Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: الخبر

بحث: المولى الفناري، وعلماء مصر

بحث: المولى الفناري، وعلماء مصر
في الإنشاء والخبر، في جملة: (الحمد لله).
جرى ذلك بمصر.
لما دخلها: سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة.
فذهب الفناري إلى أنها: إنشائية.
ووافقه: ابن الهمام، وجمع.
وخالفه: الشيخ: علاء الدين البخاري.
وكتب رسالة.
سماها: (نزهة النظر، في الفرق بين الإنشا والخبر).
وتبعه آخرون.

عمم

(عمم) الْقَوْم فلَانا أَمرهم قلدوه إِيَّاه أَو ألزموه إِيَّاه فَصَارَ ملْجأ للعامة وَالشَّيْء جعله عَاما وضد خصصه وزيدا ألبسهُ الْعِمَامَة
(ع م م) : (مِنْ خُطْبَتِهِ) - عَلَيْهِ السَّلَامُ - كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَدْفَعُونَ مِنْ عَرَفَةَ قَبْل غُرُوبِ الشَّمْسِ (إذَا تَعَمَّمَتْ) رُءُوسُ الْجِبَالِ أَيْ وَقَعَ عَلَيْهَا ضَوْءُهَا حَتَّى يَصِيرَ لَهَا كَالْعِمَامَةِ.
ع م م

تعمّمته فأحسن عمومتي أي دعوته عمّا. قال:

وأصبح البيض أتراباً تعمّمني ... وصرّمت سببي أسنانها الحور

أي لداتها. وفلان معمّ مخول، وهم عمومتي وخؤولتي. ونبات عميم، ونخلة عميمة، ونخيل عمّ: طوال. وله جسم عمم. وساتوى الشباب على عممه أي على كماله.

ومن المستعار: فلان معمم ميمم أي مسود. واعتمت الإكام بالنبات وتعممت. ولبن معمم ومعتم: علته الرغوة. قال ذو الرمة:

واعتم بالزبد الجعد الخراطيم

وفرس معمم: أبيض الرأس. وفلان من عميمهم وصميمهم. وعمموني أمرهم: قلّدونيه. قال حسان:

ولقد تعمّمني العشيرة أمرها ... ونسود يوم النائبات ونعتلي
ع م م: (الْعَمُّ) أَخُو الْأَبِ وَالْجَمْعُ (أَعْمَامٌ) وَ (عُمُومَةٌ) مِثْلُ بُعُولَةٍ. وَ (الْعُمُومَةُ) مَصْدَرُ (الْعَمِّ) كَالْأُبُوَّةِ وَالْخُئُولَةِ. وَيُقَالُ: يَا بْنَ عَمِّ وَيَا بْنَ عَمِّي وَيَا بْنَ عَمَّ
ثَلَاثُ لُغَاتٍ. وَ (عَمَّ) يَتَسَاءَلُونَ أَصْلُهُ عَمَّا فَحُذِفَتْ مِنْهُ أَلِفُ الِاسْتِفْهَامِ. وَتَقُولُ: هُمَا ابْنَا عَمٍّ. وَلَا تَقُلْ: هُمَا ابْنَا خَالٍ. وَتَقُولُ: هُمَا ابْنَا خَالَةٍ، وَلَا تَقُلْ: هُمَا ابْنَا عَمَّةٍ. وَ (اسْتَعَمَّهُ) اتَّخَذَهُ عَمًّا. وَ (تَعَمَّمَهُ) دَعَاهُ عَمًّا. وَ (الْعِمَامَةُ) وَاحِدَةُ (الْعَمَائِمِ) وَ (عَمَّمَهُ) (تَعْمِيمًا) أَلْبَسَهُ الْعِمَامَةَ. وَ (عُمِّمَ) الرَّجُلُ سُوِّدَ لِأَنَّ الْعَمَائِمَ تِيجَانُ الْعَرَبِ كَمَا قِيلَ فِي الْعَجَمِ: تُوِّجَ. وَ (اعْتَمَّ) بِالْعِمَامَةِ وَ (تَعَمَّمَ) بِهَا بِمَعْنًى. وَفُلَانٌ حَسَنُ (الْعِمَّةِ) أَيْ حَسَنُ (الِاعْتِمَامِ) . وَ (الْعَامَّةُ) ضِدُّ الْخَاصَّةِ. وَ (عَمَّ) الشَّيْءُ يَعُمُّ بِالضَّمِّ عُمُومًا أَيْ شَمِلَ الْجَمَاعَةَ. يُقَالُ: عَمَّهُمْ بِالْعَطِيَّةِ. 
(عمم) - في الحديث: "سألتُ رَبِّي - عزّ وجلّ أن لا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِسَنَةٍ بِعَامَّة"
: أي بسَنَة عَامَّة، والباء زائدة، كما في قوله تعالى: {تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ} ، وقَولِه تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} ، وقَولِه سُبْحانَه وتَعالَى: {يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} : أي بقَحْط يَعُمُّ جَميعَهم.
- في الحديث: "أَكرِموا عَمَّتَكُم النَّخْلَةَ" . قيل: لم يُرِد مُناسَبَةَ القَرَابةِ، وإنما أَرادَ المُشاكَلَةَ في أنَّها إذا قُطِع رَأْسُها يَبِسَ أَسْفَلُها، ولم تَحْمِل، كالإنسانِ إذا قُطِع رَأسُه مات.
وقيل: النَّخْل خُلِق من فَضْلة طِينَة آدمَ عليه الصلاة والسلام.
- في الحديث : "فأَتَيْنَا على رَوْضَةٍ مُعْتَمَّة"
: أي وافِيَة النبات. والعَمَّة: الطَّويلُ من الثّياب. والعَمِيم والعَمَمُ: الطَّويلُ التَّامُّ من كلِّ شيءٍ. والعِمامةُ قِيَلَ: سُمِّيت بذلك؛ لأنها تَعُمُّ الرَّأسَ لكِبَرها؛ ولذلك يختصُّ بها الكِبارُ.
- ومنه الحديث : "العَمائِم تِيجانُ العَرَب"
- في حديث جابر - رضي الله عنه -: "فعَمَّ ذَلِك؟ "
: أي لمَ فَعَلْتَه؟ وأَصلُه عن ما فسَقَطت الأَلِفُ عَنْ مَا في الاستفهام، مع حروف الجر، وتُدغَم النونُ في الميم، كقَولِه تعَالَى: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} ، وكذلك مِمَّ، وفيم، وبِمَ، ولِمَ، ونَحوِها. - وفي حديث لُقْمَان: "يَهَبُ البَقَرَة العَمَمَة"
: أي التَّامَّةَ الخَلْق
عمم عَفا قَالَ أَبُو عُبَيْد: هَذَا الغارس فِي أَرض غَيره هُوَ العِرْق الظَّالِم. وَقَوله: نَخْل عُمّ هِيَ التَّامَّة فِي طولهَا والتفافها واحدتها عميمة وَمِنْه قيل للْمَرْأَة: عميمة إِذا كَانَت كَذَلِك فِي خَلقها قَالَ لبيد يصف نخلا: [الْكَامِل]

سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصَّفَا وسريُّه ... عُمّ نواعِمُ بَينهُنَّ كرومُ

فالسُحُق: الطوَال وَقَوله: يمتعها - يَعْنِي يطولها [وَهُوَ -] مَأْخُوذ من الماتع وَهُوَ الطَّوِيل من كل شَيْء والصفا اسْم نهر والسريِّ النَّهر الصَّغِير. وَفِي هَذَا الحَدِيث من الحكم أَنه من اغتصب أَرضًا أَو دَارا فغرس فِيهَا وَبنى وَأنْفق ثُمَّ جَاءَ رَبهَا فاستحقها يحكم حَاكم أَنه يقْضِي على الْغَاصِب بقلع مَا أحدث فِيهَا وَإِن أضرّ ذَلِك بِهِ وَلَا يُقَال للْمُسْتَحقّ: اغرم لَهُ الْقيمَة ودَعِ الْبناء عَليّ حَالَة وَلَكِن إِنَّمَا لَهُ نقضه لَا غير إِلَّا أَن يَشَاء الْمُسْتَحق ذَلِك فَهَذَا الأَصْل فِي حكم الْغَاصِب. وَفِي حَدِيث آخر زِيَادَة فِي هَذَا قَالَ: من أحيي أَرضًا ميتَة فَهِيَ لَهُ وَمَا أكلت الْعَافِيَة [مِنْهَا -] فَهُوَ لَهُ صَدَقَة. فالواحد من الْعَافِيَة عافٍ وَهُوَ كل من جَاءَك يطْلب فضلا أَو رزقا فَهُوَ مُعتَفٍ وعافٍ وَجمعه عفاة وَقد عَفَاك يعفوك عفوا قَالَ الْأَعْشَى يمدح رجلا: [المتقارب]

تَطُوْفُ العُفَاةُ بأبوابه ... كطوف النَّصَارَى يبيت الوثن

وَقد تكون الْعَافِيَة فِي هَذَا الحَدِيث من النَّاس وَغَيرهم وَبَيَان ذَلِك فِي حَدِيث آخر حَدَّثَنِيهِ أَبُو الْيَقظَان وَأَنا فِي نخل لي فَقَالَ: من غرسه أمسلم أم كَافِر قلت: لَا بل مُسْلِم قَالَ: مَا من مُسْلِم يغْرس غرسا أَو يزرع زرعا فيأكل مِنْهُ إِنْسَان أَو دَابَّة أَو طَائِر أَو سَبُع إِلَّا كَانَت لَهُ صَدَقَة.

عمم


عَمَّ(n. ac. عُمُوْم)
a. Was common, general, universal; was comprehensive
inclusive.
b. [acc. & Bi], Included, comprised, embraced in.
c. Covered entirely.
d. Made long.
e.(n. ac. عُمُوْمَة), Became a paternal uncle.
f. [pass.], Wore a turban, a crown &c.; was crowned.

عَمَّمَa. Made general, universal, inclusive; extended to
all.
b. Put a turban &c. on; crowned.
c. [acc. & Bi], Wounded with ( the sword ).
d. [pass.]
see I (f)
تَعَمَّمَa. see VIII
إِعْتَمَمَa. Put on, wore a turban &c.

إِسْتَعْمَمَa. see VIII
عَمّa. Generality; totality.
b. Crowd, multitude, mass.
c. (pl.
أَعْمُم
عُمُوْمَة
27t
أَعْمَاْم), Paternal uncle.
d. [ coll. ], Father-in-law.

عَمَّة
( pl.
reg. )
a. Paternal aunt, father's sister.

عِمَّةa. Manner of wearing the turban.

عُمِّيّa. Plebeian, man of the people.

عَمَمa. Entire, complete; perfect.
b. General, universal; inclusive.
c. Crowd, multitude.

عُمُمa. Completeness; full development; maturity;
perfection.

أَعْمَمُa. More general, &c.
b. Multitude.

مِعْمَمa. Beneficent, charitable, philanthropical;
philanthropist.

عَاْمِمa. General, common, universal; comprehensive
inclusive.

عَاْمِمَة
(pl.
عَوَاْمِمُ)
a. fem. of
عَاْمِمb. [art.], The commonality; the vulgar.
عَاْمِمِيّa. Common; popular; vulgar; colloquial.

عَاْمِمِيَّة
a. [ coll. ], Coalition.

عِمَاْمَة
(pl.
عِمَاْم
عَمَاْئِمُ
46)
a. Turban.

عَمِيْم
(pl.
عُمُم)
a. see 21b. High, lofty, tall.

عُمُوْمa. Generality; totality; universality.

عُمُوْمَةa. Relationship of uncle.

عُمُوْمِيّa. see 21
N. P.
عَمَّمَa. Attired with a turban, turbaned; crowned :
chief.

عَمَّا عَمَّ
a. About what, for what.

عَمَّن
a. see under
عَمَنَ

عُمُوْمًا
a. بِوَجْه العُمُوْم Generally
commonly; universally.
إِبْنُ العَمّ
a. Cousin.
b. [ coll. ], Brother-in-law.
c. [ coll. ], Husband.
أَمْرَأَة العَمّ
a. Mother-in-law.

بِنْتُ العَمّ
a. Cousin [ fem.].
b. [ coll. ], Sister-in-law.
c. [ coll. ], Wife.
عَامَّة النَّاس
a. The commonality; the vulgar, the common people.

عَمَّة النَّهَار
a. The whole of the day.

عَمَّة الشّهْر
a. The greater part of the month.

جَاؤُا عَامَّةً
a. They all came.

العَوَامّ
a. see 21t (b)b. [ coll. ], Laymen, laity.

عَام
a. see under
عَوَمَ

عَم
a. Abbreviation of
عَليهِ السَّلام

عِمْ
a. Imp. from
وَعَمَ

عِمْ صَبَاحًا
a. Good morning!

عَمْبَر
a. see عَنْبَرَ
عَمَّ4
عَمْبَرِيَة
G.
a. Ambrosia.
ع م م : عَمَّ الْمَطَرُ وَغَيْرُهُ عُمُومًا مِنْ بَابِ قَعَدَ فَهُوَ عَامٌّ وَالْعَامَّةُ خِلَافُ الْخَاصَّةِ وَالْجَمْعُ عَوَامُّ مِثْلُ دَابَّةٍ وَدَوَابَّ وَالنِّسْبَةُ إلَى الْعَامَّةِ عَامِّيٌّ وَالْهَاءُ فِي الْعَامَّةِ لِلتَّأْكِيدِ بِلَفْظِ وَاحِدٍ دَالٍّ عَلَى شَيْئَيْنِ فَصَاعِدًا مِنْ جِهَةٍ وَاحِدَةٍ مُطْلَقًا وَمَعْنَى الْعُمُومِ إذَا اقْتَضَاهُ اللَّفْظُ تَرْكُ التَّفْصِيلِ إلَى الْإِجْمَالِ وَيَخْتَلِفُ الْعُمُومُ بِحَسْبِ الْمَقَامَاتِ وَمَا يُضَافَ إلَيْهَا مِنْ قَرَائِنِ الْأَحْوَالِ فَقَوْلُكَ مَنْ يَأْتِنِي أُكْرِمْهُ وَإِنْ كَانَ لِلْعُمُومِ فَقَدْ يَقْتَضِي الْمَقَامُ التَّخْصِيصَ بِزَمَانٍ أَوْ مَكَان أَوْ أَفْرَادٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ كَمَا يُقَالُ مَنْ يَأْتِنِي أُطْعِمْهُ مِنْ هَذِهِ الْفَاكِهَةِ وَهِيَ لَا تَبْقَى رَطْبَةً دَائِمًا فَقَرِينَةُ الْحَالِ تَدُلُّ عَلَى وَقْتٍ تَبْقَى فِيهِ تِلْكَ الْفَاكِهَةُ قَالَ قُطْبُ الدِّينِ الشِّيرَازِيُّ وَعَلَى هَذَا فَمَا أَمْكَنَ اسْتِيعَابُهُ يُسْتَعْمَلُ فِيهِ مَتَى وَمَا لَمْ يُمْكِنْ اسْتِيعَابُهُ تُزَادُ مَا عَلَيْهِ فَيُقَالُ مَتَى مَا لِأَنَّ زِيَادَتَهَا تُؤْذِنُ بِتَغْيِيرِ الْمَعْنَى وَانْتِقَالِهِ عَنْ الْمَعْنَى الْأَعَمِّ إلَى مَعْنًى عَامٍّ كَمَا تَنْقُلُ الْمَعْنَى وَتُغَيِّرُهُ إذَا دَخَلَتْ عَلَى إنَّ وَأَخَوَاتِهَا فَهَذَا فَرْقٌ بَيْنَ الْعَامِّ وَالْأَعَمِّ.

وَالْعِمَامَةُ جَمْعُهَا عَمَائِمُ وَتَعَمَّمْتُ كَوَّرْتُ الْعِمَامَةَ عَلَى الرَّأْسِ وَعُمِّمَ الرَّجُلُ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ سُوِّدَ وَالْعَمَائِمُ تِيجَانُ الْعَرَبِ.

وَالْعَمُّ جَمْعُهُ أَعْمَامٌ وَالْعُمُومَةُ مَصْدَرٌ مِنْهُ وَالْعَمَّةُ جَمْعُهَا عَمَّاتٌ وَيُقَالُ هُمَا ابْنَا عَمٍّ وَابْنَا أَخٍ وَابْنَا خَالَةٍ وَلَا يُقَالُ هُمَا ابْنَا عَمَّةٍ وَلَا ابْنَا أُخْتٍ وَلَا ابْنَا خَالٍ
وَأَعَمَّ الرَّجُلُ إذَا كَرُمَ أَعْمَامُهُ يُرْوَى مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ وَالْفَاعِلِ. 
[عمم] العَمُّ: أخو الأب، والجمع أعمام وعمومة، مثل البعولة. يقال: ما كنت عمًّا ولقد عَمَمْتَ عُمومةٌ. وبيني وبين فلان عُمومَةٌ، كما يقال أبوَّةٌ وخؤولةٌ. ويقال: يا ابن عمِّي ويا بن عَمِّ ويا ابن عَمَّ ثلاث لغات. وقول أبي النجم:

يا ابنة عَمَّا لا تَلومي واهْجَعي * أراد عَمَّاهُ بهاء الندبة. و (عم يتساءلون) أصله عمَّا فحذفت منه الألف في الاستفهام. والعَمُّ: جماعةٌ من الناس. قال المرقش: والعَدْوَ بين المجلِسَيْنِ إذا آدَ العَشِيُّ وتَنادى العَمّ والمعم المخول: الكثير الاعمام والأخوال والكريمهم، وقد يكسران. وتقول: هما ابنا عَمٍّ، ولا تقل هما ابنا خالٍ. وتقول: هما ابنا خالةٍ، ولا تقل هما ابنا عَمَّةٍ. واسْتَعْمَمْتُهُ عَمًّا، أي اتَّخذته عمًّا. وتَعَمَّمْتُهُ، إذا دعوته عما. عن أبى زيد.والعمامة: واحدة العمائم. وعممته: ألبسته العِمامة. وعُمِّمَ الرجل: سوِّدَ، لأنَّ العَمائمَ تيجان العرب، كما قيل في العَجَمِ تُوِّجَ. واعتمَّ بالعمامةِ وتَعَمَّمَ بها بمعنًى. وفلان حسن العِمَّةِ، أي حسن الاعتِمامِ. واعتم النبت: اكتهل. ويقال للشاب إذا طال: قد اعتم. وشئ عَميمٌ، أي تامٌّ، والجمع عُمُمٌ مثل سرير وسرر، ورغيف ورغف. ويقال: استوى فلان على عُمُمِهِ، يريدون به تمام جسمه وشبابه وماله. وفي حديث عروة بن الزبير حين ذكر أحيحة بن الجلاح وقول أخواله فيه: " كنا أهل ثمه ورمه، حتى استوى على عممه "، وقد يشدد للازدواج. ونخلة عميمة. ونخيل عم، إذا كانت طوالاً. وامرأةٌ عَميمةٌ: تامَّة القوام والخلق. والعَميمُ: يبيسُ البُهمى. وهو من عميمِهم أي صميمهم.وجسم عمم، أي تام. وقال : وإن عرارا إن يَكُنْ غيرَ واضحٍ فإنِّي أحبُّ الجَوْنَ ذا المنكِبِ العَمَمِ والعامَّةُ: خلاف الخاصة. وعم الشئ يعم عُموماً: شمل الجماعة. يقال: عَمَّهُمْ بالعطيّة. والعُمِّيّةُ، مثل العُبِّيَّةِ: الكِبْرُ. والعَماعِمُ: الجماعات المتفرِّقون. قال لبيد: لكيلا يكونَ السَنْدَرِيُّ نَديدَتي وأجْعَلَ أقواما عموما عماعما أي أجعل أقواماً مجتمعين فرقاً. وهذا كما قال أبو قيس بن الاسلت: ثم تجلت ولنا غاية من بين جمع غير جماع وعمم اللبن: أرغى، كأنَّ رغوته شبّهتْ بالعِمامةِ. ومعتم: اسم رجل. قال عروة: أيهلك مُعْتَمٌّ وزيدٌ ولم أقُمْ على نَدَبٍ يوماً ولي نَفْسُ مُخْطِرِ والمُعَمَّمُ من الخيل وغيرها: الذي ابيضَّ أذناه ومنبتُ ناصيته وما حولها، دون سائر جسده. وكذلك شاة معممة: في هامتها بياض. والنسبة إلى عمٍّ عَمَوِيٌّ، كأنه منسوبٌ إلى عمى. قاله الاخفش.
[عمم] فيه: فإنها لنخل "عم"، أي تامة في طولها والتفافها، جمع عميمة. ز: وفيها عوض الذي حدثني هذا أي هذا الكلام الآتي. ش: ومنه: وأسبغ نعما "عما"- بضم فمشددة، أي تامة جمع عميمة، نخلة عميمة ونخل عم وامرأة عميمة: تامة القوام والخلق. نه: وفيه: حتى إذا استوى على "عممه"، أي على طوله واعتدال شبابه، يقال للنبت إذا طال: قد اعتم، ومعناه على الضم والخفة صفة بمعنى العميم، أو جمع عميم كسرير وسرر، أي استوى على قده التام أو على عظامه وأعضائه الامة؛ ومن شدده فتشديده ما يزاد في الوقف كهذا عمر، فأجرى الوصل مجرى الوقف، وفيه نظر؛ وعلى الفتح والخفة مصدر وصف به. ومنه: منكب "عمم". ومنه ح لقمان: يهب البقرة "العممة" أي التامة الخلق. وح الرؤيا: فأتينا على روضة "معتمة"، أي وافية النبات طويلته. وح: إذا توضأت فلم "تعمم" فتيمم، أي إذا لم يكن في الماء وضوء تام، وأصله من العموم. و"عم" ثوباء الناعس. يضرب مثلًا للحدث يحدث ببلدة ثم يتعداها إلى سائر البلدان. وح: أن لا يهلك أمتي بسنة "بعامة"، أي بقحط يعم جميعهم، وباء بعامة زائدة أو بدل بإعادة عامل. وح: بادروا "بالأمال" ستًا، منها خويصة أحدكم وأمر "العامة"، أي القيامة التي تعم الناس، والخويصةسنة والاقتصار على العمامة جوزه أحمد وجماعة. ك: فهي "للعامة" حتى يبينه، أي المغانم لعامة المسلمين حتى يبينه النبي صلى الله عليه وسلم أنها للمقاتلين. قس: وح عثمان: إنك إمام "عامة"- بالإضافة، أي إمام جماعة، ونزل بك ما ترى- بنون وبمثناة، يريد الحصار وخروج الخوارج، ونتحرج أي نخاف بمتابعته الإثم، قوله: فأحسن معهم، فإن الصلاة خلف الفاسق صحيح ما لم يكن فسقه اعتقادًا. ط: لا غدر أعظم من أمير "عامة"، هو من قدمه العوام والسفلة من غير استحقاق ولا اتفاق من أهل الحل والعقد- ويتم في غ. وح: لا يعذب "العامة" بعمل الخاصة، أي لا يعذب الأكثر بعمل الأقل. ن: هذه حديث "عمية"- بكسر عين وميم وتشديد ميم وياء وهي رواية عامة مشايخنا وفسر بالشدة، وروى بفتح عين وكسر ميم مشددة وخفة ياء فهاء سكت أي حدثني به عمي، والعم الجماعة، أي هذا حديث جماعة، وروى بتشديد ياء وفسر بعمومتي، أي حديث فضل أعمامي أو حدثني به أعمامي، كأنه حدث بأول الحديث عن مشاهدة ثم لعله لم يضبط هذا الموضع لتفرق الناس فحدثه به من شهده من أعمامه أو جماعته.
عمم
عَمَّ1 عَمَمْتُ، يَعُمّ، اعْمُمْ/ عُمَّ، عُمُومةً، فهو عمّ
• عمَّ الرجلُ: صار عمًّا. 

عمَّ2/ عمَّ في عَمَمْتُ، يَعُمّ، اعْمُمْ/ عُمَّ، عُمومًا، فهو عامّ، والمفعول مَعْموم
• عمَّ الخيرُ أهاليَ القرية/ عمَّ الخيرُ في أهالي القرية: شمِلهم، انتشر فيهم "عمَّت الحربُ المنطقةَ بأثرها- عمّ البِشرُ بيوتَ الصّالحين- جعلت التَّنمية الاقتصاديّة التّفاؤل يَعُمُّ النّاسَ جميعًا" ° عمَّ جميعَ الأرجاء: انتشر فيها. 

اعتمَّ يعتمّ، اعْتَمِمْ/ اعتمَّ، اعتمامًا، فهو مُعتَم
• اعتمَّ الرَّجلُ: تعمّم، لبِس العِمامة. 

تعمَّمَ يتعمَّم، تَعمُّمًا، فهو مُتعمِّم
• تعمَّم الرَّجلُ: مُطاوع عمَّمَ: لبِس العِمامَة "قابلت شيخًا متعمِّمًا". 

عمَّمَ يعمِّم، تعميمًا، فهو مُعمِّم، والمفعول مُعمَّم
• عمَّم الشّخصَ: ألبسه العِمامَة "عمَّم صغيرَه وهو يداعبُه- عمَّم جدّه الأعمى".
• عمَّم التَّعليمَ المجَّانيّ: نشره، جعله عامًّا شاملاً وفي متناوَل الجميع، عكسه خصَّص "عمَّمتِ الدّولةُ العلاجَ والتّأمين الصِّحيّ- عمّم القاعدة- عمّم كلمةً: أشاعها وأذاعها- عمَّم الأحكامَ: أطلقها على الجميع". 

تعميم [مفرد]: ج تعميمات (لغير المصدر) وتعاميمُ (لغير المصدر):
1 - مصدر عمَّمَ.
2 - إطلاق الحكم عامًّا بعد استخلاصه بالاستناد إلى حالات خاصّة.
3 - (سف) انتقال من الجزئيّ إلى الكُلِّيّ أو من الخاصِّ إلى العامِّ "تعميم القضايا/ الأدلة/ النَّتائج".
4 - كتاب يوجِّهه الرئيسُ إلى مرءوسيه ليطلعهم فيه على أمر يعنيهم جميعًا. 

عامّ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من عمَّ2/ عمَّ في ° الأمين العامّ: المَسْئول التنفيذيّ في الهيئات الحكوميَّة كالجامعات، أو الدَّوْليّة كالأمم المتَّحدة.
2 - شامل، عكس خاصّ "مصلحة عامَّة- للصَّالح العامّ- عفو/ طريق عامّ" ° النَّفير العامّ: قيام عامّة النَّاس لقتال العدوّ، التّعبئة العامَّة- الرَّأي العامّ: رأي أكثريَّة النَّاس في وقت مُعيَّن إزاء موقف أو مشكلة من المشكلات- القطاع العامّ: المؤسّسات التي تملكها الدَّولة- بوجه عامّ: بوجه شامل، بصورة غير محدَّدَة- يكتسب القبول العامّ: يكون موافقًا عليه.
3 - غير مختصّ، غير تفصيليّ "فكرة/ ملامح عامّة".
4 - مسئول أعلى "مدير/ قائد/ أمين عامّ".
• المدَّعِي العامّ: (قن) مسئول حكوميّ يقاضي الأفعال الجُرْميّة بالنِّيابة عن الدَّوْلة أو المجتمع. 

عامَّة [مفرد]: ج عَوامّ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل عمَّ2/ عمَّ في ° أمانة عامَّة- الجمعيَّة العامَّة: جمعيَّة تضمّ جميع الأعضاء المنتسبين إليها للبحث في قضايا تهمهم- الحديقة العامَّة: فسحة خضراء مهيَّأة في مدينة يرتادها السكان للتَّنزُّه والتسلية- الخِدْمة العامَّة: العمل في مجال له منفعة عامة كالإدارة الحكوميَّة مثلاً- العلاقات العامَّة: التي تقوم بعمليّة الاتّصال بين المنظّمات والجمهور وتشرح وتفسّر كلاًّ منهما للآخر- المصلحة العامَّة: الصالح العامّ- عامةً/ بعامَّةٍ: بشكل عامّ، بصورةٍ عامَّة.
2 - جميعًا "هذا بيان موجَّه للسُّكَّان عامَّةً- جاء الضُّيوفُ عامّة".
• عامَّة الشّعب: خلاف الخاصَّة منه، من ليسوا من الفئة المثقَّفة ثقافةً عالية، الجمهور "الأوساط العامَّة- يخاطبُ العامَّة بأسلوبٍ يسير- رجلٌ من عامَّة الناس- طبقة العَوامّ- تعليم العامَّة".
• الآداب العامّة:
1 - (سف) العُرْف المقرَّر المرْضيّ.
2 - مجموعة القواعد والمبادئ المتعلِّقة بصون القيم الأخلاقيَّة السَّليمة والرّوابط العائليَّة التي تؤثِّر في بناء المجتمع وسلامته. 

عامِّيّ [مفرد]: ج عامّيُّون وعاميّات، مؤ عامِّيَّة: اسم منسوب إلى عامَّة: صفة لما هو مستعمل عندهم "تعبير/
 ذوق/ تفكير عامِّيّ".
• كلام عامِّيّ/ لهجة عامِّيَّة: كلام الناس أو أحاديثهم العاديّة خلاف اللُّغة الفصحى أو اللُّغة الأدبيَّة. 

عِمامَة [مفرد]: ج عِمامات وعمائِمُ وعِمام: ما يُلَفُّ على الرّأس "لبِس العمامةَ" ° أرخى عِمامَتَه: أَمِن واطمأن وترفَّه. 

عَمّ [مفرد]: ج أعمام وعُمومة:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عَمَّ1.
2 - أخو الأب، كُلُّ من جمع أباك وأباه صُلْبٌ أو بطنٌ "ربّاه عمُّه بعد وفاة والده- تزوّج ابنةَ عمِّه- {أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ} ". 

عَمَّ [كلمة وظيفيَّة]: أداة استفهام مركَّبة من: (عن)، و (ما) الاستفهاميّة، وقد حُذفت ألفها لدخول حرف الجرّ عليها، ولها الصدارة في الكلام (انظر: م ا - ما) " {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ. عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ} ". 

عَمَّة [مفرد]: ج عمَّات: أخت الأب "اتَّخذت عمَّتها صديقةً لها- {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ} ". 

عِمَّة [مفرد]: ج عِمَّات وعِمَم: عِمامَة، ما يُلَفُّ على الرَّأس "لبس العِمَّة". 

عُموم [مفرد]: مصدر عمَّ2/ عمَّ في ° عُمومًا/ على العموم/ على وجه العموم: بشكل عامٍّ شامل، بوجه الإجمال- مَجْلِس العُموم: مَجلس مُمثِّلي الأُمَّة المنتخَبين في انجلترا. 

عُمُومة [مفرد]:
1 - مصدر عَمَّ1.
2 - علاقة قرابة من العَمِّ كالأبوّة والأخوَّة والخُئُولة من الأب والأخ والخال "وقف مع أبناء عمومته في وجه الظلم". 

عُموميّ [مفرد]: شامل، عامّ لجميع المواطنين "طريق/ مرفق عُموميّ". 

عموميَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى عُموم: "ساحات/ طرق/ حافلات/ هواتف/ مرافق عموميّة: لجميع النَّاس" ° حكومة عموميَّة: حكومة وطنيَّة من جميع الأحزاب أو مُعْظمها- ميزانيَّة عموميَّة: بيان أو مُلخَّص خاصّ بمؤسَّسة أو عمل ما تدرج فيه أصول (موجودات) الشَّركة والدُّيون واستثمار المالك من تاريخ محدَّد.
2 - مصدر صناعيّ من عُموم: كل ما هو عام لا تخصيص فيه ولا تحديد "عموميّة تعبير".
• جمعية عموميَّة: هيئة تضم جميع الأعضاء المنتسبين إليها أو المساهمين في تأسيسها "للجمعية العموميَّة الكلمة الفصل". 

عمم: العَمُّ: أَخو الأَب. والجمع أَعْمام وعُمُوم وعُمُومة مثل

بُعُولة؛ قال سيبويه: أَدخلوا فيه الهاء لتحقيق التأْنيث، ونظيره الفُحُولة

والبُعُولة.

وحكى ابن الأعرابي في أَدنى العدد: أعمٌّ، وأَعْمُمُونَ، بإظهار

التضعيف: جمع الجمع، وكان الحكم أَعُمُّونَ لكن هكذا حكاه؛ وأَنشد:

تَرَوَّح بالعَشِيِّ بِكُلِّ خِرْقٍ

كَرِيم الأَعْمُمِينَ وكُلِّ خالِ

وقول أَبي ذؤيب:

وقُلْتُ: تَجَنَّبَنْ سُخْطَ ابنِ عَمٍّ،

ومَطْلَبَ شُلَّةٍ وهي الطَّرُوحُ

أراد: ابن عمك، يريد ابن عمه خالد بن زهير، ونَكَّره لأَن خَبَرهما قد

عُرِف، ورواه الأَخفش ابن عمرو؛ وقال: يعني ابن عويمر الذي يقول فيه

خالد:ألم تَتَنَقَّذْها مِنِ ابنِ عُوَيْمِرٍ،

وأنْتَ صَفِيُّ نَفْسِهِ وسَجِيرُها،

والأُنثى عَمَّةٌ، والمصدر العُمُومة. وما كُنْتَ عَمّاً ولقد عَمَمْتَ

عُمُومةً. ورجل مُعِمٌّ ومُعَمٌّ: كريم الأَعْمام. واسْتَعَمَّ الرجلَ

عَمّاً: اتَّخذه عَمّاً. وتَعَمَّمَه: دَعاه عَمّاً، ومثله تَخَوَّلَ

خالاً. والعرب تقول: رَجُلٌ مُعَمٌّ مُخْوَلٌ

(* قوله «رجل معم مخول» كذا ضبط في الأصول بفتح العين والواو منهما، وفي

القاموس انهما كمحسن ومكرم أي بكسر السين وفتح الراء) إذا كان كريم

الأعْمام والأخْوال كثيرَهم؛ قال امرؤ القيس:

بِجِيدٍ مُعَمٍّ في العَشِيرةِ مُخْوَلِ

قال الليث: ويقال فيه مِعَمٌّ مِخْوَلٌ، قال الأَزهري: ولم أسمعه لغير

الليث ولكن يقال: مِعَمٌّ مِلَمٌّ إذا كان يَعُمُّ الناسَ ببرِّه وفضله،

ويَلُمُّهم أي يصلح أمرهم ويجمعهم. وتَعَمَّمَتْه النساءُ: دَعَوْنَه

عَمّاً، كما تقول تَأَخَّاه وتَأَبَّاه وتَبَنَّاه؛ أنشد ابن الأَعرابي:

عَلامَ بَنَتْ أُخْتُ اليَرابِيعِ بَيْتَها

عَلَيَّ، وقالَتْ لي: بِلَيْلٍ تَعَمَّمِ؟

معناه أنها لما رأَت الشيبَ قالت لا تَأْتِنا خِلْماً ولكن ائتنا

عَمّاً. وهما ابنا عَمٍّ: تُفْرِدُ العَمَّ ولا تُثَنِّيه لأنك إنما تريد أن كل

واحد منهما مضاف إلى هذه القرابة، كما تقول في حد الكنية أبوَا زيد،

إنما تريد أَن كل واحد منهما مضاف إلى هذه الكنية، هذا كلام سيبويه. ويقال:

هما ابْنا عَمٍّ ولا يقال هما ابْنا خالٍ، ويقال: هما ابْنا خالة ولا

يقال ابْنا عَمَّةٍ، ويقال: هما ابْنا عَمٍّ لَحٍّ وهما ابْنا خالة لَحّاً،

ولا يقال هما ابْنا عَمَّةٍ لَحّاً ولا ابْنا خالٍ لَحّاً لأَنهما

مفترقان، قال: لأَنهما رجل وامرأَة؛ وأَنشد:

فإنَّكُما ابْنا خالةٍ فاذْهَبا مَعاً،

وإنيَ مِنْ نَزْعٍ سِوى ذاك طَيِّب

قال ابن بري: يقال ابْنا عَمٍّ لأَن كل واحد منهما يقول لصاحبه يا ابنَ

عَمِّي، وكذلك ابْنا خالةٍ لأَن كل واحد منهما يقول لصاحبه يا ابْنَ

خالتي، ولا يصح أَن يقال هما ابْنا خالٍ لأَن أَحدهما يقول لصاحبه يا ابْنَ

خالي والآخر يقول له يا ابْن عَمَّتي، فاختلفا، ولا يصح أَن يقال هما ابنا

عَمَّةٍ لأَن أحدهما يقول لصاحبه يا ابن عَمَّتي والآخر يقول له يا اينَ

خالي. وبيني وبين فلان عُمُومة كما يقال أُبُوَّةٌ وخُؤُولةٌ. وتقول: يا

ابْنَ عَمِّي ويا ابنَ عَمِّ ويا ابنَ عَمَّ، ثلاث لغات، ويا ابنَ عَمِ،

بالتخفيف؛ وقول أَبي النجم:

يا ابْنَةَ عَمَّا، لا تَلُومي واهْجَعِي،

لا تُسْمِعِيني مِنْكِ لَوْماً واسْمَعِي

أَراد عَمّاهُ بهاء النُّدْبة؛ وهكذا قال الجوهري عَمّاهُ؛ قال ابن بري:

صوابه عَمَّاهُ، بتسكين الهاء؛ وأَما الذي ورد في حديث عائشة، رضي الله

عنها: استأْذَنتِ النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، في دخول أبي القُعَيْس

عليها فقال: ائْذَني له فإنَّه عَمُّجِ، فإنه يريد عَمُّك من الرضاعة،

فأَبدل كاف الخطاب جيماً، وهي لغة قوم من اليمن؛ قال الخطابي: إنما جاء هذا

من بعض النَّقَلة، فإن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان لا يتكلم إلاَّ

باللغة العالية؛ قال ابن الأثير: وليس كذلك فإنه قد تكلم بكثير من لغات

العرب منها قوله: لَيْسَ مِنَ امْبِرّ امْصِيامُ في امْسَفَرِ وغير ذلك.

والعِمامةُ: من لباس الرأْس معروفة، وربما كُنِيَ بها عن البَيْضة أَو

المِغْفَر، والجمع عَمائِمُ وعِمامٌ؛ الأخيرة عن اللحياني، قال: والعرب

تقول لَمّا وَضَعوا عِمامَهم عَرَفْناهم، فإما أن يكون جَمْع عِمامَة جمع

التكسير، وإما أن يكون من باب طَلْحةٍ وطَلْحٍ، وقد اعْتَمَّ بها

وتَعَمَّمَ بمعنى؛ وقوله أَنشده ثعلب:

إذا كَشَفَ اليَوْمُ العَماسُ عَنِ اسْتِهِ،

فلا يَرْتَدِي مِثْلي ولا يَتَعَمَّمُ

قيل: معناه أَلْبَسُ ثِيابَ الحرب ولا أَتجمل، وقيل: معناه ليس يَرْتَدي

أَحد بالسيف كارتدائي ولا يَعْتَمُّ بالبيضة كاعْتِمامي. وعَمَّمْتُه:

أَلبسته العِمامةَ، وهو حَسَنُ العِمَّةِ أي التَّعَمُّمِ؛ قال ذو

الرمة:واعْتَمَّ بالزَّبَدِ الجَعْدِ الخَراطِيمُ

وأَرْخَى عِمامتَه: أَمِنَ وتَرَفَّهَ لأن الرجل إنما يُرْخي عِمامَتَه

عند الرخاء؛ وأَنشد ثعلب:

أَلْقى عَصاهُ وأَرْخى من عِمامَته

وقال: ضَيْفٌ، فَقُلْتُ: الشَّيْبُ؟ قال: أَجَلْ

قال: أَراد وقلت الشيب هذا الذي حَلَّ. وعُمِّمَ الرجلُ: سُوِّدَ لأَن

تيجان العرب العَمائم، فكلما قيل في العجم تُوِّجَ من التاج قيل في العرب

عُمِّمَ؛ قال العجاج:

وَفيهمُ إذْ عُمِّمَ المُعَمَّمُ

والعرب تقول للرجل إذا سُوِّد: قد عُمِّمَ، وكانوا إذا سَوَّدُوا رجلاً

عَمَّمُوه عِمامةً حمراء؛ ومنه قول الشاعر:

رَأَيْتُكَ هَرَّيْتَ العِمامةَ بَعْدَما

رَأَيْتُكَ دَهْراً فاصِعاً لا تَعَصَّب

(* قوله «رأيتك» البيت قبله كما في الأساس:

أيا قوم هل أخبرتم أو سمعتم

بما احتال مذ ضمّ المواريث مصعب).

وكانت الفُرْسُ تُتَوِّجُ ملوكها فيقال له مُتَوَّج. وشاةٌ مُعَمَّمةٌ:

بيضاء الرأْس. وفرَسٌ مُعَمَّمٌ: أَبيض الهامَةِ دون العنق، وقيل: هو من

الخيل الذي ابيضَّتْ ناصيتُه كلها ثم انحدر البياض إلى مَنْبِت الناصية

وما حولها من القَوْنَس. ومن شِياتِ الخيل أَدْرَعُ مُعَمَّم: وهو الذي

يكون بياضه في هامته دون عنقه. والمُعَمَّمُ من الخيل وغيرها: الذي ابيضَّ

أُذناه ومنيت ناصيته وما حولها دون سائر جسده؛ وكذلك شاةٌ مُعَمَّمة: في

هامَتِها بياض.

والعامَّةُ: عِيدانٌ مشدودة تُرْكَبُ في البحر ويُعْبَرُ عليها،

وخَفَّفَ ابن الأعرابي الميم من هذا الحرف فقال: عامَةٌ مثل هامَة الرأْس وقامةَ

العَلَق وهو الصحيح.

والعَمِيمُ: الطويل من الرجال والنبات، ومنه حديث الرؤيا: فأَتينا على

رَوْضَةٍ مُعْتَمَّةٍ أي وافية النبات طويلته، وكلُّ ما اجتمع وكَثُرَ

عَمِيمٌ، والجمع عُمُمٌ؛ قال الجعدي يصف سفينة نوح، على نبينا وعليه الصلاة

والسلام:

يَرْفَعُ، بالقارِ والحَديدِ مِنَ الْـ

جَوْزِ، طِوالاً جُذُوعُها، عُمُما

والاسم من كل ذلك العَمَمُ. والعَمِيمُ يَبِيسُ البُهْمى. ويقال:

اعْتَمَّ النبتُ اعْتِماماً إذا التفَّ وطال. ونبت عَمِيمٌ؛ قال الأعشى:

مُؤَزَّرٌ بِعَمِيمِ النَّبْتِ مُكْتَهِلُ

واعْتَمَّ النبتُ: اكْتَهَلَ. ويقال للنبات إذا طال: قد اعْتَمَّ. وشيء

عَمِيمٌ أي تام، والجمع عُمُمٌ مثل سَرير وسُرُر. وجارية عَمِيمَةٌ

وعَمَّاءُ: طويلة تامةُ القَوامِ والخَلْقِ،، والذكر أَعَمُّ. ونخلة عَمِيمةٌ:

طويلة، والجمع عُمٌّ؛ قال سيبويه: أَلزموه التخفيف إذ كانوا يخففون غير

المعتل، ونظيرهُ بونٌ، وكان يجب عُمُم كَسُرُر لأنه لا يشبه الفعل.

ونخلةٌ عُمٌّ؛ عن اللحياني: إما أَن يكون فُعْلاً وهي أَقل، وإما أَن يكون

فُعُلاً أصلها عُمُمٌ، فسكنت الميم وأُدغمت، ونظيرها على هذا ناقة عُلُطٌ

وقوس فُرُجٌ وهو باب إلى السَّعَة. ويقال: نخلة عَمِيمٌ ونخل عُمٌّ إذا

كانت طِوالاً؛ قال:

عُمٌّ كَوارِعُ في خَلِيج مُحَلِّم

وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه اختَصم إليه رجلان في نخل

غَرَسَه أحدهما في غير حقه من الأَرض، قال الراوي: فلقد رأَيت النخل يُضرب في

أُصولها بالفُؤُوس وإنَّها لَنَخْلٌ عُمٌّ؛ قال أَبو عبيد: العُمُّ

التامة في طولها والتفافها؛ وأَنشد للبيد يصف نخلاً:

سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصَّفا، وسَرِيُّهُ

عُمٌّ نَواعِمُ، بَيْنهنّ كُرُومُ

وفي الحديث: أَكْرِموا عَمَّتكَم النخلة؛ سماها عَمَّة للمشاكلة في أنها

إذا قطع رأْسها يَبِستْ كما إذا قطع رأْس الإنسان مات، وقيل: لأَن النخل

خلق من فَضْلةِ طينة آدم عليه السلام. ابن الأَعرابي: عُمَّ إذا

طُوِّلَ، وعَمَّ إذا طال. ونبْتٌ يَعْمومٌ: طويل؛ قال:

ولقَدْ رَعَيْتُ رِياضَهُنَّ يُوَيْفِعاً،

وعُصَيْرُ طَرَّ شُوَيرِبي يَعْمومُ

والعَمَمُ: عِظَم الخَلْق في الناس وغيرهم. والعَمَم: الجسم التامُّ.

يقال: إن جِسمه لعَمَمٌ وإنه لعَممُ الجسم. وجِسم عَمَم: تامٌّ. وأَمر

عَمَم: تامٌّ عامٌّ وهو من ذلك؛ قال عمرو ذو الكلب الهذلي:

يا ليتَ شِعْري عَنْك، والأمرُ عَمَمْ،

ما فَعَل اليومَ أُوَيْسٌ في الغَنَمْ؟

ومَنْكِب عَمَمٌ: طويل؛ قال عمرو بن شاس:

فإنَّ عِراراً إنْ يَكُنْ غَيرَ واضِحٍ،

فإني أُحِبُّ الجَوْنَ ذا المَنْكِب العَمَمْ

ويقال: اسْتَوى فلان على عَمَمِه وعُمُمِه؛ يريدون به تمام جسمه وشبابه

وماله؛ ومنه حديث عروة بن الزبير حين ذكر أُحَيحة بن الجُلاح وقول

أَخواله فيه: كُنَّا أَهلَ ثُمِّه ورُمِّه، حتى إذا استوى على عُمُمِّه، شدّد

للازدواج، أَراد على طوله واعتدال شبابه؛ يقال للنبت إذا طال: قد اعتَمَّ،

ويجوز عُمُمِه، بالتخفيف، وعَمَمِه، بالفتح والتخفيف، فأَما بالضم فهو

صفة بمعنى العَمِيم أو جمع عَمِيم كسَرير وسُرُر، والمعنى حتى إذا استوى

على قَدّه التامّ أَو على عظامه وأَعضائه التامة، وأما التشديدة فيه عند

من شدّده فإنها التي تزاد في الوقف نحو قولهم: هذا عمرّْ وفرجّْ، فأُجري

الوصل مجرى الوقف؛ قال ابن الأَثير: وفيه نظر، وأما من رواه بالفتح

والتخفيف فهو مصدر وصف به؛ ومنه قولهم: مَنْكِب عَمَمٌ؛ ومنه حديث لقمان:

يَهَبُ البقرة العَمِيمة أي التامة الخَلق. وعَمَّهُم الأَمرُ يَعُمُّهم

عُموماً: شَمِلهم، يقال: عَمَّهُمْ بالعطيَّة. والعامّةُ: خلاف الخاصَّة؛ قال

ثعلب: سميت بذلك لأَنها تَعُمُّ بالشر. والعَمَمُ: العامَّةُ اسم للجمع؛

قال رؤبة:

أنتَ رَبِيعُ الأَقرَبِينَ والعَمَمْ

ويقال: رجلٌ عُمِّيٌّ ورجل قُصْرِيٌّ، فالعُمِّيٌّ العامُّ،

والقُصْرِيٌّ الخاصُّ. وفي الحديث: كان إذا أَوى إلى منزله جَزَّأَ دخوله ثلاثة

أَجزاء: جزءاً لله، وجزءاً لأَهله، وجزءاً لنفسه، ثم جزءاً جزَّأَه بينه وبين

الناس فيردّ ذلك على العامة بالخاصّة، أَراد أَن العامة كانت لا تصل

إليه في هذا الوقت، فكانت الخاصَّة تخبر العامَّة بما سمعت منه، فكأَنه أوصل

الفوائد إلى العامّة بالخاصّة، وقيل: إن الباء بمعنى مِنْ، أَي يجعل وقت

العامّة بعد وقت الخاصّة وبدلاً منهم كقول الأَعشى:

على أَنها، إذْ رَأَتْني أُقا

دُ، قالتْ بما قد أَراهُ بَصِيرا

أَي هذا العَشا مكان ذاك الإبصار وبدل منه. وفي حديث عطاء: إذا

توَضَّأْت ولم تَعْمُمْ فتَيَمَّمْ أَي إذا لم يكن في الماء وضوء تامٌّ

فتَيمَّمْ، وأَصله من العُموم. ورجل مِعَمٌّ: يَعُمُّ القوم بخيره. وقال كراع: رجل

مُعِمٌّ يَعُمُّ الناس بمعروفه أَي يجمعهم، وكذلك مُلِمٌّ يَلُمُّهم أَي

يجمعهم، ولا يكاد يوجد فَعَلَ فهو مُفْعِل غيرهما. ويقال: قد عَمَّمْناك

أَمْرَنا أَي أَلزمناك، قال: والمُعَمَّم السيد الذي يُقلِّده القومُ

أُمُورَهم ويلجأُ إليه العَوامُّ؛ قال أَبو ذؤيب:

ومِنْ خَيرِ ما جَمَعَ النَّاشِئُ الـْ

ـمُعَمِّمُ خِيرٌ وزَنْدٌ وَرِي

والعَمَمُ من الرجال: الكافي الذي يَعُمُّهم بالخير؛ قال الكميت:

بَحْرٌ، جَريرُ بنُ شِقٍّ من أُرومَتهِ،

وخالدٌ من بَنِيهِ المِدْرَهُ العَمَمُ

ابن الأَعرابي: خَلْقٌ عَمَمٌ أَي تامٌّ، والعَمَمُ في الطول والتمام؛

قال أَبو النجم:

وقَصَب رُؤْد الشَّبابِ عَمَمه

الأَصمعي في سِنِّ البقر إذا استَجْمَعَتْ أَسنانُه قيل: قد اعتَمََّ

عَمَمٌ، فإذا أَسَنَّ فهو فارِضٌ، قال: وهو أَرْخٌ، والجمع آراخ، ثم

جَذَعٌ، ثم ثَنِيٌّ، ثم رَباعٌ، ثم سدَسٌ، ثم التَّمَمُ والتَّمَمةُ، وإذا

أَحالَ وفُصِلَ فهو دَبَبٌ، والأُنثى دَبَبةٌ، ثم شَبَبٌ والأُنثى

شَبَبةٌ.وعَمْعَمَ الرجلُ إذا كَثُرَ جيشُه بعد قِلَّة. ومن أَمثالهم: عَمَّ

ثُوَباءُ النَّاعِس؛ يضرب مثلاً للحَدَث يَحْدُث ببلدة ثم يتعداها إلى سائر

البلدان.

وفي الحديث: سألت ربي أَن لا يُهْلِكَ أُمتي بسَنةٍ بِعامَّةٍ أَي بقحط

عامٍّ يَعُمُّ جميعَهم، والباء في بِعامَّةٍ زائدة في قوله تعالى: ومن

يُرِدْ فيه بإلحادٍ بظُلْمٍ؛ ويجوز أَن لا تكون زائدة، وقد أَبدل عامَّة من

سنَةٍ بإعادة الجارِّ، ومنه قوله تعالى: قال الذين استكبروا للذين

استضعفوا لمن آمن منهم. وفي الحديث: بادِرُوا بالأَعمال سِتّاً: كذا وكذا

وخُوَيْصَّة أَحدِكم وأَمرَ العامَّةِ؛ أَراد بالعامّة القيامة لأَنها

تَعُمُّ الناسَ بالموت أَي بادروا بالأَعمال مَوْتَ أَحدكم والقيامةَ.

والعَمُّ: الجماعة، وقيل: الجماعة من الحَيّ؛ قال مُرَقِّش:

لا يُبْعِدِ اللهُ التَّلَبُّبَ والـ

ـغاراتِ، إذْ قال الخَميسُ نَعَمْ

والعَدْوَ بَينَ المجْلِسَيْنِ، إذا

آدَ العَشِيُّ وتَنادَى العَمْ

تَنادَوْا: تَجالَسوا في النادي، وهو المجلس؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

يُرِيغُ إليه العَمُّ حاجةَ واحِدٍ،

فَأُبْنا بحاجاتٍ ولَيْسَ بِذي مالِ

قال: العَمُ هنا الخَلق الكثير، أَراد الحجرَ الأَسود في ركن البيت،

يقول: الخلق إنما حاجتهم أَن يَحُجُّوا ثم إنهم آبوا مع ذلك بحاجات، وذلك

معنى قوله فأُبْنا بحاجات أَي بالحج؛ هذا قول ابن الأعرابي، والجمع

العَماعِم. قال الفارسي: ليس بجمع له ولكنه من باب سِبَطْرٍ ولأآلٍ. والأَعَمُّ:

الجماعة أَيضاً؛ حكاه الفارسي عن أَبي زيد قال: وليس في الكلام أَفْعَلُ

يدل على الجمع غير هذا إلا أَن يكون اسم جنس كالأَرْوَى والأَمَرِّ الذي

هو الأَمعاء؛ وأَنشد:

ثُمَّ رَماني لا أَكُونَنْ ذَبِيحةً،

وَقَدْ كَثُرَتْ بَيْنَ الأَعَمّ المَضائِضُ

قال أَبو الفتح: لم يأْت في الجمع المُكَسَّر شيء على أَفْعلَ معتلاًّ

ولا صحيحاً إلا الأَعَمّ فيما أَنشده أَبو زيد من قول الشاعر:

ثم رآني لا أكونن ذبيحة

البيت بخط الأَرزني رآني؛ قال ابن جني: ورواه الفراء بَيْنَ الأَعُمِّ،

جمع عَمٍّ بمنزلة صَكٍّ وأصُكٍّ وضَبٍّ وأَضُبٍّ. والعَمُّ: العُشُبُ؛

كُلُّهُ عن ثعلب؛ وأَنشد:

يَرُوحُ في العَمِّ ويَجْني الأُبْلُما

والعُمِّيَّةُ، مثال العُبِّيَّةِ: الكِبْرُ: وهو من عَمِيمهم أي

صَمِيمِهم. والعَماعِمُ: الجَماعات المتفرقون؛ قال لبيد:

لِكَيْلا يَكُونَ السَّنْدَرِيُّ نَدِيدَتي،

وأََجْعَلَ أَقْواماً عُمُوماً عماعِما

السَّندَرِيُّ: شاعر كان مع عَلْقمة بن عُلاثة، وكان لبيد مع عامر بن

الطفيل فَدُعِي لبيد إلى مهاجاته فأَبى، ومعنى قوله أي أََجعل أَقواماً

مجتمعين فرقاً؛ وهذا كما قال أَبو قيس بن الأَسلت:

ثُمَّ تَجَلَّتْ، ولَنا غايةٌ،

مِنْ بَيْنِ جَمْعٍ غَيْرِ جُمَّاعِ

وعَمَّمَ اللَّبنُ: أَرْغَى كأَن رَغْوَتَه شُبِّهت بالعِمامة. ويقال

للبن إذا أَرْغَى حين يُحْلَب: مُعَمِّمٌ

ومُعْتَمٌّ، وجاء بقَدَحٍ مُعَمِّمٍ. ومُعْتَمٌّ: اسم رجل؛ قال عروة:

أَيَهْلِكُ مُعْتَمٌّ وزَيْدٌ، ولَمْ أُقِمْ

عَلى نَدَبٍ يَوْماً، ولي نَفْسُ مُخْطِرِ؟

قال ابن بري: مُعْتَمٌّ

وزيد قبيلتان، والمُخْطِرُ: المُعَرِّضُ نفسه للهلاك، يقول: أَتهلك

هاتان القبيلتان ولم أُخاطر بنفسي للحرب وأَنا أَصلح لذلك؟ وقوله تعالى:

عَمَّ يتساءلون؛ أَصله عَنْ ما يتساءلون، فأُدغمت النون في الميم لقرب

مخرجيهما وشددت، وحذفت الأَلف فرقاً بين الاستفهام والخبر في هذا الباب،

والخبرُ كقولك: عما أَمرتك به، المعنى عن الذي أمرتك به. وفي حديث جابر:

فَعَمَّ ذلك أَي لِمَ فَعَلْتَه وعن أَيِّ شيء كان، وأَصله عَنْ ما فسقطت أَلف

ما وأُدغمت النون في الميم كقوله تعالى: عَمَّ يتساءلون؛ وأَما قول ذي

الرمة:

بَرَاهُنَّ عمَّا هُنَّ إِمَّا بَوَادِئٌ

لِحاجٍ، وإمَّا راجِعاتٌ عَوَائِدُ

قال الفراء: ما صِلَةٌ والعين مبدلة من أَلف أَنْ، المعنى بَرَاهُنَّ

أَنْ هُنَّ إمَّا بوادئ، وهي لغة تميم، يقولون عَنْ هُنَّ؛ وأَما قول

الآخر يخاطب امرأة اسمها عَمَّى:

فَقِعْدَكِ، عَمَّى، اللهَ هَلاَّ نَعَيْتِهِ

إلى أَهْلِ حَيٍّ بالقَنافِذِ أَوْرَدُوا؟

عَمَّى: اسم امرأة، وأَراد يا عَمَّى، وقِعْدَكِ واللهَ يمينان؛ وقال

المسيَّب بن عَلَس يصف ناقة:

وَلَها، إذا لَحِقَتْ ثَمائِلُها،

جَوْزٌ أعَمُّ ومِشْفَرٌ خَفِقُ

مِشْفَرٌ خفِقٌ: أَهْدَلُ يضطرب، والجَوْزُ الأَعَمُّ: الغليظ التام،

والجَوْزُ: الوَسَطُ. والعَمُّ: موضع؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

أَقْسَمْتُ أُشْكِيك مِنْ أَيْنٍ وَمِنْ وَصَبٍ،

حَتَّى تَرَى مَعْشَراً بالعَمِّ أَزْوَالا

(* قوله «بالعم» كذا في الأصل تبعاً للمحكم، وأورده ياقوت قرية في عين

حلب وأنطاكية، وضبطها بكسر العين وكذا في التكملة).

وكذلك عَمَّان؛ قال مُلَيْح:

وَمِنْ دُونِ ذِكْرَاها الَّتي خَطَرَتْ لَنا

بِشَرْقِيِّ عَمَّانَ، الثَّرى فالمُعَرَّفُ

وكذلك عُمَان، بالتخفيف. والعَمُّ: مُرَّة بن مالك ابن حَنْظَلة، وهم

العَمِّيُّون. وعَمٌّ: اسم بلد. يقال: رجل عَمِّيٌّ؛ قال رَبْعان:

إذا كُنْتَ عَمِّيّاً فَكُنْ فَقْعَ قَرْقَرٍ،

وإلاَّ فَكُنْ، إنْ شِئْتَ، أَيْرَ حِمارِ

والنسبة إلى عَمٍّ عَمَوِيٌّ كأَنه منسوب إلى عَمىً؛ قاله الأخفش.

عمم

( {العَمُّ: أخُو الأبِ. ج:} أعْمامٌ و) {عُمُومٌ و (} عُمومَةٌ) . قَالَ سِيبَوَيْهِ: أدْخَلُوا فِيهِ الهَاءَ لتَحْقِيقِ التَّأنِيثِ، ونَظِيرُه الفُحولَةُ والبُعولَةُ. (و) حَكَى ابنُ الأعْرابِيّ فِي أدْنَى العَدَدِ: ( {أعُمٌّ) ، قَالَ الفَرَّاءُ: بِمنْزِلَةِ صَكٍّ وأصُكٍّ، وضَبٍّ وأَضُبٍّ. و (جج:) جَمْعُ الجَمْع (} أعْمُمُونَ) بإظْهارِ التَّضْعِيف، وَكَانَ الحُكمُ! أعَمُّون، لَكن هَكَذا حَكاهُ، وأنْشَدَ: (تَروَّح بالعَشِيِّ بِكُلِّ خِرْقٍ ... كرِيمِ {الأعْمُمِينَ وكُلِّ خالِ)

(وَهِي} عَمَّةٌ) ، قد خَالَف هُنا اصْطِلاحَه فِي ذِكْرِ الأنْثَى.
(والمَصْدَرُ {العُمُومَةُ) بالضَّمّ كالأُبُوَّةِ والخُؤُولَةِ. (و) يُقالُ: (مَا كُنتَ} عَمًّا، ولقَدْ {عَمَمْتَ) } عُمومَةً.
(و) رَجُلٌ ( {مُعَمٌّ) } ومِعَمٌّ - (بِضَمِّ المِيم وكَسْرِها - الكَثيرُ الأعْمامِ أَو كَريمُهُم) ، هَكَذا نَقلَه الجوْهَرِيُّ، وَهُوَ نَصُّ اللَّيْثِ فِي العَيْن. وَفِي التَّهْذيبِ: العَرَبُ تقولُ: رَجُلٌ {مُعَمٌّ مُخْوَلٌ، إِذا كانَ كَريمَ الأعْمامِ والأخوالِ كَثِيرَهم. قَالَ امْرؤُ القَيْسِ:
(بِجِيدٍ مُعَمٍّ فِي العَشِيرةِ مُخْوَلِ ... )
قَالَ اللَّيثُ: ويُقالُ: مِعَمٌّ مِخْوَلٌ. قالَ الأزْهَرِيُّ: وَلم أسْمَعْه لِغَيْرِ اللَّيْثِ، وَلَكِن يُقالُ:} مِعَمٌّ مِلَمٌّ إِذا كَانَ {يَعُمُّ النَّاسَ بِبِرِّه وفَضْلِه، ويَلُمُّهم، أَي يُصْلِحُ أمْرَهُم ويَجْمَعُهُم.
(} وتَعَمَّمتْه النِّساءً: دَعَوْنَه عَمًّا) ، هَكذا فِي سائِرِ النُّسَخِ، وكَذلك تَأخَّاهُ وتَأبَّاه وتَبَنَّاه، وأنْشَدَ ابنُ الأعرابِيّ:
(عَلامَ بَنَتْ أُخْتُ المَرابِيعِ بَيْتَهَا ... عَلَيَّ وقالَتْ لِي بِلَيْلٍ: {تَعَمَّمِ؟)

أيْ أنَّها لَمَّا رَأَتِ الشَّيْبَ قَالَتْ: لَا تَأتِنَا خِلْمًا، وَلَكِن ائْتِنَا} عَمًّا. وسِياقُ الجوْهَرِيِّ عَن أبِي زَيْدٍ: {وتَعَمَّمْتُه إذَا دَعَوتُه عَمًّا. ومِثْلُه سِياقُ الزَّمَخْشَرِيّ، وَكَذَلِكَ تَخَوَّلْتُه إِذا دَعَوْتُه خَالاً.
(} واسْتَعْمَمْتُه، اتَّخَذْتُه {عَمًّا، وَيُقَال: هُمَا ابْنَا} عَمٍّ،) و (لَا) يقالُ: ابنَا (خالٍ، و) تَقُولُ: هُما (ابْنَا خالَةٍ) ، و (لَا) تَقُولُ: هُمَا ابْنَا (عَمَّةٍ) . هَذَا نَصُّ الجوْهَرِيّ. وهَكَذَا نَقَلَه الأزْهَرِيُّ عَن ابنِ السِّكِّيتِ. وَقَالَ: ابنَا عَمٍّ تُفْرِدُ العَمَّ وَلَا تُثَنِّيه؛ لأنَّكَ إنَّما تُرِيدُ أنّ كلَّ واحدٍ مِنْهُمَا مُضافٌ إِلَى هَذِه القَرابَةِ، كَمَا تَقولُ فِي حَدِّ الكُنْيَةِ: أبوَا زيْدٍ، إنَّمَا تُرِيدُ أنّ كُلَّ واحِدٍ مِنْهُمَا مُضافٌ إِلَى هَذه الكُنْيَةِ. اه. وَيُقَال: هما ابْنَا عَمٍّ لَحًّا، وهُما ابْنَا خالَةٍ لَحًّا، وَلَا يُقالُ: هُمَا ابْنَا {عَمَّةٍ لَحًّا، وَلَا ابنَا خَالٍ لَحًّا؛ لِأَنَّهُمَا مُفْتَرِقانِ؛ لأنَّهُما رَجُلٌ وامرأَةٌ، قَالَ:
(فإنَّكُمَا ابْنَا خَالَةٍ فاذْهَبَا مَعًا ... وإنِّيَ مِنْ نَزْعٍ سِوَى ذَاك طَيِّبِ)

وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: يُقالُ: ابْنَا عَمٍّ لأَنَّ كلَّ واحِدٍ مِنْهُمَا يَقولُ لِصاحِبِهِ: يَا ابنَ} - عَمِّي، وَكَذَلِكَ ابنَا خَالَةٍ لأنَّ كُلَّ واحدٍ مِنْهُمَا يَقُولُ لِصاحِبِه: يابْنَ خالَتِي، وَلَا يَصِحُّ أَن يُقالَ: هُمَا ابْنَا عَمَّة، وَلَا يَصِحُّ أَن يُقالَ: هُمَا ابْنَا خالٍ، لأنَّ أحدَهُما يَقُول لِصاحِبِه: يَا ابْنَ خالِي، والآخَرُ يَقُولُ لَهُ: يَا ابْنَ {عَمَّتِي، فاخْتَلَفَا، وَلَا يَصِحُّ أنْ يُقالَ: هُمَا ابْنَا عَمَّةٍ؛ لأنَّ أحدَهما يَقولُ لِصاحِبِهِ: يَا ابْنَ عَمَّتِي؛ والآخَرُ يقولُ لَهُ: يَا ابنَ خَالِي.
(} والعَمُّ: الجمَاعَةُ) من النَّاسِ، كَمَا فِي الصّحاح، وقِيلَ: من الحَيِّ. وزَادَ بَعْضُهُم: (الكَثِيرَةُ) ، وأَنْشَدَ ابْنُ الأعْرابِيّ:
(يُرِيغُ إِلَيْهِ العَمُّ حاجةَ واحِدٍ ... فأُبْنَا بِحَاجَاتٍ ولَيْسَ بِذِي مالِ)

قَالَ: العَمُّ هُنَا: الخَلْقُ الكَثِيرُ، ( {كَالأَعَمِّ) ، حَكَاه الفَارِسِيُّ عَن أبِي زَيْدٍ، قَالَ: ولَيْسَ فِي الكَلامِ أفعَلُ يَدُلُّ عَلَى الجَمْعِ غَيْر هَذا إلاّ أَن يَكونَ اسْمَ جِنْسٍ، كَالأَرْوَى والأَمَرِّ الَّذِي هُوَ الأمْعَاءُ، وَأنْشد:
(ثُمَّ رَمَانِي لَا أَكُونَنْ ذَبِيحَةً ... وَقد كَثُرَتْ بَيْنَ} الأعَمِّ المَضَائِضُ)

قَالَ ابْنُ جِنِّيّ: لم يَأْتِ فِي الجَمْعِ المُكَسَّر شَيءٌ عَليّ أَفْعَلَ مُعْتَلاًّ وَلَا صَحِيحًا إلاّ الأعَمَّ، قالَ: وبِخَطِّ الأرزَنِي: ثُمَّ رَآنِي. قالَ: ورَواهُ الفَرَّاء: بَيْنَ الأَعُمِّ، بِضَمِّ العَيْنِ " جَمْع! عَمٍّ، كَضَبٍّ وأَضُبٍّ. (و) {العَمُّ: (العُشْبُ كُلُّه) ، عَن ثَعْلَبٍ وأَنْشَدَ:
(يَرُوحُ فِي العَمِّ ويَجْنِي الأُبْلُمَا ... )
(و) العَمُّ: (ع) عَن ابْن الأعرابيّ، وأنشَدَ:
(أقْسَمْتُ أَشْكُوكَ مِنْ أَيْنٍ ومِنْ وَصَبٍ ... حَتَّى تَرَى مَعْشَرًا} بِالعَمٍّ أزْوَالاَ)

(و) أَيْضا: (ة بَين حَلَبَ وأنْطَاكِيَةَ: مِنْهَا: عُكَاشَةُ) بنُ عبْدِ الصَّمَدِ ( {العَمِّيٌّ) الضَّرِيرُ: شاعِرٌ مُحْسِنٌ مُقِلٌّ من شُعراءِ الدّوْلَة الهاشِمِيَّة. وَالَّذِي صَرَّحَ بِهِ البَكْرِيُّ فِي شَرْحِ الأمالِي: أنّه من البَصْرَةِ، وأنّه من بَنِي العَمّ الآتِي ذِكْرُهم.
(و) العَمُّ: (النَّخْلُ الطِّوالُ) التَّامَّةُ [فِي] طُولِها والتِفافِها، (ويُضَمُّ) ، ومِنْه الحَديثُ: " وإِنَّهَا لَنَخْلٌ} عُمٌّ "، وأَنْشَدَ أَبُو عُبَيد لِلَبِيدٍ يَصِفُ نَخْلاً:
(سُحُقٌ يُمَتِّعُهَا الصَّفَا وسَرِيُّةُ ... {عُمُّ نواعِمُ بَيْنَهُنَّ كُرُومُ)

(و) العَمُّ: (لَقَبُ مَالِكِ بِنِ حَنْظَلَةَ أبِي قَبِيلَةٍ) ، كَذَا فِي النُّسَخِ. وَفِي التَّهْذِيب: لَقَبُ مُرَّةَ بِنِ مَالِكٍ: (وهُمْ} العَمِّيُّونَ) فِي تَمِيمٍ. وقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: مُرَّة بنُ وائِلِ بنِ عَمْرِو بنِ مَالِكِ بنِ حَنْظَلَةَ بنِ فَهْمٍ مِنَ الأزْدِ. وهم بَنُو العَمِّ فِي تَمِيم، هَذا نَسَبُهُم، ثمَّ قَالُوا: مُرَّةُ بنُ حَنْظَلَةَ بنِ مَالِكِ ابنِ زَيْدِ مَناةَ بنِ تَمِيم، وَفِي الأغانِي. أَصْلُ بَنِي العَمِّ كالمَدْفُوعِ يُقَال: إنَّهم نَزَلُوا فِي بَنِي تَمِيم بِالبَصْرَة أيَّامَ عُمرَ رَضِي الله تَعالَى عَنهُ، وغَزَوْا مَعَ المسْلِمينَ، وأبلَوْا فَحُمِدُوا، فَقِيلَ لَهُم: إنْ لم تَكُونُوا من العَرَب فأنتُم الإخْوانُ وبَنُو العَمِّ، فلُقِّبوا بذّلك، ولِذَلِك قالَ كَعْبُ بنُ مَعْدَان الأشْعَرِيّ:
(وَجَدْنَا آلَ سامَةَ فِي قُرَيْشٍ ... كَمِثْل! العَمِّ فِي سَلَفَيْ حَمِيمِ) وَقَالَ جرير:
(قُل لِلفَرَزْدَقِ مَنْ عِزٌّ يَلُوذُ بِهِ ... سِوَى بَنِي العَمِّ فِي أيْدِيهِمُ الخَشَبُ)

(سِيرُوا بَنِي العَم فَالأَهْوازُ مَنْزِلُكُم ... ونَهْرُ تِيرَى فَمَا تَدْرِيكُمُ العَرَبُ)

(أَو النِّسْبَةُ إِلَى {عَمٍّ} عَمِّيُّونَ، كأَنَّه نِسْبَةُ إِلَى {عَمِّيٍّ) . ونَصُّ الجَوْهَرِيِّ: والنِّسبةُ إِلَى عَمٍّ} عَمَوِيّ، كأنّه مَنْسُوبٌ إِلَى عَمًى، قَالَه الأخفَشُ.
(و) العِمُّ (بِالكَسْر: ة بِحَلَبَ غَيرُ الأُولَى) وَمِنْهَا: جَعْفَرُ بنُ سَهْلٍ {العِمِّيُّ، وذَكَر المالِينِي وبشران بنُ عَبْد المَلِكِ العِمِّي الموصليّ، من مَشَايِخِ الطَّبَرَانِيِّ. وأخُوهُ المُغِيثُ مَمْدُوحُ المُتَنَبِّي.
(} والعِمَامَةُ، بِالكَسْرِ) - قالَ شَيْخُنَا: وضَبَطَه بَعْضُ شُرَّاح الشَّمَايِل بالفَتْح أَيْضا وَهُوَ غَلَط - (المِغْفَرُ والبَيْضَةُ) يُكْنَى بِها عَنْهُما، (و) الأصْلُ فِيها (مَا يُلَفُّ على الرَّأْسِ ج {عَمائِمُ} وعِمامٌ) بِالكَسْرِ، الأخِيرَةُ عَن اللِّحْيانِي، قالَ: والعَرَبُ تَقول: لَمَّا وَضَعُوا {عِمامَهُم عَرَفْنَاهُم، فإمّا أنْ يَكُون جَمْعُ} عِمَامَةٍ جَمْعَ التَّكْسِيرِ، وإمَّا أنْ يَكُونَ من بابِ طَلْحَةٍ وطَلْحٍ.
(وَقد {اعْتَمَّ) بِها (} وتَعَمَّم) بِمعنى، (و) كَذلِك ( {اسْتِعَمَّ) . وأمَّا قَولُ الشَّاعِر أَنشَدَه ثَعْلَب:
(إِذَا كَشَفَ اليومُ العَماسُ عنِ اسْتِهِ ... فَلَا يَرْتَدِي مِثْلِي وَلَا} يَتَعَمَّمُ)

فَقِيل: مَعْناه أَلْبَسُ ثِيابَ الحَرْبِ وَلَا أَتَجَمَّلُ، وَقيل: مَعْنَاه لَيْسَ أحدٌ يَرْتَدِي [بِالسَّيْفِ] كارتِدائِي، وَلَا {يَعْتَمُّ بِالبِيْضَةِ} اعْتِمَامي.
(و) {العِمَامَةُ: (عِيدانٌ مَشْدُودَةٌ تُرْكَبُ فِي البَحْرِ، ويُعْبَرُ عَلَيها فِي النَّهْرِ،} كالعَامَّةِ) بِتَشْدِيدِ المِيمِ.
(أَو الصَّوابُ العَامَة مُخَفَّفَة) ، وهَكَذا رَواهُ ابنُ الأعْرابِيّ، وَهُوَ الصَّحيح. (و) فِي المَثَلِ: (أرخَى {عِمَامَته: أَي: أمِنَ وتَرَفَّهَ) ، لأنَّ الرَّجُلَ إنَّما يُرْخِي عِمامَتَه عِنْد الرَّخاءِ، وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
(ألْقَى عَصَاهُ وأَرْخَى مِنْ عِمَامَتِهِ)
وقَالَ: ضَيْفٌ، فَقُلتُ: الشَّيْبُ، وَقَالَ أَجَلْ
(وَمن المَجازِ: (} عُمِّمَ بِالضَّمِّ) أَي (سُوِّدَ) ، لأنَّ تِيجانَ العَرَبِ {العَمائِمُ، فَكُلَّمَا قِيل فِي العَجَمِ: تُوِّجَ من التَّاجِ قِيلَ فِي العَرَبِ: عُمِّم، قَال:
(وفِيهِمُ إذْ} عُمِّمَ {المُعَمَّمُ ... )
وكانُوا إِذا سَوَّدُوا رَجُلاً} عَمَّمُوهُ {عِمامَةً حَمْراءَ، وكانَتْ الفُرْسُ تَتَوِّجُ مُلوكَها فَيُقالُ لَهُ: المُتَوَّجُ.
(و) } عُمِّمَ (رَأْسُه) ، أَي (لُفَّتْ عَلَيْه العِمَامَةُ، {كَعُمَّ) بالضَّمِّ.
(وهُوَ حَسَنُ} العِمَّةِ بِالكَسْرِ، أَي: حَسَنُ ( {الاعْتِمامِ) } والتَّعَمُّم.
(وكُلُّ مَا اجْتَمَعَ وكَثُرَ) فَهو ( {عَمِيمٌ) كأَمِيرٍ (ج:} عُمُمٌ كَكُتُبٌ) ، ونَظِيرُه سَرِيرٌ وسُرُرٌ.
وَقَالَ الجَعْدِيُّ يَصِفُ سَفِينَةَ نُوحٍ عَلَيه السَّلامُ:
(يَرْفَعُ بِالنَارِ والحدِيدِ مِنَ ال ... جَوْزِ طِوَالاً جُذُوعُهَا {عُمُمَا)

(والاسْمُ) مِنْه (} العَمَمُ، مُحَرَّكَةً) .
(وجَارِيَةٌ) {عَمِيمَةُ (ونَخْلَةٌ} عَمِيمَةٌ و) جارِيَةٌ (َ {عَمَّاءُ) ، أَي: (طَوِيلَةٌ) تَامَّةُ القَوامِ والخَلْقِ. (ج:} عُمٌّ) بِالضَّمِّ. قالَ سِيبَوَيْهِ: " أَلْزَمُوه التَّخْفِيفَ إذْ كَانُوا يُخَفِّفُونَ غَيرَ المُعْتَلِّ "، وَكَانَ يَجِبُ عُمُمٌ كَسُرُرٍ؛ لأنَّه لَا يُشْبِهُ الفِعْلَ. ونَخْلَةٌ {عُمٌّ عَن اللِّحيانيّ، إمّا أنْ يَكونَ فُعْلاً وَهِي أقَلُّ، وإمَّا أنْ يَكونَ فُعُلاً أصْلُها عُمُمٌ، فَسُكِّنَت المِيمُ وأُدغِمتْ، ونَظيرُها على هَذَا نَاقَةٌ عُلُطٌ، وقَوْسٌ فُرُجٌ، وَهُوَ بَابٌ إِلَى السَّعَة. (وَهُوَ} أعَمُّ) أَي: المذَكَّر، قَالَ: ( {عُمٌّ كَوارِعُ فِي خَلِيجِ مُحَلِّم ... )
(ونَبتٌ} يَعْمُومٌ) أَي (طَوِيلٌ) قَالَ:
(وَلَقَد رَعَيْتُ رِيَاضَهُنَّ يُوَيْنِعًا ... وعُصَيْرُ طَرَّ شُوَيْرِبِي يَعْمُومُ)

( {والعَمَمُ، مُحَرَّكَةً: عِظَمُ الخَلْقِ فِي النَّاسِ وغَيْرهِم. و) أيْضًا (التَّامُّ} العَامُّ منْ كُلِّ أمْرٍ) ، قالَ عَمرُو ذُو الكَلْبِ:
(يَا لَيْتَ شِعْرِي عَنكَ والأمْرُ {عَمَمْ ... )

(مَا فَعَل اليَومَ أَوَيْسٌ فِي الغَنَمْ؟} ... )

(و) {العَمَمُ: (اسْمُ جَمْعٍ} للعَامَّةِ، وَهِي خِلافُ الخَاصَّةِ) قَالَ رُؤبَةُ:
(أَنتَ رَبِيعُ الأقْرَبِينَ {والعَمَمْ ... )

وَقَالَ ثَعْلَبٌ: إنَّما سُمِّيت لِأَنَّهَا تَعُمُّ بالشَّرِّ. وَقَالَ الرَّاغِبُ: لكَثْرَتِهم} وعُمُومِيَّتِهم فِي البِلاد.
(و) يُقالُ: (اسْتَوى) الأمرُ (عَلَى {عُمُمِه - بِضَمَّتَيْن - أَي تَمامِ جِسْمِه ومَالِه وشَبَابِه) . وَمِنْه حَدِيثُ عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْر حِينَ ذَكَرَ أُحَيْحَةَ بنُ الجُلاح وقَولَ أخْوالِه فِيهِ: ((كُنَّا أَهْلَ ثُمِّة ورُمّة حَتَّى إِذا اسْتَوَى على عُمُمِه)) . يُرْوَى هَكَذا بِضَمَّتَيْن، وبِالتَّحْرِيك وبِالتَّشْدِيد أيْضًا لِلازْدِواج، قالَه الجَوْهَرِيُّ، والمَعْنَى على قَدِّه التَّامِّ أَو عَلَى عِظَامِه وأعْضَائِه التَّامَّةِ.
(} وعَمَّ الشَّيءُ) {يَعُمُّ (} عُمومًا: شَمِلَ الجَمَاعة، يُقالُ {عَمَّهم بالعطِيَّة، وَهُوَ} مِعَمّ بكَسْرِ أَوَّلِه) أَي (خَيِّرٌ {يَعُمُّ) القَومَ (بِخَيْرِه [وعَقْلِه] ) . وَقَالَ كُراعٌ: رجلٌ} مِعَمٌّ! يعُمُّ النَّاسَ بمَعْرُوفِه، أيْ يَجْمَعُهُم، وكَذَلك مُلِمٌّ يَلُمُّهُم، أَي: يَجْمَعُهُم وَلَا يَكادُ يُوجَدُ فَعَل، فَهُوَ مُفْعِلٌ غَيرهمَا (كالعَمَمِ) مُحَرَّكة، وَمِنْه قَولُ الكُمَيْت:
(بَحْرٌ جَرِيرُ بنُ رِشْقٍ من أُرُومَتِه ... وخَالدٌ من بَنِيه المِدْرَهُ العَمَمُ)

( {والعَمِيمُ) كأَمِيرٍ: (ع) .
(و) أَيضًا: (يَبِيسُ البُهْمَى) .
(و) يُقالُ: هُوَ مِنْ (صَمِيمِ القَوْمِ) } وعَمِيمِهِم بمَعْنَى وَاحِد، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
( {والعُمِّيَّةُ، بالضَّمِّ والكَسْرِ: الكِبْرُ) ، واقْتصَر الجَوْهَرِيّ على الضَّمِّ، قَالَ: كَالعُبِّيَّةِ.
(} والعَمَاعِمُ: الجَماعَاتُ المُتَفرِّقُونَ) ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لِلَبِيدٍ:
(لِكَيْ لَا يَكُونَ السَّنْدَرِيُّ نَدِيدَتِي ... وأجْعَلَ أَقوامًا {عُمُومًا} عَمَاعِمَا)

أَي: أَجعلُ أَقوامًا مُجْتَمِعِين فِرَقًا، وَهَذَا كَمَا قِيلَ:
(مِنْ بَيْنِ جَمْعٍ غَيرِ جُمَّاعِ ... )
كَمَا فِي الصّحاح. قُلتُ: وَهُوَ قَولُ أبِي قَيْسِ بنِ الأَسلَتِ، وأَوَّلُه:
(ثمَّ تَجَلَّت ولَنَا غَايَةٌ ... )
والسَّنْدَرِيُّ: شاعِرٌ كانَ مَعَ عَلْقَمَةَ بنِ عُلاثَة، وكانَ لَبِيدٌ مَعَ عَامِرِ بنِ الطُّفَيْلِ، فَدُعِيَ لَبِيدٌ إِلَى مُهاجَاتِهِ فَأَبى.
( {وعَمَّمَ اللَّبَنُ} تَعْمِيمًا: أَرْغَى) ، كَأنَّ رَغْوتَه شُبِّهَتْ {بِالعَمامَةِ، كَمَا فِي الصِّحاح، وَهُوَ مَجَازٌ (} كاعْتَمَّ) ، واللَّبَن {مُعَمَّمُ} ومُعْتَمٌّ، وذلِك إِذا حُلِبَ.
(ورجُلٌ {عُمِّيٌّ - كَقُمِّيٍّ) بِالضَّمِّ - (أَي} عَامٌّ) ، وَالَّذِي فِي المُحْكَمِ: رَجُلٌ {عُمٌّ وقُصْرِيٌّ،} فالعُمُّ {العَامُّ، (وقُصْرِيٌّ أَيْ خَاصٌّ) .
(و) من المَجازِ: (} اعْتَمَّ النَّبْتُ) إِذا (اكْتَهَلَ) كَمَا فِي الصِّحَاح، وَقَالَ غَيرُه. إِذا التَفَّ وطَالَ.
ورَوضَةٌ {مُعْتَمَّةٌ، أيْ: وَافِيَةٌ النَّبَاتِ طَوِيلَتُه. وَفِي الصِّحَاح: يُقَالُ للنَّباتِ إذَا طَالَ: قَد} اعْتَمَّ، ووُجِد بخَطِّ الجَوْهَرِيّ: للشَّابِّ.
(و) من المَجازِ: ( {المُعَمَّمُ، كَمُعَظَّمٍ: الفَرَسُ الأبْيَضُ الهَامَةِ دُونَ العُنُقِ) ، يُقالُ: هُوَ أَدْرَعُ} مُعَمَّمٌ، (أَو) هُوَ من الخَيْل الّذِي (ابْيَضَّتْ ناصِيَتُه كُلُّهَا. ثمَّ انْحَدَرَ البَيَاضُ إِلَى مَنْبِتِ النَّاصِيَةِ) وَمَا حَولَهَا من القَوْنَسِ.
( {والأَعمُّ: الغَلِيظُ) التَّامُّ فِي قَوْلِ المُسَيَّبِ ابنِ عَلَسٍ يَصِفُ نَاقةً:
(ولَهَا إذَا لَحِقَتْ ثَمَائِلُهَا ... جَوْزٌ أَعمُّ ومِشْفَرٌ خَفِقُ)
والجَوْزُ: الوَسَطُ. ومِشْفَر خَفِقٌ: أَهْدَلُ يَضْطَرِبُ.
(} وعَمْعَمَ الرَّجلُ) إذَا (كَثُرَ جَيْشُه بَعْدَ قِلَّةٍ) . ( {وعَمَّى كَحَتَّى) : اسْمُ (امْرَأَة) ، وَمِنْه قَولُه:
(فَعِقْدَكِ} عَمَّى اللهَ هَلاَّ نَعَيْتِهِ ... إِلَى أَهْلِ حَيٍّ بِالقَنافِذِ أَوْرَدُوا)

أرَادَ يَا {عَمّى. وعَقْدَكَ يَمِينٌ.
(} وعَمَّانٌ، كَقَبَّانٍ: د بِالشَّامِ) ، قُربَ دِمَشْقَ، سُمِّيَ {بِعَمَّانَ بنِ لُوطِ ابنِ هَارَانَ، كَان سَكَنَه، نَقلَه السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْضِ، وأَنْشَدَ ابنِ الأَعْرابِيِّ لمُلَيْحٍ:
(وَمن دُونِ ذِكْرَاهَا الَّتِي خَطَرَتْ بِنَا ... بِشَرْقِيِّ} عَمَّانَ الشَّرَا فالمُعَرَّفُ)

وقَالَ أئِمَّةُ النَّسَبِ: هِيَ مَدِينَةٌ بِالبَلْقَاءِ من كُورَةِ دِمَشْقَ، وَبِه فُسِّرَ حَدِيثُ الحَوْضِ: " وإِنَّه مِنْ مَقَامِي هَذَا إِلَى {عَمَّان ". قالَه الأزْهَرِيُّ، ومِنْها: نَصْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الفَتْحِ الزُّهْرِيُّ، ومُحَمَّدُ بنُ كَامِلٍ،} العَمَّانِيَّانِ: مُحَدِّثَانِ، ومِنْها أيْضًا: الحافِظُ أبُو سَعِيدٍ {العَمَّانيُّ المُقْرِئُ: مُؤَلِّفُ المُرْشِدِ فِي الوَقْفِ والابْتِداءِ.
(} ومُعْتَمٌّ: اسْمُ) رَجُلٍ، كَمَا فِي الصِّحاح، وأَنْشَدَ لِعُرْوَةَ:
(أيَهْلِكُ {مُعْتَمٌّ وزَيْدٌ ولَمْ أَقُمْ ... على نَدَبٍ يَوْمًا ولِي نَفْسُ مُخْطِرِ)

وقالَ ابنُ بَرِّيّ: الصَّوابُ فِي الرِّوَاية: " أَتَهْلِكُ "، بِالتَّاءِ الفَوْقِيَّة، ومُعْتَمٌّ وزَيْدٌ، قَبِيلَتان، وهَكَذا وُجِدَ بِخَطِّ أَبِي زَكَرِيَّا على الصَّوابِ.
[] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
يُقالُ: يَا ابنَ} عَمِّي، وَيَا ابْنَ عَمِّ، وَيَا ابنَ {عَمَّ، بالتَّخْفِيفِ ثَلاثُ لُغات كَمَا فِي الصّحاح.
وشَاةٌ} مُعَمَّمة: بَيضاءُ الرَّأْس، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
{والعَمِيمُ: الطَّوِيلُ من الرِّجَالِ والنَّباتِ، قَالَ الأعشَى:
(مُؤَزَّرٌ} بِعَمِيمِ النَّبْتِ مُكْتَهِلُ ... )
{واعتْمَّتِ الآكامُ بِالنَّباتِ} وتَعَمَّمَتْ.
وَفِي الحديثِ: " أَكْرِمُوا {عَمَّتَكَم النَّخْلَةَ "؛ أَي: لأنَّها خُلِقَتْ من فَضْلَةِ طِينَةِ آدمَ عَلَيْهِ السَّلام. وَقَالَ ابنُ الأعرابِيّ:} عُمَّ إِذا طُوِّلَ، {وعَمَّ إذَا طالَ، ومَنْكِبٌ} عَمَمٌ: طَوِيلٌ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لعَمْرِو بنِ شَأْسٍ:
(وإنَّ عِراراً إِن يَكُنْ غَيرَ واضِحٍ ... فإنِّي أُحِبُّ الجَوْنَ ذَا المَنْكِبِ {العَمَمْ)

وبَقَرَةٌ} عَمِيمَةٌ: تامَّةُ الخَلْقِ.
ويُقالُ: {عَمَمْناكَ أَمْرَنا، أيْ أَلْزَمْنَاكَ.
وَهُوَ} المُعَمَّمُ: لِلسَّيِّدِ الَّذِي يُقَلِّدُهُ القَوْمُ أمورَهُم، ويَلْجَأُ إِلَيه العَوامّ، قَالَ أَبُو ذُؤَيبِ:
(وَمن خَيْرِ مَا جَمَعَ النَّاشِئُ! المُعَمَّمُ خِيرٌ وزَنْدٌ ورِيُّ)

وَقَالَ الأصْمَعيُّ فِي سِنِّ البَقَرِ: إِذا اسْتَجْمَعَتْ أسْنانُه قِيل: قد {اعْتَمَّ، فَهُوَ} عَمَمٌ، فَإِذا أسَنَّ فَهو فَارِضٌ.
ومنْ أمْثالِهِمِ: " {عَمَّ ثُوَباءُ النَّاعِسِ " يُضْرَبُ لِلحَدَثِ يَحْدُثُ بِبَلْدَةٍ، ثُمَّ يَتَعَدَّاهُ إِلَى سائِرِ البُلْدان.
} والعَامَّةُ: القَحْطُ العَامُّ.
وأيْضًا القِيَامَةُ: لأنَّها {تَعُمُّ النَّاسَ بالموتِ.
وَأَبُو الفَضلِ مُحَمَّدُ بنُ حامِدِ بنِ حَرْبٍ البَلْخِيُّ} العَمَائِمِيُّ: مُحَدِّثٌ تَكُلِّمَ فِيهِ.
وزَيْدٌ {العَمِّيُّ البَصْرِيُّ: تابِعِيٌّ، قِيلَ لَهُ ذلكَ، لأنَّه كانَ كُلَّمَا سُئِلَ عَن قَبِيلة قَالَ: حتَّى أسأَلَ} عَمّي، رَوَى عَن أَنَسٍ، وابنُه أَبُو زَيْد عبد الرَّحِيم عَن أبِيه، ضَعيفٌ.
وَأَبُو مُحَمَّدِ عبدُ الرحمنِ بنُ مَحْمودِ بنِ أحمدَ بنِ هِبَةِ اللهِ {العَمِّيُّ، ويُعْرَفُ بابنِ العَمِّ، من مَشايِخِ أبي سَعْدٍ السَّمْعَانِيِّ، تُوفِّي بِمَرْوَ.
والشَّيخُ ناصرُ الدينِ أبُو} العَمائِمِ: أحَدُ الأوْلِياءِ بِرِيفِ مِصْرَ.
وكَفْرُ {عَمَّا: صُقْعٌ فِي بَرِّيَّةِ خُسافَ بيْنَ نابُلُسَ وحَلَبَ.
} وعَمّا: صَنَمٌ لخولانَ بِاليَمَنِ.
وَعبد اللهِ بنُ! المعْتَمِّ: أميرٌ من أمراءِ القادِسِيَّة: ذَكَرَهُ سَيْفٌ.

عمر

(عمر) العَمائِر: رُؤُوسُ جبال برَقَّة سَهْلَة، الواحدَةُ عِمارَةٌ، والعِمارَةُ: رُقْعةٌ مُزَيَّنَةٌ تُخاطُ في المِظَلَّة إلى الطَّريقَة مُكْتَنِفَةُ الطَّريقة من حَرْفَي العَمُود.
(عمر) الله فلَانا أَطَالَ عمره فَهُوَ معمر والمنزل جعله آهلا وَيُقَال عمر الله بك مَنْزِلك وَالْأَرْض بنى عَلَيْهَا وَأَهْلهَا وَنَفسه قدر لَهَا قدرا محدودا وَفُلَانًا دَارا أعْمرهُ إِيَّاهَا وَيُقَال أعمرك الله أَن تفعل كَذَا تحلفه بِاللَّه أَن يفعل
(عمر)
الرجل عمرا عَاشَ زَمَانا طَويلا وَالْمَال صَار كثيرا وافرا والمنزل بأَهْله كَانَ مسكونا بهم فَهُوَ عَامر وَالله فلَانا أبقاه وَأطَال حَيَاته وَفُلَان الدَّار بناها فَهِيَ معمورة وَالْقَوْم الْمَكَان سكنوه فَهُوَ معمور وَيُقَال عمر الله بك مَنْزِلك وَالْمَال عمورا وعمرانا أحسن الْقيام عَلَيْهِ فَهُوَ عَامر

(عمر) المَال عمَارَة عمر فَهُوَ عُمَيْر
(عمر) - وقَولُه تَعالَى: {فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ}
: أي زَارَ، والمُعْتَمِر: الزَّائر. قال الشاعر:
* لقد سَمَا ابنُ مَعْمَرٍ حينَ اعْتَمَر *
* مَغْزًى بَعيدًا من بَعيدٍ وَصَبَرْ *
: أي زَارَ البيْتَ. ويُقال: اعْتَمر: قَصَد.
- في الحديث: "لِعَمَائِرِ كَلْب"  وهو جمعُ عَمَارَةَ، وهي فوق البَطْنِ من القَبائِل قال الكَلبيُّ: الشِّعْب أَكْثَر من القَبِيلة، ثم القَبِيلَة، ثم العَمَارة، ثم البَطْن، ثم الفَخِذ.
وقيل العَمارَةُ: الحَىُّ العظيم يُطيق الانفِرادَ.
ويقال : عَمارَة - بالفتح - لالْتِفَاف بَعضِهم على بعض، كالعَمَارَة التي هي - العِمَامة، ومن كَسَرَ - فلأَنَّ بهم عِمارَة الأَرضِ.
وقيل: هي من العَوْمَرَة، وهي الجَلَبة.
ومنه اعْتَمر الحاجُّ؛ إذا رَفَع صوته بالعَمْر. وجئتم عُمَّارًا،: أي مُعْتَمِرين، جمع عَامِر. ولا يقال: عَمَر بمعنى اعْتَمر؛ ولكنه مِمَّا استَعمِل بَعضُ التّصاريفِ منه، أو يكون من عَمَر اللَّهَ: أي عَبدَه؛ لأنَّ العُمرةَ عِبادةُ الله، وعَمَر رَكْعَتَيْن: صلاَّهُما.
بَاب الْعُمر

أخبرنَا أَبُو عمر عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ الْعُمر الْبَقَاء والعمر الْعَيْش وَمِنْه قَوْله عز وَجل للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {لعمرك إِنَّهُم لفي سكرتهم يعمهون} أَي وعيشك يَا مُحَمَّد والعمر اللَّحْم بَين الْأَسْنَان وَجمعه عمور وَمِنْه قَوْله لِابْنِ أَحْمَر

كَامِل أحذ مُضْمر

(ذهب الشَّبَاب وأخلف الْعُمر ... وتبدل الإخوان والدهر)

أَي جَاءَ الْكبر وتغيرت النكهة والعمر القرط يُقَال قد عمر جَارِيَته إِذا قُرْطهَا

قَالَ ابْن خالويه والعمر نواة البسرة الخضراء والعمر جمع عمْرَة وَهِي خرزة توخذ بهَا الْعَرَب يَا عمْرَة اعمريه يَا همرة اهمريه يَا كرار كريه أُعِيذهُ بالينجلب

وَأخْبرنَا أَبُو عمر عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ الْبر ضد الْبَحْر وَالْبر الْبَار وَالْبر جمع برة وَهِي الْخصْلَة الْحَسَنَة وَالْبر الرجل الصَّالح

قَالَ ابْن خالويه وَالْبر الله تَعَالَى {هُوَ الْبر الرَّحِيم} والدر النَّفس والدر الْعَمَل من خير أَو شَرّ والدر الْبُرْء

قَالَ ابْن خالويه سَمِعت ابْن دُرَيْد يَقُول معنى قَوْلهم لله دره أَي لله صَالح عمله

ع م ر

استعمر الله تعالى عباده في الأرض أي طلب منهم العمارة فيها. وتقول: ما الدنيا إلا عمري، ولا خلود إلا في الأخرى؛ من أعمره الدار إذا قال: هي لك عمرك ثم هي لي. قال لبيد:

وما البر إلا مضمراتٌ من التّقى ... وما المال إلا معمراتٌ ودائع

عمرك الله: دعاء بالتعمير، ومنه: العمارة: ريحانة كان الرجل يحيّي بها الملك مع قوله عمرك الله، والجمع: عمار. قال الأعشى:

فلما أتانا بعيد الكرى ... سجدنا له ورفعنا العمارا

وقيل: هو أن يرفع صوته بالتعمير. وتقول: كم رفعوا لهم العمار، وكم ألّفوا لهم الأعمار؛ أي قالوا عش ألف سنة. ولعمرك، ويقال: رعملك. قال عمارة بن عقيل الحنظليّ:

رعملك إن الطائر الواقع الذي ... تعرّض لي من طائر لصدوق

وتقول: بعمرك هل كان كذا؟ قال عمر بن أبي ربيعة:

قالت لتربيها بعمركما ... هل تطمعان بأن نرى عمراً

ونزل فلان في معمر صدق أي في مسكن مرضيّ معمور. وأنشد الباهلي:

عجبت لذي سنّين في الماء نبته ... له أثر في كل مصر ومعمر

هو القلم. وسئلت أعرابيّة عن قوم فقالت: تركتهم سامراً بمكان كذا وعامراً. وتقول: فلان من عمّار الدار أي من جنّها.
ع م ر: (عَمِرَ) الرَّجُلُ مِنْ بَابِ فَهِمَ وَ (عُمْرًا) أَيْضًا بِالضَّمِّ أَيْ عَاشَ زَمَانًا طَوِيلًا. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: أَطَالَ اللَّهُ (عُمْرَكَ) بِضَمِّ الْعَيْنِ وَفَتْحِهَا. وَلَمْ يُسْتَعْمَلْ فِي الْقَسَمِ إِلَّا الْمَفْتُوحُ مِنْهُمَا تَقُولُ: (لَعَمْرُ) اللَّهِ فَاللَّامُ لِتَوْكِيدِ الِابْتِدَاءِ وَــالْخَبَرُ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ لَعَمْرُ اللَّهِ قَسَمِي أَوْ لَعَمْرُ اللَّهِ مَا أُقْسِمُ بِهِ. فَإِنْ لَمْ تُدْخِلْ عَلَيْهِ اللَّامَ نَصَبْتَهُ نَصْبَ الْمَصَادِرِ فَقُلْتَ: عَمْرَ اللَّهِ مَا فَعَلْتُ كَذَا. وَعَمْرَكَ اللَّهَ يَعْنِي (بِتَعْمِيرِكَ) اللَّهَ أَيْ بِإِقْرَارِكَ لَهُ بِالْبَقَاءِ. وَ (الْعُمْرَةُ) فِي الْحَجِّ وَأَصْلُهَا مِنَ الزِّيَارَةِ وَالْجَمْعُ (الْعُمَرُ) . وَ (عَمَرْتُ) الْخَرَابَ مِنْ بَابِ كَتَبَ فَهُوَ (عَامِرٌ) أَيْ (مَعْمُورٌ) كَمَاءٍ دَافِقٍ وَعِيشَةٍ رَاضِيَةٍ. وَ (الْعِمَارَةُ) أَيْضًا الْقَبِيلَةُ وَالْعَشِيرَةُ. وَمَكَانٌ (عَمِيرٌ) أَيْ عَامِرٌ. وَ (أَعْمَرَهُ) دَارًا أَوْ أَرْضًا أَوْ إِبِلًا أَعْطَاهُ إِيَّاهَا وَقَالَ: هِيَ لَكَ عُمْرِي أَوْ عُمْرَكَ فَإِذَا مِتَّ رَجَعَتْ إِلَيَّ وَالِاسْمُ (الْعُمْرَى) . وَ (اعْتَمَرَهُ) زَارَهُ. وَ (اعْتَمَرَ) فِي الْحَجِّ. وَاعْتَمَرَ تَعَمَّمَ بِالْعِمَامَةِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} [هود: 61] أَيْ جَعَلَكُمْ عُمَّارَهَا. وَ (عَمَّرَهُ) اللَّهُ تَعْمِيرًا طَوَّلَ عُمْرَهُ. وَ (عُمَّارُ) الْبُيُوتِ سُكَّانُهَا مِنَ الْجِنِّ. وَ (الْعُمَرَانِ) أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. وَقَالَ قَتَادَةُ: هُمَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ. 
(ع م ر) : (الْعُمْرُ) بِالضَّمِّ وَالْفَتْح الْبَقَاءُ إلَّا أَنَّ الْفَتْحَ غَلَبَ فِي الْقَسَمِ حَتَّى لَا يَجُوزُ فِيهِ الضَّمُّ وَيُقَالُ لَعَمْرُك وَلَعَمْرُ اللَّهِ لَأَفْعَلَنَّ كَذَا وَارْتِفَاعُهُ عَلَى الِابْتِدَاءِ وَخَبَرُهُ مَحْذُوفٌ (وَبِتَصْغِيرِهِ) سُمِّيَ عُمَيْرٌ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ أَيْ عَتِيقُهُ (وَبِهِ كُنِّيَ) أَبُو عُمَيْرٍ أَخُو أَنَسٍ لِأُمِّهِ وَهُوَ الَّذِي قَالَ فِيهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ» يُرْوَى أَنَّهُ كَانَ يُمَازِحُهُ بِهَذَا وَذَلِكَ أَنَّهُ رَآهُ يَوْمًا حَزِينًا فَقَالَ مَا لَهُ فَقِيلَ مَاتَ نُغَيْرُهُ وَهُوَ تَصْغِير نُغَرٍ وَهُوَ فَرْخُ الْعُصْفُورِ وَقِيلَ طَائِرٌ شَبَهُ الْعُصْفُور وَجَمْعُهُ نِغْرَان كَصُرَدٍ وَصِرْدَانٍ (وَأَعْمَرَهُ الدَّارَ) قَالَ لَهُ هِيَ لَك عُمُرَكَ (وَمِنْهُ) أَمْسِكُوا عَلَيْكُمْ أَمْوَالَكُمْ لَا تُعْمِرُوهَا فَمَنْ أُعْمِرَ شَيْئًا فَهُوَ لَهُ (وَمِنْهُ) الْعُمْرَى وَعَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «أَجَازَ الْعُمْرَى وَالرُّقْبَى» وَعَنْهُ «لَا رُقْبَى وَلَا عُمْرَى» وَعَنْ شُرَيْحٍ أَجَازَ الْعُمْرَى وَرَدَّ الرُّقْبَى وَتَأْوِيلُ ذَلِكَ أَنْ يُرَادَ بِالرَّدِّ إبْطَالُ شَرْطِ الْجَاهِلِيَّةِ وَبِالْإِجَازَةِ أَنْ يَكُونَ تَمْلِيكًا مُطْلَقًا (وَعِمَارَةُ) الْأَرْضِ مَعْرُوفَةٌ وَبِهَا سُمِّيَ وَالِدُ أُبَيِّ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ مِنْ الصَّحَابَةِ هَكَذَا صَحَّ فِي النَّفْي وَغَيْرِهِ يَرْوِي عَنْهُ عَبَّادٌ (وَالْعُمْرَةُ) اسْمٌ مِنْ الِاعْتِمَارِ وَأَصْلُهَا الْقَصْدُ إلَى مَكَان عَامِرٍ ثُمَّ غَلَبَتْ عَلَى الزِّيَارَة عَلَى وَجْهٍ مَخْصُوصٍ (وَأَعْمَرَهُ) أَعَانَهُ عَلَى أَدَاءِ الْعُمْرَةِ وَهُوَ قِيَاسٌ لَا سَمَاعٌ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - «أَمَرَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَخَاهَا أَنْ يُعْمِرَهَا» مِنْ التَّنْعِيمِ وَهُوَ مَوْضِعٌ بِمَكَّةَ عِنْدَ مَسْجِدِ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - (وَعَمُّورِيَّةُ) بِتَشْدِيدَتَيْنِ مِنْ بِلَادِ الشَّامِ.

عمر


عَمَرَ(n. ac. عَمْر)
a. Inhabited, peopled; frequented, visited; haunted
resorted to.
b. [Bi], Was inhabited, peopled by; was frequented
resorted to, visited by.
c. Constructed, built, erected (house).
d. Preserved, kept alive, prolonged the life of.
e.(n. ac. عِمَاْرَة), Rendered prosperous, made to flourish.
f.
(n. ac.
عَمْر
عُمْر
عَمَاْرَة), Lived long, prolonged his days.
عَمِرَ(n. ac. عَمْر
عَمَر
عَمَاْرَة)
a. see supra
(f)
& infra.

عَمُرَ(n. ac. عَمَاْرَة)
a. Prospered, flourished.

عَمَّرَa. see I (d) (e).
c. Cultivated; peopled, populated, stocked, colonized (
country ).
d. Gave, granted to for life.
e. [ coll. ], Filled, replenished (
lamp ).
f. [ coll. ]
see I (c)
أَعْمَرَa. see I (e)
& II (c), (d).
d. Made to settle in, to colonize, inhabit &c.
e. Found inhabited, cultivated, prosperous
flourishing.

إِعْتَمَرَa. Visited, frequented; repaired, resorted to.
b. Put on a turban.

إِسْتَعْمَرَ
a. [acc. & Fī], Made to settle, dwell, live in.
عَمْر
(pl.
أَعْمَاْر)
a. Life; life-time.
b. Religion.

عَمْرَةa. Head-dress, head-gear: turban; diadem &c.

عُمْر
(pl.
أَعْمَاْر)
a. Life; life-time; age; generation.

عُمْرَة
(pl.
عُمَر)
a. Visit; pilgrimage.

عُمْرَىa. Gift for life; annuity; pension. —

عُمُرa. see 3
مَعْمَرa. Populous, fertile country.

عَاْمِر
(pl.
عُمَّر
عَوَاْمِرُ
41)
a. Inhabiting; inhabitant.
b. Inhabited; peopled, populated; cultivated; prosperous
flourishing, thriving.

عَمَاْرa. Salutation, salute, greeting.
b. Flowers, decorations.

عَمَاْرَةa. see 1t & 22
(a).
c. [ coll. ], Fleet; squadron.

عِمَاْرَةa. Cultivation, culture; colonization.
b. Building, edifice, structure; construction.
c. Small, petty tribe.

عُمَاْرَةa. Expenses, cost, outlay.

عَمِيْرa. Cultivated; inhabited; peopled, populous; visited
frequented, resorted to; flourishing.

عَمِيْرَة
(pl.
عَمَاْئِرُ)
a. Bee-hive.
b. Numerous tribe, horde.
عَمَّاْرa. Cultivator; settler, colonist.
b. Builder; architect.
c. Pious, devout; grave, serious; firm, constant, stanch
steadfast.
d. Mild, gentle.

عُمْرَاْنa. Cultivation, culture: prosperity.
b. Culture, refinement; civilization.

مِعْمَاْرِيّ
(pl.
مِعْمَاْرِيَّة)
a. [ coll. ], Builder; mason.
b. [ coll. ], Architect.

N. P.
عَمڤرَa. see 25
N. P.
عَمَّرَa. see 25b. [ coll. ], Constructed.

N. Ag.
إِعْتَمَرَa. Visiting; visitor.
b. Turbaned.

مُسْتَعْمَرَة
a. Colony, settlement.

أَلعُمْرَانِ
a. Two generations: 80 years.

لَعَمْرِي
a. By my life!

عَمْرَ اَلَلّٰه
لَعَمْرُ الَلّٰه
عَمْرَك الَلّه
a. By the life of God! In the name of God!

أُعَمِّرُكَ اللّٰه أَن
a. I adjure thee by the name of God!

عَمَرَّد عَمْرُوْد
a. Long.
b. Bad, evil, malignant.

عَمَرَّس
a. Strong; swift.

عُمْرُوْط (pl.
عَمَاْرِ4َة
عَمَاْرِيْ4ُ)
a. Thief, robber; knave, scamp, rogue, scoundrel.
عمر
العِمَارَةُ: نقيض الخراب: يقال: عَمَرَ أرضَهُ:
يَعْمُرُهَا عِمَارَةً. قال تعالى: وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ
[التوبة/ 19] . يقال: عَمَّرْتُهُ فَعَمَرَ فهو مَعْمُورٌ. قال: وَعَمَرُوها أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوها [الروم/ 9] ، وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ [الطور/ 4] ، وأَعْمَرْتُهُ الأرضَ واسْتَعْمَرْتُهُ: إذا فوّضت إليه العِمَارَةُ، قال: وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيها
[هود/ 61] . والْعَمْرُ والْعُمُرُ: اسم لمدّة عمارة البدن بالحياة، فهو دون البقاء، فإذا قيل: طال عُمُرُهُ، فمعناه: عِمَارَةُ بدنِهِ بروحه، وإذا قيل: بقاؤه فليس يقتضي ذلك، فإنّ البقاء ضدّ الفناء، ولفضل البقاء على العمر وصف الله به، وقلّما وصف بالعمر. والتَّعْمِيرُ: إعطاء العمر بالفعل، أو بالقول على سبيل الدّعاء. قال: أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ
[فاطر/ 37] ، وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ
[فاطر/ 11] ، وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ
[البقرة/ 96] ، وقوله تعالى: وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ
[يس/ 68] ، قال تعالى: فَتَطاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ [القصص/ 45] ، وَلَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ [الشعراء/ 18] . والعُمُرُ والْعَمْرُ واحد لكن خُصَّ القَسَمُ بِالْعَمْرِ دون العُمُرِ ، نحو: لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ [الحجر/ 72] ، وعمّرك الله، أي:
سألت الله عمرك، وخصّ هاهنا لفظ عمر لما قصد به قصد القسم، والِاعْتِمَارُ والْعُمْرَةُ: الزيارة التي فيها عِمَارَةُ الودّ، وجعل في الشّريعة للقصد المخصوص. وقوله: إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ
[التوبة/ 18] ، إمّا من العِمَارَةِ التي هي حفظ البناء، أو من العُمْرَةِ التي هي الزّيارة، أو من قولهم: عَمَرْتُ بمكان كذا، أي: أقمت به لأنه يقال: عَمَرْتُ المكانَ وعَمَرْتُ بالمكانِ، والعِمَارَةُ أخصّ من القبيلة، وهي اسم لجماعة بهم عِمَارَةُ المكانِ، قال الشاعر:
لكلّ أناس من معدّ عمارة
والعَمارُ: ما يضعه الرّئيس على رأسه عِمَارَةً لرئاسته وحفظا له، ريحانا كان أو عمامة. وإذا سمّي الرَّيْحان من دون ذلك عَمَاراً فاستعارة منه واعتبار به. والْمَعْمَرُ: المَسْكَنُ ما دام عَامِراً بسكّانه. والْعَوْمَرَةُ : صَخَبٌ يدلّ على عمارة الموضع بأربابه. والعُمْرَى في العطية: أن تجعل له شيئا مدّة عمرك أو عمره كالرّقبى ، وفي تخصيص لفظه تنبيه أنّ ذلك شيء معار.
والعَمْرُ: اللّحم الذي يُعْمَرُ به ما بين الأسنان، وجمعه عُمُورٌ. ويقال للضّبع: أمّ عَامِرٍ ، وللإفلاس: أبو عُمْرَةَ .
ع م ر : عَمَرَ الْمَنْزِلُ بِأَهْلِهِ عَمْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ فَهُوَ عَامِرٌ وَسُمِّيَ بِالْمُضَارِعِ.

وَعَمَرَهُ أَهْلُهُ سَكَنُوهُ وَأَقَامُوا بِهِ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى.

وَعَمَرْتُ الدَّارَ عَمْرًا أَيْضًا بَنَيْتُهَا وَالِاسْمُ الْعِمَارَةُ بِالْكَسْرِ.

وَالْعِمَارَةُ الْقَبِيلَةُ الْعَظِيمَةُ وَالْكَسْرُ فِيهَا أَكْثَرُ مِنْ الْفَتْحِ.

وَعُمَارَةُ بِالضَّمِّ اسْم رَجُلٍ.

وَالْعُمْرَانُ اسْمٌ لِلْبُنْيَانِ.

وَعَمِرَ يَعْمَرُ مِنْ بَابِ تَعِبَ عَمَرًا بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَضَمِّهَا طَالَ عُمْرُهُ فَهُوَ عَامِرٌ وَبِهِ سُمِّيَ تَفَاؤُلًا وَبِالْمُضَارِعِ وَمِنْهُ يَحْيَى بْنُ يَعْمُرَ وَيَتَعَدَّى بِالْحَرَكَةِ وَالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ عَمَرَهُ اللَّهُ يَعْمُرُهُ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَعَمَّرَهُ تَعْمِيرًا أَيْ أَطَالَ عُمْرَهُ وَتَدْخُلُ لَامُ الْقَسَمِ عَلَى الْمَصْدَرِ الْمَفْتُوحِ فَتَقُولُ لَعَمْرُكَ لَأَفْعَلَنَّ وَالْمَعْنَى وَحَيَاتِكَ وَبَقَائِكَ وَمِنْهُ اشْتِقَاقُ الْعُمْرَى.

وَأَعْمَرْتُهُ الدَّارَ بِالْأَلِفِ جَعَلْت لَهُ سُكْنَاهَا عُمْرَهُ.

وَالْعُمْرَةُ الْحَجُّ الْأَصْغَرُ وَجَمْعُهَا عُمَرٌ وَعُمُرَاتٌ مِثْلُ غُرَفٍ وَغُرُفَاتٍ فِي وُجُوهِهَا وَهِيَ مَأْخُوذَةٌ مِنْ الِاعْتِمَارِ وَهُوَ الزِّيَارَةُ.

وَأَعْمَرْتُ الرَّجُلَ إعْمَارًا جَعَلْتُهُ يَعْتَمِرُ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ اعْتَمَرْتُهُ إذَا قَصَدْتَ لَهُ.

وَالْعَمْرُ اللَّحْمُ الَّذِي بَيْنَ الْأَسْنَانِ وَالْجَمْعُ عُمُورٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَسُمِّيَ بِالْوَاحِدِ وَيُصَغَّرُ عَلَى عُمَيْرٍ وَبِهِ سُمِّيَ وَكُنِّيَ وَمِنْهُ أَبُو عُمَيْرٍ أَخُو أَنَسٍ لِأُمِّهِ وَهُوَ الَّذِي مَازَحَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِقَوْلِهِ أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ وَقَالَ الْخَلِيلُ الْعَمْرُ مَا بَدَا مِنْ اللِّثَةِ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْعَمْرُ اللَّحْمَةُ الْمُتَدَلِّيَةُ بَيْنَ الْأَسْنَانِ وَالْعَمْرُ ضَرْبٌ مِنْ النَّخْلِ وَيُقَالُ لَهُ عَمْرُ السُّكَّرِ.

وَعَمَّارٌ مُثَقَّلٌ اسْمُ رَجُلٍ.

وَعَمَّارَةُ اسْمُ امْرَأَةٍ قَالَ
تَقُولُ عَمَّارَةُ لِي يَا عَنْتَرَهْ.

وَالْعَمَّارِيَّةُ الْكَجَاوَةُ كَأَنَّهُ نِسْبَةٌ إلَى الِاسْمِ. 
[عمر] نه: فيه: "العمرة" وهي الزيارة، "اعتمر" أي زار وقصد، وفي الشرع زيارة مخصوصة. ومنه: خرجنا "عمارًا"، أي معتمرين؛ الزمخشري: لم يجيء عمر بمعنى اعتمر ولكن عمر الله إذا عبده، وعمر ركعتين إذا صلاهما، وهو يعمر ربه أي يصلي ويصوم، ولعل غيرنا سمعه، أو هو مما استعمل منه بعض تصاريفه كيذر ويدع في المستقبل دون الماضي واسمي الفاعل والمفعول. مد: "إنما "يعمر" مسجد الله"، عمارتها رم ما انكسر منها وقمها وتنظيفها وتنويرها بالمصابيح وصيانتهاقسطنطينية وهو أمارة مستعقبة لخروج الدجال، جعل صلى الله عليه وسلم كل واحد عين ما بعده، وبين فتح قسطنطينية وخروجه سبعة أشهر.
[عمر] عَمِرَ الرجل بالكسر يَعْمَرُ عَمراً وعُمراً على غير قياس، لأنَّ قياس مصدره التحريك، أي عاش زماناً طويلاً. ومنه قولهم: أطالَ الله عُمْرَكُ وعَمْرَكَ . وهما وإن كانا مصدرين بمعنًى، إلا أنه استعمل في القسم أحدهما وهو المفتوح، فإذا أدخلت عليه اللام رفعته بالابتداء قلت: لعمر الله، واللام لتوكيد الابتداء والخبر محذوف، والتقدير لعمر الله قسمي ولعمر الله ما أقسم به. فإن لم تأت باللام نصبته نصب المصادر وقلت: عمر الله ما فعلت كذا، وعمرك الله ما فعلت كذا. ومعنى لعمر الله وعَمْرَ الله: أحلف ببقاء الله ودَوامِهِ. وإذا قلت عَمْرَكَ الله، فكأنَّك قلت بتعميرك اللهَ، أي بإقرارك له بالبقاء. وقول عمر بن أبي ربيعة المخزومي: أيُّها المنْكِحُ الثُرَيّا سُهَيْلاً * عَمْرَكَ الله كيف يلتقيان - يريد سألت الله أن يطيل عمرك. لأنَّه لم يُرِدْ القسمَ بذلك. والعُمْرُ: واحد عُمورِ الأسنان، وهو ما بينها من اللحم. وعمرو: اسم رجل، يكتب بالواو للفرق بينه وبين عمر، وتسقطها في النصب لان الالف تخلفها، ويجمع على عمور. قال الشاعر الفرزدق: وشيد لى زرارة باذخات * وعمرو الخير إن ذكر العمور - وعمرويه: شيئان جعلا واحدا. وكذلك سيبويه، ونفطويه. وبنى على الكسر لان آخره أعجمى مضارع للاصوات، فشبه بغاق. فإن نكرته نونت فقلت مررت بعمرويه وعمرويه آخر. وذكر المبرد في تثنيته وجمعه العمرويهان والعمرويهون، وذكر غيره أن من قال: هذا عمرويه وسيبويه، ورأيت عمرويه وسيبويه فأعربه، ثناه وجمعه. ولم يشرطه المبرد. والعمرة في الحج، وأصلها من الزيارة، والجمع العُمَرُ. والعُمْرَةُ: أن يبني الرجلُ بامرأته في أهلها، فإن نقلها إلى أهله فذلك العُرسُ. قاله ابن الأعرابي. وعَمَرْتُ الخرابَ أعْمُرُهُ عِمارَةً، فهو عامِرٌ، أي مَعْمورٌ، مثل ماءٍ دافقٍ أي مدفوقٍ، وعيشةٍ راضية أي مرضية. والعمارة أيضا: القبيلة والعشيرة. قال التغلبيّ : لِكلِّ أُناسٍ من مَعَدٍّ عِمارةٍ * عَروضٌ إليها يَلْجَؤونَ وجانِبِ - وعِمارَةٍ خفض على أنّه بدل من أناس. ومكانٌ عَميرٌ، أي عامِرٌ. وثوبٌ عَميرٌ، أي صفيقٌ. ويقال: تركت القومَ في عَوْمرةٍ، أي في صِياحٍ وجَلَبَة. وأعْمَرْتُهُ داراً أو أرضاً أو إبلاً، إذا أعطيته إياها وقلت: هي لك عُمْري أو عُمْرَكَ، فإذا متَّ رجعتْ إليَّ . قال لبيد: وما البرُّ إلا مُضْمَراتٌ من التُقى * وما المالُ إلا مُعْمَراتٌ ودائِعُ - والاسم العُمْرى. وأعْمَرْتُ الأرض: وجدتها عامِرَةً. أبو زيد: يقال عَمَرَ الله بك منزلَك، وأعْمَرَ الله بك منزلك. قال: ولا يقال أعمر الرجل منزله بالالف. واعتمره، أي زاره. واعتمر في الحج واعتمر، أي تعمم بالعمامة. قال أبو عبيد: العَمارَةُ بالفتح: كل شئ جعلته على رأسك من عمامةٍ أو قَلنسُوةٍ * أو تاج أو غيرذلك. ومنه قول الأعشى: فلمَّا أتانا بُعَيْدَ الكَرى * سَجُدْنا له ورَفَعنا العَمارا - أي وضعناها عن رؤوسنا إعظاماً له. وقال غيره: رفعنا له أصواتنا بالدعاء وقلنا: عَمْرَكَ الله. ويقال: العَمارُ ها هنا: الرَيْحانُ يُزَيَّنُ به مجالسُ الشرابِ، وتسمية الفُرْسُ مَيُورانْ فإذا دخل عليهم داخل رفعوا شيئا منه بأيديهم وحيوه به. وأمَّا قول أعشى باهلة. وجاشتِ النفسُ لمَّا جاء فَلُّهُمُ * وراكبٌ جاَء من تَثْليثَ مُعْتمِرُ - فإنَّ الأصمعيّ يقول: مُعْتَمِرٌ، أي زائر. وقال أبو عبيدة: أي متعمِّم بالعمامة. وأمَّا قول ابن أحمر: يُهِلُّ بالفَرْقَدِ رُكُبانُها * كما يُهِلُّ الراكبُ المُعتمِرْ - فهو من عُمرة الحج. وقوله تعالى:

(واستعمركم فيها) *، أي جعلكم عمارها. وعمره الله تعْميراً، أي طوَّل الله عُمْرَهُ. وعُمَّار البيوت: سكَّانها من الجن. وقول عنترة: أحولى تنفض استك مذرويها * لتقتلني فهاأنا ذا عمارا - هو ترخيم عمارة، لانه يهجو به عمارة بن زياد العبسى. وعمارة بن عقيل بن بلال بن جرير: أديب جدا. والمعمر: المنزل الواسع من جهة الماء والكلأ. قال الراجز :

يا لكِ من قُبَّرَةٍ بمَعْمَرِ * ومنه قول الساجع: " أرسل العراضات أثرا، يبغينك في الارض معمرا "، أي يبغين لك، كقوله تعالى:

(يبغونها عوجا) *. ويحيى بن يعمر العدواني، لا ينصرف يعمر لانه مثل يذهب. قال الفراء: " العمران ": أبو بكر وعمر رضى الله عنهما. قال: وقال معاذ الهراء: لقد قيل سيرة العمرين قبل عمر بن عبد العزيز، لانهم قالوا لعثمان رضى الله عنه يوم الدار: نسألك سيرة العمرين. وزعم الاصمعي عن أبى هلال الراسبى عن قتادة، أنه سئل عن عتق أمهات الاولاد فقال: أعتق العمران فما بينهما من الخلفاء أمهات الاولاد. ففى قول قتادة أنه عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز، لانه لم يكن بين أبى بكر وعمر خليفة. والعمران: عمرو بن جابر بن هلال بن عقيل ابن سمى بن مازن بن فزارة، وبدر بن عمرو بن جؤية بن لوذان بن ثعلبة بن عدى بن فزارة، وهما روقا فزارة. قال قراد بن حنش الصادرى: إذا اجتمع العمران عمرو بن جابر * وبدر بن عمرو خلت ذبيان تبعا * وألقوا مقاليد الامور إليهما * جميعا قماء كارهين وطوعا - ابن الأعرابي: اليَعاميرُ: الجِداءُ وصغار الضأن، واحدها يعمور. قال أبو زبيد الطائى: ترى لاخلافها من خلفها نسلا * مثل الذميم على قزم اليعامير - أي ينسل اللبن منها كأنه الذميم الذى يذم من الانف. وعامر: أبو قبيلة، وهو عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن. وأم عامر: كنية الضبع. والعامران: عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة - وهو أبو براء ملاعب الاسنة - وعامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب، وهو أبو على.
عمر: عَمَر. يقال: عمر السوق إذا كان فيه كل أنواع البضائع. ففي أماري (ص8): سوق عامر من أوله إلى اخره بضروب التجارة. (معجم الادريسي). وفي رياض النفوس (ص83 ق): فيأتي إلى سوق الخيّاطين في وقت عمارته. وفي ألف ليلة (1: 232): عمر السوق. حيث في طبعة برسلاو: أقيم السوق.
عَمَر: امتلأ، يقال: طاس عامر وكأس عامر أي ممتلئ. (مارتن ص33).
عَمر: سلّح سفينة وجهزها، جّهز أسطولاً. ففي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص37 ق): عمارة القطائع. والظاهر أن الفعل عَمَّر هو المستعمل عادة بهذا المعنى.
عَمَر: فرك، عرك، دلك اليدين والرجلين لشخص ما. (ألف ليلة برسل 8: 205) وهي مرادف كَبَّس المذكورة في طبعة ماكن.
عَمَر: لبس العمارة وهي كل شيء على الرأس من عمامة وقلنسوة ونحوهما. (ألكالا) وفي اللغة الفصحى اعتمر بهذا المعنى.
عَمَّر (بالتشديد): لغة المدثين تفضل استعمال هذه الصيغة على عَمر.
عَمَّر: أسكن، أعمر، جعل المكان أهلاً. (فوك، بوشر).
عَمَّر: بنى بناية، وبنى عمارة وبنى سفينة وبارجة. (بوشر).
عَمَّر: أصلح بناية ورممها، وأصلح مدينة (بوشر).
عَمَّر: فلح الأرض وزرعها. (فوك) حرث الأرض البور ليزرعها. (ألكالا).
عَمَّر: ملأ. (مارتن ص123، هلو). وفي الاكتفا (ص154 و): لما افتتحت بلاد الروم ومعاقلها عمرتها بالأقوات. وفي ملر (ص123): عَمَّر بحد الزقاق بالأجفان. وفي ألف ليلة (برسل 7: 3): اخذ دكانا وعمرها بالصيني الرفيع الخ.
معَّمر: مليء من، مترع (همبرت ص17). وفي ابن إياس (386): البحرة وهي معمرة بالماء.
عمَّر المراتب في الجيش: ملأ المراكز الشاغرة وعين فيها ممن يشغلها. ففي حياة ابن خلدون (ص206): بثَّ العطاء في عسكره وعمر له المراتب والوظائف.
عَمَّر: حشا السلاح الناري. (ألكالا، دمب ص129، بوشر، هلو، دلابورت ص140).
عَمر القناديل: مًلأها زيتاً. (بوشر، ألف ليلة 1: 109) وفي برسل 1: 274).
عمرّ الفوانيس (برسل 1: 212، 9: 377).
عمّر سفينة: سلَّح سفينة وجهزها، وجهز أسطولاً. (رسالة إلى السيد فليشر ص229، فوك، بوشر، همبرت ص132) والفعل عمَّر وحده يستعمل بهذا المعنى. (دي ساسي ديب 11: رقم ك).
عَمروا المقاديف: جدف، جذّف، دفع قارباً بالمجذاف. (ألف ليلة برسل 10: 322).
عَمَّر: لا بد أن لها معنى خاصاً عند لاعبي النرد. (زيشر 20: 506 وانظر 11: 276). عَمَّر: هاجم وقتل الفرسان عمر (الكامل ص220).
تعَمَّر: ذكرت في ديوان الهذليين (ص228 البيت الثالث).
تعمَّر: مطاوع عمَّر بمعنى سكن المكان، وبناه ورممَّه. (فوك).
اعتمر: عَّمر، رمَّم، جعله صالحاً للسكنى. (روجرز ص150، روجرز ص151).
أعتمر: حدث، فلح، كرب، أكر. (عباد 1: 243، المقري 1: 617).
اعتمر: اتخذ مجلساً يجلس فيه (الحريري ص498).
عُمرْ. عمر الأشياء غير الحية: مدتها وبقاؤها ودوامها. (ابن بطوطة 2: 1/ 1/2).
عمر الزمان: مدة العالم، مدة الدنيا. (معجم أبي الفداء).
عُمْر: عصر، عهد، زمن، سن (كوسج طرائف ص92).
عُمْر: بمعنى نخلة، والجمع أعْمُر. (معجم بدرون).
عُمْران: حضارة، تمدن، مدنية. (بوشر)، المقدمة 1: 68، وكذلك عمران الخليقة. (المقدمة 3: 87). عَمْرونة، والجمع عَمارين: عمارة للرأس تلبسها نساء الأندلس. (ألكالا) وفيه: عمرونة شاطبية. وفي العقد الغرناطي: ثمن عمرونة تونسية.
عمار: إصلاح، ترميم. (بوشر).
عُمار بارود: شحنة بارود معدة للإطلاق، لفائف بارود، فشكة، خرطوشة. وحشوة مدفع. (بوشر).
عَمَارة، والجمع عمائر: قراوح، أرض مخلصة للزرع والفرس. وأرض محروثة لم تزرع. (ألكالا).
عمارة مراكب: أسطول: (همبرت ص126، هلو) ويقال أيضاً عمارة فقط (محيط المحيط) (بوشر، همبرت ص126، أماري ص530).
عَمَارة: نوتية المركب، والمشرفون على إدارته. (ابن بطوطة 4: 165، أماري ص344، 345، 346، ملحق ص58). وفي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص31): فتحت الأبواب ودخلت عمائر الأساطيل.
عَمَارَة: لعبة شطرنج. (ألكالا).
عَمَارة: والجمع عمائر: مخلاة دواب الحمل، عليقة. (شيرب، دوماس عادات ص260).
عمارة. والجمع عمائر: قرط، شنف (فوك، هوست ص119).
عَمَارَة (لعلها اللفظة البربرية أمْرار أي حبل): حبل صغير، فتيل، شريط، جديلة.
عَمَارة: خيط صيد السمك.
عَمَارة: جديلة من الذهب ومن الحرير مزينة بالحجارة الكريمة ولها شراريب مختلفة الألوان يتباهى بها الفرسان ويغطون بها ركابهم كله.
عَمَارة: بريم وضفيرة من الحرير، وسلك من القصدير أو الفضة أو الذهب يخاط في حاشية الثوب، إما لتزيينه وزخرفته، وأما لتكون عرى وأزراراً لتزريره.
عمارة: زخرف الثوب وحليته وزينته (انظر معجم الأسبانية ص54 - 56).
عِمَارة، والجمع عمارات وعمائر: أرض مزروعة، حقل. (معجم البلاذري، الثعالبي لطائف ص70، عباد 1: 243، 248، الادريسي ص195، تاريخ البربر 1: 409 وأبدل فيه من بفي).
عمارة: بناء، تشييد، مبنى، ريازة (بوشر).
عِمارة، والجمع عمارات وعمائر وعمائر: بناية، بناء، صرح. (بوشر، معجم الطرائف).
عِمارة: مستشفى، مصح. (بوشر) وعند وايلد: بناية في تركية ينزل فيها الغرباء والمسافرون يأكلون فيها ويشربون ويستحمون مدة ثلاث ليالي، وتسمى عمارة بالتركية. وفي العبدري (ص44،) فإنه رأيتُ به رباطا ليس بعسقلان عمارة سواه.
عمارة: محمل. محفَّة. (ألف ليلة 2: 333).
وانظر: عمارية.
عِمارة: السرجين تدحل به الارض. (محيط المحيط).
عمورة: اسم كيل وهو وعاء لوزن السوائل والمواد الجافة في تلمسان. (البكري ص78).
عُمَيْرة: علم بالكف (ألكالا) وفي المعاجم: جَلَد عميرة أي استمنى بيده.
عُميري: من يجلد عميره، ومن يستمني بيده. (انظر في مادة جلد) (ألكالا).
عمَّار. عَمَّار الأرض: مُعَمّر الارض، مستصلح الأرض. (بوشر).
عمّار البلاد والممالك: حماية البلاد والممالك (بوشر).
عَمَّار: مصاب بالاختلاف والرعشة (= مجذوب). (بربر وجر ص100).
عَمَّاريِ: صنف من التمر. (انظر: عَمْريّ في معجم فريتاج). وهذه الكلمة شائعة الاستعمال، وقد ذكرها دسكرياك (ص10) وهو يكتبها ammeri كما ذكرها براكس في مجلة الشرق والجزائر السلسة الجديدة (1: 311) وهي فيها amari باجني (ص151) وهي عنده hammeri.
عَمَّاريَّة: وهذا صواب كتابة الكلمة. وفي معجم فريتاج ومحيط المحيط عَمَّارية من غير تشديد الميم (فوك). وفي مخطوطة رياض النفوس (ص22 ق): وركب ابراهيم عمّارية. ووزن بيت من الشعر ذكره المقري (2: 224) يؤيد أن الصواب هو تشديد الميم.
أما معنى هذه الكلمة فهو محمل ومحفَّة كما ذكره ميهرن (ص32) وليس (هودج يُجلس فيه) كما ذكر صاحب محيط المحيط. ففي لطائف الثعالبي ص55: وكان معها أربعمائة عمارية مدبَّجة ولا يدري في أيتها كانت. وفي المنتخب (ص21): وأركبه معه في العمارية. ويقول لاتور، وهو يكتبها عَمَريّة، إنها نوع من المحامل تحمل على بغل وتجلس فيها العروس حين تزف إلى بيت زوجها. وقد ذكرت في البيان 1: 283، 2: 260 أيضاً.
عَمَّاريات: جمال وحيدة السنام سريعة الجري. (أبو الوليد ص337 رقم 57).
عُميري: طوط، طائر من نوع البواشق (شيرب).
عامِر: فلاح، حراث، أكار. (فوك).
بلاد العُمَّار: أرض مأهولة مزروعة. (ألف ليلة 3: 19: 21) ويقال عمّار فقط لهذا المعنى (ألف ليلة 3: 19: 67، 636). وفي القليوبي (طبعة ليس): فقال له مولاه اخترت الخراب فقال يا مولاي أما علمت أن الخراب يكون مع الله عمارا وبستانا (ص64).
وقد كتبها ( Lees) عمارا في الفقرة الأولى. وأرى أن قولهم بلاد العمار كلام صحيح. وهو جمع عامر بالمعنى السابق.
عَمرَة (الجمع): نوتية الأسطول والقائمين على إدارته. ففي تاريخ البربر (2: 330): عمرة الأسطول. وفي رينو (ديب ص117): فإذا غرقت سفينة فالأمان شامل للجفن وعمرته.
وقد ذكر فوك المفرد عامر بمعنى نوتي.
عامر: من يزور المدينتين المقدستين (مكة والمدينة) في شهر ذي الحجة. ويطلق اسم حاجَ على من يزورهما في شهر غيره (بروجر ص24).
عُمّار الدار: بمعنى عُمّار البيوت في معجم لين: وفي الأساس: وتقول فلان من عُمّار الدار أي من جنّها. ويظهر أن هذه الكلمة استعملت بالأندلس باعتبارها لفظة مفردة، فهي مفردة في معجم الكالا، وفي معجم فوك أيضاً: عُمَّار: جنّ. أما عوامر البيوت في معجم لين فالتفسير الذي نقله من تاج العروس ليس بالصحيح، لأنا نجد عند كرتاس في كلامه عن المساجد (ص32): وقيل أن ما وجد فيها من الحيات فهو من عُمَّار الجنّ. ويقال أيضاً: عامر الماء ويريدون به الجني الذي يسكن في الماء وفي النهر. (همبرت، مختارات عربية ص3).
ونسيج عامر: متين، قويّ. (لابورت ص103).
تعْمير، والجمع تعامير. لا بد أن لها معنى خاصاً عند من يلعب النرد. (زيشر 20: 506).
مَعْمَري: أساء فريتاج تفسيرها، لأن المضارب المعمرية المذكورة في طرائف كوسج (ص82) تعنى: خيام معمْر.
مُعمَّر: مثل haunted بالانجليزية، بيت مسكون بالجن، بعمَّار البيوت (فوك).
سيف معمر بالفضة: سيف مرصع بالفضة (دوماس حياة العرب ص170).
مُعَمَّر: من مصطلح النجارة، ومعناها جائز رافدة، عارضة، جسر من خشب يمتد من زاوية إلى أخرى في هيكل البناء؟ انظر معجم الأسبانية (ص316).
مُعمْر الفساقي: حافظ الينابيع. (بوشر).
مِعْمرجي: بناء، معمار مهندس معماري. (ألف ليلة برسل 9: 309).
مِعْمار: نفس المعنى السابق. (ألف ليلة 3: 478) والجمع معمارون (ألف ليلة 1: 803) ومعامير السمهودي ص171).
مَعْمور: المعمور (معرفة بأل): الأرض المأهولة. (معجم أبي الفداء، دي ساسي طرائف 2: 48).
المخزن المعمور: مخزن الأمير. (مملوك 121: 22).
معمور: قوم غرباء رحل (ألكالا).
مَعمور: ذكر (ألكالا) هذه الكلمة أيضاً مقابل establecimiento أو مرسوم غير أن معنى قانون أو مرسوم غير ملائم، ولعله أراد بها المعنى السابق.
معمور القلب ب: شديد الرغبة في. ففي المقري (1: 20): ولم يزل منذ فارق الأندلس متطلعا لسكنى أفريقية معمور القلب بسكناها.
معمورة: سُكّان بلد، أهل بلد. (هلو).
استعمران: ضرب من التمر. (نيبور رحلة 2: 125).
عمر
عمَرَ/ عمَرَ بـ يَعمُر ويَعمِر، عَمْرًا وعَمارةً، فهو عامر، والمفعول معمور (للمتعدِّي)
• عمَر المكانُ/ عمَر المكانُ بالنَّاس: كان مسكونًا بهم "عَمَرتِ الأرضُ- دارٌ عامرةٌ بأصحابها".
• عمَر الإنسانُ/ عمَر الحيوانُ: عاش زمانًا طويلاً "عمَر الشّيخُ/ الجَملُ".
• عمَر المكانَ: أصلحه وبناه وأقام على زيارته "عمَر منزلاً- {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ ءَامَنَ} ".
• عمَره اللهُ: أبقاه وأطال حياتَه "عمركَ الله يا أبي" ° عمَر اللهُ بك المنزلَ: جعلك حيًّا وجعل المنزل عامرًا بك. 

عمِرَ يَعمَر، عُمْرًا وعَمارةً وعَمْرًا، فهو عامر
• عمِر الرَّجلُ: عمَر، طال عمرُه، عاش زمنًا طويلاً ° لعَمْرُك: قسم بمعنى وحياتك وبقائك. 

أعمرَ يُعمر، إعمارًا، فهو مُعمِر، والمفعول مُعمَر
• أعمرَ الأرضَ: عمرها، أصلحها لتعميرها " {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يُعْمِرُوا مَسَاجِدَ اللهِ} [ق] " ° أعمر الله بك الدَّار: أسكنك إيّاها، وجعلها عامرة بك. 

استعمرَ يستعمر، استعمارًا، فهو مُستعمِر، والمفعول مُستعمَر
• استعمرَ الأرضَ: عمرها، أمدَّها بما تحتاج من الأيدي العاملة لتصلح وتعمُر "استعمر الصَّحراء".
• استعمرت دولةٌ دولةً أُخرى: احتلتها وفرضت سيطرتها عليها "دولةٌ مُستعمَرةٌ- تحرّرت معظم الدول من الاستعمار" ° الدُّول الاستعماريّة: الدُّول التي تحتلّ غيرها وتفرض سيادتها وسيطرتها عليها- دَوْلَة مستعمِرة: دولة تفرض سلطتَها على دولة أُخرى وتستغلّها.
• استعمر اللهُ عبادَه في الأرض: جعلهم ساكنيها وعُمّارًا لها " {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} ". 

اعتمرَ يعتمر، اعتمارًا، فهو مُعتمِر
• اعتمر المسلمُ: زار البيت الحرام لأداء العُمْرة "اعتمر في رمضان- {فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ} ". 

تَعَمَّرَ يتعمَّر، تَعَمُّرًا، فهو مُتعمِّر
• تَعَمَّرَ المكانُ: مُطاوع عمَّرَ: أهِل بالسكان. 

عمَّرَ يُعمِّر، تعميرًا، فهو مُعمِّر، والمفعول مُعمَّر (للمتعدِّي)
• عمَّر الإنسانُ/ عمَّر الحيوانُ: عمَر؛ عاش زمنًا طويلاً "طائِرٌ مُعمِّرٌ- عمَّر قرنًا أو يزيد".
• عمَّره اللهُ: أطال حياتَه "نبات/ رجل مُعمَّرٌ- {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ} ".
• عمَّر المكانَ: أصلحه، بناه، جعله آهلاً "بيتٌ مُعَمَّر". 

استعماريَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى استعمار: "تُطلّ الحروب الاستعماريّة برأسها من جديد- تكالبت القوى الاستعماريّة على الشَّرق الأوسط".
 • سياسة استعماريَّة: سياسة استيطانيّة تهدف إلى فرض الهيمنة على دولة أخرى واستغلال مواردها الاقتصاديّة "قامت الحرب الأمريكيّة على العراق استطرادًا لسياسةٍ استعماريَّةٍ قديمة". 

تَعَمُّر [مفرد]: مصدر تَعَمَّرَ.
• التَّعَمُّر السُّكَّاني: زيادة نسبة السُّكان الأكبر سنًّا إلى مجموع السُّكان في بقعة أو بلد ما. 

تعمير [مفرد]: مصدر عمَّرَ.
• التَّعمير:
1 - تحويل غير المنتج إلى منتج.
2 - تحويل الصَّحراء إلى أماكن آهلة بالسُّكّان عن طريق استصلاح الأرض وزراعتها ° وزارة الإسكان والتّعمير: الوزارة المسئولة عن الإنشاءات المختلفة. 

تعميرة [مفرد]: ج تعميرات وتعاميرُ:
1 - اسم مرَّة من عمَّرَ.
2 - ما يوضع على دخان النَّارجيلة من حشيش وغيره. 

عَمارة [مفرد]: مصدر عمِرَ وعمَرَ/ عمَرَ بـ. 

عِمارة [مفرد]: ج عِمارات وعَمَائِرُ:
1 - مبنى كبير فيه جملة مساكن في طوابق متعدّدة "عِمارة من عشرة طوابق- سبعُ عِمارات".
2 - تشييد وبناء وإصلاح وتعمير، عكْسه هدم وخراب "اكتملت عِمارة المسجد- {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ ءَامَنَ} ".
• فنّ العمارة: (هس) فنّ تشييد المنازل ونحوها وتزيينها وفق قواعدَ معيَّنة. 

عَمْر [مفرد]: ج أعمار (لغير المصدر):
1 - مصدر عمِرَ وعمَرَ/ عمَرَ بـ.
2 - مُدَّة الحياة، ولا يكون إلاّ في القسم " {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ}: لعمرك قسمي بمعنى: أقسم بعُمرك". 

عُمْر1 [مفرد]: مصدر عمِرَ. 

عُمْر2/ عُمُر [مفرد]: ج أعمار:
1 - مدّة الحياة من الولادة إلى الموت "أطال اللهُ عمرك: دعاء بطول العمر- في آخر عمره- الأعمار بيد الله- خَيْرُ النَّاسِ مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ [حديث]- {وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمْرِ} [ق] " ° شريكة العمر/ رفيقة العمر: الزَّوجة- طول العمر: امتداد الأجل- طوى الله عُمْرَه: أفناه، أماته- عُمر الورد: قِصَره- عُمر نُوح: كناية عن طول العمر- مُنْتصف العمر: حياة الإنسان بين مرحلتي الشباب والشيخوخة.
2 - سِنّ؛ مدّة الحياة حتى زمن التَّكلُّم "كم عمرك؟ ".
3 - (فز) زمن يستغرقه انحلال نصف عدد ذرّات عنصر مُشعّ، حيث يقلّ فيه عدد ذرّات العنصر إلى نصف ما كان.
• العُمْر العقليّ: (نف) العمر المكافئ لمتوسِّط ذكاء أفراد عمرهم الزَّمنيّ واحد. 

عُمْران [مفرد]: ما يُعْمَر به البلدُ من تجارة وصناعةٍ وبناء وتمدُّن وكثرة أهالٍ "سياسةُ العُمْران- أرضٌ خاليةٌ من العُمْران- العدلُ أساس العُمران" ° التَّخطيط العُمْرانيّ: تنظيم الاستيطان البشريّ.
• علم العمران: (مع) علم الاستيطان البشريّ ويشمل تخطيط وتصميم مدينة أو مجتمع. 

عَمْرة [مفرد]: ج عَمَرات وعَمْرات:
1 - اسم مرَّة من عمِرَ وعمَرَ/ عمَرَ بـ.
2 - إصلاح شامل "تحتاج السيَّارة إلى عَمْرة". 

عُمْرَة [مفرد]: ج عُمُرات وعُمْرات وعُمَر: (فق) نُسُكٌ كالحجّ، ولكنّها ليست بفرض وليس لها وقتٌ معيَّنٌ ولا وقوفٌ بعرفة "أدّى عُمْرةَ رمضان- {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} ". 

مُستعمَرَة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لمفعول استعمرَ.
2 - (حن) مجموعة من الحيوانات ذات النَّوع الواحد كالحشرات أو عجول البحر ونحوها حيث تعيش معًا في عشيرة اجتماعيّة.
3 - (حي) مجموعة من الخلايا تعيش مجتمعة منغرزة في مادّة مخاطيّة.
4 - (سة) مستوطنة، إقليم تحكمه دولةٌ أجنبيَّة يتوطَّنه أبناءُ تلك الدَّولة أو يُكتفى باستغلاله اقتصاديًّا أو عسكريًّا "كانت الجزائِرُ إحدى مستعمرات فرنسا- مستعمرة يهوديَّة". 

مِعْمار [مفرد]:
1 - بناء وتشييد وما يَتعلّق بهما من مهن مكمّلة لهما كالطّلاء والزّخرفة والدّيكورات ونحوِها "عمَّال المِعمَار- هو من أكبر مهندسي المِعْمار في العالم".
2 - طراز معيَّن من البناء يتميّز بسمات محدّدة "تُعَدّ قُبَّة الصَّخرة تحفة من تحف المِعْمار الإسلاميّ- مِعْمار إغريقيّ/ أوربّيّ".
• المعمار الرِّوائيّ/ المعمار القصصيّ: (دب) البناء الفنِّيّ للرواية أو القصّة. 

مِعماريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى مِعْمار: "خبير معماريّ" ° الهندسة المعماريّة: هندسة خاصّة بفن تشييد الأبنية، وتنظيمها وزخرفتها- فنّ معماريّ: فنّ تشييد المنازل ونحوها، وتزيينها وِفق قواعد معيَّنة.
2 - (هس) مهندس يمارس مهنة البناء، ورسم الأبنية وتصميمها والإشراف على تنفيذها "خطّط المعماريّ لبناء القصر". 

مُعمِّر1 [مفرد]: اسم فاعل من عمَّرَ. 

مُعمِّر2 [جمع]: نبات يعيش سنوات طويلة. 

معمور [مفرد]: اسم مفعول من عمَرَ/ عمَرَ بـ.
• المعمورة: العالم، كوكب الأرض "يتزايد سُكّان المعمورة بشكل ملحوظ" ° في أقاصي المعمورة: في آخر الدنيا.
• البيت المعمور:
1 - البيت المأهول بالعبّاد والمصلِّين والطَّائفين " {وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ} ".
2 - بيت في السَّماء السَّابعة يدخله كل يوم سبعون ألف مَلَك لا يعودون إليه حتى تقوم السَّاعة " {وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ} ". 
(ع م ر)

العَمْرُ والعُمْرُ والعُمُرُ: الْحَيَاة، وَالْجمع أعمارٌ.

وَالْعرب تَقول فِي القَسَمِ: لَعَمْرِي ولَعَمْرُك يَرْفَعُونَهُ بِالِابْتِدَاءِ ويضمرون الْخَبَر كَأَنَّهُ قَالَ لَعَمْرُكَ قَسَمي أَو يَمِيني أَو مَا أَحْلف بِهِ، قَالَ ابْن جني: وَمِمَّا يُجِيزهُ الْقيَاس غير أَن لم يرد بِهِ الِاسْتِعْمَال خبر الْعُمر من قَوْلهم لَعَمْرُك لأقومن، فَهَذَا مبتدا مَحْذُوف الْخَبَر وَأَصله لَو أُظهر خَبره: لَعَمْرُك مَا أُقسم بِهِ، فَصَارَ طول الْكَلَام بِجَوَاب الْقسم عوضا من الْخَبَر، وَقيل: العَمْرُ هَاهُنَا: الدَّين، وأياًّ كَانَ فإنَّه لَا يسْتَعْمل فِي الْقسم إِلَّا مَفْتُوحًا، وَفِي التَّنْزِيل (لَعَمْرُك إنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) لم يقْرَأ إِلَّا بِالْفَتْح، وَاسْتَعْملهُ أَبُو خرَاش فِي الطير فَقَالَ:

لَعَمْرُ أبي الطَّيرِ المُرِبَّةِ غُدْوَةً ... على خالدٍ لَقَدْ وَقَعْتَ على لحْمِ

أَي لحم شرِيف كريم وَقَالُوا: عمرك الله افْعَل كَذَا، وَإِلَّا فعلت كَذَا وَإِلَّا مَا فعلت، على الزِّيَادَة، وَهُوَ من الْأَسْمَاء الْمَوْضُوعَة مَوضِع المصادر المنصوبة على إِضْمَار الْفِعْل الْمَتْرُوك إِظْهَاره، وَأَصله من عَمَّرْتُك الله تعميرا فحذفت زيادتاه، فجَاء على الْفِعْل، وأُعَمِّرُك الله أَن تفعل كَذَا، كَأَنَّك تحلِّفه بِاللَّه وتسأله بطول عمره، قَالَ:

عَمَّرْتُك الله الجليلَ فإنَّني ... أَلوِي عَلَيْكَ لَوانَّ لُبَّكَ يَهتدِي

وعَمِرَ الرجل عَمَراً وعَمارَةً، وعَمَرَ يَعْمُرُ ويَعْمِرُ، الْأَخِيرَة عَن سِيبَوَيْهٍ، كِلَاهُمَا: بقى زَمَانا، قَالَ لبيد:

وعمَرْتُ حَرْسا قَبْل مَجْرى داحِسٍ ... لوْ كانَ للنَّفْسِ اللَّجُوجِ خُلُودُ

وعَمَّرَه اللهُ وعمَرَه: أبقاه.

