حديث ابن مسعودٍ - رضي الله عنه - وسئلَ عن رجلٍ ماتَ عن امرأته ولم يدخلْ بها ولم يفرضْ لها الصدّاق قال: إنّ لها صدَاقاً كصداقِ نسائها لا وكسْ ولا شططَ وإنّ لها الميراثَ وعليها العدةَ.
وقرأ الحسنُ البصْريّ وأبو رجاءٍ وقتادةُ وأبو حيوةَ واليماني وأبو البرهسْمِ وابن أبي عبلةَ: " ولا تشططْ " بفتح التاءِ وضمّ الطاء الأوْلى. ومنه حَديث تميمِ بن أوْسٍ الدّارِي - رضي الله عنه - حين كلمهُ رجلّ في كثرة العبادةَ؛ فقال تميمّ: أرَأيت إن كنت أنا مؤمناً قوياً وأنت مؤمنّ ضعيفّ أفَتحْماُ قوّتي على ضَعْفكَ فلا تَسْتطْيعَ فَتنبتّ؟ أو أرأيتْ إنْ كنتُ أنا مؤمنا ضّعْيفاً وأنت مؤمنّ قويّ أإنكَ لشاطيّ حتىّ أحْمل قوتكَ على ضعْفى فلا أسْتطيعَ فأنْبتّ، ولكنْ خذْ من نفسكَ لدْينكَ ومن دْينكَ لنفسكَ حتىّ يستْقيم بك الأمْرُ على عبادةٍ تُطْيقها، أي إنكَ لجائرّ عليّ حين تحملُ قوتك على ضعْفي. أتريْدُ أنْ تحملَ قوتكَ على ضَعْفي حتى أتكلف مثلَ عملكَ فهذا جوْرّ منك. يعْني للضعفٍ أنْ يتكلف مباراتهَ؛ فانّ ذلك يترُكه كالمنبتّ، ولكنْ عليه بالهوْينى ومبلغِ الطاّقةِ.
وقال أبو زَيدٍ: شَطّني فلانّ يشطيّ شطاً وشطّوْطاً: إذا شقّ عليك وظلمكّ والشطَ: جانبٍ الوادي والنهرِ والبحرِ والسنامِ، وكلّ جانبٍ من السنامِ شطّ، وأنشدَ الليْثُ:
ركوبْ البحْرِ شطاً بعْدَ شطّ
وقال أبو النجْم:
كأنّ تحتَ ثوبها المنعطَ ... إذا بدا منه الذي تغطي
شطاً رميتَ فوقهَ بشطّ ... والجمعّ شطوطّ
والشطوطَ - بالفتح - والشطوْطى - مثالُ خَجوْجى -: النّاقةُ الضخّمةُ السنامِ، والجمعُ: شطائطَ، قال:
قد طلحته جلةَ شطائطُ
وقال أبو حزامٍ غالبُ بن الحارث العُكلي:
فلا تومرْ ممارَتي وبوّلي ... فليس يبوْءُ بخّسّ بالسوُطْ
والشطّاطُ - بالفتحْ - والشّطةَ - بالكسرَ - البعْدُ. وفي الحدَيث: أنّ النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - كان يتعوّذُ من وعْثاءِ السفرَ وكآبةِ الشطةِّ وسُوْءِ المنقّلبِ.
وقال ابن دريدٍ: الشّطشاطُ - زَعَموا - طائرّ؛ وليس بِثَبتٍ والشّطاطُ والشّطاطُ: اعْتدالُ القامةِ، يقال: جاريةً شاطّةَ بينةُ الشطّاطِ والشطّاطِ، قال المتُنخلُ الهذَليّ:
لهوْتُ بِهنّ إذ ملّقي ملْيحّ ... وإذْ أنا في المخْيلةِ والشطاّطِ
وشَطّ: قرْيةّ باليمامةِ وشَطّ عثمانَ: موْضعّ بالبصرةَ، وهو عثمانُ بن أبى العاص الثّقفيّ - رضي الله عنه -.
وأشطَ في القضيةَ: أي جاَرَ، قال الله تعالى:) ولا تشْططَ (.
وأشطَ في السوْم: أي أبْعدَ، وهو أكثرُ منَ شطَ فيه، قال:
ألا يا لقومٍ قد أشطّتْ عواذْلي ... ويزْعُمنَ أنْ أوْدى بحقيَ باطلي
وأشطوّا في طلبي: أي أمْعَنوا.
وشططّ تشَطْيطاً: بالغَ في الشّططِ، وقرأ قتادَةُ:) ولا تشططْ (بضمّ التاء وفتحْ الشّيْن وشاطهُ: غالبهَ في الاشتطاطِ، وقرأّ، وقرأَ زرّ بن حُبيشْ: " ولا تشاطِطْ " واشْتط: أي أبعدَ والتركيبُ يدلُ على البعَدِ وعلى الميلْ؟؟
شطط
شطَّ/ شطَّ في شَطَطْتُ، يَشُطّ ويَشِطّ، اشْطُطْ/ شُطَّ واشطِطْ/ شِطَّ، شطًّا وشَطَطًا وشُطوطًا، فهو شاطّ، والمفعول مَشْطُوط فيه
• شطّ المكانُ: بَعُد "شطَّتِ الدّارُ- شَطَّ المزارُ".
• شطّ في الأمر: تجاوز فيه الحدَّ، أفرط فيه "شطّ في السِّعر/ المساومة- {وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللهِ شَطَطًا} ".
• شطّ في الحُكم: ظلَم وجار "لاَ وَكْسَ وَلاَ شَطَطَ [حديث]- {لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا} " ° لا بخس فيه ولا شطط: لا ظلم أو تجاوز فيه.
• شطّ في القول: أغلظ فيه. 