وعَمَّرَ نَفسه: قدَّر لَهَا قدرا محدودا.

والعُمْرى: مَا تَجْعَلهُ للرجل طول عمرك أَو عمره، وَقَالَ ثَعْلَب: العُمْرَى: أَن يدْفع الرجل إِلَى أَخِيه دَارا فَيَقُول لَهُ: هَذِه لَك عُمْرَك أَيّنَا مَاتَ دفعت الدَّار إِلَى أَهله، كَذَلِك كَانَ فعلهم فِي الْجَاهِلِيَّة، وَقد عمَّرْتُه إِيَّاه وأعْمَرْته: جعلته لَهُ عُمْرَهُ أَو عُمْرِى. والعُمْرَى الْمصدر من كل ذَلِك كالرُّجْعَى.

وعمْرِىُّ الشّجر: قديمه، نسب إِلَى العُمْر، وَقيل: هُوَ العبرى من السدر وَالْمِيم بدل.

وعَمَرَ الله بك مَنْزِلك يَعْمُرُه عِمارَةً وأعمَرَه: جعله آهلا.

وَمَكَان عَميرٌ: عامِرٌ، وَقَالُوا: كثير عَميرٌ، إتباع.

وعَمَرَ الرجل مَاله وبيته يَعْمُرُه عِمارَةً وعُمُوراً وعُمْرَانا: لزمَه، وَأنْشد أَبُو حنيفَة لأبي نخيلة فِي صفة نخل:

أدام لَهَا العَصْرَيْنِ رَبًّا ولمْ يكُنْ ... كمَنْ ضَنَّ عَنْ عُمْرَانها بالدَّرَاهمِ

وَقَوله تَعَالَى: (والبيْتِ المَعْمُورِ) جَاءَ فِي التَّفْسِير انه بَيت فِي السَّمَاء بِإِزَاءِ الْكَعْبَة يدْخلهُ كل يَوْم سَبْعُونَ ألف ملك، يخرجُون مِنْهُ وَلَا يعودون إِلَيْهِ.

وعَمَرَ المَال نَفسه يَعْمُرُ وعَمُرَ عِمارةً، الْأَخِيرَة عَن سِيبَوَيْهٍ.

وأعمَره الْمَكَان واستعْمَرَهُ فِيهِ: جعله يَعمُرُه، وَفِي التَّنْزِيل (واسْتَعْمَرَكمْ فِيها) .

والمَعْمَرُ: الْمنزل، قَالَ طرفَة:

يالكِ من حُمَّرَةٍ بِمَعْمَرِ

ويروى: من قُبَّرة. وَقَالَ أَبُو كَبِير:

فَرَأيتُ مَا فِيهِ فَثُمَّ رُزِئْتُه ... فَبَقِيتُ بَعْدَك غيرَ رَاضِي المَعْمَرِ

وَالْفَاء هُنَا فِي قَوْله: " فَثُمَّ رُزِئْة " زَائِدَة، وَقد زيدت فِي غير مَوضِع، مِنْهَا بَيت الْكتاب:

لَا تَجْزَعي إِن مُنْفِسا أهْلَكْتُه ... فَإِذا هَلَكْتُ فَعِنْدَ ذَلِك فاجْزَعي

فالفاء الثَّانِيَة هِيَ الزَّائِدَة، وَلَا تكون الأولى هِيَ الزَّائِدَة، وَذَلِكَ لِأَن الظّرْف مَعْمُول اجزعي، فَلَو كَانَت الْفَاء الثَّانِيَة هِيَ جَوَاب الشَّرْط لما جَازَ تعلق الظّرْف بقوله اجزعي لِأَن مَا بعد هَذِه الْفَاء لَا يعْمل فِيمَا قبلهَا، فَإِذا كَانَ كَذَلِك فالفاء الأولى هِيَ جَوَاب الشَّرْط وَالثَّانيَِة هِيَ الزَّائِدَة.

وأعمَرَ الأَرْض: وجدهَا عامِرَةً.

والعِمارَةُ: مَا يُعْمَرُ بِهِ الْمَكَان.

والعُمارةُ: أجْرُ العِمارَةِ.

وأعمَرَ عَلَيْهِ: أغناه.

والعُمْرَةُ فِي الْحَج مَعْرُوفَة، وَقد اعْتَمَر، وَقَوله عز وَجل: (وأتِمُّوا الحَجَّ والعُمْرَة للهِ) قَالَ أَبُو إِسْحَاق: معنى العُمْرَةِ فِي الْعَمَل: الطّواف بِالْبَيْتِ وَالسَّعْي بالصفا والمروة فَقَط. والعُمْرَةُ للْإنْسَان فِي كل السّنة. وَالْحج وقته وَقت وَاحِد من السّنة، وَمعنى اعْتَمَرَ فِي قصد الْبَيْت: انه إِنَّمَا خص بِهَذَا لِأَنَّهُ قصد بِعَمَل فِي مَوضِع عَامر. وَقَالَ كرَاع: الاعتِمارُ: العُمْرةُ، سَمَّاهَا بِالْمَصْدَرِ.

والعَمارُ والعَمارَةُ: كل شَيْء على الرَّأْس من عِمَامَة أَو قلنسوة أَو تَاج أَو غير ذَلِك وَقد اعْتَمَر.

والمُعْتَمِرُ: الزائر.

وَقَول ابْن أَحْمَر:

يُهِلُّ بالفَرْقَدِ رُكْبانُها ... كَمَا يُهِلُّ الراكبُ المُعْتَمِرْ

وَفِيه قَولَانِ، قَالَ الْأَصْمَعِي: إِذا انجلى لَهُم السَّحَاب عَن الفرقد أهلوا: أَي رفعوا أَصْوَاتهم بِالتَّكْبِيرِ كَمَا يهل الرَّاكِب الَّذِي يُرِيد عُمْرةَ الْحَج، لأَنهم كَانُوا يَهْتَدُونَ بالفرقد. وَقَالَ غَيره: يُرِيد أنَّهم فِي مفازة بعيدَة من الْمِيَاه فَإِذا رَأَوْا فرقدا - وَهُوَ ولد الْبَقَرَة الوحشية - أهلوا أَي كبروا لأَنهم قد علمُوا أَنهم قد قربوا من المَاء.

واعتَمَرَ الْأَمر: أمه وَقصد لَهُ، قَالَ العجاج:

لقد غَزَا ابنُ مَعْمَرٍ حِين اعْتَمَرْ ... مَغْزىً بَعيداً منْ بَعيد وضَبرْ

ضبر: جمع قوائمه ليثب. والعَمارُ: الآس. وَقيل: كل ريحَان: عمار.

والعِمارَةُ والعَمارَةُ: أَصْغَر من الْقَبِيلَة، وَقيل: هُوَ الْحَيّ الْعَظِيم الَّذِي يقوم بِنَفسِهِ.

والعَمارة والعِمارةُ: التَّحيَّة. قَالَ:

فَلَمَّا أَتَانَا بُعَيْدَ الكَرَى ... سَجَدْنا لَهُ ورَفَعْنا عَمارَا

وَقيل: مَعْنَاهُ: عَمَّرَكَ الله، وَلَيْسَ بِقَوي، وَقيل العَمارُ هَاهُنَا أكاليل من الريحان يجعلونها على رُءُوسهم كَمَا تفعل الْعَجم، وَلَا أَدْرِي كَيفَ هَذَا.

وَحكى ابْن الْأَعرَابِي عَمَر ربه: عَبده وَإنَّهُ لعامِرٌ لرَبه: أَي عَابِد.

وَحكى اللحياني عَن الْكسَائي: تركته يَعْمُرُ ربه: أَي يُصَلِّي ويصوم.

والعَمْرةُ: الشَّذرة من الخرز يفصل بهَا النّظم، وَبهَا سميت الْمَرْأَة عَمْرَةَ قَالَ:

وعَمْرَةُ من سَرَوَاتِ النِّسا ... ءِ تَنْفَح بِالِمسْكِ أرْدَانُها

والعَمْرُ: الشنف.

والعَمْرُ: لحم من اللثة سَائل بَين كل سِنِين. وَقَالَ ابْن أَحْمَر:

بانَ الشَّبابُ وأخْلَفَ العَمْرُ ... وتَبَدَّلَ الإخْوَانُ والدَّهْرُ

وَالْجمع عُمُورٌ. وَقيل: كل مستطيل بَين سِنِين: عَمْرٌ.

وَجَاء فلَان عَمْراً: أَي بطيئا، كَذَا ثَبت فِي بعض نسخ المُصَنّف، وَتبع أَبَا عبيد كرَاع، وَفِي بَعْضهَا: عصرا.

والعومرة: الِاخْتِلَاط والجلبة.

والعُمَيرَانِ والْعُمَيْمِرانِ والعُمَّرَتانِ والعُمَيْمِرتانِ: عظمان صغيران فِي أصل اللِّسَان واليُعْمُورا: الجدي، عَن كرَاع.

واليُعْمُورَة: شَجَرَة. والعُمْرُ: ضرب من النّخل، وَقيل من التَّمْر.

والعُمُورُ: نخل السكر خَاصَّة، وَقيل هُوَ العُمُر بِضَم الْعين والمتم عَن كرَاع. وَقَالَ مرّة: هِيَ العَمْرُ بِالْفَتْح، واحدتها عَمْرَة وَهِي طوال سحق. وَقَالَ أَبُو حنيفَة العَمْرُ والعُمْرُ: نخل السكر، وَالضَّم أَعلَى اللغتين.

والعَمْرَى: ضرب من التَّمْر، عَنهُ أَيْضا.

والعَمَرَانِ: طرفا الكُمَّين. وَفِي الحَدِيث " لَا بَأْس أَن يُصَلِّي الرجل على عَمَرَيْهِ " التَّفْسِير لِابْنِ عَرَفَة، حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

وعَمِيرَةُ: أَبُو بطن، وزعمها سِيبَوَيْهٍ فِي كلب، النّسَب إِلَيْهِ عَمِيرِيّ، شَاذ.

وعَمْرٌو اسْم، وَالْجمع أعمُر وعُمُورٌ، وَكَذَلِكَ عامرٌ، وَقد يُسمى بِهِ الْحَيّ، أنْشد سِيبَوَيْهٍ فِي الْحَيّ:

فلمَّا لَحِقْنا والجِيادُ عَشِيَّةً ... دَعَوْا يالَكَلْبٍ واعْتزَينا لعامرِ

وَأما قَول الشَّاعِر:

ومِمَّنْ وَلَدُوا عَام ... رُ ذُو الطُّولِ وَذُو العرْضِ

فَإِن أَبَا إِسْحَاق قَالَ: عامرُ هَاهُنَا اسْم للقبيلة وَلذَلِك لم يصرفهُ، وَقَالَ " ذُو " وَلم يقل " ذَات " لِأَنَّهُ حمله على اللَّفْظ كَقَوْل الْأَعْشَى:

قامَتْ تُبَكِّيهِ على قَبْرِهِ ... مَن ليَ منْ بَعِدكَ يَا عامِرُ

تَرَكْتَنِي فِي الدَّارِ ذَا غُرْبَةٍ ... قَدْ ذَلَّ مَنْ لَيْسَ لَهُ ناصِرُ

أَي ذَات غربَة فَذكر على معنى الشَّخْص، وَإِنَّمَا أنشدنا الْبَيْت الأول لنعلم أَن قَائِل هَذَا الْبَيْت امْرَأَة.

وعُمَرُ، وَهُوَ معدول عَنهُ فِي حَال التَّسْمِيَة لِأَنَّهُ لَو عدل عَنهُ فِي حَال الصّفة لقيل العُمَرُ يُرَاد العامرُ.

وعُمَيرٌ وعُوَيمَرٌ وعمَّارٌ ومَعْمَرٌ وعِمْرَانُ وعُمارَةُ ويَعْمُرُ كلهَا أَسمَاء. والعَمْرَانِ: عَمْرُو بن جَابر، وَبدر بن عَمْرٍو.

والعامِرَان: عامرُ بن مَالك وعامِرُ بن الطُّفَيْل والعُمَرَان أَبُو بكر وعُمَرُ، وَقيل عُمَرُ بنُ الخطَّاب وعُمَرُ بنُ عبد الْعَزِيز.

وعَمْرَوَيْه: اسْم أعجمي مَبْنِيّ على الْكسر، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أما عَمْرَوَيْهِ فَإِنَّهُ زعم أنَّه أعجمي وانه ضرب الْأَسْمَاء الأعجمية. وألزموا آخِره شَيْئا لم يلْزم الأعجمية، فَكَمَا تركُوا صرف الأعجمية، جعلُوا ذَا بِمَنْزِلَة الصَّوْت لأَنهم رَأَوْهُ قد جمع أَمريْن فحطوه دَرَجَة عَن إِسْمَاعِيل وأشباهه وجعلوه فِي النكرَة بِمَنْزِلَة عنَاق منونة مَكْسُورَة فِي كل مَوضِع.

وَأَبُو عَمْرَةَ: رَسُول الْمُخْتَار وَكَانَ يتشاءم بِهِ.

وَأَبُو عَمْرةَ: الإفلاس. قَالَ:

حَلَّ أبُو عَمْرَةَ وَسْطَ حُجْرَتِي

والعُمُورُ حَيّ من عبد الْقَيْس، وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

جَعَلْنَ النِّساءَ المُرْضِعاتِكَ حُبْوَةً ... لِرُكْبانِ شَنٍّ والعُمُورِ وأضْجَما

شن من قيس أَيْضا، وأضخم هُوَ ضبيعة ابْن قيس بن ثَعْلَبَة.

وَبَنُو عَمْرِو بن الْحَارِث: حَيّ، وَقَول حُذَيْفَة ابْن أنس الْهُذلِيّ:

لَعَلَّكُمُ لمَّا قَتَلْتمْ ذَكَرْتُمُ ... ولنْ تَترُكُوا أنْ تَقتُلوا مَن تَعمرَّا

قيل: معنى " مَنْ تَعَمَّرا ": انتسب إِلَى بني عَمْرو ابْن الْحَارِث، وَقيل مَعْنَاهُ: من جَاءَ إِلَى العُمْرة واليَعْمَرِيَّةُ: مَاء لبني ثَعْلَبَة بواد من بطن نخل من الشَّرَبَّةِ.

واليَعامِيرُ اسْم مَوضِع، قَالَ طفيل الغنوي:

يَقُولونَ لمَّا جمَّعُوا الغَدَ شَمْلَهُمْ ... لَك الأُمُّ مِمَّا باليَعامِيرِ والأبُ

وأُمُّ عامرٍ: الضبع، معرفَة، لِأَنَّهُ اسْم سمي بِهِ النَّوْع. 

عمر

1 عَمِرَ, aor. ـَ (S, O, Msb, K;) and عَمَرَ, aor. ـُ (K) and عَمِرَ; (Sb, K;) inf. n. عَمْرٌ (S, O, Msb, K) and عُمْرٌ, (S, O, Msb,) both anomalous, as inf. ns. of عَمِرَ, for by rule the inf. n. should be عَمَرٌ, (S,) but عَمَرٌ is also an inf. n., (TA,) and عُمُرٌ, which is the most chaste, (O,) and عَمَارَةٌ; (K;) He lived, (S, O,) or continued in life (بَقِىَ), (K,) long, or a long time; (S, O, K; *) his life was, or became, long: (Msb:) and عَمِرَ he grew old. (TA.) b2: عَمَرَ بِمَكَانٍ He remained, continued, stayed, resided, dwelt, or abode, in a place. (B, TA.) A2: عَمَرَ, aor. ـُ inf. n. عَمْرٌ, (Msb,) or عِمَارَةٌ and عُمْرَانٌ, (MA,) It (a place of abode) became inhabited; (MA, Msb;) بِأَهْلهِ [by its people]: (Msb:) [it became peopled, well peopled, well stocked with people and the like, in a flourishing state, in a state the contrary of desolate or waste or ruined, or in a state of good repair:] and in like manner you say, عَمِرَتِ الدَّارُ, aor. ـَ inf. n. عَمْرٌ, the house became inhabited [&c.]. (MA.) b2: [You say also, عَمَرَتِ الأَرْضُ The land became inhabited, peopled, well stocked with people and camels and the like, colonized, cultivated, well cultivated, in a flourishing state, or in a state the contrary of waste: see its act. part. n., عَامِرٌ.] b3: And عَمَرَ المَالُ, aor. ـُ and عَمِرَ, aor. ـَ (K;) and عَمُرَ, aor. ـُ (Sb, K;) inf. n. عِمَارَةٌ; (K; [so in most copies; in the TA, عَمَارَةٌ, and there said to be inf. n. of عَمُرَ; but, I think, erroneously;]) i. q. صَارَ عَامِرًا [The property, consisting of camels or the like, became in a flourishing state]; (K;) the property became much; the camels, or the like, became many, or numerous. (Sgh.) A3: عَمَرَهُ, (Msb, K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. عِمَارَةٌ (K [so in most copies, but in the TA, عَمَارَةٌ, with fet-h, which I think erroneous;]) and عُمُورٌ (K) and عُمْرَانٌ, (TA,) He inhabited it; remained, continued, stayed, resided, dwelt, or abode, in it; namely, a place of abode: (Msb:) he kept to it; namely, his property, or his camels or the like, and his house, or tent: (K:) one should not say, of a man, مَنْزِلِهُ ↓ أَعْمَرَ, with ا. (Az, TA.) إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّٰهِ, in the Kur [ix. 18], signifies Only he shall abide in the mosques, or places of worship, of God: or shall visit them: (TA:) see 8: but Z says, I know not عَمَرَ as occurring in the sense of اعتمر [he visited]: (TA:) or shall enter them and sit in them: (Jel:) or the verb in the above-cited phrase of the Kur has another signification, which see below. (TA.) A4: عَمَرَهُ is also syn. with عَمَّرَهُ, in the first of the senses expl. below: see 2.

A5: عَمَرَ اللّٰهُ بِكَ مَنْزِلَكَ, (Az, S, O, K, *) aor. ـُ (TA,) inf. n. عِمَارَةٌ; (K;) and ↓ أَعْمَرَهُ; (Az, S, O, K;) May God make thy place of abode to become peopled, [or well peopled, well stocked with people and the like, in a flourishing state, in a state the contrary of ruined or waste or desolate, or in a state of good repair,] by thee [or by thy means]: (K, * TA:) but Az says that one should not say, of a man, مَنْزِلَهُ ↓ أَعْمَرَ, with ا. (S.) b2: عَمَرَ الخَرَابَ, aor. and inf. n. as above, [He made the ruin, or waste, or the like, to become in a state of good repair, in a state the contrary of ruined or waste or desolate.] (S, O, TA.) b3: [عَمَرَ الأَرْضَ, aor. and inf. n. as above, He peopled the land; stocked it well with people and camels and the like; colonized it; cultivated it, or cultivated it well; rendered it in a flourishing state, or in a state the contrary of waste.] b4: And عَمَرَ البِنَآءَ, aor. and inf. n. as above, He kept the building in a good state; syn. حَفِظَهُ. (TA.) So accord. to some, in the Kur, إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّٰهِ, [quoted above,] Only he shall keep in a good state [or in repair] the mosques, or places of worship, of God: (TA:) among the significations of the verb as here used, are these; he shall adorn them with carpets or the like, and light them with lamps, and continue the performance of religious worship and praise and the study of science in them, and guard them from [desecration by] that for which they are not built, such as worldly discourse. (Bd.) b5: عَمَرَ الدَّارَ, aor. ـُ inf. n. عَمْرٌ [and عِمَارَةٌ, (MA,) or this, accord. to the Msb, is a simple subst.], He built the house. (Msb.) [And] He made the house to be inhabited; he peopled it; (MA;) [or made it to be well stocked with people and the like, or in a flourishing state, or in a state of good repair.] b6: عَمَرَ الخَيْرَ, aor. ـُ inf. n. عَمْرٌ and عِمَارَةٌ, [app., He instituted what was good: or perhaps, he cultivated, or promoted, it: or he kept to it; or observed it; or regarded it.] (Az, TA.) A6: عَمَرَ رَبَّهُ, (IAar, K,) aor. ـُ (IAar, O,) [inf. n. عِمَارَةٌ,] He served, or worshipped, his Lord; (IAar, K;) he prayed and fasted. (Ks, Lh, O, K.) You say تَرَكْتُ فُلَانًا يَعْمُرُ رَبَّهُ I left such a one worshipping his Lord, praying and fasting. (TA.) 2 عَمَّرَهُ اللّٰهُ, (S, O, Msb, K,) inf. n. تَعْمِيرٌ; (S, Msb;) and ↓ عَمَرَهُ, (Msb, K,) aor. ـُ (Msb,) inf. n. عَمْرٌ; (TA;) God lengthened, or prolonged, his life; (S, O, Msb, TA;) made him to continue in life; preserved him alive; (K, TA;) as also ↓ استعمرهُ. (O and Bd in xi. 64.) It is said in the Kur [xxxv. 12], وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ

إِلَّا فِى كِتَابٍ, i. e., No one whose life is prolonged has life prolonged, nor is aught diminished of his, meaning another's, life, but it is recorded in a writing: (I'Ab, Fr, * O: *) or the meaning is, nor does aught pass of his, i. e. the same person's, life: (Sa'eed Ibn-Jubeyr:) both these explanations are good; but the former seems more probably correct. (Az, TA.) b2: عمّر نَفْسَهُ He determined for himself, or assigned to himself, a limited life. (K.) b3: عمّر اللّٰهَ, inf. n. تَعْمِيرٌ, He acknowledged the everlasting existence of God. (S, TA.) b4: عَمَّرْتُكَ اللّٰهَ I ask, or beg, God to prolong thy life: (Ks, O, TA:) or I remind thee of God. (TA, app. on the authority of Mbr.) [It also seems to signify I swear to thee by the everlasting existence of God. See عَمْرَ اللّٰهِ.] b5: أُعَمِّرُكَ اللّٰهَُ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا I adjure thee by God, and beg thee by the length of thy life, that thou do such a thing. (K, * TA.) b6: See also 4.

A2: عَمَّرَ خِبَآءً بِمَا احْتَاجَ إِلَيْهِ [He furnished a tent with what he required]. (Msb in art. بنى.) 3 عَامَرْتُهُ طُولَ حَيَاتِهِ [I lived with him for the length of his life]. (M in art. بلو.) 4 أَعْمَرَ see 1, in three places. b2: اعمرهُ المَكَانَ, (K,) and فِيهِ ↓ استعمرهُ, (S, K,) i. q. جَعَلَهُ يَعْمُرُهُ (K) or جعله عَامِرَهُ (S) [He made him to inhabit the place, or to people, or colonize, or cultivate, it]. So the latter signifies in the Kur [xi. 64], فِيهَا ↓ وَاسْتَعْمَرَكُمْ (S) And He hath made you to dwell therein: (O, Jel:) or hath required of you to inhabit it, or to people it, &c.: (Z:) or hath enabled and commanded you to do so: (Bd:) or hath permitted you to do so, and to fetch out by labour, or art, your food [for قومكم in the L and TA, I read قُوتكم, and this is evidently the right,] from it: (TA:) or hath given you your houses therein for your lives; or made you to dwell in them during your lives, and then to leave them to others: (Bd:) or hath prolonged your lives therein. (Ibn-'Arafeh, O.) b3: أَعْمَرْتُهُ دَارًا, (S, Mgh, O, Msb, K, *) or أَرْضًا, or إِبِلًا, (S, O,) and إِيَّاهَا ↓ عَمَّرْتُهُ, (K, *) I assigned to him the house for his life, (Msb, K,) or for my life, (K,) to inhabit it for that period; (Msb, TA;) I said to him, of a house, (S, Mgh, O,) or of land, or of camels, (S, O,) It is thine, (S, Mgh, O,) or they are thine, (S, O,) for my life, (S, Mgh, O,) or for thy life, and when thou diest it returns, or they return, to me. (S, O.) The doing so is forbidden. (Mgh, TA.) [See also عُمْرَى: and see أَرْقَبَ, and رُقْبَى.] b4: اعمر الأَرْضَ He found the land to be عَامِرَة, (S, O, K,) i. e., peopled [and cultivated, or in a flourishing state]. (TA.) b5: اعمر عَلَيْهِ He rendered him rich; made him to be possessed of competence or sufficiency, to be without wants, or to have few wants. (K.) A2: اعمرهُ He aided him to perform the visit called عُمْرَة; (Mgh, O, K;) [said to be] on the authority of analogy; not on that of hearsay; (Mgh;) but occurring in a trad.: (Mgh, TA:) or he made him to perform that visit. (IKtt, Msb.) A3: See also 8.8 اعتمر He visited. (Msb, K: in some copies of the K اعتمرهُ.) You say, اعتمرهُ, (S, O,) and ↓ اعمرهُ, (ISk, Msb,) He visited him, or it; (S, O;) he repaired, or betook himself, to him, or it; (ISk, S, O, Msb;) as also ↓ عَمَرَهُ, accord. to one explanation of a passage in the Kur ix. 18, quoted above: [see 1:] but Z says, I know not عَمَرَ as occurring in the sense of اعتمر. (TA.) b2: He performed the religious visit called عُمْرَة. (O, TA.) You say اعتمر فِى الحَجِّ [He performed the visit so called in the pilgrimage]. (S.) b3: اعتمر أَمْرًا He betook himself to a thing, or an affair; as, for instance, a warring and plundering expedition; aimed at it; purposed it. (TA.) A2: Also He attired his head (i. e. his own head) with an عَمَارَة, i. e., a turban, &c. (S, K.) 10 إِسْتَعْمَرَ see 2: b2: and also 4, in two places.

عَمْرٌ and ↓ عُمْرٌ are both inf. ns., signifying the same. (S, O.) [See 1. As such, the former is the more common.] And both of these words, (Mgh, K, &c.,) and ↓ عُمُرٌ, (K, &c.,) [used as simple substs., or abstract ns., in which case the second is more common than the first, except in forms of swearing, in which the former is used, and the third is more chaste than the second,] signify Life; (Msb, K;) [the age to which the life extends;] the period during which the body is inhabited by life: so that it denotes less than بَقَآءٌ: wherefore the latter is [frequently] used as an attribute of God; but عمر is seldom used as such: (Er-Rághib, B:) pl. أَعْمَارٌ. (K.) Yousay ↓ أَطَالَ اللّٰهُ عُمُرَكَ and عَمْرَكَ [May God prolong thy life]. (S, O.) In a form of swearing, عَمْر only is used. (S.) [In a case of this kind, when ل is not prefixed to it, it is in the accus. case, as will be shown and expl. below: but when ل is prefixed to it, it is in the nom.] You say لَعَمْرُكَ لَأَفْعَلَنَّ, meaning By thy life, I will assuredly do [such a thing]. (Msb.) لَعَمْرُكَ occurs in the Kur xv. 72, and means By thy life: (I'Ab, Akh, Bd, Jel:) and ↓ لَعَمَرُكَ is a dial. var., mentioned by Yoo: (O:) or the former, accord. to the grammarians, means by thy religion: (AHeyth, O:) and [in like manner] لَعَمْرِى, and ↓ لَعَمَرِى, [by my life, or] by my religion. (K.) لَعَمْرُكَ is an inchoative, of which the enunciative, مَا أُقْسِمُ بِهِ, [that by which I swear, so that the entire phrase means thy life is that by which I swear,] is understood; therefore it is in the nom. case: (IJ, TA:) or the complete phrase is وَعَمْرِكَ فَلَعَمْرُكَ عَظِيمٌ [by thy life, &c.: and thy life is of great account]. (Fr, as related by A'Obeyd.) You say also لَعَمْرُ أَبِيكَ الخَيْرَ, and الخَيْرِ; the former meaning By thy father's instituting, or promoting, or keeping to, or observing, or regarding, what is good; الخير being the objective complement of عمر, from عَمَرَ الخَيْرَ, aor. ـُ inf. n. عَمْرٌ and عِمَارَةٌ; [see 1;] but in the latter case, الخَيْرِ is an epithet added to أَبِيكَ [so that the meaning is by the life of thy good father]. (AHeyth, Az, O, TA.) [See also art. خير.] You also say لَعَمْرُ اللّٰهِ, meaning By the everlasting existence of God; (S, O, K;) عمر being here in the nom. case as an inchoative, with ل prefixed to it as a corroborative of the inchoative state: the enunciative is understood; the complete phrase being لَعَمْرُ اللّٰهِ قَسَمِى or مَا أُقْسِمُ بِهِ [the everlasting existence of God is my oath, or that by which I swear]. (S, O.) This expression is forbidden in a trad., (K,) because عَمْرٌ [properly] means the life of the body: (TA:) [but] لَعَمْرُ

إِلٰهِكَ, meaning By the everlasting existence of thy God, occurs in a trad. (TA.) When you do not prefix ل, you make it to be in the accus. case, as an inf. n.: thus you say, عمْرَ اللّٰهِ مَا فَعَلْتُ كَذَا (S, O, K) I swear by the everlasting existence of God, I did not so: (S, O:) and عَمْرَكَ اللّٰهَ مَا فَعَلْتُ كَذَا (S, O, K, [in the CK اللّٰهُ, but this is a mistake,]) By thine acknowledgment of the everlasting existence of God, I did not so: (S, O:) or the original thereof is عَمَّرْتُكَ اللّٰهَ تَعْمِيرًا, (O, K,) i. e., I ask, or beg, God to prolong thy life: (Ks, O:) [and it is said in the S that عَمْرَكَ اللّٰهَ sometimes has this signification:] and in like manner عَمْرَكَ اللّٰهَ لَا أَفْعَلُ ذَاكَ means I beg God to prolong thy life: I will not do that: or it may be a form of oath without و [for وَعَمْرِكَ]: (Ks:) and you say عَمْرَكَ اللّٰهَ اِفْعَلْ كَذَا and إِلَّا فَعَلْتَ كَذَا [and إِلَّا مَا فَعَلْتَ كَذَا By thine acknowledgment of the everlasting existence of God, &c., do thou so]: (TA:) or عَمْرَكَ اللّٰهَ signifies by thy worship of God: (AHeyth:) or I remind thee, reminding thee, of God. (K.) Mbr says of this phrase, عمرك اللّٰه, that عمر may be in the accus. case on account of a verb understood; [such, for instance, as أُذَكِّرُكَ;] or by reason of و suppressed, the complete phrase being وَعَمْرِكَ اللّٰهَ; or as being for [the inf. n.] تَعْمِير. (TA.) It may also be [found written] عَمْرَ اللّٰهَ; but this is bad. (Ks.) Some of the Arabs, for لَعَمْرُكَ, said رَعَمْلُكَ. (Az.) b2: عَمْرًا وَشَبَابًا: see قُحَابٌ.

A2: عَمْرٌ (AHeyth, K) and ↓ عَمَرٌ (K) signify Religion; (AHeyth, K;) as in the phrases لَعَمْرِى and ↓ لَعَمَرِى (K) and لَعَمْرُكَ (AHeyth) [mentioned above].

A3: Also عَمْرٌ (S, O, Msb, K) and ↓ عُمْرٌ (IAth, O, K) The flesh that is between the teeth: (S, O, Msb, K:) or the pendent piece of flesh between the teeth: (Az, Msb:) or the flesh that is between the places in which the teeth are set: (TA:) or the flesh of the gum: (K:) or the flesh of the gum that runs between any two teeth: (TA:) or what appears of the gum: (Kh, Msb:) or (so accord. to the TA, but in the K “ and ”) anything of an oblong shape between two teeth: (K:) pl. عُمُورٌ: (S, O, Msb, K:) which some explain as signifying the places whence the teeth grow. (TA.) It is said in a trad., أَوْصَانِى جِبْرِيلُ بِالسِّوَاكِ حَتَّى خَشِيتُ عَلَى عُمُورِى [Gabriel enjoined me to make use of the tooth-stick so that I feared for my عمور]. (O, TA.) A4: أُمُّ عَمْرٍو: see عَامِرٌ.

عُمْرٌ: see عَمْرٌ, in two places.

عَمَرٌ: see عَمْرٌ, in four places.

عُمُرٌ: see عَمْرٌ, in two places.

عَمْرَةٌ: see عَمَارَةٌ.

A2: أَبُو عَمْرَةَ means Bankruptcy, insolvency, or the state of having no property remaining; (Lth, O, K;) which is said to be thus called because it was the name of an envoy of El-Mukhtár the son of Aboo-'Obeyd, on the occasion of whose alighting at the abode of a people, slaughter and war used to befall them: (Lth, O, K: *) b2: and (K) hunger. (IAar, K.) عُمْرَةٌ A visit, or a visiting: (S, Msb, K:) or a visit in which is the cultivation (عِمَارَة) of love or affection: (TA:) or a repairing to an inhabited, or a peopled, place: this is the primary signification. (Mgh.) b2: Hence the عُمْرَة in pilgrimage [and at any time]; (S, O; *) i. e. [A religious visit to the sacred places at Mekkeh, with the performance of the ceremony of الإِحْرَام,] the circuiting round the Kaabeh, and the going to and fro between Es-Safà and El-Marweh: الحَجُّ [differs from it inasmuch as it is at a particular time of the year and] is not complete without the halting at 'Arafát on the day of 'Arafeh: (Zj, TA:) the عُمْرَة is the minor pilgrimage (الحَجُّ الأَصْغَرُ); (Msb, and Kull p. 168;) what is commonly termed الحَجُّ being called sometimes the greater pilgrimage (الحَجُّ الأَكْبَرُ): (Kull:) pl. عُمَرٌ (S, O, Msb) and عُمَرَاتٌ or عُمُرَاتٌ or عُمْرَاتٌ. (Msb.) b3: Also A man's going in to his [newlymarried] wife in the abode of her family: (IAar, S, K:) if he removes her to his own family, the act is termed عُرْسٌ. (IAar, S.) عُمْرَى a subst., (إِسْمٌ [strangely read by Golius أَسْمَرُ], S, O,) or an inf. n., (TA,) [or rather a quasiinf. n.,] from أَعْمَرَهُ دَارًا and the like; (S, O, TA;) A man's assigning to another a house for the life of the latter, or for the life of the former; (accord. to the explanation of the verb in the K;) a man's saying to another, of a house, or of land, or of camels, It is thine, or they are thine, for my life, or for thy life, and when thou diest it returns, or they return, to me; (accord. to the explanation of the verb in the S and Mgh and O;) a man's giving to another a house, and saying to him, This is thine for thy life, or for my life: (Th, in TA: [in which is added, “whichever of us dies,” ايّنا مات, but this I consider a mistake for إِذَا مَاتَ, “when he dies,”) “ the house is given to his family: ”]) so they used to do in the Time of Ignorance: (TA:) but some of the Muslim lawyers hold the gift to be absolute, and the condition to be null. (TA, &c.) b2: Also [The property, or house, &c., so given;] what is assigned, or given, to another for the period of his life, or for that of the life of the giver. (K.) [See also رُقْبَى.]

عُمْرِىٌّ, applied to trees (شَجَر), Old; (K;) a rel. n. from عُمْرٌ: (TA:) عُمْرِيَّةٌ, [the fem.,] applied to a tree (شَجَرَة), signifies great and old, having had a long life: (IAth, TA:) or the former, the [species of lote-tree called] سِدْر, that grows upon the rivers (O, K) and imbibes the water; as also عُبْرِىٌّ: (O:) or, accord, to Abu-l-'Ameythel [or 'Omeythil] El-Aarábee, the old, whether on a river or not; (O, TA;) and in like manner says As, the old of the سِدْر, whether on a river or not; and the ضَال is the recent thereof: some say that the م is a substitute for the ب in عُبْرِىٌّ [q. v.]. (TA.) الفَرِيضَةُ العُمَرِيَّةُ: see المُشَرَّكَةُ.

عُمْرَانٌ [an inf. n. of عَمَرَ: b2: and of عَمَرَهُ: b3: then app. used as an epithet syn. with عَامِرٌ, q. v.: (of which it is also a pl.:) b4: and then as an epithet in which the quality of a subst. is predominant; meaning A land, or house, inhabited, peopled, well people, well stocked with people and the like, in a flourishing state, in a state the contrary of desolate or waste or ruined; a land colo-nized, cultivated, or well cultivated; a house in a state of good repair: such seems to be meant in the JK and A and K, in art. خرب, where, as in the O in this art., it is said to be contr. of خَرَابٌ, q. v.] b5: It is also a subst. signifying بُنْيَانٌ [A building; a structure; and edifice: or perhaps the act of building]. (Msb.) [See also عِمَارَةٌ. b6: It is also a pl. of عَامِرٌ, q. v.]

عَمَارٌ: see عَمَارَةٌ, in three places.

عَمِيرٌ: see عَامِرٌ.

أَبُو عُمَيْرِ The ذَكَر. (K; and TA voce شَامَ, q. v., in art. شيم.) عَمَارَةٌ Anything (AO, S, O, K) which one puts, (S, O,) or which a chief puts, (TA,) upon his head, such as a turban, and a قَلَنْسُوَة, and a crown, &c., (AO, S, O, K,) as a sign of headship, and for keeping it in mind; (TA;) as also ↓ عَمْرَةٌ (K) and ↓ عَمَارٌ: (S, O, * TA:) which last [is app. a coll. gen. n., of which عَمَارَةٌ is the n. un., and] also signifies any sweet-smelling plant (رَيْحَان) which a chief puts upon his head for the same purpose: and hence, (tropical:) any such plant, absolutely: (B:) or any such plant with which a drinkingchamber is adorned, (S, K,) called by the Persians مَيْوَرَانْ; when any one comes in to the people there assembled, they raise somewhat thereof with their hands, and salute him with it, wishing him a long life: so, accord. to some, in a verse of El-Aashà, which see below: (S:) or it there signifies crowns of such plants, which they put upon their heads, as the foreigners (العَجَم) do; but ISd says, “I know not how this is: ” or the myrtle; syn. آس: (TA:) and عَمَارةٌ signifies a plant of that kind, with which one used to salute a king, saying, May God prolong thy life: or, as some say, a raising of the voice, saying so: (Az, TA:) a salutation; (K;) said to mean, may God prolong thy life; (TA;) as also ↓ عَمَارٌ (S, K) and ↓ عِمَارَةٌ; (L;) but Az says that this explanation is not valid. (TA.) El-Aashà says, فَلَمَّا أَتَانَا بُعَيْدَ الكَرَى

↓ سَجَدْنَا لَهُ وَرَفَعْنَا العَمَارَا [And when he came to us, a little after slumber, we prostrated ourselves to him, and] we put the turbans from our heads, in honour of him: (S:) but IB says that, accord. to this explanation, the correct reading is وَضَعْنَا العَمَارَا: (TA:) or the former reading means, we raised our voices with prayer for him, and said, May God prolong thy life: or we raised the sweet-smelling plants: &c.: see above. (S, TA.) b2: Also عَمَارَةٌ, (K,) or ↓ عِمَارَةٌ, (O,) An ornamented piece of cloth which is sewed upon a مِظّلَّة, [by which is meant a kind of tent,] (O, K, TA,) i. e. sewed to the طَرِيقَة [q. v.], on each side of the tent-pole, (O,) as a sign of headship. (TA.) A2: See also عِمَارَةٌ.

عُمَارَةٌ Hire, pay, or wages, of, or for, عِمَارَة as signifying مَا يُعْمَرُ بِهِ المَكَانُ [see below]. (K, TA.) عِمَارَةٌ [is an inf. n.: and often signifies Habitation and cultivation; or a good state of habitation and cultivation: b2: and is also expl. as signifying]

مَا يُعْمَرُ بِهِ المَكَانُ [That by which a place is rendered inhabited, peopled, well stocked with people and the like, colonized, cultivated, well cultivated, in a flourishing state, or in a state the contrary of desolate or waste or ruined; app. meaning, work, or labour, by which a place is rendered so; as it is immediately added in the K that عُمَارَةٌ signifies hire, pay, or wages, of it, or for it; and the explanation which I have here given is agreeable with ancient and modern usage; to which it may be further added, that the measure (فِعَالَةٌ) is common to words signifying arts, occupations, or employments, as زِرَاعَةٌ and فِلَاحَةٌ &c.]. (K, TA.) b3: Also a subst. from عَمَرَ الدَّارَ. (Msb.) [It has two significations, either of which may be meant in the Msb: The act, or art, of building a house: b4: and A building; a structure; an edifice: generally, accord. to modern usage, a public edifice: pl. عَمَائِرُ. See also عُمْرَانٌ.]

A2: Also The breast of a man. (TA.) b2: Hence, (TA,) عِمَارَةٌ (S, O, Msb, K) and ↓ عَمَارَةٌ, (Msb, K,) the latter allowed by Kh, (O,) but the former is the more common, (Msb,) A great tribe, syn. قِبِيلَةٌ عَظِيمَةٌ, (Msb,) or حَىٌّ عَظِيمٌ, (O, K, TA,) that subsists by itself, migrating by itself, and abiding by itself, and seeking pasturage by itself: (O, TA:) or it is called by the former name because it peoples a land; and by the latter, because complex like a turban; (TA;) and ↓ عَمِيرَةٌ signifies the same; or, as some say, all signify a بَطْن: (Ham p. 682:) or i. q. قَبِيلَةٌ and عَشِيرَةٌ: (S, O:) or less than a قبيلة: (O, K:) or less than a قبيلة and more than a بَطْن: (IAth, TA:) [see also شَعْبٌ:] or a body of men by which a place is peopled: (B, TA:) pl. عَمَائِرُ. (TA.) A3: See also عَمَارَةٌ, in two places.

عَمِيرَةٌ: see the next preceding paragraph, near the end.

عَامِرٌ Living long. (Msb, TA.) b2: Remaining, continuing, staying, residing, dwelling, or abiding, in a place: (TA:) and thus, or remaining, &c., and congregated, in a pl. sense. (Mus'ab, O.) [Hence,] An inhabitant of a house: pl. عُمَّارٌ. (TA.) And عُمَّارُ البُيُوتِ The jinn, or genii, that inhabit houses. (S.) And عَوَامِرُ البُيُوتِ The serpents that are in houses: sing. عَامِرٌ and عَامِرَةٌ: accord. to some, they are so called because of the length of their lives. (TA.) b3: See also مُعْتَمِرٌ.

A2: Also i. q. ↓ مَعْمورٌ. (O, TA.) [See also عُمْرَانٌ.] You say أَرْضٌ عَامِرَةٌ A land peopled; [colonized; cultivated; &c.] (TA.) [See عَمَرَ.] And مَنْزِلٌ عَامِرٌ A place of abode inhabited [&c.]. (Msb.) And مَكَانٌ عَامِرٌ, and ↓ عَمِيرٌ, (S, O, TA,) i. e. ذُو عِمَارَةٍ [A place inhabited, peopled, well stocked with people and the like, in a flourishing state, in a state the contrary of desolate or waste or ruined]. (TA.) b2: It is applied also to that which has been a ruin or waste or the like [as meaning In a state of good repair; in a state the contrary of ruined or waste or desolate]; and so ↓ مَعْمُورٌ. (S, TA.) [Pl. عُمْرَانٌ.]

A3: إِنَّهُ لَعَامِرٌ لِرَبِّهِ Verily he is a server, or worshipper, of his Lord. (TA.) A4: أُمُّ عَامِرٍ, (S, O, K,) and ↓ أُمُّ عَمْرٍو, (K,) but the latter is extr., (TA,) The hyena; (S, O, K;) a metonymical surname, (S, O,) determinate, as applying to the species. (TA.) It is said in a prov., خَامِرى أُمَّ عَامِرِ أَبْشِرِى بِجَرَادٍ عَظْلَى وَكَمَرِ رِجَالٍ قَتْلَى [Hide thyself, O Umm-'Ámir: rejoice thou at the news of locusts cohering, and the glands of the penes of slain men: (in this prov., for كَمِّ, in the TA, I have substituted كَمَرٍ, which is the reading in variations of the prov.: see Freytag's Arab. Prov., i. 431:)] this being said by a man, [it is asserted that] the animal becomes obsequious to him, so that he muzzles it, and then drags it forth; for the hyena, says Az, is proverbial for its stupidity, and for its being beguiled with soft speech. (TA.) It is called امّ عامر, as though its young one were called عَامِرٌ, and it is so called by a Hudhalee poet: (L:) or its whelp is called العَامِرُ: (K:) but it is not known with ال in the compound name with the prefixed noun [امّ, nor, app., without امّ]. (MF, from the Expos. of the دُرَّة.) عَوْمَرَةٌ Clamour and confusion, (S, O, * K,) and evil, or mischief: (O:) or wearying contention or altercation. (TA in art. دقر.) مَعْمَرٌ A place of abode peopled, or inhabited: (so in a copy of the S:) a place of abode spacious, (O, TA,) agreeable, peopled or inhabited, (TA,) abounding with water and herbage, (S, O, * K, TA,) where people stay. (TA.) مِعْمَارٌ and ↓ مِعْمَارِىٌّ, of which latter مِعْمَارِيَّةٌ is the coll. n., An architect: both app. postclassical.]

مَعْمُورٌ: see عَامِرٌ, in two places. b2: دَارٌ مَعْمُورَةٌ A house inhabited by jinn, or genii. (Lh.) b3: البَيْتُ المَعْمُورُ is [The edifice] in heaven, (K,) in the third heaven, or the sixth, or the seventh, (Jel, in lii. 4,) or in the fourth, (O, Bd,) over, or corresponding to, the Kaabeh, (O, Jel, K,) which seventy thousand angels visit every day, [or seventy thousand companies of which every one consists of seventy thousand angels, (see دِحْيَةٌ,)] circuiting around it and praying, never returning to it: (O, * Jel:) or the Kaabeh: or the heart of the believer. (Bd.) A2: Also Served [or worshipped]. (TA.) مِعْمَارِىٌّ: see مِعْمَارٌ.

مُعْتَمِرٌ Visiting; a visiter. (S, K.) b2: Performing the religious visit called عُمْرَة: (Kr, S:) having entered upon the state of إِحْرَام for the performance of that visit: (TA:) pl. مُعْتَمِرُونَ: and عُمَّارٌ [a pl. of ↓ عَامِرٌ] is syn. with مُعْتَمِرُونَ. (Kr.) b3: And Betaking himself to a thing; aiming at it; purposing it. (K, TA.) A2: Also Having his head attired with an عَمَارَة, i. e. a turban [&c.]. (AO, S.) مَا لَكَ مُعَوْمِرًا بِالنَّاسِ عَلَى بَابِى means Wherefore art thou congregating and detaining the people at my door? (Sgh, TA.) يَعْمُورٌ A kid: (IAar, S, O, K:) and a lamb: pl. يَعَامِيرُ. (IAar, S, O.)

عمر: العَمْر والعُمُر والعُمْر: الحياة. يقال قد طال عَمْرُه وعُمْرُه،

لغتان فصيحتان، فإِذا أَقسموا فقالوا: لَعَمْرُك فتحوا لا غير، والجمع

أَعْمار. وسُمِّي الرجل عَمْراً تفاؤلاً أَن يبقى. والعرب تقول في

القسَم: لَعَمْرِي ولَعَمْرُك، يرفعونه بالابتداء ويضمرون الخبر كأَنه قال:

لَعَمْرُك قَسَمِي أَو يميني أَو ما أَحْلِفُ به؛ قال ابن جني: ومما يجيزه

القياس غير أَن لم يرد به الاستعمال خبر العَمْر من قولهم: لَعَمْرُك

لأَقومنّ، فهذا مبتدأٌ محذوف الخبر، وأَصله لو أُظهر خبره: لَعَمْرُك ما

أُقْسِمُ به، فصار طولُ الكلام بجواب القسم عِوَضاً من الخبر؛ وقيل: العَمْرُ

ههنا الدِّينُ؛ وأَيّاً كان فإِنه لا يستعمل في القسَم إِلا مفتوحاً.

وفي التنزيل العزيز: لَعَمْرُك إِنّهم لفي سَكْرتِهم يَعْمَهُون؛ لم يقرأْ

إِلا بالفتح؛ واستعمله أَبو خراش في الطير فقال:

لَعَمْرُ أَبي الطَّيْرِ المُرِنّة عُذْرةً

على خالدٍ، لقد وَقَعْتَ على لَحْمِ

(* قوله: «عذرة» هكذا في الأصل).

أَي لحم شريف كريم. وروي عن ابن عباس في قوله تعالى: لَعَمْرُك أَي

لحياتك. قال: وما حَلَفَ الله بحياة أَحد إِلا بحياة النبي، صلى الله عليه

وسلم. وقال أَبو الهيثم: النحويون ينكرون هذا ويقولون معنى لعَمْرُك

لَدِينُك الذي تَعْمُر وأَنشد لعمربن أَبي ربيعة:

أَيُّها المُنْكِحُ الثُّرَيّا سُهَيْلاً،

عَمْرَكَ اللهَ كيف يَجْتَمِعان؟

قال: عَمْرَك اللهَ عبادتك اللهَ، فنصب؛ وأَنشد:

عَمْرَكِ اللهَ ساعةً، حَدِّثِينا،

وذَرِينا مِن قَوْلِ مَن يُؤْذِينا

فأَوْقَع الفعلَ على الله عز وجل في قوله عَمْرَك الله. وقال الأَخفش في

قوله: لَعَمْرُك إِنهم وعَيْشِك وإِنما يريد العُمْرَ. وقال أَهل

البصرة: أَضْمَر له ما رَفَعَه لَعَمْرُك المحلوفُ به. قال: وقال الفراء

الأَيْمان يَرْفعها جواباتها. قال الجوهري: معنى لَعَمْرُ الله وعَمْر الله

أَحْلِفُ ببقاء الله ودوامِه؛ قال: وإِذا قلت عَمْرَك اللهَ فكأَنك قلت

بِتَعْمِيرِك الله أَي بإِقرارك له بالبقاء؛ وقول عمر بن أَبي ربيعة:

عَمْرَك اللهَ كيف يجتمعان

يريد: سأَلتُ الله أَن يُطيل عُمْرَك لأَنه لم يُرِد القسم بذلك. قال

الأَزهري: وتدخل اللام في لَعَمْرُك فإِذا أَدخلتها رَفَعْت بها بالابتداء

فقلت: لَعَمْرك ولَعَمْرُ أَبيك، فإِذا قلت لَعَمْرُ أَبيك الخَيْرَ،

نَصَبْتَ الخير وخفضت، فمن نصب أَراد أَن أَباك عَمَرَ الخيرَ يَعْمُرُه

عَمْراً وعِمارةً، فنصب الخير بوقوع العَمْر عليه؛ ومَن خفض الخير جعله

نعتاً لأَبيك، وعَمْرَك اللهَ مثل نَشَدْتُك اللهَ. قال أَبو عبيد: سأَلت

الفراء لمَ ارتفع لَعَمْرُك؟ فقال: على إِضمار قسم ثان كأَنه قال وعَمْرِك

فلَعَمْرُك عظيم، وكذلك لَحياتُك مثله، قال: وصِدْقُه الأَمرُ، وقال:

الدليل على ذلك قول الله عز وجل: اللهُ لا إِله إِلا هو لَيَجْمَعَنّكم،

كأَنه أَراد: والله ليجمعنكم، فأَضمر القسم. وقال المبرد في قوله عَمْرَك

اللهَ: إِن شئت جعلت نصْبَه بفعلٍ أَضمرتَه، وإِن شئت نصبته بواو حذفته

وعَمْرِك

(* قوله: بواو حذفته وعمرك إِلخ» هكذا في الأَصل). الله، وإِن شئت

كان على قولك عَمَّرْتُك اللهَ تَعْمِيراً ونَشَدْتُك الله نَشِيداً ثم

وضعتَ عَمْرَك في موضع التَّعْمِير؛ وأَنشد فيه:

عَمَّرْتُكِ اللهَ أَلا ما ذَكَرْتِ لنا،

هل كُنْتِ جارتَنا، أَيام ذِي سَلَمِ؟

يريد: ذَكَّرْتُكِ اللهَ؛ قال: وفي لغة لهم رَعَمْلُك، يريدون

لَعَمْرُك. قال: وتقول إِنّك عَمْرِي لَظَرِيفٌ. ابن السكيت: يقال لَعَمْرُك

ولَعَمْرُ أَبيك ولَعَمْرُ الله، مرفوعة. وفي الحديث: أَنه اشترى من أَعرابي

حِمْلَ خَبَطٍ فلما وجب البيع قال له: اخْتَرْ، فقال له الأَعرابيّ:

عَمْرَكَ اللهَ بَيْعاً أَي أَسأَلُ الله تَعْمِيرَك وأَن يُطيل عُمْرك،

وبَيِّعاً منصوب على التمييز أَي عَمَّرَك اللهُ مِن بَيِّعٍ. وفي حديث

لَقِيط: لَعَمْرُ إِلَهِك؛ هو قسَم ببقاء الله ودوامِه. وقالوا: عَمْرَك اللهَ

افْعَلْ كذا وأَلا فعلت كذا وأَلا ما فَعَلْتَ على الزيادة، بالنصب، وهو

من الأَسماء الموضوعة موضع المصادر المنصوبة على إِضمار الفعل المتروكِ

إِظهارُه؛ وأَصله مِنْ عَمَّرْتُك اللهَ تَعْمِيراً فحذفت زيادته فجاء على

الفعل. وأُعَمِّرُك اللهَ أَن تفعل كذا: كأَنك تُحَلِّفه بالله وتسأَله

بطول عُمْرِه؛ قال:

عَمَّرْتُكَ اللهَ الجَلِيلَ، فإِنّني

أَلْوِي عليك، لَوَانّ لُبَّكَ يَهْتَدِي

الكسائي: عَمْرَك اللهَ لا أَفعل ذلك، نصب على معنى عَمَرْتُك اللهَ أَي

سأَلت الله أَن يُعَمِّرَك، كأَنه قال: عَمَّرْتُ الله إِيَّاك. قال:

ويقال إِنه يمين بغير واو وقد يكون عَمْرَ اللهِ، وهو قبيح.

وعَمِرَ الرجلُ يَعْمَرُ عَمَراً وعَمارةً وعَمْراً وعَمَر يَعْمُرُ

ويَعْمِر؛ الأَخيرة عن سيبويه، كلاهما: عاشَ وبقي زماناً طويلاً؛ قال

لبيد:وعَمَرْتُ حَرْساً قبل مَجْرَى داحِسٍ،

لو كان للنفس اللَّجُوجِ خُلُودُ

وأَنشد محمد بن سلام كلمة جرير:

لئن عَمِرَتْ تَيْمٌ زَماناً بِغِرّةٍ،

لقد حُدِيَتْ تَيْمٌ حُداءً عَصَبْصَبا

ومنه قولهم: أَطال الله عَمْرَك وعُمْرَك، وإِن كانا مصدرين بمعنًى إِلا

أَنه استعمل في القسم أَحدُهما وهو المفتوح.

وعَمَّرَه اللهُ وعَمَرَه: أَبقاه. وعَمَّرَ نَفْسَه: قدَّر لها قدْراً

محدوداً. وقوله عز وجل: وما يُعَمَّرُ مِن مُعَمَّرٍ ولا يُنْقَص من

عُمُرِه إِلا في كتاب؛ فسر على وجهين، قال الفراء: ما يُطَوَّلُ مِن عُمُرِ

مُعَمَّر ولا يُنْقَص من عُمُرِه، يريد الآخر غير الأَول ثم كنى بالهاء

كأَنه الأَول؛ ومثله في الكلام: عندي درهم ونصفُه؛ المعنى ونصف آخر، فجاز

أَن تقول نصفه لأَن لفظ الثاني قد يظهر كلفظ الأَول فكُنِيَ عنه ككناية

الأَول؛ قال: وفيها قول آخر: ما يُعَمَّر مِن مُعَمَّرٍ ولا يُنْقَص مِن

عُمُرِه، يقول: إِذا أَتى عليه الليلُ، والنهار نقصا من عُمُرِه، والهاء في

هذا المعنى للأَول لا لغيره لأَن المعنى ما يُطَوَّل ولا يُذْهَب منه

شيء إِلا وهو مُحْصًى في كتاب، وكلٌّ حسن، وكأَن الأَول أَشبه بالصواب، وهو

قول ابن عباس والثاني قول سعيد بن جبير.

والعُمْرَى: ما تجعله للرجل طولَ عُمُرِك أَو عُمُرِه. وقال ثعلب:

العُمْرَى أَن يدفع الرجل إِلى أَخيه داراً فيقول: هذه لك عُمُرَك أَو

عُمُرِي، أَيُّنا مات دُفِعَت الدار أَلى أَهله، وكذلك كان فعلُهم في الجاهلية.

وقد عَمَرْتُه أَياه وأَعْمَرْته: جعلتُه له عُمُرَه أَو عُمُرِي؛

والعُمْرَى المصدرُ من كل ذلك كالرُّجْعَى. وفي الحديث: لا تُعْمِرُوا ولا

تُرْقِبُوا، فمن أُعْمِرَ داراً أَو أُرْقِبَها فهي له ولورثته من بعده، وهي

العُمْرَى والرُّقْبَى. يقال: أَعْمَرْتُه الدار عمْرَى أَي جعلتها له

يسكنها مدة عُمره فإِذا مات عادت إِليَّ، وكذلك كانوا يفعلون في الجاهلية

فأَبطل ذلك، وأَعلمهم أَن من أُعْمِرَ شيئاً أَو أُرْقِبَه في حياته فهو

لورثته مِن بعده. قال ابن الأَثير: وقد تعاضدت الروايات على ذلك والفقهاءُ

فيها مختلفون: فمنهم من يعمل بظاهر الحديث ويجعلها تمليكاً، ومنهم من

يجعلها كالعارية ويتأَول الحديث. قال الأَزهري: والرُّقْبى أَن يقول الذي

أُرْقِبَها: إِن مُتَّ قبلي رجعَتْ إِليَّ، وإِن مُتُّ قبلك فهي لك. وأَصل

العُمْرَى مأَخوذ من العُمْر وأَصل الرُّقْبَى من المُراقبة، فأَبطل

النبي، صلى الله عليه وسلم، هذه الشروط وأَمْضَى الهبة؛ قال: وهذا الحديث

أَصل لكل من وهب هِبَة فشرط فيها شرطاً بعدما قبضها الموهوب له أَن الهبة

جائزة والشرط باطل؛ وفي الصحاح: أَعْمَرْتُه داراً أَو أَرضاً أَو

إِبِلاً؛ قال لبيد:

وما البِرّ إِلاَّ مُضْمَراتٌ من التُقَى،

وما المالُ إِلا مُعْمَراتٌ وَدائِعُ

وما المالُ والأَهْلُون إِلا وَدائِعٌ،

ولا بد يوماً أَن تُرَدَّ الوَدائِعُ

أَي ما البِرُّ إِلا ما تُضْمره وتخفيه في صدرك. ويقال: لك في هذه الدار

عُمْرَى حتى تموت.

وعُمْرِيُّ الشجرِ: قديمُه، نسب إِلى العُمْر، وقيل: هو العُبْرِيّ من

السدر، والميم بدل. الأَصمعي: العُمْرِيّ والعُبْرِيّ من السِّدْر القديم،

على نهر كان أَو غيره، قال: والضّالُ الحديثُ منه؛ وأَنشد قول ذي الرمة:

قطعت، إِذا تَجَوَّفت العَواطِي،

ضُروبَ السِّدْر عُبْرِيّاً وضالا

(* قوله: «إِذا تجوفت» كذا بالأصل هنا بالجيم، وتقدم لنا في مادة عبر

بالخاء وهو بالخاء في هامش النهاية وشارح القاموس).

وقال: الظباء لا تَكْنِس بالسدر النابت على الأَنهار. وفي حديث محمد بن

مَسْلمة ومُحارَبتِه مَرْحَباً قال الراوي

(* قوله: «قال الراوي» بهامش

الأصل ما نصه قلت راوي هذا الحديث جابر بن عبدالله الأنصاري كما قاله

الصاغاني كتبه محمد مرتضى) لحديثهما. ما رأَيت حَرْباً بين رجلين قطّ قبلهما

مثلَهما، قام كلُّ واحد منهما إِلى صاحبه عند شجرة عُمْرِيَّة، فجعل كل

واحد منهما يلوذ بها من صاحبه، فإِذا استتر منها بشيء خَذَم صاحبُه ما

يَلِيه حتى يَخْلَصَ إِليه، فما زالا يَتَخَذَّمانها بالسَّيْف حتى لم يبق

فيها غُصْن وأَفضى كل واحد منهما إِلى صاحبه. قال ابن الأَثير: الشجرة

العُمْريَّة هي العظيمة القديمة التي أَتى عليها عُمْرٌ طويل. يقال للسدر

العظيم النابت على الأَنهار: عُمْرِيّ وعُبْرِيّ على التعاقب. ويقال: عَمَر

اللهُ بك منزِلَك يَعْمُره عِمارة وأَعْمَره جعلَه آهِلاً. ومكان

عامِرٌ: ذو عِمَارةٍ. ومكان عَمِيرٌ: عامِرٌ. قال الأَزهري: ولا يقال أَعْمَر

الرجلُ منزلَه بالأَلف. وأَعْمَرْتُ الأَرضَ: وجدتها عامرةً. وثوبٌ

عَمِيرٌ أَي صَفِيق. وعَمَرْت الخَرابَ أَعْمُره عِمارةً، فهو عامِرٌ أَي

مَعْمورٌ، مثل دافقٍ أَي مدفوق، وعيشة راضية أَي مَرْضِيّة. وعَمَر الرجلُ

مالَه وبيتَه يَعْمُره عِمارةً وعُموراً وعُمْراناً: لَزِمَه؛ وأَنشد أَبو

حنيفة لأَبي نخيلة في صفة نخل:

أَدامَ لها العَصْرَيْنِ رَيّاً، ولم يَكُنْ

كما ضَنَّ عن عُمْرانِها بالدراهم

ويقال: عَمِرَ فلان يَعْمَر إِذا كَبِرَ. ويقال لساكن الدار: عامِرٌ،

والجمع عُمّار.

وقوله تعالى: والبَيْت المَعْمور؛ جاء في التفسير أَنه بيت في السماء

بإزاء الكعبة يدخله كل يوم سبعون أَلف ملك يخرجون منه ولا يعودون إِليه.

والمَعْمورُ: المخدومُ. وعَمَرْت رَبِّي وحَجَجْته أَي خدمته. وعَمَر

المالُ نَفْسُه يَعْمُرُ وعَمُر عَمارةً؛ الأَخيرة عن سيبويه، وأَعْمَره

المكانَ واسْتَعْمَره فيه: جعله يَعْمُره. وفي التنزيل العزيز: هو أَنشأَكم من

الأَرض واسْتَعْمَرَكم فيها؛ أَي أَذِن لكم في عِمارتها واستخراجِ

قومِكم منها وجعَلَكم عُمَّارَها.

والمَعْمَرُ: المَنْزِلُ الواسع من جهة الماء والكلإِ الذي يُقامُ فيه؛

قال طرفة

بن العبد:

يا لَكِ مِن قُبَّرةٍ بمَعْمَرِ

ومنه قول الساجع: أَرْسِل العُراضاتِ أَثَرا، يَبْغِينَك في الأَرض

مَعْمَرا أَي يبغين لك منزلاً، كقوله تعالى: يَبْغُونها عِوَجاً؛ وقال أَبو

كبير:

فرأَيتُ ما فيه فثُمَّ رُزِئْتِه،

فبَقِيت بَعْدَك غيرَ راضي المَعْمَرِ

والفاء هناك في قوله: فثُمَّ رُزِئته، زائدة وقد زيدت في غير موضع؛ منها

بيت الكتاب:

لا تَجْزَعِي، إِن مُنْفِساً أَهْلَكْتُه،

فإِذا هَلكتُ فعِنْدَ ذلك فاجْزَعِي

فالفاء الثانية هي الزائدة لا تكون الأُولى هي الزائدة، وذلك لأَن الظرف

معمول اجْزَع فلو كانت الفاء الثانية هي جواب الشرط لما جاز تعلق الظرف

بقوله اجزع، لأَن ما بعد هذا الفاء لا يعمل فيما قبلها، فإِذا كان ذلك

كذلك فالفاء الأُولى هي جواب الشرط والثانية هي الزائدة. ويقال: أَتَيْتُ

أَرضَ بني فلان فأَعْمَرْتُها أَي وجدتها عامِرةً. والعِمَارةُ: ما

يُعْمَر به المكان. والعُمَارةُ: أَجْرُ العِمَارة. وأَعْمَرَ عليه:

أَغناه.والعُمْرة: طاعة الله عز وجل. والعُمْرة في الحج: معروفة، وقد اعْتَمر،

وأَصله من الزيارة، والجمع العُمَر. وقوله تعالى: وأَتِمُّوا الحجَّ

والعُمْرة لله؛ قال الزجاج: معنى العُمْرة في العمل الطوافُ بالبيت والسعيُ

بين الصفا والمروة فقط، والفرق بين الحج والعُمْرةِ أَن العُمْرة تكون

للإِنسان في السَّنَة كلها والحج وقت واحد في السنة كلها والحج وقت واحد في

السنة؛ قال: ولا يجوز أَن يحرم به إِلا في أَشهر الحج شوّال وذي القعدة

وعشر من ذي الحجة، وتمامُ العُمْرة أَن يطوف بالبيت ويسعى بين الصفا

والمروة، والحج لا يكون إِلاَّ مع الوقوف بعرفة يومَ عرفة. والعُمْرة: مأَخوذة

من الاعْتِمار، وهو الزيارة، ومعنى اعْتَمر في قصد البيت أَنه إِنما

خُصَّ بهذا لأَنه قصد بعمل في موضع عامر، ولذلك قيل للمُحْرِم بالعُمْرةِ:

مُعْتَمِرٌ، وقال كراع: الاعْتِمار العُمْرة، سَماها بالمصدر. وفي الحديث

ذكرُ العُمْرة والاعْتِمار في غير موضع، وهو الزيارة والقصد، وهو في

الشرع زيارة البيت الحرام بالشروط المخصوصة المعروفة. وفي حديث الأَسود قال:

خرجنا عُمّاراً فلما انصرفنا مَرَرْنا بأَبي ذَرٍّ؛ فقال: أَحَلَقْتم

الشَّعَث وقضيتم التَّفَثَ عُمّاراً؟ أَي مُعْتَمِرين؛ قال الزمخشري: ولم

يجئ فيما أَعلم عَمَر بمعنى اعْتَمَر، ولكن عَمَر اللهَ إِذا عبده، وعَمَر

فلانٌ ركعتين إِذا صلاهما، وهو يَعْمُر ربَّه أَي يصلي ويصوم. والعَمَار

والعَمَارة: كل شيء على الرأْس من عمامة أَو قَلَنْسُوَةٍ أَو تاجٍ أَو

غير ذلك. وقد اعْتَمَر أَي تعمّم بالعمامة، ويقال للمُعْتَمِّ:

مُعْتَمِرٌ؛ ومنه قول الأَعشى:

فَلَمَّا أَتانا بُعَيْدَ الكَرى،

سَجَدْنا لَهُ ورَفَعْنا العَمارا

أَي وضعناه من رؤوسنا إِعْظاماً له.

واعْتَمرة أَي زارَه؛ يقال: أَتانا فلان مُعْتَمِراً أَي زائراً؛ ومنه

قول أَعشى باهلة:

وجاشَت النَّفْسُ لَمَّا جاءَ فَلُهمُ،

وراكِبٌ، جاء من تَثْلِيثَ، مُعْتَمِرُ

قال الأَصمعي: مُعْتَمِر زائر، وقال أَبو عبيدة: هو متعمم بالعمامة؛

وقول ابن أَحمر:

يُهِلُّ بالفَرْقَدِ رُكْبانُها،

كما يُهِلُّ الراكبُ المُعْتَمِرْ

فيه قولان: قال الأَصمعي: إِذا انْجلى لهم السحابُ عن الفَرْقَدِ

أَهَلّوا أَي رفعوا أَصواتهم بالتكبير كما يُهِلّ الراكب الذي يريد عمرة الحج

لأَنهم كانوا يهتدون بالفَرْقَد، وقال غيره: يريد أَنهم في مفازة بعيدة من

المياه فإِذا رأَوْا فرقداً، وهو ولد البقرة الوحشية، أَهلّوا أَي

كبّروا لأَنهم قد علموا أَنهم قد قربوا من الماء. ويقال للاعْتِمار: القصد.

واعْتَمَر الأَمْرَ: أَمَّه وقصد له: قال العجاج:

لقد غَزَا ابنُ مَعْمَرٍ، حين اعْتَمَرْ،

مَغْزًى بَعِيداً من بَعيد وضَبَرْ

المعنى: حين قصد مَغْزًى بعيداً. وضبَرَ: جَمعَ قوائمه ليَثِبَ.

والعُمْرةُ: أَن يَبْنِيَ الرجلُ بامرأَته في أَهلها، فإِن نقلها إِلى

أَهله فذلك العُرْس؛ قاله ابن الأَعرابي.

والعَمَارُ: الآسُ، وقيل: كل رَيْحانٍ عَمَارٌ. والعَمّارُ: الطَّيِّب

الثناء الطَّيِّب الروائح، مأْخوذ من العَمَار، وهو الآس.

والعِمَارة والعَمارة: التحيّة، وقيل في قول الأَعشى «ورفعنا العمارا»

أَي رفعنا له أَصواتنا بالدعاء وقلنا عمَّرك الله وقيل: العَمَارُ ههنا

الريحان يزين به مجلس الشراب، وتسميه الفُرْس ميُوران، فإِذا دخل عليهم

داخل رفعوا شيئاً منه بأَيديهم وحيَّوْه به؛ قال ابن بري: وصواب إِنشاده

«ووَضَعْنا العَمارا» فالذي يرويه ورفعنا العَمَارا، هو الريحان أَو الدعاء

أَي استقبلناه بالريحان أَو الدعاء له، والذي يرويه «ووضعنا العمارا» هو

العِمَامة؛ وقيل: معناه عَمّرَك اللهُ وحيّاك، وليس بقوي؛ وقيل:

العَمارُ هنا أَكاليل الرَّيْحان يجعلونها على رؤوسهم كما تفعل العجم؛ قال ابن

سيده: ولا أَدري كيف هذا.

ورجل عَمّارٌ: مُوَقًّى مستور مأْخوذ من العَمَر، وهو المنديل أَو غيره،

تغطّي به الحرّة رأْسها. حكى ثعلب عن ابن الأَعرابي قال: إِن العَمَرَ

أَن لا يكون للحُرّة خِمار ولا صَوْقَعة تُغطّي به رأْسها فتدخل رأْسها في

كمها؛ وأَنشد:

قامَتْ تُصَلّي والخِمارُ مِن عَمَرْ

وحكى ابن الأَعرابي: عَمَر ربَّه عبَدَه، وإِنه لعَامِرٌ لربّه أَي

عابدٌ. وحكى اللحياني عن الكسائي: تركته يَعمرُ ربَّه أَي يعبده يصلي ويصوم.

ابن الأَعرابي: يقال رجل عَمّار إِذا كان كثيرَ الصلاة كثير الصيام. ورجل

عَمّار، وهو الرجل القوي الإِيمان الثابت في أَمره الثَّخينُ الوَرَعِ:

مأْخوذ من العَمِير، وهو الثوب الصفيق النسجِ القويُّ الغزلِ الصبور على

العمل، قال: وعَمّارٌ المجتمعُ الأَمر اللازمُ للجماعة الحَدِبُ على

السلطان، مأْخوذ من العَمارةِ، وهي العمامة، وعَمّارٌ مأْخوذ من العَمْر، وهو

البقاء، فيكون باقياً في إِيمانه وطاعته وقائماً بالأَمر والنهي إِلى

أَن يموت. قال: وعَمّارٌ الرجل يجمع أَهل بيته وأَصحابه على أَدَبِ رسول

الله، صلى الله عليه وسلم، والقيامِ بسُنّته، مأْخوذ من العَمَرات، وهي

اللحمات التي تكون تحت اللَّحْي، وهي النَّغانِغُ واللَّغادِيدُ؛ هذا كله

محكى عن ابن الأَعرابي. اللحياني: سمعت العامِريّة تقول في كلامها: تركتهم

سامِراً بمكان كذا وكذا وعامِراً؛ قال أَبو تراب: فسأَلت مصعباً عن ذلك

فقال: مقيمين مجتمعين.

والعِمَارة والعَمارةُ: أَصغر من القبيلة، وقيل: هو الحيُّ العظيم الذي

يقوم بنفسه، ينفرد بِظَعْنِها وإِقامتها ونُجْعَتِها، وهي من الإِنسان

الصدر، سُمِّي الحيُّ العظيم عِمَارة بعِمارة الصدر، وجمعها عمائر؛ ومنه

قول جرير:

يَجُوسُ عِمارة، ويَكُفّ أُخرى

لنا، حتى يُجاوزَها دَليل

قال الجوهري: والعَمَارة القبيلة والعشيرة؛ قال التغلبي:

لكل أُناسٍ من مَعَدٍّ عَمارةٍ

عَرُوِّضٌ، إِليها يَلْجأُون، وجانِبُ

وعَمارة خفض على أَنه بدل من أُناس. وفي الحديث: أَنه كتب لِعَمَائر

كَلْب وأَحْلافها كتاباً؛ العَمَائرُ: جمع عمارة، بالكسر والفتح، فمن فتح

فَلالْتفاف بعضهم على بعض كالعَمارة العِمامةِ، ومن كسر فلأَن بهم عِمارةَ

الأَرض، وهي فوق البَطْن من القبائل، أَولها الشَّعْب ثم القبيلة ثم

العَِمارة ثم البَطْن ثم الفَخْذ. والعَمْرة: الشَّذْرة من الخرز يفصّل بها

النظم، وبها سميت المرأَة عَمْرة؛ قال:

وعَمْرة مِن سَرَوات النسا

ءِ، يَنْفَحُ بالمِسْك أَرْدانُها

وقيل: العَمْرة خرزة الحُبّ. والعَمْر: الشَّنْف، وقيل: العَمْر حلقة

القرط العليا والخَوْقُ حلقة أَسفل القرط. والعَمَّار: الزَّيْن في

المجالس، مأْخوذ من العَمْر، وهو القرط.

والعَمْر: لحم من اللِّثَة سائل بين كل سِنَّيْن. وفي الحديث: أَوْصاني

جِبْرِيل بالسواك حتى خَشِيتُ على عُمورِي؛ العُمُور: منابت الأَسنان

واللحم الذي بين مَغارِسها، الواحد عَمْر، بالفتح، قال ابن الأَثير: وقد

يضم؛ وقال ابن أَحمر:

بانَ الشَّبابُ وأَخْلَفَ العَمْرُ،

وتَبَدَّلَ الإِخْوانُ والدَّهْرُ

والجمع عُمور، وقيل: كل مستطيل بين سِنَّيْنِ عَمْر. وقد قيل: إِنه

أَراد العُمْر. وجاء فلان عَمْراً أَي بطيئاً؛ كذا ثبت في بعض نسخ المصنف،

وتبع أَبا عبيد كراع، وفي بعضها: عَصْراً.

اللحياني: دارٌ مَعْمورة يسكنها الجن، وعُمَّارُ البيوت: سُكّانُها من

الجن. وفي حديث قتل الحيّات: إِنّ لهذه البيوت عَوامِرَ فإِذا رأَيتم منها

شيئاً فحَرِّجُوا عليها ثلاثاً؛ العَوامِرُ: الحيّات التي تكون في

البيوت، واحدها عامِرٌ وعامرة، قيل: سميت عَوامِرَ لطول أَعمارها.

والعَوْمَرةُ: الاختلاطُ؛ يقال: تركت القوم في عَوْمَرةٍ أَي صياحٍ

وجَلبة.والعُمَيْرانِ والعُمَيْمِرانِ والعَمَّرتان

(* قوله: «العمرتان» هو

بتشديد الميم في الأصل الذي بيدنا، وفي القاموس بفتح العين وسكون الميم وصوب

شارحه تشديد الميم نقلاً عن الصاغاني). والعُمَيْمِرتان: عظمان صغيران

في أَصل اللسان.

واليَعْمورُ: الجَدْيُ؛ عن كراع. ابن الأَعرابي: اليَعامِيرُ الجِداءُ

وصغارُ الضأْن، واحدها يَعْمور؛ قال أَبو زيد الطائي:

ترى لأَخْلافِها مِن خَلْفِها نَسَلاً،

مثل الذَّمِيم على قَرْم اليَعامِير

أَي يَنْسُل اللبن منها كأَنه الذميم الذي يَذِمّ من الأَنف. قال

الأَزهري: وجعل قطرب اليَعامِيرَ شجراً، وهو خطأٌ. قال ابن سيده: واليَعْمورة

شجرة، والعَمِيرة كُوَّارة النَّحْل.

والعُمْرُ: ضربٌ من النخل، وقيل: من التمر.

والعُمور: نخلُ السُّكَّر

(* قوله: «السكر» هو ضرب من التمر جيد).

خاصة، وقيل: هو العُمُر، بضم العين والميم؛ عن كراع، وقال مرة: هي العَمْر،

بالفتح، واحدتها عَمْرة، وهي طِوال سُحُقٌ. وقال أَبو حنيفة: العَمْرُ نخل

السُّكّر، والضم أَعلى اللغتين. والعَمْرِيّ: ضرب من التمر؛ عنه أَيضاً.

وحكى الأَزهري عن الليث أَنه قال: العَمْر ضرب من النخيل، وهو السَّحُوق

الطويل، ثم قال: غلظ الليث في تفسير العَمْر، والعَمْرُ نخل السُّكَّر،

يقال له العُمُر، وهو معروف عند أَهل البحرين؛ وأَنشد الرياشي في صفة

حائط نخل:

أَسْوَد كالليل تَدَجَّى أَخْضَرُهْ،

مُخالِط تَعْضوضُه وعُمُرُه،

بَرْنيّ عَيْدانٍ قَلِيل قَشَرُهْ

والتَّعْضوض: ضرب من التمر سِرِّيّ، وهو من خير تُمْران هجَر، أَسود عذب

الحلاوة. والعُمُر: نخل السُّكّر، سحوقاً أَو غير سحوق. قال: وكان

الخليل ابن أَحمد من أَعلم الناس بالنخيل وأَلوانِه ولو كان الكتابُ مِن

تأْليفه ما فسر العُمُرَ هذا التفسير، قال: وقد أَكلت أَنا رُطَبَ العُمُرِ

ورُطَبَ التَّعْضوضِ وخَرَفْتُهما من صغار النخل وعَيدانِها وجَبّارها،

ولولا المشاهدةُ لكنت أَحد المغترّين بالليث وخليلِه وهو لسانه.

ابن الأَعرابي: يقال كَثِير بَثِير بَجِير عَمِير إِتباع؛ قال الأَزهري:

هكذا قال بالعين.

والعَمَرانِ: طرفا الكُمّين؛ وفي الحديث: لا بأْس أَن يُصَلِّيَ الرجلُ

على عَمَرَيْهِ، بفتح العين والميم، التفسير لابن عرفة حكاه الهروي في

الغريبين وغيره. وعَمِيرة: أَبو بطن وزعمها سيبويه في كلْب، النسبُ إِليه

عَمِيرِيّ شاذ، وعَمْرو: اسم رجل يكتب بالواو للفرق بينه وبين عُمَر

وتُسْقِطها في النصب لأَن الأَلف تخلفها، والجمع أَعْمُرٌ وعُمور؛ قال الفرزدق

يفتخر بأَبيه وأَجداده:

وشَيَّدَ لي زُرارةُ باذِخاتٍ،

وعَمرو الخير إِن ذُكِرَ العُمورُ

الباذِخاتُ: المراتب العاليات في الشرف والمجد. وعامِرٌ: اسم، وقد يسمى

به الحيّ؛ أَنشد سيبويه في الحي:

فلما لَحِقنا والجياد عشِيّة،

دَعَوْا: يا لَكَلْبٍ، واعْتَزَيْنا لِعامِر

وأَما قول الشاعر:

وممن ولَدُوا عامِـ

ـرُ ذو الطُّول وذو العَرْض

فإِن أَبا إِسحق قال: عامر هنا اسم للقبيلة، ولذلك لم يصرفه، وقال ذو

ولم يقل ذات لأَنه حمله على اللفظ، كقول الآخر:

قامَتْ تُبَكِّيه على قَبْرِه:

مَنْ ليَ مِن بَعدِك يا عامِرُ؟

تَرَكْتَني في الدار ذا غُرْبةٍ،

قد ذَلَّ مَن ليس له ناصِرُ

أَي ذات غُرْبة فذكّر على معنى الشخص، وإِنما أَنشدنا البيت الأَول

لتعلم أَن قائل هذا امرأَة وعُمَر وهو معدول عنه في حال التسمية لأَنه لو عدل

عنه في حال الصفة لقيل العُمَر يُراد العامِر. وعامِرٌ: أَبو قبيلة، وهو

عامرُ بن صَعْصَعَة بن معاوية بن بكر بن هوازن. وعُمَير وعُوَيْمِر

وعَمَّار ومَعْمَر وعُمارة وعِمْران ويَعْمَر، كلها: أَسماء؛ وقول

عنترة:أَحَوْليَ تَنْفُضُ آسْتُك مِذْرَوَيْها

لِتَقْتُلَني؟ فها أَنا ذا عُمارا

هو ترخيم عُمارة لأَنه يهجو به عُمارةَ بن زياد العبسي. وعُمارةُ بن

عقيل بن بلال بن جرير: أَدِيبٌ جدّاً. والعَمْرانِ: عَمْرو بن جابر بن هلال

بن عُقَيْل بن سُمَيّ بن مازن بن فَزارة، وبَدْر بن عمرو بن جُؤيّة بن

لَوْذان بن ثعلبة بن عديّ بن فَزارة، وهما رَوْقا فزراة؛ وأَنشد ابن السكيت

لقُراد بن حبش الصارديّ يذكرهما:

إِذا اجتمع العَمْران: عَمْرو بنُ جابر

وبَدْرُ بن عَمْرٍو، خِلْتَ ذُبْيانَ تُبَّعا

وأَلْقَوْا مَقاليدَ الأُمورِ إِليهما،

جَمِيعاً قِماءً كارهين وطُوَّعا

والعامِرانِ: عامِرُ بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة

وهو أَبو براء مُلاعِب الأَسِنَّة، وعامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن

كلاب وهو أَبو علي. والعُمَران: أَبو بكر وعُمَر، رضي الله تعالى عنهما،

وقيل: عمر يبن الخطاب وعمر بن عبد العزيز، رضي الله عنهما؛ قال مُعاذٌ

الهَرَّاء: لقد قيل سِيرةُ العُمَرَيْنِ قبل خلافة عُمَر بن عبد العزيز

لأَنهم قالوا لعثمان يوم الدار: تَسْلُك سِيرةَ العُمَرَيْن. قال الأَزهري:

العُمَران أَبو بكر وعمر، غُلِّبَ عُمَر لأَنه أَخَفّ الاسمين، قال: فان

قيل كيف بُدِئ بِعُمَر قبل أَبي بكر وهو قبله وهو أَفضل منه، فإِن العرب

تفعل هذا يبدأُون بالأَخسّ، يقولون: رَبيعة ومُضَر وسُلَيم وعامر ولم

يترك قليلاً ولا كثيراً؛ قال محمد بن المكرم: هذا الكلام من الأَزهري فيه

افْتِئات على عمر، رضي الله عنه، وهو قوله: إِن العرب يبدأُون بالأَخس

ولقد كان له غُنية عن إِطلاق هذا اللفظ الذي لا يليق بجلالة هذا الموضع

المتشرْف بهذين الاسمين الكريمين في مثالٍ مضروبٍ لعُمَر، رضي الله عنه، وكان

قوله غُلِّب عُمر لأَنه أَخفّ الاسمين يكفيه ولا يتعرض إِلى هُجْنة هذه

العبارة، وحيث اضطر إِلى مثل ذلك وأَحْوَجَ نفسَه إِلى حجة أُخرى فلقد

كان قِيادُ الأَلفاظ بيده وكان يمكنه أَن يقول إِن العرب يقدمون المفضول

أَو يؤخرون الأَفضل أَو الأَشرف أَو يبدأُون بالمشروف، وأَما أَفعل على هذه

الصيغة فإِن إِتيانه بها دل على قلة مبالاته بما يُطْلِقه من الأَلفاظ

في حق الصحابة، رضي الله عنهم، وإِن كان أَبو بكر، رضي الله عنه، أَفضل

فلا يقال عن عمر، رضي الله عنه، أَخسّ، عفا الله عنا وعنه. وروي عن قتادة:

أَنه سئل عن عِتْق أُمهات الأَولاد فقال: قضى العُمَران فما بينهما من

الخُلَفاء بعتق أُمّهات الأَولاد؛ ففي قول قتادة العُمَران فما بينهما أَنه

عُمر بن الخطاب وعُمَر ابن عبد العزيز لأَنه لم يكن بين أَبي بكر وعُمَر

خليفةٌ. وعَمْرَوَيْهِ: اسم أَعجمي مبني على الكسر؛ قال سيبويه: أَما

عَمْرَوَيْه فإِنه زعم أَنه أَعجمي وأَنه ضَرْبٌ من الأَسماء الأَعجمية

وأَلزموا آخره شيئاً لم يلزم الأَعْجميّة، فكما تركوا صرف الأَعجمية جعلوا

ذلك بمنزلة الصوت، لأَنهم رَأَوْه قد جمع أَمرين فخطُّوه درجة عن إِسمعيل

وأَشباهه وجعلوه بمنزلة غاقٍ منونة مكسورة في كل موضع؛ قال الجوهري: إِن

نَكَّرْتَه نوّنت فقلت مررت بعَمْرَوَيْهِ وعَمْرَوَيْهٍ آخر، وقال:

عَمْرَوَيْه شيئان جعلا واحداً، وكذلك سيبويه ونَفْطَوَيْه، وذكر المبرد في

تثنيته وجمعه العَمْرَوَيْهانِ والعَمْرَوَيْهُون، وذكر غيره أَن من قال

هذا عَمْرَوَيْهُ وسِيبَوَيْهُ ورأَيت سِيبَوَيْهَ فأَعربه ثناه وجمعه،

ولم يشرطه المبرد. ويحيى بن يَعْمَر العَدْوانيّ: لا ينصرف يَعْمَر لأَنه

مثل يَذْهَب. ويَعْمَر الشُِّدّاخ: أَحد حُكّام العرب. وأَبو عَمْرة:

رسولُ المختار

(* قوله: «المختار» أَي ابن أبي عبيد كما في شرح القاموس).

وكان إِذا نزل بقوم حلّ بهم البلاء من القتل والحرب وكان يُتَشاءم به. وأَبو

عَمْرة: الإِقْلالُ؛ قال:

إِن أَبا عَمْرة شرُّ جار

وقال:

حلّ أَبو عَمْرة وَسْطَ حُجْرَتي

وأَبو عَمْرة: كنية الجوع. والعُمُور: حيٌّ من عبد القيس؛ وأَنشد ابن

الأَعرابي:

جعلنا النِّساءَ المُرْضِعاتِكَ حَبْوةً

لِرُكْبانِ شَنٍّ والعُمُورِ وأَضْجَما

شَنٌّ: من قيس أَيضاً. والأَضْجَم: ضُبَيْعة بن قيس ابن ثعلبة. وبنو

عمرو بن الحرث: حيّ؛ وقول حذيفة بن أَنس الهذلي:

لعلكمُ لَمَّا قُتِلْتُم ذَكَرْتم،

ولن تَتْركُوا أَن تَقْتُلوا مَن تَعَمَّرا

قيل: معنى مَن تَعَمَّر انتسب إِلى بني عمرو بن الحرث، وقيل: معناه من

جاء العُمْرة. واليَعْمَريّة: ماء لبني قعلبة بوادٍ من بطن نخل من

الشَّرَبّة. واليَعامِيرُ: اسم موضع؛ قال طفيل الغنوي:

يقولون لمّا جَمّعوا لغدٍ شَمْلَكم:

لك الأُمُّ مما باليَعامِير والأَبُ

(* هذا الشطر مختل الوزن ويصح إِذا وضع «فيه» مكان «لغدٍ» هذا إِذا كان

اليعامير مذكراً، وهو مذكور في شعر سابق ليعود إِليه ضمير فيه).

وأَبو عُمَيْر: كنية الفَرْج. وأُمُّ عَمْرو وأُم عامر، الأُولى نادرة:

الضُبُع معروفة لأَنه اسم سمي به النوع؛ قال الراجز:

يا أُمَّ عَمْرٍو، أَبْشِري بالبُشْرَى،

مَوْتٌ ذَرِيعٌ وجَرادٌ عَظْلى

وقال الشنفرى:

لا تَقْبِرُوني، إِنّ قَبْرِي مُحَرَّم

عليكم، ولكن أَبْشِري، أُمَّ عامر

يقال للضبع أُمّ عامر كأَن ولدها عامر؛ ومنه قول الهذلي:

وكَمْ مِن وِجارٍ كجَيْبِ القَمِيص،

به عامِرٌ وبه فُرْعُلُ

ومن أَمثالهم: خامِرِي أُمَّ عامر، أَبْشِري بجرادٍ عَظْلى وكَمَرِ

رجالٍ قَتْلى، فتَذِلّ له حتى يكْعَمها ثم يجرّها ويستخرجها. قال: والعرب

تضرب بها المثل في الحمق، ويجيء الرجل إِلى وجارِها فيسُدُّ فمه بعدما تدخله

لئلا ترى الضوء فتحمل الضبعُ عليه فيقول لها هذا القول؛ يضرب مثلاً لمن

يُخْدع بلين الكلام.

ع م ر
. العُمْرُ بالفَتْح وبالضّمّ وبضَمَّتَيْن: الحَيَاةُ، يقالُ: قد طَال عَمْرُه وعُمْرُه، لُغَتَان فَصِيحَتان. فإِذا أَقْسَمُوا فَقَالُوا: لَعَمْرُكَ، فَتَحُوا لَا غير، كَمَا سيأَتِي قَرِيبا، ج أَعْمَارٌ، وَفِي البَصَائر للمصنِّف: العَمْرُ والعُمْرُ واحدٌ، لَكِن خُصَّ القَسَمُ بالمَفْتُوحَة. وَفِي الْمُحكم: سُمِّىَ الرَّجُلُ عَمْراً تَفَاؤُلاً أَنْ يَبْقَى. وَقَالَ المُصَنّف فِي البَصائر: والعَمْرُ والعُمْرُ اسمٌ لِمُدّةِ عِمَارَة البَدَنِ بالحَيَاةِ فَهُوَ دون البَقَاءِ، فإِذا قيلَ: طَال عُمْرُه، فمَعْنَاهُ عِمَارَةُ بَدَنِه برُوحِه، وإِذا قيل: طالَ بَقاؤُه، فلَيْسَ يَقْتَضِي ذَلِك، لأَنّ البَقَاءَ ضِدّ الفَنَاءِ. ولفَضْلِ البَقَاءِ على العُمرِ وُصِفَ اللهُ تعالَى بِهِ وقَلَّمَا وُصِفَ بالعُمْرِ. والعُمْرُ بالضَّمّ: المَسْجِد، والبَيعَةُ، والكَنيسَة، سُمِّيَتْ باسْمِ المَصْدَر لأَنّه يُعْمَرُ فِيهَا، أَي يُعْبَد. والعَمْرُ، بالفَتْح: الدِّينُ، بكَسْر الدالِ المُهْمَلَة، قيل: وَمِنْه قَولُهم فِي القَسَمِ: لَعَمْرِي ولَعَمْرُكَ.
وَفِي التَّنْزِيل: لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِى سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُون لم يُقْرَأْ إِلاّ بالفَتْح. ورُوِىَ عَن ابْن عَبّاسٍ فِي قَوْله تَعالى: لَعَمْرُك، أَي لَحَياتُك. قَالَ: وَمَا حَلف اللهُ بحياة أَحد إِلاّ بِحَيَاةِ النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيْه وسلَّم. وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: النَّحْوِيُّون يُنْكِرُون هَذَا، وَيَقُولُونَ: مَعْنَى لَعَمْرُك، لَدِينُك الّذي تَعْمُر.
وَقَالَ الأَخْفَشُ فِي معنى الْآيَة: لَعَيْشُك، وإِنّمَا يُرِيد العُمْرَ. وَقَالَ أَهْلُ البَصْرَةِ: أَضْمَر لَهُ مَا يَرْفَعُه: لَعَمْرُكَ المَحْلُوفُ بِهِ. وَقَالَ الفَرّاءُ: الأَيمانُ تَرْفَعُها جَواباتُها. وَقَالَ ابنُ جِنِّى: ومِمَّا يُجِيزُه القِياسُ غيرَ أَنّه لمْ يَرِدْ بِهِ الاسْتِعمالُ خَبَرُ العَمْرِ من قَوْلهم: لَعَمْرُك لأَقُومَنّ، فَهَذَا مُبْتَدَأٌ محذُوفُ الخَبَرِ، وأَصلُه لَو أُظهِر خَبَرُهُ: لَعَمْرُك مَا أُقْسم بِهِ، فصارَ طُولُ الكَلام بجَوابِ القَسَم عِوَضاً من الخَبَرِ. ويُحَرَّك. والعَمْرُ: لَحْمُ مَا بَيْنَ مَغَارِسِ الأَسْنانِ أَو هُوَ لَحْم من اللِّثَةِ سائلٌ بَيْنَ كُلّ سِنَّيْنِ. قَالَ ابنُ أَحْمَرَ:
(بانَ الشَّبابُ وأَخْلَفَ العَمْرُ ... وتَبدَّلَ الإِخوانُ والدَّهْرُ)
قَالَ ابنُ الأَثِير: وَقد يُضَمّ، ج عُمُور، بالضَّمّ. وَفِي الحَدِيث: أَوْصَانِي جِبْرِيلُ بالسِّواكِ حتّى خَشِيتُ على عُمُوري. وَقيل: العُمُور: مَنَابِتُ الأَسْنَانِ. والعَمْرُ: الشَّنْفُ. وَقيل: العَمْر: حَلْقَة القُرْطِ العُليَا، والخَوْقُ: حَلْقَةُ أَسْفَلِ القُرْط. وَقيل: كُلُّ مُسْتَطِيلٍ بَيْنَ سَنَّتَيْنِ عَمْرٌ. والعَمْرُ: الشَّجَرُ الطِّوَالُ، الواحِدَة عَمْرَةٌ. وَفِي التكملة: العَمْرُ، بالفَتْح، والعُمُر، بضَمَّتَيْن: ضَرْبٌ من النَّخْلِ، وَهُوَ السَّحُوقُ الطَّوِيلُ وقيلَ: بل هُوَ نَخْلُ السُّكَّرِ، سَحُوقاً كانَ أَو غَيْرَ سَحُوقٍ. وَفِي بعض النُّسخ: مَحَلُّ السُكَّرِ وَهُوَ غَلَطٌ. والسُّكَّر: ضَرْبٌ من التَّمْرِ جَيِّدٌ، وَقد تَقَدَّم، والضَّمُّ أَعْلَى اللُّغَتَيْن، قَالَه) أَبو حَنِيفَةَ. وحكَى الأَزْهَريُّ عَن اللَّيْث أَنّه قَالَ: العَمْرُ: ضَرْبٌ من النَّخِيل، وَهُوَ السَّحُوقُ الطَّوِيلُ. ثمَّ قَالَ: غَلِطَ اللَّيْثُ فِي تَفْسِير العَمْرِ، والعَمْرُ نَخْلُ السُّكَّر، يُقَال لَهُ العَمْرُِ، وَهُوَ معروفٌ عِنْد أَهْلِ البَحْرَيْنِ. وأَنشد الرِّياشيّ فِي صِفَةِ حائطِ نَخْلٍ:
(أَسْوَدُ كاللَّيْل تَدَجَّى أَخْضَرُهْ ... مُخالِطٌ تَعْضُوضُه وعُمُرُهْ)
بَرْنِيَّ عَيْدانٍ قَليلٍ قَشَرُهْ والتَّعْضوضُ: ضَرْبٌ من التَّمْرِ. والعُمُرُ: نَخْل السُكَّرِ، سَحوقاَ أَو غَيْرَ سَحُوق. قَالَ: وَكَانَ الخَلِيلُ بنُ أَحْمَدَ من أَعْلَمِ النَّاسِ بالنَّخِيلِ وأَلْوَانِه، وَلَو كانَ الكتَابُ من تَأْلِيفِه مَا فَسَّر العُمُرَ هَذَا التَّفْسِيرِ. قَالَ: وَقد أَكَلْتُ أَنا رُطَبَ العُمرِ ورُطَب التَّعْضُوض وخَرَفْتُهُما مِن صِغَار النَّخْل وعَيْدَانهَا وجَبّارهَا، وَلَوْلَا المُشَاهَدَة لكُنْتُ أَحَدَ المُغْتَرِّين باللَّيْثِ وخَلِيلِه، وَهُوَ لِسَانُه. انتَهَى. قَالَ الصاغانيّ: وأَنشد أَبو حَنِيفَةَ فِي العُمُرِ للمَرّارِ بن مُنْقِذ:
(عَبَقُ العَنْبَرِ والمِسْكِ بهَا ... فَهْيَ صَفْراءُ كعُرْجُونِ العُمُرْ)
وَقَالَ فِي العَمْر، بالفَتْح: وَفِي الحَدِيث: كَانَ ابنُ أَبي لَيْلَى يَسْتَاكُ بِعَراجِينِ العَمْر. قَالَ: والعَمْرُ أَكْثَرُ اللُّغَتَيْنِ، وهذَا أَحَدُ وُجُوهِ اشْتِقَاقِ اسْم عَمْروٍ، وَهِي، هَكَذَا فِي النُّسخ كُلّهَا، ولَعَلَّه: وَهُوَ أَي العَمْرُ تَمْرٌ جَيِّد معروفٌ بالبَحْرَينِ. والعَمْرىّ، بالفَتْح وياءِ النِّسْبَة. وَفِي بعض النُّسَخ: والعَمْرَى أَي كَسَكْرَى هَكَذَا هُوَ مضبوط، والأُوْلَى الصَّوُاب: تَمْرٌ آخَرُ، أَي ضَرْبٌ مِنْهُ عَذْبٌ قَالَه أَبو حَنِيفَةَ أَيضاً. وقالُوا فِي القَسَم: عَمْرَ اللهِ مَا فَعَلْتُ كَذَا، وعَمْرََك الله مَا فَعَلْتُ كَذَا، وعَمْرََك اللهَ افْعَلْ كَذَا، وإِلاّ فَعَلْتَ كَذَا، وإِلاّ مَا فَعَلْتَ كَذا، على الزِّيَادَة بالنَّصْبِ، وَهُوَ من الأَسْمَاءِ المَوْضُوعَة مَوْضِعَ المَصادِر المَنْصُوبَة على إِضْمارِ الفِعْل المَتْرُوكِ إِظْهَارُه، وأَصْلُه من عَمَّرْتُكَ الله تَعْمِيراً فحُذِفَتْ زِيَادَتهُ فجاءَ على الفِعْل. وأُعَمِّرُكَ الله أَنْ تَفْعَل كَذَا، كأَنَّك تُحَلِّفُه باللهِ وتَسْأَلُه بطُولِ عُمْرِه قَالَ:
(عَمَّرْتُكَ اللهَ الجَلِيلَ فإِنَّنِي ... أَلْوِى عَلَيْكَ لوَ أنّ لُبَّكَ يَهْتَدِي)
وَقَالَ الكِسائيّ: عَمْرَكَ اللهَ لَا أَفْعَلُ ذَاك، نُصِبَ عبى معنَى: عَمَّرتُك اللهَ، أَي سَأَلْتُ الله أَن يُعَمِّرَك، كأَنَّهُ قَال: عَمَّرْتُ الله إِيّاكَ. قَالَ: ويُقال إِنّه يَمِينٌ بغَيْرِ وَاوٍ. وقَدْ يَكُونُ: عَمْرَ اللهِ، وَهُوَ قَبِيحٌ. وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: مَعْنَى عَمْرَكَ اللهَ: عبادَتَك اللهَ، فنُصِبَ، وأَنشد:
(عَمْرَكِ اللهَ سَاعَة حَدِّثِينَا ... وذَرِينَا مِن قَوْل مَنْ يُؤْذِينَا)
) فَأَوْقَعَ الفِعْل على اللهِ عَزّ وجلّ فِي قَوْله: عَمْرَكَ اللهَ. وَفِي الصّحَاح: مَعْنَى لَعَمْرُ اللهِ وعَمْرُ اللهِ: أَحْلِفُ ببَقاءِ الله ودَوامهِ. وإِذا قُلْتَ: عَمْرَكَ اللهَ، فكأَنَّكَ قُلْتَ: بتَعْمِيرِك اللهَ، أَي بإِقْرارِك لَهُ بالبَقَاءِ. وقَولُ عُمَرَ بنِ أَبي رَبِيعَةَ:
(أَيُّهَا المُنْكِحُ الثُّرَيّا سُهَيْلاً ... عَمْرَكَ اللهَ كَيْفَ يَجْتَمَعانِ)
يُرِيد: سأَلتُ اللهَ أَنْ يُطيلَ عُمْرَكَ، لأَنّه لم يُرِد القَسَم بذلك. أَوْ لَعَمْرُ اللهِ، أَي وبَقاءِ اللهِ. فإِذا سَقَطَ اللامُ نُصِبَ انْتصابَ المَصَادر، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وتَدْخُل الّلامُ فِي لَعَمْرُكَ، فإِذا أَدْخَلْتَها رَفَعْتَ بهَا بالابْتِداءِ فقُلْتَ: لَعَمْرُك، ولَعَمْرُ أَبِيكَ. فإِذا قُلْتَ: لَعَمْرُ أَبِيكَ الخَيْر، نَصَبْتَ الخَيْر وخَفَضْتَ. فَمَنْ نَصَبَ أَرادَ أَنَّ أَباكُ عَمَرَ الخَيْرَ يَعْمُرُه عَمْراً وعِمَارةً، فنَصَبَ الخَيْرَ بوُقُوع العَمْرِ عَلَيْهِ. ومَنْ خَفَضَ الخَيْرَ جعله نَعْتاً لأَبِيكَ. قَالَ أَبو عُبَيْد: سأَلْتُ الفَرّاءَ: لِمَ ارْتَفَعَ لعَمْرُك فَقَالَ: علَى إِضْمارِ قَسَمٍ ثَان، كأَنّه قَالَ: وعَمْرِكَ فلَعَمْرُك عظيمٌ، وَكَذَلِكَ لَحَياتُك مِثلُه. أَو عَمْرَكَ اللهَ، أَيْ أُذكِّرُكَ اللهَ تَذْكِيراً، قَالَ المُبَرِّدُ فِي قَوْله عَمْرَكَ اللهَ: إِنْ شِئْتَ جعلتَ نَصْبَهُ بفِعْل أَضْمَرْتَه، وإِن شِئْتَ نَصَبْتَه بواو حَذَفْتَه، وعَمْرِكَ اللهَ وإِنْ شئْتَ كَانَ على قَوْلك: عَمَّرْتُكَ اللهَ تَعْمِيراً، ونَشَدْتُك اللهَ نَشْداً، ثُمَّ وَضَعْتَ عَمْرَك فِي مَوْضِع التَّعْمِيرِ. وأَنشد فِيهِ:
(عَمَرْتُكِ اللهَ إِلاَّ مَا ذَكَرْتِ لَنا ... هَل كُنْتِ جارتَنَا أَيّامَ ذِي سَلَمِ)
يُرِيد ذَكَّرْتُكِ اللهَ. قَالَ الأَزهريّ: وَفِي لُغَةٍ لَهُم: رَعَمْلُك يُرِيدون لَعَمْرُك. قَالَ: وتَقُولُ: إِنّك عَمْرِي لَظَرِيفٌ. قلتُ: وأَنشد الزَّمَخْشَريّ قولَ عُمَارةَ بن عَقِيل الحَنْظَليّ:
(رَعَمْلُكَ إِنَّ الطائرَ الواقِعَ الّذِي ... تعرّضَ لي منْ طائرٍ لَصَدُوقُ)
وَقَالَ ابنُ السِّكّيت: لَعَمْرُك ولَعَمْرُ أَبِيكَ، ولَعَمْرُ اللهِ، مَرْفُوعة. وَفِي حَدِيث لَقيط: لَعْمُر إِلهِك: هُوَ قَسَمٌ ببَقاءِ الله تَعَالَى ودَوامه. وجاءَ فِي الحَدِيثِ النَّهْىُ عَن قَوْلِ الرَّجُل فِي القَسَم: لَعَمْرُ اللهِ، لأَنَّ المُرادَ بالعَمْرِ عِمَارَةُ البَدَنِ بِالحَيَاةِ، فهُوَ دُونَ البَقَاءِ، وَهَذَا لَا يَلِيقُ بِهِ جَلَّ شَأْنُه وتَعَالَى عُلُوَّاً كَبِيرا. وَقد سَبَقت الإِشَارَةُ إِليه فِي أَوّل المادَّةِ. وعَمرَ الرَّجُلُ، كفَرِحَ ونَصَرَ وضَرَبَ، الأَخِيرَةُ عَن سِيبَوَيْهٍ، عَمْراً، بِالْفَتْح، وعَمَارَةً، ككَرَامَة، وعَمَراً، مُحَرَّكَةً: عاشَ وبَقِيَ زَماناً طَوِيلاً، قَالَ لَبِيدٌ: وعَمَرْتُ حَرْساً قَبْلَ مَجْرَى دَاحِسٍ لَوْ كانَ للنَّفْس اللَّجُوجِ خُلُودُ وَقَالَ ابنُ القَطّاع: عَمِرَ الرَّجُلُ: طالَ عُمْرُهُ. وعَمَرَهُ اللهُ تعالَى عَمْراً، وعَمَّرَهُ تَعْمِيراً: أَبْقَاهُ)
وأَطالَ عُمْرَه. وعَمَّرَ نَفْسَهُ تَعْمِيراً: قَدَّرَ لَهَا قَدْراً مَحْدُوداً. وَقَوله تَعَالَى: ومَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّر وَلَا يُنْقَصُ من عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ. فُسِّر على وَجْهَيْنِ، قَالَ الفَرّاءُ: مَا يُطَوَّل من عُمُرِ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِن عُمُرِه، يُرِيد آخَرَ غَيْرَ الأَوّل، ثمَّ كنَى بالهَاءِ كأَنّه الأَوّل. وَهَذَا قولُ ابْن عَبّاس. أَو مَعْنَاهُ إِذا أَتَى عَلَيْه اللَّيْلُ والنَّهَارُ نَقَصَا من عُمُره، والهاءُ فِي هَذَا المعنَى للأَوَّل لَا لِغَيْرِه، لأَنّ المَعْنَى: مَا يُطَوَّلُ وَلَا يُذْهَبُ مِنْهُ شئٌ إِلاّ وَهُوَ مُحْصىً فِي كِتابٍ. وَهَذَا قَوْلُ سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ. وكُلٌّ حَسَن، وكأَنَّ الأَوّلَ أَشْبَهُ بالصَّواب قَالَه الأَزهريّ. وَفِي الحَدِيث: لَا تُعْمِرُوا وَلَا تُرْقِبُوا، فمَنْ أُعْمِرَ دَارا أَو أُرْقِبَها فهِيَ لَهُ ولِوَرَثَتِه مِنْ بَعْدِه. العُمْرَى: مَا يُجْعَلُ لَك طُولَ عُمُرِك أَو عُمُرِه، وَقَالَ ثَعْلَب: هُوَ أَنْ يَدْفَعَ الرجُلُ إِلى أَخِيه دَارا فَيَقُول لَهُ: هَذِه لَكَ عُمْرَك أَوْ عُمْرِي، أَيُّنَا ماتَ دُفِعَت الدارُ إِلى أَهْله، وَكَذَلِكَ كَانَ فِعْلُهم فِي الجاهِلِيَّة. وَقد عَمَرْتُه إِيّاه وأَعْمَرْتُه: جَعَلْتُه لَهُ عُمرِه أَو عُمْرِي، أَي يَسْكُنُها مدّةَ عُمرِه، فإِذا ماتَ عادَتْ إِلىّ والعُمْرَى المصدرُ من كلّ ذَلِك، كالرُّجْعَى. فأَبْطلَ ذَلِك صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم وأَعْلَمَهُمْ أَنّ مَن أُعْمِرَ شَيْئا أَو أُرْقِبَهُ فِي حَيَاتِه فهُوَ لِوَرَثَتِه مِن بَعْدِه، قَالَ بنُ الأَثِير: وَقد تَعاضَدَت الرِّوَاياتُ على ذَلِك.
والفُقَهَاءُ مُخَتْلِفُون فِيهَا، فَمنهمْ مَنْ يَعْمَلُ بظاهِرِ الحَدِيث ويَجْعَلُها تَمْلِيكاً، وَمِنْهُم مَنْ يَجْعَلُها كالعارِيّة ويَتَأَوّل الحَدِيث. وأَصلُ العُمْرَي مأْخوذٌ من العُمْر، وأَصْلُ الرُّقْبَى من المُرَاقَبَة. فأَبْطَلَ النبيُّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم هَذِه الشُّروطَ وأَمْضَى الهِبَةَ. قَالَ: وَهَذَا الحَدِيثُ أَصلٌ لكُلّ مَنْ وَهَبَ هِبَةً فشَرَط فِيهَا شَرْطاً بعد مَا قَبَضَهَا المَوْهُوبُ لَهُ، أَنَّ الهبَةَ جائِزَةٌ والشَّرْط باطِلٌ. وَفِي الصّحاح: أَعْمَرْتُه دَارا أَو أَرْضاً أَوْ إِبِلاً. ويُقَال: لَكَ فِي هذِه الدّارِ عُمْرَى حَتَّى تَمُسوت. وعُمْرِيُّ الشَّجَرِ، بالضَّمّ: قَدِيمُه، نُسِبَ إِلى العُمْر. وَقَالَ ابنُ الأَثِير: الشَّجَرَةُ العُمْرِيّة: هِيَ العَظِيمَة القَدِيمَة الَّتِي أَتَى عَلَيْهَا عُمْرٌ طَوِيلٌ. أَو العُمْرِىُّ: السِّدْرُ الَّذي يَنْبُتُ على الأَنْهَار ويَشْرَبُ الماءَ. وَقَالَ أَبُو العَمَيْثلَ الأَعرابيّ العُمَرِىّ: القَدِيمُ، على نَهْرٍ كانَ أَو غيْرِه، وَقيل: هُوَ العُبْرِىُّ، والميمُ بَدَلٌ. قلتُ: وبمِثْل قَول أَبي العَمَيْثَل قَالَ الأَصْمَعِيّ: العُمْرِىّ والعُبْرِى من السِّدْر: القَديم، على نَهْرٍ كانَ أَو غَيْره، قَالَ: والضَّالُ: الحَدِيثُ مِنْهُ. وَيُقَال: عَمَرَ اللهُ بِكَ مَنْزِلَك يَعْمُرُه عِمَارَةً، بالكَسْر، وأَعْمَرَهُ: جَعَله آهِلاً. وَيُقَال: عَمَرَ الرجلُ مالَهُ وبَيْتَه عَمَارَةً، بِالْفَتْح وعُمورا، بالضَّمّ، وعُمْرَاناً، كعُثْمانَ: لَزِمَهُ. وأَنشد أَبو حَنِيفَةَ لأَبي نُخَيلَة فِي صِفَة نَخْل:
(أَدامَ لَهَا العَصْرَيْنِ رَيّاً وَلم يَكُنْ ... كَمَا ضَنَّ عَن عُمْرَانِهَا بالدَّرَاهِمِ)
)
قَالَ الأَزْهَريّ: وَلَا يُقَالُ: أَعْمَرَ الرَّجُلُ منزلَهُ، بالأَلف. وعَمرَ المالُ نَفْسُه، كنَصَر وكَرُم وسَمِعَ الثَّانِيَة عَن سِيبَوَيْه، عِمَارَةً مَصْدَرُ الثانِيَةِ: صارَ عامِراً، وَقَالَ الصّاغانيّ: صارَ كَثِيراً. وعَمَرَ الخَرَابَ يَعْمُرُه عِمَارةً، فَهُوَ عامِرٌ، أَي مَعْمُورٌ، مثلُ دافِقٍ، أَي مَدْفُوق وعِيشَة راضِيَةٍ، أَي مَرْضِيّة. وأَعْمَره المكانَ واسْتَعْمَرَهُ فِيهِ: جَعَلَهُ يَعْمُرُه، وَفِي التَّنْزِيل: هُوَ أَنْشَأَكُم من الأَرْضِ واسْتَعْمَرَكُم فِيهَا. أَي أَذِنَ لكُم فِي عِمَارتِهَا واسْتِخْرَاجِ قُوْتِكم مِنْهَا وجَعَلكُم اللهُ عُمّارَها. وَفِي الأَساس: اسْتَعْمَر عِبادَه فِي الأَرْض: طَلب مِنْهُم العِمَارَةَ فِيهَا. وَتقول: نَزَلَ فلانٌ فِي مَعْمَرِ صِدْق، المَعْمَرُ كمَسْكَنٍ: المَنْزِلُ الواسعُ المَرْضِىُّ المَعْمُورُ الكَثِير ُ الماءِ والكَلإِ الّذِي يُقَامُ فِيهِ، قَالَ طَرَفَةُ بنُ العَبْد: يالَكِ من قُبَّرَةٍ بمَعْمَرِ. وأَنْشد الزَّمَخْشَرِيّ للباهِلِيّ:
(عَجِبْتُ لذِي سِنَّيْنِ فِي الماءِ نَبْتُه ... لَهُ أَثَر فِي كُلِّ مِصْرٍ ومَعْمَرِ)
هُوَ القَلَمُ. وأَعْمَرَ الأَرْضَ: وَجَدَهَا عامِرَةً آهِلَةً، وأَعْمَرَ عَلَيْه: أَغْنَاهُ. والعِمَارَةُ، بِالْكَسْرِ، وإِنّما أَطْلَقَه لشُهْرَتِهِ: مَا يُعْمَرُ بِهِ المَكَانُ. والعُمَارَةُ، بالضَّمّ: أَجْرُها، أَي أَجْر العِمَارَة. والعَمَارَةُ بِالْفَتْح: كُلُّ شَيْءٍ يَضَعُهُ الرَّئِيسُ عَلَى الرَأْسِ من عِمَامَةٍ أَو قَلَنْسُوَةٍ أَو تَاج أَو وغَيْرِه عَمَارَةً لِرِياسَتِه وحِفْظاً لَهَا، كالعَمْرَةِ والعَمَارِ. وَقد اعْتَمَرَ، أَي تَعَمَّمَ بالعِمامَة. ويُقَال للمُعْتَمّ: مُعْتَمِرٌ.
والعُمْرَةُ، بالضَّمّ: هِيَ الزَّيارَةُ الَّتِي فِيهَا عَمَارَةُ الوُدِّ، وجُعِلَ فِي الشَّرِيعَةِ للقَصْدِ المَخْصوص وَكَذَلِكَ الحَجُّ، كالاعْتِمار. وَقد اعْتَمَرَ، هَكَذَا الصَّوابُ. وَفِي نسختنا: وَقد اعْتَمَرَهُ بالضَّمِير، وَهُوَ غَلَطٌ. وجَمْعُ العُمْرَة العُمَرُ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى العُمْرَةِ فِي العَمَلِ: الطَّوافُ بالبَيْتِ والسَّعْيُ بَيْنَ الصَّفَا والمَرْوَة، والحَجُّ لَا يكون إِلاّ مَعَ الوُقُوف بعَرَفَةَ يَوْمَ عَرَفَة. والعُمْرةُ مأْخوذةٌ من الاعْتِمار، وَهُوَ الزِّيارَة. ومَعْنَى اعْتَمَر فِي قَصْدِ البَيْت أَنّه إِنّمَا خُصَّ بِهَذَا لأَنَّه قَصْدٌ بعَمَل فِي مَوْضِع عامِر. وَلذَلِك قِيلَ للمُحرِم بالعُمْرَة: مُعْتَمِرٌ. وَقَالَ كُراع: الاعْتِمَارُ: العُمْرَة، سَمّاها بالمَصْدَر. والعُمّارُ: المُعْتَمِرُون. قَالَ الزمخشريّ: وَلم يَجِئْ فِيمَا أَعْلَمُ عَمَرَ بمعنَى اعْتَمَرَ، ولكنْ عَمَرَ اللهَ إِذا عَبَدَه.وأَعْمَرَهُ: أَعانَه على أَدائها، أَي العُمْرَة. وَمِنْه الحَدِيث: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلّم أَمَرَ عَبْدَ الرَّحْمنِ ابْن أَبي بَكْر رَضِي الله عَنْهُمَا أَنْ يَعْمُرَها من التَّنْعِيم قَالَه الصاغانيُّ. وَقَالَ ابْن القَطّاع: أَعْمَرْتُ الرجلَ: جَعَلْتُه يَعْتَمِرُ. والعُمْرَةُ: أَن يَبْنِيَ الرجُلُ على امرَأَته فِي أَهْلِهَا، فإِنْ نَقَلَهَا إِلى أَهْلِه فذلِكَ العُرْسُ قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ. والعَمْرَةُ، بالفَتْح: الشَّذْرَةُ من الخَرَزِ يُفْصَل بِها النَّظْمُ، أَي نَظْم الذَّهَبِ: قَالَه ابنُ دُرَيْد، وبِها سُمِّيَتِ المَرْأَةُ عَمْرَةَ، قَالَ:)
(وعَمْرَةُ من سَرَوَاتِ النِّسا ... ء يَنْفَحُ بالمِسْكِ أَرْدَانُهَا)
وَقيل: العَمْرَةُ: خَرَزَةُ الحُبّ. والمُعْتَمِرُ: الزَّائِرُ، وَمِنْه قَوْلُ أَعْشَى باهِلَةَ:
(وجاشَتِ النَّفْسُ لَمّا جاءَ فَلُّهُمُ ... وراكِبٌ جاءَ من تَثْلِيثَ مُعْتَمِرُ)
قَالَ الأصمعيّ: مُعْتَمِرٌ: زائرٌ. وَقَالَ أَبو عُبَيَدَة: هُوَ مُتَعَمِّمٌ بالعِمامَة. والمُعْتَمِرُ أَيضاً، القاصِدُ للشّيْءِ، يُقال: اعْتَمَر الأَمْرَ: أَمَّهُ وقَصَدَ لَهُ. قَالَ العَجَّاج:
(لَقَدْ غَزَا ابنُ مَعْمَرٍ حينَ اعتَمَرْ ... مَغْزىً بَعِيداً من بَعِيدٍ وضَبَرْ)
والمَعْنَى حِينَ قَصَدَ مَغْزىً بَعِيداً. والعَمَارَة، بالفَتْح: أَصْغَرُ من القَبِيلةِ، ويُكْسَر، فَمن فَتَحَ فَلاِلْتِفافِ بعضِهم على بَعْضٍ كالعِمَامَة، ومَنْ كَسَرَ فَلأَنَّ بهم عِمَارَةَ الأَرْضِ، أَو الحَيُّ الْعَظِيم الَّذِي يَقوم بنفْسه يَنفرِد بظَعْنِه وإِقَامَتِه ونُجْعَته. وَهِي من الإِنسان الصَّدْر، سُمِّىَ الحيُّ العَظِيمُ عِمَارَةً بعِمارَة الصَّدْر، وجَمْعُهَا عَمَائرُ. وَفِي الصّحاح: والعِمَارَةُ: القَبِيلَةُ والعَشِيرَة. وَقَالَ ابنُ الأَثِير وغَيْره: هِيَ فَوْقَ البَطْنِ من القَبَائل، أَوَّلُهَا الشَّعْبُ ثمّ القَبِيلَة ثمَّ العِمَارَةُ ثمّ البَطْن ثمّ الفَخِذ. ويَقْرُب مِنْهُ قولُ المصنّف فِي البَصَائر. والعِمَارَةُ أَخَصُّ من القَبِيلَة، وَهِي اسمٌ لجماعَة بهم عِمَارَةُ المَكان. والعَمَارَةُ: رُقْعَة مُزَيَّنَةٌ تُخاطُ فِي المَظَلَّة عَلاَمَةً للرِّياسَةِ. والعَمَارَةُ: التَّحِيَّة، ويُكْسَر. قيل: مَعْنَاه عَمّرَكَ اللهُ، وحَيَّاكَ الله. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَلَيْسَ بقَوِىّ. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: العَمَارَةُ: رَيْحَانَة كانَ الرَّجُلُ يُحَيِّى بهَا المَلِكَ مَعَ قَوْله: عَمَّركَ اللهُ، وَقيل: هِيَ رَفْعُ صَوْتِه بالتَّعْمِير، كالعَمَارِ، كسَحاب. قَالَ الأَعْشى:
(فَلمّا أَتانَا بُعَيْدَ الكَرَى ... سَجَدْنا لَهُ ورَفَعْنَا العَمَارَا)
أَي رَفَعْنَا لَهُ أَصواتَنا بالدّعاءِ وقُلنَا: عَمَّرَك اللهُ. وقِيل: العَمَارُ هُنَا: العِمَامةُ. قَالَ ابْن بَرّىّ: وصواب إِنشاده: ووَضَعْنا العَمَارَا. فالّذِي يَرْوِيه ورَفَعْنَا العَمارَا هُوَ الرَّيْحَانُ أَو الدُّعاءُ، أَي اسْتَقْبَلْناه بالرَّيْحَانِ أَو الدُّعَاءِ لَهُ، والَّذِي يرويهِ ووَضَعْنَا العَمارَا هُوَ العِمَامَة، أَي وَضَعْناه من رُؤُوسنا إِعْظَاماً لَهُ. وَمن سَجَعاتِ الأَساسِ: كَمْ رَفَعُوا لَهُم العَمَار، وَكم أَلَّفُوا لَهُم الأَعْمَار. أَي قالُوا: عِشْ أَلفَ سَنَةٍ. والعَمَارُ: الرَّيْحَان مُطْلَقاً. وقِيلَ: هُوَ الآسُ. وَقيل: العَمَارُ هُنَا: الرَّيْحَانُ يُزَيَّنُ بِهِ مَجْلِسُ الشَّرابِ فإِذا دَخَلَ عَلَيْهِم داخِلٌ رَفَعُوا شَيْئا مِنْهُ بأَيْدِيهِم وحَيَّوُه بِهِ. وقِيل: العَمَارُ هُنَا: أَكالِيلُ الرَّيحانِ يَجْعَلُونها عَلَى رُؤُوسهم كَمَا تَفْعَل العَجَم. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا أَدءرِي كَيفَ هَذَا وَقَالَ المُصَنِّف فِي البَصَائر: والعَمَارُ: مَا يَضَعُه الرئيسُ على رَأْسِه عَمَارَةً لِرِياسَتِه)
وحفظْاً لَهَا، رَيْحَاناً كَانَ أَو عِمَامَةً، وإِنْ سُمِّيَ الرَّيْحَانُ من دُونِ ذَلِك عَمَاراً فاسْتَعَارةٌ. وحَكَى ابنُ الأَعْرَابيّ: عَمَرَ رَبَّه ُ يَعْمُرُهُ: عَبَدَهُ، وإِنَّه لَعامِرٌ لرَبِّه، أَي عابِدٌ. وحكَى اللَّحْيَانيّ عَن الكِسَائيّ: عَمَرَ رَبَّه: صَلَّى وصامَ. والعَوْمَرَة: الاخْتِلاطُ والجَلَبَة يُقال: تَرَكْتُ القومَ فِي عَوْمَرَةٍ، أَي صِياحٍ وجَلَبَة. والعَوْمَرَةُ: جَمْعُ الناسِ وحَبْسُهم فِي مَكَانٍ. يُقَال: مالَكَ مُعَوْمِراً بالناسِ على بابِي، أَي جامِعَهُمْ وحابِسَهم، قَالَه الصاغانيّ. والعُمَيْرَانِ، مُثَنَّى عُمَيْر مُصَغّراً، والعَمْرَتَانِ، هَكَذَا فِي النُّسخ بالفَتْح والتَّخْفِيفِ، وضَبَطَه الصَّاغانيّ بتَشْدِيد المِيم فِي هذِه، وَهُوَ الصَّوابُ، وَهَذِه عَن أَبي عُبَيْدَة، والعُمَيْرَتَانِ، زَاد فِي اللّسَان: والعُمَيْرانِ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: ويُقَال: العُمَيْمِيرَتانِ، وهما عَظْمانِ صَغَيران فِي أَصْلِ اللَّسَانِ. وَقَالَ الصاغانيّ: العُمَيْرانِ: عَظْمانِ لَهُمَا شُعْبَتانِ يَكْتَنِفَان الغَلْصَمةَ من باطنٍ. واليَعْمُور: الجَدْيٌ، عَن كُرَاع. وَقَالَ ابنُ الأَعرابيّ: اليَعَامِيرُ: الجِدَاءُ، وصِغارُ الضَأْنِ، واحِدُها يَعْمُورٌ. قَالَ أَبو زُبَيْد الطائيّ:
(تَرَى لأَخْلافِها مِنْ خَلْفِها نَسَلاً ... مِثْلَ الذَّمِيمِ على قُزْمِ اليَعَامِيرِ)
أَي يَنْسُل اللَّبَنُ مِنْهَا كأَنَّه الذَّمِيمُ الَّذِي يَذِمّ من الأَنْفِ. وَقَالَ ابنُ سيدَه: اليَعْمُورَة، بهاءٍ: شَجَرَةٌ، ج يَعَامِيرُ، قَالَ الأَزهريّ: وجَعَلَ قُطْرُبٌ اليَعَامِيرَ شَجَراً، وَهُوَ خَطأٌ. وَنَقله الصاغانيّ هَكَذَا.
وأَعادَه المُصَنّف ثَانِيًا، كَمَا يأْتي قَرِيباً. والعَمْرَانِ، بالفضتْح: طَرَفَا الكُمَّيْنِ، هَكَذَا هُوَ فِي النُّسخ، والصَّواب مُحَرَّكَة، أَو الفَتْح لُغَة أَيضاً، وقِيل: العَمَرُ: طَرَفُ العِمَامَة نقَلَهُ بعضُهم. وَفِي الحَدِيث: لَا بَأْسَ أَنْ يُصلِّيَ الرجلُ على عَمَرَيْه، بِفَتْح الْعين وَالْمِيم. التَّفْسِير لابْنِ عَرَفَةَ، حَكَاهُ الهَرَوِيُ فِي الغَرِيبَيْن. وعَمِيرَةُ، كسَفِينَة: أَبو بَطْنٍ وزَعَمها سِيبَوَيْه فِي كَلْبٍ. النّسَبُ إِليه عَمِيريّ، شاذٌّ. وَقَالَ الهَجَرِيُّ: النِسْبَة إِليه عَمَرِيّ، مُحَرَّكة على القِيَاس هَكَذَا نَقَلَه الحافِظُ فِي التَّبْصِيرِ. والعَمِيرَةُ كُوّارَةُ النَحْلِ، بالحاءِ الْمُهْملَة. ويُوجَد فِي بعض النُّسخ بالخاءِ، وَهُوَ غَلَطٌ.
وعَمْروٌ، بالفَتْح: اسْم رَجُلٍ، يُكتب بالوَاوِ للفَرْق بَينه وَبَين عُمَرَ، وتُسْقِطُهَا فِي النَّصْبِ، لأَنّ الأَلِفَ تَخْلُفُها، ج أَعْمُرٌ وعُمُورٌ، قَالَ الفَرَزْدَق يَفْتَخِرُ بِأَبِيه وأَجْداده:
(وشَيَّدَ لي زُرَارَةُ باذِخاتٍ ... وعَمْرُو الخَيْرِ إِنْ ذُكِرَ العُمُورُ)
الباذِخاتُ: المَرَاتِبُ العالِيَاتُ فِي المَجْدِ والشَّرَف. وعَمْروٌ: اسْمُ شَيْطَانِ الفَرَزْدَق الشاعِر قَالَه الصاغانيّ. وعامِرٌ: اسْمٌ، وَقد يُسَمَّى بِهِ الحَيُّ، أَنشد سِيبَوَيْهٍ فِي الحَيّ:
(فَلَّمَا لَحِقْنا والجِيَادُ عَشِيّةً ... دَعَوْا يَا لَكَلْبٍ واعْتَزَيْنَا لِعَامِرِ)
)
وَقَالَ الشَّاعِر:
(ومِمَّنْ وَلَدُوا عامِ ... رُ ذُو الطُّولِ وَذُو العَرْضِ)
قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: عامِرُ: هُنَا اسمٌ للقَبِيلَةَ، وَلذَلِك لم يَصْرفْه، وَقَالَ ذُو وَلم يَقُلْ ذَات، لأَنَّه حَمَلَه على اللَّفْظ. وعُمَرُ: مَعْدُولٌ عَنهُ، أَي عَن عامرٍ وَفِي حالِ التَّسْمِيَة، لأَنّه لَو عُدِلَ عَنْه فِي حَال الصِّفَةِ لقيل: العُمَر، يُرادُ العامِر. وعُمَيْرٌ، كزُبَيْرٍ، وعُمَيْرَةُ، بِزِيَادَة الهاءِ وعُوَيْمِرٌ، وعَمّارٌ، ككَتَّانٍ، وعَمّارضةُ، بِزِيَادَة الهاءِ، ومَعْمَرٌ كمَسْكَنٍ وعِمْرَانُ، بالكَسْر، وعُمَارَةُ، بالضَّم ّ وَالتَّخْفِيف، وعِمَارَةُ، بالكَسْر، وعُمَيْرٌ، على فُعَيْل، وعُمَيْرَةُ، بِزِيَادَة الهاءِ، وعُمَيِّرٌ، بِكَسْر الياءِ المشدّدة، ومُعَمَّرٌ، كمعَظّم، ويَعْمَرُ كيَفْعَل: أَسْمَاء رِجالٍ. ويَحْيَى بنُ يَعْمَرَ العَدْوَانيُّ، لَا يَنْصَرِفُ يَعْمَرَ لأَنّه مِثْلُ يَذْهَب. ويَعْمَرُ الشُّداخُ: أَحَدُ حُكّامِ العَرَب. وسيأْتي ذِكْرُ من تَسَمَّى بالأَسماءِ المتقدّمة فِي المستدرَكات. والعَمْرانِ: عَمْرُو بنُ جابِر بنِ هِلالِ بنِ عُقَيْلِ بنِ سُمَيِّ بنِ مازِنِ بنِ فَزَارَةَ، وبَدْرُ بنُ عَمْرو بنِ جُؤَيّةَ بنِ لَوْذانَ بنِ ثَعْلَبَة بن عَدِيِّ بنِ فَزَارَةَ، وهما رَوْقَا فَزَارَةَ، وأَنشد ابنُ السِّكِّيت لقُرَادِ بنِ حَنَشٍ الصارِدِىّ يَذْكُرُهُما:
(إِذا اجتمعَ العَمْرانِ عَمْرُو بنُ جابِرٍ ... وبَدْرُ بنُ عَمْروٍ خِلْتَ ذُبْيَانَ تُبَّعَا)

(وأَلْقَوْا مَقَالِيدَ الأُمُور إِلَيْهِمَا ... جَمِيعاً قِمَاءً كارِهينَ وطُوَّعَا)
والعَمْرَانِ: اللَّحْمَتَانِ المُتَدَلِّيَتانِ عَلَى اللَّهَاةِ، نَقله الصاغَانيّ. والعامِرَانِ: عامِرُ بنُ مالِكِ بنِ جَعْفَرِ بن كِلابِ بنِ رَبِيعَةَ بنِ عامِر ابنِ صَعْصَعَةَ، وَهُوَ أَبُو بَراءٍ مُلاعِبُ الأَسِنَّةِ، وعامرُ بنُ الطُّفَيْلِ بن مالِكِ بن جَعْفَرِ بنِ كِلابٍ، وَهُوَ أَبُو عَلِيّ. وَكَانَ يُقَال للطُّفَيْل: فارِسُ قُرْزُلٍ، وَهُوَ أَخُو عامِرٍ أَبي بَراءٍ، ولَهُمَاَأٌ خَ ثالِثٌ وهُوَ مُعَاوِيَةُ مُعَوِّدُ الحُكَمَاءِ، ورابعٌ وَهُوَ رَبِيعَةُ رَبيعُ المُقْتِرِينَ. وأُمُّهم أُمُّ البَنِينَ ابْنَةُ رَبِيعَةَ بنِ عامِرٍ. وجَدُّهُم عامِرُ بن صَعْصَعَةَ، أَبو بَطْنٍ، وأُمُّه عَمْرَةُ بِنْتُ عامِرِ بن الظَّرِب. والعُمْرانِ: أَبو بَكْرٍ وعُمَرُ رَضِيَ الله تعالَى عَنْهُمَا. قَالَ مُعَاذٌ الهَرّاءُ: لَقَدْ قِيلَ سِيرَةُ العُمَرَيْنِ قَبْلَ خِلافَةِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيز لأَنَّهُمْ قالُوا لِعُثْمَانَ يَوْمَ الدارِ: تَسْلُكُ سِيرَةَ العُمَرَيْن. قَالَ الأَزْهَريُّ: غُلِّب عُمَر ُ لأَنَّه أَخَفّ الاسْمَيْن. فإِنْ قيل كَيفَ بُدِى بعُمَرَ قَبْلَ أَبِي بَكْرٍ وهُوَ قَبْلَه قيل: لأَنّ العَرَبَ قد يَبْدَؤُون بالمَشْرُوفِ، وللأَزْهَرِيّ هُنَا كَلامٌ الأَشْبَه أَنْ يكونَ من بابِ سَبْقِ القَلَمِ قد تَصَدَّى لِرَدِّه والتَّنْبِيه عَلَيْه صاحبُ اللّسانِ فأَغْنَانا عَن إِيرادِه هُنَا. أَو العُمَرَانِ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ وعُمَرُ بنُ عَبْد العَزِيز. رُوِىَ عَن قَتَادَةَ أَنّه سُئل عَن عِتْقِ) أُمَّهاتِ الأَوْلاد، فَقَالَ: قَضَى العُمَرَانِ فَمَا بَيْنَهُمَا من الخُلفاءِ بعِتْقِ أُمَّهاتِ الأَوْلاَد. فَفِي هَذَا القَوْل العُمَرانِ هُما عُمَرُ وعُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيز، لأَنّه لم يَكُنْ بَين أَبي بَكْرٍ وعُمَرَ خَلِيفَة. وعَمْرَوَيْهِ اسمٌ أَعْجَمِيٌّ مَبْنِيٌّ عَلَى الكَسْر. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أَما عَمْرَوَيْه فإِنّه زَعَم أَنّه أَعْجَمِيّ، وأَنّه ضَرْبٌ من الأَسماءِ الأَعْجَمِيّة، وأَلْزَموا آخِرَه شَيْئا لم يُلزَم الأَعْجَمِيَّة، فكَمَا تَرَكُوا صَرْفَ الأَعْجَمِيَّةِ جعلُوا ذَلِك بمَنْزِلَة الصَّوْت، لأَنَّهُم رَأَوْه قد جَمَعَ أَمْرَيْن، فحَطُّوه دَرَجَةً عَن إِسْمَاعِيلَ وأَشْبَاهِهِ، وجَعَلُوه بمَنْزِلَة غاقٍ مُنَوَّنَة مَكْسُورَة فِي كُلّ مَوْضع. قَالَ الجَوْهَرِيّ: إِنْ نكَّرتَه نَوّنْت فقلتَ: مَررْت بعَمْرَوَيْهِ وعَمْرَوَيْهٍ آخَرَ. وَقَالَ: عَمْرَوَيْه: شيئانِ جُعِلاَ واحِداً، وَكَذَلِكَ سِيبَوَيْه ونِفْطَوَيْه.
وذكرَ المُبَرِّد فِي تَثْنِيَتِه وجَمْعِه العَمْرَوَيْهُونَ. وذَكَرَ غَيْرُه أَنَّ من قَالَ: هَذَا عَمْرَوَيْهُ وسِيبَوَيْهُ، ورأَيْت عَمْرَوَيْهَ وسِيبَوَيْهَ، فأَعْرَبَه، ثَنّاه وجَمَعَه وَلم يَشْرِطْه المُبَرِّدُ كَذَا فِي اللِّسَان. وأَبُو عَمْرَةَ: كُنْيَةُ الإِفْلاسِ، قَالَه اللَّيْث. وَفِي اللّسَان: الإِقْلال، بدَلَ الإِفْلاس، وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ: أَبو عَمْرَةَ: كُنْيَةُ الجُوعِ، وأَنشد: إِنّ أَبَا عَمْرَةَ شَرُّ جارِ. وَقَالَ: حَلَّ أَبُو عَمْرَةَ وَسْطَ حُجْرَتِي. قَالَ اللَّيْث: وإِنّمَا كَنَى الإِفلاسَ أَبا عَمْرَةَ لأَنّه اسمُ رَجُل وهُو رَسُول المُخْتَارِ بن أَبي عُبَيْدٍ، وَكَانَ إِذا حَلَّ وَفِي نَصّ اللَّيْثِ: نَزَلَ بِقَوْم حَلَّ بهمِ البَلاءُ من القَتْلِ والحَرْبِ، وَكَانَ يُتَشاءَمُ بِهِ.
وحِصْنُ بنِ عُمَارَةَ، كثُمَامَةَ: قَلْعَةٌ بأَرْضِ فارِسَ. وَقد تَقَدَّم لَهُ فِي ع ت ر أَنَّه يُقَال لَهُ قَلْعَة عُمَارَةَ بنِ عُتَيْرِ بن كِدَام. وهُنَاك ذَكَرَهُ الصَّاغَانِيّ أَيضاً على الصَّوابِ. فإِنْ لم يَكُن يُعْرَفُ الحِصْنُ بعُمارَةَ وبِوَلَدِه، وإِلاّ فَقَدْوَهِمَ المُصَنّف، وَقد سَبَقَ لَهُ مِثْلُ هَذَا الوَهَمِ أَيضاً فِي ع ب ث ر ونَبَّهنا عَلَيْهِ. واليَعْمَرِيَّةُ، بِفَتْح المِيمِ: ماءٌ لِبَنِي ثَعْلَبَةَ بِوَادٍ من بَطْنِ نَخْل من الشَّرَبَّة.
واليَعَامِيرُ: ع، قَالَ طُفَيْلٌ الغَنَوِيّ:
(يَقُولُون لَمَّا جَمَّعُوا الغَدَ شَمْلَكُم ... لَكَ الأُمُّ مِمَّا باليَعَامِيرِ والأَبُ)
أَو اليَعَامِيرُ: شَجَرٌ، عَن قُطْرُبٍ اللَّغَوِيّ، واسمُه مُحَمّدُ بنُ المُسْتَنِير، وَقد خُطِّىَ فِيهِ، نَقَلَهُ الصاغانيّ ونَبّهَ عَلَيْهِ الأَزهريُّ. وكأَنَّ المصَنّف فَرَّقَ بَين اليَعْمُورَةِ الَّذِي ذَكَرَه ابنُ سِيدَه، وَبَين اليَعَامِير هَذَا عَن قُطْرُبٍ، ففَرَّقَهُما فِي الذِّكْر، وهُمَا واحِدٌ، لأَنّ اليَعَامِيرَ جَمْعُ يَعْمُورَة، كَمَا هُوَ ظاهِر. وأُمُّ عَمْروٍ، وأُم عامِرٍ، الأُوْلَى نادِرَةٌ: الضَّبُعُ، مَعْرفة، لأَنّه اسمٌ سُمِّىَ بِهِ النَّوْعُ. قَالَ الراجِز:
(يَا أُمَّ عَمْروِ أَبْشريٍ بالبُشْرَى ... مَوْتٌ ذَرِيعٌ وجَرَادٌ عَظْلَى)
)
وَقَالَ الشَّنْفَرَى:
(لَا تَقْبِرُونِي إِنّ قَبْرِي مُحَرَّمٌ ... عَلَيْكُمْ ولكِنْ أَبْشِرِي أُمَّ عَامِرِ)
وَمن أَمْثالِهِم: خامِرِي أُمَّ عامِرٍ، أَبْشِرِي بجَرَاد عَظْلَى، وكَمَرِ رِجالٍ قَتْلَى. فَتَذِلّ لَهُ حَتَّى يَكْعَمَها ثمّ يَجُرَّها ويَسْتَخْرِجَها. قَالَ الأَزْهريّ: والعربُ تَضْرِبُ بهَا المَثَلَ فِي الحُمْقِ وَلمن يُخْدَعُ بلِينِ الْكَلَام. والعامِرُ: جِرْوُهَا، وَهَكَذَا فِي التَّكْمِلَة. ونَقَلَ شيخُنَا عَن شَرْحِ الدُّرِّة مَا نَصُّه: وَلم يُعَرَّفْ بَال، لإِجرائه مُجْرَى العَلَم. قَالَ شيخُنا: أَي المُرَكّبِ الإِضافِيّ، فتَأَمّل. انْتهى. قلتُ: وَعبارَة اللّسانِ: يُقال للضَّبُع: أُمُّ عامِر، كأَنَّ وَلَدَها عامِرٌ، وَمِنْه قولُ الهُذَلِيّ:
(وكَمْ مِنْ وِجَارٍ كَجَيْبِ القَمِيصِ ... بِهِ عامِرٌ وبِهِ فُرْعُلُ)
وَقَالَ ابنُ الأَعرابي: ّ العَمّارُ كشَدّادٍ: الرَّجُلُ الكَثِيرُ الصَّلاةِ والصِّيَام، ويُقَالُ: عَمَرْتُ رَبِّي وحَجَجْتُه: خَدَمْتُهُ. وتَركتُ فَلاناً يَعْمُر رَبَّه، أَي يَعْبُدُه: يُصَلِّي ويَصُوم، كَمَا تَقَدّم. والعَمّارُ: القَوِيُّ الإيمانِ الثابِتُ فِي أَمْرِه الثَّخِينُ الوَرِع، مأْخُوذٌ من العَمِير وَهُوَ الثَّوْبُ الصَّفِيقُ النَّسْج، القَوِيُّ الغَزْلِ، الصَّبُورُ على العَمَل. والعَمّارُ: الطَّيِّبُ الثَّناءِ والطَّيِّبُ الرَّوائحِ، مأَخُوذٌ من العَمَارِ وَهُوَ الآسُ. وَفِي بعض النُّسخ من غَيْرِ واوِ العَطْف، وَهُوَ الصَّواب. قَالَ: والعَمّارُ: المُجْتَمِعُ الأَمْرِ الَّلازِمُ للجَماعَة الحَدِبُ على السُّلْطَانِ، مَأْخُوذٌ من العِمَارَة، وَهِي العِمَامَة، لالْتفافِها ولُزُومها على الرأْس. والعَمّار: الحَليمُ الوَقور، وَفِي التكملة: المَوْقُور فِي كَلامِه، مأْخوذ من العَمِير، وَقد تقدّم. والعَمّارُ الرَّجُلُ يَجْمَعُ أَهْلَ بَيْتهِ وَكَذَا أَصْحَابَه عَلَى أَدبِ رَسُولِ الله صلَّى الله تعالَى عَلَيْهِ وسلَّم والقِيَام بسُنَّته، مأْخوذٌ من العَمَرَاتِ، وَهِي النَّغانِغُ واللَّغادِيدُ. والعَمَّار: الباقِي فِي إِيمانه وطاعَتِه القائِمُ بالأَمْرِ بالمَعْرُوف والنَّهْيِ عَن المُنْكَرِ إِلى أَن يَمُوتَ، مأْخُوذٌ من العَمْرِ، وَهُوَ البَقَاءُ، فَيكون باقِياً فِي إِيمانِه وطَاعَتِه، وَقَائِمًا بالأَوَامِر والنَّوَاهِي إِلى أَنْ يَمُوتَ. هَذَا كُلّه كلامُ ابنُ الأَعْرَابيّ، نَقله صاحِبُ اللّسَانِ والتّكْمِلة. وزادَا: والعَمّارُ: الزَّيْن فِي المَجَالِسِ، عَن ابْن الأَعرابيّ، مأْخُوذ من العَمْرِ، وَهُوَ القُرْط، وَهُوَ مُسْتَدْرَك على المُصَنّف. وَلم يَذْكُر صاحبُ اللّسَان الحَلِيم الوَقُور. وذكرَا أَيضاَ: رَجُلٌ عَمّار: مُوَقّىً مَسْتُورٌ. عَن ابْن الأَعرابي، مَأْخوذٌ من العَمَر، وَهُوَ المِنْدِيل، وَهُوَ أَيضاَ مُسْتَدْرَك على المصنّف. وعَمُّورِيَّة، مشددَةَ الْمِيم والياءِ أَيضاً، قَالَ الصاغانيّ: كَذَا ذَكَرُوا. قَالَ: والقِياسُ تَخْفِيف الياءِ كَمَا جاءَت فِي أَرْمِينيَة وقُسْطَنْطِينيةَ: د، بالرُّومِ غَزاه المُعْتَصِم بِاللَّه العبّاسيّ. وَهُوَ اليَوْمَ خَرابٌ لَا سَكَنَ فِيهِ. وَقيل: هُوَ المَعْرُوف اليَوْمَ)
بأَنْكُورِيَةَ، وَهُوَ تَعْرِيبُه، وَفِيه نَظَرٌ. والتَّعْمِيرُ: جَوْدَةُ النَّسْجِ، أَي نَسْجِ الثَّوْبِ وحُسْنُ غَزْلهِ، أَي الثَّوْبِ، ولِينُه، كَمَا فِي التكملة. وَفِي عبارَة المصنّف قَلاقَةٌ. والعَمَّارَةُ، بالتَّشْدِيد: مَاءَةٌ جاهِلِيَّةٌ لَهَا جِبَالٌ بِيضٌ، ويَلِيها الأَغْرِبَةُ وهِيَ جِبَالٌ سُودٌ، ويَلِيهَا بِرَاقُ رِزْمَةَ بِيضُ. والعَمَّارَةُ: بِئْرٌ بِمِنىً، سُمِّيَتْ باسْمِهَا. والعَمَّارِيَّة، بتَشْديد الْمِيم والياءِ: ة باليَمَامَة. والعِمَارَةُ، ككِتَابَةٍ: ماءَةٌ بالسَّلِيلَةِ من جَبَلِ قَطَن. والعِمْرَانِيَّةُ، بالكَسْر: قَلْعَةٌ، وَفِي التكملة: قَرْيَةٌ شَرْقِيَّ المَوْصِل. والعَمْرِيَّة، بالفَتْح: ماءٌ بنَجْدٍ لِبَنِي عَمْرِو بن قُعَيْن. والعُمَرِيَّة، بضَمٍّ ففَتْحٍ: مَحَلّة من مَحَالّ بابِ البَصْرة ببَغْدَادَ، وَمِنْهَا القاضِي عبد الرَّحمن بنُ أَحْمَدَ ابنِ مُحَمّدٍ العُمَرِيّ، عَن ابْن الحُصَيْن.قلتُ: أَيْ فَرْجُ الرَّجُل، ومثْلُه فِي التكملة.
وجَلْدُ عُمَيْرَةَ، هَكَذَا بالإِضافَة، وَفِي التكملة: وجَلَدَ فلانٌ عُمَيْرَةَ: كِنَايَةٌ عَن الاسْتمناءِ باليَد، قَالَ شيخُنَا: عُمَيْرَةُ مستعارَةٌ للكَفّ من أَعْلامِ النِّسَاءِ. وَقَالَ الشَّيْخ أَبو حَيّانَ فِي البَحْر: إِنّهم فِي جَلْدِ عُمَيْرَةَ يَكْنُونَ عَن الذَّكَر بعُمَيْرَةَ. وتَعقَّبَهُ تلميذُه التاجُ ابنُ مَكْتُومٍ فِي الدُّرّ اللَّقِيط أَثناءَ سُورَة المُؤْمِنين بأَنَّ عُمَيْرَةَ عَلَمٌ على الكَفّ لَا الذَّكَر، ونَقَلَهُ عَن المُطَرِّزِيّ فِي شرحِ المَقَامات قَالَ)
شيخُنا: ومثْلُه فِي أَكْثَر شُرُوح المَقَامَات. واسْتَوْعَبَ أَكْثَرَ كَلامِهِم ابنُ ظَفَرٍ، ورأَيتُ فِيهِ تَصْنِيفاً أَفْرَطَ صاحبُه. انْتهى كلامُ شَيْخِنا. قلتُ: وَقد سَبَقَ لي تأْليفُ رِسَالَةٍ فِيهِ، وسَمَّيْتُهَا القَوْل الأَسَدّ فِي حُكْمِ الاسْتِمْنَاءِ باليَد، جَلَبْتُ فِيهِ نُقُولَ أَئِمَّتِنَا الفُقَهَاءِ، وَهِي نَفِيسَةٌ فِي بابهَا. وَلَقَد اسْتَظْرَف من قَالَ:
(أَرَى النَّحْوِيَّ زَيْداً ذَا اجْتِهَادٍ ... جَزَى الرَّحْمنُ بالخَيْرات غَيْرَهْ)

(تَرَاهُ ضارِباً عَمْراً نَهَاراً ... ويَجْلِدُ إِنْ خَلاَ لَيْلاً عُمَيْرَهْ)
والعَمَارِىُّ، بالفَتْحِ، أَي وتَشْدِيد الياءِ وتُخَفَّف: سَيْفُ أَبْرَهَةَ بنِ الصَّبّاحِ الحِمْيَريّ. والعَمَرُ، مُحَرَّكَةً: المِنْديلُ أَو غَيْرُه تُغَطِّى بِهِ الحُرَّةُ رَأْسَهَا، أَوْ أَلاَّ يَكُونَ لَهَا خِمارٌ وَلَا صَوْقَعَةٌ تُغَطِّي رَأْسَها فتُدْخِلُ رَأْسَها فِي كُمِّهَا، حَكاهُ ثَعْلَب عَن ابنِ الأَعرابيّ، وأَنشد: قامَتْ تُصَلِّي والخِمَارُ من عَمَرْ. قلتُ: فإِذاً العَمَرُ اسمٌ لطَرَف الكُمِّ، وَهُوَ بِالتَّحْرِيكِ لَا الفَتْح كَمَا نَبَّهْنَا عَلَيْهِ قَرِيبا.
وعَمَرٌ: جَبَلٌ يَصُبّ فِي مَسِيلِ مَكَّةَ حرسها الله تَعَالَى هَكَذَا نقلَه الصاغانيّ، وأَنشد لصَخْرٍ الهُذَليّ.
(فَلَمَّا رَأَى العَمْقَ قُدّامَهُ ... ولَمَّا رَأَى عَمَراً والمُنِيفَا)

(أَسالَ مِنَ اللَّيْلِ أَشْجَانَهُ ... كأَنَّ ظَوَاهِرَهُ كُنَّ جُوفَا)
قلتُ: وَفِي المعجَم أَنّه وادٍ بالحِجَاز. وَيُقَال: ثَوْبٌ عَمِيرٌ، أَي صَفِيق النَّسْجِ قَويُّ الغَزْلِ صَبُورٌ على العَمَل. ويُقال: كَثِيرٌ بَثِيرٌ بَجِيرٌ عَمِيرٌ، إِتْبَاعٌ، قَالَه ابنُ الأَعْرَابِيّ، وَهَكَذَا ضَبطه الأَزهريّ بالعَيْن. والبَيْتُ المَعْمُورُ، جاءَ فِي التفسيرِ أَنّه فِي السَّماءِ بإِزاءِ الكَعْبَةِ شَرَّفها الله تَعالَى، يَدْخُلُه كلَّ يَومٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَك، يَخْرُجون مِنْهُ وَلَا يَعُودُون إِلَيْه. وممّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ: مَكَانٌ عامِرٌ: ذُو عِمَارَةٍ. ومكانٌ عَمِيرٌ: عامِرٌ. ويُقَال: عَمِرَ فُلانٌ يَعْمَرُ، إِذا كَبِرَ. ويُقَالُ لساكنِ الدّار: عامِرٌ، والجَمْعُ عُمّار. والمَعْمُورُ: المَخْدُومُ. وعَمَرْتُ رَبِّي وَحَجَجْتُه: خَدَمْتُه. وعَمَرَ فُلانٌ رَكْعَتَيْن، إِذا صَلاّهُمَا. والعَمَّرَاتُ، بالفَتْح والتَّشْدِيد: هِيَ اللَّحمات الَّتي تكونُ تَحْتَ اللَّحْىِ، وَهِي النَّغانِغُ واللَّغادِيدُ حَكَاهُ ابنُ الأَعْرَابِيّ. وَقَالَ اللَّحْيَانيّ: سمعتُ العامرِيَّة تقولُ فِي كَلَامهَا: تَرَكتُهم سامراً بمَكَان كَذا وَكَذَا وعامراً. قَالَ أَبو تُرابٍ: فسَأَلْتُ مُصْعَباً عَن ذَلِك فَقَالَ: مُقِيمِينَ مُجْتَمِعِين.
والعَمْرَةُ: خَرَزَةُ الحُبّ. وَيُقَال: جاءَ فلانٌ عَمْراً، أَي بَطِيئاً، هَكَذَا ثَبَتَ فِي بعض نُسَخِ المُصَنَّف، وتَبِعَ أَبا عُبَيْد كُرَاعُ وَفِي بَعْضهَا: عَصْراً. قلتُ: هُوَ الأَشْبَهُ بالصَّواب. ودارٌ مَعْمُورَةٌ: يَسْكُنها)
الجِنُّ، عَن اللّحْيَانيّ. وعَوَامِرُ البُيُوتِ: الحَيّاتُ الَّتِي تكونُ فِي البُيُوتِ، واحِدُها عامِرٌ وعامِرَةٌ. قِيل: سُمِّيَتْ عَوَامِرَ لِطُول أَعْمارِهَا. وعُمَارضةُ بنُ زِيَادٍ العَبْسِيّ، وعُمَارَةُ بنُ عَقِيلِ بنِ بِلالِ بنِ جَرِيرٍ، بضَمِّهما مَشْهُورَان. والعُمُور: حَيٌّ من عَبْدِ القَيْسِ. وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
(جَعَلْنا النِّسَاءَ المُرْضِعاتِكَ حَبْوَةً ... لرُكْبَانِ شَنٍّ والعُمُورِ وأَضْجَمَا)
وَبَنُو عَمْرِو بنِ الحارِث: قَبِيلَةٌ. وَقد تَعَمَّرَ: انْتَسَبَ إِليه، وَبِه فُسِّرَ قولُ حُذَيْفَةَ بنِ أَنَسٍ الهُذَلِيّ:
(لَعَلَّكُمُ لَمّا قُتِلْتُمْ ذَكَرْتُمُ ... ولَنْ تَتْرُكُوا أَنْ تَقْتُلُوا مَن تَعمَّرَا)
وعَمِرَ بالمَكَانِ، إِذا أَقامَ بِهِ. والعامِرُ: المُقِيمُ. والعُوَيْمِرانِ: الصُّرَدَانِ فِي اللّسَان. وعَمْرٌ، بالفَتْح: جَبَلٌ ببلادِ هُذَيْلٍ. وَقيل: عَمَرٌ، مُحَرّكة هَكَذَا قَالَه الصاغانيّ. قلتُ: أَما عَمْرٌ بالفَتْح فإِنّه بالسَّراةِ، وَيُقَال لَهُ عَمْرُ بنُ عَدْوَانَ، وأَمّا الّذِي بالتَّحْرِيك فإِنّه وادٍ حجَازيّ. وَذُو عَمْروٍ أَقْبَلَ من اليَمَنِ مَعَ ذِي الكَلاَع، فرجَعَا من الطّرِيق لِمَوْتِ رَسُول الله صلَّى الله عَلَيْهِ وسلّم. وَقَوله تعالَى: إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ. إِمَّا من العِمَارَة الَّتِي هِيَ حِفْظُ البِناءِ، أَو من العُمْرَة الَّتِي هِيَ الزِّيَارَةُ، أَو من قَوْلهم: عَمِرْتُ بمَكَانِ كَذَا، أَي أَقَمْتُ بِهِ كَذَا فِي البصائر. وأُبَىُّ بنُ عِمَارَة.
بِالْكَسْرِ: صَحابِيّ. وبالفَتْح والتَّشْدِيد: جَعْفَرُ بن أَحْمَدَ بنِ عَمّارَة الحَرْبيُّ، وابْنَاه قاسِمٌ وأَحْمَدُ.
وعَمّارةَُبنتُ عَبْدِ الوَهّابِ الحِمْصِيّةُ. وعَمّارَةُ بِنْتُ نافِعِ بنِ عُمَرَ الجُمَحِيِّ: مُحَدِّثُون. وبَنو عَمّارَة البَلَوِىِّ: بَطْنٌ. ومُدْرِكُ بنُ عَبدِ اللهِ بنِ القَمْقامِ بنِ عَمّارَة بنِ مالِكٍ القُضَاعِيّ، وَلِيَ لِعُمَرَ بن عبد العَزِيز. وبَرَكَةُ بنُ عبدِ الرَّحْمنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَمَّارَة سَمِعَ أَبا المُظَفَّر بن أَبي البَركات، قَيَّده الشَّرِيف عِزُّ الدِّين فِي الوَفَيات. وَعمَّارَةُ الثَّقَفيّةُ زَوْجُ محمّدِ بنِ عبدِ الوهّاب الثَّقَفِيّ، يقولُ فِيهَا ابنُ مُناذِر من أَبيات: مُحَمَّدٌ زُوِّجَ عَمَّارَةْ.
وعَمْرُونُ بنُ عَبْدُوسَ السَّكَنْدَرِيُّ حَدَّث عَن هانِئ بنِ المُتَوَكّل، وَعنهُ أَحمدُ بنُ عبدِ الله الناقِد.
وأَبو العَمِيرِ صالحُ بن أَحمد بن اللَّيْث البُخَارِيّ نزيلُ بَيْتِ المَقْدِس. وعُمَيِّرُ بنُ سَلامَةَ بتَشْديد الياءِ فِي بَنِي نَهْدٍ. وعَمِيرَةُ بنتُ سَهْلِ بنِ رافعٍ، بِالْفَتْح، صَحابِيَّةٌ، ذَكَرَها الأَمِيرُ. وبالضّمّ ابْنَةُ مُنبِّه، وغَيْرها. وعُوَيْمِرَةُ بنتُ عُوَيْمِرِ بنِ ساعِدَةَ، ذَكَرَها ابنُ حَبِيب. وأَحمدُ بنُ محمّد بنِ عِيسى العَمّارِيّ بالفَتْح والتَّشْدِيد شَيْخُ ابنِ جَمِيع. وعبدُ الواحِدِ ابْن أَحْمَدَ العَمّارِيُّ العَدْلُ شيخُ ابنِ الصابُونيِّ. وعبدُ الرَّحْمنِ بنُ أَبِي عَمْرو العَمّارِيُّ الحافِظُ، ذكره بنُ السَّمْعَانِيِّ. وأَبو)
الحَسَن عَلِيُّ بنُ مُوسَى بنِ عَبْدِ المَلِك المَغْرِبيُّ العَمّارِيُ وآلُ بَيْته إِلى جَدِّه عَمّارِس بنِ ياسِرِ.
ومحمَدُ بنُ عَبْدِ السَّتَّارِ الكَرْدَرِيُّ العَمّارِيّ، شمسُ الأَئمة الحَنَفِيّ، فَقِيهٌ مشهورٌ.مُحَدِّثُون والمُعَمَّر بنُ عُمَرَ بنِ عَلِيّ العُبَيْدِلِيّ جَدّ النَّقِيب الجِوّانِيّ. ومُفَضَّلُ بنُ مُعَمَّرٍ الحُسَيْنِيُّ جَدُّ آل الوفُود بالمَدِينَة: وأَبو سُفْيانَ محمّد بنُ حُمَيْدٍ المَعْمَرِيُّ بالفَتْح لرحلته إِلى مَعْمَر، وابنُه القاسِمُ، وسِبْطُه الحَسَنُ بن عَلِيّ بن شَبِيبٍ المَعْمَرِيُّ الْحَافِظ، ونافِلَتُه أَبو بَكْرٍ محمّدُ بنُ عبدِ اللهِ المَعْمَرِيُّ نَزيلُ البَصْرَة: مُحَدِّثُونَ. ومَسْرُوقُ بنُ الأَجْدَعِ المُعَمِرِيّ بِضَم الْمِيم وَسُكُون الْعين وَكسر الْمِيم الثَّانِيَة من كِبار التابِعِين ذكره الرُّشَاطِيّ نِسْبَة إِلى جَدّه مُعْمِر كمُحْسِن بنِ الحارِثِ بنِ سَعْدٍ الهَمْدَانيّ. وتَعْمَرُ بالمُثَنّاة الْفَوْقِيَّة كجَعْفَر ابنةُ مَسْلَمَةَ السَّعْديّة، حدَّثت عَن أُمّها سَعْدَةَ بِنْتِ مَطَرِ الوَرّاق. وتَعْمَرُ بنتُ العِتْرِ بن مُعاذِ بنِ عَمْرِو بنِ الحارِثِ البَكْرِيّةُ، من بَكْرِ بنِ هَوازِنَ، وَهِي أُمّ رَبِيعَةَ البَكّاءِ بن عامرِ بن صَعْصَعَة. وأَبو الفَتْحِ اليَعْمَرِيّ بالياءِ التحتيّة، إِلى يَعْمَر كجَعْفَر قَبِيلَة. وبالفَوْقيّة تَعْمَرُ كجَعْفَر قبيلةٌ من بَرْبَر. وإِليها نُسبَ أَبو عليّ الحُسَيْن ابْن محمّد التَّعْمَرِيّ. وعُمْرانُ كعُثْمَانَ: قريةٌ من بِلاد مُرادٍ بالجَوْف، بهَا) وَقْعَة. ويَعْمَرُ، باليَاءِ، كجَعْفَرٍ: مَوْضِعٌ فِي شِعْرِ لبيد. وبالمُثَنّاة الفوقيّة وضمّ الْمِيم: ناحيةٌ من السَّواد، وموضِعٌ بناحيَة اليَمَامَة
(عمر) : لعَمَري، بالتَّحْريك: لغةٌ في لَعَمْري.
عمر: {عَمْر} و {عُمُر}: الحياة. {اعتمر}: زار. {استعمركم}: جعلكم عمارها. 
عمرا وعندك وَلَا يَقُولُونَ: عَلَيْهِ زيدا إِلَّا فِي هَذَا الحَدِيث فَهَذَا حجَّة لكل من أغرى غَائِبا.
عمر [قَالَ أَبُو عُبَيْد -] : وَتَأْويل الْعمريّ أَن يَقُول الرجل للرجل: هَذِه الدَّار لَك عمرك أَو يَقُول: هَذِه الدَّار لَك عمري
عمر
العَمْرُ والعُمُرُ: السَّحُوْقُ من نَخْل السُّكَّر. والعَمْرُ - واحِدُ العُمُورِ -: اللَّحْمُ الذي بين الأسْنَان. ومنه: عَمْروٌ: اسْمُ رَجُلٍ.
والعَمْرُ والعُمْرُ: الحَيَاةُ. والبَقَاءُ، ومنه: لَعَمْرُ الله وعَمْرَكَ الله. وعَمَّرْتُكَ الله: يَعْني ذَكَّرْتُكَ الله. والعَمْرَانِ: اللَّحْمَتانِ المُتَدَلِّيَتَانِ على اللَّهاة. والعَمْرُ: الشَّنْفُ.
وعَمْرَتا الفَرَسِ: عَظْمانِ صَغِيران في أصلِ لِسانِه، ومنهم مَنْ يُسَمِّيهما: العُمَيْمِرَيْنِ كأنَّه تَصْغِيرُ عَمْرَيْنِ. والعُمْرَى: أنْ تُعْطِيَ البَعيرَ أو غيره رَجُلاً فتَقول: هُوَ لَكَ عُمْرَكَ. وقد عَمَّرْتُه وأعْمَرْتُه كذا. والعُمْرُ: السِّنُون. والحِيْنُ، ومنه قولُه تعالى: " فقد لَبِثْتُ فيكم عُمُراً " ويُكَنّى الفَقْرُ: أبا عَمْرَةَ. والعِمْرِيَّةُ: صِنْفٌ من التَّمر. ويقولون للجِنِّ إذا أرادُوا أنَّه يَسْكُنُ مع النّاس: عَامِرٌ، والجَميعُ: عُمَّارٌ، ومنه يُقال: عُمّارُ الدّار.
والعَامِرُ: جَرْوُ الضَّبُع، ولذلك كُنِّيَتْ بأُمِّ عَامِرٍ. ويقولون: تَرَكْتُهم سامِراً بِمَكانِ كذا وعامِراً: أي مُقِيْمِيْنَ مُجْتَمِعِين. والعَامِرُ: ضِدُّ الغامِر، يُقال: أعْمَرَ الله مَنْزلَكَ وعَمَره، ولا يُقال أعْمَرَه زيْدٌ ولكنْ عَمَرَه. واسْتَعْمَرَ النّاسُ الأرْضَ فَعَمَرُوْها عِمَارَةً، وأعْمَرَها الله: أي جَعَلَها تُعْمَرُ عُمْراناً. وأعْمَرْتُ المكانَ: وَجَدْتَه عامِراً. وكُنْتُ بِمَعْمَرٍ تَرْضاه: أي بِمَنِزِلٍ.
وعَمِرُوا: طالَ عُمُرُهم. وعَمَّرَهُم الله. وتَرَكْتُهم في عَوْمَرَةٍ: أي في صِيَاحٍ واقْتِتَالٍ وغَضَبٍ. وقد عَوْمَرُوا. وبينهم عَوْمَرُ شَرٍّ.
ومالَكَ مُعَوْمِراً بالنّاس على بابي: أي جامِعَهم وحابِسَهم. واليَعَامِيْرُ: التُّيُوْسُ الأهْلِيَّةُ. والجدَاء. والتِّيْنُ. والواحِدُ: يَعْمُوْرٌ. والمُعْتَمِرُ: المُعْتَمُّ. والعَمَارَةُ: العَمَامَة، والجَميعُ: العَمَارُ.
والعَمْرَةُ: العِمَّةُ. والمُعْتَمِرُ: الزّائر، ومنه: العُمْرَةُ في الحَجِّ.
والعُمْرِةُ: أنْ تَبْنِيَ بالمَرْأة في أهْلِها، فإن نَقَلْتَها إلى أهِلِكَ فذلك العُرْسُ.
والعَمَارُ: التَّحِيَّةُ، يُقال: عَمَّرَك الله: أي حَيّاكَ. والرَّيْحَانُ. والعَمَارَةُ والعِمَارَةُ - جميعاً -: الحَيُّ العَظيمُ يُطِيقُ الأنْفِرَادَ، وكذلك العَمِيْرَةُ. وقيل: هُما - جَميعاً -: البَطْنُ.
والعُمْرِي: مِثْلُ العُبْرِيِّ من السِّدْر، وقيل: هو القَديْم الذي أتى عليه عُمْرٌ.
والعُوَيْمرَانِ: الصُّرَدَانِ في اللِّسان. والعُمُوْرُ: حَيٌّ من عَبْدِ القَيْس.
وعَمْرو: اسْمُ شَيْطانِ الفَرَذْدَق. وعُمَارَة وعَمْرَةُ: اسْمَان.