أشطَّ في يُشطّ، أشْطِطْ/ أشِطَّ، إشطاطًا، فهو مُشِطّ، والمفعول مُشَطٌّ فيه
• أشطَّ في حكمه: شَطّ فيه، ظلم وجار " {فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلاَ تُشْطِطْ} ".
• أشطَّ في الصَّحراء: أبعد.
• أشطَّ في السّوم: أفرط. 

اشتطَّ/ اشتطَّ على/ اشتطَّ في يشتطّ، اشْتَطِط/ اشْتَطَّ، اشتطاطًا، فهو مُشتطّ، والمفعول مُشتطّ عليه
• اشتطَّ المكانُ: شطّ؛ بَعُد.
• اشتطَّ عليه في حكمه: شَطّ، ظلمَه وجارَ عليه "اشتطّ عليه في الثّمن: تجاوز فيه الحدّ".
• اشتطَّ في ادِّعاءاته: بالغ وتجاوز الحدّ "اشتطّ في تسعير بضاعته". 

شاطَّ يشاطّ، شاطِطْ/ شاطَّ، مُشاطّةً، فهو مُشاطّ، والمفعول مُشاطّ
• شاطّ فلانًا: غالبه في تجاوز الحدّ والجور، زايده في الإفراط
 والمغالاة في الأمور. 

شطَّطَ في يشطِّط، تشطيطًا، فهو مُشَطِّط، والمفعول مُشطَّط فيه
• شطَّط الغُزاةُ في التَّنكيل بالمُواطنين: بالغوا في تعذيبهم، وأفرطوا في التنكيل بهم " {فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلاَ تُشَطِّطْ} [ق]: لا تبالغ في الظّلم، والبُعْد عن الحقّ". 

شِطَاط [مفرد]:
1 - بُعْد.
2 - حسنُ القوام وطولُه "زادها شِطاطُها جمالاً". 

شطّ [مفرد]: ج شُطَّان (لغير المصدر) وشُطوط (لغير المصدر):
1 - مصدر شطَّ/ شطَّ في.
2 - شاطئ، جانب النَّهر أو البحر أو الوادي "شطّ النِّيل/ البحر/ النّهر" ° وصل شطّ الأمان: نجا من الخطر. 

شَطَط [مفرد]: مصدر شطَّ/ شطَّ في ° شطَط الخيال: ابتعاده عن موضوع معيّن. 