العلوم الإسلامية

العلوم الإسلامية
واعلم: أن العلوم المتداولة في الأعصار على صنفين:
صنف طبيعي: للإنسان، يهتدي إليه بفكره، وهي: العلوم الحكمية.
وصنف نقلي: يأخذه عمن وضعه، وهي: العلوم النقلية الوضعية، وهي كلها مستندة إلى الخبر عن الوضع الشرعي، ولا مجال فيها للعقل إلا في إلحاق الفروع من مسائلها بالأصول، لأن الخبريات الحادثة المتعاقبة، لا تندرج تحت النقل الكلي، بمجرد وضعه، فتحتاج إلى الإلحاق بوجه قياسي، إلا أن هذا القياس يتفرع عن الخبر بثبوت الحكم في الأصل، وهو نقلي، فرجع هذا القياس إلى النقل لتفرعه عنه، ثم يستتبع ذلك علوم اللسان العربي، الذي هو لسان الملة، وبه نزل القرآن.
وأصناف هذه العلوم النقلية كثيرة، لأن المكلف يجب عليه أن يعلم أحكام الله - سبحانه وتعالى - المفروضة عليه، وعلى أبناء جنسه، وهي مأخوذة من الكتاب والسنة بالنص، أو بالإجماع، أو بالإلحاق، فلا بد من النظر في الكتاب ببيان ألفاظه أولا، وهذا هو: علم التفسير.
ثم بإسناد نقله، وروايته، إلى النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - الذي جاء به من عند الله - سبحانه وتعالى -، واختلاف روايات القراء في قراءته، وهو: علم القراءات.
ثم بإسناد السنة إلى صاحبها، والكلام في الرواة الناقلين لها، ومعرفة أحوالهم، وعدالتهم، ليقع الوثوق بأخبارهم، وهذه هي: علوم الحديث.
ثم لا بد في استنباط هذه الأحكام من أصولها من وجه قانوني، يفيدنا العلم بكيفية هذا الاستنباط، وهذا هو: أصول الفقه.
وبعد هذا يحصل الثمرة، بمعرفة أحكام الله - سبحانه وتعالى - في أفعال المكلفين، وهو: الفقه.
ثم إن التكاليف، منها: بدني، ومنها: قلبي، وهو المختص بالإيمان، وما يجب أن يعتقد، وهذه هي: العقائد بالذات، والصفات، والنبوات، والأخرويات، والقدر؛ والاحتجاج عن هذه الأدلة العقلية هو: علم الكلام.
ثم النظر في القرآن، والحديث، لا بد أن يتقدمه العلوم العربية، لأنه متوقف عليها، وهي: علم اللغة، والنحو، والبيان، ونحو ذلك.
وهذه العلوم النقلية، كلها مختصة بالملة الإسلامية، وإن كانت كل ملة لا بد فيها من مثل ذلك، فهي مشاركة لها من حيث: أنها علوم الشريعة، وأما على الخصوص، فمباينة لجميع الملل، لأنها ناسخة لها، وكل ما قبلها من علوم الملل فمهجورة، والنظر فيها محظور، وإن كان في الكتب المنزلة غير القرآن، كما ورد النهي عن النظر في التوراة والإنجيل.
ثم إن هذه العلوم الشرعية، قد نفقت أسواقها في هذه الملة، بما لا يزيد عليه، وانتهت فيها مدارك الناظرين إلى التي لا فوقها، وهذبت الاصطلاحات، ورتبت الفنون، وكان لكل فن رجال يرجع إليهم فيه، وأوضاع يستفاد منها التعليم، واختص المشرق من ذلك والمغرب بما هو مشهور منها.

عقب

عقب


عَقَبَ(n. ac. عَقْب)
a. Struck, hit in the heel.
b.(n. ac. عَقْب
عَاْقِبَة
عُقُوْب), Followed, came behind; succeeded; replaced
superseded; took, occupied ( the place of ).

عَقَّبَa. Followed, came after, behind.
b. [Fī], Repeated, reiterated; returned to; waited, stayed
remained behind after (prayer).
عَاْقَبَa. see II (a)b. [Fī], Did, came, used alternately; relieved (
guard ).
c. Punished, chastised.

أَعْقَبَa. Followed, succeeded; rode alternately with.
b. Befell at intervals, attacked periodically (
fit ).
c. Caused, brought on (illness).
d. [acc. & Bi], Rewarded, requited with.
e. Died; left offspring.
f. Improved, became better.

تَعَقَّبَa. Followed, dogged the footsteps of.
b. Reprimanded.
c. ['An], Inquired minutely into.
تَعَاْقَبَa. Followed, succeded each other; alternated.

إِعْتَقَبَa. Detained, retained.
b. [acc. & Min], Got, received, obtained from; experienced from.

إِسْتَعْقَبَa. see V (a)
عَقْب
(pl.
أَعْقَاْب)
a. Heel.
b. Succeeding, following; successor.
c. Posterity, offspring, progeny; descendant; son
grandson.
d. (pl.
عِقَاْب), Course, race.
عِقْبَة
(pl.
عِقَب)
a. Track, trail.
b. Trace, vestige; sign, mark.

عُقْب
(pl.
أَعْقَاْب)
a. Result, consequence, issue; end; term.

عُقْبَة
(pl.
عُقَب)
a. Time; turn, rotation, revolution.
b. Alternation, succession.
c. Rest, remainder, remnant, residue;
dregs, sediment.
عُقْبَىa. End, issue.
b. Recompense, reward; requital, retribution; punishment
penalty.

عَقَب
(pl.
أَعْقَاْب)
a. Sinew, tendon; gut.

عَقَبَة
(pl.
عِقَاْب)
a. Hill; slope, steep, acclivity.

عَقِبa. see 1 (a) (b), (c).
عُقُبa. see 3
مِعْقَبa. Successor.
b. Skilful driver.

عَاْقِبa. Following, succeeding; successor.
b. Representative; substitute; deputy; lieutenant;
vicar.

عَاْقِبَة
(pl.
عَوَاْقِبُ)
a. see 1 (c) & 3
عِقَاْبa. Punishment, chastisement, penalty.

عُقَاْب
(pl.
أَعْقِبَة
أَعْقُب عِقْبَاْن)
a. Eagle; sea-eagle, ospray.
b. [art.], Aquila (coustellation).
عَقِيْبa. Following, succeeding; successive, consecutive;
sequent; subsequent.

عَقُوْبa. Successor.

عُقُوْبَة
( pl.
reg. )
a. see 23
عُقْبَاْنa. End, termination; term.

N. Ag.
عَقَّبَعَاْقَبَa. see 25
N. Ac.
عَاْقَبَ
(عِقْب)
a. see 23
N. Ag.
أَعْقَبَa. see 25
فِى عَقِْبِهِ
a. At the heels, in the rear of; behind, after.

يَعْقُوْب
a. Jacob.
b. (pl.
عَقَاْبِيْ4ُ), Male pigeon.
اليَعَاقِبَة
a. The Jacobites ( religious sect. ).

عَِقْبَة القَمَر
a. The return of the moon: once in a month.

عُقْبَة القَمَر
a. A star which appears with the moon once a year.

عَوَاقِب الإِنْسَان
a. A man's end.

المُعَقِّبَات
a. The Angels of night & day.
b. Ejaculations.
(عقب) : العَقَابُ: الرابِيَةُ، وكلُّ شيءٍ مرتفع إذا لم يَكُن طَوِيلاً جِدّاً.
(عقب) : المُعْقِبُ: الكالُّ المُعْيي [من الإِبل] يقال: قد أَعْقَبَت راحِلَتْكَ.
(عقب) : العُقابُ: اسمُ كَلْبَةٍ، أَنْشَدَ ابنُ الَّسرّاج - في كتاب مَعانِي الشِّعْرِ من تأْليفه -:
قَدْ قُلْتُ لمَّا بَدَتَِ العُقَابُ ... وضَمَّها والبَدَنَ الحِقابُ
جِدِّي، لكُلِّ عامِلٍ ثَوابُ ... الرَّاْسُ والأَكْرُعُ والإِهابُ
(عقب) فلَان تتبع حَقه ليسترده وَفُلَان فِي الصَّلَاة جلس بعد أَن صلى لصَلَاة أُخْرَى أَو لغَيْرهَا وَفِي الْأَمر تردد فِي طلبه مجدا وعَلى فلَان ندد عَلَيْهِ وَبَين عيوبه وأغلاطه وَعَلِيهِ كرّ وَرجع وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {ولى مُدبرا وَلم يعقب} وَالْقَاضِي على حكم سلفه حكم بِغَيْرِهِ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَالله يحكم لَا معقب لحكمه} وَفُلَانًا خَلفه وَفُلَانًا حَقه مطله وَالشَّيْء شده بالعقب وأتى بِشَيْء بعده والجيش رد قوما مِنْهُم وَبعث آخَرين
عقب وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث إِبْرَاهِيم المُعْتَقِب ضامِنٌ لما اعْتَقَبَ. [قَوْله -] المُعْتَقِبُ هُوَ الرجل يَبِيع [الرجلَ -] شَيْئا فَلَا ينقُذُه المُشْتَرِي بِالثّمن فيأبَى البَائِع أَن يسلِّم إِلَيْهِ السلعةَ حَتَّى ينقُده فتضيع السّلْعَة عِنْد البَائِع يَقُول: فَالضَّمَان على البَائِع إِنَّمَا مَاتَت السّلْعَة من مَاله وَلَيْسَ على المُشْتَرِي من الثّمن شَيْء. وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث إِبْرَاهِيم أَنه كَانَ لَا يرى بَأْسا بِالصَّلَاةِ فِي دِمَّة الْغنم هَكَذَا يرْوى الحَدِيث. 
عقب وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: لي خَمْسَة أَسمَاء: أَنا مُحَمَّد وَأحمد والماحي يمحو اللَّه بِي الكفرَ والحاشر أحْشر النَّاس على قَدَمي وَالْعَاقِب. قَالَ يزِيد: سَأَلت سُفْيَان عَن العاقب فَقَالَ: آخر الْأَنْبِيَاء قَالَ 28 / ب أَبُو عُبَيْدٍ: وَكَذَلِكَ كل شَيْء خلف بعد شَيْء فَهُوَ عاقب / لَهُ وَقد عَقَبَ يَعْقُب عَقْبا وعقوبا وَلِهَذَا قيل لولد الرجل بعده: هُمْ عَقِبه وَكَذَلِكَ آخر كل شَيْء عَقْبه وَمِنْه حَدِيث عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنه سَافر فِي عَقِبِ رَمَضَان فَقَالَ: إِن الشَّهْر قد تسعسع فَلَو صمنا بَقِيَّته. قَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: فرس ذُو عقب - إِذْ اكَانَ بَاقِي الجري وَكَذَلِكَ الْعَاقِبَة من كل شَيْء آخِره وَهِي عواقب الْأُمُور. قَالَ أَبُو عبيد: ويروي عَن أبي حَازِم أَنه قَالَ: لَيْسَ لملول صديق وَلَا لحسود غِنىً وَالنَّظَر فِي العواقب تلقيح للعقول. 
(ع ق ب) : (الْعَقَبُ) بِفَتْحَتَيْنِ فِي (ع ص) (وَالْعَقِبُ) بِكَسْرِ الْقَاف مُؤَخَّرُ الْقَدَمِ (وَعَقِبُ) الشَّيْطَانِ هُوَ الْإِقْعَاء وَعَقِبُ الرَّجُلِ نَسْلُهُ (وَفِي) الْأَجْنَاس هُمْ أَوْلَادُهُ الذُّكُور وَعَنْ بَعْضِ الْفُقَهَاءِ أَوْلَادُ الْبَنَات عَقِبٌ لِقَوْلِهِ تَعَالَى {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ} [الزخرف: 28] (وَعَقَبَهُ) تَبِعَهُ مِنْ بَابِ طَلَب وَهُوَ مَعْقُوبٌ (وَبِتَصْغِيرِهِ) سُمِّيَ مُعَيْقِبُ بْنُ فَاطِمَةَ الدَّوْسِيُّ وَتَرْكُ الْيَاءِ الثَّانِيَة خَطَأٌ (وَتَعَقَّبَهُ) تَتَبَّعَهُ وَتَفَحَّصَهُ وَاسْتِعْمَالُهُمْ إيَّاهُ فِي مَعْنَى عَقَبَهُ غَيْرُ سَدِيدٍ (وَاعْتَقَبَ) الْبَائِعُ الْمَبِيعَ حَبَسَهُ حَتَّى يَأْخُذَ الثَّمَنَ (وَعَنْ) النَّخَعِيِّ الْمُعْتَقِبُ ضَامِنٌ لِمَا اعْتَقَبَ يَعْنِي إنْ هَلَكَ فِي يَده فَقَدْ هَلَكَ مِنْهُ لَا مِنْ الْمُشْتَرِي (وَأَعْقَبَهُ) نَدَمًا أَوْرَثَهُ (وَقَوْلُهُمْ) الطَّلَاقُ يُعْقِبُ الْعِدَّةَ وَالْعِدَّةُ تَعْقُبُ الطَّلَاقَ الْأَوَّلُ مِنْ بَاب أَكْرَمَ وَالثَّانِي مِنْ بَابِ طَلَبَ (وَالْعُقْبَةُ) النَّوْبَةُ وَمِنْهَا عَاقَبَهُ مُعَاقَبَةً وَعِقَابًا نَاوَبَهُ (وَعُقْبَةُ الْأَجِيرِ) أَنْ يَنْزِلَ الْمُسْتَأْجِرُ صَبَاحًا مَثَلًا فَيَرْكَبَ الْأَجِيرُ (وَقَوْلُ) صَاحِبِ الْإِيضَاحِ فَإِنْ أَمْكَنَهُ أَنْ يَمْشِي أَوْ يَكْتَرِي عُقْبَةً فَلَيْسَ عَلَيْهِ الْحَجّ فِيهِ تَوَسُّع (وَالْعُقَابَانِ) عُودَانِ يُنْصَبَانِ مَغْرُوزَيْنِ فِي الْأَرْضِ يُشْبَحُ بَيْنَهُمَا الْمَضْرُوبُ أَوْ الْمَصْلُوبُ أَيْ يُمَدُّ (وَالْيَعَاقِيبُ) جَمْعُ يَعْقُوبِ وَهُوَ ذَكَرُ الْقَبَجِ (وَأَمَّا) يَعْقُوبُ اسْمُ رَجُلٍ فَأَعْجَمِيٌّ (وَبِهِ سُمِّيَ) أَبُو يُوسُفَ وَإِلَيْهِ يُنْسَبُ النَّبِيذُ الْيَعْقُوبِيُّ الَّذِي يُسَمَّى الْجُمْهُورِيُّ.
عقب
العَقِبُ: مؤخّر الرّجل، وقيل: عَقْبٌ، وجمعه: أعقاب، وروي: «ويل للأعقاب من النّار» واستعير العَقِبُ للولد وولد الولد. قال تعالى: وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ [الزخرف/ 28] ، وعَقِبِ الشّهر، من قولهم:
جاء في عقب الشّهر، أي: آخره، وجاء في عَقِبِه: إذا بقيت منه بقيّة، ورجع على عَقِبِه: إذا انثنى راجعا، وانقلب على عقبيه، نحو رجع على حافرته ، ونحو: فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً [الكهف/ 64] ، وقولهم: رجع عوده على بدئه ، قال: وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا [الأنعام/ 71] ، انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ [آل عمران/ 144] ، وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ [آل عمران/ 144] ، ونَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ [الأنفال/ 48] ، فَكُنْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ [المؤمنون/ 66] . وعَقَبَهُ: إذا تلاه عقبا، نحو دبره وقفاه، والعُقْبُ والعُقْبَى يختصّان بالثّواب نحو: خَيْرٌ ثَواباً وَخَيْرٌ عُقْباً [الكهف/ 44] ، وقال تعالى: أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ [الرعد/ 22] ، والعاقِبةَ إطلاقها يختصّ بالثّواب نحو: وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [القصص/ 83] ، وبالإضافة قد تستعمل في العقوبة نحو: ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا [الروم/ 10] ، وقوله تعالى: فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ [الحشر/ 17] ، يصحّ أن يكون ذلك استعارة من ضدّه، كقوله: فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ [آل عمران/ 21] . والعُقُوبَةُ والمعاقبة والعِقَاب يختصّ بالعذاب، قال:
فَحَقَّ عِقابِ [ص/ 14] ، شَدِيدُ الْعِقابِ [الحشر/ 4] ، وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ
[النحل/ 126] ، وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ [الحج/ 60] .
والتَّعْقيبُ: أن يأتي بشيء بعد آخر، يقال: عَقَّبَ الفرسُ في عدوه. قال: لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ
[الرعد/ 11] ، أي: ملائكة يتعاقبون عليه حافظين له. وقوله: لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ
[الرعد/ 41] ، أي: لا أحد يتعقّبه ويبحث عن فعله، من قولهم: عَقَّبَ الحاكم على حكم من قبله: إذا تتبّعه. قال الشاعر: وما بعد حكم الله تعقيب
ويجوز أن يكون ذلك نهيا للنّاس أن يخوضوا في البحث عن حكمه وحكمته إذا خفيت عليهم، ويكون ذلك من نحو النّهي عن الخوض في سرّ القدر . وقوله تعالى: وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ [النمل/ 10] ، أي: لم يلتفت وراءه. والاعتقاب: أن يتعاقب شيء بعد آخر كاعتقاب اللّيل والنهار، ومنه: العُقْبَة أن يتعاقب اثنان على ركوب ظهر، وعُقْبَة الطائر:
صعوده وانحداره، وأَعقبه كذا: إذا أورثه ذلك، قال: فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً [التوبة/ 77] ، قال الشاعر:
له طائف من جنّة غير معقب
أي: لا يعقب الإفاقة، وفلان لم يُعْقِبْ، أي:
لم يترك ولدا، وأعقاب الرّجل: أولاده. قال أهل اللغة: لا يدخل فيه أولاد البنت، لأنهم لم يعقبوه بالنّسب، قال: وإذا كان له ذرّيّة فإنّهم يدخلون فيها، وامرأة مِعْقَابٌ: تلد مرّة ذكرا ومرّة أنثى، وعَقَبْتُ الرّمح: شددته بالعَقَبِ، نحو: عصبته:
شددته بالعصب، والعَقَبَةُ: طريق وعر في الجبل، والجمع: عُقُب وعِقَاب، والعُقَاب سمّي لتعاقب جريه في الصّيد، وبه شبّه في الهيئة الرّاية، والحجر الذي على حافتي البئر، والخيط الذي في القرط، واليعقوب: ذكر الحجل لما له من عقب الجري .
ع ق ب: (عَاقِبَةُ) كُلِّ شَيْءٍ آخِرُهُ. وَ (الْعَاقِبُ) مَنْ يَخْلُفُ السَّيِّدَ. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَا السَّيِّدُ وَالْعَاقِبُ» يَعْنِي آخِرَ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. وَ (الْعَقِبُ) بِكَسْرِ الْقَافِ مُؤَخَّرُ الْقَدَمِ وَجَمْعُهُ (أَعْقَابٌ) وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ. وَ (عَقِبَ) الرَّجُلِ أَيْضًا وَلَدُهُ وَوُلِدُ وَلَدِهِ وَكَذَا عَقْبُهُ بِسُكُونِ الْقَافِ وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ أَيْضًا عَنِ الْأَخْفَشِ. وَ (الْعُقْبُ) وَ (الْعُقُبُ) الْعَاقِبَةُ مِثْلُ عُسْرٍ وَعُسُرٍ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا} [الكهف: 44] وَتَقُولُ: جِئْتُ فِي عُقْبِ شَهْرِ رَمَضَانَ وَفِي (عُقْبَانِهِ) بِضَمِّ الْعَيْنِ وَسُكُونِ الْقَافِ فِيهِمَا إِذَا جِئْتَ بَعْدَ مَا مَضَى كُلُّهُ. وَجِئْتُ فِي (عَقِبِهِ) بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَكَسْرِ الْقَافِ إِذَا جِئْتَ وَقَدْ بَقِيَتْ مِنْهُ بَقِيَّةٌ. وَ (الْعُقْبَةُ) بِوَزْنِ الْعُلْبَةِ النَّوْبَةُ. وَ (عَاقَبْتُهُ) فِي الرَّاحِلَةِ إِذَا رَكِبْتَ أَنْتَ مَرَّةً وَرَكِبَ هُوَ مَرَّةً. وَ (أَعْقَبْتُهُ) مِثْلُهُ. وَهُمَا يَتَعَاقَبَانِ كَاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ. وَ (الْعَقَبَةُ) وَاحِدَةُ (عَقَبَاتِ) الْجِبَالِ. وَ (الْعِقَابُ) الْعُقُوبَةُ وَ (عَاقَبَهُ) بِذَنْبِهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَعَاقَبْتُمْ} [الممتحنة: 11] أَيْ فَغَنِمْتُمْ. وَعَاقَبَهُ جَاءَ بِعَقِبِهِ فَهُوَ (مُعَاقِبٌ) وَ (عَقِيبٌ) أَيْضًا. وَ (التَّعْقِيبُ) مِثْلُهُ. وَمِنْهُ (الْمُعَقِّبَاتُ) بِتَشْدِيدِ الْقَافِ وَكَسْرِهَا وَهُمْ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لِأَنَّهُمْ يَتَعَاقَبُونَ. وَإِنَّمَا أُنِّثَ لِكَثْرَةِ ذَلِكَ مِنْهُمْ كَعَلَّامَةٍ وَنَسَّابَةٍ. وَتَقُولُ: وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ بِتَشْدِيدِ الْقَافِ وَكَسْرِهَا أَيْ لَمْ يَعْطِفْ وَلَمْ يَنْتَظِرْ. وَ (التَّعْقِيبُ) فِي الصَّلَاةِ الْجُلُوسُ بَعْدَ أَنْ يَقْضِيَهَا لِدُعَاءٍ أَوْ مَسْأَلَةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: «مَنْ عَقَّبَ فِي صَلَاةٍ
فَهُوَ فِي الصَّلَاةِ» وَ (أَعْقَبَهُ) بِطَاعَتِهِ جَازَاهُ. وَ (الْعُقْبَى) جَزَاءُ الْأُمُورِ. وَ (أَعْقَبَ) الرَّجُلُ إِذَا مَاتَ وَخَلَّفَ (عَقِبًا) أَيْ وَلَدًا. وَأَكَلَ أُكْلَةً (أَعْقَبَتْهُ) سُقُمًا أَيْ أَوْرَثَتْهُ. قُلْتُ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا} [التوبة: 77] أَيْ أَوْرَثَهُمْ بُخْلُهُمْ نِفَاقًا. وَأَعْقَبَهُمُ اللَّهُ أَيْ جَازَاهُمْ بِالنِّفَاقِ. وَ (تَعَقَّبَهُ) عَاقَبَهُ بِذَنْبِهِ. وَ (اعْتَقَبَ) الْبَائِعُ السِّلْعَةَ حَبَسَهَا عَنِ الْمُشْتَرِي حَتَّى يَقْبِضَ الثَّمَنَ وَفِي الْحَدِيثِ: «الْمُعْتَقِبُ ضَامِنٌ» يَعْنِي إِذَا تَلِفَ عِنْدَهُ. قُلْتُ: قَالَ الْأَزْهَرِيُّ فِي آخِرِ ع ق ب: قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: فُلَانٌ يَسْعَى (عَقِبَ) آلِ فُلَانٍ أَيْ بَعْدَهُمْ. وَلَمْ أَجِدْ فِي الصِّحَاحِ وَلَا فِي التَّهْذِيبِ حُجَّةً عَلَى صِحَّةِ قَوْلِ النَّاسِ. جَاءَ فُلَانٌ عَقِبَ فُلَانٍ أَيْ بَعْدَهُ إِلَّا هَذَا. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: جَاءَ (عَقِيبَهُ) بِمَعْنَى بَعْدَهُ فَلَيْسَ فِي الْكِتَابَيْنِ جَوَازُهُ. وَلَمْ أَرَ فِيهِمَا (عَقِيبًا) ظَرْفًا بَلْ بِمَعْنَى الْمُعَاقِبِ فَقَطْ كَاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ عَقِيبَانِ لَا غَيْرُ. قُلْتُ: يُقَالُ: (عَقَّبَ) الْحَاكِمُ عَلَى حُكْمِ مَنْ قَبْلَهُ إِذَا حَكَمَ بَعْدَ حُكْمِهِ بِغَيْرِهِ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ} [الرعد: 41] أَيْ لَا أَحَدَ يَتَعَقَّبُ حُكْمَهُ بِنَقْضٍ وَلَا تَغْيِيرٍ. 
عقب
العَقَبُ: ما يُشَدُ به الرِّماحُ والسِّهامُ. والعَقَبَةُ: طَريْقٌ وَعْرٌ في الجَبَل، والجَميعُ العَقَبُ والعِقَابُ.
والعَقِبُ: مُؤَخَرُ القَدَم، وتميمٌ تُخَفِّفُه، والجميعُ الأعْقاب. وفُلانٌ مُوَطَأُ العَقِبِ: الرَّئيس المَتْبوع.
ووَلى على عَقِبه: إِذا أخَذَ في وَجْهٍ ثم انْثَنى راجِعاً. وأعْقَبَ: خَفَفَ عَقِباً.
وقَوْلُ العَرَب: لا عَقِبَ له: أيْ وَلَداً ذَكَراً. ومَالَهُ تَعْقِبَةٌ، أي عَقِبٌ. ويقال للقادِم: مِنْ أيْنَ عَقِبُكَ؟: أي من أيْنَ أقْبَلْتَ؟. ولَوْ كانَ له عَقِبٌ لَتَكَلَمَ: أي جَواب. ووَلى ولم يُعَقبْ: لم يَعْطِفْ؛ ويُقال: لم يُعْقِبْ أيضاً. والتعْقِيْبُ: الغَزْوُ بَعْدَ الغَزْو. والانْصِرافُ من الأمورِ يُريْدُها.
والخَيْلُ تُعَقبُ في عدْوِها لم تَزدَدْ إلا جَودةً، وهو ذو عَقْبٍ. وعَقبَتْ علي في تلك السلْعَةِ عُقَب: أدْرَكَني فيها دَرك.
والتُعْقِبَة: الدركُ. وهُما يُعَقبانِ فلاناً: تَعَاوَنا عليه. وكُل ما خَلَفَ شَيْئاً فقدْ عَقَبَه، وهُما غقِيْبان، وقد اعْتقَبا وتَعَاقَبا. وأتى إليه خَيْراً فَعَقب بغيَر مُكافَأةٍ.
والعقبَة والعِقَاب والعقْبى: المُكافَأَةُ والثواب. وإِذا كانَ للفَرس جَمَام بعدَ انقِطاع الجَرْي قيل له: عِقَاب. وعَقب الأمْرِ وعَاقِبَتُه وعَاقِبُه وعُقْبَاه: آخِرُه، وجمَعُ العَقْب على الأعْقاب؛ والعُقْبى على العُقب. وأعْقَبَ هذا ذاك: صارَ مَكانَه. وأعْقَبْت الطي: إذا طويْتَ البئْر فأعْقَبْتَ الحَوَامى بججارة من خَلْفِها. وأعْقَبَ الأمر عقْبَاناً وعُقْبى، واعْقِبَ عِزاً: أبدل.
واسْتَعْقَبَ مِن كذا خَيْراً وتعقبَ: واحِدٌ. وتَعَقبْتُهُ: تَتبعْتَ أثَرَه. وهُما يتَعاقَبانِ الرُّكُوبَ بينهما أو الأمْرَ: يَرْكَبُ هذا عُقْبَةً وهذا عقْبَةً. والعُقْبَة فَرْسَخان.
وعقْبُ الحَوْض: عُقْره. ولا يَفْعلُ كذا إلا عُقْبَةَ القَمَرِ: وذلك إِذا قّارَنَ الثُّريّا؛ وُيقارنها في السنَةِ مَرّة، وهو من المعَاقَبَة؛ وذلك إِذا اسْتَوى اللَيلُ والنَّهار. وقيل: هو عَوْدَته إذا غَاب.
والعُقْبَةُ: كُلّ ما يُرْعى بَعدَ الحُمُوْضَة. وعُقْبَةُ النّاس بَعد الطًعام: الحَلْوَاء. ولَقِيْتُ منه عُقْبَةَ الضبُع: أي الشَدَة.
وحُكِيَ: كنْتُ مَرهً نشبَةَ وأنا اليَوْمَ عُقْبَة: أي كنتُ أنْشب في الشًر قَديماً قَوياً واليومَ اعْقِبْتُ ضَعْفَاَ. وعُقبَةُ القِمْرِ وعِقْبَتُها: ما يَبْقى فيها من المَرَقِ عندَ رَدَها إذا استَعاروها.
وجِئْت في عُقْبِ الشَهْر وعُقْبانِه: أي بَعْدَ ما يَمْضِي. وفي عَقِبهِ وعَقْبِه: إِذا بقِيَتْ منه بَقِيَةٌ.
وعقْبَةُ: اسْم رَجُلً. وأخَذَ بِعُقْبَةِ فُلانٍ: أي مَكانَه. وهو عالم بعقْبى الكَلام: أي غامضِه. واحذر عَقبَ اللهِ وعِقابَه وعقُوْبَتَه.
وكُلُّ طَريقٍ بَعْضُها خَلْفَ بَعض: أعْقَابٌ؛ كأنَّها مَنْضُودةٌ عَقْبٌ على عَقْبٍ.
والمِعْقَبُ: الخِمَارُ. ونَجْمٌ يُهْتَدى به. والعِقَابُ والعُقَابُ: الخَيْطُ الذي يُجْمَعُ به طَرَفا القُرْطِ في الأذُن. والمِعْقَابُ: المَرْأةُ وِلادَتُها أبَداً أنْ تأتيَ بذَكَرٍ بَعْدَ أنثى. والعَقُوْبانِ: الخَشَبَتان تُنْصَبان على حَرْفَي البِئر. والإعْقَابَةُ: سِمَةٌ في الأذن، وشَاةٌ معَاقَبَةٌ ومُعْقَبَة.
والعُقَابُ: طائرٌ. والعَلَمُ الضَخْم، تَشبيهاً به. وصَخْرَةٌ ناتِئةٌ في عُرْض جَبَل أو حُولِ بئرٍ، وربما كان في البئر من قِبَل الطيِّ إذا زالت الصخرةُ عن مَوْضِعِها، والذي يُسوَيها: مُعَقِّبٌ.ْ ومَسِيْلُ الماء إلى الحَوْض. والجَمْعُ في الكُل: العِقْبَان. وإذا حَلَّفْتَ الرجُلَ فلَمْ تَرْضَ بِيَمين دونَ يمينٍ: فذلك العُقَابانِ. وعليه عِقْبَةُ جَمَال وعُقْبَتُه: أي أثَرُه، وكذلك في السُّرور.
والعِقْبَةُ لُغَةٌ في العِقْمة: لِضَرْبٍ من الثياب. وتَغَيرَ بِعَاقِبَةٍ: أي عن قريب.
وعَاقِبَةٌ من الطيْر: أي يَعْقُبُ بعضُها مكانَ بعض كأنَه تَقَعُ الأخْرى مكانَ الأولى. والعَاقِبُ: آخِرُ الأنْبياء.
والعَوَاقِبُ والمُعَاقِبَةُ من الإبل: التي تأكُلُ من الحَمْض مرةً ومن الخلة أخرى، وقد عَقَبَتْ عُقُوْباً. وعَاقِبَةُ البُرَةِ: حَلْقَتُها. والعَقِب: الخَلِيْفُ. واليَعْقُوْبُ: ذَكَرُ القَبَج والقَطا.
وتسمى الخيل: بعاقيب لسرعتها. واعْتَقَبْتُ الشَيْءَ: حَبَسْتَه. وال
معقب الذي يَتَبعُ عَقِبَ الإِنسانِ في طَلَبِ حَق. وله مُعَقَبَاتٌ من جَوانِبه: أي حَفَظَةٌ.
عقب: عَقَّب (بالتشديد): ًأصلح، قوم، عدّل، صحح، نقّح. (ألكالا، المقدمة 1: 12).
عَقَّب: أغنى، أثرى. خلف، أورث (فوك) ففي القسم الأول منه.
عَقَّب لِوِلْدِه: أشبه أباه في أخلاقه (فوك) عاقب. عاقبا المنشار بينهما: جعلا المنشار يذهب ويجيء بينهما بالتناوب والتعاقب. (المقدمة 3: 309).
عاقب. عاقب (أو أعْقَب) بين الناس: بدَّل الحامية، أرسل إلى المدينة حامية جديدة لتحل محل الحامية التي كانت فيها. (البلاذري ص223، 236) وقد ذكر في معجم البلاذري غير هذا، إلا أن السيد دي غويه قد اعترف إنه قد أخطأ بذلك.
أعْقَب: أخر عمل الشيء وعمله متأخراً، وهو ضد أسلف. ففي كتاب عبد الواحد (ص88): يقول الشاعر: فيما سبق من الزمن أسلفت دلائل إخلاصي وحبي، وأعترف أني بعد ذلك أعقبتُ أَعْماَل مفسد (وفي المطبوع أعقبتَ وهو من خطأ الطباعة).
أعقب الناقة): نزل عن الناقة ليركب أخرى (معجم مسلم).
أعقب أخاه على زوجته: تزوج أرملة أخيه. (معجم البيان).
أعقب بين الناس: انظرها في عاقب.
أعقب ب: أبدل، أقام في مقام، أحل في محل، استبدل. (وهو جفلايت ص49).
أعقب فلاناً ب. يقال مثلاً: أعقبهم الله بالجوع. أي عاقبهم الله بالجوع (أخبار ص61).
أعقب كلامه ب: أضاف شيئاً إلى خطابه (بوشر).
تعقبَّ: ندم. (البكري ص130).
تعقبَّ: راقب، فتش. ففي حيان- بسام (1: 10و): خدمة التعقب والمحاسبة أي وظيفة المراقبة والتفتيش المالي. وفي بسام (3: 60ق): ولى زمام التعقب على أهل الأندلس.
تعقَّب على فلان: صحح كلامه وعلق عليه.
(عباد 2: 91 ورقم 85، المقري 1: 201، 613، ابن بطوطة 4: 104، العبدري ص111، ابن عبد الملك ص 3ق، الخطيب ص91 ق).
تعقَّب: أعاد عمل الشيء (فوك، ألكالا) وفي معجم الكالا: rehasimiento ( تَعَقُّب وإعادة) وانظر: عقَّب في معجم لين.
تعاقَب: تعاقب القوم في الأمر والشيء: عملوه مناوبة، أو استخدموه مناوبة. (محيط المحيط).
على التعاقب: عدة مرات، مرَّة بعد أخرى. (دي ساسي طرائف 1: 406).
تعاقب: كما يقال تعاقب المسافران على الدابة (لين) يقال عن الرجال: تعاقبوا على امرأة، أي وطؤوها كل واحد بنوبته. (ألف ليلة 2: 232) كما يقال عن عدد من الأشخاص تولوا الملك أو توارثوا لغة أو إرثا واحداً بعد الآخر: تعاقبوا عليه (البكري ص67، المقدمة 3: 303).
تعاقب: مطاوع عاقب، بمعنى أصابته عقوبة (معجم مسلم).
انعقب: تأخر (أداء المستحق). ففي العبدري (ص59 و): أراد أمير مكة سجن الحجاج المصريين فقال له تركي: فيما تأخذهم قال له في حقوق وجبت لي على مَلك مِصْر ولي حظ في بيت المال منعقبة (منعقب) أعواماً.
اعتقب: انظر لمفصل (ص89) ففيه: ومن ذلك قِنَّسرَيٌ ونصيَّبيٌ ويبريء فيمن جعل الإعراب قبل النون ومن جعله معتقب الإعراب قال قنسريني.
عُقب: عقيب الاولاد، آخر من يولد منهم (بوشر).
عَقَب: عصاب، وهي أعصاب الجمل تجفف في الشمس وتفرق إلى أجزاء في مثل رقة خيط الحرير. أو هي وبر الجمل المفتول. (دوماس عادات ص264).
عُقِب: قعر الكأس، قعر الإناء. (بوشر).
عَقِب: كتاب مطبوع بعد وفاة مؤلفه. (بوشر).
عقب الرمح: زُجُّ الرمح. (بوشر).
عَقْبة: آخر حصاد الذرة. حصاد الذرة الثالث (نيبور رحلة إلى بلاد العرب ص146).
عِقْبَة: أثر. وتجمع على عِقَب (أبو الوليد ص544).
عَقَبة: مرقى صعب من الجبال، وجمعها في معجم الكالا: عقائب. ويقال: بلادهم عَقْبة (كذا) أي بلادهم مرقى صعب؟ (مارتن ص23).
عَقَبَة: عقدة، معضلة، مشكلة، (ومتاهة، تيه. (بوشر).
عَقَبَة: قربى، قرابة، واشجة النسب (ألكالا).
عَقَبَة: في مصر نوع من القوارب الكبيرة، صندل. وجمعها عقبات وعَقَب. (مملوك 2، 1: 24).
ويقول ستوشوف (ص424): وللأغنياء زوارق خاصة يستخدمونها للتنزه عند زيادة النيل ويسمونها أشبه ( Achaba) وهي قوارب مسطحة، يبلغ كوثلها (مؤخرها) أكثر من نصفها، منها مربعة محاطة بأعمدة درابزين لئلا يزعج النوتية من يجلس فيها. وهي مفروشة في الداخل بطنافس ثمينة. وأعلاها مغطى بقماش مشمع، وداخلها مصبوغ وملون بأنواع الألوان بحيث يرى الجالس فيها إنه في صالة جميلة. انظر وصف ثفينيو المطول أيضاً (1: 465) عند مونكونيس (ص282) حيث تحرفت الكلمة إلى أكور به، وعند لين (عادات 2: 293).
عَقِبَة = كعب، القسم الأسفل من السهم.
(الجريدة الآسيوية 1848، 2: 210).
عَقِبَة: كل طرف من طرفي القوس، قاب القوس. (نفس المصدر السابق).
عُقبى: بمعنى تعويض، بدل، جزاء، مكافأة (لين 2101 في آخر). وفي معجم البلاذري (ص66): وقد خفضت الضريبة عنهم عقبى لهم عن أرضهم التي انتزعت منهم. وقد أعترف السيد دي غويه إنه قد أساء تفسير هذه الكلمة في معجم البلاذري.
عقبا لكل سنة: أتمنى لك سنة سعيدة، وهي تهنئة تقال عادة في اليوم الأول ن السنة في حلب. (بوشر).
عُقاب: عقاب منسوري، عقاب بحري، كاسر العظام. (الكالا).
عُقاب: أبو الخطاف، حدأة. (شيرب).
عُقاب: يطلق أصحاب الكيمياء اسم هذا الطائر على ملح النشادر. (دفيك ص8).
عقَّابية: لوز أخضر. (بوشر). عاقب: كان لنصارى نجران ثلاثة رؤساء: السيد هو القائد العسكري، والعاقب وهو الرئيس المدني، والأسقف. (معجم البلاذري، محيط المحيط).
عاقبة: آخر كل شيء وخاتمته، ويقال مثلاً: عاقبته ترجع عليك (بوشر).
بلسم التعقيبة: صمغ الكبيبة (بوشر).
مُعَقَّب: من له عَقَب. (الكامل ص242).
معاقب: متشدد، متعصب. (بوشر).
ع ق ب : الْعَقَبُ بِفَتْحَتَيْنِ الْأَبْيَضُ مِنْ أَطْنَابِ الْمَفَاصِلِ.

وَالْعَقِبُ بِكَسْرِ الْقَافِ مُؤَخِّرُ الْقَدَمِ وَهِيَ أُنْثَى وَالسُّكُونُ لِلتَّخْفِيفِ جَائِزٌ وَالْجَمْعُ أَعْقَابٌ.
وَفِي الْحَدِيثِ «وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنْ النَّارِ» أَيْ لِتَارِكِ غَسْلِهَا فِي الْوُضُوءِ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ «وَنَهَى - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - عَنْ عَقِبِ الشَّيْطَانِ فِي الصَّلَاةِ» وَيُرْوَى عَنْ عُقْبَةِ الشَّيْطَانِ وَهُوَ أَنْ يَضَعَ أَلْيَتَيْهِ عَلَى عَقِبَيْهِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ وَهُوَ الَّذِي يَجْعَلُهُ بَعْضُ النَّاسِ الْإِقْعَاءَ.

وَالْعَقِبُ بِكَسْرِ الْقَافِ أَيْضًا وَبِسُكُونِهَا لِلتَّخْفِيفِ الْوَلَدُ وَوَلَدُ الْوَلَدِ وَلَيْسَ لَهُ عَاقِبَةٌ أَيْ لَيْسَ لَهُ نَسْلٌ وَكُلُّ شَيْءٍ جَاءَ بَعْدَ شَيْءٍ فَقَدْ عَاقَبَهُ وَعَقَّبَهُ تَعْقِيبًا وَعَاقِبَةُ كُلِّ شَيْءٍ آخِرُهُ وَقَوْلُهُمْ جَاءَ فِي عَقْبِهِ بِكَسْرِ الْقَافِ وَبِسُكُونِهَا لِلتَّخْفِيفِ أَيْضًا أَصْلُ الْكَلِمَةِ جَاءَ زَيْدٌ يَطَأُ عَقِبَ عَمْرٍو وَالْمَعْنَى كُلَّمَا رَفَعَ عَمْرٌو قَدَمًا وَضَعَ زَيْدٌ قَدَمَهُ مَكَانَهَا ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى قِيلَ جَاءَ عَقِبَهُ ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى اُسْتُعْمِلَ بِمَعْنَيَيْنِ وَفِيهِمَا مَعْنَى الظَّرْفِيَّةِ أَحَدُهُمَا الْمُتَابَعَةُ وَالْمُوَالَاةُ فَإِذَا قِيلَ جَاءَ فِي عَقِبِهِ فَالْمَعْنَى فِي أَثَرِهِ وَحَكَى ابْنُ السِّكِّيتِ بَنُو فُلَانٍ تُسْقَى إبِلُهُمْ عَقِبَ بَنِي فُلَانٍ أَيْ بَعْدَهُمْ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ فَرَسٌ ذُو عَقِب أَيْ جَرْيٍ بَعْدَ جَرْي وَذَكَرَ تَصَارِيفَ الْكَلِمَةِ ثُمَّ قَالَ وَالْبَابُ كُلُّهُ يَرْجِعُ إلَى أَصْلٍ وَاحِدٍ وَهُوَ
أَنْ يَجِيءَ الشَّيْءُ بِعَقِبِ الشَّيْءِ أَيْ مُتَأَخِّرًا عَنْهُ وَقَالَ فِي مُتَخَيَّرِ الْأَلْفَاظِ صَلَّيْنَا أَعْقَابَ الْفَرِيضَةِ تَطَوُّعًا أَيْ بَعْدَهَا وَقَالَ الْفَارَابِيُّ جِئْتُ فِي عَقِبِ الشَّهْرِ إذَا جِئْتُ بَعْدَ مَا يَمْضِي هَذَا لَفْظُهُ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ أَنَّهُ سَافَرَ فِي عَقِبِ رَمَضَانَ أَيْ فِي آخِرِهِ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ فَرَسٌ ذُو عَقِب أَيْ جَرْيٍ بَعْد جَرْيٍ وَمِنْ الْعَرَبِ مَنْ يُسَكِّنُ تَخْفِيفًا وَقَالَ عُبَيْدٌ
إلَّا لِأَعْلَمَ مَا جَهِلْتُ بِعَقْبِهِمْ
أَيْ أَخَّرْتُ لِأَعْلَمَ آخِرَ أَمْرِهِمْ وَقِيلَ مَا جَهِلْتُ بَعْدَهُمْ وَسَافَرْتُ وَخُلِّفَ فُلَانٌ بِعَقِبِي أَيْ أَقَامَ بَعْدِي وَعَقَّبْتُ زَيْدًا عَقْبًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَعُقُوبًا جِئْتُ بَعْدَهُ وَمِنْهُ سُمِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْعَاقِبَ لِأَنَّهُ عَقَبَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ أَيْ جَاءَ بَعْدَهُمْ وَرَجَعَ فُلَانٌ عَلَى عَقِبِهِ أَيْ عَلَى طَرِيقِ عَقِبِهِ وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ خَلْفَهُ وَجَاءَ مِنْهَا سَرِيعًا وَالْمَعْنَى الثَّانِي إدْرَاكُ جُزْءٍ مِنْ الْمَذْكُورِ مَعَهُ يُقَالُ جَاءَ فِي عَقِبِ رَمَضَانَ إذَا جَاءَ وَقَدْ بَقِيَ مِنْهُ بَقِيَّةٌ وَيُقَالُ إذَا بَرِئَ الْمَرِيضُ وَبَقِيَ شَيْءٌ مِنْ الْمَرَضِ هُوَ فِي عَقِبِ الْمَرَضِ وَأَمَّا عَقِيبٌ مِثَالُ كَرِيمٍ فَاسْمُ فَاعِلٍ مِنْ قَوْلِهِمْ عَاقَبَهُ مُعَاقَبَةً وَعَقَّبَهُ تَعْقِيبًا فَهُوَ مُعَاقِبٌ وَمُعَقِّبٌ وَعَقِيبٌ إذَا جَاءَ بَعْدَهُ.
وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: أَيْضًا وَاللَّيْلُ وَالنَّهَارُ يَتَعَاقَبَانِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَقِيبُ صَاحِبهِ وَالسَّلَامُ يَعْقُبُ التَّشَهُّدَ أَيْ يَتْلُوهُ فَهُوَ عَقِيبٌ لَهُ وَالْعِدَّةُ تَعْقُبُ الطَّلَاقَ أَيْ تَتْلُوهُ وَتَتْبَعُهُ فَهِيَ عَقِيبٌ لَهُ أَيْضًا فَقَوْلُ الْفُقَهَاءِ يَفْعَلُ ذَلِكَ عَقِيبَ الصَّلَاةِ وَنَحْوَهُ بِالْيَاءِ لَا وَجْهَ لَهُ إلَّا عَلَى تَقْدِيرِ مَحْذُوفٍ وَالْمَعْنَى فِي وَقْتٍ عَقِيبَ وَقْتِ الصَّلَاةِ فَيَكُونُ عَقِيبٌ صِفَةَ وَقْتٍ ثُمَّ حُذِفَ مِنْ الْكَلَامِ حَتَّى صَارَ عَقِيبَ الصَّلَاةِ وَقَوْلُهُمْ أَيْضًا يَصِحُّ الشِّرَاءُ إذَا اسْتَعْقَبَ عِتْقًا لَمْ أَجِدْ لِهَذَا ذِكْرًا إلَّا مَا حُكِيَ فِي التَّهْذِيبِ اسْتَعْقَبَ فُلَانٌ مِنْ كَذَا خَيْرًا وَمَعْنَاهُ وَجَدَ بِذَلِكَ خَيْرًا بَعْدَهُ وَكَلَامُ الْفُقَهَاءِ لَا يُطَابِقُ هَذَا إلَّا بِتَأْوِيلٍ بَعِيدٍ فَالْوَجْهُ أَنْ يُقَالَ إذَا عَقَّبَهُ الْعِتْقُ أَيْ تَلَاهُ.

وَالْعُقْبَةُ النَّوْبَةُ وَالْجَمْعُ عُقَبٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ.

وَتَعَاقَبُوا عَلَى الرَّاحِلَةِ رَكِبَ كُلُّ وَاحِدٍ عُقْبَةً.

وَالْعُقْبُ بِضَمَّتَيْنِ وَالْإِسْكَانُ تَخْفِيفٌ الْعَاقِبَةُ.

وَالْعُقَابُ مِنْ الْجَوَارِحِ أُنْثَى وَجَمْعُهَا عِقْبَانٌ وَأَعْقَبَهُ نَدَمًا أَوْرَثَهُ وَعَاقَبْتُ اللِّصَّ مُعَاقَبَةً وَعِقَابًا وَالِاسْمُ الْعُقُوبَةُ وَالْيَعْقُوبُ يَفْعُولٌ ذَكَرُ الْحَجَلِ وَالْجَمْعُ يَعَاقِيبُ وَالْعَقَبَةُ فِي الْجَبَلِ وَنَحْوِهِ جَمْعُهَا عِقَابٌ مِثْلُ رَقَبَةٍ وَرِقَابٍ وَلَيْسَ فِي صَدَقَتِهِ تَعْقِيبٌ
أَيْ اسْتِثْنَاءٌ وَوَلَّى وَلَمْ يُعَقِّبْ لَمْ يَعْطِفْ وَالتَّعْقِيبُ فِي الصَّلَاةِ الْجُلُوسُ بَعْدَ قَضَائِهَا لِدُعَاءٍ أَوْ مَسْأَلَةٍ. 
[عقب] عاقبة كل شئ: آخره. وقولهم: ليست لفلانٍ عاقبةٌ، أي ولد. وفي الحديث: " السيِّد والعاقب " فالعاقب: مَن يخلف السيدَ بعده. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: " أنا العاقب "، يعني آخر الأنبياء، وكلُّ من خَلَفَ بعد شئ فهو عاقبه. والعقب، بكسر القاف: مؤخَّر القدم، وهي مؤنّثة. وعقب الرجلِ أيضا: وَلَده وولد ولده. وفيها لغتان عَقِبٌ وعَقْب بالتسكين. وهي أيضاً مؤنَّثة عن الاخفش. وقال أبو عمرو: النعامة تعقب في مرعى بعد مرعى، فمرة تأكل الآء، ومرة تأكل التنوم، وتعقب بعد ذلك في حجارة المرو، وهى عقبته، ولا يغث عليها شئ من المرتع. وهذا معنى قول ذى الرمة يصف الظليم: ألهاه آء وتنوم، وعقبته * من لائح المرو والمرعى له عقب وعقب فلان مكان أبيه عاقبة، أي خلفه، وهو اسم جاء بمعنى المصدر، كقوله تعالى: (ليس لوقعتها كاذبة) . وعقبت الرجل في أهله، إذا بغيتَه بشرٍّ وخَلَفته. وعقَبْتُه أيضاً، إذا ضربتَ عقبه. والعقب، بالتسكين: الجرى يجئ بعد الجري الأول. تقول: لهذا الفرس عَقْبٌ حسن. والعُقْب والعُقُب: العاقبة، مثل عسر وعسر. ومنه قوله تعالى: (هو خيرٌ ثواباً وخيرٌ عُقُباً) . وتقول أيضاً: جئت في عُقْب شهر رمضان، وفي عُقْبانِهِ، إذا جئتَ بعد أن يمضيَ كلُّه، وجئتُ في عَقِبه بكسر القاف، إذا جئتَ وقد بقيت منه بقيّة. حكاه ابن السكيت. والعُقْبَةُ: النَوبة، تقول: تمَّت عُقبتُك. وهما يتعاقبان كالليل والنهار. وتقول أيضاً: أخذت من أسيري عُقْبَةً، إذا أخذت منه بدلاً. وعاقبت الرجل في الرحلة، إذا ركبت أنت مرَّةً وركب هو مرّة. وعُقْبَةُ الطائر: مسافة ما بين ارتفاعه وانحطاطه. والمِعْقاب: المرأة التي من عادتها أن تلد ذكراً بعد أنثى. والعقبة أيضا: شئ من المرق يردُّه مستعير القدر إذا ردَّها. وقولهم: عليه عِقْبه السرو والجمال، بالكسر، أي أثر ذلك وهيئته. ويقال أيضاً: ما يفعلُ ذلك إلا عِقْبة القمر ، إذا كان يفعله في كل شهرٍ مرّةً. والعَقَب بالتحريك: العَصَب الذي تُعمل منه الأوتار، الواحدة عَقَبة، تقول منه عَقَبْت السهمَ والقَدَحَ والقوس عَقْباً، إذا لويت شيئاً منه عليه. قال الشاعر : وأسْمَر من قداح النَبْع فَرعٍ * به عَلمانِ من عَقَبٍ وضَرْسِ وربَّما شدُّوا به القرط لئلا يزيغ. وأنشد الاصمعي: كأن خوق قرطها المعقوب * على دباة أو على يعسوب والعقبة: واحدة عقاب الجبال.ويعقوب: اسم رجل لا ينصرف في المعرفة للعجمة والتعريف، لانه غير عن جهته فوقع في كلام العرب غير معروف المذهب. واليعقوب: ذكر الحجل، وهو مصروف لانه عربي لم يغير وإن كان مزيدا في أوله فليس على وزن الفعل. قال الشاعر:

عال يقصر دونه اليَعْقوبُ * والجمع اليَعاقيب. وإبل مُعاقبة: ترعى مرَّةً في حَمْض ومرة في خلَّة، وأمَّا التي تشرب الماء ثم تعود إلى المَعْطِن ثم تعود إلى الماء فهى العواقب. عن ابن الاعرابي. وأعقبت الرجل، إذا ركبتَ عُقْبَةً وركب هو عُقْبَةً، مثل المعاقبة. والعرب تعقب بين الفاء والثاء وتعاقب، مثل جدث وجدف. العقاب: العقوبة، وقد عاقبته بذنبه. وقوله تعالى: (فَعاقَبتم ، أي فَغَنِمتم. وعاقبَه أي جاء بعَقِبه فهو، مُعاقِبٌ وعقيبٌ أيضاً. والتعقيب مثله. والمعقبات: ملائكة الليل والنهار، لأنهم يتعاقبون، وإنما أنِّث لكثرة ذلك منهم، نحو نَسَّابة وعَلاَّمة. والمعقِّبات: اللواتي يقمن عند أعجاز الابل المعتركات على الحوض، فإذا انصرفت ناقةٌ دخلت مكانها أخرى، وهي الناظرات العُقَب. وعَقَّب العَرْفُج، إذا اصفرّت ثمرته وحان يُبسُه. والتعقيب أيضاً: أن يغزو الرجل ثم يُثَنِّي من سنته. قال طفيلٌ الغَنَويّ يصف الخيل: طِوالُ الهوادي والمتونُ صليبةٌ * مَغاويرُ فيها للأمير مُعَقَّب وعَقَّب في الأمر، إذا تردَّد في طلبه مجدا. قال لبيد يصف حمارا وأتانه: حتى تهجر بالرواح وهاجها * طلب المعقب حقه المظلوم رفع المظلوم وهو نعت للمعقب على المعنى، والمعقب خفض في اللفظ، ومعناه أنه فاعل. وتقول: ولى فلان مدبِراً ولم يُعَقِّب، أي لم يَعطِف ولم ينتظر. والتعقيب في الصلاة: الجلوس بعد أن يقضيها لدعاءٍ أو مسألة. وفي الحديث: " من عَقَّبَ في صلاةٍ فهو في الصلاة ". وتصدَّق فلانٌ بصدقةٍ ليس فيها تعقيبٌ، أي استثناء. وأعقبه بطاعته، أي جازاه. والعُقبى: جزاء الأمر. وأعقَبَ الرجلُ، إذا مات وخلف عقبا، أي ولدا. وأعقبهُ الطائفُ، إذا كان الجنونُ يعاوده في أوقات. قال امرؤ القيس يصف فرساً: ويخْضِدُ في الآرِيِّ حتَّى كأنه * به عُرَّةٌ أو طائفٌ غيرُ مُعْقِبِ والمُعْقِب: نجمٌ يعقب نجماً، أي يطلع بعده. ويقال: أكل أكلةً أعقبته سقماً، أي أورثته. وذهب فلانٌ فأعقبه ابنُه، إذا خَلفه، وهو مثل عَقَبه. وأعقبَ مستعيرُ القدرِ، أي ردَّها وفيها العُقْبة. وقد تَعَقَّبْتُ الرجلَ، إذا أخذته بذنبٍ كان منه. وتَعَقَّبْت عن الخبر، إذا شككتَ فيه وعُدت للسؤال عنه. قال طفيل:

ولم يكُ عما خَبَّروا مُتَعَقَّب * وتَعَقَّب فلانٌ رأيه، أي وجد عاقبتَه، إلى خير. واعْتَقَبَ البائع السِلعة، أي حبسها عن المشتري حتَّى يقبض الثمن. وفى الحديث: " المعتقب ضامن "، يعنى إذا تلفت عنده. واعتقبت الرجلَ: حبسته. وتقول: فعلت كذا فاعتقبتُ منه ندامةً، أي وجدت في عاقبته ندامة. والعقاب: طائر، وجمع القلَّة أعْقُب، لأنَّها مؤنثة، وأفعل بناء يختص به جمع الاناث مثل عناق وأعنق، وذراع وأذرع، والكثير عِقْبان. وعُقاب عَقَنْباةٌ وعَبَنْقاةٌ وبَعَنْقاة على القلب، أي ذات مخالبَ حِداد. قال الطرماح: عُقاب عَقَنْباة كأنَّ وظيفَها * وخَرطومَها الأعلى بنارٍ مُلَوَّحُ والعُقاب: عُقاب الراية . والعُقاب: حجرٌ ناتئ في جوف بئرٍ، يخرِق الدِّلاء، وصخرةٌ ناتئةٌ في عُرض جبل شِبه مِرقاة.
[عقب] نه: من "عقب" في صلاة فهو في الصلاة، أي أقام في مصلاه بعد ما يفرغ من الصلاة. ومنه ح: و"التعقيب" في المساجد بانتظار الصلاة. غ: والتعقيب أن يعمل عملًا يعود فيه. ج: وغذا غزى ثم ثنى من سنة مرة أخرى قيل: قد "عقب". ومنه: من شاء منهم أن "يعقب"؛ ويقال: تعقيبه خير من غزوه. نه: ومنه ح: ما كانت صلاة الخوف إلا سجدتين إلا أنها كانت "عقبا"، أي تصلي طائفة بعد طائفة فهم يتعاقبونها تعاقب الغزاة. وح: وإن كل غازية غزت "يعقب" بعضها بعضًا، أي يكون الغزو بينهم نوبًا فإذا خرجت طائفة ثم عادت لم تكلف أن تعود ثانية حتى يعقبها أخرى غيرها. وح عمر: كان "يعقب" الجيوش في كل عام. ج: الجيش "عقبى"، إذا خرجت منها طائفة بعد طائفة فأقامت في الغزو مدة ثم جاءت أخرى عوضها وعادت الأولى فأقامت فهم يتعاقبون طائفة بعد طائفة. ومنه: إلا أنها كانت "عقبة". نه: وح أنس: سئل عن "التعقيب" في رمضان فأمرهم أن يصلوا في البيوت، التعقيب هو أن تعمل عملًا ثم تعود فيه، وأراد هنا صلاة النافلة بعد التراويح فكره أن يصلوا في المسجد. وفي ح الدعاء: "معقبات" لا يخيب قائلهن ثلاث وثلاثون تسبيحة- إلخ، لأنها عادت مرة بعد مرة، أو لأنها عقيب الصلاة، والمعقب من كل شيء ما جاء عقبباعتبار ملائكة جماعات الناس. ج: أي يصعد ملائكة الليل وينزل ملائكة النهار ويصعد ملائكة النهار وينزل ملائكة الليل. ط: التنكير يدل على أن الثانية غير الأولى. وفيه: أن الرفعة لنا و"العاقبة" في الأخرى، العقب والعقبى يختصان بالثواب، والعاقبة بإطلاقها يختص بالثواب، وقد يستعمل في العقوبة نحو "ثم كان "عاقبة" الذين أساءوا السوأى". ش: "لعقبى" الآخرة، هي جزاء الأمر. غ: "أعقب" أنزل حتى أركب عقبتي. وح: لا يطأ "عقبة" يجيء في نفث.
باب العين والقاف والباء (ع ق ب، ع ب ق، ب ع ق، ب ق ع، ق ب ع، ق ع ب كلهن مستعملات)

عقب: العَقَبُ: العَصَب الذي تُعْمَل منه الأوتار، الواحدةُ عَقَبةٌ، وخِلاف ما بَيْنَه وبين العَصَبِ أن العَصَبَ يَضربُ إلى صُفْرةٍ والعَقَبُ يضرب إلى بياض وهو أصْلَبُها وأمتَنُها. والعَقِبُ: مُؤخَّرُ القَدَمِ، تُؤَنَثّهُ العَربُ، وتميمٌ تُخَفِّفُه. وتجمعُ على أعقابِ، وثلاثُ أَعْقِبة وعَقِبُ الرجل: وَلَدُه وولد وَلَدُه الباقونَ من بَعْدِه وقَوْلُهم: لا عَقِبَ له: أي لم يبق له ولد ذَكَرٌ. وتقول: وَلىَّ فلان على عَقِبهِ وعَقِبَيهِ: أي أخَذَ في وَجْهٍ ثم انثنَى راجعِاً. والتَّعْقيبُ: انصرافك راجعاً من أمْرٍ أرَدْتَه أو وَجْهٍ. والمُعَقِّبِ: الذي يتتبع عَقِبَ إنسانٍ في طلب حَقٍ أو نحوه، قال لبيد :

حتّى تَهَجَّرَ في الرَّواحِ وهاجَه ... طَلَبُ المُعَقِّبِ حَقَّهُ المَظلوُمُ

وقوله عز وجل-: وَلَمْ يُعَقِّبْ

* أي لم يَنْتظرْ والتَّعقيبُ: غَزوةٍ بعد غزوةٍ وسَيْر بعد سيرٍ. وقوله عز وجل-: لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ

) أي لا راد لقضائه. والخَيْلُ تُعَقَّبُ في حُضْرِها إذا لم تَزْدَدْ إلا جودةً. ويقال للفرس الجواد: إنه لذو عَقْوٍ وذو عَقْبٍ، فعَفْوُه أول عَدْوِه، وعَقْبُه ان يعقب بحضرٍ أشد من الأول، قال: لا جَرْىَ عندَكَ في عَقْبٍ وفي حُضُرِ

وكُلُّ شيءٍ يُعْقِبُ شيئاً فهو عَقيبُه كقولك: خَلَفَ يَخْلُفُ بمنزلة اللَّيْلِ والنَّهار إذا قضى أحدُهُما عَقِبَ الآخر فهما عقيبان كل واحدٍ منهما عَقيبُ صاحبه، ويَعْتقَبِان ويَتَعاقَبانِ: إذا جاء أحدُهُما ذَهَبَ الآخر. وعَقَبَ اللَّيْل النَّهارَ والنهارُ الليل: أي خَلَفَه. وأتى فُلانٌ إلى فلانٍ خَبَراً فَعَقَبَ بخير منه أي أردَفَ. ويقال: عَقَّبَ أيضاً مشدداً. قال:

فَعَقَبْتُمْ بَذَنوبٍ غير مَرّ

وقال أبو ذؤيب:

أوْدَى بَنِيّ وأعقبونيِ حَسْرَةً ... بعدَ الرُّقادِ وعَبْرَةً ما تُقْلِعُ

قوله: فأعْقَبونيِ مُخالِفٌ للألفاظ المُتَقَدِّمَة ومُوافِقٌ لها في مَعْنىً. ولَعَلَّهما لُغَتان. فمَنْ قال عَقب لا يَقْولُ أعْقَبَ كمن قال: بَدَأتُ به لا يقول: أبْدَأتُ، قال جرير:

عَقَبَ الرَّذاذُ خلافهم فكأنما ... بسط الشواطب بينهنّ حَصيرا

وعَقِبُ الأمِر: آخِرَه. قال:

مَحْذُورُ عَقبِ الأمر في التّنادي

ويجمع أعقابَ الأمور. وعاقِبَةُ كلَّ شَيءٍ: آخرُه، وعاقِبُ أيضاً بلا هاء ويُجْمَعُ عَواقِبَ وعُقُباً. ويقال: عاقِبةٌ وعَواقِبُ وعاقِبٌ وعُقَّبٌ (مُشددٌ ومُخفَّفٌ)

تقُولُ لي ميّالة الذّوائبِ ... كَيْف أخي في عُقَبِ النَّوائبِ

وأَعْقَبَ هذا الأمرُ يُعْقِبُ عُقْباناً وعُقْبىَ، قال ذو الرمة:  أعاذِلُ قد جرَّبتُ في الدهر ما مَضىَ ... ورَوَّأْتُ في أعقابِ حقٍّ وباطِلِ

يعني أواخره. وأعْقَبَه الله خيراً منه والاسم العُقْبىَ شِبْهُ العِوَض والبَدل. وأعْقَبَ هذا ذاك: أي صارَ مَكانَه. وأعْقَبَ عِزَّه ذلاً: أي ابْدَلَ منه، قال:

كم من عزيزٍ أعْقَبَ الذُلّ عِزُّه ... فأصْبحَ مَرْحوماً وقد كان يُحْسَدُ

والبئر تُطْوَى فتُعْقَبُ الحوافي بالحجارة من خلفها، تقول: أعَقْبتُ الطَّيَّ. وكلُّ طَرائِقَ يكون بعضها خَلْفَ بعض فهي أعقابٌ، كأنَّها مَنْضودة، عَقِباً على عَقِبٍ، قال الشماخ:

أعقابُ طيٍّ على الأثباجِ منضودِ.

يصف طرائق شَحْم ظهر النّاقِة. وقد استَعْقبتُ من كذا خيراً وشراً. واستَعْقَبَ من أمره النَّدامةَ وتَعَقَّبَ بمعناه. وتَعَقَّبْتُ ما صَنَعَ فُلانٌ: أي تَتَبَّعْتُ أثره. والرجلان يتعاقَبانِ الرُّكوبَ بينهما والأمر، يَرْكَبُ هذا عقبةً وهذا عُقْبَةً. والعُقْبَةُ فيما قدروا بينهما فَرسْخِان. والعُقوبةُ: اسم المُعاقَبةِ، وهو أن يَجْزيَه بعاقبِة ما فَعَلَ من السوء، قال النابغة:

ومَنْ عَصاَكَ فَعاقِبْهُ مُعاقَبَةً ... تَنْهَى الظَّلُومَ ولا تَقَعُدْ على ضَهَدِ

والعُقْبَة: مَرْقَةٌ تَبْقَى في القِدَر المُعارَةِ إذا رَدُّوها إلى صاحبها. وفلانٌ وفلانٌ يُعَقّبانِ فلاناً: إذا تعاونا عليه، وقوله تعالى: لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ أي يحفظونه بأمر الله. والعَقَبَةُ: طَريقٌ في الجَبَل وَعْرٌ يُرْتَقَى بمَشقةٍ وجمعُه عَقَبٍ وعِقابٌ. والعقابُ: طائِرٌ، تُؤنِّثُها العَرَبُ إذا رأته لأنها لا تُعَرفُ إناثُها من ذُكُورِها، فإذا عرفت قيل: عُقابٌ ذَكَرَ. ومثله العَقْربُ، ويُجمعُ على عِقبانٍ وثلاث أعْقُبٍ. والعُقابُ: العَلَمُ الضَّخمُ تشبيهاً بالعُقابِ الطائر، قال الراجز:

ولحق تَلْحَقُ من أقرابها ... تحت لِواء المَوْتِ أو عُقابِها

والعُقابُ: مَرْقىً في عُرْض جَبَلٍ، وهي صخرة نائتة ناشِزةٌ، وفي البئر من حولها، ورُبمَّا كانت من قَبلِ الطَّي، وذلك أن تَزُولَ الصَّخْرةٌ من مَوْضِعِها. والمُعْقِبُ: الذي يَنْزل في البِئِر فيرفَعُها ويُسَوِّيها. وكل ما مَرَّ من العُقَاب نجمعه عِقْبان. واليَعْقُوبُ: الذَّكَرُ من الحَجَل والقطا، وجمعه يَعاقيبُ. ويَعْقُوبُ: اسم اسرائيل، سمي به لأنه وُلِدَ مع عَيصُو أبي الروم في بطنٍ واحد. وُلِدَ عَيصُو قَبْلَه، ويَعْقُوبُ مُتَعَلِّقٌ بعَقِبِه خرجا معاً. واشتِقاقه من العَقِبِ. وتسمى الخيل يعاقيب لسُرْعَتِها. ويقال: بل سُمِّيَتْ بها تشبيهاً بيَعاقيبِ الحَجَل. ومن أنْكَرَ هذا احتج بأن الطَّيْرَ لا تَرْكُضُ ولكن شبه بها الخَيْلُ، قال سلامة بن جندل:

وَلّى حَثيثاً وهذا الشَّيبُ يَتْبَعُهُ ... لو كان يُدرِكُه رَكْضُ اليعَاقيبِ.

ويقال: أراد بالتعاقيب الخَيْلَ نَفْسَها اشتِقاقاً من تعقيب السَّير والغَزْوِ بعد الغَزْوِ. وامرأةٌ مِعْقابٌ: من عادتها أن تَلِدَ ذَكَراً بعد أنثى. ومِفعال في نَعْت الإناث لا تدخله الهاء.

وفي الحديث: قَدِمَ رسُول الله صلى الله عليه وسلم نَصارى نجرانَ: السَّيِّدُ والعاقِبُ

، فالعاقِبُ من يَخْلُف السيد بعده.

عبق: العَبَاقِيَةُ على تَقدير عَلانِية: الرجل ذو شَرٍَّ ونُكْرٍ، قال:

أطف لها عباقية سرندى ... جَريءُ الصَّدْرِ مُنْسَطِ اليَمينِ

والعَبق: لُزُوق الشيء بالشيء. وامرأةٌ عَبْقَةٌ ورجلٌ عَبِقٌ: إذا تَطيَّب بأدنْى طِيبِ فَبقيَ ريحه أياماً، قال :

عَبِقَ العَنْبَرُ والمِسْك بها ... فهي صَفراء كعُرْجُون القَمَرْ.

أي لَزِق.

قعب: القَعْبُ: القدَحُ الغَليظُ، ويجمع على قِعابٍ قال:

تلكَ المكارمُ لا قَعْبانِ من لَبَنٍ ... شِيبَا بماءٍ فعَادَا بعد أبوالا

والقعبة: شبه حُقَّةٍ مُطْبَقةٍ يكون فيه سَويقُ المرء. والتَّقعيبُ في الحافِر : إذا كان مُقَعَّباً كالقَعْبَةِ في استدارتها، وهكذا خلقته، قال العجاج : ورُسُغاً وحافِراً مَقَعّباً

وأنشد ابن الأعرابي:

يَتْرُكَ خَوّارَ الصَّفا رَكُوبا ... بمُكْرَباتٍ قَعَّبَتْ تَقْعيبا

قبع: قَبَعَ الخنِزيرُ بصوته قَبْعاً وقُباعاً. وقَبَعَ الإنسان قُبُوعاً: أي تَخَلَّفَ عن أصحابه. والقَوابعُ: الخَيْلُ المَسْبُوقُة قد بقيت خلف السابق، قال:

يُثابِرُ حتّى يْتُرَك الخَيْلَ خَلْفَهُ ... قَوابعَ في غُمَّى عَجاجِ وعثِيرَ

والقباع: الأحمق. وقباع بن ضبة كان من أحْمَقِ أهل زَمانِه، يضرب مَثَلاً لكل أحْمَقَ. ويقال: يا ابن قابعاءَ. ويا ابن قُبَعَةَ، يوصف بالحُمْق. ومن النساء القُبَعَةُ الطُّلَعَةُ: تَطْلُعُ مرةً وتَقْبَعُ أُخْرى فتَرجعُ. وقَبيعَةُ السَّيفْ: التي على رأس القائِم، ورُبمَّا اتخذَت القَبيعةُ من الفِضَّةِ على رأس السِّكيَّن. وقُبَعُ: دُوَيِّبَّةٌ، يقال من دَوابِّ البَحْر، قال:

مأُبالي أن تَشَذَّرْتَ لنا ... عادِياً أم بالَ في البَحْرِ قُبَعْ

وقَبَعْتُ السِّقاء: إذا جَعَلَتْ رَأسهُ فيه وجَعَلتُ بَشَرتَه الداخِلةَ.

بعق: البُعاقُ: شدَّة الصَّوتِ. بَعَقَتِ الإبلُ بُعاقاً. والمَطَر الباعقُ: الذي يِفاجِئُكَ بشدةٍ، قال: تَبَعَّقَ فيه الوابلُ المُتَهطّلُ

والإنبعِاقُ: أن يَنْبِعقَ الشَّيء عليك مُفاجَأةً، قال أبو دُؤاد:

بَينمَا المَرْءُ آمناً راعه رائع ... حَتْفٍ لم يَخْشَ منه انبعِاقَهْ

وقال:

تَيَّممْتُ بالكِدْيَوْنِ كيلا يَفُوتَني ... من المَقْلةِ البَيْضاء تَفريطُ باعِقِ

الباعِقُ: المُؤَذِّنُ إذا انْبَعَقَ بَصوْتهُ. والكِدْيَونُ يقال الثَّقيلُ من الدَّوابِّ. وبَعَقْتُ الإبلَ: نَحَرْتُها.

بقع: البَقَعُ: لَوْنٌ يُخالفُ بَعْضُهَ بعضاً مثل الغُرابِ الأسْوَد ِفي صَدْرِه بيَاض، غراب أبقع، وكلب أبْقَعُ. والبُقْعَةُ: قِطعةٌ من أرض على غير هيئة التي على جَنْبِها. كل واحِدةٍ منها بُقْعةٌ، وجمعُها بقاعٌ وبُقَعٌ. والبَقيعُ: موضعٌ من الأرض فيه أرُومُ شَجَرٍ من ضُرُوبٍ شتى، وبه سُمِّيَ بَقيعُ الغَرْقَدِ بالمدينة والغَرْقُدُ: شَجَرٌ كان ينبت. هُناك، فبَقِيَ الاسمُ مُلازِماً للمَوْضِع وذَهَبَ الشجر. والباقِعَةُ: الدّاهِيةُ من الرجال. وبَقَعَتْهُمْ باقِعَةُ من البواقع: أي داهِيَةٌ من الدواهي.

وفي الحديث: يُوشِكُ أن يَعْمَلَ عَلَيْكُمْ بُقعانُ أهْلِ الشّامِ

يُريدُ خَدَمُهُم لبياضهم، وشَبَّهَهُمْ بالشيء الأبْقَعِ الذي فيه بَياضٌ، يعني بذلك الروم والسودان. 
الْعين وَالْقَاف وَالْبَاء

عَقِبُ كل شَيْء، وعَقْبُه، وعاقِبته، وعاقِبه، وعُقْبَتُهُ، وعُقْباه، وعُقْبانه: آخِره، قَالَ خَالِد بن زُهَيْر الْهُذلِيّ.

فإنْ كنتَ تَشْكُو مِن خَليل مَجَانَةً ... فَتلك الجَوَازِي عَقْبُها ونُصُورها

يَقُول: جَزَيتك بِمَا فعلت بِابْن عُوَيْمِر. وَفِي التَّنْزِيل: (ولَا يَخافُ عُقْباها) . قَالَ ثَعْلَب: مَعْنَاهُ لَا يخَاف الله عزَّ وجلّ عَاقِبَة مَا عمل، أَن يرجع عَلَيْهِ الْعَاقِبَة، كَمَا نَخَاف نَحن، وَقَالُوا: العُقَبَى لَك فِي الْخَيْر: أَي الْعَاقِبَة.

وَجمع العَقِب والعَقْب: أعقاب. لَا يُكسَّر على غير ذَلِك.

وعَقِب الْقدَم وعَقْبها: مؤخرها، مُؤَنّثَة: مِنْهُ. وَفِي الحَدِيث: " نهى عَن عقب الشَّيْطَان فِي الصَّلَاة وَهُوَ أَن يضع إليته على عَقِبَيْهِ بَين السَّجْدَتَيْنِ ". وَجَمعهَا: أعْقاب، وأعْقُب، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

فُرْقَ المَقاديمِ قِصارُ الأعْقُب

وعَقَبَهُ يَعْقُبُهُ عَقْباً: ضرب عَقِبَه. وعُقِبَ عَقْباً: شكا عَقِبَه.

وعَقِبُ النَّعْلِ: مؤخرها، أُنْثَى. ووطئوا عَقِبَ فلَان: مَشوا فِي أَثَره. وولَّى على عَقِبه وعَقِبَيْه: إِذا أَخذ فِي وَجه ثمَّ انثنى.

والتَّعقيب: أَن ينْصَرف من أَمر أَرَادَهُ.

وَجَاء مُعَقِّباً: أَي فِي آخر النَّهَار.

وجئتك فِي عَقِب الشَّهر، وعَقْبه، وعَلى عَقِبِه: أَي لأيام بقيت مِنْهُ: عشرَة أَو أقل.

وَجئْت

فِي عُقْب الشَّهْر، وعَلى عُقْبه، وعُقُبه، وعُقْبانه: أَي بعد مضيه. وَحكى الَّلحيانيّ: جئْتُك عُقُبَ رَمَضَان: أَي آخِره. وَجئْت فلَانا على عُقْب مَمَره، وعُقُبِه وعَقِبه، وعَقْبه، وعُقْبانه: أَي بعد مُرُور. وَقَالَ الَّلحيانيّ: أَتَيْتُك على عُقُب ذَاك، وعُقْب ذَاك، وعَقِب ذَاك، وعَقْب ذَاك، وعُقْبان ذَاك. وجئته عُقْبَ قدومه: أَي بعده. وَحكى الَّلحيانيّ أَيْضا: صَلَّينا عُقُبَ الظُّهْر، وصلَّينا أعقابَ الْفَرِيضَة تطوُّعا: أَي بعْدهَا. وعَقَبَ هَذَا هَذَا: إِذا جَاءَ بعده وَقد بَقِي من الأول شَيْء. وَقيل عَقَب: إِذا جَاءَ بعده. وكل شَيْء جَاءَ بعد شَيْء وَخَلفه، فَهُوَ عَقْبه، كَمَاء الركيَّة، وهبوب الرّيح، وطيران القطا، وعدو الْفرس.

وَفرس ذُو عَقِب وعَقْب: أَي لَهُ جري بعد جري، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

على العَقْب جَيَّاشٌ كأنّ اهتزامه ... إِذا جاشَ فِيهِ حَمْيُهُ غَلْيُ مِرْجَلِ

وَفرس يعْقوب: ذُو عَقْب. وَقد عَقَبَ يَعْقِبُ عَقْبا.

وَفرس مُعَقِّبٌ فِي عَدْوه: يزْدَاد جودة. وعَقَبَ الشيب يَعْقِب ويَعْقُب عَقُوبا، وعَقَّب: جَاءَ بعد السَّواد.

والعَقِب، والعَقْب والعاقِبة: ولد الرجل، وَولد وَلَده، الْبَاقُونَ بعده. وَقَول الْعَرَب: لَا عَقِبَ لَهُ: أَي لم يبْق لَهُ ولد ذكر. وَقَوله تَعَالَى (وجَعَلَها كلِمةً باقَيةً فِي عَقِبه) : أَرَادَ: عَقِب إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام، يَعْنِي لَا يزَال من وَلَده من يوحد الله تَعَالَى. والجميع أَيْضا: أعْقاب.

وأعْقَبَ الرجل: إِذا ترك عَقِبا، يُقَال: كَانَ لَهُ ثَلَاثَة أَوْلَاد، فأعقب مِنْهُم رجلَانِ: أَي تركا عَقِبا، ودرج وَاحِد. وَقَول طفيل الغنوي:

كريمةُ حُرّ الوجْهِ لم تَدْعُ هالِكا ... مِن القوْم هُلْكاً فِي غَدٍ غيرِ مُعْقِبِ

يَعْنِي: انه إِذا هلك من قَومهَا سيد، جَاءَ سيد، فَهِيَ لم تندب سيدا وَاحِدًا لَا نَظِير لَهُ. أَي لَهُ نظراء من قومه.

وعَقَب مَكَان أَبِيه يَعْقُب عَقْباً، وعَقَّب: إِذا خلف، وَكَذَلِكَ عَقَبَه يَعْقُبُهُ عَقْبا. الأول لَازم، وَالثَّانِي مُتَعَدٍّ، وكل مَا خلف شَيْئا فقد عَقَبه، وعَقَّبَه.

وعَقَبوا من خلفنا، وعَقَّبُونا: أَتَوا، وأعْقَبَ هَذَا هَذَا: إِذا ذهب الأول، فَلم يبْق مِنْهُ شَيْء، وَصَارَ الآخر مَكَانَهُ.

وأعْقَبَه نَدَماً وغَماًّ: أورثه إِيَّاه، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

أوْدَى بَنِيَّ وأعْقَبونِي حَسْرَةً ... بعد الرُّقادِ وعَبْرَةً مَا تُقْلِعُ

وعاقبَ بَين الشَّيْئَيْنِ: إِذا جَاءَ بِأَحَدِهِمَا مرّة وبالآخر مرّة.

والعاقِب: الَّذِي دون السَّيِّد. وَقيل: الَّذِي يخلفه. والعَاقِبُ: الآخر. وَفِي الحَدِيث: " أَنا العاقِب " أَي آخر الرُّسُل.

وَفُلَان يَسْتَقِي على عَقِب آل فلَان: أَي فِي آثَارهم.

والمُعَقِّب: الَّذِي يتبع عَقِبَ الْإِنْسَان فِي حق، قَالَ لبيد:

حَتَّى تَهَجَّرَ فِي الرَّوَاحِ وهاجَهُ ... طَلبُ المعَقِّبِ حَقَّهُ المظْلومُ

وعَقَّب عَلَيْهِ: كَرَّ وَرجع، وَفِي التَّنْزِيل: (وَلَّى مُدْبِراً وَلم يُعَقَبْ) . وأعْقَب عَن الشَّيْء: رَجَعَ. وأعْقَب الرجل: رَجَعَ إِلَى خير.

وَقَول الْحَارِث بن بدر: " كنت مرَّة نُشْبه، وَأَنا الْيَوْم عُقْبَه ". فسره ابْن الْأَعرَابِي، فَقَالَ: مَعْنَاهُ: كنت مرَّة إِذا نشبت أَو عَلِقْتُ بِإِنْسَان، لَقِي مني شرا، فقد أعقَبْتُ الْيَوْم وَرجعت. وَقَالُوا: العُقْبى إِلَى الله: أَي الْمرجع.

والمُعَقِّب: المنتظر. والمُعَقِّب: الَّذِي يَغْزُو غَزْوَة بعد غَزْوَة، ويسير سيرا بعد سير، وَلَا يُقيم فِي أَهله بعد القُفُول.

وعَقَّب بِصَلَاة بعد صَلَاة، وغزاة بعد غزَاة: والى. وعَقَّب فِي النَّافِلَة، بعد الْفَرِيضَة: كَذَلِك.

وعَقَّب وأعْقَب: إِذا فعل هَذَا مرّة، وَهَذَا مرّة.

وإبل مُعاقِبَة: ترعى مرّة فِي حمض، وَمرَّة فِي خلة.

وعَقَبَتِ الْإِبِل من مَكَان إِلَى مَكَان: تَعْقُبُ عَقْبا، وأعْقَبَتْ، كِلَاهُمَا: تحولت مِنْهُ إِلَيْهِ رعى.

والتَّعاقُب: الْورْد مرّة بعد مرّة.

والمِعْقاب: الَّتِي تَلد ذكرا ثمَّ أُنْثَى.

وعِقبةُ الْقَمَر: عودته. ابْن الْأَعرَابِي: عُقْبة الْقَمَر بِالضَّمِّ: نجم يقارن الْقَمَر فِي السّنة مرّة. قَالَ:

لَا تَطْعَمُ المِسْكَ والكافُورَ لَّمتُهُ ... وَلَا الذَّرِيرةَ إِلَّا عُقْبَةَ القَمَرِ

هُوَ لبَعض بني عَامر، يَقُول: يفعل ذَلِك فِي الْحول مرّة. وَرِوَايَة الَّلحيانيّ: عِقْبة الْقَمَر بِالْكَسْرِ.

والتَّعاقُبُ والاعْتقابُ: التداول.

والعَقِيِب: كل شَيْء أعقبَ شَيْئا. وهما يتعاقبان، ويَعْتَقِبان: أَي إِذا جَاءَ هَذَا ذهب هَذَا.

وعَقَبَ اللَّيل النَّهَار: جَاءَ بعده. وَذهب فلَان وعَقَب فلَان بعد واعْتَقَبه، أَي خَلفه.

ومِعْقَب: نجم يُتَعاقبُ عَلَيْهِ، عَن ثَعْلَب. وَأنْشد:

كَأَنَّهَا بينَ السُّجُوف مِعْقَبُ أَو شادِنٌ ذُو بَهْجةٍ مُرَيَّبُ

وهما يُعَقبانِهِ، ويَعْتَقِبانِ عَلَيْهِ، ويتعاقبان: يتعاونان. وَقَوله تَعَالَى: (لهُ مُعَقِّباتٌ مِن بَينِ يَدَيْهِ وَمن خلفِه، يحْفَظونه مِن أمرِ اللهِ) : أَي للْإنْسَان مَلَائِكَة يَعْتَقِبُونَ، يَأْتِي بَعضهم بعَقِب بعض، يَحْفَظُونَهُ من أَمر الله: أَي مِمَّا أَمرهم الله بِهِ، كَمَا يَقُول: يَحْفَظُونَهُ عَن أَمر الله، وبأمر الله، لَا انهم يقدرُونَ أَن يدفعوا أَمر الله.

واعْتُقِب بِخَير، وتُعُقِّبَ: أَتَى بِهِ مرّة بعد مرّة. وأعْقَبه الله بِهِ خيرا. وَالِاسْم مِنْهُ: العُقْبَى، وَهُوَ شبه الْعِوَض.

واسْتَعْقَب مِنْهُ خيرا أَو شرا: اعتاضه.

وتَعَقَّب من أمره: نَدم.

وأعْقَبَ الرجل: كَانَ عَقِيَبه. وأعقبَ الْأَمر عَقْبا وعِقْبِانا، وعُقْبى، حَسَنَة أَو سَيِّئَة. وَفِي الحَدِيث: " مَا من جُرْعةٍ أحمدُ عُقبَى من جُرْعة غيظٍ مكْظومةٍ ".

وأُعْقِب عِزُّه ذُلاّ: أبدل، قَالَ:

كمْ مِن عَزِيزٍ أُعْقِبَ الذُّلَّ عِزُّه ... فأصبَح مَرْحوما وَقد كَانَ يُحْسَدُ

وأعْقَبَ طَيَّ الْبِئْر بحجارة من وَرَائِهَا: نضدها. وكل طَرِيق بعضه خلف بعض: أعْقاب، كَأَنَّهَا منضودة عَقْبا على عَقْب. قَالَ الشماخ فِي وصف طرائق الشَّحْم على ظهر النَّاقة:

إِذا دَعَتْ غَوْثَها ضَرّاتُها فَزِعَتْ ... أعْقابُ نِيّ على الأثْباج مَنْضُودِ

والأعْقاب: الخزف الَّذِي يدْخل بَين الْآجر فِي طي الْبِئْر، لكَي يشْتَد. قَالَ كرَاع: لَا وَاحِد لَهُ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْعقَاب: الخزف بَين السافات، وَأنْشد فِي صفة الْبِئْر:

ذاتَ عِقابٍ هَرِشٍ وذاتَ جَمّ

ويروى: " وذاتَ حَمّ "، أَرَادَ: وَذَات حَمْءٍ، ثمَّ اعْتقد إِلْقَاء حَرَكَة الْهمزَة على مَا قبلهَا، فَقَالَ، وَذَات حَمٍ.

وَأكل أَكلَة أعْقَبَتْه سُقماً: أَي أورثته.

وعَقَبَ الرجل فِي أَهله: بغاه بشر وَخَلفه. وعَقَب فِي أثر الرجل بِمَا يكره، يَعْقُبُ عَقْبا: كَذَلِك.

والعُقْبَةُ: قدر فرسخين. والعُقْبة أَيْضا: قدر مَا تسيره. وَالْجمع: عُقَب. قَالَ:

خَوْداً ضِناكاً لَا تَمُدُّ العُقَبا

أَي إِنَّهَا لَا تسير مَعَ الرِّجَال لِأَنَّهَا لَا تحْتَمل ذَلِك، لنعمتها وترفها، كَقَوْل ذِي الرمة:

فَلم تستَطِع مَيٌّ مُهاوَاتَنا السُّرَى ... وَلَا ليلَ عِيْسٍ فِي البُرِينَ خَوَاضعُ

والعُقْبَةُ: الدُّولة. والعُقْبة أَيْضا: الْإِبِل يرعاها الرجل ويسقيها عُقْبته، أَي دولته، كَأَن الْإِبِل، سميت باسم الدولة، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

إنَّ عَلىَّ عُقْبَةً أقْضِيها ... لسْتُ بناسيها وَلَا مُنْسيها

أَي أَنا أسوق عُقْبَتي، وأُحْسِن رعيها.

وَقَوله لست بناسيها وَلَا مُنسيها: يَقُول: لست بتاركها عَجزا، وَلَا بمؤخرها، فعلى هَذَا، إِنَّمَا أَرَادَ: وَلَا منسئها، فأبدل الْهمزَة يَاء، لإِقَامَة الردف. والعُقْبة: الْموضع الَّذِي يركب فِيهِ.

وتَعاقَبَ المسافران على الدَّابَّة: ركب كل وَاحِد مِنْهُمَا عُقْبة، وأعْقَبتُ الرجل، وعاقَبتُهُ: ذَا ركب عُقْبَةً، وَركبت عُقْبَة.

والمُعاقَبة: فِي الزِّحاف: أَي تحذف حرفا لثبات حرف، كَأَن تحذف الْبَاء من " مَفاعِيلُنْ "، وتبقي النُّون، أَو تحذف النُّون، وتبقي الْيَاء. وَهُوَ يَقع فِي جملَة شطور من شطور الْعرُوض.

واعْتَقَبْتُ فلَانا من الرّكُوب: أَي نزلت فَركب.

وعاقَبَ: راوح بَين رجلَيْهِ.

وعُقْبَة الطَّائِر: مَسَافَة مَا بَين ارتفاعه وانحطاطه. وَقَوله، انشده ابْن الْأَعرَابِي:

وعَرُوبٍ غيرِ فاحِشَةٍ ... قَدْ مَلَكْتُ وُدَّها حِقَبَا ثُمَّ آلَتْ لَا تُكَلِّمُنا ... كُلُّ حَيٍّ مُعْقَبٌ عُقَبا

معنى قَوْله: مُعْقَب: أَي يصير إِلَى غير حَالَته الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا.

وتَعَقَّب الْخَبَر: تتبعه. وَفِي الْأَمر مُعَقَّب أَي تَعَقُّب. قَالَ طفيل:

مَغاويرُ من آل الوَجيهِ ولاحِقٍ ... عَناجيجُ فِيهَا للأريب مُعَقَّبُ

وَقَوله: (لَا مُعَقِّبَ لحُكمِه) : أَي لَا راد لقضائه.

واعْتَقَبَ الرجل خيرا أَو شرا بِمَا صنع: كافأه بِهِ.

وعاقبه بِذَنبِهِ مُعاقبَة وعِقابا: أَخذه بِهِ. وَالِاسْم العُقوبة.

والعَقْبُ والمُعاقب، الْمدْرك بالثأر. وَفِي التَّنْزِيل: (وإِن عاقَبْتُمْ فعاقِبُوا بمثلِ مَا عُوقِبْتمْ بِهِ) . وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

وَنحن قَتلنا بالمُخارِق فارِسا ... جزاءَ العُطاسِ لَا يموتُ المُعاقِبُ

أَي لَا يَمُوت ذكر ذَلِك المعاقب بعد مَوته. وَقَوله: " جَزَاءَ العُطاس ": أَي عجَّلنا إِدْرَاك الثأر قدر مَا بَين التَّشميت والعُطاس.

وأعقبهُ على مَا صنع: جازاه.

وعُقْب كل شَيْء وعُقْباه، وعُقْبانُه، وعاقبته: خاتمته. والعُقْبَى: الْمرجع.

وعَقَبَ الرجل يَعْقُب عَقْبا: طلب مَالا أَو غَيره.

وعُقبةُ القِدْر: مَا التزق بأسفلها من تابل وَغَيره. والعُقبة: مَرَقة ترد فِي الْقدر المستعارة. وأعْقَب الرجل: رد إِلَيْهِ ذَلِك، قَالَ الْكُمَيْت:

وحارَدَتِ النُّكد الجِلادُ وَلم يكُنْ ... لعُقْبةِ قِدْرِ المستعيرينَ مُعْقِبُ

والمُعَقِّباتُ: الحَفَظَة، من قَوْله عز وَجل: (لهُ مُعَقِّباتٌ مِن بينِ يدَيهِ ومِن خَلْفِهِ) . وَقَرَأَ بعض الْأَعْرَاب: " لَهُ مَعاقِيبُ ".

والعَقَبة: طَرِيق فِي الْجَبَل وعرٌ. وَالْجمع: عَقَبٌ، وعِقاب. والعُقاب: طَائِر من الْعتاق، مُؤَنّثَة. وَقيل: العُقاب: يَقع على الذّكر وَالْأُنْثَى، وَالْجمع أعْقُب، وأعْقِبة. عَن كرَاع، وعِقْبان. وعَقابينُ: جمع الْجمع. قَالَ:

عَقابِينُ يوْمَ الدَّجْنِ تَعْلو وتَسْفُل

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: من العِقبان عِقبانٌ تسمَّى عِقْبانَ الجرذان، لَيست بسود، وَلكنهَا كُهْب، وَلَا ينْتَفع بريشها إِلَّا أَن يرتاش بِهِ الصّبيان الجماميح. والعُقاب: الْحَرْب. عَن كرَاع. والعُقاب: علم ضخم، يشبه بالعُقاب من الطير، وَهِي مُؤَنّثَة أَيْضا. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

وَلَا الراحُ راحُ الشَّام جَاءَت سَبِيئَةً ... لَهَا غايةٌ تُهْدِي الكِرامَ عُقابُها

عُقابها: غايتها. وَحسن تكريره لاخْتِلَاف اللَّفْظَيْنِ، وَجَمعهَا: عِقْبان. والعُقاب: فرس مرداس بن جَعونَة. والعُقاب: صَخْرَة ناتئة فِي الْبِئْر: وَرُبمَا قَامَ عَلَيْهَا المسقى، أُنْثَى، وَالْجمع كالجمع، وَقد عَقَّبها: سوّاها. والعُقاب مرقى فِي عرض الْجَبَل. والعُقابان: خشبتان يشبح الرجل بَينهمَا الْجلد. والعُقابُ: خيط صَغِير يدْخل فِي خرتي حلقتي القرط، يشد بِهِ. وعَقَبَ القرط: شده بِهِ، قَالَ:

كأنَّ خَوْقَ قُرْطِها المَعْقُوب ... عَلى دَباة أوْ عَلى يَعْسُوب

والمِعْقَب: القرط. عَن ثَعْلَب.

واليَعْقوب: الذّكر من الحجل والقطا. وَقَالَ الَّلحيانيّ: هُوَ ذكر القبج. فَلَا ادري مَا عَنى بالقبج؟ الحجل أم القطا، أم الكروان؟ والأعرف القبج: الحجل. وَقيل: اليَعاقيب من الْخَيل: سميت بذلك تَشْبِيها بيعاقيب الحجل، لسرعتها. وَقَول سَلامَة:

ولَّى حَثيثا وَهَذَا الشيبُ يتبَعهُ ... لَو كَانَ يُدركه رَكْضُ اليَعاقيبِ

قيل: يَعْنِي اليعاقيب من الْخَيل. وَقيل: ذُكُور الحجل. واعْتَقَبَ الشَّيْء: حَبسه عِنْده. وَمِنْه قَول إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ: " المُعْتَقب ضَامِن لما اعْتَقَب "، يُرِيد: أَن البَائِع إِذا بَاعَ شَيْئا، ثمَّ مَنعه المشتي حَتَّى يتْلف عِنْد البَائِع: فقد ضمن.

وَقَوله عَلَيْهِ السَّلَام: " لَيُّ الوَاجِدِ يُحِلُّ عُقوبتَه وعِرْضَه ". عُقُوبَته: حَبسه. وَعرضه: شكايته. حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي، وَفَسرهُ بِمَا ذَكرْنَاهُ.

وعِقبة السَّرو والجَمال وَالْكَرم، وعُقْبَته، وعُقْبُه، كلُّه: أَثَره وهيئته. وَقَالَ الَّلحيانيّ: أَي سيماه وعلامته. قَالَ: وَالْكَسْر أَجود.

والعِقْبة: الوشي، كالعِقْمة. وَزعم يَعْقُوب أَن الْبَاء بدل الْمِيم. وَقَالَ الَّلحيانيّ: العِقْبة: ضرب من ثِيَاب الهودج موشى.

والعَقَب من كل شَيْء: عَصَب المَتْنَين، والسَّاقين، والوظيفين. واحدته: عَقَبة. وَقد يكون فِي جَنْبي الْبَعِير. وَفرق مَا بَين العَقَب والعَصَب: أَن العَصَب يضْرب إِلَى الصُّفْرة، والعَقَب يضْرب إِلَى الْبيَاض، وَهُوَ أصلبهما وأمتنهما. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: قَالَ أَبُو زِيَاد: العَقَب: عَقَب المتنين، من الشَّاة وَالْبَعِير والناقة وَالْبَقَرَة.

وعَقَب الشَّيْء يَعْقِبُه ويَعْقُبُه عَقْباً، وعَقَّبه: شده بِعَقَب. وعَقَب الخوق يَعْقُبه عَقْباً: خَافَ أَن يزِيغ، فشده بعَقَبٍ. قَالَ:

كأنَّ خَوْقَ قُرْطِها المعُقوبِ

عَلى دَباة أَو على يَعْسُوبِ

وَقد تقدم انه من العُقاب. وعَقَب قِدحَهُ يَعْقُبُه عَقْبا: انْكَسَرَ فشده بعقَب. وَكَذَلِكَ مَا انْكَسَرَ فشدَّ بعَقَب.

وعَقَبَ فلَان يَعْقُبُ عَقْباً: إِذا طلب مَالا أَو شَيْئا غَيره.

وَقَالُوا: لَو كَانَ لَهُ عَقْبٌ لتكَلَّم: أَي لَو كَانَ لَهُ جَوَاب.

وعَقِبَ النَّبت عَقْباً: دق عوده، واصفر ورقه، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والعُقَيب، مخفَّف الْيَاء: مَوضِع.

وعَقِب: مَوضِع أَيْضا. أنْشد أَبُو حنيفَة:

حَوَّزَها مِن عَقِب إِلَى ضَبُعْ ... فِي ذَنَبانٍ ويَبليسِ مُنْقَفِعْ ومُعَقِّب: مَوضِع. قَالَ:

رَعَتْ بمُعَقِّبٍ فالبُلْقِ نَبْتا ... إطارَ نسيلَها عَنْهَا فَطارَا

والعُقَيب: طَائِر، لَا يُستعمل إِلَّا مُصغَّرا.

وَكفر تِعْقاب، وكَفْر عاقِب: موضعان.

وَرجل عِقَّبَان: غليظ. عَن كرَاع. قَالَ: والجميع: عِقْبان. قَالَ: وَلست من هَذَا الْحَرْف على ثِقَة.

وَيَعْقُوب: اسْم إِسْرَائِيل أبي يُوسُف عَلَيْهِمَا السَّلَام.

ونِيق العُقاب: مَوضِع بَين مَكَّة وَالْمَدينَة.

ونَجْد العُقاب: مَوضِع بِدِمَشْق. قَالَ الأخطل:

وَيَا مَنَّ عَن نجْد العُقاب وياسَرَتْ ... بِنَا العيسُ عَن عَذْرَاءِ دارِ بني الشَّجْبِ

عقب: عَقِبُ كُلِّ شيءٍ، وعَقْبُه، وعاقِـبتُه، وعاقِـبُه، وعُقْبَتُه،

وعُقْباهُ، وعُقْبانُه: آخِرُه؛ قال خالدُ ابن زُهَيْر الـهُذلي:

فإِنْ كنتَ تَشْكُو من خَليلٍ مَخافةً، * فتِلْكَ الجوازِي عُقْبُها ونُصُورُها

يقول: جَزَيْتُكَ بما فَعَلْتَ بابن عُوَيْمر. والجمعُ: العَواقِبُ والعُقُبُ.

والعُقْبانُ، والعُقْبَـى: كالعاقبةِ، والعُقْبِ. وفي التنزيل: ولا يَخافُ عُقْباها؛ قال ثعلب: معناه لا يَخافُ اللّهُ، عز وجل، عاقِـبةَ ما

عَمِلَ أَن يَرجعَ عليه في العاقبةِ، كما نَخافُ نحنُ.

والعُقْبُ والعُقُبُ: العاقبةُ، مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ. ومِنْه قوله تعالى:

هو خَيْرٌ ثواباً، وخَيْرٌ عُقْباً أَي عاقِـبةً.

وأَعْقَبه بطاعته أَي جازاه.

والعُقْبَـى جَزاءُ الأَمْر. وقالوا: العُقبـى لك في الخَيْر أَي العاقبةُ. وجمع العَقِبِ والعَقْبِ: أَعقابٌ، لا يُكَسَّر على غير ذلك.

الأَزهري: وعَقِبُ القَدَم وعَقْبُها: مؤَخَّرُها، مؤنثة، مِنْه؛ وثلاثُ

أَعْقُبٍ، وتجمع على أَعْقاب.

وفي الحديث: أَنه بَعَثَ أُمَّ سُلَيْم لتَنْظُرَ له امرأَةً، فقال: انْظُري إِلى عَقِـبَيْها، أَو عُرْقُوبَيها؛ قيل: لأَنه إِذا اسْوَدَّ عَقِـباها، اسودَّ سائرُ جَسَدها. وفي الحديث: نَهَى عن عَقِبِ الشيطانِ، وفي

رواية: عُقْبةِ الشيطانِ في الصلاة؛ وهو أَن يَضَعَ أَلْـيَتَيْه على

عَقِـبَيْه، بين السجدتين، وهو الذي يجعله بعض الناس الإِقْعاءَ. وقيل: أَن يَترُكَ عَقِـبَيْه غيرَ مَغْسُولَين في الوُضوءِ، وجمعُها أَعْقابٌ، وأَعْقُبٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

فُرْقَ الـمَقاديمِ قِصارَ الأَعْقُبِ

وفي حديث عليّ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم: يا عليّ إِني أُحِبُّ لكَ ما أُحِبُّ لنَفْسي، وأَكْرَه لك ما أَكره لنفسي؛ لا تَقْرَأْ وأَنت راكعٌ، ولا تُصَلِّ عاقِصاً شَعْرَك، ولا تُقْعِ على عَقِـبَيْك في الصلاة، فإِنها عَقِبُ الشيطان، ولا تَعْبَثْ

بالـحَصَى وأَنت في الصلاة، ولا تَفْتَحْ على الإِمام.

وعَقَبَه يَعْقُبُه عَقْباً: ضَرَب عَقِـبَه. وعُقِبَ عَقْباً: شَكا عَقِـبَه. وفي الحديث: وَيْلٌ للعَقِبِ من النار، ووَيْلٌ للأَعْقابِ من النار؛ وهذا يَدُلُّ على أَن الـمَسْحَ على القَدَمَيْن غيرُ جائز، وأَنه لا بد من غَسْلِ الرِّجْلَيْن إِلى الكَعْبين، لأَنه، صلى اللّه عليه وسلم، لا يُوعِدُ بالنار، إِلا في تَرْكِ العَبْد ما فُرِضَ عليه، وهو قَوْلُ أَكثرِ أَهلِ العلم. قال ابن الأَثير: وإِنما خَصَّ العَقِبَ بالعذاب، لأَنه العُضْوُ الذي لم يُغْسَلْ، وقيل: أَراد صاحبَ العَقِب، فحذف المضاف؛

وإِنما قال ذلك لأَنهم كانوا لا يَسْتَقْصُون غَسْلَ أَرجلهم في

الوضوءِ.وعَقِبُ النَّعْلِ: مُؤَخَّرُها، أُنْثى. ووَطِئُوا عَقِبَ فلانٍ:

مَشَوْا في أَثَرِه.

وفي الحديث: أَن نَعْلَه كانتْ مُعَقَّبةً، مُخَصَّرةً، مُلَسَّنةً.

الـمُعَقَّبةُ: التي لها عَقِبٌ. ووَلَّى على عَقِـبِه، وعَقِـبَيه إِذا أَخَذَ في وجْهٍ ثم انثَنَى. والتَّعْقِـيبُ: أَن يَنْصَرِفَ من أَمْرٍ أَراده.

وفي الحديث: لا تَرُدَّهم على أَعْقابِهِم أَي إِلى حالتهم الأُولى من

تَرْكِ الـهِجْرَةِ. وفي الحديث: ما زالُوا مُرْتَدِّين على أَعقابهم أَي

راجعين إِلى الكفر، كأَنهم رجعوا إِلى ورائهم.

وجاءَ مُعَقِّباً أَي في آخرِ النهارِ.

وجِئْتُكَ في عَقِبِ الشهر، وعَقْبِه، وعلى عَقِـبِه أَي لأَيامٍ بَقِـيَتْ منه عشرةٍ أَو أَقَلَّ. وجِئتُ في عُقْبِ الشهرِ، وعلى عُقْبِه، وعُقُبِه، وعُقْبانِه أَي بعد مُضِـيِّه كلِّه. وحكى اللحياني: جِئتُك عُقُبَ

رمضانَ أَي آخِرَه. وجِئْتُ فلاناً على عَقْبِ مَمَرِّه، وعُقُبه،

وعَقِبِه، وعَقْبِه، وعُقْبانِه أَي بعد مُرورِه. وفي حديث عمر: أَنه سافر في عَقِب رمضانَ أَي في آخره، وقد بَقِـيَتْ منه بقية؛ وقال اللحياني: أَتَيْتُك على عُقُبِ ذاك، وعُقْبِ ذاك، وعَقِبِ ذاكَ، وعَقْبِ ذاكَ، وعُقْبانِ ذاك، وجِئتُكَ عُقْبَ قُدُومِه أَي بعده.

وعَقَبَ فلانٌ على فلانة إِذا تزوّجها بعد زوجها الأَوَّل، فهو عاقِبٌ لها أَي آخِرُ أَزواجها.

والـمُعَقِّبُ: الذي أُغِـيرَ عليه فَحُرِب، فأَغارَ على الذي كان

أَغارَ عليه، فاسْتَرَدَّ مالَه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي في صفة فرس:

يَمْلأُ عَيْنَيْكَ بالفِناءِ، ويُرْ * ضِـيك عِقاباً إِنْ شِـيتَ أَو نَزَقا

قال: عِقَاباً يُعَقِّبُ عليه صاحبُه أَي يَغْزُو مرةً بعد أُخرى؛ قال:

وقالوا عِقاباً أَي جَرْياً بعد جَرْيٍ؛ وقال الأَزهري: هو جمع عَقِبٍ.

وعَقَّبَ فلانٌ في الصلاة تَعْقيباً إِذا صَلَّى، فأَقامَ في موضعه

ينتظر صلاةً أُخرى. وفي الحديث: من عَقَّبَ في صلاةٍ، فهو في الصلاة أَي أَقام في مُصَلاَّه، بعدما يَفرُغُ من الصلاة؛ ويقال: صلَّى القَوْمُ وعَقَّبَ فلان. وفي الحديث: التَّعْقيبُ في المساجد انتظارُ الصلواتِ بعد الصلوات. وحكى اللِّحْيانيُّ: صلينا عُقُبَ الظُّهْر، وصلينا أَعقابَ الفريضةِ تَطَوُّعاً أَي بعدها.

وعَقَبَ هذا هذا إِذا جاءَ بعده، وقد بَقِـيَ من الأَوَّل شيءٌ؛ وقيل:

عَقَبَه إِذا جاءَ بعده. وعَقَبَ

هذا هذا إِذا ذَهَبَ الأَوَّلُ كلُّه، ولم يَبْقَ منه شيء. وكلُّ شيءٍ جاءَ بعد شيء، وخَلَفَه، فهو عَقْبُه، كماءِ الرَّكِـيَّةِ، وهُبوبِ الريح، وطَيَرانِ القَطا، وعَدْوِ الفَرس.

والعَقْبُ، بالتسكين: الجَرْيُ يجيء بعدَ الجَري الأَوَّل؛ تقول: لهذا

الفرس عَقْبٌ حَسَن؛ وفَرَسٌ ذُو عَقِب وعَقْبٍ أَي له جَرْيٌ بعد جَرْيٍ؛ قال امْرُؤُ القَيْس:

على العَقْبِ جَيَّاشٌ كأَنَّ اهتِزامَهُ، * إِذا جاشَ فيه حَمْيُهُ، غَلْيُ مِرْجَل(1)

(1 قوله «على العقب جياش إلخ» كذا أنشده كالتهذيب وهو في الديوان كذلك وأنشده في مادتي ذبل وهزم كالجوهري على الذبل والمادة في الموضعين محررة فلا مانع من روايته بهما.)

وفرسٌ يَعْقوبٌ: ذو عَقْبٍ، وقد عَقَبَ يَعْقِبُ عَقْباً. وفرس

مُعَقِّبٌ في عَدْوِه: يَزْدادُ جودةً. وعَقَبَ الشَّيْبُ يَعْقِبُ ويَعْقُبُ

عُقُوباً، وعَقَّبَ: جاءَ بعد السَّوادِ؛ ويُقال: عَقَّبَ في الشَّيْبِ

بأَخْلاقٍ حَسَنةٍ.

والعَقِبُ، والعَقْبُ، والعاقِـبةُ: ولَدُ الرجلِ، ووَلَدُ ولَدِه الباقونَ بعده. وذَهَبَ الأَخْفَشُ إِلى أَنها مؤنَّثة. وقولهم: ليستْ لفلانٍ عاقبةٌ أَي ليس له ولَد؛ وقولُ العَرَبِ: لا عَقِبَ له أَي لم يَبْقَ له وَلَدٌ ذَكَر؛ وقوله تعالى: وجَعَلَها كَلمةً باقِـيَةً في عَقِـبِه، أَرادَ عَقِبَ إِبراهيم، عليه السلام، يعني: لا يزال من ولده من يُوَحِّدُ اللّه. والجمع: أَعقاب.

وأَعْقَبَ الرجلُ إِذا ماتَ وتَرك عَقِـباً أَي ولداً؛ يقال: كان له

ثلاثةُ أَولادٍ، فأَعْقَبَ منهم رَجُلانِ أَي تَرَكا عَقِـباً، ودَرَجَ

واحدٌ؛ وقول طُفَيْل الغَنَوِيِّ:

كَريمةُ حُرِّ الوَجْهِ، لم تَدْعُ هالِكاً * من القَومِ هُلْكاً، في غَدٍ، غيرَ مُعْقِبِ

يعني: أَنه إِذا هَلَكَ من قَوْمِها سَيِّدٌ، جاءَ سَيِّدٌ، فهي لم تَنْدُبْ سَيِّداً واحداً لا نظير له أَي إِنّ له نُظَراء من قومِه. وذهب فلانٌ فأَعْقَبه ابنُه إِذا خَلَفه، وهو مثْلُ عَقَبه.

وعَقَبَ مكانَ أَبيه يَعْقُب عَقْباً وعاقِـبة، وعَقَّبَ إِذا خَلَف؛ وكذلك عَقَبَه يَعْقُبُه عَقْباً، الأَوّل لازم، والثاني مُتَعَدّ، وكلُّ من خَلَف بعد شيء فهو عاقبةٌ، وعاقِبٌ له؛ قال: وهو اسم جاءَ بمعنى المصدر، كقوله تعالى: ليس لوَقْعَتها كاذبةٌ؛ وذَهَبَ فلانٌ فأَعْقَبَه ابنُه إِذا خَلَفه، وهو مثلُ عَقَبه؛ ويقال لولد الرجل: عَقِبُه وعَقْبُه، وكذلك آخرُ كلِّ شيء عَقْبُه، وكل ما خَلَف شيئاً، فقد عَقَبَه، وعَقَّبه. وعَقَبُوا من خَلْفِنا، وعَقَّبُونا: أَتَوا. وعَقَبُونا من خَلْفِنا،

وعَقَّبُونا أَي نَزَلُوا بعدما ارتَحَلْنا. وأَعْقَبَ هذا هذا إِذا ذَهَبَ الأولُ، فلم يَبْقَ منه شيءٌ، وصارَ الآخَرُ مكانَه.

والـمُعْقِبُ: نَجْمٌ يَعْقُب نَجْماً أَي يَطْلُع بعده. وأَعْقَبَه نَدَماً وغَمّاً: أَوْرَثَه إِياه؛ قال أَبو ذُؤَيْب:

أَودَى بَنِـيَّ وأَعْقَبُوني حَسْرَةً، * بعدَ الرُّقادِ، وعَبْرَةً ما تُقْلِعُ

ويقال: فَعَلْتُ كذا فاعْتَقَبْتُ منه نَدامةً أَي وجَدْتُ في عاقِبَتِه

ندامةً. ويقال: أَكَلَ أُكْلَةً فأَعْقَبَتْه سُقماً أَي أَورَثَتْه.

ويقال: لَقِـيتُ منه عُقْبةَ الضَّبُع، كما يقال: لَقيتُ منه اسْتَ

الكَلْب أَي لقِـيتُ منه الشِّدَّة.

وعاقَبَ بين الشَّيْئَيْنِ إِذا جاءَ بأَحَدهما مَرَّةً، وبالآخَر أُخْرَى.

ويقال: فلان عُقْبَةُ بني فلانٍ أَي آخِرُ من بَقيَ منهم. ويقال للرجل

إِذا كان مُنْقَطِعَ الكلام: لو كان له

عَقْبٌ لَتَكلم أَي لو كان له جوابٌ.

والعاقِبُ: الذي دُون السَّيِّدِ؛ وقيل: الذي يَخْلُفُه. وفي الحديث:

قَدِمَ على النبي، صلى اللّه عليه وسلم، نَصارى نَجْرَانَ: السَّيِّدُ

والعاقِبُ؛ فالعاقِبُ: مَن يَخْلُفُ السَّيِّدَ بعده. والعاقِبُ والعَقُوبُ:

الذي يَخْلُف من كان قبله في الخَيْرِ. والعاقِبُ: الآخر. وقيل:

السَّيِّدُ والعاقبُ هُمَا مِنْ رُؤَسائِهم، وأَصحاب مراتبهم، والعاقبُ يتلو السيد. وفي الحديث: أَنا العاقِبُ أَي آخر الرسل؛ وقال النبي، صلى اللّه عليه وسلم: لي خمسةُ أَسماء: أَنا مُحَمَّدٌ، وأَنا أَحمدُ، والـمَاحِـي يَمْحُو اللّه بي الكُفْرَ، والحاشِرُ أَحْشُر الناسَ على قَدَمِـي، والعاقِبُ؛ قال أَبو عبيد: العاقِبُ آخِرُ الأَنبياء؛ وفي المحكم: آخرُ الرُّسُل.وفلانٌ يَسْتَقي على عَقِبِ آلِ فُلان أَي في إِثْرهم؛ وقيل: على عُقْبتهم أَي بَعْدَهم.

والعَاقِبُ والعَقُوب: الذي يَخْلُف مَنْ كان قبله في الخَيْر.

والـمُعَقِّبُ: الـمُتَّبِـعُ حَقّاً له يَسْتَرِدُّه. وذهب فلانٌ وعَقَّبَ فلانٌ بعْدُ، وأَعْقَب. والـمُعَقِّبُ: الذي يَتْبَعُ عَقِبَ الإِنسانِ في حَقٍّ؛ قال لبيدٌ يصفُ حماراً وأَتانَهُ:

حتَّى تَهَجَّرَ في الرَّواحِ، وهاجَهُ * طَلَبُ الـمُعَقِّبِ حَقَّه الـمَظْلومُ

وهذا البيتُ استشهد به الجوهري على قوله: عَقَّبَ في الأَمْر إِذا

تَرَدَّد في طلبه مُجِدّاً، وأَنشده؛ وقال: رفع المظلوم، وهو نعتٌ

للـمُعَقِّبِ، على المعنى، والـمُعَقِّبُ خَفْضٌ في اللفظ ومعناه أَنه فاعل. ويقال أَيضاً: الـمُعَقِّبُ الغَريمُ الـمُماطل. عَقَّبَني حَقِّي أَي مَطَلَني، فيكون المظلومُ فاعلاً، والـمُعَقِّبُ مفعولاً. وعَقَّبَ عليه: كَرَّ ورَجَع. وفي التنزيل: وَلَّى مُدْبراً ولم يُعَقِّبْ.

وأَعْقَبَ عن الشيءِ: رَجَعَ. وأَعْقَبَ الرجلُ: رَجَعَ إِلى خَيْر.

وقولُ الحرث بن بَدْر: كنتُ مَرَّةً نُشْبه وأَنا اليومَ عُقْبه؛ فسره ابن

الأَعرابي فقال: معناه كنتُ مَرَّةً إِذا نَشِـبْتُ أَو عَلِقْتُ بإِنسان

لَقِـيَ مني شَرّاً، فقد أَعْقَبْتُ اليومَ ورَجَعْتُ أَي أَعْقَبْتُ منه ضَعْفاً.

وقالوا: العُقْبَـى إِلى اللّه أَي الـمَرْجِـعُ.

والعَقْبُ: الرُّجُوع؛ قال ذو الرمة:

كأَنَّ صِـياحَ الكُدْرِ، يَنْظُرْنَ عَقْبَنا، * تَراطُنَ أَنْباطٍ عليه طَغَامُ

معناه: يَنْتَظِرْنَ صَدَرَنا ليَرِدْنَ بَعْدَنا.

والـمُعَقِّبُ: الـمُنْتَظِرُ. والـمُعَقِّبُ: الذي يغْزُو غَزوةً بعد غَزْوةٍ، ويَسير سَيْراً بعدَ سيرٍ، ولا يُقِـيمُ في أَهله بعد القُفُولِ.وعَقَّبَ بصلاةٍ بعدَ صلاةٍ، وغَزاةٍ بعد غزاةٍ: وَالى. وفي الحديث:

وإِنَّ كلَّ غازيةٍ غَزَتْ يَعْقُبُ بعضُها بعضاً أَي يكونُ الغَزوُ بينهم

نُوَباً، فإِذا خَرَجَتْ طائفةٌ ثم عادت، لم تُكَلَّفْ أَن تَعودَ ثانيةً،

حتى تَعْقُبَها أُخْرى غيرُها. ومنه حديث عمر: أَنه كان يُعَقِّبُ

الجيوشَ في كل عام.

وفي الحديث: ما كانتْ صلاةُ الخَوْفِ إِلا سَجْدَتَيْن؛ إِلا أَنها كانت

عُقَباً أَي تُصَلي طائفةٌ بعد طائفة، فهم يَتَعاقبُونَها تَعاقُبَ الغُزاةِ. ويقال للذي يغْزو غَزْواً بعدَ غَزْوٍ، وللذي يتقاضَى الدَّيْنَ، فيعودُ إِلى غريمه في تقاضيه. مُعَقِّبٌ؛ وأَنشد بيت لبيد:

طَلَبُ الـمُعَقِّبِ حَقَّه الـمَظْلومُ

والـمُعَقِّبُ: الذي يَكُرُّ على الشيءِ، ولا يَكُرُّ أَحدٌ على ما أَحكمَه اللّهُ، وهو قول سلامة بن جَنْدل:

إِذا لم يُصِبْ في أَوَّلِ الغَزْوِ عَقَّبا

أَي غَزا غَزوةً أُخْرى. وعَقَّبَ في النافِلَةِ بعدَ الفَريضَةِ كذلك.

وفي حديث أَبي هريرة: كان هو وامرأَته وخادِمُه يَعْتَقِـبونَ الليل

أَثلاثاً أَي يَتَناوَبُونه في القيام إِلى الصلاة.

وفي حديث أَنس بن مالك: أَنه سُئِلَ عن التَّعْقِـيبِ في رَمَضانَ،

فأَمَرَهم أَن يُصَلُّوا في البُيوت. وفي التهذيب: فقال إِنهم لا يَرْجِعُون إِلا لخير يَرْجُونَه، أَو شَرٍّ يَخافُونَه. قال ابن الأَثير:

التَّعْقِـيبُ هو أَن تَعْمَلَ عَمَلاً، ثم تَعُودَ فيه؛ وأَراد به ههنا صلاةَ

(يتبع...)

(تابع... 1): عقب: عَقِبُ كُلِّ شيءٍ، وعَقْبُه، وعاقِـبتُه، وعاقِـبُه، وعُقْبَتُه،... ...

النافلة، بعد التراويح، فكَرِهَ أَن يُصَلُّوا في المسجد، وأَحَبَّ أَن يكون ذلك في البيوت. وحكى الأَزهري عن إِسحق بن راهويه: إِذا صَلَّى الإِمامُ في شهر رمضان بالناس تَرْويحةً، أَو تَرويحتين، ثم قام الإِمام من آخر الليل، فأَرسل إِلى قوم فاجْتمعوا فصَلى بهم بعدما ناموا، فإِن ذلك جائز إِذا أَراد به قيامَ ما أُمِرَ أَن يُصَلى من التَّرويح، وأَقلُّ ذلك خَمْسُ تَرويحات، وأَهلُ العراق عليه. قال: فاما أَن يكون إِمام صلى بهم أَوَّلَ الليل الترويحات، ثمَّ رَجَعَ آخِرَ الليل ليُصليَ بهم جماعةً، فإِن ذلك مكروه، لما روي عن أَنس وسعيد بن جبير من كراهيتهما التَّعْقِـيبَ؛ وكان أَنس يأْمُرُهم أَن يُصَلُّوا في بُيوتهم. وقال شمر: التَّعْقِـيبُ أَن يَعْمَلَ عَمَلاً من صلاة أَو غيرها، ثم يعود فيه من يومه؛ يقال: عَقَّبَ بصلاة بعد صلاة، وغزوة بعد غزوة؛ قال: وسمعت ابن الأَعرابي يقول: هو الذي يفعلُ الشيءَ ثم يَعُود إِليه ثانيةً. يقال: صَلى من الليل ثم عَقَّبَ، أَي عاد في تلك الصلاة. وفي حديث عمر: أَنه كان يُعَقِّبُ الجُيوشَ في كل عام؛ قال شمر: معناه أَنه يَرُدُّ قوماً ويَبْعَثُ آخرين يُعاقِـبُونَهم.

يقال: عُقِّبَ الغازيةُ بأَمثالهم، وأُعْقِـبُوا إِذا وُجِّه مكانَهم غيرُهم.

والتَّعْقِـيبُ: أَن يَغْزُوَ الرجلُ، ثم يُثَنِّي من سَنَته؛ قال طفيل

يصف الخيل:

طِوالُ الـهَوادي، والـمُتُونُ صَلِـيبةٌ، * مَغاويرُ فيها للأَميرِ مُعَقَّبُ

والـمُعَقَّبُ: الرجلُ يُخْرَجُ (1)

(1 قوله «والمعقب الرجل يخرج إلخ» ضبط المعقب في التكملة كمعظم وضبط يخرج بالبناء للمجهول وتبعه المجد وضبط في التهذيب المعقب كمحدّث والرجل يخرج بالبناء للفاعل وكلا الضبطين وجيه.) من حانةِ الخَمَّار إِذا دَخَلَها مَن هو أَعْظَمُ منه قدراً؛ ومنه قوله:

وإِنْ تَبْغِني في حَلْقةِ القَوْمِ تَلْقَني، * وإِنْ تَلْتَمِسْني في الـحَوانِيتِ تَصْطَدِ

أَي لا أَكونُ مُعَقَّباً. وعَقَّبَ وأَعْقَبَ إِذا فَعَلَ هذا مرَّةً، وهذا مَرَّةً.

والتَّعْقِـيبُ في الصَّلاةِ: الجلوسُ بعد أَن يَقْضِـيَها لدُعاءٍ أَو مَسْـأَلة.

وفي الحديث: من عَقَّبَ في صلاة، فهو في الصلاةِ.

وتَصَدَّقَ فلانٌ بصَدقةٍ ليس فيها تَعْقِـيبٌ أَي استثناء. وأَعْقَبَه

الطائفُ إِذا كان الجُنُون يُعاوِدُه في أَوْقاتٍ؛ قال امرؤُ القيس يصف فرساً:

ويَخْضِدُ في الآريّ، حَتى كأَنـَّه * به عُرَّةٌ، أَو طائفٌ غيرُ مُعْقِبِ

وإِبلٌ مُعاقِـبةٌ: تَرْعَى مرةً في حَمْضٍ، ومرةً في خُلَّةٍ. وأَما

التي تَشْرَبُ الماءَ، ثم تَعُودُ إِلى الـمَعْطَنِ، ثم تَعُودُ إِلى الماءِ، فهي العواقِبُ؛ عن ابن الأَعرابي. وعَقَبَتِ الإِبلُ من مكانٍ إِلى

مكانٍ تَعْقُبُ عَقْباً، وأَعْقَبَتْ: كلاهما تحوّلَتْ

منه إِليه تَرْعَى. ابن الأَعرابي: إِبلٌ عاقِـبةٌ تَعْقُب في مَرْتَعٍ بعد الـحَمْضِ، ولا تكون عاقبةً إِلا في سنةٍ جَدْبة، تأْكل الشَّجَر ثم الـحَمْضَ. قال: ولا تكون عاقِـبةً في العُشْبِ.

والتَّعاقُبُ: الوِرْدُ مَرَّةً بعد مرة.

والـمُعَقِّباتُ: اللَّواتي يَقُمْنَ عند أَعْجازِ الإِبل الـمُعْتَرِكاتِ على الـحَوْض، فإِذا انصرفت ناقةٌ دخلت مكانَها أُخرى، وهي الناظراتُ العُقَبِ.

والعُقَبُ: نُوَبُ الوارِدَة تَرِدُ قِطْعةٌ فتَشْرَبُ، فإِذا وَرَدَتْ قِطْعةٌ بعدها فشربت، فذلك عُقْبَتُها.

وعُقْبَةُ الماشية في الـمَرْعَى: أَن تَرْعَى الخُلَّةَ عُقْبةً، ثم تُحَوَّل إِلى الـحَمْضِ، فالـحَمْضُ عُقْبَتُها؛ وكذلك إِذا حُوِّلَتْ من الـحَمْض إِلى الخُلَّة، فالخُلَّة عُقْبَتُها؛ وهذا المعنى أَراد ذو الرمة بقوله يصف الظليم:

أَلْهاهُ آءٌ وتَنُّومٌ وعُقْبَتُه * من لائحِ الـمَرْوِ، والـمَرعى له عُقَبُ

وقد تقدّم.

والـمِعْقَابُ: المرأَة التي من عادتها أَن تَلِدَ ذكراً ثم أُنْثَى.

ونخلٌ مُعاقِـبةٌ: تَحْمِلُ عاماً وتُخْلِفُ آخر.

وعِقْبةُ القَمَرِ: عَوْدَتُه، بالكسر. ويقال: عَقْبةُ، بالفتح، وذلك

إِذا غاب ثم طَلَع. ابن الأَعرابي: عُقْبَةُ القمر، بالضم، نَجْمٌ يُقارِنُ

القَمَرَ في السَّنةِ مَرَّةً؛ قال:

لا تَطْعَمُ الـمِسْكَ والكافورَ، لِـمَّتُه، * ولا الذَّريرَةَ، إِلا عُقْبةَ القَمَرِ

هو لبعض بني عامر، يقول: يَفْعَلُ ذلك في الـحَوْلِ مَرَّةً؛ ورواية

اللحياني عِقْبَة، بالكسر، وهذا موضع نظر، لأَن القمر يَقْطَعُ الفَلَك في كل شهر مرة. وما أَعلم ما معنى قوله: يُقارن القمر في كل سنة مرة. وفي الصحاح يقال: ما يَفْعَلُ ذلك إِلا عُقْبةَ القَمر إِذا كان يفعله في كل شهر مرةً.

والتَّعاقُبُ والاعْتِقابُ: التَّداوُل.

والعَقِـيبُ: كلُّ شيءٍ أَعْقَبَ شيئاً.

وهما يَتَعاقَبانِ ويَعْتَقِـبانِ أَي إِذا جاءَ هذا، ذَهَب هذا، وهما يَتَعاقَبانِ كلَّ الليل والنهار، والليلُ والنهارُ يَتَعاقَبانِ، وهما

عَقيبان، كلُّ واحدٍ منهما عَقِـيبُ صاحبه.

وعَقِـيبُك: الذي يُعاقِـبُك في العَمَل، يَعْمَلُ مرَّةً وتَعْمَلُ أَنت مَرَّةً. وفي حديث شُرَيْح: أَنه أَبْطَلَ النَّفْحَ إِلا أَن تَضْرِبَ فتُعاقِبَ أَي أَبْطَلَ نَفْحَ الدابة برجلها، وهو رَفْسُها، كانَ لا يُلْزِمُ صاحِـبَها شيئاً إِلا أَن تُتْبِـعَ ذلك رَمْحاً. وعَقَبَ الليلُ النهارَ: جاءَ بعدَه. وعاقَبه أَي جاءَ بعَقِـبه، فهو مُعاقِبٌ وعَقِـيبٌ أَيضاً؛ والتَّعْقِـيبُ مثله. وذَهَبَ فلانٌ وعَقَبَهُ فلانٌ بعدُ، واعْتَقَبَه أَي خَلَفَه. وهما يُعَقِّبانِه ويَعْتَقِـبانِ عليه ويَتَعاقَبانِ: يَتَعاونانِ عليه. وقال أَبو عمرو: النَّعامَةُ تَعْقُبُ في مَرْعًى بعد مَرْعًى، فمرَّةً تأْكل الآءَ، ومَرة التَّنُّوم، وتَعْقُبُ بعد ذلك في حجارة الـمَرْوِ، وهي عُقْبَته، ولا يَغِثُّ عليها شيء من الـمَرْتَع، وهذا معنى قول ذي الرمة:

................... وعُقْبَتُه * من لائِحِ الـمَرْوِ، والـمَرْعَى له عُقَبُ

وقد ذُكِرَ في صدر هذه الترجمة.

واعْتَقَبَ بخير، وتَعَقَّبَ: أَتى به مرَّةً بعد مرة. وأَعْقَبه اللّهُ بإِحسانِه خَيْراً؛ والاسم منه العُقْبَـى،

وهو شِـبْهُ العِوَضِ، واسْتَعْقَبَ منه خيراً أَو شَرّاً: اعْتاضَه، فأَعْقَبَه خَيْراً أَي عَوَّضَهُ وأَبدله. وهو بمعنى قوله:

ومَنْ أَطاعَ فأَعْقِـبْه بطاعَتِه، * كما أَطاعَكَ، وادْلُلْهُ على الرَّشَدِ

وأَعْقَبَ الرجلُ إِعْقاباً إِذا رَجَع من شَرٍّ إِلى خير.

واسْتَعْقَبْتُ الرجلَ، وتَعَقَّبْتُه إِذا طَلَبْتَ عورته وعَثْرَته.

وتقول: أَخَذْتُ من أَسِـيري عُقْبةً إِذا أَخَذْتَ منه بَدَلاً. وفي

الحديث: سَـأُعْطيكَ منها عُقْبَى أَي بَدَلاً عن الإِبقاءِ والإِطلاق. وفي حديث الضيافة: فإِن لم يَقْرُوه، فله أَن يُعْقِـبَهُم بمثْل قِراهُ أَي

يأْخذ منهم عِوَضاً عَمَّا حَرَمُوه من القِرَى. وهذا في الـمُضْطَرِّ

الذي لا يَجِدُ طعاماً، ويخاف على نفسه التَّلَفَ.

يقال: عَقَبَهم وعَقَّبهم، مُشَدَّداً ومخففاً، وأَعْقَبَهم إِذا أَخذ منهم عُقْبَـى وعُقْبةً، وهو أَن يأْخذ منهم بدلاً عما فاته. وتَعَقَّبَ من أَمره: نَدِمَ؛ وتقول: فعلتُ كذا فاعْتَقَبْتُ منه ندامة أَي وجدْتُ في عاقبته ندامة. وأَعْقَبَ الرجلَ: كان عَقِـيبَه؛ وأَعْقَبَ الأَمْرَ إِعْقاباً وعُقْباناً(1)

(1 قوله «وعقباناً» ضبط في التهذيب بضم العين وكذا في نسختين صحيحتين من النهاية ويؤيده تصريح صاحب المختار بضم العين وسكون القاف وضمها اتباعاً، فانظر من أين للشارح التصريح بالكسر ولم نجد له سلفاً. وكثيراً ما يصرح بضبط تبعاً لشكل القلم في نسخ كثيرة التحريف كما اتضح لنا بالاستقراء، وبالجملة فشرحه غير محرر.) وعُقْبَـى حسَنةً أَو سيئة. وفي الحديث: ما مِنْ جَرْعةٍ أَحْمَدَ عُقْبَـى مِن جَرْعَةِ

غَيْظٍ مَكْظُومَةٍ؛ وفي رواية: أَحمد عُقْباناً أَي عاقبة. وأُعْقِبَ

عِزُّه ذُلاًّ: أُبْدِلَ؛ قال:

كم من عزيزٍ أُعْقِبَ الذُّلَّ عِزُّه، * فأَصْبَحَ مَرْحُوماً، وقد كان يُحْسَدُ

ويقال: تَعَقَّبْتُ الخَبَرَ إِذا سأَلتَ غيرَ من كنتَ سأَلته أَوَّل مرة.

ويقال: أَتَى فلانٌ إِليَّ خيراً فعَقَبَ بخير منه؛ وأَنشد:

فَعَقَبْتُم بذُنُوبٍ غيرَ مَرّ

ويقال: رأَيتُ عاقبةً من طَيْر إِذا رأَيتَ طَيْراً يَعْقُبُ بعضُها

بعضاً، تَقَعُ هذه فتطير، ثم تَقَعُ هذه مَوْقِـعَ الأُولى.

وأَعْقَبَ طَيَّ البئر بحجارة من ورائها: نَضَدَها. وكلُّ طريق بعضُه خلف بعضٍ: أَعْقابٌ، كأَنها مَنْضُودة عَقْباً على عَقْبٍ؛ قال الشماخ في وَصْفِ طرائقِ الشَّحْمِ على ظهر الناقة:

إِذا دَعَتْ غَوْثَها ضَرَّاتُها فَزِعَتْ * أَعقابُ نَيٍّ، على الأَثْباجِ، مَنْضُودِ

والأَعْقابُ: الخَزَفُ الذي يُدْخَلُ بين الآجُرِّ في طَيِّ البئر، لكي

يَشْتَدَّ؛ قال كُراع: لا واحد له. وقال ابن الأَعرابي: العُقابُ

الخَزَفُ بين السافات؛ وأَنشد في وصف بئر:

ذاتَ عُقابٍ هَرِشٍ وذاتَ جَمّ

ويُروى: وذاتَ حَمّ، أَراد وذاتَ حَمْءٍ، ثم اعْتَقَدَ إِلْقاءَ حركة الهمزة على ما قبلها، فقال: وذاتَ حَمّ.

وأَعقابُ الطَّيِّ: دوائرُه إِلى مؤَخَّره. وقد عَقَّبْنا الرَّكِـيَّةَ أَي طوَيْناها بحَجَر من وراءِ حجر. والعُقابُ: حجر يَسْتَنْثِلُ على الطَّيِّ في البئر أَي يَفْضُل. وعَقَبْتُ الرجلَ: أَخذتُ من ماله مثلَ ما أَخَذَ

مني، وأَنا أَعْقُب، بضم القاف، ويقال: أَعْقَبَ عليه يَضْرِبُه.

وعَقَبَ الرَّجُلَ في أَهله: بغاه بشَرٍّ وخَلَفَه. وعَقَبَ في أَثر

الرجل بما يكره يَعْقُبُ عَقْباً: تناوله بما يكره ووقع فيه.

والعُقْبةُ: قدرُ فَرسخين؛ والعُقْبَةُ أَيضاً: قَدْرُ ما تَسِـيرُه،

والجمعُ عُقَبٌ؛ قال:

خَوْداً ضِناكاً لا تَسِـير العُقَبا

أَي إِنها لا تَسير مع الرجال، لأَنها لا تَحْتَملُ ذلك لنَعْمتها

وتَرَفِها؛ كقول ذي الرمة:

فلم تَسْتَطِـعْ مَيٌّ مُهاواتَنا السُّرَى، * ولا لَيْلَ عِـيسٍ في البُرِينَ خَواضِـعُ

والعُقْبةُ: الدُّولةُ؛ والعُقْبةُ: النَّوْبةُ؛ تقول: تَمَّتْ عُقْبَتُكَ؛ والعُقبة أَيضاً: الإِبل يَرْعاها الرجلُ، ويَسْقيها عُقْبَتَه أَي دُولَتَه، كأَنَّ الإِبلَ سميت باسم الدُّولَة؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

إِنَّ عليَّ عُقْبَةً أَقْضِـيها، * لَسْتُ بناسِـيها ولا مُنْسِـيها

أَي أَنا أَسُوقُ عُقْبَتِـي، وأُحْسِنُ رَعْيَها. وقوله: لستُ بناسِـيها ولا مُنْسِـيها، يقول: لستُ بتاركِها عَجْزاً ولا بِمُؤَخِّرِها؛ فعلى هذا إِنما أَراد: ولا مُنْسِئِها، فأَبدل الهمزةَ ياء، لإِقامة الرِّدْفِ.والعُقْبةُ: الموضع الذي يُرْكَبُ فيه. وتَعاقَبَ الـمُسافرانِ على الدابة: رَكِبَ كلُّ واحد منهما عُقْبةً. وفي الحديث: فكان الناضِحُ يَعْتَقِـبُه مِنَّا الخَمْسةُ أَي يَتَعاقَبُونه في الرُّكوبِ واحداً بعدَ واحدٍ. يُقال: جاءَتْ عُقْبةُ فلانٍ أَي جاءَتْ نَوْبَتُه ووقتُ رُكوبه. وفي الحديث: مَنْ مَشى عن دابته عُقْبةً، فله كذا، أَي شَوْطاً. ويُقال: عاقَبْتُ الرجلَ، مِن العُقْبة، إِذا راوَحْتَه في عَمل، فكانت لك عُقْبةٌ وله عُقْبةٌ؛ وكذلك أَعْقَبْتُه. ويقول الرجل لزَمِـيله: أَعْقِبْ وعاقِبْ أَي انْزِلْ حتى أَرْكَبَ عُقْبتِـي؛ وكذلك كلُّ عَمل. ولما تَحَوَّلَتِ الخِلافةُ إِلى الهاشميين عن بني أُمَيَّة، قال سُدَيْفٌ شاعرُ بني العباسِ:

أَعْقِـبِـي آلَ هاشِمٍ، يا مَيَّا!

يقول: انْزِلي عن الخِلافةِ حتى يَرْكَبَها بَنُو هاشم، فتكون لهم

العُقْبةُ عليكم.

واعْتَقَبْتُ فلاناً من الرُّكُوبِ أَي نَزَلْتُ فرَكِبَ. وأَعْقَبْتُ الرجلَ وعاقَبْتُه في الراحلة إِذا رَكِبَ عُقْبةً، ورَكِـبْتَ عُقْبةً، مثلُ الـمُعاقَبةِ.

والـمُعاقَبةُ في الزِّحافِ: أَن تَحْذِفَ حَرْفاً لثَباتِ حَرْفٍ، كأَنْ تَحْذِفَ الياء من مفاعيلن وتُبْقي النونَ، أَو تَحْذِفَ النون وتُبْقي

الياء، وهو يقع في جملة شُطُورٍ من شطور العَروض.

والعرب تُعْقِبُ بين الفاء والثاء، وتُعاقِبُ، مثل جَدَثٍ وجَدَفٍ.

وعاقَبَ: رَاوَحَ بين رِجْليْه.

وعُقْبةُ الطائر: مسافةُ ما بين ارتفاعه وانْحطاطِه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

وعَرُوبٍ غَيْر فاحشةٍ، * قد مَلَكْتُ وُدَّها حِقَبا

ثم آلتْ لا تُكَلِّمُنا، * كلُّ حَيٍّ مُعْقَبٌ عُقَبا

معنى قوله: مُعْقَبٌ أَي يصير إِلى غير حالته التي كانَ عليها. وقِدْحٌ مُعَقَّبٌ: وهو الـمُعادُ في الرِّبابة مَرَّةً بعد مَرَّة، تَيمُّناً

بفَوْزِه؛ وأَنشد:

بمَثْنى الأَيادِي والـمَنيحِ الـمُعَقَّبِ

وجَزُورٌ سَحُوفُ الـمُعَقَّب إِذا كان سميناً؛ وأَنشد:

بجَلْمَة عَلْيانٍ سَحُوفِ الـمُعَقَّبِ

وتَعَقَّبَ الخَبَر: تَتَبَّعَه. ويقال: تَعَقَّبْتُ الأَمْرَ إِذا َدَبَّرْته. والتَّعَقُّبُ: التَّدَبُّرُ، والنظرُ ثانيةً؛ قال طُفَيْل الغَنَوِيّ:

فلَنْ يَجدَ الأَقْوامُ فينا مَسَبَّـةً، * إِذا اسْتَدْبَرَتْ أَيامُنا بالتَّعَقُّب

يقول: إِذا تَعَقَّبوا أَيامَنا، لم يَجِدُوا فينا مَسَبَّـة.

ويقال: لم أَجد عن قولك مُتَعَقَّباً أَي رُجوعاً أَنظر فيه أَي لم

أُرَخِّصْ لنفسي التَّعَقُّبَ فيه، لأَنْظُرَ آتِـيه أَم أَدَعُه. وفي الأَمر

مُعَقَّبٌ أَي تَعَقُّبٌ؛ قال طُفَيْل:

مَغَاويرُ، من آلِ الوَجِـيهِ ولاحقٍ، * عَناجيجُ فيها للأَريبِ مُعَقَّبُ

وقوله: لا مُعَقِّبَ لِـحُكْمِه أَي لا رادَّ لقضائِه. وقوله تعالى:

وَلَّى مُدْبِراً ولم يُعَقِّبْ؛ أَي لم يَعْطِفْ، ولم يَنْتَظِرْ. وقيل: لم

يمكُثْ، وهو من كلام العرب؛ وقال قتادة: لم يَلْتَفِتْ؛ وقال مجاهد: لم يَرْجِـعْ. قال شمر: وكُلُّ راجع مُعَقِّبٌ؛ وقال الطرماح:

وإِنْ تَوَنَّى التَّالِـياتُ عَقَّبا

(يتبع...)

(تابع... 2): عقب: عَقِبُ كُلِّ شيءٍ، وعَقْبُه، وعاقِـبتُه، وعاقِـبُه، وعُقْبَتُه،... ...

أَي رَجَعَ. واعْتَقَبَ الرجلَ خيراً أَو شرّاً بما صَنَع: كافأَه به.

والعِقابُ والـمُعاقَبة أَن تَجْزي الرجلَ بما فَعل سُوءًا؛ والاسمُ

العُقُوبة. وعاقَبه بذنبه مُعاقَبة وعِقَاباً: أَخَذَه به.

وتَعَقَّبْتُ الرجلَ إِذا أَخَذْتَه بذَنْبٍ كان منه.

وتَعَقَّبْتُ عن الخبر إِذا شَكَكْتَ فيه، وعُدْتَ للسُّؤَال عنه؛ قال

طُفَيل:

تَـأَوَّبَنِـي، هَمٌّ مع الليلِ مُنْصِبُ، * وجاءَ من الأَخْبارِ ما لا أُكَذِّبُ

تَتابَعْنَ حتى لم تَكُنْ لِـيَ ريبةٌ، * ولم يَكُ عمَّا خَبَّرُوا مُتَعَقَّبُ

وتَعَقَّبَ فلانٌ رَأْيَه إِذا وَجَد عَاقِـبَتَه إِلى خَيْر. وقوله تعالى: وإِنْ فاتكم شيءٌ من أَزواجكم إِلى الكفار فعَاقَبْتُم؛ هكذا قرأَها مَسْرُوقُ بنُ الأَجْدَع، وفَسَّرَها: فَغَنِمْتم. وقرأَها حُمَيْد: فعَقَّبْتُم، بالتشديد. قال الفراء: وهي بمعنى عَاقَبْتُم، قال: وهي كقولك: تَصَعَّرَ وتَصَاعَرَ، وتَضَعَّفَ وتَضَاعَفَ، في ماضي فَعَلْتُ وفاعَلْتُ؛ وقُرِئَ فعَقَبْتُم، خفيفةً. وقال أَبو إِسحق النحوي: من قرأَ فَعاقَبْتُم، فمعناه أَصَبْتُموهم في القتال بالعُقُوبة حتى غَنِمْتم؛ ومن قرأَ

فَعَقَبْتم، فمعناه فَغَنمتم؛ وعَقَّبْتُم أَجودُها في اللغة؛ وعَقَبْتُم

جَيِّدٌ أَيضاً أَي صارَتْ لكم عُقْبَـى، إِلا أَن التشديد أَبلغ؛ وقال

طرفة:

فَعَقَبْتُمْ بِذُنُوبٍ غَيْرَ مَرّ

قال: والمعنى أَن من مَضَت امرأَتُه منكم إِلى مَنْ لا عَهْدَ بينكم

وبينه، أَو إِلى مَنْ بينكم وبينه عهدٌ، فنَكَثَ في إِعْطاءِ الـمَهْرِ،

فغَلَبْتُمْ عليه، فالذي ذهبت امرأَتُه يُعْطَى من الغنيمة الـمَهْرَ مِن

غير أَن يُنْقَصَ من حَقِّهِ في الغنائم شيءٌ، يُعْطَى حَقَّه كَمَلاً، بعد

إِخْراج مُهورِ النساء.

والعَقْبُ والـمُعاقِبُ: الـمُدْرِكُ بالثَّـأْر. وفي التنزيل العزيز: وإِنْ عاقَبْتُم فَعاقِـبُوا بمثل ما عُوقِـبْتُم به؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

ونَحْنُ قَتَلْنا بالـمَخارِقِ فارساً، * جَزاءَ العُطاسِ، لا يَمُوتُ الـمُعاقِبُ

أَي لا يَمُوتُ ذِكْرُ ذلك الـمُعاقِبِ بعد موته.

وقوله: جَزَاءَ العُطاسِ أَي عَجَّلْنا إِدْراكَ الثَّـأْرِ، قَدْرَ ما بين التشميت والعُطاسِ. وعن الأَصمعي: العَقْبُ: العِقَابُ؛ وأَنشد:

لَـيْنٌ لأَهْلِ الـحَقِّ ذُو عَقْبٍ ذَكَرْ

ويُقال: إِنه لَعَالِـم بعُقْمَى الكلام، وعُقْبَـى الكلام، وهو غامضُ

الكلام الذي لا يعرفه الناس، وهو مثل النوادر.

وأَعْقَبه على ما صَنَع: جازاه. وأَعْقَبه بطاعته أَي جازاه،

والعُقْبَـى جَزاءُ الأَمر. وعُقْبُ كُلِّ شيء، وعُقْباه، وعُقْبانُه، وعاقِـبَتُه: خاتِمتُه. والعُقْبى: الـمَرْجِعُ. وعَقَبَ الرجلُ يَعْقُبُ عَقْباً:

طَلب مالاً أَو غيره. ابن الأَعرابي: الـمِعْقَبُ الخِمار؛ وأَنشد:

كـمِعْقَبِ الرَّيْط إِذْ نَشَّرْتَ هُدَّابَهْ

قال: وسُمِّيَ الخِمار مِعْقَباً، لأَنه يَعْقُبُ الـمُلاءة، يكون خَلَفاً مِنْها. والـمِعْقَبُ: القُرْطُ. والـمِعْقَبُ: السائِقُ الحاذِقُ بالسَّوْق. والـمِعْقَب: بعير العُقَبِ. والـمِعْقَبُ: الذي يُرَشَّحُ للخِلافة بعد الإِمام. والـمُعْقِبُ: النَّجْمُ (1)

(1 قوله «والمعقب النجم إلخ» ضبط في المحكم كمنبر وضبط في القاموس كالصحاح بالشكل كمحسن اسم فاعل.)

الذي يَطْلعُ، فيَرْكَبُ بطُلُوعه الزَّميلُ الـمُعاقِبُ؛ ومنه قول الراجز:

كأَنها بَيْنَ السُّجُوفِ مِعْقَبُ،

أَو شادِنٌ ذو بَهْجَةٍ مُرَبِّبُ

أَبو عبيدة: الـمِعْقَبُ نجْمٌ يَتَعاقَبُ به الزَّميلانِ في السفر، إِذا غابَ نجمٌ وطَلَعَ آخَر، رَكِبَ الذي كان يمشي. وعُقْبَةُ القِدْرِ: ما الْتَزَقَ بأَسْفَلِها من تابلٍ وغيره.

والعُقْبة: مَرقَة تُرَدُّ في القِدْرِ المستعارة، بضم العين، وأَعْقَبَ

الرجُلَ: رَدَّ إِليه ذلك؛ قال الكُمَيْت:

وحارَدَتِ النُّكْدُ الجِلادُ، ولم يكنْ، * لعُقْبةِ قِدْرِ الـمُستَعِـيرين، مُعْقِبُ

وكان الفراء يُجيزها بالكسر، بمعنى البَقِـيَّة. ومن قال عُقْبة، بالضم، جعله من الاعْتِقاب. وقد جعلها الأَصمعي والبصريون، بضم العين. وقَرارَةُ القِدْرِ: عُقْبَتُها.

والـمُعَقِّباتُ: الـحَفَظةُ، من قوله عز وجل: له مُعَقِّباتٌ (2)

(2 قوله «له معقبات إلخ» قال في المحكم أي للإنسان معقبات أي ملائكة يعتقبون يأتي بعضهم بعقب بعض يحفظونه من أمر اللّه أي مما أمرهم اللّه به كما تقول يحفظونه عن أمر اللّه وبأمر اللّه لا أنهم يقدرون أن يدفعوا عنه أمر اللّه.)

من بين يديه ومن خَلْفِه يَحْفَظونه. والـمُعَقِّبات: ملائكةُ الليل

والنهار، لأَنهم يَتَعاقبون، وإِنما أُنِّثَتْ لكثرة ذلك منها، نحو نَسّابة

وعَلاَّمةٍ وهو ذَكَرٌ. وقرأ بعض الأَعراب: له مَعاقِـيبُ. قال الفراء: الـمُعَقِّباتُ الملائكةُ، ملائكةُ الليلِ تُعَقِّبُ ملائكةَ النهار،

وملائكةُ النهار تُعَقِّبُ ملائكةَ الليل. قال الأَزهري: جعل الفراءُ عَقَّبَ بمعنى عاقَبَ، كما يقال: عاقَدَ وعَقَّدَ، وضاعَفَ وضَعَّفَ، فكأَنَّ ملائكة النهارِ تحفظ العباد، فإِذا جاءَ الليل جاءَ معه ملائكة الليل، وصَعِدَ ملائكةُ النهار، فإِذا أَقبل النهار عاد من صَعِدَ؛ وصَعِدَ ملائكةُ الليل، كأَنهم جَعَلُوا حِفْظَهم عُقَباً أَي نُوَباً. وكلُّ من عَمِلَ عَمَلاً ثم عاد إِليه فقد عَقَّبَ.

وملائكةٌ مُعَقِّبَةٌ، ومُعَقِّباتٌ جمعُ الجمع؛ وقول النبي، صلى اللّه

عليه وسلم: مُعَقِّباتٌ لا يَخِـيبُ قائلُهُنَّ، وهو أَن يُسَبِّحَ في دُبر صلاته ثلاثاً وثلاثين تسبيحةً، ويَحْمَده ثلاثاً وثلاثين تحميدةً،

ويكبره أَربعاً وثلاثين تكبيرة؛ سُمِّيَتْ مُعَقِّباتٍ، لأَنها

عادَتْ مرةً بعد مرة، أَو لأَنها تُقال عَقِـيبَ الصلاة. وقال شمر: أَراد بقوله مُعَقِّباتٌ تَسْبِـيحات تَخْلُفُ بأْعْقابِ الناسِ؛ قال: والـمُعَقِّبُ من كل شيءٍ: ما خَلَفَ بِعَقِبِ ما قبله؛ وأَنشد ابن الأَعرابي للنمر ابن تَوْلَبٍ:

ولَسْتُ بشَيْخٍ، قد تَوَجَّهَ، دالفٍ، * ولكنْ فَـتًى من صالحِ القوم عَقَّبا

يقول: عُمِّرَ بعدَهم وبَقي.

والعَقَبة: واحدة عَقَباتِ الجبال. والعَقَبةُ: طريقٌ، في الجَبَلِ،

وَعْرٌ، والجمع عَقَبٌ وعِقابٌ. والعَقَبَة: الجبَل الطويلُ، يَعْرِضُ

للطريق فيأْخُذُ فيه، وهو طَويلٌ صَعْبٌ شديدٌ، وإِن كانت خُرِمَتْ بعد أَن تَسْنَدَ وتَطُولَ في السماءِ، في صُعود وهُبوط، أَطْوَلُ من النَّقْبِ، وأَصْعَبُ مُرْتَقًى، وقد يكونُ طُولُهما واحداً. سَنَدُ النَّقْبِ فيه شيءٌ من اسْلِنْقاء، وسَنَدُ العَقَبة مُسْتَوٍ كهيئة الجِدار. قال

الأَزهري: وجمع العَقَبَةِ عِقابٌ وعَقَباتٌ. ويقال: من أَين كانتْ عَقِـبُكَ أَي من أَين أَقْبَلْتَ؟ والعُقابُ: طائر من العِتاقِ مؤنثةٌ؛ وقيل: العُقابُ يَقَع على الذكر والأُنثى، إِلا أَن يقولوا هذا عُقابٌ ذكَر؛ والجمع: أَعْقُبٌ وأَعْقِـبةٌ؛ عن كُراع؛ وعِقْبانٌ وعَقابينُ: جمعُ الجمع؛ قال:

عَقابينُ يومَ الدَّجْنِ تَعْلُو وتَسْفُلُ

وقيل: جمع العُقاب أَعْقُبٌ؛ لأَنها مؤنثة. وأَفْعُلٌ بناء يختص به جمعُ الإِناث، مثل عَناقٍ وأَعْنُقٍ، وذراع وأَذْرُعٍ. وعُقابٌ عَقَنْباةٌ؛

ذكره ابن سيده في الرباعي.

وقال ابن الأَعرابي: عِتاقُ الطير العِقْبانُ، وسِـباعُ الطير التي

تصيد، والذي لم يَصِدْ الخَشاشُ. وقال أَبو حنيفة: من العِقبان عِقبانٌ تسمى عِقبانَ الجِرْذانِ، ليست بسُودٍ، ولكنها كُهْبٌ، ولا يُنْتَفَعُ بريشها، إِلاَّ أَن يَرْتاشَ به الصبيانُ الجمامِـيحَ.

والعُقابُ: الراية. والعُقابُ: الـحَرْبُ؛ عن كراع. والعُقابُ: عَلَم

ضَخْمٌ. وفي الحديث: أَنه كان اسم رايته، عليه السلام، العُقابَ، وهي العَلَمُ الضَّخْمُ. والعرب تسمي الناقةَ السوداءَ عُقاباً، على التشبيه. والعُقابُ الذي يُعْقَدُ للوُلاة شُبِّهَ بالعُقابِ الطائر، وهي مؤنثة أَيضاً؛ قال أَبو ذؤيب:

ولا الراحُ راحُ الشامِ جاءَتْ سَبِـيئَةً، * لها غايةٌ تَهْدِي، الكرامَ، عُقابُها

عُقابُها: غايَتُها، وحَسُنَ تكرارُه لاختلاف اللفظين، وجَمْعُها

عِقْبانٌ.

والعُقابُ: فرس مِرْداس بن جَعْوَنَةَ.

والعُقابُ: صَخْرة ناتئةٌ ناشِزَةٌ في البئر، تَخْرِقُ الدِّلاءَ، وربما

كانت من قِـبَلِ الطَّيِّ؛ وذلك أَن تَزُولَ الصَّخْرَةُ عن موضعها،

وربما قام عليها الـمُسْتَقي؛ أُنثى، والجمع كالجَمْعِ. وقد عَقَّبها

تَعْقِـيباً: سَوّاها. والرجُل الذي يَنْزِلُ في البئر فيَرْفَعُها، يقال له:

الـمُعَقِّبُ. ابن الأَعرابي: القَبِـيلَة صَخْرَةٌ على رأْس البئر،

والعُقابانِ من جَنَبَتَيْها يَعْضُدانِها.

وقيل: العُقابُ صخرة ناتئة في عُرْضِ جَبل، شِـبْهُ مِرْقاة. وقيل:

العُقابُ مَرْقًى في عُرْضِ الجَبَل. والعُقابانِ: خَشَبتان يَشْبَحُ الرجلُ

بينهما الجِلْدَ. والعُقاب: خَيْطٌ صغيرٌ، يُدْخَلُ في خُرْتَيْ حَلْقَةِ

القُرْطِ، يُشَدُّ به.

وعَقَبَ القُرْطَ: شَدَّه بعَقَبٍ خَشْيةَ أَن يَزِيغَ؛ قال سَيّارٌ الأَبانِـيُّ:

كأَنَّ خَوْقَ قُرْطِها الـمَعْقوبِ * على دَباةٍ، أَو على يَعْسُوبِ

جَعلَ قُرْطَها كأَنه على دَباة، لقِصَرِ عُنُقِ الدَّباة، فوصَفَها

بالوَقصِ. والخَوْقُ: الـحَلْقَةُ. واليَعْسوبُ: ذكر النحل. والدَّباةُ:

واحدةُ الدَّبى، نَوْعٌ من الجَراد.

قال الأَزهري: العُقابُ الخيطُ الذي يَشُدُّ طَرَفَيْ حَلْقَةِ القُرْط.

والـمِعْقَبُ: القُرْطُ؛ عن ثعلب.

واليَعْقُوبُ: الذَّكَرُ من الـحَجَل والقَطَا، وهو مصروف لأَنه عربيّ

لم يُغَيَّرْ، وإِن كان مَزيداً في أَوَّله، فليس على وزن الفعل؛ قال

الشاعر:

عالٍ يُقَصِّرُ دونه اليَعْقُوبُ

والجمع: اليعاقيبُ. قال ابن بري: هذا البيت ذكره الجوهري على أَنه شاهد على اليَعْقُوبِ، لذَكَر الـحَجَل، والظَّاهر في اليَعْقُوبِ هذا أَنه ذَكَر العُقاب، مِثْل اليَرْخُوم، ذَكَرِ الرَّخَم، واليَحْبُورِ، ذَكَرِ الـحُبارَى، لأَن الـحَجَلَ لا يُعْرَفُ لها مِثلُ هذا العُلُوِّ في الطَّيران؛ ويشهد بصحة هذا القول قول الفرزدق:

يوماً تَرَكْنَ، لإِبْراهِـيمَ، عافِـيَةً * من النُّسُورِ عليهِ واليَعاقيب

فذكر اجْتماعَ الطير على هذا القَتِـيل من النُّسور واليَعاقيب، ومعلوم أَن الـحَجَلَ لا يأْكل القَتْلى. وقال اللحياني: اليَعْقُوبُ ذَكَرُ

القَبْجِ. قال ابن سيده: فلا أَدْرِي ما عَنى بالقَبْجِ: أَلـحَجَلَ، أَم

القَطا، أَم الكِرْوانَ؛ والأَعْرَفُ أَن القَبْجَ الـحَجَلُ. وقيل:

اليَعاقِـيبُ من الخَيل، سميت بذلك تشبيهاً بيَعاقِـيبِ الـحَجَل لسُرْعتها؛ قال سلامة بن جَنْدَل:

وَلَّى حَثِـيثاً، وهذا الشَّيْبُ يَتْبَعُه، * لو كان يُدْرِكُه رَكْضُ اليعاقِـيبِ(1)

(1 قوله «يتبعه» كذا في المحكم والذي في التهذيب والتكملة يطلبه، وجوّز في ركض الرفع والنصب.)

قيل: يعني اليَعاقِـيبَ من الخَيْل؛ وقيل: ذكور الحجَل.

والاعْتِقابُ: الـحَبْسُ والـمَنْعُ والتَّناوُبُ. واعتَقَبَ الشيءَ: حَبَسه عنده. واعْتَقَبَ البائِـعُ السِّلْعَة أَي حَبَسها عن الـمُشتري حتى يقبضَ الثمن؛ ومنه قول إِبراهيم النَّخَعِـيّ: الـمُعْتَقِبُ ضامِنٌ لما اعْتَقَبَ؛ الاعْتِقابُ: الـحَبس والمنعُ. يريد أَنَّ البائع إِذا باع شيئاً، ثم منعه المشتريَ حتى يَتْلَفَ عند البائع، فقد ضَمِنَ. وعبارة الأَزهري: حتى تَلِفَ عند البائِع هَلكَ من ماله، وضمانُه منه.

وعن ابن شميل: يقال باعني فلانٌ سِلْعَةً، وعليه تَعْقِبةٌ إِن كانت

فيها، وقد أَدْرَكَتْني في تلك السِّلْعة تَعْقِـبَةٌ.

ويقال: ما عَقَّبَ فيها، فعليك في مالك أَي ما أَدركني فيها من دَرَكٍ فعليك ضمانُه.

وقوله عليه السلام: لَيُّ الواجِد يُحِلُّ عُقُوبَتَهُ وعِرْضَه؛ عُقُوبَتُه: حَبْسُه، وعِرْضُه: شِكايتُه؛ حكاه ابن الأَعرابي وفسره بما ذكرناه.واعْتَقَبْتُ الرجُلَ: حَبَسْتُه. وعِقْبَةُ السَّرْو، والجَمالِ، والكَرَمِ، وعُقْبَتُه، وعُقْبُه: كلُّه أَثَرهُ وهيئتُه، وقال اللحياني: أَي سِـيماهُ وعلامته؛ قال: والكَسْرُ أَجْوَدُ. ويُقال: على فلان عِقْبةُ السَّرْوِ والجَمال، بالكسر، إِذا كان عليه أَثَرُ ذلك.

والعِقْبَةُ: الوَشْيُ كالعِقْمةِ، وزعم يَعْقُوبُ أَن الباءَ بدل من الميم. وقال اللحياني: العِقْبة ضَرْبٌ من ثِـياب الـهَوْدَجِ مُوَشًّى.

ويُقال: عَقْبة وعَقْمَة، بالفتح.

والعَقَبُ: العَصَبُ الذي تُعْمَلُ منه الأَوتار، الواحدة عَقَبَةٌ. وفي

الحديث: أَنه مضغ عَقَباً وهو صائم؛ قال ابن الأَثير: هو، بفتح القاف، العَصَبُ والعَقَبُ من كل شيءٍ: عَصَبُ الـمَتْنَيْنِ، والسّاقين، والوَظِـيفَين، يَخْتَلِطُ باللحم يُمْشَقُ منه مَشْقاً، ويُهَذَّبُ ويُنَقَّى من اللحم، ويُسَوَّى منه الوَتَر؛ واحدته عَقَبةٌ، وقد يكون في جَنْبَـيِ البعير. والعَصَبُ: العِلْباءُ الغليظ، ولا خير فيه، والفرق بين العَقَبِ والعَصَبِ: أَن العَصَبَ يَضْرِبُ إِلى الصُّفْرَة، والعَقَب يَضْرِبُ إِلى البياض، وهو أَصْلَبُها وأَمْتَنُها. وأَما العَقَبُ، مُؤَخَّرُ القَدَم: فهو من العَصَب لا من العَقَب. وقال أَبو حنيفة: قال أَبو زياد: العَقَبُ عَقَبُ الـمَتْنَيْنِ من الشاةِ والبَعيرِ والناقة والبقرة.

وعَقَبَ الشيءَ يَعْقِـبه ويَعْقُبه عَقْباً، وعَقَّبَه: شَدَّه بعَقَبٍ. وعَقَبَ الخَوْقَ، وهو حَلْقَةُ القُرْطِ، يَعْقُبُه عَقْباً: خافَ أَن يَزيغَ فَشَدَّه بعَقَبٍ، وقد تقدَّم أَنه من العُقاب. وعَقَبَ السَّهْمَ والقِدْحَ والقَوْسَ عَقْباً إِذا لَوَى شيئاً من العَقَبِ عليه؛ قال دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ:

وأَسْمَرَ من قِداحِ النَّبْعِ فَرْعٍ، * به عَلَمانِ من عَقَبٍ وضَرْسِ

(يتبع...)

(تابع... 3): عقب: عَقِبُ كُلِّ شيءٍ، وعَقْبُه، وعاقِـبتُه، وعاقِـبُه، وعُقْبَتُه،... ...

قال ابن بري: صوابُ هذا البيت: وأَصْفَرَ من قِداحِ النَّبْعِ؛ لأَنَّ

سهام الـمَيْسِرِ تُوصَفُ بالصُّفرة؛ كقول طرفة:

وأَصفَرَ مَضبُوحٍ، نَظَرْتُ حُوارَه * على النار، واستَودَعتُهُ كَفَّ مُجمِدِ

وعَقَبَ قِدْحَه يَعقُبه عَقْباً: انكَسرَ فَشَدَّه بعَقَبٍ، وكذلك كلُّ ما انكَسَر فشُدَّ بعَقَبٍ. وعَقَبَ فلانٌ يَعقُبُ عَقْباً إِذا طَلَب مالاً أَو شيئاً غيره. وعَقِبَ النَّبْتُ يَعقَبُ عَقَباً: دَقَّ عُودُه واصفَرَّ وَرقُه؛ عن ابن الأَعرابي. وعَقَّبَ العَرفَجُ إِذا اصفَرَّتْ ثمرته، وحان يُبسه. وكل شيء كانَ بعد شيء، فقد عَقَبه؛ وقال:

عَقَبَ الرَّذاذُ خِلافَهُم، فكأَنما * بَسَطَ الشَّواطِبُ، بينهنَّ، حَصيرا

والعُقَيب، مخفف الياء: موضع. وعَقِبٌ: موضِـعٌ أَيضاً؛ وأَنشد أَبو حنيفة:

حَوَّزَها من عَقِبٍ إِلى ضَبُع، * في ذَنَبانٍ ويَبِـيسٍ مُنْقَفِـعْ

ومُعَقِّبٌ: موضع؛ قال:

رَعَتْ، بمُعَقِّب فالبُلْقِ، نَبْتاً، * أَطارَ نَسِـيلَها عنها فَطارا

والعُقَّيْبُ: طائر، لا يُستعمل إِلاّ مصغراً.

وكَفْرُتِعْقابٍ، وكفرُعاقِبٍ: موضعان.

ورجل عِقَّبانٌ: غليظٌ؛ عن كراع؛ قال: والجمع عِقْبانٌ؛ قال: ولست من هذا الحرف على ثِقَة.

ويَعْقُوب: اسم إِسرائيل أَبي يوسف، عليهما السلام، لا ينصرف في المعرفة، للعجمة والتعريف، لأَنه غُيِّرَ عن جهته، فوقع في كلام العرب غير معروفِ المذهب. وسُمِّيَ يَعْقُوبُ بهذا الاسم، لأَنه وُلِدَ مع عِـيصَوْ في بطن واحد. وُلِدَ عِـيصَوْ قبله، ويَعْقُوبُ متعلق بعَقِـبه، خَرَجا معاً، فعِـيصَوْ أَبو الرُّوم. قال اللّه تعالى في قصة إِبراهيم وامرأَته، عليهما السلام: فَبَشَّرْناها بإِسْحقَ، ومن وَرَاءِ إِسْحقَ يَعْقُوبَ؛ قُرِئَ يعقوبُ، بالرفع، وقُرِئَ يعقوبَ، بفتح الباءِ، فَمَنْ رَفَع، فالمعنى: ومن وراءِ إِسحق يعقوبُ مُبَشَّر بِهِ؛ وَمَن فتح يعقوب، فإِن أَبا زيد والأَخفش زعما أَنه منصوب، وهو في موضِعِ الخفضِ عطفاً على

قوله بإِسحق، والمعنى: بشرناها بإِسحق، ومِنْ وراءِ إِسحق بيعقوب؛ قال الأَزهري: وهذا غير جائز عند حُذَّاق النحويين من البصريين والكوفيين. وأَما أَبو العباس أَحمد بن يحيـى فإِنه قال: نُصِبَ يعقوبُ بـإِضمار فِعْلٍ آخر، كأَنه قال: فبشرناها بـإِسحقَ ووهبنا لها من وراءِ إِسحق يعقوبَ، ويعقوبُ عنده في موضع النصب، لا في موضع الخفض، بالفعل المضمر؛ وقال الزجاج: عطف يعقوب على المعنى الذي في قوله فبشرناها، كأَنه قال: وهبنا لها إِسحق، ومِن وراءِ إِسحق يعقوبَ أَي وهبناه لها أَيضاً؛ قال الأَزهري: وهكذا قال ابن الأَنباري، وقول الفراءِ قريب منه؛ وقول الأَخفش وأَبي زيد عندهم خطأ. ونِـيقُ العُقابِ: موضع بين مكة والمدينة. ونَجْدُ العُقابِ: موضع بدِمَشْق؛ قال الأَخطل:

ويامَنَّ عن نَجْدِ العُقابِ، وياسَرَتْ * بنا العِـيسُ عن عَذْراءِ دارِ بني السَّحْبِ

عقب

1 عَقَبَهُ, (S, K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. عَقْبٌ, (TK,) He struck his عَقِب [or heel]. (S, K, TA.) b2: And عَقَبَهُ, (S, Mgh, Msb, K, TA,) aor. ـُ (Mgh, Msb, TA,) inf. n. عَقْبٌ and عُقُوبٌ, (Msb, TA,) He came after him; [as though at his heel; and hence, properly, close after him; but often meaning near after him;] (S, Mgh, Msb, K, TA;) followed him; succeeded him; (S, Mgh, K, TA;) came in, or took, his place; as also ↓ اعقبهُ: (S, K, TA:) and in like manner both are said of anything, (TA,) as also ↓ عقّبهُ, (Msb, K, TA,) inf. n. تَعْقِيبٌ; (S, Msb, K;) and ↓ عاقبهُ; (S, Msb, K;) and ↓ اعتقبهُ; (TA;) meaning it came after; (S, * Msb, K, * TA;) &c., as above: (TA:) and ↓ تعقّبهُ is used in this sense, but not rightly. (Mgh.) [All primarily denote proximate sequence.] You say, عَقَبُونَا and عَقَبُوا مِنْ خَلْفِنَا They came after us. (TA.) and عَقَبُونَا مِنْ خَلْفِنَا and ↓ عَقَّبُونَا They succeeded us, in alighting, or taking up their abode, after our departure. (TA.) And العِدَّةُ تَعْقُبُ الطَّلَاقَ The عِدَّة [q. v.] follows divorce. (Mgh, Msb.) and ابْنُهُ ↓ ذَهَبَ فُلَانٌ فَأَعْقَبَهُ, as also عَقَبَهُ, Such a one went away, and his son succeeded him, or took his place. (S, O.) And هٰذَا هٰذَا ↓ اعقب [This succeeded this] is said when the latter is gone, and there remains nothing of it, and the former has taken its place. (TA.) And one says, عَقَبَ فُلَانٌ مَكَانَ أَبِيهِ, (S, O, TA,) aor. ـُ inf. n. عَقْبٌ, (TA,) and quasi-inf. n. ↓ عَاقِبَةٌ, this being a subst. used in the sense of an inf. n., like as كَاذِبَةٌ is [said to be] in the Kur lvi. 2, (S, O,) or it is an inf. n. syn. with عَقْبٌ, (Msb in art. عفو,) Such a one succeeded, or took the place of, his father; (S, O, TA;) as also ↓ عقّب. (TA.) [Hence also several phrases here following.] b3: It is said in a trad., كُلُّ غَازِيَةٍ غَزَتْ يَعْقُبُ بَعْضُهَا بَعْضًا i. e. [Every party that goes forth on a warring, or warring and plundering, expedition] shall take its turn, one after another:] when one company has gone forth and returned, it shall not be constrained to go forth again until another has taken its turn after it. (TA.) b4: عَقَبْتُ الرَّجُلَ فِى أَهْلِهِ means بَغَيْتُهُ بِشَرٍّ وَخَلَفْتُهُ [i. e. I sought to do evil to the man, and took his place (see art. خلف), with respect to his wife; i. e. I committed adultery with his wife]: (S, O:) or عَقَبَهُ signifies [simply]

بِغَاهُ بِشَرٍّ [he sought to do evil to him]: (K: [in which وَخَلَفَهُ seems to have been inadvertently omitted: but SM immediately adds what here follows:]) and one says also, عَقَبَ فِى إِثْرِ الرَّجُلِ بِمَا يُكْرَهُ, aor. ـُ inf. n. عَقْبٌ, meaning He accused the man [app. behind his back] of a thing disliked, or hated; he [so] defamed him, or charged him with a vice or fault or the like. (TA.) b5: عَقَبَ فُلَانٌ عَلَى فُلَانَةَ [like خَلَفَ عَلَيْهَا] Such a man married such a woman after her first husband. (TA.) b6: عَقَبَ الشَّيْبُ, aor. ـِ and عَقُبَ, inf. n. عُقُوبٌ, Whiteness of the hair, or hoariness, came after [or took the place of] blackness: as also ↓ عقّب. (TA.) b7: عَقَبَ said of a horse, aor. ـِ [or عَقُبَ?], inf. n. عَقْبٌ, [which see below,] He performed a run after another run. (L, TA.) b8: عَقَبَتِ الإِبِلُ مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ, aor. ـُ inf. n. عَقْبٌ; and ↓ اعتقبت; The camels removed from place to place, pasturing. (IAar, TA.) b9: مَا عَقَبَ فِيهَا فَعَلَيْكَ مِنْ مَالِكَ, (TA,) or ↓ مَا عَقَّبَ, (so in the O, [in which فِى مالك is put in the place of من مالك,]) Whatever evil consequence happen to me, with respect to it, (referring to merchandise,) the responsibility for it will be on thee [and compensation shall be made from thy property]: and [تَعْقِبَةٌ (thus in the O) appears, from what follows, to be an inf. n. of the latter verb in this sense; or it may perhaps be from the former verb, like تَهْلِكَةٌ from هَلَكَ; for] one says, بَاعَنِى سِلْعَةً وَعَلَيْهِ تَعْقِبَةٌ إِنْ كَانَت فِيهَا [He sold me an article of merchandise, and was responsible for an evil consequence, (or for damage afterwards found in it,) should there be any in it]. (ISh, O, TA. *) b10: عَقَبَهُ and ↓ عقّبهُ and ↓ اعقبهُ signify also He took, or received, from him something in exchange, an exchange, a substitute, or an equivalent, for another thing: it is said in a trad., إِنْ لَمْ يَقْرُوهُ فَلَهُ أَنْ يَعْقُبَهُمْ بِمِثْلِ قِرَاهُ If they entertain him not. he shall have a right to take from them as a substitute the like of his entertainment which they denied him: and one says also مِنْهُ خَيْرًا ↓ استعقب, or شَرًّا, He took, or received, from him in exchange good, or evil: (TA:) and عَقَبَ الرَّجُلَ, aor. ـُ He took from the man's property the like of what he (the latter) had taken from him. (O, * TA.) After the words in the Kur lx. 11, وَإِنْ فَاتَكُمْ شَىْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ, there are three different readings, ↓ فَعَاقَبْتُمْ, and ↓ فَعَقَّبْتُمْ, and فَعَقَبْتُمْ: (TA:) the first means and ye take, or carry off, spoil: (Masrook Ibn-El-Ajda', S, TA:) or the second has this meaning; and the first means and ye punish them so that ye take, or carry off, spoil: and the third means and ye have a requital: the second is the best; and the third is also good; but the second has a more intensive meaning: (Aboo-Is-hák the Grammarian, L, TA:) accord. to Fr, the first and second signify the same: (L, TA:) and As says that عَقْبٌ [inf. n. of عَقَبَ] is syn. with عِقَابٌ [inf. n. of عَاقَبَ; but whether with reference to this case, I do not find]. (TA.) b11: And عَقَبَ, aor. ـُ inf. n. عَقْبٌ, also signifies He sought, or sought after, wealth, or some other thing. (TA.) A2: عَقَبَ, (S, O, K,) aor. ـِ and عَقُبَ, (TA,) inf. n. عَقْبٌ, (S, O,) He bound a thing with [the kind of sinew, or tendon, called] عَقَب; as also ↓ عقّب [inf. n. تَعْقِيبٌ, of which see an ex. in a verse cited voce مَصْنَعٌ]: he bound therewith a خَوْق. i. e. the ring of an ear-drop, fearing lest it should incline on one side: or he bound an earring with a thread called عُقَاب: (TA:) and he wound round a bow, (S, O, K,) and an arrow, (S, O,) with [the kind of sinew, or tendon, called]

عَقَب, (O,) or with somewhat thereof: (S, K:) or عَقَبَهُ بِالعَقَبِ he bound it, namely, the [arrow termed] قِدْح, with the عَقَب, in consequence of its having broken. (IB, L, TA.) A3: عَقَبْنَا الرَّكِيَّةَ [thus I find it written without teshdeed, but perhaps it should be ↓ عَقَّبْنَا, from أَعْقَابُ الطَّىّ, (see عَقِبٌ,)] We lined the well with stones behind [the other] stones. (TA. [See also 4.]) A4: [The inf. n.]

العَقْبُ also signifies الرَّجْعُ, [which generally means The making, or causing, to return, or go back; but this may perhaps be a mistake for الرُّجُوعُ, for it is immediately added,] Dhu-rRummeh says, كَأَنَّ صِيَاحَ الكُدْرِ يَنْظُرْنَ عَقْبَنَا تَرَاطُنُ أَنْبَساطٍ عَلَيْهِ طَغَامِ meaning [As though the crying of the dusky she-camels] looking, or waiting, for our returning from watering that they might go to the water after us [were the barbarous talk of low, or ignoble, Nabathæans, over it, i. e. over the water]. (TA.) A5: عَقِبَ النَّبْتُ, [aor. ـَ inf. n. عَقَبٌ, The branches of the plant, or herbage, became slender, and the leaves thereof turned yellow. (IAar, TA. [See also 2.]) 2 عَقَّبَ see 1, first three quarters, in seven places. b2: The inf. n., تَعْقِيبٌ, signifies also The doing a thing and then returning to doing it: (IAth, TA:) the performing an act of prayer, or another act, and then returning to doing it in the same day: (Sh, TA:) and [particularly] the making a warring, or warring and plundering, expedition, and then another in the same year. (S, O, K.) [See also مُعَقِّبٌ.] You say, عقّب بِصَلَاةٍ بَعْدَ صَلَاةٍ, and بِغَزَاةٍ بَعْدَ غَزَاةٍ, He followed up one prayer with another, and one warring, or warring and plundering, expedition with another. (TA.) and صَلَّى مِنَ اللَّيْلِ ثُمَّ عَقَّبَ He prayed in the night and then repeated the prayer. (IAar, TA.) and عُقِّبَ الغَازِيَةُ بِأَمْثَالِهَا, and ↓ أُعْقِبَ, The warring, or warring and plundering, party was made to be followed by another, consisting of the likes of it, sent in its place. (TA.) And it is said in a trad. of 'Omar, كَانَ كُلَّ عَامٍ يُعَقِّبُ الجُيُوشَ He used, every year, to call back one party of the forces and to send another to take its turn after the former. (O, TA.) b3: Also The performing of prayer (IAth, O, K, TA) as a supererogatory act (TA) after the [prayers called] تَرَاوِيح: (IAth, O, K, TA:) such prayer is to be performed in the house, at home, (IAth, O, TA,) not in the mosque. (IAth, TA.) b4: And The waiting (K, TA) in prayer; or remaining in one's place in prayer waiting for another prayer. (TA.) And you say, عقّب فِى الصَّلَاةِ, (S, O,) inf. n. as above, (S, A, O, Msb, K,) He sat after the performing of the [ordinary] prayer for the purpose of a supplication (S, A, O, Msb, K) or a petition. (S, O, Msb.) وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ, in the Kur [xxvii. 10 and xxviii. 31], means [He did did not turn back retreating] and did not wait; (O, TA;) properly, did not make advancing to follow his retreating: (O:) or and did not turn aside (S, Msb) nor wait in expectation: (S:) or and did not turn aside nor return: (O:) or and did not look aside: (K, * TA.) or and did not return; from عقّب said of a combatant, meaning He returned after fleeing: (Bd in xxvii. 10:) you say, عقّب عَلَيْهِ He returned against him; syn. كَرَّ, and رَجَعَ: and تَعْقِيبٌ signifies also The turning back, or receding, from a thing that one had desired to do. (TA.) b5: عَقَّبَ فِى الشَّيْبِ بِأَخْلَاقٍ حَسَنَةٍ [app. means He had latterly, in the time of hoariness, good dispositions]. (O. [The meaning that I have assigned to this phrase seems to be there indicated by the context: but I incline to think that the right reading is عُقِّبَ, (assumed tropical:) lit. He was made to be followed, in hoariness, by good dispositions; agreeably with what next follows.]) b6: آتَى فُلَانٌ إِلَىَّ خَيْرًا فَعُقِّبَ بِخَيْرٍ مِنْهُ [means Such a one caused good to betide me, and it was made to be followed by what was better than it]. (A, TA. [In the former it is followed by the words وَأَرْدِفَ بِخَيْرٍ مِنْهُ, evidently for the purpose of explanation.]) b7: [Hence,] one says, تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ لَيْسَ فِيهَا تَعْقِيبٌ, meaning اِسْتِشْنَآءٌ [i. e. He gave an alms in which was no making an exception by following it up with a condition]. (S, A, O, Msb. *) b8: عَقَّبَنِى حَقِّى He delayed, or deferred, the giving, or paying, to me my due. (S.) b9: عقّب الأَمْرَ He looked to the consequence, end, issue, or result, of the affair, event, or case. (TA. [See also 5.]) b10: And عقّب فِى الأَمْرِ He went repeatedly to and fro, or made repeated efforts, in seeking to accomplish the affair, striving, or exerting himself. (S, O, L, TA.) In the K, التَّعْقِيبُ [the inf. n.] is expl. as signifying التَّرَدُّدُ فِى طَلَبِ المَجْدِ: but the right reading is فِى طَلَبٍ مُجِدًّا. (TA.) [See also مُعَقِّبٌ.]

A2: عقّب said of the [plant called] عَرْفَج, (S, O,) inf. n. تَعْقِيبٌ, (K,) It became yellow in its fruit, (S, O, K,) and attained to the season of its drying up: (S, O:) from عَقِبَ said of a plant or herbage. (TA.) A3: عقّب عُقَابًا, inf. n. as above, He planed off a stone of the kind called عُقَاب, in a well. (TA. [See also مُعَقِّبٌ.]) A4: See also 1, last quarter, in two places.3 عاقبهُ: see 1, second sentence. b2: Also عاقب الرَّجُلَ, (Mgh, * TA,) inf. n. مُعَاقَبَةٌ and عِقَابٌ, (Mgh,) He did a thing with the man alternately, each taking his turn; (Mgh, TA;) and so ↓ اعقبهُ. (TA.) And [particularly], (TA,) inf. n. مُعَاقَبَةٌ, (S, O,) He rode in his turn after the man, each riding in his turn; (S, O, TA;) as also ↓ اعقبهُ, (S, O, K,) and ↓ اعتقبهُ. (TA.) And عَاقَبْتُ الرَّجُلَ فِى الرَّاحِلَةِ I rode in my turn after the man, upon the camel, he riding in his turn after me. (S, O.) And in like manner you say, ↓ اِعْتَقَبُوهُ, and ↓ تَعَاقَبُوهُ They rode by turns with him, taking their turns after him. (TA.) b3: and عاقب بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ [He made an interchange, or alternation between the two things; he made the two things interchangeable, or commutable;] he brought, or did, the two things interchangeably, or alternately, i. e. one of them one time and the other of them another time. (TA.) [Thus, for instance,] العَرَبُ تُعَاقِبُ بَيْنَ الفَآءِ والثَّآءِ [The Arabs make an interchange between ف and ث; make ف and ث interchangeable, or commutable; i. e. put ف in the place of ث, and ث in the place of ف]; as in جَدَفٌ and جَدَثٌ; and ↓ تُعْقِبُ signifies the same. (S, O.) b4: And عاقب signifies also He stood upon one of his legs one time and upon the other another time; or moved his legs alternately. (TA.) b5: [عاقبهُ as denoting consequence, and retaliation, or retribution, also signifies He punished him.] You say, عاقبهُ بِذَنْبِهِ, (S, Msb, * TA,) inf. n. عِقَابٌ (S, Msb, TA) and مُعَاقَبَةٌ, (Msb, TA,) He punished him for his crime, sin, fault, or offence: (S, * Msb, * TA:) and [in like manner] ↓ تعقّبهُ He punished him (i. e. a man, S, O) for a crime, a sin, a fault, or an offence, that he had committed. (S, O, K.) In the saying in the Kur [xvi. last verse but one], وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمٌ بِهِ [And if ye punish, then punish ye with the like of that with which ye have been afflicted, lit. punished], the verb first denotes punishment, and is afterwards used for the purpose of assimilation: and similar to this is the saying in the same [xxii. 59], وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ [And whoso punisheth with the like of that with which he hath been afflicted, lit. punished]. (O.) For another ex., from the Kur lx. 11, [where it implies retaliation or retribution,] see 1, latter half. [In like manner,] it is said in a trad., أَبْطَلَ النَّفْحَ إِلَّا أَنْ يُضْرَبَ فَيُعَاقِبَ [He made the kicking of a beast with the hind leg to be of no account unless it were beaten by its master, or rider, and retaliated by kicking another person]; meaning, he made nothing to be incumbent on the master of the beast unless the latter made the kicking to be a consequence of that [i. e. unless the beast kicked in consequence of its being beaten by the master, or rider]. (TA.) [See also 4, which has a similar meaning, that of requital.] b6: عُوقِبَتْ said of a mare means She was required to perform run after run. (Ham p. 277.) 4 اعقبهُ: see 1, first quarter, in three places: b2: and see 3, in three places. b3: [Also He made him to take his place. And hence,] He descended from his beast in order that he (another) might ride in his turn: and one says also أَعْقِبْ meaning Descend thou in order that I may ride in my turn: and in like manner with respect to any kind of action: thus, when the office of Khaleefeh became transferred from the sons of Umeiyeh to the Háshimees, Sudeyf, the poet of the 'Abbásees, said, أَعْقِبِى آلَ هَاشِمٍ يَا مَيَّا meaning Descend from the station of the Khaleefehs that the family of Háshim may mount, O Meiyà [for O sons of Umeiyeh]. (TA.) b4: [And It made a thing to follow as a consequence to him: the verb in this sense being doubly trans.] One says, اعقبهُ نَدَمًا It occasioned him as its consequence repentance, (Mgh, Msb, TA,) and هَمًّا anxiety. (TA.) And أَكَلَ أَكْلَةً أَعْقَبَتْهُ سَقَمًا He ate a repast that occasioned him as its consequence a sickness. (S, O.) And [hence] أُعْقِبَ عِزُّهُ ذُلًّا His might was exchanged for, or changed into, [lit. made to be followed by,] abasement. (TA.) See also 2, first quarter, for another ex. [Hence, likewise,] فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا, in the Kur [ix. 78], means [Therefore He caused hypocrisy to follow as a consequence to them; or] He caused them to err, because of their evil deed, as a punishment to them. (O.) And [in like manner] one says, أَعْقَبَهُ اللّٰهُ بِإِحْسَانِهِ خَيْرًا [God gave him, or may God give him, as a recompense, or requital, for his beneficence, good, or prosperity]. (TA.) And اعقبهُ بِطَاعَتِهِ He recompensed, or requited, him for his obedience, (S, O, K, *) and عَلَى مَا صَنَعَ for what he did. (TA. [See also 3, which has a similar meaning, that of retribution.]) اعقبهُ خَيْرًا means also He gave him in exchange good. (TA.) See also 1, latter half, where the verb is expl. in the contr. sense, that of taking, or receiving, in exchange. b5: اعقبهُ الطَّائِفُ The diabolical visitation, or insanity, returned to him at times. (S, O.) b6: اعقب طَىَّ البِئْرِ بِحِجَارَةٍ مِنْ وَرَائِهَا [is app. from

أَعْقَابُ الطَّىِّ (see عَقِبٌ), and] means He laid stones compactly together at the back [behind the regular casing] of the well. (TA. [See also 1, near the end.]) A2: اعقب as intrans., He (a man) died, and left offspring. (S, O, K.) One says, أَعْقَبَ مِنْهُمْ رَجُلَانِ وَدَرَجَ وَاحِدٌ [Two men of them died and left offspring, and one died and left no offspring]: and Tufeyl El-Ghanawee says, كَرِيمَةُ حُرِّ الوَجْهِ لَمْ تَدْعُ هَالِكًا

↓ مِنَ القَوْمِ هُلْكًا فِى غَدٍ غَيْرَ مُعْقِبِ [A female noble of countenance, (or whose nobility was manifest in what appeared of her countenance,) she did not invoke one of the people dead, on a morrow after an engagement, as having perished without leaving a successor, or one to fill his place:] i. e. when a chief of her people died, another chief came; so that she did not bewail a chief who had not his equal. (TA.) b2: He (a borrower of a cooking-pot) returned a cooking-pot with the remains termed عُقْبَة in it. (S, O, K.) b3: He (a man) returned from evil to good. (TA.) b4: اعقب عَلَيْهِ يَضْرِبُهُ He set upon him beating him. (O.) b5: أَعْقَبَتْ رَاحِلَتُكَ Thy riding-camel became, or has become, jaded, or fatigued. (O.) 5 تعقّب He looked to the consequence, end, issue, or result: and he considered a second time. (TA. [See also 2, last quarter.]) b2: تعقّب مِنْ أَمْرِهِ He repented of his affair. (TA.) b3: تعقّب عَنِ الخَبَرِ He doubted of the information, or questioned it, and asked again respecting it. (S, O, K, TA. [In my copies of the S, and in the O, الخَيْرِ: but see what follows; in which مُتَعَقَّب is used as a noun of place of the verb in this sense.]) Tufeyl says, ↓ وَلَمْ يَكُ عَمَّا خَبَّرُوا مُتَعَقَّبُ [And there was no place of, or ground for, doubting, and asking again, respecting what they told]. (S, O, TA.) And one says, لَمْ أَجِدْ عَنْ قَوْلِكَ

↓ مُتَعَقَّبًا, (A, TA,) i. e. [I found not] any place of, or ground for, inquiring into, or investigating, thy saying; syn. مُتَفَحَّصًا; (A, TA;) [or questioning it; or returning to examine it;] meaning, thy saying was right and true, so that it did not require التَّعَقُّب; (A;) or I did not allow myself to doubt, and ask again, respecting it, that I might see whether I should do what thou saidst or abstain from it. (TA.) b4: [And the verb is used transitively in a similar sense.] You say, تعقّب الخَبَرَ He searched after the information repeatedly, or time after time; (Mgh, * TA;) syn. تَتَبَّعَ: (Mgh, TA:) and ↓ اعتقب has a like meaning. (Ham p. 287.) And He asked respecting the information another person than the one whom he asked the first time. (A, TA.) b5: and تَعَقَّبْتُ الرَّجُلَ I sought to discover in the man that which he would be ashamed to expose; or the slip, or fault, that he had committed: and ↓ اِسْتَعْقَبْتُهُ signifies the same. (O, K. *) [In critical observations and the like, تعقّبهُ is often used as meaning He found fault with him; animadverted upon him; or impugned his judgment or assertion; بِقَوْلِهِ كَذَا وَكَذَا by his saying so and so. and تعقّب عَلَيْهِ seems to be similarly used as meaning He animadverted upon his saying: (compare اِعْتَرَضَ عَلَيْهِ:) but more commonly as meaning he animadverted upon it, i. e. a saying, and the like.] b6: See also 3, near the middle of the para-graph. b7: تعقّب الأَمْرَ He thought repeatedly upon the affair, or case. (TA in art. روأ.) b8: تعقّب رَأْيَهُ He found his opinion to have a good issue, or result. (S, O. [See a somewhat similar signification of 8 and 10, under the former.]) b9: See also 1, second sentence. b10: [The saying of Aboo-Thumámeh, وَإِنْ مَنْطِقٌ زَلَّ عَنْ صَاحِبِى ↓ تَعَقَّبْتُ آخَرَ ذَا مُعْتَقَبْ may be rendered, nearly in accordance with an explanation by Et-Tebreezee, And if a speech slip by mistake from my companion, 1 substitute another having superiority: or تعقّبت may here mean I search out: but see the Ham p. 287; where are some remarks, on this verse, that appear to me to be fanciful and far-fetched.]6 يَتَعَاقَبَانِ (T, S, O, Msb, TA) They follow each other [by turns]; or alternate; (T, Msb, TA;) one coming and the other going; (TA;) said of the night and the day; (T, Msb;) or as the night and the day; (S, O, TA;) as also ↓ يَعْتَقِبَانِ. (TA.) You say, تَعَاقَبَ المُسَافِرَانِ عَلَى الدَّابَّةِ The two travellers rode upon the beast, each of them in his turn. (TA: and the like is said in the Msb.) And تعاقبا عَمَلًا They two did a work, or deed, by turns, or alternately: syn. اِرْتَوَحَاهُ, (K and TA in art. روح,) and تَرَاوَحَاهُ (TA in that art.) And تعاقبا They helped each other by turns. (TA.) And بِالضَّرْبِ ↓ يَعْتَقبَانِهِ They two ply him by turns with beating (A.) See also 3, near the beginning. التَّعَاقُبُ also signifies The coming to water [by turns, or] time after time. (TA.) 8 إِعْتَقَبَ see 1, former half, in two places: b2: and see 3, near the beginning, in two places; and 6, also in two places. b3: [اعتقبهُ signifies also He took it, or had it, subsequently. Thus one of the meanings of العُقْبَةُ is expl. in the A and TA by the words مَا يَعْتَقِبُونَهُ بَعْدَ الطَّعَامِ مِنَ الحَلَاوَةِ i. e. What they have, or take, after the main portion of the meal, consisting of sweetmeat. b4: And He had it, or experienced it, as a consequence of an act &c.: and that it may have ↓ مُعْتَقَبُ for an inf. n. in this sense (as well as in other senses agreeably with analogy) seems to be meant by its being said (in the Ham p. 287) that المُعْتَقَبُ signifies أَخْذُ عُقْبَةِ الشَّىْءِ i. e. آخِرِهِ. See also a somewhat similar signification of 5.] One says, فَعَلْتُ كَذَا فَاعْتَقَبْتُ مِنْهُ نَدَامَةً i. e. [I did such a thing and] I found, or experienced, in consequence thereof repentance; (S, O;) as also ↓ اِسْتَعْقَبْتُ. (A, O.) And مِنْ كَذَا خَيْرًا ↓ استعقب He found, or experienced, in consequence of such a thing, or after such a thing, good. (T, Msb.) And hence, perhaps, the saying of the lawyers, يَصِحُّ الشِّرَآءُ عِتْقًا ↓ إِذَا اسْتَعْقَبَ [as meaning The sale, or purchase, is valid when it has emancipation as an after-event]: but this does not agree with the former phrase unless by a far-fetched interpretation; and therefore one should say, إِذَا عَقَبَهُ العِتْقُ i. e. when emancipation follows it. (Msb.) b5: اعتقب also signifies He withheld, or detained, a thing in his possession. (TA.) And [particularly] He (a seller) withheld, or detained, an article of merchandise from the purchaser until he should receive the price: (S, A, O, K:) for the doing of which he is said in a trad. to be responsible; meaning, if it perish in his keeping. (S, A, O.) And He detained, confined, or imprisoned, a man. (S, O.) b6: See also 5.10 إِسْتَعْقَبَ see the next preceding paragraph, in three places: b2: and see also 1, latter half: b3: and 5. b4: [Accord. to Reiske, as mentioned by Freytag, استعقبهُ signifies also He followed his footsteps.]

عَقْبٌ: see عَقِبٌ, in eight places.

عُقْبٌ: see عَقِبٌ, in seven places.

عَقَبٌ The عَصَب [meaning sinews, or tendons,] of which أَوْتَار [i. e. strings for bows or the like] are made: (S, O, K: [see also 1, last quarter:]) n. un. with 3: (S, O:) or such as are white of the أَطْنَاب of the joints; (Mgh, Msb; [see عَصَبٌ;]) the عَصَب being such as are yellow: (Mgh and Msb in art. عصب:) accord. to IAth, the عَصَب [or sinews, or tendons,] of the two portions of flesh next the back-bone on either side, and of the سَاقَانِ and وَظِيفَانِ [meaning the hind and fore shanks], that are intermingled with the flesh, of any animal; the half of one whereof, divided lengthwise from the other half, is extended, or drown out, and trimmed, and cleansed of the flesh, and the وَتَر [or string for the bow or the like] is made thereof; and they are sometimes in the two sides of the camel; but [properly speaking] there is a difference between the عَصَب and the عقَب; the former being such as incline to yellow, whereas the latter incline to white, and are the harder, and firmer, or stronger, of the two: AHn says, on the authority of Aboo-Ziyád, that the عَقَب are [the sinews, or tendons,] of the two portions of flesh next the back-bone on either side, of the sheep or goat, and of the camel, and of the ox or cow,(TA.) [See also عِلْبَآءٌ.]

عَقِبٌ (S, Mgh, O, Msb, K, &c.) and ↓ عَقْبٌ, (Msb, TA,) the latter being a contraction of the former, (Msb,) [The heel of a human being;] the hinder part of the foot of a human being: (S, Mgh, O, Msb, K:) of the fem. gender: (S, O, Msb:) pl. [of pauc.] أَعْقُبٌ (TA) and [of mult. as well as of pauc.] أَعْقَابٌ: (Msb, TA:) and ↓ عَقِيبٌ is said to signify the same; but MF cites an assertion that this is a word of a bad dialect. (TA.) وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ [Wo to the heels from the fire of Hell], (O, Msb, TA,) and ويل لِلْعَقِبِ من النّار [Who to the heel &c.], (TA,) occurring in a trad., means wo to him who neglects the washing of the heels in the ablution preparatory to prayer. (O, * Msb, TA. *) عَقِبُ الشَّيْطَانِ, (O, Msb, TA,) or, as some say, ↓ عُقْبَةُ الشيطان, (Msb, TA,) with damm, (TA,) which is forbidden in prayer, is expl. as meaning The placing the buttocks upon the heels between the two prostrations; which is what some term الإِقْعَآءُ: (Mgh, * O, Msb, TA:) so says A'Obeyd: (Msb:) or, accord. to some, this means the leaving the heels unwashed in the ablution preparatory to prayer. (O.) وَطِئَ النَّاسُ عَقِبَ فُلَانٍ [lit. The people trod upon the heel of such a one] means the people walked after, or near after, such a one: and in like manner, هُوَ مُوَطَّأُ العَقِبِ [lit. He is one whose heel is trodden upon]: (O, TA; *) because of his having command over people, and their being submissive to him: (O:) the latter phrase means he is one who has many followers: (A, TA: [see also art. وطأ:]) جَآءَ زَيْدٌ يَطَأُ عَقِبَ عَمْرٍو primarily signifies Zeyd came putting his foot in the place of the foot [or heel] of 'Amr every time that the latter raised his foot. (Msb.) And one says, مِنْ أَيْنَ عَقِبُكَ, (A, O,) or مِنْ أَيْنَ كَانَ عَقِبُكَ, (TA,) meaning Whence camest thou? or Whence hast thou come? (A, O, TA.) and رَجَعَ فُلَانٌ عَلَى عَقِبِهِ Such a one returned by the way of his heel; i. e., by the way that was behind him, and whence he had come; quickly. (Msb.) And وَلَّى عَلَى عَقِبِهِ, and عَلَى عَقِبَيْهِ, He turned back, or receded, from a thing to which he had betaken himself. (TA.) لَا تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ, occurring in a trad., means Turn not thou them back to their former condition of not emigrating [for the sake of religion]: and مَا زَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ, in another trad., means They ceased not to return to infidelity: as though they went back wards. (TA.) b2: The عَقِب of the نَعْل [or sandal] is The part [or wide strap] that embraces the heel. (AO, in an anom. MS. in my possession.) b3: [And عَقِبُ البَابِ means The pivot (generally of wood) at the bottom of the door, turning in a socket in the threshold.] b4: and عَقِبٌ and ↓ عَقْبٌ (TA) and ↓ عُقُبٌ and ↓ عُقْبٌ (S, O, Msb, K, TA) and ↓ عُقْبَى and ↓ عُقْبَةٌ and ↓ عُقْبَانٌ and ↓ عِقْبَانٌ and ↓ عَاقِبٌ (TA) are syn. with ↓ عَاقِبَةٌ, (S, O, Msb, K, TA,) which signifies, (S, O, Msb, K,) i. e. as signifying, (TA,) The end; or the last, or latter, part or state; [but generally as explanatory of this last word, and often as explanatory of عُقُبٌ and عُقْبٌ and عُقْبَى, as meaning the consequence, or result, or issue;] of anything: (S, O, Msb, K, TA:) [and the same words, app. with the exception of عُقْبَى and عَاقِبَةٌ, signify also a time, or state, of subsequence:] the pl. [of the first four words is أَعْقَابٌ, and] of the last عَوَاقِبُ. (TA.) Hence, (S,) it is said in the Kur [xviii. 42], ↓ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقُبًا [or ↓ عُقْبًا or ↓ عُقْبَى, accord. to different readings, i. e. He is the best in respect of recompense, or reward, and the best in respect of consequence, or result, or issue; i. e., the consequence of the actions &c. of believers]. (S, O.) And in the same [xci. last verse], ↓ وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا i. e. And He feareth not the consequence thereof. (Th, TA.) And they said, لَكَ فِى الخَيْرِ ↓ العُقْبَى meaning العَاقِبَةُ [i. e. May the end to thee be in that which is good; or may thy case end in good]. (TA.) And it is said in a trad., سَافَرَ فِى عَقِبِ رَمَضَانَ, (T, O, Msb,) meaning He journeyed in the end, or the last, or latter, part, of Ramadán: (T, Msb:) or, when Ramadán had almost ended. (O.) One says, جِئْتُ فِى عَقِبِ رَمَضَانَ, (ISk, S, O, * Msb, *) with kesr to the ق, (ISk, S,) meaning [I came] when there was somewhat remaining of Ramadán. (ISk, S, O, * Msb.) And جِئْتُكَ فِى عَقِبِ الشَّهْرِ, and ↓ فى عَقْبِهِ, and عَلَى عَقِبِهِ, I came to thee in the latter part of the month, when ten days of it, or less, remained. (L.) هُوَ فِى عَقِبِ المَرَضِ He is in the state of convalescence in which somewhat remains of the disease: (Msb:) and فِى أَعْقَابِ المَرَضِ in the [state in which there are some] remains of the disease. (TA.) One says also, جَآءَ فِى عَقِبِهِ and ↓ عَقْبِهِ, meaning He came after him; or near after him; [as though at his heel; and hence, properly, close after him;] and جَآءَ عَقِبَهُ; from the phrase جَآءَ زَيْدٌ يَطَأُ عَقِبَ عَمْرٍو, meaning as expl. above. (Msb.) And بَنُو فُلَانٍ سَقْىُ إِبِلِهِمْ عَقِبَ بَنِى فُلَانٍ i. e. [The sons of such a one, the watering of their camels is] after [that of] the sons of such a one; a saying mentioned by ISk. (Msb.) And صَلَّيْنَا أَعْقَابَ الفَرِيضَةِ تَطَوُّعًا i. e. [We performed prayer] after the obligatory [by way of supererogation]. (Lh, IF, Msb, TA.) And جِئْتُ فِى عَقِبِ الشَّهْرِ i. e. I came after the month had passed. (El-Fárábee, Msb.) And خَلَفَ فُلَانٌ بعَقِبِى Such a one remained, or stayed, after me. (Msb.) Er-Rázee says, in the Mukhtár es-Siháh, that he had found no authority in the T nor in the S for the phrase جَآءَ فُلَانٌ عقبَ فُلَانٍ

[app. عَقِبَ], meaning Such a one came after such a one, except a similar saying of ISk, cited by Az, in which عقبَ is expl. as signifying after. (TA.) [But if the word in question be عَقِبَ, sufficient authorities for its use in this sense have been cited above: though it seems from what here follows that عُقُبَ or عُقْبَ in this sense is preferable.] One says, شَهْرِ ↓ جِئْتُ فِى عُقْبِ رَمَضَانَ, (S,) or ↓ عُقُبِهِ, (O,) and ↓ عَلَى عُقْبِهِ and ↓ عُقُبِهِ, (L,) and ↓ فِى عُقْبَانِهِ, (S, O,) meaning I came when the whole of the month of Rama-dán had passed: (S, O, L:) and ↓ جِئْتُكَ عُقْبَ رَمَضَانَ I came to thee at the end of Ramadán: and مَمَرِّهِ ↓ جِئْتُ فُلَانًا عَلَى عُقْبِ and ↓ عُقُبِهِ and عَقِبِهِ and ↓ عُقْبَانِهِ I came to such a one after he had gone: and ذَاكَ ↓ أَتَيْتُكَ عَلَى عُقُبِ and عَقِبَ ذاك and ذاك ↓ عَقْبِ and ذاك ↓ عُقْبَانِ I came to thee after that: and قُدُومِهِ ↓ جِئْتُهُ عُقْبَ I came to him after his arrival. (Lh, TA.) One says also, آلِ فُلَانٍ ↓ فُلَانٌ يَسْتَقِى عَلَى عُقْبَةِ Such a one draws water after the family of such a one. (TA.) And MF mentions ↓ جِئْتُكَ عَلَى عَاقِبِهِ [app. meaning I came to thee after him, or it]: and Aboo-Mis-hal mentions [app. in this sense] ↓ عِقْبَانِهِ, with kesr. (TA.) b5: عَقِبٌ (S, A, Mgh, O, Msb, K) and ↓ عَقْبٌ (S, O, Msb, K) also signify The child, or children, (S, A, O, Msb, K,) of a man; (S, O;) as also ↓ عَاقِبَةٌ: (S, O, K:) and the child, or children, of the child or children, (S, A, O, Msb, K,) of a man: (S, O:) applied to such as remain after the father: (TA:) or a man's offspring; (Mgh;) and so ↓ عَاقِبَةٌ: (Msb:) or his male children: and, accord. to some of the lawyers, the children of the daughters [of a man, also]: (Mgh:) of the fem. gender, on the authority of Akh: (S, O:) pl. أَعْقَابٌ. (TA.) The Arabs say, لَا عَقِبَ لَهُ, meaning There is, or are, no male offspring remaining to him: (TA:) and ↓ لَيْسَتْ لِفُلَانٍ عَاقِبَةٌ There is, or are, to such a one, no [remaining] child, or children. (S, O, Msb.) b6: شَىْءٍ ↓ عَقْبُ [or عَقِبُ شَىْءٍ] signifies A thing, whatever it be, that follows, succeeds, comes after, or takes the place of, a thing; as the water of a well, and the blowing of the wind, and the flying of the sand-grouse (القَطَا), and the running of a horse. (TA. [See also عَاقِبٌ.]) b7: And عَقِبٌ, (IAar, IF, A, Msb,) or ↓ عَقْبٌ, (S, K,) or, as As says, each of these, some of the Arabs using the latter form, by way of contraction, (Msb,) A run after another run, (As, IF, S, Msb, K,) of a horse: (As, IF, S, Msb:) or the last, or latter, run, of a horse: (IAar, Msb:) or one says of a courser, هُوَ ذُوْ عَفْوٍ وَعَقِبٍ meaning He has a first run, and a subsequent, and more vehement, run: (A:) and ↓ عِقَابٌ is said in the L to have the first of these meanings: (TA:) or it is pl. of عَقْبٌ [or عَقِبٌ] as having that meaning: (Ham p. 358:) an ex. of it occurs in the following verse, (Ham, TA,) cited by IAar: (TA:) يَمْلَأُ عَيْنَيْكَ بِالفِنَآءِ وَيُرْ ضِيكَ عِقَابًا إِنْ شِئْتَ أَوْ نَزَقَا [That would satisfy thine eye by his beauty, in the area before the dwelling, and content thee by run after run, or by runs after runs, if thou wilt, or by lightness, or agility]: (Ham, TA:) [or it may be here an inf. n., (of 3,) meaning on an occasion of being required to perform run after run: (see 3, last sentence:)] or, accord. to IAar, the meaning in this instance is, by his owner's making, upon him, warring, or warring and plundering, expeditions time after time: (TA:) accord. to Kh, لَهُ عِقَابٌ, said of a horse, means he has a recovering of strength (جمام [i. e. جَمَامٌ]) after ceasing to run. (Ham ubi suprà.) b8: Hence, A reply: so in the saying, relating to him who stops, or breaks off, in speech, لَوْ كَانَ لَهُ عَقِبٌ لَتَكَلَّمَ [If he had a reply, assuredly he would have spoken]. (A, TA.) b9: See also عِقْبَةٌ.

عُقُبٌ: see the next preceding paragraph, in six places.

عَقْبَةُ القَمَر i. q. عِقْبَةُ القَمَرِ, q. v. (L.) A2: and عَقْبَةٌ and ↓ عِقْبَةٌ signify Variegated, or figured, cloth: (TA:) or one of the sorts of variegated, or figured, cloths [that serve for the covering] of the [women's camel-vehicle called] هَوْدَج: (O, K, TA:) as also عَقْمَةٌ: (O, TA:) accord. to Yaakoob, the ب is a substitute for م. (TA.) عُقْبَةٌ: see عَقِبٌ, in three places. b2: Also The last that remains: so in the saying, فُلَانٌ عُقْبَةُ بَنِى فُلَانٍ [Such a one is the last that remains of the sons of such a one]. (L.) b3: And A turn; or time at which, or during which, anything is, or is to be, done, or had, in succession: (S, Mgh, O, Msb, K:) pl. عُقَبٌ. (Msb.) One says, تَمَّتْ عُقْبَتُكَ Thy turn is completed. (S, O.) And دَارَتْ عُقْبَةُ فُلَانٍ The turn of such a one came round. (TA.) And رَكِبَ عُقْبَةً He rode one turn: and رَكِبَ عُقْبَتَهُ He rode his turn, or in his turn. (TA.) And it is said in a trad., مَنْ مَشَى عَنْ دَابَّتِةِ عُقْبَةً فَلَهُ كَذَا Whoso walks a turn to a certain point, instead of his beast, to him shall be given such a thing. (TA.) عُقْبَةُ الأجِيرِ meansThe hired-man's turn to ride; when the hirer dismounts, for example in the morning, and he (the former) rides. (Mgh.) And [the pl.] عُقَبٌ means [particularly] The turns of camels, when they are being watered: the watering of a number of camels together after another number is termed their عُقْبَة. (TA.) [See also عُقْبَى.] b4: And [it is said that] it means also Camels which a man pastures and waters in his turn; and IAar cites as an ex.

إِنَّ عَلَىَّ عُقْبَةً أَقْضِيهَا لَسْتُ بِنَاسِيهَا وَلَا مُنْسِيهَا

[but this I would rather render, Verily I have incumbent on me a turn to pasture and water camels; and I perform it; I am not a neglecter thereof nor a delayer of it]; meaning I drive the camels which I pasture and water in my turn, and I tend them well: مُنْسِيهَا is for مُنْسِئِهَا, for the sake of the rhyme. (TA.) b5: Also The place in which one mounts a beast to ride [app. in his turn]. (TA.) b6: And The distance, or space, of two leagues; i. e. twice the distance termed فَرْسَخ: and the distance to which one journeys [app. from one halting-place to the next; i. e. a stage of a journey]: pl. as above: a poet says, خَوْدًا ضِنَاكًا لَا تَسِيرُ العُقَبَا [Soft, or tender, heavy in the hinder part, that will not perform men's marches]; meaning that she will not [or cannot] journey with men, because she will not endure the doing so on account of her soft and delicate life. (TA.) b7: And The distance, or space, between the ascending and descending of a bird. (S, O, K.) b8: And The night and the day; because they follow each other. (K.) b9: And A substitute; or thing that is given, or taken, in exchange for another thing; (S, O, L, K;) as also ↓ عُقْبَى. (L, TA.) One says, أَخَذْتُ مِنْ أَسِيرِى عُقْبَةً I took, or received, for my captive, a substitute, or something in exchange. (S, O.) And ↓ سَأُعْطِيكَ مِنْهَا عُقْبَى occurs in a trad., meaning I will give thee something in exchange [for her, i. e.] for sparing her life, and liberating her. (L, TA.) b10: And Pasture, or food, of an ostrich, that is eaten after other pasture or food: [and likewise of camels: and of men:] pl. as above. (AA, S, O.) One says of camels, رَعَتْ عُقْبَتَهَا i. e. They pastured upon the [kind of plants termed] حَمْض after the [kind termed] خُلَّة; (A, L;) or upon the خُلَّة after the حَمْض: (L:) and of men one says, أَكَلُوا عُقْبَتَهُمْ They ate their repast of sweetmeat after the other food. (A, TA. [See 8, near the beginning.]) b11: And The remains of the contents of a cooking-pot, adhering to the bottom. (TA.) and Somewhat of broth which the borrower of a cooking-pot returns when he returns the pot. (S, O, K.) b12: [Hence,] أُمُّ عُقْبَةَ is an appellation of The cooking-pot. (T in art. ام.) أَبْو عُقْبَةَ is a surname of The hog. (Har p. 663. [But the origin of this I know not.]) b13: One says also, لَقِيتُ مِنْهُ عُقْبَةَ الصُّنْعِ, meaning I experienced from him, or it, difficulty: [as though lit. signifying, the result of the deed that I had done:] and [simply]

لَقِىَ مِنْهُ عُقْبَةً He experienced from him, or it, difficulty. (TA. [But in a copy of the A, and in my opinion correctly, the last word in this phrase is written ↓ عَقَبَةً: see عَقَبَةٌ, below.]) b14: And كُنْتُ مَرَّةً نُشْبَة وَأَنَا اليَوْمَ عُقْبَة, expl. by IAar as meaning I was such that, when I clung to a man, he experienced evil from me; but now I have reverted from being such, through weakness. (TA. [It is a prov., somewhat differently related in art. نشب, q. v.]) b15: See also the next paragraph, in four places.

عِقْبَةٌ (Lh, S, O, K) and ↓ عُقْبَةٌ, (Lh, O, K,) but the former is the more approved, (Lh, TA,) and عقب, (so in the TA, [app., if not a mistranscription, ↓ عَقِبٌ,]) A mark, sign, trace, impress, characteristic, or outward indication. (Lh, S, O, K.) One says, عَلَيْهِ عِقْبَةُ السَّرْوِ, (S, O,) and ↓ عُقْبَتُهُ, (O,) and الجَمَالِ, (S, O,) i. e. Upon him is the mark &c. [of generosity and manliness, and of beauty]. (S, O, K.) b2: عِقْبَةُ القَمَرِ and ↓ عَقْبَةُ القمر mean The return of the moon, when it has set, or disappeared, and then risen: (L:) [or the return of the moon after the change; for] one says, مَا يَفْعَلُ ذٰلِكَ إِلَّا عِقْبَةَ القَمَرِ, (S,) or ↓ عُقْبَةَ القمر, (so in the O,) meaning He does not that save once in each month: (S, O:) but, accord. to IAar, القَمَرِ ↓ عُقْبَةُ, with damm, is a certain star, or asterism, which is in conjunction with the moon once in the year; and عُقْبَةَ القَمَرِ means once in the year: so in the following verse, of one of the Benoo-'Ámir: لَا يُطْعِمُ المِسْكَ وَالكَافُورَ لِمَّتَهُ وَلَا الذَّرِيرَةَ إِلَّا عُقْبَةَ القَمَرِ [He will not apply to his hair that descends below the ear musk and camphor, nor the perfume called ذريرة, save once in the year]: or, as Lh relates it, عِقْبَةَ القمر: thus in the L; in which it is added that this saying of IAar requires consideration, because the moon cuts [a meridian of] the celestial sphere once in every month: but MF replies that it may be in conjunction with the said star only once in the year, as the moon's path varies in each successive month. (TA. [See also عَقْمَةٌ.]) A2: See also عَقْبَةٌ.

عَقَبَةٌ [A mountain-road;] a road in [or upon] a mountain: (Bd in xc. 11:) or a road in the upper part of a mountain: (Ham p. 287:) or a difficult place of ascent of the mountains: (K:) or it is in a mountain and the like thereof: (Msb:) or [it sometimes signifies] a long mountain that lies across the way, and over which the way therefore leads; long, or high, and very difficult; so called, too, when it is further impassable after it is ascended; rising high towards the sky, ascending and descending; most difficult of ascent; but sometimes its height is one [or uniform]; and its acclivity is in appearance like a wall: (TA:) [generally it means a road over, or up, or down, or over some part of, a mountain:] pl. عِقَابٌ. (S, O, Msb, K.) اِقْتَحَمَ العَقَبَةَ [properly signifying He attempted the mountain-road] is metaphorically used as meaning He entered upon a hard, or difficult, affair. (Bd in xc. 11.) See also عُقْبَةٌ, near the end. b2: It is also n. un. of عَقَبٌ [q. v.]. (S, O.) عُقْبَى: see عَقِبٌ, second quarter, in four places. b2: It occurs in a trad. respecting the prayer of fear; in which it is said of that prayer, كَانَتْ عُقْبَى [It was an affair of turns]; meaning that it was performed by one company after another; several companies performing it successively, by turns. (TA. [Compare عُقْبَةٌ as expl. in the third sentence of the paragraph on that word.]) b3: Also i. q. مرجع [app. مَرْجِعٌ i. e. A returning, &c.]. (TA.) b4: And The requital, or recompence, of an affair, or action. (S, O, K.) b5: See also عُقْبَةٌ, latter half, in two places.

عُقْبِىُّ الكَلَامِ i. q. عُقْمِىُّ الكَلَامِ, [the ب being app. a substitute for م,] i. e. Obscure speech or language, which men do not know. (TA in art. عقم.) عُقْبَانٌ: see عَقِبٌ, in four places.

عِقْبَانٌ: see عَقِبٌ, in two places.

رَجُلٌ عِقِبَّانٌ A rough, coarse, or rude, man; syn. غَلِيظٌ: pl. عقبان [so in the TA, either عِقْبَانٌ or عُقْبَانٌ]: mentioned by Kr: but Az doubted its correctness. (TA.) عُقَابٌ [The eagle;] a certain bird, (S, O, K,) of those that prey, (Msb,) well known: (K:) of the fem. gender: (S, O, Msb:) [though] applied to the male and the female; but with this distinction, that you say of the male, هٰذَا عُقَابٌ ذَكَرٌ [This is a male eagle]: or it is only female; and a bird of another kind couples with it; whence Ibn-'Oneyn says, satirizing a person named Ibn-Seyyideh, Say thou to Ibn-Seyyideh, مَا أَنْتَ إِلَّا كَالْعُقَابِ فَأُمُّهُ مَعْرُوفَةٌ وَلَهُ أَبٌ مَجْهُولُ [“ Thou art not other than the like of the eagle; ” for his mother is known, but he has a father unknown]: (MF, TA:) the pl. (of pauc., S, O) is أَعْقُبٌ, (S, O, K,) because it is of the fem. gender and the measure أَفْعُلٌ specially belongs to pls. of fem. nouns [though not to such exclusively], (S, O,) and أَعْقِبَةٌ, (Kr, TA,) and (of mult., S, O) عِقْبَانٌ (S, O, K) and عَقَائِبُ accord. to AHei, but Ed-Demámeenee thinks this to be strange; and pl. pl. عَقَابِينُ. (TA.) عِقْبَانُ الجِرْذَانِ [The eagles that prey upon the large field-rats] are not black, but of the colour termed كُهْبَة; and no use is made of their feathers, except that boys feather with them round-topped pointless arrows. (AHn, TA.) b2: [Hence,] العُقَابُ is the name of (assumed tropical:) One of the northern constellations, [i. e. Aquila,] the stars of which are nine within the figure, and six without, of the former of which are three well known, called النَّسْرُ الطَّائِرُ [q. v.]. (Kzw.) b3: [Hence also,] (assumed tropical:) The عُقَاب of the banner, or standard; (S, O;) [app. meaning the flag attached to a lance;] what is bound [to a lance] for a prefect, or governor; likened to the bird so called; and of the fem. gender. (L, TA.) It is also the name of (assumed tropical:) The banner, or standard, of the Prophet. (O, K.) And عُقَابٌ also means (assumed tropical:) A large banner or standard. (TA.) And (assumed tropical:) i. q. غَايَةٌ: so in the saying of Aboo-Dhu-eyb, describing wine, لَهَا غَايَةٌ تَهْدِى الكِرَامَ عُقَابُهَا [meaning It has a banner, which guides the generous; like as the military banner guides and attracts warriors: for غَايَةٌ sometimes signifies a sign which the vintner used to set up to attract customers]: the repetition is approvable because of the difference of the two words in themselves: pl. عِقْبَانٌ. (TA.) b4: عُقَابٌ also signifies (assumed tropical:) A black she-camel; as being likened to the bird. [so called], (AA, O.) b5: And A stone (or piece of rock, L) protruding in the inside of a well, which lacerates the [leathern] bucket; (S, O, K, TA;) sometimes it is before [i. e. above] the casing [of stones or bricks]: it is when a mass of stone becomes displaced; and sometimes the water-drawer stands upon it: it is of the fem. gender: pl. as above. (TA.) And The stone upon which the waterer stands, (O, K,) [accord. to SM,] projecting beyond the casing in a well, the same that is meant in the next preceding sentence, (TA,) [but this I think doubtful, for Sgh adds,] between two stones which support it. (O.) Accord. to IAar, the قَبِيلَة is a mass of stone, or rock, at the mouth of a well; and the عُقَابَانِ are [two masses of stone] at the two sides of the قبيلة, supporting it. (TA.) And A rock, or mass of stone, projecting in the side of a mountain, like a stair, or series of steps: (S, O, K:) or an ascent, like stairs, in the side of a mountain. (TA.) b6: Also A hill; syn. رَابِيَةٌ. (O, K.) And Anything elevated, that is not very long or tall. (O, K. *) b7: A channel by which water flows to a trough, or tank. (O, K.) b8: A thing resembling an almond, that comes forth in one of the legs of a beast. (O, K.) b9: A small thread that enters into [or passes through] the two bores of the ring of the قُرْط [or ear-drop], (O, K, *) with which the latter is bound, or fastened: (O:) or, accord. to Az, the thread that binds the two extremities of the ring of the قُرْط. (TA.) b10: Accord. to Th, it signifies also Garments of the kind called أَبْرَاد [pl. of بُرْدٌ, q. v.]. (TA voce خُدَارِيَّةٌ.) b11: And accord. to Kr, [in the Munjid,] i. q. حَرْثٌ [app. meaning A ploughshare]. (TA.) b12: See also أَعْقَابٌ. b13: And العُقَابَانِ signifies Two pieces of wood between which a man is extended to be flogged: (L, TA:) or two pieces of wood which are set up, stuck in the ground, between which he who is beaten, or he who is [to be] crucified, is extended. (Mgh.) عِقَابٌ: see عَقِبٌ, last quarter.

A2: It is also pl. of عَقَبَةٌ [q. v.]. (S, &c.) A3: See also أَعْقَابٌ.

عَقُوبٌ: see عَاقِبٌ, near the end.

عَقِيبٌ Anything that is a sequent, of, or to, another thing; [in an absolute sense,] (S, Msb, TA,) as when you say, السَّلَامُ عَقِيبٌ لِلتَّشَهُّدِ [The salutation is a sequent to the تشهّد (q. v.)], and العِدَّةُ عَقِيبٌ لِلطَّلَاقِ [The عِدَّة (q. v.) is a sequent to divorcement], i. e., one follows the other; (Msb;) and [by alternation,] as when one says of the night and the day, كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَقِيبُ صَاحِبِهِ [Each of them is the alternating sequent of its correlative]: (Az, Msb, TA:) you say of the night and the day, هُمَا عَقِيبَانِ [They are two alternating sequents]; and عَقِيبُكَ signifies He who does a deed, or work, with thee by turn, he doing it one time and thou another: (A, * TA:) and ↓ مُعَاقِبٌ signifies the same, (S, Msb,) as also [↓ مُعْقِبٌ and ↓ مُعْتَقِبٌ and] ↓ مُعَقِّبٌ. (Msb.) As for the saying of the lawyers, يَفْعَلُ ذٰلِكَ عَقِيبَ الصَّلَاةِ [meaning He does that after the prayer], and the like thereof, there is no reason to be given but a suppression; the meaning being, فِى

وَقْتٍ عَقِيب وَقْتِ الصَّلَاةِ [in a time following that of prayer], عقيب being an epithet qualifying وقت: (Msb:) and Er-Rázee says, in the Mukhtár es-Siháh, that he had found no authority in the T nor in the S for the phrase جَآءَ عَقِيبَهُ meaning He came after him. (TA.) See also عَقِبٌ, first sentence. [And compare عَاقِبٌ.]

عُقُوبَةٌ Punishment; (S, * MA, Msb, * KL;) i. q. نَكَالٌ. (MA.) b2: And Detention, confinement, or imprisonment: so in the trad., لَىُّ الوَاجِدِ يُحِلُّ عُقُوبَتَهُ وَعَرْضَهُ i. e. [The solvent man's putting off the payment of his debt with promises repeated time after time renders allowable] the imprisoning of him and the accusing of him. (IAar, TA. [Accord. to one relation, mentioned in the TA in art. عرض, this trad. ends with وَعِرْضَهُ, there said to mean وَنَفْسَهُ.]) عُقَيِّبٌ, with teshdeed of the ى, (O,) or عُقَّيْبٌ, like قُبَّيْطٌ, (K,) A certain bird, (O, K,) well known. (O.) [If the name be correctly as in the O, the bird meant is probably an eaglet, or a small species of eagle.]

عُقَابٌ عَقَنْبَاةٌ, and عَبَنْقَاةٌ, and بَعْنَقَاةٌ, (S, O, K,) and قَعْنَبَاةٌ, (O,) and عَبَنْقَآءُ, (K in art عبق,) the vars. of the first being formed by transposition, (O,) An عُقَاب [or eagle] having sharp talons: (S, O, K:) or having abominable, or hideous, talons: (T, TA:) or quick in seizing, and abominable, or hideous: accord. to IAar, the epithet denotes intensiveness of quality, as in the cases of أَسَدٌ أَسِدٌ and كَلْبٌ كَلِبٌ: accord. to Lth, عَقْنْبَاةٌ applied to an عُقَاب signifies cunning: and the pl. is عَقَنْبَيَاتٌ. (TA.) [See also art. عبق.]

عَاقِبٌ [act. part. n. of عَقَبَ;] Coming after [&c.]. (Msb.) عَاقِبُ شَىْءٍ means Any person [or thing] that comes after, or succeeds, or comes in the place of, a thing. (S, O, TA.) العَاقِبُ is an appellation applied to the Prophet (S, O, Msb) by himself (S, O) because he came after other prophets, (Msb,) meaning The last of the prophets, (S, O.) And عَاقِبٌ لِامْرَأَةٍ means One who is the last of the husbands of a woman. (TA.) b2: [Hence,] عَاقِبَةٌ مِنْ طَيْرٍ Birds succeeding one another, this alighting and flying, and then another alighting in the place where the former alighted. (TA.) And إِبِلٌ عَاقِبَةٌ Camels that betake themselves to plentiful pasture where they feed freely, after eating of the [kind of plants called] حَمْض: [or] they are not so called unless they be camels that, in a severe year, eat of trees, and then of the حمض; not when they pasture upon fresh, juicy, or tender, herbage. (IAar, TA.) And إِبِلٌ عَوَاقِبُ Camels that drink water, and then return to the place where they lie down by the water, and then go to the water again. (IAar, S, O, K.) b3: And عَاقِبٌ signifies also A successor of another in goodness, or beneficence; and so ↓ عَقُوبٌ. (O, K.) b4: And A chief, or lord: or one who is below the chief or lord: (TA:) or the successor of the chief or lord. (S, K.) b5: See also عَقِبٌ, in two places.

عَاقِبَةٌ a quasi-inf. n.: see 1, first quarter. b2: See also عَقِبٌ, in four places.

أَعْقَابٌ pl. of عَقِبٌ [q. v.]. (Msb, TA.) b2: and [hence] Streaks, one behind another; as streaks of fat so disposed. (TA.) b3: And Pottery [or potsherds] put between the bricks in the casing of a well, in order that it may become strong; said by Kr to have no sing.: (TA:) [or,] accord. to IAar, ↓ عِقَابٌ, i. e. like كِتَابٌ, (TA,) or ↓ عُقَابٌ, (thus written in the O,) signifies pottery [or potsherds] between the rows, or courses, of bricks, (O, * TA,) in the casing of a well. (O.) [IAar cites an ex., in a verse, in which اعقاب would not be admissible.] And أَعْقَابُ الطَّىِّ signifies What surround the casing of a well; i. e. what are behind it. (TA. [See 4, latter half.]) تَعْقِيبَةٌ a modern word signifying A catchword at the bottom of a page: pl. تَعَاقِيبُ.]

مُعْقَبٌ [appears, from what here follows, to be used for مُعْقَبٌ حَالُهُ i. e. One whose state is changed]. IAar cites as an ex. of this word, كُلُّ حَىٍّ مُعْقَبٌ عُقَبَا meaning [Every living being] comes to a state different from that in which he was [by turns, or time after time]. (TA.) مُعْقِبٌ [accord. to the O, مِعْقَبٌ, but this I think a mistranscription,] A star that succeeds, i. e. rises after, another star, (S, K, TA,) and on the rising of which, he who rides in his turn, after another, mounts the beast: (TA:) a star at the appearance of which two persons who ride by turns during a journey take each the other's place; when one star sets and another rises, he who was walking mounts the beast. (AO.) See عَقِيبٌ.

A2: See also 4, latter half; where an ex. occurs in a verse.

مِعْقَبٌ He who is brought up for the office of Khaleefeh after the [actual] Imám [or Khaleefeh]. (O, K.) b2: And A skilful driver. (O, K.) b3: And A camel that is ridden by different persons in turns. (O, * TA.) b4: And A woman's خِمَار [i. e. muffler, or head-covering]; (IAar, O, * K, TA;) so called because it takes the place of the مُلَآءَة. (O, TA.) b5: And An ear-drop; syn. قُرْطٌ. (O, K.) مُعَقَّبٌ One who is made to go forth, (so in the CK,) or who goes forth, (O, and so in my MS. copy of the K,) from the shop of the vintner when a greater man than he enters. (O, K.) b2: جَآءَ مُعَقَّبًا He came at the end, or close, of the day. (TA.) b3: قِدْحٌ مُعَقَّبٌ An arrow which [in the game called المَيْسِر] is returned into the رِبَابَة [q. v.] time after time; the prize allotted to which is hoped for. (TA.) b4: جَزُورٌ سَحُوفُ المُعَقَّبِ A fat slaughtered camel. (TA.) b5: نَعْلٌ مُعَقَّبَةٌ A sandal having an عَقِب [q. v.]. (O, TA.) مُعَقِّبٌ Coming after, or near after, another thing. (O.) See عَقِيبٌ. b2: It is said that it is applied as an epithet to an angel; that one says مَلَكَ مُعَقِّبٌ [meaning An angel that follows another]; and مَلَائِكَةٌ مُعَقِّبَةٌ; and that مُعَقِّبَاتٌ is a pl. pl. (O.) المُعَقِّبَاتُ means The angels of the night and the day; (S, O, K;) because they succeed one another by turns; and the fem. form is used because of the frequency of their doing so, in like manner as it is in the words نَسَّابَةٌ and عَلَّامَةٌ: (S, O:) the angles called الحَفَظَةُ [pl. of حَافِظٌ, q. v.]: so in the Kur xiii. 12: in which some of the Arabs of the desert read مَعَاقِيبُ: (TA:) this [may be an anomalous pl. of عَقِيبٌ, like as مَهَاجِينُ is of هَجِينٌ, or it] is pl. of مُعَقِّبٌ or of مُعَقِّبَةٌ, the ى being to compensate for the suppression of one of the two ق. (Bd.) b3: المُعَقِّبَاتُ also signifies The she-camels that stand behind those that are pressing towards the wateringtrough, or tank; so that when one she-camel goes away, another comes in her place. (S, O, K.) b4: And The ejaculations of سُبْحَانَ اللّٰهِ, which follow one another, (O, K,) repeated at the end of the ordinary prayer, thirty-three in number, and which are followed by اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ thirty-three times, and اَللّٰهُ أَكْبَرْ thirty-four times. (O.) b5: and مُعَقِّبٌ signifies also One who makes repeatedly warring, or warring and plundering, expeditions; and who journeys repeatedly, and does not stay with his family after his return. (TA.) b6: and One who seeks after a thing repeatedly, striving, or exerting himself: (S, O:) one who follows after a thing that is his due, demanding restitution of it: or one who follows close after a man, for something that is his due: one who seeks to recover his right, or due: and one who, being despoiled of all his property in a hostile attack, makes a hostile attack upon him from whom he has thus suffered, and endeavours to recover his property. (TA.) Lebeed says, describing a [wild] he-ass and his female, حَتَّى تَهَجَّرَ بِالرَّوَاحِ وَهَاجَهَا طَلَبَ المُعَقِّبِ حَقَّهُ المُظْلُومُ (S, O, but in the latter فِى الرَّوَاحِ,) i. e. [Until he went along in the midday heat, (بالرواح or فى الرواح being redundant,)] and drove her on [by a pursuit] like the seeking of him who is making repeated efforts, having been wronged, to obtain his due: (O:) المظلوم is an epithet qualifying المعقّب, and is in the nom. case agreeable with the meaning, (S, O,) because it is put after its proper place; (O;) and المعقّب is literally in the gen. case, but as to the meaning is an agent: (S, O: *) or, accord. to some, المعقّب [here] signifies the debtor who puts off the payment of his debt; so that المظلوم is an agent and المعقّب is an objective complement: (S:) or, as some say, المعقّب signifies he who demands the payment of a debt and repeats his demand thereof. (TA.) b7: Also Any one returning [app. to the doing of a thing]. (O.) b8: See also مَعَاقِبٌ. b9: لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ, in the Kur [xiii. 41], means There is no repeller of his decree. (TA.) A2: Also A man who descends into a well to raise a stone of the kind called عُقَاب. (TA.) [See also the verb.]

مِعْقَابٌ A woman who usually brings forth a male after a female. (S, O, K.) A2: And A chamber (بَيْت) in which raisins are put. (K.) مُعَاقِبٌ: see عُقِيبٌ, with which it is syn. b2: [Hence,] إِبِلٌ مُعَاقِبَةٌ Camels that eat one time, or turn, of the [kind of plants called] حَمْض, and another of the [kind called] خُلَّة. (S, O, K.) b3: And نَخْلَةٌ مُعَاقِبَةٌ A palm-tree that bears fruit one year, and fails to do so another. (TA.) b4: And مُعَاقِبٌ also signifies A revenger of blood: a poet, cited by IAar, says, وَنَحْنُ قَتَلْنَا بِالمَحَارِقِ فَارِسًا جَزَآءَ العُطَاسِ لَا يَمُوتُ المُعَاقِبُ meaning [And we slew, in El-Mahárik, (app. the name of a place,) a horseman,] taking our bloodrevenge quickly, in the time that elapses between a sneeze and the prayer for the sneezer [which is usually “ God have mercy on thee ”]: the memory of the blood-revenger shall not die. (TA. [It is there also said that العقب (app. a mistranscription for ↓ المُعَقِّبُ, as may be conjectured from the fact that the م after the article is often indistinctly written, and inferred on other grounds,) is syn. with المُعَاقِبُ as here explained.]) مُعْتَقَبٌ: see 8: A2: and see also 5, last sentence.

مُعْتَقِبٌ: see عَقِيبٌ.

مُتَعَقَّبٌ: see 5, former half, in two places.