شطّاطة [مفرد]: جانب خَشِن في صندوق الكبريت يُحكُّ عليه العودُ فيشتعل. 

شطّة [مفرد]: فِلفِل حارّ، يستخدم في الطَّهي وغيره. 

شُطوط [مفرد]: مصدر شطَّ/ شطَّ في. 

مُشتطّ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من اشتطَّ/ اشتطَّ على/ اشتطَّ في.
2 - اسم مفعول من اشتطَّ/ اشتطَّ على/ اشتطَّ في.
3 - صفة للشّخص غير المقيّد بالواقع في شعوره وتخيّله وفي تعبيراته اللّفظيّة وحركاته الجسميّة. 

شطط: الشَّطاطُ: الطُّولُ واعْتِدالُ القامةِ، وقيل: حُسن القَوام.

جاريةٌ شَطّةٌ وشاطّةٌ بينةُ الشَّطاطِ والشِّطاطِ، بالكسر: وهما الاعتدال في

القامة؛ قال الهذلي:

وإِذْ أَنا في المَخيلةِ والشَّطاطِ

والشَّطاطُ: البُعْدُ. شَطَّتْ دارُه تَشُطُّ وتَشِطُّ شَطّاً وشُطوطاً:

بَعُدت. وكل بَعِيدٍ شاطٌّ؛ ومنه: أَعوذ بك من الضِّبْنةِ في السفَر

وكآبةِ الشِّطّةِ؛ الشِّطَّةُ، بالكسر: بُعْد المسافةِ من شَطَّتِ الدارُ

إِذا بَعُدت.

والشَّطَطُ: مُجاوَزةُ القَدْرِ في بيع أَو طلَب أَو احتكام أَو غير ذلك

من كل شيءٍ، مشتق منه؛ قال عنترة:

شَطَّتْ مَزارَ العاشِقينَ، فأَصْبَحَت

عَسِراً عليَّ طِلابُها ابْنةُ مَخْرَمِ

(* هكذا رُوي هنا، وهو في معلقة عنترة:

حَلَّتْ بأَرضِ الزَّائرين، فأَصبحت * عِسِراً عليَّ

طِلابُكِ، ابنةَ مخْرَمِ)

أَي جاوَزَتْ مَزارَ العاشقين، فعدَّاه حملاً على معنى جاوزت، ويجوز أَن

يكون منصوباً بإِسقاط الباء تقديره بَعُدت بموضع مَزارِهم، وهو قول

عثمان بن جني إِلاَّ أَنه جعل الخافض الساقط عن، أَي شَطَّت عن مزارِ

العاشقين. وفي حديث ابن مسعود، رضي اللّه عنه: لها مَهْرُ مِثلها لا وكْسَ ولا

شَطَطَ أَي لا نُقْصان ولا زِيادةَ. وفي التنزيل العزيز: وانه كان يقول

سَفِيهُنا على اللّهِ شَطَطاً؛ قال الراجز:

يَحْمُونَ أَلفاً أَن يُسامُوا شَطَطا

وشَطّ في سِلْعَتِه وأَشطَّ: جاوَزَ القَدْرَ وتباعدَ عن الحق. وشَطَّ

عليه في حُكْمِه يَشِطُّ شَطَطاً واشْتَطَّ وأَشَطَّ: جارَ في قضيَّتِه.

وفي التنزيل: ولا تُشْطِطْ، وقرئَ: ولا تَشْطُطْ ولا تُشَطِّطْ، ويجوز في

العربية ولا تَشْطِطْ، ومعناها كلّها لا تَبْعُدْ عن الحقّ؛ وأَنشد:

تَشُِطُّ غَداً دارُ جِيرانِنا،

ولَلدَّارُ بَعْدَ غَدٍ أَبْعَدُ

أَبو عبيد: شَطَطْتُ أَشُطُّ، بضم الشين، وأَشْطَطْتُ: جُرْت: قال ابن

بري: أَشَطَّ بمعنى أَبْعَدَ، وشَطَّ بمعنى بعُدَ؛ وشاهد أََشَطَّ بمعنى

أَبعدَ قول الأَحوص:

أَلا يا لَقَوْمِي، قد أَشَطَّتْ عَواذِلي،

ويَزْعُمْنَ أَن أَوْدَى بحَقِّيَ باطِلي

وفي حديث تَميم الدَّارِيّ: أَنَّ رجلاً كلمه في كثرة العبادة فقال:

أَرأَيتَ إِن كنتُ أَنا مُؤْمِناً ضَعِيفاً وأَنت مُؤْمن قوي؟ إِنك لشاطِّي

حتى أَحْمِلَ قوَّتَك على ضَعْفِي فلا أَسْتَطِيعَ فأَنْبَتَّ؛ قال أَبو

عبيد: هو من الشَّطَطِ وهو الجَوْرُ في الحُكْم، يقول: إِذا كَلَّفْتَني

مثل عملك وأَنتَ قويّ وأَنا ضعِيفٌ فهو جَوْرٌ منك عليَّ؛ قال الأَزهري:

جعل قوله شاطِّي بمعنى ظالِمِي وهو معتدٍّ؛ قال أَبو زيد وأَبو مالك:

شَطَّني فلان فهو يَشِطُّني شَطّاً وشُطوطاً إِذا شَقَّ عليك؛ قال الأَزهري:

أَراد تميم بقوله شاطِّي هذا المعنى الذي قاله أَبو زيد أَي جائر عليَّ

في الحكم، وقيل: قولُه لشاطِّي أَي لظالِمٌ لي من الشَّطَط وهو الجورُ

والظلم والبُعْدُ عن الحق، وقيل: هو من قولهم شَطَّني فلان يَشِطُّني

شَطّاً إِذا شَقَّ عليك وظلمك. وقوله عزّ وجلّ: لقد قلنا إِذاً شططاً؛ قال

أَبو إِسحق: يقول لقد قلنا إِذاً جَوْراً وشَطَطاً، وهو منصوب على المصدر،

المعنى لقد قلنا إِذاً قَولاً شطَطاً. والشطَطُ: مجاوزةُ القدْرِ في كل

شيء. يقال: أَعطيته ثمناً لا شَطَطاً ولا وَكْساً.

واشتطَّ الرجل فيما يَطْلُبُ أَو فيما يحكم إِذا لم يَقْتَصِد. وأَشَطَّ

في طلبه: أَمْعَنَ. ويقال: أَشَطَّ القومُ في طَلبِنا إِشْطاطاً إِذا

طلبوهم رُكْباناً ومُشاةً. وأَشَطَّ في المَفازةِ: ذهب.

والشَّطُّ: شاطِئُ النهر وجانبه، والجمع شُطوطٌ وشُطَّانٌ؛ قال:

وتَصَوَّحَ الوَسْمِيُّ من شُطَّانِه،

بَقْلٌ بظاهِرِهِ وبَقْلُ مِتانِه

ويروى: من شُطْآنِه جمع شاطِئٍ. وقال أَبو حنيفة: شَطُّ الوادِي

سَنَدُه الذي يَلي بطنَه. والشَّطُّ: جانبُ السَّنامِ، وقيل شِقُّه، وقيل

نِصْفُه، ولكل سَنام شَطَّانِ، والجمع شُطوط.

وناقة شَطُوطٌ وشَطَوْطَى: عظيمة جنبي السَّنامِ، قال الأَصمعي: هي

الضخْمةُ السنامِ؛ قال الراجز يصف إِبلاً وراعِيَها:

قد طَلَّحَتْه جِلَّةٌ شَطائطُ،

فهْو لهُنَّ حابِلٌ وفارِطُ

والشَّطُّ: جانبُ النهرِ والوادي والسَّنامِ، وكلُّ جانبٍ من السنام

شَطٌّ، قال أَبو النجم:

عُلِّقْتُ خَوْداً من بَناتِ الزُّطِّ،

ذاتَ جَهازٍ مَضْغَطٍ ملَطِّ،

كأَنَّ تحتَ دِرْعِها المُنْعَطِّ

شَطّاً رَمَيْت فَوْقَه بشَطِّ،

لم يَنْزُ في الرَّفعِ ولم يَنْحَطِّ

والشُّطَّانُ: موضع؛ قال كثيِّر عزَّة:

وباقي رُسُومٍ ما تزالُ كأَنَّها،

بأَصْعِدةِ الشُّطَّانِ، رَيْطٌ مُضَلَّعُ

وغَدِيرُ الأَشْطاطِ: موضعٌ بمُلْتَقَى الطريقين من عُسْفانَ للحاجّ

إِلى مكة، صانها اللّه عزّ وجلّ؛ ومنه قول رسول اللّه، ثلّى اللّه عليه

وسلّم، لبُرَيْدةَ الأَسلمي: أَين تركت أَهلَك بغَدِير الأَشْطاطِ؟

والشَّطْشاطُ: طائر.

شطط
{شَطَّ المنزِلُ} يَشِطُّ {ويَشُطُّ، من حَدِّ ضَرَبَ ونَصَرَ،} شَطًّا {وشُطُوطاً، الأَخيرُ بالضَّمِّ: بَعُدَ، وكلُّ بَعيدٍ:} شَاطٌّ، قالَ الشَّاعِر:
( {شَطَّ المَزارُ بجَدْوَى وانْتَهَى الأَمَلُ ... فَلَا خَيالٌ وَلَا عَهْدٌ وَلَا طَلَلُ)
وقالَ آخَرُ:
(} تَشُطُّ غَداً دارُ جِيرانِنَا ... ولَلدَّارُ بَعْدَ غَدٍ أَبْعَدُ)
و {شَطَّ عَلَيْهِ فِي حُكْمِه،} يَشِطُّ، من حدِّ ضَرَبَ فَقَط، {شَطيطاً، كَذَا فِي أُصول الْقَامُوس، كأميرٍ، والصَّوَابُ:} شَطَطاً، مُحَرَّكَةً: جارَ فِي قَضِيَّتِه، {كأَشَطَّ} واشْتَطَّ. وَفِي الصّحاح: وحَكَى أَبُو عُبَيْدٍ: شَطَطْتُ عَلَيْهِ،! وأَشْطَطْتُ، إِذا جُرْتُ. ونقَلَ صَاحِب اللّسَان هَذَا القولَ عَن أَبي عُبَيْدٍ، ولكنَّه قالَ: {شَطَطْتُ} أَشُطُّ، بضمِّ الشِّين، فجعَلَهُ من حدِّ نَصَرَ، وعِبَارَة الجَوْهَرِيّ مُطْلَقةٌ، فَهُوَ يرُدُّ عَلَى المُصَنِّف، حيثُ جَعَلَهُ من حَدِّ ضَرَبَ، فتأمَّل. (و) {شَطَّ فِي سِلْعَتِه يَشُطُّ شَطَطاً، مُحَرَّكَةً، إِذا جاوَزَ القَدْرَ المَحْدودَ وتَباعَدَ عَن الحَقِّ. (و) } شَطَّ عَلَيْهِ فِي السَّوْمِ {يَشُطُّ} شَطَاطاً: أَبعدَ {كأَشَطَّ، وَهَذِه أَكثَرُ، وعِبَارَة الصّحاح:} أَشَطَّ فِي السَّوْمِ، {واشْتَطَّ. أَبعَدَ. قالَ ابنُ بَرِّيّ:} أَشَطَّ بمَعْنَى أَبْعَدَ، {وشَطَّ بمَعْنَى بَعُدَ، وشاهِدُ} أَشَطَّ بمَعْنَى أَبْعَدَ قَوْلُ الأَحْوَصِ:
(أَلاَ يَا لَقَوْمِي قد {أَشَطَّتْ عَوَاذِلِي ... ويَزْعُمْنَ أَنْ أَوْدَى بحَقِّيَ بَاطِلِي)
قالَ أَبُو عمرٍ و:} الشَّطَطُ: مُجاوَزَةُ القَدْرِ فِي بَيْعٍ أَو طَلَبٍ أَو احْتِكامٍ أَو غيرِ ذلِكَ من كلِّ شيءٍ، مُشْتَقٌّ من {شَطَّتِ الدَّارُ، إِذا بَعُدَت. قُلْتُ: فظهرَ بذلك أَنَّ} الشَّطَطَ مصدَرٌ لكُلِّ مَا ذُكِرَ من الأَفعالِ. وَهِي: {شَطَّ فِي حُكْمِه، وَفِي سِلْعَتِه، وَفِي السَّوْمِ، فتَخْصيصُ المُصَنِّف إِحْدَى مَصادِرِها} بالشَّطيطِ، كأَميرٍ كَمَا فِي سائرِ النُّسَخ غيرُ صَوابٍ، لأنَّهُ مُخالِفٌ لنُصوصِ الأَئِمَّةِ فتأَمَّل ذَلِك، ومِنْهُ حديثُ ابنِ مسْعودٍ: لَهَا صَدَاقٌ كصَدَاقِ نِسائِها، لَا وَكْسَ وَلَا {شَطَطَ أَي لَا نٌ صانَ وَلَا زيادَةَ. وَفِي الْكتاب العَزيز: وأَنَّه كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا عَلَى اللهِ} شَطَطاً. قالَ الرَّاجِزُ: يَحْمُونَ أَلْفاً أَنْ يُسَامُوا شَطَطَا وقالَ عَنْتَرَةُ:
(شَطَّتْ مَزارَ العَاشِقينَ فأَصْبَحَتْ ... عَسِراً عَلَيَّ طِلابُها ابنَةُ مَخْرَمِ) أَي جاوَزَتْ مَزارَ العاشِقِين، فعَدَّاه حمْلاً عَلَى معنى جاوَزَتْ، وَفِي الصّحاح: وَفِي حَديثِ تَميمٍ)
الدَّارِيِّ: إِنَّك {- لشَاطِّي أَي جائِرٌ عليَّ فِي الحُكْمِ. قُلْتُ: ونَصُّ الحَديثِ: أَنَّ رَجُلاً كلَّمَهُ فِي كَثْرَةِ العبادَةِ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ كنتُ أَنا مُؤْمِناً ضَعيفاً وأَنتَ مُؤْمِنٌ قَوِيٌّ أَإِنَّكَ لَشَاطِّي حتَّى أَحْمِلَ عَلَى ضَعْفِي فَلَا أَسْتَطيعَ فأَنْبَتَّ. قالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هُوَ من الشَّطَطِ، وَهُوَ الجَوْرُ فِي الحُكْمِ، يَقُولُ: إِذا كَلَّفْتَني مثلَ عَمَلِكَ وأَنتَ قَوِيٌّ وأَنا ضَعيفٌ فَهُوَ جَوْرٌ منكَ، عليَّ. قالَ الأّزْهَرِيّ: جَعَلَ قولَه:} - شَاطِّي بمَعْنَى ظالِمِي، وَهُوَ مُتَعَدٍّ. وقالَ أَبُو زَيْدٍ، وأَبو مالكٍ: {شَطَّ فلَانا} يَشُطُّه {شَطًّا} وشُطُوطاً، إِذا شَقَّ عَلَيْهِ وظَلَمَهُ، قالَ الأّزْهَرِيّ: أَرادَ تَميمٌ بقوله: {- شَاطِّي هَذَا الْمَعْنى الَّذي قالَهُ أَبُو زَيْدٍ.
} والشَّطُّ: شاطِئُ النَّهرِ وجانِبُه، وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ: {شَطُّ الْوَادي: سَنَدُه الَّذي يَلِي بَطْنَهُ. ج:} شُطُوطٌ، {وشُطَّانٌ، بضَمِّهِما، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ: رُكُوبُ البَحْرِ} شَطًّا بَعْدَ {شَطِّ وقالَ غيْرُهُ:
(وتَصَوَّحَ الوَسْمِيُّ من} شُطَّانِهِ ... بَقلٌ بظاهِرِه وبَقْلٌ مِتانِهِ)
ويُرْوَى: من شُطْآنِه، جمعُ شاطِئٍ. وَمن المَجَازِ: {الشَّطُّ: جانِبُ السَّنَامِ وشِقُّه أَو نِصْفُه، ولكلِّ سَنامٍ} شَطَّانٍ، وقالَ أَبُو النَّجْمِ: عُلِّقَتْ خَوْداً من بَنَاتِ الزُّطِّ ذاتَ جَهَازٍ مِضْغَطٍ مِلَطِّ كأَنَّ تَحْتَ دِرْعِها المُنْعَطِّ! شَطًّا رَمَيْتَ فَوْقَه بِشَطِّ لم يَنْزُ فِي الرَّفْعِ ولَمْ يَنْحَطِّ ج {شُطُوطٌ، بالضَّمِّ. والشَّطُّ: ة، باليَمَامَةِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ. (و) } شَطُّ عُثْمانَ: ع بالبَصْرَةَ، يُضافُ إِلَى عُثْمانَ بن أَبي العاصِ الثَّقَفيِّ الصَّاحِبيِّ رَضِيَ الله عَنْه، كَمَا فِي العُبَاب، وراجَعْتُ فِي مَعاجِم الصَّحابةِ فوَجَدْتُ مَن اسْمُه عُثْمان من بَني ثَقيفٍ رَجُلَيْن: عُثْمان ابْن عَامر بن مُعْتب الثَّقَفيُّ، ذَكَرَهُ السُّهَيْلِيُّ، وعُثْمان الثَّقَفيّ نَزيل حِمْصَ، وَلم أَجِدْ عُثْمان بن أَبي الْعَاصِ هَذَا، فليُنْظر.
{والشَّطَاط، كسَحابٍ، وكِتابٍ. الطُّولُ وحُسْنُ القَوَامِ، قالَ الهُذَلِيُّ:
(لَهَوْتُ بِهِنَّ إذْ مَلْقي مَليحٌ ... وَإِذ أَنا فِي المَخيلَةِ} والشَّطاطِ)
أَو اعْتِدالُهُ، عَن ابْن دُرَيْدٍ، يُقَالُ: جارِيَةٌ {شَطَّةٌ} وشاطَّةٌ بَيِّنَةُ {الشَّطاطِ والشِّطَاطِ. والشَّطَاطُ، بالفَتْحِ:)
البُعْد،} كالشِّطَّةِ، بالكَسْرِ، ومِنْهُ الحَديثُ: اللهُمَّ إنّي أَعوذُ بكَ من وَعْثاءِ السَّفَرِ، وكآبَةِ {الشِّطَّةِ وَسُوء المُنْقَلَبِ أَي بُعْدِ المَسافَةِ. والشَّطاطُ أَيْضاً: كُسارُ الآجُرِّ. ويُقَالُ: رَجُلٌ} شاطٌّ بَيِّنُ {الشَّطَاطِ} والشَّطَاطَةِ، بفَتْحِهِما. {والشِّطَاطُ، بالكَسْرِ، وَهُوَ: البَعيدُ مَا بَيْنَ الطَّرَفَيْن.} وشَطَّطَ {تَشْطيطاً: بالَغَ فِي} الشَّطَطِ، أَي الجَوْرِ والتَّجاوُر عَن الحَدّ، وقُرِئَ وَلَا {تُشَطِّطْ بضَمّ التَّاء وفَتْح الشّين، وَهِي قِراءةُ قَتادَة، وقُرِئَ: وَلَا} تُشْطِطْ بضَمِّ التّاء وكَسْرِ الطَّاء الأُولى وقَرَأ الحَسَن البَصْرِيُّ وَأَبُو رَجاءٍ وَأَبُو حَيْوَةَ واليَمانِيُّ وقَتادَةُ فِي إحْدَى رِوايَتَيْه، وَأَبُو إبراهيمَ وابنُ أَبي عَبْلَةَ وَلَا {تَشْطُطْ بفَتْحِ التّاءِ وضمِّ الطّاء الأُولَى، وقرأَ زِرُّ بنُ حُبَيْشٍ: وَلَا} تُشاطِطْ ومَعْنَى الكُلِّ: أَي لَا تُبْعِدْ عَن الحَقِّ. {وأَشَطَّ فِي الطَّلَبِ: أَمْعَن، كَمَا فِي الصِّحَاح، ويُقَالُ:} أَشَطَّ القَومُ فِي طَلَبِنا {إشْطَاطاً، إِذا طَلَبوهم مُشاةً ورُكْباناً. وأَشَطَّ فِي المَفازَةِ: ذَهَبَ، كَأَنَّهُ أَبْعَدَ فِيهَا. وغَديرُ} الأَشْطاطِ: ع بمُلْتَقَى الطَّريقَيْنِ من عُسْفانَ للحاجِّ إِلَى مَكَّةَ، شَرَّفها الله، ومِنْهُ الحَديثُ: أَيْنَ تَرَكْتَ أَهْلَك بغَديرِ الأَشْطَاطِ وقالَ عُبَيْدُ الله بنُ قَيْس الرُّقَيّاتِ:
(سَرِفٌ مَنْزِلٌ لِسَلْمَةَ فالظَّهْ ... رانِ مِنّا مَنازِلٌ فالقَصيمُ)