يَعْقُوبٌ, perfectly decl., because it is an Arabic word, not altered, and, although having an augmentative letter at the beginning, not of the measure of a verb; whereas يعقوب as a proper name of foreign origin is imperfectly decl.; (S, O;) The حَجَل [or partridge]: (K:) or the male of the حَجَل; (S, O, Msb;) or of the قَبْج; (Lh, Mgh;) but ISd says, I know not whether Lh mean by this the حَجَل or the قَطَا or the كَرَوَان, nor do I know that the قَبْح is the same as the حَجَل: (TA:) and the male of the قَطَا [or sand-grouse]: (TA:) pl. يَعَاقِيبُ. (S, Mgh, O, Msb.) كَأَنَّكُمْ يَعَاقِيبُ الحَجَلِ, occurring in a trad., means [As though ye were the males of partridges] in your haste, and your flying into destruction: for they are such that, when they see the female in the possession of the fowler, they throw themselves upon him, so as to fall into his hand. (Z, TA in art. ركب.) b2: and accord. to some, (TA,) the pl. also signifies Horses: they being thus termed as being likened to the يعاقيب of the حَجَل, (O, TA,) because of their swiftness: (TA:) so in the phrase رَكْضَ اليَعَاقِيبِ [As the running of the horses, or of the swift horses]; in a verse of Selámeh Ibn-Jendel: (O, TA:) but others say that the meaning [here] is, the males of the حَجَل. (TA.) It is said in the L that فَرَسٌ يَعْقُوبٌ means A horse that has a run after another run [or the power of repeating his running] (ذُو عَقْبٍ [or عَقِبٍ]). (TA.) b3: J has cited [in the S] the words of a poet, عَالٍ يُقَصِّرُ دُونَهُ اليَعْقُوبُ [High, so that the يعقوب falls short of reaching it] as an ex. of the last word meaning the male of the حَجَل: but IB says that it appears to mean in this case the male of the عُقَاب [or eagle]; like as اليَرْخُومُ means the male of the رَخَم; and اليَحْبُورُ, the male of the حُبَارَى; for the حَجَل is not known to have so high a flight: and ElFarezdak describes يَعَاقِيب as congregating with vultures over the slain. (TA.) اليَعْقُوبِيَّةُ [a coll. gen. n., n. un. يَعْقُوبِىٌّ,] the name of A sect of the خَوَارِج, followers of Yaakoob Ibn-'Alee El-Koofee. (TA.) b2: And A sect of the Christians; the followers of Yaakoob ElBarádi'ee [or Jacobus Baradæus], who assert the unity of the divine and human natures [in the person of Christ], and who are the most unbelieving and stubborn of the Christians: so says El-Mak- reezee, in one of his tracts. (TA.)
عقب
: (العَقْبُ) بفَتْح فَسُكُون: (الجَرْيُ) يجيءُ (بَعْدَ الجَرْيِ) الأَوّل.
وَفِي الأَسَاسِ: ويُقَال للفَرَس الجَوَاد هُوَ ذُو عَفْوٍ وعَقْبٍ، فعَفْوُه: أَوَّل عَدْوِه، وعَقْبُه: أَن يُعْقِب مُحْضِراً أَشَدَّ من الأَوَّل، وَمِنْه قَوْلهم لمِقْطَاع الكَلَام: لَو كَانَ لَهُ عَقْبٌ لتَكَلَّم، أَي جَوَابٌ، وَمثله فِي لِسَان العَرَب.
(و) العَقْب: (الوَلَدُ. وولَدُ الوَلَد) من الرَّجُلِ: البَاقُون بعدَه، (كالعَقِبِ ككَتِفٍ) ، فِي المَعْنَيَيْنِ. تَقول: لِهذَا الفَرَسِ عَقْبٌ حَسَنٌ، وفَرَسٌ ذُو عَقْب أَي لَهُ جَرْيٌ بعد جَرْيٍ. قَالَ امْرُؤ القَيْسِ:
على العَقْبِ جَيَّاش كَأْنَّ اهتِزامَهُ
إِذا جَاشَ فِيهِ حَمْيُه غَلْيُ مِرْجَلِ
قَالَ ابْن منْظُور: وَقَالُوا: عِقَاباً، أَي جَرْياً بَعْدَ جَرْيٍ. وأَنْشَد ابنُ الأَعْرَابِيّ:
يَمْلَأُ عَيْنَيْكَ بالفِنَاء 2 ويُرْ
ضِيكَ عِقَاباً إِنْ شِئتَ أَو نَزَقَا
وَقَول العرَب: لَا عَقِبَ لَهُ، أَي لم يَبْق لَهُ وَلَد ذَكَر، والجَمع أَعْقَابٌ.
(و) العُقْبُ (بالضَّمِّ و) العُقُب (بالضمَّتَيْن) مثل عُسْر وعُسُر: (العاقِبَةُ) . وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا} (الْكَهْف: 44) . أَي عَاقِبَة.
(و) العَقْب بالتَّسْكِين و (كَكتِفٍ: مُؤَخَّرُ القَدَمِ) ، مُؤَنَّثَة، مِنْهُ، كالعَقِيبِ كأَمِير. ونَقَل شيخُنَا فِي هَذَا أَنّه لُغَيَّة رَدِيئَة، والمَشْهُورُ فِيهِ الأَوّلُ.
وَفِي الْمِصْبَاح: أَنْ عَقِيباً بالياءِ صِفَة وأَن استعمالَ الفُقَهَاءِ والأُصُولِيِّين لَا يَتِمّ إِلا بِحذْفِ مُضَاف، وسَيَأْتِي. وَفِي الحَدِيث (أَنِ بَعَثَ أُمَّ سُلَيم لتَنْظُر لَهُ امرأَةً فَقَالَ: انْظُرِي إِلَى عَقِبَيْهَا أَو عُرْقُوبَيْهَا) فَقيل لأَنَّه إِذا اسوَدَّ عَقِباهَا اسوَدَّ سَائِر جَسَدِها. وَفِي الحَدِيثِ (نَهَى عَن عَقِب الشَّيْطان فِي الصَّلَاة) وَهُوَ أَن يَضَع أَلْيَتَيْه على عَقِبَيْهِ بَيْنَ السَّجْدَتَين. وَفِي حَدِيث عَلِيّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْه وسَلّم: (يَا عَلِيُّ إِني أُحِبّ لَكَ مَا أُحِبّ لنَفْسِي، وأَكْرَه لَكَ مَا أَكْرهُ لنَفْسِي، لَا تَقرَأُ وأَنْتَ رَاكِعٌ، لَا تُصَلِّ عَاقِصاً شَعْرَك، وَلَا تُقْعِ على عَقِبَيْك فِي الصَّلاة فَإِنَّهَا عَقِب الشَّيْطَانِ، وَلَا تَعْبَث بالحَصى وأَنت فِي الصّلاة، وَلَا تَفْتَح على الإِمام) . وَفِي الحَدِيث: (ويلٌ للعَقِب من النَّار، وَوَيْلٌ للأَعْقَابِ من النَّارِ) . قَالَ ابْن الأَثِيرِ: وإِنمَا خَصَّ العَقِبَ بالعَذابِ؛ لأَنَّه العُضْوُ الَّذِي لم يْغْسَل. وَقيل: أَرادَ صَاحِب العَقِب، فحذَفَ المُضَاف؛ وَجَمْعُها أَعْقَابٌ وأَعْقُبٌ. أَنشَد ابْنُ الأَعْرَابيِّ:
فُرْقَ المَقَادِيم قِصارَ الأَعْقُبِ
(و) العَقَب: (بالتَّحْرِيك: العَصَبُ) الّذِي (تُعْمَلُ مِنْهُ الأَوْتَارُ) الواحِدَة عَقَبَة. وَفِي الحَدِيثِ (أَنّه مَضَغَ عَقَباً وَهُوَ صَائِم) . قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: هُوَ بفَتْح القَافِ: العَصَبُ. والعَقَبُ من كُلِّ شيءٍ: عَصَبُ المَتْنَيْن والسَّاقَيْن والوَظِيفَيْن يخْتَلِط باللَّحْم يُمْشَق مِنْهُ مَشْقاً ويُهذَّبُ ويُنَقى من اللَّحْم ويُسَوَّى مِنْهُ الوَتَر، وَقد يكو فِي جَنْبَيِ البَعِير. والعَصَبُ: العِلْبَاءُ الغَلِيظ وَلَا خَيْرَ فِيهِ. وأَما العَقْب مُؤَخَّر الْقدَم فَهُو مِنَ العَصَب لَا مِنَ العَقَب. وَفرق مَا بَين العَصَب والعَقَب أَن العَصَب يَضْرِبُ إِلى الصُّفْرَة، والعَقَب يَضْرِب إِلَى البَيَاضِ وَهُوَ أَصلَبُهما وأَمْتَنُهُمَا، وَقَالَ أَبو حنيفَة: قَالَ أَبو زِيَاد: العَقَبُ: عَقَبُ المَتْنَيْن من الشَّاةِ والبَعِيرِ والنَّاقثَةِ والبَقَرةِ.
(وعَقَبَ) الشيءَ يَعْقِبُه ويَعْقُبُه عَقْباً، وعَقَّبَه: شَدَّه بعَقَبٍ. وعَقَب الخَوْقَ وَهُوَ حَلْقَةُ القُرْطِ يَعْقُبه عَقْباً: خَاف أَن يَزِيغَ فشَدَّه بِعَقَب. وعَقَب السهمَ والقِدْحَ و (القَوْسَ) عَقْباً إِذا (لَوَى شَيْئاً مِنْهَا علَيْهَا) ، قَالَ دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّة:
وأَسمَرَ مِنْ قِدَاحِ النَّبْعِ فَرْعٍ
بِهِ عَلَمَانِ من عَقَبٍ وضَرْسِ
فِي لِسَانِ العَرَب قَالَ ابنُ بَرِّيّ: صوابُ هَذَا البَيْت: وأَصْفَرَ من قِدَاحِ النَّبْع، لأَنَّ سهامَ المَيْسِر تُوصَفُ بالصُّفرة، كقَوْل طَرَفَةَ:
وأَصفرَ مَضْبُوح نظرتُ حُوَارَه
على النارِ واستَوْدَعْتُه كَفَّ مُجْمِدِ
ثمَّ قَالَ: وعَقَبَ قِدْحَه بالعَقَب يعْقُبه عَقْباً: انْكَسَر فشَدَّه بعَقَبٍ.
(والعَاقِبَةُ) : مصدر عَقَب مكانَ أَبيه يَعْقُب، و (الوَلَدُ) . يُقَال: لَيست لفُلَان عاقبَةٌ، أَي ليسَ لَهُ وَلَدٌ، فَهُوَ كالعَقْب والعَقِب الْمَاضِي ذِكرُهما، والجَمْع أَعْقَاب. وكُلُّ من خَلَفَ بَعدَ شَيْء فَهُوَ عاقِبَةٌ وعَاقِب لَهُ، وَهُوَ اسْم جاءَ بِمَعْنَى المَصْدَر كَقَوْلِه تَعَالَى: {لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ} (الْوَاقِعَة: 2) (و) العَقْبُ والعَاقِب والعَاقِبَة والعُقْبَة بِالضَّمِّ العُقْبَى والعَقِب كَكَتِف والعُقْبَان بِالضَّمِّ: (آخر كُلِّ شَيْءٍ) . قَالَ خالدُ بنُ زُهَيْر:
فإِن كُنْتَ تَشْكُو من خَلِيلٍ مَخَافَةً
فتِلْكَ الجَوَازِي عَقْبُها ونُصُورُهَا
يَقُول: حَدِّثْنَا بِمَا فَعلْتَ بِابْن عُوَيْمِر، وَالْجمع العَوَاقِب والعُقُب والعُقْبَان والعُقْبَى بضَمِّهما كالعَاقبَة. وَقَالُوا: العُقْبَى لَكَ فِي الخَيْر، أَي العَاقبَة. وَفِي التَّنْزِيل: {وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا} (الشَّمْس: 15) قَالَ ثَعْلَب: مَعْنَاهُ لَا يَخَافُ اللهُ عَزّ وَجَلَّ عاقِبَةَ مَا فَعَل أَي أَن يُرْجع عَلَيْهِ فِي العَاقِبَة كَمَا نَخَافُ نَحْنُ.
وَفِي لِسَان الْعَرَب: جِئتُك فِي عَقِب الشَّهْرِ، أَي كتِف، وعَقْبِه بفَتْح فَسُكُون وعَلى عَقِبه، أَي لأَيَّامٍ بَقِيَت مِنْهُ عشَرَةٍ أَو أَقَلَّ. وجِئتُ فِي عُقْبِ الشَّهْر وعَلى عُقْبِه، بِالضَّمِّ والتَّسْكِين فِيهِا، وعُقُبه، بضَمَّتَيْن، وعُقْبَانِه بِالضَّمِّ، أَي بعد مُضِيِّه كُلِّه. وحَكَى اللِّحْيَانيّ: جِئتُك عُقُب رَمَضَان بالضَّمّ أَي آخِرَه، وجِئتُ فلَانا على عُقْبِ ممَرّه، بالضَّمِّ، وعُقُبِه، بضَمَّتَيْنِ، وعَقِبِه كَكَتِف، وعُقْبَانِه، بالضَّمِّ، أَي بَعْدَ مُرُورِه. وَفِي حدِيث عُمَرَ: (أَنَّه سافَر فِي عَقْب رَمَضَان) بالتّسْكين أَي فِي آخِره وَقد بَقِيَتْ مِنْهُ بَقِيَّةٌ. وَقَالَ اللِّحْيانِيّ: أَتيتُك على عُقُب ذَاكَ، بضَمَّتَيْن، وعُقْب ذَاكَ، بضَمَ فَسُكُون، وعَقِبِ ذَاكَ، كَكتِفٍ، وعَقْبِ ذَاكَ، بالتَّسْكِين، وعُقْبَانِ ذَاكَ، بالضَّمِّ، وجئتُه عُقْبَ قُدُومِه، بالضَّمِّ، أَي بَعدَه. قلت: وَفِي الفَصِيح نَحْوٌ مِمَّا ذُكِرَ.
وَفِي المُزْهِرِ: فِي عقِب ذِي الحِجَّة، يُقَال بالفَتْح والكَسْر لِمَا قَرُب من التَّكْمِلَة، وبِضَمَ فسُكُونٍ لِمَا بَعْدَهَا. وَنقل شيخُنا، جِئتُك على عُقْبِه وعُقْبَانِه، أَي بالضَّم وعَاقِبِه وعَقِبِه. قَالَ أَبو جعْفَر: قَالَ ابنُ عُدَيْس: وَزَاد أَبُو مِسْحَل: وعِقْبانِه، أَي بالكَسْرِ.
وَفِي لِسَان الْعَرَب: وَيُقَال: فلَان عُقْبَةُ بَنِي فُلَانٍ، أَي آخِرُ مَنْ بَقِيَ مِنْهُم. وَحكى اللِّحْيَانيّ: صَلَّينَا عُقُبَ الظُّهْر، وصلَّيْنَا أَعْقَاب الفَرِيضَة تَطَوُّعاً، أَي بَعْدَها.
(والعَاقِبُ) من كل شَيْء: آخِرُه.
والعَاقِبُ: السَّيِّد. وَقيل: الَّذي دُونَ السِّيّد، وَقيل: (الَّذِي يَخْلُف السَّيِّدَ) بعدَه. وَفِي الحَدِيث (قَدِم على النبيّ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم نَصَارى نَجْرَان، السَّيِّدُ والعَاقِب) ، (و) العاقِبُ: (الَّذِي يَخْلُف مَنْ كَانَ قَبْلَه فِي الخَيْر كالعَقُوب) ، كصَبُور، وَقيل: السَّيِّدُ والعاقِب هُمَا من رُؤَسَائِهِم وأَصْحَاب مَرَاتِبِهِم. وَقَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلّم (لي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ: مُحَمَّد. وأَحْمَدُ والمَاحِي يَمْحُو اللهُ بِي الكُفْرَ، والحَاشِرُ أَحشُر الناسَ على قَدَمِي، والعَاقِبُ) . قَالَ أَبو عُبَيْد: العَاقب: آخرُ الأَنْبِيَاء. وَفِي المُحْكَم: آخِرُ الرُّسُل.
(وعَقَبَهُ) يَعْقُبُه: (ضَرَبَ عَقِبَه) أَي مُؤَخَّرَ القَدَم. (و) يُقَال: عَقَبَه يعقُبه عَقْباً وعُقُوباً إِذا (خَلَفَه) . وكُلُّ مَا خَلَف شَيْئاً فقد عَقَبَه وعَقَّبه (كأَعْقَبه) . وأَعْقَبَ الرَّجُلُ إِذَا مَاتَ وتَرَك عَقِباً أَي وَلَداً. يُقَال: كَانَ لَهُ ثَلَاثَةٌ من الأَوْلادِ فأَعْقَب مِنْهُم رَجُلَان أَي تَرَكَا عَقِباً ودَرَجَ وَاحِدٌ. وَقَول طُفَيْل الغَنَوِيّ:
كريمَةُ حُرِّ الوَجْهِ لم تَدْعُ هَالِكاً
من القَوْمِ هُلْكاً فِي غَدٍ غَيْرَ مُعْقِب
يَعْنِي أَنَّه إِذا هَلَك مِن قَوْمِهَا سَيِّدٌ جاءَ سَيِّدٌ، فَهِيَ لم تَنْدُب سَيِّداً وَاحِداً لَا نظيرَ لَهُ، أَي أَنّ لَهُ نُظَراءَ من قَوْمه.
وذَهَب فلانٌ فأَعْقَبَه ابنُه إِذَا خَلَفه، وَهُوَ مثل عَقَبه. وعَقَبٍ مكانَ أَبِيهِ يَعقُب عَقْباً وعاقِبةً. وعَقَّبَ إِذا خَلَف. وعَقَبوا من خَلْفِنا وعَقَّبُونَا: أَتَوْا. وعَقَبُونَا مِنْ خَلْفنا وَعَقَّبُونَا أَي نَزَلُوا بَعْدَ مَا ارتَحَلْنَا. وأَعْقَبَ هذَا هذَا، إِذَا ذَهَب الأَوَّلُ فَلم يَبْقَ مِنْهُ شَيْءٌ وصارَ الآخَرُ مَكَانَه. (و) عَقَبَ الرَّجُلَ فِي أَهْلِه: (بَغَاهُ بِشَرَ) وَخَلَفَه. وعَقَب فِي أَثَرِ الرَّجُل بِمَا يَكْرَه يَعْقُب عَقْباً: تناوَلَه بِمَا يَكْره وَوَقَع فِيهِ.
(والعُقْبَةُ، بالضَّمِّ) : قدُ فَرْسخَيْنِ، والعُقْبَة أَيضاً: قَدْرُ مَا تَسِيرُه، والجَمْع عُقَبٌ: قَالَ:
خَوْداً ضِنَاكاً لَا تَسِيرُ العُقَبَا
أَي أَنها لَا تَسِيرُ مَع الرِّجَال؛ لأَنَّهَا لَا تَحْتَمِل ذَلِكَ لِنَعْمَتِهَا وتَرَفِهَا. والعُقْبَةُ: (النَّوْبَةُ) . تَقول: تَمْت عُقْبَتُك. (و) العُقْبَةُ: (البَدَلُ) والدُّولَة. والعُقْبَةُ أَيضاً: الإِبلُ يَرْعَاهَا الرَّجُلِ ويَسْقِيها عُقْبَتَه أَي دُولتَه، كأَنْ الإِبلَ سُمِّيَت باس الدُّولَة، أَنشد ابنُ الأَعْرَابِيّ:
إِنَّ عَلَيَّ عُقْبَةً أَقْضِيها
لَستُ بِنَاسِيها وَلَا مُنْسِيها
أَي أَنَا أَسُوقُ عُقْبَتِي وأُحْسِنُ رَعْيَها. وقولُه: لستُ بِنَاسِيها وَلَا مُنْسِيها، يَقُول: لستُ بتَاركها عَجْزاً وَلَا بمُؤَخِّرها، فَعَلَى هَذَا إِنَّما أَرادَ وَلَا مُنْسِئِها، فأَبدَل الهمزَةَ يَاءً لإِقَامَةِ الرِّدْف.
والعُقْبَة: الموضِع الَّذِي يُرْكَب فِيهِ. وتَعاقَب المُسَافرانِ على الدَّابَّة: ركِب كُلُّ واحِدٍ منهُما عُقبَةً. وَفِي الحَدِيث: (فَكَانَ الناضِحُ يعتَقِبُه منا الخَمْسَةُ) . أَي يَتعاقَبُونَه فِي الرُّكُوب وَاحِداً بعد وَاحِدٍ. يُقَال: دارت عُقْبَةُ فلانٍ أَي جاءَت نَوْبَتُه ووقتُ رُكُوبِه. وَفِي الحَدِيثِ: (مَنْ مَشَى عَنْ دَابَّتِه عُقْبَةً فعلَهُ كَذَا) أَي شَوْطاً. وَيُقَال: عاقبتُ الرجلَ، من العُقْبَة، إِذا رَاوَحْتَه فِي عَمَلٍ، فكانَت لَه عُقْبَةٌ وَلَك عُقْبَةٌ، وَكَذَلِكَ أَعقَبْتُه. ويَقُولُ الرجلُ لزَمِيلِهِ: أَعقِب أَي انْزِل حَتَّى أَركبَ عُقْبَتِي، وكذَلك كُلّ عَمَل، ولمّا تَحَوَّلَتِ الخِلَافَةُ إِلَى الهَاشِمِيّين عَن بَنِي أُمَيَّة، قَالَ سُدَيْفٌ شاعِرُ بَنِي العَبَّاسِ لِبَنِي هَاشِم:
أَعْقبِي آلَ هَاشِم يامَيَّا
يَقُول: انْزِلي عَنِ الخِلَافَة حَتَّى يَرْكَبَهَا بَنُو هَاشِمٍ فتَكُونَ لَهُم العُقْبَةُ.
واعتَقَبتُ فلَانا من الرُّكُوب أَي أَنزَلْتُه فركِبْتُ وأَعقبتُ الرجلَ وعاقَبتُه فِي الراحِلَة إِذا ركِبَ عُقْبَةً وَرَكِبْتَ عُقْبَةً، مثل المُعَاقَبَةِ. ونَقَل شيخُنا عَن الجَوْهَرِيّ تَقول: أَخذتُ من أَسِيرِي عُقْبَةٌ، أَي بَدَلاً.
وَفِي لِسَانِ العَرَبه: وَفِي الحَدِيثِ (سأُعْطِيك مِنْهَا عُقْبى) أَي بَدَلاً عَن الإِبقاءِ والإِطْلاقِ.
وَفِي النِّهَايَةِ: وَفِي حَدِيث الضِّيَافَةِ: (فإِنّ لَم يَقْروه فلَه أَن يُعْقِبَهم بِمثل قِرَاه) أَي يأْخذ مِنْهُم عِوَضاً عَمَّا حَرَمُوه من القِرَى: يُقالُ: عَقَبَهم، مُخَفِّفاً مُشَدَّداً، وأَعْقَبَهُم، إِذا أَخذَ مِنْهُم عُقْبَى وعُقْبَةً، وَهُوَ أَن يؤْخُذَ مِنْهُم بَدَلاً عَمًّا فَاتَه. وَقَالَ فِي مَحَلَ آخَرَ: العُقْبَى: شِبْهُ العِوَض، واسْتَعَقْبَ مِنْهُ خَيْراً أَو شَرًّا: اعْتَاضَه، فأَعْقَبَه خَيْراً، أَي عَوَّضَه وأَبدَلَه، وَهُوَ بمَعْنى قَوْلِهِ:
ومَنْ أَطاعَ فأَعْقِبْه بطَاعَتِه
كَمَا أَطاعَكَ وادّلُلْه عَلَى الرَّشَدِ
وسَيَأْتِي.
(و) العُقْبَةُ: (اللّيْلُ والنَّهَارُ لأَنَّه 2 ايَتَعَاقَبَان) . والعَقِيبُ كأَمِير: كُلُّ شَيْءٍ أَعقَبَ شَيْئاً، وهما يَتَعَاقَبان ويَعْتَقِبَان إِذَ جاءَ هَذَا وذَهَب هَذَا، كاللَّيْل والنَّهَار، وهما عَقِيبَان، كُلُّ واحِد مِنْهُمَا عَقِيبُ صاحِبِه. وعَقِيبُك: الّذي يُعَاقبُك فِي العَمَل، يعمَلُ مرّة وتَعمَلُ أَنتَ مَرَّة. وعَقَب الليلُ النهارَ: جَاءَ بعدَه، وعاقَبَه: جاءَ بِعَقِبه، فَهُوَ مُعَاقِبٌ وعَقِيبٌ أَيْضاً.
(و) العُقْبَةُ (من الطَّائر: مسافَةُ مَا بَيْنَ ارْتِفَاعِهِ وانْحِطَاطِهِ) . وَيُقَال: رأَيت عاقِبَةً من طَيْر إِذَا رأَيتَ طيراً يعقُب بَعْضُهَا بَعْضاً، تقَع هذهِ فتطِيرُ، ثمَّ تَقَع هَذه مَوقِعَ الأُولى.
وعُقْبَةُ القِدْرِ: قَرَارَتُه، وَهُوَ مَا الْتَزَق بأَسْفَلِهَا من تَابَلٍ وغَيْرِه. (و) العُقْبَةُ أَيضاً: (شَيْءٌ من المَرَقِ يَرُدُّهُ مُسْتَعِيرُ القِدْرِ إِذا رَدَّهَا) أَي القِدْرَ. وأَحسن من هَذَا قَولُ ابْنِ مَنْظور: مَرَقَةٌ تُرَدُّ فِي القِدْر المُسْتَعَارة، ثمَّ قَالَ: وَعْقَبَ الرجُلُ: رَدَّ إِليْه ذلكَ. قَالَ الكُمَيت:
وَحَارَدَتِ النُّكْدُ الجِلَادُ وَلم يَكُن
لعُقْبَةِ قدْرِ المُسْتَعِيرِين مُعْقِبُ
وَكَانَ الفَرَّاء يُجِيزُهَا بالكَسْر بمَعْنَى البَقِيّة.
(و) العُقْبَةُ والعُقْبُ (من الجَمَال) .
(والسَّرْوِ والكَرَم (أَثَرُه. و) قَالَ اللِّحْيَانِيّ، أَي سِيمَاه وعَلَامَتُه و (هَيْئَتُه ويُكْسَر) قَالَ اللّحْيَانيّ: وهُو أَجْوَدُ.
وَفِي لِسَان الْعَرَب: وعُقْبَةُ الماشيةِ فِي المَرْعَى: أَن تَرْعَى الخُلَّة عُقْبَةً ثمَّ تُحَوَّل إِلَى الحَمْض، فالحَمْضُ عُقبَتُها وكَذَلِكَ إِذا تَحَوَّلَت من الحَمْض إِلى الخُلّة فالخُلَّة عُقْبَتُها، وَهَذَا المَعْنَى أَرادَهُ ذُو الرُّمَّة بقَوْلِه يَصِفُ الظَّلِيم:
أَلهَاهُ آءٌ وتَنُّومٌ وعُقْبَتُه
مِن لائِحِ المَرْوِ والمَرْعَى لَهُ عُقَبُ
وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: النَّعَامَةُ تَعقُب فِي مَرْعًى بَعْدَ مَرْعًى، فمَرَّة تَأْكُلُ الآءَ وَمَرَّة التَّنُّومَ وتَعْقُب بعد ذَلِك فِي حِجَارَة المَرْوِ وَهِي عُقْبَتُه وَلَا يَغِثُّ عَلَيْهَا شَيْءٌ من المَرْتَع. وَفِيه أَيضاً عِقْبَة القَمَرِ: عودَتُ، بالكَسْر. وَيُقَال عَقْبَة بالفَتْح وَذَلِكَ إِذَا غَاب 2 ثُم طَلَع. وَقَالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: عُقْبَةُ القَمَر، بالضَّمِ: نجمٌ. يُقَارِنُ القمرَ فِي السَّنَة مَرَّةً. قَالَ:
لَا تَطْعَمُ المِسْكَ والكَافُورَ لِمَّتُه
وَلَا الذَّرِيرَةَ إِلَّا عُقْبَةَ القَمَرِ
هُوَ لبَعْضِ بَنِي عَامر. يَقُول) يَفْعَلُ ذلِكَ فِي الحَوْلِ مَرَّةً، وَرِوَايَة اللِّحْيَانِيّ عِقْبَة، بالكَسْر، وَهَذَا مَوْضِع نَظَرٍ؛ لأَنَّ القَمَر يَقْطَع الفَلَك فِي كُلِّ شَهْر مَرَّة، وَمَا أَعْلَم مَا مَعْنَى قَوْله يُقَارن القَمرَ فِي كُلِّ سنَةٍ مَرَّةً. وَفِي الصِّحَاح يُقَال: مَا يَفْعَلُ ذَلكَ إِلَّا عُقْبَةَ القَمَرِ، إِذَا كَانَ يَفْعَلُه فِي كُلِّ شهرٍ مَرّة، انْتهى.
قَالَ شيخُنا: قلتُ: لَعَلَّ مَعْنَاه أَنّ وإِن كَانَ فِي كُلِّ شَهْر يَقْطَعُ الفَلَك مَرَّة إِلا أَنّه يَمُرُّ بَعِيداً عَن ذَلِك النَّجْم إِلّا فِي يَوْم مِن الحَوْل فيُجامِعُه، وَهَذَا لَيْسَ بَعِيداً لِجَوَازِ اختلافِ مَمَرِّه فِي كُلِّ شهر لِمَمَرِّه فِي الشَّهْر الآخَرِ، كَمَا أَومَأَ إِليه المَقْدِسِيُّ وَغَيْرُه، انْتهى.
(و) العَقَبَة (بالتَّحْرِيك: مرقًى صَعْبٌ من الجبَالِ) ، أَو الجَبَلُ الطَّوِيلُ يعرِضُ للطَّرِيقِ فيأْخُذُ فِيهِ وَهُوَ طَوِيل صَعْبٌ شَدِيدٌ وإِن كَانَت خُرِمَت بَعْدَ أَن تَسْنَد وتَطُولَ فِي السّماءِ فِي صُعُود وهُبُوط (أَطولُ من النَّقْبِ و) أَصْعَبُ مُرتَقًى، وَقد يكون طُولُهما واحِداً. سَنَدُ النَّقْبِ فِيهِ شيءٌ من اسلِنْقاءٍ، وسَنَدُ العَقَبة (مُسْتَوٍ) كهَيْئة الجِدَارِ.
قَالَ الأَزْهَرِيّ: و (ج) العَقَبَة (عِقَابٌ) وَعَقَبَاتٌ. قلت: وَمَا أَلْطفَ قَوْلَ الحافِظِ بْنِ حَجَرٍ حِينَ زَارَ بَيْتَ المَقْدِسِ:
قَطَعْنَا فِي مَحَبَّتِه عِقَاباً
وَمَا بَعْدَ العِقَابِ سِوَى النَّعِيم
(ويَعْقُوب اسْمُه إِسْرَائِيل) أَبو يُوسُفَ الصِّدِّيقِ عَلَيْهِمَا السَّلَام، لَا يَنْصرِف فِي المَعْرِفة للعُجْمَة والتَّعْرِيفِ؛ لأَنَّه غُيِّر عَن جِهَته فوَقَع فِي كَلامِ العَرَب غيرَ مَعْرُوفِ المَذْهَب، كَذَا قالَه الجَوْهَرِيّ، وسُمِّي يَعْقُوبُ بِهَذَا الِاسْم لأَنه (وُلِدَ مَعَ عِيصُو فِي بَطْنٍ وَاحِد) ، وُلِدَ عِيصُو قَبْلَه (وَكَانَ) يعقوبُ (مُتَعَلِّقاً بعَقِبِهِ) خَرجَا مَعًا، فعِيصو أَبُو الرُّوم.
وَفِي لِسَان الْعَرَب: قَالَ اللهُ تَعَالَى فِي قِصَّة إبراهِيم عَلَيْهِ السَّلَام: {وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَآء إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} (هود: 71) والأَخْفَشُ أَنه منصوبٌ وَهُوَ فِي مَوْضِع الخَفْضِ، عَطْفاً على قَوْله فَبَشَّرنَاها بإِسحاق، ومِنْ وَرَاء إِسْحَاقَ يَعْقُوب. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وَهَذَا غيرُ جَائِز عِنْد حُذَّاقِ النَحْوِيِّين من البَصْرِيّين والكُوفِيِّين. وأَما أَبو العَبَّاس أَحمد بْنُ يَحْيَى فإِنّه قَالَ: نُصِب يَعْقُوب بإِضمَار فِعْل آخَرَ كأَنه قَالَ: فبَشَّرنَاها بإِسحاقَ وَوَهَبْنا لَهَا من وَرَاءِ إِسْحَاق يَعْقُوبَ، ويعقوبُ عِنْده فِي مَوْضِع النَّصب لَا فِي مَوْضِع الخَفْض، بِالْفِعْلِ المُضْمَر، وَمثله قَوْلُ الزَّجَّاج، وابْنُ الأَنْبارِيّ قَالَ: وقَولُ الأَخفش وأَبِي زيْد عِنْدَهم خَطَأٌ.
(واليَعْقُوبُ) بِاللَّامِ، قَالَ شيخُنَا: هُوَ مَصْروفٌ، لأَنّه عَرَبِيٌّ لم يُغَيَّر وإِن كَانَ مَزِيداً فِي أَوَّلِه فلَيْس على وَزْنِ الفعْل وَهُوَ الذَّكَر من (الحَجَل) والقَطا، قَالَ الشَّاعِر:
عَال يُقَصِّرُ دُونَه اليَعْقُوبُ والجَمعُ اليَعاقِيبُ. قَالَ ابْن بَرِّيّ: هَذَا البيتُ ذكرَه الجَوْهَرِيّ على أَنَّه شَاهِدٌ على اليَعْقُوب لذَكَرِ الحَجَل، والظاهِرُ فِي اليَعْقُوب هَذَا أَنَّه ذَكرُ العُقَابِ، مل اليَرْخُوم ذَكَر الرَّخَم، واليَحْبُور ذَكَر الحُبَارَى؛ لأَن الحَجَل لَا يُعرَفُ لَهَا مثْلُ هَذَا العُلُوِّ فِي الطّيَرَانِ، ويَشْهَدُ بِصِحة هذَا القَوْلِ قولُ الفَرَزْدَق:
يَوْمًا تعركْن لإِبْرَاهِيم عافِيَةً
من النُّسُور عَلَيْه واليَعَاقِيبِ
فذَكَر اجتماعَ الطَّيْر على هَذَا القَتيل من النُّسُور واليَعَاقِيب، ومَعْلُومٌ أَن الحَجَل لَا يأْكُلُ القَتْلَى.
وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: اليَعْقُوبُ: ذَكَر القَبْجِ، قَال ابنُ سِيدَه: فَلَا أَدْرِي مَا عَنَى بالقَبْجِ، أَلْحَجَلَ أَم القَطَا أَم الكِرْوَانَ. الأَعرفُ أَنَّ القَبْجَ الحَجَلُ، وقيلَ اليَعَاقِيبُ (من) الخَيْل سُمِّيت بذَلِكَ تَشْبِيهاً بيعَاقِيبِ الحَجَل لسُرْعَتِهَا. وقولُ سَلامةَ بْنِ جَنْدَلٍ:
وَلَّى حَثِيثاً وهَذَا الشَّيْبُ يَتْبَعَهُ
لَو كَانَ يُدرِكُه ركْضُ اليَعَاقِيبِ
قيل: يَعْنِي اليَعَاقِيبَ من الخَيْل، وَقيل: ذُكُور الحَجَل، وَقد تعرَّضَ لَهُ ابنُ هِشَام فِي شَرْح الكَعبيَّة، واسْتَغْرَبَ أَن يَكُونَ بمَعْنَى العُقَاب.
وَفِي لِسَان الْعَرَب: وَيُقَال: فَرسٌ يَعْقُوبٌ: ذُو عَقْب، وَقد عَقَب يَعْقِبُ عَقْباً. وزَعَم الدَّمِيرِيُّ أَنَّ المُرَاد باليَعَاقِيب الحَجَل، لقَوْلِ الرَّافِعِيّ: يجبُ الجزاءُ بقَتْل المُتَوَلِّد بَين اليَعْقُوبِ والدَّجاج، قَالَ: وَهَذَا يَردّ قولَ من قَالَ: إِنَّ المُرادَ فِي البَيْتَيْن الأَوّلَيْن هُوَ العُقَابُ، فإِنَّ التَّنَاسُلَ لَا يَقع بَين الدّجَاجِ والعُقَابِ، وإِنَّما يقعُ بَيْنَ حَيَوَانَيْنِ بَيْنَهُمَا تَشَاكُلٌ وتَقَارُبٌ فِي الخَلْق، كالحِمَار الوَحْشِيّ والأَهلِيّ. قَالَ شيخُنَا: وَلَا ينْهض لَهُ مَا ادَّعَى إِلَّا إِذَا قيلَ إِنَّ اليَعْقُوبَ إِنما يُطْلَق على العُقَاب، وأَمَّا مَعَ الإِطْلَاق والاشْتِرَاك فَلَا، كَمَا لَا يخفى على المُتَأَمِّل.
(ويَعْقُوبُ) أَربعة من الصَّحَابَة انْظُر فِي الإِصابة. ويَعْقُوبُ، وَفِي نُسْخَة يحيى (بْنُ سَعِيد، وعَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ مُحَمّدِ بْنِ عَلِيَ. وَمُحَمّد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمانِ بْنِ مُحَمَّد بْن بَعْقُوب. و) أَبو مَنْصُور (مُحمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَعِيد) بن عليّ البُوشَنْجِيّ الواعِظ، حَدَّثَ عَن أَبي مَنْصُور البُوشَنْجِيّ وغيرِه، وعَنْه ابْن عَسَاكِر فِي شاومانه إِحْدَى قُرَى هَرَاة، وَقع لنا حَدِيثُه عَالِيا فِي مُعْجَمه. وأَبو نَصْر أَسعدُ بْنُ المُوَفَّق بْنِ أَحمَد، القاينيّ الحَنِفيّ منَ شُيُوخِ ابْنِ عَسَاكر، حَدِيثُه فِي المُعْجَم، وذَكَر ابنُ الأَثِيرِ أَبا مَنْصُور مُحَمَّد بنَ إِسماعِيل بْنِ يُوسُفَ بْنِ إِسْحَاق بْنِ إِبْرَاهِيمِ النَّسَفِيّ، رَوى عَن جَده وَعَن أَبِي عُثْمَان سَعِيدِ بْنِ إِبرَاهِيمَ بْنِ مَعْقِل وأَبي يَعْلَى عَبْدِ المُؤْمِن بْنِ خَلَف. وسَمِعَ مِنْهُ أَهلُ بُخَارَى جامِعَ التِّرْمِذِيّ ستّ مَرَّات، وَعنهُ أَبو العَبَّاس المُسْتَغفِريّ، وَمَات سنة 389 هـ فِي شَهْرِ رَمَضَان، كذَا فِي أَنْسَابِ البُلْبَيسيّ، (اليَعْقُوبِيُّون: مُحَدِّثُونَ.
نِسْبَة كلهم إِلى جَدِّهم الأَعْلَى. وأَما أَبُو العَبَّاس أَحمدَ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ بْنِ جَعْفَر بْنِ وَاهبِ بن وَاضِحٍ اليَعْقُوبِيّ الكَاتب المِصْرِيّ مَوْلَى أَبِي جَعْفَرٍ المَنْصُور صَاحِبُ التَّارِيخ فنِسْبَتُه إِلَى وَالِدِه، ذَكرَه الرُّشَاطِي. وأَبو يَعْقُوب يُوسُف بن مَعْرُوف الدستيخنيّ وأَبو يَعْقُوب الأَذْرُعِيّ، وأَبو يَعْقُوب إِسْرَائِيلُ بن عَبْدِ المُقْتَدر بْنِ أَحْمَدَ الحَمِيدِيّ الإِربَلِيّ السّائِح. وأَبُو الصَّبْرِ يَعْقُوبُ بنُ أَحْمَد بْنِ عَلِيّ الحُمَيِدِيّ الإِرْبَلِي، وأَبوُ الفَضْل صَالحُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ حَمْدُون التَّمِيمِيّ. وأَبو الرَّجَاءَ يَعْقُوبُ بنُ أَيُّوبَ بنِ عَلِيَ الهَاشِمِيّ الفارقيّ، حَدَّث عَن أَبِي عَلِيَ الحَبَّاز وغَيْرِه. وأَبو عَبْده الله مُحمَّدُ بْنُ يَعْقُوب بْنِ إِسْحَاقَ شيخُ ابْنِ شَاهِين، وَقد تَقَدَّم فِي (خَ ض ب) ويعقوبُ بنُ يُوسف بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيّ بْنِ أَحْمَدَ اللُّؤْلُؤِيّ النَّخْذِيّ، تَفَقَّه بُخَارَى، وروى عَن أَبِي حَفْص عُمَرَ بْنِ مَنْصُور بن جَنْبٍ البَزَّار مَاتَ بِبَلَدِهِ أَندَخوذ بَين بَلْخ ومَرْو. محدثون.
(وإِبِلٌ مُعَاقِبَةٌ: تَرْعَى مَرَّةً مِن) ، وَفِي نُسْخَة (فِي) (حَمْضٍ) بالفَتْح فالسّكون (ومَرَّة فِي) وَفِي نُسْخَة (من) (خُلَّةٍ) بالضَّم وهما نَبْتَان، (وأَمَّا الَّتي تَشْرَبُ الماءَ ثُمَّ تَعُودُ إِلَى المَطِن ثُمّ) تَعُودُ (إِلَى المَاءِ، فَهِي العَوَاقبُ) . وَعَن ابْن الأَعْرَابيّ: وعَقَبَت الإِبِلُ من مَكَانٍ إِلى مَكَان تَعْقُب عَقْباً وأَعْقَبَت، كِلَاهُمَا تحَوَّلَت مِنْ إِلَيْهِ تَرْعَى. وَقَالَ أَيضاً: إِبل عَاقِبَةٌ: تَعْقُب فِي مَرْتَعٍ بَعْدِ الحَمْض وَلَا تكونُ عَاقِبَةً إِلَّا فِي سَنَة شَدِيدَة تَأْكُلُ الشَّجَرَ ثمّ الحَمْضَ قَالَ: وَلَا تكون عَاقِبَةً فِي العُشْب. وَقَالَ غيرُه: وَيُقَال: نَخْلَةٌ مُعَاقِبَة: تَحمل عَاما وتُخْلِفُ آخَر.
(وأَعْقَبَ زَيْدٌ عَمْراً) فِي الرَّاحِلَة وعَاقَبَة إِذا (رَكِبَا بالنَّوْبَةِ) ، هَذَا عُقْبَة، وَهَذَا عُقْبَة، وَقد تَقَدَّم أَيضاً.
(و) عَقَبَ الليلُ النهارَ: جَاءَ بَعْدَه، و (عَاقَبَه، وعَقَّبَ تَعْقِيباً: جَاءَ بعَقِبهِ) فَهُوَ مُعَاقِب وعَقيبٌ أَيضاً. والتَّعْقيبُ مِثْلُه، وذَهَبَ فلانٌ وعَقَبَه فُلَانٌ بَعْدُ، واعْتَقَبَه أَي خَلَفَه، وهما يُعَقِّبَانه ويَعْتَقِبانِ عَلَيْه ويَتَعَاقَبَان: يَتَعَاوَنَان.
(والمُعَقِّبَاتُ) : الحَفَظَة فِي قَوْله عزّ وجلّ: {لَهُ مُعَقّبَاتٌ مّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ} (هود: 11) والمُعْقِّباتُ: (مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ والنَّهَارِ) لأَنَّهم يَتَعاقَبُونَ، وإِنَّمَا أَنَّثَ لكَثْرة ذلِكَ مِنْهُم، نَحْو نَسّابَة وعَلَّامة وقَرَأَ بَعْضُ الأَعْرَاب: (لَهُ مَعَاقيبُ) . وَقَالَ الفَرّاء: المُعَقِّبَاتُ: المَلَائِكَة، ملائِكَةُ اللَّيْلِ تَعقُب ملَائِكَةَ النَّهَارِ. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: جَعَلَ الفَرَّاءُ عَقَّب بمعْنى عَاقَب، كَمَا يُقَالُ: عَاقَدَ وعَقَّدَ، وضَاعَفَ وضَعَّفَ، فكأَنَّ ملائكَةَ النهارِ تحفَظُ العِبَادَ، فإِذَا جَاءَ الليلُ جَاءَ مَعَه مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ، وصَعِدَ ملائِكَةُ النَّهارِ، فإِذا أَقبَلَ النّهارُ عَاد من صَعِد وصَعد ملائكَةُ اللَّيْل، كأَنَّهم جَعَلُوا حِفْظَهم عُقَباً أَي نُوَباً، وكُلُّ من عَمِل عَمَلاً ثمَّ عادَ إِلي فقد عقَّب. وملائكةٌ مُعَقِّبَة، ومُعَقِّباتٌ جَمْعُ الجَمع. (و) قولُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم: (مُعْقِّباتٌ لَا يَخِيبُ قَائِلُهُن) وَهُوَ أَن يُسَبِّح فِي دُبُرِ صَلاته ثَلَاثًا وَثَلَاثِين تَسْبِيحَةً، ويَحْمَده ثَلَاثاً وثَلَاثِين تَحْمِيدَةً، ويكَبِّره أَربعاً وثَلاثين تَكْبِيرَةً، وَهِي (التَّسْبِيحَاتُ) . سُمِّيت (مُعقِّبات) لأَنَّهَا (يَخْلُف بَعْضُهَا بَعْضاً) أَو لأَنَّها عادَتْ مَرَّة بعد مَرَّة، أَو لأَنها تُقَالُ عَقِيبَ الصَّلاةِ. وَقَالَ شَمِر: أَراد بقَوْله مُعَقِّبَاتٌ تَسْبِيحَات تَخْلُف بأَعْقَابِ النَّاس. قَالَ: والمُعَقِّب من كُلِّ شَيء مَا خَلَف بِعقِبِ مَا قَبْلَه. وأَنشدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ للنَّمِر بْنِ تَوْلَبٍ:
ولستُ بشَيُخٍ قد تَوَجَّهَ دَالِفٍ
ولكنْ فَتًى من صالِح الناسِ عَقَّبَا
يَقُولُ: عُمِّر بَعْدَهم وبَقِيَ.
(و) المُعَقِّبَات: (اللَّوَاتِي يَقُمْنَ عِنْدَ أَعْجَازِ الإِبِلِ المُعْتَرِكَاتِ عَلى الحَوْضِ، فإِذَا انْصَرَفَت ناقَةٌ دَخَلَتْ مَكَانَها أُخْرَى) وَهِي النِّاطرَات العُقَبِ. والعُقَبُ: نُوَبُ الوَارِدَة، تَرِد قِطْعَةٌ فتَشْرَبُ، فإِذا وَردت قِطْعَةٌ بعْدهَا فشَرِبَت فَذَلِك عُقْبَتُهَا، وَقد تَقَدَّم الإِشَارَةُ إِليه.
(والتَّعْقِيبُ: اصْفِرَارُ ثَمَرَةِ العَرْفَج) وحَيْنُونَةُ يُبْسِهِ مِن: عَقَبَ النبتُ يعقُب عَقْباً إِذا دَقَّ عُودُه واصْفَرَّ وَرَقُه، عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ.
(و) التَّعْقِيبُ: (أَن تَغْزُوَ ثمَّ تُثَنِّيَ) أَي تَرْجع ثانِياً (مِنْ سَنَتِك) . والمُعَقِّب: الَّذِي يَغْزُو غَزْوَةً بَعْدَ غَزْوَةٍ ويَسِير سَيْراً بَعْد سَيْر، وَلَا يُقِيم فِي أَهْلِه بعد القُفُول. وعَقَّب بِصلاةٍ بَعْد صَلَاة وغَزَاة بعد غزَاة: وَالَى. وَفِي الحَدِيث: (وإِنَّ كُلَّ غَازِيَةٍ غَزَتْ يَعقُب بعضُهَا بَعْضاً) أَي يكون الغزوُ بينَهُم نُوَباً، فإِذَا خرجَت طَائِفَةٌ ثمَّ عادَت لم تُكَلَّفْ أَن تَعُودَ ثانِيَةً حَتَّى تَعْقُبَهَا أُخْرَى غَيرهَا. وَمِنْه حَدِيثُ عمرَ (أَنَّه كَانَ كُلَّ عَام يُعَقِّبُ الجيوشَ) . قَالَ شَمِر: ومعنَاه أَنه يَرُدُّ قوما ويَبْعَث آخَرين يُعَاقبونَهُم يُقَال: عَقَّب الغَازِيةَ بأَمْثالِهِم وأَعْقَبُوا إِذَا وَجَّه مَكانَهم غَيْرَهُم. (و) التَّعْقِيبُ: (التَّرَدُّدُ فِي طَلَب المَجْدِ) ، هَكَذَا فِي نُسْخَتِنَا وَهُوَ غَلَط، وصوابُه التَّردُّدُ فِي طَلَبٍ مُجِدًّا كَمَا فِي لِسَانِ العَرَب والصّحَاح وغَيْرِهِما. وَيدل لذَلِك قولُه أَيضاً: والمُعَقِّب: المُتَّبِع حَقّاً لَهُ ليَسْتَرِدَّه. وَقَالَ غيرُه: الَّذِي يَتْبَع عَقِب الإِنْسَانِ فِي حَقَ. قَالَ لَبِيدٌ يَصِف حِمَاراً وأَتانَه:
حَتَّى تَهَجَّرَ فِي الرَّواحِ وهَاجَه
طَلَبُ المُعَقِّبِ حَقَّه المَظُلومُ
قَالَ ابْن مَنْظُور: واسْتَشْهَد بِهِ الجَوْهَرِيُّ على قولِه: وعَقَّب فِي الأَمْرِ إِذَا تَرَدَّد فِي طَلَبِه مُجِدًّا، وأَنْشَدَه:
وَقَالَ: رفع الْمَظْلُوم وَهُوَ نَعْتٌ للمُعَقِّب على المَعْنَى، والمُعَقِّب خَفْض فِي اللَّفْظِ ومعنَاه أَنَّه فَاعِل. ويُقَالُ أَيضاً: المُعَقِّب: الغَرِيمُ المُمَاطِلُ. عَقَّبَنِي حَقّي أَي مَطلَني فَيَكُون المَظْلُوم ففَاعِلاً والمُعَقِّب مَفْعُولاً.
وَقَالَ غيرُه: المُعَقِّب: الَّذِي يَتَقَاضَى الدَّيْنَ فَيَعُود إِلى غَرِيمه فِي تَقاضِيهِ.
(و) التَّعْقِيبُ: (الجُلُوسُ بَعْدَ) أَن يَقْضِيَ (الصَّلَاة لدُعَاء) أَو مَسْأَلة. وَفِي الحَدِيثِ: (مَنْ عَقَّب فِي صَلَاةٍ فَهُوَ فِي الصَّلاة) . (و) فِي حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالك) أَنَّه سُئل عَن التَّعْقيب فِي رَمَضَانَ فأَمرَهُم أَن يُصلُّوا فِي البُيُوتِ) . قَالَ ابنُ لأَثِيرِ: التَّعْقيبُ: هُوَ أَن تَعمَل عَمَلاً ثمَّ تَعُودَ فِيهِ. وأَراد بِهِ هَا هُنَا (الصَّلَاة) النافِلَة (بَعْدَ التَّرَاوِيحِ) ، فكَرِه أَن يُصَلُّوا فِي المَسْجِد وأَحَبَّ أَن يكونَ ذَلِك فِي البُيوتِ. قلتُ: وَهُوَ رَأْي إِسْحَاقَ بْن راهَوَيه وسَعِيدِ بْنِ جُبَيْر. وَقَالَ شَمِر: التعقِيبُ: أَن يَعْمل عَمَلاً من صَلَاةٍ أَو غيرِهَا ثمَّ يعود فِيهِ من يَوْم. قَالَ: وسمِعتُ ابنَ الأَعْرابيّ يَقُول: هُوَ الّذِي يَفْعَلُ الشيءَ ثمَّ يعودُ ثانيَةً، يُقَال: صَلَّى من اللّيلِ ثمَّ عَقَّبَ، أَي عَادَ فِي تِلْك الصَّلاة.
(و) التَّعْقِيبُ: (المُكْثُ) والانْتِظَار، يُقَال: عَقَّب فُلانٌ فِي الصّلاةِ تَعْقيباً إِذا صلَّى فأَقَامَ فِي مَوْضِعه يَنْتَظِر صَلَاة أُخْرَى. وَفِي الحَدِيث: (مَنْ عَقَّب فِي صَلَاة فَهُو فِي صَلَاة) أَي أَقَامَ فِي مُصَلَّاهُ بَعْدَمَا يَفْرُغُ من الصَّلاةِ. وَيُقَال: صَلَّى القومُ وعَقَّب فلانٌ. والتَّعقِيبُ فِي المَسَاجِد: انتظارُ الصَّلَوَاتِ بَعْد الصَّلَوَات.
(و) التَّعْقِيبُ: (الالْتِفَاتُ) . وقَوْلُه تَعَالَى: {وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقّبْ} (النَّمْل: 10) قيل أَي لم يَعْطِف وَلم يَنْتَظِر، وَقيل: لم يَمْكُث، وَهُوَ قولُ سفيانَ. وَقيل: لم يَلْتفِت، وَهُو قولُ قَتَادَة. وَقيل: لم يَرْجِع، وَهُوَ قولُ مُجَاهِد. وكلُّ رَاجِعٍ مُعَقِّبٌ. قَالَ العَجّاج:
وإِن تَوَنَّى التَّالِيَاتُ عَقْبَا
(والعُقْبَى) : المَرْجِع، وعَقِبُ كُلِّ شَيْءٍ وعُقْبَاه وعُقْبَانُه وعَاقِبَتُه: خَاتِمَتُهُ.
وَيُقَال: إِنَّه لعالِم بعُقْبَى الكَلامِ وعُقْبَى الكَلامِ وَهُوَ غامِضُ الكَلامِ الَّذِي لَا يَعْرِف الناسُ وَهُوَ مِثْل النّوَادِرِ. والعُقْبَى أَيضاً: (جَزَاءُ الأَمْرِ) يُقَال: العُقْبَى لَكَ فِي الخَيْر، أَي العَاقبَة. (وأَعْقَبَه) بِطَاعَتِه، وأَعْقَبَه على مَا صَنَع أَي (جازَاهُ. و) أَعْقَب (الرَّجُلُ) إِذا (مَاتَ وخَلَّف) ، أَي تَرَك (عَقِباً) أَي وَلَداً. يُقَال: كَانَ لَهُ ثلاثَةُ أَولادٍ فأَعْقَبَ مِنْهُم اثْنان أَي تَركا عَقِباً ودَرَجَ وَاحِدٌ. وَقد تقدم إِنشادُ قَول طُفَيْلٍ الغَنَوِيُّ. وَيُقَال: أَعقَبَ هذَا هذَا، إِذا ذَهَب الأَولُ فَلم يَبْقَ مِنْهُ شَيْءٌ وصارَ الآخرُ مكانَه. (و) أَعْقَبَ (مُسْتَغِيرُ القِدْرِ: رَدَّهَا) إِليه (وفيهَا العُقْبَةُ) الضّم، وَهِي قَرارةُ القِدْر أَو هِيَ مَرَقَةٌ تُرَدُّ فِي القِدْر المُسْتَعَارَةِ. قَالَ الكُمَيْتُ:
وحَاردَتِ النُّكْدُ الجِلَادُ وَلم يَكُن
لعُقْبَةِ قِدْرِ المُسْتَعِيرِينَ مُعْقِبُ
وَقد تَقَدَّم.
(و) تعقَّب الخَبَرَ: تَتَبَّعَه، وَيُقَال تَعَقَّبْتُ الأَمْرَ إِذَا تَدَّبَّرْتَه، والتَقُّبُ: التّدبُّر والنَّظرُ ثَانِيَة، قَالَ طُفَيْلٌ الغَنَوِيُّ: فلَمْ يَجِدِ الأَقْوَامُ فِينَا مَسَبَّةً
إِذَا اسْتُدْبِرَتْ أَيَّامُنَا بالتَّعَقُّب
يَقُول: إِذا تَعَقَّبُوا أَيَامَنا لم يَجِدُوا فِينَا مَسَبَّةً.
وَيُقَال: لم أَجِدْ عَن قَوْلكِ مُتَعَقَّباً أَي رُجُوعاً أَنْظُرِ فيهِ، أَي لَمْ أُرَخِّص لنَفْسِي التَّعَقُّبَ فِيهِ لأَنظُرَ آتيه أَم أَدَعُه. وقولُه: {لاَ مُعَقّبَ لِحُكْمِهِ} (الرَّعْد: 41) أَي لَا رَادَّ لقَضَائِه. وعَاقَبه بذَنْبِه مُعاقَبَة وعِقَاباً: أَخذَه بِهِ و (تَعقَّبَه: أَخَذَه بذَنْبٍ كَانَ مِنْه. و) تَعَقَّبَ (عَن الخَبَر) إِذا (شَكَّ فِيهِ وعَاد للسُّؤَال عَنْه) قَالَ طُفَيْلٌ:
تَأْوَّبَنِي هَمٌّ مَعَ اللَّيلِ مُنْصبُ
وجَاءَ من الأَخْبَارِ مَا لَا أُكَذِّبُ
تَتابعْنَ حتَّى لم تَكُن لِيَ رِيبَةٌ
وَلم يَكُ عَمَّا خَبَّرُوا مُتَعَقَّبُ
وَفِي لِسَان الْعَرَب: وتَعَقَّب فلانٌ رأْيَه إِذَا وَجَع عَاقِبَتَه إِلى الخَيْر، وتَعقَّب من أَمْره: نَدِمَ، وَيُقَال: تعقَّبْتُ الخَبَر إِذَا سأَلتَ غيرَ مَنْ كنتَ سأَلْتَه أَوَّلَ مَرَّة، وَيُقَال: أَتَى فلانٌ إِليّ خَيْراً فعَقَبَ بخَيْر مِنْهُ.
(و) الاعتقاب: الحَبْسُ والمَنْعُ والتَّنَاوُبُ. واعْتقَب الشيءَ: حَبَسَه عندَه. و (اعْتَقَبَ) البائعُ (السِّلْعَةَ) أَي (حَبَسَهَا عنِ المُشْتَرِي حَتَّى يَقْبِضَ الثَّمَنَ) وَمِنْه قَولُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيّ: (المُعْتَقِب ضامِنٌ لِمَا اعْتَقَب) يُرِيد أَن البَائِع إِذَا بَاعِ شَيْئا ثمَّ مَنَعه من المُشْتَرِي حَتَّى يَتْلَفَ عِنْد البائعِ فقد ضَمِنَ. وَعبارَة الأَزْهَرِيّ: (حَتَّى تلِفَ عِنْد البَائِع) هَلَكَ من مَاله وضَمَانُه مِنْه. وَعَن ابْن شُمَيْل: يُقَالُ: باعَني فلانٌ سِلْعَةٌ وَعَلِيهِ تَعقِبَةٌ إِن كَانَت فِيهَا. وَقد أَدْرَكَتْني فِي السِّلعة تَعْقِبَةٌ، وَيُقَال: مَا عَقَّب فِيهَا فَعَلَيْكَ مِن مَالك أَي مَا أَدرَكَنِي فِيهَا من دَرَك فعَلَيْك ضمانُه. وقولُه عَلَيْه السَّلَام: (لَيُّ الواجِدِ يُحِلّ عُقُوبَتَه وعِرْضَه) . عقوبَتُه: حَبْسُه. وعِرْضُه: شِكَايَتُه. حكَاهُ ابنُ الأَعْرَابِيّ وفسرّه بِمَا ذَكَرْنَاه. واعْتَقَبْتُ الرّجلَ: حَبَسْتُه، كَذَا فِي لِسَان الْعرَبِ وبَعْضُه فِي المِصْبَاح والأَسَاسِ.
وَيُقَال: ذَهَبَ فلانٌ واعْتَقَب فلانٌ بَعْدُ أَي خَلَفَه، وهما يُعَقِّبَانِه ويَعْتَقِبَان عَلَيْهِ وَيَتَعاقَبان أَي يَتَعَاوَنَان، كَذَا فِي الأَسَاسِ.
والاعْتِقَابُ: التَّدَاوُلُ، كالتَّعَاقُب، وهُمَا يَتَعَاقَبَانِ ويَعْتَقِبَان، أَي إِذا جَاءَ هذَا ذَهَب هذَا.
(والعُقَابُ بالضَّمَّ: طائِرٌ) من العِتَاقِ. وَعبارَة المِصْبَاحِ: من الجَوَارِح (م) أَي مَعْرُوف، يقَعُ على الذَّكَرِ والأُنْثَى إِلَّا أَن يَقُولُوا: هَذَا عُقَابٌ ذكَرٌ. قَالَ شيخُنَا: وَقَالُوا: لَا يَكُونُ العُقَاب إِلَّا أُنْثَى ونَاكِحُه طَيْرٌ آخَرُ من غير جِنْسِه: وَقَالَ ابْن عُنَيْن يَهْجُو شَخْصاً يقالُ لَهُ ابنُ سَيِّدَةٍ:
قلْ لِابْنِ سَيّدَةِ وإِنْ أَضْحَتْ لَهُ
خَوَلٌ تُدِلّ بكثْرةِ وخُيُولِ
مَا أَنْتَ إِلَّا كالعُقَابِ فأُمّه
مَعْرُوفَةٌ وَله أَبٌ مَجْهُولُ
(ج أَعْقُبٌ) أَي فِي القِلَّة، لأَنَّها مُؤَنَّثَة كَمَا مَرّ وأَفْعُلٌ يختَصُّ بِهِ جمعُ الإِناثِ، كأُذْرُعٍ فِي ذِرَاع، وأَعْتُقٍ فِي عَنَاقٍ، وَهُوَ كَثِير، قَالَه شَيُخُنَا. وحَكَاه فِي لِسَانِ العَرَب أَيضاً بصِيغَة التَّمْرِيض (وعِقْبَانٌ) بالكَسْر جمع الكَثْرَة وأَعْقِبَةٌ، عَن كُرَاع، وعَقَابِينُ جمعُ الجَمْعِ قَالَ:
عَقَابِين يَوْمَ الدَّجْنِ تَعْلُو وتَسْفُلُ
قَالَ شيخُنا، وحَكَى أَبو حَيَّان فِي شَرْح التَّسْهِيل أَنه جُمِعَ على عَقَائب، واستبعَدَه الدَّمامِينِيّ، انْتهى. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: عَتاقُ الطيرِ: العِقْبَانُ، وسِبَاعُ الطيْرِ: الَّتِي تَصِيدُ، والَّذِي لم يَصِدِ: الخَشاشُ. وَقَالَ أَبو حَنيفَة: من العِقْبَان عِقْبَانٌ تُسَمى عِقْبَانَ الجِرْذَانِ، ليْسَت بِسُودٍ ولكنَّهَا كُهْبٌ وَلَا يُنْتَفَع بِرِيشِهَا إِلا أَن يَرْتاشَ بهَا الصبيانُ الجَمَامِيحَ. (و) العُقَابُ: (حَجَرٌ نَاتىءٌ) وعبَارَةُ لِسَانِ العَرَبِ: صَخْرَة نَاتِئَةٌ ناشزَةٌ (فِي جَوْفِ البِئرِ يَخْرِقُ الدَّلْوَ) ، ورُبّمَا كانَت من قِبَل الطَّيِّ، وَذَلِكَ أَن تَزُول الصخرةُ عَن مَوْضِعها، ورُبَّمَا قَامَ عليهَا المُسْتَقِي، أُنْثَى، والجَمْعُ كالجَمْع، وَقد عَقَّبها تَعقيباً: سَوَّاها. والرجُلُ الذِي يَنْزِل فِي البِئر فَيَرْفَعُهَا يُقَال لَهُ المُعَقِّبُ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: القَبيلَةُ صَخرةٌ على رَأْسِ البِئر. والعُقابَانِ من جَنَبَتَيْها يَعْضُدَانهَا. (و) قيل العُقَابُ: (صَخْرَةٌ نَاتِئةٌ فِي عُرْضِ جَبَلٍ كمِرْقَاةٍ) وَقيل هُوَ مَرْقًى فِي عُرضِ الجَبَل.
(و) العُقَابُ: (شِبْهُ لَوْزَةٍ تَخْرُجُ فِي إِحْدَى قَوَائِمِ الدَّابَّة) ، نَقله الصَّاغَانِيُّ.
(و) العُقَابُ فيمَا يُقَال: (خَيْطٌ صَغِيرٌ) يَدْخُلُ (فِي خُرْثَيْ) تَثْنِيَة خُرْت بِضَم الخَاءِ وسُكُونِ الرَّاءِ والمُثَنَّاة الفَوْقِيَّةِ آخِره، وَهُوَ ثَقْبُ الأُذُنِ (حَلْقَةِ القُرْطِ) يُشَدُّ بِهِ، وعَقَب القُرطَ: شَدَّه بِهِ. قَالَ سَيَّارٌ الأَبانِيّ:
كأَنَّ خَوْقَ قُرْطِهَا المَعْقُوبِ
عَلَى دَباةِ أَو عَلَى يَعْسُوبِ
جَعَلَ قُرطَهَا كأَنَّه عَلى دَباةٍ لِقِصَر عُنُقِ الدَّبَاةِ، فوصَفَها بالوَقْص. والخَوْقُ: الحَلْقَة. والدّباةُ: نوعٌ من الجَرَاد. واليَعْسُوب: ذَكَرُ النَّحْل.
وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: العُقابُ: الخيْطُ الَّذي يَشُدُّ طرَفَيْ حَلْقَةِ القُرْط.
(و) العُقَابُ: (مَسِيلُ المَاءِ إِلى الحَوْضِ) قَالَ:
كأَنَّ صَوتَ غَرْبِهَا إِذا انْثَعَبْ
سَيْلٌ على مَتْنِ عُقَاب ذِي حَدَبْ
(و) العُقَابُ: (الحَجَرُ يَقُومُ عَلَيْهِ السَّاقِي) بَيْنَ الحَجَرَيْنِ يَعْمِدَانِهِ.
(و) العُقَابُ: اسْم (أَفْرَاس لَهُم) مِنْهَا فرسُ حُمَيْضَةَ بْنِ سَيَّارٍ الفَزارِيّ، وفَرسُ الحَارِث بْنِ جَوْنٍ العَنْبَرِيّ، وفرسُ مِرْدَاسِ بْنِ جَعْوَنَةَ السَّدُوسيّ والعُقَابُ: الغَايَةُ. قَالَ أَبو ذُؤيْب:
وَلَا الراحُ رَاح الشَّامِ جاءَتْ سَبِيئةً
لَهَا غايةٌ تَهْدِي الكِرَامَ عُقَابُهَا
أَرادَ غَايَتَهَا. وحَسُنَ تَكرَارُه لاخْتِلاف اللَّفْطَين، وَجَمعهَا عِقْبَانٌ.
والعُقابُ: الحَرْبُ عَن كُرَاع (و) العُقَابُ: عَلَمٌ ضَخْمٌ، واسْمُ (رَايَة للنَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم) ، كَمَا وَرَد فِي الحَدِيث.
وَفِي لِسَانِ العَرَبِ: العُقَابُ: الَّذِي يُعْقَدُ للوُلاة، شُبِّه بالعُقاب الطَّائر، وَهِي مُؤَنَّثَة (و) العُقَابُ: (الرَّابِيَةُ، وكُلّ مُرْتَفِعٍ لم يَطُلْ جِدًّا) .
(و) عُقَابُ: (كَلْبَةٌ) عُقابُ: (امْرَأَةٌ) وَهِي أُمُّ جَعْفَر بْنِ عَبْدِ الله الْآتِي ذكْرهُ.
وعُقَاب: موضِعٌ بالأَنْدَلس، كَانَت بِهِ وَقْعَةُ المُوَحِّدِينَ مَشْهُورة، استدْرَكَه شَيْخُنا.
وَفِي لسَان العَرَب: العُقابَان: خَشَبَتَان يَشْبَحُ الرجُلُ بَيْنَهُمَا الْجِلْدَ والعربُ تُسمِّي الناقةَ السوداءَ عُقَاباً على التَّشْبِيهِ.
(و) عُقَيْبٌ، (كزُبَيْرٍ) : ابنُ رُقَيْبَةَ (صَحَابِيٌّ) وَيُقَال فِيهِ: رُقَيْبَة بنُ عُقَيب. قَالَ الحافِظُ تَقِيُّ الدِّين بن فَهْد فِي مُعجَمِهِ: رُقَيْبَةُ بْنُ عُقْبَة أَو عُقَيْبُ بْنُ رُقَيْبَة مَجْهُول، وَله حَديثٌ عجِيب. قُلتُ: أَو مرادُ المُصَنِّف عُقَيْبُ بنُ عَمْرِو بْنِ عَدِيَ، فإِنَّه صحابِيٌّ أَيضاً، شَهِدَ أُحُداً ولابنهِ سَعْد صُحْبَة أَيضاً. سَعْد صُحْبَة أَيضاً. و: مَوْضِعٌ.
ومُعَيْقِيب أَيْضاً صحابيٌّ، استدرَكَه شيخُنا. قلت وهما اثْنَانِ، أَحدهُما مُعَيْقيبُ بنُ أَبِي فَاطِمَة الدَّوْسِيّ حَلِيفُ بني أُميَّة من مُهَاجِرَةِ الحَبَشَة، وَهُوَ الَّذِي عُنِي بِهِ شيخُنا. وثَانِيهما مُعَيْقِيبُ بنُ عرض اليَماميّ تفرّد بِذكرِهِ شاصويْه بن عبيد وَهُوَ يَعْلُو عِنْد الجَوْهَرِيّ، كَذَا فِي المُعْجَم.
(وكالقبَّيْطِ: طائِرٌ) ، لَا يُسْتَعْمَل إِلا مُصَغَّراً.
(و: ع) ضَبَطَه الصَّاغَانِيُّ مُصَغَّراً مَعَ تَشْدِيد اليَاء المَكْسُورَةِ، عَن ابْنِ دُرَيْد. قلتُ: ولعلَّه من مضافات دِمَشْق، وَقد نُسِب إِليهَا أَبُو إِسحاقَ إِبراهيمُ بْنُ مَحْمُود بْنِ جَوْهَر البَعْلَبَكِّيّ ثمَّ الدِّمَشْقِيّ المقرِىء الحَنْبَلِيّ عُرِف بالبَطَائِحِيّ، حَدَّث بِدِمَشْق وغَيْرِهَا. روى عَنهُ أَبُو مُحَمَّد الحسنُ بنُ أَبِي عِمْرَان المَخْزُومِيّ بِدِمَشْق ومُحَمَّدُ بن عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عِيسَى اليُونِينِيُّ البَعْلَبَكِّيُّ. وأَبو يُونُس الأَرمَنيّ. ومحمدُ بنُ عُبادَةَ بْنِ مُحَمَّد الأَنْصاريُّ الحَلَبِيُّ، الثَّلاثَةُ بالعُقَّيْبَة.
(و) المَعْقَبُ:: (كمِنْبَر: الخِمَارُ لِلمَرْأَةِ) ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، لأَنّه يَعْقُبُ المُلاءَة وَيَكُونُ خَلَفاً مِنْها. قَالَ امرؤُ القَيْسِ:
وحَارَ بَعْدَ سَوَادِ بَعْد جِدَّتِه
كمِعْقَبِ الثوبِ إِذْ نَشَّرْتَ هُدَّابَهْ
(و) المِعْقَبُ: (القخرْطُ) نَقله الصاغَانيّ.
(و) المِعْقَبُ: (السائقُ الحاذِقُ بالسَّوْقِ) ، والمِعْقَبُ: بَعِيرُ العُقَبِ.
(و) المِعْقَبُ: (الذِي يُرَشَّح) مَبْنِيًّا للمَجْهُول وَفِي نُسْخَة بصيغَة الفِعْلِ المَاضِي (للخِلَافَةِ بَعْد الإِمام) أَي يُهَيَّأُ لَهَا.
(و) المُعَقَّبُ (كمُعَظَّم: مَنْ يَخْرُج من حَانَةِ الخَمَّارِ إِذَا دَخَلَها مَنْ هُوَ أَعْظَمُ) قدرا (مِنْه) . قَالَ طَرَفَة:
وإِنْ تَبْغِني فِي حلْقَةِ القَوْمِ تَلْقَنِي
وإِنْ تَلْتَمِسْني فِي الحَوَانِيتِ تَصْطَدِ
أَي لَا أَكُونُ مُعَقَّباً.
والمُعَقِّبُ كمْحَدِّثِ: المُتَّبِع حَقا لَهُ يسْتَرِدُّه. وَالَّذِي أُغِير عَلَيْهِ فَحَرِب فأَغَارَ على الَّذِي أَغَارَ عَلَيْهِ فاستَرَدَّ مَالَه.
(والمِعْقَابُ: البيتُ يُجْعَلُ فِيهِ الزَّبِيبُ) . والمِعْقَابُ: المَرْأَةُ الَّتِي من عادَتِهَا أَن تَلِدَ ذَكَراً ثمَّ أُنْثَى.
وأَعْقَبَ الرجلُ إِعْقَاباً إِذا رَجَعَ مِنْ شَرَ إِلَى خَيْر. (واستَعْقَبَه وتَعَقَّبَه) إِذا (طَلَب عوْرَتَه أَو عَثْرَتَهُ) ، وأَصْلُ التَّعَقُّب التَّتبُّع: واستَعْقَبَ مِنْهُ خَيْراً أَو شَرًّا: اعتَاضَه فأَعْقَبَه خَيْراً أَي عَوَّضَه وبَدَّلَه.
(وعَقِبٌ، ككَتِفِ) : مَوضِع. أَنشد أَبو حَنِيفَة لعُكِّاشَةَ بْنِ أَبي مَسْعَدَة:
حَوَّزَهَا من عَقِبٍ إِلَى ضَبُعْ
فِي ذَنَبانٍ ويَبِيسٍ مُنْقَفِعْ
(وكَفْرُ تِعْقَابٍ بالكَسْرِ) وَكَفْرُ عَاقِب: (ع، ويَعْقُوبَا) ، الْمَوْجُود عندنَا فِي النُّسَخِ بالمُثَنَّاة التَحْتِيَّة، وصوابُه بالمُوَحَّدَة: (ة) كَبِيرَةٌ (ببَغْدَاد) على عشرَة فَرَاسِخ مِنْهَا على طَرِيقِ خُرَاسَان.
(واليَعْقُوبِيُّونَ) كَذَلِك صَوابُه بالباءِ: (جَمَاعَةٌ مُحَدِّثُونَ) ، مِنْهُم أَبُو الحَسَن مُحَمَّد بنُ الحُسَين بنِ عَلِيّ بن حَمْدون قاضيها، رَوَى عَنهُ أَبُو بَكْر الخَطيب توفّي سنة 430 هـ ذكره البُلْبَيسِيّ فِي أَنْسَابِهِ. وَمن بَهْجَة الأَسْرَار: أَبو مُحَمَّد عَلِيُّ بنُ أَبِي بَكْر بن إِدْرِيسَ اليَعْقُوبِيُّ، حدَّث بهَا سنة 616 هـ وأَبُو عَبْدِ الله مُحَمَّدُ بن أَبِي المَكَارِم الفضلُ بن بُخْتيار بن أَبي نَصْر اليَعْقُوبِيّ الوَاعِظ الخَطِيب. وأَبو الفَضْل صَالِحُ بنُ يَعْقُوب بن حَمْدُون اللَّخُميّ اليَعْقُوبِيّ.
(وثَنِيَّةُ العُقَابِ) بضَمِّ العَيْن وكَسْرِهَا (بِدمَشْقَ. وَنِيقُ) ، بالكَسْرِ، (العُقَابِ) : بالضَّم والكَسْر: مَوضِع (بالجُحْفَة) .
(وتِعْقَابٌ بالكَسْر: رَجُلٌ) وإِليه نُسِب الكَفْر، كَمَا نَقَله الصَّاغَانِيّ.
(والعِقْبَة) يالفتح فالسُّكُون (ويُكْسَرُ) : الوَشْيُ كالعِقْمَةِ، وَزعم يَعْقوب أَنَّ الْبَاء بدلٌ من المِيمِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيّ: العِقْبَةُ بالكَسر: (ضَرْبٌ من ثِيابِ الهَوْدَجِ مَوْشِيٌّ) كالعِقْمَة.
(وعُقَابٌ عَقَنْبَاةٌ وعَبَنْقَاةٌ) بِتَقْدِيم البَاءِ على النُّون (وَبَعَنْقَةٌ) وقَعَنْبَاةٌ، على القَلْب: (ذاتُ مَخَالبَ حِدَادٍ) . وَفِي التَّهْذِيب فِي الرُّبَاعِيّ: هِيَ ذاتُ المَخَالب المْنْكَرَة الخَبِيثَة. قَالَ الطِّرِمَّاحُ، وَقيل: هُوَ لجِرَان العَوْدِ: عُقَابٌ عَقَبْناةٌ كأَنَّ وظِيفَها
وخُرْطُومَها الأَعْلَى بِنارٍ مُلَوَّحُ
وَقيل: هِيَ السَرِيعَةُ الخَطْفِ المُنْكَرَةُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ: ذَلِك على المُبَالَغَة كَمَا قَالُوا: أَسَدٌ أَسِدٌ وكَلب كلِبٌ. وقَال اللَّيثُ: العَقَنْبَاةُ: الدَاهِيَةُ من العِقْبانِ، وجَمْعُه عَقَنْبَاتٌ.
(وأَبُو عُقابٍ، كغُرَابٍ: تابِعِيٌّ) يُقال اسمُه سُلَيْمَان، رَوَى عَن عَائِشَة وَلم يُدْرِكْها، وَعنهُ أَبو عوَانَة، قَالَه الحَافِظُ. (وَابْن عُقَابَ الشَّاعِرُ) اسمُه (جَعْفَرُ بْنُ عَبْد الله) بن قَبِيصَة. (وعُقَابُ) اسْم (أُمّه) فَلَا يُصرَف للعلَميَّة والتَّأْنِيث.
(والمُعْقب) كمُكْرم: (نَجْمٌ يَعقُب نَجْماً، أَي يَطْلُع بَعْدَه) فيَرْكَبُ بطُلُوعه الزَّميلُ المُعَاقِبُ. وَمِنْه قولُ الراجِزِ:
كَأَنَّهَا بَيْنَ السُّجُوفِ مُعْقِبُ
وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: المُعْقِبُ: نَجْمٌ يتعاقَب فِيهِ الزَّمِيلَانِ فِي السَّفَرِ، إِذَا غَابَ نَجْمٌ وطَلَع آخَر رَكِبَ الَّذي كَانَ يَمْشِي.
(وعَبْدُ المَلِك بنُ عَقَّاب ككَتَّان: (مُحَدِّثٌ) مَوْصِلِيّ، رَوَى عَن حَمَّاد بْنِ أَبي سُلَيْمَان، وَعنهُ أَبُو عَوَانَة وغَيْرُه.
وَمِمَّا يُستَدْرَك عَلَيْهِ:
فِي الحَديثِ: (نَهَى عَن عُقْبَةِ الشَّيطَانِ) ، بالضَّمِّ، وَهُوَ الإِقْعَاءُ، وَقد تقدم.
وعَقبُ النَّعْلِ) مُؤخَّرُهَا أُنْثَى. ووطِئوا عَقِبَ فلانٍ: مَشَوْا فِي أَثَره. وَفِي الحَديثِ (أَنَّ نَعلَه كَانَت مُعقَّبةً مُخَصَّرةً) . المُعَقَّبَة: الَّتِي لَهَا عَقَبٌ. وولَّى عَلَى عَقِبه وعَقِبَيْه، إِذا أَخذَ فِي وَجْه ثمَّ انْثَنَى.
والتّعقيبُ: أَن يَنْصَرِف من أَمرٍ أَرادَه. وَفِي الحَدِيث: (لَا تَرُدَّهم على أَعْقَابهم) أَي إِلى حَالَتهم الأُولَى من تَرْك الهِجْرَة. وَفِي الحَدِيثِ: (مَا زَالُوا مُرتَدِّين على أَعقَابِهِم) أَي راجِعِين إِلى الكُفْر كأَنَّهم رَجَعُوا إِلى وَرَائِهم. وجَاءَ نُعَقِّباً أَي فِي آخر النَّهَار. وعَقَب فلانٌ على فلانَةَ، إِذا تَزَوَّجَهَا بعد زَوْجِهَا الأَوّل، فَهُوَ عاقِبٌ لَهَا أَي آخِرُ أَزواجِهَا، وأَنْشَد ابنُ الأَعْرَابِيّ:
يَمُلأُ عَيْنَيْك بالفِناء ويُر
ضِيك عقَاباً إِنْ شئتَ أَوْ نَزَقَا
قَالَ: عِقَاباً يُعقِّبُ عَليه صاحِبُه، أَي يَعْزُو مَرَّةً بعد أُخْرَى، وَقيل غير ذَلِك. وَقد تقدّمت الابشارة إِليه.
وكُلُّ شَيْءٍ خَلَف شَيْئاً فَهُوَ عَقْبُهُ، كماءِ الرُّكْيةِ، وهُبُوبِ الرِّيحِ وطَيَرَان القَطَا وعَدْوِ الفَرَس. وفرَسٌ مُعَقِّب فِي عَدوِه: يَزْدَادُ جَوْدَةً.
وعَقَبَ الشيبُ يعْقبُ ويَعْقب عُقُوباً وعَقَّب: جاءَ بعد السَّوَادِ. وَيُقَال: عَقَّب فِي الشَّيْب بأَخْلاقٍ حَسَنَة، وأَعقَبَه نَدَماً وَهَم: أَورثَه إِيَّاه. قَالَ أَبُو ذُؤَيْبا أَوحدَى بَنِيّ وأَعْقَبُونِي حَسْرةً
بَعْدَ الرُّقَادِ وعَبْرَةً مَا تُقْلِعُ
وَيُقَال: فعلتُ كَذَا فاعتَقَبْت مِنْهُ نَدَامَةً، أَي وجدتُ فِي عاقِبَتِه ندامَةً. وَيُقَال: أَكلَ أُكْلَةً أَعقَبَتْه سُقْماً أَي أَورثَتْه. وعَاقَبَ بَين الشَّيْئَيْن إِذَا جَاءَ بأَحدِهما مَرَّةً وبالآخَر أُخْرى. ويقَال: فلَان عُقْبَةُ بَني فلانٍ أَي آخِر مَنْ بَقِي مِنْهُم، وفلانٌ يَسْتَقِي على عُقْبَةِ آلِ فلانٍ، أَي بَعْدَهُم. وعَقَّب علَيْهِ: كَرَّ ورَجَع. وقولُ الحَارِث بن بَدْرِ: كنتُ مَرَّةً نُشْبة، وأَنَا اليومَ عُقْبَة. فسّره ابنُ الأَعْرَابِيّ فَقَالَ: مَعْنَاهُ كنتُ مَرّة إِذا نَشبْت أَو عَلِقْت بإِنْسَان لَقِيَ مِنْي شَرًّا، فقد أَعْقَبْتُ اليومَ ورَجَعْتُ، أَي أَعْقَبْتُ مِنْهُ ضَعْفاً، والعَقْبُ: الرَّجْعُ قَالَ ذُو الرُّمَّة: كأَنْ صِيَاحَ الكُدْر يَنْظُرنَ عَقْبَنَا
تَرَاطُنُ أَنباطٍ عَلَيْهِ طَغَامُ
معنَاه ينْتَظِرنْ صَدَرَنا لِيَرِدْنَ بَعْدَنَا.
وَفِي حَدِيثِ صلَاة الخَوْف: (إِلا أَنَّ كانَتْ عُقَباً) أَي يُصَلّي طائِفَةٌ بعد طائِفَة، فهم يَتَعَاقَبُونها تَعاقُبَ الغُزاة.
والمُعَقِّب: الَّذِي يَتَقَاضَى الدَّيْنَ فيَعُودُ إِلى غ 2 رِيمه فِي تَقاضِيه. والَّذي يَكُرّ على الشَّيْء، وَلَا يَكُرُّ (أَحَدٌ) على مَا أَحْكَمَه اللهُ. قَالَ لبيد:
إِذا لم يُصب فِي أَوْلِ الغَزْوِ عَقَّبَا
أَي غَزَا غَزْوَة أُخْرَى.
وتَصدَّقَ فلانٌ بصدَقَة لَيْسَ فِيهَا تَعْقِيبٌ، أَي استثْنَاء، وأَعْقَبَه الطّائفُ إِذا كَانَ الجُنُون يُعاودُه فِي أَوقات. قَالَ امرؤُ القَيْس يَصف فرسا:
ويَخْضِدُ فِي الآرِيّ حَتى كأَنَّه
بِهِ عُرَّةٌ أَو طائفٌ غيرُ مُعْقِبِ
والتعاقُبُ، الوِرْدُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ. وَفِي حَدِيث شُرَيْحٍ (أَنَّه أَبطلَ لنَّفْحَ إِلّا أَن تَضْرِبَ فتُعَاقِب) أَي أَبطل تنَفْح الدَّابة برِجْلهَا وَهُوَ رَفْسُهَا كَانَ لَا يُلْزِم صاحِبَها شَيْئا إِلَّا أَن تُتْبِع ذَلِك رَمُحاً. وأَعْقَبَه اللهُ بإِحسانِه خَيْراً، والاسمُ مِنْهُ العُقْبَى، وَهُوَ شِبْه العِوَض. وأَعقَبَ الرجلُ إِعْقَاباً إِذا رَجَع من شَرَ إِلى خَيْر. وتَعَقَّبَ مِنْهُ: نَدم، وأَعْقَبَ الأَمْرَ إِعْقَاباً وعقْبَاناً بالكسرِ وعُقْبَى حَسَنَة أَو سَيِّئَة. وَفِي الحَديث (مَا من جرْعَة أَحْمَدَ عُقْبَى من جَرْعَة غَيْظ مَكْظُومَة) . وَفِي رِوَايَة (أَحمد عقْبَانا) بالكَسْر أَي عَاقبة، وأُعْقِب عِزُّه ذُلًّا، مَبْنِيًّا للْمَفْعُول أَي أُبْدِل، قَالَ:
كَمْ من عَزِيزٍ أُعْقِبَ الذُّلَّ عِزُّهُ
فأَصْبَح مَرْحُوماً وَقد كَانَ يُحْسَدُ
وَيُقَال: تَعقَّبْتُ الخبَرَ، إِذَا سأَلْتَ غيرَ من كنتَ سأَلتَه أَوَّل مَرّة. وَيُقَال: أَتَى فُلَانٌ إِليَّ خَبَراً فعَقَب بِخَيْرٍ مِنْهُ.
وأَعقَب طَيَّ البِئر بحجَارةٍ من ورائِهَا: نَضَدَها. وكُلُّ طَرِيق بعضُه خَلْفَ بَعْضٍ أَعقَابٌ كأَنَّهَا مَنْضُودَةٌ عَقْباً على عَقْبٍ. قَالَ الشّمْاخُ فِي وَصف طَرَائِقِ الشَّحْمِ على ظَهْر النَّاقَة:
إِذا دَعَت غَوثَهَا ضَرَّاتُهَا فَزِعَتْ
أَعْقَابُ نَيَ على الأَثْباج مَنْضُودِ
والأَعْقَابُ: الخَزَف الَّذِي يُدْخَل بَيْن الآجُرّ فِي طَيِّ لبِئر لكَي يَشْتَدَّ. قَالَ كُراع: لَا وَاحِدَ لَهُ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: العقَاب (أَي ككتاب) : الخزفُ بَين السَّافَاتِ، وأَنْشَد فِي وَصْفِ بِئْر:
ذاتَ عقابٍ هَرِشٍ وذَاتَ جَمْ
ويروى: ذَاتَ حَمْ.
وأَعْقَابُ الطَّيِّ: دَوائِرُه أَي مُؤَخَّره، وَقد عَقَّبْنَا الرَّكِيَّةَ أَي طَوَيْنَاهَا بِحَجَرٍ من وراءِ حَجَر. وعَقَبْتُ الرجُلَ: أَخذُتُ من مَالِه مثلَ مَا أَخَذَ منِّي وأَنا أَعقُب بضَمِّ القَافِ.
والمُعَاقَبَة فِي الزِّحافِ: أَن تَحْذِف حَرْفاً لثَبَات حَرْف، كأَن تَحذفَ اليَاءَ من مَفَاعِيلن وتُبْقِيَ النُّونَ، أَوْ أَن تَحْذفَ النُّونَ وتُبْقِيَ اليَاءَ، وَهُوَ يَقَعُ فِي شُطُورٍ من العَرُوضِ.
والعربُ تُعقِبُ بينَ الفَاءِ والثَّاءِ، وتُعَاقِبُ، مِثل جَدَثٍ وجَدَفٍ.
وعاقَب: رَاوَحَ بَيْن رِجْلَيْه وأَنشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ:
ووَعَرُوبٍ غيرِ فَاحِشَةٍ
قد مَلَكْتُ وُدَّهَا حِقَبَا
ثمَّ آلَتْ لَا تُكَلِّمُنَا
كُلُّ حَيِّ مُعْقَبٌ عُقَبَا
مَعْنَى قَوْله مُعْقَب أَي يَصِيرُ إِلى غَيْرِ حَالَته الَّتِي كَانَ عَلَيْها.
وقِدْحٌ مُعَقَّبٌ وَهُوَ المُعَادُ فِي الرِّبابَة مَرَّةً بعد مَرَّة تَيَمُّناً بفَوْزِه، وأَنْشد:
بمَثْنَى الأَيَادِي والمَنِيحِ المُعَقَّب
وجَزُورٌ سَحُوفُ المُعَقَّب إِذا كَانَ سَمِيناً.
وَفِي الأَساس: وَيُقَال: لم أَجِد عَن قَوْلِك مُتقَّباً، أَي مُتَفَحَّصاً، أَي هُوَ من السَّدَادِ والصِّحَّة بِحَيْث لَا يحْتَاج إِلى تَعَقُّب. وَهُو فِي عَقَابِيل المَرَضِ وأَعْقابِهِ أَي بَقَايَاهُ. ولَقِيَ مِنْهُ عُقْبَةً أَي شِدَّة. وأَكَلُوا عُقْبتَهُم: مَا يَعْتَقِبُونَ بعدَ الطَّعَام من حَلَاوَة. وَفُلَان مُوَطَّأُ العَقِب، أَي كَثِيرُ الأَتْباع.
وَفِي لِسَان الْعَرَب، وقَوْله تَعَالَى: {وَإِن فَاتَكُمْ شَىْء مّنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ} (الممتحنة: 11) هَكَذَا قرأَها مَسْرُوقُ بْنُ الأَجْدَعِ وفَسَّرها فَغَنِمْتُم، وقرأَهَا حُمَيْد: فَعَقَّبتُم، بالتّشْديد. قَالَ الفرَّاءُ: وَهِي بمَعْنَى عاقَبْتُم. قَالَ: وَهِي كَقَوْلِك: تَصَعَّر وَتَصَاعَر، وتَضَعَّفَ تَضَاعَفَ فِي ماضي فَعَلْتُ وفاعَلْتُ، وقُرِىءَ (فعَقَبْتُم) بالتَّخْفيفِ وَقَالَ أَبو إِسْحَاق النَّحْوِيّ: من قرأَ فعَاقَبْتُم فمَعْنَاه أَصَبْتُموهُم بالعُقُوبَة حَتَّى غَنمْنُمْ. ومَنْ قَرأَ: فعَقَبْتُم فَمَعْنَاه فغَنِمْتم، وَعَقَّبْتُم أَجودُهَا فِي اللغَة، وعَقَبْتُم جَيِّدٌ أَيضاً، أَي صَارَت لكم عُقْبَى، إِلَّا أَنَّ التَّشْدِيدَ أَبلغ. قَالَ: والمعَنَى أَنَّ (مَنْ) مَضَتْ امرأَتُه منْكم إِلى مَنْ لَا عَهْدَ بَيْنَكم وَبَيْنَه وإِلَى مَنْ بَيْنَكُم وَبَيْنَ عَهْدٌ فنَكَث فِي إِعْطَاءِ المَهْر فغَلَبْتُم عَلَيْه فالّذِي ذَهَب امرأَتُه يُعْطَى مِنَ الغنِيمَة المَهْرَ من غَيْر أَن يُنْقَصَ مِن حَقّه فِي الْغَنَائِم شَيئاً، يُعْطَى حَقَّه كَمَلاً بعد إخراجِ مُهُورٍ النِّسَاءِ.
والعَقْبُ والمُعَاقِبُ: المُدْرِكُ بالثّأْرِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} (النَّحْل: 126) . وأَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ:
ونَحْنُ قَتَلْنَا بالمَخَارِقِ فَارِساً
جَزَاءَ العُطَاس لَا يَمُوتُ المُعَاقِبُ أَي لَا يَمُوتُ ذِكْرُ ذلِكَ المُعَاقِب بَعْدَ مَوْتِه. وَقَوله: جَزاءَ العُطَاسِ أَي عَجَّلْنا إِدْرَاكَ الثأْرِ قدرَ مَا بَيْنَ التَّشْمِيت والعُطَاس.
وَفِي مُخْتَارِ الصّحاح للرَّازِيّ قلتُ: قَالَ الأَزْهَرِيُّ: قَالَ ابنُ السِّكِّيت: فُلان، أَي بَعْدَهم، وَلم أَجِدْ فِي الصَّحَاح وَلَا فِي التَّهذيب حُجَّة على صِحَّة قولِ لناس: جاءَ فلانٌ عَقِيبَ فُلان أَي بَعْدَه إّلا هذَا. وأَما قَوْلهم: جاءَ عَقِيبَه بِمَعْنى بَعْدَه فَلَيْسَ فِي الكِتَابَيْن جوازُه، وَلم أَرَ فِيهِا عَقِيباً ظَرْفاً بمَعْنَى المُعَاقِب فَقَط كاللَّيْل والنَّهَار عَقِيبَان لَا غَيْره. وَعَن الأَصْمَعِيّ: العَقْبُ: العقَابُ.
وعَقَب الرجُلُ يَعْقُب عَقْباً: طَلَب مَالاً أَو غَيْرَه. وَيُقَال: مِنْ أَيْنَ كَانَ عَقِبُك أَي مِنْ أَينَ أَقبلْتَ.
وَرجل عِقِبَّان بكَسْرِ الأَوَّل والثَّانِي وتَشْدِيدِ المُوَحَّدَة، أَي غَلِيظٌ، عَن كُراعٍ. قَالَ وَالْجمع عِقْبان قَالَ الأَزهريّ: ولستُ مِن هَذا الحَرْف على ثِقَة.
وَفِي أَنْسَابِ البُل 2 يسِيّ: العُقَاة بالضُّم: بطْن من حَضْرَمَوْتَ، مِنْهُم أَدأَبُ بنُ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّد الحَضْرمِيُّ، والعَقَبِيُّون ثلاثَةٌ وسَبْعُونَ رَجلاً وامرأَتان، رَضي اللهُ عَنْهُم، وهُم الَّذين شَهِدُوا بيْعَةَ العَقَبَة قَبْلَ الهجْرَة، ومَحَلُّه فِي كُتُب السِّيَر.
والعَقَبَة وراءَ نهر عيسَى قُربَ دجْلَة. مِنْهَا أَبو أَحْمَد حَمْزَةُ بنُ مُحَمَّد بنِ العَبَّاس بْنِ الفَضْل بْنِ الحَارِثِ الدِّهْقَان، روى عَن الدوريّ والعطارديّ، وَعنهُ الدَّارَقُطْني وَابْن رزقويه، ثِقَة، مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 347 هـ.
وعقَبَةُ أَيْلَةَ معروفَةٌ بالقُرب من مصْر. والعَقِب ككَتِف: بطنٌ من كنَانَة، مِنْهُ أَبُو العَافية فَضْلُ بنُ عُمَيْر بْنِ راشِد الكنَانِيّ ثمَّ العَقَبِيّ، مِصْرِيّ، وَقد وَهِم فِيهِ ابنُ السَّمْعَانيّ، وتَعَقَّبَه ابنُ الأَثيرِ فَلْيُرَاجَعْ.
قلت: وأَبو يَعْقُوب الأَذْرُعيّ: محدِّث، روى عَنهُ أَبو عَلِيّ بْنُ شُعيْبٍ وغَيْرهِ، وأَبو الْقَاسِم بن أَبي العَقب الدِّمشقِيّ حدَّث عَن أَبي عبد الله مُحَمَّد بن حِصن الأَلوسيّ وَهَاتَانِ الترجمتان من مُعْجم ياقوت، المُسَمَّوْن بعُقْبَة من الصّحابة ثلاثةٌ وثَلَاثُون، رَضِي الله عَنْهُم. رَاجع فِي الإِصابة والمعجم. وأَبو عُقبة وأَبو العَقِب صحابيَّان.
واليَعْقُوبِيَّة: فرقةٌ من الخَوَارِج أَصحاب يَعْقُوب بْن عَلِيّ الكَرخِيّ. وفِرقَةٌ أُخرى من الصنارعى آل يَعْقُوب البرادعيّ، وهم يَقُولُونَ باتِّحَادِ اللَّاهُوتِ والنَّاسُوتِ، وهم أَشَدُّ النَّصَارعى كُفراً وعَناداً، ذكره التقيّ المقريزيّ فِي بعض رَسَائِله.
وَقَالَ شَيخنَا: وعقبان: قَرْيَة بالأَندلس نسب إِليهَا جمَاعَة من أَعلام المالكيّة بتِلِمْسان وَغَيرهَا.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَالُ: باعَنِي فلانٌ سِلَعةٌ وَعَلِيهِ تَعْقبَةٌ إِن كَانَت فيهَا. وَقد أَدْرَكَتْنِي فِي تلْكَ السِّلْعَة تَعْقِبَةٌ. وَيُقَال: لَقيتُ نه عُقبَةَ الضَّبُعِ واستَ الكَلْب، أَي لَقيتُ مِنْهُ الشِّدَّة. وقولُه تَعَالى: {لاَ مُعَقّبَ لِحُكْمِهِ} . قَالَ الفَراءُ أَي لَا رَادَّ.
والتَّعقِيبُ: شَدُّ الأَوتَارِ عَلَى السَّهْم. قَالَ لَبِيد:
مُرُطُ القِذاذِ فلَيْسَ فِيهِ مَصْنَعٌ
لَا الرِّيشُ يَنْفَعُه وَلَا التَّعْقيبُ
وسَيَأْتِي فِي ر ى ش وَفِي م ر ط.
(عقب) : والمِعْقاب: البيت الذي يُجْعَلُ فيه الزَّبيبُ.
عقب: {عقبى}: عاقبة. {يعقب}: يرجع على عقبيه. وقيل: يلتفت.
(عقب) النبت عقبا دق عوده واصفر ورقه

(عقب) فلَان شكا عقبه
عقب ورك ضجع قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَقد رُوِيَ عَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه أكل مرّة مُقعيا فَكيف يُمكن [أَن يكون -] فعل هَذَا وَهُوَ وَاضع أليتيه على عَقِبَيْهِ وَأما الحَدِيث الآخر أَنه نهى عَن عَقِبِ الشَّيْطَان فِي الصَّلَاة فَإِنَّهُ أَن يضع الرجل أليتيه على عَقِبيهِ فِي الصَّلَاة بَين السَّجْدَتَيْنِ وَهُوَ الَّذِي يَجعله بعض النَّاس الإقعاء وَأما حَدِيث عبد الله بْن مَسْعُود أَنه كره أَن يسْجد الرجل متوركا أَو مُضْطَجعا.
(عقب) - في الحديث: "كان عُمَرُ رضي الله عنه، يُعَقِّب الجيوش" .
: أي يَبعَث جَماعَةً؛ ليكونوا في الغَزْو، ويَنْصرِف مَنْ طالت غَيْبَتُه.
- وفي حَديثٍ: "فكَان النّاضحُ يَعْتَقِبُه منَّا الخمسةُ"
: أي يَتَعاقَبُونَه في الرّكِوب واحدًا بعد واحدٍ.
- وفي الحديث: "مَنْ مَشى عن دابَّتِه عُقْبةً فله كذا"
: أي شَوطًا، ودارت عُقبَةُ فُلان: أي جَاءَت نوبَتُه ووقْتُ ركُوبِه. وأصلُ الباب: كَونُ الشيَّءِ عَقيبَ الشيّءِ
- وفي الحديث: "سأُعطِيكَ منها عُقبَى"
: أي عِوضًا.
- وفي حديث الضِّيافَة: "فإن لم يَقْرُوه فَلَه أن يُعْقِبَهم بِمِثْل قِرَاه"
: أي يأخذُ من مالِهم قَدْرَ قِرَاه عِوضًا وعُقْبَى مِمَّا حَرَمُوه من القِرَى؛ وهذا في المُضْطَرِّ الذي لا يَجد طَعامًا، ويَخافُ على نَفسِه التَّلَفَ.
- وفي حديث: "ما من جَرْعَةٍ أَحمَدُ عُقْبانًا"
: أي عاقِبةً. - وفي حديث النَّصَارى: "جاء السَّيِّد والعَاقِبُ"
العاقِبُ: الذي بَعْدَ السَّيِّد.
وفي الحديث : "شُمِّى عَوارِضَها وانْظُرِي إلى عَقِبَيْها أو عَرْقُوبَيْها".
قال الأصمَعِيُّ: يَعني إذا اسْوَدَّ عَقِبَاهَا اسوَدَّ سائِرُ جَسَدِها.
قال النَّابِغَةُ:
* لَيْسَت من السُّودِ أَعقابًا  ...
أراد أن يستَدِلَّ بذَلِك على لَوْن جَسَدها.
- في الحديث: "أَنَّه مَضَغ عَقَبا - بفتح القاف - وهو صَائِمٌ".
وهو عَصَب يَضْرِب إلى البَياض.
وفي رواية: "مَضَغ وَترًا"
ع ق ب

نصاب معقب. ورأيته يعقب قناته: يجعل عليها العقب. وفلان موطّأ العقب أي كثير الأتباع. ووشى بعمّار بن ياسر رجل إلى عمر بن الخطاب فقال: اللهم إن كان كذب فاجعله موطأ العقب. ويقال للقادم: من أين عقبك؟ أي من أين جئت؟ وهل أعقب فلان؟ أي هل ترك عقباً؟ وما لفلان عاقبة أي عقب. وأنا جئت في عقب الشهر أي في آخره وأنت في عقبه أي بعد مضيّه. ويقال للفرس الجواد: إنه لذو عفو وذو عقب، فعفوه أول عدوه، وعقبه أن يعقب بحضر أشد من الأول، ومنه قولهم لمقطاع الكلام: لو كان له عقب لتكلم. واعتقب البائع المبيع: احتبسه حتى يأخذ الثمن. وعن النخعي: المعتقب ضامن لما اعتقب يعني إن هلك في يده فقد هلك منه لا من المشتري. وهما يعتقبان فلاناً بالضرب أي يتعاونان عليه. " له معقبات " هم ملائكة الليل والنهار يتعاقبون. والملوان عقيبان أي كل واحد معاقب الآخر. تقول: فلان عقيبي: تريد معاقبي في العمل. ولقي منه عقبة الضبع أي الشدة. وأكل القوم عقبتهم وهي ما يتعقبونه بعد الطعام من الحلاوة. ورعت الإبل عقبتها وهي الحمض بعد الخلة. وولّى فلان فلم يعقب أي لم يعطف. وما أحسن التعقيب بعد الصلاة وهو الجلوس للدّعاء، وتصدّق بصدقة ليس فيها تعقيبٌ أي استثناء. وفلانة معقاب: تلد ذكراً بعد أنثى. وأتى فلان خيراً فعقّب بخير منه وأردف بخير منه. واستعقب من أمره الندامة وتعقبها. وتعقبت ما صنع فلان: تتبعته. ولم أجد عن قولك معقّباً أي متفحّصاً يعني أنه من السداد والصحة بحيث لا يحتاج إلى تعقب. وتعقّبت الخبر إذا سألت غير من كنت سألت أول مرة. قال طفيل:

تتابع حتى لم تكن فيه ريبة ... ولم يك عمّا خبّروا متعقّب

وطلبه طلب المعقب وهو الذي يتبع عقب الخصم طالب حقه. وتغير فلان بعاقبة أي بأخرةٍ بعد ما كان مرضياً. أنشد يعقوب:

أرثّ جديد الوصل من أمّ معبد بعاقبة وأخلفت كل موعد

وأنشد ابن الأعرابي:

ألما تسائل أم عمرو لعلها ... بعاقبة أمسى قريباً بعيدها

وقال كثير:

فلا يبعدن وصلٌ لعزة أصبحت ... بعاقبة أسبابه قد تولّت وقال أبو ذؤيب:

نهيتك عن طلابك أمّ عمرو ... بعاقبة وأنت إذٍ صحيح

أي قلت لك: إنك بأخرة ستلقى من طلابك لها ما يسوءك.
عقب
عقَبَ يَعقُب، عَقْبًا وعُقوبًا، فهو عاقِب وعقيب، والمفعول مَعْقوب
• عقَب أباه في منصبه: تلاه، خلفَه فيه من بعده "عقَب والدَه في إمامة المسجد- عقَب الشَّيْبُ السَّوَادَ- يَعقُب العاصفةَ هدوءٌ [مثل أجنبيّ] ". 

أعقبَ يُعقب، إعقابًا، فهو مُعقِب، والمفعول مُعقَب (للمتعدِّي)
• أعقب الرَّجلُ: ترك ولدًا "مات دون أن يُعْقِب".
• أعقب بين الشَّيئين: أتى بأحدهما بعد الآخر "أعقب بين زائرين".
• أعقب أباه في منصبه: عَقبه؛ تلاه وخلفه فيه من بعده "أعقبتِ المفاوضاتُ الحربَ".
• أعقب فلانًا خيرًا: جازاه، عوَّضه وبدَّله "أعقب الرَّجلَ بطاعته".
• أعقب فلانًا ندمًا وحسرةً: أورثه، أتبعه، ألحقه "أعقبه سقمًا- {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ} ". 

تعاقبَ/ تعاقبَ في يتعاقب، تَعَاقُبًا، فهو مُتعاقِب، والمفعول مُتعاقَب فيه
• تعاقب اللَّيلُ والنَّهارُ: جاء أحدُهما بعد الآخر "تعاقبت الانتصارات: تتابعت، تلاحقت، توالت- تعاقبت الفصولُ: تتابعت بانتظام" ° المتعاقبان: اللَّيل والنَّهار- على تعاقب العصور: على مرِّ العصور.
• تعاقبوا في الحراسة: تناوبوها وتداولوها "تعاقبوا في الخدمة"? بالتَّعاقب: بالتَّناوب، واحدًا بعد الآخر. 

تعقَّبَ يتعقَّب، تعقُّبًا، فهو مُتعقِّب، والمفعول مُتعقَّب
• تعقَّب هاربًا: تتبَّعه واقتفى أثرَه، طارده ولاحقه، أخذه بذنبٍ كان منه "تعقَّبتِ الشُّرطةُ المجرمين" ° تعقَّب الخبرَ: سأل غير مَنْ كان سأله أوّل مَرَّة. 

عاقبَ يعاقب، عِقابًا ومُعاقبةً وعقوبةً، فهو مُعاقِب وعقيب، والمفعول مُعاقَب (للمتعدِّي)
• عاقب بين الشَّيئين: أتى بأحدهما بعد الآخر "عاقب بين الطَّعام والشَّراب- عاقب بين اللَّعب والمذاكرة".
• عاقب مُجرمًا بذنبه/ عاقبه على ذنبه: جزاه سوءًا بما صنع، أخذه به، انتقم "عاقبه على خطئه- لا جريمة بلا عِقاب- فعلٌ يُعاقِب عليه القانون".
• عاقبه في عمله: ناوبه، جاء بعده "عاقبه في الحراسة/ الخدمة". 

عقَّبَ على يعقِّب، تعقيبًا، فهو مُعقِّب وعقيب، والمفعول مُعقَّب عليه
• عقَّب على قوله: بيَّن ما فيه من عيوبٍ أو محاسنَ، علَّق عليه فإمّا أن ينقضه أو يردّ عليه أو يؤيِّده "عقَّب على المحاضرة/ خطابه/ الأنباء" ° عقَّب في الصَّلاة: جلس -بعد أن صلَّى- لصلاةٍ أخرى أو لدعاءٍ أو نحو ذلك.
• عقَّب القاضي على حُكمِ سَلَفِه: أبطله، حَكم بغيره "عقَّب قاضي الاستئناف على حكم المحكمة الأدنى- {وَاللهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ}: لا رادّ له ولا ناقض".
• عقَّب عليه: كرَّ ورجع "تصدَّق ولم يُعقِّب: لم يستثنِ أحدًا- {وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ} ". 

تعاقُب [مفرد]: مصدر تعاقبَ/ تعاقبَ في.
• التَّعاقُب القِمِّيّ: (نت) نمو الأعضاء النَّباتيّة من فروع جانبيّة، وأوراق وبراعم وأزهار متتابعة من القاعدة إلى القمة أو العكس. 

تعقيب [مفرد]: ج تعقيبات (لغير المصدر):
1 - مصدر
 عقَّبَ على.
2 - (سك) أن يوجِّه القائدُ جُندًا من مكان ليحلّ مكانَ جند في مكان آخر. 

عاقِبة [مفرد]: ج عواقبُ:
1 - آخِرُ كلِّ شيءٍ وخاتمتُه، الجزاءُ بالخير أو الشَّرِّ "حسنُ العاقبة- النَّظر في العواقب تلقيح للعقول- من نظر إلى العواقب سَلِمَ من النَّوائب [مثل]- {وَإِلَى اللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} - {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} " ° أمرٌ وخيم العاقبة: مُضِرّ، رديء سيّئ- العاقبة عندكم في المسرَّات: عبارة تذيَّل بها بطاقات الدّعوة لحفلات الزِّفاف، عبارة تستخدم في المجاملة وردّ التهنئة.
2 - نسل، وَلَد "ليست لفلان عاقبة". 

عُقاب [مفرد]: ج أَعْقُب وعِقْبان: (حن) من كواسِر الطَّير قوِيّ المخالب، حادّ البَصَر، له منقار قصيرأَعْقف (مذكَّر ومؤنَّث) "عُقاب كاسر- أبْصَر من عُقاب [مثل] ".
• العُقاب: راية النَّبيّ عليه السَّلام. 

عِقاب [مفرد]:
1 - مصدر عاقبَ ° عِقاب بدنيّ: جزاء بالضّرب أو بما يؤلم ويؤذي البدنَ.
2 - جزاء فعل السُّوء، الجزاء بالشَّرِّ، عكسه الثَّواب، عذاب "لابد من تطبيق قانون الثَّواب والعقاب في العمل- إذا كان لابدّ من العقاب فليكن على شيء يستحقّ- {إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ} ". 

عَقْب [مفرد]:
1 - مصدر عقَبَ.
2 - ذرّيّة، الولدُ وابنُ الوَلدِ "لا عَقْبَ له: لم يَبْق له ولدٌ ذكر- {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقْبِهِ} [ق] ". 

عَقِب [مفرد]: ج أعقاب:
1 - (شر) عظمُ مؤخَّر القَدَم، وهو أكبر عِظامها "ضربَ عَقِبَه- احرص على غسل عقبيك في الوضوء- وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ [حديث]: لتارك غسلهما في الوضوء- {فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ}: ارتدَّ وانثنى راجعًا- {وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللهُ}: نكفر ونَضِلّ" ° جاء على عقِبه: جاء بعده، خلَفه- سار في أعقابهم: تبعهم، اقتفى أثرَهم- عادوا على أعقابهم/ ارتدُّوا على أعقابهم/ انقلبوا على أعقابهم: تراجعوا، انهزموا، عادوا سريعًا على الطَّريق الذي جاءوا منه، ارتدُّوا كفّارًا بعد إيمانهم، رجعوا إلى ما كانوا عليه- نكص على عقبيه: رجع عمَّا كان عليه من خير.
2 - آخِرُ كلِّ شيءٍ وخاتمتُه "جرى نقاشٌ عَقِبَ الجلسة- تلقّى التّهاني عَقِب الحفلة- جئتك في عَقِب الشهر: لأيّام بقيت منه عشرة أو أقل" ° أعقاب الأمور: أواخرها- عَقِب السِّيجارة: ما يُرمى منها بعد تدخين الجزء الأكبر- في أعقاب الشَّيء: في نهايته، بعده- قلَبه رأسًا على عَقِب: جعل عاليه سافله.
3 - وَلَدُ الوالد الباقي بعده "مات وليس له عقِبٌ- {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} ". 

عُقْب [مفرد]: ج أعقاب:
1 - عَقِب؛ آخر كُلِّ شيءٍ وخاتمتُه "ضربوه بأعقاب البنادق- عُقْبُ سيجارة- جاء في عُقْب الشَّهر: بعد انقضاء الشّهر كلّه".
2 - خيرُ الجزاء " {هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا}: وخيرٌ عاقبةً". 

عَقََبَة [مفرد]: ج عَقَبات وعِقاب:
1 - صعوبة، عائقٌ ما يعترض سيرَ العمل، أو يحول دون تحقيق شيء وبلوغِه "تغلب على عَقَبة المسكن- الحياة مليئة بالعَقَبات- {فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ} ".
2 - طريق صعب في الجبل، ويُكنَّى بها عمَّا يحول دون إنجاز أمر أو الصُّعوبة في إنجازه. 

عُقْبى [مفرد]: عقِب، عُقْب، آخرُ كلِّ شيء وخاتمتُه " {هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبَى} [ق]- {وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ} ".
• العُقْبى: الآخرة، المَرْجِعُ إلى الله " {سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} " ° عُقبى لك: أدعو لك بحسن العاقبة، تقال ردًّا على التَّهنئة بمولودٍ أو نجاحٍ أو زواجٍ أو حجٍّ أو نحو ذلك. 

عُقوب [مفرد]: مصدر عقَبَ. 

عُقوبة [مفرد]:
1 - مصدر عاقبَ.
2 - جزاءُ فعل السُّوء، ما يلحق الإنسان من المحنة بعد الذَّنب في الدُّنيا "لكلّ ذنبٍ عقوبة- عقوبة بدنيّة/ جنائيّة- عقوبة بالأشغال الشَّاقَّة" ° عقوبة اقتصاديَّة: إجراء اقتصاديّ تطبِّقه دولةٌ على أخرى كمقاطعة بضائعها أو الامتناع عن التَّصدير لها.
3 - (قن) ما

يُحكم به على كلِّ من يخالف الأحكامَ القانونيّة "ألغت الدَّولةُ عقوبةَ الإعدام".
• عُقوبة النَّفي: (سة) عُقوبة تقضي بإبعاد شخص خارج حدود بلاده لفترة محدودة أو غير محدودة، وقد نصَّت الدساتير الحديثة على تحريمها.
• العقوبات الذَّكيَّة: تخفيف العقوبات لتقليل الأضرار على شعبٍ ما، والضغط على النِّظام لمنعه من إنتاج أسلحة محظورة "حاولت أمريكا فرض العقوبات الذّكيّة على العراق".
• العُقوبة الدَّوليَّة: إجراء قسريّ تتبنّاه عِدّة دول تعمل مع بعضها البعض ضدَّ بلدٍ واحد قام بخرق القانون الدَّوليّ.
• قانون العقوبات: مجموع التشريعات التي تحدِّد نظام العقوبات المفروضة على مرتكبي المخالفات والجنح. 

عقيب [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عاقبَ وعقَبَ وعقَّبَ على.
2 - معاقِب، تالٍ "هو عقيبه: يأتي بعده".
• العقيبان: اللَّيل والنَّهار، كلُّ واحد منهما عَقيب صاحبه. 

مُعاقبة [مفرد]:
1 - مصدر عاقبَ.
2 - (نح) صلاحية عنصر لغويّ لأن يحلَّ محلَّ عنصر لغويٍّ آخر مثل معاقبةُ الهمزة لـ (هل) في الاستفهام نحو: هل جاءك أخوك؟ أجاءك أخوك؟. 

مُعَقِّبات [جمع]: ملائكةُ النَّهار واللَّيل؛ لأنّهم يتعاقبون على الشَّخص حافظين له " {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ} ". 

الجَفْنُ

الجَفْنُ: ذكر.
الجَفْنُ: غِطاءُ العَيْنِ من أعْلَى وأسْفَل
ج: أجْفنٌ وأجْفَانٌ وجُفُونٌ، وغِمْدُ السَّيْفِ، ويُكْسَرُ، وأصْلَ الكَرْمِ أو قُضْبانُهُ، أو ضَرْبٌ من العِنَبِ، وظَلْفُ النَّفْسِ من المَدانِسِ، وشَجَرٌ طَيِّبُ الريحِ،
وع بالطائِفِ.
والجَفْنَةُ: الرَّجُلُ الكريمُ، والبِئْرُ الصغيرَةُ، والقَصْعَةُ
ج: جِفانٌ وجَفَناتٌ، وقَبيلَةٌ باليَمَنِ.
وجَفَنَ الناقَةَ: نَحَرَها، وأطْعَمَ لَحْمَها في الجِفانِ.
وجَفَّنَ تَجْفيناً وأجْفَنَ: جامَعَ كَثيراً.
و"عِندَ جُفَيْنَةَ الخَبَرُ اليَقينُ": هو اسْمُ خَمَّارٍ، ولا تَقُلْ جُهَيْنَةَ، أو قد يُقالُ، لأَنَّ حُصَيْنَ بنَ عَمْرِو بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ عمرِو بن كِلاب خَرَجَ، ومَعَه رَجُلٌ من بنِي جُهَيْنَةَ، يُقالُ له: الأخْنَسُ، فَنَزَلا مَنْزِلاً، فقامَ الجُهَنِيُّ إلى الكِلابِيِّ، فَقَتَلَهُ، وأَخَذَ مالَهُ. وكانَتْ صَخْرَةُ بِنْتُ عَمْرِو بنِ مُعَاوِيَةَ تَبْكِيهِ في المَواسِمِ، فقالَ الأخْنَسُ:
تُسائِلُ عن حُصَيْنٍ كُلَّ رَكْبٍ ... وعِندَ جُهَيْنَةَ الخَبَرُ اليَقينُ

عهد

(عهد) : إذا حُصِدَ الزَّرْعُ سُمِّيَ كُلُّ واحِد مما يَضَعُونَ على الأَرض إذا حَصَدُوا العَهْدَ، والجمعُ العُهودُ.
العهد: حفظ الشيء ومراعاته حالًا بعد حال، هذا أصله، ثم استعمل في الموثق الذي تلزم مراعاته، وهو المراد.

العهد الذهني: هو الذي لم يذكر قبله شيء.

العهد الخارجي: هو الذي يذكر قبله شيء. 
بَاب الْعَهْد والميثاق

الْعَهْد والميثاق والإل والذمة وَالْعقد والامان وَالْحُرْمَة وَالْبَلَاء وَالْحلف 
(عهد)
فلَان إِلَى فلَان عهدا ألْقى إِلَيْهِ الْعَهْد وأوصاه بحفظه وَيُقَال عهد إِلَيْهِ بِالْأَمر وَفِيه أوصاه بِهِ وَالشَّيْء عرفه يُقَال الْأَمر كَمَا عهِدت كَمَا عرف وَفُلَانًا تردد إِلَيْهِ يجدد الْعَهْد بِهِ وَفُلَانًا بمَكَان كَذَا لقِيه فِيهِ فَهُوَ عهد

(عهد) الْمَكَان أَصَابَهُ مطر العهاد فَهُوَ مَعْهُود
عهد
العَهْدُ: الوَصِية. والمَوثق. والإلمام. والمَنْزِل الذي لا يزالون إذا انْتَأوْا عنه يرجعون إليه.
وليس هذا كَعِهْدانِكَ: أي كَعَهدِكَ. والعَهْدُ - واحِدُ العِهاد -: كل مَطَر بعد مطر، وعُهِدَت الروْضَ. والعُهْدَةُ: كتاب الشرى. وإنَ فيه لَعُهْدَةً: أي فساداً لم يُحْكَمْ بَعْد.
والاعْتِهاد والتَعَهُّدُ والتَّعَاهُد: الاحتفاظ بالشيء. وقيل: التَّعاهُد يكون من اثنين. وَعَهِيدُكَ: الذي يُعاهدُك. وقرحة عَهِيْدَة: قديمة. واسْتَعْهَدَ منه: اشترط عليه.
(ع هـ د) : (الْعَهْدُ) الْوَصِيَّة يُقَالُ عَهِدَ إلَيْهِ إذَا أَوْصَاهُ وَفِي حَدِيثِ سُوَيْد بْنِ غَفَلَةَ عَهْدِي أَنْ لَا آخُذَ مِنْ رَاضِعٍ شَيْئًا أَيْ فِيمَا كُتِبَ مِنْ الْعَهْدِ وَالْوَصِيَّةِ فَاخْتُصِرَ مَجَازًا (وَالْعَهْدُ) الْعَقْدُ وَالْمِيثَاقُ (وَمِنْهُ) ذُو الْعَهْدِ لِلْحَرْبِيِّ يَدْخُلُ بِأَمَانٍ وَعَهِدَهُ بِمَكَانِ كَذَا لَقِيَهُ وَيُقَالُ مَتَى عَهْدُكَ بِفُلَانٍ أَيْ مَتَى عَهِدْتَهُ (وَمِنْهُ) مَتَى عَهْدُك بِالْخُفِّ أَيْ بِلِبْسِهِ يَعْنِي مَتَى لَبِسْتَهُ (وَتَعَهَّدَ الضَّيْعَةَ) وَتَعَاهَدَهَا أَتَاهَا وَأَصْلَحَهَا وَحَقِيقَتُهُ جَدَّدَ الْعَهْدَ بِهَا وَقَوْلهُمْ عُهْدَتُهُ عَلَى فُلَانٍ فُعْلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ مِنْ ذَلِكَ لِأَنَّ مَعْنَاهُ مَا أَدْرَكَ فِيهِ مِنْ دَرْكٍ فَإِصْلَاحُهُ عَلَيْهِ هَكَذَا عَنْ الْغُورِيِّ وَمِثْله عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ بَرِئْتُ إلَيْكَ مِنْ عُهْدَةِ هَذَا الْعَبْدِ أَيْ مِمَّا أَدْرَكْت فِيهِ مِنْ عَيْبٍ كَانَ مَعْهُودًا عِنْدِي وَعَنْ الطَّحَاوِيِّ أَنَّهَا مِنْ الْعَهْدِ بِمَعْنَى الْعَقْدِ وَالْوَصِيَّةِ (وَلِلْعَاهِرِ) فِي ف ر.
ع هـ د : (الْعَهْدُ) الْأُمَّانُ وَالْيَمِينُ وَالْمَوْثِقُ وَالذِّمَّةُ وَالْحِفَاظُ وَالْوَصِيَّةُ. وَعَهِدَ إِلَيْهِ مِنْ بَابِ فَهِمَ أَيْ أَوْصَاهُ. وَمِنْهُ اشْتُقَّ (الْعَهْدُ) الَّذِي يُكْتَبُ لِلْوُلَاةِ. وَتَقُولُ عَلَيَّ عَهْدُ اللَّهِ لَأَفْعَلَنَّ كَذَا. وَ (الْعُهْدَةُ) كِتَابُ الشِّرَاءِ. وَهِيَ أَيْضًا الدَّرَكُ. وَ (الْعَهْدُ) وَ (الْمَعْهَدُ) الْمَنْزِلُ الَّذِي لَا يَزَالُ الْقَوْمُ إِذَا انْتَأَوْا عَنْهُ رَجَعُوا إِلَيْهِ. وَالْمَعْهَدُ أَيْضًا الْمَوْضِعُ الَّذِي كُنْتَ تَعْهَدُ بِهِ شَيْئًا. وَ (الْمَعْهُودُ) الَّذِي عُهِدَ وَعُرِفَ. وَ (عَهِدَهُ) بِمَكَانِ كَذَا مِنْ بَابِ فَهِمَ أَيْ لَقِيَهُ. وَ (عَهْدِي) بِهِ قَرِيبٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِنَّ كَرَمَ (الْعَهْدِ) مِنَ الْإِيمَانِ» أَيْ رِعَايَةَ الْمَوَدَّةِ. وَ (التَّعَهُدُ) التَّحَفُّظُ بِالشَّيْءِ وَتَجْدِيدُ الْعَهْدِ بِهِ. وَ (تَعَهَّدَ) فُلَانًا وَتَعَهَّدَ ضَيْعَتَهُ وَهُوَ أَفْصَحُ مِنْ (تَعَاهَدَ) لِأَنَّ (التَّعَاهُدَ) إِنَّمَا يَكُونُ بَيْنَ اثْنَيْنِ وَ (الْمُعَاهَدُ) الذِّمِّيُّ. 
ع هـ د

عهد إليه. واستعهد منه إذا وصّاه وشرط عليه. والرجل العهد: المحب للولايات والعهود. قال جرير:

وما استعهد الأقوام من زوج حرّة ... من الناس إلا منك أو من محارب

وقال الكميت:

نام المهلب عنها في إمارته ... حتى مضت سنة لم يقضها العهد

وبينهما عهد أي موثق، ومالي عهدٌ بكذا، وإنه لقريب العهد به. وهذا عهيدك أي معاهدك. قال نصر بن سيّار:

وللترك أوفى من نزار بعهدها ... فلا يأمننّ الغدر يوماً عهيدها

ويقال: عليك في هذا عهدة لا يتفصّى منها أي تبعة. ويقول أهل الحجاز: أبيعك البيعة التي انملست منها سالماً لا تبعة منها عليّ. وكانوا يقولون: إياكم والدخول تحت العهد والأمانات. وفي عقله عهدة أي ضعف. وفي خطّه عهدة إذا كان رديء الخطّ. وكان ذلك على عهد فلان. وهذا حين ذاك وعهدانه وعدّانه أي وقته. واستوقف الركب على عهد الأحبّة ومعهدهم وهو المنزل الذي إذا انتووا عنه رجعوا إليه، وهذه معاهدهم. قال رؤبة:

هل تعرف العهد المحيل أرسمه

وسقطت العهاد وهي أمطار الربيع بعد الوسميّ، الواحدة: عهدة، وروضة معهودة، وقد عهدت، تقول: نزلنا في دماثٍ مجوده، ورياض معهوده.
عهد قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَكَذَلِكَ قَول أهل الْحجاز: لَا يقتل مُسلم بِكَافِر ولَا يقودونه بِهِ. [وَأما -] قَوْله: وَلَا ذُو عهد فِي عَهده فَإِن ذَا الْعَهْد الرجل من أهل الْحَرْب يدْخل إِلَيْنَا بِأَمَان فقتْله محرّم على الْمُسلمين حَتَّى يرجع إِلَى مأمنه وأصل هَذَا من قَول اللَّه تَعَالَى {وَإِنْ اَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِيْنَ اسْتَجَارَكَ فَاَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللهِ ثُمَّ اَبْلِغْهُ مَأمَنَه} فَذَلِك قَوْله فِي عَهده يَعْنِي حَتَّى يبلغ المأمن أَو الْوَقْت الَّذِي توقته لَهُ ثمَّ لَا عهد لَهُ وَقَالَ أَبُو عبيد: إِن رجلا من [أهل -] الْهِنْد قدم عدن بِأَمَان فَقتله رجل بأَخيه فَكتب فِيهِ إِلَى عمر بْن عبد الْعَزِيز فَكتب أَن يُؤْخَذ مِنْهُ خَمْسمِائَة دِينَار وَيبْعَث بهَا إِلَى وَرَثَة الْمَقْتُول وَأمر بالقاتل أَن يحبس قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَهَكَذَا كَانَ رَأْي عمر بْن عبد الْعَزِيز رَحمَه اللَّه كَانَ يرى دِيَة الْمعَاهد نصف دِيَة الْمُسلم فَأنْزل [ذَلِك -] الَّذِي دخل بِأَمَان منزلَة الذِّمِّيّ الْمُقِيم مَعَ الْمُسلمين وَلم ير على قَاتله قودا وَلَكِن عُقُوبَة لقَوْل النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: لَا يقتل مُسلم بِكَافِر.

عهد


عَهِدَ(n. ac. عَهْد)
a. [Ila], Enjoined, charged, bade to.
b. [Ila], Stipulated with; made a covenant with; bequeathed
left by will to.
c. [Ila & Fī], Conferred, bestowed upon; guaranteed, secured to.
d. [acc. & Bi], Met, saw, visited at.
e. Knew, believed.
f. Was mindful, heedful of, kept faithfully; respected
reverenced.

عَاْهَدَa. Visited; saw, met.
b. Made a covenant, compact with.
c. [acc. & Ila], Bound to.
أَعْهَدَ
a. [acc. & Min], Guaranteed.
تَعَهَّدَa. Was careful, mindful, heedful to; attended to.
b. Visited, frequented; recurred to.

تَعَاْهَدَa. Made a covenant, compact, agreement.
b. see V
إِعْتَهَدَa. see V
إِسْتَعْهَدَ
a. [Min], Bound in writing.
b. [Min]
see I (a)c. see IV
عَهْد
(pl.
عُهُوْد)
a. Covenant, compact; engagement, contract; treaty, pact
league, alliance; promise; obligation.
b. Will, testament.
c. Injunction, charge, command.
d. Warrant, brevet, diploma, writ.
e. Time, epoch, age.
f. Knowledge.
g. Faithfulness, fidelity, constancy.
h. Oath.
i. see 1t
عَهْدَة
عِهْدَة
(pl.
عِهَاْد عُهُوْد)
a. Spring-shower.

عُهْدَةa. Document, deed, statement; written engagement.
b. Responsibility.
c. Weakness, defectiveness, faultiness.

مَعْهَد
(pl.
مَعَاْهِدُ)
a. Place of meeting; rendez-vous, resort; haunt.
b. Appointment.

عَهِيْدa. Bound by contract; ally, confederate.
b. Client.
c. Old, ancient.

عِهْدَاْنa. Guarantee, security.

N. P.
عَهڤدَa. Guaranteed; stipulated.
b. Known.

N. Ag.
عَاْهَدَa. Ally, confederate.
b. Client.

N. Ac.
عَاْهَدَ
(عِهْد)
a. Covenant, compact, engagement; pact; alliance;
treaty.

N. Ac.
تَعَهَّدَa. Care, zeal.

المُتَعَاهِدُوْن
a. The contracting parties.

العَهْدُ الْجَدِيْد
a. The New Testament.

العَهْد العَتِيْق
a. The Old Testament.

وَلِيّ الْعَهْد
a. The next-of-kin, the heir presumptive.

مَا لِي عَهْدٌ بِهِ
a. I know nothing about him.

عَلَى عَهْدِ فُلَان
a. At the time of such a one.
عهد
العَهْدُ: حفظ الشيء ومراعاته حالا بعد حال، وسمّي الموثق الذي يلزم مراعاته عَهْداً.
قال: وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلًا
[الإسراء/ 34] ، أي: أوفوا بحفظ الأيمان، قال: لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ
[البقرة/ 124] ، أي: لا أجعل عهدي لمن كان ظالما، قال: وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ
[التوبة/ 111] . وعَهِدَ فلان إلى فلان يَعْهَدُ ، أي: ألقى إليه العهد وأوصاه بحفظه، قال: وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ
[طه/ 115] ، أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ
[يس/ 60] ، الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنا [آل عمران/ 183] ، وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ
[البقرة/ 125] . وعَهْدُ اللهِ تارة يكون بما ركزه في عقولنا، وتارة يكون بما أمرنا به بالكتاب وبالسّنّة رسله، وتارة بما نلتزمه وليس بلازم في أصل الشّرع كالنّذور وما يجري مجراها، وعلى هذا قوله: وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللَّهَ
[التوبة/ 75] ، أَوَكُلَّما عاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ
[البقرة/ 100] ، وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ [الأحزاب/ 15] . والْمُعَاهَدُ في عرف الشّرع يختصّ بمن يدخل من الكفّار في عَهْدِ المسلمين، وكذلك ذو الْعَهْدِ، قال صلّى الله عليه وسلم: «لا يقتل مؤمن بكافر ولا ذو عَهْدٍ في عَهْدِهِ» وباعتبار الحفظ قيل للوثيقة بين المتعاقدين: عُهْدَةٌ، وقولهم: في هذا الأمر عُهْدَةٌ لما أمر به أن يستوثق منه، وللتّفقّد قيل للمطر: عَهْدٌ، وعِهَادٌ، وروضة مَعْهُودَةٌ: أصابها العِهَادُ.
[عهد] العَهْدُ: الأمانُ، واليمينُ، والموثقُ، والذمّةُ، والحِفاظُ، والوصيةُ. وقد عَهِدْتُ إليه، أي أوصيته. ومنه اشتُقَّ العَهْدُ الذي يكتب للوُلاةِ. وتقول: عليَّ عَهْدُ الله لأفعلنَّ كذا. وفي الأمرِ عُهْدَةٌ، بالضم، أي لم يُحْكَم بعد. وفي عقله عُهْدَةٌ: أي ضعفٌ. وقولهم لا عُهْدَةَ، أي لا رَجعةَ. يقال: أبيعك المَلَسى لا عُهْدَةَ، أي يَتَمَلَّسُ وينفلتُ فلا يرجع إليَّ . والعُهْدَةُ: كتابُ الشراءِ. ويقال: عُهْدَتُهُ على فلان، أي ما أدرَكَ فيه من دَرَكٍ فإصلاحه عليه. والعهد، بالنصب: المنزل الذى لا يزال القومُ إذا انتأوْا عنه رجَعوا إليه، وكذلك المَعْهَدُ. والمعهودُ: الذي عُهِدَ وعُرِف. وعَهِدْتُهُ بمكان كذا، أي ليقته. وعهدي به قريب. وقول الشاعر : فليسَ كَعَهْدِ الدارِ يا أمَّ مالكٍ * ولكنْ أحاطَت بالرِقابِ السَلاسِلُ - أي ليس الأمر كما عهدْتِ، ولكن جاء الإسلامُ فهدم ذلك . وفي الحديث " إنَّ كَرَمَ العَهْدِ من الإيمان " أي رعايةَ المودّة. والعَهْدُ: المطرُ الذي يكون بعد المطر، والجمع العِهادُ والعُهودُ. وقد عُهِدَتِ الأرضُ فهي معهودةٌ، أي ممطورةٌ. والتَعَهُّدُ: التحفُّظُ بالشئ وتجديد العهد به. وتعهدت فلاناً وتَعَهَّدْتُ ضيعتي، وهو أفصح من قولك: تَعاهَدْتُهُ، لأنَّ التَعاهُدَ إنما يكون بين اثنين. وفلانٌ يَتَعَهَّدُهُ صَرْعٌ. والعِهْدانُ: العَهْدُ. والمُعاهَدُ: الذِمِّيُّ. وعَهيدُكَ: الذي يُعاهِدُكَ وتُعاهِدُهُ. وقريةٌ عَهيدَةٌ، أي قديمةٌ أتى عليها عهد طويل. والمعهد: الموضع الذي كنت تَعْهَدُ به شيئاً. ورجل عهد بالكسر : يتعاهد الامور والولايات. قال الكميت يمدح قتيبة بن مسلمٍ الباهليّ ويذكر فتوحه: نامَ المُهَلَّبُ عنها في إمارَتِه * حتَّى مَضَتْ سَنَةٌ لم يَقْضِها العَهِدُ -
ع هـ د : الْعَهْدُ الْوَصِيَّةُ يُقَالُ عَهِدَ إلَيْهِ يَعْهَدُ مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا أَوْصَاهُ وَعَهِدْتُ إلَيْهِ بِالْأَمْرِ قَدَّمْتُهُ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ} [يس: 60] وَالْعَهْدُ الْأَمَانُ وَالْمَوْثِقُ وَالذِّمَّةُ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْحَرْبِيِّ يَدْخُلُ بِالْأَمَانِ ذُو عَهْدٍ وَمُعَاهِدٌ أَيْضًا بِالْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ وَالْمَفْعُولِ لِأَنَّ الْفِعْلَ مِنْ اثْنَيْنِ فَكُلُّ وَاحِدٍ يَفْعَلُ بِصَاحِبِهِ مِثْلَ مَا يَفْعَلُهُ صَاحِبُهُ بِهِ فَكُلُّ وَاحِدٍ فِي الْمَعْنَى فَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ وَهَذَا كَمَا يُقَالُ مُكَاتِبٌ وَمُكَاتَبٌ وَمُضَارِبٌ وَمُضَارَبٌ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ.

وَالْمُعَاهَدَةُ الْمُعَاقَدَةُ وَالْمُحَالَفَةُ.

وَعَهِدْتُهُ بِمَالٍ عَرَّفْتُهُ بِهِ وَالْأَمْرُ كَمَا عَهِدْتَ أَيْ كَمَا عَرَفْتَ.

وَهُوَ قَرِيبُ الْعَهْدِ بِكَذَا أَيْ قَرِيبُ الْعِلْمِ وَالْحَالِ.

وَعَهِدْتُهُ بِمَكَانِ كَذَا لَقِيتُهُ.

وَعَهْدِي بِهِ قَرِيبٌ أَيْ لِقَائِي.

وَتَعَهَّدْتُ الشَّيْءَ تَرَدَّدْتُ إلَيْهِ وَأَصْلَحْتُهُ وَحَقِيقَتُهُ تَجْدِيدُ الْعَهْدِ بِهِ.

وَتَعَهَّدْتُهُ حَفِظْتُهُ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَلَا يُقَالُ تَعَاهَدْتُهُ لِأَنَّ التَّفَاعُلَ لَا يَكُونُ إلَّا مِنْ اثْنَيْنِ وَقَالَ الْفَارَابِيُّ تَعَهَّدْتُهُ أَفْصَحُ مِنْ تَعَاهَدْتُهُ.

وَفِي الْأَمْرِ عُهْدَةٌ أَيْ مَرْجِعٌ لِلْإِصْلَاحِ فَإِنَّهُ لَمْ يُحْكَمْ بَعْدُ فَصَاحِبُهُ يَرْجِعُ إلَيْهِ لِإِحْكَامِهِ.

وَقَوْلُهُمْ عُهْدَتُهُ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ لِأَنَّ الْمُشْتَرِيَ يَرْجِعُ عَلَى الْبَائِعِ بِمَا يُدْرِكُهُ وَتُسَمَّى وَثِيقَةُ الْمُتَبَايِعَيْنِ عُهْدَةٌ لِأَنَّهُ يُرْجَعُ إلَيْهَا عِنْدَ الِالْتِبَاسِ. 
باب العين والهاء والدال (ع هـ د، ع د هـ، د هـ ع مستعملات)

عهد: العَهْدُ: الوَصِيِّةُ والتقَدُّمُ إلى صاحبك (بشيء) ، ومنه اشتُقَّ العَهْدُ الذي يكتب لِلْوُلاةِ، ويُجْمَعُ على عُهودٍ. وقد عَهِدَ إليه يَعْهَدُ عَهْداً والعَهْدُ: المَوْثِق وجمعُه عُهُود والعَهْدُ: الالْتِقاءُ والإلمامُ يقال: ما لي عَهْدٌ بكذا، وإنَّه لقريبُ العَهْد بهِ والعَهْدُ: المنزلُ الذي لا يكادُ القوم إذا انْتَأوْا عنه رجَعُوا إليه قال:

هل تعِرفُ العَهْدَ المُحيلَ أَرْسُمُهْ

والمَعْهَدُ: الموضع الذي (كنت عَهِدْتَه أو عَهِدْتَ فيه هوىً لك، أو كُنْتَ) تَعْهَدُ به شيئاً يجمعُ المَعَاهِدَ والعَهْدُ من المَطَر: أن يكون الوسميُّ قد مضى قبله وهو الوليُّ، ثُمَّ يَرِدفُه الرَّبيعُ بمطرٍ يُدركُ آخِرَه بَلَلُ أوَّله ونُدْوَتِه ويُجمْعَ على عِهاد. وكلُّ مطر يكون بعد مَطَر فهو عِهاد، قال:

هَراقَتْ نَجُومُ الصَّيْفِ فيها عِهادَها ... سِجالاً لنَجْم المَرْبَعِ المُتَقَدِّمِ

وقال أبو النجم:

تَرْعَى السَّحَابَ العَهْدَ والغُيُومَا

وعُهِدَت الرَّوْضة فهي مَعْهُودَةٌ أي أصابَها عِهاد من المطر قال الطِرمَّاح:

عقائلُ رمْلةٍ نازِعْنَ منها ... دُفُوفَ أقاحِ مَعْهُودٍ ودينِ

والمُعَاهَدُ: الذِّمّيُّ لأنَّهُ مُعَاهَدٌ ومُبايَعٌ على ما عليه من إعطاء الجزية والكف عنه. وهُمْ أهْلُ العَهْدِ، فإذا أسْلم ذهب عنه اسمُ المُعاهَدِ. والعُهْدَةُ: كتابُ الشِّراءِ وجمْعُه عُهَد. ويقال للشَّيء الذي فيه فساد: أنَّ فيه لَعُهْدَةً ولَمَّا يُحْكَمْ بَعْدُ وعَهِيدُكَ: الذي يُعاهِدُك وتُعَاهِدُهُ قال نصر بن سيار :

فَلَلَتُّركُ أوْفى من نِزارٍ بِعَهْدِها ... فلا يأمَنَنَّ الغَدْرَ يوماً عَهِيدُها

والتعاهُدُ: الاحتفاظ بالشيء، وإحداثُ العَهْدِ بِه، وكذلك التَّعَهُّدُ والاعْتِهاد، قال الطرماح :

ويَضِيعُ الذي قد أوجَبَهُ الله عليه فليس يُعْتَهَدُ

وأعْهَدْتُهُ: أعْطَيْتُهُ عَهْداً.

عده: يقال: في فلان عَيْدَهيَّةٌ وعَيْدَهَةٌ أيْ كِبْرٌ وسُوُء خُلُقٍ والعَيْدَهُ: السَّيِّءُ الخُلُق من الإبلِ، قال رؤبة:

وخافَ صَقْع القارعات الكده ... وخبط صهميم اليَدَيْنِ عَيْدَه

أَشْدَقَ يَفْتَرُّ افتِرارَ الأفْوَهِ

دهع: دَهَعَ الراعي بالنُّوقِ ودَهَدَعَ بها: إذا قال لها دَهَاعِ أو دَهْدَاعِ الأوَّلُ مجرورٌ. قال زائدة: ودَهْدَعَ بالسَّخْلِ إذا أشلاه. 
الْعين وَالْهَاء وَالدَّال

العَهْد: الْوَصِيَّة، يُقَال: عَهِدَ إليَّ فِي كَذَا. وَقَوله تَعَالَى: (ألَمْ أعْهَدْ إِلَيْكُم يَا بني آدَمَ) يَعْنِي الْوَصِيَّة وَالْأَمر.

والعهدُ: التَّقَدُّم إِلَى الْمَرْء فِي الشَّيْء، والعَهد: الَّذِي يكْتب للولاة، وَهُوَ مُشْتَقّ مِنْهُ، وَالْجمع عُهود. وَقد عَهْد إِلَيْهِ عَهْدا. والعَهْد: المَوثِق وَالْيَمِين، وَالْجمع كالجمع. وَقد عاهده.

وعَهيدُك: الْمعَاهد لَك. قَالَ:

فَللُّتركُ أوفى مِن نِزَارٍ بعَهدِها ... فَلَا يأمِننَّ الغَدْرَ يوْما عَهِيدُها

والعُهْدة: كتاب الْحلف وَالشِّرَاء.

وأستعهد من صَاحبه: اشْترط عَلَيْهِ، وَهُوَ من بَاب العَهد والعُهْدة، لِأَن الشَّرْط عَهْد فِي الْحَقِيقَة، قَالَ جرير:

وَمَا استعهدَ الأقوامُ من زَوْج حُرَّةٍ ... من الناسِ إِلَّا منكَ أَو من مُحارِب

والعَهد: الْحفاظ ورعاية الْحُرْمَة. وَفِي الحَدِيث " حُسنُ العَهْد من الْأَيْمَان ". والعَهد: الْأمان، وَفِي التَّنْزِيل: (لَا ينالُ عَهدِي الظَّالمينَ) . وَفِيه: (فأتمُّوا إِلَيْهِم عَهْدَهم) . وَعَاهد الذِّمِّيّ: أعطَاهُ عَهدا. وَقيل: معاهدته: مبايعته لَك على إِعْطَاء الْجِزْيَة، والكف عَنهُ. وَأهل العَهْد: أهل الذمَّة، فَإِذا أَسْلمُوا سقط عَنْهُم اسْم العَهْد. والعهد: الالتقاء. وعَهِد الشَّيْء عهدا: عرفه، يُقَال: عهدي بِهِ كَذَا، فِي حَال كَذَا، والعَهْد: الْمنزل الْمَعْهُود بِهِ الشَّيْء، سمي بِالْمَصْدَرِ. قَالَ ذُو الرمة:

هَل تعرفُ العَهْدَ المحيلَ أرْسُمُهْ

وتَعَهَّد الشَّيْء وتعاهدَه، واعتهده: تفقَّده وأحدث الْعَهْد بِهِ، قَالَ الطرماح: ويُضيع الَّذِي قدَ اوْجَبه اللَّ ... هُ علَيه وَلَيْسَ يَعْتَهِدُهْ

والعَهْد: أول مطر الوسمى، عَن ابْن الْأَعرَابِي. والعَهْد والعَهْدة والعِهْدة: مطر بعد مطر، يدْرك آخِره بَلل أَوله. وَقيل: هُوَ كل مطر بعد مطر. وَقيل: هِيَ المطرة تكون أَولا لما يَأْتِي بعْدهَا، وَجَمعهَا عِهاد، وعُهود. قَالَ:

أراقتْ نجومُ الصَّيف فِيهَا سِجالَها ... عِهاداً لنجم المَرْبَع المتقدّمِ

قَالَ أَبُو حنيفَة: إِذا أصَاب الأَرْض مطر بعد مطر، وندى الأول بَاقٍ، فَذَلِك العَهْد، لِأَن الأول عُهِد بِالثَّانِي. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: العِهاد: الحديثة من الأمطار. قَالَ، واحسبه ذهب فِيهِ إِلَى قَول الساجع فِي وصف الْغَيْث: أصابتنا دِيمَة بعد ديمت، على عِهاد غير قديمت - وَقَالَ ثَعْلَب: على عِهاد قد يمت - تشبع مِنْهَا الناب قبل الفطيمت. وَقَوله: " تشبع مِنْهَا الناب قبل الفطيمت ": فسره ثَعْلَب فَقَالَ: مَعْنَاهُ: هَذَا النبت قد علا وَطَالَ، فَلَا تُدْرِكهُ الصَّغِيرَة لطوله، وبقى مِنْهُ أسافله، فنالته الصَّغِيرَة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي مرّة: العِهاد: ضَعِيف مطر الوسمى وركاكه.

وعُهِدتِ الرَّوْضَة سقتها العَهْدة.

والعهد: الزَّمَان. وَفِيه عُهْدة لم تحكم: أَي عيب.

وَبَنُو عُهادة: بطين من الْعَرَب.
(عهد) - قَولُه تَبارَك وتَعالَى: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ}
: أي أَمرْنَاه. والعَهْد: الحِفاظُ والرِّعَاية.
- ومنه قولُه عليِه الصَّلاةُ والسَّلام: "حُسْنُ العَهْد من الإِيمانِ"
والعَهْد: الوَصِيَّة.
ومنه قَولُ علّى - رَضي الله عنه -: "عَهِدَ إلىَّ النَّبِىُّ الأُمِّيُّ " والعَهْدُ: الأَمانُ، من قَولِه تَعالَى: {لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِميِنَ} .
- في حَديثِ عَبدِ الله بنِ عَمْرو - رضي الله عنه -: "لا يُقْتَل مُؤمِنٌ بكَافرٍ، ولا ذُو عَهْد في عَهْدِه".
قال الخَطَّابي: تأَوَّلَه مَنْ ذَهَب من الفُقَهاء إلى أن المُسلِمَ يُقْتَل بالذِّمِّي، علىَ أنَّ قَولَه: "ولا ذُو عَهْد" مَعْطُوف على قوله: "لا يُقْتَل"، ويَقَع في الكَلامِ على مَذهبِه تَقدِيمٌ وتأخِيرٌ، فَيَصِيرُ كأنَّه قَال: لا يُقتل مؤمِنٌ وَلا ذُو عَهْد بكافِرٍ.
وقال الشَّافِعِىُّ - رَحِمه الله -: قَولُه عليه الصَّلاة والسّلام: "لا يُقتَل مُؤمِنٌ بكَافِر"؛ كَلامٌ تَامٌّ بنَفْسه، ثم قال: "ولا ذُو عَهْد" : أي لا يُقتَل مُعَاهَدٌ مَا دَامَ في عَهْده؛ وإنّما احْتِيج إلى أن يُجرِىَ ذِكرَ المُعاهَد، ويُؤَكِّد تَحرِيمَ دَمِه - ها هنا -؛ لأنّ قَولَه: "لا يُقتَل مؤمِنٌ بكَافرٍ" يُوهِم ضَعفًا وتَوهِينًا لشَأنِه، ويُوقِع شُبْهَةً في دَمِه، فلا يُؤْمَن أن يُسْتَباح إذا عُلِمَ أن لا قَوَدَ على قَاتِلِه، فوكَّد تَحْرِيمَه بإعادةِ البَيانِ؛ لئَلاَّ يَعرِضَ الإشْكالُ والله تَعالَى أعلم.
قال: ويَحْتَمِل الحَدِيثُ وَجْهاً آخَرَ؛ وهو أن يكونَ مَعنَاه: لا يُقتَل مؤمِنٌ بأَحَدٍ من الكُفَّار، ولا مُعاهَدٌ بِبَعْضِ الكُفَّار، وهو الحَرْبِىّ، ولا يُنكَر أن تكون لَفظَةٌ واحِدَةٌ يُعطَف عليها شَيْئَان يَكونُ أَحدُهُما راجِعًا على جَميعِها، والآخر على بَعْضِها.
- حديث عُقْبَةَ بنِ عَامِر - رضيَ الله عنه -: "عُهْدَة الرَّقِيقِ ثَلاثَةُ أَيَّام"
هو أن يَشتَرِىَ الرَّقِيقَ، ولا يَشتَرِطُ البَائِعُ البَرَاءَةَ من العَيْب، فما أَصَابَ المُشْتَري به من عَيْبٍ في الأَيَّام الثَّلاثَة، فمِنْ مَالِ البائع، ويُرَدُّ بلَا بَيِّنةٍ، فإن وَجَدَ به عَيبًا بعد الثَّلاثَة لا يُرَدُّ إلّا بِبَيِّنَة؛ هكذا فَسَّره قَتادَةُ، وبه قال مالِكٌ، قال: وعُهْدَة السَّنَةِ من الجُنُونِ والجُذَامِ والبَرَص، ولا عُهْدَةَ إلّا في الرقيق خاصَّة.
وهذا قَولُ ابن المَسَيَّب والزُّهْرِىّ، يعني عُهْدَةَ السَّنَة. أما الشَّافِعىُّ فلا يَعْتَبِر ذلك، ولكن ينظر إلى العَيْب. فإن كان مما يُمكِن حُدوثُه في تلك المُدَّة، فالقَولُ قَولُ البَائِع معِ يَمِينِهِ، وإن كان لا يمكن حُدوثُه رَدَّه، وضَعَّف أَحمد هذا الحديثَ.
- في الحديث: "تَمسَّكوا بِعَهْد ابنِ أَمِّ عَبْد"
: أي ما يُوصِيكم به، وبمَا يَأْمُركم وَيعِظُكم. يَدُلُّ عليه حَدِيثُه الآخَر: "رَضِيتُ لأمَّتي ما رَضي لها ابنُ أُمِّ عَبْد"؛ - لمَعْرِفَتِه - صلَّى الله عليه وسلّم - بشفَقَتِه عليهم، ونَصِيحَتِه لهم.
- في حديث أُمِّ سَلَمَة لِعَائِشَة - رضي الله عنهما -: "وتَركْتِ عُهَّيْدَاه"
من العَهْد ، كالجُهَّيْدي، والعُجَّيْلى.
يقال: لأَبْلُغَنَّ جُهَّيْدَاىَ، ويَمْشي العُجَّيْلى.
عهد: عَهِد: تعهَّد، وعد وأشهد الله على ذلك. (ألكالا). وفيه: عَهَد.
اعْهَدْ: أوصِ بمعنى تهيأ للموت. (معجم الطرائف).
عهد لفلان، عهد لابنه: أوصى بحقوقه لابنه (دي ساسي طرائف 2: 24).
عهد بفلان. لعهده بهم يومئذ: لالتقائه بهم يومئذ. (دي سلان، تاريخ البربر 2: 169).
عهد من فلان وبفلان، ففي ألف ليلة 1: 100): وكنت اعهد منه بدين الاسلام، وقد ترجمها لين إلى الإنجليزية بما معناه: حضضته ونصحته من قبل باعتناق الإسلام.
عاهَد. عاهد فلاناً على: وعده ب، (بوشر).
عهد ب: نذر على نفسه، وهي مرادف: نذر لله. (فوك).
تَعهَّد: زار، وتردّد إلى المكان. (ويجرز ص13).
وفي تاريخ البربر (1: 440): وانقبض تجار النصارى عن تعَّد بلاد المسلمين.
تعهَّد فلاناً: اعتنى به، ووفّر له حاجاته، وقام بمعاشه. (معجم الطرائف). وفيه: عالج مريضاً، غير إنه ليس في النص ما يدل على أن فلانا هذا كان مريضاً.
تعَّهد فلاناً: اهتم به وتفقده، ورعاه. (انظر لين) وفي ألف ليلة (1: 269): وهو يتعهد العجوز وينظر إليها كل وقت. وهذا أيضاً في طبعة بولاق. وفي طبعة برسل (2: 298): تعاهَد.
التعَهَّدُ (المصدر): إكباب ومثابرة على الدرس.
ففي عباد (1: 245): انصرف إلى الأدب وحصل منه لثقوب ذهنه على قطعة وافرة علقها من غير تعَّهد لها ولا إمعان في غمارها.
تعَّهد: قبل الاقتراح، ووافق على العرض. (تاريخ البربر 1: 564).
تعَّهد فلاناً وبه: أرسل إليه كل حين أو من وقت لآخر بعض الأشياء. ففي حَيان (15و): تعَّهدهم بالصلات. وفي تاريخ البربر (1: 148): صاروا يتعهد ونهم بالجباية بعض السنين. وفيه (2: 26): تعهدهم بالجوائز والخِلَع. وفيه (2: 51): تعهدهم بالعطاء. أو بمعنى أرسل فقط، ففي حيّان- بسّام (3: 140ق): لم يتعهدوه فيها (فيما) بَعْدُ بفارس ولا درهم.
تعهَّد إلى فلان وبه: أوصاه به، وتشفع فيه إليه، وزكّاه. (تاريخ البربر 1: 516).
تعهَّد: تكفّل، أخذ على نفسه، ألزم نفسه (بوشر).
تعهّد: حالف، تحالف. (هلو).
تعاهد: زار، تردد إليه. (فوك).
ويقال: تعاهد مع. وانظر: تعاهده بالزيارة (تاريخ البربر 1: 359).
تعاهد الشيء: اعتنى به، ففي كليلة ودمنة (ص174): فَلْتُحْسِن تعاهُدَك لنفسك فانك إذا فعلت ذلك جاءك الخير يطلبك كما يطلب الماء انحداره.
تعاهد فلانا ب: أرسل إليه في كل حين أو من وقت إلى آخر شيئاً ما، مثل تعَّهد. (أخبار ص52). وأظن أن صاحب المعجم اللاتيني أراد نفس هذا المعنى في تفسير: dirigo) premitto ونجد في عبارات أخرى نفس المعنى، ففي تاريخ البربر (2: 206). مثلاً: تعاهدهم بحُنُوه: أي أظهر لهم الحنان دائماً. وفيه (1: 106): يتعاهدون الرؤوس بالحلق. أي يحلقون رؤوسهم من حين إلى آخر.
وفي التقويم (ص42): ويتعاهد نَقْصُ الامتلاء بالفصد والدواء. أي يداوون كظّة الدم وزيادته ووفرته بالعنصر والإسهال من حين إلى آخر.
تعاهد مع فلان على: تحالف معه على، واتفق معه وتعاقد على. (فوك).
اعتهّد: نفَّذ، أنجز. (الفخري ص174).
عَهْد: وعد، عقد عرفي. (بوشر).
عَهْد: فرمان. (محيط المحيط).
العهد القديم والجديد: الأسفار المقدسة التي كتبت قبل المسيح وبعد المسيح (محيط المحيط).
عَهْد: عند الدراويش: حفل كان الدراويش يقيمونه لتلقين العضو الجديد أسرار طريقتهم. انظر (لين عادات 1: 370).
عَهْد: موعد، مكان اللقاء، ملتقى .. (بوشر).
خميس العهد: خميس جمعة الآلام. خميس القربان أو الأسرار، لين عادات (2: 364).
عَهْدَة: في معجم لين (2183) عهد مرادف ذمة. ويقول ابن جبير (ص344): المقام تحت عهدة الذمة.
عُهْدَة: لا ادري ما هو المعنى الدقيق لهذه الكلمة التي وردت في عبارة حَيان- بسّام (3: 5ق): لم يكن جواداً ولم يكن بخيلا أعطى وحرم وجاد وبخل فكأنَّه نجا من عهدة الذَّم.
عُهْدة: أجل، موعد معين للجواب. (ألكالا).
عليه عهدة: يمكن الاعتماد عليه. (بوشر).
عهدة الشيخ عند أهل لبنان: مقاطعته (محيط المحيط).
مَعهْد: موضع التسلية والانشراح واللهو. (المقري 1: 304) = (مُنْتَزَه 2: 409) وانظر: 1: 308).
مَعْهَد: اسم زمان، ويستعمل بنفس المعنى الذي تستعمل به كلمة عَهْد في قولهم: متى عهدك بفلان، عهدي به قريب. (معجم مسلم).
مَعْهُود. المعهود: المعروف. ويكنى به عن آلة التناسل. (ألف ليلة 1: 899).
موضع معهود موضع اللقاء، ملتقى. (بوشر).
غير معهود: غير منتظر، غير متوقع، طارئ (بوشر).
مُعاهِد. كنا معاهدين نشاهد أشياء عجيبة: كنا نؤمل ونتوقع مشاهدة أشياء عجيبة. (بوشر).
مُعَاهَدة: اتفاق بين ملكين. (محيط المحيط).
عهـد
عهِدَ/ عهِدَ إلى يَعهَد، عَهْدًا، فهو عاهِد، والمفعول مَعْهود
• عهِد ولدَه: صانه ورعاه، تفقّده حالاً بعد حال "عهِد مالَ اليتيم/ الحديقةَ".
• عهِد صديقَه شَهْمًا/ عهِد صديقَه بالشَّهامة: عرفه "استقبلني بابتسامته المعهودة- لا يزال هذا المكانُ كما عهدْتُه- حديث عهد بالزَّواج/ بالولادة- ما عهدتك كاذِبًا- عهدي به قريب: لقائي به قريب" ° فيما أعْهدُ: في علمي، على حدِّ عِلْمي- كما نعهده: كما هو دائمًا.
• عهِد صديقَه على الوفاء: أعطاه عهدًا وموثقًا " {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي ءَادَمَ أَنْ لاَ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ} ".
• عهِد إليه المدرِّسُ أن يذاكر بجدّ/ عهِد إليه المدرِّسُ بأن يذاكر بجدّ: أوصاه بها، كلَّفه القيام بها "عهد إليه الرَّئيس بتأليف حكومةٍ جديدة: كلَّفه بالقيام بذلك- {وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ} ". 

تعاهدَ على يتعاهد، تعاهُدًا، فهو مُتعاهِد، والمفعول مُتعاهَد عليه
• تعاهدَ الصَّديقان على الوفاء: عاهد كلٌّ منهما الآخرَ، أعطى كلٌّ منهما الآخرَ وعدًا لا رجعة فيه، تعاقدا وتحالفا واتفقا "تعاهدا على الالتزام/ العمل- تعاهدت الدُّوَلُ على تحريم الأسلحة الذَّرّيّة". 

تعهَّدَ/ تعهَّدَ بـ يتعهَّد، تعهُّدًا، فهو مُتعهِّد، والمفعول مُتعهَّد
• تعهَّد حديقةَ المنزل: اعتنى بها، وقام عليها بالرِّعاية والموالاة "تعهّد المشروعَ برعايته- تعهَّد طفلاً- تعهد والديه بالرِّعاية".
• تعهَّد بدفع كمبيالة: أخذ على نفسه عهدًا بدفعها "تعهَّد بردّ الدَّين في موعده- تعهّد بتحقيق أعلى الدّرجات". 

عاهدَ يعاهد، معاهدةً، فهو مُعاهِد، والمفعول مُعاهَد
• عاهدَ صديقَه على كِتْمان سِرِّه: أعطاه وعدًا وميثاقًا لا رجعةَ فيه، عاقده وحالفه، قطع عَهْدًا له على كتمان سرِّه "عاهد نفسه على الصِّدق والصَّراحة- عاهد والدَه على الجدِّ والاجتهاد- {وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} " ° إبرام المعاهدة: الاتِّفاق والتَّوقيع عليها- معاهدة صلح. 

عَهْد [مفرد]: ج عُهود (لغير المصدر):
1 - مصدر عهِدَ/ عهِدَ إلى ° حديث العَهْد بالشَّيء: عرفه حديثًا- ظلّ كعَهْدي به: ظلّ كما أعرفه لم يتغيَّر- لا عَهْد له به: لم يسبق معرفته له- هو قريب العهد بكذا: قريب العلم أو الحال.
2 - ميثاق، وعد، يمين "كُنْ عند عَهْدِك- أخذ عليه عَهدًا- {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ} " ° خان العَهْد/ نقض العَهْد: نقضه وأفسده بعد إحكامه- قضَى العهد: أنفذه، نفَّذه وأمضاه- قطَع عَهْدًا على نفسه: وعد وعدًا قاطِعًا- نكث عَهْدَه: لم يوفّ به- وفَّى بالعَهْد: أتمَّه.
3 - عصر، زمن "في عَهْد الخليفة عمر/ الاحتلال/ محمد عليّ- منذ عهد بعيد- تقادم عهده" ° طال به العهد: مرّ عليه زمن طويل- عَهْد شبابي: زمانه- مِنْ عَهْد عادٍ: قديم جدًّا- مِنْ عَهْد قريب: مؤخَّرًا.
4 - وفاء " {وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ} - {قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} ".
5 - أمان.
6 - (جو) وحدة من أطول الوحدات الزَّمنيَّة.
• العَهْد الجديد: (دن) (في المسيحيّة) كتاب يحتوي الأناجيل الأربعة وأعمال الرُّسل والرَّسائل والرُّؤيا.
• العَهْد القديم: (دن) أسفار الكتاب المقدَّس التي كتبت قبل ميلاد المسيح عليه السلام.
• العَهْد: ما يكتبه وليّ الأمر للولاة يأمرهم فيه بإجراء العدالة.
• عَهْد جديد: (سة) حكم جديد.
• العَهْدان: التَّوراة والإنجيل.
 • وليُّ العَهْد: وارث الملك. 

عُهْدة [مفرد]: ج عُهُدات وعُهْدات وعُهَد:
1 - ما يوكَّلُ حفْظُه من أشياء إلى مسئول "عُهْدة موظَّف- الحفاظ على العُهْدة" ° هذا في عهدته: في كفالته، في ضمانه.
2 - ضمان صحَّة الخبر "عُهدة الخبر على راويه".
3 - تَبِعَةٌ "عُهْدةُ الرُّسوب على التلميذ- عُهْدةُ التَّسيُّب على الأسرة" ° على عُهْدة الرَّاوي: على ذِمَّته ومسئوليّته- على عهدتك: في حراستك ورعايتك.
4 - (جر) صكّ الشِّراء وضمان الثَّمن للمشتري إذا وُجِد في المبيع عَيْب.
• العُهدة العُمَريَّة: الوثيقة التي عقدها عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- مع نصارى بيت المقدس. 

مُتعهِّد [مفرد]:
1 - اسم فاعل من تعهَّدَ/ تعهَّدَ بـ.
2 - مُلْتزم، من يتعهَّد ويلتزم إلى صاحب العمل بإنجاز عمل يعهد به إليه "متعهِّد فنِّي" ° متعهِّد البناء: المتَّفِق على تزويده بالموادّ والخدمات بسعر مُعيَّن وخاصّة للبناء- متعهِّد المؤن: شخص مُوَكَّل بشراء المؤن في كُلِّيّة أو دير. 

مُعاهَد [مفرد]:
1 - اسم مفعول من عاهدَ.
2 - ذمِّيّ "مَنْ قَتَلَ مُعَاهدًا لَمْ يَقْبَلِ اللهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلاَ عَدْلاً [حديث] ". 

معاهَدة [مفرد]:
1 - مصدر عاهدَ.
2 - (قن) اتّفاق بين دولتين أو أكثر لتنظيم علاقات معيَّنة بينهما "معاهدة سلام- معاهدات متعدِّدة الأطراف- معاهدة تحالف ومساعدات متبادلة" ° معاهدة ثنائيّة: معاهدة بين دولتين أو طرفين.
• معاهَدة حُسْن الجِوار: (سة) معاهدة اتِّفاق وصداقة بين دولتين متجاورتين أو أكثر. 

مَعْهَد [مفرد]: ج مَعاهِدُ: اسم مكان من عهِدَ/ عهِدَ إلى: مؤسَّسة للتعليم أو البحث "معهد تحفيظ القرآن الكريم/ الدّراسات التربويَّة". 
[عهد] وأنا على "عهدك" ووعدك ما استطعت، أي مقيم على ما عاهدتك عليه من الإيمان بك والإقرار بوحدانيتك، قوله: ما استطعت، نظر للقدر السابق أي إن كان قد جرى القضاء أن أنقض العهد يومًا فإني أخلد عند ذلك إلى التنصل والاعتذار لعدم الاستطاعة في دفع قضائك، وقيل: أي متمسك بما عهدته من الأمر والنهي وميلي العذر. في الوفاء قدر الوسع وإن كنت لا أقدر أن أبلغ كنه الواجب فيه. ط: ووعدك أي موقن بما وعدتني من البعث والثواب والعقاب، واشتراط الاستطاعة اعتراف بالعجز. نه: وفيه: لا يقتل مؤمن بكافر ولا ذو "عهد" في "عهده"، أي ولا ذو ذمة في ذمته ولا مشرك أعطى أمانًا فدخل دار الإسلام، معناه عند الشافعي: لا يقتل مسلم بكافر مطلقًا حربيًا أو ذميًا مشركًا أو كتابيًا، وفائدة ولا ذو عهد أنه لما نفى قتل المسلم بالكافر ظن أن قتل المعاهد كذلك فقال: لا يقتل ذو عهد، وأبو حنيفة خص الكافر بالحربي لأن المسلم يقتل عنده بالذمي فاحتاج أن يضمر شيئًا ويجعل في الكلام تقديمًا وتأخيرًا فالتقدير: لا يقتل مسلم ولا ذو عهد في عهده بكافر حربي. وفيه: من قتل "معاهدًا" لم يقبل الله- إلخ، يجوز كسر هائه وفتحها، والفتح أشهر وأكثر، وهو من كان بينه وبينك عهد، وأكثر ما يطلق في الحديث على الذمي. ومنه ح: ولا لقطة "معاهد"، أي لا يجوز أن يتملك لقطته الموجودة من ماله لأنه معصوم المال كالذمي، والعهد يكون بمعنى اليمين والأمان والذمةو"ادع لنا ربك بما "عهد" عندك" وهو النبوة أي ادع متوسلًا إليه بعهده. ك: بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم "عهد" قبلهم، فإن قيل: كيف جاز بعث الجيش إلى المعاهدين وما معنى قبلهم- بكسر قاف وفتح موحدة وبلفظ ضد بعد؟ قلت: معناه بعث إلى ناس من المشركين أي غير المعاهدين والحال أن بين ناس منهم هم قدام المبعوث إليهم أو مقابلتهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد يعني رعلًا وذكوان وعصية فغدر المعاهدون وقتلوا القراء المبعوثين لإمدادهم على عدوهم- ويتم في غدة.

عهد: قال الله تعالى: وأَوفوا بالعهد إِن العهدَ كان مسؤولاً؛ قال

الزجاج: قال بعضهم: ما أَدري ما العهد، وقال غيره: العَهْدُ كل ما عُوهِدَ

اللَّهُ عليه، وكلُّ ما بين العبادِ من المواثِيقِ، فهو عَهْدٌ. وأَمْرُ

اليتيم من العهدِ، وكذلك كلُّ ما أَمَرَ الله به في هذه الآيات ونَهى عنه.

وفي حديث الدُّعاءِ: وأَنا على عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما استَطَعْتُ أَي أَنا

مُقِيمٌ على ما عاهَدْتُك عليه من الإِيمان بك والإِقرار بوَحْدانيَّتِك

لا أَزول عنه، واستثنى بقوله ما استَطَعْتُ مَوْضِع القَدَرِ السابقِ في

أَمره أَي إِن كان قد جرى القضاءُ أَنْ أَنْقُضَ العهدَ يوماً ما فإِني

أُخْلِدُ عند ذلك إِلى التَّنَصُّلِ والاعتذار، لعدم الاستطاعة في دفع ما

قضيته علي؛ وقيل: معناه إِني مُتَمَسِّكٌ بما عَهِدْتَه إِليّ من أَمرك

ونهيك ومُبْلي العُذْرِ في الوفاءِ به قَدْرَ الوُسْع والطاقة، وإِن كنت

لا أَقدر أَن أَبلغ كُنْهَ الواجب فيه. والعَهْدُ: الوصية، كقول سعد حين

خاصم عبد بن زمعة في ابن أَمَتِهِ فقال: ابن أَخي عَهِدَ إِليّ فيه أَي

أَوصى؛ ومنه الحديث: تمَسَّكوا بعهد ابن أُمِّ عَبْدٍ أَي ما يوصيكم به

ويأْمرُكم، ويدل عليه حديثه الآخر: رضِيتُ لأُمَّتي ما رضيَ لها ابنُ أُمِّ

عَبْدٍ لمعرفته بشفقته عليهم ونصيحته لهم، وابنُ أُم عَبْدٍ: هو عبدالله

بن مسعود.

ويقال: عهِد إِلي في كذا أَي أَوصاني؛ ومنه حديث عليّ، كرم الله وجهه:

عَهِدَ إِليّ النبيُّ الأُمّيُّ أَي أَوْصَى؛ ومنه قوله عز وجل: أَلم

أَعْهَدْ إِليكم يا بني آدم؛ يعني الوصيةَ والأَمر. والعَهْدُ: التقدُّم إِلى

المرءِ في الشيءِ. والعهد: الذي يُكتب للولاة وهو مشتق منه، والجمع

عُهودٌ، وقد عَهِدَ إِليه عَهْداً. والعَهْدُ: المَوْثِقُ واليمين يحلف بها

الرجل، والجمع كالجمع. تقول: عليّ عهْدُ الله وميثاقُه، وأَخذتُ عليه عهدَ

الله وميثاقَه؛ وتقول: عَلَيَّ عهدُ اللهِ لأَفعلن كذا؛ ومنه قول الله

تعالى: وأَوفوا بعهد الله إِذا عاهدتم؛ وقيل: وليُّ العهد لأَنه وليَ

الميثاقَ الذي يؤْخذ على من بايع الخليفة. والعهد أَيضاً: الوفاء. وفي

التنزيل: وما وجدنا لأَكثرِهم من عَهْدٍ؛ أَي من وفاء؛ قال أَبو الهيثم:

العهْدُ جمع العُهْدَةِ وهو الميثاق واليمين التي تستوثقُ بها ممن يعاهدُك،

وإِنما سمي اليهود والنصارى أَهلَ العهدِ: للذمة التي أُعْطُوها والعُهْدَةِ

المُشْتَرَطَةِ عليهم ولهم. والعَهْدُ والعُهْدَةُ واحد؛ تقول: بَرِئْتُ

إِليك من عُهْدَةِ هذا العبدِ أَي مما يدركُك فيه من عَيْب كان معهوداً

فيه عندي. وقال شمر: العَهْد الأَمانُ، وكذلك الذمة؛ تقول: أَنا

أُعْهِدُك من هذا الأَمر أَي أُؤْمِّنُك منه أَو أَنا كَفيلُك، وكذلك لو اشترى

غلاماً فقال: أَنا أُعْهِدُك من إِباقه، فمعناه أَنا أُؤَمِّنُك منه

وأُبَرِّئُكَ من إِباقه؛ ومنه اشتقاق العُهْدَة؛ ويقال: عُهْدَتُه على فلان أَي

ما أُدْرِك فيه من دَرَكٍ فإِصلاحه عليه. وقولهم: لا عُهْدَة أَي لا

رَجْعَة. وفي حديث عقبة بن عامر: عُهْدَةُ الرقيقِ ثلاثة أَيامٍ؛ هو أَن

يَشْتَرِي الرقيقَ ولا يَشْترِطَ البائعُ البَراءَةَ من العيب، فما أَصاب

المشترى من عيب في الأَيام الثلاثة فهو من مال البائع ويردّ إِن شاء بلا

بينة، فإِن وجد به عيباً بعد الثلاثة فلا يرد إِلا ببينة. وعَهِيدُك:

المُعاهِدُ لك يُعاهِدُك وتُعاهِدُه وقد عاهده؛ قال:

فَلَلتُّرْكُ أَوفى من نِزارٍ بعَهْدِها،

فلا يَأْمَنَنَّ الغَدْرَ يَوْماً عَهِيدُها

والعُهْدةُ: كتاب الحِلْفِ والشراءِ. واستَعْهَدَ من صاحبه: اشترط عليه

وكتب عليه عُهْدة، وهو من باب العَهد والعُهدة لأَن الشرط عَهْدٌ في

الحقيقة؛ قال جرير يهجو الفرزدق حين تزوّج بنت زِيقٍ:

وما استَعْهَدَ الأَقْوامُ مِن ذي خُتُونَةٍ

من الناسِ إِلاَّ مِنْكَ، أَو مِنْ مُحارِبِ

والجمعُ عُهَدٌ. وفيه عُهْدَةٌ لم تُحْكَمْ أَي عيب. وفي الأَمر

عُهْدَةٌ إِذا لم يُحْكَمْ بعد. وفي عَقْلِه عُهْدَةٌ أَي ضعف. وفي خَطِّه عُهدة

إِذا لم يُقِم حُروفَه. والعَهْدُ: الحِفاظُ ورعايةُ الحُرْمَة. وفي

الحديث أَن عجوزاً دخلت على النبي، صلى الله عليه وسلم، فسأَل بها وأَحفى

وقال: إِنها كانت تأْتينا أَيام خديجة وإِن حُسن العهد من الإِيمان. وفي

حديث أُم سلمة: قالت لعائشة: وتَرَكَتْ عُهَّيْدَى (قوله «وتركت عهيدى» كذا

بالأصل والذي في النهاية وتركت عهيداه) العُهَّيْدَى، بالتشديد والقصر،

فُعَّيْلى من العَهْدِ كالجُهَّيْدَى من الجَهْدِ، والعُجَّيْلى من

العَجَلة. والعَهْدُ: الأَمانُ. وفي التنزيل: لا يَنَالُ عَهْدِي الظالمين،

وفيه: فأَتِمُّوا إِليهم عَهْدَهُم إِلى مدَّتِهم. وعاهَدَ الذِّمِّيَّ:

أَعطاهُ عَهْداً، وقيل: مُعَاهَدَتُه مُبايَعَتُه لك على إِعطائه الجزية

والكفِّ عنه. والمُعَاهَدُ: الذِّمِّيُّ. وأَهلُ العهدِ: أَهل الذمّة،

فإِذا أَسلموا سقط عنهم اسم العهد. وتقول: عاهدْتُ اللَّهَ أَن لا أَفعل كذا

وكذا؛ ومنه الذمي المعاهَدُ الذي فُورِقَ فَأُومِرَ على شروط استُوثِقَ

منه بها، وأُوِمن عليها، فإِن لم يفِ بها حلّ سَفْكُ دمِه. وفي الحديث:

إِنَّ كَرَمَ العَهْدِ من الإِيمانِ أَي رعاية المَوَدَّة. وفي الحديث عن

النبي، صلى الله عليه وسلم: لا يُقْتَلُ مُؤمنٌ بكافِرٍ، ولا ذو عهْد في

عَهْدِه؛ معناه لا يُقتل مؤمن بكافر، تمّ الكلام، ثم قال: ولا يُقْتَلُ

أَيضاً ذو عهد أَي ذو ذِمَّة وأَمان ما دام على عهده الذي عُوهِدَ عليه،

فنهى، صلى الله عليه وسلم، عن قتل المؤْمن بالكافر، وعن قتل الذمي المعاهد

الثابت على عهده. وفي النهاية: لا يقتل مؤمن بكافر ولا ذو عهد في عهده

أَي ولا ذو ذمة في ذمته، ولا مشرك أُعْطِيَ أَماناً فدخل دار الإِسلام، فلا

يقتل حتى يعودَ إِلى مَأْمَنِه. قال ابن الأَثير: ولهذا الحديث تأْويلان

بمقتضى مذهبي الشافعي وأَبي حنيفة: أَما الشافعي فقال لا يقتل المسلم

بالكافر مطلقاً معاهداً كان أَو غير معاهد حربيّاً كان أَو ذميّاً مشركاً

أَو كتابياً، فأَجرى اللفظ على ظاهره ولم يضمر له شيئاً فكأَنه نَهَى عن

قتل المسلم بالكافر وعن قتل المعاهد، وفائدة ذكره بعد قوله لا يقتل مسلم

بكافر لئلا يَتَوهَّمَ مُتَوَهِّمٌ أَنه قد نَفَى عنه القَوَدَ بقَتْله

الكافرَ، فيَظُّنَّ أَنَّ المعاهَدَ لو قَتَلَ كان حكمه كذلك فقال: ولا

يقتل ذُو عَهْدٍ في عهدِه، ويكون الكلام معطوفاً على ما قبله منتظماً في

سلكه من غير تقدير شيء محذوف؛ وأَما أَبو حنيفة فإِنه خَصَّصَ الكافرَ في

الحديث بالحرْبيِّ دون الذِّمِّي، وهو بخلاف الإِطلاق، لأَن من مذهبه أَن

المسلم يقتل بالذمي فاحتاج أَن يضمر في الكلام شيئاً مقدراً ويجعلَ فيه

تقديماً وتأْخيراً فيكون التقدير: لا يقتل مسلم ولا ذو عهد في عهده بكافر

أَي لا يقتل مسلم ولا كافر معاهد بكافر، فإِن الكافرَ قد يكون معاهداً

وغير معاهد. وفي الحديث: مَن قَتَلَ مُعَاهَِداً لم يَقْبَلِ اللَّهُ منه

صَرْفاً ولا عَدلاً؛ يجوز أَن يكون بكسر الهاء وفتحها على الفاعل والمفعول،

وهو في الحديث بالفتح أَشهر وأَكثر. والمعاهدُ: مَن كان بينك وبينه عهد،

وأَكثر ما يطلق في الحديث على أَهل الذمة، وقد يطلق على غيرهم من الكفار

إِذا صُولحوا على ترك الحرب مدَّة ما؛ ومنه الحديث: لا يحل لكم كذا وكذا

ولا لُقَطَةُ مُعَاهد أَي لا يجوز أَن تُتَمَلَّك لُقَطَتُه الموجودة من

ماله لأَنه معصوم المال، يجري حكمه مجرى حكم الذمي. والعهد: الالتقاء.

وعَهِدَ الشيءَ عَهْداً: عرَفه؛ ومن العَهْدِ أَن تَعْهَدَ الرجلَ على حال

أَو في مكان، يقال: عَهْدِي به في موضع كذا وفي حال كذا، وعَهِدْتُه

بمكان كذا أَي لَقِيتُه وعَهْدِي به قريب؛ وقول أَبي خراش الهذلي:

ولم أَنْسَ أَياماً لَنا ولَيالِياً

بِحَلْيَةَ، إِذْ نَلْقَى بها ما نُحاوِلُ

فَلَيْسَ كعَهْدِ الدارِ، يا أُمَّ مالِكٍ،

ولكِنْ أَحاطَتْ بالرِّقابِ السَّلاسِلُ

أَي ليس الأَمر كما عَهِدْتِ ولكن جاء الإِسلامُ فهدم ذلك، وأَراد

بالسلاسل الإِسلامَ وأَنه أَحاط برقابنا فلا نسْتَطِيعُ أَن نَعْمَلَ شيئاً

مكروهاً. وفي حديث أُم زرع: ولا يَسْأَلُ عمَّا عَهِدَ أَي عما كان

يَعْرِفُه في البيت من طعام وشراب ونحوهما لسخائه وسعة نفسه.

والتَّعَهُّدُ: التَّحَفُّظُ بالشيء وتجديدُ العَهْدِ به، وفلان

يَتَعَهَّدُه صَرْعٌ. والعِهْدانُ: العَهْدُ. والعَهْدُ: ما عَهِدْتَه

فَثافَنْتَه. يقال: عَهْدِي بفلان وهو شابٌّ أَي أَدركتُه فرأَيتُه كذلك؛ وكذلك

المَعْهَدُ. والمَعْهَدُ: الموضعُ كنتَ عَهِدْتَه أَو عَهِدْت هَوىً لك أَو

كنتَ تَعْهَدُ به شيئاً، والجمعُ المَعَاهِدُ.

والمُعاهَدَةُ والاعْتِهادُ والتعاهُدُ والتَّعَهُّدُ واحد، وهو إِحداثُ

العَهْدِ بما عَهِدْتَه. ويقال للمحافظ على العَهْدِ: مُتَعَهِّدٌ؛ ومنه

قول أَبي عطاء السنديّ وكان فصيحاً يرثي ابن هُبَيرَة:

وإِنْ تُمْسِ مَهْجُورَ الفِناءِ فَرُبَّما

أَقامَ به، بَعْدَ الوُفُودِ، وُفُودُ

فإِنَّكَ لم تَبْعُدْ على مُتعَهِّدٍ،

بَلى كلُّ مَنْ تَحْتَ التُّرابِ بعِيدُ

أَراد: محافظ على عَهْدِكَ بِذِكْرِه إِياي

(* قوله «بذكره اياي» كذا

بالأَصل ولعله بذكره إياه). ويقال: متى عَهْدُكَ بفلان أَي متى رُؤْيَتُك

إِياه. وعَهْدُه: رؤيتُه. والعَهْدُ: المَنْزِلُ الذي لا يزال القوم إِذا

انْتَأَوْا عنه رجعوا إِليه، وكذلك المَعْهَدُ.

والمعهودُ: الذي عُهِدَ وعُرِفَ. والعَهْدُ: المنزل المعهودُ به الشيء،

سمي بالمصدر؛ قال ذو الرمة:

هَلْ تَعْرِفُ العَهْدَ المُحِيلَ رَسْمُه

وتعَهَّدَ الشيء وتَعَاهَدَه واعْتَهَدَه: تَفَقَّدَهُ وأَحْدَثَ

العَهْدَ به؛ قال الطرماح:

ويُضِيعُ الذي قدَ آوجبه الله

عَلَيْه، وليس يَعْتَهِدُهْ

وتَعَهَّدْتُ ضَيْعَتي وكل شيء، وهو أَفصح من قولك تَعاهَدْتُه لأَن

التعاهدَ إِنما يكون بين اثنين. وفي التهذيب: ولا يقال تعاهَدتُه، قال:

وأَجازهما الفراء.

ورجل عَهِدٌ، بالكسر: يتَعاهَدُ الأُمورَ ويحب الولاياتِ والعُهودَ؛ قال

الكميت يمدح قُتَيْبَة بن مسلم الباهليّ ويذكر فتوحه:

نامَ المُهَلَّبُ عنها في إِمارتِه،

حتى مَضَتْ سَنَةٌ، لم يَقْضِها العَهِدُ

وكان المهلب يحب العهود؛ وأَنشد أَبو زيد:

فَهُنَّ مُناخاتٌ يُجَلَّلْنَ زِينَةً،

كما اقْتانَ بالنَّبْتِ العِهادُ المُحَوَّفُ،

المُحَوَّفُ: الذي قد نَبَتَتْ حافتاه واستدارَ به النباتُ. والعِهادُ:

مواقِعُ الوَسْمِيّ من الأَرض. وقال الخليل: فِعْلٌ له مَعْهُودٌ ومشهودٌ

ومَوْعودٌ؛ قال: مَشْهود يقول هو الساعةَ، والمعهودُ ما كان أَمْسِ،

والموعودُ ما يكون غداً.

والعَهْدُ، بفتح العين: أَوَّل مَطَرٍ والوَليُّ الذي يَلِيه من

الأَمطار أَي يتصل به. وفي المحكم: العَهْدُ أَوَّل المطر الوَسْمِيِّ؛ عن ابن

الأَعرابي، والجمع العِهادُ. والعَهْدُ: المطرُ الأَوَّل. والعَهْدُ

والعَهْدَةُ والعِهْدَةُ: مطرٌ بعد مطرٍ يُدْرِك آخِرُهُ بَلَلَ أَوّله؛ وقيل:

هو كل مطرٍ بعد مطر، وقيل: هو المَطْرَةُ التي تكون أَوّلاً لما يأْتي

بعْدها، وجمعها عِهادُ وعُهودٌ؛ قال:

أَراقَتْ نُجُومُ الصَّيْفِ فيها سِجالَها،

عِهاداً لِنَجْمِ المَرْبَعِ المُتَقَدِّمِ

قال أَبو حنيفة: إِذا أَصاب الأَرضَ مطر بعد مطر، وندى الأَوّل باق،

فذلك العَهْدُ لأَن الأَوّل عُهِدَ بالثاني. قال: وقال بعضهم العِهادُ:

الحديثةُ من الأَمطارِ؛ قال: وأَحسبه ذهب فيه إِلى قول الساجع في وصف الغيث:

أَصابَتْنا دِيمَةٌ بعد دِيمَةٍ على عِهادٍ غيرِ قَدِيمةٍ؛ وقال ثعلب:

على عهاد قديمة تشبع منها النابُ قبل الفَطِيمَةِ؛ وقوله: تشبعُ منها الناب

قبل الفطيمة؛ فسره ثعلب فقال: معناه هذا النبت قد علا وطال فلا تدركه

الصغيرة لطوله، وبقي منه أَسافله فنالته الصغيرة. وقال ابن الأَعرابي:

العِهادُ ضعيفُ مطرِ الوَسْمِيِّ ورِكاكُه.

وعُهِدَتِ الرَّوْضَةُ: سَقَتْها العَِهْدَةُ، فهي معهودةٌ. وأَرض

معهودةٌ إِذا عَمَّها المطر. والأَرض المُعَهَّدَةُ تَعْهِيداً: التي تصيبها

النُّفْضَةُ من المطر، والنُّفْضَةُ المَطْرَةُ تُصِيبُ القِطْعة من

الأَرض وتخطئ القطعة. يقال: أَرض مُنَفَّضَةٌ تَنْفيضاً؛ قال أَبو

زبيد:أَصْلَبيٌّ تَسْمُو العُيونُ إِليه،

مُسْتَنيرٌ، كالبَدْرِ عامَ العُهودِ

ومطرُ العُهودِ أَحسن ما يكونُ لِقِلَّةِ غُبارِ الآفاقِ؛ قيل: عامُ

العُهودِ عامُ قِلَّةِ الأَمطار.

ومن أَمثالهم في كراهة المعايب: المَلَسَى لا عُهْدَةَ له؛ المعنى ذُو

المَلَسَى لا عهدة له. والمَلَسَى: ذهابٌ في خِفْيَةٍ، وهو نَعْتٌ

لِفَعْلَتِه، والمَلَسى مؤنثة، قال: معناه أَنه خرج من الأَمر سالماً فانقضى عنه

لا له ولا عليه؛ وقيل: المَلَسى أَن يَبيعَ الرجلُ سِلْعَةً يكون قد

سرَقَها فَيَمَّلِس ويَغِيب بعد قبض الثمن، وإِن استُحِقَّتْ في يَدَيِ

المشتري لم يتهيأْ له أَن يبيعَ البائعُ بضمان عُهْدَتِها لأَنه امَّلَسَ

هارباً، وعُهْدَتُها أَن يَبيعَها وبها عيب أَو فيها استحقاق لمالكها. تقول:

أَبيعُك المَلَسى لا عُهْدَة أَي تنملسُ وتَنْفَلتُ فلا ترجع إِليّ.

ويقال في المثل: متى عهدكَ بأَسفلِ فيكَ؟ وذلك إِذا سأَلته عن أَمر قديم

لا عهد له به؛ ومِثْلُه: عَهْدُك بالفالياتِ قديمٌ؛ يُضْرَبُ مثلاً

للأَمر الذي قد فات ولا يُطْمَعُ فيه؛ ومثله: هيهات طار غُرابُها

بِجَرادَتِك؛ وأَنشد:

وعَهْدي بِعَهْدِ الفالياتِ قَديمُ

وأَنشد أَبو الهيثم:

وإِني لأَطْوي السِّرَّ في مُضْمَرِ الحَشا،

كُمونَ الثَّرَى في عَهْدَةٍ ما يَريمُها

أَراد بالعَهْدَةِ مَقْنُوءَةً لا تَطْلُعُ عليها الشمسُ فلا يريمها

الثرى. والعَهْدُ: الزمانُ.

وقريةٌ عَهِيدَةٌ أَي قديمة أَتى عليها عَهْدٌ طويلٌ.

وبنو عُهادَةَ: بُطَيْنٌ من العرب.

عهد

1 عَهِدَ إِلَيْهِ, (S, A, &c.,) aor. ـَ (Msb,) inf. n. عَهْدٌ, (TA,) He enjoined, charged, bade, ordered, or commanded, him; (S, A, Mgh, O, Msb, K, TA;) as also مِنْهُ ↓ استعهد. (A.) One says, عَهِدْتُ إِلَيْهِ بِالأَمْرِ I enjoined him, or charged him, &c., to do the thing. (Msb.) And it is said in the Kur [xxxvi. 60], أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِى آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ [Did I not enjoin you, or charge you, &c., O sons of Adam, that ye should not serve the Devil? or, saying, Serve not ye the Devil?]. (O, Msb.) [And in the same, ii. 119, وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرٰهِيمَ وَإِسْمٰعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِى And we enjoined, or charged, &c., Abraham and Ishmael, saying, Purify ye my house.] And one says also, عَهِدَ إِلَيْه فِيهِ, meaning تَقَدَّمَ [i. e. He enjoined him, or charged him, &c., respecting it, or to do it]. (TK.) And He obliged him to do it. (L in art. عقد.) b2: Also He imposed a condition, or conditions, upon him; (A;) and so مِنْهُ ↓ استعهد: (A, K:) which latter signifies (O, K) also (K) he wrote a statement of a compact, covenant, confederacy, or league, as binding upon him. (O, K.) b3: And He made a compact, contract, covenant, or the like, with him; or a promise to him. (MA.) [See also 3.] b4: And عَهِدَ إِلَىَّ فُلَانٌ فِى

كَذَا Such a one was, or became, or made himself, responsible, answerable, accountable, amenable, surety, or guarantee, to me, for, or in respect of, such a thing. (TK.) A2: عَهِدَ وَعْدَهُ, inf. n. عَهْدٌ, He fulfilled his promise. (TK.) b2: And عَهِدَ الحُرْمَةَ, inf. n. as above, He was mindful, regardful, or observant, of that which should be sacred, or inviolable; or of that which was entitled to reverence, respect, honour, or defence. (TK.) A3: عَهِدَهُ, (S, Mgh, Msb,) inf. n. عَهْدٌ, (Msb, K,) He met, or met with, him, or it, (S, Mgh, Msb, K, *) بِمَكَانِ كَذَا in such a place. (S, Mgh, Msb.) [See also عَهْدٌ below.] b2: And He knew, or was acquainted with, him, or it, (Msb, K, * TA,) عَلَى حَالٍ in a state, or condition, or فِى مَكَانٍ in a place. (TA.) And عُهِدَ He, or it, was known. (S, O.) One says, الأَمْرُ كَمَا عَهِدْتَ The affair, or case, was as thou knewest. (Msb.) And the saying of Umm-Zara, وَلَا يَسْأَلُ عَمَّا عَهِدَ (O, TA,) means Nor used he to ask respecting that which he saw, (O,) or that which he knew, (TA,) in the tent, or house, by reason of his liberality. (O, TA.) [See, again, عَهْدٌ below.]

A4: عُهِدَتِ الأَرْضُ, (S,) or الرَّوْضَةُ, (A,) The land, or the meadow, was rained upon (S, A) by the rain called عَهْدَة [or عَهْد]: (A:) and عُهِدَ المَكَانُ [in the CK بالمَكَانِ] the place was rained upon by the rain called عهْد, i. e. the first of the rain called الوَسْمِىّ: (K:) or was altogether rained upon. (TA.) 3 مُعَاهَدَةٌ is between two persons; (O;) signifying The uniting with another in a compact, a contract, a covenant, an agreement, a confederacy, a league, a treaty, or an engagement, (Msb,) عَلَى

كَذَا [respecting, or to do, such a thing]. (MA.) You say, يُعَاهِدُكَ وَتُعَاهِدُهُ [He makes a compact, &c., with thee, and thou makest a compact, &c., with him]. (S, O.) [See also عَهِدَ إِلَيْهِ.] b2: and عاهدهُ He swore to him. (K in this art., and Mgh in art. وثق.) A2: See also 5.4 أَنَا أُعْهِدُكَ مِنْ إِبَاقِهِ, (ISh, O, K,) inf. n.إِعْهَادٌ, (K,) I hold thee clear of responsibility for his running away: (ISh, O, K, TA:) said by one who has purchased a slave. (TA.) And in like manner, أَنَا أُعْهِدُكَ مِنْ هَذٰا الأَمْرِ I hold thee, or make thee, secure from this thing. (TA.) Hence the term ↓ عُهْدَةٌ. (TA.) And the latter phrase signifies [also] I am responsible for thy security from this thing. (ISh, O, K.) 5 تعهّدهُ He renewed his acquaintance with it, or his knowledge of it; (S, O, L, Msb, K;) this is the proper signification; (Msb;) as also ↓ اعتهدهُ; (O, * L, K;) and ↓ تعاهدهُ; (L, K;) and ↓ عاهدهُ, inf. n. مُعَاهَدَةٌ: (L:) and he sought it, or sought for it or after it, it being absent from him; syn. تَفَقَّدَهُ; as also ↓ تعاهدهُ, and ↓ اعتهده: (K:) or تعهّدهُ and تفقّدهُ are used, by some, each in the place of the other; but accord. to Er-Rághib and many others, the former signifies he sought, or sought leisurely or repeatedly, to obtain knowledge of it, having known of it before; and the latter, he sought, or sought leisurely or repeatedly, to obtain knowledge of it, having lost it: (MF in art. فقد:) or تعهّدهُ signifies he renewed his acquaintance with it, or his knowledge of it, and sought, or sought leisurely or repeatedly, to find means of rectifying it, reforming it, or putting it into a good or right or proper state: (IDrst, TA:) or he came to it, and rectified it, reformed it, or put it into a good or right or proper state: (Mgh:) or as first expl. above, and also he returned to it time after time, or went frequently to it, and rectified it, reformed it, or put it into a good or right or proper state: (Msb:) or, simply, [as also ↓ تعاهدهُ,] he returned, or recurred, to it time after time, [see an instance voce أَخْرَقُ,] or went frequently to it: (Et-Tedmuree, TA:) and also [i. e. both signify also he paid repeated, or frequent, attention to it; or] he was careful, or mindful, of it; or attentive to it. (S, O, Msb. *) One says also, تَعَهَّدْتُ فُلَانًا [I renewed my acquaintance with such a one; repaired, or betook myself, to him frequently; paid frequent attention to him; or simply paid attention to him]. (S, O.) And تَعَهَّدْتُ ضَيْعَتِى, (S, O, Mgh,) properly signifying I renewed my acquaintance with, or my knowledge of, my estate, is used as meaning I came to my estate, and put it into a good or right or proper condition: (Mgh:) [or I paid repeated, or frequent, or much, attention to it, taking good and effectual care of it; I husbanded it well:] or, accord. to IDrst, the verb here has the meaning given above on his authority: or, accord. to Ed-Tedmuree, the meaning is that given above as his explanation; and is from عَهْدٌ as signifying “ rain that falls after other rain,” or from the same word as signifying “ a place of abode in which one has known a thing: ” (TA:) and one may say also ↓ تَعَاهَدْتُ; (Fr, ISk, Mgh;) but تَعَهَّدْتُ is more chaste, (El-Fá- rábee, S, O, Msb,) because ↓ تَعَاهُدٌ is only between two [or more]: (S, O:) or تعاهدت is not allowable, (Az, AHát, Th, IF, Msb,) for the reason just mentioned: (IF, Msb:) Az says that six Arabs of the desert, of chaste speech, being asked in the presence of himself and of Yoo, one after another, whether they said تعهّدت ضيعتى or ↓ تعاهدت, all answered, تعهّدت. (AHát, TA.) One also says, of a man, يَتَعَهَّدُهُ صَرْعٌ [Epilepsy befalls him repeatedly, or time after time]. (S, O.) 6 تعاهدوا They united in a compact, a contract, a covenant, an agreement, a confederacy, a league, a treaty, or an engagement, [عَلَى كَذَا respecting, or to do, such a thing;] syn. تَعَاقَدُوا, (S and K in art. عقد,) and تَحَالَفُوا. (S and K in art. حلف.) A2: See also 5, in six places.8 إِعْتَهَدَ see 5, near the beginning, in two places.10 إِسْتَعْهَدَ see 1, former half, in two places. b2: One says also, اسْتَعْهَدْتُهُ مِنْ نَفْسِهِ, meaning I made him responsible for accidents [arising, or that might arise,] from himself. (O, K. *) عَهْدٌ [an inf. n. of 1, q. v.: used as a simple subst.,] An injunction, a charge, a bidding, an order, or a command. (S, A, Mgh, O, Msb, K, TA.) [Pl. in this and other senses عُهُودٌ.] عَهْدِى

أَنْ لَا آخُذَ مِنْ رَاضِعٍ شَيْئًا, occurring in a trad., is a phrase tropically abridged, meaning (tropical:) It is in the injunction, or charge, prescribed as obligatory on me [that I should not take anything from a suckling]. (Mgh.) b2: A compact, a contract, a covenant, an agreement, a confederacy, a league, a treaty, an engagement, a bond, an obligation, or a promise: (S, A, Mgh, O, L, Msb, K, TA:) pl. عُهُودٌ: or, accord. to AHeyth, ↓ عَهْدَةٌ has this this meaning, and عَهْدٌ is its pl. [or rather a coll. gen. n.]. (TA.) Hence وَلِىُّ عَهْدٍ The suc-cessor by virtue of a covenant of a Khaleefeh [or King]. (TA.) [And وِلَايَةُ عَهْدٍ The succession by virtue of a covenant.] b3: Protection, or safeguard; a promise, or an assurance, of security or safety; responsibility, or suretiship; syn. أَمَانٌ; and ذِمَّةٌ; (Sh, S, A, O, Msb, K;) and ضَمَانٌ; (O, K;) as also ↓ عُهَّيْدَى [in the O ↓ عُهَيْدَى] and ↓ عِهْدَانٌ [which last is said in the S and O to be syn. with عَهْدٌ, but in what sense is not there specified]. (K.) Hence, ذُو عَهْدٍ, an appel-lation given to a Christian, and a Jew, [and a Sabian, who is a subject of a Muslim government,] meaning One between whom and the Muslims a compact, or covenant, subsists, whereby the latter are responsible for his security [and freedom and toleration] as long as he acts agreeably to the compact [by living peaceably with them and paying a poll-tax]; (Mgh, * Msb, * TA;) [i. e. a free non-Muslim subject of a Muslim government;] as also ↓ مُعَاهِدٌ and ↓ مُعَاهَدٌ, the act. and pass. forms being both applied to such a person because the compact is mutual; (Msb;) both syn. with ذِمِّىٌّ: (S:) persons of this description are called collectively أَهْلُ العَهْدِ. (TA.) b4: An oath: (S, A, O, K:) pl. عُهُودٌ: or, accord. to AHeyth, ↓ عَهْدَةٌ signifies an oath whereby one secures himself against him with whom he makes a compact, contract, covenant, or the like, and عَهْدٌ is its pl. [or rather a coll. gen. n.]. (TA.) [But it is generally used as a sing.: hence,] one says, عَلَىَّ عَهْدُ اللّٰهِ لَأَفْعَلَنَّ كَذَا [The oath by attestation of God is binding on me that I will assuredly do such a thing]. (S, O.) b5: A writ, or diploma, of appointment to the office of a prefect or governor or the like: (S, O, K:) pl. عُهُودٌ. (TA.) b6: Defence of those persons, or things, that should be sacred, or inviolable, or that are entitled to reverence, respect, honour, or defence; (S, A, O, K;) and mindfulness, regard, or observance, (S, K,) of such things, (K,) or of love, or affection; occurring in this sense in a trad., in which it is said that generosity therein is a point of religion. (S.) b7: Fulfilment of a promise or the like. (O, K.) So in the Kur vii. 100. (O.) b8: The assertion of the unity of God: whence, إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمٰنِ عَهْدًا [Except such as hath made a covenant with the Compassionate to assert his unity], (O, K,) in the Kur [xix. 90]: (O:) and the words of a trad. relating to prayer, أَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ I am persevering in the observance of my covenant and promise to Thee to believe in Thee and to assert thy unity incessantly [as far as I am able]. (TA.) A2: Also A time; (S, * A, K;) and so ↓ عِهْدَانٌ. (A, TA.) One says, كَانَ عَلَى عَهْدِ فُلَانٍ and ↓ عِهْدَانِهِ It was in the time of such a one. (A.) And كَانَ ذٰلِكَ فِى عَهْدِ شَبَابِى That was in the time of my youth, or young manhood. (TK.) And أَتَى عَلَيْهَا عَهْدٌ طَوِيلٌ [Over which a long time has passed]. (S, in explanation of قَرْيَةٌ عَهِيدَةٌ meaning قَدِيمَةٌ.) b2: One says also, عَهْدِى بِهِ قَرِيبٌ i. e. My meeting [with him, or it, was a short time ago]. (S, * Msb.) And هُوَ قَرِيبُ العَهْدِ بَكَذَا He knew, or was acquainted with, such a thing, and was in such a state, or condition, recently, or a short time ago. (Msb. [And in like manner one says حَدِيثُ العَهْدِ and حَدِيثُ عَهْدٍ.]) And عَهْدِى بِهِ بِمَوْضِعِ كَذَا, (K, TA,) and فِى حَالِ كَذَا, (TA,) I met, or met with, or I knew, [or I saw,] him, or it, in such a place, (K, TA,) and in such a state, or condition. (TA.) And مَا لِى عَهْدٌ بِهِ [I have not any knowledge of, or acquaintance with, him, or it]. (A.) And مَتَى عَهْدُكَ بِفُلَانٍ When didst thou meet, or meet with, such a one? (Mgh:) or see such a one? (TA.) And مَتَى عَهْدُكَ بِالخُفِّ When didst thou wear the boots? (Mgh.) and مَتَى عَهْدُكَ بِأَسْفَلِ فِيكَ [When didst thou see the lower part of thy mouth?]: a prov.; said in asking a person respecting an old affair of which he has no knowledge. (L.) The saying of the poet, (Aboo-Khirásh El-Hudhalee, TA, and so in a copy of the S,) فَلَيْسَ كَعَهْدِ الدَّارِ يَا أُمَّ مَالِكٍ

وَلٰكِنْ أَحَاطَتْ بِالرِّقَابِ السَّلَاسِلُ [And it is not like the formerly-known state of the abode, O Umm-Málik; but chains have surrounded the necks;] is expl. as meaning, the case is not as thou knewest it; but El-Islám has come, and has subverted that case. (S, TA.) [Hence, لِلْعَهْدِ and ↓ لِلْمَعْهُودِ, said of the article اَلْ; meaning Used to distinguish a noun as known to the hearer, or reader, in a particular sense.]

A3: Also A first rain; the rain immediately following which is called وَلْىٌ: (TA:) or the first of the rain called الوَسْمِىُّ; (IAar, M, K;) and so ↓ عَهْدَةٌ and ↓ عِهْدَةٌ and ↓ عِهَادَةٌ, (M, K, TA,) or, as in some copies of the K [and in the CK], ↓ عِهَادٌ, which is pl. of عَهْدٌ. (TA.) b2: And Rain that falls after other rain, (AHn, S, K,) while the moisture of the former yet remains; (AHn, K;) as also ↓ عَهْدَةٌ and ↓ عِهْدَةٌ: (TA:) pl. عِهَادٌ and عُهُودٌ: (S:) or عِهَادٌ, accord. to some, signifies recent rains; app. from the saying, أَصَابَتْنَا دِيمَةٌ بِعْدَ دِيمَةٍ عَلَى عِهَادٍ

غَيْرِ قَدِيمَةٍ [A continuous and still rain fell upon us after a continuous and still rain following upon عهاد not long anterior]: (AHn, TA:) or عِهَادٌ signifies rains of the [season called] رَبِيع [here meaning autumn, as is shown voce نَوْءٌ], after the rain called الوَسْمِىّ: (A:) or weak, fine rain, of that which is called وَسْمِىّ. (IAar, TA.) b3: And عَامُ العُهُودِ means The year of few rains. (TA.) A4: See also عُهْدَةٌ, near the middle, in two places: A5: and see مَعْهَدٌ, in three places.

عَهِدٌ A man who applies himself repeatedly to affairs, and to prefectures or governments or the like; or who applies himself repeatedly thereto, and to the reforming thereof; expl. by the words يَتَعَاهَدُ الأُمُورَ وَالوِلَايَاتِ: (S, K:) or one who loves prefectures or the like, and writs of appointment thereto; expl. by مُحِبٌّ لِلْوِلَايَاتِ وَالعُهُودِ. (A.) عَهْدَةٌ: see عَهْدٌ, former half, in two places: A2: and again, in the last quarter, in two places.

A3: عهدة [thus written, without any syll. sign], in a verse cited by AHeyth, [the measure of which shows it to be عَهْدَةٌ or ↓ عُهْدَةٌ or ↓ عِهْدَةٌ, and in which it is applied to the depository of a secret,] is expl. as signifying [properly] A place on which the sun does not come. (TA.) عُهْدَةٌ A written statement of a purchase or sale: (S, Msb, K:) so called because one recurs to it on an occasion of doubt. (Msb.) And A written statement of a confederacy, league, compact, or covenant. (K.) b2: Also A return [to claim an indemnification for a fault or the like in a thing purchased]; syn. رَجْعَةٌ: so in the saying, لَا عُهْدَةَ [There shall be no return to claim an indemnification]: (S, O, K:) one says, أَبِيعُكَ المَلَسَى لَا عُهْدَةَ i. e. [I sell to thee on the condition that] thou shalt get thee away, and not return to me, (S in this art., and S and Msb and K in art. ملس,) nor have any claim upon me for indemnification: (Msb in art. ملس:) عُهْدَةٌ with respect to an article of merchandise being when it is sold in a faulty state or subject to a claim on the part of its owner. (TA. [See more voce مَلَسَى.]) One says also, عَلَيْكَ فِى

هٰذِهِ عُهْدَةٌ لَا تَتَفَصَّى مِنْهَا Thou art subject to a claim for acting unjustly [in respect of this, from which thou wilt not liberate thyself]. (A, TA.) And عُهْدَةُ الرَّقِيقِ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ The claim for indemnification for a fault in a slave, from the property of the seller, if he have sold him without making it a condition that he is clear of responsibility for any fault, is during three days, and the purchaser may return him without proof; but if he find a fault after three days, he may not return him without proof. (TA, from a trad.) And ↓ عَهْدٌ and عُهْدَةٌ signify the same: (TA:) you say, بَرِئْتُ

إِلَيْكَ مِنْ عُهْدَةِ هٰذَا العَبْدِ [and ↓ مِنْ عَهْدِهِ], meaning I am clear of responsibility to thee for any fault that thou mayest find in this slave known to exist in him while he was with me. (AHeyth, Mgh, TA.) See 4. And you say also, عُهْدَتُهُ عَلَى فُلَانٍ The responsibility for the rectification of any fault that may be found in him, or it, is upon such a one. (S, * Mgh, Msb, * K, * TA.) and فِى الأَمْرِ عُهْدَةٌ In the affair is an occasion for reverting to it for the purpose of its rectification; (Msb;) i. e. the affair is not yet performed soundly, thoroughly, or well, (S, O, Msb,) and the manager thereof has to revert to it in order to render it so. (Msb.) And فِيهِ عُهْدَةٌ In it is a fault, a defect, or an imperfection. (TA.) and فِى عَقْلِهِ عُهْدَةٌ In his intellect is a weakness. (S, A, O, K.) And فِى خَطِّهِ عُهْدَةٌ In his handwriting is a weakness: (K:) or badness: (A:) or faulty formation of the letters. (O.) A2: See also عَهْدَةٌ.

عِهْدَةٌ: see عَهْدٌ, last quarter, in two places: A2: and see also عَهْدَةٌ.

عِهْدَانٌ: see عَهْدٌ, in three places.

عِهَادٌ: see عَهْدٌ, near the end of the paragraph. b2: Also Parts of land upon which the rain called الوَسْمِىّ has fallen. (TA.) عَهِيدٌ One who makes, and with whom is made, a compact, a contract, a covenant, an agreement, a confederacy, a league, a treaty, or an engagement; [a confederate;] (S, O;) i. q. ↓ مُعَاهِدٌ [and ↓ مُعَاهَدٌ]. (A, K.) A2: Also Old, or ancient. (K.) قَرْيَةٌ عَهِيدَةٌ means An old, or ancient, town or village. (S, O.) عِهَادَةٌ: see عَهْدٌ, last quarter.

عُهَيْدَى and عُهَّيْدَى: see عَهْدٌ, first quarter.

مَعْهَدٌ A place in which one used to know, or be acquainted with, or meet with, a thing; (S, A, O;) a place in which a thing is, or has been, known, or met with; as also ↓ عَهْدٌ; (K;) the latter originally an inf. n.: (TA:) an abode in which one used to know love, or desire: (TA:) and, as also ↓ عَهْدٌ, a place of abode to which people return: (A:) or a place of abode to which people, when they have gone far away from it, always return: (S, O:) pl. of the former مَعَاهِدُ. (A.) One says, الأَحِبَّةِ ↓ اِسْتَوْقَفَ الرَّكْبَ عَلَى عَهْدِ and عَلَى مَعْهَدِهِمْ [He asked the company of riders to stop at the place where he used to know, or meet, the objects of love; or] at the abode to which the objects of love used to return. (A.) أَرْضٌ مُعَهَّدَةٌ Land upon which a partial rain has fallen. (Az, O, K. *) مَعْهُودٌ Known. (S, O.) مَعْهُودٌ وَمَشْهُودٌ وَمَوْعُودٌ, as meaning Past and present and future, are applied to denote the tenses of a verb. (Kh, L.) See also عَهْدٌ, last quarter.

A2: Also, applied to a place, (K,) and, with ة, to a land, (أَرْضٌ, S,) and to a meadow, (رَوْضَةٌ, A,) Rained upon by the rain called عَهْدٌ (S, * K) or عَهْدَةٌ. (A.) مُعَاهِدٌ and مُعَاهَدٌ: see عَهِيدٌ: and see also عَهْدٌ, former half. معاهد [i. e. either the act. or the pass. part. n.] is mostly applied in the trads. to A person of the class called أَهْلُ الذِّمَّةِ [or أَهْلُ العَهْدِ, expl. voce عَهْدٌ]: but sometimes it is applied also to any other of the unbelievers with whom one is on terms of peace, or with whom peace has been made, for a definite time. (L.)
عهد
: (العَهْدُ: الوَصِيَّةُ) والأَمر، قَالَ اللهُ عزَّ وجلّ: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يبَنِىءادَمَ} (يللهس: 60) ، وَكَذَا قولُه تَعَالَى: {وَعَهِدْنَآ إِلَى إِبْراهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ} (الْبَقَرَة: 125) ، وَقَالَ البيضاويُّ، أَي أَمرناهُما، لكونِ التوصيةِ بطريقِ الأمرِ. وَقَالَ شيخُنَا: وَجعل بعضُهُم العَهْدَ بمعنَى المَوْثِقِ، إِلّا إِذا عُدِّيَ بإِلى، فَهُوَ حينئذٍ بمعنَى الوَصِيَّة.
قلت: وَفِي حَدِيث عليَ، كرّمَ الله وَجهَه. (عَهِدَ إِليَّ النبيُّ الأُمّيُّ صلَّى الله عليْه وسلّم) ، أَي أَوصَى.
(و) العَهْدُ: (التَّقَدُّمُ إِلى المَرْءِ فِي الشيءِ. و) العَهْدُ (المَوْثِقُ. واليَمِينُ) يحْلِفُ بهَا لرجُلُ، وَالْجمع: عُهُودٌ، تَقول: عليَّ عَهْدُ اللهِ ومِيثاقُه لأَفْعلَنَّ كَذَا، وقِيلَ: ولِيُّ العَهْدِ، لأَنهُ وَلِيَ المِيثَاقَ الّذِي يُؤْخَذُ على مَن بايعَ الخَلِيفَةَ، (وَقد عاهَدَهُ) . وَمِنْه قولُ الله تَعَالَى: {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ} (النَّحْل: 91) . وَقَالَ بعض المفسِّرين العَهْد كُلُّ مَا عُوهِد اللهُ عليهِ، وكلّ مَا بينَ العِبَادِ من المَوَاثِيقِ فَهُوَ عَهْدٌ. وأَمْرُ اليَتِيمِ من العَهْدِ. وَقَالَ أَبو الهَيْثم: العَهْدُ جمْع العَهْدَةِ، وَهُوَ المِيثَاقُ واليَمِينُ الَّتِي تَسْتَوثِقُ بهَا ممَّن يُعاهِدُكَ. (و) العَهْدُ: (الّذي يُكْتَبُ للِوْلاةِ) : مُشْتَقٌّ (مِن عَهِدَ إِليه) عَهْداً، إِذا (أَصَاهُ) ، وَالْجمع كالجَمع. (و) العَهْد: (الحِفَاظُ ورِعَايَةُ الحُرْمَةِ) ، وَفِي الحَدِيث: (أَنّ عَجُوزاً دَخَلَت على النبيّ صلَّى للهُ عليْه وسلَّم فسأَل بهَا وأَحْفَى، وَقَالَ: إِنها كانَتْ تأْتِينَا أَيَّامَ خَدِيجَةَ، وإِنَّ حُسْنَ العَهْدِ من الإِيمان) .
(و) قَالَ شَمِرٌ: العَهْد: (الأَمَانُ، و) كذالك (الذِّمَّة) وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} (الْبَقَرَة: 124) وإِنَّمَا سُمِّيَ اليَهودُ والنَّصَارَى أَهلَ العَهْدِ للذِّمّة الّتي أُعطُوهَا، فإِذا أَسْلموا سَقَطَ عَنْهُم اسمُ العَهْد.
وَفِي الحَدِيث: (لَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بكافِرٍ، وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِه) ، أَي ذُو أَمانٍ وذِمَّةٍ، مَا دَامَ على عَهْده الَّذِي عُوهِدَ عَلَيْهِ، ولهاذا الحديثِ تأْوِيلانِ بمقتضَى مَذْهَبَيِ الشَّافِعِيّ وأَبي حنيفةَ، راجِعْه فِي (النِّهَايَة) لِابْنِ الأَثير.
(و) العَهْدُ: (لالْتِقَاءُ، والمَعْرِفَةُ) ، وعَهِدَ الشيْءَ عَهْداً، عَرَفَه. وَمن العَهْد أَن تَعْهَد الرَّجلَ على حالٍ أَو فِي مكانٍ. (ومِنْهُ) ، أَي من مَعْنَى المعرفةِ، كَمَا هُوَ الظَّاهِر، أَو مِمَّا ذُكِر من المَعْنَيَين قولُهم (عَهْدِي) بِهِ (بمَوْضِعِ كَذَا) ، وَفِي حالِ كَذَا، أَي لَقِيتُهُ وأَدْرَكْتُهُ وعَهْدِي بِهِ قَرِيبٌ. وقولُ أَبي خِرَاش الهُذَلِيّ:
فَلَيْسَ كَعَهْدِ الدَّارِ يَا أُمَّ مالِكٍ
ولَكِنْ أَحاطَتْ بالرقَابِ السَّلاسِلُ
أَي لَيْسَ الأَمر كَمَا عَهِدْت، ولاكن جاءَ الإِسلامُ فهَدَمَ ذالك.
وَفِي حَدِيث أُمِّ زَرْع: (وَلَا يَسأَلُ عَمَّا عَهِدَ أَي عَمَّا كَانَ يَعْرِفُه فِي البَيْتِ من طَعَامٍ وشَرَابٍ ونحْوِهما، لِسَخائِه وسَعَةِ نَفْسِه.
وَيُقَال: متَى عَهْدُكَ بفلانٍ، أَي متَى رُؤيتُك إِيّاه.
(و) العَهْد: (المَنْزِلُ المَعُهُودُ بِه الشيْءُ) سُمِّيَ بالمَصْدَرِ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
هَلْ تَعْرِفُ العَهْدَ المُحِيلَ رَسْمُهُ
(كالمَعُهَدِ) ، وَهُوَ المَنْزلُ الّذِي لَا يَزَالُ القَوْم إِذا تَنَاءَوْا عَنهُ رَجَعُوا إِليه، وَهُوَ أَيضاً المنزِل الَّذِي كنْت تَعْهَدُ بِهِ هوى لَك، وَيُقَال: استوقَفَ الرّكْبَ على عَهْدِ الأَحِبَّةِ ومَعْهَدِهم، وهاذه مَعاهِدُهم.
(و) العَهْد: (أَوَّلُ مَطَرِ) والوَليُّ الّذِي يَليها من الأَمطارِ، أَي يَتَّصِلُ بهَا. وَفِي الْمُحكم: العَهْد أَوّلُ المَطرِ (الوَسْمِيّ) ، عَن ابْن الأَعرابيِّ، والجمْع العِهَاد، (.
العَهْدَةِ) ، بِالْفَتْح، (والعِهْدَةِ والعِهَادَةِ، بكسرهما) ، وَفِي بعض النّسخ: العِهاد، بحذْف الهاءِ.
(عُهِدَ المكانُ كَعُنِيَ فَهُوَ مَعْهُودٌ) : عَمَّه المَطَرُ، وَكَذَا عُهِدَت الرِّوضةُ: سَقَتها العَهْدَةُ، فَهِيَ مَعهُودَةٌ، وأَرضٌ مَعْهُودَةٌ.
(و) العَهْدُ والعَهْدَةُ والعِهْدة: (مَطَرٌ بَعْدَ مَطَرٍ يُدْرِكُ آخِرُهُ بَلَلَ أَوَّلِه) ، وَقيل: هُوَ كلُّ مَطَرَ بَعْدَ مَطَرٍ، وَقيل: هُوَ المَطْر الّتي كَون أَوَّلاً لِما يأْتي بَعْدَهَا، وجمْعها: عِهادٌ وعُهُود، قَالَ:
أَراقَتْ نُجومُ الصَّيْفِ فِيهَا سِجَالَها
عِهَاداً لِنَجْمِ المَرْبَعِ المُتَقَدِّمِ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِذا أَصابَ الأَرْضَ مَطَرٌ بَعْدَ مَطَرٍ، ونَدَى الأَوْلِ باقٍ، فذالك العَهْدُ، لأَن الاَّوّل عُهِدَ بِالثَّانِي، قَالَ: وَقَالَ بعضُهم: العِهَادُ: الحَدِيثةُ من الأَمطارِ، قَالَ: وأَحْسَبه ذَهَبَ فِيهِ إِلى قَوْل السَّاجِع فِي وصف الغَيْثِ: أَصابَتْنَا دِيمةٌ بعدَ دِيمَةٍ، على عِهَادٍ غَيره قَدِيمةٍ. وَقَالَ ثعلبٌ: على عِهَادٍ قَدِيمة، تَشْبَع مِنْهَا النّابُ قَبْلَ الفَطِيمة.
وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ مرَّةً: العِهَادُ: ضَعِيفُ مَطَرِ الوَسْمِيِّ ورِكَاكُه. وعُهِدَت الرَّوضةُ: سَقَتْها العَهْدةُ، فَهِيَ مَعْهُودةٌ.
وَيُقَال: مَطَرُ العُهُودِ أَحسَنُ مَا يكون لِقِلةِ غُبَارِ الْآفَاق. وَقيل: عامُ العُهُودِ عامُ قِلَّةِ الأَمطار.
وَفِي الأَساس: والعِهَاد: أَمْطار الرَّبِيع بعدَ الوَسْمِيّ، ونزَلْنا فِي دماثة محمودة ورياضٍ معهودة. .
(و) العَهْدُ: (الزَّمَانُ) العِهْدَان، بِالْكَسْرِ.
وَفِي الأَساس: وهاذا حِينُ ذالك وعَهْدَانُهُ، أَي وَقْتُهُ.
(و) العَهْد: (الوَفاءُ) والحِفاظُ، قَالَ الله تَعَالَى: {وَمَا وَجَدْنَا لاِكْثَرِهِم مّنْ عَهْدٍ} (الْأَعْرَاف: 102) أَي من وَفَاءٍ (و) العَهْد: (تَوْحِيدُ اللهِ تَعالى، وَمِنْه) قَوْله جلّ وعزّ: {لاَّ يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَانِ عَهْداً} (مَرْيَم: 87) وَمِنْه أَيضاً حديثُ الدُّعَاءِ: (وأَنَا على عَهْدِكَ ووَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتِهُ) أَي أَنا مُقِيمٌ على مَا عاهَدْتُك عَلَيْهِ من الإِيمان بك الإِقرار بوَحْدانِيَّتِك لَا أَزول عَنهُ.
(و) العَهْدُ: (الضَّمانُ، كالعُهَّيْدَى والعَهْدَانِ، كَسُمَّيْهَى) بضَمّ السِّين المُهملة، وَتَشْديد الْمِيم الْمَفْتُوحَة (وعِمْرَان) ، أَي بِالْكَسْرِ، وَفِي حَدِيث أُمّ سَلَمَة (قَالَت لعائِشَة: وتَرَكْتِ عُهَّيْدَى) ، وَهُوَ بِالتَّشْدِيدِ، وَالْقصر: فُعَّيْلَى من العَهْدكالجُهَّيْدَى من الجَهْد، والعُجَّيْلَى من العَجَلَة، وَهُوَ بخطّ الصاغانيِّ بِالتَّخْفِيفِ فِي الكلّ، أَي فِي العُهَيْدَى والعُجَيْلَى والجُهَيْدَى.
(و) يُقَال: (تَعَهَّدَه وتَعاهَدَه واعْتَهَدَهُ) إِذا (تَفَقَّدَه وأَحدَثَ العَهْدَ بِهِ) ، وَيُقَال للمحافِظ على العَهْد مُتَعَهِّدٌ، وَمِنْه قَول أَبي عَطاءٍ السِّنْديّ: وَكَانَ فصيحاً، يَرْثِي ابنَ هُبَيْرةَ:
وإِن تُمْسِ مَهْجُورَالفِنَاءِ فرُبَّما
أَقَامَ بِهِ بعْدَ الوُفُودِ وُفُودُ
فإِنَّكَ لم تَبْعُدْ علَى مُتَعَهِّدٍ
بَلَى كُلُّ مَنْ تَحْتَ التُّرَابِ بَعِيدُ
أَراد: مُحَافِظٌ على عَهْدِكَ بذِكْرِه إِيَّاي.
وَفِي اللِّسَان: والمُعَاهَدة، والاعْتهاد، والتَّعاهُد والتَّعَهُّد، واحدٌ، وَهُوَ إِحداث العَهْدِ با عَهِدْته، قَالَ الطِّرِمَّاحُ:
ويُضِيع الَّذِي قدَ أوجَبَهُ اللّ
هُ عَلَيْهِ وَلَيْسَ يَعْتَهِدُهْ
وتعهَّدت ضَيْعَتي، وكلَّ شيْءٍ، وَهُوَ أَفصحُ من قَولك تَعَاهَدْته، لأَنّ التَّعَاهُدَ إِنما يكون بَين اثنينِ. وَفِي التَّهْذِيب: وَلَا يُقَال تعاهَدْته. قَالَ وأَجازهما الفَرَّاءُ. انْتهى. وَفِي (فصيح) ثَعْلَب. يُقَال: يَتَعَهَّدُ ضَيْعَته، لَا يُقَال يَتعَاهَد. قَالَ ابْن دُرُسْتُوَيهِ: أَي يُجَدِّدُ بهَا عَهْدَه، ويتَفَقَّد مَصْلحَتها. وَقَالَ التَّدْمُريّ: هُوَ تَفَعُّل من العَهد، أَي يُكْثِرُ التَّرَدُّدَ عَلَيْهَا. وأَصلُ من العَهْد الَّذِي هُوَ المَطَرُ بعدَ المَطر، أَو من العَهْد، وَهُوَ المَنْزِل الَّذِي عَهِدْت بِهِ الشيءَ، أَي عَرَفتَه. وَقَالَ ابْن التّيانيّ فِي (شرحُ الفصيح) عَن أَبي حاتمٍ: تقولُ العربُ: تَعَهَّدْت ضَيْعتِي، وَلَا يُقَال: تَعَاهَدْتُ. وَقَالَ لي أَبو زَيْد سَأَلَني الحَكَم بن قنْبَر عَن هاذا، فقُلتُ: لَا يُقَال تَعاهَد، فَقَالَ لي: أَثْبِت لي على هاذا، لأَي سأَلْت يونُس فَقَالَ: تَعاهَدْت، فلمَّا اجتمعْنا عِند يُونُس قَالَ الحَكَم: إِن أَبا زيدٍ يَزْعُم أَنه لَا يُقَال: تَعاهَدْت ضَيْعَتِي، إِنَّما يُقَال تَعهَّدْت. واتَّفق عِنْدَ يُونُسَ سِتَّةٌ من الأَعرابِ الفُصحاءِ فَقلت: سَلْ هاؤلاءِ، فبدَأَ بالأَقْرَبِ فالأَقْرَب، فسَأَلهم، واحِداً وَاحِدًا، فكلّهُم قَالَ: تَعَهَّدت. وَقَالَ يُونس: يَا أَبا زيدٍ، كَمْ مِن عِلْمٍ اسْتَفَدناه كنتَ سَبَبَه. أَو شَيْئا نحْوَ هاذا. وأَجازَهما ابنُ السّكّيت فِي (الإِصلاح) .
قَالَ شيخُنا: وَمَا فِي الفَصِيح هُوَ الفَصِيحُ، وتغليظُ ابْن دُرْستُويْه لثَعْلَبٍ لَا مُعَوَّلَ عليهِ، لأَنَّ القِيَاسَ لَا يَدْخُل اللُّغَةَ، كَمَا هُوَ مشهُور.
(والعُهْدَةُ بالضّمّ: كِتَابُ الحِلْفِ، وكِتَابُ الشِّراءِ) .
(و) العُهْدَة: (الضِّعّف فِي الخَطِّ) ، وَفِي الأَساس: الرَّدَاءَةُ، وَفِي اللِّسَان: إِذا لم يُقِمْ حُروفَه.
(و) العُهْدَة أَيضاً: الضَّعفُ (فِي العَقْلِ) .
وَيُقَال أَيضاً: فِيهِ عُهْدَة، إِذا لم يُحْكَمْ، أَي عيبٌ، وَفِي الأَمر عُهْدةٌ إِذا لم يُحْكَم بَعْدُ.
(و) العُهْدَة (الرَّجْعَةُ) ، وَمِنْه (تَقول: لَا عُهْدَةَ لي، أَي لَا رَجْعَةَ) ، وَفِي حَدِيث عُقْبَةَ بنِ عامرٍ: (عُهْدَةُ الرَّقِيقِ ثَلاثَةُ أَيّامٍ) هُوَ أَن يَشْتَرِيَ الرَّقيقَ، وَلَا يَشْتَرِطَ البائِعُ البَراءَةَ من العَيْب، فَمَا أَصَابَ المُشْتَرِي من عَيْبٍ فِي الأَيّامِ الثَّلاثةِ فَهُوَ من مالِ البَائِع، وَيَرُدُّ إِن شاءَ بِلَا بَيِّنةٍ، فإِن وَجَدَ بِهِ عَيْباً بعد الثَّلاثةِ فَلَا يُرَدُّ إِلّا بِبَيِّنَةٍ.
(و) العَهْدُ والعُهْدَة وَاحِد، تَقول: بَرِئْت إِليك من عُهْدةِ هاذا العَبْدِ، أَي مِمَّا يُدْرِكُك فِيهِ من عَيْبٍ كَانَ مَعْهُوداً فِيهِ عِندِي. وَيُقَال: (عُهْدَتُه على فُلانٍ، أَي مَا أُدرِكَ فِيهِ من دَرَكٍ) ، أَي عَيْبٍ (فإِصلاحُهُ عَلَيْهِ) .
(و) يُقَال: (استَعْهَدَ من صاحِبِهِ) ، إِذا وَصَّاه و (اشتَرطَ عَلَيْهِ وكَتَبَ عَلَيْهِ عُهْدَةً) ، وَهُوَ من بَاب العَهْد والعُهْدة، لأَن الشَّرْط عَهْدٌ فِي الحَقِيقَةِ، قَالَ جَرِير يهجُو الفرزدقَ:
وَمَا اسْتَعْهَدَ الأَقوامُ مِن ذِي خُتُونَةٍ
مِنَ النَّاسِ إِلَّا مِنْكَ أَو مِن مُحَارِبِ (و) استعهدَ (فُلاناً من نَفْسِهِ، ضَمَّنَهُ حوَادِثَ نَفْسِهِ.
(و) العَهِدُ (ككَتِفٍ: مَنْ يَتَعَاهَدُ الأُمورَ و) يُحِبُ (الوِلاياتِ) والعُهودَ، قَالَ الكُمَيْتُ يَمدحُ قُتَيْبَةَ بن مُسْلِمٍ الباهلِيّ ويَذْكُر فُتُوحَه:
نامَ المخَلَّب عَنْهَا فِي إِمارَتِهِ
حتَّى مَضَتْ سَنَةٌ لم يَقْضِها العَهِدُ
وَكَانَ المهلَّب يُحِبّ العُهودَ.
(والعَهِيدُ: المُعَاهِدُ) لكَ، يُعاهِدُك وتُعَاهِدُه، وَقد عاهَدَه، قَالَ:
فَلَلتُّرْكُ أَوفَى مِن نَزَارٍ وعَهْدِهَا
فَلَا يَأْمَنَنَّ الغَدْرَ يَوْمًا عَهِيدُها
والمُعَاهَد مَن كَانَ بينَك وبينَه عَهْدٌ، وأكثَرُ مَا يُطْلَق فِي الحديثِ على أَهْله الذِّمَّةِ، وَقد يُطْلَق على غَيْرِهم من الكُفَّارِ، إِذ صُولِحوا على تَرْك الحَرْب مُدَّةً مَا. وَمِنْه الحَدِيث: (لَا يَحِلُّ لكُمْ كَذَا وَكَذَا وَلَا لُقَطَةُ مُعَاهَدٍ) ، أَي لَا يجوز أَن تُتَمَلَّك لُقَطَتُهُ الموجودَةُ من مالِه، لأَنه معصومُ المالِ، يَجْرِي حُكْمُه مَجْرَى حُكْم الذِّمِّي. كَذَا فِي اللِّسَان.
(و) العَهِيدُ: (القَدِيمُ العَتِيقُ) الّذي مَرَّ عَلَيْهِ العَهْدُ.
(وبَنُو عُهَادَةَ، بالضَّمّ: بَطْنٌ) صغيرٌ من الْعَرَب.
(و) قَالَ شَمِرٌ: العَهْد: الأَمان والذِّمَّة، تَقول: (أَنا أُعْهِدُكَ) من هاذا الأَمرِ أَي أُؤَمِّنُك مِنْهُ، وكذالك إِذا اشتَرَى غَلاماً فَقَالَ: أَنا أُعْهِدُك (من إِباقِهِ إِعهاداً) ، فَمَعْنَاه: (أُبَرِّئُكَ) من إِباقِهِ (وأُؤَمِّنُكَ) مِنْهُ. وَمِنْه اشتقاق العُهْدَة.
(و) يُقَال أَيضاً: أُعْهِدُكَ (مِن) هاذا (الأَمْرِ) ، أَي (أَكْفُلُكَ) ، أَو أَنا كَفِيلُك، كَمَا لِشَمِرٍ.
(وأَرْضٌ مُعَهَّدَةٌ، كَمُعَظَّمةٍ: أَصابَتْهَا النُّفْضَةُ من المَطَرِ) ، عَن أَبي زَيدٍ، والنُّفْضَةُ: المطْرةُ تُصِيب القِطْعَةَ من الأَرضِ، وتُخْطىءُ القطْعَةَ. وممَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
العِهَاد، بِالْكَسْرِ: مَواقِعُ الوَسْمِيِّ من الأَرض، وأَنشد أَبو زيد:
فَهُنَّ مُنَاخَاتٌ ويُجعلَّلْنَ زِينَةً
كَمَا اقتَانَ بالنَّبْتِ العِهَادُ المُحَوَّفُ
والمُحَوَّف: الَّذِي قد نَبَتَ حافَتَاه، واستَدَارَ بِهِ النَّبَاتُ.
وَقَالَ الْخَلِيل: فِعْلٌ لهُ مَعْهُودٌ ومَشْهُودٌ ومَوعودٌ. قَالَ: مشهودٌ: هُوَ الساعَةَ، والمَعهُود: مَا كانَ أَمس، والمَوْعُودُ: مَا يَكُون غَدا.
وَمن أَمثالِهم فِي كَرَاهَة المَعايِب: (المَلَسَى لَا عُهْدَةَ لَهُ) ، والمَلَسَى: ذَهَابٌ فِي خِفْيةٍ، وَمَعْنَاهُ أَنه خَرَجَ من الأَمرِ سالما فانقَضَى عَنهُ، لَا لَهُ وَلَا عَلَيْه. وَقيل المَلَسَى: أَن يَبِيعَ الرَّجلُ سِلْعَةً يكونُ قد سَرَقَهَا فيَمَّلِسُ وَيَغِيبُ بَعْدَ قَبْضِ الثَّمَنِ، وإِنْ استُحِقَّت فِي يَدَيِ المشتَرِي لم يَتَهَيَّأْ لَهُ أَن يَبِيعَ البائِعُ بضَمانِ عُهْدتِها، لأَنه أمَّلَس هَارِبا. وعُهْدتُها: أَن يَبِيعَهَا وَبهَا عَيْب، أَو فِيهَا استحقاقٌ لمالِكها، تَقول: أَبِيعُك المَلَسَى لَا عُهْدةَ، أَي تَنْمَلِسُ وتَنْفَلِتُ، فَلَا تَرجِعُ إِليَّ. يُقَال: عليكَ فِي هاذه عُهْدَةٌ لَا تَتفصَّى مِنْهَا، أَي تَبِعَةٌ.
وَيُقَال فِي المثلِ: (مَتى عَهْدُكَ بأَسفَله فِيك) . وَذَلِكَ إِذا سأَلْه عَن أَمْرٍ قَدِيمٍ لَا عهْدَ لَهُ بِهِ.
ومثْله: (عَهْدُك بالفَاليَاتِ قَدِيمٌ) يُضربُ مثلا للأَمر الّذي قد فَاتَ، وَلَا يُطْمَعُ فِيهِ.
وَمثله: (هَيْهَاتَ طَار غُرابُها بِجَرَادَتِك) . وأَنشد أَبو الْهَيْثَم:
وإِنِّي لأَطْوِي السِّرَّ فِي مُضْمَرِ الحَشَا
كُمُونَ الثَّرَى فِي عَهْدَةٍ مَا يَرِيمُها
أَراد بالعَهْدة: مَقْنوءَةً لَا تَطْلُع عَلَيْهَا الشَّمْسُ، فَلَا يَرِيمُها الثَّرَى.
وقَرْيَةٌ عَهِيدةٌ، أَي قديمةٌ أَتَى عَلَيْهَا عَهْدٌ طويلٌ.
عهد وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه دخلت عَلَيْهِ عَجُوز فَسَأَلَ بهَا فأحفى السُّؤَال وَقَالَ: إِنَّهَا كَانَت تَأْتِينَا فِي زمَان خَدِيجَة وَإِن حُسن الْعَهْد من الْإِيمَان. قَالَ أَبُو عبيد: الْعَهْد فِي أَشْيَاء مُخْتَلفَة فَمِنْهَا الحِفاظ ورِعاية الْحُرْمَة وَالْحق وَهُوَ هَذَا الَّذِي فِي الحَدِيث وَمِنْهَا الْوَصِيَّة وَهُوَ أَن يُوصي الرجل إِلَى غَيره كَقَوْل سعيد حِين خَاصم عبد بْن زَمعَة فِي ابْن أمته فَقَالَ: ابْن أخي عهد إليّ فِيهِ أخي أَي أوصى إليّ فِيهِ وَقَالَ الله [تبَارك و -] تَعَالَى {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدم} يَعْنِي الْوَصِيَّة وَالْأَمر وَمن الْعَهْد أَيْضا الْأمان قَالَ اللَّه تَعَالَى: {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظّالِمِيْنَ} وَقَالَ: {فَأتِمُّواْ إلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ} وَمن الْعَهْد أَيْضا الْيَمين يحلف بهَا الرجل يَقُول: عليّ عهد اللَّه وَمن الْعَهْد أَيْضا أَن تعهد الرجلَ على حَال [أَو -] فِي مَكَان فَيَقُول: عهدي بِهِ فِي مَكَان كَذَا وَكَذَا وبحال كَذَا كَذَا وعهدي بِهِ يفعل كَذَا وَكَذَا وَأما قَول النَّاس: أخذت عَلَيْهِ عهد اللَّه وميثاقه فَإِن الْعَهْد هَهُنَا الْيَمين وَقد ذَكرْنَاهُ. وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَن النواس بْن سمْعَان سَأَلَهُ عَن الْبر وَالْإِثْم فَقَالَ: الْبر حسن الْخلق وَالْإِثْم مَا حكّ فِي نَفسك وكرهت أَن يطلع عَلَيْهِ النَّاس.

فيض

فيض: {أفضتم}: دفعتم بكثرة. {تفيض}: تسيل.
(فيض) : امرأَةٌ مُفاضَةٌ، وأَفاضَها، أي أَفْضاهَا.
: ما كانَ جَمْعَ فَعِيلٍ من المُضاعَفِ يُقالُ فيه: فُعُلٌ وفُعَلٌ، مثل: قَلِيلٍ وقُلُلٍ وقُلَلٍ.
(ف ي ض) : (فَاضَ) الْمَاءُ انْصَبَّ عَنْ امْتِلَاءٍ (وَمِنْهُ) فَاضَتْ نَفْسُهُ إذَا مَاتَ وَفَاظَ بِالظَّاءِ مِنْ غَيْر ذِكْرِ النَّفْسِ وَأَفَاضَ الْمَاءَ صَبَّهُ بِكَثْرَةٍ (وَمِنْهُ) أَفَاضُوا مِنْ عَرَفَاتٍ إذَا دَفَعُوا بِكَثْرَةٍ (وَطَوَاف الْإِفَاضَة) هُوَ طَوَافُ الزِّيَارَةِ.
فيض
ماءٌ فَيْض وغَيْضٌ: الفَيْضُ: كَثِيرٌ؛ والغَيْضُ: قَلِيلٌ.
وأفَاضَ القَوْمُ من عَرَفاتٍ إلى مِنًى. وأفَاضُوا في الحَدِيثِ: انْدَفَعُوا فيه. وأمْرُهم فَيْضُوْضَاء وفَيْضِيْضَاءُ: أي سَوَاء، وكذلك فَيْضُوْضى وفَيْضِيْضى وفَيُوْضى وفَوْضُوْضى. والفَيْضُ: النهرُ بعَيْنه، وجَمْعُه فُيُوْضٌ وأفْيَاضٌ.
الفيض الأقدس: هو عبارة عن التجلي الحسي الذاتي الموجب لوجود الأشياء واستعداداتها في الحضرة العلمية، ثم العينية، كما قال: كنت كنزًا مخفيًا فأحببت أن أعرف، الحديث.

الفيض المقدس: عبارة عن التجليات الأسمائية الموجبة لظهور ما يقتضيه استعدادات الأعيان في الخارج، فالفيض المقدس، مترتب على الفيض الأقدس، فبالأول تحصل الأعيان الثابتة واستعداداتها الأصلية في العلم، وبالثاني تحصل تلك الأعيان في الخارج مع لوازمها وتوابعها.
(فيض) - في الحديث: "وَيفِيضُ المَالُ"
: أي يَكْثُر، من قولهم: أَعطَى غَيْظًا من فَيْض .
وفَاضَ الماءُ والدمعُ والخَيرُ وغَيرُها: كَثُر، يَفِيض فَيْضًا وفَيضُوضَة وفَيضاناً، وماء فَيْض: كثِير، سُمِّى بالمَصْدر.
- في حديث ابن عباس- رضي الله عنهما -: "أخرج الله تعالى ذُرِّيَّة آدمَ - عليه الصّلاة والسّلام - من ظَهْرِه فأَفاضَهُم إفَاضَة القِدْح" إفاضَة القِدْح: دَفعُه وضَربُه وإجالَتُه للمَيْسِر.
- وفي حديث اللُّقَطَة: "ثم أَفِضْها في مالك"
: أي أَلقِها واخلِطْها به؛ من قولهم: فَاضَ الأمرُ، ومِلك فائض: شائِع مُتَمَيّز.
- وسُمِّي طَلْحَة الفَيَّاضِ؛ لِسَعةِ عَطائِه؛ من فَاضَ الإناءُ؛ إذا امتلأ حتى انْصَبّ من نَواحِيهِ. وكان قَسَم في قَومِه مرة أَرْبَعمائةَ أَلفٍ.

فيض


فَاضَ (ي)(n. ac. فَيْض
فُيُوْض
فُيُوْضَة
فَيَضَاْن
فَيْضُوْضَة )
a. Overflowed, poured forth; was abundant; flowed
streamed; spread (news).
b. [Bi], Disclosed, revealed (secret).
c.(n. ac. فَيْض
فُيُوْض), Departed [ soul ); died.
d. [Min], Went out, advanced, pushed on from.
أَفْيَضَa. Poured out.
b. Filled to the brim.
c. Pushed, pressed on.
d. Chewed the cud, ruminated.
e. [Fī], Engaged in, busied himself with; was profuse
prolix in (speech).
f. Clothed in a coat of mail.
g. see I (a) (d).
تَفَيَّضَa. Flowed.

إِسْتَفْيَضَa. Was brimful.
b. Spread (news).
c. Abounded in ( trees: valley ).
d. Asked to pour out.

فَيْض
(pl.
فُيُوْض)
a. Abundance, plenty, fullness, profusion
exuberance.
b. Generosity, liberality, profuseness
lavishness.
c. River, stream; inundation.

فَاْيِضa. Full; overflowing; abundant, profuse
exuberant.

فَيَّاْضa. Overflowing.
b. Generous, liberal, profuse, lavish.

فَيَضَاْنa. see 1 (a)b. Overflow.

مُفِيْض [ N. Ag.
a. IV]
see 28 (b)
إِفَاضَة [ N.
Ac.
a. IV], Swaying; commotion.

مُسْتَفَاض مُسْتَفِيْض
a. Spread abroad (news).
غَيْصْ مِن فَيْض
a. A little of everything.

أَرْض ذَاتُ فُيُوْض
a. Well-watered country.
فيض
فَاضَ الماء: إذا سال منصبّا. قال تعالى:
تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ
[المائدة/ 83] ، وأَفَاضَ إناءه: إذا ملأه حتى أساله، وأَفَضْتُهُ. قال: أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ
[الأعراف/ 50] ، ومنه: فَاضَ صدرُهُ بالسّرّ.
أي: سال، ورجل فَيَّاضٌ، أي: سخيّ، ومنه استعير: أَفَاضُوا في الحديث: إذا خاضوا فيه.
قال: لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ [النور/ 14] ، هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ
[الأحقاف/ 8] ، إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ [يونس/ 61] ، وحديث مُسْتَفِيضٌ: منتشر، والْفَيْضُ: الماء الكثير، يقال: إنه أعطاه غيضا من فيض ، أي: قليلا من كثير وقوله: فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ
[البقرة/ 198] ، وقوله: ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ
[البقرة/ 199] ، أي:
دفعتم منها بكثرة تشبيها بِفَيْضِ الماء، وأَفَاضَ بالقداح: ضرب بها، وأَفَاضَ البعير بجرّته :
رمى بها، ودرع مَفَاضَةٌ: أُفِيضَتْ على لابسها كقولهم: درع مسنونة، من: سننت أي: صببت.
ف ي ض: (فَاضَ) الْخَبَرُ يَفِيضُ وَ (اسْتَفَاضَ) أَيْ شَاعَ وَهُوَ حَدِيثٌ (مُسْتَفِيضٌ) أَيْ مُنْتَشِرٌ فِي النَّاسِ. وَلَا تَقُلْ: مُسْتَفَاضٌ. وَ (الْمُسْتَفِيضُ) أَيْضًا الَّذِي يَسْأَلُ (إِفَاضَةَ) الْمَاءِ وَغَيْرِهِ. وَ (فَاضَ) الْمَاءُ أَيْ كَثُرَ حَتَّى سَالَ عَلَى ضَفَّةِ الْوَادِي وَبَابُهُ بَاعَ وَ (فَيْضُوضَةً) أَيْضًا. وَ (فَاضَ) اللِّئَامُ كَثُرُوا. وَفَاضَ الرَّجُلُ مَاتَ وَبَابُهُ بَاعَ وَجَلَسَ. وَفَاضَتْ نَفْسُهُ أَيْ خَرَجَتْ رُوحُهُ قَالَهُ أَبُو عُبَيْدٍ وَأَبُو زَيْدٍ وَالْفَرَّاءُ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: لَا يُقَالُ: فَاضَ الرَّجُلُ وَلَا فَاضَتْ نَفْسُهُ وَإِنَّمَا يَفِيضُ الدَّمْعُ وَالْمَاءُ. وَيُقَالُ: (أَفَاضَ) إِنَاءَهُ أَيْ مَلَأَهُ حَتَّى (فَاضَ) وَ (أَفَاضَ) دُمُوعَهُ. وَأَفَاضَ الْمَاءَ عَلَى نَفْسِهِ أَيْ أَفْرَغَهُ. وَأَفَاضَ النَّاسُ مِنْ عَرَفَاتٍ إِلَى مِنًى أَيْ دَفَعُوا. وَكُلُّ دَفْعَةٍ (إِفَاضَةٌ) . وَ (أَفَاضُوا) فِي الْحَدِيثِ انْدَفَعُوا فِيهِ. وَ (الْفَيْضُ) نِيلُ مِصْرَ وَنَهْرُ الْبَصْرَةِ أَيْضًا. وَنَهْرٌ (فَيَّاضٌ) بِالتَّشْدِيدِ أَيْ كَثِيرُ الْمَاءِ. وَرَجُلٌ فَيَّاضٌ أَيْضًا أَيْ وَهَّابٌ جَوَادٌ.
ف ي ض

أرض ذات فيوض: فيها مياه تفيض، وأرض ماؤها فيضٌ وغيضٌ، وحوض فائض: يفيض من جوانبه لامتلائه، وهذا مفيض الماء. قال النابغة:

أسائلها وقد سفحت دموعي ... كأن مفيضهنّ غروب شنّ

ومن المجاز: رجل فيّاضٌ وفيضٌ: جواد. قال:

فألفيته فيضاً كثيراً عطاؤه ... جواداً متى يذكر له الحمد يزدد

وفاض الخير فيهم أي كثر. وفاض صدره من الغيظ. قال:

شكوت وما الشكوى لمثلي عادة ... ولكن تفيض النفس عند امتلائها

وفاضوا عليه: غلبوه. قال الأخطل:

أيشتمني ابن الكلب أن فاض دارم ... عليه ورادى صخرةً ما يرومها

أي ما يقدر أن ينالها. وأفاضوا من عرفات. وأفاضوا في الحديث: اندفعوا. وأفاض أهل الميسر بالقداح: ضربوا بها. وأفاض البعير بجرّته: دفعها من جوفه. قال الراعي:

وأفضن بعد كظومهنّ بجرة ... من ذي الأبارق إذ رعين حقيلا

واستفاض الخبر. وهذا حديث مستفيض. واستفاض المكان: اتسع وانتشر. وفاضت عليه الدرع. قال:

تفيض على المرء أردانها ... كفيض الأتيّ على الجدجد

وأفاضها عليه كما يقال: صبّها عليه وشنّها. ودرع مفاضة: سابغة. وارمأة مفاضة: ضخمة البطن مسترخية اللحم خلاف المجدولة.
ف ي ض : فَاضَ السَّيْلُ يَفِيضُ فَيْضًا كَثُرَ وَسَالَ مِنْ شَفَةِ الْوَادِي وَأَفَاضَ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ وَفَاضَ الْإِنَاءُ فَيْضًا امْتَلَأَ وَأَفَاضَهُ صَاحِبُهُ مَلَأَهُ وَفَاضَ الْمَاءُ وَالدَّمُ قَطَرَا وَفَاضَ كُلُّ سَائِلٍ جَرَى وَفَاضَ الْخَيْرُ كَثُرَ وَأَفَاضَهُ اللَّهُ كَثَّرَهُ وَأَفَاضَ النَّاسُ مِنْ عَرَفَاتٍ دَفَعُوا مِنْهَا وَكُلُّ دَفْعَةٍ إفَاضَةٌ وَأَفَاضُوا مِنْ مِنًى إلَى مَكَّةَ يَوْمَ النَّحْرِ رَجَعُوا إلَيْهَا وَمِنْهُ طَوَافُ الْإِفَاضَةِ أَيْ طَوَافُ الرُّجُوعِ مِنْ مِنًى إلَى مَكَّةَ وَاسْتَفَاضَ الْحَدِيثُ شَاعَ فِي النَّاسِ
وَانْتَشَرَ فَهُوَ مُسْتَفِيضٌ اسْمُ فَاعِلٍ وَأَفَاضَ النَّاسُ فِيهِ أَيْ أَخَذُوا وَمِنْهُمْ مِنْ يَقُولُ اسْتَفَاضَ النَّاسُ الْحَدِيثَ وَأَنْكَرَهُ الْحُذَّاقُ وَلَفْظُ الْأَزْهَرِيِّ قَالَ الْفَرَّاءُ وَالْأَصْمَعِيُّ وَابْنُ السِّكِّيتِ وَعَامَّةُ أَهْلِ اللُّغَةِ لَا يُقَالُ حَدِيثٌ مُسْتَفَاضٌ وَهُوَ عِنْدَهُمْ لَحْنٌ مِنْ كَلَامِ الْحَضَرِ وَكَلَامُ الْعَرَبِ مُسْتَفِيضٌ اسْمُ فَاعِلٍ وَمَا أَفَاضَ بِكَلِمَةٍ مَا أَبَانَهَا وَأَفَاضَ الرَّجُلُ الْمَاءَ عَلَى جَسَدِهِ صَبَّهُ وَأَفَاضَ دَمْعَهُ سَكَبَهُ وَفَاضَتْ نَفْسُهُ فَيْضًا خَرَجَتْ وَالْأَفْصَحُ فَاظَ الرَّجُلُ بِالظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ مِنْ غَيْرِ ذِكْرِ النَّفْسِ يَفِيظُ فَيْظًا مِنْ بَابِ بَاعَ أَيْضًا وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُجِزْ غَيْرَهُ. 
[فيض] فيه: و "فيض" المال، أي يكثر، من فاض المال والدمع: كثر. ومنه قوله لطلحة: وأنت "الفياض"، لسعة عطائه وكثرته، وكان قسم في قومه أربعمائة ألف. ك: ومنه: حتى يتكثر فيكم المال و "يفيض" - بالرفع استئنافا وبالنصب عطفا، أي يفضل بأيدي مالكيه مال حاجة لهم به، وقيل: بل ينشر في الناس ويعمهم -وويتم في يهم. نه: وفيه: "فأفاض" من عرفة، الإفاضة: الزحف والدفع في السير بكثرة ويكون عن تفرق وجمع، وأصله الصب فاستعير له، وأصله: أفاض نفسه أو راحلته، فتركوا المفعول حتى أشبه اللازم، ومنه أفاضوا في الحديث -اندفعوا. وفيه: أخرج الله ذرية أدم من ظهره"فأفاضهم إفاضة" القدح، هي الضرب به وإجالته عند القمار، والقدح: السهم. ومنه ح اللقطة: ثم "أفضها" في مالك، أي ألقها فيه وأخلطها به. وفي صفته صلى الله عليه وسلم: "مفاض" البطن، أي مستوى البطن مع الصدر، وقيل: هو أن يكون فيه امتلاء، من فيض الإناء، ويريد به أسفل بطنه. وفي ح الدجال: ثم يكون على أثر ذلك "الفيض"، قيل: الفيض هنا الموت، من فاضت نفسه - أي لعابه الذي يجتمع على شفتيه عند خروج روحه، ويقال: فاض الميت - بالضاد والظاء. ك: والناس "يفيضون"، الإفاضة في الحديث: التحدث والخوض فيه بين الناس. وح: أما أنا "فأفيض" على رأسي ثلاثًا، بضم همز، وأما- بمفتوحة ومشددة، وأشار بيديه كلناهما - على لغة لزوم الألف، وقسيم "أما" ذكره مسلم أي وأما غيري فلا أعلم حاله، وفيه سنية الإفاضة ثلاثا على الرأس، وألحق به غيره فإنه أولى من التثليث في الوضوء المبني على التخفيف. وح: ألم تكن "أفاضت"، أي طافت طواف الإفاضة. ج: بيده "الفيض"، هو جرى الماء إذا امتلأ الإناء. ك: الفيض: الإعطاء وروى: القبض -بالقاف أي الإمساك، و "أو" للتنويع، ويحتمل شك الراوي.
[فيض] فاضَ الخبرُ يَفيضُ واسْتفاضَ، أي شاع. وهو حديث مستفيض، أي منتشر في الناس، ولا تقل مُسْتفاضٌ إلا أن تقول مُسْتفاضٌ فيه. وبعضهم يقول: اسْتَفاضوهُ فهو مُسْتَفاضٌ. ويقال: اسْتفاضَ الوادي شجراً، أي اتَّسع وكثر شجره. والمُسْتَفيضُ: الذي يسأل إفاضَةَ الماء وغيره. ودرعٌ مُفاضَةٌ، أي واسعةٌ. وامرأةٌ مُفاضَةٌ، إذا كانت ضخمة البطن. وفاضَ الماء يَفيضُ فَيْضاً وفَيْضوضَةً، أي كثُر حتَّى سال على ضفَّة الوادي. وأرضٌ ذات فُيوضٍ، إذا كانت فيها مياه تَفيضُ. وفاضَ صدره بالسرّ، أي باحَ به. وفاضَ اللئام: كثروا. وفاضَ الرجل يَفيضُ فَيْضاً وفُيوضاً: مات. وكذلك فاضَتْ نفسه، أي خرجت روحه، عن أبى عبيدة والفراء، قالا: وهى لغة في تميم. وأبو زيد مثله. وقال الاصمعي: لا يقال فاضَ الرجل ولا فاضَت نفسه، وإنَّما يَفيضُ الدمع والماء. ويقال: أفاضَ إناءه، أي ملأه حتَّى فاضَ. وأفاضَ دموعه، وأفاضَتْ دموعه. وأفاضَ الماء على نفسه، أي أفرغَه. وأفاضَ الناس من عرفاتٍ إلى مِنًى، أي دفعوا. وكلُّ دفعَةٍ إفاضَةٌ. وأفاضوا في الحديث، أي اندفعوا فيه. وأفاض البعيرُ، أي دفع جِرَّتَهُ من كرشه فأخرجها. ومنه قول الشاعر : وأفضن بعد كظومهن بجرة * من ذى الابارق إذ رعين حقيلا * وأفاض بالقداح، أي ضرب بها. قال أبو ذؤيب يصف حمارا وأتنه: فكأنهن ربابة وكأنه * يسر يفيض عى القداح ويصدع * يعنى بالقداح. وحروف الجر ينوب بعضها مناب بعض. والفيض: نيل مصر. قال الأصمعيّ: ونهرُ البصرة يسمَّى الفَيْضُ أيضاً. ونهرٌ فَيَّاضٌ، أي كثير الماء. ورجلٌ فَيَّاضٌ، أي وهَّابٌ جوادٌ. وفرسٌ فَيْضٌ، أي كثير الجري. وقولهم: أعطاه غيضاً من فَيْضٍ، أي أعطاه قليلاً من كثير.
ف ي ض

فاضَ الماءُ والدَّمْعُ ونحوهما فَيْضاً وفُيُوضَةً وفُيُوضاً وفَيَضانا جَرَى وقيل تَدفَّقَ وأَفَاضَه هو وفَاضَ صَدْرُه بِسِرِّه لم يُطِقْ كَتْمَه وكذلك النَّهْرُ بمائِه والإِناءُ بما فيه ومَاءٌ فَيْضٌ كثيرٌ والفَيْضُ النَّهْرُ والجمعُ أَفْيَاضٌ وفُيُوض وجَمْعُهم له يَدُلُّ على أنه لم يُسَمَّ بالمَصْدَرِ وفَيْضُ البَصْرَة نَهْرُها غَلب ذلك عليه لِعَظمِه وأرضٌ ذاتُ فُيُوض فيها ماء هذه عن اللِّحيانيِّ وفَرسٌ فَيْضٌ جَوَادٌ كثيرُ العَدْوِ ورَجُلٌ فَيْضٌ وفَيّاض كَثِرُ المَعْروفِ وأفاض إناءَه إِفَاضةً عن اللَّحيانيِّ وعندي أنه إذا مَلأهُ حتى فَاض وأعْطَاه غَيْضاً من فَيْضِ أي قليلاً من كَثيرٍ وأَفَاضَ بالشيء دَفَع به ورَمَى قال أبو صَخْر الهُذَلِيُّ يصف كَتِيبةً

(تَلَقَّوْها بِطائحةٍ زَحُوفٍ ... تُفِيضُ الحِصْنَ مِنْها بالسِّخَالِ)

وفاض يَفيضُ فَيْضاً وفُيُوضاً ماتَ وفَاضَتْ نَفْسُه تَفِيضُ فَيْضاً خَرَجَتْ لغة تَمِيمٍ وذهَبْنا في فَيْضٍ فُلانٍ أي في جِنَازِتَه وفاض الحديثُ واستَفَاضَ ذاعَ وانْتشرَ وحَدِيثٌ مُسْتفيضٌ ذائعٌ مُنْتَشْرٌ ومُسْتَفَاض قد اسْتَفَاضُوه أي أَخَذُوا فيه وأَبَاها أكْثَرُهُم حتى يُقال مُسْتَفَاضٌ فيه ودِرْعٌ فَيُوضٌ ومُفَاضَةٌ وفَاضَةٌ واسِعةٌ الأخيرةُ عن ابن جِنِّي ورَجُلٌ مُفَاضٌ واسعُ البَطْنِ والأنثى مُفَاضةٌ وقيل المُفَاضَةُ من النِّساءِ العظيمةُ البَطْنِ المُسْتَرْخِيةُ اللَّحْمِ وقد أُفِيضَتْ وقيل هي المُفْضَاة أي المَجْمُوعة المَسْلكَيْن كأنه مَقْلوبٌ عنه وأفَاضَ المرأةَ عند الافْتِضاضِ جَعَلَ مَسَلَكَيْها واحداً وأفَاضَ البعيرُ بجِرّتِه رَمَى بها مُتَفَرِّقةً كثيرةً وقيل هو صوتُ جِرَّتِه ومَضْغِه وقال اللحيانيُّ هو إذا دَفَعَها من جَوْفِه وأفاض القومُ في الحديث انْتَشَرُوا وقال اللحيانيُّ هو إذا انْدَفَعُوا فيه وخاضُوا وفي التنزيل {إذ تفيضون فيه} يونس 61 و {لمسكم فيما أفضتم فيه} النور 14 وأفاض الناسُ من عَرفاتٍ انْدَفَعُوا بكثرةٍ إلى مِنىً بالتَّلْبِيَة وفي التنزيل {فإذا أفضتم من عرفات} عرفات 198 وأفاضَ بالقِدَاحِ ضَرَبَ بها وفيَّاض اسمُ فَرَسٍ قال النابغةُ الجَعْدِيُّ

(وعَناجِيجَ جِيادٍ نُجُبٍ ... نَجْلَ فَيّاضٍ ومِنْ آلِ سَبَلْ)
فيض: فاض (ماء البئر): زاد وكثر حتى سال. (ابن جبير ص139، 140).
فاض المال: طفح، طغى، طما. (محيط المحيط، بوشر، هلو).
فاض على: أغرق، غمر بالفيضان. (معجم الأسبانية ص100، فوك، هلو، المقري 2: 173).
فاض على: أدخل السائل وأولجه في. (دي سلان المقدمة 3: 222).
فاض: زاد عن الحاجة. (فوك، الكالا) وفي النويري (مصر مخطوطة رقم 19 ب، ص139 ف): من فائض وقف الجامع.
فاض: قذف، دفق، انصب. (المعجم اللاتيني- العربي، بوشر).
فيض: جعله بفيض ويطفح ويغمر ويطمو (فوك).
فيض: جمم الكيل وأفعمه. (الكالا).
فيض: فاض، طفح، طما، طغى. (الكالا).
أفاض: صب، سكب، أراق. وتستعمل مجازا. بمعنى أشاع النور ونشره. ففي المقري (2: 100): تشوق إلى حضرة الأنوار المفاضة.
أفاض الأنعام: صب عليه النعم وغمره بها (بوشر) أفاض عليه من النعم: غمره بالمال والمعروف (بوشر).
أفاض: أذاع، نشر، أعلن (فوك).
تفيض: فاض، طفح، غمر، طما. (فوك). استفاض: توسل للحصول على الفيض وهو تدفق نعم الله. (زيشر 20: 40 رقم 51).
استفاض من السماع: استمد معلوماته مما يقول ويسمع. (عبد الواحد ص259).
استفاض عن السفار المترددين: استمد من حكايات المسافرين الضاربين في الأرض. (عبد الواحد ص273).
استفاضة: في تاريخ البربر (1: 233): وحذر مغبة الفعلة واستفاضة الدولة، وقد ترجمها السيد دي سلان إلى الفرنسية بما معناه خراب الدولة وسقوطها. ولا أدري كيف أن هذا الفعل يمكن أن يدل على هذا المعنى. وكتابة الكلمة مشكوك فيها.
استفاض: انظر مستفاض فيما يأتي أخيرا.
فيض. وجمعه فيضات: طفح، يضان. (بوشر، الكالا).
فيض: طفاح الكيل، وامتلاء الإناء حتى يتجاوز الحد. (بوشر).
فيض: فيضان، طوفان. (معجم الأسبانية ص100، بوشر).
فيض: امتلاء الكيل حتى يتجاوز الحد (الكالا).
فيض: مد الحر. (معجم الأسبانية ص100) الفيض: وفرة الخير، هبة الله (محيط المحيط). الفيض: نيل مصر ونهر الفرات (صفة مصر 15: 58، محيط المحيط). وانظر لين.
فاضة: غليان، فوران، جيشان. (هلو).
فيضي: صادر عن الفيض الإلهي. (دي سلان المقدمة 3: 196).
فيضية القدح: ذكرها عبد الواحد (ص154) ولا أدري كيف أترجمها.
فيضان: طغيان نهر النيل وغمره الأراضي (محيط المحيط).
فياض: اسم عدد من الأودية والترع وتتميز منها الكبار وهي بطون الوديان (انظر بطن) عن الصغار. (صفة مصر 16: 13).
فائض. غلة فائضة: غلة كثيرة وافرة (بوشر) وهي فيه فائضة بالظاء.
مفاض. كشح غير مفاض: قد نحيل. (دي سلان، البكري ص110).
مفاض: شرير، شقي، جان، مجرم، أثيم. (الكالا) وهذا معنى غريب، غير أن كلمة مفاد التي ذكرها الكالا لا يمكن أن تكون إلا كلمة مفاض هذه، لأنه كلمة مفاد لا تلائم هذا المعنى.
مفيض النيل: زيادة النيل وفيضانه. (تاريخ البربر 1: 439).
مفيضات (جمع): الأشياء التي لا بد أن تصدر وتنبثق من .. (المقدمة 3: 257).
مستفاض على لسان الناس: دارج، مألوف متداول. (بوشر).
المستفاض على السنة العامة هو أن: إذا كلمنا بصورة عامة. حسب رأي العامة، حسب الشائع على السنة العامة. (بوشر).
فيض
فاضَ يَفِيض، فِضْ، فَيْضًا وفَيَضانًا وفُيُوضةً وفُيوضًا، فهو فائض
• فاضَ الماءُ ونحوُه: كثُر حتَّى سال "غادرنا المكان قبل أن يفيض الماء ويغمره".
• فاضَ الإناءُ ونحوُه: امتلأ حتى طفح، زاد عن حدّ الامتلاء فسال "فاض النهر/ الكوب/ الكيل- {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ}: امتلأت به حتَّى سال" ° فاضت عينه: سال دمعها، بكى- فاض صدرُه بسرّه: لم يُطق كتمه فباح به.
 • فاضَ الخيرُ وغيره: كثُر، غزر بشكل مفرط "فاض الشرُّ"? فاض عن الحاجة: زاد عليها.
• فاضَت روحُه: مات، خرجت روحه "فاضت نَفْسُه". 

أفاضَ/ أفاضَ في/ أفاضَ من يُفيض، أَفِضْ، إفاضةً، فهو مُفِيض، والمفعول مُفاض
• أفاضَ اللهُ الخيرَ: كثّره.
• أفاضَ الإناءَ: ملأه حتَّى فاض.
• أفاضَ الدَّمعَ: سكبه.
• أفاضَ الحديثَ/ أفاضَ في الحديث: توسَّع فيه وأطنب "أفاض القول ليؤكِّدَ فكرتَه- {لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}: أكثرتم اللَّغط والافتراء فيه- {هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ} ".
• أفاضَ الماءَ على جسده: أفرغه، صبّه عليه " {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ} ".
• أفاضَ الحجيجُ من عرفات إلى منى: انصرفوا إليها بعد انقضاء الموقف، اندفعوا بكثرة " {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ} - {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} ". 

استفاضَ/ استفاضَ في يستفيض، استفِضْ، استفاضةً، فهو مُستفيض، والمفعول مُستفاض فيه
• استفاضَ الحديثُ: انتشر وذاع.
• استفاضَ في الحديث ونحوِه: توسَّع فيه، أطنب، أسهب "قدم دراسة مستفيضة عن المشروع". 

إفاضة [مفرد]: مصدر أفاضَ/ أفاضَ في/ أفاضَ من.
• طواف الإفاضة: (فق) طواف يوم النحر، وهو الطَّواف الذي يقوم به الحاج بعد انصرافه من منى إلى مكة.
• الإفاضتان: الإفاضة من عرفات والإفاضة من المزدلفة في موسم الحجّ. 

استفاضة [مفرد]: مصدر استفاضَ/ استفاضَ في. 

فائِض [مفرد]: ج فوائض:
1 - اسم فاعل من فاضَ.
2 - فَضْلة، زيادة، ما يزيد عن الحاجة "فائض إنتاج".
3 - ما يزيد من ربْح مؤسّسة مالية بعد انقطاع جميع المصروفات "وزّع الفائض على المساهمين".
4 - (قص) فائدة تعود على المُرْبي من رأس المال. 

فَيْض [مفرد]: ج فُيوض (لغير المصدر)، جج فيوضات (لغير المصدر):
1 - مصدر فاضَ.
2 - كثير، غزير "فيض من الخيرات/ الدموع- فَيْض حنان" ° غَيْضٌ من فَيْض: قليل من كثير.
3 - (سف) مذهب يقول بأن جميع الموجودات التي يتألّف منها العالم تفيض عن مبدأ واحد أو جوهر واحد من دون أن يكون في فِعْل هذا المبدأ أو الجوهر تراخ أو انقطاع.
• فيْض مغناطيسيّ: (فز) الفَيْض المغناطيسيّ عبر مساحة معيّنة يساوي حاصل كثافة حقل مغناطيسيّ موحّد وعموديّ بالنسبة إلى تلك المساحة مضروبًا في تلك المساحة. 

فَيَضان [مفرد]: ج فيضانات (لغير المصدر):
1 - مصدر فاضَ.
2 - (جغ) ارتفاع نسبيّ واضح في منسوب النهر عن مقداره المعتاد "فيضان النيل- أدت الفيضانات إلى إبعاد آلاف السكان عن منازلهم". 

فُيوض [مفرد]: مصدر فاضَ. 

فُيوضة [مفرد]: مصدر فاضَ. 

فَيَّاض [مفرد]: صيغة مبالغة من فاضَ: كثير الفيض ° شَخْصٌ فيّاض: كثير العطاء- نهْر فيّاض: كثير الماء. 

فيض: فاض الماء والدَّمعُ ونحوهما يَفِيض فَيْضاً وفُيُوضةً وفُيُوضاً

وفَيَضاناً وفَيْضُوضةً أَي كثر حتى سالَ على ضَفّةِ الوادي. وفاضَتْ

عينُه تَفِيضُ فَيْضاً إِذا سالت. ويقال: أَفاضَتِ العينُ الدمعَ تُفِيضُه

إِفاضة، وأَفاضَ فلان دَمْعَه، وفاضَ الماء والمطرُ والخيرُ إِذا كثر. وفي

الحديث: ويَفيضُ المالُ أَي يَكْثُر من فاضَ الماء والدمعُ وغيرُهما

يَفيض فَيْضاً إِذا كثر، قيل: فاضَ تدَفَّقَ، وأَفاضَه هو وأَفاضَ إِناءه أَي

مَلأَه حتى فاضَ، وأَفاضَ دُموعَه. وأَفاضَ الماءَ على نفسه أَي

أَفْرَغَه. وفاض صَدْرُه بسِرِّه إِذا امْتَلأ وباح به ولم يُطِقْ كَتْمَه،

وكذلك النهرُ بمائه والإِناء بما فيه.

وماءٌ فَيْضٌ: كثير. والحَوْضُ فائض أَي ممتلئ. والفَيْضُ: النهر،

والجمع أَفْياضٌ وفُيوضٌ، وجَمْعُهم له يدل على أَنه لم يسمّ بالمصدر.

وفَيْضُ البصرةِ: نَهرها، غَلب ذلك عليه لِعظَمِه. التهذيب: ونهرُ البصرةِ يسمى

الفَيْضَ، والفَيْضُ نهر مصر. ونهرٌ فَيّاضٌ أَي كثير الماء. ورَجل

فَيّاضٌ أَي وهّاب جَوادٌ. وأَرض ذاتُ فُيوضٍ إِذا كان فيها ماء يَفِيضُ حتى

يعلو. وفاضَ اللّئامُ: كَثُروا. وفرَس فَيْضٌ: جَوادٌ كثير العَدْو. ورجل

فَيْضٌ وفَيّاضٌ: كثير المعروف. وفي الحديث أَنه قال لطَلحةَ: أَنت

الفَيّاضُ؛ سمي به لسَعةِ عَطائه وكثرته وكان قسَمَ في قومه أَربعمائة أَلف،

وكان جَواداً.

وأَفاضَ إِناءه إِفاضةً: أَتْأَقَه؛ عن اللحياني، قال ابن سيده: وعندي

أَنه إِذا ملأه حتى فاض. وأَعطاه غَيْضاً من فَيْضٍ أَي قليلاً من كثير،

وأَفاضَ بالشيء: دَفَع به ورَمَى؛ قال أَبو صخر الهذلي يصف كتيبة:

تَلَقَّوْها بِطائحةٍ زَحُوفٍ،

تُفِيضُ الحِصْن مِنها بالسِّخالِ

وفاضَ يَفِيضُ فَيْضاً وفُيوضاً: مات. وفاضَتْ نَفسُه تَفِيضُ فَيْضاً:

خرجت، لغة تميم؛ وأَنشد:

تَجَمَّع الناسُ وقالوا: عِرْسُ،

فَفُقِئَتْ عَيْنٌ، وفاضَتْ نَفْسُ

وأَنشده الأَصمعي وقال إِنما هو: وطَنَّ الضِّرْس. وذهبنا في فَيْض فلان

أَي في جَنازَتِه. وفي حديث الدجال: ثم يكونُ على أَثَرِ ذلك الفَيْضُ؛

قال شمر: سأَلت البَكْراوِيّ عنه فقال: الفَيْضُ الموتُ ههنا، قال: ولم

أَسمعه من غيره إِلا أَنه قال: فاضت نفسُه أَي لُعابُه الذي يجتمع على

شفتيه عند خروج رُوحه. وقال ابن الأَعرابي: فاضَ الرجلُ وفاظَ إِذا مات،

وكذلك فاظت نفسُه. وقال أَبو الحسن: فاضَت نفسه الفعل للنفس، وفاضَ الرجلُ

يَفِيض وفاظَ يَفِيظُ فَيْظاً وفُيوظاً. وقال الأَصمعي: لا يقال فاظت نفسه

ولا فاضت، وإِنما هو فاض الرجل وفاظ إِذا مات. قال الأَصمعي: سمعت أَبا

عمرو يقول: لا يقال فاظت نفسه ولكن يقال فاظ إِذا مات، بالظاء، ولا يقال

فاض، بالضاد. وقال شمر: إِذا تَفَيَّضُوا أَنفسهم أَي تَقَيَّأُوا.

الكسائي: هو يَفِيظُ نفسه

(* قوله «يفيظ نفسه» أي يقيؤها كما يعلم من القاموس

في فيظ.). وحكى الجوهري عن الأَصمعي: لا يقال فاض الرجل ولا فاضت نفسه

وإِنما يَفِيضُ الدمعُ والماء. قال ابن بري: الذي حكاه ابن دريد عن

الأَصمعي خلاف هذا، قال ابن دريد: قال الأَصمعي تقول العرب فاظ الرجل إِذا مات،

فإِذا قالوا فاضت نفسُه قالوها بالضاد؛ وأَنشد:

فقئت عين وفاضت نفس

قال: وهذا هو المشهور من مذهب الأَصمعي، وإِنما غَلِطَ الجوهري لأَن

الأَصمعي حكى عن أَبي عمرو أَنه لا يقال فاضت نفسه، ولكن يقال فاظ إِذا مات،

قال: ولا يقال فاضَ، بالضاد، بَتَّةً، قال: ولا يلزم مما حكاه من كلامه

أَن يكون مُعْتَقِداً له، قال: وأَما أَبو عبيدة فقال فاظت نفسه، بالظاء،

لغة قيس، وفاضت، بالضاد، لغة تميم. وقال أَبو حاتم: سمعت أَبا زيد يقول:

بنو ضبة وحدهم يقولون فاضت نفسه، وكذلك حكى المازني عن أَبي زيد، قال:

كل العرب تقول فاظت نفسُه إِلا بني ضبة فإِنهم يقولون فاضت نفسه، بالضاد،

وأَهل الحجاز وطيِّءٍ يقولون فاظت نفسه، وقضاعة وتميم وقيس يقولون فاضت

نفسُه مثل فاضت دَمْعَتُه، وزعم أَبو عبيد أَنها لغة لبعض بني تميم يعني

فاظت نفسه وفاضت؛ وأَنشد:

فقئت عين وفاضت نفس

وأَنشده الأَصمعي، وقال إِنما هو: وطَنّ الضِّرْسُ. وفي حديث الدجال: ثم

يكون على أَثر ذلك الفَيْضُ؛ قيل: الفَيْضُ ههنا الموت. قال ابن

الأَثير: يقال فاضت نفسُه أَي لُعابه الذي يجتمع على شفتيه عند خروج

رُوحه.وفاضَ الحديثُ والخبَرُ واسْتَفاضَ: ذاعَ وانتشر. وحَدِيثٌ مُسْتَفِيضٌ:

ذائعٌ، ومُسْتَفاض قد اسْتَفاضُوه أَي أَخَذُوا فيه، وأَباها أَكثرهم

حتى يقال: مُسْتَفاضٌ فيه؛ وبعضهم يقول: اسْتَفاضُوه، فهو مُسْتَفاضٌ.

التهذيب: وحديث مُسْتَفاضٌ مأْخوذ فيه قد استفاضُوه أَي أَخذوا فيه، ومن قال

مستفيض فإِنه يقول ذائع في الناس مثل الماء المُسْتَفِيض. قال أَبو

منصور: قال الفراء والأَصمعي وابن السكيت وعامة أَهل اللغة لا يقال حديث

مستفاض، وهو لحن عندهم، وكلامُ الخاصّ حديثٌ مُسْتَفِيضٌ منتشر شائع في

الناس.ودِرْعٌ فَيُوضٌ وفاضةٌ: واسعةٌ؛ الأَخيرة عن ابن جني. ورجل مُفاضٌ:

واسِعُ البَطْنِ، والأُنثى مُفاضةٌ. وفي صفته، صلّى اللّه عليه وسلّم: مُفاض

البطنِ أَي مُسْتَوي البطنِ مع الصَّدْرِ، وقيل: المُفاضُ أَن يكون فيه

امْتِلاءٌ من فَيْضِ الإِناء ويُريد به أَسفلَ بطنِه، وقيل: المُفاضةُ من

النساء العظيمة البطن المُسْتَرْخِيةُ اللحمِ، وقد أُفِيضَت، وقيل: هي

المُفْضاةُ أَي المَجْمُوعةُ المَسْلَكَيْنِ كأَنه مَقْلُوبٌ عنه.

وأَفاضَ المرأَةَ عند الافْتِضاضِ: جعل مَسْلَكَيْها واحداً. وامرأَة

مُفاضةٌ إِذا كانت ضخمة البطن. واسْتَفاضَ المكانُ إِذا اتَّسع، فهو

مُسْتَفِيضٌ؛ قال ذو الرمة:

بحَيْثُ اسْتَفاضَ القِنْعُ غَرْبيَّ واسِط

ويقال: اسْتَفاضَ الوادي شجراً أَي اتَّسع وكثُرَ شجره. والمُسْتَفِيضُ:

الذي يَسأَل إِفاضةَ الماء وغيره.

وأَفاضَ البَعِيرُ بِجِرَّتِه: رَماها مُتَفَرِّقةً كثيرة، وقيل: هو

صوتُ جِرَّتِه ومَضْغِه، وقال اللحياني: هو إِذا دَفَعَها من جَوْفِه؛ قال

الراعي:

وأَفَضْنَ بعْدَ كُظُومِهِنَّ بِجِرَّةٍ

مِنْ ذي الأَبارِقِ، إِذْ رَعين حَقِيلا

ويقال: كظَمَ البِعيرُ إِذا أَمسك عن الجِرَّة. وأَفاضَ القومُ في

الحديث: انتشروا، وقال اللحياني: هو إِذا اندفعوا وخاضُوا وأَكْثَروا. وفي

التنزيل: إِذ تُفِيضُونَ فيه؛ أَي تَنْدَفِعُونَ فيه وتَنْبَسِطُون في ذكره.

وفي التنزيل أَيضاً: لَمَسَّكُمْ فيما أَفَضْتُم. وأَفاضَ الناسُ من

عَرَفاتٍ إِلى مِنى: اندفعوا بكثرة إِلى مِنى بالتَّلْبية، وكل دَفْعةٍ

إِفاضةٌ. وفي التنزيل: فإِذا أَفضتم من عرفات؛ قال أَبو إِسحق: دلَّ بهذا

اللفظ أَن الوقوف بها واجبٌ لأَنَّ الإِفاضةَ لا تكون إِلا بعد وُقُوف،

ومعنى أَفَضْتُم دَفَعْتم بكثرةْ. وقال خالد بن جَنْبة: الإِفاضةُ سُرْعةُ

الرَّكْضِ. وأَفاضَ الراكِبُ إِذا دفع بعيره سَيْراً بين الجَهْدِ ودون

ذلك، قال: وذلك نِصْفُ عَدْوِ الإِبل عليها الرُّكْبان، ولا تكون الإِفاضة

إِلا وعليها الرُّكْبانُ. وفي حديث الحج: فأَفاضَ من عَرفةَ؛ الإِفاضةُ:

الزَّحْفُ والدَّفْعُ في السير بكثرة، ولا يكون إِلا عن تفرقٍ وجَمْعٍ.

وأَصل الإِفاضةِ الصَّبُّ فاستعيرت للدفع في السير، وأَصله أَفاضَ نفْسَه

أَو راحلته فرَفَضُوا ذكر المفعول حتى أَشْبه غير المتعدِّي؛ ومنه طَوافُ

الإِفاضةِ يوم النحر يُفِيضُ من مِنى إِلى مكة فيطوف ثم يرجع. وأَفاضَ

الرجلُ بالقِداحِ إِفاضةً: ضرَب بها لأَنها تقع مُنْبَثَّةً متفرقة، ويجوز

أَفاضَ على القداح؛ قال أَبو ذؤيب الهُذلي يصف حماراً وأُتُنه:

وكأَنَّهُنَّ رِبابَةٌ، وكَأَنَّه

يَسَرٌ، يُفِيضُ على القِداحِ ويَصْدَعُ

يعني بالقِداحِ، وحروفُ الجر يَنُوبُ بعضُها مَنابَ بعض. التهذيب: كل ما

كان في اللغة من باب الإِفاضةِ فليس يكون إِلا عن تفرُّق أَو كثرة. وفي

حديث ابن عباس، رضي اللّه عنهما: أَخرج اللّهُ ذَرِّيَّةَ آدمَ من ظهره

فأَفاضَهم إِفاضَةَ القِدْحِ؛ هي الضرْبُ به وإِجالَتُه عند القِمار،

والقِدْحُ السهمُ، واحدُ القِداح التي كانوا يُقامِرُونَ بها؛ ومنه حديث

اللُّقَطَةِ: ثم أَفِضْها في مالِكَ أَي أَلْقِها فيه واخْلِطْها به، من

قولهم فاضَ الأَمرُ وأَفاضَ فيه.

وفَيّاضٌ: من أَسماء الرجال. وفَيّاضٌ: اسم فرس من سَوابق خيل العرب؛

قال النابغة الجعدي:

وعَناجِيج جِيادٍ نُجُبٍ

نَجْلَ فَيّاضٍ ومن آلِ سَبَلْ

وفرس فَيْضٌ وسَكْبٌ: كثير الجَرْي.

فيض

1 فَاضَ, (S, M, Mgh, &c.,) aor. ـِ inf. n. فَيْضٌ (S, M, O, Msb, K) and فَيْضُوضَةٌ (S, O, K) andفُيُوضٌ (M, O, K) and فِيُوضٌ and فُيُوضَةٌ (M, K) and فَيَضَانٌ, (M, O, K,) It (water) overflowed: poured out, or forth, from fulness: (Mgh:) it (water, S, O, K, or a torrent, Msb) became abundant, (S, O, Msb, K and flowed from [over] the brink of the valley, (Msb,) or so as to flow over the side of the valley, (S, O,) or so as to flow like a valley; (K;) and ↓ افاض signifies the same: (Msb, TA:) it (water) became abundant: (TA:) [contr. of غَاضَ, aor. ـِ it (water, and that of the eyes, and the like, M, or anything fluid, Msb) ran, or flowed: (M, Msb:) or it poured out, or forth; or poured out, or forth, vehemently; gushed out, or forth: (M:) and it (water, and blood,) fell in drops. (Msb.) b2: It (a vessel) became full: (Msb:) [or it overflowed: for you say,] فَاضَ النَّهْرُ بِمَائِهِ The river overflowed with its water: and فَاضَ الإِنَآءُ بِمَا فِيهِ The vessel overflowed with what was in it: (Msb:) and a poet says, شَكَوْتُ وَمَا الشَّكْوَى لِمِثْلِىَ عَادَةً

وَلٰكِنْ تَفِيضُ الكَأْسُ عِنْدَ امْتِلَائِهَا [I complained; and complaint is not a custom of the like of me; but the cup overflows on the occasion of its being full]. (A) You say also فَاضَتْ عَيْنُهُ, aor. as above, inf. n. فَيْضٌ, The eye flowed [with tears]. (TA.) And فَاصَ عَرَقًا, said of a man, [He sweated;] sweat appeared upon his body, on an occasion of grief. (IKtt) b3: (assumed tropical:) It (a thing) was, or became, much, abundant, many, or unmerous. (O, K.) You say, فَاضَ اللِّئَامُ (assumed tropical:) The mean became many: (S, O:) opposed to غَاضَ, q. v. (S and A in art. غيض.) And فَاضَ الخَيْرُ (tropical:) Good, or wealth, &c., became abundant, (A, Msb,) فِيهِمْ among them. (A.) b4: Aor. as above, (S,) inf. n. فَيْضٌ, (TA,) (tropical:) It (a piece of news, or a story,) spread abroad; (S, M, K;) as also ↓ استفاض; (S, M, A, Msb, K, TA;) it spread abroad among the people. (Msb and TA in explanation of the latter verb,) like water. (TA.) ↓ The latter is also said of a place, meaning (tropical:) It became wide, or ample. (A.) And you say, فَاضَ عَلَيْهِ الدِّرْعُ (tropical:) [The coat of mail spread over him; or covered him]. (A.) b5: Aor. as above, inf. n. فَيْضٌ and فُيُوضٌ, (tropical:) He (a man, S, O, K) died: (S, M, O, K:) and, (S, M, O, K,) in like manner, (S, O,) فَاضَتٌ نَفْسُهُ, (S, M, A, Mgh, O, Msb, K,) aor. as above, (M,) inf. n. فَيْضٌ, (M, Msb,) (tropical:) his soul departed, or went forth; (S, M, A, * Mgh, * O, Msb, K;) of the dial. of Temeem; (S, M, O;) on the authority of AO and Fr; and Az says the like; but As says that one should not say, فاض الرَّجُلُ, nor فاضت نفسه, for فاض is only said of tears and of water: (S, O:) to which is added in the O, but one says, فَاظَ, with ظ, [as is also said in the Mgh,] as meaning “ he died,” and not فاض, with ض, decidedly: (TA:) [see, however, the remarks of IB below:] or the more chaste expression is فاظ, with ظ, without the mention of the نفس; and some do not allow any other: (Msb:) but in the L we find as follows: IAar says. فاض الرجل and فاظ, meaning “ the man died: ” and Abu-l-Hasan says, فاظت نفسه, the verb relating to the نفس; and فاض الرجل and فاظ: but As says, I heard AA say that one should not say, فاظت نفسه, but فاظ, meaning “ he died; ” and not فاض, with ض, decidedly: IB, however, says that what IDrd has cited from As is different from that which J has ascribed to him; for IDrd cites the words of As thus: the Arabs says, فاظ الرجل, meaning “ the man died; ” but when they speak of the نفس, they say فاضت نفسه, with ض; and he quotes the ex.

فَفُقِئَتْ عَيْنٌ وَفَاضَتْ نَفْسُ [And an eye was put out, and a soul departed]: and he [IB] adds that this is what is commonly known to be the opinion of As: but J has committed and error; for As quotes from AA that one should not say, فاظت نفسه, but فاظ, meaning “ he died; ” not فاض, decidedly and he also says, nor does it necessarily follow from what he relates that he firmly believed it: AO says that فاظت نفسه is of the dial. of Keys; and فاضت, of the dial of Temeem and AHát says, I heard Az say that Benoo-Dabbeh alone say, فاضت نفسه: in like manner also El-Mázinee says. on the authority of Az. that all the Arabs say, فاظت نفسه. except Benoo-Dabbeh, who say, فاضت نفسه with ض. (TA.) [See also art. فيظ. It is further said, that] الفَيْضُ signifies Death: (A, K;) as occurring in a trad respecting Ed-Dejjál, where it is said, ثُمَّ يَكُونُ عَلَى أَثَرِ ذٰلِكَ الفَيْضُ [Then shall be, after that, death] (A, TA:) Sh says, I asked El-Bekráwee respecting this, and he asserted الفيض, in this case, to signify “ death; ” but I have not heard it from any other; unless it be from فَاضَتْ نَفْسَهُ signifying His slaver collecting upon his lips at the departure of his soul [flowed]. (TA.) b6: You say also فَاضَ صدْرُهُ مِنَ الغَيْظِ (tropical:) [His bosom overflowed with wrath, or rage], (A, TA.) And فَاضَ صَدْرُهُ بِالسِّرِّ His bosom disclosed, or concealed, the secret; (S, O, K;) his bosom could not conceal the secret; (M;) his bosom was full with the secret, and disclosed it, not being able to conceal it. (TA.) b7: And فَيْضٌ is used as meaning (assumed tropical:) God's suggesting (إِلْقَآء) [of a thing]: what the Devil suggests (يُلْقِيهِ) is termed الوَسْوَسَةُ. (Kull p. 277.) b8: فَاضَ البَعِيرُ بِجِرَّتِهِ: see 4, latter half.4 افاض: see 1, first sentence.

A2: He filled a vessel so that it overflowed: (S, M, O, K:) or [simply] he filled a vessel, (M, Msb,) accord. to Lh; but the former. [says ISd,] in my opinion, is the correct signification. (M.) b2: He made water, and tears, and the like, to run, or flow; or to pour out, or forth; or to pour out, or forth, vehemently; to gush out, or forth: (M:) he poured [water &c.] out, or forth: (A, TA:) or he poured water out, or forth, copiously. (Mgh.) You say, افاض المَآءَ عَلَى نَفْسِهِ, (S, O, K,) or على جَسَدِهِ, (Msb,) He poured the water (S, O, Msb, K) upon himself, (S, O, K,) or upon his body. (Msb.) And افاض دُمُوعَهُ, (S,) or دَمْعَهُ, (Msb,) He poured forth his tears. (Msb.) And افاضت العَيْنُ الدَّمْعَ [The eye poured forth tears]. (TA.) b3: افاض اللّٰهُ الخَيْرَ (tropical:) God made good, or wealth, &c., to abound. (Msb.) b4: افاض عَلَيْهِ الدِّرْعَ (tropical:) He put on him the coat of mail: like as you say صَبَّهَا [lit he poured it]. (A, TA.) b5: أَفَاضُوا مِنْ عَرَفَاتٍ (tropical:) They pushed on, pressed on, or went quickly, syn. دَفَعُوا, (S, Mgh, O, Msb, K,) or اِنْدَفَعُوا, (M, A,) with multitude, (M, Mgh, O,) from 'Arafát, (S, M, A, Mgh, O, Msb, K,) to Minè, (S, M, O,) exclaiming لَبَّيْكَ: (M:) or they returned, and dispersed themselves from 'Arafát: (O, K:) or they hastened from 'Arafát to another place: (K:) the last rendering is taken from Ibn-'Arafeh; and agreeably with all of these renderings, the phrase in the Kur [ii. 194], فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ, has been explained: (TA:) and [in like manner,] you say افاضوا مِنَ مِنَى إِلَى

مَكِّةَ (tropical:) They returned from Mine to Mekkeh; on the day of the sacrifice: (Msb:) إِفَاضَةٌ signifies (tropical:) the advancing, and pushing on, or pressing on, in journeying, or pace, (A, * TA,) and the like, (A,) with multitude, and is only after a state of separation and congregation: (TA:) it is from the same word as signifying the “ pouring out, or forth; ” (A, O, TA,) or from افاض المَآءَ signifying

“ he poured the water out, or forth, copiously ” (Mgh:) and the original expression is افاض نَفْسَهُ. or رَاحِلَتَهُ; but they omit the objective complement, and hence the verb resembles one that is intrans.: (O, TA:) or افاضة signifies the quickly impelling or urging [a beast] to run, with one's foot or leg, or feet or legs: and افاض, he (a (??)) made his camel to exert himself beyond measure, (??) quick run, between the utmost (??) and what is (??) than that; افاضة denoting the half [of the fall (??) of the run of camels having riders upon these; and being only applied when they have riders upon them: (Khálid Ibn-Jembeh:) and every دَفْعَة [or act of pushing on, or pressing (??),] is termed إِفَاضَةٌ. (S, Msb, K.) Hence, طَوَافُ الإِفَاضَةِ, signifying The (??) [around the K(??) the return from Mine to Mekkeh; (Msb, TA) on the day of the sacrifice: (TA:) or the circuiting of visitation. (Mgh.) b6: افاضوا فِى الحَدِيثِ (tropical:) They pushed on, or pressed on, in discourse; syn. اِنْدَفَعُوا: (Lh, S, M, A, O,) they entered thereinto; launched forth, or cut, thereinto: (Lh, M, O;) they were large, or copious, or profuse, therein; (O, TA:) or they dilated therein (M:) or they began, commenced, or entered upon, discourse: (Msb;) as also ↓ استفاضوهُ, (M, Msb,) accord. to some; (Msb;) but this latter is disallowed by most; (M;) or by the skilful, (Msb.) You say also, افاض فِى عَمَلٍ (assumed tropical:) He entered into an action, or employment; and pushed on, or pressed on, therein: (Bd in x. 62:) or he began it, commenced it, or entered upon it. (Jel, ibid.) b7: افاض بَالشَّيْءِ He impelled, or thrust, with the thing: (M:) he cast, or threw, the thing. (M, TA.) b8: افاض البَعِيرُ بِجِرَّتِهِ, (Lh, S, M, A, O,) and (S, O) افاض alone, (S, O, K,) and بِجِرَّتِهِ ↓ فَاضَ, (TA,) (tropical:) The camel propelled his cud (Lh, S, M, A, K) from his inside, (Lh, M, A,) or from his stomach, (S, K,) and expelled it, or ejected it: (S:) or cast it forth in a scattered and copious state: or it means [he made to be heard] the sound of his cud, and of his chewing. (M.) b9: مَا افاض بِكَلِمَةٍ (assumed tropical:) He did not make clear, or distinct, or perspicuous, a word, or sentence. (Msb, TA.) [And ما افاض بكلمة signifies the same.] b10: افاض بِالقِدَاحِ, (S, M, A, O, K,) and عَلَى القِدَاحِ, meaning بِالقِدَاحِ, for prepositions stand in the places of other prepositions, (S, O,) and افاض القِدَاحَ, (O, K,) (tropical:) i. q. ضَرَبَ بِالقِدَاحِ [which has two significations: He turned about, or shuffled, the gaming-arrows: and he played with the gaming-arrows]: (S, M, A, O, K:) and أَجَالَهَا [which has the former of the above significations]: or he dealt them forth. (TA.) Aboo-Dhu-eyb says, describing a [wild] he-ass and his she-asses, فَكَأَنَّهُنَّ رِبَابَةٌ وَكَأَنَّهُ يَسَرٌ يُفِيضُ عَلَى القِدَاحِ وَيَصْدَعُ (S, TA) (tropical:) [And it was as though they were a bundle of gaming-arrows, and as though he were a shuffler thereof, shuffling or] dealing out the arrows, and deciding, and making known what he produced: (TA:) or, accord. to Kh, and speaking with his loudest voice, saying “ The arrow of such a one has won,” or “ This is the arrow of such a one: ” or, accord. to some, distributing, or dispensing, by means of the arrows: (TA in art. صدع:) by عَلَى القِدَاحِ is meant بِالقِدَاحِ. (S voce عَلَى.) One relation of this verse substitutes يَخُوضُ for يُفِيضُ. (TA.) Az says that إِفَاض [a mistranscription for إِفَاضَةٌ] is always a consequence of a state of separation, or dispersion, and abundance, or copiousness. (TA.) b11: Hence the saying in a trad. respecting a thing picked up from the ground, ثُمَّ أَفِضْهَا مِنْ مَالِكَ, [app. a mistake for فِى مَالِكَ,] i. e. (assumed tropical:) Then put thou, or throw thou, it, and mix it, among thy property. (TA.) b12: أُفِيضَتْ She (a woman) became wide in the belly: [as though spread out:] or she became large in the belly, and flabby in flesh. (M.) A3: افاض المَرْأَةَ He made the مَسْلَكَانِ [i. e. vagina and rectum] of the woman to become one, on the occasion of devirgination; (M;) i. q. أَفْضَاهَا [from which it is app. formed by transposition, as is indicated in the M.]. (O, TA.) 5 تفيّض It flowed. (Har p. 610. [But this I do not find elsewhere.]) 10 استفاض He asked for the pouring out (إِفَاضَة) of water, (K, TA,) &c. (TA.) A2: Said of a piece of news: and of a place: see 1, in the first half of the paragraph. You say also, استفاض الوَادِى شَجَرًا (tropical:) The valley became wide, and abundant in trees. (S, O, K, TA.) A3: استفاضوا الحَدِيثَ: see افاضوا فِى الحَدِيثِ. [It seems to be indicated in the S and O that it signifies They spread abroad the story among the people; as used by some: see مُسْتَفِيضٌ.]

فَيْضٌ A river, (M, TA,) in general: (TA:) pl. [of pauc.] أَفْيَاضٌ and [of mult.] فُيُوضٌ: the pluralization thereof shows that it is not an inf. n. used as a subst.: (M, TA:) [and a river, or water, that overflows.] الفَيْضُ is [hence] applied to The Nile of Egypt: (S, O, K:) or, accord. to the Tekmileh, to a place in the Nile of Egypt: (TA:) and to the river of El-Basrah: (As, S, K:) or this last is called فَيْضُ البَصْرَةِ, because of its greatness. (M.) You say also أَرْضٌ ذَاتُ فُيُوضٍ

Land in which is water: (Lh, M:) or in which are waters that overflow. (S, K, TA.) b2: A horse (tropical:) that runs much; (S, M, O, K;) that is fleet, or swift; (M;) that runs vehemently; likened to water pouring forth; as also سَكْبٌ. (Eth-Thaalebee, in TA, art. سكب.) b3: A man (tropical:) bountiful, or munificent; as also ↓ فَائِضٌ, (A,) and ↓ فَيَّاضٌ: (S, O:) or, as also ↓ the last, a man abounding [or profuse] in beneficence or bounty. (M.) b4: Much, or abundant, water. (M.) b5: (tropical:) Much, or abundance: as in the saying, أَعْطَاهُ غَيْضًا مِنْ فَيْضٍ (tropical:) He gave him little from much. (S, M, O.) Anything much in quantity. (KL.) b6: (assumed tropical:) A large gift: [and simply a gift, favour, or grace:] pl. فُيُوضٌ. (KL.) b7: [See also 1, last sentence but one. Hence بِطَرِيقِ الفَيْضِ meaning (assumed tropical:) By way, or means, of instinct; instinctively.] b8: (tropical:) Death: [as being the outpouring of the soul:] see 1. (Sh, on the authority of El-Bekráwee; and K.) b9: ذَهَبْنَا فِى فَيْضِ فُلَانٍ (assumed tropical:) We went with the corpse and bier of such a one. (M.) فَاضَةٌ: see مُفَاضٌ.

أَمْرُهُمْ فَيْضَى بَيْنَهُمْ: i. q. فَوضَى, q. v. (TA in art. فوض.) أَمْرُهُمْ فَيْضُوضَى بَيْنَهُمْ, and فَيْضِيضَى, and فَيْضُوضَآءُ, and فَيْضِضَآءُ, and ↓ فَيُوضَى, i. q. فَوْضَى, q. v. in art. فوض. (Az, K.) فَيُوضٌ: see مُفَاضٌ.

أَمْرُهُمْ فَيُوضَى بَيْنَهُمْ: see فَيضُوضَى.

فَيَّاضٌ A river containing much water: (S:) or that flows much. (Ham p. 375.) b2: Applied to a man: see فَيْضٌ, in two places.

فَائِضٌ A watering-trough full: a sea, or great river, [overflowing: see 1: or] pouring, or pouring vehemently. (TA.) b2: Applied to a man: see فَيْضٌ.

مُفَاضٌ pass. part. n. of 4 [q. v.]. b2: حَدِيثٌ مُفَاضٌ فِيهِ (tropical:) Discourse in which people have pushed on, or pressed on: (K:) [or into which they have entered: or in which they have been large, or copious: or in which they have dilated: or begun: see 4; and see also مُسْتَفِيضٌ.] b3: دِرْعٌ مُفَاضَةٌ (tropical:) A wide, or an ample, coat of mail; (S, M, A, O, K;) as also ↓ فَاضَةٌ (IJ, M) and فَيُوضٌ. (M.) [In the CK, this word is erroneously written مُفاوَضَة, as applied to a coat of mail and to a woman.] مُفَاضٌ applied to a man, (tropical:) Wide in the belly: fem. with ة: (M:) or the latter, a woman large in the belly, (S, M, A, O, K,) and flabby in flesh, (M, A,) and, as some add, inordinately tall: (TA:) : or, as some say, the latter signifies a woman having her مَسْلَكَانِ [i. e. vagina and rectum] united; as though formed by transposition from مُفْضَاةٌ: (M:) and, accord. to some, مُفَاضٌ signifies having a fulness. (TA.) It is said of the Prophet, كَانَ مُفَاضَ البَطْنِ, meaning (tropical:) He had the belly even with the breast: (O, K:) or he had a fulness in the lower part of the belly. (TA.) مُسْتَفَاضٌ: see the next paragraph مُسْتَفِيضٌ One who asks for the pouring out (إِفَاضَة) of water &c. (S, O.) A2: A story, or a piece of news, (tropical:) spread abroad (S, M, A, * O, Msb, K) among the people, (S, O, Msb,) like water; (TA;) as also مُسْتَفَاضٌ فِيهِ; (S, O, K;) but you should not say مُسْتَفَاضٌ [alone], (As, Fr, ISk, and the lexicologists in general, and Az, S, O, Msb, and K,) for this is a mistake of the inhabitants of the towns and villages: (As, Fr, ISk, &c., and Msb:) or this last is a word of weak authority: (K:) it is, however, used by some; (S, O;) for instance, by Aboo-Temmám; (TA;) as meaning begun, commenced, or entered upon; but most disallow it unless followed by فِيهِ. (M.)
فيض
} فَاضَ المَاءُ والدَّمْعُ وغَيْرُهُمَا {يَفِيضُ} فَيْضاً، {وفُيُوضَاً، بالضَّمِّ والكَسْرِ} وفُيُوضَةً {وفَيْضُوضَةً} وفَيَضَاناً، بالتَّحْرِيكِ، أَي كَثُرَ حَتَّى سَالَ كالوَادِي. وَفِي الصّحاح: على ضِفَّةِ الوَادِي، ومِثْلُه فِي العُبَاب. وَفِي الحَدِيث: {ويُفِيضُ المالُ أَيْ يَكْثُرُ. من} فَاضَ الماءُ. فَاضَ صَدْرُهُ بالسِّرِّ، إِذا امْتَلأَ وباحَ بِهِ، وَلم يُطِقْ كَتْمَهُ، وكَذلِكَ النَّهْرُ بمَائِهِ، والإِنَاءُ بِمَا فيهِ. فَاضَ الرَّجُلُ يَفِيضُ {فَيْضاً وفُيُوضاً: مَاتَ، وكَذلِكَ} فَاضَتْ نَفْسُهُ، أَيْ خَرَجَتْ رُوحُهُ، نَقله الجَوْهَرِيُّ عَن أَبِي عُبَيْدَةَ والفَرَّاءِ، قَالاَ: وَهِي لُغَةٌ فِي تَمِيمٍ، وأَبُو زَيْدٍ مِثْلُه. قَالَ: الأَصْمَعِيُّ: لَا يُقَالُ فَاضَ الرَّجُلُ، وَلَا! فَاضَتْ نَفْسُه، وإِنَّمَا يَفِيضُ الدَّمْعُ والماءُ. زادَ فِي العُبَابِ: ولكِنْ يُقَالُ فَاظَ، بالظَّاءِ، إِذَا مَاتَ، وَلَا يُقَالُ: فاضَ بالضَّاد البَتَّةَ، فأَنْشَدَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ رَجَزَ دُكَيْنِ بنِ رَجَاءٍ الفُقَيْمِيّ: تَجَمَّع الناسُ وقَالُوا عِرْسُ إِذَا قِصَاعٌ كالأَكُفِّ خَمْسُ زَلَحْلَحَاتٌ مُصْغَراتٌ مُلْسُ ودُعِيَت قَيْسٌ وجاءَتْ عَبْسُ ففُقِئَتْ عَيْنٌ وفَاضَتْ نَفْسُ وَهَذِه لُغَةٌ دُكَيْن. فَقَالَ الأَصْمَعِيّ: الرِّوَايَةُ: وطَنَّ الضِّرْسُ. وَفِي اللّسَانِ: وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ: فاضَ الرَّجُلُ وفَاظَ، إِذا ماتَ وكَذلِكَ فَاظَتْ نَفْسُه. وَقَالَ أَبو الحَسَنِ: فَاظَتْ نَفْسُه، الفِعْلُ للنَّفْسِ.
وفَاضَ الرَّجُلُ يَفِيضُ، وفَاظَ يَفِيظُ فَيْظاً وفُيُوظاً. وقَال الأَصْمَعِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرْو يَقُول: لَا يُقَالُ: فَاظَتْ نَفْسُه، ولكِنْ يُقَالُ: فَاظَ، إِذَا مَاتَ، بالظَّاءِ، وَلَا يُقَال: فَاضَ، بالضَّادِ البَتّةَ. وقَال ابنُ بَرّيّ: الَّذِي حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ عَن الأَصْمَعِيّ خِلافُ مَا نَسَبَهُ الجَوْهَرِيّ لَهُ. قَالَ ابنُ دُرَيْد: قَالَ الأَصْمَعِيّ: تَقُولُ العَرَبُ: فَاظَ الرَّجُلُ، إِذَا مَاتَ، فإِذَا قَالُوا: فَاضَتْ نَفْسُه، قَالُوا بالضَّاد، وأَنْشَدَ:)
ففُقْئَتْ عَيْنٌ {وفَاضَتْ نَفْسُ قالَ: وهذَا هُوَ المَشْهُورُ مِنْ مَذْهَب الأَصْمَعِيّ. وإِنَّمَا غَلِطَ الجَوْهَرِيُّ لأَنَّ الأَصْمَعِيَّ حَكَى عَن أَبِي عَمْرٍ وأَنَّهُ لَا يُقَالُ: فَاضَتْ نَفْسُه. ولكِن يُقَال: فَاظَ، إِذَا مَاتَ. وَلَا يُقَال: فَاضَ بالضَّادِ بَتَّةً، قَالَ: وَلَا يَلْزَم مِمَّا حَكَاهُ مِنْ كَلامِه أَنْ يَكُونَ مُعْتَقِداً لَهُ. قَالَ: وأَمّا أَبُو عُبَيْدَة فقالَ: فَاظَتْ نَفْسُه، بالظَّاءِ، لُغَةُ قَيْسٍ، وفَاضَتْ، بالضَّاد، لُغَةُ تَمِيمٍ. وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبَا زَيْدٍ يَقُول: بَنُو ضَبَّةَ وَحْدَهُم يَقُولُون: فَاضَتْ نَفْسُهُ، وكَذلكَ المَازِنِيّ عَن أَبِي زَيْدٍ قَالَ: كُلُ العَرَبِ تَقُولُ: فَاظَتْ نَفْسُه إِلاَّ بَنِي ضَبَّةَ فإِنَّهُمْ يَقُولُون: فاضَتْ نَفْسُه، بالضَّاد. فَاضَ الخَبَرُ يَفِيضُ فَيْضاً: شاعَ. وفَاضَ الشَّيْءُ فَيْضاً: كَثُرَ. وَمِنْه الحَدِيثُ: ويَفِيضُ اللِّئَامُ فَيْضاً أَشارَ إِلَيْه الجَوْهَرِيُّ. وَهُوَ مَجَازٌ.} وفَيَّاضٌ، ككَتَّانٍ: فَرَسٌ لِبَنِي جَعْدٍ. وَفِي العُبَابِ والتَّكْمِلَةِ: لبَنِي جَعْدَةَ. وَفِي اللّسَان: منْ سَوَابِقِ خَيْلِ العَرَبِ. وأَنْشَدَ لِلنَّابِغَةِ الجَعْدِيّ، رَضِيَ اللهُ عَنْه: (وعَنَاجِيجُ جِيَادٌ نُجُبٌ ... نَجْلُ {فَيَّاضٍ ومِنْ آلِ سَبَلْ)
ومِثْلُه فِي العُبَاب. أَبُو عُبَيْدَةَ شَاذُّ بنُ فَيَّاضٍ اليَشْكُرِيُّ البَصْرِيُّ، مُحَدِّثٌ، واسمُهُ هِلاَلٌ، وشَاذٌّ لَقَبهُ. واشْتَرَى طَلْحَةُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ التَّيْمِيّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، بِئْراً فِي غَزْوَة ذِي قَرَدٍ فتَصَدَّقَ بهَا، ونَحَرَ جَزُوراً فأَطْعَمَها النَّاسَ، فقَالَ لهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ علَيْه وسَلَّم: يَا طَلْحَةُ أَنْتَ الفَيَّاضُ فلُقِّبَ بِهِ، لِسَعَةِ عَطَائِه وكَثْرَتِهِ، وكانَ قَسَمَ فِي قَوْمِهِ أَرْبَعَمِائَةِ أَلْفٍ، وكانَ جَوَاداً. كَذا فِي كُتُبِ السِّيَرِ. فِي ذِكْرِ الدَّجَّال: ثُمَّ يَكُونُ عَلَى إِثْرِ ذلِكَ الفَيْضُ. قَالَ شَمِرٌ: سَأَلْتُ البَكْرَاوِيَّ عَنهُ فَقَالَ: الفَيْضُ: المَوْتُ، هاهُنَا: قَالَ: ولَمْ أَسْمَعْه من غَيْرِه، إِلاّ أَنَّه: فاضَتْ نَفْسُه، أَي لُعَابُه الَّذي يَجْتَمِعُ على شَفَتَيْه عِنْد خُرُوجِ رُوحِهِ. الفَيْضُ: نِيلُ مِصْرَ، قالَهُ الجَوْهَرِيُّ، ومِثْلُه فِي العُبَابِ. وَفِي التَّكْمِلَةِ: مَوْضِعٌ فِي نِيلِ مِصْرَ. قَالَ الجَوْهَرِيُّ: قَالَ الأَصْمَعِيّ: نَهْرُ البَصْرَةِ يُسَمَّى الفَيْضَ. وَقَالَ غَيْرُهُ:} فَيْضُ البَصْرَةِ: نَهْرُهَا، غَلَبَ ذلِكَ عَلَيْه لعِظَمِهِ. الفَيْضُ: الكَثِيرُ الجَرْيِ من الخَيْلِ، كالسَّكْبِ. يُقَالُ: فَرَسٌ فَيْضٌ وسَكْبٌ. الفَيْضُ: فَرَسٌ لبَنِي ضُبَيْعَةَ بْنِ نَزارٍ. نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ الفَيْضُ: فَرَسٌ أُخْرَى لعُتْبَةَ ابْنِ أَبِي سُفْيَانَ. يُقَالُ: فَرَّ عَتْبَةُ يَوْمَ صِفِّينَ، فقَالَ عبدُ الرَّحْمنِ ابنُ الحَكَم يُعَيِّره بِذلِكَ: أَأَنْ أُعْطِيتَ سَابِغَةً وطِرْفاً يُسَمَّى الفَيْضَ يَنْهَمِرُ انْهِمَارَا (تَرَكْتَ السادَةَ الأَخْيَارَ لَمَّا... رَأَيْتَ الحَرْبَ قَدْ نُتِجَتْ حُوَارَا)

(لَعَمْرُ أَبِيكَ والأَنْباءُ تَنْمِي ... لَقَدْ أَبْعَدْت يَا عُتْبَ الفِرَارَا)
قالَ أَبو زَيْدٍ: أَمْرُهُمْ {فَيْضِيضَى بَيْنَهُم} وفَيْضُوضَى، ويُمَدَّانِ، {وفَيُوضَى، بالفَتْحِ، أَيْ فَوْضَى، وذلِكَ إِذَا كَانُوا مُخْتَلِطِينَ يَلْبَسُ هذَا ثَوْبَ هذَا ويَأْكُلُ هذَا طَعَامَ هذَا، لَا يُؤَامِرُ أَحَدٌ مِنْهُمُ صاحِبَه فِيمَا يَفْعَلُ من أَمْرِه. وذَكَرَ اللِّحْيَانِيّ أَيْضاً مِثلَ قَوْلِ أَبِي زَيْدٍ. وأَرْضٌ ذَاتُ} فُيُوضٍ، أَيْ فِيها مِيَاهٌ تَفِيضُ، أَي تَسِيلُ حَتَّى تَعْلُوَ. {وأَفَاضَ الماءَ على نَفْسِهِ: أَفْرَغَهُ. نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. أَفَاضَ الناسُ مِنْ عَرَفَاتٍ إِلَى مِنىً، أَيْ دفَعُوا. كَمَا فِي الصّحاح، وقِيلَ: بكَثْرَةٍ، أَوْ رَجَعُوا وتَفَرَّقُوا، أَو أَسْرَعُوا مِنْهَا إِلَى مَكَانٍ آخَرَ. الأَخِيرُ مَأْخُوذٌ من قَوْلِ ابنِ عَرَفَةَ. وبكُلِّ ذلِكَ فُسِّر قَوْلُه تَعَالَى: فإِذَا} أَفَضْتُمْ مِنْ عَرفاتٍ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: دَلَّ بهذَا اللَّفْظِ أَن الوُقُوفَ بِهَا وَاجِبٌ لأَنَّ الإِفَاضَةَ لَا تَكُونُ إِلا بَعْدَ وُقُوفٍ. وَمَعْنَى أَفَضْتُمْ: دَفَعْتُمْ بكَثرَةٍ. وَقَالَ خالِدُ ابنُ جَنْبَةَ: {الإِفَاضَةُ: سُرْعَةُ الرَّكْضِ. وأَفَاضَ الرَّاكِبُ إِذا دَفَعَ بَعِيرَهُ سَيْراً بَيْنَ الجَهْدِ ودُونَ ذلِكَ، قَالَ: وذلِكَ نِصْفُ عَدْوِ الإِبِلِ عَلَيْهَا الرُّكْبَانُ، وَلَا تَكُونُ الإِفَاضَةُ إِلاَّ وعَلَيْهَا الرُّكْبَانُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: الإِفَاضَةُ: الزَّحْفُ والدَّفْعُ فِي السَّيْر بكثرةٍ، وَلَا يَكُونُ إِلاَّ عَن تَفرُّقٍ وجَمْعٍ. وأَصْلُ الإِفَاضَةِ: الصَّبُّ، فاسْتُعِيرَتْ للدَّفْعِ فِي السَّيْرِ، وأَصْلُهُ أَفاضَ نَفْسَهُ أَو رَاحِلتَهُ، ولذلِكَ فَسًّرُوا أَفَاضَ بَدَفَعَ، إِلاَّ أَنَّهُمْ رَفَضُوا ذِكْر المَفْعُولِ، ولرَفْضِهِم إِيّاه أَشْبَهَ غَيْرَ المُتَعَدِّي، وَمِنْه طَوَافُ الإِفَاضَةِ يَوْمَ النَّحْرِ،} يُفِيضُ مِنْ مِنىً إِلى مَكَّةَ فيَطُوفُ ثُمَّ يَرْجِعُ. قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وكُلُّ دَفْعَةٍ {إِفَاضَةٌ. أَفَاضُوا فِي الحَدِيثِ: انْتَشَرُوا. وَقَالَ اللِّحْيَانِيّ: هُوَ إِذا انْدَفَعُوا فِيهِ وخَاضُوا، وأَكْثَرُوا. وَفِي التَّنْزِيلِ العَزِيزِ: إِذْ} تُفِيضُون فِيهِ أَي تَنْدَفِعُونَ فِيهِ وتَنْبَسِطُونَ فِي ذِكْره. وحَدِيثُ {مُفَاضٌ فِيهِ، وَمِنْه قَوْلُهُ تَعَالَى أَيْضاً: لمَسَّكُم فِيمَا أَفَضْتُمْ أَفاضَ الإِنَاءَ: أَتْأَقَهُ. عَن اللِّحْيَانيّ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وعِنْدِي أَنَّهُ إِذا مَلأَهُ حَتَّى فَاضَ، وكَذلِك فِي الصّحاح والعُبَابِ. من المَجَازِ: أَفاضَ القِدَاحَ، وأَفاضَ بِهَا، وعَلَيْهَا: ضَرَبَ بِهَا. نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وأَنْشَدَ قَوْلَ أَبِي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ حِمَاراً وأُتُنَهُ:
(فكأَنَّهُنَّ رِبَابَةٌ وكَأَنَّهُ ... يَسَرٌ يَفِيضُ على القِدَاحِ ويَصْدَعُ)
قَالَ: يَعْنِي: بالقِدَاحِ. وحُرُوفُ الجَرِّ يَنُوبُ بَعْضُها مَنَابَ بَعْضٍ. كَذَا فِي الصّحاح والعُبابِ.
والَّذِي قَرَأْتُهُ فِي شَرْحِ الدِّيوَانِ: وكَأَنَّهُ يَسَرٌ: الَّذِي يَضْرِبُ بالقِدَاحِ، وإِفَاضَته أَنْ يُرْسِلَهَا ويَدْفَعَها. ويَصْدَعُ: يُفَرِّقُ بالحُكْمِ، أَيْ يُخِبِرُ بِمَا يَجِيءُ بِهِ. ويُرْوَى: يَخُوضُ على القِدَاحِ. أَرادَ يَخُوضُ بالقِدَاحِ فلَمْ يَسْتَقِمْ، فأَدْخَلَ عَلَى مَكَانَ البَاءِ. فتَأَمَّلْ. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: كُلُّ مَا كانَ فِي)
اللُّغَةِ من بابِ الإِفَاضَةِ فلَيْس يَكُونُ إِلاَّ عَن تَفَرُّقٍ وكَثْرَةٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَخْرَجَ اللهُ ذُرِّيَّةَ آدَمَ مِنْ ظَهْرِهِ،} فأَفَاضَهم إِفَاضَةَ القِدْحِ هِيَ الصَّرْبُ بِهِ وإِجالَتُه عِنْدَ القِمَارِ. والقِدْحُ: السَّهْمُ، وَاحِدُ القِدَاحِ الَّتِي كَانُوا يُقَامِرُون بِهَا. وَمِنْه حَدِيثُ اللَّقَطَةِ ثُمَّ! أَفِضْهَا فِي مَالِكَ، أَيْ أَلْقِهَا فِيهِ واخْلِطْهَا بِهِ. أَفَاضَ البَعِيرُ: دَفَعَ جِرَّتَهُ مِنْ كِرْشِهِ فأخْرجَهَا. نَقَلَه الجوْهَرِيُّ. قَالَ: وَمِنْه قَوْلُ الشَّاعِرِ، قُلْتُ: وَهُوَ قَوْلُ الرَّاعِي:
( {وأَفَضْنَ بَعْدَ كُظُومِهِنَّ بجِرَّةٍ ... مِنْ ذِي الأَبارِقِ إِذْ رَعَيْن حَقِيلاَ)
وقِيل: أَفَاضَ البَعِيرُ بجِرَّتِهِ: رَمَاها مُتَفَرِّقَةً كَثِيرَةً. وقِيلَ: هُوَ صَوْتُ جِرَّتِه ومَضْغِهِ. وَقَالَ اللِّحْيَانيّ: هُوَ إِذَا دَفَعَا من جَوْفِهِ وأَنْشَدَ قَوْلَ الرَّاعِي. ويُرْوَى: مِنْ ذِي الأَبَاطِحِ. ويُقَالُ: كَظَمَ البَعِيرُ إِذا أَمْسَكَ عَنِ الجِرَّةِ.} والمُفَاضَةُ مِنَ الدُّرُوعِ: الوَاسِعَةُ. نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. وَقد أُفِيضَتْ، وأَفَاضَهَا عَلَيْه، كَمَا يُقَال صَلَّهَا عَلَيْه. وَهُوَ مَجاز. المُفَاضَةُ مِنَ النِّسَاءِ: الضَّخْمَةُ البَطْنِ. كَمَا فِي الصّحاح، وزَادَ فِي اللِّسَان: المُسْتَرْخِيَةُ اللَّحْمِ، وَقد {أُفِيضَت، وزَاد غَيْرُهُ: البَعِيدةُ الطُّولِ عَن الاعْتِدَال. وَفِي الأَسَاسِ: هِيَ خِلافُ المَجْدُولَةِ. وأَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لامْرِئِ القَيْسِ:
(مُهَفْهَفَةٌ بَيْضَاءُ غَيْرُ} مُفَاضَةٍ ... تَرَائِبُهَا مَصْقُولَةٌ كالسَّجَنْجَلِ)
وَهُوَ مَجَاز. رجُلٌ مُفَاضٌ: وَاسِعُ البَطْنِ، والأُنْثَى مُفَاضَةٌ. وَفِي صِفَةِ النَّبِيّ صلّى اللهُ عَليه وسلَّم كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم {مُفَاضَ البَطْنِ أَي مُسْتَوِيَ البَطْنِ مَعَ الصَّدْرِ. وَقيل:} المُفَاضُ: أَنْ يَكُونَ فِيهِ امْتِلاءٌ، مِنْ فَيْضِ الإِناءِ، ويُرِيدُ أَسْفَلَ بَطْنِهِ. {واسْتَفَاضَ: سَأَلَ إِفَاضَةَ الماءِ وغَيْرِه، كَمَا فِي الصّحاح. يُقَالُ:} اسْتَفَاضَ الوَادِي شَجَراً، أَي اتَّسَعَ وكَثُرَ شَجَرُه. نَقَلَه الجَوْهرِيُّ. وَهُوَ مَجَازٌ. وَقَالَ غَيْرُه: اسْتَفَاضَ بالمَكَانِ: اتَّسَعَ، وأَنْشَدوبَحْرٌ {فائِضٌ: مُتَدَفِّقٌ.} والفَيْضُ: النَّهْرُ عَامَّةً، والجَمْعُ {أَفْيَاضٌ} وفُيُوضٌ، وجَمْعُهُمْ لَهُ يَدُلُّ على أَنَّهُ لَمْ يُسَمَّ بالمَصْدَرِ. ونَهْرٌ {فَيَّاضٌ: كَثِيرُ المَاءِ. نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. ورَجُلٌ فَيْضٌ: كَثِيرُ المَعْرُوفِ. وفَيَّاضُ: وَهَّابٌ جَوَادٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وقِيلَ: كَثِيرُ المَعْرُوفِ. وَفِي العُبَابِ: كَثِيرُ العَطاءِ، وأَنشَد لرُؤْبَةَ: أَنْتَ ابنُ كُلِّ سيِّدٍ فَيَّاضِ جَمِّ السِّجَالِ مُتْرَعِ الحِيَاضِ وأَعْطَاهُ غَيْضاً من فَيْضٍ، أَي قَلِيلاً مِن كَثِيرٍ، نقَلَه الجَوْهَرِيّ. وَقد سَبَقَ للمُصَنّف فِي غ ي ض. وأَفَاضَ بالشَّيْء: رَمَى بِهِ. قَالَ أَبو صَخْرٍ الهُذَلِيُّ يَصِفُ كَتيبَةً:
(تَلَقَّوْهَا بطَائِحَةٍ زَحُوفٍ ... تُفِيضُ الحِصْنَ مِنْهَا بالسِّخَالِ)
ودِرْعٌ} فَيُوضٌ ومُفَاضة {وفَاضَةٌ: وَاسِعَةٌ. الأَخِيرَةُ عَن ابنِ جِنّي.} والمُفَاضَةُ من النِّسَاءِ: المَجْمُوعَةُ المَسْلَكَيْنِ، كأَنَّهُ مَقْلُوبُ المُفْضَاةِ. وأَفَاضَ المَرْأَةَ وأَفْضَاهَا عِنْدَ الافْتِضَاضِ بمَعْنىً وَاحِدٍ. نَقَلَه صاحِبُ اللِّسَان وابنُ القَطَّاع، ونَقَلَه الصَّاغَانِيّ عَن يُونُسَ، قَالَ ذَكَرَها فِي كِتَابِ اللُّغَاتِ لَهُ. {وأَفَاضَ الماءُ، أَيْ سَالَ، كفَاضَ.} وفَاضَ البَعِيرُ بجِرَّتِهِ: لُغَة فِي {أَفَاضَ. وفَاضَ الرَّجُلُ عَرَقاً: ظَهَرَ على جِسْمِهِ عِنْد الغَمِّ، نَقَلَه ابنُ القَطَّاع. وَقد سَمَّوْا} فَيَّاضاً، {وفَيْضاً،} ومُسْتَفَاضاً.! وفَيْضُ اللِّوَى: مَوْضِعٌ. قَالَ أَبو صَخْرٍ الهُذَلِيّ:
(فَلَوْلاَ الَّذِي حُمِّلْتُ مِن لاَعِجِ الهَوَى ... بفَيْضِ اللِّوَى غِرّاً وأَسْمَاءُ كَاعِبُ)
وفَيْضُ أَرَاكَةَ: مَوْضِعٌ آخر. قَالَ مُلَيْحُ بنُ الحَكَمِ الهُذَلِيّ:
(فَمِنْ حُبِّ لَيْلَى يَوْمَ فَيْضِ أَرَاكَةٍ ... ويَوْماً بِقرْنٍ كِدْتَ لِلْمَوْتِ تُشْرِفُ)

كَمَا فِي العُبَابِ. ويُقَال: كَلَّمَهُ فَمَا أَفَاضَ بكَلِمَةٍ، أَي مَا أَفْصَحَ. {وفَاضَ صَدرُه من الغَيْظ، وَهُوَ مَجاز} وفَيّاضٌ، كشَدَّادٍ: مَوْضِعٌ. وَقد كُنِّيَ أَبا الفَيْضِ جَمَاعَةٌ، مِنْهُمْ: أَبُو الفَيْضِ مُوسَى بنُ أَيّوبَ الشّامِيُّ، ويُقَالُ ابنُ أَبِي أَيُّوبَ، رَوَى عَن سُلَيْمِ بنِ عَامِرٍ، وعَنْهُ شُعْبَةُ. وأَبُو الفَيْضِ: تَبِعِيٌّ، عَن أَبِي ذَرٍّ، وعَنْهُ مَنْصُورُ بنُ المُعْتَمِرِ. كَذَا فِي الكُنَى لابْنِ المُهَنْدِس.! والفَيَّاضُ أَيْضاً: لَقَلُ عِكْرِمَةَ ابنِ رِبْعِيّ، من وَلَدِ مَالِك بْنِ تَيْمِ الله. 

حق

الحق: اسم من أسمائه تعالى، والشيء الحق، أي الثابت حقيقة، ويستعمل في الصدق والصواب أيضًا، يقال: قول حق وصواب.
الحق: في اللغة هو الثابت الذي لا يسوغ إنكاره، وفي اصطلاح أهل المعاني: هو الحكم المطابق للواقع، يطلق على الأقوال والعقائد والأديان والمذاهب، باعتبار اشتمالها على ذلك، ويقابله الباطل.
وأما الصدق فقد شاع في الأقوال خاصة، ويقابله الكذب، وقد يفرق بينهما بأن المطابقة تعتبر في الحق من جانب الواقع، وفي الصدق من جانب الحكم، فمعنى صدق الحكم مطابقته للواقع، ومعنى حقيقته مطابقة الواقع إياه.

حق اليقين: عبارة عن فناء العبد في الحق، والبقاء به علمًا وشهودًا، وحالًا لا علمًا فقط، فعلم كل عاقل الموت علم اليقين، فإذا عاين الملائكة فهو عين اليقين، فإذا أذاق الموت فهو حق اليقين، وقيل: علم اليقين: ظاهر الشريعة، وعين اليقين: الإخلاص فيها، وحق اليقين: المشاهدة فيها.
(حق)
الْأَمر حَقًا وحقة وحقوقا صَحَّ وَثَبت وَصدق وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {لينذر من كَانَ حَيا ويحق القَوْل على الْكَافرين} وَيُقَال يحِق عَلَيْك أَن تفعل كَذَا يجب ويحق لَك أَن تفعل كَذَا يسوغ وَهُوَ حقيق بِكَذَا جدير وحقيق عَليّ ذَلِك وَاجِب وَأَنا حقيق على كَذَا حَرِيص وَالصَّغِير من الْإِبِل حَقًا وحقة دخل فِي السّنة الرَّابِعَة وَالْأَمر حَقًا تيقنه وَصدقه يُقَال حققت حذر فلَان فعلت مَا كَانَ يحزره وَتقول حققت حزر فلَان وحققت ظَنّه فعلت مَا كَانَ يزره أَو يَظُنّهُ وَفُلَانًا غَلبه فِي الْخُصُومَة وضربه فِي حاق رَأسه أَو حق كتفه والعقدة أحكم شدها وَالطَّرِيق توسطه

(حق) لَهُ أَن يفعل كَذَا حق وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وأذنت لِرَبِّهَا وحقت}
الْحَاء وَالْقَاف

كَبْش شَقَحْطَبٌ: ذُو قرنين منكسرين.

والحَبَرْقَشُ: الضئيل من الْبكارَة والحملان، وَقيل: هُوَ الصَّغِير الْخلق من جَمِيع الْحَيَوَان.

والحَبَرْقَص: صغَار الْإِبِل، عَن ثَعْلَب.

وناقة حَبرْقَصةٌ: كَرِيمَة على أَهلهَا.

والحُبَرْقِيص: الْقصير الرَّدِيء، وَالسِّين فِي كل ذَلِك لُغَة.

والحِنْزَقْر والحِنْزَقْرَة: القصيرة من النَّاس. والقِرْزَحْلَة: من خرز الضرائر تلبسها الْمَرْأَة فيرضى بهَا قيمها، وَلَا يَبْتَغِي غَيرهَا، وَلَا يَلِيق مَعهَا أحد.

والقِرْزَحلَة: خَشَبَة طولهَا ذِرَاع أَو شبر، نَحْو الْعَصَا، وَهِي أَيْضا: الْمَرْأَة القصيرة.

وقِرْدَحمةُ: مَوضِع.

وحُبَقْنِيقٌ: سيئ الْخلق.
حق
الحَقُّ: نَقِيْضُ الباطِلِ، والحَقَّةُ: مِثْلُه، هذه حَقَّتي: أي حَقَّي. وحَقَّ الشَّيْءُ: وَجَبَ، يَحْقُّ ويَحِقُّ، وهو حَقِيْقٌ ومَحْقُوقٌ. وبَلَغَتُ حَقِيْقَةَ الأمْرِ: أي يَقِيْنَ شَأْنِه. والحَقِيْقَةُ: الرّايَةُ. والحُرْمَةُ أيضاً، من قَوْلهم: حامِي الحَقِيقَةِ.
وأَحَقَّ الرَّجُلُ: قال حَقّاً؛ أو ادَّعى حَقّاً فَوَجَبَ له، من قَوْلِه عزَّ وجلَّ: " لِيُحِقَّ الحَقَّ ".
والحاقَّةُ: النَّازِلَةُ التي حَقَّتْ فلا كاذِبَةَ لها. والحِقَاقُ: المُحَاقَّةُ. وحاقَقْتُ الرَّجُلَ: ادَّعَيْتَ أنَّكَ أوْلى بالحقِّ منه. وحَقَقْتُه: غَلَبْتُه على الحَقِّ، وأحْقَقْتُه: مِثْلُه. وقَوْلُ لَبِيْدٍ:
حتَّى تَهَجَّرَ في الرَّواحِ وهاجَها ... طَلَبَ المُعَقَّبِ حَقَّهُ المَظْلُومُ.
مَعْنَاه: حَجَّه وغَلَبَه، من قَوْلهم: حاقَّه فحقَّه. وفي حَديثِ عليٍّ - رضي الله عنه -: " إذا بَلَغَ النِّسَاءُ نَصَّ الحِقاقِ فالعَصَبَةُ أوْلَى بها " يعني: الإدراكَ، وهو أنْ تقولَ: أنا أَحَقُّ، ويقولُونَ: نَحْنُ أَحَقُّ. وَحَقَقْتُ ظَنَّه: مخَفَّفٌ بمعنى التشديد. ويقولونَ: لَحَقُّ لا آتِيْكَ، رَفْعٌ بلا تَنْوينٍ. وإنَّه لَحَقُّ عالِمٍ وحَاقُّ عالِمٍ، لا يُثَنّى ولا يُجْمَعُ. والرَّجُلُ إذا خَصَمَ في صغارِ الأشْياءِ قِيْلَ: هو نَزْرُ الحِقَاقِ. وفي الحَديث: متى تَغْلُوا تَحْتَقُّوا يقولُ كُلُّ واحِدٍ منهم: الحَقُّ في يَدي. وما كانَ يُحَقُّكَ أنْ تَفْعَلَ كذا: أي ما يَحٍقُّ لك. وحَقَقْتُ العُقْدَةَ فانْحَقَّتْ: أي شَدَدْتَها فانْشَدَّتْ. وحَقَقتُ الأمْرَ وأحْقَقْتُه: إذا كُنْتَ منه على يَقينٍ. وحَقَّ اللهُ الأمْرَ. وحَقَّ الأمرَ نَفْسُه. وحُقَقْتُ الرَّجُلَ وأحْقَقْتُه: فَعَلْتَ به ما كانَ يَحْذَرُه. وأحْقَقْتُ الرَّمِيَّةَ: قَتَلْتَها على المَكان. وأحَقَّ القَوْمُ من الربيع: سَمِنُوا. وأحَقَّتِ النَّاقَةُ واسْتَحَقَّتْ: مِثْلُه. والمَحَاقُّ من المال: اللاّتي لم يُنْتَجْنَ في العام الماضي ولم يُحْلَبْنَ. والحِقُّ: الجَذَعُ من الإِبِلِ بِسَنَةٍ يَسْتَحِقُّ الرُّكُوْبَ، والأُنثى حِقَّةٌ لأنَّها تَسْتَحِقُّ الفَحْلَ. وأَحَقَّتِ البَكْرَةُ من الإبلِ إحْقاقاً: صارَتْ حِقَّةً. وبَلَغَتِ النَّاقَةُ حِقَّتَها. وما حَقَّتِ السَّحَابَةُ القُلَّةَ حَتَّى الآنَ: أي ما بَلَغَتْ. واستَحَقَّ الرَّجُلُ مكانَ كذا: أعْجَبَه. والحُقَّةُ من خَشَبٍ: مَعْروفَةٌ. والحَقْحَقَةُ: سَيْرُ الليلِ في أوَّلِهِ. والأحَقُّ من الخَيْلِ: الذي لا يَعْرَقُ. وإذا طَبَّقَ حافِرُ رِجْلَيْه مَوْضِعَ حافِرِ يَدَيْه: فهو أَحَقُّ أيضاً، والاسْمُ الحَقَقُ، وهو عَيْبٌ. ويُقال لِمُلْتَقَى كُلِّ عَظْمَيْنِ من الفَرَس: حُقٌّ، إلاَّ الظَّهْر. ويُقال لِضَبْبٍ من التَّمْرِ: بَنَاتُ الحُقَيْقِ. وقَرَبٌ حَقْحَاقٌ: زادَ على مَرْحَلَةٍ. وكانَ هذا عند حَق لقاحِها: أي عند وُجُوبِه.
باب الحاء والقاف وما قبلهما مهمل ح ق، ق ح مستعملان

حق: الحقُّ نقيض الباطل. حقَّ الشيْء يَحِقُّ حَقّاً أي وَجَبَ وُجُوباً. وتقول: يُحِقُّ عليكَ أنّ تفعَلَ كذا، وأنتَ حقيقٌ على أن تفعَلَه. وحَقيقٌ فَعيلٌ في موضع مفعول. وقول اللهِ عزَّ وجَلّ - حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ

معناه مَحقوق كما تقول: واجب. وكلُّ مفعُول رُدَّ إلى فعيل فمذكره ومؤنثه بغير الهاء، وتقول للمرأة: أنتِ حقيقةٌ لذلك، وأنتِ محقوقة أن تفعلي ذلك، قال الأعشى:

لَمحقُوقَةٌ أنْ تَسْتَجيبي لصَوْته ... وأنْ تَعلمي أنَّ المُعانَ مُوَفَّقُ

والحَقَّةُ من الحَقِّ كأنَّها أوجَبُ وأَخَصُّ. تقول: هذه حَقَّتي أي حَقّي. قال:

وحَقَّهٌ ليست بقول التُرَّهة.

والحقيقة: ما يصيرُ إليه حقُّ الأمر ووجوبه. وبلغْتُ حقيقةَ هذا: أي يقين شأنه.

وفي الحديث: لا يبلُغُ أحدُكُم حقيقةَ الإِيمان حتى لا يعيبَ على مُسلِمٍ بعَيْبٍ هو فيه.

وحقيقةُ الرجل: ما لَزِمَهُ الدفاعُ عنه من أهل بيته، والجميع حقائق. وتقول: أَحَقَّ الرجُلُ إذا قال حَقّاً وادَّعَى حَقّاً فوَجَبَ له وحَقَّقَ، كقولك: صدَّق وقالَ هذا هو الحقُّ. وتقول: ما كان يَحُقُّك أن تَفْعَل كذا أي ما حَقَّ لك. والحاقَّةُ: النازلة التي حقَّتْ فلا كاذبةَ لها. وتقولُ للرجل إذا خاصَمَ في صِغار الأشياء: إنّه لنَزِقُ الحِقاقِ.

وفي الحديث: مَتَى ما يَغْلُوا يحتَقُّوا

أي يَدَّعي كلُّ واحدٍ أنَّ الحقَّ في يَدَيْه، ويغلوا أي يُسرفوا في دينهم ويختصموا ويتجادلوا. والحِقُّ: دونَ الجَذَع من الإِبِل بسنةٍ، وذلك حين يَسْتَحِقُّ للرُكُوب، والأُنثَى حِقَّةٌ: إذا استَحَقَّتِ الفَحْلَ، وجمعه حِقاق وحَقائِق، قال عَديّ:

لا حقة هُنَّ ولا يَنوبُ

وقال الأعشى

أيُّ قومٍ قَوْمي إذا عزت الخمر ... وقامتْ زِقاقُهُمْ والحِقاقُ

والرواية:

قامت حِقاقُهُم والزِّقاق

فمن رواه:

قامت زقاقُهم والحقاق

يقول: استوت في الثمن فلم يفضلُ زِقٌ حِقّاً، ولا حِقٌّ زِقّاً. ومثله:

قامت زقاقُهم بالحِقاق

فالباءُ والواوُ بمنزلة واحدة، كقولهم: قد قامَ القَفيزُ ودِرْهَم، وقام القَفيزُ بدرهم. وأنتَ بخَيرٍ يا هذا، وأنت وخَيْرٌ يا هذا، وقال :

ولا ضعافِ مُخِّهِنَّ زاهقِ ... لَسْنَ بأنيابٍ ولا حَقائقِ وقال :

أفانينَ مكتُوبٍ لها دونَ حِقِّها ... إذا حَمْلُها راشَ الحِجاجَيْن بالثُّكْلِ

جَعَلَ الحِقَّ وقتاً. وجمع الحُقَّةِ من الخَشَب حُقَق، قال رؤبة:

سوى مساحيهن تقطيط الحقق

والحَقْحَقَةُ: سَيْرُ أوّلِ اللُيل، وقد نُهِيَ عنه، ويقال: هو إتعابُ ساعة.

وفي الحديث: إيّاكُم والحَقْحَقةَ في الأعمال، فإنَّ أحَبَّ الأعمال إلى الله ما داومَ عليه العبد وإنْ قلَّ.

ونباتُ الحَقيق : ضرب من التَّمْر وهو الشِّيصُ.

قح: والقُحُّ الجافي من الناس والأشياء، يقالُ للبَطِّيخة التي لم تَنْضَج: إنَّها لقُحٌّ . والفعلُ: قَحَّ يقُحُّ قُحوحةً، قال:

لا أبتغي سَيْبَ اللئيم القُحِّ ... يكادُ من نحنحة وأح

يحكي سعال الشَّرِقِ الأَبَحِّ

والقُحُّ: الشَّيخُ الفاني. والقُحُّ: الخالصُ من كُلِّ شَيْءٍ. والقُحْقُحُ: فوقَ القَبِّ شيئاً. والقَبُّ: العظمُ الناتىء من الظَّهْر بين الأَلْيَتْين. 
حقَ
أصل الحَقّ: المطابقة والموافقة، كمطابقة رجل الباب في حقّه لدورانه على استقامة.
والحقّ يقال على أوجه:
الأول: يقال لموجد الشيء بسبب ما تقتضيه الحكمة، ولهذا قيل في الله تعالى: هو الحقّ ، قال الله تعالى: وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ ، وقيل بعيد ذلك: فَذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَماذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ [يونس/ 32] .
والثاني: يقال للموجد بحسب مقتضى الحكمة، ولهذا يقال: فعل الله تعالى كلّه حق، نحو قولنا: الموت حق، والبعث حق، وقال تعالى: هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً [يونس/ 5] ، إلى قوله: ما خَلَقَ اللَّهُ ذلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ [يونس/ 5] ، وقال في القيامة: وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ [يونس/ 53] ، ولَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ [البقرة/ 146] ، وقوله عزّ وجلّ: الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ [البقرة/ 147] ، وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ [البقرة/ 149] .
والثالث: في الاعتقاد للشيء المطابق لما عليه ذلك الشيء في نفسه، كقولنا: اعتقاد فلان في البعث والثواب والعقاب والجنّة والنّار حقّ، قال الله تعالى: فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ [البقرة/ 213] .
والرابع: للفعل والقول بحسب ما يجب وبقدر ما يجب، وفي الوقت الذي يجب، كقولنا:
فعلك حقّ وقولك حقّ، قال تعالى: كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ [يونس/ 33] ، وحَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ [السجدة/ 13] ، وقوله عزّ وجلّ: وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ [المؤمنون/ 71] ، يصح أن يكون المراد به الله تعالى، ويصحّ أن يراد به الحكم الذي هو بحسب مقتضى الحكمة. ويقال: أَحققْتُ كذا، أي: أثبتّه حقا، أو حكمت بكونه حقا، وقوله تعالى: لِيُحِقَّ الْحَقَّ [الأنفال/ 8] فإحقاق الحقّ على ضربين.
أحدهما: بإظهار الأدلّة والآيات، كما قال تعالى: وَأُولئِكُمْ جَعَلْنا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطاناً مُبِيناً [النساء/ 91] ، أي: حجة قوية.
والثاني: بإكمال الشريعة وبثّها في الكافّة، كقوله تعالى: وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ [الصف/ 8] ، هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ [التوبة/ 33] ، وقوله: الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ
[الحاقة/ 1] ، إشارة إلى القيامة، كما فسّره بقوله: يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ [المطففين/ 6] ، لأنه يحقّ فيه الجزاء، ويقال: حَاقَقْتُهُ فَحَقَقْتُهُ، أي خاصمته في الحقّ فغلبته، وقال عمر رضي الله عنه: (إذا النساء بلغن نصّ الحقاق فالعصبة أولى في ذلك) .
وفلان نَزِقُ الحِقَاق: إذا خاصم في صغار الأمور ، ويستعمل استعمال الواجب واللازم والجائز نحو: كانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ
[الروم/ 47] ، كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ [يونس/ 103] ، وقوله تعالى:
حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَ
[الأعراف/ 105] ، قيل معناه: جدير، وقرئ:
حَقِيقٌ عَلى قيل: واجب، وقوله تعالى:
وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ [البقرة/ 228] ، والحقيقة تستعمل تارة في الشيء الذي له ثبات ووجود، كقوله صلّى الله عليه وسلم لحارث: «لكلّ حقّ حقيقة، فما حقيقة إيمانك؟» ، أي: ما الذي ينبئ عن كون ما تدّعيه حقّا؟
وفلان يحمي حقيقته، أي: ما يحقّ عليه أن يحمى. وتارة تستعمل في الاعتقاد كما تقدّم، وتارة في العمل وفي القول، فيقال: فلان لفعله حقيقة: إذا لم يكن مرائيا فيه، ولقوله حقيقة: إذا لم يكن مترخّصا ومتزيدا، ويستعمل في ضدّه المتجوّز والمتوسّع والمتفسّح، وقيل: الدنيا باطل، والآخرة حقيقة، تنبيها على زوال هذه وبقاء تلك، وأمّا في تعارف الفقهاء والمتكلمين فهي اللفظ المستعمل فيما وضع له في أصل اللغة . والحِقُّ من الإبل: ما استحقّ أن يحمل عليه، والأنثى: حِقَّة، والجمع: حِقَاق، وأتت النّاقة على حقّها ، أي: على الوقت الذي ضربت فيه من العام الماضي.
الْحَاء وَالْقَاف

الحُرْقوص: هنى مثل الْحَصَاة أسيد أرقط بحمرة وصفرة، ولونه الْغَالِب عَلَيْهِ السوَاد يجْتَمع ويتلج تَحت الأناسي وَفِي أرفاغهم ويعضهم، ويشقق الأسقية، وَقيل: هِيَ دُوَيَّبةٌ مجزعة لَهَا حمة كحمة الزنبور تلدغ، تشبه أَطْرَاف السِّيَاط، وَلذَلِك يُقَال لمن ضرب: أَخَذته الحَراقيصُ. وَقيل الحُرْقوص: دُوَيْبَّةٌ سَوْدَاء مثل البرغوث أَو فَوْقه، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هِيَ دُوَيْبَّةٌ صَغِيرَة مثل القراد، وَأنْشد:

زُكْمَةُ عَمَّارٍ بَنو عَمَّارِ ... مِثلُ الحَراقيصِ على حِمارِ

وَقيل هُوَ النبر، وَقَالَ يَعْقُوب: هُوَ دويبة أَصْغَر من الْجعل.

والحُرْقُصاءُ: دويبة لم تحل.

والحَرْقَصَةُ: النَّاقة الْكَرِيمَة.

والصرَنْقَحُ: الْمَاضِي الجريء. وَقَالَ ثَعْلَب: الصَّرَنْقَحُ: الشَّديد الْخُصُومَة وَالصَّوْت وَأنْشد:

إِن مِن النِّسوان مَن هيَ رَوْضَةٌ ... تَهيجُ الرّياض قُبْلَها وتَصَوَّحُ

ومنهنَّ غُلٌّ مُقْفَلٌ مَا يَفُكُّهُ ... مِن القَوْمِ إِلَّا الأحْوَذِيُّ الصَّرَنْقَحُ والصَّرَنْقَحُ أَيْضا: الْمُحْتَال.

وصَلقَح الدَّرَاهِم: قلَّبها.

والصَّلاقِحُ: الدَّرَاهِم عَن كرَاع، وَلم يذكر وَاحِدهَا.

والصَّلَنْقَح: الصياح. وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى بِغَيْر هَاء، وَقَالَ بَعضهم: إِنَّهَا لَصَلَنَقَحَةُ الصَّوْت صُمادِ حِيَّة، فَأدْخل الْهَاء.

والقُراحِسُ: الشجاع الجريء، وَقيل: السَّيئ الْخلق.

والحُرْقوسُ: لُغَة فِي جَمِيع مَا تقدم من الحُقوص.

والحَساقِلُ: الصغار، كالحَساكِلِ، حَكَاهُ يَعْقُوب عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والقِلْحاس: الْقَبِيح.

والقُسْحُبُّ: الضخم، مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ، وَفَسرهُ السيرافي.

والسِّمْحاق من الشجاج: الَّتِي بَينهَا وَبَين الْعظم قشرة رقيقَة، وكل قشرة رقيقَة سِمْحاقٌ. وَقيل: السِّمْحاق من الشجاج: الَّتِي بلغت السِّحاءةَ الَّتِي بَين الْعظم وَاللَّحم، وَتلك السحاءة تسمى السمحاق. وَقيل: السمحاق: الَّتِي بَين الْعظم وَاللَّحم فَوق الْعظم وَدون اللَّحْم، وَلكُل عظم سمحاق، وَقيل: هِيَ الشَّجَّة الَّتِي تبلغ القشرة حَتَّى لَا يبْقى بَين اللَّحْم والعظم غَيرهَا.

وَفِي السَّمَاء سَماحيقُ من غيم.

وعَلى ثرب الشَّاة سَماحيق من شَحم، أَي شَيْء رَقِيق كالقشرة، وَكِلَاهُمَا على التَّشْبِيه.

والسِّمحاق: أثر الْخِتَان.

والسُّمحوق: الطَّوِيل الدَّقِيق.

وحَزْرَقَ الرجل: انْضَمَّ وخضع.

والمُحَزْرَق: السَّرِيع الْغَضَب، وَأَصله بالنبطية هَزْروقَي.

وحَزْرَق الرجل، وحَزْرَقَه: حَبسه وضيَّق عَلَيْهِ، قَالَ الْأَعْشَى:

فَذاك وَمَا أنجَى مِن الموتِ رَبَّه ... بِساباطَ حَتَّى مَاتَ وَهُوَ مُحْزرَق ومحزرق: قَالَ ابْن جني: اخبر أَبُو صَالح السَّلِيل بن أَحْمد عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن الْعَبَّاس اليزيدي، عَن الْخَلِيل بن أَسد النوشجاني، عَن الثَّوْريّ قَالَ: قلت لأبي زيد الْأنْصَارِيّ: أَنْتُم تنشدون قَول الْأَعْشَى:

بِساباطَ حَتَّى ماتَ وهْو محَزْرَق

وَأَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ ينشده " محزرق " بِتَقْدِيم الرَّاء على الزَّاي. فَقَالَ: إِنَّهَا نبطية، وَأم أبي عَمْرو نبطية، فَهُوَ أعلم بهَا منا.

والقُرْزُحَة من النِّسَاء: الذميمة القصيرة. قَالَ:

عَبْلَةُ لَا دَلُّ الخَراملِ دَلُّها ... وَلَا زِيُّها زِيُّ القِباح القَرازِحِ

والقُرْزُح: ثوب كَانَت النِّسَاء الْأَعْرَاب يلبسنه.

والقُرْزحُ: شجر، واحدته قُرْزُحَةٌ. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: القُرْزحَة: شجيرة جعدة لَهَا حب أسود.

والقُرْزُحَةُ: بقلة، عَن كرَاع. وَلم يحلهَا، وَالْجمع قُرْزُحٌ.

وقُرْزُحٌ: اسْم فرس.

والحَزاقِلُ: خشارة النَّاس، قَالَ:

بِحَمْدِ أميرِ المؤمنينَ أقَرَّهُمْ ... شبَابًا وأغْزاكمْ حَزاقِلَةَ الجُنْدِ

وحِزْقِلٌ: اسْم رجل.

والزَّحْقَلَة: دهورتك الشَّيْء فِي بِئْر أَو من جبل.

والزُّحْلوقَة: اثر تزلج الصّبيان من فَوق إِلَى اسفل، وَقَالَ يَعْقُوب: هِيَ آثَار تزلج الصّبيان من فَوق طين أَو رمل إِلَى اسفل، وَقَالَ الْكُمَيْت:

ووَصْلُهُنَّ الصِّبا إِن كُنْتِ فاعِلَةً ... وَفِي مقامِ الصّبا زُحْلوقَةٌ زَلَلُ

يَقُول: مقَام الصِّبَا بِمَنْزِلَة الزُّحْلوقَةِ. وتزحلقوا عَن الْمَكَان: تزلقوا عَلَيْهِ بأستاهم.

والمُزَحْلَق: الأملس.

وضربه فَقَحْزَنَه: صرعه.

والقَحْزَنَةُ: ضرب من الْخشب طولهَا ذِرَاع أَو شبر نَحْو الْعَصَا. حكى الَّلحيانيّ: ضربناهم بِقَحازِنِنا فارجعنوا، أَي بعصياننا فاضطجعوا.

وقَحْزَم الرجل: صرفه عَن الشَّيْء.

والحِنْفِظُ: ضرب من الطير، قَالَ ابْن دُرَيْد: لَا أَدْرِي مَا صِحَّته، وَقيل هُوَ الدراج.

وحِنْفِظٌ: اسْم.

وقَحْطَبَه بِالسَّيْفِ: ضربه.

وقَحْطَبَه: صرعه.

وقَحْطَبَةُ: اسْم رجل.

والحَرْقَدَةُ: عُقد الحنجور.

والحَراقِدُ: النوق النجيبة.

واقْدَحَرَّ للشر: تهَيَّأ، وَقيل تهَيَّأ للسباب والقتال.

وَهُوَ القِنْدَحْرُ.

والقَيْدَحور: السَّيئ الْخلق.

والقُرْدُح والقَرْدَحُ: ضرب من البرود.

والقُرْدُوح: الْقصير.

والقُدْوُح: الضخم من القردان.

وقَرْدَحَ الرجل: أقرّ بِمَا يطْلب مِنْهُ.

والمُقَرْدِحُ: المتذلل المتصاغر عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَقَالَ عبد الله بن خَالِد: يَا بني إِذا وَقَعْتُمْ فِي شَيْء لَا تطيقون دَفعه فقردحوا لَهُ، فَإِن اضطرابكم مِنْهُ اشد لدخولكم فِيهِ.

وذهبوا شعاليل بقَدَحْرَةٍ وقِندَحْرَةٍ، أَي بِحَيْثُ لَا يقدر عَلَيْهِ، عَن الَّلحيانيّ.

والحَقَلَّدُ: عمل فِيهِ أَثم، وَقيل: هُوَ الْإِثْم بِعَيْنِه، قَالَ زُهَيْر:

تَقِيٌّ نَقِيٌّ لم يُكَثِّرْ غَنيمةً ... بِنهْكَةِ ذِي قُربى وَلَا بحَقَلَّدِ والحَقَلَّدُ: الْبَخِيل السَّيئ الْخلق، وَقيل: السَّيئ الْخلق، من غير أَن يُقيد بالبخل.

والحَدْقَلَةُ: إدارة الْعين فِي النّظر.

والحُدَلِقَةُ: الْعين الْكَبِيرَة. وَقَالَ كرَاع: أكل الذِّئْب من الشَّاة الحدلقة، أَي الْعين. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ شَيْء من جَسدهَا لَا أَدْرِي مَا هُوَ.

والحَدَوْلَقُ: الْقصير الْمُجْتَمع.

والدَّحْقَلَة: انتفاخ الْبَطن.

والحَندَقوَقي والحَندَقوقُ والحِندَقوقُ: بقلة أَو حشيشة كالفث الرطب نبطية، وَيُقَال لَهَا بِالْعَرَبِيَّةِ: الذرق.

والحَندَقوق: الطَّوِيل المضطرب، مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ وَفَسرهُ السيرافي.

والقَحْدَمةُ والتقَحدمُ: الْهوى على الرَّأْس فِي بِئْر أَو من جبل، وَهِي بِالذَّالِ أَعلَى.

والقَمَحْدُوَة: الهنة النَّاشِزَة فَوق الْقَفَا، وَهِي بَين الذؤابة والقفا، منحدرة عَن الهامة، إِذا اسْتلْقى الرجل أَصَابَت الأَرْض من رَأسه، قَالَ:

فَإِن يُقبِلوا نطعُنْ صُدورَ نُحورِهمْ ... وَإِن يُدبِروا نضرِبْ أعالي القَماحِدِ

والقَمَحدُوَة أَيْضا: أَعلَى القَذالِ خلف الْأُذُنَيْنِ، وَهِي حد الْقَفَا، وَهِي أَيْضا مُؤخر القَذال، سِيبَوَيْهٍ: صحت الْوَاو فِي قَمَحدُوَة، لِأَن الْإِعْرَاب لم يَقع فِيهَا، وَلَيْسَت بِطرف فَيكون من بَاب عرق.

والدْحُموق والدُّمْحُوق: الْعَظِيم الْبَطن.

والقِنْذَحُر، والمُقذَحِرُّ: المتهئ للسباب الْمعد للشر، وَقيل: المُقذَحرُّ: العابس الْوَجْه، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وذهبوا شعاليل بقَذَحْرَة وقِنذَحرَة، أَي بِحَيْثُ لَا يقدر عَلَيْهِ، عَن الَّلحيانيّ، وَقد تقدم فِي الدَّال عَنهُ أَيْضا.

والحَذلقَة: التَّصَرُّف بالظرف.

والمُتحَذلقُ: المتكيس. وَقيل: المُتحَذلقُ المتكيس الَّذِي يُرِيد أَن يزْدَاد على قدره.

وَرجل حِذلِقٌ: كثير الْكَلَام صلف، وَلَيْسَ وَرَاء ذَلِك شَيْء. والحِذلاقُ: الشَّيْء المحدد، وَقد حُذلِقَ.

وتَقَحْذَم الرجل: وَقع منصرعا.

وتقَحذَم الْبَيْت: دخله.

والحَرْقَفَتان: رُؤُوس أعالي الْوَرِكَيْنِ بِمَنْزِلَة الحجبة قَالَ هدبة:

رأتْ ساعِديْ غُولٍ وَتَحْت قَميصهِ ... جَناجِنُ يَدمىَ حدُّها والحَراقِفُ

والحَرقَفَتانِ: مُجْتَمع رَأس الْفَخْذ وَرَأس الورك حَيْثُ يَلْتَقِيَانِ من ظَاهر.

وحَرقَفَ الرجل: وضع رَأسه على حراقيفه.

ودابة حُرقوفٌ: شَدِيدَة الهزال.

والحُرقوفُ: دويبة.

والفَرقحُ: الأَرْض الملساء.

وحَرْبَق عمله: أفْسدهُ.

وحَرْقمٌ: مَوضِع.

والحُلْقانةُ والحُلْقانُ من الْبُسْر: مَا بلغ الإرطاب ثُلثَيْهِ، وَقيل: الحلقانة للْوَاحِد، والحلقان للْجَمِيع، وَقد حَلْقَنَ، وَقيل نونه زَائِدَة، على مَا تقدم.

والقُنْحُلُ: شَرّ العبيد.

واحلَنْقَفَ الشَّيْء: أفرط اعوجاجه عَن كرَاع قَالَ هميان بن قُحَافَة:

وانعاجَتِ الأحْناءُ حَتَّى احْلنقَفتْ

والحَفَلَّقُ: الضَّعِيف الأحمق.

وقَحْلَف مَا فِي الْإِنَاء وقلحَفه: أكله أجمع.

والحَبَلَّقُ: الصَّغِير الْقصير.

والحَبَلَّقُ: غنم صغَار.

والحَبَلَّقةُ: غنم بجرش.

والحُلْقُوم: مجْرى النَّفس والسعال من الْجوف، وَهُوَ أطباق غراظيف لَيْسَ دونه من ظَاهر بَاطِن الْعُنُق إِلَّا جلد، وطرفه الْأَسْفَل فِي الرئة، وطرفه الْأَعْلَى فِي أصل عَكَدةَ اللِّسَان، وَمِنْه مخرج النَّفس وَالرِّيح والبصاق وَالصَّوْت. وَقَوْلهمْ: نزلنَا فِي مثل حلقوم النعامة. إِنَّمَا يُرِيدُونَ بِهِ الضّيق.

والحَلْقمةُ: قطع الْحُلْقُوم.

وحَلْقَمَه: ذبحه فقطح حلقومه.

وحلقَم التَّمْر، كحلقنَ. وَزعم يَعْقُوب أَنه بدل.

وحَلاقيمُ الْبِلَاد: نَوَاحِيهَا، وَاحِدهَا حلقوم على الْقيَاس.

والحِمْلاقُ، والحُمْلاقُ، والحُمْلوق: مَا غطى الجفون من بَيَاض المقلة، قَالَ:

قالبُ حِملاقيَهِ قد كَاد يُجَنّ

والحِملاقُ: مَا لزق بِالْعينِ من مَوضِع الْكحل من بَاطِن، وَقيل: الحملاق: بَاطِن الجفن الْأَحْمَر الَّذِي إِذا قلب للكحل بَدَت حمرته.

وحَملق الرجل، إِذا فتح عَيْنَيْهِ، وَقيل: الحَماليق من الأجفان: مَا يَلِي المقلة من لَحمهَا، وَقيل: هُوَ مَا فِي المقلة من نَوَاحِيهَا.

والمُحَملِقة من الْأَعْين: الَّتِي حول مقلتيها بَيَاض لم يخالطها سَواد، وَقيل: حَماليقُ الْعين: بياضها أجمع مَا خلا السوَاد.

وحَمْلَقَ إِلَيْهِ: نظر، وَقيل: نظر نظرا شَدِيدا، قَالَ الراجز:

والليثُ إِن أوعدَ يَوْمًا حَملَقا ... بمُقلةٍ تْوقِدُ فصًّا أزرقا

والقِلْحَمُّ: المسن الضخم من كل شَيْء، وَقيل: هُوَ من الرِّجَال الْكَبِير.

والمُقْلَحِمُّ: الَّذِي يتضعضع لَحْمه.

والقِلَحْمُ على مِثَال سبطر: الْيَابِس الْجلد عَن كرَاع.

وقَلْحَمٌ: اسْم. 
الْحَاء وَالْقَاف فِي الثنائي

الحقُّ: نقيض الْبَاطِل وَجمعه حُقُوقٌ وحقاق وَلَيْسَ لَهُ بِنَاء أدنى عدد. وَحكى سِيبَوَيْهٍ: لحَقُّ أنَّهُ ذاهبٌ بإضافَةِ حَقّ إِلَى أنَّه، كأنَّه: لَيَقينُ ذاكَ أمْرُكَ، وَلَيْسَت فِي كَلَام كل الْعَرَب فأمْرُك هُوَ خَبَرُ يقينُ، لِأَنَّهُ قد اضافه إِلَى ذَاك وَإِذا اضافه إِلَيْهِ لم يَجُزْ أَن يكون خَبرا عَنهُ قَالَ سِيبَوَيْهٍ: سَمعْنا فُصحاءَ الْعَرَب يَقُولُونَهُ، وَقَالَ الاخفش: لم اسْمَع هَذَا من الْعَرَب، إِنَّمَا وجدْتُه فِي الْكتاب، ووَجْهُ جَوازه على قلَّتهِ طُولُ الْكَلَام بِمَا أضيف هَذَا المبتدا اليه، وَإِذا طَال الْكَلَام جَازَ فِيهِ من الْحَذف مَا لَا يجوز فِيهِ إِذا قَصُر، أَلا ترى إِلَى مَا حَكَاهُ الْخَلِيل عَنْهُم: مَا أَنا بِالَّذِي قائلٌ لكَ شَيْئا. وَلَو قلتَ: مَا أَنا بالذَّي قائِمٌ لَقَبُح.

وَقَوله تَعَالَى (ولَا تَلْبِسُوا الحَقَّ بالباطلِ) قَالَ أَبُو إِسْحَاق: الحقُّ: أمْرُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا اتى بِهِ الْقرَان، وَكَذَلِكَ قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى (بَل نْقَذْفُ بالحَقِّ عَلى الباطلِ) .

وحَقَّ الأمْرُ يحِقُّ ويَحُقُّ حَقّاً وحُقُوقا: صارَ حَقاً وثبتَ. وَفِي التَّنْزِيل (قالَ الَّذِينَ حقَّ عَلَيْهمُ الْقَوْل) أَي ثَبت. قَالَ الزّجاج: هم الجنُّ والشياطينُ، وَقَوله تَعَالَى (ولكنْ حَقَّتْ كَلمَةُ العَذَابِ على الْكافرِين) أَي وجَبتْ وثبَتَتْ. وَكَذَلِكَ (لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أكْثَرِهمْ) .

وحَقَّه يَحُقُّهُ حَقاً وأحَقَّه كِلَاهُمَا أثْبَتَهُ. وَصَارَ عِنْده حَقًا لَا يَشُكُّ فِيهِ.

وأحَقّه: صَيرَه حَقّا.

وحَقَّهُ وحَقّقَهُ: صَدَّقَه. وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: صَدَّقَ قائلَه.

وحَقَّ الأمْرَ يَحُقُّهُ حَقّا وأحَقَّه: كانَ مِنْهُ على يَقينٍ.

وحَقَّ حَذَرَ الرَّجُلِ يَحُقُّه حَقّا، وأحَقَّهُ: فَعَل مَا كَانَ يَحْذَرُه.

وحَّقه على الْحق واحقه: غَلَبه عَلَيْهِ.

واسْتَحَقّه: طلَبَ مِنْهُ حَقّه. واحْتَقَّ القومُ: قَالَ كُل وَاحِد مِنْهُم: الحقُّ فِي يَدِي. وَفِي الحَدِيث " مَتى مَا تَغْلُوا تَحْتَقّوا ".

وَالْحق من أَسمَاء الله عَزَّ وجَلَّ. وَقيل: من صِفَاته. وَفِي التَّنْزِيل (ثُمَّ رُدُّوا إِلَى الله مَوْلاهُمُ الحَقِّ) . وَقَوله (وَلَو اتبَعَ الحَقُّ أهوَاءهم) قَالَ ثعلبٌ: الْحق هُنَا: اللهُ جَلَّ وعزَّ. وَقَالَ الزَّجاجُ: وَيجوز أَن يكون الحقُّ هُنَا القُرآن، أَي لَو كَانَ التَّنْزِيل كَمَا يُحبُّون لفَسدتُ السَّمَوَات والأرضُ. وَقَوله تَعَالَى (وَجاءَتْ سَكْرَةُ المَوْتِ بالحَقّ) مَعْنَاهُ: جَاءَت السَّكرَةُ الَّتِي تدُلُّ الْإِنْسَان على أَنه ميِّتٌ بالحقِّ، أَي بالموْتِ الَّذِي خُلق لَهُ. ورُوي عَن أبي بكر رَضِي الله عَنهُ: وَجَاءَت سَكْرَةُ الحقّ بالموْتِ. وَالْمعْنَى وَاحِد. وَقيل الْحق هُنَا: الله تَعَالَى.

وقَوْلٌ حَقٌّ: وُصفَ بِهِ. كَمَا تَقول: قَوْلٌ باطلٌ. وَقَالَ اللحياني: وَقَوله تَعَالَى (ذلكَ عيسَى ابنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الحقّ) إِنَّمَا هُوَ على إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه. وَقِرَاءَة من قَرَأَ (فالحَقُّ والحَقَّ أقولُ) بِرَفْع الحَقِّ الأوِّلِ فَإِنَّمَا يُرِيد: فَأَنا الحقُّ. وَمن قَرَأَ: فالحقَّ والحقَ أقولُ بِنصب الحقّ الأوّلِ فتقديُره فأحُقُّ الحَقّ حَقاً. وَقَالَ ثَعْلَب: تَقْدِيره فاقول الحَق َّحَقاً. وَمن قَرَأَ فالحَقِّ أرَاد فبالحَقّ. وَهِي قَليلَة، لِأَن حُرُوف الجرّ لَا تُضْمَر.

ويَحُقُّ عَلَيْك أَن تفْعَل كَذَا: يجبُ، والكَسْرُ لُغَةٌ.

ويَحُقُّ لَك أَن تفْعَلَ، ويَحُقَّ لَك تَفْعَل قَالَ:

يَحُقُّ لِمَنْ أبُو مُوسَى أبُوه ... يُوَفِّقُه الَّذِي نَصَبَ الجبالا

وَقَوله تَعَالَى (وأذِنَتْ لرَبِّها وحُقَّتْ) أَي وحُقَّ لَهَا أنْ تفْعَل.

وحُقَّ أَن تفعل وحَقيقٌ أَن تفْعَل. وَفِي التَّنْزِيل (حَقيقٌ عَلي أنْ لَا أقولَ على الله إلاَّ الحَقَّ) .

وحَقِيقٌ فَعيلٌ فِي معنى مفْعُولٍ كقوْلك: أَنْت حقيقٌ أَن تفْعَله، أَي محْقوقٌ أَن تفعَلَه، وَيُقَال للمرأةِ: أَنْت حَقيقةٌ لذَلِك يَجْعلونه كالاسْم ومحقوقَةُ لذَلِك. وَأما قَول الاعشى:

وإنَّ امْرَأً أسْرىَ إليكِ ودونَهُ ... من الأرْضَ مَوْماةٌ وبَهْماءُ سَمْلَقُ

لمَحْقُوقَةٌ أَن تَسْتَجبيِ لصَوْتهِ ... وَأَن تَعْلَمي أنَّ المُعانَ مُوَفَّقُ فَإِنَّهُ أَرَادَ لخُلَّةٌ مْحقُوقَةٌ يَعْني بالخُلَّةِ الخليلَ، وَلَا تكون الهاءُ فِي محقوقةٍ للمبالغةِ، لِأَن المبُالغةَ إِنَّمَا هِيَ فِي أَسمَاء الفاعِلِين دون المفعوُلين، وَلَا يجوز أَن يكون التَّقديرُ: لمحقوقةٌ أنتِ، لِأَن الصِّلةَ إِذا جَرَتْ على غير مَوْصُوفها لم يَكُ عِنْد أبي الحسنِ الاخفشِ بُدٌّ من إبْرَازِ الضميرِ. وَهَذَا كُلُّهُ تَعليلُ الْفَارِسِي.

والحَقَّةُ والحِقَّهُ فِي معنى الحَقِّ.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: هَذَا العالِمُ حَقُّ العالمِ. يُرِيدُونَ بذلك التَّناهيِ، وأنَّهُ بلغ الغَايَة فِيمَا يصفهُ بِهِ من الخصالِ. قَالَ: وَقَالُوا: هَذَا عَبْدُ الله الحَقَّ لَا الْبَاطِل. دخلت فِيهِ اللامُ كدخوِلها فِي قوِلهْم: أرسَلَها العرَاكَ. إلاَّ أنَّه قد تُسْقَطُ مِنْهُ فَتَقول: حَقاً لَا بَاطِلا.

وحُقَّ لَك أنْ تفعل، وحُقِقْتَ أَن تَفْعَلَ. وَمَا كَانَ يَحُقُّكَ أَن تَفْعَله، فِي معنى: مَا حُقَّ لَك.

وأُحِقّ عَلَيْكَ القَضَاءُ فَحَقَّ، أَي أُثْبِتَ أُثْبِتَ.

والحَقيقَةُ: مَا يَصير إِلَيْهِ حَقُّ الأمْرِ ووَجُوبُه.

وبلغَ حَقيقَةَ الأمْرِ أَي يَقينَ شأنِه. وَفِي الحَدِيث " لَا يَبْلُغُ أحدُكُم حَقيقَةَ الْأَيْمَان حَتَّى لَا يَعيبَ على مُسْلمٍ بعَيْبٍ هُوَ فِيهِ) .

وَحَقِيقَة الرَّجُلِ: مَا يَلْزَمُهُ الدّفاعُ عَنهُ من أهْل بيتهِ.

والحَقيقَةُ فِي اللُّغَةِ: مَا أُقِرَّ فِي الاسْتعْمالِ على أصْلِ وضْعهِ. والمجازُ: مَا كَانَ بضد ذَلِك. وَإِنَّمَا يَقَعُ المجازُ ويعدل إِلَيْهِ عَن الْحَقِيقَة لمعان ثَلَاثَة، وَهِي الاتساعُ والتَّوْكيدُ والتَّشْبيهُ، فَإِن عَدِم هَذِه الاوصافَ كَانَت الحقيقةُ البَتَّةَ.

وَقيل: الحقيقةُ: الرَّايَةُ.

وحَقَّ الشيءُ يحِقُّ حَقاً: وَجَبَ، وَفِي التَّنْزِيل (ولَكِن حَقَّ القَوْلُ مِّني) .

وأحَقَّ الرَّجُلُ: ادّعى شَيْئا فوَجَب لَهُ.

واسْتَحَقَّ الشيءَ: اسْتَوجَبَه، وَفِي التَّنْزِيل (فإنْ عُثرَ عَلى أنهمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا) أَي استوجباه بالخيانة.

وَأما قَوْله تَعَالَى (لَشَهادَتُنا أحَقُّ من شَهادَتِهما) يجوز أَن يكون مَعْنَاهُ: اشد استحقاقا للْقَبُولِ. وَكَون إِذْ ذَاك على طرح الزَّائِد من اسْتحق أَعنِي السِّين وَالتَّاء.

وَيجوز أَن يكون أَرَادَ: أثْبَتُ من شَهادَتهما. مشتقٌّ من قَوْلهم. حَقَّ الشَّيْء: إِذا ثَبَتَ.

وحاقَّهُ فِي الأمْرِ مُحَاقَّةً وحِقاقا: ادَّعى أنَّه أوْلى بِالْحَقِّ مِنْهُ. وأكَثر مَا استعملوا هَذَا فِي قَوْلهم: حاقَّني، أَي اكثر مَا يستعملونُه فِي فعلِ الغائبِ.

وحاقَّهُ فَحَقَّهُ يَحُقُّه: غَلَبه. وَذَلِكَ فِي الخُصُومَةِ واستيجابِ الحقَّ.

ورَجُلٌ نَزِقُ الحِقائقِ: إِذا خاصَمَ فِي صِغِار الْأَشْيَاء.

والحاقَّةُ: النازِلَةُ. وَهِي: الدَّاهيَةُ أَيْضا.

والحاقَّةُ: الْقيامَةُ وَقد حَقَّتْ تَحُقُّ.

وَمن أيمانِهم: لحَقُّ لأفْعَلَنَّ. مبنيَّةٌ على الضِّم.

والحِقُّ من أَوْلَاد الإبلِ: الَّذِي بلغ أَن يُرْكَبَ ويُحمَلَ عَلَيْهِ ويَضَرِبَ، عني أَن يَضْرِبَ: النَّاقَةَ بَيِّنُ الإحْقاقِ والاسْتحْقاقِ. وَقيل: إِذا بَلَغْتْ أُمُّه أوَانَ الحَمْلِ من العامِ المُقْبلِ فَهُوَ حِقٌّ، بَين الحِقَّه وَقيل: إِذا بَلَغَ هُوَ وأُخْتُه أنْ يُحْمَل عَلَيْهِمَا فَهُوَ حقُّ، وَقيل: الحقُّ: الَّذِي اسْتكْمل ثَلَاث السنين وَدخل فِي الرَّابِعَة قَالَ:

إِذا سُهْيلٌ مَغْرِبَ الشَّمْسِ طَلَعْ ... فابْنُ اللَّبُونِ الحِقُّ والحِقُّ جَذَعْ

والجَمْعُ أحُقٌّ وحِقاقٌ وَالْأُنْثَى من كلِّ ذَلِك حِقَّةٌ بَيَّنَةُ الحِقَّةِ. وَإِنَّمَا حُكْمُهُ: بَيِّنَةُ الحَقاقَةِ والحُقُوقَةِ أَو غير ذَلِك من الأبْنيَةِ المخالفةِ للصفةِ، لِأَن المصْدَر فِي مثل هَذَا يُخالف الصَّفَةَ. وَنَظِيره فِي موافَقَته هَذَا الضَّرْبَ من المصادِرِ للاسْمِ فِي الْبناء قُولهم: أسَدٌ بَيِّنُ الأسَدِ.

والحِقَّةُ أَيْضا: الناقةُ الَّتِي تُؤْخَذُ فِي الصَّدَقة إِذا جازَتْ عِدَّتُها خَمْسا وأرْبَعين. والجمعُ من ذَلِك حِقَقٌ وحِقاقٌ وحَقائقُ. الأخيرةُ نادرةٌ. قَالَ

ومَسَدٍ أُمِرَّ من أيَانقِ ... لَسْنَ بأنْيابِ وَلَا حقائقِ والحِقَّةُ: نَبَزُ أُمِّ جَرِيرِ بنِ الخَطَفي. وَذَلِكَ لِأَن سُويْد بن كُراع خَطبها إِلَى ابيها فَقَالَ لَهُ: إِنَّهَا لصغيرةٌ ضَرَعَةٌ. قَالَ سويدٌ لقد رأيْتها وَهِي حقّةٌ أَي كالحِقَّةِ من الْإِبِل فِي عِظَمها.

وحَقَّتِ الحِقَّةُ تَحِقُ حِقَّةً وأحَقَّتْ. كِلَاهُمَا: صَارَتْ حِقَّةً. قَالَ الاعشى:

بِحِقَّتها حُبسَتْ فِي اللَّجين ... حَّتى السَّدِيسُ لَهَا قَدْ أَسَنْ

وَبَعْضهمْ يجعلُ الحِقَّةَ هُنا الوَقْتَ.

وأتَتِ الناقَةُ على حِقِّها: تَمَّ حَمْلُها وزادت على السَّنةِ أَيَّامًا من الْيَوْم الَّذِي ضُرِبَتْ فِيهِ عَاما أوَّلَ. وَقيل: حِقُّ النَّاقة واستحقاقِها: تمامُ حَمْلها. قَالَ ذُو الرمة:

أفانينُ مَكْتُوبٌ لَهَا دُونَ حِقِّها ... إِذا حَمْلُها رَاش الحِجاجَينِ بالثُّكْلِ

أَي إِذا نَبَتَ الشَّعَرُ على ولَدِها ألْقَتْهُ مَيْتا.

وصَبَغْتُ الثوبَ صَبغا تَحْقيقا أَي مُشْبَعا.

والحُقُّ والحُقَّةُ: هَذَا المنْحُوتُ من الخشبِ والعاجِ وغيرِ ذلكِ ممَّا يصلُح أنْ يُنْحتَ مِنْهُ، عَرَبيُّ معروفُّ قد جَاءَ فِي الشِّعْرِ الفصيحِ. وجمْعُ الحُقّ أحْقاقٌ وحِقاقٌ. وجَمْعُ الحُقَّةِ حُقَقٌ قَالَ:

سَوَّى مَساحِيهِنَّ تَقْطيطَ الحُقَقْ

وَصَفَ حَوَافرَ حُمُرِ الوَحْشِ، أَي أَن الحجارةَ سَوَّتْ حَوَافرَها. وَقد قَالُوا فِي جمع حُقَّةٍ حُقٌّ يجعلونه من بَاب سِدْرَةٍ وسِدْرٍ، وَهَذَا أكْثَرُهُ إِنَّمَا هُوَ فِي المخلُوق دُونَ المَصنُوعِ وَنَظِيره من المَصنُوع دَوَاةٌ ودَوىً وسَفينَةٌ وسَفينٌ.

والحُقُّ من الوَرِكِ. مَغْرِزُ رَأسِ الفَخذِ فِيهَا عَصَبَةٌ إِلَى رَأس الْفَخْذ إِذا انْقَطَعَتْ حَرِقَ الرجل. وَقيل: الحُقُّ: أصلُ الوَرِكِ الَّذِي فِيهِ عَظْمُ رَأسِ الفخذِ.

والحُقُّ أَيْضا: النُّقْرَةُ الَّتِي فِي رَأس الْكَتف. والحُقّ: رأسُ العَضُدِ الَّذِي فِيهِ الْوَابِلَةُ حكاهُ ابنُ دُرَيْد.

وحُقُّ الكُهٌول: بَيْتُ العنكبوت، وَمِنْه حَدِيث عَمْرو بن الْعَاصِ انه قَالَ لمعاوية رَضِي الله عَنهُ " أتَيْتُكَ من الْعرَاق وإنَّ أمْرَكَ كَحُقّ الكُهُولِ " أَي واه. حَكَاهُ الهَرَوِيَّ فِي الغريبينِ.

وحاقُّ وسَطِ الرَّأسِ: حُلاَوَةُ القَفا.

وأحَقَّ القومُ من الرَّبيع: أسَمنُوا، عَن أبي حنيفةَ يُريدُ سمنَت مَوَاشِيهمْ.

وحَقَّت الناقةُ وأحَقَّتْ واسْتَحَقَّتْ: سَمنتْ.

والاحَقُّ من الخَيْلِ: الَّذِي لَا يَعْرَقُ. وَهُوَ أَيْضا: الَّذِي يَضَعُ حافَر رِجْله موضعَ حافر يَدِهِ، وهما عَيْبٌ، قَالَ الشَّاعِر:

بأجْرَدَ منْ عِتاقِ الخَيْلِ نَهْدٍ ... جَوَادٍ لَا أحَقَّ وَلَا شَئِيتِ

هَذِه روايةُ ابْن دريدِ، وروايةُ أبي عُبَيْدِ:

وأقْدَرُ مُشْرِفُ الصَّهَوَاتِ ساطٍ ... كُمْيتٌ لَا أحقُّ وَلَا شَئِيتُ

والشئيتُ: الَّذِي يَقْصْرُ مَوقعُ حافر رِجْله عَن مَوْقع حافر يَده، وَذَلِكَ أَيْضا عَيْبٌ وَالِاسْم الحَقَقُ.

وبَناتُ الحَقيقِ: ضَرْبٌ من رَدِيء التَّمْرِ. وَقيل: هُوَ الشِّيص.

والحَقْحَقَةُ: شدَّةُ السَّيْرِ وقَرَبٌ مُحَقْحَقٌ جادٌ، مِنْهُ، وَقَالَ مُطَرّفُ بنُ الشَّخِّيرِ لابنهِ: يَا عَبْدَ الله عَلَيْك بالقَصدِ، واياكَ والحَقْحَقَةَ، يَعْنِي عَلَيْك بِالْقَصْدِ فِي الْعِبَادَة وَلَا تَحْمِل على نَفْسك فتسْأمَ.

وَقيل: الحَقْحَقَةُ: سَيرُ اللَّيْل فِي أوَّله. وَقيل: هُوَ كَفُّ ساعَةٍ وإتْعابُ ساعَةٍ.

وسَيْرٌ حَقْحاقٌ: شديدٌ. وَقد حَقْحَقَ وهَقْهَقَ، على البَدَل، وقَهْقَهَ، على القَلْبِ بعد البَدَلِ.

وأُمُّ حِقَّةَ، اسمُ امرأةٍ، قَالَ مَعْنُ بنُ أوسٍ:

فقد أنكرْتهُ أُمُّ حَقَّةَ حادِثا ... وأنكَرَها مَا شئتَ والوُدُّ خادِعُ 

حق

1 حَقَّ, aor. ـِ (S, Msb, K, &c.) and حَقُّ, (IDrd, Msb, K,) [the latter irregular,] inf. n. حَقَّةٌ (K, TA) and حَقٌّ (IDrd, TA) and حُقُوقٌ, (TA,) i. q. صَارَ حَقًّا [i. e., accord. to the primary meaning of حَقٌّ, as explained below, on the authority of Er-Rághib, It was, or became, suitable to the requirements of wisdom, justice, right or rightness, truth, or reality or fact; or to the exigencies of the case]: (TA:) it was, or became, just, proper, right, correct, or true; authentic, genuine, sound, valid, substantial, or real; established, or confirmed, as a truth or fact: and necessitated, necessary, requisite, or unavoidable; binding, obligatory, incumbent, or due: syn. وَجَبَ; (T, S, Msb, K, &c.;) and ثَبَتَ: (Msb, TA:) it was, or became, a manifest and an indubitable fact or event; as explained by IDrd in the JM; (TA;) it happened, betided, or befell, surely, without doubt or uncertainty. (K.) It is said in the Kur xxxvi. 6, لَقَدْ حَقَّ القَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ, i. e. The saying, “ I will assuredly fill Hell with genii and men together,” [Kur xi. 120 and xxxii. 13,] (Bd,) or the sentence of punishment, (Jel,) hath become necessitated [as suitable to the requirements of justice, or as being just or right,] to take effect upon the greater number of them; syn. وَجَبَ, (Jel, TA,) and ثَبَتَ. (TA.) And this, namely, ثَبَتَ, is the meaning of the verb in the phrase, حَقَّ عَلَيْكَ القَضَآءُ [The sentence was, or, emphatically, is, necessitated as suitable to the requirements of justice to take effect upon thee; or it was, or is, necessary, just, or right, that the sentence should take effect upon thee]. (TA.) [In like manner,] one says, يَحِقُّ عَلَيْكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا It is necessary for thee [as suitable to the requirements of wisdom or justice or the like], or incumbent on thee, or just or proper or right for thee, that thou shouldst do such a thing. (TA.) [Thus one says,] الحَقِيقَةُ مَا يَحِقُّ عَلَيْكَ

أَنْ تَحْمِيَهُ [The حقيقة is that which it is necessary for thee &c., or that which it behooveth thee, that thou shouldst defend it, or protect it]. (S, * K.) Accord. to Sh, the Arabs said, حَقَّ عَلَىَّ أَنْ

أَفْعَلَ ذٰلِكَ and حُقَّ: but accord. to Fr, when you say حَقَّ, you say عَلَيْكَ; and when you say حُقَّ, you say لَكَ. (TA.) [Accordingly] one says, حُقَّ لَكَ أَنْ تَفْعَلَ ذَا and حُقِقْتَ أَنْ تَفْعَلَهُ: both mean the same: (Ks, S, K:) [i. e., each has one, or the other, or both, of the meanings next following:] or the former means It was, or, emphatically, is, rendered حّقّ [or suitable to the requirements of wisdom or justice &c.] for thee, or necessary for thee, or incumbent on thee, or just or proper or right for thee, [or it behooved or behooves thee,] that thou shouldst do, or to do, this, or that: and [the latter, or] حُقِقْتَ بِأَنْ تَفْعَلَ, Thou wast, or, emphatically, art, rendered حَقِيق [or adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, proper, competent, or worthy,] that thou shouldst do, or to do, this, or that]: (A, TA:) and in like manner, حُقَّتْ signifies in the Kur lxxxiv. 2 and 5: (Bd, Jel: *) or حُقِقْتَ بِأَنْ تَفْعَلَ may mean thou wast, or art, known by the testimony of thy circumstances to be حَقِيق

&c. (A, TA.) And مَا كَانَ يَحُقُّكَ أَنْ تَفْعَلَهُ [virtually] means the same as مَا حُقَّ لَكَ [best rendered in this case It did not behoove thee to do it]. (TA.) One says also, حَقَّ أَنْ تَفْعَلَ [It was, or, emphatically, is, necessary &c. that thou shouldst do or to do such a thing]: but they did not say, حَقَقْتَ أَنْ تَفْعَلَ. (Fr, TA.) b2: But حَقَّ عَلَىَّ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا means Thy doing so distressed, or hath distressed, or afflicted, me; or, emphatically, distresses, or afflicts, me; like عَزَّ عَلَىَّ. (S and K and TA in art. عز.) And in like manner, حَقَّ أَنَّكَ ذَاهِبٌ [or حَقَّ مَا أَنَّكَ ذَاهِبٌ] means عَزَّ مَا أَنَّكَ ذَاهِبٌ [It is distressing to me that thou art going away]. (TA in art. عز.) And لَحَقَّ مَا is used in the same manner as لَعَزَّ مَا, q. v. (A and TA in art. عز.) You say also, حَقَّتِ الحَاجَةُ Want befell, or betided, or happened, and was severe, or distressing: (Msb, TA:) [which is said to be] from the phrase, حَقَّتِ القِيَامَةُ, aor. ـُ The resurrection included, or shall include, within its sphere [all] the created beings. (Msb.) A2: حَقَّتْ, aor. ـِ (K,) inf. n. حِقَّةٌ (S, * Msb, K,) and حِقٌّ, (K,) or, accord. to ISd, it should rather be حَقَاقَةٌ and حُقُوقَةٌ, because حِقَّةٌ is used as an epithet, [as will be seen below,] and the inf. n. in a case like this, by rule, should differ from the epithet, (TA,) She (a camel) became a حِقّ, or حِقَّة; i. e., entered the fourth year: (K:) and ↓ أَحَقَّ, inf. n. إِحْقَاقٌ, he (a camel) became a حِقّ: because, so they say, he is then fit to be laden: (Msb:) and ↓ احقّت she (a young camel) completed three years; (Aboo-Málik, K;) became a حِقَّة; (Ibn-'Abbád, K;) like حَقَّتْ. (TA.) You say, هُوَ حَقٌّ بَيِّنُ الحِقَّةِ [He is a حقّ, bearing evidence of being such]: (S:) and هِىَ حِقٌّ (K) and حِقَّةٌ (Msb, K) بَيِّنَةُ الحِقَّةِ [she is a حقّ or حقّة, bearing evidence &c.]: (Msb:) [a phrase] to which a parallel is scarcely known, (Msb,) or to which there is no parallel (K) except أَسَدٌ بَيِّنُ الأَسَدِ [a lion bearing evidence of being like a lion in boldness]. (TA.) b2: حِقٌّ [as inf. n. of حَقَّتْ] also signifies A she-camel's overpassing the days [corresponding to those] in which she was covered [in the preceding year]: (K:) or her completing [the time of] her pregnancy; as also ↓ اِسْتِحْقَاقٌ. (TA.) b3: And حَقَّتْ and ↓ احقّت and ↓ استحقّت She (a camel) became fat. (TA. [See also 8, last signification.]) A3: حَقَّهُ, (K,) aor. ـُ inf. n. حَقٌّ, (TA,) He, or it, rendered it [suitable to the requirements of wisdom, justice, rightness, truth, or reality or fact; or to the exigencies of the case; (see the first of the significations in this art.;) or] necessary, requisite, or unavoidable; binding, obligatory, incumbent, or due; or just, proper, or right; syn. أَوْجَبَهُ; (K;) [whence حُقَّ لَكَ أَنْ تَفْعَلَ ذَا, explained above;] as also ↓ حقّقهُ (K) and ↓ احقّهُ; (S, K;) which last some explain by صَيَّرَهُ حَقًّا [meaning as above; or he rendered it true;] or صيّره حقًّا لَا شَكَّ فِيهِ [he rendered it true, so that there was no doubt respecting it]; as also حَقَّهُ, inf. n. حَقٌّ: and حَقَّهُ signifies also he established it so that it became true and undoubted in his estimation: (TA:) or حَقَّهُ signifies, (S, Msb,) or signifies also, (K,) he assured, or certified, himself of it; he ascertained it; he was, or became, sure, or certain, of it; (A 'Obeyd, S, Msb, * K; *) and so ↓ تحقّقه (A 'Obeyd, S, K) and ↓ احقّهُ: (S, Msb: *) or he pronounced it, or held or believed it, to be established as a necessary truth or fact; as also ↓ احقّهُ: and ↓ حقّقهُ has a similar, but intensive, signification: (Msb:) or ↓ احقّهُ signifies he established it as true; or he judged, or decided, it to be so: (TA: [contr. of أَبْطَلَهُ: see an ex., from the Kur viii., voce أَبْطَلَ:]) and ↓ حقّقهُ, inf. n. تَحْقِيقٌ, signifies صَدَّقَهُ [as meaning he verified it, or proved it to be true or veritable; or he found it to be true or veritable; both of which significations are of very frequent occurrence]; (S, K;) as also حَقَّهُ, inf. n. حَقٌّ: and accord. to IDrd, ↓ حقّقهُ signifies [also] صَدَّقَ قَائِلَهُ [he proved, or found, or pronounced, the sayer of it to be ture]: and حقّق is also said to signify he said, “This thing is the truth; ” like صَدَّقَ. (TA.) You say, حَقَقْتُ عَلَيْهِ القَضَآءَ, aor. ـُ inf. n. حَقٌّ, I necessitated the sentence [as suitable to the requirements of justice] to take effect upon him; or necessitated [as suitable &c.] the taking effect of the sentence upon him; syn. أَوْجَبْتُهُ; as also ↓ أَحْقَقْتُهُ, inf. n. إِحْقَاقٌ. (TA.) And ↓ أُحِقَّ عَلَيْكَ القَضَآءُ The sentence was, or, emphatically, is, necessitated [as suitable to the requirements of justice] to take effect upon thee; syn. أُثْبِتَ. (TA.) And حَقَقْتُ حَذَرَهُ, (S, K,) or حِذْرَهُ, (so in one copy of the S,) aor. and inf. n. as above, (S,) [I rendered his caution, or fear, necessary; or justified it; meaning] I did that of which he was cautious, or that which he feared; (S, K;) as also حذره ↓ أَحْقَقْتُ: (S:) or, accord. to Az, the latter only is right. (TA.) And حَقَقْتُ ظَنَّهُ; (Ks, TA;) and ↓ حَقَّقْتُهُ, (Ks, S, TA,) inf. n. تَحْقِيقٌ: (S:) both signify the same; (Ks, TA;) i. e. صَدَّقْتُ; (S;) which means I found his opinion to be true; (Ksh and Bd and Jel, in xxxiv. 19;) or proved it to be true: (Ksh, ibid.:) and so قَوْلَهُ his saying: (S:) and تَحْقِيقٌ signifies [also] the strengthening, or confirming, a saying; or making it strong, or firm. (KL.) And أَنَا

أَحَقُّ لَكُمْ هٰذَا الخَبَرَ I will know, or ascertain, the truth, or real nature, of this piece of news or information, for you. (TA.) And أَظُنُّهُ وَ لَا

أَحُقُّهُ [I think it, but I do not know the truth of it, or am not certain of it]. (T in art. إِيَّا; &c.) And حَقَقْتُ العُقْدَةَ, [written in the TA without any syll. signs, so that it may be either thus or ↓ حَقَّقْتُهُ; but it is most probably the former, as the quasi-pass. is not تحقّقت, but انحقّت: it signifies lit. I made the knot right, or sure; meaning] (tropical:) I tied, or made fast, or tightened, the knot; (Ibn-'Abbád, TA;) or I tied, or tightened, firmly the knot. (A, TA.) b2: [He, or it, rendered him حَقِيق, i. e. adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, proper, or worthy, to do a thing &c.; whence حُقِقْتَ أَنْ تَفْعَلَهُ, or بِأَنْ تَفْعَلَ, explained above. b3: It was necessary for him, or incumbent on him, or just or proper or right for him, or it behooved him, to do a thing &c.; whence مَا كَانَ يَحُقُّكَ أَنْ تَفْعَلَهُ, explained above.] b4: Also, (S, K,) aor. ـُ (K,) inf. n. حَقٌّ, (TA,) He overcame him in disputing, or contending, for a right, or due; (S, K, * TA;) and so ↓ احقّهُ, (K,) inf. n. إِحْقَاقٌ, mentioned by Az on the authority of Ks, but, he adds, disallowed by A 'Obeyd. (TA.) See 3. b5: Also He (a man) came to him, namely, another man; (A 'Obeyd, S, K;) and so ↓ احقّهُ. (A 'Obeyd, S.) [Hence, app.,] حَقَّتْنِى الشَّمْسُ The sun reached me. (TA.) And لَا يحقُّ مَا فِى هٰذَا الوِعَآءِ رِطْلًا [app. يَحُقُّ] What is in this receptacle [does not reach, or amount, to a pound; i. e.,] does not weigh a pound. (TA.) A4: حَقَّ الطَّرِيقَ, (K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. حَقٌّ, (TK,) He went upon the حَاقّ of the road; (K;) i. e. the middle of it: the doing of which is forbidden, in a trad., to women. (TA.) And حَقَّ فُلَانًا, (K,) aor. and inf. n. as above, (TA,) He beat, or struck, such a one in, or upon, the حاقّ of his head; (K;) i. e. the middle of it: (TA:) or in, or upon, the حُقّ of his كَتِف; i. e. the small hollow upon the head of his shoulder-blade: (K:) or, as some say, the head of the upper arm, in which is the وَابِلَة. (TA.) 2 حقّقهُ, inf. n. تَحْقِيقٌ: see حَقَّهُ, above, in six places. [Hence تَحْقِيقُ الهَمْزَةِ The uttering of the hemzeh with its ture, or proper, sound; opposed to تَخْفِيفُهَا. Hence also] صَبَغْتُ الثَّوْبَ صَبْغًا تَحْقِيقًا I dyed the garment, or piece of cloth, with a saturating dyeing. (TA.) And تَحْقِيقٌ signifies also The weaving a garment, or piece of cloth, strongly, or firmly. (KL.) A2: حقّق فِى أَمْرِهِ He was serious, or in earnest, in his affair; contr. of هَزَلَ. (L in art. جد.) 3 حاقّهُ, (S, K,) inf. n. حِقَاقٌ and مُحَاقَّةٌ, (TA,) He disputed, litigated, or contended, with him, (S, K,) each of them laying claim to a right, or due: (S, TA:) the verb is mostly used in the third person. (TA.) You say, حَاقَّنِى وَ لَمْ يُحَاقَّنِى

فِيهِ أَحَدٌ [He disputed, &c., with me, and no one had disputed, &c., with me respecting it]. (TA.) [But] you say also, ↓ حَاقَقْتُهُ فَحَقَقْتُهُ I disputed, litigated, or contended, with him for a right, or due, and I overcame him in doing so. (TA.) And إِنَّهُ لَنَزِقُ الحِقَاقِ (tropical:) Verily he is one who disputes, or litigates, or contends, respecting small things. (S, K, TA.) And مَا لَهُ فِيهِ حَقٌّ وَ لَا حِقَاقٌ, i. e. [He has no right, or due, to exact, in respect of him, or it, nor any cause of] disputing, or litigating, or contending. (S.) And it is said respecting women, (K,) in a trad. of 'Alee, (TA,) إِذَا بَلَغْنَ نَصَّ الحِقَاقِ فَالعَصَبَةُ أَوْلَى, or الحَقَائِقِ: (K:) accord. to some, الحقاق here means the same as المُحَاقَّة: accord. to others, it properly signifies the camels thus called: and so الحقائق; this [likewise] being a pl. of ↓ حِقَّةٌ; or it is pl. of ↓ حَقِيقَةٌ. (TA. [See art. نص; in which this trad. is more fully, but somewhat differently, cited; and fully explained.]) A2: [Also, app., He acted seriously, or in earnest, with him in an affair: see 3 in art. جد: and see also 2 above, last signification.]4 احقّ, [inf. n. إِحْقَاقٌ,] He spoke truth; said what was true: [very common in this sense; contr. of أَبْطَلَ:] or he revealed, or manifested, or showed, a truth, or a right or due: or he laid claim to a right, (or to a thing, TA) and it was, or became, due to him. (Msb.) A2: See also حَقَّ, as an intrans. verb, in three places; relating to camels. b2: احقّ القَوْمُ The people's cattle became fat. (TA.) And احقّ القَوْمُ مِنَ الرَّبِيعِ The people's cattle became fat by means of the [herbage called] ربيع. (AHn, * ISd, TA.) A3: As a trans. verb: see حَقَّهُ, in nine places. You say also, أَحْقَقْتُ الأَمْرَ, inf. n. as above, (tropical:) I did, performed, or executed, the affair in a firm, solid, sound, or good, manner; or put it into a firm, solid, sound, or good, state. (TA.) b2: رَمَى فَأَحَقَّ الرَّمِيَّةَ (tropical:) He cast, or shot, and killed on the spot the animal at which he cast, or shot. (Ibn-'Abbád, Z, K, * TA.) b3: أَحَقَّتْ إِبِلُنَا رَبِيعًا and ↓ استحقّت ربيعا (assumed tropical:) Our camels found [herbage such as is termed] ربيع full-grown, and pastured upon it. (TA.) 5 تحقّق [It was, or became, or proved to be, a truth, a reality, or a fact.] [Hence,] تحقّق عِنْدَهُ الخَبَرُ The information was, or proved, true, right, correct, or valid, in his estimation. (S, K. *) A2: تحقّقهُ: see حَقَّهُ.6 تَحَاقٌّ is syn. with تَخَاصُمٌ; and ↓ اِحْتِقَاقٌ, with اِخْتِصَامٌ; [The disputing, litigating, or contending, together;] (S, K;) [for] تَخَاصَمُوا and اِخْتَصَمُوا signify the same; (K in art. خصم;) [or rather] the meaning of [تحاقّ and] ↓ احتقاق is [the disputing, &c., together for a right, or due;] each one's, or every one's, saying, “The right is mine,” and “ with me; ” or demanding his right, or due. (TA.) One says, تَحَاقٌّوا [They disputed, &c., together for a right, or due]. (TK.) And ↓ اِحْتَقَّا They two disputed, &c., (K, TA,) each of them demanding his right, or due. (TA.) And فُلَانٌ وَ فُلَانٌ ↓ احتقّ [Such a one and such a one disputed, &c., together for a right, or due]. (S.) One does not say of a single person [تحاقّ nor] ↓ احتقّ; like as one does not say of one only [تخاصم nor] اختصم. (S.) 7 اِنْحَقَّتِ العُقْدَةُ (tropical:) The knot became tied, or made fast, or tightened. (Ibn-' Abbád, K, TA.) 8 إِحْتَقَ3َ see 6, throughout.

A2: اِحْتَقَّتْ بِهِ الطَّعْنَةُ (assumed tropical:) The thrust, or piercing, killed him: (AA, K:) or (tropical:) went right, or directly, into him: (As, TA:) or (assumed tropical:) penetrated into his belly, or inside: (L, TA:) or hit, or struck, the socket, or turning-place, of his hip, which is termed its حُقّ. (K, * TA.) One says, رَمَى فُلَانٌ الصَّيْدَ فَاحْتَقَّ بَعْضًا وَ شَرَّمَ بَعْضًا (assumed tropical:) Such a one shot, or cast, at the objects of the chase, and killed some, and wounded some so that they escaped: (S:) or pierced into the bellies, or insides, of some, and wounded the skin of some without so piercing. (L.) A3: احتقّهُ إِلَى كَذَا He kept him, or held him, back, or retarded him, [until such a time, or such an event,] and straitened him. (TA.) A4: احتقّ الفَرَسُ The horse became lean, or light of flesh; or slender, and lean; or lean, and lank in the belly. (S, K, TA.) b2: and احتقّ المَالُ The cattle became fat: (K: [see also the last meaning of 1 as an intrans. verb:]) but in the A and O and L, احتقّ القَوْمُ the people's cattle became fat, and their fatness ended, or attained the extreme point. (TA.) 10 استحقّهُ He demanded it as his right, or due. (TA.) [And hence,] He had a right, or just title or claim, to it; he was, or became, entitled to it; he deserved it, or merited it; syn. اِسْتَوْجَبَهُ: (S, Msb, K:) or these two verbs are nearly the same; (TA;) [the former meaning he was, or became, adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, competent, or proper, for it; which is the most proper meaning of the phrase صَارَ حَقِيقًا بِهِ, as well as of the verb استحقّ; but this verb has also the former of these two meanings.] When a man purchases a house, and another lays claim to it, and establishes a just evidence of his claim, and the judge decides for him according to his evidence, one says of him, قَدِ اسْتَحَقَّهَا عَلَى المُشْتَرِى [He has a right to it in preference to the purchaser]; meaning that he is to possess it in preference to the purchaser. (TA.) And of a camel such as is termed حِقّ one says, استحقّ أَنْ يُرْكَبَ [He was, or has become, fit to be ridden], (K,) and أَنْ يُحْمَلَ عَلَيْهِ [to be laden]: (S, Msb:) and استحقّ الضِّرَابَ [He was, or has become, fit for covering]. (L, K.) b2: [Hence, It (an action, and anything,) deserved it, merited it, or required it.] And استحقّ إِثْمًا He did what necessitated sin; (Ksh and Bd and Jel in v. 106;) [was guilty of a sin;] and deserved its being said of him that he was a sinner; (Ksh ibid.;) i. q. اِسْتَوْجَبَهُ. (TA.) And استحقّوا They committed sins for which he who should punish them would be excusable, because they deserved punishment; like أَوْجَبُوا, and أَعْذَرُوا, and اِسْتَلَاطُوا. (IAar, TA in art. لوط.) b3: استحقّت

إِبِلُنَا رَبِيعًا: see 4, last sentence. b4: استحقّت النَّاقَةُ لَقَاحًا The she-camel conceived, or became pregnant; and استحقّ لَقَاحُهَا [signifies the same]. (TA.) b5: See also 1, as an intrans. verb, last two sentences. R. Q. 1 حَقْحَقَ, inf. n. حَقْحَقَةٌ, He went the pace, or in the manner, termed حَقْحَقَةٌ; (TA;) which means a pace, or manner of going, in which the beast is made to exert himself to the very utmost, and which is the most fatiguing to the ظَهْر [meaning the camel that is ridden, or the beast that carries one]: (S, Mgh, K:) or a journeying in the beginning, or first part, of the night; (Lth, S, K;) which is forbidden: (Lth, S, TA:) or, as some say, the fatiguing a while, and abstaining a while: (Lth, TA:) but Az says that Lth is not correct in either of his explanations of this word: (TA:) or an obstinate persisting in journeying: or an obstinate persisting in journeying until the camel that one is riding perishes or breaks down: (K:) or, accord. to Az, the correct meaning, confirmed by what the Arabs said, is the making the camel to go on, and urging him to that which fatigues him, and that which is beyond his power, until he breaks down with his rider: or, accord. to IAar, the jading of the weak [beast] by hard journeying. (TA.) It is related in a trad., that Mutarrif Ibn-Esh-Shikhkheer said to his son, when he took extraordinary pains in religious exercises, (S, TA,) and was immoderate therein, (TA,) خَيْرُ الأُمُورِ أَوْسَاطُهَا وَ الحَسَنَةُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ وَ شَرُّ السَّيْرِ [The best of affairs, or actions, or cases, are such of them as are between two extremes; and the good action is between the two things; and the worst kind of journeying is that in which the beast is made to exert himself to the very utmost, &c.]: (S, TA:) meaning, pursue thou the middle course in religious exercises, and burden not thyself, lest thou become disgusted; for the best of works is that which is continued, though it be small. (TA.) حَقٌّ contr. of بَاطِلٌ [used as a subst. and as an epithet or act. part. n.]: (S, Msb, K:) or, as an inf. n. [and used as a simple subst.], contr. of بُطْلَانٌ; and as an act. part. n., and a simple epithet, contr. of بَاطِلٌ. (Kull.) [As a subst.,] its primary signification is Suitableness to the requirements of wisdom, justice, right, or rightness, truth, reality, or fact; or to the exigencies of the case; as the suitableness of the foot of a door in respect of its socket, for turning round rightly: (Er-Rághib, TA:) [and particularly] the suitableness of a judgment, and of what involves, or implies, a judgment, [i. e., of a saying, and a religion, and a persuasion, or the like, (as will be shown by one of the explanations of its meanings as an epithet,)] to reality or fact; and the suitableness of reality or fact to a judgment: (Kull:) [the state, or quality, or property, of being just, proper, right, correct, or true; justness, propriety, rightness, correctness, or truth; reality, or fact; the state, &c., of being established, or confirmed, as a truth or fact; of being necessary, requisite, or unavoidable; of being binding, obligatory, incumbent, or due: (as shown above: see 1, first sentence:)] and existence in relation to substances, absolutely: and everlasting existence [in relation to God]: (Kull:) pl. حُقُوقٌ and حِقَاقٌ: it has no pl. of pauc. (TA.) As an act. part. n. and a simple epithet, it is applied to a judgment [as meaning] suitable to reality or fact; and to a saying, and a religion, and a persuasion, considered as involving, or implying, such a judgment: (Kull:) to that which is suitable to the requirements of wisdom, justice, right, or rightness; as when one says that every act of God is حَقّ: to a belief, in a thing, suitable to the reality of the case; as when one says that belief in the resurrection is حَقّ: and to an action, and a saying, accordant to what is requisite or obligatory, in quality and measure and time; as when one says that the action of another is حَقّ, and that his saying is حَقّ: (Er-Rághib, TA:) [thus it signifies just, proper, right, correct, or true; authentic, genuine, sound, valid, substantial, or real; established, or confirmed, as a truth or fact: and necessary, requisite, or unavoidable: and binding, obligatory, incumbent, or due:] also the necessarily-existing by his own essence [applied to God; as an epithet of Whom it has other meanings assigned to it by some, as will be seen below]: and anything existing, of an objective kind: (Kull:) existing as an established fact, or truth, (K, TA,) so as to be undeniable. (TA.) In the saying, هٰذَا عَبْدُ اللّٰهِ الحَقَّ لَا البَاطِلَ [This is 'Abd-Allah, truly; not falsely], the article ال is prefixed as it is in the phrase, أَرْسَلَهَا العِرَاكَ; but sometimes it is dropped, so that one says حَقًّا لَا بَاطِلًا. (Sb, TA.) And in the phrase, لَحَقُّ لَا آتِيكَ, a form of oath, the nom. case is used without tenween; but when the ل is dropped, one says, حَقًّا لَا آتِيكَ: (S, TA:) [the latter means Truly I will not come to thee: the former seems to be best explained by what here follows:] accord. to the A, لَحَقُّ لَا أَفْعَلُ is originally لَحَقُّ اللّٰهِ لَا أَفْعَلُ [The truth, or existence, of God is that by which I swear, I will not do such a thing]; the affixed noun [اللّٰه] being suppressed, and meant to be understood. (TA.) الحَقُّ بِيَدِى [The right is mine] and الحَقُّ مَعِى

[The right is with me and الحَقُّ عَلَيْكَ The right is against thee, which last is often used as meaning thou art in fault, or in the wrong,] are said by one disputing, or contending, for a thing. (TA.) [And in like manner one says الحَقُّ بِيَدِكَ and مَعَكَ as meaning Thou art in the right, and الحَقُّ عَلَىَّ as meaning I am in the wrong.] One says also, كَانَ ذٰلِكَ عِنْدَ حَقِّ لَقَاحِهَا, and لَقَاحِهَا ↓ حِقِّ (tropical:) That was on the occasion of the establishment of the fact of her conception, or pregnancy. (S, A, K, * TA.) And هٰذَا العَالِمُ حَقَّ العَالِمِ, [like هٰذَا العَالِمُ جِدَّ العَالِمِ,] This is the learned man, the extremely learned man. (Sb, TA.) And حَقُّ عَلِيمٍ meansVery [or extremely] knowing. (Ham p. 139.) [Respecting the expressions الحَقُّ اليَقِينُ and حَقُّ اليَقِينِ, see art. يقن.] b2: [From the primary and general signification, explained in the first sentence of this paragraph, are deduced several particular meanings here following.] b3: Equity, or justice. (K.) b4: [The right mode, or manner, of acting or being.] b5: Veracity (K) in discourse. (TA.) b6: Prudence. (K, TA.) b7: [A right, or due, of any kind: a just claim: a desert, or thing deserved: anything that is owed; as a fee, hire, or pay, and a price: a duty; an obligation:] the sing. of حُقُوقٌ. (S, K.) [You say, هٰذَا حَقِّى

This is my right, or due, &c. And هٰذَا حَقٌّ لِى

This is a right, or due, belonging to me; or a thing due, or owed, to me: or this is a duty to me. And هٰذَا حَقٌّ عَلَىَّ This is a right, or due, the rendering of which is binding, obligatory, or incumbent, on me: or this is my duty. and hence, حَقُّ الطَّرِيقِ The duty that relates to the road: see art. طرق.] ↓ حَقَّةٌ is a more particular, or peculiar, or special, term. (S, K.) You say, ↓ هٰذِهِ حَقَّتِى [This is my particular, or peculiar, or special, right or due &c.: but it is explained as] meaning حَقِّى. (S.) And ↓ هٰذِهِ حِقَّتِى This is my just, or necessary, or incumbent, right or due &c. (K.) b8: A share, or portion; as in the saying, أَعْطِ كُلَّ ذِى حَقٍّ حَقَّهُ Give thou to every one to whom belongs a share, or portion, his share, or portion, that is appointed, or assigned, to him. (TA.) b9: Property: a possession. (K.) b10: [An appertenance. Hence the pl.] حُقُوقٌ signifies The مَرَافِق [or appertenances, or conveniences, such as the privy and the kitchen and the like,] of a house. (Msb, TA.) b11: [A necessary, or requisite, thing.]

b12: A thing, or an event, that is decreed, or destined. (K, TA.) It is said to have this meaning in the Kur [xv. 8], in the words, مَا نُنَزِّلُ المَلَائِكَةَ

إِلَّا بِالحَقِّ [We send not down the angels save with that which is decreed, or destined]: (TA:) or, as some say, it means here revelation: (Ksh, Bd:) or punishment. (Ksh, Bd, Jel.) b13: [And hence,] Death. (K.) So accord. to some in the Kur [1. 18], where it is said, وَ جَآءَتْ سَكْرَةُ المَوْتِ بِالحَقِّ [And the confusion of the intellect by reason of the agony of death shall come with death: but other and obvious meanings are assigned to it in this instance]. (TA.) b14: [As an epithet,] الحَقُّ is one of the names of God: or one of the epithets applied to Him: (K:) meaning the Really-existing; whose existence and divinity are proved to be true: (IAth, TA:) or the Creator according to the requirements of wisdom, justice, right, or rightness. (Er-Rághib, TA.) b15: It is also applied to The Kurn. (K.) b16: And to [The religion of] El-Islám. (K.) A2: See also حَقِيقٌ, in two places.

A3: And see حَاقٌّ, in two places.

حُقٌّ: see حُقَّةٌ. b2: Also The breast, or mamma, of an old woman. (TA.) b3: A tuber of a truffle. (TA.) b4: The small hollow upon the head of the shoulder-blade: (K:) or, as some say, the حُقّ of the shoulder-blade is the head of the upper arm, in which is the وَابِلَة: (TA:) or this latter is another signification of حُقّ. (K.) b5: The head, (K,) or lower part of the head, (TA,) of the hip, in which is the thigh-bone; (K, TA;) the socket, or turning-place, of the hip. (TA.) b6: The socket, or turning-place, of the foot of a door. (TA.) You say, لَقِيتُهُ عِنْدَ حُقِّ بَابِ المَسْجِدِ, meaning I met him, or found him, near to the mosque: and المَسْجِدِ ↓ لَقِيتُهُ مِنْ حَاقِّ [app. means the same]. (TA.) b7: See also حَاقٌّ, in two places. b8: Also The web of a spider. (Az, K.) حِقٌّ A camel three years old, (S, Mgh,) that has entered the fourth year: (S, Mgh, Msb:) or a camel entering the fourth year: (K:) so called because fit to be laden (S, Msb) and made use of; (S;) or because fit to be ridden; or because fit for covering: (K:) the female is termed ↓ حِقَّةٌ, (S, Mgh, Msb, K,) and حِقٌّ also: (S, K:) the pl. (of حِقٌّ, Msb) is حِقَاقٌ (S, Mgh, Msb, K) and (of حِقَّةٌ, Msb) حِقَقٌ, (Msb, K,) and the pl. pl., (K,) i. e. pl. of حِقَاقٌ, (S,) is حُقُقٌ, (S, K,) and sometimes حَقَائِقُ, (S, TA,) or this is a pl. of حِقَّةٌ. (TA: see 3.) Or [so in the K, but it should rather be “ and,”] حِقٌّ signifies A she-camel whose teeth have fallen out by reason of extreme age. (K.) b2: One says, رَأَيْتَهَا وَ هِىَ حِقَّةٌ as meaning (assumed tropical:) [I saw her when she was] like a she-camel termed حقّة in bigness. (TA.) b3: And [the pl.] حِقَاقٌ is applied to The young ones of trees: (TA:) and particularly of the [species of mimosa termed]

عُرْفُط: (K, TA:) as being likened to the camels termed حقاق. (TA.) A2: Also (tropical:) The time of year in which a she-camel was covered in the preceding year; (S, TA;) and so ↓ حِقَّةٌ: (TA:) or the usual period of her gestation. (L in art. نضج.) You say, أَتَتِ النَّاقَةُ عَلَى حِقِّهَا (tropical:) The she-camel arrived at the time of year in which she had been covered in the preceding year: (S, TA:) and ↓ اتت على حِقَّتِهَا signifies the same; or she completed her period of gestation, and overpassed by some days the time of year in which she had been covered in the preceding year, to complete the formation of the fœtus. (TA.) And جَازَتِ الحِقَّ She (a camel) overpassed the year without bringing forth. (As, S.) [See also the last sentence but one in the explanations of 1 as an intrans. verb.] b2: كَانَ ذٰلِكَ عِنْدَ حِقِّ لَقَاحِهَا: see حَقٌّ حَقَّةٌ: see حَقٌّ, in two places: b2: and حَقِيقَةٌ, also in two places: b3: and حَاقَّةٌ.

حُقَّةٌ A receptacle of wood, (K, TA,) or of ivory, or of some other material proper to be cut, or shaped out; (TA;) a receptacle for perfume; (Har p. 518;) [generally a small round box, used for unguents and perfumes &c.; and applied also to a small cocoa-nut used as a box for snuff &c.;] a thing well known: (S:) [also a receptacle for wine: (see تَأْمُورٌ, in art. امر:)] pl. ↓ حُقٌّ, [or rather this is a coll. gen. n., as is indicated in the TA, and it is now used as a sing., like حُقَّةٌ,] and حُقَقٌ, (S, K,) which latter is pl. of حُقَّةٌ, (ISd, TA,) and حِقَاقٌ (S, K) and حُقُوقٌ and [of pauc.] أَحْقَاقٌ, (K,) which three are pls. of حُقٌّ. (TA.) b2: And (tropical:) A woman; (K, TA;) as being likened thereto. (TA.) A2: See also حَاقَّةٌ.

حِقَّةٌ: see هٰذِهِ حِقَّتِى, voce حَقٌّ.

A2: See also حِقٌّ, in three places.

حَقَقٌ, in a horse, The quality of not sweating: (S, * K:) which is a fault. (TA.) b2: And, in a horse also, The putting down the hind hoof in the place [that has just before been that] of the fore hoof: (S, * K:) which is also a fault. (K.) [See أَحَقُّ.]

حُقُقٌ [app. pl. of the act. part. n. حَاقٌّ, like بُزُلٌ pl. of بَازِلٌ, &c.,] Persons who have recently known, or been acquainted with, events, or affairs, good and evil. (TA.) b2: And Persons establishing a claim or claims. (TA.) حَقِيقٌ Adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, proper, competent, or worthy; syn. خَلِيقٌ, (Sh, S, Mgh, Msb, K,) and جَدِيرٌ; (K;) as also ↓ حَقٌّ, (Ibn- 'Abbád, K,) and [some say] ↓ مَحْقُوقٌ: (Sh, S, Mgh, K:) حَقِيقٌ is said to be of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ; but accord. to the A, it is not so, because its fem. is with ة; but is from the supposed verb حَقُقَ, and is like خَلِيقٌ from خَلُقَ, and جَدِيرٌ from جَدُرَ: and ↓ مَحْقُوقٌ signifies [properly] rendered adapted &c.: (TA:) the pl. of حقيق is أَحِقَّآءُ; and that of ↓ محقوق is مَحْقُوقُونَ. (S.) You say, هُوَ حَقِيقٌ بِهِ (Sh, S, Msb, K) and به ↓ مَحْقُوقٌ (Sh, S, K) and به ↓ حَقٌّ (Ibn-'Abbád, K) [He is adapted, &c., for it; or worthy of it]. And to a woman, أَنْتَ حَقِيقَةٌ بِكَذَا (A, TA) and حَقِيقَةٌ لِذٰلِكَ and لِذٰلِكَ ↓ مَحْقُوقَةٌ [Thou art adapted, &c., for such a thing and for that thing; or worthy of it]. (TA.) And أَنْتَ حَقِيقٌ بِأَنْ تَفْعَلَ (A, Mgh) and ↓ مَحْقُوقٌ (A) [Thou art adapted, &c., for thy doing such a thing; or worthy of doing it]. And هُوَ حَقِيقٌ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا [He is adapted, &c., for his doing such a thing; or worthy to do it]; (S;) in which case, ان is for بِأَنْ. (Mgh.) [And حَقِيقٌ بِكَذَا also signifies Having a right, or just title or claim, to such a thing; entitled to such a thing.] It is said in the Kur [vii. 103], حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقْولَ عَلَى

اللّٰهِ إِلَّا الحَقَّ, meaning I am disposed [not] to say [of God aught save] the truth: or, as some say, I am vehemently desirous [that I should not say &c.]; for, accord. to Aboo-'Alee, أَنَا حَقِيقٌ عَلَى

كَذَا means I am vehemently desirous of such a thing: but one reading, that of Náfi', is حَقِيقٌ عَلَىَّ أَنْ لَا أَقُولَ, It is binding, or obligatory, or incumbent, on me [that I should not say]. (TA.) حَقِيقَةٌ The essence of a thing as meaning that by being which a thing is what it is; [or that in being which a thing consists;] as when we say that a rational animal is the حقيقة of a human being: (KT:) or that by being which a thing is what it is, considered with regard to its reality, is termed حَقِيقَةٌ: considered with regard to its individuality, هُوِيَّةٌ: and without regard thereto, مَاهِيَّةٌ: (KT, TA:) the ultimate and radical constituent of a thing. (Msb, TA.) b2: [Also The essence of a thing as meaning the property or quality, or the aggregate of properties or qualities, whereby a thing is what it is; the essential property or quality, or the aggregate of the essential properties or qualities, of a thing; that which constitutes the particular and distinguishing nature of a thing or of a genus or species; i. q. ذَاتِيَّةٌ: and] the truth, reality, or true or real nature or state [or circumstances or facts, the very nature, and the gist, and the pith, marrow, or most essential part], of a case, or an affair: pl. حَقَائِقُ: see 3. (TA.) One says, بَلَغَ حَقِيقَةَ الأَمْرِ He arrived at [the knowledge of] the truth, reality, or true or real nature or state [&c.], of the case, or affair. (TA.) and ↓ الحَقَّةُ signifies حَقِيقَةُ الأَمْرِ; (S, K;) as also ↓ الحَاقَّةُ. (TA.) Hence the saying, لَمَّا عَرَفَ مِنِّى هَرَبَ ↓ الحَقَّةَ [When he knew the truth, reality, or true or real nature or state &c., of the case, or affair, from me, he fled]. (S, TA.) And مِنِّى هَرَبَ ↓ لَمَّا رَأَى الحَاقَّةَ [When he saw the truth, &c.]. (TA.) [حَقِيقَةً is often used as meaning In truth, or truly; in reality, or really; and in fact.] You say also, عَرَفْتُهُ حَقِيقَةَ المَعْرِفَةِ [I knew it with reality of knowledge]. (Msb in art. كنه.) And حَقِيقَةُ الإِيمَانِ means Genuine belief or faith; reality of belief or faith. (TA.) [And you say, هٰذَا شَىْءٌ لَا حَقِيقَةَ لَهُ This is a thing having no reality.]

A2: [Also A word, or phrase, used in its proper or original, or in a proper or an original, sense;] that which is constantly used according to its original application; or a name for that whereby is meant what it was [originally] applied to denote; (TA;) contr. of مَجَازٌ: (S, K:) of the measure فَعِيلَةٌ in the sense of the measure فَاعِلَةٌ, from حَقَّ الشَّىْءُ signifying ثَبَتَ: the ة is affixed for the conversion of the word from an epithet to a subst.: (TA:) [pl. as above]. [It is also called حَقِيقَةٌ لُغَوِيَّةٌ, and حَقِيقَةٌ لُغَةً; to distinguish it from what is termed حَقِيقَةٌ عُرْفِيَّةٌ, and حَقِيقَةٌ عُرْفًا, which is A word, or phrase, so much used in a particular tropical sense as to be, in that sense, conventionally regarded as proper; as, for instance, عَدْلٌ in the sense of “ just; ” it being properly an inf. n.] A مَجَاز, when much used, becomes what is termed حَقِيقَةٌ عُرْفًا. (Mz 24th نوع.) [حَقِيقَةٌ means also A proper (opposed to a tropical) signification.]

A3: الحَقِيقَةُ also signifies (tropical:) That which, or those whom, it is necessary for one, or it behooveth one, to defend, or protect, (S, L, K, TA,) of the people of one's house, (L,) or such as the wife, and the female neighbour, and property, &c.: (Ham p. 181:) pl. as above. (L.) You say, فُلَانٌ حَامِى الحَقِيقَةِ (tropical:) [Such a one is the defender, or protector, of that which, or those whom, it is necessary, &c., to defend, or protect]. (S, TA.) [See also ذِمَارٌ. And see an ex. of this signification, or of the next, in a verse cited in p. 288.] b2: Also (assumed tropical:) The banner, or standard: (S, K, and Ham ubi suprà:) this being included in the preceding meaning. (Ham.) b3: And (assumed tropical:) That which is sacred, or inviolable; that which one is under an obligation to respect, or honour. (TA.) حَقِيقَىٌّ rel. n. of حَقِيقَةٌ, Essential, &c.]

حَقَّانِىٌّ [Of, or relating to, الحَقّ as meaning justness, propriety, rightness, correctness, or truth; &c.: and hence just, proper, &c.; like حَقٌّ when used as an epithet: and of, or relating to, الحَقّ as meaning God:] a rel. n. from الحَقُّ, like رَبَّانِىٌّ from الرَّبُّ. (TA.) قَرَبٌ حَقْحَاقٌ [A night-journey to water] made with labour or exertion or haste; (K;) as also هَقْهَاقٌ and قَهْقَاهٌ; and so ↓ مُحَقْحِقٌ. (TA.) [See R. Q. 1.]

حَاقٌّ i. q. صَادِقٌ [as used in the phrase صَادِقُ الحَلَاوَةِ and صَادِقُ الحَمْلَةِ, &c.: see art. صدق]: so in the phrase حَاقٌّ الجُوعِ [Vehement hunger]: (K:) occurring in a trad. of Aboo-Bekr: but accord. to one reading, it is حَاقُ الجُوعِ, without teshdeed to the ق, from حَاقَ بِهِ البَلَآءُ, inf. n. حَيْقٌ and حَاقٌ, “trial, or trouble, beset him; ” and means the besetting of hunger: or it may mean حَائِقُ الجُوعِ [besetting hunger]. (TA.) One says also, رَجُلٌ حَاقُّ الرَّجُلِ and الرَّجُلِ ↓ حَاقَّةُ A man perfect in manliness: and حَاقُّ الشُّجَاعِ and ↓ حَاقَّةُ الشُّجَاعِ perfect in courage. (K, * TA.) And Az relates that he heard an Arab of the desert say, of a mark of mange, or scab, that appeared upon a camel, هٰذَا حَاقُّ صُمَادِحِ الجَرَبِ [This is a most sure, or a truth-telling, evidence of genuine mange, or scab]. (TA.) A2: Also The middle of the head; (S, K;) as also ↓ حَقٌّ: (K:) and of the back of the neck; as also ↓ حُقٌّ: (TA: [thus the latter is there written, in this instance, with damm:]) and of the eye: (TA:) and of a road: (K, * TA:) and of winter. (S.) One says, سَقَطَ عَلَى حَاقِّ رَأْسِهِ (S, K) and رأسه ↓ حَقِّ (K) He fell upon the middle of his head: (S, K:) and على حَاقِّ القَفَا and القفا ↓ حُقِّ upon the middle of the back of the neck. (TA.) And أَصَابَ حَاقَّ عَيْنِهِ He, or it, hit the middle of his eye. (TA.) And رَكِبَ حَاقَّ الطَّرِيقِ He went upon the middle of the road. (K, * TA.) And جِئْتُهُ فِى حَاقِّ الشِّتَآءِ I came to him in the middle of winter. (S.) And لَقِيتُهُ مِنْ حَاقِّ المَسْجِدِ: see حُقٌّ. b2: هُوَ فِى حَاقٍّ مِنْ كَذَا He is in straitness by reason of such a thing. (TA.) حَاقَّةٌ: see حَقِيقَةٌ, in two places. [In the sense in which it is there explained, its pl. is حَوَاقُّ; and so in other senses; agreeably with analogy: see the second of the sentences here following.]

b2: Also A severe calamity or affliction, the happening of which is fixed, or established; and so ↓ حَقَّةٌ; (K;) which signifies also, [according to another explanation,] like ↓ حُقَّةٌ, [simply,] a calamity; or a great, formidable, terrible, or momentous, thing, or event: (Az, K:) and حَاجَةٌ حَاقَّةٌ a want that befalls, or happens, and is severe, or distressing. (Msb.) b3: And الحَاقَّةُ [in the Kur lxix. 1 and 2] means The resurrection: (S, Msb, K:) because in it shall be [manifest] the true natures (حَوَاقّ) of things, or actions; or because in it shall be [or shall happen (Bd)] severe calamities (حَوَاقُّ الأُمُورِ); (Fr, S, Bd, K;) namely, the reckoning and the recompensing: (Bd:) or because in it things shall be surely known (Bd, Jel) which are denied; namely, the raising of the dead, and the reckoning, and the recompensing: (Jel:) or because including within its sphere [all] the created beings. (Msb. [Several other reasons are assigned; but these which I have mentioned appear to be the most generally approved.]) b4: See also حَاقٌّ, in two places.

أَحَقُّ [comparative and superlative of حَقِيقٌ]. You say, هُوَ أَحَقُّ بِكَذَا [He is more, and most, adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, proper, or competent, for such a thing; or more, and most, worthy, or deserving, of it: and he has a better, and the best, right to such a thing; or a more just, and the most just, title or claim to it; or he is more, and most, entitled to it]: this phrase is used in two senses: first, as denoting the possession of an exclusive right or title, i. e., without the participation of another; as when you say, زَيْدٌ أَحَقُّ بِمَالِهِ Zeyd is entitled to his property exclusively of any other person: secondly, as denoting the possession of a right or title in participation with another person, but in a superior degree; as in the saying, الأَيِّمُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا, (Msb,) i. e. The woman that has not a husband and is not a virgin [is more entitled to dispose of herself than is her guardian]; (Mgh in art. ايم;) meaning that they participate [in the right], but that her right is the stronger: (Msb:) a saying of Mohammad, in which the ايّم is opposed to the بِكْر, for it is added that the بكر is to be asked her permission: but one reading substitutes الثَّيِّبُ for الايّم. (Mgh ubi suprà.) In the saying, in the Kur [v. 106], لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا, it may be formed from اِسْتَحَقَّ by rejection of the augmentative letters, so that the meaning is, [Verily our testimony is] more deserving of being accepted [than the testimony of them two]: or it may be from حَقَّ الشَّىْءُ signifying ثَبَتَ, and so mean more true, or valid. (TA.) A2: Applied to a horse, That does not sweat. (S, K.) b2: And, likewise thus applied, That puts down his hind hoof in the place [that has just before been that] of his fore hoof. (S, * K.) [See حَقَقٌ.]

مُحِقٌّ Speaking truth; saying what is true; (Msb;) contr. of مُبْطِلٌ: (K:) or revealing, or manifesting, or showing, a truth, or a right or due: or laying claim to a right [or to a thing (see 4)] which is, or becomes, due to him. (Msb.) مُحَقَّقٌ, [in the CK, erroneously, حُقَّق,] applied to speech, or language, (tropical:) Sound, or compact, (S, K, TA,) and orderly. (TA.) b2: And, applied to a garment, or piece of cloth, (tropical:) Firmly, or compactly, woven, (S, K, TA,) and figured with the form of حُقَق [pl. of حُقَّةٌ, q. v.]. (TA.) مُحَقِّقٌ is often used as meaning A critical judge in matters of literature.]

مَحْقُوقٌ: see حَقِيقٌ, in six places.

مِحَاقٌّ, applied to cattle, Such as have not brought forth, nor been milked (لَمْ يُحْلَبْنَ [in the CK, erroneously, لم يُجْلَبْنَ]), in the next preceding year: (Ibn-'Abbád, K:) or whose first and second milkings are of biestings. (AHát, TA.) طَعْنَةٌ مُحْتَقَّةٌ (in [some of] the copies of the K, erroneously, مُحَقَّقَةٌ, TA) A thrust, or piercing, in which is no swerving from the right direction. (S, A, O, L, K.) مُحَقْحِقٌ: see حَقْحَاقٌ.

حسس

حسس: {حسيسها}: صوتها. {أحس}: علم ووجد. {تحسونهم}: تستأصلونهم قتلا. 
(ح س س) : (الْحِسُّ) وَالْحَسِيسُ الصَّوْتُ الْخَفِيُّ.
(حسس) - في حَدِيثِ قَتادَة: "أن المُؤمِن لَيَحِسُّ للمُنافِقِ" .
: أي يَأوِي ويَتوجَّع له.
قاله صاحِبُ التَّتِمَّة: وحَسْحَس: تَوجَّع.
ح س س

أحسست منه مكراً، وأحسست منه بمكر. وما أحسسنا منه خبراً، وهل تحس من فلان بخبر. وتعالى الله أن يدرك بحاسّة من الحواس. ومن أين حسست هذا الخبر. واخرج فتحسس لنا. وضرب فما قال حس. وجيء به من حسك وبسك. وأنشد يصف امرأة ويشكوها:

تركت بيتي من الأشيا ... ء قفراً مثل أمسِ

كلّ شيء كنت قد جم ... عت من حسي وبسي

وصبحوهم فحسوهم: قتلوهم قتلاً ذريعاً " إذ تحسونهم بإذنه ". والنفساء تشتكي حساً في رحمها أي وجعاً.

ومن المجاز: حس البرد الزرع، والبرد محسة للنبات، وأصابتهم حاسة من البرد. وانحس شعره: تساقط، وانحست أسنانه: تحاتت. وحس الدابة بالمحسة: أزال عنها الغبار.
ح س س: (الْحِسُّ) وَ (الْحَسِيسُ) الصَّوْتُ الْخَفِيُّ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا} [الأنبياء: 102] وَحَسُّوهُمُ اسْتَأْصَلُوهُمْ قَتْلًا وَبَابُهُ رَدَّ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} [آل عمران: 152] وَ (حَسَّ) الدَّابَّةَ فَرْجَنَهَا وَبَابُهُ أَيْضًا رَدَّ، وَ (الْمِحَسَّةُ) بِكَسْرِ الْمِيمِ الْفِرْجَوْنُ. وَ (الْحَوَاسُّ) الْمَشَاعِرُ الْخَمْسُ وَهِيَ: السَّمْعُ وَالْبَصَرُ وَالشَّمُّ وَالذَّوْقُ وَاللَّمْسُ. وَ (أَحَسَّ) الشَّيْءَ وَجَدَ حِسَّهُ. قَالَ الْأَخْفَشُ: أَحَسَّ مَعْنَاهُ ظَنَّ وَوَجَدَ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ} [آل عمران: 52] وَ (حَسَّانُ) اسْمُ رَجُلٍ: إِنْ جَعَلْتَهُ فَعْلَانَ مِنَ الْحِسِّ لَمْ
تُجْرِهِ، وَإِنْ جَعَلْتَهُ فَعَّالًا مِنَ الْحُسْنِ أَجْرَيْتَهُ لِأَنَّ النُّونَ حِينَئِذٍ أَصْلِيَّةٌ. 
ح س س : الْحِسُّ وَالْحَسِيسُ الصَّوْتُ الْخَفِيُّ وَحَسَّهُ حَسًّا فَهُوَ حَسِيسٌ مِثْلُ: قَتَلَهُ قَتْلًا فَهُوَ قَتِيلٌ وَزْنًا وَمَعْنًى وَأَحَسَّ الرَّجُلُ الشَّيْءَ إحْسَاسًا عَلِمَ بِهِ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ مَعَ الْأَلِفِ قَالَ تَعَالَى: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ} [آل عمران: 52] وَرُبَّمَا زِيدَتْ الْبَاءُ فَقِيلَ أَحَسَّ بِهِ عَلَى مَعْنَى شَعَرَ بِهِ وَحَسَسْتُ بِهِ مِنْ بَابِ قَتَلَ لُغَةٌ فِيهِ وَالْمَصْدَرُ الْحِسُّ بِالْكَسْرِ تَتَعَدَّى بِالْبَاءِ عَلَى مَعْنَى شَعَرْتُ أَيْضًا وَمِنْهُمْ مَنْ يُخَفِّفُ الْفِعْلَيْنِ بِالْحَذْفِ فَيَقُولُ أَحَسْتُهُ وَحَسْتُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يُخَفِّفُ فِيهِمَا بِإِبْدَالِ السِّينِ يَاءً فَيَقُولُ حَسَيْتُ وَأَحْسَيْتُ وَحَسِسْتُ بِــالْخَبَرِ
مِنْ بَابِ تَعِبَ وَيَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ فَيُقَالُ حَسَسْتُ الْخَبَرَ مِنْ بَابِ قَتَلَ فَهُوَ مَحْسُوسٌ وَتَحَسَّسْتُهُ تَطَلَّبْتُهُ وَرَجُلٌ حَسَّاسٌ لِلْأَخْبَارِ كَثِيرُ الْعِلْمِ بِهَا وَأَصْلُ الْإِحْسَاسِ الْإِبْصَارُ.
وَمِنْهُ {هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ} [مريم: 98] أَيْ هَلْ تَرَى ثُمَّ اُسْتُعْمِلَ فِي الْوِجْدَانِ وَالْعِلْمِ بِأَيِّ حَاسَّةٍ كَانَتْ وَحَوَاسُّ الْإِنْسَانِ مَشَاعِرُهُ الْخَمْسُ السَّمْعُ وَالْبَصَرُ وَالشَّمُّ وَالذَّوْقُ وَاللَّمْسُ الْوَاحِدَةُ حَاسَّةٌ مِثْلُ: دَابَّةٍ وَدَوَابَّ وَحَسَّانُ اسْمُ رَجُلٍ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَأْخُوذًا مِنْ الْحِسِّ فَتَكُونُ النُّونُ زَائِدَةً وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ الْحُسْنِ فَتَكُونَ أَصْلِيَّةً وَعَلَى الْمَعْنَيَيْنِ يُبْنَى الصَّرْفُ وَعَدَمُهُ. 
[حسس] فيه: متى "أحسست" أم ملدم، أي متى وجدت مس الحمى، والإحساس العلم بالحواس، وهي مشاعر الإنسان الخمس الظاهرة. ومنه. فسمع "حس" حية، أي حركتها وصوت مشيها. مد: "لا يسمعون حسيسها" أي صوتها. نه ومنه: إن الشيطان "حساس" لحاس، أي شديد الحس والإدراك. وفيه لا "تحسسوا" ولا تجسسوا، تقدم في جيم، وفيه فهل "حستما" من شيء؟ قالا: لا، حسست وأحسست بمعنى فحذف إحدى السينين، وسيبين في آخر الباب. وفي ح السويق: اشربي فإنه يقطع "الحس"، وهو وجع يأخذ المرأة عند الولادة وبعدها. وفيه: "حسوهم" بالسيف "حسا" أي استأصلوهم قتلاً، لقوله تعالى: {إذ تحسونهم بإذنه} وحس البرد الكلأ إذا أهلكه. ومنه ح على: لقد شفى وحاوح صدري "حسبكم" إياهم بالنصال. وح: كما أزالوكم "حسا" بالنصال. ومنه ح الجراد: إذا "حسه" البرد فقتله. وجراد "محسوس" أي قتله البرد، وقيل: مسته النار. وفيه: ادفنوني في ثيابي و"لا تحسوا" عني تراباً، أي لا تنفضوه. ومنه: "حس" الدابة وهو نفض التراب عنها. ومنه ح: "يحس" عن ظهور دواب الغزاة الكلال، أي يذهب عنها التعب بحسها وإسقاط التراب عنها. وفيه: وضع يده في البرمة ليأكل فاحترقت أصابعه فقال "حس" بكسر سين وتشديد، كلمة يقولها الإنسان إذا أصابه ما مضه وأحرقه غفلة كالجمرة والضربة ونحوهما. ومنه: أصاب قدمه قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "حس". وح: قطعت أصابع طلحة يوم أحد فقال: "حس"، فقال: لو قلت: بسم الله، لرفعتك الملائكة، وفيه طلبت نفس ابنة عم لي فقالت: أو تعطيني مائة دينار، فطلبتها من "حسي" وبسي، أي من كل جهة، يقال: جيء به منوبسك، أي من حيث شئت. وفيه: إن المؤمن "ليحس" للمنافق، أي يأوى له ويتوجع، يقال: حسست له، بالفتح والكسر أي رققت. ن: فلما "حس" النبي صلى الله عليه وسلم أنا خلفه، وروى: أحس، وهو الفصيح. وأسقى فرسه و"أحسه" أي أحكه. ج: من "أحس" الفتى الدوسي؟ أي من عرفه وعلم معرفة حس أي أبصره. غ: سنة "حسوس" تأكل كل شيء. و"أحس" أي أبصر ثم وضع موضع العلم. و"المحسة" الفرجون. و"حس" أي أوه.
[حسس] الحِسُّ والحَسيسُ: الصوت الخفي. وقال الله تعالى: {لا يَسْمَعونَ حسيسها} والحس أيضا: وجع يأخذ النَفساء بعد الولادة. ويقال أيضاً: أَلْحِقِ الحِسَّ بالإِسِّ. معناه ألْحِقِ الشئ بالشئ، أي إذا جاءك شئ من ناحية فافعل مثله. والحِسُّ أيضاً: مصدر قولك حَسَّ له، أي رَقَّ له. قال القَطامي: أَخوكَ الذي لا تَملِكُ الحِسَّ نَفْسُهُ * وتَرْفَضُّ عند المُحْفظاتِ الكتائف * والحس أيضا: برد يحرق الكلأ. والحَسُّ بالفتح: مصدر قولك حَسَّ البردُ الكلأ يَحُسُّهُ، بالضم. وحَسَسْناهُمْ، أي استأصلناهم قتلاً. وقال تعالى: {إذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} . وحَسَّ البردُ الجرادَ: قتله. والحَسيسُ: القتيل. قال الأفوه: نَفْسي لهُمْ عند انْكِسارِ القَنا * وقد تَرَدَّى كُلُّ قِرْنٍ حَسيسْ * وحَسَسْتُ الدابَّة أَحُسُّها حَسَّاً، إذا فَرْجَنْتَها. ومنه قول زيد بن صوحانَ حين ارْتُثَّ يومَ الجملِ: " ادْفِنوني في ثيابي ولا تَحُسُّوا عني تُراباً "، أي لا تنفصوه. ويقال: البرد محسة للكلا، أي أنه يحرقه. والمحسة أيضاً: لغة في المَحَشَّةِ، وهي الدبر. والمحسة، بكسر الميم: الفرجون. والحواس: المشاعر الخمس: السمع، والبصر، والشمّ، والذوق، واللمس. ويقال أيضاً: أصابتهم حاسَّةٌ، وذلك إذا أضرَّ البردُ أو غيره بالكلأ. وحَواسُّ الأرض خمسٌ: البَرْدُ، والبَرَدُ، والريح، والجراد، والمواشي. وسنةٌ حَسوسٌ، أي شديدةُ المَحْلِ. وحَسَسْتُ له أَحِسُّ بالكسر، أي رَقَقْتُ له. قال الكميت: هَلْ مَنْ بَكى الدار راج أن تحس له * أو يُبْكيَ الدارَ ماءُ العَبْرَةَ الخَضِلُ * قال أبو الجرّاح العُقَيْليُّ: ما رأيت عُقَيليَّاً إلاَّ حَسَسْتُ له. وحَسِسْتُ له أيضاً بالكسر لغة فيه، حكاها يعقوب. ويقال أيضا: حسست بــالخبر وأَحْسَسْتُ به، أي أَيْقَنْتُ به. وربما قالوا حسيت بــالخبر وأحسيت به، يبدلون من السين ياء. قال أبو زبيد : خلا أن العتاق من المطايا * حَسينَ به فَهُنَّ إليه شوس * وربما قالوا: أحست منهم أحدا، فألقوا إحدى السينين استثقالا، وهو من شواذ التخفيف. وأبو عبيدة يروى قول أبى زبيد:

أحسن به فهن إليه شوس * وأصله أحسسن. وأحسست الشئ: وجدت حسه. قال الأخفش: أَحْسَسْتُ، معناه ظننت ووجدت، ومنه قوله تعالى: {فلما أحس عيسى منهم الكفر} . والانحساس: الانقلاعُ والتحاتُّ. يقال انْحَسَّتْ أسنانُه. قال الراجز : في معدن الملك الكريم الكرس * ليس بمقلوع ولا منحس * وتحسست من الشئ، أي تخبرت خبره. وحَسَسْتُ اللحم وحَسْحَسْتُهُ بمعنىً، إذا جعلتَه على الجمر. ومنه جراد محسوس، إذا مسته النار أو قتلتْه. وحَسَسْتُ النارَ، إذا رددْتها بالعصا على خُبْزِ المَلَّةِ أو الشِواءِ من نواحيه لينضَج. ومن كلامهم: قالت الخبزة: " لولا الحس ما باليت بالدس ". وربما سموا الرجل الجواد حسحاسا. قال الراجز:

محبة الابرام للحسحاس * وبنوا الحسحاس: قوم من العرب. والحساس: بالضم: الهف، وهو سمك صغار يجفف. وأما قول الراجز: رب شريب لك ذى حساس * شرابه كالحز بالمواسى * فيقال: هو سوء الخلق. وقال الفراء: هو الشؤم. حكاه عنه سلمة. وقولهم ضربه فما قال حَسِّ يا هذا، بفتح أوله وكسر آخره: كلمة يقولها الانسان إذا أصابه غَفْلَةً ما مَضَّهُ وأحرقه، كالجمرة. وقولهم: ائت به من حَسِّكَ وبَسِّكَ، أي من حيث شئت. ويقال: بات فلان بحَسِّهِ سوء، أي بحال سوء. وحسان: اسم رجل، إن جعلته فعلان من الحس لم تجره، وإن جعلته فعالا من الحسن أجريته، لان النون حينئذ أصلية.
حسس
ابن الأعرابي: الحَسُّ: الحِيلة، يقال: لآخُذَنَّ الشيء بِحَسّ أو بِبَسٍّ: أي بِرِفقٍ أو مُشادَة.
وقولهم: ائتِ به من حَسِّك وبَسِّك: أي من حيث شئت. هذا قول الأصمعي، ومنهم من يُنَوِّن.
وكان بعض الصالحين يمدُّ يدهُ إلى شعلة نار؛ فإذا لذعتها قال: حَسِّ حَسِّ؛ كيف صبرُكِ على نار جهنم وتجزَعين من هذه. قال الأصمعي: حَسِّ: مثل أوَّه.
وضُرِبَ فلان فم قال حَسِّ ولا بَسِّ. ولما كان يوم أُحُد أُصيبَت إصبع طلحة - رضي الله عنه - فقال: حَسِّ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلّم -: مَهْ؛ لو قُلْتَ: بسم الله لرأيت بنيانك في الجنة، وأنت في الجنة. وقال ابن دريد: هي كلمة تقال عند الألم، قال العجّاج:
وما أراهم جَزَعا بِحَسِّ ... عَطْفُ البلايا المَسَّ بَعْدَ المَسِّ
والحَسُّ: القتل. ومنه قوله تعالى:) إذْ تَحُسُّوْنَهم بإذْنِه (أي تقتلونهم وتستأصلونهم.
ويقال: البَرْدُ مَحَسَّة للنَبْتِ: أي مُحرِقَةٌ له ذاهِبةٌ به.
وسَنَةٌ حَسُوس: تأكل كل شيء، من قولهم: حَسَّ البَرْدُ الكلأ يَحُسُّه. وحَسَّ البَرْدُ الجَرَادَ: قَتلَه.
والحَسيس: القتيل، فعيل بمعنى مفعول، قال الأفْوَه الأوْديُّ:
نفسِي لهُم عندَ انْكسار القَنا ... وقد تردّى كلُّ قِرْنٍ حَسيسْ
ويروى: حَبيس.
والحَسيس: الكريم.
وقوله تعالى:) لا يَسْمَعُونَ حَسِيْسَها (أي حِسَّها وحركة تَلَهُّبِها.
وقال إبراهيم الحَرْبي - رحمه الله -:الحِسُّ والحَسيسْ: أن يمُرَّ بك قريباً فتسمعه ولا تراه، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم -: أنَّه كان في مسجد الخَيف فَسَمِع حِسَّ حية فقال: اقتلوها.
وحَسَسْتُ الدابة أحُسُّها حَسّا: إذا فَرْجَنْتَها. ومنه حديث زيد بن صوحان العبدي - رضي الله عنه - حين ارْتُثَّ يوم الجمل أنَّه قال: ادفنوني في ثيابي ولا تَحُسُّوا عني تُرابا، أي لا تَنفضوه. ومنه حَسُّ الدابة، إنَّما هو نفضُكَ التراب عنها. والمِحَسَّة: الفِرجَون. ومنه حديث يَحيى بن عبّاد: ما من ليلة إلا وفيها مَلَكٌ يَحُسُّ عن ظُهُور دواب الغزاة الكلال. وجَرَاد مَحْسوس: مَسَّتْهُ النار حتى قتَلتَه، من الحَسِّ وهو القتل. ومنه حديث عمر - رضي الله عنه -: أنَّه أُتِيَ بِجَرادٍ محسوس فأكله. وقال حسَّان بن أنس: كنتُ عند ابنِ أختٍ لعائشة - رضي الله عنها - فَبَعَثَت إليه بِجَرادٍ محسوس.
والحاسوس: الذي يَتَحَسّس الأخبارَ؛ مثل الجاسوس، وقيل: الحاسوس في الخير والجاسوس في الشر.
وقال ابن الأعرابي: الحاسوس: المشؤمُ من الرجال.
ويقال: سَنَةٌ حاسوس وحَسوسٌ: إذا كانت شديدة قليلة الخير، قاله أبو عُبَيدَة وأنشَدَ لرُؤبَةَ:
فَتىً يُجَلّي المَحْلَ والبَئيسا ... بِمُسْفِراتٍ يَكشِفُ النُّحوسا
إذا شَكَونا سَنَةً حَسُوسا ... تأكُلُ بعد الأخضَرِ اليَبيسا
ويروى: تَشَكَّوْا.
والمَحَسَّة والمَحَشَّة: الدُّبُرُ.
والحَوَاسُّ: المشاعِرُ الخَمْسُ؛ وهي السَّمع والبصر والشَّم والذَّوق واللَّمس، الواحدة: حاسَّة.
ويقال - أيضاً -: أصابَتْهم حاسَّة؛ وذلك إذا أضَرَّ البّرْد أو غيره بالكلأ.
وحواسُّ الأرض خَمسٌ: البَرْدُ والبَرَدُ والرِّيح والجَرَاد والمَوَاشي.
وحَسَسْتُ له أحِسُّ - بالكسر -: أي رَقَقْتُ له، قال الكُمَيت:
هل مَنْ بكى الدارَ راجٍ أن تَحِسَّ له ... أو يَبكي الدار ماءُ العَبْرَةِ الخَضِلُ
وقال أبو الجرّاح العُقَيْلي: ما رأيتُ عُقَيلياً إلاّ حَسَسْتُ له، وحَسِسْتُ له - بالكسر - أيضاً، لُغةٌ حكاها يعقوب. ومنه قولهم: إنَّ العامريَّ لَيَحِسُّ للسَّعديِّ؛ لِما يقال بينهما من الرَّحمِ، والمصدر الحِسُّ - بالكسر -، قال القطاميُّ:
أخوكَ الذي لا تَمْلِكُ الحِسَّ نفسُهُ ... وتَرْفَضُّ عند المُحفِظاتِ الكَتاَئفٌ
وقال إبراهيم الحربيّ - رحمه الله - في غريب الحديث من تأليفه: المصدر الحَسُّ، والاسم الحِسُّ.
وحَسَسْتُ الشيء: أي أحسَسْتُه. ومنه الحديث: أنَّ أعرابياً جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلّم - فأعجَبَهُ جَلَدَهُ؛ فقال: متى حَسَسْتَ أُمَّ مِلْدَمِ؟ قال: وأيُّ شيءٍ أُمَّ مِلْدَمِ؟ قال: الحُمّى سَخْنَةٌ تكون بين الجِلْدِ واللَّحمِ، قال: ما لي بها عهد، فقال: من سَرَّهُ أن ينظُرَ إلى رجل من أهل النار فلينظر إليه. وقال عُبَيد بن أيّوب العنبري:
وفِتيَةٌ كالذئابِ الطُّلْسِ قلتُ لهم ... إني أرى شبحاً قد لاح أو حالا
فاهزَوزَعوا ثمَّ حَسُّوه بأعينهم ... ثم اختَتَوهُ وقرنُ الشمسِ قد مالا
اهزَوزَعوا: تحرَّكوا وتنبَّهوا حتى رأوه. واخْتَتَوه: أخذوه، ورواه ابن دريد بالجيم، وهو تَصحيف.
ويقال - أيضاً -: حَسِسْتُ بــالخبَرِ - بكسر السين -: أي أيقَنْتُ به. وربما قالوا: حَسِيْتُ به، يُبْدِلونَ من الَّينِ ياءً، قال أبو زُبَيد حرملة بن المنذر الطائيّ يصف الأسد:
خلا أنَّ العِتاقَ من المطايا ... حَسينٌ به فَهُنَّ إليه شُوْسُ
وحَسَسْتُ اللَّحْمَ: إذا جعلته على الجَمْرِ.
وحَسَسْتُ النار: ردَدْتُها بالعصا على خبز المَلَّة أو الشواءِ من نواحيه ليَنْضَج، ومن كلامهم: قالت الخبزةُ: لولا الحَسُّ ما بالَيْتُ بالدَّسِّ.
ويقال: بات فلان بِحَسَّةِ سَوْءٍ: أي بحالة سوء.
وحَسّان: من الأعلام، إن جَعَلْتَه فعلان من الحَسِّ لم تُجْرِه؛ وصَغَّرْتَه حُسَيْسَان، وإن جعلتَهُ فَعّالاً من الحُسْن أجْرَيْتَه؛ وصغَّرْتَه حُسَيْسِيْناً؛ لأن النون حينئذ تكون أصلية.
وحَسّان: قرية بين واسط ودَيْر العاقول، وتُعرَف بقَريَة حَسّان وقريَة أُمُّ حَسّان.
والحَسّانيّات: مياه بالبادية.
والحِسُّ - بالكسر -: الصوت.
والحِسُّ - أيضاً -: وَجَعٌ يأخذ النُّفَساء بعد الولادة. وقال جراد بن طارق: أقبَلْتُ مع عمر - رضي الله عنه - على امرأةٍ قد ولدت، فَدَعا لها بِسَويق فقال: اشربي؛ هذا يقطع الحِسَّ ويُدِرُّ العُرُوقَ.
ويقال: ألْحِق الحِسَّ بالإسِّ: أي الشيءَ بالشيءِ؛ أي إذا جاءك شيء من ناحية فافعل مثله.
والحَسْحاس: السيف المُبِيْرُ.
والحَسْحاس: الرجل الجَواد، قال:
محبَّةُ الأبرامِ للحَسْحاس.
وقال ابن فارس: يقال للذي يَطرد الجوع بسخائه: حَسْحاس، قال:
واذكر حُسَيناً في النَّفيرِ وقبلَه ... حَسَناً وعُتْبَةَ ذا الندى الحَسْحاسا
والحَسْحاس: من الأعلام. وبنو الحَسْحاس: قوم من العرب.
والحُساسُ - بالضم -: الهِفُّ؛ وهو سمك صغار يجفف.
وأمّا قوله:
رُبَّ شريبٍ لك في حُساسِ ... ليس بِريّان ولا مُواس
عطشان يمشي مِشيَةَ النِفاس ... شِرابُهُ كالحَزِّ بالمواسي
ويروى: " أقعَسَ يمشي ": فيقال: هو سوء الخُلُق.
وفَعَلَ ذلك مثل حُساس الأيسار: وهو أن يجعلوا اللحم على الجمرِ.
والحُساس: مثل الجُذاذ من الشيءِ. وكُسارُ الحجر الصِغار: حُساس، قال يصف حجر المنجنيق:
شظيَّةٌ من رَفْضِهِ الحُساسِ ... تَعْصِفُ بالمُسْتَلْئمِ التَّرّاسِ
وقال ابن عبّاد: إذا طلبتَ شيئاً فلم تجده قُلْتَ: حَسَاسِ - مِثال قَطَامِ -.
وأحسَسْتُ به أي أيقنتُ به، وربَّما قالوا: أحَسْتُ به؛ فألقوا إحدى السِّينَيْنِ استثقالاً، وهو من شواذ التخفيف. وكان أبو عبيدة يروي قول أبي زُبَيد الذي أنشدتُه آنفاً: " أحَسْنَ به "؛ وأصلُه أحْسَسْنَ.
وأحسَسْتُ الشيء: وجدْتُ حِسَّه. وقال الأخفش: أحْسَسْتُ: معناه: ظننتُ ووجدتُ، ومنه قوله تعالى:) فَلَمّا أحَسَّ عيسى منهم الكُفْرَ (، وقيل: معناه عَلِمَه، وهو في اللغة أبصَرَه، ثم وُضِعَ موضع العلم والوجود. وقوله تعالى:) هل تُحِسُّ منهم من أحَدٍ (أي هل ترى. ويروى في الحديث الذي قد رَوَينا: متى أحْسَسْتَ أُمُّ مِلْدَمِ: أي متى وجدتَها ومتى أحسَسْتَ مسَّها.
وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم -: لا تَحَسَّسُوا ولا تَجَسَّسُوا. قال إبراهيم الحربي - رحمه الله - في غريب الحديث من تأليفه: التحسُّسُ: الاستماع لحديث القوم، والتَّجسُّس: البحث عن عوراتهم، وهذا من البحث عن الشيء وطلب معرِفَتِه، كما قال الله عزَّ وجل:) يا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا من يُوسُفَ وأخِيه (أي اطلبوا عِلْمَ خَبَرِه بِمِصْرَ. وقال غيره: التَحَسُّس: في الخير، والتَجَسُّس: في الشر. وقال ابن الأنباري: إنَّما نَسَقَ أحدَهُما على الآخر لاختلاف اللفظين، كما قالوا: بُعْداً وسُحْقاً.
والانْحِسَاسُ: الانقلاع والتَّحَاتُّ، يقال: انْحَسَّت أسنانُه، قال العجّاج:
في مَعْدِن المَلْكِ الكريمِ الكِرْسِ ... فُرُوعِهِ وأصْلِهِ المُرَسِّ
ليس بمقلوعٍ ولا مُنْحَسِّ
وحَسْحَسْتُ اللحمَ: إذا جَعَلْتَهُ على الجَمْر؛ مثل حَسَسْتَه.
وحَسْحَسَ: إذا توجَّعَ.
وتحَسْحَسَت أوبار الإبل: سقطت.
وتحَسْحَسَ للقِيام: تحرَّكَ.
والتركيب يدل على غَلَبَةِ الشيء بِقتلٍ أو غيرِه؛ وعلى حكاية صوت عند توجُّع وشِبْهِه.
حسس
حسَّ1 حَسَسْتُ، يَحُسّ ويَحِسّ، احْسُسْ/ حُسَّ واحسِسْ/ حِسّ، حَسًّا، فهو حاسّ، والمفعول مَحْسوس
• حسَّ فلانًا: قتله قتلاً ذريعًا مستأصِلاً رأسَه "حَسَسْتُ اليهوديَّ لما أظهر عداوتَه لله ودينه- {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} ". 

حسَّ2/ حسَّ بـ حَسَسْتُ، يَحُسّ ويَحِسّ، احْسُسُ/ حُسَّ واحسِسْ/ حِسّ، حَسًّا وحَسِيسًا، فهو حاسّ، والمفعول مَحْسوس
• حسَّ الشَّيءَ/ حسَّ بالشَّيءِ: أدركه بإحدى حواسِّه، علمه وشعر به "حسَّ بالقلق- قدّم للقاضي دلائلَ محسوسة على براءته- {هَلْ تَحُسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ} [ق]: وقرئت كذلك بالكسر (تَحِسُّ) " ° تقدُّم محسوس: ملموس واضح- حسَّ في قلبه بالأمر: حدَّثته به نفسه- نتائج محسوسة: ظاهرة. 

حسَّ لـ حَسَسْتُ، يَحِسّ، احْسِسْ/ حِسَّ، حِسًّا وحَسًّا، فهو حاسّ، والمفعول مَحْسوس له
• حسَّ لصديقه: تألَّم لألمه وعطف عليه "حَسَسْتُ لأطفال فلسطين وما يلاقونه". 

أحسَّ/ أحسَّ بـ يُحِسّ، أحْسِسْ/ أحِسَّ، إحْساسًا، فهو مُحِسّ، والمفعول مُحَسّ
• أحسَّ الخبرَ/ أحسَّ بــالخبر:
1 - عَلِمَ به، وعرَف منه طرَفًا، شعَر "أحسَّ بما يُدبَّر له- قدّم دلائلَ مُحسَّة على براءته- {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللهِ} ".
2 - أدركه يإحْدى الحواسّ وشعر به "أحسَّ بالجوع والبَرْد- أذُن تُحِسُّ الخطر- {هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ} ". 

تحسَّسَ/ تحسَّسَ لـ/ تحسَّسَ من يتحسَّس، تحسُّسًا، فهو مُتحسِّس، والمفعول مُتحسَّس
• تحسَّس الخبرَ: تتبّعه، تطلَّب معرفتَه وسعى في إدراكه.
• تحسَّس الشَّيءَ: تفحَّصَه أو لمسه للتعرُّف عليه "تحسَّس القماشَ ليعرف نوعَه ودرجةَ جودته- تحسَّس جيَبه بحثًا عن المفتاح- تحسَّس قوَّةَ فلان".
• تحسَّس للقوم: سعى لهم بجمع الأخبار "يتحسّس الجاسوس لقومه بأخبار العدُوّ".
• تحسَّس من فلان: تعرف منه وتتبّع أخبارَه "تحسَّس من القوم- {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ} ". 

حسَّسَ/ حسَّسَ على يحسِّس، تحسيسًا، فهو مُحَسِّس، والمفعول مُحَسَّس
• حسَّس فلانًا بأهمِّيَّة الوقت: حمله على تقديرها والشعُّور الكامل بها "حسَّستِ الصّحافةُ الجماهيرَ بخطورة الموقف- حسَّس ولدَه بالتركيز في مذاكرته".
• حسَّس على جسده: جسَّه، مسَّه، تلمَّسه. 

إحساس [مفرد]: ج إحساسات (لغير المصدر) وأحاسيسُ (لغير المصدر):
1 - مصدر أحسَّ/ أحسَّ بـ ° إحساس داخليّ: نابع من الدّاخل كالجوع والعطش وآلام الرأس وغيرها- إحساس مشترك/ إحساس متبادل: شعور بالانسجام والاتِّفاق والتفاهم- عديم الإحساس/ مجرّد من الإحساس: متبلِّد، ثقيل لا يقدِّر- قلَّة الإحساس: بلادة.
2 - ظاهرة فسيولوجيّة سيكولوجيّة متولَّدة من تأثّر إحدى الحواسّ بمؤثِّرٍ ما "الأدب يعبِّر عن أحاسيس المجتمع واتِّجاهاته- إنّه رقيق الإحساس".
• قياس الإحساس: (نف) فرع من علم النفس البدنيّ يقيس متغيِّرات الإحساس بالنِّسبة إلى متغيِّرات المنبِّهات. 

إحْساسِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى إحساس.
• الطَّائفة الإحساسيَّة: (فن) رسَّامون أو كتَّاب يقولون بالانطباعيَّة، أي يبرزون ما يشعرون به من انطباعات، ويطرحون التَّفاصيل جانبًا. 

تحسُّس [مفرد]: مصدر تحسَّسَ/ تحسَّسَ لـ/ تحسَّسَ من.
• التَّحسُّس الضَّوئيّ: (طب) حساسية البشرة للضوء
 وللإشعاع فوق البنفسجيّ الناتج عن اختلالات أو موادّ كيميائيَّة معيَّنة. 

تحسيس [مفرد]:
1 - مصدر حسَّسَ/ حسَّسَ على.
2 - تنبيه الحِسّ في عضو ما، أو إيجاد الحساسيّة. 

حاسَّة [مفرد]: ج حَواسُّ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل حسَّ لـ وحسَّ1 وحسَّ2/ حسَّ بـ.
2 - قوّة طبيعيّة لها اتِّصال بأجهزة جسميّة بها يدرك الإنسان والحيوان ما يطرأ على جسمه من التَّغيُّرات، ملكة الإحساس "استعاد نشاط حواسّه- ذو حاسّة مرهفة/ حادّة: حسّاس- يفتقر إلى حاسَّة التّمييز السّياسيّ" ° الحاسَّة السَّادسة: الحَدْس- الحواسُّ الخمس: البصر والسَّمع والتذوّق والشَّمّ واللَّمس- حاسّة الشَّمّ: التي تُدرك من خلالها الروائحُ- حواسّ مرهفة: حادّة يمكنها التقاط أدقّ الأشياء وأضعفها- عديم الحاسَّة: جافٍ قاسي القلب- ملك عليه حَواسَّه: شغله وأثَّر فيه. 

حُساس [جمع]: مف حُسَاسة: (حن) سمكٌ صغير يصل طوله إلى عشرة سنتيمترات، يوجد بالبَحْرين يجفَّف حتى لا يبقى فيه شيء من مائه. 

حَسَاسِيَة [مفرد]: (انظر: ح س س - حَسَّاسيَّة). 

حَسَاسِيَّة [مفرد]: (انظر: ح س س - حَسَّاسيَّة). 

حَسّ [مفرد]: مصدر حسَّ لـ وحسَّ1 وحسَّ2/ حسَّ بـ.
• عُضو الحَسّ: عُضو أو بناء مُتَخَصِّص كالعين أو الأذن أو اللِّسان أو الأنف أو البشرة تعمل كعضو استقبال حِسِّيّ. 

حِسّ [مفرد]: ج حُسوس (لغير المصدر):
1 - مصدر حسَّ لـ ° حِسّ مرهف- قليل الحِسّ: عديم التّبصُّر.
2 - إدراك بإحدى الحواسّ "حِسٌّ بالبرد- حِسّ صائب" ° تشّوُّش الحِسّ: إحساس بالحَذَر من غير سبب ظاهر- حِسٌّ باطن: شعور باطن- حِسٌّ باطنيّ: شعور حدسيّ قويّ بأنّ شيئًا سيحدُث- حِسٌّ خُلُقيّ: ضمير يميِّز بين الخير والشَّرِّ- حِسٌّ داخليّ: شعور يجعل المرءَ يتوقَّع ما لا بدّ من حصوله- حِسٌّ علميّ: قدرة على فهم الوقائع- حِسٌّ فَنّيّ: ذوق مرهف، مَلَكة فنيّة- حِسّ متزامن: تداعٍ تلقائيّ يبيِّن إحساساتٍ ذاتَ طبيعة مختلفة- حِسٌّ سياسيّ- صدق الحِسّ: صدق الإدراك- لُطْف الحِسّ: دقَّة الإدراك- ملك عليه حِسَّه: انشغل به.
3 - صوت خفيّ "تلفَّت الرجلُ حوله فلم يبصر شيئًا ولم يسمع حِسًّا" ° لا أسكت الله لك حِسًّا: دعاء له بالحياة، أطال الله بقاءَك.
4 - حديث القلب وشعور داخليّ.
5 - دويّ الصَّوت "حِسّ قصف".
• عُضو الحِسّ: العين أو الأذن أو اللِّسان أو الأنف أو البشرة. 

حَسّاس [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من حسَّ2/ حسَّ بـ: كثير التَّأثّر بالعوارض الخارجيّة "هو حسّاس للبرد" ° أذن حَسّاسة: مرهفة الحِسّ تُحِسّ بالخطر- جهاز حسّاس: شديد التّأثّر بالتّغيّرات- لقطة حسّاسة- مكان حسّاس: أحد أماكن الجسم التي لا يَحسُن التّصريح بها- مَوْضوع حسّاس: لا يمكن مناقشتُه بصراحة أمام الجمهور- ميزان حسّاس: يزن أدقّ الأوزان- ورق حسّاس: ورق للتصوير سريع التَّأثُّر- يَضرب على الوتر الحسّاس: يتكلَّم بما هو أكثر أهميّة وتأثيرًا.
2 - سريع الانفعال "أصبح حسّاسًا غير قادر على تحمُّل المزاح".
3 - مُرْهف الحِسّ "شاعرٌ/ فنّانٌ حسّاس".
• حسَّاس للضَّوء: (فز) وصف للمادّة التي يحدث فيها تغيُّر كيميائيّ أو ينبعث منها الضَّوء نتيجة امتصاصها له. 

حَسّاسَة [جمع]: (نت) جنس نبات مُعَمَّر برّيّ وتزيينيّ، من فصيلة القَرْنيَّات، ساقه وفروعه دقيقة، أوراقه ريشيّة مركَّبة، أزهاره ورديّة أو حمراء اللَّون، يُزرع لغرابته وفرط حساسيّته، تنطبق وريقاتُه بعضُها على بعض من اللَّمس. 

حَسَّاسيَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من حَسّاس: وتخفّف سينها، قوّة الشّعور بالأحوال الانفعاليّة كاللَّذات والآلام "حساسيَّة شعور".
2 - سرعة التَّهيّج "راعى حساسيَّة صديقه".
3 - شعور متعاطف مع الغير "يمتلك الشَّاعر حساسيّة مرهفة".
4 - دقَّة الإحساس "حساسية لوحة تصوير- يستخدم تُجَّار الذَّهب ميزانًا شديد الحساسيّة".
5 - استعداد للتأثُّر بالعوارض الخارجيّة "حساسيَّته للبرد شديدة" ° حَساسيَّة ضوئيّة: استجابة للضوء.
6 - (طب) شدة تأثر جسم الإنسان بموادّ مُعيَّنة مثل غُبار الطَّلع، أو بعض الأطعمة، وعادة ما تسبِّب العطس والحكَّة والطَّفح الجلدي.

7 - (فز) درجة استجابة لوح أو فيلم للضوء وخاصةً لضوء ذي طول موجيّ معيّن.
• اختبار الحساسيَّة: (طب) اختبار لبيان مدى التَّأثُّر بدواء مُعيّن أو بمرض مُعْدٍ بوضع لزقات على الجلد أو بإحداث خدوش جلديّة وتعريضِها لجرعاتٍ تُسَبِّبُ المرض أو العدوى.
• مقياس الحساسيَّة: جهاز لقياس حساسية الضَّوء كالفيلم الفوتوغرافي. 

حِسِّيّ [مفرد]: ج حِسِّيّات:
1 - اسم منسوب إلى حِسّ.
2 - محسوس، ما يُدرك بالحواسّ ويقابله المعنويّ "دليل/ شيءٌ حِسِّيّ" ° بُرهان حِسِّيّ: ساطع كأنّك تُحِسّ به.
3 - مُنْغَمِس في الملذَّات الحسّيّة أو الشّهوانيّة.
4 - ما يحرِّك الحواس "حبّ حسيّ".
• المذهب الحسِّيّ: (سف) مذهب القائلين بأنّ المعرفة لا تنشأ إلاّ عن الإحساس.
• عصبيّ حِسِّيّ: متعلِّق أو متضمِّن الأعصاب الحسِّيَّة وخاصَّة التي تؤثِّر على السَّمع.
• الأعضاء الحسِّيَّة: أعضاء الحِسِّ. 

حِسِّيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى حِسّ.
2 - مصدر صناعيّ من حِسّ: شهوانيَّة. 

حسيس [مفرد]:
1 - مصدر حسَّ2/ حسَّ بـ.
2 - حِسّ، صوت خفيّ تسمعه يتحرّك قريبًا منك ولا تراه "سمع حسيسًا- {لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا}: صوت تلهُّب النّار" ° لا حِسَّ ولا حَسيس: هدوء شديد.
3 - قويّ الإحساس. 

مِحَسَّة [مفرد]: ج مَحاسّ: اسم آلة من حسَّ1: آلة مؤلَّفة من صفائح معدنيّة متوازية صغيرة محزَّزة مركَّبة على لوح وفيها مقبض تُستخدم لتنظيف جلد الحيوان. 
حسس
{الحَسُّ: الجَلَبة، هَكَذَا فِي النُّسَخ، وصوابُه الحِيلَة، وَهُوَ عَن ابْن الأَعْرابِيّ، كَمَا نَقَلَه الصَّاغانِيّ وصاحبُ اللِّسان. الحَسُّ: القَتلُ الذَّريعُ والاسْتِئصالُ،} حَسَّهُم {يَحُسُّهم} حَسَّاً: قَتَلَهم قَتْلاً ذَريعاً مُستَأْصِلاً، وقولُه تَعَالَى: إذْ {تَحُسُّونَهم بإذْنِه أَي تَقْتُلونَهم قَتلاً شَدِيدا، والاسمُ} الحُسَاس، عَن ابْن الأَعْرابِيّ، وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: مَعْنَاهُ: تَسْتَأصِلونَهم قَتلاً، وَقَالَ الفَرّاء:! الحَسُّ: القتلُ والإْناءُ هَا هُنَا. منَ المَجاز: الحَسُّ نَفْض ُ التُّرابِ عَن الدابَّةِ {بالمِحَسَّةِ، بالكَسْر، اسمٌ للفِرْجَوْن، وَقد} حَسَّ الدابَّةَ {يَحُسُّها، إِذا نَفَضَ عَنْهَا التُّرَاب، وَذَلِكَ إِذا فَرْجَنَها} بالمِحَسَّة، وَمِنْه قولُ زَيْدِ بنِ صُوحانَ يومَ الجمَل: ادْفِنوني فِي ثِيابي وَلَا {تَحُسُّوا عنِّي تُراباً، أَي لَا تَنْفُضوه.} الحِسُّ، بالكَسْر: الحرَكةُ، وَمِنْه الحَدِيث: أنّه كَانَ فِي مَسْجِدِ الخَيْفِ فسَمِعَ {حِسَّ حَيَّةٍ، أَي حَرَكَتها، وصَوْتَ مَشْيِها، وَيَقُولُونَ: مَا سَمِعَ لَهُ} حِسَّاً وَلَا جَرْسَاً، أَي حَرَكَةً وَلَا صَوْتَاً، وَهُوَ يَصْلُحُ للإنسانِ وغَيرِه، قَالَ عبدُ مَنافِ بنِ رِبْعٍ الهُذَلِيُّ:
(وللقِسِيِّ أزامِيلٌ وغَمْغَمةٌ ... {حِسَّ الجَنوبِ تَسوقُ الماءَ والبَرَدا)
الحِسُّ: أنْ يَمُرَّ بكَ قَرِيبا فَتَسْمَعَه وَلَا ترَاهُ، وَهُوَ عامٌّ فِي الأشياءِ كلِّها،} كالحَسيس، كأميرٍ، عَن إبراهيمَ الحَرْبيِّ، وَمِنْه قَوْله تَعالى: لَا يَسْمَعونَ {حَسيسَها أَي حِسَّها وَحَرَكةَ تَلَهُّبِها، وَقَالَ يصفُ بازاً:
(تَرَى الطَّيْرَ العِتاقَ يَظَلْنَ منهُ ... جُنوحاً إنْ سَمِعْنَ لَهُ} حَسيسا)
{الحِسُّ} والحَسيسُ: الصوتُ الخَفِيُّ. {الحِسُّ: وَجَعٌ يَأْخُذُ النُّفَساءِ بعدَ الوِلادةِ، وَقيل: وَجَعُ الوِلادةِ عِنْدَمَا} تُحِسُّها، ويَشهد للأوّلِ حديثُ سيِّدِنا عمرَ رَضِي الله عَنهُ: أنّه مَرَّ بامرأةٍ قد وَلَدَتْ فَدَعَا لَهَا بشَرْبَةٍ من سَوِيقٍ، وَقَالَ: اشْرَبي هَذَا فإنّه يَقْطَعُ {الحِسَّ. منَ المَجاز: الحِسُّ: بَرْدٌ يُحرِقُ الكَلأَ، وَهُوَ اسمٌ، وَقد} حَسَّه {يَحُسُّه} حَسَّاً، والصادُ لغةٌ فِيهِ، عَن أبي حنيفَة أَي أَحْرَقَه، يُقَال: إنّ البردَ {مَحَسَّةٌ للنباتِ والكَلإِ، أَي} يَحُسُّه ويُحرقُه. يَقُولُونَ: أَلْحِق {الحِسَّ بالإِسّ، أَي الشيءَ بالشيءِ، أَي إِذا جاءكَ شيءٌ من ناحيةٍ فافعلْْ مِثلَه، هَكَذَا فِي الصِّحَاح، وَقد تقدّم فِي أسّ نقلا عَن ابْن الأَعْرابِيّ أنّه رَوَاهُ أَلْحِقوا الحَسَّ بالأَسِّ وَرَوَاهُ بالفَتْح وَقَالَ:} الحَسُّ هُوَ الشرُّ، والأَسُّ: الأصلُ، يَقُول: أَلْصِق الشرَّ بأصولِ من عادَيْت أَو عاداك، ومِثلُه لابنِ دُرَيْدٍ. وَبَات فلانٌ {بحِسَّةِ سَوْءٍ وحِسَّةٍ سيِّئَةٍ، ويُفتَح، والكسرُ أَقْيَس: أَي بحالةِ سَوْءٍ وشِدّةٍ، قَالَه اللَّيْث، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ:)
وَالَّذِي حَفِظْناه من الْعَرَب وأهلِ اللُّغَة: باتَ فلانٌ بجِيئَةِ سَوْءٍ، وتِلَّةِ سَوْءٍ، وبِيئَةِ سَوْءٍ، وَلم أسمعْ بحِسَّةِ سَوْءٍ لغيرِ اللَّيْث.} والحاسوس: الَّذِي يَتَحَسَّسُ الأخبارَ، مثلُ الجاسوس، بِالْجِيم، أَو هُوَ فِي الْخَيْر، وبالجيم فِي الشرِّ وَقد تقدّم فِي جسّ. قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: {الحاسوسُ المَشْؤوم من الرِّجال. الحاسوس: السَّنَةُ الشديدةُ المحلِ، القليلةُ الخَير،} كالحَسُوس، كصَبُورٍ، يُقَال: سَنَةٌ {حَسُوسٌ: تأكلُ كلَّ شيءٍ، قَالَ:
(إِذا شَكَوْنا سنة} حَسُوسا ... تَأْكُلُ بعدَ الخُضرَةِ اليَبِيسا)
{والمَحَسَّة: الدُّبُر، قيل: إنّها لغةٌ فِي المَحَشَّة.} والحَوَاسُّ هِيَ مَشاعرُ الإنسانِ الْخمس: السمعُ والبصَرُ والشمُّ والذَّوْقُ واللمس، جمعُ {حاسَّةٍ، وَهِي الظاهرةُ، وَأما الباطِنةُ فخُمسٌ أَيْضا، كَمَا نَقَلَه الحُكَماء، وَاخْتلفُوا فِي محَلِّها، وَلذَلِك قَالَ الشِّهابُ فِي شَرْحِ الشِّفاء: على أنّهم فِي إثْباتِها فِي مواضِعها فِي حَيْصَ بَيْصَ.} وحَواسُّ الأرضِ خمسٌ: البَرْدُ بالفَتْح، والبَرَدُ، مُحرّكةً، والرِّيحُ، والجَرادُ، والمَواشي، هَكَذَا ذَكرُوهُ. {وحَسَسْتُ لَهُ أَحِسُّ، بالكَسْر، أَي فِي المُضارع: رَقَقْتُ لَهُ، بالقافَيْن، قَالَ ابنُ سِيدَه: ووجدْتُه فِي كتابِ كُراع بالفاءِ وَالْقَاف، والصحيحُ الأوّلُ،} كحَسِسْتُ، بالكَسْر، لُغَة حَكَاهَا يعقوبُ، والفتحُ أَفْصَح، {حَسَّاً، بالفَتْح،} وحِسَّاً، بالكَسْر، وَيُقَال: {الحَسُّ، بالفَتْح، مصدرُ البابَيْن، وبالكَسْر الاسمُ، تقولُ العربُ: إنّ العامرِيَّ} ليَحِسُّ للسَّعدِيِّ، أَي يَرِقُّ لَهُ، وَذَلِكَ لِما بينهُما من الرَّحِم. قَالَ يَعْقُوب: قَالَ أَبُو الجَرّاحِ العُقَيْليُّ: مَا رأيتُ عُقَيْليّاً إلاّ {حَسَسْتُ لَهُ، وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ:} حَسِسْتُ لَهُ، وَذَلِكَ أَن يكونَ بَينهمَا رَحِمٌ فيَرِقَّ لَهُ، وَقَالَ أَبُو مالكٍ: هُوَ أَن يَشْتَكي لَهُ وَيَتَوجَّع، وَقَالَ: أَطَّتْ لَهُ مِنِّي {حاسَّةُ رَحِمٍ.} وحَسَسْتُ الشيءَ أَحُسُّه حَسَّاً {وحِسَّاً} وحَسيساً بِمَعْنى {أَحْسَسْتُه بِمَعْنى: عَلِمْتُه وعَرَفْتُه وشَعَرْتُ بِهِ. حَسَسْتُ اللحمَ أَحُسُّه حَسَّاً: جعلتُه على الجَمرِ، والاسمُ} الحُسَاس بالضَّمّ، وَمِنْه قولُهم: فَعَلَ ذَلِك قبلَ {حُساسِ الأَيْسار، وَيُقَال:} حَسَّ الرأسَ {يحُسُّه} حَسَّاً، إِذا جَعَلَه فِي النَّار، فكلُّ مَا تَشَيَّطَ أَخَذَه بشَفرَةٍ، وَقيل الحُسَاس: أَن يُنضِجَ أَعْلاه ويَتْرُكَ داخِلَه، وَقيل: هُوَ أَن يَقْشِرَ عَنهُ الرَّمادَ بعد أَن يَخْرُجَ من الجَمرِ. {كَحَسْحَسْتُه.
وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: يُقَال:} حَسَسْتُ النَّار وحَشَشْتُ، بِمَعْنى. {حَسَسْتُ النارَ: رَدَدْتُها بالعصا على خُبزِ المَلَّةِ أَو الشِّواءِ ليَنضَج، ومِن كلامِهم: قالتِ الخُبزَةُ: لَوْلَا} الحَسُّ مَا بالَيْتُ بالدَّسِّ.
{وحَسِسْتُ بِهِ، بالكَسْر،} وحَسِيتُ بِهِ! وأَحْسَيتُ، تُبدَلُ السينُ يَاء، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَهَذَا كلُّه من مُحوَّلِ التَّضعيف، والاسمُ من كلِّ ذَلِك الحِسُّ أَي أَيْقَنتُ بِهِ، قَالَ أَبُو زُبَيْدٍ:)
(خَلا أنَّ العِتاقَ من المَطايا ... {حَسِينَ بِهِ فهُنَّ إليهِ شُوسُ)
قَالَ الجَوْهَرِيّ: وَأَبُو عُبَيْدةَ يروي بيتَ أبي زُبَيْدٍ:} أَحْسَنَ بِهِ فهُنَّ إِلَيْهِ شُوسُ وأصلُه {أَحْسَسْنَ.} وحَسّانُ. ككَتّانِ: علَمٌ مُشتَقٌ من أحدِ هَذِه الأشياءِ، قَالَ الجَوْهَرِيّ: إنْ جَعَلْتَه فَعْلان من الحِسِّ لم تُجْرِه، وإنْ جَعَلْتَه فَعّالاً من الحُسْنِ أَجْرَيْتُه لأنّ النونَ حينئذٍ أَصْلِيّةٌ. حَسّان: ة، بَين واسِط ودَيْرِ العاقُول، على شاطئِ دجلَة، وتُعرَفُ بقريةِ حَسّان، وقريةِ أمِّ حَسّان، كَذَا فِي التكملة. حَسّان: ة قربَ مكَّةَ، وتُعرَفُ بأرضِ حَسّانَ. قَالَ الصَّاغانِيّ: {الحَسْحاس: السيفُ المُبير. قَالَ الجَوْهَرِيّ: وربّما سمَّوا الرجلَ الجَوادَ} حَسْحَاساً. وَقَالَ ابنُ فارسٍ: هُوَ الَّذِي يَطْرُدُ الجوعَ بسَخائِه. الحَسْحاس: عَلَمٌ، قَالَ ابنُ سِيدَه: رجلٌ {حَسْحَاسٌ: خفيفُ الحركةِ، وَبِه سُمِّي الرجل. وبَنو الحَسْحاس: قومٌ من الْعَرَب. وعبدُ بَني الحَسْحاس: شاعرٌ معروفٌ اسمُه سُحَيْمٌ.} والحُسَاس، بالضَّمّ: الهِفُّ، وَهُوَ سَمَكٌ صِغارٌ، قَالَه الجَوْهَرِيّ، وزادَ غيرُه يُعرَفُ بالجِرِّيث، يُجَفَّفُ حَتَّى لَا يبْقى فِيهِ شيءٌ من ماءٍ، الواحدةُ حُسَاسَةٌ. الحُسَاس أَيْضا: كُسَارُ الحجرِ الصِّغار، قَالَ يصفُ حَجَرَ المَنْجَنيقِ:
(شظِيَّةٌ مِن رَفْضِه! الحُساسِ ... تَعْصِفُ بالمُسْتَلْئِمِ التَّرّاسِ) {والحُسَاس، كالجُذاذ من الشيءِ، نَقله الأَزْهَرِيّ. وَإِذا طَلَبْتَ شَيْئا فَلم تَجِدْه قلتَ:} حَسَاس، كَقَطَام، عَن ابْن الأَعْرابِيّ. يَقُولُونَ: {أَحْسَسْتُ بالشيءِ} إحْساساً {وأَحْسَيْتُ بِهِ، يُبدِلونَ من السينِ يَاء، أمّا قولُهم:} أَحَسْتُ بالشيءِ، بسينٍ واحدةٍ، فعلى الْحَذف كَراهيةَ التِقاءِ المِثْلَيْن، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَكَذَلِكَ يُفعَلُ فِي كلِّ بناءٍ يُبنى اللامُ من الفِعلِ مِنْهُ على السّكُون، وَلَا تصِلُ إِلَيْهِ الحركةُ، شبَّهوها بأَقمْتُ، وَهُوَ من شَواذِّ التَّخْفِيف، أَي ظَنَنْتُ ووَجَدْتُ وأَبْصَرتُ وعَلِمْتُ، وَيُقَال: أَحَسْتُ بالشيءِ، إِذا عَلِمْتَه وعَرَفْتَه، وَيُقَال: {أَحْسَسْتُ الخَبرَ} وأَحَسْتُه {وحَسَيْتُ} وحَسْتُ، إِذا عَرَفْت مِنْهُ طَرَفَاً، وَتقول: مَا {أَحْسَستُ بــالْخبر، وَمَا} أَحْسَسْت، وَمَا {حَسِيتُ، وَمَا} حِسْتُ، أَي لم أَعْرِفْ مِنْهُ شَيْئا.
وقَوْله تَعالى: فلمّا {أحَسَّ عِيسَى منهمُ الكُفرَ أَي رأى، قَالَه اللِّحْيانيُّ، وقَوْله تَعالى: هَل} تُحِسُّ مِنْهُم من أحدٍ مَعْنَاهُ هَل تُبصِر، هَل ترى، وَقَالَ الفرّاء: {الإحْساسُ: الْوُجُود، تَقول فِي الْكَلَام: هَل} أَحْسَسْتَ مِنْهُم من أحدٍ، وَقَالَ الزَّجَّاج: معنى {أحَسَّ: عَلِمَ ووَجَدَ، فِي اللُّغَة، وَيُقَال: هَل} أَحْسَسْت صاحِبَك أَي هَل رَأَيْته، وَهل {أَحْسَسْت الخَبَر أَي هَل عَرَفْتَه وعَلِمْتَه، وَقَالَ ابنُ)
الْأَثِير:} الإحْساس: العِلمُ {بالحَواسِّ.} أَحْسَسْتُ الشيءَ: وَجَدْتُ حِسَّهُ، أَي حَرَكَته، أَو صَوْتَه.
{والتَّحَسُّس: الاسْتِماعُ لحَديثِ القومِ، عَن الحَربيِّ، وَقيل: هُوَ شِبهُ التَّسَمُّع والتَّبَصُّر، قَالَه أَبُو مُعاذٍ. قيل: هُوَ طلبُ خبَرِهم فِي الخَير، وبالجيم فِي الشَّرِّ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ:} تحَسَّسْتُ الخبَرَ، {وَتَحَسَّيْتُه، وَقَالَ شَمِرٌ: تنَدَّسْتُه مثلُه، وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: تبَجَّسْتُ الخبَرَ،} وَتَحَسَّسْتُه بِمَعْنى واحدٍ. {وَتَحَسَّسْتُ من الشيءِ، أَي تخَبَّرْتُ خَبَرَه، وبكلِّ مَا ذُكِرَ فُسِّرَ قَوْله تَعالى: يَا بَنِيَّ اذهَبوا} فَتَحَسَّسوا من يوسُفَ وأخيه. {والانْحِساس: الانْقِلاعُ والتساقُطُ والتَّحاتُّ والتَّكَسُّر، وَهُوَ مَجاز، يُقَال:} انْحَسَّتْ أَسْنَانُه، إِذا انْقَلَعتْ وَتَكَسَّرَت، السينُ لغةٌ فِي التَّاء، كَمَا صرَّحَ بِهِ الأَزْهَرِيّ، قَالَ العَجّاج:
(إنَّ أَبَا العَبّاسِ أَوْلَى نَفْسِ ... بمَعدِنِ المُلكِ الكريمِ الكِرْسِ)

(فُروعِه وأَصلِه المُرَسِّ ... لَيْسَ بمَقْلوعٍ وَلَا مُنْحَسِّ)
أَي لَيْسَ بمُحَوَّلٍ عَنهُ وَلَا مُنقَطِع. {وحَسْحَسَ لَهُ: توَجَّع وَتَشَكَّى.} وتَحْسَحسَ للقِيامِ، إِذا تحرَّكَ.
{وتَحَسْحسَتْ أَوْبَارُ الإبلِ} وَتَحَسَّسَتْ: تَحاتَّتْ وتطايَرَتْ وَتَفَرَّقَت. ولأُخَلِّفَنَّه {بحَسْحَسِه، أَي ذهابِ مالِه حَتَّى لَا يبْقى مِنْهُ شيءٌ، وَهُوَ مثلٌ. يُقَال: ائْتِ بِهِ من} حَسِّك وبَسِّكَ، بفَتحِهما وبكَسرِهما، أَي من حيثُ شِئتَ، وَكَذَا من {حَسِّكِ وعَسِّكَ، كَذَا فِي التَّهْذِيب، وَقيل: مَعْنَاهُ من حيثُ كَانَ وَلم يكن، وَقَالَ الزّجّاج: تَأْوِيلُه: من حيثُ تُدركُه} حاسَّةٌ من {حَواسِّكَ، أَو يُدركُه تصَرُّفٌ من تصَرُّفِك، وَقيل: من كل جِهةٍ.} والحَسَّانِيّات: مياهٌ بالبادية نَقله الصَّاغانِيّ. أمُّ الخَيرِ فاطمةُ بنتُ أحمدَ بنِ عَبْد الله بنِ {حُسَّةَ، بالضَّمّ، الأَصْفَهانيّة: مُحدِّثةٌ، حدَّثَتْ عَن الحسَنِ بنِ عليٍّ البغداديِّ، وعنها سعيدُ بنُ أبي الرَّجاءِ وأبوها حدَّثَ عَن ابنِ مَنْدَه، وَمَات سنة قَالَه الْحَافِظ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:} حِسُّ الحُمَّى! وحِساسُها: رَسُّها، وأَوَّلُها عِنْدَمَا تُحَسُّ، الأَخيرة عَن اللِّحيانيِّ، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: الحِسُّ: مَسُّ الحُمَّى أَوَّل مَا تبدأُ. وَقَالَ القرَّاءُ: تقولُ: من أَينَ حَسَيْتَ هَذَا الخبرَ يُرِيدُونَ من أَيْنَ تخَبَّرْتَه. {وحَسَّ مِنْهُ خَبرا} وأَحَسَّ كِلَاهُمَا: رَأَى. وَقَالَ ابْن الأَعرابيِّ: سمعتُ أَبا الحَسَن يَقُول: {حَسْتُ} وحِسسْتَ، ووَدْتُ ووَدِدْتُ وهَمْتُ وهَمَمْتُ، وَفِي الحَدِيث: هَل {حَسْتُما من شيءٍ.} والحسَاسُ، بِالْفَتْح: الْوُجُود، وَمِنْه المَثَلُ: لَا {حَسَاسَ من ابْنَي مُوقِدِ النّارِ. وَقَالُوا: ذَهَبَ فلانٌ فَلَا حَسَاسَ بِهِ، أَي لَا يُحَسُّ مكانُه. والشَّيطانُ} حسَّاسٌ لَحَّاسٌ، أَي شَدِيد الحِسِّ والإدراكِ.
{والحِسُّ: الرَّنَّة.} وحَسِّ، بِفَتْح الحاءِ وكسْرِ السِّين وتَركِ التَّنوينِ: كلمةٌ تُقالُ عندَ الأَلَمِ. وَقَالَ)
الجَوْهَرِيُّ: قولُهم: ضربَه فَمَا قَالَ حَسِّ يَا هَذَا، بِفَتْح أَوَّله وكَسر آخِره: كلمةٌ يقولُها الْإِنْسَان إِذا أَصابه غَفْلَة مَا مَضَّه وأَحرَقَه، كالجَمْرَة والضَّربة. ويُقالُ: لآخُذَنَّ الشيءَ منكَ {بِحَسٍّ أَو ببَسٍّ: أَي بمُشادَّةٍ أَو رِفْقٍ، ومثلُه: لآخُذَنَّه هَوْناً أَو عَتْرَسَةً. وضُرِبَ فَمَا قَالَ} حَسٍّ وَلَا بَسٍّ. بالجَرِّ والتَّنوين، وَمِنْهُم مَن يَجُرُّ وَلَا يُنَوِّنُ، وَمِنْهُم من يَكسِرُ الحاءَ والباءَ، وَمِنْهُم من يَقُول: {حسّاً وَلَا بسّاً، يَعْنِي لتَّوجُّعَ. ويُقال اقْتُصَّ من فلانٍ فَمَا} تحَسَّسَ، أَي مَا تحَرَّكَ وَمَا تضَرَّرَ. وَقَالَ اللِّحيانيُّ: مَرَّتْ بالقومِ! حَواسُّ، أَي سِنونَ شِدادٌ. {والحَسيسُ، كأَميرٍ: القَتيلُ، قَالَ الأَفْوَهُ الأَوْدِيُّ:
(نَفْسي لَهُم عندَ انكِسارِ القَنا ... وَقد تَرَدَّى كُلُّ قِرْنٍ} حَسِيسْ)
وحسَّه بالنَّصْلِ، لغَةُ فِي حَشِّهُ. {وحَسَّهُم} يَحُسُّهم: وَطِئَهُم وأَهانَهم، قيل: وَمِنْه اشتِقاقُ {حَسَّان.
ويُقال: أَصابَتْهُم} حاسَّةٌ من البَرْدِ: أَي إضْرارٌ، وأَصابت الأَرْضَ {حاسَّةٌ: أَي بَرْدٌ، عَن اللِّحيانيِّ، أَنَّثَه على مَعنى المُبالَغَةِ. وأَرْضٌ} مَحسوسَةٌ: أَصابَها الجَرادُ والبَرْدُ. {وحَسَّ البَرْدُ الجَرادَ: قَتله.
وجَرادٌ} مَحسوسٌ: مسَّتْه النّارُ، أَو قتلَتْه. {والحاسَّةُ: الجَرادُ} يَحُسُّ الأَرضَ: أَي يأْكُلُ نباتَها. وَقَالَ أَبو حنيفَةَ: {الحاسَّةُ: الرِّيحُ} تحس التُّرابَ فِي الغُدُرِ فتمْلَؤُها فيَيْبسُ الثَّرَى. {والحَسُّ} والاحتِساس فِي كلِّ شيءٍ: أَنْ لَا يُترَكَ فِي المَكانِ شيءٌ. {والحُساسُ، بالضَّمِّ: الشُّؤْمُ والتَّكَدر، وَقَالَ الفرَّاءُ: سوءُ الخُلُقِ، حَكَاهُ عَنهُ سَلَمَة، ونقلَه الجَوْهَرِيُّ، وَبِه فُسِّرَ قولُ الرَّاجِز:
(رُبَّ شَرِيبٍ لكَ ذِي حُساسِ ... شِرابُه كالحَزِّ بالمَواسي)
} والمَحسوس: المَشؤُوم، عَن اللِّحيانِيِّ. ورجُلٌ ذُو {حُساسٍ: رديءُ الخُلُقِ.} والحُساس: القَتلُ، عَن ابْن الأَعرابيِّ. {والحَسُّ، بِالْفَتْح: الشَّرُّ.} والحَسيسُ، كأَميرٍِ: الكريمُ. {والحَسْحاسُ: الخَفيفُ الحركَة.} والحَسْحاس: جَدُّ عامِرِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ زيدٍ، الصَّحابِيُّ. وكَريمةُ بنتُ {الحَسْحاسِ، عَن أَبي هُريرة.} والحَسحاسُ بنُ بَكْرِ بنِ عَوفِ بنِ عَمرو بنِ عَدِيّ، لَهُ صحبةٌ، ذكرَه ابنُ ماكُولا.
والمُسَمَّى {بحسَّانَ من الصَّحابة سِتَّةٌ. ومَنزِلَةُ بَني} حَسُّونَ: قَريَةٌ من أَعمال المُرْتاحِيَّة بمِصْرَ.

حسس: الحِسُّ والحَسِيسُ: الصوتُ الخَفِيُّ؛ قال اللَّه تعالى: لا

يَسْمَعُون حَسِيسَها. والحِسُّ، بكسر الحاء: من أَحْسَسْتُ بالشيء. حسَّ

بالشيء يَحُسُّ حَسّاً وحِسّاً وحَسِيساً وأَحَسَّ به وأَحَسَّه: شعر به؛

وأَما قولهم أَحَسْتُ بالشيء فعلى الحَذْفِ كراهية التقاء المثلين؛ قال

سيبويه: وكذلك يفعل في كل بناء يُبْنى اللام من الفعل منه على السكون ولا تصل

إِليه الحركة شبهوها بأَقَمْتُ. الأَزهري: ويقال هل أَحَسْتَ بمعنى

أَحْسَسْتَ، ويقال: حَسْتُ بالشيء إِذا علمته وعرفته، قال: ويقال أَحْسَسْتُ

الخبَرَ وأَحَسْتُه وحَسَيتُ وحَسْتُ إِذا عرفت منه طَرَفاً. وتقول: ما

أَحْسَسْتُ بــالخبر وما أَحَسْت وما حَسِيتُ ما حِسْتُ أَي لم أَعرف منه

شيئا ً

(* عبارة المصباح: وأحس الرجل الشيء إحساساً علم به، وربما زيدت

الباء فقيل: أحسّ به على معنى شعر به. وحسست به من باب قتل لغة فيه،

والمصدر الحس، بالكسر، ومنهم من يخفف الفعلين بالحذف يقول: أحسته وحست به،

ومنهم من يخفف فيهما بإبدال السين ياء فيقول: حسيت وأَحسيت وحست بــالخبر من

باب تعب ويتعدى بنفسه فيقال: حست الخبر، من باب قتل. اهـ. باختصار.). قال

ابن سيده: وقالوا حَسِسْتُ به وحَسَيْتُه وحَسِيت به وأَحْسَيْتُ، وهذا

كله من محوَّل التضعيف، والاسم من كل ذلك الحِسُّ. قال الفراء: تقول من

أَين حَسَيْتَ هذا الخبر؛ يريدون من أَين تَخَبَرْته. وحَسِسْتُ بــالخبر

وأَحْسَسْتُ به أَي أَيقنت به. قال: وربما قالوا حَسِيتُ بــالخبر وأَحْسَيْتُ

به، يبدلون من السين ياء؛ قال أَبو زُبَيْدٍ:

خَلا أَنَّ العِتاقَ من المَطايا

حَسِينَ به، فهنّ إِليه شُوسُ

قال الجوهري: وأَبو عبيدة يروي بيت أَبي زبيد:

أَحَسْنَ به فهن إليه شُوسُ

وأَصله أَحْسَسْنَ، وقيل أَحْسَسْتُ؛ معناه ظننت ووجدت.