(فغَديرُ الأَشْطَاطِ مِنْهَا مَحَلٌّ ... فبعُسْفانَ مَنْزِلٌ مَعْلومُ)
{والشَّطْشاطُ: طائرٌ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، قالَ: زَعَموا ذَلِك، وَلَيْسَ بثَبَتٍ.} والشَّطَوْطَى، كخَجَوْجَى، والشَّطُوط كصَبورٍ، وعَلى الْأَخير اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ: الناقَةُ الضَّخْمَةُ السَّنامِ كَمَا فِي الصّحاح، وَهُوَ قَوْلُ الأَصْمَعِيّ، وقالَ غيرُه: هِيَ العَظيمَةُ جَنْبَي السَّنامِ، ج:! شَطائِطُ، قالَ الرّاجِزُ يَصِفُ إبْلاً وراعِيَها: قد طَلَّحَتْهُ جِلَّةٌ شَطَائِطُ فَهْوَ لَهُنَّ حابِلٌ وفارِطُ وقالَ أَبُو حِزامٍ العُكْلِيُّ:
(فَلَا تُؤْمِرْ مُماءَرتِي وبُؤْلي ... فلَيْسَ يَبوءُ بَخْسٌ {بالشَّطُوطِ)
} وشَاطَّهُ {مُشَاطَّةً: غالَبَهُ فِي الاشْتِطاطِ فشَطَّهُ شَطًّا: غَلَبَه. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: شَطَّ الرَّجُلُ: إِذا أَنْعَظَ، نَقَلَهُ ابنُ القَطّاعِ.} والمَشَطَّةُ، كالمَشَقَّةِ وَزْناً ومَعْنًى، وبمَعْنَى البُعْدِ أَيْضاً. {والشُّطّانُ، كرُمّانٍ: مَوْضِعٌ قريبٌ من المَدينَةِ المُشَرَّفَةِ، قالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ:
(وَبَاقِي رُسومٍ لَا تَزالُ كأَنَّها ... بأَصْعِدَةِ} الشُّطَّانِ رَيْطٌ مُضَلَّعُ)

ويُقَالُ: هُوَ بَيْنَ الأَبْواءِ والجُحْفَةِ.
(ش ط ط) : (الشَّطَطُ) مُجَاوَزَةُ الْقَدْرِ وَالْحَدِّ وَقَوْلُ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - لَقَدْ كَلَّفَهُنَّ شَطَطًا أَيْ أَمْرًا ذَا شَطَطٍ.
ش ط ط

شطّت الدار. وعقبة شاطة، وقد شطت شطوطاً. وأشط في السوم واشتط. و" لا وكس ولا شطط ". وأشط في الحكم، " ولا تشطط ". وأشطوا في طلبه: أمعنوا. وجارية شاطة: مقدودة، وحسنة الشطاط وهو القوام.

ومن المجاز: أخذ شطي السنام: شقبه.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.