وحِسُّ الحمَّى وحِساسُها: رَسُّها وأَولها عندما تُحَسُّ؛ الأَخيرة عن

اللحياني. الأَزهري: الحِسُّ مس الحُمَّى أَوّلَ ما تَبْدأُ، وقال

الأَصمعي: أَول ما يجد الإِنسان مَسَّ الحمى قبل أَن تأْخذه وتظهر، فذلك

الرَّسُّ، قال: ويقال وَجَدَ حِسّاً من الحمى. وفي الحديث: أَنه قال لرجل متى

أَحْسَسْتَ أُمَّْ مِلْدَمٍ؟ أَي متى وجدت مَسَّ الحمى.

وقال ابن الأَثير: الإِحْساسُ العلم بالحواسِّ، وهي مَشاعِرُ الإِنسان

كالعين والأُذن والأَنف واللسان واليد، وحَواسُّ الإِنسان: المشاعر الخمس

وهي الطعم والشم والبصر والسمع واللمس. وحَواسُّ الأَرض خمس: البَرْدُ

والبَرَدُ والريح والجراد والمواشي.

والحِسُّ: وجع يصيب المرأَة بعد الولادة، وقيل: وجع الولادة عندما

تُحِسُّها، وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه: أَنه مَرَّ بامرأَة قد ولدت فدعا

لها بشربة من سَوِيقٍ وقال: اشربي هذا فإِنه يقطع الحِسَّ. وتَحَسَّسَ

الخبر: تطلَّبه وتبحَّثه. وفي التنزيل: يا بَنيَّ اذهبوا فَتحَسَّسوا من يوسف

وأَخيه. وقال اللحياني: تَحَسَّسْ فلاناً ومن فلان أَي تَبَحَّثْ،

والجيم لغيره. قال أَبو عبيد: تَحَسَّسْت الخبر وتَحَسَّيته، وقال شمر:

تَنَدَّسْتُه مثله. وقال أَبو معاذ: التَحَسُّسُ شبه التسمع والتبصر؛ قال:

والتَجَسُّسُ، بالجيم، البحث عن العورة، قاله في تفسير قوله تعالى: ولا

تَجَسَّسوا ولا تَحَسَّسُوا. ابن الأَعرابي: تَجَسَّسْتُ الخبر وتَحَسَّسْتُه

بمعنى واحد. وتَحَسَّسْتُ من الشيء أَي تَخَبَّرت خبره. وحَسَّ منه خبراً

وأَحَسَّ، كلاهما: رأَى. وعلى هذا فسر قوله تعالى: فلما أَحسَّ عيسى

منهم الكُفْرَ. وحكى اللحياني: ما أَحسَّ منهم أَحداً أَي ما رأَى. وفي

التنزيل العزيز: هل تُحِسُّ منهم من أَحد، وقيل في قوله تعالى: هل تحس منهم

من أَحد، وقيل في قوله تعالى: هل تحس منهم من أَحد، معناه هل تُبْصِرُ هل

تَرى؟ قال الأَزهري: وسمعت العرب يقول ناشِدُهم لِضَوالِّ الإِبل إِذا

وقف على

(* كذا بياض بالأَصل.) ... أَحوالاً وأَحِسُّوا ناقةً صفتها كذا

وكذا؛ ومعناه هل أَحْسَستُم ناقة، فجاؤوا على لفظ الأَمر؛ وقال الفراء في

قوله تعالى: فلما أَحسَّ عيسى منهم الكفر، وفي قوله: هل تُحِسُّ منهم من

أَحد، معناه: فلما وَجَد عيسى، قال: والإِحْساسُ الوجود، تقول في الكلام:

هل أَحْسَسْتَ منهم من أَحد؟ وقال الزجاج: معنى أَحَسَّ علم ووجد في

اللغة. ويقال: هل أَحسَست صاحبك أَي هل رأَيته؟ وهل أَحْسَسْت الخبر أَي هل

عرفته وعلمته. وقال الليث في قوله تعالى: فلما أَحس عيسى منهم الكفر؛ أَي

رأَى. يقال: أَحْسَسْتُ من فلان ما ساءني أَي رأَيت. قال: وتقول العرب ما

أَحَسْتُ منهم أَحداً، فيحذفون السين الأُولى، وكذلك في قوله تعالى:

وانظر إِلى إِلهك الذي ظَلْتَ عليه عاكفاً، وقال: فَظَلْتُم تَفَكَّهون،

وقرئ: فَظِلْتُم، أُلقيت اللام المتحركة وكانت فَظَلِلْتُم. وقال ابن

الأَعرابي: سمعت أَبا الحسن يقول: حَسْتُ وحَسِسْتُ ووَدْتُ ووَدِدْتُ وهَمْتُ

وهَمَمْتُ. وفي حديث عوف بن مالك: فهجمت على رجلين فلقت هل حَسْتُما من

شيء؟ قالا: لا. وفي خبر أَبي العارِم: فنظرت هل أُحِسُّ سهمي فلم أَرَ

شيئاً أَي نظرت فلم أَجده.

وقال: لا حَساسَ من ابْنَيْ مُوقِدِ النار؛ زعموا أَن رجلين كانا يوقدان

بالطريق ناراً فإِذا مرَّ بهما قوم أَضافاهم، فمرَّ بهما قوم وقد ذهبا،

فقال رجل: لا حَساسَ من ابْنَيْ مُوقِدِ النار، وقيل: لا حَسَاسَ من ابني

موقد النار، لا وجود، وهو أَحسن. وقالوا: ذهب فلان فلا حَساسَ به أَي لا

يُحَسُّ به أَو لا يُحَسُّ مكانه. والحِسُّ والحَسِيسُ: الذي نسمعه مما

يمرّ قريباً منك ولا تراه، وهو عامٌّ في الأَشياء كلها؛ وأَنشد في صفة

بازٍ:

تَرَى الطَّيْرَ العِتاقَ يَظَلْنَ منه

جُنُوحاً، إِن سَمِعْنَ له حَسِيسا

وقوله تعالى: لا يَسْمَعُون حَسِيسَها أَي لا يسمعون حِسَّها وحركة

تَلَهُّبِها. والحَسيسُ والحِسُّ: الحركة. وفي الحديث: أَنه كان في مسجد

الخَيْفِ فسمع حِسَّ حَيَّةٍ؛ أَي حركتها وصوت مشيها؛ ومنه الحديث: إِن

الشيطان حَسَّاس لَحَّاسٌ؛ أَي شديد الحسَّ والإَدراك. وما سمع له حِسّاً ولا

جِرْساً؛ الحِسُّ من الحركة والجِرْس من الصوت، وهو يصلح للإِنسان وغيره؛

قال عَبْدُ مَناف بن رِبْعٍ الهُذَليّ:

وللقِسِيِّ أَزامِيلٌ وغَمْغَمَةٌ،

حِسَّ الجَنُوبِ تَسُوقُ الماءَ والبَرَدا

والحِسُّ: الرَّنَّةُ. وجاءَ بالمال من حِسَّه وبِسِّه وحَسِّه وبَسِّه،

وفي التهذيب: من حَسِّه وعَسِّه أَي من حيث شاءَ. وجئني من حَسِّك

وبَسِّك؛ معنى هذا كله من حيث كان ولم يكن. وقال الزجاج: تأْويله جئ به من

حيث تُدركه حاسَّةٌ من حواسك أَو يُدركه تَصَرُّفٌ من تَصَرٍّفِك. وفي

الحديث أَن رجلاً قال: كانت لي ابنة عم فطلبتُ نَفْسَها، فقالت: أَو تُعْطيني

مائة دينار؟ فطلبتها من حَِسِّي وبَِسِّي؛ أَي من كل جهة. وحَسَّ، بفتح

الحاء وكسر السين وترك التنوين: كلمة تقال عند الأَلم. ويقال: إِني لأَجد

حِسّاً من وَجَعٍ؛ قال العَجَّاجُ:

فما أَراهم جَزَعاً بِحِسِّ،

عَطْفَ البَلايا المَسَّ بعد المَسِّ

وحَرَكاتِ البَأْسِ بعد البَأْسِ،

أَن يَسْمَهِرُّوا لضِراسِ الضَّرْسِ

يسمهرّوا: يشتدوا. والضِّراس: المُعاضَّة. والضَّرْسُ: العَضُّ. ويقال:

لآخُذَنَّ منك الشيء بِحَسٍّ أَو بِبَسٍّ أَي بمُشادَّة أَو رفق، ومثله:

لآخذنه هَوْناً أَو عَتْرَسَةً. والعرب تقول عند لَذْعة النار والوجع

الحادِّ: حَسِّ بَسِّ، وضُرِبَ فما قال حَسٍّ ولا بَسٍّ، بالجر والتنوين،

ومنهم من يجر ولا ينوَّن، ومنهم من يكسر الحاء والباء فيقول: حِسٍّ ولا

بِسٍّ، ومنهم من يقول حَسّاً ولا بَسّاً، يعني التوجع. ويقال: اقْتُصَّ من

فلان فما تَحَسَّسَ أَي ما تَحَرَّك وما تَضَوَّر. الأَزهري: وبلغنا أَن

بعض الصالحين كان يَمُدُّ إِصْبعه إِلى شُعْلَة نار فإِذا لذعته قال:

حَسِّ حَسِّ كيف صَبْرُكَ على نار جهنم وأَنت تَجْزَعُ من هذا؟ قال

الأَصمعي: ضربه فما قال حَسِّ، قال: وهذه كلمة كانت تكره في الجاهلية، وحَسِّ

مثل أَوَّهْ، قال الأَزهري: وهذا صحيح. وفي الحديث: أَنه وضع يده في

البُرْمَة ليأْكل فاحترقت أَصابعه فقال: حَسِّ؛ هي بكسر السين والتشديد، كلمة

يقولها الإِنسان إِذا أَصابه ما مَضَّه وأَحرقه غفلةً كالجَمْرة

والضَّرْبة ونحوها. وفي حديث طلحة، رضي اللَّه عنه: حين قطعت أَصابعه يوم أُحُدٍ

قال: حَسَّ، فقال رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم: لو قلت بسم اللَّه

لرفعتك الملائكة والناس ينظرون. وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللَّه عليه

وسلم، كان ليلة يَسْري في مَسِيره إِلى تَبُوك فسار بجنبه رجل من أَصحابه

ونَعَسا فأَصاب قَدَمُه قَدَمَ رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، فقال:

حَسِّ؛ ومنه قول العجاج، وقد تقدم.

وبات فلانٌ بِحَسَّةٍ سَيِّئة وحَسَّةِ سَوْءٍ أَي بحالة سَوْءٍ وشدّة،

والكسر أَقيس لأَن الأَحوال تأْتي كثيراً على فِعْلَة كالجِيْئَةِ

والتَّلَّةِ والبِيْئَةِ. قال الأَزهري: والذي حفظناه من العرب وأَهل اللغة:

بات فلان بجيئة سوء وتلة سوء وبيئة سوء، قال: ولم أَسمع بحسة سوء لغير

الليث.

وقال اللحياني: مَرَّتْ بالقوم حَواسُّ أَي سِنُونَ شِدادٌ.

والحَسُّ: القتل الذريع. وحَسَسْناهم أَي استَأْصلناهم قَتْلاً.

وحَسَّهم يَحُسُّهم حَسّاً: قتلهم قتلاً ذريعاً مستأْصلاً. وفي التنزيل العزيز:

إِذ تَحُسُّونهم بإِذنه؛ أَي تقتلونهم قتلاً شديداً، والاسم الحُساسُ؛ عن

ابن الأَعرابي؛ وقال أَبو إِسحق: معناه تستأْصلونهم قتلاً. يقال:

حَسَّهم القائد يَحُسُّهم حَسّاً إِذا قتلهم. وقال الفراء: الحَسُّ القتل

والإِفناء ههنا. والحَسِيسُ؛ القتيل؛ قال صَلاءَةُ بن عمرو الأَفْوَهُ:

إِنَّ بَني أَوْدٍ هُمُ ما هُمُ،

للحَرْبِ أَو للجَدْبِ، عامَ الشُّمُوسْ

يَقُونَ في الجَحْرَةِ جِيرانَهُمْ،

بالمالِ والأَنْفُس من كل بُوسْ

نَفْسِي لهم عند انْكسار القَنا،

وقد تَرَدَّى كلُّ قِرْنٍ حَسِيسْ

الجَحْرَة: السنة الشديدة. وقوله: نفْسي لهم أَي نفسي فداء لهم فحذف

الخبر. وفي الحديث: حُسُّوهم بالسيف حَسّاً؛ أَي استأْصلوهم قتلاً. وفي حديث

علي: لقد شَفى وحاوِح صَدْري حَسُّكم إِياهم بالنِّصال. والحديث الآخر:

كما أَزالوكم حَسّاً بالنصال، ويروى بالشين المعجمة. وجراد محسوسٌ: قتلته

النار. وفي الحديث: أَنه أُتِيَ بجراد مَحْسوس. وحَسَّهم يَحُسُّهم:

وَطِئَهم وأَهانهم.

وحَسَّان: اسم مشتق من أَحد هذه الأَشياءِ؛ قال الجوهري: إِن جعلته

فَعْلانَ من الحَسِّ لم تُجْره، وإِن جعلته فَعَّالاً من الحُسْنِ أَجريته

لأَن النون حينئذ أَصلية.

والحَسُّ: الجَلَبَةُ. والحَسُّ: إِضْرار البرد بالأَشياء. ويقال:

أَصابتهم حاسَّة من البرد. والحِسُّ: برد يُحْرِق الكلأَ، وهو اسم، وحَسَّ

البَرْدُ. والكلأَ يَحُسُّه حَسّاً، وقد ذكر أَن الصاد لغة؛ عن أَبي حنيفة.

ويقال: إِن البرد مَحَسَّة للنبات والكلإِ، بفتح الجيم، أَي يَحُسُّه

ويحرقه. وأَصابت الأَرضَ حاسَّةٌ أَي بَرْدٌ؛ عن اللحياني، أَنَّته على معنى

المبالغة أَو الجائحة. وأَصابتهم حاسَّةٌ: وذلك إِذا أَضرَّ البردُ أَو

غيره بالكلإِ؛ وقال أَوْسٌ:

فما جَبُنُوا أَنَّا نَشُدُّ عليهمُ،

ولكن لَقُوا ناراً تَحُسُّ وتَسْفَعُ

قال الأَزهري: هكذا رواه شمر عن ابن الأَعرابي وقال: تَحُسُّ أَي

تُحْرِقُ وتُفْني، من الحاسَّة، وهي الآفة التي تصيب الزرع والكلأَ فتحرقه.

وأَرض مَحْسوسة: أَصابها الجراد والبرد. وحَسَّ البردُ الجرادَ: قتله. وجراد

مَحْسُوس إِذا مسته النار أَو قتلته. وفي الحديث في الجراد: إِذا حَسَّه

البرد فقتله. وفي حديث عائشة: فبعثت إِليه بجراد مَحْسُوس أَي قتله

البرد، وقيل: هو الذي مسته النار. والحاسَّة: الجراد يَحُسُّ الأَرض أَي

يأْكل نباتها. وقال أَبو حنيفة: الحاسَّة الريح تَحْتِي التراب في الغُدُرِ

فتملؤها فيَيْبَسُ الثَّرَى. وسَنَة حَسُوس إِذا كانت شديدة المَحْل قليلة

الخير. وسنة حَسُوس: تأْكل كل شيء؛ قال:

إِذا شَكَوْنا سَنَةً حَسُوسا،

تأْكلُ بَعْدَ الخُضْرَةِ اليَبِيسا

أَراد تأْكل بعد الأَخضر اليابس إِذ الخُضرة واليُبْسُ لا يؤكلان

لأَنهما عَرَضانِ. وحَسَّ الرأْسَ يَحُسُّه حَسّاً إِذا جعله في النار فكلما

شِيطَ أَخذه بشَفْرَةٍ. وتَحَسَّسَتْ أَوبارُ الإِبل: تَطَايَرَتْ وتفرّقت.

وانْحَسَّت أَسنانُه: تساقطت وتَحاتَّتْ وتكسرت؛ وأَنشد للعجاج:

في مَعْدِنِ المُلْك الكَريمِ الكِرْسِ،

ليس بمَقْلوع ولا مُنْحَسِّ

قال ابن بري: وصواب إِنشاد هذا الرجز بمعدن الملك؛ وقبله:

إِن أَبا العباس أَولَى نَفْسِ

وأَبو العباس هو الوليد بن عبد الملك، أَي هو أَولى الناس بالخلافة

وأَولى نفس بها، وقوله:

ليس بمقلوع ولا منحس

أَي ليس بمحوّل عنه ولا مُنْقَطِع.

الأَزهري: والحُساسُ مثل الجُذاذ من الشيء، وكُسارَةُ الحجارة الصغار

حُساسٌ؛ قال الراجز يذكر حجارة المنجنيق:

شَظِيَّة من رَفْضَّةِ الحُساسِ،

تَعْصِفُ بالمُسْتَلْئِم التَّرَّاسِ

والحَسُّ والاحْتِساسُ في كل شيء: أَن لا يترك في المكان شيء. والحُساس:

سمك صِغار بالبحرين يجفف حتى لا يبقى فيه شيء من مائه، الواحدة حُساسَة.

قال الجوهري: والحُساس، بالضم، الهِفُّ، وهو سمك صغار يجفف. والحُساسُ:

الشُّؤْمُ والنَّكَدُ. والمَحْسوس: المشؤوم؛ عن اللحياني. ابن الأَعرابي:

الحاسُوس المشؤوم من الرجال. ورجل ذو حُساسٍ: ردِيء الخُلُقِ؛ قال:

رُبَّ شَريبٍ لك ذي حُساسِ،

شَرابُه كالحَزِّ بالمَواسِي

فالحُساسُ هنا يكون الشُّؤْمَ ويكون رَداءة الخُلُق. وقال ابن الأَعرابي

وحده: الحُساسُ هنا القتل، والشريب هنا الذي يُوارِدُك على الحوض؛ يقول:

انتظارك إِياه قتل لك ولإِبلك.

والحِسُّ: الشر؛ تقول العرب: أَلْحِقِ الحِسَّ بالإِسِّ؛ الإِسُّ هنا

الأَصل، تقول: أَلحق الشر بأَهله؛ وقال ابن دريد: إِنما هو أَلصِقوا

الحِسَّ بالإِسِّ أَي أَلصقوا الشر بأُصول من عاديتم. قال الجوهري: يقال

أَلْحِقِ الحِسَّ بالإِسِّ، معناه أَلحق الشيء بالشيء أَي إِذا جاءَك شيء من

ناحية فافعل مثله. والحِسُّ: الجَلْدُ.

وحَسَّ الدابة يَحُسُّها حَسّاً: نفض عنها التراب، وذلك إِذا فَرْجَنها

بالمِحَسَّة أَي حَسَّها. والمِحَسَّة، بكسر الميم: الفِرْجَوْنُ؛ ومنه

قول زيد بن صُوحانَ حين ارْتُثَّ يوم الجمل: ادفنوني في ثيابي ولا

تَحُسُّوا عني تراباً أَي لا تَنْفُضوه، من حَسَّ الدابة، وهو نَفْضُكَ التراب

عنها. وفي حديث يحيى بن عَبَّاد: ما من ليلة أَو قرية إِلا وفيها مَلَكٌ

يَحُسُّ عن ظهور دواب الغزاة الكَلالَ أَي يُذْهب عنها التَّعَب بَحسِّها

وإِسقاط التراب عنها. قال ابن سيده: والمِحَسَّة، مكسورة، ما يُحَسُّ به

لأَنه مما يعتمل به.

وحَسَسْتُ له أَحِسُّ، بالكسر، وحَسِسْتُ حَِسّاً فيهما: رَقَقْتُ له.

تقول العرب: إِن العامِرِيَّ ليَحِسَّ للسَّعْدِي، بالكسر، أَي يَرِقُّ

له، وذلك لما بينهما من الرَّحِم. قال يعقوب: قال أَبو الجَرَّاحِ

العُقَيْلِيُّ ما رأَيت عُقيليّاً إِلا حَسَسْتُ له؛ وحَسِسْتُ أَيضاً، بالكسر:

لغة فيه؛ حكاها يعقوب، والاسم الحَِسُّ؛ قال القُطامِيُّ:

أَخُوكَ الذي تَملِكُ الحِسَّ نَفْسُه،

وتَرْفَضُّ، عند المُحْفِظاتِ، الكتائِفُ

ويروى: عند المخطفات. قال الأَزهري: هكذا روى أَبو عبيد بكسر الحاء،

ومعنى هذا البيت معنى المثل السائر: الحَفائِظُ تُحَلِّلُ الأَحْقادَ، يقول:

إِذا رأَيتُ قريبي يُضام وأَنا عليه واجدٌ أَخرجت ما في قلبي من

السَّخِيمة له ولم أَدَعْ نُضْرَته ومعونته، قال: والكتائف الأَحقاد، واحدتها

كَتِيفَة. وقال أَبو زيد: حَسَسْتُ له وذلك أَن يكون بينهما رَحِمٌ

فَيَرِقَّ له، وقال أَبو مالك: هو أَن يتشكى له ويتوجع، وقال: أَطَّتْ له مني

حاسَّةُ رَحِم. وحَسَِسْتُ له حَِسّاً: رَفَقْتُ؛ قال ابن سيده: هكذا وجدته

في كتاب كراع، والصحيح رَقَقْتُ، على ما تقدم. الأَزهري: الحَسُّ

العَطْفُ والرِّقَّة، بالفتح؛ وأَنشد للكُمَيْت:

هل مَنْ بكى الدَّارَ راجٍ أَن تَحِسَّ له،

أَو يُبْكِيَ الدَّارَ ماءُ العَبْرَةِ الخَضِلُ؟

وفي حديث قتادة، رضي اللَّه عنه: إِن المؤمن ليَحِسُّ للمنافق أَي يأْوي

له ويتوجع. وحَسِسْتُ له، بالفتح والكسر، أُحِسُّ أَي رَقَقْتُ له.

ومَحَسَّةُ المرأَة: دُبُرُها، وقيل: هي لغة في المَحَشَّة.

والحُساسُ: أَن يضع اللحم على الجَمْرِ، وقيل: هو أَن يُنْضِجَ أَعلاه

ويَتْرُكَ داخِله، وقيل: هو أَن يَقْشِرَ عنه الرماد بعد أَن يخرج من

الجمر. وقد حَسَّه وحَسْحَسَه إِذا جعله على الجمر، وحَسْحَسَتُه صوتُ

نَشِيشِه، وقد حَسْحَسَتْه النار، ابن الأَعرابي: يقال حَسْحَسَتْه النارُ

وحَشْحَشَتْه بمعنى. وحَسَسْتُ النار إِذا رددتها بالعصا على خُبْزَة

المَلَّةِ أَو الشِّواءِ من نواحيه ليَنْضَجَ؛ ومن كلامهم: قالت الخُبْزَةُ لولا

الحَسُّ ما باليت بالدَّسِّ.

ابن سيده: ورجل حَسْحاسٌ خفيف الحركة، وبه سمي الرجل. قال الجوهري:

وربما سَمَّوا الرجلَ الجواد حَسْحاساً؛ قال الراجز:

مُحِبَّة الإِبْرام للحَسْحاسِ

وبنو الحَسْحَاسِ: قوم من العرب.

الحس المشترك: هو القوة التي ترتسم فيها صور الجزئيات المحسوسة، فالحواس الخمسة الظاهرة، كالجواسيس لها، فتطلع عليها النفس من ثمة فتدركها، ومحله مقدم التجويف الأول من الدماغ، كأنها عين تتشعب منها خمسة أنهار. 

حسس


حَسَّ(n. ac. حَسّ)
a. Felt; perceived; knew.
b. Destroyed, annihilated; killed.
c. Curried, rubbed down (animal).
d. Placed upon the embers.
e.(n. ac. حَسّ) [Bi], Was certain, sure of.
حَسَّسَa. Caused to feel.
b. Woke; awoke.

أَحْسَسَ
a. [acc.
or
Bi], Felt; perceived, saw; knew.
تَحَسَّسَa. Listened to; sought to ascertain.
b. [Min], Asked, enquired about.
إِنْحَسَسَa. Was pulled out, extracted (tooth).

حِسّa. Sensation; feeling; sense, perception.
b. Low sound.
حِسَّةa. State, condition.

حِسِّيّa. Sensible, perceptible by the senses; sensuous, relating
to the senses.

مِحْسَسَةa. Curry-comb.

حَاْسِسَة
(pl.
حَوَاسّ [] )
a. Sense; organ of sense.

حَسَاْسa. Perception.

حَسِيْسa. Low sound.

حَاْسُوْسa. Scout.

حَوَاْسِسُ
a. [art.], The senses.
N. P.
حَسڤسَa. see 2yi
حَاسِّيَّة
a. see 21t

عدم دخول «قد» على خبر «كان»

عدم دخول «قد» على خبر «كان»

مثال: كَانَ انتهى من عمله
الرأي: مرفوضة
السبب: لعدم دخول «قد» على خبر «كان».

الصواب والرتبة: -كان انتهى من عمله [فصيحة]-كان قد انتهى من عمله [فصيحة]
التعليق: إذا كان الفعل الناسخ وفعل الخبر ماضيين معًا، أو مضارعين معًا، فمن المستحسن - وإن لم يبلغ حدَّ الوجوب- تصدير الخبر بـ «قد»، ويجوز عدم مجيئه. وقد ورد الوجهان في القرآن الكريم، فمن الأول: {عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ} الأعراف/185، ومن الثاني: {وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ} الأنعام/35.

جسس

(جسس) : الجَسِيسُ: الجاسُوسُ.
(جسس) - في حَديثٍ تَمِيمٍ ، رَضى الله عنه، قالت: "أَنَا الجَسَّاسَة"
إنما سُمِّيت به، لأنها تَتَجسَّس الأَخبَار للدَّجَّال.
ج س س: (جَسَّهُ) بِيَدِهِ أَيْ مَسَّهُ وَبَابُهُ رَدَّ، وَ (اجْتَسَّهُ) أَيْضًا مِثْلُهُ وَ (جَسَّ) الْأَخْبَارَ وَ (تَجَسَّسَهَا) تَفَحَّصَ عَنْهَا وَمِنْهُ (الْجَاسُوسُ) . 
جسس
قال الله تعالى: وَلا تَجَسَّسُوا
[الحجرات/ 12] ، أصل الجَسِّ: مسُّ العرق وتعرّف نبضه للحكم به على الصحة والسقم، وهو أخص من الحسّ، فإنّ الحس تعرّف ما يدركه الحس. والجَسُّ: تعرّف حال ما من ذلك، ومن لفظ الجسّ اشتق الجاسوس .

جسس


جَسَّ(n. ac. جَسّ)
a. Felt, touched.
b. Scrutinized, scanned, investigated; explored.
c. Spied out, pried into.

تَجَسَّسَa. see I (b) (c).
إِجْتَسَسَa. Enquired into, about.

مَجْسَس
مَجْسَسَة
(pl.
مَجَاْسِسُ)
a. Seat of feeling: mouth, palate; bosom &c.

جَسَّاْسa. see 40

جَاْسُوْس
(pl.
جَوَاْسِيْسُ)
a. Informer, spy.
b. Busy-body.
ج س س

جس الطبيب يده، ومجسته حارة. وجس الشاة: غبطها. وكيف ترى مجستها فتقول: دالة على السمن.

وفي مثل " أفواهها مجاسها " أي إذا رأيتها تجيد الأكل أولاً فكأنما جسستها.

ومن المجاز: جسوه بأعينهم، وفلان واسع المجس، كما تقول: رحيب الذراع، وفي ضده ضيق المجس، وإنّ في مجستك لضيقاً. وتجسسوا الأخبار وهو من جواسيس العدو. واجتست الإبل البارض: التمسته بأفواهها.
[جسس] جَسَّهُ بيده واجْتَسَّهُ، أي مسّه. والمَجَسَّةُ: الموضع الذي يَجُسُّهُ الطبيب. وفى المثل: " أفواهها مجاسها " ; لان الابل إذا أحسنت الاكل اكتفى الناظر إليها بذلك في معرفة سمنها من أن يجسها. وجسست الاخبار وتجسستها، أي تفحصت عنها. ومنه الجاسوس. وحكى عن الخليل: الجواس: الحواس. وقال ابن دريد: قد يكون الجس بالعين. وأنشد: فاعصوصبوا ثم جسوه بأعينهم * ثم اختفوه وقرن الشمس قد زالا * وجساس بن مرة الشيباني: قاتل كليب وائل.
(ج س س) : (الْجَسُّ) اللَّمْسُ بِالْيَدِ لِلتَّعَرُّفِ يُقَالُ جَسَّهُ الطَّبِيبُ إذَا مَسَّةُ لِيَعْرِفَ حَرَارَتَهُ مِنْ بُرُودَتِهِ وَجَسَّ الشَّاةَ لِيَعْرِفَ سِمَنَهَا مِنْ هُزَالِهَا مِنْ بَابِ طَلَبَ وَالْمَجَسَّةُ مَوْضِعُ الْجَسِّ وَقَوْلُهُ وَإِنْ كَانَتْ شَاةُ لَحْمٍ فَلَا بُدَّ مِنْ (الْمَجَسَّةِ) عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ أَوْ عَلَى أَنَّهَا فِي مَعْنَى الْمَصْدَرِ وَقَوْلُهُ (فَاجْتَسَّ) لَهُمْ أَمْرَ الْقَوْمِ أَيْ نَظَرَ فِيهِ وَالْتَمَسَهُ مِنْ الْجَاسُوسِ وَيُرْوَى بِالْحَاءِ مِنْ الْحَاسَّةِ.
ج س س : جَسَّهُ بِيَدِهِ جَسًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَاجْتَسَّهُ لِيَتَعَرَّفَهُ وَجَسَّ الْأَخْبَارَ وَتَجَسَّسَهَا تَتَبَّعَهَا وَمِنْهُ الْجَاسُوسُ لِأَنَّهُ يَتَتَبَّعُ الْأَخْبَارَ وَيَفْحَصُ عَنْ بَوَاطِنِ الْأُمُورِ ثُمَّ اُسْتُعِيرَ لِنَظَرِ الْعَيْنِ وَقِيلَ فِي الْإِبِلِ أَفْوَاهُهَا مَجَاسُّهَا لِأَنَّ الْإِبِلَ إذَا أَحْسَنَتْ الْأَكْلَ اكْتَفَى النَّاظِرُ إلَيْهَا بِذَلِكَ فِي مَعْرِفَةِ سِمَنِهَا وَقِيلَ لِلْمَوْضِعِ الَّذِي يَمَسُّهُ الطَّبِيبُ مِجَسَّةٌ وَالْجَاسَّةُ لُغَةٌ فِي الْحَاسَّةِ وَالْجَمْعُ الْجَوَاسُّ. 
باب الجيم مع السين ج س س، س ج ج مستعملان

جسس: جَسستُه بيدي أي لمستُه لأنظُرَ مَجَسَّه أي مَمَسَّه. والجَسُّ جَسُّ الخبر، ومنه التَّجَسُّسُ للجاسُوسِ. والجَسّاسةُ: دابَّةٌ في جَزيرة البحر تُجسّ الأخبارَ وتأتي الدَّجّال. والجَواسُّ من الإنسانِ: اليَدان والعَينان والفَمُ والشَّمُّ، الواحدةُ جاسَّةُ، ويقال بالحاء.

سجج: رمانة سجسجة أي لا حامِضةٌ ولا حُلوة.

وفي الحديث: الجَنَّةُ سَجسَجٌ. لا فيها حَرٌ يؤذي ولا بَردٌ.

والسَّجاجُ: لبن رقيق. 
[جسس]: "لا تجسسوا" ولا تحسسوا، هو بالجيم التفتيش عن بواطن الأمور في الشر غالباً، والجاسوس صاحب سر الشر. وقيل- بالجيم أن يطلبه لغيره- وبالحاء لنفسه، وقيل- بالجيم: البحث عن العورات- وبالحاء: الاستماع، وقيل بمعنى واحد في تطلب معرفة الأخبار. ك: الأول بجيم والثاني بحاء أو بعكسه. ط: بالجيم تعرف الخبر بتلطف، وبالحاء تطلبه بحاسة كاستراق السمع وإبصار الشيء خفية، وقيل: الأول في الشر والثاني يعم الخير والشر. ومنه ح تميم: أنا "الجساسة" يعني الدابة، سميت به لأنها تجسس الأخبار وهي بفتح جيم وتشديد مهملة، وروى: فإذا بامرأة فأما أن يكون له جساسان أو لأنه يتمثل تارة بصورة امرأة وأخرى بصوت دابة، أو سمي المرأة دابة، قوله: في الدير، أي دير النصارى، قوله: إما إن ذلك أي الإطاعة خير لهم، وأن يطيعوه بدل للتفسير، فإن قيل: هو مخذول ملعون كيف يتصور مدحه؟ قلت: لعله أراد الخير في الدنيا بالخلاص عن الاستيصال، أو صرفه الله عن الطعن فيه، قوله: في بحر الشام أو بحر اليمن، ردد الأمر لما رأى في الإلباس من المصلحة، ثم أضرب عن القولين مع حصول اليقين في أحدهما فقال: لا بل من قبل المشرق، قيل: لعله صلى الله عليه وسلم كان شاكاً في موضعه ثم أوحى أنه من قبل المشرق فجزم، وما في ما هو زائدة أو موصولة أي الذي هو فيه أو يخرج منه. ك ومنه: "فجسها" رجل بيده، وروى: فحسنها، من التحسين، وح: يصلي حيث شاء ولا "يتجسس" بجيم أو بحاء مهملة وبالضم أو بالجزم أي لا يتفحص موضعاً يصلي فيه.

جسس: الجَسُّ: اللَّمْسُ باليد. والمَجَسَّةُ: مَمَسَّةُ ما تَمَسُّ.

ابن سيده: جَسَّه بيده يَجُسُّه جَسّاً واجْتَسَّه أَي مَسَّه ولَمَسَه.

والمَجَسَّةُ: الموضع الذي تقع عليه يده إِذا جَسَّه. وجَسَّ الشخصَ بعينه:

أَحَدَّ النظر إِليه ليَسْتَبِينَه ويَسْتَثْبِتَه؛ قال:

وفِتْيَةٍ كالذُّبابِ الطُّلْسِ قلت لهم:

إِني أَرى شَبَحاً قد زالَ أَوْ حالا

فاعْصَوْصَبْوا ثم جَسُّوه بأَعْيُنِهم،

ثم اخْتَفَوْه وقَرنُ الشمس قد زالا

اختفوه: أَظهروه. والجَسُّ: جَسُّ الخَبَرِ، ومنه التَجَسُّسُ. وجَسَّ

الخَبَرَ وتَجَسَّسه: بحث عنه وفحَصَ. قال اللحياني: تَجَسَّسْتُ فلاناً

ومن فلان بحثت عنه كتَحَسَّسْتُ، ومن الشاذ قراءة من قرأَ: فَتَجَسَّسُوا

من يوسف وأَخيه. والمَجَسُّ والمَجَسَّة: مَمَسَّةُ ما جَسَسْتَه بيدك.

وتَجَسَّسْتُ الخبر وتَحَسَّسْته بمعنى واحد. وفي الحديث: لا تَجَسَّسُوا؛

التَّجَسُّسُ، بالجيم: التفتيش عن بواطن الأُمور، وأَكثر ما يقال في

الشر. والجاسُوسُ: صاحب سِرِّ الشَّر، والناموسُ: صاحب سرِّ الخير، وقيل:

التَّجَسُّسُ، بالجيم، أَن يطلبه لغيره، وبالحاء، أَن يطلبه لنفسه، وقنيل

بالجيم: البحث عن العورات، وبالحاء الاستماع، وقيل: معناهما واحد في تطلب

معرفة الأَخبار. والعرب تقول: فلان ضَيِّقُ المَجَسِّ إِذا لم يكن واسع

السِّرْبِ ولم يكن رَحيب الصدر. ويقال: في مَجَسِّكَ ضِيقٌ. وجَسَّ إِذا

اختبر. والمَجَسَّةُ: الموضع الذي يَجُسُّه الطبيب. والجاسُوسُ: العَيْنُ

يَتَجَسَّسُ الأَخبار ثم يأْتي بها، وقيل: الجاسُوسُ الذي يَتَجَسَّس

الأَخبار.

والجَسَّاسَةُ: دابة في جزائر البحر تَجُسُّ الأَخبار وتأْتي بها

الدجالَ، زعموا. وفي حديث تميم الداري: أَنا الجَسَّاسَة يعني الدابة التي رآها

في جزيرة البحر، وإِنما سميت بذلك لأَنها تجُسُّ الأَخبار للدجال.

وجَواسُّ الإِنسان: معروفة، وهي خمس: اليدان والعينان والفم والشم

والسمع، والواحدة جاسَّة، ويقال بالحاء؛ قال الخليل: الجَواسُّ الحَواسُّ. وفي

المثل: أَفواهُها مَجاسُّها، لأَن الإِبل إِذا أَحسنت الأَكل اكتفى

الناظر بذلك في معرفة سمنها من أَن يَجُسَّها. قال ابن سيده: والجَواسُّ عند

الأَوائل الحَواسُّ.

وجَسَّاس: اسم رجل؛ قال مُهَلْهِلٌ:

قَتِيلٌ، ما قَتِيلُ المَرْءِ عَمْرٍو؟

وجَسَّاسُ بنُ مُرَّةَ ذو ضَريرِ

وكذلك جِسَاسٌ؛ أَنشد ابن الأعرابي:

أَحْيا جِساساً، فلما حانَ مَصْرَعُه،

خَلّى جِساساً لأَقْوام سَيَحْمُونَه

وجَسَّاسُ بنُ مُرَّة الشَّيْباني: قاتلُ كُلَيبِ وائلٍ: وجِسْ: زَجْرٌ

للإِبل.

جسس
جسَّ جَسَسْتُ، يَجُسّ، اجْسُسْ/جُسَّ، جَسًّا، فهو جاسّ، والمفعول مَجْسوس
• جسَّ الخبَرَ: بحث عنه وفحصه.
• جسَّ الأرضَ: وَطِئها.
• جسَّ الطَّبيبُ بطنَ المريض: مسَّها، فحصها بلمس اليد "جسَّ طريقَه في الظَّلام- جسّ نبضَ الرأي العام: حاول معرفته، استطلعه" ° جسَّ نبضَ فلان: حاول مَعْرِفة رأيه أو ميوله. 

تجسَّسَ/ تجسَّسَ على يتجسَّس، تجسُّسًا، فهو مُتجسِّس، والمفعول مُتجسَّس
• تجسَّس الخبرَ: استطلعه وبحث عنه، تفحَّصه بطريقة غير مشروعة "تجسَّس له أخبارًا- {وَلاَ تَجَسَّسُوا} ".
• تجسَّس الشَّخصَ/ تجسَّس على الشَّخصِ: قام بجمع المعلومات عنه لجهةٍ ما "تجسَّس على الأعداء- ضبطت المخابرات شبكة تجسُّسٍ جديدة". 

جاسوس [مفرد]: ج جواسيسُ: مَنْ يقوم بجمع معلومات سِرّيَّة لجهة معيَّنة "من جواسيس العدوّ- تمّ ضبط عدد من الجواسيس في الآونة الأخيرة" ° جاسوس مزدوج: مَنْ يعمل لحساب طرفين متنافسين، أو يعمل في خدمة دولتين في الوقت نفسه ويخدع إحداهما أو الاثنتين معًا. 

جاسوسيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى جاسوس: "مهمّة/ شبكة جاسوسيّة".
2 - مصدر صناعيّ من جاسوس: مهارة جمع المعلومات عن شخص أو جهة أو نحوهما لصالح فرد أو جهة أخرى معادية "الجاسوسيّة جريمة ضدّ أمن الدَّولة".
3 - مُنظَّمة تؤلِّفها الدول لتتجسَّس لها الأخبار وتستطلعها. 

جَسّ [مفرد]: مصدر جسَّ. 
1175 - 
مَجَسّ [مفرد]: ج مَجاسُّ: اسم مكان من جسَّ ° أفواهُها مجاسُّها: أي من ظاهر الأشياء تُعرف البواطن- خشِن المَجَسّ: ذو سطح خَشِن- ضيِّق المَجَسّ: ليس برحب الصَّدر. 

مِجَسّ [مفرد]: ج مِجاسُّ: اسم آلة من جسَّ: مِجْهَر؛ آلة يستعان بها على رؤية الذرّات الصغيرة في الأجزاء الدقيقة واستعملت في مقام الآلة المعروفة بالمِكرسكوب ° مِجَسّ ميكانيكيّ: آلة استشعاريّة من شأنها كشف الموادّ المتفجِّرة. 

مِجَسَّة [مفرد]: ج مِجاسّ ومِجَسَّات: اسم آلة من جسَّ: مِجَسّ، مِجْهرٌ؛ آلة يُستعان بها على رؤية الذرّات الصغيرة والأجزاء الدقيقة واستعملت في مقام الآلة المعروفة بالمِكرسكوب. 
جسس
جَسَّه بِيَدِه: أي مَسَّه.
والمَجَسَّة - بالفتح -: الموضع الذي يَجُسُّه الطبيب.
وفي المَثَل: أفواهها مَجَاسُّها. لأن الإبل إذا أحسَنَتِ الأكل اكتفى الناظر بذلك في معرفة سِمَنِها من أن يَجُسَّها ويَضْبِثَها. ويُروى أحناكُها مجاسُّها، قال أبو زيد: إذا طَلَبَت كلأً جَسَّت برؤوسها وأحناكها، فإن وَجَدتَ مَرْتَعاً رمت برؤوسها فَرَتَعَت وإلاّ مَرّت، فالمَجاسُّ - على هذا - المواضع التي تجسًّ بها هي. يَضْرَبُ في الرواية الأولى في شواهد الأشياء الظاهرة التي تعرب عن بواطنها.
والعرب تقول: فلان ضيَّق المَجَسَّة: إذا لم يكن واسع السَّرب ولم يكن رَحيب الصدر. ويقال: في مَجَسِّكَ ضِيْقٌ.
وقال ابن عبّاد: الجَسُّ: جَسُّ النَّصِيِّ والصِّلِّيان حيث يخرج من الأرض على غير أرُومة.
وجسَسْتُ الأخبار أجُسُّها جَسّاً: أي تَفَحَّصْتَ عنها. ومنه الجاسوس: وهو صاحب سِرِّ الشرِّ، والحاسوس والناموس: صاحب سرِّ الخير.
وحُكِيَ عن الخليل: الجَواسُّ: الحَواسُّ. وقال ابن دريد: وقد يكون الجَسُّ بالعينِ؟ أيضاً -، يُقال جَسَّ الشَّخصُ بعينِه: إذا أحَدَّ النظر إليه ليَسْتَثْبِتَ، وانشد:
وفِتيَةٍ كالذئاب الطُّلْسِ قُلتُ لهم ... إنّي أرى شبحاً قد زال أو حالا
فاعْصَوْصَبُوا ثمَّ جَسُّوه بأعيُنِهم ... ثم اخْتَفَوهُ وقَرْنُ الشَّمْسِ قد زالا
قال: اختَفَوه: أظْهَروه، يقال خَفَيتُ الشيءَ: إذا أظهرتَه؛ واختفى - افتَعَل -: من ذلك. انتهى ما قاله ابن دريد. قال الصَّغاني مؤلف هذا الكِتاب: الصَّوابَ " حَسُّوْه " بالحاء المهملة، يقال: حَسَّه وأحَسَّه، والبَيتان لعُبَيد بن أيوب العنبري، والرِّواية في البيت الثاني:
فاهْزَوْزَعُوا ثمَّ حَسُّوهُ بأعيُنِهم ... ثمَّ اخْتَتَوْهُ
بتاءين. اهْزَوْزَعُوا: أي تحرَّكوا وتنَبَّهوا حتى رأوه، واختَتَوه: أي أخذوه.
والجَسيس: الجاسوس.
وقال الليث: الجَسّاسّة: دابَّة تكون في جزائر البَحَر تَجُسُّ الأخبار فتأتي بها الدَّجّال.
والجسّاس: الأسد الذي يؤثِّر في الفريسة ببراثِنِه فكأنَّه قد جَسَّها، ومنه قول مالك بن خالد الخُناعي؛ ويُروى لأبي ذؤيب الهُذَلي - أيضاً -؛ في صفةِ الأسد:
صعب البديهة مَشبوب أظافِره ... مُواثِبٌ أهْرَتُ الشِّدْقَيْنِ جَسّاس
ويُروى: نِبراس. وقال أبو سعيد الحسن بن الحسين السُّكَّري: جَسّاس: يَجُسُّ الأرض أي يَطَؤها.
وجَسّاس بن قُطَيب أبو المقدام: راجِز.
وجَسّاس بن مُرَّة بن ذهل بن شيبان: قاتل كُلَيب وائل.
وعبد الرحمن بن جسّاس المِصري: من أتباع التابعين.
وجِسَاس - بالكسر وتخفيف السين -: هو جِساس بن نُشْبة بن ربيع بن عمرو بن عبد الله بن لؤي بن عمرو بن الحارث بن تَيم الله بن عبد مناة بن أُدٍّ.
وقال ابن دريد جِسَّ - بالكسر -: زَجرُ للبعير لا يتصرّف له فِعْل.
وقوله تعالى:) ولا تَجَسَّسُوا (قال مجاهد: أي خُذوا ما ظَهَرَ ودَعُوا ما سَتَرَ الله عزَّ وجل. والتجسُّس: التَّفَحُّص عن بواطِن الأمور، وأكثر ما يقال ذلك في الشر. وقيل: التجسُّس: البحث عن العورات.
واجْتَسَّت الإبل الكَلأَ: رَعَتْه بمَجَاسِّها.
واجتَسَّ الشيء: أي جسَّه بيدِه.
والتركيب يدل على تَعَرُّف الشيء بِمَسٍ لطيف.
جسس
{الجَسُّ: المَسُّ باليَد،} كالاجْتِساس، وَقد {جَسَّهُ بيدِه} واجْتَسَّه، أَي مَسَّه وَلَمَسه. ومَوْضِعُه الَّذِي تقعُ عَلَيْهِ يَدَاهُ إِذا جَسَّه: المَجَسَّة، {كالمجَسِّ، وَيُقَال:} مَجَسَّتُه حارَّةٌ. منَ المَجاز: الجَسُّ: تَفَحُّصُ الأخبارِ والبحثُ عَنْهَا، {كالتَّجَسُّس، قَالَ اللِّحْيانيُّ:} تجَسَّسْتُ فلَانا، وَمن فلانٍ: بَحَثْتُ عَنهُ، {كَتَجَسَّسْتُ، وَمن الشاذِّ قراءةُ من قَرَأَ:} فَتَجَسَّسُوا من يوسُفَ وأخيه وَقيل: {التَّجَسُّسُ بِالْجِيم: أَن يَطْلُبَه لغَيرِه، وَبِالْحَاءِ: أَن يَطْلُبَه لنَفسِه، وَقيل: بِالْجِيم: البحثُ عَن العَورات، وَبِالْحَاءِ: الاستِماع، ومعناهما واحدٌ فِي تطَلُّبِ مَعْرِفةِ الأخبارِ وَمِنْه} الجاسوسُ {والجَسيسُ، كأميرٍ: لصاحبِ سِرِّ الشَّرِّ، وَهُوَ العَينُ الَّذِي} يَتَجَسَّسُ الأخبارَ، ثمّ يَأْتِي بهَا، والناموس: صاحبُ سِرِّ الخَير. قَالَ الْخَلِيل: {الجَوَاسُّ: الحَواسُّ. ونسَبُه ابنُ سِيدَه للأوائل، وَهِي خَمْسٌ: اليَدانِ والعَينانِ والفَمُ، والشَّمُّ، والسَّمعُ، والواحدةُ حاسَّةٌ، وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: وَقد يكون بالعَينِ أَيْضا. قلتُ: واستِعمالُه فِي غيرِ اليدِ مَجازٍ. وَفِي المثَل: أَحْنَاكُها، أَو يُقَال: أَفْوَاهُها} مَجَاسُّها، وإنّما قيل ذَلِك لأنّ الإبلَ إِذا أَحْسَنتْ الأكلَ اكْتفى الناظرُ بذلك فِي مَعْرِفةِ سِمَنِها من أَن {يَجُسَّها ويَضْبِثَها. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: إِذا رَأَيْتَها تُجيدُ الأكلَ أوّلاً فكأنّما} جَسَسْتَها، وَيَقُولُونَ: كَيفَ ترىَ {مَجَسَّتَها فَتَقول: دالَّةٌ على السِّمَن. يُضرَبُ فِي شَواهِدِ الأشياءِ الظاهرةِ المُعْرِبَةِ عَن بَواطِنِها. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: إِذا طَلَبَتْ كَلأً} جَسَّتْ برؤوسِها وأَحْنَاكِها فَإِن وَجَدَتْ مَرْتَعاً رَمَتْ برؤوسِها فَرَتَعتْ، وإلاّ مَرَّتْ،.
{فالمَجاسُّ على هَذَا: المَواضِعُ الَّتِي} تجُسُّ بهَا هِيَ. منَ المَجاز قولُهم: فلانٌ ضَيِّقُ {المَجَسَّةِ} والمَجَسِّ، إِذا كَانَ غير رَحيبَ الصَّدْر وَلم يكن واسعَ السِّرْب، وَيُقَال: فِي {مَجَسِّكَ ضِيقٌ. منَ المَجاز عَن ابنِ دُرَيْد:} جَسَّه بعَينِه، إِذا أحَدَّ النَّظرَ إِلَيْهِ ليَسْتَثْبِتَ ويَستَبين، قَالَ الشَّاعِر:
(وفِتْيةٍ كالذِّئابِ الطُّلْسِ قلتُ لهمْ ... إنِّي أرى شَبَحَاً قد زالَ أوْحالا)

(فاعْصَوْصَبُوا ثمّ! جَسُّوه بأَعيُنِهم ... ثمّ اخْتفَوْهُ وقَرْنُ الشمسِ قد زَالا)
اخْتَفَوْه: أَظْهَروه، وَهَكَذَا أنْشدهُ الجَوْهَرِيّ، وَحَكَاهُ عَن ابنِ دُرَيْدٍ، وَقَالَ الصَّاغانِيّ: هُوَ فِي حكايته عَنهُ صادقٌ، وَلكنه تَصحيفٌ، والروايةُ حَسُّوه بِالْحَاء، يُقَال: حَسَّهُ وأَحَسَّه بِمَعْنى، والبيتان لعُبَيْدِ بنِ أيوبَ العَنْبَريِّ، وَالرِّوَايَة:
(فاهْزَوْزَعوا ثمّ حَسُّوه بأَعيُنِهم ... ثمّ اخْتَتَوْهُ وقَرنُ الشمسِ قد زَالا) اهْزَوْزَعوا: تحرَّكوا وانتبهوا حَتَّى رَأَوْه، واخْتَتَوْه: أَخَذُوهُ. قلتُ: ومثلُه بخطِّ أبي زكرِيّا فِي دِيوانِه، وَقَالَ: حَسُّوه، وأَحَسُّوا بِمَعْنى. {والجَسّاسَة: دابّةٌ تكونُ فِي الجزائرِ} تَجُسُّ الْأَخْبَار، فتأتي بهَا الدَّجَّال. قَالَه اللَّيْث، زَاد فِي اللِّسان: زَعَمُوا. وَهِي المَذكورةُ فِي حديثِ تميمٍ الدّارِيِّ. منَ المَجاز: {الجَسّاسُ ككَتّانٍ: الأسدُ المُؤَثِّرُ فِي الفريسةِ ببَراثِنِه، فكأنّه قد} جَسَّها، وَمِنْه قولُ مالكِ بنِ خالدٍ الخُناعيِّ ويُروى لأبي ذُؤَيْبٍ أَيْضا، فِي صفةِ الْأسد:
(صَعْبُ البَديهةِ مَشْبُوبٌ أظافِرُه ... مُواثِبٌ أَهْرَتُ الشِّدْقَيْنِ {جَسّاسُ)
وَقَالَ أَبُو سعيدٍ الحسنُ بنُ الْحُسَيْن السُّكَّرِيُّ: جَسَّاسٌ} يَجُسُّ الأرضَ، أَي يَطَؤُها. {جَسّاسُ بنُ قُطَيْبٍ أَبُو المِقْدامِ: راجِزٌ.} جَسّاسُ بنُ مُرَّةَ الشَّيْبانيُّ: قاتلُ كُلَيْبِ بنِ وائلِ وبسبَبِه هاجَتْ حَرْبُ بكرٍ وتَغلِبَ بنِ وائلٍ، كَمَا تقدّم فِي بسّ، وَفِيه يَقُول مُهْلَهِلٌ:
(قَتيلٌ مَا قَتيلُ المَرءِ عَمْروٍ ... {وجَسّاسُ بنُ مُرَّةَ ذُو ضَريرِ)
وَقَتَله هِجْرِسُ بنُ كُلَيْبٍ، وَله كلامٌ تقدّم فِي زرر. وعبدُ الرحمنِ بنُ جَسّاسٍ المِصريّ: من أتباعِ التَّابِعين.} وجَسّاسُ بنُ محمدٍ: من المُحدِّثين.! جِسَاسٌ، ككَتِابٍ ابنُ نُشْبَةَ بن رَبيع التَّميميّ بنِ عَمْرِو بنِ عَبْد الله بنِ لؤيِّ بنِ عَمْرِو بنِ الحارثِ بنِ تَيْمِ الله بنِ عبدِ مَناةَ بنِ أُدّ: أَبُو قبيلةٍ، من ولَدِه مُزاحِمُ بنُ زُفَرَ بنِ عِلاج بن الحارثِ بنِ عامرِ بنِ جَسّاسٍ، عَن شُعبَةَ، وَعنهُ أَبُو الربيعِ الزَّهْرانيُّ، أَخُوهُ عثمانُ بنُ زُفَر: حدَّثَ عَن يوسفَ بن مُوسَى القَطّانِ وغَيرِه، وَأنْشد ابْن الأَعْرابِيّ:
(أَحْيَا {جِسَاساً فلمّا حانَ مَصْرَعُه ... خَلَّى جِسَاساً لأقوامٍ سَيَحْمونَهْ)
} وجِسْ، بالكَسْر: زَجْرٌ للبعير، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: لم يَتَصَرَّفْ لَهُ فِعلٌ. قَوْله تَعالى: وَلَا {تَجَسَّسُوا قَالَ مُجاهد: أَي خُذوا مَا ظَهَرَ ودَعوا مَا سَتَرَ اللهُ عزَّ وجلَّ، أَو لَا تَفْحَصوا عَن بَواطنِ الْأُمُور، أَو لَا تبحثوا على العَوْرات، كلّ ذَلِك من مَعَاني} التَّجَسُّس، بِالْجِيم، وَقد تقدّم الفرقُ بَينه وَبَين)
التَّحَسُّس، بالحاءِ، وَهُوَ مَجاز. منَ المَجاز: {اجْتَسَّتِ الإبلُ الكَلأَ، إِذا رَعَتْه} بمَجاسِّها، أَي أَفْوَاهِها، وَفِي الأساس: الْتَمَسَتْه بأَفْواهِها. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {الجَسُّ:} جَسُّ النَّصِيِّ والصِّلِّيَانِ حيثُ يخرجُ من الأرضِ على غيرِ أُرُومةٍ. وَيُقَال: {جَسَّ الأرضَ} جَسَّاً: وَطِئَها، وَمِنْه سُمِّيَ الأسدُ {جَسّاساً. وهاشمُ بنُ عبدِ الواحدِ} الجَسّاس: كُوفيٌّ روى عَن جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّد بنِ شاكرٍ، وإبراهيمُ بنُ الوليدِ الجَسّاسُ يروي عَن أبي بكرٍ الرَّماديّ. وعبدُ السلامِ بنُ حمدون! جَسُّوس كتَنُّورٍ: حدَّثَ عَن إمامِ الجماعةِ سيِّدي عبدِ القادرِ الفاسيِّ وغيرِه، وَعَن شيخِ مَشايِخنا مُحَمَّد بن عَبْد الله السِّجِلْماسيِّ، وَمُحَمّد بنُ عبد الرزّاقِ بنِ عبدِ الْقَادِر بنِ! جَسّاسٍ الأَرِيحيُّ الدمشقيُّ، سَمِعَ على الزَّيْنِ العراقيِّ والهَيْثَميِّ، مَاتَ سنة.

حسى

(حسى) الحسى حساه
حسى
حِسْيٌ: مَوْضِعٌ سَهْلٌ يَسْتَنْقِعُ فيه الماءُ، والجَميعُ: الأحْسَاءُ. واحْتَسَيْنا حِسْياً: حَفَرْناه. وذو حُسَيً: مَوْضِعٌ. وتَحَسَّيْتُ الخَبَرَ: بمعنى تَحَسَّسْتُ، وحَسِيْتُه. ورَجُلٌ حَسٌ للأخْبارِ أشَدَّ الحَسى. وحَسِيْتُ به عَلِمْتَه. وأحَسْنَ به.

حس

ى1 حَسَى حِسْيًا: see 8.

A2: حَسِيتُ الخَبَرَ i. q. حَسِسْتُ [i. e. I knew the news certainly; or knew somewhat of the news; see 4 in art. حس]; as also الخَبَرَ ↓ أَحْسَيْتُ. (S, TA.) And حَسِىَ مَا فِى

نَفْسِهِ He knew what was in his mind; as also ↓ احتساهُ. (K.) One says also, مِنْ ↓ هَلِ احْتَسَيْتَ فُلَانٍ شَيْئًا, meaning Hast thou found, or discovered, [or learned,] anything from such a one? (Az, TA.) 4 أَحْسَىَ see 1.8 احتسى He dug out the sand from a حِسْى

to procure the water beneath: (S:) he dug out the earth for the water to come forth: (TA:) and احتسى حِسْيًا (T, K) he fetched out, by digging, the water of a حِسْى; so as heard by Az from more than one of Benoo-Temeem: (TA:) or he dug a حِسْى; as also ↓ حَسَاهُ. (K.) b2: [Hence,] (assumed tropical:) He asked, or sought, information, news, or tidings. (TA.) b3: See also 1, in two places.

حَسْىٌ: see what next follows.

حِسْىٌ (T, S, K) and ↓ حِسًى (Ahmad Ibn-Yahyà, AAF, K) and ↓ حَسْىٌ, accord. to the K, but this is unknown, and the correct word is حَسًا, [or rather ↓ حَسًى,] mentioned by IAar, (TA,) Water which the earth imbibes from sand [above it], and which, when it reaches what is hard, is arrested thereby: one digs out the sand from over it, and draws it forth: (S:) or accumulated sand, beneath which is hard rock, so that, when the sand is rained upon, it imbibes the water of the rain, which, reaching the rock beneath, is arrested thereby, and the sand prevents the heat of the sun from drying up the water; wherefore, when the heat is vehement, the upper portion of the sand is dug out from over the water, and it wells forth, cold and sweet, and is taken by little and little: (Az, TA:) or soft, or plain, ground, in which water remains and collects: or rugged ground, over which is sand, that collects the rainwater; so that whenever a bucketful is drawn forth, another collects: (K, TA:) so in the M: (TA:) pl. [of pauc.] أَحْسَآءٌ (S, K) and [of mult.] حِسَآءٌ: (K:) أَحْسَآءٌ is syn. with كِرَارٌ. (S.) [See also حَشْرَجٌ.] b2: حِسْىٌ also signifies A small quantity of water; and so ↓ حَسَآءٌ. (Th, TA.) حَسًى: see حِسْىٌ.

حِسًى: see حِسْىٌ.

حَسَآءٌ: see حِسْىٌ.

حَصَل على الشَّهادة

حَصَل على الشَّهادة
الجذر: ش هـ د

مثال: حصل على الشَّهادة الثانوية
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن الكلمة لم ترد في المعاجم القديمة بهذا المعنى، بل جاءت بمعنى الخبر القاطع.
المعنى: وثيقة تثبت حصول الطالب على الثانوية

الصواب والرتبة: -حصل على الشَّهادة الثانوية [فصيحة]
التعليق: وردت «الشهادة» في المعاجم القديمة بمعنى الخبر القاطع، واستعملت حديثًا للتعبير عن الوثيقة التي تثبت صحة هذا الخبر، فهي شهادة مكتوبة. وقد استعملتها بهذا المعنى بعض المعاجم الحديثة كالمنجد والأساسي.

قوى

(قوى) الرجل أَو الشَّيْء أبدله مَكَان الضعْف قُوَّة
قوى: قوي. يقال قوي الخبر وقويت الإشاعة بمعنى تأكد وثبت حدوثه.
ففي النويري (الأندلس ص476): إلى أن قوي عندهم الخبر بدخول محمد القصر.
قوي: تشجع، تجترأ، حزم امره. (أخبار ص69).
قوي على: قدر، اطاق، استطاع، تمكن. (فوك).
قوي على: ملك من المال ما يمكنه من عمل شيء. (أخبار ص43) وكذلك قوي فقط (اخبار ص66).
قوي على: تفوق على، انتصر على. (بوشر).
قوي عن: ما إليه ميلا شديدا (كوسج طرائف ص96).
قوي (بالتشديد): جعله قويا، أبدله مكان الضعف قوة. قوي: جعله يستطيع ان يقوم بما يحتاج إليه من طعام وكساء وغيرهما، عاله. ففي أخبار (ص70): فأخرج إليهما ألف دينار وقال قوياهم بهذه.
وفي (ص71) منه: وأعطوها الناس تقوية لهم.
قوى: جهز الجندي بما يحتاج إليه وبخاصة السلاح (معجم البلاذري، معجم الطرائف).
قوى: زود سكان المدينة بالسلاح والمؤن والكعام (معجم الطرائف).
قوى fomecer وفي معجم الكالا بمعنى جهز. مون.
قوى: سلف البذور إلى من يحتاج إليها. قدم التقاوي إلى من يحتاج إليها: (مملوك 1، 1: 142).
قوى: أثار هيج. حوض، حض: شجع نشط (الكالا). وفي أخبار (ص86): ولحق بابن معوية كل من قوته نفسه على ذلك.
قوى: جعله محتملا قريبا من لحق. (بوشر).
قوى عزمه: جعله وقحا سفيها، (بوشر).
قاوى. قاواه: تبارى معه، باراه، وصارعه، وكافحه. (بوشر).
أقوى. أقوى من: خلا من (زيشر 12: 64، انظر ص 79 رقم 2).
تقوى. تقوى ب: اعتد ب تجهز، اتخذه عدة. ففي معجم الطرائف: ونهب الفرنج خيامهم وتقووا باسلحتهم.
تقوى بهذا المال على شيء: صار في استطاعته بفضل هذا المال أن يفعل شيئا: ففي أخبار (ص70): فتنقوي بهذا المال على ما نريد .. ويقول السرخسي (معجم البلاذري): أعطاه المال ليتقوى به على الجهاد.
تقوى: تشجع. (الكالا).
تقوى على: تشجع على. (بوشر).
تقوى على فلان: في دي ساسي (ديب 11: 44): لا يتقوى عليهم أحد ولا يؤذيهم.
وقد ترجمها الناشر إلى الفرنسية بما معناه: لا يجترئ عليهم أحد ولا يتعدى عليهم.
تقوى بفلان على آخر: استطاع أن يصمد ويثبت بفلان أمام الآخر ويقاومه: (معجم الطرائف).
تقوى عليه ب: تفوق عليه ب: وانتفع منه (بوشر).
تقاوى على فلان: خاصمه، شاجره، نازعه، لاحاه. ألف ليلة 3: 189).
تقاوى مع: اختبر قواه مع. (بوشر).
تقاوى عليه ب: تفوق عليه ب: وانتفع منه تقوى عليه ب. (بوشر).
استقوى: ذكرها فريتاج في معجمه ولم يذكر نصا يؤيده. وقد وردت في كليلة ودمنة (ص194).
قوة: قدرة، استطاعة: طاقة. (المقدمة 2: 338).
قوة: رجولية، طاقة وقدرة على الانسال. (دي ساسي طرائف 2: 85).
قوة: قدرة مالية. ففي أخبار (ص24): فإن أمرني أمير المؤمنين ببنيان سور المدينة فعلت فإن قبلي قوة على ذلك من خراجها.
قوة: ذخائر حربية: ففي حبان (ص85 ق): ادخل فيها (في القصبة) الندب والقوة.
وفي ابن الأثير (11: 82): فبلغ نحو مائتي وخمسين شيئنيا مملوءة رجالا وسلاحا وقوة. (انظر إضافات ص18، واحذف أماري ص293 رقم 2). وفي أماري (ص237): أسطول بعدد وقوة عظيمة.
قوة: حماية، مساعدة، عون.
ففي النويري (أفريقية ص18 و): يا بني تميم لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد.
قوة السير: سير حثيث. ففي فريتاج (أمثال ص64): وقد تعبت خيولهم وضعفت لقوة السير وقلة الزاد والعلف.
قوي: جمعه قوى في معجم (الكالا).
بالقوى: بقوة، بشدة، بعنف (ألف ليلة برسل 4: 168).
قوية العمارة: مدينة قوية العمارة: كثيرة السكان (ابن جبير ص125) = كثيرة الخلق) كما جاء في رحلة ابن جبير بعد ذلك.
قوية: تستعمل وصفا بمعنى: كثير، كثير جدا. يقال: قوي مليح أي جيد جدا. (بوشر) وفي ألف ليلة (برسل 3: 270): أن موضعي هذا قوي مليح.
وفيها أيضا (9: 203): كان مليح قوي.
قوي: بكثرة، بإفراط. (ألف ليلة برسل 9: 315، 316).
قوي: نشيط، ذو حيوية، حازم، جريء، رابط الجأش، جسور، مقدام. (بوشر).
قوي: جسيم، بدين، واسم التفضيل أقوى. ففي ألف ليلة (برسل 4: 26): وكان الرائس ذو جثة وما فينا أقوى منه.
قوي: غني، ثري، موسر. (ابن بطوطة 2: 181، 400). وفي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص77): أمر بفتح المخازن المعدة لاختزان الطعام ففتحت للعامة وفرقت عليهم فذكر أنها كانت بثمن للأقوياء وبغير ثمن للضعفاء.
قوي: كئيب، حزين، سوداوي، ممرور (الكالا).
قواء. أكله القواء: أي ذهاب الزاد والجوع (ديوان الهذليين ص156).
أقوى على: أخص، أحق، (معجم البلاذري).
أقوى: أجسم، أضخم جثة (انظرها في مادة قوي).
تقوية: حبوب تمنح للفلاحين طعاما لهم قبل موسم الحصاد ثم يعيدونها بعد هذا الموسم. (مملوك 141: 141) وفي محيط المحيط: والعامة تستعملها لما يعطى الفلاح من العون المالي لتمشية الأرض وتجمعها على تقاو.
وفي معجم بوشر: تقاوي بذور للزرع.
تقوية: مجلس الشراب، (الكالا، فبريجا).
تقوية الأولاد: تمرين الأولاد في اصطلاح الكتاتيب (بوشر).
تقوية: مثل قوي ب: بمعنى اتهم ب: وأرى أن تقوية تعني التحقيق الجنائي عند حيان -بسام (1: 128و). ففيه: أن القاسم بن محمد الذي كان حكمه أكثر سماحة من حكم أخيه على أمر بإسقاط رسم التقوية واظهر البراءة منها وأقضى السعادة (السعاة) وطردهم واقر القاضي والحكام والحرمة (والخدمة؟) على منازلهم.
مقو: ذكرت في ديوان الهذليين (ص156).
مقو: معيد، من يشرح للتلاميذ درس المدرس. من يراجع الدرس ويكرره على التلاميذ. (بوشر).
مقوى. ورق مقوى: كارتون، كرتون. (همبرت ص112) ويقال أيضا مقوى فقط وجمعه بالألف والتاء. بطاقة، وطبقات من الورق الصق بعضها على بعض (بوشر، همبرت ص112).
(قوى) : الأَقْتِواءُ: المَعْتَيَةُ.

قو

ى1 قَوِىَ and ↓ تَقَوَّى (S, K) and ↓ اِقْتَوَى (K) He became strong: (S, K:) vigorous, robust, or sturdy; like اِشْتَدَّ, or the last signifies he became excellent in strength. (TA.) b2: قَوِىَ عَلَيْهِ He had strength, or power, sufficient for it; or he had strength, or power, to endure it; he prevailed against it; namely, travel, adversity, &c. And He or it, prevailed over him, or it. b3: See 4. b4: قَوِىَ is [said to be] originally قَوِوَ, because it is from القُوَّةُ: (I'Ak, p. 368:) but Lth holds قُوَّةٌ to be [anomalous,] originally قُويَةٌ. (TA.) I prefer the former opinion, and think it should be mentioned in art. قو, or I would rather head this art. قو or قوى, like غو or غوى. ISd holds قُوَّةٌ to be from قوو, like ثُوَّةٌ, q. v. from ثوو.2 قَوَّاهُ : see شَدَّهُ. b2: قَوَّانِى عَلَيْهِ: see 2 in art. طوق.3 قَاوَاهُ He vied with him, strove to surpass him, or contended with him for superiority, (S, K,) in strength: (TA:) i. q. شَادَّهُ. (A, L in art. شد.) 4 أَقْوَتِ الدَّارُ The house became empty, vacant, or unoccupied; (S, Mgh, Msb, K;) as also ↓ قَوِيَت. (S, K.) 5 تَقَوَّى He strengthened himself; made himself, or constrained himself to be, strong; affected, or endeavoured to acquire, strength. See 1. b2: تَقَوَّى مِنَ الشَّىْءِ بِقَوْمِهِ: see تَمَنَّعَ.8 إِقْتَوَىَ see 1.

فُوَّةٌ Strength, power, potency, might, or force; contr. of ضَعْفٌ; (S, K;) in body, and in intellect: (TA:) vigour, robustness, or sturdiness; like شِدَّة. b2: قُوَّةٌ A strand; i. e., a single twist of a rope; a yarn; a distinct, and separately twisted, portion, of two or more which, being twisted together, compose the whole, of a rope, and of a string, or thread. See also ثِنْىٌ. b3: A faculty. Ex. السَّمْعُ قُوَّةٌ فِى الاُذُنِ بِهَا تُدْرِكُ الأَصْوَاتَ [السمع is a faculty in the ear by which it perceives sounds]. (TA in art. سمع.) b4: بِالقُوَّةِ Potentially, or virtually; as opposed to بِالفِعْلِ, i. e. actually. b5: قُوَّةُ لَفْظٍ: see لَيْتَ.

بِتُّ قَوِيًا , and قَاوِيًا, and مُقْوِيًا: see غَوًى and غَوِىٌّ in art. غو.
قوى
القُوَّةُ تستعمل تارة في معنى القدرة نحو قوله تعالى: خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ [البقرة/ 63] ، وتارة للتهيّؤ الموجود في الشيء، نحو أن يقال: النّوى بِالْقُوَّةِ نخل ، أي: متهيّأ ومترشّح أن يكون منه ذلك. ويستعمل ذلك في البدن تارة، وفي القلب أخرى، وفي المعاون من خارج تارة، وفي القدرة الإلهيّة تارة. ففي البدن نحو قوله: وَقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً
[فصلت/ 15] ، فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ [الكهف/ 95] فالقوّة هاهنا قوّة البدن بدلالة أنه رغب عن القوّة الخارجة، فقال: ما مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ [الكهف/ 95] ، وفي القلب نحو قوله: يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ
[مريم/ 12] أي:
بقوّة قلب. وفي المعاون من خارج نحو قوله:
لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً
[هود/ 80] قيل: معناه:
من أَتَقَوَّى به من الجند، وما أتقوّى به من المال، ونحو قوله: قالُوا نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ [النمل/ 33] ، وفي القدرة الإلهيّة نحو قوله: إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ
[المجادلة/ 21] ، وَكانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزاً [الأحزاب/ 25] وقوله: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ [الذاريات/ 58] فعامّ فيما اختصّ الله تعالى به من القدرة وما جعله للخلق. وقوله: وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ
[هود/ 52] فقد ضمن تعالى أن يعطي كلّ واحد منهم من أنواع الْقُوَى قدر ما يستحقّه، وقوله: ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ
[التكوير/ 20] يعني به جبريل عليه السلام، ووصفه بالقوّة عند ذي العرش، وأفرد اللّفظ ونكّره فقال: ذِي قُوَّةٍ تنبيها أنه إذا اعتبر بالملإ الأعلى فقوّته إلى حدّ ما، وقوله فيه:
عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى
[النجم/ 5] فإنه وصف القوّة بلفظ الجمع، وعرّفها تعريف الجنس تنبيها أنه إذا اعتبر بهذا العالم، وبالذين يعلّمهم ويفيدهم هو كثير القوى عظيم القدرة. والْقُوَّةُ التي تستعمل للتّهيّؤ أكثر من يستعملها الفلاسفة، ويقولونها على وجهين: أحدهما: أن يقال لما كان موجودا ولكن ليس يستعمل، فيقال: فلان كاتب بالقوّة. أي: معه المعرفة بالكتابة لكنه ليس يستعمل، والثاني: يقال فلان كاتب بالقوّة، وليس يعنى به أنّ معه العلم بالكتابة، ولكن معناه: يمكنه أن يتعلّم الكتابة. وسمّيت المفازة قِوَاءً، وأَقْوَى الرّجل: صار في قِوَاءٍ ، أي: قفر، وتصوّر من حال الحاصل في القفر الفقر، فقيل: أَقْوَى فلان، أي: افتقر، كقولهم: أرمل وأترب. قال الله تعالى: وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ
[الواقعة/ 73] .

قصَص

قصَص
{قَصَّ أَثَرَهُ،} يَقُصُّه {قَصّاً} وقَصِيصاً، هَكَذَا فِي النُّسخ، وصَوابُه {قَصَصاً، كَمَا فِي العُبَاب واللّسان، والصّحاح: تَتَبَّعَهُ. وَفِي التَّهْذيب:} القَصُّ: اتِّباعُ الأَثَر. ويُقَالُ: خَرَجَ فُلانٌ {قَصَصاً فِي أَثَرِ فُلانٍ} وقَصّاً، وذلكَ إِذا {اقْتَصَّ أَثَرَهُ. وَفِي قَوْله تَعالَى: وقَالَتْ لأُخْتِه} قُصِّيه أَي تَتَبَّعِي أَثَرَهُ.
وَقيل {القَصُّ: تَتَبُّعُ الأَثَرِ شَيْئاً بَعْدَ شَيْءٍ، والسِّينُ لُغَة فِيهِ. ومِنْهُم مَن خَصَّ فِي القَصّ تَتَبُّع الأَثَرِ باللَّيْلِ، والصَّحيحُ فِي أَيِّ وَقْتٍ كَانَ. وَقَالَ أُمَيَّةُ بنُ أَبي الصَّلْتِ:
(قالَتْ لأُخْتٍ لَهُ قُصِّيهِ عَن جُنُبٍ ... وكَيْفَ تَقْفُو بِلَا سَهْلٍ وَلَا جَدَدِ)
و} قَصَّ عَلَيْهِ الخَبَرَ {قَصّاً و} قَصَصاً: أَعْلَمَه بِهِ، وأَخْبَرَه، وَمِنْه: قَصَّ الرُّؤْيَا. يُقَال: {قَصَصْتُ الرُؤْيَا} أَقُصُّها {قَصّاً. وقَوْلُه تَعَالَى: فارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِما} قَصَصاً، أَي رَجَعَا من الطَّريق الَّذي سَلَكَاه! يَقُصَّانِ الأَثَرَ، أَي يَتَتَبَّعانِه، قولُه تَعَالَى:أَرادَ مَاء أَبْيَضَ مِنْ مَصَالَةِ الحَيْضِ فِي آخِرِه، شَبَّهَهُ بالجَصّ، وأَنَّثَ لأَنَّه ذَهَبَ إِلى الطائِفَة، كَمَا حَكاهُ سِيبَوَيْه من قَوْلِهِم: لَبَنَةٌ وعَسَلَةٌ. ج {قِصَاصٌ، بالكَسْر. وذُو} القَصَّة، بالفَتْح: ع بَيْنَ زُبَالَةَ والشُّقُوقِ، وأَيضاً: مَاءٌ فِي أَجَأَ لِبَنِي طَرِيفٍ منْ بَنِي طَيِّئ، هكَذا ذَكَره الصّاغَانِيّ. والصَّوَابُ أَنَّ الماءَ هُوَ القَصَّةُ. وأَمَّا ذُو القَصَّةِ فإِنَّه اسْمُ الجَبَلِ الَّذِي فِيهِ هَذَا المَاءُ. وَهُوَ قَرِيبٌ من سَلْمَى عِنْد سَقْفٍ وغَضْوَر. {وقَصَّ الشَّعرَ والظُّفرَ} يَقُصُّهُما {قَصّاً: قَطَعَ مِنْهُمَا بالمقَصّ، بالكَسْر، أَي المِقْراضِ، وَهُوَ مَا} قَصَصْتَ بِهِ، وَمِنْه قَصّ الشَّارِب، وهُمَا {مِقَصّانِ، والجَمْعُ مَقَاصُّ. وقِيلَ:} المِقَصَّانِ: مَا يُقَصُّ بِه الشَّعرُ وَلَا يُفْرَدُ. هَذَا قَوْلُ أَهْل اللُّغَة. قَالَ ابنُ سيدَه: وَقد حَكَاهُ سِيبَوَيْه مُفْرَداً فِي بَاب مَا يُعْتَمَلُ بِهِ. قَالَ شَيْخُنَا: وجَعَلَه بَعْضُهُم من لَحْنِ العَامَّة، وأَغْرَبُ من ذلِكَ مَا نَقَلَه أَيضاً عَن العِقْد الفَرِيد وبُغْيَةِ المَلك الصِنْدِيد للعَلاَّمَة صَالِح بن الصِّدِّيق الخَزْرَجِيّ أَنَّه) سُمِّيَ {المِقَصّ لاسْتِوَاءِ جانِبَيْه، واعْتِدَالِ طَرَفَيْه. فتَأَمَّلْ. وقُصَاصُ الشَّعر، مُثَلَّثة حَيْثُ تَنْتَهِي نِبْتَتُهُ من مُقَدَّمه أَو مُؤَخَّرِه، والضَّمُّ أَعْلَى، وَقيل: نِهَايَةُ مَنْبِتِه، ومُنْقَطَعُهُ على الرَّأْسِ فِي وَسَطه وَقيل:} قُصاص الشّعرِ: حَدُّ القَفَا. وَقيل: هُوَ مَا اسْتَدَارَ بِهِ كُلِّهِ مِنْ خَلْفٍ وأَمام، وَمَا حَوَالَيْه.
ويُقَالُ: {قُصَاصَةُ الشَّعرِ. وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: يُقَال: ضَربَهُ على} قُصَاصِ شَعرِهِ، ومَقَصّ ومَقَاصّ.
و! القُصَاصُ من الوَرِكَيْن: مُلْتَقاهُمَا من مُؤَخَّرِهما، وَهُوَ بالضَّمّ وَحْدَه، هكذَا نَقَلَه الصَّاغَانِي{والقَصُّ. وَمِنْه حَدِيثُ صَفْوَانَ بن مُحرِز أَنَّه كانَ إِذا قَرأَ وسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُون بَكَى حَتَّى نَقُولَ قد انْدَقَّ} قَصَصُ زَوْرِه. و {القَصِيصُ: الصَّوْتُ، عَن ابنِ عَبّادٍ، كالكَصِيصِ، وَقد مَرَ أَيْضاً فِي الفَاءِ عَنْهُ ذلِكَ.} وقَصِيصٌ: ماءٌ بأَجَأَ لطَيِّئ. {والقَصِيصَةُ: البَعِيرُ، يقل: وَجَّهْتُ} قَصِيصَةً مَعَ بَنِي فُلانٍ، أَي بعِيراً يَقُصُّ أَثَرَ الرِّكَابِ. والجَمْعُ {القَصَائصُ، عَن ابْن عَبّادٍ. و} القَصِيصَةُ: القِصَّةُ والجَمْعُ {القَصَائصُ. و} القَصِيصَةُ: الزَّامِلَةُ الصَّغِيرَةُ الضَّعيفَةُ يُحْمَلُ عَلَيْهَا المَتَاعُ والطَّعَامُ لِضَعْفِها.
و {القَصِيصَةُ: الطّائفَةُ المُجْتَمِعَةُ فِي مَكَانٍ. يُقَال: تَركْتُهم قَصِيصَةً وَاحِدَةً، أَي مُجْتَمِعِين ورَجُلٌ} قُصْقُصٌ، {وقُصْقُصَةٌ،} وقُصَاقِصٌ، بضَمِّهِنَّ، {وقَصْقاصٌ. بالفَتْح، أَيْ غَلِيظٌ مُكَتَّلٌ، أَو قَصِيرٌ) مُلَزَّزٌ، وَقيل: هُوَ الغَلِيظُ الشَّدِيدُ مَعَ القِصَرِ. وأَسَدٌ} قُصَاقِصٌ، {وقُصْقُصَةٌ بضَمِّهما} وقَصْقَاصٌ، بالفَتْح، كُلُّ ذلِكَ نَعْتٌ لَهُ فِي صَوْتهِ، الأَخِيرُ عَن الجَوْهَرِيّ، وَهُوَ قَوْلُ اللَّيْث. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: هُوَ من أَسْمَائِه. وقِيلَ: أَسَدٌ {قُصْقُصٌ،} وقُصْقُصَةٌ، {وقُصاقِصٌ: عَظِيمُ الخَلْقِ شَدِيدٌ، وأَنْشَد أَبو مَهْدِيّ:
(} قُصْقُصَةٌ {قُصاقِصٌ مُصَدَّرُ ... لَهُ صَلاً وعَضَلٌ مُنَقَّرُ)
ورُوِي عَن أَبي مالكٍ: أَسَدٌ} قُصَاقِصٌ، ومُصَامِصٌ، وفُرَافِصٌ: شَدِيدٌ. ورَجُلٌ {قُصَاقِصٌ فُرَافِصٌ: يُشَبَّه بالأَسَد. وَقَالَ هِشَامٌ:} القُصَاقِصُ صِفَةٌ، وَهُوَ الغَليظُ المُكْتَّلُ. قَالَ أَبو سَهْلٍ الهَرَوِيُّ: جَمْعُ {القُصَاقِصِ المُكَسَّرُ قَصَاقِصُ، بالفَتْح، وجَمْعُ السَّلامَةِ} قُصَاقِصَاتٌ، بالضَّمّ. وحَيَّةٌ قُصَاقِصٌ: خَبِيثَةٌ، هكَذا فِي سائرِ النُّسَخ، والّذي فِي الصّحاح: وحَيَّةٌ {قَصْقَاصٌ أَيضاً نَعْتٌ لَهَا فِي خُبْثِها.
وَفِي كِتابِ العَيْنِ:} والقَصْقَاصُ أَيضاً: نَعْتُ الحَيَّةِ الخَبِيثَةِ. قَالَ: وَلم يَجِيءْ بِنَاءٌ على وَزْنِ فَعْلالٍ غَيْرهُ، إِنَّمَا حَدُّ أَبْنِيَةِ المُضَاعَفِ على وَزْنِ فُعْلُلٍ أَو فُعْلُولٍ أَو فِعْلِل أَو فِعْلِيلٍ مَعَ كُلِّ مَقْصُورٍ مَمْدُودٍ منْه. قَالَ: وجاءَتْ خَمْسُ كَلِمَاتٍ شَوَاذَّ، وَهِي ضُلَضِلة، وزُلَزِلٌ، {وقَصْقَاصٌ، والقَلَنْقَلُ، والزَّلْزَال، وَهُوَ أَعمُّها، لأَنَّ مَصْدَرَ الرُّباعِيّ يحْتَمل أَنْ يُبْنَى كُلُّه على فِعْلالٍ، وَلَيْسَ بمُطَّرِدٍ.
وكُلُّ نَعْتٍ رُبَاعِيٍّ فإِنّ الشُّعَراء يَبْنُونَهُ على فُعَالِلٍ، مثل} قُصَاقِص كقَوْلِ القَائِل فِي وَصِفِ بَيْتٍ مُصَوَّرٍ بأَنْوَاعِ التَّصاوِير:
(فِيه الغُوَاةُ مُصَوَّرُو ... نَ فحَاجِلٌ منهُمْ ورَاقِصْ)

(والفِيلُ يَرْتَكِبُ الرِّدَا ... فُ عَلَيْه والأَسَدُ القُصَاقصْ)
انْتَهَى. وَفِي التَّهْذيب: أَمَّا مَا قَالَهُ اللَّيْثُ فِي القُصَاقِصِ بمَعْنَى صَوْتِ الأَسَدِ ونَعْتِ الحَيَّةِ الخَبِيثة فإِنّي لم أَجِدْهُ لِغَيْرِ اللَّيْثِ. قَالَ: وَهُوَ شَاذٌّ إِن صَحَّ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: فإِنّي لَا أَعرِفُه، وأَنا بَرِيٌْ من عُهْدَته. قُلْتُ: فإِن صَحَّت نُسَخُ القَامُوس كُلُّهَا، وثَبَتَ: حَيَّةٌ {قُصَاقِصٌ، فيَكُونُ هَرَباً من إِنْكارِ الأَزْهَرِيّ على اللَّيْثِ فِيمَا قَالَهُ، ولكِنْ قد ذكرَ: أَسَدٌ} قَصْقَاصٌ، بالفَتْح، تَبَعاً للجَوْهَرِيّ وغَيْره، وإِلاّ فَهُو مُخَالِفٌ لِمَا فِي أُصُول اللُّغَة. فتأَمَّلْ. وجَمَلٌ! قُصَاقِصٌ: قَوِيٌّ وقِيلَ: عَظِيمٌ. وَقد مَرَّ للمُصَنِّف أَيضاً فِي السّين: القَسْقَاس والقَسْقَس والقُسَاقِسُ: الأَسَدُ، ويأْتِي لَهُ فِي الضَّادِ أَيضاً: أَسَدٌ قَضْقَاضٌ، بالفَتْح والضَّمّ. {وقُصَاقِصَةُ، بالضَّمّ: ع، نَقله الصّاغانيّ.} والقِصَّةُ، بالكَسْرِ: الأَمْرُ والحَدِيثُ، والخَبَر، كالقَصَصِ، بالفَتْح. والَّتِي تُكْتَب، ج: {قِصَصٌ، كعِنَبٍ. يُقَالُ: لَهُ} قِصَّةٌ) عَجِيبَةٌ، وَقد رَفَعْتُ {- قِصَّتِي إِلى فُلانٍ.} والأَقَاصِيصُ جَمْع الجَمْع. و {القُصَّةُ، بالضَّمِّ: شَعرُ النَّاصِيَةِ. وَمِنْهُم مَنْ قَيَّدَهُ بالفَرَسِ وقِيلَ: مَا أَقْبَلَ من النّاصِيَة على الوَجْهِ. قَالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ يَصِفُ فَرَساً:
(لَهُ} قُصَّةٌ فَشَغَتْ حاجِبَيْ ... هِ والعَيْنُ تُبْصِرُ مَا فِي الظُّلَمْ)
وَمِنْه حَدِيثُ أَنَسٍ: ولَكَ قَرْنَانِ أَو {قُصَّتانِ. وَفِي حَدِيث مُعَاوِيَة: تَنَاوَلَ} قُصَّةً من شَعرٍ كانَتْ فِي يَدِ حَرَسِيّ. {والقُصَّة أَيضاً تَتَّخِذُهَا المَرْأَةُ فِي مُقَدَّمِ رَأْسِهَا،} تَقُصُّ ناصِيَتَها مَا عَدَا جبِينَهَا ج {قُصَصٌ} وقِصَاصٌ. كصُرَدٍ ورِجَالٍ. أَبُو أَحْمَدَ شُجَاعُ بنُ مُفَرِّجِ ابنِ {قُصَّةَ، بالضَّمّ، المَقْدسِيُّ: مُحَدِّثٌ، عَن أَبِي المَعَالِي بْن صَابِر، وعَنْهُ الفَخْرُ بنُ البُخَارِيّ.} والقِصَاصُ، بالكَسْرِ: القَوَدُ، وَهُوَ القَتْل بالقَتْل، أَو الجَرْحُ بالجَرْحِ، {كالقِصَاصَاءِ، بالكَسْرِ،} والقُصَاصَاءِ، بالضَّمّ. قَالَ شَيْخُنا: وَهُوَ من المَفَارِيدِ شَاذٌّ عَن ابْن دُرَيْدٍ. و {القُصَاصُ، بالضَّمِّ: مَجْرَى الجَلَمَيْنِ من الرَّأْسِ فِي وَسَطِهِ، أَو} قُصَاصُ الشَّعرِ: حَدُّ القَفَا، أَو هُوَ نِهَايَةُ مَنْبِتِ الشَّعرِ من مُقَدَّمِ الرَّأْسِ، وقِيلَ: هُوَ حَيْثُ يَنْتَهِي نَبْتُه من مُقَدَّمِه ومُؤَخَّرِه. وَقد تَقَدَّم قَرِيبا. يُقَال: {أَقَصَّ هذَا البَعيرُ هُزَالاً، وَهُوَ الَّذِي لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَنْبَعِثَ وَقد كَرَبَ.
و} الإَقْصَاصُ: أَنْ يُؤْخَذَ لَك القِصَاصُ. يُقَال: {أَقَصَّ الأَمِيرُ فُلاناً مِنْ فُلان، إِذا} اقْتَصَّ لَهُ مِنْه فجَرَحَهُ مِثْلَ جَرْحِه، أَو قَتَلَه قَوَداً، وكَذلك أَمْثَلَهُ مِنْهُ إِمْثَالاً، فامْتَثَلَ. و {أَقَصَّتِ الأَرضُ: أَنْبَتَت} القَصِيصَ، وَلم يُفَسِّرِ {القَصِيصَ مَا هُو وَهُوَ غِريبٌ لأَنَّهُ أَحالَهُ على مَجْهُولٍ. وَقَالَ اللَّيْثُ: القَصِيصُ: نَبْتٌ يَنْبُتُ فِي أُصولِ الكَمْأَةِ، وَقد يُجْعَلُ غِسْلاً للرَّأْسِ كالخِطْمِيّ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ:} القَصِيصَةُ شَجَرَةٌ تَنْبُتُ فِي أَصْلِ الكَمْأَة ويُتَّخَذُ منْهَا الغِسْلُ، والجَمْع {قَصَائِصُ} وقَصِيصٌ. قَالَ الأَعْشَى:
(فقُلْتُ وَلم أَمْلِ: ْ أَبَكْر بنَ وَائِلٍ ... مَتَى كُنتَ فَقْعاً نَابِتاً {بقَصَائِصَا)
وأَنشدَ ابنُ بَرِّيّ لامْرِئٍ القَيْس:
(تَصَيَّفَها حَتَّى إِذا لَمْ يَسُغْ لَهَا ... حَلِيٌّ بأَعْلَى حائِلٍ} وقَصِيصُ)
وأَنْشَدَ لِعَدِيّ بْنِ زَيْد:
(تَجْنِي لَهُ الكَمْأَةَ رِبْعِيَّة ... بالخَبءِ تَنْدَى فِي أُصولِ {القَصِيص)
وَقَالَ مُهاصِرٌ النَّهْشَليّ:) جَنَيْتُهَا من مَنْبِت عَوِيص من مَنْبِتِ الإِجْرِدِ} والقَصِيصِ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وزَعَم بَعْضُ النَّاس أَنّه إِنَّما سُمِّيَ {قَصِيصاً لِدَلالَتِهِ على الكَمْأَة، كَمَا} يُقْتَصّ الأَثَرُ.
قَالَ وَلم أَسْمَعْه. يُرِيدُ أَنّهُ لم يَسْمَعْه من ثِقَةٍ. {وأَقَصَّ الرَّجُلُ من نَفْسِه، إِذا مَكَّنَ من} الاقْتِصاصِ مِنْه. {والقِصَاصُ الاسْمُ مِنْهُ، وَهُوَ أَنْ يَفْعَلَ بِهِ مِثْلَ فِعْلِه، من قَتْلٍ، أَو قَطْعٍ، أَو ضَرْبٍ، أَو جَرْحٍ. ومِنْه حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم} يُقِصُّ مِنْ نَفْسِه. {وأَقَصَّهُ المَوْتُ} إِقْصَاصاً: أَشْرَفَ عَلَيْهِ ثُمَّ نَجَا، وَيُقَال: {أَقَصَّتْهُ شَعُوبُ.
قَالَ الفَرَّاءُ:} قَصَّهُ من المَوْت وأَقَصَّهُ مِنْه بمَعْنىً، أَي دَنَا مِنْه. وَكَانَ يَقَولُ: ضَرَبَه حَتَّى {أَقَصَّهُ المَوْتُ. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: ضَرَبَهُ ضَرْباً} أَقَصَّه من المَوْتِ أَي أَدْنَاهُ من المَوْتِ حَتَّى أَشْرَفَ عَلَيْه وَقَالَ:
(فإِنْ يَفْخَرْ عَلَيْكَ بِهَا أَمِيرٌ ... فقد {أَقْصَصْتَ أُمَّكَ بالهُزالِ)
أَي أَدْنَيْتَهَا من المَوْت.} وتَقْصِيصُ الدَّارِ: تَجْصِيصُها. ومَدِينَةٌ {مُقَصَّصَةٌ: مَطْلِيَّةٌ:} بالقَصِّ، وكَذلكَ قَبْرٌ {مُقَصَّصٌ. وَمِنْه الحَدِيث نُهِيَ عَن} تَقْصِيصِ القُبُورِ وَهُوَ بِنَاؤُهَا بالقَصَّة. {واقْتَصَّ أَثَرَهُ:} قَصَّه، {كتَقَصَّصَهُ، وَقيل:} التَّقَصُّصُ: تَتَبُّعُ الآثَار باللَّيْلِ. وَقيل: أَيّ وَقْتٍ كانَ. و {اقْتَصَّ فُلاناً: سَأَلَهُ أَنْ} يُقِصَّه، {كاسْتَقَصَّه، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ، وَهُوَ وَهَمٌ والصَّوابُ:} اسْتَقَصَّه: سَأَله أَنْ يُقِصَّه مِنْه. وأَمّا {اقْتَصَّه فمَعْنَاه تَتَبَّع أَثَرَه، هَذَا هُوَ المَعْرُوف عنْدَ أَهْلِ اللُّغَة، وإِنَّمَا غَرَّه سَوْقُ عِبَارَة العُبَاب ونَصُّه:} وتَقَصَّصَ أَثَرَهُ مِثْلُ {قَصَّه} واقْتَصَّه.! واستَقَصَّه: سَأَلَهُ أَن يُقِصَّه، فظَنَّ أَن اسْتَقَصَّه مَعْطُوف على اقْتَصَّه وَلَيْسَ كَذلِك، بَلْ هِي جُمْلَة مُسْتَقِلَّة، وَقد تَمَّ الكَلامُ عنْدَ قَوْله: واقْتَصَّه، فَتأَمَّلْ. اقْتَصَّ مِنْه أَخَذَ مِنْهُ {القِصَاصَ، ويُقَال: اقْتَصَّه الأَمِيرُ، أَي أَقادَهُ.
اقتَصَّ الحَديثَ: رَوَاهُ على وَجْهِه، كَأَنَّه تَتَبَّعَ أَثَرَه فأَوْرَدَهُ على} قَصِّهِ. {وتَقَاصَّ القَوْمُ:} قَاصَّ كُلُّ وَاحدٍ مِنْهُم صَاحبَهُ فِي حِسَابٍ وغَيْرِه، وَهُوَ مَجازٌ، مَأْخُوذٌ من {مُقاصَّةِ وَلِيِّ القَتِيلِ. وأَصْلُ} التَّقاصِّ التَّنَاصُفُ فِي {القِصَاصِ، قَالَ الشَّاعِر:
(فُرُمْنا القِصَاصَ وكَانَ التَّقَاصُّ ... حُكْماً وعَدْلاً على المُسْلِميِنَا)
قَالَ ابنُ سِيدَه: قولُه التَّقَاصُّ شَاذٌّ، لأَنَّه جَمَعَ بَيْنَ الساكنَيْن فِي الشِّعْرِ، وَلذَلِك رَوَاهُ بعضُهم: وَكَانَ القِصَاصُ، وَلَا نَظيرَ لَهُ إِلاّ بَيْتٌ وَاحدٌ. أَنْشَدَ الأَخْفَش:)
(ولَوْلا خِدَاشُ أَخَذْتُ دَوابّ ... سَعْدٍ وَلم أُعْطِه مَا عَلَيْها)
قَالَ أَبو إِسْحَاق: أَحْسَب هذَا الْبَيْت إِنْ كَانَ صَحيحاً فَهُو: ولَوْلا خِدَاشٌ أَخَذْتُ دَوَابِبَ سَعْدٍ. .
لأَنَّ إِظْهَارَ التَّضْعِيف جَائِزٌ فِي الشِّعْر. أَو: أَخَذْتُ رَوَاحِلَ سَعْدٍ.} وقَصْقَصَ بالجِرْوِ: دَعَاهُ، والسِّينُ لُغَة فِيهِ. قَالَ أَبُو زَيْد: {تَقَصَّصَ كَلامَهُ، أَي حَفِظَهُ. وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:} قَصَّصَ الشَّعرَ وقَصَّاهُ، على التحْوِيل، كقَصَّهُ. {وقُصَاصَةُ الشَّعرِ، بالضَّمّ،: مَا} قُصَّ مِنْهُ، وهذِه عَن اللِّحْيَانِيّ. وطَائر {مَقصوص الْجنَاح} ومَقَصُّ الشَّعرِ: {قُصَاصُهُ حيثُ يُؤْخَذُ} بالمِقَصّ. وَقد {اقْتَصَّ} وتَقَصَّصَ وتَقَصَّى. وشَعرٌ {قَصِيصٌ} ومَقْصُوصٌ. {وقَصَّ النَّسّاجُ الثَّوْبَ: قَطَعَ هُدْبَهُ. وَمَا} قَصَّ مِنْهُ هِيَ {القُصَاصَةُ. ويُقَال: فِي رأْسِهِ} قِصَّةٌ، يَعْنِي الجُمْلَةَ من الكَلامِ ونَحْوِه، وَهُوَ مَجازٌ. {وقَصَصُ الشّاةِ: مَا} قُصَّ من صُوفِها. {وقَصَّهُ يَقُصُّه: قَطَعَ أَطْرافَ أُذُنَيْه، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ. قَالَ: وُلِد لِمَرْأَةٍ مِقْلاتٍ فقِيلَ لَهَا: قُصِّيهِ فَهُو أَحْرَى أَن يَعيشَ لَكِ. أَي خُذِي من أَطْرَافِ أُذُنَيْه، ففَعَلَتْ فعَاشَ. وَفِي الحَدِيثِ قَصَّ اللهُ بهَا خَطَاياه، أَي نَقَصَ وأَخَذَ. وَفِي المَثَل: هُوَ أَلْزَمُ لَكَ من شَعَرَاتِ} قَصِّك نَقَلَه الجَوْهَريّ.
وبخَطِّ أَبي سَهْلٍ: شُعَيْرَاتِ {قَصِّكَ ويُرْوَى: من شَعَراتِ} قَصَصِكَ قَالَ الأَصْمَعِيّ: وذلِك أَنَّهَا كُلَّما جُزَّت نَبَتَتْ. وَقَالَ الصّاغَانِيّ: يُرَادُ أَنّهُ لَا يُفَارِقُكَ وَلَا تَسْتَطيعُ أَنْ تُلْقِيه عَنْك. يُضْرَبُ لِمَنْ يَنْتَفِي مِنْ قَرِيبِه، ويُضْرَب أَيضاً لِمَنْ أَنْكَرَ حَقّاً يَلْزَمُهُ من الحُقُوق. {وقَصُّ: بَلْدَةٌ على ساحِل بَحْرِ الهِنْد، وَهُوَ مُعَرَّب كَج، وذَكَرَه المُصَنّف فِي السّينِ.} والقَصَصُ، بالفَتْح: الخَبَرُ {المَقْصُوص، وُضِعَ مَوْضِعَ المَصْدرِ. وَفِي حَدِيث غَسْل دَمِ المَحِيض} فَتَقُصُّه برِيِقهَا أَي تَعَضُّ مَوْضِعَهُ من الثَّوْب بأَسْنانِها ورِيقِها لِيَذْهَبَ أَثَرَهُ، كأَنَّه من القَصّ القَطْع، أَو تَتَبُّع الأَثَرِ. {والقَصُّ: البَيَانُ.
} والقَاصُّ: الخَطيبُ، وَبِه فَسَّر بَعْضٌ الحَديثَ لَا {يَقُصُّ إِلاَّ أَميرٌ أَو مَأْمُورٌ أَو مُخْتَالٌ. وخَرَجَ فُلانٌ قَصَصاً فِي إِثْر فُلان: إِذا} اقْتَصَّ أَثَرَه. وَفِي المَثَل هُوَ أَعْلَمُ بمَنْبِت {القَصِيصِ، يُضْرَبُ للعارِف بمَوْضِعِ حَاجَتِهِ. ولُعْبَةٌ لهُم لَهَا:} قَاصَّة. وحَكَى بَعْضُهم: {قُوصَّ زَيْدٌ مَا عَلَيْه. قَالَ ابنُ سِيدَه: عِنْدِي أَنَّه فِي مَعْنَى حُوسِبَ بِمَا عَلَيْه. إِلاَّ أَنَّه عُدِّيَ بغَيْر حَرْفٍ، لأَنَّ فِيه مَعْنَى أُغْرِمَ ونَحْوِه. وَفِي حَدِيث زَيْنَب يَا} قَصَّةً على مَلٍ حُودَةِ شَبَّهَتْ أَجْسَامَهم بالقُبُورِ المُتَّخَذَةِ من الجَصّ وأَنْفُسَهم بجِيَفِ المَوْتَى الَّتي تَشْتَمِلُ عَلَيْهَا القُبورُ. {والقَصَّاصُ: لُغَةٌ فِي} القَصِّ، اسمٌ كالجَيَّارِ. وَمَا {يَقِصُّ فِي يَدِه شيْءٌ، أَي مَا يَبْرُدُ وَمَا يَثْبُتُ، عَن ابْن الأَعْرَابيّ: وذَكَره المُصَنِّف فِي ف ص ص، وتَقَدَّم هُنَاكَ الإِنْشَادُ.} والقَصَاصُ كسَحَاب: ضَرْبٌ من الحَمْض، وَاحدَتُه: {قَصَاصَةٌ.)
} وقَصْقَصَ الشَّيْءَ: كَسَرَهُ. {والقَصْقَاصُ، بالفَتْح: ضَرْبٌ من الحَمْضِ. قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: هُوَ دَقِيقٌ ضَعِيفٌ أَصْفَرُ اللَّوْنِ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و:} القَصْقَاصُ: أَشْنانُ الشَّأْمِ. وذُو {القَصَّة، بالفَتْح: مَوْضِعٌ على أَرْبَعَةٍ وعِشْرِين مِيلاً من المَدِينة المُشَرَّفة، وَقد جاءَ ذِكْرُه فِي حَديث الرَّدَّةِ، وَهُوَ المَذْكُور فِي المَتْنِ كَمَا هُوَ الظَّاهِرُ، وَيَأْتي ذِكْرُه أَيْضاً فِي ب ق ع.} والقُصَّاص، كرُمّانٍ: جَمْعُ القَاصِّ.
وَمن المجَاز: عَضَّ {بقُصَاصِ كَتِفَيْه: مُنْتَهاهُما حَيْثُ الْتَقَيَا.} وقاصَصْتُه بِمَا كانَ لي قبَلَهُ: حَبَسْتُ عَنهُ مِثْلَه. نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيّ. وأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النُّعْمَانِ! القَصَّاصُّ الأَصْبَهَانِيُّ، صاحِبُ أَبِي بَكْرِ بنِ المُقْرِئِ. وأَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بنُ مَوْهُوبِ بن عَلِيِّ بنِ حَمْزَةَ السُّلَمِيّ، عُرف بابْن! المُقَصِّصِ، سَمع مِنْهُ الحافِظُ أَبو القَاسِمِ بنُ عَساكِر، وذَكَرَه فِي تَارِيخِه، تُوُفِّيَ بدِمَشْق سنة وعمُّه أَبُو البرَكاتِ كتائِبُ بنُ عَلِيّ ابْنِ حَمْزَةَ السُّلَمِيّ الحَنْبَلِيّ، سَمِعَ أَبا بَكْرٍ الخَطِيبَ، وكَتَبَ عَنهُ السِّلَفِيُّ فِي مُعْجم السّفر كَذَا فِي تَكْمِلَة الإِكْمَال لأَبِي حَامِد الصَّابُونِيّ.
(قصَص) الشّعْر وَالصَّوْت وَالظفر قطعه وداره جصصها

جمهر

جمهر: الجُمْهُوُر: الرَّمْل الكثيرُ المتراكم الواسع. والجُمْهُورُ: الجماعة من النّاس، وخيلٌ. مُجَمْهَرة، أي: مُجْتمعة.
(ج م هـ ر) : (الْجُمْهُورِيُّ) شَرَابٌ يُرَقَّقُ بِالْمَاءِ ثُمَّ يُطْبَخُ وَهُوَ الْيَعْقُوبِيُّ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ جُمْهُورَ النَّاسِ أَيْ جُلَّهُمْ وَأَكْثَرَهُمْ يَشْرَبُونَهُ.
(جمهر)
الشَّيْء جمعه والقبر جمع عَلَيْهِ التُّرَاب وَالْكَلَام أجمله وَله الْخَبَر وَإِلَيْهِ وَعَلِيهِ أخبرهُ بجمهوره أَو أخبرهُ بِبَعْضِه على غير وَجهه وأخفى عَنهُ المُرَاد
ج م هـ ر

هذا قول الجمهور، وشهد ذلك الجماهير. وجمهر الأشياء: جمعها. قال ذو الرمة:

أبي عز قومي أن تخاف ظعائني ... صباحاً وأضعاف العديد المجمهر
ج م هـ ر : فِي حَدِيثِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ « (جَمْهِرُوا) قَبْرَهُ (جَمْهَرَةً) » أَيِ اجْمَعُوا عَلَيْهِ التُّرَابَ وَلَا تُطَيِّنُوهُ. وَ (جُمْهُورُ) النَّاسِ جُلُّهُمْ. 

جمهر


جَمْهَرَ
a. Collected, gathered together, assembled.
b. Threw earth upon (grave).
تَجَمْهَرَa. Gathered together.
b. ['Ala], Exalted himself above; domineered over.

جُمْهُوْر (pl.
جَمَاْهِيْرُ)
a. Multitude.
b. Generality, greater part.

جُمْهُوْرِيّ
a. Popular; vulgar.
b. Republican.
c. Heady, intoxicating (beverage).

جُمْهُوْرِيَّة
a. Republic.
جمهر: جُمْهور: جمهورية (بوشر، همبرت). جمهوري: نسبة إلى جمهورية (بوشر، محيط المحيط).
المجمهرات: سبع قصائد من أشعار الجاهلية، في الطبقة الثانية بعد المعلقات. وأصحابها: النابغة الذبياني، وعُبَيْد بن الأبرص، وعدي بن زيد وبشر بن حازم، وأمية بن أبي الصلت، وخداش بن زهير، والنمر بن تولب (محيط المحيط).
ج م هـ ر : الْجُمْهُورُ الرَّمْلَةُ الْمُشْرِفَةُ عَلَى مَا حَوْلَهَا سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِكَثْرَتِهَا وَعُلُوِّهَا وَفِي حَدِيثٍ «جَمْهَرُوا قَبْرَهُ» أَيْ جَمَعُوا لَهُ التُّرَابَ وَمِنْ ذَلِكَ قِيلَ لِلْخَلْقِ الْعَظِيمِ جُمْهُورٌ لِكَثْرَتِهِمْ وَالْجَمْعُ جَمَاهِيرُ. 
[جمهر] نه في ح ابن الزبير: لا تدع مروان يرمي "جماهير" قريش، أي جماعاتها، جمع جمهور، وجمهرت الشيء إذا جمعته. ومنه: أهدى له بختج هو "الجمهوري" هو العصير المطبوخ الحلال لأن جمهور الناس أي أكثرهم يستعملونه. وفيه: "جمهروا" قبره، أي أجمعوا عليه التراب جمعاً ولا تطينوه ولا تسووه، والجمهور أيضاً الرملة المجتمعة المشرفة على ما حولها.
[جمهر] قال الاصمعي: الجمهور: الرملة المشرفة على ما حولها، وهى المجتمعة. وفي حديث موسى بن طلحة أنَّه شهد دَفْنَ رجلٍ فقال: " جمهروا قبره جمهرة "، أي اجمعوا عليه التُرابَ، ولا تطيِّنوه. والجمهور من الناس: جُلَّهم. وجَمهرت عليه الخبَرَ، إذا أخبرتَه بطرَفٍ وكتمت الذى تريد.
جمهر نقع قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَهُوَ الَّذِي يُسَمِّيه النَّاس [الْيَوْم -] الجمهوري وَهُوَ إِذا غلى وَقد جعل فِيهِ المَاء فقد عَاد إِلَى مثل حَاله الأولى ولَو كَانَ غلى وَهُوَ عصير لم يخالطه المَاء لِأَن السكر الَّذِي كَانَ زائله [أرَاهُ -] قد عَاد إِلَيْهِ وَإِن المَاء الَّذِي خالطه لَا يحل حَرَامًا أَلا ترى أَن عمر رَضِي اللَّه عَنهُ إِنَّمَا أحل الطلاء حِين ذهب سكره وشره وحظ شَيْطَانه وَهَكَذَا يرْوى عَنهُ فَإِذا عاوده مَا كَانَ فَارقه فَمَا أغنت عَنهُ النَّار وَالْمَاء وَهل كَانَ دخولهما هَهُنَا إِلَّا فضلا. وَمن الْأَشْرِبَة نَقِيع الزَّبِيب وَهُوَ الَّذِي يرْوى فِيهِ عَن سعيد بْن جُبَير وَغَيره: هِيَ الْخمر اجتنبها

جمهر: جَمْهَرَ له الخبرَ: أَخْبَرَهُ بطَرَفٍ له على غير وجهه وترك

الذي يريد. الكسائي: إِذا أَخبرت الرجل بطرف من الخبر وكتمته الذي تريد قلت:

جَمْهَرْتُ عليه الخبرَ.

الليث: الجُمْهُورُ الرمل الكثير المتراكم الواسع؛ وقال الأَصمعي: هي

الرملة المشرفة على ما حولها المجتمعة. والجُمْهُورُ والجُمْهُورَةُ من

الرمل: ما تعقَّد وانقاد، وقيل: هو ما أَشرف منه. والجُمْهُور: الأَرض

المشرفة على ما حولها. والجُمْهُورَة: حَرَّةٌ لبني سعد بن بكر. ابن

الأَعرابي: ناقة مُجَمْهَرَةٌ. إِذا كانت مُداخَلَة الخَلْقِ كأَنها جُمهور الرمل.

وجُمهورُ كل شيء: معظمُه، وقد جَمْهَرَهُ. وجُمهورُ الناس: جُلُّهُم.

وجَماهير القوم: أَشرافهم. وفي حديث ابن الزبير قال لمعاوية: إِنا لا ندَعْ

مَروانَ يَرمي جَماهيرَ قريش بمَشَاقِصِه أَي جماعاتها، واحدُها

جُمْهُورٌ. وجَمْهَرْتُ القومَ إِذا جمعتهم، وجَمْهَرْتُ الشيء إِذا جمعته؛ ومنه

حديث النخعي: أَنه أُهْدِيَ له بُخْتَجٌ، قال: هو الجُمْهُورِيُّ وهو

العصير المطبوخ الحلالُ، وقيل له الجمهوري لأَن جُمْهُورَ الناس يستعملونه

أَي أَكثرهم. وعددٌ مُجَمْهَرٌ: مُكَثَّرٌ. والجَمْهَرَةُ: المجتمع.

والجُمْهُورِيُّ: شراب مُحْدَثٌ، رواه أَبو حنيفة؛ قال: وأَصله أَن يعاد

على البُخْتَجِ الماءُ الذي ذهب منه ثم يطبخ ويودع في الأَوعية فيأْخذ

أَخذاً شديداً. أَبو عبيد: الجُمْهُوريُّ اسم شراب يسكر.

والجُماهِرُ: الضخم. وفلان يَتَجَمْهَرُ علينا أَي يستطيل ويُحَقِّرُنا.

وجَمْهَرَ القَبْرَ: جمع عليه التراب ولم يطينه. وفي حديث موسى بن طلحة:

أَنه شهد دفن رجل فقال: جَمْهِروا قبره جَمْهَرَةً أَي اجمعوا عليه

التراب جمعاً ولا تُطَيِّنوه ولا تُسوُّوهُ. وفي التهذيب: جَمْهَرَ الترابَ

إِذا جمع بعضه فوق بعض ولم يُخَصِّصْ به القبرَ.

جمهر

Q. 1 جَمْهَرَ, (T, A, K,) inf. n. جَمْهَرَةٌ, (A,) He collected together (T, A, K) a thing, (TA,) or earth, or dust, (T, A, TA,) one part upon another. (T, TA.) b2: جمهر القَبْرَ, (S, Msb, K,) inf. n. as above, (S,) He collected the earth, or dust, over the grave, (S, Msb, K,) not plastering it with clay, or mud, (S, K,) nor making it even, or level. (TA.) b3: جمهر المَتَاعَ He took the main part of the household-goods, or commodities: and in like manner the verb is used in relation to plants, or herbage. (Kitáb el- Addád, TA.) b4: جمهر عَلَيْهِ الخَبَرَ, (Ks, S, K,) or لَهُ, (Lth, TA,) or إِلَيْهِ, (Az, TA,) He acquainted him with a part of the news, or story, and concealed what he desired, or meant: (Ks, S, K:) or he acquainted him with a part of the news, or story, incorrectly, or not in the proper manner, and omitted what he desired, or meant: (Lth, TA:) or he acquainted him with a small portion thereof, omitting most of what was necessary for him to know, and relating it in a manner different from the proper way: (Az, TA:) and accord. to the Kitáb el-Addád of Abu-t-Teiyib the Lexicologist, it seems to have a contr. signification; for he says that جَمْهَرْتُ لَكَ الخَبَرَ means, I acquainted thee with the main part of the news, or story. (TA.) Q. 2 تَجَمْهَرَ عَلَيْنَا He held up his head with an assumption of superiority over us; domineered over us; or exalted himself above us. (TA.) جَمْهَرَةٌ [originally inf. n. of جَمْهَرَ]: see the next paragraph.

جُمْهُورٌ (not جَمْهُورٌ, which is a form of the word mentioned by Et-Tilimsánee, MF) A quantity of sand rising above what is around it, (S, Msb, K,) and collected together; (S;) as also ↓ with ة; (L;) so called from its abundance and height: (Msb:) or a large quantity of sand, heaped up, and extensive: (Lth, TA:) and ↓ with ة, sand compacted together, and extending in an oblong form upon the surface of the earth. (TA.) b2: The generality, or main part, of men, or people: (S, A, K:) and the eminent, elevated, or noble, of them: (TA:) and a great number of people: (Msb:) pl. جَمَاهِيرُ; (A, Msb;) which signifies also collective bodies of men. (TA.) You say, هٰذَا قَوْلُ الجُمْهُورِ This is the saying of the generality, or main part. (A.) b3: The generality; the greater, main, or chief, part; the main body, main, gross, mass, or bulk; of anything; (K;) as also ↓ جَمْهَرَةٌ. (W 95.) b4: Also, (K,) or ↓ جُمْهُورَةٌ, (TA,) A noble, or high-born, woman. (K, TA.) جُمْهُورَةٌ: see جُمْهُورٌ, in three places.

جُمْهُورِىٌّ An intoxicating beverage: (AO, K:) or [beverage of the kind called] نَبِيذ made of grapes, that is three years old: (K:) or i. q. بُخْتَجٌ; (TA;) which is expressed juice [of grapes] cooked (Mgh voce بختج, and TA) so as to be reduced to one third, (Mgh,) such as is lawful to be drunk: (TA:) or the beverage called بختج to which what has gone from it has been restored, and which is then cooked, and put into vessels, and becomes very potent: (AHn, and Mgh ubi suprà, and TA:) or juice of grapes cooked until half of it is gone and half remains: (KL:) called جمهورىّ because used by most men. (TA.) جُمَاهِرٌ Large, big, bulky, or corpulent. (TA.) مُجَمْهَرَةٌ A she-camel compact in make; (K;) as though she were a جُمْهُور of sand. (TA.)
جمهـر
جمهرَ يجمهر، جمهرةً، فهو مُجمهِر، والمفعول مُجمهَر
• جمهر القومَ: جمعهم "جمهر أصدقاءه للتَّظاهر داخل الكليّة". 

تجمهرَ يتجمهر، تجمهرًا، فهو مُتجمهِر
• تجمهر النَّاسُ: مُطاوع جمهرَ: اجتمعوا "تجمهر المتظاهرون أمام السفارة الأمريكيّة". 

جماهيريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى جماهيرُ: على غير قياس. 

جماهيريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى جماهير: على غير قياس "حركة/ مظاهرات جماهيريّة".
2 - مصدر صناعيّ من جماهير: اتجاه يعتدّ بدور الجماهير في الحكم التاريخيّ وينتقص من فكرة بعض الشخصّيات التاريخيّة أو وصفها بالبطولة. 

جمهرة [مفرد]: ج جماهِر (لغير المصدر):
1 - مصدر جمهرَ.
2 - معظم الشّيء "جمهرة أشعار العرب: سبع قصائد من أشعار الجاهليّة في الطبقة الثانية بعد المعلّقات- جمهرة الناس: جماعة منهم". 

جُمهور [جمع]: جج جماهير
• الجمهور من كلِّ شيء: معظمه.
• جمهور من النَّاس: جُلُّهم وعامّتهم "الجماهير الكادحة/ العربيّة- يسترد ثقة الجمهور" ° جماهير كرة القدم/ جماهير الكرة: مشجعو الفرق الرياضيّة. 

جُمهوريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى جُمهور: "رأي/ مطلبٌ/ تعليمٌ جمهوريّ".
2 - اسم منسوب إلى جُمهوريّة: "قرار/ قصرٌ جمهوريّ".
3 - من أنصار الحكم الجمهوريّ "مرشَّح جمهوريّ- حاز الجمهوريّون على معظم الأصواتِ في الانتخابات".
• الحكم الجمهوريّ: (سة) أن يكون الحكم بيد أشخاص تنتخبهم الأمّة على نظام خاصّ، ويكون للأمّة رئيس يُنتخب لمدّة محدودة. 

جُمهوريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى جُمهور.
2 - مصدر صناعيّ من جُمهور.
3 - دولة يرأسها حاكم منتخب من الشَّعب أو من ممثِّليه، وتكون رياسته لمدَّة محدَّدة ينصّ عليها دستور البلاد "جمهوريّة مصر العربيّة". 
جمهر
: (الجُمْهُورُ، بالضَّمِّ) ، قَالَ شيخُنا: هاذا هُوَ المشهورُ المعروفُ الَّذِي يَجبُ الوقوفُ عِنْده، وَمَا حَكَاه ابنُ التِّلِمْسَانِيِّ فِي شَرْحه على الشِّفاءِ مِن أَنه يُقال بِالْفَتْح ونقَله شيخُنا الزرقانيّ فِي شَرْح المَواهِب وَسلم لَا يُلْتَفَتُ إِليه، وَلَا يُعَرَّج عَلَيْهِ؛ لأَنه غيرُ معروفٍ فِي شيْءٍ من الدَّواوِين، وَلَا نَقَلَه أَحدٌ مِن الأَساطِين، ولذالك قَالَ شيخُ شُيُوخِنَا الشِّهابُ فِي شَرْح الشِّفاءِ: إِن مَا نَقَلَه التِّلِمْسَانِيُّ من الفَتْح غريبٌ، وَقد تَقَرَّرَ عِنْدهم أَنه لَيْسَ لَهُم فَعْلُولٌ بِالْفَتْح، فَلَا سَمَاعَ وَلَا قِيَاسَ يَثْبُتُ بِهِ هاذا الفتحُ. انْتهى.
قَالَ الأَصمعيُّ: هِيَ (الرَّمْلَةُ المُشْرِفَةُ على مَا حَولَهَا) المجتمعةُ. قَالَ اللَّيْث: الجُمْهُورُ: الرَّمْلُ الكثيرُ المُتَرَاكِمُ الواسعُ.
(و) الجُمْهُورُ (مِن النّاس: جُلُّهم) وأَشرافُهم.
وهاذا قولُ الجُمْهُورِ.
وشَهِدَ ذالك الجَمَاهِيرُ. وَفِي حَدِيث بنِ الزُّبَيْر: (قَالَ لمُعَاوِيَةَ: إِنَّا لَا نَدَعُ مَرْوَانَ يَرْمِي جَمَاهِيرَ قُرَيْشٍ بمَشاقِصِهِ) أَي جماعاتِها.
(و) الجُمْهُورُ) (مُعْظَمُ كُلِّ شَيْءٍ) ، وَمِنْه جَمْهَرْتُ المَتاعَ: أَخذتُ مُعْظَمَه، وكذالك النباتَ. كَذَا فِي كتاب الأَضْداد.
(و) الجُمْهُورَةُ: (حَرَّةُ بَنِي سَعْدِ) بنِ بكرٍ.
(والجُمْهُورُ) والجُمْهُورةُ مِن الرَّمْل: مَا تَعَقَّدَ وانقادَ.
(و) الجُمْهُورَةُ: (المرأَةُ الكريمةُ) .
(وجَمْهَرَه) ، أَي الشيءَ: (جَمَعَه) . (و) جَمْهَرَ (القَبْرَ: جَمَعَ عَلَيْهِ التُّرابَ وَلم يُطَيِّنْه) . وَفِي حَدِيث مُوسَى بنِ طَلْحَةَ؛ أَنه شَهِدَ دَفْنَ رجلٍ فَقَالَ: جَمْهِرُوا قَبْرَه جَمْهَرَةً) ؛ أَي اجْمَعُوا عَلَيْهِ التّرَابَ جَمْعاً، وَلَا تُطَيِّنُوه وَلَا تُسَوُّوه. وَفِي التَّهْذِيب: جَمْهَرَ التُّرَابَ، إِذا جَمَعَ بعضَه فَوق بعضٍ. وَلم يُخَصِّصْ بِهِ القَبْرَ.
(و) جَمْهَرَ (عَلَيْه الخَبَرَ: أَخْبَرَه بطَرَفٍ وكَتَمَ المُرادَ) ، قَاله الكسائيُّ. وَقَالَ اللَّيْث: جَمْهَرَ لَهُ الخَبَرَ: أَخْبَرَه بطَرَفٍ لَهُ على غير وَجْهِه، وتَرَكَ الَّذِي يُرِيد.
قلتُ: وقرأْتُ فِي كتاب الأَضدادِ لأَبي الطَّيِّبِ اللُّغَوِيِّ: يُقَال: جَمْهَرْت لكَ الخَبَرَ، أَي أَخبرتُك بجُمْهُورِه. وجُمْهُورُ كُلِّ شيْءٍ: مُعْظَمُه.
وحَكَى أَبو زَيْد: يُقَال: جَمْهَرْتَ إِليَّ الخَبَرَ جَمْهَرَةً إِذا أَخبَركَ بطَرَفٍ مِنْهُ يَسِيرٍ، وتَرَكَ أَكثرَه، ممّا يحتاجُ إِليه وخالفَ وَجْهَه انْتهى.
قلتُ: فَهُوَ إِذاً من الأَضداد، وَقد غَفَلَ عَنهُ المصنِّف.
(والجُمْهُورِيُّ) : إسمُ (شَرَابٍ مُسْكِرٍ) .
كَذَا قَالَه أَبو عُبيْدةَ، (أَو نَبيذُ العِنَبِ أَتَتْ عَلَيْهِ ثلاثُ سِنينَ) . وَفِي حَدِيث النَّخَعيِّ: أَنه أُهْدِيَ لَهُ بُخْتَجٌ) ، قَالَ: هُوَ الجُمْهُورِيُّ، وَهُوَ العصِيرُ المَطْبُوخُ الحلَالُ. وَقَالَ أَبو حنيفةَ: وأَصلُه أَن يعَاد على البُخْتَجِ الماءُ الَّذِي ذَهَبَ مِنْهُ، ثمَّ يُطْبَخَ ويُودَعَ فِي الأَوعِية، يَأْخذَ أَخْذاً شَدِيدا، وَقيل إِنْه سُمِّيَ الجُمْهُورِيَّ لأَن جُمْهُرَ النَّاسِ يَستَعْملُونَه، أَي أَكثرَهم.
(وناقَةٌ مُجمْهَرَةٌ) ، إِذا كَانَت (مُدَاخَلَةَ الخَلْقِ) كأَنَّهَا جُمْهُورُ الرَّمْلِ.
(وتَجمْهرَ علينا: تَطَاوَلَ) وحقَّر.
وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
الجُمَاهِرُ، بِالضَّمِّ: الضخْمُ.
وسمَّى ابنُ دُرَيْد كِتَابه (الجمْهرة) لجمْعِه أَخبارَ العَرَبِ وأَيّامها.
والجُماهِ بنُ الأَشْعَرِ: بطنٌ، مِنْهُم: أَبو مُوسَى الأَشْعَريُّ الصّحابيُّ، وأَبو الحِجّاج يُوسُفُ بنُ محمّدِ بنِ مقلد التَّنُّوخِيُّ الجماهِرِيُّ، مُحدِّثٌ صُوفِيٌّ، تلميذُ أَبي النَّجِيب السُّهْرَورْدِيِّ.
وأَبو الجُماهرِ وأَبو بكرٍ أَحمدُ بنُ جُمْهُورٍ الغَسّانِيُّ: محدِّثانِ.
وأَبو المجْدِ محمّدُ بنُ محمّدِ بنِ جُمْهُورٍ القاضِي، روَى عَن ابْن غالبٍ محمّد بن أَحمد بنِ إِسماعيلَ الواسِطِيِّ اللُّغَوِيّ.
وأَبو بكرٍ جُمَاهِرُ بنُ عبدِ الرَّحمانِ بنِ جُمَاهِرٍ الحجريّ الطُّلَيْطِلِيُّ المالكِيُّ الفَقِيهُ، أَخَذَ عَن كَرِيمةَ المَرْوَزِيَّةِ، وتوفِّي سنة 466 هـ.

خضرم

خ ض ر م: (الْمُخَضْرَمُ) الشَّاعِرُ الَّذِي أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ وَالْإِسْلَامَ مِثْلُ لَبِيَدٍ. 

خضرم


خَضْرَمَ
خِضْرِم
(pl.
خَضَاْرِمُ
خَضَاْرِمَة)
a. Abundant, numerous.
b. Bountiful, munificent.
c. Having much water (well).
d. Vast (sea).
(خضرم)
الْأذن قطع طرفها أَو نصفهَا وأزاله أَو تَركه يتذبذب وَيُقَال خضرم الْحَيَوَان فَهُوَ مخضرم وَالْمَفْعُول مخضرم وَفِي الحَدِيث (أَنه خطب النَّاس يَوْم النَّحْر على نَاقَة مخضرمة) وَالشَّيْء خلطه
خضرم وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه خطب النَّاس يَوْم النَّحْر وَهُوَ على نَاقَة مخضرمة. قَالَ أَبُو عُبَيْد: المخضرمة الَّتِي قد قطع طرف أذنها وَمِنْه يُقَال للْمَرْأَة المخفوضة: مخضرمة.
خ ض ر م

وبحر خضرم: كثير الماء، وبئر خضرم. ورجل خضرم: كثير العطاء. ورجل مخضرم: دعيّ. وناقة مخضرمة: جدع نصف أذنها، ومنه المخضرم: الذي أدرك الجاهلية والإسلام، كأنما قطع نصفه حيث كان في الجاهلية.
خضرم: شبه الجواد ببئر خَضِرِم أي: كثيرة الماء. ورجل مُخَضْرَمٌ أي: ناقص الحسب. والخَضْرَمَة: قطع إحدى الأذنين خاصة، [وهي] سمة أهل الجاهلية. وناقة مُخَضْرَمة. وامرأة مُخَضْرَمةٌ أي: مخفوضة. ولحم مخضرم: لا يدرى أمن ذكر هو، أم من أنثى؟ والمُخَضْرَم من الناس: الذي كان عمره نِصفا في الجاهليّة، ونصفا في الإسلام. والخَضْرمةُ: هرم العجوز وفُضول جلدها .
[خضرم] نه فيه: خطب يوم النحر على ناقة "مخضرمة" هي التي قطع طرف أذنها، وكان أهل الجاهلية يخضرمون فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يخضرموا من غير موضع يخضرم منه أهل الجاهلية، وأصل الخضرمة جعل الشيء بين بين وبقطع بعض الأذن تبقى بين الوافرة والناقصة، وقيل: هي المنتوجة بين النجائب والعكاظيات، ومنه قيل لمن أدرك الجاهلية والإسلام مخضرم، لأنه أدرك الخضرمتين. ومنه ح: أن قومًا بيتوا ليلًا وسيقت نعمهم فادعوا أنهم مسلمون وأنهم "خضرموا خضرمة" الإسلام. ج: و"خضرمنا" أذان النعم، أرادوا خضرمة الإسلام.
[خضرم] لحمٌ مُخَضْرَمٌ بفتح الراء: لا يُدْرى مِن ذكرٍ هو أو أنثى. والمُخَضْرَمُ أيضاً: الشاعر الذي أدركَ الجاهليَّة والإسلام، مثل لبيد. ورجلٌ مُخضْرَمُ النسب، أي دَعيٌّ. وناقةٌ مُخَضْرَمَةٌ: قطع طرف أذُنها. وامرأةٌ مُخَضْرَمَةٌ، أي مخفوضةٌ. والخِضْرَمُ بالكسر: الكثير العطية، مُشَبَّهٌ بالبحر الخِضْرِمِ، وهو الكثير الماء، وأنكر الاصمعي الخضرم في وصف البحر. وكل شئ كثير واسع خضرم، والجمع الخضارم. قال جرير للعجاج: " تجد بها نبيذا خضرما ". والخضارمة: قوم بالشأم وذلك، أن قوما من العجم خرجوا في أول الاسلام فتفرقوا في بلاد العرب، فمن أقام منهم بالبصرة فهم الاساورة ومن أقام منهم بالكوفة فهم الاحامرة، ومن أقام منهم بالشأم فهم الخضارمة، ومن أقام منهم بالجزيرة فهم الجراجمة، ومن أقام منهن باليمن فهم الابناء، ومن أقام منهم بالموصل فهم الجرامقة. والخضرم مثال العلبط: ولد الضب. قال ابن دريد: أوله حسل، ثم مطبخ، ثم خضرم، ثم ضب. ولم يذكر الغيداق، وذكره أبو زيد.
خضرم
خضرمَ يُخضرم، خَضْرمةً، فهو مُخضرِم، والمفعول مُخضرَم
• خضرمَ الشَّيءَ: خلطه "خضرم الجوزَ واللوزَ". 

مُخضرَم [مفرد]:
1 - اسم مفعول من خضرمَ.
2 - من أدرك الجاهلية والإسلام "حسان بن ثابت رضي الله عنه شاعر مخضرَم".
3 - من أدرك عهدين، أو كان واسع الخبرة والثَّقافة "سياسيّ مخضرَم: سياسيّ قديم عايش أجيالاً وعهودًا تاريخية".
4 - من كان أبوه أبيض وهو أسود. 

مُخَضْرِم [مفرد]:
1 - اسم فاعل من خضرمَ.
2 - مُخَضرَم، مَنْ أدرك الجاهليَّة والإسلام "شاعر مُخضرِم".
3 - مُخَضرَم، مَنْ أدرك عهدين، أو كان واسع الخبرة والثقافة "كاتب مُخْضرِم". 

خضرم: بئر خِضْرِمٌ: كثيرة الماء. وماء مُخَضْرَمٌ وخُضارِمٌ: كثير؛

وخرج العَجَّاج يريد اليَمامة فاستقبله جَريرُ بن الخَطَفى فقال: أَين تريد؟

قال: أُريد اليمامة، قال: تجد بها نَبيذاً خِضْرِماً أي كثيراً.

والخِضْرِمُ: الكثير من كل شيء، وكلُّ شيء كثير واسع خِضْرِمٌ. والخِضْرِمُ،

بالكسر: الجَواد الكثير العطية، مشبه بالبحر الخِضْرِمِ، وهو الكثير الماء،

وأَنكر الأَصمعي الخِضْرِمَ في وصف البحر، وقيل السيد الحَمولُ، والجمع

خَضارِمُ وخَضارِمَةٌ، الهاء لتأْنيث الجمع، وخِضْرِمُونَ، ولا توصف به

المرأة. والخُضارِمُ: كالخِضْرِمِ.

والمُتَخَضْرِمُ من الزُّبْد: الذي يتفرق في البرد ولا يجتمع.

وناقة مُخَضْرَمَةٌ: قُطعَ طرَف أُذنها. والخَضْرَمةُ: قَطْعُ إحدى

الأُذنين، وهي سِمَةُ الجاهلية. وخَضْرَمَ الأُذن: قطع من طرفها شيئاً وتركه

يَنُوسُ، وقيل قطعها بنصفين، وقيل: المُخَضْرَمَةُ من النوق والشاء

المقطوعة نصف الأُذن؛ وفي الحديث: خَطَبَنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم،

يوم النحر على ناقة مُخَضْرَمَةٍ، وقيل: المُخَضْرَمَةُ التي قطع طرف

أُذنها، وكان أَهل الجاهلية يُخَضْرِمونَ نَعَمَهُمْ، فلما جاء الإسلامُ

أَمرهم النبي، صلى الله عليه وسلم، أن يُخَضرِموا من غير الموضع الذي

يُخَضْرِمُ منه أَهل الجاهلية، وأَصل الخَضْرَمَةِ أَن يجعل الشيء بَيْنَ بَيْنَ،

فإذا قطع بعض الأُذن فهي بين الوافِرَةِ والناقِصة، وقيل: هي المنتوجة

بين النجائب والعُكاظِيَّات، ومنه قيل لكل من أَدْرَكَ الجاهلية والإسلام:

مُخَضْرَمٌ لأَنه أَدرك الخَضْرَمَتَيْنِ. وامرأَة مُخَضْرَمَةٌ:

أَخطأَت خافِضَتُها فأصابت غير موضع الخَفْضِ. وامرأة مُخَضْرَمَةٌ أَي مخفوضة.

قال إبراهيم الحربي: خَضْرَمَ أَهل الجاهلية نَعَمَهُمْ أَي قطعُوا من

آذانها في غير الموضع الذي خَضْرَمَ فيه أَهلُ الجاهلية، فكانت خَضْرَمَةُ

أَهل الإِسلام بائنة من خَضْرَمَةِ أَهل الجاهلية. وقد جاء في حديث: أَن

قوماً من بني تميم بُيِّتُوا لَيْلاً وسِيقَ نَعَمُهُمْ، فادعوا أَنهم

خَضْرَمُوا خَضْرَمَةَ الإسلام وأَنهم مسلمون، فردوا أَموالهم عليهم، فقيل

لهذا المعنى لكل من أَدرك الجاهلية والإسلام: مُخَضْرَمٌ، لأَنه أَدرك

الخَضْرَمتَينِ: خضْرمة الجاهلية وخَضْرمة الإسلام. ورجل مُخَضْرَمٌ: لم

يَخْتَتِنْ. ورجل مُخَضْرَمٌ إذا كان نصفُ عمره في الجاهلية ونصفه في

الإسلام. وشاعر مُخَضْرَمٌ: أَدرك الجاهلية والإسلام مثل لَبيدٍ وغيره ممن

أَدركهما؛ قال الشاعر:

إلى ابنِ حَصانٍ، لم تُخَضْرَمْ جدودُه،

كثيرِ الثَّنا والخِيم والفَرْعِ والأَصْلِ

قال ابن بري: أَكثر أَهل اللغة على أَنه مُخَضْرِمٌ، بكسر الراء، لأَن

الجاهلية لما دخلوا في الإسلام خَضْرَمُوا آذان إبلهم ليكون علامة

لإسلامهم إن أُغِيرَ عليها أَو حُورِبوا. ويقال لمن أَدْرَكَ الجاهلية والإسلام:

مُخَضْرِمٌ، وأَما من قال مُخَضْرَمٌ، بفتح الراء، فتأويله عنده أَنه

قُطِعَ عن الكفر إلى الإسلام. وقال ابن خالويه: خَضْرَمَ خَلَّطَ، ومنه

المُخَضْرِمُ الذي أَدرك الجاهلية والإسلام.

ورجل مُخَضْرَمٌ: أَبوه أَبيض وهو أَسود. ورجل مُخَضْرَمٌ: ناقص

الحَسَبِ. وقيل: هو الذي ليس بكريم النسب. ورجل مُخَضْرَمُ النسب أَي دَعِيٌّ،

وقد يُتْرَكُ ذكر النسب فيقال: المُخَضْرَمُ الدَّعِيُّ، وقيل:

المُخَضْرَمُ في نسبه المختلط من أَطرافه، وقيل: هو الذي لا يعرف أَبواه، وقيل: هو

الذي ولدته السَّراري؛ وقوله:

فقلت: أَذاكَ السَّهمُ أَهْوَنُ وَقْعَةً

على الخُضْرِ، أَم كَفُّ الهَجينِ المُخَضْرَمِ؟

(* قوله «الخضر» هكذا في الأصل)

إنما هو أَحد هذه الأَشياء التي ذكرناها في الحَسَب والنسبِ. ولحم

مُخَضْرَم، بفتح الراء: لا يدرى أَمن ذكر هو أم من أُنثى. وطام مُخَضْرَمٌ:

حكاه ابن الأَعرابي ولم يفسره؛ قال ابن سيده: وعندي أَنه الذي ليس بحُلْوٍ

ولا مُرٍّ، وفي التهذيب: بين الثقيل والخفيف. وماء مُخَضْرَمٌ: غير

عَذْبٍ؛ عنه أَيضاً.

وماء خُضَرِمٌ؛ عن يعقوب: بين الحلو والمِلْحِ.والخُضَرِمُ، مثال

العُلَبِطِ: فَرْخُ الضَّبِّ يكون حِسْلاً ثم خُضَرِماً؛ قال ابن دريد: وهو

حِسْلٌ ثم مُطَبِّخٌ ثم خُضرِمٌ

ثم ضَبٌّ، ولم يذكر الغَيْداقَ وذكره أَبو زيد.

والخُضارِمةُ: قوم بالشام، وذلك أَن قوماً من العجم خرجوا في أَول

الإسلام فتفرقوا في بلاد العرب، فمن أَقام منهم بالبصرة فهم الأَساوِرَةُ، ومن

أَقام منهم بالكوفة فهو الأَحامِرةُ، ومن أَقام منهم بالشام فهم

الخَضارِمةُ، ومن أَقام منهم بالجَزيرة فهم الجَراجِمةُ، ومن أَقام منهم باليمن

فهم الأَبْناءُ، ومن أََقام منهم بالمَوْصِلِ فهم بالمَوْصِلِ فهم

الجَرامِقَةُ، والله أَعلم.

خضرم

Q. 1 خَضْرَمَ الأُذُنّ, inf. n. خَضْرَمَةٌ, He cut somewhat of the extremity of the ear of a camel, and left it dangling: or he cut the ear in halves: and you say also, خَضْرَمُوا نَعَمَهُمْ [They so cut the ears of their camels]: (TA:) or خَضْرَمَةٌ signifies the cutting one of the ears only. (JK.) b2: and خَضْرَمَ He mixed [a thing or things]: (IKh, TA:) [and so حَضْرَمَ, as is indicated in the K in art. حضرم, by an explanation of the inf. n.] b3: And خَضْرَمَةٌ signifies also The making a thing to be of an intermediate, or a middling, kind or quality. (TA.) Q. 2 تَخَضْرَمَ, said of butter [in the process of formation], It became dissundered, or separated [into clots], by reason of intense cold; and did not coalesce; as also تحصرم. (TA in art. حصرم.) خِضْرِمٌ A well having much water; (JK, K;) and so, [as some say,] a sea, or great river; but its application as an epithet to a sea, or great river, is disallowed by As: (S:) or a great sea: (K:) accord. to some, so called because of its greenness; and if so, the م is augmentative: (MF:) or water copious and wide in the utmost degree: (Mz 49th نوع:) and anything much in quantity, or copious, (S, K,) and wide, or ample: (S:) or it signifies also wide, or ample, (K,) applied to anything: (TA:) pl. خَضَارِمُ: (S:) and ↓ مُخَضْرَمٌ and ↓ خُضَارِمٌ, also, signify much in quantity, or copious, applied to water: (TA:) and خِضْرِمٌ is applied in this sense as an epithet to نَبِيذ. (S, *) TA.) b2: (tropical:) Bountiful, or munificent; (JK, K;) who gives many gifts: (S, K:) said to be likened to the sea, or great river, to which this epithet is applied; though As disallowed its application to a sea, or great river: (S:) or likened to the well to which the same epithet is applied: (JK:) and a forbearing, or clement, lord, or chief; as also ↓ خُضَارِمٌ: pl. خَضَارِمُ and خَضَارِمَةٌ and خِضْرِمُونَ: all applied peculiarly to men: (K:) not to women. (TK.) خُضَرِمٌ Sweet water: or water between sweet and bitter: (K:) on the authority of Yaakoob. (TA.) A2: The young of the [kind of lizard called]

ضَبّ: (S, K:) accord. to IDrd, in its first stage it is called حِسْلٌ; [after which he should have said, then, غَيْدَاقٌ;] then it is called مُطَبِّخٌ [q. v.]; then, خُضَرِمٌ; and then, ضَبٌّ: he does not mention the term غَيْدَاقٌ, but Az mentions it. (S.) خِضْرِمِىٌّ: see الخَضَارِمَةُ.

خُضَارِمٌ: see خِضْرِمٌ, in two places.

الخَضَارِمَةُ A certain people of the عَجَم [i. e. Persians], (S, K,) of the sons of Fáris, (S,) who went forth [from their country] in the beginning of El-Islám, and dwelt in Syria: (S, K:) i. e., those people who went forth at that period dispersed themselves in the countries of the Arabs; some of them settling in El-Basrah, and these are the أَسَاوِرَة; and some of them, in El-Koofeh, and these are the أَحَامِرَة; and some of them, in Syria, and they are the خَضَارِمَة; and some of them, in El-Jezeereh, and they are the جَرَاجِمَة; and some of them, in El-Yemen, and they are the أَبْنَآء; and some of them, in El-Mowsil, and they are the جَرَامِقَة: (S, TA:) the n. un. is ↓ خِضْرِمِىٌّ. (K.) مُخَضْرَمٌ [pass. part. n. of خَضْرَمَ]. You say نَاقَةٌ مُخَضْرَمَةٌ A she-camel having the extremity of her ear cut. (S, K.) And أُذُنٌ مُخَضْرَمَةٌ An ear cut. (Mz 49th نوع.) b2: Hence, as some say, (Mz ubi suprá,) A man, (K, Mz,) or a poet, (S, K,) who lived in the Time of Ignorance and in that of El-Islám; (S, K, and Mz ubi suprà) as though he were cut off from paganism to ElIslám; (Mz ubi suprà;) or from infidelity; (IB, TA;) as Lebeed, (S, K, and Mz 20th نوع,) and Hassán Ibn-Thábit, and Nábighah of the BenooJaadeh, and Aboo-Zubeyd, and 'Amr Ibn-Sha-s, and Ez-Zibrikán Ibn-Bedr, and 'Amr Ibn-MaadeeKerib, and Kaab Ibn-Zuheyr, and Maan Ibn-Ows: (Mz 20th نوع: [see also إِسْلَامِىٌّ, and شَاهِدٌ:]) or a person who passed half of his life in the Time of Ignorance, and half thereof in that of El-Islám: (K:) [I have generally found the word thus written;] but IB says that, accord. to most of the lexicologists, it is ↓ مُخَضْرِمٌ, with kesr to the ر; for the pagans, when they became Muslims, cut somewhat of the extremities of the ears of their camels (خَضْرَمُوا آذَانَ إِبِلِهِمْ) as a sign of their being Muslims in case of their being attacked and plundered, or their being made war with; (IB, TA;) and this they were ordered to do in a manner different from that of the pagans: (TA:) accord. to some, the epithet applied to a poet of the class above mentioned is محضرم, with the unpointed ح, [i. e. مُحَضْرِمٌ,] from الحَضْرَمَةٌ signifying الخَلْطُ, [like الخَضْرَمَةُ, as shown above,] because of his mixing paganism with El-Islám: (Mz 49th نوع:) or مُحَضْرَمٌ: (K in art. حضرم:) and in like manner IKh explains the epithet ↓ مُخَضْرِمٌ. (TA.) b3: Also A black man whose father is white. (IKh, K. *) b4: and Deficient in respect of الحَسَب; (K;) meaning not of generous parentage. (TA.) b5: And One whose origin is suspected; or who claims for his father one who is not: (K:) and so مُخَضْرَمُ النَّسَبِ: (S, TA:) or مُخَضْرَمٌ فِى نَسَبِهِ means of mixed parentage. (TA.) One whose father is unknown: [or, app., accord. to the TA, whose parents are unknown:] or one sprung from [a succession of] concubines. (K.) b6: Uncircumcised. (K.) And, with ة, applied to a woman, Circumcised: (S, K:) or, as some say, cut, by a mistake of the woman operating, in a place not that of circumcision. (TA.) b7: Flesh-meat such that one knows not whether it be from a male or a female. (S, K.) b8: Accord. to IAar, who does not explain it, (ISd, TA,) it is applied also to food, (ISd, K,) ISd thinks (TA) as meaning Insipid; (ISd, K;) neither sweet nor bitter. (ISd.) b9: And Water between heavy and light: (T, K, TA:) or not sweet. (TA.) b10: See also خِضْرِمٌ.

مُخَضْرِمٌ: see مُخَضْرَمٌ, in two places.

مُتَخَضْرِمٌ, applied to butter, [as also مُتَحَصْرِمٌ and مُحَصْرَمٌ,] Dissundered, or separated [into clots]; not coalescing; by reason of cold. (K. [See Q. 2.])

حَيا 

حَيا وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام فِي التَّحِيَّات لله. قَالَ عَبْد الله: كُنَّا إِذا صيلنا خلف رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم قُلْنَا: السَّلَام على الله السَّلَام على فلَان [السَّلَام على فلَان -] / فَقَالَ لنا: قُولُوا: 13 / الف التَّحِيَّات لله والصلوات والطيبات السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِيّ وَرَحْمَة اللَّه وَبَرَكَاته - إِلَى آخر التَّشَهُّد فَإِنَّكُم إِذا قُلْتُمْ ذَلِك فقد سلمتم على كل عَبْد صَالح فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض. قَالَ أَبُو عَمْرو: والتَّحِيَّة الْملك قَالَ عَمْرو بن معديكرب:

[الوافر]

اسَيّرِهُا إِلَى النُّعْمانِ حَتَّى ... أُنِيخ على تحيته بجندي يَعْنِي [على -] ملكه وَأنْشد لزهير بن جناب الْكَلْبِيّ: [الْكَامِل]

وَلَكلُّمَا نَالَ الْفَتى ... قد نِلْتُه إِلَّا التَّحِيَّة

يَعْنِي الْملك. [قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ -] : والتحية فِي غير هَذَا الْموضع السَّلَام.
حَيا وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: إِن مِمَّا أدْرك النَّاس من كَلَام النُّبُوَّة [الأولى -] إِذا لم تَسْتَحي فَاصْنَعْ مَا شِئْت. قَالَ جرير: مَعْنَاهُ أَن يُرِيد الرجل أَن يعْمل الْخَيْر فيدعه حَيَاء من النَّاس كَأَنَّهُ يخَاف مَذْهَب الرِّيَاء يَقُول: فَلَا يمنعك الْحيَاء من الْمُضِيّ لما أردْت قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَالَّذِي ذهب إِلَيْهِ جرير معنى صَحِيح فِي مذْهبه وَهُوَ شَبيه بِالْحَدِيثِ الآخر: إِذا جَاءَك الشَّيْطَان وأنتَ تُصلّي فَقَالَ: إِنَّك تُرائي فزدها طولا. وَكَذَلِكَ قَول الْحسن: مَا أحد أَرَادَ شَيْئا من الْخَيْر إِلَّا سَار فِي قلبه سورتان فَإِذا كَانَت الأولى مِنْهُمَا لله فَلَا تهيدنه الْآخِرَة وَفِي هَذَا أَحَادِيث وَالْمعْنَى فِيهِ قَائِم وَلَكِن الحَدِيث الأول لَيْسَ يَجِيء سِيَاقه وَلَا لَفظه على هَذَا التَّفْسِير وَلَا على هَذَا يحملهُ النَّاس [و -] إِنَّمَا وَجهه عِنْدِي أَنه أَرَادَ بقوله: إِذا لم تَسْتَحي فَاصْنَعْ مَا شِئْت إِنَّمَا هُوَ من لم يستحي صنع مَا شَاءَ على جِهَة الذَّم لترك الْحيَاء وَلم يرد بقوله: فَاصْنَعْ مَا شِئْت أَن يَأْمُرهُ بذلك أمرا وَهَذَا جَائِز فِي كَلَام الْعَرَب أَن يقولك افْعَل كَذَا وَكَذَا وَلَيْسَ يَأْمُرهُ وَلكنه أَمر بِمَعْنى الْخَبَر ألم تسمع حَدِيث النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلَام: من كذب عليّ مُتَعَمدا فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار لَيْسَ وَجهه أَنه أمره بذلك هَذَا مَا لَا يكون إِنَّمَا مَعْنَاهُ: من كذب عليّ مُتَعَمدا تبوأ مَقْعَده من النَّار [أَي -] كَانَ لَهُ مقْعد من النَّار إِنَّمَا هِيَ لَفْظَة أَمر على معنى الْخَبَر وَتَأْويل الْجَزَاء وَإِنَّمَا يُرَاد من الحَدِيث أَنه يحث على الْحيَاء وَيَأْمُر بِهِ ويعيب تَركه.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.